التورية موضوعا وحكما

م2017 ـ هـ 1438

منشورات:الثقافية التقى مؤسسة

الأشرف النجف7810001902 00964 m-alshirazi.com

2

كتب أخرى للمؤلف

المحرمة المكاسب فقه 4

رسالة في التورية موضوعا وحكما

لأبحاث تقريراالشيرازي الحسيني مرتضى السيد

المقرر:الكاظمي زيد الشيخ

3

التورية موضوعا وحكما 4

5 كتب أخرى للمؤلف

التورية موضوعا وحكما 6

كتب أخرى للمؤلف

الثقافية التقى مؤسسة كلمةبسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصــلى اللــه على محمــدواله الطاهرين.

بين يدي القــارئ الكــريم أبحــاث الســيد مرتضــى الحســيني الشــيرازي في المكاســب المحرمــة مبحث

ـــ1434)التورية موضــوعا وحكمــا( للســنة الدراســية هجريــة، ألقاهــا في الحــوزة العلميــة المباركــة1435

في النجف الأشرف، وقد كــانت هــذه الأبحــاث ضــمن ــرا مبحث مستثنيات الكذب من الحرمة، و أفردت نظ لأهميتها وتشعب مواضــيعها، مــا كــان الأنســب بحالهــا ذلك، وقد قام بتقريرها فضيلة الشــيخ زيــد الكــاظمي وفقه الله تعالى، وإذ تشــكر مؤسســة التقى الثقافيــة جهود سماحة الشيخ في كتابــة التقريــر ومســتلزماته، وتثمن أتعابه فلله دره وعليه أجره، تشكر بقية الأخوة المساهمين في إعداد الكتــاب، ســيما الفقيــد السـعيد

، الــذي أولىالسيد محمد جواد الحسيني الشــيرازي ــة ــف الكتب العلمي ــة مل ــاملا لإدارة ومتابع ــا ك اهتمام لوالده من بــدوه إلى ختمــه، حــتى اللحظــات الأخــيرة

من عمره ، فرحمة الله الواسعة على روحه.الثقافية التقى مؤسسة

الأغر الغدير عيد المباركة النبوية للهجرة1437الحرام/ الحجة / ذو18

الأشرف النجف

7

التورية موضوعا وحكما

التورية وحكما موضوعا: أربعةالكلام في التورية، ويقع في محاور

تعريف التورية وأقسامها.الأول: المحور تعريف الصدق والكذب.الثاني: المحور أو لا؟ هل التورية كذب موضوعا:الثالث المحور

ن الأصــل الأولي فيهــاإ فــ،فلو كانت التورية كــذبا وجـود عن ثم بعـد ذلـك لا بـد من البحث،هـو الحرمة

.الدليل لإخراجها من دائرة الحرمة ن الأصــل هــوإ فــ،نها ليســت بكــذبأ ب:أما لو قلنا

بــد للطــرف الآخــر الحلية، فلو أريد إثبات حرمتهــا فلامن إقامة الدليل.

نــه قــدإ ف، أن التورية ليســت بكــذب:فرضلو ثم يقال بحرمتها؛ لانطبــاق عنــوانين آخــرين عليهــا: الأول هو الإغراء بالجهــل، والثــاني هــو الغش والتــدليس؛ إذ

أي أن، ستر المراد بمــا يفهم منــه غــيره:التورية هي تريــد خلاف ظــاهر الكلام مــع قصــد أن يفهم الســامع

ــاهر ــدليس والغش، وغش، (1)الظ ــداع والت ــا الخ ففيهخداعه حرام. المؤمن وإغراؤه بالجهل و

للتوريــة حــتى بنــاء الأدلة المجــوزة :الرابع المحــورعلى كونها كذبا.

أ ب:سلمنا لو بــد من فلا،ن التورية كــذب موضــوعاــدقيق التعريف )?( ســيأتي1 ــإذن للتورية ال ما حسب تعــالى الله ب

نراه.

8

كتب أخرى للمؤلفــا، على تجويزها الدالةبحث الأدلة ــتند إليه ــتي اس وال

ــات وغيرها ــهور من الروايـ ــلم من،المشـ ــل تسـ وهـ وسيأتي بحثها إن شاء الله تعالى.؟المناقشات أو لا

أنالتوريــة؛ فإما إن الذي يقــول بحليــة والحاصل:ــتثناء ــروج الموضـــوعي أو إلى الاسـ ــتند إلى الخـ يسـ

الحكمي.

البحث محاور في الكلام تفصيل

التورية تعريفالأول: محورالــد من ــق ولا ب معناهــا وحــدودها وأقســامها، تحقي

نــه ومنإ؛ ف وتعريفه الكــذبإضافة إلى تحقيق معــنىــا يتضح ــ ــل هي أ :خلال تعريفهم ــ ــة ه ــ أخصن التوري

ــذب أو مطلقا ــ ــا مباينةأ من الك ــ والخلاف في كلا،نه تعريفــات متعــددةون اللغويــ، وقــد ذكرالأمرين شديد

فصلنا الكلام عنها في كتــاب فقـه المعــاريض،للتوريةــف الشــيخ ــا على تعري ــة، وســوف نقتصــر هن والتوري

وتكــون وهــو الــذي ســيكون محــور بحثنــا، الأنصاري بمــا يتضــمن الكثــير ممــا لم على ضــوئهالمناقشة

بإذن الله تعالى.نتطرق له هنالك

للتورية الشيخ تعريف أن يريـد بلفـظ) في تعريف التورية: قال الشيخ

وقصـــد من إلقائـــه أن يفهم،معـــنى مطابقـــا للواقع ممــا هــو ظــاهر فيــه عنــد،المخاطب منــه خلاف ذلك

انتهى.(1)(مطلق المخاطب أو المخاطب الخاصــارة إن هنــاك تخالفــا في التوريــة بينأخــرى: وبعب

.17 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1

9

التورية موضوعا وحكما

ــتعمالية (1)الإرادة ــار ـ الاس ــد إخط ــتي تفي وال المعنى في ذهن السامع العالم بالوضــع بمجــرد إلقــاء

ــظ بنفسه ــده اللف ــا يفي ــظ أي م ــاللف وبين الإرادة، ـ راده المتكلم حقــا في مكنونــه من كلامــهأالجدية وما

فهـــل الملاك في الصـــدق،وراء الإرادة الاســـتعمالية وهــل الإرادة الاســتعمالية أو الجديــة؟ :والكــذب هو

لا؟ في الكذب أو ـ مع لحاظ ذلك ـالتورية تندرج )ـكـمــاـ لــوـ قـلـتـ:ـ للـتـورـيــة بـقـولـهـوـقـدـ مـثـلـ اـلشـيـخـ

فـيـ مـقـاـمـ إـنـكـاـرـ ماـ قـلـتـهـ فـيـ حـقـ أـحــدـ: "ـعـلـمـ اـلـلــهـ مــاـــه"ـ ــ ــولـةـ،ـ وـفـهـمـ،ـقـلـت ــ ــاـ"ـ اـلـموـص ــ ــة "ـم ــ وـأـرـدـت بـكـلـم

اـلـمخــاـطـبـ اـلنـافـيــة،ـ وـكـمــاـ لــوـ اـســتـأـذـن رـجــلـ باـلـبــابـ فـقـاـلـ اـلـخـاـدـمـ لـهـ:ـ "مـاـ هـوـ هـاـ هـنــا"ـ وـأـشــاـرـ إـلـىـ مـوضــعـــاـ أـكـلـتـ ــومـ م ــو قـلـتـ:ـ "اـلي ــاـ ل ــبـيـتـ،ـ وـكـم ــالـ فـيـ اـل خــةـ اـلـصــلـاةـ، إـلـىـ اـلـخـبـزـ"،ـ تعـنـيـ بذـلـكـ حـالـةـ اـلـنـوـمـ أـوـ حـاـل

ن اـلمــرـاـدـ اـلـجــدـيـ لـلـخــاـدـمـ مـطــاـبقـإـ فــ،ـ(ـ2)ـغــيـرـ ذـلــكـ(ـــ(ـ 3)ـ ـــ أـيـ اـلـمــنـزـلـماـ اـلـمـرـاـدـ اـلاســتـعـمـالـيـ لـهـأـلـلـواـقـعـ،ـ ـ

نهـ غـيـرـ مـطـاـبقـ لـلـوـاـقــعـ، وـكــذـلكـ مــرـاـدـهـ اـلـجــدـيـ مـنإـفـــوـلةـ ــاـ(ـ اـلـموـص ــاـ(ـ،)ـم ــاـ )ـم ــه عـرـف ــاهـمـ مـن لكـنـ اـلـمتـف

ن اـلمــرـاـدـ اـلاســتـعـماـلـيـ لــــ)ـمــا أـكـلـتـأـ كـمــاـ ،اـلـنـاـفـيـةــاـلنـفـيـأـ ،ـاـلـخـبـزـ(ـ هـوـ اـلـنـفـيـ اـلـمطـلـقـ ماـ اـلـمـرـاـدـ اـلـجـدـيـ ف

.ـفـيـ حـاـلـةـ خـاـصـةـ

ش:::موله : ع:::دم الش:::يخ تعريف مناقشة

الاستعمالية. الدلالة فقل أو(?)1.17 ص2المكاسب: ج كتاب(?)2 )هنــا( وبقرينة الإشــارة اسم باعتبار الكلام، من الظاهر وهو (?)3

السؤال.

10

كتب أخرى للمؤلفللتورية الأخرى الثلاثة للأصناف للتوريــة غــير ن تعريــف الشــيخأ ب:يقــال قد ولكن

لقصوره عن شمول أصناف ثلاثـة أخـرى للتوريـة؛تام:(1)فهو تعريف بالأخص

فس::تر اللفظ أجمل لو ما:الأول الص::نف(2)به الواقع

ليســتر الواقــع؛وهو ما لــو أجمــل المتكلم اللفظ.بإجماله أو إبهامه

فقد لا يكون قاصــدا لمعــنى:وهذا على قسمين المعــاني، وقد يكون قاصــدا أحــد ،من المعاني بالمرةــام ــل المق ــاهر للفظففي مث ــه مجملا أو ـ لا ظ لكون

نــه أراد أن يفهم ظــاهره ليســترأ ب: كي يقــال ـــمبهما،مــراده الــواقعي إذا قصــد أن، كمن قــال: رأيت عينــا

هل رأيت الركبة أو النبع: سألهمنيجمل ما رآه على ، فأجابه بذلكـ، وكلها تسمى بالعين ـأو الذهب

ــات الســامع إلى اشــتراك العين بين ــه بالتف ــع علم مــيرة ــاني كث ــال،مع ــامع واحتم ــه الس ــه أو علم أو ظن

بإرادته التهرب من الجواب بذلك.ــل أو المتكلمنه قد يلقيإ والحاصل: اللفظ المجم

ــه ــتره عن ــع فيس ــتى لا يفهم الواق ــامع ح المبهم للس نــهإبالإجمال، وعبارة الشيخ لا تشمل هذه الصــورة؛ ف

ــة قي ــد التوري ــق ــد مطل ــه عن ــاهر في ــو ظ ــا ه ــ)مم بـ مما لا يشمل صورة الخاص(،المخاطب أو المخاطب ــد قصــد،لإجماله أو إبهامهعدم وجود ظهور للفظ وق

الأنــواع يشــمل نأ دون من للتورية الأربعة الأصناف أحد )?( وهو1الأخرى. الثلاثة

بالإجمال. أي(?)2

11

التورية موضوعا وحكما

منه ستر الواقع على السامع بذلك.ــ:القـــول ويمكن ــابهات منأ ب ــير من المتش ن الكث

تنــدرج في هــذا الشــريفة والروايــات الكريمةالآيــات القسم، ومن ذلك أوائــل الســور والأحــرف المقطعــة

ــا ذات، مجملة بلا شكالكريم، فإنهافي القران ولكنهــدال،معنى أو معاني بالضرورة وقد سترت بإجمال ال

ــاس:(1) من أهمها؛ وذلك لحكم عديدة،عليها إرجاع الن في تبيين القرآن الكريم وتفهيمــه إلى الوســائط بينــه

وأهــل بيتهأعظم وهم الرســول ال،تعالى وبين خلقهــ؛ الكــرام ــبيت إ ف ــذي فيهن أهــل ال وهم، أدرى بال

. فتأمل،قرآن الكريمللعدل وصنو الظ::::اهر قصد لو ما:الث::::اني الص::::نف

الباطن بالظاهر فستر والباطن أي:،وهـــو مـــا لـــو قصـــد المتكلم كلا المعنـــيين

.الظاهر والباطنــول ــ:ويمكن الق ــرانأ ب ــون في الق ن بحث البط

ن اللــهإالكريم ينــدرج في هــذا النــوع من التوريــة؛ فــ ــ بحكمتهـ ولكنه ،تعالى قد أراد الظاهر والباطن معا ـ

ن الانشغال بالظاهر كثيرا مــاإ ف؛ستر الباطن بالظاهر . فتأمل،يكون حجابا عن فهم الباطن

بحكمته قد جعل الظاهر ساترا تعالىاللهكما أن للباطن أو غير حاك عنه في المتفاهم العرفي؛ لتأكيــد

ــالى محورية دور النبي وآله :(2) في الأمة وقد قال تعل إليهم اس ما نز ن للن .(3)وأنزلنا إليك الذكر لتبيالإطلاق. على أهمها )?( أو1.44النحل: سورة (?)2 بمعارض المبتلى الظاهر والآخر البطون قسميه أحد والتبيين)?( 3

12

كتب أخرى للمؤلفإ والحاصل: لكنهــا ســترت،ن البطون مــرادة أيضــا

ن يــراد إفهــام خلافهــا،أ من دون ،بــالظواهر المــرادةــمله ،(1)وهذا نوع آخر من أنواع التورية وهو مما لا يش

ــف الشــيخ ن المتكلم قصــدإ :؛ إذ ظــاهر كلامه تعري . ظاهر الكلامإفهام السامع خلاف

الظ::::اهر قصد لو ما:الث::::الث الص::::نفبه وستره

وهــو من التوريــة،كما لا يشمل تعريفه نوعــا آخر عكس الصــورة المعهــودة من التوريــة، وهــو أن يريــد المتكلم الظاهر ويقصد أن يفهم الســامع منــه خلافــه،

ــهأ رضوان الله تعالى عليهكما فيما نقل عن أبي ذر ن في كيس كبير على ظهــره عنــدماحمل رسول الله

ــه ليخرجــه عن ــل الرســول ومضــى ب ــار قت أراد الكف منطقة الخطر، وعندما وصل إلى نقطــة حراســة لهم

ــه ــال: احمــل رســول الل ــاذا تحمــل؟ فق ،ســألوه م نــه شــيء آخــرأفوجدوا في جوابه الملاطفة، فقطعوا

فتركوه يمضي لسبيله. هنــا رضــوان اللــه تعــالى عليهفقــد ســتر أبــو ذر

ولكنــه، (2) فكــان مــراده هــو الظــاهر،بالظاهر الباطن نأأوهمهم بظاهر كلامه أن المراد غــير الظــاهر، مــع

. في كلامه إذ كان صادقا؛المراد هو الظاهر نفسه.منفصل مقيد وأ منفصل مخصص وأ

اختفى هو من من: يا قيل ما المقـــام نظـــير في )?( ويوضـــحه1ــارة الشــيء نإظهوره, ف في الباطن الظاهر نوره لفرط يخفى ت

ونورانيته قوته لشدة يختفي أخرى تارة ولكن لضعفه الأعيان عنــه، ــريب وعظمت ــذهن وللتق ــمس نمثل ،لل يمكن لا نهإ حيث بالش

وأشعتها. ضوئها وقوة نورانيتها لشدة بها التحديقأراده. بل فيه ظاهر هو ما خلاف يرد فلم(?)2

13

التورية موضوعا وحكما

إن مــراده الاســتعمالي والجــدي وهــو:والحاصلــا رسول الله كونه حاملا ، قد تطابقا وبهم

ستر مراده. ــف ــة أخــرى لم يشــملها تعري ــذه أقســام ثلاث فه الشيخ للتورية، ومع القسم الذي ذكــره الشــيخ تكــون

نهــا هــل هيأ والبحث يقع فيها جميعا ب، أربعةالأقسام(1)؟و لاأكذب

في ش::رطين الأعلام من ع::دد اش::تراطالتوري:ة صدق

وقد اشــترط عــدد من الأعلام في صــدق التوريــة في وسنعتمد على عبارة الســيد الروحــاني،شرطين

في ونظــير ذلــك مــا ذكــره الســيد القمي،بحث ذلك. وآخرون،مباني المنهاج

في اللفظ ظه::ور ع::دمالأول: الش::رطالمتكلم مراد: قال في فقه الصادق غير ما مر:يعتبر في صدق التورية أمران آخران)

ن يكــون اللفــظ بحســب المتفــاهم العــرفيأ أحدهما: في غــير مــا ظاهرا[وهذا هو الظهور النوعي]العادي

فلــو كــان ظــاهرا فيــه لكن المخــاطب،أراده المتكلمالتوريــة(لقصور فهمه لم يلتفت إليه لم يكن ذلك من

انتهى.(2) وقد خفي يكون الظاهر مقصوداألا أخرى: وبعبارة

وقــد فلو كان الظاهر مقصــودا، ماعلى السامع لجهة بعض في الأول، المحـــور من المبحث لهـــذا تتمة وســـتأتي (?)1

أقسام(. أربعة على الثالث: التورية الأمر) كـ القادمة المباحث.429 ص شرح14: ج الصادق فقه(?)2

14

كتب أخرى للمؤلف كمــا لــو كــان،خفي على الســامع لجهــة من الجهــات

فلم يفهم ظــاهر، السامع بليدا أو كان قد تشتت ذهنهــدق علفكلام المتكلم، ــالو ، التوريةى ذلكلا تص لا يق

ــذ: ــد ورى بكلامهإ حينئ ــد،ن المتكلم ق ــو أح ــذا ه وه مــا لــو ســتروهــو الأول منهــا وهــو: ،الأقســام الأربعةالظاهر بالظاهر.

من هو بلالأول: الش:::رط في المناقشةقصدها لو التوريةــة أيضــا؛:الظاهر لكن إن هذا القسم هو من التوري

ــد مــا وراءأإذ التورية تعني ستر شيء بشيء، و ن تري وإن كان وراءه عند السامع دون النــوع، فــإذا،الشيء

تر بــهكنت ملتفتا بأنــك لــو قصــدت ظــاهر الكلام لســنك قد وريت.إمرادك ف

التورية بمشــتقاتها، كســائر المصــادرآخــر: وبتعبيرــرق بين أن ومشــتقاتها، ظــاهرة في القصــدية، ولا ف

و مربوطا بالقابلأيكون منشأ الستر مربوطا بالفاعل ــان قاصــرا ذهنيا ــو ك ــا ل ــد ســتر المتكلمإ، فكم ــه ق ن

ن الســتر ينطبــقإ فــ؛ فتــدبر،المقصــود بظــاهر اللفظــه بالحمــل الشــائع الصــناعي نــهأ ولا دليــل على ،عليــ ولعله النوع، لدى يشترط في الستر أن يكون سترا ـ

ـدام ظله لكن الظــاهر، يرى الستر نوعيــا لا شخصــيا الشخصية لا النوعية. ،ن المدار في صدق العناوينأ

نوعية: إن الستر والتورية على قسمينوالحاصل:ــذه وشخصية، فلو أراد المتكلم خلاف ظاهر اللفظ فه

ما لو أراد ظــاهر اللفــظ وهــو يعلم أنأتورية نوعية، و فــإن،الســامع غافــل ولا التفــات لديــه لهــذا الظــاهر

ــية ــذ شخصـ ــة حينئـ ــتتر ؛ التوريـ ــراد مسـ عنلأن المـ

15

التورية موضوعا وحكما

، ومنكشف لدى النوع بظــاهر اللفظ، السامعخصوص هــذاالشــخص، ويتجلىى وســتر عن ذلــك نه قد ورإف

ن الإرادة هيإ؛ فــ خاصة على مبنى السيد الروحـاني ...) المـدار لديـه في الصـدق والكـذب قـال:

ــراد ــة م ــدم مطابق ــو ع ــذب ه ــر أن الك ــذلك يظه وب.(1)(المتكلم للواقع

وفي هذه الصورة من التورية نســأل: هــل طــابقــع أو لا؟ الجــواب: نعم ثم. فهــو صــدق!المــراد الواق

نســأل: وهــل ســتره عنــه قاصــدا ســتره عنــه لعلمــه. فتأملإذا،فهي تورية ! نعم:بقصوره؟ الجواب

ــاه ــا تبنين ــر على م ــذلك الأم ــاإ ف؛وك ــه وإن أدرن نـدـنا الإرادة ،الصدق والكذب مدار ظاهر اللفظ وقد حي

ــرضأإلا ــرادإ :ن الف ــو الم ــظ ه ــاهر اللف ــو،ن ظ وه لأنـه ســتر؛نـه توريةإ ثم ،مطــابق للواقــع فهــو صــدق

ــو،بالظاهر الظاهر ولو عن خصوص هذا الشــخص فه.بلحاظه ستر وتورية

ن يبحث عنــهأوهذا الشرط الأول هــو الــذي ينبغي أي في القسم الأول من أقسام التوريــة، ونضــيف،ههنا

ما ذكره من الشرط الثاني رعاية لوحدة نسق الكلام.

في مص::ححة علاقة وجودالثاني: الشرط كذب فهي وإلا التورية صدق

: آخــر في صــدق التوريــة وهو أمــرا كما اشترط أن تكون هنــاك علاقــة مصــححة بين الظــاهر والواقــع

وإلا ســيكون كــذبا، المــراد الــذي كــان خلاف الظــاهر. (2)وليس بتورية

.428ص شرح14: ج الصادق فقه(?)1 فأجاب الدار في والده وجود عن سئل عندما الابن مثال ففي (?)2

16

كتب أخرى للمؤلف من(1)وثانيهما أن تكون إرادة ذلــك المعــنى) :قال

فلــو كــان،ن كان بينهمــا علاقةأ ب؛ذلك اللفظ صحيحة : لواستعماله فيه غير صحيح لما كان من التورية، مثلا

درهما وقــد أراد به ، خمســين درهماقال أعطيت زيدا كـان ذلـك من،عطــاه في الواقــع درهماأ وقــد واحــدا

.انتهى(2)(الكذب لا من التورية :حهويوض ، فقال رأيت أســدا،ما لو رأى أحدنا فيلا

لعــدم وجــود؛نــه كــذبإ ف، الأسد الفيلومقصوده من ،و لعدم قصـدهاأالعلاقة المصححة بين الأسد والفيل،

أ ومقصــوده ،كذلك لو قال: رأيت جــدارا نــه رأى نهــرا . فالكلام هو الكلام بعينه،مثلا

بما لــو قــال شــخص: أعطيت وقد مثل السيد ــة، فإن، واحدا وقصد درهماخمسين درهما ه ليس توري

نإفــ، العلاقــة المصــححةلفقــدانحرام؛ كذببل هو ليســت ـــ وهي إحــدى العلائــق ـــعلاقة الجــزء والكل

إذ يشــترط فيهــا التناســب ولاتصــورة في المثــال؛بم وكــذا،واحدالدرهم الــ و درهمان الخمســينتناســب بي

الكلام عن باقي العلائق. التورية أنالث::اني: الشرط في المناقشة

بالعلاقة لا بالقرينة او ب:::::::::::الإرادة منوطةةالمصحح

ن التورية صــادقة حــتىـ: إولكن قد يناقش ذلك بــة ــة علاق ــراد أي ــنى الم ــظ والمع ــو لم يكن بين اللف ل

علاقة هي العلاقة نإفــ خــاص، لمكــان ومؤشــرا قاصــدا هنا ليسالدار. جزء إلى بشير نهإ إذ والجزء الكل

.له المقصود الواقع أي ـ المضمر ـ (?)1.429 ص شرح14: ج الصادق فقه(?)2

17

التورية موضوعا وحكما

مبــنى:وترابــط مصــحح، وذلــك على كلا المبنــيين أي. ومبنى المشهور، تبعا للشيخ السيد بـــ:ف الكــذب لأنه عرـــ ف: ما على مبنى الســيدأ

، ولكن المتكلم( مطابقــة مــراد المتكلم للواقع)عــدم هــو الواحــد وقــدهنا كان مراده من الخمســين درهما

طابق مراده الواقع، فبحسب تعريفه فــإن هــذا الكلام نأنه لا تنافي بين التعريف والاشتراط بإصدق، وفيه:

. (1) فتأمل،ف ثم يشترطيعر مع ضميمة ما ذكرناهـ :ما على مبنى المشهورأو

ــدق: منسيأتي فيتضح مما ـ أن المشهور عرفوا الص بمطابقة ظاهر القــول للواقــع والكــذب بخلافــه، وقــد

أن المتكلم إن أقام قرينة نوعية انعقد الظهــور:ذكرنا الثانوي، وإن أقام قرينه خفية انعقد الظهور الواقعي،

، ومقصوده رأيت نهرا(رأيت جدارا)فمن قال: وحينئذ ن أقام قرينة نوعية فكلامه صادق، وكذلك الحال لوإف

ــك ــية؛ وذل ــة شخص ــام قرين ــواقعيأأق ــور ال ن الظه وقــد طــابق هــذا،الثبوتي قد تغــير بالقرينــة المتصــلة

ــهالظهور الثانوي الواقع، نعم لو يقم قرينة أبدا فكلامكذب.

وهــو مبــنىـــوفي المقام: كل من ظاهر القــول ــ، المشــهور ــومــراد المتكلم ـ ــنى الشــيخـ وهــو مب

كلاهما قــد طــابق الواقــع فيـ، (2) والسيد الروحاني هذا القسم، وعليــه فالتوريــة من هــذا القســم ليســت

.بكذب مطلقا

الكلام لكــون مــوجب المصححة العلاقة عدم نإمنها: لوجوه(?)1 ـ، للكـــذب تعريفه حسب ــــ الكـــذب من أعم والغلط غلطـــانفسه. التعريف في تؤخذ نأ ولابد القيود نأومنها:

كلامه. آخر )?( في2

18

كتب أخرى للمؤلفوالكذب الصدق الثاني: تعريف المحور

(1)الكذب و الصدق حقيقة في الآراء اختلف القــوم في تعريــف الكــذب والصــدق على

ما اختــاره: منها: ما ذهب إليه المشهور، ومنها،(2)آراءــدا في (3) الشــيخ الأنصــاري حيث ابتكــر معــنى جدي

وتبعه عليه ثلــة من الأعلام كــالمحقق،قبال المشهور والســيد الروحــاني(5) والســيد الخــوئي(4) الايرواني

(6)ومنها غير ذلك. ، وآخرون

للواقع القول مطابقة.1 إن الصدق عبارة عن مطابقــة ظــاهرالأول: الرأي

،ته لهطابقموالكذب عدم ، القول للواقع ونفس الأمر وقــد ارتــأى الســيد الوالد،وهــذا هــو رأي المشــهور

ــة هــذا التعريــف ووضــوح هل ولكن ،هوآخــرون عرفي!المراد من )ظاهر القول( ظهوره الأولي أو الثانوي؟

.سيأتي بإذن الله تعالى

الخارج من عمأ الواقعــذا التعريفملفتوال ــدار في: في هـ ــل المـ جعـ

:الصدق والكذب على الواقــع لا الخــارج؛ والوجــه فيه ن ظرف الواقع أوسع فيشمل الخــارج والــذهن، فلــوإ.مهمة تطبيقات وذو سيال ذاته حد في البحث هذا )?( و1 الكــــذب حرمة كتــــاب في ذلك عن الكلام بعض مضى وقد(?)2

هناك. تطرقت لم فوائد من فيها لما بحثه نعيدو ،ومستثنياته.18 ص2المكاسب: ج كتاب(?)3.39 ص1المكاسب: ج حاشية(?)4.398 ـ397 ص1الفقاهة: ج مصباح(?)5.124ص شرح2الفقاهة: ج منهاج(?)6

19

التورية موضوعا وحكما

إنــني الآن أفكــر في جبــل من ذهب أوأحــدهم:قــال وإلا،ن قوله لو طابق مــا في ذهنــه فصــدقإ ف،ياقوت!فكذب

ن الواقـــع أعم من الوجـــودات الأربـــعإ :والحاصل ن الواقع يشمل عــالم نفسإ :عكس الخارج، بل قيل

نه مجردا عن الوجــود، بنــاء على أصــالةإ : وفيه،الأمر فتدبر. ،الوجود، لا شيء محض

للاعتقاد القول مطابقة.2ــولالثاني: الرأي إن الصدق عبارة عن مطابقة الق

وهــذا مــا والكذب عدم مطابقتــه لــه،لاعتقاد المخبر، إذا جــاءك بقولــه تعــالى: مســتدلا (1)ذهب إليه النظــام

ك ه يعلم إن ه والل ول الل ــ ك لرسـ هد إن ــ ــالوا نشـ اـفقون قـ ــ المناـذبون ــ اـفقين لك ــ هد إن المن ــ ه يشـ وله والل ــ وحيث،(2)لرسـ

،اشتهر استدلاله وجوابه فلا، كمــا مضــى ســابقا أيضــاداعي للإطالة.

معا والاعتقاد للواقع القول مطابقة.3 إن الصدق عبارة عن مطابقة القولالثالث: الرأي

نإن طابقهمــا فصـــدق وإ، فـــللاعتقــاد والواقـــع معا فقط فهو أمرأحدهمان لم يطابق إ و،خالفهما فكذب

.(3)آخر

ك::ذبا الله على أفت::رىبالآي::ة: الاستدلالجنة به أم

هبقولــه تعــالى: عليــه اســتدل وقد ـرـى على الل أفت

.محله في عليه والنقض معروف قول هو القول وهذا?( )1.1المنافقون: سورة (?)2الجاحظ. إليه ذهب (?)3

20

كتب أخرى للمؤلفة الاستدلال به مبتن على: ووجه،(1)كذبا أم به جن

ــا ــالث، خلاف ــا ث إن الصــدق والكــذب ضــدان لهمــة ــا كالظلم ــالث لهم ــدان لا ث ــا ض ــود من أنهم للمعه والنور، وحينئذ يكــون وجــه الاســتدلال بالآيــة الكريمــة

قــدن الكفــار أو المشــركين قــالوا: إن النــبي هــو: إ ـــ وحاشــا لــهافترى على الله الكذب وهذا اتهــام أول

وهــذا هــوـــ وحاشــاه ـــ به )جنة( ن النبي إ، أو ذلك ـةهب فحيث ذكروا ، في كلامهمةالقسم الآخر للتهم جن

نــه ليس بكــذب عنــدهم،أ كقســيم للكــذب دل على ليس بصــادقن النبي الأكرم أوحيث كانوا يعتقدون ب

ــب فقــولهم ـ وحاشا له ذلك ـ ، ةه نــهأ يريــدون بــه جن فلا هو صادق ولا هو،نه ليس بصادقأقسيم الصادق و

.ـ بزعمهم ـكاذب بل هو مجنون ةـهــبــنـ إـوـاـلـخـلـاصـةـ:ـ نـ إـذـ؛ـ قـسـيـمـ لـلـكـذـبـ عـنـدـهـمـ جـجـعـلـوـهـ مـقـاـبـلـا لـــ ـذــبـاـ هـ كـ ىـ عـلـىـ اـلـلـ ـرــ وـهــوـ،ـ مـنـ جـهـةـأـفـتـ

رـضـفــقـسـيـمـ لـلـصـدـقـ عـنـدـهـمـ أـيـضــاـ مـنـ جـهــةـ أـخــرـىـ لـنـهـمـ لـا يــرـوـنـ اـلـنــبـيـ أـ نـأـ فــذـلـكـ دـلـيــلـ عـلـىـ ،ـ صــاـدـقـاـ

ــهـ،ـاـلـأقـسـاـمـ ثـلـاثـةـ ــذـبـ وـكـلـامـ مـنـ ب وـهـيـ:ـ اـلـصـدـقـ وـاـلـكةـ فـلـا هـوـ صـدـقـ وـلـا هـوـ كـذـبـ نـ .ـجـ

الثالث الرأي مناقشة :ولكن يرد عليه

مع نس:::بته تك:::ون قد القس:::يم إنأولا: (2)وجه من الآخر

.8سبأ: سورة (?)1ذاته. حد في سيال النفع عام بحث )?( وهذا2

21

التورية موضوعا وحكما

، بــللا يشــترط في القســيم أن يكــون مبايناإنــه يمكن أن تكون نسبته مــع القســيم الآخــر عمومــا من

لا يــدل على مضــادتهن كونــه قســيماإ فــ:وجه، ومعه في ـومباينته للقسيم الآخر كي يكون قسما ثالثا، بل

المتكلمنه يمكن أن يكونإ : نقول ـصغرى الاستدلالــة وكاذبا ــه جن ــ ب ــ وحاشــاهـ ــان ـ ة، فيجتمع ــه جن أو ب

صادقا.مع كونه ـ وحاشاه ـ أحــدهم ما لو بــاع : منها؛والأمثلة على ذلك كثيرة

ــك أم ــه ثم ســأله الآخــر: أبعت بيت اضــطررتأنكبيتــؤول في الواقــع إلىللــبيع؟ فإنــه ســؤال صــحيح ي

هل بعت الــبيت باختيــارك أم اضــطررتالسؤال عن: أي: بين الـــبيع ــــن النســـبة بينهماأإلى ذلـــك؟ مـــع

ــطرار هي من وجه ــه ـ،(1)والاض ــل بقول والأدق التمثي فتأمل. ، (2)أبعت بيتك مكرها أو مضطرا

ــل ومنها: ما لو غاب في سفر عن صديقه، فاحتم نه حصل على عمل ما، فعند رجوعــهأو أنه قد تزوج أ

من سفره يقال له: أ تزوجت أم انشــغلت بعمــل مــا؟ وهذا السؤال كــذلك ســؤال صــحيح؛ والقضــية ليســتــد ــزوج وق بمانعة للجمع، فيمكن أن يكون الرجل قد ت حصل على عمل ما أيضا، فيمكن اجتمــاع القســيمين،

ــعإفقد يقال: ن جوهر كلام بعض الكفار كان هو الجم نهم كــانوا يقولــون هــو مجنــون وهــوإبين الأمرين أي

والأصح ما سيأتي. ـ وحاشاه ـكاذب ــيماإذا ــيء قسـ ــل شـ ــدل على: فجعـ ــر لا يـ لآخـ

بــل إنمــا يكــون الأمــر كــذلك لــو ثبت منتطاردهمــا، يبيع )?( فقد1 المضــطر يكــون وقد مختارا، يبيع وقد مضطرا بائعــا

يكون وقد أو مشتريا أو مصالحا ذلك. غير أو مؤجراوجه. من العموم بينهما النسبة إذ(?)2

22

كتب أخرى للمؤلف وإلا فلا فلو كــانت،الخارج أن القضية منفصلة حقيقية

مانعة الخلو فــان ذلــك لا يــدل على التطــارد والتضــادالمطلق.

بالآيــة على أنالاســتدلال إنــه لا يصــح :والمتحصلــنالج ــا قســيما له ــدليل جعله ــذب ب ــاين للك ،ة هي مب

قول المجنون لا هو صدق ولا هو كذب.ليكون

عن إما الن::بي دع::وة نأ ثاني::ا: م::رادهملا أو ووعي قصد

قد قــالإن الكفار أرادوا القول بـ: إما أن النبي ما قال عن قصد، وهذا هو مرادهم من الشــطر الأول

ـ، فهــو كــاذبمن القضية أي: افــترى على اللــه كــذبا قال ما قال لا عن قصد بـل لأنـه لانه إ, أو ـوحاشاه

ــه و ــود اختلال في إدراك ــه لوج ــون إوعي ل ــه مجن ــن ـ ن كلامإ و،، فيكون كلامهم هــو حــول المنشأـوحاشاه

غير المطــابق للواقــع إنمــا هــو بســبب قصــده النبي ويدل على ذلك ـ، وحاشاه ـالكذب أو بسبب جنونه

ــذبىرتفأقوله تعالى: الظاهر في جعل الكلام والك. جنةه بأمعن قصد فيكون قسيمه هو

للواقع المراد المعنى مطابقة.4 وهذا هــو الظــاهر من عبــارة الشــيخالرابــع: الرأي الصــدقوالملاك في الآتية، وهو إن المدار الأنصاري

والكذب ليس ما ذكر في الآراء الثلاثة التي جامعها أن المــدار على ظهــور اللفــظ والقــول، بــل المــدار في

، أي(1)نظــره إنمــا هــو على الإرادة الجديــة للمتكلم ،المعنى المــراد للفــظ لا المعــنى الظــاهر فيــه اللفظ

.ذلك في عنه خذأ بعده جاء ومن للشيخ مبتكر رأي )?( وهذا1

23

التورية موضوعا وحكما

؛ إذ إن إرادتــهن التوريــة لا تكــون كــذباإ فــ:وبناء عليه ن الثمــرة فيأالجدية مطابقــة للواقــع، ومن الواضــح

تبني هذا الرأي أو سوابقه كبيرة جدا. :وعلى هذا الرأي في تعريف الكذب فـرع الشـيخ

.ن التورية ليست كذباإ ن التورية ليســتإأي ]ووجه ذلك ): قال الشيخ

وهــو المســتعمل فيــه(1)إن الخبر باعتبار معنــاه[ كذبا للواقع، وإنما فهم المخاطب من ليس مخالفا(2)كلامه

للواقــع لم يقصــده المتكلم من مخالفاكلامــه أمــرا. (3)(اللفظ

ــه ثم ذكر الشيخ رأي صاحب القوانين رحمهما اللمناقشا معه بقوله:

أن المعتــبر في اتصـاف" :(4)وذكــر بعض الأفاضل) الخبر بالصدق والكذب هو ما يفهم من ظــاهر الكلام لا

وأراد منه البليدما هو المراد منه، فلو قال رأيت حمارا ن لمإ و،من دون نصـب القرينـة فهـو متصـف بالكـذب

ن أراد اتصــاف الخــبرإفــ".. للواقعيكن المــراد مخالفا نـه دائـر مـدار موافقـة مـرادأ فقد تقــدم ،(5)في الواقع

لأنــه معــنى الخــبر والمقصــود؛المخبر ومخالفته للواقعمنه دون ظاهره الذي لم يقصد.

وإن أراد اتصافه عند الواصف، فهو حق مع فرضجهله بإرادة خلاف الظاهر.

باعتقـاد أن هــذا هــو مـرادــ حينئذ ـلكن توصيفه منه. المراد )?( أي1ــتعمالية، لا الجدية إرادته بحسب أي(?)2 ــ ــراده هو وذلك الاس ــ م

.الأفاضل بعض بكلام مقابلته بلحاظ خاصة كلامه كل حسب.18 ص2المكاسب: ج كتاب(?)3القوانين. صاحب هو به والمقصود(?)4 أي)?( 5 الأمر. نفس وفي ثبوتا

24

كتب أخرى للمؤلف المخبر ومقصوده، فيرجع الأمر إلى إناطة الاتصاف

بمـــراد المتكلم وإن كـــان الطريـــق إليـــه اعتقـــادانتهى.ـ (1)(المخاطب

ــاف( التوقف: الشيخ رد وحاصل عند كلمة )الاتص نه ما المــراد منهــا؟ فهــل المــراد هــو الاتصــاف فيأو

أو الاتصاف عند الواصف والســامع؟ وعلى كلا،الواقع: فالكلام ليس بتام؛التقديرين

لــو كــانإنــه من كلامه فتوضــيحه:الأول الشق أماــاف ثبوتا ــراد الاتص ــ: قلنا،(2) وفي الواقعالم ــذاأ ب ن ه

ــبر؛ إذإالاتصاف مرهون بالإرادة ف ن هذا هو معنى الخ ن الخبر هو أن تخــبر عن شــيء ومــداره هــوأكما بينا

.الإرادة الجدية

:الأول الشق في الشيخ كلام مناقشة

والإخبار الخبر بين الخلط حصول في شــق كلامــه الأول ولكن مــا ذكــره الشــيخ

مناقش فيه بما يظهر بالتدبر في كلمــة )الخــبر( حيث ن منشأ الاشتباه هو الخلط بين الخبر والإخبارإ :سبق

ومــاـ،ي المصــدر المجــرد ومصــدر بــاب الأفعــال أ ـــ هــو معــنى الإخبــار وليس معــنى اعتمد عليه الشــيخ

نإ فــ؛ متضمن فيــه القصد ـالحاكيـ الخبر؛ إذ الإخبار وأمـا، القصـديةــ ككــل الأفعـال ــظاهر باب الأفعال

. والمصدر فلا يتضمن القصد ـالحكاية ـ الخبر ــد ذلك ــير واع علىإ :ويؤك ــل غ ــو كتب طف ــه ل ن

الحائط: )زيد كــاتب( فهــذا خــبر والجملــة خبريــة دون

.19ـ18 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1.قليل. بعد ومناقشته كلامه من الثاني الشق )?( وسيأتي2

25

التورية موضوعا وحكما

ــار،شك ــه ليس بإخبـ ــع،(1) لكنـ ــه مـ ــده مقابلتـ ويؤكـ إذ تعرف الأشياء بأضدادها.(2)الإنشاء

الشيخ كلام على الإشكال وجه توضيحــيحو ــار،:ذلك توض ــاك أمــرين: الخــبر والإخب إن هن

،ن المصدر من المجــرد شــيءإوالفرق بينهما كبير؛ ف فعال المزيد فيه شــيء آخــر، ألا تــرى الفــرقإوباب ال

فإن الأول يتعلــق بحالتــه وصــفته،بين )علم( و)أعلم( أيـــ بينما الثاني ،بما هو هو مع قطع النظر عن الغير

، يتعلــق بـاطلاع الغــير على شــيء وإعلامـه بهـــم أعلــو قلت: ــال ل ــذا الح ــو(أعلم) و(إعلم)وك ــالأول ه ، ف

والثاني يتعلق بإعلامــه،خطاب موجه لنفس الشخص فــالأول،أخبر( و)أخبر()للآخر أمرا، وكذلك الحال في

ل بنفســك خــبرا والثــاني يعــني أخــبر بــه،معنــاه حصــ ومن تبعه قــد خلطــوا بين ن الشيخأ والظاهر ،الغير

المعنيين في المقام. ن مــا يهم الســامع عــادة هــوإويؤكــد مــا ســبق:

ــو قــال ــه والمتعلــق، فل : الســوقأحــدهمالمخــبر عنـ مفتحة ن الســامع يبحث عن كــون الســوقإ ف ـ،مثلا؛ أو مغلقامفتوحا ــه مثلا لأن غرضه يتعلق بالتسوق من

، نعم قــد ـــالســامع وهذا هو الغالب في مطلــوب ـ يكون الذي يهم السامع من الخبر هو شخصية المخبر وخصوصــياته وليس المهم عندئــذ هــو المــؤدى، لكنــه

ن الخلط بين المقامين هــوإخلاف الأصل، وعلى أي ف يكتب بــدأ فني لخطأ الكمبيوتر أن فرض لو وكذا)?(ــ 1 خبرية جملا

وليس خبر نهإف الرمال على رسمت الرياح نأ فرض لو أو ،إخباراقائم(. )زيد جملة

ذكرناه ما هنا يلاحظ(?)2 والإنشاء الخبر بين التقابل أن من سابقادقيق. غير

26

كتب أخرى للمؤلفمنشأ الاشتباه.

نه تارة يكون الخبر نفسه وحكايتــه عنإ والحاصل: الواقع هــو المهم، وتــارة أخــرى يكــون المهم المخــبر وشخصـــيته وخصوصـــياته، والنـــاس عـــادة عنـــدما

ــ ــ ــتخبرون ف ــ ــو المحكيإيس ــ ــاهم ه ــ ن همهم ومرمــق بشخصــية ــا يتعل ــا م ــه، وأم ــبر عن والمتعلق والمخ المخبر فهــذه لهــا مقامــات خاصــة وتســتدعي قــرائن

عليها. ــة وغيرها ــا في الكــذب والتوري :وفي صــغرى بحثن

ن المــدار على تعريــف الكــذب )المصــدر( وصــدقهإفــ وليس، لأنــه هــو الموضــوع للحرمــة في الأدلة؛وعدمه

المــدار هــو الكــاذب وخصوصــياته، وذلــك كنظــائره من أمــر قــبيح بنفســها،ـــ مثلا ـــالسب والربا والغيبة فهي

والمبحوث عنه في مسألة الغيبــة والربــا والســباب هــو فيجب،نفسها وحقيقتها، لا المغتاب والساب والمــرابي

لا تعريف فاعلها. ـ، أي الغيبة والسباب ـتعريفها هي ــر ــذلك يظهـ ــذب هوأوبـ ــدق والكـ :ن ملاك الصـ

ــه ــة ل مطابقة القول وعدمه للواقع، وذلك مما لا علاق ن مراده يرتبط بخصوصــيته بمــا هــوأبمراد المتكلم؛ ل

الفاعل لا بالفعل نفسه. ، بظــاهره ليس بتــام إن كلام الشيخوالمتحصــل:

في قوانينــه هــو ن كلام المحقــق الفاضــل القميإو )إن المعتــبر في اتصــاف الخــبر:الــدقيق حيث ذكر

لا(1)بالصدق والكــذب هــو مـا يفهم من ظــاهر الكلام(المراد.

ن المــدار في )الخــبر( على ظــاهرإ القول: وصفوة

.419الأصول: ص قوانين(?)1

27

التورية موضوعا وحكما

ــراد،(1)الكلام ــ ــار( على الم ــ ، وفي كلام(2) وفي )الإخب حصل خلط بينهما. الشيخ

الشق في الشــيخ مع النقــاش بعض هو هــذاكلامه. من الأول

الثاني الشق في الشيخ كلام :فحاصــل كلامه من كلام الشيخ الثاني الشق وأما

من ـــأي صاحب القوانينـ أراد بعض الأفاضل إنه لو لــدى الســامع والواصــف، كمــا لــو: الاتصافالاتصاف

ــتعمالي ولم ــير الاس ــدي للمتكلم غ ــراد الج ــان الم كــه إ ف،ينصب قرينة على ذلك فلم يعرف الســامع به ـن

فيكــون، سيصــف هــذا الكلام بالكــذب ـــأي: الســامع لأنـــه الـــذي يســـمعه؛المـــدار والملاك ظـــاهر الكلام

ولكن ســـر هـــذا،إن هـــذا الكلام حق، فـــالســـامعــظإ : بأنه كذب هو(3)الوصف ن السامع يرى ظاهر الفــراد المتكلمطريقا ــف مـ ــدار، إلى كشـ ــيرجع المـ فـ

والملاك إلى المراد لا الظاهر. ــير ــر: وبتعب ــهإإن ظــاهر اللفــظ و آخ ن وصــف بأن

ن ذلــك ليس على نحــو الموضــوعية، وإنمــاأكذب، إلا ــراد؛لطريقيته ــظ بظــاهره عن م نظــرا لكشــف اللف

وكأن السامع يقول: لم تقول الكــذب،المتكلم الجدي ن ظـاهر لفظــك يكشـف عن إرادتـك الجديـة وهيإفـ

تخالف الواقع؟! موضع في بينــاه ما هــذا الثــانوي؟ أو الأولي الظهــور هل لكن(?)1

آخر. الاخبار نإ يقال نأ إلا(?)2 الخبر.. ظاهر مدار يدور أيضاــامع وصف(?)3 ــاهر خلاف المريد المتكلم لكلام السـ بلا كلامه ظـ

كذب. نهأب قرينة،

28

كتب أخرى للمؤلف ن أراد اتصــافه عنــدإ )و كمــا مضــى:قال الشيخ

ــإرادة خلاف ــه ب ــرض جهل ــع ف ــو حــق م الواصــف فه حينئذ باعتقاد أن هذا هو مراد(1)الظاهر، لكن توصيفه

المخبر ومقصـوده فــيرجع الأمـر إلى إناطــة الاتصـاف ن كـــان الطريـــق إليـــه اعتقـــادإبمـــراد المتكلم، و

.(2)المخاطب(

الثاني الشق في الشيخ كلام مناقشة ثم قــال، أرجع الخــبر للإخبــارنه إ عليه: يرد ولكن

ولكن الكلام ليس عن،مــا قــال وبــنى عليــه مــا بــنىــان، بل عن الخبر،الإخبار والفرق بينها كبير، نعم لو ك

وكاشــفا وطريقا لصح كون الظاهر جسرا،الكلام عنهنه هو المدار. إعن المراد الجدي و

ومما يقرب ما ذكرناه: مــا لــو افترضــنا أن جهــاز خبريةالحاسوب حصل فيه خطأ فني فبدأ يكتب جملا

ــة دون شكإ فـ لا إنشائية ـ ،ن هذه الجمل جمل خبري وذلك لأن هذا الوصف )الإخبــار(؛ ولكنها ليست إخبارا

ــل والإرادة والقصد ــدان العق ــف على وج ــ،متوق نإ ف هــو كونهــا ـ كمطلق الأفعال ـ فعالإالأصل في باب ال

عن قصد واختيار. ــهإ :والحاصل نه يصح أن نصف هذا الخبر الذي كتب

والكــذب إن لم يطــابق،،الحاسوب بالصدق إن طابقــادق أإلا ــح أن نصـــف الحاســـوب بالصـ ــه لا يصـ وأنـ

ــاذب ــواعي،(3)الك ــير ال ــل غ ــر في الطف ــذلك الأم وك والمجنون إذا كتب جملة غــير مطابقــة للواقــع، فإنهــا

كذب. نهأب المتكلم لكلام السامع توصيف أي بالكذب أي(?)1.18 ص2المكاسب: ج كتاب(?)2مجازا. إلا)?(3

29

التورية موضوعا وحكما

لا يوصــف الطفــللكن ،كجملة خبرية توصف بالكذببالكاذب إذ لا وعي له ولا قصد.

حـول الخــبر نـه لــو كــان كلام الشـيخإ والنتيجــة:ــه:"... ــون عبارت ــان ينبغي أن تك ــيفه أي لك لكن توص

بالكذب حينئذ بلحاظ إن هــذا ظــاهر اللفــظ فهــو خــبرــاذب"، و ــا كلامهأكـ ــو:مـ ــذ فهـ ــيفه حينئـ )لكن توصـ

. فتدبر،باعتقاد...( فهو صحيح عن )الإخبار( ، وســتأتي وهــذا بعض النقــاش في كلام الشــيخ

عمقا ودقة. تتمة للمناقشة أكثر

)الكذب( ملاك في الروحاني السيد كلامالمناقشات وبعض

ــيخ ــه الش ــا ذهب إلي ــذا م ــدقه في ملاك الص وقــد حــاول،والكذب، وقد تبعه بعده جمع من الأعلام

بوجــوه أخــرىقسم منهم الاستدلال لمختار الشــيخ ــا ،أدق ــر ههنـ ــا نقتصـ ــيد إلا أننـ ــا أورده السـ على مـ

خــذ كلام منأحيث ، في فقــه الصــادق الروحــاني فكان كلامه خلاصة لمن سبقه،سبقه ولخصه وطوره

، وسنوضــح كلامــه من جهــة ممن تبــنى رأي الشــيخ قيده بقيود احترازية من جهة أخرى، ثم نناقشه فيون

صلب المسألة بعد ذلك. )قبل بيان أن التورية من: قال في فقه الصادق

نه وقــعإ فلابد من تنقيح الكذب موضوعاالكذب ام لا، ن الكــذبأالخلاف فيه من جهــتين بعــد الاتفــاق على

نأولى: في المطـــابق بالكســر وأ ال:عـــدم المطابقة العبرة بعدم مطابقة المــراد أو بعــدم مطابقــة ظهــور الكلام. الثانية: في المطابق بالفتح، وان المعتبر عــدم

30

كتب أخرى للمؤلف مطابقة الكلام للواقع، أو عــدم مطابقتــه للاعتقــاد، أو

.(1)(عدم مطابقته لهما معاوحاصل ذلك مع مزيد توضيح له:

ــع في ــد وق ــذب ق إن الخلاف في بحث ملاك الكــتين ــة الأولى:جهـ ــابق بالكسر: الجهـ نإ و، في المطـ

العبرة هل هي بعدم مطابقــة المــراد للواقــع أو بعــدممطابقة ظهور الكلام له؟

جعـــل:هووالقـــولان الآخـــران المشـــهور قـــول ــاد، المناط عدم مطابقة ظهور الكلام للواقع أو للاعتق

ــ الشيخ الأنصاري قولوأما ــه ـ كما مضى ـ ومن تبعــو: ــدمإ فه ــو ع ــذب ه ــدق والك ــاس في الص ن المقي

. (2)مطابقة المراد الجدي للواقع

الس::يد كلام على ومناقش::ات ملاحظ::اتالروحاني

أو الواقع مخالفة الك:::::ذب ملاكالأولى: له؟ مطابقته عدم

ن الجامع بين الأقوال هــو كلامه أن ظاهر إالأولى:. الكذب عدم المطابقة ملاكنإ

ولكن الظاهر عــدم تماميــة ذلــك؛ إذ هنــاك رأي ن الكــذب هــو مخالفــه الكلام للواقــع،أآخــر يــرى

والمخالفة شيء وعدم المطابقة شيء آخــر، إذ قــد لاــابق ــا الواقعيط ــه أيض ــ لكن لا يخالف ــالفـ أي لا يخ على وجـــود شـــق ثـــالثتن ولكن هـــذا مبـ،الواقـــع

للمطابقة والمخالفة، ويمكن تصويره في المجمل من .427 ص14: ج الصادق فقه)?( 1للاعتقاد(. : )أوـ المبنى على ـ له يضاف وقد(?)2

31

التورية موضوعا وحكما

فتأمل. ،أو المبهم الكلام ــال انتظــر جمــعيمــا لو: ف الآتيأو تصــويره بالمث

فأخبرنامجيء طبيب وقالوا لولدهم: لو جــاء الطــبيب بذلك، فلو جــاء بعــد ذلــك الطــبيب فقــال الولــد: بـدل

نإ)جاء الطبيب(: )المـاء بـارد( وكــان المـاء بـاردا، فــــع ؛كلامه ليس بكذب قطعا ــ لأنه ليس بمخالف للواق ـ

ــه ليس مطابقا ـوهو الملاك الذي ذهب إليه بعض لكن ن الماء البارد ليس بمطابق لمجيء الطــبيب،إأيضا؛ ف

ــدمأ ب:لكن لو قلنا ن المدار في الصدق والكذب هو عــارد( يجب أن يكــونإمطابقة الواقع ف ن قوله )الماء ب

.(1) وفيه تأمل،كذبا لأنه ليس مطابقا لـ)جاء الطبيب(ــبرةأ في المطابق بالكسر و:لأولى: )اوقال ن الع

أو بعــدم مطابقــة ظهــور(2)بعــدم مطابقــة المــراد.(4)((3)الكلام

)المــراد الجــدي(: من )المــراد(ه أرادنأوالظاهر ــل الاســتعمالي، ولم ــد به تكنفي مقاب ؛ حاجــة للتقيي

ن ظــاهرإ بــل ،نــه المــرادألظهــور مجمــل الكلام في وعلى أي،)المراد( هو المــراد الجــدي لا الاســتعمالي

)أو بعــدم مطابقــة قولهن قرينــة المقابلــة معإفحال ــة ــدم مطابق ــود، أي ع ــة بالمقص ــور الكلام( وافي ظه

وهذا توضيح للعبارة المذكورة. ،المراد الجدي

بالمبرز للمراد التقييدالثانية: ــه:ن يقيد أنه كان ينبغي إالثانية: )المراد( في قول

الطــــــــبيب مجيء عن الحاكوية جنبة كلامه في تلحظ لم إذ(?)1.فتأمل ،وعدمه

تبعه. ومن الشيخ رأي )?( وهذا2المشهور. رأي )?( وهو3.427ص شرح14: ج الصادق فقه(?)4

32

كتب أخرى للمؤلف المبرز بالكلامبــ: " ()إن العبرة بعدم مطابقة المراد

ــد ضــرورة؛ إذ ليس محــور الصــدق"،للواقع وهــذا قي وغيره هو مجرد كون والكذب حتى على رأي الشيخ

نــه لــو أراد أنإالمراد الثبوتي غير مطابق للواقــع؛ إذ نــهإ : لا يقــال له،يكــذب وعــزم عليــه لكنــه لم يكــذب

كاذب، فهو نظير الاعتقــاد غــير المطــابق كمن اعتقــد نه ليل ولم يــبرز ذلــك، فهــذا ليس بكــذب،أفي النهار

كــذلك لــو أراد مــا لا يطــابق،بــل هــو اعتقــاد خــاطئ نه قد يكون نقصا لكنه لا يطلق عليه الكذبإ ف،الواقع

ما لم يبرزه بلفظ. ، الاعتقـاد بمظهـر ومظهرأبـرزنـه لــو إ والحاصــل:

ــوأ كذب :نه يقال له عندئذإف و صدق، وكذلك الإرادة لن تتصف بالصدق والكذب. أأبرزت لكانت مما يصح

ومن حيث كون، فهذه المحاور الثلاثة مختلفة ذاتاــوم كل منها مصب أحد العلوم الثلاثة ونطاقه وهي عل

.(1) فتدبر،الفقه والأخلاق والعقائد

للظهورين الكلام تعميم: (2)الثالثةــه: )... إالثالثــة: ــور ن قول ــة ظه ــدم مطابق أو بع

ن ظهــورإ ف؛ن يعمم إلى الظهورينأ..( ينبغي الكلام. ، فــالأولي هـو أو ثانويا أولياالكلام إما أن يكون ظهورا

ظهور الكلام مع عــدم القرينــة، والثــانوي ظهــوره في

علم دوائر توجد نهإف)?(ـ 1 وعلم الأخلاق وعلم العقائد ثلاث: ،وعدمها رادةإال هو ـ محوريه أحد أي ـ الأخلاق علم ومحور ،الفقه

العقائد علم ومحــور عليهــا، ويعــزم الرذيلة أو الفضــيلة يريد نأبــ والأقــوال المــبرزات فهي الفقه علم محــور وأما ،وعدمه الاعتقادلواحق. أو استثناءات وله ،عام بشكل وهذا ـ والأفعال

ــذه(?)2 ــوح مناقشة وليست ملاحظة وه ــور( أعم نأ لوض )الظهفتدبر. ،الأعم على مبناه ولأن منها،

33

التورية موضوعا وحكما

إذ مــع القرينــة المتصــلةة القرينــة؛ ببركــ(1)معنى آخر نــهأ ولــذا عــبر عنــه ب،يندك الظهــور الأولي ويضــمحل

ظهور غير مستقر. ن الصدق هو مطابقــة الظهــور الثــانويإوعليه: ف

. وإلا فمطابقة الظهور الأولي،إن كان للواقع

في محتمل ث::الث مح::ور : وجود(2)الرابعة والكذب الصدق ملاك

ــة: ــنزاع في ملاك الصــدق والكــذب لا إالرابع ن الــع ــور الكلام للواق ــة ظه ــوري مطابق ــول مح ــدور ح ي

إذ همــا احتمــالان، للواقع(3)ومطابقــة المــراد الجــدي ن نضـــيفأوقـــولان أولهمـــا المشـــهور، ولكن ينبغي

لم يذكروه وهو )مطابقة الاعتقــاد المــبرزثالثا احتمالا.بالكلام للواقع(

الجدية والإرادة الاعتقاد بين الفرق ثالثا من أن هناك احتمــالا ـوالدليل على المدعى

: هو ـــكملاك للصــدق والكــذب وهــو الاعتقــاد المــبرز وضوح الفرق بين الاعتقــاد المــبرز والإرادة الجديــة أو

:وذلك بالوجوه التالية ،المراد الجدي المبرز ــا ــة وزمن ــا رتب ــدم عليه ــاد متق وهي،أولا: الاعتق

ــه إذ يقــال: اعتقــد فــأراد، ــأخرة عن أراد يقــال:لاومت

المعنى. بعض في الظهور ومنه(?)1ــذه(?)2 وهـ ــا )قد: عبارته نص إذ مناقشة وليست ملاحظة أيضـ

ــاه ما الخلاف( وليس وقع ذكرن قــولا ــا هو بل مناقشة يعد كي ثالثثالث. احتمال

بالكلام. المبرز بقيده أو(?)3

34

كتب أخرى للمؤلف.(1)فاعتقد

نهما قد يتوافقان وقد يتخالفان، إذ قد يريــدإثانيا: ــد به ــيء ولا يعتقـ ــيء ولا،(2)الشـ ــد بالشـ ــد يعتقـ وقـ

.(3)يريدهــق ــالجواهر كمــا يتعل ــق ب ــاد يتعل ــا: إن الاعتق ثالث بالصفات والأفعال كمن يعتقد بوجود الله تعالى، وأمــا

ــد أن تتعلــق ــا لاب ــال،الإرادة فإنه ــو تعلقتبالأفع ول.(4)بالجواهر فلابد من فعل مستبطن في المقام

ويظهر الفرق بشكل أوضح في مثل مــا لــو قــال شخص مسلم في مقام التقية أو التورية: )إن عيسى ليس بنــبي( فــإن هنــا أمــورا ثلاثــة: ظهــور الكلام،

الإرادة الجدية.والاعتقاد، و وهــذا،ن عيسى ليس بنــبيأأما ظاهر كلامه فهو

بناء على أن المقياس هو ظاهر الكلام.؛كذب فحيث،وأما بناء على كــون المنــاط هــو الاعتقــاد

فخــالف نه مسلم فهــو معتقــد بنبــوة عيسىأفرضنا اعتقــاده قولــه، وليس )اعتقــاده( الــواقعي خط ــا ولائ

فيـ أي مطابق لاعتقاده ـ ن الأمر هو كذلك إ إذ ؛كذبا نعم قولــه هــذا )عيســى ليس،عــالم الثبــوت والواقع

مــا كلامــه فهــوأ لأنه لم يطــابق اعتقــاده، ؛بنبي( كذب كــذب لــو كــان المنــاط والملاك هــو مطابقــة القــول

كان النادرة، الموارد في ذلك، قيل ولو(?)1 دليلا الفرق على أيضابينهما.

بها. يعتقد ولا الرياسة يريد كمن(?)2 الاكتحــال باسـتحباب أو ،يريـده ولا الجهاد بوجوب يعتقد كمن(?)3

مثلا. ابنته أو لنفسه يريدها ولا غيرها أو المتعة أو إلا باطل فكلامه ،الحائط أردت حــدهمأ قــال )?( فلو4 مع مجــازا

ــبغه نأ وأ الحائط ابني نأ أردت قال لو نعم ،وقرينته مصححه أصالمحذوف. على القرينة أقام لو وكذا فصحيح فلان يرممه نأ أو

35

التورية موضوعا وحكما

للاعتقاد وهــو كــذب لــو جعلنــا الملاك مطابقــة القــول.(1)للواقع وعدمها )عكس ما لو قال ذلك يهودي(

ليس بنــبي فهو إن عيســى (2)ما مراده الجديأو خــاتم وهــو حــق صــحيح، وهــذا القيــد مضــمن لفــرض

ــل،قصده التورية ولم يصرح به لكونه في حالة تقية بــذب صرح بعض الفقهاء بوجوب تقدير ما يندفع به الك

ــكأ لو أمكنه عليه، وأنهإذا كان قادرا ــل ذل ن ينوي مثالقيد فلم يفعل فهو كذب حرام.

ق:::ول في الثلاث الملاك:::ات بين الف:::رقكبيرهم( فعله : )بل إبراهيم

المحتملة ـ أيويظهر الفرق بين الملاكات الثلاثة في قــول ـ،ظــاهر الكلام والاعتقــاد والمــراد الجــدي

الســلام( عنــدما وعلى نبينــا وآلهالنبي إبــراهيم )عليهــق الفــأس في رقبــة كبــيرهم ــل :حطم الأصنام وعل ب

:نهإ ف(3)فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون

نهإ كلامنا عن كلامه فــرق النظام. إذ إليه ذهب ما عكس )?( وهو1 نإ أضــفنا قد ونحن للاعتقـاد، القــول مطابقة الصــدق مـدار جعل بالفتح مطابق عنده فالاعتقاد للواقع الاعتقاد مطابقة مداراته من

فتدبر. ،بالكسر مطابق وعندناالحالات. بعض في ولو كذلك كونه ويكفي(?)2.63الأنبياء: ( سورة?)3

36

كتب أخرى للمؤلف.(2)نه لا يطابق الواقعإ ف(1)أما ظاهر القول

فهــو إن كبــيرهم لموأما معتقــد النــبي إبـراهيم يفعل ذلك؛ إذ هو بنفسه من كسر الأصنام.

ــة في وأما المراد الجدي فهنا معترك لأقوال أربعبيانه:

خبــار عن تكســيرإ إن ال:والجــواب المعــروف هوــدكبيرهم للأصنام قد علق في كلام إبراهيم على قي

ــونوشرط وهو اــنوا ينطق وانتفاء الشــرط يفيــد، إن ك فحيث إنهم لا ينطقــون فلم يفعلــه،انتفاء المشــروط

ــيرهم ــك؛كب ــكل على ذل ــاظم استش ولكن بعض الأعبإشكال دقيق أجبنا عنه في بعض المباحث.

(3)وأمـا الجـواب الآخـر الـذي خطـر بالبـال القاصر

هــو الشــأنية لاـــ احتمــالا ـ إبراهيم إن مراد:فهو ن من شأنإالفعلية، أي: إن كان ينطق هؤلاء الأصنام ف

ن يكسر الأصنام الأخــرى، وهــذاأن يفعل ذلك وأالكبير توجيه لا يرد عليه إشكال بعض الأعاظم.

والاعتقــاد أمــر،والخلاصة: إن المراد الجــدي أمر . وظاهر اللفظ أمر ثالث،آخر

نــه في مقــام تحقيــق مفهــوم الصــدقإوعليــه: ف ،والكذب لابد من إضــافة الاحتمــال الثــالث إلى أخويه

وتحقيق الحــال في رده أو قبولــه كي يكــون التحقيــق أي الــدقي الظهــور ماأو العــرفي، الأولي الظهــور والمقصود(?)1

على فهو ذلك وشــبه عصــمته مقــام وملاحظة التدبر بعد الحاصلــك نإ وهو المتــأخر الشرط جزاء هو مهيربك هلعف نأ ــقنطي واان ون

فقل أو ،كبيرهم فعله فقد ينطقون كانوا إن فالمعنى ،صحيح وهوــب :بها المراد يكون هكذا الجملة ــلعف ل ــبك ه إن ـــ فأســألوهم ـ مهير

فـ)أسألوهم( معترضة. ونقطني واانكــود)?(2 ــلحة لوج ــطرار، الأهم المص ــتثنيات من وذلك وللاض مس

الكذب. وليس المعروف للجواب مكمل وهو(?)3 له. قسيما

37

التورية موضوعا وحكما

متكاملا.

موض::::وعة الخبرية المش::::هور: )الجملةالخارجية( للنسب

ــاني ــيد الروحـ ــك ثم إن السـ ــد ذلـ ــاقش بعـ نـ ولا بد من،المشهور في مبناهم حول الصدق والكذب

ــة ؛تنقيح ذلك ــال التوري ــذب أم لاوأنها لأن تنقيح ح ك نــوي، وكلامــه مــع بعضبيعتمــد على هــذا الخلاف الم

: (1)التوضيحــريفهم للصــدق والكــذبإ ــوا تع (2)ن المشــهور بن

ــة ــة الخبري ــة الجمل ــه في حقيق ــوا علي ــا بن ــعلى م ـ وإنهــا قــد وضــعتـــبموضوعاتها و محمولها ونســبتها

للنسبة الخارجية؛ أي إن للجملة الخبريــة هيئــة نوعيــة.موضوعة للنسبة الخارجية كما في )زيد قائم(

وتوضيحه: إن الموضــوع زيــد في المثــال هــو منــواهر ــو ، الج ــول وه ــتقات والمحم ــائم من المش ق

والصــفات، ولابــد من وجــود نســبة رابطــة بينهمــا في قائمة بهمــا وهي الــتي تصــحح نســبة القيــام الواقع

ــد ــة ق ــة الخبري ــد، والجمل وضــعت لهــذه إلى زيــة، ومــا ذكــره المشــهور في حقيقــة النســبة الخارجي

بــأن:لصــح قــولهم، ونســبتها لــو تم الجملة الخبريــة الصدق والكذب ملاكه مطابقــة ظــاهر الكلام وعــدمها

للواقع هذا.

للمشهور الروحاني السيد إشكالاتــكل على رأي ــ ــاني أستش ــ ــيد الروح ــ ولكن الس

.427ص شرح14: ج الصادق فقه(?)1للواقع. الكلام ظاهر )?( وهو: مطابقة2

38

كتب أخرى للمؤلف :المشهور بإشكالات ثلاثة

غ:::ير الخارجية الأول: النس:::بة الإش:::كال ممكن( ونظائره )الإنسان في متحققة

: )الأول: عــدم وجـودفقد قــالأما الإشكال الأول النســبة في كثــير من الجمــل كقولنــا الإنســان ممكن

ودعـــوى إعمـــال العنايـــة في جميـــع ذلـــك،ونحـــوه .(1)كما ترى(

من الجمــل الخبريــة كجملــةوتوضيحه: إن كثــيرا مــع كونهــا،)الإنسان ممكن( ليس فيها نســبة خارجية

ــان؛ فهي سالبة بانتفاء الموضوع،جملا خبرية إذ الإمكمرأليس نــه ذاتيإ ف(2)إنما هو أمر انتزاعي، و خارجياا

ـــ المحمول ـباب البرهان، وإذا لم يكن الإمكان أمــرا خارجيــا فكيــف تكــون النســبة القائمــة بــه بينــه وبين

ن الإمكان موجود فيأ ب:لو قلناو ؟ الموضوع، خارجية نه كيف يرتبــط هــذاأ لورد إشكال وهو ،الخارج بنفسه

الإمكان المتشخص بالفرد؟ مكــان( أو )الوجــوب( إذاإنه كيف سيرتبط )الإثم

فرض ضــرورة ثبــوت الإمكــان للممكن بهــذا الإمكــان نــه يلــزم منــه التسلســل، ولــوإالموجود بالخارج؟ بل

ــبة بينإ :قلنا نه غير موجود بالخارج فكيف تكون النسزيد وإمكانه نسبة خارجية؟!

: آخـر أقــوى وهو مثــالا ـ تقوية للإشكالـونضيف ــع( ــدور ممتن ــ؛)ال ــه أصلاإ ف ــع ل ــدور لا واق لا فين ال

نه مما يستحيل وجوده فيإ بل ،الخارج ولا في الذهن.427 ص14: ج الصادق فقه (?)1 الموجــودة هي الأربعة نإف ،الأربعة زوجية في الحال هو كما )?(2

.انتزاعي أمر هي إذ ،الزوجية لا خارجا

39

التورية موضوعا وحكما

،الخارج . ومعه فلا نسبة خارجية ولا واقعية له أبداــو ــهور هـ ــكال على المشـ ــل: إن الإشـ والمتحصـ بالنقض بمجموعة من القضايا الخبرية التي ليس فيها

.نسبة خارجية وعليه فكيف يكون ملاك الصدق والكذب مطابقة ظاهر الكلام للنســبة الخارجيــة مــع عــدم وجــود هــذه

القضايا؟النسبة الخارجية في كثير من

بوجهين:الأول: الإشكال جوابوجهين: ل ليس بتام ولكن الظاهر أن إشكاله

في موج::::ودة النس::::بة نإ :الأول الوجهالانتزاع منشأ بوجود الخارج

ن النســـبة في )الإنســـانإ : فهو(1)الأول الوجه ماأ بوجـــود منشـــأالخـــارج، وذلكممكن( موجـــودة في

انتزاعها، كما هو الحال في الإمكان نفسه. نإ فــ،نه عندما نقول: )المخلوقات ممكنة(إ بيانه:

بأنــه موجــود في الخــارج أو:ما أن يقالإهذا الإمكان لا؟

وعليــه تكــون النســبة،نــه الصــحيحإ ف:أمــا الأول أن يقــال بــأن ـ مــا الثــانيأ و.القائمة به موجودة أيضا

نأنه ليس بصحيح؛ لإ ف ـ:الإمكان ليس بموجود خارجاــه أن زيد لازم ــارجا ــود في الخ ــع أوإ ؛ الموج ــا ممتن م

ــا باطــل؛،واجب ــهأإذ فــرض الكلام وكلاهم ن إمكان إمــا ممتنــع أو واجبمن أنهليس في الخــارج فلا بــد

فيه!.صغروي نقاش وهذا)?( 1

40

كتب أخرى للمؤلف نه قد ثبت في الحكمــة وعلم الكلامإ :ذلك وتحقيق

أن الإمكان، كمطلق ذاتيات باب البرهان، متحقق في يكــون:ن الشيء تارةإالخارج بتحقق منشأ انتزاعه، ف

له مـا بـإزاء في الخـارج على نحـو مسـتقل كـالجوهر يكـون لـه مـا بـإزاء:فهو )في نفسه، لنفسه(، وأخرى

لكنــه يكــون قائمــا بغــيره كــالعرض فهــو )في نفســه،ــارة ثالثة ــيره(، وتـ ــور:لغـ ــيء من الأمـ ــون الشـ يكـ

، كما هو الحــال في(1)الانتزاعية فهو )في غيره لغيره( ،ن الأربعة زوج في الواقع الخارجي نفسهإ ف،الزوجية

ــهما، أي ــزوجين أنفسـ ــود الـ ــودة بوجـ ــا موجـ ولكنهـــا في ــان لا زوجـ ــت البرتقالتـ ــالتين مثلا وليسـ البرتقـ الخارج وزوجا في الذهن فقط لفــرض أن انقســامهما إلى متساويين صفة حقيقية خارجية لازمة لذاتهما في الخارج لا في الذهن فقط، بل ما في الذهن إنمــا هــو

انعكاس لما في الخارج. هو ذاتي باب البرهــان وهــو مــا ينــتزعخر:آ وبتعبير

ن الشيء الواحد له حيثيــاتإ ف،من حاق ذات الشيء فهو وجود واحد لنفسه بعناوين مختلفة.،مختلفة

ــا ــأأإذا: فكمـ ن الإمكـــان موجـــود بوجـــود منشـــو، فكذلك النسبة الإمكانية،انتزاعه فإنها موجودة بنح

فلا يصح ما ذكر من النقض. ،الوجود نفسه

الخبرية الجملة نإ :الث:::::::::::::اني الوجه الواقعية للنسبة موضوعة

من الجـــواهر بغـــيره( وهو لنفسه )نفسه في ماإ الأشـــياء )?( إذ1 نفسه )في أو ،الفاعلية والعلة للســبب تشــير وبغــيره الممكنات،

بغــيره( وهي لغــيره غــيره )في أو عــراضأال بغــيره( وهي لغــيره كما فهو اسـمه جل الـواجب ماأو الحرفيــة، والمعاني الانتزاعيات

بنفسه(. لنفسه نفسه )في قالوا

41

التورية موضوعا وحكما

الأصح أن يقال: إن الجملة فهو: (1)الثاني الوجه أما ، و)الواقــع( أعم(2)الخبرية موضــوعة للنســبة الواقعية

أعم من أي عــالم: أي،من الخــارج والــذهن وغيرهما ، وفي )زيــد ممكن((3) أو اعتبــاريـــ بمراتبــه ـحقيقي

، والإمكان أمر واقعي، حقيقيةةهذه القضية قضيفإن وهذا ممــا لا شــك فيــه فينطبــق،والنسبة واقعية أيضا

عليه )مطابقة القول للنسبة الواقعية(.وممتنع( محال )الدور إشكال عن الأجوبة

ما الإشــكال الــذي أضــفناه وهــو الإشــكال علىأو ن الــدور لا يوجــد في أيـــ: )إجملــة )الــدور ممتنــع( ب

لا في الخارج ولا في الذهن ولا في غيرهمــا؛ إذ؛عالمــال مطلقا ــع ومح ــو ممتن ــبة في،ه ــة للنس فلا واقعي

ن طرفها ومحمولها هو )محــال( وهــوإالقضية أيضا؛ ف وموضــوعها محــال،محــال بالحمــل الــذاتي الأولي

أبــدا، وكلاهمــا لا واقــع لــه ،بالحمل الشــائع الصــناعي(.فكيف تكون النسبة القائمة بهما واقعية؟

فجوابه: ســالبةقضــية إن هــذه القضــايا مرجعهــا إلى أولا: وقــد عبرنــا عن، الدور ليس بممكن: ومعناها،محصلة

ذلك بـ)ممتنع(.ــل: ــ إن القضـــية الخبريـــة الموجبـــة هيوالحاص

ــة الســالبةأ ،الموضــوعة للنســب الخارجية مــا الخبري.فموضوعة لسلب ونفي النسبة الخارجية

كبروي. جواب وهو(?)1 المراد بيان لكن الواقعية، هو الخارجية من مقصودهم ولعل)?(ـ 2

.الإيراد يدفع لا عن خــارج غــير نهإ وفيه الأمــر، نفس الواقع من المراد وقيل(?)3

محض. شيء فلا وبعدمها الأربع، الوجودات

42

كتب أخرى للمؤلف : لو قلنا )الجبــل من(4)وبتعبير آخر وفي مثال آخر

ذهب معدوم( فقد يقال: إن ثبوت شيء لشــيء فــرعــول ــوت المحم ــرع ثب ــه وف ــوت المثبت ل ــون،ثب فيك

ــودا ــدوم( موج ــل من،)المع ــون نســبته إلى الجب وتك.ذهب موجودة

والجواب: إن )معــدوم( هــو تعبــير آخــر عن كونــه ، وبكلمة: إن ظاهر الجملــة هــو الإثبــات،ليس موجودا

ن واقعها هو النفي. أإلا ــال في إ :ثانيا ــه يق ــيةن ــأنقض ــال( ب ــدور مح )ال

فترجع،نه دور فهو محالأالمقصود منها كل ما فرض القضــية إلى قضــيه فرضــية شــرطية تعليقيــة، لا إنهــا

وفعلا لان الــدور تنجــيزاأقضيه تنجيزيــة كيمــا يقــال بــ.واقع له في أي صقع وعالم فكيف بنسبته؟ فتأمل

وثالث إن كلام الأدبــاء ليس بآيــة ولا بروايــة كي لا:ا ة )الجملــة الخبريــة موضــوع: فقــولهم،يمكن نقضه

ــروض ــذه الف ــير ه ــحيح في غ ــة( ص ــبة الخارجي للنس.وأشباهها

وقد، غاية الأمر أن كلامهم مطلق:وبعبارة أخرىــد عقلا ــ قي ــا ـ ــ فرض ــةـ ــولات الانتزاعي ــير المحم بغ

والممتنعات.

الخبرية الجملة نإ :الث:::::اني الإش:::::كالظنا ولا قطعا لا الواقع عن كاشفة ليست على كلامه مــا الإشــكال الثــاني من إشــكالاتأو

المشهور فهو: فلــو، عن الواقــع ولــو ظنا الجملةةي كاشفعــدم)

في المطلب لتقــريب ذكرنــاه الإمكــان عــالم من المثــال )?( هذا4فتدبر. ،الذهن إلى الامتناع عالم

43

التورية موضوعا وحكما

ــاكانت ــا عليه موضوعة للنسبة الخارجية لكانت دلالته.(1 )قطعية(

إن كلمة )الجــدار( تــدل على الجــدار ذلــك: توضيح ن كــل كلمــة قــدإالخــارجي بوضــعها وهــذا واضــح؛ فــ

وضعت لمعنى فإنها تـدل عليــه وتفيــد تصــوره للعــالمــور وغيرهــا من،بالوضع وكــذلك الحــال في كلمــة الن

الكلمات، وهنا فلــو كــانت الجملــة الخبريــة موضــوعة ونحنقطعــا،للنسبة الخارجيــة فلا بــد أن تــدل عليهــا

نرى أن الجملة الخبريــة لا تــدل على الواقــع )النســبةــة( لا قطعا ــال ولا ظناالخارجي ــو ق ــدهم، فل ــدأح : زي

قائم، فهل نقطع بقيامه أو نظن بذلك من صرف هذهالجملة بنفسها؟

ــت ــه فليس ــا وعلي ــف فيه ــواب: كلا فلا كش والجموضوعة للنسبة الخارجية.

الثاني الإشكال على جوابان على هذا الوجه: جوابانولنا

لش:::يء ش:::يء وضع نإ :ولأال الج:::واب تامة علة وليس للكاشفية مقتض

إنمــا هــو مقتض(2)إن وضــع شــيء لشــيءالأول: أن الســيدربماللكاشــفية وليس بعلــة تامــة لهــا، و

ــبة الروحاني قد افترض أن وضع الجملة الخبرية للنس اســتلزامفــرأى ،الخارجية إنما هو بنحــو العليــة التامة

نــه لا كاشــفية نكتشــفأالوضع للكاشفية، وحيث نجد ن الجملة الخبرية ليست موضوعة للنسبة الخارجيـة،أ.427ص شرح14: ج الصادق فقه(?)1له. الجدية وإرادته فيه استعماله وكذا(?)2

44

كتب أخرى للمؤلفــه أحــد، بــل لكن هــذا ليس بصــحيح وممــا لم يقــل ب

أو فقـل: هــو،)الوضـع( من العلــل المعـدة للكاشـفيةمقتض لها لا غير.

إن الجملة الخبريــة حــتى تكشــف عنآخر: وبتعبير الواقــع لابــد فيهــا من تــوفر مجموعــة من المقــدمات

والشروط كي يتم ذلك: .الوضع: وهذا مقتض أو معد بعيد. 1ــع، إذ لا.2 العلم: وهو إن يعلم السامع بهذا الوض

ــهور ــول المش ــ:يق ــدون علمأ ب ــه وب ــع بنفس ن الوضــامينه ــه ومضـ ــف عن معانيـ ــع كاشـ ــامع بالوضـ السـ

.ومدلولاته المقارنات: الدالة على كــون الجملــة الخبريــة.3

صادقة، ومنها: معرفتنا بالمتكلم وأحواله وانه لا يقول.الكذب غير ذلك.:ومنها

لا،إن الوضع هو جزء العلـة للكاشـفية والمتحصل: أن عــدم وجــود الكاشــفية فيـ: فلا ينقض ب،علة تامة

ــبة ــع للنس ــدم الوض ــل على ع ــائم( دلي ــد ق ــل )زي مثالخارجية! ن الجملة الخبريــة وضــعت للدلالــةإ )آخــر: وبتعبير

وليس )ان،على الكاشــفية عن الواقــع( كمــا قــالوا والفــرق بينهمــا،الجملة الخبريــة كاشــفة عن الواقــع(

وهــو أعم، والوضع والدلالــة من عــالم الإثبــات،واضحمن الكاشفية الثبوتية وعالم الثبوت.

ــةأخرى: وبعبارة تحقيق الجواب يعتمــد على معرف نهأالغرض والغاية والسبب من وضع الجملة الخبرية و

إنها موضوعة لقدح تصور النســبة في:جوابهوما هو؟ ذعــان بتحققهــا لكنهــا ليســت علــة لــه، بــلإالذهن ولل

45

التورية موضوعا وحكما

إننــا نجــد أن كلمـة )زيـد(:مقتض فقــط، توضــيح ذلك وهي مفــردة قــد وضــعت لقــدح تصــور ذات زيــد في الذهن ولا ربط لهــا بالتصــديق بوجــوده والإذعــان بــه،

ن الغــرض منهــا هــو قــدحإوكذلك في كلمة )قائم( فــ معنى القيام في الذهن أيضــا، وهــذا المعــنى تصــوري

ما في النســبة بين زيــد وبين قــائم في )زيــدأكذلك، و حيث انتقلنـــا بـــذلك إلى مرحلـــة الدلالـــةــــقـــائم(

ن الجملــة الخبريــة قــد وضــعت لقــدحإ فـــالتصديقية تصور وجودهــاولإيجادالنسبة بينهما في ذهن السامع

ذعان به.إفي الخارج ولل إذا فالجملة الخبرية في حد ذاتها على الحيــاد من

ولــذا نجــد أنهــا؛حيث صدق مضمونها وتحققه وعدمهــاك ــل والش ــاذب والجاه ــادق والك ــتعمل من الص تس

ن الجملــةإ فــ،وغــيرهم وتبقى هي هي من حيث ذاتها الخبريـــة بمـــا هي هي ليســـت علـــة وجـــود النســـبة

الخارجية ولا علة لتصديق السامع لها.ــات وبتعبير آخر: ليس شأن اللغة والبلاغــة والأدبي

ن الهدف من الوضع هــوإ ف،إثبات المضامين وتحققها مـا يوضــح(2) لا التصديق، وقــد ذكرنـا ســابقا(1)التصور

ــ كما قال علماء المنطــق ـذلك من أن التصور علىـ ، الجملة الخبرية المشكوك فيها:منها :أربعة أقسام

نــه لا تصــديقأفإنها لا شك أنها جملة خبرية بذاتها مع وما ذلك إلا لوفائها بالغرض الأولي الذي وضعت،فيها

له الجملة الخبرية وهو قدح النسبة.

النسبة. أو المحمول أو للموضوع)?( 1التفسيري. البحث في)?( 2

46

كتب أخرى للمؤلف الوضع بين الخلط الثاني: حصول الجواب

والصدق الوقوع وبين والدلالة نه قد حصـل خلـط بين أمـرين ربما يقال: إالثاني:

من الأمـــــور الســـــتة: وهي: الوضـــــع والدلالـــــةــدليل(1)والاستعمال والإرادة وكونه صدقا أو كذبا ثم ال

والدلالة أمــر،ن الوضع شيءإعلى الصدق والكذب؛ ف ،آخر تابع له اقتضــاء، والإرادة الاســتعمالية شــيء آخر

أمــروالإرادة الجدية شيء رابع، وكونه صــدقا أو كــذباــامس، ــخ ــذب أم ــدق أو ك ــه ص ــدليل على ان ر ثم السادس.

لكنــه لا يكفي، ثبوتان كان موجــوداإن الوضع وإف لدلالة السامع على مفــاده للكاشــفية عن مدلولــه ولا

ــل إن الوضــع كــان أم مفــرداـــعن مــراد المتكلم، ب أي بعلم السامعـ لابد من أن يتعقب بالعلم به ـ جملة

وحينئذ لو اســتعمل بــإرادة، ليدله على مضمونهـ، به ،اســتعمالية أفــاد مــراده الإخطــاري، وذلــك كلــه أمر

والدلالــة على الإرادة الجديــة أمــر آخــر، ثم كــل ذلــك،أمر ثم الأدلــة على كونــه صــدق، وكونه صدقا وكــذبا ا

وكذبا إثباتا أمر آخر. لا(2) إن ســوابق هــذه الأمــور الســتةوالحاصـــل:

ــتلزم لواحقها ــا ف،تس ــار فيه ــك ج ــل التفكي ــوإ ب ــه ل ن استعمل اللفظ في معنى بنحو الإرادة الاستعمالية لم

عنه إلا لو علم به، ثم إن ذلــك بــدوره تامايكن كاشفا

ــأخرة الدلالة(?)1 ــتعمال عن متـ ــزئي الاسـ ــارجي الجـ وهي الخـــارة ،الكلية بدلالته نفسه الوضع لوحظ إذا عليه متقدمة أدق: وبعب

وهي جزئية والأخــرى الوضع وليــدة وهي كلية أولاهما دلالتــان هناالاستعمال. وليدة

الجديــــــة، والإرادة الاســــــتعمالية الإرادةو الدلالةو )?( الوضع2والكذب. الصدق على الأدلة ثم الثبوتيين والكذب الصدقو

47

التورية موضوعا وحكما

لا يفيد وجود الإرادة الجدية، بــل هي تفهم من قــرائن اني الاجتمـــاعيبـــأخـــرى كظـــاهر حـــال المتكلم والت

وأصالة مطابقة الإرادة الجدية للإرادة الاستعمالية وما كمــا لا،ن كل ذلك لا يكــون ملاكــا للصــدقإأشبه، ثم

بــل لا،يكفي دليلا على الصدق ومطابقة قولــه للواقع .(1)من التماس دليل آخر بد

ــ من جملة العوالم ـإن لدينا ذلك: توضيح عــوالمـثلاثة:

ــانأالعالم ال ول: هو عالم الواقع الخــارجي والأعيأي عالم الخارج.

والعالم الثاني: هو عالم المفــاهيم الموجــودة في.الذهن

العــالم الثــالث: عــالم الألفــاظ المتصــورة في غــير عــالم الألفــاظ الــذهن، وهــذا العــالم هــو

نــهإ ثم (2)المنطوقة؛ إذ الإنسان عــادة يفكــر بالألفــاظويتلفظ بها. ينطق

، ومن تبعه والخلاف بين المشــهور وبين الشــيخ وإنها،يعود في جوهره إلى تحليل ماهية وضع الألفاظ أو؟ (3)هــل هي موضــوعة للصــور أو المفــاهيم الذهنية

أو هي موضـــوعة؟ للواقـــع الخـــارجيةهي موضـــوعــة ــع الخــارجي؟ والقصــد والحكاي ــة الواق لقصــد حكاي

ــود بين الخلط )?( ونضــيف: حصل1 ــوم الوج ــ والمفه الجملة نإف وجودهـــا. لا الخارجية النســـبة مفهـــوم لإفـــادة وضـــعت الخبرية.بيانه وسيأتي

ــنى قشر من يتخلص من فهم والعباقرة المتميزون ماأ)?( و2 المع فن هو, وهذا هو بما المعنى في فيفكرون اللفظ وهو ومحدوديته

.فتأمل ،إمكانه عدم ادعي ولكن ذاته، حد في آخــر، بحث موضع ذهنيــة؟ ألفــاظ ذات هي بما أو هي هي بما(?)3

الأول. والظاهر

48

كتب أخرى للمؤلف ؛ كمــا في كلمــة )جــاء(، وذلكأمــران قائمــان بالــذهن

ــل هي موضــوع ــاةفه ــذهني؟ أو إنه ــاء ال ــوم ج لمفه موضوعه للمجيء الخارجي؟ أو هي موضــوعة لقصــدــوا إلى أن ــهور ذهب ــة الواقــع الخــارجي؟ المش حكاي

ــة موضــوعة ــة الخبري ــة، وللنســبة الجمل ــاأالخارجي م فقــد ذهب إلى أن الجملــة الخبريــة السيد الروحاني

موضوعة لقصد حكاية الواقع الخارجي، والفــرق كبــير لكن كلام المشهور هو )الدلالة( على النسبة،(1)بينهما

الخارجيـــة )في الجملـــة الخبريـــة( والدلالـــة أعم منالوقوع.

الجملة دلت لو نهإ :الث:::::الث الإش:::::كال احتملت لما الخارجية النس:::::بة على الخبريةالكذب

أما الإشــكال الثــالث الــذي ذكــره على المشــهور لــو كــان ـــأي الجملــة الخبريةـ إن الكلام )قال: فقد على النســبة الخارجيــة لمــا كــان يحتمــل فيــهدالا

وقــد عرفــوا القضــية بأنهــا تحتمــل الصــدق(2)الكــذب. انتهى(3)(والكذب

ــه مــا دامت القضــية وتوضــيحه: إ ــن ــةـ أي الجمل وضعت للنسبة الخارجية وهي تحكي الواقــعـالخبرية

ن الضــربإفكيف يحتمل الصــدق والكــذب فيهــا؟! فــ آخـر، وكــذلك مـامثلا لو وضع لمعناه فلا يحتمل شـيئا كمـاــ أي الخبر ـوضع للنسبة الخارجية، لكن القضية

لإبــراز موضــوعه لفــاظأال نإ فيقــول الخــوئي الســيد ماأو)?(ــ 1 يصب وكلامه الذهنية الصور وإبراز النفسية والمكنونات الدعاوى

مآلا. الروحاني السيد مصب نفس فيغير. ولا معدوم أو موجود ماإ الدال إذ)?( 2.427ص شرح14: ج الصادق فقه(?)3

49

التورية موضوعا وحكما

تحتمــل الصــدقـ،وكمــا هــو من البــديهيات ـ صــرحوا فالجمع بين الأمرين تهافت، وحيث إن الأمــر،والكذب

الثاني ثابت بالبداهة فلا بد من كون الأمر الأول باطلا.ــاني ويجري كلا الجوابين الآنفين عن الإشــكال الث

ن الدلالــةإ فــ؛ لــدى التــدبر(1)ن مرجعــه إليهإههنــا؛ فــــر ذلك :بحسب الوضع لا تلازم الصحة والصدق، ويظه

ــدوال التكوينية ــ،بملاحظــة ال إ ف ن وضــع الســهم مثلا تجـــاه الصـــحيح لا يســـتلزم الصـــحةإللدلالـــة على ال

؛ إذ الدلالــة أعم من المطابقــة وعــدمها، فكمــا(2)دائما هو الحال في عالم التكوين في الدلالة الوضــعية غــيرــتلزامها الصـــحة والمطابقة ،اللفظيـــة من عـــدم اسـ

فكذلك في الدلالة الوضعية اللفظية الجعلية. ن الإشكال خلــط بين الدلالــة والوضــع وبينأكما

الوقــوع والصــدق، ودلالــة شــيء على شــيء بحســبــدقه ،وضعه وبحسب استعمال المستعمل أعم من ص

ــال،وأعم من إذعان السامع له ولا تستلزم عدم احتمالسامع للكذب.

الخبرية : الجملة الروح::اني الس::يد مبنىالخارجية النسبة عن الحكاية لقصد موضوعه

في قبــال المشــهور إلى: ذهب السيد الروحاني ن الجملة الخبرية وضعت لقصــد الحكايــة عنأ)الحق

ــف ــة لا تتص ــذه الدلال ــة وهي في ه ــبة الخارجي النس

ــكال مرجع(?)1 ــالث الإش ــكال إلى الث ــاني الإش ــال: ) إذ الث نإيقــبة ــ ــانت لو الخبرية النس ــ ــفة ك ــ فيها احتمل لما الواقع عن كاشالكذب(.

ــ 2 ــير قد إذ)?( ــهم يش ــاهإال إلى الس ــاطئ، تج عكس وضع لو الخالواقعي. تجاهإال

50

كتب أخرى للمؤلف بالصدق والكذب وإنما تتصف بهما باعتبار المــدلول إذ الحكايــة عن النســبة إن طــابقت الواقــع فهي صــادقة وإلا فكاذبة وبذلك يظهر أن الكذب هــو عــدم مطابقــة

. (2) المتكلم للواقع((1)مراد ن الجملة الخبرية موضوعة لقصــدإ أخرى: وبعبارة

الحكاية عن النسبة الخارجية، وهــذا القصــد هــو فعــل من الأفعال النفســانية وهــو غــير منعــوت بالصــدق أو

أو لا،مــا أن يكــون قاصــداإ ذلــك أن الإنســان ؛الكذب وهيـــما الصدق والكذب فهمــا منوطــان بالحكايــة أو

ــاإ والحكايـــة هي مـــراد المتكلم وهي ـ،المـــدلول مـصادقة أو كاذبة.

ــراد ومعه يكون الكذب عبارة عن عدم مطابقة مالمتكلم للواقع.

ن الكــذب هــو عــدمأ : فــذهب إلى مــا الشــيخأمطابقة مراد المتكلم للواقع.

والش::يخ المش::هور بين الف::رق ظه::ورلسارقون إنكم العير أيتها في والسيد

في مثــل قولــه تعــالى: بين الثلاثةيظهر الفــرقوارقون كم لســـ تهـــا العـــير إن من فالــذي يفهم عرفا(3)أي

ــدائهم هو ــف :ن ــوة يوس ــواع أن إخ ــرقوا ص ــد س ق ن مقصود المنادي أنهم سرقوا يوسف منأالملك، إلا

أبيه في ماضي الزمان، فيكــون المقصــود من اللفــظ فهو تورية.هو خلاف ما يفهم من ظاهره عرفا

إذ ؛(4) فعلى رأي المشهور ســتكون التوريــة كــذباابكلامه. المحكي أي(?)1.428 ص14: ج الصادق فقه(?)2.70يوسف: سورة (?)3القرينة. إقامة عدم مع أي(?)4

51

التورية موضوعا وحكما

ـــ فلا بــد ،لعــدم مطابقــة ظــاهر الكلام للواقــع خارجا من البحث عن أدلـة لتجـويز ارتكابهـا،ــعلى مبنــاهم

فلو تمت فبها وإلا حــرمت التوريــة، عكس مــا اختــاره ن الجملــة الخبريــةأذهب إلى إذ (1) السيد الروحــاني

نهــاأموضــوعة لقصــد حكايــة النســبة الخارجيــة لا ــونةموضوع للنسبة الخارجية بلا واسطة، ومعه لا تك

ــة كــذبا موضــوعا ــة؛التوري إذ لم يقصــد المتكلم حكايالنسبة الخارجية كما دل عليها ظاهر الكلام.

ــة هي الكـــذب ــذه الحكايـ ــة،نعم هـ لكن الجملـــع لها ــة لم توض ــد الحكاية،الخبري ــعت لقص ــل وض ، ب

ــة ليس بكــذب فلا يقــال عن الجملــة ــد الحكاي وقصــو، إلا بلحاظ مدلولها،نها كذبإ :الخبرية ــدلول ه والم الروحــاني الســيد خــر كلام آ فعــاد ،المراد

. نصاريأإلى كلام الشيخ ال فرأى أن مقيــاس الكــذب ما الشيخ الأنصاريأو

عــدم مطابقــة المــراد للواقــع، وهــو يقــع في مقابــل (2) المشــهور كمــا لا يطابقــه كلام الســيد الروحــاني

إذ مــراده طــابق الواقــع وإن لم؛فليست التورية كذبايطابقه ظاهر لفظه.

إن المشــهور لا يــرى واســطة بينأخــرى: وبعبــارة أي النســبةـــ والمحكي ـ أي الجملة الخبرية ـالحاكي

فــيرى الواســطة ما الســيد الروحــانيأ، وـالخارجية في ذلك وهو قصد الحكاية، والقصد قائم بالنفس.

إن مدار الصدق والكذب لدى الشيخوالمتحصل:.428 ص14: ج الصادق فقه(?)1 الشــيخ كلام إلى كلامه آخر في الروحاني السيد عدل )?( نعم2

لقصــد...( )وضــعت:كلامه أول لكن ،يظهر...( )وبذلك:قوله فيبوضوح. بالتدبر يظهر كما غيره هو

52

كتب أخرى للمؤلف هو المراد الجدي للمتكلم ومطابقته أو عدمه للواقع

ــه المشــهور، ــذي علي ــور الكلام ال ــدىوأمادون ظه ل فالملاك ليس القصد إذ القصد غــير الروحانيالسيد

نـهإ ثم ،قابل للوصف بالصـدق أو الكـذب بـل الحكاية فعــاد،نها هي المرادأ الحكاية بـ في آخر كلامه ـفسر

ن أول كلامه مخالفأ مع آخر كلامه إلى كلام الشيخله كما سيظهر.

ـ ذهب إليه السيد الروحانييرد على ما :قلت إنرــد الحكايــةـ ومن قبله الشيخ ي لم ي من كون المــور

إن العــرف، يــرد عليــه: عن النسبة الخارجية فلا كــذبــمعون كلام؛يــــرون العكس ــ ــدما يسـ ــ حيث إنهم عنـ

ي نــه كــاذب بالحمــل الشــائعأيطلقــون عليــه (1)المــور!الصناعي: ـ والسيد من الشيخـن يجاب أيمكن قلت:

ــوهم ــاب ال إن مــا فهمــه العــرف إنمــا هــو من ب ولو عرفوه وعلموا به،واللبس لعدم معرفتهم بالواقع

والتــدليس؛ مثــال الغش :لما نعتوه بالكذب، ويوضــحه حـد الباعـة كـان يـبيعهمأ النـاس لـو تصـوروا أن فـإن

فالبــائعنه كان في حقيقتــه جيــداأالرديء من الرز إلا ولو توهم الآخرون ذلك.،ليس واقعا بمدلس أو غاش

،إذا فما توهمه الناس خلط بين الثبــوت والإثبــات وكذلك الحــال في الصــدق والكــذب حيث الخلــط بين

إالثبوت والإثبات، ف نه صادق ثبوتــا وإن توهمــوه كاذبــاإثباتا.

بوج::وه الروح::اني الس::يد مبنى مناقشةثلاثة

ولكن يرد على ما ذكــره من المبــنى وجــوه ثلاثــةمطلقا. أو موري بانه علمهم دون )?( أي1

53

التورية موضوعا وحكما

إضافة إلى عــدم مطابقـة ذيـل كلامـه، من الإشكالات : إذ ذيــل كلامــه هو،لصــدره وصــحة ذيلــه دون صــدره

ــر ــذلك يظه ــة مــرادأ)وب ــو عــدم مطابق ن الكــذب ه لكن، المتكلم للواقــع( وهــو مطــابق لمبــنى الشــيخ

)الحــق إن الجملــة الخبريــة وضــعت:صــدر كلامــه هو لقصــد الحكايــة عن النســبة الخارجيــة وهي في هــذه الدلالة لا تتصف بالصدق والكــذب وإنمــا تتصــف بهمــا باعتبــار المــدلول إذ الحكايــة عن النســبة إن طــابقتــكال عليه :الواقع فهي صادقة وإلا فكاذبة( ووجه الإش

( هــو )وعدم مطابقته أيضا لذيل كلامه وكلام الشــيخــاظأ ــو بلح ــذب ه ــدق والك ــاف بالص ــبر الاتص ــه اعت ن

ن الحكاية لا تساوي المرادأالمدلول وهو الحكاية، مع إذ قــد يقصــد حكايــة مــا ليس مــرادا لــه والنســبة بين

.الحكاية والمراد هي العموم من وجهــاهر الكلامأوعلى أي فالحكاية يمكن ن تكون بظ

ن يقصدأفيمكن انطباقها على قول المشهور أيضا إلا الحكاية بلحاظ نسبتها إلى الفاعل لا الحكايــة في حــد ذاتها لكنه أيضــا لا يجــدي إذ الحكايــة منســوبة للافــظ

. فتأمل، من كونها مرادة لهأعم من وجه وأما الإشكالات الثلاث فهي:

الوضع هو الخبرية الجملة في الأول: بالوجدان الخارجية للنسبة

ــد الأول: ــة لقص ــة الخبري ــع الجمل ــوى وض إن دع الحكاية عن النسبة الواقعية هي خلاف الوجــدان، بــل إن الظاهر أن وضع هيئــة مثــل: )زيــد قــائم( هــو لكي

.تعكس الخارج مباشرةــ،ويدل عليه وضع المفردات الشخصية إ ف ــدا ن زي

54

كتب أخرى للمؤلف كما يدل،مثلا وضع لهذا المولود لا لقصد الحكاية عنه

عليه ملاحظة حال وضع الواضعين في مجــاميع اللغــة كمـــا يـــدل عليـــه ملاحظـــة، وغيرهاالقـــاهرةفي

فـإن،التكوينيات والتي تجري الاعتباريـات على وزانها المرآة مثلا تكشــف عن الخــارج مباشــرة ولا واســطة

في البين، وكذا النصب والعلامات.ــرآة ــون م ــة وضــعت لتك ــة الخبري ــذلك الجمل وك للنسبة الخارجيـة مباشـرة لا بواسـطتين )أي بوضـعها

،"لقصد" "حكاية" النسبة الخارجية( . فتدبر جيدا:كما يكشف عن ذلك ما لو فرضت نفسك واضعا

ــرى ــةأنكألا تـ ــبة الخبريـ ــدار( أو النسـ ــع )جـ ستضـلمداليلهما؟

للش::يء الوضع بين خلط الث::اني: هن::اك منه والغاية

وغــيره هذا وقد حصل خلــط عنــد الســيد الثاني: بين الغاية من جهة وبين الموضوع لــه أي مــا وضــعت له الجملة الخبرية من جهــة أخــرى، وكلام الأدبــاء هــو

ن العلـة الغائيـة شــيءإعن الموضوع لـه لا الغايـة؛ فـ وقصــد الحكايــة ليس جــزءآخــر،والموضوع له شيء

نعمبعينــه، بل الموضوع له هــو الشــيء له،الموضوع فتدبر.عنه،وضع اللفظ له لكي يقصد الحكاية به

ن هنـاك خلطـا آخــر بينأكمـا اتضــح ممـا مضـى )الحكاية( و)المراد(.

في القصد وج::ود بع::دم الث::الث: النقضالجمل بعض

ــا نقضــه هــو على الثـــالث: ــه بم ــا ينقض علي كم

55

التورية موضوعا وحكما

المشهور حيث قال: )عدم وجود النسبة الخارجية فيــل( ــير من الجم ــة(1)كث ــة الخبري ــون الجمل ــف تك فكي

ــه أيضــا؛ إذ ــا؟ إذ نقضــه عليهم وارد علي موضــوعة لهــير من الجمــل يقال: )عدم وجود قصد الحكاية في كث

م والمتمــرن في(2)الخبرية( كمــا هــو الحــال في المعل فعندما يتلفظــون بالجملــة، ونظائرهم(3)صوته والنائم

الخبرية فإنهم لا يقصـدون منهـا الحكايـة عن الخـارج، فقد تخلف وانفك قصد الحكاية عنهــا، مــع إنهــا جملــة

. خبرية دون شك إن الحق مع المشهور في كون الجملة والمحصل:

الخبريـــة في حقيقـــة وضـــعها قـــد جعلت للنســـبةــتزام ــه أعم من الال ــة، لكن ذلــك في حــد ذات الخارجيــة ــول )الجمل ــة ظــاهر الق بكــون الصــدق هــو مطابق

ومن الالتزام بكونــه مطابقــة المــراد،الخبرية( للواقع ن المشــهورأ فلا يصح إرجاع النزاع إلى هــذا و،للواقع

ــدبر،بنوا على ما عرفوا به الكذب على هذا المبنى فت .جيدا

المح:::ور مع أم:::رين ض:::من في التحقيقالثالث

:وتحقيق المقام ببيان المطالب والأمور التالية

.427 ص14: ج الصادق فقه (?)1ــان مقام في خبرية جملة ذكر )?( إذا2 إعرابها بي يقصد لا نهإف ،مثلا

شك. دون خبرية جملة لكنها بها الخارج عن الحكايةــ3 ــان لو قاله ما نإ)?( فـ ــدق نهاإف خبرية جملة كـ جملة عليها يصـ

قاصدا. يكن لم نإو خبرية

56

كتب أخرى للمؤلف على الم::دار ي::رى العرف نإ :الأول الأمر

القول ظاهرــا ذهب إليــهيقـــال: قد ــرى نفس م ــرف ي إن الع

وأ ـ أن المدار هو مطابقة ظاهر اللفظ :المشهور من للواقــع، ولا دخــل للمــراد في الصــدقـعدم مطابقته

.(1)والكذب ـ كما سبق ـن الملاك في الصدق والكذب إ بيانه:

ما أن يكون هو مطابقة ظاهر القول للواقع كما عليهإ المشــهور، أو مطابقــة المــراد الجــدي للواقــع، ولكن

ن المــدارأنــه يــرى إالفيصل في الحكم هو العــرف؛ فإهو مطابقة ظاهر اللفظ للواقع و ن كان المــراد أمــرا

نـه إن نصـبها كــان ظـاهرإآخر، ما لم ينصـب قرينـة ف القول هو مفادها، فلو قال شخص: )جــاء زيــد( وكــان

نإن كلامه صدق وأن العرف يرى إ فزيد قد جاء فعلا بــل كــان قــد قصــد وأراد،لم يكن قصده ومراده ذلك

أمرا آخر.ــراهإ و،ن الكلام صادقإ والحاصل: ن كان العرف ي

طلــع على مــرادهأسيء الطوية محــاولا التــدليس إذا نه جاء. أنه لم يجيء ومع ذلك قال أنه كان يرى أو

ذلـــك يرجـــع إلى التفريـــق بين كـــذب الحـــاكيو ن ظــاهر وصــف الكلامإ و،والحكاية بما فصلناه سابقا

بــل والمســتظهر،بالصدق هو وصفه به في حد نفسه نــه من الوصــفأنــه صــادق أعرفا من وصف القائــل ب

.(2)بحال المتعلقالخبرية. والنسبة الجملة صدق أي(?)1 في )صــادق المــراد صــادق( كــان )زيد قيل إن أنه وســيأتي (?)2

العكس على قرينة دلت لو وصـدق( إلا صــادق )كلامه كلامـه( أي طويته حسن أو وسوء نفسه الفاعل هو الاهتمام مدار كان لو كما

وسريرته.

57

التورية موضوعا وحكما

ن العكس كــذلك دليــل علىإ فــ:ومن جهة أخــرى : )جاء زيد( ولم يكن زيد قــدأحدهمالمدعى: فلو قال

نإ فــ،ن كان يعتقــد بمجيئــه وأرادهإنه وإ ف،جاء خارجا إن كلامــه ليس بصــادق، ولا يشــفع:العــرف يقــول

اعتقاده بصدقه وإرادته لمدلول كلامــه لوصــف كلامــه ولــو،نــه صــادقأبالصدق، كما لا يوصــف زيــد نفســه ب

وهي تســوق،ن قرينة المجاز الحالية معهإوصف به ف ن المراد من )زيــد صــادق( أي )زيــد صــادق فيأإلى

نعم سيأتي،نيته سليم فيها وإن لم يكن كلامه صدقا( على(3)في الأمــر الثــاني عــدم تماميــة هــذه الــدعوى

إطلاقها.

الك::ذب تفس::ير الث::اني: ليس الأمر دقي::ا المع::::نى من له ما بل ،المرجع هو وعقلي::::االارتكازي

الصــدق أو الكــذب قــد يفســرانإن يقـــال: وقد وهــو مــا لعلــه مبــنى كلام الكثــير،بتفسير دقي عقلي

بــلبشيء من ذلك، وقد لا يفسران أصلا ،من الأعلامــداق إلى ــا على المصـ ــدقها وانطباقهـ ــع في صـ يرجـ

وهو قد لا يتطابق أحيانا مع،الارتكاز الفطري الساذج تعريف المشهور للصــدق والكــذب من كونــه مطابقــة

.ظاهر القول للنسبة الخارجية وعدمها ا؛ بنــاء على التعريــفالتوريــة كــذبيكــون ف:وعليه

عدم مطابقة ظاهر القول من للصدقوالمعنى الدقي. الارتكازي الساذجللواقع، لافيها للنسبة الخارجية أو

ن نعثر في المقــام على مخــرج كيأوعليه: يمكن ظــاهر )مطابقة من المشــهور رأي نفس هو العرف نظر نإ (?)3

وعدمها(. للواقع اللفظ

58

كتب أخرى للمؤلف إن العـرف هـو المرجـع في وهـو:لا نعـد التوريـة كـذبا

ــاهيم موضــوعات الشــارع بســذاجته لا وبســاطته،مف بحسب الدقة العقليــة ولا بحســب التعريفــات البلاغيــة،

يـوري فلم يطـابقنـه لـو رأى العـرف شخصاإ ف:ومعه ولكنه كان قد أقـام قرينـة،ظاهر قوله الواقع الخارجي

فــإنهم مــع اطلاعهم على حقيقــة،خفيت على الســامعــهإ :الأمر لا يقولون نه قد كذب؛ إذ وجدوا أن ظاهر قول

ـــ بــاطلاعهم عليهــا ـــو الحاليــة أمــع قرينتــه المقاميــة مطابق للواقع.

إذا: فالمرجعية في تحديد الصدق والكــذب ترجــعي،إلى العرف حيث لو اطلع على حقيقة حــال المــور

ــادقا ــرآه ص ــا،(1)ل ــد على م ــك يعتم ــق ذل ولكن تحقي التفصــيل بين القرينــة:سيأتي في الأمــور التاليــة من

ن المدار هل هو على الثبــوتأ وبحث ،الخفية والجلية أو الإثبــات، ومن التفريــق بين كــذب الحكايــة وكــذب

ن الظهور تنجيزي أو تعليقي.أ وأيضا: تحقيق ،الحاكي

لا؟ أم موضوعا كذب التورية الثالث: هل المحور

للتورية الأربعة الأقسام إن التورية على أربعة أقسام كما سبق، ونضيف:

ــعأإن ثلاثة منها ليست بكذب ظاهرا، و ما القسم الرابــاش فيه ــ ــري الكلام والنق ــ ــا ينبغي أن يج ــ ــو م ــ ،فه

ربعة هي: أوالأقسام ال

ــاب وراء من الخادم نأب العرف علم )?( فلو1 موضع إلى أشــار الب الباب يطرق لمن وقال منها محدد موجود سيده أن عن إياه سائلا

ـ قرينته مع ـ كلامه يرى العرف نإف ههنا، سيدي قال: ليس لا، أوسائله. خدع أو غيره أوهم نهإ يقال نأ الأمر غاية صدقا،

59

التورية موضوعا وحكما

ى لو ما.:::: 1 الظ::::اهر عن بالظ::::اهر وربه وستره

ى بالظاهر عن الظاهر، كما الأول: القسم ما لو ورــبي الأعظم أفيمــا روي عن ــه للن ، فقــدبي ذر وحمل

قصد بظاهر كلامه المدلول الواقعي له وهو الموضوع فإذ ذكر الظاهر، لكنه ستر الظاهر بالظاهر،له اللفظ

توهموا إرادته غيره.، لكنهموأراده ، عرفــا وبالحمــل الشــائعوهذا ليس بكــذب قطعا

نأوتعريف المشهور للصــدق ينطبــق عليــه، من غــير بالإضــافة إلى انطبــاق،ينطبــق عليــه تعريــف الكــذب

ــاني(1)تعريف الشيخ الأنصاري ومن(2) والسيد الروححذا حذوهم، للصدق عليه أيضا.

نــه قــدإويمكن التمثيل لذلك بمثال من نوع آخر: ف نرى شخصا يمتهن الكذب في حياتــه، وحينئــذ لــو أخــبر

يبــنيـ عادةـن السامع إ ف،بخبر وكان صادقا فيه ثبوتاــل ــاهر كلام الرج ــد أن ظ ــا نج ــه، وهن ــه في على كذب

لكن، كما هو مــراد له،مطابق للواقع ثبوتا فهو صادق إلا أن فهم الغــير ليس،مــا فهمــه الســامع هــو غــيره

ملاك الصدق والكذب، وجامعه صدق الصدق عليه من ن وصــفهإحيث الحكاية بل والحاكي في حــد نفســه و

نــه لــو أخــبر بالظــاهرإ وعلى أي ف،الســامع بالكــاذب نهم ســيعتقدون كذبــه،أالمطــابق للواقــع مــع علمــه بــ

وقد يكون ذلك،فيكون حينئذ قد ستر بالظاهر الظاهرــة ــعأو لالحكم ــال لهم عكس الواق ــو ق ــا ل ، عكس م

ن عكس العكس هو الصحيحأ فاعتقدوا ،بظاهر كلامه نه يكون قد أظهــر بالظــاهرإ ف،أي هو المطابق للواقع

.17 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1.123 ص2الفقاهة: ج منهاج(?)2

60

كتب أخرى للمؤلفــع، الواقع ــة،المخــالف للواق فكلامــه من حيث الحكاي

كذب، إلا لو كانت معه قرينة انعقــد بهــا ظهــور ثــانوي ما من حيث الحاكي فصدقأفي عكس ظاهر كلامه، و

إذ أراد العكس، وكــذا لــو جعلنــا مقيــاس الصــدق هــومطابقة المراد للواقع.

له ظهور لا مجملا القول كان ما. 2 ، بظــاهره مــا لــو كــان القــول مجملاالثاني: القسم

ــا: ومثاله،وهذا القسم أيضا خارج عن دائرة الكذب م في كلمة )ما( فيمن قــال:(2) وآخرون(1) ذكره الشيخ

إذ قصد )ما( الموصولة بمعنى،)قد علم الله ما قلته(ــة،أ)الذي قلته(، و ما السامع فقد فهم منها )ما( النافي

ما النافيــة، ن ظهور )ما( عرفا فيأوذلك إن لم نقل ببل كان مجملا.

ــوهذه الصورة من صور التورية ليست كذبا نإ؛ فــددة والمجمــل،اللفظ المجمل محتمل للمعاني المتع

نــه منإف، لا ظاهر له فلا ينطبق تعريــف الكــذب عليهــل الســالبة بانتفــاء الموضــوع إذ لا ظــاهر للكلام؛قبي

ن المـرادأ كمـا ،ليقـال بعـدم مطابقـة ظـاهره للواقعأأيضا لم يخالف الواقع بلا شك، كما نها ليست صــدقا

نه )مطابقة ظاهر القول للواقع(.أبناء على والمتحصـل: إن هـذه الصـورة من التوريـة ليسـت

فلمامــا تعريــف المشــهور أ ؛بكذب على كلا التعــريفين نــه لم يخــالف مــرادهإ ف مــا تعريــف الشــيخأ و،مضى

الواقع.

.17 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1.123 ص2الفقاهة: ج منهاج(?)2

61

التورية موضوعا وحكما

معا والباطن الظاهر أراد لو ما. 3ــالث: القسم ، ما لــو أريــد الظــاهر والبــاطن معاالث

ولكن الســامع تــوهم إرادة الظــاهر فقــط، وكــان قــد غـيرـ قصد بإرادة الظـاهر سـتر البـاطن عن السـامع

ـــن ظــاهر القــول إ فــ؛ كــذلك الأمر، وهنا ـــالأهل مثلا لم يخالف الواقع، فهذه الصورة ليســتـوكذا المراد

.(1)بكذب على كلا القولين

الب::::اطن عن بالظ::::اهر ورى لو ما.:::: 4به وستره

ما لو ستر البــاطن المــراد بالظــاهرالرابع: القسمى بالظاهر عن الباطن،غير المراد والنقــاش لا، أي ور

وفي هذا القسم من(2)بد أن ينحصر في هذه الصورةلا؟و أ كون التورية فيها كذبا

وههنا يمكن أن يذكر تفصيلان: الأول: التفريق بين كذب الحكاية وكذب الحــاكي،

و شخصــيةأالتفصيل بين كون القرينــة نوعيــة الثاني:.خفية أو مفقودة

ك::::::ذب بين التفريقالأول: التفص::::::يلالحاكي وكذب الحكاية

بــأن العــرف يفصــل بين كــذب الحكايــة:يقــال قد وبين الكــاذب والمخطئ، فلــو اطلــع،وكــذب الحــاكي

القرآنية الآيــات من الكثــير ـــ لعله ـ تندرج الصورة هذه وفي)?(ــ 1ــاهر وري فقد ــاطن عن بالظ ــلحة. فتأمل للحكمة فيها الب والمصتفصيله. سبق وقد

أو وحــده ـــ مــرادا الظــاهر كان والثالثة الأولى الصورة في )?( إذ2 غيره مع للإجمال. فيها ظاهر فلا الثانية الصورة في ماأ ـ أيضا

62

كتب أخرى للمؤلفي و ــة علىأالعرف على واقع حال المور نه أقــام قرين

كما،نه كاذبإ : فلا يقال له،مراده خفية على السامع نه كذب فلا توصف حكايتهإلا يطلق على كلامه حينئذ

هــذا لــو أقــام،بالكذب ولا الحــاكي يوصــف بــه حينئــذ ما لــو لم يقم قرينــة أصــلا بــل كــانأ ،قرينة ولو خفية

ن كلامــهإ فــ،مراده الــواقعي فقــط غــير ظــاهر كلامه فهــل؛ما المتكلمأ ،يوصف بالكذب بنحو كذب الحكاية

؟يوصف بالكاذب وإن كان فرضا معذورا لاضطرار أو، نعم:الظاهر

غيره. ويختلف حال غير المريد للمضــمون بنحــو الإرادة

قد دخــلن زيداأالجدية عن غير المعتقد، فلو اعتقد ب ولكن الواقــع،الدار حقيقة فقال: دخل زيــد في الــدار

لا فــالعرف يحكم عليــه بكونــه مخطئا،لم يكن كــذلك نإ و، إن خبره غير مطــابق للواقع: نعم يقولون،كاذبا

قــد ذإ لكن المخبر غير كــاذب؛ ،الخبر بما هو هو كذب ،في الكاذب بما هو حاك، للعنوانخذ الاعتقاد مقوماأ

.فتأمل

ك:::ون بين الث:::اني: التفص:::يل التفص:::يلمفقودة أو خفية شخصية وأ نوعية القرينة

وبعض تحقيق ما مضى يتضح بالتفصيل الآتي:ي تارة يقيم القرينة على كلامه وأخرىإف ن المور

ــارة،لا ــا فت ــو أقامه ــة نوعية: ول وأخــرى، تكــون قرين فهذه صور ثلاث: ،شخصية

قرينة إقامة مع الأولى: التورية الص:::ورةنوعية

63

التورية موضوعا وحكما

مــا لــو أقــام المتكلم قرينــة نوعيــةالأولى: الصورة على كلامه في مقام التورية سواء فهمهــا الســامع أمــاذب ي بك ــور ــذب ولا الم ــذا بك ــا، وليس ه لم يفهمه

، للكلام ثانويان القرينة النوعية تولد ظهوراإ؛ إذ قطعا. ولا دقةفليس هذا بكذب عرفا

ن من هذه الصورة قول النبي إبــراهيمإ :يقال وقدبعد تحطيمه الأصنام : ـهـ بل ـيـرهم فعل وذلــك لأنــه؛ كب

نــه كــان يكنيإ :قد أقام قرينة نوعية على كلامه وهيــة بذلك عن عدم كون كبيرهم إلها وعجــزه عن الحرك

ـهـ بل : فقوله،وفعل شيء ـيـرهم فعل نــهإ كناية عن )كب لم يفعله كبــيرهم لأنــه عــاجز( والقرينــة الحاليــة خــير

هم إلى فرجعوا ولذا فهموا ذلك من كلامه ،شاهد أنفســ.

ن كلامــه لم يكن بقصــد الحكايــةإ :فقل شــئت وإنــتهزاء بهم،عن الواقع ــ ــام الاس ــ ــان في مق ــ ــل ك ــ ب

ن كبــيرهم إلــهإ :والاستخفاف بعقولهم في اعتقــادهم كسر حتى الأصنام الأصــغر منــه، أيعننه عاجز أمع

. فتأمل، للاستهزاء بهمأنشنه كان مإ نــه لاأ إنهم فهموا من كلامــه وحالــه أخرى: وبعبارة

ن كبير الأصــنام هــو الــذي كســر ســائرأيقصد حقيقة بل قصــد بيــان أن كبــير الأصــنام حيث يعجــز، الأصنام

عن كسر سائر الأصنام وعن أي فعــل مشــابه فكيــفــب كهلع فلب وقد عبر عن كل ذلك بـ!يكون إلها؟ ،مهير

جعلـــه جســـرا إلى إفهـــام هـــذا المعـــنىحيث إذا بــالقرائن فقــد انعقــد للكلام ظهــور ثــانوي،المعاكس

،نــه عــاجزإنــه لم يفعلــه كبــيرهم حيث أالحافة، على فهو صدق.، الظهور الثانوي مطابق للواقعوهذا

64

كتب أخرى للمؤلف قرينة إقامة مع الثاني::ة: التورية الص::ورة

خفيةــة: الصــورة ي قرينــة شخصــيةأ الثاني ن يقيم المــور

ــ (1)خفية ــا مــوطن الإشــكال ـ فقــد يفصــل بينـ، وهن ن اطلعإصورتي اطلاع العرف على القرينة وعدمه، ف

ن وصــفإ :وإن لم يطلــع فقــد يقــال، (2)فالأمر واضح نــه قــد كــذب( هــوأمن سمع هذا الخبر من العرف بـ)

نهم لــو اطلعــواإ، فــ(3) وليس تنجيزياوصـف تعليقي لباــه صــادق ــة لحكمــوا بأن ــة الخفي وحكمهم،على القرين

ــالواقع ــدم اطلاعهم، فجهلهم ب ــو لع ــا ه ــذب إنم بالكــذب، ــبب حكمهم بالك ــو س ــة ه ــة خفي ــود قرين وبوج وأحكام العناوين بل والعنــاوين بنفســها لا تــدور مــدار

الجهل بها وبتحققها بل تدور مدارها ثبوتا. وحســـب أنهم فعلا:ولكن قـــد يشـــكل على ذلك

فيبقى مثل ذلك كذبا،الفرض لم يطلعوا على القرينة وهم الملاك في صدق عناوين الموضوعات.،عندهم

ن الأســماء موضــوعة لمســمياتهاأوقــد يجــاب: بــ فالكــذب والصــدق قــد وضــعت للمســمى،الثبوتية

الثبوتي لهما، غايـة الأمـر أن العــرف قــد تـوهم خلاف ؛ن ذلك لا يغير من الواقع والحقيقــة شــيئاأالواقع، إلا

إذ الأحكـــام تـــدور مـــدار موضـــوعاتها الواقعيـــة لا فهم قد اســموه كــذبا من بــاب الخطــأ في،المتوهمة ولذا لو اطلعوا على الواقــع ووجــود القرينــة،التطبيق

التي بها ينقلب الظهور إلى ظهــور ثــانوي، لمــا عــدوهــاب طــارق يطلع لا حيث الباب، خلف الخادم في )?( كما1 على الب

مراده. تحدد التي إشارتهــارت إذ(?)2 ــة، الخفية صـ ــارض، ولو جليـ ــورة فتلحق بالعـ بالصـ

السابقة..بالكبرى تسليمهم مع للمصداق يلتفتوا لم فإنهم)?( 3

65

التورية موضوعا وحكما

وسيأتي الكلام حول ذلك بإذن الله تعالى.،كذبا

الثانية الصورة في التحقيق من مزيدــا مضــى وتوضــيحه في ضــمن ــق م ــد تحقي ومزي

:(1)المطالب الآتية

والظه::ور الشخص::ية الأول: القرينة الأمرالصدق في كاف

ن المتكلم حيث أقــام قرينــه شخصــيةأ ب:يقــال قدإف ن كــانت هــذهإ و،ن الظهور الثانوي قد انعقــد ثبوتــا

القرينــة المتصــلة الخفيــة خافيــة على الآخــرين، ومــع حصول الظهور الثــانوي وانطباقــه على الواقــع فليس

المورد كذبا نه كذب.أ وإن توهم الآخرون ، ثبوتا

واطلاعهم العرف هو الثاني: المدار الأمر القرينة على

ن العــرفـــ: إولكن قد يشكل على الأمــر الأول ب حيث لم يطلعــوا على تلــك القرينــة الخفيــة فــإنهم

ن ما قاله كذب والشخص كاذب، والمرجــعأيحكمون بهو العرف في موضوعات الأحكام.

في مكاســـبه ولعـــل إطلاق كلام الســـيد الوالد المعيــار الظهــور) حيث يقول: يشمل هذا الشق

[ومـــــــراده الظهـــــــور الفعلي لـــــــدى النـــــــوع] لا مــا قصــده المتكلم ولــذا لا يعــذره العــرف إن قــال

ــنــه كــاذبإأردت غــير المعــنى الظــاهر ويقولــون ( ـ

نحو على أخرى إلى مرتيه من ننتقل البحث في مراحل وهذه)?( 1 الرأي إلى نصل وبمجموعها وهكذا، حله ثم عليه والإشكال الرأي

.المنصور

66

كتب أخرى للمؤلف فتأمل.،انتهى

موض:::::وعة الث:::::الث: الأس:::::ماء الأمرالثبوتية للمسميات

ــاني ب ــر الث ــكل على الأم ــد يستش ــ: إولكن ق نـ الأســماء موضــوعة لمســمياتها الثبوتيــة، وهــذه قاعــد عامة؛ إذ واضع اللغة قد وضــع اللفــظ للشــيء نفســه

نه وضعه للشيء المتوهم.أ لا ، وثبوتاتحققاــ ــه: ف ــةإوعلي ــام قرين ــخص المتكلم إن أق ن الش

متصلة خفية ففي عالم الثبوت قد انعقد ظهور ثانوي،.ن جهله الناس، فهو صدق حقاإوهو مطابق للواقع و

إن الظهور الأولي أمــر ثبــوتي مرهــونوالحاصــل: ما الظهور الثــانوي فهــو أمــر ثبــوتي كــذلكأبالوضع، و

ــا المتكلم،لكنه مرتهن بالقرينة ــد أقامه نإ وهي و، وق ن كلامه بظهوره الجديد الواقعيأخفيت فهو صادق؛ ل

مطابق للواقع.

للمس::ميات الأس::ماء الراب::ع: وضع الأمر مطلقا ليس الثبوتية

ــالث منـ ولكن يرد على ما ذكرناه في الأمــر الث إن ذلــك ـ:كون الأسماء موضوعة لمســمياتها الثبوتية

:ذلــك إن الأســماء على نــوعين ليس على إطلاقــه؛ فبعضها موضوع لمسمياتها الثبوتية، وبعضــها موضــوع للأعم منهــــا ومن المســــامحية، ومن النــــوع الأول

(الســنتمتر) وكذلك ،نه يساوي مئة سنتمترإ ف،)المتر( نه يساوي عشـرة ملمـترات لا غـير، وكــذلك الحـالإف

نإ النــاس وةن عامــإ فــ(،المكروب) و(الفيروس)في وكل، ولكن الفرق ثابت،كانوا لا يفرقون بينهما علميا

67

التورية موضوعا وحكما

اسم قد وضع لمسماه المحدد علميا.ــامع ــون نهإ :والج ــة تك ــطلحات العلمي في المص

الأسماء موضوعة لمسمياتها الثبوتية الدقية. ن الأســـماءإ فـــ:مـــا في المصـــطلحات العرفيةأ

فهو يساوي(الفرسخ) وذلك كما في ،موضوعة للأعمتقريبا وقــد وضــع للأعم من، خمسة ونصف كيلو مترا

ــدقي ــد ال ــال في ،الح ــذلك الح ــاع( (المد) وك و)الص.(2)(الكرو)(1)

ن المــوت العــرفيإ فــ،ومن ذلك: لفظ )المــوت( فالثاني ملاكه توقــف المخ،يختلف عن الموت الطبي

ــهإ ف(الموت السريريـ: )عن العمل وهو ما يسمى ب نــل، إلا نه ميت طبياأيطلق عليه نأ وإن كان قلبه يعم

ــل العرف يطلق الموت على من تنقطع حركته بالكام مني العــرفسم فلا ي،(3) قلبــه أيضــا عن النبضحتى وعلميــا،نــه ميت دقةأمــع ، ف مخــه كــاملا بميتــتوق

. فتأمل،ن قلبه يعمل آلياألمجرد ن الصــفرةإ فــ(الحيض)وكذلك الحال في مسالة

التي ترى بعد انقطــاع الحيض في اليــوم الثــامن عنــدــام مثلا يحكم الشــرع ــا ســبعة أي ــتي عادته ــرأة ال الم

ن كـــانت من الناحيـــة الطبيـــة بـــلإ و،بكونهـــا حيضا .والعرفية ليست كذلك

إن الأسماء كثـيرا مـا تكــون موضـوعةوالمتحصل:،للأمر غــير الــدقي عرفا فتكــون ذات مرونــة مفهومــا

بحبــات نقص أو زاد ما تشمل بل الغرامات بدقة ليست ( فإنها?)1وأقل. وأكثر بل

.الناس باختلاف تختلف وهي المتوسطة بالأشبار الكر نإف( ?)2 يسمى لا نهإف مخه دون قلبه توقف فرضنا لو وكذا(?)3 عرفا ــا ميت

.ـ فحسب فرضية والقضية ـ

68

كتب أخرى للمؤلف نجــدها: ، ولكنهــا تــارة أخــرىومن ثم توسعة مصــداقا

موضـــوعة للمســـميات الثبوتيـــة الدقيـــة كمـــا فيالمصطلحات العلمية.

أو دقي الش::رعية المخترع::ات في الوضعمسامحي؟

فهــل الأســماء:مــا في المخترعــات الشــرعيةأو موضوعة لمسمياتها الثبوتية الدقيــة أو إنهــا موضــوعة

؟ وتنقيح هــذا في مبحث(1)للأعم وذات مرونة واتساعن الصلاة لو كانت موضوعة شـرعاإالصحيح والأعم، ف

ــوتي ــمى الثب ــعت للمس ــد وض ــحيحة فق ــلاة الص للص فالصلاة الباطلة لفقد أحد أجزائها أو شرائطها،الدقي

نهــا صــلاة،أن أطلــق عليهــا العــرف إ و،صــلاةليســت ن الدقــة هي المعيــار والصــلاةأ بــ:فالصــحيحي يقــول

الباطلــة ليســت بصــلاة؛ إذ الاســم موضــوع للمســمى أن:ما الأعمي فيذهب إلىأالثبوتي المطابق للواقع، و

ــلاة و ــة ص ــة أو الناقص ــلاة الباطل ــيرإالص ــانت غ ن ك ن إطلاق الصــلاة علىأصــحيحة، بــل البحث جــار في

نهــا موضــوعةأالفاقدة لغير الأركان لعذر، دليــل على ،للأعم من واجدة جميع الأجزاء والشرائط فالوضع إذا

اتساعي أعم.

ح::::::تى تحديد في الع::::::رف تس::::::امحالدقية الموضوعات

نــه وإن كــانإ ف: ومن جهــة أخــرى،هــذا من جهة نأ إلا ، للمســمى الثبــوتي الــدقيالاســم موضــوعا

العرف رغم ذلك يتسامحون في الانطباق أحيانا فمثلاالجملة. في هلامية أو رجراجة أو مطاطية فقل شئت وإن( ?)1

69

التورية موضوعا وحكما

ــه لا الكيلو غرام يساوي ألف غرام دقة وهو موضوع ل 999ن العرف لو كان الوزن أللأقل أو الأكثر منه، إلا

غرام أو أقل أو أكثر يســمونه كيلــوا عنــد الشــراء من ليســتن تســميته كيلــواإالبقــال وغــيره، وقــد يقــال

ــذا،بمجاز بعلاقة الكل والجزء ــدهم ل بل هو حقيقة عن ولعله منقول عندهم للأعم،،لا تجدهم يعملون العناية

.بوضع تعيني, فتأمل ـ كالذهب وغــيره ـــنعم لدى شراء الأمور الثمينة

ــون ــالمعنى الأخص ولا يرتضـ ــو بـ ــتخدمون الكيلـ يسـالمسامحة أبدا.

ن العـــرف هـــوأن المشـــهور ذهبـــوا إلى أيبقى ــاهيم ــد المف ــع في تحدي ــ،المرج نهم الملقى إليهمإ ف

ــدهاإالكلام، لا المصاديق بعد تحديد المفهوم ف ن تحدي إلى دقي حســب المشــهور، نعم ذهب الســيد الوالد

ن هذه هي مقتضــىأمرجعيته في كلا الأمرين بدعوى الطريقــة العقلائيــة في المحــاورات والإفهــام والتفهم

وتحقيقه في مظانه.ـومقام العطاء والامتثال

الص:::دق في الم:::دار البحث: هل ص:::غرى هماتعريف على وأ الع::::::رف على والك::::::ذب

؟الدقيــا نقــول: ن المشــهور عرفــواإوفي صــغرى بحثن

ــذب،الصدق بمطابقة ظاهر القول للواقع وعرفوا الك فهــل،ن العــرف اســتظهروا ذلكأبعكسه، فلو فرض

لمســمياتهاةالكذب والصــدق موضــوعالعناوين نظير نإالثبوتية الواقعية الدقية عندهم؟ فإذا كان كــذلك فــ

،الظهــور الثــانوي ينعقــد ببركــة القرينــة حــتى الخفيةالتورية مع القرينة الخفية صدقتكون ف . ا

70

كتب أخرى للمؤلف الكـــذب والصـــدقعنـــاوين ن أ بـــ:ولكن لـــو قلنا

فــإذا وجــد،موضــوعة للمعــنى المســامحيوأشــباهها نــه يحكم عليهــاإالعرف الكلام من غير قرينــة عليــه ف

وإن كانت لها واقعا قرينة خفية فهو يتســامح،بالكذب.افي إطلاق الكذب عليه

نه يطلق عليه مع احتماله وجود القرينةإأو يقال: ــانوي قــد ــرى أن الظهــور الث ــة، الكــذب؛ إذ لا ي الخفي

.(1) فتأمل،انعقدإ يقال: وقد ن الأمر لا يدور مدار كون الوضــع دقيــا

،أو مسامحيا أي، بل يدور مــدار كونــه ثبوتيــا أو إثباتيــا ن الكذب وشبهه موضوع للكــذب الثبــوتي عنــدهم أوأ

أي ما هو لدى النوع من السامعين،للأعم من الإثباتي. فتأمل،ن تسامحهم هو في ذلكإ : وقد يقال،كذلك

ــال: وقد ــك يق ــل ذل أ في مقاب ــالا ــو علم إجم ــه ل ن بوجود قرينة خفيــة لم يطلــق عليــه الكــذب بــل يــراه

.(2) فتأمل،مجملا نه في موضوعات أحكام الشــارعإ :الكلام وملخص

ــدق ــدار ص ــا أو الم ــا عرف ــدق عنوانه ــل الملاك ص ه تعريفها دقــة؟ ففي: )الصــدق والكــذب(، هــل المــدار

ــور( و ــدقيق في )الظه ــا والت ــهأتعريفهم ــراد من ن الم ـــ على مــاالظهــور الــواقعي أو التنجــيزي أو التعليقي

؟ أو إن المدار هو الرجوعسياتي في الأمر السادس ـ إطلاقه نأبـ يقال قد نهإ (?)1 القرينة احتمــال مع كالكـذب عنوانـا

.العقلائية. فتأمل العدمية الأصول إجراء بعد هو إنما القادمة. ومنهــا: المطالب مطاوي في بعضها سيتضح لوجوه، (?)2

ــ المسـامحية أو ،الدقية للمسـميات الوضع ــ القولين كلا على نهإ ليس أو كــذب، نهإ) المتعاكســتين النتيجتين بكلتا القول يمكن نهإف

والإثباتي والمنجر الفعلي الظهور في التحقيق حسب على ،بكذب(سبق. مما وغيرهما والثبوتي،

71

التورية موضوعا وحكما

إلى الذهن العرفي وارتكازه وفهمــه لمفــردة الصــدقــال:إ وبغض النظر عن تعريفهما؟ ف،والكذب ــد يق نه ق

والمـــدار على عنـــوان الصـــدق،لا حاجـــة للتعريفــذهن ــدى ال ــه ل ــدقهما وعدم ــهما وص ــذب بنفس والك

العرفي على التورية مثلا؟ والظــاهر أن المرجــع هــو صــدق العنــوان حســبــف الارتكاز العرفي لا تعريفه الدقي، اللهم إلا إذا اختل العـــرف أو تحـــيروا فيكـــون المرجـــع هـــو التعريـــف والتدقيق ككاشف نوعي عن الارتكــاز الفطــري، وقــد

ن العــرف متحــيرون أو مختلفــون في صــدقإ :يقــال بما سبق من الكلام ولكن ،عنوان الكذب على التورية

والله العالم. ، قد يجلي الغمة عن ذلكوما سياتي

مقبولية على(1)الخ:::امس: الم:::دار الأمرعقلائيا العذر

إن العرف قد يفصــل بين صــورتين تنــدرجان في ،نوعين مختلفين، فكلما رأى العذر في التورية عقلائيا

عنـدهم منقحـا للموضـوع فيصـفونهكان ذلـك مقبــولاــير عقلائيأبالصــدق، و ــذر غ ــان الع ــو ك ــا ل ــإنهم،م ف

لمعذريــة وعــدمها دخلن أ مما يعني ،ينعتونه بالكذب لا في تنقيح الموضــوع والصــدق وعدمــه عنــدهم، ولعــل

في المثالين التاليين ما يؤيد ذلك:ــال لــو قــال الشــخص عنــد ســؤاله عن:الأول المث

مشــيرا، )ليس ههنــا(:نه هــل هــو في الــدار؟أوالده و وكان موجودا،إلى مكان معين لم يكن والده فيه فعلا

في مكان آخر من الدار.

العنوان. صدق في المدار ( أي?)1

72

كتب أخرى للمؤلف : كم كتابا صاحبه قائلاأحدهم لو سأل :الآخر المثال

ــهاشتريت؟ وكان قد اشترى خمسين كتابا فأجابه: بأن إلا تســعة:قد اشترى مئة كتاب ثم خفض صوته وقال

ــك ربما وأربعين بحيث لا يسمعه الآخرون، و نأمن ذل رفــع صــوته صلوات الله وســلامه عليهأمير المؤمنين

)إن:في معركة صفين قائلا: )لأقتلن معاوية( ثم قــالــ ــك ب ــل ذل ــه( بصــوت خــافض ثم عل ن علمأشــاء الل

في كلامه أمير المؤمنين علي الجيش بصدق ــال يبث روح الحماسة والتشجيع فيهم فينــدفعون للقت

ولــو فــرض، ولا يرى العرف مثل ذلك كذبا،بقوة أكبرفهو استثناء من حرمته للأهم القطعي.

ن العــرف يحكم عليــه بأنــه قــد كــذبأ ب:يقال فقد ن اطلــع بعــدها علىإ و،في المثــال الثــاني دون الأول

إقامتهما القرينة الخفية. ن العــذر العقلائي دخيــل في الحكمألكن الظاهر

لا الموضوع.وقد يناط الأمر بالبحث اللاحق وهو:

وأ تنج::يزي الظه::ور الس::ادس: هل الأمر واقعي؟ وأ تعليقي

الظهـــور الفعلي:هـــل الملاك في الظهـــور هوــةإو الظهور التعليقي؟ فأالتنجيزي ــام القرين ن من أق

فليس لكلامه،الشخصية الخفية ولم يطلع عليها النوع ن الظهــور الثــانوي لمإ ف،ظهور فعلي لدى السامعين

ينعقد عندهم لعــدم علمهم بهــذه القرينــة، ومعــه فلــو ن الملاك في الصــدق أو الكــذب هــو الظهــورأ بــ:قلنا

فهـــذا الكلام، ولا ظهـــور فعلي لـــدى النـــوع،الفعلي

73

التورية موضوعا وحكما

ن الملاكأ بــ:مــا لــو قلناأ، و سيكون كــذبا(1) بهىالمور أي إنهم لــو اطلعــوا على حالــة،هو الظهــور التعليقي

المتكلم وما أقامه من القرينة لوجدوا الظهور الثانوي ــدا ــا منعق ــون ف،تام ــذ يك ــوره الكلام مطابقاحينئ بظه

. فأيهمــا هــو الملاك فيالثانوي للواقع فيكــون صــدقاالظهور؟

هو إن الظهـور لا هــوـ ظاهراـإن الحق وجوابه: تعليقي ولا تنجيزي، وإنما الظهور الذي هو الملاك في

الظهــور الــواقعي، وهــوالكــذب هوو أالحكم بالصدق . (2)ليه المرجعإالمقسم لهما وعليه المدار و

ــظ ذلــك: توضــيح ــة باللف ــفة قائم ــور ص إن الظهــور كحــال النصإ، فــ(3)نفسه أن فكما،ن حــال الظه

النص صفة للفظ نفسه كــذلك الظهــور، وعليــه فلابــد ن نــرى هــل هــوأن نلاحظ اللفــظ بمــا هــو هــو وأمن

و لا؟أظاهر هناك لفظ ولافــظ ومتلفــظ لــه، فهــلآخر: وبتعبير

ـو السامعأ ـ اللافظ ـالملاك في الظهور هو المتكلم إن الملاك لا هــذا ولا ذاك، بــل:جوابهو؟ المتلفظ له ـ

الملاك في الظهور هو حال اللفظ نفسه بما هــو هــو، نعم منشؤه إما الوضع على رأي أو ذات اللفظ نفســه

نعم على مسلك التعهــد، والحق الأول،آخرعلى رأي ،ن الملاك في الظهــور هــو اللافــظ نفسهإ :فقد يقال

.فتأمل هنا أبي ليس قال لو ما مثل في)?( 1 من خاصة، نقطة إلى مشيرا

الباب. وراء فليس (?)2 آنفــا. العبــارة ظــاهر من يتــوهم لعله كما لهما قسيما

فتدبربه. العلم مع الوضع بسبب)?( 3

74

كتب أخرى للمؤلف له إضــافة إلى،نعم اللفظ بما له من ظهور ذاتي

أ إلا ،السامع والمتكلم ن هذه الإضــافة ليســت مقومــا فهو كالأبوة بالنسبة إلى زيد حيث، ذاتيا للظهور نفسه

إنها صفة عارضة له وإضـافية وليسـت مقومـة لذاتـه،عكس المضاف الحقيقي.

ــارة هنــاك اقتضــاء في اللفــظ للدلالــةأخــرى: وبعب للمعانيعلى المعنى، وهذا الاقتضاء تارة يكون طاردا

فهــو نص، وتــارة أخــرى لا يكــون تاماالأخــرى طــردا بـل تبقى محتملـة أيضـا فهـو ظــاهر،،طـرده لهـا تاما

.(1)وتارة أخرى لا يكون للفظ اقتضاء ذاتي كالمجمل ن الظهور نحو وكيفيـة في اللفـظ لـوإ والمتحصل:

اطلع عليها السامع لغلب على ظنــه إرادتــه، أو فقــل:ــي لذاته ــظ بحيث يقتض ــفة في اللف ــور ص (2)إن الظه

و القرينــةأانتقال السامع إلى المعنى لو علم بالوضع نهــا غــير مقومــة لذاتــهأفيكون له إضافة للســامع، إلا

،نه ظاهر في العموم وضعاإكما هو الحال في العام فولا دخل لفهم السامع أو السامعين وعدمه فيه.

ن الملاك ســـيكون مطابقـــة الظهـــورإفـــ :وعليهاللفظي الواقعي للخارج والواقع.

وتظهر النتيجة في التوريــة الــتي اقــترنت بقرينــةــة ــذا؛ لفإنهاخفي ــدق على ه ــواقعيأ ص ــور ال ن الظه

ــانوي متحقــق بوجــود القرينــة وهــو مــا نجــده في الث ن السهم ذاتية الإشــارة إلى جهــة،إالتكوينيات أيضا؛ ف

يكون اتجاه السهم نفســه مشوشــا وغــير:ولكن تارةــ 1 ــي: ذاتي مجمل لىإ وينقسم)?(ـ ــذاتي ماأوعرضـ في فكما الـ

بنفسه اللفظ يكن لم لو فكما العرضي ماأو اللفظي المشــــترك ذلك. ولهذا إلى تحول والمتكلم السامع وضع بلحاظ نهأ إلا مجملا.والمبين المجمل لبحث يترك ورد وأخذ تفصيل

المنصور. الرأي على ،وضعه بعد )?( أي2

75

التورية موضوعا وحكما

،واضح لذاته كما لو طمســت ملامحــه فهــذا كالمجمل نأ يكون اتجاه السهم واضحا بنفســه إلا :وتارة أخرى

العين لا تمــيزه لعــدم وضــوح في رؤيتهــا لــه لظلام أو شوة أو شبه ذلك، والجهل إثباتــا لا يغــير من الواقــعغ

الثبوتي شيئا. مــاأن الظهور في حد ذاته واقعي، وإومنه يظهر:

ولعــل اختلاف وصــفه، إلى الســامع فتعليقيمنســوبا. فتأمل،بالصدق والكذب بالنظر إلى الجهتين

الظهور في الأعلام بعض كلماتالعدة في الطوسي الشيخ رأي

نــه ارتــأى في كتابــهإ ف مــا الشــيخ الطوسيأ ما يظهر:الظاهر): قال استظهرناه،)العدة( خلاف ما ن مفــادإ :نــه قــد يقــالأ على ،(2()1)(المراد به للسامع

ــة والشــأنية ــه أعم من الفعلي ــان ظــاهر،عبارت وإن ك فتأمل. ،الأفعال الفعلية

ة:الكفاي في خوندآال المحقق رأيــا الأو ــلإ ف خوندآمـ ــر في بحث المجمـ ــه ذكـ نـ

(3)و مطــابق للــرأيأوالمــبين مــا ظــاهره مقــارب

ن علمإ مجمــل و،فما ليس لــه ظهــور)المنصور قال: (.4)(بقرينة خارجية ما أريد منه

إن الإجمــال في اللفــظ إجمــال ذاتي لا:وظاهره.408 ص1الأصول: ج عدة(?)1 في وكـذلك والخـاص العـام بحث في الشـيخ ذلك ذكر وقد (?)2

.العدة آخر في عبارته نص كانت وهذه إليه أشار قد العدة آخر فتأمل ،( مطابق أو ) مقارب(?)3 .جيدا.270 ص3 ج:الأصول كفاية إلى الوصول( ?)4

76

كتب أخرى للمؤلف مثالــه قولــه،يرتبــط بفهم الســامع والقــرائن المحتفة

هن :تعــالى ن بأنفســ قت يترب مطل ص����و ص� ــروءٱ ـةـ ق نإفــ (1)ثلث القرء مشترك لفظي وهو من المجملات، وعليــه فلــو علمنــا من القــرائن الخارجيــة والروايــات المــراد من

ن المجمل لا ينقلبإ ف،نه ثلاثة أطهار فرضاأ و،القروء ذاتيــة أي مــا ليسة؛ إذ إن الإجمال كما قلنــا صفمبينا

له ظهور في حد ذاته فهو مجمل.ــةأن مقصــوده إ :والظــاهر ــه مجمــل في مرحل ن

لا الجديــة، ولــذا لا يرتفــع إجمالــه الإرادة الاســتعمالية إذ معرفــة المــراد في مرحلــة الإرادة؛بمعرفة مــراده

الجدية لا ربط له بمرحلــة الإرادة الاســتعمالية، وذلــكــالإجمال والنصـ يهيؤكد كون الظهور كقسيم ـ ــرا أم

وإن أمكن توجيه عكسه.،قائما باللفظ نفسه ن علمإكمــا إن مــا لــه الظهــور مــبين و)ثم قال:

،(3)(ولؤنه مأ أريد ظهوره و(2)نه ماأبالقرينة الخارجية ه فوق أيديهمومثاله قوله تعالى: فاللفظ مــبين (4)يد الل

ن كنا بالقرينــة الخارجيــة القطعيــة نفهم أن المــرادإوــه من اليد هي القدرة والقوة، فهذا المبين مؤول ولكن

ن كــان مـرادهإفي حد ذاته مـبين وظـاهر في اليــد، و ن اللــهأتعالى ليس الظــاهر من اليــد وذلــك للقطــع بــ

تعالى ليس بجسم. إن الظهور قائم باللفظ لا بالقرائن. كماوالحاصل:

ذكره، ونقول: وهو قائم باللفظ لا بالسامع.

القمي المحقق رأي.228البقرة: سورة (?)1نافية )ما( هنا(?)2.270 ص3الأصول: ج كفاية إلى الوصول (?)3.10الفتح: سورة (?)4

77

التورية موضوعا وحكما

نــه في قوانينــه يــرى أنإ ف ما المحقق القميأو اعتبار الظهورات مقصــور على من قصــد إفهامــه من

ــه المشــهور،(1)الكلام ــام، وخالف ــه قي ــه يفهم من ولعلــتظهر من لكن،الظهور بالسامع لا اللفظ كلامه المس

ا من باب الظن الخاص او الانســداد، عن حجيتهالكلاملا عن أصل وجوده.

النائيني الميرزا تفصيل في تحليــل(2) للشــيخ النــائينيونذكر هنا تفصيلا

ــون تـــارةأ: (3) ذهب إلىالبحث حيث ــ ن الغـــرض يك عن الواقع أي واقع مراد المتكلم ومــا تعلقتالكشف

بــه الإرادة النفس أمريــة؛ إذ الألفــاظ ومنهــا الظــواهرتستعمل للإيصال إلى المرادات والكشف عنها.

يكـــون الغـــرض الاحتجـــاج على المتكلم:وتـــارة قــرأ لو ن شخصاإ كما في باب الإقرار ف،بظاهر كلامه

نإعلى نفسه فقال: إنني مــدين لزيــد بمئــة دينــار، فــ وهــذا الظــاهر،العرف والعقلاء يأخذون بظــاهر الكلام

ن إقرار العقلاء علىأيلزم به ويحتج عليه من خلاله؛ ل ـــ والمتحصــل: للظهــور غرضــان ،أنفسهم حجة

.(4) الكشف عن الواقع والاحتجاج ـبحسب الميرزا إن الظواهر حجــة نوعيــة على المتكلموالحاصــل:

ولكن لو احتمل وجود قرينة على خلاف هذا،والسامع.103 ص2 / ج403 ـ398 ص1 الأصول: ج ( قوانين?)1.203 ص2الطالب: ج منية(?)2.718 ص4 ج:الأصول فوائد راجع(?)3 ــاه في كلامه نأب علما اتج

.بتصرف كلامه نقلنا وقد ،فلاحظ آخر ذكرنا وقد ذلك من أكثر الأغراض(?)4 )الحجة كتاب في منها عددا

.فلاحظ ،للحجة العشرة المعاني ضمن ومصاديقها( في معانيها

78

كتب أخرى للمؤلف و لا؟ فالعامأ ةالظاهر النوعي، فهل هذه الظواهر حج

ةمثلا حجة نوعيــ ولكن لــو، وظــاهر في العمــوم نوعــا من،احتمــل وجــود قرينــة على أن العــام ليس بمــراد

دون دليل له على التخصيص، فهل يســقط العــام عنــ ــد منأحجيتــه في العمــوم؟ ويجيب المــيرزا: ب ن لا ب

فــإن أريــد من؛معرفــه المعــنى المــراد من الحجة كــان احتمــال وجــود،)الحجة( )الكاشــف عن الواقــع(

القرينة مسقطا للظهور عن الحجية فلا يكون الظــاهر ذ مــعإحجة إلا مع إحــراز عــدم القرينــة ولــو بالأصــل؛

عن فإنــه لا يكــون الظــاهر كاشــفاكهذاوجود احتمال انه ممــا،، وان أريد من قولنا: )الظاهر حجة((1)الواقع

، ثـــابت هنالاحتجـــاجا ف،يحتج بـــه العقلاء على الآخر حتى مع احتمال وجــود قرينــة على،والمقابل محجوج

الخلاف من دون توقف على نفيها. النائيني الميرزا تفصيل على التفريع

من النــائيني وقــد يبــنى على مــا قالــه المــيرزاي لــو أقــام تفصيل في معنى الحجة فيقال: إن المــور

فلو كان البحث،نه قد أقامهاأقرينه خفية وكنا نحتمل ي عن واقــع مــراده فإنــه مــع،في كاشفية كلام المور

ــه عن ــة لا يكشــف كلام ــة خفي ــه قرين ــا إقامت احتمالن فلــو لم، فلا بــد من نفي القرينــة ولــو بالأصل،الواقع

فلا يكشــف عنـــ كالتعــارض ـــيجر الأصل لسبب مــا لو لم يطابقه إن كان البحث عنمراده فلا يكون كذبا

مــا لــو كــان البحث عنأكونه كــذبا من هــذه الجهــة، وــاج ــام الاحتج ي،مق ــور ــه يمكن أن يحتج على الم فإن

ولم تظهــر لنــا،ويقال له: إن ظاهر كلامــك كــان كــذاــة على الخلاف ــاب،القرين ــك في ب ــزم ل ــك مل فكلام

مراده. واقع أي(?)1

79

التورية موضوعا وحكما

،ن كان مــرادك غــير ذلكإ و،الإقرار والشهادة وغيرها والأصــل(1)مجــرد دعــوى ودعواك إقامــة قرينــة خفية

كونـه: ومنها، فتــترتب الآثـار على ظــاهر قوله،عدمها وسقوط عدالته به.،كذبا

ي ن هذه المرأة قــد زنت وكــانأ ب:فلو قال المور ولم يقم القرينــة على،مراده من ذلك زنا العين فقط

قصــدأ إني كنت :ن قــالإ و،نــه يعــاقب لقذفهإ ف،ذلك وكان قــد أقــام قرينــة،زنا العين دون المعنى المعهوده أيضا. جدخفية على مراده حينذاك، لم ي

إن المــــدار في الأحكــــام الشــــرعية:والحاصل حده أو:، ومنهاه سقوط عدالته بكذب: ومنها؛الظاهرية مــا كونــهأ و،على الظــاهر العــرفيإنمــا هــو ،تعزيــرهأصدقا معرفــةجهة فإنــه لا ينفعــه إلا في ،و كذبا ثبوتا

.نه حرام شرعا في حد نفسه أم لاأ كــون التوريــةهين جهة البحث إولكن قد يقال:

مــا صــحة الاحتجــاج عليــه بكلامــه أوأصدقا أو كــذبا، و فهما جهتان لاحقتــان إضــافة إلى،كاشفيته عن مراده

أالنقاش في مبنى كلام الميرزا ب ــا ن هناك قســيما ثالث الميرزا وهو كون الغــرض اســتخراج الواقــعلم يذكره

ــراد ــع مـ ــه الكلام )لا واقـ ــذي يحكي عنـ ــوتي الـ الثبـــدة ال ــأالمتكلم( وعم ــدور على ارخب ــذا، وعلى ت أيه

يترك تفصيله لمحله.

إقامة ع::دم مع الثالث::ة: التورية الص::ورة أقام لو نعم(?)1 على حينــذاك خفية قرينة وجــود دعواه على دليلا

وثبــوت الإقرار إنكار مسألتي في آخر بحث في يدخل فإنه كلامه، حينئذ يفكك وقد ومقتضاه بذلك القاضي وعلم إقراره في الكذب

آخر. مبحث في فصلناه كما الظاهرية الأحكام بين

80

كتب أخرى للمؤلف القرينة

وهي مــا، (2) من القســم الرابع (1)الثالثة الصورة أماي بكلام ولم يقصــد ظــاهره مــع عــدم لــو تكلم المــور

بــل اقتصــر على،إقامة قرينة نوعية أو شخصية خفية نأ بــ: كما لــو قــال،صرف الإشارة الذهنية إلى مراده

ــا ولم يقم على ذلـــك إشـــارة حســـية أبـــاه ليس هنـ شخصـية أو قرينــة نوعيـة على أن المـراد هـو البقعـة

ن ذلــكأ :الخاصــة الــتي قصــدها لا المــنزل، والظــاهر والظهــور الأولي، إذ الظهــور الثــانوي لم ينعقد؛كــذب

غير مطابق للواقع. القرينــة الذهنيــة تخــرج الكلام عن كونــهيقــال: لا إذ قصد المتكلم غير الظاهر من الكلام. ؛كذبا

إن قرائن عالم الــذهن لا تصــلح مقيــداتيقال: إذ ولا تصـــنع،ومخصصـــات لعـــالم الألفـــاظ والظـــواهر

للألفاظ ظهورا ثانويا على خلاف ظهوره الأولي. فلابد من إقامة قرينة لفظية حالية مقاميــة:وعليه

وأ مقاليــة خارجيــة حــتى ينعت الكلام بالصــدق نظــراوإلا فإنه كذب. ،لمطابقته بظهوره الثانوي للواقع

الك::ذب صدق في الشك صورة في الحكمالتورية على

ـ موضوعا ـنه إذا شك الفقيه في إن التورية إثم و كذب؟ أو شــك في خصــوص صــورةأهل هي صدق

وجــود القرينــة الخفيــة في إنهــا كــذب أو لا؟ فمــا هــوالمرجع؟

على خفيت نوعية قرينة أقــام لو ماهما: الأوليتان الصورتان (?)1خفية. شخصية قرينة أقام أو السامع،

ــام من (?)2 ــو: التورية أقس ــاهر ورى لو ماوه ــاطن عن بالظ الب.به وستره

81

التورية موضوعا وحكما

نــه لا يجــوزإن المرجع أصالة الإباحــة، فإ الظاهر: التمسك بالعام في الشبهة المصداقية )أي لـ: الكــذب

فلو شك في أن التورية مطلقا أو فيما لو أراد،حرام( المتكلم خلاف الظــاهر وقــد أقــام القرينــة الشخصــية الخفيـــة، هـــل هي كـــذب أو لا فلا يمكن أن نتمســـك

ــ نإبإطلاق أدلة حرمة الكذب لا ثبات حرمة التورية؛ فــون ــد أن يك ــداقا لموضــوع الحكم لاب ــذا مص ــون ه ك

إذ؛ كيما يترتب عليــه الحكم الثــابت لموضــوعهمحرزا أتي تتمــة للكلام آخــرت وســ،الحكم لا يثبت موضــوعه

البحث.

82

كتب أخرى للمؤلف

بأنها القول على التورية تجويز وجوهالرابع: المحوركذب

بعد الكلام عن التنقيح الموضوعي للتورية، ينتقل نأ بــ:نــه حــتى لــو قيلإ فالحكمي،البحث إلى التنقيح

: لكن قــد يقــال،التورية كذب كما عليه غير المشــهورنه يمكن التفصي عن حرمة التورية بأحد وجهين:أب

التوري::ة حرمة عن للتفصي وجهان دعوى عدم شمول ادلة حرمة الكذب الأول: الوجه

ــمل ــا، لتش ــق إطلاق له ــدم تحق ــدعوى ع ــة، ب للتوريــة ــام قرين ــا أم في خصــوص مــا إذا أق ــة مطلق التوري

نوعية أو شخصية.ــاتالثــــاني: الوجه ــ ــات والرواي ــ ــتدلال بالآي ــ الاس

المجوزة لخصوص التورية، ووقوعها من المعصــومين كالنبي إبراهيم .

ومرتبـــة الأمـــرين متـــأخرة عن مرتبـــة البحث، كما لا يخفى.ن التورية كذب أم لاأالموضوعي و

أدلة إطلاق::ات ش::مول الأول: ع::دم الوجهللتوري:ة الكذب حرمة

بعــد فــرضـــوههنا ثلاثــة وجــوه لإخــراج التوريــة حرمـة الكــذب، من عمـوم أدلـة ـكونها كذبا موضوعا

نتائج مباحث المطلــق والمقيــد فيباللجوء إلىوذلك ــول ــد إلا،الأصـ ــروا أن الإطلاق لا ينعقـ حيث إنهم ذكـ

، وهي:ـ (1) على المشهورـبمقدمات ثلاث أربعــة، جعلها البعض ولكن مقــدمات، ثلاث إنها هو المشــهور(?)1

.مقدمتين إلى أرجعها الآخر البعض بينما

83

التورية موضوعا وحكما

ن يكــون المــولى في مقــامأالمقدمــة الأولى: .البيان لا في مقام الإهمال والإجمال

ــة: ــة الثاني ــدرأن لاالمقدم ــام ق ــون في المق يك.(1)متيقن

ــة الثالثة ــة علىأن لا: المقدم ــاك قرين ــون هن تكالخلاف.

،ومع توقف انعقاد الإطلاق على هــذه المقــدماتــراجإف ــة لإخ ــوه ثلاث ــد وج ــتناد إلى أح ــه يمكن الاس ن

حتى مع قبول دخولها الكذبالتورية عن دائرة حرمة وذلــك كلــه بعــد فــرض تســليم، في الكــذبموضــوعا

علىـــ من الآيــات والروايــات ـــوجود ولو دليل واحد دلـــة اللبيـــة منأإذ ال، حرمـــة الكـــذب بقـــول مطلق

والآيــات والروايــات قــد،ضرورة وغيرهــا لا إطلاق لها في كتاب الكذب موضوعا وحكمــا،جرى الكلام حولها

فراجع.

من البيان مقام في المولى كون عدم .1الجهة هذه

ويبتــني هــذا الوجــه على نفي المقدمــة الأولى من نه لا إحراز لكــون المــولىإن يقال: أمقدمات الحكمة ب

ــة، ــذه الجه ــان من ه ــام البي ــانوفي في مق ــام بي مقــاأ ،الشــمول حــتى للتورية ــتي معه ــة ال و حــتى للتوري

ـ. المحتملين على ـقرينتها الخفية الشخصية لابد من إحــراز تحقــق لحــاظ المــولى آخر: وبتعبير

لهذه الصــورة الخفيــة عنــد إطلاقــه كلامــه، لكن هــذه

في مــتيقن قدر هناك يكون لا نأ: الآخوند المحقق وحسب (?)1التخاطب. مقام

84

كتب أخرى للمؤلفــورة ــادة(2)الص ــال ع ــر بالب ــدقيق، لا تخط ــد الت إلا بع

ــان ،والبحث والنظر من فلا إحراز لكونه في مقام البيهذه الجهة.

ــال: وقد ــة يق ــر مســتلزم لإســقاط كاف ــا ذك إن ماـ لاأالمطلقات؛ إذ في كــل مطلــق يمكن ن يقـال: بأن

نعلم أن المولى في مقام البيان من هذه الجهة. ــاب: وقد ــ وهي على،ن الجهــــات مختلفةأ بــــيجـــات ــكيكية؛درج ــائق التش ــا من الحق ــها، لكونه فبعض

وهي الحاضــرة في،ظاهر كونهــا تحت دائــرة الإطلاق الذهن عادة عنــد الإطلاق أو بــأدنى التفــات أو لكونهــا مورد السؤال عادة أو شــبه ذلــك، وهــذه لا شــك إنهــا

ــةأ إلا ،مشــمولة للإطلاق ــاك جهــات أخــرى خفي ن هن تحتاج إلى عناية والتفات خاص عند ذكر لفظ المطلقــذب لو أراد الشمول لها، كما هو الحال في عموم الك للتورية مطلقا أو عمومه لخصوص التورية مــع إقامــة

ن التوريــةأ بــ: يقــال ربما إذ،القرينة الشخصية الخفية على إطلاقها مــورد الســؤال عــادة أو هي ممــا يلتفت

. التفات دون خصوص هذه الصورةبأدنىإليه نإ أن المولى لـو قــال: )الـبيع حلال( فــ:ويوضحه

البيوع الحاضرة في الذهن العرفي المتــداول يشــملهاــكال ب ــال للإشـ ــذا الإطلاق، فلا مجـ ــه لا يعلم أنأهـ نـ

:إذ يجاب،المولى في مقام البيان من جهة بيع السلم ،نغلــق بــاب المطلقــات كله ن هذا البــاب لــو فتح لاأب

وذلك على عكس الجهات الخفية البعيدة عن الأذهــانالعرفية.

ــواليإ يقــــال: قد ولكن ــ ــه ليس الكلام عن الم ــ ن العرفية كي يحتمـل عـدم خطـور هـذه الجهـة أو تلـك بباله، نعم يتصور عدم كون مولى المــوالي في مقــام

.التورية مطلق وأ الخفية، القرينة مع التورية(?)2

85

التورية موضوعا وحكما

لعدم كــون هــذه الجهــة،البيان من هذه الجهة أو تلك أو،مــورد الابتلاء حــتى في دائــرة القضــية الحقيقية

لكون مصب غرضه أمر . فتأمل، آخر أو ما أشبها للكذب متيقن قدر وجود.2

ويعتمـد الوجـه الثـاني على نفي المقدمـة الثانيـة أن لا يكــون هنــاك قــدر:من مقــدمات الحكمــة وهي

موجود ون القدر المتيقن من حرمة الكذبإمتيقن، فهو غير التورية.

نــه مــا من مطلــق إلا ولــهإولكن يرد عليه مبنى: قدر متيقن مما يســتلزم اشــتراط عــدم وجــود القــدرــا، المتيقن إسقاط كل المطلقات عن إطلاقها وحجيته

ن القــدر المــتيقن منإفمثلا في )أحــل اللــه الــبيع( فــ ، وبصــيغة الماضي،البيع المحلل هــو مــا كــان بالعربية

ــا ــتريتوم ــه على اش ــول )بعت( في ــبق ق ... الخ، س ن القــدرإ فــ،وكــذلك لــو قــال المــولى: أكــرم العــالم

ــذا ــورع التقي وهك ــل ال ــالم العام ــو الع ــتيقن ه ،المــل ــو أكم ــارجي ه ــتيقن الخ ــدر الم والحاصــل: إن الق

المصاديق فقط. إن توقف الإطلاق على هــذه المقدمــة والمتحصل:

مما لا يمكن الالتزام به على المنصور، بــل لعلــه علىالمشهور أيضا.

ب::::)الإطلاق( : المخ:::ل الآخوند المحقق التخاطب مقام في المتيقن القدر

نأ بـ: إلى القــول ولعله لأجل ذلك عــدل الآخوند الذي يخل بالإطلاق ليس صرف وجود القدر المــتيقن؛

ــه قــدر مــتيقن ــإذ مــا من شــيء إلا ول وهــو الفــردـ

86

كتب أخرى للمؤلفــ(1)الأكمل ــدر ـ ــو الق ــالإطلاق ه ــل ب ــذي يخ ــا ال ، وإنم

فــإن القــدر، (2)المتيقن في مقام التخاطب والخطــاب ، يكــون من جهــة متعلــق الخطــاب:المــتيقن تــارة

، يكون من جهة الخطاب نفسه وبما احتف به:وأخرى ووجود القدر المــتيقن لمتعلــق الخطــاب ومنــه الفــرد الأكمل لا يخل بالإطلاق، وأما القــدر المــتيقن الناشــئ

نهأ ب:نه الذي قد يقالإمن مقام الخطاب والتخاطب ف وهــو على، لى حصــة خاصةإيقتضي صــرف المطلــق

للكلام لأن مقــام التخــاطب قــد يعطي وجها؛القاعدة ولا أقـــل من كونـــه من محتمـــل،فينثلم بـــه الإطلاق

ومعه لا ينعقد الإطلاق. ،القرينية المتصل ابن بكير قــال: )ســأل ويوضحه ما ورد في موثقه

عن الصــلاة في الثعــالب والفنــكزرارة أبا عبد الله زعم أنــه فــأخرج كتابا.والســنجاب وغــيره من الــوبر

:إملاء رسول اللــه أن الصــلاة في وبــر كــل شــيء حرام أكله فالصــلاة في وبــره وشــعره وجلــده وبولــه

، لا تقبــل تلــكة فاسد،كــل شــئ منهألبانــه ووروثــه وــه أكلهتالصلاة حتى ،)(3)صلي في غيره مما أحــل الل

ــ ــوإف ــه( ه ــرام أكل ــيء ح ــل ش ــود من )ك ان المقص ولكن هــل يشــمل ذلــك،الحيوانــات محرمــة الأكل

ن الإنســان حــرام اللحم كــذلك، هنــاإالإنسان أيضا؟ ف نأن الــدليل منصــرف عن هــذه الحصــة؛ لإيقــال:

)محــرم اللحم من الحيــوان( هــو القــدر المــتيقن في وكونه غيره، يكون وقد(?)1 أو والموضوع الحكم لمناسبات متيقنا

ذلك. لغير تصورنا وفي رابعة، مقدمة اعتبرها خوندآال نأ البعض تصور(?)2

ما حسب القيد. وذلك بذكر فصل نهأ إلا الثانية المقدمة نفس أنهاكلامه. من استظهرناه

.397 ص3الكافي: ج (?)3

87

التورية موضوعا وحكما

نــه مــورد الأنس الــذهني للســامعإمقــام التخــاطب فوالمتكلم حين السؤال، دون الإنسان.

احتــفمماوالمتحصل: إن القــدر المــتيقن النــابع بالخطاب نفسه هو الذي قد يخل بالإطلاق.

فقد يدعى ـ:أي التوريةـ ما في صغرى البحث أو عنــدما قــال لأن الإمــام ؛صحة التمســك بهــذا الوجه

ن القــدر المــتيقن في مقــامإ فــ،مثلا: )الكذب حــرام( الــتي هي منالمحرمــات إحــدى بيــان :التخــاطب هو

ــائح الشــديدة القبح ــة منها،القب ــت التوري أو لا، وليس قرينــة فيفيهــا، وهــذهنها منها؛ لوقوع الخلاف أيعلم

،لى غــير التوريةإمقام التخاطب تفيد صــرف الكــذب ن احتمال كونهـا قرينـة في مقـامإ فـ وكما سبق ـبل

لأنــه من محتمــل القرينيــة؛التخاطب مخــل بــالإطلاق فتأمل.،المتصل

للانصراف الموجبة القرينة وجود.3 ويبتــني الوجـه الثــالث على نفي تحقــق المقدمــة

وجــود القرينــة:الثالثة من مقــدمات الحكمــة بــدعوى على الخلاف الموجبــة لانصــراف الإطلاق عن التوريــة

وذلـك لا لكــثرة،أي إلى خصوص الكــذب غـير التورية نأالوجود؛ إذ التورية كثيرة الوجــود أيضـا إضـافة إلى

وإنمــا لكــثرة،كــثرة الوجــود غــير موجبــة للانصــراف الاســـتعمال الموجبـــة للأنس الـــذهني بين الكـــذب

ن الكذب عــادة يســتعملإوخصوص ما عدا التورية؛ ف ،في غير التورية، ومعه فنحكم بانصراف الحرمة عنها

ولا يخفى التأمل فيه كسابقه وسيأتي في آخــر البحثالكلام عن الانصراف بوجوهه الخمسة.

88

كتب أخرى للمؤلف بالآي:::::ات الث:::::اني: الاس:::::تدلال الوجه(1)التورية جواز على والروايات

في مكاســـبه على اســـتدل الشـــيخ الأنصـــاري وتبعــه،الجواز بالروايــات المتضــمنة للآيــات الشــريفة

ــدليل،الأعلام على ذلك ــ ــ ــات ك ــ ــ فلم يبحث عن الآيــتقل ــان ينبغي أ إلا ،مسـ ــذي كـ ــو ن الـ ــدئأن هـ يبتـ

ــلااب ــات،القران الكــريم، ســتدلال ب ثم يســتدل بالرواي في الخلاف في مبحثجــرى عليــه الشــيخ وهذا مــا

وقد جرينا عليه أيضا.، الحيل الشرعية استدلاله لو خدش فينإوالفرق بين المنهجين:

بالروايــات الــتي تــذكر الآيــات الشــيخ الأنصــاريــدعوى ،وتوضــحها وتكمــل وجــه الاســتدلال بها : ب

ــات،و دلالةأضعفها سندا أو، لما بقي الاســتدلال بالآيــه على الأقل ــح وجهـ ــا اتضـ ــيخ،لمـ عكس منهج الشـ

ــات الطوسي ــبي للآي ــذا إضــافة إلى التقــدم الرت ، ه.الكريمة

فعل::ه بل: إبراهيم الأول: قول الدليل كبيرهم

مــا ذكــره: على جواز التوريــة فهوالأول الدليل ماأ وهو، في تكسيره الأصنامتعالى على لسان إبراهيم

ــه الشــيخ الطوسي قــال: في الخلاف مــا اســتدل ب ،الحيل في الأحكام جائزة وبه قال جميــع أهــل العلم)

وفي التابعين من منــع الحيــل بكــل حــال، دليلنــا على قولــه تعــالى في قصــة[أي الحيــل الشــرعية]جوازها

ــات بعض نأ وســيأتي(?)1 التورية خــروج على بها اســتدل الرواي ــوعا ــذب عن موض ــ الك ــانت وإلا فهو تم نإف ك خروجها على دليلا

وسيأتي. والدلالة، السند تمامية عن الفراغ بعد هذا حكما،

89

التورية موضوعا وحكما

قال بلقالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم : إبراهيم ــون اــنوا ينطق ألوهم إن ك أضـاف ف(1)فعله كبيرهم هذا فاســ

كسر الأصنام إلى الصنم الأكبر، وإنمــا قــال هــذا على تأويل صحيح، بأن قال: إن كــانوا ينطقــون فقــد فعلــه كبيرهم، فإذا لم ينطقوا فــاعلموا أنــه مــا فعلــه تنبيهــا على أن من لا ينطــق ولا يفعــل لا يســتحق العبــادة

.(2) ظاهره بخلافه(الألوهية، وخرج الكلام مخرجا في ظــاهرـــ قــد نســب إن إبراهيم التورية: وجه

لى الصنم الأكبر وهــذا مخــالفإ كسر الأصنام ـكلامه كبر لم يكن هــو الكاســر لبقيــةأن الصنم الإللواقع؛ إذ

ــة ــون الآي ــنام، فتك ــالأص ــراهيم ـ منـ أي كلام إب ةنها ترجع إلى قضيأمصاديق التورية؛ إذ واقع الآية هو

شرطية هي: )إن كانوا ينطقــون فقــد فعلــه كبــيرهم، فليس،لكن بما إنهم لا ينطقــون فلم يفعلــه كبــيرهم(

هـذا حسـب،الظاهر )وهــو بـل فعلـه كبـيرهم( مـرادا نأ وسـيأتي ، الشرطية التي ذكرها الشـيخ الطوسي

هناك وجها أفضل في بيان الشـرطية لا يـرد عليــه مـا كمــا توجــد وجــوه، قــد يــورد على شــرطية الشــيخ

ذكرهــا إن عديدة لتفسـير هــذه الآيـة سـيأتي شاء الله.

واذا ثبت كون كلامه توريــة، فيــدل على جوازهــا،ــالمعنى ــل ب ــواز الفع ــل المعصــوم على ج ــة فع لدلال

الاعم، كما لا يخفى.

الش:::يخ ص:::ياغة على وج:::واب إش:::كالللشرطي:ة

.62: الأنبياء سورة(?)1.490ص 4 ج: الخلاف(?)2

90

كتب أخرى للمؤلف وصياغته للشرطية لا تخلو منإلا أن كلام الشيخ

الرجوع إلى مقتضــىفي وجه الإشكالويتضحإشكال، ــرطية وهي ــ ــية الش ــ ــدة في القض ــ ــاتإ :القاع ــ ن إثب

ــوعأ منتج لإثبات المحمول؛ وذلك (1)الموضوع ن الموض وأخص أمــا أن يكــون إ ـــ أي مقدم القضية الشرطية ـ

ـ،أي تالي القضية الشــرطية ـ يكون مساويا للمحمول ،ن يكــون مقــدما في القضــية الشــرطيةأوإلا لما صــح

ن رفع المحمول منتج لرفــع الموضــوع؛ ذلــكإوكذلك فأمـــا أن يكـــون إإن المحمـــول عم أو يكـــون مســـاويا

ن رفــع الأعم ينتج رفــعإ وكمــا هــو واضــح فــ،للموضوع نه يصح قولنا: )كلمــا كــان إنسـانا كــانإالأخص، ومثاله

ــاطقناطقا ــان نـ ــل إنسـ ــه؛ إذ إن كـ ــاو لـ ــه مسـ ( لأنـ )كلمــا كــان إنســانا كــان:وبالعكس، كمــا يصــح القــول

ــول الأعم حيوانا ــ ــع المحم ــ ــه، ورف ــ ــه أعم من ــ وأ( لأنالمساوي ينتج منه رفع الموضوع.

؛لكن رفــع الموضــوع لا ينتج منــه رفــع المحمــولــون أل ــد يك ــوع ق ــه يبقىأخص، ومعن الموض ارتفاع

.(2)المحمول لأنه أعمــه إشــكال على صــياغة ــد يتج ــا ق الشــيخمن هن

: )إن كــانوا ينطقــونللشرطية فقد صاغها الطوسي فقــد فعلــه كبــيرهم فــإذ لم ينطقــوا فــاعلموا أنهم مــا

ــوا( ــع(3)فعل ــذي لا ينتج رف ــدم ال ــع المق ، فهي من رف.(4)التالي

ن من لاأتنبيهــا على )لكنه عالج الإشكال بقولــه: الموضوع. تمام انه أحرز المراد: ما(?)1الموضوع. يثبت لا المحمول إثبات هو الصور عب ورا(?)2 الناحية من الطوسي الشــيخ من الصــياغة هــذه هل ولكن(?)3

لا؟ أو صحيحة المنطقية .توجيه لذلك سيأتي لكن كلا ظاهرا كان )إن كـ فهو(?)4 فليس بإنســان ليس لكنه حيــوان فهو إنســانا

يكون أن يمكن لأنه خطأ هنإف ،بحيوان( أو أسدا ذلك. غير أو فرسا

91

التورية موضوعا وحكما

وخــرجوالألوهيةينطــق ولا يفعــل لا يســتحق العبــادة فقــد اســتدل ببداهــة،(1)( ظاهره بخلافهالكلام مخرجا

،القضية في حد نفسها ، وبوضوحها لــدى الكفــار أيضــا ولم يكن اســتدلاله اســتنادا إلى(،ولــذا عــبر بـــ)تنبيهــا

اقتضاء رفع الموضوع رفع المحمول. نأ كان مــراده الجــدي إن إبراهيم أخرى: وبعبارة

ن يفعــل ويكســرأنــه لا يســتطيع إكبير الأصــنام حيث ليس بإلــه، وهــذا المــراد قــد فهمــه جامدوينطق فهو ائينــ قصــد المعــنى الك أي إن إبــراهيم ،الكفــار منه

بــالإرادةوالتورية، وعليه فالمعنى الظاهري غير مــراد الجدية.

للقض::ية الطوسي الشيخ صياغة تصحيحالشرطية

ــيخ الطوسي ــياغة الشـ ــدفاع عن صـ ويمكن الـللقضية الشرطية بالقول:

إن القاعدة المنطقية في القضــية الشــرطية وإن نأ ل؛ن رفــع المقــدم لا ينتج رفــع التــاليأكــانت على

لكن ذلك إنما هو،عم والمقدم أخصأالتالي قد يكون في القضــية الحقيقيــة، ولكن وجــه تصــحيح مــا ذكــره

ــي هو ــيخ الطوس ــيةإ :الش ــو القض ــه ه ــدار كلام ن مــة بينإ أي ،الخارجية ــ ــارج الملازم ــ ــه علم من الخ ــ ن

ــد علمتففي هذهالمقدم والتالي، القضية الخاصة ق .(2)الملازمة بين طرفيها سلبا وإيجابا

.490 ص4 الخلاف: ج(?)1ــامع على تنبيههم إلى إبراهيم كلام عود من ذكرناه لما(?)2 أن ج

.فتدبر ،.. الخ وينطق يكسر نأ يعقل لا والجماد جماد الصنم

92

كتب أخرى للمؤلفــل الكلام إلى:والحاصل إن الشــيخ الطوســي نق

دون الاســتناد إلى مقتضــى،قضــية شــرطية خارجية. (1)الأصل في القضية الشرطية الحقيقية

في الش::رطية للقضية وأدق أوسع تحليلالكريمة الآية ما الوجه الصحيح للاستدلال بالقضية الشــرطيةأوــانوا ينطقــون(أفهو (2)ن يقال: )بل فعله كبيرهم إن ك

يســتلزم رفــعـــ اذ كــانوا لا ينطقــون أيورفع التــالي. كبيرهم لم يفعل أيالمقدم

ن التقديمأ ب ـ:رغم تعديلهـ ولكن قد يشكل عليه فالتعديل ظاهري غير ســليم،والتأخير صوري فحسب

عن نفس الإشكال.والأدق أن يكون القياس هكذا: ، كــانوا ينطقــون(3))كلمــا كــان قــد فعلــه كبــيرهم

.ولكنهم لا ينطقون فلم يفعله كبيرهم(ــان ــة تتحــدث عن الإمك ــال: إن الآي ويمكن أن يق

فتكــون توريــة إبــراهيم ،والشانية لا الفعلية والوقوعــالي لا وقوعــه ــان الت ــدم بإمك ــان المق ــط إمك في رب

لا وهــذا حقيقية كقضــايا تطــرح المنطقية البحــوث نأ ذلك(?)1ــافى ــدم مع يتن ــزوم ع ــتجماع ل ــروط اس ــاج ش ــية في الانت القض

الموجبة هو الكلية السـالبة نقيض إن نقـول عنــدما فإننا الخارجية الخارجية القضــية في يمكن ولكن عــام ضابط لأنه فذلك الجزئية

في كــذلك والحــال ،الكلية الموجبة هو بالفعل نقيضــها يكــون نأ تــذكر المنطق في الشــروط نإفــ وعليه الأربعة الأشكال شروط

نإفــ الشــروط تلك تــوفر مع لأنه وذلك الخصوصــيات يجهل لمنــروط بعض نإف بها العلم مع ماأ الصور كل في حتمي اللزوم الش

الصور. بعض في لازمة غيركبيرهم(. فعله فقد ينطقون كانوا نإ) بدل(?)2 كبيرهم كان كلما وأ (?)3 .فاعلا

93

التورية موضوعا وحكما

ــية ــياغة القضـ بوقوعـــه، وعلى الشـــأنية تكـــون صـــيرهم أمكن ــه كب الشرطية هكذا: )كلما أمكن أن يفعل

ولكنهم حيث لم يمكن أن ينطقـــوا فلم،أن ينطقـــوا. (1) فتأمل،يمكن أن يفعله كبيرهم(

أربعة بوجوه بالآية الاستدلال مناقشة ولكن قد يناقش ما ذكر من كون الآية دالــة على

ومعها يكون،(2) لوجود وجوه في المقام؛جواز التورية.الاستدلال بالآية من الاستدلال بالأعم على الأخص

الك::ذب من ك::ان إب::راهيم كلام لعل.:: 1 الاضطراري

في كلامإن هنــــاك احتمــــالا آخــــر الأول: الوجه إذ لعله كــان من بــاب الكــذب الاضــطراري؛إبراهيم

ــروري لوجود مصلحة أهم، وهذا النوع من الكذب الض بل هو واجب في بعض الأحيان كمــا في الكــذب جائز

تكون الآيـة بهـذا الاحتمـال دالـة على: وعليه،للإصلاحــ ?)1 ــاهم لعل إذ( المتف ــا ــهور هو كما عرف الفعلية إرادة هو المش

الشأنية. لا والوقوع حياة لا ميت جامد الصنم نأ: من سبق ما هو الوجوه أفضل ولعل

ــدرة ولا ــ ــنم و فيه ق ــ ــتطيع لا الميت الص ــ نطق ولو ينطق نأ يس مــراد فيكــون الصــغيرة الأصــنام وتكســير يــده تحريك له مكنأل

الصنم كون عن الكناية هو إبراهيم ولا ينطق ولا يفعل فلا جمــاداينطق. لا نهأ وأمارتها الجمادية وعلامة بإلــه، هو

في تبعه ومن الأنصـــاري الشـــيخ عن بـــذلك يـــدافع وقد(?)2 الآيــات من بــدلا بالروايــات الاســتدلال إلى عدلوا حيث استدلالهم

ــورهم في النقض ورود من ناشئ لعله وذلك ــتدلال على تص الاســات ــدلوا بالآي ــتدلال إلى فع ــات، الاس ــ ذلك مع ولكن بالرواي نإف

كــون في ينــاقش ثم أولا الآيات تذكر أن ـ القاصر بالنظر ـ الأولى بها الاستدلال وجه للروايات. انتقلنا وإلا فبها تم فان تاما

94

كتب أخرى للمؤلفــرورة، ف ــر أهم وض ــود أم ــذب لوج ــواز الك ــقطج يس

ــه إذا ؛على جواز التورية لا لضــرورةالاستدلال بها فإنجاء الاحتمال بطل الاستدلال.

بــأن قرينــة المقــام وحالــة :الجـــواب يمكن ولكن وبداهــة عــدم قــدرة الأصــنام على الحركــةإبــراهيم

كانت قرائن نوعية حافــة بــالكلام متصــلة،حتى لديهم ن الأصنام لم تكسرأ وهو ،صنعت ظهورا ثانويا للكلام

فليس الكلام بكذب.،حيث إنها لا تنطقــارة ــرى: وبعبـ ليس بكـــذب إن كلام إبـــراهيم أخـ

أقــام قرينــة نوعيــة مقاميــة نه إ : ووجهه،قطعا متصلة وحافة بالكلام على عــدم كــون مــراده الجــدي

وبهــذه، بــل مــراده أمــر آخر،هو ما يظهــر من اللفظ القرينة يكون قد انعقــد ظهــور ثــانوي مطــابق للواقــع

فهو صدق دون شك. ملاحظة الحال في المجاز فعندما يقول:ويوضحه

نه لا يوصف هــذا القــولإ يرمي، فشخص: رأيت أسدا كذبكونهب نأ وذلك ل؛نه ما رأى الأسدأ بدعوى ا، جائزا

الظهــور ـــ ببركتهــا ـــقرينة )يرمي( المتصلة قد انعقد بل أعدمــه،،الثانوي للكلام وغلب على الظهور الأولي

ن الإرادةأوهذا الظهور الثــانوي مطــابق للواقــع كمــا الجدية مطابقة، فعلى كلا المبنيين هو صدق.

عنــدمان إبــراهيم إوكــذلك الأمــر في مقامنــا فــفإن:كبيرهم( قال: )بل فعله

ــــ القرينــة الحاليــة المحتفــة المتصــلة معروفــة1ــق ولا ــرك ولا ينط ــنم لا يتح ــل من أن الص ــدى الك ل

.يكسر لا يعتقد بالأصنام أبدا.إبراهيم ــ وإن 2 نأنه هو الذي كسرها بعد أن من الواضح إــ و 3

95

التورية موضوعا وحكما

.أحد غيره لم يبق في البلد كل ذلك يكون ظهورا ثانويــا للكلام في كونــه من

باب السخرية والاستسخاف منه بكون الأصنام آلهة. ،إذا: فالإشكال الأول على الاستدلال بالآية مندفع

لوجــود القرينــة النوعيــة؛ولا مجــال لاحتمــال الكــذبالواضحة لدى العرف.

لكن هذا الرد كما وقع ردا على احتمال كونه كذبا ــه على جــواز التورية،جائزا ؛ يقع ردا على الاستدلال ب

إذ بهذا الوجــه يكــون كلامــه من التوريــة الصــادقة ولا. فتأمل،شك في جوازها

خاص نوع من تورية كلامه نإ .2 نهأى إلا قد ور سلمنا أن إبراهيم :(1)الثاني الوجه

على صــحة التوريــة بقــولمع ذلك لا تكون الآيــة دليلا قد أقام قرينة نوعية عامة ن إبراهيمأمطلق؛ وذلك

والــذي هــو خلاف ظــاهر القــولـ على مراده الجــدي ــدا ــال: رأيت أس ــرميكمن ق ــك ينقلب ي ــع ذل ــ وم ـ

ــانوي مجـــازي ببركـــة الظهـــور الأولي إلى ظهـــور ثـــالقرينة، وهذا ما فهمه الكفار عند كسر الأصنام، إنف

كان يســتخف بعقــولهم و قــد فهمـوا مـرادهإبراهيم وأبأن كبــيرهم حيث لا يســتطيع أن يتصــرف ويكســر

فالمقام من قبيــل تســمية الشــيء،ينطق فليس بإله باسم ضــده، فعنــدما يطلــق على الممرضــة مثلا هــذا

ـةـ للمــريض لاإ فــ،اللفظ ــه أنهــا مطبب ن المقصــود من والحــال نفســه في إطلاق جــون على،ممرضــة حقــا

الأبيض. على جــواز نـوع خـاصومعه: ســتكون الآيـة دليلا

الأول. الوجه عن الجواب في ضمن الذي وهو(?)1

96

كتب أخرى للمؤلف ، وهو مقتضــى القاعــدة ـ لو تمت الدلالةـمن التورية

ــة ــه بمعون ــانوي في ــور الث ــاد الظه ــه لانعق ولا كلام في.(1)القرينة النوعية

إذ؛ن مثــل ذلــك ممــا لا يعــد توريةأ ب:بل قد يقال بـل، ولا ســتر شــيئا بـالمرة،لم يستر الباطن بالظاهر

ر عن مراده بضد الدال عليه من غير ستر. عب

جهة لا والفعل فعل ، إب::راهيم ق::ول.3له

يـرهم: إن قول إبراهيم الثالث: الوجه هـ كب ـل فعل بــذا فعــل فــإن القــول بحــد ذاتــه فعــل من هــو ه

المعصــوم ن إالأفعال، والفعل لا جهة له، فــ نه لا يعلم من نفسإ، ف كما لو حمل كتابالو فعل شيئا

أو الاسـتحباب(2) جهته هي الوجـوبوإن ،فعل وجههالــك ــل ذل ــك؟ ك ــير ذل ــالمعنى الأخص أو غ أو الإباحــة ب

، وقــول(3)محتمل؛ إذ الفعــل لا لســان لــه فلا جهــة له فعل والمحتمل في جهاتــه: التوريــة وكونهــاإبراهيم

جائزة ذاتا، والتورية المحللة عرضا لضرورة مع كونهــاــل محرمة ذاتا، وكونه من الكذب الجائز للضرورة، وك هذه وجوه محتملــة ومعــه فلا يمكن الاســتدلال بالآيــة

على جواز التورية، إذ لا يستدل بالأعم على الأخص.

مجملة الآية نإ .4 آخر مجــاز كــأي هي إذ التورية هــذه بحرمة حدأ يقول لا ولعله(?)1

.كناية كأي أو وأ ــــ الحمل وجـــوب أي ــــ لوجوبه الكتـــاب حمل نهإ أي(?)2

... الخ لاستحبابه يستفاد أخرى جهة من لأنه بالجملة لا الجملة في الكلام وهذا(?)3

كــان بــأن والمهم للأهم ولو مثلا، الفعلية الحرمة عــدم الفعل من ذاتا، حراما أو مباحا لعارض. واجبا

97

التورية موضوعا وحكما

ــة مجملة الرابــــع: الوجه ــ ــة في،إن الآي ــ ولا توري ؛ فإنهم يحصــرون التوريــة(1) بحسب المشهورالمجمل

دنا علىمــفيما كان المراد خلاف ظــاهر اللفــظ لــو ج ظاهر )ظاهر اللفظ( ولم نعممه لظهوره ولو بمعونــة

بل وليست تورية. ، وإلا فلا إجمال فيها حينئذ،القرينة

المقام في : احتمالانالإجمال بيان المقام احتمالين:وبيان الإجمال فيها: إن في

يتكون من قضيةإبراهيم إن كلام الأول: الاحتمالـهـ :مـا الحمليــة فهيأ شــرطية،حملية ثم ــل فعل ــال ب قألوهم: ما القضــية الشــرطية فهيأ، وكبيرهم هذا فاســ

وعلى هذا الاحتمــال يــأتي البحث فيإن كانوا ينطقونو هو تورية؟أنه هل هو كذب جائز للضرورة أ

ن من جملة حقيقة مكو إن كلامه الثاني: الاحتمالــل والمــراد: ، فجملة إنشــائية ثانيا،شرطية أولا ــال ب ق

اــنوا ينطقــون ألوهم فعله كبيرهم هذا إن ك وعلى،(2)فاســ نهم لــوإذ المــراد إ ؛هذا الاحتمال فلا تورية في المقام

وهــو كلام صــحيح،كانوا ينطقــون فقــد فعلــه كبــيرهمصادق كما سبق.

ــة مجملة ــ ــه فالآي ــ ــل لا يمكن أن،وعلي ــ والمجم.(3) فتأمل، محتمليهأحديستدل به على

ــدفع ــد ي ــذا الوجــه ق ــ:ولكن ه نإن الإجمــال وأ ب ن ذلــك لا ربــط لــهأسلمنا بــه لوجــود الاحتمــالين، إلا

يســتر حيث التورية أنــواع من المجمل نإفــ رأينا بحسب نعم(?)1ــال، الواقع ــاش لكن بالإجم ــغرى في النق ــراهيم وإن الص لم إب كلامه كان بل يجمل الحافة. القرينة لوجود مبينا

.بلاغية لنكتة الشرطية الجملة )فسألوهم( وسط وقعت وقد(?)2.وجهه سيأتي(?)3

98

كتب أخرى للمؤلف نه وعلى كلتا الصياغتين والبناءين فإنإبجهة البحث، ف

سواء:، ف توريةكلام إبراهيم ــبقلنا بــأن كلامــه عبــارة عن جملــة حمليــة أ. أ ل

؛ وهي من التورية، فهذه جملة خبرية،ذا همهيرب كهلعف إن كبــيرهمنه لم يكن قصد إبـراهيم أإذ من الواضح

قد كسر الأصنام حقا. نــه لاأ ومــراده ن مقصود إبراهيم إ :أخرى وبعبارة

ولكنه،يعقل أن يكون كبيرهم قد قام بتكسير الأصنام صاغ ذلك بعبــارة أخــرى، وذلــك هــو مــا فهمــه القــوم

أيضا. ن كلامه عبــارة عن قضــية شــرطيةأ أم قلنا ب.ب

ــائية ــة، أي،فإنش ــا متحقق ــة أيض ــانت: فالتوري ــو ك ل نإالصياغة )إن كانوا ينطقـون فقـد فعلـه كبـيرهم( فـ

المقصود ليس أن كبيرهم قد فعل ذلك، بل المقصــود أي لم يفعلــه كبــيرهم حيث لم،هــو الجهــة المقابلة

. فتأمل،ينطقوا فالمقصود هو النفي نــه وعلى كلا التقــديرين والاحتمــالينإ والمتحصــل:

ــونن التورية ثابتة في كلام إبراهيم إ :فقد يقال فتك .الآية دالة على جواز التورية

ــا، ما سبق من وجود احتمالات أخــرى:وفيه ومعهــافة إلى،(1)فلا يصح الاستدلال بالأعم على الأخص إض

الإشكال بعدم صدق التورية مع إقامة القرينة النوعيةأو مع وجودها على المراد.

ــة، نعم يبقى الإشكال الثاني على الاســتدلال بالآي فلو أمكن دفعه لصارت دلالة الآيــة تامــة،على المراد

ظاهرا على جواز التورية، ولكنه ليس بمنــدفع ظــاهراــة أل ــةأن الآي ــام القرين ــع قي ــدعى؛ إذ م خص من الم : جواز(الأخص)و التورية منها لوجوه المحتملة الآية(:الأعم) (?)1

اضطرار. أو ضرورة غير من ابتداء التورية

99

التورية موضوعا وحكما

النوعية الحافة المتصلة، ينعقــد الظهــور الثــانوي وهــو ن الآيــة تــدل على جــوازأ وغاية الأمــر ،مطابق للواقع

ذلك فقط مع قطع النظر عن إشكال كونــه اضــطرارا. فتدبر،أو للضرورة

نإن مثل ذلك لا يعد تورية، وعلى أي فأبل سبق ــتي المطلوب هو إثبات جواز التورية بصورها الثلاث ال

ما لــو أقيمت: ومنها، ما لو لم يقم قرينة بالمرة:منهالكنها كانت شخصية.

وســيأتي مــا يكمــل الكلام بعــد قليــل بــإذن اللــه.تعالى

بي::دك وخ::ذتع::الى: قوله الث::اني: الدليل(1)تحنث ولا به فاضرب ضغثا

فهو آية أخرى استدل بها الشيخ:الثاني الدليل ماأوــاء(2) الطوسي ــذكرها الفقه ــا ورد في، ولم ي وهي م

في معاقبتــه لزوجتــه إذ خالفتــهقضــية النــبي أيــوب ـهـ ولا تحنثحيث قال تعالى: رب ب غثا فاضــ ـدـك ضــ وخذ بي

مما حلف عليــه، مخرجان الله تعالى جعل لأيوب إف ن يعاقب زوجته بضــربهاأ على (3)قسمأ كان قد نه إف

بــأمر اللــهـ مئة جلدة لمخالفة صدرت منها، فجعل ذا مئــةن أمســك ضــغثاأ مصداق المئة جلدة بـتعالى

ملء الكف:شعبة وضربها ضربة واحدة، والضغث هو وقيــل: الضــغث هــو الشــمراخ،و غيرهأمن الحشيش

ــال ــ، ف(5()4)أي العثك ــة ف ــك من التوري ن منإيكــون ذل.44ص: سورة( ?)1.490 ص4 الخلاف: ج(?)2نذر. أو(?)3.الرطب تحمل أشواك وأ مخاريط به الذي الغصن وهو(?)4)ضغث(. الضاد أوله ما باب258 ص2البحرين: ج مجمع (?)5

100

كتب أخرى للمؤلف يقول للآخر أضربك مئة ضربة ثم يمصدق ذلك بضربة

واحدة فهذا تورية منه.

الثاني الدليل مناقشة ولكن قــد يــورد على الاســتدلال بهــذه الآيــة على

جواز التورية بوجود احتمالين فيها: قــد قصــد فهو أن يكون أيــوب :الأول الاحتمال ماأ

أن يضربها من بداية الأمر وبالإرادة الجدية مئة ضــربة فلا توريــة في كلامــه أبــدا، نعم بعــد ذلــك خفــف اللــه

ومعـه تكــون الآيـة أجنبيــة عن الاســتدلال،تعالى عليهعلى بحثنا.

فهو إن أيــوب )عليــه الســلام(:الثاني الاحتمال ماأوــبي مننه اكان قد قصد التورية منذ البداية بلحاظ ن

الأنبياء ذو صبر وحكمة وعصمة، ومخالفة زوجته لـه لا.(1)تستحق بها تلك العقوبة الشديدة

ظهر أن العقوبة شديدةأ إن أيوب أخرى: وبعبارة كي يتحقق الردع التام فيكون،ن مراده غير ذلكأمع

المورد ذلك من التورية.مطالب ضمن التحقيق

وتحقيق ذلك في ضمن المطالب التالية:

دليل أي::وب يمين انعقاد الأول: المطلب بمرجوح ليس متعلقه أن على قد انعقد حسب ظــاهر الآيـة بـلن يمين أيوب إ وهذا دال على أن متعلقــه ليس بمرجــوح؛ إذ، (2)نصها

لا يمكن أن يكـــون متعلـــق اليمين مرجوحـــا إجماعا.ذلك عن الكلام سيأتي (?)1.ثنحت الو :تعالى قال(?)2

101

التورية موضوعا وحكما

.(1)وبالنصوص كما صرح به صاحب الجواهرــارة كــان قــد حلــف أو نــذر إن أيوب أخــرى: وبعب

زوجته مئة ـبحسب الرواية ـ على أن يضرب أو يجلد ضربة أو جلدة متى عوفي وشفي، ثم نــدم على ذلــك

فنزلت الآية المباركة. ن الحلف يشترط في انعقــاده أنإ :ومن المعلوم

ــوح دينا ــير مرج ــة غ ق ــون متعل ــان، أو دنيايك ــإن ك فــهل فالحلف باطالمتعلق مرجوحا ، وفي اشــتراط كون

راجحا خلاف في كــون متعلــق اليمين لا بــد أن يكــون فـــالبعض ذهب إلى؛راجحـــا أو يكفي كونـــه مباحـــا

اشتراط الرجحان فهو كالنذر من جهــة لــزوم رجحــان المتعلق، وعلى فرض كون الحكم كذلك في شريعته، فإنه يدل انعقـاد القسـم على رجحـان متعلقــه، وعلى

: )لا تحنث( إن اللــه(2)ذلــك يكتشــف من قولــه تعــالىــه؛تعالى اعتبر قسم أيوب نافذا صحيحا في حــد ذات

، لــذلك نهــاه عن الحنثإذ اعتبر مخالفــة قســمه حنثا بقوله: )لا تحنث( وذلك يكشــف عن أن متعلــق حلــف

بمرجوح.م يكن لأيوب ــرانإذا فما دام الحلف قد انعقد شــرعا بنص الق

ن ذلــك يكشــف عن كونــه غــيرإالكــريم وامضــي، فــإمكروه .(3) فتأمل،ن لم يكشف عن كونه راجحا

ن الاستدلال لا يتوقف على ذلــك بــلإوعلى أي ف بــل لا توقــف على هــذا،يكفي انعقاد النــذر أو القسم

؟ن كلامــه كــان من التوريــة أو لاأ إذ الكلام في ؛أيضا محلل.،وانه على تقدير كونه منها

.266 ـ265 ص35لام: جكال جواهر (?)1.44ص: سورة(?)2 إثبات إلى بحاجة فالأمر دينهم في ماأو كذلك ديننا في ذلك إذ(?)3

القهقري. الاستصحاب يجدي ولا

102

كتب أخرى للمؤلف على العلم::اء بعض الثاني: فتوى المطلب

ذلكــان( إن الشيخ الطوسي قد(1) في تفسيره )التبي

للآية المباركة، وكــذلك فعــل في ذيل تفسيره ذهب على،(2) في الصــــــــــافي الفيض الكاشــــــــــاني

ــدة أوأ نه لو حلف شخص على أن يضرب آخر مئة جلــ ن اليمين إ فــ،ضــربة ـبـر ب ن يضــربه ضــربةأت

فكـــأن(3)واحـــدة بشـــمراخ فيـــه مئـــة من المخاريط منزلة المائة.ـ بتنزيل الشارع ـت زلن الواحدة

على أي::وب حلف الثالث: وجوه المطلبالروايات ضوء

ــوجزه: إن ــل، وم ــذا المطلب طوي والكلام في ه على أن يضــرب زوجتــه مئــة جلــدةوجه حلف أيوب

ــات ــب بعض الروايـ ــتقراء ـ على حسـ ــب اسـ وبحسـ وجوه ثلاثة:أحد هو ـناقص

وهي بنت رافائيـل ـ إن زوجة أيوب الأول: الوجه ــ وكـانت من الصـالحات، واسـمها رحمة،بن يوسف

، من الطعام من قوم أو أهــل بيتذهبت كي تأخذ شيئاــذوائب رحمة ــا:،فــاعجبت امــرأة منهن ب لا فقــالت له

أعطيك ما تريدين إلا بذوائبك بان تقصيها وتعطينيها كي أجمل بها ابنتي عند زواجهــا، فأجابتهــا رحمــة إلى ذلــك بسبب حاجتهــا فقصــتها وأعطتهــا المــرأة، ثم انهــا بعــد

واقســم، فغضب عليها رآها أيوب ،رجوعها إلى البيتــدة على ــة جلـ ــربها مئـ ــذا على أن يضـ هـ

.569 ص8 التبيان: ج(?)1.305 ص4الصافي: ج التفسير(?)2.خلافية المسالة هذه أن يذكر كذلك الطوسي والشيخ( ?)3

103

التورية موضوعا وحكما

.(1)العمل فإنهــا تــدل على كــونـ لو صحت ـوهذه الرواية نــه لم يكن من الجــائز في دينهــاإ و،فعل رحمة حراما

أو يدل على عــدم جــواز ذلــك بــدون،أن تقص ذوائبهاذن زوجها. إ

نأ من (2)ما جــاء في روايــة أخــرى الثــاني: الوجه حيث ابتلي ومرض لسبع ســنوات أو أكــثر مــرأيوب

بضــيق شــديد، فخــرجت زوجتــه منفيهــا آل أيــوب بشــكلوكــان متجســداـ الــبيت فمــر بهــا الشــيطان

ــوب ـطبيب وحكيم هــو فقال لها: إن علاج مرض أي ، من غير أن يذكر اســم اللــه تعــالىأن يذبح عصفورا

ــه من دم ــه الخمــر ويلطخ بدن ــه ثم يشــرب علي ويأكل فجــاءت رحمــة إلى، فعنــد ذلــك سيشــفى،العصــفور

فغضب منها وقال لها:، ذلك:له فقالتزوجها النبي نــه أرادأ و،ألا تعلمين إن هذا الذي رأيته هو الشــيطان

لى مثــلإ على أن تعــود فنهاها؟أن يغويك ويغويــنيذلك.

ثم إن ذلك الخبيث )الشيطان( عرض نفسه مــرةــة على ــان بهي الطلع ــة إنس ــو بهيئ ــا وه ــرى عليه أخ

حمــر فقــال لهــا: مــالي أراكم آل أيــوب قــدأحصــان تغــيرت أحــوالكم وزالت نعمكم الكثــيرة من الغلمــان

والقصور والمواشي؟ ن يجرب صبرنا علىأن الله أراد أ ل:فقالت رحمة

ــو.بلائه فقال الشيطان: ليس ذلك لذلك بل السبب هــدون ــه الســماء دون إإنكم تعب ــا إل ــه الأرض وأن ــهإل ل

ــادتكم ــة لعب ــزعت منكم النعم المختلف ــد ن الأرض وق.241 ص2القمي: ج تفسير (?)1البرهان. تفسير في جاء كما(?)2

104

كتب أخرى للمؤلفــني ــك إن ــل ذل ــاقبتكم، ودلي ــيري فنقمت عليكم وع غ ســأريك مــا فقــد منكم وفي الروايــة )فبقيت متحــيرة

ثم أخــذها إلى شــفير الــوادي وســحر،وهي متعجبــة(ــالأعينها و راها أولادها وقصورها وغيرها من النعم وق

. )أنا الآن صادق عندك أم كاذب؟(:لها رجــع إلىأدري ما أقــول لــك حــتى أفقالت له: لا

فرجعت إلى أيوب، فأخبرته بما رأته جميعه..أيوب ياـ: إنا لله وإنا إليه راجعون، ويحك فقال أيوب

لــه آخــر، وأنإمــا تعلمين أن ليس مــع اللــه أ ـــرحمة . نعم:حد أن يحييه! قالتأالذي أماته الله فلا يقدر

: فلــو كنت عاقلــة مــا أصــغيت إلى قال أيــوب ــا.كلامه، ولا اتبعته حتى سحر عينيك فقالت رحمــة: ي

نبي الله، اغفر لي هــذه الخطيئــة، فــإني لا أعــود إلى .مثلها أبدا

: قد نهيتك عن هذا اللعين مــرة، فقال لها أيوب فلله علي نذر لئن عافاني الله مما أنا فيه،وهذه ثانية

لاجلدنك مئة جلدة على ما كــان من مكالمتــك لإبليس لعنــه اللــه. وكــانت رحمــة تقــول: ليتــه قــام من بلائــه

.(1)(وجلدني مئة ومئة ن زوجــةأوهــذا الوجــه على مقتضــى القاعــدة؛ ل

وصــلت إلى حافــةـــ حســب هــذه الروايــة ـ أيــوبــكيك ــ ــةأالتش ــ ــة أو الرازقي ــ ــير في الوحداني ــ و التحــتحقت ــة،فاس ــدأ إلا العقوب ــالى ق ــه تع ــة الل ن رحم

ولعل عملها كانالحكم عنها،وسعتها بعد ذلك فخفف مزيج قصــور وتقصــير، ويحتــاج ذلــك إلى بحث كلامي

خاص. ما الوجه الثالث المذكور في بعضأو الثالث: الوجه

.672 ـ671 ص4القرآن: ج تفسير في البرهان (?)1

105

التورية موضوعا وحكما

كان قد نهاها عن أن تأخــذ أيوب الروايات فهو إن ،ن الأنبيــاء لا يــأكلون الصــدقةأصــدقه من النــاس؛ إذ

فغضب عليهــا وحلــف(2) ولم تخبره(1)فخالفته وأخذتهاأن يعاقبها.

ووجوهها الرواي:::::::ات بين جمع مانعة لا الثلاثة

نـــه لا مانعـــة جمـــع بين كـــل هـــذه الوجـــوهثم إ فلعلهــا صـدرت جميعــا من زوجــة أيــوب،المـذكورة

فحلف على أن يعاقبها. وليس الكلام الآن في تحقيق سند هذه الروايات،ــب إذ المقصود ليس إلا بيان وجه قسمه بضربها بحســاة، ــ ــيل الثق ــ ــذكورة في بعض مراس ــ المحتملات الم

فتأمل. نــه لا دليــل علىأإنما بيت القصيد في البحث هو

ــوب ــان مورياأن أي ــل الظــاهر ، ك ــاداأ ب ــان ج ــه ك ن ن اللــه تعــالى بعــد ذلــكإ عقوبــة زوجتــه، ثم وقاصــدا

وخفف الأمر عنها وعنه.جعل له مخرجا إن الآية أجنبيــة عن التوريــة فلا يصــحوالمتحصــل:

، والله العالم.الاستدلال بها على جواز التورية ظاهرا الع::ير أيتها تع::الى: قولهالث::الث: الدليل

لسارقون إنكم من بعد تمام الكلام فيما ذكره الشيخ الطوسي

الآيات التي اســتدل بهــا على جــواز الحيــل الشــرعية،.فلاحظ ،القمي تفسير في ذلك جاء(?)1 ما الإخــوان( على )تحفة كتــاب في جــاء إيــاه إخبارها وعــدم(?)2

.44 ـ41 :ص سورة البرهان تفسير عنه ينقله

106

كتب أخرى للمؤلف قولـه تعـالى في:ننتقل إلى آية ثالثة لم يـذكرها وهي

كم لسارقون: يوسف قصة تها العير إن .(1)أيالقضية موجز

أخ كانإن بنيامين من العمودين، وقــد ليوسف ا ن يستبقيه عنده فأوعز إلى بعضهم أنأ أراد يوسف

، الملـــك في رحـــل بنيـــامين خفية(2)يضـــع صـــواع كان قــد اتفــق مــع أخيــه منالمستظهر أن يوسف و

، فلا يرد ما يمكن أن يقــال: إن يوســفقبل على ذلك،أو،نــه لأمــر أهمأ أو يجــاب ب قــد ســبب إيــذاء أخيــه

ـدـنالكونه بأمر الله تعالى ويؤيده قوله تعالى: ـذـلك ك كأتي أجوبة أخرى على ذلك فانتظر.ت وس،(3)ليوسف

ا وضع الصــواع في رحــل أخيــه أذن مــؤذنموبعد بينهم أيتها العــير إنكم لســارقون، وكمــا هــو معــروف

ــ لم يســـرقوا الصـــواع، ولكنن إخـــوة يوســـف إفـ مـــاأالمفهـــوم من ظـــاهر الكلام أنهم فعلـــوا ذلـــك،

من أبيــهالمقصود الواقعي فهو إنهم سرقوا يوسف ــه،في ماضي الأيام والمشتق حقيقة فيما انقضــى عن

المبــدأ إذا كـان بلحـاظ زمن التلبس، فهـذه توريـة؛ إذــالف باطنه ــا يخـ ــدل على مـ ــاهر الكلام يـ إذ أراد؛ظـ

ــاهر الكلام )ســـارقون )ســـارقون ليوســـف( لكن ظـلصواع الملك(.

ــه: جــواز على دليلا تصــلح الآية هــذه نإ فــوعليالتورية.

ستة بوجوه بالآية الاستدلال مناقشة.70يوسف: ( سورة?)1 وكان به، يكال ما وهو(?)2 جدا. ثمينا.76يوسف: سورة (?)3

107

التورية موضوعا وحكما

لكن الاستدلال بها على جواز التورية مناقش فيه ســتة، لــو ردت بأكملهــا لتمتلورود إشكالات عديــدة

فلا يتم أحــدها ولــو تم الدلالة والاســتدلال،. الاستدلال

بأنه يعلم لم المتكلم نإالأول: الإش:::كال يوسف

ــة تصــلح دليلا وحجــة فيمــا إذا كــان الأول: إن الآيارقونبـــ ـ أي المناديـ المؤذن كم لســ ــير إن ــا الع ته (1)أي

لعصــمته، لكن لــو كــان غــيره، أو لميوســف نفســه ، فلا يصــح الاحتجــاج بــذلك علىيعلم كونــه يوســف

جواز التورية.ــاب البعض ــد أج ــذا الإشــكال ب وق ن كلامـأعن ه

أو لا؟ نه كان بعلم يوسف أما إالمنادي ــال الأول،الاحتمال الثاني مستبعدو فيبقى الاحتم

كـان عالمـا بـالأمر كلـهن يوسـف إ أي ،هـو المتعين فلا تكــون التوريــة ، ولم يــردع عنه،وبما قاله المنــادي

.محرمة لمكان امضاء المعصوم ، بأصــل النــداءن الظاهر علمــه ـأولكن قد يرد ب

ــياته ــاهري بخصوصـ ــه الظـ ــل على علمـ ولكن لا دليـ فتأمل وسيأتي مزيد بيان.،(2)وكيفيته

الن::داء نص ب:أن يعلم الث::اني: لم الإشكال يوسف بأمر كان

نه لا يعلم أن المنادي قد قال ما قال بأمرإ :الثاني ن المنــادي قــد نــادىأنه حــتى لــو فــرض إ ف،يوسف

.70يوسف: سورة (?)1للتورية. المتضمنة الصياغة بهذه صياغته أي(?)2

108

كتب أخرى للمؤلف ن مــا نــادى بــه كــان نصأ لكن لا يعلم بــأمر يوسف

إذ لعلــه قــال لـه عبــارة أخــرى مثـل:؛ عبارة يوسف و صواع الملك( ولم يقــل لـه: )نــادأ)إننا نفقد الصواع

.بأنهم سارقون( إن المنادي قد صــاغ كلام يوســف أخرى: وبعبارة

ــة المباركة ــذكورة في الآي ــورية الم ــياغة الص ،(1)بالص وذلــك لوضــوح؛ فتكون الصــياغة منــه لا من يوســف

.جواز النقل بالمضمون أحد إن جواز التورية يتوقف على إثبــات والحاصل:

:أمرين أو أن يكــون، هــو القائلمــا أن يكــون يوســف إ

ولكن لا يعلم أي ،(2) هو الآمر بالعلة الصــوريةيوسف .منهما

للنداء يوسف تقرير:الثاني الإشكال ردكاف

لكلامــهن تقريــر يوســف أولكن يمكن الجواب ب بعد أذانه وإعلامه كاف لإثبات جــواز مثــل هــذا القــول

.والتوريةرـن يوســف إ :أخرى بعبارة حـتى لــو كــان قــد عب

ــو،للمؤذن بعبارة مثل )نفقد الصواع( وكان المؤذن هرــ بـــ ارقون:الـذي عب كم لســ ــير إن ــا الع ته ن عــدمأ إلا ،أي

رــا( تقريــر له وتقريــر،إنكاره هذا الكلام )لو كــان منكالمعصوم حجة.

.ونقارسل مكإن بعبارة أي(?)1 الــذي الــواقعي يوسف لكلام لا المنــادي لكلام ناقلة الآية إذ(?)2

.المنادي وبين بينه جرى

109

التورية موضوعا وحكما

في ليس الق::::رآن نإ ال::::رد: عن الإجابة التقرير يعلم فلا الاستقصاء مقام

ـ:من دعوى التقريرـ ولكن يمكن أن يرد ما ذكر عنــد تطرقــه الكــريمنآن القرإبأنــه غــير معلــوم؛ إذ

للأحــــداث والوقــــائع والقصــــص ليس في مقــــام الاستقصاء لجميع جهات تلك الحادثة وحالاتها وأبعادها

ــرى فيها ــا ج ــه،وم ــاهره ان ــران بظ ــل إن دأب الق ب يقتطف لمحة أو مظهــرا أو مجلى أو بعــدا من الأبعــادــور ــوف أو الملايين من الصـ ــات أو الألـ من بين المئـ

والأبعاد الأخرى للحادثة.ــال ــ:إذا فلا يمكن أن يقـ ن ســـكوت يوسفأ بـ

،ن السكوت نفسه غــير ثــابتإ دليل تقريره؛ إذ (1)عنهولا دليل عليه.

النوعية القرينة قي::ام:الث::الث الإش::كالبالتورية المراد على

بــأن هنــاك قرينــة نوعيــة على:قــد يقــال الثــالث: فالتورية إنما هي مع قرينــة،المراد الجدي من الكلام

ــد ســبق ــة للمــراد، وق ــة على:معين ــة الدال أن القرين المراد الحقيقي، ينقلب بها الظهور الأولي إلى ثــانوي

ــاز فلا،مســـتقر، فهي كالقرينـــة النوعيـــة على المجـ .نه كذب جائزأيوصف المجاز معها ب

فلا يتم الاســتدلال بهــذه الآيــة على صــحة:وعليه مطلق التورية، وإنما يصـح الاسـتدلال بهـا على حصـة

ــا،وهي التي لا شك فيهاـ خاصة بل لعله لا خلاف فيهــة على:وهيـ أيضــا ــة نوعي ــة مــع إقامــة قرين التوريالمراد.

إليه. الآية إشارة عدم من المستنبط(?)1

110

كتب أخرى للمؤلفما القرينة النوعية فهي أمران: أو

ــا : قرينة قوله )إنكم( فقد جــاء في الآيةالأول: ته أيارقون ــ كم لس ــير إن ، ولم تقــل: )إن أحــدكم لســارق(الع

إذ هناك فــرق بين؛ وواضح بين التعبيرينوالفرق جلي وبين اتهــامهم بســرقة الصــواع؛ســرقتهم ليوســف

ــه:في سرقة يوســف كوا فإنهم بأجمعهم اشتر فقولكم لسارقون مــاأ ينطبق تمام الانطباق على ذلــك، وإن

سرقة صواع الملك فالمتهم فيهــا شــخص واحــد وهــو فلو كان هــو،من وجد الصواع في رحله أعني بنيامين

،المقصود لكان الأنسب أن يقال: )إن أحدكم لسارق( إن المعيــار والمقيــاس في القرينــة:وقد مضى سابقا

،بل النوع والعرف النوعية ليس هو السامع الشخصي والنوع يفهم من ملاحظة القضيتين والتدبر في الفرق

بينهما إرادة تلك القضية لا هذه. ،الثــاني: قرينــة اختلاف التعبــير في مقطعي الآية

ن الظــاهر غـيرإممـا يؤيـد وجــود توريـة في الكلام وو مــا جــاء في:مقصــود مــع إقامــة قرينــة على ذلك

ــام (2) وتفســير العياشي(1)العلل ــول الإم : من ق ألا )مــاذا تفقــدون؟ قــالوا:نــه قــال لهم حين قــالواأترى

نفقد صواع الملك( ولم يقولوا: سرقتم صــواع الملــك انتهى. من أبيهإنما عنى سرقتم يوسف

إلى مــا ادعينــاه تظهــر(3)فبضــميمة هــذه الرواية العنايـــة في الاختلاف في التعبـــير؛ ذلـــك إن العبـــارة

كم لسارقونالأولى من المنادي: تها العير إن والعبــارةأي : ومن هذه الضميمة يتضح،كل الماعو صدقفنالأخرى:

.52 ص1الشرائع: ج علل(?)1.185 ص2العياشي: ج تفسير(?)2ــذه(?)3 ــ ــراد على دليل ذاتها بحد الرواية وه ــ في كلامنا نأ إلا الم

.كمنبه هنا الرواية فتكون الشريفة الآيات

111

التورية موضوعا وحكما

أن المراد من السرقة ليس سرقة الصواع؛ إذ لو كان نه عادة يلــتزم بهــذا اللفــظ ولاإالمقصود هو سرقته ف

ينتقل منه إلى لفظ آخر وهو )نفقــد(، كمــا يظهــر من مصــداقة، إن مصــداق الســرقة المــرادمكنإقرينــة

آخر. ــة و:والمتحصل ــ ــانت متحققةإ إن التوري ــ فين ك

نها اقترنت بإقامة القرينة النوعيــة عليهــا،أ إلا المقام، على ومــع كــون المــدار ،نهــا خفيت عليهمأغاية الأمر

الظهور النوعي لا الشخصي ينعقد للكلام ظهور ثانويمطابق للواقع.

على ح::تى القرينة خف::اء:وجواب إشكال النوعــذهيقـــال: أن إلا ــه هـ ــوع ممن تخفى عليـ إن النـ

إن النوع نفســه لا يلتفت إليهــا، فالقرينة النوعية أيضا فتكون قرينة خفية فلا،(1)إلا بعد تأمل وتعمل وصعوبة

.(2)ينعقد بها الظهورــرده: ــوي ــونأ ب ــة أعم من أن تك ــة النوعي ن القرين

،ضابطة مقياسية نحوية أو صــرفية أو بلاغيــة أو غيرها الأولىةوأعم من أن تكون مما يفهمه الناس بــالنظر

ــاذجة ــ: وعليه،الس ــرف وإ ف نأن لم يلتفت إلا إن العــابطة ذلك لقصور فيه وعدم تدبر وتأمل وتعمل، والض

تبقى ضــابطة لكــونهم لــو ألفتــوا لهــا أو التفتــوا إليهــاــدوا عليها ــدوها واعتم ــاس في الضــوابط،لوج فالمقي

ــة كونهــا ــة والقــرائن النوعي مــا كــذلك فعلا أوإالنوعي.يذكرها المفسرين من أحدا نجد لم ولذا( ?)1 الرابعة الصــورة أقســام من الثــالث القسم من تكون وعليه(ــ ?)2

.الثاني القسم من لا السابقة، التورية صور من

112

كتب أخرى للمؤلف كونها مما لو التفتوا إليها أو تدبروا فيهـا لالتفتـوا إليهـا

.وعرفوهاــال قد ولكن ــ:يق ــة والقــرائنأ ب ن الضــوابط النوعي

ــرف(1)النوعية ــوع والع ــا الن ــل عنه ــتي يغف ــد، ال لا تع فــالأولى، وقــد يفــرق بين الضــوابط والقــرائن،نوعية

. فتأمل،كما قيل دون الثانية ن القرينة الخفية تغير الظهور الثبوتي أنعم سبق

لكن ذلــك ممــا يــدفع،الواقعي وتصــنع ظهــورا جديــدا فتدبر.،كونه كذبا ولا يدفع كونه تورية

ــ؛لكن الكلام في قرينية ما ذكر إذ لعل وصفهم بـــل لاعتقــادهم بتواطــؤهم على الســرقة وإنونقارس

أو لصــحة وعرفيــة وصــف،وجــدت في رحــل أحــدهمــه أحــدهم أو شــبه ذلك ــام ب واختلاف،جماعــة بمــا ق

. فتأمل،التعبيرين مشعر بما ذكر وليس دليلا عليه نــه حــتى لــو صــح كــون )إنكم(أهــذا إضــافة إلى ــد ــة تفي ــة نوعي ــقرين ــر ـ ــل والقاص ــير الغاف نإ ـ: لغ

السرقة المرادة في هــذه الآيــة ليس مــا هــو الظــاهرــدوي منها ــ، بلأي ســرقة الصــواع ـ الب المــراد بهــا ـ

وهيالسرقة التي صدرت من جميــع أخــوة يوســف ــي، نفسه في الزمن ليست إلا سرقة يوسف الماض

ولكن ظهور هــذه القرينــة مضــمحل ومحكــوم بوجــود ن المــراد من أقرينــة حاليــة مقاميــة أقــوى منهـا تفيد

. ـ وهي السرقة الحالية ـالسرقة أي سرقة الصواع إن جو الحادثــة ومحتفاتهــا تكشــفأخــرى: وبعبارة

عن أن كــل الأطــراف قــد فهمــوا من ذلــك النــداء بل لعلــه لم يخطــر، لا السابقة،السرقة الفعلية الآنية

.ـ حتى مجرد خطور ـببال أحد منهم السرقة القديمة

كذلك. انها المدعى أي(?)1

113

التورية موضوعا وحكما

من فالقرينة الحالية المقاميــة أقــوى ظهــورا:إذاــتفادة من )انكم( ــة المس ــة النوعي ــتى على،القرين ح

ــراد ــة على الم ــة نوعي ــا قرين ــليم بكونه ــرض التس ف الجدي، وبناء على ذلك ينعقد ظهور لها فيكون المورد

أن يستدل بالآيــة ـلولا ما سيأتي ـ تورية، فعليه يمكنعلى جواز التورية والعمل بها.

محتمل ونقارس::ل نإ :الرابع الإش::كالمجمل فهو لمعنيين

وصــف قابــل للانطبــاقونقارسلن لفظ إ الرابع: قــد حــذف منــهبما أنه ونقارسل المعنيين، فإنعلى

،المتعلق فيحتمــل وجهين: الأول ســارقون ليوســف والثاني سارقون للصواع، ولا تعين لأحــدهما، ومعــه لا

حســب مبــنىتكون هذه الجملة من التوريــة لإجمالها. (1)المشهور

رافعة الحالية القرينة نإ :الج:::::::::::وابللإجمال نــهأن صــح إ إن اللفظ الكلي والجواب: يمكن ولكن

، نظــرا لحــذف المتعلق؛قابل للانطباق على المعنــيينن أإلا ،حــد المعنــيين دون الآخرأن القرائن الحالية تعي

إنهمـــ بحسب ظــاهر الكلام والحــال ـن المراد أوهو ــدل على ذلك ــا ي ــواع, ومم ــارقون للص ــوة:س إن إخ

نــهإ ): عندما سمعوا النداء فهموا هذا المعنىيوسف قد سرق من الملك شيء( ولم يخطر ببالهم المعــنى

ــل خطــوره غــير معهــود ولا عــرفي لمضــي؛الآخــر بــدهم التورية نأ ل(?)1 ــان ما عن ــير ظــاهر للفظ ك أريد بل مــراد غ

.غيره

114

كتب أخرى للمؤلف قطعهم مـع ظهـور ،سنوات طويلة على تلـك القضـية

ن ظاهر الاتهامأ مع بها،بعدم علم أحد من أهل مصر ــزمن،هو الاتهام بسرقة حالية لا بسرقة ماضية من ال

فهذه قرينة حالية معينة ورافعة للإجمال. ،الغابر بركة قــرائنـــ ب ـــ ظاهرونقارســل إن :والمتحصل

لكن كــان المــراد الجــدي، في سرقة الصــواع ـالحال فتأمل. ، فيكون من التوريةمنه هو سرقة يوسف

لا إنش::ائية الجملة نإ :الخ::امس الإش::كالتورية فلا خبرية

: بعنوان قيل(1 ما نقله السيد المرتضى الخامس:ــة ارقونإن جمل ــ كم لس ــير إن ــا الع ته ــة إنشــائيةأي جمل

ــتفهامية ــا اسـ ــديرها،لكونهـ ــارقون(: وتقـ )أانكم لسـ والجملــة الإنشــائية،فتكون همزة الاســتفهام محذوفة

ــرة الكــذب والصــدق والتورية لكــون؛خارجــة عن دائمقسم الصدق والكذب والتورية هو الجملة الخبرية.

الخامس الاشكال عن الجوابإأولا: إن ذلــك وويمكن أن يجــاب ــا ن كــان ممكن

. نه خلاف الأصل إثباتاأ إلا ثبوتاــة،وثانيا : سلمنا أن الآية إنشائية بدلالتها المطابقي

، وبلحــاظ هــذاولكن بدلالتها الالتزامية تستلزم إخبــارا فيجــري،اللازم ينطبــق عليهــا ملاك الصــدق والكــذب

ــرةإ و،بحث التورية في دائرة اللازم ــا عن دائ ن خرجن الملــزوم، وهــذا اللازم والإخبــار هــو مــا فهمــه إخــوة

فهو تورية، فتدبر. يوسف

.57: ص الانبياء تنزيه (?)1

115

التورية موضوعا وحكما

له جهة لا الفعل أنالسادس: الإشكال ن هــذا الشــطرأن ســلمنا إنه حــتى إثم السادس:

نأن غايــة الأمــر أ إلا ،من الآيــة من مصــاديق التورية ، لكنها لا تــدلالآية تدل على أن هذا الفعل كان جائزا

على أن جوازه إنما هو بسبب جــواز طــبيعي التوريــة؛ ،إذ لعــل الضــرورة هي الــتي ســوغت هــذه التوريةرف كونهــا تورية ،فيكون وجه الجــواز الضــرورة لا صــ

فلا تدل على حلية التورية بما هي هي. إن الجواز مسلم لكن وجهه غير واضح.والحاصل:

نـهإ ف كـذباونقارســلنه حـتى لـو كــان إ :ويوضحه أو تقريــره مــع وضــوحبقرينــة صــدوره من يوســف

ن جوازه لاأ، إلا يعلم كون هذا الكذب جائزاعصمته ،يدل على جــواز طــبيعي الكــذب نفســه كمــا لا يخفى

لا يتم الاســـتدلال بالآيـــة على المـــراد لثبـــوت:ومعه وهذا إشكال عام سيال على الاستدلال بجميع،الإيراد

ومعــه لا يمكن التمســك بالآيــات،الآيــات في المقــامــتدلال ــة الا من خلال تتميم الاس ــواز التوري ــات ج لإثب

الروايات.

وإيذاء اتهام ونقارسل نأ ب:الإشكالــه ــد من جواب ــام إشــكال لاب ولكن يبقى في المق

ــكإ ف؛ن اتهام البريء غير جائزإ :وهو نه نوع إيذاء وهتارقونحرمة، والمنادي نادى بـ ــ كم لس تها العير إن مــع، أي

ــةن إخوة يوسف أ لم يكونوا سراقا، فهذه تهمة وأذي لوجــود؛(1)نــه وإن فــرض رضــا بنيــامين بــذلكإلهم، ف

ن بقية أخــوة يوســف أ، إلا اتفاق بينه وبين يوسف لم يكونوا راضين.

.والإيذاء الاتهام(?)1

116

كتب أخرى للمؤلف إذا فكون المقــام من التوريــة لا يصــحح اتهــامهم

لكونـــه إيـــذاء للغـــير، فكيـــف؛بالســـرقة ولـــو توريةالمخرج؟

الإشكال عن ستة أجوبة:(1)ويمكن الجواب عن ذلك بوجوه عديدة

ك::انوا يوسف إخ::وة الأول: إن الج::واباتهاما يكن فلم بالفعل سارقين

كــانوا ســارقين إن إخــوة يوســف الأول: الجــوابــل، فلا يكــون ذ سرقوا يوسف إ ؛بالفعل مكإن من قب

تهمة؛ لأن الوصــف صــادق عليهم وإطلاقــهونقارســل عليهم صحيح، إنما كــان خطــؤهم في التمصــدق، فلــو

نــه يصــح أن يطلــقإ ف، اسمه زيد قتل رجلاإن شخصاــه قاتل:عليه ــاطب بقاتلأ أو ! بأنـ ــورأ و،ن يخـ ن تصـ

ن منإن المراد بأنه قاتل بكــر، فــأالسامع أو المتهم ب ن كان هنــاك تــوهمإالصحيح اتصافه بالصفة حقيقة، و

.فهو في الانطباق ،لكن هذا الجواب لا يــدفع الإشــكال بكونــه إيــذاء

وإن دفع الإشكال بكونه تهمة باطلة.

القصاص باب من نهإالثاني: الجوابــواب ــاني: الجـ كـــان من المقابلـــة بالمثـــل إنهالثـ

كــانوا قــد اتهمــوهيوســف فإن إخوة ،والقصاص:(2) بالسرقة في إحدى ثلاث قضاياقديما

وأ عناقــا نــه جــاء ســائل فأعطــاه يوســف إ :أولا فاتهمه إخوته بعد ذلك بسرقة الدجاجة. ،دجاجة

.احتمال مجرد وبعضها(?)1السند. في التحقيق إلى بحاجة وهو ذلك صح إن(?)2

117

التورية موضوعا وحكما

من طــرف الأم كــان لهــا إن جــدة يوســف :ثانياــفيوسف صنم فأخذه فكسره وألقاه بين الجي فاتهمه إخوته بسرقة الصنم.،في الطريق

خــذأ ذهب إلى معبد )كنيســة( فإن يوسف :ثالثاــتراب ــه في ال ــه فدس ــانوا يعبدون ــنما من ذهب ك ،ص

فاتهم من قبل إخوته بسرقته. معوإتلاف الأصنام واجب كما صنعه رسول الله

أصنام الكعبة.إولو ثبت ذلك ف ن ما ذكره المؤذن يكون قصاصــا

من باب المقابلة بالمثل فكما اتهموه بالسرقة كان له.اتهامهم بذلك

ولكن ذلك مبني على شمول حق القصاص لمثــل والبحث جــار في شــموله لمثــل،ذلــك في شــريعتهم

ــا ــريعتنا أيضـ ــك في شـ ــاص،ذلـ ــوز القصـ ــل يجـ فهـ ؟برد التهمةــد ــالفق ــالإطلاق بالانصــراف،:يق ــتزم ب ــد يل ، وق

وبحثه موكول إلى الفقه.

ر:التعزي باب من كان نهإالثالث: الجواب ن المقــام كــان من بــاب التعزيــر، إالثالث: الجواب

وللحــاكم الشــرعي أن يعــزر على الجريمــة بمــا يــراهــأديبهم لم يجر ن إخوة يوسف إمناسبا؛ وذلك علىت

ــه في الجب ــه وإلقائ ــرقته من أبي ــون،س ــه فتك وعليــرا ــة التهمــة بالســرقة تعزي ــعقوب وتأديب ــذها لهم، وه

نعم،فعلــوهقد عقوبة مخففة وبسيطة بالنظر إلى ما ن التعزيــر في شــريعتنا هــل هــو خــاص بالجلــدأيبقى

!م هو منوط بنظر الحاكم الشــرعي مطلقــا؟أوشبهه

118

كتب أخرى للمؤلفــة لم يســتبعد الســيد الوالد ــه المنوطي في بعض كتب

الحاكم الشرعي. بنظر

امتح::ان هو ج::رى ما الراب::ع: إن الج::واب مقرر إلهي

وهذا وجــه كلامي وهــو: إن كــل مــا الرابع: الجوابــرى على ــ ــداث يوسف ج ــ ــه من أح ــ ، وإخوت

،مندرج في دائــرة الامتحــان الإلهي والأحكــام الخاصة بــدء؛ من أولهــا إلى آخرهان قضــية يوســف إفــ منا

ره،خى آلإ... إلقائه في الجب ثم العبودية ثم السجن كانيوسف شاهدة على ذلك، ومما يؤكد ذلك إن

،بإمكانــه أن يعــرف نفســه لأخوتــه من بدايــة الأمرــه الخــبر ــل كــان من، وينتهي الأمــر كله،ويبعث لأبي ب

ــه،أالممكن ــل مجيء إخوت ــه قب ــبر لأبي ن يرســل الخ ولكن جرى قلم الامتحان والبلاء الإلهي على مــا شــاء

لى غاياتها المقررة من قبله تعالى.إمن بلوغ الأمور

الأهم ب:::اب من نهإالخ:::امس: الج:::وابالتربية بغرض والمهم

ــرة إالخامس: الجواب نه قد يكون ذلك من باب دائ لكي الأهم والمهم، والغرض هو تربيــة إخــوة يوسف

يدركوا فداحة ما جنوا ويـذوقوا طعم مـا اجــترحوا فيــق يوسف ــوب ح ــه، وأبيهم يعق ــبر توجي ــك ع وذل

صدمة قوية من هذا القبيل لهم. ب::اب من الم::ورد نإالس::ادس: الج::واب

الخاص الإلهي الإذنــواب ــاب الإذن الســادس: الج إن المقــام هــو من ب

119

التورية موضوعا وحكما

فيخــرج عن دائــرة القضــايا الحقيقيــة،الإلهي الخــاصــوث الفقهية ــة في البح ــار،المطروح ــدخل في إط وي

القضــية الخارجيــة بـالإذن الإلهي الخــاص، ويــدل علىــرى،(1)كذلك كدنا ليوسفذلك قوله تعالى: فكل ما ج

ــك ــك المل ــو مال ــالى وه ــه تع ــد من الل ــو كي ــا ه إنمــا،فلا مجال للاعتراض عليه، والمتصرف في خلقه كم

وذلك نظير إيجاده،لا مجال لتقليده في ذلك وأشباههــادلات الزلازل وقبض الأرواح وغيرها من الأمور والمع

نه تعالى حيثإ فإنه لا يصح القول ،المختصة به تعالى ومرجــع هــذا،فعل ذلك جاز لنا نظيره لــو قــدرنا عليه

الجواب للرابع. نظ::رة فنظ::رتعالى: الرابع: قوله الدليل

سقيم إني فقال النجوم فيــتي قــد يســتدل بهــا على جــواز ــة الرابعــة ال الآي

:التورية هي قول إبراهيم جــوم ـرـ نظـرـة في الن فنظي سقيم ــوم لكين إبراهيم إف؛ (2)فقال إن قد دعاه الق

ــنام ــل تعظيم الأص ــنوي لأج ــال س ــارك في احتف ،يش ولكنه تفصــى من ذلــك فقــال: إني ســقيم أي مـريض

ــون قوله ــاهرا، فيك ــولم يكن ســقيما ظ ــبي ـ ــو ن وه دالا على جواز التورية. ـمعصوم

إلا على بعض(3) لكن الاســـــتدلال لا يتمأقـــــول: ن الاحتمــالات فيإالمحتملات في الآيــة الشــريفة، فــ

الآية الكريمة ستة:الآية في الاحتمالات

.76يوسف: سورة(?)1.89 ـ 88 : آية الصافات سورة(?)2الجهات. سائر من تم لو(?)3

120

كتب أخرى للمؤلف : وهو(1)مفسرينالوقد ذكره بعض الأول: الاحتمال

نإ فــان عــاقبتي المــوت،ن المقصود من سقيم أي: إ ، بــالموتكل إنسان سيموت، فالمراد سأكون سقيما

ــازا ــام من مج ــون المق ــالأولفيك ــاز ليس،(2) ب والمجــه )إني؛ما كون قوله توريةأ و،بحرام فلأن ظــاهر قول

ســيكوننــه مســتقبلاأسقيم( هو فعلية ذلك وآنيتــه لا كذلك.

أي سأســقم:ن المراد من سقيمإ الثاني: الاحتمال ،نــه مــريض بالفعلأبمــرض من الأمــراض، فتوهمــوا

فيكون المورد تورية. ، بالفعل كان مريضاإن إبراهيم الثالث: الاحتمال

فلا يكون المــورد على هــذا،فقوله هذا مطابق للواقع.من التورية

وهو )سقيم( مش::تق نإالرابع: الاحتمال التلبس حال بلحاظ حقيقي

ــال ــع: الاحتم ــراهيم الراب ــداق منإن كلام إب مص ن المشتق ليس حقيقةإمصاديق المشتق الأصولي، ف

نــه ليس حقيقــة فيمــاأ كمــا ،فيما انقضى عنــه المبــدأ نــه يســتثنى من ذلــكأ، إلا ســيتلبس بالمبــدأ مســتقبلا

مــا إذا كــان: وهيـــوهي مــورد الآيــة ـ صورة واحدة فيكــون،الجري والإطلاق بلحاظ حــال التلبس وزمانه

كان التلبس في الماضي أم المسـتقبل،أحقيقة سواء ي سقيم: ن قول إبراهيم إوظاهر الآية لعله ذلك؛ ف إن

أراد به )إنني سقيم في ذلــك الــوقت( بلحــاظ حــال التلبس حينذاك.

لى الوجــدانإ الرجــوع :ويوضــح المبــنى في ذلك: )قيل( بعنوان نقله ،510 ص8ج و260 ص7 ج التبيان:(?)1.لقربه يذكر بالمشارفة والمجاز لبعده، يذكر بالأول المجاز(?)2

121

التورية موضوعا وحكما

ــو،والعرف في كل مشتق بلحاظ حال التلبس ــه ل فإن قال شخص: إنني أتيت إلى هذه المدينة قبل خمسين

أو في مثال آخــر: وزيــد واقــف عنــد، وهي خربةعاما وجــري المشــتق،ن )خربة و واقف( مشــتقإ ف،الباب

ــ،هنا وإطلاقه ليس مجازيا ــك:إ بل هو حقيقة، ف ن قول هو بلحاظ ذلــك الــزمن والتلبس في ذلــك،زيد واقف

ــو قلت:،الظرف ــذاك حقيقي، نعم ل والاتصاف به حين نــه كــانإ قاصــدا الحــال الحاضــرة لمجــرد ،زيد واقف

فهو مجاز. ، البارحةواقفا كان من هــذا القبيــل، والآيــةولعل كلام إبراهيم

ن الكفار عندما دعوا إبراهيم إ ف؛لعلها تدل على ذلك كي يحضر مشهد تعظيم الأصنام في التــاريخ المعين،

نــه ســقيم فيإ ثم ذكــر لهم ،نظر نظــرة إلى النجــوم جــري وصــفأ فقــد ،ذلك التاريخ فلا يستطيع الحضور

)السقم( على ذاته بلحاظ المستقبل وفي ظرفه، ولو فيخــرج المقــامكان الأمر كذلك لكان الإطلاق حقيقيا

فلا يتم الاستدلال بالآية على المراد. ،(1)عن التوريةا:غم سقيم نهإالخامس: الاحتمال

إن: (2)وذكــر بعض المفســرين الخــامس: الاحتمــالي سقيم .ما بضلالتكم غ إني سقيم:معناها إن

الس:::::::قم )الس:::::::قم( على إطلاق هلحقيقة؟ أو مجاز النفسي

ــد من البحث عن ــه لابـ ــذا الوجـ ــق هـ نأولتحقيـــاهر قصد إذ(?)1 ــ ــاظ الكلام ظـ ــ ــرة )فنظر قرينية بلحـ ــ في نظـ

.النجوم( ص8 ج و260 ص7 راجــع: ج التبيان في الطوسي كالشيخ(?)2

.)قيل( إلى نسبة509

122

كتب أخرى للمؤلف أو المــرضاســتعمال الســقم في الحالــة النفســية

ــه عليها ــ ــي وإطلاق ــ ــاز أو حقيقة النفس ــ ــومج ــ ؟ فل كــان،ن التعبــير مجــازيإ و،استظهرنا الاحتمال الثاني

ــورد تورية ــراهيم أل ؛(1)الم ــقيمن إب ــظ س ــق لف أطل نه سقيمأ، وهم يتصورون نه سقيم نفسياأوقصد منه

. جسديا من المريضـ وضعا ـ)سقيم( أعم يقال: قد ولكنـةـ كــثرة وجــودوالجســدي،النفســي ولا يخــل بالأعمي

: فلــو قيل، وقلــة النفسـية،الأمراض الجســدية سـابقا انصــرف إلى المــرض الجســدي،هذا مــريض وســقيم

لأن الانصراف لو فرض فهو لكــثرة الوجــود لا(2)وذلكلكثرة الاستعمال الموجب للأنس الذهني، فتأمل.

ــني أي :يقــال وقد ــع التعي ــعأ بالوض ــدوا وض ــه ب نع فيه بكثرة الاســتعمال في،للمرض الجسدي ثم توس

فصــار حقيقــة،المعــنى الأعم من الجســدي والنفسيفيه, وهذا ما نجده الآن.

فإن استعمال سقيم في المــرض النفســي:وعليه ولا يحتاج إلى علقة مصححة، فلم يرد باللفظ،حقيقي

لكن إثبــات الوضــع التعيــني في زمنهم، خلاف ظاهرهبحاجة إلى دليل.

كونه تورية حتى على هــذا القــول أو:الظاهر ولكن أو الحصة(3) وذلك لأن إرادة المعنى الأخفى؛الاحتمال للأذهــان من اللفظ وستره بمــا يظهــر بــدوا (4)الأخفى

من المعنى الأجلى، نوع تورية. إنني سقيم:إن معنى سقيم هو السادس: الاحتمال

نة قرينة غير من كان إذا(?)1 .بييخل(. لـ)لا تعليل(?)2اللفظي. الاشتراك على(?)3المعنوي. الاشتراك على(?)4

123

التورية موضوعا وحكما

ــدكم ــركم،عنـ ــرف بنظـ ــون، أي منحـ ــف تتوقعـ فكيـ.حضوري معكم لتعظيم الأصنام

ولكن هذا الاحتمال خلاف الظــاهر ولا يصــار إليــه نــه ثبــوتي وبلحــاظإ إذ الظاهر من الوصــف ،إلا بدليل

لا إثباتي وبلحاظ فهم الآخر أو توهمه.،المتصف بهــالث أو الرابعالنتيجة: (1) إن استظهرنا الاحتمال الث

مـــا لـــو اســـتظهرنا بعض الاحتمـــالاتأو، فلا تورية فهو من التورية.،(2)الأخرىــهإما لو شككنا في المعنى المراد بـ)سقيم( وأو ن

وكان أحد طــرفي الشــك المعــنى؟أي المعاني الستةــوتفلا ،الثالث أو الرابع يصح الاستدلال بالآية على ثب

ــوع؛التورية ــك في الموضـ ــك إذ لا يصح؛ للشـ التمسـبالعام في الشبهة المصداقية.

إلى إب::راهيم نظ::رة ك::انت فائ::دة: كيفالنجوم؟ نه ما هي جهة نظــرة إبــراهيم إ وهي :هامة فائدة

ن التنجيم حــرامإإلى النجوم وما هو مصــحح ذلــك؛ فــ!بل وأكثر أنواعه شرك

النجوم في للنظر ثلاثة وجوه ن الاحتمــالات والوجــوه في المقــامإ والجـــواب:

ثلاثة:ــرىلأنه وجه نظرهأن يكون الأول: الوجه ــان ي ك

،(3)علاميــة النجــوم على حــالات البشــر لا تأثيرهــا فيهاــان نهإ وهما(?)1 كـ ــا ــراه نهإ أو بالفعل مريضـ في حالته على أجـ

.التلبس حال بلحاظ المستقبل.ما بمرض وأ بالموت سأسقم كـ: إني(?)2ــ(?)3 ــاد نإ ف ــوال في بتأثيرها الاعتق ــرك البشر أح ــره كما ش ذك

124

كتب أخرى للمؤلف فيكـــون وزان النجـــوم وأوضـــاعها كـــوزان علامـــات

جــرى البحث في، فقد وهــذه مســألة خلافية،الطــرق نــه على كــلأ إلا ؟كون الاعتقاد بالعلاميــة حرامــا أو لا

نه لو قيــل بالحرمــةأمن الواضح و حال ليس بشرك، ،نه لم يكن ذلك هو جهة نظرته للنجومإفي شريعتهم

مطلقا فتأمل. بل إلى النجــومأن يكون نظر إبــراهيم الثاني: الوجه

ــع،لا لكونها علامة ــا م بل لـمجرد تزامن بعض حركاته نه ســيكون ســقيما حينــذاك؛ إذ الأحــداثأما قاله من

تجري والكــواكب تتحـرك وهـذه قــد تـتزامن مـع تلـكــراهيم اتفاقا من كلامــه على هــذا هــو، فمقصــود إب

التوريةتكــون ف، ولكنهم فهمــوا منــه العلامية،التزامن ـــ كلاحقتهــا ـــ لا في الكلام وهي ، في هــذا الإيهــامهنا

. (1)نوع آخر تورية من إلى النجــوم نظــرةأن يكون نظره الثالث: الوجه

ــة وتفكرية ــه: إني ســقيم،تأملي ــا قول ــد، ثم أعقبه فق هــذا القــول على ذلــك الفعــلـ خارجا ـتعقب وترتب

و تزامن لكنهم توهمواأوالنظر من دون قصد لارتباط جــل الاســتدلال على أحوالــه فيأأن نظــره كــان من

لــوـــ وهذا هو مــوطن التوريــة ،المستقبل من النجوم لكنها تورية من نوع آخر. ـكان الأمر كذلك

تمريني بحثــ ــأس بـ ــهأولا بـ ــا لـ ــا تمرينيـ ــا بحثـ ــرح هنـ ن نطـ

ذكرنا كما فراجــع، عديدة صور وللمسألة المكاسب، في الشيخ صورا المباحث. بعض في التنجيم، من للمراد عشرا

وأ المـــراد للنجـــوم( عن )نظـــره وهو بالفعل التورية وهي(?)1 ليتوهمــوا والإخفاء التعمية باب من للنجوم نظرته فتكون المعتقد

معهم. ليجئ عليه يضغطوا فلا حاله على استدل منها نهأ

125

التورية موضوعا وحكما

نــهإ بحثنــا وهــو والطريقية فيالموضوعية في الآيات ن يستدل على صحة التورية بالمتشــابهاتأهل يمكن

فتكون من مصــاديقها؟ وكــذلك هــل يمكن الاســتدلالالتورية؟بالتأويل والمؤولات على صحة

وبعبـارة أخـرى هــل المتشـابهات والمـؤولات منى به أو إن هناك تفصيلا؟ فتدبر .مصاديق الكلام المور

وقد مضى في مطاوي الكتاب ما يظهــر بــه وجــه.الجواب

أو صدقا التورية كون على الروائية الأدلةجوازها

بكير بن الله عبد الأول: رواية الدليلــدليل ماأ ــ مـــا نقلـــه ابن إدريس في: فهوالأول ال

سرائره من كتاب عبد اللــه بن بكــير عنمستطرفات ــد الله ــتأذن عليه أبي عبـ ــل يسـ ــول،في الرجـ فيقـ

لا بأس، ليس: : قولي ليس هو ها هنا, قالتهلجاري. (1)بكذب

. والثاني دلالي،وفي المقام بحثان: الأول سندي وتوثيقه بكير بابن السندي: المراد البحث

إليه الكتاب واستناد نــه لا إشــكال فيإ فالظــاهر :الســـندي البحث ماأ

ن ابن إدريس ينقــلإإســناد الروايــة واعتبارهــا؛ ذلــك ــه،ـ ظاهراـمباشرة من كتاب عبد الله بن بكير نفس

،(2)ن كانت الفترة الزمنيــة طويلةإفلا واسطة بينهما و.632السرائر: ص مستطرفات(?)1 مع ثقة خــبر ادريس ابن خــبر ولكن ســنة 500 حــوالي وهي(?)2

كونه بعد. مافي سيتضح كما فيصدق، حسيا

126

كتب أخرى للمؤلف وحال ذلك كمن ينقل في الوقت الحــالي عن الكــافي

فلا واسطة بين الراوي والمروي عنــه، وهــو،الشريف حــدهم عن الــراوي مــا هــو بخطــه أو مــاأكما لو قــرأ

ه مباشرة.خطحدهم عن أاستنسخه ـهـإنه بحسب ظاهر عبارة ابن إدريس إ والحاصل: ن

ومعــه فلا،ينقل الرواية من كتــاب ابن بكــير مباشــرة وذلــك هــو ظــاهر نقلــه )من،مشــكلة من هــذه الجهة

ذ قـــــال فيإكتـــــاب بن بكـــــير( لا )عن كتابـــــه( )ومن ذلــك مــا اســتطرفناه من كتــاب:المستطرفات

ــير بن ــه بن بك ــد الل ــه أعب ــد اللهأعين عن )(1) بي عب

الأحــاديث قولــه في آخــر هــذا الفصــل: )تمت هويؤكد بــل لعلــه ،(2)المنتزعــة من كتــاب عبــد اللــه بن بكــير(

صريح فيه.ــاب إ :ثم الظــاهر ــا إن الكت أم ــان مشــهورا ــه ك ن

لىإانتســـابه لابن بكـــير كشـــهرة انتســـاب الكـــافي ــدنا ــني عن ــ،الكلي ــود في الكتبإ ف ــو المعه ــك ه ن ذل

ــه وصــل لابن إو أالمشــهورة أو المصــدرية، دريسإن و كالمناولة مع الاجـازةأ كالإجازة موثقبطريق حسي

،شبهأو حتى الإعلام وما أو من دونها، على القولين، أ بــل أي ـــم كــابن إدريسلن يعتمــد عأإذ يستبعد جدا

أو وصــله، على كتاب مجهول انتسابه لصــاحبه ـفقيهــنبن يأ من دون ،بطريق غــير معتــبر ه على ذلــك، مــع

اعتباره مصدرا للأحكام الشرعية. ــرى أيضــا ــة أخ ــ:ومن جه ــل بلاإ ف ــير ينق ن ابن بك

.واسطة عن الإمام الصادق لأنـه مشـترك؟نه من هوأ الكلام في ابن بكير ثم

بين عدة أشخاص. .632 ص3السرائر: ج (?)1.634 ص3السرائر: ج (?)2

127

التورية موضوعا وحكما

بين عدةن كان مشتركاإن ابن بكير وإوالجواب: .أشخاص

ــه:منهم ــد الل ــدجاني وعب ــير ال ــه بن بك ــد الل عبــه بن بكــير )أو بن بكــر( المــرادي ــد الل الهجــري وعب

هو عبد الله بن بكير ولكن المراد منه ظاهرا،الكوفي .بن أعين؛ وذلك لوجود بعض القرائن

نــه الشــخص الوحيــد الــذي صــرح علمــاءإ :ومنهاــ ــه كتاباأالرجــال ب ــة أوأ، ون ل ــاقون فلهم رواي ــا الب م

روايتان في الكتب الحديثية. راجــع مســتطرفات الســرائرأن أن هذا قبــل إثم

مباشرة، ثم عندما راجعتــه وجــدت بن ادريس يصــرحه. كلامعين كما نقلناأنه عبد الله بن بكير بن أ

وثق عبــد اللــه بن بكــير ثم إن الشيخ الطوسيــاأو، (1)نه ثقة له كتاب(ألا إ)فطحي المذهب فقال: م

ماأ و،(2)الرواية(الشيخ النجاشي فقال: )له كتاب كثير ــابة على(3)الكشي ــ ــده ممن أجمعت العص ــ ــد ع ــ فق

ــبره ن الشيخ المفيدأ كما ،تصحيح ما يصح عنهم اعت.(4)من العلماء الأعلام في رسالته العددية

ن الظاهر منه هو عبد الله بن بكــير بنإ :والحاصل فلا تكــون،أعين صاحب الكتاب الثقة، نعم هو فطحي

. (5)روايته صحيحة لكنها معتبرة وحجة وأصحاب المصنفين وأسماء وأصولهم الشيعة كتب فهرست (?)1

.304الأصول: ص.222النجاشي: ص رجال(?)2.345 ص1الكشي: ج رجال (?)3.130 ص11الحديث: ج رجال معجم في عنه نقل (?)4 المكاسب في بحثه ومقرر الخوئي السيد إن ذلك يؤيد ومما (?)5

على يستشــكلا لم والرجالية، السندية المناقشة دأبهم ممن وهما على استشــكل والمحشي له المقــرر ســندا. نعم الرواية هــذه

128

كتب أخرى للمؤلف ،هذا كله على القول بالحاجة إلى البحث السندي

وخاصــة عنــد،ن مراســيل الثقــاة حجةأ ب:ما لو قيلأوــالأمر هين،الاســتناد إليها ــاب، ف ــا فصــلناه في كت كم

)مراسيل الثقات المعتمدة(.

الدلالي البحث ؛ بأن الرواية صــريحة: فقد يقالالدلالي البحث ماأو

:لقول الإمام لا بــأس ليس بكــذبهــودلول فالمــ النفي الموضوعي لأن تكون التورية كذبا.

ن قولهإ حيث :ن في الرواية احتمالينإ :وتوضيحه: فليس بكذبالنفي الموضــوعيـــ1: يحتمل فيه

ــة موضــوعا بكــذب ــه: فليســت التوري ــ2. وعلي كمــاـ.يحتمل فيه النفي الحكمي للحرمة

ــل في النفي:الموضــــوعي النفي ماأ ــ ــه الأص ــ فإن وهــو النــافع لمن، وهو الظاهر،المنصب على العنوان

يريــد أن يســتدل بالروايــات على جــواز التوريــة حيث. التورية عن الكذب موضوعا خرج الإمامأ

وكون المقام من التورية هو ظاهر قــول صــاحب فهي توريــة،الــدار للجاريــة: )قــولي ليس هــو هاهنــا(

.(1) فتأمل، في الدارواضحة مع وجوده فعلا:وقول الإمــام لا بــأسيفيــد الحكم الشــرعي : لكن قوله،وهو نفي الحرمة ليس بكــذبصــريح

في تنقيح الموضوع، وكأنه العلة لعدم الحرمة. في مع دخول المورد موضــوعا:الحكمي النفي وأما

نه مجــاز لا يصــار إليــه إلاأإلا ، ن أمكنإالكذب، فإنه و يشــكل نأ دون بســويد الســند ضــعيفة نهاأب وصرح الثانية الرواية

قوله إطلاق شــمول تــوهم ينــدفع بذلك ولعل الأولى الرواية على.فتأمل ،الرواية لهذه صفحتين من أقل بعد

التورية. به يقصد لم نهإو الصريح الكذب من يكون قد إذ(?)1

129

التورية موضوعا وحكما

عند تعذر الحقيقة. ــال الســيد الوالد في مكاســبه مــا مضــمونه: ق

)وزان "لا بــأس، ليس بكــذب" هــو وزان لا ربــا بين ، ثم(1)نه ربا حقيقة لكنه ليس بمحــرم(إالوالد وولده ف

ــال ــولإ)و : ق ــد دخ ــا لان من لا يري ن لم يكن محرم.(2)الغير عليه يحق له دفعه بما يحرم طبعا لولاه(

نه لا نفي في المقامإ ف؛نه نفي تنزيليإ :وحاصله للحقيقة التكوينية، وإنمــا هــو نفي للحكم بلســان نفي

نظير لا ربا بين الوالد وولده.،الموضوعــوم ــه الق ــتدل ب ــا اس ــو م ــذا ه ــه،ه ــو الوج وه

المعروف.

الاستدلال بعكس الإشكالــ ــة ب ــتدلال بالرواي نأولكن يمكن أن يعكس الاس

ن التوريــةإ؛ إذ (3)نــه ينبغي أن تعكس القضــيةإيقــال: ومعـه فلابـد،مفهوم عرفي وليســت بحقيقــة شــرعية

ثم يجــري فهم،من تنقيح موضــوعها وتحقيقــه عرفاالرواية على ضوء ذلك. ــكـ كما أن وقد أوضحنا سابقا المشــهور على ذل

ن مقيــاس الصــدق هــو مطابقــةأن العــرف يــرى إ ـ:ــة هيإظاهر القول للواقع والكذب بعكسه، و ن التوري

فتحقيـق هـذا في مرحلــة،ستر المـراد بظـاهر اللفظ فــإذا تنقح، سابقة هــو المتكفــل بــالتنقيح الموضــوعي

.52 ص2الفقه: ج من المحرمة المكاسب(?)1.عرفا( الاضطرار صورة )في :الحاشية في وأضاف(?)2 نإأخرى: بعبارة(?)3 التورية كــون على يبنــون الفقهــاء من عددا

نجد ولم المزبــورة، الرواية على اعتمـادا موضـوعا بكـذب ليست نأ على ســابقة رتبة في الموضوعي بالتنقيح فاستدل عكس من

المجاز. هذا بكلامه رادأ مامإال

130

كتب أخرى للمؤلفــةذلك كان قرينة على أن الإمام قد تجوز في الرواي

ـهـليس بكــذب من قولــه: ن مراده أ و،المذكورة انــ عرفاـ ليس بكذب محرم؛ لأنه موضوعا ــو،كذبـ فه

، هــذا المــورد حكما فــأخرج الإمــام ،لا بأستأكيد لـ. ليس بكذب :ورفع حرمته بقوله

إن الطبيب لو قال للمــريض: اشــرب:ذلك ويوضح بحيث ولم يعلم المريض إن ذلك واجب شرعا،الدواء

لو خالفه لاستحق العقوبة والمخالفة الإلهية على ذلكأ ، فسأل الفقيه عن قول الطــبيب: اشــرب الــدواء،ولا

نأن من الواضــح إ فــ،نه ليس بــأمر(إوأجابه الفقيه: )ــاعإالمــراد ــأمر مولــوي واجب الإتب ــه ليس ب وليس،ن

ــرى فيأ وذلك بعد ، حقيقةالمراد نفي كونه أمرا ن ج مرتبــة ســابقة تحقيــق أن الأمــر ظــاهر في الوجــوب

فيكــون،ن خلافه هو المحتــاج إلى قرينةإ و،والمولوية نــه ليس بــأمر مولــويإالمراد من قوله: )ليس بــأمر(

واجب الإتباع. ــك، أكرم العلماء: ما لو قيل:أيضا ويوضحه فإذا ش

في أن المــراد من العلمــاء كلهم حــتى الفســاق أو لا، )ليس أكرم العلماء بعام(، فليس: فإذا أجيب،فيسأل

ــذاإ ف،المراد هنا أن الجمع المحلى بأل ليس بعام ن ه ومطلق الجمع المحلى بال قد نقح في موضعه، وإنما

لوجــود القرينــة،الأفراد المراد أن حكمه لا يشمل كل في المقام وهي مناسبات الحكم والموضوع أو غيرها

الموجبة للانصراف إلى بعض أفراد العام. قرينــة على،فما ذكــر من تنقيح موضــوعي قبلي

ــام ــة كلام الإم ــوعاتإ ف،مجازي ــادامت الموض ــه م ن نعم لــو، فلابد أولا من الرجوع إلى العرف فيهاعرفية

في المــيزان وهــل هــو مطابقــة ظــاهرشــككنا عرفا القــول للواقــع أو مطابقــة المــراد للواقــع؟ أمكن أن

131

التورية موضوعا وحكما

. من علل التنقيح الموضوعي يكون كلام الإمامــاف ــ ــامإولكن الانص ــ ــور كلام الإم ــ في ن ظه

نــهأالتنقيح الموضوعي أقوى من ظهور مــا ادعي من . فتأمل،(1)الفهم العرفي

ن الروايــة صــريحة في جــوازإوعلى أي تقــدير فــ ن فــرض عــدم دلالتهــا علىإهــذا النــوع من التوريـة و

.خروجه الموضوعي عن دائرة الكذب

حنظلة بن سويد الثاني: رواية الدليل يستدل بها على جواز ومما يمكن أنالثاني: الدليل

خرجنــا) :مــا رواه ســويد بن حنظلــة قــالهــو التورية فأخــذه أعــداؤهيريــد النــبي ، (2)ومعنا وائــل بن حجر

ــه أخي فخلىأ وحلفت بالله ،فحرج القوم أن يحلفوا ن صــدقت فقــال: عنه العدو، فذكرت ذلك عند النــبي

.)(3) المسلمأخوالمسلم : قول النبي :ومورد الاستدلال هو صدقتمــع

ــخص كاذبا ــون الش ــه: ك ــوهإ في قول ــه أخ ــون،ن فتك.التورية صدقا بنص كلام الرسول

ن كــانت ظــاهرةإ)وهي و : قال الســيد الخــوئي الدلالــة على جــواز التوريــة وعــدم كونهــا من الكــذب

التورية بكــون العــرف لـدى الرؤية وضوح لعدم(?)1 نهمإ بل كــذبا يراها من بين فهمهم فيكون صدقا يتحــير ومن للرواية مطابقا استظهر ومن عليه، حجة فالرواية الأمر في التورية كــون ضــعيفا

فالرواية كــــذبا اطمئن من وبين ،عليه حجة أظهر لكونها أيضــــا بكونها .فتأمل ،المجاز إلى الإمام كلام فيصرف كذبا

ــدما نهإ العامة نقل وقد المعروفة الشخصـــيات من وهو(?)2 ــ عن.قومه وبشر الرسول استبشر سلمأ

.95 ص5/ المبسوط: ج491 ص4الخلاف: ج (?)3

132

كتب أخرى للمؤلف .(4)ولكنها ضعيفة سندا(

الرواية مناقشة سندا الروايــة في كثــير من المصــادر وقد بحثنا عن سند

الطوســيالشــيخ فلم نجد هــذه الروايــة إلا في كتــابي فقــد أرســلها الشــيخ،وبدون إسناد والمبسوط الخلاف

، فهي مرسلة. الطوسي نــهإوالظــاهر ، نه ضعيف كما قــالواإ ف:ما سويدأو

لكن يحتمــــل،ذ لم نعــــثر على ترجمتهإ ؛مجهــــول ،نه )سويد بن غفلــة الجعفي(إالتصحيف في حنظلة و

ــنينميرأ و وهو من أصحاب الرسول والحسن المؤم،وكان من أولياء أمــير المؤمــنين لكن الاطمئنــان ،

ــة ــ ــحيف بحاج ــ ــرائنإبالتص ــ ــل عدمه،لى ق ــ ، والأصواحتماله غير مجد.

وضـــعف، الإرســـال:فالمشـــكلة الأساســـية هي.سويد

نــه: بحســب المنصــور من كــونإوخلاصة القــول ــا ــد عليه مراسيل الثقاة حجة فالرواية معتبرة إذ اعتم

ــتى على فيالطوسي الشيخ كتابيه المــذكورين وأفــل،طبقها من غير وجود معارض لها بل حتى لو لم نقــال ــد يق ــيلهم فق ــة مراس ــا:بحجي ــبرة لأنه ــا معت بأنه

.معتضدة بالشهرة الروائية والفتوائية وعلى أي حال فقد يفيد ذلك الاطمئنــان بالحجيــة

حتى لمن لا يرى حجية مراسيل الثقاة.

ثلاثة لوجوه دلالة الرواية مناقشة ما دلالة الرواية فقد سبق قول الســيد الخــوئيأو

:ظاهرة الدلالة على جواز التورية(ت )وهي وإن كان .399 ص1الفقاهة: ج مصباح(?)4

133

التورية موضوعا وحكما

ــة ــك إن الرواي لكن الظاهر: إن ما ذكره ليس بتام؛ ذل:ليست ظاهرة الدلالة لوجوه ثلاثة

من عمأ الاس::::::::تعمال نإالأول: الوجه الحقيقة

:إن قوله صدقت أكــثر، إنما هــو اســتعمال لا عم من الحقيقة، وعليه فلا يدل كلامــه أوالاستعمال

، صــدقا حقيقة ـــ وماهيةمفهوماـ على كــون التوريــة مجازا، وذلكصدقت أطلق الأعظمفلعل الرسول

فهــل يــدل اســتعماله،: )زيد أســد(أحدهمكما لو قال لكلمة الأسد في زيد على كونه حقيقة فيه؟ والجواب

ن ذلك لا يدل على أن أســد موضــوع للأعم منإكلا، ف الرجــل الشــجاع، كمــا لا يــدل على نقلــة إلى الرجــل

. (1) مشترك لفظي نهأ ولا على ،الشجاع بوجــه اســتخدمها النــبي صدقتن إ والحاصــل:

ــاأ لكن الأمر كله هو ،صحيح دون ريب نه لا يعلم كونهحقيقة أو مجازا.

فلا يصح أن يستدل على أن التورية ليست:وعليه ؛)الاسـتعمال( في هـذه الرواية:بـــ موضـوعاـبكذب

ن الاستعمال لا يتكفل بالتنقيح الموضوعي. إفــير ــر: وبتعب ــه يصــح من الحكيم أن يســتخدمإ آخ ن

ــائي،اللفظ في معناه الحقيقي وعلى الوجه كمــاالكن يصح الاستعمال بوجه مجــازي مــع القرينــة، والقرينــة

نعم غاية الأمر إن الروايـة تـدل،(2)في المقام موجودةــول أو لفظي مشترك ماإ فهو احتمالات ثلاثة وهذه(?)1 نهإ أو منق

.منها أي على يدل لا والاستعمال الأعم، للجامع وضع أخاه كونه عدم )من الحالية القرينة وهي( ?)2 اضطرابه ومن نسبا

اخو المســلم:بـــ النــبي والمقاليــة: تعليل بل (، للنبي ورجوعه

134

كتب أخرى للمؤلف. على جواز التورية حكما

يفهم منهصدقت: ن قول النبي أوقد يتشبث ب ن إجــراءه عليــهإ أي ، هو أن سويدا ليس بكاذبعرفا

ــان بلا عناية ــه ك ــلو ،وحمل ــة دلي ــتعمال بلا عناي الاســق الاســتعمال أعم من ــة، نعم مطل ــة،الحقيق الحقيق

،فتكون التوريــة صــدقا موضــوعا بنص كلام الرســول نعم،نه قصد الجــامع أو الإخــوة الدينيــة، فلا يهمإما أو

أنه لم يقصد الأيظهر منه خوة النسبية وإلا كان كاذبــا. (2) فتأمل،(1)على كلا المبنيين والمقياسين

نأن ذلــك ليس بمجــد أيضــا؛ لإولكن قــد يقــال: يبقى فيها الاحتمالان الأخيران: كون،صدقت:ه قول

والموردالمتكلم قد قصد الإخوة الدينية فيكون صادقانه قد قصد الجامع فيكون صــادقاإ، أو تورية إلا، أيضــا

فتخــرجـ، على بعض المباني ـن المورد ليس بتورية أالرواية عن مورد البحث.

تبقى الرواية مجملــةـ وبهذين الاحتمالين ـ وعليه نإ وـ فرضا ـ صدقتبظهور حتى مع التشبث

، وفيـــه مـــا ســـبق من شـــمولالمتكلم لم يكن كاذباــراد باللفظ إذ هي مطلقا؛التورية لمثل ذلك ، ستر الم

أو غير ذلك. بظاهره أو بكونه مجملا

قص::ده ما محتملات تع::دد:الث::اني الوجهسويد

تحتمل(، وائلا أخوهـ: )إنإن قول سويد للأعداء ب

.فتأمل ،المسلموالمعتقد. للقصد مطابقته أو للواقع، القول ظاهر مطابقة (?)1بـ تذييله لعل بل ،عناية بلا كان الاستعمال نأ على دليل لا إذ (?)2

المسلم أخو المسلم فتأمل ،العناية على دليل.

135

التورية موضوعا وحكما

فيه ثلاثة احتمالات تدور مدار قصده: كاذب فهو النسبية خوةأال قصد نهإ .1 ـــسويدـ ن يكون المتكلم أ : فهوالأول الاحتمال ماأ

نإفــ ـــ، كمــا لا يبعدـــخــوة النســبية أكان قد قصــد ال أحدالإنســان في مجــالات الرهبــة والخــوف من قتــل

يضــطرب فلا يخطــر ببالــه التوجيــه الصــحيح،أصحابه ، وليس بتوريةلكلامــه، ومعــه ســيكون كلامــه كــذبا

ل كذبه منزلةنعم النبي ، فيخرج عن محل البحث نزالصدق وعلله بما ذكره.

لكن ذلــك كلواحقــه مبــني على دوران الصــدق ن يستدلأ وقد سبق ما فيه، إلا ،والكذب مدار القصد

ن ظــاهرإ وفيــه: ، على دورانهــا مــدارهبكلام النــبي ــبي ــق علىكلام الن ــع، فينطب ــدار الواق ــدوران م ال

ــدق،تعريف المشهور للصدق (1) وعليه فكلام سويد ص

إذ؛ خلاف ظاهره فليس تورية(2)نه لم يقصدإوحيث ، ــاء، بالظــاهر الواقع(3)لم يســتر عن قصد على نعم بن

؛ن يوري فهي توريةأنها أمر ثبوتي غير مرتهن بقصد أنه لا يشترط في صدق عنوان قصده.ألوضوح

نــه يشــترط في صــدقأن الظــاهر إ والحاصـــل: فلــو،التوريــة قصــد الســتر دون قصــد عنــوان التورية

بــل نــوى مــا هــو ظــاهر كلامــه،غفل عن قصد السترــا عنأ نعم يجــري الكلام في ،فليس بتورية ن خروجه الجليةـ بإقامة القرينة ـ للقصدإضافةـ الكذب منوط

أو لا، وقد سبق. ـأو حتى الخفية ــر وهو توجيهه يمكن ولكن ــه آخـ ــبي إ :بوجـ ن النـ

الواقعية. معانيه لبعض كلامه لمطابقة (?)1الأول. الاحتمال هذا على أي(?)2تورية. هذه نأ إلى قصد عن أي(?)3

136

كتب أخرى للمؤلف ف النظــر عنر وصــ،كلامه على صدق الحكاية (1)حمل

نأن فــرض كاذبــا إلا إن الحــاكي وإصدق الحــاكي؛ فــ خــوةأ لانطباقهــا على ال؛الحكاية في حد ذاتها صحيحة

نإ للآخر في الدين، والدينية؛ إذ إن كلا منهما كان أخاية. بسخوة النأكان الحاكي قد قصد ال

حمــل الكلام على صــدق إن النــبي والحاصـــل:ــة عن ــة إلى الحكاي ــة مــع صــرف جهــة الحكاي الحكاي

أي، مجــاز على هــذاصدقت: فقوله،خوة الدينيةأالــبة ــ ــدق؛ إلى القائل(2)من حيث النس ــ ــاهره ص ــ إذ ظ

فــالتجوز هــو في نســبة صــدق الحكايــة إلى،الحــاكي (3)الحاكي، ويمكن حمل كلامــه على الحقيقــة التنزيلية

. فتأمل،والعلاقة المصححة هي صدق الحكاية، رمو فهو الدينية خوةأال قصد نهإ .2ــال ماأو ــاني الاحتم ن يكون المتكلم ملتفتاأ :فهو الث

ــذلكأوقد قصد ال حيث،خوة الدينية، فيكون قد ورى ب فقــد، لهبينــه أخ نســأفهم القــوم من ظــاهر كلامــه

د نعم طــابق، كمــا خــالف الواقع،خالف الظاهر القصــالمراد القصد والواقع.

الأخوتين بين الجامع قصد نهإ .3ــد:فهو الثــالث الاحتمــال واما ــون المتكلم ق أن يك

ن لفــظإبية؛ إذ سخوة الدينيــة والنأقصد الجامع بين ال حدهما بــل قصــدأالأخ هو الجامع، فلم يقصد خصوص الكلي القابل للانطباق على كليهما.

و لا؟ فيه احتمالان:ألكن هل ذلك من التورية

.الاحتمال هذا حسب أي(?)1المخاطب. ضمير إلى الصدق بإسناد(?)2الصادق. منزلة نزل الحاكي وان(?)3

137

التورية موضوعا وحكما

ن الكليأنـــه ليس بتوريـــة؛ لإالاحتمـــال الأول: ــون ــه حــتى يك ــو من الظــاهر وليس بخلاف ــامع ه الج

ــها،تورية ــة وببعضـ ــا مدخلـ ــة ببعض تعاريفهـ والتوريـ. (1)مخرجة لهذا عن كونه تورية

إن المــورد :: وهــو المنصــورـــالاحتمــال الثــاني ــكما أوضــحناه ـ نه قد ستر الظاهر بالظاهرإتورية ف ـ

بالجامع. (2)حيث ستر القصد الأصليــو أمكن اســتظهاروعليه: فهذه احتمالات ثلاثة، فلــدها فبه أح ــه ســويد مجملا ــا قال لاف ،، وإلا ســيكون م

يمكن الاستدلال بالرواية على أن التورية صدق، بل لا تكون دليلا حتى على جواز التورية؛ إذ لعله كان كاذبــا

فتدل الروايــة بنــاء عليــه علىـ، وهو الاحتمال الأول ـ فهي أجنبيــة عن بحث،جــواز الكــذب لــدى الضــرورة

نعم يمكن التمســـك حينئـــذ بتنقيح المنـــاط،التورية،القطعي ــا ــة لا مطلق ــطرار للتوري ــدى الاض ــه ل ، لكنفتأمل.

الإني أو اللمي بالبرهان الاستعانة وأوقد يتوهم إمكان الاعتماد على البرهان اللمي

ي أمــا : للوصول إلى المطلــوب بــدعوى(3)البرهان الإن صــدقت عنــدما قــال: ن النبي البرهان الإني: فهو إ

:فمن طريق الإن ومن كلامه صــدقتنستكشــف ــويد و ــنى المطــابقأقصــد المتكلم س ــه قصــد المع ن

باستكشــاف قصــده:ما البرهــان اللمي فهوأ و،للواقع ما يقصد نأ أو ،فيه ظــاهر اللفظ ما غـير يقصد بأن كتعريفها(ـ ?)1

ليس اللفظ فيه. ظاهر اللفظ ما خلاف يقصد نأ أو ،فيه ظاهرا.الآخر نوعه السامع وفهم الكلي نوعي حدأ المتكلم قصد إذ(?)2 العلــة, عن بـــ)لم( هو الســؤال نأل اللمي البرهــان ويســمى(?)3

موجود نهأو الشيء تحقق )إن( تفيد نأفل الإني ماأو فننتقل حتماعلته. عن البحث لىإ منه

138

كتب أخرى للمؤلف ثم من ذلــك نحــرز كــون كلام،من القــرائن الخارجية

و مجازا.أ حقيقةصدقت : بقوله الأعظمالرسولــدود:ولكن الظــاهر ــاأ ؛ إن كلا الطــريقين مس م

القصد فمن أين لنا أن نعرفه؟ لوجود احتمــالات ثلاثــةــات ــ ــاك بعض المرجح ــ ــبق، نعم هن ــ ــا س ــ ــه كم ــ في

لكنها لا ترقى إلى مستوى الدليل. ،والمؤيدات نــه حــتى لــو فــرض نفيإ فمــا كلام النــبي أو

نــهإ فـ، (1) وليس كــذلك ـالاحتمال الأول في كلامه : الأخيران في قولــه نيبقى الاحتمالا صــدقت،ولا

ن لأحدهما. معيــان ال ــان البره ــدم جري ــع ع و اللمي فيأني إوم

فلا يتم الاســتدلال بهــا، تكــون الروايــة مجملة،المقامفي المقام.

فتأمل.،(2)نعم يثبت به بعض جوانب الموضوع

تعليمي؟ أو تقريري النبي قول هلــبي أولكن يبقى هــلصــدقت : في قولهن الن

كــان في مقــام التقريــر أو التعليم؟ كلاهمــا محتمــل،ــام التقرير فلعله ــان في مق ــد، لعمله؛ ك ــه فلق وعلي

كان موريا صادقا، ولكن الاحتمال الآخر هو إن النبي وعلى، المخــرج والطريـق للتفصي(3)كان بصدد تعليم

نأهذا فالظاهر نــه لم يقصــد منأ كان كاذبــا و سويدا كلامــه إلا المعــنى الظــاهر غــير المطــابق للواقــع؛

فهــو كــاذب،لاضطرابه وعــدم تفطنــه لســبيل التوريةــاك ــه أ و،كح ــا قول :م ــدقت ــدق الحكايةص ؛ فلص

لمطابقــة قولــه لأحــد معنــيي الواقــع مــع التجــوز في.الحقيقة من عمأ الاستعمال أن من سبق لما(?)1 كلامه ككون( ?)2 يقصده. لم وإن معانيه ببعض للواقع مطابقا.السامعين وتعليم أمره، لمستقبل تعليمه(?)3

139

التورية موضوعا وحكما

المســلم اخــو المســلم: قوله : ويؤيد ذلك،سنادإال. فتأمل،نه تعليميإفإن ظاهر هذا التعليل

بكذب ليسو صدقت بين دقيقال فرقال الروايتين في

ن هناك فرقــا دقيقــا بينألابد من التنبيه على ثم : وهوالرواية الأولى ـ رواية بن بكير ـــ وهــذه الروايــة،

:إن الرواية الأولى قال فيهــا الإمــام لا بــأس، ليس ــذب ــول أ، وبك ــا الرس ــال فيه ــد ق ــة فق ــا الثاني :م

ــلم ــدقت، المسـ ــلمأصـ ــو المسـ ــرق بين،خـ والفـ لا بـأس لمـا قــال: ن الإمـام إ : وهو،التعبيرين دقيق

ن كلامــه هـــذا كاشـــف عن الملاكإ فـــليس بكـــذب نه لا يتحدث عن خصــوص هــذهأوظاهره ، (1)والضابط

ـ بل المعنى المراد ،القضية المصداقية ــظــاهرا : هو ـ إن هذا وأشــباهه ليس بكــذب، فتفيــد الروايــة تحديــدا

علىـ فتكون التورية ،مفهوميا لما هو كذب عن غيره بنحـــو ويكـــون جـــواب الإمـــام ، صـــدقاــــهـــذا

القضية الحقيقية. إن الظــاهر فيهــا هــو:ما رواية سويد فقد يقالأو

إنما هو عنصدقت والحديث في ،القضية الخارجيةــدف ،نه صرف تنقيح لحال المصداقإ و،المصداق لا يفي

الضابط والتعريف الماهوي. على والإثب::::ات النفي صب بين الف::::رق

النوع على او الفرد وتحقيق هذا الفرق بين الروايتين يعود إلى ضابط

ــذب هو فيما أي(?)1 ــه، ليس أو ك ــذا كلي في )أي الجملة في ب ه.المصداق(

140

كتب أخرى للمؤلفــائي وهو ــ ــبا على:مبن ــ ــو انص ــ ــات ل ــ إن النفي والإثب

نهما يختلفان عما لو انصبا على الصنف أوإالشخص ف النوع، فإنهما لو انصــبا عليهمــا فالظــاهر هــو الإشــارة للتعريف والملاك والضابط لخــروج أو دخــول الصــنف

ما لو انصــبا على الشــخص فلا يفيــدأأو النوع بذلك، و والملاك،إلا التنقيح الموضوعي ولا ربط له بــالتعريف

إذ الجزئي لا يكون كاسبا ولا مكتسبا. : الرجــل الشــجاعأحدهمنه لو قال إ :ويوضح ذلك

ــد أو ،ليس بأسد ــو الح ــا ه الرســم فظــاهر الكلام هن أو المشير لــه، والمــراد هــو بيــان أن حقيقــةالماهوي

.الرجل الشجاع غير حقيقة الأسد هــذا:بعكس ما لــو أشــار إلى شــيء معين وقــال

ــتى في الجملةإ ف،ليس بأسد ــد الضــابط ح ــه لا يفي ،ن نــه أســد أوأ فشــك في شــبحاأحــدهموكذا لو شــاهد

فقال أحد الخبراء أو أقوياء البصر: ليس ما نراه،ذئب نأ فــإن ظــاهر الكلام هنــا هــو ، من بعيــد بأسدشــبحا

وبيان ما لا التعريف،المتكلم في مقام بيان المصداقهو داخل مفهوما وحقيقة في )الأسد( عما هو خارج.

ــق علىأ ب:فقد يقال ن هذا الضابط المبنائي ينطب ن ظــاهر كلام النــبيأالروايتين المذكورتين بــدعوى

هو بيان حال المصــداق والقضــيةصدقتفي قوله: ؛ ولا ربــط لــه بــالتعريف والضــابط النــوعي،الخارجية

المســلم أخــو بأمر خــاص بالقضــية وهــو ولذا علله ليس : في قولهمـــا الإمـــام الصـــادق أ، والمســـلم

إذ؛ فظاهر كلامـه هــو إعطــاء الضـابطة العامةبكذب، والله العالم.المصب نوع هذه القضية لا شخصها

ن وزانإ فــــــ؛ولكن لا يخفى التأمــــــل في ذلك فتأمل.، القضيتين عرفا واحد خصوصا أو عموما

141

التورية موضوعا وحكما

الإثب:::ات بين التحقي:::ق: التفريق مقتضى على في:::دل والنفي الحقيقة على ي:::دل فلا

نفيها ن الأصــح هــو التفريــق بين الإثبــاتأ بــ:وقد يقــال

ــقأبمعنى ، (1)والنفي في الموردين نه لا بد من التفريــات؛بين الحمل و بين السلب وذلك لأن الحمــل والإثب

ن الاســتعمالأعم من الحقيقة وهذا ما يعبر عنه بأهو فلا يصــلح الاســتعمال شــاهدا على،عم من الحقيقةأ

ما النفي والسلبأالتعريف ومبينا للمفهوم وحدوده، وفظاهره نفي الحقيقة.

فهــذا،ويوضــحه: إننــا نفــرق بين قولنــا: زيـد أسد ، وبين قولنـــا: ليس(2)عم من الحقيقةأحمـــل وهـــو ــل بأسد ــ،الرج ــةإ ف ــو نفي الحقيق ــه ه ــاهر من ن الظ

وتفصيل الكلام في مباحث الالفاظ. (3)فتأمل

: الث::الث: قوله الدليل س::رقوا ما والله كذب وما

ــدليل ــالث: ال ــو الث ــة، وه ــه الخاتم ــة وب ــدترواي وج لعلهـا تفيـد بظاهرهـا،بمضمونها روايات أخـرى عديـدة

ــذب ــت بكـ ــا ليسـ ــة وإنهـ ــوعي للتوريـ التنقيح الموضـ في وأنهما والإثبــات النفي بين التســوية ســبق ما مفــاد فــإن(?)1

لو ماأو ،التعريف إلى إشــارة والنــوع الصــنف عن الحــديث مــورد.للاستعمال إشارة فهما والمصداق الشخص حول الكلام كان

.الحقيقة علامة هي عناية بلا الحمل صحة نعم( ?)2ــدق نفي إذ(?)3 ــة ص ــبيعي حقيق ــداق على وط وجهه من أعم مص

يشار نأ هو هموازن إذ الأول، يوازن لا الثاني فيه. والمثال والضابط منه يفهم لا نهإف بأسد ليس فيقـــال: هـــذا محـــدد مصـــداق إلى

ــان المتن في التفريق إذ الضابط. فتأمل صح وإن لكنه آخر لوجه ك.فتدبر ،البحث جهة في يجدي لا نهأ إلا

142

كتب أخرى للمؤلفــراهيماه رووهي ما، موضــوعا ــافي عن علي بن إب الك

حمــاد بن د بن محمد بن أبي نصر عنمعن أبيه عن أح عثمان عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبــد اللـه

: في قول يوســف إنا قد روينا عن أبي جعفر ــا ته أيكم لسارقون والله ما سرقوا وما كذب: فقال،العير إن

, وقال إبراهيم : بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم إن كانوا ذــب: فقال،ينطقون ـوـا ومــا ك : قــال،والله مــا فعل

يقل: فقال أبو عبد الله اــ صــ قــال؟ما عندكم فيها يه: فقال قال، ما عندنا فيها إلا التسليم:فقلت إن الل

فين أحب اثنين وأبغض اثنين أحب الخطر فيما بين الصــ وأحب الكذب في الإصلاح وأبغض الخطر في الطرقات

ــال إن إبراهيم ،وأبغض الكذب في غير الإصلاح ما ق إنهم لاـ بل فعله كبيرهم هذا إرادة الإصلاح ودلالة على أن

.(1) إرادة الإصلاح وقال يوسف ،يفعلونــة على أن فقد يقال: إن هذه الرواية واضحة الدلال

ى وســترإالتوريــة ليســت بكــذب؛ فــ ن المنــادي قــد ور المعــنى الحقيقي المــراد على خلاف ظــاهر الكلام فلم

والأمـر كـذلك في تتمـة الروايـة: إذ،يكن الظاهر مرادا بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم: وقال إبراهيم)جاء فيها:

: فقالإن كانوا ينطقون والله ما فعلــوا ومــا كــذب)، ن الآيــة تشــيرأن من وجــوه نفي الكــذب إ :وقد سبق

إن كانوا ينطقون فقد فعله)إلى قضية شرطية وهي: ــه ــ ــذا وحيث إنهم لا ينطقـــون فلم يفعل ــ ــيرهم ه ــ كب

نــهإ : وهذا المقطع من الرواية أيضا قد يقال(،كبيرهم.يدل على أن التورية ليست بكذب موضوعا

إنما إن إبراهيم : ثم قال الإمام أبو عبد الله ــب كهلع فلب :قال ــ همهير لإصلاح ودلالــة علىا إرادة ذا

.341 ص2 ج:الكافي( ?)1

143

التورية موضوعا وحكما

ــون ــنى ذلك،أنهم لا يفعل ــراهيم: ومع أراد أن أن إب ينبههم ويفهمهم ما به صلاح حال عقيــدتهم و آخــرتهم

من كـان إنه المـراد ولعل لـه،ن هذا الصـنم ليس باأوــد وردت، والمهمالأهم بـــاب ــه وقـ ــا فيـ ــيأتي مـ وسـ

بمضمون هذه الرواية روايات أخرى أيضا.

س::رقوا ما واللهرواية: في الحديث فقهكذب وما

:ولابــد أن نتوقــف عنــد فقــه قولــه واللــه مــا :ن المحتملات في قول الإمام إ إذ سرقوا وما كذب

وما كذب:خمسة لا يتم الاستدلال على أكثرها

الرواية في الخمسة الاحتمالات

التورية حيثية بلح:::اظ الك:::ذب نإ :الأول شرعية حقيقة

ــال ــام الأول: الاحتم ــه: إن نفي الإم ــذب بقول الكوما كذب،إنمــا هــو نظــرا إلى أن للكــذب من حيث

لا أن الإمام : بدعوى، شرعيةالتورية وعدمها حقيقة بـل ينفي كــون التوريـة،ينفي صـدق الكــذب العـرفي

بنحو المصطلح الشرعي فهــو وضــع ثــان، وذلــككذبا نها حقيقة شــرعية لا تؤخــذ منأكالعدالة على القول ب

النــاس والعــرف؛ فمثــل دخــول منافيــات المــروة في مفهـوم العدالـة وكونهـا مقومـة لهـا أو لا، ليسـت منمجالات العرف وساحته حتى تنالها يدهم إثباتا أو نفيا.

ــدعوى ــة: وحاصــل ال إن الكــذب من حيث التوري أي إن الشارع قد تصرف في الكــذب،حقيقة شرعيةــة ليســت بكــذب شــرعا،فضــيق دائرته نإ و، فالتوري

144

كتب أخرى للمؤلف كذلك. كانت عرفا

في الملاك عن يكشف نهإ :الث:::::::::انيوالكذب الصدق

ــال ــاني: الاحتمـ يكشـــف عن إن كلام الإمـــام الثـــذب ــدق والكـ ــحيح في الصـ ــواقعي الصـ ــنى الـ المبـ

ســــــبق وجــــــود خلاف في الملاك، وقدوحقيقتهماــاهرإ وهل ،والمناط في الصدق والكذب ن مطابقة ظ

القول للواقع هو الصــدق وعدمــه كــذب كمــا هــو رأي ن ملاك الصــدق والكــذب هــو مــا ذهبإالمشهور؟ أو

إلى الســيد ومن تبعــه وصــولا(1)إليه الشيخ الأنصــاري من أن ملاك الصــدق والكــذب ليس هــو(2)الروحــاني

مطابقة ظاهر القول للواقع، وإنمــا المــدار فيهمــا هــو ن طــابق فصــدقإ ف،مطابقة المراد والمقصود للواقع

وإلا فكذب. والله ما ســرقوا في قوله: إن الإمام:والحاصل

كشــف عن المبــنى الصــحيح في الصــدقومــا كــذب نه يدور مدار القصد؛ وذلك لكــون مقصــودإ و،والكذب ن مقصـودهمإ فـ، أو المنـادي مطابقـا للواقع يوسف

ولم يقصــدوا، ســرقوه من أبيه ن إخوة يوسفإكان ــوه،سرقة صواع الملك وهذا المقصود مطابق لما جن

ن المشــتق حقيقــة في مــاإفــ كمــا ســبقو ،من قبل انقضى عنه المبدأ إذا كان بلحاظ حال تلبسه به، فلذا

.وما كذب: قال الإمام الكذب إنما هو ن نفي الإمامإ :وبكلمة مختصرة

أل ــا ــ ــذب واقع ــ ــت بك ــ ــة ليس ــ ــه؛ن التوري ــ إذ مقياس)المقصود( وليس )ظاهر القول(.

.18 ص2المكاسب: ج كتاب(?)1.123 ص2الفقاهة: ج منهاج(?)2

145

التورية موضوعا وحكما

القرينة لوج::ود الك::ذب ع::دم نإالث::الث: للظهور مغير النوعية

ما الكذب بقوله: إن نفي الإمامالثالث: الاحتمال إنما هو لوجود قرينة نوعيــة محتفــةسرقوا وما كذب

رــة لــه وعاقــدة لظهــور بــالظهور الأولي البــدوي ومغي وجــدت قرينــة متصــلة مانــه مــتىأ قد سبق وثانوي،

نها تقلب الظهــور فيكــون الكلام ببركــة هــذهإنوعية ف رأيت: فهـــو كقولك، للواقعالقرينـــة النوعيـــة مطابقا

ن قرينة يرمي تجعل الظهور ينعقدأ في ، أسدا يرميفي الرجل الشجاع دون الحيوان المفترس.

مك إنيرا العهتأيوالقرينة النوعية في آيتنا المباركة ـ: كما سبق ـ هي قرينتان ونقارسل

حداهماأ، حيث هناك سرقتان: مكإن كلمة الأولى:واقعية والأخرى إثباتيــة، والأولى ســرقة حــدثت قــديما

والثانية اتهام لأحدهم بســرقة من قبل إخوة يوسف مكإنأخرى وهي سرقة صواع الملك، وقول المؤذن:

دون: )إن أحدكم( قرينــة على أن نســبة الســرقة لهم هي بلحاظ تلــك الســرقة القديمــة لا ســرقة الصــواع،

.وقد سبق بيانه وبعض النقاش حوله : اختلاف التعبـــير في مقطعي الآيـــة بينالثانيـــة:

ــم لكنإ ــقدفن وبين ونقارس ــل الماعو ص ــاك ــع م فراجسبق.ــراهيم إ ف:ما في الآية الأخرىأو أقــامن النبي إب

وهي الجملة الشــرطية حيثفيها،كذلك قرينة نوعية وهذه القرينة قلبت المعــنى،ونقطنوا يان كإن :أضاف

من الإخبار إلى التعليق والإنشــاء، و المشــروط منتفــلام( في )عليه فقد صدق إبراهيم،بانتفاء شرطه الس

ن صــدق القضــية الشــرطية غــيرأ وقــد ســبق ،كلامه

146

كتب أخرى للمؤلفمتوقف على وقوع أو صدق أو حتى إمكان طرفيها.

ن هذه الاحتمالات الثلاث تدور كلها في دائرةإثم الموضوع.

نفي ك:::ذب وما من الم:::راد نإالراب:::ع: المحرم الكذب

واللــه مــا نفى بقولــه: إن الإمامالرابع: الاحتمالــذب ــا ك أي لم يكــذب، الكــذب المحــرمســرقوا وم

المنادي كذبا محرما فيدخل الكلام في دائرة الحكم لاالموضوع، أي إن الإمام بـنى على كـون الكلام كـذبا

والضـرورة، ولكنــه ليس بمحــرم للضـرورة،موضـوعاــة بقوله إرادة :هي ما أشار إليه الإمام في الآية الثاني

ــراهيم الإصــلاح ــة، وظاهرهــا إن إب في تتمــة الرواي بســبب؛حيث أراد الإصلاح فقد جاز صدور هذه الكذبة

التزاحم وتقديم الأهم على المهم، ولو لم يكن المورد لم يحتج إلى التعليل بالإصلاح. موضوعاكذبا

فهو متعلقين بلح::اظ الكلام نإالخامس: صادق

: إن المــراد من قــول الإمــام الخــامس: الاحتمــالوالله مــا ســرقوا ومــا كــذب هــو )مــا ســرقوا وقــد

ــذب( إذ سرقوا(؛ أي )ما سرقوا( وهي صحيحة و)ما ك قد سرقوا وهي صحيحة أيضا، ذلك إن إخــوة يوسف

ــرقوا؛ إذ ــا س ــرقوا وم ــول عنهم إنهم س ــح أن نق يص الكلام هو بلحاظ متعلقين، فإنهم قد ســرقوا يوسف

لم يســرقوا الصــواع، وكلاهمــا صــحيح من أبيه، لكنهم فبتعــدد المتعلــق أخرجنــا الكلام والمــورد عن الكــذب

.موضوعاــارة ــرى: وبعب ــانوا ســرقوا يوسفأخ حقا لأنهم ك

147

التورية موضوعا وحكما

صــادق، فلم يكــذب كمــا قــالـــ أي المــؤذن ـفكلامه ولأنهم ما سرقوا الصــواع صــح قــول الإمــام،الإمام

والله ما ســرقوا،والخطــأ كــل الخطــأ في تطــبيقهم على حالتهم كلام المؤذن المقصود به سرقة يوسف

.ما سرقوا وقد سرقوا: من سرقة الصواع، فصح ن المــراد منإ فــ في كلام إبراهيم :وكذلك يقال

:قولــه مــا فعلــواهــو عــدم كســر الصــنم الكبــير ــ،للأصــنام فعلا ــوا فـ ــا فعل ــاظ الفعليةم وأراد، بلح

ــام ــا كـــذب : من قولهالإمـ ــراهيمـ ومـ ـ: أي إبـ نه أراد من قيامه بتكســير الأصــنام ونســبةإ ف؛الشأنية

ــالاتـذلك إلى كبير الأصنام على حسب بعض الاحتم نــه قــدأ من شأنه أن يفعله لو كان ينطق لا ـالسابقة

ــادقة و ن لمإفعله وكسر الأصنام بالفعل، والشأنية ص تكن الفعلية متحققة، وقد سبق الكلام عن هذا الوجـه

مع وجوه أخرى عديدة، فراجع.ــالث، ــع، ثم الث ــو الراب ــالات ه والأرجح من الاحتم

فتأمــل وقــد،مــا الخــامس فلعلــه يعــود إلى الثــالثأوسبق تفصيل الكلام فيها جميعا.

الصيقل الحسن مجهولية مشكلة حل ولكن تبقى المشــكلة الســندية في هــذه الروايــة

حــد الــرواة وهــو الحســنأ دعــوى مجهوليــة :وهي وهناك طريقان لرفع الإشكال:،(1)الصيقل

رواية عدد من أصحاب الإجماع عنهالأول: الطريق وحمــاد،بــان بن عثمــانأ و، عبد الله بن مسكان:وهم

ــرحمن،بن عثمان وفضــالة بن، وكذا يونس بن عبد ال وهو الصــيقل، بن الحسن بعنــوان الروايــات بعض في وجــاء(ــ ?)1

الوليد. وأبو الكوفي محمد أبو الصيقل زياد بن الحسن

148

كتب أخرى للمؤلف.أيوب

ـــ بتصحيح العصابة مـا يصــح عن جماعة:ولو قلنا ن معــنىأ واســتظهرنا ـ، الكشي كما ذكــر ذلــك

هذه الجملة تصحيح السند من الــراوي المجمــع عليــه كمــاـ ن التصحيح هو للرواة لا الرواية إ و، إلى الإمام

ــك بعض ــ الأعلام ـ،ذهب إلى ذل ــة الصــيقلإ ف ن جهالــة، لهسترتفع بتوثيق ابن مسكان إجمالا وتكون الرواي

لكن العبــارة إن لم تكن ظــاهرة في تصــحيح، معتبرة ولا ظهــور لهــا، مجملةـــ على الأقل ـرواياتهم فهي

.في توثيق الرواة ن رواية عدد من أصحاب الإجماعلكن قد يقال: إ

عنه قد تفيد توثيقه نوعا. هو إن الحسن الصيقل لــه روايــاتالثاني: الطريق

الشيخن أ ب:في التهذيب والاستبصار والفقيه، فلو قلنا ـــ في كتاب الفقيه وثق كل سلسلة الســند الصدوق

ن الصــيقلإ فــ ـ،كما ذهب إلى ذلــك جمــع من الأعلام ، لصــدوقلشــيخ ا بــالتوثيق الإجمــالي لسيكون موثقا

فـــترتفع الجهالـــة وتكـــون الروايـــة محـــل الاعتمـــاد عــده في مشــيخة الصــدوقالشيخ ن إ بل ،والاستناد

الفقيه من أصحاب الأصول المعتمــدة الــتي اســتخرج منهــا أحــاديث كتابــه وقــد روى كتابــه يــونس بن عبــد

. (1)الرحمن والأمــر على مســلكنا من حجيــة مراســيل الثقــاة

المعتمدة سهل.

في: الواقع خلاف إب::راهيم ق::ول شبهةهذا كبيرهم فعله حجية مبــاحث في الأمــرين هــذين عن الحــديث فصــلنا وقد(ــ ?)1

.فلاحظ الثقاة، مراسيل

149

التورية موضوعا وحكما

: ن قول إبــراهيمأما الإشكال على أو ـهـ ــل فعل باــنوا ألوهم إن ك ــذا فاســ ــونكبيرهم ه غير مطــابق(1)ينطق

للواقــع وكيــف يقــول النــبي المعصــوم كلامــا مخالفــا كــان هــو الــذين النــبي إبــراهيم أللواقــع؟ لوضــوح

. بل فعله كبيرهم هذاحطم الأصنام ومع ذلك قال: ــذلك ــاك مجموعــة من الوجــوه ل ــر،فهن ــد ذك وق

ــرون ــ ــا المفس ــ ــما منه ــ ــير قس ــ في التفاس وهــذه، وذكرها بعض الفقهاء والأصــوليين،(2)المختلفة هي ثمانيــة وجـوه، ــ فيمـا أحصـينا ـالوجوه

أربعــة أخرى فــالمجموع ستةوقد أضفنا لها ، سنستعرضها مع الإشارة إلى بعض القول وجهاعشرإأخذا وردا، وكما ســنرى فــ فيها ن عــددا

ــالغرض ــذه الوجــوه يفي ب ــوب من ه المطل فيســتفاد منهــا جــواز التوريــة، نعم بقيــة الوجــوه هي ذوات فوائــد من الناحيــة التفســيرية والكلاميــة وإن

كانت أجنبية عن جهة البحث.

ق:::ول:ش:::بهة ل:::دفع وجه:::ا عشر أربعةالواقع خلاف إبراهيم

الج::ائز الك::ذب من إب::راهيم كلام إن.1 للضرورة ما عليه العديد من مفسري العامـة من::الأول الوجه

جــائز للضــرورة،الكــذب ال من هون ما ذكره إبراهيم إ بـان :واستدلوا عليه بروايـات نقلوهـا عن رسـول اللـه

.63الأنبياء: سورة(?)1 ذكر كما وغيرهـا، والصــافي والمــيزان والتبيان البيان كمجمع(?)2

بعضها العامة تفاسير من .أيضا

150

كتب أخرى للمؤلف كما استدل، كذب ثلاث كذبات وهذه إحداهاإبراهيم

ن ملاك الأهم والمهم يجـــــري في كـــــلأ بـــــ:عليهــل يختلــفالضــرورات، والكــذب ليس قبحــه ذاتيا ب

ــارات ــالوجوه والاعتب ــب ــدل والظلم ـ ولاـ، بخلاف الع قياس بين قبح الكذب وقبح الشرك بالله تعــالى )عــز

ــل( ــراهيم ، وج ــدفع إب ــبرفكي ي ــاد الأك ــك الفس ذل اضطر إلى ـوهو شرك قومه بالله العظيمـ والأعظم

الكذب الجائز. روايةن أ ب:وقد أجاب الشيخ الطوسي في التبيان

إضافة إلى أن، (1))كذب ثلاث كذبات( خبر لا اصل له ولــو للضــرورة يســتلزم تجويز الكــذب على الأنبيــاء

ســلب الوثــوق بقــولهم في كافــة مســائل العقائــد.(2)والأحكام

لا لوجودهــا في،ن سند بعضها تامأ ب:وقد يجاب بــل لكــون رجــال اســنادها،الكافي الشــريف فحسب

كما،ثقاة فيما رواه علي بن إبراهيم عن نقلناه سابقا أبيه عن أحمد بن أبي نصــر عن حمــاد بن عيســى عن

نعم اقتصرت في وجه الإصــلاح على، الحسن الصيقلــراهيم ــوق فأو، كلام إب ــا ســلب الوث لم لو يتمنهإم

ــة موجــودة ــه، والقرين إذ فهم؛يكن مــع الكــذب قرينتــراهيم اســتهزاءه بهم ــوم من كلام إب ــهإ و،الق ن إرادت

. فتأمل،الجدية لم تكن مطابقة للاستعمالية

)فعل( )فعله( وليس كلامه نإ .2ــاني الوجه ــو دعــوى :الث الصــحيحة القــراءة أن فه

ــة، القـــراءة هي ليست ــ فعله بل )هي وإنما المعروف.260 ص7التبيان: ج (?)1.259 ص7 التبيان: ج(?)2

151

التورية موضوعا وحكما

ــيرهم ــيرهم لعل: أي ،(كب ــك، فعل من هو كب ولعل ذل عندئــذ للصــدقموضــوع فلا صــورة، في الترجي تفيد

ومنهــا: ؛والكذب، كما تفيد الاحتمال في صورة أخــرى.(1) ثابتموجود العقلي والاحتمال المقام،

ــنى تعــدد في ومــع قطــع النظــر عن النقــاش مب القــراءة هــذه صــحة خصوص في والنقاش القراءات،ــترجي عقلائي، غــير الاحتمال هذا فإن لشذوذها، ـ وال

ــافة ــده إلى إض بع ــدا ــالإرادة كبعد ج ــ الاحتم ــير ـ غ .(2)عقلائي أيضا

الفاعل )فعله( محذوف.3 إن المقــام هــو من بــاب التوريــة:الثـــالث الوجه

ــة ــه ســتكون الآي بحــذف الفاعــل وقطــع الكلام، ومع أو فعلــه شــخص مــا، ثم، فعله )بــل فعلــه( منهكذا:

.ذام ههيربك الكلام بقوله: استأنف إبراهيم ن كــان هــوإ إن الفاعل لقولــه )فعلــه( والحاصــل:

:كبير الأصنام أشكل عليه بأنه كــذب، لكن مــع دعــوى لا يــرد ذلــك،فقطــع الكلام وحــذف الفاعــل وتقــديره

قد وصل بينن إبراهيم إوهذا هو موطن التورية؛ إذ ـوـهم أن ثانيتهمــا فاعــل الأولى، ممــا أفــاد جملــتين فت

. غير مراد باطنامعنى ظاهرا ،نه لا دليــل عليهأ إلا ،وهذا الوجه وإن كان ممكنا

مع بعده.

)فعله( عن الإضراب حصول.41(?) يفعله. نأل الذاتي للإمكان نظراــون الذي هو الأكبر الصنم نأ ويأمل يرجو كان نهأ معناه إذ(?)2 يك

الأصنام! كسر قد

152

كتب أخرى للمؤلفــب : قـــال إن إبـــراهيم:الرابع الوجه ــلع فلـ ثمهـ

ــبكضرب عن كلامه وقال: أ ، ووجــه الفــرقم هــذاهير نــه في الوجــه الثــالث يلــتزمإ بين هذا الوجه والثالث:

؛مــا في الوجــه الرابعأبوجود فاعل مقــدر محــذوف، وــة من فإن الإضراب عن الجملة الأولى للإيهام والتعمي دون قصد فاعل خــاص، ويوضــح ذلــك في العــرف أن

حدهم لو سأل فقال: هل جاء زيد؟ وأنت لا تريد ذكرأ جــاء، ذهب) :الواقع في الجــواب لمحــذور مــا فتقــول

، فيتوهم السائل أن مقصودك إن زيدا قــد جــاء((1)زيد ن المقصــود الحقيقي هــو الإضــراب عنأوذهب، إلا

ــو ذهب زيد ــواقعي هـ ــودك الـ ــاء، ومقصـ ــد،(2)جـ وقـاستعملت هذا الأسلوب. . لا دليل عليهوهذا الوجه كسابقه

الإسناد في هنا المجاز ان.5ــنم:الخـــامس الوجه ــه( إلى الصـ ــبة )فعلـ إن نسـ

وذلــك لأنــه يصــح أن يســند؛صــحيحة فلا كــذب أصــلا غايــة، كما يصح أن يسند إلى المباشر،الفعل للسبب

نــه يكــون من بــاب المجــاز في الإســناد؛ فــإنأالأمــر نأن كان هو المباشر لتحطيم الأصنام إلا إ و إبراهيم

السبب الــذي حركــه ودفعــه لــذلك هــو وجــود الصــنم ، فأغاضــه ذلك، مــع اللــه تعــالىالكبير وكونــه معبــودا

الأصنام الصغار. لقيامه بكسر فكان سببا إن نســـبة الفعـــل إلى الســـبب نســـبة:والحاصل

ــك عرفا ــح ذل ــناد، ويوض ــححة للإس ــحيحة مص إن:صــاء، نأ والأوضح(?)1 ــول: )جـ ــاء ما تقـ ــد( موهما جـ ــاء نأ زيـ جـ

مثلا. استفهامية كان إذ(?)2 .ليذهب يجيء فلم البداية من موجودا

153

التورية موضوعا وحكما

لو أحسن إلى آخــر فقــال الثــاني لــه: )جــزاكشخصا لإحســانك( فقــال الأول: )إنــني لم أحســناللــه خــيرا

إليك, إنما الذي أحسن إليــك هــو من علمــني وربــانيــاس والإحســان إليهم( ــني على خدمــة الن ــهإ ف،ودرب ن

بل هو كلام صحيح. ،ليس بكذب وكذلك لو قيل للبطل الذي فتح الحصن والقلعة:

بــل) فقــال: (،ذ فتحت القلعةإمــا أروعــك وأشــجعك ) نــهإ ف(،فتحهــا قائــد الجيش وأنــا مجــرد جنــدي عنــده

لصــحة إســناد الفعــل للســبب لمــا يقــع في؛صــحيحسلسلة العلل الطولية. ن هذا الوجه صحيح في حــدإ ف:وفي مورد البحث

ــنىـ القطع : المجازية هيةذاته، وقرين على ذلك المبــك؛ له يجوز ولا يكذب لا إبراهيم بأن ـ الكلامي إذ ذل

ــاء إن ــ ــدر لا الأنبي ــ ــكك ما منهم يص ــ بعثتهم في يش يلــزم لئلا؛ تعالى الله عن ينقلونه ما وسائر وإرسالهم

الغرض. نقض ذلك من إضافة،ن هذه القرينة أعم من هذا الوجهإ :وفيه

ضـــراب بـــالنفي عنإن الإشـــكال في إفـــادة الأإلى .(1)فعله

الشأنية حيث من المجاز ان. 6 يقصــد بــه كلام إبــراهيم إن:(2)الســـادس الوجه

نإ و..هلع فلبن ظاهر إ ف،الشأنية في قبال الفعليةــه الشــأنية،كــان هــو الفعلية ولكن يصــح أن يقصــد ب

ن يراد: لو كان هــذا الصــنم يعقــل لكــان منأ ب،تجوزا ،الأصــنام(شــأنه أن يفعــل ذلــك الفعــل )تحطيم بقيــة

يفعله. لم نهأ منه المفهوم مهبيرك هلعف لب :قال إذ(?)1 نضيفه وجه وهذا(?)2 .الأخرى للوجوه أيضا

154

كتب أخرى للمؤلف لـــو اســـتجمع شـــرائطن شخصاإ :ويوضـــحه عرفا

ــة وغيرها ــاد والعدال ــة من الاجته ــتجمع،المرجعي واســوعي ــة وال ــع من الحلم والرزان ــالات المرج أيضــا كم

نــهإنــه يصــح أن يشــار إليــه ويقــال عنــه: )إ ف،وغيرها نــه من شــأنه أن يكــونأمرجع تقليد( أي شأنا بمعنى

نه بالفعل مرجع قد تصدى للمرجعية.إ لا ،كذلك ،وكذلك الشــاب عنــدما يكــبر ويبلــغ ســن الــزواج

ن أمــه وأصــدقاءه قــدإ فــ، للزواجويرونه جديرا ومهيأ )جـــاء العـــريس وذهب العـــريس: يعـــبرون عنـــه بــــ

ــذي من شــأنه أن يكــون ــذا...( قاصــدين جــاء ال وهك ــه المجــاز بالمشــارفة أوأ ويمكن ،عريســا ن يقصــد ب

قرينــة التجــوز فهــو ظــاهروأمال كمــا لا يخفى، بــالأو الحال من وضوح عدم إمكان كون الصنم هــو الفاعــل

ــاهم العــرفي ولا،لذلك فعلا، لكنه وجه بعيد عن المتفقرينة دالة عليه بخصوصه.

للكذب رافع الشرطية في التعليق نإ .7ــا الســــابع: الوجه ــ ــات م ــ نمن أفي بعض الرواي

مرتبطــة بالمقــدم،ونقطنوا يان كإنالجملة الشرطية ــب: أي هي قيد له، والمقدم هو ــلع فل ــير كه ومن، مهب

ن جملة )اســألوهم( معترضــة في الكلام، ومعــهإثم فــل التحطيم على النطق ــا لفع ــام تعليق ــون المق ،فيك

وحيث لا نطق فلا فعل. إن هنا جملــة شــرطية اعترضـتها جملــةوالحاصل:

يــرهمإنشائية هي )اسألوهم( وليست جملة بل فعله كب ،(1) بل هي تالي القضية الشــرطية،ملة مستقلةج هذا

ــ ?)1 في دقيق بإشــكال الوجه هــذا على بعضــهم استشــكل وقد( وشراح يمحش بعض ذلك عن أجاب وقد الشرطية القضية تحليل

.فراجع ،المحرمة المكاسب

155

التورية موضوعا وحكما

وقد مضى تفصيل الكلام حول ذلك. الإثب:::ات لا للنفي النفي الم:::راد نإ .8

للإثباتــامن: الوجه إن المــراد ليس عقــد الإيجــاب بــل الث

نــهإ هــو بل فعله كبيرهمعقد السلب، فالمقصود من فليس المــراد:،حيث لا ينطقــون فلم يفعلــه كبــيرهم

فهو،فعل وقد نطقوا، بل المراد لم يفعل ولا ينطقون أو،ق في مقــام التبكيتيمن معاريض الكلام وقــد ســ

،نــه كنايــة عن العــدم للعــدم لا الوجــود للوجــودإفقل .فتدبر

ما لو بــنى مهنــدس قــدير عمــارة:ويوضحه عرفاــاهقة ــتفهام،شـ ــو الاسـ ــوام بنحـ ــد العـ ــأله أحـ فسـ

أأنت بــنيت هــذه العمــارة؟ فأجابــه:الاستنكاري فقال نه ليس مرادهإ ف،المهندس لا، بل أنت من قام ببنائها

ــار الحقيقي عن قطعا ــه أ هــو الإخب ــن أي ذلــك ـ هو الذي هندس الدار، بل الكلام هو من بابـالعامي

ــاإدلالة التنبيه والايماء وهو ــاني وإنــني أن نك لست الب المهندس الذي قام بذلك، فإن هــذا هــو المفهــوم من

هذه الجملة عرفا. من الواضــح أن كبــيرهم لمإبراهيم وفي قضية

يقم بالتكسير لعدم نطق هذه الأحجار الصماء، فيكون أنتأ ومن باب المعاريض فحيث قالوا: )المعنى كنائيا

)بل فعله...( كناية: يا إبراهيم( أجاببآلهتنافعلت هذا إذ كيف تتوهمون غيره؟؛ هو الذي فعلهنه أعن

إبراهيم كبيرهم من المراد نإ .9 إن المــراد من كبــيرهم هــو إبــراهيم :التاسع الوجه

156

كتب أخرى للمؤلف : ومنها؛ هو ســيد الكائنــاتالنبي ن إ ف،نفسه

ــيرهم( نفســه، لا،تلك الأصنام وغيرها ــ)كب فقد عنى بـ ،فاســألوهم إن كــانوا ينطقــون :كبير الأصنام وقوله

، كــانوا ســيقولون لكم ذلكـــ أي الأصــنام ـــنهم أيريد .نني فعلت بهم ذلك لو سألتموهم وكانوا ينطقونإو

ب::::اب من هو إب::::راهيم كلام نإ .10 الإلزام

ــراهيم:العاشر الوجه ــان من بـــاب إن كلام إبـ كـــة ــام المحاج ــه في مق ــتزم ب ــا ال ــزام للخصــم بم الإل

ــاظرة لأولئــك المشــركين، أي ــه إوالمن قــال ذلــكن كتفريع لازم للقــوم على مبنــاهم وعلى اعتقــادهم من

بــأن يقــروا بــأن فلــزمهم اههم،ن كبير الأصنام هــو إلأ الأكــبر، وخاصة الصــنم هو والتحطيم بالتكســير القائم

كــان( الفــأس )القدوم إن يكن لم ولو برقبتــه، معلقــا وكـــان الفاعل في الفـــأس يعلق أن رضي لما إلهـــا

! الأصنام كاسر بأنه ويتهم رقبته المراد فعلــه كبــيرهم فيمــا يلــزمكم:أخرى وبعبارة. هيتهمعتقدكم بإل وبناء على

، فإن الكلام صــحيح،فبحسب الإلزام وفي دائرته. في المحاورات العرفيةوهو جار كثيرا

اس:::تنكاري اس:::تفهام كلامه نإ .11 إخبارا وليس

قــد يكــون قــول إبــراهيم :عشر الحـــادي الوجهـهـ :، ومعنــاه وليس إخبــارا استنكاريااستفهاما ــل أفعل ب

ن إبـراهيم أ وهو مســتلزم للدلالـة على ؟هذاكبيرهم ؛ن الصـــنم لا يمكن أن يكـــون الفاعلأ و،هـــو الفاعل

157

التورية موضوعا وحكما

بإله.فليس ولذا فاسألوهم إن : قد أكد ذلك بوجه آخر وهونه إ ثم

ــون اــنوا ينطق قــد عمــل علىن إبــراهيم إ، ومعــه فــكإلفاتهم مرتين، هذا.

ــ كأكثر الوجوه الأخــرى ـولكن هذا الوجه خلافـالظاهر، خاصة مع وجود كلمة )بل(.

التعليم مق::ام في كان إبراهيم إن.:: 12والتمثيلــراهيم :عشر الثــاني الوجه ــام إن إب ــان في مق ك

ن، فإومقام التمثيل لا يصدق عليــه )الكــذب(، التمثيلــة ماأمن الواضح ،ن من يقوم بتمثيل دور مــا أو حادث

إخباراته من فضاء الواقــع إلى الفضــاء يخرج بكلامه وــا على قاعــدة وأرضــية،المجــازي فيكــون الكلام مبني

ــلمان ــدهم دور س ــو تقمص اح ــا ل ــك كم ــرى، وذل أخ رضــوان اللــهو أبي ذر أو حجــر بن عــديأالمحمــدي

فتكلم بكلام، في مســـرحية ماتعـــالى عليهم أجمعين حـدى أفعالـهإ كمـا لـو تحـدث عن ،ليس هو مصـداقه

في الدفاع عن الإسلامـ أي أفعال سلمان ـوإنجازاته أو وصــفحدى حواراتـه مـع الرسـول أوأهله أو عن

نـه في حـالفإنفســه بإحــدى صــفاته الثابتــة تاريخيــا، ذلك؛التمثيل لا يقال له: لم كذبت في قولتك وحديثك

ــودة وهأ ــة موج ــة المقامي ــة العام ــدورين القرين صــتراض ــ ــالم الافـ ــ ــوري في عـ ــ الكلام التخيلي والتصـ

وليس عن الممثــل،التمثيلي عن الشخص الممثــل له نفسه، وذلك قريب الشبه إلى الحقيقة الادعائية الــتي

ذكرها السكاكي. يمكن أن يكــونوقــول إبــراهيم : الصــغرى توضيح

158

كتب أخرى للمؤلفــاهدنه أومما يدل على ذلك ، من هذا القبيل هيأ مش

نــه علــق الفــأس فيإوأحوال المشهد التصــويري؛ إذ وعنــدما جــاء القــوم وجــدوا هــذا، الصــنم الكبــيرعنق

ـ إلى الفضاء المجازي ـ فانتقلوا إليه ،المشهد تلقائيــاــراهيم ــ ــأ إب ــ ــا هي ــ ــه فيبم ــ ــان كلام ــ ــذلك فك ــ ل

هذه الظروف.ــريب ــغرى تق ــل لغــرض: الص ــام ببعض التمثي والقي

، كمــا فيعقلائي ليس مســتغربا عن المعصــومين عنــدما مثلا مشــهدقضية الإمام الحســن والحســين

حيث كــان مقصــودهما، الوضوء لــذلك الشــيخ الكبــير. إفهامه بكون وضوئه باطلا:عبر ذلك المشهد

ــال الأوضــح: بعض حــوارات الزهــراء مــعوالمث ، عنــدما كانــا يتفاضــلان فيمــا بينهماأمــير المؤمــنين

فإنهما أرادا نقــل الكلام إلى فضــاء آخــر لإيصــال تلــكــه،الحقائق إلى الآخرين بهذا اللسان وكذا الحال نفس

أمــير المؤمــنين مــع في بعض محــاورات الرســول بإذنـن كلا منهما كان يعرف واقع الأمور المختلفة إف

كانـــا يمارســـان دورانهمـــا أحياناأ إلا ـ،اللـــه تعـــالى لمــا لــه من التــأثير الأكــبر في؛تصــويريا تجســيديا

النفوس وفي عملية نقل المعارف للأجيال. ــك كله ــح من ذل ــراء :والأوض ــول الزه ــير ق لأم

اشــتملت: ـ بعد هجوم القوم على الدار ـ المؤمنين شملة الجنين، وقعدت حجرة الظــنين، نقضــت قادمــة

ن كلامـا كهـذاإ فـ(1)الأجـدل فخانـك ريش الأعــزل... ليس من المعقــول أن يصــدر من الصــديقة الكــبرى

الــتي يرضــى اللــه لرضــاها في حــال كونهــا تتكلم في فضاء الحقيقة وفي مقــام الإرادة الجديــة، بــل كلامهــا

عــرفأ هي ن الزهــراء أ ذلك ؛إنما هو في مقام آخر.107 ص 1ج : الاحتجاج(?)1

159

التورية موضوعا وحكما

ــأمور بالصــبر، وشجاعته الناس ببطولة علي وبأنه م ،ومعه فهذا الكلام وغيره(1) )قيدته وصية من أخيه(:إذ

فتراضــي أو مجــازي أوـ امنها إنما دار في فضاء آخر ــة إلى ـ،تقديري أو لوي وهدفه إيصال رســالة التزامي

، وهي رســالة المظلوميــة الكــبرى،الأجيــال المختلفةــق ــب ح ــبيت وغص ــل ال ــير أه ــونأ من غ ن تك

مداليلها التضمنية مقصودة بذاتها. إن تلــك الحــوارات الــتي تعمــل علىوالمتحصــل:

ولا كــذب،نقل السامع إلى فضــاء آخـر واردة وعرفيةفيها بلحاظ ذلك الحال.

ــل: ــا، نعموالحاص إن الكــبرى ممــا لا إشــكال فيه كـون المقـام صـغرى هـذه الكـبرى بحاجـة إلى مزيـد

تأمل وتدبر.

الاستخدام باب من هو إنما الكلام إن.13 إنمــافعله فهــو إن الكلام في :عشر الثــالث الوجه

ن كــان ظــاهراإن الضمير وإ و،هو من باب الاستخدام نـه في بـاب الاسـتخدامأ إلا ،يعـود إلى الصـنم الكبـير

نــهإيعود إلى غير مرجعه المصــرح بــه في الكلام، أي يعود إلى شيء مستبطن يفهم من سياقه، والمحتمل

إن: أي،أن يرجع الضــمير في )فعلــه( إلى )الإضــلال(الذي أضل هو الصنم الأكبر.

ممــا يحتــاج إلى،ولكن الاستخدام خلاف الظــاهرقرينة.

تقي:ة كان كلامه إن .14ــبر كما (?)1 ــاقر الســيد عنه ع ــدي ب قصــيدته في الله رحمه الهن

فـرع زور...هو و افك غـدروقول مطلعها: كل التي الرائعة الرائيةبالمقدور ليس ما البيت: وحملته وتتمة الغدير، نص جحد عن

160

كتب أخرى للمؤلفــراهيمإ :عشر الرابع الوجه ن كلام إب ــا ــان خارج ك

ــولاه،لقى الاختلاف بينهمأنه بذلك إ ف،مخرج التقية ول فبقولـه هــذا فتح البــاب للكثــير،لـوا بالانتقــام منهلعج

منهم ليتفكــروا في بطلان عبــادتهم للآلهــة، عــبر هــذا الأســلوب الجديــد المبتكــر من جهــة، كمــا اضــطرهم لتأجيل عقوبته حيث أربكهم جوابه الذي أيقــظ فطــرة

الكثير منهم. نه كان مقتولا أو معاقبا على كل حال فلاإ يقال: لا

!مجال للتقيةــؤخره، التقية قد تدفع أصل الأذىيقال: إذ ــد ت ، وق

. فتأمل،وهي مطلوبة في الصورتين فهذه أربعة عشر وجها لدفع الإشــكال حــول كلام

، والله العالم.إبراهيم رف ألا يخفى و حـــدى تلـــكإنـــه مـــع وجـــود صـــ

الاحتمــالات، ينــدفع الإيــراد والإشــكال على إبــراهيم نه كيف كذب على القــوم؟ إذ يقــالـأب ت العــرش: ثـــب

إذ، غاية الأمر احتماله؟نه كذبأ إذ من أين ؛ثم انقش نــه من المحتمــلأيكفي لعــدم ورود الإيــراد الجــواب ب

إذ؛ الوجوه الماضــيةبإحدىكونه صدقا مطابقا للواقع مـاــ على حسـب بعض تلـك الوجـوه ــأريـد بـالكلام

نــهأ أو ب، أو أريد به مــا لا يخالفه،يطابق الواقع الخفي نه جائز للأهم والمهم وشــبهأوإن فرض كونه كذبا إلا

ذلك، لكن إثبات تحقق خصوص هــذا الاحتمــال أو ذاك إلا لدفع، وصرف الاحتمال غير مجد،بحاجة إلى قرينة

فتدبر.،لزوم الإشكال عن الك:::ذب أدلة بانص:::راف الاس:::تدلال

القرينة فاقدة خصوص عن وأ مطلقا التورية ثم إنه من الوجوه التي يمكن الاستدلال بهــا على

161

التورية موضوعا وحكما

عدم حرمة التوريــة مطلقــا أو عــدم حرمتهــا في غــير انصـراف أدلـة حرمـة، هــو: (1)هذا القسـم من التورية

ــم منأالكذب عن مطلق التورية و عن غير هذا القسالتورية.

؛لكن دعوى الانصراف حيث لم يمكن نفيها بذاتها لقيامها بنفس الفقيــه أو ذهنــه، فلا بــد من البحث عن

ــرج البحث عن دائـــرة الفهم،منشـــأها ــ وبـــذلك يخالشخصي إلى دائرة الضابطة النوعية: فنقول:

ــثرة الوجــود أوإن منشأ الانصراف المدعى إ ما ك كثرة الاستعمال أو مشككية الماهيــة أو خفــاء الدلالــة

:(2) أربعةفالوجوه في المقام ن التوريــة كثــيرةإ فــيرد عليهــا: ،ما كثرة الوجودأجدا ـــأعني كثرة الوجــودـ عن أن الكثرة فضلا، أيضا

لا تفيد الانصراف.ــا كــثرة الاســتعمالأو ــو أوجبت هجــرفإنها ،م ل

. وليس انصرافاالمعنى الأول كان ذلك منقولا ما لو لم توجب هجــر الأول بــل أوجبت علقــةأو

بحيث أورثت شـــدة الإنس ذهنيـــة بـــالمعنى الأول ، فلا انصــرافمشتركا أو مجازا مســاويا،فقط فيكون

مــا لــو زاد عن هــذا الحــد ولم يبلــغ حــد النقــل فهــوأو نه استعمل الكــذبأبدعوى ؛الموجب للانصراف

ــتعمالا ــ ــة اس ــ ــير التوري ــ ــذهأ في غ ــ وجب الإنس به ن هــذاأ بل الظــاهر ، ولكن إثبات ذلك مشكل،الدرجة

ليس بمتحقق أيضا. المنشأ للانصراف خفيــة، أو جلية قرينة مع التورية عن الحرمة أدلة تنصرف نأ ب(?)1

الكذب. حرمة أدلة دائرة في قرينة بلا التورية فتبقى وقد الــبيع، مبــاحث في الانصراف مناشئ عن الحديث فصلنا(?)2

ذكرنا فراجع. هنالك، للانصراف سبعة وجوها

162

كتب أخرى للمؤلف فلا توجب الانصراف لو لم،ما مشككية الماهيةأو

فـإن الإنصـراف كالدلالـة من عــالمتعد لخفـاء الدلالة.الإثبات وأما مشككية الماهية فمن عالم الثبوت

لظهــور؛ فالظاهر عــدم تحققها،ما خفاء الدلالةأو صدق الكذب على ما لو قصد خلاف الظــاهر من غــير

قرينة أبدا، كما مضى بيانه. ، فلا وجود لها،(1)ما مناسبات الحكم والموضوعأو

ما المشهور فلا يعلم فتواهم بحلية التوريــة الفاقــدةأو ــة مطلقــا ــه ممــا لا يــوجب الانصــرافأ على ،للقرين ن

. فتأمل،وليس دليلا برأسه ظــاهرا بــدليلومعه فيبقى هذا القسم مشمولا

..(2)الحرمة

التورية ك::ون في الشك صورة في الحكم(3)كذبا

ن الفقيه شك بعد كــل البحــوثأنه لو فرضنا إثم والمناقشات، بنحو الشبهة المفهوميــة في أن الكــذب

وهــو مــا عليــه ـــهل هو مخالفة ظــاهر القــول للواقع نــه عبــارة عنأ كــذبا، أو (4)فتكــون التورية؟ ـــالمشهور

ــ ومن تبعه كما عليه الشيخ ـمخالفة المراد للواقع ؟ـ أو هــو مخالفتهمــا معــا، فمــع،فتكــون التوريــة صــدقا

للانصراف. الخامس المنشأ وهو(?)1ــتثني نهأ الواضح ومن(?)2 ــذه من يس ــورة ه حالة مطلقا بل الص

لكن ،أهم هــذا كــان لو التزاحم حالة وكذلك والضرورة الاضطرارهي. هي بما التورية حكم عن كلامنا

)الحكم من البحث أوائل في مضى لما ومكمل مؤكد وهــــذا(?)3. فلاحظالتورية( على الكذب صدق في الشك صورة في

على الخفيــة، الشخصــية حتى أو النوعية، للقرينة الفاقدة أي(?)4بحثه. مضى ما

163

التورية موضوعا وحكما

ن تحريمهــاأالشك تكون التوريــة محكومــة بــالجواز؛ ل اســتنادا إلى أدلــة حرمــة الكــذب يكــون من التمســك

إذ يشــك؛المصــداقية المفهوميــة فبالعام في الشــبهة ؟في كــون عنــوان الكــذب منطبقــا على التوريــة أو لا

ــه ــ ــداق ل ــ ــا مص ــ ــةأوإنه ــ و لا؟ فلا يحكم على التوري ةبالحرمة؛ إذ لا يصح التمسك بالعام في موارد الشــبه

المفهومية للعام سعة وضيقا، كما لا يصح التمسك بــه ، مــع وضــوح أن المقــامفي موارد الشبهة المصداقية

ليس من العنوان والمحصل على أن فيه كلاما ذكرناه.(1)في بعض المباحث السابقة

، ففي فرض شك الفقيه في ضابط الكذبوعليه: سينحصر الكذب الحرام في كــل قــول خــالف الواقــع

فالأصــل عنــدأحــدهمامــا لــو خــالف أ، ووالمــراد معاالشك هو الحلية.

من حيثهـــــــذا بعض الكلام في مبحث التوريةــا لجــوانب أخــرى منالجــواز والحرمــة، وقــد تطرقن

كمــا بقيت،مباحثهــا في كتــاب )المعــاريض والتوريــة( مباحث أخرى قد نتطرق لها في موضع آخــر إن شــاء

والله المستعان.،الله تعالى

وانه (?)1 الاحتيــاط لا الــبراءة مجــرى أيضــا للانطلاق اســتناداوغيره. المقامي

164

كتب أخرى للمؤلف

البحث: ملخص في خاتمةأنواع التورية وصورها وأحكامها

ونلخص مـــا مضـــى من بحث بجمـــع أطرافـــهالمترامية مع بعض الإضافات الضرورية:

وصورها: أقسامها التورية :(1)إن التورية على أربعة أقسام

أن يستر الظاهر بالظــاهر، وهــذا ليس بكــذب.1 ن الظــاهر قــدأ فلا ينبغي الإشكال في جوازه؛ ل،قطعا

. طابق الواقع فيستر بما أراده أن يريد الظاهر والباطن معا.2

ــاطن ــا أراده من الب ــاهر م ــم من،من الظ ــذا قس وه ن الكــريم مبــنيآ، بل إن القرهو صدق جائز و،التورية

.(2)على ذلكــال إلى أن يكون الظاهر مجملا.3 فيسري الإجم وهذا ليس بكذب أيضا وليس بحرام، وهذا كله المراد،

كمـا هـو مبــنى المشـهورــمبني على تعريفنا للكذب إن الصــدق والكــذب مــدارهما مطابقــة: وهوـــأيضــا

وذلك لان )المجمل(؛ظاهر القول مع الواقع أو عدمه مـاأ بمخالفـة ظـاهره للواقــع، و:لا ظاهر له كي يقـال

.على المبنى الآخر فالأمر أظهرــاهره.4 ــه خلاف ظ ــد بكلام ــو أن يري ــذا، وه وه

ذكــره على درجــوا الــذي الرابع القسم في منحصرة وليست(?)1عادة.

ذلك بــذلك أريد نهإ أي بــذاك هــذا ســتره ماأ معا، إرادتهما أي(?)2التحقيق. من للمزيدو للتثبت فبحاجة

165

التورية موضوعا وحكما

القسم ينقسم إلى ثلاث صور: ــورة ــ أن يقيم المتكلم قرينـــة نوعيـــة الأولى: الص

فينقلب الظهـــور الأولي إلى ثـــانوي،مغيرة للظهـــور للواقــعمســتقر، وحيث إن هــذا الأخــير يكــون مطابقا

فهو صدق..أن يقيم المتكلم قرينة خفية الثانية: الصورة

قد ينفــع في تنقيح حــال لطيفاولنذكر لذلك مثالا ولمنــه لــو طلب رجــل من آخــر مــالاإهذه الصورة: ف

ســوف يســتعمله في لعلمه بأنهيشأ الثاني أن يعطيهي بالقول: ،غير محله نه لا يوجد بيدي شيء،أ فقد يور

ن: إ مــع أن مــراده هو،نه لا مال لهأفيفهم الأول منه فارغة من أي شيء. ـ أي الجارحة ـيده

وهنا: تارة يحرك المورى يده بشــكل ظــاهر وهــو نــه في هــذه الصــورة لاإ ف! ليس بيــدي شــيء:يقــول

صدق مطــابق للواقــع لوجــود القرينــةأنهإشكال في وعــدم فهم الســامع لا يغــير،النوعية المغيرة للظهور

من الظهور الثانوي النوعي شيئا.ي يــده في جيبــه مثلا ثم:وتارة أخرى يضع المــور

يحركها بشــكل لا يتيســر للســائل ملاحظتــه ولا للنــوع فهذه قرينة خفيــة، فقــد!نه لا شيء بيدهإوهو يقول:

هذا المورد أيضا ليس بكذب؛ إذ الكــذب عنــوان:يقالة والقرينــة الواقعيــة مغــير،ثبــوتي فلا، للظهــور ثبوتــا

نإ و، كما لا يصدق كذب الحاكي،يصدق كذب الحكاية.هتفصيلما مضى السامع أو النوع كاذبا، على هتوهم

ــام الثالثة: الصورة وهي الصورة المشكلة في المق ؛ لا قرينــةوهي: فيمــا لــو لم يقم المتكلم قرينــة أصلا

، ولا قرينة خفية،نوعية جلية مع قصــده أمــرا مطابقــاأ والظاهر ،للواقع إنمــا الكلام في،نــه كــذب موضــوعا

166

كتب أخرى للمؤلف ن كــان فيهــا مــاإ فــ؛ فلابــد من اســتقراء الأدلة،حكمه

وإلا كــانت،يخرجها عن عمومــات حرمــة الكــذب فهو ،ن يتمســك بانصــراف عمومــات الكــذبأ إلا ،محرمة

كما مضى. وفي الخاتمة نستعرض ما مضى من الأدلة بإيجاز

شديد مع بعض ما مضى من وجوه النقاش فنقول:

الكريمة بالآيات الاستدلال مناقشة موجزــوب )عل.1 ــبي أي ــف الن ــه وعليه حل ى نبينــا وآل

ن الظــاهر من الآيــةـــ: إ وقد سبق الإشكال ب،السلام( يا، فلانه كان جادا لا مورإ :والروايات المفسرة لها هو

إذ ليس المــورد؛يستدل بهذه الآية على جــواز التوريةمنها. ى نبينــا وآلــه مــا في قصــة النــبي يوســف )عل.2ــلام(وعليه ــؤذن: أ حيث ، الس كمذن الم تهــا العــير إن أي

وجود قرينة نوعيةـ: وقد سبق الإشكال ب،(1)لسارقون وجــود القرينــة الحاليــةـ: كما سبق رده ب،مكإنوهي

ن المراد هو ســرقةأالأقوى التي تفيد ظهور الآية في دلالــة اختلاف: فيالمناقشة كمــا ســبقت ،الصــواعكم لسارقونتعبيري ــبق،كل المواع صقدفن وإن كما س

ــ ــاق علىأالإشــكال ب ــل للانطب ن )ســارقون( كلي قاب. مع مناقشته، فلا إحراز لكونه كذبا،معنيين إن الفعــل لا جهــة: فهوأساسيمــا الإشــكال الأو

ن ذلــك القــولأن الآيــة تــدل على إ إذ غاية الأمــر ،له أو، لكن هــل كــان كــذبا جــائزا للضــرورة،كــان جــائزا

،؟ فلا تدل على جواز التورية بمــا هي هي جائزةتوريةوبصورة مطلقة.

)عليه مــا الآيــة الأخــرى فهي قــول إبــراهيمأ و.3.70يوسف: سورة(?)1

167

التورية موضوعا وحكما

ــا وآله ي : الســلام(وعلى نبين قيمإن ــ ــد مضى ،(1)س وق ببعضـــ بالفعــل نــه قــد يكــون ســقيماـــ: إالإشــكال ب

والمشــتق، مشــتقيمقســن إ فلا توريــة، وـ،معانيــه نــه نظــر فيأ بقرينــة ،بلحــاظ حــال التلبس حقيقة

، ولا إشـكال فيالنجـوم، كمـا فصـلناه، فكـان صـادقا هــذا إضــافة إلى أن، كان أو غيرهاجواز الصدق تورية

إذ تعلل بذلك عن الذهاب إلى؛الضرورة اقتضت ذلك مهرجان تعظيم الأصنام، ولا كلام في جواز التورية بل

حتى الكذب الصريح، في صورة الضرورة. ــه.4 ــتدلال بقول ــواب عن الاس ــلنا الج ــا فص كم

. كبيرهم فعله بلتعالى: ــول ــدة القـ ــحإ :وزبـ ــريفة لا يصـ ــات الشـ ن الآيـ

الاستدلال بها على جواز التورية بقول مطلق.

بالرواي:::ات الاس:::تدلال مناقشة م:::وجزالثلاث الشريفة

وهي مـــا نقلـــه ابن إدريس فيـ الأولى الرواية ماأ نـــ: إأشــكلنا عليهــا ب ـــ: فقــد مســتطرفات الســرائر

ــةإعكس الاســتدلال هــو مقتضــى القاعــدة، و ن قرينــودة؛ إذ ــاز موج ــةإالمج ــة عرفي ــو حقيق ــذب ه ن الك

ومــع إحرازنــا أن ملاك:وليس بمخترع شرعي، وعليه ،الكذب لدى العرف هو مخالفــة ظــاهر القــول للواقع

قــد تجــوز فين الإمــام أن ذلك يكون قرينة على إف ليسن مــراده من أ و(2)لا بــأس ليس بكــذبقوله: وقــد مضــت، ليس بكــذب محــرم، هــذا أولا:بكــذب

. فراجع،مناقشة هذا الوجه.89الصافات: سورة( ?)1 141ب العشرة أحكام أبواب254ص 12: جالوسائل اجعر (?)2

.632ص 3ج السرائر/8ح

168

كتب أخرى للمؤلف ن قولــه: )ليس ههنــا(إفــه ـ: ولم نذكرـما ثانيا أو

ــة مبهم ــنى(1)في الروايـ ــاق على المعـ ــل للانطبـ قابـ على غير الصحيح المخالفوالصحيح المطابق للواقع،

ــد به ــا( إن أري ــ)ليس ههن ــه، فـ ــذهإ :ل ــه ليس في ه نــد به،البقعة ــحيح، وإن أري ــدارإ : فص ــه ليس في ال ،ن

نأ فإما : وحينئــذ،فليس بصحيح في مفــروض المثــال ن المبهم حيث كان مرددا فحكمه حكم ما لوأ ب:قولن

حــد فرديــه فتــوهم الســامع الفــردأذكر الجامع وأريــد ــه يوافــقإ ف،الآخر ن ذلك يندرج في دائرة الصدق؛ لأن

ــاأو، الظاهر ولا يخالفه حيث إن الجامع من الظاهر, م فانه أيضا ليس،ن المبهم ملحق بالمجملأ ب:ن نقولأ

المجمل لا ظاهر له. فإن بكذب؛ إذ لا يخالف الظاهر ــه: ــرائنإوفي ــة الق ــا( بمعون ــاهر )ليس ههن ن ظ

وهو المتفاهم منه عرفا.،نه ليس في الدارإ :الحاليةــا إن والنتيجة: الرواية الأولى لا يمكن الاستدلال به

تــدلوإنمــا على خروج التورية موضــوعا عن الكــذب، على جواز بعض أنواعها مما اشترك مع خصوص ذلـك

المثال في الجامع المسلم.فيـ الثانية الرواية ماأو حنظلة بن سويد رواية

:أجبنا فقد ـ:قضية وائل بن حجر السابقة مــع بعضالحقيقــة،عم من أن الاســتعمال أب :أولا

النقاش حول ذلك.ــا: ن ســويدا كــان قــد قصــد الأخــوةيحتمــل أ وثاني

فيدخل المــورد في بــاب الكــذب، فهو كاذب،بيةسالنــة،:الاضطراري الجائز، ومعه ــة بالتوري فلا ربط للرواي

وبه يبطل الاستدلال بالروايــة على،وهذا احتمال واردجواز التورية، إذ ثبت العرش ثم انقش.

.مبهم الإشارة اسم نإ ف(?)1

169

التورية موضوعا وحكما

ــطرارية، أنها تورية:: بأنه لو فرضثاوثال ، فهي اض ن التورية في حال الاضطرار محللة وجائزة،أولا شك ه لمنلوضوح ــد أحل ه إلا و ق م الل )ليس شي ء مما حر

وإذا كان الكــذب الصــريح الاضــطراري(2)اضطر إليه( صـدقا كــانت أو كـذبا غـير ـ جائزا فما بالــك بالتوريـة

وجــواز، وإنما الكلام عن التورية بما هي هيصريح ـ؟الأخص لا يدل على جواز الأعم.

ــبي رابعا ماأو ــه لا يعلم أن النـ ــه:: فبأنـ في قولـصدقتم؟ إذ كمــا لعلــه ر أو معل هل هــو مقركــان

لكونه قد قصد الاخــوة الدينيــة فهي توريــة،؛را لهمقر كذلك لعله كان في مقام تعليم الســائل بــالمخرج من

لمطابقــة قولــهصدقتقوله فيكون وجه ،المشكلة والمراد صدق الحكاية دون صــدق)لأحد معنيي الواقع

ومع ورود الاحتمالين فلا يصح الاستدلال. (،الحاكي:قوله ـ الثالثة الرواية واما والله ما ســرقوا ومــا

رابعهــا؛جبنا بوجود عدة احتمــالات فيهاأ فقد ـ:كذبن المراد إ: وخامسها فهو كذبما كذب كذبا محرما

ن حرمته منفية فهو من الكــذب الجــائز، والــدليلأإلا :قوله ذيل الرواية وهو :على ذلك إرادة الإصــلاح، كمــا، فهــو صــادق، له متعلقانسرقوا إن:أو المراد

هو الحال في قصد الجامع. إن الأدلــة من آيــات وروايــات لاالمحصــلة فالنتيجة

ــالث من الصــورة ــة من القســم الث تفي بكــون التوري ـــ وهي مــا لم يقم قرينــة نوعيــة او شخصــية،الرابعة

. جائزةجلية أو خفية ـــوعليـــه: ــةإ ف ــو ورى ولم يقم قرين ن المتكلم ل

ص و177 ص3 / والتهــذيب: ج75 للاشــعري: ص النوادر (?)2306

170

كتب أخرى للمؤلف فالظاهر أنها حرام إلا لدى الضرورة، اللهم إلا،إطلاقا

على القــول بانصــراف أدلــة حرمــة الكــذب عنهــا. كما مضى. والله العالم.وتوضيحه

ن الحمد لله رب العالمين وصــلىأوآخر دعوانا .الله على محمد وآله الطاهرين

171

التورية موضوعا وحكما

بسم الله الرحمن الرحيمولك ل على جــده محمد رســ ــرك وصــ ــك وولي أم ت ل على حج هم صــ اللر واء في المحشــ ور وحامــل الل د القســ ي د الأكبر وصل على علي أبيه الســ ي الســد ذي من آمن به فق وساقي أوليائه من نهر الكوثر والأمير على سائر البشر ال

ـهـ وعلى أخيــه وعلى(2) ومن لم يؤمن به فقد(1)ظفر ه علي خطر وكفر صلى اللديقة هــ الصــ نجلهما الميامين الغرر ما طلعت شمس وما أضاء قمــر وعلى جدتطفيت من آبائه طفى وعلى من اصــ ــراء بنت محمد المصــ ه الكبرى فاطمة الزيت على أحــد من ل ــر مــا صــ البررة وعليه أفضل وأكمل وأتم وأدوم وأكبر وأوف

أصفيائك وخيرتك من خلقك.هم ةــ لمــددها ولا نفــاد لأمــدها الل وصل عليه صلاة لا غاية لعددها ولا نهاي

به الحق وأدحض به الباطل وأدل به أولياءك وأذلل به أعداءك.(3)وأقمهم بيننا وبينه وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه واجعلنا ممن يأخذ وصل الل

ن ــزتهم ويمك ــاد في(4)بحج هـ والاجته ـ ــه إلي ةـ حقوق ـ ا على تأدي هم و أعن في ظلطاعته والاجتناب عن معصيته.

ـهـ اــل ب ـرـه مــا نن وامنن علينا برضاه و هب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخي سعة من رحمتك و فوزا عندك و اجعل صلاتنا به مقبولة و ذنوبنا به مغفورة وـهـ ـاـ ب ة وحوائجن دعائنا به مستجابا واجعل أرزاقنا به مبسوطة وهمومنا به مكفيــرة رحيمــة بنا إليك وانظر إلينا نظ ة وأقبل إلينا بوجهك الكريم واقبل تقر مقضيقنا من حــوض جــده ا بجودك واســ نستكمل بها الكرامة عندك ثم لا تصرفها عناـ أرحم ائغا لا ظمـأ بعـده ي ه عليه و آله بكأسه وبيده ريا رويا هنيئـا سـ صلى الل

احمين. الر

(.شكر) (?)1 أبا من و) (?)2 (.فقد(.أعز) (?)3.(ويمكث) (?)4

172

كتب أخرى للمؤلف

المصادر فهرس* القرآن الكريم

* نهج البلاغة، المختار من كلام الإمام أمير المؤمنينلجامعه الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى ، .

* الكــافي الشــريف/ للشــيخ محمــد بن يعقــوب بن ، الناشر: دار الكتب الإســلامية، الطبعــةاسحاق الكليني

.1407الرابعة:

. البرهــان في تفســير القــرآن/ للســيد هاشــم بن1ــة، الطبعــةســليمان البحــراني ، الناشــر: مؤسســة البعث

هـ.1416الأولى: ــر2 ــرآن/ للشــيخ أبي جعف ــان في تفســير الق . التبي

، الناشــر: دار احيــاء الــتراثمحمد بن الحسن الطوسي العربي، الطبعة الأولى بيروت.

، تفســير القمي/ للشــيخ علي بن إبــراهيم القمي.3 هـ.1404الناشر: دار الكتاب، الطبعة الثالثة:

ــد محســـن بن4 ــيخ محمـ ــافي/ للشـ ــير الصـ . تفسـ ، الناشر: مكتبة الصدر، الطبعةمرتضى الفيض الكاشاني

هـ.1415الثانية: . تفســـير العياشـــي/ للشـــيخ محمـــد بن مســـعود5

، الناشــر: المطبعــة العلميــة، الطبعــة الأولى:العياشي هـ.1380 . مجمع البيان في تفسير القرآن/ للشــيخ أبي علي6

، الناشــر: ناصــرالفضل بن الحسن الطبرسي الطوسي هـ.1413خسرو، الطبعة الثالثة:

ــد بن علي7 . الاحتجاج على أهل اللجاج/ للشيخ أحم ، الطبعــة الأولى:، الناشــر: نشــر المرتضــى الطبرسي

1403. /. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبــار أئمــة الأطهــار 8

173

التورية موضوعا وحكما

، الناشـــر: مؤسســـةللشـــيخ محمـــد بـــاقر المجلســـي م.2008الأعلمي، الطبعة الأولى:

ــد بن9 ــر محم ــيخ ابي جعف ــام/ للش ــذيب الاحك . تهــن الطوسي ــلامية،الحس ــر: دار الكتب الإس ، الناش

هـ.1407الطبعة الرابعة: . علل الشرائع/ للشيخ محمــد بن علي بن بابويــه10

1966، الناشــر: داوري، الطبعــة الأولى: الصــدوق م. ــر11 ــد حســن الح . وســائل الشــيعة/ للشــيخ محم ، الطبعــة الأولى:، الناشر: مؤسســة آل الــبيت العاملي هـ.1409

. جواهر الكلام في شرح شرائع الإســلام/ للشــيخ12 ، الناشر: دار إحياء التراث العــربي،محمد حسن النجفي

الطبعة السابعة . حاشية المكاسب/ للشيخ مــيرزا علي الإيــرواني13

:1421، الناشر: دار ذوي القربى، الطبعة الأولى. . الخلاف/ للشيخ ابي جعفــر محمــد بن الحســن14

، الناشـــــر: انتشـــــارات الإســـــلامي في قمالطوسيهـ.1407المقدسة، الطبعة الأولى:

. السرائر الحاوي بتحرير الفتاوي/ للشــيخ محمــد15 ، الناشر: إنتشارات إسلامي، الطبعةبن أحمد بن إدريس

هـ.1410الثانية: / للســيد محمــد صــادق الحســيني. فقه الصادق 16

ــادقالروحاني ، الناشر: دار الكتاب ـ مدرسة الامام الص:هـ.1421، الطبعة الأولى

. الفقـــه المكاســـب المحرمـــة / للســـيد محمـــد17.الحسيني الشيرازي

. المبسوط في فقه الإماميــة/ للشــيخ ابي جعفــر18 ، الناشر: المكتبة المرتضــويةمحمد بن الحسن الطوسي

هـ.1387لإحياء الآثار الجعفرية، الطبعة الثالثة:

174

كتب أخرى للمؤلف . مصباح الفقاهة في المعاملات/ للسيد أبي19

.القاسم الخوئي ، الناشــر:. المكاسب/ للشيخ الأعظم الأنصاري 20

هـ.1415تراث الشيخ الأعظم، الطبعة الأولى: . منهــاج الفقاهـــة/ للســيد صـــادق الحســـيني21

، الناشــر: أنــوار الهــدى قم المقدســة، الطبعــةالروحانيهـ.1429الخامسة:

. العـــدة في أصـــول الفقـــه/ للشـــيخ محمـــد بن22 ، الناشــر: علاقبنــديان، الطبعــة الأولى:الحسن الطوسي

هـ1417 . فوائـد الأصــول/ للشـيخ محمـد حسـين الغـروي23، الناشر: جماعة المدرسين بقم.النائيني

. قوانين الأصول/ لميرزا أبي القاسم بن محمــد24 ــلاميةحســـن القمي ــة الإسـ ــة العلميـ ــر: المكتبـ ، الناشـ

هـ.1378طهران، الطبعة الثانية: ــد25 ــيد محم ــول/ للس ــة الأص ــول إلى كفاي . الوص

ــيرازي ــيني الش ــةالحس ــة، الطبع ــر: دار الحكم ، الناش هـ.1426الثالثة: . رجال النجاشــي/ للشــيخ أبي العبــاس أحمــد بن26

، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي.علي النجاشي ،. رجال الكشي/ للشيخ محمـد بن عمـر الكشي27

هـ.1404، الطبعة الأولى: الناشر: مؤسسة آل البيت . فهرســـت كتب الشـــيعة وأصـــولهم وأســـماء28

المصنفين وأصحاب الأصــول/ للشــيخ محمــد بن الحســن ، الناشر: ستارة قم المقدسة، الطبعــة الأولى:الطوسي

هـ.1420 . مجمع البحــرين/ للشــيخ فخــر الــدين بن محمــد29

.1427، الطبعة الثالثة: الطريحي معجم رجال الحديث وتفصيل طبقــات الــرواة/.ــ 30

هـ.1413، الطبعة الخامسة: للسيد أبي القاسم الخوئي

175

التورية موضوعا وحكما

الفهرس

7...............................الثقافية التقى مؤسسة كلمة التورية موضوعا 9........................................وحكما10..........................البحث محاور في الكلام تفصيل

10.............................المحور الأول: تعريف التورية10.......................................للتورية الشيخ تعريف

للأصناف شموله : عدم الشيخ تعريف مناقشة11........................................للتورية الأخرى الثلاثة

.به الواقع فستر أجملاللفظ لو الأول: ما الصنف . .12 فستر والباطن الظاهر قصد لو الثاني: ما الصنف

13.................................................الباطن بالظاهر14........به وستره الظاهر قصد لو الثالث: ما الصنف

.التوري:ة صدق في شرطين الأعلام من عدد اشتراط .14

..المتكلم مراد في اللفظ ظهور الأول: عدم الشرط .15

لو التورية من هو الأول: بل الشرط في المناقشة15..............................................................قصدها صدق في مصححة علاقة الثاني: وجود الشرط17........................................كذب فهي وإلا التورية

منوطة التورية الثاني: أن الشرط في المناقشة18..............المصححة بالعلاقة لا بالقرينة او بالإرادة

19................المحور الثاني: تعريف الصدق والكذب

176

كتب أخرى للمؤلف19........................الكذب و الصدق حقيقة في الآراء

19...................................للواقع القول . مطابقة120........................................الخارج من أعم الواقع

20.................................للاعتقاد القول . مطابقة2 والاعتقاد للواقع القول . مطابقة3 20...............معا

الله على أفترىبالآية: الاستدلال 21جنة به أم كذبا21.........................................الثالث الرأي مناقشة22وجه من الآخر مع نسبته تكون قد القسيم أولا: إن

أو ووعي قصد عن إما النبي دعوة أن ثانيا: مرادهم23.....................................................................لا23........................للواقع المراد المعنى . مطابقة4

25..................الأول الشق في الشيخ كلام مناقشة25.........................والإخبار الخبر بين الخلط حصول................26 الشيخ كلام على الإشكال وجه توضيح

27.............................الثاني الشق في الشيخ كلام28.................الثاني الشق في الشيخ كلام مناقشة

)الكذب( وبعض ملاك في الروحاني السيد كلام29.......................................................المناقشات

.30الروحاني السيد كلام على ومناقشات ملاحظات مطابقته عدم أو الواقع مخالفة الكذب الأولى: ملاك

30...................................................................له؟32.............................بالمبرز للمراد الثانية: التقييد32..........................للظهورين الكلام الثالثة: تعميم الصدق ملاك في محتمل ثالث محور الرابعة: وجود

33.............................................................والكذب33.....................الجدية والإرادة الاعتقاد بين الفرق : )بل إبراهيم قول في الثلاث الملاكات بين الفرق

35....................................................كبيرهم( فعله

177

التورية موضوعا وحكما

للنسب موضوعة الخبرية المشهور: )الجملة36.........................................................الخارجية(37.....................للمشهور الروحاني السيد إشكالات في متحققة غير الخارجية الأول: النسبة الإشكال37..................................ممكن( ونظائره )الإنسان

38............................الأول: بوجهين الإشكال جواب بوجود الخارج في موجودة النسبة الأول: إن الوجه39....................................................الانتزاع منشأ للنسبة موضوعة الخبرية الجملة الثاني: إن الوجه

40............................................................الواقعية40.............وممتنع( محال )الدور إشكال عن الأجوبة

كاشفة ليست الخبرية الجملة الثاني: إن الإشكال لا الواقع عن ولا قطعا 42..................................ظنا

42...............................الثاني الإشكال على جوابان مقتض لشيء شيء وضع الأول: إن الجواب

42...................................تامة علة وليس للكاشفية والدلالة الوضع بين الخلط الثاني: حصول الجواب

45.........................................والصدق الوقوع وبين على الخبرية الجملة دلت لو الثالث: إنه الإشكال

47.....................الكذب احتملت لما الخارجية النسبة موضوعه الخبرية : الجملة الروحاني السيد مبنى48......................الخارجية النسبة عن الحكاية لقصد في والسيد والشيخ المشهور بين الفرق ظهور

لسارقون إنكم العير أيتها.................................4951.........ثلاثة بوجوه الروحاني السيد مبنى مناقشة

للنسبة هو الخبرية الجملة في الأول: الوضع52.............................................بالوجدان الخارجية

52.منه والغاية للشيء الوضع بين خلط الثاني: هناك

178

كتب أخرى للمؤلف53الجمل بعض في القصد وجود بعدم الثالث: النقض

53.........الثالث المحور مع أمرين ضمن في التحقيقالقول ظاهر على المدار يرى العرف الأول: إن الأمر

54 الكذب تفسير الثاني: ليس الأمر دقيا هو وعقليا

55................الارتكازي المعنى من له ما بل المرجع،56.المحور الثالث: هل التورية كذب موضوعا أم لا؟

56......................................للتورية الأربعة الأقسامى لو . ما1 56.........به وستره الظاهر عن بالظاهر ور القول كان . ما2 57......................له ظهور لا مجملا والباطن الظاهر أراد لو . ما3 58........................معا58.........به وستره الباطن عن بالظاهر ورى لو . ما4

وكذب الحكاية كذب بين الأول: التفريق التفصيل59.............................................................الحاكي

أو نوعية القرينة كون بين الثاني: التفصيل التفصيل60...................................مفقودة أو خفية شخصية60......نوعية قرينة إقامة مع الأولى: التورية الصورة61.......خفية قرينة إقامة مع الثانية: التورية الصورة

62...................الثانية الصورة في التحقيق من مزيد في كاف والظهور الشخصية الأول: القرينة الأمر

62..............................................................الصدق على واطلاعهم العرف هو الثاني: المدار الأمر

62.............................................................القرينة...الثبوتية للمسميات موضوعة الثالث: الأسماء الأمر

63 ليس الثبوتية للمسميات الأسماء الرابع: وضع الأمر

63..............................................................مطلقا.مسامحي؟ أو دقي الشرعية المخترعات في الوضع .

64

179

التورية موضوعا وحكما

65.الدقية الموضوعات حتى تحديد في العرف تسامح على والكذب الصدق في المدار البحث: هل صغرى66.........................الدقي؟ تعريفهما على أو العرف

العذر مقبولية على الخامس: المدار الأمر 67.عقلائيا أو تعليقي أو تنجيزي الظهور السادس: هل الأمر

68............................................................واقعي؟71.........................الظهور في الأعلام بعض كلمات

71..........................العدة في الطوسي الشيخ رأي71......................الكفاي:ة في الآخوند المحقق رأي.........................................72 القمي المحقق رأي

....................................73 النائيني الميرزا تفصيل.................74 النائيني الميرزا تفصيل على التفريع75......القرينة إقامة عدم مع الثالثة: التورية الصورةالتورية على الكذب صدق في الشك صورة في الحكم

76 المحور الرابع: وجوه تجويز التورية على القول

77.........................................................بأنها كذب77.....................التوري::ة حرمة عن للتفصي وجهان الكذب حرمة أدلة إطلاقات شمول الأول: عدم الوجه

77............................................................للتوري:ة.الجهة هذه من البيان مقام في المولى كون . عدم1

7879.................................للكذب متيقن قدر . وجود2

المتيقن ب:)الإطلاق( القدر : المخل الآخوند المحقق80............................................التخاطب مقام في

81....................للانصراف الموجبة القرينة . وجود3 على والروايات بالآيات الثاني: الاستدلال الوجه82....................................................)(التورية جواز

180

كتب أخرى للمؤلف.كبيرهم فعله بل: إبراهيم الأول: قول الدليل . .8384......للشرطي:ة الشيخ صياغة على وجواب إشكال85الشرطية للقضية الطوسي الشيخ صياغة تصحيح الآية في الشرطية للقضية وأدق أوسع تحليل

86.............................................................الكريمة87..................أربعة بوجوه بالآية الاستدلال مناقشة

87.الاضطراري الكذب من كان إبراهيم كلام . لعل189........................خاص نوع من تورية كلامه . إن290.............له جهة لا والفعل فعل ، إبراهيم . قول390..............................................مجملة الآية . إن4

91.....................المقام في الإجمال: احتمالان بيان فاضرب ضغثا بيدك وخذتعالى: الثاني: قوله الدليل

......................................................93تحنث ولا به93........................................الثاني الدليل مناقشة94........................................مطالب ضمن التحقيق أن على دليل أيوب يمين الأول: انعقاد المطلب94.........................................بمرجوح ليس متعلقه

95.......ذلك على العلماء بعض الثاني: فتوى المطلب ضوء على أيوب حلف الثالث: وجوه المطلب96...........................................................الروايات

98..........الثلاثة ووجوهها الروايات بين جمع مانعة لا إنكم العير أيتهاتعالى: الثالث: قوله الدليل

........................................................99 لسارقون99....................................................القضية موجز

100.................ستة بوجوه بالآية الاستدلال مناقشة100 يوسف بأنه يعلم لم المتكلم الأول: إن الإشكال بأمر كان النداء نص بأن يعلم الثاني: لم الإشكال

..........................................................101 يوسف101....كاف للنداء يوسف الثاني: تقرير الإشكال رد

181

التورية موضوعا وحكما

مقام في ليس القرآن الرد: إن عن الإجابة102..............................التقرير يعلم فلا الاستقصاء

المراد على النوعية القرينة الثالث: قيام الإشكال102..........................................................بالتورية..النوع على حتى القرينة وجواب: خفاء إشكال . .104

فهو لمعنيين محتمل لسارقون الرابع: إن الإشكال105.............................................................مجمل

106.........للإجمال رافعة الحالية القرينة الجواب: إن فلا خبرية لا إنشائية الجملة الخامس: إن الإشكال

106..............................................................تورية107............................الخامس الاشكال عن الجواب

107...............له جهة لا الفعل السادس: أن الإشكال108...............وإيذاء اتهام لسارقون الإشكال: بأن

108....................................الإشكال عن ستة أجوبة سارقين كانوا يوسف إخوة الأول: إن الجواب يكن فلم بالفعل 108.....................................اتهاما109.................القصاص باب من الثاني: إنه الجواب110............التعزي:ر باب من كان الثالث: إنه الجواب.....مقرر إلهي امتحان هو جرى ما الرابع: إن الجواب

110 بغرض والمهم الأهم باب من الخامس: إنه الجواب110............................................................التربية الإلهي الإذن باب من المورد السادس: إن الجواب111............................................................الخاص النجوم في نظرة فنظرتعالى: الرابع: قوله الدليل

سقيم إني فقال...........................................111112.........................................الآية في الاحتمالات

182

كتب أخرى للمؤلف حقيقي وهو )سقيم( مشتق الرابع: إن الاحتمال

112..........................................التلبس حال بلحاظ سقيم الخامس: إنه الاحتمال 113....................غم:ا

أو مجاز النفسي السقم )السقم( على إطلاق هل113..........................................................حقيقة؟

115...النجوم؟ إلى إبراهيم نظرة كانت فائدة: كيف115............................النجوم في للنظر ثلاثة وجوه116...................................................تمريني بحث

التورية كون على الروائية الأدلة 117جوازها أو صدقا117..................بكير بن الله عبد الأول: رواية الدليل واستناد وتوثيقه بكير بابن السندي: المراد البحث117......................................................إليه الكتاب119.................................................الدلالي البحث

120................................الاستدلال بعكس الإشكال122................حنظلة بن سويد الثاني: رواية الدليل

الرواية مناقشة 123.......................................سندا124......................ثلاثة لوجوه دلالة الرواية مناقشة

124.....الحقيقة من أعم الاستعمال الأول: إن الوجه126.......سويد قصده ما محتملات الثاني: تعدد الوجه

126................كاذب فهو النسبية الأخوة قصد . إنه1ر فهو الدينية الأخوة قصد . إنه2 127....................مو127.......................الأخوتين بين الجامع قصد . إنه3

128.....................الإني أو اللمي بالبرهان الاستعانة129..................تعليمي؟ أو تقريري النبي قول هل

في بكذب ليسو صدقت بين الدقيق الفرق130........................................................الروايتين

على او الفرد على والإثبات النفي صب بين الفرق130..............................................................النوع

183

التورية موضوعا وحكما

على يدل فلا الإثبات بين التحقيق: التفريق مقتضى132.....................نفيها على فيدل والنفي الحقيقة

132كذب وما سرقوا ما والله: الثالث: قوله الدليل.كذب وما سرقوا ما واللهرواية: في الحديث فقه . .134

134.........................الرواية في الخمسة الاحتمالاتشرعية حقيقة التورية حيثية بلحاظ الكذب الأول: إن

134.والكذب الصدق في الملاك عن يكشف الثاني: إنه . .

134 مغير النوعية القرينة لوجود الكذب عدم الثالث: إن

135..........................................................للظهور..المحرم الكذب نفي كذب وما من المراد الرابع: إن

136137...صادق فهو متعلقين بلحاظ الكلام الخامس: إن

138.................الصيقل الحسن مجهولية مشكلة حل فعلهفي: الواقع خلاف إبراهيم قول شبهة

....................................................139هذا كبيرهم عشر أربعة خلاف إبراهيم شبهة: قول لدفع وجها

140............................................................الواقع.للضرورة الجائز الكذب من إبراهيم كلام . إن1 .140141......................)فعل( )فعله( وليس كلامه . إن2141...............................الفاعل . )فعله( محذوف3142..........................)فعله( عن الإضراب . حصول4142.............................الإسناد في هنا المجاز . ان5143..........................الشأنية حيث من المجاز . ان6144.............للكذب رافع الشرطية في التعليق إن .7144.......للإثبات الإثبات لا للنفي النفي المراد . إن8

184

كتب أخرى للمؤلف.....................145 إبراهيم كبيرهم من المراد . إن9

146...........الإلزام باب من هو إبراهيم كلام . إن10 وليس استنكاري استفهام كلامه . إن11 146.إخبارا147والتمثيل التعليم مقام في كان إبراهيم . إن12149...........الاستخدام باب من هو إنما الكلام . إن13149....................................تقي:ة كان كلامه . إن14

التورية عن الكذب أدلة بانصراف الاستدلال أو مطلقا150...............................القرينة فاقدة خصوص عن

التورية كون في الشك صورة في الحكم 152......كذبا153..................................خاتمة في ملخص البحث

153.................................وصورها أقسامها التورية155...........الكريمة بالآيات الاستدلال مناقشة موجز.الثلاث الشريفة بالروايات الاستدلال مناقشة موجز .

156

160...............................................المصادر فهرس163.........................................................الفهرس

173..............................................للمؤلف أخرى كتب

185

التورية موضوعا وحكما

للمؤلف أخرى كتب، مطبوع.. أضواء على حياة الإمام علي 1 في القـــرآن. التصـــريح باســـم الإمـــام علي 2

الكريم، مطبوع.ــام علي 3 ــم الإمـ ــرح باسـ ــاذا لم يصـ في. لمـ

القرآن الكريم؟، مطبوع. . استراتيجيات إنتاج الثروة ومكافحة الفقــر في4

، مطبوع.منهج الإمام علي بن أبي طالب . شعاع من نور فاطمة الزهراء )عليها السلام(،5

ــة فاطمــة الزهــراء ــة لمحب دراســة عن القيمــة الذاتي)عليها السلام(، مطبوع.

. تجليات النصرة الإلهية للزهراء المرضية عليها6السلام، مطبوع.

، مطبوع.. لمحات من حياة الإمام الحسن 7 ،. شرعية وقدسية ومحورية النهضة الحسينية 8

مطبوع. وفــروع الـدين، دراســة عن. الإمـام الحســين 9

ــرعالعلاقة الوثيقة بين سيد الشهداء وبين كل فرع فمن فروع الدين، مطبوع.

. المرابطة في زمن الغيبة الكبرى، مطبوع.10 . الســيد نـــرجس )عليهـــا الســلام( مدرســـة11

الأجيال، مطبوع. . بحـــوث في العقيـــدة والســـلوك، مجموعـــة12

186

كتب أخرى للمؤلفــة، ألقيت محاضرات على ضوء الآيات القرآنية الكريم

في الحوزة الزينبية وفي النجف الأشرف، مطبوع.. إضاءات في التولي والتبري، مطبوع.13ــزء الأول14 ــ الج ــافي ـ ــول الك . دروس في أص

كتاب العقل والجهل، مخطوط. . كونــوا مــع الصــادقين، بحــوث تفســيرية في15

، مطبوع.كونوا مع الصادقينالآية الشريفة . لمن الولاية العظمى؟ مطبوع.16. توبوا إلى الله، مطبوع.17. شرح دعاء الافتتاح، مخطوط.18. بصائر الوحي في الإمامة، مطبوع.19 . ســــوء الظن في المجتمعــــات القرآنيــــة،20مطبوع.. مقتطفات قرآنية، مطبوع.21. فقه التعاون على البر والتقوى، مطبوع.22 . شـــورى الفقهــاء دراســـة فقهيـــة أصــولية،23مطبوع.ــارج في24 ــر دروس الخـ ــه الخمس، تقريـ . فقـ

الحوزة العلمية الزينبية، مخطوط.ــرات دروس25 ــزام، تقري . رسالة في قاعدة الإل

ــرف، ــف الأش ــة في النج ــوزة العلمي ــارج في الح الخمخطوط.

. فقـــه المكاســـب المحرمـــة ــــ حفـــظ كتب26الضلال ومسببات الفساد، مطبوع.

ــاحث الرشــوة،27 . فقه المكاسب المحرمة ـ مبمطبوع. . فقــه المكاســب المحرمــة ـــ حرمــة الكــذب28

ومستثنياته، مطبوع.

187

التورية موضوعا وحكما

. فقه المكاسب المحرمة ـ رسالة في الكذب29في الإصلاح، مطبوع.

ــو30 ــة الله ــ حرم ــة ـ ــب المحرم ــه المكاس . فقواللعب واللغو، قيد الطبع.

. فقه المكاسب المحرمة ـــ مبــاحث النميمــة،31مخطوط.

. فقــه المكاســب المحرمــة ـــ مبحث النجش،32مخطوط. . فقه المكاسب المحرمة ـ مبحث التعامــل33

بالدراهم المغشوشة والبضائع المقلدة، مخطوط.. رسالة في الحق والحكم، مخطوط.34ــدان،35 ــ ــع، مجل ــ ــاحث القط ــ ــول مب ــ . الأص

مخطوط.ــول،36 ــوى المفض ــة فت ــد الأعلم وحجي . تقليمطبوع. . فقه الاجتهــاد والتقليــد والاحتيــاط، تقريــرات37

دروس الخـــارج في الحـــوزة العلميـــة في النجـــفالأشرف، مخطوط.

. الاجتهاد في أصول الدين، مخطوط.38. التبعيض في التقليد، مخطوط.39. التقليد في مبادئ الاستنباط، مخطوط.40. الأوامر المولوية والإرشادية، مطبوع.41. الحجة معانيها ومصاديقها، مطبوع.42ــه43 ــ ــديقية للفق ــ ــورية والتص ــ ــادئ التص ــ . المب

والأصول، مطبوع.. رسالة في أجزاء العلوم ومكوناتها، مطبوع.44 . الضوابط الكلية لضمان الإصابة في الأحكــام45

188

كتب أخرى للمؤلفالعقلية، مخطوط.

. حجية مراسيل الثقــات المعتمــدة )الصــدوق46والطوسي قدس سرهما نموذجا(، مطبوع.

. رسالة في فقه مقاصد الشريعة، مخطوط.47 . فقه الرؤى، دراســة في عــدم حجيــة الأحلام48

على ضوء الكتاب والسنة والعقل والعلم، مطبوع.. رسالة في الحكومة والورود، مخطوط.49 . نســــبية النصــــوص والمعرفــــة... الممكن50

والممتنع، مطبوع. . نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفـة51

واللغة، مطبوع. . مـــدخل إلى علم العقائـــد، نقـــد النظريـــة52

الحسية، مطبوع.. رسالة في نقد الكشف والشهود، مخطوط.53. ملامح العلاقة بين الدولة والشعب، مطبوع.54 . معالم المجتمع المــدني في منظومــة الفكــر55

الإسلامي، مطبوع. . الخــط الفاصــل بين الأديــان والحضــارات،56مطبوع.. الحوار الفكري، مطبوع.57

189