موقع تابع الجديد والحصري علىاأللوكة

 www.alukah.net

الزكيالزكي البيانالبيان الوارفالوارف

مـعمـع التعاملالتعامل فقهفقه فيفيالمخالفالمخالف

محمدمحمد بنبن محمدمحمداألسطلاألسطل

 www.alukah.net

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

الوارف الزكي البيانالمخالف مـع التعامل فقه في

األسطل محمد بن محمد

�ة: �وطئ ته الح�مد� إن �عينه ،لل �ست �غفره ،ن �ست �عوذ ،و�ن �ا شرور من به و�ن �نفسن �هد م�ن ،أ ي

ه � الل �ه مضل ف�ال � يضلل و�م�ن ،ل �ه ه�ادى� ف�ال ..ل

�ا م�ن ع�لى األتمان األكم�الن والسالم والصالة �ان أت الة، بالعلم س� والرف� �ش� �ا ف�ك ن �مات به رب �باريس وص�حبه آله وع�ل�ى والضاللة، الج�هل ظل ن

ات، وق�واميس الدجن ات، العلوم اخر� �سليما وسلم الز �ثيرا.. ت ك

: وبعد والنوازل الفرعية، المسائل أكثر في المخالف مع التعامل جودة فإن

من الزمان هذا في أضحت األصلية؛ العلمية المسائل وبعض العصرية، حصول أن ذلك بها؛ العمل أو بضوابطها، العلم سواء بمكان، الحاجة

والبغضاء، الكراهية حضور ثم الرجال، لمذاهب أو لألقوال، التعصب المكلفين، عموم من اإلسالم شريعة تأباه أمر والشحناء واألحقاد

المؤمنين؟! وأفاضل والرحمة العلم أهل عن هذا صدر لو فكيف

ورحماتها الشريعة، مفاخر من الفروع في االختالف أن ومعلوم نفعها يتعدى التي الخير، وأفعال البر، أعمال ومن البديعة، وخيراتها

آداب فيه نلتزم دمنا ما ضير، وال االختالف كثرة في حرج فال للغير، فيها اختلف مسألة مائة القيم ابن عد وقد الجنة، أهل وصفات السنة،

،(1)م مسعود ابن - مع عنه الله - رضي الخطاب بن عمر المؤمنين أمير بالتأويل، األمة وأعلم التنزيل، شهدوا الذين الصحابة أعالم من وهما

عن المتراخية وبالقرون بل بعدهم، من العلماء اختالف بقدر فكيفزمنهم؟!!

مبحثين: يتضمن الملخص هذا في الحديث جعلت وقد فضله، ثم واالصطالح، اللغة في االختالف حقيقة بيان : ض�منتهاألول

ومجاالته. وبعد المخالف، مع التعامل ضوابط عن فيه الحديث : ف�صلتوالثاني

عن تحدثت التي العلماء مصنفات لوامع من ثلة في مستنير ط�واف(.2/237) الموقعين / إعالم القيم ابن (?)1

 www.alukah.net 1

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

�ه�ا جعلت(2)االختالف فقه في ضابطا[ اندرجت وعشرين ]سبعة عدت والفقهية، والخلقية، اإليمانية، الضوابط هي عامة، خمسة ضوابط

�ه ذلك تفصيل� وإليك والمقصدية، والعقدية، الصحائف عبر وبيانالتاليات.

األصلية المسائل في المخالف مع للتعامل الفقهية الضوابطالكتب: هذه من (?)2 للشيخوالدين" الدنيا مسائل في االختالف و"أدب الغامدي، أحمد للدكتوروالفرعية"

ورسالة شعبان، الله عبد " للدكتورالسنة ميزان في االختالف و"ضوابط عوامة، محمد وغيرها.المذاهب" اختالف في المذاهب جزيلب" الموسومة السيوطي

 www.alukah.net 2

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

األول المبحثومجاالته وفضله االختالف حقيقة

واالصطالح: اللغة في االختالف أوال: حقيقة طريقا واحد كل سلوك هو االختالف أن األصفهاني الراغب أفاد

منازعة. أو شقاق دون قوله، أو حاله في اآلخر طريق غير اللفظ استعير النزاع؛ إلى يفضي الناس بين االختالف كان ولما

ال اللغة في االختالف أن تدرك وبهذا والمجادلة، المنازعة على للداللة!! والمخالفة المشاقة أصل يحمل

�خرج و�ال غ�وي الم�عن�ى عن اللفظ لهذ�ا االصطالحي االستعمال ي اللالمستعار.

فأقول: الخالف، وبين بينه الفرق أذكر االختالف وبذكربل، اختالف االختالف : إنقيل ما أشهر إن أما واحدة، والغاية الس

ما االختالف أن يعني مما متعددة، والغاية السبل، فاختالف الخالف؛ فتباين الخالف أما المقصد، في المختلفين اتحاد مع الوسائل في كان دون الحقيقي الشقاق الخالف يلج وبهذا والمقصد، الوسائل في

المسائل تقرير أثناء بقولهم العلماء بعض قصده ما وهذا االختالف،تضاد. ال تنوع اختالف هذا أو خالف، ال اختالف الخالفية: هذا

وان باألدلة، ومتأيد رحمة، مأثر االختالف أن ع�لمت� هذا؛ تقرر إذا�م الخالف .(1)ألدلة مستند وغير بدعة، م�عل

األئمة: اختالف األمة مفاخر ثانيا: من إلى وسبيال لنا رحمة وجعله باالختالف، علينا من وعال ج�ل الله إن جمل استنباط إلى السيوطي تعالى الله وفق� وقد واالئتالف، الوفاقألمع�ه�ا: إليك بهذا، تشي نفيسة

وفضيلة كبيرة، نعمة الملة هذه في المذاهب اختالف أن اعلم فإن الجاهلون، عنه وع�مي� العالمون، أدركه لطيف سر وله عظيمة،

النجوم بمنزلة أصحابي إن- قال: " وسلم عليه الله - صلى النبي لكم أصحابي واختالف اهتديتم، به أخذتم بأيما السماء، في

.(2)" رحمة وسلم عليه الله - صلى منها: إخباره فوائد الحديث هذا حوى فقد رحمة، جعله حيث له، ومدحه عليه، وتقريره بعده، المذاهب - باختالف

!! منوالهم على وصار أقوالهم، من أخذ من لكل تحصل والهدايةهذا: وسر

بتصرف. (،13-11) ص والدين الدنيا مسائل في االختالف / أدب عوامة محمد(?)1(.22/75) األحاديث جامع/ السيوطي(?)2

 www.alukah.net 3

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

أحدهم يبعث - كان وسلم عليه الله - صلى النبي مبعث قبل األنبياء أن واحد، بشرع في لهم يكن لم شريعتهم ضيق من بل واحد، وحكم

فكانت شريعتنا في أما منسوخ، وال ناسخ فيها وليس تخيير، المسائل عليه الله - صلى النبي بعث متعددة، كشرائع اختالفها على المذاهب

! - بجميعها وسلم - صلى لنبينا شريعة السابقة الشرائع سائر السبكي: إن قال بل

الله - صلى أنه ذلك عنه؛ كالنيابة األنبياء لها بعث -، وسلم عليه الله تعظيم زيادة من فيه ما فيه وهذا كافة، الناس إلى - بعث وسلم عليه

.(1)- وسلم عليه الله - صلى لقدرهقائال: فصدح المقدسي قدامة ابن الرحمة هذه أدرك

بهم مهد األعالم، من أئمة األمة هذه سلف في جعل تعالى الله إن قاطعة، حجة اتفاقهم األحكام، بهم وأوضح اإلسالم، قواعد

.(2)واسعة رحمة واختالفهم فقه في كتابه يسمي أن الدمشقي حضت التي هي الرحمة وهذه

أن أحمد اإلمام وحثت "،األئمة اختالف في األمة رحمة" االختالف!! السعة يسميه: كتاب أن االختالف في كتابا صنف من على يقترح

واختلفا محمد بن القاسم مع العزيز عبد بن عمر اجتمع لما ولهذا�ن المسائل، من جملة في عمر: ال له قال ذلك، عليه شق القاسم وكأ

- وسلم عليه الله - صلى محمد أصحاب باختالف يسرني فما! تفعل!! النعم حمر أصحاب أن أحب عمر: ما قول أعجبني ذلك: لقد عقب القاسم فقال ضيق، في الناس لكان وإال يختلفون، - ال وسلم عليه الله - صلى محمد

!! سنة كان أحدهم بقول رجل أخذ فلوالشاطبي: اإلمام به أدلى الذي الذهبي الكالم فحوى تدرك اآلن ولعلك

الفروع في واختالفهم الفروعي، االختالف في األمة على وسع الله إنحم� من قسم في دخول وهو فيها، كاتفاقهم الحمد ولله ربك، ر�

!!!(3)والمنة الخالفية، المسائل أكثر في االختالف حضور علينا يشق أال والمقصود

واحدا؛ المقصد دام ما رحمة فإنه البشرية؛ األنفس بتعدد تعدد ولو الخارج والنبات واحدة، تربة يروي واحدا، سبحانه الله جعله كالماء

!!(4)والطعم والحجم اللون حيث من متنوع مختلف - عنه الله - رضي عمر المؤمنين أمير تيمية: إن ابن قال ولهذا

الله - رضي علي ويرى رأيا، والطالق الفرائض مسائل في يرى كانبتصرف. المذاهب، اختالف في المواهب / جزيل السيوطي (?)1(.1/29) المغني/ قدامة ابن (?)2(.1/454) االعتصام/ الشاطبي (?)3(.83) ص السنة ميزان في االختالف / ضوابط شعبان الله عبد (?)4

 www.alukah.net 4

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

- رضي زيد ويرى - رأيا، عنه الله - رضي مسعود ابن ويرى - رأيا، عنه وهو برأيه، - أحدا عنه الله - رضي عمر يلزم لم ثم - رأيا، عنه الله !!(1)وأفضلهم ،وأدينهم ،وأعلمهم ،كلها األمة إمام

االختالف: ثالثا: مجاالت ما جملة� أن إال لالختالف، العلماء تقسيمات في النظر أنعمت

الفروع. في واختالف األصول، في اختالف إلى رده يمكن قالوا اختالف دون الفروع اختالف في إنكار ال أنه العلماء مقررات ومن العقدية؛ العلمية المسائل جزئيات بعض من طرفا إال األصول،

ليلة - لربه وسلم عليه الله - صلى النبي رؤية ثبوت في كاالختالف-. عنها الله رضى – عائشة وأنكرته م، عباس ابن فأثبته المعراج،

(.35/385) الفتاوى / مجموع تيمية ابن(?)1 www.alukah.net 5

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

الثاني المبحثالمخالف مع التعامل ضوابط

الضوابط تحت تندرج كتبهم في علماؤنا أودعها التي الضوابط أن بنا مر والعقدية، والفقهية، والخلقية، اإليمانية، اآلتية؛ الخمسة العامة

�ها، وإليك والمقصدية، تحتها: اندرج وما تفصيل

اإليمانية أوال: الضوابطالشرعية: الواجبات أحد النية - تصحيح1

الخير، وأفعال البر، أعمال من عليه والرد المخالف حوار إن شعر فإن الغير، رأي تصويب عند والقصد النية إخالص يجب ولهذا

وجوبا التوقف فعليه نيته؛ في لله التجرد عن بالعجز الحق طالب يحذر تيمية ابن انبرى ما وهذا طويته، وصفاء توحيده، نقاء على حفاظا

بقوله: منه الذي بمنزلة كان األرض؛ في العلو قصد مع بحق القائل تكلم لو

في المجاهدين من كان الله؛ ألجل تكلم إن أما وحمية، رياء يقاتل. (1)الرسل خلفاء األنبياء ورثة من الله، سبيل

الذهب: أو العين بماء يكتب أن حق كالم في قائال وأضاف فتجده هوى، ذلك في له صار معه الحق أن يعتقد ممن كثيرا إن

هي الله كلمة تكون أن يقصد وال رياسته، وتعلو جاهه، ينتصر أن يحب معذورا مجتهدا كان وإن خالفه، من على يغضب أنه ذلك وداللة العليا،

في سيئا جاهال كان وإن يوافقه عمن ويرضى عليه، الله يغضب ال ورسوله، الله يحمده لم من يحمد أن إلى يفضي هذا وصنيعه قصده،

على للناس ومعاداته مواالته وتصير ورسوله، الله يذمه لم من ويذم يطلبون ال الذين الكفار حال وهذا ورسوله، الله دين على ال نفسه هوى

!(2)أهواءهم إالقائال: الغزالي تحدث هؤالء وعن غرضه أن ويزعم يخلص، لم وهو اإلخالص على يحث أحدهم تجد

على وصلحوا عليه، الخلق أقبل من أقرانه من ظهر ولو الحق، إصالح بعض على إليه المترددين من أحد أثنى ولو وحسدا، غما لمات يديه؛

!(3)إليه الله خلق أبغض لكان أقرانه

لسان: أي وعن مكان كل في الحق عن - ابحث2(.28/235) الفتاوى / مجموع تيمية ابن (?)1(.5/175) النبوية السنة منهاج/ تيمية ابن (?)2(.3/396) الدين علوم / إحياء الغزالي(?)3

 www.alukah.net 6

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

دالئل ومن الحق، إلى الوصول يهمه وحق، دين طالب العلم طالب إنج� أبدا يعنى ال أنه صدقه �خ�ر� غيره، لسان على أو لسانه على الحق أ

أي قبل ربه يدعو الشافعي اإلمام جعل ما وهذا عدوه، كان لو حتى�ظه�ر� أن مناظرة !! خصمه لسان على الحق ي

على يدله حسنا سبيال الفروعي االختالف من يتخذ العلم طالب إن العلم، أهل أقوال من المنتخب الراجح إلى بيده ويأخذ والهدى، الحق في الغزالي اإلمام قال كما شأنه قيم: بديع كالم

فال ضالة، كناشد الحق طلب في يكون أن للمخالف ينبغي يعاونه، من يد على أو يده على الضالة تظهر أن بين يفرق

معه يبحث الذي رفيقه ويرى يسانده، لمن ويفرح يسر بل ظهر إذا شكره في يبالغ بل عدوا، ال حبيبا خصما، ال معينا! الصحابة مشاورات كانت وهكذا يديه، على الحق له وبينت مسألة، - في عنه الله - رضي عمر على ردت امرأة فهذه امرأة قائال: أصابت فهتف خطبته، يلقي الناس من مأل في وهو الحق

!!(1)عمر وأخطأ يا كذلك فقال: ليس فأجابه، - مسألة عنه الله - رضي عليا رجل وسأل

أنا، وأخطأت أنت أصبت فقال: لقد وكذا، كذا ولكن المؤمنين، أمير ذي كل وفوق !! عليم علمالشلي: نوار الدكتور يقول

عارفا وكان ما، موضوع في اإلسالمي عالمنا في تخصص باحثا أعرف كتبا، فيه ونشر البحوث، من مجموعة فيه له صدر وقد تفصيالته، بأدق أكثر وعلى جهة، من أكثر من مجاله في بتبريزه الشهادات جاءت حتى بعناوين وتقدم موضوعه في الجهات إحدى استكتبت وحين لسان، من

!! لبحثه مشابه عنوان قبل الذي الوقت في مشروعه، رفض بحثيه إال وراءه ليس الصنيع هذا أن صاحبنا تأكد حتى قائما الرفض وبقي

علمه، لهم يكون أن الممكن من كان وقد الرأي، في الخالف.(2)رأيه عليه أو له ويكون

أنفسكم: تزكوا - فال3 من كان إن رأيا ويرجح المسألة يبحث أن بعد العلم طالب إن

بل بالتجريح، ويبدأ غيره وبخطأ بصوابه يقطع أال عليه الترجيح؛ أهل ونسبة وحكمك، لفهمك يسيرة ولو الخطأ من نسبة تق�در� أن األكمل

على القاطع الدليل لديك ليس إذ لمخالفك، الصواب من قليلة ولوترجيحه. وخطأ ترجيحك صحة

(.1/44) الدين علوم / إحياء الغزالي(?)1(.112معاصرة" ص) "رؤية الفقهي الفكر إصالح (?)2

 www.alukah.net 7

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

الحنفي: نجيم ابن قال أن علينا يجب الفروع؛ في مخالفينا ومذهب مذهبنا عن سئلنا إذا إنا

ومذهب الخطأ، يحتمل صواب مذهبنا إنبقولنا: نجيب صح لما القول قطعت لو ألنك ؛الصواب يحتمل خطأ مخالفينا. (1)ويصيب يخطئ المجتهد قولنا: إن الفضل ورزقه بالحكمة، عليه الله من الذي العلم طالب إن بل

المسألة في له ويثبت عذرا، له ويلتمس مخالفه، يرحم تلفاه والرحمة؛ من يكون أن أخشى فهذا غيره، ويجرح بمذهبه، إال يعتد ال من أما أجرا، بن الله عبد قاله لما النفاق؛ درك في الواقعين األخالق، سيئي

المبارك:! الزالت يطلب المنافق وإن المعاذير، يطلب المؤمن إن

البشرية: بطبيعتك الشرعية المسائل تصبغ -ال4 الطبع، بارد والغضب، االنفعال بطيء الحق طالب يكون أن يحصل

جدار على يتكأ يتكلم، ال ساكت وهو أمامه لتنتهك الله حرمات إن حتىيديه. على الدين معالم تضيع حتى الدعوة، في الحكمة

المعاكس: االتجاه وفي مع الشدة إلى يميل الطبع، حاد الغضب، سريع يكون أن يحصل

شدته يجعل ثم الدين، بصبغة الخالفية المسائل يصبغ ثم المخالفين، وسواس من أوتي أنه يعلم وال ضدها، من وبراء الله، لشريعة والء

طاعات من طاعة والشدة السكوت في عادته له صور الذي شيطانهاإلسالم.

حيث يقدم أن فينبغي الخ�طين، هذين بين فهي الراجحة التصرفات أما حكيمة، رجاحة في اإلحجام، يطلب حيث ويحجم اإلقدام، يطلب

رجيحة. وحكمة

: المسلمين جماعة على - الحرص5 الهدى وطالب واحدة، وأسرة واحدة، كنفس العباد جعل الله إن كان لو فكيف المسلم، حرمة تقرير على الله خلق أحرص هو والحق على أجرين له الله كتب معه، الحق إلى الوصول في مجتهدا يعامل

اجتهاده؟!! على خطئه عند أجرا أو صوابه، له، الله غفر الذي مخالفه وبين بينه اإلخاء يمزق أن يهنأ كيف ثم ابن حذرنا وقد عليه، لسانه يسلط راح وربما ومثوبة؟ أجرا ومنحهبقوله: هذا مثل من القيم

(.1/381) والنظائر األشباه/ نجيم ابن (?)1 www.alukah.net 8

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

أكل من واالحتراز التحفظ عليه يهون اإلنسان أن العجب ومن المحرم، والنظر الخمر، وشرب والسرقة، والزنا، والظلم، الحرام، أعراض في يمضي لسانه بل ،لسانه حركة من التحفظ عليه ويصعب !!(1)يقول ما يبالي وال واألموات األحياء

وما االختالف، وقوع في الشريعة مقصد ف�قه� ما هذا يفعل فالذي العباد، بين والتوسعة والرحمة األلفة إحقاق في االختالف فضل عرف

فضيلة إثبات في مخالفه وبين بينه كراهية يؤسس أحيانا تجده بلك في فيقع وسنة، وعظ وقد وإحسان، استحباب أجل من الحرام، د�ر�

تيمية ابن هذا قال: حين رائع بكالم الدين، أصول من واالئتالف بالجماعة االعتصام إن في يقدح فكيف الخفية، الفروع من فيه المتنازع والفرع؟!!(2)الفرع بحفظ األصل

بترك القلوب هذه تأليف إلى يقصد أن للرجل يستحب بل من أعظم الدين في التأليف مصلحة ألن ؛المستحبات هذه

- وسلم عليه الله - صلى النبي ترك كما ،هذا مثل فعل مصلحة ابن أنكر وكما ،القلوب تأليف من إبقائه في رأى لما البيت بناء تغيير

الصالة إتمام- عنه الله - رضي عثمان على- عنه الله - رضي مسعود !(3)شر الخالف:وقال خلفه صلى ثم السفر في

بقوله: ذلك من أبعد إلى ذهب بل ه�ك�ر�ت�ف يستحبونه ال والمأمومون شيء استحباب يرى اإلمام كان ولو

!(4)أحسن قد كانل ؛واالئتالف االتفاق ألجل

: الجدل ال العمل، همك - ليكن6 أعالم من كان علم بما عمل إن وزيادة، عابد العلم طالب إن األئمة ذكر تعالى الله رفع يقول: ما العلماء بعض سمعت وقد العبادة، كل فعلم لربهم، تقواهم مع علمهم لتساوي إال األربعة األعالم إمام

!! يجادل تراه ال ولهذا ليعمل، إال تعلم فما تقواه، قدر على بعضهم: إنه قال بل النفاق، بقايا من الجدال العلماء: إن قال

كالم يكون أن ينبغي فال عمله، قل جدله؛ كثر من وكل كله، النفاق اآلداب كعلوم عليه؛ المتفق من أكثر الخالفيات في العلم طالب

والسيرة. والتفسير والعقيدة، واألخالق

(.1/111) الكافي الجواب/ القيم ابن (?)1(.2/109) الكبرى / الفتاوى تيمية ابن(?)2(.1/21) الفقهية النورانية القواعد/ تيمية ابن(?)3(.22/268) الفتاوى / مجموع تيمية ابن (?)4

 www.alukah.net 9

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

فهذا به، ليعمل الحق يقتنص غيره مع خالفه عند المرء أن والمقصود أقوال ثمانية إلى المسائل بعض في أقواله وصلت الذي أحمد اإلمام كتبت ماقال: ثم حديث[، ]مليون حديث ألف ألف يحفظ كان

- وسلم عليه الله - صلى النبي أن بي م�ر حتى ،به وعملت إال حديثا!! دينارا الحجام وأعطيت فاحتجمت دينارا، طيبة أبا وأعطى احتجم الغار - في وسلم عليه الله - صلى النبي مبيت تلميذ: وحديث له فقال إلى ذهبت القرآن، بخلق القول فتنة اشتدت لما قال: نعم، ثالثة، أيام - صلى الله رسول سيدنا لسنة إعماال فيه وبت كذا، جبل في كذا غار- !!! وسلم عليه الله

ة ثانيا: الضوابط الخلقي: واالختالف الخالف في اإلسالم بأدب - االلتزام1

وصية هذا في ألبنائهم اآلباء وصية من بصري آنسه ما أجمل إنلولده: قال حيث رويم!! دقيقا أدبك فاجعل ملحا؛ وعملك علمك كان إذا بني يا

بقوله: ذلك العنبري زكريا أبو علل كالروح علم بال األدب وإن حطب، بال كالنار أدب بال العلم إن

!! جسد بال العلم صاحب ومصير سريعا، للزوال آيلة حطب بال النار أن ذلك

الروح مخاطبة عن معه تعجز جسد بال الروح وأن قريبا، الزوال أدب بال علم، سانده لو ما بقدر منه يستفاد ال األدب أن يعني مما وحدها،.(1)فهم وصحة بابا األدب جعلوا الحديث علماء أن أذهلني ما أكثر أن تعالى الله ويعلم

يفقه ال العلم أهل عليه درج إشارة وهذه ،(2)الحديث علوم أبواب منبفضله. الله اختصهم الذي األلباب أولو إال مراميها

عوامة: محمد الشيخ قال�لسن على شاعت التي الكلمات من فاز من فاز المربين: ما علمائنا أ كنا قال: مما ! ثم األدب بسوء إال سقط من سقط وما باألدب، إال

�م" بكلمة مررنا إذا أننا شيوخنا على قراءتنا حين عليه نؤدب "اعل�م" لئال نقرؤها !!(3) أمر صيغة ألستاذه التلميذ مخاطبة في يكون "ليعل

أعظم من كانت الخلف؛ بها عمل إن السلف، أخالق والله وهذه ورقة الطوية صفاء من فيها لما العبد، على الله يمنها التي النعم

وبينهم.. بيننا الفرق لتدرك اآلتي المشهد تتأمل أن ولك القلب،(.76) ص والدين الدنيا مسائل في االختالف / أدب عوامة محمد (?)1(.76) ص نفسه / السابق عوامة محمد (?)2(.192) ص / السابق عوامة محمد (?)3

 www.alukah.net 10

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

مالك: اإلمام قال له: أين فقيل الطائي، قال: حاتم سيدكم؟ خارجة: من بن أوس سئل الطائي: من حاتم سئل ! ثم له خادما أصلح قال: ال منه؟ أنت

أصلح قال: ال منه؟ أنت له: أين فقيل خارجة، بن قال: أوس يسودكم؟ !!(1)له مملوكا أكون أن

األرحام قرابة اللبيب عند دونها تقصر اآلداب وقرابةهاتفا: وفينا ناصحا، لنا يقول إذ مروان بن الملك عبد الله ورحم

وإن ماال، لكم كان إليه احتجتم إن فإنكم األدب بطلب عليكم!! جماال لكم كان عنه استغنيم

إلى حاجته من أبلغ األدب إلى العلم طالب حاجة أن والمقصودف�س، لنا يكون أن يصلح الذي الرصين القيم الكالم وتأمل الندره: لله فقال اآلجري اإلمام لنا بثه ،حياة منهج

وأنا المخطئ أنت تكون أن وقصدت ناظرتك إن الله يرضاه ال لخلق وإنه فعله، علينا حرام هذا فإن المصيب؛

مناصحة، نتناظر وإنما هذا، من التوبة علينا وواجب منا، ينكشف أن مرادي ويكون السالمة، يطلب من تكلم ونتكلم

على لك ينكشف أو قولك، إلى فأصير الحق؛ لسانك على لي والسنة الكتاب يوافق مما قولي إلى فتصير ؛الحق لساني

المناظرة هذه عواقب تحمد أن رجوت مرادنا هذا كان فإن ،واإلجماع.(2) للصواب ونوفق

خالفك: من وأنصف عدال - كن2 من أي: تعطيه النص�ف، نفسك من تعطيه بأن المخالف إنصاف يحصل علم، من معه بما باالعتراف يكون وهذا ،(3)لنفسك تعطيه كالذي الحق

يحتمل. ال ما كالمه تحميل وعدم صواب، من معه وما رد العادلين أعدل أن ترى أال واإلنصاف، العدل وجوب في ريب وال

،تؤمنون ما قليال شاعر بقول هو وما}بقوله: قريش كفار فريةرون ما قليال كاهن بقول وال لهم فأثبت[41،42 ]الحاقة:{تذك

لألصنام عبادتهم تمنع ولم قليال؟ كان وإن والتذكرة اإليمان من جزءا! يسيرا كان وإن عليه هم الذي الخير بيان منفين }ويلوعال: جل الله قال وقد على اكتالوا إذا الذين ،للمطف

يخسرون{ وزنوهم أو كالوهم وإذا ،يستوفون الناس[3-1]المطففين:

149 السنة ميزان في االختالف / ضوابط شعبان الله عبد (?)1(.1/44) لآلجري العلماء أخالق/ اآلجري(?)2(.9/332) العرب منظور: لسان ابن (?)3

 www.alukah.net 11

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

المكاييل في أشياءهم الناس يبخسون لمن الوعيد هذا كان فإذا يكون قد المعنوية حقوقهم في الناس بخس فإن الحسية؛ والموازين

والعدل إنصافهم وجحد وتنقيصهم، كاحتقارهم إثما؛ وأكثر قبحا، أشد مبعوثون أنهم يتذكروا أن هؤالء وعلى معهم، يقوم يوم عظيم، ليومالعالمين. لرب الناس لما األنصاري الله عبد إسماعيل أبو اإلمام قال اإلنصاف هذا وألجل رافضي الحديث، في إمامفقال: الحاكم عن طاهر ابن سأله

! خبيث اللهبقوله: هذا على الذهبي اإلمام عقب واإلنصاف العدل في وزيادة!!(1) فقط شيعي ولكن برافضي ليس اإلنصاف، يحب العزيز عبد المدينة في العلماء أشهر من كان مالك اإلمام زمن وفي

ابن لسان وكان حازم، أبي بن العزيز عبد وتلميذه الماجشون، بن تلميذه: قد له قال السفر أراد لما أنه إال مالك، على شديدا الماجشون

أتعلم برجل تأمرني أن فأحب ناحيتك، إلى وانقطاعي لك، ودي علمت أنس بن كمالك أحدا أعلم له: ما فقال المدينة، خارج وأنت وألزمه منه

! له: إن فقال التباعد، من تعلم ما وبينه وبيننا به تأمرني له: كيف فقال لتنتفع لنفسك تلزمه كنت وإن كرامة، وال فال، لنفسه تلزمه إنما كنت !!!(2)فالزمه منه؛ وتتعلم دينك في

هام: كالم بقوله: الشلي نوار أمامة أبو الدكتور يتساءل راح الضابط هذا وألجل

في له المخالف فضل في يكتب أن اليوم أحد يجرؤ هل؟!الرأي

من بفضل يعترفون كانوا أنهم الصالح سلفنا تراث في نجد قال: إننا ثم الله يمتعه وأن البقاء بطول لمخالفهم يدعون بل الرأي، في خالفهم

! ميتا كان إن عليه ويترحمون حيا، كان إن به ويمتع ومالك حنيفة أبي الثالثة؛ األئمة فضائل في يكتب البر ابن فهذا

! المذهب مالكي وهو والشافعي كتابه وكتب عنه للذب السيوطي انبرى حنيفة أبي في الناس وقع ولما

شافعي " والسيوطيحنيفة أبي بمناقب الصحيفة تبييض"! المذهب

الرافضة كان فقد والرافضة، الشيعة بين قديما يفرقون والمحدثين الفقهاء من أئمتنا كان (?)1 يكونوا فلم الشيعة أما ذلك، وغير ،م وعمر أبي الشيخين إمامة يرفضون كانوا ألنهم شرا؛ أشد

أبعد لما واحدة لعملة وجهان قائل: هم قال لو بل روافض، الشيعة فأكثر اليوم أما كذلك،أعلم. النجعة. والله

(.99) ص والدين الدنيا مسائل في االختالف / أدب عوامة محمد(?)2 www.alukah.net 12

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

ه الشافعي إن بل يدور والسنن: العلم األحكام ذكر لما يقول كان نفس� !(1)سعد بن والليث عيينة، ابن وسفيان أنس، بن ثالثة: مالك علىالبهية؟ والمواقف الزكية، النماذج هذه ندرت : لمسائل سأل فإن

لك.. بين الذي تعالى الله رحمه الشوكاني اإلمام بلسان أجبتكاإلنصاف: انتفاء أسباب

في والوقوع ،اإلنصاف دائرة عن الخروج باسبأ من أن يرى فإنه بمذهب أهله تمذهب بلد في العلم طالب ينشأ أن التعصب موبقات

واقتدوا معين، ولم اإلسالم، بالد عم الذي الداء وهذا مخصوص، بعالم ال وقد الكبيرة المدينة في منهم الواحد يوجد قد أفراد إال عنه يخرج! يوجد وأن الشريعة، هي أنها اعتقدوا حتى المذاهب هذه ألفوا هؤالء أن ذلك

اعتقادهم وتم المؤمنين، لسبيل مباين الدين، عن خارج عنها خرج ما وأهل والبدعة، والضالل الخطأ على غيرهم وأن الحق، على أنهم

ذلك. بمثل يقابلونهم اآلخر المذهب ال ما على يعمل أو ،بخالفه يفتى العلماء من اعالم سمع إن ولهذا

إذا هذا ،البدعة إلى الدعاة ومن ،الضالل أهل من أنه اعتقد ؛يوافقه فعله ذلك من تمكن فإن ،لسانه أو ،بيده به الضرر إنزال عن عجز

صحائف في ويدخره ،الله إلى به يتقرب ما أعظم من أنه امعتقد! حسناته

حد إلى يخالفه لمن معاداته في يبلغ أن التعصب به بلغ من شاهدنا وقد بأن المغرور المخدوع علم ولو ،والنصارى لليهود وتهاعد به يجاوز ضل الذين ،أعماال }األخسرين من وأنه وبال وعمله ،ضالل سعيه

يحسنون أنهم يحسبون وهم الدنيا الحياة في سعيهم ،نفسه قدر جهل لكنه ،غوايته عن ألقصر ؛[103،104]الكهف:صنعا{ ،األمر فتعاظم فيه، هو ما فساد إلى تنبيهه يتم لم ثم ،سعيه وخسران

.(2)الضررو البالء وعم في الزلة أو للحق، العودة من العلم طالب : حرجاألسباب ومن

من المسألة أدلة يعتمد أو وشهرة، علما، أقل هو من مع المناظرةوغيرها. المخالف، أدلة استبعاد سيتم وعندها المذاهب، كتب العلمية المناظرات في حضور له من قدره يعرف نفيس قيم كالم وهذا

الجادة.

قائله: مع ال القول مع - تعامل3

(.114-113) ص الفقهي الفكر إصالح (?)1(.42،41) ص الطلب / أدب الشوكاني (?)2

 www.alukah.net 13

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

بحثه صدقه وأمارة والهداية، الحق إلى الوصول العلم طالب ضالة إنيقول: إذ الشوكاني اإلمام در ولله قائله، عن ال والدليل القول عن فإن قال، من إلى ال قال ما إلى ينظر الذي هو المجتهد إن

سوى ألمر ال قدر جاللة له من متابعة إلى تنازعه وجدته العصبية، عروق من عرق فيه بقي قد أنه فليعلم ذلك؛

!(1)التقليد شعب من وشعبةالشنقيطي: األمين محمد الشيخ قال الذهبية المشكاة نفس ومن لمذهب تعصب غير من بالدليل لنا ظهر ما نرجح إننا

إلى ال القول إلى ننظر ألننا معين؛ قائل لقول وال معين، ترى أال حقيرا، صاحبه كان ولو حق الحق أن فمعلوم قائله،

الله دون من للشمس تسجد كونها حال في سبأ ملكة أن يكن ولم فيه، الله صدقها حقا كالما قالت لما وقومها هي

؟!! (2)قالته الذي الحق في تصديقها من مانعا كفرها يتمكن لم بعد الهروي خطأ بين لما القيم ابن بمقال أعجبت وقد

فقال: له، تأويل إيجاد من أبى قدو منه، إلينا أحب الحق ولكن حبيبنا اإلسالم شيخ

ال الذي المصدوق الصادق لغير العصمة ثوب يكسو أن الله ،ومعنى الفظ الباب هذا في أخطأ وقد ،الهوى عن ينطق

البدع أهل وجهاد المنكر عن والنهي بالمعروف باألمر سيرته كانت وإن الله نصرة في المشهورة المقامات وله ،غبار فيها له يشق ال

!(3)ورسوله أهل اتفقحزم: ابن قاله ما بإيراد فأكتفي القول؛ صاحب أما

في المجتهدين عن محطوط اإلثم أن على المسلمين من الحقنحن؟! نؤاخذه فكيف ،(4)الشرعية األحكام

الحق: قبول على النفس - توطين4 من وأراحه وجدها لمن شاكرا يرجع ضالة، كناشد العلم طالب إن

الصالح. سلفنا عليه كان ما وهذا البحث، عناء ،فيها فغلط مسألة عن العنبري فسألت جنازة في كنامهدي: ابن قال

ا إذ:قال ثم رأسه طرقأف ؟وكذا كذا فيه أتقول الله صلحكأ :له فقلت أكون أن من إلي أحب الحق في اذنب أكون أنل ،صاغر وأنا رجعأ

!(5)الباطل في رأسا(1/154) الطلب / أدب الشوكاني (?)1(.1/6) البيان أضواء / مقدمة الشنقيطي (?)2(.3/394) السالكين مدارج/ القيم ابن(?)3(.1/422) القرآن أصول في اإلحكام/ حزم ابن(?)4(.7/7) التهذيب تهذيب/ حجر ابن (?)5

 www.alukah.net 14

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

مالك عند يقول: كنت عمي وهب: سمعت بن الرحمن عبد وقال على ذلك ليسفقال: الوضوء، في الرجلين أصابع تخليل عن فسئل سنة، ذلك في عندناله: فقلت الناس خف حتى قال: فتركته ،الناس وما ،حسن الحديث هذا نإقال: بحديثها، فأخبرته هي؟ ما فقال

بتخليل فيأمر سألي ذلك بعد سمعته ثم ،الساعة الإ قط به سمعت !!(1)صابعأال

الغزالي: عنهم قال ممن نكون أن وإياك الله وأعاذني الحق اتضح إذا أحدهم وجه يسود كيف اليوم زمانك مناظري إلى انظر بأقصى مجاحدته في يجهد وكيف ؟به يخجل وكيف ؟خصمه لسان على

.(2)؟عمره طول أفحمه من يذم وكيف ؟قدرته

للضرورة: إال المعلن الحوار عن البعد - وجوب5 االنقياد دون أقوالهم على يصرون أهله يجعل ما كثيرا العلني الحوار إن

ويزرع الخالف، يعمق مما وهذا السماء، كشمس وضوحه بعد للحقبقوله: هذا من الشوكاني حذر وقد البغضاء،

بالمتردية يجيء حتى قوله، تنصر أدلة عن يبحث من تجد ما وكثيرا على وهو والنطيحة، من نوع وهذا اآلخر، الجانب في الحق بأن علم

كان إذا سيما وال ،اإلنصاف أهل من كثير فيه يقع اجد دقيق التعصب أندر في إال الحق إلى المبطل يرجع ال وأنه ،الناس من بمحضر.(3)العلم أهل ومجامع ،الدرس مجالس في هذا وقوع وغالب ،األحوال

تنقيصه: وعدم المخالف احترام - وجوب6 ملحا؛ وعملك علمك كان إذالولده: رويم وصية بنا مرت

المخالفين قلوب في استقر إن األدب أن ذلك ؛دقيقا أدبك فليكن العلم أهل أقوال من والراجح يقصدوا، الذي الحق إلى وصولهم تيسر� إن أما ينشدوا، الذي القلوب، وعميت النفوس، نفرت األدب فقد

الغزالي منه حذر ما وهذا ،(4)الفوائد أبواب وانسدت الخواطر، وخمدتبقوله: نفيسات بكلمات

بعين المخالفين إلى ينظرون أنهم السوء علماء آفات من إن جاءوا ولو إليه، نسبوا بما التمسك في غرضهم يقوى فعندها االزدراء،

معرض في ال الخلوة في والنصح والرحمة اللطف جانب من في وقعوا حتى تعصبوا لكنهم لنجحوا، والتحقير التعصب ذبا سموه ثم عادة، لهم التعصب صار حتى الخصوم، شتيمة

(.1/31) والتعديل الجرح/ الرازي (?)1(.1/44) الدين علوم / إحياء الغزالي (?)2(.1/89) الطلب / أدب الشوكاني(?)3(.3/379) والتحبير التقرير/ الحاج أمير ابن (?)4

 www.alukah.net 15

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

هالك التحقيق على وفيه ،المسلمين عن ونضاال الدين، عن.(1)النفوس في البدعة ورسوخ الخلق

رأيت مايقول: إذ الشافعي تلميذ الصدفي يونس الله ورحم فأخذ ولقيني، افترقنا، ثم مسألة، في ايوم ناظرته الشافعي، من أعقل نتفق لم وإن اإخوان نكون أن يستقيم أال موسى، أبا قال: يا ثم بيدي،

؟!! (2)مسألة فيبقوله: عوامة محمد الشيخ عقب رحم زال وما مسألة، كل في اختلفا بل مسألة، في يتفقا لم إنهما

.(3)إخواننا مع صفونا الخالف يعكر أن ينبغي فال بينهما، العلم

االستقراء: بعد إال أحد على الحكم إصدار - عدم7 القضاء، منصب في مخالفه على الحكم يصدر الذي الشخص إن

منه عليه المحكوم قول وسماع البينة، بقيام حكمه يتأيد أن بد فال المخالف يقول فقد وأشرطته، كمصنفاته عنه ينوب من أو مباشرة،

يبين ما نجد أقواله عموم إلى بالعودة لكن المخالفة، ظاهره قوالالمخالفة. من وسالمته مراده، حقيقة

في تيمية ابن قال نفيس: كالم هاهنا كالمه ويؤخذ ،ببعض بعضه المتكلم كالم يفسر أن يجب

على يستعان مما فهذا اللفظ، بذلك وإرادته عادته ما وتعرف ،وهاهنا إلى الغلط نسبة البين التقصير من فإن مراده؛ معرفة

أحسن على وجريانه كالمه، تصحيح إمكان مع المتكلم بالغلط المتعارضين الموضعين أحد يعتبر ثم ،الناس كالم أساليب

اآلخر.. دون تقتضيه وما كالمهم، به فسروا لما مراجعة غير من اإلطالقات أخذ أما

على المخالف كالم حمل تم لو وبهذا قبيحة، مذاهب إلى يجر أصولهم وترك متناقضا، كالمه يجعل بحيث يريده، أنه عرف الذي المعنى خالف ،موضعه عن لكالمه تحريفا هذا فإن كالمه؛ سائر يناسب ما على حمله.(4)عليه اوكذب ،لمقاصده اوتبديل

!! اإلمام هذا من الكالم هذا أنفس : ماقلت لرأينا اآلداب هذه إلى صاروا والحق العلم طلبة أن لو تعالى الله ويعلم بركات لنا ولحصلت حولنا، من والناس أهلينا، وعلى علينا، العلم بركة الله بفضل مهدين، هداة متآخين، إخوة ولصرنا واألرض، السماء منالعالمين. رب

(.1/40) الدين علوم / إحياء الغزالي(?)1(.10/16) النبالء أعالم / سير الذهبي(?)2(.82) ص والدين الدنيا مسائل في االختالف / أدب عوامة محمد (?)3(.4/44) الصحيح الجواب (،2/512) المسلول ( الصارم4/301) الكبرى / الفتاوى تيمية ابن (?)4

 www.alukah.net 16

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

النقد: أو الرد في التجاوز من - الحذر8ج� أمر المخالف على الرد إن إلى اإلسالم صدر من العلماء عليه د�ر�

جعل وقد التعدي، في اللوم لكن لوم، وال فيه ذم ال أمر وهذا اليوم، خاصم وإذاالمنافق: " أمارات - من وسلم عليه الله - صلى النبي يقل، لم ما للمخالف نسب وربما ينتصر، كي يفجر أنه ذلك "؛فجر

ابن قال حتى المنافقين، صنيع وهذا يحتمل، لم ما كالمه وحملأحالها: وما أبهاها ما كلمة المبارك

!! الزالت يطلب والمنافق المعاذير، يطلب المؤمنقلت:

االلتزام أهل بعض أرى وأنا األسف بي ويعصف أحيانا الكآبة تغشاني النصح بحجة والتشويه، الذم سيول لسانه من وتنهمر بالخصام، يطفح

به يتكلم الذي المستوى من بالذهول أصبت أني الله ويعلم والتوجيه، الفضل أهل بمنهج إطالقا يليق ال والذي أقرانهم، في العلماء بعض

كان ما - الذي وسلم عليه الله - صلى النبي هدي هو وال والرحمة،بذيء. وال فاحشا وال ،طعانا وال لعانا

سمعت، ما وأخفي قرأت، ما أكتم أن عندئذ واضطررت قاعدة: كالم على الالمعة، األسماء لهذه ودي على وأبقى

! يروى وال يطوى األقران

فيه: المختلف في والتسامح عليه، المتفق في - التعاون9 بين مسألة كل في النزاع نحرر أن الفقهية دراستنا في اعتدنا

الخالف مواطن ثم االتفاق، مواطن ببيان وذلك فيها، التفصيل يدي من فعندنا واالجتهادية؛ الخالفية المسائل في اختلفنا إن فنحن فيها،

ويوفقنا. يوحدنا ما عليها والمجمع عليها المتفق المسائل وابن الخطاب بن بعمر سمع إن المرء أن تعالى الله ويعلم

مائة في اختالف بينهما أن ليعجب بينهما األخوة وروعة م مسعودتعالى. الله رحمه القيم ابن ذكر كما مسألة

تجد والخالفية االجتهادية المسائل في المختلفين بين التأمل وعند ومسائل واإلسالم، اإليمان وأركان الدين أصول في يتفقون أنهم

نهجر أن ينبغي فال الفروعية المسائل من وكثير واإلجماع، االتفاقالمسائل. بعض في وتباين الوسائل، اختالف أجل من بعضنا

للنزالء المحاضرات من مجموعة ألقي أن تعالى الله شاء وقد مرارا: أين قلبي صدح منهم عدد إلى استمعت وبعدما السجن، في

وينتظرون اإلسالم، يحبون الذي هؤالء من تعالى الله إلى الدعاةرجاله؟

 www.alukah.net 17

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

القضايا في الثانوية لطلبة المحاضرات عشرات ألقيت إني ثم ترجو التي الخطية الرسائل من الكبير الكم وهالني الدقيقة، الشبابية

يجدون ال وأنهم ذنوبهم، من والمتابة مشاكلهم، في نساعدهم أن منا ثانيا قلبي فصدح اإلحسان، ورحابة اإليمان، واحة إلى بأيديهم يأخذ من

رأوا لو العلم طلبة أن أقسمت وعندها هؤالء؟ من نحن وألفا: أين وثالثا في الخوض ولتركوا به، تسربلوا الذي الحرمان قدر لعلموا رأيت ما

كدعوة عليه؛ المتفق ونهارا ليال وانهمكوا الخالفية، التفاصيل من كثيرجالله. جل الله إلى وفتياتهم المسلمين شباب

األخالق، وساحة التوحيد، ساحة واسعة، عليه المتفق ساحة إن بهذا انشغلنا فلو الوعظ، وساحة واالجتماعية، التربوية القيم وساحة في للعراك وقت معه يبقى فلن الكبيرة باألمور اشتغل من أن لعلمنا

! اليسيرة المسائل في بالجدل جالسه يشغل� أن العلم طالب على العار من إن أصاب، لمن أجرين عن فضال فيها أخطأ لمن أجر كتب� التي المسائل نترك ثم قبله، هـ[ أو150]ت: حنيفة أبي زمن من قائم فيها والخالف

بال سكوت ونحن واإلسالم، التوحيد جوهرة صدورهم من تسرق الناسكالم.

تع�د الفقه آيات لكن نصفه، فاقت القرآن في التوحيد آيات إن في االختالف في حياتنا نمضي أن ينبغي ال أنه لنعلم األصابع؛ على

والسيرة. واألخالق العقيدة في الحديث دون الفروع، غيرك رأي على لك سلطان ال فيه المختلف إن ثم

بعضا بعضنا فليعذر لتوافقه، عليك له سلطان وال ليوافقك،.التوفيق وبالله هذا أجرا، منا للمخطئ كتب قد الله دام ما

الفقهية ثالثا: الضوابطعليه: أجمعوا فيما المجتهدين لألئمة - التسليم1

يخرج ال به جاءوا ما أن ذلك للشريعة؛ تسليم للعلماء التسليم إن ال الحق فإن عليه؛ المجمع في خاصة لها، مطابقا يأتي بل أطرها، عن

أبدا. ضاللة على األمة هذه يجمع ال الله فإن عنه، يخرج تفصيل من القرآن، مع السنة كدور السنة مع العلماء دور وإن لهم التسليم وجب ولهذا المشكل، وبيان المبهم، وتوضيح المجمل،

بقوله: عيينة بن سفيان عليه نص ما وهذا ،(1)الدليل عنا خفي وإن! الدين في سالمة للفقهاء التسليم

(.36) ص السنة ميزان في االختالف / ضوابط شعبان الله عبد (?)1 www.alukah.net 18

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

إلى بالنسبة المجتهدين فتاوى إنبقوله: الشاطبي إليه وأشار.(2)المجتهدين إلى بالنسبة الشرعية كاألدلة العوام؛

العلماء: اختالف على االطالع - ضرورة2 في العلم طلبة بين الفقهية المناظرات أكثر في ألحظ كنت

له اطالع ال لغيره المخ�طأ لرأيه المتعصب أن العلم ودروس الجامعة بأحد التهكم أرى كنت ما وكثيرا المسألة، في العلماء أقوال على

القائلين وأن الفقهاء، جمهور قول وهو للشريعة مخالف وأنه األقوالمثال. األربعة األئمة من ثالثة به

إجماع كأنه معه فيتعامل واحدا مذهبا الطالب يتقن أن ينبغي فال أفتى ولهذا المسألة، في األئمة أقوال مواجهة في يقف ثم األمة

بالفتيا. يشتغل ممن كان إن العلماء أقوال على االطالع بوجوب العلماء ،تقدم من بقول اعالم يكون نأ فتىأ لمن ينبغي: أحمد اإلمام قال.(2)يفتي فال وإال

وال ي،تفي أن االختالف يعرف ال لمن ينبغي : السالم بن يحيى وقال.إلي أحب هذا يقول أن األقاويل يعلم ال لمن يجوز

لم ومن العلماء، باختالف علما أقلهم الفتيا على الناس : أجسروقالوا العلماء من ليس وهو الفقه، رائحة يشم لم العلماء اختالف يعرفيقينا.

علما، نزداد أننا العلماء أقوال على االطالع فوائد من ولعل العذر عندئذ ونلتمس فيها، المختلف من عليها المتفق المسائل ونعرف

بقلة الجدال فيقل ،(3)المذهبي التعصب تصرفاتنا من ونبدد للمخالفين، مقررات في كما إنكاره قل الرجل علم زاد كلما أنه ذلك اإلنكار؛

! الحكماء

الخالفية: االجتهاد مسائل في إنكار - ال3جدا. نفيس ضابط وهذا

فيها ولالجتهاد إجماع وال سنة المسألة في يكن لم تيمية: إن ابن قال�ر فال مساغ؛ . (4)مقلدا أو مجتهدا، بها عمل من على ينك

قد الذي العمل يعمل الرجل رأيت إذاالثوري: سفيان وقال.(5)تنهه فال غيره؛ ترى وأنت فيه، اختلف

(.5/68) / الموافقات الشاطبي (?)2(.4/205) الموقعين / إعالم القيم ابن (?)2(.140-135) ص السنة ميزان في االختالف / ضوابط شعبان الله عبد (?)3(.6/96) الكبرى / الفتاوى تيمية ابن (?)4(.2/69) والمتفقه / الفقيه الخطيب (?)5

 www.alukah.net 19

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

وكذا العلماء، عليها أجمع التي القطعية المسائل في يكون اإلنكار إن تتحمل ال التي الصحيحة الصريحة النصوص تصادم التي المسائل

وتنكر لشرعك تنتصر فهنا شاذة، وجوه فهي حملت وإن عدة، وجوهاالدين. على المؤتمن الشريعة، حارس أنك مطمئنا

فكل والخالفية االجتهادية المسائل في أما بأدلة، تمسكوا قوم بل قولي، إلى ليتراجع عليه أنكر أن ينبغي ال فهنا السنة، نصرة غايتهم أمتع ومن عبادة، اجتهاده ألن اجتهاده؛ توقر أن األدب تمام إن والله

يقول: كان المبارك بن الله عبد أن قرأت ما وأروع وال ،به عملأ نأ رأيي من وما ،كتبهأف الحديث ألسمع نيإ

،به أحدث أن لقد :ولـأق به عمل نإ أصحابي لبعض عدة أتخذه ولكن

!!(1)ثـبالحدي لـعم

المسألة: في أجرا له وأن عنه، معفو خطأه أن على مخالفك - عامل4 الضوابط عمدة كان لما لكنه له، اإلشارة مرت الضابط هذا إن

رت عندي على أجرا المجتهد منح قد وعال جل الله أن ذلك به؛ ذ�ك وربما عنه بسكوتنا لنا مخالفته في نعذره أفال مخطئا، كان ولو اجتهاده

مصيبا؟!! اجتهاده في كان�ز�م أدب فثمة بيقين خطؤه لنا بان لو بل ه� عندئذ يلت الشاطبي نب

النفيس: بقوله عليه وذلك له؛ تقليدا بها األخذ وال جهة، من اعتمادها يصح ال العالم زلة إن

كانت فلو وإال زلة، عدت ولذلك للشرع، المخالفة على موضوعة ألنها فيها، الزلل صاحبها إلى نسب وال الرتبة، هذه لها يجعل لم بها؛ معتدا

يشنع أن وال التقصير، إلى صاحبها ينسب أن ينبغي ال أنه كما ما خالف كله هذا فإن أجلها، من ينتقص وال بها، عليه

!!(2) الدين في رتبته تقتضي ليس بتأويله معذور متأول كل إن :العلماء قال: حجر ابن وقال

.(3)العلم في وجه له وكان ،العرب لسان في اسائغ تأويله كان إذا بآثمقيم: إمام من قيم كالم في تيمية ابن وقال

قد له التارك كان وإن الصحيح الدليل نعرف أن الغرض إن فليس ،اعظيم ايقدص يكون قد بل ،الجتهاده امعذور يكون

(.1/402) الرواية علم في الكفاية/ البغدادي الخطيب(?)1(.5/136) / الموافقات الشاطبي(?)2(.12/304) الباري فتح/ حجر ابن(?)3

 www.alukah.net 20

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

كله وعمله ،اصحيح كله قوله يكون أن يقدالص شرط من.(1)سنة

�نصون� المذاهب علماء ألفيت ما وكثيرا المذاهب تقليد جواز على ي مخالفيهم أن منهم صريح إقرار وهذا الرخص، تتبع قصد دون األخرى

الحرام. الخطأ إلى الذهاب يجيزوا لم وإال المسألة، في واحد أجر لهم إنتوافقه: لم عالم فتيا على العلماء بعض بتعقيب أعجبت وقد

!! المسألة في واحد أجر له أخانا رد الفالني الشيخ له: إن يقول تلميذ جاءه لما باز بابن أجبت وقد

! مجتهد ع�الم باز: هو� ابن فقال مبتدع، وقال: إنك كذا مسألة في عليك

به: االحتجاج دون االختالف إثبات - المعتبر6 صحيح األحكام، بسببها تثبت التي الشريعة حجج من ليس االختالف إن في بالخالف يحتج ال أنه إال شركاء؛ األجر في والمخطئ المصيب أن

الخالف ومراعاةبقوله: عثيمين ابن عناه ما وهذا الفقهي، الترجيح ليست دليال .(2) األحكام به تثبت شرعيا

شرعا، تكون أن بأقوالهم يقصدوا لم العالمين رب عن الموقعين إن ثمبقوله: ذلك على تيمية ابن نبه ولهذا

من ليس الخالف فإن باطلة؛ علة بالخالف األحكام تعليل إن فإن األمر، نفس في األحكام بها الشارع يعلق التي الصفات

من يسلكه ولكن -، وسلم عليه الله - صلى النبي بعد حادث وصف ذلك.(3)االحتياط لطلب الشرعية؛ باألدلة عالما يكن لم

الشرع: منزلة اإلنسان فهم تنزيل - عدم7 يوالى دينا البشر من أحد فهم جعل جواز بعدم الشريعة علماء أفتى مع الشرعية، النصوص فهم في به يستأنس وإنما عليه، ويعادى عليه،

وسلم عليه الله - صلى ولرسوله لله به نجزم حكما ليس أنه اعتقاد الشريعة كأصول القطعية المسائل في ذلك كان إن إال اللهم -،

.(4)والدين أجرين أو أجرا صاحبها يعدم ال فهذه والخالفية االجتهادية المسائل أما

. للرب طاعة والود؛ اإلخاء ميثاق على ونبقى وعدمه، الصواب بحسب

العقدية رابعا: الضوابط(.1/282) المستقيم الصراط اقتضاء/ تيمية ابن (?)1(.1/24) المستقنع زاد على تعالمم / الشرح عثيمين ابن (?)2(.2/449) التحليل إبطال على الدليل إقامة/ تيمية ابن (?)3) ص والفرعية األصلية المسائل في المخالف مع للتعامل الفقهية / الضوابط الغامدي أحمد (?)4

125.) www.alukah.net 21

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

والمفاهيم: المصطلحات - تحديد1 تتطلب العصرية النوازل مسائل سيما ال الخالفية المسائل إن

مسائل في العلم طلبة اختلف فلكم فائقة، بعناية ألفاظها دالالت بيان غير مدلوال الكالم من فهم الكل وأن شكلي، فيها الخالف أن لهم تبين ال حتى النزاع موضوع بتحرير العلماء اعتنى ولذلك اآلخر، فهمه الذي

شيء. غير على المعركة تنصب حينا كماله وبنفي حينا، بالكفر انتفاؤه "اإليمان" يشي فمصطلح

أن دون عنده الله ذكر� لو لكن كفر، بالمالئكة اإليمان أحد أنكر فلو آخر؛.(1)إيمانه أصل ال إيمانه تمام ينتفي فهنا قلبه؛ يوجل

تاركها" وحكم الماتع: "الصالة كتابه في القيم ابن عقد ولهذا يجب التي األلفاظ من ثلة فيه يناقش له، قرأت ما أروع من فصال والنفاق والظلم والفسق وهي: الجهل فيها، الحديث قبل داللتها تحديد

أكبر، كفرا به يكفر أكبر حد له منها مصطلح كل وأن والكفر، والشرك كل على وضرب الملة، من به يخرج ال أصغر كفرا به يكفر أصغر وحد إلى الحاجة فإن ولذلك القرآن، من له أدلة كلها المصطلحات في حد إلى حاجتنا من أبلغ فيه للدماء حرمة ال الذي زماننا في الضابط هذا

ف�س والمسكن. واللباس والشراب والطعام الن األلفاظ دالالت على االتفاق العلمية المناظرات أهل أنصح لهذا

ونحوها. كالديمقراطية العصرية المصطلحات خاصة

يقطع وال الدين من اإلنسان يخرج ال واالجتهاد التأويل في - الخطأ2ينقصها: وال مواالته

لو حتى الشرعية، المسلم والية يخدش ال االجتهاد في الزلل إن فكيف اجتهاده، على أجرا وهبه تعالى الله أن ذلك زللـه، الحقا تبين

عباده؟!! تجاه بها الله أمرنا التي الوالية من نحن نحرمه العلم أهل من عنه أحفظ من كل المنذر: أجمع بن بكر أبو قال

وساعتها مسلم، فإنه الشرك من وتبرأ بالتوحيد، أقر إذا الكافر أن على الشرعية حقوقه له نثبت بل الله، إال إله ال قال عمن نكف أن يجب

الذهبي: اإلمام قال الله، سبيل في له والنصح الله، في كمواالته وال األصلي، كالكافر ليس فإنه جلت؛ وإن ببدعة كفر لو إنه بل واليوم ورسوله بالله آمن من يجعل أن الله أبى والمجوسي، اليهودي

كمن وابتدع، وضل العظائم ارتكب وإن وزكى وحج وصلى وصام اآلخر، الله إلى نبرأ كنا وإن وكفر، الشرائع ونبذ الوثن، وعبد الرسول، عاند !!!(2) وأهلها البدع من

..{. قلوبهم وجلت الله ذكر إذا الذين المؤمنون األنفال: }إنما آية إلى إشارة (?)1(.10/202) النبالء أعالم / سير الذهبي(?)2

 www.alukah.net 22

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

لم المخالفين على الكفر لفظ أطلق من أن إلى التنبيه ويجدر من صاحبه يخرج ال الذي العملي الكفر وإنما االعتقادي الكفر يقصدوا : إنهم(1)بتأويل خرجوا الذين البغاة عن م عباس ابن قال كما الملة،كفر. دون كفر على

إن هـ[: 1393]ت: الرفاعي الكريم عبد دمشق شيخ قال ولهذا!! الصغار سم الكبار طعام

اطلع إذا مراميه، يفهمون بكالم يتكلمون العلماء كبار أي: إن قائله يقصد لم ما منه واعتمدوا جيدا، يفهموه لم الطلبة صغار عليه

إطالقا.

السرائر: يتولى والله بالظاهر، - تعامل3 بما إال شهدنا فما به، التعامل يجوز ال مما النوايا مداهمة إن

المخالف معتقد من كان إن إال اللهم حافظين، للغيب كنا وما علمنا، بعبقريته يقول إذا تيمية ابن د�ر ولله وجوبه، أو الكذب جواز قطعا

على - يصلي وسلم عليه الله - صلى النبي كان وقدالفذة: على دليال ذلك في فكان ،ذلك عن يهن حتى لهم ويستغفر المنافقين،

واالستغفار ،عليه الصالة جازت بالباطن كافر أنه علمي لم من كل أن اكافر إليها الناس دعا ولو ،ذنوب له كان وإن ،بدعة فيه كانت وإن ،له

.امنافق كان إذا إال الباطن في - وسلم عليه الله - صلى بالرسول اإليمان قلبه في كان إن فأما

بكافر ليس فهذا ؛البدع من تأوله ما بعض في غلط أنه إال ،به جاء وما ،لألمة اوقتال بدعة الناس أظهر من كانوا والخوارج ،اأصل

بن علي ال يكفرهم من الصحابة في يكن ولم ،لها اوتكفير فيهم حكموا بل ،غيره وال- عنه الله - رضي طالب أبي

.(2)المعتدين الظالمين المسلمين في بحكمهمتيمية: ابن قول على معقبا الغامدي د. أحمد يقول�فر� من مع هذا كان فإذا في وقع من فمع دماءهم واستباح المسلمين، ك

!!(3)وأحرى آكد العلم أهل ومع أولى، باب من معصية أو خطأ

المقصدية خامسا: الضوابطالمصالح: - اعتبار1

بالكفر شرح من }ولكنتعالى: قوله تحت المتأولين عن يتحدث وهو الوزير ابن قال (?)1 أن يؤيد قال: هذا[106{ ]النحل: عظيم عذاب ولهم الله من غضب فعليهم صدرا

!!ااحتمال أو اتجويز أو اظن أو اقطع بالكفر تنشرح لم صدورهم ألن ؛كفار غير المتأولين(.1/395) الخلق على الحق إيثار/ الوزير ابن

(.7/218،217) الفتاوى / مجموع تيمية ابن (?)2) ص والفرعية األصلية المسائل في المخالف مع للتعامل الفقهية / الضوابط الغامدي أحمد(?)3

86.) www.alukah.net 23

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

الكتب، من يديه بين لما مصدق القرآن أن حدثنا وعال جل الله إن الرسل، من يديه بين لما - مصدق وسلم عليه الله - صلى النبي وأن يطمئن وهذا الطويل، الزمان عبر امتد واحد شيء اإليمان أن يعني مما

آدم وبين بينه أن ويشعر الواحدة، العقيدة بهذه تمسكا ويزيده المسلمماجدة. حميدة صلة وإبراهيم

وعليه: مصدقين والفقهاء المشايخ وعموم العلم طلبة يكون أن فينبغي

واحد كل يسلك االختالف: أن حقيقة في قلنا وقد الدين، في لبعضهم المنشد، واتفاق المقصد، اتحاد مع المخالف يسلكها التي غير طريقا

نفسه.. تزكية وعدم قوله، باحترام يكون لغيره العلم طالب وتصديق يشعر حتى له، وتأول الحق، وأبان له، اعتذر فالن قول عن سئل وإذا

العلم طالب عجز فإن نفسه، عن يدافع المتكلم الشيخ كأن المستمع كما األدب، قمة في رد الشيخ كالم لتصويب تأويل إيجاد عن العالم أو

االعتذار من يتمكن لم لما وأنه الهروي الشيخ في القيم ابن كالم بنا مر ثم ،منه إلينا أحب الحق لكن حبيبنا، اإلسالم شيخيقول: راح له

!! القول من الصواب قرر في كله والكالم وزل، وضل أخطأ وأن غيره، ويتهم نفسه، يزكي أن أما

الناس أعين من المشايخ نسقط حتى والخالفية االجتهادية المسائل الذي أعماال األخسرين من فنكون إليها، والداعين الشريعة على فنجني الله سيخرج غيره أسقط الذي هذا إن بل صنعا، يحسنون أنهم يظنون

الصادق إال الختام في يثبت ولن أيضا، يسقطه من الناس من له يتقنه ال العلم هذا الشعبي: إن اإلمام قال ولهذا الدين، على المؤتمن

! صادق إال المسلمين سيزيد فإنه الخالف، أدبيات في تعالى لله أخلص لو أما

التوفيق. وبالله هذا علمهم، في وزيادة دينهم، في رسوخا

والفعل: للقول النتائج - مراعاة2 أن فعليه الخالفية المسائل في المخالف يناظر أن الحق طالب أراد إذا

متفق على يشوش اختالف في يدخل لئال ،المآالت لفقه يتيقظ الكالم في األولوية لتحديد بابه ولوج عند الموازنة بعقد بأس وال عليه،

بأس وال المفسدتين، أفسد ونهجر المصلحتين، أصلح لنقدم عدمه؛ أو العام، لدفع الخاص الضرر وكذا األعلى، لدفع األدنى الضرر بتحمل الكبيرة، المصلحة جلب سبيل في اليسيرة المفسدة نغتفر وبهذا

سود الذي الفقه من وهذا الدائمة، المصلحة لنيل المؤقتة والمفسدة هذا ومن فتاواه، مجموع في بيانه في وصفحات صفحات تيمية ابن

قوله: www.alukah.net 24

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

فعل يكن لم أدناهما بفعل إال أعظمهما ترك يمكن ال محرمان اجتمع إذا ،واجب ترك ذلك سمى نإو الحقيقة يف امحرم الحال هذه في األدنى

.(1)يضر لم اإلطالق باعتبار امحرم افعل هذا وسمى سبيل إلى الحق إلى الوصول مقصده الذي الخالف يؤدي لئال هذا؛ قلت بينهم، المسلمات على ويشوش المسلمين، بين العداوة يؤسس منكر له انفتحت من إال بابه يقرع وال إنسان، كل يدركه ال جليل أمر وهذا

اها }وما التوفيق، أبواب اها وما صبروا الذين إال يلق ذو إال يلق.[35عظيم{ ]فصلت: حظ

والبيئات: األحوال مراعاة - وجوب3 ساحة نجعل ال وحتى وأشخاصا، وحاال ومكانا زمانا تتغير الفتيا إن البغضاء وحصول والنزاع للشقاق سبيال الرحبة الخالفية المسائل

والحال والعرف الواقع لمخالفه يراعي أن فيها للمتكلم فينبغي الذي غير معينا واقعا بفتياه المفتي يقصد فقد والسائل، لها ينتبه لم معينة بضوابط أفتى وربما مخالفه، يقصده

يفتي فقد الفضائيات، عبر اإلفتاء ظل في خاصة المخالف، لكنها فيه، يعيش الذي البلد تناسب معينة فتيا العالم الشيخ

آخر. بلد أي مطلقا تناسب ال هذا إتقان فإن وعليه؛ القبيل، هذا من العلماء في الطعن يتم ما وكثيرا

القيم: ابن قال منه، التمكن والحق العلم لطالب ينبغي ما أهم من واألمكنة األزمنة تغير حسبب واختالفها الفتوى تغير في فصل

العباد بمصالح تعنى الشريعة أن على بناء والعوائد والنيات واألحوالقال: ثم ،والمعاد المعاش في على عظيم غلط به الجهل بسبب وقع اجد النفع عظيم فصل هذا

يعلم ما إليه سبيل ال ما وتكليف والمشقة الحرج من أوجب ،الشريعة فإن ،به تأتي ال المصالح رتب أعلى في التي الباهرة الشريعة أن

المعاش في العباد ومصالح الحكم على وأساسها مبناها الشريعة.(2)كلها وحكمة ،كلها ومصالح ،كلها ورحمة ،كلها عدل وهي ،والمعاد

بقوله: القرافي عناه ما وهذا رجل جاءك إذا بل عمرك، طول الكتب في المنقول على تجمد أن إياك عرف عن وسله ،بلدك رفع على هرجت فال يستفتيك إقليمك غير من

!! كتبك في والمذكور ،بلدك عرف دون به وأفته ،عليه فأجره بلده في ضالل اأبد المنقوالت على والجمود الواضح الحق هو فهذا:قالوا!! الماضين والسلف ،المسلمين علماء بمقاصد وجهل ،الدين

(.20/57) الفقه في تيمية ابن وفتاوى ورسائل كتب(?)1(.3/3) الموقعين / إعالم القيم ابن(?)2

 www.alukah.net 25

البيان الزكي الوارف في فقه التعامل مع المخالف

بقوله: عليه يعقب فراح القرافي بكالم أعجب القيم ابن وكأن في المنقول بمجرد الناس أفتى ومن ،الفقه محض وهذا

حوالهمأو وأزمنتهم وعوائدهم عرفهم اختالف على الكتب الدين على جنايته وكانت ،وأضل ضل فقد ؛حوالهمأ وقرائن

بالدهم اختالف على كلهم الناس طبب من جناية من أعظم كتب من كتاب في بما وطبائعهم وأزمنتهم وعوائدهم

الجاهل المفتي وهذا الجاهل الطبيب هذا بل ،أبدانهم على الطب.(1)المستعان والله ،بدانهمأو الناس ديانأ على ما ضرأ

ومن األحسن، إلى الحسن من الناس بحال االرتقاء ابتغيت إن أمابقوله: الشوكاني عليه حثك ما فاسلك األكمل؛ إلى الكمال

،ومجاهرة مفاجئة وجهوهم وتصك ،بغتة الناس تأتي ال مفارقة منهم وتطلب ،اصراح انعي فيه هم ما عليهم وتنعى

سلكا بل ،احثيث اقتضاء وتقتضيه ،امضيف اطلب ألفوه ما يطلبه ما إلى القلوب جذب في المتبصرين مسالك معهم

الشرع إلى المنقادين ثواب في ورغبهم ،عباده من الله.(2) الباطل على وللحق ،الرأي على للدليل ؤثرينالم

جهة من ينكره ما ورأى مسلما مجتمعا يدخل أن لشخص قدر� لو ولهذا التورك توقيت أو الشافعي، لغير البسملة في كالجهر الفقهي الترجيح

؛(3)اإلنكار في بالتريث فعليه ديمة، الفجر في القنوت أو الصالة، في في واحد أجر مخطئين كانوا إن ولهم معتبرة، مذاهب يتبعون ألنهم

له والكل فيها، محسن كالهما يكون المسائل من كثيرا إن بل المسألة، في الحق بأن القول على هذا تعالى، الله بإذن المسألة في أجرين

أعلم. تعالى والله يتعدد، قد الخالفية المسائل

لم اللهم و�ص�ل ه�ذ�ا، �ا ع�ل�ى وبارك� و�س� دن ي �له و�ع�ل�ى مح�مد، المصط�ف�ى س� آابعين، و�ص�حبه و�الت

ب لله و�الح�مد �مين ر� الع�ال

(.3/87) الموقعين / إعالم القيم ابن(?)1(.1/66) الطلب / أدب الشوكاني (?)2) ص والفرعية األصلية المسائل في المخالف مع للتعامل الفقهية / الضوابط الغامدي أحمد(?)3

54.) www.alukah.net 26