1

منظومة التكافل في الإسلام

محمد عبدالرحمن صادق

ه الن��بي ص��لى كافل من أهم سمات المجتم��ع المس��لم؛ حيث ش��ب الت الله عليه وسلم المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم بالجس��دكاف��ل في ا بالبني��ان المرص��وص، ومن هن��ا فالت ههم أيض�� الواحد، وشب المجتمع المسلم مثل الملاط )مؤنة البناء(، الذي يتوغل بين اللبن��اتكافل يقوي لحمة المجتم��ع المس��لم، فيقويها ويشد بعضها بعضا، والت

ويدعم أواصر الألفة والمحبة بين أفراده.كاف��ل كافل ليس له شكل معين، بل له أشكال عديدة، تبدأ بالت - والت���ا ة ومتطلب���ات المعيش���ة، منتهي كاف���ل بالعاري الم���ادي، م���رورا بالتكافل المعنوي، والتع�اون على ال�بر والتق�وى، والأم�ر ب�المعروف بالت

والنهي عن المنكر.كاف��ل الاجتم��اعي في - يقول سيد قطب رحم��ه الل��ه: "إن نظ��ام التا ك��انت ص��ورتها؛ الإس��لام لا يع��ني مج��رد المس��اعدات المالي��ة، أي فالمساعدات المالية نوع واحد من المساعدات في الإس��لام، الم��ال

مال الله، وهو وديعة في يد البشر".

2

كافل ليس مقصورا على أفراد المجتمع المس�لم فحس�ب، ب�ل - والتع أه��ل الذم��ة غ��ير المح��اربين، وغ��ير المناهض��ين تتسع مظلت��ه لتس��

للدين الإسلامي.كاف��ل بين الأجي��ال كاف��ل الزم��اني، مث��ل الت كاف��ل: من��ه الت - والت المتعاقب��ة؛ حيث إن��ه لا ينبغي أن يس��تأثر جي��ل بعين��ه بخ��يرات البلاد،كاف��ل المك��اني بين تاركا الجي��ل ال��ذي يلي��ه فق��يرا مع��دما، ومن��ه الت

أقطار الأمة الواحدة حال النوازل والكوارث والنكبات وغيرها.كافل بمفهومه الشامل والمتكامل جعل الله تعالى - ولتحقيق هذا الت له رواف��د عدي��دة؛ مث��ل: الزك��اة، والص��دقات، والم��يراث، والوق��ف، والهبة، والنذر، والكفارات، والهدايا، والأضاحي، والغن��ائم، والفيء...

إلخ.م الل��ه تع��الى - ولتطهير المجتمع والحف��اظ على ه��ذه الرواف��د، ح��رم الرب��ا، والغش، وأك��ل م��ال اكتناز المال، واحتكار الس��لع، كم��ا ح��ر

اليتيم، وهضم حق المرأة، سواء في صداق أو ميراث.: تعريف التكافل: - أولا$

يعرفه الإمام محمد أب��و زه��رة رحم��ه الل��ه في كت��اب "في المجتم��عكافل الاجتم��اعي في معن��اه اللفظي أن الإسلامي" قائلا: "يقصد بالت يكون آحاد الشعب في كفالة جماعتهم، وأن يك��ون ك��ل ق��ادر أو ذي س��لطان كفيلا في مجتمع��ه، يم��ده ب��الخير، وأن تك��ون ك��ل الق��وى الإنسانية في المجتم��ع متلاقي��ة في المحافظ��ة على مص��الح الآح��اد، ودفع الأضرار، ثم المحافظة على دفع الأضرار عن البناء الاجتماعي،

وإقامته على أسس سليمة".كاف��ل - ويعرفه الشيخ عبدالله ناصح علوان رحمه الله في كتابه "الت الاجتماعي في الإسلام" قائلا: "أن يتضامن أبناء المجتمع ويتس��اندوا فيما بينهم، سواء أك��انوا أف��رادا أم جماع��ات، حكام��ا أم محك��ومين، على اتخاذ مواقف إيجابية؛ كرعاية اليتيم، أو سلبية؛ كتحريم الاحتكار بدافع من شعور وجداني عميق، ينب��ع من أص��ل العقي��دة الإس��لامية؛ ليعيش الفرد في كفالة الجماعة، وتعيش الجماع��ة بم��ؤازرة الف��رد؛ حيث يتع��اون الجمي��ع ويتض��امنون لإيج��اد المجتم��ع الأفض��ل، ودف��ع

الضرر عن أفراده". - مما تقدم نجد المسؤولية التضامنية من الجميع وللجميع في بوتقة واح��دة؛ فالك��ل ح��ريص على تق��ديم ي��د الع��ون، واتخ��اذ المواق��ف الإيجابية التي من شأنها تحقيق النفع للجميع، والك��ل ك��ذلك ح��ريص على اجتثاث القيم السلبية التي من ش��أنها إلح��اق الض��رر ب��الجميع،

3

وبه��ذا نج��د نموذج��ا للمجتم��ع المس��لم لا يض��ارعه مثي��ل في أي منالمجتمعات الأخرى.

- ثاني$ا: منظومة التكافل في القرآن الكريم:كافل التي ذكرناها، نجد أن هناك عش��رات من الآي��ات في لأهمية التكافل، وتنظمه تنظيما دقيقا لا يترك القرآن الكريم تحث على هذا الت

للنفس أو الهوى فيه حظا ولا نصيبا. - جعل الله تعالى الإسلام شرطا لقبول النفقة؛ ق��ال تع��الى: }إن1

يئا ه ش���� ذين كف����روا لن تغني عنهم أم����والهم ولا أولادهم من الل ال��ل م��ا ينفق��ون في ه��ذه ��دون * مث ار هم فيه��ا خال وأولئك أصحاب النهم الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث ق��وم ظلم��وا أنفس��هم يظلم��ون{ ]آل عم��ران: ه ولكن أنفس�� ��ه وم��ا ظلمهم الل فأهلكت

116 ،117.]كم كنتم ل منكم إن - قال تعالى: }قل أنفق��وا طوع��ا أو كره��ا لن يتقبهم كف��روا ��ل منهم نفق��اتهم إلا أن قين * وم��ا منعهم أن تقب قوما فاس��الى ولا ينفق��ون إلا وهم ه وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كس�� بالله ليع��ذبهم به��ا ما يريد الل كارهون * فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إن

[.55 -� 53في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون{ ]التوبة: - لعظم أمر الزكاة وفضلها قرنها الله تعالى بالصلاة؛ قال تع��الى:2

اكعين{ ]البقرة: كاة واركعوا مع الر [.43}وأقيموا الصلاة وآتوا الزلاة الحات وأق��اموا الص�� ��وا وعمل��وا الص�� ذين آمن - قال تع��الى: }إن ال��ون{ هم ولا خوف عليهم ولا هم يحزن كاة لهم أجرهم عند رب وآتوا الز

[.277]البقرة: ��وم الآخ��ر ه والي ه من آمن بالل اجد الل م��ا يعم��ر مس�� - قال تعالى: }إنه فعسى أولئك أن يكونوا كاة ولم يخش إلا الل وأقام الصلاة وآتى الز

[.18من المهتدين{ ]التوبة: - وع��د الل��ه تع��الى المنفقين بمض��اعفة الأج��ر والث��واب ف��وق م��ا3

ه بيل الل ذين ينفق��ون أم��والهم في س�� ��ل ال يتوقعون؛ قال تعالى: }مثاعف ه يض�� ة والل نبلة مائة حب ة أنبتت سبع سنابل في كل س�� كمثل حب

ه واسع عليم{ ]البقرة: [.261لمن يشاء واللزق لمن يشاء من عباده ويقدر ي يبسط الر - قال تعالى: }قل إن رب

ازقين{ ]سبأ: [.39له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرلاة وأنفق��وا ه وأق��اموا الص�� ��اب الل ��ون كت ذين يتل - قال تعالى: }إن الا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أج��ورهم مما رزقناهم سر

ه غفور شكور{ ]فاطر: [.30، 29ويزيدهم من فضله إن4

ه قرضا حسنا فيضاعفه له وله ذي يقرض الل - قال تعالى: }من ذا ال[.11أجر كريم{ ]الحديد:

ه قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغف��ر لكم - قال تعالى: }إن تقرضوا الله شكور حليم{ ]التغابن: [.17والل

- جعل الله تعالى الإخلاص له وابتغاء مرضاته وعدم الرياء ش��رطا4ذين ينفق��ون أم��والهم ��ل ال لقبول الصدقة وإنمائها؛ قال تعالى: }ومث��ل ة بربوة أصابها واب ه وتثبيتا من أنفسهم كمثل جن ابتغاء مرضات الله بم��ا تعمل��ون ��ل فط��ل والل بها واب عفين ف��إن لم يص�� فآتت أكله��ا ض��

[.265بصير{ ]البقرة: اء وم��ا ه يه��دي من يش�� ��ك ه��داهم ولكن الل - قال تع��الى: }ليس عليه وما تنفق��وا تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الل

[.272من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون{ ]البقرة: ه ��ون بالل اس ولا يؤمن ذين ينفقون أم��والهم رئاء الن - قال تعالى: }وال��ا * وم��اذا اء قرين ��ا فس�� ��ه قرين يطان ل ولا باليوم الآخر ومن يكن الش��ه ��ان الل ه وك ه واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الل عليهم لو آمنوا بالل

[.39، 38بهم عليما{ ]النساء: ��المن والأذى دقاتكم ب ��وا ص�� ��وا لا تبطل ذين آمن ها ال - قال تعالى: }ياأي��ه ��وم الآخ��ر فمثل ه والي ��ؤمن بالل اس ولا ي ��ه رئاء الن ذي ينف��ق مال كاللدا لا يق��درون على كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه ص��

ه لا يهدي القوم الكافرين{ ]البقرة: [.264شيء مما كسبوا والل - من رحمة الله تعالى أنه لم يلزم الفقراء وذوي الأع��ذار بالنفق��ة5

عفاء ولا أسوة بغيرهم من الميسورين؛ قال تع��الى: }ليس على الض��حوا ذين لا يجدون ما ينفق��ون ح��رج إذا نص�� على المرضى ولا على اله غف�ور رحيم * ولا بيل والل نين من س�� وله م�ا على المحس� ه ورس� للوا ��ه تول ذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أج��د م��ا أحملكم علي على ال

،91وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يج��دوا م��ا ينفق��ون{ ]التوب��ة: 92.] - لم يجع��ل الل��ه تع��الى الع��برة بحجم النفق��ة، ولكن ب��الإخلاص،6

ذين يلم��زون المطوعين وحسن التوجه لل��ه تع��الى؛ ق��ال تع��الى: }الخرون ذين لا يجدون إلا جه��دهم فيس�� من المؤمنين في الصدقات وال

ه منهم ولهم عذاب أليم{ ]التوبة: [.79منهم سخر الل��ا - قال تعالى: }ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يقطع��ون وادي

ه أحسن ما كانوا يعملون{ ]التوبة: [.121إلا كتب لهم ليجزيهم الل

5

- جعل الله تعالى الإنفاق علامة من علامات ص��دق الإيم��ان؛ ق��ال7��وبهم وإذا تليت ه وجلت قل ��ر الل ذين إذا ذك ��ون ال ما المؤمن تعالى: }إنذين يقيم���ون ل���ون * ال هم يتوك ���ا وعلى رب ���ه زادتهم إيمان عليهم آيات

[.3، 2الصلاة ومما رزقناهم ينفقون{ ]الأنفال: ��تين )الخاش��عين8 - جع��ل الل��ه تع��الى الإنف��اق من ص��فات المخب

م ��ذكروا اس�� كا لي ��ا منس�� ��ل أمة جعلن المتواضعين(؛ قال تعالى: }ولكلموا ��ه أس�� ه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واح��د فل اللابرين على �وبهم والص� ه وجلت قل ذين إذا ذكر الل ر المخبتين * ال وبش

��اهم ينفق��ون{ ]الحج: لاة ومما رزقن ابهم والمقيمي الص�� ،34م��ا أص��35.] - أم��ر الل��ه تع��الى بالاعت��دال في النفق��ة، ونهى عن الإس��راف9

��وا حقه والتبذير؛ حيث إن المال هو قوام الحياة؛ قال تعالى: }... وآته لا يحب المسرفين{ ]الأنعام: [.141يوم حصاده ولا تسرفوا إن

��وا جد وكل ��ل مس�� ��د ك ��ا بني آدم خ��ذوا زينتكم عن - ق��ال تع��الى: }يه لا يحب المسرفين{ ]الأعراف: [.31واشربوا ولا تسرفوا إن

دقن له لنص�� ��ا من فض�� ه لئن آتان - ق��ال تع��الى: }ومنهم من عاه��د اللوا وهم ��ه وتول ولنكونن من الصالحين * فلما آتاهم من فضله بخل��وا ب��ه بم��ا أخلف��وا ��وم يلقون ��وبهم إلى ي معرضون * فأعقبهم نفاقا في قل

ه ما وعدوه وبما كانوا يكذبون{ ]التوبة: [.77 - 75اللبيل ولا تبذر - قال تعالى: }وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السه يطان لرب ��ان الش�� ياطين وك تبذيرا * إن المبذرين كانوا إخ��وان الش��

[.27، 26كفورا{ ]الإسراء: ��ان بين ��روا وك رفوا ولم يقت ذين إذا أنفق��وا لم يس�� - قال تعالى: }وال

[.67ذلك قواما{ ]الفرقان: ن الله تعالى أن المسلم مس��تخلف في الم��ال، فيجب علي��ه10 - بي

ه ورسوله وأنفقوا مما أن يؤدي حق الله فيه؛ قال تعالى: }آمنوا بالل��ير{ ��وا منكم وأنفق��وا لهم أج��ر كب ذين آمن جعلكم مستخلفين فيه فال

[.7]الحديد: - الص��دقة تطه��ير من ال��ذنوب، وتزكي��ة للأنفس والأرواح؛ ق��ال11

ل عليهم يهم به��ا وص�� ��زك تعالى: }خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وته هو يقبل ه سميع عليم * ألم يعلموا أن الل إن صلاتك سكن لهم واللحيم{ واب ال��ر ه ه��و الت دقات وأن الل ��اده ويأخ��ذ الص�� ��ة عن عب وب الت

[.104، 103]التوبة:

6

ول فق��دموا بين س�� ��اجيتم الر ��وا إذا ن ذين آمن ه��ا ال - قال تعالى: }يا أيه ��ر لكم وأطه��ر ف��إن لم تج��دوا ف��إن الل ��ك خي يدي نجواكم صدقة ذلدقات ف��إذ لم غفور رحيم * أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم ص��ه ��اة وأطيع��وا الل ك ��وا الز لاة وآت ه عليكم ف��أقيموا الص�� تفعلوا وتاب الل

ه خبير بما تعمل��ون{ ]المجادل��ة: [، ه��ذه الآي��ة13،�� 12ورسوله واللق الأمر ال��ذي فيه��ا س��وى الإم��ام علي رض��ي الل��ه نسخت، ولم يطب

عنه. - جاء في مختصر تفسير ابن كثير: "وق��د قي��ل: إن��ه لم يعم��ل به��ذه الآية قبل نس��خها س��وى علي بن أبي ط��الب رض��ي الل��ه عن��ه، ق��ال مجاهد: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم ح��تى يتص��دقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، قدم دين��ارا ص��دقة تص��دق ب��ه، ثمر خص��ال، ثم ناجى النبي ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم، فس��أله عن عش�� أنزلت الرخصة، وقال علي رضي الله عن��ه: آي��ة في كت��اب الل��ه ع��ز وجل لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعم��ل به��ا أح��د بع��دي، ك��ان عن��دي دينار فصرفته بعشرة دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم، فنسخت، ولم يعم�ل به��ا أح�د قبلي، ولا��اجيتم ذين آمنوا إذا ن ها ال يعمل بها أحد بعدي، ثم تلا هذه الآية: }يا أي

دقة{ ]المجادل��ة: ��دي نج��واكم ص�� سول فق��دموا بين ي [ )ه��ذه12الررواية ليث بن أبي سليم عن مجاهد( الآية.

دقة{ ]المجادل��ة: ��دي نج��واكم ص�� - وقال ابن عباس: }فقدموا بين ي��روا المس��ائل على رس��ول الل��ه ص��لى12 [؛ وذلك أن المسلمين أكث

الله عليه وسلم حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه عليه الس���لام، فلم���ا ق���ال ذل���ك جبن كث���ير من المس���لمين، وكفوا عن المسألة، فأنزل الله بعد هذا: }أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم��وا لاة وآت ه عليكم ف��أقيموا الص�� ��اب الل ��وا وت دقات ف��إذ لم تفعل ص��

كاة{ ]المجادلة: ق.13الز ع الله عليهم ولم يضي [؛ فوس - وقال قتادة ومقاتل: سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه بالمسألة، ففطمهم الله بهذه الآي�ة، فك�ان الرج�ل منهم إذا كانت له الحاجة إلى نبي الله صلى الله عليه وس��لم فلا يس��تطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يدي��ه ص��دقة، فاش��تد ذل��ك عليهم، ف��أنزله غف��ور رحيم{ الل��ه الرخص��ة بع��د ذل��ك: }ف��إن لم تج��دوا ف��إن الل

[.12]المجادلة: ن الل��ه تع��الى المص��ارف الأساس��ية للزك��اة، وجع��ل ه��ذه12 - بي

د من مقاص��د المصارف قائم��ة على حف��ظ النفس، ال��ذي ه��و مقص��

7

ما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين الشريعة؛ قال تعالى: }إنه وابن قاب والغارمين وفي سبيل الل فة قلوبهم وفي الر عليها والمؤل

ه عليم حكيم{ ]التوبة: ه والل بيل فريضة من الل [.60الس��ر ألونك م��اذا ينفق��ون ق��ل م��ا أنفقتم من خي - ق��ال تع��الى: }يس����وا بيل وم��ا تفعل اكين وابن الس�� فللوالدين والأقربين واليتامى والمس��

ه به عليم{ ]البقرة: [.215من خير فإن اللهم ات وعيون * آخذين ما آتاهم رب قين في جن - قال تعالى: }إن المت��ل م��ا يهجع��ون * ي ��انوا قليلا من الل هم كانوا قبل ذلك محسنين * ك إنائل والمح��روم{ وبالأسحار هم يستغفرون * وفي أموالهم ح��ق للس��

[.19 - 15]الذاريات: ائل ���وم * للس��� ذين في أم���والهم ح���ق معل - ق���ال تع���الى: }وال

[.25، 24والمحروم{ ]المعارج: - حث الله تعالى على سرعة إخراج حق الله تعالى في الم��ال -13

ن من القلب فيص��عب إخراج��ه؛ دون إسراف أو تقتير - قبل أن يتمكه لا يحب رفوا إن اده ولا تس�� ��وم حص�� ��وا حقه ي ق��ال تع��الى: }... وآت

[.141المسرفين{ ]الأنعام: - نهى الله تعالى عن التعدي على مشاعر الفقراء ب��المن والأذى14

ه ثم لا بيل الل ذين ينفقون أموالهم في س�� ة؛ قال تعالى: }ال والسخريهم ولا خ��وف عليهم ��د رب ا ولا أذى لهم أجرهم عن يتبعون ما أنفقوا مندقة يتبعه��ا أذى ��ر من ص�� ولا هم يحزنون * قول معروف ومغفرة خي��المن دقاتكم ب ��وا ص�� ��وا لا تبطل ذين آمن ه��ا ال ��ا أي ه غني حليم * ي والل��وم الآخ��ر ه والي ��ؤمن بالل اس ولا ي ذي ينف��ق مال��ه رئاء الن والأذى كال فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يق��درون

ه لا يهدي القوم الكافرين{ ]البقرة: 262على شيء مما كسبوا والل -264.]

ذين يلم����زون المطوعين من الم����ؤمنين في - ق����ال تع����الى: }اله خر الل خرون منهم س�� ذين لا يج��دون إلا جه��دهم فيس�� الصدقات وال

[.79منهم ولهم عذاب أليم{ ]التوبة: ئ الرديء؛ فالله تع��الى طيب15 - حذر الله تعالى من الإنفاق بالسي

��ات ب ��وا أنفق��وا من طي ذين آمن ها ال لا يقبل إلا طيبا؛ قال تعالى: }يا أي��ه ��ا لكم من الأرض ولا تيمم��وا الخبيث من بتم ومما أخرجن م��ا كس��ه غني وا في��ه واعلم��وا أن الل تم بآخذي��ه إلا أن تغمض�� تنفق��ون ولس��

[.267حميد{ ]البقرة:

8

��اكم ��ات م��ا رزقن ب ��وا من طي ��وا كل ذين آمن ه��ا ال ��ا أي - ق��ال تع��الى: }ياه تعبدون{ ]البقرة: ه إن كنتم إي [.172واشكروا لل

ون وم��ا تنفق��وا من ى تنفقوا مما تحب - قال تعالى: }لن تنالوا البر حته به عليم{ ]آل عمران: [.92شيء فإن الل

- أباح الله تعالى إبداء الصدقة، كما حث على إخفائها، وللمنف��ق16ا اتباع ما فيه مصلحة الفق��راء، إذا ك��ان إب��داؤها تش��جيعا للغ��ير، وحثدقات فنعما هي وإن ��دوا الص�� لهم على الإنفاق؛ ق��ال تع��الى: }إن تبئاتكم ي ��ر لكم ويكفر عنكم من س�� تخفوه��ا وتؤتوه��ا الفق��راء فه��و خي

ه بما تعملون خبير{ ]البقرة: [.271والل�ة ا وعلاني ر ه�ار س� �ل والن ي ذين ينفق�ون أم�والهم بالل - قال تعالى: }ال��ون{ ]البق��رة: هم ولا خ��وف عليهم ولا هم يحزن ��د رب فلهم أجرهم عن

274.]لاة هم وأق��اموا الص�� بروا ابتغ��اء وج��ه رب ذين ص�� - ق��ال تع��الى: }والئة أولئك ي نة الس�� ��درءون بالحس�� ا وعلانية وي وأنفقوا مما رزقناهم سر

[.22لهم عقبى الدار{ ]الرعد: لاة وينفق��وا مما ��وا يقيم��وا الص�� ذين آمن ��ادي ال - قال تعالى: }قل لعب��ع في��ه ولا خلال{ ��وم لا بي ��أتي ي ��ل أن ي ��ة من قب ا وعلاني رزقناهم سر

[.31]إبراهيم: يء ومن ه مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على ش�� - قال تعالى: }ضرب اللا وجهرا هل يستوون الحم��د ا رزقا حسنا فهو ينفق منه سر رزقناه من

ه بل أكثرهم لا يعلمون{ ]النحل: [.75لللاة وأنفق��وا ه وأق��اموا الص�� ��اب الل ��ون كت ذين يتل - قال تعالى: }إن الا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم أج��ورهم مما رزقناهم سر

ه غفور شكور{ ]فاطر: [.30، 29ويزيدهم من فضله إن - حث الله تعالى على الجه��اد بالم��ال، وقرن��ه بالجه��اد ب��النفس؛17

رر ��ر أولي الض� توي القاع��دون من الم��ؤمنين غي قال تع��الى: }لا يس��ه ل الل هم فض���� ����أموالهم وأنفس���� ه ب بيل الل والمجاه����دون في س����ه هم على القاع��دين درج��ة وكلا وع��د الل المجاهدين بأموالهم وأنفس��ه المجاه��دين على القاع��دين أج��را عظيم��ا{ ل الل نى وفض�� الحس��

[.95]النساء: هم ��أموالهم وأنفس�� ذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ب - قال تعالى: }إن الذين ذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض وال ه وال في سبيل اللى يه��اجروا وإن يء حت آمنوا ولم يهاجروا م��ا لكم من ولايتهم من ش��

9

ر إلا على ق��وم بينكم وبينهم ص�� روكم في ال��دين فعليكم الن استنص��ه بما تعملون بصير{ ]الأنفال: [.72ميثاق والل

كم في ��أموالكم وأنفس�� - قال تعالى: }انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا به ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون{ ]التوبة: [.41سبيل الل

��أن ه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأم��والهم ب - قال تعالى: }إن الل��ه حقا ��ون وع��دا علي ه فيقتلون ويقتل ة يقاتلون في سبيل الل لهم الجنروا ه فاستبش�� وراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الل في الت

ذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم{ ]التوبة: [.111ببيعكم الوله ثم لم ه ورس�� ��وا بالل ذين آمن ��ون ال م��ا المؤمن - ق��ال تع��الى: }إنه أولئك هم بيل الل هم في س��� ���أموالهم وأنفس��� ���ابوا وجاه���دوا ب يرت

[.15الصادقون{ ]الحجرات: ه بيل الل وله وتجاه��دون في س�� ه ورس�� ��ون بالل - ق��ال تع��الى: }تؤمن

[.11بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون{ ]الصف: - جع��ل الل��ه تع��الى الأج��ر الكب��ير لل��ذين ي��ؤثرون على أنفس��هم18

ه ذوي وينفق��ون رغم الحاج��ة؛ ق��ال تع��الى: }وآتى الم��ال على حبق��اب{ ائلين وفي الر بيل والس القربى واليتامى والمساكين وابن الس

[.177]البقرة: ون من ��وءوا ال��دار والإيم��ان من قبلهم يحب ذين تب ق��ال تع��الى: }وال��ؤثرون على ��وا وي هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوته فأولئك هم ح نفس�� ��وق ش�� ة ومن ي ��ان بهم خصاص�� ��و ك هم ول أنفس��

[.9المفلحون{ ]الحشر: يرا * ه مسكينا ويتيما وأس�� - قال تعالى: }ويطعمون الطعام على حب

ه لا نريد منكم جزاء ولا شكورا{ ]الإنسان: ما نطعمكم لوجه الل ،8إن9.]

- أم��ر الل��ه تع��الى بالنفق��ة في ك��ل ح��ال: )اليس��ر والعس��ر،19ذين ينفق��ون والمنشط والمكره، والعافية والمرض(؛ قال تعالى: }اله اس والل ��ظ والع��افين عن الن ��اظمين الغي اء والك ر اء والض�� ر في الس

[.134يحب المحسنين{ ]آل عمران: يق وحاج��ة المس��لمين20 ن الل��ه تع��الى أن النفق��ة وقت الض�� - بي

الملحة للمال أفض�ل من وقت اليس�ر والكفاي�ة؛ ق�ال تع��الى: }وم�اماوات والأرض لا ه م��يراث الس�� ه ولل بيل الل لكم ألا تنفق��وا في س�� يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درج��ة منه بم��ا نى والل ه الحس�� ذين أنفق��وا من بع��د وق��اتلوا وكلا وع��د الل ال

[.10تعملون خبير{ ]الحديد:

10

دة21 - جعل الله تعالى النفقة من جنس النعم��ة، وأنه��ا ليس��ت مقي��الغيب ��ون ب ذين يؤمن أو مقصورة على المال فقط؛ ق��ال تع��الى: }ال

[.3ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون{ ]البقرة: هم خوف��ا ��دعون رب اجع ي ��وبهم عن المض�� - ق��ال تع��الى: }تتج��افى جن

[.16وطمعا ومما رزقناهم ينفقون{ ]السجدة: لاة وأم��رهم هم وأق��اموا الص�� ��رب تجابوا ل ذين اس�� - ق��ال تع��الى: }وال

[.38شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون{ ]الشورى: ي الدق��ة؛22 - حث الله تعالى الذي ينف��ق مال�ه على الفطن��ة وتح��ر

حتى يقع المال في يد من يستحق، ولا يكون هناك مستحق لا يص��له لا بيل الل روا في س�� ذين أحص�� إلي��ه حق��ه؛ ق��ال تع��الى: }للفق��راء العفف ��اء من الت بهم الجاه��ل أغني ربا في الأرض يحس�� تطيعون ض�� يس����ر ف��إن اس إلحافا وما تنفق��وا من خي تعرفهم بسيماهم لا يسألون الن

ه به عليم{ ]البقرة: [.273الل - حث الله تعالى على إمهال المعسر وعدم التضييق عليه؛ ق��ال23

��ر دقوا خي رة وأن تص�� تعالى: }وإن كان ذو عسرة فنظ��رة إلى ميس��[.280لكم إن كنتم تعلمون{ ]البقرة:

- حذر الله تعالى من البخل؛ حيث إن المسلم جواد معطاء؛ قال24��را ه من فضله هو خي ذين يبخلون بما آتاهم الل تعالى: }ولا يحسبن اله م��يراث لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولل

ه بما تعملون خبير{ ]آل عمران: ماوات والأرض والل [.180الساس بالبخ��ل ويكتم��ون م��ا ��أمرون الن ذين يبخل��ون وي - قال تعالى: }ال

ه من فضله وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا{ ]النساء: [.37آتاهم اللاس بالبخل ومن يتول ف��إن ذين يبخلون ويأمرون الن - قال تعالى: }ال

ه هو الغني الحميد{ ]الحديد: [.24الل��ده أج��ر عظيم * ه عن ما أموالكم وأولادكم فتنة والل - قال تعالى: }إنكم ��را لأنفس�� معوا وأطيع��وا وأنفق��وا خي ه ما استطعتم واس�� قوا الل فات

[.16، 15ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون{ ]التغابن: - ح��ذر الل��ه تع��الى من مك��ر الش��يطان وتلبيس��ه على الإنس��ان25

يطان يع��دكم ليكفه عن النفق��ة في س��بيل الل��ه؛ ق��ال تع��الى: }الش��ه واسع ه يعدكم مغفرة منه وفضلا والل الفقر ويأمركم بالفحشاء والل

[.268عليم{ ]البقرة: - حذر الله تع��الى من الرب��ا، ونهى عن��ه؛ لأن��ه يتن��افى م��ع أخلاق26

با لا يقوم��ون إلا كم��ا ذين يأكلون الر الإسلام ومبادئه؛ قال تعالى: }ال��ع م��ا البي هم ق�الوا إن �أن يطان من المس ذلك ب طه الش ذي يتخب يقوم ال

11

ه ��ا فمن ج��اءه موعظ��ة من رب ب م الر ��ع وح��ر ه البي با وأحل الل مثل الرار حاب الن ه ومن ع��اد فأولئك أص�� فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله لا يحب دقات والل ��ربي الص�� ��ا وي ب ه الر هم فيها خالدون * يمح��ق الل

[.276، 275كل كفار أثيم{ ]البقرة: ��ا ب ه وذروا م��ا بقي من الر ق��وا الل ذين آمنوا ات ها ال - قال تعالى: }يا أيوله ه ورس�� ��وا ف��أذنوا بح��رب من الل إن كنتم م��ؤمنين * ف��إن لم تفعل وإن تبتم فلكم رءوس أم��والكم لا تظلم��ون ولا تظلم��ون{ ]البق��رة:

278 ،279.] - جعل الله تعالى التهلكة في عدم الإنفاق؛ قال تعالى: }وأنفقوا27

ه يحب نوا إن الل ��ة وأحس�� هلك ه ولا تلقوا بأيديكم إلى الت في سبيل الل[.195المحسنين{ ]البقرة:

��ل أن ��اكم من قب ��وا أنفق��وا مما رزقن ذين آمن ها ال - قال تعالى: }يا أي��افرون هم الظالمون{ فاعة والك ة ولا ش�� ��ع في��ه ولا خل يأتي يوم لا بي

[.254]البقرة: ��أتي أح��دكم ��ل أن ي ��اكم من قب - قال تع��الى: }وأنفق��وا من م��ا رزقندق وأكن من رتني إلى أج��ل ق��ريب فأص�� ��ولا أخ الموت فيقول رب ل��ير بم��ا ه خب ا إذا ج��اء أجله��ا والل ه نفس�� ��ؤخر الل الحين * ولن ي الص��

[.11، 10تعملون{ ]المنافقون: - جعل الله تعالى )الوصية - الفدية - الن��ذر - الكفارة - الهدي��ة -28

الوقف - الغنائم - الفيء... إلخ( بابا من أبواب النفقة للتوس��عة علىر أح��دكم الفق��راء والمحت��اجين؛ ق��ال تع��الى: }كتب عليكم إذا حض��ة للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على الموت إن ترك خيرا الوصي

قين{ ]البقرة: [.180المت��ة ه ففدي ��ه أذى من رأس�� ا أو ب - قال تعالى: }فمن كان منكم مريض��

[.196من صيام أو صدقة أو نسك{ ]البقرة: ه يعلمه - قال تعالى: }وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الل

[.270وما للظالمين من أنصار{ ]البقرة: غو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما ه بالل - قال تعالى: }لا يؤاخذكم اللط م��ا اكين من أوس�� رة مس�� ��ه إطع��ام عش�� عقدتم الأيم��ان فكفارت تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثةه ن الل ��ذلك يبي ام ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم ك أي

كم تشكرون{ ]المائدة: [.89لكم آياته لعل��ل ��ا إلا خط��أ ومن قت ��ل مؤمن - قال تعالى: }وما كان لم��ؤمن أن يقتمة إلى أهله إلا أن يصدقوا مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسل

12

فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وإن كان��ة �ه وتحري�ر رقب مة إلى أهل ل �ة مس�� ��اق فدي من قوم بينكم وبينهم ميثه ��ان الل ه وك مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الل

[.92عليما حكيما{ ]النساء: ائهم ثم يع��ودون لم��ا ق��الوا ذين يظاهرون من نس�� - قال تعالى: }واله بما تعملون ا ذلكم توعظون به والل فتحرير رقبة من قبل أن يتماس

[.3خبير{ ]المجادلة: - قال تعالى: }فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة *كينا ذا ��ة * أو مس�� غبة * يتيم��ا ذا مقرب ��وم ذي مس�� أو إطع��ام في ي

[.16 - 11متربة{ ]البلد: ن الله تعالى أن الكافرين ينفقون الأموال ليصدوا عن س��بيل29 - بي

الله؛ فمن باب أولى أن يحرص المسلم على الإنفاق في سبيل الله؛ه ذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الل قال تعالى: }إن الذين كف��روا إلى ��ون وال رة ثم يغلب ��ون عليهم حس�� ينفقونها ثم تك فس��

م يحشرون{ ]الأنفال: [.36جهنن الله تعالى أن من ص��فات الأمم الس��ابقة ال��تي ذمهم الل��ه30 - بي

ب بها: أكل أموال الناس بالباطل، واكتنازها؛ فحري بالمؤمن أن يتجن��ار ��يرا من الأحب ذين آمنوا إن كث ها ال هاتين الصفتين؛ قال تعالى: }ياأيه بيل الل دون عن س�� اس بالباط��ل ويص�� ��أكلون أم��وال الن ��ان لي هب والررهم ه فبش�� ذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الل وال

[.34بعذاب أليم{ ]التوبة: - توعد الله تعالى من يحبس المال عنده ويكتنزه ولا ينفقه فيما31

��وم يحمى عليه��ا في أمر الله تعالى - بالعذاب الأليم؛ قال تعالى: }ي��زتم ��وبهم وظه��ورهم ه��ذا م��ا كن ��اههم وجن ��وى به��ا جب م فتك ��ار جهن ن

[.35لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون{ ]التوبة: ق��ة، أو حرمانه��ا من32 ض��ييق على المطل - نهى الل��ه تع��الى عن الت

كنتم من وج��دكم ولا كنوهن من حيث س�� النفق��ة؛ ق��ال تع��الى: }أس��ى قوا عليهن وإن كن أولات حم��ل ف��أنفقوا عليهن حت ي وهن لتض�� تضارعن لكم ف��آتوهن أج��ورهن وأتم��روا بينكم عن حملهن ف��إن أرض�� يض��عة من �ه أخ�رى * لينف�ق ذو س� ع ل رتم فسترض�� بمع�روف وإن تعاس��ا ه نفس�� ف الل ه لا يكل ��اه الل سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آت

ه بعد عسر يسرا{ ]الطلاق: [.7، 6إلا ما آتاها سيجعل الل - ح��ذر الل��ه تع��الى من الانش��غال بتحص��يل الم��ال عن ال��ذكر33

ه��ا ��ا أي والعبادة؛ حيث إن المال وس��يلة وليس غاي��ة؛ ق��ال تع��الى: }ي

13

ه ومن يفع��ل ��ر الل ��وا لا تلهكم أم��والكم ولا أولادكم عن ذك ذين آمن ال[.9ذلك فأولئك هم الخاسرون{ ]المنافقون:

ن الله تعالى أن سبب قوامة الرجل يتمثل في أنه ه��و عائ��ل34 - بياء س�� جال قوامون على الن الأسرة الذي ينفق عليها؛ قال تعالى: }الرهم على بعض وبم��ا أنفق��وا من أم��والهم ...{ ه بعض�� ل الل بم��ا فض��

[.34]النساء: د الله تع��الى على تع��ويض من وق��ع عليهم ض��رر في س��بيل35 - أك

��وا ذين آمن ه��ا ال الله تعالى، وسد حاجتهم وعوزهم؛ قال تع��الى: }ياأيه أعلم بإيم��انهن ف��إن إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات ف��امتحنوهن الل علمتموهن مؤمنات فلا ترجع��وهن إلى الكفار لا هن ح��ل لهم ولا هم���اح عليكم أن تنكح���وهن إذا ��وهم م���ا أنفق���وا ولا جن ون لهن وآت يحلألوا م��ا أنفقتم ��وافر واس�� م الك كوا بعص�� آتيتموهن أج��ورهن ولا تمس��ه عليم حكيم * ه يحكم بينكم والل ألوا م��ا أنفق��وا ذلكم حكم الل وليس��ذين ذهبت وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار فعاقبتم فآتوا ال���ون{ ���ه مؤمن ذي أنتم ب ه ال ق���وا الل ���ل م���ا أنفق���وا وات أزواجهم مث

[.11، 10]الممتحنة: - أمر الله تعالى بالمحافظة على مال اليتيم، وعدم تبديده؛ ق��ال36

��أكلوا ب ولا ت ��الطي تعالى: }وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث به كان حوبا كبيرا{ ]النساء: [.2أموالهم إلى أموالكم إن

كاح فإن آنستم منهم ى إذا بلغوا الن - قال تعالى: }وابتلوا اليتامى حت��روا ��دارا أن يكب رافا وب رشدا فادفعوا إليهم أم��والهم ولا تأكلوه��ا إس����المعروف ف��إذا ��ل ب ��ان فق��يرا فليأك ا فليستعفف ومن ك ومن كان غنييبا{ ]النس��اء: ه حس�� هدوا عليهم وكفى بالل دفعتم إليهم أموالهم فأش��

6.]��غ ى يبل ن حت تي هي أحس�� ��ال - قال تعالى: }ولا تقربوا مال اليتيم إلا ب

[.152أشده ...{ ]الأنعام: ��غ ى يبل ن حت تي هي أحس�� ��ال - قال تعالى: }ولا تقربوا مال اليتيم إلا ب

[.34أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا{ ]الإسراء: - نهى الله تعالى عن أكل مال اليتيم، وجعله من الكب��ائر، وتوعد37

ذين يأكلون أم��وال من يفعل ذلك بالعذاب الأليم؛ قال تعالى: }إن العيرا{ لون س�� ��ارا وسيص�� ��أكلون في بط��ونهم ن م��ا ي ��امى ظلم��ا إن اليت

[.10]النساء: ��غ ى يبل ن حت تي هي أحس�� ��ال - قال تعالى: }ولا تقربوا مال اليتيم إلا ب

[.34أشده وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا{ ]الإسراء:

14

ون على طع��ام ��ل لا تكرم��ون اليتيم * ولا تحاض�� - قال تعالى: }كلا با جما{ ون الم���ال حب راث أكلا لما * وتحب ���أكلون الت كين * وت المس���

راث: ميراث النساء والصغار.20 - 17]الفجر: [، الت[.9- قال تعالى: }فأما اليتيم فلا تقهر{ ]الضحى:

- نهى الل��ه تع��الى عن أك��ل م��ال الم��رأة أو ميراثه��ا، وتوعد من38�وا لا يح��ل ذين آمن ه��ا ال ��ا أي يفعل ذلك بالعذاب الأليم؛ قال تع�الى: }يساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض م��ا آتيتم��وهن لكم أن ترثوا الن��المعروف ف��إن كرهتم��وهن روهن ب نة وعاش�� إلا أن يأتين بفاحشة مبي

ه فيه خيرا كثيرا{ ]النساء: [.19فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الل ون على طع��ام ��ل لا تكرم��ون اليتيم * ولا تحاض�� - قال تعالى: }كلا با جما{ ون الم���ال حب راث أكلا لما * وتحب ���أكلون الت كين * وت المس���

راث: ميراث النساء والصغار.20 - 17]الفجر: [، التم حق��وقهم،39 - نهى الله تعالى عن سوء معاملة المساكين، وهض��

أو حرمانهم وعدم مساعدتهم، وجعل الله تعالى ذلك تك��ذيبا بال�دين؛ ه العظيم * ولا يحض على طع��ام ��ؤمن بالل ��ان لا ي ه ك قال تعالى: }إن

[.34، 33المسكين{ ]الحاقة: ��دع اليتيم * ذي ي ذي يكذب بالدين * ف��ذلك ال - قال تعالى: }أرأيت الذين هم عن ين * ال ل ��ل للمص�� كين * فوي ولا يحض على طع��ام المس�����راءون * ويمنع���ون الم���اعون{ ذين هم ي اهون * ال لاتهم س��� ص���

[.7 - 1]الماعون: ئل ابن مس��عود عن ر ابن كث��ير الم��اعون بقول��ه: "س�� - وق��د فس�� الم��اعون فق��ال: ه��و م��ا يتعاط��اه الن��اس بينهم من الف��أس والق��در

والدلو، وأشباه ذلك".فهاء يبددون��ه فيم��ا40 - نهى الله تعالى عن ترك المال تحت يد الس

ه تي جع��ل الل فهاء أم��والكم ال لا نفع فيه؛ قال تعالى: }ولا تؤتوا الس��وهم وقول��وا لهم ق��ولا معروف��ا{ لكم قيام��ا وارزق��وهم فيه��ا واكس��

[.5]النساء: - نهى الل��ه تع��الى عن أك��ل أم��وال الن��اس بالباط��ل، أو إنفاقه��ا41

إرضاء للحكام؛ قال تعالى: }ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوااس بالإثم وأنتم تعلم��ون{ ام لتأكلوا فريقا من أموال الن بها إلى الحك

[.188]البقرة: ��ر؛ ق��ال42 - نهى الله تعالى عن النفقة انتظارا لعوض أو مقابل أكب

ه ��د الل ��و عن اس فلا يرب تعالى: }وما آتيتم من ربا ليربو في أم��وال الن

15

عفون{ ه فأولئك هم المض��� ���اة تري���دون وج���ه الل وم���ا آتيتم من زك[.39]الروم:

- أمر الله تعالى بدفع صداق الم��رأة إليه��ا، وع��دم إكراهه��ا على43ساء صدقاتهن نحلة فإن التنازل عنه، أو بعضه؛ قال تعالى: }وآتوا الن

[.4طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا{ ]النساء: - نهى الله تعالى عن التبديل أو التعديل في الوصية طالما كانت44

م��ا إثم��ه معه فإن في حدود الشرع؛ قال تعالى: }فمن بدله بعد ما س��ه سميع عليم{ ]البقرة: ذين يبدلونه إن الل [.181على ال

- أباح الله تعالى التعديل في الوصية الجائرة التي تتجاوز ح��دود45 الشرع؛ قال تعالى: }فمن خاف من موص جنفا أو إثما فأصلح بينهم

ه غفور رحيم{ ]البقرة: [.182فلا إثم عليه إن الل - نهى الله تعالى عن النفقة الجائرة، التي تترك الورثة فقراء أو46

ألونك م��اذا ينفق��ون ق��ل عالة يسألون الناس؛ قال تع��الى: }... ويس��رون{ ]البقرة: كم تتفك ه لكم الآيات لعل ن الل [.219العفو كذلك يبي

اس رض��ي الل��ه ل عن أهل��ك؛ كم��ا ق��ال ابن عب - العفو: هو م��ا يفض��عنهما.

- حدد الله تع��الى كيفي��ة توزي��ع الفيء )الغنيم��ة تن��ال بلا قت��ال(؛47 ح��تى لا يس��تأثر الأغني��اء بالم��ال، فتظه��ر الطبقي��ة الممقوت��ة فيوله من أه��ل ه على رس� المجتمع المسلم؛ قال تع��الى: }م�ا أف�اء اللاكين وابن ��امى والمس�� ��ذي الق��ربى واليت ول ول س�� ه وللر الق��رى فللول س�� ��اكم الر ��اء منكم وم��ا آت ��ة بين الأغني ��ون دول بيل كي لا يك الس��ديد العق��اب * ه ش�� ه إن الل ق��وا الل ��ه ف��انتهوا وات فخذوه وما نهاكم عنلا ذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فض�� للفقراء المهاجرين الادقون{ وله أولئك هم الص�� ه ورس�� رون الل وانا وينص�� ه ورض�� من الل

[.8، 7]الحشر: - حدد الله تعالى كيفية توزيع الغنائم؛ حتى لا يكون هناك للنفس48

حظ، ولا يك��ون هن��اك محاب��اة لفئ��ة على حس��اب فئ��ة؛ ق��ال تع��الى:��ذي ول ول س�� ه وللر ه خمس�� يء ف��أن لل م��ا غنمتم من ش�� }واعلم��وا أنه وم��ا بيل إن كنتم آمنتم بالل اكين وابن الس�� القربى واليتامى والمس����ل ه على ك ��وم التقى الجمع��ان والل ��وم الفرق��ان ي أنزلنا على عبدنا ي

[.41شيء قدير{ ]الأنفال: كافل ليس مقصورا على الجوانب المادية فقط، ب��ل م��أمور49 - الت

وحي��ة المعنوي��ة؛ ق��ال تع��الى: }... وتع��اونوا على به في الجوانب الر

16

ه ه إن الل ق��وا الل ق��وى ولا تع��اونوا على الإثم والع��دوان وات ��ر والت الب[.2شديد العقاب{ ]المائدة:

��ا في الخ��ير، وجع��ل من��ه50 - نهى الله تعالى عن التناجي، إلا تناجي��ير من نج��واهم إلا من ��ر في كث الأمر بالصدقة، وتدبير أمرها: }لا خي��ك ابتغ��اء اس ومن يفع��ل ذل لاح بين الن أمر بصدقة أو معروف أو إص��

ه فسوف نؤتيه أجرا عظيما{ ]النساء: [.114مرضات اللكافل ليس مقصورا على أفراد المجتم��ع المس��لم فحس��ب،51 - الت

ع أه��ل ال��ديانات الأخ��رى المس��المين وغ��ير بل إن مظلته تمت��د لتس��ذين لم ه عن ال المناهض���ين للإس���لام؛ ق���ال تع���الى: }لا ينه���اكم اللطوا وهم وتقس�� ��ر يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبذين ق��اتلوكم ه عن ال ما ينه��اكم الل ه يحب المقسطين *إن إليهم إن الل���اركم وظ���اهروا على إخ���راجكم أن في ال���دين وأخرج���وكم من دي

هم فأولئك هم الظالمون{ ]الممتحنة: وهم ومن يتول [.9، 8تول��ا، من ب��اب52 كافل مأمور به، حتى مع اللقيط، ولو كان ابن زن - الت

أنه لا تزر وازرة وزر أخرى:اس جميع��ا{ ]المائ��دة: ��ا الن م��ا أحي - ق��ال تع��الى: }ومن أحياه��ا فكأن

32.] - ق��ال مجاه��د في رواي�ة: }ومن أحياه�ا{؛ أي: أنجاه�ا من غ�رق، أو

حرق، أو هلكة.، ولا يع��رف - اللقيط: هو الطف��ل ال��ذي يوج��د في الش��ارع، أو ض��الا نسبه، وقد يكون ابن زنا، وقد لا يكون كذلك، والله س��بحانه وتع��الى شرع كفالة اللقطاء، وكفال��ة اللقي��ط ليس��ت دون كفال��ة الي��تيم فيعا من��ه، ول��و ك��ان الأج��ر، إن لم تكن أعظم؛ وذل��ك لأن��ه أس��وأ وض�� اللقيط ابن زنا، فإنه ليس له ذنب في ذلك، ولا مؤاخ��ذة علي��ه ب��أمر

والتقاط اللقيط ف��رض عين على من يج��ده، إن ليس له فيه من يد،وجد في مكان يغلب على الظن هلاكه لو ترك فيه.

- جاء في كتاب المحلى لابن حزم رحمه الل��ه: "اتف��ق الفقه��اء على وجوب التقاط اللقي��ط، وأن وجوب��ه على الكفاي��ة، إذا ق��ام ب��ه واح��دهم، إذا علم��وا، س��قط عن الب��اقين، ف��إن ترك��ه الجماع��ة، أثم��وا كل فتركوه مع إمكان أخذه"، بل اعتبر ابن ح��زم التقص��ير في ذل��ك من قتل النفس بغير حق؛ قال: )إن وجد صغير منب��وذ، فف��رض على من��ر بحضرته أن يقوم به ولا بد؛ لق��ول الل��ه تع��الى: }وتع��اونوا على البديد ه ش� ه إن الل ق�وا الل ق��وى ولا تع�اونوا على الإثم والع��دوان وات والت

17

اس2العقاب{ ]المائدة: ما أحيا الن [، وقال تعالى: }ومن أحياها فكأن[.32جميعا{ ]المائدة:

كاف��ل ال��ذاتي؛ ب��أن تك��ون الشخص��ية53 - الإس��لام حث على الت��اك ��غ فيم��ا آت متوازنة، وحمل النفس على الطاعة؛ قال تعالى: }وابتن ن كم��ا أحس�� يبك من ال��دنيا وأحس�� ه ال��دار الآخ��رة ولا تنس نص�� الل

ه{ ]القصص: [.77الل - قال تعالى: }ونفس وما سواها * فألهمه��ا فجوره��ا وتقواه��ا * ق��د

اها{ ]الشمس: اها * وقد خاب من دس [.10 - 7أفلح من زككاف��ل ليس مقص��ورا على الجي��ل الح��الي فق��ط، ب��ل إنن��ا54 - الت

روات والمق��درات وال��تراث للأجي��ال م��أمورون ب��أن نحاف��ظ على الث القادم��ة؛ لكي تحم��ل لن��ا المع��روف، وت��ترحم علين��ا؛ ق��ال تع��الى:ذين ��ا ال ��ا ولإخوانن ��ا اغف��ر لن ن ذين ج��اءوا من بع��دهم يقول��ون رب }والك رءوف ��ا إن ن ذين آمنوا رب سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا لل

[.10رحيم{ ]الحشر: - جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله: قال ابن جري��ر: ق��رأ عم��ر بن

اكين{ ]التوب��ة: ما الصدقات للفقراء والمس�� [ ح��تى60الخطاب: }إن [، ثم ق��ال: ه��ذه له��ؤلاء، ثم ق��رأ:60بل��غ: }عليم حكيم{ ]التوب��ة:

��ذي ول ول س�� ه وللر ه خمس�� يء ف��أن لل م��ا غنمتم من ش�� }واعلم��وا أن [ الآية، ثم قال: هذه لهؤلاء، ثم قرأ: }ما أف��اء41القربى{ ]الأنفال:

��ذي الق��ربى{ ول ول س�� ه وللر وله من أه��ل الق��رى فلل ه على رس�� الل��وءوا ال��دار والإيم��ان من قبلهم{7]الحشر: ذين تب [، حتى بل��غ: }والذين ج��اءوا من بع��دهم{ ]الحش��ر: 9]الحشر: [، ثم ق��ال:10[، }وال

استوعبت ه��ذه المس��لمين عامة، وليس أح��د إلا ول��ه فيه��ا ح��ق، ثم��ر نص��يبه فيه��ا، لم رو حمي قال: لئن عشت لي��أتين ال��راعي وه��و بس��

يعرق فيها جبينه؛ )أخرجه ابن جرير(. - وروي أنه لما فتحت مصر وكان الأمير عم��رو بن الع��اص، ق��ال ل��ه الزبير بن العوام: اقس��مها بين الغ��انمين، فق��ال: لا، ح��تى أكتب إلى��ل الحبل��ة"؛ عمر، فكتب إليه، فأجابه عمر: "دعها حتى يغدو فيه��ا حب

)حبل الحبلة: الطفل الذي ما زال في بطن أمه(. وهنا نرى مدى حرص الفاروق رضي الله عنه على مص��لحة الأجي��ال القادمة؛ فالملكية العامة لا تتوق��ف عن��د جي��ل بعين��ه، ولا تق��ف عن��د المرافق العامة فحسب، ب��ل تتخطى ذل��ك إلى ك��ل م��ا ه��و ممل��وك

للناس في أرضها وبحارها وأجوائها وآبارها ومناجمها ... إلخ.

18

فعلى ك��ل جي��ل أن يحاف��ظ على ث��روات البلاد ال��تي تحت يدي��ه، ولا يبددها، بل يعمل على المحافظة عليها، وحس��ن اس��تثمارها وتهيئته��اكافل بين الأجيال بعض��ها للأجيال القادمة قابلة للنماء، وهذا معنى الت

البعض. - بعد هذا الاستعراض للآيات الكريمات، نجد أن الله تعالى لم ي��تركوية تساؤلا إلا أورد ل��ه الإجاب��ة الش��افية، ال��تي معه��ا في النفس الس تستقيم الأنفس، وتكون الأم��ور في نص��ابها وفي مس��ارها الص��حيح،ه حكما فلا شح ولا إسراف، ولا تبديد ولا تبديل، }ومن أحسن من الل

ه قيلا{ ]النساء:50لقوم يوقنون{ ]المائدة: [؟ }ومن أصدق من الل[؟!122

- ثالث$ا: منظومة التكافل في السنة النبويةرة: المطه

نه بيانا لا لبس في��ه ولا غم��وض، كافل وبي كما وضح القرآن الكريم الت نجد أن السيرة النبوية هي الأخرى قد قدمت في هذا الجانب نماذج،ل عق��ل أن ه��ذه المواق��ف من لولا أنها صحيحة ورواها ثقات، ما تخي صنيع البشر؛ لما فيها من التجرد، والتعالي عن حظ النفس، والترفع عن حط��ام ال��دنيا، وسفاس��ف الأم��ور، ولن��ا فيم��ا فعل��ه الأنص��ار م��ع

المهاجرين المثل والأسوة الحسنة.عمان بن بشير رض�ي الل��ه عن��ه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه1 - عن الن

ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم: ))مث��ل المؤم��نين في ت��وادهم وت��راحمهم وتعاطفهم، مث��ل الجس��د، إذا اش��تكى من��ه عض��و، ت��داعى ل��ه س��ائر

هر والحمى((؛ )رواه مسلم(. الجسد بالس - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الل��ه2

ه د بعض� ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم: ))الم�ؤمن للم�ؤمن كالبني��ان، يش�ك بين أصابعه؛ )رواه البخاري(. بعضا((، وشب

- عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رس��ول الل��ه ص��لى3 الله عليه وسلم: ))المسلم أخو المس��لم، لا يظلم��ه ولا يس��لمه، من ج عن مس�لم ك��ان في حاج��ة أخي��ه، ك��ان الل��ه في حاجت��ه، ومن ف��ر��رب ي��وم القيام��ة، ومن س��تر ج الل��ه عن��ه به��ا كرب��ة من ك كربة، ف��ر

مسلما، ستره الله يوم القيامة((؛ )رواه مسلم(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الل��ه4

عليه وسلم: ))من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس اللهر في ال��دنيا، ر على معس�� عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يس��ر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مس��لم في ال��دنيا، يس

19

ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد، ما كان العبدفي عون أخيه((؛ )رواه الترمذي(.

- عن عبدالله بن أبي قتادة: أن أبا قتادة طلب غريما له، فت��وارى5ر، فق��ال: آلل��ه؟ ق��ال: آلل��ه؟ ق��ال: عنه، ثم وجده، فق��ال: إني معس��ه فإني سمعت رسول الله صلى الله علي��ه وس�لم يق�ول: ))من س�رع ر، أو يض� �رب ي�وم القيام�ة، فلينفس عن معس� أن ينجيه الله من ك

عنه((؛ )رواه مسلم(. - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: بينما نحن في سفر6

مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاء رج��ل على راحل��ة ل��ه، ق��ال: فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا، فقال رسول الله صلى الله علي��ه وسلم: ))من كان معه فضل ظه��ر، فليع��د ب��ه على من لا ظه��ر ل��ه، ومن ك��ان ل��ه فض��ل من زاد، فليع��د ب��ه على من لا زاد ل��ه((، ق��ال: فذكر من أصناف المال ما ذكر، حتى رأينا أن��ه لا ح��ق لأح��د من��ا في

فضل؛ )رواه مسلم(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الل��ه7

علي��ه وس��لم: ))الم��ؤمن ي��ألف ويؤل��ف، ولا خ��ير فيمن لا ي��ألف ولايؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس((؛ )صححه الألباني(.

- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الل��ه8 عليه وسلم: ))المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخ��و الم��ؤمن، يك��ف

عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه((؛ )رواه أبو داود(. - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الل��ه9

ين إذا أرملوا في الغ��زو، أو ق��ل صلى الله عليه وسلم: ))إن الأشعري طعام عيالهم بالمدينة، جمع��وا م��ا ك��ان عن��دهم في ث��وب واح��د، ثمي، وأنا منهم((؛ )رواه ة؛ فهم من وي اقتسموه بينهم في إناء واحد بالس

البخاري(. - عن أبي ذر الغفاري رض�ي الل�ه عن�ه، ق��ال: ق��ال رس�ول الل�ه10

ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم: ))على ك��ل نفس ك��ل ي��وم طلعت في��ه الش�مس ص�دقة من�ه على نفس�ه((، قلت: ي�ا رس�ول الل�ه، من أين نتصدق وليس لن��ا أم��وال؟ ق��ال: ))لأن من أب��واب الص��دقة التكب��ير، وسبحان الل�ه، والحم�د لل�ه، ولا إل�ه إلا الل�ه، وأس�تغفر الل�ه، وت�أمر بالمعروف، وتنهى عن المنك�ر، وتع�زل الش�وكة عن طري�ق الن�اس، والعظمة والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه، وت��دل المس��تدل على حاج��ة ل��ه ق��د علمت مكانه��ا، وتس��عى بش��دة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك م��ع الض��عيف؛

20

كل ذل��ك من أب��واب الص��دقة من��ك على نفس��ك، ول��ك في جماع��ك��ك أج��ر((، ق��ال أب��و ذر: كي��ف لي أج��ر في ش��هوتي؟ فق��ال: زوجت ))أرأيت ل��و ك��ان ل��ك ول��د ف��أدرك ورج��وت خ��يره، فم��ات، أكنت تحتسب؟((، قلت: نعم، قال: فأنت خلقته؟ قال: بل الله خلقه، قال: ))فأنت هديته؟(( قال: بل الله هداه، قال: ف��أنت ترزق��ه؟ ق��ال: ب��لبه حرام��ه، ف��إن الله كان يرزقه، قال: ))كذلك فضعه في حلاله، وجن شاء الل��ه أحي��اه، وإن ش��اء أمات��ه، ول��ك أج��ر((؛ )ص��ححه الألب��اني(،

وقال: إسناده صحيح على شرط مسلم.ة الجهني رضي الله عنه، قال: قال صلى الله11 - عن عمرو بن مر

علي��ه وس��لم: ))م��ا من إم��ام أو وال، يغل��ق باب��ه دون ذوي الحاج��ة��ه وحاجت��ه ت ة والمسكنة، إلا أغلق الل��ه أب��واب الس��ماء دون خل والخل

ومسكنته((؛ )صحيح الجامع(. - عن جابر بن عبدالله وأبي طلحة الأنصاري - رضي الل��ه عنهم�ا12

- قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ))ما من مسلم يخذل��ه، وينتقص في��ه من عرض��ه، امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمتر إلا خذل��ه الل��ه في م��وطن يحب في��ه نص��رته، وم��ا من ام��رئ ينص�� مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا

نصره الله في موطن يحب فيه نصرته((؛ )رواه المنذري(. - عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الل��ه13

صلى الله عليه وسلم: ))ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره ج��ائع إلىجنبه((؛ )حسنه الألباني(.

- عن أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنه��ا، ق��الت: قلت:14 يا رسول الله، ألي أجر أن أنفق على بني أبي سلمة، إنما هم ب��ني؟فقال: ))أنفقي عليهم؛ فلك أجر ما أنفقت عليهم((؛ )رواه البخاري(.

- عن أبي هريرة رضي الله عن��ه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه علي��ه15 وسلم: ))قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك، وقال: يد الله ملأى لااء الليل والنهار، وقال: أرأيتم م��ا أنف��ق من��ذ خل��ق تغيضها نفقة، سح السماء والأرض، فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الم��اء،

وبيده الميزان يخفض ويرفع((؛ )رواه البخاري(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى16

الله عليه وسلم: ))إذا مات الإنسان انقطع عن��ه عمل��ه إلا من ثلاث��ة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له((؛ )رواه

مسلم(.

21

- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: كان رسول الل��ه17 صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع، من وج��ع اش��تد بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوج��ع، وأن��ا ذو م��ال، ولا يرث��ني إلا ابن��ة،طر؟ فقال: ))لا((، ثم أفاتصدق بثلثي مالي؟ قال: ))لا((، قلت: بالش��ك أغني��اء، خ��ير قال: ))الثلث، والثلث كبير، أو كثير؛ إنك أن تذر ورثت من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنف��ق نفق��ة تبتغي به��ا��ك((؛ )رواه وج��ه الل��ه إلا أج��رت به��ا، ح��تى م��ا تجع��ل في في امرأت

البخاري(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى18

وا((؛ )صحيح الجامع(. الله عليه وسلم: ))تهادوا تحاب - عن أبي هريرة رضي الله عنه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى19

الل��ه علي��ه وس��لم: ))وال��ذي نفس��ي بي��ده، لأن يأخ��ذ أح��دكم حبل��ه، فيحتطب على ظهره، خير له من أن يأتي رجلا، فيس��أله، أعط��اه أو

منعه((؛ )رواه البخاري(. - عن معمر بن عبدالله بن نضلة، قال: ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى20

الله عليه وسلم: ))من احتكر، فهو خاطئ((؛ )رواه مسلم(. - عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: قال رس��ول21

الله صلى الله عليه وسلم: ))أنا وكاف�ل الي��تيم كه�اتين في الجن�ة((،وقرن بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام؛ )رواه أبو داود(.

- عن أبي هريرة رضي الله عنه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى22 الله عليه وسلم: ))الساعي على الأرملة والمس��كين، كالمجاه��د في

سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار((؛ )رواه البخاري(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى23

ج ح���ق الض���عيفين: الي���تيم، الل���ه علي���ه وس���لم: ))اللهم إني أح���روالمرأة((؛ )رواه ابن ماجه(.

- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه24 صلى الله عليه وسلم: ))الراحم��ون ي��رحمهم ال��رحمن، ارحم��وا من

في الأرض، يرحمكم من في السماء((؛ )رواه أبو داود والترمذي(. - عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه، قال: كنا عند رسول الله25

صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة،ر، ب��ل مار أو العباء، متقل��دي الس��يوف، ع��امتهم من مض�� مجتابي الن كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله علي��ه وس��لم؛ لم��ا رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وأق��ام، فص��لىذي خلقكم من نفس كم ال ق��وا رب اس ات ها الن ثم خطب، فقال: ))}ياأي

22

ه ق��وا الل اء وات ��يرا ونس�� واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رج��الا كث��ا{ ]النس��اء: ه كان عليكم رقيب ذي تساءلون به والأرحام إن الل [،1ال

ه ولتنظ��ر نفس م��ا ق��دمت لغ��د ق��وا الل والآية ال��تي في الحش��ر: }اته{ ]الحشر: قوا الل [، تصدق رجل من ديناره، من درهم�ه، من18وات

ه، من صاع تمره )ح��تى ق��ال( ول��و بش��ق تم��رة((، ثوبه، من صاع برة ك��ادت كفه تعج��ز عنه��ا، ب��ل ق��د ر قال: فجاء رجل من الأنصار بص�� عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت ك��ومين من طع��ام وثي��اب، ح��تى رأيت وج��ه رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم يتهلل، كأن��ه مذهبة، فقال رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم: ))من س��ن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عم��ل به��ا بع��ده، من غ��ير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان علي��ه وزره��ا ووزر من عم��ل به��ا من بع��ده، من غ��ير أن ينقص من

أوزارهم شيء((؛ )رواه مسلم(. - عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، قال: ق��ال رس��ول الل��ه26

صلى الله عليه وسلم: ))أمرت أن أقاتل الناس ح��تى يش��هدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الص��لاة، ويؤت��وا الزك��اة، فإذا فعلوا ذلك عص��موا م��ني دم��اءهم وأم��والهم، إلا بح��ق الإس��لام،

وحسابهم على الله((؛ )رواه البخاري(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: خ��رج رس��ول الل��ه ص��لى27

الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها، ولا يلق��اه فيه��ا أح��د، فأت��اه أبو بكر فقال: ))ما جاء بك يا أبا بكر؟((، قال: خ��رجت ألقى رس��ول الل��ه، وأنظ��ر في وجه��ه، والتس��ليم علي��ه، فلم يلبث أن ج��اء عم��ر، فقال: ))ما جاء بك يا عمر؟((، قال: الجوع يا رسول الله، قال: وأن��اه��ان ي ق��د وج��دت بعض ذل��ك، ف��انطلقوا إلى م��نزل أبي الهيثم بن التخ��ل والش��اء، ولم يكن ل��ه خ��دم، فلم الأنصاري، وك��ان رجلا كث��ير الن يجدوه، فقالوا لامرأته: أين ص��احبك؟ فق��الت: انطل��ق يس��تعذب لن��ا الماء، فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقرب��ة يزعبه��ا، فوض��عها، ثم ج��اء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه، ثم انطل��ق بهم��و إلى حديقته، فبس��ط لهم بس��اطا، ثم انطل��ق إلى نخل��ة، فج��اء بقن

فلا تنقيت لن��ا منأفوض��عه، فق��ال الن��بي ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم: روا - من رطبه؟ فقال: يا رسول الله، إني أردت أن تخت��اروا - أو تخي رطبه وبسره، فأكلوا، وشربوا من ذلك الم��اء، فق��ال: ))ه��ذا وال��ذي نفسي بيده من النعيم الذي تس��ألون عن��ه ي��وم القيام��ة، ظ��ل ب��ارد، ورطب طيب، وماء ب��ارد((، ف��انطلق أب��و الهيثم ليص��نع لهم طعام��ا،

23

((، ف��ذبح لهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ))لا ت��ذبحن ذات در عناقا، أو جديا، فأتاهم بها، فأكلوا، فقال: ))هل ل��ك خ��ادم؟((، ق��ال: لا، قال: ))فإذا أتانا سبي فأتنا((، ف��أتي برأس��ين ليس معهم��ا ث��الث، فأتاه أبو الهيثم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ))اختر منهم��ا((، فقال: يا رسول الله، اختر لي، فقال النبي صلى الل��ه علي��ه وس��لم:��ه يص��لي، واس��توص ب��ه ))إن المستشار مؤتمن، خذ هذا؛ ف��إني رأيت معروفا((، فانطلق أب��و الهيثم إلى امرأت��ه، فأخبره��ا بق��ول الرس��ول صلى الله عليه وسلم، فقالت امرأته: ما أنت ببالغ حق ما ق��ال في��ه النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن تعتقه، قال: فهو عتيق، فق��ال: إنا ولا خليفة إلا وله بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف، الله لم يبعث نبيوء، ��وق بطان��ة الس�� وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا ت��ألوه خب��الا، ومن ي

فقد وقي((؛ )صححه الألباني(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله28

صلى الله عليه وسلم فقال: إني مجهود )ج��ائع(، فأرس��ل إلى بعضل إلى نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق، ما عندي إلا م��اء، ثم أرس��هن مثل ذلك: لا، وال��ذي بعث��ك أخرى، فقالت مثل ذلك، حتى قلن كلف ه��ذا، الليل��ة، رحم��ه بالحق، م��ا عن��دي إلا م��اء، فق��ال: ))من يض��ي الله((، فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الل��ه، ف��انطلق ب��ه إلى رحل��ه، فق��ال لامرأت��ه: ه��ل عن��دك ش��يء؟ ق��الت: لا، إلا ق��وتليهم بشيء، ف��إذا دخ��ل ض��يفنا ف��أطفئي الس��راج، صبياني، قال: فعلا نأكل، فإذا أهوى ليأكل فقومي إلى الس��راج ح��تى تطفئي��ه، وأريه أن قال: فقعدوا وأكل الضيف، فلم��ا أص��بح غ��دا على الن��بي ص��لى الل��ه عليه وسلم، فقال: ))قد عجب الله من صنيعكما بض��يفكما الليل��ة((؛

)رواه مسلم(.��ه أم المؤم��نين عائش��ة رض��ي الل��ه29 - من عجائب الإيثار: ما فعلت

عنه��ا حين تص��دقت بمائ��ة أل��ف درهم، وليس عليه��ا إلا ث��وب ق��ديم، وكانت صائمة، فقالت لها خادمته��ا: ل��و أبقيت ش��يئا لتفط��ري علي��ه،رتني لفعلت! وتصدقت مرة برغيف ليس عندها غيره فأجابتها: لو ذكعنا رتها خادمتها، فقالت: ادفعي الرغيف، ولن يض��ي وهي صائمة، فذك الله! فأهدي إليها في المساء شاة وطع��ام، فق��الت لخادمته��ا: كلي؛

هذا خير من قرصك! )أي رغيفك(؛ )رواه مالك في الموطأ(. - عن طارق بن عبدالله المحاربي رضي الله عنه، ق��ال: ق��دمت30

المدينة، فإذا رسول الله صلى الل��ه علي��ه وس��لم ق��ائم على المن��بر،

24

يخطب الناس، وه��و يق��ول: ))ي��د المعطي العلي��ا، واب��دأ بمن تع��ول:أمك وأباك، فأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك((؛ )صححه الألباني(.

- عن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال رس��ول الل��ه ص��لى الل��ه31، إذا طبخت مرق��ة، ف��أكثر ماءه��ا، وتعاه��د علي��ه وس��لم: ))ي��ا أب��ا ذر

جيرانك((؛ )رواه مسلم(. وفي رواي�ة ل�ه عن أبي ذر ق�ال: إن خليلي ص�لى الل�ه علي�ه وس�لم أوص��اني: ))إذا طبخت مرق��ا ف��أكثر م��اءه، ثم انظ��ر أه��ل بيت من

جيرانك، فأصبهم منها بمعروف((؛ )رواه مسلم(. - عن أم المؤم��نين عائش��ة رض��ي الل��ه عنه��ا، ق��الت: قلت: ي��ا32

رسول الله، إن لي جارين أحدهما مقبل علي ببابه، والآخر ن��اء بباب��ههم��ا أعظم حقا؟! فق��ال: عني، وربما الذي كان عندي لا يسعهما، فأي

))المقبل عليك ببابه((؛ )صححه الألباني(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى33

الله عليه وسلم: ))ما من يوم يصبح العب��اد في��ه، إلا ملك��ان ي��نزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفق��ا خلف��ا، ويق��ول الآخ��ر: اللهم أع��ط

ممسكا تلفا((؛ )رواه البخاري(. - عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عن��ه، ق��ال: ق��ال رس��ول34

ه، الله ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم: ))م��ا منكم من أح��د إلا س��يكلمه رب ليس بينه وبينه ترجمان، فينظ��ر أيمن من��ه فلا ي��رى إلا م��ا ق��دم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه؛ فاتقوا النار ولو بشق تم��رة((؛ )رواه البخ��اري(، وقال: قال الأعمش: وحدثني عمرو بن مرة، عن خيثمة: مثل��ه، وزاد

فيه: ولو بكلمة طيبة. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه ص��لى35

الله عليه وسلم: ))ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلاب، إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن ك��انت تم��رة، ف��تربو في ك��ف الطي��وه، أو ي أح��دكم فل ��رب الرحمن حتى تك��ون أعظم من الجب��ل، كم��ا ي

فصيله((؛ )رواه مسلم(. - عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ك��ان أب��و طلح��ة أك��ثر36

أنصاري بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب ماله إليه بيرح��اء، وك��انت مستقبل المسجد، وكان رسول الله صلى الل��ه علي��ه وس��لم ي��دخلها��ر ��الوا الب ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما ن�زلت: }لن تن

ون{ ]آل عمران: ى تنفقوا مما تحب [، قام أبو طلحة فق��ال: ي��ا92حتون{ ى تنفق�وا مما تحب �ر حت رسول الله، إن الله يقول: }لن تنالوا الب

25

[، وإن أحب م��الي إلي بيرح��اء، وإنه��ا ص��دقة لل��ه؛92]آل عم��ران: ها وذخرها عند الله، فضعها يا رس��ول الل��ه حيث أراك الل��ه، أرجو بر فقال رسول الله صلى الل��ه علي��ه وس��لم: ))بخ، ذل��ك م��ال رابح، أو رايح - شك عبدالله - وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعله��ا في الأقربين((، فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة

في أقاربه، وفي بني عمه؛ )رواه البخاري(. - عن أم المؤمنين عائش��ة رض��ي الل��ه عنه��ا: أنهم ذبح��وا ش��اة،37

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ))ما بقي منها؟((، قلت: م��ا بقيها غير كتفها((؛ )رواه الترمذي(. منها إلا كتفها، قال: ))بقي كل

- عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عن��ه: أن رس��ول الل��ه ص��لى38الله عليه وسلم قال: ))داووا مرضاكم بالصدقة((؛ )حسنه الألباني(.

- جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، قال: أتى رسول الله ص��لى39 الله عليه وسلم بني عمرو بن ع��وف ي��وم الأربع��اء، ف��ذكر الح��ديث، إلى أن قال: ))يا معشر الأنصار((، قالوا: لبيك يا رسول الله، فق��ال:، وتفعل��ون في ))كنتم في الجاهلية إذ لا تعبدون الل��ه تحمل��ون الك��ل أم��والكم المع��روف، وتفعل��ون إلى ابن الس��بيل، ح��تى إذا من الل��هه إذا أنتم تحصنون أموالكم؛ فيما يأك��ل ابن آدم عليكم بالإسلام وبنبي أجر، وفيما يأكل السبع والطير أجر((، قال: فرج��ع الق��وم فم��ا منهم أحد إلا هدم من حديقته ثلاثين بابا((؛ )رواه المنذري، وقال: ص��حيح،

أو حسن، أو ما قاربهما(. - عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ص�لى40

الل��ه علي��ه وس��لم: ))احتجت الجن��ة والن��ار، فق��الت الن��ار: ي��دخلنيرون، وقالت الجن��ة: ي��دخلني الفق��راء والمس��اكين، ارون والمتكب الجب فأوحى الله عز وجل إلى الجنة: أنت رحمتي، أصيب ب��ك من أش��اء، وأوحى إلى الن��ار: أنت ع��ذابي، أص��يب ب��ك من أش��اء، ولك��ل واح��دع قدمي��ه منكما ملؤها، فأما الن��ار فتق��ول: ه��ل من مزي�د؟ ح��تى يض��

فيها، فتقول: قط قط((؛ )رواه الطبري(. - هذا قليل من كث��ير، وغيض من فيض مم��ا ورد في مدرس��ة النب��وة

في هذا الجانب. رابع$ا: منظومة التكافل في حياة الصحابة

والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين: كما رأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم غرس في ص��حابته الك��رام منظومة متكاملة من التكافل، فترجموا ذلك ترجمة عملي��ة، وكون��وا مجتمع��ا لم يج��د الزم��ان بمثل��ه، وض��ربوا أروع الأمثل��ة في الزه��د

26

والتكافل والإيثار، ولولا أن هذه التراجم قد رواه��ا ثق��ات م��ا ص��دقهاد والإيثار ونكران الذات. عقل؛ لما فيها من المثالية والتجر

- نطرح هن��ا بعض المواق��ف والأق��وال من حي��اة الص��حابة والت��ابعينللمثال لا الحصر:

- عن أنس رض��ي الل��ه عن��ه، ق��ال: "ق��دم عب��دالرحمن بن ع��وف1 المدينة، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، فعرض عليه أن يناصفه أهل��ه ومال��ه، فق��ال عب��دالرحمن:ني على الس��وق، ف��ربح ش��يئا من بارك الله لك في أهلك ومال��ك، دلر أقط وسمن، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم بعد أيام وعليه وض��فرة، فق���ال الن���بي ص���لى الل���ه علي���ه وس���لم: ))مهيم ي���ا من ص��� عبدالرحمن؟((، ق��ال: ي��ا رس��ول الل��ه، ت��زوجت ام��رأة من الأنص��ار، قال: ))فما سقت فيها؟((، فقال: وزن ن��واة من ذهب، فق��ال الن��بي

صلى الله عليه وسلم: ))أولم ولو بشاة((؛ )رواه البخاري(.)مهيم: كلمة استفهام؛ أي: ما حالك، وما شأنك، أو: ما وراءك؟(.

- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "قالت الأنصار للنبي ص��لى2 الله عليه وسلم: اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال: ))لا((، فقال: ))تكفوننا المؤونة، ونش�رككم في الثم�رة((، ق��الوا: س�معنا وأطعن�ا؛

)رواه البخاري(. - عن أم��ير المؤم��نين عم��ر بن الخط��اب رض��ي الل��ه عن��ه، ق��ال:3

"أمرنا رسول الله صلى الله علي��ه وس��لم أن نتص��دق، فواف��ق ذل��ك عندي مالا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر، إن سبقته يوما، ق��ال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الل��ه علي��ه وس��لم: ))م��ا أبقيت لأهلك؟((، قلت: مثله، وأتى أبو بكر بك��ل م��ا عن��ده، فق��ال: ))ي��ا أب��ا بكر، م��ا أبقيت لأهل��ك؟(( فق��ال: أبقيت لهم الل��ه ورس��وله، قلت: لا

أسبقه إلى شيء أبدا؛ )رواه الترمذي(. - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "لما توفي النبي صلى الله4

عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده، وكفر من كفر من العرب، ق��ال عمر بن الخطاب لأبي بكر: كيف تقاتل الناس وقد قال رس��ول الل��ه صلى الله عليه وسلم: ))أمرت أن أقاتل الناس ح�تى يقول�وا: لا إل�ه إلا الله، فمن قال: لا إله إلا الله، عصم مني مال��ه ونفس��ه، إلا بحقه،ق بين وحس�ابه على الل�ه((؟ فق�ال أب�و بك�ر: والل�ه لأق��اتلن من ف��ر الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا ك��انوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعه��ا،

27

قال عمر: فوالله ما هو إلا رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر للقتال،فعرفت أنه الحق((؛ )متفق عليه(.

- دخلت حفصة أم المؤمنين رضي الله عنه�ا على أم�ير المؤم�نين5 عمر بن الخطاب رض��ي الل��ه عن��ه وق��د رأت م��ا ه��و في��ه من ش��دةع العيش والزهد الظاهر عليه، فقالت: إن الله أكثر من الخير، وأوس����ا عليك من ال��رزق، فل��و أكلت طعام��ا أطيب من ذل��ك، ولبس��ت ثياب ألين من ثوبك؟ قال: سأخصمك إلى نفسك، فذكر أم��ر رس��ول الل��ه صلى الله عليه وسلم، وم��ا ك��ان يلقى من ش��دة العيش، فلم ي��زلرها ما كان فيه رسول الله صلى الله عليه وس��لم، وك��انت مع��ه، يذك حتى أبكاها، ثم قال: إنه كان لي صاحبان سلكا طريقا، فإن س��لكت طريقا غير طريقهما، سلك بي غير طريقهما، إني والله سأصبر على

عيشهما الشديد؛ لعلي أن أدرك معهما عيشهما الرخي. - عن الأحنف بن قيس قال: "أتيت المدين��ة وأن��ا ح��اج، فبين��ا نحن6

في منازلن��ا نض��ع رحالن��ا إذ أتى آت، فق��ال: ق��د اجتم��ع الن��اس في المس��جد، ف��اطلعت، ف��إذا - يع��ني الن��اس - مجتمع��ون، وإذا بين أظهرهم نفر قعود، فإذا ه��و علي بن أبي ط��الب، والزب��ير، وطلح��ة، وسعد بن أبي وقاص رحمة الله عليهم، فلما قمت عليهم قي��ل: ه��ذاة ص��فراء، فقلت عثم��ان بن عف��ان ق��د ج��اء، ق��ال: فج��اء وعلي��ه ملي لصاحبي: كما أنت حتى أنظر ما جاء به؟ فقال عثمان: أها هنا علي؟ أها هن��ا الزب��ير؟ أه��ا هن��ا طلح��ة؟ أه��ا هن��ا س��عد؟ ق��الوا: نعم، ق��ال: فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الل��ه عليه وسلم قال: ))من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له؟((، فابتعته، فأتيت رسول الله ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم فقلت: إني ابتعت مرب��د��ه في مس��جدنا وأج��ره ل��ك((، ق��الوا: اللهم بني فلان، ق��ال: ))فاجعل نعم، قال: فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، هل تعلم��ون أن رس��ول الله صلى الل�ه علي��ه وس�لم ق��ال: ))من يبت��اع ب�ئر روم�ة غف�ر الل��ه له؟((، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قد ابتعت بئر رومة، قال: ))فاجعلها سقاية للمسلمين، وأجرها ل��ك((، ق��الوا: نعم، قال: فأنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، هل تعلم��ون أن رس��ول الل��هرة غف��ر الل��ه صلى الل��ه علي��ه وس��لم ق��ال: ))من يجهز جيش العس�� له؟((، فجهزتهم حتى ما يفقدون عقالا ولا خطاما، قالوا: نعم، ق��ال:

اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد((؛ )رواه النسائي(. - ذكر الإمام ابن عبدالبر رحمه الل��ه في ترجمت��ه في الاس��تيعاب:7

قال أبو إسحاق السبيعي: ... وكان علي رض��ي الل��ه عن��ه يس��ير في

28

م، إذا ورد علي��ه م��ال لم ديق في القس�� الفيء مسيرة أبي بك��ر الص�� يبق منه شيئا إلا قسمه، ولا ي��ترك في بيت الم��ال من��ه إلا م��ا يعج��زي غ��يري، ولم يكن ��ا، غ��ر عن قسمته في يومه ذل��ك، ويق��ول: ي��ا دني��ا، ولا يخص يس��تأثر من الفيء بش��يء، ولا يخص ب��ه حميم��ا ولا قريب بالولايات إلا أه��ل ال��ديانات والأمان��ات، وإذا بلغ��ه عن أح��دهم خيان��ة كتب إليه: "قد ج�اءتكم موعظ��ة من ربكم؛ ف��أوفوا الكي��ل والم�يزان���وا في الأرض بالقس���ط، ولا تبخس���وا الن���اس أش���ياءهم، ولا تعث مفس��دين، بقي��ة الل��ه خ��ير لكم إن كنتم مؤم��نين، وم��ا أن��ا عليكم بحفيظ"، إذا أتاك كتابي هذا فاحتفظ بما في يديك من أعمالن��ا ح��تى نبعث إليك من يتسلمه منك، ثم يرف��ع طرف��ه إلى الس��ماء، فيق��ول:

اللهم إنك تعلم أني لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك.لوه،8 - عن عمرو بن ثابت قال: لم��ا م��ات علي بن الحس��ين فغس��

جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في ظه��ره، فق��الوا: م��ا ه��ذا؟! ق��الوا:كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره، يعطيه فقراء أهل المدينة. - عن محمد بن إسحاق، قال: كان ناس من أهل المدينة يعيش��ون لا يدرون من أين كان معاشهم؟ فلما مات علي بن الحسين، فقدوا ما

كانوا يؤتون به في الليل.نه،9 - دخل عمر بن عب��دالعزيز ذات ليل��ة على بنات��ه، فلم��ا أحسس��

وضعن أيديهن على أف��واههن، ثم تب��ادرن الب��اب )خ��رجن من الب��اب مسرعات(، فقال للحاضنة: ما ش��أنهن؟ ق��الت: إن��ه لم يكن عن��دهنينه إلا عدس وبصل، فكرهن أن تشم ذلك من أف��واههن، شيء يتعشين الأل��وان فبكى عمر، ثم ق��ال لهن: ي��ا بن��اتي، م��ا ينفعكن أن تعش�� )أص��ناف الطع��ام( ويم��ر ب��أبيكن إلى الن��ار، ق��ال: فبكين ح��تى علت

أصواتهن، ثم انصرف. - هذه مجرد نماذج للاستدلال والمثال لا الحص��ر؛ لأن النم��اذج ت��ترى

من لدن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.ا: توصية واجبة: - خامس$

علينا أن ندرك بل نوقن أن التكافل ج��زء من عقي��دة المس��لم، ومن خلق الإسلام ومبادئه، كم��ا أن��ه ي��وازن بين مص��لحة الف��رد ومص��لحة المجتمع؛ لأنه يقضي على التف��اوت الطبقي الم��ذموم؛ ول��ذلك يجب على كل صاحب نعمة أو فضل أن يجود مما رزق��ه الل��ه تع��الى ب��ه -ا - على ك��ل محت��اج دون إس��راف أو تقت��ير أو ا ك��ان أو معنوي ماديود المحب��ة والألف��ة والأخ��وة والإيث��ار والأمن وحب إبط��اء؛ ح��تى تس��

الوطن ... إلخ.29

ز المجتم��ع المس��لم عن ا أن التكاف��ل يمي - كما علين��ا أن ن��وقن أيض�� غيره من المجتمعات التي تقوم على فلس��فات من ش��أنها أن توج��د التفاوت الطبقي، الذي يزيد الغني غنى فاحشا، ويزي��د الفق��ير فق��راد من التكاف��ل، فلن ت��رى مدقعا، فل��ك أن تتخي��ل المجتم��ع وق��د ج��ر��ة، والس��خط، سوى العقوق، والجح��ود، والحس��د، والبغض، والكراهي والأناني���ة... إلخ، كم���ا أن���ه ستس���ود في ه���ذا المجتم���ع الج���رائم،

والفوضى، والعبثية، والمشاحنات، وعدم الانتماء. - على هذا، فالتكافل يقضي حاج��ة المض��طر، ويزي��ل هم المهم��وم،ا متماس��كا كالبني��ان ويض��مد ج��رح المص��اب، فيك��ون المجتم��ع قوي

المرصوص.ف بين قلوبنا، ولا تجعل للشيطان مكانا بيننا! اللهم أل

30