خطب وحكم وأحكام وقواعد ومواعظوآداب وأخالق حسان

الفقير إلى عفو ربه تأليفد بن العزي,,,,ز عب,,,,د محم

السلمانالمدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض

سابقا

الجزء األول

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بسم الله الرحمن الرحيم)فائدة عظيمة النفع لمن وفقه الله(

م��ا أنعم الل��ه على عب��د نعم��ة أفض��ل من أن عرفه ال إله إال الله، وفهمه معناها، ووفقه للعم��ل

بمقتضاها، والدعوة إليها. أشرف األشياء قلبك ووقتك فإذا اهملت قلبك وضيعت وقتك، فما بقي معك؟ كل الفوائ��د ذهبت

فانتبه لنفسك.)فصل(فائدة

وق��ف ق��وم على ع��الم فق��الوا إن��ا س��ائلوك أفمجيبنا أنت قال: سلوا وال تكثروا، ف��إن النه��ار لن يرجع والعمر لن يعود، والط��الب ح��ثيث في طلب��ه، قالوا: فأوصنا، قال: تزودوا على قدر س��فركم ف��إن خير الزاد ما أبل��غ البغي��ة، ثم ق��ال: األي��ام ص��حائف األعمار فخلدوها أحسن األعمال، فإن الف�رص تم�ر م����ر الس����حاب، والت����واني من أخالق الكس����الى والخوالف، ومن اس��توطن م��ركب العج��ز ع��ثر ب��ه،

وتزوج التواني بالكسل فولد بينهما الخسران اه� قال بعضهم: شعرا:

تزوجت البطالةبالتواني

فأولدها غالما معغالمه وه ا اإلبن سم فأم

بفقرا البنت سموها وأم

ندمه

2

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

آخر: الذكر أصدق قول

فافهم الخبرا ألنه قول من قد

أنشأ البشرا فاعمل به إن تردفهما ومعرفة

ياذا النهي كي تنالالعز والفخرا وتحمد الله في يوم

المعاد إذا جاء الحساب وعم

الخوف وانتشرا لله در رجال عاملينبه

فيما يدق وما قدجل واشتهرا

3

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بسم الله الرحمن الرحيم مالحظة: ال يسمح ألي إنس��ان أن يختص��ره أو يتعرض له بما يسمونه تحقيقا ألن االختصار س��بب لتعطيل األصل والتحقيق أرى أن��ه اته��ام للمؤل��ف، وال يطبع إال وقفا لله تعالى على من ينتف��ع ب��ه من

المسلمين. فوائد عظيمة النفع جدا لبعض العلم,,اء

رحمهم الله تعالى: ( الليل والنه��ار يعمالن في��ك فاعم��ل فيهم��ا1)

أعم��اال ص��الحة ت��ربح وتحم��د العاقب��ة الحمي��دة إنشاء الله تعالى.

( المالئكة يكتب��ان م��ا تلفظ��ظ ب��ه ف��احرص2) على أن ال تنطق إال بم��ا يس��رك ي��وم القيام��ة من

ذكر الله وما وااله. ( اعلم أن قص��ر األم��ل علي��ه م��دار عظيم3)

وحصن قصر األم��ل ذك��ر الم��وت، وحص��ن حص��نه ذكر فجأة الموت وأخذ اإلنس�ان على غ�رة وغفل��ة وهو في غرر وفت��ور عن العم��ل لآلخ��رة، فاحف��ظ

هذه الفوائد واعمل بها تفلح وتربح إن شاء الله. ومن أراد طباعته ابتغاء وجه الله تعالى ال يريدnذن ل��ه في ذل��ك وج��زى به عرضا من الدنيا، فقد أ

4

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الله خيرا من طبعه وقفا لله، أو أعان على طبعه، أو تسبب لطبعه وتوزيعه على إخوان��ه المس��لمين،

أنه قال:فقد ورد عنه »إن الله يدخل في السهم الواحد ثالثة نف,,ر الجن,,ة: ص,,انعه يحتس,,ب في ص,,نعته

الحديث، رواه أبوالخير والرامي به، ومنبله« داود.

»إذا مات اإلنس,,ان أن��ه ق��ال: وورد عن��ه انقطع عمل,,ه إال من ثالث: ص,,دقة جاري,,ة، أو علم ينتفع به، أو ول,,د ص,,الح ي,,دعو ل,,ه«

الحديث رواه مسلم. : ق��ال أن رس��ول الل��ه وعن زيد بن خالد

»من جهز غازيا في سبيل الل,,ه فق,,د غ,,زا ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غ,,زا«

.متفق عليه »إن: قال رس��ول الل��ه وعن أبي هريرة

مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بع,,د موته علما علمه ونره وول,,دا ص,,الحا ترك,,ه أو مص,,حفا ورث,,ه أو مس,,جدا بن,,اه أو بيت,,ا البن سبيل بن,,اه أو نه,,را أج,,راه او ص,,دقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحق,,ه

.رواه ابن ماجه وابن خزيمةمن بعد موته«

5

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ورواه ال��بزار من ح��ديث أنس إال أن��ه ق��ال: »سبع تجري للعبد بعد موته وهو في قبره من علم علما أو كرى نهرا أو حفر ب,,ئرا أو غرس نخال أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا

أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته«.

6

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الواحد القهار العزي��ز الغف��ار مق��در األق��دار ومص��رف األم��ور على م��ا يش��اء ويخت��ار

ومكور الليل على النهار. الواحد األحد الفرد العليم الحكيم ال��ذي أيق��ظ من خلقه من اصطفاه فأدخل��ه في جمل��ة األخي��ار

ووفق من اختار من عبيده فجعله من األبرار. وبصر من أحبه من خلقه للحقائق فزهدوا في ه��ذا ال��دار فاجته��دوا في مرض��اته والت��أهب ل��دار

القرار. وبعد فإني لما نظرت في غفلتي عن اكتساب الزاد المبلغ ليوم المعاد ورأيت أوقاتي قد ض��اعت فيما ال ينفعني في معادي ورأيت استعصاء نفسي عم��ا يؤنس��ني في رمس��ي ال س��يما والش��يطان

والدنيا والهوى معها ظهير. فعزمت إن شاء الله تعالى على أن أجم��ع في ه��ذا الكت��اب م��ا تيس��ر من المواع��ظ والنص��ائح والخطب والحكم واألحك���ام والفوائ���د والقواع���د واآلداب وفض��ائل األخالق المس��تمدة من الكت��اب والس���نة ومن كالم العلم���اء األوائ���ل واألواخ���ر المس���تمد منهم���ا م���ا أرج���و من الل���ه العلي أن يستغني به الواع��ظ والخطيب والمرش��د وغ��يرهم

7

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

راجي��ا من الل��ه الحي القي��وم ذي الجالل واإلك��رام الواحد األحد الفرد الصمد ال��ذي لم يل��د ولم يول��د ولم يكن ل��ه كف��وا أح��د الق��وي العزي��ز ال��رءوف الرحيم اللطيف الخبير أن ينف��ع ب��ه وأن ي��أجر من يطبع��ه وقف��ا لل��ه تع��الى أو يعين على طباعت��ه أو

»مفتاح األفك,,ار للت,,أهبيتسبب لها وس��ميته لدار القرار«

عبد العزيز بن محمد بن سلمان

8

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

nرجعnون فيه إلى اللهâقال تعالى: قnوا يوما ت واتnظلم��nون بت وهnم ال ي ��nل نفس ما كس�� ��nوفى ك nم ت áث

��أتيâ[. وقال تب��ارك وتع��الى: 281]البقرة: ��وم ت يفسها nجادلn عن ن nل نفس ت [ اآلي��ة.111 ]النحل: áك

nم منâوقال تبارك وتعالى: ��اك وأنفقnوا من ما رزقنnمn الم��وتn فيق��nول رب ل��وال ��أتي أح��دك ��ل أن ي قبnن من دق وأك رتني إلى أج�����ل ق�����ريب فأص����� أخnه nها والل هn نفسا إذا جاء أجل ر الل nؤخ الصالحين ولن ي

��nون ��ير بم��ا تعمل أن تق��nولâ. وق��ال ج��ل وعال: áخبه رتى على م��ا ف��رطتn في جنب الل ��ا حس�� نفس يه ���و أن الل اخرين أو تق���nول ل nنتn لمن الس��� وإن ك����رى قين أو تق����nول حين ت nنتn من المnت ه����داني لكنين nون من المnحس�� ة ف��أك ��ر áالع��ذاب ل��و أن لي ك

��nل نفسâ[. وقال تعالى: 58]الزمر: ��nو ك هnنالك تبل��nل نفسâ[ وقال تعالى: 30 ]يونس: áما أسلفت ك

��وم القيام��ة nم ي nج��nورك nوفون أ م��ا ت ذآئقةn الم��وت وإنة فق��د ف��از وم��ا nدخ��ل الجن ار وأ حزح عن الن nفمن ز

ور nرnالغ nمتاع [ .185 ]آل عمران: áالحياةn الدنيا إالى إذا ج��اء أح��دهnمn الم��وتn ق��الâوقال تع��الى: حت

�ركتn كال الحا فيم�ا ت ي أعم��لn ص� رب ارجعnون لعل

9

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

��وم ��رزخ إلى ي nه��ا ومن ورائهم ب ها كلم��ة ه��nو قائل إن��nون nبعث [ اآلي��ات. وق��ال ج��ل100 ]المؤمن��ون: áي

ي األم��رn وهnمâوعال: وأنذرهnم يوم الحسرة إذ قnض����nون nؤمن [. وق��ال39 ]م��ريم: áفي غفل��ة وهnم ال ي

nونâتعالى: ب ��nوا يحتس�� nون ه ما لم يك وبدا لهnم من الل��ه nوا ب ��ان nوا وح��اق بهم ما ك ئاتn ما كسب وبدا لهnم سي

nون ��رىâ[. وقال تعالى: 48 ]الزمر: áيستهزئ ولو تnوا nخذnوا من مكان قريب وق��ال إذ فزعnوا فال فوت وأ��ان بعي��د وق��د ��اوnشn من مك ن ى لهnمn الت ��ه وأن ا ب آمنوا به من قبلn ويقذفnون بالغيب من مكان بعيد nكفر

تهnون [. وق��ال53 ]س��بأ: áوحيل بينهnم وبين ما يش��nمâتعالى: ل بك nم مل��كn الم��وت الذي وnك ق�nل يتوفاك

��رى إذ المnجرم��nون ��و ت nرجع��nون ول nم ت ك nم إلى رب ثمعنا رنا وس�� ��ا أبص�� ن هم رب هم عن��د رب ؤnوس�� nو ر nناكس��

nون ا مnوقن [.12 ]السجدة: áفارجعنا نعمل صالحا إنnفخ في الصور فإذا هnم منâوقال تعالى: ون

nوا يا ويلنا من بعثنا nون قال هم ينسل األجداث إلى ربnون حمنn وصدق المnرسل من مرقدنا هذا ما وعد الر

دينا إن كانت إال صيحة واحدة فإذا هnم جميع لون nحضرnمá :[. وقال تعالى: 53 ]يسâونفخ في

الصور فصعق من في السموات ومن في األرض

10

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

. وقال تعالى:áإال من شاء الله وكل أتوه داخرينâونnم في غفلة معرضnم وهnهn اس حساب áاقترب للن

وأنذرهnم يوم اآلزفةâ[ . وقال تعالى: 1]األنبياء: [.18 ]غافر: áإذ القnلnوبn لدى الحناجر كاظمين

وجاءت سكرةn الموت بالحق ذلكâوقال تعالى: nفخ في الصور ذلك يومn الوعيد nنت منهn تحيدn ون ما كnنت في nل نفس معها سائق وشهيد لقد ك وجاءت كك اليوم nغفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصر

أزفت اآلزفةn ليسâ[. وقال تعالى: 22 ]ق: áحديد [. وقال58 ]النجم: áلها من دnون الله كاشفة

وحn والمالئكةn صفا الâتعالى: يوم يقnومn الرمnون إال من أذن لهn الرحمنn وقال صوابا ذلك يتكل

ا ه مآبا إن خذ إلى رب اليومn الحق فمن شاء اتnم عذابا قريبا يوم ينظnرn المرءn ما قدمت أنذرناك

nيداهá :[. وقال تعالى: 40 ]النبأâفإذا جاءت رn اإلنسانn ما سعى nبرى يوم يتذك áالطامةn الك

فإذا جاءتâ[. وقال تعالى: 35]النازعات: nمه وأبيه áالصاخةn * يوم يفر المرءn من أخيه وأ

مâ[. وقال تعالى: 35]عبس: وجيء يومئذ بجهنى لهn الذكرى رn اإلنسانn وأن ]الفجر:áيومئذ يتذك

23.]

11

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

األحاديث وعن ابن عم��ر رض��ي الل��ه عنهم��ا أن رس��ول

ما حق امرئ مس,,لم ل,,ه ش,,يء» قال: الله يوصي فيه يبيت ليلتين إال ووصيته مكتوبة

«. متف��ق علي��ه، وعن ابن عم��ر ق��ال: أخ��ذعنده كن في الدنيا بمنك��بي فق��ال: »رس��ول الل��ه

وك��ان ابن عم��ركأنك غريب أو عابر س,,بيل، رضي الل�ه عنهم��ا يق��ول: »إذا أمس�يت فال تنتظ�ر الصباح وإذا أصبحت فال تنتظ��ر المس��اء، وخ��ذ من ص���حتك لمرض���ك ومن حيات���ك لموت���ك«. رواه

،أكثروا ذكر هادم الل,,ذات: »البخاري، وقال يعني الموت« رواه الترمذي. وقال حديث حس��ن،

ب,,,ادروا باألعم,,,ال س,,,بعا، ه,,,ل: »وق���ال تنتظرون إال فقرا منس,,يا أو غ,,نى مطغي,,ا أو مرضا مفسدان أو هرما مفن,,دا أو موت,,ا مجه,,زا أو ال,,دجال فش,,ر غ,,ائب ينتظ,,ر أو

. رواه«الس,,,,,,اعة فالس,,,,,,اعة أدهى وأمر الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول

ال يتمنى أح,,دكم الم,,وت إم,,ا» ق��ال: الل��ه محس,,نا فلعل,,ه ي,,زداد وإم,,ا مس,,يئا فلعل,,ه

« متف��ق علي��ه. وفي رواي��ة مس��لم عنيستعتب

12

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ال يتم,,نى ق��ال: »أبي هريرة عن رس��ول الل��ه أحدكم الموت وال يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات ابن آدم انقط,,ع عمل,,ه وإن,,ه ال

«. وعن أنسيزي,,د الم,,ؤمن عم,,ره إال خ,,يرا ال: »رض��ي الل��ه عن��ه ق��ال: ق��ال رس��ول الل��ه

يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه فإن كان ال بد فاعال فليقل اللهم أحي,,ني م,,ا ك,,انت الحياة خيرا لي وتوف,,ني إذا ك,,انت الوف,,اة

«. متفق عليه.خيرا لي- "موعظة"1

إخواني إن في مواعظ األي��ام واللي��الي لع��برة لذوي البصائر ركائب أموات تزعج عن مقص��ورات القص��ور ثم تحم��ل إلى مض��ائق القب��ور، فكم ق��د ش��اهدتم من شخص��يات في األرض، ق��د وض��عت، وكم ق��د ع��اينتم من أب��دان ناعم��ة ق��د لفت وإلى مضيق األلحاد ق��د زفت في��ا له��ا من غاي��ة يس��تبق إليها العباد وي��ا ل��ه من مض��مار يتناوب��ه ج��واد بع��د جواد ويا ل��ه من ه��ول ش��ديد يعقب��ه أه��وال ش��داد فتنة قب��ور وحش��ر في موق��ف مهي��ل موق��ف في��ه تنقطع األنساب وتخضع فيه الرقاب وتنسكب في��ه العبرات وتتصاعد فيه الزفرات ذلك موقف تنش��ر

13

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فيه الدواوين، وتنص��ب في��ه الم��وازين، ويم��د في��ه الص���راط، وحينئ���ذ يق���ع االمتي���از فن���اج مس���لم

ومكردس في النار.شعرا:

لي اللالمي ظ فمقمنايه مدصاقو

ىليه في الدج إاكريلسوتت وف العميظا ع يلقو

جاع الرطق تال يتايا غى ينم التنأفلمؤمالو يتبول تب فاقبا ريف

لضفتب نو عفع تتلا زمفلهمت وريثك وفع تم لتن أنإف

يتريخ ذتنأو يالى حكتش أنمللسوت أنمو ادع وأطخ أنم لقيقح

ىضا ممل هابوبى ألى عقبيوللذتي مسى جلي عكبيو

ىلن الب مفيعض دي السودج يلعللضفتمال ةمحي رهل إتوجر

الضفتو هتالن ز ماب تنمللبقتي

اللهم اجعلنا من المتقين األبرار وأس��كنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحس��ن اإلقب��ال علي��ك واإلص���غاء إلي���ك ووفقن���ا للتع���اون في طاعت���ك والمبادرة إلى خدمتك وحسن اآلداب في معاملتك والتس��ليم ألم��رك والرض��ا بقض��ائك والص��بر على بالئك والشكر لنعمائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم

الراحمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.)فصل(

14

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ق��ال بعض العلم��اء: من عجيب م��ا نق��دت من أحوال الن��اس ك��ثرة م��ا ن��احوا على خ��راب ال��ديار وموت األقارب واألس��الف والتحس��ر على األرزاق

بذم الزمان وأهله وذكر نكد العيش فيه. وق��د رأوا من انه��دام اإلس��الم وم��وت الس��نن وظهور البدع وارتك��اب المعاص��ي وتقض��ي العم��ر في الف��ارغ ال��ذي ال يج��دي والق��بيح ال��ذي يوب��ق ويؤذي. فال أجد أحدا منهم ن��اح على دين��ه وال بكى

على فارط عمره وال آسى على فائت دهره. وم��ا أرى ل��ذلك س��ببا إال قل��ة مب��االتهم في

األديان وعظم الدنيا في عيونهم. ضد ما كان عليه السلف الصالح يرضون ب��البالغ

اه�.وينوحون على الدين وكتب بعض���هم إلى ص���ديق ل���ه يش���اوره في شيء من أمر الدنيا فك��ان الج��واب: اطلب ال��دنيا على ق��در مكث��ك فيه��ا، واطلب اآلخ��رة على ق��در

حاجتك إليها. وقال يحيى بن معاذ: لست آمركم بترك الدنيا آمركم ب��ترك ال��ذنوب، ت��رك ال��دنيا فض��يلة وت��رك ال�ذنوب فريض�ة وأنتم إلى إقام�ة الفريض�ة أح�وج

منكم إلى الحسنات. وقال: ال تكن ممن يفضحه ي��وم موت��ه ميراث��ه

15

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ويوم حشره ميزانه. وق����ال إب����راهيم الخ����واص: دواء القلب في خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخالء البطن، وقي��ام اللي��ل، والتض��رع عن��د الس��حر، ومجالس��ة

الصالحين. وقال: على قدر إعزاز المرء ألمر الل��ه يلبس��هالله من عزه، ويقيم له العز في قلوب المؤمنين.

وق��ال في الفن��ون لق��د عظم الل��ه الحي��وان ال س��يما ابن آدم حيث أباح��ه الش��رك عن��د اإلك��راه

منâوخوف الضرر على نفسه فقال جل وعال: إالnهn مnطمئن باإليمان nكره وقلب [. 106 ]النحل: áأ

من ق��دم حرم��ة نفس��ك على حرمت��ه ح��تى أباحك أن تتوقى وتحامي عن نفسك بذكره بم��ا ال

ينبغي له سبحانه. فحقي���ق أن تعظيم ش���عائره وت���وقر أوام���ره وزواج��ره وعص��م عرض��ك بإيج��اب الح��د بق��ذفك

وعصم مالك بقطع مسلم في سرقته. وأسقط ش��طر الص��الة ألج��ل مش��قتك وأق��ام مسح الخف مقام غسل الرجل إشفاقا علي��ك من مشقة الخلع واللبس وأباحك الميتة س��دة لرمق��ك وحفظا لصحتك، وزجرك عن مضارك بح��د عاج��ل

16

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ووعيد آجل، وخ��رق العوائ��د ألجل��ك وأن��زل الكتبإليك.

��nرى على م��ا أيحسن بك مع ه��ذا اإلك��رام أن ت��ا وعن داعي��ه ��ا وعم��ا أم��رك متنكب نه��اك منهمكمعرضا ولسنته هاجرا ولداعي عدوك فيه مطيعا.

يعظمك وهو هو وتهم��ل أم��ره وأنت أنت وه��و ح��ط رتب عب��اده لجل��ك وأهب��ط إلى األرض من

امتنع من سجدة يسجد ألبيك. ه��ل ع��اديت خادم��ا ط��الت خدمت��ه ل��ك ل��ترك ص���الة، ه���ل نفيت���ه من دارك لإلخالل بف���رض أو

الرتكاب نهي، اه�. قلت وفي وقتن�����ا ه�����ل أخ�����رجت المالهي والمنك����رات من بيت����ك؟ ه����ل منعت األج����انب

واألجنبيات سواقين وخدمات من بيتك؟

17

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فائدة

وق��ف ق��وم على ع��الم فق��الوا إن��ا س��ائلوك أفمجيبنا أنت قال سلوا وال تكثروا، فإن النه��ار لن يرجع والعمر لن يعود، والطالب حثيث في طلب��ه، قالوا فأوصنا، قال تزودوا على قدر س��فركم ف��إن خير الزاد ما أبل��غ البغي��ة، ثم ق��ال األي��ام ص��حائف األعمار فخلدوها أحسن األعمال، فإن الفرص تمر م���ر الس���حاب، والت���واني من أخالق الكس���الى والخوالف، ومن استوطن مركب العج��ز ع��ثر ب��ه،وتزوج التواني بالكسل فولد بينهما الخسران اه�.

اللهم ي��ا ه��ادي المض��لين وي��ا راحم الم��ذنبين، ومقيل عثرات العاثرين، نسألك أن تلحقنا بعب��ادك الص�����الحين ال�����ذين أنعمت عليهم من النب�����يين والص��ديقين والش��هداء والص��الحين آمين ي��ا رب

العالمين. اللهم يا عالم الخفيات، ويا رفيع ال��درجات، ي��ا غ��افر ال��ذنب وقاب��ل الت��وب ش��ديد العق��اب ذي

الطول ال إله إال أنت إليك المصير. نسألك أن تذيقنا برد عف��وك، وحالوة رحمت��ك، يا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه على محم��د وآل��ه

18

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وصحبه أجمعين.]فصل في بعض ذكر فوائد ذكر الموت[

اعلم أن في ذكر الموت فوائد عديدة من ذلكأنه يردع عن المعاصي، ويلين القلب القاسي.

: يذهب الف��رح والس��رور بال��دنيا، ويزه��دثانيافيها، ويهون المصائب.

: التأثر في مش��اهدة المحتض��رين ال��ذينثالثا تخ��رج أرواحهم، ف��إن في النظ��ر إليهم ومش��اهدة سكراتهم عند ن��زع أرواحهم، وش��خوص أبص��ارهم عند نزعها، وعجزهم عن الكالم، عند تسلل الروح

من الجسد. وتأمل صورهم بعد خروج الروح ما يقط��ع عن النفوس لذاتها ويطرد عن القلوب مسراتها ويمن��ع الجف��ون من الن��وم ويمن��ع األب��دان من الراح��ة،

ويبعث على الجد واالجتهاد في العمل لآلخرة. فروي أن الحسن البص��ري دخ��ل على م��ريض يع��وده فوج��ده في س��كرات الم��وت، فنظ��ر إلى كربه وشدة ما نزل به فرجع إلى أهله بغير الل��ون

الذي خرج به من عندهم. فقالوا له الطعام فلم يأكل:وقال: فو الله لقد

رأيت مصرعا ال أزال أعمل له حتى اللقاء.

19

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

: مم���ا يلين القل���وب القاس���ية زي���ارةالرابعالقبور.

فإنها تبلغ من القلوب ما ال يبلغه األول والثانيوالثالث ألنها تذكر باآلخرة.

واتمالى كر أملوراظن معجفأ

همسالي جظاع والورابقمالك

آخر: اثدج أكتظعوتوم صنهو

تحا تهابحصأوتوف خابرالت

: زي�������ارة المستش�������فياتالخ,,,,,,امس والمستوصفات فإنها تلين القلوب وتحث اإلنس��ان على حمد الله وشكره، وعلى الجد واالجتهاد فيم��ا

يعود نفعه على اإلنسان في اآلخرة. وينبغي لإلنسان أن يقوي ظنه بالله ويستحضر رحمت��ه ورأفت��ه ولطف��ه بعب��اده وال س��يما عن��د

االحتضار. ال يموتن أحدكم إال وهو يحسن»: قال

«. رواه مس�����لم وفي ح�����ديث أبيالظن بالله قال الله عز أنه قال: »هريرة عن رسول الله

«. الحديث متفقوجل: أنا عند ظن عبدي بيعليه.

وال ريب أن حسن الظن برب الع��المين ال��ذي خل��ق فس��وى وال��ذي ق��در فه��دى الحليم الك��ريم

20

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الجواد الرحمن الرحيم الرءوف بالعباد الغ��ني عن��اوعن أعمالنا وعن تعذيبنا وعقابنا.

من أعظم ما نتق��رب ب��ه إلي��ه ومن أج��زل م��انتوجه به عليه.

أي عبادة أعظم من حسن ظننا برب العالمينمع الخوف من معاملته إيانا بعدله.

فالعاقل يكون بين الخوف والرج��اء لكن يغلب الرجاء عند االحتضار ويحسن الظن بالكريم الغفار ويستحضر أنه ق�ادم على أك�رم األك�رمين. وأج�ود

األجودين البر الرحيم. وإن حصل أن يتلى عند المحتضر آيات الرجاء وأح��اديث الرج��اء ليق��وي ظن��ه بالل��ه تع��الى أج��ود

األجودين وأكرم األكرمين. ومن آي��ات الرج��اء قول��ه ج��ل وعال وتق��دس:

âهم ال رفnوا على أنفnس�� ذين أس�� ��ادي ال ��ا عب ق��nل ي nوب جميعا ه يغفرn الذن ه إن الل حمة الل تقنطnوا من ر

nحيم هn هnو الغفnورn الر [.53 ]الزمر: áإنيءâوق��ال تع��الى: ��nل ش�� عت ك áورحمتي وس��

��دعnون م��عâ[. وقول��ه: 156]األع��راف: ذين ال ي والهn إال م الل تي ح��ر فس ال nون الن nل ه إلها آخر وال يقت الل ��ق أثام��ا ��ك يل ��nون ومن يفع��ل ذل ��الحق وال يزن بnضاعف لهn العذابn يوم القيامة ويخلnد فيه مnهانا إال ي

21

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

n��دل nب nولئك ي الحا فأ ��اب وآمن وعم��ل عمال ص�� من ت حيم��ا هn غف��nورا ر ��ان الل نات وك ئاتهم حس�� ي áاللهn س��

[. 70]الفرقان: ��ه ويغف��رânوقوله: رك ب nش�� إن الله ال يغفرn أن ي

رك بالل��ه فق��د nش�� اءn ومن ي ��ك لمن يش�� م��ا دnون ذل [ . 48 ]النساء: áافترى إثما عظيما

ومن أح���اديث الرج���اء م���ا ورد عن عم���ر بن الخطاب رضي الل�ه عن��ه ق��ال: ق��دم على رس�ول الل��ه بس��بي ف��إذا ام��رأة من الس��بي تس��عى إذا وج��دت ص��بيا في الس��بي أخذت��ه فالزقت��ه ببطنه��ا

فأرضعته. أت,,رون ه,,ذه الم,,رأة: »فقال رسول الله

قلنا ال ي��ا رس��ول الل��هطارحة ولدها في النار «.الله أرحم بعب,,اده من ه,,ذه بول,,دهافقال:

متفق عليه. فإن الله ح,,رم على أنه قال: »وورد عنه

النار من قال: ال إل,,ه إال الل,,ه يبتغي ب,,ذلك«. متفق عليه.وجه الله لما خلق الل,,ه الخل,,ق كتب في: »وقال

كتاب فهو عنده فوق الع,,رش: إن رحم,,تي تغلب غض,,,بي وفي رواي,,,ة غلبت غض,,,بي

22

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

«. متفق عليه.وفي رواية سبقت غضبي وروي عن اإلمام أحمد أنه لما حض��رته الوف��اة

قال لولده عبد الله: الق علي أحاديث الرجاء. ألن المؤمن إذا س��مع آي��ات الرج��اء وأح��اديث الرجاء قوي حسن ظنه بربه عز وجل واشتاق إلى لقاء سيده ومواله ال��ذي ه��و أرحم ب��ه من والدي��ه وأوالده فعند ذلك تهون علي��ه س��كرات الم��وت إذا

أراد الله. الل كن متكتا اشذإ

اهد عو أريالس ايحت فحبم اللصوادعي مدنع

والمهم أن��ه يح��رص ك��ل الح��رص على تقوي��ة حس��ن ظن��ه ب��رب الع��المين ثم اعلم أن للم��وت

وج��اءتâس��كرات ق��ال الل��ه ج��ل وعال وتق��دس: nتحي��د nنت منهn ]ق:áسكرةn الموت بالحق ذلك ما ك

19. ] وقي��ل إن األعض��اء يس��لم بعض��ها على بعض

إنففي ت���ذكرة القرط���بي عن أنس مرفوع���ا » العب,,د ليع,,الج ك,,رب الم,,وت وإن مفاص,,له ليس,,لم بعض,,ها على بعض يق,,ول الس,,الم علي,,,,ك تف,,,,ارقني وأفارق,,,,ك إلى ي,,,,وم

«.القيامةأي يودع بعضها بعضا.

23

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

اثدحا ألنلقخسارائالليالي ف

ان ماثدجى األل إفزتساائرع وربقلا لن مزهجت

رااكسع انايم ال أعوادفدرتوساوارف انى لخ أرلا أمذإ

هانن عنم لاوحا نم علجا أدغساابح ام لنصغى الرأ

هائمهو ب وثتاج حبص أا أنمطيبا ورساابن يصغال ودلخلصورا ل قيدشن

ةاهفس توراا فنئا شر مبصنوارساود

اللهم وفقنا لصالح األعم��ال، ونجن��ا من جمي��ع األه��وال، وأمن��ا من الف��زع األك��بر ي��وم الرج��ف والزلزال، واغفر لنا ولوالدينا، ولجمي��ع المس��لمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم ال��راحمين،

وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.)فصل(

اعلم وفقنا الله وإياك وجمي��ع المس��لمين لم��ا يحب��ه ويرض��اه أن ك��ثرة ذك��ر الم��وت ت��ردع عن المعاص��ي وتلين القلب القاس��ي، وت��ذهب الف��رح

بالدنيا وزينتها وزخارفها ولذاتها. وتحث��ك على الج��د واالجته��اد في الطاع��ات وإصالح أحوالك وشئونك والتنسخ من حق��وق الل��ه وحق��وق خلق��ه، وتنفي��ذ الوص��ايا وأداء األمان��ات

والديون. قال بعضهم فضح الدنيا والل�ه ه�ذا الم�وت فلم

24

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فرحا.يترك فيها لذي عقل وقال آخر ما رأيت عاقال قط إال وجدت��ه ح��ذرا

من الموت حزينا من أجله. وقال آخر من ذكر الموت هانت عليه مص��ائب

الدنيا. وقال آخر: من لم يخف��ه في ه��ذه ال��دار ربم��ا

تمناه في اآلخرة فال يؤتاه. وقال آخر يوصي أخا له: يا أخي اح��ذر الم��وت في هذه الدار من قبل أن تصير إلى دار تتمنى بها

الموت فال يوجد. وقال آخر: وأما ذكر الموت والتفكر فيه، فإن��ه وإن كان أمرا مق��درا مفروغ��ا من��ه، فإن��ه يكس��بك بتوفيق الله التج��افي عن دار الغ��رور، واالس��تعداد واإلنابة إلى دار الخلود، والتفكر والنظر فيما تقدم

عليه وفيما يصير أمرك إليه. ويه��ون علي��ك مص��ائب ال��دنيا ويص��غر عن��دك��ا نوائبها، فإن كان سبب موت��ك س��هال وأم��ره قريب فهو ذاك، وإن كانت األخرى كنت مأجورا مع الني��ة��ا على م��ا تتحمل��ه من الصالحة فيما تقاس��يه، مثاب

المشاق. واعلم أن ذكر الموت وغ��يره من األذك��ار إنم��ا يكون بالقلب وإقبالك على ما تذكره. قال الله جال

25

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

��ك ل��ذكرىâجالل��ه وتقدس��ت أس��ماؤه: إن في ذلهيد مع وهnو ش� ]ق:áلمن كان لهn قلب أو ألقى الس

[. ف��أي فائ��دة ل��ك رحم��ك الل��ه في تحري��ك37لسانك إذا لم يخطر بقلبك.

وإنما مثل ال��ذكر ال��ذي يعقب التنبي��ه، ويك��ون معه النفع واإليق��اظ من الغفل��ة والن��وم أن تحض��ر الم��ذكور قلب��ك وتجم��ع ل��ه ذهن��ك وتجعل��ه نص��ب عينيك من ولد أو أهل أو مال أو غ��ير ذل��ك، فتعلم علما ال يشوبه شك أنك مفارقة إم��ا في الحي��اة أو في الممات، وه��ذه س��نة الل��ه الجاري��ة في خلق��ه

وحكمه المطرد.nشعر هذا قلب��ك وتف��رغ ل��ه نفس��ك فتمنعه��ا وت بذلك عن المي��ل إلى ذل��ك المحب��وب والتعل��ق ب��ه

والهلكة بسببه. نح نيء شلى كبقعفهيف

ىل إع الكثيفمجن الماتتش لن ح ماهنزا حمو

مرحو يف ونيني الب فعزوي

اتنالب مهلهؤ نم لنميفولسفب

لب قةب حةميوقاتممال دع بةبحا األانسنتو

رشع ظاماا عنرد صقواتيالب ل خم فيهك يملودوم برهاشع نما لنأكؤاتم

والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم.

26

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

)فصل(

واعلم رحمك الله أن مما يعني��ك على الفك��رة في الموت ويفرغك له ويك��ثر اش��تغال فك��رك ب��ه ت��ذكر من مض��ى من إخوان��ك وخالن��ك وأص��حابك وأقران��ك وزمالئ��ك وأس��اتذتك ومش��ايخك ال��ذين

مضوا قبلك وتقدموا أمامك. ك��انوا يحرص��ون حرص��ك ويس��عون س��عيك، وي��أملون أمل��ك، ويعمل��ون في ه��ذه ال��دنيا عمل��ك وقص���ت المن���ون أعن���اقهم وقص���مت ظه���ورهم وأص������البهم، وفجعت فيهم أهليهم وأحب������اءهم وأقرب��اءهم وج��يرانهم فأص��بحوا آي��ة للمتوس��مين

وعبرة للمعتبرين.ا م��ا ك��انوا علي��ه من االعتن��اء ويت��ذكر أيض�� ب��المالبس ونظافته��ا ونض��رة بش��رتهم، وم��ا ك��انوا يسحبونه من أردية الش��باب وأنهم ك��انوا في نعيم يتقلبون، وعلى األس��رة يتكئ��ون، وبم��ا ش��اءوا من

محابهم يتنعمون. وفي أم��انيهم يقوم��ون ويقع��دون، ال يفك��رون بالزوال، وال يهمون بانتقال، وال يخطر الم��وت لهم على بال، ق��د خ��دعتهم ال��دنيا بزخارفه��ا، وخلبتهم وخ��دعتهم برونقه��ا، وح��دثتهم بأحاديثه��ا الكاذب��ة،

ووعدتهم بمواعيدها المخلفة الغرارة.

27

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فلم ت���زل تق���رب لهم بعي���دها، وترف���ع لهم مش���يدها، وتلبس���هم غض���ها وجدي���دها، ح���تى إذا تمكنت منهم عالئقه���ا، وتحكمت فيهم رواش���قها، وتكش����فت لهم حقائقه����ا، ورمقتهم من المني����ة

روامقها. ف��وثبت عليهم وثب��ة الحن��ق وأغص��تهم غص��ة الشرق، وقتلتهم قتل�ة المختن�ق، فحكم عليهم من عيون باكية، ودموع جارية، وخدود دامي��ة، وقل��وب من الفرح والسرور لفق��دهم خالي��ة. وأنش��دوا في

هذا المعنى: اءن م مانيرو

ىشا مذ إاببالش ابم الصكى حل عديميديميو اذ إاهينن د مقلعت

ه لتضرع الج الربابلوبا أللخديصت يا فهن محبصأف

مائق وديصح ائما قهن مءرمللوديصحو ياألمان بالخ

هاثيد حابطتواس هاعمطن أ مصقنيفديزيو اءيش األه لتنأدو

ةديع بهيو يءي الشند تلعفتوديع بوهو بانن ج مه لتحيأت

ةيم روتمال وه ورورغما اله براحفديصح امدعما بيش هارصو

عاان يانك يضقنثا ييد حادعوديبيو نوما م يلن يم لنأك

ةذ لرهالد هيل عهي فتعل طالو

دوعس يرجن ي مكاربتهمك حقلخى اللع

عنههن ميءش لسيلفديجم

انتهى

28

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اللهم اس��لك بن��ا مس��لك الص��ادقين األب��رار، وألحقنا بعبادك المصطفين األخيار، وأتنا في الدنيا

حسنة وفي اآلخرة حسنة، وقنا عذاب النار.��ا أماته��ا البع��د عن باب��ك، وال اللهم أحي قلوب تعذبنا بأليم عقابك يا أكرم من سمح بالنوال وج��اد باإلفض����ال، اللهم أيقظن����ا من غفلتن����ا بلطف����ك وإحسانك، وتجاوز عن جرائمن��ا بعف��وك وغفران��ك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

ثم اعلم أيها األخ أنه م��ا من س��اعة تم��ر على العب��د ال ي��ذكر الل��ه فيه��ا إال تأس��ف وتحس��ر على فواته��ا بغ��ير ذك��ر الل��ه ول��ذلك ينبغي للعاق��ل أن

يجعل معه شيئا يذكره لذكر الله كلما غفل عنه.nقال إن العبد تعرض عليه ساعات عمره في وي الي���وم والليل���ة فيراه���ا خ���زائن مص���فوفة أرب���ع وعشرين خزانة فيرى في كل خزان��ة أمض��اها في طاعة الله ما يسره. فإذا مرت به الساعات ال��تي غفل فيه��ا عن ذك��ر الل�ه رآه�ا فارغ��ة س�اءه ذل�ك

وتندم حين ال يفيده الندم.

29

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وأما الساعات ال��تي ك��ان ي��ذكر الل��ه فيه��ا فال تسأل عن سروره فيها وفرح��ه به��ا ح��تى يك��اد أن يقتله الفرح والسرور. قال بعضهم أوقات اإلنسان أربع��ة ال خ��امس له��ا النعم��ة، والبلي��ة، والطاع��ة،

والمعصية. ولل���ه علي���ك في ك���ل وقت منه���ا س���هم من

العبودية. فمن ك��ان وقت��ه الطاع��ة لل��ه فس��بيله ش��هود

المنة من الله عليه أن هداه ووفقه للقيام بها. ومن كان وقته المعصية فعليه بالتوب��ة والن��دم

واالستغفار. ومن كان وقته النعمة فسبيله الشكر والحم��د

لله والثناء عليه. ومن كان وقته البلية فس��بيله الرض��ا بالقض��اء والص��بر والرض��ا رض��ى النفس عن الل��ه، والص��بر

ثبات القلب بين يدي الرب. اه�. العمر إذا مضى ال عوض وما حصل لك من��ه ال قيم��ة ل��ه. فعم��ر اإلنس��ان ه��و ميدان��ه لألعم��ال الص��الحة المقرب��ة من الل��ه تع��الى والموجب��ة ل��ه جزي��ل الث��واب في اآلخ��رة. ولكن م��ا يع��رف ق��در

العمر إال نوادر العلماء.

30

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ة بم��اâقال الله جل وعال وتقدس: nوا الجن ل nادخ nون nم تعمل nنت [. وقال تب��ارك وتع��الى:32 ]النحل: áك

â��ة ام الخالي nم في األي nوا هنيئا بما أسلفت nوا واشرب nل كá :[. وق��ال: 24 ]الحاق��ةâ��ك ��ل ذل nوا قب ��ان هnم ك إن

[.16 ]الذاريات: áمnحسنين وهذه هي السعادة التي يك��دح العب��د ويس��عى من أجلها وليس له منها إال ما سعى كما قال ج��ل

عىâوعال وتق��دس: ان إال م��ا س�� يس لإلنس�� áوأن ل[. 39]النجم:

��ا من عم��ل فك��ل ج��زء يفوت��ه من العم��ر خاليصالح.

يفوته من السعادة بقدره وال عوض له منه. فالوقت ال يستدرك وليس شيء أعز منه وكل ج��زء يحص��ل ل��ه من العم�ر غ�ير خ��ال من العم��ل الصالح يتوصل به إلى ملك كبير ال يفني وال قيم��ة لم���ا يوص���ل إلى ذل���ك ألن���ه في غاي���ة الش���رف

والنفاسة. وألج��ل ه��ذا عظمت مراع��اة الس��لف الص��الح رضي الله عنهم ألنفاسهم ولحظاتهم وب��ادروا إلى اغتنام س��اعاتهم وأوق��اتهم ولم يض��يعوا أعم��ارهم في البطال��ة والتقص��ير ولم يقنع��وا ألنفس��هم إال بالجد والتشمير فلله درهم م��ا أبص��رهم بتص��ريف

31

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

أوقاتهم. ريس بولصي الوغبتريصق تهيف

ك شال تما رمي فكنأرورغم كلب قار سدق

والصا وم فالطبأ دهم جريي سفا وذهريمشتو

ق����ال بعض����هم أدركت أقوام����ا ك����انوا على س��اعاتهم أش��فق منكم على دن��انيركم ودراهمكم فكما ال يخرج أحدكم دينارا وال درهما إال فيما يعود نفع��ه علي��ه فك��ذلك الس��لف ال يحب��ون أن تخ��رج ساعة ب��ل وال دقيق��ة من أعم��ارهم إال فيم��ا يع��ود نفعه عليهم ضد ما عليه أهل هذا الزمان من قت��ل

الوقت عند المنكرات. ا الين دبالطبا لتاه لاءقب

يي فا همنأكلما حهفيرعت ردا كهاؤفص

ررا ضهرورس اهارون أررا غهانمأ

ملظ اهاتاح رمرا ههاببشمقس

اهاندج ومدا نهاتذلمدع ن مقيفتس يال

اهباح صادكناأل دا ق مكلم يان كول

مر إتنمض نكر تالا وهن علخفاهترهزل

هايي ط فمعا نهنإفمقن الميع نارد للمعاو

اهل ادفن توا مه بافخ يالومرال هو

انتهىآخر:

ي فكشر عتعفره بتهتا وينالد

عفرب تبيلا لها بموشرالع شرى فلا عهي فتبو

ةنيلم تنا الم لتلق عولورش الفكل

32

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, مالى آلعس تتلظواهرشفتو

ىعسا ت مثيارومللوشرتفتو ن مكلب قان كمك

هتبغ رروأسم اهبن جغدل تصرالحبهشتنتو لي ح فحبصيي ومسي

نعي ظفو اذى هلا إذ همضيشوتحيو اةمح مالملان لشطع

هحانوج هردى صلى عقلأشط العهانسل تمد ت قليا قذى إتح

هبالطم هوله أهلون ح مافطوواتوشحاو تومل لدليه ي إتدم

ةشاطب اهي فشه د الاءنشخشع رالو ا ذانما كدق وهتعقصف

ديج ا مردا يمل وهتشهأجوشهجال اتببا ولتس ماتبف

هارثو الم الاكذا بوطغ تدقوواشرتافو كالمأ بتعما سمأ

مادوا قضم وضر بوفو األنمش

واشرد عالملك ق ووا أعفوا دعوف دنإوامحوا زموحز

ووا ألبوا غبلو غوأواطشوا بشطوب اللهودنجوا ومهتاءج

ةبالغ اهلا كاينمل لبائتكشبح اتبن جتعضعضف

تمر وهمزع ها ب ممالظم بهارنمشبغ امالطوا وكلا أمالطل

وابرش اموا اآلجعفا رمالطو

وارشتواع همنر مثال أوا ورموا هماردب

زكال ر وسيسال حوشقال وو آمالموقل لان كدق

طةسبم واوا قبضحبصأف

واشمانكاآلمال و اللهم اش���ف قلوبن���ا من أم���راض المعاص���ي واآلثام وأمألها من خشيتك وأقبل بها إلى طاعت��ك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمت��ك ي��ا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.

33

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

)فصل(

اعلم أنه ينبغي لإلنسان المبادرة إلى األعم��ال الص�الحة، وأن ينته�ز فرص��ة اإلمك��ان قب��ل هج��وم

هادم اللذات. وأن يستعين بالله ويتوكل عليه ويسأله الع��ون في تيس��ير األعم��ال الص��الحة وص��رف الموان��ع

الحائلة بينه وبينها. وليحرص على حفظ القرآن، وتدبره وتفهم��ه، والعم��ل ب��ه، وك��ذلك الس��نة، ويح��رص على أداء

الصالة في جماعة. ويحرص على مجالس ال��ذكر، ويحف��ظ لس��انه عن الغيب��ة والنميم��ة والس��عاية والك��ذب وجمي��ع

األعمال واألخالق السيئة. ويتهيأ للرحيل، ويتفقد نفسه بما عليه، وما ل��ه فإن كان عنده حقوق لله كزكاة أو لخلقه كأمانات أو عواري أو وصايا أداها بسرعة خشية أن يفجاءه

الموت وهي عنده. فإذا لم تؤدها أنت في حياتك، فمن بع��دك من أوالد أو إخوان يبعد اهتمامهم بذلك، ألنهم يهتم��ون

ويشتغلون بما خلفته لهم وضيعت بسببه نفسك. فالل���ه الل���ه الب���دار ب���التفتيش على النفس،

34

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

والمبادرة بالتوبة واإلكثار من االستغفار. ومما يحثك على ذلك ذكر مرارة الموت ال��ذي

ه��ادم الل��ذات، وت��ذكر ش��دةسماه رسول الل��ه ال��نزع والتفك��ر في الم��وتى ال��ذي حبس��وا على أعم��الهم ليج��ازوا به��ا فليس فيهم من يق��در على

محو خطيئة، وال على زيادة حسنة.وعاد بعضهم مريضا فقال له كيف تجدك؟

قال: هو الم��وت. ق��ال ل��ه: وكي��ف علمت ان��ه الم��وت؟ ق��ال: أج��دني اجت��ذب اجت��ذابا، وك��أن الخن��اجر في ج��وفي، وك��أن ج��وفي تن��ور محمى

يتلهب: قال له: فاعهد )أي أوص��ى(، ق��ال: أرى األم��ر أعجل من ذلك فدعا بدواة وصحيفة قال: فو الل��ه

ما أتى بها حتى شخص بصره فمات. وق��ال إب��راهيم بن يزي��د العب��دي: أت��اني ري��اح القيسي فقال: يا أبا إسحاق انطل��ق بن��ا إلى أه��ل

اآلخرة نحدث بقربهم عهدا. ف��انطلقت مع��ه، ف��أتى المق��ابر فجلس��نا إلى بعض تلك القبور، فقال: يا أبا إسحاق ما ترى ه��ذا��ا ل��و م��nني، قلت: أن ي��رد والل��ه إلى ال��دنيا متمني

فيستمتع من طاعة الله ويصلح. قال: فها نحن ثم نهض فجد واجتهد، فلم يلبث

35

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

إال يسيرا حتى مات.)فصل(

أعلم رحمنا الله وإي��اك وجمي��ع المس��لمين أن في القبر وظلمته، وضيقه ووحشته وط��رح الميت فيه غير ممهد وال موسد قد باش��ر ال��تراب وواج��ه

البلى وترك الدنيا وزينتها للورى. ونب��ذ منه��ا م��ا ك��ان في يدي��ه في الع��راء م��ع حبيب تركه وقريب أسلمه، ونص��ير أف��رده، وت��رك كل ما كان عهده إن ذلك لم��ا يفطم النف��وس عن الشهوات، وإن كانت صعبة الفطام، ويقطعه��ا عن الل��ذات، وإن ك��ان قطعه��ا بعي��د الم��رام، إذا بحث عن الحقيقة ونظر بعين البصيرة وسمع النداء من قريب فبينم��ا اإلنس��ان في رخ��اء العيش مس��رورا فيما بين يديه غافال عن يوم صرعته قد فتح للهوى بابه، وأرسل عليه حجابه، ولم يب��ال بمن الم��ه في ذل���ك أو عاب���ه، إذ هجمت علي���ه المني���ة، فهتكت أستاره، وكسفت أنواره، وشتت شمله وطمس��ت

أعالمه وآثاره. فأخرجت�ه من ذل�ك القص�ر المش�يد، والم�نزل المنجد والمتاع المزخرف المنضد، إلى حف��رة من

36

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

األرض ظلماء ضيقة الجوانب مملوءة من ال��رعبوالفزع والخوف والقلق والذعر.

فحذار ح��ذار وب��دار ب��دار قب��ل أن تص��رع ه��ذا المص��رع فيفت في عض��دك ويس��قط في ي��دك وترمى ب��ك عن أهل��ك وول��دك في مه��واة ت��زدحم

فيها األهوال، وتنقطع فيها اآلمال. ق��د جمعت فيه��ا جمع��ا ورص��عت فيه��ا رص��عا

وتركت فيه للهوام والديدان طعما، ومرعى. ولعل��ك ممن ي��رغب في تب��ديل المن��ازل وإن كانت حسانا، وال ترى لربك عز وج��ل فيه��ا تفض��ال

وامتنانا. فانظر اآلن كم بين المنزلتين وكم قدر ما بين الوحشتين إال أن يدركك الل��ه برحمت��ه فتتس��ع من القبر أقطاره وتمتد فيه أن��واره وأنش��دوا في ه��ذا

المعنى: هشحو يان كنمهلزن مليدبت

الزنا مهن ملدب ينأوناسح تما ضذ إولقا ياذم

اهبانوج ن متعمتاج وهيلعانها وناهه اذ إلوقا ياذم

هترفحى بسمأ قارد فقدا ورف

انكالس ونيلاأله رد قملع ياكنهام ونيتشحالو

اتن ب ماهقليناهتر ماتذلالب احمر وةلفا غي

ةعار شتومال ىقل أبيالشوانسه الروحي نسأرب اناك مدع أملو

ال والزنلل نكلادا و زتددعأان ومةرغ

37

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ن مدج يم لنإداب أهدوى جوالت

ن مهوفن ع مفعيوان دهيبالط نزمي وهلا إيف

هفاك وودجال انرطمتحا فساننمال والضفاإل ا يكالن هسآن

انتشح ونمحر قفرتا ون بفطلاوان باك ذدنع تنأ واةص العنحن

انؤجل مالله اندصق متنأو

انبلطمى ونساأل ااهسأ بدنا عن لنكفهاتدشو

يذا ال ذنمى فلوأانن لوكا يهيف

اللهم اس��لك بن��ا من��اهج الس��المة وعافن��ا من موجبات الحسرة والندامة ووفقن��ا لالس��تعداد لم��ا وعدتنا وأدم لنا إحسانك ولطفك كما عودتنا وأتمم علينا م��ا ب��ه أكرمتن��ا برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

38

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

شعرا ادعم وال تنس الركذتنكال تو

بالعلمى للخكأنك مجرمم أنتذوال تنس إ

هلو حلولوالم ن بينونفسك م

جرخ تحانوجال ا أنتذوال تنس إهبوثى بجسمال

بري ك أنت فذإورجشح تاقيالس أنتذوال تنس إ

هبيرى قزعمال ن مضيي ب أنت فذإو

جرد مطيالر كيده يذوال تنس إىرى الثل إموق

وانث اناهكودا ها مذإواجرع يمل ذ وإرب قذوال تنس إ

هابرن تم نبل ومده ر بكيلعجرشم داى غسك تذوال تنس إ

ةشح وهنم باكن العنهي فسالجمجسنت تي بنوال بد م

ةدحو وانقطاع تي البكر سإنو

جبدم القيتالع دا غرم طي ذب رالأةامري كف

انوه الانجيت بكلموجوتم اردا بينا الد مكرمعل

ةامقإ نواو الغفرخ زإنوواجربزا وهيف

اللهم وفقنا توفيقا يقينا عن معاصيك وأرش��دنا إلى الس��عي فيم��ا يرض��يك وأجرن��ا ي��ا موالن��ا من خزيك وعذابك وهب لنا ما وهبته ألوليائك وأحبابك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم ال��راحمين، وص��لى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

فائدة – قال ابن القيم رحمه الله: لش��هادة أن ال إل��ه إال الل��ه عن��د الم��وت ت��أثير

39

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عظيم في تكفير السيئات وإحباطه��ا ألنه��ا ش��هادة من عبد موقن بها عارف بمضمونها قد ماتت من��ه الش��هوات والنت نفس��ه المتم��ردة وانق��ادت بع��د

إبائها، وأقبلت بعد إعراضها. وذلت بعد عزها وخرج منها حرصها على الدنيا فضولها واستخذت بين يدي ربها وفاطرها وموالها الح��ق أذل م��ا ك��انت ل��ه وأرجى م��ا ك��انت لعف��وه ومغفرته ورحمت��ه، وتج��رد منه��ا التوحي��د بانقط��اع

أسباب الشرك وتحقق بطالنه. ف��زالت منه��ا تل��ك المنازع��ات ال��تي ك��انت مش���غولة به���ا، واجتم���ع همه���ا على من أيقنت بالقدوم علي��ه والمص��ير إلي��ه، فوج��ه العب��د وجه��ه بكليت��ه إلي��ه، وأقب��ل بقلب��ه وروح��ه وهم��ه علي��ه، فاستسلم لله وحده ظاهرا وباطنا واس��توى س��ره

وعالنيته.ا من قلب��ه، وق��د فق��ال ال إل��ه إال الل��ه مخلص�� تخلص من التعلق بغيره وااللتفات إلى م��ا س��واه، قد خرجت ال��دنيا كله��ا من قلب��ه وش��ارف الق��دوم على ربه، وخمدت نيران ش��هوته، وامتأل قلب��ه من اآلخرة، فصارت نصب عينيه، وص��ارت ال��دنيا وراء

ظهره.

40

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فك��انت تل��ك الش��هادة الخالص��ة خاتم��ة عمل��ه فطهرته من ذنوبه وأدخلته على ربه ألنه لقي رب��ه بش��هادة ص��ادقة خالص��ة واف��ق ظاهره��ا باطنه��ا وسرها عالنيتها فلو حصلت له الش��هادة على ه��ذا الوج��ه في أي��ام الص��حة الس��توحش من ال��دنيا، وأهلها وفر إلى الله من الناس وأنس ب��ه دون من سواه. لكن��ه ش��هد به��ا بقلب مش��حون بالش��هوات وحب الحي���اة وأنس به���ا ونفس ممل���وءة بطلب الحظ��وظ وااللتف��ات إلى غ��ير الل��ه فل��و تج��ردت كتجردها عند الموت لكان لها نبأ آخ��ر وعيش آخ��ر

سوى عيشها البهيمي والله المستعان. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تح��ول ب��ه بينن��ا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا وأبص��ارنا وقواتن��ا م��ا أحييتن��ا واغف��ر لن��ا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

وعن أنس بن مال��ك أن مع��اذ بن جب��ل رض��ي فق��ال كي��فالل��ه عن��ه دخ��ل على رس��ول الل��ه

41

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

أصبحت، يا معاذ قال أصبحت مؤمن��ا بالل��ه حق��ا – إن لك,,ل ق,,ول مص,,داقا ولك,,ل ح,,قق��ال: »

«.حقيقة فما مصداق ما تقول؟ قال: يا ن��بي الل��ه م��ا أص��بحت ص��باحا ق��ط إال ظننت أني ال أص��بح، وال خط��وة خط��وة إال ظننت إني ال أتبعها أخرى وكأني أنظر إلى كل أمة جاثي��ة تدعى إلى كتابه��ا معه��ا نبيه��ا وأوثانه��ا ال��تي ك��انت تعبد من دون الله، وك��أني أنظ��ر إلى عقوب��ة أه��ل النار وثواب أهل الجنة، قال عليه الصالة والس��الم

"عرفت فألزم". وبلغ زين العابدين من الدنيا أفضل م��ا تس��عى إليه همةn رجل، فرفضها ونبذها قائال »ه��ذا س��رور لوال أنه غ��رور، ونعيم ل��وال أن��ه عن ق��ريب ع��ديم، وملك لوال أن��ه هل��ك، وغ��نى ل��وال أن��ه ف��نى، وأم��ر جس��يم ل��وال أن��ه ذميم، وارتف��اع ل��وال أن��ه اتض��اع وحسب امرئ من الدنيا لقيم��ات يقيم به��ا ص��لبه، وثوب يستر به عورت��ه، وص��حة يس��تقوي به��ا على

طاعة الله«. واعلم ي��ا أخي أن األج��ل ق��ريب وه��و مس��تور عن��ك وه��و في ي��د غ��يرك، يس��وقه ح��ثيث اللي��ل والنهار، وإذا انتهت المدة حي��ل بين��ك وبين الع��دة،

42

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فاحتل قب��ل المنتهى وأك��رم أجل��ك بحس��ن ص��حبة الص���ادقين، وإذا آنس���تك الس���المة فاس���توحش بالعطب، فإنه الغاية وإذا فرحت بالعافية فاحسب حس�ابا للبالء، وإذا بس�طك األم�ل ف�اقبض نفس�ك

عنه بذكر األجل، فهو الموعد وإليه المورد. كتب بعضn الحكم�اء إلى رج��ل من إخوان��ه: ي��ا أخي أحذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى

دار تتمنى فيها الموت فال تجده. وك��ان عم��ر بن عب��د العزي��ز يجم��ع ك��ل ليل��ة الفقه�اء فيت��ذاكرون الم��وت والقيام��ة واآلخ��رة ثم

يبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة. وقال إبراهيم التيمي: شيئان قطع��ا ع��ني ل��ذة ال��دنيا ذك�ر الم��وت، والوق��وف بين ي��دي الل�ه ع��ز

وجل. وق��ال كعب من ع��رف الم��وت ه��انت علي��ه

مصائب الدنيا وهمومها. وقال شريح: إني أصاب بالمصيبة فأحمد الل��ه تعالى أربع م��رات أحم��ده إذ لم تكن أعظم منه��ا، وأحمده إذا رزقني الصبر عليها، وأحمده إذ وفقني السترجاع ما أرجو فيه من الثواب، وأحم��ده إذ لم

يجعلها في ديني. وق�ال ح��اتم األص�م: مص��يبة ال�دين أعظم من

43

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

مصيبة الدنيا، ولقد ماتت لي بنت فعزاني أكثر من عشرة آالف وف��اتتني ص��الة الجماع��ة فلم يع��زني

أحد. وقال آخر: كن حذرا من أرب��ع غ��ارات، األولى: غارة ملك الموت على روحك، الثانية: غارة الورثة على مالك، الثالثة: غ��ارة ال��دود على جس��مك في ق��برك، والرابع��ة: غ��ارة الخمص��اء على حس��ناتك، فعلي���ك في االس���تعداد واالحتي���اط واإلكث���ار من الباقيات الصالحات والمداوم��ة على ذك�ر الل�ه ليال

ونهارا وسرا وجهارا. كان محم��د بن س��يرين ي��دخل الس��وق نص��فnكبر ويسبح ويذكر الله، فق�ال ل�ه رج�ل: ي�ا النهار ي أبا بكر في هذه الس��اعة، ق��ال: إنه��ا س��اعة غفل��ة

ينبغي الذكر والتذكير فيها. وقال بعض العلماء: إني ألق��رأ الق��رآن ف��أنظر في آي���ة فيح���ار عقلي فيه���ا وأعجب من حف���اظ الق���رآن كي���ف يه���نيهم الن���وم وهم يتل���ون كالم ال��رحمن، أم��ا ل��و فهم��وا م��ا يتل��ون وعرف��وا حق��ه وتلذذوا به واستحلوا المناجة به لذهب عنهم النوم

فرحا وسروا بما رزقهم الله ووفقهم له.شعرا:

44

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, الله بذل ورمشفهابت كظفاحو

قاى حده الهيففعام جريلخلو وفهللم لرخهو الذ

اجالر وزنالكو الن تكال ش بهنموعافنمال ي فاهن تي مدته يهب

ىوه الهمهم تهه دنى ملسته يب

عائجالفوالله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم.

)فائدة(

إذا علم العبد أن الله تع��الى رحيم ب��ه ورءوف به وناظر إليه فكل ما ي��رد علي��ه من أن��واع البالي��ا والرزايا والمص��ائب ينبغي ل��ه أن يص��بر ويحتس��ب وال يكترث بذلك فإن��ه لم يتع��ود من الل��ه إال خ��يرا

له. فليحسن ظنه بربه وليعتق��د أن ذل��ك خ��يرا ل��ه وأن له في ذلك مصالح خفية ال يعلمها إال الله كما

��رâقال تع��الى: يئا وه��nو خي ى أن تكره��nوا ش�� وعس��nم ك [ فق��د يحب اإلنس��ان الش��هرة216 ]البقرة: áل

والعافي��ة والغن��اء ويك��ون ش��را ل��ه كم��ا في قص��ةقارون وثعلبة:

يالقا أي من عففخوانمن الع

ليتبم أنت الكنأبردقمالو ىضا قم عءرما المو

لدع مالله يذ الهن مه لسيلوريختي

45

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

)فائدة(

قيل من عالمات التوفي��ق دخ��ول أعم��ال ال��بر عليك من غير قصد له��ا، وص��رف المعاص��ي عن��ك مع السعي إليه��ا، وفتح ب��اب اللج��اء واالفتق��ار إلى الل���ه تع���الى في ك���ل األح���وال، واتب���اع الس���يئة الحس��نة، وعظم ال��ذنب في قلب��ك وإن ك��ان من ص��غائر ال��ذنوب واإلكث��ار من ذك��ر الل��ه وش��كره

وحمده واالستغفار. ومن عالمات الخذالن تعس��ر الطاع��ات علي��ك مع السعي فيها، ودخول المعاصي عليك مع هربك منها، وغلق باب االلتجاء إلى الله وترك التضرع له وترك الدعاء، وإتباع الحسنة بالسيئات، واحتق��ارك ل�ذنوبك وع��دم االهتم�ام به�ا وإهم�ال التوب�ة منه�ا

واالستغفار ونسيانك لربك. ذم اإلنسان نفس��ه واحتق��اره له��ا لم��ا يتحقق��ه من عيوبه��ا وآفاته��ا مطل��وب من��ه ألن��ه يؤدي��ه إلىا إلى التفتيش عليها ومحاسبتها بدق��ة ويؤدي��ه أيض��

الحذر من غرورها وشرورها، فتص��لح بس��بب ذل��ك أعمال��ه وتص��دق أحوال��ه وتس��تقيم، ب��إذن الل��ه أم��وره وإال فس��دت علي��ه

46

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

واعتلت لدخول اآلفات عليه��ا وال يص��دنه عن ذل��ك م��دح الم��ادحين وثن��اء المتملقين؛ ألن��ه يعلم من

عيوب نفسه ما ال يعمله غيره. المؤمن الحقيقي هو الذي إذا مدح وأثنى عليه وذكر طرف�ا من محاس�نه اس�تحيا من الل�ه تع�الى استحيا تعظيم وإجالل أن يثنى عليه بصفة ليس��ت

فيه.��ا لنفس��ه واس��تحقارا له��ا ف��يزداد ب��ذلك مقت ونفورا عنها ويقوى عنده رؤية إحسان الل��ه تع��الى إلي��ه وش��هوده فض��له علي��ه ومنت���ه في إظه��ار المحاسن عليه ويشكر الله ويحمده على م��ا أواله

من نعمه التي ال تعد وال تحصى. قيل إن رجال أخرج من السجن وفي رجل��ه قي��د وه��و يس��أل الن��اس فق��ال إلنس��ان عاق��ل أعط��ني كسرة خnبزة فقال لو قنعت بالكسرة لما وضع القيد في رجلك، ورأى رج��ل رجال من الحكم��اء يأك��ل م��ا

تساقط من البقل على رأس الماء. فقال لو خ��دمت الس��لطان لم تحتج إلى أك��ل ه��ذا، فق��ال الحكيم وأنت ل��و قنعت به��ذا لم تحتج إلى خدمة السلطان، وقال رجل آلخر كيف حالكم م��ع الس��لطان، فق��ال كم��ا ق��ال الل��ه ج��ل وعال:

âحت nون للس�� ال ��ذب أك ماعnون للك ]المائ��دة:áس��

47

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

42.])فائدة(

األس��باب الجالي��ة لمحب��ة الل��ه لعب��ده الم��ؤمننذكر ما تيسر منها إن شاء الله:

( ق��راءة الق��رآن بالت��دبر والتفهم لمعاني��ه1)والتفطن لمراد الله منه.

( اإلحس��ان في عب��ادة الل��ه واإلحس��ان إلى2)نينâعباد الله، قال الله تعالى: nحب المnحس� واللهn ي

á :[.134 ]آل عمرانnحبâ( التق��وى، ق��ال الل��ه تع��الى: 3) والل��ه ي

قين .áالمnت ( طهارة الباطن والظاهر، قال الله تع��الى:4)

âطهرينnحب المn [.108 ]التوبة: áواللهn ي ( التق���رب إلى الل���ه بالنواف���ل بع���د أداء5)

الفرائض فإنها توص��ل إلى محب��ة الل��ه لعب��ده كم��ا وال ي,,زال عب,,دي يتق,,رب إليفي الح��ديث: »

«. الحديث.بالنوافل حتى أحبه ( دوام ذك��ر الل��ه على ك��ل ح��ال في ك��ل6)

مكان إال في المحالت المستقذرة ك��الخالء ونح��وهويكون ذلك باللسان والقلب والعمل.

48

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

( إيثار محبة على محابه عند غلبات الهوى.7) ( مطالعة القلب ألس��مائه وص��فاته وأفعال��ه8)

ومش���اهدتها وتقلب���ه في ري���اض ه���ذه المعرف���ة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعال��ه

أحبه ال محالة. ( مش��اهدة ب��ره وإحس��انه ونعم��ه الظ��اهرة9)

والباطنة. ( إنكس����ار القلب بين يدي����ه والتض����رع10)

والت��ذلل ل��ه وإظه��ار االفتق��ار إلي��ه وإظه��ارالعجزوالمسكنة والتلهف إلى رحمته ورأفته ولطفه.

( مجالس��ة الت��الين للق��رآن الع��املين ب��ه11)والذاكرين الله كثيرا.

إنâ( القتال في سبيل الله، ق��ال تع��الى: 12)هnم ��أن فا ك بيله ص�� nون في س�� nق��اتل ذين ي nحب ال ه ي الل

nنيان مرصnوص [.4 ]الصف: áب ق��nلâ ق��ال الل��ه ج��ل وعال: ( إتباع النبي 13)

nالل��ه nمn nحببك بعnوني ي ون الل��ه ف��ات nحب nم ت nنت ]آلáإن ك[.31عمران:

nحبâ( الص����بر، ق����ال تع����الى: 14) والل����هn ي[.146 ]آل عمران: áالصابرين

( الخلوة ب��ه س��بحانه وقت ال��نزول اإللهي15) أي وقت التجلي اإللهي، وه��و في االس��حار قب��ل

49

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الفج��ر لمناجات��ه وتالوة كالم��ه والوق��وف ب��القلبوالقالب بين يديه ثم ختم ذلك باالستغفار والتوبة.

( مباع��دة العوائ��ق والحوائ��ل وك��ل س��بب16)يحول بين القلب وبين الله عز وجل.

ق��ال رج��ل لط��اوس: أوص��ني ق��ال أوص��يك أن تحب الله حبا حتى ال يكون ش��يء أحب إلي��ك من��ه، وخفه خوفا حتى ال يكون ش��يء أخ��وف إلي��ك من��ه، وارج الله رجاء يحول بينك وبين ذلك الخوف وارض

.للناس ما ترضى لنفسك اللهم يا حي يا قيوم يا بديع السموات واألرض نس��ألك أن توفقن��ا لم��ا في��ه ص��الح دينن��ا ودنيان��ا وأحسن عاقبتنا وأكرم مثوانا واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.

50

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

)فصل(

المراقب��ة في ثالث��ة أش��ياء: مراقب��ة الل��ه في طاعته بالعمل الذي يرضيه ومراقبة الله عند ورود المعصية بتركها ومراقبة الل��ه في الهم والخ��واطر

nكنâوالسر واإلعالن ق��ال تع��الى: ك يعلمn م��ا ت وربnون nعلن هnم وما ي nورnدnصá :[ وقال الن��بي69 ]القصص

« :أن تعب,,د الل,,ه كأنك ت,,راه ف,,إن لم تكن «.تراه فإنه يراك

ق��الت أس��ماء بنت عميس: إن��ا لعن��د علي بن أبي طالب بع��د م��ا ض��ربه ابن ملجم، إذ ش��هق ثم��ا، الحم��د ��ا مرحب أغمى عليه ثم أفاق فق��ال: مرحب لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الجن��ة فقي��ل ل��ه م��ا ت��رى، ق��ال ه��ذا رس��ول الل��ه وأخي جعف��ر وعمي حمزة وأب��واب الس��ماء مفتح��ة والمالئك��ة ي��نزلون يسلمون علي ويبشرون وه��ذه فاطم��ة ق��د ط��اف بها وص��ائفها من الح��ور وه��ذه من��ازلي في الجن��ة

"لمثل هذا فليعمل العاملون". عن كث��ير بن زي��د ق��ال: ك��بر حكيم بن ح��زام حتى ذهب بصره ثم اش��تكى فاش��تد وجع��ه فقلت ألحض��رنه وألنظ��رن م��ا يتكلم ب��ه ف��إذا ه��و يهمهم ويقول ال إله إال الل��ه أحب��ك وأخش��اك ح��تى م��ات.

51

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

انتهى. ولما حضرت أبا هري��رة الوف��اة بكى ق��الوا م��ا يبكيك، قال: بعد السفر وقلة الزاد وض��عف اليقين

وخوف الوقوع من الصراط في النار. ولما حضرت معاذ بن جبل الوفاة ق��ال: أع��وذ��ا بالل��ه من ليل��ة ص��باحها إلى الن��ار ثم ق��ال مرحب بالموت زائر مغيب وح��بيب ج��اء على فاق��ة اللهم

إني كنت أخافك وأنا اليوم أرجوك. اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري األنهار وال لغرس األش��جار ولكن لطول ظمأ اله��واجر وقي��ام لي��ل الش��تاء ومكاب��دة الس��اعات ومزاحم��ة العلم��اء ب��الركب عن��د حل��ق

الذكر ثم قبض -رحمه الله-. ولما حض��رت أب��ا ال��درداء الوف��اة جع��ل يج��ود بنفسه ويقول أال رجل يعمل لمث��ل مص��رعي ه��ذا أال رج��ل يعم��ل لمث��ل ي��ومي ه��ذا أال رج��ل يعم��ل

لمثل ساعتي هذه ثم قبض -رحمه الله-. ثم أعلم: أن األلم المصيب للب��دن إنم��ا ي��درك بواسطة الروح، وإذا وص��ل األلم إلى نفس ال��روح فال تسأل عن كربه وألمه حتى قالوا إن��ه أش��د من ض���رب بالس���يوف ونش���ر بالمناش���ير وق���رض

52

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بالمقاريض. ش��دةوالسبب في أنه ال يقدر على الصياح مع

األلم لزي�ادة الوج�ع والك��رب ح�تى قه�ر ك�ل ق�وة وض��عف ك��ل جارح��ة فلم يب��ق ل��ه ق��وة االس��تغاثة

واالستعانة. أما العقل فق��د غش��يه وشوش��ه وأم��ا اللس��ان فقد أبكمه وأما األطراف فقد خدرها وضعفها فإن بقيت في��ه ق��وة س��معت ل��ه خ��وارا وغرغ��رة من

صدره وحلقه حتى يبلغ بها إلى الحلقوم. فعن��د ذل��ك ينقط��ع نظ��ره عن ال��دنيا وأهله��ا

إن الله ع,,ز وج,,ل»: وتغلق أبواب التوبة قال « رواه الترمذييقبل توبة العبد ما لم يغرغر

وقال حديث حسن. ف��الموفق من يك��ون الم��وت نص��ب عيني��ه ال

يغفل عنه ساعة فيستعد للموت. ويفتش على نفس�����ه ويتفق�����دها من قب�����ل الصلوات ومن قبل حقوق الله وحقوق خلق��ه ه��ل أقام الصالة على الوجه األكم��ل؟ ه��ل أدى الزك��اةكاملة مكملة؟ هل أبرأ ذمته من حقوق اآلدميين؟. هل أدى األمانات إلى أهلها؟ هل نفد ما عن��ده من وصايا ووكاالت؟ هل عنده أش��ياء مع��ارة كتب أو نحوها يرجعه��ا؟ ه��ل عن��ده كتب زائ��دة يفرقه��ا

53

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

على طلبة العلم العاملين بعلمهم؟ ويتلف إن كان عن��ده آالت له��و ال تقبض روح��ه وهي عن��ده. ق��ال بعضهم إن عالمة قصر األمل! المبادرة في العمل قب��ل حل��ول األج��ل ومن ادعى قص��ر األم��ل وه��و

يعتني بالدنيا فهو كاذب في دعواه. ف��التوفيق أن يك��ون الم��وت أمام��ه في ك��ل لحظ��ة ال يغف��ل عن��ه أب��دا إن أص��بح أض��مر أن��ه ال

يمس وإن أمسى قدر أنه ال يصبح. م��ديم العم��ل بطاع��ة الل��ه ش��اكرا ل��ه على توفيق��ه ل��ذلك مالزم��ا ل��ذكر الل��ه ليال ونه��ارا س��را

وجهارا. ولكن ال يتيسر هذا إال لمن فرغ قلبه عن الغ��د وم��ا يك��ون في��ه وعن ال��دنيا وأش��غالها وزخارفه��ا

وجميع متعلقاتها.��ا على اآلخ��رة وأداء لم��ا وجب إال ما ك��ان عون عليه من حقوق نسال الله اإلعانة والتوفيق والل��ه

أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.)فصل(

فيا أيها الغافل المهمل المفرط وكلنا كذلك، انتبه وتصور صرعة الموت لنفس��ك وتص��ور نزع��ه

54

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

لروح��ك وتص��ور كرب��ه وس��كراته وغصص��ه وغم��هوقلقه.

وتصور بدو الملك لجذب روحك من قدميك ثم االستمرار لجذب الروح من جميع ب��دنك فنش��طت من أسفلك متصاعدة إلى أعالك حتى إذا بلغ منك الكرب والوج��ع واأللم منته��اه وعمت اآلالم جمي��ع بدنك وقلبك وجل محزون منتظر إما البش��رى من

الله بالرضا وإما بالغضب. فبينما أنت في كربك وغموم��ك وش��دة حزن��ك الرتقا بك إحدى البشريين إذ سمعت صوته إما بما يس��رك وإم��ا بم��ا يغم��ك فيل��زم حينئ��ذ غاي��ة الهم والح��زن أو الف��رح واألنس والس��رور قلب��ك حين انقض��ت من ال��دنيا م��دتك وانقط��ع منه��ا أث��رك

وحملت إلى دار من سلف من األمم قبلك. وتص���ور نفس���ك حين اس��تطار قلب���ك فرح���ا وسرورا أو مليء رعبا وحزنا وعبرة وبزيارة الق��بر وه���ول مطلع���ه وروع���ة الملكين منك���ر ونك���ير وسؤالهما لك في القبر عن ثالث��ة أس��ئلة م��ا فيه��ا تخيير، األول من ربك، والث��اني م��ا دين�ك، والث��الث

من نبيك؟ فتص��ور أص��واتهما عن��د ن��دائهما ل��ك لتجلس لسؤالهما لك فيه فتصور جلستك في ضيق ق��برك

55

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وقد سقط كفنك عن حقويك والقطن من عينيك. ثم تص��ور شخوص��ك ببص��رك إليهم��ا وتأمل��ك لصورتيهما فإن رأيتهما بأحسن ص��ورة أيقن قلب��ك بالفوز والنجاة والسرور وإن رأيتهما ب��أقبح ص��ورة

أيقنت بالعطب والهالك.شعرا:

يضقن يمو يءرلملوهرم عهيف

قي ضربقت ووموجلو يهيف ييرا فكى نقليو

راكنم والؤالس ن ميلكنالت بانومسيلججلتي

آخر: كبيشي م فركفتآبمالو

ي فكز عدع بكنفدوابرالت را أنتب قتيافا وذإ

هيف ومه إلى ي بميقتابسحال الصوي أفو

ىقب تني حكمسج ةقزم مةعطقم

ابهاإل ار صرب القلوالفرات سكيلع

حاطب األتنتنأليابوالرو ابرن الت متخلق

يا حترصف ن محيص الفتملعوابطخال اينذه الد هقلطف

االثث كتو مبلر قادبوابتمالب عمتاس فكتحصن

يحصني ولوق ىل علد يد قكلثمف

وابالص ول واتملا لنقلخانكرت

ن ميحسا الفن باقضلابحالر ةحيبي صادى فني

ومكل ي واناب وتولما لودلابرخلل

ثم تصور كيف يكون شعورك إن ثبتك الله جل وعال ونظرت إلى ما أعد الله لك وقولهما لك ه��ذا

56

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

منزل��ك ومص��يرك فتص��ور فرح��ك وس��رورك بم��ا تعاينه من النعيم وبهجة المل��ك وإيقان��ك بالس��المة

مما يسوؤك. وإن ك���انت األخ���رى فتص���ور ض���د ذل���ك من إنتهارك ومعاينتك جهنم وقولهم��ا ل��ك ه��ذا منزل��ك ومصيرك فيا لها من حسرة ويا لها من ندام��ة وي��ا

لها من عثرة ال تقال. ثم بعد ذلك الفناء والبالء حتى تنقطع األوصال وتتفتت العظام ويبلى جسدك ويستمر حزن��ك في��ا

حسرة روحك وغمومها وهمومها. حتى إذا تكاملت عدة األموات وقد بقي الجبار األعلى منف��ردا بعظمت��ه وجالل��ه وكبريائ��ه ثم لم يفجاك إال نداء المنادي للخالئق للع��رض على الل��ه

جل وعال.nناد المnناد من مكانâقال تعالى: واستمع يوم ي

n��وم ��ك ي ��الحق ذل يحة ب معnون الص�� ��وم يس�� ق��ريب يوج nرnالخá :��ا أن ين��ادي على42 ]ق [ يأمر الل��ه ملك

ص���خرة بيت المق���دس أيته���ا العظ���ام البالي���ة واألوصال المتقطعة واللحوم المتمزق��ة والش��عور المتفرق���ة إن الل���ه ي���أمركن أن تجتمعن لفص���ل

القضاء. فتصور وقوع الصوت في س��معك ودعائ��ك إلى

57

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فيط��ير ف��ؤادك ويش��يبالعرض على مال��ك المل��ك رأسك للنداء ألنها صيحة واحدة للعرض على ال��رب

ما هي زج�رة واح�دة ف�إذاâجل وعال قال تعالى: فإناهرة .[14 ]النازعات: áهnم بالس

فبينم��ا أنت في ف��زع من الص��وت إذ س��معت بانش��قاق األرض فخ��رجت مغ��برا من غب��ار ق��برك قائما على قدميك شاخصا ببصرك نحو النداء ق��ال

âتع��الى: راعا ققn األرضn عنهnم س�� ��وم تش�� ]ق:áيج���nون منâ[ وق���ال: 44 nم يخرnه nار عا أبص��� خnش���

[.7 ]القمر: áاألجداث فتص��ور تعري��ك وم��ذلتك وانف��رادك بخوف��ك وأحزان��ك وهموم��ك وغموم��ك في زحم��ة الخالئ��ق خاش��عة أبص��ارهم وأص��واتهم ت��رهقهم الذل��ة ق��ال

معn إالâتعالى: حمن فال تس�� وخشعت األصواتn لل��ر â[. وق���ال تع���الى: 108 ]ط���ه: áهمس���ا عا خnش���

هnم جراد منتشر جnون من األجداث كأن nم يخرnه nأبصار [.7 ]القمر: áمهطعين إلى الداع

اللهم ثبتنا على قولك الث��ابت في الحي��اة وفي اآلخرة وآتنا في الدنيا حس��نة وفي اآلخ��رة حس��نة وقن��ا ع��ذاب الن��ار واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

58

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

ثم تصور إقبال الوحوش من ال��براري منكس��ة رءوسها لهول يوم القيامة فبعد توحشها وإنفرادها

وإذاâمن الخالئق ذلت ليوم النش��ور ق��ال تع��الى: [.5 ]التكوير: áالوnحnوشn حnشرت

وتصور تكوير الشمس وتناثر النجوم وانشقاق السماء من ف��وق الخالئ��ق م��ع كثاف��ة س��مكها في��ا

هول صوت ذلك االنشقاق. والمالئكة على حافات م��ا يتفط��ر من الس��ماء

ماء فهي يومئذâق��ال الل��ه تع��الى: قت الس�� وانش�� [. وق��ال17 ]الحاق��ة: áواهية والملكn على أرجائها

���انت وردةâتع���الى: ماء فك قت الس��� ف���إذا انش��� إذاâ[ وق���ال تع���الى: 37 ]ال���رحمن: áكال���دهان

ماء انشقت [.1 ]االنشقاق: áالس قي��ل ت��ذوب كم��ا ت��ذوب الفض��ة في الس��بك وتتلون كما تتلون األصباغ ال��تي ي��دهن به��ا، فت��ارة حمراء وتارة ص��فراء وزرق��اء وخض��راء وذل��ك من

��ومâشدة األمر وهول يوم القيامة وق��ال تع��الى: يماء كالمnهل nونn الس [ قيل كالفض��ة8 ]المعارج: áتك

âالمذابة أو الرصاص الم��ذاب وق��ال تع��الى: يوم��ا

59

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

[.17 ]المزمل: áيجعلn الولدان شيبا فتصور وقوفك مفردا عريانا حافيا وق��د أدنيت الشمس من رءوس الخالئق وال ظل ألحد إال ظ��ل عرش رب العالمين، فبينم��ا أنت على تل��ك الح��ال المزعجة اشتد الكرب والوهج من حر الشمس ثم ازدحمت األمم وت�����دافعت وتض�����ايقت واختلفت األق���دام وانقطعت األعن���اق من ش���دة العطش

والخوف العظيم. وانض��اف إلى ح��ر الش��مس ك��ثرة األنف��اس وازدح��ام األجس��ام والعطش تض��اعف وال ن��وم وال راحة وفاض عرقهم على األرض ح��تى اس��تنقع ثم ارتف��ع على األب��دان على ق��در م��راتبهم ومن��ازلهم

عند ربهم بالسعادة والشقاوة. ثم تصور مجيء جهنم تقاد ولها س��بعون أل��ف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ق��ال

انânتعالى: رn اإلنس�� ��ذك م يومئذ يت وجيء يومئذ بجهنى لهn الذكرى [.23 ]الفجر: áوأن

فال يبقى ملك مق��رب وال ن��بي مرس��ل إال جث��ا لركبته يق��ول ي��ا رب نفس��ي نفس��ي فتص��ور ذل��ك��ا الموقف المهيل المفزع الذي قد مأل القلوب رعب وخوف��ا وقلق��ا وذع��را ي��ا ل��ه من موق��ف ومنظ��ر

60

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مزعج. وأنت ال محالة أح��دهم فت��وهم نفس��ك لكرب��ك وقد عالك العرق والفزع والرعب الشديد والن��اس معك منتظرون لفصل القضاء إلى دار السعادة أو

��وم الجم��ع الâإلى دار الشقاء، قال تعالى: nنذر ي وتعير ة وفري��ق في الس�� áريب في��ه فري��ق في الجن

[.7]الشورى: فتصور أصوات الخالئق وهم ين��ادون ب��أجمعهم منفرد كل واحد بنفسه ينادي نفس��ي نفس��ي ق��ال

فسهاâالله تعالى: nجادلn عن ن nل نفس ت يوم تأتي كá :[. وق��ال تع��الى: 111 ]النحلân��وم يف��ر الم��رء ي

nمه وأبيه [. 35 ]عبس: áمن أخيه وأ فتصور نفسك وحالتك عندما يتبرأ من��ك الول��د والوال��د واألخ والص��احب لم��ا في ذل��ك الي��وم من المزعجات والقالقل واألهوال ال��تي مألت القل��وب

من الخوف والفزع والرعب والذعر. ولوال عظم هول ذلك اليوم ما كان من الك��رم والمروءة والحفاظ أن تفر من أمك وأبيك وأخي��ك وبنيك ولكن عظم الخط��ر وش��دة الك��رب واله��ول اض��طرك إلى ذل��ك فال تالم على ف��رارك منهم وال

��nلâلوم عليهم إذا فروا منك ق��ال الل��ه تع��الى: لكnغنيه [. وقال37 ]عبس: áامرئ منهnم يومئذ شأن ي

61

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

اعة شيء عظيم يوم ترونهاâتعالى: إن زلزلة الس�nل ذات عn ك عت وتض�� عة عما أرض� �nل مnرض� �ذهلn ك تكارى nم بسnكارى وما ه nاس س حمل حملها وترى الن

[.1 ]الحج: áولكن عذاب الله شديد��ا ق��د فبينم��ا أنت في تل��ك الحال��ة ممل��وء رعب بلغت القل����وب الحن����اجر من ش����دة األه����وال والمزعج��ات والخ��وف العظيم إذ ارتف��ع عن��ق من النار يلتقط من أمر بأخذه فينطوي عليهم ويلقيهم في النار فتبتلعهم ثم تصور الميزان وعظمته وق��د نصب لوزن األعمال وتصور الكتب المتط��ايرة في األيم��ان والش��مائل وقلب��ك واج��ف ممل��وءا خوف��ا متوقع أين يقع كتابك في يمينك أو في ش��مالك أو

وراء ظهرك. اللهم وفقن��ا لص��الح األعم��ال وآتن��ا في ال��دنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا عذاب الن��ار واغف��ر لنا ولوالدينا ولجميع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين، وص��لى الل��ه على محم��د وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.)فصل(

فاألتقي��اء يعط��ون كتبهم بأيم��انهم واألش��قياء

62

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فأماâبالش��مال أو من وراء الظه��ر، ق��ال تع��الى: ابا بn حس�� nحاس�� وف ي ��ه فس�� ��هn بيمين nوتي كتاب من أ

ورا nإلى أهله مسر nيسيرا وينقلبá :[،9 ]االنشقاق وفâوقال: ��هn وراء ظه��ره فس�� nوتي كتاب وأما من أ

nورا ويصلى سعيرا nب [.12 ]االنشقاق: áيدعnو ث���هâوق���ال تع���الى: ���هn بيمين nوتي كتاب فأما من أ

[، وق��ال:19 ]الحاق��ة: áفيقnولn هاؤnمn اقرؤnوا كتابيهâ��ا ليتني لم ماله فيق��nولn ي nوتي كتابهn بش�� وأما من أ

ابيه nوت كتابي��ه ولم أدر م��ا حس�� [.26 ]الحاق��ة: áأاآليات.

فيا لها من مواقف ويا له��ا من أه��وال وي��ا له��امن خطوب مجرد تصورها يبكي المؤمن بها حقا.

ك��ان رأس��هعن الحس��ن: »أن رس��ول الل��ه في حج��ر عائش��ة فنعس فت��ذكرت اآلخ��رة فبكت

فاس��تيقظفس��الت دموعه��ا على خ���د الن���بي بدموعها فرفع رأسه فق��ال: م��ا يبكي��ك فق��الت ي��ا رسول الله ذكرت اآلخرة هل تذكرون أهليكم يوم القيامة قال: والذي نفسي بيده في ثالث��ة م��واطن فإن أحدا ال يذكر إال نفس��ه: إذا وض��عت الم��وازين ووزنت األعمال حتى ينظر ابن آدم أيخ��ف ميزان��ه أم يثقل، وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخ��ذ أم

بشماله، وعند الصراط".

63

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

��nؤتى ب��ابن آدم ي��وم وعن أنس بن مالك قال: ي القيامة حتى يوقف بين كفتي الم��يزان ويوك��ل ب��همع nس�� ملك فإن ثقل ميزانه ن��ادى المل��ك بص��وت ي الخالئق سعد فالن بن فالن سعادة ال يشقى بعدها أبدا وإن خف ميزانه نادى بص��وت يس��مع الخالئ��ق

شقي فالن بن فالن شقاوة ال يسعد بعدها أبدا. وتصور بينما أنت واقف م��ع الخالئ��ق ال��ذين ال يعلم ع��ددهم إال الل��ه ج��ل وعال وتق��دس إذ ن��ودي باسمك على رءوس الخالئق من األولين واآلخرين أين فالن بن فالن هلم إلى الع��رض على الل�ه ع��ز

وجل. فقمت أنت ال يقوم غيرك لم��ا ل��زم قلب��ك من العلم من أن��ك المطل��وب فقمت ترتع��د فرائص��ك وتض��طرب رجالك وجمي��ع جوارح��ك وقلب��ك من شدة الخوف والذهول في أش��د الخفق��ان مرتفع��ا

إلى الحنجرة.��ومâق��ال الل��ه ج��ل وعال وتق��دس: وأن��ذرهnم ي

��اظمين ��اجر ك ]غ��افر:áاآلزفة إذ القnلnوبn لدى الحن18.]

فتصور خوفك وذلك وضعفك وانهي��ار أعص��ابكا ��ا م��ذعورا مرتكض�� وق��واك متغ��يرا لون��ك مرعوب

64

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مزعجا قد حل بك الغم والهم واالضطراب والقلق والذهول لما أصابك ورأيت من الشدائد والك��روب

والمحزنات ما الله به عليم.اسâق��ال الل��ه ج��ل وعال وتق��دس: ��رى الن وت

ديد ه ش�� كارى ولكن عذاب الل nم بسnكارى وما ه nسá [. في��ا ل��ه من ي��وم ق��ال الل��ه ج��ل وعال2]الحج:

nم يوم��ا يجع��لânوتق��دس: ق��nون إن كف��رت ��ف تت فكي [ واآلية بعدها.17 ]المزمل: áالولدان شيبا

وتص���ور وقوف���ك بين ي���دي ب���ديع الس���موات واألرض ال��ذي األرض جميع��ا قبض��ته ي��وم القيام��ة والسموات مطويات بيمينه، القوي العزي��ز وقلب��ك خائف مملوء من ال��رعب مح��زون وج��ل وطرف��ك

خائف خفي خاشع ذليل.ا فيه��ا وجوارحك مرتعدة، بيدك ص��حيفة محص�� الدقيق والجليل ال تغادر صغيرة وال كبيرة فقرأته��ا بلس��ان كلي��ل وقلب منكس��ر وداخل��ك من الخج��ل والجبن والحياء من الله الذي لم يزل إليك محسنا

وعليك ساترا. فبأي لسان تجيبه حين يسألك عن قبيح فعل��ك وعظيم جرمك وبأي قدم تقف غدا بين يديه وب��أي طرف تنظر إليه وبأي قلب تحتم��ل كالم��ه العظيم

الجليل ومساءلته وتوبيخه.

65

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وتص��ور نفس��ك بص��غر جس��مك بين ي��دي من السموات السبع واألرض كخردلة في كف��ه الكب��ير المتعالى شديد المح�ال ال�ذي م��ا من داب�ة إال ه�و آخ���ذ بناص���يتها وقل���وب العب���اد بين إص���بعين من

أصابعه ال إله إال هو القوي العزيز. وتصور نفسك بهذه الهيئة واألهوال محدقة بك من جوانبك ومن خلفك فكم من كبيرة قد نس��يتها أثبتها عليك الملك وكم من بلي��ة أح��دثتها ف��ذكرتهاوكم من سريرة قد كنت كتمتها قد ظهرت وبدت. وكم من عمل قد كنت تظن أن�ه ق�د خلص ل�ك وسلم فإذا هو بالرياء قد حب��ط بع��د م��ا ك��ان أمل��ك في��ه عظيم��ا في��ا حس��رة قلب��ك وتأس��فك على م��ا

أن تقnول نفسâفرطت في طاعة ربك قال تعالى: nنتn يا حسرتى على ما ف��رطتn في جنب الله وإن ك

اخرين [. وق���ال تع���الى:56 ]الزم���ر: áلمن الس���âم فيnوه nي األم��ر رة إذ قnض�� ��وم الحس�� وأنذرهnم ي

nون nؤمن [. 39 ]مريم: áغفلة وهnم ال ي حتى إذا كرر عليك السؤال بذكر الباليا ونشرت مخبآتك التي طالم��ا أخفيته��ا وس��ترتها عن مخل��وق مثلك ال يملك لنفسه وال لغ��يره ض��را وال نفع��ا وق��د ظهرت قلة هيبتك لل��ه وقل��ة حيائ��ك من��ه وظه��رت

66

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عنه.مبارزتك له بفعل ما نهاك فم��ا ظن��ك بس��ؤال من ق��د امتأل س��معك من عظمت��ه وجالل��ه وكبريائ��ه وس��ائر ص��فات كمال��ه وكيف بك إن ذكرك مخالفتك له وركوبك معاص��يه وقلة اهتمامك بنهيه ونظره إليك وقلة اكتراثك في

الدنيا بطاعته. وماذا تقول إن قال لك ي��ا عب��دي م��ا أجللت��ني أما استحييت مني أما راقبتني؟ استخففت بنظري إلي��ك ألم أحس��ن إلي��ك ألم أنعم علي��ك م��ا غ��رك

مني؟ شبابك فيما أبليته وعمرك فيما أفنيت��ه ومال��ك من أين اكتسبته وفيم أنفقته وعلم��ك م��اذا عملت

فيه؟ ليقفن أح,,دكم أنه قال: »وورد عن النبي

بين ي,,دي الل,,ه تب,,ارك وتع,,الى ليس بين,,ه وبين حجاب يحجبه وال بينه وبينه ترجم,,ان يترجم عنه فيقول ألم أنعم ألم آتك م,,اال؟ فيق,,,ول بلى. فيق,,,ول ألم أرس,,,ل إلي,,,ك رسوال؟ فيق,,ول بلى، ثم ينظ,,ر عن يمين,,ه فال يرى إال الن,ار ثم ينظ,ر عن ش,ماله فال يرى إال النار فليتق أحدكم النار ولو بش,,ق

«. رواهتم,,رة ف,,إن لم يج,,د فبكلم,,ة طيبة

67

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

البخاري. ف��أعظم ب��ه موقف��ا وأعظم ب��ه من س��ائل ال تخفى عليه خافية وأعظم بما يداخلك من الخج��ل والغم والحزن واألس��ف الش��ديد على م��ا ف��رطت في طاعت��ه وعلى ركوب��ك معص��يته وعلى أوق��ات ضاعت عند المالهي والمنكرات، ق��ال الل��ه تع��الى

��رى إذâعن ح��ال المج��رمين المف��رطين: ��و ت ولرنا ��ا أبص�� ن هم رب ؤnوسهم عند رب nو ر nون ناكسnجرمnالم ���nون ا مnوقن الحا إن ���ا نعم���ل ص��� معنا فارجعن áوس���

��رى إذ فزع��nواâ[ وقال تعالى: 12]السجدة: ��و ت ولnخذnوا من مكان ق��ريب ��هفال فوت وأ ا ب nوا آمن وق��ال

��ان بعي��د ��اوnشn من مك ن ى لهnمn الت [.52 ]س��بأ: áوأناآلية.

وكي��ف تثبت رجالك عن��د الوق��وف بين يدي��ه وكي��ف يق��در على الكالم لس��انك عن��دما يس��ألك الحي القيوم إال أن يثبت��ك ج��ل وعال ويق��درك على ذل��ك، ف��إذا تب��الغ في��ك الجه��د من الغم والح��زن والحي��اء والخج��ل ب��دا ل��ك من��ه أح��د أم��رين إم��ا

الغضب أو الرضا عنك. فإما أن يقول يا عب��دي أن��ا س��ترتها علي��ك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فق��د غف��رت ل��ك كب��ير

68

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

جرمك وكثير سيئاتك وتقبلت منك يس��ير إحس��انك فيستطير قلبك بالبهجة والفرح والس�رور فيش�رق

ويستنير لذلك وجهك. فتصور نفسك حين ما يقال لك وته��دأ نفس��ك ويطمئن قلبك وينور وجهك بعد كآبته وتكسفه من

الحياء من السؤال. وتصور رضاه عنك حينما تسمعه منه فث��ار في قلبك ف��امتأل س��رورا وك��دت أن تم��وت من الف��رح فأي سرور أعظم من السرور والفرح برض��ا الل��ه

عز وجل. اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

وتصور نفسك وقد بدا لك منه الرضا والرحمة والمغفرة فتكاد روح��ك أن تط��ير من ب��دنك فرح��ا فكيف لو سمعت من الل�ه ع�ز وج�ل الرض�ا عن�ك والمغفرة لك فأمن خوفك وسكن ح��ذرك وتحق��ق أملك ورجاؤك بخلود األبد وأيقنت بفوزك ونعيم��ك أب��دا ال يف��نى وال يبي��د وط��ار قلب��ك فرح��ا وابيض

69

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وجهك وأشرق وأنار. ثم خرجت إلى الخالئق مستنير الوجه قد ح��ل ب��ك أكم��ل الجم��ال والحس��ن كتاب��ك بيمين��ك وق��د شخصت أبصار الخالئ��ق إلي��ك غبط��ة ل��ك وتأس��فا

على أن ينالوا من الله عز وجل مثل ما نلت. وتصور نفسك إن لم يع��ف عن��ك رب��ك وأيقنت بالهالك وذهب بك إلى جهنم مسود الوج��ه تتخطى الخالئق بسواد وجه��ك وكتاب��ك في ش��مالك أو من وراء ظه��رك تن��ادي بالوي��ل والثب��ور والمل��ك آخ��ذ بعضدك ينادي هذا فالن بن فالن قد شقي شقاء ال

يسعد بعده أبدا. وتصور الصراط وه��و الجس��ر المنص��وب على متن جهنم قدامك وتصور ما يح��ل ب��ك من الوج��ل والخوف الشديد حين رفعت طرفك فنظ�رت إلي��ه بدقت��ه وحوض��ه وجهنم تض��طرب وتتغيض وتخف��ق

بأمواجها من تحته. فيا له من منظر ما أفظع��ه وأهول��ه وس��ماعك شهيقها وتغيظه��ا وقص��ف أمواجه��ا وجلب��ة ثورانه��ا من أسفلها وقد اضطررت على المشي عليه وق��د

مرت عليك صفته. ثم قيل لك وأنت تنظر إلى الجس��ر بفظاظت��ه

70

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وفظاعته وقيل للخلق مع��ك اركب��وا الجس��ر ال��ذي هو الصراط فتصور حالتك وخفقان قلبك ورجف��ان جس��مك مم��ا ع��اينت من المزعج��ات والك��روب والشدائد واألهوال وعظ��ائم األم��ور وقل��ة المأك��ل

والمشرب والراحة. ولما قيل اركب طار عقلك رعبا وخوف��ا ثم إذا رفعت رجل��ك وأنت تنتفض ل��تركب الجس��ر فوق��ع ق��دمك على حدت��ه ودقت��ه ف��ازداد فزع��ك وازداد رجف����ان قلب����ك ورفعت رجل����ك األخ����رى وأنت مضطرب تتمروج من ش��دة الخ��وف العظيم وق��د أثقلت���ك األوزار وأنت حامله���ا على ظه���رك وأنت تنظ��ر إلى الن��اس يته��افتون من بين ي��ديك ومن

ورائك. فتصور مرورك عليه بض��عفك وثقل��ك وأوزارك وقل��ة حيلت��ك وأنت من��دهش مم��ا تحت��ك وأمام��ك ممن يئن���ون ويزل���ون وق���د تنكس���ت هام���اتهم وارتفعت أرجلهم وآخ��رون يختطف��ون ب��الكالليب وتس��مع العوي��ل والبك��اء واألص��وات المزعج��ات

المناديات بالويل والثبور. فيا ل��ه من منظ��ر فظي��ع وم��رتقى م��ا أص��عبه ومجاز م��ا أض��يقه ومك��ان من أهول��ه وموق��ف م��ا أشقه وكأني بك مملوء من الذعر والرعب والقلق

71

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ملتفتا يمينا وشماال إلى من حولك من الخلق وهم يتهافتون قدامك في جهنم وأنت تخشى أن تتبعهم

إلى قعر جهنم. فتص��ور ه��ذا بعقل��ك م��ا دمت في قي��د الحي��اة قبل أن يحال بينك وبينه فال يفي��دك التفك��ير لعل��ك أن تتالفى تفريط���ك وتحاس���ب نفس���ك قب���ل أن

يفوت األوان فتبوء بالفشل والخيبة والحرمان. وتصور حالتك إن بؤت بالخسران وزلت رجلك عن الص��راط ووقعت فيم��ا كنت تح��اذر وتخ��اف وطار عقلك ثم زلت رجلك األخرى فنكس��ت على هامت��ك وعلت رجالك فلم تش��عر إال والكل��وب ق��د

دخل في جلدك ولحمك. فجذبت به وب��ادرت إلي��ك الن��ار ث��ائرة غض��بانة لغض���ب مواله���ا وق���د غلب على قلب���ك الن���دم

والتأسف على أوقات ضيعتها فيما يسخط الله. وتصور سماعك لن��داء الن��ار بقول��ه ع��ز وج��ل:

âهل امتألتá :[ وسمعت إجابته��ا ل��ه 30 ]قâه��ل [. وهي تلتهب في ب��دنك له��ا30 ]ق: áمن مزي��د

قصيف في جسدك ثم لم تلبث أن تفطر جس��مك وتس��اقط لحم��ك وبقيت عظام��ك مح��ترق تطلب منهم ماء أو نحوه فأجابوك ب��الرد والخيب��ة فتقط��ع

72

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قلبك حسرة وأسفا.حابânقال الله ج��ل وعال وتق��دس: ��ادى أص�� ون

��ا من الم��اء أو وا علين nة أن أفيض�� ار أصحاب الجن النمهnم���ا على nوا إن الل���ه حر nمn الل���هn ق���ال مما رزقك

[ فيا خيبة من ه��ذا حال��ه50 ]األعراف: áالكافرينوهذا مآله.

لقد تقطع قلبك حزنا إذ خيبوا أملك فيهم وبما رأيت من غض��بهم علي��ك لغض��ب رب��ك ع��ز وج��ل ففزعت إلى الله بالنداء بطلب الخروج منها فبع��د

اخسؤnوا فيه��ا والâمدة الله أعلم بها جاء الجواب: مnون nكل [.108 ]المؤمنون: áت

فلم��ا س��معت الن��داء بالتخس��ئة ل��ك وألمثال��ك بقي نفس��ك من ش��دة الض��يق واأللم والحس��رة م��ترددا في جوف��ك ال مخ��رج ل��ه فض��اقت نفس��ك

ضيقا شديدا ال يعلم مداه إال الله. وبقيت قلق��ا تزف��ر وال تطي��ق الكالم ثم أت��اك زيادة حسرة وندامة حيث أطبق أبواب النار عليك

وعلى أعدائه فيها فانقطع األمل كليا. ف�ي�ا� إ�ي�ا�س�ك� و�ي�ا� إ�ي�ا�س� س�ك�ا�ن� ج�ه�ن�م� ح�ي�ن� س�م�ع�و�ا� و�ق��ع� أ�ب�و�ا�ب�ه��ا� ت�ط�ب��ق� ع�ل�ي�ه�م� ق��ا�ل� ا�ل�ل��ه ج��ل� و�ع�ال�

د�ة� ف�ي� ع�م���د� م�م���د�د�ة�âو�ت�ق�د�س�:� ه�ا� ع�ل�ي�ه�م� م�ؤص�� áإن�[.9]ا�ل�ه�م�ز�ة�:

73

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فعلموا عند ذلك أن ال فرج أب��دا وال مخ��رج وال محيص لهم من عذاب الله خلود فال موت وعذاب

ال زوال له عن أبدانهم ودوام حرق قلوبهم. أحزان ال تنقضي وهموم وغموم ال تنفد وسقم

إذâال يبرأ وقيود ال تحل وأغالل ال تفك قال تعالى: nون في حب nس��� لn ي الس��� ���اقهم والس األغاللn في أعن

ون nسجرn ار ي nم في الن [.72 ]غافر: áالحميم ث��ابâوقال تعالى: وا قnطعت لهnم ثي nذين كفر فال

�ه هرn ب nص� ؤnوسهمn الحميمn ي nصب من فوق رn ار ي من ن��nودn ولهnم مق��امعn من حدي��د ل nونهم والج��nطn م��ا في بnعي��دnوا فيه��ا ج��nوا منه��ا من غم أ nوا أن يخرnما أراد nل ك

[.22 ]الحج: áوذnوقnوا عذاب الحريق ثم أطلعت النار على ما في جوفك فأكلت م��ا فيه وأنت تنادي وتستغيث فال ترحم حتى إذا ط��ال

فيها مكثك واشتد بك العطش. ف���ذكرت الش���راب في ال���دنيا ف���زعت إلى الجحيم فتن��اولت اإلن��اء من ي��د الخ��ازن الموك��ل بع��ذابك فلم��ا تناولت��ه تم��زعت كف��ك من تحت��ه واح��ترقت من حرارت��ه ثم قربت��ه إلى فم��ك واأللم

بالغ منك كل مبلغ فشوى وجهك وتساقط لحمه. ثم تجرعته فسلخ حلقك ثم وص��ل إلى جوف��ك

74

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قnوا م��اءâفقطع أمعاءك ق��ال الل��ه ج��ل وعال: nوس�� [. وق��ال ج��ل15 ]محم��د: áحميما فقطع أمعاءهnم

âوعال وتقدس: ع��nهn وال nسقى من ماء صديد يتجر وي��ان وم��ا ه��nو ��nل مك nسيغnهn ويأتيه الموتn من ك يكادn ي

ت ومن ورآئه عذاب غليظ [.17 ]إبراهيم: áبمي ثم ذكرت شراب الدنيا وب��رده ولذت��ه فب��ادرت إلى الحميم لتبرد به كبدك كم��ا تع��ودت في ال��دنيا فسقيت فقطع أمعاءك والحميم شراب كالنح��اس الم��ذاب يقط��ع األحش��اء واألمع��اء ثم ب��ادرت إلى الن��ار رج��اء أن تك��ون أه��ون من��ه ثم اش��تد علي��ك حريق النار فرجعت إلى الحميم ق�ال الل�ه تع�الى:

âون بينه��ا وبين حميم آن��nوفnيطá :[44 ]ال��رحمن ��اقهمâوق��ال في اآلي��ة األخ��رى: إذ األغاللn في أعن

ار nم في الن nون في الحميم ث حب nس����� لn ي الس����� والسون nسجرn [.72 ]غافر: áي

فقدر نفسك مع الض��ائعين والخاس��رين لعل��ك أن تلح��ق ب��األبرار والمق��ربين وتص��ور حالت��ك لم��ا اش�تد ب��ك الك�رب والعطش وبل��غ من��ك ك�ل مبل�غ وذك���رت الجن���ان وم���ا فيه���ا من النعيم المقيم

والعيش السليم. وهاجت األحزان وهاجت غصة في ف��ؤادك إلى حلقك أسفا على ما فات من رضا الل��ه ع��ز وج��ل

75

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وحزنا على نعيم الجنة. ثم ذكرت شرابها وبرد مائه��ا وذك�رت أن فيه�ا بعض القرابة من أب أو أم أو ابن أو أخ أو غ��يرهم من القرابة أو األصدقاء في ال��دنيا فن��اديتهم بقلب

محزون. ال يرحم بكاؤهم وال يجاب دع��اؤهم وال يغ��اثون عند تض��رعهم وال تقب��ل ت��وبتهم وال تق��ال ع��ثرتهم غضب الله عز وج��ل عليهم فال يرض��ى عنهم أب��دا فمثل نفسك بهذا الوصف إن لم يع��ف عن��ك رب��ك

لعلك أن تستيقظ فتستدرك. فلو رأيت المعذبين وق��د أكلت الن��ار لح��ومهم ومحت محاس���ن وج���وههم وان���درس تخطيطهم فبقيت العظ��ام محترق��ة مس��ودة وق��د قلق��وا من

و أن عذابيâشدة تكرر العذاب األليم قال تعالى: [.50 ]الحجر: áهnو العذابn األليم

وهم ينادون بالويل والثبور ويص��رخون بالبك��اء وهnمâوالعوي���ل ق���ال الل���ه ج���ل وعال وتق���دس:

��ر الحا غي ��ا نعم��ل ص�� ��ا أخرجن ن طرخnون فيه��ا رب يص��nا نعمل nن ذي ك nلق��nواâ[، وق��ال: 37 ]ف��اطر: áال وإذا أ

nورا ال تدعnوا nب نين دعوا هnنالك ث قا مnقر منها مكانا ضي ��يرا ��nورا كث nب nورا واحدا وادعnوا ث nب ]الفرق��ان:áاليوم ث

76

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

14.]��ا من س��وء فلو رأيتهم لذاب قلبك فزع��ا ورعب خلقهم ولخرجت روحك من نتن رائحتهم فيكف لو نظ���رت نفس���ك وأنت فيهم وق���د زال من قلب���ك األم��ل والرج��اء ولزم��ك القن��وط واإلي��اس فمث��ل

نفسك لعلك أن تتأثر فتستعد للقاء الله. ونظ��رت إلى الن��ار وهي تش��تعل في أج��زاء بدنك فتدخل أذنيك وعينيك وال تق��در على إبعاده��ا

إن ع��ذابهاâعنك لمالزمتها ل��ك ق��ال الل��ه تع��الى: ها ساءت مnستقرا ومnقاما ]الفرقان:áكان غراما إن

[. فهناك يغلب على قلبك التأسف والحس��رات66��ومâوالندامة ق��ال ج��ل وعال وتق��دس: وأن��ذرهnم ي

[.39 ]مريم: áالحسرة فتص��ور تل��ك األه��وال والعظ��ائم بعق��ل ف��ارغ وعزيمة ص��ادقة وراج��ع نفس��ك م��ا دمت في قي��د الحي��اة وتب إلى الل��ه توب��ة نص��وحا عن م��ا يك��ره موالك وتضرع إليه وابك من خشيته لعل��ه يرحم��ك ويقيل عثرتك ف��إن الخط��ر عظيم والب��دن ض��عيف

والموت منك قريب. انتهى بتص���رف من كالم المحاس���بي -رحم���ه

الله-.

77

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

مو يكوفق ولثماناري عرشحال

قلفا قطعتسماراني حاءشاألح ظي غنر مفز تارالن

قنن حمو قلت واةصى العلع

اانبض غبالر يدبا ع يكابتأ كرقالهى ملع

لى هرليه ت إرظانواناا ك مانك تابا الأت كرا قمل

ير لادغي ري س فانا كمرفا وحاالنإعو ا يهوذقال الجليل خ

يتكئالم ىلي إدبعوا برم

اناشط عانريالن موا ينزخ ت البا ريال وابسحال

موا اليني فكارن للعجتاانطلس

ا تقن��ع بعطائ��ك، وترض��ى اللهم ارزقن��ا أنفس�� بقضائك، وتصبر على بالئك، وتوقن بلقائك وتشكر لنعمائك وتحب أوليائك وتبغض أعداءك واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه على محم��د وآل��ه وص��حبه

أجمعين.- ]موعظة[2

لله در أق��وام ترك��وا ال��دنيا فأص��ابوا، وس��معوا منادي الله فأج��ابوا، وحض��روا مش��اهد التقى فم��ا غ��ابوا، واعت��ذروا م��ع التحقي��ق ثم ت��ابوا وأن��ابوا،

وقصدوا باب موالهم فما ردوا وال خابوا. قال عمرو بن ذر لما رأى العاب��دون اللي��ل ق��د هجم عليهم، ونظروا إلى أه��ل الغفل��ة ق��د س��كنوا

إلى فرشهم ورجعوا إلى مالذهم.

78

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ق���اموا إلى الل���ه س���بحانه وتع���الى ف���رحين مستبش��رين بم��ا ق��د وهب الل��ه لهم من الس��هر

وطول التهجد. فاس��تقبلوا اللي��ل بأب��دانهم، وباش��روا ظلمت��ه بص���فاح وج���وههم، فانقض���ى عنهم اللي���ل، وم���ا انقض��ت ل��ذتهم من التالوة، وال ملت أب��دانهم من ط��ول العب��ادة، فأص��بح الفريق��ان وق��د ولى اللي��ل

بربح وغبن. فاعملوا في هذا الليل وسواده، فإن المغب��ون من غبن ال��دنيا واآلخ��رة، كم من ق��ائم لل��ه تع��الىفي هذا الليل قد اغتبط بقيامه في ظلمة حفرته.

]فصل[

��ا دار ويقاب��ل دار األش��قياء ال��تي تق��دمت قريب أخرى دار قرار ونعيم وسرور وحبور وأمن وص��حة وحياة أبدية فيه��ا م��ا تش��تهيه األنفس وتل��ذ األعين مم��ا ال عين رأت وال أذن س��معت وال خط��ر على

قلب بشر.nك��رم دار جعلها الكريم ج��ل وعال دار ض��يافة، ي فيها عباده األخي��ار ال��ذين وفقهم لخدمت��ه والعم��ل

بطاعته. وال تظن ه����ذه الض����يافة مح����دودة، وال أن

79

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الكرامة فيها تنتهي بل كل ما تحبه وتتمناه أمام��ك إن كنت من أهل العفو والتجاوز فتوهم إن تفض��ل الله عليك بالعفو والتجاوز )أي تص�ور مم��رك على

الصراط(. ونورك يسعى بين ي�ديك وعن يمين��ك، وكتاب��ك

بيمينك مبيض الوجه.âقال الله جل وعال: ود ��وم تبيض وnج��nوه وتس�� ي

[ وقد أيقنت برضاه عنك106 ]آل عمران: áوnجnوه وأنت على الص��راط م��ع زم��رة العاب��دين ووف��ود

المتقين. والمالئكة تنادي: سلم سلم، والوجل م��ع ذل��ك ال يفارق قلبك وال قلوب المؤمنين، تنادي وينادون:

âيء ��nل ش�� ك على ك nورنا واغفر لنا إن نا أتمم لنا ن رب[.8 ]التحريم: áقدير

فتدبر حين رأوا المنافقين طفئ نورهم، وه��اجالوجل في قلوبهم، فدعوا بتمام النور والمغفرة.

فتوهم أي تصور وتخي��ل وتمث��ل نفس��ك، وأنت تمر خفيفا مع الوجل وتصور ممرك على قدر خفة

أوزارك وثقلها وقد انتهيت إلى آخره. فغلب على قلب��ك النج��اة، وق��د ع��اينت نعيم الجنان وأنت على الصراط، فحن قلبك على جوار

80

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الله عز وجل، واشتاق إلى رضا الله. حتى إذا صرت إلى آخره خطوات بأحد رجليك إلى العرص��ة )أي عرص��ة القيام��ة( ال��تي بين آخ��ر الجسر وبين ب��اب الجن��ة، فوض��عتها على العرص��ة ال��تي بع��د الص��راط، وبقيت الق��دم األخ��رى، على الص�راط، والخ��وف والرج�اء ق��د اعتلي��ا في قلب��ك

وغلبا عليك. ثم ث���نيت ب���األخرى، فج���زت الص���راط كل���ه واس��تقرت ق��دماك على تل��ك العرص��ة، وزلت عن

الجسر ببدنك، وخلفته وراء ظهرك. وجهنم تض���طرب من تحت من يم���ر عليه���ا، وتثب على من زل عنه مغتاظة تزفر عليه وتشهق

إليه. ثم التفت إلى الجسر فنظرت إليه باضطرابه، ونظ��رت إلى الخالئ��ق من فوق��ه، وإلى جهنم من

تحته تثب وتزفر على الذين زلزلوا عن الصراط. لها في رءوسهم وأنحائهم قصيف، فطار قلبك فرح��ا إذ نج��وت بض��عفك من الن��ار وخلفت الن��اروجسرها من وراء ظهرك متوجها إلى جوار ربك.

��ا إلى ب��اب الجن��ة امتأل قلب��ك ثم خط��وت آمن س���رورا وفرح���ا، فال ت���زال في مم���رك ب���الفرح

والسرور حتى توافي أبوابها.

81

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ف��إذا وافيت بابه��ا اس��تقبلك بحس��نه، فنظ��رتإلى حسنه ونوره وحسن صورة الجنة وجدرانها.

وقلبك مستطير فرح مس��رور متعل��ق ب��دخولالجنة حين وافيت بابها أنت وأولياء الرحمن.

فت��وهم –أي: تخي��ل وتص��ور- نفس��ك في ذل��ك الموكب، وهم أهل كرامة الل��ه ورض��وانه، مبيض��ة وجوههم، مشرقة برضا الله، مس��رورون فرح��ون مستبشرون، وقد وافيت باب الجن��ة بغب��ار ق��برك،

وحر المقام ووهج ما مر بك. فنظ��رت إلى العين ال��تي أع��دها الل��ه ألوليائ��ه وإلى حسن مائها، فانغمس��ت فيه��ا مس��رورا، لم��ا وج��دت من ب��رد مائه��ا وطيب��ه، فوج��دت له��ا ب��ردا

وطيبا، فذهب عنك بحزن المقام. وطه��رك من ك��ل دنس وغب��ار، وأنت مس��رور لما وجدت من طيب مائها لما باشرته، وق��د أفلت من وهج الصراط وحره، ألنه ق��د ي��وافي بابه��ا من

أحرقت النار بعض جسده بلفحها وقد بلغت منه. فم��ا ظن��ك وق��د انفلت من ح��ر المق��ام ووهج أنف��اس الخالئ��ق، ومن ش��دة ت��وهج ح��ر الص��راط فوافيت باب الجنة ب��ذلك، فلم��ا نظ��رت إلى العين

قذفت بنفسك فيها.

82

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فتوهم –أي: تصور وتخيل- فرح��ة ف��ؤادك لم��ا باش��ر ب��رد مائه��ا ب��دنك بع��د ح��ر الص��راط، ووهج القيام��ة، وأنت ف��رح لمعرفت��ك أن��ك إنم��ا تغتس��ل

لتتطهر لدخول الجنة والخلود فيها. فأنت تغتسل منها دائبا، ولون��ك متغ��ير حس��نا، وجسدك يزداد نضرة وبهجة ونعيما، ثم تخرج منها في أحس�ن الص�ور وأتم الن��ور، اللهم ثبت محبت��ك في قلوبن��ا وقوه��ا، اللهم ألهمن��ا ذك��رك وش��كرك وارزقن��ا محب��ة أوليائ��ك وبغض أع��دائك وهج��رانهم واالبتع���اد عنهم واغف���ر لن���ا ولوال���دينا ولجمي���ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

83

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

)فصل(

فت��وهم –أي: تص��ور وتخي��ل- ف��رح قلب��ك حين خرجت منها فنظرت إلى كم��ال جمال��ك، ونض��ارة وجه�ك وحس�نه، وأنت ع��الم م��وقن بأن�ك تتنظ�ف

للدخول إلى جوار ربك. ثم تقصد إلى العين األخرى، فتتناول من بعض آنيتها فتوهم نظرك إلى حسن اإلن��اء، وإلى حس��ن الشراب، وأنت مسرور بمعرفتك أنك إنما تش��رب هذا الشراب لتطهر جوفك من كل غ��ل، وجس��دك

ناعم أبدا. حتى إذا وض��عت اإلن��اء على في��ك ثم ش��ربته، وج��دت طعم ش��راب لم ت��ذق مثل��ه، ولم تع��ود شربه، فيسلس من فيك إلى جوفك، فط��ار قلب��ك سرورا لم��ا وج��دت من لذت��ه، ثم نقي جوف��ك من

كل آفة. فوجدت لذة طهارة صدرك من كل طب��ع ك��ان فيه ينازعه إلى الغموم والهموم والحرص والشدة والغضب والغل، فيا برد طه��ارة ص��درك، وي��ا روح

ذلك على فؤادك. ح��تى إذا اس��تكملت طه��ارة القلب والب��دن،

84

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

واستكمل أحباء الله ذلك معك، والله مطلع ي��راكويراهم.

أمر م��والك الج��واد المتحنن خ��زان الجن��ة من المالئك��ة، ال��ذين لم يزال��وا مطيعين خ��ائفين من��ه مش��فقين وجلين من عقاب��ه إعظام��ا ل��ه وإجالال، وهيب��ة ل��ه، وح��ذرا من نقم��ه، وأم��رهم أن يفتح��وا

باب جنته ألوليائه. فانح��دروا من داره��ا، وب��ادروا من س��احاتها،

وأتوا باب الجنة فمدوا أيديهم ليفتحوا أبوابها. وأيقنت ب��ذلك، فط��ار قلب��ك س��رورا، وامتألت فرح���ا وس���معت حس���ن ص���رير أبوابه���ا، فعالك الس��رور، وغلب على ف��ؤادك، في��ا س��رور قل��وب

المفتوح لهم باب جنة رب العالمين. فلما فتح لهم بابها، ه��اج نس��يم طيب الجن��ان، وطيب ج��رى مائه��ا، فنفح وجه��ك، وجمي��ع ب��دنك

وثارت أراييح الجنة العبقة الطيبة. وهاج ريح مس�كها األذف��ر، وزعفرانه��ا المون�ع، وكافورها األصفر، وعنبرها األشهب، وأري��اح طيب

ثمارها وأشجارها، وما فيها من نسيمها. فت���داخلت تل���ك األراييح في مش���امك ح���تى وصلت إلى دماغك، وصار طيبها في قلبك، وفاض

من جميع جوارحك.

85

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ونظرت بعينك إلى حسن قص��ورها، وتأس��يس بنيانه��ا من طرائ��ق الجن��دل األخض��ر من الزم��رد، والي��اقوت األحم��ر، وال��در األبيض، ق��د س��طع من��ه

نوره وبهاؤه وصفاؤه. فقد أكمل��ه الل��ه في الص��فاء والن��ور، ومازج��ه نور ما في الجنان، ونظرت إلى حجب الله، وف��رح ف��ؤادك لمعرفت��ك أن��ك إذا دخلته��ا ف��إن ل��ك فيه��ا الزي��ادات، والنظ��ر إلى وج��ه رب��ك، ف��اجتمع طيب أراييح الجن���ة وحس���ن بهج���ة منظره���ا، وطيب

نسيمها، وبرد جوها. فتص��ور نفس��ك إن تفض��ل الل��ه علي��ك به��ذه الهيئة، فلو مت فرحا لكان ذلك يحق لك، حتى إذا فتح��وا بابه��ا، أقبل��وا علي��ك ض��احكين في وجه��ك

ووجوه أولياء الله معك.nمâونادوكم [ فت��وهم54 ]األنع��ام: áسالم عليك

حسن نغماتهم، وطيب كالمهم، وحسن تس��ليمهم،في كمال صورهم، وشدة نورهم.nوه��اâثم أتبع��وا الس��الم بق��ولهم: ل nم فادخn طبت

���دين [، ف���أثنوا عليهم ب���الطيب73 ]الزم���ر: áخال والته��ذيب من ك��ل دنس ودرن وغ��ل وغش، وك��ل آف���ة في دين أو دني���ا، ثم أذن���وا لهم على الل���ه

86

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بالدخول في جواره. ثم أخ��بروهم أنهم ب��اقون فيه��ا أب��دا، فق��الوا:

âوه��ا خال��دينn ل nم فادخn [، فلم��ا73 ]الزم��ر: áطبت س��معت األذن وأولي��اء الل��ه مع��ك ب��ادرتم الب��اب

بالدخول، فكظت األبواب من الزحام. فتص��ور نفس��ك إن عف��ا الل��ه عن��ك في تل��ك الزحم���ة مب���ادرا م���ع مب���ادرين، مس���رورا م���ع مسرورين، بأبدان قد طهرت ووجوه ق��د أش��رقت وأن��ارت فهي كالب��در، ق��د س��طع من أعراض��هم

كشعاع الشمس. فلما جاوزت بابها، وضعت قدميك على تربتها، وهي مس���ك أذف���ر، ونبت الزعف���ران المون���ع، والمس������ك مص������بوب على أرض من فض������ة،

والزعفران نابت حولها. ف��ذلك أول خط��وة خطوته��ا في أرض البق��اء ب��األمن من الع��ذاب والم��وت، ف��أنت تتخطى في تراب المسك، ورياض الزعفران، وعيناك ترمق��ان حس��ن بهج��ة ال��در، من حس��ن أش��جارها، وزين��ة

تصويرها. فبينم��ا أنت تتخطى في عرص��ات الجن��ان، في

87

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ري��اض الزعف��ران، وكثب��ان المس��ك، إذ ن��ودي في أزواجك وولدانك وخدامك وغلمانك وقهارمتك، أن فالنا قد أقبل، فأجابوا واستبش��روا لق��دومك، كم��ا

يبشر أهل الغائب في الدنيا بقدومه. اللهم أعطنا من الخير فوق ما نرجو وأص��رف عنا من السوء ف�وق م��ا نح��ذر. اللهم عل�ق قلوبن��ا برجائ��ك واقط��ع رجاءن��ا عمن س��واك. اللهم إن��ك تعلم عيوبنا فاس��ترها وتعلم حاجاتن��ا فاقض��ها كفى��ا وكفى ب��ك نص��يرا ي��ا رب الع��المين اللهم بك ولي وفقن��ا لس��لوك س��بيل عب��ادك األخي��ار واغف��ر لن��ا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

فبينم��ا أنت تنظ��ر إلى قص��ورك، إذ س��معت جلبتهم وتبشيشهم، فاستطرت لذلك فرحا، فبينما أنت ف��رح مس��رر بغبطتهم لق��دومك لم��ا س��معت

إجالبهم فرحا بك. إذ ابت��درت القهارم��ة إلي��ك وق��امت الول��دان صفوفا لقدومك، فبينما أتت القهارمة مقبلة إلي��ك،

88

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

إذ اس��تخف أزواج��ك للعجل��ة، فبعثت ك��ل واح��دةمنهم بعض خدمها لينظر إليك مقبال.

ويسرع بالرجوع إليه��ا بق��دومك، لتطمئن إلي��ه فرحا، وتسكن إلى ذلك سرورا، فنظر إليك الخدم

قبل أن تلقاك قهارمتك. ثم ب��ادر رس��ول ك��ل واح��دة منهن إليه��ا فلم��ا أخبرها بقدومك، قالت ك��ل واح��دة لرس��ولها: أنت رأيت��ه، من ش��دة فرحه��ا ب��ذلك، ثم أرس��لت ك��ل

واحدة منهن رسوال آخر. فلم��ا ج��اءت البش��ارات بق��دومك إليهن، لم يتمالكن فرحا، فأردن الخروج إلي��ك مب��ادرات إلى لقائ��ك ل��وال أن الل��ه كتب القص��ر لهن في الخي��ام

وراتâإلى قدومك، كما ق��ال مليك��ك: nور مقص����nح [.72 ]الرحمن: áفي الخيام

فوض���عهن أي���ديهن على عض���ائد أب���وابهن، وأذرعهن برءوسهن، ينظرن متى تبدو لهن صفحة وجه��ك؛ فيس��كن ط��ول ح��نينهن، وش��دة ش��وقهن إلي����ك، وينظ����رون إلى قري����ر أعينهن، ومع���دنراحتهن، وأنسهن إلى ولي ربهن وحبيب موالهن.

فتوهم ما عاينت، حين فتحت أبواب قص��ورك، ورفعت ستوره، من حسن بهجة مقاص�يره، وزين��ة

89

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

أش��جاره، وحس��ن رياض��ه، وتألل��ؤ ص��حنه. ون��ورساحاته.

فبينما أنت تنظر إلى ذلك، إذ ب��ادرت البش��رى من خدامك ينادون أزواجك ه��ذا فالن بن فالن ق��د دخل من باب قصره، فلم��ا س��معن ن��داء البش��راء بقدومك ودخولك، توثبن من الفرش على األس��رة

في الحجال. وعين����ك ن����اظرة إليهن في ج����وف الخي����ام والقب��اب، فنظ��رت إلى وث��وبهن مس��تعجالت، ق��د

استخفهن الفرح، والشوق إلى رؤيتك. فتخيل تلك األبدان الرخيمة الرعبوبة الخري��دة

الناعمة، يتوثبن بالتهادي والتبختر. فتصور كل واحدة منهن، حين وثبت في حسن

حللها وحليتها بصباحة وجهها، وتثني بدنها بنعمته. فتوهم إنحدارها مس��رعة بكم��ال ب��دنها، نازل��ة عن س��ريرها إلى ص��حن قبته��ا، وق��رار خيمته��ا،

فوثبن حتى أتين أبواب خيامهن وقبابهن. ثم أخ��ذن بأي��ديهن عض��ائد أب��واب خي��امهن للقص��ر، ال��ذي ض��رب عليهن إلى ق��دومك، فقمن

آخذات بعضائد أبوابهن.

90

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ثم خرجن برءوس��هن ووج��وههن، ينح��درن من أبواب قبابهن، متطلعات، ينظرن إليك، مقبالت قد

ملئن منك فرحا وسرورا. وتخي��ل نفس��ك بس��رور قلب��ك وفرح��ه، وق��د

رمقتهن على حسن وجوههن، وغنج أعينهن. فلما قابلت وجوههن حار طرفك، وه��اج قلب��ك بالسرور، فبقيت كالمبهوت ال��ذاهل من عظيم م��ا هاج في قلبك من سرور ما رأت عيناك، وس��كنت

إليه نفسك. فبينم��ا أنت ترف��ل إليهن، إذ دن��وت من أب��واب الخيام، فأسرعن مبادرات قد اس��تخفهن العش��ق، مس��رعات يتث��نين من نعيم األب��دان، ويته��ادين من

كمال األجسام. ثم نادتك كل واحدة منهن: يا حبيبي ما أبط��أك علينا؟ فأجبتها بأن قلت: يا حبيبة ما زال الل��ه ع��ز وجل يوقفني على ذنب كذا وكذا حتى خش��يت أن

ال أصل إليكن. فمشين نح��وك في الس��ندس والحري��ر، ي��ثرن

المسك، وشوقا وعشقا لك. ف��أول من تق��دمت منهن م��دت إلي��ك بنانه��ا ومعص��مها وخاتمه��ا وض��متك إلى نحره��ا ف��انثنيت عليها بكفك وس��اعدك ح��تى وض��عته على قالئ��دها

91

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

من حلقها، ثم ضممتها إليك وضمتك إليها. فت��وهم نعيم ب��دنها لم��ا ض��متك إليه��ا ك��اد أن

يداخل بدنك بدنها من لينه ونعيمه. فت��وهم م��ا باش��ر ص��درك من حس��ن نهوده��ا، ولذة معانقتها ثم شممت طيب عوارض��ها، ف��ذهب قلب���ك من ك���ل ش���يء س���واها ح���تى غ���رق في السرور، وامتأل فرح��ا، لم��ا وص��ل إلى روح��ك من

طيب مسيسها، ولذة روائح عوارضها. فلم���ا اس���تمكنت خف���ة الس���رور من قلب���ك، وعمت لذة الف��رح جمي��ع ب��دنك، وموع��د الل��ه ع��ز وج��ل في س��رورك، فن��اديت بالحم��د لل��ه ال��ذي صدقك الوعد، وأنجز لك الموعد. ثم ذكرت طلبك

إلى ربك إياهن بالدءوب والتشمير. ف���أين أنت في عاقب���ة ذل���ك العم���ل ال���ذي

��لâاستقبلته وأنت تلتثمهن وتشم عوارض��هن لمث[.61 ]الصافات: áهذا فليعمل العاملnون

اللهم إنا نعوذ بك من الشك بع��د اليقين، ومن الشيطان الرجيم، ومن شدائد يوم الدين، ونسألك رض��اك والجن��ة، ونع��وذ ب��ك من س��خطك والن��ار، اللهم ارحمن��ا إذا ع��رق الج��بين واش��تد الك��رب واألنين، واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين

92

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وعلى آله أجمعين.

)فصل(

فت��وهم ص��عودها على الس��رير بعظيم ب��دنها ونعيم��ه، ح��تى اس��توت علي��ه جالس��ة، ثم ارتقيت على السرير، فاستويت عليه معها، فقابلت��ك وأنت مقابلها، فيا حسن منظرك إليها جالس�ة في حاله�اليها بصباحة وجهها ونعيم جسمها! األس��اور في nوح معاص��مها، والخ��واتم في أكفه��ا، والخالخي��ل في أسواقها، والقالئ��د في عنقه��ا، واألكالي��ل من ال��در والي��اقوت على قص��تها وجبينه��ا، والت��اج من ف��وق ذل��ك على رأس��ها، وال��ذوائب من تحت الت��اج، ق��د ح��ل من مناكبه��ا، وبل��غ أردافه��ا، ت��رى وجه��ك في

نحرها، وهي تنظر إلى وجهها في نحرك. وق���د ت���دلت األش���جار بثماره���ا من ج���وانب حجلتك، واطردت األنهار ح�ول قص�رك، واس�تعلى الج��داول على خيمت��ك ب��الخمر والعس��ل واللبن

والسلسبيل. وقد كمل حسنك وحسنها، وأنت البس الحرير والس��ندس، وأس��اور ال��ذهب واللؤل��ؤ على ك��ل مفصل من مفاصلك، وتاج الدر والياقوت منتص��ف

93

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فوق رأس��ك، وأكالي��ل ال��در مفصص��ة ب��النور علىجبينك.

وقد أضاءت الجنة وجميع قصورك من إشراق بدنك ونور وجهك، وأنت تعاين من صفاء قص��ورك

جميع أزواجك وخدمك وجميع أبنية مقاصيرك. وق��د ت��دلت علي��ك ثم��ار أش��جارك، واط��ردت أنه���ارك من الخم���ر واللبن من تحت���ك، والم���اء والعسل من فوقك، وأنت جالس مع زوجت��ك على أريكت���ك، وق���د فتحت مص���اريع أبواب���ك، وأرخيت علي��ك حج��ال خيمت��ك، وحفت الخ��دام والول��دانبقبتك، وسمعت زجلهم بالتقديس لربك عز وجل.

وأنت وزوجك بأكمل الهيئة وأتم النعم��ة، وق��د��ا من جماله��ا حار فيه��ا طرف��ك تنظ��ر إليه��ا متعجب وكمالها، طرب قلبك بمالحتها، وأنس قلبك بها من حس��نها، فهي منادم��ة ل��ك على أريكت��ك، تنازع��ك وتعاطيك الخمر والسلسبيل والتسنيم في كاسات

الدر وأكاويب قوارير الفضلة. فتوهم الك�أس من الي�اقوت وال�در في بنانه�ا، وقد قربت إليك ضاحكة بحسن ثغرها، فسطع نور بنانها في الشراب، مع ن��ور وجهه��ا ونحره��ا، ون��ور الجن��ان، ون��ور وجه��ك وأنت مقابله��ا، واجتم��ع في

94

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الكأس الذي في بنانها نور الكأس، ونور الشراب، ون��ور وجهه��ا، ون��ور نحره��ا، ون��ور ثغره��ا، انتهى

بتصرف.وقال ابن القيم:

اتف صعماسف ثماتنجس الائرع

اخا أر لنفسك يتاخانفرالع نلم كد قانس حروح

قاالئخ لمج أننا ماسحمو

انوسالن فر الطارحى يتحي ذ النسحي الف

فرالط فتسب ألدقانريحالك داهش ينا أم لقوليو

اهنسح نسحي الطعان محبسانسحاإلو ن مبرش يفرالطو

اهالم جئوسك بار الشلث مراهتف

انوشالن كملت خالئقهاوأكمل حسنها

كالبدر ليل الست بعدثمان والشمس تجري في

محاسن وجهها والليل تحت ذوائب

األغصان فتراه يعجب وهوموضع ذاك من

ليل وشمس كيفيجتمعان فيقول سبحان الذي

ذا صنعه سبحان متقن صنعة

اإلنسان وكالهما مرآة صاحبهإذا

ما شاء يبصر وجههيريان فيرى محاسن وجهه

في وجهها وترى محاسنها به

بعينان حمر الخدود ثغورهنآلليء

سود العيون فواتراألجفان والبدر يبدو حين

يبسم ثغرها فيضيء سقف القصر

بالجدران ولقد روينا أن برقاساطعا

يبدو فيسأل عنه منبجنان فيقال هذا ضوء ثغر

ضاحك في الجنة العليا كما

تريان لله الثم ذلك الثغرالذي

في لثمه إدراك كلأمان

95

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ريانة األعطاف منماء الشبا

ب فغصنها بالماء ذوجريان لما جرى ماء الشباب

بغصنها حمل الثمار كثيرة

األلوان فالورد والتفاحمان في والر

غصن تعالى غارسالبستان والقد منها كالقضيب

اللذن في حسن القوام كأوسط

القضبانإلى أن قال -رحمه الله-:

وإذا بدت في حلةمن لبسها

وتمايلت كتمايلالنشوان تهتز كالغصن

طيب وحمله الران ورد وتفاح على رم

وتبخترت في مشيهاويحق ذا

ك لمثلها في جنةالحيوان ووصائف من خلفها

وأمامها وعلى شمائلها وعن

أيمان ه قد كالبدر ليلة تمحف في

غسق الدجى بكواكبالميزان فلسانه وفؤاده

والطرف في دهش وإعجاب وفي

سبحان فالقلب قبل زفافهافي عرسه

والعرس إثر العرسمتصالن حتى إذا ما واجهته

تقابال أرأيت إذ يتقابل

القمران فسل المتيم أينخلف صبره

في أي واد أم بأيمكان وسل المتيم كيف

حالته وقد ملئت له األذنان

والعينان ت من منطق رقحواشيه ووج,

مس من ,ه كم به للشجريان وسل المتيم كيف

عيشته إذا وهما على فرشيهما

خلوان يتساقطان لئالئامنثورة

من بين منظوم كنظمجمان وسل المتيم كيف

مجلسه مع ال, محبوب في روح وفي

ريحان

96

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وتدور كاسات

حيق عليهما الر بأكف أقمار من

الولدان يتنازعان الكأس هذاة مر

والخود أخرى ثميتكئان ه ها وتضم فيضم

أرأيت مع, شوقين بعد البعد

يلتقيان قيب وغاب غاب الركل منكد

وهما بثوب الوصلمشتمالن أتراهما ضجرين من

ذا العيش ال وحياة ربك ما هما

ضجران ويزيد كل منهما حبالصا

حبه جديدا سائراألزمان ووصاله يكسوه حبا

بعده متسلسال ال ينتهي

بزمان فالوصل محفوفبحب سابق

وبالحق وكالهماصنوان فرق لطيف بين ذاك

وبين ذا يدريه ذو شغل بهذا

الشان ومزيدهم في كلوقت حاصل

سبحان ذي الملكوتوالسلطان يا غافال عما خلقت

له انتبه جد الرحيل ولست

باليقظان سار الرفاق وخلفوكمع األولى

قنعوا بذا الحظالخسيس الفان ورأيت أكثر من ترى

متخلفا فتبعهم فرضيت

بالحرمان لكن أتيت بخطتيعجز وجه,

,ل بعد ذا وصحبت كلأمان منتك نفسك بالحوق

مع القعو د عن المسير وراحة

األبدان ولسوف تعلم حينينكشف الغطا

ماذا صنعت وكنت ذاإمكانوقال ابن القيم رحمه الله:

فيا ساهيا في غمرةهل والهوى الج

صريع األماني عنقريب ستندم أفق قد دنى الوقت

الذي ليس بعده سوى جنة أو حر نار

م تضر اء كن نة الغر وبالسكا متمس

هي العروة الوثقىالتي ليس تفصم

97

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ك بها مسك تمسالبخيل بماله

وعض عليها بالنواجذتسلم ودع عنك ما قد أحدث

الناس بعدها فمرتع هاتيك

الحوادث أوخم وهيئ جوابا عندماتسمع الندا

من الله يوم العرضماذا أجبتم ا أتوكم به رسلي لم

فمن يكن أجاب سواهم سوف

يخزى ويندم حمن وخذ من تقى الرأعظم جنة

ليوم به تبدو عياناجهنم وينصب ذاك الجسر

من فوق متنها فهاو ومخدوش وناج

مسلم ويأتي إله العالمينلوعده

فيفصل ما بين العبادويحكم ويأخذ للمظلوم ربك

ه حق فيا بؤس عبد للخالئق

يظلم وينشر ديوان الحسابوتوضع ال,

,موازين بالقسطالذي ليس يظلم فال مجرم يخشى

ة ظالمة ذر وال محسن من أجره

ذاك يهضم وتشهد أعضاءالمسيء بما جنى

كذاك على فيهالمهيمن يختم فيا ليت شعري كيف

حالك عندما تطاير كتب العالمين

وتقسم أتأخذ باليمنى كتابكأم تكن

باألخرى وراء الظهرمنك تسلم وتقرأ فيها كل شيء

عملته فيشرق منك الوجه

أو هو يظلم تقول كتابي فاقرؤهفإنه

ر بالفوز العظيم يبشويعلم وإن تكن األخرى فإنك

قائل أال ليتني لم أوته فهو

مغرم فبادر إذا ما دام فيالعمر فسحة

وعدلك مقبولوصرفك قيم وجد وسارع واغتنم

با زمن الص ففي زمن اإلمكان

تسعى وتغنم وسر مسرعا فالموتخلفك مسرعا

وهيهات ما منه مفرومهزم

98

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اللهم ألهمن��ا القي��ام بحق��ك، وب��ارك لن��ا في الحالل من رزقك، وال تفضحنا بين خلق�ك، ي�ا خ�ير من دع��اه داع وأفض��ل من رج��اه راج ي��ا قاض��ي الحاجات ويا مجيب ال��دعوات هب لن��ا م��ا س��ألناه وحقق رجاءن��ا فيم��ا تمنين��اه وأملن��اه ي��ا من يمل��ك حوائج الس��ائلين ويعلم م��ا في ض��مائر الص��امتين، أذقن���ا ب���رد عف���وك، وحالوة مغفرت���ك، ي���ا أرحم ال��راحمين وص��ل الل��ه على محم��د وآل��ه وص��حبه

أجمعين.

99

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

)فصل(

قال ابن الجوزي -رحم��ه الل��ه-: الح��ذر الح��ذر من المعاصي فإنها سيئة العواقب، والح��ذر الح��ذر من الذنوب خصوصا ذنوب الخلوات، فإن المبارزة لله تعالى تسقط العبد من عينه س��بحانه وال ين��ال ل���ذة المعاص���ي إال دائم الغفل���ة، فأم���ا الم���ؤمن اليقظان فإنه ال يلت��ذ به��ا، ألن��ه عن��د الت��ذاذه يق��ف بإزائه علم��ه بتحريمه��ا وح��ذره من عقوبته��ا، ف��إن قويت معرفته رأى بعين علمه ق��رب الن��اهي وه��و الل��ه فيتنغص عيش��ه في ح��ال الت��ذاذه ف��إن غلب��ها به��ذه المراقب��ات سكر الهوى كان القلب متنغص�� وإن كان الطبع في ش��هوته فم��ا هي إال لحظ��ة ثم خزي دائم وندم مالزم وبكاء متواصل وأسف على ما كان مع طول الزمان ح��تى إن��ه ل��و تيقن العف��و وقف بإزائه ح��ذار العت��اب ف��أف لل��ذنوب م��ا أقبح

آثارها وأسوء أخبارها انتهى.- )موعظة(3

عباد الله اعتاد الناس أن من طلب ش��يئا من نفائس الدنيا ال يهدأ وال ينام، ب��ل يس��عى للوص��ول

100

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

إليه، ليله ونه��اره، س��عي النش��يط الهم��ام، وكلم��ا��ا آخ��ر، وإن تع��دد س��د في وجه��ه ب��اب، ق��رع باب األب��واب، كم��ا ه��و دأب الح��ريص المق��دام، وكلم��ا نظر إلى قدر م��ا يطلب ه��ان علي��ه الس��عي، وم��ا يلقاه من مصاعب ومت��اعب وآالم والعجيب أن��ه ال يمل وال يسأم، وإن واصل السعي س��نين، وأعجب من ذا أنه ال ينث��ني عن مطلوب�ه، وإن مس ش�رفه وأهين، وإن استص��عب علي��ه الوص��ول، اس��تعان بذوي الوجاهة المح��ترمين، وال ي��زال ه��ذا يواص��ل السعي حتى يصل مبتهجا إلى ماله من مرام. أنت تطلب الجنة يا ه��ذا وال نفيس أنفس منه��ا ألنه��ا ال تفنى وال تبيد، وألن ل��ك فيه��ا م��ا اش��تهت نفس��ك، ولذت عينك دون أي تقييد، وألن��ك خال��د فيه��ا أب��دا دون أن يكدر، بأي مكدر، ذلك العيش الرغيد فهل ش��مرت عن س��اق وس��عيت للوص��ول إليه��ا، كم��ا تسعى فقط لذلك الف��اني من الحط��ام، المش��اهد أنك ال تسعى لتل��ك الجن��ة وال يخط��ر ل��ك الس��عي إليها على بال، ولو أنك ساويتها في الس��عي إليه��ا ب��أي مطل��وب دني��وي لكنت من عظم��اء الرج��ال، ولكن يا لألسف لم يكن من ذلك ش��يء، والس��عي للجنة ال يكون بالكالم، وال باألماني واألحالم، ولكن بصالحات األعم��ال، وه��ل تزه��دت أنت في ش��يء

101

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

كم��ا تزه��دت في تل��ك األعم��ال الفخ��ام، ول��ذلك أجرى الله العادة أن من خاف ش��يئا من مؤلم��ات الدنيا يبعد عنه ويفر، ك�ل الف��رار، وي�ذهب ه�دوؤه وطمأنينته، وربما ذهب نوم��ه اض��طرارا ال اختي��ارا وال يطمئن بعض االطمئن���ان إال إذا اح���ترس من���ه بكل ما يقدر عليه من أعوان، وأنص��ار، يفع��ل ك��ل ذلك لئال يصل إليه من األذى ما يكدر علي��ه حيات��ه، وصفوها، جهنم يا ه�ذا أعظم مخ�وف فه�ل عملت

االحتياط لها كما تحتاط لمخوفات هذه الدار. الذي يتبادر منك ويظهر أن إيمانك بها ضعيف، وأنك لم تعم��ل أي احتي��اط له��ا، فل��و ك�ان إيمان��ك

م يومئذâقوي في قوله تع��الى: وجيء يومئذ بجهنى ل��هn ال��ذكرى انn وأن رn اإلنس�� ��ذك [.23 ]الفج��ر: áيت

لسعيت جهدك في األعمال الصالحات، التي تحول بينك وبينه��ا وألزعج��ك وأقلق��ك ولم تهن��أ بن��وم وال

طعام وشراب، وأمامك تلك العقبات، شعرا: وكيف تنام العين

وهي قريرة ولم تدر في أيالمكانين تنزل

اللهم وفقنا لصالح األعم��ال، ونجن��ا من جمي��ع األه��وال، وأمن��ا من الف��زع األك��بر ي��وم الرج��ف والزلزال، واغفر لنا ولوالدينا، ولجمي��ع المس��لمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم ال��راحمين،

102

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وصل الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.وصايا وفوائد ومواعظ وآداب

أوصى بعضهم، فقال إذا عص�يت الل�ه بموض�ع ب��أن حص��ل من��ك ذنب فاعم��ل في ذل��ك الموض��ع طاعة كاستغفار وذكر لله ونحو ذل��ك فكم��ا يش��هد

عليك يشهد لك.كâق��ال تع��الى: ��أن رب nح��دثn أخباره��ا ب يومئذ ت

��ا ص��در5 ]الزلزلة: áأوحى لها [. وكلما تذكرت ذنب منك فتب عقب ذكرك إياه توبة نصوحا وأك��ثر من

االستغفار.��nذهبنâق��ال الل��ه ج��ل وعال: نات ي إن الحس��

ئات �ي [.114 ]هود: áالسة أوâوق��ال تع��الى: ��nوا فاحش�� ذين إذا فعل وال

nوبهم وا ل�ذnن nتغفر وا الل�ه فاس� n�ر هnم ذك ظلم�nوا أنفnس�وا على م��ا ر nص�� الل��هn ولم ي nوب إال ومن يغف��رn ال��ذن

��nوا وهnم يعلم��nون [. وق��ال135 ]آل عم��ران: áفعلnمâتع���الى: هn ث وءا أو يظلم نفس��� nومن يعم���ل س���

حيم��ا تغفر الل��ه يج��د الل��ه غف��nورا ر ]النس��اء:áيس��110.]

احرص على أن تنوي فعل الخير، وإذا ح��دثتكنفسك بشر فاعزم على تركه لله.

فعن أبي هري��رة رض��ي الل��ه عن��ه عن رس��ول

103

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

إذا تحدث» ق��ال: ق��ال: الل��ه ع��ز وج��ل: الل��ه عب,,دي ب,,أن يعم,,ل حس,,نة فأن,,ا أكتبه,,ا ل,,ه حسنة ما لم يعمل، فإذا عملها فأنا أكتبه,,ا

وإذا تحدث ب,,أن يعم,ل س,,يئة بعشر أمثالها فأنا أغفرها له ما لم يعملها، ف,,إذا عمله,,ا

«. ومما أوصى به بعضهمفأنا أكتبها له بمثلها قال عليك بذكر الله قائما وقاعدا وعلى جنبك في

السر والعالنية وفي المال.âقال الله جل وعال: ون الل��ه قيام��ا nرn ذين يذك ال

nوبهم ن nودا وعلى جnعnوقá :[. وقال:191 ]آل عمران âمnله nه ��يرا وال��ذاكرات أع��د الل ه كث وال��ذاكرين الل

[. وق��ال35 ]األح��زاب: áمغف��رة وأج��را عظيم��اnمâتعالى: nرك وني أذك nرn [.152 ]البقرة: áفاذك

nمâوق���ال تع���الى: ك عل ���يرا ل وا الل���ه كث nر���n واذكnفلحnون [.45 ]األنفال: áت

وعن أبي هري��رة رض��ي الل��ه عن��ه ق��ال: ق��ال أنا عند ظن يقول الله عز وجل: »رسول الله

عب,,,دي بي، وأن,,,ا مع,,,ه حين ي,,,ذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفس,,ي، وإن ذكرني في مأل، ذكرته في مأل خ,,ير منهم، وإن تقرب إلي شبرا، تقربت إلي,,ه ذراع,,ا،

104

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وإن تق,,رب إلي ذراع,,ا تق,,ربت إلي,,ه باع,,ا،«.وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

اح��رص على ص��يانة ال��وقت وث��ابر على إتي��ان جميع م��ا يقرب��ك إلى الل��ه من األعم��ال وب��األخص

اإلكثار من كلمة اإلخالص وهي ال إله إال الله. واعلم أنه��ا كلم��ة التوحي��د والتوحي��د ال يماثل��ه ش��يء، وهي كلم��ة اإلس��الم، ومفت��اح دار الس��الم،

وهي كلمة الحق، ودعوة الحق. وهي أعال كلمة وأشرف كلم��ة وأحس��ن كلم��ة وأفضل كلمة وأنجى كلمة وما أنعم الله على عب��د نعم�ة أفض�ل من أن عرف�ه ال إل�ه إال الل�ه وفهم�ه معناها ووفقه للعمل بمقتضاها وعليك بالقيام بم��ا افترض الل�ه علي�ك ومالزمت�ه على الوج�ه األكم�ل

الذي أمرك الله جل وعال أن تقوم به.nم��رتâق��ال الل��ه ج��ل وعال: تقم كم��ا أ áفاس��

[. وفي ح��ديث س��فيان بن عب��د الل��ه112]ه��ود: قال: قلت يا رسول الله قل لي في اإلس��الم ق��وال

قل آمنت بالل,,هال أسأل عنه أحدا غيرك قال: »«. رواه مسلم.ثم استقم

ق����ال:وفي ح����ديث ثوب����ان عن الن����بي اس,,تقيموا ولن تحص,,وا واعلم,,وا أن خ,,ير»

أعمالكم الص,,الة وال يحاف,,ظ على الوض,,وء

105

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

«. وفي رواي��ة لإلم��ام أحم��د "س��ددواإال م,,ؤمن وقاربوا وال يحافظ على الصالة إال مؤمن". وعليك بمراعاة أقوالك كما تراعي أعمال��ك ف��إن أقوال��ك

nمâمن جملة أعمالك قال الله جل وعال: وإن عليك��nون ��اتبين يعلم��nون م��ا تفعل áلح��افظين كرام��ا ك

[.12]االنفطار: ما يلفظn من قول إال لديه رقيبâوقال تعالى:

[ واح��ذر اإلقام��ة بين أظه��ر الكف��ار18 ]ق: áعتيد ف��إن ذل��ك تش��جيعا للكف��ار وإهان��ة ل��دين اإلس��الم

وإعالء لكلمة الكفر. أنا ب,,رئ من ك,,ل مس,,لم: »ق��ال الن��بي

يقيم بين أظه,,,,ر المش,,,,ركين ال ت,,,,رآءى :« رواه أب���و داود والترم���ذي. وق���ال ناراهما

من ج,,امع المش,,رك وس,,كن مع,,ه فإن,,ه»«. رواه أبو داود.مثله

وعليك بتالوة القرآن بتفهم وتدبر وتفكر ونظر فيما تتلوه إلى ما حمد فيه من النع�وت والص��فات التي وصف الله جل وعال بها من أحب��ه من عب��اده

فاتصف بها. وما ذمه الله في القرآن من الصفات فاجتنبها فإن الله جل وعال ما أنزلها في كتابه وذكره��ا ل��ك

106

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وعرفك بها إال لتعمل بها. فإذا قرأت القرآن فاجمع قلبك وحضره وفك��ر فيم��ا تتل��و وم��ا أش��كل علي��ك فط��الع معن��اه في التفس��ير إن كنت تحس��ن ذل��ك وإال فأس��أل أه��ل

الذكر.nوا أه��لâق��ال الل��ه ج��ل وعال وتق��دس: أل فاس��

nم ال تعلمnون nنت [. وال أفضل43 ]النحل: áالذكر إن ك من تالوة كالم الل���ه فأفض���ل الكالم كالم المل���ك

العالم جل وعال وتقدس. وكل ذكر ورد فضله في خ��بر أو أث��ر فه��و بع��د كالم الله فالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد بعد

. وعليكالتالوة وبعدهن الصالة على رسول الله بمجالسة من تنتف��ع بمجالس��ته في دين��ك من علم تستفيده أو عمل يكون فيه أو خل��ق حس��ن يك��ون

عليه تكسبه من صحبته. وعلي��ك بالب��ذاذة فإنه��ا من اإليم��ان وهي ت��رك الزينة وعدم الترفه ورثاثة الهيئ��ة والرض��ا بال��دون

إن الب,,ذاذةمن الثي��اب لم��ا ورد في الح��ديث: » إن الله عز« وفي الحديث اآلخر: »من اإليمان

«وجل يحب المتبذل الذي ال يبالي ما لبس ومن ت,,رك لبس ث,,وبوفي الح��ديث اآلخ��ر: »

جم,,ال وه,,و يق,,در علي,,ه -أحس,,به ق,,ال

107

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

« رواه أب��وتواضعا- كساه الل,,ه حل,,ة الكرامة داود. ومن يرتضي أدنى اللباس تواض��عا سيكس��ى

الثياب العبقريات في غد. اللهم يا حي يا قي��وم طه��ر قلوبن��ا من النف��اق وعملنا من الرياء وألسنتنا من الك��ذب وأعينن��ا من الخيانة إنك تعلم خائنة األعين وم��ا تخفي الص��دور وأغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمت��ك ي��ا أرحم الراحمين وصل الل��ه على محم��د وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.]فائدة عظيمة النفع[

اعلم أن من ك���ان داؤه المعص���ية، فش���فاؤه الطاعة، ومن كان داؤه الغفلة، فش��فاؤه اليقظ��ة، ومن كان داؤه كثرة األشغال، فشفاؤه في تفري��غ

المال. فمن تفرغ من هم��وم ال��دنيا قلب��ه، ق��ل تعب��ه، وتوفر من العبادة نصيبه، واتصل إلى الله مسيره، وارتف���ع في الجن���ة مص���يره، وتمكن من ال���ذكر والفكر وال��ورع والزه��د واالح��تراس من وس��اوس

الشيطان، وغوائل النفس. ومن ك���ثر في ال���دنيا هم���ه، أظلم طريق���ه،

108

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ونصب بدنه، وضاع وقته، وتشتت ش��مله، وط��اش عقل��ه، وانعق��د لس��انه عن ال��ذكر، لك��ثرة هموم��ه وغموم��ه، وص��ار مقي��د الج��وارح عن الطاع��ة، من قلبه في ك��ل واد ش��عبة، ومن عم��ره لك��ل ش��غل

حصة. فاس��تعذ بالل��ه من فض��ول األعم��ال والهم��وم فكل ما شغل العبد عن الرب فه��و مش��ئوم، ومن فاته رض��ى م��واله فه��و مح��روم، ك��ل العافي��ة في الذكر والطاعة، وكل البالء في الغفلة والمخالف��ة، وكل الشفاء في اإلنابة والتوبة، وانظر أو أن طبيبا نصرانيا نهاك عن شرب الماء الب��ارد ألج��ل م��رض في جسدك ألطعته في ترك م��ا نه��اك عن��ه، وأنت تعلم أن الطبيب قد يصدق وقد يكذب وقد يص��يب وق��د يخطئ وق��د ينص��ح وق��د يغش، فم��ا بال��ك ال ت��ترك م��ا نه��اك عن��ه أنص��ح الناص��حين وأص��دق القائلين وأوفى الواعدين ألجل مرض القلب الذي

إذا لم تشف منه فأنت من أهلك الهالكين. تغي الوصول بسير

فيه تقصير ال شك أنك فيما رمت

مغرور قد سار قبلك أبطالفما وصلوا

هذا وفي سيرهم جدوتشمير يا مدعي الحب في

شرع الغرام وقدأقام بينة لكنها زور

أفنيت عمرك في لهووفي لعب

هذا وأنت بعيد الدارمهجور

109

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

لو كان قلبك حيا ذبتمن كمد

ما للجراح بجسمالميت تأثير

وق��ال ابن القيم رحم��ه الل��ه إن ال��ذي يحس��م مادة رجاء المخلوقين من قلبك هو الرض��ى بحكم

الله عز وجل وقسمه لك. فمن رضي بحكم الله وقس�مه لم يب�ق لرج��اء

الخلق في قلبه موضع. والذي يحسم م��ادة الخ��وف ه��و التس��ليم لل��ه فإن من سلم لله واستسلم له وعلم أن ما أص��ابه

لم يكن ليخطئه. وما أخطأه لم يكن ليصيبه وعلم أنه لن يصيبه إال ما كتب الله له لم يبق لخ��وف المخل��وقين في

قلبه موضع أيضا. فإن نفسه التي يخ��اف عليه��ا ق��د س��لمها إلى

وليها وموالها وعلم أنه ال يصيبها إال ما كتب لها. وأن م��ا كتب له��ا ال ب��د أن يص��يبها فال مع��نى

للخوف من غير الله. وال�ذي يحس�م م��ادة المب�االت بالن��اس ش�هود

الحقيقة. وهو رؤي��ة األش��ياء كله��ا من الل��ه وبالل��ه وفي

قبضته وتحت قهره وسلطانه. ال يتحرك منها شيء إال بحوله وقوت��ه وال ينف��ع

110

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وال يضر شيء إال بإذنه ومشيئته فما وجه المباالتبالخلق.

اللهم إن��ا نس��ألك العافي��ة في ال��دنيا واآلخ��رة اللهم إنا نس��ألك العف��و والعافي��ة في دينن��ا ودنيان��ا وآخرتن��ا وأهلن��ا ومالن��ا اللهم اس��تر عوراتن��ا وأمن روعاتن��ا واحفظن��ا من بين أي��دينا ومن خلفن��ا وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغت��ال من تحتن��ا واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال أحد العلماء: ال يكن هم أح��دكم في ك��ثرة العم���ل، ولكن ليكن هم���ه في إحكام���ه وإتقان���ه،

وتحسينه. ف��إن العب��د ق��د يص��لي وه��و يعص��ي الل��ه في

صالته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه. وقي���ل آلخ���ر: كي���ف أص���بحت فبكى، وق���ال أصبحت في غفلة عظيم��ة عن الم��وت م��ع ذن��وب كثيرة قد أحاطت بي، وأج��ل يس��رع ك��ل ي��وم في

عمري، وموئل لست أدري عالما أهجم ثم بكى. وق��ال آخ��ر: ال تغتم إال من ش��يء يض��رك غ��دا )أي في اآلخرة( وال تف��رح بش��يء ال يس��رك غ��دا، وأنفع الخ��وف م��ا حج��زك عن المعاص��ي، وأط��ال

111

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الحزن من��ك على م��ا فات�ك من الطاع��ة، وألزم��كالفكر في بقية عمرك.

وقال آخر: عليك بصحبة من ت��ذكرك الل��ه ع��ز وج��ل رؤيت��ه، وتق��ع هيبت��ه على باطن��ك ويزي��د في

عملك منطقه. ويزهدك في الدنيا عمل��ه، وال تعص��ي الل��ه م��ا دمت في قرب��ه، يعظ��ك بلس��ان فعل��ه وال يعظ��ك

بلسان قوله. ق��ال إس��رافيل: حض��رت ذي الن��ون المص��ري وهو في الحبس وقد دخ��ل الش��رطي بطع��ام ل��ه، فق����ام ذو الن����ون فنفض ي����ده )أي قبض����ها عن

الطعام(. فقيل ل�ه: إن أخ�اك ج�اء ب�ه، فق�ال: إن�ه على يدي ظ��الم، ق��ال: وس��معت رجال س��أله م��ا ال��ذي

أتعب العباد وأضعفهم؟ فق���ال: ذك���ر المق���ام وقل���ة ال���زاد، وخ���وف الحس��اب، ولم ال ت��ذوب أب��دان العم��ال وت��ذهل عق��ولهم، والع��رض على الل��ه ج��ل وعال أم��امهم،

وقراءة كتبهم بين أيديهم. والمالئك��ة وق��وف بين ي��دي الجب��ار ينتظ��رون أم��ره في األخي��ار واألش��رار، ثم مثل��وا ه��ذا في

112

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

نفوسهم وجعلوه نصب أعينهم. وق���ال: س���قم الجس���د في الوج���اع، وس���قم القل��وب في ال��ذنوب، فكم��ا ال يج��د الجس��د ل��ذة الطع�ام عن�د س�قمهن ك�ذلك ال يج�د القلب حالوة

العبادة مع الذنوب. وق��ال: من لم يع��رف ق��در النعم، س��لبها من

حيث ال يعلم. ما خلع الله على عبد خلعة أحسن وال أش��رف من العقل وال قلده قالدة أجمل من العلم وال زينة

بزينة أفضل من الحلم وكمال ذلك التقوى. وقال آخر: أدركت أقوام��ا يس��تحيون من الل��ه في سواد الليل من ط��ول الهجع��ة، إنم��ا ه��و على الجنب فإذا تح��رك ق��ال لنفس��ه: ليس ل��ك ق��ومي

خذي حظك من اآلخرة. وقال أبو هاشم الزاهد: إن الله عز وجل وسم ال��دنيا بالوحش��ة، ليكن أنس المري��دين ب��ه دونه��ا، وليقب��ل المطيع��ون ل��ه ب��اإلعراض عنه��ا، وأه��ل المعرف��ة بالل��ه فيه��ا مستوحش��ون، وإلى اآلخ��رة

مشتاقون. فتفكر يا أخي في ذل�ك عس�ى الل�ه أن ينفعن��ا وإياك واستعن بالله واص��بر واجته��د وش��مر وب��ادر باألعمال الص��الحة قب��ل أن يح��ال بين��ك وبينه��ا فال

113

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

تجد إليها سبيال. وكن ح��ذرا من مفاج��أة األج��ل فإن��ك غ��رض لآلفات وهدف منصوب لسهام المناي��ا وإنم��ا رأس مالك الذي يمكن��ك إن وفق��ك الل�ه أن تش�تري ب�ه

سعادة األبد هذا العمر. إخواني المؤمن يتقلب في الدنيا على جمرات الحذر في نيران الخ��وف، ي��رهب العاقب��ة، ويح��ذر المعاقب��ة، ف��الخوف من الن��ار متمكن من س�ويداء

قلبه. فإن هفا بأن حصل منه زل��ة توق��دت في قلب��ه نار الندم، وإن تذكر ذنبا إضطرمت نار الح��زن في باطنه، وإن تفكر في مص��يره ومنقلب��ه التهبت ن��ارالحذر في قلبهن وصار ال يهنؤه طعام وال شراب.

خذ ما صفا لكفالحياة غرور

والموت آت واللبيبخبير مان ال تعتبن على الز

فإنه فلك على قطب

الهالك يدور طور إذا تعفو الستقادم عهدها

والخلق في رق الحياةسطور دى كل يفر من الر

ليفوته وله إلى ما فر منه

مصير فانظر لنفسكالمة نهزة فالس

وزمانها ضافي الجناحيطير باب مرآة عيشك بالش

صقيلة وجناح عمرك

بالمشيب كسير بادر فإن الوقت سيفقاطع

باب والعمر جيش والشأسير

والل���ه أعلم وص���لى الل���ه على محم���د وآل���ه

114

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وصحبه وسلم.]فائدة عظيمة النفع[

قال بعض العلماء: ذكر الل��ه تع��الى في ابت��داء األقوال واألفع��ال أنس��ة من الوحش��ة وهداي��ة من

الضالل. وحمده جل وعال فرض الزم لكل أحد على كل حال ألن��ه أه��ل أن يحم��د إن ابتلى، وإن من��ع، وإن

أنال. ففضله جل وعال عم النساء والرجال والكهول

واألطفال. ولطف في قدره وقضائه بأهل أرضه وس��مائه

فلم يخل من لطفه سافل وال عال. اللهم يا من ال تمد األيدي بالرغبة والمسألة إال إليه، وال يعول في كش��ف الش��دائد والك��روب في

الدنيا واآلخرة إال عليه. يا من ك��ل الرغ��ائب والمط��الب لدي��ه، وجمي��ع المواهب لديه، ليس لضرنا سواك كاشف وال على

ضعفنا سواك عاطف. المع��افى من عافيت��ه، فعافن��ا ي��ا موالن��ا من موجب��ات س��خطك وعقاب��ك، والمه��دي من هديت��ه

فأهدنا يا ربنا سبل الواصلين إلى مرضاتك.

115

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بذكر الله تحيا القلوب من موت غفلته��ا فالل��ه الل��ه بالمداوم��ة على ذك��ر الل��ه س��را وجه��ارا ليال

ونهارا قياما وقعودا ماشين ومضطجعين. ذاكر الله ال يستطيع الشيطان في ظله مقيال، ذاكر الله ال يجد الشيطان إلى إغوائه سبيال، ذاك��ر الله ال يزال شيطانه م��دحورا ذليال، ذاك��ر الل��ه ق��د تكفل الله بحفظه وكي��ف يض��يع من ك��ان الل��ه ب��ه كفيال، بذكر الله تطمئن القل��وب وتحي��ا، ق��ال الل��ه

��nوبânتع��الى: ��ذكر الل��ه تطمئن القnل ]الرع��د:áأال بnمâ[. وقال تعالى: 28 ��nرك وني أذك nرn ]البق��رة:áفاذك

152.] ذكر إله الزم هديت

لذكره فيه القلوب تطيب

واألفواهآخر:

والذكر فيه حياةللقلوب كما

تحيا البالد إذا ما جاءهاالمطر

اللهم إن نواص��ينا بي��ديك وأمورن��ا ترج��ع إلي��ك وأحوالن��ا ال تخفي علي��ك، وأنت ملجؤن��ا ومالذن��ا، وإليك نرفع بثنا وحزننا وشكايتنا، يا من يعلم سرنا وعالنيتن��ا نس��ألك أن تجعلن��ا ممن توك��ل علي��ك فكفيت��ه واس��تهداك فهديت��ه وهب لن��ا من فض��لك العظيم وج��د علين��ا بإحس��انك العميم، واغف��ر لن��ا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين

116

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين، وص��لى الل��ه علىمحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

]فوائد ومواعظ[

أعلم ي��ا أخي أن الن��اس عن��د الم��وت ثالث��ة أقس��ام: األول: ذو بص��يرة علم أن اإلنس��ان وإن طال عمره في الدنيا فهو كخطفة برق لمعت في

السماء ثم عادت لالختفاء. ف�ال ي�ث�ق��ل� ع�لى� ا�ل�ع�ا�ق��ل� ا�ل�ل��ب�ي�ب ا�لخ��ر�و�ج� م�ن� ا�ل�د�ن�ي�ا إ�ال ب�ق�د�ر� م�ا� ي�ف�و�ت�ه� م�ن� خ�د�م�ة ر�ب�ه� ع��ز� و�ج��ل�،� و�ا�الز�د�ي�اد� م�ن� م�ا� ي�ق�ر�ب�ه إ�ل�ي�ه�،� و�ا�إلش�ف�ا�ق م�م��ا� ي�ق��و�ل�

أ�و� ي�ق�ا�ل� ل�ه.� كما قال بعضهم لم��ا قي��ل ل��ه لم تج��زع ق��ال: ألني أسلك طريقا لم أعهده، وأقدم على ربي جل

وعال وال أدري ما أقول وما يقال لي. ومثل هذا الشخص ال ينفر من الم��وت ب��ل إذا

عجز عن العبادة ربما اشتاق إليه. وق��ال بعض��هم في مناجات��ه: إلهي إن س��ألتك الحياة في دار الممات فقد رغبت في البعد عن��ك،

وزهدت في القرب منك. من أحب لق,,اء: »فقد قال نبي��ك وص��فيك

الله أحب الله لق,,اءه ومن ك,,ره لق,,اء الل,,ه

117

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

«.كره الله لقاءه الثاني: رجل رديء البص��يرة متلطخ الس��ريرة منهمك في الدنيا منكر للبعث، ق��د رض��ي بالحي��اة

الدنيا واطمأن بها ويئس من اآلخرة.âفه��ذا مص��يره كم��ا ذك��ر الل��ه: ذين ال إن ال

وا به��ا يرجnون لقاءنا ورضnوا بالحي��اة ال��دنيا واطم��أنnون ذين هnم عن آياتنا غافل [.7 ]يونس: áوال

القسم الثاني: من خلط��وا عمال ص��الحا وآخ��ر سيئا واعترفوا بذنوبهم وهؤالء أيضا مص��يرهم كم��ا

ونâذكر الله، قال الل��ه ج��ل وعال وتق��دس: nوآخ��ر ئا ي الحا وآخ��ر س�� nوبهم خلط��nوا عمال ص�� ��ذnن اعترفnوا بحيم ��nوب عليهم إن الل��ه غف��nور ر áعسى اللهn أن يت

[.102]التوبة: ثم أعلم أن طول العمر محبوب ومطل��وب إذا كان في طاعة الله، لقوله علي��ه الص��الة والس��الم

«خ,,يركم من ط,,ال عم,,ره وحس,,ن عمله» وكلم��ا ك��ان العم��ر أط��ول في طاع��ة الل��ه، ك��انت

الحسنات أكثر والدرجات أرفع. وأما طوله في غ��ير طاع��ة، أو في المعاص��ي، فه����و ش����ر وبالء، تك����ثر الس����يئات، وتض����اعف

الخطيئات.

118

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ومن زعم أن��ه يحب ط��ول البق��اء في ال��دنيا ليستكثر من األعم��ال الص��الحة المقرب��ة إلى الل��ها عليه��ا ومش��مرا تعالى فإن ك��ان م��ع ذل��ك حريص�� فيها ومجانبا لما يشغل عنها من أم��ور ال��دنيا فه��و

بالصادقين أشبه. وإن ك��ان متكاس��ال عنه��ا ومس��وفا فيه��ا أي األعمال الصالحة فهو من الك��اذبين المتعللين بم��ا

ال يغني عنه. ألن من أحب أن يبقى ألجل شيء وجدت��ه في غاية الح��رص علي�ه مخاف�ة أن يفوت�ه ويح�ال بين�ه

وبينه. وال سيما والعمل الصالح محله الدنيا وال يمكنفي غيرها ألن اآلخرة دار جزاء وليست بدار عمل. فتفكر يا أخي في ذل�ك عس�ى الل�ه أن ينفعن��ا وإياك واستعن بالله واص��بر واجته��د وش��مر وب��ادر باألعمال الص��الحة قب��ل أن يح��ال بين��ك وبينه��ا فال

تجد إليها سبيال. وكن ح��ذرا من مفاج��أة األج��ل فإن��ك غ��رض لآلفات وهدف منصوب لسهام المناي��ا وإنم��ا رأس مالك الذي يمكن��ك إن وفق��ك الل�ه أن تش�تري ب�ه

سعادة األبد هذا العمر.رânق��ال الل��ه ج��ل وعال: ��ذك nم ما يت nعمرك أولم ن

119

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ر [. فإياك أن تنفق أوقاته37 ]فاطر: áفيه من تذك وأيام��ه وس��اعاته وأنفاس��ه فيم��ا ال خ��ير في��ه وال منفع��ة فيط��ول تحس��رك ون��دمك وحزن��ك بع��د

الموت. إذا كان رأس المال

عمرك فاحترز عليه من اإلنفاق في

غير واجب قال محمد بن القاسم خ��ادم محم��د بن أس��لم

قال محمد بن أسلم: ما لي ولهذا الخلق كنت في صلب أبي

وحديثم صرت في بطن أمي وحدي

ثم دخلت الدنيا وحديثم تقبض روحي وحدي

ثم أدخل في قبري وحديثم يأتيني منكر ونكير فيسأالني وحدي

فإن صرت إلى خير صرت وحديثم يوضع عملي وذنوبي في الميزان وحدي

وإن بعثت إلى الجنة بعثت وحديفما لي وللناس؟!!

ثم تفك��ر س��اعة ف��وقعت علي��ه الرع��دة ح��تى

120

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

خشيت أن يسقط قال وسمعته يحل��ف ك��ذا وك��ذا م��رة يق��ول: ل��و ق��درت أن أتط��وع حيث ال ي��راني

ملكاي لفعلت.ولكني ال أستطيع ذلك خوفا من الرياء.

وكان يدخل بيته ويغلق بابه ويدخل مع��ه ك��وزامن ماء فلم أدري ما يصنع.

حتى سمعت ابنا له صغيرا يحكى بكاءه فنهت��هأمه فقلت لها: ما هذا البكاء؟

فقالت: إن أبا الحسن يدخل هذا ال�بيت فيق��رأ الق���رآن ويبكي فيس���معه الص���بي فيحكي���ه )أي

يقلده(. وكان إذا أراد أن يخ��رج غس��ل وجه��ه واكتح��ل

لئال يرى عليه أثر البكاء. بلغ يا أخي الذين يذكرون أعمالهم للن��اس من

حج وصدقة وصيام رياء وسمعة. وكان يص��ل قوم��ا ويعطيهم ويكس��وهم فيبعث إليهم ويقول للرسول: انظر أن ال يعلموا من بعث��ه إليهم ويأتيهم هو باللي��ل في��ذهب ب��ه إليهم ويخفي

نفسه. وال يعلم��ون من ال��ذي أعط��اهم وال أعلم أن��هوصل أحدا بأقل من مائة درهم إال أن يمكنه ذلك. ودخلت عليه قبل موته بأربعة أيام فقال: يا أبا

121

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عبد الله أبشر بما صنع الله بأخي��ك من الخ��ير ق��د نزل بي الموت وقد من الله علي أنه ليس عن��دي

درهم يحاسبني الله عليه. وقد علم ضعفي فإني ال أطيق الحس��اب، فلم يدع عندي شيئا يحاسبني الله عليه ثم أغلق الباب

وال تأذن ألحد علي حتى أموت.��ا واعلم أني أخ��رج من ال��دنيا وليس أدع ميراث

غير كسائي، وإنائي الذي أتوضأ فيه وكتبي. وك��انت مع��ه ص��رة فيه��ا نح��و ثالثين درهم��ا، فق�ال: ه�ذا الب�ني أه�داه إلي��ه ق�ريب ل�ه وال أعلم

أنت ق���ال: »ش���يئا أح���ل لي من���ه ألن الن���بي «.ومالك ألبيك

فكفن��وني منه��ا وابس��طوا على جن��ازتي لب��دي وغط��وا علي بكس��ائي وتص��دقوا بإن��ائي أعط��وه مسكينا يتوضأ من��ه ثم م��ات ب��اليوم الراب��ع رحم��ه

الله.- موعظة4

ك���ان الس���لف رحمهم الل���ه ومن س���ار على نهجهم من الخل���ف اح���رص الن���اس على حف���ظ الوقت، وتعبيته باألعمال الصالحة س��واء في ذل��ك

122

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

العالم، وطالب العلم، والعابد. وكانوا يقت��دي بعض��هم ببعض ويوص��ي أح��دهم اآلخر على صيانته وملئ�ه ب��الخير وك��انوا يس�ابقونا منهم على الساعات، ويبادرون اللحظ��ات، حرص��

الوقت، وأن ال يذهب هدرا. لعلمهم أن��ه يم��ر م��ر الس��حاب ويج��ري ج��ري

الريح. قيل إن نوح��ا علي��ه وعلى نبين��ا محم��د أفض��ل الصالة والسالم جاء ملك الموت ليقبض روحه بعد

ألف سنة أو أقل أو أكثر الله أعلم. فسأله ملك الموت ق�ال ل�ه ي�ا أط�ول األنبي��اء عم��را كي��ف وج��دت ال��دنيا فق��ال ك��دار له��ا باب��ان

دخلت من أحدهما وخرجت من اآلخر.��رونâقال الله جل وعال وتقدس: هnم يوم ي كأن

ه���ار اعة من ن ���nوا إال س��� nوع���دnون لم يلبث áم���ا ي[.35]األحقاف:

��وم يرونه��ا لمâوقال تب��ارك وتع��الى: هnم ي ��أن كة أو ضnحاها nوا إال عشي [.46 ]النازعات: áيلبث

هnمâوقال تبارك وتعالى وتقدس: nر nويوم يحش�� هار يتعارفnون بينهnم ساعة من الن nوا إال م يلبث áكأن ل

[.45]يونس: ومن خصائص الوقت أن كل س��اعة أو ي��وم أو

123

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

لحظة تمر ليس يمكن استرجاعها. وقال الحسن البصري ما من يوم ينشق فجره إال وينادي يا ابن آدم أنا خل��ق جدي��د وعلى عمل��ك

شهيد فتزود مني فإني إذا مضيت ال أعود. راكب وما المرء إال

ظهر عمره على سفر يفنيه

هر باليوم والش يبيت ويضحى كل يوم

وليلة بعيدا عن الدنيا قريبا

إلى القبر فال��ذي ينبغي لإلنس��ان أن يحاف��ظ على وقت��ه أعظم من محافظته على مال��ه، وأن يح��رص على االستفادة منه في كل لحظة فيما ينفع��ه في دين��ه

وفي دنياه، مما هو وسيلة إلى الدار اآلخرة. ق��ال عم��ر بن عب��د العزي��ز إن اللي��ل والنه��ار

يعمالن فيك فاعمل فيهما. وق��ال حكيم من أمض��ى يوم��ا من عم��ره في غ��ير ح��ق قض��اه، أو ف��رض أداه، أو مج��د أثل��ه، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبس��ه، فق��د

عق يومه وظلم نفسه. والذي يعين على اغتنام الزمان، العزل��ة مهم��ا أمكن، إال لضرورة، أو حاجة لمن يلقاه، أو ي��زوره،

وقلة الكل. ألن كثرته تكسل البدن، وسبب للنوم الطويل، وضياع الليل، وفوات التهجد، أو تقليله. والله أعلم

124

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.]فصل[

ولقد كانت همم السلف عالية يدل عليها كثرةمصنفاتهم التي هي خالصة أعمارهم.

وقد أمر الله سبحانه وتعالى باستباق الخيرات والمسارعة إليها قبل أن تشغل عنه�ا الش�واغل أو

تعوق العوائق.���راتâق���ال الل���ه جال وعال: تبقnوا الخي áفاس���

[.148]البقرة: وسارعnوا إلى مغفرة منâوقال عز من قائل:

nع���دت ماواتn واألرضn أ ها الس��� nة عرض��� nم وجن ك ب رقين [.133 ]آل عمران: áللمnت

nمâوقال جل وعال: ك ب سابقnوا إلى مغفرة من رذين nعدت لل ماء واألرض أ ة عرضnها كعرض الس وجن

له nس nوا بالله ورn [.21 ]الحديد: áآمن وم���دح الص���الحين من أه���ل الكت���اب ب���أنهم

âوف n��المعر ون ب nرn��أم ��وم اآلخ��ر وي nون بالله والي nؤمن ي���رات ارعnون في الخي nس��� ���ر وي وينه���ون عن المnنك

nول�ئك من الصالحين [.114 ]آل عمران: áوأ على المب��ادرة بالعم��ل قب��لوقد حث النبي

حلول العوائق والفتن.

125

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

هل تنتظرون إال غنى مطغيا أوفقال: »ا مفس,,دا أو هرم,,ا فق,,ر منس,,يا أو مرض,, مفن,,دا أو موت,,ا مجه,,زا أو ال,,دجال فش,,ر غ,,ائب ينتظ,,ر أو الس,,اعة فالس,,اعة أدهى

«. رواه الترمذي.وأمر وق��ال ابن القيم رحم��ه الل��ه وعم��ارة ال��وقت االشتغال في جميع آنائه بما يقرب إلى الله تعالى أو يعين على ذلك من مأك��ل ومش��رب أو منكح أو

منام أو راحة. فإن متى أخذها بنية القوة على م��ا يحب��ه الل��ه

وتجنب ما يسخطه كانت من عمارة الوقت. وغن كان له فيها أتم ل��ذة فال تحس��ب عم��ارة

الوقت بهجر اللذات والطيبات المباحة. ق��ال بعض العلم��اء أغل��ق ب��اب التوفي��ق عن

الخلق من ستة أشياء.انشغالهم بالنعمة عن شكرها.

ورغبتهم في العلم وتركهم العمل.وإقبال اآلخرة وهم معرضون عنها.

واالغ��ترار بص��حبة الص��الحين وت��رك االقت��داءبفعالهم.

وإدبار الدنيا عنهم وهم يتبعونها.

126

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

والمس��ارعة إلى المعاص��ي وال��ذنوب وت��أخيرالتوبة.

وكم ذي معاص نالمنهن لذة

ومات وخضالها وذاقالدواهيا م لذات المعاصي تصر

وتنقضي وتبقى تباعات

المعاصي كما هيا فيا سوءتا والله راءوسامع

لعبد بعين الله يغشىالمعاصيا

آخر: توارى بجدران البيوت

عن الورى وأنت بعين الله ال شك

تنظر وقال آخر: إن لله عبادا جعل��وا م��ا كتب عليهم من الم��وت مث��اال بين أعينهم وقطع��وا األس��باب المتص��لة بقل��وبهم من عالئ��ق ال��دنيا فهم أنض��اء

عبادته حلفاء طاعته. قد أنضجوا خدودهم بوابل دموعهم وافترش��وا جباههم في محاريبهم يناجون ذا الكبرياء والعظمة

في فكاك رقابهم. وم��ر إب��راهيم بن أدهم برج��ل يتح��دث فيم��ا ال يعني��ه فوق��ف علي��ه فق��ال كالم��ك ه��ذا ترج��و ب��ه

الثواب.قال ال فقال أفتأمن عليه العقاب قال ال.

قال فما تصنع بكالم ال ترجو عليه ثوابا وتخافمنه عقابا.

127

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

قال بعض��هم ل��و بعت لحظ��ة من إقبال��ك على الل��ه بمق��دار عم��ر ن��وح في مل��ك ق��ارون لكنت

مغبونا في العقد. قال سفيان الثوري دخلت على جعفر الصادق فقلت ل��ه م��ا لي أراك س��كنت دارك وال تخال��ط

الناس. فقال نعم يا ابن س��عيد في العزل��ة دع��ة وفي

الدعة القناعة وما قدر لك يأتيك. يا سفيان فسد أه��ل الزم��ان وتغ��ير األص��دقاء فرأيت االنفراد أس��كن للف��ؤاد. والل��ه أعلم وص��ل

الله على محمد وآله وصحبه وسلم.

128

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

)فصل(

أعلم أن قصر األم��ل دي��دن العلم��اء الع��املون المتق��ون الورع��ون المبع��دون عن التك��الب على الدنيا الزاهدون في حطامها الفاني وكذلك أرب��اب القل��وب الواعي��ة وإن لم يكون��وا علم��اء يقص��رون أملهم ويحتقرون الدنيا ويعلمون أنه��ا زائل��ة عكس م��ا علي��ه أك��ثر أه��ل الزم��ان عبي��د ال��دنيا للبط��ون

والفروج. ما الدنيا في اآلخرة إال مثل م,,ا: »قال

يجعل أح,,دكم أص,,بعه في اليم فلينظ,,ر بم«. رواه مسلم.يرجع

وعن ابن عم��ر رض��ي الل��ه عنهم��ا ق��ال أخ��ذ كن في الدنيا بمنك��بي فق��ال: »رس��ول الل��ه

« وك��ان ابن عم��ركأنك غريب أو عابر س,,بيل رض��ي الل��ه عنهم��ا يق��ول إذا أمس��يت فال تنتظ��ر الصباح وإذا أص��بحت فال تنتظ��ر المس��اء وخ��ذ منصحتك لمرضك ومن حياتك لموتك. رواه البخاري. قالوا في ش��رح ه��ذا الح��ديث معن��اه ال ت��ركن إلى الدنيا وال تتخذها وطنا وال تحدث نفسك بطول البق��اء فيه��ا وال تش��تغل فيه��ا إال بم��ا يش��تغل ب��ه الغريب فقط الذي يريد الذهاب إلى أهله، وأحوال

129

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

اإلنسان ثالث: ح��ال لم يكن فيه��ا ش��يئا وهي قب��لأن يوجد.

وحال أخ��رى وهي من س��اعة موت��ه إلى م��ا ال نهاية له في البقاء السرمدي ف��إن لنفس��ك وج��ود بعد خروج الروح من البدن إما في الجنة وإم��ا في النار وهو الخلود الدائم وبين هاتين الح��التين حال��ة متوس��طة وهي أي��ام حيات��ه في ال��دنيا ف��انظر إلى مقدار ذلك بالنس��بة إلى الح��التين يت��بين ل��ك أن��ه

أقل من طرفة عين في مقدار عمر الدنيا. ومن رأى ال��دنيا به��ذه الص��فة وبه��ذا التفك��ير الس��ليم لم يلتفت إليه��ا ولم يب��الي كي��ف انقض��ت أيامه بها في ضرر وضيق أو سعة ورخاء ورفاهي��ة

لبن��ة على لبن��ة وال قص��بةوله��ذا لم يض��ع الن��بي على قصبة.

وق��ال عيس��ى علي��ه الس��الم ال��دنيا قنط��رة فاعبروها وال تعمروها هذا مثل واض��ح ف��إن ال��دنيا معبر إلى اآلخرة والمهد هو الركن األول على أول القنط��رة واللح��د ه��و ال��ركن الث��اني على آخ��ر

القنطرة.شعرا:

يا غافل القلب عنذكر المنيات

ا قليل ستلقى بين عمأموات

130

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, فاذكر محلك من قبل

الحلول به وتب إلى الله من لهو

ولذات إن الحمام له وقتإلى أجل

فاذكر مصائب أياموساعات ال تطمئن إلى الدنيا

وزينتها قد آن للموت يا ذا

اللب أن يأتي وص��لى الل��ه على محم��د وعلى آل��ه وص��حبه

أجمعين.)فصل(

ومن الناس من قط��ع نص��ف القنط��رة ومنهم من قطع ثلثها ومن الناس من قطع الثلثين ومنهم من قطع ثالثة أرب��اع المس��افة ومنهم من لم يب��ق ل���ه إال ثمن المس���افة ومنهم من لم يب���ق ل���ه إال خطوة واحدة وهو غافل عنها وكيف ما ك��ان فالب��د من العبور فمن وقف يبني على القنط��رة ويزينه��ا وه��و يس��تحث على العب��ور عليه��ا فه��و في غاي��ة

الجهل والحمق والسفه. وروي عن الحسن قال بلغني عن رسول الل��ه

« :أنه قال إنما مثلي ومثلكم ومثل الدنيا كمثل قوم س,,لكوا مف,,ازة غ,,براء ح,,تى إذا لم يدروا ما س,,لكوا منه,,ا أك,,ثر أو م,,ا بقي أنفذوا ال,,زاد وخس,,روا الظه,,ر وبق,,وا بين ظهراني المفازة ال زاد وال حمولة فأيقنوا

131

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فبينم,,ا هم ك,,ذلك إذ طل,,ع عليهم بالهلكة رجل في حلة يقطر رأسه فق,,الوا أن ه,,ذا ق,,ريب عه,,د بري,,ف وم,,ا ج,,اء ه,,ذا إال من ق,,ريب فلم,,ا انتهى إليهم ق,,ال ي,,ا ه,,ؤالء عالم أنتم قالوا على ما ترى ق,,ال أرأيتكم إن هديتكم إلى ماء رواء ورياض خض,,ر م,,ا تعملوا قالوا ال نعصيك شيئا قال عه,,ودكم وم,,,,واثقكم بالل,,,,ه ف,,,,أعطوه عه,,,,ودهم وم,,واثيقهم بالل,,ه ال يعص,,ونه ش,,يئا ق,,ال فأوردهم ماء ورياضا خض,,راء فمكث فيهم ما شاء الله ثم قال يا هؤالء الرحيل ق,,الوا إلى أين قال إلى م,,اء ليس كم,,ائكم وإلى رياض ليست كرياضكم فقال أك,,ثر الق,,وم والله ما وجدنا هذا حتى ظننا أن لن نج,,ده وم,,ا نص,,نع بعيش خ,,ير من ه,,ذا وق,,الت طائف,,ة ألم تعط,,وا ه,,ذا الرج,,ل عه,,ودكم ومواثيقكم بالل,,ه ال تعص,,وه وق,,د ص,,دقكم في أول حديث,,ه ف,,و الل,,ه ليص,,دقنكم في آخ,,ره ق,,ال ف,,راح فيمن اتبع,,ه وتخل,,ف بقيتهم فنزل بهم ع,,دو فأص,,بحوا من بين

«.أسير وقتيل

132

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ما حق قال »وعن ابن عمر أن رسول الله ام,,رء مس,,لم ل,,ه ش,,يء يوص,,ى في,,ه ي,,بيت

«. متف��قليلتين إال ووص,,يته مكتوب,,ة عن,,دهعليه.

وعن أنس رضي الله عن��ه ق��ال خ��ط الن��بي خط�ا مريع�ا وخ��ط خط�ا في الوس�ط خارج�ا من�ه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه فقال هذا اإلنسان وهذا أجله محي��ط ب��ه –أو قد أح��اط ب��ه. وه��ذا ال��ذي ه��و خ��ارج أمل��ه وه��ذه الخطط الصغار األعراض ف��إن أخط��اه ه��ذا نهش��ه

هذا وإن أخطاه هذا نهشه هذا رواه البخاري. والمرء يبليه في

الدنيا ويخلقه حرص طويل وعمر

فيه تقصير يطوق النحر باآلمالكاذبة

ولهذم الموت دونالطوق مطرور جذالن يبسم في

أشراك ميتته إن أفلت الناب أردته

األظافير وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عن��ه

لو كانت ال��دنيا تع��دل عن��دقال قال رسول الله الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها ش��ربة م��اء.

رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. مالي وللدنيا أنم,,ا مثلي ومث,,ل "وقال

ال,,دنيا كمث,,ل راكب ق,,ال في ظ,,ل ش,,جرة".في يوم صائف ثم راح وتركها

133

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وفي ص�حيح مس�لم من ح�ديث المس�تورد بن "ما ال,,دنيا في شداد ق��ال ق��ال رس��ول الل��ه

اآلخرة إال مثل ما يجعل أحدكم أصبعه فيوأشار بالسبابة.أليم فلينظر بم يرجع"

وليس العجب من انهم���اك الكف���رة في حب ال�دنيا والم�ال ف��إن ال�دنيا جنتهم وإنم��ا العجب أن يك��ون المس��لمون يص��ل حب الم��ال وال��دنيا في قلوبهم إلى حد أن تذهل عقولهم وأن تكون ال��دنيا هي شغلهم الشاغل ليال ونهارا وهم يعرف��ون ق��در

أليس كت��ابالدنيا من كتاب ربهم وس��نة ن��بيهم âالله هو الذي فيه nريدn حرث اآلخرة نزد من كان ي

��ه منه��ا nؤت nريدn حرث الدنيا ن لهn في حرثه ومن كان يصيب [.20 ]الشورى: áوما لهn في اآلخرة من ن

لنا ل��هn فيه��اâويقول: nريدn العاجلة عج من كان يالها م يص�� ��ا ل��هn جهن nم جعلن ري��دn ث اء لمن ن م��ا نش��عى له���ا م���ذمnوما مدحnورا ومن أراد اآلخ���رة وس��� nورا ك nهnم مش�� عي ��ان س�� nولئك ك áسعيها وهnو مnؤمن فأ

[.19]اإلسراء: المبينة لحقارةوتقدمت األحاديث عن النبي

الدنيا وليس المعنى أن ن��ترك ال��دنيا ونبقى جياع��ا عارين محتاجين بل معناه أن ال نجعلها مقصدا كما

134

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

جعلها الكفار بل نجعل الدنيا وما فيه��ا وس��يلة إلى تلك الحياة األبدية فنك��ون من الفري��ق ال��ذي يحب

المال ألجل اآلخرة. وقد كان على هذا المبدأ الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وكذلك التابعون لهم اتخ��ذوا ال��دنيا مطية لآلخرة فسادوا بها أه��ل ال��دنيا ولم��ا تخلفن��ا عنهم في ه��ذا المب��دأ وجعلن��ا الم��ال ه��و المقص��د سكنا إلى الدنيا وأحببنا الحي��اة ولذائ��ذها والداهي��ة

العظيمة هي أنا ضربنا بالذل. إن أكثر م,,ا أخ,,اف: »ولذلك ق��ال الن��بي

عليكم م,,,ا يخ,,,رج الل,,,ه لكم من برك,,,ات«. رواه البخاري ومسلم. األرض

ف,,و الل,,ه م,,ا الفق,,ر أخش,,ى: »وق��ال عليكم ولكن أخش,,,,ى أن تبس,,,,ط ال,,,,دنيا عليكم كم,,ا بس,,طت على من ك,,ان قبلكم فتنافس,,وها كم,ا تنافس,,وها فتهلككم كم,ا

«. متفق عليه.أهلكتهم اللهم إنا ظلمنا أنفسنا ف��اغفر لن��ا ذنوبن��ا وهب لنا تقواك واهدنا بهداك، وال تكلنا إلى أحد س��واك، واجع��ل لن��ا من ك��ل هم فرج��ا، ومن ك��ل ض��يق

مخرجا.

135

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

اللهم أع��ذنا بمعافات�ك من عقوبت��ك، وبرض�اك من سخطك، واحفظ جوارحنا من مخالف�ة أم�رك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمين، وص��لى الل��ه على محم��د وآل��ه

وصحبه أجمعين.

136

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

)فصل(

فائ��دة نفيس��ة ق��ال أح��د العلم��اء رحم��ه الل��ه تعالى أعلم أن الدنيا رأس كل خطيئة كم��ا ق��ال

وق��د ص��ارت ع��دوة لل��ه وع��دوة ألوليائ��ه وع��دوة ألعدائ��ه، أم��ا ع��داوتها لل��ه تع��الى فألنه��ا قطعت

الطريق بينه وبين أوليائه. وله��ذا فإن��ه لم ينظ��ر إليه��ا من��ذ خلقه��ا، وأم��ا عداوتها ألوليائه فألنها تزينت لهم بزينتها وغمرتهم بزهرته���ا وت���زهت لهم بنض���ارتها ح���تى تجرع���وا مرارات الصبر في مقاطعتها وتحملوا المشاق في

البعد منها. وأما عداوتها ألعدائه فألنها استدرجتم بمكره��ا ومكايدها واقتنصتهم بحبائلها وأقص��دتهم بس��هامها

حتى وثقوا بها وعولوا عليها. فخ��ذلتهم أح��وج م��ا ك��انوا إليه��ا وغ��درت بهم أسكن ما كانوا إليها ف��اجتنوا منه��ا حس��رة تنقط��ع دونه��ا األكب��اد. وح��رمتهم الس��عادة األخروي��ة على طول اآلماد فانتبه يا من اغتر به��ا قب��ل أن يص��يبك

مثل ما أصاب المغترين بها. وقال بعض العارفين إذا كان أبونا آدم بع��د م��ا

137

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

قيل له أسكن أنت وزوجك الجن��ة ص��در من��ه ذنب واحد فأمر بالخروج من الجنة فكيف نرجوا دخولها مع م��ا نحن مقيم��ون علي��ه من ال��ذنوب المتتابع��ة

والخطايا المتواترة. كان أبو الفتح المنهى قد برع في الفقه وتقدم عن��د الع��وام وحص��ل ل��ه م��ال كث��ير ودخ��ل بغ��داد وفوض إلي��ه الت��دريس بالنظامي��ة وأدرك��ه الم��وت

بهمدان. فلما دنت وفات��ه ق��ال ألص��حابه أخرج��وا فلم��ا خرجوا عنه جعل يلطم وجه��ه ويق��ول "ي��ا حس��رتا على م��ا ف��رطت في جنب الل��ه" ويق��ول لنفس��ه موبخ��ا له��ا ي��ا أب��ا الفتح ض��يعت العم��ر في طلب ال���دنيا وتحص���يل الم���ال والج���اه وال���تردد إلى

السالطين وينشد هذين البيتين: عجبت ألهل العلم

كيف تغافلوا يجرون ثوب الحرص

حول الممالك يدورون حولالظالمين كأنهم

يطوفون حول البيتوقت المناسك

أرسل عثمان بن عفان رضي الله عنه مع عبد له كيسا من الدراهم إلى أبي ذر رض��ي الل��ه عن��ه وقال لعبده إن قبل هذا أبو ذر فأنت حر أي ع��تيق ف��أتى ب��الكيس إلى أبي ذر وألح علي��ه في قبول��ه

138

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فلم يقب��ل فق��ال الغالم ألبي ذر إن��ه عل��ق عتقي على قبولك هذا الكيس فقالوا أبو لكن في قبول��ه

رقي. هذه القصيدة الشيبانية عدلنا فيها بعض أبي��ات

وكان بعضها في شيء ال يصلح. سأحمد ربي طاعة

وتعبدا وانظم عقدا في

العقيدة أوحدا وأشهد أن الله ال ربغيره

ز قدما بالبقاء تعزدا وتفر هو األول المبدى بغير

بداية وال بعده شيء عال

وتوحدا سميع بصير عالممتكلم

قدير يعيد العالمينكما بدا مريد أراد الكائنات

لوقتها قدير فأنشا ما أراد

وأوجدا ماء إله على عرش السقد استوى

وياين مخلوقاتهدا وتوح إذا الكون مخلوق

وربي خالق لقد كان قبل الكون

ربا وسيدا وليس كمثل اللهشيء وال له

شبيه تعالى ربنادا وتوح ومن قال في الدنيا

يراه بعينه فذلك زنديق طغى

دا وتمر وخالف كتب اللهسل كلهم والر

رع وزاغ عن الشريف وأبعدا الش ن قال فيه وذلك مم

إلهنا يرى وجهه يومالقيامة أسودا ولكن يراه في الجنان

عباده كما صح في األخبار

نرويه مسندا ونعتقد القرآن تنزيلربنا

به جاء جبريل النبيدا( )محم هدى الله يا طوبى بهوأنزله وحيا إليه وأنه

لمن اهتدى كالم كريم منزل منإلهنا

بأمر ونهي والدليلدا تأك

139

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

كالم إله العالمينحقيقة

فمن شك في هذافقد ضل واعتدى ومنه بدا قوال وال شك

انهحمن حقا يعود إلى الر

كما بدا فمن شك في تنزيلهفهو كافر

وم زاد فيه قد طغىدا وتمر ومن قال مخلوق كالم

إلهنا فقد خالف اإلجماع

جهال وألحدا ونؤمن بالكتب التيهي قبله

ق ا ال نفر سل حق وبالركالعدا وإيماننا قول وفعل

ونية ويزداد بالتقوىدى وينقص بالر فال مذهب التشبيه

نرضاه مذهبا وال مقصد التعطل

نرضاه مقصدا ولكن بالقرآن نهديونهتدي

وقد فاز بالقرآن عبدقد اهتدى ونؤمن أن الخير

ر كله والش من الله تقديرا على

العبد عددا فما شاء رب العرشكان كما يشا

وما لم يشا ال كان فيالخلق موجدا ونؤمن أن الموت حق

وأنناا بعد موتنا سنبعث حق

غدا وأن عذاب القبر حقوأنه

وح على الجسم والرالذي فيه ألحدا ومنكره ثم النكير

بصحبة هما يسأالن العبد في

القبر مقعدا راط وميزان ربي والصحقيقة

ته والنار لم يخلقا وجسدى وأن حساب الخلق حق

أعده كما أخبر القرآن عنه

وشددا وحوض رسول اللها أعده حق

سل له الله دون الرماء مبردا ويشرب منه المؤمنون

وكل من سقي منه كأسا لم

يجد بعده صدا أباريقه عد النجوم

وعرضه كبصرى وصنعا في

المسافة حددا وأن رسول اللهأفضل من مشى

على األرض من أوالدآدم أو غدا

140

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,موات وأرسله رب الس

رحمة إلى الثقلين اإلنس

والجن مرشدا وأسرى به ليال إلىالعرش رفعة

وأداه منه قابقوسين مصعدا ص موسى ربنا وخص

بكالمه على الطور ناداه

وأسمعه الندا ه وكل نبي خصبفضيلة

ص بالقرآن ربي وخصمحمدا وأعطاه في الحشر

فاعة مثل ما الشحيحين روي في الص

الحديث وأسندا فمن شك فيها لمينلها ومن يكن

شفيعا له قد فاز فوزاوأسعدا ويشفع بعد

المصطفى كل مرسل لمن عاش في الدنيا

ومات موحدا وكل نبي شافعع ومشف

وكل ولي في جماعتهغدا رك ويغفر دون الش

ربي لمن يشا وال مؤمن إال له كافر

فدا ولم يبق في نارد الجحيم موح

ولو قتل النفسدا الحرام تعم

ونشهد أن الله خصرسوله

بأصحابه األبرار فضالوأيدا فهم خير خلق الله

بعد أنبيائه بهم يقتدي في الدين

كل من اقتدى وأفضلهم بعد النبي

د( )محمديق ذو أبو بكر الص

الفضل والندى لقد صدق المختار فيكل قوله

ا وآمن قبل الناس حقدا ووح وفاداه يوم الغار

طوعا بنفسه وواساه باألموال حتى

دا تجر ومن بعده الفاروق التنس فضله

لقد كان لإلسالم حصنامشيدا لقد فتح الفاروق

يف عنوة بالس كثير بالد المسلمين

ومهدا وأظهر دين الله بعدخفائه

وأطفأ نار المشركينوأخمدا وعثمان ذو النورين

قد مات صائما وقد قام بالقرآن دهرا

دا تهج ز جيش العسر وجهيوما بماله

ع للمختار ووسحب مسجدا والص

141

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وبايع عنه المصطفىبشماله

ا ضوان حق مبايعة الروأشهدا وال تنس صهر

ه المصطفى وابن عم فقد كان حبرا للعلوم

وسيدا وفادى رسول اللهطوعا بنفسه

عشية لما بالفراشدا توس

ومن كان مواله النبيفقد غدا

علي له بالحق مولىومنجدا بير وطلحتهم ثم الز

وسعدهمعادة كذا وسعيد بالس

أسعدا وكان ابن عوف باذلالمال منفقا

اح أمينا وكان ابن جرمؤيدا وال تنس باقي صحبه

وأهل بيته وأنصاره والتابعين

على الهدى فكلهم أثنى اإللهعليهم

وأثنى رسول الله أيضادا وأك فال تك عبدا رافضيا

فتعتدى فويل وويل في الورى

لمن اعتدى ونسكت عن حربحابة فالذي الص

جرى بينهم كاندا اجتهادا مجر وقد صح في األخبار

أن قتيلهم وقاتلهم في جنة

الخلد خلداافعي فهذا اعتقاد الش

إمامنا ومالك والنعمان أيضا

وأحمدا ه فهو فمن يعتقده كلمؤمن

ومن زاغ عنه قد طغىدا وتمر

وص��لى الل��ه على محم��د وعلى آل��ه وص��حبهأجمعين.

142

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قصة توج���ه عافي���ة بن يزي���د األودي القاض���ي إلى المه��دي يوم��ا في وقت الظه��يرة لمقابلت��ه على

عجل. فلم��ا أذن ل��ه إذا ب��ه يحم��ل أوراق��ه بين يدي��ه ويسأل المهدي أن يعفيه من القضاء ويستأذنه في تس���ليم األوراق ال���تي في حوزت���ه إلى من ي���أمر

الخليفة بتسليمها له. وظن الخليفة أن القاضي عافية قد أقدم على طلب االس���تعفاء من القض���اء ألن أح���د رج���ال حاش��يته ومن هم محس��وبون على الخليف��ة ق��د تطاول عليه أو نال منه أو أساء معاملت��ه أو أب��دى ع��دم اح��ترام ل��ه أو ت��دخل في ش��أن من ش��ؤون قضائه فأضعف سلطانه في تنفي��ذ أحكام��ه ولش��د ما كانت دهشة الخليف�ة حينم�ا ع��رف ان�ه لم يق�ع

شيء من ذلك. ف��أحب الخليف��ة أن يتع��رف من ذل��ك الس��بب الحقيقي ال��ذي دف��ع القاض��ي إلى االس��تعفاء على عجل في ذلك الوقت ال��ذي يلج��أ الن��اس في��ه إلى

الراحة وهو وقت الظهيرة. ولما أصر الخليف��ة على طلب معرف��ة الس��بب لم يجد القاضي بدا من أن يروي ل��ه م��ا ج��رى ل��ه

143

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ا على دين��ه مما كان سببا في طلب اإلعفاء حرص��وطهارة لنفسه.

فقال القاض��ي عافي��ة من��ذ ش��هرية وأن��ا أت��ابع البحث في إح��دى القض��ايا المعض��لة مح��اوال أن أصل فيها إلى وجه الحق فقد تق��دم إلي خص��مان

موسران وجيهان في قضية معضلة مشكلة. وك�ل منه�ا ي�دعي بين��ة وش�هودا وي�دلي بحجج

تحتاج إلى تأمل وتثبت. ولما لم يتبين لي وج��ه الح��ق رددت الخص��وم

رجاء أن يصلحوا أو يتبين لي وجه فصل بينهما. وأثن��اء ذل��ك وق��ف أح��د الخص��مين من خ��بري

على أني أحب الرطب السكري. فعم��د في وقتن��ا ه��ذا وه��و أول وقت ال��رطب وجمع رطبا س��كريا ال يتهي��أ في ه��ذا ال��وقت ألح��د جمع مثله إال ألمير المؤمنين وحقا ما رأيت أحسن

منه. ثم عمد إلى بوابي فرشاه جملة دراهم ليدخل الطب��ق إلي على أن��ه ال يب��الي بع��د ذل��ك أن أقب��ل

الطبق أو أرده. فلما أدخل الطبق إلي أنك��رت أم��ره وط��ردت

بوابي وأمرت برد الطبق فرده لساعته.

144

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فلم��ا ك��ان الي��وم تق��دم إلي ه��ذا الرج��ل م��ع خصمه فهالني أنهما لم يتس��اويا في قل��بي وال في

عيني. وهذا ي��ا أم��ير المؤم��نين وأن��ا لم أقب��ل فكي��ف يكون ح��الي ل��و قبلت وال آمن أن يق��ع علي حيل��ة في ديني فأهلك وقد فس��د الن��اس ف��أقلني أقال��ك

الله واعفني. ولم يسع الخليفة وهو يستمع إلى ذل��ك الكالم المن��بى عن ش��دة ال��ورع والح��رص الخ��الص على نزاهة الحكم وبعد القاضي عن المؤثرات أي��ا ك��ان نوعها إال أن يستجيب لطلب القاضي النقي النبيل

فأعفاه من القضاء. فتأمل هذه القصة بدقة. وقارن بينه وبين كثير من قض��اة ه��ذا ال��زمن يت��بين ل��ك الف��رق العظم

والبون الشاسع نسأل الله العافية. اللهم أحي قلوبنا ونوره�ا بن�ور اإليم�ان وزينه�ا بمحبتك وجم��ل ألس��نتنا ب��ذكرك وش��كرك وحس��ن أعمالنا ووفقنا لحف��ظ أوقاتن��ا وأحيين��ا حي��اة طيب��ة وتوفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الص��الحين وص��لى

الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

145

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

]موعظة[5

عب��اد الل�ه يجب على من ال ي�دري م�تى يبغت�ه الم��وت أن يك��ون مس��تعدا ل��ه وال يغ��تر بش��بابه وصحبته ف��إن أق��ل من يم��وت الش��يوخ الط��اعنين

في السن.ا في زمنن�ا وأك�ثر من يم�وت الش�بان خصوص� الذي كثرت فيه الحوادث ولهذا يندر من يكبر وق��د

أنشدوا:ر واحد فيغر يعم

قوما وينسى من يموت

باب من الشآخر:

ال تغترر بشبابناعم خضل

فكم تقدم قبليب شبان الش

ومما يعنيك على الج��د واالجته��اد في الطاع��ة تصور قصر عمرك وك��ثرة األش��غال، وتص��ور ق��وة الندم على التفريط واإلضاعة عند الموت، وط��ول

الحسرة على البدار بعد الفوت. وتصور عظم ث��واب الس��ابقين الك��املين وأنت ناقص، والمجتهدين وأنت متكاسل، واجع��ل نص��ب

��nل نفس ماâعيني��ك م��ا يلي: قول��ه تع��الى: ��nو ك تبل[.30 ]يونس: áأسلفت

��nل نفس ما عملتâوقوله تع��الى: ��وم تج��دn ك ي [. 30 ]آل عمران: áمن خير محضرا

146

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يوم ينظnرn المرءn ما قدمت يداهânوقوله تعالى: á :[.40 ]النبأ

أن تقnول نفس يا حسرتى علىâوقوله تعالى: ه [.56 ]الزمر: áما فرطتn في جنب الل

وأنذرهnم يوم الحسرة إذ قnضيâوقوله تعالى: nون nؤمن [.39 ]مريم: áاألمرn وهnم في غفلة وهnم ال ي

فتص��ور الحس��رة والندام��ة والح��زن عن��دما ت��رىالفائزين.

إذا أنت لم ترحلبزاد من التقى

وأبصرت بعد الموتمن قد تزودا ندمت على أن ال

تكون كمثله وأنك لم ترصد كما

كان أرصدا فالب���دار الب���دار والح���ذر الح���ذر من الغفل���ة والتسويف وطول األمل فإنه لوال طول األم��ل م��ا

وقع إهمال أصال. وإنما يقدم على المعاصي ويؤخر التوبة لطول

األمل وتبادر الشهوات. وتنس��ى التوب��ة واإلناب��ة لط��ول األم��ل وتفق��د

أوقاتك وما عملت فيها من الذنوب. وتنسى التوبة واإلناب��ة لط��ول األم��ل في��ا أيه��ا المهمل وكلنا كذلك انته��ز فرص��ة اإلمك��ان وتفق��د

أوقاتك وما عملت فيها من الذنوب. فب��ادر في محوه��ا بالتوب��ة النص��وح وأك��ثر من

147

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ا أوق��ات ال��دعاء واالس��تغفار ك��ل وقت خصوص��اإلجابة.

ومن أوق��ات اإلجاب��ة ثلث اللي��ل اآلخ��ر. ق��الونâتع��الى: nتغفر حار هnم يس�� ]ال��ذاريات:áوباألس��

18.] - وي��وم الجمع��ة عن��د ص��عود اإلم��ام المن��بر

للخطبة. - وفي آخر ساعة من يوم الجمعة وعند دخولاإلمام للخطبة وعندما تسمع األذان إلى أن يفرغ.

- وبين األذان واإلقامة.- وبعد الصالة الفريضة وبعد النافلة.

- وعن��د الفط��ر للص��ائم وفي أي��ام رمض��انولياليه.

- وعند نزول الغيث.- وعشية عرفة.- وفي السجود.

- وعند ختم القرآن وفي ليلة القدر.- وعند البكاء والخشية من الله.

فعلى اإلنس��ان أن يك��ثر من ال��دعاء واإللح��اح فيه، فإن الدعاء له أثر عظيم، وموقع جسيم، وهو

مخ العبادة.

148

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ال س��يما م��ع حض��ور قلب، وإخب��ات، وخش��وع وذل، وانكسار، ورقة، وتضرع وخش��ية، واس��تقبال القبلة ح��ال دعائ��ه، وعلى طه��ارة، ويج��دد التوب��ة، ويك��ثر من االس��تغفار، ويب��دأ بحم��د الل��ه وتنزيه��ه، وتمجي��ده، وتقديس��ه، والثن��اء علي��ه، وش��كره، ثم

بعد الثناء على الله.يصلي على النبي ويدعو بالدعاء المشروع باسم من أسماء الله الحسنى، مناسب لمطلوبه، ف��إن ك��ان يري��د علم��ا قال يا عليم علمني، وإن كان يطلب رحمة قال ي��ا رحمن ارحمني، وإن كان يسأل رزقا قال ي��ا رزاق ارزقني ونحو ذلكن ويوقن باإلجابة، فإن الل��ه ج��ل وعال أص��دق الق��ائلين وق��د ق��ال س��بحانه وتع��الى:

âمn تجب لك [. وق���ال60 ]غ���افر: áادع���nوني أس��� وإذا سألك عب,,ادي ع,,ني ف,,إني: »لرسوله

«. وقالقريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان���ةâع���ز من قائ���ل: في nعا وخ ر nم تض��� ك áادع���nوا رب

طر إذاâ[. وق��ال: 55]األع��راف: nجيبn المnض�� أمن يnدعاهá :[. وهو سبحانه أوفى الواع��دين.62 ]النمل

هn وع���دهânق���ال تع���الى: nخل���فn الل áوع���د الله ال ي [. وقال جل وعال: ومن أصدقn من الل��ه6]الروم:

â[، 122 ]النساء: áقيال ومن أصدقn من الله حديثاá :[. وقال أهل الجنة: 87 ]النساءânوا الحم��دn وق��ال

149

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nذي صدقنا وعده ه ال [.74 ]الزمر: áلل وإذا وقعت في محن��ة يص��عب الخالص منه��ا، فليس ل��ك إال ال��دعاء واللج��وء إلى الل��ه، بع��د أن تق��دم التوب��ة من ال��ذنوب، ف��إن الزل��ل ي��وجب

nم منâالعقوب��ة، ق��ال الل��ه ج��ل وعال: ابك وم��ا أص��nم [.30 ]الشورى: áمصيبة فبما كسبت أيديك

ف��إذا زال ال��ذنب بالتوب��ة الص��ادقة النص��وح، ارتفع الس��بب. ف��إذا أثبت ودع��وت ولم ت��ر إلجاب��ة الدعاء أثرا، فتفقد نفسك فربم��ا ك��انت التوب��ة م��ا

صحت فصححها. ثم ادع وال تض��جر وال تم��ل من ال��دعاء فإن��ه عبادة، وربم��ا ك�انت المص�لحة في ت��أخير اإلجاب�ة، وربما لم تكن المصلحة في اإلجاب��ة، ق��ال تع��الى:

âم وعسى أنn ك وعسى أن تكرهnوا شيئا وهnو خير لnم ك وا شيئا وهnو شر ل nحب [.216 ]البقرة: áت

فأنت تثاب وتجاب إلى منافع��ك ومن منافع��كأن ال تعطى ما طلبت بل تعوض غيره.

فإذا جاءك الشيطان فقال إلى م��تى ت��دعو وال تجاب فقل: أنا أتعب��د بال��دعاء، ال��دعاء مخ العب��ادة وأن��ا واث��ق ك��ل الثق��ة باإلجاب��ة ألن الل��ه أص��دق

القائلين.

150

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وإذاوق��د ق��ال ج��ل وعال وتق��دس لنبي��ه: » سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة

«. وق���ال تب���ارك وتع���الى:ال,,داعي إذا دع,,انâمn [.60 ]غافر: áادعnوني أستجب لك

واعلم أن��ه ربم��ا ك��ان الت��أخير لبعض المص��الح فه��و يجيء في وقت مناس��ب وإذا س��ألت ش��يئا فأقرنه بسؤال الخيرة فربما كان المطل��وب س��ببا

للهالك. وإذا كنت قد أمرت بالمشاورة في أمور الدنيا ليبين لك ص��احبك في بعض اآلراء م��ا يعج��ز رأي��ك عنه ثم ترى أن ما وقع لك ال يصلح فكيف ال تسأل الخ���ير رب���ك ال���ذي أح���اط بك���ل ش���يء علم���ا،

واالستخارة من حسن المشاورة. كل الوجود لعز قهرك

خاضع والكل في صدقات

جودك طامع يا معشر الفقراء أموابابه

فهناك فضل للبريةواسع يعطي العطاء فال

يمانع مانع يقضي القضاء فال

يدافع دافع ما للعباد عليه حقواجب

وال سعي لديه كالضائع إن عذبوا فبعد له أو

نعموا فبفضله وهو الكريم

الواسع الزم طريق الذكرعمرك دائبا

فالذكر في القلبالمحبة زارع

قال أح��د الوع��اظ ه��ذا ن��ذير الم��وت ق��د غ��دا يقول الرحيل غدا، كأنكم ب��األمر وق��د ق��رب ودن��ا،

151

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فطوبى لعبد استيقظ من غفلته ووعا. كيف بكم إذا صاح إس��رافيل ونفخ في الص��ور

ور ف��إذا هnم منâق��ال ج��ل وعال: nفخ في الص�� ونnون هم ينسل [.51 ]يس: áاألجداث إلى رب

فتص��ور خروج��ك م��ذعورا تس��عى من تحت المدر وقد رجت األرض وبست الجب��ال وشخص��ت األبص��ار لتل��ك العظ��ائم واأله��وال والمزعج��ات

â حمن فال تسمعn إال همس��ا áوخشعت األصواتn للر[.108]طه:

فقلق الخائف، وشاب الصغير، وزف��رت الن��ار، وأحاطت األوزار، ونصب الصراط، ووضع الميزان،

وحضر الحساب. وجيء بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام، مع ك��ل زم��ام س��بعون أل��ف مل��ك يجرونه��ا، ق��ال تع��الى:

ânى له رn اإلنسانn وأن م يومئذ يتذك وجيء يومئذ بجهن[.23 ]الفجر: áالذكرى

وش��هد الكت��اب وتقطعت األس��باب، فكم من كبير يقول واش��يبتاه، وكم من كه��ل ين��ادي ب��أعلى

صوته واخيبتاه، وكم من شاب يصيح واشباباه. وب��رزت الن��ار، ق��ال الل��ه ج��ل وعال وتق��دس:

âللغاوين nزت الجحيم nر [. وق��ال91 ]الش��عراء: áوب

152

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

��رىâج��ل وعال وتق��دس: زت الجحيمn لمن ي ��nر áوب[.36]النازعات:

وس��مع الخالئ��ق حسيس��ها إال من س��بقت ل��هسبقتâالحسنى من الله. قال تعالى: ذين ال إن

معnون nولئك عنها مnبع��دnون ال يس�� ا الحnسنى أ لهnم منهnم خال��دnون ال nس��nم في ما اشتهت أنفnحسيسها وه nمn nهnمn الفزعn األكبرn وتتلقاهnمn المالئكةn هذا يومnك ن nيحز

nوعدnون nم ت nنت ذي ك [.103 ]األنبياء: áال وأيقن بالردى والهالك كل ف��اجر، ق��ال تع��الى:

â�اجر �وم اآلزف�ة إذ القnل�nوبn ل�دى الحن áوأن�ذرهnم ي [. وق��امت ضوض��اء الج��دل، وأح��اط18]غ��افر:

ورأىâبص��احبه العم��ل. ق��ال ج��ل وعال وتق��دس: هnم مواقعnوه��ا ولم يج��دnوا وا أن ار فظن المnجرمnون الن

[.53 ]الكهف: áعنها مصرفا وحالت األلوان، وتوالت المحن على اإلنس��ان، فأين عدتك يا غافل عن هذا الزم��ان، أين تص��حيح

اليقين واإليمان. أترض��ى بالخس��ران واله��وان، أم��ا علمت أن��ك

رتىâكما تدين تدان أما تخ��اف أن تق��ول: ��ا حس�� يه [. أم��ا56 ]الزم��ر: áعلى ما فرطتn في جنب الل

علمت أعظم الخسران.رينâق��ال ج��ل وعال وتق��دس: ق��nل إن الخاس��

153

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

��وم القيام��ة أال هnم وأهليهم ي وا أنفnس�� nر ذين خس�� الnبينnالم nسرانnو الخnذلك هá :[.15 ]الزمر

كم في كتابك من خطأ وزلل، وكم في عمل��ك من سهو وخلل، هذا وشمس عمرك على أطراف��ا ال��ذوائب وق��د ق��رب األج��ل، كم ض��يعت واجب وفرضا، وكم نقضت عهدا محكما نقضا، وكم أتيت حراما صريحا محضا، يا أجسادا صحاحا فيها قلوب

مرضى. اللهم اجع��ل اإليم��ان هادم��ا للس��يئات، كم��ا جعلت الكف��ر عادم��ا للحس��نات ووفقن��ا لألعم��ال الص��الحات، واجعلن��ا ممن توك��ل علي��ك فكفيت��ه، واس��تهداك فهديت��ه ودع��اك فأجبت��ه، واغف��ر لن��ا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد

وآله وصحبه أجمعين.]فصل[

نبذة مما جرى ألولياء الل��ه من المحن والقت��ل والضرب من الظلمة والطغاة والمجرمين جازاهم

الله بما يستحقون. لما قتل الحجاج بن يوسف عبد الله بن الزب��ير

154

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أمر بخشبة فصلبه عليها. فلما أقبلت أمه أسماء بنت أبي بك��ر الص��ديق رضي الله عنهم��ا إلى الخش��بة فعانقته��ا وجلس��ت

تبكي وتقول واغوثاه. يا لله ما أعظم ما نزل بنا بع��دك ي��ا محم��د ي��ا رس��ول الل��ه ل��و ت��درك م��ا ن��زل بع��دك بأص��هارك

وأرحامك وأبناء المهاجرين لرأيت أمرا عظيما. في عظيم م��ا ن��زلاللهم فبل��غ عن��ا نبي��ك

فأخبر بمقالتها عبد الله بن عمر فبكى حتى كادتنفسه تفيض.

ثم قال البنه قدني إليها وقد كبر وكان يرتعش من الكبر وك��ان ق��د عم��ر فق��اده ابن��ه إليه��ا فلم��ا

أشرف على الخشبة نظر إليه مصلوبا. يقول ليقتلني أم��يرقال سمعت رسول الله

جائر على طاعة أحب إلي من أموت مجاه��دا في سبيل الله فأتى شقي من األشقياء فبلغ ذل��ك إلى

الحجاج فبلغ منه قول ابن عمر كل مبلغ. فركب إلى خشبة بن الزبير فأصاب أمه عندها تبكي وابن عمر وابنه سالما فقال ليس مثله يبكى علي��ه فق��ال ابن عم��ر ق��ومي فق��امت ولم تكلم��ه

وانصرف ابن عمر إلى منزله. ف��دعا الحج��اج رجال��ه فق��ال إن ابن عم��ر بن

155

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وأخاف إن خرجنا أنخليفة وصاحب رسول الله يستحل منا ما استحل ابن الزبير وعلماء العراق.

قالوا فما ترى ق��ال ه��ذا أعظم مم��ا ك��ان من��ا إنما عمدنا إلى جبل اإلسالم وح��اجب محم��د ومن عرضت عليه الخالف��ة فلم يقبله��ا ومن حج أربعين حج��ة ومن س��مته ق��ريش حمام��ة ال��بيت يري��د بن

عمر. وق��دره في الع��رب كم��ا علمتم وحب األوس والخزرج ألبيه عم��ر بن الخط��اب. نع��وذ بالل��ه من

الظلمة وأعوانهم.ا جامح��ا فبعث الحجاج غالم��ه أن ي��ركب فرس��

وأمره أن يطحنه بالفرس ويقتله. فركب الغالم الفرس فنظر إلى ابن عمر وهو

سائر يوم الجمعة فحمل عليه وصدمه ورضه. فب���ادر الن���اس إلي���ه وق���الوا ي���ا غالم أهلكت المسلمين في علمهم فطلبك الله وأق��ام الحج��اج

ينتظر موته. فلما أبط��أ علي��ه عم��د إلى الحدي��دة ال��تي في الرمح فسمها سما ناقع��ا وجعله��ا في عص��ا وق��ال ألح��د رجال��ه ض��عه على ظه��ر قدم��ه واتكئ علي��ه

حتى يدخل.

156

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فإن قال أهلكتني فقل ما علمت أن رجلك ه��اهنا.

ففعل ذل��ك ثم خ��رج عن��ه فاش��تعل جس��د ابنعمر سما فأقام ثالثة أيام فمات رحمة الله عليه.

ودخل الحجاج على ابن عمر يعوده قبل موت��ه فق��ال ابن عم��ر أنت قتلت��ني، حس��بنا الل��ه ونعم

الوكيل. ومن الذين أوذوا في سبيل الله وقتل��وا س��عيد بن جب��ير وقص��ته أش��هر من أن ت��ذكر فال نطي��ل بذكرها وكان قد دع��ا من قب��ل أن يذبح��ه الحج��اج

فقال اللهم ال تسلطه على أحد يقتله بعدي. وقيل إنه عاش بع��د قتل��ه لس��عيد س��تة عش��ر

يوما فقط وقعت اآلكلة في بطنه. وكان ينادي في بقية حيات��ه م��الي ولس��عيد بن

جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي. وقيل دعا عليه بالزمهرير البرد العظيم فكانوا يجعلون حوله الكوانين تلتهب جم��را م��ع م��ا علي��ه

من الثياب التي يدثرونه بها. فم���ا زال في الع���ذاب األليم ثم أرس���ل في طلب الحس��ن البص��ري الت��ابعي المش��هور فأت��اه واشتكى إليه ما نزل به من األلم، فقال قد نهيت��ك مرة بعد أخرى ال تتعرض للصالحين، وال تكن منهم

157

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

إال بسبيل خير فأبيت ولججت )ليقض��ي الل��ه أم��راكان مفعوال(.

وذكر في كتاب المحن أن الحج�اج أرس�ل إلى أبي صالح ماهان المس��بح فلم��ا أت��اه ق��ال: بلغ��ني

عنك صالح وخير وإني أريد أن أوليك القضاء. قال له: أنا قال: نعم ق��ال: أن��ا ال أحس��ن أع��د

عشرة قال: يا مرائي علي تتباله. قال والفرات قد م��د فع��دا من بين يدي��ه وه��و

شيخ كبير يجنح حتى وقف على جرف الفرات.��ا كم��ا زعم الحج��اج فقال اللهم إن كنت مرائي فغرقني قال فرمى بنفسه. فقام على متن الم��اء فلم تغب قدماه قال فو الله ما نهنهه ذلك فأخ��ذه

وصلبه على بابه. وممن ضرب مال�ك ابن أنس رض�ي الل�ه عن�ه وذلك أن الحساد دسوا إلى أبي جعفر بن سليمان من قال له إن مالكا يفتي الناس أن أيم��ان البيع��ة

ال تلزمهم لمخالفتك واستكراهك إياهم عليها. فدس عليه جعف��ر من يس��أله عن ذل��ك فأفت��اه

.مالك طمأنينة إليه وحسبة منه فج��اءه رس��ول جعف��ر بن س��ليمان وأتى ب��ه منتهك الحرمة مهانا فأمر به جعفر فضربه سبعين

158

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

سوطا. ومما ج��رى على عب��د الل��ه بن ع��ون البص��ري

الذي قيل ما كان بالعراق أعلم بالسنة منه. وكان ورعا تزوج امرأة عربية فض��ربه بالل بن أبي بردة عشرة أسواط وقال له ان�زل عنه�ا ق��ال ال أفعل فقال له بالل والله ال أب��رح أض��ربك ح��تى

تطلقها. فقال ابن عون والله ال أبرح أص�بر وال أطلقه�ا حتى أعجز قال وكان رجال نحيفا ال يحتمل الضربا عش��رة أس��واط وق��ال بالسوط قال فضربه أيض��

بالل هو ما ترى. قال فأمر به فضرب عشرة أس��واط وق��ال ي��ا ابن عون هو ما ترى حتى تطلقها ق��ال هي ط��الق

قال بتتها. وممن امتحن عط��اء بن أبي رب��اح وذل���ك أن رجال أتى من الحج���اج إلى مس���جد مك���ة. فن���ام فكش��فت ال��ريح الث��وب عن بطن��ه فظه��ر ج��راب الفل��وس فم��ر ب��ه أص��حابه فخ��افوا علي��ه ف��نزعوا الجراب. وبعد قليل انتبه الرجل فنظر فإذا جراب��ه مأخوذ فنظر يمينا وشماال فلم يرى حوله إال عطاء بن أبي رب��اح قائم��ا يص��لي. فج��اءه فأخ��ذ بتالبيب��ه وض��يق علي��ه وق��ال ل��ه ي��ا ع��دو الل��ه فعلت ال��ذي

159

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فعلت بي فلما رهقتك قمت تصلي. فقال له ما بالك يا ه��ذا ق��ال منطق��تي حللته��ا )أي الجراب( قال له وكم فيها قال مائتا دينار قال فهل سمع بهذا غ��يرك ق��ال ال. ق��ال ف��اذهب معي ح��تى أعطي��ك م��ا ذهب ل��ك ق��ال ف��ذهب فع��د ل��ه

مائتي دينار فذهب إلى أصحابه فأخبرهم الخبر. فقالوا له ظلمت والله الرجل ك��ان من قص��تنا كيت وكيت ثم حللن��ا عن��ك خوف��ا عليه��ا وه��ا هي

هذه. فق��اموا ب��أجمعهم إلى الرج��ل فوقف��وا علي��ه فسألوا عنه فقيل لهم هو عطاء بن أبي رباح فقيه

أهل مكة وسيدهم. فاعت��ذروا إلي��ه وس��ألوه أن يجع��ل الرج��ل في

حل ويقبل الدنانير. فق��ال لهم هيه��ات م��ا ك��انت ب��التي ترج��ع إلي

اذهب فأنت في حل وهي لك. شمر عسى أن ينفع

التشمير وانظر بفكرك ما إليه

تصير لت آماال تكنفها طوالهوى

ونسيت أن العمرمنك قصير قد أفصحت دنياك

عن غدراتها وأتى مشيبك

والمشيب نذير دار لهوت بزهوهامتمتعا

ترجو المقام بهاوأنت تسير واعلم بأنك راحل

عنها ولو عمرت فيها ما أقام

ثبير

160

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ليس الغنى فيالعيش إال بلغة

ويسير ما يكفيك منهكثير ال يشغلنك عاجل

عن آجل أبدا فملتمس الحقير

حقير ولقد تساوى بينأطباق الثرى

في األرض مأمور بهاوأمير

والل���ه أعلم وص���لى الل���ه على محم���د وآل���هوصحبه وسلم.

161

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

]فصل[

بعث أبو جعفر في طلب أبي عب��د الل��ه جعف��ر بن محم��د الص��ادق فقي��ل ل��ه إن أم��ير المؤم��نين

متغيظ عليك فدخل وهو يحرك شفتيه. فلما رآه أبو جعفر نهض إليه واعتنقه وأجلس��ه

معه ثم عانقه. وقال له يا أبا عبد الل��ه م��ا ه��ذا ال��ذي يبلغ��ني

عنك لقد هممت. فقال ل��ه إن أي��وب ابتلى فص��بر وإن س��ليمان

أعطى فشكر وأنت من ذلك السنح. ق��ال، ف��يرفع إلي أن األم��وال تج��بى إلي��ك بال

سوط وال عصا ثم أمر بالرافع فأحضر. فق��ال أب��و عب��د الل��ه أحق��ا رفعت إلى أم��ير المؤم��نين ق��ال نعم، ق��ال فاس��تحلفه ي��ا أم��ير

المؤمنين قال أبو عبد الله رد اليمين عليه. فقال له أبو جعفر احلف فق��ال والل��ه ال��ذي ال إله إال هو فقال له أبو عب��د الل��ه ليس ه��و ك��ذا إن

العبد إذا مجد الله في يمينه أمهله في العقوبة. ولكن قل أنا برئ من الله والله برئ مني وأن��ا خارج من حول الله وقوته راجع إلى ح��ول نفس��ي

162

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وقوتها.فع إال ميتا ف��راع ذل��ك nقال فحلف فو الله ما ر أبا جعفر وق��ال انص��رف ي��ا أب��ا عب��د الل��ه فلس��ت

أسألك بعدها. وسئل عما حرك به ش��فتيه حينم��ا دخ��ل علي��ه فق��ال قلت اللهم ب��ك أس��تفتح وب��ك أس��تنج اللهم ذلل حزونته وكل حزونة وسهل لي ص��عوبته وك��ل

صعوبة. اللهم أعطني منه من الخير ما أرجو واص��رف عني منه من الشر ما أحذر فإنك تمح��و م��ا تش��اء وتثبت وعن��دك أم الكت��اب وال ح��ول وال ق��وة إال

بالله. كان صفوان بن سليم قد كف بص��ره في آخ��ر عمره فبينما ه��و ذات ي��وم بالس��وق يق��اد إذ دخ��ل بالل بن أبي ب��ردة فس��مع الطري��ق والجالوزة بين

يديه. فقال ما هذا فقيل بالل فق��ال س��حائب ص��يف عن ق���ريب تقش���ع فس���معه بالل. فق���ال والل���ه ألذيقنك من بردك شؤبونا فلم��ا ن��زل بهيكل��ه بعث في طلب���ه ثم ض���ربه بالس���ياط نع���وذ بالل���ه من

الظلمة وأعوانهم. عن مالك بن أنس أنه ق��ال ل��و قي��ل لص��فوان

163

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بن سليم غدا ي��وم القيام��ة م��ا ق��در على أن يزي��دعلى ما هو فيه من العبادة شيئا.

ومن ذلك ما امتحن به أبو مسلم الخوالني لما ألقي في الن��ار وذل��ك أن األس��ود العنس��ي تنب��أ باليمن فدعا أبا مسلم الخ��والني فق��ال اش��هد أني

رسول الله. قال ال أسمع قال اشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فأمر األسود بنار فقذف فيه��ا أب��ا مس��لم

فخرج يرشح عرقا. فقيل لألسود انفه عنك ال يفسد علي��ك الن��اس ف��أخرجوه ثم ق��دم المدين��ة وبه��ا أب��و بك��ر وعم��ر

رضي الله عنهما. فقال له عم��ر من أين أقب��ل الرج��ل ق��ال من اليمن قال ما فع��ل الرج��ل ال��ذي أحرق��ه الك��ذاب

قال ذلك عبد الله بن ثوب. قال له عم��ر أنش��دك بالل��ه أنت ه��و ق��ال نعم

قال فأدخله وأجلسه بينه وبين أبي بكر. وقال الحمد لله الذي أراني في هذه األمة من

فعل به مثل ما فعل بإبراهيم خليل الرحمن. وممن قت���ل ص���برا كمي���ل بن زي���اد النخعي الك��وفي ك��ان ش��جاعا زاه��دا قتل��ه الحج��اج بن

164

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يوسف. وذل��ك أن الحج��اج نقم علي��ه ألن��ه طلب من عثمان بن عفان القصاص من لطم��ة لطمه��ا إي��اه

فلما مكنه عثمان من نفسه عفا عنه. فق��ال ل��ه الحج��اج أو مثل��ك يس��أل من أم��ير المؤمنين القصاص ثم أمر به فضربت عنقه نسأل

الله العافية. وذك��ر أن ري��اح بن يزي��د ك��ان على أتان��ه في سفر إذا غشيته السالبة )أي قطاع الطري��ق( وه��و يسير فأخذوا أتانه ونزعوا ثيابه إال واحدا ثم ذهب��وا

عنه. فمال رياح إلى موضع فأحرم بتكبيرة ثم أقبل يصلي فبينم��ا ه��و يص��لي إذا أظلمت الس��ماء فلم

تدري السالبة أين يتوجهون. فلما طول في الصالة قالوا أحسن ص��التك ي��ا عبد الله أما ترى م��ا ن��زل بن��ا وال نحس��ب ذل��ك إال

من أجلك. فسلم ثم التفت إليهم فقال ما تريدون أخذتوا ثيابي وحماري ف��ردوا علي��ه ثياب��ه ودابت��ه ف��انجلت

عنهم الظلمة.

165

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فرغبوا عند ذلك إليه وسألوه من هو وأقسمواعليه فقال لهم رياح بن يزيد.

طالع تواريخ من فيالدهر قد وجدوا

تجد خطوبا تسليعنك ما تجد تجد أكابرهم قد

عوا غصصا جرزايا بها قد من الر

فتتت كبد عزل ونهب وضربياط يلي بالس

حبس وقتل وتشريدلمن زهدوا وإن وقيت بحمد الله

تهم شر فلتحمد الله في

العقبى كمن حمدواآخر:

دائد قد إن الشتغشى الكريم ألن

تبين فضل سجياهوتوضحه كمبرد القين إذ يعلو

الحديد به وليس يأكله إال

ليصلحه والل���ه أعلم وص���لى الل���ه على محم���د وآل���ه

وصحبه وسلم.]فصل[

قال ابن القيم ومن تجريب��ات الس��الكين ال��تي جربوها فألفوه��ا ص��حيحة أن من أدمن )أي أك��ثر( من قول "يا حي يا قيوم ال إله إال أنت" أورثه ذلك

حياة القلب والعقل. وكان شيخ اإلسالم شديد اللهج بها ج��دا وق��ال لي يوما لهذين االسمين وهما "الحي القيوم" تأثير

عظيم في حياة القلب. وكأنه يشير إلى أنهما االسم األعظم وس��معته

166

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يق��ول من واظب على أربعين م��رة ك��ل ي��وم بين سنة الفجر وصالة الفجر "يا حي يا قيوم ال إل��ه إال أنت برحمتك أستغيث" حصلت له حياة القلب ولم

يمت قلبه. قال العلماء اعلم أنه ال يق��ف على ال��دواء من ال يقف على ال��داء إذ ال مع��نى لل��دواء إال مناقض��ة

أسباب الداء وال يبطل الشيء إال بضده. وس��بب اإلص��رار الغفل��ة والش��هوة وال تض��اد

الغفلة إال بالعلم. ذكر ابن القيم رحمه الله أن من كيده العجيب أنه يشام النفس حتى يعلم أي القوتين تغلب عليه قوة اإلقدام والشجاعة أم قوة االنكفاف واإلحجام

والمهانة. ف�����إن رأى الغ�����الب على النفس المهان�����ة واإلحجام أخذ في تثبيطه وإض��عاف همت��ه وإرادت��ه عن المأمور به وثقله عليه فهون عليه تركه جمل��ة

أو يقصر فيه ويتهاون به. وإن رأى الغالب عليه قوة اإلقدام وعلو الهمة أخذ يقلل عنده المأمور ويوهمه أنه ال يكفي��ه وأن��ه يحت���اج مع���ه إلى مبالغ���ة وزي���ادة ينقص ب���األول

ويتجاوز بالثاني. كما قال بعض السلف: ما أمر الله تعالى بأمر

167

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

إال وللش���يطان في���ه نزعت���ان، إم���ا إلى تفري���ط وتقصير، وإما إلى مجاوزة وعلو، وال يب��الي بأيهم��ا

ظفر. وق��د اقتط��ع أك��ثر الن��اس إال أق��ل القلي��ل في ه��ذين ال��واديين، وادي التقص��ير ووادي المج��اوزة

والتعدي. والقلي���ل منهم ج���دا الث���ابت على الص���راط

وأصحابه.المستقيم الذي كان عليه النبي فقوم قصر بهم عن واجبات الطهارة.

وق�����وم تج�����اوز بهم إلى مج�����اوزة الح�����دبالوسواس.

وقوم قصر بهم عن إخراج الواجب من المال. وق��وم تج��اوز بهم ح��تى أخرج��وا جمي��ع م��ا

بأيديهم. وقوم قصر بهم ح��تى عن تن��اول م��ا يحت��اجون إليه من الطعام والش��راب واللب��اس ح��تى أض��روا

بأبدانهم وقلوبهم. وق��وم تج��اوز بهم ح��تى أخ��ذوا ف��وق الحاج��ة

فأضروا بقلوبهم وأبدانهم. وقص��ر بق��وم في ح��ق األنبي��اء وورثتهم ح��تى

قتلوهم.

168

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وتجاوز بآخرين حتى عبدوهم. وقصر بقوم في خلطة الناس حتى اع��تزلوهم في الطاعات كالجمعة والجماعات والجه��اد وتعلم

العلم. وتج���اوز بق���وم ح���تى خ���الطوهم في الظلم

والمعاصي واآلثام. وقصر بقوم ح��تى امتنع��وا من ذبح عص��فور أو

شاة ليأكله. وتج��اوز ب��آخرين ح��تى ج��رأهم على ال��دماء

المعصومة. وقصر بقوم حتى منعهم من االش��تغال ب��العلم

النافع. وقصر بقوم حتى منعهم من االش��تغال ب��العلم

النافع. وتجاوز ب��آخرين ح��تى جعل��وا العلم وح��ده ه��و

غايتهم دون العمل به. وقصر بقوم حتى أطعمهم من العشب ونب��ات

البرية دون غذاء بني آدم.وتجاوز بآخرين حتى أطعمهم الحرام الخالص. وقصر بقوم حتى زين لهم ترك س��نة الن��بي

من النكاح فرغبوا عنه بالكلية. وتجاوز بآخرين حتى ارتكبوا ما وصلوا إليه من

169

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الحرام. وقصر بقوم حتى جفوا الشيوخ من أهل الدين

والصالح وأعرضوا عنهم ولم يقوموا بحقهم.وتجاوز بآخرين حتى عبدوهم مع الله.

وقص��ر بق��وم ح��تى منعهم قب��ول أق��وال أه��لالعلم.

وتجاوز بآخرين ح��تى جعل��وا الحالل م��ا حلل��وه والح��رام م��ا حرم��وه وق��دموا أق��والهم على س��نة

الصحيحة الصريحة.رسول الله وع��د رحم��ه الل��ه أش��ياء كث��يرة يط��ول ذكره��ا اقتصرنا على ذكر بعض��ها والل��ه أعلم وص�لى الل��ه

على محمد وآله وصحبه وسلم.)موعظة(

ر فإن ال��ذكرى تنف��عânقال الله جل ذكره: وذك [. وق���ال ج���ل وعال:55 ]ال���ذاريات: áالم���nؤمنين

âفعت الذكرى ر إن ن [. وق��ال ع��ز9 ]األعلى: áفذك��القnرآن من يخ��افn وعي��دâمن قائل: ر ب ]ق:áف��ذك

ر فم��ا أنت بنعمتâ[. وقال تبارك وتعالى: 45 فذكnون ك بكاهن وال مجن [.29 ]الطور: áرب

ك بالحكم��ةâوق��ال تع��الى: بيل رب ادعn إلى س��

170

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

نة [. وق��ال ج��ل125 ]النح��ل: áوالموعظ��ة الحس��ام الل��هâوعال: رهnم بأي [. وق��ال5 ]إب��راهيم: áوذك

��هâجل وعال وتق��دس: هn أن تع��nودnوا لمثل nمn الل يعظnك [.17 ]النور: áأبدا

يتخ��ول أص��حابه بالموعظ��ةوك��ان الن��بي فالوعظ والتذكير فريضتان واجبتان ماضيتان على

.أهلهما بكتاب الله وسنة رسوله وقد أمر الله الموعوظين باالستماع واإلص��غاء

للموعظة لما فيها من المنافع العظيمة. فعلى ك��ل إنس��ان مهم��ا ج��ل ق��دره وعظم خطره أن يحرص ويجتهد على اس��تماع الموعظ��ة وقبول النص��يحة ألن��ه إذا فع��ل ذل��ك ف��از بقس��طه األوفر وحظه األجزل واس��تحق من الل��ه البش��رى في العاجل والث��واب في اآلج��ل ومن عقالء خلق��ه

الثناء الحسن والمدح واإلكرام والدعاء.ذينâفإن الله جل ذكره يقول: ��اد ال ر عب فبش��

nنه بع��nون أحس�� [،17 ]الزم��ر: áيستمعnون القول فيتnولئك هnمâثم ق����ال: هn وأ ذين ه����داهnمn الل nولئك ال أ

nوا األلباب nول [.18 ]الزمر: áأ وقد شبه الله الكف��رة المعرض��ين عن الق��رآن الذي هو مشتمل على التذكرة الكبرى والموعظ��ة

فم���ا لهnم عنâالعظمى ب���الحمر ق���ال تع���الى:

171

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ت من تنفرة ف��ر هnم حnمnر مس�� ذكرة مnعرضين كأن الت [. فليحذر المسلم أن يتشبه51 ]المدثر: áقسورة

بهم ويعرض عن الموعظة. وقد جعل الل��ه ج��ل ذك��ره الخ��ير في االعتب��ار واالعتبار بالتفكير وحث عليه في عدة مواض��ع من

ارâكتاب��ه ق��ال تع��الى: nولي األبص�� ��ا أ وا ي nف��اعتبرá nوليâ[. وق��ال: 2]الحش��ر: ��رة أل ��ك لعب إن في ذل

[.44 ]النور: áاألبصاروا في أنفnسهم م��اâوقال جال وعال: nر أولم يتفك

��الحق ماوات واألرض وما بينهnما إال ب هn الس خلق اللمى [. وق���ال ج���ل وعال8 ]ال���روم: áوأج���ل مس���

ونâوتق��دس: nر ق��وم يتفك ��ات ل ��ك آلي áإن في ذل[.3]الرعد:

âوقال عز من قائل: ون الله قيام��ا nرn ذين يذك الون في خل�����ق nر �����nوبهم ويتفك ن nودا وعلى ج�����nعnوق ��اطال ��ا م��ا خلقت ه���ذا ب ن ماوات واألرض رب الس��

ار ��ا ع��ذاب الن بحانك فقن nس��á :[.191 ]آل عم��ران ونâوقال جل وعال: nر قوم يتفك إن في ذلك آليات ل

á :[.42 ]الزمر فمن ق��ريب م��ا يجب أن يفك��ر في��ه الل��بيب ويتدبره أن يتذكر أح��وال األمم والق��رون الماض��ية

172

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

والملوك األولين ال��ذي ك��انوا من أش��د خل��ق الل��ه قوة وأكثر جمعا وأبين آثارا وأطول أعم��ارا ال��ذين بن��وا الم��دائن وجمع��وا الخ��زائن وحف��روا األنه��ار

وعمروا الديار وشيدوا القصور. ودبروا األمور وجمعوا الجموع وقادوا الجيوش وساقوا الخيول ودوخوا البالد وأذلوا العباد ومش��وا في األرض مرحا واختالوا بما أوتوا فرح��ا فأخ��ذهم

الله بما كانوا يكسبون. فأصبحوا بع��د الع��ز والمنع��ة والمل��ك والرفع��ة والصيت والسطوة والذكر والصولة عظاما رميم��ا ورفاتا هشيما وأصبحت منازلهم خاوية وقص��ورهم

خالية وأجسادهم بالية وأصواتهم هادئة. تخبرك آثارهم معاينة وتقرع س��معك أخب��ارهم مج��اهرة فلم يص��حبهم من ال��دنيا م��ا جمع��وا ولم يدفع عنهم الردى ما كسبوا ولعلهم ندموا حيث لم تنفعهم الندامة وتلهفوا حيث ال يغني عنهم التلهف

شيئا. وإن الب��اقي عم��ا قلي��ل كالف��اني والغ��ابر عم��ا قليل كالماضي وما بينهما إال أنفاس معلومة وأيام

معدودة سريعة االنقضاء قريبة االنتهاء. فليح��ذر المغ��تر بملك��ه والمتمت��ع بع��زه ه��ذه الص��رعة وليس��تعد له��ذه الوجب��ة ولينت��ه له��ذه

173

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الموعظة فإن الله جعلها في أوائل مواعظه. وكررها في مواض��ع من كتاب��ه حيث ج��ل وعال

واâوتقدس يقول: nر��nوا في األرض فينظ nأولم يسير د منهnم nوا أش�� ��ان ذين من قبلهم ك كيف كان عاقبةn الوه��ا n��ر مما عمر وه��ا أكث nوا األرض وعمر n��ار ق��nوة وأثهn ليظلمهnم ��ان الل ��ات فم��ا ك ن nهnم بالبي ل nس nم رnوجاءته

nوا أنفnسهnم يظلمnون [.9 ]الروم: áولكن كانوا في األرضâوق����ال تع����الى: nير أفلم يس����

nوا ��ان ذين من قبلهم ك ��ةn ال ��ان عاقب ��ف ك وا كي nرnفينظ ��ارا في األرض فم��ا أغنى أكثر منهnم وأشد قnوة وآث

nون nوا يكسب [.82 ]غافر: áعنهnم ما كانوا فيâوق��ال ج��ل وعال وتق��دس: nير أو لم يس��

nوا من ��ان ذين ك ��ةn ال ��ان عاقب وا كيف ك nرnاألرض فينظ ��ارا في األرض د منهnم ق��nوة وآث nوا هnم أش�� قبلهم كانه من ��ان لهnم من الل nوبهم وم��ا ك ��ذnن هn ب فأخ��ذهnمn الل

[.21 ]غافر: áواق وعد جل وعال كثيرا منهم في كتاب��ه ووص��فهم

��فâوس��ماهم في خطاب��ه حيث يق��ول: ��ر كي ألم تnها nخلق مثل تي لم ي ك بعاد إرم ذات العماد ال فعل ربك ب عليهم رب اد فص�� وا فيه��ا الفس�� nفي البالد فأكثر

ك لبالمرصاد [.14 ]الفجر: áسوط عذاب إن رب

174

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

âوقال: ون��ا nرnحاب ال��رس وق وعادا وثمnود وأص�� [، ه��ذا خ��بر أص��دق38 ]الفرق��ان: áبين ذلك كثيرا

القائلين وهذا ق�ول ح��ق وق�د جع�ل الل�ه بك�ل م�ا شوهد في أيامه وعوين في زمانه ممن رفع��وا ثم وض��عوا وعل��وا ثم ص��رعوا ودارت عليهم ال��دوائر ونابتهم النوائب م��ا في بعض��ه مقن��ع لمعت��بر وبالغ

لمدكر. قالوا وأشرف أبو الدرداء صاحب رس��ول الل��ه

على أهل حمص فقال يا أهل حمص أتبن��ون م��ا ال تسكنون وتأملون ما ال تدركون وتجمع��ون م��ا ال

تأكلون. إن من ك��ان قبلكم بن��وا ش��ديدا وأمل��وا بعي��دا وجمع��وا كث��يرا فأص��بحت الي��وم مس��اكنهم قب��ورا

وأملهم غرورا وجمعهم بورا. وقد قال أحد فصحاء الملوك في خطبت��ه: ألم ت��روا مص��ارع من ك��ان قبلكم كي��ف اس��تدرجتهم الدنيا بزخارفها ونفتهم ثم تركتهم وقد تخلت عنهم فهم في ح���يرة وظلم���ة مدلهم���ة ترك���وا األهلين

واألوالد والعيال واألموال. مس���اكنهم القب���ور وق���د خلت منهم ال���دور��ا وتقطعت منهم األوص��ال والص��دور وص��اروا تراب

nمânباليا وكان الله لهم ناهيا قال تع��الى: ك ن فال تغ��nر

175

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

يطان ورn إن الش�� nم بالله الغرn ك ن الحياةn الدنيا وال يغnر��nوا nون ��هn ليك ��دعnو حزب م��ا ي خذnوهn عدnوا إن nم عدnو فات لك

عير [.5 ]فاطر: á[6 ]فاطر: áمن أصحاب السشعرا:

نبكي على الدنياوما من معشر

جمعتهم الدنيا فلمقوا يتفر أين األكاسرة

الجبابرة األولى كنزوا الكنوز فما

بقين وال بقوا من كل من ضاقالفضاء بجيشه

حتى ثوى فحواه لحدضيق خرس إذا نودوا كأن

لم يفهموا أن الكالم لهم حالل

مطلق فالموت آتوالنفوس نفائس

والمستغر بما لديهاألحمق

آخر: أجدك ما الدنيا

وماذا نعيمها وهل هي إال جمرة

تتوقد لعمري لقد شاهدتفيها عجائبا

وصاحبني فيها مسودوسيد رأيت بها أهل

ة المواهب مر وقد طاب عيشرور يجدد والس زا فما راعهم إال الر

يا ثوابت عليهم وقامت في

د أذاهم تحش وأسقتهموا كأسامن الذل مترعا

وكان لهم فوقماكين مقعد الس ودانت لمن ناواهم

بعض برهة على نكد في كل يوم

يجدد اللهم وفقنا للزوم الطريق ال��ذي يقربن��ا إلي��ك وهب لنا نورا نهتدي به إليك ويسر لن��ا م��ا يس��رته ألهل محبت��ك وأيقظن��ا من غفالتن��ا وألهمن��ا رش��دنا واس��ترنا في ال��دنيا واآلخ��رة واحش��رنا في زم��رة

176

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عبادك المتقين وألحقن��ا بعب��ادك الص��الحين واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين األحي��اء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

ق���ال علي بن أبي ط���الب من ه���وان ال���دنيا وحقارته��ا أن الل��ه أخ��رج أطايبه��ا من خسائس��ها فالدنيا سبعة أش��ياء: م��أكول ومش��روب وملب��وس

ومشموم ومنكوح ومسموع ومبصر. أم��ا الم��أكوالت فأش��رفها العس��ل وه��و لع��اب ذب���اب وأطيب المش���روبات الم���اء ويس���توي في

شربه اآلدمي والكلب والخنزير والحمار. وأفض��ل الملبوس��ات الحري��ر واإلبريس��م وه��و لعاب دودة وأشرف المناكح النساء وحقيقتها مبال في مبال وأش�رف المش�مومات المس�ك وه�و دم غزال والمسموع والمبصر مشترك بين ذل��ك وبين

البهائم. قد أولع الناس

في الدنيا بأربعة أكل وشرب وملبوس

ومنكوح وغاية الكل إنفكرت فيه إلى

روث وبول ومطروحومفضوح

فإن قيل ما السبب في حب الدنيا والتعلق بها

177

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

والتكالب عليها مع كثرة همومها وغمومها وأنكادها فالجواب قلة المعرفة بعيوبها فل��و كش��ف الغط��اء لهربوا منها ف��إن قي��ل م��ا س��بب زه�د األم��راء في أبواب العلماء ورغبة العلماء فيما عند األمراء قيل سبب زهدهم لقلة رغبتهم ومعرفتهم ب��العلم وأم��ا رغب��ة العلم��اء فلمع��رفتهم بفض��يلة الم��ال عن��د الحاجة إلي��ه والل��ه أعلم وص��لى الل��ه على محم��د وآله وصحبه وسلم )فائدة في معالج��ة حب ال��دنيا

المستغرق للوقت( أعلم أن حب الدنيا ين��در من يس��لم من��ه وه��و ينبعث من طول األم��ل ألن اإلنس��ان يق��ول األي��ام بين يدي وأفعل غدا كذا وبع�د غ�د س�أفعل وأتمت�ع بالدنيا والتوبة مفتوح بابها وتتم��ادى ب��ه األي��ام في جمع األم��وال وبن��اء القص��ور ونح��و ذل��ك وتش��عب آماله إلى أن ينس��ى أن النفس الواح��د يبع��ده من

الدنيا ويدنيه من اآلخرة. وما نفس إال يباعد

مولدا ويدني المنايا

ولكن من العالج النافع أن يق��ول الم��وت ليسللنفوس فتقرب بي��دي فكي��ف اعتم��د على الحي��اة فربن��ا قض��ى والم��وت ال يت��أخر بكراه��تي ق��ال الل��ه ج��ل وعال:

â اعة وال ون س���� nتأخر nهnم ال يس���� ف����إذا ج����اء أجل

178

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

تقدمnون [. وق��ال ع��ز من قائ��ل:61 ]النح��ل: áيس��âهاn هn نفسا إذا جاء أجل ر الل nؤخ ]المن��افقون:áولن ي

11.] ومن ذلك أن يقول هب��ني جمعت ال��دنيا أليس عند الم��وت أت��رك ذل��ك وأس��أل عن��ه ويتمت��ع في��ه غيري فلما ال أفك��ر في ذل��ك أجم��ع ال��دنيا لغ��يريوأبوء بحسابها وأضرارها. وأكون كما قال الشاعر:

كدود كدود القزينسج دائما

ا وسط ما ويهلك غمهو ناسج

آخر: وذي حرص تراه يلم

وفرا لوارثه ويدفع عن

حماه يد يمسك ككلب الصوهو طاو

فريسته ليأكلها سواه

ومن العالج أن يعلم أن من ك��انت دني��اه أك��ثر فحسرته أشد وخوفه أعظم بخالف من كان أخ��ف منه دنيا فأمره أسهل فصاحب األلفين أشد حسابا

من صاحب األلف وهلم جرا. ومن العالج زيارة المقابر والنظر في مص��ارع اآلباء واألمهات واألخوة واألخوات وسائر القرابات واألقران والزمالء واألصدقاء ويزور المستش��فيات والمرضى والسجون والمستوصفات ليش��كر الل��ه

على نعمه العظيمة. وبادر فإن الموت ال

شك نازل تزود من الدنيا

فإنك راحل

179

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

آخر: وساقهم نحو المنايا

المقادر خلت دورهم منهم

وأقوت عراصهم هم تحت التراب وضمالحفائر

وخلوا عن الدنيا وماجمعوا لها

آخر: وأصحابها تحتالتراب خفوت

وعضتك أجداثوهن صموت لمن تجمع الدنيا

وأنت تموت أيا جامع الدنياومهمل نفسه

ومن العالج أن ينظ���ر اإلنس���ان إلى جس���مه وانحالل ق��واه واش��تعال الش��يب ال��ذي ه��و بري��د الم��وت وض��عف نظ��ره وس��معه وتق��ارب خط��اه

وسقوط أسنانه. وتقصر خطوات

ويثقل مسمع تساقط أسنانويضعف ناظر

ومن العالج أن تقول الرسل أعلم م��ني قنع�وا بالقوت ورضوا بالكفاف وم��ا طلب��وا ال��دنيا فلم��اذا أنهمك فيها وأحرق نفسي وأغف��ل عن م��ا ق��دامي من األه��وال والعظ��ائم ال��تي أن��ا مقب��ل عليه��ا في

اآلخرة. أين الملوك أين الجبابرة أين الطغاة وأعوانهم انظري ي��ا نفس ه��ل بقى منهم أح��د ق��ال تع��الى:

â ��زا معn لهnم رك nحس منهnم من أح��د أو تس�� áه��ل ت[.98]مريم:

ومن العالج أن تقول نفرض أنك ملكتي ال��دنيا

180

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بأسرها وصفا لك ع��ذبها وزالله��ا وأدركت األم��اني أليس آخ��ر ذل��ك الم��وت وعاقبت��ه الف��وت فلم��اذا تحرق نفسك في طلب م��ا ه��و عاري��ة ووديع��ة وال

تذهب إال بالكفن فقط. وما قد حواه من

زخارف تخدعه فقل للذي قد غر

طول عمره تجد كل ما فيهاودائع ترجع

أفق وانظر الدنيابعين بصيرة

آخر: وال بد يوما أن ترد

الودائع وما المال واألهلون

إال ودائعآخر:

وإنما أنت مثل الناسمغرور

ن عليك فما¢ هوالدنيا بدائمة لم يمس منهم لبيب

وهو مسرورر أهل ولو تصو

الدهر صورتهآخر:

يكون بكاء الطفلساعة يولد

لما تؤذن الدنيا بهمن صروفها

آخر: رداآن تطوي فيهما

وحنوطا تجمع نصيبك مم

الدهر كلهوالله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم

)فصل(

عن إبراهيم ال��تيمي ق��ال ينبغي لمن ال يح��زن أن يخاف أن يكون من أهل الن��ار ألن أه��ل الجن��ة قالوا: "الحمد لله الذي أذهب عنا الح��زن" وينبغي

181

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

لمن لم يش��فق أن يخ��اف أن ال يك��ون من أه��لالجنة ألنهم قالوا:"إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين". وعن الفض��يل بن عي��اض ق��ال قي��ل لس��ليمان ال��تيمي أنت وأنت أي يثن��ون علي��ه ق��ال ال تقول��وا هكذا فإني ال أدري ما يب�دو لي من ربي ع�ز وج�ل

ه ماâسمعت الله عز وجل يقول: وبدا لهnم من اللnون ب nوا يحتس�� nون [. وإني أخش��ى47 ]الزم��ر: áلم يك

أن يبدو لي من الله ما لم أكن احتسب. وعن عكرمة عن محمد بن المنك��در أن��ه ج��زع عند الموت فقيل ل��ه لم تج��زع فق��ال أخش��ى آي��ة

وبدا لهnمâمن كتاب الله عز وجل قال الله تعالى: nون ب ��nوا يحتس�� nون ه م��ا لم يك [.47 ]الزم��ر: áمن الل

وإني أخش���ى أن يب���دو لي من الل���ه م���ا لم أكنأحتسب.

قلت وفيه آيات أخ��رى ينبغي أن تك��ون نص��ب وأن��ذرهnمâعيني العاقل اللبيب وذلك قوله تع��الى:

يوم الحسرة إذ قnضي األمرn وهnم في غفل��ة وهnم الnون nؤمن [. 39 ]مريم: áي

áيوم تبلوا كل نفس ما أسلفتâوقوله تعالى: رتى على م��اâ]وقول��ه: ��ا حس�� أن تق��nول نفس ي

اخرين nنتn لمن الس�� áف��رطتn في جنب الله وإن ك

182

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

[. 56]الزمر: رتني إلىâوقول��ه ج��ل وعال وتق��دس: ل��وال أخ

الحين nن من الص���� دق وأك áأج����ل ق����ريب فأص����[.10]المنافقون:

وقال عبد األعلى ال��تيمي ش��يئان قطع��ا ع��ني لذة الدنيا ذكر الموت والوقوف بين يدي الل��ه ع��ز

وجل. وعن أبي إسحاق قال أوى أبو ميس��رة عم��رو بن ش��رحبيل إلى فراش��ه فق��ال ي��ا ليت أمي لم تلدني فقالت له امرأته أبا ميس��رة أليس الل��ه ق��د أحسن إليك هداك لإلسالم وفعل بك كذا ق��ال بلى ولكن الله أخبرنا أن��ا واردون على الن��ار ولم ي��بين

لنا أنا صادرون عنها. وقال الحسن إن المؤمن يصبح حزينا ويمس�ي حزينا وينقلب باليقين في الحزن ويكفيه م��ا يكفي

العنيزة الكف من التمر والشربة من الماء. وقال حبيب ابن أبي ثابت م��ا استقرض��ت من أح��د ش��يئا أحب إلى من نفس��ي أق��ول له��ا أمهلي

حتى يجئ من حيث أحب.شعرا:

على شهوات النفسفي زمن العسر

إذا رمت أن تستقرض المال

183

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عليك وإنظارا إلىزمن اليسر

فسل نفسك فكل منوع بعدها اإلنفاق من كنز

واسع العذر فإن فعلت كنتالغني وإن أبت

وقال الثوري ما ضرهم م��ا أص��ابهم في ال��دنيا ج��بر الل��ه لهم ك��ل مص��يبة بالجن��ة، وس��أل رج��ل س��فيان الث��وري فلم يكن مع��ه م��ا يعطي��ه فبكى سفيان فقال ل�ه مس�عر بن ك�دام م��ا يبكي�ك ق�ال وأي مصيبة أعظم من أن يؤم��ل في��ك رج��ل خ��يرا

فال يصيبه عندك. وبكى ث��ابت ح��تى ك�ادت عين��ه ت��ذهب فج�اءوا برج��ل يعالجه��ا فق��ال الرج��ل أعالجه��ا على أن تطيعني قال وأي شيء قال على أن ال تبكي ق��ال

فما خيرهما إن لم تبكيا وأبى أن يعالجها.وكان شقيق بن سلمة إذا صلى في بيته ينشج – أي يخشع ويبكي- ولو جعلت له الدنيا على أن يفعل�هوأحد يسمعه أو يراه ما فعله- أي يخشى من الرياء.

ق�����ال:روى ش�����داد بن أوس أن الن�����بي «.أخوف ما أخاف على أمتي الرياء»

وك��ان عم��رو بن عتب��ة بن فرق��د يخ��رج على فرسه ليال إلى المقبرة فيقف على القبور فيق��ول ي��ا أه��ل القب��ور ق��د ط��ويت الص��حف وق��د رفعت األعمال ثم يبكي ويصف قدميه حتى يصبح ف�يرجع

184

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فيشهد صالة الصبح. وق��الت ام��رأة حس��ان بن س��نان ك��ان يجئ فيدخل معي في فراشي ثم يخادعني كم��ا تخ��ادع المرأة صبيها فإذا علم أني نمت سل نفسه فخرج ثم يقوم فيصلي قالت فقلت له يا أبا عبد الل��ه كم تعذب نفسك ارفق بنفس��ك فق��ال اس��كتي ويح��ك

فيوشك أن أرقد رقدة ال أقوم منها زمانا. عن عبد الله بن المبارك قال حدثنا وهيب قال م��ا اجتم��ع ق��وم في مجلس أو مأل إال ك��ان أوالهم بالله الذي يفتتح بذكر الله حتى يفيضوا في ذك��ره وما اجتمع قوم في مجلس أو مأل إال ك��ان أبع��دهم من الله الذي يفتتح بالشر حتى يخوضوا في��ه وفي الح��ديث ط��وبى لمن ك��ان مفتاح��ا للخ��ير مغالق��ا

للشر وويل لمن كان مفتاحا للشر مغالقا للخير.)فصل(

كتب عمر بن عب��د العزي��ز إلى س��الم بن عب��د الل��ه أن اكتب إلي بش��يء من رس��ائل عم��ر بن الخط��اب فكتب أن ي��ا عم��ر اذك��ر المل��وك ال��ذين تفق��أت أعينهم ال��ذين ك��انت ال تنقض��ي ل��ذاتهم وانفقأت بطونهم التي كانوا ال يشبعون بها وصاروا جيف��ا في األرض وتحت أكنافه��ا أن ل��و ك��انت إلى

185

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

جنب مسكين لتأذى بريحهم. وقال بالل بن سعد: رب مسرور مغب��ون ورب مغب��ون ال يش��عر فوي��ل لمن ل��ه الوي��ل وال يش��عر يأكل ويشرب ويضحك ويلعب وق��د ح��ق علي��ه في

قضاء الله أنه من أهل النار. عن عون بن عبد الله بن عتبة أنه كان يق��ول: يا ويح نفسي كيف أغفل وال يغف��ل ع��ني أم كي��ف تهني��ني معيش��تي والي��وم الثقي��ل ورائي أم كي��ف

يشتد عجبي بدار في غيرها قراري. وكان داود الطائي في دار واس�عة خرب�ة ليس فيه��ا إال بيت وليس على بيت��ه ب��اب فق��ال بعض القوم أنت في دار وحشة فلو اتخ��ذت لبيت��ك ه��ذا بابا أما تستوحش فقال حالت وحش��ة الق��بر بي��ني

وبين وحشة الدنيا. وقال محم��د بن كعب: ال��دنيا دار فن��اء، م��نزل بلغ��ة رغبت عنه��ا الس��عداء وأس��رعت من أي��دي األش��قياء فأش��قى الن��اس به��ا أرغب الن��اس فيه��ا وأسعد الناس فيه�ا أزه�د الن�اس به�ا هي المعذب�ة لمن أطاعها المهلكة لمن اتبعها الخائنة لمن انق��اد له��ا علمه��ا جه��ل وغناؤه��ا فق��ر وزيادته��ا نقص��ان

وأيامها دول.

186

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وعن بكر بن محمد ق��ال: قلت ل��داود الط��ائيأوصني قال: عسكر الموتى ينتظرونك.

وقال أبو حازم: من عرف الدنيا لم يفرح فيه��ابرخاء ولم يحزن على بلوى.

وق��ال ابن المب��ارك: أه��ل ال��دنيا خرج��وا من الدنيا قبل أن يتطعموا أطيب ما فيها قيل ل��ه وم��ا

أطيب ما فيها قال المعرفة بالله عز وجل. وقال شداد بن أوس رضي الله عن��ه: إنكم لم تروا من الخ��ير إال أس��بابه ولم ت��روا من الش��ر إال أسبابه، الخير كله بحذافيره في الجنة والشر كل��ه بحذافيره في النار وإن الدنيا ع��رض حاض��ر يأك��ل منه البر والفاجر واآلخرة وع��د ص��ادق يحكم فيه��ا ملك قاهر ولكل بنون فكونوا من أبن��اء اآلخ��رة وال

تكونوا من أبناء الدنيا. وق��ال عم��ر بن ذر اعمل��وا ألنفس��كم رحمكم الله في هذا الليل وسواده فإن المغب��ون من غبن خ��ير اللي��ل والنه��ار والمح��روم من ح��رم خيرهم��ا وإنما جعال سبيال للمؤمنين إلى طاع��ة ربهم ووب��اال على اآلخ��رين للغفل��ة عن أنفس��هم ف��أحيوا لل��ه أنفسكم بذكره فإنما تحي��ا القل��وب ب��ذكر الل��ه كم من ق��ائم في ه��ذا اللي��ل ق��د اغتب��ط بقيام��ه في حفرته وكم من نائم في ه��ذا اللي��ل ق��د ن��دم على

187

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

طول نومه عند ما يرى من كرامة الل��ه ع��ز وج��ل للعاب��دين غ��دا ف��اغتنموا مم��ر الس��اعات واللي��الي

واأليام. وق��ال رج��ل ل��داود الط��ائي أوص��ني ف��دمعت عيناه ثم قال له يا أخي إنما الليل والنه�ار مراح�ل تنزل بالناس مرحلة مرحل��ة ح��تى ينتهي بهم ذل��ك إلى آخر سفرهم فإن استطعت أن تق��دم في ك��ل

يوم مرحلة زادا لما بين يديك فافعل. فإن انقطاع الس��فر عن ق��ريب واألم��ر أعج��ل من ذلك فتزود لس��فرك واقض م��ا أنت ق��اض من أمرك فكأنك باألمر قد بغت��ك إني ألق�ول ه��ذا وم��ا

أعلم أحدا أشد تضييعا مني لذلك ثم قام. وجاء داود الط��ائي أح��د أص��حابه ب��ألفي درهم وقال هذا شيء جاء الله ب��ه لم تطلب��ه ولم تش��ره له نفسك قال داود إنه لمن أمثل ما يأخذون ق��ال

فما يمنعك منه قال لعل تركه أن يكون أنجى. وقال محمد بن واسع: لقد أدركت رج��اال ك��ان الرجل يكون رأسه م��ع رأس امرأت��ه على وس��ادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه ال تشعر به امرأته ولقد أدركت رجاال يقوم أحدهم في الص��ف فتسيل دموعه على خده وال يش��عر ب��ه ال��ذي إلى

188

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

جنبه. وق��ال س��لمان الفارس��ي رض��ي الل��ه عن��ه أض�حكني ثالث وأبك��اني ثالث ض�حكت من مؤم��ل الدنيا والموت يطلبه وغافل ال يغفل عن��ه وض�احك

ملء فيه ال يدري أمnسخط ربه أم مرضيه. وأبكاني ثالث فرقة األحبة محمد وحزب�ه وه�ول المطلع عند غمرات الموت والوقوف بين ي��دي رب الع��المين حين ال أدري إلى الن��ار انص��رافي أم إلى

الجنة. وقال أحد السلف ألن أعلم أن الله تقبل م��ني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها

قينâألن الله تعالى يقول: لn اللهn من المnت ما يتقب إنá :[.27 ]المائدة

وقال إب��راهيم ال��تيمي مثلت نفس��ي في الن��ار أعالج أغاللها وسعيرها وأكل من زقومه��ا وأش��رب من حميمه���ا فقلت ي���ا نفس أي ش���يء تش���تهين قالت أرجع إلى الدنيا أعمل عمال أنجو به من ه��ذا

العذاب. ومثلت نفسي في الجنة مع حوره��ا ألبس من سندس��ها واس��تبرقها وحريره��ا فقلت ي��ا نفس أي شيء تشتهين قالت أرجع إلى ال��دنيا فأعم��ل عمال أزداد به من هذا الثواب فقلت اآلن أنت في الدنيا

189

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وفي األمنية. والل��ه أعلم وص��لى الل��ه على محم��دوآله وسلم.

- ]موعظة[7

عباد الل��ه إن مفت��اح س��عادة الم��رء في دني��اه وأخراه أن يراقب مواله بحيث يكون في كل ح��ال من أحوال��ه مستحض��را عظم��ة رب��ه وجالل��ه وال ينساه مؤمنا بأنه تعالى يراه أينما كان ويعلم سره ونجواه فمن كان هكذا أورثه ذلك خش��ية رب��ه في س��ره وعالنيت��ه، ف��إذا خ��اف اإلنس��ان رب��ه خوف��ا صحيحا وقف وال بد عندما حد له من ح��دود يفع��ل أوام��ره ويجتنب نواهي��ه، ال يحمل��ه على ذل��ك إال إجالله لربه، ومن أبع��د البع��د أن يق��رب المعص��ية من كان هكذا، ألنه يستحضر أن الله تع��الى ي��راه، ويوقن أن الله تعالى يجازيه على كل ما ق��دم من طاعة أو معصية فإذا وصل العبد إلى ه��ذه الحال��ة ك��ان م��ع توفي��ق الل��ه ل��ه من ص��فوة خل��ق الل��ه المتقين ال��ذين لل��ه تع��الى بهم عناي��ة ف��وق م��ا يتصوره المتصورون هو أنه تعالى أخبره عن مبل��غ هذه العناي��ة في الكت��اب الم��بين أخ��بر تع��الى أن��ه معهم لم��ا هم علي��ه مم��ا وفقهم ل��ه من تق��وى

190

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وإحسان، وإذا كان األم��ر هك��ذا. فمن يغلب التقي ومع��ه الق��اهر الغالب ومن يذل��ه ومع��ه من بي��ده ناص��ية ك��ل مخل��وق ومن يحوج��ه ومع��ه من ك��ل العوالم تتقلب في بحبوح��ة ج��وده وكرم��ه الب��اهر، ومن يشقيه ومعه من ال سعادة إال وهي من فيض كرمه وإحسانه. فعليك بلزوم تق��وي الل�ه وطاعت��ه تنل السعادة في الدنيا واآلخ��رة، ق��ال ص��لى الل��ه

أفض,,ل اإليم,,ان أن تعلم أنعلي��ه وس��لم: »«. رواه الطبراني.الله معك حيثما كنت

شعرا: غضارة عيش سوف

يذوي اخضرارها أعارتك دنيا مسترد

معارها وقد حان من دهمالمنايا مزارها

وهل يتمنى المحكمالرأي عيشة وقد طال فيما عاينته

اعتبارها وكيف تلذ العين

هجعة ساعة قد استيقنت أن ليسفيها قرارها

وكيف تقر النفسفي دار نقلة ولم تدر بعد الموت

أين محارها وأنى لها في

األرض خاطر فكرة يها أما في توقالعذاب ازدجارها

أليس لها فيعي للفوز إلى حر نار ليس الس

يطفى أوارها فخابت نفوس

قادها لهو ساعة إلى غير ما أضحىإليه مدارها

لها سائق حاد حثيثمبادر وتقصد وجها في

سواه سفارها تراد ألمر وهي

تطلب غيره وقد أيقنت أنالعذاب قصارها

أمسرعة فيما يسوءقيامها ها طغيانها لقد شف

واغترارها تعطل مفروضاوتعنى بفضلة

191

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ا لها منه النجاح وعمنفارها

إلى ما لها منهالبالء سكونها وتتبع دنيا جد عنها

فرارها وتعرض عن ربدعاها لرشدها فلله دار ليس تخمد

نارها فيأيها المغرور بادر

برجعة دليل على محضالعقول اختيارها

وال تتخير فانيا دونخالد وتسلك سبال ليس

يخفى عوارها أتعلم ان الحق فيما

تركته جل لبهماء يؤذي الرفيها عثارها

وتترك بيضاءالمناهج ضلة إذا ما انقضى ال

ينقضي مستشارها تسر بلهو معقب

بندامة وتبقى تباعاتالذنوب وعارها

وتفنى اللياليات كلها والمسر تبين من سر

الخطوب استتارها فهل أنت يا مغبون

مستيقظ فقد نواهيه إذ قد تجلىمنارها

ل إلى رضوان فعجربك واجتنب وتغرى بدنيا ساء فيك

سرارها تجد مرور الدهر

عنك بالعب وهاتيك منهامقفرات ديارها

ها¢ ة قد غر فكم أمالدهر قبلنا وأسكنهم دارا حالال

عقارهاهم عفو اإلله إذا حف

وفضله يظن على أهلالحظوظ اقتصارها

يفز بنو الدنيابدنياهم التي وليس بغير البذل

يحمى ذمارها هي األم خير البر

فيها عقوقها وما الهلك إال قربهاواعتمارها

فما نال منها الحظإال مهينها وقد بان للب الذكي

اختبارها تهافت فيها طامع

بعد طامع لها ذا اعتمار يجتنبكغمارها

تطامن لغمرالحادثات وال تكن فقد صح في العقل

الجلي عيارها وإياك ان تغتر منها

بما ترى

192

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ولذة نفس يستطاب

اجترارها رأيت ملوك األرض

يبغون عدة لمتبعة الصفار جمصغاره

وخلوا طريق القصدفي مبتغاهم مكين لطالب الخالص

اختصارها وإن التي يبغون

نهج بقية ات إذا صان همالرجال انكسارها

هل العز إال همةصح صونها قنوع غني النفس باد

وقارها وهل رابح إال امرؤ

متوكل تضيق بها ذرعاويفنى اصطبارها

ويلقى والة الملكخوفا وفكرة أحاطت بنا ما إن

يفيق خمارها عيانا نرى هذا ولكن

سكرة وفي علمه معمورهاوقفارها

تدبر من البانيعلى األرض سقفها بال عمد يبني عليه

قرارها ومن يمسك األجرام

واألرض أمره فصح لديها ليلهاونهارها

ومن قدر التدبيرفيها بحكمة فمنها يغذي حبها

وثمارها ومن فتق األمواهفي صفح وجهها فأشرق فيها وردها

وبهارها ومن صير األلوان

في نور نبتها ومنهن ما يغشىاللحاظ احمرارها

فمنهن مخضر يروقبصيصه م فثار من الص

الصالب انفجارها ومن حفر األنهار

دون تكلف ا ويبدو بالعشي غدواصفرارها

ومن رتب الشمسالمنير ابيضاضها وأحكمها حتى

استقام مدارها ومن خلق األفالك

فامتد جريها ي للعقول فإن المذكاعتبارها

ر على ما قد تذكمضى واعتبر به وكان ضمانا في

األعادي انتصارها تحامى ذراها كل

باغ وطالب وعاد إلى ذي ملكةمستعارها

توافت ببطن األرضوانشت شملها رة في القصد مشم

وهو سعارها وكم راقد في غفلة

عن منية

193

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

مدل بأيد عند ذيالعرش ثارها

ومظلمة قد نالهامتسلط على أنها باد إليك

أزورارها أراك إذا حاولت

دنياك ساعيا وتبدي أناة ال يصحاعتذارها

وفي طاعة الرحمنيقعدك الونى وتنسى التي فرض

عليك حذارها تحاذر إخوانا

ستفنى وتنقضي مبينا إذا األقدار حلاضطرارها

كأني أرى منكالتبرم ظاهرا مضت كان ملكا في

يدي خيارها هناك يقول المرء

من لي بأعصر عصيب يوافي النفسفيه احتضارها

تنبه ليوم قد أظلكورده وإن من اآلمال فيه

انهيارها تبرا فيه منك كل

مخالط يلوح عليها للعيوناغبرارها

فأودعت في ظلماها ضنك مقر وقد حط عن وجه

الحياة خمارها تنادى فال تدريالمنادي مفردا وساعة حشر ليس

يخفي اشتهارها تنادى إلى يوم

شديد مفزع صحائفنا وانثال فيناانتثارها

إذا حشرت فيهالوحوش وجمعت وأذكي من نار

الجحيم استعارها وزينت الجنات فيه

وأزلفت وأسرع من زهرالنجوم انكدارها

مس وكورت الشحى المنيرة بالض وقد عطلت من

مالكيها عشارها لقد جل أمر كان

منه انتظامها ا لدار ال يفك وإمإسارها

ا لدار ليس فإميفنى نعيمها فتحصى المعاصي

كبرها وصغارها بحضرة جبار رفيق

معاقب وتهلك أهليها هناككبارها

ويندم يوم البعثجاني صغارها إذا ما استوى

أسرارها وجهارها ستغبط اجسادوتحيا نفوسها

194

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, فليس إلي حي سواه

افتقارها ومن إن ألمتبالعقول رزية له ملكها منقادة

وائتمارها تجد كل هذا راجع

نحو خالق فأمكن بعد العجزفيها اقتدارها

أبان لنا اآليات فيأنبيائه وما حلها إثغارها

واتغارها فأنطق أفواهابألفاظ حكمة وأسمعم في الحين

منها حوارها وأبرز من صمالحجارة ناقة أتاها بأسباب الهالك

قدارها ليوقن أقوام وتكفر

عصبة وبان من األمواج فيهانحسارها

وشق لموسى البحردون تكلف فلم يؤذه إحراقها

واعترارها وسلم من ناراألنوق خليله به أمة أبدى الفسوق

شرارهاى من الطوفان ونج

نوحا وقد هدت فتعسيرها ملقى لهوبذارها

ومكن داودا بأيدوابنه وعلم طيرا في

ماء حوارها الس وذلل جبار البالد

بأمره ومكن في أقصىالبالد مغارها

ة ل بالقرآن أم وفضأحمد بآيات حق ال يخل

معارهاماء وشق له بدر الس

ه وخص وقد كان من قطبالهالك منارها

وأنقذنا من كفرأربابنا به لنسلم من نار ترامى

شرارها فما بالنا ال نترك

الجهل ويحنا اللهم تب علينا قب��ل أن تش��هد علين��ا الج��وارح ونبهنا من رقدات الغفالت وس��امحنا ف��أنت الحليم المسامح وانفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا فمنك الفض��ل والمن��ائح واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

195

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

على محمد وعلى آله أجمعين.]فصل[

قال الفضيل بن عياض الدخول في الدنيا هين��ا لمن ولكن الخ��روج منه��ا ش��ديد وق��ال آخ��ر عجب عرف أن الموت حق كيف يفرح وعجبا لمن عرف��ا لمن رأى الن��ار وأنه��ا ح��ق كي��ف يض��حك، وعجب��ا لمن تقلب الدنيا بأهلها كيف يطمئن إليه��ا، وعجب

يعلم أن القدر حق كيف ينصب. قال مالك بن دينار: اصطلحنا على حب الدنيا،ا، وال ا، وال ينهى بعض��نا بعض�� فال ي��أمر بعض��نا بعض�� يدعنا الله على ه�ذا فليت ش�عري أي ع�ذاب الل�ه

ينزل علينا. وقي��ل لبش��ر م��ات فالن فق��ال، جم��ع ال��دنيا

وذهب إلى اآلخرة وضيع نفسه. وق��ال آخ��ر: ال��دنيا تبغض إلين��ا ونحن نحبه��ا

فكيف لو تحببت إلينا. وقال آخر: ال يصبر عن ش��هوات ال��دنيا إال من

كان في قلبه ما يشغله باآلخرة. وقال آخر: يعظ أخا له في الله ويخوفه بالل��ه، فق��ال ي��ا أخي إن ال��دنيا دحض مزل��ة، ودار مذل��ة،

196

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عمرانها إلى الخراب ص��ائر، وعامره��ا إلى القب��ور زائ��ر، ش��ملها على الفرق��ة موق��وف، وغناه��ا إلى الفقر مصروف، اإلكثار فيها إعسار واإلعسار فيه��ا

يسار. فافزع إلى الله وارضى برزق الله، ال تتس��لف من دار فنائ��ك إلى دار بقائ��ك ف��إن عيش��ك في ال��دنيا فيء زائ��ل وج��دار مائ��ل أك��ثر من عمل��ك

وأقلل من أملك. وق��ال يح��يى بن مع��اذ العقالء ثالث��ة من ت��رك الدنيا قبل أن تترك��ه، وب��نى ق��بره قب��ل أن يدخل��ه

وأرضى خالقه قبل أن يلقاه. وق��ال بن��دار إذا رأيت أبن��اء ال��دنيا يتكلم��ون

بالزهد فاعلم أنهم في سخرية إبليس. وذكر أناس الدنيا وأقبلوا على ذمها عند رابع��ة العدوية، فقالت اسكتوا عن ذكره��ا فل��وال موقعه��ا من قل��وبكم م��ا أك��ثرتم من ذكره��ا، إن من أحب

شيئا أكثر من ذكره.شعرا:

وطالبها مثل الكالبالهوامس

أال إنما الدنيا كجيفةميتة بها شغفا قوم طوال

القالنسا لها وأعظمهم ذم

وأشدهم وقال آخ��ر: ال��دنيا مزبل��ة ومجم��ع كالب وأق��ل

197

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

من الكالب من عكف عليها، فإن الكلب يأخ��ذ من الجيفة حاجته وينصرف والمحب لل��دنيا ال يفارقه��ا

بحال.وقيل إلبراهيم بن أدهم كيف أنت فقال:

فال ديننا يبقى وال مانرقع

نرقع دنيانا بتمزيقديننا فطوبى لعبد آثروجاد بدنياه لما يتوقع

الله وحدهوقال آخر:

ونال من الدنياسرورا وأنعما

أرى طالب الدنياوإن طال عمره ا استوى ما قد فلم

بناه تهدما كبان بنى بنيانه

فأقامه وقال لقمان البن��ه: ي��ا ب��ني ب��ع دني��اك بآخرت��ك تربحهما جميع��ا وال تب��ع آخرت��ك ب��دنياك تخس��رهما

جميعا. وقال محمد بن الحسين لما علم أهل الفض��ل والعلم والمعرفة واألدب أن الله عز وجل قد أهان الدنيا وأنه لم يرض��ها ألوليائ��ه وأنه��ا عن��ده حق��يرة

ذليلة. زه��د فيه��ا، وح��ذر أص��حابهوأن رسول الل��ه

من فتنتها أكلوا منها قصدا وق��دموا فض��ال وأخ��ذوا منها ما يكفي، وتركوا ما يلهي، لبس��وا من الثي��اب ما ستر العورة، وأكلوا من الطعام أدناه مم��ا س��د

الجوعة.

198

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ونظروا إلى الدنيا بعين أنها فانية وإلى اآلخرة أنها باقية، فتزودوا من الدنيا كزاد الراكب، فخربوا

الدنيا وعمروا بها اآلخرة. ونظ���روا إلى اآلخ���رة بقل���وبهم فعلم���وا أنهم سينظرون إليها بقلوبهم وأعينهم، ولما علموا أنهم سيرتحلون إليها بأبدانهم تعبوا قليال وتنعموا ط��ويال كل ذلك بتوفيق موالهم الكريم أحبوا ما أحب لهم

وكرهوا ما كره لهم. قال عبد الل��ه بن مس��عود ن��ام رس��ول الل��ه

على حصير فقام وقد أثر في جنبه فقلنا يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء فقال مالي ولل��دنيا م��ا أن��ا في الدنيا إال كراكب اس�تظل تحت ش�جرة ثم راح

وتركها.الكون طريق والس

الحق أفراد اعلم بأن طريق

الحق منفرد فهم على مهلاد يمشون قص

ال يطلبون والتطلب مساعيهم فجلهم عن طريق

اد الحق رق والناس في غفلة

ا له قصدوا عم وخطب عمر بن عبد العزيز رحمه الله فق��ال: يا أيها الن��اس إنكم خلقتم ألم��ر إن كنتم تص��دقون به وه��ذا عملكم ف��إنكم حمقى، وإن كنتم تك��ذبون به ف��إنكم هلكى فم��ا خلقتم لألب��د ولكنكم من دار

إلى دار تنقلون.

199

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عباد الله إنكم في دار لكم فيه��ا من طع��امكم غص��ص ومن ش��رابكم ش��رق ال تص��فوا لكم نعم��ة تس��رون به��ا إال بف��راق أخ��رى تكره��ون فراقه��ا، فاعملوا لم��ا أنتم ص��ائرون إلي��ه وخال��دون في��ه ثم

غلبه البكاء ونزل. وقال بعضهم في وصف مراح��ل الس��لوك: إن المؤمن إذا آمن بالله واستحكم إيمان��ه خ��اف الل��ه تع��الى ف��إذا خ��اف الل��ه تع��الى تول��د من الخ��وف

الهيبة. فإذا س��كنت غلب��ة الهيب��ة دامت طاعت��ه لرب��ه،

فإذا أطاع ربه تولد من الطاعة الرجاء. فإذا سكنت درجة الرج��اء في القلب تول��د من

الرجاء المحبة. فإذا استحكمت المحب��ة في قلب العب��د س��كن بعدها مقام الشوق، فإذا اش��تاق أداه الش��وق إلى األنس بالله، فإذا أنس بالله اطمأن إلى الله، ف��إذا اطم��أن إلى الل��ه ك��ان ليل��ه في نعيم ونه��اره في

نعيم وسره في نعيم وعالنيته في نعيم. وقال بعضهم يا ابن آدم ما أنصفت إذ ي��دعوك داعي ال��دنيا بكلم��ة واح��دة لش��يء ذاهب فتجيب��ه مس��رعا، وي��دعوك داعي اآلخ��رة لش��يء ب��اقي

200

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

صافي ثابت فال تجيبه مس��رعا، فليت��ك إذ لم تق��دراآلخرة سويت بينهما.

وقال آخر: العلماء العاملون أرأف بأمة محم��د من آبائهم وأمهاتهم وأشفق عليهم، قيل ل��ه كي��ف ذلك، قال ألن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من ن��ار ال���دنيا، والعلم���اء يحفظ���ونهم من ن���ار اآلخ���رة

وأهوالها. وقال آخر: من أقوى الق��وى أن تغلب نفس��ك، من عج���ز عن أدب نفس���ه ك���ان عن أدب غ���يره أعجز، وقال: من عالمات االس��تدراج للعب��د عم��اه عن عيب��ه، وتطلع�ه إلى عي��وب الن��اس، وق��ال من

النذالة أن يأكل العبد بدينه. وقال آخر: وق��د س��ئل عن الطري��ق إلى الل��ه، فقال: توب��ة تح��ل اإلص��رار، وخ��وف يزي��ل الغ��رور ورجاء ينهض الخيرات، ثم مراقبة الله في خواطر

القلوب. قال أحمد بن عاصم: أنفع اليقين ما عظم في عينيك ما به أيقنت وأنف��ع الخ��وف م��ا حج��زك عن المعاص��ي، وأط��ال من��ك الح��زن على م��ا ف��ات،

وألزمك الفكر في بقية عمرك وخاتمة أمرك. وأنف��ع الص��دق أن تق��ر لل��ه ع��ز وج��ل بعي��وب نفس��كن وأنف��ع الحي��اء أن تس��تحي أن تس��أله م��ا

201

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

تحب وتأتي ما يكره. وأنف��ع الص��بر م��ا ق��واك على خالف ه��واك وأفضل الجهاد مجاهدتك نفسك لترده�ا إلى قب�ول

الحق. وأوجب األعداء منك مجاهدة أقربهم منك دنواا وأعظمهم ل��ك ع��داوة وه��و وأخفاهم عنك شخص��

إبليس. قلت: فما ت��رى في األنس بالن��اس؟ ق��ال: إن وجدت عاقال مأمونا فأنس به واهرب من سائرهم

كهربك من السباع. قلت: فما أفضل م��ا أتق��رب ب��ه إلى الل��ه ع��ز

وجل؟ قال: ترك معاصيه الباطنة. قلت: فم��ا ب��ال الباطن��ة أولى من الظ��اهرة؟ ق��ال: ألن��ك إذا أجتنبت الباطن��ة بطلت الظ��اهرة

والباطنة. قلت: فما أضر الطاعات لي؟ قال: ما نس��يتبها مساوئك، وجعلتها نصب عينيك إدالال بها وأمنا.

قال: وسمعته يقول: استكثر من الله عز وجل لنفسك قليل الرزق تخلصا إلى الش��كر، واس�تقلل من نفسك لله عز وج��ل كث��ير الطاع��ة إزراء على

النفس وتعرضا للعفو.

202

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

واستجلب شدة التيقظ بشدة الخ��وف؛ وادف��ع عظيم الح��رص بإيث��ار القناع��ة، واقط��ع أس��باب الطمع بصحة اليأس؛ وسد س��بيل العجب بمعرف��ة

النفس. واطلب راح��ة الب��دن بإجم��ام القلب، وتخلص إلى إجم��ام القلب بقل��ة الخلط��اء، وتع��رض لرق��ة القلب بدوام مجالسة أه��ل ال��ذكرن وب��ادر بانته��از

البغية عند إمكان الفرصة وأحذرك "سوف". وإياك مهال فهي

أخطر علتي وكن صارما كالوقتفالمقت في عسى تجد نفسا فالنفس

إن جدت جدت وجذ بسيف العزم

سوف فإن تجد عن األوزاعي أن��ه وع��ظ فق��ال في موعظت��ه: أيها الناس تق��ووا به��ذه النعم ال��تي أص��بحتم فيه��ا على الهرب من نار الله الموقدة التي تطل��ع على

األفئدة. ف��إنكم في دار الث��واء فيه��ا قلي��ل وأنتم فيه��ا مؤجلون خالئف من بع��د الق��رون ال��ذين اس��تقبلوا

من الدنيا أنفها وزهرتها. فهم كانوا أط��ول منكم أعم��ارا وأم��د أجس��اما وأعظم آثارا فخددوا الجبال وجابوا الصخور ونقبوافي البالد مؤيدين ببطش شديد وأجسام كالعماد.

فم��ا لبثت األي��ام واللي��الي أن ط��وت م��ددهم

203

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وعفت آث��ارهم وأخ��وت م��نزلهم وأنس��ت ذك��رهم،فما تحس منهم من أحد وال تسمع لهم ركزا.

كانوا بلهو األمل آمنين لبي��ات ق��وم غ��افلين أو لصباح قوم نادمين، ثم إنكم قد علمتم ال��ذي ن��زل

بساحتهم بياتا من عقوبة الله عز وجل. فأصبح كثير منهم في ديارهم ج��اثمين وأص��بح الب���اقون ينظ���رون في آث���ار نقم���ة وزوال نعم���ة ومساكن خاوية فيه��ا آي��ة لل��ذين يخ��افون الع��ذاب

األليم وعبرة لمن يخشى. وأصبحتم من بع��دهم في أج��ل منق��وص ودني��ا

مقبوضة في زمان قد ولى عفوه وذهب رخاؤه. فلم تب��ق من��ه إال حم��ة ش��ر وص��بابة ك��در، وأهاويل عبر، وعقوبات غ��ير وأرس��ال فتن، وتت��ابع زالزل ورذل��ة خل��ف بهم ظه��ر الفس��اد في ال��بر

والبحر. فال تكونوا أشباها لمن خدعه األمل وغر بطول األجل وتبلغ باألماني. نسأل الله أن يجعلنا وإي��اكم

ممن وعى نذره، وعقل فمهد لنفسه. اللهم انظمن���ا في س���لك عب���ادك المفلحين واحش���رنا م���ع ال���ذين أنعمت عليهم من النب���يين والص���ديقين والش���هداء والص���الحين واغف���ر لن���ا

204

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

كتب بعض��هم إلى أخ يوص��يه: أم��ا بع��د ف��إني أوصيك بتقوى الله، والعم��ل بم��ا علم��ك الل��ه ع��ز وج��ل، والمراقب��ة حيث ال ي��راك أح��د إال الل��ه ع��ز وجل واالستعداد لما ليس ألحد فيه حيلة، وال تنف��ع

الندامة عند نزوله. فاحسر عن رأسك قن��اع الغ��افلين، وانتب��ه من رق��دة الم��وتى، وش��مر للس��باق غ��دا ف��إن ال��دنيا مي��دان المس��ابقين، وال تغ��تر بمن أظه��ر النس��ك،

وتشاغل بالوصف، وترك العمل بالموصوف. واعلم ي��ا أخي أن��ه ال ب��د لي ول��ك من المق��ام بين يدي الله ع��ز وج��ل، ولس��ت آمن أن يس��ألني وإي��اك عن وس��اوس الص��دور، ولحظ��ات العي��ون، وإصغاء األس��ماع، وم��ا عس��ى أن يعج��ز مثلي عن

صفته. واعلم أنه مما وص��ف ب��ه من��افقوا ه��ذه األم��ة أنهم خالطوا أهل الدنيا بأبدانهم وط��ابقوهم عليه��ا بأهوائهم، وخضعوا لما طمع��وا من ن��ائلهم، وداهن

205

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بعضهم )بعضا( في الق��ول والفع��ل، فأش��ر وبط��ر قولهم، ومر خبيث فعلهم، تركوا ب��اطن العم��ل بال

تصحيح فحرمهم الله تعالى بذلك الثمن الربيح. وأعلم يا أخي أنه ال يجزى من العم��ل الق��ول، وال من الب����ذل الع����دة، وال من التق����وى وال من

التوقى التالوم. وقد صرنا في زمان هذه صفة أهله فمن ك��ان كذلك فقد تعرض للمقت وصد عن سواء السبيل. وفقنا الله عز وجل وإياك لما يحب ويرضى، انتهى والله أعلم وصلى الل��ه على محم��د وآل��ه وص��حبه

وسلم.

206

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

]فائدة[

كلما قويت حاجة الناس إلى الشيء ومعرفت��ه يسر الله أسبابه كما ييسر ما ك��انت ح��اجتهم إلي��ه

في أبدانهم أشد. فلما كانت حاجتهم إلى النفس واله��وى أعظممنها إلى الماء كان مبذوال لكل احد في كل وقت. ولما كانت حاجتهم إلى الماء أكثر من حاجتهم

إلى القوت كان وجود الماء أكثر لذلك. فلما كانت حاجتهم إلى معرف��ة الخ��الق أعظم كانت آياته ودالئل ربوبيته وقدرته وعلمه ومش��يئته

وحكمته أعظم من غيرها. ولما كانت حاجتهم إلى معرفة ص��دق الرس��ل

بعد ذلك أعظم من حاجتهم إلى غير ذلك. أقام الله من دالئ��ل ص��دقهم وش��واهد نب��وتهم وحسن حال من اتبعهم وسعادته ونجاته وبي��ان م��ا

يحصل له من العلم النافع والعمل الصالح. وقبح ح���ال من خ���الفهم وش���قاوتهم وجهل���ه

م يجع��لâوظلمه ما يظهر لمن ت��دبر ذل��ك ومن لور nورا فما لهn من ن هn لهn ن [.40 ]النور: áالل

وختام��ا ف��الواجب على اإلنس��ان المب��ادرة إلى األعمال الصالحة وأن ينته��ز فرص��ة اإلمك��ان قب��ل

207

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

هجوم هادم اللذات. وأن يستعين بالله ويتوكل عليه ويسأله الع��ون في تيس��ير األعم��ال الص��الحة وص��رف الموان��ع

الحائلة بينه وبينها. وليحرص على حفظ القرآن، وتدبره، وتفهمه، والعم��ل ب��ه، وك��ذلك الس��نة، ويح��رص على أداء

الصالة في جماعة. ويحرص على مجالس ال��ذكر، ويحف��ظ لس��انه عن الغيب��ة والنميم��ة والس��عاية والك��ذب وجمي��ع

األعمال واألخالق السيئة. ويتهيأ للرحيل، ويتفقد نفسه بما عليه وم��ا ل��ه فإن كان عنده حقوق لله كزكاة أو لخلقه كأمانات أو عواري أو وصايا أداها بسرعة خشية أن يفجاءه

الموت وهي عنده. فإذا لم تؤدها أنت في حياتك، فمن بع��دك من أوالد أو إخوان يبعد اهتمامهم بذلك، ألنهم يهتم��ون

ويشتغلون بما خلفته لهم وضيعت بسببه نفسك. فالل���ه الل���ه الب���دار ب���التفتيش على النفس،

والمبادرة بالتوبة واإلكثار من االستغفار. ومما يحثك على ذلك ذكر مرارة الموت ال��ذي

ه��ادم الل��ذات، وت��ذكر ش��دةسماه رسول الل��ه

208

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ال��نزع والتفك��ر في الم��وتى ال��ذي حبس��وا على أعم��الهم ليج��ازوا به��ا فليس فيهم من يق��در على

محو خطيئة، وال على زيادة حسنة. وعاد بعضهم مريضا فقال له كيف تجد؟\ق��ال: هو الم��وت. ق��ال ل��ه: وكي��ف علمت أن��ه الم��وت؟ قال: أج��دني اجت��ذب اجت��ذابا، وك��أن الخن��اجر في

جوفي، وكأن جوفي تنور محمى يتلهب. قال له: فاعهد )أي أوص��ى(، ق��ال: أرى األم��ر أعجل من ذلك فدعا بدواة وصحيفة قال: فو الل��ه

ما أتى بها حتى شخص بصره فمات. وق��ال إب��راهيم بن يزي��د العب��دي: أت��اني ري��اح القيسي فقال: يا أبا إسحاق انطل��ق بن��ا إلى أه��ل

اآلخرة نحدث بقربهم عهدا. ف��انطلقت مع��ه، ف��أتى المق��ابر فجلس��نا إلى بعض تلك القبور، فقال: يا أبا إسحاق ما ترى ه��ذا��ا ل��و منء، قلت: أن ي��رد والل��ه إلى ال��دنيا متمني

فيستمتع من طاعة الله ويصلح. ق��ال: فه��ا نحن، ثم نهض فج��د واجته��د، فلم

يلبث إال يسيرا حتى مات. ومم��ا يحث��ك على الت��أهب واالس��تعداد له��ادم الل���ذات أن تص���ور لنفس���ك عرض���ها على رب���ك وتخجيله إياك بمضيق العتاب على فع��ل م��ا نه��اك

209

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

âعنه قال جل وعال: هnم آتيه يوم القيامة فردا nل áوك[.95]مريم:

اللهم إنا نسألك نفسا مطمئن��ة ت��ؤمن بلقائ��ك وترضى بقضائك، اللهم إنا نسألك باسمك الط��اهر الطيب المب��ارك األحب إلي��ك ال��ذي إذا دعيت ب��ه أجبت وإذا س��ئلت ب��ه أعطيت وإذا اس��ترحمت ب��ه رحمتن وإذا استفرجت به فرجت أن تغفر س��يئاتنا وتبدلها لنا بحسنات يا أرحم الراحمين. وصلى الله

على محمد وآله وصحبه أجمعين.)فصل(

ما منكم من أح,,د إال: »قال رسول الل��ه سيكلمه ربه تبارك وتعالى ليس بينه وبينه

«.ترجمان وعن صفوان بن محرر قال: كنت آخذا بيد ابن عمر إذ عرض له رجل، فقال كيف سمعت رسول

يقول في النجوى يوم القيامة.الله إن الله يقول: »فقال: سمعت رسول الله

يدني المؤمن فيضع علي,,ه كنف,,ه، ويس,,تره من الن,,اس، ويق,,رره بذنوب,,ه. ويق,,ول ل,,ه أتعرف ذنب كذا، أتعرف ذنب كذا، حتى إذا

210

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك. قال: ف,,إني ق,,د س,,ترتها علي,,ك في ال,,دنيا

«.وأنا أغفرها لك اليوم ومما يحث��ك على االس��تعداد للم��وت واالبتع��اد عن المعاصي أن تتخايل وتتص��ور ش��هادة المك��ان

الذي تعصي فيه عليك يوم القيامة. :فعن أبي هري��رة ق��ال: ق��رأ رس��ول الل��ه

âأخبارها nح����دثn [. فق����ال4 ]الزلزل����ة: áيومئذ ت "أتدرون ما أخبارها، أن تش��هد على ك��ل عب��د بم��ا عمل على ظهرها، أن تق��ول عم��ل ك��ذا وك��ذا في

يوم كذا وكذا، فهو أخبارها". ومما يحث��ك على الت��أهب واالس��تعداد للم��وت واالبتعاد عن المعاصي أن تمثل نفس��ك عن��د بعض زلل��ك كأن��ه ي��ؤمر ب��ك إلى الن��ار ال��تي ال طاق��ة

لمخلوق بها. وتص���ور نف���اد الل���ذة وذهابه���ا وبق���اء الع���ار

والعذاب. من الحرام ويبقى

اإلثم والعارن تفنى اللذاذة مم

نال شهوته ال خير في لذة منبعدها النار

تبقى عواقب سوءفي مغبتها

ناركم أنه قال: »عن أبي هريرة عن النبي ه,,ذه م,,ا يوق,,د بن,,وا آدم ج,,زء واح,,د من

211

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

« ق��الوا: والل��ه إنسبعين جزءا من حر جهنمكانت لكافية.

وقال بعض السلف: ربما مث��ل لي رأس��ي بين جبلين من نار وربما رأيتني أه��وى فيه��ا ح��تى أبل��غ

قعرها فكيف تهنا الدنيا من كانت هذه صفته. وكان عمر رضي الله عنه ربما توق��د ل��ه الن��ار ثم يدني يديه منها ثم يقول: ي��ا ابن الخط��اب ه��ل

لك على هذا صبر. ومم��ا يحث��ك على االس��تعداد وتفق��د ش��ئونك وأمرك ذكر أحوال كثير من السلف الص��الح ال��ذيأقلقهم خوف الحساب والعذاب في البرزخ والنار. لما أهديت معاذة العدوية إلى زوجها ص��لة بن��ا ��ا مطيب أشيم ادخله ابن أخيه الحمام ثم أدخله بيتفقام يصلي حتى أصبح وفعلت زوجته معاذة مثله. فلم��ا أص��بح عاتب��ه ابن أخي��ه على فعل��ه ليل��ة��ا ذكرت��ني ب��ه الزواج فقال له: أدخلتني باألمس بيت النار ثم أدخلتني بيتا ذكرت��ني ب��ه الجن��ة فم��ا زالت

فكرتي فيهما حتى أصبحت. ونظ��ر عم��ر بن عب��د العزي��ز إلى رج��ل عن��ده متغير اللون، فقال ل��ه م��ا ال��ذي ب��ك؟ فق��ال: إني ذقت حالوة ال����دنيا فص����غر في عي����ني زهرته����ا

212

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ومالعبها، واستوى عندي حجارتها وذهبها. ورأيت ك��أن الن��اس يس��اقون إلى الجن��ة، وأن��ا أس��اق إلى الن��ار فأس��هرت ل��ذلك ليلي، وأظم��أت نهاري، وكل ذلك صغير حقير في جنب عف��و الل��ه،

وثوابه عز وجل وجب عقابه. وقال إب��راهيم ال��تيمي مثلث نفس��ي في الن��ار آك��ل من زقومه��ا وأش��رب من ص��ديدها وأع��الج

سالسلها وأغاللها. فقلت لنفسي أي شيء تريدين، قالت أريد أن أرد إلى الدنيا فأعمل ص��الحا، ق��ال: فلت أنت في

األمنية فاعملي. وسمع عمر بن الخطاب رجال يتهجد في اللي��ل

إنâويقرأ سورة الط��ور، فلم��ا بل��غ قول��ه تع��الى: ك لواقع ما لهn من دافع [. 8 ]الطور: áعذاب رب

قال عم��ر: قس��م ورب الكعب��ة ح��ق، ثم رج��ع إلى بيته فمرض شهرا يعوده الناس، وال يدرون ما

سبب مرضه. وكان جماعة من السلف مرض��وا من الخ��وف

ولزموا منازلهم وبعضهم صار صاحب فراش. وكان الحسن يقول في وص��ف الخ��ائفين: ق��د ب��راهم الخ��وف فهم أمث��ال الق��داح ينظ��ر إليهم الناظر فيقول مرضى وم��ا بهم م��رض ويق��ول ق��د

213

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

خولطوا وق��د خال��ط الق��وم من ذك��ر اآلخ��رة أم��رعظيم.

هذه القصيدة عدلنا فيها بعض األبيات: وال لي إلى أبواب

غيرك مطلبك ياذ الجود وحق

مالي ملجؤ فكيف إلى أبوابغيرك أذهب

إذا لم تكن لي عندغيرك حاجة فكيف سوى معروف

جودك أطلب إذا لم يكن معطسواك بمطلبي فيكثر من لومي عليه

ويطنب عذو لي فيه ما يرى

ما رأيته فأعجب منه وهو منييعجب

سلكت سبيال مااهتدى لسلوكها أياديه عن كل الورى

ليس تحجب وكيف سلو عن

ب جمال محج فكلهموا حتىالركائب تطرب

إذا استأنس فال طيب إال وذكرك الحادون للركب

أطيب يطيب ويحلو

للمحبين ذكره وإن قلت ماء فهوأصفى وأعذب

فإن قلت شهدافهو أحلى مذاقة إذا ما بدت يوما

لعينيك يثرب سألتك يا حاديالركائب حاجة وشرعته في الكون

تملى وتكتب فسلم على من قد

حوته قبابها إلى فخره كلالمناسب تنسب

د المختار محموالماجد الذي فمن لم يجبه فهو

في الحشر يندب هو الصادق الداعي

إلى الله وحده ثوابكموا فيها منالله يطلب

فصلوا عليه دائمافصالتكم

وختام��ا ف��الواجب على العاق��ل المب��ادرة إلىا األعمال الصالحة ما دام في قيد الحياة وخصوص�� الصالة التي فرضها الله جل وعال على عب��اده آك��د

214

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أركان اإلسالم بع��د الش��هادتين ومحله��ا من ال��دينمحل الرأس من الجسد.

فكما أن ال حياة لمن ال رأس له فكذلك ال دين عن��دلمن ال صالة ل��ه وهي خاتم��ة وص��ية الن��بي

آخر عهده من الدنيا. فعن أنس رضي الله عنه قال:كانت عامة وصية

حين حض��رته الوف��اة وه��و يغرغ��ررس��ول الل��ه «. رواهالص,,الة وم,,ا ملكت أيم,,انكمبنفس��ه »

أحمد وأبو داود. وهي أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة كما ورد بذلك الحديث عن أبي هريرة رضي الل��ه عن��ه

إن أول ما يق��ول: »قال: سمعت رسول الل��ه يحاسب ب,,ه العب,,د ي,,وم القيام,,ة من عمل,,ه صالته ف,,إن ص,,لحت فق,,د أفلح وأنجح وإن

«. الح��ديث رواهفس,,دت فق,,د خ,,اب وخسرالترمذي.

والص��الة أك��بر ع��ون للعب��د على مص��الح دين��هnوا بالصبر والصالةâودنياه قال الله تعالى: واستعين

á :[.45 ]البقرة فالص��الة س��عادة وس��رور للم��ؤمن الخاش��ع

وجعلت: »المحب لربه، فقد ق��ال رس��ول الل��ه « وك��ان إذا حزب��ه أم��رقرة عيني في الص,,الة

215

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فزع إلى الصالة، فالصالة جسد وروح. أم���ا جس���دها فه���و كالم اللس���ان وحرك���ات األعضاء وأما روحها فهو الخش��وع، ق��ال الل��ه ج��ل

التهمâوعال: ذين هnم في ص�� ��nون ال ق��د أفلح المnؤمن[.2 ]المؤمنون: áخاشعnون

والخشوع حضور ال��ذهن وأن يتص��ور اإلنس��ان أن رب��ه أمام��ه يس��معه ويناجي��ه فال يش��غل فك��ره بشيء من الدنيا م�ا دام في ص�الته ويجم�ع فك�ره إلى تأمل ما يتلو وم��ا يس��مع من اإلم��ام ويح��رص

كل الحرص على طرد الهواجس. ق����ال أح����د العلم����اء: إن من المعل����وم أن المنتصب لخطاب ملك من ملوك الدنيا يجمع قلبه لإلقبال عليه ويحسن الت��ودد إلي��ه ويتح��رز التح��رز الكلي عن أن تفرط منه كلمة مستهجنة أو التفاتة غير مستحسنة أو ذهول عما يخاطبه ب��ه أو يتلق��اه من خطاب��ه وإن ك��ان ال يخ��اف نقمت��ه وال يرج��و

نعمته. فيا عجبا من منتصب لمناجات ملك الس�موات واألرض وه��و يعلم أن��ه حاض��ر لدي��ه ورقيب علي��ه وأنه محتاج في كل لحظة إلي��ه غ��ير مس��تغن عن��ه

وإن إحسانه إليه فوق كل إحسان.

216

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وعاقبة عص��يانه إن��ه الخل��ود في قع��ر الن��يران وإن عظمته ال ت��دانيها عظم��ة س��لطان وم��ع ذل��ك ي��ترك اإلقب��ال علي��ه ويع��رض ل��ه ال��ذهول عن��ه لخواطر دنيوية ووس��اوس غ��ير نافع��ة وال مرض��ية حتى ال يشعر بمعاني ما يتلوه في صالته وال يعقل ما المطلوب بها ويسهو عن أركانها وأذكاره��ا ه��ذا

مما تحار فيه العقول. ولعل السبيل إلى ذل��ك ه��و التحف��ظ عن تل��ك الشواغل في حالة الص��الة ال��تي هي عم��اد ال��دين والفارقة بين الكفرة والمؤمنين التي فرض��ها الل��ه ليتطهر بها عب��اده عم��ا اق�ترفوه فيم��ا بين أوقاته��ا من ال��ذنوب ويغس��لوا به��ا أب��دانهم وأرواحهم عن

درن الحوب. مث,,ل الص,,لوات: »كم��ا يش��عر ب��ه قول��ه

الخمس كمث,,ل نه,,ر ج,,ار يم,,ر على ب,,اب أحدكم يغتسل منه كل ي,,وم خمس م,,رات.

فم,,اذا ت,,رون أيبقى علي,,ه منوفي رواي���ة «.الدرن بعد ذلك

والمهم أن يص��رف العب��د ذهن��ه إلى أن قيام��ه للوضوء والص��الة إنم��ا ه��و لخط��اب مل��ك المل��وك واالعت��ذار إلي��ه من التقص��ير في الحي��اء من��ه في أحواله الس��ابقة وليطلب من��ه العف��و والمس��امحة

217

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

واإلحسان ولداء ما كلفه من العبادة. اللهم إنا نسألك نفسا مطمئن��ة ت��ؤمن بلقائ��ك وترضى بقضائك، اللهم إنا نسألك باسمك الط��اهر الطيب المب��ارك األحب إلي��ك ال��ذي إذا دعيت ب��ه أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا اس��ترحمت ب��ه رحمت، وإذا استفرجت به فرجت أن تغفر سيئاتنا وتبدلها لنا بحسنات يا أرحم الراحمين. وصلى الله

على محمد وآله وصحبه أجمعين.

218

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

]فصل[

قال شيخ اإلسالم: القلب ال يص��لح وال يفلح وال يس��ر وال يلت��ذ وال يطيب وال يس�كن وال يطمئن إال بعب�ادة رب��ه وحب��ه

واإلنابة إليه. ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن إذ في��ه فق��ر ذاتي إلى رب��ه من

حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه. وب��ذلك يحص��ل ل��ه الف��رح والس��رور والل��ذة

والنعمة والسكون والطمأنينة. وهذا ال يحصل إال بإعانة الله له وال يق��در على تحص��يل ذل��ك ل��ه إال الل��ه فه��و دائم��ا مفتق��ر إلى

حقيقة إياك نعبد وإياك نستعين. فه���و مفتق���ر إلي���ه من حيث ه���و المطل���وب المحب��وب المعب��ود ومن حيث ه��و المس��تعان ب��ه

المتوكل عليه. فهو إلهه ال إل��ه ل��ه غ��يره وه��و رب��ه ال رب ل��ه

سواه وال تتم عبوديته إال بهذين. وق���ال: إع���راض القلب عن الطلب من الل���ه والرجا له يوجب إنصراف قلبه عن العبودية لل��ه ال

سيما من كان يرجو المخلوق وال يرجو الخالق.

219

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بحيث يك��ون قلب��ه معتم��دا إم��ا على رئاس��ته وجن��وده وأتباع��ه وإم��ا على أهل��ه وأص��دقائه وإم��ا على أموال��ه أو غ��يرهم ممن م��ات أو يم��وت ق��ال

ل على الحي الذي ال يم������nوتânتع������الى: áوتوك[.58]الفرقان:

وق��ال على ك��ل م��ؤمن أن ال يتكلم في ش��يء وال يتق��دممن الدين إال تبعا لما جاء به الرسول

بين يديه. ب��ل ينظ��ر م��ا ق��ال فيك��ون قول��ه تبع��ا لقول��ه وعمله تبعا ألم��ره فمن ق��ول الل��ه وق��ول رس��وله

يتعلم به ويتكلم. وكل من خ��الف م��ا ج��اء ب��ه الرس��ول لم يكن عند علم بذلك وال عدل بل ال يكون عنده إال جه��ل

ولقد ج��اءهnم منâوظلم وظن وما تهوى األنفس همn الهnدى ب [.23 ]النجم: áر

وقال رحمه الله: من ابتلي ببالء قل��بي أزعج��ه ف��أعظم دواء ل��ه ق��وة االلتج��اء إلى الل��ه ودوام التض���رع وال���دعاء ب���أن يتعلم األدعي���ة الم���أثورة

ويتوخى الدعاء في مظان اإلجابة. مثل آخر اللي��ل وأوق��ات األذان واإلقام��ة وفي س���جوده وأدب���ار الص���لوات ويض���م إلى ذل���ك

220

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

االستغفار. وليتخ��ذ وردا من األذك��ار ط��رفي النه��ار وعن��د الن��وم وليص��بر على م��ا يع��رض ل��ه من الموان��ع

والصوارف. فإن��ه ال ب��د أن يؤي��ده الل��ه ب��روح من��ه ويكتب

اإليمان في قلبه. وليحرص على إكمال الف��رائض من الص��لوات

الخمس بباطنه وظاهره فإنها عمود الدين. وليكن هجيراه ال حول وال ق��وة إال بالل��ه العلي

العظيم. فإنه بها يحمل األثق��ال ويكاب��د األه��وال وين��ال

رفيع األحوال. وال يس���أم من ال���دعاء والطلب ف���إن العب���د

يستجاب له ما لم يعجل. وليعلم أن النص��ر م��ع الص��بر وأن الف��رج م��ع

الكرب وأن مع العسر يسرا. وق���ال ابن القيم: مراقب���ة ال���رب علم العب���د وتيقنه باطالع الله على ظاهره وباطنه فاستدامته

لهذا العلم واليقين هي المراقبة. وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب علي��ه ن��اظر إلي��ه س��امع لقول��ه ومطل��ع على عمل��ه ك��ل

وقت وكل لحظة.

221

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ذاق طعم اإليم,,,ان من: »ق���ال الن���بي رض,,ي بالل,,ه رب,,ا وباإلس,,الم دين,,ا وبمحم,,د

«.رسوال وقال: من قال حين يسمع النداء رضيت بالل��ه

ربا وباإلسالم دينا وبمحمد نبيا غفرت ذنوبه. وه��ذا الح��ديثان عليهم��ا م��دار مقام��ات ال��دين

وإليهما ينتهي. وقد تضمنها الرضا بربوبيت��ه س��بحانه وألوهيت��ه

والرضا برسوله والرضا بدينه والتسليم له. ومن اجتمعت ل��ه فه��و الص��ديق حق��ا وق��ال: األدب اجتماع خص��ال الخ��ير في العب��د وهي ثالث��ة

أنواع: أدب مع الل��ه ب��أن يص��ون قلب��ه أن يلتفت إلى غ��يره أو تتعل��ق إرادت��ه بم��ا يمقت��ه علي��ه، ويص��ون

معاملته أن يشوبها بنقيصه. وأدب مع الرسول بكمال االنقياد، وتلقى خبره بالقبول والتصديق وأن ال يعارضه بغيره بوج��ه من

الوجوه. وأدب م���ع الخل���ق بمع���املتهم على اختالف

مراتبهم بما يليق بهم ويناسب حالتهم. وقال رحمه الله: المقبول من العمل قسمان:

222

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

أح��دهما أن يص��لى العب��د ويعم��ل س��ائر الطاع��ات وقلبه متعلق بالله عز وجل ذاكر الله على ال��دوام

فعمله في أعلى المراتب. الث��اني: أن يعم��ل العب��د األعم��ال على الع��ادة

والغفلة وينوي بها الطاعة والتقرب إلى الله. فأركانه مشغولة بالطاع��ة وقلب��ه اله عن ذك��ر الله وكذلك سائر أعماله فهذا عمله مقبول ومثاب

عليه بحسبه. اللهم اجعلنا من المتقين األبرار وأس��كنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحس��ن اإلقب��ال علي��ك واإلص���غاء إلي���ك ووفقن���ا للتع���اون في طاعت���ك والمبادرة إلى خدمتك وحسن اآلداب في معاملتك والتس��ليم ألم��رك والرض��ا بقض��ائك والص��بر على بالئك والشكر لنعمائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم

الراحمين. وصلى الله على محمد وآله أجمعين.فوائد ومواعظ ونصائح

قال أحد العلماء اعلم أنه ال يسلم إنس��ان من النقص إال من عصمه الله كالرسل ق��ال الل��ه ج��ل

âوعال عن اإلنس���ان: nوم���ا جه���nوال ���ان ظل هn ك áإن[.72]األحزاب: ك,,ل ب,,ني آدم خط,,اء وخ,,ير: »وق��ال

223

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

«. فمن خفيت علي��ه عيوب��هالخطائين التوابونفقد سقط.

وصار من السخف والرذال��ة والخس��ة وض��عف التمييز والعق��ل وقل��ة الفهم بحيث ال يتخل��ف عن��ه

متخلف من الرذائل. وعلي��ه أن يت��دارك نفس��ه ب��البحث عن عيوب��ه والس���ؤال عنه���ا بدق���ة وأك���ثر من يفهم عي���وب

اإلنسان أعداؤه ألنهم دائما ينقبون عنها. وك����ذلك األص����دقاء الناص����حين الص����ادقين

المنصفين يفهمونها غالبا. فالعاق��ل يش��تغل ب��البحث عنه��ا والس��عي في إزالتها وال يتعرض لعيوب الن��اس ال��تي ال تض��ره ال

في الدنيا وال في اآلخرة إال من باب النصيحة.��ا بنفس��ه فيب��دي ل��ه كما ل��و رأى إنس��انا معجب

النصح وجها لوجه ال خلف ظهره. واحذر أن تقارن بينك وبين من هو أك��ثر من��ك

عيوبا فتستهل الرذائل وتهاون بعيوبك. لكن ق��ارن بين نفس��ك ومن ه��و أفض��ل من��ك لتس��لم من عجب��ك بنفس��ك وتفي��ق من داء الك��بر والعجب الذي يولد عليك االس��تحقار واالس��تخفاف

بالناس مع العلم بأن فيهم من هو خير منك.

224

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ف��إذا اس��تخففت بهم بغ��ير ح��ق اس��تخفوا ب��ك وج��زاءâبح��ق ألن الل��ه ج��ل وعال وتق��دس يق��ول:

nها ئة مثل ئة سي [.40 ]الشورى: áسي فتسبب على نفسك أن تكون أهال لالستخفاف بك مع ما تجنيه من الذنوب وطمس م��ا في��ك من

فضيلة. فإن كنت معجبا بعقلك ففك��ر وتأم��ل في ك��ل فكرة س��وء تح��ل بخ��اطرك وفي أض��اليل األم��اني

الطائفة بك فإنك تعلم نقص عقلك حينئذ. وإن أعجبت بآرائك فتأمل وفك��ر في غلطات��ك

وسقطاتك واحفظها وتذكرها وال تنسها. وفي رأي كنت تراه صوابا فت��بين ل��ك خط��ؤك وص���واب غ���يرك والغ���الب أن خط���أك أك���ثر من

الصواب. وهكذا ترى الناس غير الرسل واألنبي��اء عليهم

الصالة والسالم. وإن أعجبت بعمل��ك فتفك��ر في معاص��يك ه��ل بيت��ك خ��ال من المالهي والمنك��رات مث��ل الص��ور والتلفاز والمذياع وأغانيه والمجالت والجرائد ال��تي

فيها صور ذوات األرواح. وه��ل ه��و خ��ال من األوالد ال��ذين ال يش��هدون الجماعة وهل أنت سالم من الغيبة وإخالف الوعد

225

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

والكذب والحسد والكبر والرياء. والعق���وق وقطيع���ة ال���رحم والظلم والرب���اء والدخان وحلق اللحية والغش وقول ال��زور وس��وء الظن بالمسلمين والتجسس عليهم واالحتقار لهم

ونحو ذلك. فأنت إذا تفقدت نفسك وبيتك وأوالدك وجدت عندك من الشرور واآلثام ما بعضه يغلب على م��ا أعجبت به من عملك الذي ال تدري هل هو مقبول

أو مردود. وإن أعجبت بعلمك أو عملك فاعلم أنه موهبة من العزي���ز العليم وهب���ك إياه���ا فال تقابله���ا بم���ا

يسخطه عليك.nل ذي علم عليمâقال الله جل وعال: áوفوق ك

nمâ[. وقال سبحانه وتعالى: 76]يوسف: nوتيت وم��ا أ قليال [.85 ]اإلسراء: áمن العلم إال

وأسأل الله أن يزيد منه، وأن يجعله حج��ة ل��كâال عليك، قال تبارك وتعالى: ب زدني علما وقnل ر

á :[.114 ]طه وتفكر فيما تحمله من العلم هل أنت عامل بها له�ا أم ال واجعل مك��ان عجب�ك بنفس�ك استنقاص�

واستقصارا فهو أولى بك.

226

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وتفكر فيمن كان أعلم منك تج��دهم كث��يرا، ثم أعلم أن العلم الذي تفتخ��ر في��ه ربم��ا يك��ون وب��اال

عليك. فيكون الجاهل أحسن حاال وم��آال وأع��ذر من��ك فبذلك التفكير ي��زول العجب والك��بر عن��ك وته��ون

نفسك عندك حينئذ. وإن أعجبت بشجاعتك وقوتك فتكفر فيمن هو أشجع وأقوى منك ثم انظر في تلك النج��دة ال��تي

منحك الله تعالى فيم صرفتها. فإن كنت صرفتها في معصية الله فأنت جاهل

آثم ألنك بذلك نفسك فيما ليس ثمنا لها. وإن كنت ص��رفتها في طاع��ة فق��د أفس��دتها

بإعجابك بعملك. ثم تفك��ر في زواله��ا عن��ك وقت الك��بر عن��دما

تنحل قوتك ويضعف جسمك. وتقصر خطوات

ويثقل مسمع نساقط أسنانويضعف ناظر

nمâقال الله جل وعال وتقدس: ذي خلقك هn ال اللnم جع��ل عف ق��nوة ث nم جعل من بع��د ض�� من ضعف ثاءn وه��nو ��nقn م��ا يش�� يبة يخل عفا وش�� من بعد ق��nوة ض��

nالقدير nالعليمá :[.54 ]الروم وقال وصاحب التعبد المطلق ليس ل��ه غ��رض

227

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

في تعبد بعينه يؤثره على غيره. بل غرضه تتبع مرضاة الل��ه تع��الى أينم��ا ك��انت فم��دار تعب��ده عليه��ا فال ي��زال متنقال في من��ازل العبودي��ة كلم�ا رفعت ل�ه منزل��ة عم�ل على س�يره

بها.إليها واشتغل اللهم وفقن���ا لس���لوك س���بيل أه���ل الطاع���ة وارزقن���ا الثب���ات علي���ه واالس���تقامة وعافن���ا من موجب��ات الحس��رة والندام��ة وأمن��ا من ف��زع ي��وم القيام��ة واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين. وص��لى الل��ه على

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- موعظة8

اسمع يا غائب في ص��الته، ي��ا ش��تيت الهم في جهاته يا مشغوال بآفات��ه عن ذك��ر وفات��ه، ي��ا قلي��ل

الزاد مع قرب مماته. يا من يرحل عن الدنيا في كل لحظة مرحل��ة، وكتابه قد حوى ح��تى مق��دار الخردل��ة، وم��ا ينتف��ع

بالنذير والنذر متصلة. وم��ا يرع��وي لنص��يح وكم ق��د عذل��ه، ودرع��هnرى وم��ا متخرقة والسهام مرسلة، ونور الهدى قد ي

228

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

رآه وال تأمله وهو يأمل البق��اء وق��د رأى مص��ير منأمله.

وأجل��ه ق��د دني ولكن أمل��ه ق��د ش��غله، وق��د عك���ف على العيب بع��د الش��يب بص���بابة وول��ه،

ويحضر بدنه في الصالة وأما القلب فقد أهمله. كن كيف شئت فبين يديك الحساب والزلزل��ة،

ونعم جسمك فال بد للدود أن يأكله.��ا من فت��ور م��ؤمن ب��الجزاء والمس��ألة، يا عجب أيقين بالنج��اة أم غ��رور وبل��ه، ب��ادر م��ا بقي من عمرك واستدرك أوله، فبقية عمر المؤمن ال قيمة

له. ودعا بشربهم الحمام

فأسرعوا ومسندون تعاقروا

دي كأس الر وهفت بهم ريحعزع الخطوب الز

مان برك الزعليهموا بجرانه وعظوا بما يزع

اللبيب فأسمعوا خرس إذا ناديت إال

أنهم فلمن تعد كريمة أوتجمع

والدهر يفتكبالنفوس حمامه ويظل يحفظهن وهو

مضيع عجبا لمن يبقي

ذخائر ماله ملقى له بطنحائف مضجع الص

ولغافل ويرى بكلثنية من كأسه أضعاف ما

ع يتجر أتراه يحسب أنهم

ما أسأروا عب����اد الل����ه كم أخلى الم����وت دارا، وت����رك المعمور قفارا، كم أوقد من األس��ف في الج��وانح

نارا، وكم أذاق الغصص المرة مرارا.

229

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

��ا ويس��ارا فم��ا ح��ابى فق��را وال لق��د ج��ال يمين يسارا، أين الجيش العرم��وم، أين الكب��ير المعظم،

ألحق األخير بمن تقدم. قال محمد بن كعب القرظي إنما الدنيا س��وق

خرج الناس منها بما يضرهم وبما ينفعهم. وكم اغتر ناس فخرج��وا مل��ومين واقتس��م م��ا جمع�����وا من لم يحم�����دهم وص�����اروا إلى من ال

يعذرهم. فيح��ق لن��ا أن ننظ��ر إلى م��ا نغبطهم ب��ه من

األعمال فنعملها، وإلى ما نتخوف فنتجنبها. وأتى المشيب بحلمه

ووقارهباب بجهله ذهب الش

وبعاره ر بغروره ومبشبجواره

شتان بين مبعد منربه كالطرف يمرح معجبا

بعذاره ما زلت امرح

بالشباب جهالة وجررت من بطرفضول أزاره

وسحبت أثوابالبطالة الهيا عوراته وبدا قبيح

عواره حتى تقلص ظله

فتكشفت وتندم مني علىأوزاره

لم أحظ منه بطائلغير األسى بمواعظ والحق في

تذكاره واآلن قد خط

المشيب بمفرقي عنه وال تصغ إلىإنذاره

والنفس تركب غيهاال ترعوي محصى على بليله

ونهاره لهفي على عمر

يمر مضيعا ق��ال علي بن أبي ط���الب رض���ي الل��ه عن���ه

230

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ميدانكم نفوس��كم ف��إن انتص��رتم عليه��ا كنتم على غيره��ا أق��در، وإن خ��ذلتم فيه��ا كنتم على غيره��ا

أعجز، فجربوا معها الكفاح أوال. كان سفيان الثوري م��ا ين��ام إال أول اللي��ل، ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي النار النار شغلني ذك��ر

النار عن النوم والشهوات. ثم يتوضأ ويقول على أث��ر وض��وئه، اللهم إن��ك ع��الم بح��اجتي غ��ير معلم وم��ا أطلب إال فك��اك

رقبتي من النار. قال عمر بن عبد العزيز أيها الناس إنم��ا ي��راد الط��بيب للوج��ع الش��ديد، أال فال وج��ع أش��د من الجهل وال داء أخبث من الذنوب وال خ��وف أخ��وف

من الموت. ي��روى عن األص��معي ق��ال ق��رأت »والس��ارق والسارقة قاطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكاال من

الله« والله غفور رحيم. وبجنبي أعرابي فقال كالم من هذا فقلت كالم

الله. قال أع��د فأع��دت فق��ال ليس ه��ذا كالم الل��ه،

فانتبهت فقرأت "والله عزيز حكيم". فق���ال أص���بت ه���ذا كالم الل���ه، فقلت أتق���رأ

القرآن، قال ال فقلت من أين علمت.

231

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فقال يا هذا عز فحكم فقطع، ولو غف��ر ورحملما قطع.

كان أحد العلماء ل�ه وظيف�ة يأخ�ذ عليه�ا رابت جيد فاتفق أنه كان يأكل يوما م��ع أص��حابه طعام��ا

فجاء قط فرموا له شيئا فأخذه وذهب سريعا. ثم رجع فرموا له أيضا شيئا فانطلق به سريعا ثم جاء أيضا فرموا له شيئا فعلموا أنه ال يأكل هذا كله فتبعوه فإذا هو يذهب به إلى ق��ط آخ��ر أعمى

في سطح هناك فتعجبوا من ذلك. فقال الشيخ يا س��بحان الل��ه ه��ذا حي��وان بهيم قد ساق الله إليه رزقه على يد غيره أفال يرزق��ني

وأنا عبده وأعبده. ثم ترك ما كان له من الراتب وجمع حواشيه.

وأقب�ل على العب�ادة والمالزم�ة في غرف�ة فيجامع عمرو بن العاص إلى أن مات.

وكتب بعضهم إلى أخ له إياك وتأمير التسويف على نفسك وإمكانه من قلبك، فإن��ه مح��ل الكالل وموئ��ل التل��ف وب��ه تنقط��ع اآلم��ال وفي��ه تنقط��ع اآلجال وبادر يا أخي فإنه مب��ادر ب��ك وأس��رع فإن��ه مسرع بك وجد فإن األمر ج��د وتيق��ظ من رق��دتك

وانتبه من غفلتك.

232

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وتذكر ما أس��لفت وقص��رت وف��رطت وج��نيت وعملت فإنه مثبت محصى فكأنك باألمر قد بغت��ك

فاغتبط بما قدمت أو ندمت على ما فرطت. ثم اعلم أن في التس���ويف وت���أخير ال���واجب آف��ات منه��ا أن��ك ال تض��من أن تعيش إلى الغ��د وال سيما في هذا العص��ر ال��ذي ك��ثرت في��ه الح��وادث

برغم تقدم الطب وتوفر النعم وتقدم العلم. ولكن ال يمن��ع ذل��ك الم��وت بس��بب الح��وادث ال���تي ال تحص���ى ك���ل ي���وم من أس���باب أدواب الحضارة: السيارات والطائرات واآلالت واألجه��زة الميكانيكية والكهربائية والقز والنف��ط وغيره��ا ب��ل العلم هو الذي نشأت عنه هذه األسباب بإذن الل��ه حيث ك��ان اإلنس��ان قب��ل حص��ول ه��ذه في أم��ان

منها.���ا: إن���ك إن بقيت إلى الغ���د ال ت���أمن من ثاني المعوق��ات من م��رض ط��ارئ أو ش��غل ع��ارض أو بالء نازل به فلهذا ينبغي للعاق��ل الح��ازم أن يب��ادر إلى اغتنام الفرص وفعل الخيرات وأداء الواجب��ات وكان العجز أن تؤخر وتؤجل حتى تفوتك الفرص��ة

وتشكو من الغصة وقد قيل: فهم يقولون للتأخير

آفاتر إذا ما وال تؤخ

حاجة عرضتآخر:

233

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فمن لغد من حادثبكفيل

عليك بأمر اليوم التنتظر غدا

آخر: إلى غد إن يوم

العاجزين غد وال أأخر شغل اليوم

اللهم يا خالق الخلق يا قيوم نسألك بأس��مائكعن كسل الحسنى أن تنصر اإلس��الم والمس��لمين وأن تعلي بفضلك كلم��ة الح��ق وال��دين وأن تش��مل بعنايت��ك وتوفيق��ك ك��ل من نص��ر ال��دين وأن تمأل قلوبن��ا بمحبتك ومحبة من يحب��ك وأن تأخ��ذ بنواص��ينا إلى ما ترض��اه وأن ترزقن��ا االس��تعداد لم��ا أمامن��ا وأن ته��ون أم��ر ال��دنيا علين��ا وأن تغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين وص���لى الل���ه على محم���د وعلى أهل���ه وص���حبه

أجمعين.)فصل(

قال بعضهم أعجب حاالت اإلنسان أنه يحسب لكل شيء حسابا ويستعد له يخشى الفقر في��دخر

له المال ويخشى البرد فيستعد له والحر كذلك. ويخش���ى الش���يخوخة والك���بر فيس���عى في تحص����يل األوالد لعلهم يخدمون����ه عن����د العج����ز

ويخلفونه في شؤونه الدنيوية واألخروية وهكذا.

234

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

لكن��ه ال ي��دخل الم��وت ال��ذي ربم��ا فاج��أه في حس��ابه فال يس��تعد ل��ه م��ع أن��ه يش��اهد الم��وتى

يذهبون وال يعودون.ا في وهو مهدد بالموت في كل ساعة خصوص�� زمننا الذي كثرت فيه أسباب موت الفج��أة نس��أل

الله أن يوقظ قلوبنا لالستعداد له. وقال علي رضي الله عن��ه: أيه��ا الن��اس اتق��وا الل���ه ال���ذي إن قلتم س���مع وإن أض���مرتم علم، وبادروا الموت ال�ذي إن ه�ربتم عن�ه أدرككم، وإن

أقمتم أخذكم، وإن نسيتموه ذكركم. وق��ال رض��ي الل��ه عن��ه: إذا كنت في إدب��ار

الموت في إقبال فما أسرع الملتقى. وقال آخ�ر: ال�دنيا كطري�ق في�ه ش��وك مغطى ب��التراب يدوس��ه من ال يع��رف مس��لكه فينخس��ه ويضره ويؤلمه ويقف عنه من استراب به فيس��لم

من شره. وق��ال من م��ال إلى ال��دنيا تعج��ل التعب فيه��ا

وكان على يقين من فنائه. وق��ال م��ا أغف��ل من تيقن بالرحي��ل عن ال��دنيا وهو منهمك مجتهد في عمارته��ا والج��دير بالعاق��ل أن يجعل جل أوقاته لآلخرة وال ينس��ى نص��يبه من

الدنيا.

235

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فمن جعل همه كله للدنيا ض��يع نفس��ه، وفع��ل ل,,و أنكم: »الس���بب ال ين���افي التوك���ل ق���ال

تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كم,,اا وت,,روح بطانا «.يرزق الطير تغ,,دو خماص,,

رواه الترمذي. ففي الحديث داللة على طلب الرزق الكف��اف وعمارة اآلخرة تفيد الراحة في ال��دنيا والنعيم في اآلخرة وعمارة الدنيا تكسب التعب فيه��ا والش��قاء

بعد مفارقتها.واآلخرة صبر قليل وسرور طويل.

وقال آخر: الموت راحة لمن كان عبد ش��هوته ومملوك هواه ألنه كلما طالت حياته كثرت سيئاته

وانبثت في العالم جناياته. وق��ال: الم��وت محم��ود على ك��ل ح��ال لل��بر والفاجر، فأما البر فيص��ل إلى م��ا ق��دم من ص��الح أعمال��ه وجمي��ل أفعال��ه، وأم��ا الف��اجر فيس��تريح الع��الم من فج��وره وش��روره ويق��ل تزي��ده من

األوزار. وختام�ا ف��إن اإلنس�ان عن��د موت��ه ينكش�ف ل��ه الحجاب فإن كان ممن رضي الله عنه ينكشف ل��ه من س��عة رحم��ة الل��ه وجالل��ه م��ا تك��ون ال��دنيا

236

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

باإلضافة إليه كالسجن المضيق. يفتح ل��ه ب��اب إلى الجن��ة ويأتي��ه من روحه��ا

وريحانها ويوسع له قبره مد بصره. وإن ك���ان من أه���ل الش���قاء ف���يرى نفس���ه محفوف��ة بالمخ��ازي والفض��ائح واألنك��ال ويض��يق علي��ه ق��بره. ويفتح ل��ه ب��اب إلى الن��ار ويأتي��ه من

حرها وسمومها نعوذ بالله من ذلك. والعجب من غفلتنا وه��ذه العظ��ائم بين أي��دينا وأعجب من ذل��ك فرحن��ا بأموالن��ا وأهلين��ا وأوالدن��ا وأصدقائنا مع العلم أننا سنفارق الجميع ولكننا في غفل��ة ول��و لم يكن للعاق��ل هم وال غم إال التفك��ر والتأمل في خطر تلك الحالة وهول المطلع لك��ان كافيا في اس��تغراق جمي��ع العم��ر ولكن م��ا ع��رف ق��در العم��ر وع��رف ال��دنيا حقيق��ة إال أف��راد من

وأص��حابهاآلالف ال��ذي تمس��كوا بس��يرة الن��بي ال��ذين جعل��وا ال��دنيا مطي��ة لآلخ��رة نس��أل الل��ه العظيم أن يوفقن��ا لس��لوك ط��ريقهم وأن يج��زيهم عنا وعن جميع المسلمين خيرا، اللهم طهر قلوبن��ا من النفاق والحسد والكبر والعجب والرياء وأعيننا من الخيان��ة فإن��ك تعلم خائن��ة األعين وم��ا تخفي الص��دور واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين وارحمنا برحمتك الواسعة يا رب الع��المين وص��لى

237

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.قال بعضهم موبخا نفسه:

يكفيك ما ضاع منأيامك األول

دع التشاغل بالغزالنوالغزل وكنت عن صالح

األعمال في شغل ضيعت عمرك ال دنيا

ظفرت بها وملت عنها لمعوجبل من الس

تركت طرق الهدىكالشمس واضحة أأنت في غفلة أم

أنت في خبل ولم تكن ناظرا في

أمر عاقبة نفس اللجوج ويرجوأكرم النزل

يا عاجزا يتمادى فيمتابعة الن, فقدموا خير ما يرجى

من العمل هال تشبهت باألكياس

إذ فطنوا إن المنية ال تأتيعلى مهل

طت يا صاح فرفاستدرك على عجل رتك بعمر غير أو بش

منفصل هل أنذرتك يقينا وقت

زورتها لت مان بما أم وال الزفيه ملي

هيهات هيهات ماالدنيا بباقية صفوا فما سالمت إال

على دخل ال تحسبن الليالي

سالمت أحدا فهل رأيت نعيما غيرمنتقل

نك ما أوليت وال يغرمن نعم فقابلته بجرح غير

مندمل كم من فتى جبرته

بعد كسرته بساط لهوك بينالتيه والجذل

إالم ترفل في ثوبالغرور على فما به كنت إال غير

مهتبليب وافاك منه والش

ناصح حذر إني أتهمت نصيحيب في عذل الش

ولم ترع منه بلأصبحت تنشده فبهجة العمر قد ولت

ولم تصل وسرت تطلب حظالنفس من سفه وحالة عن طريق

الغي لم تحل ومال عصر التصابي

منك مرتحال تركتها باكتسابالوزر في ثقل

أقسمت بالله لوأنصفت نفسك ما

238

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,مائر على الض

واألسرار والحيل اما علمت بأن الله

مطلع يحصى ولو كنت فياألستار والكلل

وكل خير وشر أنتفاعله هذي الخليقة في

سهل وفي جبل أما اعتبرت بترداد

المنون إلى ن مضى إال رت عم أخإلى أجل

وسوف تاتي بال شكإليك فما

بالحزم وانهض بعزممنك مكتمل

لكنه غير معلوم لديكفخذ باب الذي شرخ الش

ولى ولم يطل دع البطالة والتفريط

وابك على ينجيك من هول يوم

الحادث الجللل به علما ولم تحص

وال عمال ولو تعاظم واحذرفل بيعة الس

وابخل بدينك ال تبغيبه عوضا ا نهى وتدبره بال عم

ملل واتل الكتاب كتاب الله

منتهيا فهو النجاة لتاليه منالضلل

وكل ما فيه من أمرعليك به وعد عن طرق

األهواء واعتزلاء نة الغر والزم الس

تحظ بها واحفظ لسانك واحذرفتنة الجدل

وجانب الخوض فيمالست تعلمه لت نفسك فيه حم

غير محتمل وكن حريصا علىكسب الحالل ولو ففي القناعة عز غير

مرتحل واقنع تجد غنية عن

كل مسألة ما تبتغيه بال من والبدل

واطلب من اللهواترك من سواه تجد يوما ولو نلت منه

غاية األمل وال تداهن فتى من

أجل نعمته وانشره تسعد بذكرغير منخذل

واعمل بعلمك التهجره تشق به تحقد عليه وفي

عتباه ال تطل ومن أتى لك ذنبا

فاعف عنه وال صحائف لك منهاصرت في خجل

عساك بالعفو أنتجزى إذا نشرت فذاك يقبح بين

جل الناس بالر وال تكن مضمرا ما

لست تظهره

239

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

أسلفت من زلة لكنعلى وجل

وال تكن آيسا وارجالكريم لما تجزم بتسكين ما في

النفس من علل وقف على بابه

المفتوح منكسرا جن الظالم بقلب غيرمشتغل

ة وارفع له قصكوى وسله إذا الش واخضع له وتذلل

وادع وابتهل والزم الباب واصبر ال

تكن عجال عساك بالعفووالغفران تسمح لي

وناد يا مالكي قد جئتمعتذرا وضيع العمر بين

النوم والكسل فإنني عبد سوء قد

جنى سفها حتى غدا فيالمعاصي غاية المثل

ه الحلم واإلمهال وغرمنك له رددتني فشقاء كان

في األزل وليس لي غير حسن

الظن فيك فإن والعفو أوسع ياموالي من زللي

حاشاك من رد مثليخائبا جزعا دين سوى دينك

اإلسالم لم أمل ولم أكن بك يوما

مشركا وإلى وليس ذاك بسعيكان من قبلي

وكان ذلك فضال منكجدت به

الله اعتقنا من رق الذنوب، وخلص��نا من أش��ر النفوس، وأذهب عنا وحشة اإلساءة، وطهرن��ا من دنس الذنوب، وباعد بيننا وبني الخطايا وأجرنا من

الشيطان الرجيم. اللهم طيبنا للقائك، وأهلنا لوالئك وأدخلن��ا م��ع المرحومين من أوليائك، وتوفنا مس��لمين وألحقن��ا

بالصالحين. اللهم أعن���ا على ذك���رك وش���كرك وحس���ن عبادت����ك، وتالوة كتاب����ك، واجعلن����ا من حزب����ك

240

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

المفلحين، وأي���دنا بجن��دك المنص��ورين، وارزقن��ا مرافق������ة ال������ذين أنعمت عليهم من النب������يين والص��ديقين والش��هداء والص��الحين. وص��لى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.فوائد ومواعظ وإرشادات وأحكام

قال ابن مسعود رضي الله عنه إني ألكره أن أرى الرج��ل فارغ��ا ال في أم��ر دني��اه وال في أم��ر

دينه. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ال يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني فقد

علمتم أن السماء ال تمطر ذهبا وال فضة. وك��ان محم��د بن مس��لمة يغ��رس في أرض��ه فق��ال عم��ر رض��ي الل��ه عن��ه أص��بت اس��تغن عن

الناس يكون أصون لدينك وأكرم لك عليهم. وس��ئل إب��راهيم النخعي عن الت��اجر الص��دوق

أهو أحب إليك أم المتفرغ للعبادة. قال التاجر الص��دوق أحب إلي ألن��ه في جه��اد يأتيه الشيطان من طريق المكيال والميزان، ومن

قبل األخذ والعطا فيجاهده. وقيل لإلمام أحم��د م��ا تق��ول فيمن جلس في بيته أو مسجده وقال ال اعم��ل ش��يئا ح��تى ي��أتيني

رزقي.

241

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فقال أحم��د ه��ذا رج��ل جه��ل العلم أم��ا س��مع إن الل,,ه جع,,ل رزقي تحت: »ق��ول الن��بي «.ظل رمحيا حين ذك��ر الط��ير: »وقول��ه تغدوا خماص,,

« فذكر أنها تغدوا في طلب الرزق.وتروح بطانا يتج��رون في ال��بروكان أصحاب رسول الله

والبحر ويعملون في نخيلهم والقدوة بهم. وج��اءت ريح عاص��فة في البح��ر فق��ال أه��ل السفينة إلبراهيم بن أدهم رحمه الله وك��ان معهم

في السفينة. أما ترى هذه الشدة فقال ما ه��ذه ش��دة إنم��ا

الشدة الحاجة إلى الناس. وروي أن األوزاعي لقي إب��������راهيم بن أدهم وعلى رأسه حزمة حطب فقال يا أبا إس��حاق إلى

متى هذا إخوانك يكفونك. فقال دعني عن هذا يا أب��ا عم��رو فإن��ه بلغ��ني أنه من وقف موقف مذلة في طلب الحالل وجبت

له الجنة. وقال أبو سليمان الداراني ليس العبادة عن��دنا أن تصف ق��دميك، وغ��يرك يق��وت ل��ك، ولكن اب��دأ

برغيفيك فأحرزهما ثم تعبد. اه�.

242

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فاإلنسان البصير يتسبب ويسترزق الل��ه وي��بيعويشتري بإخالص ونصح لنفسه وللمسلمين.

كان عند يونس بن عبيد حلل مختلف��ة األثم��ان قس��م منه��ا قيم��ة الحل��ة أربعمائ��ة، وقس��م قيم��ة

الحلة مئتان. فذهب مبادرا إلى الصالة وخلف ابن أخي��ه في

الدكان فجاء أعرابي وطلب حلة بأربعمائة. فع��رض علي��ه من حل��ل المئ��تين فاستحس��نها

ورضيها فاشتراها بأربعمائة وذهب بها. فلقيه ي��ونس فق��ال بكم اش��تريت ه��ذه فق��ال بأربع مائة فقال ال تساوي أكثر من م��ائتين ف��ارجع

حتى تردها. فق��ال ه��ذه تس��اوي في بل��دنا خمس��مائة وأن��ا ارتضيتها فقال له يونس انص��رف ف��إن النص��ح في

الدين خير من الدنيا وما فيها. ثم رده إلى ال��دكان ورج��ع علي��ه مئ��تي درهم ووبخ ابن أخيه وقال ل��ه أم��ا اس��تحييت أم��ا اتقيت

الله تربح مثل الثمن وتترك النصح للمسلمين. فقال والل��ه م��ا أخ��ذها إال وه��و راض به��ا ق��ال

فهال رضيت له ما ترضاه لنفسك. وكان يونس بن عبيد الم��ذكور الت��ابعي خ��زازا)أي يبيع الخز( فطلب منه المشتري خزا للشراء.

243

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فأخرج غالمه سفط الخ��ز ونش��ره ونظ��ر إلي��هوقال اللهم ارزقنا الجنة.

فقال لغالمه رده إلى موض��عه ولم يبع��ه، ألن��ها بالثن��اء على خ��اف أن يك��ون كالم الغالم تعريض��السلعة ومدحا لها فيكون من باب الغش والخداع. اللهم ي���ا من ال تض���ره المعص���ية وال تنفع���ه الطاع��ة أيقظن��ا من ن��وم الغفل��ة ونبهن��ا الغتن��ام أوق��ات المهل��ة ووفقن��ا لمص��الحنا واعص��منا من قبائحن��ا وال تؤاخ��ذنا بم��ا انط��وت علي��ه ض��مائرنا وأكنته سرائرنا من أن��واع القب��ائح والمع��اتب ال��تي تعلمها منا، وامنن علنيا ي�ا موالن�ا بتوب�ة تمح�و به�ا عنا كل ذنب واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمين

وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.)فصل(

وكان لمحمد بن المنكدر قط�ع قم�اش بعض�ها بخمس��ة وبعض��ها بعش��رة فب��اع غالم��ه قطع��ة من

القطع التي على خمسة بعشرة. فلم���ا علم محم���د ب���ذلك ذهب يطلب ال���ذي اش��ترى من غالم��ه ل��يرد علي��ه خمس��ة فلم ي��زل

244

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يطلبه طول النهار حتى وجده. فقال له إن الغالم قد غل�ط باع��ك م��ا يس�اوي

خمسة بعشرة. فقال يا هذا أنا قد رضيت فقال له وإن رضيت

فإنا ال نرضى لك إال ما نرضاه ألنفسنا. فاختر إح��دى ثالث خص��ال إم��ا أن تأخ��ذ ب��دلها من القطع ال�تي على عش�رة ب�دراهمك وإم�ا ن�ردعليك خمسة وإما أن ترد القطعة وتأخذ دراهمك. فق��ال أعط��ني خمس��ة فرج��ع علي��ه خمس��ة

وأخذها وانصرف. فق���ال من ه���ذا الرج���ل الناص���ح لنفس���ه وللمسلمين فقالوا هذا محم��د بن المنك��در رحم��ه

الله. هذا من رقم واحد في الزهد والورع. وكان ليونس بن عبيد غالم يجه��ز إلي��ه الس��كر فكتب إليه مرة أن قصب الس��كر ق��د أص��ابته آف��ة هذه الس��نة فاش��تر الس��كر ق��ال فاش��ترى س��كرا

كثيرا. فلما جاء وقت��ه ربح في��ه ثالثين ألف��ا فانص��رف إلى منزل��ه، ف��أفكر ليلت��ه وق��ال ربحت ثالثين ألف��ا

وخسرت نصح رجل من المسلمين. فلم��ا أص��بح غ��دا إلى ب��ائع الس��كر ف��دفع إلي��ه ثالثين ألفا وقال بارك الله لك فيه��ا فق��ال من أين

245

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

صارت لي فقال إني كتمت��ك حقيق��ة الح��ال وك��انالسكر قد غال في ذلك الوقت.

فقال رحمك الله قد أعلمتني اآلن وقد طيبته��ا لك قال فرجع بها إلى منزله وتفك��ر وب��ات س��اهرا

وقال ما نصحته فلعله استحيا مني فتركها لي. فبكر إليه من الغد وقال عافاك الله خذ مال��ك إليك فهو أطيب لقلبي فأخذ من��ه ثالثين ألف��ا. ه��ذا

من رقم واحد في الورع والزهد. ونقل عن بعض الورعين أن��ه اش��ترى ك��ر ل��وز وهو ستون قفيزا بستين دين��ارا. وكتب في دف��تره ثالثة دنانير ربحه. وكأنه رأى أن يربح على العشرة

نصف دينار فصار اللوز بتسعين. فأتاه الدالل فطلب اللوز فقال خذه ق��ال بكم

قال بثالثة وستين دينارا. فقال الدالل وكان من الصالحين ال��ورعين ق��د

صار اللوز بتسعين. فقال قد عقدت عقدا ال أحل��ه لس��ت أبيع��ه إال

بثالث وستين. فق��ال ال��دالل وأن��ا عق��دت بي��ني وبين الل��ه أال

أغش مسلما لست آخذه منك إال بتسعين.فتفرقا بدون بيع.

246

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

كل منهما ما يريد أن يفسد نيته وهذا من رقمواحد في الورع.

وباع ابن سيرين شاة فقال للمشتري إن فيه��ا���ا "إنه���ا تقلب العل���ف برجله���ا" قلت فعلى عيب المس��لم الناص��ح أن ي��بين ألخي��ه المس��لم ك��ل م��ا يعلمه في المبيع من العي��وب كك��ون الداب��ة تأك��ل العذرة أو تأك��ل الخ��رق أو م��ا تحلب إال على ن��وع

من الطعام. ويحكى أن واحدا كان له بقرة يحلبه��ا ويخل��ط

لبنها بالماء ويبيعه فجاء سيل فغرق البقرة. فقال أحد أوالده إن تلك المياه المتفرقة ال��تي غشينا فيه�ا اللبن اجتمعت دفع�ة واح�دة ف�أغرقت

البقرة. وعن أحد التابعين أن��ه ق��ال ل��و دخلت الج��امع وهو غ��اص بأهل��ه وقي��ل لي من خ��ير ه��ؤالء لقلت

أنصحهم لهم، فإذا قالوا هذا قلت هو خيرهم. ولو قيل لي من شرهم قلت أغشهم لهم ف��إذا

قيل هذا قلت هو شرهم. وباع الحسن بن صالح وهو من رجال البخ��اري

جارية فقال للمشتري إنها تنخمت عندنا دما. وختاما فعلى المسلم أن يجتنب بيع المنكرات والمالهي كالص���ور والتلف���از والفي���ديو وجمي���ع

247

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

المحرم��ات والمنك��رات وأواني ال��ذهب والفض��ةلمن يستعملها.

وال��دخان وأوراق اللعب والطب��ول والمزام��ير وك���ل م���ا يش���غل عن طاع���ة الل���ه أو يعين على

معاصي الله. وينصح من يتعاطى ه��ذه وأمثاله��ا نس��أل الل��ه

أن يعافينا وجميع المسلمين. جميعا إلى ما ال

يريبك تسلمع ودع ما إن تور

يريبك كله وراع حقوق الله في كل مسلم

وحافظ علىبع وفوض إليه في أعضائك الس

األمور وسلم وكن راضيا بالله ربا

وحاكما اللهم وفقنا لصالح األعم��ال، ونجن��ا من جمي��ع األه��وال، وأمن��ا من الف��زع األك��بر ي��وم الرج��ف والزلزال، واغفر لنا ولوالدينا، ولجمي��ع المس��لمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم ال��راحمين،

وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين. عن أبي برزة األس��لمي أن جليبيب��ا ك��ان ام��رأ

إذا ك���انمن األنص���ار، وك���ان أص���حاب الن���بي ألحدهم أيم )أي ال زوج لها( لم يزوجه�ا ح��تى يعلم

: هل له فيها حاجة أم ال؟النبي ذات ي��وم لرج��ل منفق��ال رس��ول الل��ه

األنصار: يا فالن زوج��ني ابنت��ك. ق��ال: نعم ونعم��ة

248

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عين. قال: إني لست لنفس��ي أري��دها ق��ال: لمن؟ حتى أس��تأمرقال: لجليبيب. قال: يا رسول الله

)أي أشاورها( وأمها. يخطب ابنت��ك.فأتاها فقال: إن رسول الل��ه

.قالت: نعم ونعمة عين، زوج رسول الله قال: إنه ليس لنفس��ه يري��دها. ق��الت: فلمن؟ ق�ال: لجلي�بيب. ق�الت: حلقى ألجلي��بيب؟ ال لعم��ر

الله ال أزوج جليبيا. قالت الفت��اة منفلما قام أبوها ليأتي النبي

خدرها ألبويه��ا: من خطب��ني إليكم��ا؟ ق��اال: رس��ول أم��ره؟ قالت: أفتردون على رسول الل��ه الله

ادفعوني إلى رسول الله فإنه لن يضيعني. فق��ال: ش��أنك به��ا.فذهب أبوه��ا إلى الن��بي

فزوجها جليبيبا. قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة لثابت:

؟ قال: وما دعا لها ب��هأتدري ما دعا لها به النبي النبي عليه السالم؟

قال: اللهم ص��ب عليه��ا الخ��ير ص��با وال تجع��لعيشها كدا كدا.

قال ثابت: فزوجها إياه، فبينم�ا رس�ول الل�ه في مغزى له قال: ه�ل تفق��دون من أح��د؟ ق��الوا:

نفقد فالنا ونفقد فالنا ونفقد فالنا.

249

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ثم قال: ه��ل تفق��دون من أح��د؟ ق��الوا: نفق��دفالنا ونفقد فالنا.

ثم قال: هل تفقدون من أحد؟ قالوا: ال.قال: لكني أفقد جليبيبا فطلبوه في القتلى.

فنظروا فوجدوه إلى جنب سبعة ق��د قتلهم ثمقتلوه.

: هذا مني وأن��ا من��ه، أقت��لفقال رسول الله سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا من��ه أقت��ل س��بعة ثم

قتلوه هذا مني وأنا منه. على ساعديه ثم حف��روافوضعه رسول الله

ح��تىله ما ل��ه س��رير إال س��اعدي رس��ول الل��ه وضعه في قبره.

لل��ه در ه��ذه األنفس فم��ا أعزه��ا وه��ذه الهممفما أرفعها؟

عليهم وعز الموتم غير محر

ا رأوا بعض ولمالحياة مذلة عليه وماتوا ميتة لم

تذمم أبوا أن يذوقو

العيش والذم واقع كالب األعادي منفصيح وأعجم

وال عجب لألسد إنظفرت بها وحتف على في

حسام ابن ملجم فحربة وحشى

دى سقت حمزة الر روى مس��لم في أف��راده من ح��ديث أنس بن

وأصحابه إلى بدرمالك قال: انطلق رسول الله حتى سبقوا المشركين، وج��اء المش��ركون، فق��ال

250

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قوم,,وا إلى جن,,ة عرض,,ها: »رس��ول الل��ه «.السموات واألرض

قال: عم��ير بن الحم��ام األنص��اري: ي��ا رس��ول الله جنة عرض��ها الس��موات واألرض؟! ق��ال: نعم. قال: بخ بخ يا رسول الله. فقال: م��ا يحمل��ك على قولك بخ بخ؟ قال ]ال[ والله يا رسول الله إال رجاء

أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها. قال: فأخرج تمرات من قرنه فجعل ي��أكلهن ثم قال: إن أنا حييت حتى أكل تمراتي هذه إنها لحي��اة طويلة. فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتل حتى

.قnتل ق��ال الواق��دي: لم��ا أراد عم��رو بن الجم��وح الخروج إلى أحد، منع��ه بن��وه، وق��الوا: ق��د ع��ذرك

فق��ال: إن ب��ني يري��دونالل��ه. فج��اء إلى الن��بي حبس��ي عن الخ��روج مع��ك وإني ألرج��و أن أط��أ بعرجتي ]ه��ذه[ في الجن��ة، فق��ال: "أم��ا أنت فق��د عذرك الله" ثم قال لبني��ه: ال عليكم أن ال تمنع��وه

لعل الله عز وجل يرزقه الشهادة. فخلوا سبيله. قالت امرأته هند بنت عم��رو بن خ��زام: ك��أني أنظر إليه موليا، قد أخذ درقته وهو يقول: اللهم ال

تردني إلى خربي وهي منازل بني سلمة. ق��ال أب��و طلح��ة: فنظ��رت إلي��ه حين انكش��ف

251

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

المسلمون ثم ثابوا، وهو في الرعي��ل األول، لك��أني أنظ��ر إلى ض��لع في رجل��ه وه��و يق��ول: أن��ا والل��ه

.مشتاق إلى الجنة! ثم أنظر إلى ابنه خالد ]وهو[ يع��دو ]مع��ه[ في

أثره حتى قتال جميعا. وفي الحديث أنه دفن عمرو بن الجموح وعب��د الله بن عم��ر و أب��و ج��ابر في ق��بر واح��د، فخ��رب الس��يل قب��ورهم، فحف��ر عنهم بع��د س��ت وأربعين

سنة فوجدوا لم يتغيروا كأنهم ماتوا باألمس. عن أنس بن مالك قال: كنا جلوسا مع رس��ول

فق��ال: يطل��ع اآلن عليكم رج��ل من أه��لالل��ه الجنة، فطلع رج��ل من األنص��ار تنط��ف لحيت��ه من

وضوئه قد علق نعليه بيده الشمال. مثل ذلك،: »فلم��ا ك��ان الغ��د ق��ال الن��بي

فطلع ذلك الرجل مثل المرة األولى. فلما مثل مقالتهاليوم الثالث قال النبي كان

ا فطل,,ع ذل,,ك الرج,,ل على مث,,ل حال,,ه أيض,, تبعه عبد الله بناألولى فلما قام النبي

عمرو، فق,,ال: إني الحيت أبي، فأقس,,مت أني ال أدخ,,ل علي,,ه ثالث,,ا، ف,,إن رأيت أن تؤوي,,ني إلي,,ك ح,,تى تمض,,ي فعلت. ق,,ال:

252

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

". نعم قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه بات مع��ه تلك الثالث الليالي فلم يره يق��وم من اللي��ل ش��يئا غير أنه إذا تعار تقلب على فراش��ه ذك��ر الل��ه ع��ز

وجل، وكبر حتى يقوم لصالة الفجر. قال عب��د الل��ه: غ��ير أني لم أس��معه إال خ��يرا،فلما مضت الثالث الليالي، وكدت أن احتقر عمله. قلت: ي���ا عب���د الل���ه لم يكن بي���ني وبين أبي غض��ب وال هج��رة، ولكن س��معت رس��ول الل��ه

يقول لك ثالث مرات: يطلع عليكم اآلن رج��ل من أهل الجن��ة، فطلعت أنت الثالث الم��رات، ف��أردت

أن آوى إليك. فأنظر ما عملك، فأقتدى بك، فلم أرك عملت كبير عمل، فما الذي بلغ بك م��ا ق��ال رس��ول الل��ه

.؟ ق�ال: م��ا ه�و إال م�ا رأيت، فلم�ا وليت دع�اني فق��ال: م��ا ه��و إال م��ا رأيت غ��ير أني ال أج��د فيا وال أحس��د أح��دا نفسي ألحد من المس��لمين غش��

على خير أعطاه الله إياه. فق��ال عب��د الل��ه: ه��ذه ال��تي بلغت ب��ك، رواه أحم���د بإس���ناد على ش���رط البخ���اري ومس���لم

والنسائي.

253

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بعثعن نافع عن ابن عمر أن رس��ول الل��ه ا فيهم رج��ل يق��ال ل��ه: ح��دير. وك��انت تل��ك جيش�� السنة قد أصابتهم سنة من قلة الطعام، ف��زودهم

ونسى أن يزود حديرا.رسول الله فخ��رج ح��دير ص��ابرا محتس��با وه��و في آخ��ر الركب يقول: ال إله إال الل��ه، والل��ه أك��بر، والحم��د لل��ه، وس��بحان الل��ه، وال ح��ول وال ق��وة إال بالل��ه. ويقول: نعم الزاد هو يا رب. فهو يردده��ا وه��و في

آخر الركب. فق��ال ل��ه: إنقال: فجاء جبري��ل إلى الن��بي

ربي أرس��لني إلي��ك يخ��برك أن��ك زودت أص��حابك ونس��يت أن ت��زود ح��ديرا، وه��و في آخ��ر ال��ركب يق��ول: ال إل��ه إال الل��ه والل��ه أك��بر وس��بحان الل��ه

والحمد لله. رجال فدفع إليه زاد حدير وأم��رهفدعا النبي

إذا انتهى إليه حفظ عليه ما يق��ول، وإذا دف��ع إلي��ه الزاد حفظ عليه ما يقول، ويق��ول ل��ه: إن رس��ول

يقرئ��ك الس��الم ورحم��ة الل�ه، ويخ��برك أن��هالله ك��ان نس��ي أن ي��زودك، وإن ربي تب��ارك وتع��الى أرس��ل إلى جبري��ل ي��ذكرني ب��ك، ف��ذكره جبري��ل

وأعلمه مكانك.

254

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فانتهى إلي��ه وه��و يق��ول: ال إل��ه إال الل��ه والل��ه أكبر وسبحان الله والحمد لله وال حول وال ق��وة إال بالله، ويقول: نعم الزاد هذا يا رب. قال: فدنا من��ه

يقرئ��ك الس��المثم ق��ال ل��ه: إن رس��ول الل��ه ورحمة الله وقد أرسلني إليك ب��زاد معي، ويق��ول: إني إنما نس��يتك فأرس��ل إلى جبري��ل من الس��ماء يذكرني بك. قال: فحمد الله وأث��نى علي��ه، وص��لى

.على النبي ثم قال: الحمد لله رب العالمين، ذك��رني ربي من فوق سبع سموات، ومن ف��وق عرش��ه، ورحم جوعي وضعفي، يا رب كما لم تنس حديرا فاجعل

حديرا ال ينساك. فأخبرهقال: فحفظ ما قال ورجع إلى النبي

بما س��مع من��ه حين أت��اه، وبم��ا ق��ال حين أخ��بره، : أما إنك لو رفعت رأس��ك إلىفقال رسول الله

السماء ل��رأيت لكالم��ه ذل��ك ن��ورا س��اطعا م��ا بينالسماء واألرض.

وعن محمد بن س��عد ق��ال: ك��ان ذو البج��ادين يتيما ال مال له. فمات أبوه ولم يورثه شيئا، وكفله

عمه حتى أيسر. فلما ق��دم الن��بي المدين��ة جعلت نفس��ه تت��وق إلى اإلسالم وال يقدر علي��ه من عم��ه ح��تى مض��ت

255

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

السنون والمشاهد. فقال لعمه: ي��ا عم إني ق��د انتظ��رت إس��المك

فال أراك تريد محمدا، فأذن لي في اإلسالم. فقال: والله لئن اتبعت محم��دا ال أت��رك بي��دك

شيئا كنت أعطيتكه إال نزعته منك، حتى ثوبيك. ق��ال: فأن��ا والل��ه متب��ع محم��دا وت��ارك عب��ادة الحجر، وها ما بيدي فخذه، فأخذ م��ا أعط��اه ح��تى

جرده من إزاره. ف��أتى أم��ه فقطعت بج��ادا له��ا ب��اثنين ف��أتزر بواحد وارتدى ب��اآلخر ثم أقب��ل إلى المدين��ة وك��ان

بورقان فاضطجع في المسجد في السحر. يتصفح الناس إذا انص��رفوكان رسول الله

من الصبح فنظ��ر إلي��ه فق��ال: من أنت؟ فانتس��ب له، وكان اسمه عبد العزى. فق��ال: أنت عب��د الل��ه

ذو البجادين.��ا. فك��ان يك��ون في ثم ق��ال: ان��زل م��ني قريب

أضيافه حتى قرأ قرآنا كثيرا. إلى تب��وك ق��ال: ادع ليفلم��ا خ��رج الن��بي على عضده لحى س��مرةبالشهادة. فربط النبي

وقال: اللهم إني أحرم دمه على الكفار.فقال: ليس هذا أردت.

256

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

��ا فأخ��ذتكقال الن��بي : إن��ك إذا خ��رجت غازي الحمى فقتلت��ك ف��أنت ش��هيد، أو وقص��تك دابت��ك

فأنت شهيد. فأقاموا بتبوك أياما ثم توفي. قال بالل بن الحارث: حض��رت رس��ول الل��ه

ومع بالل المؤذن شعلة من ن��ار عن��د الق��بر واقف��ابها.

وه��و يق��ول: "أدني��ا إليوإذا رس��ول الل��ه أخاكما. فلما هيأه لشقه في اللحد قال: اللهم إني

قد أمسيت عنه راضيا فارض عنه".فقال ابن مسعود: ليتني كنت صاحب اللحد.

وعن أبي وائل، عن عبد الله قال: والله لكأني في غ��زوة تب��وك وه��و في ق��برأرى رسول الله

عبد الله ذي البجادين، وأبو بكر وعمر يقول: أدني��اإلى أخاكما.

وأخ��ذه من القبل��ة ح��تى أس��كنه في لح��ده ثم وولياهما العمل.خرج النبي

فلما فرغ من دفنه استقبل القبلة رافع��ا يدي��هيقول: "اللهم إني أمسيت عنه راضيا فارض عنه". وكان ذلك ليال فو الله لوددت أني مكانه، ولقد

أسلمت قبله بخمس عشر سنة. عن محمد بن سعد قال: أتى واثلة رسول الله

فص��لى مع��ه الص��بح. وك��ان رس��ول الل��ه إذا

257

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

صلى وانصرف تصفح أصحابه. فلما دن��ا من واثل��ةقال: من أنت؟ فأخبره.

فق�ال: م��ا ج��اء ب��ك؟ ق��ال: جئت أب��ايع. فق��ال : فيم��ا أحببت وك��رهت؟ ق��ال: نعم.رسول الل��ه

قال: فيما أطقت؟ قال: نعم. فأسلم وبايعه. يتجه��ز يومئ��ذ إلى تب��وكوكان رس��ول الل��ه

فخرج واثلة إلى أهله فلقي أباه األسقع فلم��ا رأى حاله قال: قد فعلتها؟ قال: نعم. قال أب��وه: والل��ه

ال أكلمك أبدا. فأتى عمه فسلم عليه فقال: قد فعلتها؟ قال: نعم. قال: فالمه أيس��ر من مالم��ة أبي��ه وق��ال: لم

يكن ينبغي لك أن تسبقنا بأمر. فس��معت أخت واثل��ة كالم��ه فخ��رجت إلي��ه وسلمت عليه بتحية اإلسالم. فقال واثلة: أني ل��ك هذا يا أخي��ة؟ ق��الت: س��معت كالم��ك وكالم عم��ك

فأسلمت. فقال: جهزي أخاك جهاز غاز فإن رسول الل��ه

على جناح سفر. فجهزته فلحق برس��ول الل��ه قد تحمل إلى تبوك وبقي غ��برات من الن��اس وهم

على الشخوص. فجعل ينادي بسوق ب��ني قينق��اع: من يحمل��ني

258

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وله سهمي؟ قال: وكنت رجال ال رحلة بي. قال: فدعاني كعب بن عجرة فقال: أنا أحملك عقب��ة باللي��ل وعقب��ة بالنه��ار وي��دك أس��وة ي��دي

وسهمك لي. قال واثلة: نعم. قال واثلة: جزاه الله خ��يرا لق��د ك��ان يحمل��ني ويزيدني وآكل معه ويرفع لي حتى إذا بعث رسول

خال��د بن الولي��د إلى أكي��در بن عب��د المل��كالله بدومة الجندل.

خ���رج كعب في جيش خال���د وخ���رجت مع���ه فأصبنا فيئا كثيرا فقسمه خالد بيننا فأصابني س��ت قالئص فأقبلت أسوقها حتى جئت به��ا خيم��ة كعب بن عج��رة فقلت: اخ��رج رحم��ك الل��ه ف��انظر إلى

قالئصك فاقبضها. فخرج وهو يبتسم ويقول: بارك الل�ه ل�ك فيه�ا

ما حملتك وأنا أريد أن آخذ منك شيئا. عن بش��ر بن عب��د الل��ه عن واثل��ة بن األس��قع رض��ي الل��ه عن��ه ق��ال: كن��ا أص��حاب الص��فة في

وما فينا رجل له ثوب.مسجد رسول الله ولقد اتخذ العرق في جلودنا طرقا من الغب��ار،

فقال: »ليبش��ر فق��راءإذ خرج علينا رسول الله المهاجرين« ثالثا.

عن نعيم بن ربيع��ة بن كعب ق��ال: كنت أخ��دم

259

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وأقوم له في حوائجه نه��اري أجم��ع،رسول الله العشاء اآلخرة.حتى يصلي رسول الله

فأجلس على بابه إذا دخل بيت��ه، أق��ول: لعله��ا حاجة. فم��ا أزال أس��معهأن تحدث لرسول الله

سبحان الله، سبحان الل��ه، س��بحان الل��ه وبحم��دهحتى أمل فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد.

فقال لي يوما لما رأى من حف��تي )أي العناي��ة والخدمة( له وخدمتي إياه، يا ربيعة سلني أعطك. ق��ال: فقلت: أنظ��ر في أم��ري ي��ا رس��ول الل��ه ثم

أعلمك ذلك. فق��ال: ففك��رت في نفس��ي فعلمت أن ال��دنيا منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا س��يأتيني، ق��ال:

آلخ��رتي فإن��ه من الل��هفقلت أسأل رسول الله عز وجل بالمنزل الذي هو به.

فجئت��ه فق��ال: م��ا فعلت ي��ا ربيع��ة؟ فقلت: أس��ألك ي��ا رس��ول الل��ه أن تش��فع لي إلى رب��ك

فيعتقني من النار. فق��ال: من أم��رك به��ذا ي��ا ربيع��ة؟ فقلت: ال والذي بعثك بالحق ما أمرني ب��ه أح��د ولكن��ك لم��ا قلت سلني أعطك وكنت من الل��ه ب��المنزل ال��ذي أنت ب���ه نظ���رت في أم���ري فع���رفت أن ال���دنيا

260

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

منقطعة وزائلة وأن لي فيها رزقا سيأتيني. آلخ��رتي. ق��ال:فقلت أس��أل رس��ول الل��ه

ط��ويال ثم ق��ال لي: إنيفص��مت رس��ول الل��ه فاعل فأعني على نفسك بكثرة السجود.

وأخرج��ا في الص��حيحين، من ح��ديث قيس بنا في مس��جد المدين��ة في عبادة ق��ال: كنت جالس��

.ناس فيهم بعض أصحاب النبي فجاء رجل في وجهه أثر خش��وع، فق��ال بعض القوم: هذا رجل من أه��ل الجن��ة. فص��لى ركع��تين تجوز فيهما. ثم خرج فاتبعته فدخل منزله فدخلت

فأخبرته. فق���ال: ال ينبغي ألح���د أن يق���ول م���ا ال يعلم، وس��أحدثك لم ذاك؟ رأيت رؤي��ا على عه��د رس��ول

فقصصتها عليه.الله رأيتني في روض��ة، وس��ط الروض��ة عم��ود من

حديد، أسفله في األرض وأعاله عروة. فقي��ل لي ارق��ه. فقلت: ال أس��تطيع. فج��اءني منص��ف، يع��ني خادم��ا، فق��ال بثي��ابي من خلفي،

فأخذت بالعروة. فق��ال: تل��كفقصص��تها على رس��ول الل��ه

الروض��ة اإلس��الم، وذاك العم��ود عم��ود اإلس��الم، وتلك العروة، العروة ال��وثقى، وأنت على اإلس��الم

261

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

حتى تموت، والرجل عبد الله بن سالم. وعن أبي ب��ردة بن أبي موس��ى ق��ال: ق��دمت المدين��ة ف��أتيت عب��د الل��ه بن س��الم، ف��إذا رج��ل متخش��ع، فجلس��ت إلي��ه فق��ال: ي��ا بن أخي إن��ك

جلست إلينا وقد حان قيامنا، أفتأذن؟ اللهم ارحم غربتنا في القبور وأمنا ي��وم البعث والنش��ور واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين.

262

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

هذه قصيدة وعظية ألق لها سمعكآخر:

ة الدنيا عليك فيا عزسالم

انست بأل واء الزمانوذله ألم يأن عنها سلوة

وسآم إلى كم أعاني تيهها

وداللها وأضحت وديباج البهاءمسام

وقد أخلق األيام جلبابحسنها عر وعاد رهام الش

وهو ثغام على حين شيب قد ألم

بمفرقي وثار بميدان المزاجقتام

طالئع ضعف قد أغارتعلى القوى وال أنا في عهد

المجون مدام فال هي في برج

الجمال مقيمة ولم يبق فينا نسبةولئام

تقطعت األسباب بينيوبينها وقد جب منها غارب

وسنام وعادت قلوص العزم

عني كليلة وقوض أبيات لهوخيام

ت كأني بها والقلب زمركابه يحن إليها والدموع

رهام وسيقت إلى دار

الخمول حموله ها البوإليه وفيها أنة وضغام حنين عجول غرفانثنت اتلكل زمان غاية وتمام تولت ليال للمسر

وانقضت تدوم ولكن ما لهندوام

ت فسرعان ما مروولت وليتها ويوم تولى بالمساءة

عامات ت بالمسر دهور تقض

ساعة بطول حياة والهمومسهام

فلله در الغم حيثأمدني ولي مع صحبي

عشرة وندام أسير بتيماء التحير

مفردا ورب كالم فيالقلوب كالم

وكم عشرة ما أورثتغير عسرة وهيهات أن ينسى

لدي ذمام فما عشت ال أنسى

حقوق صنيعه

263

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عليه فئام إثر ذاكقيام

مان كما اعتاد أبناء الزوأجمعت الل وشب لنيران الض

ضرام خبت نار أعالم

المعارف والهدى بع يناغي القباب السوهي عظام

وكان سرير العلمدا صرحا ممر عزيزا منيعا ال يكاد

يرام متينا رفيعا ال يطار

غرابه كبرق بدا بينحاب يشام الس

يلوح سنا برق الهدىمن بروجه ت عروش منه ثم فخر

دعامت عليه الراسيات فجر

ذيولها مساق أسير ال يزاليضام

وسيق إلى دار المهانةأهله طرائق منها جائر

وقوام كذا تجري األيام بين

الورى على وما كل أفراد الحديدحسام

فما كل ما قد قيل علموحكمة ة نعيم وبؤس، صح

وسقام وللدهر ثارات تمر على

الفتى فليس عليها معتبومالم

ومن يك في الدنيا فاليعتبنها وماذا الذي تبغيه فهو

حطام أجدك ما الدنيا وماذا

متاعها يعانده والناس عنهنيام

تشكل فيها كل شيءبشكل ما على رأس ربات

الحجال عمام ترى النقص في زي

الكمال كأنما والتك فيها راعياوسوام

فدعها ونعماها هنيئاألهلها

إذا ما تصدى للطعامطغام

تعاف العرانين السماطعلى الخوى لما ليس فيه عروة

وعصام على أنها ال يستطاع

منالها وقد جاوز الطبيينمنك حزام

ولو أنت تسعى إثرهاة ألف حج بخفي حنين ال تزال

تالم رجعت وقد ضلت

مساعيك كلها

264

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ودانت لك الدنيا وأنت

همام هب إن مقاليد األمور

ملكتها أليس بحتم بعد ذاكحمام

ومتعت باللذات دهرابغبطة وبين المنايا

والنفوس لزام فبين البرايا والخلود

تباين وما حاد عنها سيدوغالم

قضية انقاد األناملحكمها سل إن كان فيها

مرية وخصام ضرورية تقضي العقول

بصدقها لهم فوق فوقالفرقدين مقام

سل األرض عن حالالملوك التي خلت باعتابهم للعاكفين

زحام بأبوابهم للوافدين

تراكم عليهم جوابا ليسفيه كالم

تجبك عن أسرارالسيوف التي جرت وما طاش عن مرمى

لهن سهام بأن المنايا أقصدتهم

نبالها وأقفر منهم منزلومقام

وسيقوا مساقالغابرين إلى الردى فليس لهم حتى

القيام قيام وحلوا محال غير ما

يعهدونه فهم بين أطباقالرغام رغام

ألم بهم ريب المنونفغالهم

انتهى

)فصل(

اعلم وفقنا الله وإياك وجمي��ع المس��لمين لم��ا يحبه ويرضاه أن من رض��ي عن نفس��ه استحس��ن حاله��ا وس��كن إليه��ا ومن استحس��ن ح��ال نفس��ه

وسكن إليها استولت عليه الغفلة. وبالغفلة ينصرف قلب��ه عن التفق��د والمراع��اةلخواطره فتثور حينئذ دواعي الشهوة على العبد.

265

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وليس عنده من المراقبة والمالحظة والت��ذكيرما يدفعها به ويقهرها.

فتص��ير الش��هوة غالب��ة ل��ه بس��ب ب��ذلك ومنغلبته شهوته وقع في المعاصي.

وأص��ل ذل��ك كل��ه رض��اه عن نفس��ه ومن لم يرض عن نفس��ه لم يستحس��ن حاله��ا ولم يس��كن

إليها. ومن ك��ان به��ذا الوص��ف ك��ان متيقظ��ا متنبه��ا للط���وارئ وبالتيق���ظ والتنب���ه يتمكن من تفق���د

خواطره ومراعاتها. وعند ذلك تخمد ن��يران الش�هوة فال يك��ون له��ا

غلبة وال قوة فيضعف العبد حينئذ بصفة العفة. فإذا صار عفيفا كان مجتنبا لكل م��ا نه��اه الل��ه عنه محافظا على جميع ما أمره به وهذا هو معنى الطاعة لله عز وجل وأصل ه��ذا كل��ه ع��دم الرض��ا

عن نفسه. ف���إذا يجب على اإلنس���ان أن يع���رف نفس���ه ويلزم من ذلك عدم الرضا عنها وبقدر تحقق العبد

في معرفة نفسه يصلح له حاله ويعلوا مقامه. وك��ان العلم��اء المخلص��ون ي��ذمون نفوس��هم

ويتهمونها وال يرضون عنها.

266

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ق���ال بعض���هم من لم يتهم نفس���ه على دوام األوقات ولم يخالفها ولم يجرها إلى مكروهها فهو مغرور ومن نظر إليها باستحسان شيء منها فق��د

أهلكها. وكيف يرضى عنها عاقل وهي األمارة بالس��وء وق���ال بعض العلم���اء ال تس���كن إلى نفس���ك وإن

دامت طاعتها لك في طاعة الله.وقال آخر: ما رضيت عن نفسي طرفة عين.

وقال آخر: إن من الناس ناس لو م��ات نص��ف أح��دهم م��ا انزج��ر النص��ف اآلخ��ر وال أحس��بني إال

منهم. وقال آخر: فائدة الصحبة إنما هي للزي��ادة في الحال وعدم النقص��ان فيه��ا فإي��اك وص��حبة من ال

ينهضك حاله وال يدلك على الله مقاله. فصحبة من يرضى عن نفسه وإن ك��ان عالم��ا ش��ر محض وال فائ��دة فيه��ا ألن علم��ه في الغ��الب

غير نافع له. وجهله الذي أوجب رضاه عن نفسه صار غاي��ة الض��رر ألن��ه فات��ه العلم ال��ذي يري��ه عيب��ه ح��تى ال

يرضى عن نفسه األمارة بالسوء. وق��ال ابن القيم رحم��ه الل��ه لم��ا ذك��ر النفس األم��ارة بالس��وء ق��ال منه�ا أن يع�رف أنه��ا جاهل�ة

267

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ظالمة وأن الجهل والظلم يصدر عنهم��ا ك��ل ق��ولوعمل قبيح.

ومن وص���فه الجه���ل والظلم ال مطم���ع في اس��تقامته واعتدال��ه البت��ة في��وجب ل��ه ذل��ك ب��ذل الجهد في العلم النافع الذي يخرجها به عن وصف الجهل والعمل الصالح الذي يخرجها به عن وص��ف الظلم ومع ه��ذا فجهله��ا أك��ثر من علمه��ا وظلمه��ا

أعظم من عدلها. فحقيق بمن هذا ش��أنه أن ي��رغب إلى خالقه��ا وفاطرها أن يقيه شرها وأن يؤتيها تقواها ويزكيه��ا فهو خير من زكاه��ا وأن ال يكل��ه إليه��ا طرف��ة عين فإنه إن وكله إليها هلك فما هلك من هلك إال حيث

وكل إلى نفسه. ق,,ل لحص��ين بن المن��ذر: »وق��ال الن��بي

«.اللهم ألهمني رشدي وقني ش,,ر نفسي ونعوذ بالل,,ه من ش,,روروفي خطبة الحاجة: »

هâ«. وقد قال تعالى: أنفسنا ح نفس�� nوق شn ومن يnولئك هnمn المnفلح��nون إنâ[. وق��ال: 9 ]الحش��ر: áفأوء فس ألمارة بالس [.53 ]يوسف: áالن

فمن عرف حقيقة نفسه وما طبعت عليه علم أنها منبع كل شر وم��أوى ك��ل س��وء وأن ك��ل خ��ير

268

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فيها ففضل من الله من به عليها لم يكن منها كما��nهn م��اâقال تعالى: nم ورحمت ه عليك لn الل ��وال فض�� ول

nم من أحد أبدا [.21 ]النور: áزكا منكnمn اإليم��انâوق��ال تع��الى: ب إليك ه حب ولكن الل

وق nس��nف��ر والفn nمn الك ه إليك ��ر nم وك ��nوبك ��هn في قnل ن وزييان [. فه��ذا الحب وه��ذه7 ]الحج��رات: áوالعص��

الكراهة لم يكونا في النفس وال بها. ولكن ه��و الل��ه ال��ذي من بهم��ا فجع��ل العب��د

ال من الله ونعم��ةâبس��ببهما من الراش��دين فض��هn عليم حكيم [. عليم بمن8 ]الحج��������رات: áوالل

يصلح لهذا الفضل ويزكوا علي��ه وب��ه ويثم��ر عن��ده حكيم فال يض��عه عن��د غ��ير أهل��ه انتهى بتص��رف

يسير. فعلى العاق��ل الل��بيب محاس��بة نفس��ه دائم��ا والمحاس��بة هي مطالع��ة القلب وأعم��ال اللس��ان

وأعمال الجوارح. فاجعل ذنوبك نص��ب عيني��ك ف��إن غفلت عنه��ا

اجتمعت بسرعة وكثرت. وتأمل وفكر فلو أنك وضعت في ك��ل معص��ية تح���دثها حج���را في دارك المتأل بيت���ك في م���دة

يسيرة. فمثال عندك غيبة أو عندك كذب أو عندك ري��اء

269

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

أو عندك عقوق أو قطيعة رحم أو ظلم لمس��لم أو لنفسك أو ألهلك أو ألوالدك أو لجيران��ك أو تعام��ل

معاملة ال تجوز. أو عن��دك كف��ار خ��دام أو س��واقين أو عن��دك مالهي كالتلفاز والفيديو أو عندك ص��ور أو تش��رب الدخان أو حلق لحية أو إس��بال أو تش��به بكف��ار أو

سفر لبالدهم. أو ل��ك أوالد يدرس��ون عن��دهم برض��ا من��ك أو أكلك وشربك ولبسك من شركات تتعامل بالربا أو أن عمل��ك ال تؤدي��ه ك��امال مكمال وتأخ��ذ م��ا علي��ه

كامال. أو ال تتنس��خ من الزك��اة أو نح��و ذل��ك مم��ا ال

يحصره العد. فتيق��ظ وحاس��ب نفس��ك وفتش عليه��ا بدق��ة

وأسأل الله الحي القيوم أن يتجاوز عنك. وإال فإني ال إخالك

ناجيا فإن تنج منها تنج

من ذي عظيمةnمâقال تبارك وتعالى: nبدnوا ما في أنفnسك وإن ت

nم به اللهn nحاسبك nخفnوهn ي [. قي��ل284 ]البق��رة: áأو ت إن هذه اآلية أعظم آية في المؤاخذة. ولما ن��زلت بكى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فق��ال ابن عباس يرحم الله أبا عبد الرحمن وإن الل��ه تب��ارك

270

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عهاâوتع��الى يق��ول: وnس�� فn الل��هn نفس��ا إال nكل áال ي[.286]البقرة:

وق��ال ابن القيم رحم��ه الل��ه فمن ل��ه بص��يرة بنفسه وبصيرة بحقوق الله وهو ص��ادق في طلب��ه لم يبق له نظره في سيئاته حس��نة البت��ة فال يلقى

الله إال باإلفالس المحض والفقر الصرف. ألنه إذا فتش عن عيوب نفسه وعي��وب عمل��ه علم أنها ال تصلح لله وأن تلك البض��اعة ال تش��ترى بها النجاة من عذاب الل�ه فض�ال عن الف��وز بعظيم

ثوابه. فإن خلص له عمل وح��ال م��ع الل��ه وص��فا ل��ه معه وقت شاهد منة الله علي��ه ب��ه ومج��رد فض��له

وأنه ليس من نفسه وال هي أهل لذاك. فه��و دائم��ا مش��اهد لمن��ة الل��ه علي��ه ولعي��وب نفسه وعمله ألنه متى تطلبها رآها وه��ذا من أج��ل

أنواع المعارف وأنفعها للعبد. أنت ربيولذلك كان سيد االس��تغفار »اللهم

ال إله إال أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما اس,,تطعت أع,,وذ ب,,ك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمت,,ك علي وأب,,وء بذنبي ف,,اغفر لي إن,,ه ال يغف,,ر ال,,ذنوب إال

«.أنت

271

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فتض��من ه��ذا االس��تغفار االع��تراف من العب��د بربوبية الله وإلهيته وتوحيده واالعتراف بأنه خالقه العالم به إذ أنشأه نش��أة تس��تلزم عج��زه عن أداء حق��ه وتقص��يره في��ه واالع��تراف بأن��ه عب��ده ال��ذي ناصيته بيده وفي قبضته ال مهرب له من��ه وال ولي

له سواه. ثم التزم الدخول تحت عهده وهو أم��ره ونهي��ه

وإن ذل��كالذي عه��ده إلي��ه على لس��ان رس��وله بحسب استطاعتي ال بحسب أداء حقك فإن��ه غ��ير

مقدور للبشر إنما هو جهد المقل وقدر الطاقة. وم��ع ه��ذا فأن��ا مص��دق بوع��دك ثم أن��زع إلى االستعاذة واالعتصام بك من شر م��ا ف��رطت في��ه من أمرك ونهيك فإنك إن لم تعذني من ش��ره وإال أحاطت بي الهلكة فإن إضاعة حقك س��بب الهالك

وأنا أقر لك والتزم وأبخع بذنبي. فمنك المنة واإلحسان والفض��ل وم��ني ال��ذنب واإلس��اءة فأس��ألك أن تغف��ر لي بمح��و ذن��بي وأن تعفيني من شره إنه ال يغفر الذنوب إال أنت فلهذا

كان هذا الدعاء سيد االستغفار. وهو متضمن لمحض العبودية فأي حسنة تبقى للبصير الصادق مع مشاهدته عيوب نفسه وعمل��ه

272

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ومنة الله عليه فه��ذا ه��و ال��ذي يعطي��ه نظ��ره إلىنفسه ونقصه اه�.

ق��ال بعض الزه��اد ال يك��ون العب��د من المتقين حين يحاس��ب نفس��ه أش��د من محاس��بة الش��ريك

لشريكه والشريكان يتحاسبان بعد العمل. وق���ال الحس���ن الم���ؤمن ق���وام على نفس���ه يحاسبها لله تعالى وإنما خف الحس��اب على ق��وم حاس�بوا أنفس�هم في ال�دنيا وإنم�ا ش�ق الحس�اب

على قوم أخذوا هذا األمر من غير محاسبة. وفي حديث أبي طلح��ة أن��ه لم��ا ش��غله الطين في صالته فتدبر شغله فجع��ل حائط��ه ص��دقة لل��ه

تعالى ندما ورجاء لعوض مما فاته وتأديبا لنفسه. المهم أن يعلم العبد أن أعدى ع��دو ل��ه نفس��ه التي بين جنبي��ه وق��د خلقت أم��ارة بالس��وء أم��ارة

بالشر فرارة من الخير. واإلنس��ان م��أمور بتزكيته��ا وتقويمه��ا وقوده��ا بسالسل العبر إلى عبادة ربها وخالقها ومنعه��ا عن

لذاتها وشهواتها المهلكة. فإن أهملها شردت وجمحت ولم يظفر بها بعد ذل���ك وإن الزمه���ا ب���التوبيخ والتقري���ع والمعاتب���ة والعذل والمالم��ة ولم يغف��ل عن ت��ذكيرها وعتابه��ا

اعتدلت بإذن الله تعالى.

273

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ضاع وإن حب الر تفطمه ينفطم

والنفس كالطفلإن تهمله شب على وإن هي استحلت

المرعى فال تسم وراعها وهي في

األعمال سائمة من حيث لم يدري أنم في الدسم الس

نت لذة كم حسللمرء قاتلة

فالعاق���ل الل���بيب من ي���وبخ نفس���ه ويعاتبه���ا ويوض��ح له��ا عيوبه��ا كله��ا ويق��رر عن��دها جهله��اوحماقتها فإنها إذا أراد الله تعذر وترعوي وترجع.

فيق��ول له��ا م��ا أعظم جهل��ك ت��دعين الحكم��ةوالفطنة وأنت من أجهل الناس وأحمقهم.

وأكبر برهان على ذلك إهمالك واستهانتك أم��ا تع���رفين م���ا بين ي���ديك من األه���وال والعظ���ائم

والمزعجات والمخاوف. أم��ا تق��رئين وتس��معين ق��ول أص��دق الق��ائلين

âوأوفى الواعدين وأقدر القادرين ��اال إن ل��دينا أنكnف��n��وم ترج وجحيما وطعاما ذا غnصة وعذابا أليم��ا ي ����الn كثيب����ا مهيال ����انت الجب ����الn وك áاألرضn والجب

[.14]المزمل: م يومئذâوقول����ه تع����الى: وجيء يومئذ بجهن

��ا ليتني ى ل��هn ال��ذكرى يق��nولn ي انn وأن رn اإلنس�� ��ذك يت[.24 ]الفجر: áقدمتn لحياتي

âوقوله ع��ز من قائ��ل: nلق��nوا منه��ا مكان��ا وإذا أ nورا nب نين دعوا هnنالك ث قا مnقر [.13 ]الفرقان: áضي

274

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

nسقى منâوقوله جل وعال: مn وي من ورآئه جهنnويأتي��ه الم��وت nهnيغ nس�� ��ادn ي عnهn وال يك ماء صديد يتجرت ومن ورآئه ع��ذاب ��ان وم��ا ه��nو بمي ��nل مك من ك

[.17 ]إبراهيم: áغليظ��ارا تلظىâوقوله تبارك وتع��الى: nم ن nك áفأن��ذرت

[.14]الليل: رâوقول�ه ج��ل وعال رر كالقص� �رمي بش� ه�ا ت إن

هn جمالت صnفر [.33 ]المرسالت: áكأن ونحو ه��ذه اآلي��ات المخوف��ة ثم يق��ول لنفس��ه فمالك تفرحين وتضحكين وتش��تغلين ب��اللهو وأنت مطلوبة لهذا األمر العظيم والخطب الجسيم وبين يديك إحدى منزلتين الجن��ة أو الن��ار فكي��ف يهن��ؤك نوم أو يلذ لك م��أكول أو مش��روب وأنت ال ت��درين في أي الفريقين تكونين "فريق في الجنة وفري��ق

في السعير". ولم تدر في أيالمكانين تنزل

وكيف تنام العينوهي قريرة

وقل لها أما تعلمين أن كل م��ا ه��و آت ق��ريبوأن البعيد ما ليس آت.

أما تعلمين أن الموت يأتي بغتة من غير تقديم رسول ومن غ��ير مواع��دة وأن��ه ال ي��أتي في ش��تاء دون صيف وال في ص��يف دون ش��تاء وال في نه��ار

275

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

دون ليل وال في ليل دون نهار وال ي��أتي في الص��بادون الكبر وال في الكبر دون الصبا.

بل كل نفس يمكن أن يأتيها الموت بغتة ف��إن لم ي��أت الم��وت بغت��ة ج��اءه الم��رض ال محال��ة ثم

المرض يفضي إلى الموت. فما ل�ك ي�ا نفس ال تس�تعدين والم�وت أق�رب

إليك من حبل الوريد. فهك���ذا معامل���ة الزه���اد والعب���اد في ت���وبيخ أنفس���هم وعتابه���ا ف���إن مطلبهم من المناج���اة االسترض���اء ومقص���ودهم من المعاتب���ة التنبي���ه

واالسترعاء. فمن أهم��ل معاتب��ة نفس��ه وتوبيخه��ا وأهم��ل���ا فنس���أل الل���ه مناجاته���ا لم يكن لنفس���ه مراعي العظيم الحي القيوم معرفة حقيقة بأحوال أنفسنا

وغرورها. وختام��ا فالعاق��ل من ب��ذل وس��عه في التفك��رالتام وعلم أن دار الدنيا رحلة فجمع للسفر رحله. فمب��دأ الس��فر من ظه��ور اآلب��اء إلى بط��ون األمهات ثم إلى الدنيا ثم إلى الق��بر ثم الحش��ر ثم

إلى دار اإلقامة األبدية. ف��دار اإلقام���ة للم��ؤمن هي دار الس��الم من

276

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

جميع اآلفات وهي دار الخل��ود والع��دو س��بانا منه��اإلى دار الدنيا.

فالواجب علين��ا االجته��اد في فك��اك أس��رنا ثم في حث السير إلى الوصول إلى دارن��ا األولى في

مثل هذا قيل: منازلك األولى وفيها

المخيم فحي على جنات

عدن فإنها نرد إلى أوطانناونسلم

ولكننا سبي العدوفهل ترى

آخر: وعدت إلى تصحيح

أول منزل تركت هوى ليلىوسعدى بمعزل منازل من تهوى

رويدك فانزل ونادت بي األشواق

مهال فهذه ثم أعلم أن مق��دار الس��ير في ال��دنيا يس��ير

ويقطع باألنفاس كما قيل: ويدني المنايا

للنفوس فتقرب وما نفس إال يباعد

مولدا ويسير اإلنسان في هذه الدنيا سير السفينة ال

يحس بسيرها وهو جالس فيها كما قيل: تظن وقوفا والزمان

بها يجرى وإنا لفي الدنياكركب سفينة

ويقول اآلخر: وأيامنا تطوى وهن

مراحل نسير إلى اآلجال

في كل لحظة والل���ه أعلم وص���لى الل���ه على محم���د وآل���ه

وصحبه وسلم.

277

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فصل

اعلم أيه��ا األخ��ر أن جمي��ع مص��يبات ال��دنياوشرورها وأحزانها كأحالم نوم أو كظل زائل.

إن أضحكت قليال أبكت كثيرا وإن سرت يوم��ا أو أياما س��اءت أش��هرا أو أعوام��ا وإن متعت قليال

منعت طويال. وم��ا حص��ل للعب��د فيه��ا من س��رور إال أعقب��ه أحزان وشرور كم��ا قي��ل: "من س��ره زمن س��اءته

أزمان". وق��ال بعض العلم��اء لبعض المل��وك إن أح��ق الناس بذم الدنيا وقالها من بسط له فيها وأعطي

حاجته منها. ألن��ه يتوق��ع آف��ة تع��دو على مال��ه فتجتاح��ه، أو على جمعه فتفرقه، أو تأتي س��لطانه فتهدم��ه من

قواعده. أو تدب إلى جسمه فتسقمه، أو تفجعه بشيء

هو ضنين به من أحبابه. فال��دنيا أح��ق بال��ذم هي اآلخ��ذة لم��ا أعطت،

والراجعة لما وهبت. بينما هي تضحك ص��احبها إذا هي تض��حك من��ه

غيره.

278

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وبينما هي تبكي له إذ بكت عليه. وبينم��ا هي تبس��ط كف��ه باإلعط��اء إذ بس��طتها

باالسترداد. تعقد الت��اج على رأس ص��احبها الي��وم وتعف��ره

بالتراب غدا. سواء عليها ذهاب ما ذهب وبقاء م��ا بقي تج��د

في الباقي من الذاهب خلفا وترضى بكل بدال.شعرا:

فقد أبانت ألربابالنهي عبرا

بأمر دنياك ال تغفلوكن حذرا وأي صفو تناهى لم

يصر كدرا فأي عيش بها ما

شابه غير حتفا ولم يقض منلذاتها وطرا

كم سالم أسلمتهدى فقضى للر فعاد بعد علو القدر

محتقرا ومترف قلبت ظهر

المجن له وغض طرفك عنه قلأو كثرا

فابعدنها وال تحفلبزخرفها كر األهلة ال يبقي له

أثرا فكل شيء تراهالعين من حسن على النبي سالما

طيبا عطرا واصحب وصل

وواصل كل أونة ة من صلى فهم أئمومن ذكرا

وصحبه ومناستهدى بهديهموا

ثم اعلم أيها األخ أن من ب��ورك ل��ه في عم��ره أدرك في يسير ال��زمن من منن الل��ه م��ا ال ي��دخل

تحت دوائر العبارة. فبركة العمر أن يرزق الل��ه العب��د من الفطن��ة واليقظة ما يحمله على الجد واالجتهاد على اغتنام

279

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

أوقات عمره وانتهاز فرصة إمكانه. فيبادر إلى األعم��ال القلبي��ة واألعم��ال البدني��ة ويستفرغ في ذلك مجهوده بالكلية وك��ل ذل��ك في

عمر قصير وزمن يسير. والخذالن كل الخذالن أن تتفرغ من الش��واغل

ثم ال تتوجه إلى الله جل وعال.ا أن تص����دك العوائ����ق ومن الخ����ذالن أيض����

تعالى.والشواغل عن التوجه إلى الله والواجب عليك أن تبادر إلى التوج��ه إلى الل��ه باألعمال الصالحة وأن ترمي ب��العوائق والش��واغل

خلف ظهرك. وقد قيل سيروا إلى الل��ه عرج��ا ومكاس��ير وال تنتظروا الصحة فإن انتظار الصحة بطالة والعاق��ل�ا من بادر إلى األعمال الص�الحة ق�ال الش�اعر حاث

على اغتنام الوقت:اق ر عن الس وشم

اجتهادا بنهضة وخذ من قريب

واستجب واجتنب غدا وإياك مهال فهيأخطر علة

وكن صارما كالوقتفالمقت في عسى رت ,بطالة ما أخ

ة عزما لصح وسر زمنا وانهضكسيرا فحظك ال, تجد نفسا فالنفس

إن جدت جدت وجذ بسيف العزم

سوف فإن تجد اللهم انظمن��ا في س��لك عب��ادك المخلص��ين ووفقن��ا للقي��ام بأرك��ان دين��ك الق��ويم ونجن��ا من

280

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

لفحات الجحيم وأسكنا في جنات النعيم واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد

وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

قال ابن الجوزي تباعد عن أهل الس��وء وباع��د أوالدك عنهم ال يعادون����ك بأفع����الهم وأق����والهم وطباعهم وال يزال يقسو قلبك حتى يس��تأنس بهم

فهناك الهالك. والس��وء يتف��اوت فمن أهل��ه أه��ل الف��واحش ومنهم أه��ل الله��و ومنهم أه��ل الغيب��ة والنميم��ة

ومنهم أهل المالهي وآالت الطرب. ف��إنهم يس��بون أه��ل العق��ول عق��ولهم ح��تى ينحلوا عن دينهم ومروءتهم فيعسر عليهم الخالص

لما يجدونه من لذة النغمات واألصوات. حتى يكون عادة وطبع��ا فربم��ا يجلس الرج��ل إليهم وه��و ك��اره لس��ماع لغ��وهم مس��توحش من

نفسه ثم ال يزال على ذلك حتى يراه حسنا. من كي��د الش��يطان أن ي��ورد ابن آدم الم��وارد التي يخيل إليه أن فيها منفعته ثم يصدره المصادر ال��تي فيه��ا عطب��ه ويتخلى عن��ه ويس��لمه للهالك

281

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ويقف يتشمت به ويضحك منه. فيأمره بالسرقة والقتل واللواط والزن��ا وي��دل

âعليه ويفضحه قال الله تعالى: يطان إذ كمثل الشي بريء من��ك áقال لإلنسان اكفnر فلما كفر قال إن

[.16]الحشر: يطانn أعم��الهnمâوقال تعالى: ن لهnمn الش وإذ زي

nم ك ي جار ل اس وإن nمn اليوم من الن وقال ال غالب لكي ��ه وق��ال إن ��ان نكص على عقبي ��راءت الفئت فلما تي أخ��افn الل��ه ��رون إن ي أرى م��ا ال ت nم إن بريء منك

[.48 ]األنفال: áواللهn شديدn العقاب ذك��ر ابن القيم رحم��ه الل��ه األس��باب ال��تي يعتصم به�ا من الش�يطان. األول: االس�تعاذة بالل�ه

كâمن الشيطان ال��رجيم. ق��ال تع��الى: وإما ينزغنnميع هn ه��nو الس�� ه إن تعذ بالل ��زغ فاس�� يطان ن من الش��

nالعليمá :[. والمراد بالسمع هن��ا س��مع36 ]فصلت اإلجابة ال السمع العام.

الثاني: قراءة المعوذتين فإن لهما تأثيرا عجيبافي االستعاذة بالله من شر الشيطان ودفعه.

م,,ا تع,,وذ المتع,,وذون: »ولهذا قال النبي يتعوذ بهما ك,,ل ليل,,ة عن,,دبمثلهما وكان

«.النوم

282

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وأم��ر عقب��ة بن ع��امر أن يتع��وذ بهم��ا دب��ر ك��ل قرأهم��ا م��ع س��ورة اإلخالص أن منصالة وذك��ر

��ا حين يص��بح كفت��اه من كل ثالثا حين يمس��ى وثالثشر.

الثالث: قراءة آية الكرسي. الرابع: قراءة سورة البقرة ففي الص��حيح عن

إن البيت ال,,ذي تق,,رأ في,,ه أنه قال: »النبي «سورة البقرة ال يدخله الشيطان

الخامس: خاتم�ة س�ورة البق�رة فق�د ثبت في من ق,,رأ اآلي,,تين من أنه قال: »الصحيح عنه

«.آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه السادس: أول س��ورة حم الم��ؤمن إلى قول��ه:

ânإليه المصيرá :[، ففي الترم��ذي عن أبي3 ]غافر منهريرة رضي الله عنه قال قال رسول الل��ه

��لâقرأ حم المؤمن إلى قول��ه: غ��افر ال��ذنب وقاب��ه وب شديد العقاب ذي الطول ال إله إال ه��nو إلي الت

nير [. وآي��ة الكرس��ي حين يص��بح3 ]غ��افر: áالمص�� حفظ بهما حتى يمسي، ومن قرأهما حين يمس��ي

حفظ بهما حتى يصبح. السابع: ال إله إال الل��ه وح��ده ال ش��ريك ل��ه ل��ه الملك وله الحم��د وه��و على ك��ل ش��يء ق��دير في

يوم مائة مرة.

283

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

من ق��ال: »ففي الصحيحين أن رسول الله قال ال إله إال الل,,ه وح,,ده ال ش,,ريك ل,,ه ل,,ه الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة. كانت عدل عشر رق,,اب وكتب ل,,ه مائ,,ة حس,,نة ومحيت عن,,ه مائ,,ة

«.سيئة وكان حرزا له من الشيطان يومه ذلك حتى يمس�ي ولم ي��أت أح��د بأفض�ل

منه إال رجل عمل أكثر من ذلك. الثامن: وهو أنفع الح��روز من الش��يطان ك��ثرة ذكر الله عز وجل وهذا بعينه ه��و ال��ذي دلت علي��ه

سورة الناس. فإنه وصف الشيطان فيها بأن��ه الخن��اس ال�ذي إذا ذكر العبد ربه انخنس فإذا غف��ل عن ذك��ر الل��ه

ألتقم القلب وألقى إليه الوساوس. فما أحرز العبد نفسه من الشيطان بمثل ذك��ر

الله عز وجل. الح��رز التاس��ع: الوض��وء والص��الة وه��ذا من أعظم ما يحترز العب��د ب��ه وال س��يما عن��د الغض��ب

والشهوة فإنها نار تصلى في قلب ابن آدم. أنه قال أال وإنكما روى الترمذي عن النبي

الغضب جم��رة في قلب ابن آدم فم��ا أطف��أ العب��د

284

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصالة. فإن الصالة إذا وقعت بخشوعها واإلقبال على الله فيها أذهبت أثر ذلك جمل��ة وه��ذا أم��ر تجربت��ه

تغني عن إقامة الدليل عليه. الح��رز العاش��ر: إمس��اك فض��ول الكالم فإنه��ا���ا من الش���ر كله���ا م���داخل للش���يطان تفتح أبواب

فإمساك فضول الكالم يسد عنك تلك األبواب. والله أعلم وصلى الل��ه على محم��د وعلى آل�ه

وصحبه وسلم. فوائد ونصائح ومواعظ وحكم وآداب

ووصايا

من أخالق الم��ؤمن حس��ن الح��ديث، وحس��ن االستماع إذا حدث، وحسن البشر إذا لقي، ووف��اء بالوعد إذا وعد ومن حسن إسالم المرء تركه ما ال

يعنيه. سوء الخلق سبب النك��د في الحي��اة والش��رور واآلث��ام، فعلى العاق��ل الل��بيب أن يع��رف األخالق الس��يئة ليجتنبه��ا، وهي كث��يرة وال يخل��و أح��د منه��ا

فتفقد نفسك وأزل ما فيها. فمن ذلك المك��ر، والخديع�ة والخيان��ة والغش، والك��ذب، والغيب��ة، والنميم��ة، والس��عاية، والظلم

285

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

والري��اء والعق��وق، والقطيع��ة، والك��بر، والعجب،والزهو، واألنفة من المسكنة.

والنفاق، والخيان��ة، والغ��در، والحس��د، والغ��ل، والحق���د، والش���ماتة، والبغض���اء، وس���وء الظن،

والتجسس على المسلمين. وإضمار السوء، وال��تربص بال��دوائر ومس��اعدة اله��وى، ومخالف��ة الح��ق والرض��ى ب��الهوى والحب

والبغض بالهوى، والجفاء. والقسوة، وقل��ة الرحم��ة، والح��رص، والش��ره والطم��ع والط��يرة، والطغي��ان بالم��ال، والف��رح

بإقبال الدنيا، واستقالل الرزق. واحتق���ار النعم، واالحتق���ار بمص���ائب ال���دين،

واستعظام الدنيا، والحزن على ما فات منها. واالس��تهانة بعلم الل��ه ع��ز وج��ل عن��د فعل��ك لل��ذنب واالس��تهانة بس��ماعه م��ا يص��در من��ك من

المعاصي قوال وفعال. وقلة الحياء من اطالع الل��ه علي��ك ومن اطالع

من عن اليمين وعن الشمال قعيد. وأنت ل��و أطل��ع علي��ك مخل��وق ض��عيف وأنت

تعمل معصية الله النزعجت. فتنبه لذلك وراقب الله جل وعال وتقدس وكن

286

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

منه على حذر. وأنت بعين الله ال

شك تنظر توارى بجدران

البيوت عن الورىوقال ابن القيم رحمه الله:

بعقوبة ليتوب منعصيان

وهو الحليم فاليعاجل عبده تير وصاحب فهو الس

الغفران لكنه يلقي عليه

ستره لواله غار األرضكان بالس

و فعفوه وهو العفوسع الورى شتموه بل نسبوه

للبهتانبور على وهو الص

أذى أعدائه شتما وتكذيبا مناإلنسان

قالوا له ولد وليسيعيدنا لو شاء عاجلهم بكل

هوان هذا وذاك بسمعه

وبعلمه يؤذونه بالشركوالكفران

لكن يعافيهمويرزقهم وهم

ق��ال بعض العلم��اء إخ��واني إذا تق��رب الن��اس إلى الله عز وجل بأنواع البر الظاهرة مثل الجه��اد والحج والص��وم والزك��اة والص��دقة وتالوة الق��رآن

وغير ذلك. فنافس��وهم فيه��ا واجعل��وا أعظم الرغب��ة في طاع��ة القل��وب ال��تي ال يطل��ع عليه��ا اإلنس وال

المالئكة وال الجن، وال يعلمها إال عالم الغيوب. فإن القليل من أعمال البر كث��ير لس��المته من

الرياء وجميع المكدرات. أال فتقربوا إلى الله بطاعة القل��وب ف��إن فيه��ا المعرف��ة بعظم��ة الل��ه وكبريائ��ه وجالل��ه وقدرت��ه

287

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وعظيم قدره سبحانه. وتقربوا إلي��ه بمحاب��ه، وبغض مكاره��ه والرض��ا

والغضب له وفيه، وتقربوا إليه بشدة الحب له. والحب في��ه والبغض من أجل��ه، وتقرب��وا إلى الل��ه بالمعرف��ة بأيادي��ه الحس��نة ونعم��ه الظ��اهرة

والباطنة، وأفعاله الجميلة. ومننه المتواترة على تواتر اإلس��اءة من��ا، وه��و

جل وعال وتقدس يعود بأنواع النعم علينا. أال فتقربوا إليه ب��الخوف من زوال النعم، وش��دة

.الحياء من التقصير في الشكر وتقربوا بالوجل من مكر الله تعالى واإلش��فاق

على إيمانكم.وتقربوا إلى الله بشدة الخوف منه.

وحقيق���ة الرج���اء في���ه، والس���رور ب���ذكره،ومناجاته، والشوق إليه، والرغبة في جواره.

وتقربوا إلى الله بصدق اليقين والتوك��ل علي��ه والثقة ب��ه والطمأنين��ة إلي��ه واألنس ب��ه واالنقط��اع

إليه. وتقرب��وا إلي��ه بالوف��اء ولين الج��انب والجن��اح

والتواضع والخشوع والخضوع. وتقربوا إلي��ه ب��الحلم واالحتم��ال وكظم الغي��ظ

وتجرع المرارة.

288

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وتقربوا إليه بسالمة الصدر وإرادة الخير لألمةوكراهة الشر لهم.

وتقربوا إلى الل��ه بالرأف��ة والرحم��ة والش��فقةوالحوطة على المسلمين.

وتقرب���وا إلي���ه ب���الجود والك���رم والتفض���لواإلحسان وصدق الوفاء.

وتقرب��وا إلي��ه بالقناع��ة والعف��اف والكف��افوالرضى بالبلغة واليأس من نائل الناس.

وتقربوا إليه بالتدبر لكتابه وتفهمه والعم��ل ب��هواإلخالص.

وتقرب��وا إلي��ه بمجاه��دة إبليس -لعن��ه الل��ه- ومخالفة الهوى والنفس األم��ارة بالس��وء والتفق��د ألح��والكم والتق�وى في ك�ل أم�وركم وتقرب��وا إلى

الله بأداء األمانات. وتقربوا إلي��ه باإلحس��ان إلى المس��يء واإليث��ار

على أنفسكم وإن كان بكم خصاصة.وارغبوا في مكارم األخالق.

وتقربوا إلى الله بالتواضع واالبتعاد عن ال�ترفععلى عباد الله المؤمنين.

وتقرب��وا إلى الل��ه ب��الفرح بمص��ائب ال��دنيا،والرضا بقضاء الله وقدره.

وتقرب��وا إلى الل��ه باالس��تعداد للم��وت والبعث

289

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

والنشور والحساب والميزان. ألم تر أن المرءووراثة فيه غدا يتمتع

يحبس ماله قد غدوا بك أو راحوارواحا فأسرعوا

كأن الحماةالمشفقين عليك تقل فتلقى فوقه ثم

ترفع وما هو إال النعش لو

قد أتوا به عليك فمن أيالحوادث تجزع

وما هو إال حادث بعدحادث فمالك في تأخيره

عنك مدفع وما هو إال الموت

يأتي لوقته فآخر يوم منك يومتودع

أال وإذا ودعت توديعهالك فأنت كما شيعتهم

ستشيع أال وكما شعيت يوما

جنائزا وإنك في الدنيا ألنتع المرو

رأيتك في الدنيا علىثقة بها وريح الخطايا من

ثيابك تسطع وصفت التقى وصفا

كأنك ذو تقى وكل امرئ يعني بماع يتوق

ولم تعن باألمر الذيهو واقع وكل بني الدنيا على

النقص يطبع وإنك للمنقوص في

كل حالة تكاد لها صم الجبالتصدع

وما زلت أرمى كليوم بعبرة وما بال قلبي ال يرق

ويخشع فما بال عيني ال

تجود بمائها متى تنقضي حاجاتمن ليس يقنع

تبارك من ال يملكالملك غيره إلى غاية أخرى سواها

تطلع وأي امرء في غاية

ليس نفسه وبعض بني الدنيا¢وكل بكل قلما يتمتعلبعض ذريعة

قي ¢ويبغي الشالبغي والبغي يصرع

عيد العدل يحب السعند احتجاجه

اللهم ثبتنا على نهج االستقامة وأعذنا من موجبات الحسرة والندامة يوم القيامة وخفف عنا ثقل األوزار،

290

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وارزقنا عيشة االبرار واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصل الله على

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

291

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

- موعظة9

عب��اد الل��ه كلن��ا نعلم أن حياتن��ا مهم��ا امت��دت وصفت للزوال، وكذلك كل واحد منا يعلم أن��ه أتى لل���دنيا لالختب���ار بم���ا كلفن���ا ب���ه من العب���ادات والمعامالت، وسيصبح الواحد من��ا عم��ا ق��ريب في حف��رة وحي��دا ليس مع��ه أوالد وال أم��وال، وحينئ��ذ تكون أيها األخ كأنك م��ا رأيت ال��دنيا وال هي رأت��ك

لحظة من اللحظات. ويا ليتك إذا زالت الحياة تزول دون أن ي��ترتب عليها آثار لو كان ذل��ك ألحب بعض��نا الم��وت، ألن��ه يكون بشيرا بانته��اء األم��راض والمص��ائب واآلالم، لكنك تعلم أنه يعقب ذل��ك الم��وت أه��وال، وأم��ور مزعجات، تالقي جزاء ما ك��ان من��ك قب��ل الم��وت

في االختبار. ف��إن كنت ق��د أحس��نت، رأيت ق��برك روض��ة

نعيم، وإن كنت مسيئا رأيته نيرانا محرقات. عن البراء بن عازب قال كنا في جن��ازة رج��ل

فانتهينا إلى الق��برمن األنصار ومعنا رسول الله ولم يلحد، ووض��عت الجن��ازة، وجلس رس��ول الل��ه

« إن المؤمن إذا احتضر، أت,,اه مل,,ك، فقال

292

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الموت في أحس,,ن ص,,ورة، وأطيب ريح,,ان فجلس عنده، لقبض روح,,ه، وأت,,اه ملك,,ان بحن,,وط من الجن,,ة وكان,,ا من,,ه على بعي,,د فاستخرج مل,,ك الم,,وت روح,,ه من جس,,ده

رشحا. فإذا ص,,ارت إلى مل,,ك الم,,وت ابت,,درها الملكان فأخذاها منه فحنطاها بحنوط من الجن,,ة وكفناه,,ا بكفن من الجن,,ة ثم عرج,,ا بها إلى الجن,,ة، فتفتح ل,,ه أب,,واب الس,,ماء، وتستبشر المالئكة بها ويقولون لمن ه,,ذه ال,,روح الطيب,,ة ال,,تي فتحت له,,ا أب,,واب

السماء. ويس,,مى بأحس,,ن األس,,ماء ال,,تي ك,,ان يس,,مى به,,ا في ال,,دنيا، فيق,,ال ه,,ذه روح فالن ف,إذا ص,,عدا به,,ا إلى الس,,ماء ش,,يعها مقرب,و ك,,ل س,ماء، ح,تى توض,ع بين ي,,دي الله عند العرش، فيخرج عملها من عل,,يين فيقول الله ع,,ز وج,,ل للمق,,ربين اش,,هدوا أني قد غفرت لصاحب هذا العم,,ل، ويختم

كتابه فيرد في عليين. فيقول الله ع,,ز وج,,ل ردوا روح عب,,دي إلى األرض، ف,,,,إني وع,,,,دتهم أني أردهم

293

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فيها. منه,,ا خلقن,,اكم âثم قرأ رس,,ول الل,,ه

áوفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخ,,رى [. ف,,إذا وض,,ع الم,,ؤمن في لح,,ده55]طه:

تقول ل,,ه األرض إن كنت لحبيب,,ا إلي وأنت على ظه,ري، فكي,ف إذا ص,رت الي,وم في بطني سأريك ما أصنع بك، فيفسح له في

قبره مد بصره. إذا وض,,ع الك,,افروق,,ال رس,,ول الل,,ه

في ق,,بره أت,,اه منك,,ر ونك,,ير فيجلس,,انه فيق,,والن ل,,ه من رب,,ك، فيق,,ول ال أدري، فيق,,والن ل,,ه ال دريت، فيض,,ربانه ض,,ربة فيصير رمادا، ثم يع,,اد فيجلس فيق,,ال ل,,ه ما قولك في هذا الرجل، فيقول أي رج,,ل

فيقول ق,,ال الن,,اس إن,,هفيقوالن محمد فيض,,ربانه ض,,ربة فيص,,يررس,,ول الل,,ه

«. رمادا وي��ا ليت األم��ر ينتهي، ويق��ف عن��د ه��ذا الح��د، فتبقى في ق��برك على ال��دوام، فإن��ه أخ��ف مم��ا بعده، فتك��ون آالم��ك في��ه أخ��ف إن كنت من أه��ل الش��قاء واآلث��ام، ولكن تعلم أن م��ا أخ��بر ب��ه الل��ه

294

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

سيقع، وه��و القي��ام من القب��ور، ق��ال الل��ه تع��الى:âل��رب الع��المين nاس ��وم يق��nومn الن ]المطففين:áي6.]

وحينئذ تسوقك نتيجة اختب��ارك إم��ا إلى الجن��ة وإما إلى السعير، من كان مكذبا بهذا والعياذ بالله فال كالم لنا معه، ألن مآله إلى جهنم وبئس المهاد ألنه من الكافرين، وإن كان مؤمنا بذلك كما أخ��بر الله ورسوله فهو الذي تفيد فيه المواعظ وض��رباألمثال ويقال لماذا نراك متصفا بما يخالف قولك:

ملكت قلبي فأضحىشر مملوك

يا قسوة القلبمالي حيلة فيك يشفيك ذكر وال

وعظ يداويك حجبت عني إفادات

الخشوع فال ,كن الذنوب أراهامن تماديك

وما تماديك من كثفالذنوب ول, طعام سوء على

ضعف يقويك لكن تماديك منأصل نشأت به وكل داء بقلبي من

عواديك وأنت يا نفس مأوى

كل معضلة فليس يدخل إال مننواحيك

أنت الطليعةيطان في أضحى مع الدم للش

يجري في مجاريك لما فسحت بتوفير

الحظوظ له يوالي الله إال منيعاديك

واليته بقبول الزورمنك فلن حتى تلفت فأعياني

تالفيك ما زلت في أسره

تهوين موثقة ثم استقيمي علىعزم ينجيك

يا نفس توبي إلىالرحمن مخلصة عساك بالصدق أن

تمحي مساويك واستدركي فارطاألوقات واجتهدي

295

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فربما شكرت يومامساعيك

واسعي إلى البروالتقوى مسارعة إال بتركك شيئا شر

متروك ولن يتم لك األعمال

صالحة فهي التي عن طالبالخير تلهيك

حب التكاثر فيالدنيا وزينتها دم لها بسيوف

الحرص مسفوك ال تكثري الحرص في

تطالبها فلكم فكلما جاز ما يكفيكيعطيك

بل اقنعي بكفافزق راضية الر عليك أكدار دنيا ال

تصافيك ثم اذكري غصص

الموت الفظيع تهن عند انفرادك عن خليواليك

وظلمة القبر التخشي ووحشته في موقف ليس فيه

من يواسيكالحات ليوم والص

الفاقة ادخري فحسن ظنكبالرحمن يكفيك

وأحسني الظنبالرحمن مسلمة

اللهم إنا نسألك نفسا مطمئن��ة ت��ؤمن بلقائ��ك وترضى بقضائك، اللهم إنا نسألك باسمك الط��اهر الطيب المب��ارك األحب إلي��ك ال��ذي إذا دعيت ب��ه أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا اس��ترحمت ب��ه رحمت، وإذا استفرجت به فرجت أن تغفر سيئاتنا وتبدلها لنا بحسنات يا أرحم الراحمين وص��ل الل��ه

على محمد وآله وصحبه أجمعين.- موعظة10

كتب علي بن أبي طالب رض��ي الل��ه عن��ه إلى ولده الحسين من عب��د الل��ه علي أم��ير المؤم��نين

296

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الوالد الفاني الذام للدنيا الساكن مساكن الموتى، إلى الولد المؤمل ما ال ي��درك الس��الك س��بيل من ق��د هل��ك، عرض��ة األس��قام ورهين��ة األي��ام وأس��ير المناي��ا وق��رين الرزاي��ا وص��ريع الش��هوات ونص��ب

اآلفات وخليفة األموات. يا بني إن بقيت أو فنيت فإني أوص��يك بتق��وى الل��ه ع��ز وج��ل وعم��ارة قلب��ك ب��ذكره واالعتص��ام

âبحبله فإن الله يقول: واعتصمnوا بحبل الله جميعاnم وا نعمت الل����ه عليك nر����n ق����nوا واذك ]آلáوال تفر

[. وأي سبب يا بني أوث��ق من س��بب103عمران: بينك وبين الله عز وجل.

أحي قلب��ك بالموعظ��ة ون��وره بالحكم��ة وق��وه بالزهد وذلله بالموت وقرره بالفناء وح��ذره ص��ولة

الدهر وتقلب الليالي. واعرض عليه أخبار الماضين وسر في ديارهم وآثارهم فانظر ما فعلوا وأين حل��وا فأن��ك تج��دهم

قد انتقلوا من دار الغرور ونزلوا دار الغربة. وكأنك عن قليل يا بني قد صرت كأحدهم فب��ع دنياك بآخرت��ك وال تب��ع آخرت��ك ب��دنياك ودع الق��ول فيما ال تعرف واألمر فيما ال تكلف ومر بالمعروف بيدك ولسانك وكن من أهل��ه وأنك��ر المنك��ر بي��دك

ولسانك وباين من فعله.

297

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وخض الغمرات إلى الحق وال تأخذك في الل��ه لومة الئم وأحفظ وصيتي فال خير في علم ال ينف��ع واعلم أنه ال غنى بك عن حسن االرتياد م��ع بالغ��ك

من الزاد. فإن أصبت من أه��ل الفاق��ة من يحتم��ل عن��ك زادك فيوافيك به في معادك فاغتنمه ف��إن أمام��ك

عقبة كئودا ال يجاوزها إال أخف الناس حمال. وأجم���ل في الطلب وأحس���ن في المكس���ب فرب طلب قد جر إلى حرب وإنما المح��روب من حرب دينه والمسلوب من سلب يقين��ه واعلم أن��ه ال غنى يعدل الجن��ة وال فق��ر يع��دل الن��ار والس��الم

عليك ورحمة الله.قال الناظم رحمه الله:

تخاف وال تقنطوثوقا بموعد

وكن بين خوفجا عامال لما والر وتب مطلقا مع فقد

د علم التعمر ذنوبا قد تذك

مضين وتب لها وتطوى على األعمالد صحف التزو

وبادر متابا قبليغلق بابه إذا عاين األمالك أو

دي غرغر الص فحينئذ ال ينفع

المرء توبة سراب يغر الغافلدي الجاهل الص

وال تجعل اآلمالحصنا فإنها

ويس��تحب أن يق��ول لهم في وقت بع��د وقت م��تى رأيتم م��ني تقص��يرا في ش��يء انه��وني عن��ه برفق ولطف ألن النفس تضعف في ذل��ك ال��وقت

298

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وأدوا إلي النصيحة في ذلك ف��إني مع��رض للغفل��ة والسهو والكسل واإلهمال فإذا قصرت فنشطوني وعاونوني على التأهب لهذا السفر البعيد والتغرب

المخيف. وإذا حض��ره ال��نزع فليك��ثر من ق��ول ال إل��ه إال الله لتكون آخر كالمه فيا له من خت��ام وي��ا ل��ه من طابع، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال

لقن,,وا موت,,اكم ال إل,,ه إال: »رس���ول الل���ه «.الله

ويستحضر أحاديث الرجل مث��ل ح��ديث أبي ذر وعليه ث��وب أبيض وه��و ن��ائم ثمقال أتيت النبي

م,,ا من عب,,د ق,,ال الأتيته وقد استيقظ فقال: » إل,,ه إال الل,,ه ثم م,,ات على ذل,,ك إال دخ,,ل الجن,ة قلت وإن زنى وإن س,رق ق,ال وإن

« الحديث متفق عليه.زنى وإن سرقا من أه��ل الش��رك وحديث ابن عباس أن ناس�� كانوا قد قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا ف��أتوا محم��دا

فقالوا إن الذي تدعو إليه لحس��ن ل��و تخبرن��ا أن هâلما عملنا كفارة فنزل ذين ال يدعnون م��ع الل وال

هn إال م الل تي ح��ر فس ال ��nون الن nل إله��ا آخ��ر وال يقتnون [ اآلي��تين – ون��زل68 ]الفرقان: áبالحق وال يزن

âهم ال رفnوا على أنفnس�� ذين أس�� ��ادي ال ��ا عب ق��nل ي

299

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ه حمة الل [. اآلي��ة ونح��و53 ]الزم��ر: áتقنطnوا من رهذه اآلية واألحاديث التي سبقت.

شعرا: وجيء باألمم

سل الماضين والر إذا أتى الله يومالحشر في ظلل اهم أنفاسهم وتوف

إلى أجل وحاسب الخلق من

أحصى بقدرته تسوءني وعسىاإلسالم يسلم لي

ولم أجد في كتابيغير سيئة ورحمة الله أرجى لي

من العمل رجوت رحمة ربي

وهي واسعة اللهم اجع��ل في قلوبن��ا ن��ورا نهت��دي ب��ه إلي��ك وتولنا بحسن رعايتك ح��تى نتوك��ل علي��ك وارزقن��ا حالوة الت��ذلل بين ي��ديك ف��العزيز من الذ بع��زك والسعيد من التجأ إلى حماك وجودك وال��ذليل من لم تؤي��ده بعنايت��ك والش��قي من رض��ي ب��اإلعراض عن طاعت��ك اللهم ن��زه قلوبن��ا عن التعل��ق بمن دونك واجعلنا من قوم تحبهم ويحبون��ك واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين. وص��لى الل��ه على محم��د وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.- موعظة11

عباد الله لق��د ك��ان س��لفنا في محب��ة بعض��هما آي��ة من اآلي��ات وك��ان ال��تراحم بينهم بالغ��ا بعض��

300

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مبلغا يعده أهل األنصاف غاية الغايات ل��ذلك ك��انوا في محبة الخير لبعضهم على أرقى ما يتص��ور في

الدرجات. وهل يتصور أن يكون أحدهم في أش��د الج��وع ويؤثر أخاه بماله من طعام عاملين بقول��ه تع��الى:

âة ��ان بهم خصاص�� ��و ك هم ول ون على أنفnس�� nؤثرn áويهâ[. وقوله 9]الحشر: ب nون الطعام على حnطعمn وي

يرا :[. وبقول��ه 8 ]اإلنس��ان: áمسكينا ويتيما وأس�� ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه م,,ا يحب»

«.لنفسه وإن الخج��ل ليعل��و وجوهن��ا إذا نحن قارن��ا بين هؤالء وبين أبناء هذا الزمان، نحن في حالة تص��ور

حقيقتها فقط يثير في قلوب المؤمنين األحزان. كيف ونحن إذا فتشنا ثم فتش��نا ال نج��د قل��بين مع بعضهما معية اإلخاء التام يكون الجار في نهاية الفق�ر وال يلتفت إلي�ه ج�اره الم�ثري وي��نزل ب�األخ الشقيق أو العم الشقيق أو نحوهم��ا م��ا ي��نزل من الكوارث وال أثر لنزوله��ا عن��د أخي��ه وال كأن��ه ي��رى تلك المصائب الفادحة ولعلك منتظ��ر الج��واب م��ا

هو السبب في ذلك فألق سمعك وأحضر قلبك. فأقول لكل الناس اليوم شغل واحد هو المال ش��غلهم عم��ا ع��داه وأنس��اهم ك��ل م��ا س��واه مأل

301

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

القلوب حب هذا المال ح��تى لم يب��ق في القل��وب متس��ع لس��واه فمن أجل��ه تس��تباح األع��راض ومن أجل���ه ت���راق ال���دماء ومن أجل���ه يك���ون الص���فا والمع��اداة ه��و القطب ال��ذي ت��دور حول��ه أفع��ال

العباد في هذا الزمان. فالقلوب في سرور ما دام الم��ال س��الما وإن أنه��ار بن��اء الش��رف وال��دين والنف��وس في ه��دوء وطمأنين��ة م��ا ابتع��د عن الم��ال ف��إذا ق��رب حول��ه ه��اجوا هيج��ان الجم��ال وهم في تواص��ل م��ا لم يتعرض للم��ال ف��إذا تع��رض ل��ه انقطعت الص��التحتى بين األقربين من آباء وأمهات وأوالد وإخوان. وهذا من ثم��رات البخ��ل ق��ال بعض��هم البخي��ل يستعجل الفقر الذي هرب منه ويفوته الغنى الذي يطلبه فيعيش في ال��دنيا عيش الفق��راء ويحاس��ب حساب األغنياء فالبخيل هو الوحيد ال��ذي يستبش��ر ورثته بمرضه وموته وتجده ليله ونه��اره مس��تغرق في جمع المال ال يفتر خوف��ا من الفق��ر وه��ذا ه��و

الفقر كما قيل: مخافة فقر فالذي

فعل الفقر ومن ينفق الساعات

في جمع مالهآخر:

اث وللحوادث والورما يدع

يفني البخيل بجمعالمال مدته

302

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وغيرها بالذي تبنيه

ينتفع كدودة القز ما تبنيه

يهدمهاآخر:

لوارثه ويدفع عنحماه

وذي حرص تراه يلموفرا يد يمسكفريسته ليأكلها سواه ككلب الص

وهو طاو أما علم هؤالء أن المال الذي كان بأيدينا ك��ان قبلنا بيد إخوانن�ا في اإلنس�انية ال�ذين س�بقونا إلى الدنيا ثم انتقل إلى من بعدهم ثم انتق��ل من جي��ل إلى جيل إلى أن وص��ل إلين��ا س��عد ب��ه من ص��رفه في مراض��ي الل��ه وش��قي ب��ه من ص��رفه في م��ا

يغضب الله. ولعل��ك ي��ا أخي تتك��در إذا علمت أن��ه س��ينتقل عن��ك في أس��رع وقت فال تف��زع وال تتك��در ووطن نفسك وأعلم أن��ك والل��ه ميت وم��وروث عن��ك م��ا جمعت ومنعت رغم أنفك يتمت��ع ب��ه ذل��ك ال��وارثالعاق أو البار وأنت تسأل عنه هللة وقرشا قرشا. وتكون النتيج��ة إن كنت جموع��ا منوع��ا ش��قاء تس��تغيث من��ه فال تغ��اث وتتم��نى ل��و ك��انت ال��دنيا بأسرها بيدك وافت��ديت نفس��ك به��ا تك��ون النتيج��ة ذلك إن كنت من المغرورين الغافلين الذين ظن��وا أن الس��عادة كله��ا تيس��ير جم��ع الم��ال وتكديس��ه عندك آالفا وماليين وعمائر وفلل وأراضي وبي��وت

303

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

كدأب أهل هذا العصر الغاف��ل المظلم بالمعاص��يوالبدع والمنكرات.

الذي اعتاض أهله عن كتاب الله وسنة رسوله العك��وف على الجرائ��د حمال��ة الك��ذب والمجالت الخليع���ات والكتب اله���دامات والجل���وس ح���ول المالهي والمنكرات فسوف تن��دم وتتحس��ر حينم��ا ينكشف عنك الغطا ويتبين لك ذلك الخطأ وتتم��نى أنك أمضيت أوقاتك في طاعة موالك وهيه��ات أن يحص����ل ل����ك من����اك ذهب األوان وبقي الن����دم

والحرمان.��رى إذ فزع��nوا فال ف��وتâق��ال تع��الى: ��و ت ول

nمnى له ��ه وأن ا ب nوا آمن nخذnوا من مكان ق��ريب وق��ال وأn��ل ��ه من قب وا ب nمن مكان بعي��د وق��د كف��ر nشnناو الت ويقذفnون بالغيب من مكان بعيد وحي��ل بينهnم وبينnوا هnم كان ما يشتهnون كما فnعل بأشياعهم من قبلn إن

[.54 ]سبأ: áفي شك مريب لقد أنسى الناس حب ه��ذا الم��ال م��ا لهم من شرف وم��روءة ودين وجعلهم ح��ول حط��ام ال��دنيا

كما وصفهم الشافعي رحمه الله:هن عليها كالب هم

اجتذابها وما هي إال جيفة

مستحيلة

304

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وإن تجتذبها نازعتك

كالبها فإن تجتنبها كنت

سلما ألهلها أما علموا أن المال من خدم الدين فإذا تجاوز ذلك كان نكبة على أصحابه وكذاك األوالد إن كانوا غير صالحين فهم ضرر على أبيهم وعلى أنفس��هم وكذلك الزوجة ول�ذلك ورد عن داود علي��ه الس��الم أن��ه ك��ان يق��ول: »اللهم إني أع��وذ ب��ك من ج��ار السوء ومن مال يكون علي عذابا ومن ولد يك��ون وباال ومن زوجة تشيبني قبل المشيب ومن خلي��ل م��اكر عين��ه ترع��اني وقلب��ه يش��ناني إن رأى خ��يرا

أخفاه وإن رأى شرا أفشاه«. وقيل إنه سئل عيسى عليه السالم عن الم��ال فقال ال خير فيه قي��ل ولم ي��ا ن��بي الل��ه ق��ال ألن��ه يجمع من غير حل قيل فإن جم��ع من ح��ل ق��ال ال يؤدى حقه قيل فإن أدى حقه قال ال يسلم صاحبه من الكبر والخيالء قيل فإن سلم ق��ال يش��غله عن ذك��ر الل��ه قي��ل ف��إن لم يش��غله ق��ال يطي��ل علي��ه

حسابه يوم القيامة. فتأم���ل ه���ذه العقب���ات الخمس وقلي���ل من يتجاوزها سالما وورد عن عط��اء ابن الس��ائب عن أبي البخ��تري ق��ال ك��ان بين عم��ار بن ياس��ر وبين رج��ل كالم في المس��جد فق��ال عم��ار أس��أل الل��ه

305

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

تعالى إن كنت كاذبا أن ال يميتك ح��تى يك��ثر مال��ك وول��دك وي��وطئ عقب��ك. وورد عن حذيف��ة ق��ال

خي,,اركم في الم,,ائتين ك,,ل: »رس��ول الل��ه « قالوا يا رسول الله وم��ا الخفي��فخفيف الحاذ

«.الذي ال أهل له وال ولدالحاذ قال: »

306

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

شعرا: ويرجوه نصرا عاجال

غير آجل يقول الذي يرجو

من الله عفوه ا يقول الناس وعمليس بسائل

لمن يتقي المولىويرجو لقاءه ولو أن فهمي قاصر

في المسائل أقول بحمد الله

حا قوال منق إذا قلته يهوي له كلعاقل

عليه من النصريح شواهد الص بدمع على الخدين

ثجا بوابل أسر بما بي

والعيون عوابر على المهل منهمليس عنهم بذاهل

وفي مدعي اإلسالمقلبي كأنه ولم يعرف اإلسالم

غير القالئل فما بين دهري وما

بين مشرك إذا الفرض ضاع الغنى بالنوافل

ولو بذلوا األموالنفال لربنا ألجل مجالت أتت

بالتهازل تركنا الكتاب

والحديث وراءنا ومقصودنا منهمفليس بحاصل

ل المقصود لقد حصمنا عدونا ورمنا مراما خاسرا

غير طائل مشينا جميعا في

فساد صالحنا كمثل القطا تصطادنابالحبائل

وتستعجب األعداءمنا ألننا كأنا طعام قدموه

ألكل أحاطت بنا األعداء

من كل جانب ونحن لهم صرناكمثل الجداول

وصاروا بحارا يغرقالفلك موجها وقد هددت من لم

يطع بالقنابل وتخترع األعداء

للحرب قوة أتت تتمطى ما لهامن مقابل

وليس لنا منا زعيممصادم نريد نجاحا من خفيف

القساطل ونحن هبطنا للتراب

تواضعا وتبا لخب جاهلمتعاقل

فتبا لعباد الدنانيركلهم وضيع دينا ما له من

مماثل وتبا لعبد مشرك

خان ربه

307

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وصار ذليال عندهمكل فاضل

وتبا لقوم عز فيهمسفيههم وذلهم من بعد عز

األوائل ومن أعظم

ذووا نجدة يخشاهم الخسران عزكل جاهل

فيا ليت لإلسالمفي الحال شوكة عن الذل من فعل

قور الحالحل الص رجال يرون الموت

مجدا وجنة ومن أرضها تنفيجميع األراذل

تذود عن الدينالقويم بسيفها

اللهم اختم بالس��عادة آجالن��ا وحق��ق بالزي��ادة أعمالنا واقرن بالعافية غدونا وآص��النا واجع��ل إلى رحمتك مصيرنا ومآلنا واصبب سجال عف��وك على ذنوبن��ا ومن بإص��الح عيوبن��ا واجع��ل التق��وى زادن��ا وفي دينك اجتهادنا وعلي��ك توكلن��ا واعتمادن��ا إلهن��ا ثبتن���ا على نهج االس���تقامة وأع���ذنا من موجب���ات الندامة ي��وم القيام��ة واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- موعظة12

روى أب��و ال��درداء رض��ي الل��ه عن��ه ق��ال ق��ال تفرغوا من ال,دنيا، فإن,ه من: »رسول الله

كانت الدنيا أكبر همه، فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ومن كانت اآلخ,,رة أكبر همه جمع الله له أم,,وره وجع,,ل غن,,اه

308

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

في قلبه وما أقبل عبد بقلبه إلى الله ع,,ز وجل إال جع,,ل الل,,ه قل,,وب المؤم,,نين تف,,د إليه بالود والرحمة وكان الله عز وجل إليه

«. ولما دخل أبو ال��درداء الش��امبكل خير أسرع ق��ال ي��ا أه��ل الش��ام اس��معوا ق��ول أخ ناص��ح ف��اجتمعوا إلي��ه فق��ال م��ا لي أراكم تبن��ون م��ا ال تس�كنون وتجمع��ون م��ا ال ت��أكلون وتؤمل�ون م��ا ال تدركون إن الذين كانوا قبلكم بن��وا مش��يدا وأمل��وا بعي���دا وجمع���وا عتي���دا فأص���بح أملهم غ���رورا

ومساكنهم قبورا. وقال بعضهم: إن كل ي��وم يم��ر بكم يحم��ل م��ا ثبت في��ه من خير أو شر ثم يمضي فال يعود أبدا فإن ق��درتم أن تحظ��وا ك��ل ي��وم بمكرم��ة وتثبت��وا في��ه حس��نة فال تؤخروا فإن األيام ص��حائف فخل��دوا فيه��ا الجمي��ل فق��د رأيتم حفظه��ا لم��ا اس��تودعت من المحام��د

والمحاسن والمكارم في قديم الدهر وحديثه.:شعرا

بير غبير الغنإنف والكدحالل

بير غبير الغسلينمالي وامالش وف وال خكاءال بو

نزوال ح يامي أاتاع سرمتمدا نلب لزي لم تمسقو

ينبلط يالموتو يادز وديع بيرفس

ينغلبال ي فيتيادم تدقويرنتسيي وبنذ

ني ع اللهملحا أمينلهم أثيح

309

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

يى المعاصلعينرظن ت اللهنيعو

قلغي أا الذنأداهتج مابوباأل فيتيق بةرسا حي

ينلتق تبلالق ةلف يا غتبت كلةيا ز

تبهذ يا ب مملع تتن كولينرذع تتنك

ني يا ملذ عكن ععدينلذع يانك ره الدعطقأو

نزالح واركذبالت علىحوني أنعداهبدنأي وسفن ةربى عسل عهف

ينصلخها تنم وعا الم دحسي أنعداهقطاع لان اشرى الفلع

يبنلق تميهديأو كلي بين تننأك

حارطن ملهاأل بيبن ط مرم ألوينعفن يومالي

ي كبيبطا بوت أدقوينجالعي ال برق علن كم

نوال ه وقفر ارصي وعز ندتاشو

هابذج يالموت را مقل في الحارصويرنغر غنيح

حو الرجرختاسواهرغرغي في تنم وادج واسي اإلعدب

ينفا كرفي ش احري وونضمغو

وافرصان ولالك يني يأتلسغلى المإينلسغي

ىلو أان ك منامقولج في عالناس ا أح فااربا عيرا أبيدر

نيطف يغب نمو يا قالقوذقاال حاسغ يانرأع وابين الثم

ينأفردو مهن ملجي رناءجفينردجف ريري خقو فارصو

ينفظن ياءالم ىلي عونرحواط

دارفن مواحلاأل ىادنالثا وال ثسغينفالك بموالق

ن ماء المبكسأوينلسغي وقوف طاوني حاد زارصو

ينطن حنيح ابا اليي ثونسبلأواه لوممك ىلص فام األمفلخ

ينعدم وث لىي إونمدقو

وا وانصرفابرحالم اللهلع لودجال سوينمحري

الالةي صلوا علصاه لوعكر مهندا ماحوا ولزنأو

يندحلي يربي في قونلزنأولهى ملع

310

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ن معم الدلبسأوينقرغ أهينيع

عنبو الثفشكويرنظنيي لهجو ن مبن اللففصو

ينقارفي ووقف مزالعما برتح مامقفالمتشم ن مابو الثنسح

نني الم ذالرحمن هيلوا عل هالقو

وامنت واغبرالت خال أ وقيف شبأينسنؤي

الرب القةملفي ظال واكن همأ لهي إاكوي سا لم

ينصلخن يم واجلي وونعدوأو

واهمؤالفي س ا معلط ملون همينشهد أان كقد

فيرةوي صنالهوترظ نذ إنيالع اا ممهني منال هذإ

ينعزف أانك ا مريكن وركنمن م

مه لولقأ بنالذ بقوثي مننفإنهترم

وفعي بلن عنفاميلما أ يكنم لىي عر وزارصو

ينلقي فأثرهظ ي مالله األماسقتوافرصا انمدعب الهع إلى فرظوان

نط والولهفي األ اين الدكنرغال تفاهتنيزو ريغا بهن ماح رله

نفالك وادالز ىون حر إلى مظواناهعمجأا بينالد ال إك لنك يم لول

ند البةاحر ن ماعةن القذخها بضار واكيند اللهلعال ليمال جعف

ينمحري ن عيف كسفا ني

يبست واكانيصالع اللهم أيقظن��ا من غفلتن��ا بفض��لك وإحس��انك وتج��اوز عن جرائمن��ا بعف��وك وغفران��ك وألحقن��ا بالذين أنعمت عليهم في دار رضوانك وارزقنا كما رزقتهم من لذي��ذ مناجات��ك واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

)فصل(

311

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ثم أعلم أيها األخ أنه م��ا من س��اعة تم��ر على العب��د ال ي��ذكر الل��ه فيه��ا إال تأس��ف وتحس��ر على فواته��ا بغ��ير ذك��ر الل��ه ول��ذلك ينبغي للعاق��ل أن

يجعل معه شيئا يذكره لذكر الله كلما غفل عنه. ويقال إن العبد تعرض عليه ساعات عمره في الي���وم والليل���ة فيراه���ا خ���زائن مص���فوفة أرب���ع وعشرين خزانة فيرى في كل خزان��ة أمض��اها في طاعة الله ما يسره. فإذا مرت به الساعات ال��تي غفل فيه��ا عن ذك��ر الل�ه رآه�ا فارغ��ة س�اءه ذل�ك

وتندم حين ال يفيده الندم. وأما الساعات ال��تي ك��ان ي��ذكر الل��ه فيه��ا فال تسأل عن سروره فيها وفرح��ه به��ا ح��تى يك��اد أن يقتله الفرح والسرور. قال بعضهم أوقات اإلنسان أربع��ة ال خ��امس له��ا النعم��ة، والبلي��ة، والطاع��ة،

والمعصية. ولل���ه علي���ك في ك���ل وقت منه���ا س���هم من

العبودية. فمن ك��ان وقت��ه الطاع��ة لل��ه فس��بيله ش��هود

المنة من الله عليه أن هداه ووفقه للقيام بها. ومن كان وقته المعصية فعليه بالتوب��ة والن��دم

واالستغفار.

312

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ومن كان وقته النعمة فسبيله الشرك والحمدلله والثناء عليه.

ومن كان وقته البلية فس��بيله الرض��ا بالقض��اء والص��بر والرض��ا رض��ى النفس عن الل��ه، والص��بر

ثبات القلب بين يدي الرب. اه�. وما حصل لك من��ه الالعمر إذا مضى ال عوض

قيم��ة ل��ه. فعم��ر اإلنس��ان ه��و ميدان��ه لألعم��ال الص��الحة المقرب��ة من الل��ه تع��الى والموجب��ة ل��ه جزي��ل الث��واب في اآلخ��رة. ولكن م��ا يع��رف ق��در

العمر إال نوادر العلماء.ة بم��اâقال الله جل وعال وتقدس: nوا الجن ل nادخ

nون nم تعمل nنت [. وقال تب��ارك وتع��الى:32 ]النحل: áكâ��ة ام الخالي nم في األي nوا هنيئا بما أسلفت nوا واشرب nل كá :[. وق��ال: 19 ]الط��ورâ��ك ��ل ذل nوا قب ��ان هnم ك إن

[. اآليات.16 ]الذاريات: áمnحسنين وهذه هي السعادة التي يك��دح العب��د ويس��عى من أجلها وليس لها منها إال ما سعى كما قال جل

عىâوعال وتق��دس: ان إال م��ا س�� يس لإلنس�� áوأن ل[.39]النجم:

��ا من عم��ل فك��ل ج��زء يفوت��ه من العم��ر خاليصالح. يفوته من السعادة بقدره وال عوض له منه. فالوقت ال يستدرك وليس شيء أعز منه وكل

313

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ج��زء يحص��ل ل��ه من العم�ر غ�ير خ��ال من العم��ل الصالح يتوصل به إلى ملك كبير ال يفنى وال قيم��ة لم���ا يوص���ل إلى ذل���ك ألن���ه في غاي���ة الش���رف

والنفاسة. وألج��ل ه��ذا عظمت مراع��اة الس��لف الص��الح رضي الله عنهم ألنفاسهم ولحظاتهم وب��ادروا إلى اغتنام س��اعاتهم وأوق��اتهم ولم يض��يعوا أعم��ارهم في البطال��ة والتقص��ير ولم يقنع��وا ألنفس��هم إال بالجد والتشمير فلله درهم م��ا أبص��رهم بتص��ريف

أوقاتهم. تما رمي فكن أكال ش

وررغم ريس بولصي الوغبت

ريصقفيه ت رهم جديذا وفي سهريمشتو

كلب قار سدقوالصا وم فالطبأ

ق����ال بعض����هم أدركت أقوام����ا ك����انوا على س��اعاتهم أش��فق منكم على دن��انيركم ودراهمكم فكما ال يخرج أحدكم دينارا وال درهما إال فيما يعود نفع��ه علي��ه فك��ذلك الس��لف ال يحب��ون أن تخ��رج ساعة ب��ل وال دقيق��ة من أعم��ارهم إال فيم��ا يع��ود نفعه عليهم ضد ما عليه أهل هذا الزمان من قت��ل

الوقت عند المنكرات. ريا غد غنوإنن الزم موبسحم

اي م عندرم العةيقبمنله ث وحمي ون الزمانم

نسالح بوءالس ايه ف المرءكرتدسي

تة فائكل

314

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

آخر: و فيهاهفي الس

راذع معيضولل لجر الرقال يح

ةقيق دعيفالر بير الكل الرجرائغصورائبك

لج الررائبكفةريغير صغالص

رأى أح��د الزه��اد إنس��انا يأك��ل فط��وره وه��و ��ا ط��ويال يحتاج إلى مضغ فق��ال ه��ذا يس��تغرق وقت��ا فلما أخرج فط��وره وإذا ه��و م��ا يس��تغرق إال وقت

يسيرا. فقال له ما حملك على هذا فقال إني حس��بت

ما بين المضغ والسف سبعين تسبيحة. لله دره على هذه المالحظة ولقد بلغنا أن أحد علم��اء الس��لف ك��ان يأك��ل ب��اليمنى والك��راس

باليسرى. وإذا دخل الخال أمر القارئ أن يرفع صوته ك��ل

هذا محافظة على الوقت. بل���غ ي���ا أخي قتال���ة األوق���ات عن���د المالهي والمنك��رات من تلف��از وم��ذياع وك��ورات وجرائ��د

ومجالت وقيل وقال ونحو ذلك. ويا أخي إن كنت ممن عصمهم الل��ه من ه��ذه الش�رور والبالي��ا والمنك��رات فك��ثر من حم��د الل�ه

وشكره وذكره واسأله الثبات حتى الممات. وانصح إخوانك المسلمين واجتذبهم عن ضياع

315

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

األوقات فلعلك أن تكون سببا لهدايتهم. متينع بالنننبغال تودهل اجب

رم العنبهذال يواللهب سكنم ات على اللذبكأ

دى اليل عضع اتر اللذج هنمفنى ومن المالن يها ما تشتهليوفي ن

دمر سلذ اءوه أعمي قفف

اهاززت اعوسالنف ثم اعلم أيه���ا األخ إن ال���وقت ليس من ذهب كما يقول الن��اس فإن��ه أغلى من ال��ذهب والفض��ة مهما بلغا ك��ثرة إن��ه الحي��اة من س��اعة الميالد إلى س��اعة الوف��اة فتنب��ه ل��ذلك وحاف��ظ علي��ه واقت��د

بالسلف الصالح الذين عرفوا قيمة الوقت. قال ابن مسعود رضي الله عنه ما ندمت على شيء ن��دمي على ي��وم غ��ربت شمس��ه نقص في��ه

عمري ولم يزد فيه عملي. وقال آخر كل ي�وم يم��ر بي ال أزداد في��ه علم�ا يقربني من الله عز وجل فال ب��ورك لي في طل��وع

شمسه. وقال آخر من أمضى يوما من عم��ره في غ��ير ح��ق قض��اه أو ف��رض أداه أو مج��د أثل��ه أو حم��د حص��له أو خ��ير أسس��ه أو علم اقتبس��ه فق��د ع��ق يومه وظلم نفسه. وال تسأل عن ندمه ي��وم ينظ��ر

المرء ما قدمت يداه. وإذا ك��ان ه��ذا ح��رص الس��لف على ال��وقت

316

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

والمحافظة عليه وتقديره عندهم فإن مم��ا يح��زن المسلم ويجرحه ويدمي القلب ويمزق الكبد أسى وأس��فا نش��اهده عن��د كث��يرين من المؤم��نين من إض��اعة لل��وقت تع��دت ح��د التب��ذير واإلس��راف

والتبديد. وبالحقيق��ة أن الس��فيه ه��و مض��يع ال��وقت ألن

المال له عوض أما الوقت فال عوض له. فالعاقل من حفظ وقته وتجنب ما يضيعه عليه كالجلوس عن��د المالهي والمنك�رات ومطالع�ة في الكتب الهدامات إن من أخسر الن��اس أعم��ارا من ش���غلتهم ش���هواتهم عن أم���ور دينهم ومص���الح

nط��ع منâأمورهم قال الله جل وعال وتقدس: وال ت طا nرnف nه nوكان أمر nبع هواه أغفلنا قلبهn عن ذكرنا وات

á :[.وق��ال ع��ز من قائ��ل: 28 ]الكهفâن ي nأفمن ز وءn عمله فرآهn حسنا nس nلهá :[.8 ]فاطر

اللهم انفعن��ا بم��ا علمتن��ا، وعلمن��ا م��ا ينفعن��ا، ووفقنا للعمل بما فهمتن��ا، اللهم إن كن��ا مقص��رين في حف��ظ حق��ك، والوف��اء بعه��دك، ف��أنت تعلم صدقنا في رجاء رف��دك، وخ��الص ودك، اللهم أنت أعلم بنا منا، فبكمال جودك تجاوز عنا، واغف��ر لن��ا ولوال����دينا ولجمي����ع المس����لمين، األحي����اء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الل��ه

317

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. شعرا: قص��يدة زهدي��ة وعظي��ة س��قط بعض��ها

وعوضناها عنه ما بين األقواس: انينف يك ال شتوالمفاهينيفو

اينى الدل عنفسأال تاهيا فمو ىلما عو يفوسف

اهيلخ يمغره هنك ينمو اين الدماهعمجيل امو قن مةغلبو

اهيفك تشالعي ن مسف النعبشال ت

اهعمجا تيند حمن والردم أحارالجاهيانب

اق البارد للمإعاهازن خانوضر شيش حرانفعالزو

اهي فتابن بها ذه لضرأ

اهتني طكسوالم قايحي ررج يرموالخاهيارجفي م

ض محنبا لهارهنألس عنمو را فيه ج اللهحبست

اهيانغم ىلي عرج تريالطو

ةفاك عانصغاأل وبى طلفي ظاهيانب ماتعيفر

فيةي قبرتش ينميةال عندالع ي فيادنل ييئربجو

اهياحون ىفطصا المهاللد

اهعائ بوالله الم في ظةعكرباهيفخ يليالل

فيار الديترش ينماهرمع يسودرالف م عةبغسم موفي ي

اهيال فالغ ينكس مةعو جدو سأهتعبشب كرا تهن مةالم السنأ

اهيا فم فيعمط تسفالنتمل عدقا وينالد انال ك إةشيع المنم

اهيفكي يسف نتعنو ق لاللهوتقزا رمب دع بنيم ين عةالثث

اهيانث انمي أ واللهاللهوةرركم ةياسر رحفي الب

اهياحو نسلم ام صةرخ في صن أولةململم ا مل كهيل إيؤدى تتح

اهيف ا اللهاهر بدبعا لقزر

تقلفالن في اللهلهسلاهياقرى مقرالم

باق طقو فان كوأاهكلس معبالس

318

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, فوال س وإهتت أنإفاهيتأي

ي فيال الذنى يتحله ط خوحالل ومب البارخنا لاردو

اهينبن اثريي الموذا لنالومأاهعمجن لب قال التي كانإ

اهينب يتوالم دعء برمل لارال داهنكس يوتالم اب خشرا باهن بنمو

اهيانب ابر طيخا باهن بنمفهنكسم كف ونيالمعلل

اهيهل يتوالم اين والدبالح كاسالنوتبصى نحر ن ماررال الفو

اهينج ياثدحاأل يجن تةامقال اإلف

فل تن مسفالن الن المنية آمماهيوقت

تانن كإ ووسفلنوللجى ولع ارهشن يرشالبو

اهيوط يتوالمو اهطسبء يرالمف

اهضبق يرهوالد ووما أ يةين المنماهيسمي

روا زه لسف نلكواهحبصي اقذابا ور ختحضأ

اهيان بتوالم فيلازن المكلت

ةياو خاقاآلف ماو يةكاحال وضذاهيكبيس

ىقلي سزيزن ع ممكعد عزتهب ىراب بسحللو

اهي بارواحراأل لي كبرا تاينمللوةعرضم وم القادن بومقى يتح

اهياعن ىعن تسف النحربال ت

المةوهي س ري غادو بميقى تتحاهيادو

الو طالز تنلوةناع ظرهالد أسكا باهقى ستح

اهياق ستوالم ني عت اللوك المنيأ

تلفا غهظح ينف يوت المكلذكاهيا ف ملك

ىنفأ ورونى القنفأرمي ع ذلك ةلف في غاسالنو

اهيا ف مل كنع اينالد بقدح أوتالمفاهفرخزو اه لشي عابا طم

اهيهليما ووي ااذ متلقا عهن أولاه بادري الا وهي فنال م

ا"هيتأ يريدكالت دا في غارمني الثج"تةمركار مد نال م واعطقال انب

ا"هياندي ميق مميعا نهي"فدابما أائد

319

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وبلر في قد يملوا"هيا ف مقلالخ

من ليالع ونذ"األهر تمل وعمست وسف ننا مها ليو

ا"هيوح تفوس اتامر كنا مها لي"ف

تلصا حذإ ىر تبير قنعفا"هياو ذبكجعم

كررغ ال تار الدهذه"واهترهز رذاح وفارخن الزم

ا"هياهو دنم أ بنفسك البار"ف

اهع المعكدخي ىل عترقتال اسوا"هيالي لالح

ماو يمد تم لةاعد"خدحى ألع مهس بتابص أمكو

ا"هيله أتوالم مك فركف ورظان"فشيوي ط ذترغ اا يهرم خن مانكو

اهيات ذموق اهينون في دار قزتاعهف سنم فيهالوم أرمفي أ

اهيدف يماله انره سهتلي لتيبيالغشنم ازه حبل في قزحت

اهيفخيف تان كدق لارهفي النوهتبيصم محر تمل واد الودهنم

اهيبجم ه لتامقتا اسمف

لتبال قا وينالد اهيان ديةرى البكزأا"هياصقو

ىل عالة الصم"ثاندي سومصعالم

- )موعظة(13

nولي األبصارâقال الله جل وعال: وا يا أ nفاعتبرá [. االعتبار: النظر في األمور ليعرف بها2]الحشر:

شيء من غير جنسها، واألبصار: العقول والمع��نىتدبروا.

إخواني: الدنيا دار عبرة م��ا وقعت فيه��ا ح��برة إال وردفتها ع��برة أين من عاش��رناه كث��يرا وألفن��ا، أين من ملنا إليه بالوداد وانعطفنا، أين م��ا ذكرن��اه

320

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بالمحاسن ووصفنا ما نعرفهم لو عنهم كشفنا، م��اينطقون لو سألناهم وألحفنا.

وسنصير كما صاروا فليتنا أنصفنا، كم أغمض��نا من أحبابنا على كرههم جفن��ا، كم ذكرتن��ا مص��ارع من ف���نى من يف���ني، كم عزي���ز أحببن���ا دفن���اه وانص��رفنا، كم م��ؤنس أض��جعناه في اللح��د وم��ا

وقفنا، كم كريم علينا إذا مررنا عليه انحرفنا. ما لنا نتحقق الحق فإذا أيقنا ص�دفنا، أم��ا ض��ر أهله التسويف، وه��ا نحن ق��د س��وفنا، أم��ا ال��تراب مصيرنا فلماذا منه أنفنا، أالم تغرنا السالمة وك��أن

قد تلفنا. أين حبيبنا الذي كان وانتقل، أما غمسه التل��ف في بحره وارتحل، أما خال في لح��ده بالعم��ل، أين من جر ذي��ل الخيالء غ��افال، ورفلن أم��ا س��افر عن��ا

وإلى اآلن ما قفل. أين من تنعم في قصره وفي ق��بره ق��د ن��زل، فكأن��ه بال��دار م��ا ك��ان وفي اللح��د لم ي��زل، أين الجبابرة األكاسرة األول الذين كنزوا الكنوز العتاة

األول، ملك األموال سواهم والدنيا دول.شعرا:

ليحالر بنوقتواد زسيلو

لكدع أدق وامنتادهالس

321

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ا مير تدتسكأنك لادرالم

مالث محبصتوعايض ميسمت فيكن مك يملو

ادهتا اجينالد دا غزوف تن أعمطتأ

يانه مد عن مونك يفيكفادصح

فيتطرا فذإعر زديمقت

اللهم اجع��ل في قلوبن��ا ن��ورا نهت��دي ب��ه إلي��ك وتولنا بحسن رعايتك ح��تى نتوك��ل علي��ك وارزقن��ا حالوة الت��ذلل بين ي��ديك ف��العزيز من الذ بع��زك والسعيد من التجأ إلى حماك وجودك وال��ذليل من لم تؤي��ده بعنايت��ك والش��قي من رض��ي ب��اإلعراض عن طاعت��ك اللهم ن��زه قلوبن��ا عن التعل��ق بمن دونك واجعلنا من قوم تحبهم ويحبون��ك واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين وص���لى الل��ه على محم���د وعلى آل���ه

وصحبه أجمعين.- موعظة14

عباد الله سيجيء ي��وم يتغ��ير في��ه ه��ذا الع��الم تنفطر فيه الس��ماء وتنت��ثر في��ه الك��واكب وتط��وى السماء كطي الصحيفة يزيله��ا الل��ه ويطويه��ا ج��ل وعال وتب��دل األرض غ��ير األرض وينفخ في الص��ور فيقوم الناس من قبورهم أحياء كما كانوا في هذه

الدنيا حفاة عراة غرال.

322

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وحينئ��ذ يحش��ر الك��افر أعمى ال ي��رى أص��م ال يس��مع أخ��رس ال يتكلم يمش��ي على وجه��ه ليعلم من أول أنه أهل لإلهانة ويكون أسود الوج��ه أزرق العي����نين في منتهى العطش في ي����وم مق����داره خمس��ين أل��ف س��نة ليس بين��ه وبين الش��مس إال مق��دار مي��ل إذا ذاك يق��ف ذاه��ل العق��ل ش��اخص البص��ر ال يرت��د إلي��ه طرف��ه وف��ؤاده ه��واه ويعطى كتاب��ه بش��ماله أو من وراء ظه��ره فيتم��نى أن��ه لم

يعطه. ثم ي��ؤمر ب��ه إلى الن��ار ويس��لك في سلس��لة ذرعها سبعون ذراعا وبعد دخولها ال يخرج أب��دا وال يزيده إال عذابا إذا استغاث من العطش يغاث بماء كالمه��ل يش��وي الوج��وه وي��ذيب األمع��اء والجل��ود تحيط ب��ه جهنم من ك�ل ناحي�ة وكلم�ا نض�ج جل�ده

بدل غيره. وله مقامع من حديد، ك��ل ه��ذا الع��ذاب يعاني��ه وال يم��وت ويأتي��ه الم��وت من ك��ل مك��ان وم��ا ه��و

الâبميت ومن ورائه عذاب غليظ كما قال تع��الى: [. وسواء ص��بر13 ]األعلى: áيمnوتn فيها وال يحيى

أو لم يصبر هو خالد في هذا العذاب خلودا ال نهاية ل��ه ه��ذا أقص��ى ع��ذاب يتص��ور ألن��ه ج��زاء أقص��ى جريمة هي الكفر بالله ه��ذا ع��ذاب مج��رد تص��وره

323

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

يطيش العق��ول وي��ذهل النف��وس ويفتت األكب��اد فاستعذ بالله منه أيها المؤمن واسأل الله التث��بيت

على اإلسالم وحسن االعتقاد.شعرا:

يل علق نكل وتولخبيقر

ره الدتولا خا مذإلقال تما فوي هيلى عفخا ي منال أو

بيغي اللهنبسحا تلوةاع سلفغي نهارى آثل عوبنذ

بونذ اللهرمعا لنوهلتعابتى تتح اناتبو في تنذأيو

بوتنف اللهن أتيا ليفىضا م مرفغي وممهل ليبلق بلحو

بوند تاقا ضذ إلوقأيباهذ ميلع ي فيا لم وتكله

بيص نابتالم ياتاين جلوطليتئيط خمظعو هوف عوجرأا ويحأف

بينأو وفي عنركذيو

ىر الون عمريالك وىل البفاشى كسعوبت ييلع

ولي في قعضخأف سائالبرغأو

- موعظة15

خطب علي رضي الله عنه على المن��بر فق��ال في خطبته: اتقوا الله عب��اد الل��ه، وب��ادروا آج��الكم بأعمالكم، وابتاعوا ما يبقى بم��ا ي��زول عنكم –أي: اش��تروا م��ا يبقى من النعيم األب��دي- مم��ا ال عين رأت، وال أذن س��معت، وال خط��ر على قلب بش��ر، بما يفني من لذة الحياة الدنيا، وش��هواتها الزائل��ة، وترحلوا فقد جد لكم االنتق��ال-أي: حثثتم وأزعجتم

324

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

إلى الرحيل –واستعدوا فانتبهوا واعلموا أن ال��دنيا ليست بدار إقامة، فاس��تبدلوها ب��دار اآلخ��رة ف��إن الله سبحانه لم يخلقكم عبثا، ولم ي��ترككم س��دى- أي: مهملين، بال راع يزج����ركم عم����ا يض����ركم، ويس��وقكم إلى م��ا ينفعكم- وم��ا بين أح��دكم وبين الجنة أو النار إال الموت أن ينزل به، وإن غاية هي األجل، تنقصها اللحظة، وته��دمها الس��اعة لج��ديرة��ا يح��دوه الجدي��دان اللي��ل بقص��ر الم��دة، وإن غائب والنه��ار لح��ري بس��رعة األوب��ة، وإن قادم��ا يق��دم بالفوز أو الشقوة، لمستحق ألفضل العدة فتزودوا في الدنيا من الدنيا، ما تحرزون به أنفس��كم غ��دا، فاتقى عب��د رب��ه، نص��ح نفس��ه، ق��دم توبت��ه وغلب شهوته، فإن أجله مس��تور عن��ه، وأمل��ه خ��ادع ل��ه، والشيطان موكل ب��ه، ي��زين ل��ه المعص��ية ليركبه��ا ويمني��ه التوب��ة ليس��وفها ح��تى تهجم منيت��ه علي��ه، أغفل ما يكون عنه��ا. اللهم اجعلن��ا ممن ال تبط��ره النعمة، وال تطغيه، وال تس��دل على بص��يرته حجب الغفلة عما هو صائر إليه، وال تقصر ب��ه عن طاع��ة ربه غاية، وال تحل به بعد الموت ندامة، واغفر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم الراحمين، وص��لى الل��ه على محم��د وآل��ه وص��حبه

أجمعين.

325

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

هذه قصيدة بليغة جدا وهي زهدية وعظية ألقلها سمعك

نإما وو يه للكفعرص ماشع

ا فياين المامهسعن تمسيى لرالو فيدحر لعلى قإ

عدو يهنى مرث ىد المال طن وإلكو

يهتن يفوس ليلا قما عهلثلى مإعفدتس

اش عدي قذل للقفهنير قدعب كرائ األدع بهعفريو

عجرش فوى سثن أن ابلكفىدلى الري إضفي هيي فاوس تاءضق

عضرم ودوع نإما وو يهكرديوةهر باشع هشيا في عم فبيبل

عمط مءرالم ماو ينحرفال يفهاتي حولطب ا ملثال م إتوا الممو

جعهن تيالع لثال م إشيا العمفقار بةحمل ا مثر إضغ وميشه

علط يادب اتبالنال ك إاسا النومسابيف ةر مسأ كقياوفأ

عنقس تيلانلع تالزا ت ماردبا لتف

بل خقر بما شيذإعمه يسيل

امها جهيانم أابحسهاقربو اه باةوه مرعلى قإ

عوض يءرالم ىنا بالمهين برغتمهودتقف اهن مظح يملو

عتميى فنالمب هاب في حتكله أمكفميت منم اهب في حهي غنعو

عزن يسيل لي في نال باآلمهنيمتاهلصو ي الذرم األنل يملو

عوقتي هرا لما عه باعضأعااج رسيل يالذيها ب فنهم يلو

عمج يانك عمجدا لبا عه لارصفاهامطح اين في الدشي العنم

شعج يكم يلو لقا ع ذان كولو

ةغ بلهتنألغ نا الا آمهي فةاعنقعوري

ةين المهيافو تنلى أإال بوهو ةلو ذال ذ واعجش

عفد يسيل سيل فتما عهبائصمتلفمب

326

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, اءض الفحو في بموديعزنيو

رح برع في قحابال سورائطو وى جرا في ذهل

عفر تاءمالس وجر في باعنتو امالذوةديشم را آخاهر ثن مهل

عجض مرهالد اةي الحدع بن مهتارصأةدهوب ده عبرى قلع

عبت واتمالمب لن حا مهى باوستاهديع صتحت الق المدن عنك لوذو

عقصمو اه برقو ف ذانيسفىنوا الغوذو نفا مو خنب جوذو

عرس يتوالم دن عفخ يم لنمو

هفتب حائوالن سي لةل ذاثغ بلكونعمي

ابنو بطس يعش جوذوبلخمو اهن مان كنمو

عنق يةرورالضب ساأ باق اآلفكل منموةدشو ىل البار آثرظنيل

عنص يفيك اثدج األفش كولومهرا لبتعم بر في التةرفعم

زعفها توش ليساقا تدح أداهشلاهجوأو ن متان كدقسا ووبع

عمل ترشالب اقبط أتح تتدغ

ةرهفكى مرالث هاب ننال مامال خوعفرتي

ىلو المفرع يملفمهي فدب العنم ها لم مهن مينبت

عمد تنيالع كلذ بمل عهى لنأوامدعب رسا يي مأر

عتمي ونيراظالن فر الطوءسا يى مأرامالطم وهنم اهالصو أن متافهت

عطقتو ا المظعى أأركااسم تعيتطست ها لمي فةركي فذل

عوقتي اهمح لن مةدرجمةربي عهف اهافوج أن مبيابنأ

عمس تحيالر يال الليرها منوختتحبأصف سي لةل ذن مةأطأطم

عفرت ةدوس مةالإلى ح

ماجمجو بعدن مبرى التلععضو تدائسالو

اقنع األن عتليزأساكوي نهف سدنا في حهورا ندغ

عمل يملالظ لىبل لالما ظالهعامالطلو

327

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ر ودانجي تسائفنعصرم

الما عو ينك يمن لأكقا لهارفم ونله األمهافعو

عمج أاسالنو ل كةشح ومهن عداعبتقامو مهدا بج ومهلصوب

عمط يسيل ان ك منمهعاطقوهاتي حالح ان كن ممهمحريو

عزجيدا وض ن ماءدع األمهيكبي

مهال حوءس ن ماهو حدا قموعدخ تفارخز

هر غدي قلذ للقفهرم علوط اهيا ف مل كدجت

عجر تعائدو اين الدرظان وقأفةريص بنيعب تانا ك مضر األنم

علط تسم الشهب دي الصوكل المينأفىو حنمما ودق هانمث جن عرصيق

عرذ ينيح اءض فن ميحر صاهوحاهطيسب ابةهمليا ل حان كدقو

عبتي اهى بحض أكل ممكفةلذا مذ بحا ره بدسي

عرتيي وافيالف ليى الخل عودقي

ساارو فاقتالع هناما مظي عتوارعقل باءمهب

معن التدع بن محبصأفىري ثف ىته ح لسيلف

عجرة ماميالق برى قلدا عيعب

ابهي إارزالم هقر خالةى فصقأبعق يرسيل

اببح األنبا عيرغيااو ثلهاألو ه بتان كدق وبيدج

عرم تضراأل اتياف السهيل عحلتلزنمب الم الكنعيطتسال يو

عمسيف كلم ال يهنا بيهر

ةعج ررهالد ن مشرلى فانا عمزعفر يزالخ

ن مبر التهي فدسوتىدتا اغ مدعب هلميا ش حاس الننم

عدص يسيل في اللهمك حكلذك

ىر تن لقلالخ اللهم انهج بن��ا من��اهج المفلحين وألبس��نا خل��ع اإليم��ان واليقين وخص��نا من��ك ب��التوفيق الم��بين ووفقنا لق��ول الح��ق وإتباع��ه وخلص��نا من الباط��ل

328

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وابتداعه وكن له مؤيدا وال تجعل لف��اجر علين��ا ي��داا رغ��دا وال تش��مت بن��ا ع��دوا وال واجع��ل لن��ا عيش�� حاسدا وارزقنا علما نافعا وعمال متقبال وفهما ذكيا وطبعا صفيا وشفا من كل داء واغفر لنا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- "موعظة"16 عباد الله من تكبر أذله ومن تواضع لل��ه رفع��ه الله والمتكبرون يحشرون ي��وم القيام��ة في ص��ور ال��ذر تط��ؤهم الن��اس له��وانهم على الل��ه تع��الى المتكبرون شرار الخلق وأهل الن��ار ك��ل جعظ��ري ج��واظ مس��تكبر، المتك��بر يش��مخ بأنف��ه إذا تكلم،��ا عنق��ه، يق��ارب ويج��افي مرفقي��ه عن جنبي��ه الوي خط��اه إذا مش��ى، متط��اوال على إخوان��ه، مترفع��ا على أقران��ه، ينظ��ر الن��اس ش��زرا بم��ؤخر العين، متقدما عليهم إذا مشى، محتقرا للعامة، وال ف��رق عن���ده بينهم وبين الحم���ير اس���تجهاال من���ه ل���ه، فالمتكبر ال يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه، ألنه ال يقدر على ذلك، وال يقدر على التواض��ع وه��و رأس أخالق المتقين، وال يق���در على ت���رك الحق���د، وال يق��در أن ي��دوم على الص��دق، وال يق��در على ت��رك الغض���ب، وال على كظم الغي���ظ، وال يس���لم من

329

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

االزدراء بالناس واحتقارهم وال يسلم من اغتيابهم، وتنقصهم، ألن فيه من العظمة والع��زة والكبري��اء، ما يمنعه من ذلك، فما من خلق ذميم إال وصاحب الك��بر والعظم��ة مض��طر إلي��ه، ليحف��ظ ب��ه ع��زه وعظمته، وما من خلق محمود إال وهو ع��اجز عن��ه خوفا من أن يفوته عزه وعظمته، ول��ذلك ورد في الح�ديث أن�ه ال ي��دخل الجن��ة من في قلب��ه مثق�ال ذرة من كبر، ومم��ا ج��اء في وص��ية لقم��ان البن��ه:

â اس وال تمش في األرض مرحا nصعر خدك للن وال ت�ال فخ��nور nل مnخت nحب ك ه ال ي [.18 ]لقم��ان: áإن الل

ومن تعاليم ربن��ا له��ذه األم��ة ونبيه��ا علي��ه الص��الة وال تمش في األرضâوالس���الم، يق���ول تع���الى:

nغ الجبال طnوال ك لن تخرق األرض ولن تبل áمرحا إن [. في���ا أيه���ا المتك���بر الن���اظر في37]اإلس���راء:

عطفي��ه، المتع��اظم في نفس��ه، إن ش��أنك حق��ير، وقدرك صغير ولست بمحسوب في العير، وال في النفير، وما لك عند عاقل من حس��اب، وال تق��دير، ال قلي��ل وال كث��ير، فه��ون علي��ك، وارف��ق بنفس��ك، فإنك مغرور، يا مسكين وت��دبر كالم رب الع��المين

âتكبرين nحب المnس��� هn ال ي إنâ[ 23 ]النح���ل: áإنم لnون جهن nيدخ ���ادتي س��� ون عن عب nتكبر ذين يس��� ال

330

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

مâ[ 60 ]غافر: áداخرين ��واب جهن ��nوا أب ل nقي��ل ادخ رين ��وى المnتكب ]الزم��ر:áخال��دين فيه��ا فبئس مث

[. وذم الكبر في الق��رآن كث��ير، والمتك��بر ع��دو72 لله ولنفسه، وللناس، يقص��ر في ال��واجب وي��دعي م���ا ليس ل���ه ويتش���دق في الكالم، ويت���ألق في اللباس، وإنه لثقيل في حركات��ه، وس��كناته، بغيض في أمره ونهيه، ومجالسته، ومؤاكلت��ه ومش��اربته، والويل كل الويل لمن صاهره أو شاركه أو ربطت��ه ب��ه ص��لة، ألن داء الك��بر يع��دي ويس��ري فتبع��د الس��المة من المق��ترب من��ه رأى بعض أه��ل العلم من يختال في مشيته فغمز جنبه، ثم ق��ال ليس��ت هذه مشية من في بطنه خ��راء، وكي��ف يتك��بر من أوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة وهو مع ذل��ك يحمل البول والع��ذرة، ه��ذا أك��بر بره��ان على أن��ه��ا دنس جاه��ل مجه��ول نك��رة ممتلئا ك��برا وإعجاب بنفسه وسمعة، ورياء ولؤم��ا وش��ؤما وش��رها فه��و أش��به ش��يء بال��دخان يمأل الفض��اء ويت��ك ص��دور الناس وأص��له من القمام��ات واألوس��اخ المبع��ثرة نسأل الله أن يقلل ه��ذا الن��وع المنح��ط وأن يك��ثر ضده من أهل التواض�ع واللين والعط�ف والحن�ان:

ذين الâقال الله تعالى: nها لل تلك الدارn اآلخرةn نجعلn���ة ادا والعاقب ���nوا في األرض وال فس��� nري���دnون عnل ي

331

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

قين [.83 ]القصص: áللمnت ىلعت اسالمنكروهمس ورثأو

فالمعروفك وابحنمهس ررفأق لضبهوى م

همر سيطتسمةانت فدعةال ب إقب يمل

هائد بي الفؤادميعهمصوي

منءو سعامطوةر مباسكم رم وأثهن ماوةسوق

همثإ ةبي وغاءيا الرشففةميمون ن عليزال أإ

همك حةعيرالش و أعيب مو أعر زقب يمل

ىرش تحى السل عتأشنهمحل وامرالح

داب علحف يفيكلفهامظوع وثقدا تع وهروهبظ

همتح يب الندعهذا الذي و

ىفطصالم عفري وهتالهو جبدتهملع

من الزكله إرمهذا لعيالذ صقن ويهتر شاددزت

هملح رد الكر اآلخهذا الزمان

يالذ ربد أر والبهى بو,قهمجن

هي فةانم األتهوى الت, عرتمصفوان ى فيهوي الهمرو

همهصد سقأف انشا الزفا وي الررثك

انا الخمون ىشخ تماك حوأهمل ظةعيالر

و همالال ظ إقب يملشترم راثن تدقم عهنأكف

همظن ىل عونحالالصو

واعابت تابهالذ ةينا الدين والددهلزلهمه

هوباغال ر إقب يملرهظم حاضج وه نقب يمل

همتنأاهالج ورةنا سايقال بول

هيلى علوتاء اسنبكهمده

اين دعمال في جبقا ميتربدأ قبر سصبمل

همه فباقوالع ةامي القاراتمي أذهدت بدق ديد شجرم ههأبادو

همطح رك التاتغ طترهظىروا الواحاجتو

الص��غير من��ا والكب��ير الكم��ال في نفس��ه ومن

332

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اعتقد ذلك في نفسه هوى ألنه ال يلتفت إلى ما به كمال الرجال، ومرض ينتج مرضا آخ��ر ه��و م��رض الكبر وصف األنذال واألرذال والجهال، والمتكبر ال ينظ��ر إلي��ه بعين الرض��ا والك��بر ينش��أ عن��ه م��رض الحسد والحسود يتمنى زوال نعمة الله عن خلقه، والحسد يولد الحقد الذي ربما حم��ل ص��احبه على قت��ل من ال ذنب ل��ه إال م��ا أواله الل��ه من النعم، وليس هذا كل ما في قلوبنا من األمراض بل فيه��ا مرض البخل والشح الذي وصل بنا إلى منع الزكاة أو بعضها، وغير ذلك كثير وكلها أم��راض مهلك��ات، ونحن ال نهتم بقلوبن���ا وال بأمراض���ها وإنم���ا نهتم ب����أمراض أجس����امنا، ونب����ادر في عالجه����ا إلى المستشفيات، وأمراضها يس��يرة بس��يطة بالنس��بة إلى أمراض القلوب، ونهتم أيضا بجم��ال ظواهرن��ا فنب��الغ في تحس��ين مالبس��نا ومراكبن��ا ومس��اكننا ومجالسنا وأبداننا، أنظر إلينا عند الذهاب إلى مقر العمل لتتعجب من تغفيلن��ا وانخ��داعنا، ول��و ك��انت عنايتنا بالقلوب كعنايتنا بالمالبس فقط ما كنا بهذه

الحاالت المحزنات. اللهم يا عالم الخفيات ويا سامع األصوات وي��ا ب��اعث األم��وات وي��ا مجيب ال��دعوات وي��ا قاض��ي الحاج��ات ي��ا خ��الق األرض والس��موات أنت الل��ه

333

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

األحد الص��مد ال��ذي لم يل�د ولم يول��د ولم يكن ل��ه كفوا أحد الوه��اب ال��ذي ال يبخ��ل والحليم ال��ذي ال يعجل ال راد ألمرك وال معقب لحكم��ك نس��ألك أن تغفر ذنوبنا وتنور قلوبن��ا وتثبت محبت��ك في قلوبن��ا وتس��كننا دار كرامت��ك إن��ك على ك��ل ش��يء ق��دير

وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.- "موعظة"17

عب��اد الل��ه إن داء الحس��د من أعظم األدواء، واالبتالء به من أش��د البل��وى، يحم��ل ص��احبه على مركب صعب ويبعده عن التقوى، ويركب��ه األه��واء فيظل ويغوى، يضيق صدر الحس��ود وينفط��ر قلب��ه إذا رأى نعمة الله على أخي��ه المس��لم فيع��اني من الب��ؤس والألوى، م��ا ال يس��تطيع أن يبث مع��ه م��ا يجده من الحزن والقلق، وال يقدر على الش��كوى، إال إلى الشيطان ونفسه األمارة بالسوء أو من هو مثل��ه في الحس��د، فقات��ل الل��ه الحس��ود ال يفع��ل الخ��ير وال يحب��ه إلخوان��ه المس��لمين، غاي��ة أمنيت��ه زوال نعمة الله عن عباده إنه بعمله سالك طري��ق إبليس لعنه الله، فما أوق��ع الش��يطان في معص��ية الله إال حسده ألبينا آدم وامتناعه من السجود بع��د

334

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ما أمره الله، وما حمل قابيل على قتيل هابي��ل إال حسده ألخيه حيث تقبل الله منه قربانه ال��ذي أراد به وجه الل��ه وال��دار اآلخ��رة وم��ا من��ع المش��ركين والمترفين من إتباع الرسل إال الحسد والكبر، وما حم��ل أه��ل الكت��اب على كراه��ة ال��دين اإلس��المي وصرف المسلمين عن كتاب الل��ه واإليم��ان بس��يد

��يرâالرسل وخاتمهم إال ما ذكره الل��ه عنهم ود كث nفارا nم ك nم من بعد إيمانك دونك nمن أهل الكتاب لو ير ن لهnمn الح��ق حسدا من عند أنفnسهم من بعد ما تبي

الحس,د يأك,ل»: [. اآلي��ة، وق��ال 109البق��رة: « الحاسد الالحسنات كما تأكل النار الحطب

يضمر إال غدرا وال يعمل إال شرا وال ي��دبر إال مك��را وجملة القول أن الحاسد ميسر للعسرى ال تج��دي معه المواعظ والنصائح وقد قيل إن بضاعة إبليس خمس��ة أص��ناف يبيعه��ا من ق��وم مع��روفين، وهي الحسد وأهله العلماء، وأهل الحرف��ة الواح��دة، أي كل من يتف��ق عملهم مس��لمين أو غ��ير مس��لمين، والكبر وأهله األنذال والسفلة والسفهاء والحمق��اء

ومن ال خير فيه من المحترفين. والج��ور والطغي��ان، وأهل��ه المل��وك واألم��راء وال���وزراء والعظم���اء، وأع���وانهم من الفس���قة والمج��رمين، والكي��د، وأهل��ه النس��اء، والنم��امين

335

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وال��داللين، والمتس��ببين وبئس��ت البض��اعة بض��اعة الش��يطان، وي��ا حس��رة المش��ترين، وي��ا ن��دامتهم

âمnيئا وال ه nغني م����ولى عن مولى ش���� ����وم ال ي يون nنصرn ئân[. 41 ]الدخان: áي ي وال يحيقn المكرn الس [ قيل إنه ك��ان رج��ل يغش��ى43 ]فاطر: áإال بأهله

أحد الملوك فيق��وم بح��ذاء المل��ك فيق��ول أحس��ن إلى المحسن بإحس��انه، ف��إن المس��يء س��يكفيكه إساءته، فحسده رج��ل على ذل��ك المق��ام، والكالم فسعى به إلى المل��ك، فق��ال إن ه��ذا ال��ذي يق��وم بحذائك ويقول ويقول ما يق��ول ي��زعم أن��ك أبخ��ر، فق��ال ل��ه المل��ك وكي��ف يص��ح ذل��ك عن��دي، ق��ال تدعوه إليك فإنه إذا دنا منك وض��ع ي��ده على أنف��ه لئال يشم رائحة البخر، فقال له انصرف حتى أنظر وأتحقق ذلك، فخرج من عند الملك، فدعا الحاسد ذلك الرجل إلى منزل��ه فأطعم��ه طعام��ا في��ه ث��وم فخ��رج الرج��ل من عن��ده وذهب إلى المل��ك على عادت��ه وق��ام بح��ذاء المل��ك فق��ال أحس��ن إلى المحسن بإحسانه فإن المسيء سيكفيكه إس��اءته فقال ل�ه المل�ك إدن م��ني، ف��دنا من�ه ووض�ع ي��ده على فيه، مخافة أن يشم الملك منه رائح��ة الث��وم فقال الملك في نفسه ما أرى فالنا إال صدق، قال

336

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وك��ان المل��ك ال يكتب بخط��ه إال بج��ائزة أو ص��لة، فكتب له كتابا بخطه إلى عامله: قال فيه إذا أت��اك حامل كتابي هذا فاذبح��ه، واس��لخه، وأحش جل��ده��ا وابعث ب��ه إلي، وأخ��ذ الكت��اب وخ��رج فلقي��ه تبن الرجل ال��ذي س��عى ب��ه إلى المل��ك وك��ذب علي��ه، فقال له ما ه��ذا الكت��اب ق��ال خ��ط المل��ك لي ب��ه صلة فقال هبه لي فقال هو ل��ك فأخ��ذه، الس�اعي ومضى به إلى عامل الملك، فقال له العام��ل: في كتابك أني أذبحك، وأسلخك فقال إن الكتاب ليس لي، فالله الله في أمري حتى تراجع المل��ك فق��ال ليس لكتاب الملك مراجعة فذبحه وسلخه وحشى��ا، وأرس��له للمل��ك، ثم ع��اد الرج��ل إلى جل��ده تبن المل��ك كعادت��ه وق��ال مث��ل قول��ه، فتعجب المل��ك، وقال له ما فع�ل الكت��اب، فق��ال لقي��ني رج�ل ه�و فالن فاستوهبه مني فوهبته له، قال له الملك إن��ه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر قال ما قلت ذلك قال فلم وض��عت ي��دك على في��ك ق��ال ألن��ه أطعم��ني طعاما فيه ثوم فكرهت أن تش��مه، ق��ال ص��دقت، ارج��ع إلى مكان��ك، فق��د كفى المس��يء إس��اءته ف��انظر ي��ا أخي كي��ف دارت على الب��اغي ال��دوائر واسأل ربك أن يعافيك من هذه األم��راض الفتاك��ة التي ربما قضت على حيات��ه وأوص��لته في اآلخ��رة

337

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

نار جهنم. وختام��ا فعلى الل��بيب أن يتجنب الحس��د فإن��ه من خnلnق األدنياء وصفة الجهالء فإن أبصرت بق��ائم ب���الحق فاعض���ده ويس���ر ل���ه الس���بيل حس���ب استطاعتك وإن رأيت نعمة أسبغها الل��ه على عب��د من عباده فاس��ع إلى مثله��ا بقلب ط��اهر ووج��دان

نقي لعلك أن تبلغها بإذن الله. فعزي��ز النفس إن أبص��ر غ��يره في أم��ر يث��نى عليه به، أو رآه في منزل��ة يغب��ط عليه��ا فال يج��ول في وهم��ه أن يحس��ده على نعمت��ه أو يح��ط من منزلته ب�ل يس�عى ك�ل الس�عي لين�ال مث�ل منال�ه وي��رقى مث��ل رقي��ه ف��إن زادت في��ه ع��زة النفسواإلباء فال يرضى لنفسه إال بما فوق ذلك المقام.

اللهم وفقنا توفيقا يقينا عن معاصيك وأرش��دنا إلى الس��عي فيم��ا يرض��يك وأجرن��ا ي��ا موالن��ا من خزيك وعذابك وهب لنا ما وهبته ألوليائك وأحبابك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم ال��راحمين، وص��لى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- موعظة18

338

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عباد الل��ه م��ا ب��ال الكث��ير الي��وم ال يس��معون، وإذا سمعوا ال ينتفع��ون، أفي آذانهم ص��مم، أم هم في األمر متهاونون، وألي شيء يجتمعون، ويق��وم فيهم الخطب��اء المجي��دون، والوع��اظ المبلغ��ون، وي���ذكرونهم أي���ام الل���ه فال يخش���ع الوع���اظ وال الموعظون، ويرغب��ونهم في الخ��ير فال يس��ارعون،

بحانâوينذرونهم عواقب الس��وء فال يت��أثرون nفس�� nرجعnون nل شيء وإليه ت nوتn ك ذي بيده ملك ]يس:áال

[ لق��د ك��ان الس��لف الص��الح إذا وعظ��وا ت��أثر83 المستمع لهم ت��أثرا عظيم��ا، وف��ارق م��ا عن��ده من المنكرات، والمحرمات، وفارق من أصر عليها من أقارب���ه، وأوالده، وإخوان���ه، وآبائ���ه، وج���دد توب���ة نص��وحا، عم��ا س��لف ل��ه من األعم��ال، ال��تي ال يرتضيها الدين اإلس��المي، ف��أين أولئ��ك من ه��ؤالء الخل��ف، ال��ذين ض��يعوا تع��اليم ال��دين اإلس��المي، وض�يعوا العم��ل ب��ه، وترك�وا االنقي��اد لكت�اب الل�ه،

، تأمل كيف ت��رى أك��ثرهم أض��اعواوسنة رسوله الصالة، وعطلوا األحكام، وتساهلوا ب��أمر الح��رام، يمرون بالمس��اجد، وقت الص��الة، فال يعيرونه��ا أي اهتمام أم��ا المالهي والمنك��رات فإليه��ا يس��رعون وعليها يعكفون وإلى ما فيها من األغاني والمجون والسخف يتسابقون فإنا لله وإنا إليه راجعون، أين

339

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الخ��وف من الجب��ار، أين الحي��ا من ف��اطر األرض والسموات، أين المروءة واالعتصام بالقرآن، وم��ا كان عليه آباؤكم وأج��دادكم العب��اد الك��رام، ال��ذين كانت المساجد تغص بهم ش��يوخا وش��بانا، وك��انت تعج بأص��واتهم تس��بيحا، وتحمي��دا وتهليال، وتكب��يرا، واستغفارا، وقرآنا، وك��انوا يؤم��ون المس��اجد قب��ل اآلذان زراف����ات ووح����دانا، وال يتخل����ف منهم إال معذور، إما م��ريض أو غ��ائب، أو نح��و ذل��ك، وك�ان المار ببيوتهم ليال يسمع زج��ل التس��بيح، والتهلي��ل، والبك���اء واألنين والتض���رع إلى ب���ديع الس���موات واألرض، واإللحاح بدعائه، وااللتج��اء إلي��ه واإلناب��ة، عكس ما عليه هؤالء الخل��ف، ال��ذين ص��دق عليهم

اعnواâقول الله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أض�� ��ا وف يلق��ون غي هوات فس�� بع��nوا الش�� الة وات áالص��

[. ال���ذين إن بحثت عنهم في اللي���ل،59]م���ريم: وجدتهم حول المالهي والمنكرات، م��تربعين أم��ام التليفزيون، وغناء المطربين، وإن بحثت عنهم في ص��الة الفج��ر وج��دتهم في فرش��هم، إث��ر س��هرهم حول تلك المنكرات، وإن بحثت عنهم وقت ص��الة الظه��ر ففي ش��ؤون ال��دنيا، وم��ا يتعل��ق به��ا، وإن أردتهم في ص��الة العص��ر، وج��دت بعض��هم عن��د

340

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الك��ورة، والبعض عن��د التلفزي��ون، والبعض عن��د المذياع، وأغانيه ومالهي��ه، وإن س��ألت عنهم وقت ص��الة المغ��رب وج��دت بعض��هم يمش��ي م��ترددا، والبعض في الملعب، والبعض عن��د التلفزي��ون، أو المذياع، وأما العشاء اآلخرة فتلك هم فيها أقس�ام أكثرهم حول التلفزيون أو في األسواق، أو يلعبون ورق��ة، أو نح��و ذل��ك من المنك��رات وهك��ذا قتل��وا أوق����اتهم الثمين����ة، وض����يعوها، وقض����وا على مستقبلهم، فإنا لله وإنا إليه راجع��ون وال ح��ول وال ق��وة إال بالل��ه والل��ه أعلم بم��ا أراده بعب��اده، ق��ال

بتâتعالى: ظهر الفسادn في البر والبح��ر بم��ا كس��هnم ���nوا لعل ذي عمل ���nذيقهnم بعض ال اس لي ���دي الن أي

[ والحالة هذه مخيف��ة ل��ذوي41 ]الروم: áيرجعnون العقول والفهوم، ال سيما وقد توالت أسباب الهناء والراحة، والسرور، واالطمئنان، وقد قيل إذا رأيت الله تعالى أنعم على عبد وهو مقيم على معص��يته ف��اعلم أن��ه مس��تدرج وروى عقب��ة بن ع��امر أن

إذا رأيت الل,,ه يعطي ق��ال: »رس��ول الل��ه العب,,د م,,ا يحب وه,,و مقيم على معص,,يته

ا نسوا م,,اâفإنما ذلك استدراج ثم تال: فلميء روا ب,,ه فتحن,,ا عليهم أب,,واب ك,,ل ش,, ذك حتى إذا فرح,,وا بم,,ا أوت,,وا أخ,,ذناهم بغت,,ة

341

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ون بلس,, « وق��ال[44 ]األنع,,ام: áف,,إذا هم م قتادة ما أخذ الله قوما إال عند س��كرتهم وغ��رتهم، ونعمتهم، فال تغ��تروا بالل��ه، فإن��ه ال يغ��تر بالل��ه إال

القوم الفاسقون.- موعظة19

عباد الله لقد توعد الله ال��ذين يخ��الفون أم��ره وينص���رفون عن ذك���ره ويج���ترؤن على معاص���يه بش��ديد غض��به وعظيم س��خطه وح��ذرهم بأس��ه وانتقام��ه فم��ا ب��ال كث��ير من الن��اس بع��د الق��رون األولى عم����دوا إلى مح����ارم الل����ه فارتكبوه����ا ومأموراته فاجتنبوه��ا ثم ع��ادوا بم��ر الش��كوى منتغير األحوال وانتزاع البركة من األرزاق واألموال. أحس��بت أن��ك ي��ا ابن آدم تهم��ل وت��ترك فال تعاقب، وتظلم وتتقلب في النعيم كي��ف ش��ئت وال

إن الل,,ه ليملي: »تحاسب أنسيت قول الن��بي « كل هذا منللظالم حتى إذا أخذه لم يفلته

جهالتك وانطماس بصيرتك ولكن اعمل م��ا ش��ئت فس��يرى الل��ه عمل��ك ثم ت��رد إلي��ه ويجازي��ك بم��ا تس��تحق، جهلت في ح��ال النعيم وك��ان ال��واجب عليك أن تتعرف إلى الله في الرخ��اء ليعرف��ك في

342

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الشدة، ولكن لم تفعل، وأصبحت بعد زوالها من��ك تش��كو لمن؟ تش��كو لمن عص��يته ب��األمس تش��كو لمن خالفت أوامره وفعلت نواهيه م��ع علم��ك ان��ه المنتقم الجب���ار تش���كو لمن حاربت���ه بالمعاص���ي المتنوعة وقد أسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنه ولو شاء لمنعها عنك ألنه الفعال لما يري��د تش��كو لمن تأكل نعم��ه في أرض��ه مس��تعينا به��ا على معاص��يه أليس عمل��ك ه��ذا في منتهى الآلم��ة والخساس��ة يمدك بالنعم وتب��ارزه بالمعاص��ي، أل��ك ص��بر على جهنم وزمهريره��ا، أل��ك طاق��ة بالوي��ل والغس��اق والزقوم والحميم والض��ريع، عب��اد الل��ه ه��ذا ال��ذي نحن فيه من االنهماك في الدنيا وقتل ك��ل ال��وقت في جمعها واالبتعاد عن اآلخرة وانتشار المعاص��ي بسرعة هائلة ما ه��و والل��ه إال بم��ا كس��بت أي��دينا،

�ر والبح��ر بم��اâق�ال تع��الى: ادn في الب ظه��ر الفس�اس [. اآلية. عباد الله41 ]الروم: áكسبت أيدي الن

إن غالء األسعار، وانتشار األمراض، وم��ا رأيتم من الفتن والتعقيد في الممتلكات والتقاطع والعقوق، ما هو والله إال ج��زاء عملن��ا وم��ا ه��و إال قلي��ل من كث��ير فق��د تمادين��ا في المعاص��ي والل��ه يغ��ار على أوامره أن تجتنب ومحارمه أن ترتكب ق��ال ص��لى

«ال أح,,د أغ,,ير من اللهالل��ه علي��ه وس��لم: »

343

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الحديث. اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين ال��ذين ال خ��وف عليهم وال هم يحزن��ون واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين وص���لى الل��ه على محم���د وعلى آل���ه

وصحبه أجمعين.- "موعظة"20

عب��اد الل��ه م��ا لأللس��ن عن ش��كر نعم الل��ه المتتالي��ة قاص��رة، وم��ا للعي��ون إلى زه��رة الحي��اة ال��دنيا الفاني��ة ن��اظرة، وم��ا لألق��دام عن طري��ق الهداية الواض��حة ح��ائرة وم��ا للع��زائم والهمم عن العم��ل الص��الح ف��اترة وم��ا للنف��وس ال ت��تزود من التقوى وهي مس�افرة وم��ا له��ا ال تت��أهب وتس�تعد للنقل��ة إلى ال��دار اآلخ��رة، أركون��ا إلى ال��دنيا وق��د فرقت الجموع وكسرت أعناق األكاسرة وقص��رت آم���ال القياص���رة وأدارت على أهله���ا من تقلبه���ا الدائرة أم اغترارا باإلقامة، ومطايا األي��ام بكم في ك��ل لحظ��ة س��ائرة أم تس��ويفا بالتوب��ة واألعم��ال فهذه والله الفكرة والص��فقة الخاس��رة لق��د رانت على القلوب قبائح األعمال، وضربت عليه��ا وعلى

344

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

المسامع من الذنوب أقف��ال في��ا خجل��ة من س��ئل فعدم الجواب أو بجواب يستحق عليه أليم العذاب وي��ا حس��رة من ن��وقش عن ال��دقيق والجلي��ل في اآلخرة الحساب، ويا ندامة من لم يحص��ل إال على الغضب من الكريم الوهاب ويا خيبة من مآل��ه إلى نار تلتهب إلى إحراقه التهاب�ا، فم�تى تقبل�ون على الله بقلوب صادقة ال تنتهون من مفارق��ة ال��ذنوب بعزمة صادقة، ال في الصادقين تيقن��ون أن��ه ث��ابت لكم قدم، وال في التائبين ص��حت لكم توب��ة وإقالع وعزم وندم. وال عند تالوة كتاب الله تقشعر منكم الجل���ود وال عن���د س���ماع المواع���ظ ت���رق منكم القل��وب، ال��تي هي أقس��ى من الجلم��ود فبم��اذا ترجون لحاق السعداء؟ وكيف تطعمون في الف��وز والنجاة معهم غدا؟ وأنتم تتبعون الخطايا بالخطاي��ا وتبارزون الله بها في البك��ر والعش��يا، في��ا حس��رة نفوس أطمأنت إلى الدنيا دار الغ��رور، وي��ا خ��راب قلوب عمرت بأم��اني كله��ا باط��ل وزور، وي��ا نف��اذ أعم��ار ينقص منه��ا ك��ل ي��وم وس��اعة وال ي��زاد وي��ا خيب��ة مس��افر يس��ير الس��ير الس��ريع وه��و بال زاد، فالب�دار الب��دار عب�اد الل�ه بالتوب�ة الب��دار والغنيم�ة الغنيمة قبل خ��روج وقت االختي��ار، وإتي��ان وقت ال

تقال فيه العثار:

345

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

نهى ووطنا تاميأولاحرم

اللى اآلج إيرسنةظح للفي ك يانم األهتطخا تا مذإ

لاطب تو الملث مرم نلوا كح هنأق د تعامي أركعمف

لالئق اينن الد ملحرتىق التن مادزب

اللهم يا حي ويا قيوم فرغنا لما خلقتنا ل��ه، وال تش��غلنا بم��ا تكفلت لن��ا ب��ه، واجعلن��ا ممن ي��ؤمن بلقائك، ويرضى بقضائك، ويقنع بعطائك، ويخشاك

حق خشيتك.اللهم اجعل رزقنا رغدا، وال تشمت بنا أحدا.

اللهم رغبن��ا فيم��ا يبقى، وزه��دنا فيم��ا يف��نى، وهب لنا اليقين ال��ذي ال تس��كن النف��وس إال إلي��ه،

وال يعول في الدنيا إال عليه. اللهم إنا نس�ألك بع�زك ال�ذي ال ي�رام وملك�ك الذي ال يضام وبنورك الذي مأل أرك��ان عرش��ك أن تكفينا شر ما أهمنا وما ال نهتم ب��ه وأن تعي��ذنا من

شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.- "موعظة"21

عب��اد الل��ه إن لكم بأب��دانكم عناي��ة عظيم��ة ال تس��اميها العناي��ات ب��ل ك��ل حي��اتكم ذاهب��ة فيم��ا تبذلون��ه لخدم��ة ه��ذا الب��دن من مجه��ودات أليس ليلكم ونهاركم في كد م��ديم لجم��ع األم��وال وه��ل

346

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

كل تل��ك األم��وال إال وس��يلة تص��لون به��ا م��ا له��ذاالبدن من ملذوذات.

ال بأس باالعتناء بالبدن لكن بدون هذا اإلفراط ال��ذي ال يرتض��يه العاق��ل الل��بيب ألن الب��دن مهم��ا أكرم مآله إلى التراب تتمتع بلذي��ذ لحم��ه الدي��دان والذي ينبغي أن تهتم به وتصرف عنايتك به نفسك قبل جسمك التي أنت به��ا من ص��فوة ه��ذا الع��الم وعلى العناية بها تتوقف سعادتك في ه��ذه الحي��اة

وبعد الممات. ولهذه النفس غذاء ولعلك تود أن تعرف��ه وه��و جدير باالعتناء منك والتق�دير والج��د ل�ه والتش�مير ألن منفعته دنيا وأخرى وال نسبة بينها وبين منفع��ة

هذه األبدان. ذل��ك الغ��ذاء أو الق��وت ه��و أن��واع الطاع��ات كإخالص األعمال لله والذكر له والشكر له ومحبته وتعظيمه والقيام التام بأركان اإلس��الم الش��هادتين والصالة والزكاة والص��يام والحج وس��ائر الباقي��ات الصالحات وأنواع العل��وم والمع��ارف أوحاه��ا الل��ه

وأودعها هذه المصنوعات. واالعتناء بمكارم األخالق ومحاسن الشيم وم��ا إلى ذلك من أنواع القرب��ات وال��ذي يظه��ر لن��ا من حالك وسيرتك أنك في ش��غل ش��اغل عن اإلقب��ال

347

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

على النفس وتغذيتها بما قلنا من أن��واع الطاع��ات ذل��ك أن قلب��ك متعل��ق بتحص��يل غ��ذاء الجس��م

واالعتناء به فهو الذي نصب عينيك. ول��ذلك تش��ب وتش��يب وتم��وت وأنت جاه��ل بضروريات الدين اإلسالمي وربما م��ر علي��ك م��دة طويلة بدون أن تتفكر بنعم الل��ه وت��ذكره بلس��انك وتشكره على م�ا أوالك وك�ذلك اآلخ�رة ربم�ا أنه�ا

تمضي المدة ال تذكرها وال تستعد لها. وكم���ا أن لألب���دان أم���راض كث���يرة فللنفس أمراض أك��ثر وأعظم وأخط�ر وتل��ك األم��راض هي الس��يئات ال��تي من وقيه��ا رحم ق��ال الل��ه تع��الى:

âو��n��ك ه ��هn وذل ئات يومئذ فق��د رحمت ي ومن تق الس��nالعظيم nالفوزá :[.9 ]غافر

وك���ذلك من أم���راض النفس رذائ���ل األخالق والجهل بالشرع الحكيم ولهذه األمراض دواء ن��افع بإذن الله أن تتوب توبة نص��وحا إلى الل��ه وتتخل��ق بضد الفعل أو الخلق الذميم فه��ل ل��ك ش��وق إلى هذا الدواء الشافي بإذن الله كما أن��ك تش��تاق ب��ل تهرول وتسرع إلى طبيب األبدان ومعك م��ا مع��ك من المال إذا أحسست بم��رض في ب��دنك وإن لم تج��د في بالدك ذهبت تطلب الش��فاء ول��و في بالد

348

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الحري��ة والكف��ر محكم��ة الق��وانين أع��داء الل��هورسوله والمؤمنين.

أما بديع السموات واألرض فال أراك تلتجي ل��ه إال عند الشدائد وهذا والله ق��بيح ممن ي��دين ب��دين اإلسالم ويؤمن بالبعث والنش��ور، ف��التفت ي��ا أخي لنفسك وذكرها بنعم الله عليك لتتمكن محبته منها

واقبل عليها وعودها على اآلداب الشرعية.شعرا:

مهوها وجسكفراو نةميسالو

اوصلخ أ قومللههبفي ح اكذم بهوضعدا فزه

راوجأ ميعوا النركذواماهينوا دقلطف اؤؤل ليكحتري فجت

اروثنم اإللهوناجنوا يامقعمدأب فيتحضأال فيل

ارود بارهالن وامهوهجروا وتسىج الدارتسأب مظه ححبصأوا فدجو

وراوفم واملا عموا بلمعيالذا بوادجو وامهنا مد وجتدهشو

يرافزو تعمل سيا لدا بذإومهنينح اءم اللقوم يهاحرأف

رايثك اضيال في رلوا قبعتمهوببحم ةن جةامي القموي

اريرحو لىوا عربصواماهزجوا فماهولب الاط بكانمي زنفت

راورغو نيز الحرا الغهيا أيىتلى مإ زوحي توانا ك ترذاحو

راوجأ منت واغكانم زرادب

هاتاعس هلكدا في ماحا ويرايدقو

ولىلى الم إرعاضوهادن وريمالك ةمع فنتيضا رذإو

راورسو وأنتاكوا لي سميدصق مةايغ

349

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

اللهم اجعلنا من المتقين األبرار وأس��كنا معهم في دار القرار، اللهم وفقنا بحس��ن اإلقب��ال علي��ك واإلص���غاء إلي���ك ووفقن���ا للتع���اون في طاعت���ك والمبادرة إلى خدمتك وحسن اآلداب في معاملتك والتس��ليم ألم��رك والرض��ا بقض��ائك والص��بر على بالئك والشكر لنعمائك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم

الراحمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين.- "موعظة"22

عباد الله طلب الرزق الحالل فريضة على كل مسلم فالتمس الرزق أيها المسلم من حله وإياك وما نهاك الله عنه وحرمه فمتاع الدنيا قلي��ل، أيه��ا المسلم إن جمعك للمال من حل��ه عب��ادة إذا كنت تريد به إعف��اف نفس��ك، والقي��ام بم��ا أوجب��ه الل��ه عليك من الحقوق، واحذر من ترك العمل، وافع��ل األسباب التي بها يحصل الرزق ب��إذن الل��ه، واعلم أن من ترك العمل وغلب عليه الكسل ح��تى ص��ار كال على الخل��ق يع��ده أهل��ه ثقال وي��راه ص��احبه بغيضا، وال يلق��اه أح��د إال وك��ره لقي��اه ق��ال تع��الى

��ا على طلب ال��رزق الةânحاث يت الص�� ف��إذا قnض��

350

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ه ل الل وا في األرض وابتغ���nوا من فض��� nر áفانتش���nلهيهمâ[، وق��ال تع��الى: 10]الجمع��ة: رج��ال ال ت

ه [. 37 ]النور: áتجارة وال بيع عن ذكر الل والمؤمن المحترف الكس��وب ال��ذي يأك��ل من عم��ل ي��ده مك��رم محب��وب مح��ترم، عن��د أهل��ه، واألوالد، وكان نوح وداود عليهما الس��الم يحترف��ان

رعى الغنم، وموسى كان أج��يراالتجارة ومحمد عند صاحب مدين وكان إدريس خياط��ا، وم��ا أبع��د هذه األعمال الشريفة عن الكسل والبطالة وك��ان السلف -رضي الله عنهم- عماال مكتسبين، فكلهم م��ا بين غ��ني ش��ريف وفق��ير ش��ريف عفي��ف، ال تش��غلهم ال��دنيا عن اآلخ��رة وال يمنعهم ال��دين عن طلب الكس�ب، والقي��ام بالواجب��ات، وهم م�ع ه�ذا من أقوى الناس ت��وكال على الل��ه ورض��ا بم��ا ق��در

الله وقضاه. اللهم ي���ا من ال تض���ره المعص���ية وال تنفع���ه الطاع��ة أيقظن��ا من ن��وم الغفل��ة ونبهن��ا الغتن��ام أوق��ات المهل��ة ووفقن��ا لمص��الحنا واعص��منا من قبائحن��ا وال تؤاخ��ذنا بم��ا انط��وت علي��ه ض��مائرنا وأكنته سرائرنا من أن��واع القب��ائح والمع��ائب ال��تي تعلمها منا، وامنن علينا ي�ا موالن�ا بتوب�ة تمح�و به�ا عنا كل ذنب واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين

351

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.

- "موعظة"23

عباد الله للعلم الديني آثار جليل��ة كم ج��ل به��ا رجل حقير وكلما كان الرجل أعلم ب��العلم ال��ديني كان عند الل��ه وعن��د العقالء جلي��ل مض��ى الس��لف الص��الح ال��ذين يطيب المجلس ب��ذكرهم لق��درهم المنقطع النظير كأنوار رج��اال مثلن��ا ولكن ببرك��ات ما وهبهم موالهم من العلم الديني وآثاره الجليل��ة كانوا خير الن��اس بع��د النب��يين ك��انوا أغ��نى الع��الم ألنهم رضوا بقس��مة موالن��ا الحكيم الخب��ير وك��انوا أش��جع الن��اس ألنهم علم��وا أن األج��ل ال يطيل��ه الجبن ال��ذميم فكم من قتل��ة ق��رنت ب��الجبن كم��ا

قيل: مالذ بتنر قةلتقو

نبفي الج فيالع وصلخ ممكةكله مضوخ

وك��انوا في الحلم والعق��ل كالجب��ال الرواس��ي وكانوا محط رحال الجود والكرم ألنهم يعلمون أن البخيل بعي��د من الل��ه بعي��د من الن��اس وأن ال��ذي يرضى بالبخل ويحث عليه إبليس لعنه الله وك��انوا يس��تقبلون البالي��ا مهم��ا قس��ت بالص��بر الجمي��ل

352

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

لعلمهم أنه����ا تص����رف الحكيم الخب����ير وك����انوا يستقبلون النعم بالحمد والشكر لجزمهم أنه��ا لل��ه ومن الل���ه وأن���ه يزي���د الش���اكرين ويرض���ى عن الحامدين وكانوا أبعد الناس عن الش��ر وال يحب��ون أهله لعلمهم أن ذل��ك يغض��ب الل��ه وك��انوا يحب��ون الخ��ير إلخ��وانهم المس��لمين وك��انوا ال يض��مرون حسدا وال شرا ألحد من إخوانهم المؤمنين لعلمهم أن الله يحيط علما بما يسرون وما يعلنون وك��انوا إذا قالوا أو فعلوا يتح��رون م��ا يرض��ي الل��ه تع��الى فيما يقولونه ويفعلونه وك��انوا ال يش��هدون المنك��ر وال��زور ب��ل ينك��رون على من يحض��رون وك��انوا يحن��ون إلى مج��الس ال��ذكر ح��نين اإلل��ف فارق��ه اإللف وهكذا كانوا إذا أرادوا أن يتحركوا أو يسكنوا باستشارة العلم الديني يتحرك��ون ويس��كنون له��ذا كانوا لليوم موضع إعجاب الشرق والغ��رب ون��الوا فوق هذا رضى رب العالمين هك��ذا ك��انوا ببرك��ات ما وهبهم الله من العلم الديني أم��ا نحن فق��د كن��ا موضع إعجاب من ناحية أن ه��دفنا في التعليم ه��و الحطام الف��اني ال غ��ير، له��ذا ك��ان الواح��د من��ا إذا رسب يكاد ينتحر ويقول فات علي س��نة محص��ول رواتبها ال يق��ل عن خمس��ة آالف ول��و ك��ان قص��ده العلم بما جهله وتوجيه عباد الله عن��دما ينجح ك��ان

353

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عنده يتساوى السرعة والبطء ألجل أن يمه��ر في المعلومات لهذا القصد م��اتت الفض��ائل وان��تزعت بركة العلم وفقدت هيبة العالم عند كل أحد وصار ك��ل يف��تي وك��ل يرش��ح نفس��ه للفتي��ا ف��ورا ولكن الناس ال��ورعين ال يطمئن��ون إال إلى الن��وادر ممن يوثق بدينهم وأمانتهم ويتركون المرائين والمحبينللظهور والشهرة الذين ضاعوا وضيعوا عباد الله.

وختاما فلو أننا أحيينا طريق�ة س�لفنا في العلم المط��ابق للعم���ل ألص���بحنا وق���د أحيين��ا ع��زهم وش��رفهم ال��دفين رحم��ة الل��ه على تل��ك األرواح

العاملة بما علمت. ا فيهتبي غدقو

ودح لابرالت كب تما أنت لذإ

اهلهأ ووملالع ماع نبو ثاكارصقديرثو

يميه بتنأفمانإ واعبالط وني الععم دمه لنأك

ودجه ماوال ق العيكبتسهالينوا لامست اهيل عيحضتف

دور بارخفلل اا مهن منوديعيهموس رتفعت اى ذل عيسلف

دزي مرابتاالغ نيدل لةبرى غفكىري نا الذذه

اللهم يا مثبت القلوب ثبت محبت��ك في قلوبن��ا وقوه���ا ووفقن���ا لمحب���ة أوليائ���ك وبغض أع���دائك ويس��رنا لليس��رى وجنبن��ا العس��رى واجعلن��ا ه��داة مهت��دين وبكتاب��ك وبرس��لك مقت��دين واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم

354

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ال��راحمين وص���لى الل��ه على محم���د وعلى آل���هوصحبه أجمعين.

- "موعظة"24

عباد الله نحن في عصر بارك الل��ه في��ه برك��ة عمت المش��ارق والمغ��ارب وك��ل م��ا لألرض من أنحاء مما نعلمه وج��ه بقدرت��ه وإرادت��ه أفك��ار ب��ني آدم إلى م��ا أودع��ه في خلق��ه من أس��رار تف��وت اإلحصاء ويسر لهم الس��بيل فوص��لوا من ال��تراقي في االخ���تراع واالطالع إلى م���ا ي���دهش األفك���ار وتزداد به عقيدة المؤمن قوة ال يعتريه أدنى ش��ك

في ما أخبر الله به ورسوله. أص��بحت ال��دنيا كله��ا كأنه��ا بيت واح��د يكلم الناس بعضهم بعضا مع بع��د المس��افة ويس��افرون برا وبحرا فيقطعون بالمراكب البرية والبحرية في مدة يسيرة ما يحتاج إلى مدة طويلة فيم��ا مض��ى وتنق��ل تل��ك الم��راكب ال��تي خلقه��ا الل��ه لن��ا من األثقال بقوة وسرعة تقف أمامها األلباب ح��ائرات بل لو أرادوا مسابقة الط��ير في الس��ماء لس��بقوه

بالطائرات. فس��بحان من أرش��د عب��اده إلى ص��نع ه��ذه

nطnونâالمخترعات قال تعالى: nم من ب واللهn أخرجك

355

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

مع nمn الس��� يئا وجع���ل لك nم ال تعلم���nون ش��� nمه���اتك أون nرn nم تشك ك [.78 ]النحل: áواألبصار واألفئدة لعل

وانظ��ر إلى الكهرب��اء وفائدت��ه العظيم��ة في الليل والنهار فقد صار الليل بأنواره وكأنه نهار وما فيه من أسباب الراحة والمنافع العظيمة ال��تي لم تحص��ل لمن قبلن��ا أليس ه��ذا من أعظم ال��براهين واألدل��ة على ص��دق م��ا أخ��بر الل��ه ب��ه بقول��ه:

âهم حتى ��ا في اآلف��اق وفي أنفnس�� nريهم آياتن ن س��هn الحق ن لهnم أن [.53 ]فصلت: áيتبي

وعلى صدق ما أخبر به الصادق المصدوق من أن الزم��ان يتق��ارب وه��ا أنت ال تمش��ي ش��رقا وال��ا إال وأنت ت��رى وتس��مع من تل��ك األس��رار م��ا غرب تحار به األفكار فنحن اليوم نتقلب في كل أحوالن��ا في نعيم لم يظفر به عصر من األعصار حتى إن��ك ترى حيوان هذا العصر في راحة وإكرام لم تتمت��ع بها بنو العصور الماض��يات إن حق��ا علين��ا إزاء ك��ل هذا أن نكون أسبق األجيال في ميدان ش��كر الل��ه ليبرهن كل منا أن��ه يحس ويش��عر بم��ا اختص��ه ب��ه

مواله. اه�. ولكن يا لألسف لم يكن من��ا ش��كر ه��ذه النعم واستعمالها في طاعة الله ومراضيه ودليل ذلك ما

356

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ترى وتسمع من المعاصي والمنك��رات ال��تي تك��ادأن تبكي من فشوها وازديادها الجمادات.

فيا لل��ه للمس��لمين إنه��ا لتج��رح قلب الم��ؤمن الس��الم منه��ا جرح��ا يوش��ك أن يوص��له إلى الق��بر اللهم وف��ق والتن��ا إلزال��ة ه��ذه المنك��رات ولتأيي��د اإلس��الم والمس��لمين في جمي��ع الجه��ات ووفقهم للرفق في رعاياهم والنصح لهم وس��دد خطاي��اهم

ولله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه.- "موعظة"25

عباد الله إنما حرم الله عليكم الخمر، لما في��ه من األضرار واألخط��ار، وم��ا منعكم من ش��ربها إال لم���ا ينش���أ عن ذل���ك من المفاس���د والش���رور واألض��رار، فش��ارب الخم��ر ملع��ون على لس��ان

، وبائعه���ا، وش���اربها، وعاص���رهان���بيكم محم���د ومعتصرها، وس��اقيها، وحامله��ا، والمحمول��ة إليهن وم��دمن ش��ربها ال ي��دخل الجن��ة، ب��ل ي��دخل الن��ار ويسقى من طينة الخبال -ع��رق أه��ل الن��ار- وورد أن مدمن الخمر كعابد وثن فشارب الخمر مفس��د لدين��ه، ومفس��د لجس��مه، وص��حته، وج��ان على نفس���ه، وعلى أوالده، وأقارب���ه، وأهل���ه وجيران���ه ومفرط في ماله ومسرف في��ه وع��ابث بكرامت��ه،

357

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وساع إلى الشر والفس��اد بي��ده، ورجل��ه، ولس��انه، وص���ائل، خ���بيث، على األخالق واألدي���ان ش���ارب الخمر عضو مس��موم في جس��م مواطني��ه، إذا لم يبادروه بالعالج أو يقطعوه أصابهم ضرره، ش��ارب الخم���ر ي���زين الش���ر ويحس���نه، لبني���ه، وبنات���ه، وأص��دقائه وي��دعوهم بلس��ان حال��ه ومقال��ه، وأنتم تعلم��ون أن داعي الفس��اد مج��اب في ك��ل زم��ان ومك���ان وأنص���اره بال ع���د وال حس���بان، وإذا دبت الخم���ر في رأس ش���اربها فق���د ش���عوره، وزنى، والط، أو ليط به، وج��اء ب��أنواع الفحش، والفج�ور، وسب وشتم، وقذف، ولعن، وطل��ق وس��ب ال��دين والمس��لمين، ب��ل ربم��ا وق��ع على أم��ه، أو بنت��ه أو أخته أو على نساء جيرانه، أو على بهائم��ه، وربم��ا كفر بالله وارتد عن اإلسالم، وترك الصالة، وأفطر في رمض���ان، وس���ب الق���رآن، وبالجمل���ة أن من تع���اطى الخم���ر س���قط من ش���اهق مج���ده إلى مستوى الخنازير، والقردة يص��دق به��ذا من ع��اين شارب الخمر وقد استولى علي��ه الش��راب وغطى عقل��ه ف��ترى من يق��وده متعب، يج��ره كم��ا يج��ر��ا هادئ��ة إذا الدابة الحرون بل الداب��ة تمش��ي أحيان جرت ال تتعب القائد دائما، وأم��ا الس�كران فيمي��ل

358

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بقائده هكذا وهكذا، حتى يكلف��ه مت��اعب عظيم��ة، والدابة إذا رأت حفرة امتنعت عنها وتباعدت عنها، أما شارب الخمر فتك��ون الحف��رة أمام��ه ويس��قط فيه��ا، والداب��ة ربم��ا دافعت عن طعامه��ا وش��ارب الخم��ر تس��لب من��ه النق��ود، وال يحص��ل من��ه أدنى ممانعة، ومعنى هذا أن البهيمة أرجح وأحسن ح��اال منه، وقد قال الخب��ير ب��أحوال ش��راب الخم��ر، من أردا أن يعرف قدر السكير، فلينظ��ر إلى قهقهت��ه، وض��حكه، والخم��ار ي��والي الص��فعات على قف��اه، ولينظ��ر رقص��ه أم��ام ال��بزور، كأن��ه ق��رد يرقص��ه صاحبه، ليض��حك من ي��راه، ولينظ��ره وه��و يج��ري وراء أم��ه، أو بنت��ه، ليقض��ي منه��ا حاجت��ه ومن��اه، ولينظ��ره وامرأت��ه تكنس مالبس��ه، وتمس��حها من األوساخ، التي يقذفها على ثيابه، والقاذورات، هذا قدر شارب الخمر عندنا، أم��ا عن��د الل��ه ع��ز وج��ل فهو كعاب��د وثن ملع��ون، نس��أل الل��ه ج��ل وعال أن يعص���منا وإخوانن���ا المس���لمين منه���ا ومن س���ائر المعاصي وأن يلطف بنا ويوفقن��ا لم��ا يرض��يه عن��ا ويغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمت��ه إن��ه أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.شعرا:

359

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

واألعمارثب الللمأنوسلتخت

اآلثار وعمجني ونبنسردنت رمي أتهنا ي مدال ب

سكعنيو ا فيم فرك فبا اللذ

عمن ط مشيالع واام قاسا النذوا إكانواسل جةبيه

اءنبأ وكول المنيأنم ولوكالم مهنودى وشخت

سرالح وابالحج م فيهوفي سنموكرتع ملك نطبروا باصى وعرص

سوامطن واضراأل فيةكلهما بوحضأةكرع مطسو فيثثم جها فواتب

واسب حد قسمالر ثدم حههمعوثد جمهمضو هم بينرك ذاتمو

واسنى ورالو واانا ك مطم قهنأكاوقلا خمو وامهى بلي البديأ

سرتف يودالدو اكني عتنايو ع لوالله

تعنا صم نرا مكن مترصبأوسله البنود

ىجشرا تظن متنايعله لبولالق نس الحقنوفي ر

سمطن يفيا كهنم اتراظ نهجون أماهراظ نارح)فصل(

قال بعض العلم��اء ليس في الع��الم من��ذ ك��ان إلى أن يتن��اهى أح��د يستحس��ن الهم وال يري��د إال

طرحه عن نفسه. فلم��ا اس��تقر في نفس��ي ه��ذا العلم الرفي��ع وانكشف لي هذا السر العجيب وأن��ار الل��ه تع��الى

لفكري هذا الكنز العظيم. بحثت عن سبيل موص��لة -على الحقيق��ة- إلى طرد الهم الذي هو المطلوب النفيس ال��ذي اتف��ق

360

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

جميع أنواع اإلنسان الجاهل منهم والعالم والصالح والطالح على السعي ل��ه فلم أج��د إال التوج��ه إلى

الله عز وجل بالعمل لآلخرة. وإال فإنما طلب المال طالب��ه ليط��ردوا ب��ه هم

الفقر عن أنفسهم. وإنما طلب الص��يت من طلب��ه ليط��رد ب��ه عن

نفسه هم االستعالء عليها. وإنم��ا طلب العلم من طلب��ه ليط��رد ب��ه عن

نفسه هم الجهل. وإنما هش إلى سماع األخبار ومحادث��ة الن��اس من يطلب ذلك ليط��رد به��ا عن نفس��ه هم التوح��د

ومغيب أحوال العالم عنه. وإنما أك��ل من أك��ل وش��رب من ش��رب ونكح من نكح ولبس من لبس ولعب من لعب واكت�����نز من اكت���نز وركب من ركب ومش���ى من مش���ى

وتودع من تودع. ليط��ردوا عن أنفس��هم أض��داد ه��ذه األفع��ال

وسائر الهموم. وفي كل ما ذكرنا لمن ت��دبره هم��وم حادث��ة ال بد له��ا من ع��وارض تع��رض في خالله��ا وتع��ذر م��ا

يتعذر منها. وقال رحمه الله: وجدت العمل لآلخرة س��الما

361

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

من كل عيب خالصا من كل كدر موصال إلى ط��ردالهم على الحقيقة.

ووجدت العامل لآلخرة إن امتحن بمكروه فيتلك السبيل لم يهتم بل يسر.

إذ رجاؤه في عاقبة ما ينال ب��ه ع��ون على م��ايطلب وزائد في الغرض الذي إياه يقصد.

ووجدته إن عاقه عما هو بسبيله عائق لم يهتم إذ ليس مؤاخذا بذلك فه��و غ��ير م��ؤثر فيم��ا يطلب

ورأيته إن قصد باألذى سر. وإن نكبته نكبة سر وإن تعب فيم��ا س��لك في��ه سر فهو في سرور متصل أبدا وغيره بخالف ذل��ك

أبدا. وقال رحمه الله تع��الى: ول��و ت��دبر الع��الم في مرور ساعاته ماذا كف��اه العلم من ال��ذل بتس��ليط

الجهال. ومن الهم بمغيب الحق��ائق عن��ه ومن الغبط��ة

بما قد بان له وجهه من األمور الخفية عن غيره. لزاد حمدا وشكرا وذكرا لله عز وج��ل وغبط��ة

بما لديه من العلم ورغبة في المزيد منه. أجل العلوم ما قربك إلى خالقك جل وعال وما

أعانك على الوصول إلى رضاه.

362

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

العلوم الغامضة كالدواء القوي يصلح األجس��ادالقوية ويهلك األجساد الضعيفة.

وك��ذلك العل��وم الغامض��ة تزي��د العق��ل الق��وي ج��ودة وتص��فيه من ك��ل آف��ة وتهل��ك ذا العق��ل

الضعيف. العاق���ل في ال���دنيا متعب ومن جه���ة أخ���رى

مستريح. ووجه ذل��ك أن��ه متعب ومتك��در فيم��ا ي��رى من انتشار الباط��ل وغلب��ة دولت��ه وبم��ا يح��ال بين��ه من

إظهار الحق. وأما وج��ه راحت��ه فمن ك��ل م��ا يهتم ب��ه س��ائر

الناس من فضول الدنيا. إذا حققت أم��ر ال�دنيا لم تج��دها إال اآلن ال��ذي

هو فصل بين زمانين فقط. وأما ما مضى وما لم يأت فمع��دومان كم��ا لم

يكن.��ا خال��دا بم��دة هي فمن أض��ل ممن ي��بيت باقي

أقل من كر الطرف. من شغل نفس��ه ب��أدنى العل��وم وت��رك أعاله��ا وهو ق��ادر علي��ه ك��ان كغ��ارس األث��ل والس��در في األرض ال��تي يج��ود ويزك��وا فيه��ا النخي��ل وال��تين

والموز والعنب.

363

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

نشر العلم عند من ليس من أهله مفس��د لهم كإطعامك العس��ل والس��كر والتم��ر من ب��ه م��رض

السكر ومن به احتراق وحمى. وكتش��ميمك المس��ك والعن��بر لمن ب��ه ص��داع

الصفراء، أو به شقيقة وهو وجع نصف الرأس. من أراد اآلخرة وحكمة ال��دنيا وع��دل الس��يرة واالحتواء على محاسن األعم��ال واألخالق واآلداب كلها واستحقاق الفضائل بأسرها فليقت��دي بمحم��د

.وليستعمل أخالقه وسيره والل���ه أعلم وص���لى الل���ه على محم���د وآل���ه

وصحبه وسلم.

364

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

)فصل(

وقال رحمه الل��ه: منفع��ة العلم في اس��تعمال الفض��ائل عظيم��ة وه��و أن يعلم حس��ن الفض��ائل فيأتيها ويعلم قبح الرذائل فيجتنبها ويس��تمع الثن��اءالحسن فيرغب في مثله والثناء الردي فينفر منه. فعلى هذه المق��دمات وجب أن يك��ون للعم��لحصة في كل فضيلة وللجهل حصة في كل رذيلة. وقال: وقد رأيت من غم��ار العام��ة من يج��ري من االعتدال وحميد األخالق إلى ما ال يتقدمه في��ه

حكيم عالم رائض لنفسه ولكنه قليل جدا. ورأيت ممن طالع العلوم وعرف عهود األنبي��اء عليهم الص��الة والس��الم ووص��ايا الحكم��اء وه��و ال

يتقدمه في خبث السيرة. وفساد العالني��ة والس��يرة ش��رار الخل��ق وه��ذا كثير جدا فعلمت أنهما م��واهب وحرم��ان من الل��ه

تعالى. وقال: من جالس الن��اس لم يع��دم إثم��ا وهم��ا

يؤلم نفسه وغيظا ينضج كبده وذال ينكس همته. فما الظن بعد بمن خ��الطهم وداخلهم وان��دمج

معهم. وإنم��ا ين��دم ويح��زن ويتحس��ر على ذل��ك في

365

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

معاده. فالعز والسرور واألنس والراحة والسالمة في

اإلنفراد عنهم.ولكن اجعلهم كالنار تدفأ بها وال تخالطها.

وق���ال آخ���ر: من مض���ار مجالس���ة الن���اس��ا: ض��ياع ومخ��الطتهم االنهم��اك في الغيب��ة. ثاني

الوقت في اآلثام.��ا: ف��وات األعم��ال النافع��ة في اآلخ��رة أو ثالث األعمال الدنيوية ال��تي يع��ود نفعه��ا في اآلخ�رة وال س���بيل إلى الس���المة من ذل���ك إال ب���االنفراد عن

مجالستهم جملة. رير قوه واشعو

النذ جنيالع اس النبنن جملهمائون غ مملسي

وقال ال تحقرن شيئا من عمل غد ب��أن تخفف��ه وتعجل��ه الي��وم وإن ق��ل ف��إن من قلي��ل األعم��ال

يجتمع كثيرها. قفد تهن مرطالقف

انجلالخ ن منرقحال تاهارغ صورماأل

وربما أن األعم��ال إذا لم تخف��ف يعج��ز أمره��افيبطل الكل.

وال تحقر شيئا مما تثقل به ميزانك ي��وم البعثأن تعجله اآلن وإن قل.

فإنه يحط عنك كثيرا لو اجتمع لق��ذف ب��ك في

366

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

النار. اجته��د في أن تس��تعين في أم��ورك بمن يري��د

منها لنفسه مثل ما تريد منها لنفسك. أبلغ في ذمك من م��دحك بم��ا ليس في��ك ألن��ه

نبه على نقصك. وأبلغ في مدحك من ذمك بما ليس في��ك ألن��ه نبه على فضلك ولقد انتصر ل��ك من نفس��ك ب��ذلك

وباستهدافه إلى اإلنكار والالئمة.ولو علم الناقص نقصه لكان كامال إذا عدله.

من عيب حب الذكر أنه ربما يحب��ط األعم��الإذا أحب أن يذكر بها ألنه يعمل لغير الله عز وجل. وهو يطمس الفضائل ألن صاحبه ال يكاد يفعل

الخير حبا للخير لكن ليذكر به. من أفضل نعم الل�ه على العب��د أن يحبب إلي��ه العدل ويوفقه للعمل به ويحبب إليه الحق وإيث��اره

والعمل به. ومن قلة توفيق العب��د وخذالن��ه أن يطب��ع على

الجور واستسهاله وعلى الظلم واستخفافه. ومن كان كذلك فلي��يئس من أن يص��لح نفس��ه

أو يقوم طباعه أبدا إال أن يشأ الله. إذا حضرت مجلس علم فال يكون حض��ورك إال��ا لع��ثرة أو زل��ة حضور مستزيد علما وأجرا ال طالب

367

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

تشنعها أو غريبة تشيعها. ف��إن تتب��ع الع��ثرات وال��زالت أفع��ال األراذل والسفل الذين ال يفلحون في العلم ف��إذا حض��رتها

على طلب االسترشاد فقد حصلت خيرا. وإن لم تحض��رها على ني��ة ص��الحة فجلوس��ك في منزل��ك أحس��ن وأروح لب��دنك وأك��رم لخلق��ك

وأسلم لدينك. فإذا حضرتها فالتزم أحد ثالثة أوجه أحدها إم��ا أن تس��كت فتحص��ل على أج��ر الني��ة بالمش��اهدة وعلى الثناء عليك بقلة فض��ول الكالم وعلى ك��رم

المجالسة ومودة من تجالس. وإذا سألت فاسأل سؤال المتعلم عما ال تدري فإن السؤال عما تدري سخف وقلة عقل وال تخلو

من العجب. وفيه شغل عما ه��و أولى وفي��ه قط��ع لزمان��ك بما ال فائدة فيه ال لك وال لغيرك وربما ترتب علي��ه

مفسدة أو مفاسد.وإذا أردت أن تراجع فراجع مراجعة العالم.

ا وصفة ذلك أن تعارض جوابه بما ينقضه نقض�� بينا فإن لم يكن عندك إال تكرار قولك أو لمعارضة

بما ال يراه خصمك معارضة فأمسك.

368

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ألنك ال تحصل بتكرار ذل��ك على أج��ر زائ��د وال على تعليم ب��ل ربم��ا حص��لت على م��ا يس��ؤك من

الغيظ والعداوة. واحذر سؤال التعنت ومراجع��ة المك��ابر ال��ذي يطلب الغلب��ة بغ��ير علم فهم��ا خلق��ا س��وء دليالن على قل��ة ال��دين وض��عف العق��ل وق��وة الس��خف وك��ثرة الفض��ول. والل��ه أعلم وص��لى الل��ه على

محمد وآله وصحبه وسلم.)فصل(

صالح القلب بتقوى الله وطاعته والتوكل عليهوتوحيده وإخالص العمل لوجهه الكريم.

وفساد القلب بعدم التقوى والتوك��ل والطاع��ةوالتوحيد واإلخالص.

ومم��ا ي��ورث فس��اد القلب وانتكاس��ه وفس��اد األخالق مجالس���ة أم���وات القل���وب وأه���ل اآلراء الفاس���دة وأه���ل الب���دع كاألش���اعرة والمعتزل���ة

والرافضة والفسقة كأهل المالهي والمنكرات. عليك بمجالسة أهل الدين والصالح ف��إنهم هم الن��اس ألن أعق��ل خل��ق الل��ه من امتث��ل أم��ره

واجتنب نهيه.وأجهل خلق الله من عصى الله.

369

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

العلم��اء الع��املون المخلص��ون هم الس��الكونطريقة الرسل عليهم الصالة والسالم.

ال���ذين ال يطلب���ون من الن���اس أج���را على أعمالهم بل يريدون وجهه عز وجل قال الل��ه ج��ل

:وعال لنبي��ه âمnه ��دعnون رب ذين ي د ال nوال تط��ر nون وجه��هnري��دn ي ي [،52 ]األنع��ام: áبالغ��داة والعش��

nري��دânوقال جل وعال: nم لوج��ه الله ال ن nطعمnك م��ا ن إن nورا ك nم جزاء وال شn [.9 ]اإلنسان: áمنك

قلوب صافية طاهرة معرضة عن الخلق مقبلةعلى الخالق ذاكرة له ناسية للدنيا ذاكرة لآلخرة.

الجلوس مع الذين يطيعون الله نعمة من الل��ه على عب��ده والجل��وس م��ع المن��افقين والمك��ذبين نقم��ة على العب��د نع��وذ بالل��ه من مجالس��ة أه��ل الضالل والبدع واألخالق المنحرف��ة وأه��ل المالهي

والمنكرات. ف��الواجب هج��رانهم واالبتع��اد عنهم والتح��ذير

منهم.ا أق��ران الس��وء واقط��ع الم��ودة واهج��ر أيض��والصلة بينك وبينهم وواصلها بينك وبين الصالحين. قال بعض��هم ال تغ��تر بموض��ع ص��الح فال مك��ان أصلح من الجن��ة فلقي فيه��ا آدم م��ا لقي وال تغ��تر

370

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بك��ثرة العب��ادة ف��إن إبليس لعن��ه الل��ه بع��د ط��ولتعبده لقي ما لقي.

nلع��ام ك��ان يحس��ن وال تغتر بك��ثرة العلم ف��إن باالسم األعظم فانظر ماذا لقي.

وال تغتر برؤية الصالحين فال ش��خص أك��بر من ولم ينتف���ع بلقائ���ه أع���داؤه وبعضالمص���طفى

أقاربه. وقال إذا س��معت بح��ال الكف��ار وخل��ودهم في النار فال تأمن على نفسك فإن األم��ر على الخط�ر وال تدري ماذا يكون من العاقب��ة وم��اذا س��بق ل��ك

في حكم الغيب. وال تغتر بص��فاء األوق��ات ف��إن تحته��ا غ��وامض

اآلفات. والل���ه أعلم وص���لى الل���ه على محم���د وآل���ه

وصحبه وسلم.

371

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

)فصل(

كتب أب���و حام���د الع���زالي إلى أبي الفتح بن سالمة فقال: قرع سمعي بأنك تلتمس مني كالم��ا وجيزا في معرض النصح والوعظ وإني لست أرى

نفسي أهال له. فإن الوعظ زكاة نصابه االتعاظ فمن ال نصاب له كيف يخرج الزكاة وفاقد النور كيف يس��تنير ب��ه

غيره ومتى يستقيم الظل والعود أعوج. وق��د أوص��ى الل��ه ج��ل وعال عيس��ى بن م��ريم عليهم��ا الس��الم ي��ا ابن م��ريم ع��ظ نفس��ك ف��إن

اتعظت فعظ الناس وإال فاستحي مني. "تركت فيكم ناطقا وصامتا "وقال نبينا

فالناطق هو القرآن والصامت ه��و الم��وت وفيهم��ا كفاية لكل متعظ فمن لم يتع��ظ بهم��ا كي��ف يع��ظ

غيره. ولقد وعظت نفسي بهما وقبلت وصدقت قوال

وعلما وأبت وتمردت تحقيقا وفعال. فقلت لنفسي أما أنت مصدقة بأن القرآن ه��و

ال يأتي��هâالواع��ظ وأن��ه كالم الل��ه الم��نزل ال��ذي [.42 ]فصلت: áالباطلn من بين يديه وال من خلفه

372

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

منâفقالت بلى فقلت له��ا ق��د ق��ال الل��ه تع��الى: nوف إليهم أعم��الهnم nريدn الحياة الدنيا وزينتها ن كان يذين ليس لهnم nول���ئك ال ون أ nبخس��n فيها وهnم فيها ال ينعnوا فيه��ا وباط��ل ارn وحبط ما ص�� الن في اآلخرة إال

nون nوا يعمل [.16، : 15 ]هود: áما كان فقد وعد الله جل وعال بالنار على إرادة ال��دنيا وكل ما ال يصحب بعد الموت فهو من ال��دنيا فه��ل

تنزهت عن حب الدنيا وإرادتها.���ا نص���رانيا وع���دك ب���الموت أو ول���و أن طبيب ب��المرض على تن��اول أل��ذ الش��هوات لتحاميتيه��ا وأنفت منا وجنبتها أفكان النصراني عن��دك أص��دق

من الله جل وعال؟ فإن كان ك��ذلك فم��ا أكف��رك أم ك��ان الم��رض أشد عليك من النار؟ فإن كان كذلك فم��ا أجهل��ك، فصدقت ثم ما انتهت بل أص��رت على المي��ل إلى

العاجلة واستمرت. ثم أقبلت عليها فوعظته��ا بالواع��ظ فقلت له��ا

ذيâق��د ق��ال الل��ه ج��ل وعال: ق��nل إن الم��وت ال ��nردون إلى ع��الم nم ت nم ث هn مnالقيك ��هn فإن ون من تف��ر����nون nم تعمل nنت nم بم����ا ك nك ئ nنب هادة في áالغيب والش����

[.8]الجمعة: وقلت لها هبي أنك ملت إلى العاجلة أفلس��ت

373

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

مصدقة بأن الموت ال محالة يأتيك قاطعا عليك ما أنت متمسكة به وس��البا من��ك ك��ل م��ا أنت راغب��ة

فيه. وأن كل ما هو آت ق�ريب وق�د ق��ال الل�ه ج��ل

nم ج��اءهnم ماâجالله: نين ث عناهnم س�� أفرأيت إن متع��nون nمت nوا ي ��ان nوع��دnون م��ا أغنى عنهnم ما ك nوا ي ��ان áك

[.207]الشعراء: وق��ال مخ��برا عن نفس��ه عن��دما وعظه��ا ولم تجته��د في ال��تزود لآلخ��رة كاجتهاده��ا في ت��دبير العاجل��ة ولم تجته��د في رض��ا الل��ه كاجتهاده��ا في

طلب رضاها وطلب رضا الخلق. ولم تستحي من الله تع��الى كم��ا تس��تحي من واح��د من الخل��ق ولم تش��مر لالس��تعداد لآلخ��رة كتشميرها في الصيف ألجل الش��تاء، وفي الش��تاء ألجل الصيف فإنها ال تطمئن في أوائل الش��تاء م��ا لم تتف��رغ عن جمي��ع م��ا تحت��اج إلي��ه في��ه م��ع أن

الموت ربما يخطفها والشتاء ال يدركها. فقلت لها ألست تستعدين للصيف بقدر طوله وتصنعين له آل��ة الص��يف بق��در ص��برك على الح��ر

قالت نعم. ثم استمرت على سجيتها ولما رأيتها متمادي��ة

374

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

في الطغيان غير منتفعة بموعظة الموت والقرآن رأيت أهم األمور التف��تيش عن س��بب تماديه��ا م��ع اعترافه���ا وتص���ديقها ف���إن ذل���ك من العج���ائب

العظيمة. فط��ال تفتيش��ي عن��ه ح��تى وقفت على س��ببه وها أنا ذا موصي نفس��ي وإي��اك بالح��ذر من��ه فه��و ال��داء العظيم وه��و الس��بب ال��داعي إلى الغ��رور

واإلهمال. وهو اعتقاد ت��راخي الم��وت واس��تبعاد هجوم��ه على القرب فإنه لو أخبر ص��ادق في بي��اض نه��اره أنه يموت في ليلته أو يموت بع��د أس��بوع أو ش��هر

الستقام واستوى على الصراط المستقيم. فانكشف لي تحقيقا أن من أصبح وه��و يؤم��ل أنه يمسي أو أمسى وهو يؤمل أن يص��بح لم يخ��ل

من الفتور والتسويف. فأوصيك ونفسي بما أوصى به رس��ول الل��ه

« ولق��د أوتيص,,ل ص,,الة م,,ودعحيث ق��ال: » جوامع الكلم وفصل الخط��اب وال ينتف��ع بوع��ظ إال

به. ومن غلب على ظنه في ك��ل ص��الة أنه��ا آخ��ر صالته حضر مع��ه خوف��ه من الل��ه تع��الى وخش��يته

منه.

375

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بخالف من لم يخط��ر بخ��اطره قص��ر عم��ره وقرب أجله وغفل قلبه عن صالته وسئمت نفس��ه فال يزال في غفلة دائمة وفتور مس��تمر وتس��ويف متت���ابع إلى أن يدرك���ه الم���وت ويهلك���ه حس���رة

الفوت. فعلى اإلنسان العاقل أن يحذر مواق��ع الغ��رور ويحترز من خداع النفس فإن خداعها ال يقف عليه

إال األكياس وقليل ما هم. والوص��ايا وإن ك��انت كث��يرة والم��ذكورات وإن كانت كبيرة فوصية الل��ه أكمله��ا وأنفعه��ا وأجمعه��ا

يناâوق��د ق��ال الل��ه ج��ل وعال وتق��دس: ولق��د وص��قnوا الله nم أن ات اك nم وإي nوا الكتاب من قبلك nوت ذين أ ال

á :[. فما أسعد من قب��ل وص��ية الل��ه131 ]النساء وعمل بها وادخرها ليجدها يوم مردها ومنقلبها.

عصمنا الله وإي��اكم من الزل��ل ووفقن��ا لص��الح العمل وهدانا بفضله سبيل الرشاد وطريق السداد إنه جل شأنه نعم المولى ونعم النصير وصلى الله

على محمد وآله وصحبه أجمعين.)فصل(

وقال ابن القيم رحمه الل��ه: ال يتم الرغب��ة في

376

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اآلخرة إال بالزهد في الدنيا وال يس��تقيم الزه��د في ال��دنيا إال بع��د نظ��رين ص��حيحين: نظ��ر في ال��دنيا وس���رعة زواله���ا وفنائه���ا واض���محاللها ونقص���ها وخستها وألم المزاحمة عليها والحرص عليه��ا وم��ا

في ذلك من الغصص والنغص واألنكاد. وآخر ذلك الزوال واالنقطاع مع ما يعقب ذل��ك من الحسرة واألسف فطالبها ال ينفك من هم قبل حصولها وهم في حال الظفر بها وغم بع��د فواته��ا

فهذا أحد النظرين. النظ��ر الث��اني: النظ��ر في اآلخ��رة وإقباله��ا ومجيئها وال بد ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بين��ه وبين م��ا

��رâههنا فهي كما ق��ال الل��ه س��بحانه: واآلخ��رةn خي [. فهي خيرات كامل��ة دائم��ة،17 ]األعلى: áوأبقى

وهذه خياالت ناقصة، منقطعة مضمحلة. ف��إذا تم ل��ه ه��اذان النظ��ران آث��ر م��ا يقتض��ي العقل إيثاره وزهد فيما يقتض��ي الزه��د في��ه فك��ل أحد مطبوع على أن ال يترك النفع العاج��ل والل��ذة الحاضرة إلى النفع اآلجل واللذة الغائبة المنتظ��رة إال إذا تبين له فض��ل اآلج��ل على العاج��ل وق��ويت رغبته في األعلى األفضل فإذا آثر الفاني الناقص، كان ذل��ك إم��ا لع��دم ت��بين الفض��ل ل��ه وإم��ا لع��دم

377

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

رغبته في األفضل. وك��ل واح��د من األم��رين ي��دل على ض��عف اإليمان وضعف العقل والبصيرة ف��إن ال��راغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر له�ا إم�ا أن يص�دق أن ما هناك أشرف وأفض��ل وأبقى وإم��ا أن ال يص��دق فإن لم يصدق بذلك ولم يؤثره كان فاس��د العق��ل

سيء االختيار لنفسه. وهذا تقسيم حاضر ضروري ال ينفك العب��د من أحد القسمين منه فإيثار الدنيا على اآلخرة إما من فساد في األيمان وإما من فس��اد في العق��ل وم��ا أكثر ما يك��ون منهم��ا وله��ذا نب��ذها رس��ول الل��ه

وراء ظهره ه��و وأص��حابه، وص��رفوا عنه��ا قل��وبهم وأطرحوها ولم يألفوها وهجروها ولم يميل��وا إليه��ا وعدوها سجنا ال جن��ة فزه��دوا فيه��ا حقيق��ة الزه��د ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب ولوص��لوا منه��ا

إلى كل مرغوب. فق��د عرض��ت علي��ه مف��اتيح كنوزه��ا فرده��ا وفاض��ت على أص��حابه ف��أثروا به��ا ولم ي��بيعوا به��ا حظهم من اآلخرة بها وعلم�وا أنه�ا مع�بر ومم�ر ال دار مق��ام ومس��تقر وأنه��ا دار عب��ور ال دار س��رور وأنها سحابة صيف تنقشع عن قليل وخي��ال طي��ف

378

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ما استتم الزيارة حتى آذن بالرحيل. م,,ا لي ولل,,دنيا إنم,,ا أن,,ا: »ق��ال الن��بي

ك,,,راكب م,,,ال في ظ,,,ل ش,,,جرة ثم راح م,,ا ال,,دنيا في اآلخ,,رة إال« وق��ال: »وتركها

كما يدخل أحدكم إصبعه في اليم فلينظ,,ر«.بم ترجع

��اة ال��دنياâوقال خالقها سبحانه: ما مثلn الحي إن��اتn األرض ��ه نب ��ط ب ماء فاختل كماء أنزلناهn من السnى إذا أخ��ذت األرض اسn واألنع��امn حت ��nلn الن مما يأكون عليه��ا nم ق��ادرnه nه��ا أن نت وظن أهل ي فه��ا واز nخر nز م ��أن ل يدا ك نا ليال أو نه��ارا فجعلناه��ا حص�� nأتاها أمر ون nر ��ات لق��وم يتفك لn اآلي nفص�� ��ذلك ن تغن باألمس كاءn إلى الم ويه��دي من يش�� واللهn يدعnو إلى دار الس��

[.25 ]يونس: áصراط مستقيم فأخبر عن خسة ال��دنيا وزه��د فيه��ا وأخ��بر عن

رب لهnمâدار السالم ودعا إليها وقال تع��الى: واض��ماء فاختلط مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناهn من الس��ان ��احn وك ي وهn الر nاألرض فأصبح هشيما تذر nبه نبات n��ة ��nون زين ��درا الم��الn والبن يء مقت nل ش�� هn على ك اللك ��ر عن��د رب الحاتn خي ��اتn الص�� الحياة الدنيا والباقي

[.46 ]الكهف: áثوابا وخير أمال��اةn ال��دنيا لعبâوقال تعالى: م��ا الحي اعلم��nوا أن

379

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nر في األم��وال ��اث nم وتك ر بينك n��ة وتف��اخ وله��و وزينnم يهيجn ���nهn ث nفار نبات ���ل غيث أعجب الك واألوالد كمثnونn حnطاما وفي اآلخرة ع��ذاب nم يك فتراهn مnصفرا ث��اةn ال��دنيا شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحي

ور nرnالغ nإال متاعá :[.20 ]الحديداءâوقال: س�� هوات من الن اس حnب الش ن للن ي nز

ة والبنين والقناطير المnقنط��رة من ال��ذهب والفض��n��اع ��ك مت ومة واألنع��ام والح��رث ذل ��ل المnس�� والخيnم nك ئ الحياة الدنيا واللهn عندهn حnسنn الم��آب ق��nل أؤnنبات تج��ري هم جن قوا عند رب ذين ات nم لل بخير من ذلك من تحته���ا األنه���ارn خال���دين فيه���ا وأزواج مطهرة

]آل عمران:áورضوان من الله واللهn بصير بالعباد14 : ،15.]

وفرحnوا بالحياة الدنيا وما الحياةânوقال تعالى: متاع [. 26 ]الرعد: áالدنيا في اآلخرة إال

وقد توع��د س��بحانه أعظم الوعي��د لمن رض��ي بالحياة الدنيا واطمأن بها وغفل عن آياته ولم يرج

âلقاءه فق��ال: وا n��ا ورض�� ذين ال يرج��nون لقاءن إن ال��ا ذين هnم عن آياتن وا به��ا وال بالحي��اة ال��دنيا واطم��أنnون ب nوا يكس�� ��ان ارn بم��ا ك nول�ئك م��أواهnمn الن nون أ áغافل

[. 8]يونس:

380

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وعبر سبحانه من رض��ي بال��دنيا من المؤم��نينnمânفق�ال: nم إذا قي�ل لك �nوا م�ا لك ذين آمن ه�ا ال �ا أي ي

nم يت nم إلى األرض أرض�� اقلت وا في سبيل الل��ه اث nانفر بالحياة الدنيا من اآلخرة فما متاعn الحياة الدنيا في

قليل [.38 ]التوبة: áاآلخرة إال وعلى قدر رغب��ة العب��د في ال��دنيا ورض��اه به��ا يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب اآلخ��رة ويكفي

أف��رأيت إنâفي الزه��د في ال��دنيا قول��ه تع��الى: nوع��دnون م��ا nوا ي ��ان nم ج��اءهnم ما ك نين ث ��اهnم س�� عن مت

عnون nمت nوا ي [. 207 ]الشعراء: áأغنى عنهnم ما كانâوقول��ه: ��nوا إال م يلبث ��أن ل هnم ك nر n��وم يحش�� وي

ه��ار يتع��ارفnون بينهnم [.45 ]ي��ونس: áساعة من الن��nوا إالâوقوله: nوع��دnون لم يلبث هnم يوم يرون ما ي كأن

nهلكn إال القومn الفاسقnون هار بالغ فهل ي ساعة من نá :[. 35 ]األحقاف

انâوقول��ه تع��الى: اعة أي nونك عن الس�� أل يس��ما ك مnنتهاها إن مnرساها فيم أنت من ذكراها إلى رب��nوا هnم يوم يرونه��ا لم يلبث أنت مnنذرn من يخشاها كأن

ة أو ضnحاها [.46 ]النازعات: áإال عشيnقسمn المnجرم��nونâوقوله: اعةn ي ويوم تقnومn الس

اعة nوا غير س�� ق��الâ[. وقول��ه: 55 ]ال��روم: áما لبث

381

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nوا لبثنا يوم��ا أو nم في األرض عدد سنين قال كم لبثتو nم إال قليال ل بثت بعض يوم فاسأل العادين ق��ال إن ل

nم تعلمnون nنت nم ك ك [. 114 ]المؤمنون: áأنرânوقول����ه: nور ونحش���� nنفخn في الص���� ����وم ي ي

nم إال بثت nون بينهnم إن ل رقا يتخ��افت nجرمين يومئذ زnالم nهnم ���nون إذ يق���nولn أمثل را نحنn أعلمn بم���ا يقnول عش���

nم إال يوما بثت [. والل��ه أعلم104 ]طه: áطريقة إن لوصلى الله على محمد وآله وسلم.

ان ماثدجلى األ إفزتسارائع

اثدحا ألنقلخسارائي فالاللي اايناد الموع أفدرتو

سااروف وربقلا لنز مهجترااكسع لاوحا نم علجدا أغ

اسابح انى لخر ألما أذإهانن عنم حبص أنا إمبا ويطر

سااب ينصالغ ام لنصى الغرأ

هائم بوهث وتاج وراتا فنئ ما شربصنوساارود

ودلخلورا لص قيدشنةاهفس وا لن مات منمب

اسايك أتابصأ الينا إين الدتع ندقوناوسفن رم نلاال فثم أرصيقو

اسائق ىسر كبتر ضدقل

اعبت ووكلالم روى نلا عاهوهساام طيرةصالب

اهنى مرى ما نرناد غدقا وارجه ال إاددزا ن ماتهيهو

سااعقت انح الدنيا لض فدقو

ظااع والموت الله يا حي يا قيوم يا ب��ديع الس��موات واألرض نس��ألك أن توفقن��ا لم��ا في��ه ص��الح دينن��ا ودنيان��ا وأحسن عاقبتنا وأكرم مثوانا واغف��ر لن��ا ولوال��دينا

382

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

موعظة

عباد الله إن الناس في ه��ذه الحي��اة انقس��موا قس��مين قس��م جعل��وا غ��ايتهم األك��ل والش��رب والتمت��ع بمالذ ال��دنيا من مس��اكن ومالبس وقض��اء وطر وليس وراء ه��ذه الغاي��ة عن��دهم غاي��ة أخ�رى فهم يقضون أوقاتهم يصرمون أعم��ارهم ليتمتع��وا ما وسعهم التمتع فما بعد نظرهم الكليل الحس��ير

وقلوبهم الميتة إال العدم والفناء. وه��ؤالء هم جن��د الش��يطان ش��ر خل��ق الل��ه

nوليâوأش��قاهم ق��ال تع��الى: ��ذبين أ وذرني والمnك عم���ة ومهلهnم قليال [. وق����ال:11 ]المزم���ل: áالن

ânاألنع��ام nلn nون كما تأك nل عnون ويأك وا يتمت nذين كفر والهnم ����وى ل ارn مث [. فهم ص����اروا12 ]محم����د: áوالن

كاألنعام ال يختلفون عنها إال في الص��ورة والش��كل وإال في دخولهم النار ول��ذلك ق��ال الل�ه ج��ل وعال:

â ]الفرقان:áإن هnم إال كاألنعام بل هnم أضل سبيال44.]

تلك هي غاي��ة ه��ذا الص��نف أم��ا مرك��زهم بين الناس فهو مركز اإلفساد واإلضالل ومآلهم جميع��ا

383

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ذينâدخ��ول الن��ار، ق��ال تع��الى: ك تقلبn ال ن ال يغnرمn وبئس nم مأواهnم جهن وا في البالد متاع قليل ث nكفر

nالمه��ادá :[. وق��ال: 197 ]آل عم��رانâ ع��nوا ق��nل تمتار nم إلى الن [.30 ]إبراهيم: áفإن مصيرك

الصنف الثاني ال��ذين عرف��وا الحقيق��ة والغاي��ة التي خلقوا لها عرفوا أن الله خلقهم لعبادت��ه كم��ا

��nدnونâقال تعالى: وما خلقتn الجن واإلنس إال ليعبá :[. أيقن��وا بقول��ه تع��الى: 56 ]ال��ذارياتâه��ا ��ا أي ي

���دحا فمnالقي���ه ك ك ���ادح إلى رب ك ك انn إن áاإلنس���[. فغايتهم كما تقدم عبادة الله.6]االنشقاق:

ومنه��ا الجه��اد في س��بيل الل��ه وال��دعوة إلي��ه وعمارة األرض بفع��ل الخ��ير وهداي��ة الحي��ارى إلى الحق وقي��ادتهم في دروب الحي��اة ال��دنيا ووراءه��ا الغاي��ة العظمى والعلي��ا وهي ابتغ��اء مرض��اة الل��ه

وحده جل جالله.��nوا اركع��nواâقال الله تع��الى: ذين آمن ه��ا ال ��ا أي ي

nم ك ���ر لعل ���nوا الخي nم وافعل ك ���nدnوا رب جnدnوا واعب واس���nم ��اك nفلحnون وجاهدnوا في الله حق جهاده ه��nو اجتب تnم ة أبيك nم في ال��دين من ح��رج مل وم��ا جع��ل عليك��لn وفي ه��ذا nمn المnسلمين من قب إبراهيم هnو سماكهداء على nوا شn nون nم وتك سnولn شهيدا عليك nون الر ليك

384

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ه كاة واعتصمnوا بالل nوا الز اس فأقيمnوا الصالة وآت النnير ص�� nم فنعم الم��ولى ونعم الن ]الحج:áه��nو م��والك

78.]nمâوقال تع��الى: ك nل ��nوا ه��ل أد ذين آمن ه��ا ال ��ا أي ي

ه ��nون بالل nؤمن nم من ع��ذاب أليم ت nنجيك على تج��ارة تnم ���أموالك ه ب بيل الل nجاه���دnون في س��� وله وت nورس��� nم تعلم��nون يغف��ر nنت nم إن ك ك ��ر ل nم خي nم ذلك ك وأنفnس��ات تج���ري من تحته���ا nم جن ���nدخلك nم وي ���nوبك nم ذnن لكn��ك الف��وز ات عدن ذل بة في جن األنهارn ومساكن طي

nالعظيمá :[.12 ]الصف ه�ذه مهم�ة المس�لم وغايت��ه فيه�ا عب��ادة الل�ه وحده وجهاده في سبيله يجاهد نفسه حتى يحملها على طاع��ة الل��ه ويبع��دها عن المعص��ية جه��ده ويجاهد بقلمه ولسانه وماله وي��ده في س��بيل الل��ه

حتى تعلو كلمة الله ويستنير البشر بنور اإلسالم. وق��د اخت��ار الل��ه المس��لمين له��ذه المهم��ة الخطيرة مهمة داللة الن��اس وقي��ادتهم وإخ��راجهم من الظلمات إلى النور فال مجال للتخلي عن هذه المهمة الشريفة هذه طريقة الرسل عليهم أفضل

nمâالصالة والسالم ق��ال الل��ه تع��الى: ��ان لك لق��د كnسوة حسنة ه أ ول الل nفي رسá :[.21 ]األحزاب

" فك��ل واح��دبلغوا ع,,ني ول,و آية "وقال

385

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

من المسلمين عليه على قدر حاله وال يعذر وق��الâالله تعالى: ��nوا nون تك طا ل nمة وس�� nم أ ��اك وكذلك جعلن

nم شهيدا سnولn عليك nون الر اس ويك هداء على الن nشá [. 143]البقرة:

فال�ذي يق�ول إن�ه مس�لم علي�ه أن يبل�غ وي�دعو ويؤدي هذه الشهادة لهذا الدين شهادة تؤيد حق هذا الدين في البقاء ويؤيد الخير الذي يحمله هذا ال��دين

.للبشر وهو ال يؤيد هذه الشهادة تماما حتى يجعل من نفسه ومن خلقه ومن س��لوكه ومن حيات��ه ص��ورة لهذا الدين ص��ورة يراه��ا الن��اس ف��يرون فيه��ا مثال رفيع��ا يش��هد له��ذا ال��دين اإلس��المي باألحقي��ة في الوج��ود بالخيري��ة وباألفض��لية على س��ائر م��ا في

األرض. فالش���هادة في النفس أوال بمجاه���دتها ح���تى تكون ترجمة له ترجمة حية في شعورها وسلوكها حتى ص�ورة األيم�ان في ه�ذه النفس فيقول�وا م�ا

أطيب هذا اإليمان وما أحسنه وما أزكاه. وه��و يص��وغ أص��حابه على ه��ذا الش��كل من الخلق والكمال فتكون هذه شهادة لهذا الدين في النفس يت��أثر به��ا اآلخ��رون والش��هادة ل��ه ب��دعوة

386

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الن��اس إلي��ه وبي��ان فض��له ومحاس��نه ومزيت��ه بع��دتمثل هذا الفضل.

وهذه المزية في نفس الداعي��ة فم��ا يكفي أن يؤدي المؤمن الشهادة لإليمان في ذات نفس��ه إذا هو لم يدع إليها الناس وما يكون ق��د أدى ال��دعوة

كâوالتبليغ والبيان ق��ال تع��الى: بيل رب ادعn إلى س��تي هي ��ال نة وج��ادلهnم ب بالحكمة والموعظ��ة الحس��

بيليâ[. وقال: 125 ]النحل: áأحسن قnل ه���ذه س��بعني ���ا ومن ات يرة أن áأدع���nو إلى الل���ه على بص���

[.108]يوسف: ثم الش�هادة له��ذا ال�دين بمحاول�ة إق�راره في األرض منهجا للجماع��ة المؤمن��ة ومنهج��ا للبش��رية جميعا والمحاولة بكل ما يمل��ك الف��رد من وس��يلة

وبكل ما تملك الجماعة من وسيلة. فإقرار هذا المنهج في حياة البش��ر ه��و ك��برى األمان��ات بع��د اإليم��ان ال��ذاتي وال يعفى من ه��ذه األمان�ة األخ�يرة ف�رد وال جماع�ة ومن ثم فالجه�اد

ماض إلى يوم القيامة اه�. اللهم خفف عنا األوزار وارزقنا عيش��ة األب��رار واصرف عن��ا ش��ر األش��رار واعت��ق رقابن��ا ورق��اب آبائنا وأمهاتنا من النار يا عزيز يا غفار ي��ا ك��ريم ي��ا ستار ويا حليم يا جبار واغفر لنا ولوال��دينا ولجمي��ع

387

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

المس��لمين ي��ا أرحم ال��راحمين. وص��لى الل��ه علىمحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

شعرا: له ال أمل العحبصأفارال دو

اري دن متف عدقلار آثملالع ىم الحاكذا بمف

اري دارالدو مل العاري دنيرائا زي

وادفال ت اة حدن مرمشماري سنيالب

لرت ا عنهمو القحمهر بمتواس اك ذدعم بها لمف

ارد اصدرالو مو القدرو أدقىد رياضهم حيادح ا فيه لالزال يو

ارون أاسالن جرى سل عيفهل

تئفي طتا الينالد اءيل العبالا طذكهواربص

االجم رهيل عيفهلواربا صمالط اوابا ح ومامن األنيب

اوارال جو االجم رهيل عيفهل

والدا عمالط ونيا في عهنألارذق أموالق

ننا عيما يالوماهترهزا وينالد اللا في ظه لريط

اركو أشرالع ادسجأا بوهباحصومهوبلق نأم شهني بملعلل

اردقمو واع رنيم الذهتهمر حملعلل سيف نونصا يمك

ارج تالالم نم عهتاق طهوانصهسندا يم قيفو ت اللهنم مهل

اردقإو هيوا فنسحأومهنيفا ألرصت هم فيهف وريص قاعب

ارصقإ داع بجمالن كأوهرهكرد يسيل

اللهم ألهمن��ا القي��ام بحق��ك، وب��ارك لن��ا في الحالل من رزقك، وال تفضحنا بين خلق�ك، ي�ا خ�ير من دع��اه داع وأفض��ل من رج��اه راج ي��ا قاض��ي

388

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الحاجات ويا مجيب الدعوات هب لن��ا م��ا س��ألناه، وحقق رجاءن��ا فيم��ا تمنين��اه وأملن��اه ي��ا من يمل��ك حوائج الس��ائلين ويعلم م��ا في ض��مائر الص��امتين، أذقن���ا ب���رد عف���وك، وحالوة مغفرت���ك، ي���ا أرحم ال��راحمين وص��ل الل��ه على محم��د وآل��ه وص��حبه

أجمعين.- "موعظة"26

عباد الله كلنا يعلم أن الزنا من كب��ائر ال��ذنوب وأن فيه فسادا للزاني والزانية أما فساده للزاني��ة فهو واضح ألنها بذلك الجرم العظيم –ج��رم الزن��ا- تجد حالوة، فتفسد كل من اتص��ل به��ا، فيص��بحون في تعلقهم بالنس��اء ك��الكلب المس��عور ه��ذا من جه��ة ومن جه��ة أخ��رى تفس��د ف��راش زوجه��ا إن ك���انت ذات زوج وربم���ا أدخلت علي���ه أوالدا من الزناة ينفق عليهم ط��ول حيات��ه ويرث��ون من��ه بع��د وفاته، ويتفوضون حرم ال��زوج، وربم��ا تول��وا عق��د نك��اح لهن، أو ص��اروا مح��ارم لهن في حج أو نح��و ذلك نسأل الله العافي��ة ومن جه��ة فس��اد ال��زاني، فإنه بالزنا ينكلب، ويتولع في��ه، وك��ل أن��ثى يتع��دى عليها يحلو لها هذا السفاح فتفسد كاألولى كثيرين من الناس تنبهوا بعد أن ك��انوا غ��افلين فيفس��دون

389

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

من النس��اء كث��يرات وهك��ذا ف��الزاني لص يس��رق ثروة الناس في حياتهم وبع��د المم��ات بم��ا يدخل��ه عليهم من أوالد يعولونهم، وإن كانت الم��رأة ال��تي تعدى عليها غير متزوجة، فقد أفسد حياته��ا، بهت��ك عرض��ها، وص��رف أنظ��ار راغ��بي ال��زواج عنه��ا، فتعيش بع�د ج�رم الزن�ا عيش�ة ذل وه�وان ال زوج يحص��نها وال عائ��ل يعوله��ا ه��ذا مض��افا إلى س��وء السمعة وإلى الجناية على شرفها وأهلها فيقف��ون منه موقف االنتقام غالبا وربما قضوا عليه أو على ابنتهم وإن لم يقض��وا وثبت ذل��ك بطري��ق الش��رع فإما جل��د مائ��ة، وإم��ا رجم ي��ؤدي بالنفس��ين، ه��ذا عاقبة هذه الكبيرة عصمنا الل��ه وإي��اكم منه��ا ومن جميع المعاص��ي فعلى اإلنس��ان أن يفك��ر ويع��رف عواقب الجنايات على األعراض ليحذر ويحذر عنها أجنبية أو قريبة وال أدري كي��ف يق��دم ال��زاني على الزنا وهو يؤمن أن الله مطلع علي��ه ال تخفى علي��ه من��ه خافي��ة وأن ج��زاءه إن لم يتب توب��ة نص��وحا الهاوية نس��أل الل��ه الس��المة منه��ا وال أدري كي��ف ي��زني وه��و ال يش��ك أن��ه س��يجازى على فعل��ه في الدنيا قبل اآلخرة، ومن ك��ان الزن��ا من أعمال��ه فال يؤمن حتى على محارمه وال ي��رغب في مص��اهرته

390

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وال مجاورته وال مشاركته وال معاملته وال االجتم��اعâمعه في محل عمله قال الل��ه تع��الى: ��nوا وال تقرب بيال اء س�� ة وس�� ��ان فاحش�� هn ك نى إن ]اإلس��راء:áال��ز

32 .] إذا ظه,,,ر الزن,,,ا والرب,,,ا في»: وق���ال

«.قرية، فق,,د أحل,,وا بأنفس,,هم ع,,ذاب الله رواه الحاكم اللهم احمن��ا من الف��واحش م��ا ظه��ر منه���ا وم���ا بطن واغف���ر لن���ا ولوال���دينا وجمي���ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"27

عباد الله إن صفات الشر وخص��ال الس��وء م��ا وجدت في قوم إال كانوا أهال لغضب الله وس��خطه فاستحقوا الش�قاء وال�ذل في ال��دنيا واآلخ��رة وإن من أقبح الخص��ال وأش��نع الخالل الغيب��ة والنميم��ة وق��د انهم��ك الن��اس فيهم��ا وص��ارت مجالس��هم ال تعمر إال بهما يسمع المرء من أخيه الكلمة ليف��رج به��ا من كرب��ه ويخف��ف به��ا من آالم��ه فينقله��ا إلى صاحبها قصد اإليق��اع ب��ه والتفري��ق بين المؤم��نين ه��ذه ي��ا عب��اد الل��ه غاي��ة ال��دناءة، ومنتهى الخس��ة والنذال��ة والآلم��ة، أال ش��هامة تحم��ل النم��ام على

391

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

كتمانه سر أخيه أال مروءة تمنع��ه من أن ينم على أخيه المسلم، إن النمام ال يعرف للشهامة س��بيال، وال للم��روءة طريق��ا، إن من ينم على المس��لمين ليبدل الود جفا وبغضا والصفو ك��درا وحق��دا ويفتح أب��واب الش��رور والجناي��ات على مص��راعيها بين المؤمنين من أك�بر المص��ائب، وأش��د الرزاي��ا على هذا المجتمع اإلنساني، وكذلك الغيبة فإنه��ا ت��ذهب الحسنات، وأنت إذا قلت في أخي�ك كلم��ة يكرهه�ا فأنت له بها مغتاب وهو ال يكره كلمة إال إذا ك��انت��ا، ذل��ك العيب ال��ذي أنت تري��د أن متض��منة عيب تكش��فه للن��اس تري��د منهم أن يحق��روه وي��زدروه ويحترسوا من��ه أن يك��ون يوم��ا لهم من األص��حاب أنت تري�����د منهم أن�����ه أن خطب منهم منع�����وه لتحقيرك إياه عندهم تري��د من غيبت��ك ل��ه أن يبع��د منهم ويكون منطويا عنهم لم�ا لقنتهم مم��ا ذكرت��ه فيه ويكون في وحشية منهم وتريد من غيبتك أن��ه إذا احتاج ال يدلي عليهم بشيء يقضي في��ه حاجت��ه بل تريد منهم أن ال ي��ردوا علي��ه الس��الم إذا س��لم لما عن��دهم ل�ه مم��ا لقنتهم من االزدراء واالحتق�ار وإن كان صانعا فيسبب غيبتك له أن يجفوا ص��نعته فتق��ف، وإن ك��ان ت��اجرا فتري��د بعيبت��ك أن تخس��ر

392

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

تجارته إلعراضهم عنه، وتريد أنه إذا ك��ان ل��ه أوالد أو بنات يرغب في تزويجهم أن يأنف الن��اس منهم فيبورون، هذا والل��ه ش��يء ي��ؤلم النف��وس الزكي��ة ألنه��ا مض��ار عظيم��ة ج��دا ت��نزل بمن تغتاب��ه فعلى��ا وال العاقل أن ال يص��دق المغت��اب وأن ي��رده خائب

يظن بأخيه المسلم إال خيرا والله أعلم.شعرا:

ديدا شذا ه ياكيندواهاؤنع

اين في الدكاتيحاهاؤق بليلق ند عاتن جه بالني

اهاؤمو ريا غه فيريال خوىق التن مادز ري الخوغلا بهيلع

اهاؤ دروالش نينمؤملا لنهى إلبةيطم سودر الفنارا ممث

اهاؤن جابط وىق التعرز ينموينتج يفوا سهب اتم المن أةقى ثلع

اهاؤهتان اهى بقب نن ألمؤنانن أريغ اتاعن الط موحلي

اهاؤه بكيف انسنا اإلهي أنكف

بااغ رريفي الخ ميح الجار نن مكيبذياهاؤظل

ي الغليب سبانجويااصع مكروات

اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بعبادك الصالحين ال��ذين ال خ��وف عليهم وال هم يحزن��ون واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين. وص��لى الل��ه على محم��د وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.- "موعظة"28

393

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عباد الله نحن في زمن بلغ فيه الفس��اد مبلغ��ا ما كان يدور في خلد إنسان وه��ان على كث��ير من الناس اليوم أن يتق��دموا إلى المعاص��ي مطمئ��نين وخف عليهم جدا أن يرتكب��وا م��ا ح��رم الل��ه عليهم غير هيابين وسهل كل السهولة عليهم أن يقتحموا حتى موبقات األوزار غير خ��ائفين من الل��ه تع��الى

وال مبالين بنواهيه. ولعل زمنن��ا ه��ذا ينطب��ق علي��ه م��ا في ح��ديث

:أنس رض��ي الل��ه عن��ه ق��ال ق��ال رس��ول الل��ه يأتي على الناس زمان القابض على دينه»

« وم���ا في ح���ديث أبيكالق,,ابض على الجمر بدأ أنه ق���ال: »هريرة رضي الله عنه عن النبي

اإلس,,الم غريب,,ا وس,,يعود غريب,,ا كم,,ا ب,,دأ«. أخرجه مسلم.فطوبى للغرباء

وأخرجه اإلمام أحمد وابن ماجه من حديث بن مسعود بزيادة في آخره وهي –قيل يا رسول الله

«. النزاع من القبائلومن الغرباء قال: » وأخرجه أبو بكر اآلجري وعنده- قي��ل ومن هم

الذين يصلحون إذا فسديا رسول الله، قال: »«.الناس

الذين يف,,رونوخرجه غيره وعن��ده ق��ال: »

394

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

«.بدينهم من الفتن وخرجه الترمذي من حديث كثير بن عب��د الل��ه

إن: »الم���زني عن أبي���ه عن ج���ده عن الن���بي الدين بدأ غريب,,ا وس,,يرجع غريب,,ا فط,,وبى للغرباء ال,,ذين يص,,لحون م,,ا أفس,,د الن,,اس

«. وفي حديثه قيل ومن هم يا رس��ولمن سنتي ال,,ذين يص,,لحون حين فس,,ادالل���ه ق���ال: »

«.الناس أم��ا الح��ديث األول فه��و واض��ح ومنطب��ق ك��ل االنطب��اق على ه�ذا الزم��ان فيم��ا أرى والل��ه أعلم وذل��ك أن��ك ت��رى الش��ر والفس��اد في ك��ل مك��ان منتشرا والخ��ير ن��ادر الوج��ود ف��الفتن في ال��بيوت واألس���واق وال���دكاكين والس���يارات والقط���ارات والط��ائرات فتن ش��هوات نس��اء س��افرات وفتن شكوك وإلحاد وشبهات من أناس منحرفين وكتب ض��الل ومجالت تحم��ل في طيه��ا البالي��ا والش��رور وف��ديوات تعلم الفس��اد أبل��غ تعليم وتهيج علي��ه،ا وح��وادث األخ��رى ح��دث فتن يرق�ق بعض�ها بعض�� أعظم من األولى ومن أعظم م���ا ح���دث ك���ثرة الخ���دامين والخ���دامات والس���واقين والطب���اخين والمربين فإن ضررهم عظيم على الدين واألخالق وال��دنيا. فأنتب��ه ي��ا من زين ل��ه س��وء عمل��ه وأتى

395

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بالكف��ار أع��داء الل��ه ورس��وله والمؤم��نين وأمنهم على محارمه خدامين أو سواقين أو مربين أو نحو

ذلك عياذا بالله من ذلك. خارو وصبادونبلاكوثو

ةاع سنال عافا غيةنورقم ن معرس أتوالمف

لاط الهولزن لب لنفسك قمدقحاال صكتوم نيل ال يكبل قميمصو

لاذعل يع ال يكعم سامتحركذمل اد زاكين دن مكيفكي

لاحالر اين الدني مغبت

امن وإرثيالك ضارعا مهن عمصتولافالغك

زه يابت الكآيماائك دعمس دائو وفباهومو

لاضوفو ن مكيل عإلله لمكىر تمعن وهوا فف عهلأاسف

لائ السوثغ ن مكالن أد قمكهلو طحوانم

اللهم مكن حب��ك في قلوبن��ا وألهمن��ا ذك��رك وشكرك ووفقنا المتثال طاعتك وأمرك واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه على محم��د وآل��ه وص��حبه

أجمعين.- "موعظة"29

عباد الله من تكبر أذله ومن تواضع لل��ه رفع��ه الله والمتكبرون يحشرون ي��وم القيام��ة في ص��ور ال��ذر تط��ؤهم الن��اس له��وانهم على الل��ه تع��الى المتكبرون شرار الخلق وأهل الن��ار ك��ل جعظ��ري

396

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ج��واظ مس��تكبر، المتك��بر يش��مخ بأنف��ه إذا تكلم��ا عنق��ه، يق��ارب ويج��افي مرفقي��ه عن جنبي��ه. الوي خط��اه إذا مش��ى، متط��اوال على إخوان��ه، مترفع��ا على أقران��ه ينظ��ر الن��اس ش��زرا بم��ؤخر العين، متقدما عليهم إذا مشى، محتقرا للعامة، وال ف��رق عن���ده بينهم وبين الحم���ير اس���تجهاال من���ه لهم، فالمتكبر ال يحب للمؤمنين ما يحب لنفسه، ألنه ال يقدر على ذلك، وال يقدر على التواض��ع وه��و رأس أخالق المتقين، وال يق���در على ت���رك الحق���د، وال يق��در أن ي��دوم على الص��دق، وال يق��در على ت��رك الغض���ب، وال على كظم الغي���ظ، وال يس���لم من االزدراء بالناس واحتقارهم وال يسلم من اغتيابهم، وتنقصهم، ألن فيه من العظمة والع��زة والكبري��اء، ما يمنعه من ذلك فما من خل��ق ذميم إال وص��احب الك��بر والعظم��ة مض��طر إلي��ه، ليحف��ظ ب��ه ع��زه وعظمته، وما من خلق محمود إال وهو ع��اجز عن��ه خوفا من أن يفوته عزه وعظمته، ول��ذلك ورد في الح�ديث أن�ه ال ي��دخل الجن��ة من في قلب��ه مثق�ال ذرة من كبر، ومم��ا ج��اء في وص��ية لقم��ان البن��ه:

â اس وال تمش في األرض مرحا nصعر خدك للن وال ت�ال فخ��nور nل مnخت nحب ك ه ال ي [.18 ]لقم��ان: áإن الل

ومن تعاليم ربن��ا له��ذه األم��ة ونبيه��ا علي��ه الص��الة

397

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وال تمش في األرضâوالس���الم، بق���ول تع���الى: nغ الجبال طnوال ك لن تخرق األرض ولن تبل áمرحا إن

[. 37]اإلسراء: فيا أيها المتكبر الناظر في عطفيه، المتع��اظم في نفسه، إن شأنك حقير، وقدرك صغير ولس��ت بمحسوب في العير، وال في النفير، وم��ا ل��ك عن��د عاق��ل من حس��اب، وال تق��دير، ال قلي��ل وال كث��ير، فه��ون عليكن وارف��ق بنفس��ك، فإن��ك مغ��رور، ي��ا

nحبâمس��كين وت��دبر كالم رب الع��المين: هn ال ي إنونâ[. 23 ]النحل: áالمnستكبرين nذين يستكبر إن ال

م داخ��رين nون جهن ل nيدخ ��ادتي س�� ]غ��افر:áعن عب60 :]âم خالدين فيها فبئس لnوا أبواب جهن nقيل ادخ

رين ��وى المnتكب [. وذم الك��بر في72 ]الزم��ر: áمث القرآن كثير، والمتكبر عدو لله ولنفس��ه، وللن��اس، يقصر في ال��واجب وي��دعي م��ا ليس ل��ه ويتش��دق في الكالم، ويت��ألق في اللب��اس، وإن��ه لثقي��ل في حركات����ه، وس����كناته، بغيض في أم����ره ونهي����ه، ومجالسته، ومؤاكلته ومشاربته، والويل كل الوي��ل لمن صاهره أو شاركه أو ربطته ب��ه ص��لة، ألن داء الكبر يعدي ويسري فتبع��د الس��المة من المق��ترب منه. ومن آثار الكبر تصعير الخ��د، والنظ��ر ش��زرا،

398

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وإطراق رأس��ه، وجلوس��ه متربع��ا أو متكئا ويظه��را في أق��وال المتك��بر ح��تى في ص��وته الك��بر أيض�� ونغمته وصيغة كالمه في اإليراد وقيل إلحمق تكبر وقام ساخطا على أستاذه لماذا قمت فقال دخلت ولم يحترمني وجلست فلم يكرم��ني ولم ي��در من أنا واستش��هد بق��ول من جنب��ه، ق��ال ليس��ت ه��ذه مشية من في بطنه خراء، وكي��ف يتك��بر من أول��ه نطف��ة م��ذرة، وآخ��ره جيف��ة ق��ذرة وه��و م��ع ذل��ك يحمل البول والع��ذرة، ه��ذا أك��بر بره��ان على أن��ه��ا دنس جاه��ل مجه��ول نك��رة ممتلئا ك��برا وإعجاب بنفسه وسمعة، ورياء، ولؤما وشؤما وش��رها فه��و أش��به ش��يء بال��دخان يمأل الفض��اء ويت��ك ص��دور الناس وأص��له من القمام��ات واألوس��اخ المبع��ثرة نسأل الله أن يقلل ه��ذا الن��وع المنح��ط وأن يك��ثر ضده من أهل التواض��ع واللين والعط��ف والحن��ان.

ذين الâقال الله تعالى: nها لل تلك الدارn اآلخرةn نجعلn���ة ادا والعاقب ���nوا في األرض وال فس��� nري���دnون عnل ي

قين [. 83 ]القصص: áللمnت اللهم انظمنا في س��لك عب��ادك األخي��ار ونجن��ا برحمتك من عذاب النار وأسكنا الجنة مع أوليائ��ك األبرار واغفر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين ي��ا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آل��ه

399

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وصحبه أجمعين.)فصل(

وللك��بر آث��ار تظه��ر على الج��وارح كله��ا ت��دور حول ذلك النظر، فترى المتكبر إن سمح بممش��اها ج��دا أن مع الن��اس يك��ون متق��دما عليهم، حريص�� يكونوا كلهم خلفه، وت��راه إن جلس معهم ورض��ي أن يكون���وا جلس���اءه، محتفظ���ا بص���در المجلس مستقال به ويس��ره أن يص��غوا إلى كالم��ه، ويؤلم��ه كالم غ��يره وتج��ده ينتظ��ر من الن��اس أن يتلق��وا

كالمه بالقبول والتصديق.الشاعر:

النى أد الهتيأرىدلى اله إليمأ

رد إان كولو ىد الهاللذتب

ا أث��ر الك��بر في مش��يه وتبخ��تره ويظه��ر أيض�� وقيامه وجلوس��ه وحركات��ه وس��كناته وفي تعاطي��ه ألفعال��ه، وفي س��ائر تقلبات��ه في أحوال��ه وأقوال��ه

وأعماله. وفي كتاب الخم��ول والتواض��ع البن أبي ال��دنيا عن أبي بكر الهذلي قال: بينم��ا نحن م��ع الحس��ن، إذ مر عليه ابن األهتم يريد المنصور وعلي��ه جب��اب خز، قد نضد بعضها فوق بعض على ساقه، وانفرج

400

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عنه��ا قب��اؤه وه��و يمش��ي ويتبخ��تر، إذ نظ��ر إلي��ه الحسن نظرة فق��ال: أف أف، ش��امخ بأنف��ه ث��اني عطفه، مصعر خده، ينظ��ر في عطفي��ه أي حمي��ق ينظ���ر في عطفي���ه في نعم غ���ير مش���كورة وال مذكورة، غير المأخوذ بأمر الل�ه فيه�ا، وال الم�ؤدي ح��ق الل��ه منه��ا والل��ه أن يمش��ي أح��دهم طبيعت��ه يتلجلج تلجلج المجن��ون في ك��ل عض��و من��ه نعم��ة وللش��يطان به��ا لعن��ة، فس��معه ابن األهتم، فرج��ع يعتذر إليه، فقال ال تعت��ذر إلي وتب إلى رب��ك، أم��ا

وال تمش في األرضâس��معت ق��ول الل��ه تع��الى: nغ الجبال طnوال ك لن تخرق األرض ولن تبل áمرحا إن

[.37]اإلسراء: اللهم امنن علينا بإصالح عيوبنا واجعل التق��وى زادنا وفي دينك اجتهادن�ا وعلي��ك توكلن�ا واعتمادن�ا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه

على محمد على آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"30

عب��اد الل��ه لق��د ك��انت القل��وب موض��ع العناي��ة التامة عند السلف الصالح ألنهم يعلمون أنه��ا كم��ا

«إذا صلحت ص,,لح الجس,,د كله: »قال النبي

401

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وذل��ك ألنه��ا مب��دأ الحرك��ات البدني��ة، واإلرادات النفسانية، فإن صدرت من القل��وب إرادة ص��الحة تحرك البدن حركة طاعة، وإن صدرت عنه��ا إرادة فاسدة تح��رك الب��دن حرك��ة فاس��دة، فه��و كمل��ك واألعض��اء كالرعي��ة، وال ش��ك أن الرعي��ة تص��لح بصالح الملك وتفسد بفساده، وكان واجبا علينا أن نكون كما كان س��لفنا في العناي��ة بهاتي��ك القل��وب ألن بها سعادتنا ب��إذن الل��ه وبه��ا ش��قاؤنا، ولكن ي��ا لألسف ما كان من ذلك شيء والذي كان من��ا أنن��ا أهملنا قلوبنا إهماال تتجرح له القلوب، وت��ذوب ل��ه األكب��اد ول��ذلك نش��أ فين��ا نتيج��ة اإلهم��ال ك��ثرة األمراض في القلوب وتش��عبت وأعض��لت وص��عب شفاؤها، وانعدم أطباؤها ومن وصل إلى هذا الح��د

فهو في خطر عظيم. فمن األمراض ال��تي أزمنت في قلوبن��ا م��رض الري��اء ال��ذي ال يك��اد يس��لم من��ه إال الن��وادر، ومن األم��راض ال��تي أص��بنا به��ا م��رض العجب، وله��ذا يعتقد الصغير منا والكبير الكم��ال في نفس��ه ومن اعتقد ذلك في نفسه هوى ألنه ال يلتفت إلى ما به كمال الرجال، ومرض ينتج مرضا آخ��ر ه��و م��رض الكبر وصف األنذال واألرذال والجهال، والمتكبر ال

402

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ينظر إلي��ه بعين الرض��ا، والك��بر ينش��أ عن��ه م��رض الحسد والحسود يتمنى زوال نعمة الله عن خلقه، والحسد يولد الحقد الذي ربما حمل ص��احبه على قت��ل من ال ذنب ل��ه إال م��ا أواله الل��ه من النعم، وليس هذا كل ما في قلوبنا من األمراض بل فيه��ا مرض البخل والشح الذي وصل بنا إلى منع الزكاة أو بعضها، وغير ذلك كثير وكلها أم��راض مهلك��ات، ونحن ال نهتم بقلوبن���ا وال بأمراض���ها وإنم���ا نهتم ب����أمراض أجس����امنا، ونب����ادر في عالجه����ا إلى المستشفيات، وأمراضها يس��يرة بس��يطة بالنس��بة إلى أمراض القلوب، ونهتم أيضا بجم��ال ظواهرن��ا فنب��الغ في تحس��ين مالبس��نا ومراكبن��ا ومس��اكننا ومجالسنا وأبداننا، انظر إلينا عند الذهاب إلى مقر العمل لتتعجب من تغفيلن��ا وانخ��داعنا، ول��و ك��انت عنايتنا بالقلوب كعنايتنا بالمالبس فقط ما كنا بهذه

الحاالت المحزنات. اللهم يا جامع الن��اس لي��وم ال ريب في��ه اجم��ع بينن���ا وبين الص���دق والني���ة الص���الحة واإلخالص والخش���وع والمراقب���ة واليقين والعلم والمعرف���ة والفصاحة والبيان والفهم في القرآن وخصنا من��ك بالمحب���ة واالص���طفائية ووفقن���ا للعم���ل الص���الح الرش��يد وال��رزق اله��نيء ال��ذي ال حج��اب ب��ه في

403

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ال��دنيا وال حس��اب وال س��ؤال وال عق��اب علي��ه في ال���دنيا واآلخ���رة واغف���ر لن���ا ولوال���دينا ولجمي���ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اللهم انفعن��ا بم��ا علمتن��ا، وعلمن��ا م��ا ينفعن��ا، ووفقنا للعمل بما فهمتن��ا، اللهم إن كن��ا مقص��رين في حف��ظ حق��ك، والوف��اء بعه��دك، ف��أنت تعلم صدقنا في رجاء رف��دك، وخ��الص ودك، اللهم أنت أعلم بنا منا، فبكمال جودك تجاوز عنا، واغف��ر لن��ا ولوال����دينا ولجمي����ع المس����لمين، األحي����اء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- )موعظة(31

عب��اد الل��ه بم��ا أن الل��ه ج��ل وعال من عليكم باإلسالم فيجب عليكم أن تحبوه، فإنه ال��ذي بي��ده

الذي ل��والخير الدنيا واآلخرة، وأن تحبوا رسوله الل���ه ثم ل���واله لكنتم من حطب جهنم تلتهب بكم أب��د اآلب��دين، وأن تحب��وا أحب��اب الل��ه، وأحباب��ه هم الذين لزموا طاعة م��والهم وتباع��دوا عن معص��يته كما يتباعد اإلنسان عما يقتله من سم ونح��وه ب��ل

404

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

السم أهون وأخف من كثير من المعاصي كي��ف ال والمعاصي ال تس��لم فاعله��ا إال إلى الع��ذاب األليم إن لم يتج��اوز عن��ه م��واله، مض��ى في ص��در ه��ذه

��هânاألم��ة أن��اس ق��ال الل��ه فيهم: ون nحب هnم وي nحب áي [. وهم ال��ذين ك��انوا ب��أرواحهم في54]المائ��دة:

سبيل الل��ه يج��ودون، وك��انوا ي��رون الس��عادة ك��ل السعادة في ذلك الج��ود وإذا لم يس��تطيعوا ك��انوا لذلك يحزنون وكان هؤالء الناس يحب��ون رس��ولهم فوق محبتهم ألموالهم وأنفسهم وكان حب أحدهم ألخيه أعظم من حبه آلثاثه وماله يحب له ما يحب لنفسه ولذلك كانوا في كل المن��افع ال يعرف��ون إال

ونâخلق اإليثار، كما حكى الله عنهم بقوله: nؤثرn وي [.9 ]الحشر: áعلى أنفnسهم ولو كان بهم خصاصة

سل الت��اريخ عنهم يخ��بر عنهم أخب��ارا م��ا س��معت قط بمثلها يخبرك أنهم كانوا س��ادة ال��دنيا يع��ترف بذلك العدو قبل الص��ديق اع��تراف إق��رار وإذع��ان يخبرك أنهم كانوا إذا اتجهوا لغزو جهة ينهزم أهلها وبينهم وبينهم مس��افة عظيم��ة وكي��ف ال يع��زهم ربهم وقلوبهم كانت وقفا على حب��ه وحب رس��وله

وحب كل ما يرضيه من مبار، هؤالء ك��انوا عبي��د الله عبودية ما رأت الدنيا عبودية مثله��ا في س��ائر العبي��د ع��دا الرس��ل الك��رام ل��ذلك ك��انوا يحن��ون

405

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

لطاعته حنينا ال ينقضي عجبه وه�و مخلص وش�ديد ك��انوا ال يش��بعون من العب��ادة بالنه��ار فيس��تقبلون الليل بعزائمهم بعثتها همم عالية، ال تك��ل وال تم��ل من العب��ادة، ب��ل هي في العب��ادة كالس��مك في البحر، والليل على ذلك شهيد ومن الذي يق��وم إن الحبيب يشبع من خدمة حبيبه وسيده ومواله الذي بيده الخير كله خير الدنيا واآلخرة هؤالء ال��ذين هم خيرة الله من خلقه هم سلفنا الص��الح، فينبغي أن نقفوا آثارهم، ونكون على مثل ما ك��انوا علي��ه من

المحبة الفائقة والطاعة الفريدة لموالنا. اللهم ي��ا عظيم العف��و ي��ا واس��ع المغف��رة ي��ا ق��ريب الرحم��ة ي��ا ذا الجالل واإلك��رام فرغن��ا لم��ا خلقتنا له، وال تشغلنا بما تكفلت لن��ا ب��ه، وهب لن��ا العافي��ة في ال��دنيا واآلخ��رة، واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين

وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.- موعظة32

عباد الله فتشوا قل�وبكم بت�أن وائت�اد، وابحث�وا عما تغلغل فيها من األضغان واألحقاد، فإذا وجدتم شيئا من ذلك فاجتهدوا واعملوا على سرعة إزالته

406

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ومحوه بج��د واجته��اد وأعرض��وا بكليتكم عن وحي الش��يطان ووساوس��ه، واس��تعيذوا بالل��ه الق��وي الق��دير من همزات��ه وهواجس��ه، فإن��ه ال يري��د إال إيقاعكم في البالء، وتعريضكم لسخط الله ومقت��ه الش���ديد، م���اذا يض���ركم إن تن���ازلتم عن بعض حق��وقكم، وتج��اوزتم وص��فحتم عمن أس��اء إليكم من إخ���وانكم، وقص���دتم وج���ه الل���ه وثواب���ه في صفحكم وتنازلكم، وبذلك تكونون قد أرضيتم الل��ه رب الع��المين، وأبع��دتم ش��بح الش��ر عنكم. وعن إخوانكم المسلمين وكنتم أصحاب الفضل والمنة، يشكر الله والناس لكم هذا الخلق الطيب الحميد، أال فاحرص���وا عب���اد الل���ه على الفض���ل العظيم، وأقبل��وا س��راعا إلي��ه، واكظم��وا غيظكم، واب��ذلوا جهدكم في التغلب علي��ه، واعلم��وا أن الج��زاء من جنس العمل، فالل��ه يغف��ر من ذن��وب الع�افين عن الناس، ويمجد الكاظمين الغيظ، ويتوالهم بالفضل والكرامة، ويزوجهم من حور الجن��ان م��ا يش��اءون يوم القيام��ة، وي��دعوهم ي��وم القيام��ة على رءوس الخالئق إلى تلك الكرام��ة، ليعلم فض��لهم، ويش��هد مج��دهم الق��ريب والبعي��د. ف��إذا م��ا علمتم ه��ذا فق��ارنوا بين��ه وبين م��ا يعام��ل الل��ه ب��ه المش��احن الحق��ود الحس��ود، ال��ذي أج��اب داعي الش��يطان،

407

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وأعرض عن نصيحة ربه الذي خلقه ورزقه، ويس��ر له أم��وره، وأص��ر على م��ا ه��و علي��ه من التق��اطع والش��حناء والص��دود، وس��ترون أن��ه بعن��اده وإبائ��ه واستكباره قد خسر ال��دنيا واآلخ��رة ع��رض نفس��ه في ال��دنيا لنقم الل��ه المتعاقب��ة، وأبقى له��ا بع��د الم��وت جهنم يلقى فيه��ا الع��ذاب األليم، وق��د ورد

nع��رضعن النبي : أن المته��اجرين المتش��احنين ي الل��ه عنهم��ا، وإذا أف��اض على خلق��ه رحمت��ه ك��ان الحرمان نصيبهما، وال يزاالن هكذا. ح��تى ي��زيال م��ا بينهما من الخصام، ويع��ودا إلى م��ا كان��ا علي��ه من قب�ل من الص�فاء والوئ�ام، والل�ه س�بحانه وتع�الى عف��و غف��ور: تفهم��وا ي��ا إخ��واني جي��دا، واقرع��وا قل���وبكم بم���ا س���معتم من الزواج���ر والعظ���ات، واعلموا أن أقرب المتص��افيين إلى الل��ه أس��بقهما إلى الصفح، وتناسي ما فات، وأعظمهما أجرا من ب��دأ بالس��عي إلى إزال��ة األض��غان واألحق��اد، ف��إن استجاب خصمه للصلح، ولم يت��أخر، فبه��ا ونعمت، واس���تحق نص���يبه من األج���ر والث���واب، وإن أبى وامتنع فقد احتمل اإلثم والعقاب فاتقوا الل��ه عب��اد الله، واعملوا به��ذه النص��يحة، وس��ارعوا باالعت��ذار إلى ربكم، واستجيبوا إلى داعي اله��دى والرش��اد،

408

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وأصلحوا ذات بينكم، وهلموا س��راعا إلى مص��افاة من خاصمتم من إخوانكم، وبذلك تصونون بي��وتكم من الخ��راب، وتحفظ��ون أم��والكم من التالش��ي والذهاب، وترجون رض��ا ربكم وعف��وه ي��وم البعث

��nون إال من أتىâوالحساب، يوم ال ينفعn م��ال وال بن بقلب سليم ه إن في ذلكâ[ ، 89 ]الشعراء: áالل

مع وه��nو ��ان ل��هn قلب أو ألقى الس�� ل��ذكرى لمن ك[. 37 ]ق: áشهيد

روى أبو داود عن أبي هريرة رض��ي الل��ه عن��ه ال يح,,ل لم,,ؤمن أن ق��ال: »أن رس��ول الل��ه

يهجر مؤمنا فوق ثالث، فإن مرت ب,,ه ثالث فليلقه فليسلم عليه، فإن رد عليه السالم فقد اشتركا في األج,,ر، وإن لم ي,,رد علي,,ه

«. فقد باء باإلثم وخرج المسلم من الهجر وروى الطبراني عن جابر رض��ي الل��ه عن��ه أن

تع,,رض األعم,,ال ي,,وم ق��ال: »رس��ول الل��ه االث,,نين والخميس، فمن مس,,تغفر فيغف,,ر ل,,ه، ومن ت,,ائب فيت,,اب علي,,ه، وي,,رد أه,,ل

«. الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا من كظم غيظ,,ا أن��ه ق��ال: »وورد عن��ه

وهو قادر أن ينفذه دعاه الله يوم القيام,,ة على رءوس الخالئ,,,ق، ح,,,تى يخ,,,يره من

409

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

«. والله أعلم وص��لى الل��هالحور العين ما شاءعلى محمد وآله وصحبه وسلم.

- "موعظة"33

عباد الله إن شأن الصالة عظيم جدا في دينن��ا معش����ر المس����لمين وفي ك����ل دين وأس����رارها العظيم��ة وبركاته��ا العميم��ة وفوائ��دها الكث��يرة ال تخفى على كث��ير من المؤم��نين وليس��ت الص��الة مج��رد أق��وال يلوكه��ا اللس��ان وحرك��ات تؤديه��ا الجوارح بال تدبر من عقل وال تفهم وال خشوع من قلب ليست تلك التي ينقرها ص��احبها نق��ر الديك��ة ويخطفها خط�ف الغ�راب ويم�ر به�ا م�ر الس�حاب ك��أن وراءه ط��الب ح��ثيث ويلتفت فيه��ا التف��ات

الثعلب يمينا وشماال وفوقا وتحتا. كال فالصالة المقامة تماما هي التي تأخذ حقها من التأم����ل والخش����ية والخض����وع والس����كون

واستحضار عظمة المعبود جل جالله. وذلك أن القصد من الص��الة وس��ائر العب��ادات هو تذكير اإلنسان بربه األعلى الذي خل��ق فس��وى

والذي قدر فهدى. والصالة صلة بين العبد وربه تق��وى به��ا محب��ة

410

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

العبد لربه كلما تكررت قال ابن القيم رحم��ه الل��ه ف��إن المحب يتل��ذذ بخدم��ة محبوب��ه وتص��رفه في طاعت��ه وكلم��ا ك��انت المحب��ة أق��وى ك��انت ل��ذة الطاعة والخدمة أكمل فليزن العبد إيمانه ومحبت��ه بهذا الميزان ولينظر هل هو ملت��ذ بخدم��ة محبوب��ه أو متك��ره له��ا ي��أتي به��ا على الس��آمة والمل��ل

والكراهة فهذا محك إيمان العبد ومحبته لله. ق���ال بعض الس���لف إني أدخ���ل في الص���الة فأحمل هم خروجي منها ويضيق صدري إذا فرغت

وجعلت: »ألني خ��ارج منه��ا وله��ذا ق��ال الن��بي ق,,رت عي,,ني في الص,,الة ومن ك,,انت ق,,رة عينه في شيء فإنه ال يود أن يفارق,,ه وال يخ,,رج من,,ه ف,,إن ق,,رة عين العب,,د نعيم,,ه

«.وطيب حياته به وق��ال بعض الس��لف إني ألف��رح باللي��ل حين يقب��ل لم��ا تتل��ذذ ب��ه عيش��تي وتق��ر ب��ه عي��ني من مناجاة من أحب وخلوتي بخدمته والتذلل بين يديه وأغتم للفجر إذا طل��ع لم��ا أش��تغل ب��ه بالنه��ار عن ذل��ك فال ش��يء أل��ذ للمحب من خدم��ة محبوب��ه وطاعت���ه أين ه���ؤالء ممن ل���ذتهم وأنس���هم عن���د

المنكرات. وقال بعضهم تعذبت بالصالة عشرين س��نة ثم

411

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

تنعمت به��ا عش��رين س��نة وه��ذه الل��ذة والتنعم بالخدم��ة إنم��ا تحص��ل بالمص��ابرة على التك��ره والتعب أوال ف��إذا ص��بر علي��ه وص��دق في ص��بره

أفضى به إلى هذه اللذة. وق��ال أب��و زي��د س��قت نفس��ي إلى الل��ه وهي تبكي فما زلت أس��وقها ح��تى انس��اقت إلي��ه وهي

تضحك اه�.الة ل��ذكريâوق��ال الل��ه تع��الى: á وأقم الص��

[14]طه: إنم,,ا فرض,,ت الص,,الة وأم,,ر »:وق��ال

ب,,الحج وأش,,عرت المناس,,ك إلقام,,ة ذك,,ر «. رواه أب��و داود وله��ذا ك��انت عن��وان علىالله

اجد الل��ه منâالفالح ق��ال تع�الى: م��ا يعم��nرn مس�� إنالة ��وم اآلخ��ر وأق��ام الص�� ]التوب��ة:áآمن بالل��ه والي

[. اآلية.18 :والمراد بعمارتها بالص��الة والقرب��ات وق��ال

إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فشاهدوا»م��ا يعم��nرân«، ف��إن الل��ه يق��ول: ل,,ه باإليم,,ان إن

]التوب��ة:áمساجد الله من آمن بالله واليوم اآلخ��ر18.]

وج��اء ذك��ر الص��الة في الق��رآن في مواض��ع

412

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

كث����يرة وأث����نى ج����ل وعال على المقيمين له����ا والمحافظين عليها وأخبر أنه��ا تنهى عن الفحش��اء والمنكر ومن دعاء الخليل عليه السالم أن��ه يس��أل

رب اجعلنيâربه أن يجعله مقيما لها ق��ال تع��الى: تي ي [.40 ]إبراهيم: áمnقيم الصالة ومن ذnر

��أمnرânومدح بها إسماعيل ق��ال تع��الى: ��ان ي وك يا ه مرض�� ��ان عن��د رب ��اة وك ك الة والز ��هn بالص�� áأهل

[. وأمر جل وعال موس��ى بإقامته��ا أول55]مريم: ما يأمره به في ساعات الوحي األولى قال تعالى:

âال إله nه ني أنا الل nوحى إن nك فاستمع لما ي وأنا اخترتالة ل��ذكري nدني وأقم الص�� [.14 ]ط��ه: áإال أنا فاعب

âوقال له ولهارون: nوت��ا nي nما بمصر ب أن تبوءا لقومكالة ��ة وأقيم��nوا الص�� nم قبل ��nوتك nي ��nوا ب ]ي��ونس:áواجعل

87.]الةâوفي وصية لقمان البن��ه: nني أقم الص�� ��ا ب ي

��ر ��ه عن المnنك وف وان n��المعر [17 ]لقم��ان: áوأمnر ب اآلية وينطق الله عيس��ى وه��و في مه��ده فيق��ول:

â ��ا كاة ما دnمتn حي ]م��ريم:áوأوصاني بالصالة والز31.]

وي��أمر الل��ه به��ا ص��فوة خلق��ه وخ��اتم أنبيائ��ه��ابâفيقول جل وعال: ��ك من الكت nوحي إلي اتلn ما أ

[. ويق��ول ج��ل وعال45 ]العنكب��وت: áوأقم الصالة

413

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

طبر عليهاâوتق��دس: الة واص�� ��ك بالص�� áوأم��nر أهل[.132]طه:

ويبتدؤ بها أوصاف المؤمنين ويختم بها فيق��ولذين هnم فيâسبحانه وتعالى: nون ال قد أفلح المnؤمن

عnون التهم خاش�� [. اآلي��ات إلى2 ]المؤمن��ون: áص��nح����افظnونâقول����ه: التهم ي ذين هnم على ص���� áوال

[.34]المعارج: ويؤك��د المحافظ��ة عليه��ا حض��را وس��فرا وفي

ح��افظnوا علىâاألمن والخوف والس��لم والح��رب ��ه ق��انتين طى وقnوم��nوا لل الة الوnس�� الصلوات والص��

كبانا nم فرجاال أو رn [.239 ]البقرة: áفإن خفت وأخبر جل وعال عمن أض��اعوا الص��الة واتبع��وا الش��هوات أن عاقب��ة أعم��الهم وس��وء م��آلهم ش��ر

اعnواâوخسران فقال: فخلف من بعدهم خلف أض�� ��ا وف يلق��ون غي هوات فس�� بع��nوا الش�� الة وات áالص��

[.59]مريم: الش��عار الفاص��ل بين المس��لموجعلها النبي

والكافر فقال بين الرجل وبين الكفر ترك الص��الة وقال العهد ال��ذي بينن��ا وبينهم الص��الة فمن تركه��ا فق��د كف��ر وفي الح��ديث اآلخ��ر من ت��رك الص��الة

:متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله وق��ال «.من فاتته صالة فكأنما وتر أهله وماله»

414

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ومما يدل على عظم شأن الصالة مع ما تقدم اهتم��ام المس��لمين بتوجي��ه المحتض��ر وه��و في سكرات الموت إلى القبلة وكذلك وضعه في قبره متجها إلى القبلة وما ذاك إال ألنها الجهة التي يتجه إليها كلما أراد أن يتعرف إلى ربه وي��دعوه ويج��دد

الصلة بينه وبين ربه في الصالة. ىل عوضرف مدآلك

دته ملك واتلى الصلع

باسحه ينا ع ملوأو افظ حسمالخفي غد

فيةصخال رففلكما لهكرت امان هع مفرعونب

درو مرفي ش بوجتسها يالمهإب

هنر قءرالم ى كلت حى الموتدلدوذ مقطعن ن

يوص يالا زموانيبالة نالصب

والله أعلم وصل الله على نبينا محمد وعلى آلهوصحبه وسلم.

- "موعظة"34

عباد الله ما بال الكثير اليوم ال يس��معون، وإذا سمعوا ال ينتفعون، أفي آذانهم ص��مم؟ أم هم في األمر متهاونون؟ وألي شيء يجتمعون ويقوم فيهم الخطب����اء المجي����دون، والوع����اظ المبلغ����ون، وي���ذكرونهم أي���ام الل���ه فال يخش���ع الوع���اظ وال الموعظون، ويرغب��ونهم في الخ��ير فال يس��ارعون،

بحانâوينذرونهم عواقب الس��وء فال يت��أثرون nفس��

415

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nرجعnون nل شيء وإليه ت nوتn ك ذي بيده ملك ]يس:áال [. لق��د ك��ان الس��لف الص��الح إذا وعظ��وا ت��أثر83

المستمع لهم ت��أثرا عظيم��ا، وف��ارق م��ا عن��ده من المنكرات، والمحرمات، وفارق من أصر عليها من أقاربه، وأوالده، وإخوانه وآبائه، وجدد توبة نصوحا، عما سلف له من األعمال، التي ال يرتض��يها ال��دين اإلسالمي، ف��أين أولئ��ك من ه��ؤالء الخل��ف، ال��ذين ضيعوا تعاليم الدين اإلسالمي، وضيعوا العم��ل ب��ه،

، تأم��لوتركوا االنقياد لكتاب الله، وسنة رسوله كي��ف ت��رى أك��ثرهم أض��اعوا الص��الة، وعطل��وا األحك����ام، وتس����اهلوا ب����أمر الح����رام، يم����رون بالمساجد، وقت الص��الة، فال يعيرونه��ا أي اهتم��ام أم��ا المالهي والمنك��رات فإليه��ا يس��رعون وعليه��ا يعكف���ون وإلى م���ا فيه���ا من األغ���اني والمج���ون والسخف يتسابقون فإنا لله وإنا إليه راجعون، أين الخ��وف من الجب��ار، أين الحي��اء من ف��اطر األرض والسموات، أين المروءة واالعتصام بالقرآن، وم��ا كان عليه آباؤكم وأج��دادكم العب��اد الك��رام، ال��ذين كانت المساجد تغص بهم ش��يوخا وش��بانا، وك��انت تعج بأص��واتهم تس��بيحا، وتحمي��دا وتهليال، وتكب��يرا، واستغفارا، وقرآنا، وك��انوا يؤم��ون المس��اجد قب��ل

416

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

األذان زراف����ات ووح����دانا، وال يتخل����ف منهم إال معذور، إما م��ريض أو غ��ائب، أو نح��و ذل��ك، وك�ان المار ببيوتهم ليال يسمع زج��ل التس��بيح، والتهلي��ل، والبك���اء واألنين والتض���رع إلى ب���ديع الس���موات واألرض، واإللحاح بدعائه، وااللتج��اء إلي��ه واإلناب��ة، عكس ما عليه هؤالء الخل��ف، ال��ذين ص��دق عليهم

اعnواâقول الله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أض�� ��ا وف يلق��ون غي هوات فس�� بع��nوا الش�� الة وات áالص��

[. ال���ذين إن بحثت عنهم في اللي���ل،59]م���ريم: وجدتهم حول المالهي والمنكرات، م��تربعين أم��ام التلفزيون، وغناء المط��ربين، وإن بحثت عنهم في ص��الة الفج��ر وج��دتهم في فرش��هم، إث��ر س��هرهم حول تلك المنكرات، وإن بحثت عنهم وقت ص��الة الظه��ر ففي ش��ئون ال��دنيا، وم��ا يتعل��ق به��ا، وإن أردتهم في ص��الة العص��ر، وج��دت بعض��هم عن��د الك���رة، والبعض عن���د التلفزي���ون، والبعض عن���د المذياع، وأغانيه ومالهي��ه، وإن س��ألت عنهم وقت ص��الة المغ��رب، وج��دت بعض��هم يمش��ي م��ترددا، والبعض في الملعب، والبعض عن��د التلفزي��ون، أو المذياع، وأما العشاء اآلخرة فتلك هم فيها أقس�ام أكثرهم حول التلفزيون أو في األسواق، أو يلعبون ورق��ة، أو نح��و ذل��ك من المنك��رات وهك��ذا قتل��وا

417

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

أوق����اتهم الثمين����ة، وض����يعوها، وقض����وا على مستقبلهم، فإنا لله وإنا إليه راجع��ون وال ح��ول وال ق��وة إال بالل��ه والل��ه أعلم بم��ا أراده بعب��اده، ق��ال

بتâتعالى: ظهر الفسادn في البر والبح��ر بم��ا كس��هnم ���nوا لعل ذي عمل ���nذيقهnم بعض ال اس لي ���دي الن أي

[. 41 ]الروم: áيرجعnون والحالة هذه مخيفة لذوي العقول والفه��وم، ال سيما وقد توالت أسباب الهناء والراحة، والسرور، واالطمئن��ان، وق��د قي��ل إذا رأيت الل��ه تع��الى أنعم على عب��د وه��و مقيم على معص��يته ف��اعلم أن��ه

مستدرج. ق��الوروى عقبة بن ع��امر أن رس��ول الل��ه

إذا رأيت الله يعطي العب,,د م,,ا يحب وه,,و» «مقيم على معصيته فإنم,,ا ذل,,ك اس,,تدراج

وا به فتحنا عليهم أبوابâثم تال: nر وا ما ذnك nفلما نس ��ة ��nوا أخ��ذناهnم بغت nوت ى إذا فرحnوا بما أ nل شيء حت ك

ون nم مبلسnفإذا هá :[. 44 ]األنعام وقال قتادة ما أخذ الله قوما إال عند س��كرتهم وغ�رتهم، ونعمتهم، فال تغ�تروا بالل�ه، فإن��ه ال يغ�تر

بالله إال القوم الفاسقون. اللهم حبب إلينا اإليمان وزينه في قلوبنا وكره

418

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

إلين���ا الكف���ر والفس���وق والعص���يان واجعلن���ا من الراشدين واغفر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين. وص��لى الل��ه على

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"35

إخواني إن في مواعظ األي��ام واللي��الي لع��برة لذوي البصائر ركائب أموات تزعج عن مقص��ورات القص��ور ثم تحم��ل إلى مض��ائق القب��ور، فكم ق��د ش��اهدتم من شخص��يات في األرض، ق��د وض��عت، وكم قد عاينتم من أب��دان ناعم��ة في األكف��ان ق��د لفت وإلى مضيق األلحاد قد زفت فيا لها من غاية يستبق إليها العباد ويا له من مضمار يتناوب��ه ج��واد بعد جواد ويا له من هول شديد يعقبه أهوال شداد فتنة قب��ور وحش��ر في موق��ف مهي��ل موق��ف في��ه تنقطع األنساب وتخضع فيه الرقاب وتنسكب في��ه العبرات وتتصاعد فيه الزفرات ذلك موقف تنش��ر فيه الدواوين، وتنص��ب في��ه الم��وازين، ويم��د في��ه الص���راط، وحينئ���ذ يق���ع االمتي���از فن���اج مس���لم

ومكردس في النار. دخ��ل عم��ر بن عب��د العزي��ز رحم��ه الل��ه على سابق البربري وهو يتمثل باألبي�ات المش�هورة من

419

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

قصيدة األعشى. ىصو أني ح اإللهيبنادهشأو

ركذ ت لمكدجأدمح ماةصو تو المدع بترصبأو

ادوز تد قمن لحر تما أنت لذإىق التن مادزب ام كدصر تم لكنأو

ادصر أانك النى أل عتمدنهلثم كنوكت

فغشي على عمر رحمه الل�ه فلم��ا أف�اق ق��الزدنا فقال القصيدة التي تلي:

ا يدعا بم أ للهدمالحرمع

تلزني أ الذماسبرو السهدن عنم د قرذى حل عنكف

رذ الحعفني ا مملع تتن كنإرذا تمى وبقت ا الم باكت أنإو

ردي القهتشت ردى القل عبرواص ماو يبقعأال وإ بهض واروردقالم

رد كهوفص ئرى المفا صمفه برس يشيع امي األلاه الجكمحتو

ربوالع ءري المورع يدقهتوف هدعا بموي يتأا ت ملضف أرالبو

رذا تمو اد زريى خن التقإ

هلامأنت ح د قلد العبالطورف الظهى ليهد

الرو الجبلطن يمهتاجح برفظي ن مهى بيح يثيالغك

رج الشهوتم ربى عدفي الهواه بوبلى القفشت ىمعأ كيرصال البو

رص بهالم ملو الع ذسيول

اهلاهجى كوقبالت اا مذ إالدا البيحترطا المهاءج

اةي حهي فركالذواموب كلقلل وادي سلجا يمك

رم القةلمالظ ىمو العلج يملوالع

بهاح صبلن قع لوق لنيل يلهورج الحظاعالو

بال قرك الذعفنال يبدايا أاسق هسفى نلما عوي

ركالب واتحوالر ن أءر المثبلما ي

فتلتا اخى إذلبي ماو يةدعص ملكوردحنتس

انعي ردعص يرءمالوه باببالش

420

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ابب الشاءرمن وو

رب والكتوالم ىليب ستي بلكوهتد جدعب ي التورملى األإ

رظتنتى وشتخ نم لرس جتووالم

مدى قل عيشمي ودا البهيل إريص ياردرضوالح

اجاوف أونرم يمهفمهعمجتو عيم جلم شلكو

رثتن يفوس تش أمو قعم جمك

مهلمر شهالد برحله لرانياج نالتبعرتست

ام سديص أبروباضتق مفرالط اببى قنب تهيلع

رجالح وكلالم رشتف ملظي

باجتح ماجبيالد ىي أنثنل ب كريصموارب كنإو

نإ واءنلى الفإمهتالم ستالط نم مهلازنى ملع

رما زهدعب رم زتضا قذإ

تلزها نآجال ايني الد فمائها البمكرز جمكل

راز جمتحبصأمكذخأ يتوملل اا مذ إوعرى الفقبت

رقعن يلصاأل ونجر تم آددعبأ

له وودلالخ اهرجز يهمالبورجزنتي فاعالر

ا ممكرجز يسيلوه بونوعظت رفكما ويخبا وغ

رط البةمعالن رواجوا واهربطال تا لهنيا فإنالد اهال ل إةمن أ مسيلو

رغر ىلووا باألدت اقمثرار غمكوا لانك ىون هوا عربصتو

روابا صما كينالد ىلوا عونكى تتممكلو أاجهنم اهيل علب حلكو

رتبن يفوس اسى النري أالم

ةليوا مينوالد تصق ننإما وويوارعم شاهيند

اا مذ إونرعشال يواصقم نهنيد لىي إن مدفي الخ

عرا صهاتذل فيكى أتى متح

فلا كخيا أنالد رج في الحبلالحورث أهي لاسالق

رلذكرا لثى أرال أويدسفي ج لاجعلي لنقؤرا يمك

رفالس لييهر لس يان كوليرت آخركذ رسك وقام السولط

رجبن يمظالع دبا قل قتياودا لذإهر بضأ

421

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

حيت الربا همرجا الشه بتزتواه

ىل عالة الصمثاندي سومصعالم

اللهم ثبت إيمانن���ا ثب���وت الجب���ال الراس���يات واشرح صدورنا لإلس��الم وثبتن��ا علي��ه واجعلن��ا من حزبك المفلحين وعبادك الصالحين الذين ال خ��وف عليهم وال هم يحزن��ون وص��لى الل��ه على محم��د

وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"36

عب��اد الل��ه: س��نة الل��ه في خلق��ه أن ال يؤاخ��ذ مذنبا بذنب اقترفه، أو جريمة اجترمه��ا، أو جري��رة ارتكبها إال بعد أن يبين لهم ما ينبغي أن يتق��وه من محارمه، ويجتنبوه من الموبقات، المؤدية بهم إلى هوة الهالك والدمار، وقد أرسل الله جل وعال إلى

الن��بي األميهذه األمة اإلسالمية محمدا رسوله ân�ه nمي الذي يجدnون بي األ ول الن nس� بعnون الر ذين يت ال

هnم nرn���أم وراة واإلنجي���ل ي nوب���ا عن���دهnم في الت مكتبات nحل لهnمn الطي وف وينهاهnم عن المnنكر وي nبالمعر

مn عليهمn الخبآئث nحر [. وأن��زل157 ]األع��راف: áوي��ر ذي ع��وجâعلي��ه كتاب��ه الك��ريم: ��ا غي قnرآن��ا عربي

قnون هnم يت عل ��ه الل��هn منâ[، 28 ]الزم��ر: áل يه��دي ب الم nل الس�� ب nس�� nوانه بع رض�� [. في��ه16 ]المائ��دة: áات

422

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

هدى، وتبيانا لكل شيء مما يحتاج إليه الن��اس في دنياهم وأخراهم، فاستمسك المس��لمون م��دة من ال��دهر بهدي��ه، وتخلق��وا بآداب��ه، فك��انوا في ذل��ك الحين أهل الحول والطول والق��وة والمنع��ة، تعن��و لهم الوج��وه، وتخض��ع لهم الرق��اب فلم يقم لهم منازع إال ابتزوا ملكه، واستباحوا مكان العزة منه، وأخذوا بطرفي الشرق والغرب، وك��انوا خ��ير أم��ة أخرجت للن��اس، ي��أمرون ب��المعروف وينه��ون عن المنك��ر، ويؤمن��ون بالل��ه، ك��انوا في تل��ك األزم��ان يعملون بطاعة الله ويتقونه، ويحسنون في عبادته وإلى عباده، ويصبرون عن معاصيه، وعلى أقداره، فكان الله معهم بعون��ه وتوفيق��ه، ونص��ره وتأيي��ده وتسديده، يا عباد الله كان كبراء الن��اس وس��ادتهم في الص��در األول أش��د الن��اس ظه��ورا بالتمس��ك بالدين تقتدي بهم العامة في توحي��دهم وعب��اداتهم ومعامالتهم، فانعكست علين��ا اآلن القض��ية، وص��ار العامة أش��د تمس��كا بال��دين، وأرس��ى عقي��دة، من أولئك، وأصبح كثير من المتعلمين ال��ذين يزعم��ون أنهم مثقفون، يحملون المؤهالت المعروف��ة أزه��د الناس في الدين، وأبعدهم عن تعاليمه، نبذه كث��ير منهم كم��ا تنب��ذ الن��واة، ال ألنهم وقف��وا على عيب في الدين، أو هف��وة في أص��وله، ولكنهم مقل��دون

423

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

يعلم��nون ظ��اهرا منâفي هذا الضالل لقوم عرفوا nون ]الروم:áالحياة الدنيا وهnم عن اآلخرة هnم غافل

7 .] ورأوا تك��اليف ال��دين وتعاليم��ه ال تتف��ق م��ع شهواتهم ومالذهم، فاتخ��ذوا الخ��روج عن تكاليف��ه

��اةn ال��دنيا إالâللحصول على مالذ الحياة، وما الحيور nرnالغ nمتاعá :[.20 ]الحديد

اللهم ارزقن����ا حب����ك وحب من يحب����ك وحب العم��ل ال��ذي يقربن��ا إلى حب��ك وألهمن��ا ذك��رك وشكرك ووفقنا للقيام بحق�ك وخلص��نا من حق��وق خلقك ورضنا باليسير من رزقك يا خ��ير من دع��اه داع وأفض��ل من رج��اه راج، ي��ا قاض��ي الحاج��ات ومجيب الدعوات هب لنا ما سألناه وحقق رجاءن��ا فيما تمنيناه يا من يملك حوائج السائلين ويعلم ما في ص��دور الص��امتين أذقن��ا ب��رد عف��وك وحالوة مغفرتك واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين. وص��لى الل��ه على

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"37

عب��اد الل��ه أين ال��ذين س��ادوا وش��ادوا أوطان��ا،

424

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ��ا، وجمع��وا فحش��دوا أم��واال وحكموا وأحكموا بنيان��ا عوض��وا بأرب��اح اله��وى خس��رانا، وب��دلوا وأعوان بإعزاز الكبر والتج��بر هوان��ا وأخرج��وا من دي��ارهم بعد الجموع وحدانا، وما استصحبوا مما جمع��وا إال

أكفانا. ماهيي فوط تاءاندرطونحو

عمجا تمك مبيصنهل كرهالد

آخر: نوط غداةى حوس

البين في خرق انا كم مزودا تمفهعمجي ن زاد ذلك ملقو

لمنطلق فحة أعوادوغير نه لتشب

يحمل���ون على األعن���اق وال يس���مون ركبان���ا، وي���نزلون بط���ون اإللح���اد وال يس���مون ض���يفانا،

متقاربين في القبور وال يسمون جيرانا. أو ليس قد رأينا كيف ينقلون وال كفانا، فيا من ق��د بقي من عم��ره القلي��ل وال ي��دري م��تى يق��ع الرحيل، كأنك بطرفك حين الموت يس��يل وال��روح ت��نزع والك��رب ثقي��ل، والنقل��ة ق��د ق��ربت وأين المقي��ل، أفي الجن��ة ونعيمه��ا والسلس��بيل أم في

الجحيم وأنكالها وأغاللها وبئس المقيل. ي��ا من تع��د علي��ه أنفاس��ه اس��تدركها، ي��ا من ستفوته أيامه أدركها، إن أعز الخلق عليك نفس��ك

425

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فال تهلكها كم أغلقت بابا على قبيح، وكم أعرضت عن قول المخلص النصيح، أعظم الل��ه أج��رك في

عمر قد مضى ما رزقت فيه العفو وال الرضى. انقض��ت في��ه الل��ذات كمن قض��ى، وص��ارت الحسرات من الشهوات عوضا، قال الله جل وعال

ي األم��رânوتقدس: رة إذ قnض�� ��وم الحس�� وأنذرهnم يnون nؤمن [. وقال39 ]مريم: áوهnم في غفلة وهnم ال ي

رتى على م���اâتع���الى: ���ا حس��� أن تق���nول نفس ياخرين nنتn لمن الس�� áف��رطتn في جنب الله وإن ك

[. والله أعلم وصلى الله على محمد.56]الزمر:

426

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

- "موعظة"38

عباد الله ما هذه الغفلة وأنتم مستبصرون وما هذه الرقدة وأنتم مستيقظون كي��ف نس��يتم ال��زاد وأنتم راحلون، أين ما كان قبلكم أال تتفك��رون أم��ا

فال يستطيعnون توصيةâرأيتم كيف نازلهم المنون [.50 ]يس: áوال إلى أهلهم يرجعnون

عب��اد الل��ه ل��و حض��رت القل��وب لج��رت من العي��ون عي��ون فك��أنكم ب��اآلالم ق��د اعترض��ت، وباألجس��ام ق��د انقض��ت، وباألوص��ال ق��د فص��لت، ف��رحم الل��ه عب��دا أعت��ق نفس��ه من رق ش��هواتها ونظر لها قبل مماتها وأخذ من جدته عت��ادا لفق��ره وادخر من ص��حته زاد لق��بره قب��ل أن يف��وت زمن

االستدراك بوقوع الهالك. فك��أنكم ب��الموت ق��د ح��ل الع��راص، وأنش��ب مخاليب���ه في األرواح لالقتن���اص، وأين لكم الفالت فالت حين من��اص ثم يقوم��ون للحس��اب والج��زاء

والقصاص. وإذا الخالئ��ق ق��د حش��رت، وإذا الص��حف ق��د نشرت، وإذا جهنم ق��د س��يقت وم��رارة الن��دم ق��د ذيقت، فس���تنطق عليكم الج���وارح وتنش���ر حين

القضاء الفضائح.

427

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فيا خجل المقص��رين وي��ا أس��ف الم��ذنبين وي��ا حسرة المفرطين ويا سوء منقلب الظالمين، قال

وال تحسبن الله غ��افال عماâالله جل وعال وتقدس خصn في��ه ��وم تش�� هnم لي nؤخر��n ما ي يعملn الظالمnون إن��د إليهم هم ال يرت ءnوس�� nقنعي رnهطعين مnم nار األبص��

nهnم هواء [.43 ]إبراهيم: áطرفnهnم وأفئدتذين ظلم���nوا أيâوق���ال تع���الى: يعلمn ال وس���

nون [.227 ]الشعراء: áمnنقلب ينقلب عض يومفخو

الظالمين على اليد في ظلم اللهفخ

هنرذى واحالور اللهم سلمنا من شرور أنفسنا التي هي أقرب أعدائنا وأعذنا من عدوك واعصمنا من الهوى ومن فتنة الدنيا ومكن محبتك في قلوبنا وقوها وألهمن��ا ذكرك وش��كرك وف��رح قلوبن��ا ب��النظر إلى وجه��ك الكريم في جنات النعيم واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"39

عب��اد الل��ه اغتنم��وا مواس��م الطاع��ات فأي��ام المواس���م مع���دودة وانته���زوا ف���رص األوق���ات فس���اعات اإلس���عاد مح���دودة وج���دوا في طلب

428

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الخيرات فمناهل الرض��وان م��ورودة وقوم��وا علىقدم السداد واتقوا الله الذي إليه تحشرون.

وكونوا من ال��ذين ي��دعون ربهم خوف��ا وطمع��ا فال تعلمn نفسâومما رزقهم ينفقون ق��ال تع��الى:

nوا ���ان nن ج���زاء بم���ا ك ة أعي nخفي لهnم من ق���nر ما أقا ال ��ان فاس�� ��ان مnؤمن��ا كمن ك ��nون أفمن ك يعملالحات فلهnم ��nوا الص�� ��nوا وعمل ذين آمن يستوnون أما ال

��nون nوا يعمل ��ان ال بم��ا ك nزn اتn المأوى ن ]الس��جدة:áجن19.]

في��ا س��عادة أولى الطاع��ات ال��ذين اجتب��اهم موالهم لدار الس��الم واص��طفاهم لحظ��يرة قدس��ه وأوردهم مناه����ل اإلنع����ام وأوالهم حالوة األنس وواالهم بم���واهب اإلك���رام وس���قاهم من رحي���ق مخت���وم ختام���ه مس���ك وفي ذل���ك فليتن���افس

المتنافسون. وي��ا مس��رة من ش��اهد مع��الم الرش��د فس��لك مسالكه وكان من المستبشرين الذين يوم القيامة وجوهم مسفرة ض��احكة ال يح��زنهم الف��زع األك��بروتتلقاهم المالئكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون.

فتدبروا عباد الل��ه األم��ر وانظ��روا بعين الناق��د البصير وتذكروا العرض يوم الفزع األكبر بين ي��دي رب العالمين العليم الخبير واعلم��وا أن الظ��المين

429

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

��اâما لهم من ولي وال نصير "يوم يقال" nن ه��ذا كتابnم nنت خn م���ا ك ا نستنس��� nن ا ك ���الحق إن nم ب ينط���قn عليك

[.29 ]الجاثية: áتعملnونشعرا:

نكس تموي لكوابافرةالح

ا والين للدكبال تالههأ اعةوا في سعمتفاج

رةاهالس أهل بحي إذا صكوابرىالث كنكس من يالآم

اآلخرة دقا لنيا د يكليوترصق

آخر: تينا جى مصح يدال ب

بتكيو ةشاقن مركواذهنإ فابسالح وأنت الهاهتبث ألب

بعلت انكل المهسن يملهتيس ننيح

اللهم ثبت محبت��ك في قلوبن��ا ثب��وت الجب��ال الراس��يات واش��رح ص��درنا ويس��ر أمورن��ا وألهمن��ا ذك���رك وش���كرك واغف���ر لن���ا ولوال���دينا وجمي���ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.)فصل(

إذا فهمت ذلك فاعلم أنه ينبغي لمن آيس من حياته بل يس��تحب ل��ه ويتأك��د أن يك��ثر من ق��راءة القرآن واألذك��ار ويك��ره ل��ه الج��زع وس��وء الخل��ق والش��تم والمخاص��مة والمنازع��ة في غ��ير األم��ور

430

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الدينية في الدفاع عنها ويستحب أن يكون ش��اكرا لله تعالى بقلب��ه ولس��انه ويستحض��ر في ذهن��ه أن هذا آخر أوقاته من الدنيا فيجتهد على ختمها بخ��ير

ويكثر من قول ال إله إال الله. ويب���ادر إلى أداء الحق���وق إلى أهله���ا من رد المظالم والع��واري والودائ��ع والغص��وب ويس��تحل أهل��ه وزوجت��ه ووالدي��ه وأوالده وغلمان��ه وجيران��ه وأص��دقاءه وزمالءه وك��ل من ك��انت بين��ه وبين��ه معاملة أو مصاحبة في سفر أو غ��يره أو ل��ه تعل��ق

بشيء. وأخ��رج ال��بيهقي وابن عس��اكر عن عب��ادة بن محم��د بن عب��ادة بن الص��امت ق��ال لم��ا حض��رت عب��ادة رض��ي الل��ه عن��ه الوف��اة ق��ال أخرج��وا إلي م��والي وخ��دمي وج��يراني ومن ك��ان ي��دخل علي فجمعوا له فقال إن يومي هذا ال أراه إال آخر ي��وم

يأتي علي من الدنيا وأول ليلة من اآلخرة. وإني ال أدري لعله قد ف��رط م��ني إليكم بي��دي أو بلساني شيء وهو والذي نفسي بيده القص��اص ي��وم القيام��ة وأح��رج إلى أح��د منكم في نفس��ه شيء من ذل��ك إال اقتص م��ني من قب��ل أن تخ��رج نفسي فقالوا بل كنت والدا وكنت مؤدبا ق�ال وم��ا قال لخادم سوءا قط فق��ال أعف��وتم م��ا ك��ان من

431

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ذلك؟ قالوا! نعم قال اللهم اشهد...إلخ. وورد أن عبد الله بن عمرو لما حضرته الوفاة��ا ف��إني كنت قلت ل��ه في ابن��تي ق��ال انظ��روا فالن ق��وال كش��به الع��دة فم��ا أحب أن ألقى الل��ه بثلث

النفاق فأشهدكم أني قد زوجته. وينبغي أن يوصي بأمور أوالده إن لم يكن ج��د يصلح للوالية ويوص��ي بم��ا ال يتمكن من فعل��ه في الح��ال من قض��اء ال��ديون ونح��و ذل��ك وأن يك��ون��ا عف��وه ومغفرت��ه حس��ن الظن بالل��ه تع��الى راجي

ورحمته وإحسانه. ويستحضر في ذهنه أن��ه حق��ير في مخلوق��ات الله تعالى وأن الل��ه تع��الى غ��ني عن عذاب��ه وعن طاعت��ه وأن��ه عب��ده وال يطلب العف��و واإلحس��ان

والصفح واالمتنان إال منه جل وعال وتقدس. ويستحب أن يكون متعاهدا نفسه بقراءة آيات من الق��رآن العزي��ز في الرج��اء وك��ذلك أح��اديث الرج��اء يقرؤه��ا أو يجع��ل من يقرؤه��ا علي��ه وأن يك���ون خ���يره متزاي���دا ويحاف���ظ على الص���لوات

الخمس في أوقاتها. ويجتنب النجاس���ات ويح���رص على التطه���ر ويصبر على مشقة ذلك وكذا باقي وظ��ائف ال��دين

432

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يح��رص على أدائه��ا كامل��ة مكمل��ة وليح��ذر من التساهل في ذلك فإنه أقبح القبائح أن يكون آخ��ر عهده من الدنيا التي هي مزرعة اآلخ��رة التفري��ط

فيما وجب عليه أو ندب إليه. وليجته���د في ختم عم���ره بأكم���ل األح���وال ويستحب أن يوص�ي أهل�ه وأص�حابه بالص�بر علي�ه في مرضه واحتمال عما يصدر منه ويوصيهم أيضا بالصبر على مص��يبتهم ب��ه ويوص��يهم ب��الرفق بمن يخلفه من طفل وغالم وجارية ويوصيهم باإلحسان

إن من ق��ال: »إلى أصدقائه ويعلمهم أن النبي «.أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه

ك���ان يك���رموق���د ص���ح أن رس���ول الل���ه صواحبات خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها.

ويوصيهم بتعاهده بالدعاء وفعل ما يق��رب إلى الل��ه وين��وي الث��واب ل��ه وذل��ك ك��الحج والص��دقة واألضحية وطبع المصاحف والكتب الدينية المقوية

للشريعة المحمدية واإلعانة على بناء المساجد. وكالعين الجاري��ة ونح�و ذل�ك ويوص�يهم ب�أن ال

ينسوه بل يتعاهدوه بالدعاء له ولوالديه. ويتس��حب أن يق��ول لهم في وقت بع��د وقت م��تى رأيتم م��ني تقص��يرا في ش��يء انه��وني عن��ه برفق ولطف ألن النفس تضعف في ذل��ك ال��وقت

433

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وأدوا إلي النصيحة في ذلك ف��إني مع��رض للغفل��ة والسهو والكسل واإلهمال فإذا قصرت فنشطوني وعاونوني على التأهب لهذا السفر البعيد والتغرب

المخيف. وإذا حض��ره ال��نزع فليك��ثر من ق��ول ال إل��ه إال الله لتكون آخر كالمه فيا له من خت��ام وي��ا ل��ه من طابع، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال

لقن,,وا موت,,اكم ال إل,,ه إال: »رس���ول الل���ه «.الله

ويستحضر أحاديث الرجاء مث��ل ح��ديث أبي ذر وعليه ث��وب أبيض وه��و ن��ائم ثمقال أتيت النبي

م,,ا من عب,,د ق,ال الأتيته وقد استيقظ فق��ال » إل,,ه إال الل,,ه ثم م,,ات على ذل,,ك إال دخ,,ل الجن,ة قلت وإن زنى وإن س,رق ق,ال وإن

« الحديث متفق عليه.زنى وإن سرقا وحديث ابن عباس رضي الله عنهم��ا أن ناس�� من أه��ل الش��رك ك��انوا ق��د قتل��وا وأك��ثروا وزن��وا

فقالوا إن الذي ت��دعو إلي��هوأكثروا فأتوا محمدا لحس��ن ل��و تخبرن��ا أن لم��ا عملن��ا كف��ارة ف��نزل:

âون��n nل ه إله��ا آخ��ر وال يقت ��دعnون م��ع الل ذين ال ي وال����nون ����الحق وال يزن هn إال ب م الل تي ح����ر فس ال áالن

434

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

��اديâ[. اآلي��تين – ون��زل: 68]الفرقان: ��ا عب ق��nل يحم��ة هم ال تقنط��nوا من ر ذين أسرفnوا على أنفnس�� ال

ه [ اآلي���ة. ونح���و ه���ذه اآلي���ة53 ]الزم���ر: áاللواألحاديث التي سبقت.

شعرا: مماأل بيءجو

لس والريناضالم وم يى اللهتا أإذ

لل في ظشرالح ماهوفم وتهاسفنألجلى أإ

ن مقل الخباسحوهتدرقى بصحأ ىسعوءني وست

ي لملس يالمساإل يابت في كدج أملوةئي سريغ يى لجر أ اللهةمحرو

لم العنم يب رةمح روتجر

ةعاسوهي و اللهم اجع��ل في قلوبن��ا ن��ورا نهت��دي ب��ه إلي��ك وتولنا بحسن رعايتك ح��تى نتوك��ل علي��ك وارزقن��ا حالوة الت��ذلل بين ي��ديك ف��العزيز من الذ بع��زك والسعيد من التجأ إلى حماك وجودك وال��ذليل من لم تؤي��ده بعنايت��ك والش��قي من رض��ي ب��اإلعراض عن طاعت��ك اللهم ن��زه قلوبن��ا عن التعل��ق بمن دونك واجعلنا من قوم تحبهم ويحبون��ك واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين. وص��لى الل��ه على محم��د وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.- "موعظة"40

435

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عباد الل��ه إن ق��وارع األي��ام خاطب��ة، فه��ل أذن لعظاته��ا واعي��ة، وإن فج��ائع الم��وت ص��ائبة فه��ل نفس ألمر اآلخرة مراعي��ة، إن مط��الع اآلم��ال إلى المس���ارعة إلى الخ���يرات س���اعية أال ف���انظروا بث��واقب األبص��ار والبص��ائر في ن��واحي الجه��ات واألقطار فم��ا ت��رون في حش��ودكم وجم��وعكم إال الشتات وال تس�معوا في رب�وعكم إال فالن م�ريض وفالن مات أين اآلباء األكابر أين العلماء الع��املون بعلمهم ال���ذين ال تأخ���ذهم في الل���ه لوم���ة الئم المناصحون ل�والتهم وأمتهم الزاه�دون في حط�ام الدنيا الفانية أين الكرماء األفاض��ل ال��ذين يغ��ارون إذا انتهكت المح��ارم أين اله��اجرون المص��ارمون للفاسق والفاجر أين المناصرون للقائم على أه��ل المعاصي والكبائر أين أهل الوالء والبراء المحبون

في الله المبغضون ألعدائه. أين المنق��ون لم��آكلهم ومالبس��هم ومس��اكنهم عن الح��رام والمش��تبه وه��و م��ا ك��ان القلب في

اإلقدام عليه والكف عنه حائر. أين الذين ال يسكنون إال برضا ص��احب المل��ك خوف���ا من المخ���اطرة في ص���التهم وص���يامهم ونك���احهم ومكثهم في األمالك المس���كونة قه���را

436

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وغصبا. أين المتفق��دون للفق��راء والمس��اكين ال��ذين

ليس لهم موارد. ع��ثرت والل��ه بهم الع��واثر وأب��ادتهم الس��نين الغ���وابر وب���ترت أعم���ارهم الحادث���ات الب���واتر واختطفهم عقبات كواس��ر. وخلت منهم المش��اهد والمحاض��ر وع��دمت من أجس��ادهم تل��ك الج��واهر وطفئت من وج��وههم األن��وار الزواه��ر وابتلعتهم الحفر والمقابر إلى يوم تبلى السرائر فلو كشفت عنهم أغطية القبور بعد ليلتين أو ثالث ليال لرأيت األحداق على الخدود سائلة واألوص��ال بعض��ها عن بعض مائلة وديدان األرض في نواعم تل��ك األب��دان جائل��ة وال��رءوس الموس��دة على األيم��ان زائل��ة ينكرها من كان عارفا بها وينفر عنه��ا من لم ي��زل

آلفا بها. فال يع��رف الس��يد من المس��ود وال المل��ك من المملوك وال الذكي من البليد وال الغني من الفقير فرحم الله عبدا بادر باإلقالع عن السيئات وواص�ل اإلس��راع والمب��ادرة في األعم��ال الص��الحات قب��ل انقطاع مدد األوقات وطي صحائف المس��تودعات ونش��ر فض��ائح االقتراف��ات والجناي��ات فال تغ��تروا بحي��اة تق��ود إلى المم��ات ف��ورب الس��ماء واألرض

437

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

إنم��ا توع��دون ألت فالب��دار الب��دار قب��ل أن تتمن��واالمهلة وهيهات.

شعرا: أسالفنا وهم للدين

قد شادوا نمضي على سبل

كانوا لها سلكوا ونحن للقوم أبناءوأحفاد

لنا بهم أسوة إذ همتنا أئم عواقب كلها نجح

وإمدادبر يا نفس خير والص

كله وله بين األنام وإنطاولن آماد

فاصبر هديت فإنالموت مشترك كأنهم وهم األيقاظ

اد رق والناس في غفالت

عن مصارعهم لوال النفوس التيللوهم تنقاد

دنيا تغر وعيش كلهكدر قبل الوفاة وأن

تحفرن ألحاد كنا عددنا لهذا

الموت عدته تبقى دواما بها حشروميعاد

فالدار من بعد هذيالدار آخرة بر ,ل الحق والص

أبدال وأوتاد وجنة أزلفت

للمتقين واه, تعجل وتكسل فإناد المرء جه

فاعمل لنفسك منقبل الممات وال فبادر الفوت واصطد

قبل تصطاد ال ينفع العبد إال ما

يقدمه وفيه كل الذي يبغيويرتاد

والموت للمؤمناب تحفته األو

اللهم يا عالم الخفيات ويا سامع األصوات وي��ا ب��اعث األم��وات وي��ا مجيب ال��دعوات وي��ا قاض��ي الحاج��ات ي��ا خ��الق األرض والس��موات أنت الل��ه األحد الص��مد ال��ذي لم يل�د ولم يول��د ولم يكن ل��ه كفوا أحد الوه��اب ال��ذي ال يبخ��ل والحليم ال��ذي ال

438

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يعجل ال راد ألمرك وال معقب لحكم��ك نس��ألك أن تغفر ذنوبنا وتنور قلوبن��ا وتثبت محبت��ك في قلوبن��ا وتس��كننا دار كرامت��ك إن��ك على ك��ل ش��يء ق��دير

وصلى على محمد وآله وصحبه أجمعين.- "موعظة"41

عباد الل��ه ال ش��يء أغلى عليكم من أعم��اركم وأنتم تضيعونها فيما ال فائدة في��ه. وال ع��دو أع��دى لكم من إبليس وأنتم تطيعون���ه، وال أض���ر عليكم من موافق�����ة النفس األم�����ارة بالس�����وء وأنتم تصادقونها، لقد مضى من أعماركم األطايب، فم��ا

بقي بعد شيب الذوائب. يا حاضر الجسم والقلب غائب، اجتم��اع العيب م��ع الش��يب من أعظم المص��ائب، يمض��ي زمن الصبا في لعب وسهو وغفلة، ي��ا له��ا من مص��ائب، كفى زاجرا واعظا تشيب من��ه ال��ذوائب، ي��ا غ��افال فاته األرباح وأفضل المناقب، أين البك��اء والح��زن والقلق لخوف العظيم الط��الب أين الزم��ان ال��ذي فرطت في��ه ولم تخش الع��واقب، أين البك��اء دم��ا على أوقات قتلت عند التلفزيون والمذياع والك��رة والس��ينماء والفي��ديو والخم��ر وال��دخان والمالعب

واللعب بالورق والقيل والقال.

439

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

كم في يوم الحسرة والندامة من دمع س��اكب على ذنوب قد حواها كت��اب الك��اتب، من ل��ك ي��وم ينكشف عنك غط��اؤك في موق��ف المحاس��ب، إذا قي��ل ل��ك م��ا ص��نعت في ك��ل واجب، كي��ف ترج��و النج��اة وأنت تله��و بأس��ر المالعب، لق��د ض��يعتك األم��اني ب��الظن الك��اذب، أم��ا علمت أن الم��وت صعب شديد المشارب، يلقي شره بك��أس ص��دور الكتائب، وأنه ال مفر من��ه له��ارب ف��انظر لنفس��ك واتق الله أن تبقى سليما من الن��وائب فق��د ب��نيت كنسج العنكبوت بيتا أين الذين علوا ف��وق الس��فن والم��راكب أين ال��ذين عل��وا على مت��ون النج��ائب، هجمت عليهم المناي���ا فأص���بحوا تحت النص���ائب وأنت في إثرهم عن قريب عاطب، فانظر وتفك��ر واعتبر وتدبر قبل هجوم من ال يمنع عنه حرس وال

باب وال يفوته هرب هارب. اللهم اس��لك بن��ا مس��لك الص��ادقين األب��رار، وألحقنا بعبادك المصطفين األخيار، وآتنا في الدنيا

حسنة وفي اآلخرة حسنة، وقنا عذاب النار.��ا أماته��ا البع��د عن باب��ك، وال اللهم أحي قلوب تعذبنا بأليم عقابك يا أكرم من سمح بالنوال وج��اد باإلفض����ال، اللهم أيقظن����ا من غفلتن����ا بلطف����ك

440

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وإحسانك، وتجاوز عن جرائمن��ا بعف��وك وغفران��ك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك ي��ا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"42

عب��اد الل��ه لم��ا ك��ان اإلنس��ان مكلف��ا بالس��عي والعمل لطلب الرزق من وجوهه المشروعة ك��ان

حقا عليه أن يصون نفسه عن مسألة الناس. وأن ال يمد يده لسؤالهم وال يتقدم إلي��ه لطلب حطام الدنيا إال عند الضرورة أو الحاج��ة الش��ديدة ألن��ه إذا قع��د عن العم��ل ول��زم البطال��ة والكس��ل ونظر لما في أي��دي الن��اس من أوس��اخهم س��اءت حال��ه، وض��اعت آمال��ه، وض��عف توكل��ه، وض��اق عيشه، وانحطت نفس��ه، واعت��اد الس��ؤال ال��ذي ال

ينفك عن ثالثة أمور محرمة: : إظه��ار الش��كوى من الل��ه تع��الى، إذاألول

السؤال إظهار للفقر وذكر لقصور نعمة الله عن��ه، وه��و عين الش��كوى، وكم��ا أن العب��د الممل��وك ل��و جعل يسأل وأنه ما يجد شيئا لكان س��ؤاله تش��نيعا

على سيده وال يرضى بذلك ولله المثل األعلى. وال س���يما إذا أتى إلى بيت الل���ه يس���أله من

441

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فض��له، ثم ق��ام من حين م��ا يس��لم اإلم��ام وجع��ل يش��رح حال��ه وفق��ره وأوق��ف الن��اس عن تهليلهم، وتسبيحهم، وتكبيرهم، والمس��اجد لم تبن إال ل��ذكر الله، والصالة فيها وق��راءة الق��رآن. وه��ذا المنك��ر

قل من ينتبه له. : أن في س��ؤال الن��اس إذاللاألم,,ر الث,,اني

لنفس الس��ائل، وليس لإلنس��ان أن ي��ذل نفس��ه ويخضعها إال لله، الذي في إذاللها عزه، فأما سائر

الخلق فإنهم عباد أمثاله فال يذل لهم نفسه. : أن فيه ظلم لنفسه إال عند الض��رورة أوثالثا

ا إي��ذاء للمس��ئول الحاج��ة الش��ديدة وفي��ه أيض�� خصوصا إذا كان م��ع إلح��اح، واإلي��ذاء ح��رام، ف��أي عاقل يرضى لنفسه بهذه الحالة التعسة، بل كي��ف يرضى أن يكون عضوا أشال في الهيئة االجتماعي��ة

ال يقام له وزن وال تقام له قيمة. وقد أث��نى الل��ه على ال��ذين ال يس��ألون الن��اس

ليس المسكين الذي يطوف: »إلحافا وقال على الن,,,اس ت,,,رده اللقم,,,ة واللقمت,,,ان والتمرة والتمرتان، ولكن المس,,كين ال,,ذي ال يجد غنى يغني,,ه وال يفطن ل,,ه فيتص,,دق

«.عليه وال يقوم فيسأل الناس

442

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ففي زمنن��ا ال��ذي اختل��ط في��ه الحاب��ل بالناب��ل وص��ار عن��دهم الحالل م��ا وص��ل إلى الي��د وذهب عنهم الورع واالبتعاد عن الش��بهات، على اإلنس��ان أن يبذل جهده ويتثبت وال يبذل زكاته إلى ك��ل من مد يده، بل يسأل بدقة، ويتحقق من األوراق التي

تعرض عليه، التي صارت تصور وتباع وتشترى. وربما حصل المتس��ول على أض��عاف م��ا فيه��ا

الش��حاذين اس��تعملوا فيولو أن هؤالء المتسولين طريق منتج من تجارة أو غيرها ما يصل إلى أيديهم من الص��دقات لم��ا بقي في األم��ة منهم متس��ول، ولكن هؤالء ق��وم ألف��وا ه��ذا العيش وركن��وا إلي��ه ال يدفعهم إلي�ه فق�ر وال ي�ردهم عن�ه غ�نى، وكم ممن اكتشف فصار عنده ثروة، وهذا س��ببه ع��دم التثبت

ال؟وإجراء العادات بدون سؤال هل اغتنى أم من يحل له السؤال وذلك فيما وردوقد بين

عن قبيصة بن مخارق الهاللي قال تحملت حمال��ة أقم أس��أله فيه��ا، فق��ال: »ف��أتيت رس��ول الل��ه

حتى تأتينا الصدقة فآمر لك به,,ا، ثم ق,,ال ي,,ا قبيص,,ة إن المس,,ألة ال تح,,ل إال ألح,,د ثالثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يص,,يبها ثم يمس,,ك، أو رج,,ل أص,,ابته جائح,,ة اجت,,احت مال,,ه فحلت ل,,ه المس,,ألة

443

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

حتى يصيب قواما من عيش أو قال سدادا«.من عيش

ورجل أصابته فاقة ح��تى يق��وم ثالث��ة من ذوي��ا فاق��ة الحجى من قومه يقولون لق��د أص��ابت فالن فحلت له المسألة حتى يصيب قوام��ا من عيش أو قال سدادا من عيش –فما سواهن من المسألة يا

قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا. رواه مسلم. وق��د ذكرن��ا األح��اديث ال��تي تتض��من التغلي��ظ الش��ديد في الس��ؤال من غ��ير ض��رورة وذل��ك في

موضوع "من تحل له الصدقة".شعرا:

ح يومي فال فإن لم أربد أن أغد

غفلت وحادي وليس لجسمي من الموت في أثري

لباس البلى بد أنعم جسمي

باللباس ولينه ن فوقه ردم ومن ومتحته لحد

كأني به قد مر فيبرزخ البلى

ولم يبق فوق العظملحم وال جلد

وقد ذهبت منيالمحاسن وانمحت وليس معي زاد وفي

سفري بعد أرى العمر قد ولى

ولم أدرك المنى وأحدثت أحداثا وليسلها رد

وقد كنت جاهرتالمهيمن عاصيا وما خفت من سري

غدا عنده يبدو وأرخيت خوف

وأن ليس يعفو غيره الناس سترا منفله الحمد

بلى خفته لكنوثقت بحلمه عن اللهو لكن زال

شد عن رأينا الر فلو لم يكن شيء

سوى الموت والبلى

444

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, فقد يغفر المولى إذا

أذنب العبدالت عسى غافر الز

يغفر زلتي وء كذلك عبد السليس له عهد

أنا عبد سوء خنتموالي عهده ونارك ال يقوى لها

لد الحجر الص فكيف إذا أحرقت

بالنار جثتي وأبعث فردا فارحمالفرد يا فرد

رد عند الموت أنا الفوالفرد في البلى

اللهم افتح ل���دعائنا ب���اب القب���ول واإلجاب���ة وارزقن�ا اإلقب�ال على طاعت�ك واإلناب��ة وب�ارك في أعمالنا وأعمارنا وأجزل لنا األجر واإلثابة وآتن��ا في ال��دنيا حس��نة وفي اآلخ��رة حس��نة وفي اآلخ��رة حسنة وقنا عذاب النار واغفر لنا ولوالدينا ولجمي��ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين. وصلى الله

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

445

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

- )موعظة(43

عب��اد الل��ه، اق��تربت الس��اعة وق��رب التح��ول والمس��ير، وأزفت اآلزف��ة وليس هن��اك حميم وال نصير وكتبت الص��حيفة فال نس�يان لقلي��ل وال كث��ير

â��اب ماء واألرض إال في كت ��ة في الس�� وما من غائب[. 75 ]النمل: áمبين

تالله لقد غرت األماني أكثر خلق الل��ه ف��تركوا س��بيل اله��دى وأعرض��وا عن دار الته��اني والق��رار فوقع��وا في ش��رك ال��ردى وتم��ادوا على الت��واني وظن��وا أن ي��تركوا س��دى ونس��وا قول��ه تع��الى:

â���دي متين nملي لهnم إن كي [.183 ]األع���راف: áوأnلههمn األملânوقوله تعالى: عnوا وي nوا ويتمت nل ذرهnم يأك

وف يعلم��nون [، وقول��ه تع��الى:3 ]الحج��ر: áفس��ânارع nس�� ��ه من مال وبنين ن nم��دهnم ب ما ن nون أن أيحسب

ون nرnع ��ل ال يش�� ��رات ب ]المؤمن��ون:áلهnم في الخي56.]

عب��اد الل��ه كي��ف ح��الكم إذا قمتم من القب��ور حي��ارى حف��اة ع��راة غ��رال، وق��د عظمت األه��وال

âكارى nم بس��nكارى وم��ا ه nاس س�� ]الحج:áوترى الن [. ول��زمت الص��حف األعن��اق ثم ردوا إلى الل��ه2

446

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

موالهم الحق أال له الحكم وهو أسرع الحاسبين. الâكي����ف أنتم إذا س����معتم ق����ول الجب����ار

nم بالوعي��د مnوا ل��دي وق��د ق��دمتn إليك ]ق:áتختص��28 ،]âه��ل nول��nم هل امتألت وتق يوم نقnولn لجهن

ألم أعه��دâ[. وقول��ه تع��الى: 30 ]ق: áمن مزي��دnم هn لك يطان إن ��nدnوا الش�� ��ا بني آدم أن ال تعب nم ي إليك

[.60 ]يس: áعدnو مبين فعن���د ذل���ك يؤخ���ذ المجرم���ون بالنواص���ي واألق��دام، ويط��رح في الجحيم من ك��ان ل��ه على

المعاصي جراءة وإقدام. ويمرح بالنعيم من قدم الخيرات ل��دار الس��الم وعمل الباقيات الص��الحات ويحظى بجن��ة عرض��ها كع��رض الس��ماء واألرض ف��اتقوا الل��ه عب��اد الل��ه واسلكوا طري��ق الش��رع الق��ويم ال��ذي ال اعوج��اج في��ه وقوم��وا ب��أوامر المن��ان وال تتبع��وا خط��وات

الشيطان. واحذروا أن تكونوا ممن غ��رتهم الحي��اة ال��دنيا بزخارفها الزائلة وزينتها العاطلة وأولئك هم الذين تنقص األيام والليالي آج��الهم وهم اله��ون وتج��ري بهم األع���وام إلى مراق���د قب���ورهم وهم ن���ائمون وتتخطفهم المناي��ا وهم العب��ون وتن��اديهم الع��بر والمواعظ وهم ال يسمعون وال يبصرون ويرون ما

447

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وق��ع ب��األمم من قبلهم وم��ا ن��زل بآب��ائهم ولكن ال يفقهون والل��ه س��بحانه وتع��الى أعلم بم��آلهم وم��ا إليه صائرون، إذا هم وصلوا إلى الغاي��ة المفهوم��ة

�ادح إلىâمن قوله تع��الى: ك ك انn إن ه�ا اإلنس� �ا أي يك كدحا فمnالقيه [.6 ]االنشقاق: áرب

شعرا:حيل ولست جد الر

باليقظانا خلقت يا غافال عم

له انتبه قنعوا بذا الحظالخسيس الفان

فاق سار الروخلفوك مع األولى فتبعتهم ورضيت

بالحرمان ورأيت أكثر من ترى

متخلفا ,ل بعد ذا وصحبتكل أمان

لكن أتيت بخطتيعجز وجه, د عن المسير وراحة

األبدان منتك نفسك

باللحاق مع القعو ماذا صنعت وكنت ذاإمكان

ولسوف تعلم حينينكشف الغطا

اللهم أيقظن��ا من غفلتن��ا بفض��لك وإحس��انك وتج��اوز عن جرائمن��ا بعف��وك وغفران��ك وألحقن��ا بالذين أنعمت عليهم في دار رضوانك وارزقنا كما رزقتهم من لذي��ذ مناجات��ك واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين.وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- "موعظة"44

عب����اد الل����ه إن كنتم في س����عة من العيش

448

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

فاحمدوا الل��ه تع��الى أن جعلكم من أه��ل اإليس��ار وأديم��وا ش��كره ي��دم عليكم النعم��ة ويزده��ا، وه��و الكريم الجواد. ومن تم��ام النعم��ة أن تنس��خوا من الزكاة بإخراجه��ا كامل��ة إلى ذوي الحاج��ات لعلكم أن تف��وزوا ب��الخلف والث��واب الجزي��ل من ف��اطر األرض والس��موات، أحس��نوا إلى عب��اد الل��ه كم��ا أحسن الله إليكم وراعوا عن��د اإلحس��ان األدب فال تمن��وا على الفق��ير وال ت��ؤذوه ف��إن ذل��ك محب��ط لألعمال واستروا عطاءكم مخلص��ين متيقن��يين أن ح��اجتكم إلى الث��واب وتكف��ير ال��ذنوب أش��د من حاج���ة الفق���ير إلى م���ا تخرج���ون. واعلم���وا أن إحسانكم إنما هو ألنفسكم واعصوا الشيطان فإنه يأمر بالبخ��ل وينهى عن العط��ف على المس��اكين، يخيفكم إن تص����دقتم أن ي����ذهب م����الكم وأنتم تعلمون أن نصيحة الع��دو مهلك��ة، وق��د أخ��بر الل��ه جل وعال أن الشيطان لإلنسان عدو م��بين، وأخ��بر

أنه م��ا من ي��وم يص��بح العب��اد إال ملك��ان ي��نزالن فيق��ول أح��دهما اللهم أع��ط منفق��ا خلف��ا ويق��ول اآلخ��ر اللهم أع��ط ممس��كا تلف��ا. رواه البخ��اري

ومسلم. اللهم اعصمنا عن المخالفة والعصيان وألهمن��ا ذكرك وشكرك يا كريم يا منان اغفر لن��ا ولوال��دينا

449

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمت��ك يا أرحم الراحمين. وصلى الل��ه على محم��د وعلى

آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"45

عباد الله إن وجود الموت بين الناس موعظة كبرى لو كانوا يعقل��ون فإن��ه بلس��ان الح��ال يق��ول لكل واحد منا: سأنزل بك يوم��ا أو ليل��ة كم��ا ت��رى الناس بعينك يموتون وقد يكون ألحدهم من المال والجاه والقوة والجمال والعلم والفصاحة والمركز الدنيوي ما ي��دهش الن��اظرين ل��ه، وق��د يك��ون ق��د طال عمره وطال أمله حتى م��ل وم��ل من��ه. وبين ما هو في حال من النشاط ق��وي مش��دود أس��ره، ذو همة تضيق بها الدنيا، قد أقبلت عليه ال��دنيا من ك�ل جه�ة، وزهت ل�ه، إذا ت�راه جث��ة هام�دة أش�به بأعج��از النخ��ل الخاوي��ة ال حس ل��ه وال حرك��ة وال أقوال وال أفعال ق��د ض��يق على من حول��ه وإذا لم يس��رعوا ب��ه إلى ال��دفن يك��ون جيف��ة من الجي��ف تؤذي رائحتها الكريهة كل من قرب منها، هذا كل��ه يكون بعد ذلك النشاط والق��وى ألن ه��ادم الل��ذات

نزل به.

450

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وبع��د نزول��ه ال تس��أل ك��ان ل��ه م��ا ك��ان، وفي الح��ال تص��بح زوجت��ه أرمل��ة ويص��بح أوالده أيتام��ا. وفي الح��ال تقس��م أموال��ه ال��تي جمعه��ا وقاس��ى على جمعه��ا الش��دائد. ألن الم��وت يزي��ل ملك��ه وينقله إلى ملك ورثته نقال تعجز عن نقضه األي��ام، نعم إنه بالموت يزول ماله كله وهي أك��بر مص��يبة

مالية. وأكبر منها أن��ه يس��أل عن��ه كل��ه داخال وخارج��ا من حالل أم من حرام وبعد مدة يسيرة ينسى هو وينسى ماله وينسى جاهه وينسى مركزه ومكانته ولو كان ملكا أو وزي�را وم�ا كأن�ه رأت�ه العي�ون وال

سمعت كالمه األذان. اللهم إنا نسألك التوبة ودوامها، ونعوذ ب��ك من المعص���ية وأس���بابها، اللهم أفض علين���ا من بح���ر كرمك وعونك حتى نخرج من الدنيا على الس��المة

وباله��ا وارأف بن��ا رأف��ة الح��بيب بحبيب��ه عن��دمن الشدائد ونزولها، وارحمنا من هموم الدنيا وغمومها بالروح والريحان إلى الجنة ونعيمها، ومتعن��ا ب��النظر إلى وجه��ك الك��ريم في جن��ات النعيم: م��ع ال��ذين أنعمت عليهم من النب���يين والص���ديقين والش���هداء والصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المس��لمين،

والميتين برحمتك يا أرحم ال��راحمين،األحياء منهم

451

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"46

عباد الله إن القلوب إذا قست واستولى عليها حب الدنيا دواؤها النافع ب��إذن الل��ه ذك��ر الل��ه ج��ل وعال وتالوة كتابه العزيز وزيارة المقابر لترى فيه��ا بعين��ك م��ا ص�ار إلي��ه األك�ابر واألص��اغر ت��رى فيه�ا المل��وك وال��وزراء والوجه��اء والجب��ابرة والظلم��ة والمتك��برين والفس��قة ص��رعى في ض��يق تل��ك الحفائر وقد كانت ال��دنيا على س��عتها تض��يق عم��ا

لهم من آمال وأماني. وت��رى هن��اك أحب��اء الل��ه وأولي��اءه وعب��اده الصالحين الكل حكم علي��ه العزي��ز الحكيم القه��ار ب�الموت فلب�وا ط�ائعين أو مك�رهين وأص�بح الك��ل منف���ردا ال أنيس ل���ه إال م���ا قدم���ه من األعم���ال فالمطيع لله الذي امتث��ل م��ا أم��ر الل��ه ب��ه وانتهى عم��ا نهى الل��ه عن��ه في روض��ة من ري��اض الجن��ة

وعنده عمله الصالح. وأم�ا اآلخ�ر فل�و أنطق�ه الل�ه لق�ال ل�ك كالم�ا تقطع له القلوب حسرات يق��ول إن الحكم الع��دل جازاني بما استحق وإني بعذاب ال تحتمل��ه الجب��ال

452

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الراسيات وإني مستحق لذلك ألني اغتررت بالدنيا وزخارفه����ا فلم أعب����أ ب����أوامر ربي وال نواهي����ه واقتحمت الموبق��ات ل��ذا ص�رت إلى م��ا ل�و رأيت�ه���ا لص���عقت وذهلت وغش���ي علي���ك، وملئت رعب واشتعل شعرك ش��يبا ولم تنتف��ع بع��د قول��ه بأك��ل وشرب ورأيت أحداقا على الخ��دود س�ائلة، ورأيت أعظم��ا غ��ير متماس��كة وأوص��اال متقطع��ة ورأيت جماجما قد عالها الدود والخش��اش كأنه��ا األن��ابيب ورأيت م��ا ك��ان مجتمع��ا متفرق��ا رميم��ا ورأيت الصديد والقيح يجري فيا له من منظ��ر م��ا أفزع��ه

ويا له من سفر ما أطوله. والعجب ممن ي���زور القب���ور ويس���مع ذل���ك�ا م�ا كأن��ه ويصدق به ويأكل ويشرب وين��ام مطمئن سيساكنهم عن قريب، ماتت القل��وب فأص��بحت ال تنتفع بالوعظ والتذكير وال بزاجر الموت وه��و أبل��غ زاجر لألحياء فزر يا أخي القبور معت��برا وانتب��ه من هذه الغفلة فالموت مهما مد في عم��رك ال ب��د أن يأتيك فكن منه على حذر فإنه ال ي��ؤمن أن يفج��أك وأنت س��ارح في أودي��ه ال��دنيا. وم��ا أك��ثر م��وت الفج���أة في زمنن���ا بواس���طة الس���يارات والق���ز

والكهرباء والطائرات ونحو ذلك. اللهم إنا نسألك التوبة ودوامها، ونعوذ ب��ك من

453

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

المعص���ية وأس���بابها، اللهم أفض علين���ا من بح���ر كرمك وعونك حتى نخرج من الدنيا على الس��المة من وباله��ا وارأف بن��ا رأف��ة الح��بيب بحبيب��ه عن��د الش���دائد ونزوله���ا، وارحمن���ا من هم���وم ال���دنيا وغمومه��ا ب��الروح والريح��ان إلى الجن��ة ونعيمه��ا، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم في جنات النعيم: م��ع ال��ذين أنعمت عليهم من النب��يين والص��ديقين والشهداء والصالحين، واغفر لنا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين، األحي��اء منهم والمي��تين برحمت��ك ي��ا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وعلى آله

وصحبه أجمعين.- "موعظة"47

أيه��ا الغاف��ل راقب من ي��راك في ك��ل ح��ال، وطهر سرك فهو عليم بما يخطر بالبال، إلى م��تى تمي���ل م���ع الزخ���ارف وإلى كم ت���رغب لس���ماع المالهي والمع��ازف والمحرم��ات أم��ا آن ل��ك أن تجالس صاحب الدين والصالح العاكف على عمل��ه يقطع ليله بالقيام حتى الصباح ونه��اره بالص��يام ال يم��ل وال يت��وانى رج��اء الف��وز باألرب��اح وأنت في غمرة هواك مفتونا في االنهماك بدنياك وكأني بك

454

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وق��د هجم علي��ك م��ا ب��دد ش��ملك وأوهن ق��واك وافترس���ك من بين أهل���ك وعش���يرتك وأخالئ���ك وتخلى عنك خليل��ك وأص��دقاؤك ال يس��تطيعون رد ما نزل بك وال تجد له كاشفا فانتبه ما دام جسمك

صحيحا والعمل منك في إمكان. كرب الحساب وأنت

ردا عبدا مف واذكر وقوفك في

المعاد وأنت في وأطعت شيطانالغواية والعدا

فت حتى ضاع سو عمرك باطال باب الكريم ولذ به

دا متفرا فانهض وتب مم

جنيت وقم إلى واعزم وتب واحذرتكن مترددا

وادعوه في عفوا ومغفرة بها كي األسحار دعوة

أسعدا واضرع وقل يا رب

جئتك أرتجي تسع العباد ومن بغىومن اعتدى

فلعل رحمته تعمفإنها ها نار الجحيم وحر

المتوقدا وإذا أردت بأن تفوز

وتتقي فوق السموات العلىدا وتفر

أخلص لمن خلقالخالئق واعتلى خير الورى نسبا

وأكرم محتدا ثم الصالة على

د النبي محم- "موعظة"48

عباد الله، إن بين أيديكم ي��وم ال ش��ك في��ه وال مراء، يقع فيه الفراق وتنفصم فيه العرى، فتدبروا أمركم، قبل أن تحضروا، وانظروا ألنفس��كم نظ��ر

��nلâمن قد فهم ودرى، قال الله تعالى: يوم تجدn ك را ��ر محض�� ]آل عم��ران:áنفس ما عملت من خي

455

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

[. يا له من يوم يشيب فيه الولدان، وتسير فيه30 الجبال، وتظهر فيه الخفايا، وتنطق في��ه األعض��اء، شاهدة باألعم��ال، فانتب��ه ي��ا من ق��د وهي ش��بابه، وامتأل باألوزار كتابه، عباد الله، أما بلغكم أن الن��ار للكفار والعصاة أعدت، إنه��ا لتح��رق ك��ل م��ا يلقى

معnوا له��اâفيها، قال الله تعالى: nلق��nوا فيه��ا س�� إذا أ��ظ زn من الغي ��ادn تمي ]المل��ك:áشهيقا وهي تفnورn تك

هn جم��التâ[. وقال 8 ها ترمي بشرر كالقصر كأن إن [. عباد الل�ه، أم�ا بلغكم أن33 ]المرسالت: áصnفر

:طع��ام أهله��ا الزق��وم، وش��رابهم الحميم، ق��ال ل,,و أن قط,,رة من الزق,,وم قط,,رت في»

«.األرض ألمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيف بمن ه��و طعام��ه، ال طع��ام ل��ه غ��يره، ق��ال

قوم طع��امn األثيم كالمnه��لâتع��الى: جرة الز إن ش�� nطnون كغلي الحميم [.46 ]الدخان:: áيغلي في الب

أخ��رج الط��براني وابن أبي ح��اتم من طري��ق منصور بن عمار حدثنا بش��ير بن طلح��ة عن خال��د بن ال��دريك عن يعلى بن مني��ة رف��ع الح��ديث إلى

قال "ينشء الله ألهل النار سحابة سوداءالنبي مظلمة، فيق��ال ي��ا أه��ل الن��ار أي ش��يء تطلب��ون، في��ذكرون به��ا س��حابة ال��دنيا، فيقول��ون ي��ا ربن��ا

456

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الشراب، فتمطر أغالال تزيد في أغاللهم، وسالسلتزيد في سالسلهم، وجمرا يلتهب عليهم".

اللهم توفنا مسلمين وألحقن��ا بالص��الحين غ��ير خزاي��ا وال مفت��ونين واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"49

ابن آدم كأنك بالموت وقد فجأك وألحقك بمن ق��د س��بقك من األمم ونقل��ك من الفل��ل والعم��ائر إلى بيت الوحدة والوحش�ة والظلم ومن ذل�ك إلى عسكر الموتى مخيمة بين الخيم مفرقا من مال��ك ما اجتمع ومن شملك م��ا انتظم وليس ل��ك ق��درة فتدفع��ه بك��ثرة األم��وال وال بق��وة الخ��دم ون��دمت

على التفريط والت ساعة ندم. فيا عجبا لعين تنام وطالبها مجد في طلبه��ا لم ينم، متى تحذر مما توعد وتهدد، ومتى تض��رم ن��ار الخ���وف في قلب���ك وتتوق���د إلى م���تى حس���ناتك تضمحل وسيئاتك تتجدد، وإلى متى ال يهو لك زجر الواع��ظ وإن ش��دد وإلى م��تى وأنت بين الفت��ور والتواني تردد متى تحذر يوم��ا تنط��ق في��ه الجل��ود وتشهد ومتى تقبل على ما يبقى وت��ترك م��ا يف��نى

457

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وينفد. م��تى تهب ب��ك في بح��ر الوج��د ريح الخ��وف والرجا متى تكون في اللي��ل قائم��ا إذا س��جى أين الذين عاملوا م��والهم ب��اإلخالص وانف��ردوا وق��اموا في الدجى فركعوا وسجدوا وق��دموا إلى باب��ه في األس��حار ووف��دوا وص��اموا ه��واجر النه��ار فص��بروا واجتهدوا، لق��د س��اروا وتخلفت وفات��ك م��ا وج��دوا

وبقيت في أعقابهم وإن لم تسرع وتجتهد بعدوا. فتنبه وتيقظ يا مسكين قبل أن يفاجئ��ك ه��ادم اللذات فال تقدر على استدراك لما فات، قال الل��ه

��ل أنâج��ل وعال: nم من قب ��اك وأنفق��nوا من ما رزقنرتني إلى nمn الم��وتn فيق��nول رب ل��وال أخ يأتي أحدكر nؤخ nن من الصالحين ولن ي أجل قريب فأصدق وأك��nون ��ير بم��ا تعمل هn خب nه��ا والل هn نفسا إذا جاء أجل áالل

[.11]المنافقون: اللهم وفقنا لص��الح األعم��ال ونجن��ا من جمي��ع األهوال وأمنا من الفزع والرجف والزلزال، واغفر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين األحي��اء منهم والميتين برحمتك يا أرحم ال��راحمين، وص��لى الل��ه

على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.فائدة عظيمة النفع

458

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وق��ال رحم��ه الل��ه ليس في الوج��ود ش��ر إال��ا ت��أتي من نفس ال��ذنوب وموجباته��ا وكونه��ا ذنوب العبد فإن س��بب ال��ذنب الظلم والجه��ل وهم��ا من نفس العب��د كم��ا أن س��بب الخ��ير الحم��د والعلم

والحكمة والغنى. وهي أمور ذاتي��ة لل��رب وذات ال��رب س��بحانه،

مستلزمة للحكمة والخير والجود. وذات العبد مستلزمة للجهل والظلم وم��ا في��ه من العلم والعدل فإنما حصل له بفضل الله علي��ه

وهو أمر خارج عن نفسه. فمن أراد الل��ه ب��ه خ��يرا أعط��اه ه��ذا الفض��ل

فصدر منه اإلحسان والبر والطاعة. ومن أراد به شرا أمسكه عن��ه وخاله، ودواعي نفسه وطبعه وموجبها فصدر من��ه م��وجب الجه��ل

والظلم من كل شر وقبيح. وليس منع��ه ل��ذلك ظلم��ا من��ه س��بحانه فإن��ه فض��له وليس من من��ع فض��له ظالم��ا ال س��يما إذا

منعه عن محل ال يستحقه وال يليق به. وأيضا فإن هذا الفضل هو توفيقه وإرادت��ه من نفس��ه أن يلط��ف بعب��ده ويوفق��ه ويعين��ه وال يخلي

بينه وبين نفسه وهذا محض فعله وفضله. وهو س��بحانه أعلم بالمح��ل ال��ذي يص��لح له��ذا

459

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الفضل ويليق به ويثمر به ويزكو. وق��د أش��ار الل��ها بعضهnمâتعالى إلى هذا المعنى بقوله: وكذلك فتن

��ا يقnول��وا اه���ؤnالء من الل��هn عليهم من بينن ببعض لاكرين [.53 ]األنعام: áأليس اللهn بأعلم بالش

فأخبر سبحانه أنه أعلم بمن يع��رف ق��در ه��ذه النعم��ة ويش��كره عليه��ا ف��إن أص��ل الش��كر ه��و االعتراف بانعام المنعم على وجه الخضوع وال��ذل والمحبة. فمن لم يعرف النعمة. بل كان جاهال بها

لم يشكرها. ومن عرفها ولم يعرف المنعم بها لم يش��كرها أيضا ومن عرف النعمة والمنعم لكن جح��دها كم��ا

يجحد المنكر لنعمة المنعم عليه بها فقد كفرها. ومن ع���رف النعم���ة والمنعم وأق���ر به���ا ولم يجحدها ولكن لم يخضع له ويحبه ويرضى به وعنه

لم يشكرها أيضا. ومن عرفها وعرف المنعم به��ا وخض��ع للمنعم بها وأحبه ورضي ب��ه وعن��ه واس��تعملها في محاب��ة

وطاعته فهذا هو الشكر لها. فال بد في الشكر من علم القلب وعم��ل يتب��عالعلم وهو الميل إلى المنعم ومحبته والخضوع له. كم��ا في ص��حيح البخ��اري عن ش��داد بن أوس

460

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

س,,يد االس,,تغفار أن: »قال: قال رسول الله يقول العب,,د اللهم أنت ربي ال إل,,ه إال أنت خلقت,,,ني وأن,,,ا عب,,,دك وأن,,,ا على عه,,,دك ووعدك ما استطعت أعوذ ب,,ك من ش,,ر م,,ا صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأب,,وء ب,,ذنبي ،ف,,اغفر لي فإن,,ه ال يغف,,ر ال,,ذنوب إال أنت من قالها إذا أص,,بح موقن,,ا به,,ا فم,,ات من يوم,,ه دخ,,ل الجن,,ة ومن قاله,,ا إذا أمس,,ى

«.موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنة فقوله: "أبوء لك بنعمتك علي" يتضمن اإلقرار واإلناب�ة إلى الل�ه بعبوديت�ه. فالعب�د يب�وء إلى الل�ه بنعمته عليه ويبوء بذنبه ويرجع إليه باالعتراف بهذا وبه��ذا رج��وع مطمئن إلى رب��ه م��نيب إلي��ه ليس

رجوع من أقبل عليه ثم أعرض عنه. فه��و معب��وده وه��و مس��تعانه ال ص��الح ل��ه إال

بعبادته وال يمكن أن يعبده إال بإعانته. ومن المعلوم أن أجل نعم��ة على عب��ده نعم��ه اإليمان به ومعرفت��ه ومحبت��ه وطاعت��ه والرض��ا ب��ه

واإلنابة إليه والتوكل عليه والتزام عبوديته.ا أن األرواح منه��ا الخ��بيث ومن المعل��وم أيض�� الذي ال أخبث منه ومنها الطيب. وبين ذلك وكذلك القل���وب منه���ا القلب الش���ريف ال���زكي والقلب

461

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الخسيس الخبيث. وه��و أعلم ب��القلوب الزاكي��ة واألرواح الطيب��ة التي تص��لح الس��تقرار ه��ذه النعم وإي��داعها عن��دها ويزكو بذرها فيها فيكون تخصيصه لها بهذه النعمة

كتخصيص األرض الطيبة القابلة للبذر بالبذر. فليس من الحكمة أن يبذر البذر في الص��خور والرم��ال والس��باخ وفاع��ل ذل��ك غ��ير حكيم فم��ا الظن بب���ذر اإليم���ان والق���رآن والحكم���ة ون���ور المعرف��ة والبص��يرة في المح��ال ال��تي هي أخبث المح��ال فالل��ه أعلم حيث يجع��ل رس��الته أص��ال

وميراثا. فهو أعلم بمن يص�لح لتحم�ل رس�الته فيؤديه�ا إلى عب��اده باألمان��ة والنص��يحة وتعظيم المرس��ل والقيام بحقه والصبر على أوامره والش��كر لنعم��ه

والتقرب إليه. ومن ال يصلح لذلك. وكذلك هو سبحانه أعلم بمن يص��لح من األمم لوراثة رسله والقيام بخالفتهم وحمل ما بلغوه عن

ربهم. فالرب سبحانه إذا علم من محل أهلية لفضله ومحبته ومعرفته وتوحيده حبب إليه ذل��ك ووض��عه فيه وكتبه في قلبه ووفقه ل�ه وأعان�ه علي��ه ويس�ر

462

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

له طرق��ه وأغل�ق دون��ه األب��واب ال��تي تح��ول بين��هوبين ذلك.

ثم ت��واله بلطف��ه وت��دبيره وتيس��يره وتربيت��ه أحسن من تربية الوالد الشفيق ال��رحيم المحس��ن

لولده الذي هو أحب شيء إليه. فال يزال يعامله بلطفه ويختصه بفضله ويؤثره برحمت��ه ويم��ده بمعونت��ه ويؤي��ده بتوفيق��ه ويري��ه مواقع إحسانه إليه وبره به فيزداد العبد به معرفة وله محبة وإليه إنابة وعليه ت��وكال. وال يت��ولى مع��ه

غيره وال يعبد معه سواه. وه��ذا ه��و ال��ذي ع��رف ق��در النعم��ة وع��رف

المنعم وأقر بنعمته وصرفها في مرضاته. واقتضت حكمة الرب وجوده وكرمه وإحس��انه أن ب��ذر في ه��ذا القلب ن��ور اإليم��ان والمعرف��ة وسقاه بالعلم النافع والعمل الص��الح وأطل��ع علي��ه من ن��وره ش��مس الهداي��ة وص��رف عن��ه اآلف��ات

المانعة من حصول الثمرة. فأنبتت أرضه الزاكية من ك��ل زوج ك��ريم فمن لم ينبت قلبه شيئا من الخير ألبتة فهذا من أشقى

األشقياء. فصلوات الله وسالمه على من الهدى والبي��ان

والشفاء والعصمة في كالمه وفي أمثاله.

463

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

والمقصود أن الله سبحانه أعلم بمواقع فضله ورحمته وتوفيقه ومن يصلح لها ومن ال يصلح وأن حكمته تأبى أن يضع ذلك عند غير أهل��ه كم��ا ت��أبى

أن يمنعه من يصلح له. وهو سبحانه الذي جعل المحل ص��الحا وجعل��ه أهال وق��ابال فمن��ه اإلع��داد واإلم��داد ومن��ه الس��بب

والمسبب. وقال رحمه الله كمال العب��د وص��الحه يتخل��ف عنه من إحدى جهتين إما أن تكون طبيعت��ه يابس��ة غ��ير لين��ة وال منق��ادة وال قابل��ة لم��ا ب��ه كماله��ا

وفالحها. وإما أن تكون لينة منقادة سلسة القيادة لكنها غير ثابتة على ذلك بل سريعة االنتقال عن��ه كث��يرة

التقلب.��ا علي��ه فم��تى رزق العب��د انقي��ادا للح��ق وثبات فليبشر فقد بشر بكل خير وذلك فضل الل��ه يؤتي��ه

من يشاء. وق��ال ص��دق الت��أهب للق��اء الل��ه من أنف��ع م��ا للعبد وأبلغه في حصول استقامته فإن من اس��تعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها وخمدت من نفس�ه ن�يران الش�هوات وأخبت قلب�ه

464

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

إلى الل��ه وعكفت همت��ه على الل��ه وعلى محبت��هوإيثار مرضاته.

واستحدثت همة أخرى وعلوما أخر وولد والدة أخرى نس��بة قلب��ه فيه��ا إلى ال��دار اآلخ��رة كنس��بة جسمه إلى هذه ال�دار بع�د أن ك�ان في بطن أم��ه فيولد قلبه والدة حقيقية كم��ا ول��د جس��مه حقيق��ة��ا لجس��مه عن ه��ذه ال��دار وكما أن بطن أمه حجابفهكذا نفسه وهواه حجاب لقلبه عن الدار اآلخرة. فخروج قلبه عن نفسه بارزا إلى الدار اآلخ��رة كخروج جسمه عن بطن أمه بارزا إلى ه��ذه ال��دار وهذا معنى ما يذكر عن المسيح أن��ه ق��ال ي��ا ب��ني إس��رائيل إنكم لن تلج��وا ملك��وت الس��ماء ح��تى

تولدوا مرتين. ولما كان أكثر الن��اس لم يول��دوا ه��ذه ال��والدة الثاني��ة وال تص��وروها فض��ال عن أن يص��دقوا به��ا فيقول القائ��ل كي��ف يول��د الرج��ل الكب��ير أو كي��ف يول��د القلب لم يكن لهم إليه��ا هم��ة وال عزيم��ة إذ كيف يعزم على الش��يء من ال يعرف��ه وال يص��دقه ولكن إذا كش��ف حج��اب الغفل��ة عن القلب ص��دق

بذلك وعلم أنه لم يولد قلبه بعد. والمقص��ود أن ص��دق الت��أهب للق��اء الل��ه ه��و مفتاح جميع األعمال الص��الحة واألح��وال اإليماني��ة

465

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ومقام��ات الس��الكين إلى الل��ه ومن��ازل الس��ائرين إليه من اليقظة والتوبة واإلناب��ة والمحب��ة والرج��اء والخش��ية والتف��ويض والتس��ليم وس��ائر أعم��ال

القلوب والجوارح. فمفت��اح ذل��ك كل��ه ص��دق الت��أهب واالس��تعداد للقاء الله والمفتاح بيد الفت��اح العليم ال إل��ه غ��يره

وال رب سواه. وقال رحمه الله ط��وبى لمن أنص��ف ف��أقر ل��ه بالجه��ل في علم��ه، واآلف��ات في عمل�ه، والعي��وب في نفس����ه، والتفري����ط في حق����ه، والظلم في

معاملته. فإن أخ��ذه بذنوب��ه رأي عدل��ه، وإن لم يؤخ��ذه

رأى فضله. وإن عم��ل حس��نة رآه��ا من منت��ه علي��ه، ف��إن قبلها فمنة وصدقة ثانية، وإن ردها فلكون مثلها ال

يصلح أن يواجه به. وإن عمل سيئة رآها من تخلي��ه عن��ه، وخذالن��ه

له، وإمساك عصمته، وذلك من عدله فيه. ف��يرى في ذل��ك فق��ره إلى رب��ه وظلم��ه في نفس��ه، ف��إن غف��ر ل��ه فبمحض إحس��انه وج��وده

وكرمه.

466

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ونكت��ة المس��ألة وس��رها أن��ه ال ي��رى رب��ه إال محس���نا وال ي���رى نفس���ه إال مس���يئا ومفرط���ا أو

مقصرا. ف��يرى ك��ل م��ا يس��ره من فض��ل رب��ه علي��ه

وإحسانه إليه، وكل ما يسؤه من ذنوبه. وقال من لم يعرف نفسه كيف يعرف خالقه؟��ا وه��و القلب. فاعلم أن الله خل��ق في ص��درك بيتا لمعرفت��ه يس��توي علي��ه ووض��ع في ص��دره عرش�� المث���ل األعلى، فه���و مس���تو على س���رير القلب،

وعلى السرير بساط من الرضا. ووض��ع عن يمين��ه وش��ماله مراف��ق ش��رائعه��ا من جن��ة رحمت��ه، واألنس وأوامره، وفتح إلي��ه باب

به، والشوق إلى لقائه. وأمط��ره من واب��ل كالم��ه م��ا أنبت في��ه من أص��ناف الري��احين واألش��جار المثم��رة، من أن��واعالطاعات والتهليل والتسبيح والتحميد والتقديس.

وجع��ل في وس��ط البس��تان ش��جرة معرفت��ه، فهي تؤتي أكله��ا ك��ل حين ب��إذن ربه��ا من المحب��ة واإلناب��ة، والخش��ية والف��رح ب��ه، واالبته��اج بقرب��ه، وأج��رى إلى تل��ك الش��جرة، م��ا يس��قيها من ت��دبر

كالمه وفهمه، والعمل بوصاياه. وعل��ق في ذل��ك ال��بيت قن��ديال أس��رجه بض��ياء

467

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

معرفت��ه، وإيم��ان ب��ه وتوحي��ده، فه��و يس��تمد من ش��جرة مبارك��ة زيتون��ة ال ش��رقية وال غربي��ة يك��اد

زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار. ثم أحاط عليه حائطا يمنعه من دخول اآلف��ات والمفسدين ومن يؤذي البستان، فال يلحقه أذاهم،ا من المالئك��ة يحفظون��ه في وأق��ام علي��ه حرس��

يقظته ومنامه. ثم أعلم صاحب البيت والبستان بالساكن في��ه فهو دائما همه إصالح الس��كن ولم ش��عثه ليرض��اه

الساكن منزال. وإذا أحس بأدنى ش��عث في الس��كن ب��ادر إلى إصالحه ولم�ه، خش�ية انتق�ال الس�اكن من�ه، فنعم الس���اكن، ونعم المس���كن فس���بحان الل���ه رب

العالمين. كم بين ه��ذا ال��بيت وبيت ق��د اس��تولى علي��ه الخراب، وص��ار م��أوى للحش��رات واله��وام، ومحال

إللقاء األنتان، والقاذورات فيه. فمن أراد التخلي وقضاء الحاجة وج��د خرب�ة ال

ساكن وال حافظ لها. وهي مع��دة لقض�اء الحاج��ة، مظلم��ة األرج��اء، منتن���ة الرائح���ة، ق���د عمه���ا الخ���راب، ومألته���ا

468

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الق��اذورات. فال ي��أنس به��ا وال ي��نزل فيه��ا إال منيناسبه سكناها من الحشرات والديدان والهوام.

الشيطان جالس على س��ريرها وعلى الس��رير بس��اط الجه��ل وتخف��ق في��ه األه��واء، وعن يمين��ه

وشماله مرافق الشهوات. وقد فتح إليه باب من حقل الخذالن والوحشة، والركون إلى ال��دنيا، والطمأنين��ة به��ا، والزه��د في

اآلخرة. وأمط��ر من واب��ل الجه��ل واله��وى والش��رك والبدع، م��ا أنبت في��ه أص��ناف الش��وك والحنظ��ل، واألشجار المثمرة ب��أنواع المعاص��ي والمخالف��ات، من الزوائ���د واالنت���دابات، والن���وادر والهزلي���ات والمض��حكات، واألش��عار الغزلي��ات، والخمري��ات ال��تي تهيج على ارتك��اب المحرم��ات، وتزه��د في

الطاعات. وجع��ل في وس��ط الحق��ل ش��جرة الجه��ل ب��ه واإلع��راض عن��ه، فهي ت��ؤتي أكله��ا ك��ل حين من الفس��وق والمعاص��ي، والله��و واللعب والمج��ون،

والذهاب مع كل ريح، وإتباع كل شهوة. ومن ثمره���ا الهم���وم والغم���وم، واألح���زان واآلالم، ولكنه��ا متواري��ة باش��تغال النفس بلهوه��ا ولعبها. فإذا أف��اقت من س��كرها أحض��رت ك��ل هم

469

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وغم وحزن وقلق، ومعيشة ضنك. وأجري إلى هذه الشجرة ما س��قيها من إتب��اع

الهوى، وطول األمل والغرور. ثم ترك ذلك البيت وظلمات��ه وخ��راب حيطان��ه بحيث ال يمنع منه مفس��د وال حي��وان، وال م��ؤذ وال

قذر. فسبحان خالق هذا ال��بيت وذل��ك ال��بيت، فمن عرف بيته وقدر الس��اكن في��ه، وق��در م��ا في��ه من

الكنوز والذخائر واآلالت انتفع بحياته ونفسه. ومن جهل ذلك، جهل نفس��ه وأض��اع س��عادته.

والله الموفق. وقال أقام الله سبحانه ه��ذا الخل��ق بين األم��ر والنهي والعط��اء والمن��ع ف��افترقوا فرق��ة ق��ابلت أمره بالترك، ونهي��ه باالرتك��اب، وعط��اؤه بالغفل��ة عن الش��كر، ومنع��ه بالس��خط؛ وه��ؤالء أع��داؤه،

وفيهم من العداوة بحسب ما فيهم من ذلك. وقس��م ق��الوا: إنم��ا نحن عبي��دك ف��إن أمرتن��ا س��ارعنا إلى اإلجاب��ة، وإن نهيتن��ا أمس��كنا نفوس��نا وكففناه��ا عم��ا نهيتن��ا عن��ه، وإن أعطيتن��ا حم��دناك

وشكرناك، وإن منعتنا تضرعنا إليك وذكرناك. فليس من بين ه���ؤالء وبين الجن���ة إال س���تر

470

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الحياة الدنيا، فإذا مزقه عليهم الموت، صاروا إلى النعيم المقيم، وق��رة األعين كم��ا أن أولئ��ك ليس

بينهم وبين النار إال ستر الحياة الدنيا. فإذا مزقه الموت صاروا إلى الحس��رة واأللم. ف��إذا تص��ادمت جي��وش ال��دنيا واآلخ��رة في قلب��ك وأردت أن تعلم من أي الف��ريقين أنت ف��انظر م��ع من تميل منهما، ومن تقابل؛ إذ ال يمكنك الوق��وف

بين الجيشين، فأنت مع أحدهما ال محالة. فقسم استغشوا الهوى فخالفوه، واستنص��حوا العق��ل فش��اوروه. وفرغ��وا قل��وبهم للفك��ر فيم��ا خلقوا له وجوارحهم للعمل بما أمروا به، وأوقاتهم

لعمارتها بما يعمر منازلهم في اآلخرة. واستظهروا على سرعة األج��ل بالمب��ادرة إلى

األعمال وسكنوا الدنيا وقلوبهم مسافرة عنها. واستوطنوا اآلخرة قبل انتقالهم إليها، واهتموا بالل��ه وطاعت��ه على ق��در ح��اجتهم إلي��ه، وت��زودوا

لآلخرة على قدر مقامهم فيها. فجعل لهم سبحانه من نعيم الجنة وروحها، أن آنسهم بنفسه، وأقبل بقلوبهم إلي��ه، وجمعه��ا على

محبته، وشوقهم إلى لقائه، ونعمهم بقربه. وفرغ قل��وبهم مم��ا مأل ب��ه قل��وب غ��يرهم من محبة الدنيا والهم والح��زن على فوته��ا، والغم من

471

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

خوف ذهابها. فاستالنوا ما استوعره المترفون، وأنس��وا بم��ا استوحش منه الجاهلون، ص��حبوا ال��دنيا بأب��دانهم،

والمأل األعلى بأرواحهم. فائ��دة: وق��ال رحم��ه الل��ه إذا أص��بح العب��د وأمس��ى وليس هم��ه إال الل��ه وح��ده تحم��ل الل��ه س��بحانه حوائج��ه كله��ا وحم��ل عن��ه ك��ل م��ا أهم��ه وف��رغ قلب��ه لمحبت��ه ولس��انه ل��ذكره وجوارح��ه

لطاعته. وإن أص��بح وأمس��ى وال��دنيا هم��ه حمل��ه الل��ه

همومها وغمومها وأنكادها ووكله إلى نفسه. فشغل قلبه عن محبته بمحب��ة الخل��ق ولس��انه عن ذكره بذكرهم وجوارحه عن طاعت��ه بخ��دمتهم

وأشغالهم. فهو يكدح كدح الوحش في خدمة غيره كالكير

ينفخ بطنه ويعصر أضالعه في نفع غيره. فك��ل من أع��رض عن عبودي��ة الل��ه وطاعت��ه

ومحبته بلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته.حمنâق��ال تع��الى: ��ر ال��ر ومن يعشn عن ذك

ض لهn شيطانا فهnو لهn قرين nقي [. 36 ]الزخرف: áن قال سفيان بن عيين��ة ال ت��أتون بمث��ل مش��هور

472

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

للعرب إال جئتكم به من القرآن. فقال ل�ه قائ�ل ف�أين في الق�رآن أع��ط أخ�اك

ثمرة فإن أبى فجمرة.��رâفق��ال في قول��ه تع��الى: ومن يعشn عن ذك

ض لهn شيطانا nقي حمن ن [.36 ]الزخرف: áالر اللهم وفقنا لما وفقت إليه القوم وأيقظن��ا من سنة الغفلة والنوم وارزقنا االستعداد ل��ذلك الي��وم الذي يربح في��ه المتق��ون اللهم وعاملن��ا بإحس��انك وج�د علين�ا بفض�لك وامتنان�ك واجعلن�ا من عب�ادك الذين ال خ��وف عليهم وال هم يحزن��ون اللهم ارحم ذلنا بين يديك واجعل رغبتنا فيما لديك، وال تحرمنا ب��ذنوبنا، وال تطردن��ا بعيوبن��ا، واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمت��ك

يا أرحم الراحمين.

473

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

- )موعظة(50

في الحث على تقوى الله عز وجل عباد الله عليكم بتقوى الل��ه فإنه��ا وص��ية الل��ه

يناâلألولين واآلخرين، قال الل��ه تع��الى: ولق��د وص��قnوا الله nم أن ات اك nم وإي nوا الكتاب من قبلك nوت ذين أ ال

á :[، فم��ا من خ��ير عاج��ل وال آج��ل31 ]النس��اء ظاهر وال باطن إال وتقوى الله سبيل موصل إلي��ه، ووسيلة مبلغ��ة ل��ه، وم��ا من ش��ر عاج��ل وال آج��ل ظاهر وال باطن إال وتقوى الله عز وجل حرز متين

وحصن حصين للسالمة منه والنجاة من ضرره. وكم علق الل��ه العظيم في كتاب��ه العزي��ز على التقوى من خيرات عظيمة وسعادات جس��يمة من ذل��ك المعي��ة الخاص��ة المقتض��ية للحف��ظ والعناي��ة

âوالنصر والتأييد، قال تعالى: قnوا الل��ه واعلم��nوا واتقين [. ومن ذل��ك194 ]البق��رة: áأن الل��ه م��ع المnت

فم��اâالمحب��ة لمن اتقى الل��ه، ق��ال الل��ه تع��الى: nحب تقيمnوا لهnم إن الل����ه ي nم فاس���� تقامnوا لك اس����

قين [.7 ]التوبة: áالمnتâومن ذلك التوفيق للعلم ق��ال تع��الى: ق��nوا وات

nالله nمn مnك nعل [. ومن ذلك نفي282 ]البقرة: áالله وي

474

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الخ��وف والح��زن عن المتقي المص��لح ق��ال الل��هقى وأصلح فال خوف عليهم وال هnمâتعالى: فمن اتnون [. ومن ذلك الفرقان عن��د35 ]األعراف: áيحزن

االش��تباه ووق��وع اإلش��كال والكف��ارة للس��يئاتذينâوالمغفرة للذنوب قال الله تع��الى: ه��ا ال ��ا أي ي

nم nكفر عنك nم فnرقان��ا وي ك قnوا الله يجعل ل nوا إن تت آمن ل العظيم nم والل��هn ذnو الفض�� nم ويغف��ر لك ئاتك ي áس��

[. 29]األنفال: ومن ذل��ك النج��اة من الن��ار ق��ال الل��ه تع��الى:

â يا ك حتم��ا مقض�� nم إال واردnها كان على رب وإن منكقوا ذين ات nنجي ال nم ن [. وق��ال تع�الى:72 ]م��ريم: áث

ânمnه ق���وا بمف���ازتهم ال يمس��� ذين ات هn ال nنجي الل وي��nون وءn وال هnم يحزن [. ومن ذل��ك61 ]الزم��ر: áالس

المخرج من الشدائد والرزق من حيث ال يحتس��بâق���ال تع���الى: هn مخرج���ا ه يجع���ل ل ق الل ومن يت

nال يحتسب nمن حيث nقه nويرزá :[.3 ]الطالققâومن ذلك اليسر ق��ال الل��ه تع��الى: ومن يت

را nس�� هn من أمره ي ه يجعل ل [. ومن4 ]الطالق: áاللnكفرâذلك عظم الجر ق��ال تع��الى: ه ي ق الل ومن يت nعظم ل��هn أج��را ئاته وي ي ��هn س�� [. ومن5 ]الطالق: áعن

اتâذل��ك الوع��د من الل��ه بالجن��ة ق��ال تع��الى: جن��الغيب ��ادهn ب حمنn عب تي وع��د ال��ر ]م��ريم:áعدن ال

475

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

.áمن كان تقياâ[. اآليات إلى قوله من 61قينâوق������ال تع������الى: ةn للمnت nزلفت الجن áوأ

قين فيâ[. وق��ال تع��الى: 90]الش��عراء: إن المnت��در دق عن��د ملي��ك مقت ات ونه��ر في مقع��د ص�� áجن

لn الل��هn منâ[. وق��ال تع��الى: 55]القمر: م��ا يتقب إنقين ءâ[. وق��ال تع��الى: 27 ]المائ��دة: áالمnت األخال

قين ]الزخ��رف:áيومئذ بعضnهnم لبعض ع��دnو إال المnت67 .]

ومن ذل��ك الكرام��ة عن��د الل��ه ب��التقوى ق��الnمâتعالى: ه أتق�اك nم عند الل ]الحج��رات:áإن أكرمك

[. إذا فهمت ذلك فاعلم أن التقوى هي امتث��ال13 األوام��ر واجتن��اب الن��واهي، ف��المتقون هم ال��ذين يراهم الله حيث أمرهم وال يقدمون على ما نهاهم

عنه. المتق��ون هم ال��ذين يع��ترفون ب��الحق قب��ل أن يشهد عليهم ويعرفونه ويؤدونه، وينك��رون الباط��ل ويجتنبونه ويخ��افون ال��رب الجلي��ل ال��ذي ال تخفى علي���ه خافي���ة، المتق���ون يعمل���ون بكت���اب الل���ه

فيحرمون ما حرمه ويحلون ما أحله. وال يخون���ون في أمان���ة وال يرض���ون بال���ذل واإلهان���ة وال يعق���ون وال يقطع���ون، وال ي���ؤذون

476

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ج���يرانهم وال يض���ربون إخ���وانهم، يص���لون من قطعهم، ويعط���ون من ح���رمهم، ويعف���ون عمن ظلمهم الخير عندهم م��أمول، والش��ر من ج��انبهم م��أمون ال يغت��ابون وال يك��ذبون وال ين��افقون، وال ينم���ون وال يحس���دون وال ي���راؤن وال يراب���ون وال يقذفون وال يأمرون بمنكر وال ينهون عن معروف، بل ي��أمرون ب��المعروف وينه��ون عن المنك��ر، تل��ك صفات المتقين حقا ال��ذين يخش��ون ربهم ب��الغيب

وهم من الساعة مشفقون. إخ��واني، ل��و تحلى ك��ل من��ا ب��التقوى لحس��ن عمله، وخلصت نيته، واستقام على الهدى، وابتع��د عن المعاص��ي وال��ردى، وك��ان ي��وم القيام��ة من

الناجين.وصف المؤمن المتقي

لإلمام علي رضي الله عنه

المتقون هم أه��ل الفض��ائل منطقهم الص��واب وملبس���هم االقتص���اد ومش���يهم التواض���ع غض���وا أبصارهم عما حرم الل��ه عليهم ووقف��وا أس��ماعهم على العلم الن��افع لهم ن��زلت أنفس��هم منهم في البالء كما نزلت في الرخاء ولوال األجل ال�ذي كتب الله لهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرف��ة

477

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عين شوقا إلى الثواب وخوفا من العقاب. عظم الخالق في أنفسهم فصغر م��ا دون��ه في أعينهم فهم والجن���ة كمن ق���د رآه���ا فهم فيه���ا منعم���ون وهم والن���ار كمن ق���د رآه���ا فهم فيه���ا مع���ذبون قل���وبهم محزون���ة وش���رورهم مأمون���ة وأجس��ادهم نحيف��ة وحاج��اتهم خفيف��ة وأنفس��هم عفيفة صبروا أياما قص��يرة أعقبتهم راح��ة طويل��ة

وتجارة مريحة يسرها لهم ربهم. أرادتهم ال��دنيا فلم يري��دوها وأس��رتهم فف��دوا أنفسهم منها أم��ا اللي��ل فص��افون أق��دامهم ت��الين ألجزاء القرآن يرتلونه ترتيال يحزن��ون ب��ه أنفس��هم

ويستثيرون به دواء دائهم. فإذا مرو بآية فيها تش��ويق ركن��وا إليه��ا طمع��ا وتطلعت نفوسهم إليه��ا ش��وقا وظن��وا أنه��ا نص��ب أعينهم وإذا م��روا بآي��ة فيه��ا تخوي��ف أص��غوا إليه��ا مسامع قلبوهم وظنوا أن زئير جهنم وشهيقها في أص�����ول آذانهم فهم ح�����انون على أوس�����اطهم مفترش���ون لجب���اههم واكفهم وركبهم وأط���راف أقدامهم يطلبون إلى الله تعالى في فكاك رقابهم

وأما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء.

478

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ق��د ب��راهم الخ��وف ب��ري الق��داح ينظ��ر إليهم الناظر فيحسبهم مرض��ى وم��ا ب��القوم من م��رض ويقول قد خولط��وا ولق��د خ��الطهم أم��ر عظيم، ال يرضون من أعمالهم القليل وال يس��تكثرون الكث��ير فهم لنفسهم متهمون ومن أعمالهم مش��فقون إذا زكي أح��دهم خ��اف مم��ا يق��ال فيق��ول أن��ا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم بي من نفسي اللهم ال تؤاخ��ذني بم��ا يقول��ون واجعل��ني أفض��ل مم��ا

يظنون، واغفر لي ما ال يعلمون. فمن عالمة أحدهم أنك ترى ل��ه ق��وة في دين وحزما في لين وإيمانا في يقين، وحرصا في علم، وعلم��ا في حلم وقص��دا في غ��نى وخش��وعا في عبادة وتحمال في فاقة وصبرا في شدة وطلبا في

حالل، ونشاطا في هدى وتحرجا عن طمع. يعم��ل األعم��ال الص��الحة وه��و على وج��ل، يمسي وهمه الش��كر، ويص��بح وهم��ه ال��ذكر ي��بيت ح��ذرا ويص��بح فرح��ا، ح��ذرا لم��ا ح��ذر من الغفل��ة، وفرح���ا بم���ا أص���اب من الفض���ل والرحم���ة، إن استص��عبت علي��ه نفس��ه فيم��ا تك��ره، لم يعطه��ا

سؤلها فيما تحب. قرة عينه فيما ال يزول، وزهادته فيم��ا ال يبقى،

479

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

��ا يمزج الحلم ب��العلم، والق��ول بالعم��ل، ت��راه قريب أمله، قليال زلله، خاشعا قلبه، قانعة نفسه، منزورا أكله سهال أمره، حريزا دينه، ميتة شهوته مكظوما

غيظه، الخير منه مأمول، والشر منه مأمون. إن ك��ان في الغ��افلين كتب في ال��ذاكرين وإن ك��ان في ال��ذاكرين لم يكتب من الغ��افلين يعف��و عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويص��ل من قطع��ه،��ا منك��ره، حاض��را بعي��دا فحش��ه، لين��ا قول��ه غائب معروف��ه، مقبال خ��يره، م��دبرا ش��ره، في ال��زالزل

وقور، وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور. ال يحيف على من يبغض، وال ي��أثم فيمن يحب، يع��ترف ب��الحق قب��ل أن يش��هد علي��ه، ال يض��يع م��ا استحفظ، وال ينسى ما ذكر، وال ينابز باأللقاب، وال يضار بالجار، وال يشمت بالمص��اب، وال ي��دخل في

الباطل، وال يخرج من الحق. إن صمت لم يغمه صمته، وإن ضحك لم يع��ل صوته، وإن بغي علي��ه ص��بر ح��تى يك��ون الل��ه ه��و الذي، ينتقم له، نفسه منه في عن��اء والن��اس من��ه في راحة، أتعب نفس��ه آلخرت��ه، وأراح الن��اس من

نفسه.

480

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة، وال

دنوه بمكر وخديعة. قال فصعق هم��ام ص��عقة ك��انت نفس��ه فيه��ا. فقال أمير المؤمنين علي��ه الس��الم أم��ا والل��ه لق��د كنت أخافها علي��ه، ثم ق��ال هك��ذا تص��نع المواع��ظ البالغة بأهلها فق��ال ل��ه قائ��ل: فم��ا بال��ك ي��ا أم��ير المؤمنين فقال ويحك، إن لكل أجل وقتا ال يع��دوه

وسببا ال يتجاوزه. اه�. فإن التقى أقوى

وأولى وأعدل عليكم بتقوى الله ال

تتركونها وأبهى لباسا فيالوجود وأجمل

لباس التقى خيرالمالبس كلها بها ينفع اإلنسان ما

كان يعمل فما أحسن التقوى

وأهدى سبيلها وسارع إلى الخيراتما دمت ممهل

فيا أيها اإلنسان بادرإلى التقى بدار الجزاء دار بها

سوف تنزل وأكثر من التقوى

لتحمد غبها غدا سوف تجزىبالذي سوف تفعل

وقدم لما تقدم عليهفإنما فدار بني الدنيا مكان

ل الترح وأحسن وال تهمل إذا

كنت قادرا كوامل في أوقاتهاوالتنفل

وأد فروض الدينواتقن أداءها فإنك إن أهملت ما

أنت مهمل وسارع إلى الخيرات

ال تهملنها وعن ما مضى عنكل شيء ستسأل

ولكن ستجزى بالذيأنت عامل لرزق البرايا ضامن

متكفل وال تلهك الدنيا فربك

ظامن

481

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عمارا وإيثارا إذا كنتتعقل

ودنياك فاعبرهاوآخراك زد لها ألخراه بالدنيا أضل

وأجهل فمن آثر الدنيا جهول

ومن يبع ا قليل بأضدادها عمتبدل

ولذاتها والجاه والعزوالغنى فال بد عنها راغما

سوف ينقل فمن عاش في الدنيا

وإن طال عمره لكل الورى منهممعاد وموئل

وينزل دارا ال أنيس لهبها إلى بعثه من أرضه

حين ينسل ويبقى رهينا بالتراب

بما جنى وال هول إال بعدهالهول أهول

يهال بأهوال يشيبببعضها وميزان قسط طائش

ل أو مثق وفي البعث بعد

الموت نشر صحائف ومنه الجبالاسيات تزلزل الر

وحشر يشيب الطفلمنه لهوله يغل بها الفجار ثم

يسلسل ونار تلظى في لظاها

سالسل وزقومها مطعومهمحين يؤكل

شراب ذوي اإلجرامفيها حميمها من المهل يغلي في

البطون ويشعلاق وآخر حميم وغس

مثله إلى قعرها يهويدواما وينزل

يزيد هوانا من هواهاوال يزل يصيح ثبورا ويحه

يتولول وفي ناره يبقى دواما

معذبا عليه البرايا فيالقيامة تحمل

عليها صراط مدحضومزلة فهذا نجا منها وهذا

مخردل وفيه كالليب تعلق

بالورى وإن يعتذر يوما فالالعذر يقبل

فال مذنب يفديه مايفتدي به وهذا الذي يوم

القيامة يحصل فهذا جزاء المجرمين

دى على الر ومن حال من يهويبها يتجلجل

أعوذ بربي من لظىوعذابها

482

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ومن كان في األغالل

فيها مكبل ومن حال من في

زمهرير معذب وى لقوم على التقدواما تبتل

وجنات عدن زخرفتثم أزلفت ة عين ليس عنها وقر

ل ترح بها كل ما تهوى

النفوس وتشتهي وإستبرق ال يعتريهالتحلل

مالبسهم فيها حريروسندس ومن سلسبيل

شربهم يتسلسل ومأكولهم من كل ما

يشتهونه على مثل شكلمس بل هو الش

وأزواجهم حور حسانكواعب إذا أكلوا نوعا بآخر

بدلوا يطاف عليهم بالذي

يشتهونه وسكانها مهما تمنوهيحصل

فواكهها تدنوا إلى منيريدها تناولها عند اإلرادة

يسهل وأنهارها األلبان تجري

وأعسل وخمر وماء سلسبيلل معس

بها كل أنواع الفواكهكلها سالم عليكم

المة فادخلوا بالس يقال لهم طبتم

سلمتم من األذى يحب إلى جنات عدنلوا توص

بأسباب تقوى للهوالعمل الذي فحق على العينين

بالدمع تهمل إذا كان هذا والذي

قبله الجزاء يقدم له خيرا واليتعلل

وحق على من كانبالله مؤمنا وال يسأم التقوى وال

يتململ وأن يأخذ اإلنسان زادا

من التقى ويوم طويل ألف عام

وأطول وإن أمام الناس حشر

وموقف فظيع وأهوالالقيامة تعضل

فيا لك من يوم علىكل مبطل كثيبا مهيال أهيال

يتهلهل تكون به األطوادكالعهن أو تكن وال غيرها من أي دين

فيبطل به ملة اإلسالم تقبل

وحدها وماذا أجبتم من دعاوهو مرسل

به يسألون الناس ماذاعبدتموا

483

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ومن ليس منقادال حساب مثق

حساب الذي ينقادف عرض مخف وأسألك التثبيت

ل أخرى وأو أعوذ بك اللهم من

سوء صنعنا إياه رضيت به دينا وتقبل

إلهي فثبتني علىدينك الذي ومن بخيرات بها

ل أتعج وهب لي من

مدى الدهر ال يفنى الفردوس قصراوال الحمد يكمل

ولله حمد دائم بدوامه وأرجح من وزن

الجميع وأثقل يزيد على وزن

الخالئق كلها وأنهي بحمد اللهقولي وأبتدي

وإني بحمد الله فيالحمد أبتدي تعم جميع المرسلين

وتشمل صالة وتسليما وأزكى

تحية على المصطفىأزكى البرية تنزل

وأزكى صالة الله ثمسالمه

اللهم وفقنا لما وفقت إليه القوم وأيقظن��ا من سنة الغفلة والنوم وارزقنا االستعداد ل��ذلك الي��وم الذي يربح في��ه المتق��ون اللهم وعاملن��ا بإحس��انك وج�د علين�ا بفض�لك وامتنان�ك واجعلن�ا من عب�ادك الذين ال خ��وف عليهم وال هم يحزن��ون اللهم ارحم ذلنا بين يديك واجعل رغبتنا فيما لديك، وال تحرمنا ب��ذنوبنا وال تطردن��ا بعيوبن��ا، واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمت��ك يا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه على محم��د وآل��ه

وصحبه أجمعين.- "موعظة"51

484

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

عب��اد الل��ه لق��د ض��اعت أعمارن��ا في القي��ل والقال، والغيب��ة والنميم��ة، والمداهن��ة، واالنهم��اك في الدنيا، إلى أن استلحق كثير من الن��اس ج��زءا من اللي��ل مض��افا إلى النه��ار، وكأنن��ا لم نخل��ق إال لهذه األعم��ال، أفال نس��تيقظ من غفلتن��ا، ونحف��ظ ألس��نتنا عن نهش أع��راض الغواف��ل، والطعن في األحساب واألنس��اب، ونص��رف ج��ل األوق��ات، إلى��ا الباقيات الصالحات، التي هي خير عن��د ربن��ا ثواب وخير مردا، ونذكر موالنا الذي فضله علينا مدرارا، فإن الذكر عاقبته الجنة دار الكرام��ة والق�رار، م�ع رضى ربنا الذي دونه كل ث��واب، تالل��ه ل��و ع��رفتم قيم�ة ه�ذه النص�يحة لب��ادرتم إلى العم�ل به�ا ك�ل البدار، فإن��ك وأنت ت��ذكر الل��ه أفض��ل ممن يف��رق ال��ذهب والفض��ة وس��ائر األم��وال، وأفض��ل من أن تجاه��د الع��دو فيض��رب عنق��ك، أو تض��رب عنق��ه، وتكون من الشهداء األب��رار، كي��ف ال وال��ذكر خ��ير األعم��ال وأزكاه��ا، وأرفعه��ا لل��درجات عن��د موالن��ا

الوهاب. حسب الذاكر: أن تحفه المالئكة، وت��نزل علي��ه السكينة، وتغشاه الرحمات، ومن في الوجود مثل الذاكر، وهو وقت ذكره لله يذكره بارئ الكائن��ات،

485

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ومن مثله في الدنيا وهو بالذكر في حصن حصين، يحفظه من الشيطان ووساوسه الفاتنات، ومنزل��ة ال��ذاكر بين الغ��افلين كمنزل��ة الحي بين المي��تين، ذكر الله ينير القلب، ويوقظه ويحييه، ويزي��ل ران��ه

ويهديه إلى الحق.- "موعظة"52

عباد الله انتبهوا وبادروا باألعم��ال الص��الحات، فإن أعماركم س��ريعة االنص��رام، واألي��ام واللي��الي تم�ر بكم م��ر الس�حاب، وال�دنيا إذا تأمله��ا الل�بيب رآها كالس��راب، وص��دق القائ��ل في وص��فها حيث

قال: وذو نسب في

الهالكين عريق أال كل حي هالك

وابن هالك له عن عدو في ثيابصديق

إذا امتحن الدنيافت لبيب تكش

أع��وام س��ريعة الم��رور، وش��هور تقتفي أث��ر ش��هور وع��بر بين ذل��ك ت��ترى، فعالم الغ��رور، فال تغ��تروا بال��دنيا فق��د نه��اكم الل��ه عن االغ��ترار به��ا،��ا وض��ربت لكم بأخ��ذ أمث��الكم األمث��ال، أرتكم عيان كيف تقلبت بأهلها األحوال، وخدعتهم اآلمال، حتى انتهت لهم اآلج���ال، قب���ل أن يحص���لوا على م���ا س��يتمنونه من ص��الح األعم��ال، فاس��تيقظوا من

486

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ن��ومكم، وحاس��بوا أنفس��كم على م��ا اكتس��بته من ال��ذنوب والمعاص��ي الثق��ال، ف��أي نفس من��ا لم تحمل ظلما، وأي جارحة من جوارحن��ا لم تق��ترف إثم��ا، وأي عم��ل من أعمالن��ا يلي��ق ب��ذلك المق��ام، وأي وقت من أوقاتن����ا تمحض للطاع����ة وخال من اآلث��ام، لق��د جنين��ا على أنفس��نا بال��ذنوب جناي��ة عظيمة، فلينوا قلوبكم ب�ذكر ه�اذم الل�ذات، لعله�ا تلين، وعظوه��ا ب��ذكر الق��بر وفتنت��ه فإنهم��ا لح��ق

اسn لرب العالمينâاليقين وذكروها áيوم يقnومn النيوم ينظnرn المرءn ما قدمت يداهân[. 6]المطففين:

á :[، 40 ]النبأâل نفس ما عملت من��n يوم تج��دn ك ��nلâ[. 30 ]آل عم��ران: áخير محضرا ��أتي ك ��وم ت ي

���nل نفس ما ���nوفى ك ها وت فس��� nج���ادلn عن ن نفس تnظلمnون [.111 ]النحل: áعملت وهnم ال ي

اللهم ثبتن���ا على قول���ك الث���ابت في الحي���اة وبعدها، واجعلنا من عبادك المفلحين الذين ن��ورت قل��وبهم بمعرفت��ك، وأهلتهم لخ��دمتكن وحرس��تهم من عدوك، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين، وص��لى الل��ه على

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- "موعظة"53

487

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عباد الله لقد أنعم الله علينا بنعم كثيرة، وجاد علين��ا بخ��يرات وف��يرة غفلن��ا عنه��ا، وعن ض��دها، وجهلنا حكمتها، أعطانا جل وعال العقل، وميزنا ب��ه عن الحيوان��ات، وأرس��ل إلين��ا الرس��ل، يرش��دوننا للح��ق وخ��الص اإليم��ان، منحن��ا الق��وة والعافي��ة،

وصحة البدن، وسالمة األعضاء. وجع���ل لن���ا الس���مع، والبص���ر، واللس���ان، والشفتين، وعلمنا البيان واإلفصاح، عن م��ا نقص��د بالكالم، خلقنا في أحسن تقويم، وجعل لن��ا األرض فراشا والسماء بناء، وأنبت لنا في األرض النخيل، واألعناب والزرع وسائر ما نحتاج إلي��ه من الثم��ار،

ونستخرج منها المعادن، والخامات. وأجرى لنا فيها األنهار، وأنبع لنا الم��اء ال��زالل، وخلق الشمس والقمر، والنجوم، مسخرات بأمره تمدنا باألنوار، والمنافع، لألبدان والثمار، والنباتات، وفيها من اإلتقان، والجم��ال، واالت��زان في س��يرها م��دى اللي��الي واألي��ام، م��ا يش��هد لل��ه بالوحداني��ة، والحكمة، والقدرة الباهرة، والعلم، وسائر ص��فات

الكمال. ولله نعم أخرى ال تع��د، وال تحص��ى، كم��ا ق��ال

488

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وها إنâتع���الى: nحص���n وإن تع���nدوا نعمت الل���ه ال ت��nوم كفار ان لظل [. إذا يجب34 ]إب��راهيم: áاإلنس��

علينا شكره تعالى على نعمه، وهو الغني الحمي��د، غني عن العالمين، والخلق هم الفق��راء إلي��ه، كم��ا

nمn الفnق��راء إلىâق��ال ج��ل وعال: اسn أنت ه��ا الن ��ا أي يnو الغني الحمي��دnه nه [، وليس15 ]ف��اطر: áالله والل

لله في شكرنا منفع��ة تع��ود إلي��ه، وليس في كف��ر نعم��ه ض��رر علي��ه، إنم��ا تع��ود منفع��ة الش��كر إلى

nرânالشاكر كما قال تعالى: ك م��ا يش�� كر فإن ومن ش����ريم ي غني ك ه ومن كف��ر ف��إن رب ]النم��ل:áلنفس��

40.] إنما الذي ينتظر الشكر مخلوق مثلنا وأنت إذا شكرت الله إنما ت��برهن على فهم��ك لنعم��ة الل��ه، وتقديرك له إن شكرت فقد وجهت النعم��ة وجه��ة الخير، والنفع، واستعملتها فيما يسعدك في ال��دنيا واآلخ��رة، وإن كف��رت فق��د ب��رهنت على س��وء فهم��ك، وع��دم تق��ديرك لرب��ك، وعلى تعمق��ك في

اللؤم والرداءة. وإذا ت��أملت الكث��ير من الن��اس وجدت��ه مهمال للش��رك ال��ذي ه��و ص��رف النعم فيم��ا خلقت ل��ه، واس��تعمالها فيم��ا ش��رعت ألجل��ه، لتظه��ر فائ��دتها

489

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وتتم حكمته��ا، ويج��ني العب��اد منافعه��ا، فالش��اكر بلسانه وقلبه، وعمل��ه من الف��ائزين، ولكن��ه قي��ل،

nورânكم��ا ق��ال تع��الى: ك ��ادي الش�� áوقلي��ل من عب [. األكثر كما تق��دم ص��رفوها فيم��ا يع��ود13]سبأ:

عليهم، وعلى أوالدهم، وأهلهم، وأمتهم بالضرر. أنعم عليهم بالم���ال فقس���م خزن���وه ومنع���وا حقوق���ه فلم يخرج���وا زكات���ه، ولم يس���اهموا في مش��اريع ديني��ة، كبن��اء مس��اجد، وقض��اء دين عن مدين ومساعدة فق��ير، وإج��راء مي��اه للمس��لمين، والمساعدة على نشر اإلس��الم وطباع��ة مص��احف طباعة جي��دة وتوزيعه��ا على الت��الين لكت��اب الل��ه، وطباع����ة الكتب الديني����ة المقوي����ة للش����ريعة المحمدية، وبناء بيوت لمن ال مس��اكن لهم، ونح��و

ذلك. وقس���م أنفق���وا الم���ال في المالذ والمالهي، والمنكرات، وسائر المحرمات، أذهبوها في الحياة الدنيا، واستمتعوا بها، ولم يراقبوا الل��ه فيه��ا، أنعم عليهم في الصحة والفراغ المفروض أن تغتنم في

طاعة الله. ولكن ي��ا لألس��ف ص��رفت في الس��هر، وفي

490

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الفس����اد، وفي المج����ون والكس����ل والتس����كع، والخم���ول أو التط���اول ب���القوة على الض���عفاء، والمس��اكين، وإعان��ة الظلم��ة والفاس��قين، ونح��و

ذلك، من المفاسد والشرور. وقس على ذل����ك ب����اقي النعم من الس����مع والبص���ر واللس���ان والرج���ل فلم يب���ق نعم���ة إال وقلبوها، وال هبة من الله إال وجحدوها ف��نزلوا بع��دالرفعة وذلوا بعد العزة فإنا لله وإنا إليه راجعون.

اللهم ق��وي إيمانن��ا ب��ك وبمالئكت��ك وبكتب��كوبرسلك وباليوم اآلخر وبالقدر خيره وشره.

اللهم ثبت محبت��ك في قلوبن��ا وقوه��ا وألهمن��ا ذكرك وشكرك وارزقنا صيانة أوقاتنا وحفظه��ا عن المعاص��ي ووفقن��ا لش��غلها بالباقي��ات الص��الحات واغفر لنا ولوالدينا وجميع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.

491

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

- "موعظة"54

عباد الله لق��د ك��ان س��لفنا في محب��ة بعض��هما آي��ة من اآلي��ات وك��ان ال��تراحم بينهم بالغ��ا بعض�� مبلغا يعده أهل اإلنصاف غاية الغايات ل��ذلك ك��انوا في محبة الخير لبعضهم على أرقى ما يتص��ور في

الدرجات. وهل يتصور أن يكون أحدهم في أش��د الج��وع ويؤثر أخاه بماله من طعام عاملين بقول��ه تع��الى:

âة ��ان بهم خصاص�� ��و ك هم ول ون على أنفnس�� nؤثرn áويهâ[، وقوله: 9]الحشر: ب nون الطعام على حnطعمn وي

يرا :[. وبقول��ه 8 ]اإلنس��ان: áمسكينا ويتيما وأس�� ال يؤمن أحدكم حتى يحب ألخيه م,,ا يحب»

«.لنفسه وإن الخج��ل ليعل��و وجوهن��ا إذا نحن قارن��ا بين هؤالء وبين أبناء هذا الزمان، نحن في حالة تص��ور

حقيقتها فقط يثير في قلوب المؤمنين األحزان. كيف ونحن إذا فتشنا ثم فتش��نا ال نج��د قل��بين مع بعضهما معية اإلخاء التام يكون الجار في نهاية الفق�ر وال يلتفت إلي�ه ج�اره الم�ثري وي��نزل ب�األخ الشقيق أو العم الشقيق أو نحوهم��ا م��ا ي��نزل من

492

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الكوارث وال أثر لنزوله��ا عن��د أخي��ه وال كأن��ه ي��رى تلك المصائب الفادحة ولعلك منتظ��ر الج��واب م��ا

هو السبب في ذلك فالق سمعك وأحضر قلبك. فأقول لكل الناس اليوم شغل واحد هو المال ش��غلهم عم��ا ع��داه وأنس��اهم ك��ل م��ا س��واه مأل القلوب حب هذا المال ح��تى لم يب��ق في القل��وب متس��ع لس��واه فمن أجل��ه تس��تباح األع��راض ومن أجل���ه ت���راق ال���دماء ومن أجل���ه يك���ون الص���فا والمع��اداة ه��و القطب ال��ذي ت��دور حول��ه أفع��ال

العباد في هذا الزمان. فالقلوب في سرور ما دام الم��ال س��الما وإن أنه��ار بن��اء الش��رف وال��دين والنف��وس في ه��دوء وطمأنين��ة م��ا ابتع��د عن الم��ال ف��إذا ق��رب حول��ه ه��اجوا هيج��ان الجم��ال وهم في تواص��ل م��ا لم يتعرض للم��ال ف��إذا تع��رض ل��ه انقطعت الص��الت حتى بين األقربين من آباء وأمهات وأوالد وإخوان. أما علم هؤالء أن المال الذي كان بأيدينا ك��ان قبلنا بيد إخوانن�ا في اإلنس�انية ال�ذين س�بقونا إلى الدنيا ثم انتقل إلى من بعدهم ثم انتق��ل من جي��ل إلى جيل إلى أن وص��ل إلين��ا س��عد ب��ه من ص��رفه في مراض��ي الل��ه وش��قي ب��ه من ص��رفه في م��ا

493

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

يغضب الله. ولعل��ك ي��ا أخي تتك��در إذا علمت أن��ه س��ينقل عن��ك في أس��رع وقت فال تف��زع وال تتك��در ووطن نفسك واعلم أن��ك والل��ه ميت وم��وروث عن��ك م��ا جمعت ومنعت رغم أنفك يتمت��ع ب��ه ذل��ك ال��وارثالعاق أو البار وأنت تسال عنه هللة وقرشا قرشا. وتكون النتيج��ة إن كنت جموع��ا منوع��ا ش��قاء تس��تغيث من��ه فال تغ��اث وتتم��نى ل��و ك��انت ال��دنيا بأسرها بيدك وافت��ديت نفس��ك به��ا تك��ون النتيج��ة ذلك إن كنت من المغرورين الغافلين الذين ظن��وا أن الس��عادة كله��ا تيس��ير جم��ع الم��ال وتكديس��ه عندك آالفا وماليين وعمائر وفلل وأراضي وبي��وت كدأب أهل هذا العصر الغاف��ل المظلم بالمعاص��ي

والبدع والمنكرات. الذي اعتاض أهله عن كتاب الله وسنة رسوله العك��وف على الجرائ��د حمال��ة الك��ذب والمجالت الخليع���ات والكتب اله���دامات والجل���وس ح���ول المالهي والمنكرات فسوف تن��دم وتتحس��ر حينم��ا ينكشف عنك الغطا ويتبين لك ذلك الخطأ وتتم��نى أنك أمضيت أوقاتك في طاعة موالك وهيه��ات أن

494

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يحص����ل ل����ك من����اك ذهب اآلوان وبقي الن����دموالحرمان.

لقد أنسى الناس حب ه��ذا الم��ال م��ا لهم من شرف وم��روءة ودين وجعلهم ح��ول حط��ام ال��دنيا

كما وصفهم الشافعي رحمه الله:هن عليها كالب هم

اجتذابها وما هي إال جيفة

مستحيلة وإن تجتذبها نازعتككالبها

فإن تجتنبها كنتسلما ألهلها

أما علموا أن المال من خدم الدين فإذا تجاوز ذلك كان نكبة على أصحابه وكذلك األوالد إن كانوا غير صالحين فهم ضرر على أبيهم وعلى أنفس��هم وكذلك الزوجة ول�ذلك ورد عن داود علي��ه الس��الم أن��ه ك��ان يق��ول: "اللهم إني أع��وذ ب��ك من ج��ار السوء ومن مال يكون علي عذابا ومن ولد يك��ون وباال ومن زوجة تشيبني قبل المشيب ومن خلي��ل م��اكر عين��ه ترع��اني وقلب��ه يش��ناني إن رأى خ��يرا

أخفاه وإن رأى شرا أفشاه". وقيل إنه سئل عيسى عليه السالم عن الم��ال فقال: »ال خير فيه« قيل ولم يا نبي الله قال ألن��ه يجمع من غير حل قيل فإن جم��ع من ح��ل ق��ال ال يؤدي حقه قيل فإن أدى حقه قال ال يسلم صاحبه من الكبر والخيالء قيل فإن سلم ق��ال يش��غله عن

495

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ذك��ر الل��ه قي��ل ف��إن لم يش��غله ق��ال يطي��ل علي��هحسابه يوم القيامة.

فتأم���ل ه���ذه العقب���ات الخمس وقلي���ل منيتجاوزها سالما.

اللهم اجع��ل اإليم��ان هادم��ا للس��يئات، كم��ا جعلت الكف��ر عادم��ا للحس��نات ووفقن��ا لألعم��ال الص��الحات، واجعلن��ا ممن توك��ل علي��ك فكفيت��ه، واس��تهداك فهديت��ه ودع��اك فأجبت��ه، واغف��ر لن��ا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد

وآله وصحبه أجمعين.- "موعظة"55

عباد الله اتقوا الله تع��الى واحم��دوه على ك��ل ح��ال وارغب��وا إلي��ه في حراس��ة النعم عن ال��زوال فإن نعم الله قد عمت البوادي واألمص��ار وإن نعم

الله ال تعد وال تحصى وال تحد بمقدار.وهاâقال تعالى: nحص��n وإن تعnدوا نعمت الله ال ت

���nوم كفار ان لظل [. فكم34 ]إب���راهيم: áإن اإلنس�� أس��دى معروف��ا وكم أغ��اث ملهوف��ا فاش��كروا آالء

��ذكر الل��هâالل��ه واذك��روه كث��يرا ق��ال تع��الى: أال ب

496

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

nوبnلnتطمئن القá :[.28 ]الرعد وهب��وا من ه��ذه الرق��دة والمق��ام واح��ذروا األه��واء فإنه��ا ت��ورث المهال��ك والم��ذام، وألزم��وا طاعة الملك العالم، واغتنموا بقية العم��ر واألي��ام، وب�ادروا بالتوب��ة من المعاص�ي واإلج��رام، قب��ل أن يأتي يوم تشقق فيه السماء بالغم��ام وتظه��ر في��ه الخفايا وال��دواهي واأله��وال الط��وام، وتنكس في��ه الظلمة رءوس��ها ويعلوه��ا ال��ذل من ال��رءوس إلى األق��دم ويتجلى لفص��ل القض��اء بين عب��اده ح��اكم

الحكام.ها ووnضعâقال تعالى: nور رب وأشرقت األرضn بن

ي بينهnم هداء وقnض�� ين والش�� بي ��الن ��ابn وجيء ب الكتnل نفس ما عملت nظلمnون ووnفيت ك بالحق وهnم ال ي

��nون [. ون��ودي أين70 ]الزم��ر: áوهnو أعلمn بما يفعل الظلم���ة وأع���وان الظلم���ة ومن ك���ان لهم على المعاصي وثوب وإقدام فيا له من ي��وم م��ا أطول�ه ومن بالء م��ا أهول��ه ومن حس��اب م��ا أثقل��ه ومن عذاب ما أعضله ومن جزاء ما أجزل��ه ومن ح��اكم

ما أعدله. هنالك شاب الوليد وحق الوعيد وعظم اله��ول

nل نفس معها سائقâالشديد قال تعالى: وجاءت ك

497

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

فنا عن��ك nنت في غفلة من ه��ذا فكش�� وشهيد لقد كك اليوم حدي��د nغطاءك فبصرá :[. وخض��عت22 ]ق

الرق��اب وذل ك��ل ف��اجر ك��ذاب ورج��ع األش��قياء بالخسران والتب��اب فالس��عيد من اس��تعمل نفس��ه في طاع��ة المل�ك المعب�ود وخ�اف أن ال ينج�و من

النار بعد الورود. فانتبه أيها العبد أليام شبابك قبل فراق أحبابك وأحف��ظ أي��ام عم��رك قب��ل حل��ول ق��برك واغتنم حياتك قبل أوان وفاتك فإن العم��ر بالس��نين ينهب

واألجل بمرور الليالي واأليام يذهب.- "موعظة"56

عباد الله أحس��نوا إلى الوال��دين م��ا أمكن لكم اإلحس���ان، وإن حس���بتم أنكم كاف���أتموهم فق���ط أخطأتم في ذلك الحسبان، وكونوا معهما في غاية األدب واالحترام، واحذروا سوء األدب عن��دهما وإال ه��ويتم في ه��وة ش��قاء م��ا له��ا من ق��رار وكون��وا معهما في إجالل واحترام، وتقدير ت��ام وإن حص��ل منهما لك ظلم، ألنهما اللذان لوال الل��ه ثم لوالهم��ا لم تخرج على هذا الوجود وألنهما اللذان سخرهما الل���ه ل���ك فص���برا على م���ا رأي���ا من األه���وال،

498

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وسخرهما لتربيت��ك والعناي��ة ب��ك في ه��ذه الحي��اة. تذكر زمن حمل أمك بك وأنت في بطنها عل��ة من أكبر العلل، وتذكر وقت أن كانت تل��دك وهي مم��ا بها ال من األحياء وال من األموات وت��ذكر م��ا خ��رج

عقب والدتك من النزيف الدم الذي هو نفسها. وت��ذكر أن��ك كنت تمص دمه��ا م��دة الرض��اع، وسرورها بك تقصر عن ش��رحه العب��ارات. وت��ذكر تنظيفها لبدنك ومالبسك من األقذار، وتذكر فزعها عندما يعتريك خوف أو مرض أو نحو ذل��ك، وت��ذكر

دفاعها عنك إذا اعتدى عليك معتدي. وتذكر حرصها الشديد على أن تعيش له��ا ول��و حرمت لذة الطعام والشراب وتذكر سهرها علي��ك عندما يؤلمك شيء من جسدك، وتذكر كد وال��دك عليك في تحصيل ما به تحيا بإذن الله، ال يهدؤ عن ذلك والدك مدى الليالي واأليام، وكلم��ا خش��ي أن تجوع تقحم الشدائد وهام على وجهه في ال��دنيا ال

يرده إال أن يراك في يسار. وتذكر عنايته بك في تعليمك وتوجيهك إلى م��ا فيه صالح دينك ودنياك وتذكر حياطته ونص�حه ل�ك ومقاس���ات الش���دائد لراحت���ك، وت���ذكر فرح���ه واستبشاره بمحبتك ونجاحك، وت��ذكر دفاع��ه عن��ك

499

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بيده ولسانه، وتذكر دعاءه ل��ك في مظن��ة أوق��اتاإلجابة أن يصلحك الله ويوفقك.

وت���ذكر قلقهم���ا واإلدالج في البحث عن���ك إذا ت�����أخرت عن وقت المجيء، وتأم�����ل وت�����ذكر بشاشتهما فيمن يعز عليك لسرورهما بما يس��رك،

من أجل ذلك أكد الله وشدد عليك بالوصية بهما. أنهما جنتك ونارك، وقدم: »وأخبر نبينا

برهم,,ا على الجه,,اد، ودع,,ا أن ي,,رغم أن,,ف من أدرك والدي,,,ه أو أح,,,دهما فلم ي,,,دخل الجنة، وأخبر بأكبر الكبائر فذكر عقوقهما

«.بعد اإلشراك بالله اللهم إنا نعوذ بك من ش��ر أنفس��نا والش��يطان وال��دنيا واله��وى ونس��ألك أن تغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- "موعظة"57

قnل متاعn الدنيا قليل واآلخرةânقال الله تعالى: nظلم��nون فتيال قى وال ت من ات ��ر ل [.77 ]النس��اء: áخي

ورâوقال: nرnالغ nالدنيا إال متاع nوما الحياةá:الحديد[ [. عباد الله يعيش ابن آدم ما ق��در الل��ه ل��ه أن20

500

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

يعيش، ويمشي اإلنس��ان في ه��ذه األرض ويتقلب فيه��ا، وي��رى حلوه��ا ومره��ا وس��رورها وأحزانه��ا، ويأخذ فيها حظه من الشقاء وحظه من الس��عادة، بمقدار ما قدره الله له وما قدره عليه، ولكن لكل

nلâهذا نهاية، ولكل ذلك غاية قال الله جل وعال: ك :[. وقال لنبي��ه 35 ]األنبياء: áنفس ذائقةn الموت

ânمnل��د أف��إن مت فه n��ك الخ وما جعلنا لبشر من قبلnل نفس ذائقةn الم��وت [.35 ]األنبي��اء: áالخالدnون ك

���nونâوق���ال: ت هnم مي ت وإن ك مي [.30 ]الزم���ر: áإن فس��بيل الم��وت غاي��ة ك��ل حي، والخل��ود في دار الفناء غ��ير معق��ول، أيه��ا المس��لم عش م��ا ش��ئت

فإنك ميت، وأحبب ما شئت فإنك مفارقه.شعرا:

إذا زال عن عينالبصير غطاؤها

لعمرك ما الدنيا بدارإقامة ينال بأسباب الفناء

بقاؤها وكيف بقاء الناس

فيها وإنماآخر:

سالم على دار الغرورمنغصة لذاتها بالفجائعفإنها ا قليل أردفت فعم

بالموانع فإن جمعت بينالمحبين ساعة

فالبقاء في الدنيا محال، هذه الدنيا جسر، هذه الدنيا ممر ومعبر وطريق إلى اآلخرة، ومن الناس

501

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

من يتخب��ط في ه��ذه الطري��ق ويتع��ثر فيم��ا وال يهت��دي، ومن الن��اس من يوفق��ه الل��ه فيس��لكها مستقيما ال يلوي على ش��يء إال على زاد اآلخ��رة، وأم��ل يه��دف إلي��ه، في تل��ك ال��دار الباقي��ة، ذل��ك الهدف هو رضى رب العزة والجالل، الذي فيه كل نعيم، ال��ذي في��ه اله��دوء واالطمئن��ان، وال��ذي في��ه الفوز والنجاة من كل مكروه، تلك حال من اتع��ظ واعت���بر فنفعت���ه الع���برة، ولمس الموعظ���ة من دروس الحياة وأحداثها فاهتدى، وزاده الل��ه ه��دى، تل��ك ح��ال من اعت��بروا، فنفعتهم الع��برة، وجعل��وا التقوى إلى الله أمامهم ال يحيدون عنه��ا، يخ��افون

هâربهم ويخش��ون س��وء الحس��اب. nط��ع الل ومن يون nالف��ائز nمnولئك هn ق��ه فأ ه ويت ولهn ويخش الل nورسá

[.52]النور: أيه���ا المس���لم لق���د خ���رجت من ظلم���ات، وس���تنتهي إلى ظلم���ات خ���رجت من ظلم���ات األرح��ام، وتنتظ��رك ظلم��ات القب��ور، خ��رجت من أحش��اء أم��ك، واس��تقبلتك أحش��اء أخ��رى، أق��وى

nمâوأعظم، قال تعالى: nعي��دnك nم وفيه��ا ن منها خلقناكnخ��رى ��ارة أ nم ت nخ��رجnك [. دفع��ك55 ]ط��ه: áومنه��ا ن

ج����وف يحن علي����ك، إلى ج����وف األرض، وبين

502

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الجوفين أمور وأمور، ففي الدنيا السراء والض��راء والسعادة والشقاء إنك تخرج من شدة إلى رخ��اء، ومن رخ�����اء إلى بالء، وتص�����ادفك عقب�����ات في طريقك، بعد عقب��ات، وتتغ��ير أحوال��ك من ح��االت إلى ح��االت، فمن ذل إلى ع��ز، ومن ع��ز إلى ذل، ومن غنى إلى فقر ومن فقر إلى يسر، ومن صحة إلى مرض، ومن مرض إلى عافية، ومن راحة إلى تعب، هذه هي الدنيا وهذه أحوالها، عزها ال ي��دوم،

هnم مالكâورخاؤها ال يبقى، قال الله تعالى: قnل الل��نزعn المnل��ك ممن اء وت nؤتي المnل��ك من تش�� المnلك تn��ر ��دك الخي اء بي nذل من تش�� nعز من تشاء وت تشاء وت

يء ق���دير ��nل ش�� ك على ك [.26 ]آل عم��ران: áإن فحاسب نفس��ك أيه��ا المس��لم، قب��ل أن تحاس��ب، وزن أعمالك قبل أن ت��وزن علي��ك، وراقب م��والك ال���ذي ال يخفى علي���ه ش���يء في األرض وال في

يâالسماء، وتب إليه توبة نصوحا، قال تع��الى: وإن��دى nم اهت الحا ث ��اب وآمن وعم��ل ص�� من ت áلغفار ل

[.82]طه: اللهم وفقنا لما وفقت إليه القوم وأيقظن��ا من سنة الغفلة والنوم وارزقنا االستعداد ل��ذلك الي��وم الذي يربح في��ه المتق��ون اللهم وعاملن��ا بإحس��انك

503

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وج�د علين�ا بفض�لك وامتنان�ك واجعلن�ا من عب�ادك الذين ال خ��وف عليهم وال هم يحزن��ون اللهم ارحم ذلنا بين يديك واجعل رغبتنا فيما لديك، وال تحرمنا ب��ذنوبنا، وال تطردن��ا بعيوبن��ا، واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجميع المسلمين األحياء منهم والميتين برحمت��ك يا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه على محم��د وآل��ه

وصحبه أجمعين. - "موعظة في الحث على اإلقبال على58

اآلخرة"

إخواني أين رفقاؤنا وإخواننا أين ذهب معارفنا وجيرانن��ا أين أص��دقاؤنا أين زمالؤن��ا وأقرانن��ا أين علماؤنا العاملون بعلمهم أين آباؤنا وأجدادنا رحلوا وق��ل والل��ه بع��دهم بقاؤن��ا. ه��ذه مس��اكنهم فيه��ا غيرهم قد نسيناهم ونس��يهم محبهم وجف��اهم. أين أص��حاب القص��ور الحص��ينة، واألنس��اب العالي��ة الرصينة والعقول الراجحة الرزين��ة، قبض��ت عليهم يد المنايا فظفرت، ونقلوا إلى أجداث ما مهدت إذ حف��رت ورحل��وا ب��ذنوب ال ي��درون ه��ل غف��رت أو بقيت فالصحيح منهم ب��الحزن ق��د س��قم والم��دعو إلى دار البلى أسرع ولم يقم والكت��اب ق��د س��طر

504

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بالذنوب فرقم. ولذي�ذ عيش�هم ب��التنغيص ق��د ختم وفراقهم ألحبابهم وأموالهم قد حتم والولد ق��د ذل ويتم، فتفك��روا في الق��وم كي��ف رحل��وا، وت��ذكروا دي��ارهم أين نزل��وا، واس��ألوا من��ازلهم عنهم م��اذا فعلوا فانتبه من رقادك قبل أن تصل ما وصلوا ي��ا

من غفل وسهى ولهى ونسى المقابر والبلى. اللهم ال تش��غل قلوبن��ا بم��ا تكفلت لن��ا ب��ه، وال تجعلنا في رزقك خوال لغ��يرك، وال تمنعن��ا خ��ير م��ا عندك بشر ما عندنا، واغفر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين، برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين. وص��لى

الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- موعظ,,ة59

قال بعض العلم��اء بع��د س��ياقه لقول��ه تع��الى:âسهمnوا ما بأنف nر nغي ى ي رn ما بقوم حت nغي ه ال ي áإن الل

: أيها الناس لقد كانت األمة اإلسالمية فيما مض��ى ، صحيحةمnتمسكة بكتاب الله، عاملة بسنة نبيها

في عقائ���دها. ص���الحة في أعماله���ا حس���نة في مnعامالتها وعاداتها، كريمة في أخالقه��ا بص��يرة في دينه��ا راقي��ة في آدابه��ا وعلومه��ا، فك��انت عزي��زة الج��انب، قوي��ة الش��وكة، جليل��ة مهيب��ة، ص��احبة

505

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

السلطان والص��ولة على من ع��داها، والي��وم تغ��ير أمره��ا، وتب��دل حاله��ا، اختلت عقائ��دها وفس��دت أعماله��ا، وس��اءت معامالته��ا وعاداته��ا، وت��دهورت أخالقه���ا، وجهلت أم���ر دينه���ا ودنياه���ا، وت���أخرت علومها وصنائعها فص��ارت ذليل��ة الج��انب، ض��عيفة الشوكة، ساقطة الكرام��ة، فاق��دة الهيب��ة مغلوب��ة على أمرها، متأخرة في مرافق حياتها تتخب��ط في ظلمات الجهل، وتنق��اد للخراف��ات واألوه��ام، ق��ال

nواâالله تع��الى: ��ان هn ليظلمهnم ولكن ك ��ان الل وم��ا ك وما ذاك إال ألنها خ��الفت كت��ابáأنفnسهnم يظلمnون

ربها، وانحرفت عن طريق اله��ادي نبيه��ا، وس��ارت وراء هواه��ا، وفnتنت بزخ��ارف الحض��ارة المزيف��ة، والمدنية الكاذب��ة وظنت اإلباحي��ة حري��ة والخالع��ةقيا، فتعدت حدود الدين والعقل. وأغضبت خ��الق nر لط عليه��ا nاألرض والس��ماء فس��اءت حاله��ا، وس��

nخ��الفnونâعدوها، قال الله تع��الى: ذين ي فليح��ذر الnصيبهnم ع��ذاب أليم nصيبهnم فتنة أو ي áعن أمره أن ت

أيها الناس لقد ذاقت األمة وبال أمره��ا، وع��وقبت بش��ر آماله��ا، وتج��رعت م��رارة ال��ذل واله��وان، والتف��رق واالنحالل، ك��ل ذل��ك نتيج��ة الزم��ة لع��دم استقامة األمة، وانحرافها عن الصراط المستقيم،

506

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

âماوات وم�ا في ذي ل�هn م�ا في الس� ه ال صراط اللnورnاألم nه تصير كل ذلك نازل بن��اáاألرض أال إلى الل

وواقع علينا، ونحن ال نفي��ق من س��كرتنا، وال ننتب��ه من غفلتن��ا، وال ن��نزجر ب��المحن والبالي��ا، وال نعت��بر بحوادث األيام فلو ك�انت لن��ا نف��وس حي��ة وقل�وب يقظة وشعور حي وإحساس ق��وي، لنبهتن��ا البالي��ا،

وأيقظتنا المؤلمات. أيها المسلم: ال��دين عقي��دة ص��حيحة، وعب��ادة قوي��ة، ومع��امالت حس��نة عادل��ة، وأخالق كريم��ة، فانظروا وفكروا، وفتشوا على أنفس�كم، ه��ل أنتم س����ائرون في أعم����الكم وأح����والكم على منهج الص���راط المس���تقيم، أم أنتم منحرف���ون عنه���ا، فألزموه���ا الس���ير على الطري���ق على الطري���ق القويم، وفقنا الله وإياكم لالستقامة، وأمننا وإياكم من أهوال يوم القيامة، ووقانا وإياكم شر الحسرة والندام��ة، وغف��ر لن��ا ولكم ولجمي��ع المس��لمين، برحمت��ه إن��ه أرحم ال��راحمين، وص��لى الل��ه على

مnحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- موعظ,,ة60

إخواني إنكم في دار هي محل العبر واآلف��ات، وأنتم على س���فر والطري���ق كث���يرة المخاف���ات،

507

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ف���تزودوا من دني���اكم قب���ل المم���ات، وت���داركوا هفواتكم قبل الفوات، وحاس��بوا أنفس��كم وراقب��وا الله في الخلوات، وتفكروا فيما أراكم من اآليات، وب���ادروا باألعم���ال الص���الحات، واس���تكثروا فيnن��ادي أعماركم القص��يرة من الحس��نات، قب��ل أن يnم هادم الل��ذات، nفاجئك بكم مnناد الشتات، قبل أن ي قب��ل أن يتص��اعد منكم األنين والزف��رات قب��ل أن تنقط��ع قل��وبكم عن��د ف��راقكم حس��رات، قب��ل أنnزعجوا يغشاكم من غم الموت الغمرات، قبل أن تnح��ال من القص��ور إلى بط��ون الفل��وات، قب��ل أن ي بينكم وبين م��ا تش��تهون من ه��ذه الحي��اة قب��ل أن

تتمنوا رجوعكم إلى الدنيا وهيهات.شعرا:

بكى ألن مات ميت منعشيرته وقال واحربا وصاح يا

وبات فوق حشاه لألسىهرباإذا أراد خبوا فار والتهبالهب

ولو رآى بصحيح العقلف الله عنه للهوىحين رأى وكش

ا رأى الدهر ميتا أوحجبا لمأحس به

508

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, إال بكى نفسه المسكين

مر فيوانتحبا ومن رأى الس أنى يراها بجنب ناء أوجنبيه شارعة

وطلعة الموت إن تطلعقربا أرته في نفسه من هولهاعلى أحد

عجبا وق��ال أح��د العلم��اء رحم��ه الل��ه في موعظ��ة إن الدنيا بقاؤها قلي��ل، وعزيزه��ا ذلي��ل، وعظها أالها يموت، وال يغ��ركم وغنيها فقير، شابها يهرم، وحي إقبالها مع معرفتكم بسرعة إدبارها، والمغرور من

اغتر بها. أين سكانها الذين بنوا مرابعها وشققوا أنهارها وغرس��وا أش��جارها وأق��اموا فيه��ا أيام��ا يس��يرةوا بنش���اطهم فركب���وا وغ���رتهم بص���حبتهم وغ���nر المعاصي إنهم كانوا والله بالدنيا مغبوطين بالم��ال

على كثرة المنع عليه محسودين على جمعه. ما ص��نع ال�تراب بأب�دانهم والرم��ل بأجس�امهم والدي���دانn بأوص���الهم ولح���ومهم وعظ���امهم وإذا مررت فن��ادهم إن كنت منادي��ا وادعهم إن كنت ال

بد داعيا. وم��nر بعس��كرهم وانظ��ر إلى تق��ارب من��ازلهم وسل غنيهم م��ا بقي من غن��اه وس��ل فق��يرهم م��ا

509

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بقي من فقره واسألهم عن األلسن التي كانوا بها يتكلم��ون وعن األعين ال��تي ك��انوا به��ا ينظ��رون وس��لهم عن األعض��اء الرقيق��ة، والوج��وه الحس��نة

واألجساد الناعمة ما صنعت بها الديدان. محت األل����وان، وأكلت اللحم����ان، وعف����رت الوج���وه، ومحت المحاس���ن، وكس���رت الفق���ار، وأبانت األعض�اء، وم�زقت األش�الء ق�د حي��ل بينهم

وبين العمل وفارقوا األحبة. فكم من ناعم وناعمة أصبحت وجوههم بالي��ة، وأجسادهم من أعناقهم بائنة، وأوصالهم مnتمزق��ة، وقد سالت الحدق على الوجنات، وامتألت األف��واه ص������ديدا، ودبت دواب األرض في أجس������امهم،

وتفرقت أعضاؤهم. ثم لم يلبث��وا إال يس��يرا ح��تى ع��ادت العظ��ام رميما قد فارقوا الحدائق فصاروا بع��د الس��عة إلى المضائق قد تزوجت نساؤهم وترددت في الطرق

أبناؤهم.عn ل���ه في ق���بره الغض فمنهم والل���ه الموس��� الن��اعم في��ه المnتنعم بلذات��ه، في��ا س��اكن الق��بر م��ا الذي غرك في الدنيا ه��ل تظن أن��ك تبقى أو تبقى لك أين دارك الفيحاء ونهرك المطرد وأين ثمرت��ك

510

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الحاض��ر ينعnه��ا وأين رق��اق ثياب��ك وأين كس��وتك لصيفك وشتائك هيه��ات هيه��ات ي��ا مnغمض الوال��دي��ه في ق��بره وراح��ل واألخ وغاسله وحامله ي��ا مnدلونة ال��ثرى، nش��nعنه، ليت شعري كيف نمت على خ وبأي خديك بدأ البلى، يا مnجاور الهلكى ص�رت فية الموت، ليت شعري ما الذي يلقاني به ملك محل

الموت عند خروج روحي من الدنيا. اللهم ثبتنا على قولك الثابت في الحياة ال��دنيا وفي اآلخ��رة، اللهم وأي��دنا بنص��رك وارزقن��ا من فضلك ونجنا من عذابك ي��وم تبعث عب��ادك واغف��ر لنا ولوالدينا ولجميع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم

الراحمين وصلى الله على مnحمد وآله وسلم.- موعظ,,ة61

عب���اد الل���ه أوص���يكم ونفس���ي بتق���وى الل���هكم على األعم�����ال الص�����الحة ث nفالزموه�����ا، وأح فاغتنموها، إن الزمان يطوي بكم مس��افة األعم��ار ال ش�ك وأنتم راحل�ون عن ه�ذه ال�دار في��ا معش�ر الشيوخ ماذا تنتظرون بعد المشيب وه��ل بع��ده إال الموت فإن الموت قريب إنه ليس إلى البق��اء من سبيل فماذا ت��زودتم للرحي��ل وي��ا معش��ر الش��باب أنفقتم غرر األعمار عند المذياع والكرة ونحو ذلك

511

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nم عن ذكر الله وعن الصالة وي��ا معش��ر مما يصدك التجار لقد ض��اعت أعم��اركم في "أل��و" و"كم ربح فالن" و"كم بي��ع ال��بيت الفالني واألرض الفالني��ة" وخ��ذ ه��ذه الجري��دة وأعط��ني األخ��رى أال ص��رفتم بعض ال���وقت إلى المس���ابقة إلى غ���رف الجن���ة وأراض����يها وأنفقتم بعض م����ا وهبكم الل����ه منnرض��ي الل��ه من تفق��د الفق��راء المكاسب إلى م��ا ي ال��ذين ليس لهم م��وارد ال قليل��ة وال كث��يرة ممن يستعينون بها على طاعة الله ومن مساجد تحت��اجش وإلى إنشاء مس��اجد عن��د من nرnإلى ترميم أو ف ليس عندهم ش��يء منه��ا أو إلى طباع��ة مص��احف طباعة جيدة فتوزعوه��ا على الت��الين للق��رآن آن��اء اللي��ل والنه��ار أو طب��ع كتب ديني��ة فيه��ا تقوي��ة للش��ريعة ونش��ر لمحاس��ن اإلس��الم ككتب ش��يخ اإلس��الم ابن تيمي��ة وتلمي��ذه ابن القيم وابن رجب وابن مnفلح وابن كث��ير والموف��ق والمج��د والش��يخ المnجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونح��وهم من العلم��اء الع��املين بعلمهم المnص��لحين المnخلص��ين الذين ال تأخذهم في الله لومة الئم نسأل الل��ه أنnيسر لنا في هذا الزم��ان أمث��الهم لنص��ر دين��ه إن��ه ي

القادر على ذلك.

512

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

شعرا:المال يذهب حله وحرامه

طرا وتبقى في غد آثامهليس التقي بمتق إلالهه

حتى يطيب شرابه ويطيب ما يحوي ويكسبوطعامه

ه ويكون في حسن الحديثكفنطق النبي لنا به عن ربهكالمه

فعلى النبي صالتهوسالمه

اللهم طهر قلوبنا من النفاق وعملنا من الرياء وطهر مكسبنا من الربا وألسننا من الكذب ووفقنا لمصالحنا واعصمنا عن ذنوبنا وقبائحنا وال تؤاخ��ذنا بما انطوت عليه ضمائرنا وأكنتهn سرائرنا من أنواع القب��ائح والمع��ائب واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الل��ه

على مnحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.- خطبة في )شؤم المعاصي وخطرها(62

الحمد الله كتب العزة والكرام��ة لمن أطاع��ه. وقض��ى بال��ذل واله��وان على من عص��اه، نحم��ده سبحانه ونشكره، ال رب لنا سواه وال نعبد إال إياه. ونشهد أن ال إله إال الله وحده ال شريك له، الع��الم

513

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بم��ا في الك��ون من ح��وادث وخط��وب، وبم��ا ألم بالمسلمين من شدائد وكروب، ونش��هد أن س��يدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك علي��ه وعلى آله وصحبه وكل من سار على نهجه وس��لم

تسليما كثيرا.هâأما بعد: فيقول الله سبحانه وتع��الى: إن اللهم وا م��ا بأنفnس�� nر nغي ى ي رn ما بق��وم حت nغي ، عب��ادáال ي

الله: اتقوا الله واحذروا وخافوا م��ا أن��ذرتكم من��ه. هذه اآلية إذ هي نص صريح بأن الله ال يؤاخذ قوماnغ��ير تع��الى م��ا بهم من إال بما كسبت أي��ديهم فال ي نعمة بنقمة أو عافية ببالء أو أمن بخوف أو س��رورnغ��يروا م��ا بأنفس��هم بح��زن أو غ��نى بفق��ر ح��تى يnقابل الشكر بالكفران والطاع��ة بالعص��يان تلكم فينة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديال. أيها nس المسلمون يظهر لنا جلي��ا مص��داق اآلي��ة الكريم��ة وشاهدها من التأمل في ماضي المسلمين الوضاء وحاضرهم المظلم وما طرأ عليه من تحول فظي��ع لما أن غيروا وتهاونوا بحرمات الله ففي الماض��ي إبان أن كانت األمة اإلسالمية صادقة في دعوته��ا، متمسكة بكتاب ربه��ا عامل��ة بس��نة نبيه��ا ص��حيحة العقائد كريمة األخالق حسنة المعاملة بص��يرة في

514

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

دينها ودنياها كانت مnهابة، قوي��ة الش��وكة، عظيم��ة الج��انب، ص��احبة الس��لطة، تغ��زو القل��وب قب��ل

ذينâاألجسام يقول سبحانه: ��nوب ال nلقي في قnل سنعب وا ال��ر nكف��رá ويق��ول ،:« نص,,رت ب,,الرعب

« وبع���د أن وهن المس���لمونمس,,,يرة ش,,,هر وض���عفوا وفnتن���وا أو معظمهم، بزخ���ارف ال���دنيا وساروا وراء أطماعهم الخاص��ة واتبع��وا ش��هواتهم وأه��واءهم وغ��اروا ألنفس��هم ولم يغ��اروا لحرم��ات الله والتمسوا األعذار للمخلوقين ونسوا أو تناسوا مس��ؤولية رب الع��المين. بع��د أن وج��د فيهم ذلكم سافرا أعذر الله فيهم فس��لط عليهم ذال ال ينزع��ه حتى يرجع��وا إلى دينهم وت��داعت عليهم األمم من كل ح��دب وص��وب ح��تى أص��بحوا خ��ائفين بع��د أن ك��انوا مخ��وفين، ومغ��زيين بع��د أن ك��انوا غ��ازين، وهائبين بعد أن كانوا مهيبين فال ح��ول وال ق��وة إال

ق��ال: ق��البالل�ه. روى اإلم��ام أحم��د عن ثوب��ان يوش,,ك أن ت,,داعى عليكم: »رس��ول الل��ه

األمم من كل أفق كما تداعى األكل,,ة على « قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئ��ذ؟قصعتها

أنتم يومئذ كث,,ير ولكنكم غث,اء كغث,اءقال: » الس,,يل ت,,نزع المهاب,,ة من قل,,وب ع,,دوكم

« ق��الوا: وم��اويجع,,ل في قل,,وبكم ال,,وهن

515

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

«.حب الدنيا وكراهي,,ة الم,,وتالوهن؟ قال: » وما ذلكم يا عباد الله إال شؤم المعاص��ي وثم��رات الذنوب التي أفقدتنا أعظم عدة وأنكى سالح وه��و

يئا ولكنâغزو القل��وب: اس ش�� ه ال يظلمn الن إن اللهnم يظلم������nون اس أنفnس������ ، فهم ذلكم عقالءáالن

اإلس��الم فح��ذروه ك��ل الح��ذر. روى اإلم��ام أحم��د رحمه الله عن عبد الرحمن بن جب��ير بن نغ��ير عن أبيه قال: لما فتحت قبرص وفرق بين أهلها فبكى بعضهم إلى بعض فرأيت أبا ال��درداء جالس��ا يبكيnبكي��ك في ي��وم أع��ز الل��ه فقلت: يا أبا الدرداء ما ي فيه اإلسالم وأهله فقال: ويحك يا جب��ير م��ا أه��ون الخلق على الل��ه إذا أض��اعوا أم��ره بينم��ا هي أم��ة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أم��ر الل��ه فص��اروا

إلى ما ترى. عب��اد الل��ه: ح��ذار أن تس��تهينوا بمح��ارم الل��هnراقب السر والجهر ومعاصيه فإن لها حاميا غيورا يnخفي الصدور. فحذار من ويعلم خائنة األعين وما ت معاص��يه ف��إنكم بارتكابه��ا تؤجج��ون ن��ار إح��راقكم وتحف��رون اله��وى الس��حيقة ألنفس��كم فق��د أخ��بر القرآن الكريم عن مص��ير العnص��اة وم��ا الق��وه من نتائج وخيمة في العاجل واآلجل فما الذي ي��ا عب��اد

516

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الله أخرج األبوين من الجنة دار الل��ذة والنعيم إلىnهي��ا عنه��ا دار األحزان واآلالم إال شؤم أكلة واحدة ن وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وصيره طريدا مصدرا لكل ش��قاء إال تك��بره وامتناع��ه من اإلتيان بسجدة واحدة، وما الذي أغرق أهل األرض حتى عال الماء رءوس الجبال وسلط ال��ريح العقيم على ق��وم ع��اد وأرس��ل على ق��وم ثم��ود الص��يحة حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم وم��ا ال��ذي رف��ع قوم لوط حتى سمع أهل السماء صوت كالبهم ثم قلبه��ا عليهم وم��ا ال��ذي خس��ف األرض بق��ارون وأغرق فرعون وهامان وجنودهما، ما ال��ذي أط��احnلعوبة في يد بعروش كثيرة أضحى أهلها بعد العز أ الطغاة إال شؤم ذنوبهم وم��ا ذك��ر الل��ه أولئكم فيnح��ذرنا مم��ا ح��ل nنذرنا وي كتابه الكريم إال ليخوفنا وي بهم. فحذار عباد الله من معاصي الله فإنها شهوة قصيرة عاجلة تعقبه��ا حس��رة دائم��ة ون��ار حامي��ة. حذار فقد وضح السبيل ولن ينفع عند الل��ه مnلف��ق األعذار وال التأويل. نفعني الله وإياكم بهدي كتاب��ه وجعلنا من أهله. أق��ول ق�ولي ه��ذا وأس��تغفر الل�ه العظيم الجلي��ل لي ولكم ولس��ائر المس��لمين من

كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

517

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

- خطبة في )فضل الشهادة بالحق(63وضرر كتمها - وخطر شهادة الزور

الحمد لله الخب��ير فال تخفى علي��ه خافي��ة يعلم ما توسوس به نفس المرء وما ينط��ق ب��ه س��را أو عالنية. أحم��ده س��بحانه أمرن��ا بحف��ظ ألس��نتنا عن قول الزور والفحشاء وأسأله التوفيق لقول الح��ق في الس��راء والض��راء، وأش��هد أن ال إل��ه إال الل��ه وحده ال شريك له وأشهد أن س�يدنا مnحم�دا عب��ده ورسوله بشر الص��ادقين بجن��ات تج��ري من تحته��ا األنه���ار. وآذن الك���اذبين بس���وء العاقب���ة والن���ار والدمار. صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابهnعد عن الزيغ أهل الصدق في األقوال واألفعال والب

والضالل وسلم تسليما كثيرا. أم��ا بع��د: في��ا أيه��ا المس��لمون اتق��وا الل��ه واسمعوا قوله سبحانه بآذان مnصغية وقلوب واعية

ه��اâتنشد الحق لتتبعه، يقول ج��ل من قائ��ل: ��ا أي ي��و ه ول هداء لل nوا قوامين بالقسط شn nون nوا ك ذين آمن الا nن غني كم أو الوال��دين واألق��ربين إن يك nعلى أنفس��

هn أولى بهما ، عباد الله: ه��ا ه��و ج��لáأو فقيرا فالل وعال أمركم بالقسط الذي هو الع��دل وب��أن تك��ون شهادتكم بحق لشخص أو عليه مnرادا بها وجه الله

518

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

سبحانه. أمركم باإلتيان بالشهادة على وجهه��ا منnطع الله فقد وقع أج��ره غير التواء أو تأويل: ومن ي على الل���ه فتح���روا رحمكم الل���ه في ش���هاداتكم وأقوالكم الحق الذي ال غبار عليه فبش��هادة الح��ق إثبات الحقوق وتوطيد دعائم األمن وإياكم وتحكيم عاطف��ة القراب��ة في الش��هادة. إي��اكم والمي��ل إلى غني لغن��اه أو فق��ير رحم��ة ب��ه فالل��ه أولى بعب��اده منكم فقد تظنون أن الشهادة بالحق عليهم نقم��ة

وهي في باطن األمر نعمة. عب��اد الل��ه: إن الش��هادة ب��الحق ال يؤديه��ا إال نف��وس علوي��ة متنزه��ة عن أن تري��د به��ا ال��دنيا وحطامه��ا الف��اني نف��وس متطلع��ة إلى الف��ردوس إلى الرحي���ق المخت���وم ال���ذي ختام���ه مس���ك فاستس��يغوا رحمكم الل��ه في أدائه��ا ك��ل م��رارة واستس��هلوا ك��ل ص��عب س��واء ك��ان س��يرا إلى المحاكم أو انتظارا أو كان في ذلك إغض��اب ألح��د ففي ت��أخركم عن أداء ش��هادة بح��ق تعلمون��ه إثم

nمهاâكبير والله يقول: هادة ومن يكت nمnوا الش وال تكتnه��n هn آثم قلب ، وإن القلب ي��ا عب��اد الل��ه مص��درáفإن

الفساد والص��الح ف��إذا أثم القلب فم��اذا يبقى بع��د ذل��ك فال تكتموه��ا ففي كتمانه��ا ش��ر على ب��ني اإلنسانية التي أمرتم بجلب الخير لهم ودفع الش��ر

519

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

عنهم. عبادالله: إذا كان كتم الشهادة فيه ض��رر على البشرية واختالل لنظامها فهناك م��ا ه�و أش��د من��ه إثما وأكبر خطرا وما أدراكم ما ه��و، ه��و الجريم��ة العظمة والطامة الكبرى شهادة الزور التي ك��ادت تعدل اإلشراك بالله شهادة الزور التي ته��ددنا في أموالن��ا ودمائن��ا وأمنن��ا تلكم ال��تي أخ��ربت بيوت��ا ع��امرة وأزهقت أرواح��ا بريئ��ة وأه��درت حقوق��ا واض��حة فم��ا فش��ت في أم��ة إال وس��ادت فيه��ا الفوض��ى وتحكمت فيه��ا األه��واء، ل��ذا وغ��يره من

منه�ا بقول�ه:أض�راره الخط�رة ح�ذرنا الرس�ول أال أن,,بئكم ب,,أكبر الكب,,ائر اإلش,,راك بالل,,ه»

« يق���ولوعق,,وق الوال,,دين وقت,,ل النفس وشهادةال��راوي: ك��ان متكئ��ا فجلس ثم ق��ال: »

nكررها حتى قلن��االزور وقول الزور « وما زال ي ليته سكت. فحذار معش��ر المس��لمين من ش��هادة ال���زور وقول���ه ف���إن فيه���ا إس���اءة على قض���اة المسلمين بتل��بيس الح��ق عليهم فيه��ا إس��اءة إلى المشهود له بمساعدته على اإلثم والع��دوان. فيه��ا إس��اءة إلى من حرم��ه حق��ه بش��هادته وخذل��ه في حين حاجته إلى نص��رته فليت��ق الل��ه ش��اهد ال��زور

520

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

nب إلى الل�ه قب��ل أن يوق�ف بين وقائ�ل ال�زور وليت ي���دي أحكم الح���اكمين وأع���دل الع���ادلين ال���ذي سيقتص للشاة الجلح��اء من الش��اة القرن��اء. ليتبnس��اق إلى جهنم م��ع المج��رمين إلى الله قبل أن ي فو الله لو علم ما أعد الله له من الخ��زي العاج��ل والعذاب األليم في اآلخرة لتم�نى أن لس�انه قط�ع قب��ل أن ينط��ق بش��هادة زور أو كلم��ة زور ف��اتقوا

وال تقفn ما ليس لك به علمâالله أيها المسلمون: n��ه ��ان عن nولئك ك ��nل أ ر والف��nؤاد ك مع والبص�� إن الس��

nوال ئ . نفع��ني الل�ه وإي��اكم به��دي كتاب��ه أق�ولáمس� قولي هذا وأستغفر الل��ه العظيم الجلي��ل لي ولكم ولسائر المس��لمين من ك��ل ذنب فاس��تغفروه إن��ه

هو الغفور الرحيم.

خطبة في )أكل األموال بالباطل - وخطروة( الرش

الحمد لله الهادي إلى س��بيل الرش��اد. أحم��ده تعالى وأعوذ به من مفاتن الدنيا ونزعات الفس��اد. وأش��كره وأس��أله التوفي��ق المتواص��ل والس��داد. وأشهد أن ال إله إال الله وحده ال ش��ريك ل��ه أمرن��ا باألكل من طيبات األموال. ونهانا عن ك��ل م��ا في��ه

521

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

خطر على كيانن��ا من األعم��ال. وأش��هد أن س��يدنا ونبينا مnحمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك علي��ه

وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. أم��ا بع��د في��ا عب��اد الل��ه إلي ب��اآلذان المnفتح��ة والقل���وب الواعي���ة إلي لنتعق���ل ونتفهم ال���وحي الس��ماوي ال��ذي ج��اء بم��ا يكف��ل س��عادة الف��رد والمجموع جاء بما إن تمس��كنا ب��ه لن نض��ل أب��دا.nق��وي الرواب��ط ويحف��ظ الص��الت يق��ول ج��اء بم��ا ي

nواâسبحانه: nدل nم بالباطل وت nم بينك nلnوا أموالك وال تأكاس nلnوا فريق��ا من أم��وال الن ��أك ام لت به��ا إلى الحnك

nم تعلمnون ، عب��اد الل��ه: نه��اكم الل��ه فيáباإلثم وأنت ه��ذه اآلي��ة الكريم��ة عن أن ت��أكلوا أم��والكم أو أن يأكل بعضكم م��ال بعض بالباط��ل. وأكل��ه بالباط��ل أكل�ه من غ��ير الوج��ه ال�ذي أباح�ه اإلس�الم فكلم��ا أنفقه اإلنسان في حرام أو فيما ال فائدة فيه فه��و أكل ل��ه بالباط��ل وم��ا أخ��ذ من إنس��ان بغ��ير وج��ه شرعي كالزيادة الربوية وأثمان الجزء المغش��وش��nدفع للك��اهن من األعيان وما كسب بالقم��ار وم��ا ي ومه��ر البغي والرش��وة وم��ا إلى ذل��ك من غل��ولبهة فكل من وصل إليه م��ال من ه��ذه الط��رق nوش nعد آكال لمال غيره بالباطل وكل من أنفق فيم��ا ال ي

522

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

nعد مnنفقا في باطل والباطل هو الزائل فائدة فيه ي الذاهب الذي عاقبته الويل والخسران وم��ا أح��رى وأحق - ي��ا عب��اد الل��ه - أه��ل ه��ذه الج��رائم ال��ذين

والâأعرضوا عن هذه التعاليم السماوية الكريم��ة: nم بالباطل nم بينك nوا أموالك nل ، ما أحقهم بالعذابáتأك

األليم وتصلية الجحيم. عباد الل��ه: إن من أك��بر الكب��ائر أك��ل األم��وال بالباطل وأخبثها أخذ الرش��وة أو إعطاءه��ا ف��ذلكم الداء الخطر داء السرطان الذي ما خال��ط جس��ماnستأص��ل فم��ا خ��الطت إال وقض��ى علي��ه م��ا لم ي الرش��وة عمال إال أفس��دته، وال نظام��ا إال قلبت��ه وال قلبا أو طريقا منيرا إال أظلمته فما فشت في أم��ة إال وأطاحت بسلطانها ما وnجدت في أمة إال وح��ل الغش فيها مح��ل اإلخالص والخيان��ة مح��ل األمان��ة وال غ��رو فكم لل��ه من ألس��نة ناطق��ة أخرس��تها وضمائر وأدته��ا، ل��ذا وغ��يره من أض��رارها الس��يئة وعواقبها الوخيمة لم يقف النظم القرآني بإدخالها في الباطل فقط بل قال بعد ذلك مؤكدا لتحريمها

âومnحذرا من سوء عاقبتها: ام nوا به��ا إلى الحnك nدل وتáأي وال ت���دلوا ب���األموال إلى الحك���ام. واإلدالء[

المنهي عنه ل��ه معني��ان أح��دهما أن الل��ه س��بحانه��nدلي بحجت��ك إلى الح��اكم ينهاك أيها المس��لم أن ت

523

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nحلل لك ما أكلت��ه بالباط��ل. والح��اكم إنم��ا يحكم لي بالظاهر فحكمه ال يحرم حالال في باطن األم��ر وال

إنكم: »يح���ل حرام���ا يق���ول رس���ول الل���ه تختص,,مون إلي فلع,,ل بعض,,كم أن يك,,ون ألحن بحجت,,ه من بعض فأقض,,ي ل,,ه على نح,,و م,,ا أس,,مع فمن قطعت ل,,ه من ح,,ق أخيه شيئا فإنما أقط,,ع ل,,ه قطع,,ة من ن,,ار

«. المعنى الثاني لإلدالء أنفليأخذها أو ليدعهاnعط��وا الح��اكم ش��يئا من الله س��بحانه ينه��اكم أن ت الم��ال ملتمس��ين ب��ذلكم اس��تمالته في الحكم كي تتوصلوا إلى أكل طائفة من أم��وال الن��اس ب��اإلثم وأنتم تعلم���ون م���ا أنتم علي���ه من باط���ل وظلم تعلم�����ون أنكم ب�����ذلك أس�����أتم إلى أنفس�����كم وعرض��تموها للعن��ة الل��ه وغض��به وعقاب��ه يق��ول

لعن الل,,,,ه الراش,,,,ي: »رس�����ول الل�����ه «، وروى الط��براني عنوالمرتش,,ي وال,,رائش

الرش,,اء في الحكمابن مسعود موقوفا ق��ال: »«.كفر وفيما بين الناس سحت

عب��اد الل��ه: ليس��ت الرش��وة المتوع��د أهله��ا بالطرد واإلبعاد من رحمة الله مقصورة على دف��ع م��ال إلى ح��اكم وش��بهه ب��ل ك��ل نف��ع تقدم��ه إلى

524

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

حاكم أو رئيس مصلحة أو مأمور ثغر تقص��د ب��ذلك استمالته واستغالل منصبه في باط��ل فه��و رش��وة جاء الحديث النبوي مnثبت��ا إن ه��دايا العم��ال غل��ول

nقال ل��هاستعمل رسول الله رجال على الصدقة ي : ه��ذا قالابن اللتبية فلما قدم على رسول الله

منلكم وهذا أه��دي إلي، فغض��ب رس��ول الل��ه م,,ا ب,,ال أح,,دكمذل��ك وص��عد المن��بر فق��ال: »

نستعمله فيقول هذا لكم وهذا أه,,دي إلي هال قعد أحدكم في بيت أم,,ه فينظ,,ر م,,اذا

« فاتقوا الله عب��اد الل��ه وتع��اونوا علىيهدي إليه تطهير نفوسكم ومجتمعكم من داء الرش��وة فإن��ه مnهدر للحقوق مnعط��ل للمص��الح فح��ذار من��ه ف��إنnم���ة م���ؤذن بهالكه���ا كي���ف ال وهي فش���وه في أ مnساعدة على اإلثم والعدوان تقدم الجهالء وت��ؤخر األكفاء ترفع الخامل وتضع المnج��د العام��ل فح��ذار من الرشى يا عب��اد الل��ه فإنه��ا فخ الم��روءة وق��بر األمان��ة والش��رف ال يق��دم عليه��ا إال خ��ائن وض��يع دنيء النفس س��افل الم��روءة مس��اوم في دين��ه وكرامته. بارك الل��ه لي ولكم في الق��رآن العظيم ونفعني وإياكم لما فيه من اآلي��ات وال��ذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الل��ه العظيم الجلي��ل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاس��تغفروه

525

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

إنه هو الغفور الرحيم.

- موعظ,,ة64

أيه��ا اإلخ��وان لق��د ذهب أك��ثر ع��امكم وف��ات، وتقضت أيامه ولياليه وأنتم مnنهمكون في الل��ذات، فما أسرع ما تضرمت منه األوقات، وم��ا أك��ثر م��ا خطبكم لسان حاله بزواجر العظ��ات، وم��ا أط��ول

ما نادى بكم مnنادي الشتات. أبني أبينا نحن أهل

منازل أبدا غراب البين فيهاينعق

nش��رى لمن فط��وبى لمن ت��دارك الهف��وات، وب الزم تق��وى الل��ه، وعم��ل بالباقي��ات الص��الحات، وهنيئا لمن أذهب الس��يئات بالحس��نات، وي��ا خيب��ة من شغلته المالهي والمنك��رات، عن طاع��ة رفي��ع الدرجات، وما أعظم خسارة من باع نفيس آخرته

��اâبخسيس دnنياه، وحسرة ل��ه ي��وم: تق��nول نفس يه طتn في جنب الل رتا على م��ا ف��ر áحس�� ، وتعس��ا

.áيوم ينظnرn المرءn ما قدمت يداهânوجدعا له: عباد الله: قد سبق ذكر الموت وأحوال الميت في س��كراته وفتن��ة الق��بر وس��ؤال مnنك��ر ونك��ير

526

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وعذاب الق��بر ونعيم��ه وخط��ر من ك��ان مس��خوطا عليه وأعظم من ذلك األخطار ال��تي بين يدي��ه من نفخ الصور والبعث والنشور والع�رض على الجب��ار والس��ؤال عن ال��دقيق والجلي��ل، ونص��ب الم��يزان

لمعرفة المقادير. ثم جواز الصراط م��ع دقت��ه وحدت��ه ثم انتظ��ار الن��داء عن��د فص��ل القض��اء إم��ا باإلس��عاد وإم��ا باإلشقاء فهذه أحوال وأهوال ال بد من معرفتها ثم اإليمان بها على سبيل الجزم والتصديق ثم تطويل الفكر في ذلك اليوم الذي مقداره خمس��ون أل��ف

سنة.نة يجم��ع الل��ه في��ه nكما جاء في الكت��اب والس�� nسمعهم الداعي األولين واآلخرين في صعيد واحد ي وينف��ذهم البص��ر ال يغيب منهم أح��د وت��دنو منهمnلجمهم الع��رق ه��ذا الي��وم ه��و الي��وم الش��مس وي

��nلâالذي: عn ك nل مnرضعة عما أرضعت وتض�� تذهلn ككارى وم��ا هnم nاس س�� ��رى الن ذات حم��ل حمله��ا وت

كارى ولكن عذاب الله شديد nبسá. في ذل���ك الي���وم يبل���غ األم���ر من الح���يرة والدهش����ة واالض����طراب وال����ذهول أن ت����ذهل المرضعة عن ولدها الذي فمه في ثديها وه��و أع��ز شيء لديها فكي��ف بال��ذهول عم��ا س��واه وتس��قط

527

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الحوامل من الفزع والرعب والروع ما في بطونهاكارى nمن األجنة قبل التمام وترى الناس كأنهم س�� من شدة الروع والف��زع والخ��وف ال��ذي ص��ير منnشبههم بالسكارى لذاهب عقولهم من شدة رآهم ي الخوف كما ي��ذهب عق�ل الس�كران من الش�راب:

ânادف��ة اجف��ةn * تتبعnه��ا الر ��وم ترج��nفn الر ، تك��ونáي األرض كالسفينة في البحر عند اضطراب األم��واج

تكفأ بأهلها. فيمي��د الن��اس على ظهره��ا ويتس��اقطون من ش�دة األم��ر وبلوغ�ه أقص�ى الغاي�ات وله�ذا أذه�ل العقول وأذهب التمي��يز والفك��ر والص��حو إن��ه ي��وم

ل��زلت األرضn زلزاله��ا * وأخ��رجتâالقيام��ة: nإذا ز .áاألرضn أثقالها

إنها لهزة عنيفة للقل��وب الغافل��ة حيث ترج��ف األرض الثابت��ة ارتجاف��ا وتزل��زل زل��زاال وتنفض م��اnثقلnه��ا من أجس��اد nخ��رج م��ا ي في جوفه��ا نفض��ا وت ونقود وغيرها مما حملت��ه ط��ويال وه��و مش��هد يه��ز

كل شيء ثابت واألرض تهتز والسماء تمور. إنه لمشهد مnجرد تصوره، يخل��ع القل��وب ي��رىnدرك ويشهد ما ال اإلنسان ما ال يعهد ويواجه ما ال ي

وق��الâيمل��ك الص��بر أمام��ه وال الس��كوت عن��ه:

528

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

جه��اáاإلنسانn م��ا لها nزلزله��ا هك��ذا ويرn ، م��ا ال��ذي يرجا.

وكأن��ه من ش��دة م��ا ن��زل يتماي��ل على ظه��رnمس��ك بش��يء لعل��ه األرض ويتش��بث ويح��اول أن ي يثبت ألن كل ما حوله يمور م��ورا ش��ديدا ق��د امتأل

من الرعب والفزع والدهشة والعجب.رتâيرى الجبال وهي تسير: ي nس�� n��ال وإذا الجب

áس��ت وراءه��ا ذراتn nس��فت وب ، هذه الجبال وق��د ن��اءâفي اله��واء: ��انت هب ا * فك ��الn بس� ت الجب nس� وب

ا ،áمnنبث âي فnها رب nونك عن الجبال فق��nل ينس�� ويسألرت الجبالn فكانت سراباá، âنسفا ي nوسá.

nص��رح وتش��ير إلى ح��دث عظيم ت��تزلزل هذه توخها nس�� nمنه الجبال وتذهب هباء يتالش��ى ثباته��ا ور واس��تقرارها وتماس��كها واإلنس��ان ينظ��ر وال يك��اد

��اظمينâيلتقط أنفاسه: إذ القnلnوبn لدى الحناجر كá.

nواجه الحش��ر والحس��اب وال��وزن nشاهد وي هنا ي والجزاء ويقف جبريل عليه السالم والمالئكة ص��فا

��ةânبين ي��دي ال��رحمن: وحn والمالئك ��وم يق��nومn ال��ر يحمنn وق��ال م��nون إال من أذن ل��هn ال��ر فا ال يتكل ص��

،áصوابا â�وم ��ك ي اسn وذل ذلك يوم مجم��nوع ل��هn النهnود ،áمش�� â��ه مn نفس إال بإذن ��أت ال تكل ��وم ي ،áي

529

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

âصفا صفا nك والملك .áوجاء رب وموق��ف ه��ؤالء المnق��ربين ص��امتين خاش��عين

واتânخاض���عين لعظم���ة الل���ه: عت األص��� وخش���ا معn إال همس�� حمن فال تس�� ،áلل��ر ânوه��nجnوعنت الو

وم وقد خاب من حمل ظnلما .áللحي القي موقفهم هكذا صامتين ال يتكلمون إال بإذن منعب والف��زع nلقي في النفس الرهبة والرn الرحمن ي من ذل��ك الي��وم العظيم ال��ذي ينكش��ف في��ه ك��ل

مستور ويعلم فيه كل مجهول. وتق���ف في���ه النفس أم���ام م���ا أحض���رت من الرص��يد وال��زاد في موق��ف الفص��ل والحس��اب:

âل نفس ما أسلفتn nو ك ،áهnنالك تبل âل��n يوم تجدn كرا وم�ا عملت من �ر مnحض� نفس م�ا عملت من خي

لو أن بينها وبينهn أمدا بعيدا وء تود nسá، ânرn يوم ينظnما قدمت يداه nالمرءá، ânمnدينه nه ��nوفيهمn الل يومئذ ي

.áالحق في ذلك الي��وم يك��ون التغ��ير العظيم الش��امل للمعه��ودات الس��موات واألرض الش��مس مnك��ورة والنج��وم منك��درة والس��ماء مnنش��قة والوح��وش الن��افرة محش��ورة واألنع��ام والطي��ور والعش��ار

ف القم��رâ* nمnعطل��ة: رn * وخس�� ��رق البص�� ف��إذا ب

530

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

انn يومئذ أين مسn والقمرn * يقnولn اإلنس�� وجnمع الش،áالمف��ر ân��واكب ماءn انفط��رت * وإذا الك إذا الس��

��رت * وإذا البح��ارn فnجرت ،áانتث ânقق ��وم تش�� وي��زيال ��ةn تن ل المالئك ��nز ماءn بالغم��ام ون ،áالس�� âف��إذا

ماءn فكانت وردة كالدهان .áانشقت الس هذه اآلي��ات وأمثاله��ا تش��ير إلى ذل��ك الح��ادث الهائل في الكون كله وال يعلم حقيقته إال الل��ه إن��ه ح��ادث عظيم ترج��ف األرض من��ه وتخ��اف وتنه��ار فكي��ف ب��الخلق الض��عاف المهازي��ل ال��ذين ته��زهم

ق��nونâالصواعق هزا وتخلع قلوبهم خلعا: ��ف تت فكيnماء يبا * الس�� ��دان ش�� nم يوم��ا يجع��لn الول إن كف��رت

،áمnنفطر به â��انت ��الn وك يوم ترجnفn األرضn والجب.áالجبالn كثيبا مهيال

وفي وس��ط ه��ذا ال��رعب والخ��وف والقل��ق والف���زع وال���ذهول واالنقالب يتس���اءل اإلنس���ان المذعور أين المفر ويبدو ذل��ك في س��ؤاله وكأنم��ا ينظر في كل اتجاه فإذا ه��و مس�دود دون��ه م��أخوذ علي��ه وال ملج��أ وال محيص وال منف��ذ وال وقاي��ة من قهر الله وأخذه، والرجعة إليه والمصير والمس��تقر

ك يومئذ المnستقرâعنده: ياá، âكال ال وزر * إلى ربnم أن تنف��nذnوا من تطعت ر الجن واإلنس إن اس�� معش��

ماوات واألرض فانفnذnوا .áأقطار الس

531

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ففي هذا الموقف الرهيب يتبين عجز الخالئ��ق وض��عفهم وكم��ال س��لطان الل��ه وقدرت��ه ونف��وذ

nم بمnعج��زينâمشيئته: nوعدnون آلت وما أنت áإن ما تة إال ه��nو آخ��ذâإنكم في قبض��ة الل��ه: م��ا من داب

nلâ إنه ليوم عصيب وموقف رهيب: áبناصيتها إن كحمن عبدا * ماوات واألرض إال آتي الر من في الس

��وم لق��د هnم آتي��ه ي nل اهnم وع��دهnم ع��دا * وك أحص��.áالقيامة فردا

فال مجال لهرب أحد وال نسيان ألحد فعين الله على كل فرد وكل فرد يقوم وحيدا ال ي��أنس بأح��د

��nلâفإذا هو فريد وحيد أم��ام ال��ديان: ��أتي ك ��وم ت يها nج��ادلn عن نفس�� ،áنفس ت âمن n��وم يف��ر الم��رء ي

��nل ام��رئ nمه وأبيه * وصاحبته وبني��ه * لك أخيه * وأnغنيه .áمنهnم يومئذ شأن ي

مشهد المرء يف��ر وينس��لخ ويه��رب من أق��رب الناس إليه وألصقهم به أولئ��ك ال�ذين ت��ربطهم ب��ه وشائج وروابط ال تنفص��م ولكن الص��اخة والطام��ةnقطع الوش��ائج والص��الت: nم��زق ه��ذه الرواب��ط وت ت

âونn .áفال أنساب بينهnم يومئذ وال يتساءلnقلقه��ا ويفص��لها من nف��زع النفس وي ف��الهول ي محيطها ويستبد بها استبدادا فلك��ل نفس��ه وش��أنه

532

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

ولديه الكفاية من الهم الخاص به الذي ال ي��دع ل��ه��nل ام��رئ منهnم يومئذâفضلة من وعي أو جهد: لك

nغنيه .áإذ القnلnوبn لدى الحناجر كاظمينá، âشأن ي فها هي ذي الساعة التي يغفل عنها الغ��افلون ويلهوا عنها الالهون ويس��تعجل به��ا المس��تعجلون:

âوا��n ذين آمن ��nون به��ا وال nؤمن ذين ال ي تعجلn به��ا ال يس��ها الحق ،áمnشفقnون منها ويعلمnون أن ânوم��nويوم تق

nن لهnم من nبلسn المnجرم����nون * ولم يك اعةn ي الس������افرين ركائهم ك nوا بش��n ��ان فعاءn وك nركائهم ش�� nش��á،

âذين ق�nون * فأما ال اعةn يومئذ يتفر ويوم تقnومn الس�ون * nحبرn nوا وعملnوا الصالحات فهnم في روضة ي آمن��ا ولق��اء اآلخ��رة nوا بآياتن ��ذب وا وك nذين كف��ر وأما ال

ون nحضرnولئك في العذاب مn .áفأ وهؤالء المجرمون حائرين يائس��ين ال أم��ل في النج���اة وال رج���اء وال خالص ب���ل ق���د أيقن���وا في

هnمâالعطب: وا أن ار فظن ورأى المnجرم����������nون الن،áيجدnوا عنها مصرفا مnواقعnوها ولم â��رى إذ ��و ت ول

رنا ��ا أبص�� ن هم رب ءnوسهم عند رب nو ر nون ناكسnجرمnالم nون ا مnوقن .áوسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إن

nق��رون ب��الحق ال��ذي هنا يعترفون بالخطيئ��ة ويnعلن��ون اليقين بم��ا ش��كوا في��ه جح��دوه بال��دنيا وي ويطلبون الع��ودة إلى ال��دنيا إلص��الح م��ا ف��ات في

533

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الدنيا ومنظرهم إذ ذاك مnفزع مnخيف وهم ناكس��واالرءوس خجال وخزيا.

ف��األمر أم��ر فظي��ع والح��ال مnزعج��ة أقوام��ا حاس��رين مك��روبين وس��ؤال غ��ير مnج��اب لف��وات

��اوnشânوقت اإلمهال: ن ى لهnمn الت ��ه وأن ا ب nوا آمن وقال.áمن مكان بعيد

فيا عباد الل��ه انتبه��وا من رق��دتكم واس��تدركوا بقية أعم��اركم واح��ذروا االنهم��اك في دار الغ��رور فالوي��ل ك��ل الوي��ل لكم إن أدرككم الم��وت وأنتم على هذه الحال��ة، زينتم الفل��ل والقص��ور ونس��يتم القبور، اذك��روا الق��بر وظلمت��ه ووحش��ته والم��وت وس��كرته والم��يزان وخفت��ه أو رجحت��ه والكت��اب وأخذت��ه والص��راط ودقت��ه، والم��وت، س��كرة في سكرة وحيرة في ح��يرة وجذب��ة ي��ا له��ا من جذب��ةnكاب��د غص��ص nرب��ة فالمس��كين ي وكربة ي��ا له��ا من ك

المنون داهش العقل كالمحزون. فالل��ه الل��ه عب��اد الل��ه أفيق��وا من س��كراتكم وانتبهوا من نوماتكم واستيقظوا من غفالتكم قب��ل مnفاجأة المنية وحلول الرزية ووقوع البلي��ة حيث ال مال وال ولد نافع وال حميم شافع وال فرح واقع والnح�ذف وال �nزاد وال س�يئة ت رج�اء ط�امع وال حس�نة ت

534

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

nزودnك أحبابك بالحزن عليك والبكاء فال nعاد وي حياة تnنال. nقال وال رجعة ت عثرة ت

اللهم يا مnصلح الص�الحين أص�لح فس�اد قلوبن�ا واس��تر في ال��دنيا واآلخ��رة عيوبن��ا واغف��ر بعف��وك ورحمتك ذنوبنا، وهب لنا مnوبقات الجرائ��ر واس��ترnخلن��ا في علين��ا ي��ا موالن��ا فاض��حات الس��رائر، وال ت موقف القيامة من برد عفوك وغفرانك وال تتركن��ا من جميل صفحك وإحسانك وآتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخ��رة حس��نة وقن��ا ع��ذاب الن��ار واغف��ر لن��ا ولوال��دينا ولجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين وص���لى الل��ه على مnحم���د وعلى آل���ه

وصحبه أجمعين. - "موعظة في الحث على اإلقبال على65

اآلخرة"

فقاؤنا وإخواننا أين ذهب معارفنا nإخواني أين ر مالؤن��ا وأقرانن��ا أين nوجيرانن��ا أين أص��دقاؤنا أين ز عnلماؤنا العاملون بعلمهم أين آباؤنا وأجدادنا رحلوا وقل والله بعدهم بقاؤنا هذه مساكنهم فيها غيرهم قد نسيناهم ونسيهم مnحبهم وجفاهم. أين أصحاب القص��ور الحص��ينة، واألنس��اب العالي��ة الرص��ينة والعقول الراجحة الرزينة، قبضت عليهم يدn المنايا

535

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nقلوا إلى أجداث م��ا مnه��دت إذ حnف��رت فظفرت، ون ورحل��وا ب��ذنوب ال ي��درون ه��ل غnف��رت أو بقيت فالصحيح منهم بالحزن قد سقم والم��دعو إلى دار البلى أسرع ولم يقم والكتاب ق�د س�طر بال�ذنوبقم، ولذيذ عيشهم ب��التنغيص ق��د ختم وف��راقهم فرnتم، ألحب��ابهم وأم��والهم ق��د حnتم والول��د ق��د ذل وي فتفكروا في القوم كيف رحل��وا، وت��ذكروا دي��ارهم أين نزلوا، واسألوا منازلهم عنهم ماذا فعلوا فانتبه من رقادك قب�ل أن تص�ل م��ا وص�لوا ي�ا من غف�ل

وسهى ولهى ونسي المقابر والبلى. - موعظ,,ة66

عباد الله إن التوبة من الذنوب مفتاح السعادة في هذه الدار وفي دار القرار، وإنما ك��انت التوب��ة كذلك ألن بها يغفر الله الذنوب جميعا ال ف��رق بين صغارها والكبار وألن التائب إذا ص��حت توبت��ه ب��أن اجتمعت ش��روطها وانتفت الموان��ع يص��بح بالتوب��ةnخل بواجب من واجبات اإلسالم أمينا على دينه ال ي فتوب��وا عب��اد الل��ه توب��ة نص��وحا لتس��تنير قل��وبكمnثقلكم وأبدانكم بدل ظلمات كانت مnخيم��ة عليه��ا ت عن طاعة موالكم وس�تجدون ب�إذن الل�ه انش�راحا

536

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

في صدوركم بدل انقباضها وض��يقها ف��إن ال��ذنوب ت��ؤثر على القل��وب واألب��دان انقباض��ا يش��تد على المnصر على الذنوب حتى يضيق به فسيح األرج��اء ولك أيها الت��ائب العام��ل بالطاع��ات األم��ل الق��ويnنتج ب��إذن الل��ه بت��والي الطاع��ات ألن الخ��يرات ت بعض��ها بعض��ا ول��ك األم��ل الق��وي ب��أن تنق��اد ل��كnسر بع��د nصبح في ي األرزاق بعد أن كانت مnمتنعة فت أن كنت في إعسار ول��ك األم��ل في أن الع��داوات nصبح ب��إذن الل��ه حب��ا التي كانت بينك وبين الخلق ت يلفت األنظ��ار ذل��ك أن ال��ذنوب والمعاص��ي هي أسباب الشرور والعقوب��ات المؤلم��ات وأن الم��رءnرضي بديع األرض والس��موات فتأك��د بالتوبة منها ي أيها األخ أن التوبة هي الينب��وع الفي��اض لك��ل خ��ير في ال��دنيا واآلخ��رة فال تش��ك في أن الل��ه تع��الىnفيض على من أخلص nفيض من فضله وجوده ما ي يnب أيه��ا األخ واص��دق في التوب��ة العم��ل لجالل��ه فتnبلغ��ك به��ا رض��وانه وأن يجعل��ك من واس��أله أن ي

ال خ��وف عليهم وال هnمâحزب��ه المnفلحين ال��ذين: nون nبعث في رعاي��ة رب��كáيحزن ، فتعيش وتموت وت

ولnطفه وغ��يرك ممن لم يتوب��وا في إهانت��ه البالغ��ة يتقلبون فعليك باالعتماد على الل��ه والتوك��ل علي��ه

واللجاء إليه دائما مnتضرعا مnتملقا.

537

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

اللهم اعمر قلوبن��ا وألس��نتنا ب��ذكرك وش��كرك ووفقنا لالمتثال ألمرك وأمنا من سطوتك ومك��رك واجعلن���ا من أوليائ���ك المتقين وحزب���ك المفلحين واغفر لنا ولوالدينا وجميع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آل��ه

وصحبه أجمعين.

- "موعظ,,ة"67

عباد الله تمر الحي��اة بأح��دنا وه��و منهم��ك فيnفك��ر في مآل��ه وال ملذاته وش��هواته ومطامع��ه، ال ي في ي��وم حس��ابه وكأن��ه خال��د في ال��دنيا ال يم��وتnحاس��ب على م��ا أب��دا، أو ك��أن عن��ده يقين أن��ه ال ي

جناه. ومن العجيب أنه ال يمر ي��وم ب��ل وال س��اعة إال وفي ذلك نذير البن آدم بالرحي��ل عن ه��ذه ال��دار،nش���اهد الم���وت يتخط���ف الن���اس من حول���ه فال ي يزدجر، تقوم الحوادث الجس��ام من ح��روب تف��نيnهدد األحياء بااللتحاق بمن م��ات، آالفا من البشر وت وبالمجاعات والخ��راب، فال يتع��ظ وال يعت��بر.وي��رى الحرائق ما بين آونة وآونة تتلف النفوس واألموال

538

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

والمساكن، وكيف تكون حال��ة الن��اس ومط��افيهم، فال يذكر جهنم وأهوالها وأنكالها وما فيها من أنواع العذاب الذي ال تصمد ل��ه الجب��ال الص��م الص��الب،

ادânقست القلوب، وتحجرت الضمائر، ظه��ر الفس��اس هá، âفي البر والبحر بما كسبت أيدي الن إن اللوا ما بأنفnسهم nر nغي ى ي رn ما بقوم حت nغي .áال ي

أيه���ا الغ���افلون، دني���اكم دار غ���رور وهم���وم وأح��زان، وهي بال ش��ك فاني��ة، أخ��راكم دار ق��رار باقية، وأجهل الناس من باع آخرته بدنياه والتقوى مفتاح السعادتين الدنيوية واألخروية، ضمان ضمنه

، ق��ال تع��الى: nالل��ه لعب��اده، ووع��د ال يتخل��فâمن nه nحيين nنثى وه��nو م��nؤمن فلن عمل صالحا من ذكر أو أnوا ��ان ن م��ا ك هnم أج��رهnم بأحس�� ��ة ولنج��زين ب ��اة طي حي

.áيعملnون أم��ا المعاص��ي والغفل��ة والنس��يان والطغي��ان، فليس من ورائه��ا إال ض��نك المعيش��ة في ال��دنيا بالهموم المبرحة واألحزان المnجرح��ة م��ع الع��ذاب

ومن أع��رضâاألليم في اآلخرة، قال الل��ه تع��الى: ��وم هn ي nر nنكا ونحش�� ة ض�� ��ري ف��إن ل��هn معيش�� عن ذك

اآليات.áالقيامة أعمىnنس��ي أيها العاقلون كلكم تعلم��ون أن الغفل��ة ت العب��د رب��ه وآخرت��ه، ومن نس��ي رب��ه أنس��اه الل��ه

539

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

هâنفسه، قال تع��الى: وا الل nذين نس�� ��nوا كال nون وال تكهnم ، فال تتعرض��وا ب��ذلك لس��خطهáفأنساهnم أنفnس��

وكونوا دائما ذاكرين لآلخرة، فإن ذل��ك يبعث على الخوف من الله، ومن خاف ربه استقام بإذن الله،

ه ونهىâقال الله تع��الى: وأما من خ��اف مق��ام ربة هي المأوى فس عن الهوى * فإن الجن ، واللهáالن

أعلم وصلى الله على مnحمد وآله.- موعظ,,ة68

وي عن علي بن أبي ط��الب nرأن��ه ق��ال: ال تكن ممن يرجو اآلخرة بغ��ير عم��ل وي��ؤخر التوب��ة لط��ول األم��ل ويق��ول في ال��دنيا بق��ول الزاه��دينnعطي من الدنيا لم ويعمل فيها عمل الراغبين إن أ يشبع وإن مnنع منه��ا لم يقن��ع وي��أمر الن��اس بم��ا الnبغض nحب الص��الحين وال يعم��ل أعم��الهم وي يأتي��ه ي المnس��يئين وه��و منهم يك��ره الم��وت لك��ثرة ذنوب��ه nقيم على ما يكره له الموت إن سقم ظل نادم��ا وي وإن ص��ح أمن الهي��ا يعجبn من نفس��ه إذا ع��وفي ويقن��ط إذا تغلب��ه نفس��ه على م��ا يظن وال يغلبه��امن ل��ه nعلى ما يستقين وال يثق من الرزق بم��ا ض�� وال يعمل من العمل بم��ا ف��nرض علي��ه إن اس��تغنى

540

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

��ط وح��زن فه��و من ال��ذنب في بطر وإن افتق��ر قن ح��ال النعم��ة والمحن��ة م��وقر، يطلب الزي��ادة وال يشكر ويتكلف من الناس ماال يؤمر ويضيع الموتnب��ادر الف��وت يس��تكبر من معص��ية غ��يره م��ا وال ي يسهل أكثره من نفسه. مزاهر الله��و م��ع األغني��اء أحب إليه من الذكر مع الفق��راء يحكم على غ��يره

لنفسه وال يحكم عليها. اللهم ن��ور قلوبن��ا بن��ور اإليم��ان وثبت محبت��ك فيها وقوها وألهمن��ا ذك��رك وش��كرك وارزقن��ا حnبnغض أعدائك وآتنا في الدنيا حس��نة وفي أوليائك وب اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار واغفر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على مnحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- موعظ,,ة69

عب���اد الل���ه إن من أعجب العجب أن يعص���ي الرجل م��واله وإنم��ا ك��ان ذل��ك عجب��ا ألن الم��ؤمن يتيقن يقينا ال شك في��ه أن م��واله ج��ل وعال ي��راه، ويعلم سره ونجواه، ومعلوم أن اإلنسان يس��تحييnغضب أخاه وهو يراه، مع أنه ال يملك أن يفعل ما ي له ضرا وال نفعا في هذه الدار، وال في دار القرار، وإذا كان هذا حاله مع ه��ذا المخل��وق فعجيب ج��دا

541

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

أن ال يكون أشد احترام��ا وحي��اء م��ع ف��اطر األرض والسموات، مع أنه تعالى ه��و ال��ذي أوج��د الجمي��ع من العدم وهو الذي يحفظ عليك الحياة وهو الذي أسبغ عليك النعم ظاهرة وباطنة، وأدام ذلك عليك ووااله، ولو شاء لسلبك كل نعمة، وأح��ل ب��ك ك��ل نقمة، وجعلك في هذا الوجود عبرة ألولى األبصار،nعاملك nميتك، وي أضف إلى ذلك أنه تعالى هو الذي ي في قبرك بما يناسب ما لك من أعمال، وهو الذي يبعثك بعد موتك، ويسوقك إلى ذلك الموقف الذيnحاسبك على م��ا nشيب األطفال، وهو الذي ي هوله ي كان منك في حياتك األولى من األفعال، وهو الذي يأمر بك إما إلى الجنة وإما إلى النار، نعم إن��ه منnج��اهر الم��ؤمن رب��ه بالمعص��ية، أعجب العجب أن يnخراه، إن البرهان الذي وهو يعلم أنه مالك دنياه وأ ال مغم��ز في��ه على أن��ك تس��تحيي من رب��ك أيه��ا الم��ؤمن، أن تك��ون بعي��دا ك��ل البع��د دائم��ا عن معاصي الله، فتحبس لسانك عن القذف والك��ذب والنميمة والغيبة، والخلف في الوعد، وعن الم��راء والجدال واالس��تهزاء، والس��خرية بالن��اس، واللعن والفحش، ونح��و ذل��ك مم��ا ه��و مnح��رم ش��رعا أو مكروه، ألن اللس��ان إنم��ا خل��ق لتالوة كت��اب الل��ه

542

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

nظه��ر ب��ه م��ا في وذكره، ولترشد به خل��ق الل��ه، وت��nدافع ب��ه عن ضميرك من حاجات دينك ودنياك، وت دينك ونفسك وأهلك، ف��إذا اس��تعملته في غ��ير م��ا خnلق له كان وباال عليك، وتحبس عينك، ألنه��ا إنم��ا خnلقت ل��ك لتهت��دي في الظلم��ات، وتس��تعين به��ا على قضاء الحاجات، وتنظر بها بعين االعتب��ار إلى عجائب ملكوت السموات واألرض فتعتبر بما فيه��ا من اآلي��ات الب��اهرات؛ فاحفظه��ا عن النظ��ر إلى المحرمات، من نظر إلى غ��ير مح��رم من النس��اء، أو إلى مس����لم بعين االحتق����ار واالزدراء، أو إلى تلفزي��ون أو إلى س��ينماء، أو إلى ص��ورة مليح��ة بشهوة، أو تطلع بها على عيب مسلم، أو إلى بيت جار أو غير جار ممن ال يرضى بذلك، أو نح��و ذل��ك

من المحرمات.nص��غي به��ا إلى وأم��ا األذن فاحفظه��ا عن أن ت استماع المالهي والمنك��رات، أو إلى بدع��ة أو إلى غيبة أو فnحش، أو قذف مnسلم أو حديث قوم وهم الس��تماعك ك��ارهون، أو إلى الخ��وض بالباط��ل، أو ذكر مساويء الناس، ألنها خلقت ل��ك لتس��مع به��انة رس��وله، وم��ا ينفع��ك في دني��اك nكالم الل��ه وس�� وأخراك ولتتوص��ل به��ا إلى االس��تفادة من العل��وم الش���رعية، الموص���لة إلى مرض���اة الل���ه والنعيم

543

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

المقيم، ال���دائم في ج���وار رب الع���المين، ف���إذا أص����غيت به����ا إلى ش����يء من المحرم����ات أو المكروهات، صار م��ا ك��ان ل��ك علي��ك، وانقلب م��ا ك��ان س��بب ف��وزك س��بب هالك��ك، وه��ذا غاي��ة الخسران، وال تظن أن اإلثم يختص به القائل دون المستمع إال إن أنك��ر بلس��انه، أو بقلب��ه إن خ��اف، وإن قدر على القيام واالبتع��اد عنهم، أو ق��در على قطع الكالم بكالم آخر فلم يفعل فهو آثم، وك��ذلك يك���ف البطن والف���رج عن المnحرم���ات، والي���دين

والرجلين وحاسة الشم.

- في موعظة جليلة70

والâق���ال بعض العلم���اء على قول���ه تع���الى: nولئك هnم أ اهnم أنفnس�� ه فأنس�� وا الل nذين نس nوا كال nون تك

.áهnمn الفاسقnوننة من nكشفت لنا ه��ذه اآلي��ة الش��ريفة عن س�� نن الله تعالى: وهي أن من غفل عن تذكر الل��ه nس فنسيه وألهته دنياه عن العمل للدار اآلخرة أنس��اه الله نفسه التي بين جنبيه فال يسعى لما فيه نفعها وال يأخذ في أسباب سعادتها وإصالحها وما يكمله��ا

544

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

وال السعي في إزالة عللها وأمراض��ها ال��تي ت��ؤول بها إلى الفس��اد وال��دمار والهالك وه��ذا من أعظم العقوب��ة للعام��ة والخاص��ة ف��أي عقوب��ة أعظم من عقوبة من أهمل نفسه وض��يعها ونس��ي مص��الحها وداءها ودواءها وأسباب سعادتها وصالحها وحياته��ا

األبدية في النعيم المقيم. ومن تأم�ل ه�ذا الموض�ع ت�بين ل�ه أن أك�ثر ه�ذا الخلق قد نسوا أنفس��هم وض��يعوها وأض��اعوا حظه��ا من الل�ه وباعوه�ا رخيص�ة بثمن بخس بي�ع المغب�ون ويظهر ذلك عند الموت ويتجلى ذلك يوم التغابن يومnها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت ال ينفع نفسا إيمان في إيمانه��ا خ��يرا، إنه��ا لحس��رة على ك��ل ذي غفل��ة دونها كل حس��رة ه��ؤالء هم ال��ذين اش��تروا الض��اللة

.بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مnهتدين وأم��ا الرابح��ون فهم ال��ذين أن��ار الل��ه قل��وبهم للحق فعرفوا الدنيا وقيمتها وقالوا ما مق��دار ه��ذه الدنيا من أولها إلى آخرها حتى نبيع حظنا من الله تعالى والدار اآلخرة بها فكيف بما ينال العبد منه��ا في ه��ذا ال��زمن القص��ير ال��ذي ه��و في الحقيق��ة

كغفوة حلم ال نسبة له إلى دار القرار ألبتة.nواâقال الله تعالى: هnم كأن لم يلبث nر nويوم يحش

ه���ار يتع���ارفnون بينهnم اعة من الن ، وق���ال:áإال س���

545

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

âحاها nة أو ض�� nوا إال عشي هnم يوم يرونها لم يلبث ،áكأن هؤالء هم الكيسون الذين علموا حقيقة الدنيا كم��اnبثهم فيها وأن لهم دارا غير هذه ال��دار علموا قلة ل دار الحي��وان ودار البق��اء اتج��روا تج��ارة األكي��اس، ولم يغتروا بتجارة السفهاء من الن��اس فظه��ر لهم يوم التغابن ربح تجارتهم ومقدار م��ا اش��تروا ق��ال

nم علىâالله تع��الى: ك nل ��nوا ه��ل أد ذين آمن ه��ا ال ��ا أي يه ���nون بالل nؤمن nم من ع���ذاب أليم * ت nنجيك تج���ارة تnم ���أموالك ه ب بيل الل nجاه���دnون في س��� وله وت nورس���

nم تعلمnون nنت nم إن ك nم خير لك كم ذلك nوأنفسá. : إنما الدنيا أملوفي هذا المعنى يقول عمر

مnخترم أي مnنتقض وبالغ إلى دار غيرها وس��ير إلى الموت ليس فيه تعريج فرحم الله امرءا أفكر في أم��ره ونص��ح لنفس��ه وراقب رب��ه واس��تقال ذنب��ه وت��اب إلى رب��ه إلى أن ق��ال إي��اكم والبطnن��ة فإنه��ا مكس��لة عن الص��الة ومفس��دة للجس��م ومؤدي��ة للسقم وعليكم بالقصد في ق��وتكم فه��و أبع��د عن السرف وأصح للبدن وأقوى على العبادة إن العبد

nؤثر شهوته على دينه. لن يهلك حتى ي ومن العجب العnجاب أن العب��د يس��عى بنفس��ه في هوان نفسه وهو يزعم أنه له��ا مnك��رم ويجته��د

546

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

في حرمانها من حظوظها وشرفها وهو ي��زعم أن��ه يس��عى في حفظه��ا ويب��ذل جه��ده في تحقيره��ا وتص��غيرها وتدنيس��ها وه��و ي��زعم أن��ه يس��عى في صالحها وك��ان بعض الس��لف يق��ول في خطبت��ه أالب مnهين لنفسه وهو يزعم أنه مnك��رم له��ا وم��nذل nر لنفسه وهو يزعم أن��ه م��nراع لحقه��ا وكفى ب��المرء جهال أن يكون مع عدوه لنفسه يبلغ منها بفعله م��ا

ال يبلغه منها عدوه.ما يبلغ األعداء من جاهل

ما يبلغ الجاهل مننفسه

nنس��يه فالعاقل هو الذي يعمل مnجدا آلخرته وال ي نص��يبه من ال��دنيا حظ��ه من اآلخ��رة ع��امال بقول��ه

وابتغ فيما آتاك اللهn ال��دار اآلخ��رة وال تنسâتعالى: يبك من ال��دنيا ، ول��و أن��ه تأم��ل قليال لوج��د أنáنص��

لذائذ الدنيا متولدة من آالمه��ا فمثال ل��ذة الطع��ام ال تتحق��ق إال ب��ألم الج��وع ول��ذة الش��راب ال ب��د أن يسبقها حnرقة العطش ولذة الن��وم ال يج��د اإلنس��انnض��نيه التعب الش��ديد وهن��اك لها ش��وقا إال بع��د أن ي نوع آخر من الحكمة غفل عنه الكثيرون من الن��اس وهو أنها بمثابة براطيل تحمل اإلنس�ان على قوام�هnهم��ل وبق��اء حيات��ه فل��ذة الطع��ام تدفع��ه إلى أال ي

547

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

جسمه من الغذاء ولوال ما جعل الله من لذة النكاح النقرض النوع اإلنساني من الوجود ولما وجدنا دابة تدب على وجه األرض وال طائرا يط��ير في الس��ماءnنس��يها آالم الحم��ل وك��ذلك فرح��ة األم بطفله��ا ت والوحم والوالدة والتعب والنصب والرضاع والس��هرnنس��يها الطويل في التمريض مما يقض مض��جعها وي نفسها فسبحان الحكيم العليم الذي خلق كل شيء

فقدره تقديرا، انتهى بتصرف يسير. - موعظ,,ة71

كتب الحسن إلى عمر بن عب��د العزي��ز في ذم الدنيا كتابا طويال قال فيه: أما بعد ف��إن ال��دنيا دار ظعن ليست بدار مقام وإنما أنزل إليها آدم عقوبة فاحذرها يا أمير المؤم��نين ف��إن ال��زاد منه��ا تركه��اnفق��ر من ��nذل من أعزه��ا وت والغ��نى فيه��ا فقره��ا تم يأكله من ال يعرفه وهو حتفه فاحذر جمعها كالس هذه الدار الغرارة الختال��ة الخداع��ة وكن أس��ر م��ا تكون فيها إحذر م��ا تك��ون له��ا، س��رورها مش��وب بالحزن وصفوها مشوب بالكدر فل��و ك��ان الخ��القnخبره عنها خبرا ولم يضرب لها مثال لكانت قد لم ي أيقظت النائم ونبهت الغافل فكي��ف وق��د ج��اء من

548

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الله عز وجل عنها زاجر وفيها واعظ فما له��ا عن��د الله سبحانه قدر وال وزن، ما نظر إليها مnنذn خلقه��ا

مفاتيحه��ا وخزائنه��ا الولق��د عnرض��ت على نبين��ا ينقص عند الله جناح بعوضة فأبى أن يقبلها وك��رهnحب ما أبغضه خالقه أو يرفع ما وضعه مليكه، أن ي زواها الله عن الصالحين اختيارا وبس��طها ألعدائ��هnكرم بها ونسي م��ا اغترارا أفيظن المغرور بها أنه أ

حين ش��د على بطن��ه الحج��ر،صنع الل�ه بمحم��د nس��ط ل��ه في ال��دنيا فلم والله ما أحد من الن��اس ب يخف أن يكون مكرا إال كان قد نقص عقله وعج��ز رأيه وما أمسك عن عبد فلم يظنه خيرا له فيها إال

نقص عقله وعجز رأيه. اللهم ألهمنا ذكرك وشكرك وارزقن��ا االس��تقامة طوع أمرك وتفضل علين��ا بعافيت��ك وجزي��ل عف��وك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين األحي��اء منهم والميتين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمين وص��لى الل��ه

على مnحمد وعلى آله وصحبه أجمعين. - موعظ,,ة72

وقال الشيخ الواس��طي في بعض رس��ائله: إذا أراد الله بعبد خيرا أقام في قلبه ش��اهدا من ذك��رnري��دn فن��اء ال��دنيا وزواله��ا وبق��اء اآلخ��رة اآلخ��رة ي

549

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nرغب��ه في الب��اقي ودوامه��ا فيزه��ده في الف��اني وي فيبدأ في السير والسلوك في طريق اآلخرة وأول الس���ير فيه���ا تص���حيح التوب���ة، والتوب���ة ال تتم إال بالمحاسبة ورعاية الج�وارح الس�بعة، العين واألذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل وكفه��ا عن جمي��ع المح��ارم والمك��اره والفض��ول ه��ذا أح��د شطري ال��دين ويبقى الش��طر اآلخ��ر وه��و القي��ام باألوامر فتحقيق الشطر األول وهو ت��رك المن��اهي

من قلبه وقالبه. أما القالب فال يعصي الله بجارحة من جوارحه

nنقي من��هوم��تى زل أو أخط��أ ت��اب وأم��ا القلب فت الموبق��ات المnهلك��ات مث��ل الري��اء والعجب والك��برnغض لغ��ير الل��ه وحب ال��دنيا ورد الح��ق والحسد والب واستثقاله واالزدراء بالخلق ومقتهم وغ��ير ذل��ك من الكبائر القلبية التي هي في مقابلة الكب��ائر القالبي��ة من شرب الخمر والزنا والق��ذف وغ��ير ذل��ك فه��ذه

.كبائر ظاهرة وتلك كبائر باطنة. وكالهما ضرر ق��ال: فمن انط��وى على ش��يء من الكب��ائر

»ال ي,,دخلالباطنية ولم يتب حب��ط عمل��ه ب��دليل الجن,,ة من ك,,ان في قبل,,ه مثق,,ال ذرة من

إن الحسد يأكل الحسنات كم,,ا وجاء: »كبر«

550

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

«، وج��اء بق��ول الل��ه تع��الى:تأكل النار الحطب أنا أغنى الش,,ركاء عن الش,,رك من عم,,ل»

عمال فأش,,,رك معي في,,,ه غ,,,يري تركت,,,ه��ان يرج��nوا لق��اءâ«، وقال تع��الى: وشركه فمن ك

ه ��ادة رب رك بعب nش�� الحا وال ي ه فليعم��ل عمال ص�� رب.áأحدا

فم��تى تنقى القلب من مث��ل ه��ذه الخب��ائث والرذائ��ل طه��ر وس��كنت في��ه الرحم��ة في مك��ان البغض والتواضع في مقابل��ة الك��بر والنص��يحة في مقابلة الغش واإلخالص في مقابل��ة الري��اء ورؤي��ة المنة في مقابلة العجب ورؤية النفس فعن��د ذل��ك تزك��وا األعم��ال وتص��عد إلى الل��ه تع��الى ويطه��ر القلب ويبقى محال لنظ���ر الح���ق بمش���يئة الل���ه ومعونت��ه فه��ذا أح��د ش��طري ال��دين وه��و رعاي��ة الجوارح السبعة عن المآثم والمحارم وإنما تص��لح وتطه���ر برعاي���ة القلب وطهارت���ه من الموبق���ات

والجرائم ومعنى الموبقات المnهلكات اه�. وق��ال ابن القيم رحم��ه الل��ه: والقل��وب ثالث��ة، قلب خ��ال من اإليم��ان وجمي��ع الخ��ير ف��ذلك قلب مظلم قد استراح الش��يطان من إلق��اء الوس��اوس إليه ألنه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بم��ا يري��د وتمكن من���ه غاي���ة التمكن، القلب الث���اني: قلب

551

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

استنار بنور اإليمان وأوقد فيه مص��باحه لكن علي��ه وعواصف األهوية فللشيطان هناكظلمة الشهوات

إقب��ال وإدب��ار ومج��االت ومط��الع ف��الحرب دول وسجال وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والك��ثرة فمنهم من أوق��ات غلبت��ه لع��دوه أك��ثر ومنهم من

.أوقات غلبة عدوه أكثر ومنهم من هو تارة وتارة القلب الثالث: قلب محشو باإليمان قد استنار بن��ور اإليم��ان وانقش��عت عن��ه حجب الش��هوات وأقلعت عنه الظلمات فلنوره في ص��دره إش��راق ولذلك اإلشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس اح��ترق به فهو كالسماء التي حnرست بالنجوم فلو دنا منها

جم فاحترق. nالشيطان يتخطاها ر وليس��ت الس��ماء ب��أعظم حرم��ة من الم��ؤمن وحراسة الل��ه تع��الى ل��ه أتم من حراس��ة الس��ماء والس��ماء مnتعب��د المالئك��ة ومnس��تقر ال��وحي وفيه��ا أن��وار الطاع��ات وقلب الم��ؤمن مnس��تقر التوحي��د والمحب��ة والمعرف��ة واإليم��ان وفي��ه أنواره��ا فه��وnحفظ من كي��د الع��دو فال ين��ال nحرس وي حقيق أن ي من��ه إال خطف��ة تحص��ل ل��ه على غ��رة وغفل��ة من العبد إذ هو بشر وأحكام البشرية جاري��ة علي��ه من

الغفلة والسهو والذهول وغلبة الطبع انتهى. هذه قصيدة لبعضهم فيها غnلnو ص��لحنا م��ا فيه��ا

552

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

من الغلط االعتقادي وجعلن��ا على م��ا في��ه تص��ليحأقواسا:

ظ لنفس عن هداها تيقتولت وبادر ففي التأخير

فحتام ال تلوي لرشدأعظم خشية وقد بلغت من غيها كلعنانها

امة لمنبغية وء لو ارة بالس وأم نهاها فليست للهدى

إذا أزمعت أمرا فليسمطمئنة عن الفعل إخوان التقىيردها

ة وإن مر فعل الخير فيوالمبربالها انثنى ة يثنيه في كل أبو مر

ة ولي قدم لو قدمتمر لطارت ولو أني دعيتلظالمة

لكنت كذي رجلين رجللقربةمانصحيحة ورجل رمى فيها الز

ا متأا رمة للائقوفشلتينابصأ يبهن ل مهيا فا أنمو

رث كنإ وطنقك ال تديوريترفزواطالخ حول رين ن منأسيال تو

ةمحرو

553

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ربصالت ورس يرس الععمةرنص ةمز أةدشال ب إجرال فو لهال أمعل أام عمك"ومنهج ديلى أعوى المعا دملف

ارييت خوزا جه لتلق"ف"ةنجلعلى الذي ىر البشنت محنم

اةجنليل لب سن مله"ف"ةيحص الننحسوىد الرنم جرف تي في أنتليا حمو

قما وسف نبط فتالق"في"تبكراهجوتم ارو بن مملسك تربل

اللهةمح رنس م آيمك"ف"ةبخيواجفالت ل كهن عتطحإليه ف

هنإ بذل فهدصأق فكتيد"ف"ةيئطخ كلن مالتي الزنيقيل ب

نن ميائب تتوها أا مذ"إة"رثعيالذ ةبو تامن اآلث مهونج

ةليلم وو يلوصل إلهي كت"بمخ ىكزتار أخ المدمحى ألع

اللهم اجعلن���ا من حزب���ك المفلحين وعب���ادكيةرالب الص��الحين ال��ذين أهلتهم لخ��دمتك وجعلتهم ممن

554

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

قبلت أعمال��ه ي��ا رب الع��المين وص��لى الل��ه علىمnحمد وآله وصحبه أجمعين.

- موعظ,,ة73

عباد الل��ه أخلص��وا في أعم��الكم كله��ا ال ف��رق بين عمل وعمل سواء أكنتم تعملون لله عز وج��ل أم كنتم تعمل���ون لخل���ق الل���ه وس���واء أكنتم بين الخل��ق وأنتم تعمل��ون أم كنتم في مح��ل خفي ال يراكم إال الله والكرام الك��اتبون وس��واء أكنتم في

سراء وقت العمل أم في ضراء. ذلك اإلخالص ه��و أن تعم��ل العم��ل الص��الح ال تريد جزاء عليه إال من الله يكون ذلك قصدك قبل العمل وحين مباشرته وبعد الف��راغ من��ه ال ت��ذكره بلسانك إال من باب التح��دث بنعم الل��ه أو ليقت��دي بك غافل مnتبع لهواه، بهذا يكون العمل عبادة حق��اnثمر عملك القب�ول وتكون أنت من العابدين وبهذا ي عند ربك وعند الناس، وبه��ذا تك��ون أق��وى الن��اس ألن وليك حينئذ يكون موالك الق�وي الم�تين وبه�ذا تك��ون من أه��ل الكرام��ة في ه��ذه ال��دار وفي دار

الجزاء.nقب��ل علي��ك أم��ا إذا عملت العم��ل الص��الح لي الناس ويقولوا إنك من الصالحين ف��أنت إذا تك��ون

555

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

nخلص العمل ب��ل تش��رك مع��ه الن��اظرين مnرائيا ال ت فتكون في دعوى تمحيص العمل لله تعالى لس��ت

بصادق بل من الكاذبين. وانظر كيف تكون حال من يك��ذب على من ال تخفى عليه خافي��ة، ال في األرض وال في الس��ماء،nظهر الله تعالى م��ا إن المnرائي مهما أخفى رياءه ي في قلب��ه للع��المين، روى اإلم��ام أحم��د عن أبي سعيد مرفوع��ا "ل��و أن أح��دكم يعم��ل في ص��خرة ليس لها باب وال منف��ذ ألخ��رج الل��ه عمل��ه للن��اس

كائنا ما كان". ول�ذلك يك�ون ألعم�ال الم�رائي من الس�ماجة في نفوس الناس ما ال يحكيه اللسان ولهذا يك��ون مرذوال ثقيال عند الناس، ومن هذا ت��راه يت��ودد إلى الن��اس ويض��حك إليهم ونف��ورهم عن��ه ع��برة عن��د العقالء ثم ه��و عن��د الل��ه أس��وأ ح��اال خصوص��ا في��nؤمر ب��ه إلى اليوم الذي يشيب فيه األطفال فقد ي النار وله من األعمال أمثال الجبال، لكنه��ا لم��ا لمnرد بها وجه الله خالص��ة ص��ارت وب��اال علي��ه نع��وذ ي

بالله من الرياء. اللهم افتح لدعائنا باب القبول واإلجابة ووفقنا للتوب��ة النص��وح واإلناب��ة وثبت محبت��ك في قلوبن��ا تثبيت الجب��ال الراس��يات وألهمن��ا ذك��رك وش��كرك

556

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

آن��اء اللي��ل والنه��ار وثبتن��ا على قول��ك الث��ابت في الحي��اة ال��دنيا وفي اآلخ��رة واغف��ر لن��ا ولوال��دينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ك ي��ا أرحم ال��راحمينوصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- "موعظ,,ة"74

اعلم وفقن��ا الل��ه وإي��اك وجمي��ع المس��لمين أن الله سبحانه وتعالى خلق الخلق ليعب��دوه، ويعرف��وه ويخشوه ويخ��افوه، ونص��ب لهم األدل��ة الدال��ة على عظمت��ه وكبريائ��ه ليه��ابوه، ويخ��افوه خ��وف إجالل، ووصف لهم ش�دة عذاب�ه، ودار عقاب�ه ال�تي أع�دها لمن عص��اه، ليتق��وه بص��الح األعم��ال، وله��ذا ك��رر سبحانه وتعالى في كتابه ذكر النار وم��ا أع��ده فيه��ا ألعدائه من العذاب والنك��ال واألغالل، وم��ا احت��وت علي��ه من الض��ريع والزق��وم والحميم والسالس��ل والغس��اق والغس��لين، وغ��ير ذل��ك مم��ا فيه��ا من األهوال والفظائع والعظائم، ودعا عب��اده ب��ذلك إلى خشيته وتقواه، والمسارعة إلى امتثال م��ا ي�أمر ب�ه ويحب��ه ويرض��اه، واجتن��اب م��ا ينهى عن��ه ويكره��ه ويأب�اه، وأخ�بر ج�ل وعال ب�أن الخل�ق واردوه�ا ق�ال

ك حتم��اâتعالى: ��ان على رب nم إال واردnه��ا ك وإن منك��ذرn الظالمين فيه��ا قوا ون nنجي الذين ات nم ن ا * ث مقضي

557

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

ا ، فأنت من الورود على يقين، ومن النجاة فيáجثي شك، فيا أيها الغافل الس�اهي عن نفس�ه، المغ�رور بم���ا ه���و في���ه من االش���تغال بعم���ائره وأراض���يه وس��ياراته، وش��ركاته ومقاوالت��ه وزوجات��ه وأوالده،nلهيه عن ذكر الله وطاعت�ه، وااللتف�ات إلى وكل ما ي دار الق��رار، دع التفك��ر وقت��ل ال��وقت فيم��ا أنت مnرتحل عنه، وجاد في السير عنه، واص��رف فك��رك فيما أمامك فاستشعر في قلبك هول ذلك الم��ورد، لعلك تستعد للنجاة منه وتأمل في حال الخلق وق��د

مnهطعين إلىâخرجوا من قبورهم حفاة عراة غnرال: ر ��وم عس�� ون ه��ذا ي n��افر ، تفك��ر فيáالداع يقnولn الك

ازدح��ام الخالئ��ق وق��د ص��هرتهم الش��مس، إال من أظل��ه الل��ه في ظل��ه ي��وم ال ظ��ل إال ظل��ه، واش��تد الكرب والغم من الوهج، وت��دافعت الخالئ��ق لش��دة الزحام، واختالف األقدام، وانضاف إلى ذل��ك ش��دة الخج��ل والحي��اء، والخ��وف من الفض��ائح واالخ��تزاء عن��د الع��رض على الجب��ار، وق��nرب الش��مس من الخلق فيبلغ عرقهم في األرض سبعين ذراع��ا، كم��ا في حديث أبي هريرة الذي رواه مسلم ق��ال: ق��ال

يع,رق الن,اس ي,وم القيام,ة »:الل,ه رسول ح,,تى ي,,ذهب ع,,رقهم في األرض س,,بعين

«.ذراعا

558

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلم وفقنا الله وإي��اك وجمي��ع المس�لمين أن�ه لم يؤثر عن أحد من السلف الصالح من الص��حابة وت��ابعيهم بإحس��ان تعظيم أح��د من أه��ل الب��دع والم��والين أله��ل الب��دع والمnن��ادين بم��واالتهم، ألنnخش��ى على من أه��ل الب��دع مرض��ى قل��وب، وي خ��الطهم أو اتص��ل بهم أن يص��ل إلي��ه من م��ا بهمnعدي الصحيح من هذا الداء العnضال، ألن المريض ي وال عكس، فالح��ذر الح��ذر من جمي��ع أه��ل الب��دعnعد عنهم وهجرانهم، ومن أهل البدع الذين يجب الب الجهمي���ة، والرافض���ة، والمعتزل���ة، والماتريدي���ة، والخ����وارج، والص����وفية، واألش����اعرة ومن على ط��ريقتهم من الطوائ��ف المنحرف��ة عن طريق��ةnحذر منهم، السلف، فينبغي للمسلم أن يحذرهم وي

وصلى الله على مnحمد وآله وسلم.

559

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم ي��ا حي ي��ا قي��وم ي��ا ذا الجالل واإلك��رام أسألك بأسمائك الحسنى وص��فاتك العلي��ا أن تع��ز اإلسالم والمسلمين وأن تذل الشرك والمش��ركين وأن ت��دمر أع��داء ال��دين اللهم ص��ل على محم��د

وعلى آله وصحبه. اللهم رحمت��ك أرج��و فال تكل��ني إلى نفس��ي

طرفة عين وأصلح لي شأني كله ال إله إال أنت. اللهم أحسن عاقبتن��ا في األم��ور كله��ا وأجرن��ا

من خزي الدنيا وعذاب اآلخرة. اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كث��يرا وال يغف��ر ال���ذنوب إال أنت ف���اغفر لي مغف���رة من عن���دك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم صل على

مnحمد وعلى آله وصحبه. اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعمال

مnتقبال يا حي يا قيوم يا ذا الجالل واإلكرام. اللهم ارحم في الدنيا غربتي وارحم في الق��بر

وحشتي وارحم في اآلخرة وقوفي بين يديك. اللهم اعت��ق رقب��تي من الن��ار وأوس��ع لي منالرزق الحالل واصرف عني فسقة الجن واإلنس.

560

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اللهم إني أس���ألك ف���واتح الخ���ير وخواتم���ه وجوامعه وظاهره وباطن��ه وأول��ه وآخ��ره وعالنيت��ه

وسره اللهم صل على مnحمد وعلى آله وصحبه. اللهم إني أس��ألك موجب��ات رحمت��ك وع��زائم مغفرتك والعزيمة على الرشد والغنيمة من كل بر والسالمة من ك�ل إثم والف�وز بالجن�ة والنج�اة من

النار يا حي يا قيوم يا ذا الجالل واإلكرام.nقى والعف���اف اللهم إني أس���ألك اله���nدى والت

والغنى اللهم صل على مnحمد وعلى آله وصحبه. ربنا آتنا في ال��دنيا حس��نة وفي اآلخ��رة حس��نة

وقنا عذاب النار. ربنا ال تزغ قلوبن��ا بع��د إذ ه��ديتنا وهب لن��ا من

لدنك رحمة إنك أنت الوهاب. ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عن��ا س��يئاتنا وتوفن��ا

مع األبرار.ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار.

ربنا آتنا من ل��دنك رحم��ة وهيء لن��ا من أمرن��ارشدا.

ربنا اصرف عن��ا ع��ذاب جهنم إن ع��ذابها ك��انغراما.

اللهم إنا نعوذ بك من جهد البالء ودرك الشقاءوسوء القضاء وشماتة األعداء.

561

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

اللهم إن��ا نع��وذ ب��ك من زوال نعمت��ك وتح��ولعافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك.

اللهم إن��ا نع��وذ ب��ك من الهم والح��زن والعج��ز والكس��ل والجبن والبخ��ل وغلب��ة ال��دين وش��ماتة

األعداء. اللهم إن��ا نع��وذ ب��ك من ع��ذاب جهنم وع��ذاب الق��بر وفتن��ة المحي��ا والمم��ات وفتن��ة المس��يح

الدجال. ربنا تقبل منا إنك أنت الس��ميع العليم، وص��لى

الله على مnحمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم إني أع�����وذ برض�����اك من س�����خطك وبمعافاتك من عقوبت�ك وب�ك من��ك ال أحص�ي ثن�اء

عليك أنت كما أثنيت على نفسك. اللهم أصلح لي ديني ال��ذي ه��و عص��مة أم��ري وأص��لح لي دني��اي ال��تي فيه��ا معاش��ي وأص��لح لي آخرتي التي إليها معادي واجع��ل الحي��اة زي��ادة لي في كل خير والموت راحة لي من كل ش��ر. اللهم

صل على مnحمد وعلى آله وصحبه وسلم. اللهم إني أسألك رحم��ة من عن��دك ته��دي به��ا قل��بي وتجم��ع به��ا أم��ري وتلهم��ني به��ا رش��دي

وتعصمني بها من كل سوء.

562

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

اللهم طه���ر قل���بي من النف���اق ولس���اني من الكذب وعملي من الرياء وعيني من الخيان��ة إن��ك

nخفي الصدور. تعلم خائنة األعين وما ت اللهم إني أسألك من الخير كله عاجل��ه وآجل��ه ما علمت منه وم��ا لم أعلم وأع��وذ ب��ك من الش��ر كل��ه عاجل��ه وآجل��ه م��ا علمت من��ه وم��ا لم أعلم.

اللهم صل على مnحمد وعلى آله وصحبه. اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك مnحمد ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم وعب��ادك الصالحون وأعوذ بك من شر م��ا اس��تعاذ ب��ك من��ه عب��دك ورس��ولك مnحم��د ص��لى الل��ه علي��ه وس��لم

وعبادك الصالحون.رب قني عذابك يوم تبعث عبادك.

اللهم إني أس��ألك الجن��ة وم��ا ق��رب إليه��ا من قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من

قول وعمل. اللهم إن��ك عف��و تحب العف��و ف��اعف عن��ا. رب اش��رح لي ص��دري ويس��ر لي أم��ري رب اغف��ر

خطيئتي يوم الدين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

يا حي يا قيوم يا ذا الجالل واإلكرام. رب اجعل��ني مقيم الص��الة ومن ذري��تي ربن��ا

563

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

وتقبل دعاء ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين ي��وميقوم الحساب.

رب أوزع��ني أن أش��كر نعمت��ك ال��تي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المس��لمين.

وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين. ربن��ا ال تؤاخ��ذنا إن نس��ينا أو أخطأن��ا، ربن��ا وال تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا وال تحملنا ما ال طاقة لنا به واعف عن��ا واغف��ر لن���ا وارحمن���ا أنت موالن���ا فانص���رنا على الق���وم

الكافرين.

آمين. سبحان رب�ك رب الع�زة عم�ا يص�فون وس�الم على المرسلين والحمد لله رب الع��المين، وص��لى الله على عبده ورسوله مnحمد وعلى آل��ه وص��حبه

أجمعين.

564

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

)خاتمة، وصية، نصيحة(

اعلم وفقنا الله وإياك وجمي��ع المس��لمين لم��ا nحبه الله ويرضاه أن مما يجب االعتن�اء ب��ه حفظ�ا ي

.وعمال كالم الله جل وعال وكالم رسوله وأن��ه ينبغي لمن وفق��ه الل��ه تع��الى أن يحث أوالده على حفظ الق��رآن وم��ا تيس��ر من أح��اديث

المتفق على صحتها كالبخاري ومسلم.النبي ومن الفقه مختصر المقنع ليتيسر له استخراج

المسائل ويجعل ألوالده ما يحثهم على ذلك. فمثال يجع��ل لمن يحف��ظ الق��رآن على ص��دره حفظا صحيحا عشرة آالف أو أزيد أو أق��ل حس��ب

حاله في الغنى. ومن األح��اديث عnق��ود اللؤل��ؤ والمرج��ان فيم��ا اتفق عليه اإلمامان البخ��اري ومس�لم، يجع�ل لمن

يحفظ ذلك ستة آالف من الرياالت. فإن عجزوا عن حفظها فالعم��دة في الح��ديث يجعل لمن حفظه��ا ثالث��ة آالف أو األربعين النووي��ة

ويجعل لمن يحفظها ألفا من الرياالت. ويجعل لمن يحفظ مختصر المقن��ع في الفق��ه ألفين من الرياالت فالغيب سبب لحفظ المس��ائل وسبب لس��رعة اس��تخراج م��ا أري��د من ذل��ك وم��ا

565

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

��nدخلهم في م��دارس تحفي��ظ أش��كل معن��اه أو ينة هي nالق���رآن فم���دارس تعليم الق���رآن والس��� مدارس التعليم العالي الممت��از الب��اقي الن��افع في

الدنيا واآلخرة. فمن وفقه الله لذلك وعم��ل أوالده ب��ذلك ك��ان س��ببا لحص��ول األج��ر من الل��ه وس��ببا ل��برهم ب��ه ودعائهم له إذا ذكروا ذلك منه ولعله أن يكون سببا مباركا يعمل به أوالده مع أوالدهم فيزي��د األج��ر ل��ه ولهم نسأل الله أن يوفق الجميع لحس��ن الني��ة إن��ه الق��ادر على ذل��ك وص��لى الل��ه على مnحم��د وآل��ه

وسلم.وصحبه

566

الجزء األول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

تم هذا الجزء األول بعون الله وتوفيقه ونسأل الل�������ه الحي القي�������وم العلي العظيم ذا الجالل واإلكرام الواحد األحد الف��رد الص��مد ال��ذي لم يل��دnع��ز اإلس��الم ولم يولد ولم يكن له كف��وا أح��د، أن ي والمس���لمين وأن يخ���ذل الكف���رة والمش���ركينnصلح من في صالحه صالح لإلسالم وأعوانهم وأن يnهل��ك من في هالك��ه ع��ز وص��الح والمس��لمين وي لإلس��الم والمس��لمين وأن يلم ش��عث المس��لمين ويجمع ش��ملهم ويوح��د كلمتهم وأن يحف��ظ بالدهمnع��افي مبتالهم nصلح أوالدهم ويشف مرض��اهم وي وي ويرحم موتاهم ويأخذ بأيدينا إلى كل خير ويعص��منار nوإياهم من كل شر ويحفظنا وإي��اهم من ك��ل ض�� وأن يغفر لنا ولوالدينا وجمي��ع المس��لمين برحمت��ه إنه أرحم الراحمين وصلى الل�ه على مnحم�د وعلى

آله وصحبه أجمعين. والل��ه المس��ئول أن يجع��ل عملن��ا ه��ذا خالص��ا لوجهه الكريم وأن ينفع ب��ه نفع��ا عام��ا إن��ه س��ميع

قريب مnجيب على كل شيء قدير. والحم��د لل��ه رب الع��المين والص��الة والس��الم على أشرف المرسلين نبين��ا مnحم��د خ��اتم األنبي��اء والمرس��لين المبع��وث رحم��ة للع��المين وعلى آل��ه وص���حبه أجمعين. ومن تبعهم بإحس���ان إلى ي���وم

567

,,,,,,,,,,,,,,,, مفتاح األفكار للتأهب لدار القرار

الدين وسلم تسليما كثيرا.

عبد العزيزالمحمد السلمان

المدرس في معهد إمام الدعوة بالرياض سابقا

568