60
ة ف ل ت خ م ل ور ا ص ع ل ر ا عب ة ودي ع س ل ا ة ي ب ر لع ا كة" ل م م ل ا ب مارة ع ل ور ا ط ت م ه1 اً حا ض و م ة ف ل ت خ م ل ور ا ص ع ل ر ا عب ة ودي ع س ل ا ة ي ب ر لع ا كة" ل م م ل ا ب ي خ ي ار ت ل ور ا ط ت ل ا= ث خ ب لول ا ا تB ت يE ج ماد ن ل ا ض ع ب ل رض ع ع م لة رح م ل ك ي ف ة ي س ا ت س ل وا ة ي ف ا ق= ب ل وا ة صاديB ت فلا وا ة ي ع ما ن جلا ا مات س ل اE سكانa لاط ا ما ن1 ا= ث ي جE ن م ة ي كت س ل ا مارة ع ل اi لك وكذ ة ي ت ي الذ مارة ع ل ذ ا ت ع لة رح م ل ك ي ف ة ماري ع م ل ا ها. ع ي ور ت و1

cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

تطور العمـارة بالمملكة العربية السعودية عبر العصور ا لمختلفة

يتناول البحث التطور التاريخي بالمملكة العربية السعودية عبر العصور المختلفة موضحاً أهم السمات االجتماعية واالقتصادية والثقافية والسياسية

في كل مرحلة مع عرض لبعض النماذج المعمارية في كل مرحلة عندالعمارة الدينية وكذلك العمارة السكنية من حيث أنماط اإلسكان وتوزيعها.

:البحث األول

1

Page 2: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

التطـــور التـاريخي لشبــه الجزيـــرة العربيـــة

فترة ما قبل اإلسالم.-فترة صدر اإلسالم.-مرحلة ظهور الدول الحديثة.-عصر اكتشاف البترول.-.االزدهار االقتصادي واالنطالقة الحضارية-

2

Page 3: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

التطور التاريخي لمدن شبه الجزيرة العربيةبوجه عام والمملكة العربية السعودية بوجه خاص

يتركز هذا البحث على دراسCCة جCزء من الجزيCرة العربيCة يتحCCد في صCفات واحCدة سواء بيئية أو اجتماعية أو جغرافية أو حضCCارية، وترجCCع في جCCذورها البشCCرية إلى أصل واحد، ويتالحم تاريخها مع بعضها البعض بحيث يصعب عمليCCا الفصCCل القCCاطع بينها، حتى لو تقسمت اليوم إلى ممالك ودول وأمارات كل لها حCCدودها السياسCCية ونظام حكمهCCا المسCCتقل. وينص هCCذا البحث على دراسCCة الجCCزء المسCCاحي الCCذي يغطي المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وأمارة البحرين ودولCCة قطCCر ودول األمارات العربية المتحدة. ولسهولة التعبير سنشير إلى منطقة البحث هذه يسCCمى شبه الجزيرة العربية وأن كان لمنطقCCة اليمن وحضCCرموت وعمCCان دراسCCة خاصCCة. وقد تتداخل في بعض األحيان دراسة هذه المناطق وذلك بسبب صعوبة إيجاد حدود

قاطعة للتداخالت المختلفة بالمنطقة.الموقع والبيئة:

تقع منطقة الدراسة في شبه الجزيCCرة العربيCCة في المنطقCCة المداريCCة، وهي ذات مناخ صCCحراوي تتفCCاوت فيCCه الظCCروف المناخيCCة المحليCCة من صCCحراوي جCCاف في أواسCCط شCCبه الجزيCCرة، إلى صCCحراوي رطب بالمنCCاطق السCCاحلية للخليج العCCربي والبحر األحمر، ومنCCاطق بCCاردة في مرتفعCCات الجبCCال وعلى وجCCه الخصCCوص في منطقة جنوب غرب الجزيرة العربية. ويوجد بشبه الجزيرة العربية مناطق زراعية، وواحات، مثل اإلحساء والقطيCف والبCوديمي والخCرج والقصCCيم والمدينCCة المنCورة ودومة الجندل وهي مناطق غنية بالزراعة وتقوم أساسا على العيون المائيCCة. كمCCا تنشط الزراعة المعتمدة على األمطار على سفوح الجبال ومCCدرجاتها خصوصCCا في

جنوب غرب شبه الجزيرة العربية وحتى حدودها. وتتميز منطقة شرق شبه الجزيرة العربية بثروة بترولية كبرى، كان لها كبير األثر

في األهمية اإلستراتيجية واالقتصادية التي أصبحت تتبؤها شبه الجزيرة العربية. كما كان لهذه الثروة البترولية كما سيتبين فيما بعد عظيم األثر في تغيير الوجه

الحضاري لشبه الجزيرة العربية.

وتتصف شبه الجزيرة العربية باالنخفاض النسبي لعCCدد السCCكان والكثافCCة السCCكانية مع وجود تمركزات يتجمع فيها السكان وتزيد هذه التمركزات كلما اتجهنCCا شCCرقاً أو غرباً في الجزيرة العربية وتقل كلما اتجهنا إلى أواسطها. وبالطبع فهCCذا راجCCع إلى توزيع الثروة الطبيعية وتوافر مصادر الميCCاه والCCرزق، عالوة على قسCCوة الظCCروف

البيئية المناخية الصحراوية.

وتتحد دول هذه المنطقة في األصول الحبشية الواحدة، وتترابط فيمCCا بينهCCا قCCديما أو حCCديثا بصCCالت النسCCب والمصCCاهرة. ومن أبCCرز األمثلCCة لCCذلك حركCCة الهجCCرة

3

Page 4: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

االستيطانية الكبرى من بالد اليمن إلى شCCمال شCCبه الجزيCرة العربيCة وإلى منطقCةعمان وجبال ظفار في أعقاب انهيار سد مأرب.

وكان من أبرز العوامل الCCتي أوجCCدت روابCCط وعالقCCات اجتماعيCCة بين سCCكان شCCبه الجزيرة العربية، قديما وحديثا موقع شبه الجزيرة العربيCCة بين حركCCة التجCCارة من العالم القديم في آسيا وأفريقيا إلى أوروبCCا، عالوة على وجCCود األراضCCي المقدسCCة في مكCCة المكرمCCة ثم في المدينCCة المنCCورة، كCCل هCCذه العوامCCل أدت إلى زيCCادة

تحركات السكان وإلى إقامة عالقات ومعامالت بينهم.

التطور التاريخي لشبه الجزيرة العربية:

عاش اإلنسان األول بشCCبه الجزيCCرة العربيCCة في وقت كCCانت صCCحاريها وفي الجCCزء األكبر منهCCا مخضCCرة ومزهCCرة بالحيCCاة وقCCادرة على توفCCير بيئCCة مالئمCCة للمعيشCCة.

سCCنة يزخCر بالعديCد10,000وهناك شواهد على أن الربع الخالي كان منCذ حCوالي من فصائل الحيوانات مثل الغزال والبقر الوحشي واألسد وفرس النهCCر الCCذي كCCان

مصدرا أساسيا للغذاء والكساء ألقوام ذلك الزمان. وعلى مر السنين، تتابعت الحضارات بشبة الجزيرة العربية وتشهد على ذلك اآلثار الباقية إلى اليوم في صورة مبCCان ونقCCوش وكتابCCات، وفي صCCورة تماثيCCل وعمالت وأوان وأدوات ونصCCب، أو في صCCورة مسCCاكن ومقCCابر منحوتCCة في الجبCCال، هCCذا

باإلضافة إلى السدود والقالع والمعابد واألسوار. ونتيجة لالكتشافات األثرية بشبه الجزيرة العربيCCة، فقCCد تم التوصCCل إلى أدلCCة على قيام نوع من االتصاالت بين حضCCارات شCCبه الجزيCCرة العربيCCة والحضCCارات الكCCبرى التي كانت قائمة في ذلك الزمان. فقد كانت المنطقة الشرقية من شCCبه الجزيCCرة العربيCCة جCCزءا من حضCCارة العبيCCد الCCتي دامت في جنCCوب بالد مCCا بين النهCCرين من

سنة ق.م. كما أن هناك شCCواهد عديCCدة على وجCCود3500 سنة إلى 5300حوالي عالقة بين الحضارة الفرعونية في حCوض نهCر النيCل وبين حضCCارات شCCبة الجزيCرة العربيCCة، ويسCCتدل على ذلCCك من وجCCود مظCCاهر متشCCابهة في النقCCوش الصCCخرية الموجودة في كل من مصر وشبه الجزيرة العربية، تلك النقوش التي يعCCود بعضCCها

سنة ق.م. وقد بCزغ نجم العCرب ألول مCCرة في التCاريخ المCدون3000إلى حوالي سنة ق.م. وكان ذلCCك مرتبطCCا باسCCتئناس الجمCCل1000المعروف لدينا منذ حوالي

وتنشيط القوافل التجارية البرية عبر شبه الجزيرة العربية. وتذكر اآلثCCار األشCCورية أن العرب كانوا يصدون غزوات األشوريين الذين كانوا يحCCاولون إخضCCاعهم بهCCا في ذلك الزمان، وكانت مقاومCCة العCCرب تCCتركز أساسCCا في مCCدينتين همCCا " أدومCCاتو "

) دومة الجندل اليوم ( و " تيماء " بشمال شبه الجزيرة العربية. ومع ازدهار الحركة التجارية عبر أراضي شبه الجزيرة العربية وعلى طول سواحلها رابطة بين حضارات وادي النيل وبالد مCا بين النهCرين، ازدهCرت بعض المCدن على

4

Page 5: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

امتداد طرق التجارة، فعلى امتداد الجانب الغربي لشبة الجزيرة العربيCCة ازدهCCرت مدن " نجران" و "جرش" و "الفاو" و "الطائف" و "مكCCة ا لمكرمCCة " و " المدينCCةالمنCCCورة " و " العيص" و " بCCCير " و "ديCCCدان " و " دائن صCCCالح " و " تيمCCCاء" و "روافCCة " و "البCCدع" و "قريCCة". وعلى امتCCداد الجCCانب الشCCرقي قCCامت مCCدن " تاروت" و " الجرهاء" و "جوان " و " تCCاج " و "الحنCCا " كمCCا ازدهCCرت مCCدن "دومCCة

الجندل " و " قريات الملح" و " اثرا " بالبادية في شمال شبه الجزيرة العربية. وقد كانت شCCبه الجزيCCرة العربيCCة موطنCCا للعديCCد من الحضCCارات البائCCدة الCCتي ورد ذكرها بالقرآن الكريم، وكانت مهدا للرساالت السماوية والرسCCل. وإذا رجعنCCا إلى القرآن الكريم نجد أن الجانب الغربي خاصة من شبه الجزيرة العربية كان مسCCرحا للعديد من األحداث التي ورد ذكرها بCCالقرآن الكCCريم. ففي د اخCCل حCCدود المملكCCة العربية السعودية عن " البCCدع " والمنطقCCة المعروفCCة " بمغCCاير شCCعيب " ازدهCCرت حضارة " مدين " حاضرة قوم النبي شCCعيب عليCCه السCالم. وإذا تحركنCCا جنوبCCا إلى "العال " وعند المنطقة المعروفة باسم " مدائن صالح " نجد حاضCCرة " ثمCCود" قCCوم النبي صالح عليه السالم والتي ما زالت أثارها قائمة إلى يومنا هذا شCCاهدة على مCCا وصل إليه القوم من تقدم في فنون النحت. وإذا تحركنا جنوبCا إلى " نجCران " ، " نجد " األخCدود " الCCذي ذكCر في معCCرض الحCCديث عن أصCCحاب األخCدود حيث ألقى المؤمنون من المسيحيين في النCCار. ثم إذا تحركنCCا جنوبCCا وجCCدنا حاضCCرة سCCبأ في مأرب باليمن، ثم وجدنا بالمنطقة قوم عاد أرم على أقصى الحدود الجنوبيCCة لشCCبه

الجزيرة العربية على بحر العرب. ومن دراسة ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبويCCة عن ثمCCود قCCوم النCCبي صCCالح عليه السالم، يمكن وضع تصور لما كانت عليه حاضرة ثمود، تلCCك الحاضCCرة الCCتي يمكن أن تؤخذ كنموذج لمدن الحضارات البائدة بشبه الجزيرة العربية. فقCCد كCCانت حاضرة دولة ثمود القوية مدينة تقع في منطقة آمنة سCCهلة تحيCCط بهCCا سلسCCلة من الجبال. وكانت المنطقة تزخر بعيون المياه العذبCCة، تحCCف بهCCا الحCCدائق وزراعCCات النخيل باإلضافة إلى الحقول التي كانت تزرع شتى المحاصيل. وفي هذا يقول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم على لسان النبي صالح عليه السالم موجهCCا كالمCCه إلى قولCCه ) أتCCتركون في مCCا ههنCCا آمCCنين في جنCCات وعيCCون وزروع ونخCCل طلعهCCا

هضيم (. وكان مترفو ثمود يبنون قصCCوراً من الحجCCر في الوديCCان وسCCط جنCCاتهم وبسCCاتينهم بينمCCا كCCان بCCاقي القCCوم ينحتCCون من الجبCCال بيوتCCا فارهCCة ويعيشCCون فيهCCا أمCCنين مطمئنين. ويستدل على ذلCCك من أكCCثر من آيCCة بCCالقرآن الكCCريم حيث يقCCول اللCCه تبارك وتعالي على لسان النبي صالح عليCCه السCCالم ) وأذكCCروا إذ جعلكم خلفCCاء من بعد عCCاد وسCCواكم في األرض تتخCCذون من سCCهولها قصCCورا وتنحتCCون الجبCCال بيوتCCا فCCاذكروا آالء اللCCه وال تعثCCوا في األرض مفسCCدين ( وقولCCه تعCCالى ) وتنحتCCون من

الجبال بيوتا فارهين ( وقوله تعالي أيضاً ) وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا آمنين (

5

Page 6: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

ويمكن ان يستدل من ) بوأكم في األرض ( ما وصلت إليCCه دولCCة الثمCCوديين من قوة ومنعة وأتساع رقعتها، وامتداد سلطانها على مCCا قCCد جاورهCCا من مسCCتوطنات آخري. كما أنهCCا تعكس مCCا وصCلت إليCCه من كCCثرة في العCدد وغCCزارة في المCCوارد واإلنتاج – والتي يصعب أن تكCCون هنCCاك قCCوة بCCدونها – ممCCا يسCCر للثمCCوديين سCCبل التمكن والمقCCدرة في األرض. وتعطي اآليتCCان ) تتخCCذون من سCCهولها قصCCورا ( و ) تنحتون من الجبال بيوتا فارهين ( مؤشرات على ما وصلت إليه مدينة الثمCCوديين من تقدم وازدهار حضاري وعمراني وفني ، حيث نجد أن مساكنهم لم تكن لغرض توفير مأوى بالحد األدنى الحتياجCCات اإلنسCCان، بCCل تعCCدتها إلى التنCCوع في أشCCكالها لكي تشمل قصورا ومسCCاكن _ كCCل حسCCب إمكانياتCCه ومقدرتCCه – ولكن وفي كافCCة

األحوال كانت تلك المساكن تتمتع بالفراهة واألمن اللذين ذكرا بالقرآن الكريم. ويمكن أن يستدل من اآليات ) تتخذون من سهولها قصروا ( و ) تنحتون من الجبال بيوتا ( و ) وثمود الCCذين جCCابوا الصCCخر بCCالواد ( على مCCا وصCCل إليCCه الثموديCCون من براعCCة وتقCCدم في وسCCائل البنCCاء والتشCCييد حيث تنCCوعت الوسCCائل بين النحت في

الجبال، وقص األحجار ونقلها الستعمالها في أعمال البناء المختلفة. وما زال قائمCا إلى يومنCا هCذا بمنطقCة مCدائن صCالح العديCد من المنشCآت واآلثCار المنحوتة في الصخر وتشهد اآلثار على الرقي الفني الذي وصل إليCه هCؤالء القCوم. وينتظر أن يكشف عن المزيCCد من آثCCار تلCCك الحضCCارة البائCCدة بعCCد أجCCراء البحCCوث

والحفريات الالزمة بالمنطقة وتسجيل ما يوجد بها من آثار.

فترة ما قبل اإلسالم:- كان الموقف في شبه الجزيرة العربية قبل اإلسالم تحCCدده مالمح ثالثCCة : مCCؤثرات إمبراطورية الفرس في الشرق ، إمبراطورية الروم في الشCCمال ، واألحبCCاش في الغCCرب، حيث كCCانت منطقCCة الخليج تتبCCع في بعض األزمنCCة عضCCويا إمبراطوريCCة الفرس كمحافظة هجر التابعة لدولة الفرس، ثم كانت في بعض األحيان تمثل تCCابع يخضع بصورة أو بأخرى للحكم الفارسCCي أو بمثابCCة مCCولى من مواليCCه. وفي كافCCة األحوال فقد كان تأثير دولة الفCCرس حضCCاريا وعقائCCديا كبCCير على منطقCCة السCCاحل

الشرقي لشبة الجزيرة العربية. أمCCا شCCمال شCCبه الجزيCCرة العربيCCة فقCCد كCCان يقCCع في نطCCاق تCCأثير اإلمبراطوريCCة الرومانيCCة الشCCرقية ويرتبCCط بهCCا حضCCاريا مCCع وجCCود تCCأثير عقائCCدي، حيث وجCCدت المنطقة بعض القبائل التي تدين بالمسيحية. وكCCان شCCمال شCCبه الجزيCCرة العربيCCة بمثابة أقاصي الحCCدود الجنوبيCCة لإلمبراطوريCCة. وكCCان الموقCف يختلCCف في جنCCوب غرب شبه الجزيرة العربية خصوصCا في منطقCة اليمن وعسCير حيث كCان يقCع في

نطاقه تأثير أو العالقة المتبادلة مع دولة األحباش بأفريقيا. وعند ظهور اإلسالم كانت هذه المنطقة في نطاق الوالية لدولCCة الفCCرس أمCCا بCCاقي شبه الجزيرة العربية، وهي تشمل وسCCط وجنCCوب شCCبه الجزيCCرة، وهي المنطقCCة الصCCحراوية القاحلCCة قليلCCة الCCزرع والمCCاء فلم يكن لهCCا دور أو سCCمة ملحوظCCة في

6

Page 7: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

األحداث بالمنطقة وكانت مجرد معCCبر من طCCرف إلى آخCCر. يسCCتثنى من التقسCCيم السابق وجود منطقة مضيئة ذات كيان ووضCCع ممCCيز ومسCCتقبل في مكCCة المكرمCCة

وهي الحرم األمن الذي وضعه الله سبحانه وتعالى آمنا وسكنية للناس. فترة صدر اإلسالم:-

أرتبط في التاريخ اإلسالمي كثير من المواقع والمCCدن باألحCCداث اإلسCCالمية الكCCبرى الCCتي واكبت مولCCد الCCدعوة اإلسCCالمية وانتشCCارها ، فباإلضCCافة إلى مCCدينتي مكCCة المكرمة والمدينة المنورة نجد مCCدنا أخCCرى كالطCCائف وخبCCير وتبCCوك والCCتي ارتبCCط اسمها بالدعوة إلى اإلسالم وبالغزوات اإلسالمية في عهد الرسول صلى اللCCه عليCCة

وسلم، تلك المدن التي مازالت قائمة مزدهرة إلى يومنا هذا. وقد شرف الله سبحانه وتعCCالى األرض بالكعبCCة المشCCرفة. أول بيت وضCCع للنCCاس ) إن أول بيت وضCCع للنCCاس للCCذي ببكCCة مباركCCا وهCCدى للعCCالمين ( وتعCCود الحيCCاة المستقرة المعاصرة بالمكان الذي أصبح فيمCCا بعCد مدينCCة مكCCة المكرمCCة إلى زمن سيدنا إبراهيم أبى األنبياء حيث أسكن من ذريته األرض الجرداء التي ليس بهCCا زرع وال ماء ودعا ربه جل جاللCه أن يCCرزقهم من الثمCCرات وأن يجعCل أفئCCدة من النCCاس تهوى إليهم ) ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عنCCد بيتCCك المحCCرم ربنCCا ليقيموا الصالة فأجعCCل أفئCCدة من النCCاس تهCCوى إليهم وأرزقهم من الثمCCرات لعلهم يشكرون (. وصارت مكة المكرمة حرما أمنا حيث استجاب ا للCCه سCCبحانه وتعCCالى إلى دعاء أبي األنبياء إبراهيم عليCCه السCCالم، وفي ذلCCك يقCCول اللCCه عCCز وجCCل على لسان إبراهيم عليه السالم ) وإذ قال إبراهيم رب أجعل هCCذا البلCCد آمنCCا ( ورسCCخت مكانة مكة المكرمة وأخذت دورها العالمي بعد أن شرفها الله سبحانه وتعCCالى بCCأن جعل البيت قبلة الحجيج ) وأذن في الناس بالحج يأتوك رجاال وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ( ثم استجاب الله سبحانه وتعالى ألمنية رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعل الله البيت الحرام قبلCCة صCCالة المسCCلمين في مشCCارق األرض ومغاربها، وبذلك رسخت مكة المكرمة في قلوب المسلمين حيث يتوجهون للصالة صوب المسجد الحرام خمس مرات في اليوم والليلCCة ) قCCد نCCرى تقلب وجهCCك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهCCك شCCطر المسCCجد الحCCرام وحيث مCCا كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون". وسيظل هذا الدور العالمي قائما ما دامت السCCماوات واألرض وحتى يرث الله سبحانه وتعالى األرض ومن عليها. وشCCهدت مدينCCة مكCCة المكرمCCة مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهدت دعوته رسCCوال ورحمCCه للعCCالمين. ويفتح مكة المكرمة في العام العاشر من الهجرة دخل النCCاس في اإلسCCالم أفواجCCا ورسخت أقدام الدعوة اإلسالمية ومنها أشعت بنورها على العالم أجمCCع. ) إذا جCCاء نصر الله والفتح ورأيت النCCاس يCCدخلون في الCدين اللCCه أفواجCCاً فسCبح بحمCCد ربCCك وأستغفره أنه كان توابCCا (. ومCCع إشCCراقه اإلسCCالم وهجCCرة الرسCCول الكCCريم عليCCه الصالة والسالم إلى يثرب بزغ النجم المعاصCر للمدينCCة المنCورة الCتي شCرفها اللCCه

7

Page 8: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

تعالى بإنشاء أول مسجد في اإلسالم بها، وهو " مسجد قباء " وفيه يقول اللCCه عCCز وجل ) لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه (. وشرفها اللCCه عز وجل كذلك بCCالكثير من األحCCداث العظCCام الCCتي ورد ذكرهCCا في القCCرآن الكCCريم كغزوة أحد وغزوة الخندق، كما يوجد بها مسجد القبلتين والبقيع وعالوة على ذلCCك ففيها مسجد الرسول عليه الصالة والسالم ويضم ثراها جسده الشريف، ويفد إليها كل عام ماليين الزوار لزيارة المسجد النبCCوي الشCCريف والسCCالم على رسCCول اللCCه صلى الله عليه وسلم عمال بالحديث الشريف " ال تشد الرجال إال إلى ثالثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الحرام، والمسجد األقصى ". ومن المدينCCة المنCCورة أشCCع اإلسالم بنوره حتى غمر أركان األرض ومحا عروش الشرك والوثنية، ومCCا زال نجم

المدينة المنورة منذ ذلك الحين بازغا على الصعيدين المحلي والعالمي. ومع بزوغ نور اإلسالم في مكة المكرمة عم نوره باقي أنحاء شبه الجزيرة العربية، حيث دخلت قبائل ومشايخ العCCرب في دين اللCCه، وظهCCر بالتCCالي أول كيCCان لدولCCة جمعت ألول مرة في تاريخ شبه الجزيرة العربيCCة شCCمل شCCتات الجزيCCرة في كيCCان دولة واحدة وحكم مركزي منظم، وهذا لم يتبع من وجود والة وحكCCام محلCCيين من قبل الخليفCCة في المدينCCة المنCCورة. مCCع ظهCCور كيCCان الدولCCة اإلسCCالمية فتحت بالد الفرس ومصر وبالد الشام، ودخلت هذه البالد في دين اإلسCالم، وبالتCالي نجCCد أن المناطق المحيطة بشCCبه الجزيCCرة العربيCCة أصCCبحت ألول مCCرة هي المتCCأثرة بالمCCد الحضاري العقائدي التابع من شبه الجزيرة وليست المCCؤثرة فيCCه. ومCCع دخCCول بالد الفرس في اإلسالم ظل التأثير الحضCاري المحلي لهCا ممتCCدا إلى منطقCة السCاحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية. أما شمال شبه الجزيرة العربية فقد بعد عن التأثر الحضاري باإلمبراطورية البيزنطية حيث إنها أصبحت في عداء مع الدولة اإلسCCالمية الجديCCدة، وعلى دين مخCCالف كمCCا زادت الهCCوة بسCCبب اختالل القيم االجتماعيCCة المرتبطة أساسا بالعقيCCدة. وبالنسCبة لمنطقCة جنCCوب غCCرب شCCبه الجزيCرة، فقCد أعطى اإلسالم والدولة الفتية القوية لهذه المنطقة المنعCCة والحمايCCة ضCCد األطمCCاع الخارجيCة الCتي كCانت تتعCرض لهCا هCذه المنطقCة سCواء من الفCرس أو األحبCCاش. وأصبح جنوب غرب شبه الجزيرة العربية مرتبط حضاريا وعقائديا بالدولة اإلسCCالمية

ومكونا لجزء منها. ومع األحداث التي واكبت قيام الدولة األموية بدمشق، وانتقال كرسي الخالفCCة من المدينة المنCورة أصCبحت شCبه الجزيCرة العربيCة بأكملهCا، تCدور في فلCك الحكم األموي المركزي بدمشق ثم فيمCCا بعCCد الحكم العباسCCي المركCCزي ببغCCداد، ثم في أجزاء منها بالحكم المركزي األيCCوبي ثم المملCCوكي بالقCCاهرة ثم بCCالحكم العثمCCاني من إسطنبول مع وجود نقاط عسكرية وقالع سCCاحلية بهCCا تواجCCد برتغCCالي لحمايCCة التجارة البحرية ولضمان الوجود والسيطرة العسكرية البرتغالية بالمنطقة. ثم في

وأوائCCل القCCرن العشCCرين وقعت بعض المنCCاطق السCCاحلية من19نهاية القCCرن ال شCCبه الجزيCCرة العربيCCة تحت االحتالل البريطCCاني سCCواء في عCCدن أو في منطقCCة

8

Page 9: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

الخليج العربي. كل ذلك مCCع المحافظCCة على الكيCCان الممCCيز والمقCCدس لكCCل منالحرم المكي والحرم النبوي.

مما سبق نجد أن منطقCCة شCCبة الجزيCCرة العربيCCة خCCرجت بانتقCCال الخالفCCة من المدينة المنورة من دائرة الضوء إلى دائرة شبه الضCوء أو دائCرة الظCل والنسCيان ألحقاب تاريخية طويلة كانت فيها شبه الجزيرة العربية مسرحا للصCCراعات القبليCCة أو الطائفية ونشأ فيها هنا أو هناك في فترات زمنية قصرت أو طالت نسبيا، حكام أو دويالت ولكن لم تتصCCف هCCذه األعمCCال إال بالمحليCCة الشCCديدة أو كCCانت أحيانCCا

خاضعة أو موالية، وبالتالي فلم يكن لها أي دور في سير األحداث بالمنطقة.مرحلة ظهور الدول الحديثة في شبه الجزيرة العربية:

انتهى ذلك العصر مع بCCدء القCCرن العشCCرين، وعلى وجCCه التحديCCد مCCع بCCدء حركCCة الملك عبد العزيز بوسط شبه الجزيرة العربية إلنشاء دولCCة فشCCهدت شCCبه الجزيCCرة العربيCCة في هCCذه الفCCترة صCCراع بين مجموعCCة المشCCايخ واألمCCراء والملCCوك، انتهى بزوال مملكة الحجاز وأمارات حائل والقصيم والقطيCCف واالحسCCاء ودخولهCCا جميعCCا في ظل حكم موحد تحت شعار ال إله إال الله محمد رسول اللCه الCذي أتخCذه الحكم السعودي شعارا له، ونشأ بالتالي وألول مرة منذ صدر اإلسCCالم كيCCان لدولCCة كCCبرى

بشبه الجزيرة العربية وهي المملكة العربية السعودية. كما ظهر في نفس الCزمن إمCCارات ودول أخCذت الكيCCان المسCCتقل وكCونت دولCة الكويت وقطر والبحرين واألمارات العربية المتحدة، عالوة على وجCCود دولCCة عمCCان واليمن الشمالي والجنوبي في جنوب شبه الجزيرة العربية. وهذا مCCا وضCCع منطقCCة

شبه الجزيرة العربية على أولى درجات التطوير الحديث. وحيث أن المملكة العربية السعودية تمثل الثقل األعظم في شبه الجزيCCرة العربيCCة، فكCCان من الطبيعCCة أن تكCCون لهCCا المقCCدرة على التCCأثير وصCCنع األحCCداث في شCCبه الجزيرة. وكما سبق ذكره فقد كان إلنشاء المملكة العربية السعودية دورا في تغيير وجه شبه الجزيرة العربية ، وكما كان للحكم السعودي دور في تطوير شبه الجزيرة في المجاالت االقتصCCادية واالجتماعيCCة ، فقCCد كCCان لCCه أيضCCاً دور مCCؤثر على الهيكCCل العمراني للمملكة شCCامال توزيCCع المCCCدن والقCCCرى والهجCCCر ) مسCCتوطنات جديCCدة (

وتحديثها وظهور الطرق ووسائل المواصالت على المستوى القومي . م (- أي قبل اكتمال توحيد المملكة – شرع الملCCك عبCد1912 هC )1331ففي سنة

العزيCCز في تنفيCCذ سياسCCته ذات األبعCCاد االجتماعيCCة واالقتصCCادية والعمرانيCCة بهCCدف توطين البدو الرحل في مستوطنات زراعيCCة سCCميت " هجCCر" وذلCك كحCCل لمشCCكلة مصادر الرزق للبدو الرحل بدال من السلب والنهب والغزو ، والستغالل تلك الطاقات البشرية المعطلة فيما يعود بالنفع على الدولة الفتية .وقد أنشئت الهجر حول اآلبCCار وينابيع المياه والعيون ، كما أنشئت فيها المساكن الالزمة ، وأقيم بكل هجرة مسجد زود بمعلم من رجال الدين . وقد اعتبرت الهجر بمثابة قواعد لإلنتاج والحرب في آن

9

Page 10: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

واحد حيث وضع نظام عسCكري خCاص بCالهجر يكفCل تعبئCCة المقCاتلين عنCCدما يCدعو الداعي إلى ذلك. وفى عهد الملك عبد العزيز بلغ عدد الهجر التي أسسCCت مCCا يزيCCد

مقاتال كCCانوا فيمCCا بعCCد76500 هجرة وبلغ عدد المقاتلين فيها ما يزيد عن 120عن نواة جيش المملكة العربية السعودية. هذا وقد عمل إنشاء الهجر على ظهور العديد من المدن والتجمعCCات القرويCCة الجديCCدة على خريطCCة المملكCCة العربيCCة السCCعودية أبرزها ما أقيم بمنطقة الخرج. ومن أبرز نتCCائج توحيCCد المملكCCة أن ظهCCرت الريCCاض كمدينة وعاصمة للمملكة ، ويعود الموقع الCCذي تشCCغله الريCCاض اليCCوم إلى مCCا قبCCل ظهCCور اإلسCCالم حيث كCCانت تقCCع قCCديما في هCCذه النCCواحي مدينCCة "حجCCر" حاضCCرة اليمامة ، وان كان أول ظهور السم الرياض قد بدأ في القرن الثاني عشر الهجCري .

هCCC )1282وأقدم المنشآت القائمة بالرياض اليوم هو "المصمك " الCCذي بCCني عCCام م (1900 هC )1318 م ( ، وعند استيالء الملك عبد العزيز على الرياض عام 1865

أحاطها بسور من الطين وذلك لحمايتها من األعداء وكان للسCCور خمسCCة أبCCواب مCCازال اثر أسمائها باقيا إلى يومنا هذا على أسماء شوارع وميادين الرياض الحديثة .

وقد أدى استتباب األمن في البالد بعد توحيدها إلى أن فقدت أسCCوار المCCدن أسCCباب م ( أزيCCل سCCور مدينCCة1947هCCC ) 1967وجودها، وكما أزيل سور مدينة جدة سنة

م(، ثم تتCCابعت بعCCد ذلCCك إزالCCة بCCاقي أسCCوار المCCدن1950 هC ) 1370الرياض عام وبالتالي فقد عبرت المدن بشCCبة الجزيCCرة العربيCCة النطCCاق المحCCدود لتلCCك األسCCوار وامتدت إلى خارجها، األمر الذي أعطى المدن اإلمكانيات الواسعة للنمو واالنطالق، وساعد على ظهور أنماط تخطيطية جديدة للمدن بشبة الجزيCCرة العربيCCة بعيCCدا عنالتكتل القديم للمباني، الذي كان نتيجة حتمية لضيق المساحة داخل حدود األسوار. كما ساعد على اتساع الرقعة العمرانية للمدينة وعلى خفض كثافتها السCكانية . كCل ذلك أدى إلى ظهور أحياء سكنية جديدة صحية تتوفر فيها المساحات الالزمة للحركة والتهوية واإلنارة والتجميل ، ولكن على الCCرغم من كCCل تلCCك الممCCيزات أال أن إزالCCةهذه األسوار وغالبا اندثار كل اثر لها يعتبر خسارة تاريخية وأثرية ال يمكن تعويضها .

ومع استتباب األمن الذي شCCهدته شCCبه الجزيCCرة العربيCCة أصCCبح من الممكن التنقCCلبأمن وسالمة داخل أرجائها الشاسعة المترامية األطراف.

:-عصر اكتشاف البتــرول وتعرضت منطقة شبه الجزيرة العربية وعلى وجCCه األخص وبالدرجCCة األولى منطقCCة الخليج إلى طفCCرة كCCبرى أدت إلى تغيCCير الوجCCه الحضCCاري للمنطقCCة ودخلت بشCCبه الجزيCCرة العربيCCة في دائCCرة الضCCوء ليس فقCCط على المسCCتوى المحلى ولكن على المسCCتوى العCCالمي ، وذلCCك باكتشCCاف البCCترول في منطقCCة الخليج . كCCان االقتصCCاد بمنطقة الخليج – قبل اكتشاف البترول يعتمد على نشاط صيد المحار واللؤلؤ وصCCيد

مصCCادر الميCCاه واألرض األسCCماك والزراعCCة في بعض المنCCاطق الCCتي تتCCوفر فيها الصالحة ، كذلك بعض األنشطة التجارية المحدودة ومن قبCCل فقCCدت هCCذه المنطقCCة بريقها وأهميتها التجارية التي كانت تحتلها فيما مضى كهمزة وصل مCCع تجCCارة الهنCCد

وذلك مع افتتاح قناة السويس .10

Page 11: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

وكCCان اكتشCCاف البCCترول بكميCCات اقتصCCادية لمنطقCCة الخليج سCCابق لبدايCCة الحCCرب العالميCCة الثانيCCة. وفى ظCCروف الحCCرب العالميCCة الثانيCCة لم يمكن اسCCتغالل البCCترول العربي ، حيث كان الخلفاء الغربيين يحظرون ذلك خوفا من وقCCوع البCCترول العCCربي في يد الجيش األلماني سواء عند غزوة لشمال أفريقيا ودخوله مصر ومنهCCا إلى بالدالشام فالخليج العربي ، أو من خالل تدخل إيران التي كانت على وفاق مع األلمان . بعد انتهاء الحرب العالميCCة الثانيCCة ، في أواخCCر األربعينCCات شCCهدت المنطقCCة طفCCرة بترولية كCCبرى حيث تم التوسCCع في اسCCتخراج البCCترول ، وكCCذلك في التنقيب عنCCه ، وأصبحت بالتالي هذه المنطقة تتبوء أهمية اقتصادية كبرى ، وأصبحت منطقة جCCذب رؤوس األموال األجنبية وبفرض اسCCتغالل المCCوارد البتروليCCة المتاحCCة واسCCتتبع ذلCCك بالضرورة تنفيذ العديد من المشCCروعات الصCCناعية المرتبطCCة بCCالبترول واسCCتخراجه مثل إنشاء معامل فرز الغاز والCCزيت ومحطCCات الضCCخ وخزانCCات البCCترول وخطCCوط األنابيب ومحطات القوى .... الخ . ذلك باإلضافة إلى إنشاء العديد من المشCCروعات األخرى التي واكبت بالضرورة هذه الحركة الصناعية االقتصادية الكCCبرى مثCCل إنشCCاء شبكات ) الطرق ، والمرافق ، وإنشاء المواني. وكذلك إنشاء المستوطنات السكنية

للعمال وما يتبعها من خدمات صحية وتجارية وتعليمية وترفيهية .... الخ . كما أصبحت المنطقة مركز تنمية اقتصادية كبرى على المسCCتوى المحلى والعCCالمي أصCCبحت بالتCCالي مركCCز جCCذب سCCكاني كبCCير على نفس المسCCتويين ، حيث شCCهدت المنطقة حركة هجرة مكثفة سواء من داخCCل شCCبه الجزيCCرة العربيCCة أو من خارجهCCا مما نتج عنه تغيير جذري في خريطة المنطقة العمرانية واالقتصCCادية والسCCكانية ، إذ تحول النمو السكاني المرتبط بالنمو االقتصادي إلى نمو في صورة ظفرات سCCكانية بالتالي حدث تضخم في أحجام بعض القرى الساحلية الصغرى والتي غالبا مCCا كCCانت مجرد قرى صيادين ، وأصبحت تمثل مدن كبرى ساحلية لمدينة الكويت ، أبو ظCCبي ، ودبي ، والCCدمام والخCCبر . وعلى سCCبيل المثCCال نمCCا حجم قريCCة الCCدمام السCCاحلية

128000 إلى 1934 نسCCمة عCCام 4000بالمملكCCة العربيCCة السCCعودية من حCCوالي نسمة500 1934 ، كما نمت مدينة الخبر التي كان تعدادها عام 1974نسمة عام

. ويكCCون اآلن مثلث الCCدمام والخCCبر1974 نسCCمة عCCام 49000فقCCط إلى حCCوالي والظهران تعداد سكاني يكاد يتخطى المليون نسمة على أواخر هذا القرن .

ومن ناحية أخرى فقد حدث تأثير عكسي على العديد من المواقع السCCكنية ) المCCدن والقرى الكبرى( الزراعية التقليدية وغالبCCا التاريخيCة، حيث هجرهCCا أعCداد كبCCيرة من السكان وبخاصCCة الشCCباب القCCدامى على العمCCل ممCCا نتج عنCCه فقCCدان التCCوازن في التركيب السكاني لهذه القرى كما هبطت المكانة اإلدارية أو السياسية الCCتي كCCانت تحتلها مدن عريقة لها جذور قديمCCة وكCCانت تمثCCل في يCCوم كراسCCي حكم أو مراكCCز قوى. هبطت مكانة مدن مثل الهفوف والمبرز باإلحساء والقطيCCف ، وأصCCبح تأثيرهCCا

قاصرا فقط على النطاق المحلى لها والمحدود بالنشاط الزراعي .11

Page 12: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

ولقد ساعد سوء وسائل المواصالت آنذاك وانعدامها أحيانا على تزايCCد حCCدة الهجCCرة الداخلية من قرى ومدن شبه الجزيCCرة العربيCCة أو من قCCرى أو مCCدن منطقCCة الخليج إلى مراكز اإلنتاج البترولي إلى مراكز النمو االقتصادي الجديد ممCCا دفCCع العديCCد من العاملين إلى الهجرة للسCCكن بجCCوار مقCCار عملهم الجديCCد وفيمCCا بعCCد أدى التحسCCن المعيشي في مدن البترول الجديCCدة إلى اجتCCذاب أعCCداد سCCكانية أخCCرى من سCCكان

القرى ، وذلك بحثا عن ظروف معيشية أفضل . بالطبع، أصبحت مدن البترول الجديدة، وكما سبق ذكره – مركز جCCذب بشCرى كبCCير تعدى حدود الدول البترولية إلى المستوى العالمي. شهدت أولى فترات استكشCCاف واستخراج البترول استخدام عمالة أجنبية غالبا أوروبية وأمريكيCة مدربCة على فنCCون الصناعة الجديدة ومعCCداتها وقCCادرة على تCCركيب وتشCCغيل وصCCيانة هCCذه المعCCدات . واستتبع ذلك استخدام العديد من األيدي العاملة األخرى الالزمة وغالبا مCCا كCCانت من الدول العربية كاليمن واألسيوية كالهند وباكستان والتي تعانى من التضخم السCCكاني وقلة الموارد . استقدام أعداد كبيرة من األيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حCCدوث تحوالت اجتماعية ودخول أجناس غير عربية بأعداد كبيرة إلى المنطقة وغالبا بهCCدف

االستقرار الدائم .

ومع التوسع في المنشآت البترولية وعدد العاملين وتوسع األنشCCطة بمختلCCف أنحCCاء المنطقة ، ظهر العديد من المسCتوطنات الجديCدة وهى مCا يمكن أن نسCميه مجCCازا بمدن البترول الجديدة . ولعل من أبرز األمثلCة على ذلCك وأوضCحها تعبCيرا المملكCة العربية السعودية ، فقد ظهرت مدن مثCCل الظهCCران ورحيمCCة ونجمCCة وأبقيCCق . كمCCا ظهرت مدينة الخفجى فى المنطقة البترولية المناخمCCة للحCCدود مCCع دولCة الكCCويت . وعلى امتCCداد خCCط أنCCابيب البCCترول ) التCCابالين ( ظهCCرت مCCدن عرعCCر وطريCCف والقيصومة ورفحاء بالمنطقة الشمالية للمملكة ، تلCCك المCCدن الCCتي ارتبCCط وجودهCCا بخط أنابيب البترول وخدماته . وحيث توجد حقول البترول وخدماتها وخطوط أنابيب البترول وما يرتبط بها من منشآت ظهرت مواقع صناعية غير مأهولCCة كحقCCل " عين دار " مثال – يتم التحكم فيها عن بعد ويقCCوم الفCCنيون بزيارتهCCا على فCCترات ، ويمكن القول بأن تلك المواقع يمكن أن تكون – مستقبال – نواة لتحوصل سكاني إذا تغيرت

الظروف أو إذا استدعت الضرورة ذلك . :- االزدهار االقتصادي واالنطالقة الحضارية

استمر الحال في النمو االقتصCCادي والسCكاني بمنCاطق البCترول وانعكس مCدة على كافة أنحاء الدول البترولية، حيث ساعدت عوائد البCCترول هCCذه الCCدول على تحسCCين األحوال المعيشية بالدولCCة كلهCCا وليس بمنCCاطق اسCCتخراج البCCترول وتصCCنيعه فقCCط.

وقCCامت1973ولعل من أبرز هذه األمثلة المملكة العربية السعودية ، حتى جاء عام حرب رمضان وقفزت وتضاعفت عوائد البترول بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ

12

Page 13: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

مما وفر للدول البترولية موارد مالية طائلة مما أمكن هCCذه الCCدول من تنفيCCذ بCCرامجتنمية طموحة للغاية كان لها كبير األثر في تغيير الوجه العمراني لها .

وجهت الجهود نحو تنمية المدن والقرى وتزويدها بالخدمات والمرافق الالزمة وذلCCك بهدف إضفاء الوجه الحضCCاري عليهCCا وبهCCدف رفCCع مسCCتوى المعيشCCة والعمCCل على زيادة رفاهية المجتمع وفى ظل تلك االنطالقة توسعت المدن القائمة بشكل مطCCرد وظهر ذلCCك جليCCا في مCCدن الكCCويت ، أبCCو ظCCبي ، وكCCذلك في مCCدن الريCCاض وجCCدة

والدمام والخبر بالمملكة العربية السعودية . وفى المملكة العربية السعودية، ساعدت الموارد المالية الكبCCيرة على تطCCوير مCCدن مكCCة المكرمCCة والمدينCCة المنCCورة ومنCCاطق الحج حيث تم النهCCوض بهCCا وتزويCCدها بالخدمات الالزمة. فتم توسعة الحرم المكي بمCCا في ذلCCك المطCCاف حCCول الكعبCCة ، كما تم عمل إضافة جديدة في صورة ساحة كبرى تقع شCCرقي المسCCجد شCCملت مCCا عرف بالسوق الصغير حيث تم إزالة كل ما فيه من مبCCاني وتحضCCيره ليكCCون سCCاحة خارجية للحرم المكي ، ومن المنتظCCر أن تكCCون هCCذه السCCاحة فيمCCا بعCCد مجCCاال ألي توسع عمراني جديد لمبان المسجد . أما الحرم المدني فقد خصصت مساحة كبCCيرة

أمثCCال مسCCاحة المسCCجد القCCائم. وتمثCCل في حالCCة بنائهCCا5من األرض تبلCCغ حCCوالي التوسCCعة الثانيCCة في المسCCجد النبCCوي الشCCريف . كCCذلك أقيمت داخCCل المشCCاعر المقدسCCة في المزدلفCCة ومCCنى مجموعCCة كثCCيرة من شCCبكات الطCCرق المتطCCورة

كالجسور واألنفاق والكباري تيسيرا على حركة الحجاج . مع التوسع الكبير والنمو السريع لمدن منطقة الخليج بوجه خاص وشCCبه الجزيCCرة بوجه عام، كان طبيعيا أن تظهر مشاكل كثيرة تعرض لها كل من الهيكل االجتمCCاعي االقتصادي والعمراني للمدينCة. وكمCا سCCبق ذكCره فقCد نCزح إلى المCدن العديCد من األيدي العاملة الغير عربية والغير مسلمة، وأكثرها بهدف االستيطان الCCدائم. " مثCCل هذا الوضع غير كثيرا من الشخصية النقية المميزة للمجتمCCع العCCربي في الكثCCير من دولة الخليج حتى أصCبح السCكان األصCليين في بعض المCدن يمثلCون أقليCة بالنسCبة للسكان األجCCانب الCCذين يCCبرز فيهم الجنس األسCCيوي الهنCCدي . وبCCالطبع فمثCCل هCCذا الوضCCع أدى إلى مشCCاكل اجتماعيCCة كبCCيرة خصوصCCا مCCع اختالف القيم االجتماعيCCة والعقائد وأدى إلى ظهور الCCدعوة إلى إصCCالح اجتمCCاعي وحمايCCة الشخصCCية العربيCCة اإلسالمية في هذه الدول من أن تنطمس أو تضيع إذا ترك الحال على ما هو عليCCه . وليس من سبيل المبالغة أن تقCCول أن في بعض دول إمCCارات الخليج العCCربي تقCCوم حاليا أحيCCاء كاملCCة بسCCكانها ومنشCCأتها وسCCلعها ومدارسCCها ولغتهCCا وفنونهCCا وعاداتهCCا وتقاليدها اآلسCCيوية الصCCرفة المرتبطCCة بسCCكان الحي والبعيCCدة كCCل البعCCد عن القيم

المحلية العربية وأحيانا اإلسالمية. واكب أيضا التوسع العمراني الكبير في المدن الرغبة في إضفاء وجه حضاري )حتى ولو كان خاطئ وغير مناسب ( على المدينCCة العربيCCة . أدى ذلCCك إلى تCCدمير وإزالCCة جزء كبير ال يستهان به من المباني القديمCCة التقليديCCة بCCل والتاريخيCCة ، تحت دعCCوى التحديث والمعاصرة وبالطبع فمثCCل هCCذا األمCCر أدى إلى طمس الشخصCCية الممCCيزة

13

Page 14: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

للمدينة العربية الخليجية على وجه التحديد بحيث أصبحت في مظهرها العCام خليطCCابين كل شاذ وغريب من طرز وفنون ومواد وتقاليع العمارة .

وبهدف مقابلة احتياجات النمو السريع لهذه المCCدن ، فقCCد أعCCدت مخططCCات عامCCة ألغلب هذه المدن وقام على إعداد هذه المخططات مكCCاتب استشCCارية عالميCCة من إيجابيات هذه المخططات أنها ساعدت الدولة على توجيه أعمCCال التنميCCة العمرانيCCة ساعدت على وضع حدا للنمو العشوائي والغCCير منظم لهCCذه المCCدن في ظCCل غيCCاب المخططات ، وبذلك أصCCبحت أغلب مCCدن الخليج سCCباقة في مجCCال األخCCذ بأسCCلوب التنمية العمرانية المخططCCة وكCCذلك سCCباقة في وضCCع هCCذه المخططCCات العمرانيCCة موضع التنفيذ . ولكن يؤخذ على هCCذه التجربCCة إن أعمCCال التنميCCة العمرانيCCة للمCCدن بحكم عملها بواسطة خبرات أجنبية غربية ، ال تعرف وال تحس بالواقع المحلى لبعده االجتمCCاعي والتCCاريخي واالقتصCCادي والCCذي يرجCCع إلى جCCذور تاريخيCCة في المنطقCCة وبالتالي جاءت مخططها بعيدة إلى حد كبCCير من احCCترام هCCذا الواقCCع طبقت معCCايير تخطيطية دخيلة وغريبة غالبا ال تناسب البيئة المحلية ، الشركة االنجليزية استخدمت المعايير البريطانية والفرنسية المعايير الفرنسية واأللمانيCCة المعCCايير األلمانيCCة وهلم جرا . وعالوة على ذلك تم إدخال العديد من األنمCCاط العمرانيCCة الغربيCCة عن الطCCابع العمراني المحلى بالمنطقة وغالبا تم إزالة المدينة القديمCة بCدعاوى مختلفCة كشCCق الطCCCرق أو توفCCCير المرافCCCق إذ توفCCCير الخCCCدمات أو تنظيCCCف المدينCCCة أو إزالCCCة

الخرائب ........ الخ. وما يعنينCا في األمCCر أن كCل ذلCك أدى إلى ضCياع جCزء عزيCCز من الCثروة العمرانيCCة

والتراث الحضاري المحلى ولعل من أبرز األمثلة على ذلك مدينة الكويت .

14

Page 15: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

15

Page 16: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

16

Page 17: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

17

Page 18: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

18

Page 19: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

19

Page 20: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

20

Page 21: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

21

Page 22: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

22

Page 23: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

البحث الثاني:

عمارة المساكن التقليدية في المملكةالعربية السعوديـــــــة

23

Page 24: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

عمارة المساكن التقليدية

في المملكة العربية السعودية

بصفة عامة، يمكن التعرف على أربعة أنماط متميزة للمساكن التقليدية بالمملكة العربية السعودية. وقد نبعت هذه األنماط من واقع التباين المناخي واإلقليمي فيما بينها،

كذلك من واقع اختالف العوامل المؤثرة على هذه األنماط سواء خارجية أو داخلية، إال إنه مهما اختلفت هذه األنماط وتباينت ، فهي تتحد جميعها في الثوابت المرتبطة بالقيم

اإلسالمية والتراث المحلي.هذه األنماط األربعة هي:

العمارة الحجازية باإلقليم الغربي للمملكة.-1عمارة المرتفعات في اإلقليم الجنوبي الغربي للمملكة.-2العمارة النجدية باإلقليم األوسط من المملكة.-3عمارة اإلقليم ذو المناخ الممتزج باإلقليم الشرقي.-4

العمارة الحجازية: وهي تنتشر في اإلقليم الغربي للملكCCة حيث نجCCد المنCCاخ الحCCار الCCرطب على السCCاحل الذي يتحول إلى المناخ الحار الجاف كلما اتجهنCCا شCCرقا إلى الCCداخل. وهCCذا اإلقليم يضCCم مدن مكة المكرمة، المدينة المنورة والطائف وجدة والمناطق التي تقع فيما ببينهم. في هذا اإلقليم، نجد أن وجود مدينة جدة كميناء تجارية، كان له كبير األثر على الطابع العCCام للعمارة الحجازية ، حيث كانت جCدة مركCCزا للتبCCادل الثقCCافي والتجCCاري فيمCCا بين اإلقليم ومختلف بلدان الشرق األوسط وآسيا وأوروبا، مثل هذا التبادل أثر على تقنيCCة البنCCاء في الحجاز منذ أيام الحكم العثماني للحجاز، فظهرت مواد بنCاء – غCير محليCCة – أكCثر تطCورا وثباتا وأدخلت أساليب بناء أكثر تقدما. كذلك ال يمكن أن نغفل تأثير حركCCة الحجCCاج الCCتي تCCدخل إلى اإلقليم عCCبر جCCدة من شCCتى أنحCCاء العCCالم ، ولCCذا تعتCCبر عمCCارة هCCذا اإلقليم استمرارا طبيعيا للعمارة اإلسالمية في مصر والشام، ويظهر ذلك واضحا في المشربيات البديعة الزخارف المركبة على الفتحات والشCCبابيك والCCتي أخCCذت عن العمCCارة المصCCرية. وقد تطورت هذه المشربيات حتى أصبحت غنية بالزخارف الخشبية، وقد أثCCر هCCذا الطCCابع المنتشر في جدة – بصورة واضحة على طCCابع العمCCارة في المنطقCCة الحCCارة الجافCCة في

مكة والمدينة. وتتميز هذه المنطقCCة الحCCارة الجافCCة بعنصCCر معمCCاري إضCCافي فرضCCته البيئCCة المناخيCCة الحارة باإلقليم ، وهو الفناء الداخلي الذي يعمل كملطف مناخي مع إعطاء أعلى درجات الخصوصية، بحيث تتجمع الغرف من حول الفناء الذي عادة يأخذ شكال منتظما – سCCواء مستطيال أو مربعا – في المدن ويتخذ أشكاال غير منتظمة في المناطق الريفيCCة. وعCCادة يضم الفناء أحواض ميCCاه أو نCCافورات للمسCCاعدة على تلطيCCف المنCCاخ. ومCCع اسCCتخدام الفناء تقل الفتحات الخارجية. والفنCCاء بصCCفة عامCCة يسCCتخدم في المنCCازل الكبCCيرة في

24

Page 25: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

إقليم الحجاز وهو يؤكد االهتمام بداخلية المسكن العCCربي. وعCCادة يكCCون الفنCCاء محاطCCا بحوائط مزخرفة. إال أنه يوجد باإلقليم الساحلي طراز عمCCارة ممCCيزة يعتCCبر خليطCCا بين عمارة حوض البحر األبيض المتوسط والعمارة اإلسCCالمية، وتعتCCبر مماثلCCة لتلCCك الطCCرز التي ظهرت بمصCCر منCCذ االنفتCCاح على أوروبCCا من قCCرن مضCCى. إال أنCCه تم تطويCCع هCذه الطرز المستوردة بحيث أصبحت تحافظ على الروح اإلسالمية األصيلة والحيCCاة األسCCرية

الخاصة. ترتفع المباني في هذا اإلقليم ) الحجاز ( حتى أربعة وخمسة أدورا وأحيانا أخCCرى سCCبعة أدوار، وذلك استجابة للمناخ الحار الرطب وذلك بحيث يسمح االرتفاع بحركة الهواء من خالل المبنى. والمباني عموما من الطوب والحجر ويستخدم الجبس مع الحجCCر كمCCادة رابطة لضمان العزل بينما األرضيات واألسقف من الخشب – وعادة يسCCتخدم الخشCCب المستورد من الخارج وهذا انعكاس للطبيعة التجارية الدولية لمدينة جدة. كمCCا نجCCد أن التصميم الداخلي للمسكن يسمح بحركة الهواء خالل الغرف، كما توضCCح غCCرف النCCوم وغرف المعيشة في الطوابق العلوية إلعطائهCCا أكCCبر فرصCCة لمCCرور الهCCواء من خاللهCCا. والمباني عامة غنية بالزخCCارف الخشCCبية أو الجصCCية المنحوتCCة في خطCCوط هندسCCية أو نباتية زخرفيه رائعة، وكCCل ذلCCك يعمCCل على توفCCير مسCCطحات كبCCيرة من الظالل على واجهات المباني مما يقوي من خاصية مقاومة المبنى للحرارة الخارجية. وبصفة عامCCة تبCCنى المبCCاني متباعCCدة من بعضCCها البعض، وذلCCك للسCCماح بحركCCة الهCCواء من حولهCCا وإلعطاء أكبر مسطح ممكن لعمل المشربيات التي تسمح بمرور الهواء داخCCل المبCCنى،

إال أنه يستثنى من ذلك ا لوضع األحياء المزدحمة التي تتالحم فيها الكتل السكنية.عمارة المرتفعات:-

ومن طراز العمارة بمنطقة الجبال في اإلقليم الجنوبي الغربي من المملكة والذي يضم عسير والطائف وأبها. وقد أثرت طبيعCCة المنطقCCة الجبليCCة المرتفعCCة ومناخهCCا الCCرطب على سمات العمارة بالمنطقة التي تختلف عن العمCCارة ببCCاقي شCCبة الجزيCCرة العربيCCة، فعمارة منطقCCة عسCCير متCCأثرة تCCأثرا واضCCحا بالعمCCارة اليمنيCCة المتمثلCCة في المسCCاكن البرجية المبنية أعلى الجبال بينما تستغل سفوح الجبCCال في الزراعCCة. ونظCCرا لوعCCورة األرض بالمنطقة فCCأن المسCCاحة األفقيCCة للمبCCنى تعتCCبر صCCغيرة نسCCبيا. ومن ثم يتسCCع المبنى في صورة رأسية لكي يسCCتوعب كافCCة احتياجاتCCه األساسCCية. وعلى الCCرغم من التشابه الواضح مع عمارة اليمن إال أن قرى عسير ال توجد بها حصون أو قالع – كما هو الحال في اليمن وحضرموت – إذ أن أهل عسير اتخذوا ألنفسهم وسائل دفاعيCCة أخCCرى – لحمايتهم من غارات القبائل، وذلك ببناء مساكنهم أعلى الجبال وبنائهCCا متالحمCCة مCCع

بعضها حول طرقات ضيقة ملتوية. المباني في عسير مبنيCCة من الطين والحجCر، وتتمCيز بوجCود مCداميك حجريCة متعCددة بارزة على مسافات منتظمة في صورة أحزمة كاملة تمتد حول المبنى، ووظيفCCة هCCذه المداميك األساسية حماية المبنى من الخارج من التقلبات الجوية التي تكون في صورة أمطار كثيفة تشهدها المنطقة بحكم موقعها في قمم سلسCCلة الجبCCال. ترتفCCع المبCCاني

25

Page 26: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

في المنطقCCة إلى أربعCCة وخمسCCة أدورا بحيث تخصCCص األدوار العليCCا للنسCCاء وأدوار الخدمات المنزلية وغرف أهل المنزل. هنCCاك بعض المبCCاني تكCCون مبنيCCة من الحجCCر – الذي يجلب من الوديان – وبCCدون مونCCه بأشCCكال وأحجCCام وألCCوان مختلفCCة. مثCCل هCCذه المساكن تكCCون من دور أو أثCCنين ولضCCمان الثبCCات والترابCCط تحشCCى الفجCCوات بكسCCر

سCCم في الCCدور األرضCCي، عCCادة هCCذه70الحجارة الصغير وقد يصل سCCمك الحائCCط إلى المساكن تكون مزودة بفناء داخلي.

ومن أنماط البناء المميزة في عسير النمط المعCCروف بطCCراز أبهCCا – حيث أنCCه الطCCراز الشائع في منطقة أبها في هذا النمط يبنى المسكن من الحجارة والطين سويا على أن يكون الدور األرضي من الحجر ثم يعلو باقي المبنى بحوائط من الطين والحجر، وهCCذا

يعطي للمبنى ثباتا أكثر.

والمبCCاني عامCCة غنيCCة بالزخCCارف الهندسCCية الملونCCة بCCألوان بهيجCCة كCCاألحمر واألخضCCر واألصفر واألزرق. وتظهر هذه الزخارف في األبواب والشبابيك وعلى األسCCقف وحCCول الفتحات وعلى الحوائط الخارجية وتعتCCبر هCCذه الزخCCارف الملونCCة من السCCمات العامCCة

لعمارة عسير.العمارة النجدية:

وهي طراز العمارة بالمناطق الصحراوية بشبه الجزيرة العربية الذي تتميز به المنطقCCة الوسطى من المملكة العربية السعودية، وهذه المنطقة ذات منCCاخ حCCار جCCاف. ويمCCيز هذا الطراز المعماري وجود الفناء الداخلي الذي ال يعمCCل كملطCCف منCCاخي فقCCط، بCCل يوفر أعلى درجات الخصوصCCية لألسCCرة داخCCل المسCCكن. وتسCCتمد عمCCارة هCCذا اإلقليم طابعها من البيئة الصحراوية المحيطة وهي شبيهة بالبيئة الصCCحراوية في بعض منCCاطق تCCونس والمغCCرب وإيCCران الCCتي تسCCتخدم األفنيCCة كحCCل منCCاخي وينعكس ذلCCك في قلCCة الفتحات الخارجية – وعند وجودها تكون ضيقة – بينمCCا تتوجCCه كافCCة الغCCرف والخCCدمات األخرى إلى الفناء الداخلي للمسكن الذي تفتح عليه األبواب والنوافذ المحمية بواسCCطة ممر مغطى حول الفناء وعادة تتخذ األفنية أشكاال غCير منتظمCة تتجمCع حولهCا الغCرف. وفي النماذج األكCCثر تطCCورا بCCدأت األفنيCCة تنتظم أشCCكالها سCCواء بمسCCتطيل أو بمربعCCة

سCCم ،75 إلى 45وتنتظم الغCCرف حولهCCا والمبCCاني عمومCCا مبنيCCة من الطين بسCCمك وأحيانا تستخدم الحجارة مع الطين والحوائCCط السCCميكة تCCوفر درجCة عاليCCة من الثبCCات الحراري داخل المبنى وعادة يستخدم الجبس والطين كمادة رابطة، ويستخدم الجبس في البياض أما األسقف فتكون من الخشب أو جCCذوع وأفCCرع النخيCCل. تتصCCف المبCCاني باالتساع وانتظام خطوطها. وإذا كانت المباني من الخارج تعتبر بسيطة قليلة الزخارف والنقCCوش إال أنهCCا من الCCداخل غنيCCة بالزخCCارف والنقCCوش الهندسCCية الرائعCCة، كCCذلك تستخدم األلCCوان المختلفCCة في تCCزيين األبCCواب والنوافCCذ واألسCCقف، ممCCا يضCCفي على

المنزل البهجة وسط البيئة الصحراوية من حوله.

26

Page 27: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

وعامه تتواجد المساكن متالحمة مع بعضها بحيث تظلل على بعضها وهذا يأتي اسCCتجابة للطبيعCCة المناخيCCة الشCCديدة الحCCرارة، أمCCا المنCCازل الموجCCودة على أطCCراف التجمCCع السكني فنجدها أقل المساكن ذات الفتحات لتفادي الوهج الشديد ألشعة الشمس أثناء

النهار. وبساطة العمارة النجدية يمكن أن تعتبر نابعة من بساطة البيئCCة الصCCحراوية المحيطCCة، ومن ناحية أخرى يمكن اعتبارهCCا انعكاسCCا لتعCCاليم الCCدين اإلسCCالمي في احCCترام حرمCCة البيت وأهله، فال تبدو زينة البيت للغرباء وبالتالي توجه الزخارف والزينات إلى الCCداخل

مع المحافظة على الطابع البسيط الخارجي.عمارة المنطقة الشرقية للمملكة ذات المناخ الممتزج:

وهو طراز العمارة بالمنطقة التي تتميز بمناخ متأرجح بين الحار الجاف والحCCار الCرطب بالقرب من الخليج وتشCمل هCCذه المنطقCة الظهCCران والريCCاض والCدمام. وتتمCCيز عمCCارة المسCCاكن التقليديCCة بهCCذه المنطقCCة بوجCCود الفنCCاء الCCداخلي كعنصCCر أساسCCي بالمسCCكن. والفناء في هذه المنطقة يتخذ أشكاال أكثر انتظاما عنها في المناطق الصCCحراوية. وعCCادة تبنى المباني في صفوف متراصة بحيث تظلCCل مجموعCات المبCاني على بعضCCها، وتوضCع المباني في صفوف ممتدة عبر اتجاه الشCCرق – الغCCرب بحيث تكCCون مسCCاحات المعيشCCة الداخلية بالمسكن ذات توجيه شCCمالي وجنCCوبي على أن توضCCع غCCرف الخدمCCة والتخCCزين على الجانب الغربي، يراعى أن تكون فتحات األبواب والنوافذ على ممرات مغطاة حCCول الفناء، بينما تكون الفتحات الخارجية قليلة وضيقة وتزود بسCCواتر خشCCبية لحمايCCة الفCCراغ الداخلي من وهج الشمس والرياح المتربة. قد تتواجد نوافCCذ غCCير مباشCCرة لعمليCCة تغيCCير الهواء بدون جرح للخصوصية أو توضع النوافذ في أعلى الجدران. في بعض األحيان تلغى الفتحات الخارجيCCة تمامCCا ويعتمCCد المسCCكن في توفCCير الضCCوء وتغيCCير الهCCواء على الفنCCاء الداخلي. ولضمان الثبCCات الحCCراري داخCCل المسCCكن تكCCون الحوائCCط من الحجCCر بسCCمك

سCCم مCCع اسCCتخدام الطين والجبس كمCCادة رابطCCة. وفي المنCCاطق75 و 45يCCتراوح بين القريبة من الخليج حيث تزداد نسبة الرطوبة يستعمل كمادة عازلة للحماية من الرطوبCCة.

أما األسطح فتكون من جذوع النخيل الملقى عليها كسر الحجارة والطين. بصفة عامة تستخدم مواد نهو ملساء ذات ألوان ) فاتحة ( لتحقيCCق االنعكCCاس المباشCCر

تتأثر ألشعة الشمس ويجب أن تكون مواد النهو ثابتة حتى بالرطوبة واألمطار التي تهبطال على هذا اإلقليم . وقد روعي في المساكن التقليديCCة اسCCتخدام األلCCوان كCCاألحمر واألزرق واألصفر في الزخCCارف الهندسCCية على األبCCواب والشCCبابيك واألسCCقف. كمCCا روعي كCCذلك إحاطة المسكن – إن أمكن – بمسطحات خضCCراء كثيفCCة على الجCCانب الجنCCوبي والغCCربي للتقليCCل من حCCدة أشCCعة الشCCمس السCCاقطة . في النمCCاذج المطCCورة روعي أن تكCCون

األرضيات حول المبنى ملساء بحيث تسمح بانعكاس األشعة ال اختزانها .

27

Page 28: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

البحث الثالث:

عمـــارة المســـاكن الغـــير تقليديـــة في المملكـــةالعربية السعودية

والعمارة المعاصرة

28

Page 29: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

29

Page 30: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

30

Page 31: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

المملكة العربية السعودية

تظهر في بعض مناطق المملكة طرز معمارية أو أنماط غريبة على الروح العام للعمارة السCCعودية. وقCCد ظهCCرت هCCذه األنمCCاط في المنطقCCة الجنوبيCCة الحCCارة الرطبCCة في إقليم نجران. يظهر هذا النمط في شكل أكCCواخ مخروطيCCة، ذات أصCCل أفCCريقي من األخشCCاب وحوائط وأسقف من الطين. ويظهر التأثير األفريقي في مواد البنCCاء واألشCCكال المختلفCCة لهذه األكواخ وقد دخلت هذه األنماط إلى المنطقة عن طريق السودانيين واألثيوبيين الCCذي انتقلوا وسكنوا واستقروا في المنطقة. ويتميز هCCذا النمCCط بأنCCه يCCوفر الظCCروف المناخيCCة المناسبة لمعيشة اإلنسان حيث يسمح القش والطين بتغيير الهواء وتهوية الكوخ بCCدون أي فتحات غير الباب، ويسمح الشكل المخروطي للسقف المطلي من الداخل ببيCCاض أملس – بهCCروب الهCCواء السCCاخن من السCCقف. ومن ناحيCCة أخCCرى، فCCإن القش يحمي السCCقف الطيني من تقلبات الجو، بالتالي يوفر نوع من التظليل للسCCطح الطيCCني ملطفCCا لCCدرجات

الحرارة الداخلية. عCCادة تكCCون الحوائCCط الداخليCCة لألكCCواخ واألسCCقف مزخرفCCة وملونCCة عنCCد قمCCة ورأس المخروط، في صورة أشكال نباتية وحيوانية كذلك أشCCكال هندسCCية ملونCCة بCCألوان األزرق واألحمر واألصفر واألزرق. يالحظ أن الباب هو الفتحة الوحيCCدة بCCالكوخ إال أن هCCذا ال يمنCCع وجود التهوية واإلنارة الكافية بالكوخ. وغالبا يحاط الكوخ بفناء تمارس فيه كافCCة األنشCCطة المنزلية وترعى فيه الماشية وعادة تتجمCCع األكCواخ بأفنيتهCا في مجموعCات من كCوخين أو

ثالثة. ويعود عدم انتظام تجمعات القرى في المنطقة ) منطقة نجCCران ( إلى عCCدم ثبCCات هCCذه األكCCواخ ذات العمCCر المحCCدود ولCCذلك نجCCدها منتشCCرة متفرقCCة عن بعضCCها حCCول القCCرى الساحلية. وهذا النمط ينمو ببطء في نجران بالنسبة لمنطقCCة السCCاحل الشCCمالي الغCCربي

في جدة وينبع. وبعيدا عن األنماط المعمارية التقليدية للمسCCكن بالمملكCCة العربيCCة السCCعودية، ظهCCرت أنماط ) سكنية ( متدهورة في صورة إسكان عشوائي غير مCCرخص ارتبطت هCCذه األنمCCاط العشوائية بالدرجة األولى بالمCCدن ذات المقومCCات االقتصCCادية الكبCCيرة النمCCو ، حيث نCCزح أعداد من السكان ، غالبا من منخفضي الدخل بحثا عن مصادر للرزق ، وبالتالي فلم تكن هذه المدن مجهزة أو مستقرة الستقبال هذه األعداد المتدفقة من السكان، وبالتالي ظهر ما يسمى بالصنادق والعشش، وهى أنماط سكنية بنيت من الصCCفيح وأخشCCاب الصCCناديق، ومخلفات المباني وبالطبع فال تتمتع هذه المساكن بأقل حد ممكن من الخدمات األساسية. وتمثل بالتأكيد نقطة سوداء في الوجه المعاصر للمدينة السعودية. وقد سCCاعد على تفCCاقم هذه الظCCاهرة نقص المعCCروض من الوحCCدات السCCكنية في ذلCCك الCCوقت وارتفCCاع القيمCCة االيجارية وارتفاع أسعار األراضي. ولكن مما هCو ملفت للنظCCر تمتCCع بعض هCذه المسCاكن

31

Page 32: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

بكماليات تدل على ارتفاع نسبي في مستوى داخCCل المسCCاكن مثCCل وجCCود أجهCCزة تكCCييف بالعشة وإيريال التليفزيون وسيارة خاصة بالباب. ويسCCتدل من ذلCCك على أن هCCذا النمCCط المتدهور من المساكن وإن كان قد ارتبط في أول األمCCر بمسCCتوى الCCدخول المنخفض إال انه في آخر األمر أصبح أيضCا نمطCا للمسCكن ممكن الحصCول عليCه بوسCيلة سCCهلة بCدون مقابل وأرخص التكاليف. وبالطبع فقبول مثل هذا الوضع السكني من القCCادر ماديCCا نسCCبيا يعني ضمنيا انخفاض المستوى الحضاري والثقافي. ويالحCCظ أن هCCذه الصCCنادق والعشCCش توجد في صCورة مجمعCة في المCدن بCالقرب من مراكCز األعمCال والصCناعة وكCذلك على األطراف الخارجية للمنطقة المركزية من المدينة ، ومن أبرز هذه المواقع ما هCCو موجCCود بمدينة الرياض خلف حي الوزارات وعند المنطقCCة الصCCناعية على طريCCق الخCCرج. وتمثCCل

% من أجمCCالي عCCدد المسCCاكن.3,3 1979نسبة هذه المساكن في مدينCCة الريCCاض عCCام ولكن مما يالحظ أنه على الرغم من تدهور حالCة المسCكن والبيئCة المحيطCة وفقCدان كCل المقومات األساسية لقيام حياة مستقرة إال أنه توجد ظCCاهرة صCCحية يمكن أن نشCCير إليهCCا في هCCذا المجCCال إال وهي وجCCود روح المسCCكن ذو الفنCCاء في تخطيCCط العشCCة وذلCCك على الرغم من صغر المساحة وسوء حالة البناء _ كما سبق ذكره. هCCذا يCCدل على أن اإلنسCCان العربي متشبع في أعماقه بقطرة المحافظة على الخصوصية والقرب من الطبيعة وهذا ما

يمكن أن يوفره للفناء. وتقوم الحكومة بتنفيذ سياسات لتوفير المسCCاكن لCCذوي الCCدخل المنخفض. مCCرت هCCذه

م( لألسرة لكي تبنى عليهاx 20 20السياسات بعده مراحل منها مرحلة منح قطع أراضي ) مسكنها بجهودها الخاصة ثم أنشئت الدولة صندوق التنميCCة العقCCاري الCCذي قCCام من ناحيCCة

% من إجمCCالي قيمCCة المنشCCأ بCCدون أي فوائCCد وبتسCCهيالت80أخرى بإعطاء قروض تمثCCل كبرى في الدفع على أقساط إلى درجة أن يمكن وصف هذه العروض على أنها أقرب منها إلى المنح. من ناحية أخرى قامت الحكومة بإنشاء مساكن لذوي الدخل المنخفض، ولكن في بعض هذه المشروعات التي لم تتمشى مع المتطلبات االجتماعية والمعيشCCة للسCCكان فشلت فشال تاما، بل ولم نجد من يقبل السكن فيها. مثل مشروع اإلسكان بمدينCCة جCCدة

دورا( ولذلك مثل مشروع اإلسكان16الذي بنى في صورة عمائر كبيرة االرتفاع ) بارتفاع ذوي الدخل المحCCدودة بمدينCCة الريCاض والCذي مبCنى في صCورة وحCدات سCكنية من دور

ارضي فقط.

32

Page 33: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

-عمارة المسكن المعاصرة ما لها وما عليها:

لقد ظهرت محCCاوالت معماريCCة أقCCل مCCا توصCCف بهCCا أنهCCا موفقCCة وكCCان ذلCCك في إطCCار محاوالت النقل واالبتكار واالنزالق في محاوالت للتجديد بال رويCة. فظهCرت أنمCCاط وطCCرز معمارية غريبة وبعيدة كل البعد عن طراز البيئة والطراز المحلي وكذلك غريبة وبعيدة كCCل البعد عن طراز أو شكل أو نمط معماري بأي مكان. غذي مثل هذه المحCCاوالت، التحضCCر المبكر وزيادة السCCيولة النقديCCة وبالتCCالي فال يمكن بCCأي حCCال من األحCCوال أن نصCCف هCCذه المسCCاكن بأنهCCا رديئCCة من ناحيCCة المCCواد حيث اسCCتخدم فيهCCا أغلب وأرقى أصCCناف مCCواد التشطيب من رخام ونحCCاس والومCCنيوم وزجCCاج، ولكن المحصCCلة النهائيCCة لهCCذه األشCCكال المعمارية الجديCCدة هCCو ضCCياع الشخصCCية الممCCيزة للعمCCارة ذلCCك إذا اسCCتفحل األمCCر هCCذه

األعمال بالمدن. وظهر كذلك االتجاه إلى بنCCاء العمCCارات السCCكنية شCCديدة االرتفCCاع والعمCCارات السCCكنية الضخمة، وبالطبع فأن هذا نمط سكني سيضفي طابعا دخيال على المدينة ويمثل ) يسبب( مشاكل تخطيطية مستقبال كما يعتبر نمطا سكنيا يبعد كل البعد عن المقCCدرة على التوفCCير

بيئة سكنية لحياة أسرية سليمة. ولعل من أبرز ما قيل في مجال الحديث عن أنماط المعماري الكبير بمدن دول البترول

ما كتب في محلة " دومس " والذي ترجمه النص كما يلي:- " في السنوات العشر األخيرة تحولت بالد منطقة الخليج العربي أو باألحرى بالد البترول الثرية – تحولت بمحض إرادتها إلى ملعب كبير تمارس فيه األعمال المعمارية والفنيCCة ذات المهارة العالية. هذا الملعب بالطبع ال يتردد عليه إال األبطال العCCالميين وهCCو مCCزود بجميCCع اإلمCCدادات الCCتي تكفCCل التCCدريب والتمCCرين في أمCCان تCCام بعيCCدا كCCل البعCCد عن النظCCرات المتسائلة من األوسCCاط الثقافيCة في بالد الالعCبين أنفسCهم. وحيث أن هCذا يحCCدث بCدون كيفية ممكنة وبنوع من التشويش يصبح معه الحديث عن الصفقات والتجCCار المهCCرة أيسCCر من الحديث عن العمCCارة والمعمCCاريين. كمCCا أصCCبح من المCCألوف الربCCط بين المعمCCاريين

التجار وبين العمارة كتجارة."

33

Page 34: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

وهكذا ظهر " الطCCراز المعمCCاري الجCCاهز لالسCCتعمال " الCCذي يCCتيح التخطيCCط والتشCCييد السCريع ألي مشCروع وبCأي حجم وفي أي مكCان ثم تضCاف بعضCا من الزخCارف أو مئذئCة زائفة لجعل المبنى يحاكي بمهارة التقاليد المعمارية المحلية. بيد أنه من النادر أن تحCCترم التقاليد اإلسCCالمية أو تؤخCذ في االعتبCCار كأسCCاس للتخطيCCط وهكCCذا فCCأن قيمCة التفاصCيل عمومCCا مثCCل قيمCCة األصCCوات كصCCوت الميCCاه أو الموسCCيقى أو الCCريح أو تنCCاغم األلCCوان أو إمكانيات الضوء أو أشياء أخرى صغيرة كاألهمية الشاعرية لغرفة ما في العمارة اإلسالمية

كل تلك القيم تذبح على محراب التجارب والتقنية الغربية. وهكذا فأنه كل ما هو رائع ودائم يظهر وكأنه مؤقتا وكأنه في معرض صناعي ضخم يبCCدو فيه كل شئ وكأنه عمل جميل وكل شئ يصلح لالستعمال – دعنCCا نتمCCنى أنCCه عنCCدما يعCCود البترول إلى كونه زيتا وليس ذهبا أن ينجح التفاعل بين اإلنسCCان والصCCحراء في محCCو تلCCك

المخلفات الدخيلة التي ال تنتمي إلى أيه ثقافة بالمرة. ومن المحاوالت الجادة في ظCل هCذا الخلCط المعمCاري الكبCير الCذي شCCهدته في فCترةالمCCCCCCدن بالسCCCCCCعودية بوجCCCCCCه خCCCCCCاص وبCCCCCCدول الخليج بوجCCCCCCه عCCCCCCام، كCCCCCCان البد من ظهور عودة للCCوعي المعمCCاري المحلي األصCCيل فبCCذلت محCCاوالت جCCادة وصCCادقة ألحياء الطابع القديم والمحافظة على الشخصية المميزة للعمارة بالمدينة اإلسالمية. وقCCد تعدت هذه الجهود العمارة السكنية إلى العمارة المدينة سواء في صورة منشCCآت حكوميCCة أو مباني خدمات، وتعتبر التجربة التي تحدث في مدينة جدة نحCCو تأصCCيل القيم المعماريCCة المحلية في العمارة المعاصرة، وكذلك إضفاء الطابع المعماري المحلي على ما سبق من منشآت أقيمت سابقا وكانت بعيدة كل البعد عن هذا الطCCابع، تجربCCة راشCCدة وبنCCاءه على هذا الدرب. كذلك تبذل الجهود نحو المحافظCCة وحمايCCة المدينCCة القديمCCة بجCCدة، حيث تم

بالفعل وضع تخطيط لها وترميم أغلب مبانيها وخصصت لها بلدية فرعية خاصة.

34

Page 35: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

البحث الرابع

العمارة الدينية في المملكة العربية السعودية

35

Page 36: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

العمارة الدينية في المملكة العربية السعودية

تتبع العمارة الدينية التقليدية في مجملها األنماط المعمارية األربعة التي تحدثنا عنهCا عنCCد سابق دراستنا للعمارة في المملكة العربية السعودية فتظهر سماتها واضCCحة جليCCة خاصCCة في عمارة المساجد األولى حتى ازدهار اإلسالم وانتشاره في كافة األمصار والبالد المحيطة بالمملكة ، فتالشت الحدود واختلطت الحضارات ، فتخالطت التقنيات المختلفCCة لألمصCCار، وتبارى الوالة في تعمير ارض المساجد كل حسب مقدرته وعز جاهه حتى أصبحت المملكة وخاصة الجزء الشرقي منها بحق أرضا لمساجد وبيوت اللCCه بفضCCل أهلهCا وأهCل غيرهCCا من

بالد المسلمين. أما عن المسجد النبوي الشريف والحرم المكي، فقد كان لهما مكانة خاصة في نفوس المسلمين منذ بداية اإلسالم، فسCCرعان مCCا بCCدأ الCCوالة والخلفCCاء والسCCالطين في إصCCالح وإعادة بناء وتوسعة وزخرفة الحرمين، باذال ماله وعماله، وعصارة فنون أمصاره لتعمCCير وتجميل الحرمين الشريفين آمال في وجه اللCCه أو تخليCCدا لCCذكراه في أقCCدس بيCCوت اللCCه. فجادا الحرمين رمزا المتزاج حضCCارات المسCCلمين ومCCرآه ألنمCCاطهم وطCCرزهم المختلفCCة ومحطا الهتمامهم – لCCذا سCCنفرد جCCزءا خاصCCا للحCCديث عن هCCذين المسCCجدين وتطورهمCCا ودالله هذا التطور ومدى تأثر عمارة المملكة به لتفرد أنمCCاط عمارتهمCCا عن بCCاقي أنمCCاط

المملكة األربعة األساسية ولما لهما من مكانة خاصة.:العمارة الدينية بمنطقة الحجاز

عمCCارة منطقCCة الحجCCاز الدينيCCة تحتCCوي على أغلب ممCCيزات عمCCارة اإلقليم الغCCربي من المملكة حيث المناخ الحار الرطب على المدن السCCاحلية والحCCار كلمCCا اتجهت شCCرقا إلى الصCCحراء – غCCير أن هCCذه العمCCارة لم تكن فقCCط صCCدى للظCCروف المناخيCCة ومCCواد البنCCاء المتاحة من أحجاز وأخشCCاب مجلوبCCة من بالد قريبCCة عن طريCCق السCCفن والتجCCارة ، بCCل كانت أيضا محل تفاعل مع خCCبرات وتقنيCCات وحضCCارات مجCCاورة. وعنCCد ازدهCCار اإلسCCالم وانتشار تعاليمه كان االهتمام بهذة المنطقة رمزا ألهميتها ومكانتها في نفCCوس المسCلمين فنجد عمارة مملوكية وعثمانية منتشرة على ساحل المملكة وقد تمتد لقلبهCCا. تكCCون في بعض األحيان صورة مطابقة ألبنية مماثلة في مصر وغيرها من األمصCCار أو تمCCتزج الطCCرز فتظهر الصورة باهتة تحمل بعض الصCCفات من هCCذا الطCCراز وذاك ، خاصCCة في المنCCاطق القريبة من الصحراء حيث جاءت بعض النماذج هزيلة غير محدودة الهوية ليست بالتقليدية

الصرفة الدالة على شخصية المنطقة وال هي بالمصبوغة بصبغة الممالك المجاورة. تميزت المساحة األولى في منطقة الحجCCاز ببسCCاطتها الشCCديدة سCCواء في مسCCقطها أو في كتلتها، مطابقة في ذلCCك روح اإلسCCالم األصCCيلة – فجCCاءت مسCCاحات كبCCيرة كCCانت أو صغيرة ، نظيفة طاهرة محاطة بسور، في فنائها منطقة مظللة أو مسقوفة تجاه القبلة. مع استقرار اإليمان في نفوس المسلمين بدأت بعض التغCCيرات في الحCCدوث ليس جCCوهر

المسجد ولكن في تفاصيله ، فبدأت الزخارف والنقوش تجد مكانها.36

Page 37: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

: -الحرم المكي الشريف هو البيت الحرام والبيت العCCتيق وهCCو أول مسCCجد وضCCع للنCCاس ، فمنCCذ بنCCاه إبCCراهيم وولده إسماعيل، والحرم يعد قبلة للمؤمنين واألحناف من شمال بالد العالم. وقد هCCدمت السيول الكعبة عدة مرات وأعيد بناؤها عCCدة مCCرات احCCدهما عنCCدما كCCان الرسCCول شCCابا،

م1627ووضع ركنها : الحجر األسود في ثوبه وأخرها عام والكعبة مبنية بحجر مكCCة الرمCCادي اللCCون على شCCكل متCCوازي مسCCتطيالت ومقاماتهCCا

xم طCCوال 9حوالي xم عرضCCا 7 مCCتر ارتفاعCCا، والسCCقف أفقي محمCCول على أعمCCدة10 خشبية من الCCداخل ولهCCا بCCاب واحCCد جهCCة الشCCرق مرتفCCع عن مسCCتوى األرض، وتكسCCي

يوم.15الكعبة بأستار قرآنية وتترك محرمة ) عارية ( لمدة كانت الكعبة حتى عهد الخليفCCة أبCCو بكCCر محاطCCة بسCCاحة فضCCاء للطCCواف تCCأتي بعCدها

هC( وحCCول17المساكن ثم هدم الخليفة عمر رضي الله عن المساكن حولها ) حوالي عام المنطقة المحيطة بدائرة الطواف إلى مسجد )ظالت( حول الكعبة ألول مCCرة، منCCذ ذلCCك الحين وتتوالى التوسعات والتحسينات على المسCCجد الحCCرام في عصCCور عديCCدة على يCCد حكام كثيرين نذكر منهم الخليفة المهدي والسلطان برقوق والسلطان الغوري والسلطان

م حCCتى1626سليمان، كما أعاد بناءهCCا كاملCCة األتCCراك العثمCCانيين بعCCد سCCيل داهم عCCام جاءت التوسعات األخيرة التي تقوم بها المملكة العربيCCة السCCعودية حاليCCا. وقCCد احتفظت التوسعة األخيرة بجزء من األروقCCة ذات القبCCاب العثمانيCCة الحجريCCة وغطت المسCCعى بين الصفا والمروة وجعلته من دورين وضمته إلى جسم المسCجد وأضCافت أروقCة أخCرى من دورين وجددت الجدران والمداخل وكستها بالرخCCام، كمCCا غظت األرضCCيات برخCCام عCCازل

مآذن جديدة لتحCCل محCCل بعض المCCآذن القديمCCة.7للحرارة بدال من الحصباء. وقد بنيت تكاد شبيهة بالمآذن الفارسية في مجملها غير أنها تختلف عنها في نسبها وتفاصيلها.

أما بئر زمزم فقد تغطت تمامCCا وسCCحبت مياههCCا في مواسCCير خاصCCة خCCارج المسCCجد. ومن الجCCدير بالCCذكر أن هCCذه التوسCCعات بCCالحرم المكي الشCCريف كCCانت ذات تCCأثير هCCام وجذري على التوسع العمراني بمدينة مكة، فكل هذه الجهود المبذولCCة في سCCبيل تيسCCير الحج وتطوير الحرم تؤثر على كل ما يحوط تخطيطه العام. لذا فقد أخذت المملكة بكCCل ما توفر لها من تكنولوجيا متقدمة لتعيد تخطيCCط المدينCة تمCدها بكCCل مCا قCد يسCهل على

الحج من طرق وأنفاق ومرافق.

37

Page 38: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

:-المسجد النبوي الشريف

يتوسط الحرم النبوي الشريف المدينة المنورة ، فقد بCCنى الرسCCول صCCلى اللCCه عليCCه وسلم مسجده في بCCدايات هجرتCCه إلى المدينCCة ليقCCوم بوظCCائف متعCCددة، فكCCان دارا لألمارة ومسجدا جامعا للجماعات اإلسالمية الناشCCئة كمCCا كCCان أيضCCا المركCCز الCCروحي والفكري والسياسي للجماعة رمز وحدتها، ففيه كان الرسول يؤدي صلواته الجامعCCة، تجتمع فيه بصحابته وتبليغ رسالته إلى عشيرته من المسلمين. ومن ثم فقد كCCان هCCذا

المسجد صفة لتجمع المباني من حوله فأصبح صفة في مدننا العربية. ذراع وطولCCه من الشCCمال إلى60وكان المسجد عند بنائه مستطيل المسقط عرضCCة

ذراع وكانت حوائطه غير تامة التعامد فيما بينها. كان ملحقا بصCCحنة ظلCCة70الجنوب بمؤخرة المسجد في الجهة الجنوبية، يأوي إليها المهاجرون الذين ال دار لهم وال مCCأوى

، وكان محاطا بسور قليل االرتفاع. وكانت قبلته تجاه القدس الشريف. كان أساس المسجد من الحجر، يعلوه حائCCط من الطCCوب اللبن، وقCCد ظCCل المسCCجد وعملت لCCه أعمCCدة من جCCذوع النخيCCل، وضCCعت على العCCوارض وعطيت بالجريCCد والخوص، ثم غطيت بالطين بعد فترة لسقوط األمطCCار على المصCCلين. وعنCCد تحCCول

م أغلق البCCاب في الحائCCط الجنCCوبي وحCCل624هC/2القبلة من القدس إلى الكعبة عام محلة باب في الحائط الشمالي وعملت ثالثة أروقة جهة الجنوب على غرار تلCCك الCCتي بالجهة الشمالية وأحتفظ بالبابين. وقد أستمر المسجد على حاله حتى توفي الرسCCول ودفن بحجرة السيدة عائشة رضCي اللCCه عنهCا. وقCد زاد أبCو بكCCر الصCديق وعمCر أبن الخطاب في مساحة المسجد وحسنا في بنائه. فأزيلت الصCCفة، في عهCCد عمCCر حيث أصبحت ال حاجة إليها بعد استقرار حال المهاجرين. ودفن كل منهمCCا مCCع رسCCول اللCCه )صلعم(. أما عثمان فقد استخدم الحجر بدال من اللبن ليزيد من متانة المسجد النبوي الشريف عند توسعته واستبدل جذوع النخيل بأعمدة من حجر منحوت وضCCع بهCCا قطCCع من حديد مغطاة بالرصاص المصهور ) وهي طريقة وجدت في العمارة البيزنطية وفي قبة الصخرة( ولم يتغير شئ في التصميم األصلي للمسجد، ولكن عملت ورقCCة بيCCاض داخلية من الجص وفتحت طاقات في حوائط المسجد ألول مرة وأن لم يكن للزخارف مكان في المسجد حتى وقته. وفي خالفة الوليد بن عبد الملCCك هCCدم عاملCCه عمCCر بن عبد العزيCز غCرف أمهCات المسCلمين وأقCام بنCCاء حCول حجCCرة السCيدة عائشCة جعلCه مخمسا غير منتظم خشية أن يستقبله الناس كما يستقبلون الكعبCCة. وكCCان السCCلطان

38

Page 39: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

قالوون قد أقام عليها قبة جددت عدة مرات وغطيت بألواح الرصاص تم لونهCCا بCCاللون األخضر حتى اتخذت اسمها " القبة الخضراء " . وكان الوليد بن عبد الملك قCد أرسCCل عمال البناء الذين وصCCفوا في بعض الروايCCات بCCأنهم من "القبCCط" ) نسCCبة للمصCCريين وليس إلتباعهم المCCذهب القبطي ( وفي أخCCرى بCCأنهم من " الCCروم " ليقومCCوا بأعمCCال الفسCCيفاء. فخCCط بCCذلك بCCدايات التCCأثيرات الخارجيCCة على عمCCارة المسCCجد النبCCوي الشCCريف. وكCCانت من أهم إضCCافات الوليCCد تيجCCان األعمCCدة المذهبCCة وكسCCيت أبCCدن األعمدة بطبقة بياض جعلتها تشبه الرخام. كما عملت مآذن مربعة في األركان األربعة على غCCرار المنCCارات الموجCCودة في مصCCر والشCCام ألول مCCرة. كمCCا ظهCCر المحCCراب

المجوف في حائط القبلة ألول مرة أيضا أثناء هذه التوسعة.

فى عهد المهدي العباسي زيد أيضا في مساحة المسجد وزخرفته بالفسيفساء وأحترق هC فأعاد بنCاءه السCCلطان األشCCرف فايتبCCاي في886هC وعام 654المسجد النبوي عام

عصر المماليك البحرية، وقد تم بناء المئذنة السCنجارية لشCبة األمCير سCنجر الجCCاولي وهي تتبع في شكلها المئذنة المصرية المملوكية حتى فى وجود الكCCورنيش الفرعCCوني

بها وهي شديدة الشبة بمئذنة قالوون وشيخون الناصري. أما في عصر المماليك الجراكسة فقد اسCCتبدلت الجسCCور الخشCCبية بعقCCود من األجCCر على نمط العقود الموجودة في البناء المصري. كما أقيمت مدرسة وربCCاط مالصCCقين للحائط الغربي للمسجد بين بابي السالم والرحمة. زخر العصر العثمCCاني بالعديCCد من التوسCCعات واإلصCCالحات للحCCرم النبCCوي الشCCريف فهCCدمت بعض المCCآذن وأقيم غيرهCCا وغيرت الكسوة الداخلية للمسجد وللقبر وزينت الروضة وغطيت األرضيات بالقاشCCاني

الملون. عند قيام المملكة بدأ الملك عبد العزيز آل سCCعود في توسCCعة الحCCرم، فبCCدأ في هCCدم المبCCاني المحيطCCة وتغCCير المسCCقط العثمCCاني قليال، وأحتفCCظ بجنCCاح القبلCCة وأقيمت التوسعة كمبنى هيكلي من الخرسانة المسلحة عبارة عن أعمدة تحمCCل عقCCودا مدببCCة تقسم السقف إلى مربعات، شكلت على نمط األسقف الخشCCبية وزخCCرفت بزخCCارف نباتية وغطيت بقباب، أما األعمدة فجاءت مسCCتديرة ذات تيجCCان من الCCبرونز وغطيت

قواعدها بالرخام. وتستمر أعمال التوسع والدراسات التي تزيد من مساحة الحرم النبوي حتى يومنا هCCذا فتتوالى األعمال لتحسين الحرم وإمداده بكافة الخدمات وتوسعته إلتاحة الفرصة ألكبر عدد من المصلين للصالة فيه. ويالحظ أن االمتدادات تكون دائما من الجهCCة الشCCرقية والجنوبية فقط مراعاة ألن يظCCل قCCبر الرسCCول دائمCCا في طCCرف المسCCجد خشCCية أن

يتحول إلى قبلة للمصلين فمنع الفتن خير من قمعها. مسجد الهنود بالطائف:

39

Page 40: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

عاما، كما هو واضCCح من أسCCمه فقCCد بنCCاه150يرجع تاريخ هذا المسجد إلى أكثر من الهنود المسلمين عندما نزلوا بهاذا الموقع – ويقع المسجد بالمنطقة المركزيCCة لمدينCCة الطائف الواقعة في المنطقCCة الغربيCCة من المملكCCة العربيCCة السCCعودية، فأنCCه يفCCرض نفسه عليها كعنصر رئيسي وبارز داخل هCذه المنطقCة – وتلعب مئذنتCCه دورا بCارزا في تحديد االتجاهات كعالمة أرضية مميزة – ويقع المسجد في المنطقCCة التجاريCCة القديمCCة بالمدينة وتحيط به من كل الجوانب وفي صورة متالحمة ، المحالت التجارية التقليديCCة التي تتاجر في العطCCور والبخCCور والمصCCنوعات والمنتجCCات المحليCCة البدويCCة – ويتمCCيز المسCCجد بطابعCCة المعمCCاري الCCذي يجنح إلى البسCCاطة في التصCCميم أو في التشCCكيل

وتميزه مئذنته ذات الطابع المحلي الفريد. وقد تدهور حال المسجد في اآلونة األخيرة، مما دعي إلى البدء فورا في تجديده ومCCا يحيط به ومع ضرورة زيادة مساحته وربطه بالعناصر األخرى الضرورية لتكامل وظائفه

مع البيئة المحيطة. وقد تم أعCCداد تصCCميم لتطCCوير مسCCجد الهنCCود على ضCCوء الدراسCCة الفراغيCCة ودراسCCة استعماالت األراضي التي أعدت للمنطقة ، فروعا التشكيل الفراغي للمنطقة ونوعيCCة النشاط التجاري والطابع والطراز المعماري السائدين بها – كما روعي احترام العوامل المناخية والتقاليد اإلسالمية في التصميم والتخطيط. فجاء التصCCميم الجديCCد للمسCCجد مؤكدا لوظائف المسجد االجتماعية والدينية والتعليمية – فالمسجد يحتوي على مصCCلى للرجال وآخر للنساء ، كما يمكن استخدام ساحة المسجد كمكان اجتمCCاع لبحث امCCور المسلمين أما عن الوظيفCCة التعليميCCة فقCCد زود المسCCجد بمكتبCCة عامCCة دينيCCة وصCCالة لالطالع تعمل أيضا كمدرسة لتحفيظ القرآن، يمكن الوصول إليها من خارج المسCCجد، ولتكامCCCل المسCCCجد يتم إنشCCCاء محالت تجاريCCCة لكي يمكن الصCCCرف من ريعهCCCا على المصCCاريف الجاريCCة للمسCCجد وأعمCCال الصCCيانة الدوريCCة وكCCذلك يتم تزويCCد المسCCجد بوحدات سكنية مناسCCبة لسCCكن األمCCام والمCCؤذن وخCCدم المسCCجد وقCCد أعCCد التصCCميم المعماري للمبنى بشكل يتمشى مع الخطوط العريضة المكونة لحدود المباني السابقة بالموقع وكذلك مع مراعاة ثبات االستعماالت التي كانت قائمة على جوانب الممرات ،

وكل في موقعه.العمارة الدينية النجدية:

يعتبر طراز العمارة النجدية من أنقى الطرز المعماريCCة في المملكCCة نظCCرا لبعCCده عن العديد من المؤثرات الحضارية الخارجية، فجاء موافقا للمناخ الحار الجCCاف للمنطقCCة ومواد البناء المتوفرة بها وهي الطين ومواد صحراوية أخCCرى، فكCCانت متمCCيزة أصCCيلة

دون غيرها بالمملكة. وتتميز المساجد النجدية باإلضCCافة إلى مسCCاقطها المسCCتطيلة أو المربعCCة بالعديCCد من العناصر فالمسجد يتكون من صحن مربع غالبا، تليه مظلCCة أو عريشCCه مسCCقوفة جهCة

40

Page 41: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

رواق القبCCة، بسCCقف أفقي من الطين المصCCبوب على عCCوارض خشCCبية من جCCذوع النخيل، يحيط المسجد سور تعلوه شرافات مسننة مثلثه، به فتحات صCCغيرة عميقCCة، مربعة الشكل أو مثلثة، في الطرف األعلى من الجدار الطيCCني، ولعCCل أهم مCCا يمCCيز المسجد النجدي هو تالحم جسم مئذنته مع السور المحيط فتأتي وكأنها امتCCداد لجسCCم المسجد نحو السماء، مما يعطي اتجاهCCا لكتلCCة المسCCجد تضCCفي على بسCCاطته ونقCCاء

مظهرة وقارا وقوة.العمارة الدينية في المنطقة الشرقية من المملكة:

تتميز المنطقة الشCCرقية من المملكCCة بمناخهCCا الممCCتزج بين حCCار جCCاف ورطب قCCرب الخليج كما تتميز بقربها من تجمعات الشCCيعة في جنCCوب العCراق وبالد فCCارس فجCCاءت عمارتها ممتزجCCة هي األخCCرى ومعCCبرة في بعض األحيCCان عن معتقCCدات أهلهCCا الدينيCCة واالجتماعية فعمارة المساجد في هذه المنطقة ذات مسقط مستطيل أو مربع بسCCيط كما في العمارة النجديCCة، لكن مCCع تقليCCل في الفتحCCات الموجCCودة وتصCCغير في حجم الفناء وزيادة للمساحات المظللة، أما مواد البناء وتكنولوجيا اإلنشCCاء فتكCCاد أن تكCCون نفس مCCواد منطقCCة نجCCد – فتCCأتي الحوائCCط الطينيCCة السCCميكة مسCCلوبة في أعالهCCا واألسقف أفقية ممتدة على جذوع النخيل غير أن المظهCCر الخCCارجي للمسCCجد يختلCCف في مجمله عن المسجد النجCCدي ، فنجCCده غنيCCا بCCاأللوان واإلصCCباغ الزاهيCCة، مزخرفCCا بنقوش هندسية ولونية متباينة، وتظهر العناية بزخرفة وتلCCوين أبCCواب المسCCاجد – أمCCا المآذن فجCCاءت مسCCتديرة في أغلب األحيCCان ذات تCCأثير فارسCCي ظهCCر في بعض منهCCا عقود فارسية مدببة وأروقة محيطة باألفنية – فجاءت العمCCارة متباينCCة بCCالرغم من مCCا تشترك فيه مع جاراتها. بعCCد أن كCCانت نCCادرة وشCCبه مكروهCCه في المسCCاجد ، وبCCدأت بعض العناصر في الظهور كالقباب المتعددة والمحاريب والمآذن. من حيث المسقط، احتفظ المسجد بمسقطه المستطيل أو المربع وبوجود صحن أو فناء، أما رواق القبلة فقد زاد عمقه وارتفاعه مع احتفCCاظ السCCقف بأفقيتCCة عCCدا القبCCاب. أمCCا المCCآذن فقCCد ظهرت متأثرة بمنارات مصر القديمCCة في بCCداياتها حCCتى العصCCر العثمCCاني والمملCCوكي الذي صبغ المساجد ليس فقCCط بمآذنCCه لكن بمCCا بقى من ممCCيزات عمارتCCه من قبCCاب وزخارف وطرق لإلنشاء وظهر تأثيرها في مدن المملكة بوضوح وغالبا ما كان المسجد يحتل مكانا منفردا في التجمعCCات السCCكانية، إال في ا لمنCCاطق المكتظCCة فكCCان يتخCCذ شCCكله كنCCواه للنسCCيج العمCCراني الموجCCود ، فتلتCCف حولCCه المسCCاكن يحCCدد اتجاهCCات

شوارعها ويكون لها مركز روحانيا وفكريا ورمزا لوحدة جماعتها. وال تقتصر العمارة الدينية في منطقة الحجاز على عمارة المساجد فقCCط، ولكن تمتCCد أيضا إلى المدارس واألسبلة والكتاتيب خاصة أثناء العصور المملوكيCCة والعثمانيCCة حيث أهتم الCوالة والسCالطين بنشCر تعCاليم المCذاهب المختلفCة في شCرق المملكCة ، بعCد امتداد المذهب الشيعي من جنوبي العراق وشمالي اليمن – وكان المسقط العام لهذه المدارس والكتاتيب واالسCCبلة يتبCCع في مجملCCه المسCCقط المتعCCارف عليCCه لمثCCل هCCذه

41

Page 42: cpas-egypt.comcpas-egypt.com/Articles/Baki/Study/23.docx · Web viewاستقدام أعداد كبيرة من الأيدي العاملة الغير عربية أدى إلى حدوث

المباني في مصر وغيرها من األمصCCار ، غCCير أنهCCا كCCانت تفتقCCر إلى قCCوتهم وجمCCالهم سواء في بنائها المادي أو تأثيرها الروحي على تالميذها بالمقارنة لمCCا كCCانت عليCCه في بالدها األصلية _ فنجد بعضا من األمثلCCة في مCCدن المنطقCCة الشCCرقية كجCCده والطCCائف

والمدينة غير أنها نادرا ما تكون في مناطق داخلية أخرى من المملكة.العمارة الدينية بالمرتفعات:

العمارة الدينية بالمرتفعات الجنوبية الغربية من المملكة في منطقتي عسير والطCCائف جاءت معCCبرة عن طبيعCCة المنطقCCة الجبليCCة المرتفعCCة ومناخهCCا الCCرطب باإلضCCافة إلى معتنقات أهلها من الشيعة المسلمين _ وتنحسر العمارة الدينية في هذه المناطق على المساجد والمساجد الجامعة أما المدارس واالسبلة وغيرها فال مكان لها في مثل هCCذه التجمعCCات البشCCرية الصCCغيرة وهCCذه الظCCروف المكانيCCة والمناخيCCة الCCوعرة. فيقCCوم المسجد بهذه الوظائف جميعها _ وتتأثر أنماط المساجد في هذه المنطقة تأثرا مباشرا بالعمارة البيئية فتبنى من مداميك صCCخرية منتظمCCة في مسCCاقط مسCCتطيلة أو مربعCCة في حوائط سميكة تقل عروضها كلما ارتفعت بينما األسقف تCCأتي مسCCتوية في غCCالب األحيان ويكاد الصحن أو الفناء أن يختفي، حيث تكثر األمطار قد تجد أحيانا قبة صغيرة مطلية بلون اخضر زاه فوق رواق القبلة وأن كانت غير دراجCCة في أسCCقف المسCCاجد، ولكن فقط فوق مشاهد الشيوخ والوالة المتفرقة في المنطقCCة – ولعCCل أهم مCCا يمCCيز مساجد هذه المنطقة مآذنها فهى تبنى من حجر أو طمي مربعة المسقط أو مستديرة ، تمتد مسلوبة إلى أعلى في ركن من أركان المسجد كبرج من أبCCراج القالع، وتCCأتي نهايCCات الحوائCCط مزخرفCCة بزخCCارف هندسCCية متنوعCCة وملونCCه – ولعCCل غCCني مسCCاجدالمنطقة باأللوان والزخارف هو ما يعطيها صفتها المميزة عن باقي مساجد المملكة.

42