وزارة التعليم العالي والبحث العلمـي   جامعة أبو بكر بلقا يد 

  * تلمســــــان *ملحقة مغنية   العربية وآدابها لغة قسم اّل

  شعبة أدب عربي 

  ج لنيل شهادة الليسانس رة تخّرمذّك  : تحت عنوان

    

  الوحدة العضوية عند العقاد 

          

 : ةإعداد الطالب                : األستاذ رافـــتحت إش     E  مخفيحنان                                    بلهبريأسماء   ­   

  

2014 /2013:  السنة الجامعية

    ثمرة جهدي هذا إلى التي أفنت عمرها في إسعادي وربتني دهرا أهـدي

  إلى امرأة حبها أكبر من أن تحوي قلوب البشر   ا بالدعاء هإلى التي تتذكرني في صالت

  أمي   ... إلى أعذب كلمة لفظها اللسان وأرق نعمة تسمعها اآلذان أمي   ء سر وجودي وكياني٬ إلى رمز الصبر والوفا إلى

  إلى من بذل نفسه النفيس لنجاحي النفيس   إلى تاج رأسي أبي العزيز 

  إلى من ترعرعت في وسطهم وقاسموني أحزاني وأفراحي عائلتي العزيزةأخي إسماعيل وزوجته يـمينة٬ وأختي آمال وزوجها محمد٬ إلى أخي ورفيقي 

  .عمر  منال٬ شيماء٬ أنس: إلى كتاكيت وبسمات وورود العائلة

  رحمة وخيرة : بلقاسم٬ وعبد النبي٬ وجداتي إلى جدايصباح٬ حياة٬ سفيان٬ : إلى عمي الوحيد نور الدين وزوجته٬ وأبناء عمي 

  إبراهيم   إلى كل عائلة مخفي

إلى كل من عشت معهن أجمل األوقات وأحالها صديقات الدرب٬  غانية٬ وفاء٬   .فاطمة٬ نسيمة

  يإلى كل من نساه قلمي ولم ينساه قلب  .إلى كل مسلم ارتضى اهللا ربا والقرآن دستورا 

    

                                                                          

  

  

فالحمد هللا كما ينبغي لجالل وجهه وعظيم سلطانه٬ حمدا كثيرا طيبا بوافي نعمه ويكافئ مزيده لما وفقني إليه من إتمام هذا العمل وبلوغ هذه الدرجة٬ فكل من فضله وجوده 

  .وكرمه

بلهبري "لشكر الجزيل إلى األستاذة الفاضلة ثم أتوجه باعلى دفعاتها وإرشاداتها وتوجيهاتها التي أنارت " أسماء

  .لي درب هذا البحث

التي " جوادي فاطمة"وكذا لشكر إلى أألستاذة المناقشة تجسم عناؤها في تصحيح هذه المذكرة فلها خالص الشكر 

  والتقدير 

حرفا بصدق وإخالص  وال ننسى أن نشكر كل من علمنا  .على أداء هذه الرسالة النبيلة

  

  

مقدمــــــــة

:مقدمـةق بعضها ببعض ومتاسكها وتعلّ صون على ضرورة ترابط أجزاء النغيد البالأكّلقد

معها القارئ حبيث ال حيس" ةالوحدة العضوي"قدي احلديث يف االصطالح الن ذي يسمىوالّ قطة احملور األساسيك وتكون رقاب املعاين آخذة بعضها ببعض، فكانت هذه النبطفرة أو تفكّ

دائم اإلحلاح على ضرورة إذ كان . اديت خاضها العقّقدية الّدارت حوله خمتلف املعارك الن يذالّ ايل له، وأنّطر التسطر يف القصيدة يلد الس كلّ ص حيث أنّالنخلق جتانس وتكامل بني أجزاء

ي هو ذي والّص الفنيف الن كل العضويق الشيت تليها وهذا ما حيقّكلمة تنجب الكلمة الّ كلّ .موضوع حبثنا

ü فكانت إذن"يت وقعت عندها يف حبثي ة الّاحملطّ" ادة عند العقّالوحدة العضوي .هذا

ü سائ ما سبب اختياري هلذا املوضوع ميدانا للبحث؟ ويف احلقيقة : يسأل لوربة، ة وأخرى موضوعيقلت أن ّ اختياري له كانت حتجبه أسباب ذاتيلست مغالية يف اجلواب، إذ

اتية فكانتالذّ افأم دفة مع أحد أساتذتنا، حيث كنا نناقش عدد من املوضوعات عن طريق الصيت من بني املوضوعات الّقاش عن اختياري هلذا املوضوع الن يت كانت حتوم يف ذهين وقد أسفرالّ

ا من قبل، أمأعددنتيجة ة فكانت ا املوضوعيملا اكتسبته هذه القضية يف العمل اة من أمهيي، لفنالوسائل يف ها ثانيا أحد أهمة اإلبداع الفين وألنرجة األوىل بعمليق بالدولكوا مسألة تتعلّعر وتغيري أحكامنا عليه وتعديل موقفنا إزاءهحتديد نظرتنا للش.

ü وقد حتما أن تعترض لت إزاء ذلك صعوبات مجباحث ناشئ لّكة من شأ.

ü وثانيها ية من عمق مسارب املوضوع، ناية آبدوأوىل هذه العقبات كانت يف اليل البحث يف هذا اللّه مل يسبق تعود إىل أنا، وثالث ون من املوضوعات، ومل يكن يل ات صال

مقدمــــــــة

عوبات والّهذه الصمن أخطر العراقيل الّ يت تعدباحث أال وهي يت تقف عقبة يف وجه أي"ذي الّ" لفالتبعض املؤلّ مسفات وغياب بعض الصة، هذا فضال عن ظروف فحات املهم

.أخرى ال أرى املقام يف حاجة إليها

ü هيومراجع تغذّحبث إىل مصادر وطبيعي أن يستفيد أي مبا ده عند احلاجة وتزويبعث خلقته، إن مل تكن يف أحسن تقومي فهي إىل هذا أقرب ولذا فإن صفحات هذا البحث

يت ة الّاليت عدت إليها مرات وخاصما كانت لتصل إىل ما هي عليه اآلن لوال املصادر واملراجع ة عند استهدفت الوحدة العضوي"بالذّ "اداس حممود العقّعباداس حممود العقّات من بينها عب

"يوانالد"د مصايف ، وحمم"مجاعة الدوغريهم" قديوان يف الن.

ü وقد رصدت املصادر واملراجع بالتراسة، ويطيب يل أن فصيل يف آخر هذه الدة من ورائها تقدمي صورة واضحة متوخيأملّ مبادة هذا البحث ونتائجه إملامة شريعة دقيقة

ثت فتحد :لا الفصل األوني، فأمفصلني أساسي يت تدور يفراسة الّزة عن حمتوى هذه الدومركّليل مطران من األوائل خاد حمدثا، وة عند القدامى واحملدثني باعتبار العقّفيه عن الوحدة العضوي

حني أن يف. ةالعربيرها يف القصيدة على ضرورة توفّ صرة وأث عن الوحدة العضويحتد ذينالّل يف راسة تتمثّة، وكانت هذه الداسته للوحدة العضوياد ودرصته للعقّخص :ينالفصل الثاّ

درست هذه الوحدة يف شعره وقبل هذا قدية حوهلا مثّ نتعريفها وذكر خصائصها وآرائه الرت حبثي مبقدصدعريجمة وبعدها مدخل حاولت فيه الت.

ü قد احلديث وتأثّللنره بالغرب وتوصة هاية إىل خامتة كانت مبثابة زبدلت يف الن .لت إليهايت توصالّتائج ببعض النوحوصلة وإملام

ü على هذا اعتمدت يف كلّقد و املنهج الوصفي ة هذا يلذي رافقين طحليلي الّالتما كلّ وأفضل هو أنّ ي بلغت يف هذا البحث واالستقصاء واالستنتاج البحث ولست أزعم أن

مقدمــــــــة

قدية وبلوغ ة النل توضيح هذه القضيقا ولبنة صغرية من أجيف األمر أن يكون حبثي هذا موفّ .أن تكون حسنايت أعظم من هفوايت وتوفيقي أكرب من قصورير املنشود وأملي تالو

ü فإن أخطأت فمن نفسي ومن اهلوى والشيطان وإن أصبت فمن اهللا وحده عز .قين لصاحل األعمالاه أسأل أن يوفّال شريك له وله الفضل على ما وهب وأعان وإي وجلّ

  

  مدخل

1

ـل :مدـخاهرة يف الظّرت هذه املعاصر، فقد تأثّ العريب من أبرز مظاهر األدب قد األديبالن يعترب

العصر احلديث مبباحث النقد الغريب وذلك التة، فتعود أسباب هذا صال العرب باآلداب الغربيرات أثر إىل مؤثّالتكالنقد املقارن واملدارس النايوان ورجاهلقدية كمدرسة الد .فالتمل راث العريب

الواقع احلديث بارز ألنّ قد العريبعلى الن قد الغريبإنّ أثر الن. عن األصالة والقدمي متاماينفصل اجلديد العريب1قديطلب ضرورة جديدة يف جمال األدب والن.

راكم الّنتيجة للتهضة ذي أحدثته الناألوروبية عوة على مجيع املستويات، كانت الدواضحة لتبنلرصد الواقع احلايل ورة يتساءلون راكمات، هذا ما جعل دعاة هذه الثّي هذه الت

واستشراف مستقبل النوالثّقليدية ظرة إىل القيم التاسخة يف بنيتها واإلميان وابت املتوازنة الرد الّتها وفق املنظور اجلديبفاعليذي له اتاحلاجة يف ة، ومن هنا كانتجاهاته ورؤاه اخلاص

د الثّاالحتكاك باآلخر نتيجة لتعدحوالت الكربى الّقافات والتيت يشهدها عصرنا، مما يقر بالضقافية الّة هلاته األمناط الثّرورة املعرفية والذّيت حتتاج املراجعة الفكريظر يف اتية، وإعادة الن

القواعد املنهجية واملقاربات النقدية الوافدة بدال من الت2ظرية املطلقةمسك بأفكار الن. فتزخر الدراسات النيت قدية واملفاهيم الّقدية املعاصرة بالعديد من املصطلحات الن

يت تستلزم من مستخدمة وضوح املصطلح مع نة، والّعامل معها وفق رؤية معيالتتستدعي املرجعيوالّيت تستند إليها، قدية الّة النيت حتتاج من الدأمل يف أسرارها ارس الوقوف عندها والت

الوحدة "قد احلديث واملعاصر، ويعد مصطلح وياا والبحث يف نشأا يف النلكشف مستةالعضوي "من املصطلحات احليوية، والوحدة الشعوري3اخل......ةة، والوحدة الفكري.

وقد تتغير املناهج والر داللة املصطلح بتغيشروط االجتماعية، الثقافية، ة، والتداولية والقيمة املعرفيوالعملية املتاحة لتداوله يف املمارسة النقدي4ةة العربي.

".دراسة وحتليل"حسن جميدي، مقالة النقد األديب العريب املعاصر، وتأثره باملناهج الغربية - 1 .32إىل 28اء، مؤسسة محادة، دار الكندي أربد، من بسام قطوس، إستراتيجيات القراءة، التأصيل واإلجر- 2 .34، ص نفسهاملصدر - 3 .53املصدر نفسه، ص- 4

    

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

3

v ـىالقدام عنـد ـةدة العضويـالوح: املبحث األول.

:ربـالغ- أ

v أرسطو:

ة من بني القضايا الكربى اليت تضاربت حوهلا أقالم الكثري من ة الوحدة العضويقضي دعتمن العصر القدمي إىل العصر احلديث، إذا فهي ليست قادالنا اجلديد فيها ة جديدة، وإمنّبقضيها أصبحت اليومهو أن من بني األسس اهلام تعدة التي يقوم عليها الناحلديث بعدما قد األديب

قدميا عبارة عن خواطر وأفكار كان العمل األديبال تصل بينها أيةة رابطة فني.

يف عصرنا احلاضر، فمن املعروف ة مل تعرف إالّالوحدة العضوي لكن هذا ال يعين أنّن أنّني باآلداب والفنولدى املهتم أوأرسطو"ث عن هذه الوحدة الفيلسوف اليوناين ل من حتد " اشريم" وحدة املأساة"، وخص ا "ات واملالحماملسرحي"د ا وحدة اوأر،"عرالش فن"يف كتابه

ة تدور املأساة حكاية درامي": جنده يقولويف ذلك املأساة على فعل تامإىل وجوب اشتمال ذة اللّ نتجأ ا ككائن حيه إذا كان واحدا تامله بداية وسط واية ألنه فعل واحد تام كلّحول 1"ة بهاخلاص.

ث عن الوحدة من خالل ما جاء به من املالحم فأرسطو قد حتدواملسرحيات وقد خص حبيث إذا نقل أو بتر جزء انفرط عقد : "املوضوع ووحدة البناء كما جاء على لسانها وحدة .2"ما ميكن أن يضاف دون نتيجة ملموسة ال يكون جزءا من الكلّ نّألوتزعزع الكلّ

ط، .حممد زكي العشماوي، قضايا النقد األديب بني القدمي واحلديث، دار النهضة العربية والنشر، بريوت، لبنان، د- 1 .115، ص1940سنة

.68، ص 1982، سنة 1حممد غنيمي هالل، النقد األديب احلديث، دار العودة، بريوت، ط- 2

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

4

غم من أنّوعلى الر ات واملالحم أرسطو قد حصر حديثه عن الوحدة يف املسرحيينس اإلشارة فهو مل صل بطبيعة املأساة وشروطهاوطالب بوحدة الفعل، وذكر يف إجياز ما يت

إىل الوحدة العضويىل ارتباط نبيه إة، ومل يهمل التاألجزاء ومتاسكها بشكل عضوي فهو حي ،ة، ويف ضوء ما ين قالوا بوحدة القصيدة العضويقاد العرب الذّر يف النبذلك استطاع أن يؤثّمي غنيكما يقول . ةأرسطو حول الوحدة بنوا رؤيتهم يف القصيدة العربيفهمومه من كالم

بنظرة أرسطو إىل وحدة إدراكها وتطبيقهاإىل مدى بعيد يفرة ووحدة القصيدة متأثّ: "هالل1"ةامللحمة واملسرحي.

:ربـالع-ب

":ـه322ت : "ابن طباطبا .1

شتباواحدة يف اككلمة : "هااعر بأن تكون القصيدة كلّيطالب ابن طباطبا الشهلا ه أودت ، وإن تعد 2"ة معان، وصواب تأليف، ودقّلفاظأبآخرها نسجا وحسنا وفصاحة، وجزالة

دقيق يف ومن هذا الت .هي الغاية الكربىل وحدة بناء، فهذه ها متثّصيدة يف موضوعاا فإنالقج وإقامة العالقات بني أجزاء القصيدةالتدر : "اعر تارة فالشساج احلاذق وتارة كالنقاش كالنالذّقيق الرحسنه ى يتضاعف ي يضع اإلصباغ يف أحسن تقاسيم نقشه ويشبع كل صبغ منها حتائق وال يشني عقوده برص اجلواهر س الريف العيان وتارة هو كناظم اجلوهر يؤلف بني النيف

.3"املتفاوتة نظما وتنسيقا

املفرغة وهو يدخل يف غرض مثّ سبيكةعنده كال يف العمل الفينفالوحدة عند ابن طباطبا ف يف نسجها بانيها تكلّيف متناقضا يف معانيها وال يوجد خيرج منه ليعود إىل غرض ثان ال جند

.68املرجع السابق، ص - 1 .126، ص 2001، 1إحسان عباس، تاريخ النقد األيب عند العرب، دار الشروق للنشر والتوزيع، ط- 2 .138املصدر نفسه، ص- 3

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

5

فيكون "اعر هذا ما يريده من الشمن املعاين نعه إىل غريه يصاعر من كل معىن خروج الشال تتناقض يف معانيها وال وهي .....ها مفرغة إفراغاى خترج القصيدة كأنحت....خروجا لطيفا

قا ا دها متعلّكلمة ما بعدها، ويكون ما بع سجها، تقتضي كلّف يف نيف مبانيها وال تكلّ .1"راويةامع إىل قوافيه قبل أن ينتهي إليها عر على هذا املثيل سبق السفإذا كان الش. مفتقرا إليها

اد فيما بعد بتالحم اها النقّاعر لقصيدته بعض شروط اإلجادة اليت مسالشر وذا يوفّا أن تكون أجزاء القصيدة والت متسلسلة األبياتالقصيدة ي يريدون القارئ بانقطاع ال حيس

.بني أبياا حني ينتقل من معىن إىل آخر

":ـه388ت "احلامتي .2

صال بعض أعضائه ببعض، فمىت مثل القصيدة كمثل اإلنسان يف ات: "إذ جنده يقول ين حماسنه وتعفّذاعاهة تتخوكيب غادر اجلسم ة الترخر، وبيانه يف صحآعن انفصل واحد

.2"معامله

ر بني أجزاء القصيدة خبلق اإلنسان يف تناسق ي جيب أن يتوفّناسق الذّالت فهو يشبهويدعم وجهة نظره د رأيه عراء احملدثني ما يؤيه يرى يف قصائد الشكما أنال قوامه، مجأعضائه ووتأيت القصيدة يف تناسب صدورها : "يقول هحم أجزاء القصيدة وتكامل بنائها، إذ جنديف تال

واخلطبة املوجزة، ال ينفصل منها جزء عن سالة البليغة تظام نسبيها مبدحيها كالروأعجازها وانجزء وهذا مذهب اختص 3"د خواطرهمبه احملدثون لتوح.

عراء حسب عر يتفاوت فيها الشة يف الشاحلرص على حتقيق الوحدة الفني وبذلك فإنّ .مراتبهم من اإلجادة والقدرة على اإلبداع

.127املصدر السابق، ص - 1 .195خ النقد األديب عند العرب، ص إحسان عباس، تاري- 2 .27س، ص .، د2بدوي طبانة، قضايا النقد األديب، مكتبة األجنلو مصرية، القاهرة، ط- 3

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

6

":ـه637 ت"ابن األثري .3

مل يتحدهذا املصطلح مل ة للقصيدة بشكل صريح، ألنّث ابن األثري عن الوحدة العضويوه عيبا، ي عدالذّ" ضمنيالت"ـبا أمسوه ر حينذاك عمقاد القدامى، فعندما تأثّمعروفا عند النيكن

عيبه ن سبب ه إذا كاوهو عندي غري معيب، ألن: "ابن األثري يف موقفهم هذا فقالفقد خالفهم وذكر له أمثلة وقال أن ،1"ول على الثّاين فليس ذلك بسبب يوجب عيبان يعلّق البيت االأ

"جمزوء الرمل من: "كثريا كقول بعضهم العرب استعملته

اس كنـهــّا يف النــس هلـي ليومن البلوى الت

ــا يد نإ ر منـهــي أكثــعمن يعرف شيـئ

ف وهو أن يأخذ مؤلّ: "خلص فيقولألثري رأي صريح ومجيل يف باب حسن التوالبن ايا هو فيه إذا الكالم يف معىن من املعاين فنإليه فيكون ال سببأخذ يف معىن آخر غريه وجعل األو

ا آخر، بل يكون مجيع كالمه بعض من غري أن يقطع كالمه ويستأنف كالمبعضه آخذا برقاب وأشار إىل أن حسن . 2"فهة تصراعر وقوعلى صدق الش ا يدلّوذلك مما أفرغ إفراغا كأمنّ .ئزااعر مقارنة بالفعلى الش ص أكثر ما يشقالتخلّ

عراء يف إيراد األلفاظ واختيار املعاين ويذكر مثاال على ذلك الشويف هذا الباب يتفاوت .عر ال جيهل وشعرهمكانه من الش كالبحتري، فإنّ

:3امص قول أيب متّومن حسن التخلّ

.215احلامتي، حلية احملاضرة فين صناعة الشعر، ص - 1 .وما بعده 215املصدر السابق، ص - 2 .138إحسان عباس، تاريخ النقد األديب عند العرب، ص- 3

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

7

مطلع أ .دة القورى وخطا املهريا السمن أخذت قد ويقول يف قومس صحيب وـدع اجلـولكن مطل !الّـك :فقلت ؤم بناـن تأ يــالشمس تبغمطلع أ

.ـنيد احملدثـة عنـدة العضويـالوح: املبحث الثاين

:ربــالغ- أ

v ورجــكول:

ني وعلى اد الغربية صفحات كثرية من كتابات النقّعضويموضوع الوحدة ال احتلّلقد ة يف ة ملا هلا من أمهيخاصوأوالها عناية " ةسرية أدبي"الذي أثارها يف كتابه " كولورج"رأسهم

حتديد قيمة القصيدة وأصالتها، فالوحدة العضويق بني نوعني من ة يف نظره تفرا مجيعها بلون اخل القصيدة فيلودة يف داملتعد وربني الصد حأحدمها مترابط يو....اخليالها واحد حبيث تصبح القصيدة كلّ عاطفياين خيال ة ذات مغزى، والثّتصويرا للحظة شعوريل صور تنفصل الواحدة منها عن األخرى، وتستقّية املتناثرة ور احلسك يعتمد على الصمفكّ

.حدة الغرضبنفسها ال جيمع بينهما إال وحدة املقطوعة أو و

عن ذلك بقوله" كولورج"ر ولقد عب" :اخليال هو القوي بواسطتها يستطيع صور ة التمعيق الوحدة فيحقّ" يف القصيدة"ة صور أو أحاسيس نه أو إحساس واحد أن يهيمن على عد

1هرفيما بينهما بطريقة أشبه بالص. هنا " كولورج"ها نيي يعفالوحدة التوالتته ضح من كلماي تتهي وحدة الشعور أو اإلحساس؟ وملاذا عور أو العاطفة أو اإلحساس، ولكن ما معىن وحدة الش

ورة؟ وملاذا مل يقل وحدة اإلحساس أو الصأحرص كولورج عند تعريفه للوحدة بأن جيعلها بساطة هي ما يعجبنا بؤال وحدة املوضوع أو الفكرة أو املوسيقى مثال، واإلجابة على هذا الس

ة عوريجربة الشالت ة من العاطفة، وألنّة، ولن ختلو صورة خياليي هو صورته اخلياليالفنالعمل يف

.57، ص 1995ط، سنة .الدين السد، الشعرية العربية، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، دنور - 1

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

8

هي التوحدته ي متنح الفن .وهلذا فما نسميه الوحدة العضوية ليست إالّة أو الفني عور وحدة الشقاها بلون واحد ن صورها وموسيي، فيلوي ينتشر يف سائر أجزاء العمل الفنأو اإلحساس الذّ

اعر حلظة انطالقه ينبع من موقف نفسي يعانيه الشبالعمل الفني، ومن هنا يلتقي الفن عور، بالشوتلتقي الوحدة الفنية فكالمها واحدة بالوحدة الشعوري.

ففي هذا الني، ص يربط كولورج بني ملكة اخليال، وبني حتقيق وحدة العمل الفنة عند قدية النظرية عصب النعوريجربة الشل وحدة التة، وتشكّببيفالعالقة بينهما عالقة س

.1"كولورج"

:ربــالع -ب

لقد كان البحث يف وحدة العمل األديب من مجلة املوضوعات التقد املعاصر، ي أثارها النالقول أنّقاد واألدباء املعاصرين إىل حيث ذهب بعض الن القصيدة ينبغي أن تكون بنية حية ة تام

اخللق والتكوين فليست القصيدة ضربا من املهارة يف صياغة أبيات من الشما هي بناء عر وإن ى أبياتا، وكلّتسمكامل ينقسم إىل وحدات عمل تامّ نها بكل ما حتمله كلمة بناء من معىن إ

بيت خاضع ملا قبله ال حتجزه عنه خنادق وال ممركوينه سيج يدخل يف تات فهو خيط يف الن .ويساعد على تشكيله

اعر وتستلزم هذه فالقصيدة هي جمموعة من عناصر مترابطة متداخلة تصوغها بصرية الشي يريد أن حيدثه يف الذّ اعر تفكريا طويال يف منهج قصيدته ويف األثر األديبر الشالوحدة أن يفكّ

هذا ي تندرج يفسامعيه، ويف األجزاء الت أن تكون ا األثر والبدلة بني أجزاء القصيدة حمكمة لص .شاعرصادرة عن ناحية وحدة الفكر واملوضوع ووحدة امل

.58املصدر السابق، ص - 1

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

9

وإذا كان أدبنا العريب ة مل يلتفت التفاتا كافيا إىل قضية وظلّ يؤمن الوحدة العضويأدبنا احلديث وعلى العكس أوالها عناية ، فإنّبالبيت املفرد بدال من القصيدة باعتبارها كالّ

ة خاصقدية اجلريئة ظهرت يف نظراته النويف آثاره الشةعرية والقصصي.

قاد الّومن بني أوائل األدباء النيف ذين ال حظوا يف عصرنا احلايل هذا النمو العضويد مصطفى البدوي، طه كييب، حممخليل مطران، عبد اهللا الراد، جنيب حد" :ةالعربيالقصيدة

اخل....."أبولو يوان، مجاعةحسني، مجاعة الد.

:رانـــخليل مط )1

كان خليل مطران أول الدعاة اجلادة يف القصيدة ين إىل إقامة الوحدة العضوية العربياحلديثة، وقد طبعوة يف العديد ق هذه الدة ذات من قصائده، وخباصة القصصيد، املوضوع املوح

: فقال. م1908ي نشره عام وانه الذّل من ديمة اجلزء األور هذه الوجهة اجلديدة يف مقدوفص"ه عصري وله على سابق هذا شعر عصري، وفخره إنالشة زمانه على سالف عر مزيهر، هذا الد

ضرورات الوزن والقافية على غري قصده يقال فيه املعىن بعبده، وال حتمله ناضمه شعر ليس ملفرد، ولو أذكره جاره وشامت البيت افظ الفصيح، وال ينظر قائله إىل مجال حيح يف اللّالص

وموضعه اته يف ذوقاطع املقطع، وخالف اخلتام، بل ينظر إىل مجال البيت أخاه، ودابر املطلع .1فقهااوإىل مجلة القصيدة يف تركيبها يف تناسق معانيها وتو

إىل " مطران"قة يف املعىن واملبىن، وقد أشار القصيدة متكاملة األطراف منس فهو يرى أنّقضية، تتمثّة هامل يف القيود التعراء من توفري الوحدة ي كانت وال تزال متنع كثريا من الشفالوزن، القافية والتكلّ: وحصرها يف ثالث عناصرة لقصائدهم، العضوي.

.9، ص 1975، 1خليل مطران، الديوان، دار مارون عبود، بريوت، ج- 1

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

10

خليل مطران"ضح من كالم كما يت "أنه صدى لفكرة الوحدة العضوية النيف ة امية، القصيدة العربي"م فيها موضوعات شعرنا خيضع ملقاييس جديدة ال تتحكّ فشعره عصري

القدمي، وال معانيه وال صوره وال أخيلته وصياغاته الت1"دتي جتم.

ل من ديوانه جنده قد فطن إىل ما تعاجله القصيدة من موضوعات فعندما نقرأ اجلزء األو .عر العريبيف الشأكثر عمقا

روهذا ما دفع ببعض األدباء أن يقر هأن" :اريخ أن نقول أنّمن اإلنصاف لألدب والت من عر العريبل جمرى الشه حوة وأنجديدة يف تاريخ اآلداب العربيس حركة خليل مطران ترأّ

.2"حد األجزاءة، فكان شعره متإىل املوضوعية اتيالذّ

2( وانـــيمجاعة الد:

اد، شكري، املازين، حريا ال هوادة فيها على شعر العقّ"يوان مجاعة الدلقد أعلنت التالفيه شيئا نعة، حني رأوا قليد والصيهتز هو بالقدمي األصيل، ال ، له قلب وال ينبض له حس

ا هذه أبرز نقطة ي يصدر عن روح العصر وقيمه، ولعلّر الذّوال هو باجلديد املتطوأثارة للقصيدة من يدعو إىل الوحدة العضوي القصيدة ألنّيف" ةة الوحدة العضويقضي"اجلماعة هي

البد قليدي أن يدعو إىل نبذ البناء التللقصيدة القدمية، وإىل ضرورة التجربة الشعوريي ة التيستجيب فيها الشبنية ":واحد، فالقصيدة عندهم عر ملوقف عاطفية ذات أجزاء متالمحة حي

قويد ونسق ة حيكمها نظام موحمترابط حبيث لو تقدت تلّخأو حذف الر م معىن أو تأخ

.157، ص1919، 2شوقي ضيف، يف النقد األديب، دار املعارف، القاهرة، ط- 1 .33، ص 1984، 2نقد األديب احلديث يف املغرب العريب، اجلزائر، طف، اليحممد مصا- 2

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

11

ا التالقصيدة من أساسها، وأصاخص يف كماله ومتام أعضائه شويه واالختالف، فهي مثل الش1"ساقهوات.

يف حديثه عن " املازين"و " ادالعقّ"كان أسبق من " محن شكريعبد الر"ابت أن ومن الثّا : "اد نفسه، حيث أمجل احلديث عنهاالعقّ هب ما اعترفة، وهذا الوحدة العضويبأسبا

ودقائقها إمجاال ال يغين عن التفصيل وإن جاز التوسوسع ع فيه من قبيل التواهد يف الش .2واألمثال

مة اجلزء اخلامس من ديوانه، ة يف مقدكثريا على الوحدة العضويا أحلّ يوالواقع أن شكرينبذون م، مثّقهواذذا قرؤوا قصيدة يلتقطون ما يناسب أإن اجلمهور اء مالقر أنّ: "فقد أشار إىل

.3اعر ينظم يف قصيدته هذه املعاينذي جعل الشبب الّعن السما بقي من غري أن يبحثوا

ه ريقة يف القراءة وينصح بتناول القصيدة يف مجلتها دون فصل، ألنوهو يرفض هذه الطّاعر سبب إلجناز قصيدتهإذا كان للشفالبد ، أن يسخا للكشف عن هذا السبب، ر مجيع أبيافينبغي أن : "درج حتت موضوع واحد، وإىل هذا املعىن قصد بقولهنأبيات القصيدة ت أي أنّ

نا إذا ة، فإنننظر إىل القصيدة من حيث هي شيء فرد كامل، ال من حيث هي أبيات مستقلّالقارئ لغرابته، وهو من أجل ذلك الزم يستفزا البيت قد ال يكون مم فعلنا ذلك، وجدنا أنّ .4"لتمام معىن القصيدة

ط، .علي مصطفى صبح، من األدب احلديث يف ضوء املذاهب األدبية والنقدية، ديوان املطبوعات اجلامعية، د- 1

.49، ص 1984 .287حممد مصايف، النقد األديب احلديث، املغرب العريب، ص - 2 .152، ص 1980ط، .وقيم احلياة املعاصرة، دار النهضة، د حممد زكي العشماوي، األدب- 3ط، سنة .حممد مصايف، مجاعة الديوان يف النقد، دراسة جامعية يف مفهوم النقد، مطبعة البعث، قسنطينة، د- 4

.287، ص 1974

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

12

ن من هذا املوقف لشكري أنّيتبي ة تتألّللقصيدة معاين جزئيف منها ومعىن كليا ا عامويف إسهامها يف العام الكلية يف صلتها باملعىن قيمة املعاين اجلزئيدف إليه يف جمموعها، وأنّ

ة على استعاب هذه املعاين اجلزئيأو املغزى يف قدرته وقيمة املعىن الكلي توضيحه وتشخيصه،ا، وأنّاستيعابا طبيعي ة تتشكّالوحدة العضويل من اتصال اجلوانب النعيت تة الّفسيد قة يف متفر

وهذه العواطف ة وظيفتها توضيح هذا املغزى العام، ا هي جوانب جزئيأبيات القصيدة، إمنّالنفسية وعندما ربط شكري الوحدة العضويذا املغزى، إن ةهذه ن أنّما كان يريد أن يبي

ما نظم بيتا وضم إىل ما قبله، ازدادت هذه الوحدة الوحدة ال ترد قبل اية القصيدة، فكلّ .وضوحا

ليست يف ة املعىن مزي ريق نفسه، فرأى أنّالطّ" إبراهيم عبد القادر املازين"وقد سلك يت أراد الشاعر أن يثبتها يف البيت املفرد أو يف القصيدة لة أو احلقيقة الّها يف الصفه، ولكنشريت لة أو احلقيقة الّيف الصليست يف شرفه ولكن زيتهاملعىن م أنّ: "ها، كما جاء على لسانهكلّ

ما العادة، فإنّأراد الشاعر أن حيوهلا عليك يف البيت مفردا، أو يف القصيدة مجلة ال بيتا كما يف .1"اتبيينوشرحا و.....يف األبيات من املعاين

كما فعل شكري، أما " صلة أو حقيقة"العام املعىن الكليقد أعطى وذا يكون املازين يوان يقصدون شيئا ، واحلاصل أن أفراد مجاعة الد"خاطر أو خواطر متجانسة"اد فدعاه العقّ

ذه الكلمات ويقر بأنّون واحدا اعر عندما ينظم قصيدة الشد حيدانا، أو خاطرغرضا معي ر ويسخهذه القصيدة للكشف عن هذا الغرض، ولشرحه ف منها ي تتألّمجيع األبيات الت

.العام ة املفردة للوصول إىل الغرض النهائيكثريا باملعاين اجلزئييهتمّ وتبيينه، فعلى القارئ أالّ

.287، صالسابقاملرجع - 1

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

13

هاملازين ديء اجلديد عنوالشه يرى و أنأحيانا أن يدرج معىن اعر قد يستطيع أن الشدرجه يف قصيدة طويلة كذلك، يه قد حيتاج أن كما أن. الغرض العام يف بيت واحد أو بيتنيأو القصر يف القصيدةول اعر الطّوليس للقارئ أن يشترط على الش.

فاع عن زمية يف الدالثة عاد كان أقوى الثّيف هذه العجالة إن العقّوحسبنا أن نقول مي املدرسة والتصدملن يقف دو� ويدافع عن مذهبهم الشالعزلة عري، فشكري حيب

ويتجنيدافع عن مذهبهم هاد وحدحافة، وبذلك بقي العقّب األضواء، وانصرف املازين إىل الص .اينة معه يف الفصل الثّسوف تكون يل وقفة متأنيمجيعا، وهلذا

عراء جيل جديد من الشيوان فاحتة هذا القرن جبانب مجاعة الد وقد نشأ عندنا يفدأمحد زكي أبو شادي"وعلى رأسهم " مدرسة أبولو"دين ا "عراء ورافقته طائفة من الش

أمحد حمرم، إبراهيم ناجي، علي حممود طه، وكامل كيالين"قاد من بينهم واألدباء والن."

ى خليل مطران رئاستها، وبعد وفاته تولّسا هلا، رئي" أمحد شوقي"عراء وقد اختار الشوهذه .ة يف القصيدةالوحدة العضوير ي نادت ا هذه املدرسة، وجوب توفّالتومن بني املبادئ

األخرية ال تعين عندهم وحدة املوضوع يف القصيدة، بل البد ة، فالقصيدة يف من وحدة عضويا ا داخليو العناصر منووتنمببعض، متتزج بعضها ة تتفاعل عناصرهاة حيبنية عضوي": نظرهمعلى أكمل وجه، ويف أمجل نسق وذلك مثل األعضاء يف يتكامل املوضوع، ويتمفا ديج

جسد اإلنسان القوي 1"امي احلسن املنظرالن.

:2ي يقول فيهاالت" األطالل إلبراهيم ناجي"يف قصيدة وتظهر هذه الوحدة

ديّ ــيت أطلق يأعطين حري شيء ما استبقيت كي أعطيتإن

1 -علي مصطفى صبح، من األدب احلديث يف ضوء املذاهب األدبي54، ص ةة والنقدي. .املرجع نفسه، الصفحة نفسها- 2

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

14

يـــمل أبقه وما أبقى عل ي ـمعصم نآه من قيدك أدم

ديــنيا لوالم األمر والد ا ـبعهود مل تصنعهما احتفاظي

يــل كها قبلك مل تبذّإن ت دموعي فاعد عنها ما أنا جفّ

:ة عند احملدثنيوذج عن الوحدة العضويمن

دوا على ة املعاصرين، حيث أكّاد العربيبناء القصيدة اهتماما كبريا من نقّ لقد نالضرورة ترابط أجزاء النص ومتاسكها، وطبيعي جدا بعد هذا التذي أحرزته ر الكبري الّطو

ق ة أن حنقّالقصيدة العربيعر ولغتهاجلديد يف موضوع الش ي وموسيقاه، فبدأنا نلتقي بالقصيدة التغة د فيها الفكرة بالعاطفة، باللّحتد�واحد مهيمن ي ينبع من داخلها إحساس باملوسيقى، والت

.كامل والوحدةى ينتهي إىل التطور حتمو والتالنبأخذف

ب قد احلديثة ولنضرالوحدة بني مقاييس النللعناية مبقياس ريةولقد وجدت أمثلة كث :1مليخائيل نعيمة حيث يقول" أفاق القلب"مثاال هنا بقصيدة

دموع العني قد مجدت وريح الفكر قد مهت

ار يف هلبمل يا قلـ ب فيك الن لبفلم يا ق

دت ـها مخوكنت أظن

.401حممد عنيمي هالل، النقد األديب احلديث، ص - 1

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

15

من نصبا وريق احلب ـا ربيع العمر من دهب

ـربال مسع وال بص أفقت، وكنت يا قليب

ـبكصخر يف احلشار سب

ــاة هجمفكم من مر زم عليك احلبـافا

ـالوكم، كم قد جثا قلب أمامك حامال أم

ـادا أملفرحا مزو !!

وكم روح إليك شكت ـىوكم عنب لديك بك

ـيعة الباكت دموجفّ اكي فسالت مهجمة الش

ـتومسا فيك ما ترك

سديجإىل أن دار يف خلدي بالك لست من

خـــيراين اهللا مل ينف ــا ـّك طنية ملوإن

ديـا من روحه األب

نّ أأخري بني أبياا، حيث قدمي والته ميكن التضح لنا من خالل هذه القصيدة أنتيوال ة فيها، بالوحدة العضوي هذا ال خيلّ أنّ فيما بينها، إالّبادل ابعة تقبل التالثة والرملقطوعتني الثّا" حممد غنيمي هالل"ده د املوضوعات يف هذه القصيدة، وهذا ما أكّرورة على تعدبالض يدلّ

رارها بوحدة دون إضابعة ميكن أن يتبادال موضعيهما الثة والرفاملقطوعة الثّ: "حيث قال

  الوحدة العضوية عند القدامى والمحدثين                     :    الفصل األول

16

صوير من األدىن إىل الت يا يفهما لو تبادال الوضع لكان ترقّبل يبدو لنا أنالقصيدة، .1"األعلى

اد ـبيه العقّوهذا ما يسم"املعىن، خيتلّويها دون أن ا، وذلك لتس"ةاألبيات اإلخبارياقد حيث جيوز للنأن يقدم فيها ويؤخلى بنائها ومتاسكها ها مع ذلك حتافظ عر كما يشاء، ولكن

حتالعام ى الوصول إىل الغرض النهائي.

ومن هنا يصبح للقصيدة كيان عضوي واحد يتكوة، كل ن من جمموعة من اخلاليا احلية حتمل يف داخلها من العناصر ما حتمله خلياخلليا ة األخرى، فتنمو القصيدة من داخلها منوجا متدرأوى تصل نقطة جتمع أخريه، حت باألثر الكلي املوحد"ى ما يسم".

ص احملدثني ختلّ أنّعلى واضحة نا داللة عري يدلّموذج الشالنمن أمر، فهذا هما يكن مومة واملوضوع ربطه بني املقدوجوه أبرزها ةتلف عن من عدخي هص القدماء، إذا أنليس كتخلّطفللقصيدة وهلذا وصف باحلسن واللّ الرئيسي.

ى ها تتعدص وحسب، ولكنبنهج احملدثني يف التخلّ ة ال ختتصامليزة الفنيويبدو أن هذه .للقصيدة ككلّ إىل البناء الفينذلك

ي تناولت موضوع قدية املعاصرة التراسات النالد وما ميكن مالحظته يف األخري، وهو أنّالوحدة العضوية، وهو اهتمامها بالقصيدة اجلاهلياة وحماولة إجياد وحدا أو نكرا.

ا يرجع منّإقاد املعاصرين فحسب، وهذه الوحدة ليست من إجناز الن كر أنّفاجلدير بالذّ .ذلك إىل زمان موغل يف القدمي

.406املرجع السابق، ص - 1

  

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

18

.ادـّن العقـة عـّذة تارخييـنب: املبحث األول

"هو أحد أشهر األدباء العرب الّ "اداس حممود العقّعبة يف األدب ذين تركوا بصمة تارخيياملعاصر العريب .اس حممود العقّوحاز عبقليد، حيث أطلقت اد على الكثري من التغة ة اللّكليالعربية باألزهر امسه على واحدة من أهم ا الدراسية، وكذلك فهناك شارع شهري حيمل قاعا .امسه

م، 1903ة سنة راسة االبتدائيالد ، وأمت1889ّيف يونيو " أسوان"يف حمافظة ادولد العقّجه إىل العمل ات عليم االبتدائيه بعد إمتامه التعليم، حيث أناد على الكثري من التومل حيصل العقّ

، لكن يف الوقت "قنا"مبحافظة ، والتحق أيضا للعمل يف عمل كتايب"طدميا"يف مصنع احلرير يف نفسه كان مولعا بالقراءة يف مجيع ااالت، وكان يقوم بإنفاق مجيع نقوده على شراء الكتب،

فاتحافةجه إىل العمل يف الص.

ل هذه وكان أو عة،ة املتنواألدبية اد بتأليف الكثري من األعمال الفنياس حممود العقّم عباقل ديوان شعره له، وبعد ذلك قام بتأليف الكثري من م، مع إصداره أو1916األعمال يف عام موعات الشعرية مثلا :األربعني أعاصري املغرب، عابر سبيل، حي.

اس العقّومن أشهر أعمال عباإل اتاد سلسلة العبقري ي تناولت شرح تفصيلية التسالميعمر ةعبقريديق، ة أبو بكر الصد صلى اهللا عليه وسلم، عبقرية حممعبقري: هاأمهّ مسالالعالم اإل .اببن اخلطّ

اإلنسان يف القرآن الكرمي، مراجعات يف : هافات أمهّاد العديد من املؤلّوكذلك فللعقّ .1938األدب والفنون، رواية سارة سنة

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

19

ذي متّ ترمجته إىل الّ" اهللا"ثل كتاب اد للغات خمتلفة مفات العقّالعديد من مؤلّوترمجت ة، قام بتأسيس ة والروسية والفرنسياألملانيغات ة، وترمجت بعض كتبه إىل اللّغة الفارسياللّ

1يوانمدرسة الد.

.ون عامام بعد أن بلغ واحد وست1964مارس 12العقاد يوم تويفّ

.ادـّد العقـة عنـّدة العضويـوم الوحـمفه: املبحث الثاين

قّامن نعرفه بشعره فالعاعر إذا كان الشد من شعراء العربية املتمياقد زين، وذلك ألن النزه عن شعر سابقيه ومعاصريه، وأن يدرك أن هلذا القلم اد أن مييقد يستطيع حني يقرأ شعر العقّ

املعبر رؤيته اخلاصزة وموضوعاته األثريةة ولغته املتمي.

ذين محلوا لواء حترير األدب قاد األوائل الّه كان من بني الناد أنما حيسب للعقّأهمّ ولعلّالة يف حركة خلقت أثارا فعالتي نعة قليد والصاد بثورة عنيفة على شعر التحيث قام العقّ

التي سار فجديد التيها شعرنا العريب اد تدور قدية عند العقّاملعاصر، ومن هنا كانت املعارك الن .القدمي عريالش ده على اجلوعر وذلك من خالل مترالش معظمها حولفالشعر يعم2اعة من العمر ساعاتق احلياة فيجعل الس. ادالعقّ"عر عند الش "سلوى نفس الشاعر حيث تنوب الننيا، وائب، وهو ترمجان الد

":عراءالش حظّ"يف قصيدته " ادالعقّ"احلاكي عن حماسنها وبدائعها وعربا وجوهرها، إذ يقول

أقاموا على منت السـدماء بعيحاب فأرضهم بعيدا، وأقطار الس 3رواحة هذا العيش وهو رغيد وا ـجمانني تاهوا يف اخليال، فودع

.10إىل 4س، ص .د ط،.عباس حممود العقاد، ردود وحدود، دار الكتاب احلديث للطبع والنشر والتوزيع، د- 1ط، سنة .صالح عبد الصبور، نبض الفكر قراءات يف الفن واألدب، ديوان املطبوعات اجلامعية، اجلزائر، د- - 2

.42، ص 1984 .114س، ص .ط، د.العقاد، الديوان، الد األول، يقظة الصباح، منشورات املكتبة املصرية، بريوت، لبنان، د- 3

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

20

":عرالش"ويقول يف قصيدة

ضيقانوارق يزال ومن الطّ ـي بشعري حني يطرقن ذإني ألو

نقضي له ألسن الدنيا مبا مجعت كأننيا سليمانما هو يف الد

حيح يف أوجز عر الصوالش": عريف تعريف له للش" يف ساعات بني الكتب" ويقول تعريف هو ما يقوله الشاعر، والشظرة اعر يف أوجز تعريف هو اإلنسان املمتاز بالعاطفة والن

.1"ظراتياغة اجلميلة يف إعرابه عن العواطف والنعلى الصاحلياة، وهو القادر الفاحصة إىل

ي ختالف احلقائقالتعر اإلحالة أي االعتساف والشطط واملبالغة اد ينكر يف الشوالعقّة وخالصة فكرة عر عن حقيقته اجلماليالشإىل ذلك مما خيرج واخلروج بالفكر عن املعقول وما

:وحقيقته ما جاء يف قولهعر يس الشاد يف مقايالعقّ

"صها فيما يليا هذه املقاييس فهي يف مجلتها ثالثة أخلّأم :فأوهلا أن الشة عر قيمة إنسانيوليس بقيمة لسانيبيق ه وجد عند كلّة، ألنلسان، فإذا جاءت القصيدة اطقني بكلّل وبني الن

عر من الشالق وثانيها أنّ. دة يف كل لغةفهي جيجيمعها ة وليست قطعا متناثرة صيدة بنية حير عن نفسه صانع، وليس بذي ي ال يعباعر الذّالش عر تعبري، وأنّوثالثها أن الش....إطار واحدة، فإذا قرأت ديوان شاعر ومل تعرفه ومل تتمثّسليقه إنسانيفهو ة صادقة لصاحبها ل لك شخصيإىل الت2"عبرينسيق أقرب منه إىل الت.

عراء عر، وكما هو مالحظ فهي ختتلف عما درج عليه الشاد للشلك هي نظرة العقّوتوعر يف موريف حديثهم عن الشثنا العريب وهذه الني انطلق منها حني ثار فيها على شوقي ظرة الت

ة كان هلا أثر يف توجيه ة نقدي، وبذلك خلق حركة أدبي1921يف ديوانه مع املازين سنة لنقده

.142املصدر السابق، ص - 1 .301، ص 1995، 2حنا الفاخوري، اجلامع يف تاريخ األدب العريب احلديث، دار اجليل، بريوت، ط- 2

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

21

عالشجاه جديد راء احملدثني إىل اتاق األسس الّيف شعره فقد استطاع أن يطب نظم فقد . يت نادىت يف م، فتجل1916ّعام " باحديوانه وأمساه بيقظة الص"ل من اجلزء األوشعره عليها وظهر

قصائده الوحدة العضوية مشاعره ه ودقّة، و العمق يف الفكر وخصب اخليال، وإرهاف حس .1"وفلسفته وحتليله وتعليله وامتداد فقه ومشول أدبه يف أدب إنساينّالعه صريته وسعة اطّونفاذ ب

اس حممود العقّيعترب عبة يف اد أوضح منهجا وأكثر عمقا يف دعوته إىل الوحدة العضويالقصيدة ينبغي أن أنّ"ور فهو يرى املتالحم األجزاء والص عنده ذلك العمل الفينالقصيدة فهي

ورة والص. ماثل بأعضائهكما يكمل التا يكمل فيه تصوير خواطر متجانسة، ا تامن عمال فنيتكوبوحدة ذلك سبة أخلّرت النالوضع أو تغيحن املوسيقي بأنغامه، حبيث إذا اختلف بأجزائها واللّ

الصنعة وأفسدها، فالقصيدة الشته جهاز من أجهزيقوم كل قسم منها مقام عرية كاجلسم احليعن أو القدم عن الكتف، أو القلب وال يغين عن غريه يف موضعه إال كما تغين األذن عن العني

ا املعدة، أو هي كالبيت املقسا وفائد2وهندستهام لكل حجرة منه مكا.

ي تربط بني معاين أجزاء القصيدة لة التة عنده ال تعتمد على الصالعضويفالوحدة ها خاطر أو خواطر ي تربط بني األبيات بأنلة التاد عن هذه الصر العقّبووظائفها املختلفة، ويع

متجانسة، إنفالقصيدة جيب أ، تكون عمال . للقصيدة ها املعىن الكلييا متكامل اجلوانب أو فنف صورها تها من وحدا يف تألّحيوي نة للقصيدة تستمدا متماسكا فيه العناصر املكوعضوي ابناء

.أفكارهاوتسلسل

كما أنه يعيب على الشعر العريب القدمي خلوة، وذلك من ما ه من الوحدة العضوينستنتجه من حديثه عن الفرق بني الشعر العريب القدمي والشعر اإلجنليزي ك ترى على عمومه، أنة وال ترى االرتباط قليال بني معاين القصيدة العربيا من رابطة ة ختلو قصيدة أوروبيجتمع أبيا

.49-48علي علي مصطفى مج، من األدب احلديث يف ضوء املذاهب األدبية والنقدية، ص - 1 .10بدوي طبانة، قضايا النقد األديب، ص- 2

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

22

على موضوعات متناسقة، فاألبيات العربية طفرة بعد طفرة، واألبيات اإلجنليزيهة تدخل ة موجيف موجة ال تنفصل من التي1اضار املتسلسل الفي.

عر أسلوبانإذن الش :أسلوب يكتفي بالبيت املفرد، وهذا ما متية زت به القصيدة العربييف إطار القصيدة ة الكاملة، إذ يستحيل قراءته إالّالقصيدة الفني إالّ القدمية، وأسلوب ال تغين فيه

سائل قة وربة واملتألّنية املبذات الوحدة الكليز القصيدة األوروبية ، وهذا ما ميباعتبارها كالّ .ة؟ر فيه الوحدة العضويي تتوفّعر الذّي ميتاز ا الشالتمات ما الس: يسأل

.ـةدة العضويـات الوحـمس: املبحث الثالث

زه عن صف بسمات متياد يتة يف نظر العقّر على الوحدة العضويي يتوفّالذّعر الش إنّعر، ولعلّسائر الش أومات ل هذه الس"اعرطول نفس الش" عه وقدرته على مالحقة املعىن وتتب

ة ص وحدته املوضوعير للنوضوحا ويوفّذلك من شأنه أن يزيد املعىن فيه فإنّواالسترسال والنة، ولعلّفسي طول النفس الشاد ألن يعجب ي دفع العقّهو الذّ عريوخيرجه عن ومي بابن الرة سنظامني الذّالنظم ين جعلوا البيت وحدة النوجعلوا القصيدة أبياتا متفرط واحد منها قة يضم قدمي سق تواليا يستعصي على التالنفيه أن يتواىل ة أبيات وقلّأن يطرد فيه املعىن إىل عد قلّوالتأخري والتفخالف حويلبديل والت ،وميابن الر اواحد نة، وجعل القصيدة كالّهذه الس ال يتم .2"ي حناهحو الذّي أراده على النبتمام املعىن الذّ إالّ

اجح هو صاحب ناعر الاجح، والشاعر النر يف الشمة تتوفّهذه الساد أنّ وكما يرى العقّي ميكنه ويل الذّفس الطّالنيت تشبع فهمه ة الّاالستقصاء يف املعىن، إذ ال يقنع باملعاين اجلزئي

الفكري والنملن رزق نفسا طويال، ال يأتيان إالّاستقصاء املعاين واالسترسال فيها ، وألنّفسي

.490، ص 1969، 2بريوت، لبنان، طالعقاد، ساعات بني الكتب، دار الكتب العربية، - 1 .294حممد مضايف، مجاعة الديوان يف النقد، ص - 2

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

23

ف فكري والبحث يف املوضوع، وبذلك فإنّوقدرة على مواصلة التمة جتعل من قدان هذه السالوزن والقافية ة متناثرة ال جيمع بينها إالّالقصيدة أبياتا مبدد.

ولكن ادذي يطرح نفسه كما يقول العقّؤال الّالس: كيف يتوصاعر إىل امتالك ل الشفس الطّهذا النويل الضة قافة أم إىل البيئة أم املوهبيف القصيدة، هل يرجع ذلك إىل الثّ روري؟ ةالشخصي

اس من رزق اعر، فمن النفس راجع يف أساسه إىل شخص الشأن طول الناد يعتقد العقّصل يف أصل اإلنسان ويف مصريه، فكري املتا بالتنفس ال تقنع بظواهر األشياء، بل ال تستريح إلّ

اس ويف أخالق النوتصرم، وهذا التفاذي خيصل العميق اهلادف هو الّفكري املتاعر لق لدى الشنفسا طويال، ويعوده بالتإلارب على البحث وايل الصويل وسيلة فس الطّستقصاء يف املعاين، فالن .لتأدية املعىن كامال

أمانية الّمة الثّا السعر فهي يت تطبع هذا الشلواحدةا ة القصيدةصالحي عر من هذا الش .ألن يوضع هلا اسم وألن تقع حتت عنوان

ليها إنة تصلح ألن يشار أن يكون للقصيدة خصائص معي هلماأو: ذلك لسببنيوتكون كسمية ها ذات موضوع واحد ميكن وضعه حتت عنوان، فبإمكان التأن اينالثّو. باسم من األمساءسبة إىل القصيدة دليل قاطع يف نظر العقّوالعنونة بالناد على أنها تتأنّ ة، مثّصف بالوحدة العضوي بنفسه ألنّ ة ال تسمح بأن يعترب البيت جزءا مستقالّنة وهذه الوحدة املوضوعيئص املعياخلصا

اد كما ذكرنا العقّ يويسم ف فهم الكلّقّه بباقي األبيات يف القصيدة، فيتوهذه اخلصائص تربطه قأكيد ما استطاعت أن حتقّوهذا بالت ،"فاخاطر مؤلّ"أبيات القصيدة بعضها ببعض آنفا ارتباط

قليدية ذات املوضوعات يت ميكن هلا أن حتظى بتسمية على عكس القصيدة التالقصيدة احلديثة الّدة الّاملتعدها يت ال تقبل شيئا من هذا ألنعدمية اخلصائص ومتعدر عنه دة املوضوعات وهذا ما عب

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

24

يف اا ضمحالل يف األدب ألفيت تشما شارفت فترة من فترات اإلك كلّإن: "اد بقولهالعقّفال يستطيع مهما جهدت عر وصياغتهاألسلوب واملوضوع واملشرب ومتاثال يف روح الش ،

القصائد بعناوين أن تسمبع وأمساء ترتبط مبعناها وجوهرها، ملا هو معروف من األمساء تتجزءا قائما مات والعناوين تلصق باملوضوعات، ورؤيتهم حيسبون البيت من القصيدة الس

خر بيت، وأشجع بيت، وهذا بيت فصال بسائر أعضائها، فيقولون أعضوا متبنفسه ال منها بقيمتها وال ات عقد تسري كلّاألبيات يف القصيدة حب القصيدة وواسطة العقد وكأنّ1من جوهرهاات شيئا يفقدها انفصاهلا عن سائر احلب.

عفالتهذا القائم بنفسه كلّاته، وبيت القصيد وواسطته العقد، والبيت بري بالعقد وحبعور يت تعاين من افتقارها للشة والّقليديي طبعت القصيدة التة التمات األساسيل معظم السميثّذي نادى به العقّاض الّالفيعلى العقل على االعتماد ا يدلّعلى شيء فإمنّ ة، وهذا إن دلّاد خاص

صلة ببعضها البعض، وهذا ما ما أيتربطها وتقليد الغري وبذلك تأيت بأبيات القصيدة متناثرة ال اد من قول العقّ يستشف"ومىت طلبت هذه الوحدة العضوية يف الشه عر فلم جتدها، فاعلم أن

مطرد أو شعور كامل احلياة، بل هي كأمشاج اجلنني املخرج، ألفاظ ال تنطوي على خاطر بعضها شبيه ببعض أو كأجزاء اخلاليا احليوينيئة الة الدز هلا عضو وال ينقسم فيها وظائف يتمي

.2"وأجهزة

ا حمكما، تقوم على موضوع واحد ال تتجاوزه لذا فالقصيدة جيب أن تكون بناء معماريى ميكن اإلملام مبختلف اخلصائص وحتالتي متيى هلا أن حتظى باسم من األمساءزها وبذلك يتسن.

مة الثّهذه هي السة يف نظر العقّابتة لشعر الوحدة العضوياد، أمالثة أو املقياس مة الثّا السعيب ه ويعد أخريقدمي والتالتاد شعر القصيدة ال شعر البيت هو حماولة ذي قاس به العقّالث الّالثّ

.47، ص1921ط، .، د2عباس حممود العقاد، ديوان يف النقد واألدب، مطبعة االعتماد، مصر، ج- 1 .46، ص السابق املصدر- 2

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

25

ا فهي ترتيب يستعصي فيها إعادة يت فالقصيدة الّ. منهعر وال يأيت إال بالعبث يفسد الشأبيااد لشوقي ففي نقد العقّ. ف، وعدمية القيمةظم فاقدة اخلاطر املؤلّالنكة قصيدة مفكّ تعدبذلك

ة فال جيد خري دليل على ذلك من إجراء جتربة ائده تفتقر إىل الوحدة العضويقص يعيب عليه أنّيف رثاء مصطفى كامل وهي جتربة ة على قصيدته عمليالتأخري وقدمي والتب هذه بعدما رت

ا يظهر احنالل هذه القصيدة من سؤال وإمنّ: "يعود فيقولاعر نظمها الش املرتبة، كما أراد كماعلى كا منها فعلى حسب اجلواب يكون حكمه تفكّ عر أشدهل قرأ يف الش: القارئ نفسه

مصدرها من قرحية شوقي، وهل هي نبعت من شعور فيا كمفق على موضوعه فيغمره اض يتيغمر السبيل الوهرت تقطّاد أو اد والنجع خبرس ومن عقل ناضب ببعض بالفطرة خلع الضفس الن2"الوحل واليبس إالّ 1د منهشاش ال يتولّفتأيت كالر.

ملعرفة ما إذ كانت القصيدة تتوفّ فاملقياس الرئيسية يف نظر العقاد ر هلا الوحدة العضويقدمي هو حماولة التتعصى عليه تطبيقه على بع ما اسأخري يف أبيات هذه القصيدة وهذا بالطّوالتومي ذات األبيات املتتالية واملتجانسة واحملكمة البناءقصائد ابن الر.

ة رابعة ف مسة أو اخلاطر املؤلّاد إىل مسات القصيدة ذات الوحدة العضوييضيف العقّبع عنده كما جاء على لسان حممد مصايف وهو القدرة على ، فالطّظمبع يف النالطّوهي مسة

التاد وهذا املوقف ر احلياة ويقف العقّأثري واإلفادة يف ميدان اإلحساس وتصوالكثري ه يعلم أنّألنيمن الشعراء اا3اذين يشعرون بأنفسهم يف شعرهم شعورا قوي.

كلف ة والتر الوحدة العضويدليل قاطع على توفّاد بع عند العقّومن املالحظ أن الطّجيدها الّيت ر له هذه الوحدة ويكتفي فيه ناظمه بألفاظ املعاينتتوفّال يبرهان على شعر تقليد

.73، ص 1984، 1ة، بريوت، طإبراهيم احلاوي، حركة احلديث املعاصر يف الشعر العريب، مؤسسة الرسال- 1 .73، ص نفسهاملصدر - 2 .229حممد مصايف، مجاعة الديوان يف النقد، ص - 3

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

26

اد العقّ ذي عدق الّاض املتدفّعور الفيتصطبغ بشعوره ونفسه، أي اصطباغ هذا الشولو مل انعدامه يف القصيدة طابعا شخصيا وهو الرابطة الوحيدة بني األبيات والدالوحيد ليل املعنوي

.يف القصيدةة الفنير الوحدة على توفّ

دها من ة وحداد حصر الوحدة العضويمن خالل ما سلف ميكن أن نستنتج أن العقّمات الّخالل هذه السة يت جعلها ضرورييف القصيدة ويف الشق وهي طول نفس اعر املتفو

الشاعر وصالحية القصيدة للتا على التسمية واستعصاء أبياعلى اخلاطر أخري واشتماهلاقدمي والت .ةر الوحدة العضوينسيق املطلوب، إذ يعد هذا األخري دليال على توفّذي منحها التف الّاملؤلّ

.ـياد لشوقـّد العقـنق: املبحث الرابع

ة العقّجهت خطّاتاد أول ما اتيت انتهى إليها شعر شوقي ورة الّجهت إىل حتطيم الصيت قام ا بعد حركة البعث الّ قليديالتعر لشعا على عرش اذان كانا قد تربفظ اللّوحا

ة وإبراز ما ظهر يف األدبية يف مسريته قدية األعمال الناد لشوقي قمالبارودي، ويعترب نقد العقّقد احلديث يف مطلع القرن العشرين فقد تناول النقد يف مقاالت ودراسات شعر شوقي بالن

يوان وجريدة البالغظهرت يف كتاب الد وشعراء مصر تب وساعات بني الك األسبوعية يف قصائده، إال اد يأخذ على شوقي عدم توافر الوحدة العضوياملاضي، فالعقّوبيئام يف اجليل

يت ة عند نقده حلافظ عن قصيدته الّل مراد تناول هذه الوحدة ألوالعقّ كر أنّاجلدير بالذّ أنّ :يت مطلعهام وال1909ّنشرها عام

1امـ؟زاد نومك أم هي ام أهمـجر فمىت تنصل الدلقد ن

.14، ص 1919، 2، ط2عباس حممود العقاد، يوميات، دار املعارف، مصر، القاهرة، ج- 1

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

27

ه أخذ قطعة من احلرير وقطعة من اخلمل ما خالصته أن "ستورالد"فكتب يف صحيفة ان وخلّوقطعة من الكت ها إذا مجعت على منها صاحل لصبغ كساء فاخر من نسجه ولونه ولكن

.1شراويعة الدكساء واحد فتلك مرقّ

ة املطلوبة للوحدة العضوي" حافظ إبراهيم"داللة واضحة على افتقار قصيدته يدلّوهذا ان وقطعة من ه أخذ قطعة من الكتمن خالل تعليقه عليها بأناد وذلك من قبل العقّ

قصيدته كانت عبارة عن جمموعة من األبيات أنّاخل لصنع كساء فاخر ومعىن هذا .....احلريرا املناسب الشتملت على هذه هذه نّرابطة وأ ال تربط بينها أياألبيات لو وضعت يف مكا

.ةالعضويالوحدة

اد كانت بدايتها مع أمحد شوقي يت خاضها العقّة الّقدية احلقيقياملعركة الن والواقع أنّفس إزاء ادق عن النعبري الصه ال يلتمس يف شعره التأنذي يرى فيها صقيل األلفاظ ويزعم الّ

ها أياعلم : "وهو خياطبه قائال .2ة متماسكةالقصيدة عنده ليست بنية حي لكون، وإنّاحلياة وااعر العظيم أنّالش الشا اعر من يشعر جبوهر األشياء ال من يعددها وحيصر أشكاهلا وألواهاوأن

ليست مزية الشيء ماذا يشبه وإمنّاعر أن يقول لك عن الشته أن يقول ما هو، ويكشفا مزي .3"احلياة به ةعن لبابه وصل

ما يف ثاء والسيقده فعرض لطائفة من قصائده يف الربناد وعلى هذا األساس انربى العقّر ه من املمكن أن يغيخلخل، وأنك والتفكّعليها التفالحظ " رثاء مصطفى كامل"قصيدته

ا بناء فهي ليست أكثر من هل بناؤها بل من املبالغة أن يقال إنّ مواضع األبيات فيها فال خيتلّب ترتيبا جديدا، بل ترتيبات خمتلفة، يقول من األبيات، ولذلك ميكن أن ترتشة ومه كومة

.15املصدر نفسه، ص - 1 .302حنا الفاخوري، اجلامع يف تاريخ األدب العريب احلديث، ص - 2 .302املرجع نفسه، ص - 3

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

28

"على يت تنظم ما القرحية الّوكأنصل االظم ومضات نور مهذا النة تقطّعة ال كوكب صامد متشع .³يريك كلّ جانب وينري لك كلّ زاوية و شعبة

على اخت وهو نقد يردفشوقي . اد يف تأليف القصيدةد شوقي والعقّني عنالف املنهجيف ه ينبغي أن تؤلّاد فريى أنا العقّهج القدمي القائم على وحدة البيت، أمف قصائده على النيؤلّ

على توكيد هذا املعىن يف ة وأحلّامية النجديد وهو ج الوحدة العضويالقصيدة على ج العيوب املعنوية اد أنّمن نقد وتارة مبا ينظمه من شعر، حيث يرى العقّ األذهان تارة مبا يكتبه

أشهرها وأقرا إىل تات واملداخل ولكنيت يكثر وقوع شوقي وأضرابه فيها عديدة خمتلفة الشالّقليد والولوع التوك واإلحالة، التفكّ: عيوب أربعة وهي باإلجيازهور وأمجعها ألغالطهم الظّ

.1اجلوهرباألغراض دون

صها يف أربعة يت يكثر فيها وقوع شوقي فيها وأضرابه وخلّالّة كانت هذه العيوب املعنويمتها عيوب ويف مقد"وهو عنده " كفكّالتدة أن تكون القصيدة جمموعة من األبيات املتبدأخرى جاز أن تنقل البيت من قصيدة إىلة ف بينها وحدة غري وحدة معنوييت ال تؤلّواملتفرقة الّ .املعىن وهو ما ال جيوز دون أن خيتلّ

القصيدة إنّ" :قوله والستيفاء البيان نودة وليست قطعا متناثرة جيمعها إطار بنية حيواحد فليست من الشعر الرفيع شعر تغين منه تغيريا ر أوضاع األبيات فيه وال حتساعر يف الش

.2"ومعناه

فالقصيدة وحدة تامنظامه بل هي ال ميكن جذب خيط منه دون أن خيتلّ ة أو نسيج تام .متالحقة قد ترتكب بعضها بعضة نامية فأجزاؤها تتابع متسلسلة عضويبنية

.237حممد زغلول سالم، النقد العريب احلديث، ص - 12 -17ات، صعباس حممود العقاد، يومي.

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

29

ده حممد مندور من بع القدامى يف بناء قصائده وهذا ما أكّفلقد رأينا أمحد شوقي يت ائحه فنراه مثال يستهلّمديف ولكن لسوء احلظ رأينا أمحد شوقي يتابع األقدمني : "خالل قولهإحدى مطويوي بقولهالته يف مدح اخلد:

1اءـنهذا الثّ اء والغواين يغرـخدعوها بقوهلم حسن

ة يف مرتبته وحكمه اد لشوقي مرتكزا على انعدام الوحدة العضويفلقد كان نقد العقّكة ها مفكّعليها بأنر البناءا على حنو جديد دون أن يبدو ه استطاع إعادة تد أنرتيب أبياتأيت هنا على أبيات من قصيدة لشوقي نظرا لطول القصيدة خريب وتقدير لذلك عليها التمدراد على حنو آخر يبتعد كاالبتعاد عن بعد ذلك يعيد ترتيبها العقّ مثّبها قائلها جة كما رتالتاملرتاب ويلمس الفرق ل ليقرأها القارئرتيب األو بني ما يصح أن يسمعر ى قصيدة من الش

:ف بينهما فيقولينتظمها ويؤلّة ال روح فيها وال سياق وال شعور وبني أبيات مشتقّ

يهما يف مأمت والداينان قاصـــاملشرقان عليك ينتحي

املقيم على املدى وجدانك احلي ولرب حي ت الوجدانمي

كر لإلنسان عمر ثانفالذّ فع لنفسك بعد موتك ذكرها فار

أقسمت أن2املكان ملك يهاب سؤاله راب طهارة ك يف الت

بها العقّفقد رتاين والثّكل مع أن البيت الثّاد على هذا الشابع هنا يأيت ترتيبها يف الث والرة على النحو القصيدة شوقي األصلي64و 21و 14ايل تة ، وأما األبيات األربعة األوىل األصلي

:هي

.113س، ص .ط، د.حممد مندور، النقد والنقاد املعاصرون، مكتبة ضة مصر، د- 1 .114املرجع نفسه، ص - 2

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

30

داينـان قاصيهما يف مأمت والــاملشرقان عليك ينتحي

وانـهللا من خلد ومن رض د ـيا خادم اإلسالم، أجر جماه

اـناحلرمائرين وروع يف الز ا نعيت إىل احلجاز مشى األسى ملّ

الس1اـنمنكوسة األعالم والقضب ــا كة الكربى جبال ربا

ذي بذله شوقي يف نظم هذه األبيات وحماولته خلق توازن غم من اجلهد الكبري الّالرفعلى ابع يف الث والراين والثّت األبيات الثّيشت ناد استطاع أالعقّ أنّ وجتانس وتكامل بني أجزائها، إالّ

ذي دفع أي اضطراب األمر الّ يبدو على نسق القصيدة العامن أخمتلفة من القصيدة دون مواضع وهذه كومة رمل : "من قولهوهذا ما نستشفه " ملبكومة الر"اد إىل وصف هذه القصيدة العقّموضع فهل يها ويف قصيدة يف رثاء مصطفى كامل، نسأل من نشاء أن يضعها على أييت يسمالّ

كومة رمل كما كانت؟ وهل فيها من البناء إال حقائق خلت من هندسة ختتلّ تعود إالّيراها .2"ينقطع أطوارها أو خيتلف جمراهاومن مزايا تستنتج ومن بناء ينقض ومن روح سارية

ل ال مل املهيراز كالرمن هذا الطّوإذا كان ذلك كذلك فال عجب أن ترى القصيدة سار منه أن جتعل عالية يغيفلة، أو وسطه قمم الّته، ال كالبناء املقسظر إليه عن ذي ينبئك النانه ومزاياهته وسكّهندسي.

ة عند العقّفالوحدة العضوياد هي ذلك الشاض وقصيدة شوقي مل تكن صادرة عور الفيا يظهر احنالل هذه القصيدة من سؤال وإمنّ: "قولهعور، يظهر هذا جليا من خالل عن ذلك الش

يكون حكمه على كا منها؟ فعلى حسب اجلواب قارئ نفسه، هل يقرأ يف الشعر أشد تفكّال

.114ص �السابقاملرجع - 1 .48ب، ص العقاد، ديوان يف النقد واألد- 2

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

31

يل فق على موضوعه فيغمره الساض يتمن شعور في، وهل نبعت قيمصدرها من قرحية شو .1"الوهاد والنجاد

يت يعنيها وليست القصيدة الّ: "بقوله" محممد زغلول سال"وإىل هذا املعىن نفسه، ذهب ة عورية والفكرية الشاهري بل الوحدة النفسيرابط الظّوالتكلي د وحدة البناء الشد جمراالعقّاعر الّللشيت جتعله يصوغ قصيدته يف معىن واحد، أو موضوع تتفرة مترابطة ع منه معان جزئيتت2"ةق متجاوب هو القصيدحد مجيعا يف كل متس.

ة اد قصد بالوحدة العضويالعقّ أنّضنا هلا عريت تصوص الّه من خالل هذه النوما نستشفّذا رفض كلّعور والفكر ووحدة املوضوع املرتكزة على الشتقدير يرتكز على البيت املفرد و

ذي جعله واعترب القصيدة كيانا وبناء متماسكا وهذا ما افتقرت إليه قصائد أمحد شوقي، األمر الّا ة، وإمنّة وال تقسيما كتقسيم املسائل الرياضيقيسة املنطقيتعقيبا كتعقيب األنا ال نريد إن: "يقول

قة نريد أن يشبع اخلاطر يف القصيدة وال ينفرد كل بيت خباطر فتكون كما أسلفت باألشياء املعلّ3قة كما رأينا يف هذه القصيدةأشبه منها باألعضاء املنس.

يرثي يت ة صوب قصيدته الّاملرهها هذه اد محلة انتقاداته على شوقي ليوجويواصل العقّمسع شوقي ما ، وعندما 4"ةسطحيها قصيدة ركيكة إن: "ذي يقول فيهاوالّ" حممود فريد"فيها اد ب عليه العقّ، فعق5ّ"تلك قصيدة أردت ا الكالم عن فلسفة املوت: "ل عن قصيدته قاليق

ك أنملن حولك ولنفسك املعري مباراة املضحكني أن تزعم روقك وأنت تباريي مثّ: "بقوله

.54املصدر نفسه، ص - 1 .247حممد زغلول سالم، النقد العريب احلديث، ص - 2 .15عباس حممود العقاد، يوميات، ص- 3 .46، ص 1983ط، .كمال نشأت، النقد األديب احلديث يف مصر، معهد البحوث والدراسات العربية، بغداد، د- 4 .46املصدر نفسه، ص - 5

الوحدة العضوية عند العقّاد                  :                  الفصل الثاني

32

نّ إ:"ىل نقد القصيدة فقال إنظمت يف فلسفة املوت و بددت شيخ املعري و اتجه بعدذلك لن يتعد احدين و أشوقيأبياته يفصحاب العكاكني أقوال الش:

كل حي ــاد ة غعلى املني كاب واملوت حادتتواىل إىل الر ــ

ــا قرنا فقرن لونذهب األو ادـــيبق حبمل يدم حاضر ومل ـ

ــرا وأيغري باق مأثّم ـوتسمع عندههل ترى منهم 1اديــ

فهو يرديت تدور على ألسنتهم ويروح بعد ذلك لينقد قصيدة أخرى ائعة الّد املعاين الش :يقول فيها" عثمان غالب"رثاء

يف األ ـب ت ملصرع غالضجباترض مملكة الن

اتـاد منكسمن احلد ه ــان عليجتيبأمست

اتــصامت على ساق لغيبته وأقعدت اجله

²اتـائحفيه من الن ـة بيعيف مأمت تلقى الطّ

كأ عليها شوقي إلظهار يت اتبات والّورة املأخوذة من عامل الناد هلذه الصم العقّويتهكّاد لو كان عامل معادن جلعل شوقي حدالفقيد إنّ : "اد إىل القولي العقّضبيعة عليه فيمحزن الطّ

.³........"مجودا هلول املصيبة فيه الفحم حزنا عليه، وصالبة احلديد

.46، ص السابق املصدر- 1

  

  خاتمـــــــــــة

34

:ةـــخامت ة شغلت الفكر العريبقضي يت أتاحت يل معرفة أبرز وأهمراسة الّأن أيت هذه الدوبعد

توصلت إىل الناليةقاط الت:

v ّأدبنا القدمي مل يلتفت التفاتة إنكافية إىل قضييؤمن ة وظلّة الوحدة العضويالبيت الواحد، كما أن احلماس هم كانوا يؤمنون بغريأنبالبيت املفرد، ولكن ليس مفهوم هذا

للدفاع عن موضوع الوحدة ال ينبغي أن يكون على حساب جتريد الشة، عر القدمي من كل مزيّواامه بأنه شعر الزخرفة والنالباحثني العرب للوحدة كان نتيجة نكران ا أنّقش، ولرمب

لعد تطويرهم هلذا املفهوم جة ة سببها وقوعهم حتت تأثري املفهوم األرسطي هلا، ونتيموضوعيالّ الفينذي تطورا كبريا عرب العهودر تطو.

v غري أنّ الوحدة العضوية وذلك من خالل ة يف أدبنا احلديث لقيت عناية خاصقدية اجلريئة، ويف مؤلّنظراته الناد اد كان من أبرز النقّكر أن العقّعرية، واجلدير بالذّفاته الشرابط والت كليد وحدة البناء الشذين أولوها عناية فائقة، فهي يف نظره ليست جمراحملدثني الّالقدمي عر العريب، وهذا افتقر إليه الش"اعرة للشة والفكريعورية الشفسيالوحدة الن"اهري، بل الظّالعريب.

v ّولكن العقاد ال يطلق مثل هذا الكالم ليعم الشعصوره، كله يف سائر عر العريبذه األوصاف من الت قصيدته من ك وفقدان الوحدة بني أجزاء كلّفكّوعند مجيع أعالمه

ة، وإمنّالقصائد العربيا يشري إىل ظاهرة يف بعض الشوعند عر العريب ،عراء العرب، بعض الش .غاىل به املعاصرونذي الّ" أمحد شوقي"اهرة بلغ مداها يف شعر هذه الظّ ويرى أنّ

  خاتمـــــــــــة

35

v القول، إنّ وصفوة ضمن تفاعل مجيع ق إالّأن تتحقّة ال ميكن الوحدة العضويالعناصر املكونة للنص الشا، عري بعضها مع بعض تفاعال متناهيا مينح القصيدة تالمحا عضوي

ا يف بنية كليةويصهر أجزاءها ووحدا.

  

37

  :قائمـة المصـادر والمراجـعv املصـادر:

1. 1995، 2، دار اجليل، بريوت، ط"اجلامع يف تاريخ األدب العريب "اخوري،ا الفحن.

اين، منشورات املكتبة العصرية، صيدا، لبنان، ل والثّ، الد األو"يوانالد"خليل مطران، .2 .س.ط، د.د

3. اداس حممود العقّعب:

" *لّ"يوانالدا ،ل والثّد األوس.ط، د.ة، صيدا، لبنان، داين، منشورات املكتبة العصري.

"*1921ط، .، مطبعة االعتماد، مصر، د2، ج"قد واألدبديوان يف الن.

"*1919، 2، ط2، دار املعارف، مصر، القاهرة، ج"اتيومي.

.1969، 2ة، بريوت، لبنان، طالعربيب ، دار الكت"ساعات بني الكتب*"

.س.ط، د.وزيع، الكويت، دشر والتللندار الكتاب ، "ردود وحدود*"

.1982ط، .، دار العودة، بريوت، د"احلديث قد األديبالن"حممد غنيمي هالل، .4

5. نور الدد، ين الس"الشةعرية العربي"1995ط، .ة، اجلزائر، د، ديوان املطبوعات اجلامعي.

، ديوان "ةة والنقديب األدبيمن األدب احلديث يف ضوء املذاه "علي علي مصطفى صبح، .6س.ط، د.ة، اجلزائر، داملطبوعات اجلامعي.

7. نبض الفكر، قراءات يف الفن واألدب"بور، صالح عبد الص"ة، ، ديوان املطبوعات اجلامعي .1984ط، .د

.1919، 2، دار املعارف، القاهرة، ط"قد األديبيف الن"شوقي ضيف، .8

v ـعاملراج:

سة الرسالة، بريوت، ، مؤس"عر العريبقد احلديث املعاصر يف الشلنحركة ا"احلاوي، إبراهيم )1 .1984، 1ط

38

2( اس،إحسان عب" تاريخ النعند العرب قد األديب"دار الش ،روق للن1وزيع، طشر والت ،2001.

.س.، د2، مكتبة األجنلو مصرية، القاهرة، ط"قد األديبقضايا الن"بدوي طبانة، )3

4( إ "ام قطوس،بسستراتيجيمؤسسة محادة، دار الكندي "أصيل واألجزاءات القراءة، الت ، .س.ط، د.أربد، د

، بغداد، ةراسات العربي، معهد البحوث والد"احلديث يف مصر قد األديبالن"كمال نشأت، )5 .1983ط، .د

:حممد زكي العشماوي )6

*قدقضايا الن األديب بني القدمي واحلديث، دار النةهضة العربي ط، .شر، بريوت، لبنان، دوالن1984.

*1980ط، .هضة، داألدب وقيم احلياة املعاصرة، دار الن.

.س.ط، د.، املكتبة األجنلو مصرية، د"احلديث قد العريبالن"حممد زغلول سالم، )7

:حممد مصايف )8

"*النقد األديب احلديث يف املغرب العريب"املؤس ،1984، 2ة للكتاب، اجلزائر، طسة الوطني. "*مجاعة الدقديوان يف الن"دراسة جامعي ،ط، .مطبعة البعث، قسنطينة، دقد، ة يف مفهوم الن

1974.

.س.ط، د.، مكتبة ضة مصر، د"قاد املعاصرونقد والنالن"حممد مندور، )9

v املقـاالت:

."املعاصر قد األديبمقالة يف الن"حسن جميدي، .1

  

40

الفهــرس راتإهداءات وتشكّ

أ. .............................................................................ةـممقد 01..........................................................................ـلمدخ ة عند القدامى واحملدثنيالوحدة العضوي: ل األولـالفص

03...............................ـىالقدام عنـد ةـّدة العضويـالوح: األول املبحث 03..................................................................... ربــالغ-أ

03.............................................................................أرسطو

04....................................................................... العرب-ب 04......................................................................ابن طباطبا-1 05.........................................................................احلامتي-2 06.......................................................................ابن األثري-3

07................................ ـنيد احملدثـة عنـّدة العضويـالوح :املبحث الثاين 07......................................................................... الغرب-أ

07...........................................................................رجكولو

08........................................................................ العرب-ب 09....................................................................خليل مطران-12-10...................................................................يوانمجاعة الد

41

.ادة عند العقّالوحدة العضوي: اـينل الثـالفص 18......................................ادـة عـن العقـّنبـذة تارخيي: املبحث األول 19........................ادـّد العقـة عنـّدة العضويـوم الوحـمفه: املبحث الثاين 22........................................ـةدة العضويـات الوحـمس: املبحث الثالث 26.............................................ـياد لشوقـّد العقـنق: املبحث الرابع

34......................................................................ةـــمخات 37............................................................املصادر و املراجع قائمة 40............................................................................الفهرس

  

      

  :ملخص  

تعد الوحدة العضوية من أهم املصطلحات النقدية اليت ظهرت يف العصر احلديث، فهذه النقطة تعد احملور األساسي الذي دارت حوله خمتلف املعارك النقدية اليت خاضها العقاد، إذ كان

، فقصد ا الوحدة النفسية دائم اإلحلاح على ضرورة خلق جتانس وتكامل بني أجزاء النص .الشعورية والفكرية للشاعر وهذا ما اقتصر إليه النقد العريب القدمي

Résumé:

L'unité organique est une des plus importants des termes de cretique qui ont

émergé à l'époque moderne, ce point est le thème principal tournait autour des

diverses batailles cretiques combattu Akkad, comme il a toujours été d'insister

sur la nécessité de créer l'homogénéité et l'intégration entre les parties du texte,

il est prevu par l'unité poète émotionnelle et intellectuelle psychologique et c'est

ce que confiné à l'ancienne cretique arabe

Abstract:

     In critics, body unity, is one of the most important terms in modern times. And

the renaissance is the main airs of most critical debates by the Al Akkad, as he

insisted on coheren in-between text parts.

So he maint whit the psych-feeling ideological unity of the poet, and that what

was exactly the ancient Arabic criticism.