36
١ اﻻﺧﺘﻼف ﻣﻊ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﺗﺄﺻﻴﻞ آﺘﺒﻪ د/ اﻟﻌﻮﻧﻲ ﻋﺎرف ﺑﻦ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﺸﺮﻳﻒ

فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

  • Upload
    others

  • View
    11

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١

تأصيل التعامل مع االختالف آتبه

الشريف حاتم بن عارف العوني/ د

Page 2: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢

المقدمةالمقدمة

.وعلى آله وصحبه ومن وااله ، والصالة والسالم على رسول اهللا ، الحمد هللا وهو من خصائص . قدم البشرية ، فإن موضوع االختالف موضوع قديم : أما بعد وال محاولة وضعه ، ليس بحثه باألمر الجديد ف. ومن صور االبتالء فيها ، الحياة الدنيا فقد تناول موضوع االختالف أآثر أهل . أيضا جديدةالمحاولة باله الطبيعي ضمن حد

.بالبحوث المتعلقة بهوامتألت المكتبة ، وألفت فيه المؤلفات الكثيرة ، العلم : حين آلخر يحتاج إلى إحياء بحثهوهو من، ولكنه موضوع قديم متجدد

.ما استمرت الحياة.. بسبب استمرار االختالف ، الستمرار الحاجة إليه -ربما تجاوزت حدود الخطأ الفردي ، ولظهور أخطاء في التعامل معه -

على رؤية ال تحتمل مبنية، إلى أن تكون أخطاء منهجية ، والتطبيقي .رعا أو قدرا در المسموح به منه شسمح بالقوال تريد أن ت، االختالف الطبيعي

وألن بعض آداب االختالف التي حرص العلماء على ذآرها ربما عجز - أو قدوة، تقنينا واضحا :لكونها تحتاج، آثيرون عن تطبيقها في أرض الواقع

أو مرجعية علمية ،ها تبين للناس المنهج العملي لتطبيق في تلك اآلداببارزة من يفآلما خ مساره الصحيح الملتزم بآدابه معترفا بها ترجع االختالف إلى

.هذه األمور آلها أو ،عن آدابه ظاهرة الحيدةشيوع وتتميم ، ما زالت تحتاج إلى إآمال بنائها ، وألن مباحثه النظرية على آثرتها -

واإلجابة عن االعتراضات التي توجه إلى بعض ، نواحي القصور فيها من ها الوافي على مسائلها التي لم تأخذ حق المقنعواالستدالل، تقعيداتها .االستدالل

.ذلك وغيره هو ما يدعو لتجديد الحديث عن هذا الموضوع من حين آلخر

والتي أسأل اهللا تعال ، وما هذا المقال إال خطوة من خطوات هذا المقصد الشريف .)١(عليها العون والتوفيق

وأدع ما ال ، أنقل منه مختصرا مما يتعلق بالمقال فسوف، وحيث إن لي آتابا في هذا الباب )1(

. يدخل في موضوعه

Page 3: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٣

ختالفختالفان الموقف من االان الموقف من االأهمية التأصيل العلمي في بيأهمية التأصيل العلمي في بي

احثين أمر ا بعض الب ا يهدا ب أهمية التأصيل العلمي في مثل هذا الموضوع قد يظنهى ذآر ه ، ال يحتاج إل ة ( وهي .فضال عن االستدالل علي ذلك )من جه أي أنمن : آ

ا م تكن مس ، مسألة علمية محتاجة للتأصيل العلمي الرصين له تثناء ؛ وإال ل ألة دون اسه ) االختالف( لـ لتأصيل العلمي موضوع ا لكن . أصال علمية ة ل ه خاصة أهمي وهو ، ب

م ذي يجمع محتاج إليه لغير ذلك السبب ال سائل العل ل . ه وغيره من م ه ب ادي أن في اعتقه . لن يمكن أن يعالج هذا الموضوع ؛ إال بعد إدراك األهمية القصوى للتأصيل العلمي ل

)االختالف(ببيان أهمية التأصيل العلمي في بحث موضوع على البداية ولذلك حرصت .للتأصيل العلمي فيه ؛ لئؤآد على هذه األهمية الخاصة

ف التطبيق أ: ومما يؤآد على أهمية التأصيل العلمي في مثل هذا الموضوع ن تخلال يمكن أن ، الندوة والذي دعا إلى إقامة هذه ، الكبير الذي نشاهده فعن التنظير التخل

ين من ال ، يـحصر سببه في أمر واحد خاصة إذا أصبح هذا التخلف للتطبيق ظاهرة بدو ره الم ى تنظي م عل ي اطالعه شك ف ي حوم ، ني شك ف صدهمنسن ال ي ن ذوي مق م

ه . الفضل ر أو نقص في ل في التنظي ى خل دل عل د ي ذي ، فمثل هذا األمر ق أدى وهو الؤالء سليم ؛ ألن ضعف به ق ال تالف التطبي ق آلداب االخ ى التطبي درة عل دم الق ى ع إل

. إلى خلل في التطبيق )وال بد (وضوح الرؤية في التنظير سيؤدي

:ما يلي ،مع بيان أثره في الممارسات العملية ، ومن أمثلة هذا النقص في التنظير لم تكن هي دعوات و ، مبادئ أدب االختالف تتناقض مع دعواتعندما تقوم : أوال

ة ، صادرة من أفراد يمكن تجاهلهم بل ربما تعالت تلك الدعوات بين أروقة مجامع فقهيبب . أو جاءت على لسان بعض المفتين ، دعوات ال يمكن أن يكون س ك ال ها عدم مثل تل

ود التنظير الموج م ب يهم )١(العل صور ف ن ال يت ادرة مم ا ص م ؛ ألنه ل العل ن أه ك م ذلال ؛ لم يبق ف. والفضل ذا االحتم تبعاد ه د اس ة بع وى هو عدم آفاي ال األق إال أن االحتم

ر الموجود دون التنظي ام االختالف:الم ين رآ ه ب اب الصواب في ا لغي صان ، إم أو لنقر ه التحري صور، في صواب أو لق تدالل لل ر . االس ة التنظي دم آفاي ه لع ا أوج ذه آله وه .د الموجوكل امثو وى :ذل د الفت ى توحي دعوة إل اق ،)٢(ال ي تن تالف ض والت ة االخ ، فطري

، ) االختالف السائغ(واألدلة من الكتاب والسنة الدالة على إباحة أحد وجهيه ، وحتميته ه ول المشروع من ى قب ر المشروع ، وإجماع األمة عل شرعي مع غي ايش ال ى التع وعل

. )٣(منه

.تداء ؛ ألن اعتقاد غير ذلك أبعد من أن نحتمل تصورهأو هذا ما يجب علينا أن نعتقده اب )1(، ) مثل جوجل(في أحد محرآات البحث الشبكية ) توحيد الفتوى(ليس عليك إال أن تدخل آلمة )2(

.لتقف على من نادى بهذا الرأي من أهل العلم والفضل ومن الهيئات العلمية أو في القضايا المصيرية لألمة ؛ إذ إن ، سواء في ذلك الدعوة المطلقة إلى توحيد الفتوى )3(

Page 4: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٤

ه ، الدعوات على ذلك المستوى الرفيع كيف صدرت تلك ف الى ب والذي ما زالت تتع ! ؟بعض األصوات

ر ظاهرا ف ه ، لو آان تنظير مشروعية االختالف المعتب دعوات بإلغائ هل آانت ال !مصدرها؟في رفعة الستصل إلى هذا الحد من الشيوع و

ا ذا : ثاني ال وه ر مث ي التنظي ع ف ل الواق ر للخل ي غي ، آخ هم ف ذي أس اب أدب والي : االختالف ق ب سألة التفري سائل التأصيل ألدب االختالف م ن االختالف أن من أهم م

ام المعتبر وغير المعتبر ة من أحك ا مهم سيم أحكام ذا التق ى ه وا عل ؛ ألن العلماء قد رتبتالف هرها ، أدب االخ ن أش ه أ: م ار في سائغ ال إنك تالف ال ر ، ن االخ ول غي وأن الق .وغيرهما من أحكام .. انته ينقض حكم القاضي به ف مكالمعتبر من ضع

ان ضا ن بي ينلك ق ب تالف بط التفري ن االخ وعين م ذين الن ن : ه ر م ي آثي اء ف جصا ي ، )١( غير واضح األبحاث ضبابيا اج وفي المتبقي من األبحاث جاء ضابطه ناق حت

.إلى تكميل ه من آتب أدب االختالف ـتـوباستعراض ما شئ ، لديك يكون الكالم واضحا وحتى

ه ضابطا ، ومراتب اإلنكار فيه ذآر ل ذي ي د ال سائغ عن تجد أن ضابط االختالف غير الرطين ي ش نهم ينحصر ف اع : األول : م الف اإلجم اني ، أن يخ ا : والث الف حكم أن يخ

ه ذي يكون دليل (مقطوعا ب ة وهو ال وت والدالل ي الثب ذي في ) . ه قطع ال ال ومع اإلجما هو ظني )اإلجماع(حيث إن ، األول الشرط ه م ا في ، منه ما هو قطعي ومن ه م ومن

اشتراط قطعية فيفإن: مع ذلك ؟ المقصود فأي هذه األنواع هو : قديم ه اختالف تيـجح

:هناك فرقا بين توحيد الفتوى في القضايا المصيرية لألمة وأمرين آخرين بعدم استبداد الرأي في إصدار الفتوى ، ضبط الفتوى في القضايا المصيرية لألمة : األول

لبشري الكامل في واستفراغ الوسع ا، ووجوب استشارة أهل العلم واالختصاص فيها ، فيها وفي ضرورة ضبطه بنظام يكفل القيام به ، الوصول إلى الصواب ؛ فهذا ال شك في وجوبه

بل قد ، لكن ال يلزم من وجود هذا النظام ومن تطبيقه االتفاق على رأي واحد . على وجهه يختلف العلماء بعد استتمام المشورة واستفراغ الوسع البشري الكامل في الوصول إلى

ولو آان في القضايا المصيرية ، ويكون هذا االختالف مع ذلك آله اختالفا سائغا ، لصواب ا .لألمة

القضايا وجوب طاعة ولي األمر إذا اختار من ضمن االختالف السائغ بين العلماء في: الثاني عدم جواز و، إذا آان اختياره قائما على مراعاة المصلحة العامة ، المصيرية لألمة قوال منها

وال بغير ذلك مما يفسد االتفاق ، ال بفتوى تحدث فتنة ، شق عصا الطاعة عليه في ذلك . ومما تكون مفسدته أعظم من مصلحته ، واأللفة

توحيد الفتوى في القضايا المصيرية لألمة ؛ ألن هذه القضايا فهناك فرق بين هذين األمرين و ومنها ما ال يسوغ ؛ إذ لم يكن من ضوابط ، ف أيضا منها ما يسوغ فيه االختال: المصيرية

القضايا أن ال يكون من: االختالف السائغ في يوم من األيام وال عند عالم من العلماء !المصيرية لألمة

آمن يبين الفرق بين االختالف المعتبر وغير المعتبر بضرب أمثلة لكل قسم منهما من )1(إذ آيف عرف أن تلك المسألة من : يلزم منه الدور الباطل مما(المسائل الفقهية الفرعية

، ) االختالف غير السائغ ؟ إال من المسألة نفسها التي جعلها ضابطا لالختالف غير السائغالتي هي من أآبر ما غيب ، لكي يخرج القارئ بال ضابط للتفريق ؛ إال باالنطباعات النفسية

.الروح العلمية عن هذا الباب

Page 5: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٥

اع مدرستهم من أمر ثابت مع تعارض في الشرط الثاني ما ي الثبوت د المحدثين وأتب عن إللزام الحجة أن صحة الحديث آافية وهو ، ين والمعاصرين الفقهاء المتقدمين والمتأخر

ثال ليكون ، به واتر م ه الت ة حجة وال يشترط في ه ملزم ى ثبوت ل من وافق عل د آ .عنر أن يلتزموا ضابطا العلماء فكيف تريد من هؤالء ر وغي ين االختالف المعتب ق ب للتفري

. الحجة ال يتفق مع ضابطهم لما تقوم بهوهو ضابط المعتبرفت إن أض ى ف ق إل ابط التفري ي ض صور ف ذا الق ر ه ر وغي تالف المعتب ين االخ ب

ر سابقين : المعتب شرطين ال ة شروط سوى ال اك ثالث ر ، أن هن ضيفها التنظي زم أن ي يلق ؛ لكي يكون هماالذي يحتكم إليه للتفريق بين ستحق ، ضابطا صحيحا ضابط التفري ي

ر في حضور عندكيتضح = ؛ الآتمال أرآانه عليه أن تأتلف القلوب أثر نقص التنظي .وأنه سبب مهم من أسباب ذلك الغياب ، أدب االختالف على أرض الواقع

ر ال الي سيتضح األث شروط في المبحث الت ذه ال دما أذآر ه ى وعن ا عل ر لغيابه كبيتثمار مما آان له األثر البالغ في عدم إحسان آث ، وضوح الرؤية في هذا الباب يرين الس

سيم لالختالف ذا التق ه ه ي علي ا بن ق بو، م ى التفري درتهم عل دم ق ن ع ين االختالف م .وما يتلو ذلك من آداب وأحكام تتعلق بكل قسم منهما ، السائغ وغير السائغ

ار االختالف (وألضرب مثال من أمثلة تلك الشروط ة ) من شروط اعتب ى الفائت علب ر آت تالف الأدب أآث ا االخ ت عليه ي وقف ال ، ت ذا المث ك ه ن : فإلي اء م رر العلم يق

أقوال عن مجموع الخروج) في مسألة خالفية (أنه ال يجوز : المذاهب األربعة وغيرهم ذه . العلماء السالفين بقول جديد يرفع أقوالهم ى ه م عل ر واحد من أهل العل ل غي وقد نق

إن (ة بتفصيلها الصحيح اآلتي وهي قاعدة أصولية صحيح ، القاعدة األصولية اإلجماع ) .شاء اهللا تعالى

ة ذاهب األربع م : ومع آون هذا األمر مما قرره عامة األصوليين من الم إال أني لق سابقين للتفري شرطين ال ى ال د عل شرط الزائ ذا ال ر أجد ه ر وغي ين االختالف المعتب ب

. الكثير فإن وجد في القليل منها فقد غاب عن، المعتبر في آتب االختالف ق ، وآذلك األمر في بقية الشروط اآلتية والتي لم أجد آتابا جمعها في سياق التفري

.بين االختالف المعتبر وغير المعتبر ر ر المعتب ر وغي ين االختالف المعتب ق ب ى ضابط التفري ام إل ولذلك تجد أن االحتك

ة يكاد يكون غائبا ، ه بنقصه المشروح وقف علي باحث ؛ ألن آل عند الممارسة العمليه . قواعد أصولية أخرى يتعارض مع يجد أن تطبيقه س ام إلي وهذا يقود إلى إلغاء االحتكي ، ضابط علم ا آخر دون وجود البديل ل ه ل ،يكون متقن ام إلي ذا . يمكن االحتك ل ه ومث

ان (اإللغاء لالحتكام إلى أي ضابط يتم ه ؛ ) في آثير من األحي ر شعور واضح ب إال بغي .)١( االحتكام للمألوفات واالنطباعات غير العلميةمن

ين االختالف :ثالثا ق ب ر عندما يذآر العلماء التفري ر المعتب ر وغي اد ، المعتب ال تكا لوازم هذا التفريق من جميع جوانبه يتناول في موطن واحد جد آالما مكتمال ت أو غالبه

سم آحكم: ا آل ق و والموقف ، منهم صل من الق وعي االختالف المف ه بن ل المختلف في

فإنه . وأوضح من ذلك في االحتكام إلى االنطباعات غير العلمية ما ذآرته في التعليقة السابقة )1(فهو في هذه ، إن وقع االحتكام إلى االنطباعات بذلك الوضوح المذآور في تلك التعليقة

.المسألة أسهل تصورا وأولى اعترافا بوقوعه

Page 6: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٦

ر ( ر المعتب ر وغي ع ، ) المعتب ب م ذي يتناس صيل ال ه بالتف ن قائل ف م و الموق ا ه ومسائل في .ين ومقاالتهم اختالف أحوال القائل ذه الم إن وجدت بعض ه ، موطن واحد ف

ة وات ، في بعضها اا تام ت وف، فاتتك منه جوانب أخرى مهم ر و ف في وإيضاح تحري . بعضها اآلخر

:وألضرب أمثلة على ذلك ما هو حكم مناقشة العالم العالم اآلخر الذي خالفه اختالفا معتبرا ؟ وما هي -

؛ ألنه خالف الراجح عنده ؟منطلقات النقاش معه ؟ وهل هي من باب النصيحةهل يشرع ذآر اسم العالم الذي خالف خالفا معتبرا أو غير معتبر عند الرد -

^ آقوله ، هل لذلك قيود معينة تدل على وجودها نصوص معروفة طلقا؟ عيه م ؟» ما بال أقوام قالوا آذا أو فعلوا آذا«:

من االختالف المعتبر دون قول بقول الناسملزيجوز للحاآم المسلم أن يمتى -آخر منه ؟ وما هو الموقف المطلوب من الحاآم المسلم تجاه االختالف غير

ما هو موقفه من قائله من أهل العلم ؟ هل يعاقبه ؟ هل يترآه ينشر و، المعتبر قوله غير المعتبر ؟ هل يجبره على تغيير فتواه ؟

األصوليين حائرا آبار وقف عندها بعض ، المفتي لالختالف في فتواهمراعاة -وما هي شروط آل نوع منها ؟ وما هي آيفية مراعاة ؟ اما هي أنواعه.

؟االختالف فيهاب أدب االختالف (مسائل عديدة من هذا الباب اب ) ب ا آت اد يجمع تحريره ، ال يك . من مصادر أدب االختالف بصورة واضحة وال أشبع التأصيل لها مصدر

يل ك التأص ل ذل اب آ ع غي تالف م ق أدب االخ ي تطبي ل ف ع الخل ف ال يق فكي !الضروري له؟

ذا الب الغ وأن تأصيله ل ، اب ومن هذه األمثلة تتبين ضرورة تأصيل ه ره الب ه أثة ات العملي ى الممارس اب حسب ، عل ذا الب ر له ي التنظي ر ف صور الكبي ع الق خاصة م

.والتي سأبين بعض جوانبه في المبحثين التاليين ، وجهة نظري

Page 7: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٧

تقسيم االختالف إلى سائغ وغير سائغتقسيم االختالف إلى سائغ وغير سائغ وضابط التفريق بينهماوضابط التفريق بينهما

اس وال الن د أن أق م ، ال يشك أح ل أو العل زان العق ار في مي ذات اعتب ا ب ليست آله

ه ه ونخطئ ا نخالف و آن ى ل اره ، حت ه واعتب ه وجاهت ا ل اس م وال الن ن أق ن . وأن م وم . أقوالهم ما ليس آذلك ، فال يكون له وجاهة وال اعتبار

معـتـبـر سائغ ، فمنه ما هو : وهذا األمر الواضح يلزم بأن يكون االختالف قسمين

.ومنه ما هو غير معتبر وال سائغ

:وفي ذلك قال القائل

را اء معتب الف ج ل خ يس آ ر ول ن النظ ظ م ه ح الف ل إال خ

قال«: وقد ذآر اإلمام الشافعي سؤال أحد أهل العلم له عن أنواع االختالف ، فقال

ديم مل الع فإني أجد أهل :لي قائل ديث ا و ق ين في بعض أمور ح هم عس فهل ي ،هما مختلف

؟ذلك

ين االختالف : فقلت له :قال ك في اآلخر ، مهما محر أحد : من وجه ول ذل وال أق

..«)١( .

:انبر الشريعة ضياالجتهاد الواقع ف«) :ه٧٩٠ت(وقال اإلمام الشاطبي

ة وهو الصادر عن ا ، شرعرب االجتهاد المعت :أحدهما ذين اضطلعوا بمعرف أهله ال

.ما يفتقر إليه االجتهاد

اد ، المعتبر غير :ي والثان ر االجته ا يفتق ارف بم ه ؛ وهو الصادر عمن ليس بع إلي

ه ر شه د بمجر يأألن حقيقته أن ة م ع ي ف طب وخ ، ي واألغراض الت اع وات ، اي . للهوى ب

أنزل ي الذ الحق ألنه ضد ؛ عدم اعتباره ي ف يةر م فال ، على هذا الوجه رد ص فكل رأي

.)٢( » اهللا تعالى

.)١٦٨٠-١٦٧١ رقم٥٦١-٥٦٠(الرسالة لإلمام الشافعي )١(

) .٥/١٣١(الموافقات للشاطبي )٢(

Page 8: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٨

:وهي شروط خمسة ، والمهم في هذا الباب ذآر شروط اعتبار القول وسواغه

شرط األول ون : ال ة أن يك غ رتب ه بل ه ، وأن م في ذي تكل العلم ال الم ب ن ع صادرا م

ه سألة التي ل ول االجتهاد في الم ا ق ه ؛ )١(فيه ا يجهل ه الكالم فيم ، ألن الجاهل ال يحق ل

!؟اءفكيف بمخالفة العلم

ه دل علي ا ي ى استدالل ، لكن مم اج إل ه : وهذا أمر ظاهر ال يحت ضاة «: ^ قول الق

ة ، فقضى به ، الحق عرف رجل.وواحد في الجنة اثنان في النار، :ثالثة . فهو في الجن

ار ، ي الحكم وجار ف ، به فلم يقض ، ورجل عرف الحق م يعرف . فهو في الن ورجل ل

ار فقضى للناس عن جهل ، ، الحق ة . )٢(»فهو في الن يم الجوزي ن ق ال اب ) ه٧٥١ت(ق

ا يفتي «: عقب الحديث زم بم فالمفتون ثالثة ، وال فرق بينهما ؛ إال في آون القاضي يل

ا ؛ ألن الجاهل ال وفي الحديث وعيد شديد لمن حكم بجه .)٣(»، والمفتي ال يلزم ل مطلق

أ ؟ ف إذا أخط واه ؛ فكي ي فت م إذا أصاب ف و آث لا ، فه م أص ه الحك ق ل ل ! يح ذا دلي وه

، الذي عليه عامة األصوليين الصواب ، وهو هذا القيد مبني على جواز تجزؤ االجتهاد ، وهو )١(

رازي )٢/٣٨٩(المستصفى للغزالي : فانظر تفاصيل آالمهم في ، )٢٦-٦/٢٥(، والمحصول للب ن الحاج سول الب ى ال صر منته ن ،) ١٢٠٧-٢/١٢٠٥(ومخت ستفتي الب ي والم وأدب المفت

صالح ي ) ٩٠-٨٩(ال وفي الحنبل ة للط صر الروض رح مخت ة ) ٥٨٨-٣/٥٨٥(، وش ، ونهايدي دين الهن صفي ال ول ل الكي ) ٣٨٣٣-٩/٣٨٣٢(الوص وني الم سؤول للره ة الم ، وتحف

ي ) ٣٤٥-٤/٢٤٣( اج الحنف ر الح ن أمي ر الب ر والتحبي ر ) ٣٩١-٣/٣٩٠(، والتقري ، والبحيم ) ٢١٠-٦/٢٠٩(للزرآشي المحيط ن الق وقعين الب وأصول ،) ٢١٧-٤/٢١٦(، وإعالم الم

) .٣٨٨٩-٨/٣٨٨٦( والتحبير شرح التحرير للمرداوي ،) ١٤٧٠-٤/١٤٦٩(الفقه البن مفلح

فهناك من برز في : وقد برز في عصرنا التخصص في اإلفتاء أآثر من أي زمن مضى ز بفقه األقليات اإلسالمية ، ومن برز في فقه السياسة االقتصاد اإلسالمي وفقهه ، ومن بر

بل األصل أن هؤالء . فيجب أن تكون منزلة هؤالء في تـخصصهم محفوظة مقدرة ...الشرعيةأقدر على إصابة الحق في تخصصاتهم من المفتي العام ، وإن قصرت علومهم في غير

. تخصصاتهم

، والنسائي في السنن الكبرى ) م/١٣٢٢رقم( والترمذي ،) ٣٥٦٨رقم(أخرجه أبو داود )٢( .، وهو جيد اإلسناد ) ٤/٩٠(، والحاآم وصححه ) ٢٣١٥رقم(، وابن ماجه ) ٥٨٩١رقم(

) .٢/١٩٤(إعالم الموقعين البن القيم )٣(

Page 9: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٩

ل الم الجاه ار آ دم اعتب ى ع ح عل اب: واض دم ، أص رع ع أثيم ف أ ؛ ألن الت أو أخط

!! االعتبار

.وقد نقل غير واحد من أهل العلم اإلجماع عليه

سياق و ذا ال ي ه م ف ن المه ن ال وم العلم وم ستحق الوصف ب ن ي ابط لم ع ض ض

.م في ذلك كيستحقه ؛ لكي ال ندع األهواء والتعصبات هي الح

اني شرط الث اع القطعي الصحيح : ال ا لإلجم ول مخالف الف . أن ال يكون الق ا خ فم

ه ؛ ألن ي بطالن ه ال شك ف ة فإن اع األم اعإجم ياإلجم ل قطع ا )١( دلي ال فيم ال احتم ، ف

.فه أن يكون صوابا خال

:اإلجماع القطعي قسمان )١(

مثل (قل العامة عن العامة الذي يعلم وقوعه من األمة ضرورة ، وهو ما آان من قبيل ن: األول وقد يرد النص القطعي بمضمون ). إيجاب فرائض اإلسالم الكبرى وتحريم الفواحش المعلومة

آتحديد موضع الكعبة بالتعيين الدقيق الذي هو (، وقد ال يرد ) آاألمثلة السابقة(هذا اإلجماع يكون قطعي الثبوت ، فيأتي آما أن النص قد ال ). عليه اليوم ، وآإجمال مواضع المناسك

» ال وصية لوارث«:ليجعله حكما مقطوعا به ؛ مثل خبر اآلحاد ، اإلجماع القطعي على حكمه ، فقد صرح أن حكمه في زمنه آان نقل ) ٣٩٩-٣٩٨رقم(، فانظر الرسالة لإلمام الشافعي

، ) ٨/٧٥٨ (– ضمن األم –عيوانظر اختالف مالك والشافعي لإلمام الشاف. عامة عن عامة في تفريقه بين إجماع العامة ، ) ١١٤-١٠/١٠٩ (– ضمن األم –واختالف الحديث له أيضا

. ال على أنه إجماع عامة ، مع تصريحه بأنه يأخذ بالسكوتي ، واإلجماع السكوتي

جوابي ، وتنبه إلى) ٤١(معجم مصطلحات أصول الفقه للدآتور قطب مصطفى سانو : وانظر .على استشكال فضيلته بما أوردته هنا

وهو أن يقول بعض مجتهدي األمة بحكم في واقعة ، وينتشر ذلك (واإلجماع السكوتي : الثاني ، إذا احتفت به قرائن تدل على ) الحكم بين المجتهدين في ذلك العصر ، فال يعارضه أحد منهم

، ومنه ) وهو ما احتفت به قرائن تفيد القطع(و قطعي قطعيته ؛ ألن اإلجماع السكوتي منه ما ه. ؛ فهو في ذلك آخبر اآلحاد ) فيما إذا لم تحتف به قرائن اليقين(ما هو حجة ظنية غير قطعية

. في الشرط الخامس ، وسيأتي الحديث عن مخالفة اإلجماع الظني

ه هو البين القطعية ، لظهور قرائنه إن اإلجماع السكوتي القطعي الذي ال يسوغ خالف: ولو قيل

Page 10: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٠

ره ـحذر في تحري شرط ومن عدم وجوده ، ولي ذا ال ويجب أن يتثـبت من وجود ه

ضا ر الـصحيحة أي ضه غي م . من دعاوى اإلجماع غير الصحيحة ، ومن دعاوى نق فك

ر د يكون االختالف المعتب ا من قول ادعـي فيه اإلجـماع ، إلسقـاط قول يخالفه ، وق فيه

ا . وشهيرا في آتب العلم .. واقعا ة ، والصواب أنه وآم من قول سوغ بأن مسألته خالفي

ومثل هذا التحرير يحتاج إلى اطالع واسع ، وفقه عميق ؛ لكي . إجماعية بخالف القول

.)١(وليحرر دعاوى االختالف، يقف صاحبه على مواضع اإلجماع

ة؟ ، )٢(اإلجماع أنواع آما أن هناك اختالفا في بعض ة؟ أم ظني هل هي حجة قطعي

ية ة استئناس ي قرين ا ه ة ، وإنم ست بحج ا لي ه . أم أنه تالف في ع، واالخ ك واق ل ذل وآ

ل ا . طوي اع عليه ي اإلجم ة ف اع المختلف واع اإلجم ين أن اوي ب ضا أن أس صح أي ال ي ف

وآل ذلك يحتاج . اته واالختالف فيها، وال في جهات اختالف العلماء فيه ، وال في درج

. إلى علم عميق ، وقدم راسخة فيه

ث شرط الثال دين : ال ة ال سلف وأئم وال ال وع أق ن مجم ول ع ذا الق رج ه أن ال يخ

وعين وال المتب سألة ؛ ألن دوران أق ي الم د ف ول جدي داث ق ول إح ي الق ون ف ال يك ، ف

ى السلف واألئمة المتبوعين على قولين في االخت نهم عل ا م الف أو ثالثة يتضمن إجماع

اد أن ى ضاللة ، واعتق ع عل ة ال تجتم ل ؛ ألن األم ك األقاوي أن الحق ال يخرج عن تل

وا إصابة الحق د أخطئ ا ق م جميع اويلهم ، وأنه ه = الحق خرج عن مجموع أق زم من يل

!اعتقاد أنهم قد أجمعوا على ضاللة

ة ن تيمي د «:وقال شيخ اإلسالم اب ه أح سبقه إلي م ي أخر ، ول ه المت رد ب ول ينف آل ق

ل . منهم ، فإنه يكون خطأ ن حنب د ب يس : آما قال اإلمام أحم سألة ل تكلم في م اك أن ت إي

لكان ذلك أولى في اجتهادي ؛ ألن القطعية المستفادة من قرائن خفية ، = الدالة على القطع . خذة العالم على عدم بلوغهاآالقطعية الخفية المستفادة من داللة النص ، ال يمكن مؤا

) .٢٧٢-١٩/٢٧١(مجموع الفتاوى البن تيمية :وانظر )١(

مثل اإلجماع السكوتي ، وإجماع الخلفاء األربعة ، واإلجماع الذي خالف فيه بعض أهله قبل انقراض )٢(

. وغير ذلك واإلجماع بعد االختالف ،عصره ،

Page 11: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١١

.)١(»إماملك فيها

وهو من أصح ما ، )٢(وهذا الشرط نص عليه عامة األصوليين من المذاهب األربعة

اق هم من القواعد األصولية ، ودليله السابق ذآره ، نسب إلى األئمة األربعة أنفس مع اتف

: العلماء عليه

) .٣٤/١٢٥(وانظره أيضا ) ٢١/٢٩١(مجموع الفتاوى )١(

رقم ( آما في تاريخ ابن معين برواية الدوري صرح به اإلمام أبو حنيفة نفسه ،وهو ما )٢(آما قال ابن حزم في ، وهو صحيح عنه ، )٢٦٧-٢٦٦(واالنتقاء البن عبد البر ، ) ٣١٦٣

) . ٣/٩٥٥(اإلعراب عن الحيرة وااللتباس

ة وانظر المصادر ة الحنفي رازي الحنفي : اآلتي صاص ال ي بكر الج الفصول في األصول ألبصري ، وا) ١٥٥-٢/١٥٤( سين الب ي الح د ألب ال ) ٥١٤-٢/٥٠٨(لمعتم ر للكم ، والتحري

ي ـهمام الحنف ن ال رين-اب زاه لألآث رحه -وع ي : وش اج الحنف ر الح ن أمي ر الب ر والتحبي التقرير ) ١٤٢-٣/١٤١ (- وعزاه لمحمد بن الحسن الشيباني -) ه٨٧١ت( سير التحري ، ونحوه في تي

ي ت اه الحنف ر بادش شاشي ،) ٣/٢٥٠( ه٩٧٢ألمي دين ال ام ال ول نظ ، )٢٠٩-٢٠٨( وأص ).٤٣٨-٣/٤٣٥(وأصول البزدوي مع شرحه آشف األسرار لعالء الدين البخاري

إحكام الفصول في أحكام األصول في عن آافة المالكية أبو الوليد الباجينقله: عند المالكية و لحاجب المالكي مختصر منتهى السول واألمل البن ا: هو المقرر في و ،)٥٣١-٥٢٧رقم(تحفة المسؤول في شرح مختصر منتهى السول للرهوني المالكي : ، وشرحه )٤٨٩-١/٤٨٢()٢٧٧-٢/٢٧٣. (

)١٨٠١ رقم ٥٩٦-٥٩٥ ( في موضعين منها في الرسالةيالشافع إلماما ذآره: وعند الشافعية ، والتي نص فيها أنه ، وطبقه عمليا ، آما في مسألة فدية الحمام والجراد )١٤٦٨ رقم٥٠٨(

وأنهم إذا اختلفوا لم يخرج عن مجموع أقوالهم، فانظر األم ، ترك القياس أخذا بأقوال الصحابة ) .١٢٦٧، ١٢٦٥ رقم ٥٠٦و٣/٥٠٤(لإلمام الشافعي

) ٩٣-٣/٩٠(فهو منسوب إلى معظم العلماء في التلخيص إلمام الحرمين : عليه أئمة الشافعية و ، واإلحكام في أصول األحكام لآلمدي ) ١٣٠-٤/١٢٧(ل للرازي المحصو: ، وانظر

، والبحر ) ٢٥٣٣-٦/٢٥٢٧(نهاية الوصول لصفي الدين الهندي الشافعي ، و) ٣٣٤-١/٣٢٩( ) .٥٤٣-٤/٥٤٠(المحيط للزرآشي الشافعي

١٦٣-١٦٢( مسائل صالح بن اإلمام أحمد ألبيه فانظر ، :وعند الحنابلة صرح به اإلمام أحمد )٤/١١١٣( العدة ألبي يعلى الفراء و، ) ٥٨٧قم ر

) .١٦٤٧-٤/١٦٣٨( التحبير شرح التحرير للمرداوي الحنبلي :وانظر أقوال أئمة الحنابلة في

Page 12: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٢

د «) :#٣٢٤ت(فقد قال اإلمام أبو الحسن األشعري وأجمعوا على أنه ال يجوز ألح

سلف ه : أن يخرج عن أقاويل ال وا علي ا أجمع ه ، فيم وا في ا اختلف ه ؛ ، وعم أو في تأويل

.)١( »يلهمألن الحق ال يجوز أن يخرج عن أقاو

اع : الشرط الرابع أن ال يكون القول المخالف صادرا عن أصل غير معتبر باإلجم

أو بالدليل القاطع على عدم ، الذي مضى عليه سلف هذه األمة قبل إحداث تلك األصول

ر ون غي ه أن يك ي علي الفرع المبن أولى ب ر ف ر معتب ان غي اره ؛ ألن األصل إذا آ اعتب

.ا معتبر أيض

ر ول الفرعي عن أصل غي ذا األمر ، وهو أن صدور الق وقد نبه العلماء على ه

ضا ر أي ر معتب رع غي ل الف ر يجع رهم . معتب ياق ذآ ك ال س ى ذل يههم عل اء تنب ن ج لك

دة ، لشروط القول المعتبر من غيره شرط عن ، بل في سياقات أخرى بعي ذا ال ذلك ه ول

!ف وآدابه آل ما وقفت عليه من آتب االختال

داد : من الظاهرية القياسففي الرد على نفاة ى عدم االعت م إل ذهب بعض أهل العل

اس و رد القي دهم ، وه ر عن ر معتب ود أصل غي ذلك ، أي لوج ي االختالف ل أقوالهم ف ب

اس . الجلي ي القي ول بنف وذهب آخرون إلى االعتداد بخالفهم مطلقا ، إلنكارهم نسبة الق

ق الجلي داد المطل سوغ عدم االعت ا ي ذا م إلى الظاهرية ، أو ألنهم لم يروا في خطئهم ه

ر : وفصل آخرون . )٢(بهم ر معتب ذه أصلا غي ان مأخ آنفي (بأن خالف الظاهرية إذا آ

ي اس الجل م يكن ) القي ذي ل رع ال ا الف ه ، وأم ي علي رع المبن ي الف م ف د بخالفه ، فال يعت

ونقل ابن القطان الفاسي ، ) ٣٠٧-٣٠٦(رسالة إلى أهل الثغر ألبي الحسن األشعري )١(

.)٢٦٥رقم(ه اإلقناع في مسائل اإلجماع هذا اإلجماع عن رسالة األشعري في آتاب) #٦٢٨ت(

لكن هؤالء لم يبينوا الموقف من خالف الظاهرية المبني على األصل غير المعتبر ، واآتفوا )٢( . من خطئهم ، فلم يستجيزوا إطالق القول بعدم االعتداد بأقوالهم هم أآثرابوبالنظر إلى أن ص

هو األقرب إلى اإلنصاف من عدم االعتداد وهذا الموقف من خالف الظاهرية وإن آان المطلق؛ لكنه أيضا لم يـجب عن إشكال بناء الظاهرية على األصل غير المعتبر ، وما هو

الموقف الصحيح تجاهه ؟

Page 13: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٣

و ذلك فه ه آ م في ه خالفه د ب الف معت وال ، . )١(خ دل األق و أع ث ه ول الثال ذا الق وه

.وأقواها دليلا ونظرا

ه أصحاب « :وممن فصل في ذلك إمام الحرمين ، حيث قال سلك يختص ب وآل م

وض سه منق و . الظاهر على القياسيين فالحكم بجن ر األصول القاضي أب ال حب وبحق ق

. ) ٣(» )٢( علماء األمة ، وال أبالي بخالفهم ووفاقهمإني ال أعدهم من: بكر

ك ي ذل الم ف ن الصالح الك رو اب و عم ام أب د أن ) ه٦٤٦ت(وأوضح اإلم ه بع ، فإن

ال ه ، ق تالف في ل االخ ة ، ونق الف الظاهري داد بخ ن االعت دث ع ت «: تح ذا أجب وبه

ستعينا ( الى، م ه ) : مستخيرا اهللا تع اه داود من مذاهب ا بن اس فم ى أصله في نفي القي عل

دليل ام ال الجلي، وما اجتمع عليه القايسون من أنواعه ، أو على غيره من أصوله التي ق

ه في = القاطع على بطالنها د ، وقول اع منعق ه إجم ى خالف ه عل فاتفاق من عداه في مثل

د . مثله معدود خارقا لإلجماع اء الراآ وط في الم سائل و، وآذلك قوله في المتغ ك الم تل

ر . )٤(الشنيعة فيه ، وآقوله في الربا فيما سوى األشياء الستة ه غي فخالفه في هذا وأمثال

وغيره من األئمة إلى عدم ) ١٣٥-٢/١٣٤(الفصول ذهب أبو بكر الجصاص في آتاب )١(البحر المحيط : انظر تفصيل من فصل في الكتب التالية االعتداد بخالف الظاهرية مطلقا ، و

البدر الطالع : مع شرحه -، وجمع الجوامع لتاج الدين السبكي ) ٤٧٤-٤/٤٧١(للزرآشي - ٢/٢٨٩(، وطبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي ) ٢/٣٨٠(لجالل الدين المحلـي

.)١٥٦٤-٤/١٥٦٣( ، والتحبير شرح التحرير للمرداوي )٢٩١

ينبغي أن يقيد ثناء إمام الحرمين على آالم الباقالني بما جاء في فاتحة آالمه ، وهو أنه ال يعتد )٢( .بخالفهم ووفاقهم فيما آان مأخذ الظاهرية فيه أصال غير معتبر

) .١٨/٤٧٢(نهاية المطلب للجويني )٣(

دة فيما سوى األصناف الربوية الستة المنصوص عليها لما آان مأخذ الظاهرية في مسألة الزيا )٤(مأخذا مبنيا على أصل غير معتبر ، وهو عدم األخذ بالقياس ، أصبح هذا القول الفرعي منهم

وهذا هو سبب عدم اعتبار هذا القول عند ابن الصالح ، وهو التقرير الذي . غير معتبر أيضا . اعتبار القول أو عدم اعتباره يؤيده النظر السليم في قاعدة

ولذلك فقد يقول فقيه آخر بقول الظاهرية غير المعتبر هذا نفسه ، ومع ذلك فقد يعد قوله معتبرا فمن حصر الربا في . ، بل قد يجب اعتباره ؛ ألنه بناه على أصل معتبر ، غير أصل الظاهرية

علة تحريم الربا لم تظهر له ، فجعل تحريم الربا أمرا األصناف الستة الواردة في النص ؛ ألن

Page 14: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٤

دليل ى خالف ال ع عل اد الواق ه ، واالجته ع ببطالن ا يقط ى م ا عل ه مبني ه ؛ لكون د ب معت

نقض القاطع آاجتهاد من ليس من أهل االجتهاد ، في إنزالهما بمنزلة ما ال يع ه ، وي د ب ت

رر . الـحكم به د تق اد ، وق ـزؤ منصب االجته ول بتج دليل الق ت ب ه يثب وهذا الذي اخترت

.) ١(»جواز ذلك ، وأن العالم قد يكون مجتهدا في نوع دون غيره

.ولذلك أمثلة عديدة ليس هذا موطن ذآرها

ه أن ال يكون القول م : الشرط الخامس ة في داللت ، خالفا لدليل ثابت واضح القطعي

سكوتي اع ال ا ، وآاإلجم ي قطعيته ة الواضحة ف ة القطعي ة ذات الدالل آالنصوص الثابت

ر االختالف المعتب دليل )٢(الظني المتحقق غير المنقوض ب ـخالف ال ه ال يجوز أن ي ؛ ألن

دعوى ه ؛ إال ب ه الظني ممن ال يخالف في ثبوت ه وفي داللت فالحديث . الخالف في فهم

تعبديا ، يكون قوله حينئذ قوال معتبرا ؛ آما ذهب إليه إمام الحرمين الجويني وتقي الدين

) . ١٠/٢٣١(السبكي ، فانظر طبقات الشافعية

. خطأ مطبعي ظهر أنهام، مع تصويب ) ٥٣ رقم٦٩-٦٨(فتاوى ابن الصالح )١(

بنفي وجود أي فارق معتبر بين األصل والفرع ، الذي يقطع فيه: لم أذآر القياس الجلي )٢(وال يـحتمل فيه أن يتخلف عن جميع فروعه الفقهية ؛ ألن تسمية هذا الدليل بالقياس مجرد

نه مقطوع اصطالح ، وإال فهو في الحقيقة من داللة النص ؛ ألنه أقوى من داللة الظاهر ؛ وألدخول النساء في خطاب الذآور ؛ باإلجماع ؛ إال ما دل النص على : ومثاله . بتناول النص له

.استثنائهن فيه

يسوغ خالفه في الفتوى، وقد وجدت أن تقي الدين السبكي قد ذآر القياس الجلي ضمن ما ال وهو . لتنبيه على ذلك ، فأحببت ا) ٣٨٨(^ السيف المسلول على من سب الرسول : في آتابه

مذآور أيضا فيما ينقض به قضاء القاضي عند المالكية والشافعية والحنابلة ، آما في الحاوي ، ) ١١٨٩٧رقم٤٧٤-١٨/٤٧١(، ونهاية المطلب للجويني ) ٢٤١-٢٠/٢٣٩(للماوردي

، ) ١/٦٢(، وتبصرة الـحكام البن فرحون المالكي ) ٣٠٦-٧/٣٠٥(والوسيط للغزالي وهو من قياس (بل أضاف الماوردي قياس التحقيق ) . ٣٤٥، ١١/١٥٢(الفروع البن مفلح و

. إلى القياس الجلي ، فيما ينقض به قضاء القاضي ؛ وفي إطالق ذلك نظر ) الشبه

معجم المصطلحات األصولية للدآتور قطب مصطفى سانو : وانظر لتعريف القياس الجلي )٣٤٩-٣٤٨.(

Page 15: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٥

دعوى ه ؛ إال ب ة ممن يعترف بثبوت ه القطعي زام بداللت دم االلت النبوي الثابت ال يجوز ع

زاع ا الن م يجز فيه ة ل ة إذا آانت قطعي ه ، والدالل شأن في . الخالف في داللت ذلك ال وآ

ه اإلجماع السكوتي الظني الثبوت ؛ فإنه دليل صحيح ال يجوز أن ي ان أن الف ؛ إال ببي خ

.منقوض

ذي تكون سأن االختالف ال يكون : ويتضح من عبارة هذا الشرط ائغا في الدليل الة ، وليست ر شرط في الدالل ذا التحري ى ه اء عل ة بن ة ، فالقطعي داللته واضحة القطعي

.شرطا في الثبوت

رى ارة أخ و : وبعب ي الثب دليل قطع ان ال واء أآ وت س ي الثب ر قطع ال ، ت أو غي ف .بمطلق الثبوت .. تسوغ مخالفة واضح قطعيته الداللية ، ما دام ثابتا

اء التي )١(فإذا بدأنا باإلجماع السكوتي الظني ة إجماعات الفقه ، فال يخفى أن عامك رون يذآرونها في تفاريع المسائل الفقهية هي من قبيل هذا اإلجماع الظني ، ومع ذل ي

ا سكوتيا . االحتجاج بها الزما ، ويؤثمون من يخالفها وال يجوز ألحد أن يخالف إجماعه ق علي ل متف اع المرآب . )٢(صحيحا ؛ ألنه دلي تج باإلجم عدم الخروج (إذ آل من اح

.القطعي ، والظني: ، وذآر قسميه باإلجماع السكوتيسبق التعريف )١(

:الخالف المعتبر في اإلجماع السكوتي ال يخرج عن أحد أمور ثالثة )٢(

.االختالف في حقيقته ، وبالتالي في مأخذ ودليل حجيته : أولها

.االختالف في درجة حجيته ، هل هو ظني أم قطعي : وثانيها

المسائل الجزئية منه ، هل تحقق في إحدى تلك المسائل اإلجماع الذي يفيد الظن في : وثالثها . في أقل أحواله ، أم لم تتحقق هذه اإلفادة منه

فإن وقف ضعيف التحرير على نزاع أحد العلماء في حجية أحد تلك اإلجماعات ، ظن أنه سبب نزاعه أمر آخر ، وهو راجع مبني على عدم احتجاجه باإلجماع السكوتي ، غافال عن أن

إما إلى وجود خالف ينقض دعوى اإلجماع ، أو إلى عدم توفر شروط إفادة الظن من ذلك ويدل على ذلك أنك ال تجد إماما متبوعا إال وقد احتج باإلجماع . اإلجماع السكوتي المدعى

.حتجون إال باإلجماع القطعي السكوتي في بعض المسائل ؛ إال الظاهرية ، حيث إنهم ال ي

ولذلك لم يحتج ابن حزم بالقياس ، وال : عدم االحتجاج إال بالقطعي : وهذا هو منهج الظاهرية باالستقراء ، ولذلك أيضا ادعى أن خبر اآلحاد الذي اجتمعت فيه شروط القبول الظاهرة يفيد

Page 16: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٦

سلف وال ال ذ ) عن مجموع أق سكوتي الصحيح ؛ ألن مأخ اع ال ه االحتجاج باإلجم يلزمى اسم االحتجاج رب إل ه أق سكوتي ، مع آون اع ال باإلجماع المرآب موجود في اإلجم

ى صورته اع وإل ن= اإلجم ى م ان أول اج، فك ب باالحتج اع المرآ واغ اإلجم دم س وبع

. مخالفته

ي الف ف ائغا ؛ إال إذا خ ي س سكوتي الظن اع ال الف اإلجم ن خ الف م ون خ وال يك

أ : صحة إجماع معين منه ا ب ة إم سألة الفرعي ك الم ر في تل دعي وجود خالف معتب ن ي

ل . التي نقل فيها اإلجماع ، يدل على عدم انعقاد اإلجماع وإما بأن تكون المسألة التي نق

اب فيها اتفاق العلماء من المسائل التي ال تعم بها البلوى ال غي ا احتم ، ولذلك فيقوى فيه

صل إل م ي ا ، وإن ل ع فيه تالف خالف واق ذا االخ ا ه ي . ين الف ف ان خالف المخ إن آ ف

ان ا إذا آ صحة ذلك اإلجماع المعين بناء على أحد هذين االعتراضين فخالفه سائغ ؛ أم

د ذا أح صحيح أصال ، وأن ه سكوتي ال اع ال اج باإلجم دم االحتج ى ع ا عل ه مبني خالف

ذا األصل خال = أصوله الف فمثل هذا يكون خالفه القائم على ه ه خ ائغ ؛ ألن ر س ا غي ف

.دليال متفقا عليه

: فإذا انتهينا من اإلجماع السكوتي ، نقف عند الحديث النبوي الظني الثبوت

ا ال ة هو م ام الفقهي وال يخفى أن عدم اشتراط قطعية الثبوت في دليل تفاريع األحك

ر ـحتج بخب ل من ي اد يخالف فيه آ روع الفقه اآلح ة في الف م وعام سلف آله م ال ة ، وه ي

وإنما خالف أآثر المتكلمين في حجية خبر اآلحاد . المتكلمين من أتباع المذاهب األربعة

.في العقائد فقط ، دون الفروع الفقهية

د ه أح ة ، فال يجوز أن يخالف روع الفقهي وما دام خبر اآلحاد حجة باإلجماع في الف

ا ) . نسخةعدم (أقر بثبوته وبإحكامه سائغ ، آم ر ال م الخالف غي دم الجواز هو حك وع

اح اد في . سيأتي ، وليس حكم االختالف السائغ المب ر اآلح ك أن عدم االحتجاج بخب ذل

.الفروع الفقهية مخالف لإلجماع القطعي ، فلم يكن قوال سائغا

. االحتجاج إال بالقطعي العلم مطلقا ؛ لكي يمكنه االحتجاج به ، على قاعدته بعدم

آتاب االستقراء وأثره في القواعد األصولية والفقهية : انظر لموقف الظاهرية من االستقراء ) . ٢٦٦، ٢٦٣، ١٥٨(للطيب السنوسي

Page 17: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٧

.وستجد في أصل هذا المقال المختصر منه أقوال العلماء فيه

ى نزاعه وال ي ا عل الف مبني ان خالف المخ شرط شيء ؛ إال إذا آ ستثنى من هذا ال

ة شروط ائغا بثالث ون االختالف س دها يك دليل ، فعن وت ال ي ثب ي ، ف ه ف ون خالف ال يك

:ثبوت الدليل سائغا إال بها

صا في : األول اء الحديث ، متخص ا من علم وت عالم الف في الثب أن يكون المخ

م وم عل ائق العل ي دق ة ف ا ، وخاص وم آله ي العل رط الخوض ف ذا ش سنة ؛ ألن ه د ال نق

.وعويص مسائلها ، آنقد السنة وتمييز الصحيح من السقيم

ه أصال : الثاني ة (أن يكون الدليل مما يجوز االختالف في ثبوت ر قطعي سنة غي آال

سنة ) الثبوت ث ال ريم وأحادي ا ، أما آيات القرآن الك ع عليه ة عن (المجتم ل العام من نق

. فال يجوز الخالف في ثبوتها ؛ ألنها قطعية الثبوت )١()العامة

في النقد والتمييز، السنةأن يكون خالفه في الثبوت مبنيا على منهج أئمة : والثالث

سنة ه بال م ل ن ال عل نهج م ن(دون م ر م ل غي صاص أه سنة االخت ا بال ا ). وعلومه وإنم

ي ) أوال: (طنا هذا الشرط لسببين اشتر نهج العلم دها هو الم سنة في نق ألن منهج أئمة ال

نهج المحدثين دي سوى م نهج نق ز ، فال وجود لم نهج ، الوحيد للنقد والتميي اك م وال هن

د؛ إال إن ضينا مقترح بديل عنه أصلا، حتى يمكن أن نتخير أو نوازن بين مناهج النق ارت

ذي أجمعت ) ثانيا. (و الجهل أو الهوى منهجا ه نهج ال أن منهج المحدثين النقدي هو الم

ا ا آتاب الى هم اب اهللا تع د آت ابين بع األمة على صحته ، بمثل إجماعها على أن أصح آت

اع ا ، : البخاري ومسلم ، وعلى هذا اإلجم ا ومتكلموه دثوها ، أثريوه ة ومح اء األم فقه

ك ى ذل اع هؤالء .جميعهم عل ا يعني إجم ة (مم ة قاطب اء األم م علم نهج ) وه ى أن م عل

ا هو ا ، ومنهجهم الشيخين هو أصح منهج لنقد السنة وتمييز الثابت من غير الثابت منه

.أيضا منهج المحدثين المعلوم المدون في مصنفات علمهم ، باإلجماع على ذلك

تـخميس الصلوات المفروضة ، وبيان عدد رآعات آل فرض منها ، وترتيب أوقات : مثل )١(

، وأن الكعبة التي ) وهكذا.. شروق ، وأن الظهر هو الذي يليه أن الفجر قبل ال(أدائها إجماال .ونحو ذلك ... ^ يطوف حولها الناس إلى اليوم هي عينها الكعبة التي طاف حولها النبي

Page 18: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٨

ا لتدقيقا إعادة عند تظهر آما(وهذه الشروط الخمسة ى )١( )فيه ا إل ور مرجعه أم

وأن يكون صادرا عن أصل ، )أوال(أن يكون القول صادرا ممن له حق االجتهاد : ثالثة

ا (وأن ال يكون قوله مخالفا لدليل ثابت واضح القطعية في داللته ، )ثانيا(معتبر ؛ ) ثالث

ا إذ بمخالفته لذلك الدليل القطعي نقطع بكونه ال اال راجح حظ له في الصواب ، ال احتم

ي .. فيه ت القطع دليل الثاب ه ال ذا هو معنى مخالفت ا ؛ ألن ه اال مرجوح إذا . وال احتم ف

وال الف ق ول المخ ون ق وال ، يك ن األق ول م الف ق ي خ ة ف ور الثالث ذه األم ت ه تحقق

.معتبرا وخالفه سائغا

.وهذا هو ضابط ذلك ، الف المعتبر هي شروط عد القول من االختهذه

اب من ذآره هذه الشروطويتضح ذا الب ر له ر في التنظي نقص الكبي ا ، مقدار ال وم

تثمار وعي االختالف االس ين ن ق ب ذا التفري تثمار ه سيؤدي إليه هذا النقص من عدم اس

. وجاءت أآثر آداب االختالف مبنية على مراعاته ، الذي وضع التقسيم ألجله

.تقل بعد ذلك لبيان أهم اآلداب التي تتعلق بهذا التقسيم لنن

، في آتاب مستقل أو ضمن آتب ) وهي شروط تسويغ االختالف(آل من آتب في مسألتنا هذه )١(

عدم مخالفة اإلجماع : األول: ليه ، يكتفي بذآر شرطين اثنين األصول ، وحسب ما اطلعت عباب «لكن علماء األصول نصوا في ) . في الثبوت والداللة(عدم مخالفة دليل قطعي : ، والثاني

» باب اإلجماع«، ونصوا في ) وهو الشرط األول عندي(على شرط العلم » صفات المفتيفقمت ) . وهو الشرط الخامس عندي(ال السلف على شرط عدم الخروج على مجموع أقو

بجمع هذه الشروط ، لتكميل بعضها بعضا في تحرير شروط القول السائغ ، وأضفت إليها ، مبينا سبب هذه لمقال اأصل هذا الكتاب الذي هو ، آما أوضحت ذلك فيالرابعالشرط

.ودليلهااإلضافة

Page 19: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

١٩

حكم االختالف السائغ وغير السائغحكم االختالف السائغ وغير السائغ والموقف منهماوالموقف منهما

ما دمنا لم نختلف في أصل التفريق بين نوعي االختالف ، وأن منه ما هو اختالف

د من ائغ ، فال ب ر وال س ر معتب ا هو اختالف غي اك معتبر سائغ ، ومنه م أن يكون هن

ع اختالف ا يتب ضا فيم ا أي رق بينهم اك ف ا ، وأن يكون هن وع منهم م آل ن فرق في حك

م راق الموقف : الحك ن افت وعي االختالف ، وم ن ن د م ل واح صورنا لك راق ت ن افت م

.منهما ، ومن افتراق الموقف من صاحب آل اختالف منهما

ع فهنا إذن آداب تـخص آل نوع من ا من أرب اين بينهم نوعي االختالف ، تبين التب

:من جهة التصور ، والحكم ، والموقف من القول ، والموقف من القائل : جهات

: التصور : أوال

سائغ تالف ال ي االخ ـيا فاألصل ف ه ظن رجيح في ون الت ون )١( أن يك ى أن يك ، بمعن

ولين ، يرج د الق رجح أح ذي ي ة الظن بصحته، العالم ال ى غلب بطالن حه عل وال يقطع ب

وع من االختالف . القول المخالف أ ، : وآما قيل في هذا الن ولي صواب يحتمل الخط ق

. )٢(وقول المخالف خطأ يحتمل الصواب

سائغ ر ال تالف غي صور االخ ا ت ة : أم ه ، بأدل وع ببطالن الف المقط و الخ فه

ي ة ف حة القطعي ة واض ا ثابت الف ، . داللته أ المخ ة وبخط أ المقال زم بخط فنج

.وال نتردد أن الصواب في غيرها

سائل وهو األغلب لدى العلماء المتأخ )١( ة الم شقيقات في أدل رين ، بسبب تناقص العلم ، وتزايد الت

، فضال عن الوصول ) الظني(لدى المتنازعين ، مما يـعسر الوصول إلى الصواب بالرجحان تقامة . إليه بالقطع اب االس ل محرر، في آت الم طوي ة بك ن تيمي ه شيخ اإلسالم اب ص علي ا ن -٦(آم

٦٩(.

، واألشباه والنظائر البن ) ٨٨٣ رقم ١٧٧(في التعريفات للجرجاني ) الصواب(انظر تعريف )٢( .، وهو قول منسوب إلى اإلمام الشافعي ، ولم أجده في مصدر أصيل مسندا إليه ) ٣٨١(نجيم

Page 20: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٠

:الحكم : ثانيا

صري سن الب ه الح ا قال ه م تالف بنوعي م االخ ان حك ي بي سلف ف الم ال ن آ م

الى ) ه١١٠ت( ه تع سير قول ي تف : هــود[) پ ڀ ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺٺ ٿ ٿ (ف

ة « :]١١٩ - ١١٨ ل رحم ا أه ضرهم أم ا ي ون اختالف إنهم ال يختلف ين . )١(» اهللا ف فب

أن : ومفهوم ذلك . أن أهل العلم والفضل يختلفون اختالفا مباحا ال يضرهم ) رحمه اهللا (

.من سواهم يختلفون اختالفا ضارا ، وهو االختالف المحرم

وال ، مهما محر أحد : من وجهين االختالف« :وقد سبق نقل قول اإلمام الشافعي

.)٢(»أقول ذلك في اآلخر

:الموقف من القول : ثالثـا

: فاألصل في االختالف السائغ أنه ال يجب الرد على القول الذي تـخالفه منه ؛ ألنه مباح لقائله أن يقوله ، -

. فليس منكرا من المنكرات التي يلزم إنكارها على القادر حب القول اآلخر أن يبين ترجيحه المخالـف ؛ ألن القول ولكن يجب على صا -

الراجح عند العالم هو ما يدين اهللا تعالى به ، فيجب بيانه ، وال يجوز آتمانه ؛ ڻ ڻ ٹ ٹ ۀ ۀ ہ ہ ہ ہ ه ه ه ه ےے ۓ ۓ ڭ ڭ (لقوله تعالى

پ پ پ ڀ ٱ ٻ ٻ ٻ ٻ پ( ، وقوله تعالى ]١٥٩: البقرة[ )ڭ . ]١٨٧: آل عمران[ )ڀ ڀ ڀ ٺ ٺ ٺ ٺ ٿٿ ٿ ٿ ٹ

فإن لم يتم بيان الراجح عندك إال بالرد على القول المخالف وأدلته ؛ فما ال يتم - .الواجب إال به فهو واجب ؛ ولذلك يجب حينها الرد على القول المخالف

ا إذا آانت ال«:وقد قال إمام الحرمين ـدا فيه سألة مـجتـه اء : م ى العلم فال يجب عل

ى تم عل ا ؛ فال يتح ا به إظهار إنكار على من قال فيها بقول لم يراغم فيها حجة مقطوع

.)٣( »بقية العلماء صد القائل عن قوله

ان ن آ إو«: وقال اإلمام النووي ، وهو يتحدث عن إنكار المنكر ودرجات ما ينكر

دخل ومما يتعلق باالجتهاد ، قوال ، فعال واأل من دقائق األ وام م ه لم يكن للع م ، في وال له

) .١٢/٦٣٨(تفسير الطبري )١(

) .١٦٨٠-١٦٧١ رقم٥٦١-٥٦٠(الرسالة لإلمام الشافعي )٢(

) .٣/١٠١(م الحرمين التلخيص إلما )٣(

Page 21: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢١

ا أ إثم العلماء .بل ذلك للعلماء ه ؛ نكارإ ه عم جنما ينكرون م ا المختل ، علي ه فال ف أم في

.)١(»نكار فيهإ

ا خالف األ ا وقد يجب الرد على القول السائغ ألسباب أخرى ؛ لكنه ه ؛ آم صل في

. قدمناه

سائغ تالف ال ي االخ وح ف ول المرج اه الق وب تج ف المطل و الموق ذا ه : ه

ه ق تجاه ب المطل ا أن الواج ه : فبين راجح بدليل ان ال و بي د . ه ب المقي ا أن الواج وبين

ه : تجاهه ه بالحاجة إلي د وجوب ه مقي ا إذا ، هو الرد على القول المرجوح ، وأن ك فيم وذل

ده ول المرجوح عن ذآر الق ى المرجوح ؛ في الرد عل تم إال ب راجح ال ي ول ال آان بيان الق

. وأدلته بإنصاف ، ثم ينقضها دليلا دليلا

د ، وهو ابقه وأش د أضيق من س ضا بقي د أي : وهناك واجب آخر ، لكنه واجب مقي

ر . تسمية المردود عليه د فتسمية المردود عليه شيء غي الم ق ول؛ ألن الع ى الق رد عل ال

.)٢(بمعنى أنه ال يسميه، يرد على القول، من دون رد على قائله

ه النبي : واألصل في ذلك ان علي ر ممن أنكر ^ما آ ين أسماء آثي ب تعي من تجن

ون : آان يقول ^ عليهم قوال أو فعال ، وأنه ذا ، أو يفعل ذا وآ ون آ ذا ما بال أقوام يقول آ

ه ^ ، الذين سألوا أزواج النبي ^آما في حديث النفر من أصحاب النبي .وآذا عن عمل

ال آآل اللحم ، وقال بعضهم : ال أتزوج النساء ، وقال بعضهم : في السر ؟ فقال بعضهم

د النبي . ال أنام على فراش : ال ^ فحم ه ، فق ذا « : اهللا وأثنى علي الوا آ وام ق ال أق ا ب م

ساء ؛ فمن رغب عن سنتي وآذا ، ل زوج الن ام ، وأصوم وأفطر ، وأت كني أصلي وأن

ه ، )٤(في مواقف عديدة ^ وآذلك فعل . )٣( »فليس مني ك من هدي ومن ^ حتى عرف ذل

.حسن معشره

) .٤٩ شرح الحديث الذي برقم٢/٢٥(شرح صحيح مسلم لإلمام النووي )١(

أقصد بعدم التسمية العدم التام ، أما أن يدع التسمية الصريحة مع وصفه بما يعرفه به عامة من )٢( . عن ذلكيقف على رده ، فهذا لمز ، وهو أشد أذى من التسمية الصريحة ، وسيأتي الحديث

. ، واللفظ له ) ١٤٠١رقم (، ومسلم ) ٥٠٦٣رقم (أخرجه البخاري )٣(

.)٢٣٥٦رقم (، وصحيح مسلم ) ٦١٠١، ٧٥٠، ٤٥٦رقم (انظر صحيح البخاري )٤(

Page 22: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٢

سائغ (ومن مسائل زام : )الموقف من االختالف ال ائغا فال يجوز إل ه س ه لكون أن

.آم وال من غيرهالناس بترآه ، ال من الحا

اء المصنفون ف «:وقال شيخ اإلسالم ابن تيمية المعروف يولهذا قال العلم األمر ب

ره شافعي وغي ة ال :والنهي عن المنكر من أصحاب ال سائل االجتهادي ذه الم ل ه إن مث

تكل ،باعه فيها بات الناسمزلوليس ألحد أن ي نكر باليد ، ت الحجج العلمي ولكن ي ا ب ،ةم فيه

.)١(»فال إنكار عليه اآلخر، القول أهلد ومن قل ،هـعـبـ القولين ت أحد له صحةنـفمن تبي

ك ى ذل اع عل ة اإلجم ن تيمي يخ اإلسالم اب ل ش د نق ل لق ال )٢(ب اآم «: ، فق يس للح ول

ه إ و سوغ وغيره أن يبتدئ الناس بقهرهم على ترك ما ي زامهم برأي اده ل ، ااق ف ات : واعتق

.)٣(» واالختالفق وأفضى إلى التفر ،ه لجاز لغيره مثل ،لو جاز هذاف

ه را من اآم ال نظ ن الح زام م ان اإلل و آ ا ل ى م الم عل يخ اإلس الم ش ـحمل آ وي

للمصلحة العامة ، ودرءا للمفسدة ، فهذا ال يكون إال تسلطا مفضيا إلى التفرق والخالف

ى ) . سالمآما قال شيخ اإل ( ه إل را من سائغة نظ وال ال زام الحاآم بأحد األق أما إذا آان إل

.المصالح العامة ، فجائز، وتجب طاعته فيه

ه ن أقوال ول م أي ق ذ ب ه األخ وز في سائغ يج تالف ال ى أن االخ ي عل ذا مبن : وهدا دليل المرجح ، أو تقلي ه ال ضبطا لمن إما ترجيحا بالدليل لمن الح ل ه من م يظهر ل ل

فال يجوز اإلنكار في مسائل االختالف السائغ على من اتبع أي قول من .وجه الرجحان ا ا دام مبتغي را ، م ا معتب ده عالم ى تقلي دليل أو عل أقواله ، سواء أآان اتباعه بناء على ال

.الحق في اتباعه أو في تقليده

:الموقف من الخالف غير السائغوأما .) وهو بيان القول الحق(اهه ففوق الواجب المطلق تج -ما أمكن ذلك ، فهناك واجب مطلق آخر تجاهه ، وهو وجوب مناصحة صاحبه -

، )آما سبق في بيان حكمه(؛ ألن الخالف إذا آان غير سائغ فهو محرم والفعل المحرم إذا وقع من المسلم وجب على المسلمين نهيه عنه ، بما

) .٣٠/٨٠(مجموع الفتاوى )١(

.سياق آالمه آان عن القضاة ، لكن الفتوى في ذلك أولى )٢(

) .٣٣٣(االختيارات للبعلي : ، وعنه في ) ١١/١١٠(الفروع البن مفلح )٣(

Page 23: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٣

. )١(مصلحة االنتهاء عن المنكر طيعونه من أقرب األساليب التي تـحققيستفإن آان المسلم متأوال ، فهو أولى بالتلطف معه ؛ ألن تأوله األصل فيه

فالقول حينها وإن آان إثما ؛ إال أن قائله غير . ومقتضاه أنه مانع عنه التأثيم وتقوى أولوية . جتهاد في طلب الحق آثم ، بل األصل أنه مأجور أجر اال

التلطف معه إذا آنا نتحدث عن عالم له فضله وبالؤه في خدمة اإلسالم والمسلمين ؛ فإن صدور القول غير سائغ منه ال يلغي محاسنه ، وال يسقط

.حقوقه الجليلة على أمته قعه ، وبما يحقق ثم للعالم أن يصف القول غير السائغ بالوصف المطابق لوا -

فال يشنع على القول بما ليس فيه ، وال يلزمه . المصلحة ، ويدفع المفسدة آما أنه يراعي في ذلك آله المصلحة والمفسدة ، فقد . اللوازم التي ال تلزم منه

يسكت عن بعض األوصاف ، بعد بيان الحق ، لكون الحق قد ظهر بدونها ، أو .وصاف أعظم من مصلحة عدم الذآر لكون مفسدة ذآر تلك األ

أن : فقد ذآرنا سابقا : أما ذآر اسم صاحب القول غير السائغ عند الرد عليه -السائغ وغير (األصل فيه عدم ذآر اسم المردود عليه ، في االختالفين آليهما

لك من وقد ذآرنا أدلة ذ. ؛ إال إذا لم يتم واجب الرد وبيان الحق إال به )السائغ .السنة ، ومن فعل السلف

ذلك، هذا إن آان صاحب القول غير السائغ عالما له فضله وبذله ، أما إن لم يكن آ

ى م يترتب عل ه ، ول ه لجهل اس من ه ، أو تحذير الن وآان في ذآر اسمه مصلحة ، بتأديب

ننسى فيشرع ذآر اسمه ، بشرط أن ال = ذلك مفسدة أآبر من مفسدة السكوت عن اسمه

.)٢(أيضا حقه اإلسالمي العام ، مهما بلغ خطؤهواالختالف غير السائغ ال يجوز اعتماده في الفتوى ، وال العمل به إن أفتـي -

وقد سبق ذآر بعض آالم األئمة . ال اجتهادا وال تقليدا ؛ ألنه باطل شرعا ، به

إذا أتى المسلم ما يستنكر عليه فقد وجب على المسلمين نصحه ، ووجب عليهم في الوقت نفسه )١(

وهنا يقع الخلل عند بعض الناس من . مراعاة حقوق أخوته اإلسالمية ، التي لم يزل مستوجبها المنكر على جانب حق األخوة ، فيقسو الـمنكر على إما بتغليب جانب النهي عن: إحدى جهتين

أخيه المسلم فوق ما قد يوجبه اإلنكار ، فيقع حينئذ هذا الـمنكر نفسه في منكر آخر ، وهو أنه وإما بتغليب جانب الحقوق ، فيقصر في . سلب أخاه المسلم حقا واجبا من حقوقه اإلسالمية

والتوفيق بينهما سبيل من أوتي . النهي عن المنكر والنصح ألخيه واجب األمر بالمعروف و ! الحكمة ، وقليل ما هم

وإنما ذآرت هنا . وسوف يأتي الحديث عن الموقف من صاحب االختالف السائغ وغير السائغ )٢( مسائل مسألة ذآر اسم المردود عليه ؛ الرتباطها بالرد على القول ، والرد على القول من

. ال من القائل ،الموقف من القول

Page 24: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٤

خرى جاءت عن لكن هناك عبارات أ. بما يغني عن إعادته، )١(في ذلك وعن علماء السلف رحمهم اهللا تعالى ، تبين موقفهم الشديد من الصحابة

الخالف غير السائغ ، وتظهر عظيم خوفهم من انتشاره ، وحرصهم على . إماتته وعدم االفتتان به ، مما يدل على شدتهم الحكيمة في موقفهم منه

:العبارات التالية : ومن هذه العبارات

اب، « : قال عمر بن الخطاب افق بالكت دال المن الم ، وج ة الع دم اإلسالم زل يه .)٢(»وحكم األئمة المضلين

ليمان التيمي ة س ابعي الثق ال الت الم ، « ) : ه١٤٣ت(وق و أخذت برخصة آل ع ل . )٣(»الشر آله اجتمع فيك

ر د الب ه آ ) ه٤٦٣ت(فتعقب اإلمام أبو عمر ابن عب ا في باب ذا وآالم الم التيمي ه .)٤(»خالفاهذا إجماع ال أعلم فيه «: بمعناه ، بقوله

ام ال اإلم س« : األوزاعيوق راق خم ول أهل الع ول أهل ،ا نجتنب من ق ومن ق

، في الفجر في رمضان واألآل ، المسكر بر ش : من قول أهل العراق .االحجاز خمس

ة أمصار ، وال جمعة إال في سبعة وتأخير صالة العصر حتى يكون ظل آل شيء أربع

ين والجمع ، المالهي استماع : ومن قول أهل الحجاز . والفرار يوم الزحف ، أمثاله ب

دا بالنساء ، والمتعة ، الصالتين من غير عذر دينارين ي دينار بال والدرهم بالدرهمين وال

.)١(»)٥(وإتيان النساء في أدبارهن بيد ،

Error! Bookmark not defined. ،Error! Bookmark not(انظر )١(

defined. ،Error! Bookmark not defined.-Error! Bookmark not defined. ،٢٤-Error! Bookmark not defined.. (

، والبيهقي في ) ٢٢٠رقم (، والدارمي في سننه ) ١٤٧٥رقم (أخرجه ابن المبارك في الزهد )٢(، وغيرهم ممن تجدهم في تخريج الكتابين السابقين ، وإسناده ) ٨٣٣رقم( المدخل إلى السنن

.صحيح

، وابن ) ٣٢/ ٣(، وأبو نعيم في الحلية ) ١٣٢٦رقم(أخرجه أبو القاسم البغوي في الجعديات )٣( ) . ١٧٦٧، ١٧٦٦رقم (عبد البر في جامع بيان العلم وفضله

) .٢/٩٢٧(جامع بيان العلم وفضله البن عبد البر )٤(

ة في هذا ال عقبها العبارات المذآورة هذه العبارة ، وفي في )٥( ة ، نجد أن سياق عن األئم د األئم قى ، قد يكون مقصودهم من خالف مسائل أوردوا ا عل ـل به ذآرها في هذا السياق ضرب الـمـث

Page 25: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٥

سمعت يحيى بن سعيد القطان : سمعت أبي يقول « : ال عبد اهللا بن اإلمام أحمد وق

ة في : لو أن رجلا عمل بكل رخصة : يقول ل المدين ذ ، وأه ة في النبي ل الكوف ول أه بق

.)٢(»فاسقا آان به = ، وأهل مكة في المتعة )يعني الغناء( السماع إلزام الناس به ، وال تجب طاعته واالختالف غير السائغ ال يجوز للحاآم -

حتى لو ادعى الحاآم أن المصلحة المعتادة تستدعيه ؛ ألنها طاعة في ، )٣(فيهوال تلزم طاعة الحاآم فيما األصل أنه معصية ؛ إال إذا آان الحاآم قد .معصية

آأن يقتطع من أموالهم المحرمة عليه . أخذ بها ضرورة ، ولدفع مفسدة أعظم فتجب طاعته حينها ، من باب . ا بالعدل ، لدفع عدو ظالم ينوي استئصالـهم قدر

. أن الضرورات قد أباحت لهذا الحاآم المحظورات سائغ ، ر ال ول غي شار الق ع انت ى من اء عل ا للعلم ون معين اآم أن يك ى بالح ل األول ب

در المستطاع ه ، ق ع العمل ب اآم المس . وعلى من أن الح ا هو ش ه آم لم في وجوب منع

ا )١( ، وآما هو شأنه مع البدعة أيضا )٤(من ليس أهال لإلفتاء ه تجاهه ا يجب علي ، وم

ائغ ، خالفالمسائل ا غير س اراتهم هن ذلك أوردت عب رادهم . ول د يكون م م من وق ا هو أع م

ه ، ذلك ، وهو أنهم قصدوا بها ذم من يتخير بالتشهي سواء والهوى من أقوال الفقهاء ما يحلو لم .أآان التخير من أقوال يسوغ خالفها أو ال يسوغ م ل م أنه ه لكالمه ذا التوجي شهد لصحة ه وي

سائغ ال ينحصر ر ال ع أن الخالف غي شهوات ، م ة بال سائل متعلق ة وم سائل إباح ذآروا إال م يشديد فيهما ، بل قد يكون القول بالتحريم خالفا م من أمور الت غير سائغ أيضا ، وقد يكون الحك

. غير سائغ آذلك حكموهو) التي تنافر الشهوات(

، والسماع البن ) ١٠/٢١١(، والسنن الكبرى للبيهقي ) ٢٥١(معرفة علوم الحديث للحاآم )١(- ٥٤/٥٨(، وتاريخ دمشق البن عساآر ) ٦٤] (وانظر تعليق ابن طاهر عليه[طاهر المقدسي

.وراويه عن األوزاعي لم أجد فيه جرحا أو تعديلا ) . ٥٩

وتذآر هذه العبارة منسوبة لإلمام أحمد نفسه ، ) .١٦٣٢رقم (مسائل عبد اهللا بن أحمد ألبيه )٢( . والصواب أنها من روايته عن القطان ، آما ترى

ة أعظم من فتنة طاعته في المعصية إال خوفا من أذى ال يطيقه المسلم ، أو خوفا من حدوث فتن )٣(فهو أفضل ) إن آان يطيقه(وإن صبر على األذى . فيجوز في األولى أن يطيعه ؛ ألنه مكره .

أن يطيعه ؛ ألن دفع أعظم المفسدتين ) إن خشي الفتنة(ويجب في الثانية . ، وليس بواجب ، ومحاولة إزالة )ما أمكن ذلك(مع وجوب نصح الحاآم المسلم في الحالتين . بأخفهما واجب

. أسباب األمر بالمعصية واإلآراه عليها بالوجوه المشروعة

، )١٩٣(، واألحكام السلطانية ألبي يعلى الفراء ) ٢٤٨(األحكام السلطانية للماوردي : انظر )٤(

Page 26: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٦

وي ام وآداب ال . من السعي في إماتتها وفي إنعاش السنة والهدي النب ك أحك ع ذل ولجمي

ا ا . )٢(ينبغي أن تتجاوز ، وال يجوز أن يبغى عليه رد : من أهمه ين ال ق ب ى التفري عل

رد سلم بمج ب للم ق الواج ن الح ة ع دم الغفل أول ، وع ه المت ن قائل ف م ول والموق الق

دة ل عن قاع ذر ، وأن ال نغف ر ع ذر أو بغي أ بع و أخط سلمين ول ة الم ى بقي الم عل اإلس

وهي أن تكون بالحسنى ؛ وأن ال ننسى أبدا بأن القناعات ال تتبدل ، الدعوة إلى اهللا تعالى

.، دون قسر عليها وال إرهاب إال باألدلة

:الموقف من القائل : رابعا

ا : أما الموقف من صاحب االختالف السائغ سلم إذا فعل مباح . فهو الموقف من الم

شتم أو انتقاص ه ب ا . ال يجوز أن يعنف ، وال أن ينكر عليه ، فضال عن يتطاول علي آم

.أمال إليه اجتهادا أو تقليدا ال يلزم بغير القول الذي مال إليه ، سواء

ي نة النب ان س بق بي د س ائغ ، ^ وق ر س أ غي أ خط ن أخط ماء م شهير بأس ي الت ف

ه ^ وأنه يهم بدون ى . آان يتجنب ذلك ، ما أمكن الرد عل سائغ أول أ ال ا أن الخط م ذآرن ث

.بمثل هذا التعامل ، وهو آذلك وال شك

ه ردود علي م الم ـر اس د ال يذآ ر ، وق ه آخ ن وج ه م ي علي اك بغ ون هن ن يك ، لك

ة ل المقال ه ، بوصف قائ ى مقالت رد عل ن ال ه أذى م راد (ويحصل ل سمه ال م ي ذي ل ) ال

الى ن اهللا تع ا في دي م قائله راد . بأوصاف ال يستحقها شرعا ، وال هو حك ول ال أن يق : آ

ة أصال »قائل ذلك آافر « ول . ، وال تكون المقالة آفري دع «: أو يق ا ضال مبت ، »قائله

، مع »ال يقول بها إال جاهل ال علم لديه «: أو يقول . وال يكون ذلك من لوازمها شرعا

رد في . )٣(أن الواقع يكذبه ، من جهة أن بعض قائليها علماء جلة صدى لل ذر من ت فليح

) .١١/١٠٩(، والفروع البن مفلح ) ٢/١٥٤(والفقيه والمتفقه للخطيب

، ) ٢٧(، واألحكام السلطانية ألبي يعلى الفراء ) ١٥(ام السلطانية للماوردي األحك: انظر )١( ) .٢٧٦-٢٦٩ رقم١٨٩-١٨٤(والغياثي للجويني

ففيه تأصيل ،يل، ) بين رد بدعته ومراعاة حقوق إسالمه: التعامل مع المبتدع (انظر مقالة )٢( .لهذا األمر

نه وصف المخطئ بأنه قد جهل تلك المسألة ؛ إذ إن مجرد أنه ليس من المنهي ع: وأنبه هنا )٣(

Page 27: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٧

من أن يتجاوز في رده باالعتداء على مسألة ما ، وخاصة في مسائل االختالف السائغ ،

الى ال اهللا تع د ق ذائهم ، وق سلمين وإي ک گ گ گ گ ڳ ڳ ڳ ڳ ڱ ک (الم

ه من .]٥٨: األحزاب[ )ڱ ذي جاء في ر ، ال ة التكفي ذاء درج فكيف إذا بلغ اإلي

.الوعيد ما لم يأت في غيره من أنواع أذى المسلمين

ذا سائغ ، ففي ه فإذا عدنا إلى استكمال الموقف من صاحب القول من االختالف ال

ة شهيرة القائل ارتهم ال اء عب ق العلم تالف أطل اد «:االخ سائل االجته ي م ار ف ، »ال إنك

.ويعنون بها مسائل االختالف السائغ

ق «: سائغا في المختلفين اختالفا ) ه٦٥٦ت(ويقول اإلمام أبو العباس القرطبي فح

ه ، وال ر ، وال يلوم ى اآلخ ـرب عل ه ، وال يـث ر ل ا ظه ى م صير إل د أن ي ل واح آ

. )٢(»)١(يجادله

ال ه ، ق سوغ خالف ا ي ى م اظرة عل اء في المن ل من بعض الفقه وع الخل ولكثرة وق

دعوة الخ «: اإلمام الغزالي اظرون ل اء يتن عفة الفقه ة من ض ى ال ننكر أن جماع صم إل

م المصيبون ، وأن سهم أنه ي أنف ادهم ف ل العتق د ، ب ال ؛ لظنهم أن المصيب واح االنتق

ذلك . )٣(خصمهم مخطيء على التعيين روع ؛ ل . أما الـمحصلون فال يتناظرون في الف

: لكن يعتقدون وجوب المناظرة لغرضين ، واستحبابـها لستة أغراض

:أما الوجوب ، ففي موضعين

.تخطيئه مستلزم ذلك التجهيل المقيد

آأن المجادل قد أتى أمرا (المقصود بالجدل الذي ينهى عنه في هذا السياق جدل اإلنكار )١(. ـل بأدب الجدل العلمي، وآذلك جدل اإللزام بالتراجع عن الرأي ، وآل جدل لم يـتـح)منكرا

أآان عنده ، أم صار عند : أما النقاش العلمي ، الذي ال يأبه فيه آل طرف أين يكون الحق أمور به فهذا م= الطرف اآلخر ؛ ألن غرض المتجادلـين جميعهم معرفة الحق والوصول إليه

.مرغوب فيه مطلقا

) .٦/٦٩٩(المفهم للقرطبي )٢(

-١٢/٤٠(ظر الصياغة التي صاغ بها الونشريسي عبارة الغزالي هذه ، في المعيار المعرب ان )٣(٤١.(

Page 28: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٨

دهما ى : أح ي معن ا ف ن نص أو م اطع م ل ق سألة دلي ي الم ون ف وز أن يك ه يج أن

ه ر علي و عث م ، ول اط الحك ه في تحقيق من ازع في ا يتن اطع فيم ي ق النص ، أو دليل عقل

اد ذي . المتنع الظن واالجته اطع ال اء الق اظرة ، حتى ينكشف انتف ة والمن ه المباحث فعلي

. عنه يأثم ويعصي بالغفلة

أن يتعارض عنده دليالن ، ويعسر عليه الترجيح ، فيستعين بالمباحثة على : الثاني

ا ى رأي (طلب الترجيح ؛ فإنا وإن قلن أس ) : عل ر إذا حصل الي ا يتخي ـر ؛ فإنم ه يتخي إن

.عن طلب الترجيح ، وإنما يحصل اليأس بكثرة المباحثة

:وأما الندب ، ففي مواضع

أن يعتقد فيه أنه معاند فيما يقوله غير معتقد له ، وأنه إنما يخالف حسدا أو : األول

نهم ل ع اظر ؛ ليزي ـكدا ، فين ادا أو ن ه عن )١(عن ه يقول ين أن صية سوء الظن ، ويب مع

. اعتقاد واجتهاد

يعلم جهل : الثاني اظر؛ أن ينسب إلى الخطأ ، وأنه قد خالف دليال قاطعا ، ف م ، فين ه

. ليزيل عنهم الجهل ، آما أزال في األول معصية التهمة

م : الثالث ده ، ل ا عن سد م ى إذا ف اد ، حت ه في االجته ى طريق ـه الخصم عل أن ينـب

ر م يتخي ده ، )٢(يتوقف ، ول ا عن سد م ه ، إذا ف ع إلي دا ، يرج ده عتي ه عن ان طريق ، وآ

. )٣(وتغيـر فيه ظنـه

ة » ليزيل عن نفسه معصية سوء الظن «: في الطبعة المعتمدة )١( أ ، وصوابه من طبع ، وهو خط

شافي د ال سالم عب د ال د عب ق محم ى . بتحقي ة األول ة . # ١٤١٣: الطبع ب العلمي : دار الكت ) .١/٣٨٥: (بيروت

ولم «:، واألوجه أن تكون ) المعتمدة ، والمذآورة في الحاشية السابقة(آذا في الطبعتين )٢( .، بالحاء المهملة ، من الـحيرة والتردد » يتحيـر

، أنه يستحب للفقيه مناظرة الفقيه ، على أن يكون مقصود المناظـر بيان قوة اجتهاده: المعنى )٣( ما راجع الفقيه المناظـر نفسه ، وأعاد التأمل في اجتهاده ، وظهر له ضعفه ، وأنه قد أخطأ فإذا فلم يتوقف في ،واجتهادا بديال عن اجتهاده، الح له اجتهاد الذي ناظره اجتهادا قائما = فيه

له أولى األقوال اختيار قول جديد ، ولم يتحير بين المذاهب ؛ ألن تلك المناظرة قد آشفت

Page 29: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٢٩

فيسعى في . أن يعتقد أن مذهبه أثقل وأشد ، وهو لذلك أفضل وأجزل ثوابا : الرابع

.استجرار الخصم من الفاضل إلى األفضل ، ومن الحق إلى األحق

أنه يفيد المستمعين معرفة طرق االجتهاد ، ويذلل لهم مسلـكـه ، ويحرك : الخامس

ى الطاعات . ، ويهديهم إلى طريقه دواعيهم إلى نيل رتبة االجتهاد فيكون آالمعاونة عل

. ، والترغيب في القربات

رق وخصمه وهو أن يستفيد هو ) : وهو األهم (السادس ذليل ط دليل، النظر في ت ال

الم ن األصول والك د م ه واح ق في ا الح ى م ـيات إل ن الظـن ى م ى يترق صل . حت فيتح

.بالرجحان ، وأوالها باالعتماد

الحظ هذا اللطف في التعبير عن فكرة المناظرة وداعيها ، فلقد بلغت من اللطف إلى حد خفاء محمد بن سليمان األشقر ؛ حيث خطأ الغزالي في /د: الفاضل ) المستصفى(معناها على محقق

بل المناظر يبين وجهة «: م تعليقه عليه في آخر آالمه بقولهأول تعليقه على هذا الكالم ، وخت، إلى آخر استغرابه من آالم اإلمام » ...نظره ومستنده في مذهبه ، ليقتنع ، فيغير اجتهاده

.الغزالي

وأنت تالحظ أن الغزالي ال يعارض المناظرة من أجل أنها تعين على معرفة الحق واستجالئه أن يقدم المتناظران بغرض أن يغير آل واحد منهما رأي اآلخر ، وآأن المسألة ، لكنه يعارض

قولي صواب يحتمل الخطأ ، وقول غيري خطأ : أما أن يقدما من منطلق . مقطوع فيها بالحق ، آما آان » أن يخطئا قط فأحببت أحدما ناظرت« :يحتمل الصواب ، وأن يقدما من منطلق

!! ، بل ها هو يستحبها الغزاليها اإلمامفال يعارض = عي يقولاإلمام الشاف

وأتمنى من القارئ الكريم أن يعيد تأمل عبارة اإلمام الغزالي ، ليظهر له بليغ لطفها وعظيم فهذا : دقتها ، حتى في تصوير رجوع الفقيه عن اجتهاده ، بعد سماعه حجج الذي يناظره

الي ليس انكسارا أمام الخصم ، وتلك الموافقة ليست هزيمة بعد إفحام الرجوع في عبارة الغزالمناظـر خصمه ، وال تقليدا من الموافق لخصمه ، وال أنه بذلك قد تتلمذ عليه في هذه المسألة

لم يرد اإلمام الغزالي أن نفهم ذلك التغيـر في االجتهاد الذي قد يحصل عقب المناظرة على !! بل هو يريد منا أن نفهمه على أنه قد حصل . الوجه ، وال أن يكون هذا هو تصورنا عنه هذا

للمتراجـع عن قوله اجتهاد جديد مكان اجتهاده القديم ، وأنه قد أعاد الفقيه النظر في اجتهاده، !!وتغير رأيه فيه ، مستعينا باألدلة التي بدت له من تلك المناظرة

هل آان أحد : الناس على المناظرة بهذا الفهم ، ولو فهمها الناس على هذا المنحى لو أقدم !!سيصر على الخطأ خوفا من معرة التخطيء وانتقاص االستجهال؟

Page 30: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٣٠

اض وتشحيذ الخاطر وتقوية الـمنـة في طلب الحقائق ؛ ليترقى بالمناظرة نوع من االرتي

شك في ( به إلى نظر هو فرض عينه إن لم يكن في البلد من يقوم به ، أو آان قد وقع ال

الم ) أصل من األصول د من ع د في آل بل ة ؛ إذ ال ب ى الكفاي رض عل ، أو إلى ما هو ف

دين ه، فهو واجب وم . مليء بكشف معضالت أصول ال ى الواجب إال ب ل إل ا ال يتوص

و إحدى ون ه واه ، فيك ق س ه طري ان إلي واه ، وإن آ ق س ه طري ن إلي م يك ين؛ إن ل متع

.يلتحق بالمناظرة الواجبة ) في بعض الصور(فهذا . خصال الواجب

ن ون م ين يطلب رين ، ح ضعفاء المغت صلين ، دون ال اظرات المح د من ذه فوائ فه

و الخصم ه ل ه ، وأن ى ظن ا غلب عل االنتقال ، ويفتون بأنه يجب على خصمهم العمل بم

ر اقض أظه ـم اهللا تن ي عال ل ف م ، وه صى وأث سه ع اد نف الف اجته ى خ ه عل وافق

.)١(»!منه؟

سلم إذا ارتكب : أما الموقف من صاحب الخالف غير السائغ فهو الموقف من الم

. )٢(فنصيحته واجبة ، ما أمكن ذلك. لظن تأوله فيه أمرا محرما يغلب على ا

د النصيحة سائغ بع ر ال ة جوانب الموقف من صاحب الخالف غي ، ثم تـختلف بقي

ك آالجاهل (بحسب مكانة الذي صدر منه الخالف الم في ذل يس الع ر ) . فل وبحسب أث

) . تبلغ حدها فيهفليست المسألة العظيمة في إفسادها آالتي ال(مقالته على الحق وأهله

راتبهم اس حسب م شرع : واألصل في هذا التفريق بين الن يأتي (ال ل ) وس : ، والعق

ين وازن ب أن ال ن ول ب ل العق ا ال تقب ساويين ، آم ر المت ين غي ساواة ب وز الم ذي ال يج ال

ا ه حسناته ومن غلبت عليه ى أعمال ين من غلبت عل حسنات وسيئات المرء ، لنفرق ب

. تهسيئا

ه اختالف حال وبذلك نعلم أن من وقع منه القول غير السائغ يختلف التعامل معه ب

ـجيز : شتم والسب ، وال ي ه بال ـله عرض فإن آان من أهل العلم والفضل ، فال يبيح زل

) .٤٢٤-٢/٤٢٢(المستصفى للغزالي )١(

) .٢٢(سبق الحديث عن ذلك ، فانظره )٢(

Page 31: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٣١

شذوذه في رأي تنقصه واالستهانة به ، وال هو باألمر الكافي إلسقاط ذلك العالم وعدم

. قبول الحق والخير الذي عنده

ذوذات ن ش ار وم اء الكب ن زالت العلم ذير م ي التح ة ف ارات لألئم بقت عب د س وق

م ة ، ول اء وأئم ه علم انوا علي ا آ ى م ك عل األئمة األعالم ؛ فما زالوا مع وقوعهم في ذل

يم اإلجالل ر عظ يهم غي د ف يئا ، وال أجاز أح ر ش د ينقصهم ذلك من فضلهم الكبي ومزي

. التوقير

ر آما أن أحدا لو أراد الطعن في عالـم لشذوذ رأي له في مسألة ، فلن يصفو له آبي

د .. أحد من أئمة الدين ، من لدن الصحابة الم مجته و ع إلى يوم الناس هذا ؛ فال يخل

ا، و وآفى بقول!! يسوغ خطأ آبير وقول قد ال مكثر من الفتوى من رأي سقوطا بطالن : ب

ذه لف ه ـهدى من س قاط أعالم ال ة ، وإس ة اإلسالم قاطب ى أئم ن عل أن يكون مآله الطع

!!!األمة وخـلفها

ه ما صح عن معاذ بن جبل : ومن عبارات السلف عن هذا األدب ال أن إن «: ق

ن ا م تح فيه ال ، ويف ا الم ر فيه ا يكث م فتن رآنورائك افق الق ـمؤمن والمن ذه ال ى يأخ ، حت

ول . والصغير والكبير ، والعبد والـحر ، والرجل والمرأة ل أن يق اس : فيوشك قائ ا للن م

ا ! غيره لهمأبتدع حتى ما هم بمتبعي! لا يتبعوني ، وقد قرأت القرآن ؟ دع؛ فإياآم وم يبت

ى . فإن ما ابتدع ضلالة ضلالة عل ة ال وأحذرآم زيغة الحكيم ، فإن الشيطان قد يقول آلم

قلت ): راويه عن معاذ(فقال يزيد بن عميرة . لسان الحكيم، وقد يقول المنافق آلمة الحق

ول ) يرحمك اهللا (ما ندري : عاذ لم د يق افق ق ضلالة ، وأن المن ة ال أن الحكيم قد يقول آلم

ا ، اجتنب من آلام الحكيم الـمشتهرات ، بلى: قال ! آلمة الحق ال له ذه؟ : التي يق ا ه !! م

ه أ ه لعل ع وال يـثـنـيك ذلك عنه ؛ فإن ى الحق ن يراج إن عل ـه ؛ ف ق الحق إذا سمعت ، وتل

.)١(»نورا

و )١( ه أب م (دداو أخرج حيح ) ٤٥٩٦رق ناد ص دة . ، بإس رق عدي اظ وط ه ألف ر ل ل الخب ، وأص

: وانظر تخريجه ). ٤٦٦، ٤٦٠/ ٤) (١/٩٨(، والحاآم )٧١٦٥رقم(منها ما صححه ابن حبان ) . ٥/١٣٣(في حاشية الموافقات للشاطبي

Page 32: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٣٢

ه ل ، هو قول ر الجلي ذا األث ه « :وموطن الشاهد من ه ه ؛ فإن ك عن وال يثنيك ذل

ه » لعله يراجع ل أمر بمالزمت . ، فلم يأمر بهجر العالم إذا زل الزلل الكبير في فتواه ، ب

ريم وما زال بعد وقوعه ذا الوصف الك ه : في الزلل موصوفا به يم (وهو أن ا ) حك ، آم

!آان موصوفا به قبل وقوعه فيه

شنعه من : ومن ذلك أيضا ا يست ة لم دما أورد أمثل ما نراه عند اإلمام الشافعي ، عن

ال ـمت «: األقوال، مبيـنا الموقف منها ومن قائليها ، فق اح ال ستحل لنك ـمفتي والـم عة ، وال

هادته = بها ، والعامل بها رد ش ا ت ن ل ستحلا . مم ة م نكح أم را ، ف ان موس و آ ذلك ل وآ

شرآة سلمة أو م ذا )١(لنكاحها ، م ستحل ه امهم من ي اس وأعل ي الن د من مفت ا نج . ؛ لأن

د وهك ا نج ذا الـمستحل الدينار بالدينارين والدرهم بالدرهمين ، يدا بيد ، والعامل به ؛ لأن

ساء في . من أعلام الناس من يفتي به ، ويعمل به ، ويرويه ان الن ستحل لإتي ذلك الـم وآ

ولهم ، = بارهن أد ا عن ق ه ، فرغبن فهذا آله عندنا مكروه محرم ؛ وإن خالـفـنا الناس في

م : ولم يدعنا هذا إلى أن نجرحهم ، ونقول لهم أتم ؛ ألنه رم اهللا ، وأخط ا ح إنكم حللتم م

ل اهللا يدعون عل ا أح رم م ه ح ينا الخطأ آما ندعيه عليهم ، وينسبون من قال قولـنا إلى أن

« )٢(.

ى ل وعل ائض آ ي خ سائل ف تالف م ن االخ ل م صرنا أه اء(ع ة علم م وطلب أن )عل

ه األول شافعي ، خاصة في آالم ام ال ا اإلم ة التي ذآره ا من إب : ينتبهوا لألمثل احة رب

الفضل ، ونكاح المتعة ، وإتيان النساء في أدبارهن ؛ فلو أن فقهاء معاصرين معروفين

ا م آم بالعلم والفضل أوصلهم اجتهادهم إلى شيء من ذلك ، هل سيقول المعارضون له

م «: قال اإلمام الشافعي ول له رحهم ، ونق م ح : لم يدعنا هذا إلى أن نج رم إنك ا ح تم م لل

ـنا ال قول سبون من ق يهم ، وين ه عل ا ندعي أ آم اهللا ، وأخطأتم ؛ ألنهم يدعون علينا الخط

ى ! ؟ » إلى أنه حرم ما أحل اهللا ـر عل ا أغي دنا في زمانن أم من المحتمل أن يكون أح

سلف ة ال ن أئم دين م شافعيآا(ال ستوجبه !! ؟)ل ا ي ة بم ك األئم ن أولئ رف م ه أع أم أن

!! الموقف من االختالف غير السائغ ؟

].٢٥: النساء [) کڍ ڍ ڌ ڌ ڎ ڎ ڈ ڈ ژ ژ ڑ ڑ ک ک ک ( مخالف لآلية ألنه )١(

) .٧/٥١١(األم للشافعي )٢(

Page 33: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٣٣

.وهناك أمثلة عديدة ذآرتها في أصل هذا المقال

ر ر المعتب ر وغي ذه اآلداب مع االختالف المعتب ، وللقارئ أن يتصور أثر التزام ه

. و لم تحصل مخالفتها فيه وآم سيكون حال الوسط العلمي أآثر سخاء وعطاء وصفاء ل

Page 34: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٣٤

:ما يلي المقال وخالصة اب آداب االختالف -١ ر أسباب غي أن نقص التأصيل العلمي في موضوع االختالف من أآب

.عن الممارسات العملية

. أن االختالف في الشريعة منه ما هو اختالف معتبر ، وغير معتبر -٢

:ثالثة أمور العتبار القول وسواغه شروط خمسة ، مرجعها إلى -٣

.أن يكون القول صادرا ممن له حق االجتهاد •

ه • ة في داللت اع ، : (وأن ال يكون قوله مخالفا لدليل ثابت واضح القطعي فال يخالف اإلجم

) .وال يخرج عن مجموع أقوال السلف ، وال يخالف دليال ثابتا واضح القطعية في داللته

.تبر وأن يكون صادرا عن أصل مع •

: الموقف من االختالف السائغ -٤

. الترجيح فيه ظني غالبا ، وإن قطع به أحيانا ، فال يكون واضح القطعية •

.هو اختالف مباح •

دا ، • ادا أو تقلي ه اجته ذ ب ه ، ويجوز األخ ه ، وال منع د بترآ زام أح اره ، وال إل ال يجوز إنك

.نقض الحكم به ويجب أن يراعى بعد الوقوع فيه ، وال ي

ار اجتهاداال يحق ألحد أن ينكر على اآلخذ به • ى اإلنك وال تقليدا ، وال أن يناصحه على معن

ه زام بترآ تثارة . وال اإلل ث واس ى التباح ى معن اء عل ين العلم ه ب اقش في ستحب التن ن ي لك

.الفوائد

.لعامة ذلك استثناءات ، هي خالف األصل فيه •

: لخالف غير السائغ الموقف من ا -٥

.الحكم فيه واضح القطعية بتصويب قول وتخطيء قول •

.هو اختالف محرم ممنوع •

ه • ع إعالن األخذ ب ى الحاآم من يجب إنكاره ، والتحذير منه ، وينقض الحكم به ، ويجب عل

.اجتهادا أو تقليدا ، ما دام منع إعالنه مقدورا عليه

Page 35: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٣٥

ل ب • ى القائ ة ينكر عل زام بمرتب ار التي ه ، مع وجوب االلت ستحقها اإلنك اة ي صاحبه، بمراع

ه درجة إعذاره ، ومكانته في العلم والفضل ؛ فال يلزم من اإلنكار عليه إسقاطه والتحذير من

.

.لعامة ذلك استثناءات ، هي خالف األصل فيه •

אW نه ال بد من اإلقرار بضرورة التعايش معه ، إشاعة روح التسامح مع فكرة االختالف ، وأ -١

.على أنه واقع قدري ، ومنه ما هو شرعي

ا -٢ تنظيم عالقة الناس باالختالف ، من خالل ذآر الطرائق المتعددة للتعامل معه، والتي إنم

.تعددت بسبب تباين أنواعه ودرجاته

شريعة المتخصص -٣ اء ال ا لعلم . ين وحدهم ، دون من سواهم إبراز مرجعية اإلفتاء ، وأنه

باب ع ألس ا وق ا فيه تالف علمائه ا ، وأن اخ اهي عمقه شريعة وتن وم ال ة عل ار عظم ن خالل إظه م

وم ة العل اء بقي اختالف علم طبيعية ، ال لنقص علم المختلفين ، وال لضعف انضباط علومهم ، وأنه آ

.

الخالف ، بأن نسمح باالختالف ال ) ال منعه (ضرورة ضبط االختالف -٤ سمح ب سائغ ، وال ن

ا في م . غير السائغ ة أي اختالف من خالل بيان ضوابط سواغ القول ، والتعاون على التزامه حاآم

.وقع ، أو سيقع

سائغ : في موقفنا من االختالف بقسميه ) نقله وعقله (وجوب تحكيم الشرع -٥ السائغ وغير ال

.، ليتأدب الناس بأدب االختالف عمليا وأن يكون العلماء قدوة للناس في هذا المجال .

ؤهلين -٦ ين الم ر من المفت دد آبي ود ع يع : مع الحاجة البالغة لألمة إلى وج ا توس يجب علين

ة : دائرة اإلفتاء لكل من تحققت فيه شروطه ، وعدم محاولة احتكار الفتاوى في ذوي المناصب الديني

يم دون ، أو أصحاب الشهادات ، أو مذهب فقهي دو ة ، أو في إقل ة دون طائف ن مذهب ، أو في طائف

.آخر ؛ ما دام يوجد في غيرهم من هو أهل لإلفتاء واجتمعت فيه شروطه

Page 36: فﻼﺘﺧﻻا ﻊﻣ ﻞﻣﺎﻌﺘﻟا ﻞﻴﺻﺄﺗ - …٧ ﻎﺋﺎﺳ ﺮﻴﻏو ﻎﺋﺎﺳ ﻰﻟإ فﻼﺘﺧﻻا ﻢﻴﺴﻘﺗ ﺎﻤﻬﻨﻴﺑ ﻖﻳﺮﻔﺘﻟا

٣٦

ومجامعه في بالد المسلمين بحل معضلة اختالف المفتين التي وهيئاتهدعوة دور اإلفتاء -٧

ا أشكلت على عموم المسلمين ، بأن ينقذوا المسلمين من سلبي ات االختالف، التي قد ظهرت أخطاره

اليب ام أس دم قي ضاياه ، أو لع ة بعض ق دم معالج سبب ع ان ؛ ب دها واضحة للعي دو مفاس دأت تب وب

.العالج الموجودة بحاجة المسلمين الواجبة

ادة المقالهذه هي أهم نتائج هذا سلمين من اإلف ، الذي ال حرمني اهللا أجره ، وال منع عموم الم

.منه

.واهللا أعلم

.والصالة والسالم على رسوله وأزواجه واآلل ، والحمد هللا ذي الجالل

وآتب

الشريف حاتم بن عارف العوني