א ١٤٩ א

الشورى والديمقراطية والعالقة بينهما

هل هي العالقة .. كثر الحديث في السنوات األخيرة عن الشورى والديمقراطية، وعن العالقة بينهما العالقة بين متكاملين، أم هي العالقة بين نقيضين؟ وسنقدم هنا نبذة عن كل من بين مترادفين، أم هي

.الشورى والديمقراطية، وقراءتنا الخاصة للعالقة بينهما

في الشورى -١وقد مورست الشورى . الشورى مصطلح إسالمي يستند إلى ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية

ثم جرى، في البداية، تعطيلها جزئياً، ووصل . ه وسلم وصدر اإلسالمفي عهد النبي محمد صلى اهللا عليإن تعطيل الشورى في “ :يقول الدكتور توفيق محمد الشاوي. األمر في العصر الحديث إلى تشويهها كلياً

تاريخ الدولة اإلسالمية بقي محصوراً في مجال السياسة والحكم، أما في مجال التشريع والفقه، فقد بقي ولم يبدأ هذا . المسلمين ومجتهدوهم يمارسون الشورى بحرية كاملة من دون تدخل الدولة والحكامعلماء

التدخل في حرية االجتهاد وسيادة الشريعة إال في العصر الحديث، حينما استوردنا النظريات التي استغلها )١" (قوانين وضعية الحكام وأعوانهم للتدخل في تشريعنا ، وتعطيل تطبيق الشريعة بواسطة دساتير و

مفهوم الشورى ، وما جاء بشأنها في القرآن والسنة، وحكم : وسنبحث هنا في المواضيع التالية، واستشارة ) شورى كيف أم شورى كم؟(، ونطاقها ، وطبيعتها .) إلزام أم اختيار(ممارستها ونتيجتها

النساء، وهل يستشار أهل الذمة؟

مفهوم الشورى -١-١نصحه : طلب رأيه فيه وأشار عليه بكذا: شاوره في األمر مشاورة وشوراً: م الوسيطجاء في المعج

: والشورى . استشورا : شاور بعضهم بعضاً وتشاوروا : واشتور القوم . أن يفعله مبيناً ما فيه من صواب ).٢. (التشاور

يمثلها في القضايا استطالع ومعرفة رأي األمة أو من " ويعرف الدكتور بسام عطيه الشورى بأنها التي تخصها بمجموعها أو فئة منها، بشرط عدم المصادمة للنصوص الشرعية قطعية الثبوت والداللة

فأعطى األمة حق الترجيح .. ويقدم هذا التعريف بعض االحترازات". والمجمع عليها إجماعاً له صفة التأبيدأما األمور الفنية االختصاصية التي ال . لق بهافي األمور المختلف عليها بين العلماء المختصين مما يتع

تعلق لها باألمة من النواحي العلمية ، فهذه يقدم فيها رأي األغلبية المتخصصة في حالة االختالف من خالل االجماعات التي عقدت لتخدم فترة زمنية ال تملك صفة الخلود أو ) نفسه(وقد أخرج التعريف . اللجان الفنية ط الحربية القديمة التي تبناها القادة المسلمون أو عالج بعض االنحرافات االجتماعية ، التجدد، كالخط

كإجماعهم على إيقاع طالق الثالثة في المجلس الواحد ثالث طلقات كما حدث في عهد عمر رضي اهللا عنه )٣(

الشورى في القرآن والسنة -٢-١ ..ام شوري ، أي نظام يقوم على الشورىمن األمور المسلم بها، أن نظام الحكم في اإلسالم نظ

إذ قال سبحانه . فقد أمر اهللا النبي محمد صلى اهللا عليه وسلم بمشاورة أصحابه في أمر المسلمين* فبما رحمة من اهللا لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب النفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر : ( وتعالى

א א

א ١٥٠

א

والمالحظ . ١٥٩: آل عمران -) ل على اهللا إن اهللا يحب المتوكلينلهم وشاورهم في األمر فإذا عزمت فتوكأن تأكيد هذا األمر نزل بعد أن كانت نتيجة الشورى سلبية ، في معركة ُأحد التي خالف فيها الشباب رأي

فحتى ال يظن ظان أن الشورى ال يمكن ممارستها أو استمرارها بعد هذه . النبي محمد صلى اهللا عليه وسلموذلك ألن الشورى مهما أدت إلى نتائج سلبية فإنها . أو العمل بما أدت إليه) الهزيمة(=يجة السلبية النت

أفضل للجماعة بكثير من أن يستبد بأمرها واحد من أفراد األمة، وألن األمة إذا أخطأت فإنها تشترك في فاإلسالم كان ينشئ أمة، ويربيها، . حمل المسؤولية وتحمل تبعاتها ، مما يجعلها أكثر حذراً في المستقبل

ويعدها لقيادة البشرية ، واهللا يعلم أن خير وسيلة لتربية األمم، وإعدادها للقيادة الرشيدة أن تربى ).٤(بالشورى

: وفي موضع آخر ، امتدح اهللا المؤمنين ، ال تصافهم بصفات أهلتهم لذلك المدح، وهذه الصفات هيوالفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون، والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصالة والذين يجتنبون كبائر اإلثم (

.٣٩-٣٧: الشورى -)والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون. وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقونويالحظ أن من هذه الصفات التي رشحت المؤمنين للمدح ، صفة تتعلق بالحكم االسالمي ، أو بمعنى

ة تتعلق بالقضايا المشتركة في الحياة االجتماعية بكافة أبعادها، وبطريقة معالجتها من قبل األمة آخر صف .عن طريق الشورى

وباإلضافة إلى هذه المالحظة الظاهرة ، هناك مالحظة جديدة وجديرة باالهتمام في األسلوب القرآني، تحدث عن الصالة، يقرن بها الزكاة دون وهي أن من تتبع القرآن وجده ، في كثير من األحيان، عندما ي

وهذه المالحظة هي التي جعلت أبا بكر يقرر محاربة ومقاتلة من فرق . فاصل بينهما، وذلك لشدة تالحمهماولكن ، في هذا النص القرآني، وجدنا أن النص قد فرق بين . بين الصالة والزكاة ، أي ما نعي الزكاة

، وهكذا ، جعل اهللا تعالى ) ٥) (وأمرهم شورى بينهم(أال وهو توسيط الصالة والزكاة وجعل بينهما فاصالًالشورى ألصق بالصالة من الزكاة، أي جعل الشورى أهم من الزكاة ، ألن الزكاة تصلح حال الفرد وحده،

الة لئن كانت الص: أما الشورى فتصلح حال األمة في أجيالها القائمة وأجيالها القادمة أيضاً فيجوز القول إذن، فإن ) ٦) (الذي رواه البيهقي والطبراني والديلمي والتيمي (عماد الدين، كما يقرر الحديث النبوي الشريف

) ٧" (الشورى عماد الدنيا قال أبو هريرة رضى اهللا : مثل .. وورد في السنة البنوية العملية والقولية ما يوجب المشاورة *

وقد استشار النبي . رواه الترمزي -"هللا صلى اهللا عليه وسلملم يكن أحد أكثر مشورة من رسول ا:" عنه :صلى اهللا عليه وسلم أصحابه في وقائع كثيرة، قائالً

أشيروا علي أيها الناس، مثل استشارته قبيل معركة بدر لمعرفة مدى استعداد أصحابه للقتال، ونزوله وكذلك . جيش وهو أدنى مقام من ماء بدرعلى رأي الحباب بن المنذر في اختيار المكان المالئم لنزول ال

وقبل موقعة أحد، استشار . بعد المعركة استشار أصحابه في شأن قبول الفداء من أسرى بدر المشركينأشيروا علي يا معشر :" األصحاب في شأن الخروج من المدينة ، وقال صلى اهللا عليه وسلم في قصة اإلفك

م الخندق في مصالحة األحزاب بثلث ثمار المدينة عامئذ، فأبى وشاور أصحابه يو... " المسلمين في قومومن األحاديث النبوية القولية ، يذكر ابو الحسن . عليه سعد بن عبادة وسعد بن معاذ ، فترك ذلك

استرشدوا العاقل "، و "استعينوا على أموركم بالمشاورة : "الماوردي أن الرسول صلى اهللا عليه وسلم قال ) ٨" (تعصوه فتندمواترشدوا، وال

وقد سار الخلفاء الراشدون على سنة رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فكانوا يجمعون رؤساء الناس *منها مشاورة أبي بكر في حروب الردة، وفي .. ، فيستشيرونهم فيما لم يجدوا فيه نصاً في القرآن والسنة

سواد العراق بين الغانمين، وفرض الخراج، جمع القرآن ، ومشاورة عمر بن الخطاب في قضية قسمة ).٩(ونحوهما

إلزام أم اختيار؟.. حكم الشورى -٣-١هل هي ملزمة للحاكم ، أم اختيارية ؟ وهل نتيجتها ملزمة أم : اختلف العلماء في حكم الشورى

אא ١٥١ א

א

...اختيارية ؟لعدو اختيارية، تطييباً إن الشورى فيما لم ينزل فيه وحي في مكايد الحروب وعند لقاء ا: فقال جماعة

. ١٥٩: آل عمران ) فإذا عزمت فتوكل على اهللا: (للنفوس ورفعاً لألقدار، وتألفاً على الدين، لقوله تعالىوالعزم من الحاكم قد يكون على رأيه أو رأي المستشارين، وألن أبا بكر حينما استشار الناس بمحاربة

قتالهم، وأخذ أبو بكر برأيه الذي لم يفرق بين الصالة ) مرومنهم ع(المرتدين ، لم تر غالبية المسلمين .واهللا لو منعوني عقاالً كانوا يؤدونه لرسول اهللا لحاربتهم عليه: والزكاة قائالً

إن الحاكم ملزم برأي أغلبية المستشارين من أهل الحل والعقد عمالً باألوامر القرآنية : وقال آخرون .م يلزم الحاكم بنتيجتها، ويصبح األمر عديم األثر إذا ل

).١٠(وقد عمل بها الرسول صلى اهللا عليه وسلم وصحابته الراشدون من بعده إن حكم ممارسة الشورى جلي وظاهر في الوجوب من خالل النص : ويقول الدكتور بسام عطيه

ي تفسيره ، وهذا ما ذهب إليه االمام الرازي ف. ٣٨:الشورى -) وأمرهم شورى بينهم(القرآني اآلمر بها وألننا لم نجد له صارفاً من كتاب وال سنة ، بل وجدنا أن السنة العملية مطبقة لألمر إلى أبعد الحدود ،

، وكذلك )األسرية(حتى تعدت األمور السياسية واالجتماعية ، إلى المشاورة في األمور الخاصة العائلية فمن العبث الدخول بعد هذا االلتزام في . عليهموجدنا األمر يندرج على ما فعله الصحابة ، رضوان اهللا

مناقشة جدلية ال فائدة من ورائها، وإنما هي محض احتماالت أو تخرصات ال يشهد لها نص قرآني أو سنة وعليه فإن الشورى إذا كانت في الرعيل األول بهذه المكانة من االلتزام بالنص . صحيحة قولية أو فعلية ولقد . نرى أنه يسع أي حاكم أن يسقط حق األمة في الشورى، ويستبد في أمرهاالقرآني اآلمر ، فإننا ال

: ، حيث قال ) المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: في كتابه (وعى هذه الحقيقة عبد الحق بن عطيه ا ماال الشورى من قواعد الشريعة وعزائم األحكام ، ومن ال يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب، وهذ"

)١١. (الجامع ألحكام القرآن: ، وقد وافقه القرطبي في " خالف فيهرأينا هو القول بوجوب الشورى على كل حاكم، وضرورتها له، : " ويقول الدكتور وهبه الزحيلي

وإلزامه بنتيجتها كما قرر المفسرون ، لتسير األمور وفق الحكمة والمصلحة، ومنعاً من االستبداد بالرأي ، حكم اإلسالم يقوم على أصل الشورى، وبه تميز، وعلى نهجه سار السلف الصالح، وذلك ما لم يستطيع ألن

الحاكم إقناع أهل الشورى بأفضلية رأيه، كما فعل أبو بكر الذي ما فتئ يوضح رأيه للمسلمين في شأن فعل عمر عنه حرب المرتدين وجمع القرآن، حتى شرح اهللا صدورهم له كما قال عمر رضي اهللا وكما

أيضاً باقناع مخالفيه في قسمة سواد العراق ، حتى شرح اهللا صدورهم لرأيه ووافقوه على فعله ، فكان أما رسول اهللا صلى اهللا عليه . الرأي مجمعاً عليه، كما ذكر أبو يوسف في كتاب الخراج وغيره من الفقهاء

ومع ذلك فإنه كان يشاور أصحابه تطييباً وسلم، فهو بحق لم يكن بحاجة للشورى العتماده على الوحي،علم اهللا أنه ما به إليهم حاجة ، ولكنه أراد أن يستن : قال الحسن رضي اهللا عنه . لقلوبهم وتعليماً لمن بعده

).١٢"(به من بعده قضية الشورى تفرض نفسها ليس فقط من حيث أنها ملزمة " ويرى الدكتور محمد عابد الجابري أن

بوصفها حقاً من حقوق المواطنين يجب أن تنظم ممارسته بالصورة التي تجعل منها شورى ، بل أيضاًسلوكهم السياسي ، وسلوكهم .. دائمة في خدمة العدل، أعني وسيلة لمراقبة سلوك الحكام مراقبة مستمرة

).١٣(االجتماعي ، وهذا ما يسمى اليوم بالديمقراطية -القضائي، وسلوكهم االقتصاديرؤية إسالمية "هذا المنحى نفسه ، يقول أصحاب إعالن المبادئ الصادر تحت عنوان وفي اعتماداً على النصوص الثابتة -الشورى فيما نرى:" ، ومنهم الدكتور أحمد كمال أبو المجد"معاصرة

غير وب. واجبة على الحاكم في أمور التشريع والسياسة العامة ، وهي ملزمة له -وأصول االستدالل الصحيحأبواب الظلم واالستبداد ، وتضيع على الجماعة فرص الرشد، وتتعرض -على مصاريعها -ذلك، تفتح

مدخل ال غنى عنه لتقرير مسؤولية -فوق ذلك -وهي. المصالح العامة والخاصة ألخطار ال يمكن حسابها ).١٤". (الحكام وخلق روح االنتماء للجماعة واالهتمام بأمور الناس

لشورى ملزمة للحاكم ابتداء، ونتيجتها ملزمة أيضاً، تطبيقاً لما جاء في القرآن الكريم وهكذا، فا

א ١٥٢

א

فالحاكم الذي ال يلتزم بممارسة الشورى إنما يخالف الشريعة .. والسنة البنوية وممارسات الصحابة الراشدينورى ، فهو إنما يخالف أما الحاكم الذي ال يلتزم بنتيجة الش. من جهة، ويحتكر الوطن لنفسه من جهة أخرى

!الشريعة من جهة، ويستهزئ باألمة من جهة أخرى

نطاق الشورى -٤-١كل القضايا -كما يرى الدكتور وهبه الزحيلي -إن األمر المطلق بالمشاورة الموجه للحكام يشمل

د به نص تشريعي السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية والتنظيمية، أي فيما لم ير: الدينية والدنيويةوال يصح أن تكون نتيجة .. واضح الداللة، ألن األمر القرآني بالمشاورة غير مخصوص بأمر الدين

الشورى في األمور االجتهادية الدينية والدنيوية مخالفة نصوص الشريعة أو مقاصدها العامة ومبادئها ختبار الحاكم وادارة الحكم، وسياسة وهي مطلوبة سواء أكانت القضايا محل المشاورة عامة كا. التشريعية

البالد، وتنظيم اإلدارات ومحاسبة الوالة، وإعالن الحرب، أم خاصة كالنظر في أحكام المعامالت والجنايات ).١٥(وأحوال األسرة ونحوها

ونحن نرى الرأي نفسه، ونقول إن الشورى مطلوبة في كل الممارسات القولية والفعلية المطلوبة من وإذا كان التزام الحاكم بالشورى مطلوباً في كل شؤونه الخاصة . حكم وظيفته مديراً لشؤون األمةالحاكم ب

، فإن التزام )ما خاب من استخار، وال ندم من استشار: حيث جاء في المأثورات(كفرد من أفراد األمة بحكم الكتاب أولهما كون الشورى واجبة .. الحاكم بالشورى مطلوب في شؤون األمة كلها من وجهين

والسنة ، وثانيهما كونها ضرورية ألغراض عملية، كيف ال وشؤون األمة أمانة في عنقه ال تحتمل ؟!باستيعابها واإلحاطة بدقائقها كلها؟) أو أفراد قالئل(المغامرة ، ومتشعبة ومعقدة وال قبل لفرد واحد

شورى آيف أم شورى آم؟.. طبيعة الشورى -٥-١في -فكرة األغلبية التي تقوم عليها الديمقراطية الغربية هي"الدين إسماعيل أن يالحظ الدكتور سيف

فكرة تنصرف إلى الكم والعدد كأساس لعملية الترجيح، بحيث يصير العدد محك إضفاء الشرعية -جوهرها .على الفكرة والحكم على مدى صالحيتها

رة األغلبية، بحيث ال يعتد بها في إضفاء وعلى خالف هذا الفهم ، تقدم الرؤية اإلسالمية نقداً لفك"الشرعية إال بعد توفر عنصر الحق ومكنات فقهه واألهلية لبيانه، فيعتبر كل ذلك سابقاً على االعتبار العددي

.وليس العكسلمفهوم التشريع المرتبط -وفق الرؤية اإلسالمية -وال شك أن هذا يجد سنده في الفهم الصحيح

الفقيه في تخريج األحكام ، وهو ما يختلف شكالً وحكماً ووسائل في ذلك عن مفهوم بالشريعة ، ودور .التشريع كما يوضحه الفكر الغربي

ال تعرف الحق : وتجد الرؤية اإلسالمية تمثيالً لها في قول علي بن أبي طالب رضي اله عنه"لكمي أساساً ، لتعبر بذلك عن وهي بذلك تجعل من السند الكيفي ال ا. بالرجال ، أعرف الحق تعرف أهله

بعد جديد وفهم متميز ألسبقية الفكرة وخطورتها واستقالليتها عن الكم، كما أنها تومئ إلى أن القاعدة تملك .مهما كثروا) أتباعها(، وتعبر عن االستقاللية عن ) الحق(صحتها في ذاتها ، إذ تعبر عن

تشكل موقفاً هاماً يجب اعتباره وأحاديث للنبي صلى ويعضد هذا الفهم كثير من اآليات القرآنية التي" )..١٦"..(اهللا عليه وسلم، وكذلك مفهوم الجماعة وما يرتبط به من متعلقات

ولقد تواترت اآليات القرآنية مؤكدة في أكثر من ثالثين موضعاً ومناسبة على أن أكثر الناس ال كما في المائدة (، أو ال يفعلون )، وغيرها٣٨:، والنحل١٢:، ويوسف ١٨٧: كما في األعراف(يعلمون

، ومؤكدة في أكثر من ثالثين موضعاً ومناسبة أخرى )، وغيرها ٤:، والحجرات ٦٣:، والعنكبوت ١٠٣:كما (، أو كافرون ) ، وغيرها٥٧:، وغافر١٠٣، ويوسف ١٧: كما في هود(على أن أكثر الناس ال يؤمنون

، والمائدة ١١٠: كما في آل عمران(، أو فاسقون ) ، وغيرها٨:، والروم٨٩:، واإلسراء ٨٣:في النحل ).، وغيرها١٦:، والحديد٥٩

אא ١٥٣ א

א

إن :" وجاء في سنن ابن ماجة، عن أنس بن مالك قال سمعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول لو سألت " :ويقول اسحق بن راهويه". أمتي ال تجتمع على ضاللة ، فإذا رأيتم اختالفاً فعليكم بالسواد األعظم

جماعة الناس، وال يعلمون أن الجماعة عالم متمسك بأثر النبي صلى اهللا : الجهال عن السواد األعظم لقالوا ).١٧(عليه وسلم وطريقه ، فمن كان معه وتبعه فهو الجماعة

ويرى الدكتور سيف الدين إسماعيل أن المراد بالجماعة، ما أجمعت عليه األمة وثبت ذلك من وروي . الجماعة ما وافق طاعة اهللا وإن كان رجالً واحداً: وقد روي عن ابن مسعود أنه قال. .إجماعها

عن الجماعة و الفرقة، فأكد أنها مجامعة أهل الحق وإن قلوا، ) رضي اهللا عنه(عن أمير المؤمنين علي .حقة وإن قلتوالفرقة متابعة أهل الباطل وأن كثروا ، فثبت أنه يجب أن يقال في الجماعة أنها الم

وقد ناقش كثير من الفقهاء فكرة السواد األعظم والتي فسرها البعض دون فحص أو روية كمرادف عليكم بالسواد " لمفهوم األغلبية الغربي ، ولكن األمر جد مختلف، فإن قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم

.أنه ينصرف إلى األغلبية العدديةيجب أال يفهم على " األعظم ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فالكثير والقليل مفاهيم حيادية ال يرتبط بها الكثير بالصحة والصواب، وكذلك ال يرتبط القليل بالخطأ

ومن صدق به ، فقد . من هو مصدق به" عليكم بالسواد األعظم" وقد أراد صلى اهللا عليه وسلم بقوله . حتماًإذ ال يجوز أن يريد بذلك ). باألعظم(فهذا هو المراد . م من سوادهمبين أن اجماعهم حجة، وال سواد أعظ

وإذا ثبت ذلك، لم يكن عليهم معول إذا فارقوا األدلة وخرجوا . من يجحد النبوة ويخرج عن طريق اإلسالم ومن هنا ، يرتبط األمر . عن طريق الكتاب وعما كان عليه الرسول صلى اهللا عليه وسلم والصدر األول

"بالحق"، ذلك أنه ال يتبع إال أهل البصر واألمانة وإن قلوا دون الكثرة، فكيف يسوغ أتباع الكثرة " العلم"و

وبعد ، فإذا كان للحق طريق من األدلة ، فالواجب . الذين إذا اتبعناهم وجدناهم منهمكين في طريق الجهالة لك الطريق ، كما يصح كونهم أن يتبع ذلك الطريق دون الجمع الكثير الذي يصح كونهم ضالين عن ت

:فكيف يرجع في ذلك إلى الكثرة، وكتاب اهللا تعالى قد نطق بذلك بقوله. مصيبين لها .١٢٢التوبة -"فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم(

وقريب منه ما ) . في المغني(بد الجبار إن هذا الفهم لفكرة السواد األعظم هو ما ذهب إليه القاضي ع ).في إغاثة اللهفان(ذهب إليه ابن القيم الجوزية

إن الجميع اتفقوا على اعتبار أهل :" كذلك فقد زكى الشاطبي هذا الفهم لفكرة السواد األعظم بقوله نما هو بالسواد األعظم إن االعتبار إ. فإن لم يضوا إليهم فال إشكال. الجهاد سواء ضموا إليهم العوام أم ال

من العلماء المعتبر اجتهادهم وإن ضموا إليهم العوام فبحكم التبع ألنهم غير عارفين بالشريعة ، فال بد من فإنهم لو تمالؤوا على مخالفة العلماء فيما حدوا لهم، لكانوا هم الغالب . رجوعهم في دينهم إلى العلماء

علماء وكثرة الجهال، فال يقول أحد إن أتباع جماعة العوام هو والسواد األعظم في ظاهر األمر لقلة الالمطلوب ، وإن العلماء هم المفارقون للجماعة والمذمومون في الحديث، بل األمر بالعكس ، وإن العلماء هم

".السواد األعظم وإن قلوا، والعوام هم المفارقون للجماعة إن خالفوا ، فإن وافقوا فهو الواجب عليهمكله، كانت النتيجة المنطقية التي تضع الحدود والشروط للفهم اإلسالمي لفكرة األغلبية ، تجعل لذلك

الحكم لمن تفقه ال للكثرة ، بحيث ال تثار القضية على المستوى الكمي، والعددي ، ولكن تثار على مستوى ، ولم ٤٣:النحل ) كنتم ال تعلمون فاسألوا أهل الذكر إن(إدراك الفكرة والتفقه فيها، استناداً إلى قوله تعالى

) وأطيعوا اهللا وأطيعوا الرسول وأولي األمر منكم : (وقال تعالى أيضاً . يقل فاسألوا الجماعة والعامة فكيف يصح فيما طريقه الدين، أن . ، وأولوا األمر هم العلماء ، ولم يقل اهللا تعالى أولي الكثرة ٥٩:النساء

).١٨(؟ !اهللا من العقل ما نعرف به البصيرة؟نتبع قول الكثير وقد آتانا غريزة القطيع ، ولكنها "إن البشرية تستمر بفضل : بالقول ) أو األغلبية(ونختم الحديث عن األكثرية

.من العلماء والمفكرين والمبدعين" القلة المناضلة "تتقدم بفضل هل بقي مسوغ واحد : ونتساءل.. أنت والحق أكثريه، والحق أحق أن يتبع: وقد جاء في المأثورات

א ١٥٤

א

!.لألخذ بفكرة األكثرية على إطالقها؟

استشارة النساء -٦-١ومن ذلك . من الثابت في السنة الصحيحة أن النبي محمداً صلى اهللا عليه وسلم كان يستشير النساء . جتماعاتمثالً أن النبي كان يجمع الصحابة قبل القتال للمشورة ، وكانت نساء الصحابة يحضرن هذه اال

)١٩.( ومن أشهر مواقف استشارة الرسول صلى اهللا عليه وسلم للنساء، استشارته أم سلمة في صلح

قال . فلما فرغ رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم من كتابة الصلح، أمر المسلمين بالنحر والحلق.. الحديبية .ذلك ثالث مرات، فلم يقم منهم أحد

. سلم على أم سلمة رضي اهللا عنها وهو شديد الغضب ، فاضطجعفدخل رسول اهللا صى اهللا عليه و: مالك يا رسول اهللا؟ قالت ذلك مراراً وهو ال يجيبها ، ثم ذكر لها ما لقي من الناس ، وقال لها : فقالت

عجباً يا أم سلمة ، أال ترين إلى "وفي رواية ". هلك المسلمون ، أمرتهم أن ينحروا ويحلقون فلم يفعلوا"قلت لهم احلقوا وانحروا وحلو مراراً فلم يجبني أحد من الناس إلى ذلك ! آمرهم باألمر فال يفعلونهالناس

".وهم يسمعون كالمي وينظرون وجهي يا رسول اهللا ، ال تلمهم فإنهم قد دخلهم أمر عظيم فما أدخلت على نفسك من المشقة : فقالت أم سلمة

ت رضي اهللا عنها أن يخرج وال يكلم أحداً منهم، وينحر بدنه وأشار. في أمر الصلح، ورجوعهم بغير فتح فخرج رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ، فأخذ حربة وقصد هديه وأهوى بالحربة إلى البدن . ويحلق رأسهبسم اهللا اهللا أكبر، ثم دعا خراش بن أمية الخزاعي فحلق رأسه الشريف، ورمى شعره على : رافعاً صوته

. اس، وأخذت أم عمارة رضي اهللا عنها طاقات منه، فلما رأوا ذلك ، قاموا فنحروا وحلقوا شجرة، فأخذه الن ).٢٠(وهذا يدل على فضل أم سلمة ووافر عقلها ، وقيمة مشاورة المرأة الفاضلة العاقلة

فأبو بكر وعمر وعثمان كانوا ... ولقد سار الصحابة من بعده على منواله صلى اهللا عليه وسلمعائشة وغيرها في كثير من األمور ، حتى في اختيار عثمان للخالفة، فقد استشار عبد الرحمن يستشيرون

)٢١. (بن عوف النساء في خدورها والبد أن يكون من ضمن هؤالء . أشيروا علي أيها الناس: وقد كان الخليفة يقف على المنبر ويقول

الجميع كانوا من الرجال ، ومعارضة امرأة من الناس بعض النسوة في المسجد، وال يستطيع أحد إثبات أن ).٢٢..(قريش لعمر بن الخطاب في مسألة الصداق حادثة معروفة

ويبين ذلك كله ، غاية البيان، أن الناس في زمن النبي صلى اهللا عليه وسلم والصحابة رضوان اهللا ا جعلها تسهم إسهاماً فاعالً في بناء عليهم، كانوا يعرفون مكانة المرأة في البنية االجتماعية والسياسية، مم

وعليه ، فإننا نرى أنه من الضروري مشاركة المرأة في القرارات السياسية واالجتماعية ، . المجتمع المسلمممارسةً لحقها الذي أعطاها إياه اإلسالم ، واثراء للقرار السياسي، واشراكاً لنصف المجتمع أو أكثر في

)٢٣(تحمل المسؤولية الجماعية

هل يستشار أهل الذمة؟ -٧-١يرى بعض المجتهدين عدم جواز استشارة أهل الذمة ، بحجة أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم

يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا : (وخلفاءه من بعده لم يستشيروهم ،وأن اهللا تعالى يقول في القرآن الكريم -)ا عنتم، قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبربطانة من دونكم ال يألونكم خباالً ودوا م

يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ، بعضهم : (ويقول تعالى أيضاً . ١١٨: أل عمران .٥١:المائدة -) أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن اهللا ال يهدي القوم الظالمين

فيرى الدكتور عبد الحميد .. ين كثيرين يقولون بجواز استشارة أهل الذمة ولكن مجتهدين آخرخاصة بمن ظهرت عداوتهم للمسلمين ، فهؤالء ال ) المذكورة أعاله(اآلية األولى "، أن ) مثالً(األنصاري

برأيهم يجوز اتخاذهم بطانة ، ولكن الذين ال نعرف عنهم عداوة للدولة اإلسالمية ، فال ما نع من االستعانة

אא ١٥٥ א

א

وخبراتهم وتخصصاتهم، خاصة وأنهم مواطنون، ولنا مصلحة مشتركة واحدة، فما المانع من اتخاذهم بطانة ما دامت الثقة موجودة؟ وما المانع من إسناد الوظائف العامة إليهم؟ ويؤكد واقع الدولة اإلسالمية أن

ل رجال دواوينه من الروم، وجرى فعمر بن الخطاب جع.. المسلمين أشركوا الذميين في أعمال الدولة وأما عن اآلية الثانية ، فقد ذكر . على ذلك عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وملوك بني أمية من بعده

بعض المفسرين أنه قصد بها أولئك الذين كانوا في عصر الرسول صلى اهللا عليه وسلم يوالون المشركين آلخر أن تلك اآلية نزلت عقب أحداث غزوة أحد، حين خشي وينبئونهم بأسرار المؤمنين، ويرى البعض ا

البعض أن تدور الدائرة على المسلمين في تلك الموقعة ، ففكر بعضهم أن يلحق باليهود فيتهود ، وفكر البعض أن يلحق بالنصارى فيتنصر طلباً للنجاة واألمان، فأنزل اهللا هذه اآلية تنهي ذلك البعض عما كانوا

).٢٤(". فيه يفكرون ويرى األستاذ الشيخ أحمد مصطفى المراغي أن األوصاف المذكورة في اآلية األولى شروط في النهي عن اتخاذ البطانة من غير المسلمين، فإذا اعتراها تغير وتبدل كما وقع من اليهود ، فبعد أن كانوا في

للمسلمين في فتوح األندلس، وكما وقع من صدر اإلسالم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، انقلبوا فصاروا عوناً النصارى، إذ صاروا عوناً للمسلمين على الروم في فتح مصر، فال يمانع حينئذ من اتخاذهم أولياء وبطانة

).٢٥. (للمسلميناستشارة الذمي في األمور -كما يرى الدكتور فؤاد عبد المنعم أحمد -ويصح في العصر الحديث

التجارية والصناعية والتشريعية والعلمية، طالما أنها ال تتصل بشؤون الدين أو بأحكام الدنيوية ، كالمسائل الصبغة الدنيوية، -المتمثلة في الهيئات البرلمانية الحديثة -الشريعة ، حيث أنه غلب على مجالس الشورى

).٢٦(فال مانع من اشتراك الذميين في المجالس ، )نظام الحكم في اإلسالم، : في كتابه(، تقي الدين النبهاني وممن يجيز استشارة أهل الذمة أيضاً

، ) الحريات العامة في الفكر والنظام السياسي في االسالم: في كتابه(والدكتور عبد الحكيم حسن العيلي وقد خصص دستور حكومة إيران اإلسالمية مقاعد ) . الشورى: في كتابه (والدكتور عبد الحميد األنصاري

).٢٧(يهود والزردشت نيابية للاستناداً إلى كل ما سبق ، ولما كان القرآن الكريم والسنة النبوية خاليين من األحكام التي تمنع استشارة أهل الذمة ، فأننا نميل إلى جواز، بل وجوب، ، استشارة أهل الذمة في المجتمع اإلسالمي، بمعنى

).النواب، أو مجلس الشعبأو مجلس (تمتعهم بالعضوية الكاملة في مجلس الشورى أولهما .. ونرى أنه ال وجه للتخوف من هذه العضوية ، طالما أن األمر كله محكوم بضابطين اثنين

المجتمع اإلسالمي للدستور المستمد من في ) بأغلبيته المسلمة وأقليته الذمية.. كله (خضوع مجلس الشورى ونؤكد هنا على ضرورة تجنب إلحاق الضرر بالحرية . غلبيةوثانيهما خضوع األقلية لقرارات األ. القرآن والسنة

.الدينية والمصالح الحيوية للذميينوالحاكم . إن الشورى فريضة إسالمية قررها القرآن والسنة : وصفوة القول في مجال الشورى **

تقديم المشورة وال يستثنى أحد من حق. ملزم بممارستها في جميع شؤون األمة، وملزم أيضاً بتنفيذ نتيجتها .وال رأي لمن ال علم له، وال وزن للجاهلين والمنحرفين مهما كثروا. وبما في ذلك النساء وأهل الذمة

في الديمقراطية -٢وهي تستخدم من قبل دول الشمال لغرضين . الديمقراطية هي الهاجس األول في هذا العصر

فهي تستخدم كقميص عثمان لتأديب دول . .غرض ظاهر هو تحسين حياة البشر، وغرض باطن... اثنين !قضية حق يراد بها باطل: فهي إذن. حتى الثمالة) من قبل دول الشمال(الجنوب، وتكريس استغاللها

مفهوم الديمقراطية ، ونشأتها ، وأوجه النقد الموجه إليها، : المواضيع التالية ) هنا(وسنبحث .ومستقبلها على المدى المنظور

א ١٥٦

א

ديمقراطيةمفهوم ال -١-٢ويعني ذلك أساساً ، أن يوضع الدستور . حكم الشعب بالشعب : الديمقراطية هي ، في أبسط تعاريفها

من قبل جمعية تأسيسية منتخبة من قبل الشعب ، وأن يختار الشعب حكامه ، ويشارك في تقرير مصيره ، ومبدأ اتخاذ القرارات )التسامحوبالتالي الحوار و(وهي تقوم على مبدأ التعددية ) . ٢٨(بصورة أو بأخرى

وتسلم أيضاً بمبدأ التعاقدية ، كما تسلم باالختيار العلماني، فإن أوليات مفهوم . باألغلبية ليلتزم بها الجميع الديمقراطية ، كما يالحظ الدكتور كمال عبد اللطيف، التسليم بقطع الصلة بين السماء واألرض، هذا القطع

: وهكذا ، فإنه يصح القول ) ٢٩(لمنة، حيث ال يمكن تصور ديمقراطية بدونه الذي يؤدي إلى مبدأ الع .الديمقراطية بنت العلمانية التي هي سياسة الدنيا بغير الدين

جوهر الديمقراطية ال يقوم إال بأمور مترابطة متكاملة إذا غاب " ويرى الدكتور يحيى الجمل أن ..أحدها سقط البناء كله

اسية ، بمعنى تعدد األحزاب التي تحمل رؤى مختلفة وبرامج مختلفة تتنافس من أجل التعددية السي -أ"وهذا يعني أن الحقيقة ال يحتكرها أحد، وأن االختالف . الوصول إلى السلطة لتحقيق سياستها وبرامجها

.في الرأي حق طبيعي أصيل ، وأن الشعب في النهاية هو مرجع كل شيء .ؤسسات حقيقية تتوزع بينها وظائف الدولة وسلطاتهاقيام الدولة على أساس م -ب". سيادة القانون فوق االرادات جميعاً ، وما يتصل بذلك من استقالل للقضاء واعالء حكم الدستور -حـ"

.وكل هذا ما يقال له في الدولة الحديثة مبدأ المشروعيةيق الذي رسمه الدستور ، وليس عن التداول السلمي للسلطة ، بمعنى أن انتقال السلطة يتم بالطر -د "

طريق العنف والسحل واإلرهاب والقتل ، كما يحدث عادة في بالد العالم الثالث، حيث ال يكون التغيير .إال بالطرق العنيفة غير السلمية

)٣٠". (وجود الشعب في قلب األحداث.. ووجود الديمقراطية معناه وجود الناس"

نشأة الديمقراطية -٢-٢ور الشائعة أن بالد اليونان هي مهد الديمقراطية ، بينما يرى الراسخون في العلم أن هذه من األم، أن الديمقراطية كانت، منذ قديم " إرادة الشعوب"فقد برهن مانغال بوس في كتابه الثمين .. المقولة خاطئة

كانت الديمقراطية الهندية حقيقة إذ. الزمان، هي الحالة السائدة في أغلب بلدان آسيا وأفريقا وأمريكا الالتينيةوكان الصينيون يمارسون الديمقراطية ، حيث كان الشعب . قرناً من الزمن ٢٦واقعة خالل حياة بوذا قبل

:قوله) م. ق ٤٧٩-٥٥١(وينسب إلى كونفوشيوس . هو المصدر الفعلي لسيادة السلطة )٣١(". إذا كان الناس ال يرضون بحكامهم ، فليس من مكان للدولة

، حياة )العراق= في بالد ما بين النهرين (ومنذ بداية األلف الثالث قبل الميالد ، كانت في سومر قبل الميالد ، اجتمع أول برلمان معروف في دورة علنية، وكان ٣٠٠٠ففي حوالي عام .. برلمانية راقية

ومن مجلس العموم أو مجلس مؤلفاً، مثل برلمانات أيامنا هذه ، من مجلس الشورى أو مجلس الشيوخ ، أما فعالية هذين المجلسين ، فيمكن أن . النواب، وذلك قبل أن تولد الديمقراطية اليونانية بألفي عام كاملة

).٣٢" (كلكامش وعقا"نستخلصها من ملحمة ويذكر هنا أن القائد القرطاجي هنيبعل، وطلباً. وقد كانت الديمقراطية مزدهرة أيضاً لدى الفينيقيين

لمنع احتكار السلطة من قبل طبقة معينة، قد أجرى اصطالحاً ديمقراطياً ، بأن ألغى إعادة انتخاب أعضاء )٣٣. (أكثر من مرة واحدة، وكان ذلك في القرن الثالث قبل الميالد ١٠٤_ مجلس ال

امتد من العهد الذي .. وكانت التجربة اإلغريقية للحكم الشعبي في أثينا، في عهد بركليس الذهبي ٤٢٩م ، تاريخ تسلم بركليس الحكم برتبة قائد، وحتى وفاته بالطاعون أثناء حرب بلوبوناز عام . ق ٤٦١ )٣٤. (م.ق

ومن أبرز المحطات في نشوء الديمقراطية على الطريقة الغربية ، وضع الملك جون، ملك بريطانيا ،

אא ١٥٧ א

א

تعد الوثيقة المذكورة أهم وثيقة في تاريخ و. م ١٢١٥) يونيو(حزيران ١٥في " الماغناكارتا" ختمه على وقد منح الملك بموجبها الشعب البريطاني الحريات األساسية، وذلك خوفاً من نشوب . بريطانيا الدستوري

، "العقد االجتماعي"وفي القرن الثامن عشر، جاء جان جاك روسو بنظرية ) ٣٥. (حرب أهلية في البالد ياداً، ولكننا نحول جزءاً من سيادتنا الفردية اآللية تسمى الدولة، كي تسير أمورنا نولد جميعاً أس"والقائلة بأننا

كما أضيف إلى ذلك ، ". وفي المقابل، تضمن لنا الحرية واألمن والصحة واالستقالل والتعليم والرخاء. ة أن تقف في لضمان الديمقراطية ، يجب على السلط:" مبدأ توزيع السلطات الذي جاء به مونتسكيو وقال

، أي يجب أن تكون هناك مراقبة تفرضها كل من السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية "وجه السلطةثم أضيف إلى ما سبق ، كمضمون للديمقراطية، أمور أخرى كحرية المبادالت . بعضها على البعض اآلخر .والعبور وحرية الصحافة

إن :" ف للمستشرق المعروف برنارد لويس، حيث يقولونختم الحديث عن نشأة الديمقراطية باعترا.. فكرة الحكومة الدستورية، أي الحكومة المسؤولة أمام شعبها، إنما هي فكرة أساسية وأصلية في اإلسالم

فمن المبادئ الجوهرية والتقليدية في األقاليم اإلسالمية حول الدولة ، أن ال يكون الحاكم فوق القانون ، بل وما ينبغي أن ندركه جيداً، هو أن . اً له تماماً مثل أي واحد من رعاياه ، مهما قل قدره،أن يكون خاضع

بعض سمات االوتوقراطية التي نشهدها في أرجاء متفرقة من العالم اإلسالمي اليوم، إنما هي نتاج ).٣٦. (محاوالت التحديث والمعاصرة

في نقد الديمقراطية -٣-٢منذ أقدم األزمنة، ومازالت تتعرض في العصر " ى الطريقة الغربيةالديمقراطية عل"لقد تعرضت

..الحديث، لكثير من أنواع النقد الموجه من أعدائها ، ومن أنصارها أيضاًإن الديمقراطية مبدأ االتفاقات بين الخبثاء، والمؤامرات :" فقد كان الحكيم األثيني القديم داريوس يقول

)٣٧". (من أجل تهديم الشأن العامأليست الديمقراطية األثينية هي التي تبنت القرار الخاص بإعدام :" ويتساءل المفكر العربي سيد ياسين

الفيلسوف سقراط؟ ألم يكن افالطون الذعاً في انتقاده للديمقراطية، والتي لم يوافق عليها اطالقاً كمبدأ )٣٨. (التنظيم السياسي ؟ سياسي؟ وألم يرفض أرسطو فكرة أن الديمقراطية أفضل شكل من أشكال

التي انتصر فيها (ويالحظ الفيلسوف غارودي أن بعض الباحثين ينظرون إلى معركة ماراثون ثم يفند ". فوز للديمقراطية الغربية على االستبداد اآلسيوي" على أنها) م.ق ٤٩٠اليونانيون على الفرس عام

" ، يقول في كتابه) وهو أحد القائلين بذلك(شامو غارودي هذه المغالطة المزدوجة، مستذكراً أن فرانسوا إن اليونانيين المنتصرين في تلك المعركة قد ذادوا عن المثل الحقوقي األعلى لمدينة " الحضارة اليونانية

ألف مواطن من ٤٠أن تلك المدينة كانت مؤلفة من زهاء ) أو يعلمنا(البشر األحرار ، ولكنه يقول هو نفسه من العبيد ، وأن ) أي أكثر من ثلث السكان(آالف ١١٠ألف نسمة، منهم ٣٠٠وعددهم أصل جملة السكان

لعل أفضل تسمية يمكن أن :" ويعلق غارودي على ذلك بالقول. النساء محرومات من أي حق من الحقوقاز أن نسمي ، اللهم إال إذا قبلنا جو" االوليغارشية االستعبادية"، هي " الديمقراطية"نطلقها حقاً على هذه

).٣٩". (النظام الذي يقبل التكيف مع نظام الرق" ديمقراطية"بالمعنى الحقيقي، لم تقم ديمقراطية بعد، ولن تقوم :" وقد قال جان جاك روسو في القرن الثامن عشر

إن أي مفهوم عادي واقليمي للديمقراطية ال :" ١٩٥٨وقال بربران دي جوفنيل في مؤتمر رودس ) ٤٠". (مام أي اختبار انتقادي، وإن حكومة الشعب من أجل الشعب هي في التاريخ أسطورة أكثر منها يصمد أ ".الديمقراطية أسوأ نظام ، باستثناء األنظمة األخرى:" وكان ونستون تشرشل يقول) ٤١. (حقيقة ؟

حولها ، هل ننسى أن الديمقراطية الغربية ، رغم كل الهالة:" ويتساءل الدكتور يحيى الرخاوي قائالً ) ٤٢" (مسألة فيها نظر، وأن الديمقراطية باإلنابة بالذات هي أكثر أنواع الديمقراطيات ضعفاً وعجزاً؟

ويحصي الدكتور صالح زرنوقة ، الخبير في مركز الدراسات االستراتيجية باألهرام، خمسة أنواع يم التمثيل السياسي ومستوى الجدارة التناقض بين تعظ: من التناقضات في الديمقراطية الغربية الحالية، وهي

א ١٥٨

א

، والتناقض بين العدالة والمساواة ، والتناقض بين اإلشباع الرأسي واإلشباع األفقي، والتناقض بين الصراع )٤٣". (واالتفاق ، والتناقض بين الرضا العام وفعالية الحكومة

وعلى األصح (أن أسباب ويرى الدكتور صالح أيوب، الخبير الدولي في منظمة العمل الدولية ،" وظاهرة) ٤٤(فقد المشتغلين بالسياسة لمصداقيتهم، : أزمة الديمقراطية في الدول الغربية هي) أعراض

أعضاء الحكومة عند البقاء مدة طويلة في الحكم، وتشابه سياسات األحزاب وصعوبة التفرقة " استهالك بمعاناة وشكاوى الجماهير، وإساءة استخدام مبدأ بينها، وشعور المواطنين بأن األحزاب السياسية تتاجر

لتمريرها بسرعة من البرلمان ، (االلتزام الحزبي عند التصويت على سياسات وتشريعات مختلف عليها ، وحرص األحزاب المحافظة على مصالح أصحاب األعمال على )حتى ولو كانت مليئة بالعيوب واألخطاء

ر مثال على ذلك ، ما قامت به الحكومات المحافظة في الثمانينات ، من حساب مصالح الطبقة العاملة ، وخيتقليص لدولة الرفاهية، وهجوم على المكاسب االجتماعية والعمالية ، بدعوى المرونة وضرورة خفض

)٤٥". (النفقات االجتماعية التي يتحملها أصحاب األعمال إلى جانب األجور مثل التأمينات االجتماعية ، يرى آالن اتشيجويين، أن الديمقراطية ال تخلو من بذور لكثير "ديمقراطية الكذب العليلة"ه وفي كتاب

من التناقضات ، وعلى رأسها التناقض بين مناداة الديمقراطية بحرية الرأي والفكر، مع الرفض البات لكل ي طياتها هفوات تشجيع ويقرر المؤلف المذكور أن الديمقراطية تحمل ف. ما بتضارب مع الفكر الديمقراطي

، وكانت ١٩٨٥فمسألة الدم الملوث بدأت في عام .. على الكذب السياسي ، وعلى التستر على الفضائح بعض الجهات المسؤولة على علم بما حدث ، كما كانت بعض عناصر المعارضة نفسها على علم بذلك،

". إال بعدما وقعت في يد الصحافة ولكن قواعد اللعبة فرضت الصمت على الجميع ، ولم تنفجر القضية)٤٦(

ويالحظ الكاتب خالد شوكات أن حق الترشيح وحق االنتخاب فارغان من أي مضمون حقيقي أو -فالممارسات الواقعية تثبت أن األغنياء فقط هم الذين يستطيعون .. مدلول واقعي في الديمقراطية الغربية

ي الفوز، وأن الناخبين ال يستطيعون منح أصواتهم لألكفاء أن يرشحوا أنفسهم وتكون لهم فرص ف -عملياً. طالما كانوا محاصرين ومضللين من قبل األجهزة الثقافية واإلعالمية التي يملكها أو يوجهها األغنياء

غير -عادة -ويالحظ الكاتب شوكات أيضاً أن الوعود االنتخابية التي تبذل خالل الحمالت االنتخابية تكون :تنفيذ الفعلي ، لعدة اعتبارات قانونية ومادية يمكن إيجاز بعضها فيما يليقابلة لل

إن أغلب الدساتير ، وهي المسؤولة عن تحديد اختصاصات السلطة التشريعية، أصبحت تضيق من * الذي تختص به السلطة التنفيذية واإلدارية، أي الحكومة " المجال التنظيمي" لصالح" مجال القانون"

وإذا كانت الدساتير في السابق تجعل المجال القانوني أصالً في التشريع ، والمجال التنظيمي . وأجهزتهااستثناء ينص عليه في الدستور ، فإن العكس هو المعمول به اآلن ، حيث أصبح مجال القانون أو نطاق

، في إحدى المواد اختصاص البرلمان مجرد استثناء من القاعدة التشريعية يحدد بدقة ،وعلى سبيل الحصروهذا يعني تضييق الخناق على ). ١٩٥٨من الدستور الفرنسي لسنة ٣٥الفصل : مثال ذلك(الدستورية

فقدان البرلمان . وبعبارة أبسط .العنصر الديمقراطي في نظام الحكم لفائدة العنصر الفردي واالستقراطيويقول الباحث الفرنسي ). ٤٧. (لتاريخي لهلصفة السلطة التشريعية، ومقاسمة الحكومة له هذا االختصاص ا

تبرز السلطة المتزايدة ال .. البيولوجيا واألخالق واالتصال واإلسكان.. في كل المجاالت: "كلودجوليانيتناقشون فيها، فيقطعون " مجالس" و" لجان"لممثلي الشعب، وإنما للخبراء، ومن هؤالء األخيرين تتكاثر

الحق في تحديد الخير والشر، اإليجابي والطوبوي، وفي رسم الطريق ويشرعون ،وهم الذين يمتلكون )٤٨".(الوحيد لكي يفرضوا آفاقهم هم على الجميع" الواقعي"

، أي أن الحزب "حكومة األغلبية البرلمانية"يؤخذ في أغلب الديمقراطيات الغربية المعاصرة بقاعدة * قه تشكيل الفريق الحكومي، ابتداء من الوزير األول مروراً الحائز على األغلبية في البرلمان هو الذي من ح

.بالوزراء وانتهاء بالهياكل اإلدارية والتنظيمية المركزية والالمركزيةأية عوائق تقف ) السلطة التنفيذية(لهذا لن تجد الحكومة . ولكي يوافق على القوانين يكتفي باألغلبية

ع القوانين التي تتقدم بها لينظر فيها برلمانياً ، ما دامت ضامنة أمام تنفيذ برامجها والموافقة على مشاري

אא ١٥٩ א

א

وهذا الوضع حدا ببعض رجال الفقه الدستوري إلى نعت البرلمانات . لتأييد األغلبية أو النصاب القانوني لهاال غير، حيث يشبه الوضع بإلغاء ضمني للسلطة التشريعية ، نظراً " غرف الموافقة أو التسجيل" بـ يتها شبه المطلقة للسلطة التنفيذية أو عدم مقدرتها على فرض معارضة فعلية عليها، وحينها لن يعني لتبع

).٤٩. (مبدأ فصل السلطات الكثير والذي يجهل العلوم . إن مهمة التشريع ليست مهمة سياسية فقط، إنما هي مهمة فنية وتقنية أيضاً *

يس باستطاعته ممارسة صالحياته البرلمانية، وسيتحول بالضرورة القانونية والتقنيات والوسائل التشريعية ل، ليس بإمكانه إال اإلصغاء إلى مشاريع القوانين التي يتقدم بها أعضاء "ديكور ديمقراطي"إلى مجرد

تستجيب للشروط الموضوعية والعلمية لمصطلح " اقتراحات قوانين"الحكومة، ألنه عاجز عن التقدم بـ مشاريع "هذا عالوة عن عجزه عن المناقشة الفعالة بالنسبة لـ . فكر في المبادرة حتى وإن" قانون"

المتقدم بها من طرف الحكومة ، ألنه غير ملم بمحتوياتها وببنائها القانوني وبالدالالت " القوانين )٥٠(القانون المالي السنوي : االصطالحية المستعملة في تركيبها، ومثال ذلك

محاذير كثيرة أبرزها إمكانية " األكثرية العددية" اد الديمقراطية الغربية على مبدأ كذلك ، فإن العتميقول . أو ضارة بمصالح المجتمع / إقرار قوانين ، باألكثرية العددية، قد تكون مخالفة لتعاليم الدين، و

وافقون على م% ٥١لنفرض أن .. الديمقراطية قائمة على عد الصوابع : "الدكتور عبد الوهاب المسيريزوجة .. وهذه المشكلة، على فكرة، لم تحل داخل الديمقراطية الغربية حتى اآلن!!!! المنكر ، على الشر

أنا كمثقف ، أعرف أهمية المياه، وخاصة . البواب عندما تقوم بغسل سيارتين كل يوم بكمية هائلة من المياه. هم األكثر عدداً . والبواب وزوجته وأوالده سبعة في المرحلة القادمة، أنا وزوجتي وأوالدي أربعة أفراد،

إذن ، من الممكن أن يكون القانون القادم هو تبديد المياه لصالح غسيل السيارات ، لحصول هذه األغلبية األكثرية تعني، أحياناً ، "ويرى المفكر الزنجي األمريكي كلود ماكدونالد أن )".!!! ٥١(على أجرة الغسيل

!. "!!اتفاق األغبياء، تناول ١٩٩٥وفي النشرة الدورية المخصصة للبحث في القيم اإلنسانية واالجتماعية الصادرة عام

مفهوم الدمقراطية في األنظمة السياسية الحديثة، فأدان هذه ) حبر الفاتيكان(البابا يوحنا بولس الثاني الديمقراطية بهذه الطريقة تناقض المبادئ إن: األنظمة ، لنكرانها حق الحياة على أساس إرادة األغلبية، فقال

فالدولة لم تعد بيتاً مشتركاً يلوذ به .. التي قامت عليها ، وتتجه بذلك إلى نوع من الشمولية أو السلطويةالجميع على أساس المساواة في الحقوق األساسية، ولكنها تحولت إلى دولة ظالمة وطاغية تعطي نفسها حق

عفين من األفراد، من الذين لم يولدوا بعد إلى الذين بلغوا أرذل العمر، وكل ذلك إعدام الضعفاء والمستض". باسم الحفاظ على المصلحة العامة التي ليست في الحقيقة سوى مصلحة طرف في اللعبة الديمقراطية

)٥٢( ويجب أن ال ننسى أن الديمقراطية على الطريقة الغربية هي التي أفرزت نازية هتلر وفاشية

إن الديمقراطية الغربية أفرزت تاريخياً : ": ويقول الخبير االجتماعي الدكتور الطاهر لبيب. سولينيمووالننس أن هتلر كان يرفع شعار االشتراكية القومية ويرى . ،وتفرز اليوم ، عيوباً ، بل أكاد أقول نقيضها

. راطيته الديمقراطية العضوية وكان فرانكو يسمي ديمق. فيه مرحلة متطورة بالنسبة إلى الديمقراطية وتجربة أوروبا تبين أنه منذ الثورة (.....) والديمقراطية الغربية تفرز اليوم في فرنسا نوعاً من العنصرية

الفرنسية نفسها ، فإن المؤسسات التي دافع المواطنون عنها صاروا ضدها فيما بعد ، ألنها غدت مكبلة )٥٣. ("للحرية وعاجزة عن تحقيق الطموحات

الذي يمارسه الغرب في دعوة " النفاق"ويستطيع أي باحث نزيه أن يالحظ بكل سهولة ، حجم :ويتجلى هذا النفاق في ممارسات عديدة، وأبرزها. اآلخرين إلى تطبيق الديمقراطية

من % ٥٠إذ تظهر االدعاءات أن . إن الديمقراطية ال تمارس ، بشكل فعلي، حتى في الغرب نفسه* في % ٨٠األمريكيين أصحاب حق االنتخاب ال يدلون بأصواتهم في االنتخابات ، وتصل تلك النسبة إلى

النتقال لإلدالء إما ألن ظروفهم المادية ال تسمح لهم بالتفرغ وا) ٥٤(الواليات األمريكية الجنوبية ، " ويقرر الدكتور هشام شرابي أن . أو ألنهم ال يؤمنون بمصداقية اللعبة االنتخابية وجدواها / بأصواتهم ، و

א ١٦٠

א

في االنتخابات األمريكية :" وتقوم الدكتورة نوال السعداوي ) ٥٥". (هناك في أمريكا ديمقراطية صوريةن النساء والرجال عن التصويت لصالح الحزب ، امتنعت األغلبية المقهورة م ١٩٩٦األخيرة عام

كالهما سيء كما قالت زميلتي األستاذة في جامعة نورث كارولينا ، . الديمقراطي أو الحزب الجمهوري نحن نعيش ديمقراطية مزيفة ، ألن أصحاب األموال هم فقط القادرون على خوض هذه المباراة : وأضافت

". ث كارولينا رجل يملك الماليين ودخل الكونجرس رغم أنه فاسد وقد نجح في والية نور. االنتخابية الكلمة :" ويقول مايكل بارنتي، البروفسور األمريكي المختص بتحليل النظام السياسي األمريكي) ٥٦(

الحاسمة في االنتخابات هي لممثلي االتحادات االحتكارية الضخمة ، ألن لها القدرة على التأثير في مجرى في (والكلمة الحاسمة . تخابات وشراء المكاتب ، كما أنها تمتلك أو تقع تحت أشرافها وسائل األعالم االن

هي للبيت األبيض ومجلس األمن القومي األمريكي وأجهزة المخابرات المركزية ، ثم يأتي ) اتخاذ القرارات )٥٧". (دور الكونغرس الذي يتم التشاور معه أو يوضع أمام األمر الواقع

) بالعقوبات والحصار وغير ذلك(إنهم في الغرب ينادون بالديمقراطية ، ويشنون الحروب الصليبية * ١٩٩٤ففي عام .. في سيبل دفع اآلخرين إلى تطبيقها ، ولكنهم يتوقفون عن ذلك كله عندما تتأثر مصالحهم

ة تعادي الديمقراطية وحقوق مثالً ، قدم إلى الكونجرس األمريكي مشروع قرار بحظر بيع األسلحة ألية دولوعند دراسة األمر، تبين للكونجرس أن ذلك القرار يعني كساد تجارة السالح األميركي ، حيث أن . اإلنسان

. من الدول التي تشتري السالح األمريكي% ٩٠أمريكا تطعن في النهج الديمقراطي واإلنساني الذي تنتهجه ، أنذر الرئيس األمريكي ١٩٩٣وفي عام !!! شروع القرارفكانت النتيجة أن صرف النظر نهائياً عن م

الصين بأنه سيحرمها من صفة الدولة األكثر رعاية، إذا هي لم تدخل إصالحات ديمقراطية على نظامها ثم تراجعت أمريكا عن تنفيذ . ولكن كثيرين من أصحاب المصالح في أمريكا اعترضوا على ذلك . السياسي

مت اإلدارة األمريكية تفسيرات عدة لهذا التراجع الكامل وغير المشروط، ودافع ما جاء في االنذار، وقدالرئيس األمريكي كلينتون نفسه عن الموقف المستجد، مشيراً إلى االختالف بين الثقافتين األمريكية

قوق اإلنسان والصينية، والتباين في المفاهيم بين البلديين ، حيث اعتبر أن النظرة األمريكية والغربية إلى حوهذا التباين يؤدي . تتمحور حول حرية األفراد ، بينما في الصين تأكيد على النظام وعلى مصلحة الجماعة

وهكذا فقد تبخر كل الكالم الكبير عن التمسك . في رأي الرئيس األمريكي إلى نظرة مختلفة لحقوق اإلنسان" قتصادية والسياسية في نهاية المطاف ، فكان أن بالديمقراطية وحقوق اإلنسان ، ولقد تغلبت المصالح اال

)٥٨" !!! (أكلوا إنذار الصين الديمقراطية عند اآلخرين ، فإن من الصحيح ) ولو ظاهرياً(إذا كان من الصحيح أن الغرب يدعم *

يت عام فعندما ألغيت نتائج االنتخابات الجزائرية التي أجر.. حلفاءه أكثر) فعلياً(أيضاً أن الغرب يدعم الباريسية االسبوعية ، معبراً عن رأي " نوفبل اوبزرفاتور"، قال جان دانيال، رئيس تحرير مجلة ١٩٩١

إنه نادراً ما أثار انقالب عسكري فرح الديمقراطيين مثل ما أثار هذا :" فرنسي شائع رسمياً وشعبياً وعندما سئلت جين كيركباتريك ) ٥٩!("!!وقد شعر هؤالء بنوع من الراحة ال مبرر للخجل منها . االنقالب

عن سبب دعم بالدها ألنظمة قمعية ديكتاتورية، قالت ال فض ) التي كانت مندوبة أمريكا في األمم المتحدة( ) "!!!٦٠(صحيح إن حكامها ديكتاتويون، ولكنهم ديكتاتوريونا: "فوها

ي ، فإن الديمقراطية الغربية، بينما يتظاهر الفكر الغربي برفضه للمطلق ، وبسماحه بتعدد الرأ* فالديمقراطية الليبريالية لم تطبق ابداً هذا التسامح .." الليبرالية والماركسية على السواء، قد اتسمت بالنفاق

المزعوم على الشعوب المستعمرة ، ولم تطبقه على األقليات الدينية أو العنصرية داخل أراضيها ، وال على .نساءالفقراء ، وال حتى على ال

والديمقراطية الماركسية استبدلت بالمطلق الديني مطلقات سياسية واجتماعية، وجعلت من الماركسية إلهاً وأصناماً، وفعلت نفس ما فعلته الديمقراطية الليبريالية مع الشعوب الخاضعة لها، ولم تظهر أي تسامح

كما يالحظ الدكتور جالل -والتاريخ االسالمي. مع األقليات السياسية أو العنصرية أو الدينية داخل أراضيها -يدل على أن تسامح االسالم مع الشعوب الخاضعة له ومع األقليات من مختلف األنواع، كان يفوق -أمين

)٦١". (تسامح الديمقراطية الغربية -بمراحل

אא ١٦١ א

א

شدي ، حيث ومن أحدث أوجه النقد الموجه إلى الديمقراطية الغربية ، ما وجهه الكاتب محمد المروأول ما يؤخذ عليها، سواء في الدول المتقدمة . ال أزعم أن الديمقراطية الغربية مبرأة من العيوب : " قال

وكلنا يعرف أن االنتخابات الرئاسة . أو النامية، الحمالت االنتخابية التي تستنزف الكثير من الجهد والمالكما تزخر تلك الحمالت . ة التي ال تتعدى أربع سنوات في أمريكا مثالً تستمر قرابة عام من فترة الرئاس

بفيض من المهاترات واالدعاءات والغوغائية، وتتيح الفرص لجماعات الضغط والمصالح في الداخل بما يلحق -سواء داخل المجلس التشريعي أو مؤسسة الرئاسة -والخارج لولوج ساحة صنع القرار الوطني

وهو يمارس عمله داخل -وال يخفي على أحد أن النائب. من األحيان الضرر بمصلحة البالد في كثيريكون مقيداً في الغالب بالمصلحة المحلية لدائرته أو لألقلية ذات النفوذ التي آزرته ، رغم أن تلك -البرلمان

المصالح قد تتعارض مع المصلحة العامة للدولة ويضاف إلى تلك العيوب العامة، عيوب خاصة ففي الدولبسبب تفشي األمية وتدني -المتخلفة التي تأخذ بأسلوب االنتخاب المباشر ، حيث ال يدرك معظم الناخبين

الوظيفة الحقيقية للنائب ، ويعتبرونه مجرد وسيط خدمات لدى الحكومة لقضاء مصالحهم -الوعي السياسيمجاالً لتسليط األضواء على الشخصية لو كان بعضها غير مشروع، وبدالً من أن تكون الحملة االنتخابية

المشاكل الكبرى، وعرض اآلراء والبرامج الحزبية لحلها، وتعميق الوعي السياسي ، وابراز القيادات ..الصالحة

بدالً من ذلك، تصبح الحمالت االنتخابية سوقاً زاخرة بالخداع والرشاوي والتربيطات الخفية بين )٦٢". (سماسرة المواشي في أسواق الريفالصالح والطالح ، وتبدو أقرب إلى أساليب

:" فهو يقول عن معنى الديمقراطية .. ونختم نقد الديمقراطية بما يقوله الدكتور محمد عابد الجابري إن اللفظة يونانية ، وأعتقد أن الذي استعملها أول مرة، كان يقصد منها التعبير عن فكرة مثالية أكثر من

.ربة ممارسة أو تمكن ممارستهاالتعبير عن واقع حي، أو عن تجوهذا معناها اليوناني األصلي ، أعتقد أنه ما تم ولن يتم في أي عصر " حكم الشعب نفسه بنفسه" إن

شعب "فمن الصعوبة تصور " . الدولة"تستدعي مقابالً لها، وهي فكرة " الشعب "إن فكرة : من العصور دون نوع من الجهاز الرابط "تنظيم "كذلك تصور ومن الصعب. دون نوع من التنظيم يربط هذا الشعب "

ثم إن كلمة . أو مؤسسة قريبة الشبه بها" وكيفما كان هذا الجهاز، فإنه ال يمكن إال أن يكون دولة. المسبق هذا ، عالوة على . أحدهما حاكم، واآلخر محكوم : نفسها ال يتحدد معناها إال إذا كان هناك طرفان " حكم"

حكم "وهكذا ، فإن تعريف الديمقراطية على أنها . يلة التي تجسم العالقة بين هذين الطرفيناألداة أو الوسالتي " المدن الفاضلة"إحدى تلك ’هو تعريف ال يمكن أن يوجد له مجال للتطبيق إال في " الشعب نفسه بنفسه

وا في عالم الواقع أية عندما لم يجد" عالم الفكر"وجد متخيلوها نوعاً من الملجأ هربوا إليه في متاهات ".مثلهم" إمكانية لتطبيق آرائهم و

في العالم الغربي اليوم، تعني الديمقراطية أوالً الحرية السياسية، ليتمكن :" ويخلص الجابري إلى أنه " كل شخص "ليتمكن ) الليبرالية(وتعني ثانياً الحرية االقتصادية . من أداء واجبهم االنتخابي "المواطنون "

من القيام بنشاطه االقتصادي حسب وسائله وإمكانياته دون أي تحديد لمجال حريته -أو معنوي حقيقيوالنتيجة الحتمية لهذا النوع من . وتصرفه، ودون أي توجيه في أي جانب من جوانب هذا النشاط

حقاً ، ولكن لمن الحرية االقتصادية هما حرية" و" الحرية السياسية"ألن !! هو الالديمقراطية " الديمقراطية "وبما أن التفاوت الهائل بين أفراد األمة هو الطابع األساسي للمجتمع الراهن، فإن . يستطيع التمتع بهما

المجتمع "فوقية "الحرية السياسية والحرية االقتصادية ال يمكن أن يستفيد منهما إال أولئك الذين يوجدون في فطبقة . والديمقراطية الليبريالية إلى الالديمقراطية " السياسية االنتخابية "وهكذا ، تؤدي الديمقراطية ..

" حق"الرأسماليين هم وحدهم الذين في إمكانهم استعمال هذه الحرية ، وبالتالي هم وحدهم المتمتعون بـ .الحكم في رقاب الشعب، والتحكم في موارده ومقدراته

، أصبح "قانونياً"ى المجتمع يكتسي طابعاً قسرياً وهكذا ، أيضاً ، بعد أن كان استبداد طبقة معينة عل" أفراد " يتمتع به"الذي "االنتخاب "يستمد اختياريته هذه من " اختيارياً " استبداداً "! الديمقراطية "اليوم بفضل ).٦٣".(الشعب كافة

א ١٦٢

א

في مستقبل الديمقراطية -٤-٢علماء "خاصاً للرئيس جون كيندي، أن يالحظ المؤرخ األميريكي آرثر شليسنجر ، الذي كان مساعداً

قد رافقت االنتقال من القرن التاسع عشر ) بشيوع الديمقراطية (التاريخ يتذكرون أن اآلمال العريضة نفسها بحتمية الديمقراطية ، وطيبة الطبيعة البشرية ١٩٠٠فقد آمن الناس الطيبون في العام .. إلى القرن العشرين

.والسالم ، وبضرورة انتصار المنطقبيد أن هذا القرن أثبت أنه كان قرن الكراهية ال للحب ، والالعقالنية والفظائع التي هددت وجود "

أما الديمقراطية فوجدت نفسها في خطوط الدفاع، فسقطت ادعاءاتها بأنها ضامنة . الجنس البشري برمته .للسالم ، وثارت في وجهها ثورات الفاشيين والشيوعيين

، تعرض للخطر االدعاء اآلخر بأن الديمقراطية تضمن ١٩٢٩ب الكساد الكبير في العام وفي أعقا" وما لبثت الحرب العالمية الثانية أن استكملت سلسلة الضربات هذه، ففقدت الديمقراطية زمام . البحبوحة .المبادرةبرالية في القرن الحادي فإذا ما فشلت الديمقراطية اللي.. وشيء من هذا القبيل يمكن أن يحدث مجدداً "

والعشرين ، كما حدث لها في القرن العشرين ، ولم تتمكن من بناء عالم إنساني ومزدهر ومسالم ، فإن هذا (...)سيخلق أيديولوجيات بديلة تستند، كما الفالشية والشيوعية ، على معاداة الحرية واالستسالم للتسلط

سي لإلبداع واإلنتاج والتوزيع ، ولكن وسائلها الراكضة أبداً إن الرأسمالية أثبتت أنها المحرك األسا" للقيم واالستقرار " التدمير الخالق" نحو الربح، تؤدي إلى ما يصفه جوزيف شومبيتر بـ ) وفقط (

إذ أن أحد أهداف ". التدمير الخالق" وتقدم الثورة الكومبيوترية فرصاً جديدة لهذا. الخ... واألخالق والعائلة، التي كانت ، وال "األمة -الدولة"مالية اآلن هو إقامة االقتصاد العالمي ، بيد أنه لن يتحقق إال بتدمير الرأس

.تزال ، المعقل التقليدي للديمقراطيةانفجار الصراعات العرقية ، والثورة التكنولوجية، واالندفاعة (إن العوامل الثالثة مجتمعة "

وهذا . نعم ، ولكن : هل للديمقراطية مستقبل؟ والجواب : ؤال التاليتفرض الس) الرأسمالية نحو العولمة الرد االيجابي المشروط يرتبط بمدى قدرة الرأسمالية على إخضاع خططها وأرباحها قصيرة األجل

االجتماعية بعيدة المدى، مثل االستثمار في التعليم والبحث والتطوير، واعادة تحديث البنية التحتية . للحاجات. لكن، ال يحتمل أن يقوم الرأسماليون، من تلقاء أنفسهم، بتلبية هذه الحاجات. نعاش المدن، وإنقاذها ، وا

فهل سيكون بالمستطاع جعل الرأسمالية العالمية مسؤولة اجتماعياً بعد أن تتحرر من قيود الحدود القومية أم ؟ هذا هو التحدي الضخم الذي أن سوء استخدام الرأسماليه للسلطة سيؤدي إلى فرض االصالح فرضاً

).٦٤". (طيلة القرن الحادي والعشرين -حسب ما يراه شليسنجر -ستواجهه الديمقراطيةوبدرجات -على نحو غير مسبوق -المجتمعات تتطور اليوم " ويقرر الدكتور محمد الرميحي أن

، وهو وضع يمنح قوة "ت الكونيمجتمع المعلوما"مختلفة بفضل الثورة العلمية التكنلوجية نحو ما يسمى بـ غير محدودة لمن يمتلك الوسائط والقدرة على انتاج المعلومات وحفظها واسترجاعها واستخدامها، وهو وضع يشكل تحدياً خطيراً لفكرة الديمقراطية ذاتها، شكالً ومضموناً ، فإذا كانت الديمقراطية تبنى على

ختيار سوف تهتز من أساسها بالنسبة لمن ال يملك المعلومات المعلومات الصحيحة والموثوقة، فإن فكرة االثمة طرحاً يعالج مشكلة الديمقراطية " ويالحظ الدكتور الرميحي أن . أو ال يمتلك وسيلة للحصول عليها

هذا الطرح -شكالً على األقل -الحديثة لعله يكون اقتراحاً مالئماً، وهو شديد الشبه بمصطلح الديمقراطيةوالتيمقراطية مصطلح يوناني األصل مكون من مقطعين يونانيين أولهما ". التيمقراطية" يسمىالمقترح

time ويعني الشرف، وkratos فالمعنى إذن أنه نظام الحكم المؤسس والمرتكز على معاني . ويعني الحكمللتعبير عن " ةالجمهوري" ويعود بدء هذا المصطلح إلى افالطون الذي استخدمه في كتابه الشهير . الشرف

بمعنى آخر، هو إعالء . نظام الحكم الذي يؤثر المجدد والسلطات والشرف على النظر والدرس والتفكيروبرغم قدم هذا المصطلح ، والمعنى العسير له إذا أخذ بمالبساته . شأن األخالق في التعامل السياسي

وطبيعة فسادها ونداء اصصالحها التاريخية وظروف صياغته في سياق تصور أفالطون عن دروات الحكم .التي يوحي بها المصطلح" الفكرة"، فما يحدث في الديمقراطية المعاصرة يستدعي

אא ١٦٣ א

א

الذي يقرر بعد " جورج سانتيانا"ومن بين الفالسفة األمريكان المعاصرين، يبرز في هذا اإلطار اسم "وهي من وجهة نظره ذات طابع . ظم التيمقراطية هي أفضل الن"استعراضه للنظم السياسية المختلفة أن

اتاحتها الفرصة لألكفاء فقط والمتميزين شخصياً، أن -في سياق وجهة النظر ذاتها -ارستقراطي بمعنىنظام يجمع مميزات النظم -تبعاً لرأي سانتيانا -وهي بذلك. يرتقوا سياسياً لمعالجة شؤون السياسة

النظام األقدر على إنقاذ -في رأيه -هذه النظم، لهذا تمثلاالرستقراطية والديمقراطية مع تحاشي مثالب " دورات الحكم"لكننا لوعدنا إلى مفهوم أفالطون نفسه عن ". البشرية من الفوضى السياسية التي تجتاحها

حسب رأي الدكتور -لهذا، البد من إصالحها. يلحق بها الفساد أيضاً" دورة"الكتشفنا أن التيمقراطية هي ( فساد السياسة " دورة جديدة مختلفة تصلح ما لحقه الفساد، ويخلص الدكتور الرميحي إلى أن ب -الرميحي

لكن البشرية التي . طبيعة حتمية تبرز مع تراكم أهواء البشر وميلهم الغريزي باتجاه مصالحهم المغلقة) إذننساني لقرع نواقيس تفسد هي أيضاً التي يخرج من بينها مفكرون ذوو ضمائر وقدرة على االرتقاء اإل

ويبقى الضمير هو المرجع إلنقاذ الديمقراطية ، كما يرى الدكتور . الخطر، والتبشير بفضائل تتجاوز المفاسد ).٦٥(الرميحي

كما يالحظ ) ٦٦" (هذا الشيء الذي نسميه ضميراً ، إنما يعتمد في سويدائه على اإليمان" وحيث أن وما يقتضيه بصورة خاصة من إلغاء لتأليه الفعل (هو اإليمان الديني الشيخ نديم الجسر، فإن اإليمان الذي

.هو المنقذ الوحيد للبشرية) البشري ، وإعادة اعتبار للوحي الديني كمرجعية، فاعتماد للشورى

العالقة بين الشورى والديمقراطية -٣ختالف بينهما، في دراستنا للعالقة بين الشورى والديمقراطية ، سنحاول الوقوف على أوجه اال

الديمقراطية التي يمكن اإلفادة ) أو اآلليات(فالوقوف على أوجه االتفاق بينهما ، ونخلص إلى تحديد المظاهر ..منها في إناء الشورى

في أوجه االختالف بين الشورى والديمقراطية -١-٣للديمقراطية، الشورى أرحب من الصيغة الغربية"يالحظ الرئيس الجزائري األسبق أحمد بله أن

ألنها تؤمن المشاركة الشعبية الدائمة، وليس المرحلية كل أربع أوست سنوات في موعد تغيير الرئيس أو ).٦٧". (أعضاء البرلمان

وتنبع أوجه االختالف الكبرى بين الشورى والديمقراطية ، كما يالحظ الدكتور عبد الحميد مي متكامل له فلسفته الخاصة وأهدافه الخاصة، وكذلك األنصاري ، من كون الشورى جزئية في نظام اسال

. فإن الديمقراطية نابعة من نظام له فلسفة معينة وأهداف معينة، وقد طبق كل من النظامين في بيئات مختلفةسلطات مجلس الشورى، والحقوق والواجبات، : ويتعلق أبرز أوجه االختالف بينهما بالجوانب الثالثة اآلتية

..وفيما يلي بعض التفصيل في ذلك. جتماعيةوالقيم اال

إن سلطات المجلس مقيدة بعدم خروجها على النصوص : سلطات مجلس الشورى -آومجال الشورى محصور فيما ال يكون فيه نص، أو فيه نص ظني الداللة يحتمل أوجهاً . اإلسالمية المقررة

اللوائح (إنما تكون في الوسائل التنفيذية وأما حيث وجد النص واضح الداللة، فالشورى . عدة في الفهم .وفي كل هذه األمور ، يجب أن تكون التشريعات متفقة مع مبادئ الشريعة العامة وروحها). والقرارات

أما سلطات المجلس النيابي في الديمقراطية المعاصرة ، فيمكن أن تكون مطلقة، وصحيح أن الدستور .ييريقيدها ،ولكن الدستور نفسه قابل للتغ

إن األمة مصدر السلطات في الديمقراطية المعاصرة ، بإطالق، ولكن األمة مصدر : ولهذا يقالوبتعبير ) ٦٨(السلطات في الدولة اإلسالمية في حدود الشريعة، ومصدر السلطان والسيادة فيها هو اهللا

هي لألمة، ) أو السيادة النسبية (ية هي هللا تعالى، والسيادة العمل) أو السيادة المطلقة(السيادة األصلية : آخرفي نطاق الشورى ) الشورى والديمقراطية(يظهر الفارق بين النظريتين :" ويقول الدكتور أحمد أبو المجد

فإن الفكر السياسي الغربي ، بما يقوم عليه من علمانية الدولة، قد وضع األمر كله بين يدي .. وحدودها

א ١٦٤

א

برم من أمورها ما تبرم، وتنقض ما تنقض ، حتى ذاع في انجلترا القول أغلبية الجماعة ترى فيه رأيها، وتالمأثور من أن البرلمان اإلنجليزي يملك أن يقرر أي شيء إال أن يحول المرأة إلى رجل والرجل إلى امرأة

فإن الشورى في الجماعة اإلسالمية ال تمتد إلى ما ورد فيه .. وليس الحال كذلك في التصور اإلسالمي ! وقد نستطيع أن نلخص الفارق بين الديمقراطية الغربية وبين (....) نص قطعي ال محل فيه لالجتهاد

إن سلطة األمة في الديمقراطية الغربية سلطة : الشورى التي تقوم عليها النظرية السياسية اإلسالمية بقولنا فحيثما وجد النص .. خرمطلقة، بينما هي في التصور اإلسالمي مطلقة في نطاق ومقيدة في نطاق آ

التشريعي القطعي ، فال موضع الجتهاد فردي أو جماعي ، إال أن يكون اجتهاداً في التطبيق والتفسير، وفي المتغيرة، وهو مجال ال ٥١٧كيفية إنزال حكم القاعدة الملزمة على الوقائع المتجددة والظروف

).٦٩" . (يستهان به

الحقوق والحريات العامة في الشورى اإلسالمية عنها في تختلف: الحقوق والحريات -ب ...الديمقراطية المعاصرة من ناحيتين اثنتين

إن هذه الحقوق والحريات تتحول إلى واجبات اجتماعية ودينية ، وتأخذ طابع الوظيفة : األولى *اعة دون طغيان أحد االجتماعية المرتبطة بتحقيق المقاصد الشرعية ، بتوازن يحقق مصلحة الفرد والجم

بينما . ثم إن المواطنين يجب أن يتمتعوا بهذه الحقوق ، وإال أثموا بالترك والتقاعس. الجانبين على اآلخر .... كانت الديمقراطية وال تزال تأخذ سلبياً وتغالي في تغليب الجانب الفردي

وأما في . الشريعة نفسهاإن هذه الحريات موصوفة ومقيدة في اإلسالم بضوابط من : الثانية* الديمقراطية المعاصرة ، فهذه الحقوق مطلقة ، وال يحدها إال ضابط عدم االضرار بالغير، والقانون، ولكن

الحضارة اإلسالمية تجعل القيمة العليا فيها " ويالحظ الدكتور وليد عبد الحي أن ). ٧٠(القانون نفسه متغير فالمنظومة الحضارية العربية لها .. اطية فتجعل القيمة العليا فيها الحريةأما الديمقر. العدالة وليست الحرية

وعندما تختلف القيمة العليا فإن البنية المنبثقة . قيمة عليا مختلفة تماماً عن القيمة العليا للمنظومة الغربيةذين يطلبون ونحن نالحظ أن مثل الذين يطلبون الحرية المطلقة كمثل ال) ٧١". (عنها لن تكون واحدة

في أحد -ألن الحرية المطلقة لم ولن توجد في أي زمان ومكان ، وتاريخ التقدم البشري هو.. المحالالتي هي في التحليل ) المكتوبة وغير المكتوبة(تاريخ النظام، أو هو تاريخ القوانين واألنظمة -أوجهه

لديمقراطية أطلقت الحرية الفردية حتى ال ا" ويالحظ الدكتور عدنان النحوي أن . األخير قيود على الحرياتيكاد يكون لها ضابط وموجه، فانفلتت الحرية الجنسية في أوحال الجريمة والمعصية ال توقفها مسؤولية في

وعندما يطلقون حرية الدين كما يزعمون ، فإنهم في حقيقة أمرهم . الدنيا، وال رهبة من عذاب اآلخرةألنهم خدروا الناس بالشهوة والمصالح والجري الالهث وراء الدنيا، ليكون ذلك. يقتلون الحرية ويدفنونها

فجردوا اإلنسان بذلك من جوهر قوته التي يفكر بها حراً .. هذا هو ميزان الحياة ومقياس الحرية أو الظلم والشهوات جردوه من سالمة الفطرة التي لوثتها العصبية وأحاطت بها الجريمة، وخنقتها األهواء . طليقاً )٧٢.".(فأنى لإلنسان أن يفكر حراً ؟. الثائرة

وتقول السيدة جيهان السادات ، التي عاشت في أمريكا عدة سنوات متقطعة تحاضر في بعض .الحرية في أمريكا تخوف ، وأنا شخصياً باتخض منها:" الجامعات األمريكية

.كل إنسان يحب الحرية طبعاً، الشك أن. ساعات أبقى مذهولة من الحريات الزائدة ولكن، احنا تربينا ونشأنا في مجتمعات قد . وزي ما بتقول ، الحرية كالماء والهواء، ال غنى عنهمافلما بننتقل إلى مجتمع مفتوح زي المجتمع .نقول عنها مغلقة ومحافظة بالنسبة للي بنشوفة في الخارج

صدقيني أنا بشعر أن ... إن االنغالق بتاعنا رحمه األمريكي، نجد حرية شديدة جداً للغاية، لدرجة بأقول. ولذلك ، البد أن تكون لها ضوابط ، بحيث تبقى حرية مقبولة الشكل والمنطق . الحرية بالشكل ده تخوف

..لكن الحرية الزائدة بالشكل ده مفزعةحد يبقى سامع يعني مثالً، تجدي على شاشة التلفزيون الناس بتتكلم بصراحة وانفتاح، لدرجة الوا

الحرية في كل شيء في حياتهم الخاصة، والعامة، وفي .. الكالم ومخضوض من هذه الصراحة والحرية

אא ١٦٥ א

א

صحيح الحرية مطلوبة في السياسة ، وثبت نجاحها، وثبت أن الوضوح والكشف عن الحقائق .. السياسة: ولذلك أقول . والمبادئ للشعب مهم، ولكن الحرية المطلقة مرفوضة، ويجب أن تكون في إطار من القيم

إن الحرية في المجتمع األمريكي مخيفة، ألنه من غير المعقول ، تحت اسم الحرية، الست األمريكية تقف تتكلم على شاشة التليفزيون عن حياتها الخاصة، والخاصة جداً، ويسموا دي حرية، وأنا أراها حرية تخدش

والقيم الجميلة، وما زلنا نحتفظ بها حتى اليوم، وهي ما تميزنا حيائي، ألني تربيت في بيئة تحكمها التقاليد المغاالة في "ويالحظ الدكتور عبد الحميد األنصاري أن ) ٧٣". (عن غيرنا من بقية المجتمعات المتحررة

الحرية الفردية أدت إلى آثار سيئة في جميع مجاالت المجتمع الديمقراطي المعاصر، السياسية الجتماعية والنفسية، وتتمثل هذه اآلثار في اإلباحية والجرائم والكساد والبطالة وسوء توزيع واالقتصادية وا

.الدخول وظهور االحتكارات والتكتالت االقتصادية الضخمة ومعاناة الفرد النفسيةولهذا ، فإن الديمقراطية المعاصرة تعرضت لنقد شديد في مجال الحريات بالذات ، إذ أدى الطغيان

ولهذا ، فإن تصحيح المسار . مالي إلى التأثير في الحريات السياسية والممارسات الديمقراطية السلميةالرأسإذ أن هذا الموقف مصدر إثراء " الديمقراطي المعاصر البد له من ضوابط معينة توضع للحريات العامة

يالحظ الدكتور الشيخ كما -ففي النظام اإلسالمي ) ٧٤"... (وتصحيح ألوجه النقص في الحريات العامةتلتقي الفردية والجماعية في صورة متزنة رائعة ، تتوازن فيها حرية الفرد ومصلحة -يوسف القرضاوي

وقد جاء .. الجماعة، وتتكافأ فيها الحقوق والواجبات ، وتتوزع فيها المغانم والتبعات بالقسطاس المستقيمال يجور على الفرد لحساب المجتمع، وال يحيف على نظاماً وسطاً عادالً، -وهو دين الفطرة -اإلسالم

ال يدلل الفرد بكثرة الحقوق التي تمنح له، وال يرهقه بكثرة الواجبات التي تلقى . المجتمع من أجل الفردوإنما يكلفه من الواجبات في حدود وسعه، دون حرج وال إعنات، ويقرر له من الحقوق ما يكافئ . عليه

ومن هنا ، قرر اإلسالم حرمة الدم، وحرمة . ه ، ويحفظ كرامته، ويصون إنسانيته واجباته ، ويلبي حاجتالعرض، وحرمة المال، وحرمة البيت، وقرر اإلسالم للفرد حرية االعتقاد ، وحرية النقد، وحرية الرأي

رض عليه ومع هذه الحقوق والحريات التي منحها االسالم للفرد، ف. والفكر، وقرر أيضاً المسؤولية الفرديةللمجتمع واجبات تكافئها ، وقيد هذه الحقوق والحريات الفردية بأن تكون في حدود مصلحة الجماعة ، وأال يكون فيها مضرة للغير، وليس للفرد أن يستخدم حقه فيما يؤذي الجماعة ويضرها ، إذ ال ضرر وال ضرار

ق الفرد إذا تعارض مع حقوق الجماعة، كما أن ح. ال يضر اإلنسان نفسه وال يضار غيره: في االسالم، أي )٧٥. (فإن حق الجماعة أولى بالتقديم

ترتبط الشورى االسالمية بقيم اجتماعية نابعة من الدين نفسه، :القيم االجتماعية -جـولذلك ، فهي ثابتة غير خاضعة لتقلبات الميول والرغبات، ومن ثم فهي تضبط وتحكم تصرفات األمة

ال تسند الديمقراطية المعاصرة إلى مثل هذه القيم الثابتة ، بل هي قيم نسبية تتحكم فيها بينما. ورغباتها .رغبات وميول األكثرية

ولهذا كان تسلط أمة على أخرى مشروعاً في ظل األنظمة الديمقراطية المعاصرة، بينهما تهدف القيم ).٧٦(اإلسالمية إلى تغليب النظرة اإلنسانية الشاملة

أوجه االتفاق بين الشورى والديمقراطيةفي -٢-٣ضرورة : يمكن تلخيص أبرز أوجه االتفاق بين الشورى والديمقراطية في قضيتين اثنتين، وهما

وفيما يلي . لكل فئات المجتمع ) أو المجلس النيابي(مناقشة المسائل العامة، وشمول أعضاء مجلس الشورى ..بعض التفصيل في ذلك

المعاصرة وجوب مناقشة المجلس النيابي للمسائل العامة، بحيث يترتب على عدم ترى الديمقراطية -آوكذلك ، فإن الشورى تقتضي عرض المسائل المتعلقة بمصالح . المناقشة المساءلة وعدم المشروعية

.األمة على أهل الشورى، بحيث يترتب على ترك هذا األمر المخالفة واالثم .ضاء المجالس النيابية في العصر الحديثيصح أن يكون أهل الشورى أع -ب

.ويجوز أن تشمل عضوية هذه المجالس النساء ، كما يجوز أن تشمل أهل الذمة

א ١٦٦

א

مظاهر ديمقراطية تغني الشورى -٣-٣بالرغم من كل أوجه االختالف بين الشورى والديمقراطية ، فإن الشورى االسالمية يمكن أن تفيد

نظام األحزاب السياسية ، ونظام : للديمقراطية الغربية ،وهي) أو آليات (،على األقل، من ثالثة مظاهر )٧٧.. (وفيما يلي بعض التفضيل في ذلك. الترشيح االنتخابي، ونظام االنتخاب العام

يقول بعضهم برفض قيام األحزاب السياسية في مجتمع اسالمي : نظام األحزاب السياسية -آإلى جواز أو وجوب األحزاب السياسية في العصر -)٧٨(في معظمهم -، ولكن العلماء المتأخرين يذهبون

:الحاضر، ويرون ، كما يالحظ الدكتور عبد الحميد األنصاريأن المبادئ العامة الملزمة ، كالشورى والعدالة والمساواة والحرية، وكذلك األمر بالمعروف والنهي عن *

لحفاظ عليها في العصر الحديث في ظل نظام يرفض المنكر ، يصعب تحقيقها ، كما يصعب حمايتها وا ....األحزاب السياسية

أن النظام الحزبي الملتزم بأصول الشريعة هو التجسيد العصري المناسب لمبدأ األمر بالمعروف والنهي * .عن المنكر

ل تنظيمات يقضي بمنح أصحابها حق التعبير عن آرائهم من خال) حس معاملة األقليات الدينية(أن مبدأ * .سياسية في إطار النظام العام

كيفية التوفيق : أن النظام الحزبي يحقق الحل لمشكلة مزمنة طالما كانت محل نقاش مجهد وطويل، وهي* مصداقاً لألمر (، وبين وجوب قول كلمة الحق )خوف الفتنة( بين النهي عن الخروج على الحاكم

وذلك عن طريق االنتقال السلمي ! م الوقوع في التهلكةبين ضمان إمكانية التغيير وعد). بالمعروفوما على المحكوم إذا شعر بجور أو انحراف إال أن . للسلطة من حزب الحاكم إلى الحزب المعارض

.يتحول بمشاعره وتأييده إلى الحزب المعارض للسلطةقال . ة فطر اهللا الناس عليهاأن الدين اإلسالمي دين الفطرة والواقع، ووقوع الخالف من سنن البشر وفطر*

ومن المعلوم أنه . ١١٨: هود -) ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة وال يزالون مختلفين: (تعالىوكما وجدت المذاهب والمدارس الفقهية . ليس كل خالف في الرأي يفسد المودة ويثير الفتنة والبغضاء

األحزاب السياسية المختلفة على أساس التعاون المختلفة وبين أصحابها صفاء، فمن الممكن أن توجد .فالمهم هو تنظيم الخالف واالستفادة منه لما فيه صالح المسلمين. والمنافسة الشريفة

لقد تنافس األنصار والمهاجرون يوم السقيفة على أحقية كل من الفريقين بالخالفة ، وكان لكل فريق * وهذا دليل على مشروعية . رضي اهللا عنه ثم مبايعته وقد انتهى األمر بترشيح أبي بكر. حججه

الخالف في األمور االجتهادية واألحزاب السياسية الحديثة إنما تسعى عن طريق برامجها وأنصارها للوصول إلى الحكم عن طريق إقناع أكبر عدد من الناخبين بأنها أحق وأجدر من غيرها بالحكم، وهكذا

.،اسية تختلف في وسائلها وبرامجها مع اتفاقها في وحدة العقيدة، فمن الممكن وجود أحزاب سيالضرورية ... األحزاب السياسية تحقق المقاصد الشرعية المرسلة ، وذلك عن طريق تحقيقها للمصالح المختلفة لألمة*

وهي ما (سينية ، والتح)الحرج والمشقة(وهي ما يتوقف على فقدانها (، والحاجية )وهي ما تتوقف عليها حياة الناس( ).يتوقف على فقدانها نقص في الكمال

وهكذا، ومهما كانت المساوئ التي تنسب إلى النظام الحزبي ، فإن محاسنه أكثر، خاصة وأن من قيام أحزاب عقائد مخالفة لعقيدة ) بشكل غير مبرر(معارضة هذا النظام تنطلق من خوف المعارضين

يد النظام الحزبي إذا التزم بإطار الشريعة وأصولها ، حيث يتفق ونخلص من ذلك كله ، إلى تأي. اإلسالم .الجميع في المبدأ ويختلفون في الوسائل

يمثل نظام االنتخاب العام أحد األركان األساسية في الديمقراطية : نظام االنتخاب العام -بوالبيعة في . م البيعةولم يعرف التاريخ السياسي اإلسالمي هذا النظام ، ولكنه عرف نظا.. المعاصرة

. جوهرها تعني إعالن الفرد المبايع عن موافقته ورضاه لشخص المبايع له مع التزامه اإلخالص والوالء

אא ١٦٧ א

א

.ونظام االنتخاب المعاصر يحقق هذا المقصود عن طريق ما يسمى بالتصويتنه كان هناك ما يسمى وإذا كان نظام االنتخاب العام لم يكن معروفاً في صدر اإلسالم وما تاله ، إال أ

بنظام االختيار الطبيعي، والذي كان بمقتضاه تصل شخصيات نالت الرضا والقبول العام إلى مركز وإذا كان هذا األسلوب متناسباً مع بيئة تسود فيها بساطة العيش ، فإننا ال نرى مانعاً من تغيير . الصدارة

.الحضاريهذا األسلوب ليتالءم مع بيئة أخرى تشكو من التعقد وحيث أن أساليب التمثيل تتطور بحسب البيئات والمجتمعات، وحيث أننا مأمورون بالشورى في معالجة الشؤون العامة، ومأمورون أيضاً بالشورى في نفس الوسيلة المؤدية إلى تشكيل مجلس الشورى،

دف المقصود من نظام فإنه ال ما نع من االستفادة من تجارب الغير مادامت صالحة ومتناسبة وتحقق اله .ونحن ال نجد وسيلة عصرية مناسبة تحقق االشتراطات السابقة مثل نظام االنتخاب العام. التمثيل

...من أهم العمليات االنتخابية ، عملية الترشيح: نظام الترشيح االنتخابي -حـ

ي التقدم عن ارادته ف -للجهة المختصة -وفيها يعبر الشخص الذي توافرت فيه شروط الترشيحالقتراع الناخبين عن دائرة معينة ، بهدف الحصول على عضوية المجلس النيابي، ويصاحب عملية الترشيح

.عملية الدعاية االنتخابيةويعارض بعضهم ممارسة عملية الترشيح في المجتمع اإلسالمي بحجة وجود أحاديث نبوية تمنع

الواليات ال عالقة له بعملية الترشيح نفسها، فهي ولكن السعي المنهي عنه في طلب). ٧٥(طلب الوالية أشبه بطلب موافقة الجهات المختصة على ادراج اسم طالب الترشيح في قائمة المرشحين عن دائرة معينة

فهذه العملية أمر ضروري يقتضيه النظام بهدف تحديد عدد من يجوز انتخاب ممثل الدائرة من بينهم، . .الوقوف على آراء كل مرشح وصفاته حتى يتمكن الناخبون من

ولكن المعنى المذموم الذي يستمد من األحاديث البنوية ، إنما ينطبق على العمليات الدعائية فالمعروف أن المرشحين يسعون ويسلكون شتى السبل في الدعوة ألنفسهم، . المصاحبة لعملية الترشيح

ا والصفات الحميدة ، ويلصقون بخصومهم كل الصفات ويبالغون في ذلك ، فينسبون إلى أنفسهم كل المزايفيمكن ، في هذا المجال، أن نستفيد من المعاني التي ترمز إليها األحاديث النبوية ، فنمنع هذه . المذمومة

. المبالغات ، ونقيد عمليات الدعاية بشيء من التنظيم والوسائل المشروعة: مثل( الديمقراطية هي أنهما تختلفان في المبادئ وخالصة القول في مجال العالقة بين الشورى و

وتتفقان في الوسائل أو ). المرجعية التي هي الوحي الديني في الشورى والعقل البشري في الديمقراطيةويمكن للمجتمع اإلسالمي ). شمول الشورى والديمقراطية أيضاً لكل فئات المجتمع: مثل(الجوانب اإلجرائية

يمارسها ببعض مظاهر الديمقراطية ، كاألحزاب السياسية ونظام االنتخاب العام أن يغني الشورى التي .ونظام الترشيح االنتخابي

الهوامش والمراجع ، ١الدكتور توفيق محمد الشاوي ، فقه الشورى واالستشارة، دار الوفاء، المنصورة ، ط) ١(

اإلسالمية وقضية الدكتور حيدر إبراهيم علي، التيارات : ذكره ١٤و ١٣، ص ١٩٩٢ .١٥٤و ١٥٣، ص١٩٩٦الديمقراطية ، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت

، المجلد )الدكتور ابراهيم أنيس وآخرون ، المعجم الوسيط ، دمشق، دون ذكر تاريخ نشر) ٢( .٤٩٩األول، ص

) عمان(بسام عطية إسماعيل فرج ، الشورى في القرآن والسنة، دار البشير . د) ٥(و) ٤(و )٣( .١٥و١٣و١١، ص ١٩٩٦، الطبعة األولى ) بيروت(ومؤسسة الرسالة

٣١، ص٢العجلوني ، كشف الخفاء، ج: انظر) ٦( ٢٨/٦/١٩٩٦بيروت ، -"اللواء"صابر ربيع، االعالم والتعددية، جريدة ) ٧( .٤٩٤و ٤٩١أبو الحسن الماوردي، أدب الدنيا والدين ، ص : انظر) ٨(

א ١٦٨

א

.٧١٤و ٧١٣، ص ٦لي، الفقه االسالمي وأدلته ، جالدكتور وهبة الزحي) ٩(وانظر تفصيل اآلراء . ٧١٥، ص ٦، المرجع السابق، ج...الدكتور الزحيلي ، الفقه) ١٠(

.٤١األحكام السلطانية للماوردي ص: المعروضة في .٤٣،٤٤، الشورى ، المرجع األسبق ، ص ص .....الدكتور بسام عطية) ١١( .٧١٦ص٦المرجع األسبق ج... الزحيلي، الفقهالدكتور وهبة ) ١٢(ندوة : الدكتور محمد عابد الجابري، الروافد الفكرية العربية واالسالمية لمفهوم التنمية البشرية، في ) ١٣(

.٦٥، ص١٩٩٦التنمية البشرية في الوطن العربي، مركز دراسات الوحدة العربية وآخرون، بيروت إعالن مبادئ ، دار .. ، رؤية إسالمية معاصرة) تقديم(جد الدكتور أحمد كمال أبو الم) ١٤(

.٤٩، ص١٩٩٢الشروق، الطبعة الثانية، القاهرة .٧١٥، ص٦، المرجع األسبق، ج....الدكتور الزحيلي، الفقه) ١٥(رؤية (الدكتور سيف الدين عبد الفتاح إسماعيل ، التجريد السياسي والواقع العربي المعاصر )١٦(

.٣٨٨، ص ١٩٨٩تبة النهضة المصرية، القاهرة ، مك) إسالمية .٤٣٢، المرجع السابق ، ص .... الدكتور سيف الدين: انظر) ١٧(وقد أخذ المرجع مقولة . ٣٨٩و ٤٣١، المرجع السابق، ص ... الدكتور سيف الدين) ١٨(

.٢٦٧-٢٦٦، ص ٢االعتصام ، ج: الشاطبي عن كتابه -"العربي"مرأة المسلمة في ميادين القتال ، مجلة الدكتور أحمد شوقي الفنجري ، ال) ١٩(

،١٩٧٥*) أيار(، مايو ١٩٨الكويت ، العدد وادر الفكر )دمشق(، دار الفكر) الفتح المبين(الدكتور شوقي أبو خليل ، صلح الحديبة ) ٢٠(

.١٠٣و١٠٢، ص ١٩٩٦، الطبعة الثانية )بيروت(المعاصر .٦٢ى ، المرجع األسبق، ص، الشور...الدكتور بسام عطيه) ٢١(الدكتور عبد الحميد اسماعيل األنصاري ، الشورى وأثرها في الديمقراطية، المكتبة ) ٢٢(

.٣٠١، ص١٩٨٥العصرية، صيدا وبيروت، الطبعة الثالثة .٦٣، الشورى ، المرجع األسبق، ص...الدكتور بسام العطيه) ٢٣(. ٢٢٥و ٢٢٤الشورى، المرجع األسبق، صالدكتور عبد الحميد إسماعيل األنصاري ، ) ٢٤(

الدكتور عبد الحميد متولي ، مبادئ نظام الحكم في االسالم ، الذي يستند : والمرجع ينقل عن ).١٥٦،ص٦ج(، وتفسير األلوسي )٢١٦، ص٦ج(بدوره إلى تفسير القرطبي

فسير والمرجع يستند إلى ت) . الحاشية( ٤٢٤الدكتور األنصاري، المرجع السابق، ص) ٢٥( .٤٥،ص٤هـ ج٦٥المراغي، ط

الدكتور فؤاد عبد : والمرجع ينقل عن. ٣٢١الدكتور األنصاري ، المرجع السابق، ص ) ٢٦( .١٤٣المنعم أحمد، مبدأ المساواة في اإلسالم ، ص

.٦٥الدكتور بسام عطيه، الشورى ، المرجع األسبق ، ص: انظر) ٢٧(، مركز "أزمة الديمقراطية في الوطن العربي"ة الدكتور محمد حلمي مراد، مداخلة في ندو) ٢٨(

.٨٥٥، ص ١٩٨٤دراسات الوحدة العربية، بيروت ، الطبعة األولى الدكتور كمال عبد اللطيف، الديمقراطية في الوطن العربي ، عوائق النظر وصعوبات ) ٢٩(

١٦١،ص ٨٧،٥/١٩٨٦بيروت، العدد -"المستقبل العربي"التاريخ ، مجلة

אא ١٦٩ א

א

٧/٢/١٩٩٢االهرام؟ القاهرة، " ونفشل ؟ جريدة .. ر يحيى الجمل، لماذا ينجحون الدكتو) ٣٠(لندن " جريدة الحياة" الديمقراطية جاءت ثم جاء االستبداد، ... محمد عبد الجبار، مورغان) ٣١(

١٩/٤/١٩٩٢. دة ايلي سعادة ، جذور الديمقراطية بين العبث االغريقي والتميز الكنعاني، جري: انظر ) ٣٢(

.٢/١١/١٩٩١و/ ١/١١، -لندن" الحياة" .سعادة، المرجع السابق. ايلي) ٣٣(لندن ، -"الشرق األوسط "نجدة فتحي صفوة ، الماغناكارتا أو العهد الكبير، جريدة ) ٣٥(

١٥/٦/١٩٩٣ ، ترجمة مصطفى "فورين أفيرز" مقال في مجلة. برنارد لويس، الغرب والشرق األوسط) ٣٦(

.٢٤/٢/١٩٩٧دبي، _ "البيان"جريدة : ره كمال، أعادت نشلندن ، -"العالم "خالد شوكات، في نقد المرجعية المادية للديمقراطية الغربية ، مجلة : ذكره) ٣٧(

.٣٢، ص ٤٨٩،٢٦/٦/١٩٩٣العدد .١٠/٤/١٩٩٧القاهرة ، " األهرام"السيد ياسين ، الفلسفة الكونية ، ) ٣٨(الحضارات ، ترجمة الدكتور عادل العوا، منشورات عويدات، سلسلة روجيه غارودي ، حوار: انظر ) ٣٩(

٣١و٣٠، ص ١٩٧٨، الطبعة األولى ، بيروت وباريس /١/رقم - "زدني علماً " ٣/١٢/١٩٩٠لندن ، -"الحياة:"جهاد الخازن ، عيون وآذان ، جريدة : ذكره ) ٤٠( ٢٥/٢/١٩٩٤أبو ظبي، -"االتحاد"ذكره أنور الجندي، الشورى والديمقراطية، جريدة ) ٤١( ٢٤/٢/١٩٩٧، "االهرام "الدكتور يحيى الرخاوي ، حول أبعاد العقد االجتماعي المقترح ) ٤٢( .١٠/٢/١٩٩٥، "االهرام"الدكتور صالح زرنوقه، تناقضات الديمقراطية ، ) ٤٣(، دخلت الساحة من جهة أولى: يشرح الدكتور أيوب ظاهرة فقد السياسيين مصداقيتهم قائالً) ٤٤(

السياسية شخصيات كبيرة ذات رؤية واسعة وشجاعة وقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة ، ومن جهة ثانية ، انفصل المشتغلون بالسياسة عن قواعدهم ، واهتموا بمصالحهم الشخصية ،

ور الدكت: انظر ". هذا فضالً عن تنامي فضائحهم األخالقية والمالية وحاالت استغالل النفوذ ٥/٦/١٩٩٦صالح أيوب ، أزمة الديمقراطية في عالم اليوم، األهرام ،

.، المرجع السابق....الدكتور أيوب ، أزمة ) ٤٥( .٤/٤/١٩٩٣لندن ، -"الشرق األوسط"جريدة ) ٤٦( .خالد شوكات، في نقد المرجعية المادية للديمقراطية الغربية ، المرجع األسبق) ٤٧(جنيف، السنة األولى، العدد -"لوموند ديبلوماتيك"ونات الجدد، جريدة كلود جوليان ، البر) ٤٨(

.٤، ص ١٩٨٩) أغسطس وسبتمبر (، آب وأيلول ١١ .خالد شوكات ، المرجع األسبق) ٥٠(و) ٤٩(القاهرة، -"العربي "حنان جاد، حوار مع الدكتور عبد الوهاب المسيري ، جريدة : انظر) ٥١(

٢٥/١٠/١٩٩٣ .٨٧٢،١٧/٤/١٩٩٥بيروت ، العدد -"كفاح العربيال"مجلة ) ٥٢(بيروت، السنة -"المستقبل العربي "الدكتور الطاهر لبيب، في ندوة المستقبل العربي، مجلة ) ٥٣(

.١٠٤، ص١٣٨،٨/١٩٩٠، العدد ١٣

א ١٧٠

א

الدكتور أحمد صدقي الدجاني عن رئيس تحرير إحدى الصحف األمريكية ، انظر : ذكره ) ٥٤( .، المرجع السابق"المستقبل العربي"مجلة : لدجاني في مداخلة الدكتور ا

بيروت، العدد -"الكفاح العربي"الدكتور هشام شرابي، في حوار أجرته معه مجدلة ) ٥٥( .٤١، ص ٦٤٩،٧/١/١٩٩١

القاهرة " االهرام" الدكتورة نوال السعداوي ، الكونية والمرأة والفساد، جريدة : انظر ) ٥٦(٢٣/١٢/١٩٩٦.

_ "البعث"، أمريكا تبحث عن الديمقراطية ، جريدة ) ترجمة(الدكتور الياس توما : ظر ان) ٥٧( .٣٠/١/١٩٩٠دمشق،

.٢٧/٩/١٩٩٤القاهرة ، -"االهرام "فهمي هويدي، ديمقراطية البوارج ، جيدة ) ٥٨(لندن، -"الحياة "جوزيف سماحة ، مرارة الخيار الجزائري ، جريدة ) ٦٠(و ) ٥٩(

٢٥/١/١٩٩٢. بيروت، -"ندوة أزمة الديمقراطية في الوطن العربي"الدكتور جالل أمين ، مداخلة في ) ٦١(

.٢٧٤، ص ١٩٨٤مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة األولى ٥/٨/١٩٩٧القاهرة ، "الشعب"محمد المرشدي ، الديمقراطية واالستبداد ، جريدة ) ٦٢(وق اإلنسان ، مركز دراسات الوحدة العربية ، محمد عابد الجابري ، الديمقراطية وحق. د) ٦٣(

.١٧-١٤، ص ص ١٩٩٤بيروت الكويت، -"آرثر سليسنجر، ، الديمقراطية على كف عفريت الرأسمالية، ، جريدة القبس ) ٦٤(

١٩٩٧/ ٢١/٩. -"العربي"تلك الديمقراطية ، مجلة .. الدكتور محمد الرميحي ، كم هي سهلة وممتنعة ) ٦٥(

.٢٠، ص ١٩٩٢)كانون األول(، ديسمبر ٤٠٩ الكويت، العدد -" العربي"الدكتور محمد الرميحي ، هل تحتاج الديمقراطية إلى التيمقراطية؟ مجلة : وانظر أيضاً

.٢٣، ص ١٩٩٦) تشرين األول(، اكتوبر ٤٥٥الكويت، العدد ، ١٩٦٩، بيروت الشيخ نديم الجسر، قصة اإليمان بين الفلسفة والعلم والقرآن، دار الخلود) ٦٦(

.٤٣٧الطبعة الثالثة، ص استرداد المستقبل، دار المستقبل العربي، القاهرة " سامي لطيف: الرئيس أحمد بن بله، في) ٦٧(

.٦٣، ص ١٩٩٥الدكتور عبد الحميد اسماعيل األنصاري ، الشورى وأثرها في الديمقراطية ، المرجع األسبق ، ) ٦٨(

.٤٢٣ص" أبو المجد ، الشورى والديمقراطية ورؤية اإلسالم السياسية، مجلة الدكتور أحمد كمال) ٦٩(

.١٩، ص ١٩٨٠) نيسان(، أبريل ٢٥٧الكويت ، العدد -"العربي .٤٢٤، المرجع األسبق ، ص ....الدكتور األنصاري ، الشورى ) ٧٠( ٣٠، السبت ٤٣٣لندن، العدد -"العالم"الدكتور وليد عبد الحي ، في حوار أجرته معه مجلة ) ٧١(

.٢٠، ص ١٩٩٢) مايو(أيار الرياض، العدد -"الفيصل"الدكتور عدنان علي النحوي ، الحرية ميزان االسالم ، مجلة ) ٧٢(

.٣١، ص ١٩٩٣) حزيران(، الموافق يونيو ١٤١٣، ذو الحجة ١٩٨، ١٨٤٤د العد: القاهرة -"صباح الخير"السيدة جيهان السادات، في حوار أجرته معها مجلة ) ٧٣(

אא ١٧١ א

א

.٤٥، ص ١٩٩١) أيار(مايو ٩الخميس .٤٤٥، المرجع األسبق، ص ...الدكتور األنصاري ، الشورى ) ٧٤(، ومن الخصائص العامة ) خاصة(انظر تفصيالت ذلك، وجوانب أخرى من وسطية اإلسالم ) ٧٥(

ة ، الدكتور يوسف القرضاوي، الخصائص العامة لإلسالم مؤسسة الرسال: في) عامة(لإلسالم .١٥٣-١٤٧، وخاصة ص ١٩٩٣بيروت ، الطبعة الثانية

وإن للقيم االجتماعية . ٤٢٤، المرجع األسبق ، ص ....الدكتور األنصاري ، الشورى) ٧٦(القيم هي المعايير التي تستخدم في الحكم على : المعنية تعريفات كثيرة، ونكتفي هنا بالقول

.األشياء وتعبر عن وجدان المجتمع وخصوصيته، المرجع السابق، ص ص ....الدكتور األنصاري ، الشورى: اعتمدنا في ذلك أساساً على) ٧٧(

٤٤٢-٤٢٩. :من الذين يؤيدون األخذ بنظام األحزاب) ٧٨(

محمد أسد، منهاج اإلسالم في الحكم* .الدكتور عبد الحكيم حسن العيلي، الحريات العامة في الفكر والنظام السياسي في االسالم* .الدكتور راشد البراوي، القرآن والنظم االجتماعية المعاصرة* .الدكتور أحمد شوقي الفنجري، الحرية السياسية في االسالم* .الدكتور محمد ضياء الدين الريس، النظريات السياسية اإلسالمية*

ل اهللا قال لي رسو: عن عبد الرحمن بن سمرة رضي اهللا عنه قال : ومن تلك األحاديث) ٧٩(يا عبد الرحمن ال تسأل االماراة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت : صلى اهللا عليه وسلم

.رواه مسلم_ "إليها، وإن أعطيتها عن غير مسالة ، أعنت عليها