35
١ ﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺩ. ﻨﺯﺍﺭ ﻤﺅﻴﺩ ﺠﺯﺍﻥ- ﻨﺘﻴﺠﺔﹶ ﺍﻟﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺴﺎﺩ ﺒﻌﺩ ﺍﻟﺤﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ، ﻭﺘﻁﻭﺭ ﻭ ﺘﺸـﺎﺒﻙ ﺍﻟﻌﻼﻗـﺎﺕ ﺍﻟﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭ ﻴﺎﺩ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩﻴﺔ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﺩﻭل ﻭﺘﻁﻭﺭ ﺍﻟﻘﺎﻨﻭﻥ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻨﻲ، ﻜﺫﻟﻙ ﻨﺘﻴﺠﺔ ﺘﻌﻘﱡـ ﻭﺍﺘﺴﺎﻉ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘ ﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺤﺘﻰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴـﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺼـﺭ، ﺍﺘﺠﻬﺕ ﺃﻨﻅﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﻜﺭﻴﻥ ﻭﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﺍﻟﻐﺭﺒﻴﻴﻥ ﻹﻋﺩﺍﺩ ﺴﻠﺴﻠﺔ ﺩﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻓـﻲ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﻨﺘﺼﻑ ﺍﻟﻘﺭﻥ ﺍﻟﻤﺎﻀﻲ ﺍﻨﻁﻼﻗﺎﹰ ﻤﻥ ﺍﻗﺘﻨﺎﻉ ﻤﻔﺎﺩﻩ ﺒﺄﻥ ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟـﺙ ﻻ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﺴﻴﺎﺴﺎﺕ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻨﺎﺠﺤﺔ ﻓﺤﺴﺏ ، ﺇﻨﻤﺎ ﺘﺘﻁﻠﺏ ﹰ ﻭﺠﻭﺩ ﻤﺅﺴﺴـﺎﺕ ﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﺃﻴﻀﺎ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺘﻌﺒﺌﺔ ﻭﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻭﺍﺭﺩ ﺍﻟﺒﺸﺭﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﺩﻴﺔ ، ﻻﺴﻴﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴـﻴﺔ ﻟﻬـﺎ ﻨﻔﺱ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ.- ﻻ ﻴﻤﻜـﻥ) ﻜﺎﻨﺕ ﺍﻟﻔﺭﻀﻴﺔ ﺍﻟﺭﺌﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻨﻁﻠﻕ ﻤﻨﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻭﻥ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎل ﺘﻘﻭل ﺇﻨﻪ ﺘﺤﻘﻴﻕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ.( ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ- ﻜﺎﻨﺕ ﻗﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﺨﺼﻭﺼﺎﹰ ﹼﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺘﺨﻠ ﻓﻲ ﺩﻭل ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺙ، ﻤﻥ ﻜﻤﺎ ﺒﻴﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺤﻅﻴﺕ ﺒﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺤﺜﻴﻥ ﻭﺍﻟﺩﺍﺭﺴﻴﻥ ﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ، ﻜﺎﻥ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﻓﻲ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺎﺕ ﻭﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﻴ ﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﻫﻲ ﻤﺤﻭﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ، ﻭﻤـﻥ ﻫﻨـ ﺒﺭﺯﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻜﻤﻔﻬﻭﻡ ﻭﻤﺠﺎل ﺠﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﻤﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﻜﺘﺨﺼﺹ ﺠﺩﻴـﺩ ﻓـﻲ ﻤﻴﺩﺍﻥ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﻋﻠﻡ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻉ). ﺍﻟﺘﺨﻠﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ: ﻫﻭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺘﺘﻤﺜل ﻓﻲ ﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ ﺇﻟـﻰ ﻭﺠـﻭﺩ ﻨﺴـﻕ ﺃﻴﺩﻴﻭﻟﻭﺠﻲ ﻭﺍﻀﺢ ﻭﻤﻼﺌﻡ ﻴﺘﺴﻕ ﻤﻊ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻴﺘﻭﺍﻓﻕ ﻤ ﻊ ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺃﻭ ﺘﻁﻭﻴﺭ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻭﻤﻜﻭﻨﺎﺘﻪ. ﻓﻀـﻼﹰ ﻋـﻥ ﻀﻌﻑ ﺍﻟﺘﻜﻭﻴﻥ ﺍﻟﻤﺅﺴﺴﺎﺘﻲ ﻟﻠﺒﻨﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺌﻤﺔ ، ﺇﻟﻰ ﺠﺎﻨﺏ ﻏﻴﺎﺏ ﻋﻨﺼﺭﻱ ﺍﻟﺘﻜﺎﻤل ﻭﺍﻻﺴﺘﻘﺭﺍﺭ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻲ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻲ( . - ﹰ: ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻤﻥ ﻨﻤﻭ ﺃﻱ ﺍﺭﺘﻔﺎﻉ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻤﻥ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﻤﻌﻴﻥ ﺇﻟﻰ ﻤﺴﺘﻭﻯ ﺁﺨﺭ .- ﺍﻟﺘﻨ ﻤﻴﺔ ﺍﺼﻁﻼﺤﺎﹰ: ﺃﺜﺎﺭ ﻤﻔﻬﻭﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺠﺩﻻﹰ ﻜﺒﻴﺭﺍﹰ) ﻋﻠﻰ ﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻴﺎﺕ ﺴﻭﺍﺀ ﺍﻟﻨﻅﺭﻴﺔ( ﺍﻟﺘﻁﺒﻴﻘﻴﺔ، ﺘﺤﺘﻭﻱ ﺍﻟﻤﺅﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺴﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼـﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴـﺔ ﺍﻟﺘـﻲ ﺘﻁﺭﻗـﺕ ﻟﻤﻭﻀﻭﻉ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻟﻬﺫﺍ ﺍﻟﻤﺼﻁﻠﺢ، ﻭﻜل ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﺘﻌﺎﺭﻴﻑ ﻤﻨﻬﺎ ﺘﻨﺎﻭﻟﻪ ﻤﻥ ﺯﺍﻭﻴﺔ ﻤﻌﻴﻨـﺔ

ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

  • Upload
    others

  • View
    4

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١

التنمية السياسية محاضرات في

د. نزار مؤيد جزان

تشـابك العالقـات الواقع الدولي الذي ساد بعد الحرب العالمية الثانية ، وتطور ونتيجة-

ـ كذلك ، ياد االعتمادية بين الدول وتطور القانون الدولي اإلنسانيدزاالدولية و د نتيجة تعق

، ةصادية والسياسية وحتى الثقافيـة المعاصـر واتساع مشكالت الحياة االجتماعية واالقت

إلعداد سلسلة دراسات التنمية السياسـية فـي اتجهت أنظار المفكرين والباحثين الغربيين

–السيما في العالم الثالـث –منتصف القرن الماضي انطالقا من اقتناع مفاده بأن التنمية

أيضا وجود مؤسسـات سياسـية ، إنما تتطلب فحسب ال تتطلب سياسات اقتصادية ناجحة

قادرة على تعبئة وتنمية الموارد البشرية والمادية ، السيما وأن المتغيرات السياسـية لهـا

نفس أهمية المتغيرات االقتصادية.

كانت الفرضية الرئيسية التي انطلق منها الباحثون في هذا المجال تقول إنه ( ال يمكـن -

التنمية السياسية). تحقيق التنمية االقتصادية في غياب

من في دول العالم الثالث، مشكالت التخلف السياسيخصوصا و، المجتمع كانت قضايا-

بين الموضوعات التي حظيت باهتمام الباحثين والدارسين لعلوم السياسة واالجتماع، كما

ـ كان البحث في إمكانيات ومتطلبات التغي ا ر السياسي هي محور هذا االهتمام، ومـن هن

برزت التنمية السياسية كمفهوم ومجال جديد من مجاالت التنمية وكتخصص جديـد فـي

التخلف السياسي: هو ظاهرة تتمثل في افتقار النظام السياسي إلـى وجـود نسـق .( ميدان العلوم السياسية وعلم االجتماع

ع متطلبات تغيير أو تطوير هذا البناء ومكوناته. فضـال عـن أيديولوجي واضح ومالئم يتسق مع البناء االجتماعي والثقافي للمجتمع، ويتوافق م

. )ضعف التكوين المؤسساتي للبنى السياسية القائمة ، إلى جانب غياب عنصري التكامل واالستقرار الداخلي االجتماعي والسياسي

من مستوى معين إلى مستوى آخر . الشيءالتنمية لغة: التنمية من نمو أي ارتفاع -

النظرية سواء على جميع المستويات ( كبيراأثار مفهوم التنمية جدال:مية اصطالحاالتن-

التـي تطرقـت المؤلفات السياسية واالقتصـادية واالجتماعيـة تحتويو ، التطبيقية)وأ

تناوله من زاوية معينـة يمنها العديد من التعاريف لهذا المصطلح، وكل لموضوع التنمية

Page 2: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢

ن والمناهج العلمية الخاصة بها. لذلك نجد أن هذا المفهوم ال يـؤدي حسب اختالف الميادي

. نفس المعنى عند استخدامه في مختلف الدراسات

هي عملية االنتقال بالمجتمعات من حالة ومستوى أدنى إلـى حالـة ومسـتوى : التنمية -

د حـال وتع، ينوعالو يكمعلى المستويين الأفضل، ومن نمط تقليدي إلى نمط آخر متقدم

البد منه في مواجهة المتطلبات الوطنية في ميدان اإلنتاج والخدمات".

بواسطة تدخل أطراف واسـتعمال أدوات ، إحداث تطور في مجال ما التنمية : عملية -

ـ وبالتالي فإن من أجل الوصول إلى التطور والرقي، ةالتنمية هي عبارة عن عملية تدخلي

، تحقيق زيادة تراكمية سريعة في الخدمات يهدف إلى لة أو هي تدخل إرادي من قبل الدو

إلى حالة أفضل. معينة ر إيجابي يهدف إلى نقل المجتمع من حالةوهي تغي

اإلجراءات والعمليات المتتالية والمستمرة التي يقوم بها والتدابير منمجموعة التنمية : -

يير الثقافي والحضاري في مجتمع ما في مضمون واتجاه وسرعة التغ راإلنسان للتحكم بقد

هـي إال عمليـة تغييـر مقصـود من المجتمعات بهدف إشباع حاجاته، أي أن التنمية ما

هـي عمليـة بمعنى آخر إشباع حاجات اإلنسان. إلى هدفته، له مواصفات معينة وموج

ر فـي المجتمـع البشـري وبيئتـه مستمرة ومتواصلة تنبع من استمرارية التطور والتغي

ر الحاجات والمطالب اإلنسانية.ع وتغينى والعالقات وتشابكها، وتنود البظروفه، وتعقو

لمفهوم التنمية : أساسيتان نانظرتيوجد -

رات البنائية الناجمة عنها تؤدي إلـى على اعتبار أن التغي، )عملية ( بوصفهاالتنمية *

وكذلك ألنها مجموعة ، ف المرتبطة بها وبالتالي في الوظائاألنساق جميع ردود أفعال في

من الخطوات المتتالية والمتداخلة والتي تؤدي إلى تحقيق غايات محددة.

التنمية طالتنمية أو خط أن مفاده إلى اعتبارتستند في ذلك و، )أداة (التنمية بوصفها*

ـ في حد ذاتها ولكنها وسيلة لتحقيق األهداف التي ت ليست هدفا ، ات المجتمـع حقق طموح

وربما يعكس هذا مفهوم " اإلرادة" بالنسبة للمجتمع.

على دراستها كعملية وليس كـأداة أو حالـة. في شأن التنمية يعكفون الباحثينمعظم -

نقل المجتمع إلى ر إيجابي يهدف وهي تحقيق زيادة تراكمية سريعة في الخدمات وهي تغي

من حالة إلى حالة أفضل".

Page 3: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٣

لتنمية:أو خصائص ا بعض مالمح-

ليست عمليـة ، وبالتالي هياألهداف ومرسومة التنمية عملية واعية محددة الغايات -١

أو عفوية.عشوائية

تلـك عن احتياجات المجتمـع وتزايـد تعبر مستمرة ومتصاعدة "عملية"التنمية هي -٢

وبالتالي فإنها ليست حالة. االحتياجات

.المجتمعشرائح فيها كل فئات وتشارك أن المفترض منة يالتنمية عملية مجتمع -٣

في جميـع مفاصـل حيـاة المجتمـع ةيإيجاد تحوالت هيكلتهدف إلى التنمية عملية -٤

ميز عملية التنمية الشاملة ة والثقافية ، وهو األمر الذي يواالقتصادي ةواالجتماعي ةالسياسي

عن النمو االقتصادي.

، وبخـالف عمليـة ء قاعدة وإيجاد طاقة إنتاجية ذاتيـة بنا تهدف إلىالتنمية عملية -٥

مرتكزات البناء تكون محلية.أن أي ، الخارج علىال تعتمد التحديث

يقع الكثير من المهتمين بموضوع التنمية في مغالطات وأخطاء إزاء مصطلح التنمية ، -

من حيث إذ يخلطون بينه وبين مجموعة أخرى من المصطلحات المشابهة له ، سواء

التشابه في المدلول كمصطلح " التغير " أو "التحديث" أو "التطوير" أو " التقدم " وغيرهم

من المصطلحات المتقاربة مع هذا المصطلح. ، أو من حيث التقارب اللغوي كمصطلح "

النمو"

الفرق بين التنمية والتحديث: يرى كثيرون أن أوجه االختالف بين مفهوم التنمية من جهة

مفهوم التحديث من جهة أخرى يكاد أن يكون معدوما، فاألول يعني الزيادة في القدرة و

اإلنتاجية بشكل يرفع مستوى المعيشة ماديا وثقافيا وروحيا مصحوبا بقدرة ذاتية متزايدة

على حل مشاكل التنمية، أما التحديث فهو استقدام رموز الحضارة الحديثة وأدوات الحياة

التجهيزات التكنولوجية والمعدات اآللية والسلع االستهالكية وغير ذلك. وقد العصرية مثل

تأخذ خطط التنمية بعين االعتبار الخصائص النوعية لكل بلد ، لكن عملية التحديث تتجاهل

هذه الخصائص وتعمل على نقل التجارب كما هي .

Page 4: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٤

نحى إيجابيا أو سلبيا ، وقد ال يقود الفرق بين التنمية والتغير: إن تغير األشياء قد يأخذ م

التغير بالضرورة إلى نشوء حالة من التقدم واالزدهار، فقد يتغير الشيء نحو األسوأ بينما

هدف التنمية هو التغير نحو األفضل باطراد.

الفرق بين التنمية والتقدم: مصطلح التقدم يأتي كنتيجة أو كمرحلة أخيرة ونهائية بعد

مية، بينما التنمية ليست مرحلة إنما هي عملية تتم بوتيرة متصاعدة. حدوث التن

الفرق بين التنمية والتطور: يقوم مفهوم التطور على فرضية أساسية مفادها أن كل

المجتمعات تمر خالل مراحل محددة وثابتة في مسلك يندرج من أبسط األشكال إلى أعقدها

تعبر مستمرة ومتصاعدة ة وثابتة ، إنما هي عملية ، بينما التنمية ال تمر في مراحل محدد

. تلك االحتياجات تزايدمرتبطة بعن احتياجات المجتمع و

الفرق بين التنمية والنمو: النمو غالبا ما يتحقق عن طريق التطور البطيء والتحول

جانب التدريجي وهو مصطلح يشير إلى عملية الزيادة الثابتة أو المستمرة التي تحدث في

معين من جوانب الحياة، أما التنمية فهي عملية انتقال سريع من حالة التخلف إلى حالة

التقدم ، أي هي عبارة عن عملية تحقيق زيادة سريعة تراكمية ودائمة خالل فترة من

الزمن.

: تنشيط االقتصاد القومي ونقله من حالة الركود والثبات االقتصاديالمنظور التنمية من -

رات االقتصاد القومي لتحقيق دجمود إلى حالة الحركة والديناميكية، عن طريق زيادة مقوال

، ويشمل ذلك زيادة الدخل القومي زيادة سنوية في إجمالي الناتج القومي بمعدالت متفاوتة

تغيير البيئة ي، مما يعن، وتحسين ميزان المدفوعاتومعدل االدخار واالستثمار يوالمحل

سيزر: ( التنمية مصطلح معياري يهدف لتنمية ييقول دودلفي هذا اإلطار . واالقتصادية

قدرات اإلنسان بتوفير الحاجات األساسية، وذلك للقضاء على الفقر والالمساواة بغية

.رفاهية اإلنسان وسعادته

ما زال ينتاب هذا المفهوم الكثير من الغموض ، نظرا : المنظور السياسيالتنمية من -

هذا إذ لم يظهر ،في العلوم السياسية حقل التنمية السياسية من الحقول الحديثة نسبياألن

ويمكن إرجاع زيادة االهتمام بدراسة التنمية إال بعد الحرب العالمية الثانية.المفهوم

Page 5: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٥

هذه في العالم الغربي إلى عاملين رئيسيين ومتالزمين نتجا عن خصوصاوالسياسية

الحرب وهما:

ل: هو تصاعد حركات التحرر الوطني ، واستقالل عدد متزايد من البلدان التي األو

شكلت ما يسمى بدول العالم الثالث.

الثاني: هو انقسام العالم إلى معسكرين، أحدهما اشتراكي بزعامة االتحاد السوفيتي،

من واآلخر ليبرالي بقيادة الواليات المتحدة األمريكية . ونشأت بين المعسكرين حالة

صراع وتنافس في مجاالت مختلفة ، حيث عمل كل منهما على جذب البلدان التي استقلت

حديثا إليه. في الوقت نفسه أدركت هذه البلدان حقيقة أوضاعها المتخلفة وضرورة مواجهة

تحدي التنمية وتقليص الفارق بينها وبين البلدان المتقدمة في شتى المجاالت.

اإلمكانيات الالزمة لتحقيق التنمية في هذه البلدان، اتضح بسرعة بالنظر إلى ضخامة -

أنها بحاجة إلى "مساعدة" الدول التي سبقتها في التقدم والقوة وعلى رأسها الواليات

المتحدة وأوروبا واالتحاد السوفيتي.

في هذا السياق الدولي الذي تميز بوجود بلدان متقدمة تسعى من أجل الهيمنة ونشر

ها االقتصادي واالجتماعي واإليديولوجي والحضاري بوجه عام، وبلدان متخلفة نموذج

-تبحث عن نفسها وعن السبل واإلمكانيات الالزمة لتحقيق تقدمها، واتفاق بين الجميع

على أن التنمية شرط ال غنى عنه للخروج من التخلف ، واتفاق -األقوياء والضعفاء معا

عالم الثالث إلى "مساعدة" الغرب أو الشرق حسب الحالة. في ظل عام أيضا على حاجة ال

ذلك كله بدأ اهتمام علماء االقتصاد والسياسة بتطور العالم الثالث، وظهرت الدراسات

واألبحاث والنظريات عن التنمية االقتصادية في بداية األمر . ثم إنه سرعان ما تبين أن

جميع الميادين.. الميدان االقتصادي واالجتماعي التنمية االقتصادية ينبغي أن تكون في

والسياسي معا، خاصة وأنه كان قد ظهر تفاوت كبير بين الجهود المبذولة من قبل البلدان

النامية في ميدان التنمية االقتصادية من جهة وفي المجال السياسي من جهة أخرى، حيث

لعالم المتطور، شديدا بتصدير النموذج تأخر الثاني عن األول، في حين كان تمسك قطبي ا

السياسي المعتمد لكل منهما.

Page 6: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٦

على غرار التنمية االقتصادية، ظهر مفهوم "التنمية السياسية" وصارت أبحاث التنمية -

حقل التنمية منذ ذلك الوقت مرف السياسية ونظرياتها حقال من حقول علم السياسة.

عديدة تدعي كل منها القدرة وظهرت نظريات ةالسياسية بعدة مراحل ومخاضات صعب

لحالة التخلف التي يمر بها العالم النامي، فضال عن سبل العالج أفضلتفسير على تقديم

الكفيلة بإخراج الدول النامية من تلك الحالة والسير بها قدما للحاق بالدول المتقدمة.

بدراسات عديدة ومتنوعة، بسـبب حقل التنمية السياسية حظي يرى كثيرون أن وهكذا -

ارتباطه بحالة التخلف وكيفية الخروج منها، وهي الحالة التي تعاني منهـا البلـدان التـي

وبرز االهتمام بصورة متزايدة فـي قضـايا ، وقعت تحت السيطرة االستعمارية الغربية

ر من الدول، وما التنمية، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، التي شهدت استقالل الكثي

طرحه االستقالل من تحديات ومواجهة مشاكل بناء الدولة، والتنمية والتغيير، للتغلب على

حالة الضعف والتشوه في المجاالت االقتصادية واالجتماعية والسياسية. وبسبب تلك الحالة

ثل " التي كانت عليها الدول التي وقعت تحت السيطرة االستعمارية، أطلق عليها تسميات م

دول العالم الثالث " و " الدول النامية " و " الدول المتخلفة "، وكانت هذه الدول وأوضاعها

ومشاكلها هي مجال وموضوع دراسات التنمية، التي تركزت اهتماماتها بصـورة عامـة

تباينت األساليب والمناهج حول كيفية و. حول مواضيع " النمو " و " التحديث " و " التقدم "

للنظريـات ، وذلـك تبعـا بشكل خاصإلى التنمية بشكل عام والتنمية السياسية لوصول

والمدارس الفكرية التي عالجت قضايا التنمية ومتطلباتها وشروطها. حيث أن هناك نـوع

من االتفاق الواسع على مظاهر التخلف في دول العالم الثالث، لكن ال يوجد اتفاق مماثـل

ه وطرق الخالص منهباب استمراره وأسعلى أسباب التخلف ونشأت.

، وهو التنمية السياسية توأمة لما يسمى بالتحديث السياسي عتبر بعض المفكرين أنا-

نقل العقائد السياسية في الدول الصناعية ي، مما يعنالتنمية على غرار الدول الصناعية

ها إلى الدول النامية، والنظر للدول الصناعية قدوةبمختلف توجهات ىحتذونموذجا ي ىقتدوي

التنمية هؤالء عتبر اوتأسيسا على ذلك به في بناء المؤسسات السياسية أو تطويرها.

ها ظمن نع، وعلى الدول النامية أن تتخلى االقتصاديلنمو ليضرورشيء السياسية

السياسية القبالعقالنية ها االجتماعية وتنشئ عالقات مؤسسية جديدة، تقوم على لية وتكوينات

Page 7: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٧

واكتساب قيم حضارية جديدة مثل التحرر من القيود االجتماعية وانتحال سمات الشخصية

وقناعةوتأييد الغربية، والتحديث والتغريب ووجود مؤسسات تقوم على مشاركة

ومراحل وعمليات التنمية االقتصادية م في جميع مؤسساتهالمواطنين ، وذلك بإشراك

.واالجتماعية والسياسية

التنمية السياسية: "بأنها عملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب، غايته الوصول إلى -

إيجاد نظم تعددية هو بمستوى الدولة الصناعية والمقصود هنا .مستوى الدول الصناعية

على شاكلة النظم األوربية تحقق النمو االقتصادي والمشاركة االنتخابية والمنافسة

يم الوطنية والسيادة والوالء للدولة القومية.السياسية، وترسخ مفاه

منذ البداية كانت العالقة قوية بين نظريات التنمية السياسية وواقع النظام السياسي ف

العالمي، وظلت هكذا إلى وقتنا الحاضر، فالمقوالت والمصطلحات واالنشغاالت التي

ته. فمثال : بعد انهيار تكون هذه النظريات تعكس واقع النظام العالمي السائد وتطورا

المعسكر االشتراكي وظهور األحادية القطبية أصبح الحديث عن التنمية السياسية حديثا

عن كيفيات التحول إلى الديمقراطية وبنائها.

ويالحظ الباحث في شؤون التنمية السياسية أن هذا المفهوم مبهم وشديد الغموض ، ويعود

ذلك لعدة أسباب:

ول : ألنه كثيرا ما يخلط الباحثون بين التنمية السياسية وبين مفاهيم أخرى قريبة السبب األ

منها، وربما رآها البعض مرادفة لها ، مثل: التحديث السياسي، واالنفتاح السياسي،

واإلصالح السياسي، واالنتقال السياسي، والديمقراطية.

يم فرعية غامضة بدورها، مفاهيم السبب الثاني: ألن مفهوم التنمية السياسية يضم مفاه

سياسية وإيديولوجية وأخالقية وفلسفية غير قابلة للقياس الدقيق والمالحظة العلمية، مثل

العدل والمساواة والقدرة وغيرها.

السبب الثالث: يتجلى في تعدد التعاريف التي وضعت للتنمية السياسية، واختالفها،

ان أخرى. وجزئيتها أحيانا وعموميتها في أحي

Page 8: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٨

تباينت هذه التعاريف لدى الباحثين ، فمنهم من ركز على العالقات االجتماعية -

والروابط السياسية في المجتمع ، والعالقات بين الناس ، والعالقات بين المؤسسات

الحكومية االقتصادية واالجتماعية والسياسية، والعالقات بين هذه وأولئك. ومنهم من ركز

ألجهزة والهياكل السياسية وطبيعتها ومكانتها ودورها في الدولة. ومنهم من على بنية ا

أعار اهتماما خاصا لقدرات النظام السياسي وفعالية األداء الحكومي، ومنهم من أولى

عنايته الستقرار النظام السياسي وشرعيته في المجتمع.

طور االقتصادي والتنظيم العقالني للمجتمع. بالت مفهوم التنمية السياسية من يربطهناك -

ص في العالقة الوطيدة التي يمكن يتلخ التنمية السياسية بأن موضوع يرى ولت روستو

قام بين القدرات االقتصادية والسياسية من جهة، والمساواة االقتصادية واالستقرار أن ت

ستقرار والتغيير المنتظم التنمية السياسية باالروستو ربط ويالسياسي من جهة ثانية.

ة من عمليةيالسياسالعمليات ل مقومات التطور هي أن تتحو ، ألنللقيادات السياسية

ويتم ذلك عبر السيطرة ، ة النتائجعمفاجآت مجهولة العواقب إلى عمليات عقالنية ومتوق

مصدر على الوسط االجتماعي والسياسي، وإحالل النظام محل الفوضى، فالالمساواة هي

عدم االستقرار في المجتمعات المتخلفة والفقيرة.

يما يخص التنمية السياسية عن شروط اندماج الشعب في النسق تحدث فتش يكارل دو أما

ا االندماج ال يمكن تحقيقه إال في ظل تطور ذوه .السياسي الخاضع لحكم مركزي

بأن مأسسة دويتش رى اقتصادي وتكنولوجي تنصهر فيه مختلف مكونات المجتمع، حيث ي

في مجموعة التي تجعل من الفرد منصهرار التواصل االجتماعي أساسه التعبئةوتطو

عتمد لهذه الغاية هذا االنصهار يتم عبر وجود مجتمع مدني يو.اجتماعية وسياسية منسجمة

.ووطنيا آلية اإلعالم محليا ،آليات أهمها

ف من االنصهار هو خلق مجموعات وطنية والهد .الهدف من التعبئة هو االنصهار-

فالتعبئة التي يقوم بها المجتمع متالزمتان.فالتعبئة والتنمية إذاالدولة. مجتمع تشكل أساسا

ن تحديث المجتمعات عبر تنميتها. وهذه ن يؤمهي م -واإلعالم كإحدى أهم آلياته-المدني

آخر سياسي، وثالث ثقافي، ثم البعد التعبئة تتحقق وفق مستويات أربعة: بعد اقتصادي، و

الديموغرافي.

Page 9: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٩

بأن لمفهوم التنمية السياسية خمسة مدلوالت )نهامغروبرت بر(يحدد في نفس السياق-

مختلفة:

للدولة الوطنية ، بمعنى األسس القانونية يالبناء الدستوريتمثل في مدلول قانوني: -١

منهجية الفكر الدستوري الغربي. بكل أبعادها المرتبطة ب الديمقراطيةللدولة

٢- مدلول اقتصادي: يعني تحقيق نمو اقتصادي معقول يب بين تطلعات الشعب قر

الواقع. على أرض ها االقتصادية ودرجة تلبيت

ملتزمة تهتم بشؤون المواطنين ، تكونضرورة وجود إدارة يعني مدلول إداري: -٣

شروعية القانونية مع تحقيق شروط الكفاءة دئ المشروعية اإلدارية والماباحترام مب

والفعالية.

ي يبقى ذتحقيق االنصهار في منظومة مجتمعية معينة، والهو أن يتم مدلول سياسي: -٤

التطويق بأكبر قدر ممكن للنزاعات وبالمشاركة الشعبية في الحياة السياسية من جهة، رهنا

ة من جهة أخرى. لغوياإلقليمية أو الدينية أو الطائفية أو ال

تأتي نتيجة لثقافة ، التنمية السياسية باعتبارها تحديثاهذا يعني أن مدلول ثقافي: -٥

من االتجاهات والمقوالت والتجارب التي تشكل الوعاء نتيجة لمجموعة سياسية معينة، أي

الذي تختمر بداخله مقوالت التنمية بكل اتجاهاتها.

اول مفهوم التنمية السياسية في إطار التحديث السياسي ، غابريل ألموند وبنكام ب حدد -

ات في البيئة المحلية واعتبرا أن التنمية السياسية تمثل استجابة النظام السياسي للتغير

كما ، وتحديدا استجابة النظام السياسي لتحديات بناء الدولة والمشاركة والتوزيع والدولية

في التمايز البنيوي واستقاللية النظم الفرعية ، وعلمانية اعتبرا أن معايير التنمية تتمثل

الثقافة.

نقاط: في عشرة هاصلخون باي لوسيأبرز من حدد أفكار التنمية السياسية هو : -

التنمية السياسية : هي المتطلب السياسي للتنمية -١

ةالتنمية السياسية : هي السياسة كما تمتاز بها المجتمعات الصناعي -٢

التنمية السياسية: هي التحديث السياسي -٣

Page 10: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٠

التنمية السياسية : هي أداء وإدارة الدولة القومية . أي قبول شكل واحد من النظام -٤

السياسي والممارسة السياسية.

التنمية السياسية : هي التنمية اإلدارية والقانونية -٥

لدفعها إلى المزيد من المشاركة التعبئة السياسية للجماهير : هيالتنمية السياسية -٦

السياسية.

بناء الديمقراطية ، أي قدرة النظام السياسي على بناء : هيالتنمية السياسية -٧

المؤسسات الديمقراطية ، وتدعيم الممارسة السياسية الديمقراطية

التنمية السياسية : هي تحقيق االستقرار السياسي واالجتماعي والتغير االجتماعي -٨

لمخطط والمنظم.ا

: هي التعبئة والقوة ، بمعنى أنها تستهدف خلق نظام سياسي فعال ، التنمية السياسية -٩

له من القوة ما يمكنه من تعبئة الموارد لتحقيق التنمية .

التنمية السياسية : هي جانب من جوانب عملية التغيير االجتماعي المتعددة األبعاد إذ -١٠

ون حدوث تغييرات في جميع عناصر الثقافة. ( وعناصر الثقافة يمكن أن تتحقق دال

: ويعني كل ما نعرفه عن المؤسسات واألحزاب ورجال العنصر اإلدراكي حسب ألموند:

: هو مجموعة عواطف ومشاعر األفراد إزاء النظام السياسي أو العنصر العاطفيالسياسة

: هو مجموعة القيم العنصر التقييمية.صانعي القرار ، بغض النظر كانت سلبية أم ايجابي

والمعتقدات والمبادئ والمثل العليا واأليديولوجيات التي تؤثر على السلوك السياسي.

ن باي أفكاره بشأن التنمية السياسية في تعريف محدد ، حيث اعتبر أنها تعني سياجمع لو-

لنظام السياسي ، وتزايد قدرة االتجاه نحو المزيد من المساواة بين األفراد في عالقاتهم با

النظام السياسي في عالقته بالبيئة المحيطة ، وتعزيز وتمايز وتخصص المؤسسات والبنى

داخل النظام السياسي. ورأى أن هذه األبعاد الثالثة (المساواة والقدرة والتمايز) تمثل

جوهر ومركز عملية التنمية.

ى الهامش الذي يتحرك فيه أفراد الوحدة ن باي أن المساواة تعكس مدياوضح لوس-

قصد بالمساواة أيضا مساواة والسياسية كي يشكلوا سياستها وأن ينتفعوا بثمار عملهم .

جميع المواطنين أمام القوانين، والمساواة في الفرص وإمكانيات المشاركة في صنع

Page 11: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١١

نين الفاعلين والمسؤولين اعتبر أن تعزيز المساواة : يفترض بروز المواطأي أنه القرار.

العازمين على المشاركة على قدم المساواة في الحياة السياسية للمجتمع ، وأيضا سن

القوانين العامة المساوية بين الجميع .

قدرة النظام: فيقصد بها قدرته على تبني أهداف معينة وتحقيقها علـى أرض الواقـع. -

لشعبية وإسناد الوظائف السياسية على أساس الكفـاءة كما يقصد بالقدرة، تنمية المشاركة ا

، وبالتالي قدرة النظـام وليس المحسوبيات، وزيادة فعالية األداء الحكومي وترشيد اإلدارة

تحسين قـدرات النظـام فإن على تحويل المدخالت إلى مخرجات تلبي حاجات المجتمع.

من خالل القيام ذلك يتم نيته، والسياسي : يتضمن تعزيز النشاط الحكومي وفاعليته وعقال

دة إعاوكذلك بث وبمجهود متواصل للتجديد والتكيف مع التحول بوسائل التعبئة المتنامية،

.استنتاج القيم األساسية القادرة على ضمان استمرارية النظام السياسي

قيام كل بنية في النظام بوظائف محددة ومتخصصة، المقصود هنا يز والتخصص:االتم-

ع تفاعلها وتعاونها مع بعضها البعض.م

أبعاد التنمية السياسية أيضا يحدد أحمد زايد في كتابه ( الدولة في العالم الثالث ) -

ويقول: إن علماء السياسة وعلم االجتماع السياسي خلصوا إلى أن مفهوم التنمية السياسية

، و تباين وتخصص النظم يتضمن ثالثة أبعاد هي : المساواة ، واالقتدار السياسي

السياسية.

: يعني خلق روح المساواة واالتجاهات المدعمة لمبدأ المساواة ، ألن تحقيق البعد األول

هذا المبدأ يزيد من المشاركة في صنع القرار السياسي ويقود إلى المزيد من الديمقراطية،

لمناصب السياسية. ويؤدي إلى حالة من سيادة القانون وتكافؤ الفرص في تولي ا

: فهو خلق حالة من االقتدار السياسي ، أي خلق النظام السياسي القادر على البعد الثاني

صناعة قرارات سياسية فعالة من ناحية ، والقادر على التأثير في االقتصاد والمجتمع من

ناحية أخرى .

محددة ، وأن يكون : يعني أن يكون للمؤسسات السياسية وظائف واضحة والبعد الثالث

هناك تقسيما للعمل داخل الجهاز الحكومي ، بحيث ال يطغى عمل مؤسسة على أخرى ،

وأن تكون األدوار السياسية متخصصة.

Page 12: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٢

وتفضي هذه األبعاد الثالثة إلى مدى واسع من األهداف تسعى عملية التنمية إلى تحقيقها

مثل:

االندماج والتكامل القومي.-

لعسكرية للمحافظة على أمن النظام واستمراره.تنمية القدرات ا-

تحقيق التنمية االقتصادية ورفع مستوى الدخل ، ونصيب الفرد من الناتج القومي . -

وتعزيز الديمقراطية واالستقرار ، وإلى ما هنالك.

بقيت تعريفات التنمية السياسية مرتبطة بمناخ النظام العالمي السائد. ففي العقدين -

يمن موضوع الديمقراطية على انشغاالت الساحة السياسية الدولية ، وعلى األخيرين ه

أبحاث علماء السياسة، وظهر "علم التحول الديمقراطي وتوطيد الديمقراطية". حتى أن

مصطلح التنمية السياسية أصبح مرادفا لمصطلح بناء الديمقراطية ، وبات قياس التنمية

ا الدول المصنفة بأنها غير الديمقراطية في هذا البناء. السياسية يتم بالخطوات التي تخطوه

بمعنى أخر أصبحت التنمية السياسية تعرف بأنها: عملية بناء الديمقراطية.

هناك مجموعة مآخذ أو اعتراضات على مضامين تعريفات التنمية السياسية. هذه -

السياسية غير دقيقة ، االعتراضات تقول بأن المضامين التي احتوتها تعريفات التنمية

وذلك لعدة أسباب أبرزها :

أوال: يفترض الباحثون من خالل تعريفاتهم للتنمية السياسية بأن النظام السياسي الغربي

الذي ينتمون إليه هو النظام األمثل ، ويدعون إلى االقتداء به لتطوير األنظمة السياسية،

حقيقية أو المفترضة ألنظمة الديمقراطيات حيث تركزت جميع التعريفات على الصفات ال

الغربية. فالعدالة االجتماعية والمساواة والقدرة العالية على األداء، وتمايز البنى السياسية

واالستقرار والشرعية، واالضطالع الجيد بالضرورات الوظيفية للنظام السياسي

سية التعددية وثقافة وفي المؤسسات، والثقافة السيا عوالعالقات الحديثة في المجتم

المواطنة، والقدرة الجيدة للنظام في تعامله مع البيئة الداخلية والخارجية، والقدرة على

إشباع حاجات المجتمع، هذه كلها صفات حقيقية أو مفترضة ألنظمة الديمقراطيات الغربية

أعاله يتسم . وبالتالي فأن مفهوم التنمية السياسية كما تعرضه التعاريف المشار إليها

بالطابع األيديولوجي ، وهذا األمر يتنافى مع صفات المفهوم العلمي.

Page 13: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٣

ثانيا : المفاهيم الفرعية التي تضمنتها تعريفات التنمية السياسية مثل المساواة والقدرة

واالستقرار ال يمكن وضع مقاييس علمية وموضوعية لها عند تطبيقها على النظام

للقياس ألن داللتها تختلف باختالف المجتمعات ، واختالف نظرة السياسي فهي غير قابلة

الباحث والمحلل، وهي غير قابلة للتقدير في جميع الحاالت بمقياس واحد. فعندما يقول

لوسين باي إن التنمية السياسية تعني االتجاه نحو المزيد من المساواة بين األفراد في

صد بالمساواة ؟ هل المساواة في الحقوق ، أم في عالقاتهم بالنظام السياسي ، فماذا يق

توزيع الدخل ، أم في إمكانية القيام الفعلي بنشاطات سياسية، أم في الكفاءة ، أم في فرص

صعود درجات السلم االجتماعي ؟ هذه األمور حول المساواة غير قابلة للقياس بمقياس

واحد.

قول لوسين باي أن التنمية السياسية تعني كذلك األمر بالنسبة لمفهوم القدرة ، فعندما ي

تزايد قدرة النظام السياسي في عالقته بالبيئة المحيطة . فهل المقصود قدرة النظام على

إشباع حاجات المواطنين ، أم قدرته على التحكم بالمطالب لمنع تراكمها وتحولها إلى

ى إدماج مختلف الجماعات انقسامات تضاعف الصراعات وتهدد االستقرار، أم قدرته عل

المتصارعة في عملية تسوية تعددية قائمة على المساواة والحوار لفض الخالفات سلميا

ومنح مختلف األطراف نصيبا معينا من السلطة لتحقيق مطالبها ؟ كذلك ، هل قصد لوسين

الدولية باي قدرة األنظمة في التعامل مع المعارضة ؟ أم قدرة نظام ما على حل النزاعات

؟ هذه األمور غير واضحة .

يالحظ أن المتغيرات الفلسفية واألخالقية كالعدالة والمساواة والقدرة واالستقرار -

والشرعية ليست متالزمة، وال يستلزم بعضها اآلخر. فقد تكون قدرة النظام ضعيفة ،

م أي نظاما شرعيا.لكنه مع ذلك قد يكون نظاما مستقرا حائزا على قبول الناس ورضائه

وهناك نظام ذو قدرة جيدة في المجال المادي، ومستقر وشرعي، لكنه نظاما استبداديا -

وقدرته شبه معدومة في ميدان الحقوق والحريات. فكيف يمكن أن نحكم على هذا النظام

من وجهة نظر التنمية السياسية بتطبيق مفهوم القدرة؟

لعديدة لمفهوم التنمية السياسية على صفات المفهوم العلمي ثالثا : ال تشتمل التعاريف ا

ألنها تعاريف ينتابها الغموض وال تتسم بالوضوح ، وهي تعاريف مطاطية واسعة تتناول

Page 14: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٤

معظم متغيرات النظام السياسي وخصائصه. فالمفهوم العلمي ينبغي أن يكون واضحا ،

التي توضع فيه، أما المفهوم الغامض، وضيقا نسبيا ليتم التعرف بسهولة على األشياء

الواسع الذي يضم أشياء كثيرة تكون قدرته التفسيرية والتحليلية ضعيفة.

كثير من الالتنمية السياسية يعاني فأن مفهوم مثل غيره من المفاهيم في علم السياسة، -

دقيق إذ ليس هناك اتفاق بين العاملين في حقل علم السياسة حول تعريفعدم الوضوح،

للمفهوم.

دفع الباحث إلى التشكيك في قيمته، جملة وتفصيال . إذ ، ي، فإن غموض المفهوم وحقيقة

يل هنتنغتون ، "ماذا تعني التنمية السياسية إذا كانت تعني كل شيء وأي ئاموصوكما يقول

."شيء

لسبعينات من مع بداية ا بسبب هذا الغموض، فإن مفهوم التنمية السياسية قد ترك حقيقة

حيث حل محله العديد من المفاهيم البديلة التي تحاول أن تكون وصفية ، الماضي القرن

التحديث ،التحول الديمقراطي" وبناء الديمقراطية . مثل : بشكل أكبر، وتحليلية بشكل أعمق

"الديمقراطية أوال واالختيار العقالني" إلى ما هنالك.

*آليات التنمية السياسية :

يجمع عدد كبير من الباحثين أن هناك ثالث آليات أساسية لتحقيق التنمية السياسية وهي

السياسية ، وبناء المؤسسات ، وتوظيف القدرات . –التعبئة االجتماعية

الحداثة بتحقيق التنمية السياسية ودويتش" كارل ربط ": السياسية–التعبئة االجتماعية

القتصادي وتقويض الهياكل الثقافية التقليدية، بحيث يصبح التعبئة االجتماعية والتقدم ا

الناس أكثر استعدادا ألنماط جديدة من التنشئة والسلوك. وتحدث في كتابه "التعبئة

، عن عملية اجتماعية محورها االبتعاد ١٩٦١االجتماعية والتنمية السياسية" الصادر عام

.عن حياة االنغالق في األطر المحلية التقليدية

حسب كارل دويتش ، يمكن تحليل جوهر عملية التعبئة من خالل تحليل طبيعتها -

ومصدرها وديناميكية انتشارها وسلوكها.

Page 15: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٥

طبيعتها : هي عملية تهدف إلى االنتقال إلى مجتمع الحداثة ، الذي تتعدد فيه المهمات

ه درجة المشاركة السياسية ، وتظهر فيه المجموعات السياسية المتباينة ، وتتسع في

السياسية.

مصدرها : تحديد العامل الذي يدفع نحو التغير الذي قد يكون داخليا أو خارجيا أو كليهما

.

ديناميكية انتشارها : هذه العملية تبدأ لدى فئات محددة ، ثم تتسع في تأثيرها في البنية

تشر من العاصمة إلى باقي الفوقية ، ثم تنتقل إلى البنية التحتية ، وبنفس الطريقة تن

المحافظات والقوى ، حيث تقوم وسائل اإلعالم واالتصال بدورها في هذا المجال .

سلوكها : فإنها تكون بطريقتين : إما بطريقة التنمية التدريجية ، أو بطريقة الثورة إلحداث

لب تغير تغيير سريع وإعادة توزيع القوى السياسية واالقتصادية في المجتمع . وهذا يتط

المعتقدات والقيم وبناء عالقات اقتصادية واجتماعية جديدة ، وتوسيع التعلم والثقافة

السياسية التي من شأنها أن تقود إلى اندماج أفراد المجتمع في بنية سياسية واجتماعية

عامة . وهذا يعني أن االندماج لن يكون حقيقيا إذا لم يرتبط بالتنمية االقتصادية

كنولوجية بغية توفير الحد األدنى من التفاعل واالتصال بين مؤسسات ومنظمات والت

المجتمع المدني والسياسي ، لذا فالتقدم في تطوير أدوات التفاعل (االتصال) االجتماعي ،

يمثل الدليل المهم والمميز للتعبئة االجتماعية السياسية الهادفة إلى تحقيق االندماج لشعب

معين .

كارل دويتش أن التعبئة تؤدي إلى بروز مجموعات جديدة تبحث عن منفذ يرى -

للمشاركة السياسية ، ألن نمو الوعي السياسي يقود إلى ازدياد عدد المنظمات واألحزاب

المشاركة في العملية السياسية ، كما تظهر فئة من الناخبين الجدد التي تؤثر بشكل أو

سية . كما تؤثر التعبئة في طبيعة المطالب نظرا التساع حجم بآخر على سير العملية السيا

المشاركة السياسية وظهور قوى سياسية جديدة ، أي حدوث تغيير في محتوى مدخالت

النظام السياسي مرتبط بحاجات اقتصادية واجتماعية جديدة .

Page 16: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٦

ت وبين قد تظهر بعض األنماط من األزمات عندما ال يكون هناك توازنا بين المدخال -

قدرات المؤسسات ومواردها المتاحة على االستجابة لها . وهذا ما يولد حسب كارل

دويتش ثالث أنماط من األزمات .

النمط األول: يحدث نتيجة تناقض المطالب ، أي التناقض بين عملية التنمية االقتصادية

والتحديث يولدان تفاوتا والعمل على تحقيق المساواة والعدالة االجتماعية ، الن التنمية

طبقيا وبالتالي تناقضا في طبيعة المدخالت.

النمط الثاني : يتعلق بتهديد التوازن االجتماعي الذي يعكس قلة الموارد وازدياد حجم

المشاكل ، وعدم قدرة النظام على تلبية المطالب ، وتحوله نحو الحلول المؤقتة واالبتعاد

المشاكل. عن الحلول الجذرية لهذه

النمط الثالث: هو أزمة الهوية ، التي تظهر نتيجة التباين األيديولوجي أو التناقض بين

القيم في المجتمع الواحد. وهذا األمر يدفع نحو الحفاظ على الوالءات التقليدية ، بصورة

تتناقض مع آليات التنمية السياسية والتحديث.

قد تدفع السلطة إلى تعديل سياساتها العامة يرى دويتش أن هذه األنماط من األزمات -

وإلى بناء مؤسسات جديدة تستجيب لطبيعة التغير السياسي واالجتماعي واالقتصادي

الحاصل بغية تجاوز هذه األنماط من األزمات . وهذا التعديل قد يتخذ منحى ديمقراطيا.

لى التعبئة السياسية إال من باب الدراسات الحديثة في موضوع التنمية السياسية لم تعد تركز ع -

هدفها األساسي وهو تعزيز المشاركة السياسية كجوهر للتنمية السياسية.

حسب لوسيان بـاي وغابرييـل ألمونـد فـإن : مفهوم المشاركة السياسية وأهدافها -

المشاركة السياسية هي : مشاركة أعداد كبيرة من األفراد والجماعات في الحياة السياسية.

صموئيل هنتنغتون و جون نيلسون أن المشاركة السياسية هي ذلك النشـاط الـذي ويرى

يقوم به المواطنون العاديون بقصد التأثير في عملية صنع القرار الحكومي ، سواء كـان

هذا النشاط فرديا أم جماعيا ، منتظما أم عفويا ، متواصال أو متقطعا ، سلميا أو عنيفـا ،

رعي ، فعاال أم غير فعال.شرعيا أم غير ش

ويشير رأي ثالث إلى أن المشاركة السياسية تتجسد فـي مـدخالت النظـام السياسـي ،

وتستهدف تغيير مخرجاته ، بما يتالءم مع مطالب األفراد والجماعات الذين يقدمون عليها.

Page 17: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٧

عنـي حـق ويرى الدكتور جالل عبداهللا معوض أن المشاركة السياسية في أوسع معانيها ت

المواطن في أن يؤدي دورا معينا في وضع القرارات السياسية . وفي أضيق معانيها تعني

حق المواطن في مراقبة هذه القرارات وتنفيذها.

والحقيقة أن المشاركة السياسية هي قدرة المواطنين على التعبير والتأثير العلني الحر فـي

إدارة الشؤون العامة واختيار القادة السياسيين اتخاذ القرارات وصنع السياسات العامة ، و

، سواء بشكل مباشر أو عن طريق اختيار ممثلين يفعلون ذلك.

أهداف المشاركة السياسية:

المشاركة السياسية تمثل مؤشرا تفاعليا لصحة العالقة بين المجتمع والدولة ، فبقدر مـا -

در ما تزداد المشاركة السلمية المنتظمة ألفـراد تكون الدولة تعبيرا أمينا عن مجتمعها ، بق

المجتمع في الشؤون العامة ، سواء بصفتهم الفردية أو الجماعية من خـالل منظمـاتهم و

جمعياتهم الطوعية.

المشاركة السياسية هي إحدى األدلة المباشرة واألساسية على القدرة على تحقيق أهداف -

ا وسياساتها ، ونقلها من مستوى األطروحات النظرية إلى التنمية السياسية ، وتنفيذ برامجه

مستوى االنجازات والسياسات التنموية التطبيقية . فالتنمية السياسية هـي العالقـة بـين

المأسسة السياسية والمشاركة السياسية ، وبذلك فإن المشاركة السياسية هي معيار تنميـة

نمية السياسية ، ألن التنمية السياسية هـي النظام السياسي ، وهي أحدى آليات وعناصر الت

إيجاد حلول جذرية لست أزمات مترابطة ، وهي : أزمة الهوية ، أزمة الشرعية ، أزمـة

المشاركة ، أزمة االندماج ، أزمة التغلغل ، وأزمة التوزيع .

ئري أزمة الهوية: وهي مشكلة الوالء واالنتماء إلى جماعات محدودة مثل الوالء العشا -١

مقابل الوالء للمجتمع القومي.

أزمة الشرعية: وتتعلق بدرجة قبول ورضا الناس عن النخب الحاكمة وسياساتها. - ٢

أزمة التغلغل: وهي مدى سيطرة النظام وامتداد سيطرته وسلطاته إلى كافة أطـراف -٣

المجتمع، وقدرته على التأثير الفعال في مختلف أرجاء اإلقليم.

اركة: وتشير إلى مدى مشاركة المواطنين في الحياة السياسية وفي صـنع أزمة المش - ٤

القرار.

Page 18: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٨

أزمة االندماج: وتتعلق بمدى تنظيم النظام السياسي ككل ، كنظام عالقـات متفاعلـة. - ٥

الحكومة وعالقة الجماعات ببعضها، وقـدرة مؤسسات وتشير إلى عالقة شاغلي األدوار ب

لى أداء الوظائف المنوطة بها.األجهزة اإلدارية والسياسية ع

أزمة التوزيع: وتشير إلى توزيع الموارد والقيم المادية والمنافع، لتلبيـة احتياجـات - ٦

ومطالب المواطنين والمجتمع.

جميع هذه األزمات مشروطة في حلها بحل أزمة المشاركة أوال ، بمعنـى أن المشـاركة

السياسية هي غاية ووسيلة في آن واحد.

من خالل –شاركة السياسية هي مؤشر على ديمقراطية النظام السياسي . فالمشاركة الم-

تعزيز دور المواطنين في إطار النظام السياسي ، وضمان مساهمتهم في عمليـة صـنع

تغدو المظهـر –السياسة العامة والقرارات السياسية واختيار القادة السياسيين بشكل حر

الرئيسي للديمقراطية.

يمكن استخالص النتائج التالية :

إن المشاركة/ الديمقراطية تعني تحقيق مساهمة واسعة للشعب في رسم السياسات -١

العامة وصنع القرارات السياسية واتخاذها وتنفيذها.

لسياسي ومؤسسـاته المشاركة / الديمقراطية تعني إعادة هيكلة وتنظيم بنية النظام ا-٢

وعالقاته ، بما يتالءم مع صيغة المشاركة األوسع للشعب في العملية السياسية .

المشاركة /الديمقراطية هي أحد معايير شرعية ومشروعية السلطة السياسية فـي -٣

أي مجتمع.

بشكل حقيقـي ولـيس -المشاركة/ الديمقراطية توفر للسلطة إمكانية التعرف على-٤

رأي الشعب ورغباته واتجاهاته. على -وهمي

هناك عالقة وثيقة بين المشاركة السياسية واالستقرار السياسي ، ألن عملية تحقيق -٥

االستقرار السياسي تتطلب بناء مؤسسات سياسية تشـكل قنـوات فعليـة لتنظـيم

المشاركة السياسية الفعالة ، مما يحول دون انعدام االستقرار ..

وفي المحصلة :

Page 19: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

١٩

الية المشاركة السياسية بمعناها العام تشير إلى تحديد كيفية االشتراك فـي العمليـة إشك-

السياسية ، وتدور حول تحديد من يشترك في صنع القرارات الحكومية.

إشكالية المشاركة السياسية ناجمة عن التزايد في عدد الراغبين بالمشاركة مـن جهـة ، -

ة مطالب األفـراد والجماعـات السـاعية إلـى وعدم موافقة النخبة الحاكمة على شرعي

المشاركة في العملية السياسية .

اإلشكالية ناجمة أيضا عن أنها ليست فقط إمكانية إلرساء الممارسة الديمقراطيـة فـي -

المجتمع ، وإنما من باب أولى تعد إطارا ضروريا لتمكين أفراد المجتمع مـن ممارسـة

حقوق المواطنة.

السياسية هي الضمانة الحقيقية للخروج من األزمة الناجمة عن احتماالت المشاركة -

االنفجار ، وتحقيق المصالحة الوطنية ، ومنح الفرص على أساس االنتماء الوطني

والقومي والكفاءة ، والقضاء على الخالفات السياسية والعقائدية والطائفية بين أبناء

المجتمع الواحد.

إن النظام القادر على االستجابة لمطالب بيئته هو ذلك النظام المأسسة: بناء المؤسسات أو

كما يقول صاموئيل –القائم على مؤسسات مستقرة ومالئمة للمجتمع ، لذلك فإن المأسسة

القاعدة الوحيدة للتنمية السياسية ، ألنها تنظم الصراع الدائر في المجتمع ، –هينتنغتون

وطرق السيطرة عليه . ويرى هذا الباحث أن المأسسة تجنب من حيث أشكاله وطبيعته

المجتمع العودة إلى حالة التشتت ، وتعمل على احتواء األزمات ، وتضمن تنمية سياسية

متسقة ترسي دعائم المصلحة العامة وتوفر المناخ لنضوج وتجسيد القرارات الحكومية

خضاع بناء وعمل المؤسسات على أرض الواقع . لذلك يرى هينتنغتون ضرورة إ

للتخطيط لتجنب ما يطلق عليه ( انعدام التوازن المؤسسي ) سواء التوازن السكاني أو

التوازن الوظيفي ، وضرورة أن يكون النظام السياسي قادر على تحديد ماهية هذه

المؤسسات وفقا للتطور السياسي واالجتماعي واالقتصادي ، كما يؤكد على ضرورة تنوع

المؤسسات السياسية أي عدم خضوع الوظائف السياسية لمؤسسة واحدة ، وأن تتسم هذه

المؤسسات باالستقاللية والحياد.

Page 20: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٠

لى ثالثة استنتاجات حول دور دت إفي نفس السياق يخلص صاموئيل آيزنستا -

المؤسسات كآلية من آليات النظام السياسي وهي :

لى الحداثة عددا من أزمات الصراع التي يتوجب يواجه النظام السياسي في االنتقال إ -١

حلها وهذا ما يتطلب وجود نظام مؤسسي قادر للتعامل مع هذه األزمات .

لتحويل المطالب الجديدة إلى سياسات جديدة في عملية االنتقال إلى الحداثة ، ال بد من -٢

ظهور مؤسسات جديدة لتحقيق هذا الغرض.

ى بروز منظمات وأحزاب جديدة ، لذا تعمل المؤسسات على تؤدي عملية التحديث إل -٣

تنظيم مشاركة هذه المنظمات واألحزاب في العملية السياسية بهدف التأثير في صنع

القرار . ولذلك فإن المؤسسات تلعب دورا أساسيا في ترشيد أداء النظام وحماية المجتمع ،

وتعد الركيزة األساسية في التنمية السياسية .

يرى ثامر خزرجي أن المأسسة تتصل بطبيعة "إيديولوجية" النظام السياسي وخصائص و

الثقافة السياسية ، فإذا كانت ذات أصول ديمقراطية يمكن لبناء المؤسسات أن يضمن

التحديث والتنمية السياسية ، ولكن إذا كانت غير ديمقراطية فإن المأسسة تعمل على

عي ومركزية التوجيه السياسي والتعبئة اإليديولوجية ، تطوير قدرات االنضباط االجتما

لكنها ال تضمن المشاركة الحقيقية في صنع القرار ، وبالتالي فإن وجود المؤسسات ال

يعني بالضرورة وجود النظام الديمقراطي. وهذا هو الحال في معظم دول العالم الثالث.

لثالث تصطدم بإشكالية اتساع المطالب، عندما تبدأ عملية التنمية السياسية في العالم ا -

وعجز النظام السياسي عن تلبيتها تظهر ثالثة بدائل لحل هذه اإلشكالية:

البديل األول: إقامة سلطة الزعيم ، أو القيادة الملهمة ، التي تنظم عملية التعبئة االجتماعية

وتمهد للمأسسة.

عملية التعبئة والتغير االجتماعي. البديل الثاني : تسعى السلطة السياسية إلى إبطاء

البديل الثالث: يبدأ النظام ببناء مؤسسات جديدة الستيعاب آثار التعبئة االجتماعية، وهذه

الخطوة تتطلب أمرين:

األول : التخطيط والوقت حتى تكتسب هذه المؤسسات شرعية سياسية في إطار النظام.

Page 21: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢١

د تظهر في سياق االنتقال من ما هو قديم إلى ما والثاني: حسن التعامل مع األزمات التي ق

هو عصري .

قدم ديفيد إيستون إطارا لتحليل النظام السياسي يرى فيه دائرة متكاملة توظيف القدرات:

ذات طابع ديناميكي تبدأ بالمدخالت وتنتهي بالمخرجات مع قيام عملية التغذية

المدخالت والمخرجات. ويرى إيستون أن االسترجاعية أو العكسية أو الراجعة بالربط بين

النظام السياسي يعكس مجموعة من التفاعالت التي تحدث في المجتمع ويقوم بصياغة

القرارات التي تمثل المصلحة العامة أو الذاتية وتجسد شرعية النظام ، لذلك فأن تحليل

من حيث وتوظيف قدرات النظام السياسي يتطلب وضع إطار نظري لدراسة القدرات

المدخالت والمخرجات والتغذية الراجعة .

المدخالت : تتضمن التنشئة والتنظيم السياسي وتجميع وتنسيق المصالح والتعبير عنها

بالمطالب ، واالتصال السياسي الذي يعني تنظيم وتبادل المعلومات بين وحدات النظام

السياسي

الخطط واالستراتيجيات والقوانين المخرجات : وتشمل مجموعة القرارات والسياسات و

العامة التي تصنعها السلطة السياسية على ضوء المدخالت المستجدة. بمعنى آخر ،

القرارات التي يتخذها النظام استجابة للمعلومات الواردة إليه.

التغذية الراجعة أو العكسية : هي عملية تدفق المعلومات من البيئة إلى النظام حول نتائج

ه واألفعال المتعلقة بتنفيذها . قرارات

كلما كان النظام السياسي قادرا على استجابة لمطالب المجتمع كلما كانت التغذية -

الراجعة إيجابية أكثر وتدفع النظام إلى أن يتغير ذاتيا في كثير من جوانبه وكثير من

لتكيف مع أهدافه من خالل تجديد سياساته وتحديث قدراته الستيعاب المتغيرات وا

التحوالت االجتماعية.

ويخلص خزرجي إلى نتيجة هامة مفادها : أن التنمية السياسية تمثل تحليل لعناصر

التطور السياسي ، ولكن بمفهومها العام وما تنطوي عليه من تعبئة ومأسسة وتوظيف

للقدرات فإنها تمثل جوهر أداء النظام السياسي.

:التنمية السياسيةم مفهو لدراسةة يرئيسالمداخل ال

Page 22: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٢

على هذا المدخل يركز: الوظيفة -النسق النظامي الوظيفي أو مدخل مدخلالأوال :

افتراض وظائف معينة ويركز أيضا على .وذلك كوحدة للتحليل، السياسي ككل النسق

يهتم ببيان وإثبات العالقة المتداخلة واالعتمادية بين و.كمتطلبات للحفاظ على النسق

وتخلو الدراسات التي تطبق هذا المدخل من كثير من البيانات تلف البنى في النسق. مخ

المدخل عددا من المفاهيم من أجل مقارنة مختلف األنساق هذا ر وقد طووالوقائع.

السياسية ، وذلك مثل البنية الشرعية ، المدخالت ، المخرجات ، البيئة ، الوظيفة ،

ر السياسي بناء على مدخل يدرس التغيالهذه المفاهيم فإن هذا وباستخداموالتوازن .

تعريفه للتنمية السياسية من حيث كونها أحد نتائج عملية التحديث. ويقول التعريف أن

التنمية السياسية عبارة عن "التمايز والتخصص المتنامي للبنى السياسية، وتزايد النزعة

ن ميزته الرئيسة هي في إم هذا المدخل، يمكن القول العلمانية في الثقافة ". وعند تقوي

يا ، ظالمدخل نقدا قاسيا على أساس أنه : " غامض لف هذا شمولية وعمومية مفاهيمه. واجه

يشمل هذا المدخل يعاني من نقص القدرة التفسيرية والتنبؤية ".وبالتالي فإنه مبهم منهجيا،

.وغيرهم ندرايودافيد ابتر، ، وليونارد ب ون،ت، وديفيد ايسغابريل ألموند كتابات

: يركز هذا المدخل على العمليات االجتماعية وليس على ثانيا : مدخل العملية االجتماعية

ويحاول هذا وحدة التحليل هنا هي العملية ، وليست النسق. النسق السياسي، أي أن

، الحركية االجتماعية الزراعةعمليات مثل التمدين، التصنيع ، المدخل االستفادة من

التي ، من أجل البحث عن عالقات ارتباط بين المتغيرات والمهنية ، واتساع نطاق التعليم

يمكن أن تقاس تجريبيا.

ففي حين ينطلق باحثوا المدخل النظامي الوظيفي من مفهوم النظام السياسي ، ثم يقارنون

ين نتائج ومضامين هذه االختالفات ، بين نماذج مختلفة لألنظمة السياسية في محاولة لتبي

أي االهتمام بربط نمط معين من الفعل بالنظام ككل من أجل إيضاح وظيفة هذا الفعل في

النظام ، يحاول رواد مدخل العملية االجتماعية ربط نمط وفعل عملية أخرى. بمعنى آخر

ن التغيرات في يحاول هؤالء إيجاد عالقة بين التغيرات في مجموعة من المتغيرات وبي

ورغم أن مجموعة أخرى. أي أن هذا المدخل يركز بشكل أساسي على ظاهرة التغير.

ر هذا المدخل أكثر قابلية للفحص التجريبي، إال أن له عيوبه في التعامل مع مشكالت التغي

Page 23: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٣

رغم أنعلى تحليل المجتمعات مكتملة النمو وتجاهل المجتمعات ناقصة النمو، بتركيزه

يعاني من مشاكل كما أنه . في المجتمعات ناقصة النمو التغير السياسي أكثر حدة مشكلة

دالالت ومؤشرات قفي تعريف المتغيرات السياسية، فهو يسعى لقياس هذه المتغيرات وف

تعريفا نظريا محددا يقدم معينة، ومحاولة البحث عن المعلومات الضرورية ، دون أن

دانيل ليرنر، كارل دويتش، ومن رواد هذا المدخل غيرات.للمقصود أساسا بهذه المت

ومايكل هدسون.

وحدة التحليل في هذا المدخل هي المجتمع ككل متكامل . : ثالثا : مدخل التاريخ المقارن

، وكانت العملية هي وحدة التحليل للمدخل فإذا كان النسق هو وحدة التحليل للمدخل األول

والتركيز الرئيسي لهذا المدخل هو حدة التحليل لهذا المدخل .الثاني، فإن المجتمع هو و

معينة للتطور أنماطفي المقارنة بين مجتمعين أو أكثر وذلك من أجل الكشف عن

رها المجتمعات . والمساهمة الحقيقية السياسي، وذلك من خالل "مراحل عامة" ال بد أن تعب

تكون في قابليتها للفحص التجريبي . فهو يبدأ مانلهذا المدخل في أدبيات التنمية السياسية إ

يركز على الظواهر المتميزة في التحديث. أما أهم عيوبه، و" بالمادة الحقيقية للتاريخ ،

صموئيل سيريل بالك،. وأبرز رواد هذا المدخل للدقة والعمومية نتيجة ذلك االفتقارفهو

ت، دانكوارت روستو، دنستازاي

المكونات: يفترض رواد هذا المدخل أن النظام السياسي يحتوي على مدخل تغير رابعا :

مجموعة مكونات أساسية متغيرة ، أبرزها خمسة مكونات.

الثقافة : وهي مجموعة القيم واالتجاهات والتوجهات السائدة في المجتمع -١

ية البنية : وهي مجموعة التنظيمات المعنية بصنع القرارات مثل السلطات التشريع -٢

والتنفيذية ، والمؤسسات الرسمية واألحزاب.

المجتمع المدني : وهو مجموعة التكوينات االجتماعية واالقتصادية التي تشارك في -٣

العملية السياسية من خالل تقديم المطالب .

القيادة : وهي مجموعة األفراد في المؤسسات السياسية والجماعات المشاركة في -٤

سلطوية .اتخاذ القرارات ال

Page 24: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٤

السياسات العامة : وهي مجموعة أنماط النشاط الحكومي والمخطط بقصد التأثير على -٥

توزيع المنافع والمزايا والعقوبات في المجتمع.

ويركز هذا المدخل على المكونات ، ويهتم بتحليل معدل ونطاق واتجاه التغير فيها ،

ت والتغيير في المكونات األخرى. ويعتبر رواد وتحليل العالقة بين التغيير في أحد المكونا

هذا المدخل أن كل مكون من مكونات النظام السياسي يتضمن مجموعة من العناصر .

فالثقافة السياسية مثال تتضمن مجموعة من الثقافات الفرعية ، كذلك البنى السياسية

تحليل التغير السياسي أو التنمية تحتوي على أشكال مختلفة من المؤسسات ، وبالتالي فأن

السياسية يمكن أن يكون موجها نحو التغيرات البسيطة في قوة المكونات وعناصرها في

النظام السياسي.

خامسا : مدخل تغير األزمة : ينفرد في هذا المدخل غابرييل آلموند الذي يرى أن التحول

التغير عندما يتأثر التوازن المفترض من حالة إلى أخرى يمر بخمسة مراحل: بحيث يبدأ

في النظام السياسي ببعض متغيرات البيئة الداخلية غير السياسية أو البيئة الدولية للنظام

السياسي . وتقود هذه التأثيرات إلى تغيرات في بنية المطالب السياسية ، وعند ذلك تقوم

ت جديدة أو سياسات عامة جديدة ، القيادة السياسية باستغالل هذه التغيرات لخلق ائتالفا

حيث تؤدي هذه االئتالفات والسياسات العامة الجديدة إلى خلق تغيرات ثقافية وبنيوية ينتج

عنها توازن جديد.

نظريات التنمية السياسيةاألكثر رواجا في مرحلة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي هي نظرياتالكانت

انهيار ومنذ .نظرية التنمية االقتصادية، ونظرية الثقافة السياسية و ، نظرية التحديث

وبات التنمية السياسية الثنائية القطبية، قل الحديث عن نظام نهايةوالمنظومة االشتراكية

باعتبارها متسقة مع الديمقراطيةإلى وضع "نظريات التحول" نحو علماء السياسة يتجهون

Page 25: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٥

خاصة في ، في ارتباط وثيق مع تطورات الوضع الدولي وحدث هذا التنمية السياسية.

العالم الثالث وفي المعسكر االشتراكي سابقا.

شكلت هذه النظريات اإلطار الفكري لعدد من المناهج واألساليب واالتجاهـات الدراسـية

أهم األسس والمنطلقات التي فما هي الفرعية، في تحليل ودراسة مسائل التنمية السياسية.

النظريات التي شكلت أساس التنظير في هذا المجال.بعض هذه م عليها تقو

:نظرية التحديثأوال :

.أبرز رواد هذه النظرية دافيد أبتر -

فة هي المجتمعات المتخل )مجتمعات تقليدية(تقوم هذه النظرية على تقسيم المجتمعات إلى-

المتقدمة.هي البلدان )مجتمعات حديثة(و

-ية التحديثنظر زتتمي بأن ر خط مستقيم وحتمي للتطور أصحابها يؤمنون بتصو

.التاريخي يسير بالمجتمعات من التقليد إلى الحداثة

وتتميز هذه النظرية بسمتين :

األولى: هي العمومية والشمول، ألن التحديث مفهوم شامل يتناول التنمية السياسية في

ن التركيز على المجتمع السياسي وحده. حركية واحدة شاملة للمجتمع بأسره من دو

: تركز نظرية التحديث على العوامل الخارجية من حيث أن هذه العوامل تقوم بدور الثانية

كبير في نقل المجتمعات المعنية من التقليد إلى الحداثة.

:اعتبر أبتر أن هناك فرقا كبيرا بين التنمية والتحديث-

، تنقل ةمبادئ االجتماعيالالتصنيع يتبعها وينجم عنها تغير في تقتضي أن عملية: التنمية

طور وهو المجتمع من التقليد إلى الحداثة عبر مراحل متتالية إلى أن تبلغ الطور األخير،

الحداثة المتميز بسمات المجتمع الغربي الحديث

ية... والمؤسسات المهنية والتقنية واإلداراألدوار المظاهر أوهو نقل :التحديث السياسي

المدارس والمستشفيات والشركات إلى مجتمعات غير صناعية.مثل

مظاهر مقتضى التحديث في هذه النظرية أنه " تحت تأثير مجتمع صناعي تظهر -

أنتجها المجتمع الصناعي واستوردتها المظاهر هذه واجتماعية في مجتمع غير صناعي".

والمؤسسات المظاهر تقوم المجتمعات في هذهفالمجتمعات السائرة في طريق التحديث.

Page 26: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٦

، وتكمن أهميتها االستراتيجية في أنها آتية من المستوردة بدور تجديدي ريادي استراتيجي

وألن المجتمع غير المتطور بحاجة إليها لتحقيق تنميته . ، عالم خارجي متطور

المجتمع الحديث حيث أن مظاهر أو أدوارفي عملية التنمية هناك انتقال تدريجي، -

اختصار للمراحل أما في عملية التحديث فهناك ، بعد سلسلة من األطوار تظهرومؤسساته

مهيمنة ومتقدمة على تطور قوى اإلنتاج وعلى التنمية المادية المظاهر حيث تصير هذه ،

لتجديد واالنتقال إلى راية امفيدة وضرورية ألنها حاملة ل-حسب أبتر–ولكنها للمجتمع،

.)قوة تحديثية(من هذا التصور رأى أبتر في االستعمار انطالقاوالحداثة.

إلى مرحلة التنميةالتي استقلت ودخلت العالم الثالث يدعو أصحاب هذه النظرية ، دول -

على تكثيف الوجود الغربي في ، بمعنى مع الدول الغربية توسيع التعاون التقني والثقافي

ا للمجتمعات "التقليدية" السائرة في طريق التصنيع والنمو باعتباره ضروريأراضيها

.االقتصادي، والتحديث االجتماعي والسياسي

هناك من يرى أن عملية التحديث السياسـي هـي التحـوالت والتغييـرات في المحصلة

السياسية التي حدثت في أوروبا وبقية أنحاء العالم منذ النهضة األوروبية. وهذه التغييرات

لها كخصائص لعملية التحديث السياسي، وتشمل: تحقيق مزيد من المساواة وإعطاء يشار

فرص للمشاركة في صنع السياسة، وقدرة النظام السياسي على صياغة وتنفيذ السياسات،

والتنوع والتخصص في الوظائف السياسية، وعلمانية العمليـة السياسـية وفصـلها عـن

التأثيرات الدينية.

الثقافة السياسية ية ثانيا : نظر

غابرييل ألموند أن أي ثقافة من الثقافات تضم ثالثة جوانب، جانب معرفي يتعلق يرى-

القادة النظرة الشخصية إلى بمعارف المرء عن النظام السياسي، وجانب شعوري يخص

الظواهر السياسية. حولوالمؤسسات، وجانب تقييمي يشمل األحكام واآلراء التقييمية

بأنها مجموع ما يملكه -ألموندعند -يمكن تعريف الثقافة السياسية ستناد إلى ذلكوباال

الفرد من معارف عن النظام السياسي، ومشاعر إيجابية أو سلبية نحو القادة والمؤسسات

وأحكام تقييمية بشأن الظواهر والعمليات السياسية.

Page 27: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٧

قام ألموند عندمارن الماضي يعود تاريخ هذه المدرسة إلى نهاية الخمسينيات من القو

وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا الواليات المتحدةخمسة بلدان هي تشمل بدراسةوفيربا

وليس الثقافة البحث في الثقافة "المدنية" تحديداهو كان موضوع الدراسة .و والمكسيك

معرفة ما إذا دراسة الثقافة السياسية بالنظر إلى القيم الديمقراطية ل أيالسياسية عامة،

الهدف المثالي هو كانت هذه الثقافة تساعد على تنمية الديمقراطية أو تعرقلها، بخلفية أن

الديمقراطية األمريكية والبريطانية.

ثقافة محلية، وثقافة التبعية: لثقافة السياسية سماها لز ألموند بين ثالثة أصناف يم-

، وثقافة المشاركة . ( الخضوع )

تكون متجهة نحو األنظمة الفرعية المحلية مثل القرية والعشيرة والقومية :الثقافة المحلية*

والمنطقة من دون النظام السياسي برمته،

لكنهم يقفون منه ،تجعل الناس يعلمون بوجود النظام السياسي :ثقافة التبعية أو الخضوع*

اته وال يرون أنفسهم قادرين على ، ينتظرون منافعه وخدماته ويخشون تجاوزسلبيا موقفا

التأثير فيه.

يعتقد المواطنون أنه باستطاعتهم أن يؤثروا في سير النظام وفي العملية :ثقافة المشاركة *

السياسية بطرق ووسائل شتى كاالنتخابات والمظاهرات والعرائض وتنظيم الجماعات

الضاغطة.

أي نظام ، له نوع من البنية السياسية ألموند كل صنف من الثقافة السياسية يقابحسب -

حكم خاص به

، فيه المركزية واسعة وظاهرة.تكون في نظام غير ممركز تماما: الثقافة المحلية

.في نظام ممركز سلطوي :تكون ثقافة الخضوع

. ديمقراطيفي نظام : تكونوثقافة المشاركة

مسألة ضرورية لنظام السياسي التطابق بين الثقافة السياسية وبنية ارأى ألموند أن -

التفاوت بينهما يسيء إلى النظام ويهدد استقراره. ، بينما الستقرار النظام

Page 28: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٨

ده من أصناف الثقافة السياسية إنما هو نماذج مثالية ال توجد ما حديقول ألموند إن -

أن المهم بنظرهلكن ، ومزيج من الثقافات الثالث، بل هناك بصورة خالصة في أي نظام

تغلب عليه ثقافة المشاركة.وأن المزيج "جيدا"، هذا يكون

تحققان الواليات المتحدةإلى أن بريطانيا و خلص ألموند الدراسة التي قام بهامن انطالقا

من الثقافة السياسية تسوده ثقافة المشاركة بما يجعله مالئما جيدا ومتوازنا مزيجا

ن تطور المجتمع عأن "التنمية السياسية ناتجة تبار قاده إلى اع، وهو ما للديمقراطية

التنمية السياسية أو التطور معتبرا،فناقض نظريته ١٩٨٠عام المدني". إال أنه عاد في

.هو الذي ينتج المجتمع المدني الديمقراطي

بلدانهمألن أصحابها فضلوا نماذج نظرية الثقافة السياسية انتقادات عديدة ،واجهت -

والمجتمع الديمقراطيةرددها بشأن األسبقية في ثنائية اك من اعتبرها نظرية ضعيفة لتوهن

ألنها فتحت حقل البحوث في الثقافة السياسية تبقى مفيدة المدني، غير أن هذه النظرية

.الديمقراطيةلرصد العالقة بينها وبين

لسياسية والثقافة بوجه عام فيما يخص البلدان العربية، بحكم االرتباط القوي بين الثقافة ا-

، ولجوء البعض من دعاة هذه المدرسة إلى التاريخ لتفسير طبيعة الثقافة السياسية السائدة

ضمن مجتمع معين في زمن معين، وعندما تبين أن البلدان العربية تبدي مقاومة شديدة

ير العرب على كان من الطبيعي أن يقبل العديد من الباحثين من العرب وغ، للديمقراطية

. الديمقراطيةالنظر في الثقافة العربية اإلسالمية، خاصة من جهة اتفاقها أو تناقضها مع

فقال بعضهم إن الثقافة العربية ال يمكن أن تتعايش مع إلى تيارين : وانقسموا في ذلك

، وقال آخرون العكس جاعلينوأنها من أهم معوقات قيامها في هذه البلدان الديمقراطية

بهذه البلدان على مستوى الحكام واألنظمة. الديمقراطيةالموانع والعقبات أمام

نظرية التنمية االقتصاديةثالثا:

توسيع التصنيع والتحديث وتزايد نطاق نظرية التنمية االقتصادية أنيعتبر أصحاب -

وشرعية اعليةالتعليم وارتفاع مستوياته وزيادة التمدين ونشاطات اإلعالم تزيد النظام ف

بالنتيجة.

Page 29: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٢٩

، ها في المجتمع على نمو الطبقة الوسطى وتعاظم دور أصحاب هذه النظرية زيرك-

تحقيق التنمية االقتصادية بما تعنيه من مستويات عالية في التعليم والتمدين أنمعتبرين

، ة والسياسية وتزايد الدخل الفردي وتغير أنماط المعيشة وتبدل القيم االجتماعية والثقافي

بسير الشأن السياسي وأحواله، تهتممدنية عالية، تؤدي إلى نشوء طبقة وسطى تملك روحا

، وليات المسندة إليهم ؤأن يكون أصحاب الوظائف العامة في مستوى المس وترغب في

باختيار األشخاص المالئمين، المنتخبين منهم والمعينين. تطالبو

-الطبقة الوسطى تنسب إليها فضائل الروح المدنية وروح يرى أصحاب هذه النظرية أن

بوسع النظام أن ليس ديمقراطيةالمشاركة والمبادرة والنقد والمحاسبة والمطالبة، أي ثقافة

تجاهلها. ي

-ل اتفق أصحاب هذه النظرية في أشياء أولها دور الطبقة الوسطى في تحقيق التحو

منها أهمية هذا الدور وقوته ونوع العالقة بين ، واختلفوا في أمور أخرىالديمقراطي

التنمية االقتصادية والتنمية السياسية.

بعالقة إيجابية الذي يقرالمدافعين عن هذه النظرية، وهو سيمور مارتن ليبست أبرز-

أن العامل االقتصادي هو ، مؤكداوالديمقراطيةطردية ومباشرة بين التنمية االقتصادية

يل هنتنغتون، ئالغربية بينما ذهب آخرون، في مقدمتهم صامو الديمقراطياتسبب استقرار

حد أالتنمية االقتصادية ، إلى أنالديمقراطيةومن دون إنكار دور الطبقة الوسطى في قيام

بأن "التنمية االقتصادية تجعل أقرمن العوامل وليس العامل الوحيد في العملية، لكنه

مة السياسية تجعلها حقيقية أو فعلية. ممكنة والزعا الديمقراطية

ما يتفق مع نظرية الديمقراطيةنتائج الدراسات الخاصة بالبلدان المعنية بمسألة كان في -

من التنمية االقتصادية وما يناقضها. فهناك بلدان منها الهند وسريالنكا حققت قدرا

االقتصادية ، وفيها نسبة لفترات طويلة وهي في مستويات ضعيفة من التنمية الديمقراطية

وهذا ما خصائص المجتمعات الزراعية وليس الصناعية. وتنطبق عليها عالية من األمية،

ال غنى عنه للممارسة التنمية االقتصادية ليست شرطا يقود إلى استنتاج مفاده أن

. الديمقراطية

Page 30: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٣٠

. الديمقراطيالتحول بين مستويات التنمية وبوادرال يوجد تناسب العربية، ، الدول في -

، ولكن رغم ذلك فإن بشكل ملحوظفقد تضخمت الطبقة الوسطى في معظم هذه الدول

يبقى ضعيفا لدى الدول العربية. وهذا ما –بالمعايير الغربية -توجه نحو الديمقراطية

لدولافي سجلت إخفاقا واضحا نظرية التنمية االقتصادية آخر ، هو أن جيقود إلى استنتا

في بعض هذه الدول التي تمت الديمقراطي تجارب االنفتاح، ويرى البعض أن العربية

.التنمية االقتصاديةأو نتائج تعود إلى أسباب عديدة لكنها ليست من إفرازات

( الديمقراطية أوال )أو أسبقية الديمقراطية نظرية رابعا

.صادية بشكل تامالتنمية االقتنظرية مع هذه النظرية تتناقض -

دراسات بناء على –سيغل وفاينزشتاين وهالبرين مثل الحظ عدد من علماء السياسة، -

سلك مسارا نحو الديمقراطية، بعضها مختلفة السياسية ةأنظم ذاتفقيرة دولعن

ال يقل الفقيرة حققت نموا الديمقراطياتأن -ألنظمة سلطوية خر ظل خاضعااآلبعض الو

تفوقت األولى على الثانية في األداء بل الفقيرة، تاألوتوقراطياعما حققته حجماسرعة و

. إفالس الفقيرة من تاألوتوقراطياكما أنها لم تقع فيما وقعت فيه ، وحسن التسيير

البطالة كانت من نصيب الحكومات تزايد نسبة فالكوارث كالمجاعات واألوبئة والفساد و

مثال ةفريقيوبعض دول القارة اإلفي آسيا أما بية وإفريقيا. العسكرية في أمريكا الجنو

لفترة مثل الهند وموزمبيق والسنغال ديمقراطيةالبلدان التي خاضت تجربة لوحظ أن

من حيث أنغوال والكونغو وزيمبابوي وأوزبكستان، تأوتوقراطيامن كانت أفضل حاال

مقاييس الرفاهية االجتماعية وأحوال ودخل الفردي المعدالت نمو االقتصاد الوطني ونمو

المعيشة والصحة والتعليم ونوعية اإلدارة والخدمات.

نظرية التنمية االقتصادية ومعاكستها انتقاد حملت نتائج هذه الدراسات أصحابها على -

موه ضد على التنمية االقتصادية. وكان الطعن األكبر الذي قد الديمقراطيةبتقرير أسبقية

، ذلك الديمقراطيةوأطالت عمره وأجلت قضية االنفراد بالسلطة تنمية أنها وطدت نظرية ال

الديمقراطيةإقصاء لقضية في مقولة التنمية أوال أن.

يعود على غيرها في األداء والتنمية الديمقراطياتتفوق رأى أصحاب هذه النظرية أن -

تفسح المجال لمحاسبة شعبية ومؤسساته الديمقراطيبنية النظام عوامل منها أنلعدة

Page 31: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٣١

كذلك فأن مستمرة وفعالة من ناحية، ولتوازن ورقابة متبادلة بين المؤسسات والسلطات

الضغط الشعبي عن طريق االنتخابات ، يحمل النخب السياسية على تحسين البرامج

. واألداء االقتصادية

ها التنمية بمكونات اتتأثرت نظري،ل النظام العالمي الجديد وبداية مرحلة العولمةشكمع ت-

بصورة عليات العمل التنموي آها وقضاياها ووموضوعات ـ امة. حيـث تـم تب ي مفـاهيم ن

بالتغييرات السياسية واالقتصـادية علـى ومضامين جديدة في الخطاب التنموي، ارتباطا

، وتحقيـق الصعيد العالمي، مثل التنمية المستديمة التي تركز على تلبية حاجة األجيـال

.وغير ذلك من هذه األمور الحفاظ على البيئة، وعدم هدر المصادر واستنزافها

العلوم السياسـية، الباحثين في مجال جديدة استحوذت على اهتمام علمية برزت حقول -

مثل المجتمع المدني ودوره في التنمية وتحقيق الديمقراطية. هذا إضافة إلى تزايـد تـأثير

، والمساعدات لهـا م المعونات قدتدول العالم الثالثتعنى بشؤون ة التي المؤسسات الدولي

وتأثير هذه المؤسسات وفلسفتها القائمة على اقتصاد السوق ودوره الرئيسي فـي تحقيـق

حركيـة لجعل السوق أكثـر مناسبة التنمية، وبرامج اإلصالح وإعادة الهيكلة لتوفير بيئة

أن يكون من مهام ينبغي ياالقتصادالنشاط أن الدولية هذه المؤسسات فاعلية، حيث ترىو

القطاع الخاص وليس من مسؤوليات الدولة. حيث كانت دول العـالم الثالـث قـد تبنـت

المـوارد وتخصيص دة على الدولة التي تقوم بالتخطيط والتنفيذ استراتيجيات التنمية المعتم

تسيير وتنظيم صبحت مهمة الدولة ر على تلك السياسات، حيث أوتوزيعها. لكن حصل تغي

التركيز على التنمية االقتصادية كمحور واتجهت الدراسات نحو من تقديمها. لخدمات بدالا

ضروري لتحقيق التنمية بشكل عام، وأصـبحت المتغيـرات السياسـية تابعـة للمتغيـر

اركة ل الديمقراطي والمشاالقتصادي، واإلصالح الهيكلي والخصخصة تشكل أساس التحو

والتعددية.

للتنمية يركـز علـى جديدا مفهومايتبنى ألمم المتحدة لمنظمة امج اإلنمائي ناالبر بات-

من الجانب االقتصادي للتنمية، وهـو مـا عـرف بالتنميـة وشموال جوانب أكثر اتساعا

دة عتبر أن النمو االقتصادي وزياتانهأالبشرية، التي تركز على البشر كهدف للتنمية، مع

ف التنميـة عرالدخل هو وسيلة ضرورية لتحقيق الجوانب المختلفة للتنمية البشرية. وهنا ت

Page 32: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٣٢

البشرية على أنها عملية زيادة خيارات البشر وزيادة قدراتهم، بتوفير فـرص هم وإمكانيات

وصحية، والحصول على المعرفة والتعليم، والوصول إلى مديدةأوسع أمامهم للتمتع بحياة

ـ الموار ع بالحريـات السياسـية د الضرورية للعيش بمستوى حياة كريمة، وضمان التمت

وضمان احترام حقوق اإلنسان. واالقتصادية واالجتماعية،

على ثالث عناصر ضرورية لحياة األمم المتحدة ريراتق تلقياس التنمية البشرية، ركز-

لمتوقـع عنـد الـوالدة، قاس من خالل عمر اإلنسان االبشر وهي: حياة صحية مديدة، ت

والمعرفة التي تقاس باإللمام بالقراءة والكتابة ونسبة االلتحاق بالتعليم بمراحله المختلفـة،

كما ركزت تقـارير ومستوى المعيشة الالئق، الذي يقاس بالناتج المحلي اإلجمالي للفرد.

التنمية، والبعد على العوامل المهمة واألبعاد الضرورية للتنمية البشرية، مثل تمويلأخرى

العالمي للتنمية، ودور المواطنين وأهمية مشاركتهم في العمليات التي تؤثر فـي حيـاتهم

في الحياة االقتصادية والسياسية، وأهميـة اومشاركتهالمرأة تمكين ومواضيع أخرى مثل

وغير ذلك من المواضيعالديمقراطية والتنوع الثقافي، وحقوق اإلنسان والنمو االقتصادي

لتنمية البشرية.المتعلقة با

التنمية البشرية ال تصبح عملية متواصلة ومستديمة بدون إيجاد أن ر األمم المتحدةتعتب-

كممارسة للسلطة السياسية - الحكم الرشيد أو الحكم الجيد. وترى أن إدارة الحكم

والمؤسسات شمل اآلليات والعمليات ت- المجتمع أمورواالقتصادية واإلدارية في تسيير

التي من خاللها يقوم األفراد والجماعات بالدفاع عن مصالحهم وممارسة حقوقهم

والتزاماتهم. والحكم هنا يشمل الدولة التي تهيئ البيئة السياسية والقانونية المناسبة،

للتفاعل ل إطاراشكوالقطاع الخاص الذي يوفر التشغيل والدخل، والمجتمع المدني الذي ي

واالجتماعي بين الناس والدولة، ووسيط للمشاركة وإيصال المطالب والتعبير عن السياسي

أن الحكم الجيد يتصف بسمات معينة، حيث يقوم األمم المتحدة أيضا المصالح. وترى

:على

.المشاركة في صنع القرار من خالل مؤسسات تمثل مصالح الناس-١

دا عن المحسوبيات.ومساواة بعي سيادة القانون وتنفيذه بعدالة-٢

الشفافية في عمل مؤسسات الحكم المختلفة بحيث تتوفر المعلومات الكافية لفهم عملها.-٣

Page 33: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٣٣

.االستجابة، بحيث تسعى المؤسسات لخدمة جميع األطراف ومصالحهم-٤

بتحسين حياتهم. اإلنصاف وإتاحة فرص متساوية للناس جميعا-٥

علية والكفاءة بحيث تكون نتائج أعمالها قادرة أن تتصف مؤسسات الحكم بالفاينبغي -٦

على تلبية المطالب واالحتياجات، باستخدام الموارد المتاحة بكفاءة عالية.

الحكم الجيد على التوازن بين المصالح المتعددة، ويسعى لبناء توافق يقوم أنضرورة -٧

.لتحقيق مصالح مختلف األطراف

صناع القرار إلى المساءلة الداخلية أطراف الحكم وخضوع جميع ضرورة -٨

والخارجية.

أن يكون لدى أطراف الحكم رؤية طويلة األمد للحكم الرشيد والتنمية ضرورة -٩

المستدامة وشروطها واحتياجاتها.

ترى األمم المتحـدة أن الدولـة ، في تدعيم التنمية البشرية المستديمة بشأن دور الدولة -

على عاتقها المهام التالية:ع لذلك تقة وممارسة القوة، هي السلطة المفوضة بالسيطر

ر التنمية البشرية، من يستوفير الخدمات العامة بصورة فعالة لمواطنيها، وإيجاد بيئة ت -١

خالل وضع القوانين واإلجراءات الفعالة لألنشطة العامة والخاصة.

وتوفير المـوارد والبنيـة ضمان االستقرار والعدالة في السوق واستقرار االقتصاد،-٢

.األساسية

الحفاظ على األمن والنظام والسلم االجتماعي.-٣

من خالل توفير فرص المشاركة االجتماعية واالقتصادية والسياسية، نمواطنيالتمكين -٤

وهذا يحتاج إلى وجود هيئات ونظم تشريعية وقضائية وانتخابية تعمل بشكل فعال وسـليم.

على المستوى العالمي يؤدي بالدولة إلى تقليص دورها وإعادة تحديـده لكن التوجه اليوم

وتشكيله في األنشطة االقتصادية واالجتماعية.

يضطلع بدور محوري في التنمية المستدامة، حيث ينظر أن القطاع الخاص يجب على -

له اليوم بأنه المصدر األساسي للعمالة المنتجة، وتحسين الدخل الذي يعامل المهـم ر العتب

لتحقيق تلك التنمية. إال أن نمو القطاع الخاص وقيامه بدوره يحتاج إلى دور الدولة بتوفير

Page 34: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٣٤

البيئة االستثمارية المناسبة والحفاظ على استقرار االقتصاد وضمان األسـواق التنافسـية،

وفرض القانون وتقديم الحوافز لتنمية الموارد البشرية.

مهمة لمشاركة الناس في األنشطة االقتصادية واالجتماعيـة المجتمع المدني يوفر آلية-

ن ضـمان إفوبناء على ذلك ، والسياسية، وفي التأثير على السياسة العامة وصنع القرار.

مكونات ثالثة هي الدولة والقطـاع الخـاص التنمية البشرية المستديمة يحتاج إلى تفاعل

الحكومـة والقـادة السياسـيين وقطـاع إقامة نظام سياسي يشجع إي ،والمجتمع المدني

تركـز علـى ذات طابع تـوافقي األعمال التجارية والمجتمع المدني على صياغة أهداف

وتسعى لتحقيقها. المواطن

بعد التحوالت الكبرى التي شهدها النظام السياسي واالقتصادي العالمي في العقد األخير -

مثل البنـك المية تهتم بمجال التنميةمن القرن العشرين، أكدت عدة منظمات ومؤسسات ع

، على الربط بين النجاح في تحقيـق التنميـة ونوعيـة الحكـم الدولي ومنظمة اليونيسكو

ترى في هذا اإلطار ، ه، حيث أن أسلوب الحكم الرشيد له تأثير كبير في التنمية. ووفاعليت

التنمية المستديمة تعتمد منظمة اليونسكو أن هناك ترابط بين الديمقراطية والتنمية، ذلك أن

بصورة وثيقة على الديمقراطية، كما ال يمكن الحفاظ على الديمقراطية الحقيقية التي تتميز

بسيادة القانون، واحترام حقوق اإلنسان ، بدون أن يتمتع النـاس بمسـتوى معقـول مـن

ر حد أدنى من التنمية. المعيشة، الذي يتطلب توف

، فـي العقـدين األخيـرين التنمية ومفهومها اتنظريطرأ على من خالل التغير الذي -

أن هناك تراجع في االهتمام بموضوع التنمية السياسـية كموضـوع متخصـص يالحظ

على التنمية بمفهومها الشامل واألوسع، بحيـث يـتم االهتمام يتركز أصبح إذ ومنفصل،

انب االقتصادي، واعتبـار ، مع التركيز على الجالبحث في ترابط مختلف جوانب التنمية

سياسة السوق والخصخصة والتنافس وعدم تدخل الدولة في النشاطات االقتصـادية، مـن

أساسيات التنمية. أما قضايا ومواضيع التنمية السياسية فصار يتم تناولها بصـورة غيـر

، والديمقراطيـة، وفصـل السياسـية المشـاركة والتعددية ، من خالل مؤشراتمباشرة

عتبـر ، كمتغيرات في الحكـم الصـالح، الـذي ي وتمايز المؤسسات وتخصصالسلطات

ضروري لخلق بيئة مالئمة لعمل السوق، والنشاط االستثماري الخاص.

Page 35: ﻥﺍﺯﺠ ﺩﻴﺅﻤ ﺭﺍﺯﻨ .ﺩ ﺕﺎـﻗﻼﻌﻟﺍ ﻙﺒﺎـﺸﺘﻭ … · ٣:ﺔﻴﻤﻨﺘﻟﺍ ﺹﺌﺎﺼﺨ ﻭﺃ ﺢﻤﻼﻤ ﺽﻌﺒ-ﺔـﻴﻠﻤﻋ

٣٥

يعتبر إخراج الدولة من النشاط التنموي، واقتصار دورها على الحماية والتنظيم والدعم، -

ت اإلصالح الليبرالية الجديدة، لتوفير الظروف المناسبة لعمل السوق، من أساسيات سياسا

التي أصبحت تتبناها العديد من المؤسسات الدولية. كما أن التوجه هـو فـي زيـادة دور

مؤسسات المجتمع المدني، والمجتمعات المحلية في مشاركة الدولة في توفير الخدمات، أو

ثمرات السوق، وال لهم الفرصة في االستفادة من حتتقديم المساعدات للمواطنين الذين لم ت

من موارد الدولة. إضافة إلى أن الدعوة إلى الديمقراطية، والمشاركة السياسية تركز على

آلية االنتخابات الدورية كحقوق فردية ، وتتجه إلصالح البنيـة السياسـية واالقتصـادية

ي قضايا الحكم الجيد واإلصـالح المؤسسـاتي علـى القائمة بصورة تدريجية. كما أن تبن

صعيد الدولة والنظام السياسي، تنطلق من مدى خدمتها لسياسات الخصخصـة واالنفتـاح

واقتصاد السوق والتنافس، وليس من باب االهتمام ببناء نظام سياسي فعال وكفؤ ويمتلـك

القدرة على تلبية المطالب المتنوعة والمتغيرة للمجتمع. كما أن الخيارات أمام البشر تصبح

، إذا لم تتوفر وسائل وموارد تلبية الحاجات األساسية والضـرورية محدودة بل ومعدومة

للناس، وبالتالي ال يستطيعون زيادة قدرتهم وإمكانياتهم وفرصهم فـي التمتـع بمسـتوى

معيشة الئق، وال بحياة صحية ومديدة، وال بمستوى معرفة وتعليم يمكـنهم ويزيـد مـن

.واالجتماعية والسياسية فرص انخراطهم ومشاركتهم في الحياة االقتصادية

تميزت أدبيات التنمية السياسية بكثرة التعاريف وغموض المفاهيم وفي المحصلة :

فإن هذه النظرياتت صحتها في الواقع، ومع ذلك ضعت بشأنها نظريات عديدة لم تثبوو

ساهمت في معرفة األنظمة السياسية التي وضعت من أجلها، وقدمت أدوات ألنها مهمة

تظل صحيحة لهذه النظريات مقوالت الجزئية الن بعض ألدراستها وتحليلها. ثم نظرية

، مثل ضرورة العقلنة والرشاد والفاعلية والشفافية ومفيدا وسيبقى تحقيقها مطلوبا

...من األمور والمشاركة والرقابة وغيرها

د. نزار جزان.....