83
ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﱄ ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺑﻦ ﳛﻲ- ﺟﻴﺠﻞ- ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻗﺴﻢ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ. ﳏﺎﺿﺮﺍﺕ ﰲ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﺍﳌﺪﺭﺳﻴﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻢ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ: . ﺑﻮﺍﺏ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﳉﺎﻣﻌﻴﺔ: 2014 / 2015

ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

  • Upload
    others

  • View
    2

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

وزارة التعليم العايل والبحث العلمي - جيجل- جامعة حممد الصديق بن حيي

.كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية

.قسم علم االجتماع

مقياس حماضرات يف اإلدارة التربوية واملدرسية

اجتماع التربية علمالسنة الثالثة

بواب رضوان. د: إعداد

2014/2015: السنة اجلامعية

Page 2: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

الصفحة فهرس احملتويات

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية: الفصل األول 02 ماهية اإلدارة واإلدارة التربوية: أوال

02 مفهوم اإلدارة .1 03 مفهوم اإلدارة التربوية .2 04 نشأة اإلدارة التربوية وتطورها .3 06 مستويات اإلدارة التربوية .4 08 اإلدارة التربوية بني العلم والفن واملهنة .5 11 عمليات اإلدارة التربوية .6 19 اخلصائص السوسيولوجية لإلدارة التربوية .7

21 ماهية اإلدارة املدرسية: ثانيا 21 )اإلدارة التربوية املعاصرة(مفهوم اإلدارة املدرسية .1 22 أهداف اإلدارة املدرسية .2 23 خصائص اإلدارة املدرسية الناجحة .3 24 امليادين اإلجرائية لإلدارة املدرسية .4 25 مهارات اإلدارة املدرسية .5

نظريات اإلدارة التربوية: الفصل الثاين 31 لإلدارة التربويةاألصول الكالسيكية : أوال

31 )البريوقراطي(االجتاه املثايل .1 34 االجتاه اإلداري .2 39 االجتاه اإلنساين .3

44 التربويةالنظريات احلديثة لإلدارة : ثانيا 45 نظرية اإلدارة كعملية اجتماعية .1 49 نظرية اإلدارة كعملية اختاذ القرار .2 50 نظرية اإلدارة كوظائف ومكونات .3 53 العالقات اإلنسانيةنظرية .4 54 نظرية املنظمات .5 54 نظرية القيادة .6 55 نظرية الدور .7

Page 3: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

55 نظرية النظم .8 57 نظرية التبادل يف تقرير القيادة .9

58 نظرية احلاجات .10 59 نظرية إدارة املصادر البشرية .11

القيادة واإلدارة املدرسية: الفصل الثالث 62 مفهوم القيادة .1 63 القيادة التربوية مفهوم .2 65 أمناط القيادة التربوية .3 68 خصائص القيادة التربوية .4 69 القيادة وإدارة القسم .5 70 القيادة اإلدارية يف املؤسسات التعليمية .6

قائمة املراجع 74 املراجع باللغة العربية: أوال

74 الكتب .1 76 املذكرات والرسائل اجلامعية .2

77 االلكترونية املواقع. 3 77 املراجع باللغة األجنبية : ثانيا

Page 4: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية: الفصل األول

ماهية اإلدارة واإلدارة التربوية: أوال مفهوم اإلدارة .1 مفهوم اإلدارة التربوية .2 نشأة اإلدارة التربوية وتطورها .3 اإلدارة التربوية مستويات .4 اإلدارة التربوية بني العلم والفن واملهنة .5 عمليات اإلدارة التربوية .6 اخلصائص السوسيولوجية لإلدارة التربوية .7

ماهية اإلدارة املدرسية: ثانيا )اإلدارة التربوية املعاصرة(مفهوم اإلدارة املدرسية .1 أهداف اإلدارة املدرسية .2 خصائص اإلدارة املدرسية الناجحة .3 امليادين اإلجرائية لإلدارة املدرسية .4 مهارات اإلدارة املدرسية .5

Page 5: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

2

ماهية اإلدارة واإلدارة التربوية: أوال

:مفهوم اإلدارة .1اإلدارة كنشاط تتصف بالتميز واالختالف عن غريها من األنشطة األخرى، وهذا التميز ال يرجع إىل

األخرى، بل أيضا مرده إىل اإلدارة هي العنصر املسؤول عن اختالف خصائصها عن كافة األنشطة اإلنسانية حتقيق األهداف والنتائج اليت تسعى لبلوغها مجيع املنظمات العاملة يف اتمع وبالرغم من اختالف وجهات نظر

:الكتاب والباحثني حول تعريف اإلدارة إال أن هناك اتفاق عام بينهم على أن

.وظائف اإلدارة تقريبا مجيع املديرين ميارسون كل −اقتصادي وسياسي (اإلدارة تعترب من أكثر األنشطة أمهية وتغلغال يف مجيع أوجه النشاط اإلنساين −

).وثقايف وتربوي

:ومنه ميكن تعريف اإلدارة بأكثر من أسلوب وطريقة ومن ذلك

، أي أن 1"ى هلذا التنظيمعملية حتقيق أهداف من خالل األفراد واملوارد األخر:"يرى سريتو أن اإلدارة هي .اإلدارة هي حماولة الوصول ألهداف التنظيم عن طريق األفراد واإلمكانات املتاحة

توفري املناسبة لعمل األفراد يف "فنجده يشري إىل أن اإلدارة هي " أودنل " و" كونتز" أما تعريف كل من .ي وجو مناسب، أي أن اإلدارة هي العمل يف إطار رمس 2." التنظيمات الرمسية

العملية اليت بواسطتها ميكن توجيه أنشطة اآلخرين حنو : "أن اإلدارة هي" دوجالس " و"ماسى " ويذكر ، ويشترك كهذا التعريف مع التعريف األول من حيث أن اإلدارة تسعى دائما إىل حتقيق 3." أهداف مشتركة

.املشتركة أي أهداف الفرد واملؤسسة فاألهدا

، أي أن اإلدارة هي 4." فن تنفيذ األشياء من خالل اآلخرين" أن اإلدارة " fohelt فولت" ويضيف .عملية تسيري املوارد واإلمكانات املتاحة عن طريق األفراد

هي عملية التخطيط والتنظيم والقيادة والرقابة على جهود كل " أن اإلدارة " stonerستونر " ويرى 5." األفراد، وكذلك استخدام املوارد األخرى لتحقيق األهداف التنظيمية

.11، ص2003أساسيات التنظيم واإلدارة، دار اجلامعة اجلديدة، اإلسكندرية، : عبد السالم أبو قحف - 1 .، نفس الصفحةاملرجع السابق - 2 .، نفس الصفحةالسابقاملرجع - 3 .نفس الصفحة، السابقاملرجع - 4 .، نفس الصفحةالسابقاملرجع - 5

Page 6: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

3

ويبدو التعريف األخري أكثر مشوال حبيث حيتوي على معظم وظائف اإلدارة، ويشري أيضا باستخدام املوارد وهذا ما ميثل دعامة أساسية لتحقيق غايات وأهداف حمددة ) إخل...ت، األجهزة، األفراداألموال، اآلال(املتاحة

.بغض النظر عن اختالف التنظيمات يف أهدافها

املعرفة الصحيحة ملا يراد أن يقوم به األفراد، مث التأكيد على أم " فيعرفها على أا " تايلور " أما ، أي أن اإلدارة فن وقيادة وتوجيه مجاعة من الناس حنو 1." كاليفيفعلون ذلك بأحسن الطرق وأرخص الت

.القيام بأعمال بشكل أسرع وأنسب وأقل تكلفة

جمموعة من األنشطة املتشابكة واملتداخلة املتعلقة بصنع القرارات "ويعرفها إبراهيم درويش بأا

أي أن اإلدارة هي عبارة عن ، 2".وتنفيذها، واملتمثلة يف النشاطات اليت تصدر عن املؤسسات العامة .والعناصر البشرية اليت تقوم باختاذ القرارات وتنفيذها...) تنظيم، رقابة، ختطيط(جمموعة من العمليات املتداخلة

عملية تفاعل مستمرة تتم من خالل جمموعة من الوظائف يف ضوء بعض املوجهات الفكرية " كما أا لموارد املادية والبشرية املتاحة يف ظل الظروف البيئية احمليطة لتحقيق جمموعة من العلمية، مع االستخدام األمثل ل 3." األهداف وبأعلى كفاءة وفعالية

:ومنه نستخلص أن عملية اإلدارة تتركز على عناصر وهي

.اإلدارة عملية نشاط ناتج عن التفاعل املستمر بني القائمني بعملية اإلدارة − ...).التخطيط، التنظيم، التوجيه االتصال، الرقابة(تتضمن جمموعة من العمليات املتكاملة − .اإلدارة توجه سلوك األفراد لتحقيق األهداف املرجوة − .اإلدارة تعتمد على موارد بشرية ومادية جيب استثمارها أفضل استثمار ممكن − .اإلدارة تتأثر بالبيئة احمليطة وتؤثر فيها − .تعترب ناجحة إال إذا حققت أهدافها بأقل تكلفة وأعلى كفاءة واقصر وقت ممكن اإلدارة ال −

:مفهوم اإلدارة التربوية .2

الفلسفية السائدة يف اتمع يف والنظريات مفهوم اإلدارة التربوية مفهوم واسع جيسد جمموعة من األفكار إن .صورة إجراءات وتدابري تتحرك حنو حتقيق األهداف وفقا لسياسات الدولة

.21، ص1992العملية اإلدارية يف ميدان األعمال، : علي الشرقاوي - 1 .27، ص1984، 1الوجيز يف اإلدارة العامة، الدار العربية للنشر والتوزيع، ط: حممد املهنأ العلي - 2

.16ص 2003، 1اإلدارة التعليمية بني النظرية والتطبيق، العاملية للنشر والتوزيع، القاهرة، ط:الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق صالح - 3

Page 7: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

4

كميدان متخصص من ميادين املعرفة، باعتبارها مهنة من املهن ذات األساس ولقد ظهرت اإلدارة التربويةمارسة الفعلية يف ميدان اإلدارة التربوية، والصول الثابتة والقواعد السلوكية واالنتماءات العضوية يف جمتمع امل

، حيث اتسعت متطلبات العمل التربوي وازدادت هياكله بالشكل الذي أفضى 19وكان ذلك يف اية القرن إىل ضرورة وجود هذا النوع من اإلدارة، وإذا فهمنا أن اإلدارة هي جمموعة من العمليات املتشابكة اليت تتكامل

جمموعة من العمليات املتشابكة اليت تتكامل فيما بينها "رض مشترك فإن اإلدارة التربوية هي فيما بينها لتحقيق غواملستوى ) مديرية التربية(واملستوى احمللي ) الوزارة(يف املستويات الثالث اإلدارية، أي املستوى القومي

1." لتحقيق األهداف املنشودة من التربية) الوحدة املدرسية(اإلجرائي

املبذولة من قبل القائمني على تنفيذ العمليات اإلدارية املختلفة واملمارسات مجيع اجلهود"تعرف بأا كما 2." على مجيع مستويات النظام التعليمي

جمموعة العمليات التنفيذية والفنية اليت تنتج عن طريق العمل اإلنساين اجلماعي التعاوين "كما تعرف بأا توفري املناخ الفكري واجلماعي النشط املنظم من أجل تذليل الصعاب وتكييف الساعي على الدوام إىل

3." املشكالت املوجودة وحتقيق األهداف التربوية احملددة للمجتمع وللمؤسسات التعليمية

وما نستخلصه من هذه التعاريف أن اإلدارة التربوية هي جمموعة من العمليات املتكافئة عند املدخل سعى إىل تنظيم جهود العاملني وتنسيقها لتنمية األفراد يف إطار اجتماعي وتربوي متصل م واملخرج اليت ت

.وببيئتهم

:نشأة اإلدارة التربوية وتطورها .3

إن قصة تطور التربية وانعطافاا الكبرية، هي بعد من أبعادها األساسية قصة حتول من منط تقليدي إىل منط املدرسة كثورة تعليمية يف التاريخ القدمي كان معناه قيام إدارة جديدة أو عصري إداري جديد أو حديث، فنشوء

وحتمل الدولة مسؤولية . غري ما درج الناس عليه يف تعليم أبنائهم يف البيت ومواقع العمل والنشاط يف احلياةاملبادرات التطوعية أو إتباع التعليم يف العصور احلديثة كان معناه انتقال التعليم من منط يقوم على العفوية أو

العرف والتقاليد، إىل منط جديد يعتمد على سلطة الدولة وإشرافها، وحبتكم إىل جمموعة من القوانني والنظم و اللوائح الوصفية اليت تنظم العمل والتعامل داخل املؤسسات التعليمية وفيما بينها وبعضها مع بعض، وبينها وبني

.وهذا يعين إدارة تعليمية جديدة غري إدارة تعليم الكتاتيب واملساجداتمع الذي توجد فيه،

ومل تنشأ فكرة إال أن ميدان علم اإلدارة بوجه عام واإلدارة التعليمية بوجه خاص من العلوم احلديثة نسبيا،لعقد الثاين من القرن اإلدارة التعليمية كميدان من ميادين املعرفة أو مهنة من املهن هلا قواعد وأصول ثابتة إال يف ا

.12، صمرجع سابق: صالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق - 1 .63، ص2001للنشر، اإلسكندرية، اإلدارة املدرسية، دار اجلامعة اجلديدة : إمساعيل حممد ذياب - 2 .23، ص2008اإلدارة التربوية املعاصرة، دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان، األردن، : سليمان حامد - 3

Page 8: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

5

" تايلور "العشرين، وكانت أول املفاهيم املبكرة لإلدارة هي يف ميدان الصناعة بفضل رائد اإلدارة العلمية والذي قام بأحباثه يف أواخر القرن التاسع عشر واليت دف إىل اكتشاف أفضل السبل إلجناز األعمال وحتديد

ومن تأثر مفهوم اإلدارة التعليمية باحلركة العلمية، حيث . 1كفاية اإلنتاجيةالطرق والوسائل اليت متكن من رفع الأدى ظهور هذه احلركة إىل انتقال اإلدارة التعليمية من إدارة تقليدية تقوم على االرجتال واخلربات الشخصية إىل

ام سبل التحليل إىل معاجلة املشكالت بأسلوب يعتمد على التفكري واالستقرار واستخد إدارة علمية دفوالقياس واملوضوعية،وعليه انتقل علم اإلدارة من املؤسسات التجارية و الصناعية إىل جمال التربية يف الواليات

ومل تبدأ اإلدارة التعليمية تظهر .املتحدة األمريكية، فظهر نتيجة لذلك نظريات تتصل مباشرة باإلدارة التعليميةاألمريكية تم ا وفيما بني " كلوج " حيث بدأت مؤسسة 1946من عام كعلم مستقل عن اإلدارة العامة إال

ماليني دوالر يف صورة منح للجامعات لدراسة و 9قدمت هذه املؤسسة ما يزيد عن 1959 -1955عامي .2التطوير اإلدارة التعليمية والتوصل إىل صياغة لإلدارة مما كان له أثر كبري يف حتقيق نوع من التقدم يف هذا ا

ومنذ ذلك احلني بدأ االهتمام باإلدارة التعليمية من جانب كل من مكاتب التعليم يف الواليات املتحدة األمريكية واجلامعات األمريكية على جد سواء، وبدأ إعداد البحوث والدراسات اخلاصة ا تتزايد عاما بعد عام،

خاصة يف بريطانيا ، اعليمية كعلم مستقل قائم بذاته إىل أوروبومن الواليات املتحدة األمريكية انتقلت اإلدارة التمنحة مالية ضخمة إىل قسم اإلدارة التعليمية يف كلية " كالوست جالبنكيان " قدمت مؤسسة 1967ففي عام

. التربية جلامعة لندن إلعداد وختطيط برنامج دراسي لتدريب العاملني يف وزارة التربية

لمني وغريهم على املهام اإلدارية للعملية التعليمية ومثل هذه الدراسات أصبحت اليوم والتعليم من نظار ومع 3. جزءا من املنهج املقرر على طلبة كلية التربية بلندن

ومن أوروبا انتقلت اإلدارة التعليمية كعلم إىل اإلحتاد السوفيايت مث إىل العامل، ومن هنا بدأ علم اإلدارة على العلوم التربوية األخرى، ويتخذ لنفسه صفة بني هذه العلوم، فبدأت كليات التربية يف التعليمية يفرض نفسه

اتمعات الغربية والشرقية والعامل العريب تقدم ضمن مناهج الدراسة املعتادة مقدرات يف اإلدارة التعليمية واإلدارة عليمية تقدم العلوم السلوكية والتقدم الذي املدرسية ،وقد ساعد على رسوخ هذا االجتاه وعلى تطوير اإلدارة الت

.حدث يف جماالت اإلدارة األخرى كالصناعة واملال والتجارة

:وقد أخذ هذا املفهوم يتطور تطورا سريعا يف السنوات األخرية نتيجة موعة من األسباب والعوامل منها

.تطور مفهوم إدارة األعمال والصناعة −

17مرجع سبق ذكره، ص: صالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق - 1 .7ص، 1998طبعة، نعاملية، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بدو –ق عربية اإلدارة التربوية يف الوطن العريب، أورا: إبراهيم عصمت مطاوع - 2 .8ص بق ،اسالرجع امل - 3

Page 9: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

6

.ميدان اإلدارة العامةتوافر العديد من الدراسات يف −

تركز الدراسة على اإلدارة التعليمية باعتبارها ظاهرة سلوك وأداء وتفاعل اجتماعي وعالقات إنسانية − .وغريها

تأثر مفهوم اإلدارة التعليمية حبركة العالقات اإلنسانية، حيث أصبحت جماالت العالقات اإلنسانية − .رة إىل ممارسة املبادئ الدميقراطية يف العمل والتعاملتشكل املعرفة األساسية لإلدارة فاجتهت اإلدا

وعلى رأسهم نتأثر اإلدارة التعليمية باملفاهيم النفسية والتربوية اجلديدة اليت قادها املفكرون التربويو −واليت تؤكد يف جمملها على شخصية الطفل وحاجاته ورغباته وتشجيع التعبري " جون ديوي ، كلباترك "

.واإلبداعي لديه بدال من إخضاعه ألمناط مرسومة مسبقاالذايت

.استخدام النظريات والنماذج يف دراسة اإلدارة التعليمية −

1. حتليل اإلدارة إىل بعدين رئيسيني أحدمها يتعلق باحملتوى وآخر بالطريقة االجتماعية −

لعوامل السكانية واالقتصادية، تأثر اإلدارة التعليمية بقوى جديدة وعدد من الظواهر مثل التكنولوجيا، ا − . االنفجار املعريف والضغوط االجتماعية

اإلدارة التعليمية من حيث أنه نوع من التعليم مثله مثل الطب والقانون ينبغي أن يستهدف إكساب وتعليم ملهم الدارسني واملعلمني املهارات واالجتاهات اليت تساعدهم على فهم وحل املشكالت اإلدارية يف جماالت ع

:وختصصهم، وتعليم اإلدارة ذا املفهوم يتطلب إذن

.أن تركز املادة التعليمية على نتائج البحوث امليدانية واملسحية والوصفية −تقتصر وسائل التعليم يف جماالت اإلدارة التعليمية على األساليب التقليدية كاحملاضرات النظرية، بل أال −

.اخل.....جيب أن متتد لتشمل مناقشة احلاالت ومتثيل األدوار والتدريبلنشطة، والدراية بأصول اإلدارة واخلربة العلمية ا ةأن يتوفر يف املشتغلني بالتدريس يف هذا امليدان املعرف −

.باإلضافة إىل االهتمام واخلربة يف البحوث امليدانية

:مستويات اإلدارة التربوية .4

مستوى اإلدارة التعليمية ليدل دائما على مسعى اإلدارة التربية النظامية وبصورة موجزة ولذا فإن يستخدماإلدارة التعليمية تشري إىل مجيع اجلهود اإلدارية املبذولة من قبل القائمني على تنفيذ العمليات اإلدارية التابعة

.قليمي واحمللي اإلجرائياملستوى القومي، واإل: للنظام التعليمي مبستوياته املختلفة

.9ص بق ،اسالرجع امل - 1

Page 10: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

7

اإلدارة العليا، اإلدارة الوسطى واإلدارة الدنيا وميكن توضيح : إال أنه ميكن تقسيم هذه املستويات إىل ثالثة :ذلك على النحو التايل

: اإلدارة العليا .أ

وتقع يف ويقصد ا أنواع اإلدارة اليت متارس على املستوى القومي واملتمثلة يف وزارة التربية والتعليمعاصمة الدولة ويتوىل رئاستها وزير يتم تعيينه كغريه من وزراء الدولة بقرار من رئيس الدولة ويعاونه يف إجناز أعماله جمموعة كبرية من رجال التربية والتعليم يف ديوان الوزير مثل األمني العام للوزارة، وكالء

.إخل...ةون، ومستشارو املواد الدراسيلالوزارة واملدراء العام

:اإلدارة الوسطى .ب

ويقصد ا أنواع اإلدارة اليت متارس على املستوى اإلقليمي وهي تأخذ مسى مديريات التربية والتعليم وتتكون من أجهزة وهياكل إدارية تشابه ما يوجد يف ديوان الوزارة إىل حد كبري ولكن يف شكل أصغر

لى اإلشراف على التعليم يف هذه املناطق والواليات حجما وأقل تعقيدا، وتعترب هذه املديريات مسؤولة ع 1. واألقاليم اجلغرافية وتطبيق السياسات التعليمية املتبعة من طرف الدولة

وتتكون كل مديرية تربوية من جمموعة اإلدارات التعليمية موزعة على املناطق احمللية اليت يتكون منها .اإلقليم اجلغرايف

ة مدير ويتم التعيني بقرار من وزير التربية والتعليم أو رئيس الدولة ويساعد ويعني لكل مديرية تعليميمدير مديرية التربية جمموعة من رجال اإلدارة التعليمية مثل املدراء املساعدون ومديرو املراحل ورؤساء

إخل...التربويون واملفتشون وموجهو املواد الدراسية ناألقسام واملستشارو

تربوية أو تعليمية إىل جمموعة من اإلدارات التعليمية يف املستوى احمللي وتشرف وتنقسم كل مديرية يف املنطقة احمللية، ويتوىل هذه كل إدارة التعليمية على املدارس االبتدائية واألساسية والثانوية التابعة هلا

ى توفري املعلومات اإلدارة مشرف مفوض من طرف مدير التربية يسهر على توفري بيئة العمل املناسبة وعلوانسياب املوارد التعليمية من أعلى إىل أسفل والتحقق من وصول املادة التعليمية إىل الطالب بالشكل

.الصحيح، ويف الوقت املناسب

.28مرجع سبق ذكره، ص: صالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق - 1

Page 11: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

8

:اإلدارة الدنيا .ج

وهي اإلدارة على املستوى اإلجرائي، ويقصد ا أنواع األجهزة اإلدارية اليت متارس الوظائف دارية داخل املؤسسات التعليمية وهي ما تسمى باإلدارة املدرسية، وهي املسؤولة عن واملمارسات اإل

اإلشراف على املنفذين للمهام و اخلطط املوضوعة مثل رؤساء األقسام ومديرو املدارس وهؤالء هم الذين يستطيع يف أي مستوى إىل قدرات ومهارات حىت يتصلون مباشرة باملنفذين كاملعلمني، وحيتاج اإلداري

القيام بالواجبات املوكلة إليه وخيتلف معىن كلمة مهارة عن كلمة قدرة اختالفا جوهريا، فإذا كانت القدرة 1. تعين إمكانية أداء عمل ما

فإن املهارة هي إمكانية أداء هذا العمل بشرط أن يتم بسرعة كبرية و دقة عالية، لذا فإن القدرة غالبا ما ال ميكن أن توجد لدى إلمكانيتهم أداء أي عمل، يف حني املهارة يف أداء هذا العملتتوافر لدى اجلميع وذلك

.أي فرد منهم إال من خالل اخلربة العملية واملمارسة الفعلية لكي يتميز أداؤه بالسرعة والدقة الفائقة

اإلدارة مسؤولة عن حتقيق أهداف املنظمة التعليمية اليت توجد ا، فإن بلوغ هذه األهداف على توإذا كانالنحو املرغوب كما وكيفا ال يأيت إال من خالل القدرة الفائقة لإلدارة على حشد العناصر البشرية والعناصر

.املادية املتاحة واستثمارها أفضل استثمار ممكن وتوجيهها

:تربوية بني العلم والفن واملهنةاإلدارة ال .5

كثريا ما يدور اجلدل حول طبيعة اإلدارة التعليمية ومدى اعتماد اإلداري يف سلوكياته على أسس علمية أو مهارة شخصية تعتمد على قدرته وفهمه أو معارف علمية اكتسبها من خالل إعداد مسبق أو تدريب شخصي

اإلداري التربوي حول طبيعة اإلدارة التعليمية حيث ينظر فريق إىل وبعبارة أخرى كثر اجلدل بني رجال الفكرويعتمد " مهنة " ويذهب فريق ثالث إىل أا " علم " يف حني يرى آخر أا " فن" طبيعة اإلدارة على أساس أا

ختلفة كل فريق يف ذلك على مربرات موضوعية تربر صحة كل مقولة، وعليه كان لزاما علينا عرض املربرات امل :لكل منهم

: اإلدارة علم .أ

عن اإلدارة العلمية أا تتطلب ثورة عقلية من " تايلور " أول ما يتبادر إىل الذهن يف اال قول إنجانب اإلدارة ومن جانب العمال، أي أن اإلدارة منذ نشأا األوىل قامت بتطبيق األسلوب العلمي ويف

ا على قواعد و أصول العلم، الوقت احلاضر جند كذلك أن االجتاهات احلديثة يف اإلدارة هي حماولة إرسائهلكي يسري على هذا كل رجال اإلدارة أثناء املمارسة العلمية لعملهم، كما يتضمن جانب العلم يف اإلدارة

.29بق ، صاسالرجع امل - 1

Page 12: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

9

أن أصبحت كل البحوث و املعلومات اجلديدة تقوم على قواعد ومبادئ ومفاهيم اإلدارة العلمية عند وضع .البيانات وتصنيفها وقياسها

هو من يقوم بتطبيق األسس العلمية بنفس " جريفث " ميارس عملية اإلدارة كما يقول فاإلدارة أو منجزيل " و" كوالدارس"و "هالبني"،ويرى كل من 1الطريقة اليت يتبعها كل من املهندس أو الطبيب يف عمله

2.يةأن اإلدارة ما هي إال ميدان من ميادين العلوم التطبيقية الذي تطبق فيه األساليب العلم"

:وعليه فإنه من املربرات األساسية اليت تؤكد على طبيعة اإلدارة كعلم جند ما يلي

وخطوات أن دراسة الظواهر االجتماعية واإلنسانية ومنها الظواهر اإلدارية أصبح يتم على أسس −األسلوب العلمي و اليت تتضمن حتديد املشكلة وفرض الروض، واختبار صحة الفروض واختيار

املالئم وعليه فإن تطبيق األسلوب العلمي قد امتد ليشمل إجناز مجيع املهام و العمليات اإلدارية الفرض .إخل....كاختاذ القرارات والتخطيط وإجراءات املتابعة و التقومي وتوزيع العمل

أن اإلدارة كعلم يشبه أي علم آخر يف أنه يشتمل على العديد من املبادئ والتعاريف واألساليب −ظريات والتطبيقات، ولذا يتم إجناز العديد من الدراسات العلمية يف جمال اإلدارة الستنتاج بعض والن

النظريات اليت تفسر الظواهر اإلدارية موضع الدراسة واليت استخدم لدراستها نفس الطريقة العلمية 3. املطبقة يف مجيع العلوم األخرى

: اإلدارة فن .ب

من زودون بقدرات خاصة ختتلف عن غريهم ،وتربز هذه القدراتيولد العديد من األفراد وهم مخالل التعامل مع الناس من حيث قدرم على التأثري واإلقناع، وذلك مبا يتمتع به هؤالء األشخاص من

وزمالئه على القيام " إلتون مايو" مسات الشخصية القيادية اليت صقلوها بواسطة اخلربة والتجربة وهذا ما دفع .جتارب من أجل الكشف عن أثر العوامل النفسية والعاطفية واحلسية على اإلنتاجبإجراء

إن الفن عبارة العديد من املهارات اليت يكتسبها اإلنسان من خالل تطبيقه للعلم، على اعتبار أن الغاية من هذا التطبيق هو الوصول إىل أفضل النتائج بواسطة األسلوب الذي يرضي احتياجات من هم موضع

من ميارس وظيفة إدارية ومهما كان نوع قدرته يف العلوم " التطبيق، ومن هذا املنطلق ميكن القول أن 4". اإلدارية إمنا يستمد خربته من العديد من املواقف اليت متر به وهي بطبيعة احلال كثرية يف جمال اإلدارة

.24بق ، صاسالرجع امل - 1 .15بق ، صامرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 2 .35، ص2000، 1القاهرة، ط، ، دار الفكر العريبةاإلدارة املدرسي: حممد حسنني العجمي - 3 .24بق، صامرجع س: صالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق - 4

Page 13: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

10

:ومنه ميكن حصر املربرات اليت استند عليها الفريق فيما يليحسن التصرف، إمكانية : أن العمل اإلداري يتطلب من رجل اإلدارة أن يتمتع بسمات منها −

وغريها وتوافر هذه السمات ...التطبيق السليم جلوانب املعرفة، سرعة البديهة واإلدراك، اخليال املتسعالرئيسية يساعدهم على إتقان أعماهلم وإجنازها بكفاءة كبرية، وتعترب هذه السمات من أهم السمات

.اليت تتوافر لدى الفنان لكي يتمكن من حسن أدائه لدوره

يف إجناز مهام أن أداء رجل اإلدارة يتطور من خالل املمارسة واخلربة العلمية ولذا فإن أداؤه −العمل اإلداري يصبح خالل العام الثاين أفضل منه من العام األول، كما أن جناح بعض رجال األعمال

هيال علميا يف توسيع نطاق عملهم بصورة كبرية يدل على أن اإلدارة فن فمن خالل غري املؤهلني تأإخل توصل ...االعتماد جتارم الشخصية واليت تقوم على أساليب التقليد واحملاكاة، واحملاولة واخلطأ

1". سة احلياة مدر" هؤالء إىل معرفة الطرق اليت تؤدي إىل جناح أعماهلم وذلك طبقا للمقولة الشائعة

يف العمل أن توافر بعض صفات وعوامل القيادة لدى بعض األفراد يساعدهم على النجاح −القدرة العالية واملوهبة وإمكانية التأثري على اآلخرين رغم اختالف : اإلداري منها على سبيل املثال

.طبائعهم ومشاعرهم وحاجام وسلوكيام، وهذه كلها من مسات جناح أي فرد يف عمله

وطبقا لكل هذا فإن اإلداري أو الفرد البد أن يكون فنانا يف مهنته وعمله بالقدر الذي جيعل منه رجل .إدارة ناجح

:اإلدارة مهنة .ج من أقرب الصفات وأكثرها انطباقا على اإلدارة يف إطار املفاهيم السائدة هي صفة املهنة واليت إن

.تنطبق أيضا على الطلب واحملاكاة والتدريس واهلندسة، 2"عبارة عن أدوار اجتماعية ترتبط مبكانة األفراد يف اتمع احمللي" فاملهنة عند رونالد بافالكو هي

هي تلك النشاط الذي يرتبط بسوق العمل، دف اتساع احلاجات األساسية :" وهي أيضا حسب تايلور 3". لألفراد، وهذا النشاط املهين حيدد أيضا الوضع االجتماعي للفرد

.34، صابقمرجع س: حممد حسنني العجمي - 1

2 - R.Pavalco : the sociology of occupations and professions F E peacock pub , Chicago,1971,p3 .144ص ،2002، القاهرة التوزيع،و املنهجية والنظرية، دار غريب للطباعة والنشر سالعمل وعلم االجتماع املهين، األس: كمال عبد احلليم الزيات- 3

Page 14: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

11

قد ركزت على ثالث صفات واشترطت وجودها " املهنة " وعليه فإن احملاوالت اليت قامت لتعريف :هذه الصفات هيلقيام املهنة، و

البد ألي مهنة أن تقوم وتستند على رصيد من العلم واملعرفة أو رصيد من احلكمة أو اخلربة − .الفريدة من نوعها

البد أن يتوافر يف أصحاب املهنة قدر كاف من الفن واملهارة يف استخدام الرصيد املعريف العلمي − .أو احلكمة أو اخلربة يف ممارسة األنشطة املهنية

وأن يؤكد م لقيام املهنة أن يعترف اتمع بقدرا على القيام بأحد وظائفه احليوية نيابة عنهيلز − .مسؤولياا املهنية يف القيام ذه الوظيفة

وبالنظر إىل اإلدارة كمهنة من هذه الزوايا الثالث جند أا تسري يف الطريق حنو إرساء قواعدها كمهنة، دة أساسا من املعارف والنظريات اليت توصلت إليها العلوم السلوكية والطبيعية فلها أصوهلا العلمية املستم

معا، وقد أصبح هلا كذلك رصيد معريف متزايد استمد من خربات املهنة اخلاصة ومن حبوثها امليدانية صية على فدرة اإلداريني على مزج املهارة الشخ كذلك أساليبها الفنية اليت ترتكز" وجتارا، ولإلدارة

1". بالنظريات العلمية يف ممارسة األنشطة اإلدارية

أما اعتراف اتمع بقدرة مهنة اإلدارة على القيام بأحد الوظائف االجتماعية احليوية وتأكيده على مسؤوليتها يف ذلك، فإن الشرط مازال بعيدا أمام اإلدارة واإلداريني لكي يثبتوا كما أثبته األطباء واحملامون

.دسون من قبلهمواملهن

وبناء على ما سبق فإنه ينظر إىل اإلدارة على أا فن على أساس أن ارتفاع اخلربة واملهارة يف أداء العمل اإلداري، كما أن اإلدارة علم نتيجة استخدام األسلوب العلمي، وهي أيضا مهنة باعتبارها تستند

يف اإلدارة بني العلم والفن واملهنة هو الذي جيمعومنه فالرأي . على رصيد من العلم ورصيد من اخلربةفن تطبيق العلم حبيث يؤيت التطبيق " الرأي األفضل، ويؤكد التعريف التايل لإلدارة صحة هذا الرأي وهي

2". أفضل النتائج

:عمليات اإلدارة التربوية .6

إن األجهزة أو القوى اليت تقوم بتحويل املدخالت إىل خمرجات من خالل توجيه مسارات تفاعلها تسمى أجهزة التحويل أو ما اصطلح عليه بالعمليات، وميكن تصور عملية التحويل بآلة تقوم باستقبال املادة اخلام اليت

.26بق، صامرجع س: رزقصالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم - 1 .36، صابقمرجع س: حممد حسنني العجمي - 2

Page 15: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

12

ا إىل اهي مبثابة مدخالت هلا واستيعامادة مصنعة هي مبثابة خمرجات، ويتطلب يف وحتويلها يف إطار عملياذلك استخدام العديد من األدوات واملواد املتاحة للخروج بنتائج متكننا من حتويل وتوجيه مسارات العملية

.التحويلية حنو الوجهة الصحيحة اليت حتقق بدورها األهداف املرجوة واملرموقة

دخالت إىل نواتج يف منظومة اإلدارة التعليمية هي سبع وبصورة عامة فإن العمليات الرئيسية لتحويل املالتخطيط، التنظيم، اإلشراف، اختاذ القرارات، االتصال، التمويل وإعداد امليزانية وأخريا املتابعة : عمليات .والتقومي

: التخطيط .أ

اإلدارة األخرى، يعترب التخطيط عنصرا أساسيا من عناصر اإلدارة التعليمية وله أولوية على مجيع عناصر هو مرحلة التفكري اليت تسبق تنفيذ "إذ ال ميكن تنفيذ األعمال على خري وجه دون ختطيط هلا، فالتخطيط

1"أي عمل والذي ينتهي باختاذ القرارات املتعلقة مبا جيب عمله وكيف يتم ومىت يتم

ع يف املستقبل أي التقرير فالتخطيط هو العملية اليت تتضمن وضع جمموعة من االفتراضات حول الوض سلفا مبا جيب عمله لتحقيق هدف معني، مث وضع خطة تبني األهداف املطلوب الوصول إليها خالل فترة حمددة، واإلمكانيات الواجب توافرها لتحقيق هذه األهداف، كيفية استخدام هذه اإلمكانيات بالكفاءة

2". اءات وإعداد املوازنات وكتابة اجلدول الزمينوالفعالية املطلوبة، إضافة إىل رسم السياسات واإلجر

والتخطيط يف ميدان اإلدارة التعليمية والتعليم عملية واسعة ومستمرة تتضمن جوانب عديدة وجماالت لتحقيق النمو يف خمتلفة للعمليات التعليمية وليس جمرد تقدير أعداد املدارس والفصول واملعلمني الالزمني

:أن حتوز على االهتمام الكايف جند ااالت التالية بني هذه ااالت اليت ينبغيإخل ومن ...التعليم

.اهليكل التعليمي − .التجهيزات − .الكتاب املدرسي − .اخلدمات الطالبية − .املباين − .املناهج − .إعداد املعلمني −

.128، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 1 .180، ص2008، 1اإلدارة املدرسية الفعالة، دار احلامد للنشر والتوزيع، عمان، األردن، ط: واصل مجيل حسني املومين - 2

Page 16: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

13

:يف كل جمال من هذه ااالت له أمهيته وفوائده اليت ميكن إبرازها يف النقاط التالية والتخطيط

التخطيط يوفر الوقت، فالوقت عنصر حرج يف أي عمل بالرغم أن وضع اخلطة يتطلب وقتا كبريا، − .إال أنه ميكن القول أن ما يستغرق من وقت يف تلك األنشطة يعوض مبا يوفر من وقت عند التنفيذ

التخطيط يساعد على استغالل املوارد املادية والبشرية االستغالل األمثل، وذلك أن التخطيط − .يتفادى اإلسراف الناجم عن االرجتال وحيد من النفقات وينمي ويرفع املوارد وكفايتها

التخطيط يتضمن التنسيق بني النشاطات املختلفة من خالل حتديد الوقت الالزم لكل نشاط أساسي − 1. شطة الفرعية املنبثقة عنهواألن .التخطيط يهتم بالتنبؤ وما يتوقع حدوثه من مشكالت وهو بذلك يساعد على جتنب وقوعها − .التخطيط يهتم مبشاكل العاملني وتوفري املناخ الالزم لعمل وزيادة اإلنتاجية −

إعداد مشروعات وعليه يقوم بالتخطيط التربوي بوزارة التربية إدارة متخصصة، وتقوم هذه اإلدارة باخلطط التربوية الطويلة والقصرية واملتوسطة املدى بالتعاون مع اإلدارات العامة ومديريات التربية، إضافة إىل متابعة تقييمها وتنفيذها، كما تقوم هذه اإلدارة بتلقي االقتراحات اخلاصة بشأن إعداد الفصول واملدارس

اإلدارات العامة املتخصصة، مث تقوم باقتراح اخلطة التربوية لكل مع ونوع املباين املطلوب إنشاؤها والتنسيقمرحلة مثل أولويات القبول، وتوزيع الفصول واملدارس وذلك بغية حتقيق أهدافها يف إطار السياسة العامة

. للوزارة

:التنظيم .ب

ي تتضح فيه إن التنظيم هو العملية اليت حتدد النهج اإلداري املتبع ألداء األعمال يف إطار تنظيماألهداف وتتوزع فيه االختصاصات واملسؤوليات، وهو اهليكل الناتج عن حتديد وجتديد العمل،والتنظيم

إمداد املنظمة بكل ما يساعد على تأدية مهامها من املوارد األولية وآالت : " 'فايول ' أيضا كما يقول ت بني األفراد بعضهم ببعض وبني األشياء ورأس مال واألفراد، ويتوجب على املدير إقامة نوع من العالقا

2".بعضها ببعض

.117، صابقجع سمر: صالح الدين معوض، حنان عبد احلليم رزق - 1 .76، ص2005، 1العالقات العامة من منظور إداري، مؤسسة حورس الدولية، اإلسكندرية، ط: حممد الصريف - 2

Page 17: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

14

أن التنظيم يف األصل إقامة عالقات نشطة للسلطة بني األطراف : " 'george terry'ويضيف مع بعضها البعض العمل، األفراد ومراكز العمل دف متكني كافة اجلماعات من ممارسة العمل: التالية

1". بكفاءة

وضع الترتيبات الكفيلة بتحقيق األهداف التعليمية وبدونه " والتنظيم يف جمال اإلدارة التعليمية هو 2". يفقد التخطيط أمهيته ويفشل األفراد يف إجناز أعماهلم أو تقصر عن بلوغ أهدافها

:وعليه ففي ميدان اإلدارة التعليمية يقوم التنظيم اإلداري على النقاط التالية

قوم التنظيم اإلداري على أساس فعالية علمية اختاذ القرار وأن يسمح التنظيم بأن يتخذ أن ي − .القرار األمثل عند مستوياته

أن يسمح التنظيم حبرية العم واملبادرة الذاتية مع تنظيم املستويات اهلرمية للسلطة مما يسمح − .بتحقيق نوع من الرقابة املعقولة

من األداء لقرار حبيث متكن القائمني بالعملدارية وروافد عمل اجيب تنظيم الوظائف اإل − .بصورة دميقراطية المركزية

والسلطة بصورة منتظمة تتماشى وهذه أن هدف التنظيم هو توضيح وتوزيع املسؤولية − .املنظمة

.جيب أن يقوم التنظيم على أساس توحيد مصدر القيادة − .ته بالتقومي املستمر واملتابعةجيب أن يسمح التنظيم حبكم طبيع − .جيب أن خيلق التنظيم جوا من العالقات اإلنسانية بني اإلدارة ومرؤوسيها −

:اإلشراف .ج

عملية دميقراطية إنسانية " إن اإلشراف التربوي هو عملية تالزم اخلطة املوضوعة والتنظيم السابق وهو م واملتعلم والبيئة التعليمية، وذلك من أجل حتسني علمية دف إىل تقدمي خدمات فنية متعددة تشمل املعل

3." الظروف التعليمية، وزيادة فعالية التعليم وحتقيق أهدافه

من األمور م املعوجفاإلشراف هو العمل الدائب للمدير أو الرئيس حيث يواجه املشكالت ويقواجلميع راضني عن عملهم وحيقق وحيقق التعاون بني العاملني، ويدعم روح الفريق الواحد بينهم وجيعل

.الكفاءة املستمرة يف مستوى األداء

. 25، ص1997، 1إدارة املوارد البشرية وكفاءة األداء التنظيمي، املؤسسة اجلامعية للنشر والتوزيع، بريوت، ط: كامل بربر - 1 .183، صابقمرجع س :واصل مجيل حسني املومين - 2 .17، ص2006املعلم اجلديد، دليل املعلم يف اإلدارة الصفية الفعالة، دار احلامد للنشر، عمان : حممد عوض الترتوري وزميله - 3

Page 18: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

15

:واإلشراف الناجح يف اإلدارة التعليمية يبدأ مع بداية التخطيط للعمل مث تنفيذه ويتضمن اإلجراءات التالية

.توضيح أهداف العمل ومساعدة املرؤوسني على فهم هذه األهداف والسياسات − .تنظيم اخلاص يف الوحدة اليت يعمل ا املرؤوس خباصةشرح تنظيم العمل بعامة وال − .فهم املرؤوسني لواجبام ومهامهم ومسؤوليام والسلطات املفوضة هلم − 1. تنمية االجتاه حنو العمل كفريق يستطيعون فيه تقدمي أفضل جهودهم − .تنمية روح القيادة والتبعية يف نفوس العاملني −

ة التعليمية حباجة ملن يرشدهم ويوجههم ويشرف عليهم حىت تتطور وعليه فالعاملون يف جمال اإلدارأعماهلم، ويتقنوا أساليب التعامل مع العمل والغري والطالب ويزدادون خربة يف جمال املهنة حىت ميكن حتقيق أهداف اإلدارة التعليمية واليت تتبلور يف النهاية يف تكوين شخصية املرؤوسني من إداريني ومعلمني

الب وإعدادهم إلدراك قدرام وإمكانام والتسلح باخلربات ملواجهة احلياة يف جمتمع زاخر بالصعاب وط 2. مليء باملشاكل

وتتعدد أسليب اإلشراف املتبعة يف جمال العملية التعليمية نتيجة اختالف وجهات النظر املتعددة يف :اإلشراف التربوي ومن بني هذه األنواع جند

وهو اإلشراف الذي يهدف إىل اكتشاف األخطاء، وإدراك مدى ما : يحياإلشراف التصح − .يترتب عن هذه األخطاء من ضرر، مع تقدير اآلثار اليت ميكن أن تترتب عنه

هو اإلشراف الذي يستطيع التنبؤ بالصعوبات اليت تواجه مثال املعلم فهو : اإلشراف الوقائي − .ه مصاعب ومتاعب أثناء اخلدمةيعصم الفرد من فقدان ثقته بنفسه عندما يواج

إن اإلشراف البنائي جتاوز مرحلة التصحيح إىل مرحلة البناء وإحالل اجلديد : اإلشراف البنائي − .الصاحل حمل القدمي الفاسد، ويبدأ من الرؤية الواضحة لألهداف التربوية والوسائل اليت حتققها

القدرات اخلالقة لدى املشرف هو اإلشراف الذي حيشد اهلمم وحيرك : اإلشراف اإلبداعي −ليخرج أحسن ما لديه، وجيب أن يكون على مستوى عال من االتصاف بصفات شخصية مثل

.الثقة، الصرب

: اختاذ القرارات .د

.222، ص1997، 1الزيارات الصفية وأداءها، الرياض، ط: حممد الصاحل عبد اهللا املنيف - 1 .294، ص2001، 1واإلشراف التربوي أصوهلا وتطبيقاا،دار العلمية الدولية ودار الثقافة، األردن، طاإلدارة التعليمية : جودت عزت عطوي - 2

Page 19: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

16

إن القرار هو كلمة التينية معناها القطع أو الفصل مبعىن تغليب أحد اجلانبني على اآلخر هو نوع من فعل خيتاره الفرد بوصفه أنسب وسيلة متاحة " ، ويعرفه البعض على أنه السلوك يتم اختياره بطريقة معينة

1. " إلجناز األهداف اليت يتبعها من أجل حل املشاكل اليت تشغله

ويتداخل القرار مع التنفيذ، فقرار ما ميكنه أن يغري االجتاه احلايل للتنفيذ، وقد يصدر القرار أيضا لتثبيت مبعىن أن قيمة القرار تتوقف على جناح األثر الذي يترتب عليه، وملا كان وضع قائم منفذ أو لتصحيحه،

.األثر املنطقي يتمثل يف األهداف، فإن قيمة القرار ترتبط بدرجة تأثريه يف حتقيق تلك األهداف

فاختاذ القرار هو يف مجيع األحوال تقدير مسلك معني يف املستقبل، وجيب على متخذ القرار أن يأخذ :عتبار ثالث خطوات أساسية هيبعني اال

.التنبؤ بالنتائج املستقبلة اليت ميكن أن تترتب على اختيار مسلك معني دون مسالك أخرى − .تقومي هذه النتائج املتوقعة يف ضوء قدرا على حتقيق هدف متخذ القرار −ألكثر البدائل استخدام معيار معني للمقارنة بني البدائل املختلفة ميكن متخذ القرار من اختيار −

.قدرة على حتقيق هدفه

السابقة الفنية ومن مثة يتضح أنه جيب أن تتوافر لدى متخذ القرار يف اإلدارة التعليمية التجربة .واألساس القوي باحلاضر والقدرة على التنبؤ باملستقبل

:وتنقسم القرارات التربوية إىل قسمني

العادية املتصلة بإجراءات العمل لق باملشكالتوهي القرارات اليت تتع: القرارات التقليدية )1والنشاط اجلاري يف مستويات اإلدارة ،إخل...اليومي وتنفيذه مثل االنصراف، احلضور واإلشراف

.التعليميةوهي القرارات اليت تتعلق بالتخطيط التعليمي والتربوي ورسم سياسات العمل : القرارات احليوية )2

املرتبطة باملهنة األساسية لإلدارة التعليمية، وبأهدافها طويلة املدى واملشكالت اليت تعترض اخلطط 2. والسياسات واالستراتيجيات

:االتصال .ه

بني األفراد، واالتصال إن األصل اللغوي لكلمة االتصال يف اللغة العربية مأخوذة من الوصل أي الصلة .واملعلومات الضرورية ملمارسة الوظائف املختلفة لإلدارةيف جمال اإلدارة معناه نقل وتبادل وإذاعة البيانات

.59، ص1997سيكولوجية صنع القرار، مكتبة النهضة العربية، القاهرة : جمدي عبد الكرمي حبيب - 1 .126بق، صامرجع س: صالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق - 2

Page 20: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

17

تلك العملية الديناميكية اليت يؤثر فيها شخص سواء كان " ويعرف هاين عبد الرمحان االتصال بأنه عن قصد أو عن غري قصد على مدركات شخص آخر أو آخرين من خالل مواد ووسائل مستخدمة

1. " بشكل وطرق رمزية

يستطيع طرفان أن يصال إىل حالة من املشاركة التامة أو اجلزئية يف فكرة أو إحساس حيفز وباالتصال .على عمل معني

:وبصفة عامة تتضمن عملية االتصال مخسة عناصر أساسية وهي

وهو الشخص الذي يبدأ باخلطوة األوىل، فيوجه األمر أو يعرض املعلومات أو يبدي : املرسل )1 .يكون مدير التربية أو الناظر أو مدير املدرسةاالقتراحات، واملرسل قد

.هو الشخص أو اجلماعة اليت تصلها األفكار من توجيه ومعلومات ومالحظات :املستقبل )2

.هي الفكرة أو االجتاهات أو املعلومات اليت حياول املرسل نقلها إىل املستقبل: الرسالة )3

. حىت يتم االتصال بينهما يقصد ا أي شيء يوصل املرسل باملستقبل: قناة االتصال )4

من املرسل بنفس اوهي اإلجابة اليت جييب ا املستقبل على الرسالة اليت يتلقاه: التغذية الراجعة )5 .الشكل أو بشكل آخر، وهذه العملية هي عملية هامة وبدوا تعترب عملية االتصال مبتورة وناقصة

:عني رئيسيني مهاواالتصاالت اليت تتم على حميط اإلدارة التعليمية نو

وهي اليت تتم يف إطار القواعد اليت حتكم املؤسسة وتتبع القنوات واملسارات : االتصاالت الرمسية )1من أعلى إىل أسفل : هي تاليت حيددها البناء التنظيمي الرمسي، وتسري هذه االتصاالت يف ثالث اجتاها

.الت أفقية أو عرضيةواتصا) اتصاالت صاعدة(، من أسف إىل أعلى )اتصاالت هابطة (

وتعرف ذا االسم ألا حتدث خارج املسارات الرمسية احملددة : االتصاالت غري الرمسية )2لالتصال، وهذا النوع مكمل لالتصال الرمسي، ويقوم االتصال غري الرمسي على أساس العالقات

احلسنة بني أعضاء الشخصية واالجتماعية لألعضاء ويهدف إىل تنمية الروابط والصداقة والعالقات .املنظمة

.115بق، صامرجع س: د حسنني العجميحمم - 1

Page 21: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

18

وخالصة القول فإن عملية االتصال يف اإلدارة التعليمية دف إىل نقل املعلومات، وتوجيه نشاط األفراد حنو حتقيق هدف معني، وإعالم العاملني يف اجلهاز التعليمي، وإعالم املعلمني بالتعليمات اخلاصة

1. ليا مبشكالت العملية التعليميةباملنهج والتقومي إضافة إىل إعالم القيادة الع

:التمويل وإعداد امليزانية .و

بيان رقمي بتقدير مصروفات الدولة أو املؤسسة وإبرازها خالل فترة زمنية " إن امليزانية هي عبارة عن 2.". مقبلة تكون يف العادة سنة

هي بيان تقديري ملا جيوز ألجهزة الدولة إنفاقه، وما جيوز جبايته أو حتصيله من أموال خالل فترة أو .زمنية معينة

ويوجد نوعان من ميزانية الدولة مها ميزانية اخلدمات وتنفق على الوزارات واهليئات اهلامة ذات الطابع تقوم بنشاط اقتصادي أو جتاري أو زراعي أو اخلدمي، وميزانية األعمال أو اإلنتاج وتشمل املؤسسات اليت

:ومتر امليزانية العامة للدولة بأربعة مراحل أساسية. صناعي

.ويتطلب فيها الوقوف على ما حتتاجه كل وزارة من أموال منها وزارة التربية: إعداد امليزانية )1 .مشروع على الربملان وذلك باملناقشة مع وزارة املالية يتم عرضها يف صورة: اعتماد امليزانية )2 .حيث تقسم على الوحدات اإلدارية واليت بدورها تأخذ نصيبها وتنفذ امليزانية: تنفيذ امليزانية )3وتقوم ا أقسام احلسابات بالوزارات إضافة إىل مدراء املالية، وتتم الرقابة : الرقابة على امليزانية )4

.د املقررةقبل الصرف وبعده للتأكد من أن الصرف مت وفق القواع

والتمويل يف اإلدارة التعليمية هو وظيفة ختتص بتوفري األموال الالزمة لتحقيق األغراض واألهداف اليت .قامت من أجلها بأكرب كفاءة ممكنة

واإلنفاق يف اإلدارة التعليمية خيضع لعوامل خارجية وأخرى داخلية، فاخلارجية منها تلك اليت تتعلق إخل، أما العوامل الداخلية ...قومي، ومستوى نفقة املعيشة، ومستوى التكنولوجياباملستوى العام للدخل ال

.إخل...فهي تلك املتعلقة بأجور العاملني يف املؤسسات التعليمية، املباين وأقسام التدريس

ومصادر متويل األنشطة التعليمية خاصة يف الدول النامية تنقسم إىل مصادر رئيسية واملتمثلة يف خزينة .دولة، أما املصادر الثانوية فهي اهلبات واملساعدات اليت تتلقاها من دول أجنبية أو هيئات دوليةال

.100، ص2003اجلودة الشاملة يف اإلدارة التعليمية واملدرسية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية : أمحد إبراهيم أمحد - 1 .130، صابقمرجع س: صالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق - 2

Page 22: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

19

وعليه فالدولة ملزمة مبواجهة اإلنفاق املتزايد على التعليم ومتويله بالقدر الذي يسمح لإلدارة التعليمية .بتحقيق األهداف املنشودة

:املتابعة والتقومي .ز

العملية اليت يتم من خالهلا اإلشراف على تنفيذ ما مت التخطيط " املتابعة يف اإلدارة التعليمية هي إن 1." والتنظيم له، والتأكد من تنفيذ األهداف حسب اخلطة املرسومة

تلك اإلجراءات اليت تقاس ا كفاءة العاملني يف حتقيق " أما التقومي يف جمال اإلدارة التعليمية هو عملية منظمة تتضمن مجع ومتحيص معلومات الختاذ " ، ويعرف كذلك بأنه 2." اف املرسومةاألهد

."القرارات تتمخض عن االستخدام األمثل للموارد املتاحة لتحقيق األهداف املتوخاة

وترمي عملية املتابعة والتقومي يف اإلدارة التعليمية إىل حتقيق جمموعة من األهداف ميكن أن نذكر منها ما :يلي

تقدير نتائج إجناز العاملني للعمل، وهي نتائج تتعلق باملعلومات اليت اكتسبوها واملهارات )1 .واالجتاهات اليت حنوها

.الوقوف على صالحية برنامج العمل ومدى حتقيقه لألهداف اليت وضعت )2

.واإلدارية واإلجرائية املنظمة للعمل ةالوقوف على اجلوانب التنظيمي )3

إمكانية األفراد القائمني بالعمل، ومعرفة نواحي القوة والضعف يف أدائهم وقد تستخدم معرفة )4 .املعلومات اليت حيصل عليها متخذو القرارات يف ترقية بعضهم إىل مراكز قيادية

3. مالحظة تأثري ديناميات اجلماعة على أداء األفراد )5

:ومن أهم جماالت التقومي يف اإلدارة التعليمية جند 4. تقومي اخلطة التربوية والتنظيم اإلداري والتمويل تقومي التنظيم املدرسي وأثره على حتقيق الرسالة. تقومي خطة املباين املدرسية والتجهيزات واألدوات املدرسية. 1. تقومي برامج التدريب لكافة املعلمني ومدى إقباهلم على مهنة التدريس، ومن مثة تقومي أدائهم

.191، صابقجع سمر: واصل مجيل حسني املومين - 1 .132، صابقمرجع س: صالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق - 2 .133، صالسابقرجع امل - 3 .212صابق، مرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 4

Page 23: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

20

تمع ومدى قيام املدرسة خبدمات تعليمية فعالةتقومي العالقة بني املدرسة وا. 2. تقومي املنهاج املدرسي من حيث أهدافه وحمتواه وتنظيمه وتنفيذه

وعليه عند تقومي أي برنامج تعليمي أو خطة تربوية البد من إتباع خطوات رئيسية يف العملية التقوميية ر الوقت املناسب، حتديد اال إضافة إىل حتديد األسلوب والطرقة مثل حتديد اهلدف من التقومي، واختيا

.املستخدمة يف التقومي

:اخلصائص السوسيولوجية لإلدارة التربوية .7تلتقي اإلدارة التربوية مع سائر فروع اإلدارة األخرى، لكنها تتميز ببعض اخلصائص اليت حتدد عالقتها مع

3: ا، ومن بني هذه اخلصائص جنداآلخرين، وجمموع العمليات احمليطة

:قابلية التحقيق .أ

ذه اخلاصية بأا حتقيق كفاءة التوافق بني التوجيهات املنهجية لبلوغ الغايات احملدودة لإلدارة يعىنالتربوية وبني املتغريات االجتماعية احلادثة يف اتمع واليت تدع لتطوير اإلدارة التربوية وتعظيم تأثريها

.اإلجيايب

:اإلجرائية .ب

ا ترشيد القدرة على األداء العملي الذي يستند على القوانني العملية ويتفق مع املستحدث يف يعىن .النظريات والتصنيف املركب يف العلوم، وتولد القدرة على تطويع اجلهود يف املواقف العملية يف بيئة اإلدارة

:التأثريية .ج

القوى البشرية واإلمكانات املادية والعمل على ويعىن ا تطويع األساليب املناسبة حلسن استثمار تطويعها لتحقيق أكرب عائد ممكن لعملية االدخارية مبا يفوق قيم مداخالا وتطويع كل من اخلربة والسلوك يف منو العملية اإلدارية وفهم اتمع واحلضارة، هذا التطويع مقترن بوجود إمكانات الوصول إىل استنتاجات

.أو تنبؤات

:املوضوعية .د

.بق ، نفس الصفحةاسالرجع امل - 1 .192ص ،بقامرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 2، ص 2007، دار الفكر، عمان، األردن، )مدخل نفسي اجتماعي لإلدارة التربوية(السلوك اإلداري : علي مشس الدين، إمساعيل حممد الفقي حممد - 3

48-49.

Page 24: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

21

يعىن ا االستقاللية يف عملية التحقق من سالمة الوصول إىل النتائج عن طريق إعادة إجراءات التجربة، أو استعادة النتائج الرئيسية اليت مت التوصل إليها، إضافة إىل أن املوضوعية يف اإلدارة التعليمية تعين

ناء االجتماعي والتوازن احملسوب بني تقدير االحتياجات إمعان النظر يف الواقع الفيزيقي واإليكولوجي للب .ومعرفة اإلمكانات املتاحة

:املستقبلية .ه

إن املستقبلية تعين املرونة وسرعة االستجابة والتنفيذ واالبتكاري املبدع القادر على صنع املستقبل وغرس قيم وممارسات العمل واإلنتاج واإلتقان وإعداد اإلنسان للمستقبل معتمدا يف ذلك على التفكري

اتيجيات اليت تتفق مع استجابة لتحديات املستقبل ورسم االستروالتحليل وحل املشكالت املتجددة يف .الستقراء املاضي والتنبؤ باالحتماالت املستقبلية 21ولوجنا القرن

:ماهية اإلدارة املدرسية: ثانيا

:)اإلدارة التربوية املعاصرة(مفهوم اإلدارة املدرسية .1

وحدا املدرسة تعترب اإلدارة املدرسية كيان غري مستقل يف حد ذاته، بل هي جزء من اإلدارة التعليمية، ويترأسها جهاز إداري متمثل يف املدير مهمته العمل على إجناح املدرسة يف أداء رسالتها وطبيعة عمله يغلب عليها اجلانب التنفيذي واإلجرائي أي تطبيق مجيع اخلطط والقرارات والسياسات التعليمية الصادرة إليه من

.اإلدارة التعليمية

مجلة اجلهود املبذولة يف الطرق املختلفة اليت يتم من خالهلا توجيه "ليمية بأا ويعرف جوردان اإلدارة التع 1" املوارد البشرية واملادية إلجناز أهداف اتمع التعليمية

تلك اجلهود املنسقة اليت يقوم ا مدير املدرسة مع مجيع العاملني معه "ويعرفها حممد أمحد عبد اهلادي بأا وغريهم بغية حتقيق األهداف التربوية داخل املدرسة حتقيقا يتماشى مع ما دف إليه األمة من مدرسني وإداريني

1." من تربية أبناءها تربية صحيحة وعلى أساس سليم

.76، ص2007يف ضوء الفكر اإلداري املعاصر، دار احلامد للنشر والتوزيع، عمان، األردن، (اإلدارة املدرسية : عبد العزيز عطا اهللا املعايطة - 1

Page 25: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

22

اليت )من ختطيط وتنظيم ومتابعة وتوجيه ورقابة(مجلة العناصر أو العمليات "كما عرفها إمساعيل ذياب بأا 2."كنة مع مراعاة اجلانب اإلنساينقيق أهداف املنظمة التعليمية بأفضل نتيجة مميقوم ا املدير بغرض حت

جمموعة من العمليات التنفيذية والفنية اليت يتم تنفيذها عن طريق العمل اإلنساين "وتعرف أيضا بأا اجلماعي التعاوين بقصد توفري املناخ الفكري والنفسي واملادي الذي يساعد على حفز اهلمم وبعث الرغبة يف

يل الصعاب حىت تتحقق أهداف املدرسة العمل النشط املنظم، فرديا كان أم مجاعيا من أجل حل املشكالت وتذل 3." التربوية واالجتماعية كما ينشدها اتمع

وإمجاال هلذه التعريفات ميكن القول أن اإلدارة املدرسية هي مجيع اجلهود املنظمة واملتكاملة اليت يقوم ا العامة التعليمية اليت تسعى جمموعة من الفاعلني يف املؤسسة التعليمية يترأسها مدير، دف إىل حتقيق األهداف

.اتمعالدولة إليها، كل هذا وفق أسس وأطر سليمة ومتماشية مع رواسب

:أهداف اإلدارة املدرسية .2

لكل إدارة أهداف وأهداف اإلدارة املدرسية ميكن اشتقاقها من أهداف اإلدارة عموما، وقد ختتلف أهداف ، كما أن حجم )من إقليم آلخر(ومتغري املكان ) لة إىل أخرىمرح(هذا النوع من اإلدارة حسب متغري الزمن

املدرسة ونوعية املرحلة التعليمية ونوعية الفاعلني فيها ومؤهالم ومسام ونوعية اإلدارة والقيادة اسدة فيها ة ميكن أن تؤثر على طبيعة األهداف اليت تسعى لتحقيقها، وكما هو مشاع فإنه ميكن تصنيف أهداف اإلدار

4: املدرسية إىل أربعة تصنيفات؛ هي

أهداف اجتماعية -أهداف ثقافية وتربوية -

أهداف اقتصادية -أهداف دينية وأخالقية -

:األهداف الثقافية والتربوية .أ

وتتمثل يف االهتمام بقدرات التلميذ ومهاراته من خالل تزويده باملعلومات واألفكار واخلربات املناسبة لسنه وقدراته، وكذلك االهتمام وبتنمية دراسته للظواهر التربوية املختلفة باألساليب العلمية السليمة واليت

.77املرجع السابق، ص - 1 .77املرجع السابق، ص - 2 .27مرجع سابق، ص : سليمان حامد - 3 .83، ص 82مرجع سابق، ص : عبد العزيز عطا اهللا املعايطة - 4

Page 26: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

23

لتنمية قدراته يف اجلانب الثقايف والقيمي فة تتطلب التأمل والتفكري واإلبداع واالبتكار عند التالميذ، إضا .السائد يف جمتمعه عن طريق متريرها يف وسائل تعليمية مناسبة

:األهداف االجتماعية .ب

وذلك بتعريف التلميذ بدوره حنو جمتمعه وأفراد أسرته ومؤسسته من خالل إبراز ما يترتب عن ذلك اعية سليمة مع مجيع الفاعلني يف املؤسسة اليت من حقوق و واجبات، وتشجيعه على إقامة عالقات اجتم

ينتمي إليها دف التعاون على البناء املستمر واملتواصل للمؤسسة ومن مثة جتسيد املناخ االجتماعي املناسب .لتحقيق أهداف اتمع

:األهداف الدينية .ج

مع االهتمام بغرس وذلك للتأكد من فهم التلميذ للعقيدة اإلسالمية والدينية فهما سليما وصحيحا،القيم واألخالق واآلداب السليمة يف شخصية التلميذ، حىت يكتسب اخللق القرآين ويكون عضوا نافعا

.لنفسه وأسرته وجمتمعه اإلسالمي

:األهداف االقتصادية .د

وتتمثل يف تعريف التلميذ مبصادر الثروة الطبيعية يف جمتمعه كيفية احلفاظ عليها وتنميتها من أجل ر اتمع وتقدمه يف ضوء اإلمكانات املتاحة ومشكالت اتمع، والبد أن تعمل املدرسة على غرس تطو

قيمة العمل اليدوي وحتبيبه للتلميذ، وتنمية السلوك االقتصادي واالستهالكي الرشيد لديه، ويكون إنسانا .منتجا واقتصاديا يف آن واحد

:خصائص اإلدارة املدرسية الناجحة .3

إن اإلدارة املدرسية من أهم مكونات العملية التعليمية، واملدرسة اليوم تتطلب حتديثا دائما حىت تلعب دورها على أكمل وجه يف اتمع، فهي بيئة منتقاة وهادفة، تسعى إىل النجاح والسريورة الدائمة، وجناحها هذا

1: ئص من أمههايكون دائما مقترنا بالتميز والتمتع مبجموعة من الصفات واخلصا

أهداف حمددة سلفا، و ال تعتمد على العشوائية أو التخبط أن تكون هادفة، وهذا يعين أن تعمل وفق .أ .أو الصدفة يف حتقيق غاياا بل تعتمد على املوضوعية والتخطيط السليم يف إطار الصاحل العام

.39، ص 38مرجع سابق، ص : سليمان حامد - 1

Page 27: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

24

تكون إدارة إجيابية، أي جيب أن ال تركن إىل السلبيات أو املواقف اجلامدة، بل يكون هلا الدور أن .ب .القيادي الرائد يف جماالت العمل وتوجيهه واإلشراف عليه

أن تكون إدارة اجتماعية، وهذا يعين أن تكون بعيدة عن االستبداد والتسلط مستجيبة للمشورة .ج .عمل جاد ومشبع بالتعاون والتالحم والتفاعل واحملبة واأللفة ومدركة للصاحل العام عن طريق

رة إنسانية، أي أن اإلدارة املدرسية البد أن تكون إنسانية ال تنحاز إىل آراء أو مذاهب أن تكون إدا .د فكرية أو تربوية معينة، قد تسيء إىل العمل التربوي لسبب أو آلخر، بل ينبغي أن تتصف باملرونة دون

فريط، وبالتحديد دون إغراق، وباجلدية دون تزمت، والتقدمية دون غرور، وأن حترص على إفراط أو ت .حتقيق أهدافها بغري قصور أو مغاالة

.أن تكون متماشية مع الفلسفة االجتماعية والسياسية للبالد .ه

أن تكون مرنة، وأن ال تكون ذات قوالب جامدة وثابتة، وإمنا ينبغي أن تتكيف حسب مقتضيات .و .واقف وتغري الظروفامل

.أن تكون عملية، مبعىن أن تتكيف األصول واملبادئ النظرية حسب مقتضيات املوقف .ز

.أن تتميز بالكفاءة والفعالية، ويتحقق ذلك باالستخدام األمثل لإلمكانيات املادية والبشرية .ح

:امليادين اإلجرائية لإلدارة املدرسية .4

ا من خالل عدد من ميادين العمل اليت مت تصنيفها إىل تعمل اإلدارة املدرسية على تنفيذ واجباا ومقررا 1: هي سبع جمموعات رئيسية

:عالقة املدرسة باتمع .أ

أنشأ اتمع املدرسة خلدمته وحتقيق أهدافه يف تربية األبناء، ويتوقف جناح املدرسة يف حتقيق هذه فيه، واضعة يف اعتبارها خصائص هذا اتمع األهداف على مدى ارتباطها العضوي باتمع الذي توجد

وإمكاناته، ومدى طموحه وتطلعاته، وما يتوقعه اتمع منها، وربط أبناء اتمع باملدرسة من خالل برامج .خدمة البيئة وبرامج تعليم الكبار وتبصري أبناء اتمع باألنشطة واجلهود اليت تقوم ا

ل عما يدور حوهلا، بل إن كثريا من املشكالت اليت تواجه العملية واملدرسة ال تستطيع أن تعيش مبعزالتعليمية داخل املدرسة، وقد تكون احللول الالزمة هلا تقع خارج إطار املدرسة، وهلذا أنشأت اإلدارة

ل املدرسية بعض التنظيمات املساعدة مثل جمالس اآلباء واملعلمني واالس املدرسية، بدافع إجياد قنوات اتصا

.46ص -44املرجع السابق، ص - 1

Page 28: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

25

دائمة بني املدرسة واتمع احمللي، مما ييسر على املدرسة القيام بوظائفها حنو خدمة اتمع وتربية أبنائه .التربية املالئمة

:تطوير املناهج .ب

ويقصد به تطوير العملية التربوية من حيث األداء واحملتوى، وهذا يعين أن تعمل املدرسة باستمرار على والطريقة اليت تعلم ا التالميذ، وتطوير حمتوى ما تعلمه هلم، وتفرض هذه املهام على تطوير أسلوب أدائها

املدرسة ضرورة مالحقتها للتطورات احلديثة باستمرار يف ميدان التربية، وما يستجد فيه من اجتاهات لتدريس حديثة، وطرائق وأساليب مبتكرة، والشك أن تطوير العملية التربوية من حيث احملتوى وطرق ا

والتقومي وغريها حيدث نتيجة للنمو املهين يف مفاهيم ومهارات املعلمني وغريهم من القائمني بشؤون العملية .التربوية

:شؤون التالميذ .ج

تقوم اإلدارة املدرسية بتوفري خدمات تعليمية وصحية واجتماعية متنوعة للتالميذ، فهي إىل جانب الدراسية، تم بالتوجيه الفردي للتالميذ الذين قد يعانون ل الفصولإشرافها على تنظيم العمل املدرسي داخ

من مشكالت التحصيل واملتابعة املدرسية، وذلك بتوفري برامج اإلشراف والتوجيه الالزم هلم، كما تؤدي أيضا خدمات جمال حل املشكالت االجتماعية للتالميذ مثل مشكالت التكيف االجتماعي داخل املدرسة

ت األسرية اليت قد يعاين منها بعضهم وتؤثر على أدائهم التحصيلي، وتعمل اإلدارة املدرسية واملشكالكذلك على توفري اخلدمات العالجية الالزمة للتالميذ املرضى وتنظيم عملية الكشف الطيب الدوري للتالميذ

.للتأكد من عدم وجود مشكالت صحية تعوق عملية النمو السليم هلم

:شؤون العاملني .د

يعترب جمال شؤون العاملني من أهم ميادين عمل اإلدارة املدرسية، ويتعلق هذا امليدان بتوفري القوى البشرية املؤهلة الالزمة لتنفيذ الربامج التعليمية، و وضع الشروط واألسس املناسبة الختيارهم وتوجيههم،

وفري فرص النمو املهين هلم، وإعداد وتوزيعهم على جماالت العمل املختلفة واإلشراف عليهم، وتقوميهم، وت .السجالت اخلاصة م واالحتفاظ ا، وغري ذلك

:املبىن املدرسي والتجهيزات .ه

من امليادين اهلامة لإلدارة املدرسية عملية اإلشراف على املبىن املدرسي وإدارته وصيانة وتوفري مجيع ت تعليمية بسيطة أو معقدة حسب ما يتطلبه التجهيزات الالزمة للعملية التعليمية من أثاث مناسب وأدوا

.املستوى التعليمي الذي تقدمه املدرسة

Page 29: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

26

:التمويل وإدارة األعمال .و

ختتص اإلدارة املدرسية مبجال العمل يف ميدان إعداد ميزانية املدرسة، وتوزيع ميزانية املقصف .املدرسي، واإلشراف على عمليات شراء بعض احتياجات املدرسة

:يميالبناء التنظ .ز

يتعلق البناء التنظيمي بالعالقات املتبادلة بني العاملني وبني التنظيم من أجل حتقيق األغراض واألهداف املنشودة، ويتضمن هذا اجلانب عناصر رئيسية يف مقدمتها املفاهيم املتعلقة بالبناء التنظيمي الرمسي والبناء

وات االتصال، ومن مظاهر الضعف يف البناء التنظيمي التنظيمي غري الرمسي والسلطة واملسؤولية والرقابة وقنإنفاق جهد و وقت كبري من جانب إدارة املدرسة يف املسائل الطارئة واألمور الروتينية وتضارب القرارات وتداخل االختصاصات وضعف فعالية االتصال، وهو ما يتطلب من إدارة املدرسة مراجعة بنائها التنظيمي

.ح جادةوإعادة النظر فيه برو

:مهارات اإلدارة املدرسية .5

املدرسة يف حتقيق أهدافها وتربية تالميذها مقترن بوجود إدارة مدرسية فعالة، حتتوي على طاقات، إن جناحأصبحت ضرورة حتمية ومتالزمة يف مدير ميتاز الفاعلون فيها مبهارات وخاصة املسؤولني عليها، هذه املهارات

املدرسة، والبد من امتالك ذلك حىت يتمكن من القيام بأدواره ومسؤولياته على وجه صحيح وفعال، ومن بني 1: هذه القدرات واملهارات جند

:مهارة إدارة الوقت .أ

، فهي ختطيط والشاملةيعترب الوقت من أهم عناصر اإلنتاج العلمي، وإدارة الوقت من املفاهيم املتكاملة استخدام الوقت وأسلوب استغالله بفعالية جلعل احلياة منتجة وذات منفعة آخروية ودنيوية، ويهدف اإلداريون عند امتالك مهارة إدارة الوقت إىل حتكم أكرب يف الوقت، واالستثمار فيه بالتفكري والتخطيط

إخل، كل ...وضغوط العمل وضياع املوارد وحل املشكالت، حىت نصل إىل تنظيم حمكم، ونتجنب التوتر .هذا دف إجناز املهام املختلفة وحتقيق األهداف املتوخاة من العملية اإلدارية املدرسية

:مهارة إدارة الصف .ب

تعترب إدارة الصف فنا وعلما، فمن الناحية الفنية تعتمد هذه اإلدارة على شخصية املعلم وأسلوبه يف خل الفصل وخارجه، كما تعد علما بذاته وبقوانينه وإجراءاته وهي جمموعة من التعامل مع الطالب يف دا

األمناط السلوكية اليت يستخدمها املعلم لكي يوفر بيئة تعليمية مناسبة تسعى لتحقيق األهداف التعليمية

.315ص – 264مرجع سابق، ص: عبد العزيز عطا اهللا املعايطة - 1

Page 30: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

27

جياد جو املنشودة، كما أا جمموعة من األنشطة والعالقات اإلنسانية اجليدة واملنظمة اليت تساعد على إ .تعليمي واجتماعي فعال يهدف للوصول لألهداف التربوية

والبد أن ميتلك الفاعلون الرئيسيون يف اإلدارة الصفية املعارف العلمية واإلنسانية اليت تساعدهم يف جتسيد أمثل للعالقات االجتماعية داخل الصف وتوظيف النمط الصفي املناسب للطلبة ولتمرير الرسالة

واملسامهة الفعالة يف معاجلة املشكالت الصفية، لذا جيب أن ميتاز املعلمون باحلزم واملرونة، وحسن التعليمية، التصرف يف حل املشكالت الطارئة أثناء احلصة، والقدرة على تعزيز السلوكات واملمارسات الصفية

.اإلجيابية، وزيادة دافعية املتعلمني حنو املشاركة اإلجيابية والفعالة

:التصال اإلداريمهارة ا .ج

إن االتصال عبارة عن عملية يتم عن طريقها إحداث التفاعل بني األفراد، فهو عملية تبادل األفكار وشعور وحقائق وأفعال ونقلها إىل جمموعة من األفراد، وكل مؤسسة أو إدارة تسعى لتحقيق أغراض معينة

اجلهود، ويكون روح التعاون بني الفاعلني، وأهداف عدة باستعمال وسيلة االتصال، فعن طريقها تنسق .وتقل املشاكل داخل املؤسسة، كما تساعد على اختاذ القرارات الالزمة حلل املشاكل الصفية

كما أن جناح عملية االتصال مقترن بوجود رسالة صادرة من املصدر تصل للمستقبل بطريقة مفهومة .لرسالةليستقبلها بسلوك جيد نتيجة فهمه اجليد ملضمون ا

ويهدف االتصال إىل نقل املعلومات واملعاين من طرف آلخر، وتبادل املعلومات اليت تتطلبها مقتضيات العمل، وتوفري قاعدة غنية من املعلومات والبيانات وتطوير شبكة من العالقات اإلنسانية تربط بني الفاعلني

وتعديل مواقف اآلخرين واجتاهام يف املؤسسة، وتقوية الدوافع لدى العاملني عن طريق احلوافز، .ومشاعرهم من خالل إعادة النظر فيها وفحصها وحتليلها إضافة إىل التوجيه واإلشراف

:مهارة إدارة األزمات .د

نتيجة لألزمات اليت أصبحت توقع يف املؤسسات التعليمية من إضرابات واحتجاجات هذه األزمة من دة إلدارة هذه األزمات، إخل، تعالت الصيحات بضرورة إجياد آليات جدي...وصراعات

شأا أن حتدث نتيجة خلل أو اضطراب فتؤثر على سريورة املؤسسة، لذا يستوجب على اإلداري الناجح التدخل السريع والفعال يف احتواء هذه األزمة وإعادة التوازن جلميع املصاحل، والتأقلم والتكيف مع عناصر

قص املعلومات والصدمات اليت حتيط ذه األزمة، وذلك باملعرفة اجليدة املفاجأة والتعقيد والتشابك، ونألسباب هذه األزمة، إضافة إىل االستخدام اجليد ألساليب إطفاء وإدارة األزمات حسب مواقف وحيثيات األزمة، فأسلوب التساوم اإلكراهي مثال قد يؤدي إىل قيام الطرف اآلخر بالتعنت مما يؤدي إىل تصعيد

ة، كما أن إتباع التساوم التوفيقي وحده ميكن أن يؤدي إىل تقدمي سلسلة من التنازالت اليت قد تصل األزم

Page 31: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

28

إىل حد اإلضرار مبصاحل جهة معينة، لذا وجب على القيادي واإلداري التعامل اجليد مع إدارة األزمة .والتفاعل مع أطرافها من خالل أسلوب التساوم اإلقناعي

:مهارة إدارة التغيري .ه

التغيري تصف بدقة جوهر عمل املشرف ألن بيئة العمل غري مستقرة يف أغلب األحيان، وال إن إدارة .ميكن أن متر فترة طويلة نسبيا إال وحيدث تعديل وتطوير وأحيانا تغيري بالكامل يف نطاق املدرسة

والقدرة على تطبيق وإدارة التغيري حتتاج إىل قدرة ومعرفة كبرية ومهارات عديدة منها معرفة الدوافعإخل كل هذا من شأنه أن يوصل ...األساليب القيادية السليمة، ومهارة التفاعل مع اجلماعة واالتصال السليم

.إىل إدارة تغيري فعالة

وللتغيري أسباب كثرية منها أسباب اقتصادية واجتماعية وذاتية وأسباب أخرى ال بديل عنها، هذا لفاعلني إىل التقليل من املراكز الوظيفية ويضعف العالقات االجتماعية التغيري يؤدي حسب الكثري من ا

.ويقلل من السلطة والنفوذ لدى األشخاص ويبني العيوب ويولد الكره لديهم

ويقال قدميا أن الناس الذين يركبون معك يف نفس القارب لن حيدثوا فيه ثقبا، وهلذا فإن أهم عوامل يف املدرسة أو املنطقة التعليمية هو أن يتم استشارة مجيع الذين هلم عالقة جناح إحداث التغيري واستقدامه

باملوضوع والذين سوف يتأثرون بإحداث التغيري وحماولة معرفة أرائهم مسبقا وشرحه هلم وإبراز مزاياه حلقيقية، الكاملة قبل استخدامه باستخدام مهارات االتصال الفعال تفاديا لإلشاعات وانتشار املعلومات غري ا

فإذا اشترك العاملون يف التغيري فإم سيحصلون على معلومات كثرية عنه مما يزيل من نفوسهم القلق والشرود املصاحب ألي تغيري، ويعطي اإلحساس هلم بأم أصحاب التغيري أساسا فيزداد التزامهم به ويصبح

ون وفق مراحل متعاقبة وليس دفعة واحدة تنفيذه أمرا سهال نسبيا، إضافة إىل أن هذا التغيري البد أن يك .سنيوحىت يقتنع اجلميع بشكل تدرجيي وحيصل التعاون يف املؤسسة التعليمية بني الرئيس واملرؤ

:مهارة العالقات اإلنسانية .و

كان االهتمام قدميا يف جمال اإلدارة بالنواحي الفنية داخل مؤسسات العمل، لكن اتضح بعد ذلك لقدأن هناك مواقف إنسانية يف العمل تؤثر على إنتاجية األفراد، فكلما سادت احملبة واملودة، واالحترام

قات اإلنسانية يف اتمع والتقدير، والثقة وحسن النية يف اجلو املدرسي، كلما حتققت غايات وأهداف العال إخل...املدرسي من حتصيل إجيايب وسري حسن للعملية التعليمية وإخالص يف العمل

فالعالقات اإلنسانية عبارة عن جمموعة من االجتاهات اليت دف إىل تطوير العمل اجلماعي داخل امل بينها يف جو حيفز على املؤسسات عن طريق جتميع اجلهود واملواهب البشرية وحماولة خلق نوع من التك

.العمل التعاوين املنتج، وتشعر فيه اجلموع العاملة بالراحة والرضا اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا

Page 32: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

29

يف كوا تضفي على رجل اإلدارة املدرسية املهارات العالية، والكفاءة وتربز أمهية العالقات اإلنسانيةداخل نطاق عمله، لذلك تركزت غالبية البحوث يف ميدان املهنية واخلربة اإلدارية بأسلوب وتصرف إنساين

.اإلدارة حول العالقات اإلنسانية، وأنتج ذلك ارتباط مفهوم العالقات اإلنسانية باإلدارة الدميقراطية

وعليه فإن العالقات اإلنسانية اجليدة يف أي مؤسسة تزيد من إنتاجية ومردودية فاعليها من خالل ادئ العامة للعلوم اإلنسانية، وإشراك العاملني يف اختاذ القرارات وإشباع احلاجات التوظيف املناسب للمب

.همم، وروح والئهم وانتمائهم ملؤسستاإلنسانية واالتصال اجليد، وزيادة دافعية العاملني حنو عمله

:مهارة تقومي أداء العاملني .ز

اال التربوي والتعليمي يعترب إن التقومي ركن مهم من أركان أي عمل أو عملية منظمة هادفة، ويفالتقومي بأنه العملية اليت حيكم ا على مدى جناح العملية التربوية، هذا التقومي يكون يف عدة جماالت منها تقومي التلميذ أي اكتشاف نواحي الضعف والقوة عنده، واكتشاف املوهوبني واملتفوقني دراسيا، وتقومي

فاعليته، إضافة إىل تقومي اإلدارة املدرسية من ناحية التخطيط والتنظيم املعلم بشكل يزيد من كفاءته وواإلشراف التربوي وتقومي املناهج والربامج، وتنمية املوارد البشرية من معلمني وإداريني وتدريبها وزيادة

.مهاراا وقدراا

:مهارة حتفيز املوظفني .ح

أثبتت الدراسات أن الغالبية العظمى من العاملني يرتبط موضوع التحفيز بالعمل والدافعية، ولقد .حيتاجون من وقت آلخر إىل عملية تعزيز ودع للعمل

واحلوافز يف اإلدارة التعليمية والتربوية سواء كانت مادية أو معنوية تعترب ضرورية سواء عن طريق عنوية واإلحساس باملواهب الترغيب أو الترهيب، فهي تسعى إىل خماطبة األفراد وتؤدي إىل رفع الروح امل

والشخصيات والقدرات جلميع الفاعلني فيها، كما أن اإلملام التام هلذه اجلوانب من طرف املديرين والرؤساء من شأنه أن يزيد من قوة التكافل والتفاعل االجتماعي ويولد احلاجة إىل االحترام والتقدير

.إخل...واملكانة االجتماعية واالنتماء والتقبل االجتماعي

وعليه فإن جناح التعلم وحتقيق غايات التربية مرتبط بالدرجة األوىل بتوفري احلوافز للمعلمني واملتعلمني، وتواجه مجيع الفاعلني يف هذه ويئة اجلو املناسب للعملية التعليمية، وتذليل مجيع الصعوبات اليت تعتري

.املؤسسات ذات اخلصوصية التربوية

:مهارة التفويض .ط

Page 33: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

ماهية اإلدارة التربوية واملدرسية الفصل األول

30

رب من أهم مهارات اإلدارة والقيادة اليت يستطيع من خالهلا القائمون على املؤسسات السيطرة تعتوالتوجيه الذايت للموظفني، فلو شعر هؤالء أن املؤسسة التعليمية تستفيد من مهارام ومواهبهم، فسوف

سعهم لو توافرت يبذلون أقصى طاقام للعمل من أجل حتقيق أهداف املدرسة، وسيبذلون أقصى ما يف ولديهم السلطة الكاملة أو اجلزئية يف العمل، فيحفزهم ذلك على االستمرار يف التعليم ويصبحون أكثر

كان هناك تفويض للسلطات كلما زاد التصرف حبب جتاه تضامنا مما جيعل العمل أكثر إمتاعا، فكلما .املؤسسة اليت يعملون ا

يضمن السري احلسن للوظائف واملهام ويسهل سري العملية وتفويض السلطات وتوزيعها من شأنه أن التعليمية وخيفف ضغوط العمل على املديرين وينمي اهتمام املرؤوسني بأعماهلم ويرفع روحهم املعنوية ويدرم على اختاذ القرارات وحتمل املسؤوليات، ويتجنب كل دالالت التوقف عن العمل أو تعطيله أثناء

.حاالت الغياب

أن هذا التفويض له منحى إجيايب حبيث يعطي فرصته إلعداد جيل جديد من الكوادر ويكون كما حافزا معنويا للمرؤوسني، ويوطد العالقة أكثر بني الفاعلني يف العملية التربوية، كل هذا بالشكل الذي يزيد

.املدرسيةمن احتمال حتقيق األهداف التربوية والتعليمية ومن مثة جناح اإلدارة التربوية و

Page 34: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

نظريات اإلدارة التربوية: الفصل الثاين

لإلدارة التربويةاألصول الكالسيكية : أوال

)البريوقراطي(االجتاه املثايل .1 االجتاه اإلداري .2 االجتاه اإلنساين .3

ظريات احلديثة لإلدارة التربويةالن: ثانيا نظرية اإلدارة كعملية اجتماعية .1 نظرية اإلدارة كعملية اختاذ القرار .2 نظرية اإلدارة كوظائف ومكونات .3 نظرية العالقات اإلنسانية .4 نظرية املنظمات .5 نظرية القيادة .6 نظرية الدور .7 نظرية النظم .8 نظرية التبادل يف تقرير القيادة .9

نظرية احلاجات .10 نظرية إدارة املصادر البشرية .11

Page 35: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

31

:األصول الكالسيكية لإلدارة التربوية: أوال

:)البريوقراطي(االجتاه املثايل .1

بإدارة املشروعات الفردية وإمنا كان يعترب ماكس فيرب من أهم علماء االجتماع، ولذلك فإنه مل يهتم فقط .اهتمامه باملنظمات كبرية احلجم باعتبارها وحدات اجتماعية

األساسية اليت ساهم ا يف اإلدارة هو النموذج البريوقراطي لإلدارة، ويعترب التحليل الذي رومن أهم األفكا .ريوقراطيةقدمه فيرب للنموذج البريوقراطي املثايل هو نقطة بدأ هامة لفهم الب

البريوقراطية، موظف بريوقراطي أو مدير بريوقراطي على األلسن، ولتعطي داللة إجيابية أو ةوتتردد كلمفمن الناحية العلمية تعين الكفاءة، غري سلبية، وتعتمد تلك اإلجيابية أو السلبية على فحوى احلديث أو مضمونه،

.احية االجتماعية الكسل والالمباالةأنه أسيء استخدام هذا املفهوم وأصبح يعين من الن

كما وهي مشتقة" BUREAUCRACY" ترمجة لالصطالح اإلنكليزي " بريوقراطية " وكلمة ) KRATIA(يقول الدكتور عبد الكرمي درويش يف كتابه البريوقراطية واالشتراكية يف األصل اإلغريقي

( مكتب أما الثاين مبعىن ) BUREAU( ومعناها القوة أما بالفرنسية فتتكون من مقطعني األول CRACY (ا احلكم، وعلى هذا تكون كلمة بريوقراطية مبعىن حكم املكتب 1... يقصد

جمموعة صارمة وثابتة من القواعد والعقوبات اجلزائية واملكاتب اليت " والبريوقراطية عند فيرب هي عبارة عن حتكم املؤسسة ككل، واملسؤولية موكلة بصفة خاصة لبعض املوظفني، ويتم تنفيذ الواجبات طبقا لالئحة ثابتة،

جمموعة من املهام واألعمال " رب املؤسسة على أا ويعرف في." كما أن تنظيم املكاتب يتبع مبدأ التسلسل اهلرمي 2." اليت تتوزع على أعضاء التنظيم بطريقة حمكمة ومنظمة

احمليط مع وتتمحور النظرية البريوقراطية حول دراسة املؤسسة كنسق مغلق ال يتبادل التأثري والتأثرة من خالل دراسة وظيفة املتغريات التنظيمية اخلارجي، كما تشري بصورة دقيقة إىل كيفية حتقيق الكفاءة اإلداري

.واليت تتمثل يف تقسيم العمل، التخصص الوظيفي، التسلسل اهلرمي للسلطة

ولقد ناقش البريوقراطية كوسيلة لترشيد السلوك البشري لتحقيق األداء والفعالية التنظيمية، حيث يعتقد أن اء على العوامل الشخصية والعاطفية غري الرشيدة، وقد اقترح التنظيم بإمكانه الوصول إىل تلك الفعالية عند القض

.96، ص1980اإلدارة، املفاهيم، األسس، املهام، دار العلوم الرياض، : إبراهيم عبد اللطيف املنيف - 1 .48، ص2001ت عبد احلكيم اخلزامي، أتراك للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة : تطور نظرية اإلدارة: وليد روت - 2

Page 36: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

32

ضرورة التركيز على البناء الرمسي القانوين للعالقات القانونية احملددة به وما على األفراد سوى التكيف مع ذلك :اآلتية البناء وقواعده وتطوير قدراته وتنمية مهاراته ليكونوا قادرين على األداء املرغوب فيه وفقا للمعايري

األفراد كأشخاص لديهم احلرية الكافية ولكنهم خيضعون للسلطة نتيجة لاللتزامات الرمسية غري − .الشخصية املوقعة عليهم

حتديد نطاق اختصاص حمدد لكل وظيفة مع حتديد واجبات والتزامات وسلطة كل وظيفة استنادا ملبدأ −عرفون عملهم وهم مكونون على أدائها تكوينا تقسيم العمل، واملوظفون الذين يشتغلون هذه املناصب ي

.مناسبا

تنظيم املناصب على مبدأ التدرج اهلرمي وفقا لقواعد حمددة وتوجد يف قمة اهلرم اإلدارة العليا اليت − .تتكون من أفراد متخصصني وعلى مستوى كبري من اخلربة والتأهيل والتكوين

عد وتثبيتها كتابة ال شفويا ووجود نظام مستندي توضيح مجيع اإلجراءات اإلدارية والقرارات ولقوا −حيتوي على معلومات تفصيلية لكل أوامر العمل وجزيئاته، مع مراعاة مجلة من الشروط الدقيقة واملوضوعية واحملددة سلفا عند تعيني األفراد، بناءا على مؤهالم وخصائصهم الفنية وتكوينام املهنية اليت تطابق العمل

.املوكلة هلموالصالحيات

.تكوين املوظفني تكوينا دقيقا على أعباء وظائفهم حىت يكون العامل ذو كفاءة عالية −

يوجد أي حق يف متلك املنصب أو ما فيه، واستبعاد العالقات الشخصية أو الذاتية وإحالل ال −إخل ألن العالقات الشخصية ...املوضوعية يف العالقات سواء بني العاملني أو بينهم وبني املشرفني واإلدارة

. تعيق األداء وتكرس االتكالية، وتضعف الكفاءة املهنية

البريوقراطية يتضح لنا ومن مواطن عدة األمهية اليت أولتها هذه النظرية يف ومن خالل خصائص النظريةتكوين املوارد البشرية كمطلب أساسي وضروري لتحقيق الفعالية والكفاءة يف األداء كما ونوعا، ففي مبدئها

عليها، األمر القائل بتخصيص العمل ينتج عن عدد من الوظائف املتخصصة الفرعية يتم إعداد وتكوين األفراد 1. الذي يساهم يف حتقيق الكفاءة ويف زيادة اإلنتاجية الفردية

ة، التكوين املهين والفعالية التنظيمية، دراسة ميدانية باحملطة الوطنية للكهرباء والغاز جيجل، رسالة ماجستري غري منشورة جامعة قسنطين: صربينة ميالط - 1 .29، ص2007،

Page 37: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

33

يف التوظيف يتم ويعترب التدريب والتكوين املسبق لألفراد ضرورة أساسية لشغل الوظائف، حيث أن مبدأهاكوين يف زيادة على أساس اخلربة والشهادة العلمية، وهذا ما يؤكد الدور الذي متنحه هذه النظرية للتدريب والت

.قدرات األفراد وتنميتها لألداء اجليد والفعال

ويتضح من النموذج البريوقراطي ملاكس فيرب أن البريوقراطية هي منط معني للتنظيم يف اهليكل اإلداري، ويف عمال هذا اهليكل يتم حتديد املسؤوليات والسلطات الالزمة هلا مث التنسيق بني الوظائف بشكل ميكن معه إجناز األ

على خري وجه، إذ أنه بدون حتديد املسؤوليات والسلطات والعالقات بني األفراد أو األجهزة املختلفة يف اهليكل التنظيمي تصبح اهودات اجلماعية متعارضة أو متداخلة وال يتم حتقيق األهداف على أحسن وجه وقد ال يتم

1.حتقيقها على اإلطالق

:دة مزايا منهاوعموما فإن هذا النموذج له ع

.الوضوح والسرعة يف إجناز العمل −

.التخصص الوظيفي وختصيص العمل −

.وجود هيكل هرمي للسلطة مع حتديد جماالت النفوذ واملسؤولية −

.ختفيض التفاعل االجتماعي بني أعضاء التنظيم −

).األقدمية( يكون على أساس املعرفة واملقدرة العلمية) احلراك املهين ( التدرج املهين −

ورغم أن فيرب كان يهدف إىل صياغة منوذج يضمن حتقيق الكفاءة والفعالية وزيادة الربح واجناز املهام بطريقة واضحة وسريعة، إال أنه مل ينج من النقد، وذلك ألنه أمهل مجلة من العوامل هلا تأثريها املباشر على األداء

:إخل، ومن بني ما أمهله من التغريات...نوالفعالية خاصة من طرف بارسونز وبالو ومريتو

.إمهاله حلرية اإلنسان يف املؤسسة واليت يقيدها منط التنظيم املتبع −

إمهاله للطبيعة النفسية واالجتماعية لإلنسان ولتأثري الروح املعنوية والعالقات غري الرمسية بني العمال − .رتفاعهاداخل املؤسسة وهو ما يؤدي إىل اخنفاض الكفاءة بدال من ا

.44ص ،بقامرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 1

Page 38: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

34

مبالغته يف التركيز على إتباع اإلجراءات التنظيمية والرقابة مما يعيق اإلبداع واملبادرة ويؤدي إىل − 1. اجلمود وامللل

.إمهال اجلانب الالوظيفي والتنظيم غري الرمسي يف املؤسسة −

.مل يهتم فيرب بالصراع والتغري داخل التنظيم وهو ما أشار إليه كروزيي يف جتاربه −

قض كبري تنطوي عليه هذه النظرية حسب غولدنر ومها املهنية والتدرج الرأسي للسلطة ومنه فهو تنا − .ينظام أوتوقراط

لكن ورغم االنتقادات يبقى النموذج على درجة من األمهية، وأداة منهجية نظرية ميكن تطبيقه يف أي واقع البريوقراطية أوضحت لنا مدى وعيها تنظيمي، وهو أيضا منوذج عام لتحليل أي مؤسسة كما أن النظرية

.بالتدريب والتكوين يف زيادة كفاءة األفراد ورضاهم داخل املؤسسة

:االجتاه اإلداري .2

ظهر هذا االجتاه يف أوائل القرن العشرين واستمر حىت عقد العشرينيات واشتمل هذا االجتاه على مدخلني مؤسسه ومدخل العملية اإلدارية "فريديريك تايلور"والذي يعتربمتزامنني للفكر اإلداري هو مدخل اإلدارة العلمية

وقد اتسم هذا االجتاه بعدة خصائص أمهها االعتماد على الدراسة التحليلية لعناصر . الذي أسسه هنري فايولتكون العمل والعملية اإلدارية، واعتبار احلوافز املادية الوسيلة الوحيدة لتحفيز الفرد، كما أن رفع كفاءة الفرد

.داخل بناء تنظيمي رمسي يتم التخطيط له ومراقبته داخل السلطة الشرعية لإلدارة

:حركة اإلدارة العلمية .أ

تنسب هذه النظرية إىل العامل األمريكي فريديريك ونسلو تايلور حبيث قام بعدد من الدراسات اإلدارة "طلق عليها لفظ واألحباث والتجارب واليت كان اهلدف منها خلق فلسفة جديدة يف اإلدارة وأ

إدارة البصمة "حىت مييزها عن اإلدارة التقليدية اليت كانت متبعة يف ذلك الوقت واليت أمساها تايلور " العلمية 2. يف كتابه أصول اإلدارة العلمية" والتخمني

2005-2000(وجهة نظر املديرين واملشرفني، رسالة دكتوراه غري منشورة، جامعة قسنطينة ، الفعالية التنظيمية داخل املؤسسة من : صاحل بن نوار - 1 .154، ص)

.25، ص ابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 2

Page 39: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

35

أو فلسفة إا ثورة فكرية ...ويرى تايلور أن اإلدارة العلمية أكرب أن تكون طريقة حبث وختطيط ورقابةإدارية جديدة تنادي بتغيري شامل يف تفكري اإلدارة حنو العاملني، ويف تفكري العاملني حنو اإلدارة، ويف تفكري

.العاملني حنو بعضهم البعض

:وقد اعتمد تايلور يف إعداد فلسفة اإلدارية على املشاهدات التالية

.افع حيفزهم على زيادة اجلهدإطالقا رفع كفايتهم لعدم وجود د اأن العاملني مل حياولو −

أن أجر الفرد يف املؤسسة حيدد حسب وظيفته وأقدميته وليس حسب قدراته مما أدى إىل هبوط − .مستوى أداء الفرد

.جهل اإلدارة مبقدار الوقت الالزم إلجناز العمل مما يؤدي إىل زيادة الفاقد يف العمل −

، والطرق الواجب رجال اإلدارة بالنظم الواجب إتباعها لتنظيم العالقة بني العمل والعاملني جهل − 1. استخدامها للحد من التالعب وضياع الوقت

فقد الحظ تايلور رب العمال من العمل أو تظاهرهم بالعمل دون أن يكون هناك إنتاج حقيقي، البطء يف العمل إذا مل تكن هناك مصلحة شخصية إضافة إىل وذلك نتيجة الطبيعة البشرية املتهمة بالكسل و

.سوء العالقة بني الزمالء أو بني الرئيس واملرؤوسني مما يؤدي إىل اخنفاض األداء واإلنتاجية

.اعتقاد بعض العاملني أن زيادة اإلنتاجية سوف تسبب يف فصل عدد منهم من العمل -

تفعة متثل حافزا أو دافعا يف حتسني أداء العاملني وذلك نظري كما تؤكد هذه النظرية على أن األجور املرأعماهلم إضافة إىل االهتمام ببعض املبادئ اهلامة مثل تقسيم العمل، وحتقيق أعلى درجات التخصص

، وقد اعتمد تايلور على عدد من البادئ األساسية 2...وتسلسل السلطة وإتباع الطرق العقالنية الرشيدة :ضرورية يف اإلدارة العلمية وهيواليت اعتربها

حتديد نوع وكمية العمل املطلوب من كل فرد، أي ما يعرف اليوم بتحديد االختصاصات − .واملسؤوليات بناءا على دراسة علمية وليس على جمرد التخمني أو العشوائية من جانب اإلدارة

برنامج تدرييب كاف حىت االختيار العلمي للشخص الذي يناسب الوظيفة املوكلة له، وإعطاء − .يؤدي أعلى مستوى أدائي يف العمل

.26ص ،بقاسالرجع امل - 1 .305، ص2003علم االجتماع التنظيمي، دار املعرفة اجلامعية، اإلسكندرية، : عبد اهللا حممد عبد الرمحان - 2

Page 40: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

36

التطبيق العلمي للعمل من خالل عمال مدربني بطريقة علمية، مع احترام عدالة ومبادئ التنظيم − .اإلداري من طرف هيئة اإلدارة والعاملني

نفيذ أي تقسيم الواجبات واملسؤوليات، فتختص اإلدارة مبهمة التخطيط ويترك للعمال مهمة الت − .مبدأ التخصص وفصل السلطات

ويصر تايلور يف نظريته على ضرورة الدراسة احلقيقية املنظمة للعمل الصناعي يف كل مرحلة من أي حتليل العمل إىل حركاته وعملياته ...مراحله، سواء كان هذا العمل بسيطا أو معقدا آليا أو حركيا

ائشة، وتقدير الزمن الالزم لكل حركة من احلركات تقديرا ، مث استبعاد احلركات الزائدة والط 1األولية دقيقا، وأخريا التأليف بني احلركات األولية الضرورية يف جمموعات تكون أسس لإلسراع يف األداء، وهي

.الطريقة املثلى اليت ميكن أن يتبعها كل عامل يف أداء عمله

بوضع طرق حمددة على أسس علمية لكل وعليه سامهت النظرية العلمية يف تطوير عملية التنظيم، وظيفة من الوظائف واختيار وتدريب العمال بطريقة علمية حىت يؤدي كل عامل أعلى مستوى من العمل وبعد االختيار يأيت العمل احملدد واملخصص لكل عامل من خالل تقسيم العمل بني العمال واإلدارة حبيث

ابة، ويتوىل العمال مهام التنفيذ، إضافة إىل استخدام طرق دراسة تسند لإلدارة مهام التخطيط والتنظيم والرقالوقت واحلركة لتحديد أحسن طريقة ألداء العمل واستخدام احلوافز إلغراء العمال على تأدية العمل

.بالطريقة والسرعة املطلوبة

ورغم هذه كله تعرضت حركة اإلدارة العلمية إىل مجلة من االنتقادات من خالل نظرا لإلنسان على مع إعطائهم حوافز قليلة مقابل أرباح إنتاج كبرية، بل ....أنه جمرد آلة تعمل بصورة منتظمة ودقيقة وحمددة

املتطلبات األولية اليت إن إحدى " أكثر من ذلك فهو عبارة عن حيوان عامل كما يقول تايلور نفسه حيتاجها رجل يستطيع محل قطعة حديد كعمل عادي منظم أن يكون غبيا وباردا وأن مياثل الثور يف تكوينه

2." العقلي أكثر من شيء آخر

عالوة على هذا أمهلت اإلدارة العلمية أمهية إشراك العمال يف التخطيط وأمهية وجود النقابات العمالية .كيفية التخطيط العلمي الستغالل العمال دون مراعاة حقوقهم يف العمل واألرباحألا ركزت على

.28، ص1982علم االجتماع التنظيمي، دار الكتب اجلامعية، اإلسكندرية، : حممد علي حممد - 1 .127، ص2000اإليديولوجيا ونظرية التنظيم، دار املعرفة اجلامعية، اإلسكندرية، : سعيد مرسي بدر - 2

Page 41: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

37

): هنري فايول ( مدخل العملية اإلدارية .ب

ينادي مببادئ " هنري فايول"ينادي باإلدارة العلمية يف أمريكا كان " تايلور"يف الوقت الذي كان فيه ".اإلدارة العمومية والصناعية" كتابه الشهرياإلدارة العلمية يف فرنسا، فظهرت أفكاره بشك جلي يف

النشاط اإلداري مهم ألنه يتعلق بالتنبؤ والتنظيم والتنسيق وإصدار األوامر " ويقول فايول يف كتابه أن والرضا والسرور للعاملني ويكون مبثابة تشجيع هلم على العمل املنتج، كما أن الوظائف اإلدارية نشاط مميز

1." رىعن النشاطات األخ

وقد ركز فايول يف هذا املدخل على تقسيم العمل والفعالية التنظيمية من خالل خلق هيكل إداري تنظيمي متناسق ومنتظم ويفترض أنه ميكن السيطرة على السلوك اإلنساين من خالل العملية اإلدارية

بة وتنظيم وتوجيه من والقواعد واألوامر، أي تصميم حمكم ملختلف العمليات اإلدارية من ختطيط ورقا .خالل وضع ضوابط حمددة لألداء

وعليه أولت هذه النظرية اهتماما بالغا ملتغري اإلدارة واهليكل اإلداري نظرا للدور الذي يلعبه يف تنمية .قدرات ومهارات العاملني واملوظفني يف املنطقة

لة نوعية وهامة يف جمال اإلدارة، وقد وضع فايول أربعة عشر مبدءا مساه مبادئ التنظيم واليت تعترب نقواعتقد أن هذه املبادئ صاحلة وميكن تعميم تطبيقها على مجيع املواقف اإلدارية وهذه املبادئ جاءت على

:النحو التايل

ويقصد به مبدأ التخصص وتفتيت العملية اإلدارية إىل جزيئات يؤدي إىل :مبدأ تقسيم العمل )1 .سهولة تكوين وتدريب األفراد وتعلمهم للدور املنوط م بسرعة وبكفاءة عالية

.وهي ممارسة حق خيول لصاحبه إصدار األوامر :مبدأ املسؤولية والسلطة )2

.اونعين به إطاعة األوامر وتنفيذه :مبدأ النظام والضبط )3

.جيب أن يكون للمنظمة مدير إلداري واحد يلقي تعليماته للموظفني :مبدأ وحدة األمر )4

.ويعين به وجود رئيس واحد وخطة واحدة لتحقيق هدف واحد: مبدأ وحدة اهلدف والتوجيه )5

.29، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 1

Page 42: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

38

أي تغليب وتفضيل املصلحة العامة يف مجيع :مبدأ خضوع املصلحة الفردية للمصلحة الفردية )6 .األحوال

.أي مكافأة األفراد نظري ما بذلوه من جهد وذلك لرفع اإلنتاجية :عدالة العوائد مبدأ )7

ويعين ا تركز السلطات يف املستويات العليا وهي وحدها الكفيلة بإصدار : مبدأ املركزية )8 .التعليمات

.وهي التسلسل الرئاسي للسلطة من أعلى املراكز إىل أدناها :مبدأ تدرج السلطة )9

ويقصد به ترتيب األشياء واألفراد، أي كل شيء يف مكانه وكل فرد له دوره :بمبدأ الترتي )10 .ومكانه

.وهي املساواة بني العاملني بالقدر الذي يضمن الوالء واإلخالص للعمل واملنظمة :مبدأ املساواة )11

.وهي احملافظة على العاملني وذلك بتوفري الظروف املالئمة للعمل :مبدأ استقرار العمالة )12

ويقصد به تشجيع األفراد على املبادرة والتقدمي والتفكري واالقتراحات اليت تطور :مبدأ املبادرة )13 .العمل

البد للرئيس واملرؤوسني من التعاون والعمل على تنمية روح الفريق :مبدأ روح التعاون واالحتاد )14 .الواحد

إن .. ش املرء يف الظالم والفوضىيعي...بدون مبادئ"وخيتتم فايول مبادئه اإلدارية وأمهيتها قائال 1."ئك الذين يعرفون الطريق إليهااملبادئ هي املنارة اليت دي من يسترشد ا، ولن يستطيع ذلك إال أول

وقد ركزت أعمال فايول على ضرورة توفر عامل اخلربة والكفاءة الفنية يف املستويات والوظائف عدادا جيدا وتكوينهم وتدريبهم وتعليمهم على اكتساب مهارات اإلدارية واملراكز من خالل إعداد األفراد إ

جديدة مبا يتوافق مع الوظائف اليت يشغلوا من جهة، ومبا يتوافق وقدرام وخربام من جهة 2." الرجل املناسب يف املكان املناسب"أخرى،مؤكدا يف ذلك مقولة

.24، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 1 .37، ص2003اإلدارة العامة، دار اجلامعة اجلديد للنشر، مصر، ب ط، : حسني عثمان - 2

Page 43: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

39

اجلديدة، حيث كلما كان ةب املهارات الفنيكما دعم السياسات الرامية إىل التنمية والتطوير واكتسااألفراد مكونني ومدربني أكثر على أداء وظائفهم واعتمدوا على كفاءام وإبداعام كلما نقصت التكلفة

.وضياع الوقت وارتفعت نسبة اإلنتاج واإلنتاجية

:ئف اإلدارة وهيوقد وضع فايول من أجل حتقيق الوظيفة اإلدارية عناصر لإلدارة واليت اعتربها وظا

ويقصد به النظر إىل املستقبل، وتتضمن عملية التخطيط عنصرين مها التنبؤ ووضع : التخطيط )1 .اخلطة اليت جيب أن تتصف باملرونة، والدقة مع مراعاة اخلربة واملهارة

وهو إمداد املؤسسة بكل شيء يساعدها على تأدية وظيفتها بصورة سهلة مثل : التنظيم )2 .إخل...املال املادي والبشرياالتصاالت ورأس

وهي قيادة املدير أو الرئيس للمرؤوسني يف نطاق الوحدة وحتفيز جهود : القيادة والتحكم )3 .موظفيه حنو العمل ملصلحة املنشأة أو املؤسسة

.ويعين به حتقيق االنسجام بني كافة األقسام األساسية والفرعية ورفع الروح املعنوية :التنسيق )4

الكشف عما إذا كان كل شيء يسري وفقا للخطة املوضوعة، أي اإلشراف الدائم وهي : الرقابة )5 .الضعف واألخطاء وحىت تعمل املؤسسة على إصالحها طعلى تنفيذ األعمال بغية إظهار نقا

ومل تسلم نظرية فايول من النقد حبيث اعتربها البعض أا دف إىل تقطع الربح ألقصى حد ممكن ن أجل خدمة الرأمسالية من خالل استرتاف القوى العاملة ألقصى حد رغم تقدميها وبعبارة أخرى جاءت م .بعض التنازالت للعمال

كما يسميها البعض تشري إىل ةوخالصة القول فإن نظرية العملية اإلدارية أو حركة املبادئ التنظيميمسألة الكفاءة واخلربة واملهارة الالزم توفرها يف العمال واملدراء، إضافة إىل أمهية متغريات التدريب

.والتكوين والرضا يف احلفاظ على استقرار املؤسسة وبلوغ أهدافها املنشودة

:االجتاه اإلنساين .3

ت كرد فعل على االنتشار الواسع للنظرية اإلدارية وكيفية لقد تطور اجتاه أو حركة العالقات اإلنسانية ومنفإن العالقات اإلنسانية كانت مبثابة دعوة إىل تصحيح املبادئ واألفكار اليت رسخت يف انظرها إىل التنظيم، لذحبيث ركزت على التفاعل املباشر بني أفراد ) ماري باركر فوليت -جورج إلتون مايو(األذهان وأهم روادها

Page 44: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

40

وضرورة إتباع احلاجات النفسية واالجتماعية للعمال ) النواحي اإلنسانية يف اإلدارة(لعمل ومجاعات العملا .للوصول إىل الكفاءة العالية يف العمل ومستوى أداء رفيع وزيادة يف اإلنتاجية وفيما يلي أهم روادها

:1933-1868ماري باركر فوليت .أ

( يرجع العديد من علماء اإلدارة الفضل يف تأسيس حركة العالقات اإلنسانية إىل ماري بارك فوليتM.P.Follett (أن اإلدارة هي واليت اهتمت بدراسة النواحي اإلنسانية يف اإلدارة حيث كانت ترى "

د واموعة من جهة عملية اجتماعية، وأن التنظيم يعترب نظاما اجتماعيا يؤسس على احتياجات كل من الفر 1." واملشكالت اليت تواجه العالقات اإلنسانية من جهة أخرى

:وتتلخص األفكار األساسية لفوليت عن اإلدارة يف ستة نقاط هامة هي

:قانون التعارض والتكامل )1

ماري فوليت أن التعارض بني املصلحة الشخصية واملصلحة العامة أو التعارض بني مصاحل ترىالعمال ومصلحة صاحب العمل هو أمر طبيعي أو عملية طبيعية تسجل فيها القيم االجتماعية املختلفة

2. بغرض النفع لكل من يهمه األمر

يطرة على اآلخر سواء باإلقناع أو والسبب الرئيسي هلذا التعارض ناتج عن حماولة كل شخص السباإلكراه، وترى أيضا أنه يف أي موقف تعارض يلجأ الطرفان إىل طريقتني للحل، حل ينجح فيه طرف

" التعارض البناء"إال أنه ميكن االستفادة من على آخر، وحل آخر يضحي كل شخص منهما بشيء ما، 3". بالتكامل" نسميه بإجياد حل وسط ال يضحي فيه أي طرف بأي شيء وهذا ما

:قانون املوقف )2

تايلور و "ال تذكر فوليت أمهية األوامر من الرئيس إىل املرؤوس إلمتام األعمال حسب ما وصل إليه لكن ال ميكن أن تتم على خري وجه مبجرد إعطاء األوامر، فإذا تلقى املرؤوسون أوامر رؤسائهم، " فايول

ئاسي وتكون االجتاهات حنو معاداة الرئاسة، وميكن حل هذه كانت ردود أفعاهلم يف حدود النمط الر .املشكلة بني الرئيس واملرؤوسني بدراسة املوقف، وبذلك يصبح األمر مستمد من املوقف وليس الرئيس

:اخللط بني القوة والسلطة )3

.101، صابقمرجع س: صالح الدين معوض، حنان عبد احلليم رزق - 1 .38، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 2 .نفس الصفحة ،بقاسالرجع امل - 3

Page 45: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

41

تقول فوليت إن رجال اإلدارة خيلطون كثريا بني القوة والسلطة على أا شيء واحد وهذا غري حيح، فالسلطة مستمدة من الوظيفة وأي تفويض للسلطة ليس تفويض قوة، ومنه فاإلدارة ليست ص

مسألة حاكم وحمكوم وإمنا كل شخص له سلطة مستمدة من

الوظيفة اليت يشغلها، فالرئاسة ليست شخصية وإمنا طبيعة العمل ومقتضيات العمل فرضت هذه .العالقة

:املسؤولية امعة )4

املسؤولية ليست شخصية وإمنا مستمدة من الوظيفة وعلى هذا فإن وظيفة كل فرد ترى فوليت أن ليست منفصلة عن وظيفة اآلخر داخل اجلهاز الواحد واملسؤوليات كذلك ليست منفصلة عن مسؤوليات اآلخرين وإمنا جيب النظر إىل مدى مسامهة مسؤوليات كل وظيفة يف حتقيق األهداف

.الشاملة

:التنسيق التخطيط كنوع من )5

تقر فوليت على أن اخلطط واألوامر الواردة من أعلى لتنفيذها يف املستوى األدىن مآهلا الفشل فمن كل مستوى أثناء و قبل وضع اخلطة، أي أن التخطيط يأيت الضروري أن يكون هناك تنسيق بني دور .بواسطة كل املستويات مع التنسيق يف ذلك

:مهنة اإلدارة حتت التكوين )6

مهنة وليدة القرن العشرين ومن الضروري إرساء أسسها على قواعد "تقول فوليت أن اإلدارة 1." علمية مبنية على الدراسة املستمرة ألعمال املدراء

وعليه فإن فوليت ترى أن املؤسسة هي نظام اجتماعي تلعب فيه املشاعر والعواطف وقيم اجلماعة دة الفعالية التنظيمية وحتقيق الكفاية اإلنتاجية، كما أن املتغريات واحلاجات االجتماعية دورا هاما يف زيا

التنظيمية ال جيب النظر إليها يف ضوء القواعد الرمسية فقط وإمنا أيضا يف ضوء التفاعالت االجتماعية، الشيء قات السائدة على الذي يدفعنا إىل إقرار حقيقة مفادها أن حتقيق العالية التنظيمية يرتبط ال حمالة بطبيعة العال

2.مستوى اجلماعة واملؤسسة على حد السواء

:1949- 1880 إلتون مايو .ب

.39بق ، صاسالرجع امل - 1 .18، ص1999 إدارة املوارد البشرية، املكتب اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، ب ط،: حسن راوية - 2

Page 46: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

42

يعترب مايو من أوائل علماء االجتاه اإلنساين، وقد انطلقت أفكاره من جتاربه وأحباثه يف مصانع داري، األمريكية واليت تعترب مبثابة نقطة حتول يف الفكر اإل' ويسترن إليكتريك ' يف شركة ' هاوتورن'

.واستدعي بغية دراسة مشكلة تدين مستوى اإلنتاجية

وقد قام مايو بدراسة الظروف الفيزيقية للعمل بإجراء جتارب على العاملني يف الشركة وتوصل إىل إضافة إىل 1." بأمهية العالقات اإلنسانية واحلوافز املعنوية والتفاعالت غري الرمسية يف املؤسسة" حقائق تقر

.الصداقة وجو احلرية والشعور النفسي اجليد يف رفع األداء واإلنتاجيةتأثري جو

التغري يف املوقف ) ارتفاع األداء(كما رأى إلتون مايو أن من األسباب اليت تؤدي إىل ارتفاع اإلنتاجية تصنيع ال" االجتماعي للعمال والتغري يف مستو ى الرضا النفسي العمايل للعمل، وأمناط التداخل، ويعتقد أن

وأنه ميكن التخلص من 2 ." أدى إىل إنشاء الصراع يف اتمع والتقاليد الثقافية اليت تعزز التضامن االجتماعياملظاهر السلبية للعالقات اإلنتاجية الرأمسالية بواسطة تنظيم رشيد لإلدارة يهتم باجلوانب السيكولوجية لعمل

3. األفراد

:مدخل العالقات اإلنسانية عند مايو على جمموعة من املبادئ هي ويقوم

التنظيم هو عبارة عن تلك العالقات اليت تنشأ بني جمموعة من األفراد وليس وجود لعدد من األفراد )1 .منعزلني عن بعضهم

أن السلوك التنظيمي يتحقق وفقا لسلوك أفراد التنظيم، الذين يتأثرون هم بدورهم لضغوط )2 .اجتماعية مستمدة من العرف والتقاليد اليت تؤمن ا اجلماعة وتفرضها على أعضائها

أن القيادة اإلدارية تلعب دورا هاما يف التأثري على تكوين اجلماعات وتعديل تقاليدها مبا يتناسب )3 .وأهداف التنظيم وبالتايل حتقيق نوع من التقارب والتعاون بني التنظيمني الرمسي وغري الرمسي

أن التقارب يكون بإدماج التنظيم الرمسي وغري الرمسي وذلك بإشراك العمال يف مجيع املستويات يف )4 .عملية اإلدارة لتحقيق أهداف التنظيم

أن االتصاالت بني أجزاء التنظيم ليست مقتصرة على شبكة االتصاالت الرمسية وإمنا هناك شبكة )5 .لتأثري على سلوك العاملنياتصاالت غري رمسية قد تكون أكثر فعالية يف ا

1 - KAST.F: organisation and management and system approached MC geraw hill,1974 p81-82.

.17، صابقمرجع س: سعيد مرسي بدر - 2 .نفس الصفحة ،بقاسالرجع امل - 3

Page 47: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

43

كمية العمل اليت يؤديها العامل تتحدد وفقا لطاقته االجتماعية وأن " وقد اكتشف مايو وزمالؤه أن املكافآت واحلوافز غري االقتصادية تلعب دورا هاما يف حتفيز األفراد وأن التخصص الدقيق ليس هو أهم تنظيم

مل اإلنسان حبيث يصبح حمدودا وروتينيا ومبضي العامل ، وإن زيادة التخصص يؤثر على ع 1." كفاءة" ساعات طويلة يف نفس العمل األمر الذي يؤدي إىل امللل وبالتايل ينعكس ذلك على اإلنتاجية ويؤدي أيضا

التخصص إىل االنعزالية والوحدانية حبيث يصبح العمل فرديا ويقلل من قدرة اإلنسان على إدراك املشاكل 2." ختصصه وبالتايل تقل كفاءته مما يؤدي إىل اخنفاض األداء واإلنتاجيةاليت تقع خارج

وعليه ركز مايو من خالل جتاربه على جمموعة من العوامل تساعد اإلدارة واملؤسسة على رفع اإلنتاجية ار منهم حتديد فترات الراحة، مشاركة العمال يف اختاذ القرار بغية شعور اجلماعة باملسؤولية ألن القر" منها

3." وإليهم واختيار فترات الراحة بأنفسهم وبالتايل ارتفعت املعنويات وزاد اإلنتاج

وبصفة عامة فالنقاط األساسية اليت يدور حوهلا فكر إلتون مايو ومدرسة العالقات اإلنسانية هو إبراز االهتمام بالعاملني ومحايتهم تأثري اجلماعات غري الرمسية على العمل وإشباع احلاجات غري االقتصادية وإظهار

من املشرفني ومقاومتهم الضبط التنظيمي، وتشجيع اجلماعات االجتماعية يف العمل وتوفري القيادة .إخل...الدميقراطية

لكن ما يعاب على إلتون مايو ومدرسة العالقات اإلنسانية أا حاولت أن تتوصل إىل أحسن طريقة دراسة اجلانب اإلنساين يف العمل القائم على إشباع احلاجات النفسية ألداء األعمال من خالل االهتمام ب

واالجتماعية لألفراد، وهذا ما أدى ا إىل الوقوع يف خطأ كبري واملتمثل يف إمهال الظروف األخرى احمليطة .باملؤسسة من الداخل واخلارج

نها املغاالة الكبرية يف تقدير أمهية ومن هذا املنطلق تعرض إلتون مايو ومدرسته إىل كثري من االنتقادات مالعوامل النفسية واالجتماعية والروح املعنوية وخلق اجلو االجتماعي يف املؤسسة، إضافة إىل التركيز على التنظيم غري الرمسي وإمهال التنظيم الرمسي والصراع الذي يعترب عامل مهم يف املؤسسة، هذا ما أدى إىل تقدمي

ة عن التنظيم من خالل االهتمام بالعوامل النفسية واالجتماعية وتقزمي باقي العوامل نظرة عرجاء وغري شامل .األخرى

وخالصة القول فإن مايو وحركة العالقات اإلنسانية سعت إىل حتقيق احلاجات اإلنسانية ودعت إىل كما أولت ' ولتورن ها'تغيري منط اإلدارة من املركزية إىل اإلدارة باملشاركة وهذا ما استقيناه من جتارب

.95، ص1975تطور الفكر التنظيمي، وكالة املطبوعات، الكويت، : علي السلمي - 1 .93ص ،بقاسالرجع امل - 2 .279، ص1979املدخل إىل علم االجتماع املعاصر، منشأ املعارف، اإلسكندرية، : حممد إمساعيل قباري - 3

Page 48: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

44

االهتمام بأوضاع مجاعات العمل وفرص التدريب للعمال واجلانب اإلنساين للعمال ذلك أن مايو وزمالؤه الفرد كل متكامل حتكمه اعتبارات سيكولوجية معينة تفوق إىل حد كبري غريها من " توصلوا إىل أن

1." االعتبارات املادية األخرى

:األصول العلمية لإلدارة التربويةالسيكية أو تقييم عام للنظريات الك*

خاصة تتميز هذه النظريات بنوع من لإلدارة عامة واإلدارة التربوية من حتليلنا السابق لألصول العلمية .املثالية والطوباوية

وما ميكن أن يقال من خالل نظرة شاملة على هذه النظريات أا تشكل نسقا فكريا وهي ينبوع الفكر أو اإلدارة العامة، كما أن التنظيم اإلداري التربويةاإلداري الذي يرتوي منه كل باحث وكل مؤلف يف اإلدارة

.ناصر اليت اهتم ا أصحاب النظريات واملدارساليوم يف كثري من دول العامل ما هو إال حماولة لتطبيق املبادئ والع

فرغم تباينها إال أا سعت إىل دراسة وحتليل العالقات بني مكونات التنظيم واهتمت بدراسة تأثري املنظمات على سلوك األفراد وعملهم وحريتهم واعتمدت يف ذلك على جمموعة من املبادئ مثل تقسيم العمل،

إخل ...شراف، الرقابة، الكفاءة، الفعالية التنظيمية، التنظيم الرمسي وغري الرمسيوالتخصص، تسلسل السلطة، اإل .وذلك بغية الوصول إىل أكثر كفاءة وأداء ومرودية

وكانت البداية من االجتاه أو النظرية البريوقراطية ملاكس فيرب الذي ركز على مبدأ تقسيم العمل والتخصص .م إمهاله بعض املتغريات األخرى واليت تساهم أيضا يف حتقيق الفعاليةمن أجل حتقيق الفعالية والكفاءة، رغ

مث يأيت االجتاه اإلداري بقيادة تايلور وفايول، فتايلور يف نظريته اإلدارة العلمية ركز على دراسة احلركة اوية اهليكل والزمن، وعلى ضرورة تدريب وتكوين األفراد لرفع مستوى املهارة يف العمل، أما فايول فركز على ز

.اإلداري الرمسي وعوامل ترشيد السلوك اإلنساين للوصول إىل األهداف املرجوة

وأخريا االجتاه اإلنساين بقيادة فوليت ومايو حبيث ركزت فوليت على دور املؤسسة كنظام اجتماعي يف واجلو االجتماعي اجليد ) عيةنفسية واجتما(زيادة الكفاءة والفعالية، أما إلتون مايو فركز على احلاجات اإلنسانية

. يف املؤسسة وذلك لبلوغ أعلى املردوديات والكفاءات

1 - BRUNO LUSSATO : introduction critique aux théories d’organisation, punod paris, 2eme édition, 1974 p40.

Page 49: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

45

وجممل القول فإن هذه االجتاهات أولت االهتمام باإلدارة والكفاءة والفعالية واملردودية بصفة كبرية .وواسعة

فإا مهدت وعبدت وبالرغم من هذه النقائص اليت تشوب النظريات أو االجتاهات والعوامل اليت أمهلتها الطريق حنو قيام دراسات ونظريات حديثة ومتخصصة يف اإلدارة من خالل جتاوز األخطاء والنقائص اليت احتوا

.سابقتها

:ظريات احلديثة لإلدارة التربويةالن: ثانيا

نظريات علمية يف التعليمية واملدرسية حتليل اإلدارة وحماولة وضعالتربوية ولقد حاول العديد من دارسي اإلدارة دونالد هـ "و" بول مورت " اإلدارة، ولقد كان هلذه احملاوالت أثر يف حتقيق نوع من التقدم، فقد حاول كل من

حتت عنوان 1950البحث يف وظيفة اإلدارة يف دراسته عام " سيزر" وضع أسس لنظرية اإلدارة، كما حاول " روسطبيعة وأمهية اختاذ القرار يف " مفهوم الرجل اإلداري " يف كتابه " نسيمو"، واستحدث "طبيعة العملية اإلدارية"

.ونظرية علمية يف اإلدارة املدرسية" يعقوب جيتزلز " العملية اإلدارية كما وضع

وميكن القول بأن هذه اجلهود اليت بذلت كلها جهود متأثرة بأفكار رجال اإلدارة العامة والصناعية والذين سبق .وعليه سنتعرض إىل أبرز النظريات احلديثة يف اإلدارة املدرسية والتعليمية .ذكرهم من قبل

:نظرية اإلدارة كعملية اجتماعية .1

وهي من أكثر النظريات شهرة يف اإلدارة التعليمية، وتقوم هذه النظرية على أن املدرسة مؤسسة اجتماعية مدير املدرسة أو املعلم ال يتحدد إال من خالل عالقة يعدها اتمع وتساهم يف عملية التغيري االجتماعي، كما أن

كل منهما باآلخر وهذا يتطلب حتليال دقيقا علميا، اجتماعيا ونفسيا، انطالقا من طبيعة الشخصية اليت تقوم ذا 1.الدور

:وميكن توضيح النماذج التالية هلذه النظرية

:GETZELSمنوذج جيتزلز .أ

ا تسلسل هرمي للعالقات بني الرؤساء واملرؤوسني يف نظام اجتماعي نظر جيتزلز إىل اإلدارة على أمن أجل حتقيق أهداف هذا النظام، وهو يرى أن النظام االجتماعي للمؤسسة التعليمية يتكون من جانبني

.يؤثر كل منهما على اآلخر

.93، صابقمرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 1

Page 50: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

46

طة واآلداءات اجلانب األول هو الدور الذي تقوم به املؤسسة، أو ما يسمى مبجموعة املهام املتراب" على هذا اجلانب " جيتزلز "والسلوكات اليت يقوم ا األفراد حنو حتقيق أهداف وغايات النظام وأطلق

1". البعد التنظيمي واملعياري

واجلانب الثاين يتعلق باألفراد العاملني يف املؤسسة وشخصيام واحتياجام والنشاطات اليت يقومون وهذا ما ميثل البعد الشخصي يف النظام االجتماعي، مبعىن هل هم متساهلون، ا وطرق متايز آداءام

.متساحمون، يتسمون بالتعايل أم بالتعاون أم معنيون باالجناز وما إىل ذلك من أمور ميتازون ا

املؤسسات واألدوار : وقد مسي التفاعل الظاهر بالسلوك االجتماعي الذي هو وظيفة للعناصر األساسيةقعات وهي متثل البعد التنظيمي واملعياري يف النظام، واألفراد والشخصيات واحلاجات وهي متثل البعد والتو

الشخصي أو الرمزي للفعالية يف النظام االجتماعي، والعالقة بني مدير املدرسة واملعلم جيب أن ينظر إليها لنظريات استطاع كل واحد من جانب املدير من خالل حاجاته الشخصية واألهداف أيضا فإذا التقت ا

منهما أن يفهم اآلخر وأن يعمال بروح متعاونة بناءة، أما عندما ختتلف النظريات تكون العالقة بينهما على .غري ما يرام

ويرى جيتزلز أن األدوار اليت يقوم ا كل من النظام أو األفراد هي اجلوانب احلية الديناميكية للوظائف يتحدد دور كل منهم من خالل ما يسمى بتوقعات الدور وهي متثل الواجبات يف املؤسسة التعليمية، و

واملسؤوليات اليت حتدد مسبقا، ويلتزم ا كل من يشغل هذا الدور، وكل دور يستمد مكوناته من األدوار األخرى داخل النظام فاألدوار تكاملية مبعىن أنه من خالل حمصلة األدوار يتحقق اهلدف النهائي للنظام

2) . املؤسسة( االجتماعي

البد أن ينظر إليها من والتربوي كما أن حتديد مسؤوليات وواجبات كل وظيفة يف النظام التعليمي خالل البعدين الرئيسيني املكونني للنظام االجتماعي وحتما البعد التنظيمي والبعد الشخصي وهذا ما يتطلب

.حتليال علميا، اجتماعيا وسيكولوجيا

ما هو إال حصيلة تركيب معقد لعاملي الدور " جيتزلز " السلوك االجتماعي حسب وهذا :والشخصية، وقد قام بتصوير هذه العالقة يف الشكل التايل

البعد التنظيمي املعياري

51، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 1 .52، صابقسالرجع امل - 2

Page 51: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

47

توقعات دور مؤسسة

سلوك نظام تماعي اجتماعياج

فرد شخصية حاجات

.52بق صامرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع

:منوذج جوبا .ب

أن علم اإلدارة ميكن أن ينظر إليه على أنه علم إدارة السلوك البشري وأن " GUBAجوبا " يرى القيمة احلقيقية لنظرية اإلدارة كعملية اجتماعية تتمثل يف توضيح الواجب الرئيسي لرجل اإلدارة وهو القيام

لتنظيمية والقوى الشخصية وذلك من أجل القوى ا: بدور الوسيط بني جمموعة من القوى املوجهة للسلوك 1.إحداث سلوك فريد من الناحية التنظيمية ويف نفس الوقت حمقق للرضا النفسي

املركز الذي يشغله : وهنا ينظر جوبا إىل رجل اإلدارة على أنه ميارس قوة ديناميكية خيوهلا له مصدرانمتع ا، وحيظى رجل اإلدارة حبكم مركزه يف ارتباطه بالدور الذي ميارس، واملكانة الشخصية اليت يت

بالسلطة اليت خيوهلا له هذا املركز، وهذه السلطة ميكن أن ينظر إليها على أا رمسية ألا مفوضة إليه من 2. السلطات األعلى

ري من قدرة على التأثري، فإنه قوة غ هأما املصدر الثاين فهو القوة املتعلقة باملكانة الشخصية وما يصاحبرمسية وال ميكن تفويضها وكل رجال اإلدارة بال استثناء حيظون بالقوة الرمسية املخولة هلم، لكن ليس مجيعهم حيظون بقوة التأثري الشخصية، ورجل اإلدارة الذي يتمتع بالسلطة دون قوة التأثري يكون يف الواقع

سلطة وقوة التأثري معا ومها املصدران قد فقد نصف قوته اإلدارية، وينبغي على رجل اإلدارة أن يتمتع بال .التعليميةالتربوية األساسيان للقوة بالنسبة لرجل اإلدارة

53، صابقسالرجع امل - 1 .95، صابقمرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 2

Page 52: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

48

:نظرية تالكوت بارسونز .ج

يرى بارسونز أن أي تنظيم رمسي للهيكل اإلداري إمنا هو خيدم أهدافا حمددة هي يف الواقع جزء من .افه العامةالعام ويستخدمها اتمع لتحقيق أهد ياإلطار االجتماع

ويقوم التنظيم عند بارسونز على عدة متغريات وظيفية منها مبدأ تقسيم العمل، عملية اختاذ فالتنظيم موجود من أجل حتقيق هدف مميز ويكون ذلك يف إطار متبادل بني النسق األكرب . إخل...القرارات

اعي يتألف من أنساق فرعية واألنساق الفرعية األخرى حبيث انطلق من منطق هو أن التنظيم نسق اجتمإخل وأن هذا التنظيم يعد بدوره نسقا فرعيا يدخل يف إطار نسق ...خمتلفة كاجلماعات واألقسام واإلدارات

.اجتماعي أكرب وأمشل كاتمع ودراسة التنظيم ال ميكن عزهلا عن دراسة اتمع ككل

جتماعية لبد هلا أن حتقق أربعة أغراض ويرى بارسونز أن مجيع املنظمات االجتماعية أو األنساق االاملتطلبات " تساعدها على حل املشكالت اليت ميكن أن تعترضها وهذه املشكالت أطلق عليها بارسونز اسم

( اخلارجية ومها التكيف ةوقد حددها يف أربعة متطلبات اثنان منها يرتبطان بعالقة التنظيم بالبيئ" الوظيفية وحتقيق األهداف، واآلخران يرتبطان بعالقة التنظيم بالظروف الداخلية ومها التكامل والكمون، ) املواءمة

1. وعلى التنظيم بوصفه نسقا اجتماعيا أن يواجه هذه املتطلبات إذا ما أراد البقاء

الب احلقيقية للبيئة اخلارجية أما مطلب حتقيق فمطلب املواءمة يف التنظيم هو تكييف النظام االجتماعي للمطاألهداف فهو حشد املوارد التنظيمية وجتنيدها من أجل حتقيق أهداف التنظيم، ويرى أن جناح حتقيق األهداف يتوقف على مدى مالئمة الوسائل للغايات، أما مطلب التكامل فيشري إىل إرساء وتنظيم جمموعة من العالقات

ة حبيث تكفل التنسيق بينهم وتوحدهم، وأخريا مطلب الكمون والذي يشري إىل مدى مالئمة بني أعضاء املنظمالظروف السائدة يف األنساق الفرعية مع الظروف السائدة يف النسق األكرب أي حماولة التنظيم احلفاظ على

2. استمرار حوافزه وإطاره الثقايف

التركيب اهلرمي للمنظمات وهي املستوى الفين، كما مييز بارسونز بني ثالث مستويات أو أنساق يف :اإلداري و النظامي أو املؤسسايت

رس واملوجهني الفنيني يف فاملستوى الفين هو جمموعة األنشطة والواجبات واألعمال الفنية كاملعلمني يف املدا 3.الوزارة

.74، ص1983، 4النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم، دار املعارف، اإلسكندرية، ط: السيد احلسيين - 1 .182، صابقمرجع س: جودت عزت عطوي - 2 .54، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 3

Page 53: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

49

والتوجيه، أي النسق الذي ةأما املستوى اإلداري فهو ذلك النسق الذي يقو بالعمليات كالتخطيط والرقاب .يقوم بالوساطة بني خمتلف أقسام األجهزة اإلدارية

.أما املستوى النظامي فهو ما يهتم بالنظام االجتماعي اخلارجي

ويذكر بارسونز أن العالقة بني هذه املستويات ليست بالضرورة عالقة تسلطية وإمنا هي عالقة متبادلة .انفصاال واضحا يف التسلسل اهلرمي للسلطة واملسؤوليات ومتداخلة باستمرار، غري أنه هناك

وجممل القول فإن بارسونز كان وظيفيا وفسر بقاء املنظمات باستمرار مظاهر التكامل والتوازن يف التنظيم، وهذا ما أدى به إىل إغفال دراسة الصراع ورغم ذلك تبقى نظريته جمرد إطار نظري حتظى بأمهية كبرية، ذلك أن

.يمات اإلدارية ال تعمل يف فراغ وإمنا أوساط وبيئات اجتماعية تؤثر فيها وتتأثر االتنظ

:نظرية اإلدارة كعملية اختاذ القرار .2

يعترب القرار العملية اإلدارية واحملور الذي تدور حوله كل اجلوانب األخرى للتنظيم اإلداري، وهذه النظرية رارات أساسا له، وبفضلها ميكن اختاذ القرارات الرشيدة وذلك قدمي تصورا عاما يتخذ من مفهوم اختاذ الق

الذي تناول كيفية بناء التنظيم ووضع األسلوب الذي تسري عليه عملية العمل، " هربرت سيمون " بزعامة حلل " Alternatien"وكيفية حتقيق األهداف بفعالية وكفاءة عن طريق االختيار بني البدائل املتاحة

حيدد التنظيم لكل شخص نوع القرارات اليت "املشكالت اليت تواجه أهداف املؤسسة، حبيث من الضروري أن 1." يتعني عليه اختاذها

إن اختاذ القرارات قلب اإلدارة، وأن مفاهيم نظرية اإلدارة جيب أن تكون مستمدة من " ويقول سيمون 2." منطق وسيكولوجية االختيار اإلنساين

والواقع أم احلاجة إىل عمل القرارات موجودة يف املنظمات اإلدارية، وهي عملية يواجهها دائما رجال التعليمية، فاملدراء التربوية واإلدارة على اختالف أنواعهم ومسؤوليام، ويصدق هذا أيضا على اإلدارة

ات هلا أثرها على العملية التربوية، وهي واملفتشون والنظار واملعلمون وغريهم يقومون حبكم وظائفهم باختاذ قرارقرارات ال حصر هلا يف اإلدارة التعليمية، إال أنه جيب أن منيز بني هذه القرارات فبعضها يتعلق باحملتوى أو املادة

.وبعضها اآلخر متعلق بالطريقة

.137، صابقالسيد احلسيين، مرجع س - 1 .55، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 2

Page 54: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

50

مية ومدى حتقق هذه الربامج فيما يتعلق باملادة أو احملتوى فيمكن متثيله ببناء وتنظيم املناهج والربامج التعلي 1. واملشروعات لألغراض املنشودة من التربية

وأما فيما يتعلق بالطريقة فيتمثل يف كيفية اختيار الطريقة اليت تسمح لواضعي املناهج بإشراك غريهم معهم .يف اختاذ القرار

ث أن نوع القرار املتخذ يتأثر وتعترب عملية اختاذ القرار هي حجر الزاوية يف إدارة أي مؤسسة تعليمية، حبياألساس الذي يقوم عليه القرار اجليد، والوسط احمليط باختاذ القرار، والنواحي : بصورة كبرية بعوامل منها

السيكولوجية ملتخذ القرار وتوقيت القرار وهدفه والطريقة اليت يتم ا توصيل القرار واشتراك املعنيني بالقرار أو 2. من يشملهم

عملية اختاذ القرار إىل قمتها بتغليب أحد االحتماالت واختياره على أنه أنسب االحتماالت من وتصل حيث النتائج والكفاية، حيث تبدأ عملية اختاذ القار مبرحلة التنفيذ بتسخري كامل اإلمكانيات والوسائل املادية

.ن التنسيق واالتصال والبشرية مع وضع الضمانات الالزمة الستمرار الربنامج أو القرار وضما

مث أخريا تأيت مرحلة التقييم من حيث تقييم القرار املتخذ على املدى القصري والبعيد مع االهتمام بالدروس .املستفادة

وعملية اختاذ القرار الرشيد تكمن يف تصور رجل اإلدارة لنفسه كضابط لعملية اختاذ القرار ال كصانع وبذلك تكون قراراته أكثر فعالية، وكلما زادت اآلراء بإشراك اجلماعة يف اختاذ للقرارات يف املؤسسة التعليمية،

القرار كلما كان القرار أقرب إىل الصواب، وكانت اجلماعة أقدر على فهم مغزاه وهدفه وأكثر تأكيدا له .وحتمسا لتنفيذه

يف كافة التنظيمات وخالصة القول فإن سيمون يعترب اإلدارة يف هذه النظرية نوعا من السلوك يوجد 3. اإلنسانية وهو عملية للتوجيه والسيطرة على النشاط االجتماعي

وظيفة اإلدارة عي تنمية وتنظيم عملية اختاذ القرارات بطريقة مناسبة وكفاءة عالية بغية القضاء على ولكفاية اإلنتاجية، والتركيز وذلك بالتركيز واالهتمام بالعوامل الفنية املرتبطة با) حبوث ( الفجوة يف التنظيمات

.على العمليات االجتماعية والنفسية

:نظرية اإلدارة كوظائف ومكونات .3

. .، نفس الصفحةابقسالرجع امل - 1 .63، ص2002السياسات التعليمية وصنع القرارات، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، اإلسكندرية : : عبد اجلواد بكر - 2 .96، صابقمرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 3

Page 55: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

51

دراسة واسعة ونشر كتابه ل الذين درسوا اإلدارة التعليميةو املدرسية من أوائ" searrsسريز " يعترب حلل فيه العملية اإلدارية 1950عام " the nature of administrative process" املعروف باسم

.التخطيط، والتنظيم، والتوجيه، والتنسيق، والرقابة: إىل عدة وظائف أساسية هي

واألساس الذي تقوم عليه نظرية سريز هو أن طبيعة اإلدارة مستمدة من طبيعة الوظائف والفعاليات اليت ن سبقوه من العاملني يف إدارة احلكومة وإدارة األعمال تقوم ا، ويسري سريز إىل تأثري تفكريه بدرجة كبرية مب

."إخل...فايول وتايلور" ويف مقدمتهم

ولعل أهم ما ساهم به سريز هو حماولة التوفيق بني ما تعلمه عن هؤالء مجيعا وبني معرفته مبيدان التربية .وحماولته تطبيق مبادئ اإلدارة يف امليادين األخرى على اإلدارة التعليمية

وعند حتليل الوظائف حسب سريز ميكن الكشف عن طبيعة العمل اإلداري يف امليادين املختلفة إذ أن الوظائف نفسها هي ما يقوم به اإلداري، ففي عملية التخطيط حيتاج اإلداري إىل وضع التصورات ملا حيتاج

االعتبار طبيعة األهداف القيام به ودراسة الظروف استعدادا الختاذ قرارات ناجحة وعملية، تأخذ بعني 1.واإلمكانيات املتوفرة لتحقيقها، والعقبات اليت تعترض التقدم حنو األهداف وموقف العاملني منها

كما أن التنظيم حيتاج إىل وضع القوانني واألنظمة والتعليمات على صورة ترتيبات يف املوارد البشرية وة، أما يف عملية التوجيه فاإلداري ينشط إجراءات التنفيذ واملادية، مبا يسهل عمليات تنفيذ األهداف املرج

.بالتوفيق بني السلطة وطبيعة العمل

ال ازدواجية فيه ويف عملية التنسيق حيتاج اإلداري إىل جعل عناصر التنظيم وعملياته تسري بشكل متكاملكانيات املتوفرة، ويف حدود وال تناقض، حبيث توجه اجلهود بشكل رشيد حنو األهداف املرسومة يف نطاق اإلم

ما تسمح به القوى االجتماعية واالقتصادية والسياسية والثقافية يف بيئة التنظيم، أما الرقابة فهي متابعة مباشرة أو 2. غري مباشرة للمؤسسة لتقييم نظام عملها، ومدى جدواه على ضوء األهداف املنتظرة منها

سواءاواليت تذهب إىل القول بأن اإلدارة " HALPIN نظرية هالبني" وتندرج ضمن هذه النظرية :كانت يف التربية أو الصناعة تتضمن أربعة مكونات كحد أدىن وهي

.وهو كيان التنظيم اإلداري: العمل .أ

..98، صابقسالرجع امل - 1 .76، ص1999اإلدارة التعليمية، مفاهيم وآفاق، دار وائل للنشر، عمان : هاين الطويل - 2

Page 56: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

52

وتتميز يف اتمعات احلديثة بتوصيف الوظائف وحتديدها وتفويض السلطات : املنظمة الرمسية .ب 1. واملسؤوليات وإقامة نوع من التنظيم اهلرمي للسلطة

.وهم األفراد املنوط م العمل يف املنظمة: جمموعة األفراد العاملني .ج

.وهو املنوط إليه توجيه املنظمة من أجل حتقيق أهدافها: القائد .د

نظرية األبعاد الثالثة من اجلهود املبكرة يف ميدان النظرية اإلدارية وقد منت من خالل أعمال كما تعترب أ ، حبيث حتاول هذه النظرية تفسري الظاهرة اإلدارية على أساس .م.الربنامج التعاوين يف اإلدارة التعليمية بالو

التعليمية أي ما يعرف التربوية و جل اإلدارة تصنيفي منتظم من خالل فهم مهارات األداء املطلوبة اليت تقوم ا رمبحتوى الوظيفة، إضافة إىل معرفة طبيعة الشخص الذي يقوم بأداء هذه املهارات اإلدارية وأخريا معرفة الوسط

.االجتماعي الذي ميكن أن متارس فيه هذه املهارات

:وتتشكل هذه النظرية من ثالثة عوامل هي

إىل أن هناك ثالثة عوامل حتدد الوظيفة هي احملتوى والعملية والتتابع تذهب هذه النظرية : الوظيفة .أ :الزمين، فمن حيث حمتوى الوظيفة يف اإلدارة التعليمية هناك ثالثة جوانب تقوم عليها هي

.حتسني الفرص التعليمية − .توفري وتطوير األموال والتسهيالت الضرورية − .احلفاظ على وجود عالقة فعالة مع اتمع −

.الضرورة والكفاءة: ذه اجلوانب األربعة حملتوى الوظيفة معايري مهاوهل

:أما فيما يتعلق بعملية الوظيفة وعالقتها بعمل رجل اإلدارة فتقدم لنا النظرية أربعة أبعاد هي

.تعمل املشكلة ودراسة جوانبها − .فهم مدى ارتباط املشكلة باتمع وأفراده − .اختاذ القرارات − .لقراراتتنفيذ ومراجعة ا −

.58، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 1

Page 57: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

53

وهذه األبعاد املختلفة للعملية حتدث وفق ترتيب زمين معني ميكن تصنيفه إىل ماضي وحاضر مستمر .ومستقبل

وأول جانب يف هذا البعد هو طاقة رجل اإلدارة ويقصد ا طاقته اجلسمية والعقلية : رجل اإلدارة .ب من مجيع البيانات واالعتبارات والتنبؤ والعاطفية، وثانيها سلوكه من حيث دراسته للمشكلة وما يرتبط ا

.واملراجعة، وثالثها هو التتابع الزمين بنفس الطريقة السابقة

ويقصد به العوامل والضغوط االجتماعية اليت حتدد الوظيفة وتؤثر على تفكري رجل : اجلو االجتماعي .ج د األول أي احملتوى والعملية اإلدارة وسلوكه، وهلذا البعد الثالث من النظرية نفس اجلوانب الثالثة للبع

.والتتابع الزمين

فبالنسبة للمحتوى فيتركب اجلو االجتماعي من اإلمكانات والطاقات املادية والتكنولوجية والبشرية 1وكذلك األنظمة االجتماعية وأساليب التفكري والعادات واملعتقدات والقيم االجتماعية

من حيث العملية فهي تتضمن االستمرار والثبات واحلداثة واالختالف والتقرير واالئتالف أما .والضغوط والتوتر

وبالنسبة للتتابع الزمين فهناك تقاليد املاضي البعيد واملاضي القريب واحلاضر واملستقبل القريب .واملستقبل البعيد

منوذج منطقي متماسك وهي تقدم خطة : " و أايف هذه النظرية ه" جريفث " وخالصة القول ما يقوله 2." ميكن على أساسها مناقشة السلوك اإلداري

:نظرية العالقات اإلنسانية .4

ركزت هذه النظرية على أمهية العالقات اإلنسانية يف العمل، فهي تم برضا العاملني وسعادم واالستماع وهذه النظرية تؤمن بأن السلطة يف املؤسسة ليست اجليد ملالحظام عن العمل وعن أوضاعهم الشخصية،

موروثة يف القائد التربوي وال هي نابعة من القائد ألتباعه يف املدرسة، فالسلطة يف القائد نظرية وهو يكتسبها من ومن ضمن مسؤوليات مدير املدرسة، يتعرف أتباعه من خالل إدراكهم للمؤهالت اليت ميتلكها هذا القائد،

.60، صابقمرجع س: إبراهيم عصمت مطاوع - 1 .، نفس الصفحةابقسالرجع امل - 2

Page 58: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

54

ل حاجات املدرسني والتالميذ وليقدر أمهية التوفيق بني حاجات املدرسني والتالميذ وحاجات ويفهم وحيل 1. املدرسة

وال يقصد أصحاب هذه النظرية أن ينخرط اإلداري يف عالقات شخصية مباشرة مع العاملني حبيث ال الة تتشتت بعيدا عن اهلدف تكون هناك مسافات تفصل بني اإلداري واملرؤوسني، ألن جهود اإلداري يف هذه احل

اإلنتاجي للمؤسسة، لكن ما يتوخاه أصحاب النظرية هو مراعاة األبعاد النفسية واالجتماعية اليت جتعل العاملني يؤدون دورهم بدون اللجوء للمراوغة ومقاومة السلطة، ألن العاملني يتطلعون دائما إىل نوع من الفهم املشترك

2. حتها أن تنظر يف شأم بعناية مثلما تويل متطلبات العمل عنايتهاجيعل السلطة تشعرهم بأن مصل

كما أن املرؤوسني الذين ال يكون أمامهم صعوبات يف العمل، تقل لديهم األخطاء اليت يرتكبوا، وتزداد وجوه التكامل بني عملهم وأعمال الفريق، وحيافظون على التعاون مع األقران دعما الستمرارية املؤسسة

3. جناحها، وذا يتم ضمان احملافظة على األوضاع القائمة اليت يرتاح هلا اجلميعو

:نظرية املنظمات .5

التنظيمات الرمسية وغري الرمسية نظاما اجتماعيا كليا يف نظرية التنظيم ومن خالل النظام تكون اإلدارة تعترب .أحيانا عامال يزيد أو ينقص من التعاون بني أعضاء اموعات واملؤسسات أو املنظمة املدرسة

ملتناسقة ألعضائه، كما هو عبارة عن تكوين إنساين يتوقف جناحه على األعمال ا" ويعرف التنظيم على أنه عبارة عن نظام متكامل ومتوازن داخليا، يقوم على أساس جمموعة من األنشطة الرئيسية كاالختيار والتكوين

4." إخل علما أن تلك األنشطة كلها مكملة لبعضها البعض...واالتصال واإلشرافالتنظيم هي حماولة ملساعدة اإلداري ليحلل مشاكل املنظمة من خالل إرشاده يف خطته وقدراته فنظرية

فهي 5. اإلدارية، كذلك تساعده ليكون أكثر حساسية لفهم اموعات الرمسية وغري الرمسية اليت هلا عالقة اليها من خالل وسائل وأساليب تفترض أن النظم االجتماعية منظومات هرمية حيقق إداريوها أهدافا متفق ع

.41، ص2004تطوير اإلدارة املدرسية، دار الثقافة، عمان، : عبد الفتاح اخلواجا - 1 .96، صابقمرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 2 .25، ص2001اإلدارة التربوية املعاصرة، دار الفكر للطباعة والنشر، عمان، : سلطي عريفجسامي - 3 .139، صابقمرجع س: علي السلمي - 4 .42، صابقمرجع س: عبد الفتاح اخلواجا - 5

Page 59: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

55

منطقية، فالنماذج الرمسية تعد يف املؤسسات نظما تتألف من جمموعة من األجزاء املتفاعلة ضمن إطار من التكامل 1.والتناغم

:نظرية القيادة .6

وتنطوي 2."هي تأثري فرد على اموعة لتحقيق أهداف حمددة للمجموعة أو املنظمة" إن القيادة يف تعريفها :لقيادة على ثالثة نقاط أساسية هيا

القيادة عملية أساسها التأثري اإلجيايب اموعة، وينبع التأثري من شعور إجيايب باحلث واالحترام − .واإلعجاب بالقائد بغض النظر عن سلطته الرمسية

.البد من وجود أهداف حمددة يعمل على أساسها القائد ويؤثر يف مرؤوسيه لتحقيقها − . القائد واملرؤوس عالقة متبادلة، فكالمها يؤثر على سلوك اآلخرالعالقة بني −

والقيادة التربوية للمؤسسة التعليمية تعترب من األمور اهلامة بالنسبة للمجتمع عامة واإلدارة التعليمية بساطة امتالك ة بصفة خاصة، نظرا لعالقتهما املباشرة بأولياء األمور واملدرسني والطلبة، والقيادة ليست بيواملدرس

3.جمموعة من صفات احتياجات مشتركة، ولكنها عالقة عمل بني أعضاء املدرسة أو املؤسسة التربوية

على بلوغ اهلدف وميكن القول أن هذه النظرية تقترب من أفكار نظرية العالقات اإلنسانية يف كوا ترتكز 4. الطبيعي لإلنسان

:نظرية الدور .7

بينهم، يلألدوار تأثري يف سلوكات األفراد ويف طريقة تواصلهم والتفاعل الدينامك إن ملعايري اجلماعة وبناءوكذلك على قيادم ومفهوم السلطة فيها واليت ميكن أن يكون لتباين توقعات أفراد النظام حوهلا أثر يف وقوع

هتمام اإلداريني نوع من الصراع داخل النظام الذي ينشط فيه اجلماعة، وإن هذه األمور جيب أن حتظى باوعنايتهم وأن يطوروا إدراكا عميقا هلا حىت يكون لديهم القدرة على التعامل الفاعل معها، كي تسود املنظمات

5. أجواء عمل صحية تتحقق عربها أهداف النظام

.97، صابقمرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 1 .336، ص2003ديدة، اإلسكندرية السلوك التنظيمي، دار اجلامعة اجل: حممد سعيد أنور سلطان - 2 . 98، صابقمرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 3 .46، صابقمرجع س: عبد الفتاح اخلواجا - 4 .80، ص1977، دار وائل للنشر، عمان 2، ط) سلوك األفراد واجلماعات يف التنظيم( اإلدارة التربوية والسلوك التنظيمي : هاين الطويل - 5

Page 60: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

56

فلو افترضنا أن مدير املدرسة خيطط لتكوين فريق رياضي ملدرسته فمن يكلف ذه املسؤولية، وإذا كلف مدرسي التربية الرياضية لذلك ومل يستطع أن ينجح يف تكوين الفريق املناسب، ماذا يفعل مدير املدرسة؟ أحد

وما موقف بقية مدرسي التربية الرياضية؟ هل يشاورهم كجماعة فرمبا سيحدث تصادم يف الرأي، وعليه يف مثل درسة وكذلك توقعات اجلماعة اليت هذه احلاالت أن يعرف مدير املدرسة الدور املتوقع من كل مدرس يف امل

.ينتمون إليها، مع مراعاة توقعات ومتطلبات املدرسة بشكل عام

ومنه تم هذه النظرية بوصف وفهم جانب السلوك اإلنساين املعقد يف املؤسسات التعليمية، وجيب على لكل مدرس ويتخذ املدير أو اإلداري أن يويل االهتمام خاصة للمهارات والقدرات واحلاجات الشخصية

اإلجراءات ما يعزز وسائل االتصال بينهم وبني طبيعتهم اجتماعيا، وتنمية معلومام حىت يكون دور كل واحد 1. منهم إجيابيا ومساعدا وفعاال على حتقيق هدف املدرسة

:نظمنظرية ال .8

Vonفون بري تالنفي " يرجع الفضل يف تأسيس النظرية العامة يف أوائل اخلمسينيات إىل العامل البيولوجي Ber Talanffy " والذي وضع األسس واخلطوط العامة هلذه النظرية كسبيل لتحقيق وحدة العلم والقضاء

م وميادين البحث املختلفة، وأسلوب النظم يف اإلدارة يشري إىل عملية تطبيق على التشتت الواضع بني العلو . التعليمية واملدرسيةالتربوية والتفكري العلمي يف حل املشكالت اإلدارية، واليت من بينها علم اإلدارة

ظواهر املعقدة وتفسر هذه النظرية النظم املختلفة بأا تتكون من تركيبات منطقية بواسطة حتليلها تفسر الأو يف املنظمات أو املؤسسات يف قالب كمي بالرغم من أن البحوث التطبيقية املتعلقة بالتغري يف املواقف

2. الدراسات االجتماعية تكون أحيانا غري عملية أو غري دقيقة

كما تقوم هذه النظرية على أساس أن أي تنظيم ما اجتماعي أو بيولوجي أو علمي جيب أن ينظر إليه من : خالل مدخالته وعملياته وخمرجاته، فاألنظمة التربوية تتألف من عوامل وعناصر متداخلة متصلة مباشرة تشمل

ودافع النظام والعاملني فيه، طريقة بنائه أفراد النظام، مجاعته الرمسية وغري الرمسية، االجتاهات السائدة فيه، 3. الرمسي، التفاعالت اليت حتدث بني تركيباته ومراكزها، والسلطة اليت يشتمل عليها

وتنظر هذه النظرية إىل املنظمات على أساس أا أنظمة مفتوحة ونشطة يف تفاعلها مع البيئات احمليطة ا نظم يف املنظمات ونظرية النظم هي عبارة عن آلية تتكون من أول من طبق نظرية ال" كاتزوخان " ويعد

.47، صابقمرجع س: اخلواجاعبد الفتاح - 1 .99، صابقمرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 2 .94، صابقاإلدارة التربوية والسلوك التنظيمي، مرجع س: هاين الطويل - 3

Page 61: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

57

من العناصر تكون متفاعلة مع بعضها، النظم بأا جمموعة" بري تالنفي " مدخالت وعمليات وخمرجات ويعرف النظام بأنه ترتيب األجزاء ذات عالقة متبادلة، أي أن النظام يشري إىل االعتمادية املتبادلة " هانا " ويعرف

1. االتصال املتبادل والعالقة املتبادلة موعة من العناصر يف وحدة متكاملة، وهذا يدل على األنظمة املفتوحةو

كما أثرت نظرية النظم يف الفكر اإلداري املعاصر بعدة حقائق ساعدت على تطور علم اإلدارة ولعل أهم :هذه احلقائق

ارتباطا وثيقا باملناخ الذي توجد فيه، وهذا االرتباط يفسر أن الظاهرة اليت تتخذ شكل النظام ترتبط .أ .كثريا من سلوك تلك الظاهرة

.إن املخرجات ما هي إال نتيجة حتمية لنوعية كفاءة املدخالت واألنشطة بالنظام .ب إن كفاءة األنشطة ومستوى العمليات اليت ميارسها النظام يتأثر إىل حد كبري جبدوى املدخالت .ج

.ووفراملدخالت ميكن أن ينتج عنها خمرجات متباينة املستوى واجلودة وذلك تبعا لتباين كفاءة وفعالية إن ا .د

.األنشطةإن من يتحقق عن النظام من خمرجات يعود ليؤثر يف قدرته على استقطاب مدخالت جديدة كما يؤثر .ه

2. يف أنواع األنشطة اليت يقوم ا ومستواها

نظر إليه بصورة كلية ومشولية حىت ميكن فهم العالقات املتبادلة والتأثري بني وعليه عند حتليل النظام جيب ال 3. أجزائه املختلفة

وترجع نشأة أسلوب حتليل النظم إىل ما بعد احلرب العاملية الثانية عندما استخدم اجليش األمريكي ما عرف مام به يف التعليم واإلدارة التربوية بدأ ومنه انتقل إىل ميادين األخرى، بيد أن االهت" حبوث العمليات " باسم

" بولدنج " بصورة واضحة مؤخرا أي منذ العقد السادس للقرن العشرين وكان ذلك على يد عامل االقتصاد األمريكية واليت استعانت به حلل املشكالت اإلدارية يف " راند " إضافة إىل مؤسسة " بكلي " وعامل االجتماع

.نوعية والكفاية يف التعليم التربية والوصول إىل ال

كما أن تزايد االهتمام بالتعليم ونظمه من جهة واالهتمام باقتصاديات التعليم من جهة أخرى أجرب نظرية النظم على طرح أسلوب يف التعامل ينطلق عرب الوحدات واألقسام وكل النظم الفرعية املكونة للنظام الواحد،

1. ظام أكرب من جمموعة من األجزاءوكذلك عرب النظم املزاملة له، فالن

.100، صابقمرجع س: واصل مجيل املومين - 1 .106، صابقمرجع س: صالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احلليم رزق - 2 .بق نفس الصفحةاسالرجع امل - 3

Page 62: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

58

وجممل القول فإن نظرية النظم نظرت إىل اإلدارة التعليمية على أا شبكة من النظم الفرعية املترابطة كل منها يعمل على تنفيذ جزء من الواجب الكلي يف حتويل املدخالت إىل خمرجات، كما اعتربت اإلدارة التعليمية

ارد املتوفرة من أموال وأفراد إىل خمرجات مرتبطة باألهداف التربوية للمجتمع، كما عبارة عن نظام يترجم املوساعدا على ختطيط سياستها واختاذ قراراته ووضع ميزانيتها وتوزيع مسؤولياا تعلى األفراد بالشكل الذي يرفع

.ملرجوةوحيسن أداءهم ويطور خربام من أجل حتقيق أهداف التعليم واإلدارة التعليمية ا

:نظرية التبادل يف تقرير القيادة .9

ميكن استخدام هذه النظرية لتفسري مىت يستطيع الفرد أن يتخذ القرار، وميارس القيادة، وعليه فالفرد داخل اموعة يفترض أن يفكر باملردود الذي سيناله إذا ما اختذ موقفا قياديا يف مشكلة أو حالة ما مث ينظر إىل ما

احتمال فقدان اجلماعة له أو فشل احلل الذي قدمه، وبذل مزيد من اجلهد واملسؤولية اليت سيكلفه ذلك منإخل مث يقارن املردود بالتكاليف لتربير قيامه بالقيادة أم ال من خالل طرح الكلفة من املردود ملعرفة ...يتحملها

أو سلبيته، حيث سيعتمد قراره على مستوى املقارنة الذي يساعده يف حتديد خرباته الناجحة همدى إجيابيت 2. السابقة لتربير قيامه بالقيادة

ويتسم سلوك املرؤوسني يف النظام االجتماعي بنفس األسلوب حيث يتوخى مردودا عادال إذ يقوم مبقارنة ه بالقيادة بأوضاع مماثلة يف املاضي لتقرير فيما أنه سيبقى املردود بالكلفة ويدرس مؤهالت القائد ومدى جناح

.تابعا بدال من أن يقود اموعة

:نظرية احلاجات .10

تقدمي نظرية عامة لتفسري الدافعية لدى األفراد ويعتربهم احلاجات الذي " أبراهام ماسلو " حاول عامل النفس الدافعة للناس لالنضمام للمنظمات واملؤسسات اإلدارية وضعه أساس نظريات الدافع اإلنساين، كما يرى أن القوة من احلاجات، وتشكل تلك احلاجات على شكل هرم وبقائهم فيها وعملهم باجتاه أهدافها هي يف احلقيقة سلسلة

أو الفسيولوجية، فإذا ما أشبعت حاجته بدأ يفكر حباجة أخرى أعلى يريد تشكل قاعدته حاجات الفرد الطبيعية 3. اعها يف سلم هرم احلاجات، وهكذا يستمر االجتاه إىل أعلى الفرد إشب

تصنف احلاجات إىل أنواع ميكن ترتيبها يف تدرج هرمي يبدأ يف قاعدته باحلاجات " ماسلو"ووفقا لنظرية :الفسيولوجية وينتهي يف القمة باحلاجات ذات املستوى األعلى كما هو موضح يف الشكل التايل

.84ص ،بقااإلدارة التعليمية، مفاهيم وآفاق، مرجع س: هاين الطويل - 1 .103ص ،بقامرجع س: واصل مجيل حسني املومين - 2 .103ص ،بقاسالرجع امل - 3

Page 63: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

59

)(اسلو تصنيف احلاجات عند م

حاجات حتقيق الذات حاجات التقدير حاجات اجتماعية حاجات األمن حاجات فسيولوجية

فاحلاجات الفسيولوجية تتمثل يف احلاجات األساسية والضرورية لبقاء اإلنسان كالطعام واملاء والنوم −احلاجات بالنسبة للعمال تتمثل يف األجور، احلوافز املادية إخل وبالتطبيق على املؤسسة فإن هذه ...واجلنس واهلواء

.إخل...بأنواعها، االستراحة

احلاجة لألمن والضمان الفسيولوجي واملايل ويقابلها يف املؤسسة حاجات العمال إىل األمان الوظيفي − .إخل...واحلاجة للحصول على معاش اية العمل واحلماية ضد اإلصابات وحوادث العمل

جة إىل االنتماء وهي احلاجات الالزمة لتحقيق التفاعل االجتماعي كاحلب، االنتماء االجتماعي تقبل احلا −اآلخرين، وبالتطبيق على املؤسسات فإن هذا النوع من احلاجات يكمن يف حاجة العمال لالنتماء إىل اجلماعات

.قاتالرمسية وغري الرمسية واالنتماء والوالء للمؤسسة وتكوين عالقات وصدا

احلاجة لالحترام والتقدير، وتضم احلاجات املتعلقة بالشعور بالكفاءة واجلدارة والقوة والثقة بالنفس −ويقابلها يف املؤسسة توافر الفرص للفرد للقيم بأعمال هامة ومميزة وحتمل املسؤولية، وأيضا التقدير املعنوي

إخل...واالعتراف بالكفاءة

وهي تتعلق باحلاجات اخلاصة " ماسلو " احلاجة إىل حتقيق الذات واالستقالل ومتثل قمة احلاجات يف هرم −بنجاح الفرد يف التعبري عن ذاته وإظهار وجوده ومواصلة تطوير شخصيته والقدرة على اإلبداع واالبتكار ويقول

آخر الكفاح من أجل إدراك أقصى هي التطلع ألن يكون الشخص كل ما يستطيع أن يكون، مبعىن: " ماسلو 1." القدرات الذاتية

) (- اإلدارة العامة للمكتبات، الرياض، ب اإلشراف، مدخل علم السلوك التطبيقي إلدارة الناس،ت، وليد عبد اللطيف هوانة، : جريي ل جراي: املصدر

.219ص 1988ط، .139، ص1982املفاهيم اإلدارية احلديثة، اجلامعة األردنية، عمان، ب ط، : فؤاد الشيخ سامل وآخرون - 1

Page 64: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

60

ويضم احلاجة إىل حتقيق الذات الرغبة يف تكوين وتنمية القدرات والتعبري عن املهارات بالطريقة اليت حتقق ذاتية العامل يف الواقع العلمي، وميكن اتساع هذا النوع من احلاجات عن طريق توفري الفرص للعاملني للخلق

.واإلبداع واالبتكار والنمو وتوفري الفرص للتكوين والتنمية الذاتية وحتقيق التقدم الشخصي

وعليه فالدوافع الداخلية هي اليت توجه سلوك الفرد يف مؤسسته، فالعامل يندفع يف البداية حنو العمل لتلبية س األمهية وصوال إىل احلاجة حاجاته اجلسمية، وعندما تليب هذه احلاجات تربز حاجات عليا جديدة تنال نف

.أمسى هذه احلاجات ألا تتزايد قوة كلما أشبعت" ماسلو"لتحقيق الذات واالحترام واليت يعتربها

ليست حمفزا ولكن تظهر حاجة أخرى كمحفز، ومييل الفرد " ماسلو"ومنه ندرك أن احلاجة املشبعة عند .إىل السلوك الذي يؤدي إىل حتقيق حاجاته احملفزة

بالرغم من صدقه العام مل يتم تصميمه لكي يتوقع السلوك الفردي، إذ " واسلو"لكن علينا أن نفهم أن هرم .بسبب الفروق الفردية، فإن اهلرم ال ينطبق على كل األشخاص

:البشرية نظرية إدارة املصادر .11

:يق ما يليإن من أهم مسلمات هذه النظرية واليت تعترب أسلوبا منظما لإلدارة مبنيا على تطب

أن يكون البناء الداخلي للمنظمة مناخا يزيد من منو اإلنسان وحفزه لكي حيقق احلد األعلى .أ .لفعاليتها

إدراك اإلداريني لقدرات املنظمة اإلدارية سيجعلهم يزيدون من مسامهة املنتسبني يف اختاذ إن .ب .القرارات يف مجيع املستويات مع التأكيد على املعرفة واخلربة والقدرة على اخللق واإلبداع لديهم

.تتطلب املسامهة البناءة مناخا يتصف بالثقة العالية والوضوح .ج

.مل يف املنظمة اإلدارية أكثر من التركيز على التسلسل اهلرميالتركيز على مرونة الع .د

يعود النفوذ والالمباالة واألداء السيئ للعمل إىل عدم رضا العاملني عن وظائفهم أكثر من أن تعزى .ه . مإىل نوعيته

وعليه فاستخدام األسلوب يف املؤسسات التربوية يعين أخذ الطالب من املكان الذي هو فيه إىل .و 1. ن الذي يستطيع الوصول إليه وكذلك بالنسبة لكل العاملنياملكا

.114، صابقمرجع س: جودت عزت عطوي - 1

Page 65: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

61

:احلديثة يم عام لنظريات اإلدارة التربويةتقي *

التعليمية كان هدف الكثري من دارسي اإلدارة التربوية، وقد بذلت يف التربوية وإن إجياد نظرية اإلدارة التقدم يف هذا اال ومن أبرز هذه النظريات شهرة ذلك عدة حماوالت كان هلا األثر الكبري يف حتقيق نوع من

" و " جوبا "و" يعقوب جيتزلز" حىت اآلن ما مسى بنظرية اإلدارة كعملية اجتماعية، وتنسب هذه النظرية إىل ينظر إىل اإلدارة على أا تسلسل هرمي للعالقات بني الرؤساء واملرؤوسني " جيتزلز"، فـ "تالكوت بارسونز

ذلك من أجل حتقيق أهداف هذا النظام، أما و ).الدور واألفراد ( نظام اجتماعي يتكون من جانبني يف إطار فريى أن القيمة احلقيقية لنظرية اإلدارة كعملية اجتماعية تتمثل يف توضيح الواجب الرئيسي لرجل اإلدارة " جوبا"

أجل إحداث سلوك مفيد وحمقق للرضا وهو القيام بدور الوسيط بني القوى التنظيمية والقوى الشخصية من يرى أن أي تنظيم رمسي للهيكل اإلداري إمنا هو خيدم أهدافا حمددة هي يف الواقع " بارسونز"يف حني . النفسي

.جزء من اإلطار االجتماعي العام وذلك لتحقيق أهداف اتمع العامة

الذي يعترب أن اإلدارة نوع من " سيمون " أما النظرية الثانية وهي نظرية اإلدارة كعملية اختاذ القرار لـالسلوك ووظيفتها هي تنمية وتنظيم عملية اختاذ القرار بطريقة مناسبة للوصول إىل أحسن احللول والقضاء على

الذي حياول " سريز"الفجوة واخللل يف التنظيمات، وتلي هذه النظرية نظرية اإلدارة كوظائف ومكونات بقيادة لمه يف ميدان التربية وحماولة تطبيق مبادئ اإلدارة العامة يف اإلدارة التعليمية، فطبيعة اإلدارة التوفيق بني ما تع

.مستمدة من طبيعة الوظائف والفعاليات اليت تقوم ا

إضافة إىل هذا جند نظرية العالقات اإلنسانية واليت ركزت على أمهية العالقات اإلنسانية يف العمل ورضا م وأحواهلم الشخصيةالعاملني وسعاد.

أما نظرية املنظمات فهي تفترض أن النظم االجتماعية منظومات هرمية حيقق إداريوها أهدافا متفق عليها من خالل وسائل منطقية، يف حني ترى نظرية القيادة أن القيادة التربوية هامة يف املؤسسة التعليمية نظرا لعالقتها

.املباشرة بأولياء األمور واملدرسني

مث تأيت نظرية الدور اليت اهتمت بوصف وفهم جانب السلوك اإلنساين املعقد يف املؤسسات التعليمية ورأت أنه على اإلداري االهتمام بالقدرات واحلاجات الشخصية لكل مدرس مع تنمية معلومام وتعزيز وسائل

.االتصال حىت يكون دور كل واحد منهم إجيايب وفعال

والذي يرى أن أسلوب " فون بري تالنفي" جع الفضل يف تأسيسها إىل العامل البيولوجي أما نظرية النظم فريالنظم اإلدارية يشري إىل عملية تطبيق التفكري العلمي يف حل املشكالت اإلدارية واليت من بينها اإلدارة التعليمية

الظواهر املعقدة يف املنظمة يف قالب واملدرسية، كما أن النظم تتكون من تركيبات يتم بواسطتها حتليل وتفسري

Page 66: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

62

كمي، كما أن أي تنظيم اجتماعي أو بيولوجي أو علمي جيب أن ينظر إليه من خالل خمالته وعملياته .وخمرجاته

فترتكز على كيفية ممارسة القيادة من خالل مقارنة املردود بالكلفة أو " هومان"أما نظرية التبادل لـ .فة مدى إجيابية أو سلبية اختاذ القرارطرح الكلفة من املردود ملعر

من أهم نظريات اإلدارة التربوية على اعتبار أا ممكنة التطبيق " ماسلو"كما أن نظرية هرم احلاجات لـ يف احلياة العملية ألن احلاجات متثل القوة الدافعة اليت حترك السلوك اإلنساين وبالتايل فإن الرؤساء واملشرفني جيب

ئة العمل الداخلية واخلارجية، ويرى ماسلو أن احلاجة أن يساعدوا املرؤوسني على إشباع حاجام من خالل بي إىل حتقيق الذات واالحترام هي أمسى حاجات الفرد ويتم إشباعها

بعدة أساليب من التدريب والتعليم املستمر والترقية الذي يزيد من مهارات الفرد وشعوره بقيمته .من طرف اآلخرين هواالعتراف باجنازات

جند نظرية إدارة املصادر البشرية واليت اعتمدت على مسلمات تعترب أسلوبا منظما لإلدارة مبنيا وأخرياتوفري مناخ جيد يف املنظمة لتحقيق الفعالية متصف بالثقة والوضوح وخلق فرص : على تطبيق علم السلوك ومنها

.اإلبداع واالبتكار

على أحد أو بعض املتغريات واملؤشرات وكيف وعلى العموم فإن كل نظرية قد سامهت يف إلقاء الضوءميكن أن تعمل على حتقيق الفعالية التنظيمية، كما ركزت هذه النظريات على أمهية رأس املال البشري وذلك بتوفري الظروف املالئمة واحملفزات للقوى العاملة وخلق املناخ التنظيمي املساعد على تطوير القدرات وذلك بغية

والتكامل يف املؤسسة ومن مثة حتقيق أهداف الفرد واملؤسسة واحلفاظ على صريورة العملية حتقيق التوازن .التعليمية

Page 67: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

القيادة واإلدارة املدرسية: الفصل الثالث

مفهوم القيادة .1 مفهوم القيادة التربوية .2 أمناط القيادة التربوية .3 خصائص القيادة التربوية .4 القيادة وإدارة القسم .5 القيادة اإلدارية يف املؤسسات التعليمية .6

Page 68: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

62

العملية اإلدارية، وجناح ومتيز املؤسسات واملنظمات مقترن جبودة قيادة حكيمة وكفؤة، جوهر تعترب القيادة فالقيادة يف أي منظمة ميكن تشبيهها بالدماغ بالنسبة لإلنسان، والدواء بالنسبة للمريض، فهي اليت تقوم بعمليات

.ؤسسةالتنظيم والتوجيه واإلشراف والتأثري يف احمليط وفق الظروف اليت تواجه أي م

:مفهوم القيادة .1

حاول الكثري من الباحثني التطرق ملوضوع القيادة يف حماولة لكشف أسرارها ومشارا وجماالا النظرية .واإلجرائية، واختلفت تبعا لذلك تعريفاا

أرنرت "والقيادة حسب رأي ) يفعل أو يقوم مبهمة ما(والقيادة هي كلمة يونانية األصل مشتقة من الفعل على عالقة اعتمادية متبادلة بني من يبدأ الفعل، وبني من ينجزه، وأن هذه العالقة يترتب عليها متثيل دورين تقوم

متباينني، ميثل األول منهما من يتوىل القيام بالعمل وهو القائد و وظيفة إعطاء األوامر وهذا حق مقصور عليه، 1"تنفيذ األوامر، وهذا واجب عليهمتهم ينجز العمل وهم األتباع و وظيفوميثل الدور الثاين من

القود نقيض السوق، يقود الدابة من أمامها، ويسوقها من خلفها، فالقود : "أما القيادة يف اللغة العربية لغةمن األمام، والسوق من اخللف، والقود من اخليل تقاد مبقاودها، ومجع قائدها قادة وقواد، واالنقياد هو

قريش قادة ذادة أي يقودون اجليش، والقيادة : اد يل إذا أعطاك مقادته ويف حديث علياخلضوع، نقول قدته فانق 2" مصدر القائد، واملفهوم اللغوي يقود اآلخرين ويؤثر يف األتباع

وتعين بكلمة قائد الشخص الذي يوجه أو يرشد أو يهدي اآلخرين، مبعىن أن هناك عالقة بني شخص يوجه لتوجيه واإلرشاد الذي يستهدف حتقيق أغراض معينة، فالقيادة هي سلطة ونشاط وأشخاص آخرين يقبلون هذا ا

وتأثري على اآلخرين، وهي عالقة تبادلية للسلطة واملصلحة املشتركة بني أولئك الذين اختاروا ألن يقودوا أولئك .الذين قرروا أن يتبعوهم

العمل اإلنساين يذية والفنية اليت تتم عن طريقجمموعة العمليات القيادية التنف"ويعرف البدري القيادة بأا اجلماعي التعاوين الساعي على الدوام إىل توفري املناخ الفكري والنفسي واملادي املناسب الذي حيفز اهلمم ويبعث الرغبة يف العمل الفردي واجلماعي النشط واملنظم من أجل حتقيق األهداف التربوية احملددة للمجتمع

3." ليميةوللمؤسسات التع

.323مرجع سابق، ص : عبد العزيز عطا اهللا املعايطة - 1 .112، ص 2005، 1اإلدارة التعليمية، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، ط: عمر حسن مساد - 2 .33، ص 2005القيادة والدافعية يف اإلدارة التربوية، دار احلامد للنشر والتوزيع، عمان، األردن، : علي أمحد عبد الرمحان عياصرة - 3

Page 69: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

63

القدرة على التأثري على اآلخرين أفرادا ومجاعات يف قيمهم "أما العمري فيضع تعريفا شامال للقيادة بأا وأفكارهم وسلوكهم والقدرة على توجيههم لتحقيق األهداف اليت يرغب ا القائد، وهي القدرة على إحداث

رة على التصور والتفاعل مع احلاضر واملستقبل، تغيري من األهداف واألساليب واإلجراءات يف العمل والقد 1." والقدرة على وضع إطار لعمل األفراد واجلماعات وبناء الثقة، وتعظيم الروح املعنوية موعة العمل

بأا عملية يتم عن طريقها إثارة اهتمام اآلخرين وإطالق طاقام "القيادة بأا ) Bass(ويعرف باس 2." وتوجيهها يف االجتاه املرغوب

القدرة على إحداث تأثري يف األشخاص "بأا ) Koontz/o’Donnell(كما يعرفها كونتز و أودنيل 3." عن طريق االتصال م وتوجيههم حنو حتقيق أحد األهداف

سبق ميكن القول أن القيادة هي عملية التأثري على اآلخرين وإهلاب احلماس يف األفراد للقيام بعملهم على مما أكمل وجه وبطواعية دون احلاجة إىل استخدام السلطة الرمسية، فالقيادة البناءة هي اليت تستمد سلطتها الفعلية

ريقة تشكل الدافع الداخلي للقيام بعمل من أجل من شخصية القائد وخربته وقدرته على التعامل مع األفراد بط .حتقيق أهداف املؤسسة

كما أن القيادة عموما فن يكتسب وينمي وميارس بدرجات خمتلفة من قبل أي شخص مؤهل لتحقيق غاية أو تنفيذ مهمة معينة، من خالل جمموعة سلوكيات أو تصرفات معينة تتوافر يف شخص ما ويقصد من ورائها

.على التعاون من أجل حتقيق كل ما يصبوا إليه األفراد حث األفراد

:مفهوم القيادة التربوية .2يرى املختصون التربويون أن رجل اإلدارة التعليمية البد أن يتحلى مبهارات قيادية مناسبة جتمع بني الصالة

انقطاع، إضافة إىل واملعاصرة من خالل احملافظة يف العمل التربوي على كل ما حيقق الثبات واالستمرار دونالتجديد والتطوير بدفع مسرية العمل التربوي وتنمية طرق التدريس وحتديث املناهج والوسائل التربوية وحتديث

.النظم واللوائح اإلدارية

والقائد الناجح هو من يهيأ اجلو واملناخ الالزم للعمل وإدخال جرعات التطوير تدرجييا، وحيقق الدافعية .ني يف مؤسسته التربويةالالزمة للفاعل

.34املرجع السابق، ص - 1 .324سابق، ص مرجع : عبد العزيز عطا اهللا املعايطة - 2 .325املرجع السابق، ص - 3

Page 70: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

64

منظمة تقوم على أساس اعتبار املؤسسة إستراتيجية "من هذا املنطلق ميكن تعريف القيادة التربوية هي التربوية نظاما له أهداف ميكن حتديدها بوضوح، وميكن متابعة حتقيق هذه األهداف خالل فترة زمنية معينة عن

1." املختلفة اليت يتكون منها النظامطريق التسويق وإجياد احلوافز لدى العناصر

فن يقوم به من تتقبله اجلماعة لتميز قدرته ومساته اليت قلما توجد يف غريه، فيمارس "القيادة التربوية هي 2." القيادة بقدرته على التوجيه والتنسيق والرقابة يف مؤسسته التربوية لتحقيق األهداف واألغراض املطلوبة

3: وميكن حصر إستراتيجية القيادة التربوية يف أربعة مبادئ

الذي يقر أن املؤسسة التربوية جمموعة من األجزاء أو العناصر يتم التنسيق بينها : مبدأ النظام الكلي .أ .لتحقيق أهداف املؤسسة، وكل عنصر يسهم يف حتقيق األهداف املنشودة

تيجية زمنية، وتكون حمددة بوضوح حبيث إسترا حتديدها مرتبط بالتخطيط وتتركز على: األهداف .ب ميكن قياسها، وتتصف بالشمولية كي تغطي مجيع املراكز املسؤولة وجوانبها بصورة جدية حبيث يتمسك

.القائد بتحقيق األهداف أثناء التنفيذ

.حبيث يتحمل كل شخص جزءا من املسؤولية :مبدأ املشاركة وااللتزام .ج

وذلك مبقارنة اإلجنازات الفعلية مع اإلجنازات املستهدفة، مع إصالح ما :اءمبدأ املراقبة وتقومي األد .د .ميكن إصالحه

وعليه فإن القيادة التربوية هي دور مجاعي فعال يهدف إىل توجيه سلوك العاملني يف املؤسسة التربوية سسة، وبناء العالقات لتحقيق أهداف مشتركة من خالل بناء الرؤية املستقبلية والتوجهات اإلستراتيجية للمؤ

هلم، وتدريب األفراد العاملني مبا يناسبهم اإلنسانية بني مجيع أفرادها والتأثري فيهم وممارسة التحفيز، والتشجيع .من مهارات مطلوبة ألداء أعماهلم على أكمل وجه

على إشاعة والتربويون يرون أن القائد الكفء هو من يستطيع يئة احلقل التربوي، وتكون لديه القدرةاالستقرار النفسي واالجتماعي جلميع الفاعلني يف الوسط التربوي، كما أنه البد أن ميتلك القائد جمموعة من

:املهارات ميكن حصرها فيما يلي

.222مرجع سابق، ص : سليمان حامد - 1 .223املرجع السابق، ص - 2 .222املرجع السابق، ص - 3

Page 71: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

65

وتشمل كل السمات اجلسدية من قوة بدنية وعصبية ونفسية وصحية جيدة تعينه على : مهارات ذاتية .أ ا تكون لديه مهارات عقلية من ذكاء وطالقة يف اللسان وقدرة على العمل الشاق واجلهد الكبري، كم

.التكيف مع العالقات املوجودة، إضافة إىل الرغبة يف تويل زمام القيادة وتقبل مسؤوليات ومتطلبات العمل

وأهم مساا القدرة على معرفة حيثيات العمل والفهم الشامل والعميق لألمور واحلزم : مهارات فنية .ب .ام واإلميان بكل ما يؤدي ويسمح بتحقيق األهدافوااللتز

واليت تتمثل يف االستقامة وتكامل الشخصية من خالل القدرة على بناء عالقات : مهارات إنسانية .ج إنسانية طيبة مع مرؤوسيه وإدراكه الواسع مليوهلم وخلق االطمئنان بينهم وتلبية حاجام ومساعدم أثناء

معهم بشكل يسمح بالتجاوب اجليد، إضافة إىل التحكم اجليد يف االنفعاالت، مواجهة املشاكل والتعاطف .واهلدوء ورباطة اجلأش عند مواجهة األفراد الذين يبدون الالمباالة والسلوكات االستفزازية

وأهم السمات القدرة على رؤية التنظيم الذي يقوده رؤية واضحة تسمح : مهارات إدراكية وفكرية .د والقوي بني مجيع أجزائه، من معرفة واسعة وسابقة جبميع معامالت النسق ومجيع الفاعلني بالربط املناسب

.فيه إضافة إىل القدرة على اختاذ القرارات وإدارة الوقت وحل املشكالت وإدراك النتائج وما يترتب عنها

:أمناط القيادة التربوية .3

للقيادة، وكل منط منها لديه ميزاته وخصائصه، لقد توصل الباحثون يف جمال اإلدارة إىل عدة أمناط رئيسيةوالقائد ليس مطالبا دائما بإتباع منط حمدد يف كل املواقف وكل الظروف، وإمنا هذه املواقف تضطر القائد إىل

.االبتعاد عن النمط املمارس لتعاجل إحدى املشكالت بنمط يعكس النمط االعتيادي

:أفرزت دراسات الكثري من العلماء إىل وجود أمناط متعددة للقيادة ميكن حصرها يف النقاط التالية وعليه

:القيادة األوتوقراطية .أ

ويشار إليها بأا القيادة الديكتاتورية أو التسلطية حيث يعزل القائد نفسه عن مجيع التابعني له وميسك من سلطته الرمسية أداة للتحكم والضغط على املرؤوسني يتخذ"جبميع األمور داخل مؤسسته، من صفاته أنه

إلجبارهم على أداء وإجناز العمل، يركز كل السلطات يف يده وال يفوضها، حيتفظ لنفسه بالقيام بكل 1." صغرية وكبرية، يصدر أوامره وتعليماته اليت تتناول كافة التفاصيل ويصر على إطاعة مرؤوسيه له

.38مرجع سابق، ص : علي أمحد عبد الرمحان عياصرة - 1

Page 72: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

66

ذ القرار ويتدخل يف كل كبرية وصغرية يف تفصيالت العمل، تسيري شؤون كما ينفرد بالرأي واختاعمله متركز على التسلط واإلكراه واملركزية وتنفيذ األوامر، والتعليمات بدقة وحرفية كاملة، ال تسامح

أن تظل العالقات بني "وال مشاورات، توقع للطاعة واالمتثال لألوامر، ويسعى القائد يف هذا النمط إىل 1" ألفراد واجلماعات ضعيفة حىت ال حيدث تكتل ضدها

2:ويركز القائد األوتوقراطي يف املؤسسة التعليمية على جمموعة من السلوكيات ميكن حصرها فيما يلي

).السلطة من األعلى إىل أسفل(يقوم جبميع األعمال اإلدارية اليت تظهر سلطته كمدير مدرسة − .الورق، فيصدر النشرات والتعليمات مكتوبةيتعامل مع املعلمني من خالل − .يتخذ اإلشراف التربوي كوسيلة لتمرير التعليمات والتوجيهات، ويعطيه صبغة ديكتاتورية − .يلتقي باملعلمني يف اجتماعات رمسية حيدد مواعيدها مسبقا − .حيرص على توقيع املعلمني على ما يرسل إليهم من نشرات وتنبيهات − .مكتبه معظم الوقت ويستدعي املعلمني والطلبة بطريقة رمسيةحيرص على بقائه يف − .ال يرغب يف مقابلة التالميذ إال عند احلاجة −يتحدث إىل اآلخرين من معلمني وتالميذ وأولياء أمور بطريقة رمسية تذكرهم بأنه املسؤول −

.الوحيد وأنه الكل يف الكل

:القيادة الدميقراطية .ب

يكون القائد عضوا يف فريق العمل يشارك األفراد يف أفكارهم يف هذا النوع من الدميقراطية ومقترحام ويف وضع األهداف والتخطيط والتنفيذ والتقومي، كما أن املسؤوليات تتوزع على األفراد، وتسود العالقات الطيبة، وتكون قنوات االتصال مفتوحة بينهم، ينظر إىل مجيع الفاعلني نظرة تقدير

. حماولة إشباع رغبام وحاجام إىل أقصى حد ممكنواحترام، إضافة إىل

، ومن وتعرف هذه القيادة باسم القيادة االستشارية، حيث يستفيد فيها كل من الرئيس واملرؤوسنيالزمالء وتتشاور معهم وتأخذ بآرائهم وتشجع املبادرة من جانب التابعني والقائد يقترح األعمال احملتملة

ر موافقة اجلماعة قبل أن يضع األعمال موضع التنفيذ، ويركز يف هذه القيادة على وتوصياته، ولكنه ينتظتنمية العالقات اإلنسانية السليمة والغري متحيزة وخلق جو من األلفة واحملبة، واملشاركة يف اختاذ القرارات

إخل...وتفويض السلطات،

.161، ص 2004أساسيات علم اإلدارة، دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، : عباس علي - 1 .334ص – 333مرجع سابق، ص : عبد العزيز عطا اهللا املعايطة - 2

Page 73: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

67

1: كما تقوم القيادة الدميقراطية بأمور كثرية من أمهها

.استخدام أسلوب الشورى كأسلوب عند اختاذ القرارات و وضع السياسات ورسم اخلطط − .احترام شخصية األفراد وتشجيعهم على املشاركة يف اختاذ القرارات إضافة إىل حرية االختيار − .التشاور املستمر بني القائد واجلماعة حول مجيع األهداف واملشكالت اليت تواجههم − .التعاون وإشباع احلاجاتالعمل على توثيق − .استخدام احلوافز التشجيعية مبا يوفر العالقات اإلنسانية ويسهم يف رفع املعنويات −زيادة قدرات وإمكانات األفراد وإظهار املهارات الشخصية واالبتكارية يف حل مشكالت العمل −

.وزيادة اإلنتاجية وتسيري العمل بصورة منتظمة يف وجود القائد أو عدم وجوده

من كل هذا ميكن القول أن القائد الدميقراطي يف املؤسسة التعليمية يهتم كثريا بتلبية حاجات املعلمني والتالميذ والعاملني وكسب رضاهم ورفع روحهم املعنوية، فمدير املدرسة كقائد دميقراطي مطالب بأمور

2: منها

.اجلدول األسبوعييأخذ رغبات املعلمني بعني االعتبار عند توزيع الدروس و وضع − .يضع صندوق مقترحات أو شكاوى للتالميذ للعمل مبا لديهم من حاجات − .قترحامجيتمع بالتالميذ من حني آلخر لالستماع إىل حاجام وم − .يستخدم أمناط متقدمة من العالقات اإلنسانية مع اآلخرين − .يليب طلبات املعلمني من ذوي احلاجات اخلاصة لقضاء هذه احلاجات − .فوض السلطة ويتحمل املسؤوليةي − .يهتم بتشكيل جلان املعلمني وتكليفها مبهام إدارية − .يعطي التالميذ دورا يف العمل اإلداري من خالل اللجان الطالبية كالنظام والنظافة وغريها −

):الفوضوية(القيادة الترسلية .ج

يعد هذا النمط معاكسا للنمط الدميقراطي، فهناك غياب تام ألي قيادة حقيقية وكل فرد حر يف أداء العمل كما يرضيه، ويغلب على هذه القيادة الطابع الفوضوي وسلبية القائد، هذا األخري يفقد مقومات

ذاته إسهاما للجماعة لدرجة القيادة الفعالة نظرا لتخليه عن املسؤولية يف اختاذ القرارات، فهو ال يقدم يفالفاعلية، كما يقوم القائد يف هذا النوع من القيادة بتوصيل املعلومات إىل أفراد ويترك هلم مطلق احلرية يف التعرف دون أي تدخل منه أي مينح قدر كبري من التحرر واحلرية الكاملة لألعضاء يف اختاذ القرار سواء

.128، ص 127، ص 2005اإلدارة التعليمية، مكتبة اتمع العريب للنشر، عمان، األردن، : أسعد وليد أمحد - 1 .334مرجع سابق، ص : عبد العزيز عطا اهللا املعايطة - 2

Page 74: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

68

االتصال يف أضيق نطاق ممكن، ويتنازل عن حقه يف اختاذ القرار كانت فردية أو مجاعية، كما ينحصر .ويصبح حبكم املستشار للجماعة

1: ويصف الكثري من الباحثني هذا النمط يف املؤسسات التعليمية بالنحو التايل

مدير املدرسة ال حياول أن يضبط حضور املعلمني وانصرافهم وهو يردد دائما أن املدرسة تسري − .ملسؤولية والتوجيه الذايت ال ميكن أن ينمو إال إذا توافرت احلرية للمعلمنينفسها وأن ا

العمل باملدرسة يكون غري منتظم ويقوم به بعض املعلمني كمالحظة غياب الطالب وكتابة − .التقارير والقيام بتسيري شؤون املدرسة

مثل هذا النمط يعمل كل أعضاء اهليئة كمستشارين ملدير املدرسة، فكل معلم له احلق يف يف − .إبداء آرائه والدفاع عنها

.اجتماعات مدير املدرسة تكون كثرية وذات مدة طويلة ودون قرارات هامة −

كل ال يعرف املعلمون الذين يعملون مع هذا املدير موقفهم منه أو موقفه منهم، فهو يستمع إىل − .معلم بصرب وأناة وابتسامة دائمة، وهو يتجنب إصدار حكمه يف األمور اليت يعرضها عليه املعلمون

2: ومن أمثلة سلوك مدير املؤسسات التعليمية يف هذا النوع من القيادة ما يلي

.تفويض متطرف للسلطة للمعلمني − .املعلمون هم الذين يتخذون القرارات − .إذن وجوده ال يؤثر كثريا على العمل املدرسيكثري التغيب عن املدرسة، − .تأثريه يف العاملني غري واضح وغري حمدد − .ال يهتم كثريا بتحقيق أهداف املدرسة −

:خصائص القيادة التربوية .4

إن التكلم عن خصائص القيادة يدفعنا إىل حماولة استجالء مسات القائد التربوي، والذي له أدوار خمتلفة يعا متكاملة ومتداخلة، فهو حيب أن يتحلى مبواصفات خاصة جتعله مع مجيع األدوار، من بني ومتغرية، ولكنها مج

1: صفاته على سبيل املثال ال احلصر جند

.51مرجع سابق، ص : العياصرةعلي أمحد عبد الرمحان - 1 335مرجع سابق، ص : عبد العزيز عطا اهللا املعايطة - 2

Page 75: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

69

وتشمل الذكاء املرتفع، والقدرة على التحليل واستبصار واليقظة، الطالقة اللغوية : القدرة أو الكفاءة .أ إصدار األحكام، القدرة على تقدمي األفكار، القدرة على فهم واالتصالية، املرونة واألصالة، القدرة على

املشكالت وطرح احللول، القدرة على التعامل مع مقتضيات التغري، اجلرأة يف إبداء اآلراء واالقتراحات، .املثابرة، املبادأة، الطموح، القدرة على التعامل مع األزمات والطوارئ

.، واملظهر املمتاز، والطول والقوام املتناسقمثل الصحة اجليدة: صفات جسمية مناسبة .ب

أي تتوفر لدى القائد املهارات العلمية والفنية الالزمة ويكون على علم تام : التفوق األكادميي واملعريف .ج جبميع النواحي الفنية اليت يشرف عليها ويوجهها مثل حتليل املواقف إىل مكوناا واستنباط النتائج احملتملة،

واإلدراك، ربط األسباب باملسببات، االتصال اجليد بالتالميذ واملعلمني وأولياء األمور، إدارة قوة التصور ، حفز مهم العاملني، االستفادة من خربات جلسات املناقشة بروح تعاونية، التخلص من الروتني املعوق

.حة املادية والبشريةاآلخرين وجتارم، تنمية قدرات وكفاءات العاملني، حسن استخدام اإلمكانات املتا

ويشمل ذلك القدرة على حتمل املسؤولية، االعتماد على النفس، االستقرار :صفات شخصية .د العاطفي، النشاط، التعاون، حسن املعاشرة، الدعابة واملرح، الصداقة واملودة، االستقامة والعدل، احلزم،

عمل، التواضع واللباقة، اجلرأة يف مساندة القدرة على اختاذ القرارات، القدرة على ضبط النفس، احلماس لل إخل...احلق، السيطرة والصرب، القدرة على حتمل اإلحباط والفشل،

وتشمل األمانة واإلخالص والكرامة، العدل واالبتعاد عن التحيز والشللية، االستقامة :صفات خلقية .ه .والصدق، الفضيلة واحللم، القدوة احلسنة، إعطاء الفضل لصاحبه

:القيادة وإدارة القسم .5

تتطلب إدارة القسم من القائد التربوي أن يكون ملما بكل عمليات اإلدارة الصفية من ختطيط وتنظيم و واختيار مالئم للوسائل التعليمية، مراعيا وضع إجراءات تربوية مناسبة، إضافة إىل إدماج تكنولوجيات جديدة

.الفروق الفردية للمتعلمني

رب جمموعة من األنشطة والعالقات اإلنسانية اجليدة اليت تساعد على إجياد جو تعليمي هذه اإلدارة تعتواجتماعي فعال تشمل كل من املعلم واملتعلم واملنهج املدرسي واألهداف التربوية والعالقات اإلنسانية، كما

.332املرجع السابق ، ص - 1

Page 76: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

70

وتالميذه ويتم هذا التفاعل من بإدارة عملية التعليم من خالل إجياد صيغة لعملية تفاعل إجيايب بني املعلم "تم 1." خالل نشاطات منظمة وحمددة تتطلب ظروفا وشروطا مناسبة تعمل هذه اإلدارة على يئتها داخل القسم

متمتعا مبهارات إدارة القسم ) املعلم(وتقر أجبديات املمارسة التعليمية يف احلجرة الدراسية، أن يكون القائد تشجع على ترقية التعلم الذايت املستقل والتقومي الذايت للمتعلمني، وتثبيت مثل استعمال ممارسات بيداغوجية

النظام داخل القسم وال حافظة عليه باستعمال إستراتيجيات ضبط وحتكم تنقص من السلوكات غري الالئقة سات للتالميذ أو الوقاية من سلوكات غري مرغوبة، إضافة إىل تشجيع الدميقراطية يف القسم من خالل ممار

تعترف حبق التلميذ يف املناقشة ويف إبداء الرأي واحلوار، واإلنصات اجليد له وتشجيعه على املشاركة يف القرارات املتعلقة بأنشطة التعليم ونشاطات القسم، وإثارة دافعية التالميذ حنو املادة الدراسية ومقرراا بالشكل الذي يزيد

.ن مثة حتسني مداركهم ومعارفهم بكل ما يتعلق باملادةمن محاسهم حنو تعلم واكتساب معارفها وم

كما يتطلب من قائد املوقف الصفي أن تكون له قدرة التدخل يف األوقات املناسبة من خالل حل مشكالت التالميذ وسلوكام والتدخل املناسب واحلازم أمام السلوكات املنحرفة لبعض التالميذ، والتشجيع

.ابية والسوية واهلادفةعلى تعلم السلوكات اإلجي

الناجح هو من يكون لديه حتضري جيد للمادة التعليمية ) األستاذ أو املعلم(القائد وإمجاال ملا سبق ذكره فإن وختطيط مناسب للعملية التعليمية، ملقي جيد وطبيعي للمعارف العلمية اخلاصة باملادة التدريسية، متحكم يف

طرح أفكاره، موظف خلرباته وجتاربه، مستخدم للغة علمية سليمة، مطلع على انفعاالته وسلوكاته، متسلسل يف .عمليات اإلدارة السليمة وأمناط القيادة الراجحة واملناسبة لقيادة هذا النوع من اإلدارات

:القيادة اإلدارية يف املؤسسات التعليمية .6

ءة وفعالية القياديني التربويني، أو فشل أي مؤسسة تعليمية يتوقف إىل حد كبري على مدى كفاإن جناح معينة تتوافر يف شخص ما القيادة هي جمموعة من سلوكيات أو تصرفات"فحسب أمحد أمحد إبراهيم فإن

ويقصد من ورائها حث املوظفني على التعاون من أجل حتقيق األهداف املعينة للعمل ومن هنا تصبح وظيفة 2" القيادة وسيلة لتحقيق األهداف التعليمية

قيادة إدارية تربوية متمكنة هلا دور اجتماعي يقودها قائد "ولكي حتقق املدرسة األهداف املرجوة فالبد من تربوي إداري تربز فيه مسات القيادة، ويقوم بسلوك قيادي مع أعضاء اجلماعية اليت تشاركه فعاليات العملية

1 - www.profvb.com/vb/t12422.html (22/12/2014,14:00h) .12، ص 3، ط1999سية، مكتبة املعارف احلديثة، القاهرة، حنو تطوير اإلدارة املدر: أمحد أمحد إبراهيم - 2

Page 77: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

71

ادة اإلدارية التربوية على أن هلا دور اجتماعي، وكسمة التربوية، بغية حتقيق أهدافها، وهكذا ميكن النظر إىل القي 1" شخصية وكعملية سلوكية

قائدين متمكنني و واعني بأمهية التغيري واالستقاللية يف اختاذ القرارات، كما تتطلب القيادة اإلدارية التربويةللمستقبل، ميتلكون رؤية تطويرية متطلعني إىل كل التطورات احلاصلة يف اتمع، لديهم نظرة استشرافية وتفاؤلية

ومبدعة ولديهم الكفاءة والقدرة على قيادة القوى العاملة يف العملية التربوية ألي مؤسسة تعليمية، وتوجيه جهود العاملني حنو حتقيق األهداف التربوية بإجناز العمل وفقا للمعايري احملددة سلفا وبطريقة صحيحة، مما يسمح

.املؤسسات ومن مثة احلفاظ عليها وعلى متاسك واحتاد مجيع الفاعلني فيها بتحقيق اجلودة يف هذه

وعليه فإن حتقيق جودة يف األهداف التربوية داخل املؤسسات التعليمية أصبح مقترن بوجود قيادة إدارية اا، كما تربوية تدرك هذه اجلودة وتسعى إىل تطبيقها يف املدرسة من خالل اإلملام الكبري بكل مداخلها وفلسف

يرى الكثري من الباحثني أن هناك عدة مداخل لتطبيق اجلودة الشاملة يف املؤسسات التعليمية، منها مدخل هذا املدخل ميتاز بنوع من الوضوح والسهولة يف تطبيقه وعلى أي قيادي )"the seven "s)) (أس(السبعة (

2: إداري تربوي أن يدرك حيثيات ومعايري هذا املدخل املتمثلة يف

أن يكون لدى القيادة التربوية خطة عن مستقبل املدرسة يف السنوات الثالث إىل : اإلستراتيجية .أ .اخلمس القادمة

.سي مع تغيري املسؤوليات والوظائف واألدوار وبناء فرق العملتنظيم اهليكل املدر: اهلياكل .ب

إعداد نظام جديد لتحسني املخرجات وزيادة فعالية التدريس مع إضافية ابتكارات جديدة : النظام .ج .تسهم يف حتسني املدخالت وبالتايل حتسني فعالية النظام املدرسي

حتقيق كل الئق ومناسب إلشباع احتياجام ويش" املعلمني واإلداريني"معاملة العاملني : العاملون .د .يف العمل سلوب العالقات اإلنسانيةطموحام من خالل استخدام أ

حتسني قدرات ومهارات العاملني من خالل التدريب املستمر البتكار أساليب جديدة يف :املهارات .ه .عالعملية التربوية والتعليمية قادرة على املنافسة وحتقيق احتياجات اتم

.إتباع األمناط اإلدارية والتربوية اليت تقود إلدارة اجلودة الشاملة يف املدرسة :النمط .و

.74مرجع سابق، ص : إبراهيم عصمت مطاوع - 1القيادة التربوية للمدرسة يف ضوء مفاهيم اجلودة الشاملة، ورقة عمل مقدمة للقاء الثاين عشر لإلشراف التربوي، املدينة املنورة، : حممد كامل داغستاين - 2

.،2007السعودية،

Page 78: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

املدرسيةاإلدارة القيادة و لثالثاالفصل

72

إجياد ثقافة تنظيمية جديدة وحتديد القيم السائدة وتبديلها بثقافة وقائية تالءم التطور :القيم املشتركة .ز .املستمر

أن جناح املؤسسات واملنظمات " سيمون سيناك يف منوذجه الدائرة الذهبية " Simon Sinek" ويشري والذي يرتبط مبا تؤمن به املؤسسة وقادا ومن يعملون ا وعلى مدى Why/ بأنواعها يعتمد على مبدأ ملاذا

بذلك املبدأ والذي يشكل نقطة انطالق جلميع أهداف وخطط What/، وماذا How/ارتباط كل من كيف 1" وإستراتيجيات وعمليات املؤسسة

2: وتكمن الدائرة الذهبية للقيادة التربوية الناجحة عند سيمون فيما يلي

وتشكل مركز الدائرة ونقطة البداية اليت تنطلق منها املؤسسة التربوية يف حتقيق رؤيتها : Why/ملاذا .أ وغاياا وأهدافها، إا ما تؤمن به املؤسسة، وهي ما يلهم به القادة العاملني يف املؤسسة وبالتايل ورسالتها

.تشكل دافعا لبذل اجلهود واإلخالص يف العمل

وهي قيم املؤسسة وخططها وعملياا اليت تنشأ وتتشكل -ملاذا -وتأيت بعد إدراك : How/كيف .ب .ق غايااواليت تقودها إىل حتقي -ملاذا - من

-ومتثل النتائج امللموسة، إحصائيات و واقع، خدمات وخمرجات، إا ما يعرب عن : What/ماذا .ج .كواقع بعد أن كان إميانا ورؤية - ملاذا

ويرى سيمون أن هذه املؤسسات واملنظمات البد أن يديرها قادة ملهمون ال قادة باملناصب، إا املنظمات .ورؤى وتصوراتاليت متتلك أهداف وغايات

: الدائرة الذهبية للقيادة التربوية الناجحة، نقال عن موقع: مفاهيم اإلدارة احلديثة - 1

http://idarahtrb.com/08/2014 (25/12/2014 /13:00h) .نفس املوقع - 2

Page 79: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

قائمة املراجع

Page 80: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

74

:املراجع باللغة العربية: أوال

:الكتب .1

.1980اإلدارة، املفاهيم، األسس، املهام، دار العلوم الرياض، : إبراهيم عبد اللطيف املنيف )1

عاملية، دار الفكر للطباعة –اإلدارة التربوية يف الوطن العريب، أوراق عربية : إبراهيم عصمت مطاوع )2 .1998طبعة، نوالنشر والتوزيع، بدو

الطباعة والنشر، اجلودة الشاملة يف اإلدارة التعليمية واملدرسية، دار الوفاء لدنيا : أمحد إبراهيم أمحد )3 .2003اإلسكندرية،

.3، ط1999حنو تطوير اإلدارة املدرسية، مكتبة املعارف احلديثة، القاهرة، : براهيمأمحد أمحد إ )4

.2005اإلدارة التعليمية، مكتبة اتمع العريب للنشر، عمان، األردن، : أسعد وليد أمحد )5

.2001اجلديدة للنشر، اإلسكندرية، اإلدارة املدرسية، دار اجلامعة : إمساعيل حممد ذياب )6

ودار دار العلمية الدولية اإلدارة التعليمية واإلشراف التربوي أصوهلا وتطبيقاا،: عطويجودت عزت )7 .2001، 1الثقافة، األردن، ط

اإلشراف، مدخل علم السلوك التطبيقي إلدارة الناس،ت، وليد عبد اللطيف هوانة، : جريي ل جراي )8 .1988اإلدارة العامة للمكتبات، الرياض، ب ط،

.2003عة اجلديد للنشر، مصر، ب ط، دارة العامة، دار اجلاماإل: حسني عثمان )9

.1999إدارة املوارد البشرية، املكتب اجلامعي احلديث، اإلسكندرية، ب ط، : راوية حسن )10

.2001لفكر للطباعة والنشر، عمان، اإلدارة التربوية املعاصرة، دار ا: سامي سلطي عريفج )11

.2000عرفة اجلامعية، اإلسكندرية، نظيم، دار املاإليديولوجيا ونظرية الت: سعيد مرسي بدر )12

.2008شر والتوزيع، عمان، األردن، اإلدارة التربوية املعاصرة، دار أسامة للن: سليمان حامد )13

.1983، 4النظرية االجتماعية ودراسة التنظيم، دار املعارف، اإلسكندرية، ط: السيد احلسيين )14

اإلدارة التعليمية بني النظرية والتطبيق، العاملية للنشر :م رزقصالح الدين إبراهيم معوض، حنان عبد احللي )15 .2003، 1والتوزيع، القاهرة، ط

Page 81: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

75

.2004أساسيات علم اإلدارة، دار املسرية للنشر والتوزيع والطباعة، عمان، : عباس علي )16

إلسكندرية السياسات التعليمية وصنع القرارات، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، ا: : عبد اجلواد بكر )172002.

.2003امعة اجلديدة، اإلسكندرية، أساسيات التنظيم واإلدارة، دار اجل: عبد السالم أبو قحف )18

شر والتوزيع، يف ضوء الفكر اإلداري املعاصر، دار احلامد للن(اإلدارة املدرسية : عبد العزيز عطا اهللا املعايطة )19 .2007عمان، األردن،

.2004درسية، دار الثقافة، عمان، اإلدارة املتطوير : عبد الفتاح اخلواجا )20

.2003عرفة اجلامعية، اإلسكندرية، علم االجتماع التنظيمي، دار امل: عبد اهللا حممد عبد الرمحان )21

القيادة والدافعية يف اإلدارة التربوية، دار احلامد للنشر والتوزيع، عمان، : علي أمحد عبد الرمحان عياصرة )22 .2005األردن،

.1975، وكالة املطبوعات، الكويت، تطور الفكر التنظيمي: ميعلي السل )23

.1992اإلدارية يف ميدان األعمال، العملية : علي الشرقاوي )24

.2005، 1اإلدارة التعليمية، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، ط: عمر حسن مساد )25

.1982عمان، ب ط، امعة األردنية، املفاهيم اإلدارية احلديثة، اجل: فؤاد الشيخ سامل وآخرون )26

، 1للنشر والتوزيع، بريوت، طإدارة املوارد البشرية وكفاءة األداء التنظيمي، املؤسسة اجلامعية : كامل بربر )271997 .

املنهجية والنظرية، دار غريب للطباعة سالعمل وعلم االجتماع املهين، األس: كمال عبد احلليم الزيات )28 .2002والنشر والتوزيع، القاهرة،

.1997سيكولوجية صنع القرار، مكتبة النهضة العربية، القاهرة : عبد الكرمي حبيب جمدي )29

.1979منشأ املعارف، اإلسكندرية، املدخل إىل علم االجتماع املعاصر،: حممد إمساعيل قباري )30

.1997، 1لصفية وأداءها، الرياض، طالزيارات ا: حممد الصاحل عبد اهللا املنيف )31

.2005، 1س الدولية، اإلسكندرية، طلعامة من منظور إداري، مؤسسة حورالعالقات ا: حممد الصريف )32

Page 82: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

76

.1984، 1لعربية للنشر والتوزيع، طالوجيز يف اإلدارة العامة، الدار ا: حممد املهنأ العلي )33

.2000، 1القاهرة، ط، ، دار الفكر العريبةاإلدارة املدرسي: حممد حسنني العجمي )34

.2003امعة اجلديدة، اإلسكندرية ظيمي، دار اجلالسلوك التن: حممد سعيد أنور سلطان )35

،)مدخل نفسي اجتماعي لإلدارة التربوية(السلوك اإلداري : حممد علي مشس الدين، إمساعيل حممد الفقي )36 .2007دار الفكر، عمان، األردن،

.1982لكتب اجلامعية، اإلسكندرية، علم االجتماع التنظيمي، دار ا: حممد علي حممد )37

لة، دار احلامد للنشر، عمان املعلم اجلديد، دليل املعلم يف اإلدارة الصفية الفعا: الترتوري وزميلهحممد عوض )382006.

القيادة التربوية للمدرسة يف ضوء مفاهيم اجلودة الشاملة، ورقة عمل مقدمة للقاء : حممد كامل داغستاين )39 2007الثاين عشر لإلشراف التربوي، املدينة املنورة، السعودية،

، دار وائل 2، ط) سلوك األفراد واجلماعات يف التنظيم( اإلدارة التربوية والسلوك التنظيمي : هاين الطويل )40 .1977للنشر، عمان

.1999آفاق، دار وائل للنشر، عمان اإلدارة التعليمية، مفاهيم و: هاين الطويل )41

، 1والتوزيع، عمان، األردن، ط اإلدارة املدرسية الفعالة، دار احلامد للنشر: واصل مجيل حسني املومين )422008.

ت عبد احلكيم اخلزامي، أتراك للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة : تطور نظرية اإلدارة: وليد روت )432001.

:املذكرات والرسائل اجلامعية .2

الفعالية التنظيمية داخل املؤسسة من وجهة نظر املديرين واملشرفني، رسالة دكتوراه غري : صاحل بن نوار )1 .) 2005-2000(، جامعة قسنطينة ، منشورة

التكوين املهين والفعالية التنظيمية، دراسة ميدانية باحملطة الوطنية للكهرباء والغاز جيجل، : صربينة ميالط )2 .2007غري منشورة جامعة قسنطينة، ،رسالة ماجستري

Page 83: ﺱﺎﻴﻘﻣ ﰲ ﺕﺍﺮﺿﺎﳏelearning.univ-jijel.dz/elearning/pluginfile.php/4017/mod_resource/content/1... · 55 ﻢﻈﻨﻟﺍ ﺔﻳﺮﻈﻧ .8 57 ﺓﺩﺎﻴﻘﻟﺍ

77

:املواقع االلكترونية .3

1 (www.profvb.com

: الدائرة الذهبية للقيادة التربوية الناجحة، نقال عن موقع: مفاهيم اإلدارة احلديثة) 2

http://idarahtrb.com

:األجنبيةاملراجع باللغة : ثانيا1) BRUNO LUSSATO : introduction critique aux théories d’organisation, punod paris, 2eme édition, 1974.

2) KAST.F: organisation and management and system approached MC geraw hill, 1974

3) R.Pavalco: the sociology of occupations and professions F E peacock pub, Chicago, 1971.