967
ﻛﺘﺎﺏ: ﺍﻟﺘﺤﻔﺔ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺍﳌﺆﻟﻒ: ﺍﻟﺘﺴﻮﱄ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﳊﺴﻦ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺧﻄﺒﺔ ﻭﺣﻼﻝ ﻭﺍﺟﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺷﺮﺍﺋﻊ ﺭﺳﻠﻪ ﻟﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﳌﺒﲔ، ﻭﺍﻹﻛﺮﺍﻡ ﺍﳉﻼﻝ ﺫﻱ ﺍﻷﺣﺪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﳊﻤﺪ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎ ﻧﻮﺍﻫﻴﻬﺎ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺃﻭﺍﻣﺮﻫﺎ ﻭﺍﺗﺒﺎﻉ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻭﻛﻠﻔﻬﻢ، ﻭﺣﺮﺍﻡ، ﺍﻧﻔﺼﺎﻡ ﻭﻻ ﻋﻨﻪ ﳍﻢ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺣﻴﻒ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺗﻨﻔﻴﺬﺍ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﺩ ﻭﺍﳍﺮﺝ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻟﲑﺗﻔﻊ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﺑﲔ ﺑﺘﻨﻔﻴﺬﻫﺎ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻦ ﻭﻭﺭﺛﺘﻬﻢ ﺭﺳﻠﻪ ﻭﺃﻣﺮ، ﻭﺍﻹﳍﺎﻡ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﺍﳌﺆﻳﺪ ﺍﻟﻜﻮﻧﲔ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﻗﻄﺐ ﳏﻤﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ، ﺍﳋﺼﺎﻡ ﺫﻭﻱ ﺑﲔ ﺍﳊﻖ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﺁﻟﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﻗﻴﺎﻡ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﳌﻄﻬﺮﺓ ﺑﺎﻟﺸﺮﻳﻌﺔ ﻭﻗﺎﻣﻮﺍ ﻭﺍﺳﺘﻘﺎﻡ ﺍﳊﻖ ﻓﺎﺳﺘﻨﺎﺭ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﻣﻬﺪﻭﺍ ﺍﻟﺬﻳﻦ. ﻭﺑﻌﺪ: ﺍﻟﺘﺴﻮﱄ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﻭﳒﻮﺍﻩ ﺳﺮﻩ ﻋﻔﻮﻩ ﺍﻟﺮﺍﺟﻲ ﺳﻮﺍﻩ ﻋﻤﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﻐﲏ ﺍﷲ ﺇﱃ ﺍﻟﻌﺒﻴﺪ ﺃﻓﻘﺮ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻭﻗﺮﺍﺭﺍ ﺩﺍﺭﺍ ﺍﻟﻔﺎﺳﻲ، ﻭﻣﻨﺸﺄ ﺃﺻﻼ: ﻣﺎ ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﳊﻜﺎﻡ ﲢﻔﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﳌﺎ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻹﺑﺮﺍﻡ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻋﻠﻢ ﺃﻟﻒ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺧﻔﻲ ﻭﺇﺑﺮﺍﺯ ﻭﺇﻗﺮﺍﺋﻬﺎ ﺑﺘﺪﺭﻳﺴﻬﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﷲ ﻭﻣﻦ ﻏﲑﻫﺎ ﺍﻓﺘﺮﻕ ﻣﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺟﺘﻤﻊ ﻗﺪ ﻭﻟﻜﻮ، ﻟﻔﻈﻬﺎ ﻭﻭﺟﺎﺯﺓ ﺷﺮﺣﺎ ﳍﻢ ﺃﺿﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻃﻠﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺜﲑ ﻣﲏ ﻃﻠﺐ، ﻣﻘﻔﻠﻬﺎ ﻭﲢﻞ ﺷﻮﺍﺭﺩﻫﺎ ﺗﻘﻴﺪ ﻭﻧﻜﺖ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ﻓﺮﻭﻉ ﻭﺫﻛﺮ ﻳﺸﻔﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻟﻔﺎﻇﻬﺎ ﻛﻞ ﺇﻋﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻭﳛﺘﻮﻱ ﺍﻟﻠﺜﺎﻡ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﺎ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﺧﻔﻲ ﻣﻦ ﻭﻳﻜﺸﻒ، ﺍﳌﺮﺍﻡ ﻭﻳﻜﻤﻞ ﺍﻟﻐﻠﻴﻞ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﻭﻋﻠﻰ، ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﻨﻄﻮﻗﻬﺎ ﺑﻴﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ، ﻭﺍﻹﻓﻬﺎﻡ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﳌﺪﺍﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺑﻌﻠﻢ ﺍﳌﺒﺘﺪﻯﺀ ﻟﻴﺘﺪﺭﺏ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺒﻴﻨﺎﹰ ﺍﳌﻘﺎﻡ ﺗﻨﺎﺳﺐ ﻭﻓﺮﻭﻉ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﻓﺮﺍﺋﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻠﺤﺎ، ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﻭﺍﻷﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻗﻀﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ ﺍﻹﻃﻨﺎﺏ ﺇﱃ ﺫﻟﻚ ﺃﺩﻯ ﻭﺇﻥ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﻏﺎﻟﺐ ﻓﻴﻪ ﺷﺎﺭﺣﺎ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﳌﺨﻠﺔ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺇﱃ ﳛﺘﺎﺝ ﻣﺎ، ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺗﻨﺰﻳﻞ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺇﱃ ﻭﻳﻬﺘﺪﻱ ﺍﻷﻧﺎﻡ ﻣﻦ ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﻯ ﻣﺴﻴﺲ ﻟﻪ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﺑﺬﻟﻚ ﻟﻴﺘﺪﺭﺏ ﻓﺄﺟ ﻛﻠﻪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺗﺄﺧﲑ ﺭﺟﻞ ،ﻭﺗﻘﺪﱘ ﻭﺍﻹﺣﺠﺎﻡ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺒﺘﻬﻢ ﻟﻴﻄﺎﺑﻖ ﻭﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺑﺎﻟﺮﻣﺰ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﻋﻦ ﻣﻜﺘﻒ ﻏﲑ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺑﺴﻂ ﺫﻟﻚ ﻣﺮﺗﻜﺒﺎ، ﺍﻟﻌﻼﻡ ﺍﳌﻠﻚ ﺍﻷﺣﺪ ﺑﺎﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺑﻌﻠﻢ ﻣﺴﻴﺲ ﺃﺩﱏ ﻟﻪ ﺗﻘﺪﻡ ﻣﻦ ﻓﻬﻤﻪ ﺇﱃ ﻭﻳﻬﺘﺪﻱ ﺍﳌﺸﺮﻭﺡ ﺍﻟﺸﺮﺡ ﺍﻷﻭﻫﺎﻡ ﺭﺩﻱﺀ ﻋﻦ ﺫﻫﻨﻪ ﻭﺧﻼ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺸﲑﺍ) ( ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺧﻠﻴﻞ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﱃ ﺍﳌﻌﺠﻤﺔ) ( ﺷﺮﺍﺡ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺘﺎﻭﺩﻱ ﳏﻤﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﺷﻴﻮﺧﻨﺎ ﺷﻴﺦ ﺇﱃ ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ) ( ﻭﺑﺼﻮﺭﺓ ﺍﳉﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺫﻱ ﻣﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺇﱃ) ( ﻭﻟﻜﻮﻥ، ﺍﳊﻄﺎﺏ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺇﱃ ﺍﳌﻬﻤﻠﺔ ﺍﻹ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻫﺬﺍ ﺷﺮﺍﺡ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﺩ ﺃﺻﺮﺡ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﻷﻭﱄ ﺷﺎﺭﺓ. ﺫﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﻭﻗﻊ ﻧﻌﻢ ﻭﻳﺼﻄﻔﻴﻪ ﻟﻠﻔﺘﻮﻯ ﳜﺘﺎﺭﻩ ﻭﻣﺬﻫﺒﺎ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﻣﻨﻬﺠﺎ ﺃﺣﺪ ﻟﻜﻞ ﻓﺈﻥ ﻭﺃﻳﻀﺎ، ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻴﻘﺎﺱ ﺻﺪﺭﻩ. ﺍﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺻﺎﺣﺐ ﻗﺎﻝ ﻛﻤﺎ ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻴ ﻭﻣﻮﺍﻫﺐ ﺇﳍﻴﺔ ﻣﻨﺤﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﺒﻌﺾ ﻳﺪﺧﺮ ﺃﻥ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪ ﻓﻐﲑ ﺍﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﻣﻦ ﻛﺜﲑ ﻋﻠﻰ ﻋﺴﺮ ﻣﺎ ﺍﳌﺘﺄﺧﺮﻳﻦ. ﺍﻟﻄﺎﻟﺒﲔ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺑﻌﺾ ﺃﺧﱪﱐ ﻭﳔﻔﻴﻪ ﻧﻀﻤﺮﻩ ﳑﺎ ﻭﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻃﻠﻊ ﻳﻜﻦ ﻭﱂ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﺸﺮﻭﻉ ﻋﻠﻲﱠ ﺗﻌﺎﱃ ﺍﷲ ﻣﻦﱠ ﻭﳌﺎ ﺷﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺿﻌﺖ ﺃﱐ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﺭﺃﻯ ﺃﻧﻪ ﻭﺍﶈﺒﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﺔ ﺧﻠﻮﺹ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﳌﺬﻛﻮﺭ ﻟﻠﺸﺮﺡ، ﺍﻟﺘﻤﺎﻡ ﻛﺒﺪﺭ ﻓﺎﺋﻘﺎ ﺣﺎ ﻭﻛﻨﺖ، ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﱪﻩ ﻛﺬﺑﻪ ﻭﻋﺪﻡ ﻃﻮﻳﺘﻪ ﺑﺼﺪﻕ ﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻏﺘﺒﺎﻃﺎ ﺑﺎﳌﻘﺼﻮﺩ ﻭﺗﺜﺒﺘﺎﹰ ﺍﻧﺘﺸﺎﻃﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﺰﺍﺩﱐ ﺗﻌﺎﱃ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﺄﺧﻮﺫﺍ ﺍﻟﺘﺤﻔﺔ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﺃﺳﻌﻴﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﳌﻨﺎﻡ ﻫﺎﺗﻒ ﺇﱄﱠ ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺃﻳﺎﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩﺕ: ﺠﺔ ﺫﺍﺕ{ ) ﺍﻟﻨﻤﻞ: ٦٠ ( ﻭﻫﻮ ﺟﺪﻳﺮ ﻭﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ، ﻗﺪﻳﺮ ﻳﺸﺎﺀ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﻪ ﺍﳌﺄﻣﻮﻝ ﺑﻠﻮﻍ ﺍﳌﺴﺆﻭﻝ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺍﷲ

ﺔﻔﺤﺘﻟﺍ ﺡﺮﺷ ﰲ ﺔﺠﻬﺒﻟﺍ ﺏﺎﺘﻛ ﻦﺴﳊﺍ …ﺔﻔﺤﺘﻟﺍ ﺡﺮﺷ ﰲ ﺔﺠﻬﺒﻟﺍ: ﺏﺎﺘﻛ. ﱄﻮﺴﺘﻟﺍ ﻡﻼﺴﻟﺍ

  • Upload
    others

  • View
    9

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • لتحفة: كتاب لبهجة يف شرح ا التسويل: املؤلف ا لسالم ا عبد بن بو احلسن علي أ

    خطبة الكتاب

    احلمد هللا الواحد األحد ذي اجلالل واإلكرام ، املبني لعباده على لسان رسله شرائع األحكام من واجب وحالل ال انفصال هلم عنه وال انفصام ، وحرام ، وكلفهم بالوقوف عند حدودها واتباع أوامرها واجتناب نواهيها تكليفاً

    وأمر رسله وورثتهم من خلقه بتنفيذها بني عباده لريتفع الظلم والفساد واهلرج والعناد تنفيذاً ال يشوبه حيف يف إقامة احلق بني ذوي اخلصام ، والصالة والسالم على سيدنا حممد قطب دائرة الكونني املؤيد بالوحي واإلهلام ،

    .الذين مهدوا للدين من بعده فاستنار احلق واستقام وقاموا بالشريعة املطهرة أحسن قيام وعلى آله وأصحابهفيقول أفقر العبيد إىل اهللا الغين به عمن سواه الراجي عفوه يف سره وجنواه علي بن عبد السالم التسويل : وبعد

    ألف يف علم الوثائق واإلبرام لسالمة نظمها ملا كانت حتفة احلكام من أجل ما: أصالً ومنشأً ، الفاسي داراً وقراراً ووجازة لفظها ، ولكوهنا قد اجتمع فيها ما افترق يف غريها ومّن اهللا علينا بتدريسها وإقرائها وإبراز خفي معانيها

    وذكر فروع تناسبها ونكت تقيد شواردها وحتل مقفلها ، طلب مين الكثري من طلبة الوقت أن أضع هلم شرحاً الغليل ويكمل املرام ، ويكشف من خفي معانيها ما وراء اللثام وحيتوي على إعراب كل ألفاظها عليها يشفي

    ليتدرب املبتدىء بعلم النحو الذي عليه املدار يف الفهم واإلفهام ، وعلى بيان منطوقها ومفهوم الكالم ، وعلى إبراز املتأخرين من قضاة العدل واألئمة الكرام ، مصلحاً فيه فرائد الفوائد وفروع تناسب املقام مبيناً فيه ما به العمل عند

    ما حيتاج إىل اإلصالح من ألفاظه املخلة بالنظام ، شارحاً فيه غالب وثائق األبواب وإن أدى ذلك إىل اإلطناب ليتدرب بذلك من مل يتقدم له مسيس بالفتوى من األنام ويهتدي إىل كيفية تنزيل الفقه على وثائق األحكام ،

    بتهم إىل ذلك بعد التوقف واإلحجام ،وتقدمي رجل وتأخري أخرى يف مدة من األيام مستعيناً على ذلك كله فأجبالواحد األحد امللك العالم ، مرتكباً يف ذلك أبسط العبارة غري مكتف عن التصريح بالرمز واإلشارة ليطابق

    والعربية ، وخال ذهنه عن رديء األوهام الشرح املشروح ويهتدي إىل فهمه من تقدم له أدىن مسيس بعلم الفقهإىل شيخ شيوخنا سيدي حممد التاودي أحد شراح ) ت ( املعجمة إىل الشيخ خليل وبصورة ) خ ( مشرياً بصورة

    املهملة إىل اإلمام احلطاب ، ولكون ) ح ( إىل الشيخ ميارة ذي العلم اجلليل وبصورة ) م ( هذا الكتاب وبصورة نعم وقع بعض ذلك . شارة ألويل األلباب مل أصرح باالنتقاد على أحد من شراح هذا الكتاب اإلعراض يكفي يف اإل

    . يف صدره ليقاس عليه ما بقي من بعده ، وأيضاً فإن لكل أحد منهجاً يقتضيه ومذهباً خيتاره للفتوى ويصطفيه ة فغري مستبعد أن يدخر لبعض وإذا كانت العلوم منحاً إهلية ومواهب اختصاصي: وأقول كما قال صاحب التسهيل

    .املتأخرين ما عسر على كثري من املتقدمني وملا منَّ اهللا تعاىل عليَّ بالشروع فيه ومل يكن اطلع عليه أحد وهو مما نضمره وخنفيه أخربين بعض الطلبة الطالبني

    حاً فائقاً كبدر التمام ، للشرح املذكور الصادق يف خلوص الطوية واحملبة أنه رأى يف املنام أين وضعت عليها شرفزادين ذلك انتشاطاً وتثبتاً باملقصود واغتباطاً لعلمي بصدق طويته وعدم كذبه يف خربه على الدوام ، وكنت

    : ترددت أياماً يف كيفية تسميته فأشار إيلَّ هاتف يف املنام بأن أسعيه البهجة يف شرح التحفة مأخوذاً من قوله تعاىل واهللا سبحانه املسؤول يف بلوغ املأمول إنه على ما يشاء قدير ، وباإلجابة جدير وهو ) ٦٠ :النمل ( } ذات هبجة

  • .حسيب ونعم الوكيل هو القاضي أبو بكر حممد بن حممد بن عاصم األندلسي الغرناطي ، ولد رمحه اهللا ثاين عشر : فالناظم رمحه اهللا

    وال من عامتسعة وعشرين ومثامنائة ، وقد أنشد أبو عبد مجادى األوىل من عام ستني وسبعمائة وتويف حادي عشر شاهللا حممد بن أيب القاسم بن القاضي بيتاً رمز فيه لوالدة الناظم ووفاته وبلده على طريق نظم الوفيات للكاتب

    :القشتايل فقال غرناطة بابن عاصم) رقصت ( وقد

    للقضاء املنزل) سحت دموعاً ( و دة وجمموعها حبساب اجلمل ستون وسبعمائة مع ما يف التعبري بالرقص من املناسبة ، فرمز حبروف رقصت لسنة الوال

    إذ الرقص الفرح والسرور ، ورمز للوفاة حبروف سحت دموعاً وجمموعها باحلساب املذكور مثامنائة وتسعة فرج بن قاسم بن ومن شيوخه رمحه اهللا األستاذ أبو سعيد . وعشرون مع ما يف التعبري بذلك من اإلشارة للموت

    لب ، واألستاذ أبو عبد اهللا القيجاطي ، وناصر السنة األستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشاطيب ، وقاضي اجلماعة احلافظ أبو عبد اهللا حممد بن عالق ، وخااله حممد وأمحد ولدا أيب القاسم بن جزي ، والشريف أبو عبد اهللا

    إبراهيم بن عبد اهللا النمريي ، واألستاذ أبو عبد اهللا حممد بن علي البلنسي حممد التلمساين ، والقاضي أبو إسحاقكان رمحه اهللا تعاىل فاضالً متقناً لعلم الفقه والقراءات ، مشاركاً يف العربية واملنطق واألصول واحلساب . وغريهم

    خط وإحكام رسم وإتقان بعض والفرائض مشاركة حسنة متقدماً يف األدب نظماً ونثراً وكتابة وشعراً إىل براعةوله تآليف عديدة منها هذه األرجوزة ، وأخرى يف . الصنائع العلمية كتسفري الكتب وتنزيل الذهب وغريمها

    مهيع الوصول يف علم األصول ، وأخرى يف النحو حاذى هبا رجز ابن مالك ، وأخرى يف الفرائض : األصول مساها األمل املرقوب يف قراءة يعقوب ، وغري ذلك : قراءة الثماين ، وأخرى مساها إيضاح املعاين يف : ، وقصيدة مساها

    .كما يف االبتهاج للشيخ أمحد بابا كان اهللا للجميع آمني جار وجمرور متعلق مبحذوف قدره بعضهم فعالً وبعضهم مصدراًمرفوعاً على االبتداء ، ) بسم ( قال رمحه اهللا

    أو أنظم ، وقدر مؤخراً طلباً لالهتمام واالختصاص ، وعلى الثاين تأليفي أو والتقدير على األول بسم اهللا أؤلفنظمي بسم اهللا ثابت أو حاصل ، فحذف املبتدأ وخربه وبقي معمول املبتدأ ، والباء لالستعانة أو للمصاحبة ، وإمنا

    التايل هلا يف كل حمل يعني قدر العامل هنا من مادة التأليف أو النظم ألن الذي يتلو البسملة هنا مؤلف وناظم ومث إن لفظ اسم الذي هو ألف سني ميم يطلق يف اللغة إطالقاً شائعاً على ما يعم أنواع الكلمة . العامل احملذوف

    فيصدق بلفظ زيد ولفظ قام وهل مثالً ، ويف اصطالح النحاة على ما يقابل احلرف والفعل ويطلق أيضاً يف اللغة االسم يطلق ملعان ثالث إىل : قال الفخر . ت فيصدق بذات زيد وذات عمرو ، وهكذا إطالقاً غري شائع على الذا

    فعلى الشائع مدلوله اللفظ . يقال ذات ونفس وعني واسم مبعىن اه : أن قال الثاين ذات الشيء ، وقال ابن عطية معىن وهو الذات يف األول املفرد املوضوع ملعىن الصادق بلفظ زيد ولفظ قام وهل وحنوها من األلفاظ الدالة على

    . والقيام يف الثاين واالستفهام يف الثالث ، وعلى غري الشائع مدلوله الذات الصادقة بذات زيد وذات عمرو وحنومها رأيت اسم زيد فمعناه رأيت ذاته وعينه ال لفظه ، فقوهلم قد اختلف هل االسم عني املسمى أو غريه ؟ : فإذا قلت

    لفظ اسم حيث استعمل يف التراكيب اجلزئية اليت ال يراد فيها مدلوله الذي هو مطلق مرادهم اختلف يف مدلول إن : اللفظ على الشائع أو مطلق الذات على غريه ، وإمنا يراد بعض ما صدقات مدلوله يف اجلملة فقيل فيه إذ ذاك

    ملسمى الذي هو ذاته ، وقيل مدلوله لفظ زيد مثالً الذي هو على الشائع من ما صدقات مدلوله ، ولفظ زيد غري ا

  • إن مدلوله عني املسمى وهو ذات زيد مثالً اليت هي على غري الشائع من ما صدقاته وعلى الشائع هي مدلول ما وباجلملة فذات زيد مثالً هي بعض مدلول ما صدقات االسم على .صدقه وليس مدلوله لفظ زيد على هذا القول

    ألن مدلول االسم على األول هو اللفظ الدال على معىن ولفظ زيد بعض األول وهي بعض ما صدقاته على الثاين ما صدق عليه ذلك اللفظ وذاته هي مدلول ما صدقه وعلى الثاين هي ما صدقه ال مدلول ما صدقه فمدلوله على

    وهللا : ه تعاىل ودليل القول األول قول. األول لفظ دال على معىن أياً كان ، ومدلوله على الثاين نفس املعىن أياً كان صلى اهللا ( وقوله ) ١٨٠: األعراف ( } أي ألفاظ دالة عليه فادعوه هبا ) ١٨٠: األعراف ( } األمساء احلسىن

    ودليل القول الثاين . أي لفظاً للقطع بأن املسمى واحد ال تعدد فيه ) إن هللا تسعة وتسعني امساً ) : ( عليه وسلم والتسبيح الذي هو التنزيه عن صفات احملدثات إمنا هو ) ١: األعلى ( } سبح اسم ربك األعلى : قوله تعاىل

    وعبادهتم إمنا هي ) ٤٠: يوسف ( } ما تعبدون من دونه إال أمساء مسيتموها : للذات دون اللفظ ، وكذا قوله تعاىل و مبعىن التسمية وإذا تقرر هذا علمت أن لفظ اسم يف البسملة هو مقحم على األول أ. للمسميات دون األسامي

    أو من إضافة العام إىل اخلاص إذ معناه بدأت مستعيناً باهللا أو بتسمية اهللا أو بسم هو اهللا ، وأما على الثاين فال يؤول بشيء إذ معناه مستعيناً مبسمى اهللا ومسماه هو ذاته العلية أي مستعيناً مبسمى هذا اللفظ على أن اخلالف لفظي

    : إنه غري املسمى أراد حيث يكون احلكم مناسباً لغري املسمى كقولك : وغريه فمن قال كما صرح به الشيخ زكريا رأيت : إنه عني املسمى أراه حيث يكون احلكم مناسباً لذلك أيضاً كقولك : تلوت اسم زيد أي لفظه ومن قال

    سام ما هو نفس املسمى أي اسم زيد أي ذاته ، وأما تقسيم األشعري رضي اهللا عنه أمساء اهللا تعاىل إىل ثالثة أقمدلوله نفس املسمى مثل لفظ اهللا الدال على ذاته تعاىل ، وما هو غريه كاخلالق والرازق وحنومها من صفات األفعال

    أي يفهم منها غريه تعاىل وهو اخللق والرزق الناشئان عن قدرته خبالف األول إذ ال يفهم من لفظ اهللا سوى ذاته غريه كالعامل والقادر وحنومها من الصفات القدمية ، فليس من هذا القبيل ألنه مل يقل ذلك تعاىل وما هو ال عينه وال

    إن قوله ال عينه وال غريه ال خيلو من : يف لفظ االسم ، واخلالف املتقدم إمنا هو يف لفظ االسم لكن قال بعضهم يقية ليست غري الذات مفهوماً أي صعوبة وإشكال ، وقد انفصل عن ذلك بعضهم بأن املراد أن تلك الصفة احلق

    ولعله يريد أنه ال يقال أن مدلوهلا غري الذات وال عني الذات ، بل مدلوهلا الذات . مدلوالً وال عينها خارجاً اه .وهذه املسألة عويصة بسطت الكالم فيها لصعوبتها على الولدان املبتدئني . بصفتها واهللا أعلم

    بسم : جيوز احللف بقولك : قال صاحب اخلصال األندلسي : قواعد القرايف ما نصه قال البغوي يف اختصار : تنبيه هذه املسألة فيها جور بسبب أن االسم ههنا إن أريد به املسمى استقام : اهللا ، وجتب به الكفارة ، قال القرايف

    لفظ االسم هل هو موضوع احلكم ، وإن مل يرد به املسمى فقد حكى ابن السيد البطليوسي أن العلماء اختلفوا يف للقدر املشترك بني األمساء فمسماه لفظ أو وضع يف اللغة للقدر املشترك بني املسميات فال يتناول إال مسمى ؟ قال

    وهذاهو خالف حتقيق العلماء يف أن االسم هو املسمى أوالً ، وأن اخلالف إمنا هو لفظ االسم الذي هو ألف سني : ال يصح أن يقول عاقل أن لفظ نار هو عني النار حىت حترق فم من ينطق هبذا اللفظ ، ميم ، وأما لفظ نار وذهب ف

    وإذا فرعنا على هذا وقلنا االسم موضوع للقدر املشترك بني األمساء ، وأن مسماه لفظ فينبغي أن ال تلزم به كفارة إىل اهللا ال يصريه مما جيوز احللف به ، ورزق اهللا فإن إضافة احملدث : إذا حلف به وأن ال جيوز احللف به كما لو قلنا

    وإن قلنا هو موضوع للقدر املشترك بني مسميات والقاعدة أن الدال على األعم غري دال على األخص وما يكون كذلك ال حيلف به وال يكون قسماً إال بنية أو عرف ناقل وال واحد منهما ههنا فال جتب كفارة إذا مل يتعني صرف

    .ه لفظه اللفظ جلهة اهللا ا

  • أن يقول فال : وصوابه . فإنه غري سديد . فال يصح أن يقول عاقل أن لفظ نار هو عني النار اخل : تأمل قوله : قلت خالف يف أن مدلول لفظ نار هو عني النار ألن اخلالف إمنا هو يف مدلول لفظ االسم ال يف مدلول غريه إذ مدلول

    .غريه من األلفاظ هو عني املسمى اتفاقاً :مضاف إليه وأصله إله أسقط منه اهلمز مث أبدل بأل كما قال ) : اهللا (

    واالسم ذو التقديس هو اهللا على األصح أصله إله

    أسقط منه اهلمز مث أبدال بأل التعريف لذاك جعال

    هو هو مشتق من التأله و: وهل مشتق أو جامد ؟ فيه أقوال ليس هذا حملها وال بأس باإلشارة إىل بعضها فقيل أهلت إىل فالن أي فزعت إليه : التنسك والتعبد يقال إله آهلة أي عبد عبادة ، وقيل من اإلله وهو االعتماد يقال

    أن اخللق يفزعون ويتضرعون إليه يف احلوادث واحلوائج فهو يأهلهم أي جيريهم فسمي : واعتمدت عليه ، ومعناه أن العقول تتحري يف كنه صفته وعظمته : فلم هتتد إليه ومعناه هو من أهلت يف الشيء إذا حتريت فيه: وقيل . إهلاً

    هو من قول العرب أهلت : وقال املربد . واإلحاطة بكيفيته فهو إله كما يقال للمكتوب كتاب وللمحسوب حساب أصله من الوله وهو ذهاب العقل لفقدان: إىل فالن أي سكنت إليه فكأن اخللق يسكنون ويطمئنون بذكره ، وقيل

    معناه احملتجب ألن : من يعز عليك ، وكأنه مسي بذلك ألن القلوب تتوله حملبته وتطرب وتشتاق عند ذكره ، وقيل الهت العروس تلوه لوهاً إذا احتجبت ، ف اهللا تعاىل : العرب إذا عرفت شيئاً مث حجب عن أبصارها مسته إهلاً تقول

    حكى هذه األقوال الشيخ عبد . ن جهة الكيفية عن األوهام هو الظاهر بالربوبية بالدالئل واألعالمواحملتجب منعتان هللا ، وقيل الرمحن بدل ) : الرمحن الرحيم . ( غنية الطالب نفعنا اهللا به : القادر اجليالين يف كتابه املسمى

    لداللته على الذات والرحيم نعت للرمحن والرمحن املنعم جبالئل النعم والرحيم املنعم بدقائقها ، وقدم األول وهو اهللا ، مث الثاين الختصاصه به وألنه أبلغ من الثالث ، فقدم عليه ليكون كالتتمة والرديف ، وألن الثالث ال خيتص به

    ) : ١٢٨: التوبة ( } باملؤمنني رؤوف رحيم : تعاىل بدليل قوله الَْحْمُد هللا الَِّذي يَقِْضي َوالَ ُيقَْضى َعلَْيِه َجلَّ شَأْناً َوَعالَ

    مبتدأ وخرب أي الصفات اجلميلة كلها واجبة هللا ، ومعىن ، وجوهبا أنه ال يتصور يف العقل عدم وصفه ) : احلمد هللا ( هبا ، واجلملة خربية لفظاً إنشائية معىن إذ املراد إنشاء الثناء مبضموهنا أي أنشىء وصفه تعاىل بكل مجيل ، وأتى

    كل أمر ذي بال ) : ( صلى اهللا عليه وسلم ( وامتثاالً لقول رسول اهللا باحلمد بعد البسملة اقتداء بالكتاب العزيزكل أمر ذي بال ال : ( كما ورد عنه عليه السالم أنه قال . أي مقطوع الربكة ) ال يبتدأ فيه باحلمد هللا فهو أجذم

    حديث البسملة على أي ذاهب الربكة ، فحمل الناظم رمحه اهللا) يبتدأ فيه ببسم اهللا الرمحن الرحيم فهو أبتر االبتداء احلقيقي حبيث ال يسبقه شيء ، وحديث احلمدلة على االبتداء اإلضايف القريب منه بأن يذكر احلمد عقب

    البسملة متصالً هبا كما يدل عليه القرآن فهو مبني لكيفية العمل باحلديثني ، وهذا أحد األجوبة عما أوردوه من أن .ء باآلخر ، ولنقتصر عليه لكونه أحسنها االبتداء بأحدمها يفوت االبتدا

    مث إن احلمد لغة هو الوصف باجلميل على اجلميل على جهة التعظيم والتبجيل ، فاملراد بالوصف الذكر باللسان على جهة التعظيم اخل ، الوصف باجلميل هتكماً : فقط ، وخرج باجلميل الوصف بالقبيح فليس محداً بل ذماً وبقوله

  • ال حاجة لزيادة هذا القيد بل هو مستغىن عنه بقوله : وقيل ) ٤٩: الدخان ( } أنت العزيز الكرمي ذق إنك : حنو باجلميل على اجلميل وهو الظاهر ألنه يف اآلية الكرمية وصفه باجلميل وهو غري متصف به يف احلقيقة بل جمازاً :

    . حيترز فيها عما يشارك احملدود يف اإلطالق احلقيقي باعتبار ما كان عليه ، واجملاز غري حمترز عنه يف احلدود بل إمناالصيغة واحلامد واحملمود وهذه الثالثة يتضمنها لفظ الوصف وهو ال يكون إال باللسان ، والرابع : وله أركان مخسة

    احملمود احملمود به وهو صفة كمال يدرك العقل السليم حسنها ، واملراد كونه مجيالً يف الواقع أو عند احلامد أو : احملمود عليه وهو ما يقع الوصف اجلميل بإزائه ومقابلته فهو الباعث على احلمد ، : بزعم احلامد ، واخلامس

    وهذان مصرح هبما يف التعريف فلفظ احلمد يف كالم الناظم يتضمن الصيغة أي اللفظ الذي يؤدى به الوصف ل واصف ال بد له من لفظ بصفة يصف هبا غريه ويتضمن احلامد أي الواصف ويتضمن أيضاً احملمود به ، إذ ك

    هو احملمود ، فهذه أربعة ، وأما احملمود عليه وهو الباعث على احلمد فقد يستفاد من قوله الذي ) هللا : ( ،وقوله يقضي اخل أي فكونه يقضي على غريه وال يقضى عليه هو صفة مجيلة يف غاية الكمال ، وذلك هو الباعث على

    الوصف بكل مجيل من قدرة وعلم وغريمها ثابت هللا ، والباعث على وصفي له بذلك : فكأنه قال وصفه بكل مجيل هو كونه يقضي وال يقضى عليه ، وأيضاً فإن احملمود به واحملمود عليه قد يتحدان معىن ويفترقان باالعتبار كما لو

    فالقدرة مثالً من حيث الوصف هبا حممود هبا أمحده تعاىل بالصفات اجلميلة من قدرة وحنوها لكونه متصفاً هبا : قلت واحلمد . ومن حيث إهنا باعثة على احلمد حممود عليها فال شك أن احلمد يف النظم متضمن لألركان اخلمسة

    كما للزخمشري يف فائقه خالفاً للرازي حيث فرق بني احلمد واملدح بأن . واملدح مترادفان كانا يف مقابلة نعمة أم ال : أال ترى أنه ميدح الياقوت على هناية صفائه وصقالته فيقال : من احلمد ألنه حيصل للعاقل وغريه قائالً املدح أعم

    ما أحسنه وما أصفاه ، واحلمد ال يكون إال للفاعل املختار على ما يصدر منه من اإلنعام كان ذلك اإلنعام واصالً ياري وبكونه يف مقابلة نعمة ليخرج املدح ، لكن يلزم على وعليه فيقيد احملمود عليه باالخت. إليك أو إىل غريك اه

    التقييد به خروج الثناء على الصفات القدمية وأنه ال يكون محداً بل مدحاً فقط وليس كذلك ، وما أجيب به عن احلمد خروج الصفات القدمية من تعريف احلمد بناء على ذلك التقييد من أهنا ملا كانت مبدأ لألفعال االختيارية كان

    . عليها محد على تلك األفعال االختيارية متحل غري سديد ، فال يعول عليه ، والصواب ما يف الفائق من ترادفهما .قاله الشيخ البناين يف شرح السلم

    شرعاً فهو فعل ينىبء عن تعظيم املنعم بسبب كونه منعماً وهو مساوٍ للشكر لغة وبينهما وبني : وأما احلمد عرفاً أي د لغة عموم وخصوص من وجه فعمومهما باعتبار املورد ألهنما يكونان باللسان وبغريه من األركان وعمومه هو احلم

    باعتبار املتعلق ألنه يكون يف مقابلة نعمة وغريها فيجتمعان فيما إذا كان الوصف باللسان يف مقابلة نعمة ، وينفردان .فرد هو عنهما فيما إذا كان باللسان ال يف مقابلة نعمة عنه فيما إذا كانا بغري اللسان يف مقابلة نعمة وين

    وأما الشكر عرفاً ؛ فهو صرف العبد مجيع ما نعم اهللا به عليه من مسع وغريه إىل ما خلق ألجله فهو أخص مطلقاً من ه عليه ، ومل مجيع ما أنعم اهللا ب: كل واحد من الثالثة قبله لتقييده مبنعم خمصوص وهو اهللا سبحانه حيث قيل يف حده

    يقل أنعم به عليه ولتقييده أيضاً بنعمة واصلة إىل عبده الشاكر ، ولشموله جلميع اجلوارح خبالف احلمدين قبله والشكر لغة فلم تقيد النعمة يف ذلك مبنعم خمصوص وال بكوهنا واصلة إىل احلامد أو الشاكر ، بل وصلت إليه وإىل

    ا ال خيفى ، وهذا الشكر هو الشكر املأمور به شرعاً املعرب عنهبالتقوى غريه ، وال يكون ذلك جبميع اجلوارح كمإال الذين آمنوا : وقوله تعاىل ) ١٣: سبأ ( } وقليل من عبادي الشكور : واالستقامة الذي أخرب عنه تعاىل بقوله

    التقوى واالستقامة فال يبلغ العبد حقيقة الشكر شرعاً إال بكمال) ٢٤: ص ( } وعملوا الصاحلات وقليل ما هم

  • الظاهرة والباطنة أما املخلط يف أحواله فلم يؤد ما وجب عليه من الشكر بتمامه نعم الطاعة الصادرة منه هي بعض وقليل : ما وجب عليه من الشكر ، وملا مل يكن املخلط مؤدياً ما وجب عليه وكان الكثري من الناس خملطاً قال تعاىل

    املراد بصرف اجلميع أن ال خيرج العبد عن طاعة مواله بأن تسلم جوارحه كلها من إذ. اخل } من عبادي الشكور خمالفة أمره وهنيه يف مجيع األوقات فال يكون شاكراً لنعم اهللا تعاىل شكراً حقيقياً إال بصرف اجلميع ، والعبد ال خيلو

    ر أن ال يعصى اهللا بنعمه ، أي جوارحه الشك: عن نعم اهللا طرفة عني ، وعن ذلك أفصح اجلنيد رضي اهللا عنه بقوله وبأدىن تأمل يعلم أن النسب ست إذ بني كل واحد من الثالثة . ألهنا نعمة من اهللا عليه قال هذه القولة يف صباه

    والشكر عرفاً العموم واخلصوص بإطالق ، فهذه ثالث نسب ، وبني احلمد لغة واحلمد عرفاً والشكر لغة العموم رمحه ) عج ( ني احلمد عرفاً والشكر لغة الترادف ، فهذه ثالثة أخر وقد نظم ذلك الشيخ واخلصوص من وجه وب

    :اهللا بقوله إذا نسبا للحمد والشكر رمتها بوجه له عقل اللبيب يؤالف

    فشكر لدى عرف أخص مجيعها ويف لغة للحمد عرفاً يرادف

    عموم لوجه يف سوى ذين نسبة فذي نسب ست ملن هو عارف

    وذلك ) ٢: العصر ( } إن اإلنسان لفي خسر : مد لالستغراق وهي اليت يصلح يف موضعها كل حنو وأل يف احلألن احلمد إما قدمي وهو محد اهللا تعاىل لنفسه أو ملن شاء من خلقه ، أو حادث وهو محد العباد لرهبم سبحانه أو

    ، وقيل للجنس ألن جنس احلمد إذا لبعضهم بعضاً ، فالقدمي صفته ووصفه واحلادث خلقه وملكه فاحلمد كله لهثبت هللا ثبت له مجيع أفراده فمؤدامها واحد ، وقيل للعهد ألن اهللا سبحانه ملا علم عجز خلقه عما يستحقه من

    والم هللا لالستحقاق أي . احلمد محد نفسه بنفسه يف أزله قبل وجود خلقه مث ملا أوجدهم أمرهم أن حيمدوه بذلك تعاىل ، وال يصح كوهنا للملك ألن من أقسام احلمد محد اهللا تعاىل لنفسه أو ملن شاء من مجيع احملامد مستحقة هللا

    نعم العبد وحنوه ، ومحده لنفسه أو خللقه بكالمه وكالمه قدمي ، والقدمي ال يصح أن ميلك : خلقه يف أزله كقوله .صور يف العقل عدمه فتعني كوهنا لالستحقاق أي يستحق الوصف بكل مجيل لكونه واجباً له ال يت

    إنه اسم اهللا : واسم اجلاللة علم على الذات الواجب الوجود املستحق جلميع احملامد وهو أشهر أمسائه تعاىل ، قيل األعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب إذا وجد شرطه وهو التقوى ، ولذا قبض اهللا تعاىل عنه األلسن

    أي هل تعلم أحداً من املخلوقات مسي اهللا ؟ ) ٥٦: مرمي ( } هل تعلم له مسياً : فلم يتسم به أحد قال تعاىل بفتح ) يَقضي ( نعت هللا ) الذي . ( واالستفهام مبعىن النفي أي مل يتسم به غريه وهو أعرف املعارف قاله سيبويه

    يتعلق به ، واجلملة ) عليه ( بضم الياء مبنياً للمفعول ) وال يُقضى ( الياء صلته والرابط ضمري يعود على اهللا معطوفة على الصلة واملعطوف على الصلة صلة أيضاً ، ومعناه حيكم وال حيكم عليه أي وكل قاض وحاكمسواه

    ما أحقك أن تستشعر ذلك وتستحضر أنك مسؤول عن كل : تعاىل مقضي عليه من مواله وممن واله فيقال له هالل وهي أن يأيت املتكلم يف أول كالمه مبا يشعر مبقصوده ، فإنه ويف البيت براعة االست. حكم حكمت به هنالك

    فعل ماض ) : جل . ( ملا كان قصده أن يتكلم يف أحكام القضاء وصف اهللا سبحانه بأنه يقضي وال يقضى عليه م شأنه أي عظ) ٤: مرمي ( } واشتعل الرأس شيباً : متييز حمول عن الفاعل كقوله تعاىل ) : شأناً ( مبعىن عظيم

  • فعل ماض أيضاً معطوف على جل ومتييزه حمذوف أي قدراً أي ) : وعال . ( والشأن األمر واحلال قاله اجلوهري عال يف املكارم من باب تعب عالء بفتح العني ومد : جل شأنه وعال قدره ، وحيتمل أن يكون مصدراً من قوهلم وله شأناً أي عظم شأناً وعالء وال يصح أن يكون اسم الالم كما يف املصباح قصره ضرورة فيكون معطوفاً على ق

    مصدر ألن اسم املصدر هو ما كان لغري الثالثي بوزن ما للثالثي كأعطى عطاء واغتسل غسالً ، فاسم املصدر هو عطاء وغسل واملصدر إعطاء واغتسال فيقتضي أن عالء مبعىن إعالء كما أن عطاء مبعىن إعطاء وليس كذلك ألن

    .اه املعىن يأب ثُمَّ الصَّالَةُ بَِداَوامِ اَألَبِد

    َعلَى الرَّسُولِ املُْصطَفَى ُمحَمَِّدمن اهللا تعاىل أي الرمحة منه إذ الصالة لغة من اهللا رمحة ، ومن املالئكة استغفار ، ومن اآلدميني دعاء ) مث الصالة (

    يا أيها الذين آمنوا : ليس يف لفظ الرمحة قال تعاىل خبري ، ولكن ملا كان يف التعبري عن الرمحة بالصالة من التعظيم ما فاملراد أن يطلب العبد من اهللا تعاىل زيادة التكرمي واإلنعام والتعظيم لنبيه . اآلية ) ٦٥: األحزاب ( } صلوا عليه

    من : ( عليه السالم ، وإال فأصل الرمحة حاصل له عليه السالم فال يطلب حتصيله ونفعها عائد على املصلي خلرب يتعلق ) : بدوام . ( فالصالة عليه من أجلّ األذكار وأعظمها ثواباً ) صلّى عليَّ مرة واحدة صلى اهللا عليه هبا عشراً

    خرب عن ) : على الرسول . ( أي الدهر وهو حركة الفلك ) : األبد ( مبحذوف حال من الصالة أي مؤقتة بدوام والرسول إنسان . بدل واجلملة معطوفة بثم على مجلة احلمد قبلها : )حممد ( نعت للرسول ) : املصطفى ( الصالة

    أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه ، واملصطفى مشتق من الصفو وهو اخلالص من الكدر والشوائب كلها وطاؤه مبدلة ان لغريه من فإذا أطلقا ال ينصرف) صلى اهللا عليه وسلم ( من تاء وكالمها مقرون بأل علم بالغلبة على نبينا حممد

    اللهم صلِّ على : الرسل واألنبياء عليهم الصالة والسالم ، وهذهاجلملة خرب يف اللفظ ومعناه الطلب فكأنه قال مث ال يتوهم املصلي على النيب عليه الصالة والسالم أن صالتنا عليه شفاعة منا له عند اهللا تعاىل يف . . الرسول اخل

    ا ال يشفع لعظيم القدر عند ربه ، بل هو عليه الصالة والسالم مرفوع الدرجة زيادة رفعته وعلو درجته فإن مثلنعند ربه يف غاية التكرمة واإلنعام وعلو القدر ، ولكن ملا أحسن عليه الصالة والسالم إلينا هبدايته إيانا إحساناً مل

    ب من اهللا سبحانه أن يصلي عليه حيسنه إلينا أحد من املخلوقات أمرنا سبحانه مبكافأته بالصالة عليه أي بأن تطل .لتكون صالته عليه مكافأة له منا وإقراراً برسالته ونبوته وتصديقاً به ، ومبا جاء به من وحدانية اهللا سبحانه

    َوآِلِه َوالِْفئَةِ املتَّبِعَْه يف كلِّ ما قَْد َسنَُّه َوَشَرعَْه

    صالة والسالم حممد بن عبد اهللا بن عبد املطلب وامسه شيبة إذ هو عليه ال. أقاربه املؤمنون من بين هاشم ) وآله ( بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كالب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن

    .كنانة بن خزمية بن مدركة بن الياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان وأخرج الطرباين يف األوسط . غري آل وفيما بينهما قوالن اه وبنو هاشم آل ، وما فوق غالب: قال ابن احلاجب وهل أصله أهل قلبت اهلاء مهزة مث قلبت ) آل حممد كل تقي : ( قال ) صلى اهللا عليه وسلم ( عن أنس أن النيب

    اهلمزة ألفاً واقتصر عليه صاحب الكشاف أو أصله أول وهو رأي الكسائي ، ورجحه بعضهم وهو صريح يف أنه ال واحد له من لفظه وتظهر مثرة اخلالف يف التصغري على أهيل أو أويل ، وكالمها مسموع وال يضاف إال لذي مجع

    شرف فال يقال آل احلجام ، وأما آل فرعون فله شرف دنيوي وهو عطف على حممد إذ جتوز الصالة على غري

  • ف ، وعلى اجلواز فإمنا يقصد هبا الدعاء ألهنا مبعىن األنبياء تبعاً واتفاقاً ويف جوازها استقالالً وكراهتها ومنعها خال( التعظيم خاصة باألنبياء عليهم الصالة والسالم كخصوص عز وجل باهللا تعاىل ، فال يقال حممد عز وجل وإن كان

    ) والفئة.( عزيزاً جليالً ، وكذا السالم هو خاص باألنبياء فال يقال أبو بكر عليه السالم ) صلى اهللا عليه وسلم فهو بكسر الباء املوحدة فيشمل الصحابة والتابعني هلم بإحسان إىل ) صلى اهللا عليه وسلم ( له ) املتبعة ( اجلماعة

    عطف تفسري ) وشرعه ( جعله طريقة يف الدين : عليه السالم أي ) قد سنه ( أي حكم ) يف كل ما ( يوم الدين .عليه واجملرور يتعلق بقوله املتبعة

    فَالْقَْصُد بَِهذَا الرَّجَزَِوَبْعُد ، َتقْرِيُر األْحكَامِ بِلَفٍَظ ُموجَزِ

    ظرف زمان كثرياً ومكان قليالً تقول يف الزمان جاء زيد بعد عمرو ويف املكان دار زيد بعد دار عمرو ، ) : وبعد ( نوي معىن املضاف إليه وتصح هنا للزمان باعتبار الرقم وهي من الظروف الالزمة لإلضافة فإذا قطعت عنها لفظاً و

    بنيت كما هنا لشبهها باحلرف يف االفتقار ملا بعده وبنيت على حركة لتعذر السكون ، وكانت ضمة ألهنا حركة ال تكون هلا يف حالة اإلعراب ألهنا إذ ذاك إما منصوبة على الظرفية أو جمرورة مبن ، وهي كلمة تستعمل يف الكالم

    معناها دع ما كنا فيه وخذ غريه ، ودخلت الفاء بعدها إما على : قال الفراء . الفصيح لقطع ما قبلها عما بعدهاتوهم وجود ما قبلها ألن الشيء إذا كثر اإلتيان به وترك توهم وجوده وقد كثر يف أما مصاحبتها لبعد ، فإذا

    ملتومهة أو املقدرة مهما يكن ومعىن أما ا. تركت توهم أهنا موجودة ، وأما على تقديرها يف الكالم والواو نيابة عنها فوقعت أما موقع اسم مبتدأ ألن مهما مبتدأ واالمسية الزمة للمبتدأ ، . من شيء بعد احلمد والصالة فالقصد اخل

    الزمة له غالباً فحني تضمنت أما معىن االبتداء ، والشرط لزمت الفاء ولصوق االسم إقامة : والفاء . ويكن شرط ظرف مقطوع عن اإلضافة مبين على : بعد : وقال الدماميين . قاء ألثره يف اجلملة قاله السعد لالزم مقام امللزوم وإب

    ) : فالقصد . ( وأقول بعدما تقدم واملقول حمذوف أي وأقول بعد ذلك تنبه : الضم معمول لقول حمذوف تقديره حد أحبر الشعر اخلمسة عشر ووزنه وهو أ) الرجز ( النظم ) هبذا ( أي املقصود فأطلق املصدر وأراد به املفعول

    فالقصد واجملرور يتعلق به ، ويقرأ األحكام بنقل : خرب عن قوله ) األحكام ( تبيني ) تقرير ( مستفعلن ست مرات حركة اهلمزة لالم للوزن وهو مجع حكم ، واملراد به الفقه املتقرر يف الكتب املعتمدة كاملدونة وغريها ليفصل به بني

    .نعت له أي قليل احلروف كثري املعاين ) : موجز ( يتعلق بتقرير ) : ظ بلف( اخلصوم آثَْرُت ِفيِه املَْيلَ ِللَّْتبيِنيِ

    ( } ويؤثرون على أنفسهم : فعل ماض مبعىن قدمت واخترت قال تعاىل ) : آثرت ( َوُصْنُتُه ُجْهِدي ِمَن الَتّضِمنيِ أن من كان عنده امرأتان نزل عن واحدة وزوجها من أي يقدمون املهاجرين على أنفسهم حىت) ٩: احلشر مصدر بني ) : للتبيني ( اجلنوح والركون مفعول بآثرت ) : امليل ( أي يف هذا الرجز يتعلق بآثرت ) : فيه ( أحدهم

    بضم اجليم مفعول به على حذف مضاف أي غاية جهدي ) : جهدي ( حفظته ) : وصنته ( إذا وضح يتعلق بامليل يتعلق بقوله صنته والتضمني توقف معىن ) : من التضمني ( ووسعي ، واجلملة معطوفة على مجلة آثرت أي طاقيت

    البيت على البيت الذي بعده لكونه خرباً أو جواب شرط أو استثناء ، وحنو ذلك مما ال يتم معىن األول إال بالثاين وفيه : اخل ، قيل . ينها أحواج معىن لذا وذا وتضم: وهو عند العروضيني من عيوب الشعر ، وفيه يقول اخلزرجي

    تعريض بابن احلاج معاصر ابن رشد فإن له نظماً يف القضاء مشتمالً على ألف بيت مساه الياقوتة ووقع فيه التضمني :كثرياً منه قوله يف رجوع الشاهد عن شهادته

  • وإن يك الرجوع بعد احلكم مل جيز ويغرم امتثاالً للحكم

    بالشهادهمجيع ما أتلف فصِّل ويف بدٍء ويف إعادة

    يلزم من يقضي بأن يسعف من كلفه الكتب حلكام الزمن مبا به قضى وما قد ثبتا

    والعمل اليوم وما إن مقتا على قبول كتب القضاة من غري إشهاد هلا ويأيت منع القبول مع ما عليه

    عملنا وقصدنا إليهعناه إال بالذي بعده ، وهو كثري يف ذلك النظم ولكن ذلك مغتفر فانظر هذه األبيات فإن كل واحد منها ال يتم م

    :بالنسبة ملا أفاده ومجعه كما اعتذر عن ذلك يف خطبته حيث قال وقد نظمت بعض أحكام القضا

    مبتغياً أجراً ونيالً للرضا مستعمالً ما شذ من زحاف

    وبعض ما قد عيب يف القوايف وذاك مغفور لدى من أنصفا

    ت به معرفامغلباً حتسيين املعىن علىيف جنب ما جئ حتسيين اللفظ الذي عنه اجنال اخل

    .رمحه اهللا ونفعنا به وبعلومه َوجِئُْت ِفي بَْعضٍ ِمن املََساِئلِ بالُْخلِْف َرْعياً الشتَِهارِ الْقَاِئلِ

    ( ن يتعلقان بقوله جئت أي اخلالف واجملرورا) باخللف ( ال يف كلها ) يف بعض من املسائل ( أي أتيت ) : وجئت ( إن الكثري من : بذلك القول يتعلق بقوله رعياً ، وفهم من قوله يف بعض ) الشتهار القائل ( حال أي مراعاة ) رعياً

    املسائل ال يأيت هبا باخلالف ، وإمنا يقتصر فيه على قول واحد إما لشهرته أو جلريان العمل به ، وأنه إمنا يأيت وهو كون القائل بذلك مشهوراً بالعلم والتحقيق فال ينبغي إمهال قوله هذا إذا كان باخلالف يف بعضها لغرض

    :مساوياً لآلخر يف املشهورية ، بل وإن كان خمالفاً للمشهور أو املعمول به فاألول مع احتاد القائل كقوله ومن لطالب حبق شهدا

    ومل حيقق عند ذاك العددا :يف اجلوائح وكقوله. . فما لك عنه به قوالن اخل والقصب احللو به قوالن

  • كورق التوت مها سيان :ومع اختالفه كقوله يف البيوع واخللف يف اخلفي منه واحللف

    :والثاين كقوله يف اليمني ويف سوى املشهور حيلف األب عن ابنه وحلف االبن مذهب

    :وكقوله والبيع مع براءة إن نصت

    . .جلواز أطلقا اخل على األصح بالرقيق اختصتوبعضهم فيه ا :والثالث كقوله يف الضمان وقيل إن مل يلق من يضمنه للخصم الزمه وال يسجنه

    وأشهب بضامن الوجه قضى عليه حتماً وبقوله القضا

    :وتارة يكتفي مبجرد التصدير بقول مث حيكي غريه بقيل كقوله واملدعي من قوله جمرد

    من أصل أو عرف بصدق يشهدوهذا معىن كالمه رمحه اهللا وال يعين بذلك مراعاة : وهكذا . . . اخل . ل من يقول قد كان ادعا وقي: إىل أن قال

    اخلالف الذي هو عبارة كما البن عرفة عن إعمال دليل اخلصم يف الزم مدلوله الذي أعمل يف نقيضه دليل آخر ، ول الذي هو أقرب مذكور مثاله إعمال فالضمري يف مدلوله يعود على الدليل ، والضمري يف نقيضه يعود على املدل

    مالك رمحه اهللا دليل خصمه القائل بعدم فسخ صريح الشغار يف الزم مدلوله ومدلوله عدم فسخه والزمه ثبوت .اإلرث بني الزوجني ، وهذا املدلول وهو عدم الفسخ أعمل يف نقيضه وهو الفسخ دليل آخر وهو دليل فسخه اه

    يث أو القياس واملدلول هو الفسخ أو عدمه ، فمالك استدل لفسخه بنص حديث أو وحاصله ؛ أن الدليل هو احلدقياس ، وأبو حنيفة استدل بعدم فسخه بنص حديث أو قياس ، فأعمل مالك رمحه اهللا دليله يف الفسخ يف احلياة ،

    هو عدم توارثهما وأعمل دليل خصمه يف الزم مدلوله فقال بتوارثهما ، ويكون الفسخ طالقاً مع أن قياس دليله وعدم كون الفسخ بطالق ، إذ عدم صحة النكاح تستلزم عدم اإلرث ، وعدم الطالق ، وهذا كما يقال يف البيع

    إن اإلمام يقول بفساد إنكاح املرأة نفسها مستدالً : وغريه يفسخ العقد قبل الفوات وميضي بعده ، ومثاله أيضاً واخلطاب لألولياء فدل ذلك على أن املرأة ال تنكح نفسها وبقوله ) ١٩: النساء ( } وال تعضلوهن : بقوهلتعاىل

    ثالثاً فإن دخل هبا فاملهر هلا ) أميا امرأة نكحت بغري إذن مواليها أي أوليائها فنكاحها باطل : ( عليه الصالة والسالم مالك دليله يف احلياة ودليل جيوز إنكاحها نفسها قياساً على البيع فأعمل: وقال أبو حنيفة . مبا أصاب منها اخل

    : ( خصمه يف الزم مدلوله بعد املمات ، فأوجب توارثهما ، وكون الفسخ بطالق وألن النيب عليه السالم قال بعد أن حكم على نكاحها بالبطالن ، فدل ذلك على أن العقد الباطل حيكم له حبكم ) فاملهر هلا مبا أصاب منها

    ضى القياس أن الفسخ بغري طالق وأنه ال مهر هلا ألهنا زانية وهي ال مهر هلا ، الصحيح بعد الفوات ، وإال فمقت

  • واملعيار أواخر املعاوضات . انظر ابن عرفة يف فصل الصداق . وذلك كله راجع إىل تقدمي االستحسان على القياس . تهد تعسر العبارة عنه اه واالستحسان معىن ينقدح يف نفس اجمل: ، فقد نقل عن القباب وغريه ما يشفي الغليل قال

    فيه تفاضل . يف غري ما من الطعام املمتنع : وانظر ما بىن عليه مالك مذهبه يف باب القسمة من هذا الشرح عند قوله .فإن من مجلة ما بىن عليه مذهبه مراعاة اخلالف فتارة يراعيه وتارة ال يراعيه . اخل

    راعاة اخلالف الذي هو إعمال دليل اخلصم اخل ألن ذلك من دأب اجملتهدين إمنا قلنا ال ُيداعى الناظم مسألة م: تنبيه الناظرين يف األدلة ، فحيث ترجح عندهم دليل اخلصم يف الزم مدلوله أعملوه وحيث مل يترجح أمهلوه ، والناظم

    لكن ال يذكر فيه إمنا هو ناظم لكالم الفقهاء املتقدمني فهو وإن ذكر حكماً وجهه عند من قال به مراعاة للخالف :خالفاً ، بل جيزم باحلكم الذي جزم به اجملتهد من غري ذكر خالف أصالً كقوله

    ففسخ فاسد بال وفاق بطلقة تعد يف الطالق

    وإن ميت قبل وقوع الفسخ اخل. . . يف ذا فما إلرثه من نسخ فَِضْمُنُه الُْمفِيُد َوالُْمقَرُِّب خُبوالَْمقَْصُد املَْحُموُد واملُنَْت

    أي مفيد احلكام البن ) املفيد ( بكسر الضاد مبعىن املضمون كالذبح مبعىن املذبوح وهو مبتدأ خربه ) : فضمنه ( ( البن القاسم اجلزيري ) واملقصد احملمود ( البن أيب زمنني بفتح الزاي وامليم وكسر النون ) واملقرب ( هشام

    النظم تضمن أي اشتمل على فوائد ونفائس من هذه الكتب ، وال البن أيب زمنني أيضاً ومعناه أن هذا) واملنتخب يعين أن نظمه هذا اشتمل على مجيع ما فيها بل وال على جله ، ولعله إمنا خص هذه الكتب بالذكر لتتم له التورية

    .ما بعد بأن كتابه هذا مفيد مقرمبحمود منتخب ، وإالَّ فكثرياً ما حياذي عبارة ابن سلمون فلو قيل إنه تضمنه َنظَْمُتُه َتذْكَِرةً َوَحْيثُ َتمَّ بَِما بِِه الَْبلَْوى َتُعّم قَْد أَلَمَّ

    مفعول ألجله ) : تذكرة . ( نظمت العقد إذا مجعت جواهره على وجه يستحسن : مجعته من قوهلم : أي ) نظمته ( وتبصرة : يريد . ثله ما ذهل عنه ونسيه فهو بيان للسبب احلامل له على نظمه أي نظمته ألجل أن يتذكر به العامل م

    :ملن مل يتقدم له علم مبا فيه من الصغار والكبار فهو كقول ابن بري يكون للمبتدئني تبصره وللشيوخ املقرئني تذكره

    :وكقول العراقي يف ألفيته احلديثية نظمتها تبصرة للمبتدي تذكرة للمنتهى واملسند

    بفتح التاء املثناة فوق أي ) مت : ( وقوله . مسيته والواو داخلة على قوله مسيته ظرف زمان يتعلق بقوله ) : وحيث ( يتعلق بقوله أمل وما ) مبا : ( كمل ، وفاعله ضمري يعود على النظم ، واجلملة يف حمل جر بإضافة حني إليها ، وقوله

    ومعناه احملنة ومنه قوله عليه الصالة مبتدأ) : البلوى : ( يتعلق بقوله تعم ، وقوله ) به . ( واقعة على األحكام خرب املبتدأ ) : تعم . ( واملراد حمنة القضاء ملن ابتلي به ) ائذن له وبشره باجلنة على بلوى تصيبه : ( والسالم

  • بفتح اهلمزة مبعىن أشعر وهو فعل ماض وفاعله ضمري يعود ) قد أمل ( واجلملة صلة ما والرابط الضمري اجملرور بالياء .النظم واجلملة حال من فاعل مت على

    بُِتْحفَِة الُْحكّامِ: َسمَّْيُتُه ِفي ُنكَِت الُْعقُوِد وَاألْحكَامِ

    مضاف إليه واجلملة معطوفة على مجلة نظمته والتقدير ) احلكام ( يتعلق به ) بتحفة ( فعل وفاعل ومفعول ) مسيته ( ما : والتحفة . عراً مبا البلوى تعم به القضاة بتحفة احلكام نظمته تذكرة ومسيته حني كمل حاله كونه ملماً أي مش

    مسيته هو جوابه ، : يتحف به الرجل من اإلحسان واللطف ، وحيتمل أن يكون الظرف ضمن معىن الشرط ، وقوله وعلى وهذا الوجه أظهر معىن ،. وملا مت هذا النظم وكملحال كونه مشعراً مبا البلوى تعم به مسيته اخل : والتقدير

    باملثناة ) يف نكت . ( كال اإلعرابني فكالمه صريح يف أن التسمية واخلطبة تأخرتا عن نظم الكتاب والفراع منه ) العقود ( فوق يتعلق بتحفة وهو مجع نكتة بالتاء املثناة أيضاً وهي التنبيه على ما ينبو عنه النظر وال يدرك بسرعة

    ك والوثائق املكتوب فيها ما انربم بني املتعاقدين من بيع أو نكاح أو غريمها مضاف إليه مجع عقد ، واملراد هبا الصكومعطوف على العقود مجع حكم وهو اإلخبار حبكم شرعي على وجه اإللزام على ما يأيت أول باب ) : واألحكام . (

    ر يف النظم هو الذي القضاء ، وهذه التسمية مشعرة بأن للناظم كالماً على الوثائق وهو كذلك ألن الفقه املذكوبنيت عليه العقود ، وبه رمست الوثائق فمعرفته طريق ملعرفة ما يصح من الوثائق وما يبطل منها ، أال ترى أنه ذكر

    :الرهن مثالً وأركانه وشروطه ، وأنه إذا مل يوجد الركن أو الشرط يف وثيقته بطلت ومل ينتفع صاحبها هبا فقال الرهن توثيق حبق املرهتن

    حوى قابل غيبة ضمن وإن :إىل أن قال

    واحلوز من متامه وإن حصل ولو معاراً عند راهن بطل

    :إىل أن قال أيضاً والشرط أن يكون ما يرهتن

    مما به استيفاء حق ميكن :إىل أن قال

    وجاز يف الرهن اشتراط املنفعه إال يف األشجار فكل منعه

    :أيضاً وهكذا فعل يف غريه من األبواب فقال يف الضمان وإن ضمان الوجه جاء جممال

    فاحلكم أن املال قد حتمال:أي يف الوثيقة :وأشار إىل شرطه بقوله

    وهو من املعروف فاملنع اقتضى من أخذه أجراً به أو عوضا

    قه أنه إذا وجد يف الوثيقة أنه أخذ به أجراً أو عوضاً فهو باطل ، وهكذا فعل الناظم وغريه يف سائر أبواب الف: يعين

  • فالفقه الذي ذكروه عليه تنبين وثائق تلك األبواب وليس للتوثيق أركان وشروط خارجة عن الفقه الذي ذكروه كما ظنه كثري من جهلة الطلبة ، وهذا هو السبب يف تعرضنا لغالب وثائق أبواب هذا النظم ليعلم الواقف عليها أن

    إمنا يذكر لزيادة البيان كما ستراه إن شاء اهللا ، أو لالحتياط مدار الوثائق كلها على الفقه ، ويعلم أن بعض ألفاظها :واخلروج من اخلالف كقوله يف اهلبة

    وحيث جاز االعتصار يذكر وضمن الوفاق يف احلضور إن كان االعتصار من كبري

    :وكقوله يف الضمان اخل. وال اعتبار برضا من ضمنا

    ائدة كما يأيت إن شاء اهللا ، وكذا إنزال البائع املشتري فيما فرضاه ال يشترط يف صحة الضمان ، ولكن لذكره فوناب عن : اشتراه من األصول أي إقباضه إياه كما يأيت يف وثيقة البيع صدر البيوع وعند قوله يف االستحقاق

    .اخل . حيازة الشهود َوذَاَك ملَّا أن ُبِليتُ بِالقَضَا

    َبْعَد شََبابٍ َمرَّ َعنِّي وانْقََضى) أن ( حني خرب كان احملذوفة كما قررنا وكان مع خربها خرب اسم اإلشارة ) ملا ( النظم والتسمية كانا ) ذاك و(

    وملا أن جاءت : وقوله ) ٩٦: يوسف ( } وملا أن جاء البشري : زائدة للتوكيد وزيادهتا بعد ملا مطردة كقوله تعاىل . ( تسبك هي وما بعدها مبصدر على مذهب الفارسي اآليت وجيوز أن تكون مصدرية ) ٣٣: العنكبوت ( } رسلنا ء يتعلق به على ) بالقضا ( بضم الباء وكسر الالم مبين للمفعول واجلملة يف حمل جر بإضافة ملا احلينية إليها ) بليت

    )بعد . ( احلكم أي اإلخبار حبكم شرعي على وجه اإللزام كما مر : والقضاء . حذف مضاف أي خبطة القضاء مضاف إليه ، والشباب عبارة عن كمال القوة بعد البلوغ إىل األربعينوما بعد ) شباب ( ظرف يتعلق ببليت أيضاً

    ) وانقضى ( يتعلق به ) عين ( فعل ماض وفاعله ضمري الشباب ، واجلملة نعت لشباب ) : مر ( ذلك كهولة طة القضاء بعد مرور شبايب وانقضائه ، وهذا معطوف على مر ، والتقدير وذاك النظم والتسمية كانا حني بليت خب

    على مذهب الفارسي وابن جين ومن تبعهما من أن ملا يف مثل هذا التركيب مبعىن حني ، وأما على مذهب سيبويه ملا جاء زيد جاء عمرو فلما عند سيبويه حرف وجود لوجود أي فوجود : فهي حرف وجود لوجود ، فإذا قلت

    وعند الفارسي حني جاء زيد جاء عمرو فيقتضي . رو أكان جميئهما يف زمن واحد أم ال جميء زيد لوجود جميء عمجميء كل منهما يف زمن واحد وهو غري الزم عند سيبويه واجلمهور ، وعليه فاسم اإلشارة يف النظم فاعل كان

    رور شبايب وانقضائه حمذوفة وهو املفسر جلواب ملا وهي حرف وجود لوجود والتقدير ، وملا بليت بالقضاء بعد مكان ذلك النظم والتسمية ، وكانت واليته خبطة القضاء مبدينة وادآش يف صفر عام عشرين ومثامنائة ، مث نقل عنها إىل قضاء اجلماعة حبضرة غرناطة يف العاشر لذي القعدة من أربعة وعشرين قاله ولده ، وال شك يف ذهاب الشباب

    .اريخ والدته رحم اهللا اجلميع بفضله وكرمه عنه لبلوغه الستني على ما مر يف ت َوإّنين أَْسأَلْ ِمْن َرَب قََضى بِِه َعلَيَّ الرِّفَْق ِمْنُه ِفي الْقَضَا

    أي أطلب بذلة وخضوع ألن السؤال من األدىن إىل األعلى دعاء وعكسه أمر ومن املساوى التماس ) وإنين أسأل (

  • فرق بينهما وبني األمر وااللتماس من جهة الصيغة اليت تدل على طلب ، وقال بعض السؤال والدعاء مترادفان والالفعل ، وإمنا حيصل الفرق باملقارنة فإن قارنه االستعالء فهو أمر ، وإن قارنه التساوي فهو التماس ، وإن قارنه

    إىل غاية أرادها يتعلق بأسأل من التربية وهي نقل الشيء من أمر إىل أمر حىت يصل ) من رب ( اخلضوع فهو سؤال أي ) به ( أي قدر وحكم يف أزله ) قضى ( املريب ، مث نقل إىل املالك واملصلح للزوم التربية هلما غالباً قاله السنوسي

    ) منه يف القضا ( مفعول بأسأل ) الرفق ( يتعلق هو وما قبله بقضى واجلملة صفة لرب ) على ( بالقضاء أي خبطته للطف ولطف اهللا بعبده إيصال مراده إليه بلطف ، وفسر اجلوهري والقاموس اللطف يتعلقان بالرفق ، ومعناه ا

    اللطف ما يقع به صالح املكلف عنده بالطاعة : وقال املتكلمون . خلق القدرة على الطاعة : والتوفيق . بالتوفيق ة ، فالناظم رمحه اهللا طلب واإلميان دون فساده بالكفر والعصيان وعلى هذا فالرفق واللطف والتوفيق ألفاظ مترادف

    من ربه تعاىل الذي قدر وحكم عليه هبذه اخلطة يف أزله أن يرفق به فيها رفقاً الئقاً به جل جالله من توفيقه للعمل بالطاعة ، وخلق القدرة عليها وعدم الوقوع يف املعصية وخلق القدرة على تركها وإحتافه بالنعم واللطف به يف

    .تعميم مستفاد من أل االستغراقية وهذا ال. أحواله كلها َوالَْحْملَ وَالتَّْوِفيَق أَنْ أَكُونَ

    تقدم أنه مبعىن ) والتوفيق ( أي وأسأله قوة احلمل ألثقال ما كلفته من هذه اخلطة ) واحلمل ( ِمْن أُمٍَّة بِاحلَقِّ َيْعِدلُونَأكون من أمة ( ة على حذف اجلاري أي إىل أن بفتح اهلمز) أن ( الرفق واللطف وهو وما قبله معطوفان على الرفق

    ١٨١: اآلعراف ( } يعدلون ( وبه ) باحلق ( وممن خلقنا أمة يهدون : أي مجاعة من صفتهم قال فيهم جل جالله ) . (

    َحتَّى أَُرى ِمْن َمفَْرِد الثَّالَثَْه َوَجنَّةُ الِفْردَْوسِ ِلي وِرَاثَْه

    بضم اهلمزة مبنياً للمفعول منصوباً بأن مضمرة ) أُرى ( ف العاطف على أن و مبعىن إىل وهي معطوفة حبذ) حىت ( الذين قال فيهم عليه ) من مفرد الثالثة ( بعدها والتقدير أسأله الرفق واحلمل والتوفيق إىل أن أكون وإىل أن أرى

    . ثنان يف النار وواحد يف اجلنة القضاة ثالثة ا: ( الصالة والسالم حسبما رواه النسائي عن أيب هريرة رضي اهللا عنه رجل عرف احلق فقضى به فهو يف اجلنة ، ورجل عرف احلق ومل يقض به فهو يف النار ، ورجل مل يعرف احلق فقضى

    ( يتعلق باخلرب الذي هو ) يل ( مضاف إليه ) الفردوس ( بفتح اجليم مبتدأ ) وجنة ) ( للناس على جهل فهو يف النار من نائب أري واجلنة احلديقة ذات النخل والشجر قاله يف القاموس ، والفردوس عند العرب واجلملة حال) وراثة

    الفردوس مدينة اجلنة وهي جنة األعناب ، واللفظة فيما قال : وقال ابن عطية . البستان الذي فيه الكرم قاله الفراء : ة له أن يكون من أهلها كما قال تعاىل ومعىن كوهنا وراث. جماهد رومية عربت ، والعرب تقول للكروم فراديس اه

    أن اجلنة مائة درجة أعالها وأوسطها : ويروى ) ١١: املؤمنون ( } الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون الفردوس منها تفجر األهنار وعليها العرش فإذا سألتم اهللا فاسألوه الفردوس ال أحرمنا اهللا ومجيع املسلمني منها آمني

    .

    اء وما يتعلق بهباب القض

    وهو لغة كما قال أبو منصور األزهري على وجوه مرجعها . من أركانه وشروطه وجائزاته ومستحباته وغري ذلك وقضى ربك والعلم منه قضيت لك بكذا أعلمتك ، . القسطالين فريد مبعىن األمر منه . إىل انقضاء الشيء ومتامه اه

  • ، والفعل منه فاقض ما أنت قاض ، واإلرادة منه فإذا قضى ) ١٠٣: لنساء ا( } به واإلمتام منه فإذا قضيتم الصالة أمراً ، واملوت منه ليقض علينا ربك ، والكتابة منه وكان أمراً مقضياً ، والفصل منه ، وقضى بينهم باحلق ، واخللق

    القاضي أي ألزم احلق القضاء احلكم ويف التبصرة معىن قوهلم قضى : منه ، فقضاهن سبع مسوات اه وقال اجلوهري وأصل مشروعيته من الكتاب قوله تعاىل . أي ألزمناه إياه ) ١٤: سبأ ( } فلما قضينا عليه املوت : أهله قال تعاىل

    } إنا أنزلنا إليك الكتاب باحلق لتحكم بني الناس : وقوله تعاىل . اآلية ) ٢٦: ص ( } يا داود إنا جعلناك خليفة : ومن السنة ما خرجه الترمذي وأبو داود عن ) ٤٩: املائدة ( } احكم بينهم مبا أنزل اهللا وأن ) ١٠: النساء (

    ويف املوطأ أنه عليه السالم . قاضياً إىل اليمن ) صلى اهللا عليه وسلم ( بعثين رسول اهللا : علي رضي اهللا عنه قال حلن حبجته من بعض فأقضي له على حنو ما إمنا أنا بشر مثلكم وإنكم ختتصمون إيل ولعل بعضكم أن يكون أ: ( قال فمن . مث إنه من العقود اجلائزة فلكل منهما الفسخ شرع أم ال كما يفهم من عجز البيت اآليت . احلديث ) أمسع

    شبهه باجلعل والقراض مراده يف مطلق اجلواز ألهنما يلزمان بالشروع خبالفه هو ،وهو من فروض الكفاية حيث وإالَّ تعني حينئذ ولزم املتعني أو اخلائف فتنة إن مل يتول أو ضياع احلق القبول والطلب ، وأجرب تعدد من فيه أهليته

    عليه وأن يضرب وإال فله اهلرب اخل ، وإمنا كان فرضاً ألن اإلنسان ال يستقل بأمر دنياه فيكون طحاناً خبازاً جزاراً ىل من يقطع ذلك ولكون القطع املذكور حيصل بواحد أو حراثاً مثالً ، وبالضرورة حيصل التشاجر واخلصام فاحتيج إ

    مجاعة كان كفاية ولعظم خطره جاز له اهلرب مع عدم اخلوف وضياع احلق أي وال يتعني عليه بتعيني اإلمام خبالف .وتعني بتعيني اإلمام : يف اجلهاد ) خ ( غريه من فروض الكفاية

    ا نفوذ حكمه الشرعي ولو بتعديل أو جتريح ال يف عموم مصاحل صفة حكمية توجب ملوصوفه: وعرفاً قال ابن عرفة ولو بتعديل اخل مبالغة يف مقدر أي : فقوله . املسلمني فتخرج والية الشرطة والتحكيم وأخواهتا والوالية العظمى اه

    يها من بعده وبذلك املقدر تدخل التأجيالت وحنوها ألهنا أحكام ينبين عل. نفوذ حكمه يف كل شيء ولو بتعديل اخل وخترج والية الشرطة وأخواهتا ألهنا خاصة ببعض األشياء كاحلسبة بأحكام السوق ، وكذا خيرج بقوله ثبت عندي

    والظاهر أن مفعول قوله توجب حمذوف وأن نفوذ على حذف : قلت .كذا ألنه ليس حبكم كما يأيت يف البيت بعده مه ، فالصفة إن كانت توجب كونه بصدد نفوذ حكمه مضاف ومتعلق أي توجب ملوصوفها كونه بصدد نفوذ حك

    يف كل شيء فمن قامت به قاض وإن كانت توجب كونه بصدد حكمه فيما حكم فيه فقط فمحكم ، فالقاضي من ألن احملكم ينفذ : مل يظهر يل وجه خروجه قال ) خ ( ثبتت له تلك الصفة فصل أو مل يفصل ، وبه يسقط قول

    .باً مثل القاضي ، وإمنا يفترقان يف اجلواز ابتداء حكمه بكل شيء حكم به صواإن التحكيم خارج بعموم اإلضافة يف حكمه أي مجيع أحكامه يرد بأن هذا العموم هو املقدر قبل ) ت ( وقول

    ومضى أن حكم صواباً ) خ ( املبالغة وهو شامل للمحكم املذكور ألنه أيضاً تنفذ مجيع أحكامه اليت حكمها صواباً نفوذ بالذال املعجمة مبعىن املضي واللزوم ال مبعىن التنفيذ بالفعل : وقوله . حكمية أي اعتبارية : وقوله . تأمل

    حكمه أي إلزامه أي توجب ملوصوفها لزوم إلزامه ، فاللزوم فرع اإللزام والتنفيذ : وقوله . لتعذره يف اجلبابرة مل ) ت ( ولو بتعديل أو جتريح اخل ، قال : وقوله . بالفعل أمر زائد على ذلك وخرج بالشرعي غريه فال ميضي

    لكونه يستند لعلمه فيهما قيل مثلهما تأديب من أساء عليه : يظهر يل وجه املبالغة عليهما خبصوصهما ، فإن قيل إمنا قصده على أن يبالغ على جنس ما يستند فيه لعلمه ، ويكفيه أن يذكر منه بعض : قلت .وضرب خصم لد اخل

    ال يف عموم اخل به خرجت الوالية العظمى ألن نظرها أوقع : ه واملبالغة عليه أوىل من احلدود لقوة تومهه وقوله أفرادمث كما . ألن القاضي ليس له قسمة الغنائم وال تفريق الزكاة وال ترتيب اجليوش وال قتال البغاة وال اإلقطاعات

  • قضاء القاضي حق أو : ك يطلق على احلكم والفصل فيقال يطلق القضاء يف االصطالح على الصفة املذكورة ، كذل .باطل وتقدم عن اجلوهري أنه يطلق على ذلك لغة

    احلكم إنشاء إلزام أو إطالق فاإللزام كاحلكم بلزوم الصداق أو : وباعتبار اإلطالق الثاين رمسه القرايف فقال : قلت لزوم ما ذكر ، واإلطالق كاحلكم بزوال امللك عن أرض النفقة أو الشفعة ، وقد يكون بعدم اإللزام كاحلكم بعدم

    : زال إحياؤها أو زوال ملك الصائد عن صيد ند اخل ، وكذا رمسه ابن رشد باعتبار هذا اإلطالق أيضاً حيث قال هو اإلخبار حبكم شرعي على وجه اإللزام أي إنشاء اإلخبار فهو مساوٍ لرسم القرايف إال أن احلكم يف كالم ابن

    ال يفسره باإللزام بل باخلطاب أي خبطاب شرعي ، واخلطاب الشرعي هو خطاب اهللا تعاىل املتعلق بفعل رشداملكلف ، مث تبني يل أنه يصح تفسريه بإلزام أيضاً أي بإلزام شرعي ألزم الشارع به عباده على وجه إلزامه هو

    وسائر اخلطط الشرعية ، فلو قاال إنشاء للخصمني أو أحدمها وكل من الرمسني غري مطرد لصدقهما حبكمي الصيدإلزام يوجب نفوذه يف كل شيء ولو بتعديل اخل لسلما من ذلك ، والضمري يف قولنا يوجب يعود على اإلنشاء ويف

    وكذا على . مث إنه على اإلطالق الثاين تعرض له األحكام اخلمسة وال إشكال . قولنا نفوذه يعود على اإللزام إمنا : وذ حكمه معناه كما مّر لزوم إلزامه وإلزامه يعرض له ما ذكر وبه يسقط قول من قال األول ألن قوله نف

    تعرض له باعتبار القبول والطلب ألن القضاء صفة وال شيء من الصفات مبعروض لألحكام املذكورة ، مث إن عِ ِلَألْحكَامُِمنَفِّذٌ بالشِّْر:املصنف اكتفى بتعريف القاضي عن تعريف القضاء املبوب له فقال

    لَُه نِيِاَبةٌ َعنِ اإلَمامِأي هو القاضي املفهوم من القضاء منفذ اخل ألن القضاء على معناه من املصدرية ال بد له من شخص يقوم ) منفذ (

    به ، وحيتمل أن يريد بالقضاء الوصف أي باب القاضي وعلى كل ففي الكالم استخدام ألنه يف األول أطلق القضاء اه املصدري ، وأعاد عليه الضمري املقدر قبل قوله منفذ باعتبار الوصف ، ويف الثاين أطلقه على الوصف على معن

    ( وهو ما شرعه اهللا للعباد يتعلق به ، وكذا قوله ) بالشرع ( وأعاد عليه الضمري يف به باعتبار معناه املصدري و امها خاصة ببعض األشياء كما مر ما عدا اإلمامة وأل فيه لالستغراق فتخرج به سائر اخلطط ألن أحك) لألحكام

    فهو من متام احلد ، واجلملة خرب ثان وكأنه قال ) نيابة عن اإلمام ( أي القاضي ) له : ( العظمى أخرجها بقوله القاضي هو النائب عن اإلمام يف تنفيذ مجيع األحكام الشرعية أي إلزامها نفذت بالفعل أم ال ، فيؤخذ منه أن

    باملعىن املصدري هو نيابة عن اإلمام يف تنفيذ األحكام إخل ، إذ يلزم من تعريف الفرع تعريف األصل ، وأن القضاءالنائب ال يقوى قوة املنوب عنه فليس له النظر يف جتهيز اجليوش وقسم الغنائم وحنو ذلك مما مر وأن لإلمام عزله

    . ائزة شرع أم ال كما يف ضيح وابن فرحون وغريمها ألنه وكيل عنه وكذا له هو عزل نفسه ألنه من العقود اجللألحكام مجع حكم وهو ما يلزمه القاضي ألحد اخلصمني ، مث إن حكم يف مسألة اجتهادية تتقارب فيها : وقوله

    املدارك ألجل مصلحة دنيوية فمحكمة إنشاء ، فإذا قضى املالكي مثالً بلزوم الطالق يف اليت علق طالقها على ضاؤه إنشاء نص خاص وارد من قبله سبحانه يف خصوص هذه املرأة املعينة فليس للشافعي أن يفيت فيها نكاحها فق

    بعدم لزوم الطالق استناداً لدليله العام الشامل هلذه الصورةولغريها ألن حكم احلاكم فيها جعله اهللا تعاىل نصاً خاصاً نعم . ة األصولية إذا تعارض خاص وعام قدم اخلاص وارداً من قبله رفعاً للخصومات وقطعاً للمشاجرة والقاعد

    للشافعي أن يفيت وحيكم يف غريها مبقتضى دليله ، وكذا لو حكم الشافعي يف الصورة املذكورة باستمرار الزوجية وهكذا حكمه . بينهما خرجت عن دليل املالكي ولزمه أن يفيت فيها بلزوم النكاح ودوامه ويف غريها بلزوم الطالق

    .ورفع اخلالف اخل ) خ ( اطن اخلالف كان داخل املذهب أو خارجه وهو معىن قول يف مو

  • وهذا يف اجملتهد أو املقلد الذي معه يف مذهب إمامه من النظر ما يرجح به أحد الدليلني على اآلخر ، وأما : قلت نعم إذا . وتنفيذ حمض غريمها فمحجر عليه احلكم بغري املشهور أو الراجح أو ما به العمل فحكمه بذلك إخبار

    تساوى القوالن يف الترجيح فحكمه إنشاء رفع للخالف ، وخرج باجتهادية حكم حكمه يف مواضع اإلمجاع فإنه إخبار حمض ال إنشاء فيه لتعني احلكم بذلك وثبوته وبقيد التقارب اخل املدرك الضعيف كالشفعة للجار واستسعاء

    كم بثبوهتما ينقض لضعف املدرك عند القائل به ، وبقيد املصلحة الدنيوية املعتق فاحلكم بسقوطهما إخبار حمض واحلالعبادات كتحرمي السباع وطهارة األواين واملياه ، وحنو ذلك مما اختلف فيه أهل االجتهاد ال للدنيا بل لآلخرة ،

    املنازعة يف األمالك فهذه تدخلها الفتوى فقط إذ ليس للحاكم أن حيكم بأن هذه الصالة صحيحة أو باطلة خبالف واألوقاف والرهون ، وحنوها مما اختلف فيها ملصلحة الدنيا ، وكذا أخذه للزكاة يف مواطن اخلالف فهو حكم من جهة أنه تنازع بني الفقراء واألغنياء ال أن أخرب عن نصاب اختلف فيه أنه يوجب الزكاة ففتوى فقط مث ال يتوقف

    أكثر من تقرير احلادثة أو سكوته كما لو رفعت إىل حنفي امرأة زوجت حكمه على قوله حكمت بل إن مل يفعلنفسها بغري ويل فسكت عنها ، فاحلكم عند ابن القاسم ليس ملن أتى بعده من مالكي أو غريه النظر يف خصوص

    ه أنا ال أجيز ليس حبكم فإن قال عند رفعها إلي: وقال ابن املاجشون . تلك احلادثة ألن إقراره إياه كاحلكم بإجازته الظاهر أنه : وقال ابن عرفة . النكاح بغري ويل من غري أن حيكم بفسخه ففتوى فقط قاله ابن شاس وتبعه غريه

    أنا ال أجيز النكاح بغري ويل إخبار عن رأيه ومعتقده ، وال : حكم فليس لغريه نقضه وهو املوافق ملا مر ألن قوله ساكتاً عنه والسكوت تقرير له وهو حكم عند ابن القاسم ، واختلف يف يلزم من ذلك فسخه ، وإذا مل يلزم بقي

    ثبت عندي كذا هل هو واحلكم مبعىن أو الثبوت غري احلكم وهو الصواب ألنه يوجد بدونه كثبوت هالل : قوله ا ال تدخله رمضان ، وطهارة املياه وجناستها والتحرمي بني الزوجني بالرضاع حيث ال تنازع بينهما فيه ، وحنو ذلك مم

    األحكام وإذا وجد بدون حكم كان أعم منه ، واألعم من الشيء غريه مث الذي يفهم من الثبوت هنوض احلجة كالبينة وحنوها الساملة من الطعن فمىت وجد ذلك يقول فيه القاضي ثبت عندي كذا ، وقد يوجد احلكم أيضاً بدون

    ، فبينهما حينئذ العموم واخلصوص من وجه ، وأيضاً يفرق الثبوت كاحلكم باالجتهاد يف قدر التأجيالت وحنوهابينهما بأن ثبوت احلجة مغاير للكالم النفساين اإلنشائي الذي هو احلكم ، وال خيفى أن هنوض احلجة مقدم على

    وقد علمت منه أن قول القاضي أعلم بثبوته أو باستقالله أو ثبت عندي : قال القرايف . احلكم فهو غريه قطعاً حنوه يكون بعد كمال البينة وقبل اإلعذار فيها ، ألن األعذار فرع ثبوهتا وقبوهلا فال يعذر للخصم يف شيء مل يثبت و

    عنده ، وفعله جعل إذ اإلعذار سؤال احلاكممن توجه عليه احلكم هل له ما يسقطه وميتنع سؤاله قبل األداء والقبول وال يكون ) ت ( يف ظنه واعتقاده ألنه يسند لعلمه يف ذلك فقول وقوله يف النص الساملة من الطعن يعين. والثبوت

    .أي الثبوت إال بعد كمال البينة واإلعذار فيها سهو بل يكون الثبوت فيما ال خصومة فيه بالكلية كما مّر ك إال أن الفتوى واحلكم كالمها خرب عن اهللا تعاىل ، وجيب على السامع اعتقاد ذل: قال القرايف : تنبيهات األول

    الفتوى حمض إخبار واحلكم إخبار معناه اإلنشاء واإللزام ، وكالمها يلزم املكلف ، فاملفيت مع اهللا تعاىل كاملترجم مع القاضي ينقل عنه ما وجده عنده واستفاده منه بإشارة أو عبارة أو فعل أو تقرير أو ترك ، واحلاكم مع اهللا تعاىل

    أي شيء حكمت به على : لزام وليس بناقل ذلك بل مستنبئه فكأنه قال له كنائب احلاكم ينشىء األحكام واإل: وقوله . القواعد فقد جعلته حكمي ، فكالمها مطيع هللا تعاىل ناقل حلكمه غري أن أحدمها منشىء واآلخر ناقل اه

    ومب من أجل ذلك قال قاض خلصم اهتمه يف حكمه لست مبؤمن ، فقال. وجيب على السامع اعتقاد ذلك اخل } مث ال جيدوا يف أنفسهم حرجاً : إىل آخر قوله } فال وربك ال يؤمنون حىت حيكموك : كفرتين ؟ فقال له قال تعاىل

  • .اآلية ) ٥٦: النساء ( علما القضاء والفتوى أخص من العلم بالفقه ألن متعلق الفقه كلي من حيث صدق كليته على جزئيات : الثاين

    ه كحال عامل بكربى قياس الشكل األول فقط ، وحال القاضي واملفيت كحال عامل هبا فحال الفقه من حيث هو فقيمع علمه بصغراه وال خفاء أن العلم هبما أشق وأخص ، وأيضاً فقها القضاء والفتوى مبنيان على إعمال النظر يف

    معتربها قاله ابن عرفة الصور اجلزئية وإدراك ما اشتملت عليه من األوصاف الكائنة فيها فيلغي طرديها ويعمل طرديها أي األوصاف الطردية اليت : وأيضاً فقها اخل ، هو بيان لوجه كوهنما أخص بعد أن بينه باملثال وقوله : فقوله

    ال تنبين على وجودها أو فقدها مثرة ، وهذا وجه ختطئة املفتني والقضاة لبعضهم بعضاً ، فقد يبين القاضي واملفيت طردية احملتفة بالنازلة ويغفل عن أوصافها املعتربة ، وأصل ما ذكره ابن عرفة البن عبد حكمه على األوصاف ال

    وعلم القضاء وإن كان أحد أنواع علم الفقه ولكنه يتميز بأمور ال حيسنها كل الفقهاء ، ورمبا : ونصه . السالم الفقه ، كما أن علم الفرائض كان بعض الناس عارفاً بفصل اخلصام وإن مل يكن له باع يف غري ذلك من أبواب

    كذلك وال غرابة يف امتياز علم القضاء عن غريه من أنواع الفقه ، وإمنا الغرابة يف استعمال كليات الفقه وتطبيقها على جزئيات الوقائع وهو عسري ، فتجد الرجل حيفظ كثرياً من العلم ويفهم ويعلم غريه ، وإذا سئل عن واقعة

    ميان وحنوها ال حيسن اجلواب عنها ، وللشيوخ يف ذلك حكايات نبه ابن سهل يف أول ببعض العوام من مسائل اإلوعلم القضاء وإن كان أحد أنواع الفقه ، لكنه يتميز : وبه تعلم أن معىن قوله يف ضيح . كتابه على بعضها اه

    باع له يف حفظ مسائل الفقه ، هو أنه من ال. بأمور ال حيسنها كل الفقهاء ، وقد حيسنها من ال باع له يف الفقه اه لكنه معه من الفطنة ما يدخل به اجلزئيات حتت كلياهتا خبالف غريه ، فهو وإن كان كثري احلفظ ملسائله لكن ليس

    وكثري من احلمقاء اغتر . معه من تلك الفطنة شيء كما يرشد إليه كالم ابن عبد السالم ، ولذلك نقلته برمته إن القضاء صناعة حيسنه من ال شيء معه من الفقه ، وجرى ذلك على ألسنة :بظاهر كالم ضيح حىت قال

    ليس العلم : قال ابن رشد . كثري