لبشر: كتاب ا أخبار ملختصر يف اء : املؤلف لفدا بو ا أ

الفصل األول

عمود التواريخ القدمية

وذكر األنبياء على الترتيب

قال النيب صلى اهللا عليه وسلم إن اهللا تعاىل خلق آدم من قبضة : ذكر آدم وبنيه إىل نوح من الكامل البن األثري، قالى قدر األرض، منهم األمحر واألسود واألبيض وبني ذلك، ومنهم السهل قبضها من مجيع األرض، فجاء بنو آدم عل

: واحلزن وبني ذلك، وإمنا مسي آدم ألنه خلق من أدمي األرض، وخلق اهللا تعاىل جسد آدم، وتركه أربعني ليلة، وقيل: احلجر" " ين إذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجد: " أربعني سنة ملقى بغري روح، وقال اهللا تعاىل للمالئكة

: البقرة" " إال إبليس أىب واستكرب، وكان من الكافرين " فلما نفخ الروح، فسجد له املالئكة كلهم أمجعون " ٢٩ومل يسجد كرباً وبغياً وحسداً، فأوقع اهللا تعاىل على إبليس اللعنة واالياس من رمحته، وجعله شيطاناً رجيماً، " ٣٤

كاً على مساء الدنيا واألرض، وخازناً من خزان اجلنة، وأسكن اهللا تعاىل آدم اجلنة، وأخرجه من اجلنة بعد أن كان مليا آدم : " فقال اهللا تعاىل له. مث خلق اهللا تعاىل من ضلع آدم حواء زوجته، ومسيت حواء ألهنا خلقت من شيء حي: البقرة" " نا من الظاملني اسكن أنت وزوجك اجلنة، وكال منها رغداً حيث شئتما، وال تقربا هذه الشجرة فتكو

مث إن إبليس أراد دخول اجلنة ليوسوس آلدم، فمنعته اخلزنة، فعرض نفسه على الدواب أن حتمله حىت يدخل " ٣٥اجلنة ليكلم آدم وزوجه، فكل الدواب أىب ذلك غري احلية، فإهنا أدخلته اجلنة بني نابيها، وكانت احلية إذ ذلك على

دخل إبليس اجلنة وسوس آلدم وزوجه، وحسن عندمها األكل من الشجرة اليت هنامها اهللا غري شكلها اآلن ، فلما عنها، وهي احلنطة، وقرر عندمها أهنما إن أكال منها خلدا، ومل ميوتا، فأكال منها، فبدت هلما سوءاهتما، فقال اهللا

بطهم اهللا من اجلنة إىل األرض، آدم وإبليس واحلية، وأه" ٢٤: األعراف" " اهبطوا بعضكم لبعض عدو " تعاىل .وسلب آدم وحواء كل ما كان فيه من النعمة والكرامة

ويسمى قابيل قاين أيضاً، فقرب كل من هابيل وقابيل . هابيل وقابيل: وملا هبط آدم إىل األرض، كان له ولدانربان قابيل، فحسده على ذلك، وقتل قرباناً، وكان قربان هابيل خرياً من قربان قابيل، فتقبل قربان هابيل ومل يتقبل ق

قابيل هابيل، وقيل بل كان لقابيل أخت توءمة، وكانت أحسن من توءمة هابيل، وأراد آدم أن يزوج توءمة قابيل .هبابيل، وتوءمة هابيل بقابيل، فلم يطلب لقابيل ذلك، فقتل أخاه هابيل، وأخذ هابيل، توءمته، وهرب هبا

، وكانت والدة شيث ملضي مائتني وثالثني سنة من عمر آدم ، وهو وصي آدم، وبعد قتل هابيل ولد آلدم شيثوملا صار لشيث من العمر مائتان ومخس سنني، . هبة اهللا، وإىل شيث تنتهي أنساب بين آدم كلهم: وتفسري شيث

ه ولد لشيث إن: ولد له أنوش، وكانت والدة أنوش ملضي أربعمائة ومخس وثالثني سنة من عمر آدم، وتقول الصابيةابن آخر امسه صايب بن شيث، وإليه تنسب الصابية، وملا صار ألنوش من العمر مائة وتسعون سنة، ولد له قينان،

وذلك ملضي ستمائة ومخس وعشرين سنة من عمر آدم، وملا صار لقينان مائة وسبعون سنة، ولد له مهالئيل، وذلك ا مضى من عمر مهالئيل مائة ومخسون وثالثون سنة، تويف ملضي سبع مائة ومخس وتسعني سنة من عمر آدم، ومل

.آدم، وذلك ملضي تسع مائة وثالثني سنة من عمر آدم، وهو مجلة عمر آدم .إن آدم عند موته كان قد بلغ غدة ولده وولد ولده أربعني ألفاً: قال ابن سعيد ونقله عن ابن اجلوزي

وملا صار -بالدال املهملة والذال املعجمة أيضاً -سنة ولد له يرد وملا صار ملهالئيل من العمر مائة ومخسون وستون .لريد مائة واثنتان وستون سنة، ولد له حنوخ حباء مهملة ونون وواو وخاء معجمة

وملضي عشرين سنة من عمر حنوخ، تويف شيث وعمره تسع مائة واثنتا عشرة سنة، وكانت وفاة شيث ملضي سنة . هلبوط آدمألف ومائة واثنتني وأربعني

.واسم شيث عند الصابية عادميونبتاء مثناة من فوقها، وقيل بثاء مثلثة وآخره -وملا صار حلنوخ مائة ومخس وستون سنة من العمر، ولد له متوشلح

وملا مضى من عمر متوشلح ثالث ومخسون سنة تويف أنوش بن شيث، وكان عمر أنوش ملا تويف -حاء مهملة .ةتسعمائة ومخسني سن

.وملا صار ملتوشلح من العمر مائة وسبع وستون سنة، ولد له المخ، ويقال له المك وملك أيضاً .وملا مضى إحدى وستون سنة من عمر المخ، تويف قينان بن أنوش، وعمره تسع مائة وعشر سنني

ى ألف وستمائة وملا صار لالمخ من العمر مائة ومثان ومثانون سنة ولد له نوح، وكانت والدة نوح بعد أن مض .واثنتان وأربعون سنة من هبوط آدم

وملا مضى من عمر نوح أربع وثالثون سنة تويف مهالئيل بن قينان، وكان عمر مهالئيل ملا تويف مثامنائة، ومخساً .وتسعني سنة

ثنتني وملا مضى من عمر نوح مائتان وست وستون سنة تويف يرد بن مهالئيل، وكان عمر يرد ملا تويف تسعمائة وا .وستني سنة

وأما حنوخ، وهو إدريس، فإنه رفع ملا صار له من العمر ثالمثائة ومخس وستون سنة، رفعه اهللا إىل السماء، فكان ذلك ملضي ثالث عشرة سنة من عمر المخ، قبل والدة نوح مبائة ومخس وسبعني سنة، ونبأ اهللا إدريس املذكور،

ال تروموا أن حتيطوا باهللا خرية، فإنه أعظم وأعلى أن تدركه : منهاوانكشفت له األسرار السماوية، وله صحف، .فطن املخلوقني إال من آثاره

.وأما متوشلح بن حنوخ فإنه تويف ملضي ستمائة سنة من عمر نوح، وذلك عند ابتداء جميء الطوفانسام : من العمر، ولد له وكان عمر متوشلح ملا تويف، تسعمائة وتسعاً وستني سنة، وملا صار لنوح مخسمائة سنة

.وحام ويافث .وملا مضى من عمر نوح ستمائة سنة كان الطوفان، وذلك ملضي ألفني ومائتني واثنتني وأربعني سنة من هبوط آدم

ذكر نوح وولده

من الكامل البن األثري، أن اهللا تعاىل أرسل نوحاً إىل قومه، وقد اختلف يف ديانتهم، وأصح ذلك ما نطق به الكتاب وقالوا ال تذرن آهلتكم وال تذرن وداً وال سواعاً وال يغوث ويعوق : " قال اهللا تعاىل. العزيز، بأهنم كانوا أهل أوثان

وكان . وصار نوح يدعوهم إىل طاعة اهللا تعاىل، وهم ال يلتفتون" ٢٤ - ٢٣: نوح" " ونسراً وقد أضلوا كثرياً .اللهم اغفر لقومي فإهنم ال يعلمون: اق قالقوم نوح خينقون نوحاً حىت يغشى عليه ، فإذا أف

وبقي ال يأيت قرن منهم إال كان أخبث من الذي قبله، وكانوا يضربونه حىت يظنوا أنه قد مات، فإذا أفاق نوح

.اغتسل، وأقبل إليهم يدعوهم إىل اهللا تعاىل ٣٦: هود" " ن قومك إال من قد آمن إنه لن يؤمن م" فلما طال ذلك عليه، شكاهم إىل اهللا تعاىل، فأوحى اهللا إليه

فأوحى اهللا " ٢٦: نوح" " رب ال تذر على األرض من الكافرين دياراً : " فلما يئس نوح منهم دعا عليهم فقال" وصنع السفينة . يا نوح قد صرت جناراً بعد النبوة: إىل نوح أن يصنع السفينة، فصار قومه يسخرون منه ويقولون

محل نوح من أمره اهللا حبمله، وكان منهم -وكان هو اآلية بني نوح وبني ربه -ار التنور من خشب الساج، فلما فمحل أيضاً ستة أناسي، وقيل مثانني رجالً، أحدهم : سام وحام ويافث، ونساؤهم، وقيل: أوالد نوح الثالثة وهم

.جرهم، كلهم من بين شيثوارتفع املاء وطمى، وجعلت -وكان كافراً -ابنه يام مث أدخل ما أمره اهللا تعاىل من الدواب، وختلف عن نوح

الفلك جتري هبم يف موج كاجلبال، وعال املاء على رؤوس اجلبال مخسة عشر ذراعاً، فهلك ما على وجه األرض من حيوان ونبات، وكان بني أن أرسل اهللا املاء وبني أن غاض ستة أشهر وعشر ليال، وقيل إن ركوب نوح يف السفينة

لعشر ليال مضت من رجب، وكان ذلك أيضاً لعشر ليال خلت من آب، وخرج من السفينة يوم عاشوراء من كان .احملرم، وكان استقرار السفينة على اجلودي من أرض املوصل

وأما اجملوس فال يعرفون الطوفان، وكان بعضهم يقر بالطوفان، ويزعم أنه كان يف إقليم بابل وما : قال ابن األثري، وأن مساكن ولدخيومرث، كانت باملشرق، فلم يصل ذلك إليهم، وكذلك مجيع األمم املشرقية من اهلند قرب منه

.مل يكن عاماً، ومل يتعد عقبة حلوان: والفرس والصني ال يعترفون بالطوفان، وبعض الفرس يعترف به ويقول" ٧٧: الصافات" " ه هم الباقني وجعلنا ذريت: " والصحيح أن مجيع أهل األرض هم، من ولد نوح، لقوله تعاىل

وحام أبو السودان، ويافث أبو . فجميع الناس من ولد سام وحام ويافث أوالد نوح فسام أبو العرب وفارس والرومالترك ويأجوج ومأجوج، والفرنج والقبط من ولد نوح ابن حام، وولد حلام أيضاً مازيغ، وولد ملازيغ كنعان، وبنو

.ام حىت غزهتم بنو إسرائيل ، كذا نقل ابن سعيدكنعان كانوا أصحاب الشالوذ بن سام، وولد : وقد نقل ابن األثري أن بين كنعان هم، من ولد سام، واهللا أعلم، وولد لسام عدة أوالد، منهم

لالوذ فارس وجرجان وطسم وعمليق الذي هو أبو العماليق، ومنهم كانت اجلبابرة بالشام، والفراعنة مبصر، .طسم اليمامة إىل البحرينوسكنت بنو

.فمن ولد غاز مثود وجديس. ومن ولد سام أيضاً أرم بن سام، وولد ألرم عدة أوالد، فمنهم غاز بن أرم .وولد أيضاً ألرم عوض، ومن عوض عاد، وكان كالم ولد أرم العربية

ذكر من هو على وسكنت بنو عاد الرمل إىل حضرموت، وسكنت مثود احلجر بني احلجاز والشام، ولنرجع إىلوولد لنوح سام وحام ويافث ملضي مخسمائة سنة من عمر نوح، وكان : عمود النسب من نوح إىل إبراهيم، فنقول

.الطوفان لستمائة سنة من عمر نوح .وولد لسام أرفخشذ، بعد أن مضى مائة وسنتان من عمر سام، وذلك بعد الطوفان بسنتني

ولد له قينان، فوالدة قينان تكون ملضي مائة وسبع وثالثني . س وثالثون سنةوملا صار ألرفخشذ من العمر مائة ومخ .سنة للطوفان

وملا صار لقينان مائة وتسع وثالثون سنة، ولد له شاحل، فتكون والدة شاحل ملضي مائتني وست وسبعني سنة من .الطوفان

ه تسعمائة ومخسون سنة، فتكون وفاة نوح وملا مضت سنة ثالمثائة ومخسني للطوفان، تويف نوح عليه السالم، وعمر

مث ولد لشاحل عابر، ملا صار لشاحل من العمر مائة وثالثون سنة، وذلك ملضي . ملضي أربع وسبعني سنة من عمر شاحل .أربع مائة وست سنني للطوفان

مث ولد لفالغ . لطوفانمث ولد لعابر فالغ ملا صار لعابر مائة وأربع وثالثون سنة، وذلك ملضي مخسمائة وأربعني سنة لرعو، ولفالغ مائة وثالثون سنة، وعند مولد رعو تبلبلت األلسن وقسمت األرض، وتفرقت بنو نوح، وذلك ملضي

.ستمائة وسبعني سنة للطوفانوذلك بعد أن مضى مثامنائة -وامسه يف التوراة سرور -وملا صار لرعو مائة واثنتان وثالثون سنة ولد له ساروع

.لطوفانوسنتان لوملا صار لساروع مائة وثالثون سنة ولد له ناحور، وذلك ملضي سنة ثالثني وتسعمائة للطوفان، وملا صار لناحور

.تسع وسبعون سنة ولد له تارح، وذلك ملضي ألف سنة وإحدى عشرة سنة للطوفان .حدى ومثانني سنة للطوفانوملا صار لتارح سبعون سنة ولد له إبراهيم اخلليل عليه السالم، وذلك ملضي ألف وإ

وأما مجلة أعمار املذكورين، فعاش سام ستمائة سنة فتكون وفاته بعد وفاة نوح مبائة ومخسني سنة، وعاش أرفخشذ أربعمائة ومخساً وستني سنة، وعاش قينان أربع مائة وثالثني سنة، وعاش شاحل أربعمائة وستني سنة، وعابر أربعمائة

غ ثالمثائة وتسعاً وثالثني سنة، ورعو ثالمثائة وتسعاً وثالثني سنة، وساروع ثالمثائة وثالثني وأربعاً وستني سنة، وفال .سنة، وناحور مائتني ومثان سنني، وتارح مائتني ومخس سنني

وأما سبب تبلبل األلسن فقد ذكر أبو عيسي أن بين نوح الذين نشؤوا بعد الطوفان، اجتمعوا على بناء حصن من جميء الطوفان مرة ثانية، والذي وقع رأيهم عليه أن يبنوا صرحاً شاخماً تبلغ رأسه السماء، يتحرزون به خوفاً

فجعلوا له اثنني وسبعني برجاً، وجعلوا على كل برج كبرياً منهم يستحث على العمل، فانتقم اهللا تعاىل منه، وبلبل .ألسنتهم إىل لغات شىت

.عة اهللا تعاىل، فبقاه اهللا تعاىل على اللغة العربانية، ومل ينقله عنهاومل يوافقهم عابر على ذلك، واستمر على طاوملا افترقت بنو نوح صار لولد سام العراق وفارس وما يلي ذلك إىل اهلند، وصار لوالد حام اجلنوب مما يلي مصر

كذلك مشرقاً إىل جهة على النيل، وكذلك مغرباً إىل منتهى املغرب األقصى، وصار لولد يافث مما يلي حبر اخلزر، و .الصني، وكانت شعوب أوالد نوح الثالثة عند تبلل األلسن اثنني وسبعني شعباً

ذكر هود وصاحل

.ومها نبيان أرسال بعد نوح وقبل إبراهيم اخلليل عليه السالم، أما هود فقد قيل أنه عابر بن شاحل املذكوروكان عاد ومثود جبارين طوال القامات، كما أخرب اهللا يف -وكانوا أهل أصنام ثالثة -وأرسل اهللا هوداً إىل عاد

: األعراف" " واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم يف اخللق بصطة " التنزيل عنهم، قال اهللا تعاىل يام حسوماً ودعا هود قوم عاد فلم يؤمن منهم إال القليل، فأهلك اهللا الذين مل يؤمنوا بريح سبع ليال ومثانية أ" ٦٩فلم تدع من عاد أحداً إال هلك، غري هود واملؤمنني معه، فإهنم اعتزلوا يف حظرية، وبقي هود -واحلسوم الدائم -

.كذلك حىت مات، وقربه حبضرموت، وقيل باحلجر من مكةليه ويروى أنه كان من قوم عاد شخص امسه لقمان، وهو غري لقمان احلكيم الذي كان على عهد داود النيب ع

اجلدب، فأرسلوا مجاعة منهم إىل مكة يستسقون هلم، وكان -قبل أن يهلكهم اهللا -السالم، وكان قد حصل لعاد .من مجلة اجلماعة املذكورين لقمان املذكور

يا رب، أعطين : اختر وال سبيل إىل اخللود، فقال: فلما هلكت عاد كما ذكرنا بقي لقمان باحلرم، فقال له اهللا تعاىلسبعة أنسر، فكان يأخذ الفرخ الذكر خيرج من بيضته، حىت إذا مات أخذ غريه، وكان يعيش كل نسر مثانني عمر

سنة، وكان اسم النسر السابع لبداً، فلما مات لبد مات لقمان معه، وقد أكثر الناس والعرب يف أشعارهم من ذكر .هذه الواقعة فلذلك ذكرناها

وهو صاحل بن عبيد بن أسف بن ماشج ابن عبيد بن خادر بن مثود، فدعا صاحل وأما صاحل، فأرسله اهللا إىل مثود، فلم يؤمن به إال قليل مستضعفون، مث إن -وكان مسكن مثود باحلجر كما تقدم ذكره -قوم مثود إىل التوحيد

خرة معينة ناقة، كفارهم عاهدوا صاحلاً على أنه إن أتى مبا يقترحونه عليه آمنوا به، واقترحوا عليه أن خيرج من صفسأل صاحل اهللا تعاىل يف ذلك، فخرج من تلك الصخرة ناقة، وولدت فصيالً، فلم يؤمنوا، وآخر احلال أهنم عقروا

الناقة فأهلكهم اهللا تعاىل بعد ثالثة أيام بصيحة من السماء فيها صوت كالصاعقة، فتقطعت قلوهبم، فأصبحوا يف .مث انتقل إىل احلجاز ، يعبد اهللا إىل أن مات وهو ابن مثان ومخسني سنة ديارهم جامثني، وسار صاحل إىل فلسطني،

ذكر إبراهيم اخلليل

صلوات اهللا عليه

وهو إبراهيم بن تارح وهو آزر بن ناحور بن ساروغ بن رعو بن فالغ بن عابر بن شاحل بن أرفخشذ بن سام بن .نوح

شاحل : بب أنه كان ساحراً، فأسقطوه من الذكر، قالواوقد أسقط ذكر قينان بن أرفخشذ من عمود النسب، قيل بس .بن أرفخشذ، باحلقيقة شاحل بن قينان بن أرفخشذ، فاعلم ذلك

وولد إبراهيم باألهواز وقيل ببابل وهي العراق، وكان آزر أبو إبراهيم يصنع األصنام ويعطيها إبراهيم ليبيعها، .من يشتري ما يضره وال ينفعه: وكان إبراهيم يقول

مث ملا أمر اهللا تعاىل إبراهيم أن يدعو قومه إىل التوحيد، دعا أباه فلم جيبه، ودعا قومه، فلما فشا أمره واتصل بنمرود بن كوش وهو ملك تلك البالد، وكان منرود عامالً على سواد العراق، وما اتصل به للضحاك وقيل بل كان

ليل، ورماه يف نار عظيمة، فكانت النار عليه برداً وسالماً، النمرود ملكاً مستقالً برأسه، فأخذ منرود إبراهيم اخلوخرج إبراهيم من النار بعد أيام، مث آمن به رجال من قومه على خوف من منرود، وآمنت به زوجته سارة وهي ابنة

.مدة عمه هاران، مث إن إبراهيم ومن آمن معه وأباه على كفره، فارقوا قومهم، وهاجروا إىل حران، وأقاموا هبافذكر مجال سارة -وصاحبها فرعون، قيل كان امسه سنان بن علوان، وقيل طوليس -مث سار إبراهيم إىل مصر

هذه أخيت، يعين يف اإلسالم، فهم : فأحضر سارة وسأل إبراهيم عنها فقال -وهو طوليس املذكور -لفرعون اهللا تعاىل، مث هم هبا فجرى له كذلك فأطلق سارة فرعون املذكور فأيبس اهللا يديه ورجليه، فلما ختلى عنها أطلقه

ال ينبغي هلذه أن ختدم نفسها، ووهبها هاجر جارية هلا، فأخذهتا وجاءت إىل إبراهيم، مث سار إبراهيم من مصر : وقال .إىل الشام، وأقام بني الرملة وإيلياء

ومعىن إمساعيل -له إمساعيل وكانت سارة ال تلد، فوهبت إبراهيم هاجر ووقع إبراهيم على هاجر، فولدتوكانت والدة إمساعيل ملضي ست ومثانني سنة من عمر إبراهيم، فحزنت سارة لذلك، فوهبها -بالعرباين مطيع اهللا

ابن األمة ال يرث مع : اهللا إسحاق وولدته سارة وهلا تسعون سنة، مث غارت سارة من هاجر وابنها إمساعيل وقالتن خيرجهما عنها، فأخذ إبراهيم هاجر وابنها إمساعيل وسار هبما إىل احلجاز ، وتركهما وطلبت من إبراهيم أ. ابين

.مبكة، وبقي إمساعيل هبا، وتزوج من جرهم امرأةوماتت أمه هاجر مبكة وقدم إليه أبوه إبراهيم، وبنيا الكعبة وهي بيت اهللا احلرام، مث أمر اهللا إبراهيم أن يذبح ولده

.أم إمساعيل وفداه اهللا بكبش. هل هو إسحاقوقد اختلف يف الذبح، وكان إبراهيم يف آخر أيام بيوراسب املسمى بالضحاك الذي سنذكره مع ملوك الفرس إن شاء اهللا تعاىل، ويف أول

.ملك أفريدون، وكان النمرود عامالً له مبا ذكرناه، وكان إلبراهيم أخوان ومها هاران وناحور أوالد آزر .، وأما ناحور فأولد بتويل وبتويل أولد البان والبان أولد ليا وراحيل زوجيت يعقوبفهاران أولد لوطاً

ومن -وهي بيت املقدس -كان موضع الذبح بالشام على ميلني من إيلياء : ومن زعم أن الذبيح إسحاق يقولهي هجرته عن : هبا، فقيل يقول إنه إمساعيل يقول إن ذلك كان مبكة، وقد اختلف يف األمور اليت ابتلى اهللا إبراهيم

.وطنه، واخلتان، وذابح ابنه، وقيل غري ذلكوتزوج إبراهيم بعد موت سارة امرأة من -ويف أيام إبراهيم توفيت زوجته سارة بعد وفاة هاجر ويف ذلك خالف

الكنعانية على الكنعانيني، وولدت من إبراهيم ستة نفر فكان مجلة أوالد إبراهيم مثانية إمساعيل وإسحاق، وستة من .خالف يف ذلك ذكر بين إبراهيم

الذين على عمود النسب إىل موسى عليه السالم، أما مولد إبراهيم فقد تقدم يف ذكر نوح، أن إبراهيم ولد ملضي .ألف وإحدى ومثانني سنة من الطوفان

، وملا صار ليعقوب ست وملا صار إلبراهيم مائة سنة ولد له إسحاق، وملا صار إلسحاق ستون سنة ولد له يعقوبوملا صار لالوي ست وأربعون سنة ولد له قاهاث، وملا صار لقاهاث ثالث وستون سنة . ومثانون سنة ولد له الوي

ولد له عمران، وملا صار لعمران سبعون سنة ولد له موسى عليه السالم، فيكون والدة موسى ملضي أربع مائة فيكون ما بني والدة إبراهيم ووفاة موسى . موسى مائة وعشرين سنةومخس وعشرين سنة من مولد إبراهيم، وعاش

.مخسمائة ومخساً وأربعني سنةوأما مجلة أعمار املذكورين، فإن إبراهيم عاش مائة ومخساً وسبعني سنة، وعاش إسحاق مائة ومثانني سنة، ويعقوب

ث مائة وسبعاً وعشرين سنة، وعمران مائة مائة وسبعاً وأربعني سنة، والوي مائة وسبعاً وثالثني سنة، وعاش قاها .وستاً وثالثني سنة

ومات إبراهيم وإلسحاق مخس وسبعون سنة، ومات إسحاق وليعقوب مائة وعشرون سنة، ومات يعقوب ولالوي ستون سنة، ومات الوي ولقاهاث إحدى ومثانون سنة، ومات قاهاث ولعمران أربع وستون سنة، ومات عمران

.سنة، بناء على أن مجلة عمر عمران مائة وست وثالثون سنةوملوسى ست وستون وقد اختلف يف معىن الصحف اليت أنزهلا اهللا تعاىل على إبراهيم، وقد روى أبو ذر عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أهنا

دعوة أيها املسلط املغرور إين مل أبعثك لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عين: أمثال، فمنهااملظلوم، فإين ال أردها، ولو كانت من كافر، وعلى العاقل أن يكون بصرياً بزمانه، مقبالً على شأنه، حافظاً للسانه،

.وإبراهيم أول من اختنت، وأضاف الضيف، ولبس السروايل. ومن عد كالمه من عمله قل كالمه إال فيما يعنيه ذكر لوط عليه السالم

هيم اخلليل، وهو لوط بن هاران بن آزر، آزر هو تارح، وباقي النسب قد مر عند ذكر أما لوط فهو ابن أخي إبرا .إبراهيم اخلليل

.وكان لوط ممن آمن بعمه إبراهيم، وهاجر معه إىل مصر، وعاد إىل الشامم فلم وأرسل اهللا تعاىل لوطاً إىل أهل سدوم، وكانوا أهل كفر وفاحشة، ودام لوط يدعوهم إىل اهللا تعاىل، وينهاه

إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم هبا من أحد من العاملني " يلتفتوا إليه، وكانوا على ما أخرب اهللا عنهم يف قوله تعاىل وكان قطعهم " . ٢٩ - ٢٨: العنكبوت" " أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون يف ناديكم املنكر

ا فيه اللواط، وكان لوط ينهاهم، ويتوعدهم على اإلصرار، فال للطريق أنه إذا مر هبم املسافر أمسكوه، وفعلو .يزيدهم وعظه إال متادياً

فلما طال ذلك عليه، سأل اهللا تعاىل النصرة عليهم، فأرسل اهللا املالئكة لقلب سدوم وقراها اخلمس، وكان بسدوم .وبالع . وأدما، وصبومي. أربعمائة ألف بشري، وأما قراها فهي صبعة، وعمرة

كان املالئكة قد أعلموا إبراهيم اخلليل مبا أمرهم اهللا تعاىل به من اخلسف بقوم لوط، فسأل إبراهيم جربيل فيهم، و: إن كان فيهم مخسون ال نعذهبم، فقال إبراهيم: أرأيت إن كان فيهم مخسون من املسلمني؟ فقال جربيل: وقال له

: وعشرة؟ فقال جربيل: وثالثون، وكذلك حىت قال إبراهيم: وأربعون، قال إبراهيم وثالثون؟ قال: وأربعون؟ قال .حنن أعلم مبن فيها: إن هناك لوطاً، فقال جربيل واملالئكة: وعشرة، فقال إبراهيم

إن رسل : " فلما وصلت املالئكة إىل لوط هم قومه أن يلوطوا هبم، فأعماهم جربيل جبناحه، وقال املالئكة للوط " . ٨١هود " " ل، وال يلتفت منكم أحد ربك فاسر بأهلك بقطع من اللي

أهلكوهم الساعة، فقالوا مل نؤمر إال بالصبح، أليس الصبح بقريب؟ فلما كان : فلما خرج لوط بأهله، قال للمالئكةواقوماه، فأدركها حجر : الصبح قلبت املالئكة سدوم، وقراها اخلمس مبن فيها، ومسعت امرأة لوط اهلدة فقالت

. احلجارة على من مل يكن بالقرى، فأهلكهمفقتلها، أمطر اهللاذكر إمساعيل بن إبراهيم اخلليل عليهما السالم وولد إمساعيل إلبراهيم ملا كان إلبراهيم من العمر ست ومثانون سنة، وملا صار إلمساعيل ثالث عشر سنة تطهر هو وأبوه إبراهيم، وملا صار إلبراهيم مائة سنة، وولد له إسحاق

أخرج إمساعيل وأمه إن ابن األمة ال يرث مع : ل وأمه هاجر إىل مكة بسبب غرية سارة منها، وقوهلاأخرج إمساعي .ابين، وسكن مكة مع إمساعيل من العرب قبائل جرهم، وكانوا قبله بالقرب من مكة

مر اهللا تعاىل فلما سكنها إمساعيل اختلطوا به، وتزوج إمساعيل امرأة من جرهم، ورزق منها اثين عشر ولداً، وملا أيا إمساعيل، : إبراهيم عليه السالم ببناء الكعبة، وهي البيت احلرام سار من الشام، وقدم على ابنه إمساعيل مبكة وقال

إذن : وقد أمرك أن تعينين عليه قال: أطع ربك، فقال إبراهيم: إن اهللا تعاىل أمرين أن ابين له بيتاً، فقال إمساعيل .أفعل

ربنا تقبل منا إنك " جعل إبراهيم يبنيه، وإمساعيل يناوله احلجارة، وكانا كلما بنيا دعوا فقاال فقام إمساعيل معه ووكان وقوف إبراهيم على حجر وهو يبين، وذلك املوضع هو مقام إبراهيم، " ١٢٧: البقرة" " أنت السميع العليم

ثني من مولد رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم واستمر البيت على ما بناه إبراهيم؛ إىل أن هدمته قريش سنة مخس وثال .وبنوه

وكان بناء الكعبة بعد مضي مائة سنة وحنو ثالث وتسعني سنة، وأرسل اهللا إمساعيل إىل قبائل اليمن، وإىل العماليق، وزوج إمساعيل ابنته من ابن أخيه العيص بن إسحاق، وعاش إمساعيل مائة وسبعاً وثالثني سنة، ومات مبكة ودفن

.ند قرب أمه هاجر باحلجر وكانت وفاة إمساعيل بعد وفاة أبيه إبراهيم بثمان وأربعني سنةع ذكر إسحاق بن إبراهيم

عليهما السالم

قد تقدم مولد إسحاق عند ذكر أبيه، مث إن إسحاق تزوج بنت عمه، فولدت له العيص ويعقوب، ويقال ليعقوب نها مجلة أوالد، ونكح يعقوب ليا بنت البان بن بتويل بن ناحور إسرائيل، ونكح العيص بنت عمه إمساعيل، ورزق م

بن آزروالد إبراهيم اخلليل، فولدت لياروبيل وهو أكرب أوالد يعقوب، مث ولدت مشعون والوي ويهود ، مث تزوج كان يعقوب عليها أختها راحيل، فولدت له يوسف وبنيامني، وكذلك ولد ليعقوب من سريتني كانتا له ستة أوالد، ف

بنو يعقوب اثين عشر رجالً، هم آباء األسباط، وأقام إسحاق بالشام حىت تويف وعمره مائة ومثانون سنة، ودفن عند .أبيه إبراهيم اخلليل صلوات اهللا عليهما

روبيل مث مشعون مث الوي مث يهوذا مث يساخر مث : فهم -أوالد يعقوب -وأما أمساء آباء األسباط االثين عشر .يوسف مث بنيامني مث دان مث نفتايل مث كاذ مث أشار زبولون مث ذكر أيوب

عليه السالم

وهو رجل عده املؤرخون من أمة الروم، ألنه من ولد العيص وهو أيوب بن موص بن رازح بن العيص بن إسحاق .بن إبراهيم اخلليل

يعها من أعمال دمشق ملكاً، وكان أليوب زوجة امسها رمحة، وكان صاحب أموال عظيمة، وكان أليوب البثنية مجفابتاله اهللا تعاىل بأن أذهب أمواله حىت صار فقرياً، وهو مع ذلك على عبادته وشكره، مث ابتاله اهللا تعاىل يف جسده

.حىت جتذم ودود، وبقي مرمياً على مزبلة، ال يطيق أحد أن يشم رائحتهاسجدي يل : بليس، وأراها ما ذهب هلم، وقال هلاوكانت زوجته رمحة ختدمه وهي صابرة على حاله، فتراءى هلا إ

.ألرد مالكم إليكم، فاستأذنت أيوب، فغضب وحلف ليضربنها مائة ضربةمث إن اهللا تعاىل عاىف أيوب ورزقه، ورد إىل امرأته شباهبا وحسنها، وولدت أليوب ستة وعشرين ذكراً، وملا عويف

. ، فيه مائة مشراخ، فيضرب به زوجته ليرب يف ميينه، ففعل ذلكأيوب أمره اهللا تعاىل أن يأخذ عرجوناً من التخلوكان أيوب نبياً يف عهد يعقوب يف قول بعضهم، وذكر أن أيوب عاش ثالثاً وتسعني سنة ، ومن ولد أيوب ابنه

.بشر، وبعث اهللا تعاىل بشراً بعد أيوب ومساه ذا الكفل، وكان مقامه بالشام ذكر يوسف

كان ليعقوب من العمر إحدى وتسعون سنة، وملا صار ليوسف من العمر مثاين عشرة سنة وولد يعقوب يوسف ملا كان فراقه ليعقوب، وبقيا مفترقني إحدى وعشرين سنة، مث اجتمع يعقوب بيوسف يف مصر، وليعقوب من العمر

سنة وعاش يوسف مائة وثالثون سنة، وبقيا جمتمعني سبع عشرة سنة فكان عمر يوسف ملا تويف يعقوب ستاً ومخسنيمائة وعشر سنني، فيكون مولد يوسف ملضي مائتني وإحدى ومخسني سنة من مولد إبراهيم، ويكون وفاته ملضي

.ثالمثائة وإحدى وستني سنة من مولد إبراهيم، ويكون وفاة يوسف قبل مولد موسى بأربع وستني سنة حمققاً

ومن حب أبيه على ما اشتهر، حسدته أخوته وألقوه يف وأما قصة فراقه من أبيه فإنه ملا كان يوسف من احلسن اجلب، وكان يف اجلب ماء وبه صخرة، فأوى إليها وأقام يوسف يف اجلب ثالثة أيام، ومرت به السيارة، فأخرجته

إىل اجلب بطعام ليوسف فلم جيده، ورآه عند تلك السيارة -أحد أخوته -من اجلب، وأخذوه معهم، وجاء يهوذا .ذا أخوته بذلك، فأتوا إىل السيارة وقالوا هذا عبدنا أبق منا وأخرب يهو

وخافهم يوسف، فلم يذكر حاله، فاشتروه من أخوته بثمن خبس، قيل عشرون درمهاً، وقيل أربعون، وذهبوا به إىل د رجالً وكان فرعون مصر حينئذ الريان بن الولي. مصر فباعه أستاذه، فاشتراه الذي على خزائن مصر، وامسه العزيز

.من العماليق، والعماليق من ولد عمالق بن سام بن نوح حسبما تقدم ذكرهوملا اشترى العزيز يوسف هوته امرأته، وكان امسها راعيل، وراودته عن نفسها، فأىب وهرب منها، وحلقته من خلفه،

ر هلما براءة يوسف، وأن وأمسكته بقميصه، فانقد قميصه، ووصل أمرمها إىل زوجها العزيز وابن عمها تبيان فظهإنين راودته : إنه يقول للناس: راعيل هي اليت راودته، مث بعد ذلك ما زالت تشكو إىل زوجها من يوسف، وتقول

عن نفسه، وقد فضحين بني الناس، فحبسه زوجها، ودام يف السجن سبع سنني، مث أخرجه فرعون مصر بسبب تعبري الذي كان اشترى يوسف، جعل فرعون يوسف موضعه على خزائنه كلها، الرؤيا اليت أريها، مث ملا مات العزيز

وجعل القضاء إليه، وحكمه نافذاً، ودعا يوسف الريان فرعون مصر املذكور إىل اإلميان، فآمن به، وبقي كذلك إىل يه أن مات الريان املذكور، وملك بعده مصر قابوس بن مصعب من العمالقة أيضاً، ومل يؤمن، وتويف يوسف عل

بسبب احملل، -وهي الشام -السالم يف ملكه بعد أن وصل إليه أبوه يعقوب وأخوته مجيعهم من أرض كنعان وعاش معهم جمتمعني سبع عشرة سنة، ومات يعقوب وأوصى إىل يوسف أن يدفنه مع أبيه إسحاق، ففعل يوسف

وسف مبصر، ودفن هبا، حىت كان من موسى ذلك وسار به إىل الشام، ودفنه عند أبيه، مث عاد إىل مصر، وكان وفاة ي .وفرعون ما كان

فلما سار موسى من مصر ببين إسرائيل إىل التيه نبش يوسف ومحله معه يف التيه حىت مات موسى، فلما قدم يوشع .ببين إسرائيل إىل الشام، دفنه بالقرب من نابلس، وقيل عند اخلليل عليه السالم

ذكر شعيب

إنه من : إىل أصحاب األيكة وأهل مدين، وقد اختلف يف نسب شعيب فقيل -عليه السالم -مث اهللا تعاىل شعيباً من ولد بعض الذين آمنوا بإبراهيم وكانت األيكة من شجر ملتف، فلم يؤمنوا، فأهلك : ولد إبراهيم اخلليل، وقيل

.زلةاهللا أصحاب األيكة بسحابة، أمطر عليهم ناراً الظلة، وأهلك اهللا أهل مدين بالزل ذكر موسى

عليه السالم

-عليه السالم -أرسل اهللا تعاىل موسى بن عمران بن قاهاث بن الوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم اخلليل بقتل -وامسه الوليد -نبياً، بشريعة بين إسرائيل، وكان من أمره أنه ملا ولدته أمه كان قد أمر فرعون مصر

اهللا تعاىل يف قلبها أن تلقيه يف النيل، فجعلته يف تابوت، وألقته، والتقطته آسية األطفال، فخافت عليه أمه وألقى امرأة فرعون، وربته وكرب، فبينما هو ميشي يف بعض األيام إذ وجد إسرائيلياً وقبطياً خيتصمان، فوكز القبطي فقتله،

ه ابنته وامسها صفورة، مث اشتهر ذلك، وخاف موسى من فرعون، فهرب وقصد حنو مدين، واتصل بشعيب وزوج .وأقام يرعى غنم شعيب عشر سنني

مث سار موسى بأهله يف زمن الشتاء وأخطأ الطريق، وكانت امرأته حامالً، فأخذها الطلق يف ليلة شاتية، فأخرج زنده نها خبرب، امكثوا إين آنست ناراً سأتيكم م: " ليقدح، فلم يظهر له نار، وأعيا مما يقدح، فرفعت له نار، فقال ألهله

فلما دنا منه رأى نوراً ممتداً من السماء إىل شجرة عظمية " ٧: النمل" " أو آتيكم بشهاب قبس، لعلكم تصطلون .من العوسج، وقيل من العناب، فتحري وخاف ورجع، فنودي منها

إين أنا اهللا رب أن يا موسى : وملا مسع الصوت استأنس وعاد، فلما أتاها نودي من جانب الطور األمين من الشجرة .العاملني

وملا رأى تلك اهليبة علم أنه ربه، فخفق قلبه وكل لسانه، وضعفت بنيته، مث شد اهللا تعاىل قلبه، وملا عاد عقله نودي .أن اخلع نعليك إنك بالواد املقدس، وجعل اهللا عصاه ويده آيتني من أنت؟ فقال أنا موسى، : اجتمع به هارون وسألهمث أقبل موسى إىل أهله، فسار هبم حنو مصر، حىت أتاها ليالً، و

يا هارون إن اهللا أرسلنا إىل فرعون، فانطلق معي إليه، فقال هارون مسعاً وطاعة، : فاعتنقا وتعارفا، مث قال موسىفانطلقا إليه، وأره موسى عصاه ثعباناً فاغراً فاه حىت خاف منه فرعون، فأحدث يف ثيابه، مث أدخل يده يف جيبه،

أخرجها وهي بيضاء هلا نور تكل منه األبصار، فلم يستطع فرعون النظر إليها، مث ردها إىل جيبه وأخرجها فإذا هي و .على لوهنا األول

مث أحضر هلما فرعون السحرة، وعملوا احليات، وألقى موسى عصاه فتلقفت ذلك، وآمن به السحرة فقتلهم .لضفادع وصريورة املاء دماً، فلم يؤمن فرعون وال أصحابه فرعون عن آخرهم، مث أراهم اآليات من القمل وا

وآخر احلال أن فرعون أطلق لبين إسرائيل أن يسريوا مع موسى، وسار موسى ببين إسرائيل مث ندم فرعون وسار بعسكره حىت حلقهم عند حبر القلزم، فضرب موسى بعصاه البحر، فانشق ودخل فيه هو وبنو إسرائيل، وتبعهم

.نوده، فانطبق البحر على فرعون وجنوده، وغرقوا عن آخرهمفرعون وجوكان قارون ابن عم : قال -من الكامل -ومن مجلة املعجزات اليت أعطاها اهللا عز وجل موسى، قضيته مع قارون

ئنه موسى، وكان اهللا تعاىل قد رزق قارون املذكور ماالً عظيماً يضرب به املثل على طول الدهر، قيل أن مفاتيح خزاكانت حتمل على أربعني بغالً، وبىن داراً عظيمة، وصفحها بالذهب، وجعل أبواهبا ذهباً، وقد قيل عن ماله شيء

.خيرج عن احلصرفتكرب هارون بسبب كثرة ماله على موسى، واتفق مع بين إسرائيل على قذفه واخلروج عن طاعته، وأحضر امرأة

.بقذف موسى بنفسها، واتفق معها على ذلك بغياً وهي القحبة، وجعل هلا جعالً وأمرهامن سرق قطعناه، ومن افترى جلدناه، ومن : أن قومك قد اجتمعوا، فخرج إليهم موسى وقال: مث أتى موسى فقال

فإن بين إسرائيل يزعمون أنك : قال. نعم وإن كنت أنا: وإن كنت أنت؟ قال موسى: فقال له قارون. زىن رمجناه .فادعوها فإن قالت فهو كما قالت: قال موسى. فجرت بفالنة

: أقسمت عليك بالذي أنزل التوراة إال صدقت، أأنا فعلت بك ما يقول هؤالء؟ قالت: فلما جاءت، قال هلا موسىيا : ال، كذبوا، ولكن جعلوا يل جعالً على أن أقذفك، فأوحى اهللا تعاىل إىل موسى مر األرض مبا شئت تطعك، فقال

يا أرض خذيهم، فابتلعتهم األرض مث خسف : يا موسى ارمحين، وموسى يقول: يقول أرض خذيهم، فجعل قارون .هبم، وبدار قارون

وملا أهلك اهللا تعاىل فرعون وجنوده، قصد موسى املسري ببين إسرائيل إىل مدينة اجلبارين وهي أرحيا، فقالت بنو اذهب " ، يا موسى " ٢٢: املائدة" " رجوا منها يا موسى، إن فيها قوماً جبارين، وإنا لن ندخلها حىت خي: " إسرائيل

رب إين ال أملك إال : " فغضب موسى ودعا عليهم فقال" ٢٤: املائدة" " أنت وربك فقاتال إنا هاهنا قاعدون فإهنا حمرمة عليهم أربعني سنة : " فقال اهللا تعاىل" ٢٥: املائدة: " " نفسي وأخي فافرق بيننا وبني القوم الفاسقني

.، فبقوا يف التيه، وأنزل اهللا عليهم املن والسلوى" ٢٦: املائدة" . " يهون يف األرض يتمث أوحى اهللا تعاىل إىل موسى أين متوف هارون، فأت به إىل جبل كذا وكذا، فانطلقا حنوه؛ فإذا مها بسرير، فناما

. أنت قتلت هارون حلبنا إياه: قالوا لهعليه، وأخذ هارون املوت ورفع إىل السماء، ورجع موسى إىل بين إسرائيل، ف .وحيكم، أفتروين أقتل أخي: قال موسى

.فلما أكثروا عليه، سأل اهللا فأنزل السرير، وعليه هارون، وقال هلم إين مت ومل يقتلين موسى

كان هو ويوشع يتمشيان فظهرت غمامة سوداء، فخافها يوشع، : مث تويف موسى، واختلف يف صورة وفاته، قيلتنق موسى، فانسل موسى من قماشه، وبقي يوشع معتنق الثياب، وعدم موسى، وأتى يوشع بالقماش إىل بين واع

.إسرائيل، فقالوا أنت قتلت موسىووكلوا به فسأل يوشع اهللا تعاىل أن يبني براءته، فرأى كل رجل كان موكال عليه يف منامه أن يوشع مل يقتل موسى،

بل تنبأ يوشع وأوحى اهللا تعاىل إليه، وبقي موسى يسأله، فلم خيربه، فعظم ذلك على : قيلفإنا رفعناه إلينا، فتركوه، و .موسى، وسأل اهللا املوت فمات، وقيل غري ذلك

وكان وفاة موسى يف التيه يف سابع آذار ملضي ألف وستمائة وست وعشرين سنة من الطوفان، يف أيام منوجهر .بأحد عشر شهراً، وكان هارون أكرب من موسى بثالث سننيامللك، وكان موت موسى بعد هارون أخيه

وكان مولد موسى ملضي أربعمائة ومخس وعشرين سنة من مولد إبراهيم، وكان بني وفاة إبراهيم ومولد موسى .مائتان ومخسون سنة

نني سنة، وولد موسى ملضي ألف ومخسمائة وست سنني من الطوفان، وكان عمره ملا خرج ببين إسرائيل من مصر مثاوأقام يف التيه أربعني سنة، فيكون عمر موسى مائة وعشرين سنة، وأما بنو إسرائيل، وكانوا قبل أن خيرجهم موسى حتت حكم فراعنة مصر رعية هلم، وكانوا على بقايا من دينهم الذي شرعه يعقوب ويوسف عيهما السالم، وكان

وسف، فأقاموا يف مصر بقية عمر يوسف وهو إحدى أول قدومهم إىل مصر ملضي تسع وثالثني سنة من عمر يوسبعون سنة، ألن عمر يوسف كان مائة وعشر سنني فإذا أنقصنا منها تسعاً وثالثني سنة بقي إحدى وسبعون سنة،

وأقاموا أيضاً مدة ما كان بني وفاة يوسف ومولد موسى، وهو أربع وستون سنة، وأقاموا أيضاً مثانني سنة من عمر .رج هبم، فيكون مجلة مقام بين إسرائيل مبصر حىت أخرجهم موسى مائتني ومخس عشرة سنةموسى حىت خ

ذكر حكام بين إسرائيل مث ملوكهم

ملا مات موسى عليه السالم، مل يتول على بين إسرائيل ملك، بل كان هلم حكام سدوا مسد امللوك ومل يزالوا على وهذا الفصل أعين -إن شاء اهللا تعاىل -ما ستقف عليه ذلك، حىت قام فيهم طالوت، فكان أول ملوكهم على

فصل حكام بين إسرائيل وملوكهم، قد كثر الغلط فيه لبعد عهده، ولكونه باللغة العربانية، فتعسر النطق بألفاظه على الصحة؛ وهلم أجد يف نسخ التواريخ اليت وقعت يل يف هذا الفن، ما أعتمد على صحته، ألن كل نسخة وقفت

ولليهود . ها يف هذا الفن، وجدهتا ختالف األخرى، إما يف أمساء احلكام، وإما يف عددهم، وإما يف مدد استيالئهمعلي

الكتب األربعة والعشرون، وهي عندهم متواترة قدمية، ومل تعرب إىل اآلن، بل هي باللغة العربانية، فأحضرت منها رفاً باللغة العربانية والعربية، وتركته يقرأها، وأحضرت هبا سفري قضاة بين إسرائيل وملوكها، وأحضرت إنساناً عا

ثالث نسخ؛ وكتبت منها ما ظهر عندي صحته، وضبطت األمساء باحلروف واحلركات حسب الطاقة، واهللا املوفق .للصواب ذكر يوشع

لعدان بن تاحن بن وملا مات موسى عليه السالم، قام بتدبري بين إسرائيل يوشع بن نون بن اليشاماع بن عميهوذ بنتاحل بن راشف بن رافح بن بريعا بن أفرامي بن يوسف بن يعقوب، وأقام ببين إسرائيل يف التيه ثالثة أيام، مث ارحتل

يوشع ببين إسرائيل، وأتى هبم إىل الشريعة، وهي النهر الذي بالغور، وامسه األردن، يف عاشر نيسان من السنة اليت لعبور سبيال، فأمر يوشع حاملي صندوق الشهادة الذي فيه األلواح بأن ينزلوا إىل حافة تويف فيها موسى، فلم جيد ل

.الشريعة، فوقفت الشريعة حىت انكشف أرضها، وعرب بنو إسرائيل، مث بعد ذلك عادت الشريعة إىل ما كانت عليهواحدة، ويف اليوم السابع أمر بين ونزل يوشع ببين إسرائيل على أرحيا حماصراً هلا، وصار يف كل يوم يدور حوهلا مرة

إسرائيل أن يطوفوا حول أرحيا سبع مرات، وأن يصوتوا بالقرون، فعند ما فعلوا ذلك هبطت األسوار، ورسخت .وتساوت اخلنادق هبا، ودخل بنو إسرائيل أرحيا بالسيف، وقتلوا أهلها، فدفن عظام يوسف هناك، وكان موسى قد وبعد فراغه من أرحيا سار إىل نابلس، إىل املكان الذي بيع فيه يوسف

استخرج يوسف من نيل مصر، واستصحبه معه إىل التيه، فبقي معهم أربعني سنة، وتسلمه يوشع، فلما فرغ من سار .به ودفنه هناك

وملك يوشع الشام وفرق عماله فيه، واستمر يوشع يدبر بين إسرائيل حنو مثان وعشرين سنة، مث تويف يوشع، ودفن ورأيت يف تاريخ ابن سعيد املغريب أن يوشع مدفون يف املعرة، فال . ر حارس وله من العمر مائة وعشر سننييف كف

فكانت وفاة يوشع سنة مثان وعشرين لوفاة موسى، : أعلم هل نقل ذلك، أم أثبته على ما هو مشهور اآلن، أقولوكاالب بن يوفنا، وكان فيخاس هو اإلمام، وبعد وفاة يوشع قام بتدبريهم فيخاس بن العزر بن هارون بن عمران،

.وكان كاألب حيكم بينهم، وكان أمرمها يف بين إسرائيل ضعيفاًودام بنو إسرائيل على ذلك سبع عشرة سنة، مث طغوا وعصوا اهللا، فسلط اهللا عليهم كوشان ملك اجلزيرة، قيل إهنا

من ولد العيص بن إسحاق، فاستوىل على بين جزيرة قربس، وقيل بل كان كوشان املذكور ملك األرمن، وكان .إسرائيل، واستعبدهم مثاين سنني، فاستغاثوا إىل اهللا تعاىل

وكان لكاالب أخ من أمه يقال له عثنيال بن قناز، فأقام كاألب املذكور أخاه عثنيال على بين إسرائيل، أقول فكان لوفاة موسى عليه السالم، ألن كوشان حكم عليهم خالص بين إسرائيل من كوشان املذكور يف سنة اثنتني ومخسني

مثاين سنني، وفيخاس بفاء مشربة بتاء موحدة مث ياء مثناه من حتتها ممالة مث نون ساكنة مث جاء مهملة مث آلف ممالة مث قام فيهم بعد استيالء كوشان عثنيال بن قناز من سبط يهوذا، وأزال ما كان على بين إسرائيل -وسني مهملة

.حب اجلزيرة من القطيعة، وأصلح حال بين إسرائيللصافتكون وفاته يف أواخر سنة اثنتني : وكان عثنيال رجال صاحلاً واستمر يدبر أمر بين إسرائيل أربعني سنة وتويف، أقول

م عثنيال بعني مهملة وثاء مثلثة ساكنة ونون مكسورة وياء مثناه من حتتها مهموزة وألف وال -وتسعني لوفاة موسى مث من بعد وفاة عثنيال، أكثر بنو إسرائيل املعاصي، وعبدوا األصنام، فسلط اهللا عليهم عغلوان ملك موآب من -

ولد لوط، واستعبد بين إسرائيل، فاستغاثت بنو إسرائيل إىل اهللا أن ينقذهم من عغلون املذكور، واستمر بنو إسرائيل

بفتح . عغلون -منه يف أواخر سنة عشر ومائة لوفاة مرسى حتت مضايقة عغلون مثاين عشرة سنة، فيكون خالصهم . -العني املهملة وسكون الغني املعجمة وضم الالم وسكون الواو مث نون

أهوذ

مث أقام اهللا لبين إسرائيل أهوذ من سبط بنيامني، وكف أهوذ عنهم أذية عغلون ومضايقته، وأقام أهوذ يدبرهم مثانني أهوذ بفتح اهلمزة وضم اهلاء وسكون الواو مث -أواخر سنة تسعني ومائة لوفاة موسى سنة، فيكون وفاة أهوذ يف

وملا مات أهوذ قام بتدبريهم بعده مشكار بن عنوث دون سنة، أقول فتكون والية مشكار ووفاته يف -ذال معجمة مليم وكاف وألف وراء مشكار بفتح الشني املثلثة وسكون ا -سنة إحدى وتسعني ومائة لوفاة موسى عليه السالم

مث طغى بنو إسرائيل فأسلمهم اهللا تعاىل يف يد بعض ملوك الشام، وامسه يابني، فاستعبدهم عشرين سنة، -مهملة .حىت خلصوا منه، فيكون خالصهم من يابني املذكور يف أواخر سنة إحدى عشرة ومائتني لوفاة موسى

باراق بن أيب نعيمباراق بن أيب نعم، وامرأة يقال هلا دبورا، فقهر يابني، ودبرا أمور بين : ، يقال لهمث قام فيهم رجل من سبط نعتايل

-إسرائيل أربعني منه، أقول فيكون انقضاء مدهتما يف أواخر سنة إحدى ومخسني ومائتني لوفاة موسى عليه السالم .بباء موحدة من حتتها، وألف وراء مهملة وألف وقاف: باراق

كذعون بن يواشن بين إسرائيل أخطأوا، وارتكبوا املعاصي لغري مدبر هلم من بين إسرائيل مدة سبع سنني، واستوىل عليهم مث إ

فيكون آخر مدة هذه الفترة يف أواخر سنة مثان ومخسني ومائتني من : أعداؤهم من أهل مدين يف تلك املدة، أقولبن يواش، فقتل أعداءهم وأقام منار دينهم، واستمر وفاة موسى عليه السالم، فاستغاثوا إىل اهللا فأقام فيهم كذعون

كذعون بفتح -فيهم كذلك أربعني سنة، أقول فيكون وفاته يف أواخر سنة مثان وتسعني ومائتني لوفاة موسى مث قام فيهم بعد كذعون ابنه أبيماخل ثالث سنني، -الكاف وسكون الذال املعجمة وضم العني املهملة وواو ونون

أبيماخل هبمزة وباء موحدة من حتتها مث ياء -يف أواخر سنه إحدى وثالمثائة لوفاة موسى عليه السالم فيكون وفاته .مثناه من حتتها وميم وألف والم وخاء معجمة

أبيماخل

مث قام فيهم بعد أبيماخل املذكور رجل من سبط يشسوخر، يقال له يؤاإير اجلرشي، اثنتني وعشرين سنة، فيكون بضم الياء املثناه من حتتها ومهزة مفتوحة مث : يوءاإير -المثائة وثالث وعشرين سنة من وفاة موسى وفاته ملضي ث

مث إن بين إسرائيل أخطأوا وارتكبوا املعاصي، فسلط اهللا -ألف مث مهزة مكسورة وياء مثناه من حتتها وراء مهملة أمونيطو، فاستوىل على بين : ذاك يقال لهتعاىل عليهم بين عمون، وهم من ولد لوط، وكان ملك بين عمون إذ

إسرائيل مثاين عشرة سنة، حىت خلصوا منه، فيكون انقضاء مدته يف أواخر سنة إحدى وأربعني وثالمثائة لوفاة .موسى

يفتح اجلرشي

ن، مث استغاث بنو إسرائيل إىل اهللا تعاىل، فأقام فيهم رجال امسه يفتح اجلرشي من سبط منشا، فكفاهم شر بين عمويفتح -وقتل من بين عمون خلقاً كثرياً، ودبرهم ست سنني، فتكون وفاته يف أواخر سنة ثالمثائة، سبع وأربعني

.بضم الياء املثناة من حتتها وسكون الفاء وضم التاء املثناة من فوق وحاء مهملة أبصن

ه يف أواخر سنة أربع ومخسني مث قام فيهم من بعد بفتح رجل من سبط يهوذا امسه أبصن سبع سنني، فتكون وفاتبفتح اهلمزة وسكون الباء املوحدة من حتتهما وضم الصاد املهملة مث : أبصن -وثالمثائة لوفاة موسى عليه السالم

.نون آلون

مث دبرهم بعد أبصن رجل امسه آلون من سبط زبولون عشر سنني، فيكون وفاته يف سنة أربع وستني وثالمثائة لوفاة .مزة ممدودة ممالة وضم الالم مث واو ونونآلون هب -موسى

مث دبرهم بعد آلون رجل امسه عبدون بن هالل من سبط أفرامي بن يوسف مثاين سنني، فيكون وفاته يف أواخر سنة وسكون الياء املوحدة وضم الدال املهملة مث واو . عبدون بفتح العني املهملة -اثنتني وسبعني وثالمثائة لوفاة موسى

.ونون شون بنمانوحمش

مث أخطأوا وعملوا باملعاصي، فسلط اهللا أهل فلسطني، واستولوا عليهم أربعني سنة، فيكون آخر استيالء أهل فلسطني عليهم يف أواخر سنة اثنيت عشرة وأربعمائة لوفاة موسى، فاستغاثوا إىل اهللا عز وجل فأقام فيهم رجال امسه

.مششون ابن مانوح من سبط داناملذكور قوة عظيمة، ويعرف بشمشون اجلبار، فدافع أهل فلسطني ودبر بين إسرائيل عشرين سنة، وكان لشمشون

مث غلبه أهل فلسطني، وأسروه، ودخل إىل كنيستهم، وكانت مركبة على أعمدة، فأمسك العواميد، وحركها بقوة، عة من كبارهم، فيكون انقضاء حىت وقعت الكنيسة، فقتلته، وقتلت من كان فيها من أهل فلسطني، وكان منهم مجا

مششون بفتح الشني املعجمة -مدة تدبري مششون املذكور هلم يف أواخر سنة اثنتني وثالثني وأربعمائة لوفاة موسى . -وسكون امليم شني معجمة مضمومة مث واو ونون

إيثامور بن هارونانقضاء مدة الفترة يف أواخر سنة اثنتني مث كانت فترة، وصار بنو إسرائيل بغري مدبر منهم، عشر سنني، فيكون

مث قام فيهم رجل من ولد إيثامور بن هارون بن عمران امسه عايل الكاهن، وأصل . وأربعني وأربع مائة لوفاة موسىالكاهن يف لغتهم كوهن، ومعناه اإلمام، وكان عايب املذكور رجال صاحلاً فدبر بين إسرائيل أربعني سنة، وكان عمره

.انياً ومخسني سنة، فيكون مدة عمره مثانياً وتسعني سنةملا ويل مثويف أول سنة من واليته، ولد مشويل النيب بقرية النيب على باب القدس، يقال هلما شيلو، ويف السنة الثالثة والعشرين

ومثانني وأربعمائة فيكون وفاة عايل املذكور يف أواخر سنة اثنتني. من والية عايل املذكور ولد داود النيب عليه السالم . -عايل بعني مهملة على وزن فاعل -لوفاة موسى مشويل النيب

مث دبر بين إسرائيل، مشويل النيب، وكان قد تنبأ ملا صار له من العمر أربعون سنة، وذلك عند وفاة عايل، فدبر مشويل إسرائيل وقضاهتم، فإن مجيع بين إسرائيل إحدى عشرة سنة، ومنتهى هذه اإلحدى عشرة هي آخر سين حكام بين

.من ذكر من حكام بين إسرائيل، كانوا مبنزلة القضاة، وسدوا مسد ملوكهم طالوت بن قيش

وبعد اإلحدى عشرة سنة اليت دبرهم مشويل املذكور قام لبين إسرائيل ملوك على ما سنذكره إن شاء اهللا تعاىل، مائة لوفاة موسى، مث حضر بنو إسرائيل إىل مشويل، فيكون انقضاء سين حكامهم يف سنة ثالث وتسعني وأربع

وسألوه أن يقيم فيهم ملكاً، فأقام فيهم شاول، وهو طالوت بن قيش من سبط بنيامني، ومل يكن طالوت من أعياهنم، .دباغاً، ملك طالوت سنتني، واقتتل هو وجالوت : سقاء، وقيل: إنه كان راعياً، وقيل: قيل

.كنعانيني، وكان ملكه جبهات فلسطني، وكان من الشدة، وطول القامة، مبكان عظيموكان جالوت من جبابرة الفلما برز للقتال مل يقدر على مبارزته أحد، فذكر مشويل عالمة الشخص الذي يقتل جالوت، فاعترب طالوت مجيع

.عسكره، فلم يكن فيهم من يوافقه تلك العالمة وكان داود

ن يرعى غنم أبيه وأخوته، فطلبه طالوت،عليه السالم أصغر بين أبيه، وكا

: واعتربه مشويل بالعالمة، وهي دهن كان يستدير على رأس من يكون فيه السر وأحضر أيضاً تنور حديد، وقالالشخص الذي يقتل جالوت يكون ملء هذا التنور؛ فلما اعترب داود ملء التنور، واستدار الدهن على رأسه؛ وملا

.طالوت مببارزة جالوت، فبارزه، وقتل داود جالوت، وكان عمر داود إذ ذاك ثالثني سنة حتقق ذلك العالمة، أمرهمث بعد ذلك مات مشويل، فدفنته بين إسرائيل يف الليل، وناحوا عليه، وكان عمره اثنتني ومخسني سنة، وأحب الناس

بقي متحرراً على نفسه، ويف داود، ومالوا إليه، فحسده طالوت، وقصد قتله مرة بعد أخرى، فهرب داود منه، وآخر احلال، إن طالوت ندم على ما كان منه من قصد قتل داود، وغري ذلك مما وقع منه، وقصد أن يكفر هللا تعاىل عنه ذنوبه، مبوته يف الغزاة، فقصد الفلسطينيني وقاتلهم، حىت قتل هو وأوالده يف الغزاة، فيكون موت طالوت يف

.مائة لوفاة موسىأواخر سنة مخس وتسعني وأربعوملا قتل طالوت افترقت األسباط، فملك على أحد عشر سبطاً إيش بوشت بن طالوت، واستمر إيش بوشت ملكاً

على األسباط املذكورين يف ثالث سنني، وانفرد عن إيش بوشت سبط يهوذا فقط، وعلك عليهم داود بن بيشار رم بن حصرون بن بارص يهوذا بن يعقوب بن إسحاق ابن عوفيد بن بوعز بن سلمون بن حنشون بن عمينوذب بن

.بن إبراهيم اخلليل عليه السالم، وحزن داود على طالوت، ولعن موضع مصرعهوكان مقام داود حبربون، فلما استوثق له امللك، ودخلت مجيع األسباط حتت طاعته، وذلك يف سنة مثان وثالثني من

.عمر داود، انتقل إىل القدستح يف الشام فتوحات كثرية من أرض فلسطني، وبلد عمان، ومؤاب وحلب ونصيبني وبالد األرمن مث إن داود ف .وغري ذلك

وملا أوقع داود بصاحب حلب وعسكره، وكان صاحب محاة إذ ذاك امسه ثاعو، وكان بينه وبني صاحب حلب معه هدايا كثرية فرحاً بقتل عداوة، فأرسل صاحب محاة ثاعو املذكور وزيره بالسالم والدعاء إىل داود، وأرسل

.صاحب حلبوملا صار لداود مثان ومخسون سنة، وهي السنة الثامنة والعشرون من ملكه، كانت قصته مع أوريا وزوجته، وهي واقعة مشهورة، ويف سنة ستني من عمر داود، خرج عليه ابنه ابشولوم بن داود، فقتله بعض قواد بين إسرائيل،

.وملك داود أربعني سنةوملا صار لداود سبعون سنة تويف، فيكون وفاة داود يف أواخر سنة مخس وثالثني ومخس مائة لوفاة موسى، وأوصى داود قبل موته بامللك إىل سليمان ولده، وأوصاه بعمارة بيت املقدس، وعني لذلك عدة بيوت أموال، حتتوي على

.مجل كثرية من الذهب سليمان

مره اثنتا عشرة سنة، وآتاه اهللا من احلكمة وامللك ما مل يؤته ألحد سواه؛ على ما فلما مات داود ملك سليمان وعويف السنة الرابعة من ملكه، يف شهر أيار وهي سنة تسع وثالثني . أخرب اهللا عز وجل به يف حكم كتابه العزيز

به وصية أبيه إليه، وأقام ومخسمائة لوفاة موسى، ابتدأ سليمان عليه السالم يف عمارة بيت املقدس، حسبما تقدمت سليمان يف عمارة بيت املقدس سبع سنني، وفرغ منه يف السنة احلادية عشرة من ملكه، فيكون الفراغ من عمارة

.بيت املقدس يف أواخر سنة ست وأربعني ومخسمائة لوفاة موسى عليه السالميف عرض عشرين ذراعاً، وعمل خارة وكان ارتفاع البيت الذي عمره سليمان ثالث ذراعاً، وطوله ستني ذراعاً

.البيت سوراً حميطاً به، امتداده مخسمائة ذراع يف مخس مائة ذراعمث بعد ذلك شرع سليمان يف بناء دار مملكة بالقدس، واجتهد يف عمارهتا وتشييدها، وفرغ منها يف مدة ثالث عشرة

.سنة، وانتهت عمارهتا يف السنة الرابعة والعشرين من ملكهالسنة اخلامسة والعشرين من ملكه جاءته بلقيس ملكة اليمن، ومن معها، وأطاعه مجيع ملوك األرض، ومحلوا ويف

إليه نفائس أمواهلم، واستمر سليمان على ذلك حىت تويف، وعمره اثنتان ومخسون سنة، فكانت مدة ملكه أربعني .ومخسمائة لوفاة موسىسنة، فيكون وفاة سليمان عليه السالم، يف أواخر سنة مخس وسبعني

رحبعم

وملا تويف سليمان ملك بعده ابنه رحبعم، وكان رحبعم املذكور رديء الشكل، شنيع املنظر، فلما توىل حضر إليه إن أباك سليمان كان ثقيل الوطأة علنا، ومحلنا أموراً صعبة، فإن أنت خففت الوطأة : كرباء بين إسرائيل، وقالوا له

أبوك قد قرره علينا، مسعنا لك، وأطعناك، فأخر رحبعم جواهبم إىل ثالثة أيام، واستشار عنا، وأزلت عنا ما كان .كرباء دولة أبيه يف جواهبم، فأشاروا بتطييب قلوهبم، وإزالة ما يشكونه

مث إن رحبعم استشار األحداث، ومن مل يكن له معرفة، فأشاروا بإظهار الصالبة والتشديد على بين إسرائيل، لئال .ل هلم الطمعحيص

أنا خنصري أغلظ من ظهر أيب وما كنتم ختشونه من أيب، فإنين : فلما حضروا إىل رحبعم ليسمعوا جوابه، قال هلمأعاقبكم بأشد منه، فعند ذلك خرج عن طاعته عشرة أسباط، ومل يبق مع رحبعم غري سبطي يهوذا وبنيامني فقط،

.يربعم: مان، امسهوملك على األسباط العشرة رجل من عبيد أبيه سلي يربعم

وكان يربعم املذكور فاسقاً كافراً، وافترقت حينئذ مملكة بين إسرائيل، واستقر لولد داود امللك على السبطني فقط، أعين سبطي يهوذا وبنيامني، وصار لألسباط العشرة ملوك تعرف مبلوك األسباط، واستمر احلال على ذلك حنو

ولد سليمان يف بين إسرائيل، مبنزلة اخللفاء لإلسالم، ألهنم أهل الوالية، وكانت مائتني وإحدى وستني سنة، وكانت .ملوك األسباط مثل ملوك األطراف واخلوارج

وارحتلت األسباط إىل جهات فلسطني وغريها بالشام، واستقر ولد داود ببيت املقدس، وحنن نقدم ذكر بين داود إىل : باط، مث بعد ذلك نذكر ملوك األسباط متتابعني إن شاء اهللا تعاىل، فنقولحيث اجتمعت هلم اململكة على مجيع األس

واستمر رحبعم ملكاً على السبطني حسبما شرح، حىت دخلت السنة اخلامسة من ملكه، فيها غزاه فرعون مصر، .وامسه شيشاق، وهنب مال رحبعم، املخلف عن سليمان عمارة بيت حلم، وعمارة غزة وصور وغري ذلك من البالد، واستمر رحبعم على ما استقر له من امللك، وزاد يف

وكذلك عمر أيلة وجددها، وولد لرحبعم مثانية وعشرون ولداً ذكراً غري البنات، وملك رحبعم سبع عشرة سنة، فيكون وفاة، رحبعم يف أواخر سنة اثنتني وتسعني ومخسمائة لوفاة : وكانت مدة عمره إحدى وأربعني سنة، أقول

.رحبعم براء مهملة مل أحتقق حركتها وضم احلاء املهملة وسكون الباء املوحدة وضم العني املهملة مث ميم -موسى أفيا

وملا تويف رحبعم، ملك بعده وعلى قاعدته، ابنه أخيا ثالث سنني، فيكون وفاة أفيا يف أواخر سنة مخس وتسعني ليت هي بني الفاء والذال على مقتضى اللغة العربانية وأفيا بفتح اهلمزة وكسر الفاء ا -ومخس مائة لوفاة موسى

. -وتشديد الياء املثناة من حتتها مث ألف أسا

: وملا تويف أفيا ملك بعده ابنه أسا إحدى وأربعني سنة، وخرج على أسا عدو فهزم اهللا العدو، بني يدي أسا، وقيلأسا يف أواخر سنة ست وثالثني وستمائة لوفاة من اهلنود، أقول فكانت وفاة : إن العدو كان من احلبشة، وقيل

أسا بضم اهلمزة وفتح السني املهملة مث ألف -موسى يهوشافاط

.يهوشافاط مخساً وعشرين سنة: مث ملك بعد أسا ابنهوكان عمر يهوشافاط ملا ملك، مخساً وثالثني سنة، وكان يهوشافاط رجال صاحلاً كثري العناية بعلماء بين إسرائيل،

على يهوشافاط من ولد العيص، وجاءا يف مجع عظيم، وخرج يهوشافاط لقتاهلم، فألقى اهللا بني أعدائه الفتنة، وخرجواقتتلوا فيما بينهم، حىت امنحقوا وولوا منهزمني، فجمع يهوشافاط منهم غنائم كثرية، وعاد هبا إىل القدس مؤيداً

-تكون وفاته يف أواخر سنة إحدى وستني وستمائة منصوراً، واستمر يف ملكه مخساً وعشرين سنة، وتويف، فويهوشافاط بفتح الياء املثناة من حتتها وضم اهلاء وسكون الواو وفتح الشني املعجمة وبعدها ألف مث فاء وألف مث

.طاء مهملة يهورام

نني، فيكون وفاته يف مث ملك بعد يهوشافاط ابنه يهورام وكان عمر يهورام ملا ملك اثنتني وثالثني سنة، وملك مثاين سويهورام بفتح الياء املثناة من حتتها وضم اهلاء وسكون الواو وراء مهملة مث ألف -أواخر سنة تسع وستني وستمائة

.وميم أحزياهو

وملا مات يهورام ملك بعده ابنه أحزياهو، وكان عمره ملا ملك اثنتني وأربعني سنة، وملك سنتني، فيكون وفاته يف وأحزياهو بفتح اهلمزة واحلاء املهملة وسكون الزاي املعجمة مث مثناة من -دى وسبعني وستمائة، أواخر سنة إح

.حتتها مث ألف وهاء وواو

عثليا هو

مث كان بعد أحزياهو فترة بغري ملك، وحكمت يف الفترة املذكورة امرأة ساحرة، أصلها من جواري سليمان عليه داود فأفنتهم، وسلم منها طفل أخفوه عنها، وكان اسم الطفل يؤاش بن السالم، وامسها عثليا هو وتتبعت بين

.أحزيو، واستولت عثليا هو كذلك سبع سنني، فيكون آخر الفترة عثليا هو يؤاش

وعدم عثليا هو يف أواخر سنة مثان وسبعني وستمائة لوفاة موسى عليه السالم، مث ملك بعد عثليا هو يؤاش وهو ابن ة الثالثة والعشرين من ملكه، رمم بيت املقدس، وجدد عمارته، وملك يؤاش أربعني سنة، سبع سنني، ويف السن

بضم املثناة من حتتها مث مهزة وألف وشني : ويؤاش -فيكون وفاته يف أواخر سنة مثاين عشرة وسبع مائة لوفاة موسى . -معجمة أمصيا

مخس : عشرين سنة، وملك تسعاً وعشرين سنة، وقيلمث ملك بعد يؤاش ابنه أمصيا هو، وكان عمره ملا ملك مخساً ووأمصيا هو بفتح -عشرة، وقتل، فيكون موته يف أواخر سنة سبع وأربعني وسبعمائة لوفاة موسى عليه السالم

.اهلمزة وفتح امليم وسكون الصاد املهملة ومثناة من حتتها وألف وهاء وواو عزياهو

ت عشرة سنة، وملك اثنتني ومخسني سنة، وحلقه الربص، وتنغصت مث ملك بعده عزياهو وكان عمره ملا ملك سعليه أيامه، وضعف أمره يف آخر وقت، وتغلب عليه ولده يومث، فيكون وفاة عزياهو يف أواخر سنة تسع وتسعني

.وبضم العني املهملة وتشديد الزاي املعجمة مث مثناة من حتتها وألف وهاء ووا: وعزياهو -وسبع مائة لوفاة موسى يومث

مث ملك بعد عزياهو ابنه يومث، وكان عمر يومث ملا ملك مخساً وعشرين سنة، وملك ست عشرة سنة، فيكون وفاته -بضم املثناة من حتتها وسكون الواو وقح الثاء املثلثلة مث ميم : ويومث -يف سنة مخس عشرة ومثامنائة لوفاة موسى

.م على ما سنذكره إن شاء اهللا تعاىلإن يف أيامه كان يونس النيب عليه السال: وقيل آحز

ويف السنة . عشرين سنة، وملك ست عشرة سنة -وملا تويف يومث ملك بعده ابنه آحز، وكان عمر آحز ملا ملك الرابعة من ملكه قصده ملك دمشق، وامسه رصني وكان أشعيا النيب يف أيام آحز فبشر آحز أن اهللا تعاىل يصرف

وآحز هبمزة ممدودة -ذلك، فيكون وفاة آحز، يف أواخر سنة إحدى وثالثني ومثان مائة رصني بغري حرب، فكان ك .ممالة وحاء مهملة ممالة أيضاً مث زاي معجمة

حزقياحزقيا، وكان رجال صاحلاً مظفراً، وملا دخلت السنة السادسة من ملكه، : وملا تويف آحز املذكور ملك بعده ابنه

ألسباط الذين قدمنا ذكرهم عند ذكر رحبعم بن سليمان، وحنن نذكرهم اآلن انقرضت دولة اخلوارج، ملوك االسنة السادسة من ملك حزقيا، مث إذا فرغنا من ذكرهم، : خمتصراً من أوهلم إىل حني انتهوا يف هذه السنة، أعين

على -ليمان بعد وفاة س -إن ملوك األسباط املذكورين، خرجوا : نعود إىل ذكر حزقيا، ومن ملك بعده، فنقولرحبعم بن سليمان، يف أوائل سنة ست وسبعني ومخسمائة، وانقرضوا يف سنة سبع وثالثني ومثامنائة، فيكون مدة

يربعم ونوذب وبعشو وإيال، وزمري وبين : ملكهم مائتني وإحدى وستني سنة، وعددهم سبعة عشر ملكاً، وهمويربعم آخر وبقحيوء، وياقح وهو شاع، وملك وعمري وآحؤب، وأحزيو وياهورا، وياهو، ويهوياحاز ويؤاش

املذكورون يف املدة املذكورة أعين مائتني وإحدى وستني سنة تقريباً، وقد ذكر لكل واحد منهم املدة اليت هلك فيها، ومجعنا تلك املدد، فلم يطابق ذلك التفصيل هذه اجلملة املذكورة، فأضربنا عن ذكر تفصيل مدة ما ملك كل

فهو يربعم، فكان من عبيد سليمان بن داود، وكان يربعم ) أما أوهلم: ونذكر شيئاً من أخباره، فنقولواحد منهم، املذكور كافراً، فلما ملك أظهر الكفر وعبادة األوثان، ويف السنة الثامنة عشر من ملك يربعم تويف رحبعم بن

.سليمان .وأما ثانيهم نؤذب، فهو ابن يربعم املذكور

إيال فهو ابن بعشو املذكور، وكان مقدم جيشه : وأما رابعهم. شو فهو ابن آخيا من سبط يشوخروأما ثالثهم بع .زمري، فقتل إيال وتوىل زمري مكانه

وأما . فإنه ويل امللك مخس سنني بشركة عمري: وأما سادسهم تبين. زمري املذكور، أحرق يف قصره: وخامسهموعمري املذكور هو الذي بين صبصطية، وجعلها دار . لك مبفردهفإنه بعد موت تبين استقل بامل: سابعهم عمري

: وأما تاسعهم أحزبو. فهو ابن عمري، وقتل يف حرب كانت بينه وبني صاحب دمشق: وأما ثامنهم أحؤب. ملكهفهو وأخو أحزيو : وأما عاشرهم ياهورام. فهو ابن أحؤب املذكور، وكان موته بأن سقط من روشن له فات

فهو ابن : وأما ثاين عشرهم يهوياحاز. فهو ابن منشي: وأما حادي عشرهم ياهو. يف أيامه الغالء املذكور، وكانفهو ابن يؤاش، وقوي : وأما رابع عشرهم يربعم الثاين. فهو ابن يهوياحاز: ثالث عشرهم يؤاش: وأما. ياهو املذكور

محاة إىل كنسر، وعلى عهده كان يف مدة ملكه، وارجتع عدة من قرى بين إسرائيل، كانت قد خرجت عنهم منوأما خامس عشرهم يقحيوء فإن مدته مل تطل، وأما سادس عشرهم باقح، فعلى أيامه . يونس النيب عليه السالم

حضر ملك اجلزيرة وغزا األسباط املذكورين، وأخذ منهم مجاعة إىل بلده، وأجلى بعضهم إىل خراسان، وأما سابع ملا توىل أطاع صاحب اجلزيرة، وامسه سلمناصر وقيل فلنصر، وبقي هو شاع يف عشرهم هو شاع، فهو ابن إيال، و

طاعته تسع سنني، مث عصاه، فأرسل صاحب اجلزيرة املذكور، وحاصره ثالث سنني، وفتح بلده صبصطية، وأجاله سلم وقوه إىل بلد خراسان، وأسكن موضعهم السامرة وكان ذلك يف السنة السادسة من ملك حزقيا، فانضم من

.من األسباط إىل حزقيا، ودخلوا حتت طاعته سنحاريب

وملك حزقيا تسعاً وعشرين سنة، وكان عمره ملا ملك عشرين سنة، وكان من الصلحاء الكبار، وكان قد فرغ عمره قبل موته خبمس عشرة سنة، فزاده اهللا تعاىل يف عمره مخس عشرة سنة، وأمره أن يتزوج وأخربه بذلك نيب

ويف أيام ملك حزقيا، قصده سنحاريب ملك اجلزيرة، فخذله اهللا تعاىل، ووقعت الفتنة يف عسكره . هكان يف زمانفوىل راجعاً، مث قتله اثنان من أوالده يف نينوى، وكان أشعيا النيب قد أخرب بين إسرائيل أن اهللا تعاىل يكفيهم شر

إىل جبال املوصل، مث سار إ�