أ

جامعة مؤتة

عمادة الدراسات العليا

في الشاذ والضرورة: الشاهد النحوي

كتاب األصول البن السراج

الطالب إعداد

محمد أحمد عبد اهللا المسيعدين

إشراف الدكتور محمد أمين الروابدة

اــــة إلى عمادة الدراسات العليــرسالة مقدم

ةــــى درجـل علوـستكماال لمتطلبات الحصا

في اللغة العربية قسم اللغة العربية وآدابهاالماجستير

2009جامعة مؤتة،

ب

اإلهداء

...إلى والدي الكريمين برا ووفاء

عثمان وعمران وعبد اهللا وسـاجدة وقانتـة جـزاء : وأبنائي الوفيةإلى زوجتي

...صبرهم

...إلى إخوتي األعزاء

...إلى شهداء األمة

محمد أحمد عبد اهللا المسيعدين

ج

تقديرالشكر وال

ـ أسـتاذي إلـى أتقدم بخالص الشكر والعرفان ـ وأنا أضع هذا البحـث

الدكتور محمد أمين الروابدة لما أبداه من رعاية واهتمام ينمان عن سعة اطـالع

األستاذ الـدكتور عبـد : ةأشكر أعضاء هيئة المناقش كذلك ورصانة في المنهج، و

الحميد األقطش، والدكتور جزاء المصاروة، والدكتور عادل بقاعين؛ لما سيقدمونه

.من نصح وإرشاد

الداعية المربي الدكتور عترف بالفضل الكبير الذي لقيته من ويطيب لي أن أ

.، إذ لم يبخل علي بجهده وتوجيههأحمد عطية السعودي

الجميل والتقدير الكبير ما حظيت به من عون ومساعدة من ويستوجب الثناء

عاطف طالب الرفوع، وعامر عدنان عيال سلمان، وعلي سليمان : األخوة الزمالء

.العودات، وفواز أحمد المسيعدين

محمد أحمد عبد اهللا المسيعدين

د

فهرس المحتويات الصفحة المحتوى

أ اإلهداء

ب ديرالشكر والتق

ج فهرس المحتويات

ز قائمة الجداول

ح الملخص باللغة العربية

ط الملخص باللغة اإلنجليزية

1 التمهيد

منهج ابن سراج في األصول: الفصل األول

4 حياته: ابن السراج1.1

4 منهج ابن السراج في تناول الشاهد النحوي2.1

5 المادة اللغوية في كتاب األصول3.1

5 االستشهاد بالقرآن الكريم1.3.1

6 االستشهاد بالحديث النبوي الشريف2.3.1

6 االستشهاد بالشعر3.3.1

8 : األمثال في شواهد ابن السراج4.1

9 : األصول النحوية في كتاب األصول5.1

9 : السماع عند ابن السراج1.5.1

10 : القياس عند ابن السراج2.5.1

12 :ة عند ابن السراج العل3.5.1

13 نظرية العامل عند ابن السراج4.5.1

14 : منهج ابن السراج في التركيب والداللة6.1

16 : التراكيب النحوية عند ابن السراج7.1

16 : الزيادة واإللغاء عند ابن السراج8.1

17 : ابن السراج والنحاة9.1

17 :ول آراء البصريين في كتاب األص1.9.1

19 : آراء الكوفيين في كتاب األصول2.9.1

21 : الضرورة عند ابن السراج10.1

22 : مفهوم الشذوذ عند ابن السراج11.1

ه

شواهد اإلعراب والبناء والمرفوعات: الفصل الثاني

24 :شواهد اإلعراب والبناء 1.2

25 : تنوين االسم المبني على الكسر1.1.2

27 :نوين إذ شذوذا ت2.1.2

28 : الجمع بين اسمين موصولين مع حذف صلة أحدهما2.2

29 : إفراد االسم الموصول شذوذا1.2.2

29 : حذف صلة الموصول2.2.2

30 : الفصل بين االسم الموصول وصلته3.2

31 : دخول نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة في الواجب1.3.2

32 شواهد المرفوعات4.2

32 : المبتدأ والخبر، وما كان أصله مبتدأ أو خبرا1.4.2

34 : زيادة الم التوكيد في خبر المبتدأ2.4.2

35 :ضميرا متصال) كان( مجيء خبر 3.4.2

37 : رفع اسم ال النافية للجنس مع عدم تكرارها4.4.2

38 : حذف اسم الحرف الناسخ5.4.2

40 : حذف الالم من الخبر6.4.2

41 دخول ال النافية على االسم المعرفة7.4.2

42 : نصب خبر الحرف الناسخ8.4.2

46 تقديم معمول خبر الحرف الناسخ على االسم والخبر9.4.2

47 خبر أفعال المقاربة5.2

50 : رفع الفاعل بفعل محذوف يدل عليه سياق الكالم1.5.2

51 :المفعول ما ال يجوز قلبه من الفاعل و2.5.2

54 : تقديم الفاعل على فعله ضرورة3.5.2

56 : تسكين الفعل المضارع المرفوع4.5.3

56 . آراء النحاة في حذف حركة الظاهر في األسماء واألفعال الصحيحة6.2

59 : عمل المشتقات7.2

59 : حذف تنوين اسم الفاعل مع بقاء النصب في معموله1.7.2

60 :الجر على معمول اسم الفاعل المنصوب العطف ب2.7.2

63 عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل 3.7.2

شواهد المنصوبات: الفصل الثالث

و

65 : المفعول به1.3

67 : النصب على نزع الخافض2.3

69 : إنابة الضمير المنفصل المنصوب بدال من المتصل1.2.3

71 شواهد المفعول معه3.3

71 :ديم المفعول معه على مصاحبه تق1.3.3

73 شواهد نصب الفعل المضارع4.3

76 : شواهد جزم الفعل المضارع5.3

79 : تحريك الفعل المضارع المجزوم بالفتح1.5.3

80 : إبقاء عالمة جزم الفعل المضارع المجزوم2.5.3

82 : تقديم التمييز على عامله6.3

84 ة شذوذا نصب تمييز لفظ المائ1.6.3

85 : الفصل بين كم الخبرية وتمييزها2.6.3

87 الفصل بين العدد وتمييزه3.6.3

88 شواهد تذكير العدد والمعدود7.3

شواهد المجرورات: الفصل الرابع

91 الجر باإلضافة1.4

96 : إثبات الياء في المضاف إليه في االسم المنقوص2.4

98 : ما ال يقبل التجزئة إضافة كلمة بعض إلى3.4

99 : حروف الجر4.4

100 دخول حرف الجر الكاف على الضمير المتصل المنصوب5.4

أساليب نحوية متفرقة: الفصل الخامس

104 نصب المنادى العلم المفرد شذوذا1.5

105 أراء النحاة1.1.5

106 : تنوين المنادى العلم المفرد2.5

108 : نداء األدوات3.5

109 : نداء المعرف بأل1.3.5

110 : أراء النحاة2.3.5

111 : شواهد الترخيم4.5

111 : ترخيم االسم في غير النداء1.4.5

114 : ترخيم المنادى المختوم بتاء التأنيث مع حذف حرف النداء2.4.5

ز

117 : ترخيم المضاف إليه3.4.5

119 العطف5.5

120 :هر على الضمير المجرور عطف االسم الظا1.5.5

122 : جواز العطف على عاملين2.5.5

123 : تقديم المعطوف على المعطوف عليه3.5.5

124 : أراء النحاة4.5.5

125 النعت6.5

125 : حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه1.6.5

127 : شواهد أسلوب الشرط7.5

128 :رط الفصل بين أداة الشرط وفعل الش1.7.5

132 : حذف الفاء من الجواب2.7.5

134 : عدم جزم جواب الشرط3.7.5

138 : وقوع االسم بعد لو4.7.5

139 : شواهد الممنوع من الصرف8.5

140 : تنوين الممنوع من الصرف1.8.5

144 : إبقاء الياء في االسم المنقوص المجرور2.8.5

146 : ترك صرف االسم المنصرف3.8.5

150 : مجيء اسم التفضيل الدال على اللون على وزن أفعل4.8.5

151 : قضايا نحوية متفرقة9.5

168 نتائج البحث

170 المراجع

ح

قائمة الجداول

الصفحة عنوانه الرقم 24 جدول شواهد اإلعراب والبناء 1

32 شواهد المبتدأ والخبر وما كان أصله مبتدأ وخبر 2

49 علشواهد الفا 3

56 شواهد رفع الفعل المضارع 4

59 شواهد عمل اسم الفاعل 5

65 شواهد المنصوبات 6

82 شواهد التمييز 7

91 شواهد المجرورات 8

103 شواهد المنادى والترخيم 9

119 شواهد التوابع 10

128 شواهد الممنوع من الصرف 11

139 شواهد الحذف والزيادة 12

151 والتأنيثشواهد التذكير 13

162 جدول شواهد اإلعراب والبناء 14

ط

الملخص

الشاهد النحوي الشاذ والضرورة

في كتاب األصول البن السراج

محمد أحمد عبد اهللا المسيعدين

م2009جامعة مؤتة

تهدف هذه الدراسة إلى الوقوف على الشاهد النحوي الموسوم بالضرورة

إظهـار الشواهد، و بهدف الكشف عن صول البن السراج، الشذوذ في كتاب األ وأ

كما تهدف إلى توضـيح الشذوذ، وأ وتبيان موقعها من حيث الضرورة تخريجها،

مفهوم الضرورة والشذوذ في النحو العربي عند علماء اللغة، ووجـوه التـداخل

.واالختالفات الجوهرية بينهما، ومعرفة أوجه الضرائر عند ابن السراج

.الشاهد النحوي عند ابن السراج المنهج الوصفي في رصد الدراسةتعتمدو

منهج ابـن ن تضم: وقد جاءت هذه الدراسة في خمسة فصول األول منها

في كتاب األصـول، والفـصل الثـاني تنـاول النحوي السراج في تناول الشاهد

تناول الضرورة : باب المرفوعات، والفصل الثالث في والشذوذ الضرورة الشعرية

تناول الضرورة الشعرية :ي باب المنصوبات، والفصل الرابع الشعرية والشذوذ ف

تناول الضرورة الشعرية والشذوذ فـي شذوذ في باب المجرورات، والخامس وال

خلصت إليها، ثـم النتائج التي ثم أعقبت ذلك بذكر،مسائل وأساليب نحوية متفرقة

.ثبت المصادر والمراجع

ي

Abstract

Syntactical Evidence Between Anomaly and Exigency in Ibn Al-Seraj's Book "Al-Osool"

Mohammad Ahmed Abdullah Al-Mseideyeen

Mu'tah University, 2009

This study aims at identifying the Syntactical evidence marked by anomaly or exigency in Ibn Al-Seraj's book "Al-Osool". It also aims at identifying and explaining these pieces of evidence. In addition, it aims at explaining the concept of anomaly and exigency as used by Arab linguists and scholars. It also explains the different aspects and overlap between "anomaly" and "exigency". Finally, the study aims at identifying the various forms of exigency as identified by Ibn Al-Seraj. This study undertakes the descriptive method in examining and explaining the syntactical evidence as used by Ibn Al-Seraj. Te study consists of five chapters. The first presents the method of Ibn Al-Seraj in his treatment of the syntactical evidence in his book "Al-Osool". The second chapter discusses poetic license in nominative case. The third chapter discusses poetic license in accusative (noun) case. The fourth chapter examines poetic license and anomaly in genitive case. The fifth chapter discusses poetic license and anomaly in various syntactical topics. Finally. The study confirms and sums up interim results. (followed by references of the thesis).

1

التمهيد

تتعلق بالشاهد النحوي والضرورة الشعرية، والشذوذ قضايايتناول التمهيد

قاعدة نحوية كآية من القرآن يدل على ما : الشاهد في االصطالح النحوي .النحوي

الكريم، أو قول من أقوال العرب الموثوق بعربيتهم، فيراد به إثبات صحة قاعـدة

أو استعمال كلمة أو تركيب، بدليل نقلي صح سنده إلى عربي فصيح سليم نحوية،

على أن ، وحول الشاهد الشعري ثار الخالف وتأججت ناره بين النحاة ،)1(السليقة،

الشاهد النحوي قد يكون شاهدا على االستقامة النحوية التي لها اطراد فـي كـالم

دراسة، وإنما االعتناء منـصب علـى العرب، وليس هذا النمط من اعتناء هذه ال

فيه األمثلة في كالم العرب، وإنما يلحظ فـي ردشاهد العدول النحوي الذي ال تط

بلغـت التي من شواهد ابن السراج استعماالت مخصوصة، وفي الماثل بين أيدي

موزعة على األبواب النحوية المختلفة والتي سـتظهر مائة وخمسة وستين شاهدا

.الرسالةفي صفحات

النحاة قديما، واختلفوا في تحديد مفهومهـا، و دارت هاتناولأما الضرورة ف

حول الضرورة آراء وتفسيرات ودراسات شتى ولم تتوقف هذه الدراسة منذ بداية

الدرس النحوي حتى يومنا هذا، وقد ازدحمت كتـب النحـو القديمـة والحديثـة

رورة الباب أمام النحاة للمسارعة إلى فتحت الض وبالشواهد الموسومة بالضرورة

بالشاهد إلى تخريجات تعينهم على تصويب موضـع الـضرورة أحيانا االنحراف

فهي استعمال فردي ال جماعي تمثل خصوصية لغوية فنيـة، وال بطرق مختلفة،

.حداث تغير في اللغة المشتركة النمطيةإتقوى على

الفا للقياس مما لم يقع له ما وقع في الشعر مخ : والضرورة في االصطالح

نظير في النثر، سواء أكان عنه مندوحة أم ال، أو ما وقع في النثر للتناسـب، أو

هي مجموعة من المخالفـات لقواعـد معياريـة إذن. )2(السجع على خالف ذلك

.6دمشق، ص ، مطبعة الجامعة السورية،2ط ،195من أصول النحو، ، سعيد:األفغاني. 1

محمد بهجـت األثـري، دار : م، شرح 1998محمد شكري، الضرائر، : األلوسي: انظر .2

ـ 1093:ت( عبد القادر عمر البغدادي ،6:ص األفاق العربية، ، دار خزانـة األدب ، )هـ

.535: 3, 14: 1،صادر، بيروت

2

، وخرجوا بها عـن األصـل -كما يرى النحاة -ارتكبها الشعراء ووضعها النحاة

.عر من وزن، وقافية، وموسيقىامتثاال لمتطلبات الش

من مبحـث أحيانا ويضيق أحيانا مفهومها والضرورة في االصطالح يتسع

ومن عالم إلى آخر، بل من فترة زمنية إلـى أخـرى، علـى أن لغوي إلى آخر،

األفهام تتالقى جميعا حول المفهوم الكلي للضرورة، والمقارب لمعناها اللغوي من

تياجا يحتاجه الشاعر في صنعته الشعرية، ويمكن أن نلحظ تـدرجا كونها تعني اح

. بأدناهمراحلفي مفهوم الضرورة وفقا لل

فالضرورة احتياج إلقامة الوزن والقافية، وهذا المفهوم يعـد أقـدم مفهـوم

، من مرحلة الجاهليـة ية اللغويةهللضرورة، وهو الذي ظل سائدا في مرحلة الشفا

قبل التقعيد، يمثله النظر إلى قضايا اإلقواء واإلسـناد، والزحـاف، إلى مرحلة ما

وغيرها مما كان يقال في حق الشعراء، وهذه النظرة يمكن إفادتها من مالحظات

.علماء النقد أو النحو أو البالغة

ثم اتسع مفهوم الضرورة الشعرية ولم يقتصر على الفكرة األولى من أنه ما

ر من أجل استقامة الوزن أو القافية، بل أصـبح فنيـة أسـلوبية احتاج إليه الشاع

اللغويـة إلـى الشفاهة منذ بداية االنتقال من مرحلة شعرية، وهذا الفهم أخذ يتسع

الكتابة اللغوية أي من عصر التدوين في القرن الثاني الهجـري وبدايـة مرحلـة

نحاة أمثال سـيبويه التقعيد، وظهور المؤلفات النحوية،وهو فهم نص عليه كبار ال

والمبرد، وهو الفهم الذي صار عرفا عند ابن السراج، ومن بعده، وهو فهم أخـذ

،يتسع أكثر فأكثر عند المحدثين بعامة وخاصة علمـاء النقـد والـشعر الحـديث

فالضرورة غدت تأخذ مصطلحات مثل العدول النحـوي، واالنزيـاح، والخـرق

. الشعر تمتاز بها عن لغة النثروغيرها من مصطلحات تفيد خصوصية في لغة

الـذي والضرورة تعني الشذوذ، فمن رحم الضرورة تولد مصطلح الشذوذ

أخذ مفهومه مسارا مغايرا عن مسار التطور في مفهوم الضرورة، إذ أخذ يضيق

ال يتسع، فأول أمره أنه مرادف داللي للضرورة، فـالقول بالـضرورة والـشذوذ

، لـذا النحوية لخروج عن المألوف، أو الخروج عن القاعدة سيان، فكالهما يعني ا

وأغلب الظن أن هذا الفهم هو الذي عليه الفهم النحوي للشاهد يكثر ورودهما معا،

النحوي في مرحلته األولى من مراحل تفسير اللغة الشعرية المخالفة للمعتاد مـن

3

لضرورة التي كسرت ن مفهوم الشذوذ انحصر أكثر ليعني ا إأمر اللغة النثرية، ثم

فالـشذوذ ، ولغة الشعر ثانيا ،القاعدة التي عليها الكالم المستقيم في لغة النثر أوال

يعني مخالفة اللغة المستقيمة نحويا، وعليه فكل شذوذ ضرورة، وليس كل ضرورة

شذوذا، فالشذوذ صار لمعيب الكالم من الشعر والنثر، ويعد خطأ من األخطـاء ال

. هيتساهل في مقام

4

الفصل األول

منهج ابن السراج في األصول

.حياته: ابن السراج 1.1

أحـد )1( المعروف بابن السراج سهل النحوي البغدادي، بن محمد هو أبو بكر

أئمة النحو، والمجمع على فضله، وجاللة قدره، كما شهد على ذلك أهـل اللغـة

، آلت إليه كرسي النحو بعـد بغداد، نشأ في )هـ316المتوفى (،والنحو في زمانه

ـ 337:ت(الزجـاجي ، مـن أشـهر تالميـذه موت المبرد ، وأبـو سـعيد )هـ

، ويعد كتابه األصول في )هـ377:ت(، وأبو علي الفارسي )هـ368:ت(لسيرافيا

النحو من أمات الكتب القليلة التي كانت لها منزلة نفيسة في نفـوس أهـل اللغـة

.والنحو

:اج في تناول الشاهد النحويمنهج ابن السر 2.1

بدأ بالمرفوعـات ثـم ف ، النحو أبواب األصولتناول ابن السراج في كتاب

ومـسائل ،والتـأخير مثل التقـديم أخرى أبواباوذكر ،المنصوبات والمجرورات

تبع هذا الذي ذكـرت مـن عوامـل أ وأنا: " يقول إذ وقد صرح بذلك ،التصريف

بالمرفوعات ثم نردفهـا فنبدأ ، المفعول فيها باألسماء والحروف واألفعال األسماء

وما يعرض فيهـا ، وتوابعها األسماء فرغنا من فإذا ،المنصوبات ثم المخفوضات

) 2(".وإعرابها األفعالذكرنا

يتناول هذا الفصل الوسائل النقلية والعقلية، ووسائل التعليل التي كـان كما

د النحوية، وهي قضايا تعالج عـادة تحـت يتبعها ابن السراج في تخريجه للشواه

. القياس، واإلجماع، والعلة،، السماع)أصول النحو(مفهوم األدلة النحوية،

م؛ 1974محمد أبو الفـضل إبـراهيم، : أبو الطيب اللغوي مراتب النحويين تحقيق : انظر 1

محمـد أبـو : تحقيـق طبقات النحويين واللغويين، : أبو بكر الزبيدي .125: ص القاهرة،

.112:م، المعارف، ص1973الفضل إبراهيم،

، مؤسـسة 3ط م،1996عبد الحـسن الفتلـي، : في النحو، تحقيق األصول :ابن السراج 2

.57: 1 الرسالة

5

كما يتناول هذا الفصل موقف ابن السراج من اآلراء النحويـة البـصرية منهـا

وقد أجاز قضايا نحوية اعتمادا على الـشواهد الـشعرية، كمـا اعتمـد والكوفية

ورفض ما يجيزه القياس ما لم يكن للسمع دليل عليه، ولكنه ال ينكـر أن السماع،

فما صح في القياس فأجزه ومـا : يقول .هناك أشياء ال يعتمد فيها إال على السماع

: لم يصح فال تجزه، ويرفض ما يراه شاذا في القياس، فال يقيس على الشاذ، قـال

.عليه بل نقوله فيما قالوه فقـط وإن جاء شيء شذ عن القياس فال ينبغي أن يقاس

.، والشذوذ النحوي الضرورة الشعريةفيوختم هذا الفصل برأي ابن السراج

:المادة اللغوية في كتاب األصول 3.1

جميع ما أورده من عند ابن السراج تتضمن المادة اللغوية في كتاب األصول

أو ،ا اطراد في لغـة العـرب لهالشواهد التي يستدل بها على صحة قاعدة نحوية

فيها األمثلة في كالم العرب، ويمكن تصنيف ردشواهد العدول النحوي التي ال تط

:المادة اللغوية التي استشهد بها ابن السراج إلى أربعة أصناف

القرآن الكريم: األول

.الحديث النبوي الشريف: الثاني

.الشعر العربي: الثالث

. األمثال العربية: الرابع

:االستشهاد بالقرآن الكريم 1.3.1

، الستنباط القواعد النحوية منـه اهتم ابن السراج باالستشهاد بالقران الكريم

فهو النص الوحيد الموثوق بصحته، فلم يدخله التحريف، أو الوضع أو التزويـر،

يـات اآلباالستشهاد بلهذا نجد أن ابن السراج أكثر .وهذا ما أجمع عليه أهل العلم

،آية 313 األصول التي استشهد بها في كتاب القرآنية اآليات بلغ عدد إذ ،القرآنية

وكان ،نحويةالقواعد ال جري النقاش فيها مركوزا أساسا على إثبات صحة وكان

ب اعـر إ وأ ، وبيان داللة بعض الكلمـات ،القرآنية اآليات تفسير بعض إلىيميل

خاصـة آراء بها التي يستدل اآلياتاة في النح راءآكما كان يذكر بعض ،بعضها

ـ ، ويناقشهم فيها ، والمبرد ، والمازني ،سيبويهو ،الخليل بـل ،لفلم يكن مجرد ناق

6

أصـحابها إلى ةنيه منسوب آ يذكر قراءات قر كثيرا ما ابن السراج ثم أن ،محاورا

ن فكا ،أصحابها إلى لم ينسبها القرآنية وإن يذكر بعض القراءات و )1(.ويحتج بها

)2(.اء بعض القرقرأ أو ،وقرئ :"يقول

:الحديث النبوي الشريفباالستشهاد 2.3.1

وهذا راجع إلى ،بالحديث النبوي الشريف من االستشهاد السراج لم يكثر ابن

استشهد به على بعض المسائل ه، ومع ذلك فقد من جواز االحتجاج ب النحاةموقف

أما موضع )3(.ة مرة واحد إالح بالحديث نه لم يصر أ والذي يلفت االنتباه ،النحوية

النافية مع ) ال( إذ أجاز استعمال ،مع الماضي ) ال(التصريح به فكان مع استعمال

أرأيت من ال أكـل :"الفعل الماضي استنادا إلى قول الرسول صلى اهللا عليه وسلم

التي أما )4(.ينمن لم يأكل ولم يشرب يعني الجن : أي" فاستهل وال شرب وال صاح

)5(. مرات فقطأربعح بها فقد وردت لم يصر

:االستشهاد بالشعر 3.3.1

450 من أكثر األصولبلغ عدد الشواهد الشعرية التي استشهد بها في كتاب

أي مـا ،شاهدا على المخالفة للغة المستقيمة وعشرين منها ما يقارب مئة ،شاهدا

ريقة ابن السراج في االستشهاد بالـشعر علـى وكانت ط . شذوذا أوكان ضرورة

كمـا يـشرح بعـض ، ويبين معانيها ، الغامضة األلفاظيذكر بعض :اآلتيالنحو

على روايات األصولوقد وردت بعض هذه الشواهد في كتاب ، الشواهد الشعرية

ل عـن قون: فكان يقول، مثل ذلكإلى يشير كان ابن السراج ننسى أنوال ،مختلفة

للـشاهد أن أو ،أخرى ذاك برواية أو كانوا ينشدون هذا الشاهد أنهملماء بعض الع

.274: 1ابن السراج األصول .1

.73: 2المصدر نفسه .2

.401: 1المصدر نفسه .3

.401: 1المصدر نفسه .4

.145 .131: 1المصدر نفسه .5

7

بل كان يعطي ، ابن السراج لم يكن ناقال للشواهد فحسب أن ثم )1(.رواية من أكثر

خـالف ي و ،آخر عالم على رأيح يرج أوويبين موقفه من الشاهد ،حكما خاصا به

وكـان ،ة مثل سيبويه والمبرد بعض النحا راءآابن السراج في كثير من الشواهد

وهذا دليل على استقاللية ابن )2(.المألوفة خارجة عن القاعدة ألنها ؛يرفض بعضها

ما جاء من الشعر شاذا مخالفـا أما ، فقط آراءهمالسراج فلم يكن تابعا لغيره مبديا

في بعـض النحاة راءآ وقد نقل كثيرا من )3(.في القياس فال يستشهد به ويرفضه

ـ 285 المبرد( و ،)هـ182سيبويه(هد وخاصة الشوا ـ 247المـازني ( و ،)هـ )هـ

.)هـ215األخفش(و ،)هـ189الكسائي( و،)هـ225الجرمي(و

، من شـاهد بأكثرلة الواحدة أنه يستشهد على المس أومن منهج ابن السراج

ابن السراج بعـض أجاز وقد ، وبيناه في فصول الدراسة الالحقة وهذا ما فصلناه

أو ومن ذلك كالمه عن ضمير الشأن ،ل النحوية اعتمادا على شواهد شعرية المسائ

القـصة ومـا أو الحديث أو األمر) كان( في أضمرتفان "يقول) كان(القصة مع

وكانت هذه )كان( كان ذلك المضمر اسم ، وهو الذي يقال له المجهول ، ذلك أشبه

:نشدواأ هذا كان زيد الحمى تأخذ وعلى:فعلى ذلك يجوز ،الجملة خبرها

قى المساكينلوى ي النلسهم وليس كرعوى عالي مبحوا والنصفأ

)4(. ولكن هذا المضمر ال يظهر،وى النوليس الخبر يلقى المساكين كل : قالكأنه

إذا خبر كان أنواعلم :" يقول ه، وهو ضمير ، اتصال خبر كان بها أجازوقد

كـان إذ يكون منفـصال نأ واألصل متصال أو يكون منفصال أنت عنه جاز نيك

خبرهـا خبـر نأل؛ هذا الوجه ،إياي وكان ،إياهكنت : تقول مبتدأ خبر أنه أصله

) 5(."ابتداء وحقه االنفصال

.278: 1األصول: بن السراجا .1

.354-175: المصدر نفسه .2

.105: 1المصدر نفسه .3

.86: 1نفسهالمصدر 4

.91: 1المصدر نفسه 5

8

: مستندا لقول الشاعر)1( كما يجيز تقديم التمييز على عامله

فسا بالفراق تطيبها وما كان نبيب حراق سلمى للفرهجأت

عن الثقات من النحـاة مثـل سـيبويه أخذها الشعرية وشواهد ابن السراج

وأبـي )هـ225:ت( عمر الجرمي وأبي) هـ215:ت ( زيد يوأب ،)هـ180:ت(

، زيد أبونشد أ أونشد سيبويه أو: فكان يقول وغيرهم ،)هـ247:ت(عثمان المازني

قائليهـا فقـد إلىاج من نسبة الشواهد موقف ابن السر أما . الجرمي أو المبرد أو

وهذه طريقة من سـبقه ، متعددة النسبة أو ، القائل مجهولةاستشهد ببعض الشواهد

.مثل سيبويه والمبرد

: في شواهد ابن السراجاألمثال 4.1

أحيانا في وردت وهي، قليل وجود ولكنه ،األصول في كتاب وجودها لألمثال

جميع أنعن ابن السراج و،اعليه االحتجاج أحيانا في مقام بها، والستشهادا مقام

ح صـر األمثالوبعض هذه ) 2(. كما جرت وقت جرت ألفاظها تحكي إنما األمثال

ح بهـا التي صـر األمثال ومن ،ح بها وبعضها لم يصر ،الأمثا كونهاابن السراج

)4(." له دص من ف مرحلم ي " :ومنها)3(."رى في الق عامة الن إناطرق كرا ":كونها أمثاال

ينص ذكرها ولم مثالأ وثمة) 5( "يتنلو ذات سوار لطم ": ومنها ،أي فصد له بعير

.)7("مكفي بيته يؤتى الح" ،)6(" أبؤسااعسى الغوير" :منهاعلى كونها أمثاال و

.224: 1األصول : ابن السراج 1

.115: 1األصول : ابن السراج 2

.30: 3المصدر نفسه 3

.158: 3المصدر نفسه 4

.269: 1األصول : بن السراجا 5

.207: 2المصدر نفسه .6

.239: 2المصدر نفسه .7

9

:األصول النحوية في كتاب األصول 5.1

فهو علم يبحث فـي أدلـة )1(يل معرفتها دالئله اإلجمالية وق : أصول النحو

السماع والقياس واإلجماع واستصحاب الحال، وكل من : النحو، وأدلة النحو أربعة

. القياس واإلجماع ال بد من أن يستندان على السماع

:السماع عند ابن السراج 1.5.1

نـد معروف أن السماع أحد ركنين أساسين قام عليهما الـدرس النحـوي ع

، ويعد السماع الوسيلة األساسية إلى فهم خـصائص العرب، وهما السماع والقياس

دىء به قبل القياس، واعتمد عليه النحاة فـي جمـع اللغة وكشف أسرارها، وقد ب

.المادة اللغوية، ثم تحليلها

ابن السراج السماع أصال من األصول النحوية التي يعتمد عليهـا فـي يعد

على القياس، والدليل على ذلك أنه يـرفض مـا مقدم عنده ، وهو لنحويالتقعيد ا

يجيزه القياس ما لم يكن للسماع دليل عليه، فمثال سيبويه يقيس دخول الكاف على

: كقول الشاعر) مثل(الضمير تشبيها لها بلفظ

كه وال كهن إال حاظالفال ترى بعال وال حالئال

)2(.فهذا قاله سيبويه قياسا، وهو غير معروف في الكالم : يقول ابن السراج

، فعل يتعدى بحرف جر لك أن تحذف حرف الجر منه واعلم أنه ليس كل : ويقول

ومن ذلك قـول )3(وتعدي الفعل، إنما هذا يجوز فيما استعملوه وأخذ سماعا عنهم،

:الفرزدق

وجودا إذا هب الرياح الزعازع ةاحم سالج الريرتا الذي اخنم

ول علم النحو، تحقيـق عبـد إرتقاء السيادة في أص ) هـ1096(يحيى بن محمد : الشاوي .1

.35: م ص1990الرزاق السعدي دار األنبار،

.123: 2 لمصدر نفسها .2

.180: 1 لمصدر نفسها .3

10

إنمـا البـاب ومنه لبيك وسعديك، وحنانيك، وهذا مثنى، وجميع ذا : ويقول

ومن منهجه في السماع أنه ال يأخذ إال ممن يثق )1(.يعرف بالسماع وال يقاس عليه

الفارسي، به من العلماء أمثال سيبويه، وشيخه المبرد، والمازني وتلميذه أبي علي

. وغيرهم ممن يثق بهمواألخفش األوسط، والكسائي

ضـعه ": هم أنه سمع العرب تقولتثه به من ال ي وذكر سيبويه أنه حد : فمثال يقول

وحدثني من ال أتهم عن الخليل أنه سـمع أعرابيـا : قال سيبويه : وقال )2(."رويدا

وزعم : ويقول ،جمع شابة : لشواب وا )3("إذا بلغ الستين فإياه وإياها الشواب : "يقول

فجعلهـا مـن ،ال أفعل ذاك وال كـودا : األصمعي أنه سمع من العرب من يقول

)4(.الواو

يستشهد بما ال ينقلـه عـن شـخص ومن منهج ابن السراج في السماع أنه

وهـو فـي ،وزعموا أنه سمع من العـرب : زعموا، أو حكي، قال :معلوم فيقول

)5(.ذي قمت، وأنت الذي قمتأشعارهم أنا ال

:القياس عند ابن السراج 2.5.1

إذن )6(. بأنه حمل غير منقول على منقول في معنـاه القياس عرف السيوطي

هو مقارنة كلمات بكلمات، أو صيغ بصيغ رغبة في التوسع، وال بد لكل قيـاس

.األصل والفرع، والعلة والحكم: من أربعة أركان هي

وجميع مـا " : يقول فهو ، القياس على ابن السراج كغيره من النحويين يعتمد

فـي فما صـح ذكرت من المسائل فينبغي أن تعرضه على األصول التي قدمتها

.252: 2 األصول: بن السراجا .1

.143: 1لمصدر نفسها .2

.251: 2 لمصدر نفسها .3

.345: 3المصدر نفسه .4

.312: 2المصدر نفسه. 5

. 94: االقتراح ص: السيوطي .6

11

وكان يرفض ما يراه شاذا في القياس ) 1 (".القياس، فأجزه، وما ال يصح فال تجزه

أن القياس إذا اطـرد : ينبغي أن تعلم فواعلم أنه ربما شذ الشيء عن بابه :"إذ يقول

جميع الباب لم يعن بالحرف الذي يشذ منه، فال يطرد فـي نظـائره، وهـذا في

يستعمل في كثير من العلوم، ولو اعترض بالشاذ على القياس المطرد لبطل أكثـر

الصناعات والعلوم، فمتى وجدت حرفا مخالفا ال شك في خالفه لهـذه األصـول

فال بد من أن يكون قد حاول بـه ،أنه شاذ، فإن سمع ممن ترضى عربيته : فاعلم

)2(."نحوامذهبا ونحا

ومـن ذلـك رفـضه ، وكان يرفض القياس ما لم يكن مسموعا من العرب

ولو : خطأ في القياس، وغير مسموع عن العرب، يقول ألنه ؛العطف على عاملين

، ولو كان الـذي أجـاز الثة وأكثر من ذلك جاز العطف على عاملين لجاز على ث

إن في الدار زيدا والمسجد : "شاهد بلفظ غير مكرر، نحو : العطف على عاملين أي

حكى مثله حـاك، ولـم ، وعمرو غير زيد لكان ذلك له شاهدا على أنه إن "عمرا

يوجد في كالم العرب شائعا فال ينبغي أن تقبله، وتحمل كتـاب اهللا عـز وجـل

وقد نطق بما لم : ويرى ابن السراج أن هناك أشياء ال يقاس عليها، يقول )3(.عليه

أنيخت الناقـة، ومـا : ولم ينطق فيها بتسمية الفاعل، فقالوا ،يسم فاعله في أحرف

ومما ذكره ابن )4(. وليس بباب يقاس عليه كان من نحو هذا مما أخذ عنهم سماعا

قد جاء في العطف أشياء مخالفة للقياس، واعلم أنه : "السراج مخالفا للقياس، قوله

معطوف " ال قاعدين : " فقولك" مررت برجل قائم أبواه ال قاعدين : "فمن ذلك قولك

شيء يرجع إلى رجـل، فجـاز هـذا فـي " قاعدين"، وليس في قولك "قائم"على

)5(. على غير قياسالمعطوف

.378: 1األصول : ابن السراج .1 .56: 1المصدر نفسه .2

.75: 2األصول : ابن السراج 3

.81: 1 األصول: بن السراجا .4

.307: 2المصدر نفسه .5

12

:العلة عند ابن السراج 3.5.1

د إلى جانبها ما لزم أن يوج يستية التي وضعها النحاة فرض القواعد المعيار

أركـان يتجزأ مـن فأصبح التعليل جزءا ال . التعليل والعلل يحميها ويثبتها، وهو

تـسمى مرحلـة : التعليل النحوي بمراحل متعددة، األولى قد مر ، و النحو صناعة

الخليل بن النشأة، ويمكن تحديدها من زمن عبد اهللا بن أبي إسحاق الحضرمي إلى

، وفـي تبدأ بابن السراج :تبدأ من الخليل وتنتهي بالزجاج، والثالثة : أحمد، والثانية

هذه المرحلة حدث تغير كبير في منهج التعليـل، ومـن ثـم عالقتـه بالقواعـد

)1(.النحوية

اعتنى ابن السراج في العلة النحوية حتى إنه يرى الغرض من كتـاب وقد

وغرضي في هذا الكتاب ذكر العلة التي إذا اطردت : إذ يقول األصول ذكر العلة،

يفـرق و )2(.، ألنه كتاب إيجاز وصل بها إلى كالمهم فقط، وذكر األصول والشائع

واعـتالالت النحـويين علـى : ، إذ يقول نوعين من العلل ابن السراج العلة إلى

، كـل فاعـل مرفـوع : ضرب منها هو المؤدي إلى كالم العرب كقولنا : ضربين

والمفعول ،لم صار الفاعل مرفوعا : ، مثل أن يقولوا وضرب آخر يسمى علة العلة

)3(.به منصوبا، ولم إذا تحركت الياء والواو وكان ما قبلهما مفتوحا قلبتا ألفا

وقد علل ابن السراج استخدامه لبعض المصطلحات النحوية، وهذا يظهر في

، فيقول في باب لتصريف، والعطف وغيرها والمنصوبات، وا المعرفة باب النكرة

كل اسم عم اثنين فما زاد فهو نكرة، وإنما سمي نكرة من أجل : النكرة والمعرفة

أن : واعلـم : " ويقول في باب المفعول به )4(.أنك ال تعرف به أحدا بعينه إذا ذكر

الفعـل هذا : ضرب وقتل، قيل له : هذا إنما قيل له مفعول به، ألنه لما قال القائل

فهذا إنما يكون في المتعدي نحو ما ذكرنـا، وال ،عمروببزيد أو : بمن وقع؟ فقال

.182 -162: أصول التفكير النحوي ص: علي،أبي المكارم : انظر.1

.36: 1األصول : ابن السراج .2

.35: 1 األصول: بن السراجا .3

.148: 1المصدر نفسه .4

13

، فمتى وجدت فعال حقه أن يكون غير متعد)قام، وقعد(: نحو ،يكون فيما ال يتعدى

)1(.بالصفة التي ذكرت لك ووجدت العرب عدته، فاعلم، أن ذلك اتساع في اللغة

فـي والتأكيـد عطف البيـان كالنعـت نأاعلم و: " عطف البيان وفي باب

سـمي عطـف وإنما ، وهو مبين لما تجريه عليه كما يبينان ، وتقديرهما إعرابهما

ضرب اسم غير مشتق من فعل، وال هو تحلية، وال هو ألنهنه نعت إبيان ولم يقل

ألنـه ؛من ضروب الصفات فعدل النحويون عن تسميته نعتا وسموه عطف بيـان

، به، وهو مفرق بين االسم الذي يجري عليه وبين ما له مثـل اسـمه للبيان جيء

)2(.رأيت زيدا أبا عمرو ولقيت أخاك بكرا: نحو

جلها أعملت بعض القضايا النحوية، وهذا أوذكر ابن السراج العلة التي من

، كمـا )ليس(عمل ) ما( وإعمال ، وإعمال اسم الفاعل ،واضح في إعمال المصدر

ناء األسماء المبنية، وعلة امتناع االسم الممنوع من الصرف، وعلة بناء ذكر علة ب

. والمقام هنا ال يتسع لتوضيحها،الحروف الناسخة

نظرية العامل عند ابن السراج 4.5.1

أفرد له بابا سماه ذكر العوامل، من الكلم و اهتم ابن السراج بقضية العامل،

أنـه منهج ابن السراج من و )3(.حرف، وما ال يعمل منها الثالثة االسم والفعل وال

وبيان ما جاء في باب العامل أنه . التوضيح والتفصيل في شرح العامل على يعتمد

ذكر أن المبتدأ مرفوع؛ ألنه وقع أوال وفاقد للعوامل، ابتدأته لتبني عليه ما يكـون

ء ومـن األفعـال المبتدأ ما جردته مـن عوامـل األسـما ":وقوله )4(.حديثا عنه

والحروف، وكان القصد فيه أن تجعله أوال لثان مبتدأ به دون الفعل، ويكون ثانيه

فالمبتـدأ رفـع وهمـا مرفوعـان، خبره، وال يستغني واحد منهما عن صاحبه،

.171: 1األصول : ابن السراج .1

.45: 2المصدر نفسه .2

.51: 1المصدر نفسه .3

.52: 1 األصول: بن السراجا .4

14

والمبتدأ ال يكون كالما تاما إال بخبره وهو ": قوله و )1(."باالبتداء، والخبر رفع بهما

)2(."كان وأخواتها وما أشبه ذلك من العوامـل : األسماء نحو معرض لما يعمل في

اعلم أن كـل : "أما الفاعل فهو مرفوع عند ابن السراج بالفعل، يقول ابن السراج

فعل ال يخلو أن يكون عامال، وأول عمله أن يرفع الفاعل أو المفعول الـذي هـو

حروف فقسمه ابن أما العامل من ال )3(.قام زيد، وضرب عمرو : حديث عنه، نحو

قسم يدخل على األسماء، فهو عمل فيهـا، ومـن ذلـك : السراج إلى ثالثة أقسام

ما يدخل على األفعـال مثـل أدوات : حروف الجر التي تخفض األسماء، والثاني

ما دخل على األسماء واألفعال، وهذه غير عاملة، ف: الثالث وأماالنصب والجزم،

ألفعال، وال األفعال دون األسماء، فال تعمل في فهي غير مختصة باألسماء دون ا

ومن منهج ابن السراج أنـه يجيـز حـذف )4(.ألف االستفهام : اسم وال فعل، مثل

اعلم أن االتساع ضرب ":العامل وإبقاء عمله، ويرى ذلك ضربا من التوسع، يقول

من الحذف، تحذف العامل فيه، وتدع ما عمل فيه على حاله في اإلعراب، أو تقيم

)5(."المضاف إليه مقام المضاف، أو تجعل الظرف يقوم مقام االسم

)6(.ويرى ابن السراج أن هذا االتساع أكثر في كالمهم من أن يحاط به

: التركيب والداللة فيمنهج ابن السراج 6.1

اختيار ابن السراج يتضح منهج ابن السراج في التركيب والداللة من خالل

وية أو التركيب سواء كانت مـصطلحات بـصرية أو كوفيـة، للمصطلحات النح

وتمثلت قضايا التراكيب في التقديم والتأخير واإلضـمار واإلظهـار، والزيـادة

.واإللغاء

.58: 1األصول: بن السراجا .1

.58: 1المصدر نفسه .2

.54؛ 1المصدر نفسه .3

.56؛ 55؛ 54: 1المصدر نفسه .4

.255: 2المصدر نفسه : انظر .5

.255: 2 األصول: بن السراجا .6

15

فكان العنوان الذي تنـدرج ، مصطلح النحو ومن المصطلحات التي استعملها

،بنـاء الجملـة األصوات، و : منها ،تحته مجاالت لغوية كثيرة في كتابه األصول

فقد عرف ابن .وبناء الكلمة، أي كل ما يتعلق بعلم األصوات والصرف واإلعراب

كالم العرب، -إذا تعلمه -النحو إنما أريد به أن ينحو المتكلم : السراج النحو بقوله

وهو علم استخرجه المتقدمون فيه من استقراء كالم العرب حتـى وقفـوا علـى

أما مصطلح اإلعراب فقد عده نوعـا )1(.بهذه اللغة الغرض الذي قصده المبتدئون

من التغيير، إذ يقولك والضرب من التغيير هو الذي يسمى اإلعراب، وهـو مـا

هـذا حكـم : نحو قولـك ،يلحق االسم والفعل بعد تسليم بنائهما، ونضد حروفهما

ورأيت حكما وأحمر، ومررت بحكم وأحمر، وهو يضرب، ولن يضرب، وأحمر،

لـم يـزل مـن حروفهمـا ) حكما ويضرب (أال ترى أن : ضرب، ثم يقول ولم ي

شيء، فسموا هذا الصنف من التغيير الذي يقع لفروق ومعان تحـدث حركاتهماو

وسموا ما عدا هذا مما ال يتعاقب آخره بهـذه الحركـات والحـروف ،)إعرابا(

ل حركـات وتنـاو ،ل في اإلعراب كثيرا وقد شرح ابن السراج وفص )2().مبنيا(

إذا كانت الضمة إعرابا تـدخل فـي أواخـر األسـماء :اإلعراب الثالثة، يقول

فإذا كانت الفتحة كذلك سـميت نـصبا، وإذا وتزول عنه سميت رفعا، ،واألفعال

أنه في األصولومن منهج ابن السراج )3(.كانت الكسرة كذلك سميت خفضا وجرا

ن االستثقال فـي قـول امـرئ ومن ذلك مثال إسكا ال يجيز ذهاب علم اإلعراب

:القيس

فاليوم أشرب غير مستحقب إثما من اهللا وال واغل

كما أنه ال يجيز تغيير وجه )4(. وهذا عندي غير جائز لذهاب علم اإلعراب :فيقول

اإلعراب إلقامة الوزن أو لتسوية القافية، وهذا ما صرح به في باب الضرورة إذ

ال يجوز له أن يلحن لتسوية قافية، وال إلقامة وزن بأن يحرك مجزوما أو ف:" يقول

.35: 1األصول : ابن السراج .1

.44 :1 األصول: بن السراجا .2

.45: 1المصدر نفسه .3

.365: 2األصول : ابن السراج .4

16

أما منهج ابن . وهذا ما سنوضحه في فصول الدراسة إن شاء اهللا )1(.يسكن معربا

على التفريق بين حركـات والقائمالسراج في البناء فقد أتبع منهج سيبويه والمبرد

.وحركات البناءاإلعراب

:لنحوية عند ابن السراجالتراكيب ا 7.1

قـضية : قضايا تركيبية متنوعة منهـا ابن السراج في كتابه األصول عالج

األشياء التي ال ": عقد بابا سماه باب التقديم والتأخير يقول فيه فقد التقديم والتأخير،

يجوز تقديمها ثالثة عشر، وأما ما يجوز تقديمه فكل ما عمل فيه فعل متـصرف،

هي الـصلة علـى : أ سوى ما استثنيناه، أما ما ال يجوز تقديمه را لمبتد أو كان خب

الموصول، والمضمر على الظاهر في اللفـظ وفـي المعنـى، والـصفة علـى

المضاف، وما ىالموصوف، وجميع توابع االسم، والمضاف إليه وما اتصل به عل

فعـال عمل فيه حرف أو اتصل به حرف زائد، والفاعل ال يقدم على الفعل، واأل

التي ال تتصرف ال يقدم عليها ما بعدها، وما عمل فيه معنى الفعل فال يقدم عليـه

ابـن منهجوسنوضح )2(."المنصوب، وال يقدم التمييز وما عمل فيه معنى الفعل

التقديم والتأخير عند مناقـشة الـشواهد الـشعرية الموسـومة قضيةالسراج في

.بالضرورة والشذوذ إن شاء اهللا

:الزيادة واإللغاء عند ابن السراج 8.1

في كتابه األصول الزيادة واإللغاء، إذ من القضايا التي عالجها ابن السراج

خصص بابا مستقال له سماه باب الزيادة واإللغاء، يذكر فيه أن اإللغاء إنما تـأتي

الكلمة ال موضع لها من اإلعراب إن كانت مما تعرب، وإنها متى سـقطت مـن

م تأكيدا أو تبيينا، والتي تلغـى الكالم لم يختل الكالم، وإنما يأتي ما يلغى من الك ال

)3(.اسم وفعل وحرف وجملة: تقسم أربعة أقسام

.471: 3 األصول: بن السراجا .1

.223: 2 األصول: بن السراجا .2

.257: 2 لمصدر نفسها .3

17

وذكر كثيرا من شواهد والزيادة عند ابن السراج تكون لمعنى وهو التوكيد،

: قوله تعالى في ومن ذلك ما ،الزيادة في كتابه، ونكتفي بذكر بعضها هنا للتوضيح

ـ : إذ يقول )1("فبما نقضهم ميثاقهم " موضع من اإلعراب ما عملـت ) ما(لو كان ل

الخفيفة تدخل مـع ) إن(الباء في نقضهم، وإنما جيء بها زائدة للتأكيد، ومن ذلك

ويذكر ابن السراج أن الملغـى )2(. طبنا جبن إن وما: للنفي نحو قول الشاعر ) ما(

عامال وال معموال فيه حتى يلغى مـن الجميـع، ويكـون دخولـه عنده ال يكون

)3(.كخروجه ال يحدث معنى غير التوكيد

:ابن السراج والنحاة 9.1

آراء نحوية لكثير مـن على )األصول في النحو (شتمل كتاب ابن السراج ي

من الكوفيين أم من النحاة الذين سبقوه أو عاصروه، سواء كانوا من البصريين أم

، والمتتبـع مرآة نرى من خاللها آراء وأفكار غيره من النحويين إذ يعد البغداديين،

لكتاب األصول يرى أن ابن السراج يورد آراء نحوية دون ذكر أصحابها، وآراء

.تنسب إلى أصحابها نحوية

:آراء البصريين في كتاب األصول 1.9.1

تجـيء بصريين في كتاب األصـول المنسوبة لل النحوية اآلراءيالحظ أن

: بالقول ، وأحيانا تجيء غفال من النسبة ألصحابها مكتفيا معوزة لعالم معهود ذهنيا

، وهذا يرد في )وهذا مذهب أصحابنا (، أو )وأصحابنا يجيزون (، أو )أصحابنا(قال

وأصـحابنا : بعض المسائل التي يعالجها ابن السراج، يقول في تقديم المفعول بـه

ـ :يجيزون ؛ ألن ويقدمونـه )يضرب( غالمه كان زيد يضرب، فينصبون الغالم ب

)4(.كل ما جاز أن يتقدم من األخبار جاز تقديم مفعوله

.155: النساء .1

.258: 2األصول : ابن السراج .2

.259: 2المصدر نفسه .3

.87: 1األصول: ابن السراج .4

18

؛ صيد البعير، ولم يقلبوا الياء ألفا : وقال أصحابنا إن ليس أصلها ليس نحو ": ومنه

بها ابـن الـسراج أما اآلراء النحوية التي نـس )1(".ألنهم لم يريدوا أن يصرفوها

قال ": ألصحابها فهي كثيرة في كتاب األصول، نذكر بعضها للتوضيح، فمثال يقول

قـال سـيبويه سـألت : ، أو زعم الخليل رحمه اهللا، أو يقول أبو عمرو بن العالء

ومـن هـذه اآلراء أو أجاز المبرد، .الخليل، أو زعم أبو الخطاب األخفش األكبر

وقـال أبـو :أبي عمر بن العالء يقول ابن السراج التي ساقها ابن السراج رأي

:، ومن ذلك قول الشاعر)2("يا ويل لك، ويا ويح لك: عمرو قولهم

يا لعنة اهللا واألقوام كلهم والصالحين على سمعان من جار

ه في مسائل كثيرة، ومـن هـذ وتبناها ج بآراء البصريين اوقد أخذ ابن السر

وجميع األفعال مشتقة مـن األسـماء : اشتقاق األفعال من المصادر، يقول : اآلراء

التي تسمى مصادر كالضرب والقتل والحمد، أال ترى أن حمدت مشتقة من الحمد،

وضربت مأخوذة من الضرب، وإنما لقب النحويون هذه األحـداث مـصادر؛ألن

وأما الفعل فأمثلة أخذت :يقولوهذا رأي سيبويه، إذ )3(.األفعال كأنها صدرت عنها

ومن اآلراء البصرية التي أخذ بها ابن السراج تثنيـة )4(.من لفظ أحداث األسماء

واعلم أن الفعل ال يثنى وال يجمع في الحقيقة، وإنما يثنى :" الفعل وجمعه، إذ يقول

فعـال، وإن ) لـيس (ويري ابن السراج أن )5(،ويجمع الفاعل الذي تضمنه الفعل

تتصرف، يقول فأما ليس، فالدليل على أنها فعل وإن كانت ال تتـصرف كانت ال

ضـربت، ولـستما كـضربتما، ولـسنا : لست، كما تقـول : تصرف الفعل قولك

من المسائل التي تفرد بها ابن الـسراج إذ ) ليس(لكن الفتلي يذكر أن )6(.كضربنا

.يراها حرفا ال فعال

.345: 3األصول : ابن السراج .1

.354: 1األصول : ابن السراج .2

.40: 1 األصول: بن السراجا .3

.12: 1 عبد السالم هارون، دار الجيل، بيروت،: تحقيق،الكتاب: سيبويه 4

.49، 48: 1األصول : ابن السراج 5

.82: 1المصدر نفسه .6

19

ا عن البصريين، لكن في المقابـل كـان أخذه وهناك الكثير من اآلراء التي

يرد بعض آراء البصريين، ويخالفهم في مسائل نحوية كثيرة، والدليل على ذلك ما

وهذا الذي قاله أبو العباس رحمه اهللا لست أقوله، ": يقول إذ صرح به ابن السراج

بل من الفعل المستقبل،ألن الجزاء ال يكـون إال بالمـستق ) إن(وال يجوز أن تكون

وقد خالف ابن السراج البصريين )1(." نقض ألصول الكالم وهذا الذي قال عندي

زائدة؛ ألنهـم يقولـون عـل، ) لعل(إن الالم في ": أصحابناقال : يقول) لعل(في

ال يقول عل إال مستعيرا لغة غيره، والذي عندي أنهما لغتان، وأن الذي يقول لعل

)2(."ألني لم أر زائدا لغير معنى

:آراء الكوفيين في كتاب األصول 2.9.1

التي اسـتدل بهـا ابـن علماء الكوفة كتاب األصول كثيرا من آراء حوى

بعـض اآلراء منـسوبة ألصـحابها تعلى بعض المسائل النحوية، وكان السراج

قال الكوفيون، أو هذا مذهب : لعالم بعينه، كأن يقول ةغير منسوب اآلخر وبعضها

وقد حكي عن بعض من تقدم مـن الكـوفيين " ومنه فيين، أو أجاز الكوفيون، الكو

بينما يرى ابن السراج عدم جواز اإلضمار فيها؛ ألنهـا .)ما(إجازته اإلضمار في

وينقل ابن السراج في باب الفعـل الـذي )3(."حرف، واإلضمار يكون في األفعال

وهو الـضمير ) المجهول(يون رأيا للكوفيين فيما يسميه الكوف يتعدى إلى مفعولين

فأما الكوفيون فيجيـزون تأنيـث المجهـول ": الذي لم يتقدمه ما يعود عليه، يقول

ظننته هند قائمة، وظننتها هنـد قائمـة، : وتذكيره إذا وقع بعده المؤنث، يقولون

ظننتـه قائمـا : النصب، فيقولون والكوفيون يجيزون إذا ولي هذه الهاء فعل دائم

)4(."ف لذلك وجها في القياس وال السماع من العربعرزيد وال أ

.191: 2األصول : ابن السراج .1

.220: 2 األصول: بن السراجا .2

.94: 1 لمصدر نفسها .3

.183: 1المصدر نفسه .4

20

أما اآلراء التي أوردها ابن السراج منسوبة ألصحابها من المدرسة الكوفيـة

آراء ألبي الحسن علي بن حمزة الكسائي إمام النحويين الكوفيين، : فهي كثيرة منها

راء يقول ابـن ومن هذه اآل . والفراء، واألحمر صاحب الكسائي، وثعلب الشيباني

نعـم : وكان الكسائي يجيز نعم الرجل ويقوم وقام عندك، فيضمر، يريد : السراج

الرجل رجل عندك، ونعم الرجل رجل قام ويقوم، وال يجيزه مع المنصوب، وهذا

ن قبل أن الفعل ال يقـوم وهذا عندي ال يجوز م : ج، إذ يقول ما يرفضه ابن السرا

ومن منهجه أنـه يـذكر آراء )1(.ت مقام األسماء مقام االسم، وإنما تقيم من الصفا

: ويذكر آراء للكوفيين تخالف ذلك، فيقـول ،للكوفيين يجيزون فيها مسائل نحوية

رب من قائم، على أنه استفهام ويخفض قائما، ويقول ابـن : وكان الكسائي يجيز

)2(.هوالفراء يأباه؛ ألن كل موضع لم تقعه المعرفة لم يستفهم بمن في: السراج

يأخذ بآراء الكـوفيين فـي كتاب األصول يرى أن ابن السراج في والناظر

ألنها ال ئل، وال يأخذ برأي البصريين، يقول وال يتقدم خبر ليس قبلها؛ بعض المسا

وهـذا مـذهب )3(؛ ألنك ال تقول فيها يفعل وال فاعـل، )كان(تتصرف تصرف

خبر ليس عليها كمـا يجـوز وز تقديم الكوفيين، بينما ذهب البصريون إلى أنه يج

ومع أن ابن السراج كان يتبنى أكثـر آراء البـصريين، )4(.تقديم خبر كان عليها

ها البصريين وغيرهم واسـتقل بهـا آراء خالف في له لكنوبعض آراء الكوفيين،

ومع، واسم اإلشـارة، لما، واسم الفاعل، : دون غيره من النحاة مثل الحديث عن

وقد مال ابن السراج في كتاب األصول إلـى )5(.صرف ما ال ينصرف وليس، و

ولما كنت لم أعمل هذا الكتـاب للعـالم :"األسلوب التعليمي والدليل على ذلك قوله

وقد أكثر ابن الـسراج )6(".دون المتعلم احتجت إلى أن اذكر ما يقرب على المتعلم

.119: 1 األصول: بن السراجا .1

.422: 1المصدر نفسه 2

.90: 1األصول : ابن السراج .3

.160: 1اإلنصاف : األنباري .4

.27-26: 1األصول، :ابن السراج: انظر .5

.37: 1األصول : ابن السراج .6

21

كتـاب األصـول أن ابـن ومما يلفت االنتباه في ،)اعلم(من استعمال فعل األمر

فـإن : يستعمل أسلوب الحوار عند عرض المادة النحوية، ومن ذلك قوله السراج

إن في األسماء مثل اليوم والليلة والساعة وهذه أزمنة، فما الفرق بينها وبين : قلت

وقد ورد أسلوب الحوار فـي )1(. ليس هو زمانا فقط الفرق أن الفعل : الفعل؟ قلنا

.تاب األصولأكثر من موضع في ك

:الضرورة عند ابن السراج 10.1

اهتم ابن السراج بالضرورة الشعرية، وعقد لها مبحثا مستقال في نهاية كتابه

ضرورة الـشاعر أن يـضطر : "سماه باب ضرورة الشاعر، قال فيه ) األصول(

أو الوزن إلى حذف أو زيادة، أو تقديم، أو تأخير في غير موضعه، وإبدال حرف

تغيير إعراب عن وجهه علي التأويل، أو تأنيث مذكر على التأويل، وليس للشاعر

أن يحذف ما اتفق له، وال أن يزيد ما شاء، بل لذلك أصول يعمل عليها، فمنها ما

يحسن أن يستعمل، ويقاس عليه، ومنها ما جاء كالشاذ ولكن الشاعر إذا فعل ذلك،

ئا بشيء، ولكن التشبيه يختلف، فمنه قريب ومنه فالبد من أن يكون قد ضارع شي

ومن خالل فهمه للضرورة أرى أنه قيدها بأن يكون الشاعر مـضطرا، ) 2(".بعيد

فذكر أن الشعراء قد يضطرون فيجعلون االسم نكرة والخبر معرفـة لعلمهـم أن

اعلم أن الشعراء يرخمون في غير النداء : " وقال )3(.المعنى يؤول إلى شيء واحد

ولو جعلنا ما جاء في ضرورات الشعر أصوال لزال الكالم :" وقال )4(".اضطرارا

ويرى ابن السراج أن للضرورة أصوال يجب أن يلتزم بها الـشاعر، )5".(عن جهته

فأما ما ال يجوز للشاعر :"فليس له أن يحذف ما اتفق له وال أن يزيد ما شاء، يقول

افية، وال إلقامة وزن بـأن يحـرك في ضرورته، فال يجوز له أن يلحن لتسوية ق

.36: 1 األصول: بن السراجا .1

.435: 3األصول، : ابن السراج .2

.83: 1األصول، : ابن السراج. 3

.366: 1المصدر نفسه، .4

.226: 2، األصول: بن السراجا .5

22

مجزوما، أو يسكن معربا، وليس له أن يخرج شيئا عن لفظه إال أن يكون يخرجه

وإنما أخرجه عن قياس لزمـه أو . ألنه كان حقيقته.إلى أصل قد كان له فيرده إليه

ويذكر نظائر من شاذ كالم العرب ويقـصره ) 1(.اطراد استمر به، أو لعلة واقعة

،شاذ إنما يجـوز )خمسة أثوابا (في قولهم النصب:" ة في الشعر، قال على الضرور

إن ابـن الـسراج فـي دراسـته :" ويقول العدواني )2(".مثله في ضرورة الشاعر

تثبيـت مبـادئ أول تـصنيف منهجـي : للضرورة قد حقق سبقين مهمين األول

ميـة الدقيقـة زيادته للنحاة في الكتابة العل : ألنواعها في الدرس النحوي، والثاني

)3(.عنها

:عند ابن السراجمفهوم الشذوذ 11.1

: لغة واصطالحاالشذوذ

شذ الرجـل : " يعد الخليل بن أحمد أول من استخدم هذا المصطلح، فيقول

و شـذاذ النـاس ، شـيء متفـرد فهـو شـاذ في أصحابه أي انفرد عنهم، وكل

.)4(متفرقوهم

لغة بأن الشذوذ مصدر الفعل الثالثي الصحيح المضعف وقد ذكرت معاجم ال

شذ بمعنى انفرد وتفرق، وذلك بين من قولهم شذ الرجل من أصحابه بمعنى انفرد

جعلوا ما فارق عليه بابه وانفرد عنه ذلك إلـى غيـره (ويقول ابن جني . عنهم

شذاذ النـاس (و. ائلهم وال منازلهم شذاذ الناس ليسوا من قب (وفي التهذيب . )5()اشاذ

إذا . وينقل صاحب اللسان عن ابن سيده قوله شذ الشيء ويشذ شـذوذا ) متفرقوهم

.436: 3، األصول: بن السراجا .1

.324: 2: المصدر نفسه .2

.196:الضرورة الشعرية، ص: عبد الوهاب: وانيالعد .3

ـ 175: ت(الخليـل بـن أحمـد : الفراهيدي .4 مهـدي : م، تحقيـق 1986، العـين، )هـ

.215: 6العين . المخزومي

محمد : م، تحقيق 1997، الخصائص، )هـ392: ت(الفتح عثمان الموصلي أبو :ابن جني 5

.99: 1. 4امة للكتاب، القاهرة، طعلي النجار، النهضة المصرية الع

23

جـاءوا (، وكذلك قال صاحب اللـسان )1(ندرعن جمهوره وقيل ندر عن الجمهور

)2(شذادا أي قالال

نالك عالقة واضحة فال يبعد عن معناه اللغوي، فه االصطالحأما الشذوذ في

بين المعنى الوارد في معاجم اللغة العربية و المعنى االصطالحي الذي نقل إليـه

ذلك اللفظ، فهو مصطلح يستخدم في معظم الدراسات النحويـة، أو الـصرفية، أو

وفي النحو هو خروج ما عليـه بقيـة .الفقهية أو القرآنية أو االجتماعية والنفسية

غير أصحاب المعاجم كان سيبويه أول من استخدم المصطلح الشاذ، ومن .)3(بابه

.)4("هذا باب ما شذ من المضعف: "حيث قال

منه ما شذ عـن بابـه : أما ابن السراج فيرى أن الشاذ على ثالثة أضرب

يعل ، فإن بابه وقياسه أن )استحوذ: (وقياسه، ولم يشذ في استعمال العرب له، نحو

، وجميع ما كان على هذا المثال؛ ولكنه )استعاذ( و ،)استقام: (مثل) استحاذ: (فيقال

جاء على األصل، واستعملته العرب كذلك، ومنه ما شذ في االستعمال ولـم يـشذ

، إذ ال يكون )ودع يدع : (ن قياسه وبابه أن يقال إف) يدع(ماضي : عن القياس، نحو

واستغنوا عنه بتركه، فصار "ودع "كنهم لم يستعملوا فعل مستقبل إال له ماض، ول

شاذا، ومنه ما شذ عن القياس واالسـتعمال، وهـذا ) ودعه: (قول القائل الذي قال

على الفعل المضارع مثل ) األلف والالم (إدخال : الذي طرح وال يعرج عليه، نحو

.)5()اليجدع(

.بيروت، م، دار صادر1956، لسان العرب، )هـ711:ت(محمد بن مكرم : ابن منظور1.

3 :494.

.المصدر نفسه 2.

.293: 3 م، دار مكتبة الحياة،بيروت 1959، متن اللغةأحمد، معجم: رضا.3

السالم هارون، عبد: م، تحقيق 2004، الكتاب، )هـ180: ت(عمرو بن عثمان : سيبويه 4.

.421: 4 .4مكتبة الخانجي، القاهرة، ط

.57: 1 ألصول ا: ابن السراج5.

24

الفصل الثاني

تاإلعراب والبناء والمرفوعاشواهد

مـن شـواهد الـضرورة تسعة وعشرين شـاهدا الفصل على هذا شتملي

وواحـد وعـشرون شواهد شعرية في باب اإلعراب والبناء، ثمانية منها ،والشذوذ

ـ ، دة النـسب دشاهدا في باب المرفوعات، ومن هذه الشواهد مجهولة القائل، متع

على الضرورة الـشعرية شاهدا منسوبة إلى قائليها، وهذه الشواهد غالبيتها يخرج

. النحو، والقليل منها جاء شاذا عن القاعدة النحويةءعند علما

: والبناءشواهد اإلعراب 1.2

)1(جدول

جدول شواهد اإلعراب والبناء حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ةضرور 2 تنوين االسم المبني على الكسر 1 شذوذ 1 تنوين إذ 2 شذوذ 1 الجمع بين اسمين موصولين 3 ضرورة 1 إفراد االسم الموصول 4 ضرورة 1 حذف صلة الموصول 5 ضرورة 1 وصلته الموصولاالسمالفصل بين 6 ضرورة 1 دخول نون التوكيد في الواجب 7

8 المجموع

الكلمة، فيكون آخرهـا مرفوعـا أو أثر يحدثه العامل في آخر : اإلعراب

فهـو : منصوبا أو مجرورا أو مجزوما، حسب ما يقتضيه ذلك العامل، أما البناء

لزوم آخر الكلمة حالة واحدة، وإن اختلفت العوامل التي تسبقها فال تـؤثر فيهـا

)1(.العوامل

.16:جامع الدروس العربية ص: الغالييني .1

25

:تنوين االسم المبني على الكسر 1.1.2

لكن حركت الهاء بالكسر اللتقاء الـساكنين، اسم مبني على السكون و : إيه

ومما جاء منونا، قول ) 1.(وترك التنوين؛ ألن األصوات إذا كانت معرفة ال تنون

:الشاعر

)2(وا من اتكالم واكفك حاموا على مجدتدل لكم أمي وما وىإيها فد

ي مثل هذه األسماء ، فاألصل ف ضرورةإذ نون أيه ) إيها: ( موضع االستشهاد

المبنية المفردة أن تبنى على الكسر، وما جاء خالف ذلك فهو شذوذ وخروج عن

.فالشاهد شاهد مصنوع شاذ غير مستعمل ،القياس

وإذا نونت فإنما تريد الزجر عن شيء منكور، ومن ينون : يقول ابن السراج

تنوين الذي يـدخل فـي هـذه وجميع ال ،إذا فتح فكثير،والقليل من يفتح وال ينون

يقول ذو الرمة؛)3 (.األصوات إنما يفرق بين التعريف والتنكير

:قال األعشى

)4(ومر دهر على وبار فهلكت جهرة وبار

فاألصل أن تجيء مبنية على الكسر، ولكن جاءت ) وبار( موضع االستشهاد

فأما ما كان آخره راء . سر على لغة أهل الحجاز، وبنو تميم تك ضرورةمرفوعة

ويختار بنو تميم فيه لغة أهـل الحجـاز، ،فإن أهل الحجاز وبني تميم فيه متفقون

أن إجناح األلف أخف عليهم،وقد : فزعم الخليل .والحجازية هي اللغة األولى القدمى

يجوز أن ترفع وتنصب ما كان في آخره الراء كقول األعشى ومر دهـر علـى

)5(.وبار

.177: 3المقتضب : المبرد .1

.131: 2األصول،:ابن السراج: انظر2

.131: 2األصول : ابن السراج. 3

: 3المقتـضب : ؛ المبـرد 89: 2األصول : السراج؛ ابن 279: 3الكتاب : سيبويه: انظر. 4

وبار اسم أمة قديمة من العرب العاربة، وقيل اسم موقع، وقيل اسم إقلـيم تـسكنه . 375

.الجن

.278: 3الكتاب : سيبويه . 5

26

فأما ما كان أخره راء فان بني تمـيم وأهـل الحجـاز : " يقول ابن السراج

. اسم كوكـب ) حضار(وهو اسم ماء، و ) سفار(وذلك مثل ،يتفقون على الحجازية

مجـرى غيرهـا مـن ) الـراء (بخالف سيبويه الذي يجيز فيه الرفع، ويجـري

)1(.الحروف

ا الباب فإن بني تميم يتبعون فيـه وما كان أخره راء في هذ : " يقول المبرد

وال يكـون ذلـك إال والـراء ) األلف(لغة أهل الحجاز وذلك أنهم يريدون اجناح

)2(.مكسورة

فعال علم لمؤنث كحذام، وقطام في لغة تمـيم : " قال ابن هشام األنصاري

للعلمية : لمبردللعلمية والعدل عن فاعله، وقال ا : قال سيبويه ،فإنهم يمنعون صرفه

ـ ـ )سفار(والتأنيث المعنوي فان ختم بالراء ك اسما لقبيلة بنـوه )وبار(، أسماء، وك

وأهل الحجاز ،ومر دهر : على الكسر، إال قليال منهم، وقد اجتمعت اللغتان في قوله

)3(.يبنون الباب كله على الكسر تشبيها له بنزال

والبناء من المعدولة لغـة أهـل ":قال صاحب الكتاب : " ويقول ابن يعيش

الحجاز، وبنو تميم يعربونها ويمنعونها من الصرف إال مـا كـان آخرهـا راء

)4(".كقولهم حضار

البناء على الكسر، وهي لغة : ن اللغتين أحدهما يفيه جمع ب : " ويقول العيني

فالشاعر )5"(.اإلعراب كإعراب ما ال ينصرف : أهل الحجاز وبني تميم، واألخرى

اضطر فرفع؛ ألن القافية مرفوعة، فكلمة وبار األولى جاءت علـى لغـة أهـل

والثانية جاءت مرفوعة على رأى القلة فأعربت إعـراب ،الحجاز وأكثر بني تميم

.ما ال ينصرف للضرورة والقافية

.89: 2األصول : ابن السراج. 1

.375: 3المقتضب : المبرد. 2

.130: 4أوضح المسالك : ابن هشام األنصاري. 3

.65: 5شرح المفصل : ابن يعيش. 4

.359: 4العيني . 5

27

ـ ن والذي يتفق عليه النحاة أن بني تميم يعربون ما كان على وزن فعـال م

األعداد المؤنثة إعراب ما ال ينصرف رفعا بالضم ونصبا وجرا بالفتح، أما مـا

كان أخره راء، وكان على وزن فعال فإن أكثر بني تميم يبنون على الكسر كمـا

.يفعل الحجازيون

:تنوين إذ شذوذا 2.1.2

وسبب بنائها على السكون أنهـا لـم ) الوقف(اسم مبني على السكون : إذ

ض لها عارض يوجب بنائها على الحركـة فلزمـت أصـل البنـاء وهـو يعر

وقد جاء منونا بالكسر) 1.(السكون

:أبو ذؤيب الهذلي يقول

)2(نهيتك عن طالبك أم عمرو بعاقبة وأنت إذ صحيح

شذوذا، فهـو شـاهد غيـر ) إذ( إذ نون )وأنت إذ صحيح (موضع الشاهد

.إذ تأتي مبنية على السكونف،مستعمل في العرف اللغوي

فمبنية على السكون، وتضاف إلى الجمـل، ) إذ( وأما: يقول ابن السرج

نحو قولك إذ قام زيد، وهي تدل على ما مضى في الزمان، ويـستقبحون القـول

جئتك إذ زيد قام، إذا كان الفعل ماضيا، ويقول ومن حقها أن تجيء مضافة إلـى

)3 (.ته كقول الشاعر السابقف نونضجملة،وإذا لم ت

إذ : "تضاف للجملة االسمية والفعليـة لقولـه تعـالى ) إذ( ويقول المالقي،

تحذف فـي ) إذ( فإذا جاءت ،)5("وإذ قالت المالئكة : " وقوله )4("األغالل في أعناقهم

.99التهذيب الوسيط في النحو، ص: النصعاني .1

ياسـين عنى بتقديمـه، شرح وتقديم سوهام المصري، أبا ذؤيب ديوانه، ،الهذلي ، انظر .2

؛ المـالقي، 144: 2األصـول : ابن السراج .71ص األيوبي، المكتب اإلسالمي بيروت،

.91: 2المغني : ؛ ابن هشام410ني صرصف المبا

.144: 2األصول : ابن السراج .3

.71: آية: سورة غافر .4

. 42: سورة آل عمران، آية .5

28

تلك الجملة المضاف إليها اختصارا، وعوضا من الجملة المذكورة والتنوين ينوب

ـ م الساكنين والتنـوين اللتقاءمبنية على السكون، وبناؤها على الكسر ) إذ(نابها ف

: وهناك رأي يختلف عم سبقه وهو رأي ابن هشام يقـول )1 (.عوض عن الجملة

لذا نرى أن تخريج ابن هشام لهذا )2().إذ(إن األصل حينئذ فحذف المضاف وتعين

.الشاهد هو األقرب للصواب

:ن اسمين موصولين مع حذف صلة أحدهماالجمع بي 2.2

بالذي فال بد للثاني من صلة وخبر حتـى ) الذي(إذا وصلت : يقول المبرد

يكون في صلة األول ابتداء وخبر؛ ألن القياس إذا أكد الموصول أن تكرره مـع

)3(.صلته؛ ألنها من كماله

:يقول الربيس بن عباس

)4(ذين هم يهاب اللئام حلقة الباب قعقعوا ومن النفر الالئي ال

إذ جمـع الـشاعر بـين اسـمين ) الالئي الذين ( موضع االستشهاد قوله

موصولين للجمع، أحدهما للمذكر واآلخر للمؤنث، مع حذف الصلة للثاني، وهـذا

وهو شاذ في االستعمال والقياس، وقد وردت أكثر من روايـة ،من أقبح الضرائر

فقد رويت من دون الالئي فصاحب الموشح رواه مـن النفـر ،بغير الجمع بينهم

وهذه .البيض الذين، ورواه القالي من النفر البيض الذين إذا انتموا، وكذلك الجاحظ

الروايات أقرب إلى الصواب لكن بعض النجاة يرى أن استعمال اسمين موصولين

)5(.يكون من باب التكرار اللفظي

إن العرب ال تجمع بين الذي والذي، وال ما كـان فـي : "ل ابن السراج يقو

معنى ذلك شيء قاسه النحويون ليتدرب به المتعلمون، وكذا يقول البغداديون الذين

.410رصف المباني ص: المالقي، .1

.91: 2المغني : ابن هشام .2

131-130: 3المقتضب : المبرد .3

.ب الحلق على الباببمعنى ضر: قعقع. 354: 2األصول : ابن السراج: انظر.4

المصدر نفسه .5

29

إنه ليس من كـالم العـرب ولكـن يجيـزون إن : على مذهب الكوفيين يقولون

)1(.اختلف

أحدهما والبيت قد رواه الرواة وهذا البيت جاء على إلغاء : ويقول البغدادي

ذاك : فلم يجمعوا بين الالئي والذين، ويقولون على هذا مررت بالـذي ذو، وقـال

فكيـف ) طـيء (على اإللغاء وهذا عندي أقبح؛ألن الذي يجعل ذو في معنى الذي

)2(.يجمع بين اللغتين وال يجيزون الذي من قام زيد على اللغو

:ذوذاإفراد االسم الموصول ش 1.2.2

:يقول الشاعر

)3( إن القوم الذي أنا منهم لأهل مقامات وشاء وجامل

.حيث أفرده شذوذا، واألصل الذين) الذي: ( موضع االستشهاد

هذا شاهد نحوي في المخالفة النحوية من جهة العدد بين اسم الجمـع مـن جهـة

الصواب الذين وهو شاهد فابقة، وحمال على اللفظ، وضمير الصلة حمال على المط

وهو شاهد يجمع بين الـشذوذ ،صوري شاذ ال نظير له في اللغة وال يقاس عليه

والضرورة من أجل استقامة الوزن، وهو شاهد ،والضرورة، الشذوذ خالفا للقياس

.ال توجد له ترجمه في كتب النحو

:حذف صلة الموصول 2.2.2

:يقول الشاعر

)4( فإن أدع اللواتي من أناس أضاعوهن ال أدع اللذينا

إذ حذف صلة الموصول، وهذا قليل ونـادر، ) اللذينا( موضع الشاهد

عندنا - أي حذف الصلة -وهذا ال يجوز : "يقول ابن السراج . وجاء مخالفا للقياس

.354: 2.بمعنى ضرب الحلق على الباب: قعقع. 354: 2األصول : ابن السراج: انظر. 1

.530: 2خزانة األدب، : البغدادي .2

.البيت مجهول القائل. 3

.355: 2األصول : ابن السراج. انظر. 4

30

لها " الذي"ألن ومتى حذفت الصلة من كالمهم فإنمـا ذاك ، صلة توضحها نمالبد

ألنه قد علم، وإذا حذفت الصلة وهي التي توضحه وال معنى له إال بها كان حذف

ويقولـون والكـالم البـن . الصلة أولى، فكيف تحذف الصلة وتترك الـصفة؟

كـوه بـال إن العرب إذا جعلت الذي والتي لمجهول مذكر أو مؤنث تر : "السراج

فاألصل أن االسم الموصول يحتاج إلى صـلة )1 (.نحو قول الشاعر السابق صلة،

ومن خاللها يتم المعنى، فالكالم من دون صلة الموصول يكون ناقصا ال ،توضحه

.يعطي معنى تام

:الفصل بين االسم الموصول وصلته 3.2

مان ال ينفك أحدهما األصل عدم الفصل بين الصلة والموصول ألنهما متالز

. عن اآلخر وقد يفصل بينهما بالنداء والفصل بينهما قبيح وخاصة بالنداء

:يقول الفرزدق

)2( تعال فإن عاهدتني ال تخونني نكن مثل من يا ذيب يصطحبان

للمثنى حمال على ) من(فقد جاءت ) من يا ذيب يصطحبان ( موضع الشاهد

وقد فـصل ). من(فالشاعر ثنى يصطحبان لمعنى . المعنى للفظ ومراعاة ،معناها

وهو شاهد على الفـصل بـين ،بينها وبين صلتها بجملة النداء للضرورة الشعرية

.الصلة وموصولها

ومن تصلح للواحـد والثنـين وللجماعـة والمـذكر : " يقول ابن السراج

ومن يقنت : " وقوله تعالى )4("ومنهم من يستمعون إليك : "كقوله تعالى . )3(والمؤنث

)6(".ومنهم من يؤمن به: " وقوله تعالى)5("منكن

.355: 2األصول : ابن السراج. 1

.329، ص1960، دار صادر للطباعة والنشر،دار بيروت للنشر، 2وانه انظر الفرزدق، دي. 2

.397: 2األصول : ابن السراج. 3

.42: سورة يس، أية. 4

.31: سورة األحزاب، آية. 5

.40: سورة يس، أية. 6

31

:دخول نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة في الواجب 1.3.2

نون التوكيد بنوعيها ال يؤكد بها إال فعل األمر، والمضارع المستقبل الواقع

المؤكدة بما الزائدة، )إن(بعد إحدى أدوات الطلب، أو المضارع الواقع شرطا بعد

وقد دخلت في الواجب فـي )1(.والمضارع المنفي، والمضارع الواقع جوابا للقسم

قول جذيم بن األبرش

)2(ربما أوفيت في علم ترفعن ثوبي شمالت

حيث أكد المضارع بالنون مع أنه ليس من مواضع ) ترفعن( موضع الشاهد

يقول ابن السراج ومما جاء شاذا .كيد هنا ضرورة شعرية التوكيد بالنون، والتو

ال يقاس عليه، الزيادة، ومن ذلك إدخال النون الثقيلة والخفيفة في الواجب، وهـذا

)3(.قديم يقوله جذيم األبرش

ربما تقولن ذاك، وكثرمـا تقـولن : وزعم يونس أنهم يقولون : " قال سيبويه

لـه الزمـة، ) ما(ب وال يقع بعد هذه الحروف إال و ذاك؛ ألنه فعل في غير واج

فأشبهت عندهم الم القسم، وإن شئت لم تقحم النون في هذا النحو فهو أكثر وأجود؛

وقد تلحقان أيضا : أما ابن عصفور يقول )4(.بمنزلة حرف واحد ) رب(، و )ما(ألن

ـ )ما(في الشعر الفعل في الجزاء بغير قول : اجب نحو ، والو )لم(، والفعل المنفي ب

)5(.ترفعن ثوبي شماالت: الشاعر

.192: 3جامع الدروس العربية، : الغالييني .1

.153: 2 الكتاب: ؛ سيبويه453: 3األصول : ابن السراج: انظر .2

.453: 3األصول : ابن السراج .3

.153: 2الكتاب : سيبويه .4

.429: المقرب ص: ابن عصفور .5

32

المرفوعاتشواهد 4.2

)2 (جدول

شواهد المبتدأ والخبر وما كان أصله مبتدأ وخبر حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 1 جعل المبتدأ نكرة والخبر معرفة 1 ضرورة 1 وكيد في خبر المبتدأزيادة الم الت 2 ضرورة 1 مجيء خبر كان ضميرا متصال 3 ضرورة 1 رفع اسم ال مع عدم تكرارها 4 ضرورة 1 حذف اسم الحرف الناسخ 5 ضرورة 1 حذف الالم من الخبر 6 ضرورة 1 دخول ال على االسم المعرفة 7 ضرورة 1 نصب الحرف الناسخ 8 ضرورة 1 لحرف الناسختقديم معمول خبر ا 9 ضرورة 2 خبر أفعال المقاربة عسى،أوشك 10

11 مج

:المبتدأ والخبر، وما كان أصله مبتدأ أو خبرا 1.4.2

:جعل المبتدأ نكرة والخبر معرفة

اسم ابتدأت به متعريا من العوامل اللفظية، وأخبرت عنه بخبـر كل :المبتدأ

أن يكون مرفوعا لفظا في المعربات وتقديرا فـي : طهالفائدة،ومن شرو تصح به

وقد جـاء نكـرة )1(المبنيات، وأن يكون معرفة أو مقربا من المعرفة من النكرات

):قول حسان بن ثابت(والخبر معرفة كـ ،مؤخرا

ها عسل وماءمزاج سالفة من بيت رأس يكون 2( كأن(

: ، التهذيب الوسيط في النحـو، تحقيـق )هـ680:ت(محمد بن علي بن يعيش، :الصنعاني 1

.112:فخر صالح سليمان قداره،دار الجيل بيروت، ص

. 17: ص بيـروت، ،دار صـادر د عرفات، ولي : تحقيق ، ديوانه : حسان بن ثابت : انظر .2

.67: 1األصول : ؛ ابن السراج48: 1الكتاب :سيبويه

33

وا أوكرهوا أن يبـد : "يقول سيبويه ). ها عسل وماء مزاج: ( موضع االستشهاد

)1(".بما فيه اللبس، ويجعل المعرفة خبرا، وقد يجوز في الـشعر علـى ضـعف

ويذهب سيبويه أيضا إلى أنه يجوز في ضعف من الكالم، حملهم على ذلـك أنـه

فة أنه صاحب الـص ،، وأنه قد يعلم إذا ذكرت وجعلت خبرا )ضرب(فعل بمنزلة

.يريد جواز االسم نكرة والخبر معرفة في الشعر: أي)2(".على ضعف في الكالم

اعلم أن المبتدأ يكون معرفة : " وقد خالف ابن السراج سيبويه في هذا إذ يقول

والخبر نكرة، وهذا الذي ينبغي أن يكون عليه الكالم، وأما أن يكون المبتدأ نكـرة

عليه الكالم، وإنما جاء مع األشياء التي تـدخل هذا قلب ما وضع ،والخبر معرفة

ويقصد باألشياء التي تدخل على )3(".على المبتدأ والخبر فتعمل لضرورة الشاعر

اعلـم أن ":وهذا ما ذكره المبرد إذ يقول .المبتدأ والخبر نواسخ األفعال والحروف

على ذلـك الشعراء يضطرون فيجعلون االسم نكرة، والخبر معرفة، وإنما حملهم

)4(". كقول حسانمعرفتهم أن االسم والخبر يرجعان إلى شيء واحد

إذا اجتمع نكرة ومعرفـة، فالمعرفـة ": وهذا ما ذهب إليه السيوطي يقول

أن أبـا : " ذكر البغـدادي بينما )5(".االسم، والنكرة خبر، وال يعكس إال في الشعر

ع وادعى أنها هنا زائدة على رواية رفـع بلفظ المضار )يكون(البقاء جوز زيادة

على االبتداء، وما بعدها خبر مرفوع، لكن ابن هشام أنكر زيادتها فـي ) مزاجها(

مزاجها عسل ومـاء، علـى إضـمار : ويروى برفعهن أي برفع : المغني، وقال

)6(".الشأن

.48: 1الكتاب : سيبويه.1 .67: 1األصول : ابن السراج.2

.67: 1األصول : ابن السراج .3

عـالم ، تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة، لمقتضبا ،)هـ285ت(محمد بن يزيد : المبرد .4

.91: 4بيروت، الكتاب،

تحقيـق عبـد الـسالم ،همع الهوامع ، )هـ911ت( عبد الرحمن جالل الدين :السيوطي. 5

.26 :2 هارون، عبد العال سالم مكرم، دار البحوث العلمية الكويت،

.41: 4، دار صادر، بيروت، خزانة األدب، )هـ1093:ت(عبد القادر عمر: البغدادي.6

34

لجمهـور، والشاهد السابق جاء مخالفا للقاعدة القياسية المجمع عليها عنـد ا

والتي ترى أنه إذا اجتمعت نكرة ومعرفة، فالمعرفة هي اسـم للفعـل الناسـخ،

والنكرة خبر، وال يعكس إال في ضرورة الشعر الستقامة الوزن والقافيـة، ومـا

أجازه بعض النحاة من قلب القاعدة كان شرطه الفائدة، وأن تكون النكـرة غيـر

مـن يعـد فد المعنى وصرفه عن وجهه صفة محضة، لكن إذا أدى القلب إلى فسا

عيوب الشعر، وقد ذكرت بعض كتب النحو روايتين ال تتضمنان هذه الـضرورة

زائدة ) يكون(، فذهب ابن السيد وأبو البقاء أن )مزاجها عسل وماء : (أحدهما يكون

يكـون : (ال تزاد مع الفعل المضارع، والروايـة الثانيـة ) كان(وهذا خطأ؛ ألن

) مـاء (خبرا لهـا، و ) عسل(اسما ليكون و ) مزاجها(، فيكون )ها عسال وماء مزاج

)1(.رفع بإضمار فعل

:زيادة الم التوكيد في خبر المبتدأ 2.4.2

في المبتدأ شرط أن يكون متقـدما : االبتداء في ثالثة مواضع منها المتدخل

رط أن يتقدم علـى أن تدخل على الخبر ش : على الخبر وهو األصل فيها،والثاني

وقد وردت مقترنة بخبـر )2(المبتدأ وبعض العلماء يمنع دخولها على الخبر مطلقا،

.المبتدأ شذوذا

:قال رؤبة بن العجاج

)3( أم الحليس لعجوز شهربه ترضى من اللحم بعظم الرقبه

.41: 4خزانة األدب : البغدادي. 1

م، راجعه ونقحه عبد المـنعم خفاجـة 1984مصطفى، جامع الدروس العربية، : اليينيالغ 2

.310: 2:، ص12وعبد العزيز سيد األهل، المكتبة العصرية، بيروت،ط

وليم بن الورد، : اعتنى بتصحيحه وترتيبه ، مجموع أشعار العرب ،رؤبة بن العجاج : انظر .3

؛ 274: 1األصـول : ابن الـسراج .170:ص بيروت، ،منشورات دار األفاق الجديدة

من شرح حروف المعـاني، رصف المباني ، )هـ702: ت( أحمد بن عبد النور :المالقي

.310 : صأحمد محمد الخراط، دار القلم، دمشق: تحقيق

35

لم يعلق ابن الـسراج .فا للقياس خال) زيادة الالم في الخبر : ( موضع الشاهد

لكن هذا قد )1.(على زيادة الالم ودخولها على خبر المبتدأ واكتفى بالقول إنها زائدة

إن الكوفيين يجيزون دخول الالم علـى : " يقول المالقي ذكر قي معظم كتب النحو،

.)2("قياسا، أما البصريون، فإنهم يقفون عند هذا مع السماع لقلته) إن(خبر

فعجوز خبـر لمبتـدأ : ويخرج هذا البيت عند بعض النحاة على النحو التالي

أم الحليس لهي عجوز، وهذا ما يرفـضه : محذوف كانت الالم مقترنة به واصله

إن الالم للتوكيد وحذف المؤكد ينافي التوكيد، ودخـول الـالم : ابن جني، فقد قال

.لالم في خبر المبتدأ من الشذوذويرى ابن عقيل أن زيادة ا.ضرورة

،وزيـدت فـي )إن(وال تدخل هذه الالم على خبر باقي أخوات " يقول في هذا

في الشاهد، فابن جنـي - كما هو واضح -،فقد اختلف النحاة )3("خبر المبتدأ شذوذا

وهـو الـذي .يرى دخول الالم على الخبر ضرورة، بينما يراه ابن عقيل شـذوذا

. أرجحه

ال تأتي متـصلة بـالخبر، ) فالالم(وضع االستشهاد نادر في اللغة وشاذ، فم

ألم الحليس عجـوز شـهربه، : فمحلها، أن تكون في المبتدأ، فالصواب أن يقول

الخبـر فـي فالالم زائدة للتوكيد، تدخل على المبتدأ، وقد يضطر الشاعر إلدخالها

.لضرورة قبيحة يقتضيها الشعر

:ضميرا متصال) نكا(مجيء خبر 3.4.2

وأصل القياس في خبر كان إذا كان ضميرا أن يكون منفصال ال متـصال،

)4(.متصال وقد ورد

.274: 1األصول : ابن السراج: انظر .1

. 310 :ص في شرح حروف المعاني رصف المباني : المالقي.2

.336: 1ح ابن عقيل،شر: ابن عقيل .3

ـ 577: ت(عبد الرحمن بـن محمـد، : األنباري: انظر .4 ، اإلنـصاف فـي مـسائل )هـ

.823: 2صيدا بيروت،،م، المكتبة العصرية1987الخالف،

36

:قال أبو األسود الدؤلي

)1( فإن ال يكنها أو تكنه فإنه أخوها غذته أمه بلبانها

.ضـميرا متـصال ) كان(بخبر فقد جاء ) ، تكنه نهايك: ( موضع االستشهاد

واعلم أن خبر كان إذا كنيت عنه جـاز أن يكـون منفـصال : "يقول ابن السراج

)2(".ومتصال، واألصل أن يكون منفصال

تجري مجرى األفعال الحقيقية في عملها فيتـصل بهـا ) كان(إن : " يقول سيبويه

فأما ضـمير : "عيش ويقول ابن ي )3(".خبرها اتصال ضمير المفعول بالفعل الحقيقي

يأتي منفصال، وهـذا هـو : االتصال، والثاني : ، ففيه وجهان أحدهما )كان(خبر

الوجه الجيد؛ ألن كان وأخواتها يدخالن على المبتدأ والخبر وكالهما منفصل عن

)4(".بعضهما، فاألحسن فصلهما مما دخلت عليه

لى القليـل النـادر؛ ألن والمالحظ من آراء النحاة أنهم حملوا هذا الشاهد ع

.األفعال الحقيقية تقبل اتصال ضمائر النصب المتصلة أكثر من األفعال الناسخة

فالقاعدة العامة في الضمير أنه إذا كان باإلمكان اإلتيان بالضمير المتـصل،

هذا في األفعال الحقيقية، ولكن استعمال ضمير ،فهو مقدم على الضمير المنفصل

. ب متصال مع األفعال النواسخ هو قليل، وهو من باب الحمل على النظيـر النص

فالواقع اللغوي الصحيح والمستعمل هو الذي يحكم مسألة الوصل والفـصل فـي

الضمائر، لذا فالشاهد جاء مخالفا للقاعدة القياسية التي تفضي بفصل خبـر كـان

.عنها؛ ألن أصله مبتدأ وخبر

: ؛ ابـن الـسراج 21: 1الكتاب : سيبويه ؛ 162: ديوانه ص : أبو األسود الدؤلي : انظر .1

. يقصد به نبيذ الزبيب:للبانا. 91: 1األصول

.91: 1األصول : ابن السراج .2

.21: 1الكتاب : سيبويه .3

.107 ،106: 4شرح المفصل : ابن يعيش .4

37

:افية للجنس مع عدم تكرارهارفع اسم ال الن 4.4.2

إما تدخل على نكرة أو معرفة، فأن دخلت )ال(اعلم أن : يقول ابن عصفور

) 1.("على معرفة لم تعمل شيئا، ولزم تكرارها

:يقول الشاعر

)2( بكت حزنا واسترجعت ثم آذنت ركائبها أن ال إلينا رجوعها

مـع عـدم ) ال(إذ رفع الـشاعر اسـم ،) إلينا رجوعها ال: ( موضع الشاهد

.، وهذا خالف للقياس، فاألصل أن يبتدأ بعدها المعارف مكررة)ال(تكرار

غير ةعلى معرفة مبتدأ ) ال(وال يحسن أن تدخل ): "هـ316( قال ابن السراج

فـي جاز؛ فأما الذي ال يجوز فقولك ال زيد ) ال(معطوفة على كالم، وإن كررت

) ال(إال أن يضطر الشاعر فيرفع المعرفـة وال يثنـي ) ما(الدار؛ ألن هذا موضع

ال زيد في الدار وال عمرو، : كقول الشاعر السابق فأما الذي يحسن ويجوز فقولك

ورفع ما بعدها مـع عـدم )ال(لكن سيبويه يرى جواز دخول ) 3 (.ولما ثنيت حسن

تكرار ال

واعلم أنك ":،ويقول")ال (شعر رفع المعرفة،وال تثني وقد يجوز في ال " يقول

الثانيـة، وأن ) ال(وبين االسم بحشو لم يحـسن إال أن تعيـد ) ال(إذا فصلت بين

ال تعمل في المعرفـة ) ال(المعارف ال تجرى مجرى النكرات في هذا الباب، ألن

)4 (".أبدا

للفصل بينها وبين اسـمها ) ال( والبيت استشهد به سيبويه على عدم تكرار

واعلـم أن " :وهذا ما أشار إليه المبرد إذ يقول )5 (.ووقوع المعرفة بعدها ضرورة

إن فصلت بينها وبين النكرة لم يجز أن تجعل معها اسما واحدا؛ ألن االسم ال ) ال(

. 208: ابن عصفور المقرب ص .1

: 4المقتـضب : المبـرد ؛392: 1األصول : ابن السراج ؛298: 2الكتاب : سيبويه انظر.2

.البيت مجهول النسب؛ 361

.392: 1األصول :ابن السراج. 3

.298: 2الكتاب : ويهسيب. 4

.298: 2الكتاب : سيبويه.5

38

يـراه والـذي )1 (.ال تعمل إال في النكرة البتـة ) ال(يفصل بين بعضه وبعض، و

وما بعـدها مبتـدأ )2(هنا مهملة غير عاملة، ) ال(أن : أحد أمرين ) ال(في الباحث

ال تعمل إذا فصل بينها وبين ) ال(وخبرها تقدم على المبتدأ ضرورة شعرية؛ ألن

.واهللا اعلم)ليس ( هنا عملت الرفع في رجوعها تشبيها لها بـ) ال(أو أن.االسم

:حذف اسم الحرف الناسخ 5.4.2

)3(. االسم ضمير الشأن هذا وأخواتها ال يجوز إال أن يكون اسم لكن حذف

: قول الفرزدق ضرورةومن حذف االسم

)4( فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي ولكن زنجي عظيم المشافر

فقد حذف .برفع زنجي وهي رواية الديوان ) ولكن زنجي : ( موضع االستشهاد

. الناسخ، ورفع ما بعد لكن، والقياس أن يأتي منصوبااسم الحرف

: كأنه قالوالنصب أكثر في كالم العرب،" يقول ابن السراج نقال عن سيبويه

؛أجـود ولكن زنجيا عظيم المشافر ال يعرف قرابتي، ولكنه أضمر هذا، والنصب

نت صالحا ولكـن ما أ : كقولك ألنه لو أراد اإلضمار لخفف وجعل المضمر مبتدأ

على إضمار الخبر وهو أقيس، وهذا له ) لكن(، ويجوز نصب زنجي ب )5("طالح

:نظائر في اللغة كما قال الشاعر

)6( فما كنت ضفاطا ولكن طالبا أناخ قليال فوق ظهر سبيل

يرى ابن يعيش أن المحذوف ليس ضمير شأن بل ضمير النـصب في حين

ـ ل، ـى األص ـع زنجي عل ـورف اء،ـاله ولكنـه زنجـي ال يعـرف : ولـيق

.361: 4المقتضب : المبرد.1

.المصدر نفسه 2

.182: 1اإلنصاف : األنباري: انظر .3

ابن ؛136: 2 الكتاب :سيبويه دار صادر بيروت؛ 1ج، ديوانه ،هـ114ت انظر الفرزدق، . 4

ـ 85: 7شرح المفصل : ؛ ابن يعيش 247: 1األصول : السراج : 4الخزانـة : دادي؛ البغ

378.

.247: 1األصول : ابن السراج. 5

األخضر بن هبيرة. 6

39

اسم الحرف الناسـخ إال فـي ز حذف يجو ال ، فهو يالبغداد وهذا رأى )1(.قرابتي

ال يجوز حذف اسم هذه : "يقول )ولكنك(الشعر، ويرى أن التقدير في البيت السابق

عيف، كما فـي الـشاهد الحروف غير ضمير الشأن إال في الشعر على قلة، وض

)2 (".السابق، والتقدير ولكنك

الشاهد فيه رفع زنجي على الخبر، وحذف االسم ضرورة، : " أما األعلم فقال

أن ذلك الحـذف : وذكر ابن حيان أن أبا الحسن السخاوي قال ) 3 (".والنصب أقيس

سماء هـذه ويجوز حذف أ :ويقول ابن المقرب )4(.ال يجوز إال في ضرورة الشعر

وهـذا هـو )5(.الحروف في فصيح الكالم أذا دل على ذلك دليل كقول الفـرزدق

الرأي الراجح، لذا يجوز حذف المبتدأ أو الخبر،أو ما يقوم مقامها مثـل أسـماء

النواسخ وخبرها، والحذف في البيت جاء رخصة جائزة تبيحه الضرورة من أجل

.سالمة التركيب العروضي

آخر، وهو قوله عظيم المشافر والمراد من النص أن يقول ا شاهد أن هناك و

غليظ الشفة فمنعته القافية من الصواب اللغوي إلى االنحـراف فـي المعنـى،ألن

المشافر جمع مشفر، والمشفر ال يوصف به اإلنسان وإنما هو وصـف للبعيـر،

د من مراعاة هذه المطابقة وبالتالي فال ب ، فاللغة يجب أن تجئ طبقا ألحوال المعني

.في كل استخدام لغوي

عبـد اهللا بـن جمـال الـدين :؛ابـن هـشام 85: 7شرح المفـصل : ابن يعيش : انظر. 1

م،تحقيق،مـازن المبـارك، محمـد علـي 1964، مغني اللبيب، )ه761ت(األنصاري،

.323: 1الحمد،دار الفكر، دمشق،

.378: 4انة الخز: البغدادي. 2

.المصدر نفسه. 3

حـسن : م، تحقيـق 2002التذييل والتكميل في شرح التسهيل، ،أبي حيان : األندلسي:انظر .4

.40: 5هنداوي، دار القلم، دمشق،

119:المقرب،ص:ابن عصفور5 .

40

:م من الخبرلالحذف ا 6.4.2

رت إضافته غير محضة، على المضاف إلى المعرفة إذا قد )الالم(وقد تدخل

والبد إذ ذاك من الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالالم إصالحا للفظ، وقد ال

)1(.يؤتى بها في الضرورة

ة النميريقال حي:

)2( أبا الموت الذي البد أني مالق ال أباك تخوفيني

مـن أجـل خبر ال النافية منفقد حذف الالم ) ال أباك : ( موضع االستشهاد

.)ال أبالك ( األصل.الضرورة الشعرية

ع مما قبلـه لمـا فالتنوين والنون تقع في هذا الموقع، كما وق : " قال ابن السراج

إن النون إنما ذهبت : قال الخليل :وقال . وغالم لك )ال أبا لك (أضفته وذلك قولهم

وإنما كان ذلـك ،لإلضافة، ولذلك لحقت األلف األب التي ال تكون إال في اإلضافة

ال أباك في موضع ال أبا لك، ولو أردت اإلفراد لقلت : من قبل أن العرب قد تقول

كما وقع في النداء يا بـؤس ، لزيد، فالالم مقحمة للتوكيد ليؤكد بها اإلضافة ال أب

ال أبا لـك : ، كأنك قلت نفصالالال أبالك، ا : إن المعنى إذا قلت : وقال )3 (."للحرب

ـ ) لك(ن لطول االسم وجعلت فتنو ين ومن تمامه وأضمرت الخبر ثم حـذفت التن

على هذا المعنى فهو منفصل بدخول الـالم استخفافا، وأضافوا وألزموا الالم لتدل

اإلضافة والالم زيدت بين بينما يرى المبرد أن األصل )4(.وهو متصل باإلضافة

وزيدت الالم بـين ،أصله اإلضافة ) ال أبالك ( إن : "المضاف والمضاف إليه، يقول

قال :المضاف والمضاف إليه، فإذا حذفت الالم رجع إلى أصله في اإلضافة، وقال

.211: ص: المقرب: ابن عصفور .1

المقتصد من : رجاني؛ الج 389: 1األصول : ؛ ابن السراج 345: 1الكاتب :سيبويه: انظر. 2

.810: 2شرح اإليضاح

.389: 1األصول : ابن السراج. 3

المصدر نفسه .4

41

حذف الالم في أبالك إنما كان ضرورة، ولوال أنها فـي حكـم ":أبو على الفارسي

)1 (."؛ ألنها ال تعمل إال في النكرة)ال(الثابت في اللفظ عملت

ويقول ابن يعيش وإنما أقحمت الالم المضيفة توكيدا لإلضافة فيكـون لفـظ

عاملة فيه غير مبنية معـه كأنـك ) ال(كـ لفظ االسم المضاف، و ) ال(االسم بعد

)2 (.أضفت االسم المنفى إلى المجرور فقلت ال أباك

وربما حذف الشاعر الالم من الخبـر لحاجـة، : " قال عبد القاهر الجرجاني

والظاهر من كالم الجرجاني أن الشاعر قد يحـذف هـذه )3 (".والتقدير بها الثبات

لمضاف إليه إذا اضطر إلى ذلك، فهـي محذوفـة الالم المقحمة بين المضاف وا

.مقدرة

.فالشاهد جاء خالفا للقياس، وهو من القليل الذي ال يقاس عليه

فالمالحظ أن النحاة متفقون أن الالم مقحمة لإلضافة وحذفها كان أمـرا اقتـضاه

.الوزن، وهذا هو الرأي الغالب لدى النحاة

ى االسم المعرفةدخول ال النافية عل 7.4.2

:اهللا بن زبير يقول األسدي يقول عبد

)4( أرى الحاجات عند ابن خبيب نكدن وال أمية في البالد

النافية للجنس على االسم المفرد ) ال(إذ دخلت ) وال أمية : ( موضع االستشهاد

، حيث قام المضاف إليه مقـام ة النكر على االسم ) ال( المعرفة، واألصل أن تدخل

وهذا مـا يـراه ابـن .نكرة محذوف تقديره مثل ) ال(المضاف، والتقدير أن اسم

.375: 4المقتضب: المبرد. 1

.105: 2شرح المفصل : ابن يعيش. 2

.810: 2المقتصد من شرح اإليضاح : عبد القاهر الجرجاني. 3

دار الحريـة يحي الجبـوري، جمع وتحقيق ديوانه، ،عبد اهللا بن الزبير األسدي،: انظر . 4

أبـو 331:رصف المباني؛ ص : المالقي ،362: 4المقتضب :المبرد. 147للطباعة،ص

.خبيب كناية عن عبد اهللا بن الزبير

42

ال تعمـل ) ال(و: " يقول ، وهذا ما ذكره المبرد )1(أراد وال مثل أمية : السراج فقال

إال في النكرة البتة، ولو كانت كغيرها في العوامل لعملت في المعرفة كما تعمـل

فإن : " يقول المالقي )2 (".فان المراد ال أمثال أمية ) وال أمية ( نكرة، وأما قوله في ال

وال مثل أميـة : محذوف للعلم به، وأقيم أمية مقامه، كأنه قال ) ال(ما دخلت عليه

)3 (".في البالد وهذا ال يقاس عليه

رفة وهي مع ذلك عاملة، ولم النافية للجنس ورد مع ) ال(إال أن اسم : ويقول

وللعلماء تخريجـات : ويقول في الشرح )4("تكرر كقول الشاعر وال أمية في البالد

ولما حذفت مثل ) مثل( نكرة ال تتعرف باإلضافة مثل كلمة ) ال( أن يقدر اسم :منها

ـ :قام المضاف مقامه، والثاني ل ال أن يقدر العلم قائما مقام وصف اشتهر بـه مث

ونميل إلى ترجيح الرأي األول، وهو تقدير مثل فهـو انـسب )5(.كريم في البالد

.وأقرب للمعنى

:نصب خبر الحرف الناسخ 8.4.2

فتنصب المبتـدأ ، أنها تدخل على المبتدأ والخبر الناسخة حكم هذه الحروف

ا جـاء وهذا األصل في عملها، ومم ويسمى اسمها، وترفع الخبر ويسمى خبرها،

مخالفا لذلك

)6( يا ليت أيام الصبا رواجعا:قول العجاج

.383: 1األصول : ابن السراج .1

.362: 4المقتضب : المبرد. 2

عبـد اهللا بـن جمـال الـدين :؛ ابـن هـشام 331:رصف المبـاني ص : المالقي: انظر. 3

محمد السعدي فرهـود، : م، شرح وتعليق 1999، شذور الذهب، )هـ761:ت(نصاري،األ

. 172:دار الكتاب المصري القاهرة، دار الكتاب اللبناني بيروت، ص

. المصدر نفسه. 4

البيت متعدد النسب قيل للعرجي،وللحارث بن خالد وعمر بن ربيعة وأمية بن أبي الصلت

.331: رصف المباني ص: المالقي .5

انظـر ؛248: 1األصول: ابن السراج . 82: انظر العجاج، ديوانه، ملحقات الديوان، ص . 6

.142: 2،2سيبويه الكتاب حاشية

43

إذ نصب الخبر خالفا للقياس سالمة للـوزن، ) رواجعا: ( موضع االستشهاد

يا ليت أيام الصبا لنـا رواجعـا أو :كأنه قال : "يقول ابن السراج . واستقامة للبيت

خبـر لكـان ) فرواجعـا (،)كانـت ( اضمرإن الشاعر :" وقال )1 (".أقبلت رواجعا

يـا ليتهـا كانـت : " كقولـه تعـالى )2("المحذوفة الن كان تستعمل كثيرا مع ليت

ابن الـسراج الفراءوقد خالف )4(".مهع م يا ليتني كنت : " وقوله تعالى )3("القاضية

)5(. يجعل ليت ناصبة للمبتدأ والخبر على خالف األصلهو ففي ذلك

وهي لغة لهم،سمعت أبـا عـون الحرمـاني ":قال ابن سالم : قال سيبويه

ليت أباك منطلقا،وليت زيدا قاعدا، أخبرني أبو يعلى أن منشأه بالد العجاج؛ :يقول

)6(.أخذها عنهم

إنما هو على وفليس على ما توهموه، : " يرى غير ذلك فيقول ابن يعيش لكن

ليت أيام الصبا رواجعا لنا أو أقبلت رواجعا، وذلك أنه لم والتقدير يا ،حذف الخبر

يرد معنى الخبر، وإنما هو في حال تمني لنفسه، أو لمن حل عنده هـذا المحـل؛

وينقل البغدادي في خزانته أن البصريين . )7(.لذلك ساغ الحذف لداللة هذا المعنى

)8 (.هيقدرون خبر ليت محذوفا، ورواجعا حال من ضمير

. أن النحاة قد دخلوا في تفسير هذا البيت إلى مجال التأويل والتقـدير اعتقد و

أمكـان خبـرا أ أن البيت ال يؤول على تقدير محذوف سواء يراه الباحث والذي

حذف كان، فرواجعا خبر لليت، وجاءت منصوبة ضرورة اقتضته موسيقى البيت

.وقافيته

.248: 1األصول: ابن السراج. 1

. المرجع السابق. 2

.27:آيةالحاقة، سورة . 3

.73:آية النساء،سورة. 4

.248: 1األصول: ابن السراج. 5

.142: 2،2لكتاب حاشية انظر سيبويه ا. 6

.84: 8شرح المفصل : ابن يعيش. 7

.291-290: 4الخزانة : البغدادي. 8

44

:عمل الت

أن يكون اسـمها وخبرهـا مـن : األول: بشرطين )ليس( عمل )تال(تعمل

ـ : أسماء الزمان، والثاني ) الت(أن يكون أحدهما محذوفا، ومن العرب من يجر ب

: قال أبو زيد الطائي)1(.والجر بها شاذ

)2(طلبوا صلحنا والت أوان فأجبنا أن ليست حين بقاء

) والت( :األول: جمـع شـاهدين فالبيـت ) والت أوان ( موضع االستشهاد

، )أوان( علـى )الت(عمـل أدخل و أأن الشاعر : فالشاهد األول )أوان (:والثاني

وقطعها )أوان ( وهو تنوين : الشاهد الثاني .)الت(والنحاة لهم آراء مختلفة في عمل

الشاعر إلى ،ال تستعمل إال مضافة ) أوان(عن اإلضافة، فاألصل أن ولكن اضطر

.التنوين

).والت( :لشاهد األولا

إال مع الحين، تضمر فيها مرفوعا وتنـصب )الت(ال تكون :" يقول سيبويه

كنها، ؛الحينتم ولم تستعمل إال مـضمرا فيهـا؛ ألنهـا ألنه مفعول به، ولم تمكن

ـ تعمل عمل ليس في ) الت( و )3("في المخاطبة واإلخبار عن غائب )ليس(ليست ك

إنهـا : وبعضهم قال ،)4("اصمنفنادوا والت حين : "حين خاصة، كقوله تعالى لفظ

والقائلون بعمـل ال تقتصر على لفظ حين، بل تعمل في مرادفه مثل ساعة أوان،

مقـام ) أوان( إن اسمها فيما سبق محذوف، وأقيم خبرها :قالوا) ليس( عمل )الت(

.المضاف إليه

ال تعمل مطلقا، وإن االسم الذي بعـدها إن )الت( نإ : قال من النحاة منو

:وبعضهم قـال .صوبا فعلى إضمار فعل من وان كان ،كان مرفوعا فعلى االبتداء

رها محـذوف، ب اسمها وخ )الت(، و الجنسها لنفي إنو ،)إن( تعمل عمل ) الت( إن

.300: 2جامع الدروس العربية، : الغالييني .1

مطبعة المعارف بغداد، مع وتحقيق نوري حمودي القيسي، جديوانه، انظر أبا زيد الطائي، . 2

.30ص

.57: 1الكتاب : سيبويه .3

38: يةآ، سورة ص- .4

45

حرف جر تخفض أسماء الزمان واستدلوا بذلك على البيـت ) الت( رأي أن منو

)1( .السابق

أنه حذف المضاف إليه أوان، فعوض التنوين منه على حد : "يقول ابن جني

، وهذا ليس بالسهل، وذلك أن التنوين في نحو هذا إنما )إذ(قول الجماعة في تنوين

فهو معرب ويـضاف إلـى ) أوان(دخل فيما ال يضاف إلى الواحد وهو إذ، فأما

)2(.الواحد

أنها مزيدة على : فيها رأيان ) الت(وجودة في الم) التاء( ويقول األنباري أن

والثاني أنها مزيدة فـي أول كلمـة ). ربت، وثمت ( ال النافية وأنها نظير التاء في

ممـا ال يـستعمل إال )أوان(فيرى ابن الـسراج أن ) أوان (أما الشاهد )3( .أوان

كمـا فعـل مضافا، فلما حذف مل يضاف إليه بنوه على الكسر اللتقاء الـساكنين

)4()أوان(بأمس وأدخل التنوين عوضا لحذف ما يضاف إليه

لـيس إعرابـا وال )أوان(ن كسر أ : ابن عباس المبرد ينقل البغدادي عن و

علما للجر، والتنوين الذي بعده ليس الذي يتبع حركات اإلعراب وإنمـا تقـديره

وهذا ما رفـضه ) 5( العربوهي لغة قليلة لقوم من ) إذ(بمنزلة " أوان"عندي إن

.ابن جني

مما ال يستعمل إال مضافا، فلما حـذف مـا " أوان"إن ": يقول ابن السراج

يضاف إليه بنوه على الكسر اللتقاء الساكنين، وادخل التنوين عوضا لحـذف مـا

)6(.")أوان(يضاف إليه

طلبـوا ) والت أوان (إن أصله عند المبرد والـسيرافي ":ويقول البغدادي

صلحنا، فحذفت الجملة، وبني على الكسر أو على السكون، ثم أبدل التنوين فـي

.110: 1اإلنصاف: األنباري: انظر. 1

.377: 2الخصائص : ابن جني .2

.109: 1اإلنصاف : األنباري. 3

.143: 2األصول : ابن السراج: انظر .4

. 32: 9شرح المفصل : ابن يعيش. 5

.142: 2األصول: ابن السراج. 6

46

) أوان( إن : يرى غير ذلك فيقول األشموني لكن )1( .)يومئذ(المضاف إليه كما في

)2(.لشبهها بنزال لفظا بنيت على الكسر ونونت اضطرارا

:رتقديم معمول خبر الحرف الناسخ على االسم والخب 9.4.2

ال يجوز تقديم شيء من معموالت الحروف الناسخة عليها وال تقديم أخبارها

على أسمائها، ويجوز تقديم معمول الخبر عليه إذا لم يكن للخبر مانع من موانـع

)3(.تقديم المفعول على العامل وهذا قليل

:يقول الشاعر

)4(أخاك مصاب القلب جما بالبله فال تلحني فيها فإن بحبها

)فإن بحبها أخاك مصاب القلب: (الشاهد

.فصل بين الحرف الناسخ واسمه وخبره بالجار والمجرورفقد

ال يجوز تقديم شيء من معموالت هذه الحـروف عليهـا، وال : رأي بن السراج

أو جـارا ،عمل إال أن يكون الخبر ظرفا تقديم أخبارها على أسمائها لضعفها في ال

وهذا ما أجمع عليه النحاة في جواز تقـديم ،فإن العرب اتسعت في ذلك ،ومجرورا

معمول خبر إن على اسمها شرط أن يكون معمول خبـر إن ظرفـا أو جـار أو

يجوز تقديم معمول خبـر إن علـى : يقول وهذا ما أشار إليه سيبويه )5 (.مجرورا

فقـد ألغـى الجـار . وقد جاءت رواية سيبويه برفـع مـصاب )6 (.الخبراالسم و

. صلة الخبر وتمامهمن ألنه ،والمجرور

.151: 2الخزانة:البغدادي. 1

. 229شاهد : 1ية بن مالك شرح األشموني على ألف،األشموني .2

.118: ص, المقرب: ابن عصفور .3

؛ الجرجـاني، شـرح 132: 2الكتاب : ؛ سيبويه 205: 1األصول : ابن السراج : انظر. 4

يقال لحيـت الرجـل إذا : ؛ تلحني 572: 3خزانة األدب : ؛ البغدادي 453: 1اإليضاح

.الكثير، البالبل، اإلحزان: لمته، الجنب

.205: 1األصول : ابن السراج. 5

.132: 2الكتاب : سيبويه. 6

47

واعلم أن الفـصل بـين هـذه : )هـ474:ت (يقول عبد القاهر الجرحاني

يجوز تقـديم : "أما السيوطي فيقول )1 (.الحروف وبين ما يعمل فيه بالظرف جائز

بينما يرى البغدادي أن الفصل بين إن واسـمها )2(".وسعمعمول خبر إن على الت

إنما جـاز الفـصل : "يقول لقوة الشبه بين إن والفعل وخبرها بالجار والمجرور

ومـا )3 (".بالجار والمجرور بين إن واسمها وخبرها لقوة الشبه بين إن والفعـل

ها فال يجوز تقديمه إال إذا ألمسه من آراء النحاة أن حكم معمول خبر إن حكم خبر

كما أن الشاهد النحوي السابق مجهـول النـسب، .كان ظرفا أو جارا أو مجرورا

لذا فالشاهد جيء ،وما استشهد به النحاة في هذه المسألة يعد من الشواهد المصنوعة

وهي غير موجودة في االستعمال بـشكل ،به من أجل قاعدة صوريه غير عملية

. لذا أراه من الشواذ،يلة االستعمال، والقليل ال يقاس عليهمطرد فهي قل

خبر أفعال المقاربة 5.2

:من خبر الفعل يوشك) أن( إسقاط

الفعل يوشك،وعسى واخلولق من أفعال المقاربة تدخل على المبتدأ والخبـر

)4(في الشعر) أن(وقد تحذف ) أن(وخبرها جملة فعلية مسبوقة بـ

:أبي الصلتيقول أمية بن

)5( يوشك من فر من منيته في بعض غراتها يوافقها

بعد الفعـل يوشـك فقـد " أن"سقط أحيث ) يوشك من فر ( موضع الشاهد

: يقول ابن الـسراج ،)أن( جاء خبرها مجردا من و) كاد( استعمل يوشك استعمال

ت أن أفعل، وتقول يوشك أن تجيء، ويجوز في الشعر لعلي أن أفعل بمنزلة عسي "

.453: 1الجرجاني، شرح اإليضاح . 1

.160: 2همع الهوامع : السيوطي. 2

.572: 3خزانة األدب : البغدادي. 3

.298: 1شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك ، األشموني .4

الثقافية ن دار الشؤو 2ثي، ط تحقيق بهجت عبد الغفور الحدي ديوانه، : أمية بن أبي الصلت .5

.الغفلة عن الدهر وصروفه: يقارب، الغرة: يوشك. 240:ص العامة بغداد،

48

فيكون موضع أن رفعا، ويجوز أن يكون نصبا، وقد يجـوز أن تجـيء يوشـك

وقد يجوز :"وهذا ما أشار إليه سيبويه )1( ."بمنزلة عسى كقول أمية بن أبي الصلت

2("بمنزلة عسى يجيء ،يوشك يجيء(.

، وكمـا )كـاد ( تشبيها ب ) أن(سقط من خبر يوشك أوقد : يقول ابن يعيش

في البيـت ) أن( وسبب سقوط )3( .أسقطت بعد عسى والمستعمل في الكالم إثباتها

) يوشـك (و ) عسى(فأما : "الضرورة الشعرية، وهذا ما أكده ابن عصفور إذ يقول

) عـسى (، وقد تحذف مـع )أن(فال تقع األفعال موقع أخبارها إال مع ) اخلولق(و

وقد ورد حديث الرسول عليه السالم مجردا )4(.وهو قليل، وبابه الشعر ) يوشك(و

يوشك الرجل متكئا على أريكته، يحدث بحديث مـن حـديثي، :"في قوله ) أن(من

بعد هذه األفعال، ) أن( والمستعمل في اللغة إثبات )5(".بيننا وبينكم كتاب اهللا : فيقول

، )أن(يوشك وعسى، فاألصل أن خبر يوشك مضارع منصوب بأن، وهنا سقطت

هنا ضرورة اقتضاها الوزن ) أن( الفعل مرفوعا، وهذا قليل ونادر، وسقوط وجاء

.الشعري واستقامة البيت

:يقول هدبة بن خشرم

)6( عسى اهللا يغني عن بالد ابن باقر بمنهمر جون الرباب سكوب

، فقد جاء خبر عسى فعال مـضارعا مرفوعـا )يغني: ( موضع االستشهاد

عسى اهللا أن يغني، وهذا مـا عليـه أجمـاع أهـل : ، واألصل )أن ( من ومجردا

.207: 2األصول: ابن السراج.1

.160: 3الكتاب : سيبويه .2

.120: 7شرح المفصل: ابن يعيش.3

احمد عبد الستار الجـواري، : ،المقرب، تحقيق )هـ669ت (علي بن مؤمن :ابن عصفور .4

.107:ص عبدا هللا الجبوري، مطبعة العاني بغداد،و

6: 1المقدمة، البـاب الثـاني : هذا جزء من حديث أخرجه بهذا اللفظ ابن ماجة في سننه .5 .153: 49:1المقدمة، الباب : والدارمي في سننه

مغني :؛ ابن هشام األنصاري 168 3األصول،: ؛ابن السراج 158: 3الكتاب : سيبويه: انظر 6

، األسود : الجون ،السائل. 141.164-139: 2همع الهوامع : ؛ السيوطي 163: 1اللبيب،

المثل من قول الزباء من قصتها المشهورة السحاب:الرباب

49

يقـول .وقد ورد هذا الشاهد في األصول دون تعليق عليه من ابن الـسراج .اللغة

ـ : واعلم أن من العرب من يقول : "سيبويه يفعل فيفعل ) كاد(عسى يفعل، يشبهها ب

فهذا مثل من )1().غوير أبؤسا عسى ال : (حينئذ في موضع االسم المنصوب في قوله

)2(".أمثال العرب أجروا فيه عسى مجرى كان

ذهب ابن السراج إلى حرفية عسى، وليس مستندا إلى عـدم :" قال السيوطي

)3(.تصرفها، ووافقه في األولى ثعلب وفي الثانية الفارسي

اعـل أو فـي إما فـي الف ) عسى(بعد ) أن(فال بد من ذكر :" يقول ابن جني

موضوعة لفعل متوهم وقوعـه ) عسى(أن ) عسى(لـ) أن(الخبر،والعلة في لزوم

)4(.وما بعدها تدل على المستقبل) أن(؛ ألن )أن(في االستقبال فألزموها

مجمعون على أن يكون خبر يلمس الباحث أن النحاة ومن خالل آراء النحاة

ـ جاء مخالفا للقيـاس، ) أن(شاهد السابق عاريا من ، ومجيء ال )أن(عسى مقترنا ب

. أجل استقامة الوزن منجاء) أن(وحذف

)3 (جدول

الفاعلشواهد حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 1 رفع الفاعل بفعل محذوف 1 ذشذو 3 عول قلبه من الفاعل والمف الما يجوز 2 ضرورة 1 تقديم الفاعل على فعله 3

.158: 3الكتاب : سيبويه. 1

.164-163: 1مغني اللبيب : ابن هشام األنصاري .2

ذ فـي النحـو فتحي،ظـاهرة الـشذو :الـدجني ؛ 10: 1، عهمع الهوا م : السيوطي:انظر .3

.360العربي،ص

.483: البيان في شرح اللمع،ص: ابن جني .4

50

:رفع الفاعل بفعل محذوف يدل عليه سياق الكالم 1.5.2

سند إليه فعل أو ما في تأويله، مقـدم أصـلي أالفاعل اسم أو ما في تأويله،

:يقول لشاعر )1(.ل والصيغةحالم

ختبط مممة وملخصو ضارع يزيد كبلي الطوائح 2(ا تطيح(

وذلك رواية الفعل المبني ) مرتفع بفعل مقدر )ضارع(أن : موضع الشاهد

أما على روايته بالبناء للفاعل، فضارع فاعل، ويزيد مفعول به، وهنا ال ،للمجهول

وقد أورد ابن السراج هذا الشاهد تحت باب تغير وجـه . وال حذف فيه ،شاهد فيه

)3(.راب للقافية ويراه من باب الحمل على المعنى، ومن الضرورات الحسنةاإلع

واعلم أن الشيء ال يجوز أن يحمل على المعنـى إال بعـد : " يقول المبرد

علـى ) عمـرو (استغناء اللفظ، وذلك قولك ما جاءني غير زيد وعمرو، فحمـل

)4(".على هذا الموضع) عمرو( زيد فحمل الموضع؛ ألن قوله غير زيد إنما هو إال

وهذه )5(" أوالدهم شركآؤهمزين لكثير من المشركين قتل : "ومن ذلك قراءة بعضهم

.القراءة من الشواذ

أال ترى البيت مبني على اطراح ذكر الفاعل، وأن آخره قد : "يقول ابن جني

ليبكه مختـبط ممـا تطـيح : ألن تقديره فيما بعد عوود فيه الحديث عن الفاعل؛

)6(.الطوائح

أن : وينقل المحقق محمد محيي الدين عبد الحميد في كتاب أوضح المسالك

إن كل واحد من هذه المرفوعات فاعل : األول: في هذه المسائل ثالثة آراء النحاة

جرمـي، وابـن جنـي، بفعل محذوف، وال يجوز فيهما غير ذلك، وهـذا رأى ال

.83: 2أوضح المسالك : ابن هشام .1

البيت متعدد النسب، نسب للبيد ابن ربيعة ولم يوجد من ديوانه ونسب إلى نهشل بن حرى . 2

؛ ابن هشام األنـصاري، 281: 3المقتضب : المبرد: انظر.ونسب إلى الحارث بن نهيك

.303: 1الخزانة : البغدادي95: 2، 1أوضح المسالك، الحاشية

.473-472: 3األصول : ابن السراج .3

.281: 3المقتضب : المبرد. 4

.137: سورة األنعام، آية. 5

.353: 2الخصائص : ابن جني .6

51

إن كل واحد من هذه المرفوعات خبر لمبتدأ : ورجحه المؤلف في المغني، والثاني

إنه يقدر المرفوع :محذوف، وهو رأي الجمهور، والتقدير الباكي ضارع، والثالث

والرأي )1(فاعال بفعل محذوف دل عليه سابق الكالم، أو يقدر خبر مبتدأ محذوف،

.قدير فعل لالسم المرفوع الذي حذف فعله،والرفع جاء حمال على المعنىالراجح ت

انه صحح رواية البناء للمعلوم في قوله ليبك يزيـد، : وقد أثر عن العسكري

وخطأ رواية الكتاب له المبنى للمجهول، ووصفها بأنها ممـا قبلـه النحويـون،

يعرف هذه الرواية، وقال هذا من عمل ، وأما األصمعي فلم )2(وخالفهم فيه الرواة

: واألصل في هذه الشواهد أن تستبعد من االستشهاد لعدة أسباب منها )3(.النحويين

.، وأنها متعددة الروايات، والقول بصنعهاأنها متعددة النسب

:ما ال يجوز قلبه من الفاعل والمفعول 2.5.2

أن ول، وكل اسمين يصلحان العرب مجمعون على رفع الفاعل ونصب المفع

يكون كل واحد منهما فاعال مرة أو مفعوال مرة، ويحل أحدهما محـل اآلخـر ال

ومما جاء ما فيه اللبس) 4(.يجوز فيهما القلب أبدا خشية االلتباس

:ول خداش بن زهير العامريق

حمر ونركب خيال ال هوادة فيها وتشقى الرماح بالضياطرة ال

وقد جاء به ابن السراج ) وتشقى الرماح بالضياطرة : (موضع االستشهاد .

فيه و )5(.في باب الشاذ من الكالم وهو وضع الكالم في غير موضعه وتغيير نضده

وهذا على الوجـه الـصحيح ،إن الرماح هي التي تشقى بالضياطرة :رأيان األول

.وهنا ال شاهد فيه

.95: 2، 1انظر ابن هشام األنصاري، أوضح المسالك، الحاشية. 1

.303 :1الخزانة : البغدادي. 2

.المرجع السابق. 3

.395:التهذيب الوسيط في النحو، ص: الصنعاني .4

.463: 3األصول : ابن السراج: انظر .5

52

والرمـاح ، شاهد على التقديم فالضياطرة هي الفاعل الحقيقي :انيوالرأي الث

)1( .متعلقة فيما قبلها أي تشقى الضياطرة بالرماح

:يقول القطامي

)2( فكرت تبتغيه فوافقته على دمه ومصرعه السباعا

عل منصوبا خالفا للقياس، فاألصـل إذ جاء الفا ) السباعا: ( موضع الشاهد

وليس ضرورة شعرية، فقد غير وجه اإلعراب ،السباع، ولكن جاء منصوبا شذوذا

.من أجل القافية، وهذا ال يجوز في الكالم

منهـا : مما جاء كالشاذ الذي ال يقاس عليه سبعة أنواع : يقول ابن السراج

باس لو تكلم بها في غير شعر لجاز قال أبو الع : تغيير وجه اإلعراب للقافية، وقال

)3(.ذلك

)4 (.وقد أثر عن األصمعي أن هذا البيت من صنيع النحاة: يقول سيبويه

: خطأ هذه الرواية، وقال الرواية الصحيحةيقول أن المبرد لكن الفتلي

)5(ااعبه السعرص عند مها إليه فألفتتقي عند فرتك ف

عندنا على حذف وهو: "ولق هناك حذفا ي أن يرى ابن جني لكن .وهنا ال شاهد فيه

)6(."المضاف؛ أي وافقت آثار السباع

وابن والدة المصري الذي رأى عدم ) هـ476( وقد ذهب األعلم الشنتمري

إال تـرى أن سـيبويه : "فقـال وجاهة الطعن في االحتجاج بالبيت لتعدد رواياته

.116: 2المرتضي، أمالي السيد. 364 ص، الكامل،للمبرد: انظر.1

دار الثقافـة بيـروت، أحمد مطلوب، إبراهيم السامرائي، ،تحقيق ديوانه، انظر القطامي، . 2

هذا البيت من وصـف بقـرة . 474: 3األصول : ؛ ابن السراج 1/284كتاب،سيبويه ال

.وحشية فقدت ولدها فطلبته ووجدت السباع قد أكلته

.472 -450: 3األصول : ابن السراج .3

.284: 1الكتاب : سيبويه. 4

.474: 3األصول : ابن السراج انظر الحاشية.5

.426: 2الخصائص : ابن جني .6

53

يستشهد ببيت لوجوه شتى، وإنما ذلك على حسب ما غيرته الرواة بلغاتها،ألن لغة

)1 (.الراوي في العرب شاهد، كما أن قول الشاعر شاهد أذا كانا فصيحين

والرواة المختلفون : " فتعدد الرواية منهج عند الرواة، والنحاة، يقول السيرافي

اخذوا من أفواه العرب الذين يحفظون األشعار، فالتغيير في اإلنشاد واضـح مـن

جهتهم، والشواهد في كل رواية صحيحة، ألن العربي الذي غير الـشعر وأنـشده

وروايـة )2 (.ولو كان الشعر له لكان يحـتج بـه ،على وجه دون وجه قوله حجة

ن نصب الفاعل، ورفع المفعول به، أو أل بالنصب حكمها النحوي المنع؛ ) السباعا(

.رفع المضاف إليه ونصبه وتعريف الحال والتمييز، يعد مخالفة للقياس

:يقول األخطل

رجآتهم هولغت سأو ب رانلغت نجب قد اجوند3( مثل القنافذ ه(

فقد نصب الفاعل، ورفع المفعول ) جربلغت سوآتهم ه : ( موضع االستشهاد

ألن هذا ال ؛في اللفظ هي التي تبلغ السوآت ) هجر(فجعل :" يقول ابن السراج . به

)4 (".يشكل، وال يحيل، فالشاعر جعل الفاعل مفعوال به، والمفعول به فاعال

لفاعل، ونصب واعلم أن العرب مجمعون على رفع ا ): "337( يقول الزجاجي

المفعول به إذا ذكر الفاعل ؛إال انه جاء في الشعر قلب، فـصير مفعولـه فـاعال

)5 (".وفاعله مفعوال به على التأويل للضرورة

إن هذا من باب القلب، والقلب في كالم العـرب علـى معنـى : يقول المالقي

المسار 6 (.المجاز كثير مثل خرق الثوب(

.34: 1تحصيل عين الذهب : لشنتمرياألعلم ا:انظر. 1

.159: 2شرح أبيات مغني اللبيب، : البغدادي. 2

،عبد الرحمن بـن )هـ337:ت(كتاب الجمل : الزجاجي -464: 3األصول : ابن السراج : انظر . 3

جمع عيـر وهـو الحمـار : العيارت. 452:؛ المالقي، رصف المباني، ص 203:إسحاق، ص

مدينـة : و معروف يضرب منه المثل من سري الليل، نجـران جمع قنفذ وه : الوحشي، والقنافذ

.الفواحش: مدينة كانت من البحرين، السوآت: شمال اليمن، هجر

.464: 3األصول : ابن السراج. 4

.203:الجمل من النحو، ص: الزجاجي. 5

.452: المالقي، رصف المباني، ص. 6

54

أنه متى كان أحد االسمين ال يصلح أن يكون إال فاعال، والثاني : "عانيويرى الصن

ال يصلح أن يكون إال مفعوال جاز أن ينقلب الفاعل مفعوال عند االضطرار، وقـد

:سمع شيء من كالم العرب لغير اضطرار، فمن ذلك قول األخطل

)1( هجر مثل القنافذ هداجون قد بلغت نجران أو بلغت سوآتهم

وإعطاء ،إن إعطاء إعراب الفاعل المفعـول بـه ):"هـ761( يقول ابن هشام

الـشاهد يرى الباحث أن ، لذا )2("المفعول به إعراب الفاعل يكون عند أمن اللبس

شاذ في القياس، وليس هناك ضرورة في الوزن تجعل الشاعر ينـصب الفاعـل،

هم هجـرا يقاس عليه، فاألصل بلغت سوأت وهذا شاذ مفتعل ال . ويرفع المفعول به

إال أن القصيدة رويها بالضم فرفع المنصوب حتى يستقيم وزن القافيـة، وروايـة

الديوان على العيارت هداجون قد بلغت نجران أو حدثت سوأتهم هجرا وهنـا ال

.شاهد فيه الن هجر تكون نائب فاعل وسوآتهم مفعوال به

: على فعله ضرورةتقديم الفاعل 3.5.2

وإذا لحقت به مـا ) ما(الفعل قل فعل جامد يأخذ فاعال شرط أن ال تلحق به

وقد يرد في الشعر متبوعا .)3(كفته عن العمل، وهنا ال يليه إال الفعل، وال فاعل له

. باسم

:يقول عمر بن ربيعة

)4(صال على طول الصدود يدومصددت فأطولت الصدود وقلما و

بجملة اسمية ) قلما( ، فقد جاء الشاعر بعد )وقلما وصال : ( موضع االستشهاد

قلما وبين الفعـل إال فـي الفصل بين عدم جواز فابن السراج يرى . للقياسخالفا

ويه لكـن سـيب .)5( يجوز تقديم االسم على الفعل والتقديم للضرورة : ؤيقول الشعر

.395: التهذيب الوسيط في النحو، ص: الصنعاني1

.699: 1المغني: ابن هشام. 2

.55: 1جامع الدروس العربية : الغالييني .3

.234: 2؛ ابن السراج، األصول، 31: 1الكتاب : سيبويه: انظر. 4

.2:234األصول : ابن السراج .5

55

ويحتملون قبح الكالم حتى يضعوه في غيـر :"يقول يرى التقديم هنا من قبح الكالم

وقال األعلم شارحا الـشاهد أراد قلمـا )1 (".ألنه مستقيم ليس فيه نقص ،موضعه

يدوم وصال فقدم وأخر مضطرا إلقامة الوزن، والوصال على هذا التقدير فاعـل

موالفاعل ال يتقد ،مفي الكالم إال أن يبتدأ به وهو من وضع الشيء في غيـر مقد

)2 (.موضعه

إنما الكالم وقلما يـدوم وصـال، " ونقل األلوسي في الضرائر قال سيبويه؛

وهذا ما أنكـره ابـن ،ل في وصال هو الفعل يدوم وليس قلما؛ ألنها مكفوفة ماعفال

ـ : السراج فقال ولكن الجائز عنـدي علـى ) يدوم (ليس جائزا أن ترفع وصاال ب

ولكن النحاة لهم )3 (".إضمار يكون، كأنه قال يكون وصال يدوم على طول الصدود

وهو ما أبطله وضعفه األعلم، )4(آراء، فالمبرد يرى أنها زائدة، ووصال فاعل قل

التركيـب إن: "مصدرية، والمصدر فاعل الفعل، أما األعلم فيقول ) ما( وقد تكون

فاعل مقـدم :والوصال، فقدم وأخر مضطرا إلقامة الوزن ،السليم قلما يدوم وصال

وال يقع بعده ) قل( تكف الفعل ) ما( ألن ؛فاألصل أن يلي قلما فعل ". كما ذكر سابقا

بمنزلة كلمة واحدة، فهـي شـبيهة ) ما( إال الجمل الفعلية، فقد أصبح الفعل قل مع

لحروف قد، والسين، ولن، فهي ال يليها إال األفعال إال في ضرورة الشعر، فقـد با

.يليها االسم ويقدر الفعل تقديرا يفسره المذكور

،على التقديم والتأخير حتى يستقيم الوزن نيقلمـا (فاصـال بـين فالبيت ب(

لتقديم والتأخير لخرج البيـت ألنه لو لم يجر على هذا ا والفعل بالجار والمجرور؛

من إيقاع الطويل، فالضرورة تجيز في الشعر ما ال يجوز فـي الكـالم بـشرط

االضطرار، لذلك حصلت المخالفة النحوية حتـى يـستقيم الـوزن مـن خـالل

.يرجحه الباحثالضرورة، وهذا ما

.31: 1الكتاب : سيبويه. 1

.12: 1هامش الكتاب : سيبويه. 2

. الضرائر: األلوسي. 3

.84: 1،1ية رقم انظر المقتضب الحاش .4

56

)4(جدول

رفع الفعل المضارعشواهد حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 1 تسكين الفعل المضارع 1

:تسكين الفعل المضارع المرفوع 4.5.3

األصل في الفعل المضارع الذي لم يسبق بنصب أو جزم الرفع، لكنـه ورد

.في الشعر ساكنا

:يقول امرؤ القيس

)1( إثما من اهللا وال واغل فاليوم أشرب غير مستحقب

إذ أسكن الفعل المضارع الصحيح المرفوع خالفا ) اشرب( موضع االستشهاد

لألصل، وهو الرفع، فالتسكين يراه النحاة ضرورة شعرية ألزمت الشاعر، وهو ما

.يسمى إسكان االستثقال

.لصحيحةآراء النحاة في حذف حركة الظاهر في األسماء واألفعال ا 6.2

ومن يسكن لغير جزم وإعراب وهو ) هـ316: ( يقول ابن السراج :الرأي األول

إسكان الوقف، وإسكان اإلدغام، وإسكان االستثقال، واألخيـر : على ثالثة أضرب

، فكان األصل أشرب، فأسكن الباء كما تسكنها )أشرب(ما جاء عليه قول الشاعر

المنفصل واإلعراب بما هو في نفس الكلمة، في عضد فتقول عضد لالستثقال فشبه

الجواز مطلقا وعليه : الرأي الثاني )2( .وهذا عندي غير جائز لذهاب علم اإلعراب

صالح الدين الهـواري، : م، قدم له وشرحه 2004ديوانه، : امرؤ القيس بن جحر الكندي .1

الخزانة :البغدادي ؛ 365: 2 ابن السراج . ؛204: 4الكتاب : سيبويه .دار الهالل بيروت

الداخل إلى شراب القوم مـن دون أن يـدعى : المكتسب، الواغل : المستحقب .531: 3

..إليه

.365: 2ابن السراج، .2

57

هن وبعـولت "إن أبا عمرو حكاه عن لغة تميم، وخرج عليه قراءة : ابن مالك وقال

ي الشعر وغيـره، المنع مطلقا ف :لثالرأي الثا . فقد أسكن التاء في بعولتهن "أحق

الجواز في الشعر والمنـع فـي االختيـار وعليـه :رابعالرأي ال . وعليه المبرد

)1( .الجمهور

وقد يجوز أن يسكنوا الحرف المرفوع والمجرور ) هـ180:( يقول سيبويه

وهذا رأي الجمهور الذي يجيز )2(في الشعر، وقد سكن بعضهم في الشعر ويشم،

الروايـة : فقد أنكر رواية سيبويه وقال ) هـ285: (أما المبرد . شعرالتسكين في ال

الصحيحة فاليوم أسقى وهذه رواية الديوان ألن ذهـاب الحركـة يعنـي ذهـاب

)4(. والمعروف أن المبرد كان مشتهرا بتغيير روايات الشعر)3(.المعنى

نـي لكـن القيروا .)5(ويرى المرزباني أن حذف حركة اإلعراب ليس حسنا

)6(يرى حذف حركة اإلعراب للضرورة من أقبح الحذف

فاليوم : فصل مجرى المتصل قول الشاعر نومن إجراء الم : يقول ابن جني

حـذف الحـروف حـذف فنظير: ويقول .بعضد) غ ب ر(كأنه شبه . غير أشرب

)7(الحركات أيضا

:" ويرى أبو علي الفارسي أن إسكان حرف اإلعراب من الضرائر، يقـول

)8(.اإلعراب حركته ال يبدل منها لإلتباع، كما ال تسكن في حال السعة واالختيار

.187: 1 همع الهوامع: السيوطي.1

.204: 4الكتاب : سيبويه. 2

.204: 4 الكتاب: سيبويه.3

.106: الضرورة الشعرية ص: العدواني: انظر .4

.150: الموشح،ص: المرزباني .5

، العمدة في محاسن الـشعر وآدابـه ونقـده، )هـ456:ت( الحسن بن رشيق : القيرواني .6

: 2دار الجيل، بيـروت، لبنـان، محمد محيي الدين عبد الحميد، : تحقيق ،5ط. م1981

274.

.317: 2؛ 96: 3الخصائص : ابن جني .7

بـدر الـدين : م، تحقيـق 1991، الحجة للقراء السبعة، )هـ377:ت(أبو علي، : الفارسي .8

.6-5: 2أحمد يوسف الدقاق، دمشق، : قهوجي وزميله، مراجعة

58

:قال أبو الحسن األخفش فيما كتبه على نوادره) هـ1093: ( ويقول البغدادي

شرب فال يجوز عندنا إال علـى أوأما رواية فاليوم ) فاليوم أسقى (الرواية الجيدة

)1( . من رؤساء النحو قد أجازوهاضرورة قبيحة، وإن كان جماعة

حذف عالمتي اإلعراب الضمة، : في الضرائر ) هـ669( وقال ابن عصفور

)2(.والكسرة من الحرف الصحيح تخفيفا، وإجراء للوصل مجرى الوقف

الصحيح إن ذلك جاء سماعا وقياسـا، أمـا قيـاس فـإن : " يقول األلوسي

جـاز ذهبهـا حركه اإلعراب لإلدغام، فكمـا النحويين اتفقوا على جواز ذهاب

)3( ".لإلدغام فكذلك ينبغي أن ال ينكر ذهابها للتخفيف

والغين ،شرب لما حصلت بين الراء المتحركة أفي ) الباء: ( ويقول المالقي

وقد يكون للجانب الصوتي تأثير كبير في الجزم على )4( .خففت الجتماع الحركات

وارد في القران الكريم وتسمى قـراءة البـزي، االختالس في حركة الباء، وهو

إذ جعلـه البـصريون ،ويسمى إسكان عمرو بن العـالء وسببه توالي الحركات،

إسكان حرف اإلعراب لغة لبني أسـد والحذف و اختالسا فهو صحيح نقال وقياسا،

والتسكين يرد في اللغة طلبا للخفة والسهولة واليسر في نطـق الكلمـة )5(وتميم،

.يةالعرب

.531، ص3خزانة، جالبغدادي، ال. 1

.192 األلوسي، الضرائر، ص.2

.لمصدر نفسه ا.3

عبد الجبار، الشواهد واالستـشهاد مـن : علوان :392 المالقي، رصف المباني، ص :انظر.4

.265: م، مطبعة الزهراء بغداد ص1976النحو،

.329: الضرورة الشعرية دراسة لغوية نقدية ص: العدواني: انظر .5

59

:عمل المشتقات 7.2

)5(جدول

عمل اسم الفاعلشواهد حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 1 حذف تنوين اسم الفاعل 1 جواز 2 العطف بالجر على المنصوب 2 ضرورة 1 إضافة الصفة المشبهة إلى المجرد من أل 3

:ف تنوين اسم الفاعل مع بقاء النصب في معمولهحذ 1.7.2

يعمل اسم الفاعل عمل فعله المتعدي والالزم شرط أن يقترن بأل، فإن لـم

يقترن بها فشرط عمله أن يكون بمعنى الحال أو االستقبال،ومن شروطه في العمل

وال يصغر، وأن يعتمد علـى أداة نفـي أو اسـتفهام، أو صـفة أن ال يوصف،

)1(.وف، أو خبرا أو حااللموص

:يقول أبو األسود الدؤلي

)2( فألفيته غير مستعتب وال ذاكر اهللا إال قليال

فقد حذف تنوين الفتح اللتقـاء الـساكنين ) وال ذاكر اهللا : ( موضع االستشهاد

: قال سيبويه ،)3(.نويرى ابن السراج أن حذف التنوين قبيح، وأقبح منه حذف النو

واألصل التنوين؛ ألن هذا الموضع ال يقع فيه معرفة، ولو كـان األصـل تـرك "

زعم عيسى أن بعض العرب : وال كان ذلك نكرة، وقال ،التنوين لما دخله التنوين

لم يحذف التنوين استخفافا ليعاقب المجرور، : ، وقال )ذاكر(ينشد هذا البيت بكسر

وعلـى )4(". اضـطرار ا، وهذ )رمى القوم : ( الساكنين كما قال ولكنه حذفه اللتقاء

.106: 2عقيل شرح ابن : انظر .1

ـ 69: ت( الدؤلي ،أبو األسود : انظر. 2 ، ديوانه صنعة أبي سـعيد الحـسن الـسكري، ) ه

: 1الكتـاب : ؛ سـيبويه 54: ، ص محمد حسن آل ياسين، مؤسسة ايف، بيروت : تحقيق

.359: 1خزانة األدب : ؛ البغدادي455: 3األصول : ؛ ابن السراج169 .455: 3األصول : ابن السراج .3

. 169: 1الكتاب : يبويهس .4

60

وعلى هذا ) مستعتب(معطوفة على كلمة ) ذاكر(رواية عيسى بن عمر تكون كلمة

ويرى المالقي أن اإلثبات أحسن وأكثر، وهذا الحذف ال يكون .ليس في البيت شاهد

)1(.إال في ضرورة شعر أو نادر الكالم

)2(".حذف التنوين اللتقاء الساكنين مطلقـا لغـة "لجرمي إلى أن بينما ذهب ا

والجرمي بهذا الرأي يخالف ما ذهب إليه سيبويه وابن السراج، فيـرى أن هـذا

الحذف لغة لبعض أقوام العرب، أي أن هذه القبيلة التي تلتزم حذف التنوين عنـد

ولغة الشعر على السواء التقاء الساكنين تسلك هذه الطريقة في النطق في لغة النثر

. إال أن الجرمي ال يذكر لنا اسم هذه القبيلة التي عزي إليها هذا األداء االستعمالي

وإلى مثل هذا الرأي يذهب أبو حيان في البحر المحيط إذ يرى أن حذف التنـوين

)3(. الساكنين موجود في كالم العرب، وأكثره يوجد في الشعرءاللتقا

وإنما آثر حذف التنوين للضرورة على حذف اإلضـافة؛ : " ويقول البغدادي

، )غيـر (معطوفة علـى كلمـة ) ذاكر( ذلك أن كلمة )4(".إلرادة تماثل المتعاطفين

من الكلمات المالزمة لإلضافة التي ال يظهر عليها التنوين، فكـأن ) غير(وكلمة

وتي مع كلمـة لدى البغدادي من قبيل التشاكل الص ) ذاكر(حذف التنوين من كلمة

).غير(

تحريك النون اللتقاء الساكنين أجود من حذفه إذ :قال ابن خلف ":وقد نقل األلوسي

)5(.هو حرف، والحرف يحتمل التحريك

:العطف بالجر على معمول اسم الفاعل المنصوب 2.7.2

األصل في المعطوف أن يتبع المعطوف عليه في اإلعراب رفعـا ونـصبا

.خالف المعطوف المعطوف عليه ومن ذلكوقد وجرا،

.421رصف المباني ص: المالقي .1

.199: 2 ع همع الهوا م:السيوطي .2

.528: 8 البحر المحيط : أبو حيان .3

.375: 1 الخزانة :البغدادي .4

.76 ص الضرائر: األلوسي .5

61

: قول األعشى

)1( الواهب المائة الهجان وعبدها عوذا تزجى خلفها أطفالها

إذ جاء بـالجر خالفـا للقيـاس، فاألصـل ) وعبدها (: موضع الشاهد

ب يجوز الحسن الوجه؛ ألنـه مـشبه بالـضار : " يقول ابن السراج .النصب

ه إلى الرجل على من ألن الضارب بمعنى الذي ضرب، والفعل واصل ،الرجل

الضارب الرجل، وأما قولهم الواهب المائة الهجان وعبدها : وقد قالوا ،الحقيقة

فقد وافق ابن السراج سيبويه )2(. والوجه النصب في هذا "فإنما أراد عبد المائة

هذا الـضارب : لعرب ترضى عربيتهم قال قوم من ا : " يقول سيبويه في ذلك،

)3(". ألنه عمل فيه عمل المنون؛الرجل، واألقيس النصب

يجوز في تابع :جواز النصب والجر في عبد ويقول " : ويرى ابن عقيل

والنصب فالجر مرعاه للفـظ ،المعمول اسم الفاعل المجرور باإلضافة الجر ،

)4(".راعاة لحمل المخفوض وهو المشهور والنصب على إضمار فعل، أو م

ألن اسم الفاعل إذا كان معرفـا بـال عمـل ؛ والرأي الراجح النصب

لذا كان الوجـه الـصحيح النصب في معموله وعبد معطوفة على منصوب،

وقد وردت .النصب مراعاة لما قبله، والتابع للمعمول يجري مجرى متبوعة

:يقول الشاعر. علية فال شاهد فيه و،رواية الديوان بالنصب

)5(هل أنت باعث دينار لحاجتنا أو عبد رب أخا عون ابن مخراق

: سـيبويه 145ص،1987انظر األعشى،ديوانه،شرحه وقدم له مهدي محمد ناصر الدين، . 1

.119: 1 شرح ابن عقيل :؛ ابن عقيل135: 1 األصول : ابن السراج؛182: 1 بالكتا

تسوق: تسجي، جمع عائذ وهو جمع غريب والعائذ الناقة إذا وضعة: عوذا، البيض:الهجان

.134: 1 األصول : ابن السراج.2

.182: 1 الكتاب: سيبويه.3

ابن ، شرح )هـ769ت(ني المصري، بهاء الدين عبد اهللا بن عقيل العقيلي الهمدا :ابن عقيل .4

.119: 1 بيروت،-، تأليف محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية صيداعقيل

خزانـة : ؛ البغـدادي 127: 1األصول : ؛ ابن السراج 171: 1الكتاب : سيبويه: انظر .5

.476: 3األدب

62

:على موضع دينار، يقول ابن الـسراج ) عبد(نصب : موضع االستشهاد

ـ : كأنه قال ، وأعمل فيه األول مقدرا تنوينه ،التنوين، ونصب الثاني ) باعث(أراد ب

، ولو جره على ما قبله كان عربيا جيدا إال أن الثاني كلمـا ) عبد رب أو باعث (

)1(.تباعد من األول قوي فيه النصب

واعلم أنه قد يجوز لك أن تحذف التنوين من التـي تجـري : " ويقول المبرد

أراد :ويقول. مجرى الفعل وال يكون االسم إال نكرة، وإن كان مضافا إلى معرف

أو باعث عبد رب، : اعث دينارا، ونصب الثاني؛ ألنه أعمل فيه الفعل كأنه قال ب

ولو جره على ما قبله كان عربيا جيدا، وذلـك ألنهـم مـن شـأنهم أن يحملـوا

.)2(المعطوف على ما عطف عليه

ويجريان اإلتباع على اللفظ والمحل في تابع مجرور اسم " : ويقول السيوطي

قال ابن " :ويقول البغدادي . )3()"هل أنت باعث دينار : (اعل العامل لقول الشاعر الف

أو تبعث عبد، وهذا مذهب : بإضمار فعل كأنه قال ) عبد رب (الشاهد نصب : خلف

سيبويه إال أن بعضهم خطأ هذا الرأي فقال ال يحتاج هنا إلى إضمار، ألن اسـم

نصب، فهو معطوف على الموضع ) دينار(ع الفاعل هنا بمعنى االستقبال، وموض

)4(.وال يحتاج إلى تكلف إضمار

ومن خالل آراء النحاة أرى أن اسم الفاعل غير المنون ال يعمل النـصب

خالفا للقاعدة العامة حمال على الموضع، ونشك أن الشاهد مصنوع من ) عبد(في

.م العادي والقياسيأجل التمكين لقاعدة فرعية صورية قليلة االستعمال في الكال

.127: 1،األصول،ابن السراج .1

.151: 4المبرد، المقتضب، .2

.295: 5 عهمع الهوام: لسيوطيا .3

.476: 3 الخزانة،البغدادي .4

63

:عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل 3.7.2

:إضافة الصفة المشبهة إلى المجرد من أل التعريف

ألنها مـشبهة تعمل الصفة المشبهة عمل اسم الفاعل المتعدي إلى واحد؛

)1(.به، ويستحسن فيها أن تضاف إلى ما هو فاعل لها في المعنى

:يقول الشماخ

)2(قامت على ربعيهما جارتا صفا كميتا األعالي جونتا مصطالهماأ

فقد أضاف الصفة المجردة من اآللف ) جونتا مصطالهما (موضع االستشهاد

. ضرورةوالالم إلى مضاف إلى ضمير

فرده إلى األصـل فـي ) جونا المصطليين (وإنما الكالم : "يقول ابن السراج

حسن وحهه، فإذا ثنيت : مررت برجل حسن الوجه، فمعناه :ألنك إذا قلت المعنى،

بـرجلين حـسن : فإن رددتـه إلـى أصـله قلـت حسن الوجوه، برجلين: قلت

ذكر ما قبله، وإذا أتيت بـاأللف ) حسن(وجوههما لم يكن في : قلت فإذاوجوههما،

ن حق هذا الشاعر والالم وأضفت الصفة إليها كان في الصفة ذكر الموصوف، فكا

)3(.جون مصطالهما: مصطالهما أن يوحد الصفة فيقول: لما قال

أما سيبويه فيرى إضافة الصفة مجردة من األلف والالم إلى مـضاف إلـى

حسنة وجهها شبهوهه : وقد جاء في الشعر :"ضمير أنه ردئ وقبيح، ويقول في ذلك

كما كان باأللف والالم، وهو مـن بحسنة الوجه، وذلك ردئ ؛ ألنه بالهاء معرفة،

ويذكر إبراهيم حسن إبـراهيم أن )4(، كما أنه من سببه باأللف والالم، سبب األول

على قبح الضرورة الشعرية أن تضاف الـصفة أجازوا سيبويه وجميع البصريين

المشبهة المجردة عن األلف والالم إلى معمولها المضاف إلى الـضمير، ووجـه

.142: 2شرح ابن عقيل : انظر .1

: 1الكتـاب : سيبويه. 475: 3األصول : ؛ ابن السراج 308:الديوان ص : الشماخ: انظر .2

الجبـل، جونتـا : األثفيتان، والصفا :؛ جارتا صفا 420: 2الخصائص : ؛ ابن جني .102

. المصطلىمسودتي: مصطالهما

.475: 3األصول : ابن السراج .3

.102: 1الكتاب : سيبويه .4

64

ة أن اإلضافة في هذا الباب ال تقع إال بعد تحويـل اإلسـناد إلـى القبح أو الرداء

)1(ضمير الموصوف ونصب المعمول الذي كان مرفوعا على التشبيه بالمفعول به،

واعلم أن العرب إذا حملت على المعنى لـم تكـد تراجـع : "يقول ابن جني

رت من أحسن إلي شك: شكرت من أحسنوا إلي على فعله، ولو قلت : كقولهماللفظ،

جونتا : (على فعلهم جاز، فلهذا ضعف عندنا أن يكون مصطالهما في قول الشاعر

عائد على األعالي في المعنى إذ كانا أعليين اثنين؛ ألنه موضع قـد ) مصطالهما

)2(.ترك فيه لفظ التثنية حمال على المعنى؛ ألنه جعل كل جهة منهما أعلى

مشبهة كانت أو غير مشبهة ال تخلو من أن تكون الصفة : "يقول ابن عصفور

معرفة باأللف والالم، أو نكرة، فإن كانت نكرة جاز في معمولها إن كان معرفـا

إلى ما عرف بهما، أو إلى ضميره الموصـوف ثالثـة باأللف والالم، أو مضافا

الرفع والنصب، والخفض، إال أنه ال يجوز في المـضاف إلـى ضـمير : أوجه

وصوف النصب والخفض إال في ضـرورة، ومـن الخفـض قـول الـشماخ الم

)3(.السابق

.295: سيبويه والضرورة الشعرية، ص: إبراهيم حسن إبراهيم1

.420: 2الخصائص : ابن جني .2

.156: المقرب ص: ابن عصفور .3

65

الفصـل الثالث

المنصوباتشواهد

ـ بعض هذه تضمن الفصل الثالث عشرين شاهدا نحويا، اهد معـروف وشال

عـشر تسعة النسب، وقد جاء منها ةمتعددأو القائل، ومنها شواهد مجهولة القائل،

.ذا شاوشاهد جاءد ضرائر الشعر، شاهدا من شواه

)6(جدول

شواهد المنصوبات حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 2 حذف العامل في المفعول به 1 ضرورة 2 النصب على نزع الخافض 2 ضرورة 1 إنابة الضمير المنفصل بدل المتصل 3 ضرورة 1 لمفعول معه على مصاحبهتقديم ا 4 ضرورة 3 نصب المضارع بأن في الواجب 5 ضرورة 2 جزم المضارع من دون جازم 6 ضرورة 1 تحريك المضارع المجزوم 7 ضرورة 1 إبقاء عالمة جزم المضارع 8

11 مج

:المفعول به 1.3

:حذف العامل في المفعول به

المفعول به، ويجوز أن يحذف ثم الفاعل فن يذكر الفعل األصل في الجملة الفعلية أ

)1(.الفعل إن دل عليه دليل

:يقول عمرو بن قعناس المراري

)2( أال رجال جزاه اهللا خيرا يدل على محصلة تبيت

.185: 2أوضح المسالك : ابن هشام .1المرأة التي : المحصلة .398: 1األصول : اج ؛ ابن السر 308: 1الكتاب : سيبويه: انظر. 2

.أما للتحصيل أو للفاحشة:تحصل الذهب من تراب المعدن وتخلصه منه، للمبيت

66

يقـول ابـن .على تقدير فعل محـذوف ) رجل(نصب : موضع االستشهاد

ـ ) ال(اعلم أن : "السراج يفـصل الولم تعمل إال في النكرة ) ليس(هنا إذا جعلت ك

بينها وبين ما عملت فيه؛ ألنها تجري رافعة مجراها ناصبة، وأما الشاهد فـزعم

ـ وسـألت : " يقـول سـيبويه )1(".هنا عمل ) ال(الخليل أنه أراد الفعل، وأنه ليس ل

ليس على التمني، ولكنـه بمنزلـة قـول ، فزعم أنه )أال رجال : (الخليل عن قوله

أال تروني رجال جزاه اهللا خيرا، وأما يونس : فهال خيرا في ذلك، كأنه قال : الرجل

)2(".فزعم أنه نون مضطرا

أال : كان على الشاعر أن يقـول له وجهة نظر أخرى إذ يقول الحلواني لكن

غيـر أن الـشاعر نس وقع مفردا، النافية للج ) ال(ألن اسم رجل من غير تنوين؛

ومثل هذا التفسير يـصدر عـن ،اضطر فنون، كما غيره اضطر فحذف التنوين

هنا يمكن أن توجـه ) أال(والمالحظ أن . )3.(إحاطة بواقع اللغة،وطبائع االستخدام

ـ : على النحو اآلتي االسـمية لتكون حرف تنبيه واستفتاح، وهنا تدخل على الجم

أال : أن تكون حرف عرض، فتدخل على الجمل الفعلية كقولنـا : الثانيوالفعلية، و

وإذا وليتها األسماء فعلى تقدير فعل محذوف، فالحمـل علـى . ؟ أال تسافر متصو

إضمار فعل وعلى حرف تحضيض أولى؛ ألنه ال ضرورة فيه، فالحمل على ما ال

ل محـذوف، يؤدي إلى ضرورة أولى مما يؤدي إلى ضرورة، فالراجح تقدير فع

.وهو األقرب إلى الصواب

: يقول جرير

الجدود 4( فال حسبا فخرت به لتيم وال وجدا إذا ذكر(

؛ 398: 1األصول : ابن السراج: انظر. 1

.308: 1الكتاب : سيبويه .2

م، مؤسسة الرسالة بيروت، 1979محمد خير،المفصل من تاريخ النحو العربي، : الحلواني .3

.219:ص

الكرم وشرف اإلنسان مـن : ؛ الحسب 447: 1الخزانة : جرير، ديوانه، البغدادي : انظر- 4

.نفسه وأخالقه

67

مـن حيث حذف الفعل ونون ما بعده ضرورة، ) حسبا: ( موضع االستشهاد

ما نون إن: يقول ابن السراج .وهو من األمثلة الشائعة في اللغة ،أجل استقامة الوزن

)1(.وهذا ما يراه أبو الحسن األخفش مضطرا،

) حـسبا (ولكن النصب أجود، فالعامل في ، ويجوز في البيت الرفع، والنصب

).ال(فعل محذوف تقديره ذكرت، وليس

، والرفع لوقوعه )حسبا (:على إنه يجوز النصب في قوله " : يقول البغدادي

ر متعد إليه بنفسه في معنى الفعل الظـاهر، بعد حرف نفي، أما نصبه فبفعل مقد

والتقدير فال ذكرت حسبا فخرت به، وال وجدا معطوف على قولـه حـسبا، أمـا

)2 (".بالرفع فعلى االبتداء وجملة فخرت به صفته

:النصب على نزع الخافض 2.3

ومن ،يق حرف الجر بعض األفعال تتعدى إلى مفعولين الثاني منها عن طر

ويتعدى الفعل إلى المفعـول ، الجر وقد يحذف حرف ،)أمر و استغفر (هذه األفعال

)3(.الثاني من دون واسطة

:يقول الشاعر

)4(أمرتك الخير فافعل ما أمرت به فقد تركتك ذا مال وذا نشب

إلـى ) أمـر (دى الفعـل ، فقد تع )أمرتك الخير : (موضع االستشهاد

واعلم أن من األفعال ما يتعدى إلى : " ويقول ابن السراج . دون واسطة منمفعولين

مفعولين في اللفظ، وحقه إن يتعدى إلى الثاني بحرف الجر، إال أنهـم اسـتعملوا

.398: 1األصول : ابن السراج .1

.447: 1الخزانة : البغدادي. 2

.488: 2شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك .3

خزانـة : ؛ البغـدادي 178: 1األصـول : ؛ ابن السراج 38: 1الكتاب : سيبويه: انظر .4

فقد نسب إلى معد يكرب، وإلى خفاف بن ندبـه، : والبيت متعدد النسب . 164: 1األدب

.المال الثابت: النشب. والعباس بن مرداس، وأعشى طرود

68

بينما يرى سيبويه أن هذه .)1("حذف حرف الجر فيه، فيجوز فيه الوجهان في الكالم

وإنما فـصل : " يقول المفعول الثاني عن بواسطة حرف الجر األفعال تتعدى إلى

اختـرت فـالن مـن الرجـال، : هذا أنها أفعال توصل بحروف اإلضافة، فتقول

منـصوب علـى نـزع ) الخير(إن : " ويقول البغدادي )2(".واستغفرت اهللا من ذلك

)3(".يتعدى بنفسه إلى مفعول واحد) أمر( الخافض، فالفعل

فعال قد تتعدى بنفسها أو عن طريق حرف الجر وهـو األقـوى، هذه األ و

والحذف هنا أمر اقتضاه وزن البيت، ومن المعلوم أن حرف الجر الباء كثيرا مـا

دون أن يؤدي إلى قبح الكالم، وهذا يسمى بالحذف يحذف في الكالم، أو يزاد به،

وبعض النحاة واالتصال، حذف الخافض ووصل الفعل إلى مفعوله دون واسطة،

ي، وهو األقرب إلى الرأي الصواب، يرى الحذف قياسا، والجمهور يرى أنه سماع

: ، أي )4()و ربهـم رف ك ودم ث أال إن : ( هناك أمثله كثيرة على ذلك منها قوله تعالى ف

:،أي من قومه وقال الشاعر )5()هوم موسى قرواختا: (بربهم، وقوله تعالى

)6(ار ولم تعوجوا كالمكم علي إذا حرام تمرون الدي

وقد يكون حذف الخافض نتيجة كثرة االستعمال من أجـل .تمرون بالديار : أي

. التخفيف، والتخفيف هنا لم يؤد إلى اللبس أو فساد المعنى

:يقول الشاعر

)7( استغفر اهللا ذنبا لست محصيه رب العباد إليه الوجه والعمل

؛ ابن الـشجري، هبـة اهللا بـن محمـد العلـوي، 178: 1األصول : ابن السراج : انظر.1

مطبعـة الخالق مصطفى محمـد، عبد :تصحيح وضبط م،1930 االمامي،)هـ542:ت(

.329: 1 األمانة بمصر،

.38: 1الكتاب : سيبويه .2

.164: 1خزانة األدب : البغدادي .3

.68: سورة هود، آية .4

.155: األنعام، آية .5

.512: صه، ديوان،جرير :انظر .6

:1األصـول : ابن السراج .341: 4المقتضب : ؛ المبرد 37: 1سيبويه الكتاب : انظر. 7 .والبيت مجهول النسب. 177

69

إلى ل، إذ حذف الشاعر حرف الجر، وتعدى الفع )ذنبا( موضع االستشهاد

، المفعول الثاني دون الجار، وهو من الشواهد قليلة االسـتعمال، ولكنهـا جـائزة

واعلم أن من األفعال ما يتعدى إلى مفعولين في اللفظ وحقـه : "ويقول ابن السراج

لجر، إال أنهم استعملوا حذف حرف الجـر أن يتعدى إلى المفعول الثاني بحرف ا

)1(".فيه، فيجوز فيه وجهان

هـذه "، ويقـول )2(".إن هذا ليس أغلب كالم العـرب : " سيبويه بينما يرى

األفعال توصل بحروف اإلضافة، ولما حذف حرف الجر عمل الفعـل النـصب

علم أن كل خافض وا" :، وهذا رأي المبرد حيث يقول)3("ليتعدى إلى مفعوله الثاني

)4(".في موضع نصب إذا حذفته وصل الفعل فعمل فيما بعده

) فـذنب (يتعدى بنفسه إلـى مفعوليـه، ) استغفر(والرأي الراجح أن الفعل

، وليس بنزع الخافض، وهذا من باب التوسع في عمـل )استغفر(منصوب بالفعل

المرونـة فـي :وسع يقصد بهالفعل عندما يكون الكالم مقيدا بالوزن والقافية، والت

)5(اللفظ أو التركيب ومراعاة مقتضيات السياق في التراكيب والعالقـات النحويـة

.فالضرورة هنا ليست قبيحة بل حسنة

:إنابة الضمير المنفصل المنصوب بدال من المتصل 1.2.3

الضمير قائم مقام االسم الظاهر، والغرض من اإلتيـان بـه االختـصار،

ير المتصل أخصر من المنفصل، فكل موضع أمكن أن يؤتى فيه بالضمير والضم

.177: 1األصول : ابن السراج .1

. 17: 2الكتاب ،سيبويه .2

.37: 1سيبويه الكتاب .3

.321: 2المقتضب : المبرد .4

المنهج التحويلي في النحو العربي، مجلة كليـة دار حسن، عبداهللا أحمد جاد الكريم، : انظر5

.581: م، ص2004، 210، 32العلوم،

70

المتصل ال يجوز العدول عنه إلى الضمير المنفصل، ولكن قد يرد المنفصل بـدل

)1(.المتصل ضرورة

:يقول الشاعر

)2(إليك حتى بلغت إياك

ير إذ وضع الضمير المنفصل موضع الضم ) بلغت إياك : (موضع االستشهاد

.ضرورة خالفا للقياس) الكاف(موضع ) إياك(فقد وضع المتصل،

والشاعر إن اضطر جعل المنفصل موضـع المتـصل، : " يقول ابن السراج

فالضمير المنفصل ال يقع موقع المتصل ما لم يمتنع االتصال، فان امتنع االتصال

نحـاة فـي هـذه وقد وافق ابن السراج غيره من ال )3( ".كان من باب الضرورة

.المسألة

وال يجوز في الكـالم، )إيا(هذا باب ما يجوز في الشعر في ": قال سيبويه

)4(."هو قبيح ال يتكلم به العرب :ويقول

فإن المضمر المتصل وإن كان أضـعف مـن الـضمير : "يقول ابن جني و

حملوا المنفصل عليه وقد: "ويقول) 5(".المتصل فإنه أكثر وأيسر في االستعمال منه

في البناء إذا كان ضميرا مثله، وقد يستعمل في بعض األماكن في موضعه؛ نحـو

)6(".إليك حتى بلغت إياكا: قوله

يعني أن الـضمير المنفـصل ، حتى بلغتك إياك :وذكر الزجاجي أن التقدير

.أن يشتمل عليهإياك لم يوضع موضع الضمير المتصل الذي كان من حق الكالم

.121: 1جامع الدروس العربية : الغاليينيانظر 1

: ؛ المـالقي 120: 2األصـول : ؛ ابن الـسراج 363-362: 2الكتاب : سيبويه: انظر. 2

.218:رصف المباني ص

.120: 2األصول : ابن السراج. 3

.363-362: 2الكتاب : سيبويه. 4

.192: 2الخصائص : ابن جني .5

. 194: 2الخصائص : ابن جني 6

71

األصل االتصال بالفعل أو ما في معناه، ألنه ضعيف كونـه " :وقال المالقي

ولما اتصل بمـا قبلـه ، فاتصل به ليقوي النطق به ،في األصل مركب من حرف

فإذا وقع االستثناء أوجب التقديم فلم يصح النطق بـه صار معه كالكلمة الواحدة،

فال يجوز انفصاله مع التأخير إال في ،جعلنا إيا له دعامة ليقوى بها النطق وحده، ف

)1( ."الضرورة

ير ال يخرجه عن الـضرورة سـواء أراد بـه دوهذا التق : ويقول ابن يعيش

)2( . ألن حذف المؤكد أو المبدل فيه ضرورة؛التوكيد أو البدل

نهم متفقون على أن الضرورة سـبب أ يرى الباحث ومن خالل آراء النحاة

لقياس واالستعمال، وهو مخالف ل في اتصال الضمير المتصل بدل المنفصل، وهذا

وال تبنى على أساسه القواعد النحوية وهو من أقبح من النادر الذي ال يقاس عليه،

.الضرائر

المفعول معهشواهد 3.3

ز العطف على ضعف فـي موضـعين يرجح النصب على المعية مع جوا

أن تكون المعية مقصودة من المتكلم، فليس ما بعد الواو مشترك في حكم : أحدهما

)3(.ما قبل الواو

:تقديم المفعول معه على مصاحبه 1.3.3

ال يجوز أن يتقدم المفعول معه على عامله وال مصاحبه، لكنه يتقـدم فـي

)4(.الشعر ضرورة

.218:رصف المباني ص: القيالم. 1

.183: 3شرح المفصل : ابن يعيش. 2

.243: 2أوضح المسالك : ابن هشام األنصاري: انظر .3

.383: 2الخصائص : ابن جني: انظر .4

72

: الحكم الثقفييقول يزيد بن

)1( ثالث خصال لست عنها بمرعوية جمعت وبخال غيبة ونميم

إذ تقدم المفعـول معـه علـى ) جمعت وبخال وغيبة : ( موضع االستشهاد

. )2(المعمول لمصاحبة المصاحب

ابـن وهذا ما جوزه ) 3.(وهو جائز على التقديم والتأخير : يقول ابن السراج

قـال . ضربت وزيدا عمـرا : والطيالسة البرد، كما تقول : ويجوز ": إذ يقول جني

فقد أجاز ابن جني تقديم المفعـول معـه .)4("جمعت فحشا وغيبة ونميمة : الشاعر

ال حجة البن جني في البيت:على مصاحبه، لكن شارح الكافية قال

التابع على المتبوع للضرورة مجوز تقدي ال ي : "ابن الشجري في أماليه قال

المعطـوف م، وإنمـا جـاز تقـدي ...إال في العطف دون الصفة والتوكيد والبدل

مال يقـد : " ويقرر السيوطي أنه )5(.للضرورة؛ ألن المعطوف غير المعطوف عليه

على عامله وال صاحبه خالفا البن جني؛ ألن أصل واوه واو عطف، والمعطوف

ويقـول )6(".قدم على المعطوف عليه إجماعا، وال يتقـدم علـى مـصاحبه ال يت

)7(. وألولى المنع رعاية ألصـل الـواو ،واألصل جمعت غيبة وفحشا : "البغدادي

والذي أرجحه رأي البغدادي، فاألصل جمعت بخال وغيبة، والذي دفع الشاعر إلى

. الوزن وسالمة التركيب الشعريةمخالفة القياس هو استقام

: ؛ ابن الشجري 363: 2الخصائص : ؛ ابن جني 326: 1األصول : ابن السراج : انظر. 1

. 494: 1الخزانة : ؛ البغدادي494: 1همع الهوامع : ؛ السيوطي177: 1األمالي

.326: 1األصول : ابن السراج : انظر. 2

.المصدر نفسه. 3

.363: 2الخصائص : ابن جني .4

.177: 1األمالي : ابن الشجري .5

.494: 1همع الهوامع : السيوطي. 6

.494: 1الخزانة : البغدادي .7

73

نصب الفعل المضارعشواهد 4.3

نصب الفعل المضارع بأن مضمرة في الواجب

أوجب النحاة نصب الفعل المضارع بأن مضمرة وجوبا بعد الفاء المتـصلة

بعد الفـاء فـي الواجـب ) أن(بجواب نفي أو طلب أو عرض، ولكن قد تضمر

.اضطرارا

:يقول طرفة

)1( ال يدخل الذل وسطها ويأوي إليها المستجير فيعصما لنا هضبة

، والقيـاس )إدخال الفاء في جواب الواجب مخالفا للقياس ( موضع االستشهاد

، وهنا ال شـاهد فيـه )ليعصما(حذف الفاء ورفع الفعل المضارع، وهناك رواية

من ذلك إدخال الفاء فـي :" ةيقول ابن السراج في باب تغيير وجه اإلعراب للقافي

جواب الواجب ونصب ما بعدها، وهذا ال يجوز في الكالم، وإنما ينصب ما بعدها

إذا كان مخالفا لما قبلها، وذلك إذا كانت جوابا ألمر، أو نهي، أو تمن، أو استفهام،

)2(أونفي

: هنا يكون في ضرورة الشعر على ضعف، يقـول بين سيبويه أن النصب يو

وال يكون في هذا الباب إال الرفع، ،في الواجب " أن"علم أن الفاء ال تضمر فيها وا

مـن ونصبه في االضطرار ،وقد يجوز النصب في الواجب في اضطرار الشعر

العاملة وهو ضـعيف فـي " أن"وذلك ألنك تجعل حيث انتصب في غير الواجب،

)3 (.الكالم

في غير الواجب، الن غير الواجـب " أن"ر وإنما جاز إضما : "األخفش يقول

ما حدث فيه خالف ألوله جاز هـذا لا له، ف ضيجئ ما بعده على خالف ما قبله ناق

: م، تحقيق 1975 األعلم الشنتمري، ، ديوانه بشرح )هـ476: ت(طرفة بن العبد : انظر . 1

؛ الكتاب: ؛ سيبويه 194: بدمشق، ص درية الخطيب ولطمن الصقال، مجمع اللغة العربية

.األصول: ؛ ابن السراج 281: 3المقتضب : المبرد

.471: 3األصول، : ابن السراج .2

.39: 3الكتاب : سيبويه. 3

74

هواإلضمار فيه، والواجب يكون آخره على أوله، وهذا ال يجوز اإلضمار فيه، و

)1(". واجب في الشعر

في ظاهر الواجـب وإن كان ،والصحيح عندي أن نصبها : " يقول المالقي

وقال )2(". ألن التقدير أن يأوي إليها المستجير فيعصما ؛على معنى الشرط المقدر

)3( ."وإنما ذلك عندهم للضرورة" :القزاز القيرواني

:بن حنباء يقول المغيرة

)4(ساترك منزلي لبني تميم فألحق بالحجاز فاستريحا

دخل الشاعر الفاء في جـواب الواجـب أإذ ) فاستريحا( ضع االستشهاد مو

يقول ابن السراج فـي .، وهنا ال شاهد فيه )ألستريح( مخالفا القياس، وهناك رأي

من ذلك إدخال الفاء في جواب الواجب، ونصب :" باب تغير وجه اإلعراب للقافية

ها إذا كان مخالفا لما قبلها، ما بعدها، وهذا ال يجوز في الكالم، وإنما نصب ما بعد

)5(". وذلك إذا كان جوابا ألمر، أو نهي، أو نفي، أو استفهام، أو نفي

وال يكون في في الواجب، ) أن( واعلم أن الفاء ال تضمر فيها :يقول سيبويه

ونـصبه وقد يجوز النصب في الواجب في اضطرار الشعر، هذا الباب إال الرفع،

)6(ن حيث انتصب في غير الواجب االضطرار مفي

.)7( ويرى الصنعاني أن النصب بالفاء في غير جواب حمال على فاء الجواب

.66: 1ن معاني القرآ: األوسط، سعيد بن مسعده األخفش. 1 .301:رصف المباني ص: المالقي. 2 .161-160:ما يجوز للشاعر ص: القزاز القيرواني. 3: 3الكتـاب : سيبويه: ، انظر نسب البيت للمغيرة بن حنباء الحنضلي ولم يوجد من ديوانه .4

.250: 1شرح الشواهد الشعرية، : ؛شراب471: 3األصول : ابن السراج: ،38-39

.250: 1شرح الشواهد الشعرية، : ؛ شراب471: 3األصول : سراجابن ال: انظر.5

.39-38: 3الكتاب : سيبويه .6

.426:تهذيب الوسيط في النحو، ص: الصنعاني .7

75

:يقول النابغة الجعدي

)1(كأن يؤخذ المرء الكريم فيقتال قروم تسامى عند باب دفاعه

)يقـتال (ب الفعل الزائدة، ونص )ما(حيث حذف ) كأن يؤخذ ( موضع الشاهد

يريد كما أنه يؤخذ المرء قال أبو عثمان أنا ال أنشده ": يقول ابن السراج .بعد الفاء

التي تنصب األفعال دخلـت عليهـا ) أن( إال كأن يؤخذ المرء، فنصب يؤخذ؛ ألن

وإن جاءت ساقطة من الكاف في الشعر جاز كمـا : قال سيبويه )2(".كاف التشبيه

وذكر األعلم أن سيبويه قد خولف في التقـدير المـذكور، )3(.عديقال النابغة الج

وجعلت الكاف جارة للمـصدر ،بعدها) يؤخذ(الناصبة للفعل ونصب ) أن(وجعلت

بالنصب عطفا ) فيقتال: (في أن والفعل، واستدل صاحب هذا القول على ذلك بقوله

.، والتقدير كأخذ المرء الكريم وقتله)يؤخذ(على

أقـرب منهمـا خـارج، واآلخـر وكال القولين : قال األعلم : المحقق وقال

،األقرب للصواب والذي نراه أن رأي سيبويه هو : ويقول إبراهيم حسن )4(.وأسهل

ليـست ) كـأن ( مما يدل على أن ، فرواية سيبويه برفع يؤخذ ،ال كما ذكر األعلم

)5( .الفيه كما زعم مخ،مركبة من الكاف الجارة وأن الناصبة للفعل

الزائـدة بـين الكـاف ) مـا (فالبيت اشتمل على ضرورتين األولى حذف

ومجرورها المؤول والتقدير كأنه يؤخذ، ونصب الفعل يقتال المقترن بالفـاء بعـد

.هو لم يسبق بنفي أو طلبوالخبر المثبت

، 1998واضح الـصمد، دار صـادر بيـروت، : النابغة الجعدي، جمع وتحقيق : انظر . 1

.278: 1األصول: ؛ ابن السراج3:140سيبويه الكتاب،،136ص .278: 1األصول: ابن السراج . 2

.140: 3الكتاب : سيبويه. 3

.278: 1األصول الحاشية : ابن السراج :انظر.4

181: ، سيبويه والضرورة الشعرية، ص إبراهيم:انظر.5

76

:جزم الفعل المضارعشواهد 5.3

جزم الفعل المضارع من دون جازم

عل المضارع يكون مرفوعا إذا تجرد من النواصب والجوازم، لكن النحاة الف

قـول أخذوا يفسرون ويتأولون بعض األبيات المجزومة من دون جازم ومن ذلك

:متيم بن نويرة

)1( في بكى من على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي لك الويل حر الوجه أو يبك

إذ جزم الفعل المضارع الدال على الطلب دون ) أو يبك (االستشهاد موضع

فاألصل في الفعل المضارع الدال على الطلب وهذا خالفا للقياس، دخول الجازم،

وغير مـستعمل فـي العـرف ،أن يسبق بالم األمر، ولكن سقوط الالم هنا قليل

أقبح الضروراتنماللغوي العام؛ ولكنه إذا لجأ إليه الشاعر يعد .

قـال ، حذف هذه الالم في الشعر، وتعمل مـضمرة جواز ابن السراج يرى

فـي ) ال(و) لم(ليبك، وال يجوز أن تضمر : أو يبك من بكى، أراد :متتم بن نويرة

حيث اتبع ابـن الـسراج )2(".ولو أضمر اللتبس األمر باإليجاب .ضرورة شاعر

.سيبويه في ذلك

واعلم أن هذه الالم قد يجوز حـذفها فـي الـشعر وتعمـل " :ويهيقول سيب

وهذا من باب تقـصير الحركـة كأنهم شبهوها بأن إذا أعملوها مضمرة ،مضمرة

)3(."".الطويلة لضرورة الشعر

والنحويون يجـزون : " سيبويه وابن السراج في ذلك فقال المبردوقد خالف

وال أرى ذلك على ما قالوا؛ ، طر الشاعر لذلك إضمار هذه الالم في الشعر إذا اض

ألن الجزم في األفعال نـضير ؛ وأضعفها الجازمة ،ألن عوامل األفعال ال تضمر

:ابن الـشجري ؛390: 1سر صناعة اإلعراب : ؛ ابن جني 8: 3الكتاب : سيبويه: انظر. 1

.وضع بعينه قتل منه رجال من قوم الشاعرالبعوضة م. 338: 1أمالي ابن الشجري،

.157: 2األصول : ابن السراج. 2

.8: 3الكتاب : سيبويه .3

77

ألنه إذا قال فاخمشي فهو ؛الخفض في األسماء، ولكن بيت حاتم حمل على المعنى

)1( .في موضع فلتخمش، فعطف الثاني على المعنى

واعلم أن هذه الالم الجازمة ال تـضمر إال فـي الـشعر ": يقول ابن جني

وحسن ذلك له قليال أن ما قبله وإن لم يكن مجزوما فإنـه فـي معنـى ،ضرورة

.الكـوفيين وويفصل األنباري هذه المسالة عارضـا رأي البـصريين .)2("الجزم

. العرب مع بقاء عملها وارد في كالم)الم األمر( إن حذف :فالكوفيون يقولون

ألن فعل ؛أما البصريون فيرون أن الفعل مجزوم حمال على معنى فاخمشي

)3( .األمر أصله فعل مضارع

ألن الجازم أضعف مـن حـرف ؛هذا من أقبح الضرورات : ويقول األعلم

الجر، وحرف الجر ال يضمر، وقيل إنه مرفوع وحذفت المه للضرورة الشعرية،

)4( . وهذا أسهل من الضرورة وأقرب،سرواكتفى بالك

:عبداهللا بن همام السلولي يقول

)5( شيء تباالمنمحمد تفد نفسك كل نفس إذا ما خفت

فقد جزم الفعل المضارع مع حـذف العامـل ) تفد نفسك ( موضع االستشهاد

: ج على هذا الشاهد غير أنـه قـال لم يعلق ابن السرا خالفا للقياس، ) الم األمر (

)6(.فليس بمعروف هذا البيت في كتاب سيبويه

وإن هـذه الـالم ،مجزوم بالم األمر المحذوفة ) تفد( إن: "سيبويه يقول أما

المبرد فقد أبطل االحتجـاج بهـذا أما )7( .يجوز حذفها في الشعر وتعمل مضمره

.132: 2المقتضب : المبرد. 1

: 1أمالي ابـن الـشجري، :؛ابن الشجري 390: 1سر صناعة اإلعراب : ابن جني : انظر . 2

338.

.512: 2اإلنصاف : األنباري. 3

.629: 3الخزانة : البغدادي. 4

: 3الخزانة : ؛ البغدادي 512: 2اإلنصاف : األنباري. ،132: 2المقتضب : المبرد: انظر 5

629 .

.175: 1األصول : ابن السراج 6

.408: 1الكتاب : سيبويه. 7

78

، وهذا مـذهب )1(د ما ال يراه مناسبا مع مذهبه البيت ألنه مجهول النسب، فهو ير

أهل البصرة فهم يمقتون الشواهد المجهولة لضررها على اللغة وإساءتها إلى علم

وهذا الشعر مما ال يلتفت إليه، وهو مما ال يحتج :النحو كما يرون، يقول الزجاج

مثل أصحاب وهذا البيت أقبح من بيت على : ويقول ابن جني . )2(به في كتاب اهللا

ألن معناه لتخمشي وهذا ؛ ألن البيت السابق فيه معنى الالم وهو اخمشي ؛البعوضة

)3( .ليس فيه شيء في معناه ومعنى الالم

ولكن نقول أن األصل أن نعالج الظاهرة اللغوية أو النحوية حسب القاعـدة

ض النحاة قد يكـون النحوية بغض النظر عن القائل أكان مجهوال أو معلوما، فبع

مع العلم أن خـوف ،جاهال لصاحب البيت لكن الشاهد قد يكون معلوما عند غيره

النحاة من البيت المجهول يكون من باب الحرص على أال يكون البيت مـصنوعا،

كما أن معرفة الشاعر مدخل لتقويم الـضرورة أو مولدا أو ممن ال يوثق بكالمه،

وهـذا مـن أقـبح : وقـال األعلـم . العمل على دراستها والشذوذ عند الشاعر، و

نه إن الجازم أضعف من الجار، وحرف الجر ال يضمر، وقد قيل أل؛ الضرورات

أراد لتفد فاضطره الوزن : وقالوا ،واكتفى بالكسر . مرفوع وحذفت المه للضرورة

سك واصل تفد نفسك تفدي نف ،لحذف الالم، وبعضهم يرى بأنه خبر يراد به الدعاء

فاألصـل فـي . واألقوى أن تكون مرفوعة مقدرة على الياء المحذوفة ،كل نفس

الفعل المضارع أن ال يجزم إال بعامل الجزم، ولكن جزمه هنا كما يـرى بعـض

النحاة من أجل استقامة الوزن وسالمه التركيب العروضي، فقد اضطر الـشاعر

لنحاة في هذه المسالة لهم آراء إلى تقصير الحركة الطويلة مع حذف الم األمر، وا

.مختلفة

. 132: 2المقتضب : المبرد .1

.433: 4الخزانة، : البغدادي :انظر. 2

اللغة الـشعرية عنـد :محمد عبده :فلفل؛.391:سر صناعة اإلعراب ص : ابن جني : انظر. 3

. 59:م، دار جرير، عمان،ص2007النحاة،

79

:ارع المجزوم بالفتحضتحريك الفعل الم 1.5.3

إذا كـان ألصل في الفعل المضارع المسبوق بأداة جزم أن تجـزم المـه ا

فقـد حـرك ،لكن ورد في الشعر غير ذلـك . ويحرك ما قبل الالم صحيح الالم

. الساكن وسكن المتحرك

:ر يقول الشاع

)1(ده أبوانال رب مولود وليس له أب وذي ولد ولم يلأ

فقد جعل حركـة ،إذ أسكن المتحرك وحرك السكن ) يلده(موضع االستشهاد

الالم سكونا، واألصل تحريكها، وحرك الدال الساكن، واألصل فيها السكون بعـد

.سخروج عن القيادخول حرف الجزم، وهذا

وأصل األول ،فإن كان آخر االسم حرفا مدغما بعد األلف : " يقول ابن السراج

فيهما السكون يعني الحرفين المدغم أحدهما في اآلخر حركته إذا رخمته بحركة ما

قبله، وذلك نحو أسحار يا هذا، وكذلك تفعل بكل ساكن احتيج إلـى حركتـه فـي

فقد فتح الدال بحركة الياء لما احتـاج )2( .لودأال رب مو : الضرب، كقول الشاعر

.إلى تحريكها؛ ألن الفتحة قريبة منها

انطلق ولم يلد )على فتحة (وإن شئت فتحت الالم إذا أسكنت ": يقول سيبويه

)3(."إذا جزموا الالم

ثم فتحـوا بكسر الالم إال أنهم أسكنوا الالم ) يلده( يقول ابن يعيش واألصل

)ويخـش اهللا ويتقـه ( ذلك قوله تعالى في قراءة حفـص من و ،الدال على ما تقدم

كل مكسور أو مضموم إذا : وينقل الشارح قول المبرد بإسكان القاف وكسر الهاء،

)4( . حركات اإلعراب يجوز فيه التسكين وال يجوز ذلك في المفتـوح من لم يكن

لهجـات منبق أن تسكين عين الفعل هو لهجة في الشاهد السا يراه الباحث والذي

؛ ابن الحاجـب شـرح 364: 1األصول : ؛ ابن السراج 265: 2الكتاب : سيبويه: انظر. 1

.40: 1الشافية

.364: 1األصول : ابن السراج. 2

.265: 2الكتاب : سيبويه .3

.127-126: 3شرح المفصل : ابن يعيش. 4

80

وجميع التفريعات في كالم بني تمـيم، :الرضي وخاصة بني تميم، يقول ،العرب

وعزاه سيبويه إلى بكر بن وائل ،عونوأما أهل الحجاز فال يغيرون البناء وال يفر

.)1( تميممنوأناس كثير

:عالمة جزم الفعل المضارع المجزوم إبقاء 2.5.3

الفعل المضارع المعتل اآلخر المجزوم يجب حذف حرف العلة فيه ما لـم

. وقد يثبت حرف العلة في ضرورة الشعر)2(يكن حرف العلة مبدل من همزة،

:يقول قيس بن زهير

)3(ألم يأتيك واألنباء تنمي بما القت لبون بني زياد

، فقد أثبت الشاعر اليـاء الـساكنة فـي الفعـل )يأتيك: ( موضع االستشهاد

: يقول ابـن الـسراج .المضارع المعتل المجزوم، وأجراه مجرى الفعل الصحيح

اعلم أن أحسن ذلك ما رد فيه الكالم إلى أصله، ومنه تـصحيح المعتـل، وهـذا "

ـ : " قال سيبويه وهذا رأي )4(.يجوز في الشعر وال يصلح في الكالم نووقـد يبلغ

فسيبويه يـرى أن الـصحيح . )5"(راد: من أصل ) رادد: (بالمعتل األصل فيقولون

إليه عند الضرورة الشعرية، إذ بعض الـضرائر تـرد أصل المعتل، وأنه قد يرد

األشياء إلى أصولها، ويـرى أبـن عـصفور أن الحـذف فـي صـنفين مـن

مزة جزمه بحذفـه وال غير مبدل به ةأحدهما كل فعل في آخره حرف عل :األفعال

يقـول ابـن )6(. ويكون الجزم بحذف الحركة إال في ضرورة ،يثبت حرف العلة

واالختيار في مثل هذا، حذف الياء للجازم، ألن دخـول الجـازم علـى : "خالويه

.257: 2الكتاب : سيبويه: انظر .1

.93: 1أوضح المسلك : ابن هشام األنصاري :انظر. 2

عادل جاسم البياني، مطبعة اآلداب مـن النجـف، : ديوانه، تحقيق : قيس بن زهير : انظر .3

وقد وردت روايـة . 443: 3األصول : ؛ ابن السراج 60: 1الكتاب: ؛ سيبويه 29: ص

.ألم يبلغك: الديوان

.442-435: 3األصول : ابن السراج .4

.60: 1الكتاب: سيبويه .5

.51:المقرب،ص:ابن عصفور .6

81

األفعال يحذف الحركات الدالة على الرفع إذا وجدها، فان عـدمها لعلـة حـذفت

نها قامت مقامها وإنما يجوز إثباتهـا مـع الحروف التي تولدت منها الحركات؛ أل

)1(.الجازم في ضرورة الشعر

والشعراء أمراء : أن الضرورة عيب وقدح وغلط، ويقول : "س ويرى ابن فار

فإما لحـن فـي . الكالم يقصرون الممدود ويمدون المقصور، ويقدمون ويؤخرون

)2(".ألـم يأتيـك : لشاعرإعراب أو إزالة عن نهج صواب، فليس لهم ذلك كقول ا

ولواضح أن ابن فارس أجاز للشاعر من الضرائر قصر الممدود واالختالس، وعد

.من اللحن بعض الضرائر كمعاملة الفعل المعتل الالم مجزوما معاملة الصحيح

وينبغـي أن تجتنـب ارتكـاب : "وهذا ما ذهب إليه أبو هالل العسكري إذ يقول

أهل العربية، فإنها قبيحـة تـشين الكـالم منصة الضرائر وإن جاءت فهي رخ

وتذهب بمائه، وإنما استعملها القدماء في إشعارهم لعدم علمهـم بقباحتهـا، وألن

.)3"( بعضهم كان صاحب بداية، والبداية مزلة

ا هو إال إشباع للحركة القـصيرة ويرى األقطش أن إثبات الياء في يأتيك م

)4( القديمة قد حفلت بهذا النمط وال سيما المصنفات الـشعرية يرى أن المصنفات و

أبو هالل العسكري أرى فيه قربا للصواب؛ الن الضرورة يجب أن تقدر هوما قال

، فالشاعر خرج عن مألوف اللغة، فرخصه غير مقبولة؛ ألن الـضرورة )5(بقدرها

جه لـه مثـل رفـع تجيز ما له وجه في اللغة، وإن كان ضعيفا، وأما الذي ال و

المفعول، أو نصب الفاعل أو عدم حذف حرف العلة، فهـو عيـب فاسـد يقـدح

باللغة، فاألولى عند الشاعر أن يحذف حرف العلة لكن ما فعله الشاعر أنه وضع

،5ط عبد العال سالم مكرم، :م، تحقيق وشرح 1990، الحجة في القراءات السبع : ابن خالويه .1

.198:مؤسسة الرسالة، ص

.331: الصاحبي ص: ابن فارس .2

محمد عبده، اللغة الشعرية عنـد : فلفل ؛168: الصناعتين ص ، أبو هالل ،العسكري :انظر. 3

. 95: النحاة، ص

اإلشباع الصوتي من المقاطع العربية،مجلة العلوم االجتماعيـة : انظر األقطش عبد الحميد .4

.2005: 14:واإلنسانية،عدد

.246 -245: 1األشباه والنظائر : ؛ السيوطي18:الضرائر ص: األلوسي :انظر .5

82

الوزن وسالمة النظم قبل أن يتمسك بمعيارية النحـو على المحافظةنصب عينيه

، والمعلوم أن البـاء ال )ما(عر الباء في واللغة، وهناك شاهد آخر، فقد زاد الشا

، وفاعل فعل التعجب فـي االختيـار وعلـى االطـراد )كفى(تزاد إال في فاعل

.ر الكالم ال يقاس عليهادوزيادتها في غيرها ضرورة، كقول الشاعر السابق أو ن

مـا ألم تسمع : كما لما كان معناه ) تبما الق ( زيادة الباء في : "قال ابن جني

)1(".القت لبناتهم هذا كالمه وكان على التضمين

)7 (جدول

التمييزشواهد حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 1 تقديم التمييز على عامله 1 شذوذ 1 نصب تمييز المائة 2 ضرورة 2 الفصل بين كم وتمييزها 3 ضرورة 1 ين العدد وتمييزهالفصل ب 4 ضرورة 2 تذكير العدد 5

7 مج

:تقديم التمييز على عامله 6.3

األصل أن يتأخر التمييز على المميز وعلى الفعل العامـل، وال يجـوز

)2(تقديم التمييز على الفعل العامل فيه عند األكثر وقد جاء متقدما

:كقول الشاعر

جأتهها وما كان نفسا بالفراق تطيبسلمى للفراق حبيب 3(ر(

.67: 1المحتسب : ابن جني .1

.233: ص.التهذيب الوسيط في النحو: الصنعاني .2

شـرح : ؛ ابن يعـيش 224: 1األصول : ؛ ابن السراج 37: 3المقتضب : المبرد: انظر .3

والبيت جاء متعدد النسب والرواية، فقد قيل إنه للمخبل السعدي، وقيـل . 74: 2المفصل

.ألعشى همدان، وقيل لقيس ابن معاذ

83

يرى ابـن .)تطيب: ( إذ قدم التمييز على عامله ) نفسا: ( موضع االستشهاد

السراج أنه إذا كان العامل في االسم المميز فعال جاز تقديمه عند المازني وأبـي

وقـال . )1(ون كذلك على مذهب سـيبويه العباس، وكان سيبويه ال يجيزه، والكوفي

اعلم أن التمييز إذا كان العامل فيه فعال جاز تقديمـه لتـصرف الفعـل؛ : "المبرد

)2(".تفقأت لحما، ولحما تفقأت، وهذا ال يجيزه سيبويه: فتقول

والرواية الصحيحة وما كان نفسي بالفراق تطيب، وهنـا ال : يقول الزجاجي

ابن يعيش فيرى أنه ال حجة في هذا البيت على رواية ابن السراج؛ أما . شاهد فيه

وهذا عند أصحابنا شاذ، مع صحة الروايـة، وال : " يقول الفارقي )3(.لقلته وشذوذه

د ابن خالويه قبح تقديم التميز على عامله، سيما إذا لم يـأتي وقد أك )4(.يقاس عليه

) 5(.معه فعل متصرف

نحاة أنه إذا كان عامل التمييز غير متصرف فيجب تقديم العامل، فقد اتفق ال

ما جاء على غيره ضرورة، ويروا أن تأخر العامل المتـصرف عـن اواعتبرو

التميز قليل، فقد أولوا أن التمييز منصوب بعامل محذوف وبعضهم أعده ضرورة،

في الرواية يوسع والمالحظ أن البيت مضطرب متعدد الرواية، وهذا االضطراب

النحوي، فإذا الخالف بين النحاة في المسائل النحوية، ويضعف االستشهاد بالشاهد

اختلفت رواية الشاهد مثل هذا البيت فإن أقرب الروايات إلى القاعدة القياسية وما

يستعمله العرب في كالمهم هي األجدر لألخذ بها، لـذا فروايـة الـديوان هـي

ت شاهد على الرتبة النحوية، فقد أثبت قاعدة فرعية تجيز تقديم األقرب، وهذا البي

التمييز على عامله، والذي دفع الشاعر هي الضرورة الشعرية من أجل اسـتقامة

.التركيب، فلم يسمع هذا الكالم إال في الشعر، فهذا أسلوب خاص بلغة الشعر

. 224: 1صول األ: ابن السراج. 1

.36: 3المقتضب : المبرد. 2

.74: 2شرح المفصل : ابن يعيش. 3

م، 1993 ، المسائل المشكلة فـي أول المقتـضب، )هـ:391ت(سعيد بن سعيد : الفارقي .4

.139سمير أحمد معلوف، معهد المخطوطات المصرية، القاهرة، : تحقيق

.230ص الحجة في القراءات السبع،: ابن خالويه .5

84

نصب تمييز لفظ المائة شذوذا 1.6.3

أللف فيكونان للمذكر والمؤنث على لفظ واحد، ويفسران بواحد فأما المائة وا

)1(وتثنيتهما بمنزلتهما، وال يجوز إثبات النون والنصب ) مائة رجل (مخفوض نحو

: يقول الربيع بن ضبع الفزاري.وقد ورد إثبات النون واإلفراد في الشعر شذوذا

)2( والفتاء الفتى مئتين عاما فقد ذهب البشاشةش إذا عا

.إذ أثبت النون في المثنى ونصب ما بعدها ) مئتين عاما : (موضع االستشهاد

إلـى واحـد ة المائ ت تركت التنوين، وأخفض ةإذا بلغت المائ : "يقول ابن السراج

؛ ألنها تشبه عشرة وعشرين من جهـة اإلضـافة، ةمفسر، ووجب ذلك في المائ

ها العقد الذي يلي التسعين، فوجب أن يكون مميزها وتشبه العشرين والتسعين؛ ألن

إذا بلغت العقد تركت التنـوين والنـون، : " يقول وهذا رأي سيبويه إذ )3(".واحدا

وقد أكـد هـذا )4(".، وقد جاء في الشعر بعض هذا منونا ةوأخفضت ما بعد المائ

)5(".المائة دينارا واإللف درهما: وأجاز ابن كيسان أن يقال في السعة

ن و نصب م : " ويقول المبردبعده لم يجز أن يقـع إال افإن أضطر شاعر فنو

ويقول أبـن هـشام المائـة )6(".أذا عاش الفتى : نكرة؛ ألنه تمييز، كقول الشاعر

واأللف وحقهما أن يضافا إلى مفرد، وقد تضاف المائة إلى جمع وقد تميز بمفـرد

)7(". عاش مأتي عاماإذا: صوب كقول الشاعرمن

فإثبات الشاعر للنون في المثنى ونصب ما بعدها مخالف للقياس، فقد عاملها

النصب حمال على المفرد، وهذا شاذ وقليل ر فاختا ،الشاعر معاملة التمييز المفرد

ـ مفـردا ةال يقاس عليه فاألصل مائتي عام، فالنحاة أوجبوا أن يكون تمييز المائ

.334:المقرب ص: ابن عصفور .1

: 2المقتضب : ؛ المبرد 312: 1األصول : ؛ ابن السراج 162: 2الكتاب : سيبويه: انظر. 2

المصدر من الشباب محمود يقال أنه الفتى بين الفتاء: الفتاء. 169

.312: 1األصول : ابن السراج. 3

.162: 2الكتاب :سيبويه .4

.76: 2 عهمع الهوام: السيوطي .5

.169: 2المقتضب : المبرد. 6

.342: 4أوضح المسالك : ابن هشام األنصاري. 7

85

تميزها مفردا منصوبا شذوذا فـي القيـاس ا إليه، واعتبرو ةة المائ مجرورا بإضاف

التركيب دفعت الشاعر ة وهو من أقبح الضرائر فوزن البيت واستقام ،واالستعمال

.إلى مخالفة القاعدة القياسية

:لفصل بين كم الخبرية وتمييزهاا 2.6.3

نهما متالزمـان األصل أن ال يفصل بين كم الخبرية ومجرورها بفاصل؛ أل

لكن يجوز في الشعر الفصل بينهما من باب السعة ضرورة

:يقول الشاعر

)1( كم بجود مقرف نال العلى وكريم بخله قد وضعه

) مقـرف (و) كـم ( إذ فصل بـين ) كم بجود مقرف : ( موضع االستشهاد

يقـول . فيها تعدد أوجه اإلعراب بالجار والمجرور، وهو من الشواهد التي يجوز

بظرف، وأجاز فـي مقـرف الرفـع ) مقرف(وبين ) كم( ابن السراج فيفصل بين

ويقول وانصب ألنه قبيح أن تفصل بين الجار والمجـرور وإن شـئت والنصب،

. وهذا خالف ما ذهب إليه الكوفيون)2( رفعت

أو جار ومجرور وخبرها بظرف ) كم( وقد ذهب الكوفيون إلى أنه إذا فصل بين

)3(.جاء تميزها مجرورا، وحجتهم في ذلك أنهم سمعوا ذلك عن العرب

هـي العاملـة فيمـا ) كم( ال يجوز الجر فيه؛ ألن : أما البصريون فيقولون

بعدها الجر؛ ألنها بمنزلة عدد مضاف إلي ما بعده، وذا فصل بينهما بالجر بطلت

.)4(اإلضافة

اإلنصاف : ؛ األنباري 320: 1األصول : ؛ ابن السراج 167: 2الكتاب : سيبويه: انظر. 1

وينسب هذا البيت إلى أوس بن زنيم وإلى عبد اهللا ابن كوير . 303: 1) 41: مسألة رقم (

. وإلى أبي األسود الدؤلي

.320: 1األصول : ابن السراج .2

.303: 1) 41مسألة رقم (اإلنصاف : األنباري. 3

.المصدر نفسه. 4

86

يجوز في الشعر أن تجرد : " فيقول از الفصل في الشعر فيرى جو سيبويه أما

وذكر أنه يجوز فـي مقـرف ،)كم بجود : (بينها وبين االسم حاجز كقول الشاعر

الرفع علـى أن : األوجه الثالثة فقال منالجر والرفع، والنصب، وذكر توجيه كل

والنصب على التمييز لقبح الفصل ،كم ظرف وترفع مقرفا باالبتداء وما بعده خبر

في الجر، وأما الجر فعلى أنه أجاز الفصل بين كم وما عملت فيه )كم(بينه وبين

.فالجر لمقرف عند سيبويه من الضرائر.)1(بالمجرور ضرورة

ويرى الــبغدادي في خزانته أن يونس يجيز الفصل في االختيار بين كم الخبرية

)2(.الجر وأظرف القين بوبين تميزوها المتطاب

ويذهب محمد عبد الحميد سعيد إلى أننا لو نصبنا مقرفا لصار مفعوال لنـال

ولزالت الضرورة، وهي الفصل بين كم وتميزها المجرور، ومع زوالها لم يختـل

وزن وال قافية، ولكن في ذلك نقضا لغرض الشاعر في تكثير رفعة همهم العالية،

الدرجات فإتمام المعنى بدقة يجعـل الـشاعر يخـالف قيـاس وكرمهم إلى أعلى

)3(.اللغة

والذي أرجحه أن الشاعر أختار الفصل بين كم الخبرية وتميزها المجـرور

أو نصبه لم ينكسر البيت ولم يتغير شيء فـي ) مقرفا(ضرورة ولو رفع الشاعر

حمال أرجح النصبوالوزن مع أن ربط الضرورة بالوزن لهذا البيت غير وارد،

.على االستفهام

:يقول الشاعر

)4( تؤم سنانا وكم دونه من األرض محدودبا غارها

.115: اللغة الشعرية عند النحاة، ص ،؛ فلفل164: 2الكتاب : سيبويه:: رانظ. 1

.119: 3الخزانة : البغدادي. 2

جامعـة 160 ص 1975 سـنة 4/مجلة كلية اآلداب ج سعد، الضرورة عند النحويين، . 3

.3/1974الرياض عدد

: ؛ ابـن يعـيش 138: 1المحتـسب : ؛ ابن جني319: 1األصول : ابن السراج : انظر. 4

: الغـار . وهذا البيت غير موجود من ديوان زهيـر المطبـوع . 129: 4شرح المفصل

األرض نالغائر م

87

، إذ فصل الشاعر بين )وكم دونه من األرض محدودبا : (موضع االستشهاد

سـم وإذا فصلت بين كم وبين اال : "يقول ابن السراج . وبين تمييزها بالظرف ) كم(

بشيء استغنى عليه السكوت أو لم يستغن فاحمله على لغة الذين يجعلونها بمنزلـة

اسم منون وانصب؛ ألنه قبيح أن تفصل بين الجار والمجرور؛ ألن المجرور داخل

)1(".في الجار فصارا كأنهما كلمة واحدة كقول زهير

كم : كقولك وإذا فصل بين كم الخبرية ومميزها نصب : "ويقول الزمخشري

فالفصل بين كم وتميزها في هذا الشاهد من الشذوذ، والقياس )2(".في الدار رجال

عدم الفصل؛ ولكن الضرورة الشعرية دفعت الشاعر إلى مثل هـذا االسـتعمال،

في التضام في التراكيب النحوية؛ القاعدة النحوية أن العدد المبهم عوهي مسألة تق

إن شرط جـر : اء هنا مفصوال، وبعض النحاة قال ال ينفصل عن تمييزه، ولكن ج

الخبرية االتصال فأن فصل نصب حمال على االستفهام، أو رفع عنـد ) كم(تمييز

.بعضهم

الفصل بين العدد وتمييزه 3.6.3

ال يجوز الفصل بين العدد وتمييزه وإن ورد ذلك في الشعر فيحمـل علـى

. الضرورة

:يقول عباس بن مرداس

)3(على أنني بعد ما قد مضى ثالثون للهجر حوال كميال

: قـال سـيبويه . ر موضع الشاهد الفصل بين العدد وتمييزه بالجار والمجرو

وزعم الخليل أن كم درهما لك أقوى من كم لك درهما، وإن كانت عربية جيـدة، "

لعـشرين أن تعمل في كل شيء حـسن ل ) كم(وذلك قبيح في عشرين، واعلم أن

.319: 1األصول : ؛ ابن السراج164: 2الكتاب : سيبويه: انظر. 1

.180: المفصل ص:الزمخشري .2

: 1األصـول : ؛ ابن السراج 55: 3المقتضب : ؛ المبرد 158: 2الكتاب : سيبويه: انظر .3

.الكامل: الكميل. 316

88

تعمل فيه، فإذا قبح للعشرين أن تعمل في شيء قبح ذلك في كم؛ ألن العشرين عدد

)1(".منون وكذلك كم هو منون عندهم

وأما عشرون ونحوها يعني ألفاظ العقود فال يجوز أن تقول : " ويقول المبرد

، فالفـصل )2("فيها عشرون لك، وال خمسة عشر لك غالما إال أن يضطر الشاعر

. ال يقاس عليهلجاء هنا ضرورة شعرية، وهو قلي

:تذكير العدد والمعدودشواهد 7.3

باإلضافة وجوبا من ثالثـة ا مجرور ا مجموع يكون تمييز العدد الصريح

ر وحكمه أن يخالف المعدود من حيث التذكير والتأنيث وقـد يـذك ،إلى عشرة

العدد حمال على المعنى

:ر بن أبي ربيعةكقول عم

صرعمن كنت أتقي ثالث شخوص كاعبان وم ني دون3(فكان مج(

، إذ ذكر العدد علما بأن لفظ المعـدود )ثالث شخوص : ( موضع االستشهاد

فإنما أنث الشخوص لقصده النساء، فحمله على المعنى، " :يقول ابن السراج . مذكر

)4()".كاعبان ومعصر: (دته، وكشف عن معناه بقولهثم أبان عن إرا

ومن أولى الفعل مؤنثا حقيقيا لم يجز عندي حـذف عالمـة : "ويقول المبرد

فكان مجني فإنما أنث الشخوص على المعنـى؛ ألنـه قـصد : التأنيث، أما قوله

)5(".النساء

.158: 2الكتاب : سيبويه316: 1األصول : ابن السراج: انظر .1

.55: 3المقتضب : المبرد .2

: 2المقتـضب : بـرد ؛ الم 126: عمر بن أبي ربيعة، ديوانه، دار صادر، بيروت، ص .3

: المجـن . 417: 2الخـصائص : ؛ ابن جنـي 476: 3األصول : ؛ ابن السراج 148

.الجارية حين يبدو ثدياها للنهود: الترس، الكاعب

.476: 3األصول : ابن السراج .4

.148: 2المقتضب : المبرد .5

89

ه رد فرع إلى أصل، لكـن وتذكير المؤنث واسع جدا؛ ألن : " ويقول ابن جني

ويـرى )1(".ر أذهب في اإلعراب فأنث الشخص؛ ألنه أراد به المرأة تأنيث المذك

ويقول ابن هشام )2(.هو من سنن العرب : تذكير المؤنث وتأنيث المذكر أنالثعالبي

، )كاعبـان ومعـصر : (ر العدد ضرورة، والذي سهل ذلك قوله ذك:" األنصاري

)3(".ظ ما يعضد المعنى المراد، ومع ذلك فليس بقياسفاتصل باللف

عدد من إنه يجوز اعتبار المعنى فتجرد عالمة التأنيث :" أما البغدادي فيقول

)4(".نـساء : بمعنـى ) شخوص(من التاء لتكون ) ثالثا(المؤنث المعنوي فإنه جرد

ان عن أبـي قرأت على أبي الحسن علي بن سليم :قال أبو جعفر النحاس : ويقول

بـدال مـن ) الشخص(العباس المبرد هذا البيت، قال أبو العباس لما اضطر جعل

)5(".المرأة

أن الشاعر راعى المعنى المقـصود يرى الباحث ومن خالل اآلراء السابقة

وهو النساء، ولكن خالف القاعدة القياسية التي تثبت تاء التأنيث في العـدد ثالثـة

ال على المعنى، وتذكير العدد حمال على المعنى سببه الـضرورة حمال على اللفظ

.الشعرية

:يقول النواح الكالبي

)6(وإن كالبا هذه عشر أبطن وأنت بريء من قبائلها العشر

، إذ جاء العدد مذكرا خالفا للقياس يقـول )عشر أبطن : ( موضع االستشهاد

يريد قبائل وأبان في عجز البيـت مـا ) عشر أبطن : (قال الشاعر : " لسراجابن ا

ومن أولى الفعل مؤنثا حقيقيا لم يجز عندي حذف عالمـة : " ويقول المبرد )7("أراد

.417: 2الخصائص : ابن جني .1

بيـروت، لبنـان، العربية، دار مكتبة الحياة، ، فقه اللغة وأسرار )هـ430:ت: (الثعالبي .2

.216:ص

.438: 4أوضح المسالك : ابن هشام األنصاري .3

.313: 3خزانة األدب : البغدادي .4

.المصدر نفسه 5

.148: 2المقتضب : ؛ المبرد126: 1معاني القرآن : األخفش: انظر.6

.477: 3األصول : ابن السراج. 7

90

)1(". فإنما أنث أبطن على المعنى، ألنه قصد القبيلـة :التأنيث فأما قوله عشر أبطن

)2(".ت على المعنى لم تكن تراجع اللفظملواعلم أن العرب إذا ح: "ويقول ابن جني

ومن خالل آراء النحاة نجد أنهم مجمعون على الحمل على المعنـى فـي

تخريج هذه الشواهد، وهي شواهد على عدم المطابقة النحوية بين العدد والمعـدود

طن فقد ذكر الشاعر العدد والمعدود، وحمل الشاهد على المعنى؛ ألنـه أراد بـالب

.القبيلة، وهذا شاذ، فالحمل على اللفظ مقدم على الحمل على المعنى

2:422ابن جني، الخصائص، . 1

2:148المقتضب، : المبرد .2

91

الفصـل الرابع

المجروراتشواهد

شواهد من شواهد العدول النحـوي، منهـا تسعة اشتمل الفصل الرابع على

شواهد مجهولة القائل، وهذه الشواهد جاء القليل منها شواهد منسوبة إلى قائليها، و

. وبعضها شذوذابعضها ضرورة

)8(جدول

شواهد المجرورات حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 5 الفصل بين المتضايفين 1 ضرورة 1 إثبات الياء في المضاف إليه 2 ضرورة 1 إضافة كلمة بعض إلى ما ال يقبل التجزئة 3 شذوذ 1 رفإنابة حرف مكان ح 4دخول حرف الجر على الـضمير المتـصل 5

المنصوب

شذوذ 1

9 مج

الجر باإلضافة 1.4

:الفصل بين المضاف والمضاف إليه

اإلضافة اصطالحا نسبة بين اسمين توجب لثانيهما الجر، وال يجوز الفصل

)1(.شعر ضرورةألنهما بمنزلة االسم الواحد، ولكن قد يفصل بينهما في ال بينهما؛

: يقول أبو حية النميري

2( أو يزيلكما خط الكتاب بكف يوما يهودي يقارب( ،

المـضاف ( فقد فصل الشاعر بين المتالزمين ) بكف يهودي ( موضع الشاهد

من للضرورة الشعرية، وهو )يوما ( شذوذا بالظرف ) والمضاف إليه كف اليهودي

.205: 3جامع الدروس العربية : الغالييني .1

280:ص ، الشواهد واالستشهاد من النحو،علوان. نسب إلى أبي حية النميري: انظر .2

92

لضرائر فالشاعر يريد استقامة الوزن دون النظر إلـى المعنـى، والبنـاء ا أقبح

.النحوي

ال يجوز أن تقدم على المضاف، وال ما اتصل بـه، وال : "يقول ابن السراج

)1(".يجوز أن تقدم عليه نفسه ما اتصل به، فتفصل به بين المضاف والمضاف إليه

ر فصل بالظرف بين المتالزمين؛ ألن الظروف فزعموا أن هذا لما اضط : ويقول

القيـاس فابن السراج يرى سبب الفصل ومخالفة . تقع مواقع ال تكون فيها غيرها

ويرى بعض النحاة أن هذا الفصل بين المتالزمـين مـن )2 (.الضرورة الشعرية

يقـول ابـن . الفصل الجائز بالسعة، فهو ال ينكر في الشعر التساع العرب فيـه

)3(".إن االتساع في كالم العرب أكثر مما يحاط به: اجالسر

فقد أجاز الخليل وسيبويه الفصل بين المتضايفين في الـشعر بـالظرف،

والجار والمجرور ؛وذلك ألن الشعر لغة الضرائر، والجار والمجرور والظـرف

)4(.يتوسع فيهما

ضاف إليه في غيـر الجـار والكوفيون يجيزون الفصل بين المضاف والم

وفي غير الظرف مستندين في ذلك إلى القراءات القرآنية، فالقراءات ،والمجرور

القرآنية تمثل واقع اللغة العربية التصالها بلهجات العرب، باإلضافة إلـى كونهـا

)5(.نثرا وال تخضع للضرورة وأحكام الوزن والقافية

الظرف والمجـرور يجـوز بهمـا وألن: يقول المالقي في رصف المباني

الفصل كثيرا في كالم العرب لكثرة استعمالهما واتساع العرب بهمـا فـي غيـر

)6(.موضع بوقوعهما صفتين، وصلتين، وخبرين، وحالين

.227: 2األصول : ابن السراج. 1

.المصدر نفسه. 2

النحو العربي مجلة كليـة دار عبد اهللا أحمد جاد الكريم حسن، المنهج التحويلي في : انظر .3

.م2004، 210، 32العلوم،

.91-89: 1: انظر الكتاب. 4

.427: 2اإلنصاف : األنباري: انظر .5

.158:رصف المباني ص: المالقي: انظر. 6

93

زعم كثير من النحويين أنـه ال يفـصل بـين : ويقول ابن هشام األنصاري

ائل الفصل سبع، منها ثالثة جـائزة فـي المتضايفين إال في الشعر، والحق أن مس

والمضاف إليه ، أن يكون المضاف مصدرا والمضاف إليه مصدرا :السعة، أحداهما

أن يكـون المـضاف وصـفا :فاعال، والفاصل إما مفعوله أو ظرفـه، والثـاني

. والفاصل مفعوله الثاني أو ظرفه،والمضاف إليه مفعوله األول

ل قسما، واألربعة الباقية تختص بالـشعر أحـدهما أن يكون الفاص : والثالث

ونعني به معمول غير المضاف فاعال أو مفعوال أو ظرفا كقـول ،الفصل باألجنبي

ومن خالل آراء النحاة المتباينة في )1 (.الشاعر كما خط الكتاب يوما بكف يهودي

ـ ن مسألة الفصل بين المتضايفين أرجح رأى ابن السراج الذي يرى هذا الفصل م

.موضعه الشواذ، ووضع الكالم في غير

:يقول عمرو بن قميئة

)2(لما رأت ساتيدما استعبرت هللا در اليوم من المها

حيـث فـصل الـشاعر بـين ) هللا در اليوم في المهـا ( موضع االستشهاد

ـ دم المتالزمين المضاف والمضاف إليه بالظرف اليوم، وهذا شـاذ، فاألصـل ع

.الفصل بين المضاف والمضاف إليهما ألنهما بمنزلة االسم الواحد

ال يجوز أن تقدم على المضاف، وال ما اتصل بـه، وال : " يقول ابن السراج

)3(".يجوز أن تقدم عليه نفسه ما اتصل به، فتفصل به بين المضاف والمضاف إليه

المتالزمين؛ ألن الظروف فزعموا أن هذا لما اضطر فصل بالظرف بين : ويقول

فابن السراج يرى سبب الفصل ومخالفة األسـاس . تقع مواقع ال تكون فيها غيرها

)4 (.الضرورة الشعرية

.188: 3أوضح المسالك : ابن هشام األنصاري. 1

المجلـد الحـادي مجلـة معهـد المخطوطـات العربيـة ،ديوانه انظر عمرو بن قميئة، . 2

: ما جبل بالهنـد، اسـتعبرت قيق، وشرح حسن كامل الصيرفي ساتيد هـ تح 1385عشر،

.بكت

.227: 2األصول : ابن السراج. 3

.المصدر نفسه. 4

94

ومذهب سيبويه وجمهور البصريين عدم جـواز الفـصل بـين المـضاف

والمضاف إليه في االختيار مطلقا، أي سـواء أكـان الفاصـل ظرفـا أو جـارا

وخالف يونس في الظرف والجاز والمجـرور الناقـصين، غيرهماومجرورا، أم

.فأجاز الفصل بهما بين المتضايفين

وعلة منع الفصل بين المتضايفين عند الخليل سيبويه أن المضاف يعمل الجر

ألن المجرور داخل في ؛وقبيح أن يفصل بين الجار والمجرور في المضاف إليه،

)1(.الجار

وال يجوز إضافة در إلى اليوم على سـبيل االتـساع فـي : "شقال ابن يعي

ـ ؛الظروف وجعله مفعوال به مـا ) مـن ( ألنك لو خففت اليوم باإلضافة لم يكن ل

:يعمل فيه وهذا ما قاله المازني، يقول النابغة الذبياني

:يقول رؤبة بن العجاج

)2(مثل كعصف مأكول ولعبت طير بهم أبابيل فصيروا

). دخول الكاف بين المتالزمين المضاف والمضاف إليه( وضع الشاهد

فإضافة مثل إلى الكاف يدل على أنه قـدرها اسـما، : "يقول ابن السراج

. وهذا ما ذهب إليه سيبويه)3(وهذا جاء على الضرورة الشعرية،

أي (ضطروا في الـشعر جعلوهـا العرب إذا ا منإال ناسا : "يقول سيبويه

.)4("بمنزلة مثل) الكاف

وجاز الجمع بين مثل والكاف جوازا حسنا الختالف لفظهما : " قال األعلم

أن الكاف هنا زائـدة فوجودهـا يراه الباحث والذي )5(". المبالغة منمع ما قصده

.374: 1الكتاب : سيبويه. 1

، اعتنى بتصحيحه وترتيبه وليم 181مجموع أشعار العرب، ص انظر العجاج، ديوانه، . 2

. 1/203سـيبويه الكتـاب، بيـروت، منشورات،دار األفاق الجديدة، ،بن لورد البروسي

.العصف بقايا الزرع الذي أكل حبه وبقي نبته

.438: 1األصول : ابن السراج. 3

.408: 1الكتاب : سيبويه .4

.المصدر نفسه. 5

95

ليس كمثله : "كعدم وجودها في مثل هذا الشاهد، وهي شبيهة بالكاف في قوله تعالى

دخـل أدخل الحرف على االسم، وهذا شائع، وفي البيت أ إال انه في اآلية )1("شيء

وهذا من شـواذ اللغـة ،االسم على الحرف، وعصف جر بالحرف وليس باالسم

الذي ال يقاس عليه، وليس له نظائر كثيرة في اللغة المستعملة حيث أصبح هنـاك

.عامالن على عامل واحد

:يقول الشاعر

)2( أمين بالغيب غير ومؤتمنه لك ناصحيا رب من تغتش

واألصل ،)من(على )رب (حيث دخلت ) يا رب ناصح : ( موضع االستشهاد

فحرف الجـر ،فتقدير الكالم يا رب ناصح لـك . عدم الفصل بين رب ومخفوضها

)لظاهر، والفصل بين الجار والمجـرور من خصائصه دخوله على االسم ا )رب

.قبيح ونادر،ألن الجار والمجرور بمنزلة كلمة واحدة

إذا كانت نكرة " من"وقد جاء عن العرب إدخال رب على : يقول ابن السراج

من أن توصف، ألنها مبهمة، وهذا غير موصولة إال أنها إذا لم توصل لم يكن بد

نكرة موصوفة وهـي ال تـستعمل ) من( فقد جاءت )3 (.ر السابق يؤيد قول الشاع

.موصوفة إال إذا كانت نكرة في الغالب

رب من الحروف المخصوصة بجر الظاهر، ودخولها على : " يقول األلوسي

ضرورة )من(والمالحظ أن األلوسي ربط دخولها على . من خصائص الشعر ) من(

. عروفا لدى أهل اللغةوليس عرفا لغويا م،شعرية

:يقول ذو الرمة

)4( إيغالهن بنا أواخر الميس أصوات الفراريجمن كأن أصوات

.11:سورة الشورى،آية. 1

.لخديعةتظن به الغش وا: تغتشه. 421: 1األصول : ابن السراج: انظر. 2

.421: 1األصول : ابن السراج3

ديوانه شرح اإلمام أبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صاحب ،)هـ117ت( انظر ذو الرمة، 4

بيـروت مؤسسة اإليمـان، ، عبد القدوس أبو صالح حققه وقدم له، 2ط، 2ج األصمعي،

96

.وهما المضاف والمضاف إليه) الفصل بين المتالزمين: ( موضع االستشهاد

ه لكن سيبويه يرا )1 (. قال ابن السراج وقبيح أن نفصل بين الجار والمجرور

ألن الـشاعر إذا اضـطر ؛وهذا يجوز في ضرورة الشعر :قالمن الفصل الجائز

.)2(فصل بين المضاف والمضاف إليه

والكوفيون يجيزون الفصل بين المضاف والمضاف إليـه بغيـر الظـرف

والجار والمجرور، وحجتهم في ذلك أنهم سمعوا عن العرب ذلك، واستعملته فـي

: يقول المبـرد )3 (.ي اللغة، أما البصريون فال يجيزون ذلك أشعارها، وله نظائر ف

فيفـصل إنه ال يفصل بين المضاف والمضاف إليـه إال أن يـضطر الـشاعر، "

)4("ألن الظرف ال يفصل بين العامل والمعمول فيه بالظروف وما أشبهها؛

لة االسم وهذا خالفا للقياس، فاألصل عدم الفصل بين المتالزمين ألنهما بمنز

الواحد، واألصل في التركيب كأن أصوات أواخر الميس، لكن الضرورة الشعرية

سمحت للشاعر بهذا الفصل، وهذا ما يؤيده سيبويه، إذ يجيز الفصل بين المضاف

.والمضاف إليه في الشعر ضرورة

:إثبات الياء في المضاف إليه في االسم المنقوص 2.4

اسم معرب آخره ياء أصلية مكسور ما قبلها، وتحف الياء : االسم المنقوص

لفظا وخطا في حالتي الرفع والجر شرط أن يجـرد االسـم المنقـوص مـن أل

)5(.واإلضافة، ولكن قد تثبت الياء في الشعر لضرورة شعرية

: ؛ ابـن الـسراج 4/376؛ المبرد المقتـضب، 179: 1الكتاب : سيبويه. 996لبنان،ص

.402: 1األصول

جمع آخرة وهي العود التي من أواخر : األواخر. جمع فروجة وهي صغار الدجاج : الفراريج

.4/376 المبرد المقتضب، والميس شجر يتخذ منه الرحال،. الرحل

.402: 1األصول: ابن السراج. 1

.179: 1الكتاب : سيبويه .2

.432: 2اإلنصاف : األنباري. 3

. 376: 4ضب المقت: المبرد .4

.81: 1 شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،ابن عقيل .5

97

:يقول الشاعر

)1(ى مواليا فلو كان عبد اهللا مولى هجوته ولكن عبد اهللا مول

؛والقياس موال ،ثبت الشاعر الياء وفتحها أ، فقد )مواليا: ( موضع االستشهاد

يقول فالياء في مثل هذه االسم يلحقها التنوين، ،ألنه اسم منقوص وقع مضافا إليه

اعلم أن أحسن ذلك ما رد فيه الكالم إلى أصله،وهو في جميع ذلك ال : ابن السراج

ريادة أو نقص،أو حذف، فالزيـادة صـرف مـا ال ينـصرف،وإظها يخلو من ز

وليس له أن يخرج شيئا عـن لفظـه،إال أن يكـون التضعيف وتصحيح المعتل،

فلمـا : يقول سـيبويه . )2(ألنه كان حقيقته يخرجه إلى أصل قد كان له فيرده إليه؛

األصـل، اضطروا إلى ذلك في الموضع البد لهم فيه من الحركة، فأخرجوه على

)3( .واألصل يستوجب أن يحذف الياء وينون ما قبلها تنوين عوض

يقول المبرد : ك أخره بالرفع فإن احتاج الشاعر إلى مثل جوار فحقه إذا حر

كقول الفرزدق فلو كان عبـد اهللا ،والخفض أال يجره، ولكنه يقول مررت بجواري

مجرى ماال علة فيه، حيث جعله منزلة االسـم مولى مواليا فإنما أجراه للضرورة

)4( .الصحيح

ويرى محمد عبده فلفل أن النحاة انقسموا في مثل هذه الشواهد إلى قـسمين

قسم يرى أن مثل هذا االنحراف اللغوي هو من باب اللحن، وهذا ما يراه عبد اهللا

مـن قبيـل ابن أبي إسحاق الحضرمي وجمهور النحاة يرون صنع الفرزدق هذا

)5( .إجراء المعتل مجرى الصحيح للضرورة

ألن القافية في ؛ أن الشاعر أثبت الياء يرى الباحث ومن خالل اآلراء السابقة

وهـذا حـق الـشاعر، ،البيت تستوجب إثباتها حتى تتناسب مع خـواتيم األبيات

عد عـن المعياريـة فالشاعر يرتكب المخالفة النحوية ويبت ،فالضرورة تقدر بقدرها

.143: 1المبرد المقتضب ؛313: 3الكتاب : انظر سيبويه. 1

.436-435: 3 األصول :ابن السراج .2

.313: 3الكتاب: سيبويه. 3

.143: 1المقتضب: المبرد.4

104: ص، عند النحاة اللغة الشعرية:فلفل .5

98

ألن حاجة الوزن والقافية تستدعي هذا الخروج، وهذا ما يسمى ،الحادة في الحكم

ولكن يبقى حكمه اللغوي شـاذ، ألن القيـاس اللغـوي ،باالقتصاد في الضرورة

ردة زيادة في اللفظ ال تأثير لها فـي ا فالزيادة الو ،يفرض عليه القول مولى موال

.المعنى

:كلمة بعض إلى ما ال يقبل التجزئةإضافة 3.4

اسم مبهم نكرة تكون مضافة، وقد تقطع عن اإلضـافة لفظـا، : كلمة بعض

المفرد الذي يقبل التجزئـة، وقـد وردت وإذا أضيفت فإنها تضاف إلى الجمع أو

.مضافة إلى ما ال يقبل التجزئة

:يقول الشاعر

)1(ا فإن زمانكم زمن خميص كلوا في بعض بطنكم تعفو

إذ وضع الشاعر المفرد موضـع ) بعض بطنكم ( موضع االستشهاد في قوله

)2(وذكر أنه قد جاء في الشعر الواحد يراد به الجمع: الجمع، يقول ابن السراج

وليس بمستكره في كالمهم أن يكون اللفظ واحدا والمعنى جمع : " قال سيبويه

)3("وهذا له نظائر في القرآن ،حتى قال بعضهم في الشعر ما ال يستعمل في الكالم

وهذا ما نص عليه المبرد إذ )4 ().فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا ( قال تعالى

وإنما يجوز في الشعر للضرورة، وجوازه في الشعر أنـا نحملـه علـى : "يقول

في الشعر أن تفرد وأنت تريد الجماعة المعنى؛ ألنه في المعنى جماعة، وقد يجوز

)5(".إذا كان الكالم دليل على الجمع

األصل في اللفظ المفرد والمثنى والمجموع أن يدل على مـا : يقول أبو حيان

كلوا فـي : وضع له، فأما المفرد فقد يوضع موضع للمثنى، وموضع الجمع كقوله

.الجائع: الخميص. 171: 2المقتضب : لمبرد؛ 313: 1األصول : السراجانظر ابن . 1

.313: 1األصول : ابن السراج 2

.209: 1الكتاب: سيبويه. 3

.14: سورة النساء، آية. 4

171: 2. المقتضب: لمبردا. 5

99

منها، فوضع الواحد موضع الجمع؛ فالشاعر أراد بطن كل واحد )1(.بعض بطنكم

.ألن الغرض الداللة على الجنس، والواحد يحصل في المراد من ذلك بالشعر

، وذهب الفراء إلى أن وضع الواحد موضع الجمع غير مختص بالشعر

)2("يتفيأ ظالله عن اليمين والشمائل : "بل هو جائز في السعة ومن ذلك قوله تعالى

)3 (.ن وجمع الشمالفوحد اليمي

وقد نص سيبويه علـى أنـه ضـرورة : وقد نقل البغدادي عن سيبويه قال

وضع البطن موضع البطون، وقال إن الصواب ما ذهب إليه الفـراء فـي عـدم

اختصاص ذلك بالشعر، وإنه تبع الفراء جماعة منهم ابن جنـي، والزمخـشري،

تضاف إال للجمـع، أو المفـرد الـذي يقبـل فكلمة بعض ال ).4(وصاحب اللباب

جاء ) وهو كلمة بطن (التجزئة، وورودها في البيت مضافة إلى ماال يقبل التجزئة

مخالفا، فاألصل المطابقة، ولكن جاءت هنا مضافة للمفرد حمال على المعنى، فقد

.عامل الشاعر المفرد معاملة الجمع أو ما يقبل التجزئة

:حروف الجر 4.4

:ابة حرف جر مكان حرف آخرإن

األصل أن ال ينوب حرف جر مكان آخر إال إذا تضمن معناه ولكن يرد في

.الكالم أن يحل حرف جر مكان آخر وليس في معناه

:يقول طرفة بن العبد

)5( وإن يلتقي الحي الجميع تالقيني إلى ذروة البيت الكريم المصمد

م، تحقيق مـصطفى 1984 ، ارتشاف الضرب من لسان العرب، )هـ745ت( أبو حيان، .1

.270: 1أحمد النماس،

.48سورة النحل آية . 2

.307، ص1الفراء، معاني القرآن، ج. 3

.379: 3 الخزانة: البغدادي. 4

م تحقيق دريـة 1975 ديوانه شرح األعلم الشنتمري، ،)هـ476ت(انظر طرفة بن العبد، . 5

ابـن ؛ 3101 :الكتـاب، : سيبويه ؛مجمع اللغة العربية بدمشق لطمن الصقال، الخطيب،

.414: 1لاألصو: السراج

100

).إنابة حرف جر مكان حرف جر آخر في غير معناه: (ستشهاد موضع اال

فتقيم - أي في حروف الجر -واعلم أن العرب تتسع فيها : " يقول ابن السراج

تقـول فـالن ) فـي ( مقام) الباء(بعضها مقام بعض إذا تقاربت المعاني، فمن ذلك

للمعاقبة، وإذا تباين فإذا تقارب الحرفان فان هذا التقارب يصلح ،بمكة، وفي مكة

)1 (.)إلى(على ) في(، فال يجوز أن تدخل معناهما لم يجز

إن حروف الجر ال ينوب بعضها عن بعض قياسا علـى : يقول البصريون

وما أوهم ذلك عندهم إما يـؤول تـأويال يقبلـه ،حروف الجزم، وأحرف النصب

أي على جذوع النخل، وإمـا )2(" النخل وال صلبنكم في جذوع : "كقوله تعالى ،اللفظ

على تضمن الفعل معنى فعل يتعدى بذلك الحرف، وإما إنابة كلمة عن أخرى، لذا

وهذا من الشاذ النادر فقد أنـاب الحـرف )3(.فهذا أصله وإن اتسعت : سيبويه يقول

.الشاذ النادر الذي يحفظ وال يقاس عليهوهذا من ) في(مكان ) إلى(

حرف الجر الكاف على الضمير المتصل المنصوبدخول 5.4

الكاف حرف جر يفيد التشبيه، أو التعليل، أو التوكيد وتجر االسم الظاهر ال

. ، وقد تدخل على الضمير المنصوب شذوذا)4(المضمر

:يقول رؤبة بن العجاج

)5(ال كه وال كهن إال حاظ فال ترى بعال وال حالئال

دخل الحرف على الـضمير المتـصل أفقد ) كه وال كهن : (موضع الشاهد

فجاء من باب حمل الضمير المتصل على االسم الظـاهر فـي ،المنصوب شذوذا

.414: 1األصول: ابن السراج. 1

.71: سورة طه، آية. 2

.3101 :الكتاب،: سيبويه. 3

.19: 3ابن هشام األنصاري أوضح المسالك : انظر .4

اعتنى بتصحيحه وترتيبه وليم بـن الـورد البروسـي، . ديوانه، رؤبة بن العجاج : انظر - 5

: ابـن الـسراج ؛181 ص ، بيروت ،دةمنشورات دار األفاق الجدي مجموع أشعارالعرب،

.المانع: األزواج، الحاضل: لئالحال 123: 2األصول

101

فهذا قاله :يقول ابن السراج .دخول الحروف عليه، وهذا شاذ في القياس واالستعمال

)1(.سيبويه قياسا، وهو غير معروف في الكالم

إال أن الشعراء إذا اضطروا في الكاف فيجرونها على القياس، : قال سيبويه

ا الكاف، وحتى، فقد خولـف فيهمـا، )2(.شبهوها بقوله ولهنوقال أبو العباس فأم

شد تمكنا فأما اقتناعهم في الكاف فلعلة واحدة، يقولـون أوقال هذا حسن، والكاف

وتكون ، ألن الكاف تكـون اسـما ؛روف غير متمكن في بابه كل شيء من هذه الح

حرفا، فال تضيفها إلى المضمر مع قلة تمكنها، وضعف المضمر إال أن يـضطر

)3( .الشاعر

إال إن الشعراء إذا اضطروا في الكـاف فيجرونهـا علـى : ويقول البغدادي

، والعلة له إن اإلضـمار يـرد هذا عند سيبويه قبيح : قال النحاس : القياس، وقال

فإذا أضمرت ما بعدها وجب أن تـأتي ) مثل( الشيء إلى أصله، فالكاف في موقع

)4( .بمثل

ب وقد عد هـا للـضمير مخـتصجر الـضرورة، وهـذا غيـر النحـاة أن

فاألصل أال تدخل على ضمير متصل، والكاف تخـتص بجـر الظـاهر، ،صحيح

يت غير واضحة، وال ظاهرة، فالوزن والقافية لـم تلجـئ فالضرورة في هذا الب

.الشاعر لحذف حركة، أو زيادتها

:يقول العجاج

)5( وأم أو عال كها أو أقربا خلي الذنابات شماال كثبا

خالفـا ) دخول الكاف على الضمير الهاء في قوله كها : (موضع االستشهاد

يدخل على الظاهر وليس على الضمير، فجاءت مـن بـاب فالكاف حرف ،للقياس

.123: 2األصول : ابن السراج .1

.385-2:384 سيبويه، الكتاب، - 2

.123، ص2 ابن السراج، األصول، ج- 3

.275-274، ص4 البغدادي، الخزانة، ج- 4

؛17: 3، أوضح المسالك : ألنصاريابن هشام ا ؛123: 2األصول : ابن السراج :نظرا. 5

.هضبة من ديار بني تميم :عال وأم أو .275: 3الخزانة : البغدادي

102

فإدخال الكاف على المضمر المنـصوب تـشبيها لهـا حمل الضمير على االسم،

. وهو نادر وشاذ)مثل(بـ

ما أنت كـي ألنهـا : يجر بها لقلت )الكاف(لو أضفت إلى الياء : يبويهقال س

)1( .متحركة كقول الشاعر لما اضطر وأم اوعال كها

وسبعة تختص بالظاهر، وتنقسم : ويقول ابن هشام األنصاري في باب الجر

أربعة أقسام، منها ما ال يختص بظاهر بعينه وهو حتى، والكاف، والـواو، وقـد

ويقول الـشارح ،)2(تدخل الكاف ضرورة على الضمير، كما في قوله أو عال كها

والعلة له أن اإلضمار يرد الشيء إلى أصله، هذا عند سيبويه قبيح، : قال النحاس

)3( .فالكاف في موضع مثل، فإذا أضمرت ما بعدها وجب أن تأتي بمثل

ومنـه أن يـستعمل : " قال ابن عصفور في كتاب الضرائر :يقول البغدادي

الحروف للضرورة استعماال ال يجوز مثله في الكالم، نحو قول العجاج وأم عـال

فجر الضمير بالكاف المتصل، وحكمها فـي سـعة الكـالم أن ال تجـر إال كها،

)4( ".الظاهر، والضمير المنفصل يجريانه مجرى الظاهر

الـشاعر إلـى ذلـك فالشاهد هنا شاذ في االستعمال والقياس،والذي دفـع

.الضرورة الشعرية

.123: 2األصول : ابن السراج. 1

.17: 3أوضح المسالك : ابن هشام األنصاري. 2

.فسهنالمرجع . 3

..275: 3الخزانة : البغدادي. 4

103

فصل الخامسال

أساليب نحوية متفرقة

الخامس طويال مقارنة مع باقي فصول الدراسة؛ وذلك بـسبب جاء الفصل

، والتوابـع، تعدد األبواب النحوية فيه، فقد تضمن النداء، والتـرخيم، واالسـتثناء

الفـصل بـين المتالزمـين، : وأسلوب الشرط، وبعض األساليب النحوية، نحـو

أربعة منها ، شاهدا أربعة وستين وقد حوى . والزيادة، والحذف، والتذكير والتأنيث

.ة شاذ ت جاءوعشرة شواهد شاهدا يصنف تحت ضرائر الشعر، وخمسون

)9(جدول

والترخيمالمنادىشواهد حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ شذوذ 2 نصب المنادى العلم المفرد 1 ضرورة 1 تنوين المنادى العلم المفرد 2 شذوذ 1 نداء األدوات 3 شذوذ 1 نداء المعرف بأل 4 ضرورة 3 ترخيم االسم في غير النداء 5ترخيم المنادى المختوم بتاء التأنيث مع حذف 6

حرف النداء

ضرورة 3

ضرورة 1 ترخيم المضاف إليه 7

12 مج

ي،فالمعرب المنادى اسم ال فعل، وال حرف، ويقسم إلى قسمين معرب ومبن

المضاف والنكرة غير المقصودة، والمبني جميـع المعـارف المفـردات : صنفان

)1(.المنفصالت عن اإلضافة، والنكرة المقصودة

.10: 3غالييني جامع الدروس العربية ؛ ال255: 2 شرح ابن عقيل ،ابن عقيل :انظر .1

104

نصب المنادى العلم المفرد شذوذا 1.5

المنادى العلم المفرد حكمه البناء، ويبنى على الضم، وعالمة البناء الضمة،

. نصوباوقد جاء في الشعر م

يقول جرير

)1( فما كعب بن أمامة وابن سعدى بأجود منك يا عمر الجوادا

إذ جاء المنادى العلم المفرد منـصوبا ) يا عمر الجوادا : ( موضع االستشهاد

ونعته جاء منصوبا خالفا لألصل

ير تنوين فاتبعوه نعته، كقـول وربما نصبوا المنعوت بغ : " يقول ابن السراج

إذا ى أما الكوفيون فيجيزون الفتح فـي العلـم المنـاد )2 (".الشاعر يا عمر جوادا

)3 (.وصف بغير ابن

وحـذفت األلـف ،إن األصل يا عمرا أي هو كالمندوب : " والبصريون قالوا

فهو من باب الشذوذ النحوي، وليس له ارتباط .)4("وهذا تكلف وبعدا عن األصل

في الوزن الشعري، وورود األلف في آخر الجواد جاء من باب إطالق الـصوت

.ومراعاة لروي القصيدة، فالنعت جاء منصوبا على الموضع

:يقول جرير

رموأة علقينكم في سعدي ال أبا لكم ال ي تيم 5( يا تيم(

حيث كرر تيم فنصب األول والثـاني ) يا تيم تيم عدي ( موضع االستشهاد

.وهذا خالفا للقياس

. 369: 1األصـول : ابن السراج ؛ 107: ص دار صادر بيروت، ديوانه، انظر جرير، . 1

كعب بن أمامة من إياد كان . 26-25: 3ة بن مالك فيشرح األشموني على أل األشموني،

.من أجود العرب وابن سعدى اوس بن حارث الطائي وعمر هو عمر بن عبد العزيز

.369: 1األصول : ابن السراج. 2

.369: 1 نفسه المرجع . 3

.26-25: 3شرح األشموني على ألفية بن مالك األشموني، . 4

:سـيبويه ؛343: 1األصول :ابن السراج ، دار صادر بيروت،ص ديوانه، جرير،: انظر .5

. الفعلة القبيحة:السوءة. 361: 1البغدادي الخزانة ؛314: 1الكتاب

105

أراء النحاة 1.1.5

كل اسمين لفظهما واحد واألخر فيهما مضاف فالجيـد :" يقول ابن السراج

بدال مـن فإن شئت كان ،الضم في األول، والثاني فيهما منصوب، ألنه مضاف

األول، وإن شئت كان عطفا عليه عطف بيان، ولوجه األخر نصب واألول بغيـر

لكن سـيبويه )1(.تنوين، وأقحمت الثاني توكيدا له على تقدير حذف المضاف إليه

وهي لغة للعرب ،وزعم الخليل ويونس أن هذا كله سواء :" لغة، فيقول يرى ذلك

م لو لم يكرروا كان االسم األول نـصبا، ألنـه جيدة وذلك ألنهم قد علموا أنه

)2(".مضاف، فلما كرروه تركوه على حاله وكان توكيدا له

في باب االسمين اللذين لفظهما واحد واألخر مضاف لهما :" ويقول الزجاجي

،مثل يا تيم تيم عدي ترفع األول، ألنه منادى مفرد، وتنصب الثاني ألنه مـضاف

وإن شئت عطفت على األول، وهـذا هـو الوجـه األول ،عله بدال من األول وتج

)2(.واألول مـضافا ،الجيد، ويجوز أن تنصبهما جميعا فتجعل الثاني مقحما توكيدا

.وهذا رأي ابن السراج

الرفـع والنـصب، : أن تيم األول يجوز فيها وجهـان " : البغدادي بينما يرى

فالـشاعر أقحـم .إلى عدي من أجل التخصيص والثاني النصب فقط وأضاف تيما

فعامل الثاني في منع التنوين معاملة األول وما أضيف إليه، ) تيم(الثاني بين ) تيم(

؛،والمالحظ أن النحاة قد اجمعوا أن يكون األول مرفوعا والثاني منصوبا )3(األول

والبيت ليس ألنه مضاف وهذا القياس؛ ألن األول منادى علم مفرد والثاني مضاف

فمجيء تيم األول منـصوبا ،فيه ضرورة وال حذف وال إزالة شيء عن موضعه

ومـا أجمـع .جاء شذوذا علما أن البيت ورد في الديوان بضم األول وفتح الثاني

الثانية مقحمة بين المتالزمين واهللا ) تيم(عليه النحاة هو الرأي الراجح، وقد تكون

.أعلم

.343: 1األصول :ن السراجاب .1

.314: 1الكتاب :سيبويه .2

.157ص الجمل من النحو، ،الزجاجي .4

.361: 1 الخزانة ،البغدادي .3

106

:م المفردتنوين المنادى العل 2.5

لكن إذا المنادى العلم مبني، وعالمة بنائه الضمة، وال يجوز تنوينه بالضم،

اضطر الشاعر إلى التنوين جاز له ذلك بالرفع عند الخليل على لفظه، وبالنـصب

)1(.على أصله وهو اختيار أبي عمرو وعيسى ويونس والجرمي والمبرد

: األحوصيقول

)2( مطر عليها وليس عليك يا مطر السالم سالم اهللا يا

.حيث جاء المنادى مرفوعا بالتنوين) مطر( يا: موضع االستشهاد

كما لحق ما ال ينصرف، فإنما لحقه التنوين : يقول ابن السراج : أراء النحاة

هـذا مـا يـراه و)3(يشبهه بيا رجال،) مطرا(يا: ويقول كان عيسى بن عمر يقول

كما لحق مـا ال ينـصرف ) مطر( فإنما لحقه التنوين يقصد : يقول سيبويه سيبويه

ألن التنوين الزم للنكرة على كـل ،وليس مثل النكرة ،ألنه بمنزلة اسم ال ينصرف

وهذا بمنزلة مرفوع ال ينصرف ويلحقه التنوين اضطرارا ألنك أردت في ،حال

ولم نسمع عربيـا : ويقول )4(.ت حين كان غير منون حال التنوين في مطر ما أرد

وكان يجعل مطرا في تنوينهـا . وله وجه في القياس إذا نون وطال كالنكرة يقوله،

.وهو ما يراه سيبويه خروجا عن القياس)5(.ونصبها غير المقصودة

أما أبو عمر و وعيسى ويـونس والجرمـي فيختـارون ": أما المبرد فيقول

هم أنهم ردوه إلى األصل،الن أصل النداء النصب،كما ترده اإلضافة النصب وحجت

)6(.إلى النصب

.196التهذيب الوسيط في النحو ص:الصنعاني .1

تحقيق وشرح، سعدي ضناوي، دار صادر بيـروت، األحوص األنصاري ديوانه، : انظر .2

: البغـدادي ؛244: 1 األصـول : ؛ ابن الـسراج 202: 2الكتاب : سيبويه. 189:ص

اسم شخص من سلف الشاعر :مطر. 294: 1الخزانة .344: 1األصول : ابن السراج .3

.244: 1 األصول : ابن السراج .4

.202: 2الكتاب : سيبويه .5

.202: 2 الكتاب : سيبويه .6

107

إن دخول التنوين عليـه كدخولـه علـى اسـم مرفـوع ال ": ويقول المبرد

ولكنه دخل الن ما بعده في تمام االسم الذي قبله فصار التنوين كحـرف ،يتصرف

)1(.في وسط االسم

:يقول ابن عقيل

. واضمم أو انصب ما اضطرارا نونا مما له استحقاق ضم بينا

، أذا كان المنادى مفردا معرفة أو نكرة مقصودة يجب بنـاؤه علـى الـضم

وكان لـه ،واذكر أنه أذا اضطر شاعر إلى التنوين كان له التنوين، وهو مضموم

)2(بهما وقد ورد السماع ،نصبه

وإذا لحق االسم العلم المنادى التنوين في ضرورة شـعر " : ويقول الزجاجي

ومـنهم مـن ،وهذا مذهب الخليل وأصحابه ،فمنهم من ينونه ويرخمه على لفظه

ينونه وينصبه ويقول أرده إلى أصله وهذا مـذهب أبـي عمـرو بـن العـالء

)3(.وأصحابه

تصر على اقا اضطر إلى تنوين المنادى المضموم و انه أذ إ" : ويقول البغدادي

والقدر المضطر إليه هو النون الساكنة فألحقـت ،القدر المضطر إليه في التنوين

فإنها تندفع بزيـادة ،وأبقيت حركة ما قبلها على حالها إذ ال ضرورة إلى تغيرها

)4(.النون وهذا مذهب سيبويه والخليل والمازني

خالفا للقياس، فاألصل أن يكون المنادى المفرد العلم مرفـوع فالشاهد جاء م

والخروج عن األصل الخوف ، والذي دفع الشاعر إلى التنوين ،بالضم دون التنوين

من انكسار البيت وعدم االستقامة ؛ فالضرورة الشعرية جالبة للشذوذ في مثل هذا

عا ونصبا فـي الـشعر البيت، وقد أجاز النحاة المنادى المبني أن يكون منونا رف

، وال يكون ذلـك إال فـي األسـماء ،ضرورة وهذا ما يسمى بتنوين الضرورة

رى أن آراء أ لـذا . فقد جاءت على قـدر الحاجـة ،والضرورة هنا ليست قبيحة

.102ب، صشذور الذه: ؛ابن هشام244: 4المقتضب : المبرد:انظر. 1

.262: 2شرح ابن عقيل :ابن عقيل .2

.104:الجمل من النحو ص: الزجاجي .3

.294: 1الخزانة :البغدادي .4

108

النحاة في هذا الشاهد كلها مرجوحة سواء سيبويه وأصحابه، فهم قاسوا الرفع مع

الك رأي أبي عمر بن العالء، فالقياس والـسماع التنوين على ما ال ينصرف، وكذ

.جائزان

:نداء األدوات 3.5

االسم ال ينادى وفيه األلف والالم؛ ألنك إذا ناديته فقد صار معرفة باإلشارة

)1(بمنزلة هذا وال يدخل تعريف على تعريف

:يقول الشاعر

)2( وأنت بخيلة بلود عني من أجلك يا التي تيمت قلبي

إذ عامل الشاعر األدوات في النداء معاملـة ) يا التي ( موضع الشاهد قوله

.األسماء

اعلم أن إقامة النعت مقام المنعوت في الكالم قبـيح، إال ": يقول ابن السراج

ي ال يكون إال في الناس أن يكون نعتا خاصا يخص نوعا من األنواع، كالعاقل الذ

ويزول اللبس ؛فإذا اضطر الشاعر فلـه ،والكاتب وما أشبه ذلك مما تقع به الفائدة

والتي وضعت ليوصف بها مع صلتها، فمن أقبح "،أن يقيم الصفة مقام الموصوف

وحرف النداء )التي( فادخل الياء على،ما جاء في الضرورة قوله من أجلك يا لتي

ـ األلف م إال في اسم اهللا فشبه الشاعر الما فيه اإللف ول ال يدخل على م فـي ال ول

"،)3(. في لفظ الجاللةلفالتي باأل

الشاعر فنادى التـي إذ كانـت اإللـف والم ال .": ويقول المبرد وقد اضطر

)4(.تنفصالن فيها وشبه ذلك بقوله يا اهللا

.239: 4المقتضب : المبرد .1

الخزانة : البغدادي ؛ 241: 4المقتضب : المبرد ؛ 463: 3األصول : ابن السراج :انظر .2

1 :358.

.463: 3األصول : ابن السراج .3

.241: 4المقتضب : لمبردا .4

109

في ذالك أنهم قالوا إن حـرف وذهب البصريون إلى أنه ال يجوز، وحجتهم

أمـا .النداء للتعريف، و اإللف والم للتعريف، وتعريفان في كلمة واحده ال يجوز

وحجتهم في ذلك أنه موجود فـي ، يجوز نداء ما فيه األلف والالم :الكوفيون قالوا

)1(.كالم العرب المنظوم والمنثور

: وقال. للزوم وليس فيها العوضية ) لتيا(إنه شاذ؛ الن الم :" ويقول البغدادي

ولو قلت تقديرا من أجلك يا حبيبتي لم يبقى إشكال ؛ألن ":قال بعض شراح المفصل

ومن خالل استعراض آراء النحاة أجد النحاة اختلفـوا بـين )2(.التي لم تكن منادى

ه الشذوذ والضرورة، في هذا الشاهد، فبعضهم يعد الشاهد ضرورة،وبعضهم يـرا

.ضرورة

هو رأي البصريين، فحرف النداء ال يـدخل علـى الباحث ميل إليه ي والذي

فهو من باب أولى أال يدخل على األدوات، والـشاهد ،المعرف بال في األسماء

علما أن الشطر األول من البيت مكسور كما أن المعنـى غيـر .ال يقاس عليه

تك كما هو موجود في بعـض كتـب مستقيم باستخدام من أجلك، والصواب فدي

.النحو

:نداء المعرف بأل 1.3.5

ـ وال ينادى منها ) أي أو اسم اإلشارة( يتوصل إلى نداء ما فيه األلف والالم ب

بغير وصلة إال اسم اهللا تعالى؛ لكثرة االستعمال، وقد ينادى المعرف بأل من دون

. أي شذوذا

:يقول الشاعر

)3(لذان فرا أياكما أن تكسبانا شرافيا الغالمان ال

.)نداء المعرف بال من دون أيها( موضع االستشهاد

.337-336: 1األنصاف من مسائل الخالف :األنباري .1

.358: 1الخزانة : البغدادي .2

209: 1األنصاف : ؛األنباري372: 1األصول : ابن السراج:انظر .3

110

:أراء النحاة 2.3.5

ر ن لم :إن أهل بغداد يقولون يا الرجل اقبل ويقولون " : رأي ابن السراج قال

بن السراج ينقل ما سمعه مـن فا )1(."موضعا يدخله التنوين يمتنع فيه اإللف وإالم

هذا غلط من قائله أو ناقله، : المبرد يرد هذا ويقول أن الزجاجي ويذكر.أهل بغداد

ولم تدع ضرورة إلى ، فيا غالمان اللذان الستقام الوزن وصح اللفظ :ألنه لو قال

ر ولهذا المثال نظائر رد فيها المبرد رواية بعـض األشـعا )2(.إدخال اإللف وإالم

.أو القافية،على وجه ذي ضرورة ال أثر لها في استقامة الوزن

ذهب الكوفيون انه يجوز نداء ما فيه األلف والالم، وذهـب : يقول األنباري

البصريون انه ال يجوز وحجة الكوفيين انه قد جاء في كالمهم أما حجة البصريين

ياء تفيد التعريف وتعريفـان انه ال يجوز ذلك؛ ألن األلف والالم تفيد التعريف وال

)3(.في كلمة ال يجتمعان

فيا غالمان :وهذا ال ضرورة فيه لتمكن قائله من أن يقول : "يقول األزهري

وينقل األنباري أن رأي الجمهور يمنع مثل ذالك الجمـع بـين أداتـي )4(".اللذان

زون ذلك على إن الكوفيين يجي : ويقول .تعريف وقد اقتصر ذلك على لفظ الجاللة

بأنه حـذف الموصـوف وأقـام : قد رد عليهم في األنصاف في قوله )5(.االختيار

.الصفة مقامه

ـ : يقول صفا في االختيـار، ) أل(إن الكوفيين الذين جوزوا نداء المعرف ب

)6(.احتجوا بشعر كله مجهول النسبة، ال يجوز االحتجاج به

حسن حمد، إشراف إميل يعقوب، دار الكتـب العلميـة، :372: 1األصول : ابن السراج .1

.243: 4 المقتضب :المبرد. 29: 3بيروت،

شرح األشموني على ألفية بن ،)هـ900:ت ( نور الدين علي بن محمد : األشموني: انظر.1

قدم له ووضع هوامشه مالك،

.235ص 1 األنباري، اإلنصاف، .3 .173: 2شرح التصريح على التوضيح، : األزهري .4

. 337: 1اإلنصاف، : األنباري .5

هد الشعري من النحو العربي، رسالة ماجـستير، جامعـة فيصل إبراهيم، قيمة الشا :صفا.6

.395:ص الكويت،

111

أو غلط مـن قائلـه، ،أو الرواة ،اهد من صنع النحاة والذي أميل إليه أن الش

علما أن البيت مجهول النسب، ومثل هذا الشاهد ال يجوز االستشهاد به، كما أرى

الشاعر حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه في الموضع الذي يقبح ذلك فيه فـي

رورة وهذا ما نص عليه السيرافي، إذ ذكر أن من وجوه الحذف لض ،سعة الكالم

.الشعر إقامة الصفة مقام الموصوف في الموضع الذي يقبح فيه الكالم

:الترخيمشواهد 4.5

حذف أواخر األسماء المفردة تخفيفا، كما حذفوا غير ذلك من كالمهم : ( هو

وقد أجمع النحاة على أن الترخيم حذف يقع على آخـر األسـماء دون )1().تخفيفا

.وخاصة المنادى غيرها

:ترخيم االسم في غير النداء 1.4.5

الترخيم خاص بالنداء، فمن شروط الترخيم أن يكون االسم منـادى مفـردا

معرفة، زائدا على ثالثة أحرف، فال يرخم اسم في غير النداء إال في الـضرورة،

فإنه يرخم على اللغتين، إما على لغة من نوى أو لغة من لم ينـو، وممـا جـاء

.)2( من ينويضرورة على لغة

:قول أوس بن حنباء

)3(إن ابن حارث إن اشتق لرؤيته أو امتدحه فإن الناس قد علموا

. موضع االستشهاد حارث، حيث رخم في غير النداء

هـو سـبعة : يقول ابن السراج في باب ما جاء كالشاذ الذي ال يقاس عليه

.ذف حذف من أجل الترخيم في غير النداء ومن الح)4(الحذف: أنواع منها

. 239: 2الكتاب : سيبويه .1

. 60-59: 4أوضح المسالك : ابن هشام األنصاري: انظر .2

هـو :ابن حارث 172: 2 األشمونيشرح األشموني، ؛ 293: 2الكتاب : سيبويه: انظر .3

نة من تميمحارث بن بدر الشيباني الغذائي سيد غدا

.450: 3األصول : ابن السراج .4

112

وعلم أن الترخيم ال يكون إال في النداء إال أن يضطر شـاعر ": يقول سيبويه

وقد أجاز سيبويه مجيء المـرخم )1(.وإنما كان ذلك في النداء لكثرته في كالمهم

قـه القيـاس للضرورة على لغة االنتظار، ومنعه المبرد ودليل سيبويه ومن واف

الن الشاعر إذا اضطر إلى الترخيم فإنما ينقلـه ؛والسماع، أما القياس فعلى النداء

، باب النداء على حسب ما كان عليه، وهو في النداء متصرف على الوجهين من

)2(".أي على لغة الترخيم فيجري به في غير النداء على ذلك

كـان ، ألن االسم المنادى قد تغير بالنداء ؛وإنما توسع في ترخيم المنادى : ويقول

)3 (". والترخيم تغير والتغير يؤنس بالتغير ،معربا فصار مبنيا

كما أنه يقع في أسلوب النداء ، والمعروف أن الترخيم لغة شعرية ليست نثرية

خاصة دون األساليب النحوية األخرى، وإذا وقع في غير النداء فيكون من بـاب

فالترخيم في النداء يمثل ظاهره لغويـة واضـحة فـي الـشعر .خالفة النحوية الم

وهو قياسي في االستعمال كما انه يرد في الغالب مع األعـالم المؤنثـة ،العربي

.والتأنيث الحقيقي أو المجازي،المنتهية بتاء التأنيث

يستقيم والشاهد الذي بين أيدينا هو ترخيم ضرورة على لغة من ينتظر لكي

الوزن، وتتم الحالة العروضية المنشودة، فالقافية أحيانا تفرض علـى الـشاعر أو

التفعيالت العروضية كلها تجعل الشاعر يرتكب مثل هذه المخالفات النحوية مـن

وال ننسى أن هذه المخالفات النحويـة وخاصـة ،أجل سالمة التركيب العروضي

يا عربيا يرجع إلى أصول مجهولة، أو تكون ترخيم غير المنادى قد تكون إرثا لغو

.محاكاة الشعراء لشعراء في هذه األنماط

:يقول أبو النجم

)4(تدافع الشيب ولم تقتل في لجة أمسك فالنا عن فل

.293: 2الكتاب : سيبويه .1

.172: 2 األشمونيشرح األشموني، ،33: 1:أنظر األعلم هامش الكتاب .2

.69: 3شرح األشموني على ألفية بن مالك، ، األشموني .3

حرباختالط األصوات من ال: بفتح الالم وتشديد الجيم: لجة. الشاعر ابن النجم .4

113

وإنمـا " : يقول ابن السراج .)فالن( حذف الحرف األخير من : موضع الشاهد

عن الترخيم ألنه ال يجوز أن يرخم اسم ثالثي فينقص في النـداء، )فل(أخرجنا

)1(.ولم يكن منقوصا في غير النداء؛ وألنه ليس باسم علم

وأما فالن فإنما هو كناية عن اسم سمي به المحدث عنه خاص " :قال سيبويه

ا قول عرب يا فالن اقبل أم: " ويقول ، الشاعر فبناه على حرفين وقد اضطر ،غالب

ولكنهم بنـو االسـم علـى ،فإنهم لم يجعلوه اسما حذفوا منه شيئا في غير النداء

فان عنوا ،يا فال : والدليل على ذلك انه ليس أحد يقول ، وجعلوه بمنزلة دم ،حرفين

ء وإنما بني على حرفين الن النـدا ،يا فلة، وهذا اسم اختص به النداء : امرأة قالوا

).2("موضع تخفيف، ولم يجز في غير النداء

يا فل أقبل، وليس : واعلم أن للنداء أسماء يخص بها، منها : " ويقول المبرد

وقد يضطر الشاعر فيستعمل هذا . يا فال أقبل : بترخيم فالن، ولو كان كذلك لقلت

قولـه فـي لجـة في غير النداء، ألنها في النداء معارف فينقلها على ذلك، وذلك

)3(".أمسك فالن عن فل

األصل فالن، وهو كناية عن علم شخص وقد رخمه الشاعر في غير النداء

وإنما هو ترخيم للضرورة، والشاعر ،للضرورة، والكلمة ليست مخصوصة بالنداء

.حذف األلف والنون شذوذا

:يقول األسود بن يعفر

بع ملهج ى ابندة أوأمسى حي ملهج أبن ته إنمبصر الوادي)4(اد

.350: 1األصول:ابن السراج .1

.333: 1الكتاب : سيبويه .2

.238: 4المقتضب: المبرد.3

وزارة الثقافـة واإلعـالم ديوانه،صنعه نوري حمودي القيسي، األسود بن يعفر، : انظر1 4

،القطعة من اإلبل مابين الثالثين إلى األربعـين : الصرمه ،33ص مديرية الثقافة العامة،

،أي يحمي ناحية ويتقى منه كما يتقى من الحيـة : أمسى حية الوادي . بها ذهب: أودى بها

.المطمأن من األرض: الوادي

114

حيث حذف التاء من أخر االسم ترخيما كما يرى ) جلهم (: موضع االستشهاد

يقـول ابـن . حذف التاء من آخر جلهمة جاء لضرورة الشعر لكن. بعض النحاة

، وحـرك المـيم "وعلم أن الشعراء يرخمون في غير النداء اضطرارا :" السراج

)1(".بالفتح نيابة عن الكسرة، ألنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث

وسمت الرجل جلهمة ،وعلم أن العرب سمت جلهم بغير تاء " : يقول سيبويه

، وقد يكون الشاعر عنى أباه أو أمه، فإن عنى أمه لم يكن فيـه موضـع )2("بتاء

وم عند أهل اللغة أن أي ترخيم في األسماء في غيـر والمعل. استشهاد وال ترخيم

والـذي .النداء هو شذوذ في االستعمال والقياس، وليس له نضير في كالم العرب

أراه في مثل هذه الشواهد أنه ليس فيها ترخيم وإنما هـو مـن بـاب الحـذف

وهو حذف مطرد في مثل هذه المواضع من أجل الهرب مـن تـوالي ،الصرفي

.ثال والمقاطع الصوتيةاألم

:ترخيم المنادى المختوم بتاء التأنيث مع حذف حرف النداء 2.4.5

أجاز النحاة ترخيم المنادى المؤنث بالهاء مطلقا، وذكروا أنه إذا كان آخـر

فقد رخم .)3(.المنادى تاء تأنيث فإن العلمية والزيادة على ثالثة فيه غير مشروطتين

. ع حرف النداءالمنادى غير العلم م

:يقول العجاج

)4( جاري ال تستنكري عذيري سيري وأشفافي على بعيري

وهو ،حيث رخم المنادي مع حذف حرف النداء ) جاري( موضع االستشهاد

يرى ابن السراج أن حذف الهاء في ترخيم االسم العلم أكثـر . شاذ ال يقاس عليه

..366: 3األصول :ابن السراج .1

.272: 2الكتاب : سيبويه .2

.47:المفصل ص: الزمخشري .3

رواية وشرح عبد الملك بن قريب األصمعي، قدم له وحققه سعدي ضناوي، العجاج ديوانه، 4

.184: ص، ار صادر بيروتد

115

من الترخيم فيما ال هاء فيه، وكذلك إن كان اسما عاما غير علـم في كالم العرب

)1(.كقول العجاج

أعلم أن كل اسم كان مع الهاء ثالثة أحرف أو أكثر في ذلـك " قال سيبويه

أسما خاصا أو غالبا أو أسما عاما لكل واحد في أمة فأن حذف الهاء منه في النداء

اسلم، أما االسم العام يا جاري، ويقول وقد يجوز أ مثل يا أكثر في كالم العرب في

)2("حذف يا في النكرة في الشعر

إن جارية هنا معرفة، والدليل على ذلك الترخيم ولو كانـت : ويقول المبرد

ألن المضاف ال يرخم نكرة للزمها في النداء التنوين والنصب، فلم يجز ترخيمها،

على األصل، وكذلك النكرة، ولو جاز ترخيمها في النكرة لجاز في النداء ألنه جار

)3(في غير النداء

ذا كان مختوما بتاء التأنيث جـاز إإن المنادى ":بن هشام األنصاري ا ويقول

.وقوله مطلقا يعني سواء كان علما أو نكرة منصوبة )4(.ترخيمه مطلقا

في المنادى المرخم أال يحذف فالشاهد هنا جاء شاذا ال يقاس عليه، فاألصل

حرف النداء إال أن الشاعر اختزل الحرف األخير في المنادى ضرورة حتـى ال

ينكسر البيت، ومعلوم أن جارية اسم جنس، ونداء اسم الجنس مع حـذف حـرف

.النداء مختلف في جوازه فضال عن ترخيمه

،فـسهم ينقلبـون عليهـا فالنحاة يضعون شروطا عند وضع القواعد وهم أن

فشروط الترخيم في االسم المنادى المرخم هي أن يكون معرفة غير مستغيث، وال

ا مثل النداء، وال مختصا بالنـداء مندوبا وال ذي إضافة، وال ذي إسناد، وال مبني .

وكل واحـد لـه رأي واجتهـاد ،وهذه الشروط لم تكن موضع إجماع عند النحاة

.اء قد يحاكون بعضهم ألسباب معينة كما أن الشعر،خاص

:يقول حسان بن ثابت

.360: 1األصول : ابن السراج .1

.241: 2الكتاب : سيبويه 2

.260: 4المقتضب : المبرد .3

53: 4أوضح المسالك : ابن هشام .4

116

)1(حار بن كعب أال أحالم تزجركم عنا وأنتم في الجوف الجماخير

.)حار( لم يعلق ابن السراج على ترخيم )حار( موضع االستشهاد

ذا،، وهو نادر في كالم فقد رخم الشاعر المنادى مع حذف حرف النداء شذو

العرب، والذي دفع الشاعر إلى الحذف الضرورة الشعرية وهذا الحـذف يـسميه

،القدماء بترخيم الضرورة، وعلة ذلك كثرت استخدام هذه الكلمـات فـي النـداء

فالحذف يكون فيه لعلة أسلوبية ال علة في المعنـى، وهـو مـا يـسمى بحـذف

.االختزال

:يقول بن الخرع

)2( وكادت فزارة تشقى بنا فأولى فزارة أولى فزارا

وإسـقاط تـاء ،مع حذف حرف النداء ) فزارة( ترخيم : موضع االستشهاد

.التأنيث وتعويض ألف المد عنها

والشعراء إذا اضطروا حذفوا الهـاء فـي الوقـف، ألنهـم أذا :"يقول ابن السراج

الن ألف المد صوتيا هي )3(". التي تلحق القوافي بدال منها اضطروا يجعلون المدة

ويجوز الضم في هذا البيت : ويقول ابن السراج .من جنس الهاء وهذا رأي سيبويه

وما ذهب إليه سيبويه وابـن .على اعتبار أن فزارة اسم مفرد معرفة غير مضاف

رورة، ولكـن هو األقرب لصواب، فاأللف جاءت عوضا عن التاء للـض السراج

مجيئها باإللف جاء من باب الشذوذ والنادر الذي ال يقاس عليه، فالحـذف يخـدم

الضرورةاستقامة الوزن وبه تتم الحالة العروضية ويمكن أن نسميه بترخيم

:وعلم أن العرب الذين يحذفون في الوصل إذا وقفوا قـالوا " : ويقول سيبويه

فصارت هذه ،وا هذه الهاء ليبنوا حركة الميم والحاء وإنما الحق يا سلمه ويا طلحه،

)4(. وقد يجعل بدل الهاء ألف اإلطالق للضرورة،الهاء الزمة

جمـع أجـوف وهـو : جمع حليم وهو العاقل، الجوف :حسان بن ثابت، األحالم : الشاعر .1

.ليل العقل والقوةهو عظيم الجسد ق: الجماخير الواسع الجوف،

ابن الخرع :الشاعر .2

360: 1 ، األصول،ابن السراج .3

.242: 2الكتاب،،سيبويه .4

117

:ترخيم المضاف إليه 3.4.5

الترخيم يكون في االسم المنادى، ومن شروطه أن ال يكون المنادى مـضافا

يقـول .مـضاف إليـه فإذا امتنع ترخيم المضاف فمن باب أولى أن يمتنع في ال

واعلم أن الترخيم ال يكون في مضاف إليه وال في وصف؛ ألنهمـا غيـر :سيبويه

وقد رخم المضاف إليـه )1(.مناديين، وال يرخم مضاف، وال اسم منون في النداء

. في الشعر شذوذا

:يقول زهير

)2(الغيب تذكر خذوا حظكم يا آل عكرم وذكروا أواصركم والرحم ب

حيث حذف التاء من أخره وأبقى الفتحة دالـة ،)عكرم (: موضع االستشهاد

.عليها

: ويقول المحقـق )3(". لكنه ترخيم في غير النداء ،يراه ترخيم " : ابن السراج

ألنه محمول ؛ال حجة في هذا الشاهد وأمثاله : اوقالو. ومنع البصريون هذا الترخيم

)4(ضرورةعلى ال

واعلم أن الترخيم ال يكون في مضاف إليه، وال وصـف؛ ألنهمـا : "يقول سيبويه

غير مناديين وال يرخم مضاف، وال اسم منون في النداء من قبل أنه جرى علـى

)5(. وسلم من الحذف، حيث أجري مجراه في غير النداء،األصل

فالترخيم يقـع ،ط الترخيم البصريون منعوا الترخيم وحجتهم أنها فاقدة لشر

على المضاف وليس المضاف إليه واعتبروا ذلك شاذا ونادرا، أما الكوفيون فقـد

.240: 2الكتاب : سيبويه .1

: 1اإلنصاف مـن مـسائل الخـالف : األنباري ؛ 457: 3 األصول :السراج ابن :نظرا .2

وألرحامالعواطف: النصيب األواصر: الحظ.20: 2شرح الفصل : ابن يعيش ؛347 .457: 3 األصول :السراج ابن .3

.457: 3األصول، : ابن السراج 4

.240: 2الكتاب، : سيبويه .5

118

أجازوا ذلك وأوقعوا الحذف على أخر المضاف إليه، وحجتهم االستعمال الكثيـر

)1(. من العربلذلك

.فظـه قال األعلم الشاهد فيه ترخيم عكرمة وتركه على ل :" ويقول األنباري

)2(.وإن كان اسما لرجل،ويحتمل أن يجعل فتحته إعرابا على إنه اسم لمؤنث

اتفق النحاة على جواز الترخيم في غيـر " : ويقول ابن الشجري في أمالية

ويقول وقد نص سيبويه على تـرخيم األسـماء .النداء على لغة من قالوا يا حار

يقـول ابـن )3(".ء أال أن يضطر الـشاعر المفردة تخفيفا شرط أن يكون في الندا

وهذا محمول عندنا على الضرورة، وحاله حال ،فرخم المضاف إليه فيهما " :يعيش

)4(". ألن المضاف إليه غير منادى ،ما رخم في غير النداء للضرورة

أن ال يكـون ذا إضـافة، خالفـا :" وقد قيد األشموني الترخيم بشروط منها

)5(في أجازتهم ترخيم المضاف إليه، وهو عند البصريين نادرللكوفيين

أن الترخيم ما هـو إال وجـه " : ويرى الجندي في كتابه اللهجات في التراث

للهجة عربية لبعض القبائل، وهي لهجة طي ومعظم الشعراء كانوا قـريبين فـي

لهجة من لهجات مساكنهم وزمانهم من مساكن طي، ويرى أن مثل هذا ما هو أال

ومن المعروف لغويا أن القبائل العربية المتجاورة تتبادل األلفاظ إما عـن ،العرب

)6(".طريق االختالط أو النسب أو التجارة

وأنا أميل إلى رأي الدكتور الجندي فكلمة عكرمة فيها ثالثة مقاطع مفتوحـة

المعروف عن طي أنها تميل وهذا ال يصلح مع الشعر فأسقطوا المقطع األخير، و

ـ كتبـة الم .347: 1اإلنصاف من مسائل الخالف : األنباري .1 صـيدا بيـروت صريةالع

.هـ1407

.لمصدر نفسها .2

.110: 1 أمال ،ابن الشجري .3

.20: 2شرح الفصل : ابن يعيش .4

.69: 3 األشموني على ألفية بن مالك، شرح .5

.56:اللهجات من التراث ص:الجندي- .6

119

أن : ويقصد بلغة مـن ينتظـر إلى الحذف، فقد رخم الشاعر على لغة من ينتظر،

. يبقى فيها ما قبل المحذوف على حاله من ضم أو فتح، أو سكون

)10(جدول

التوابعشواهد حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 1 دة ال مع تنوين ما بعدهازيا 1 شذوذ 1 عطف االسم الظاهر على الضمير المجرور 2 ضرورة 1 جواز العطف على عاملين 3 ضرورة 1 تقديم المعطوف على المعطوف 4 ضرورة 2 حذف الموصوف وإقامة الصفة 5

6 مج

العطف 5.5

. مع تنوين ما بعدها)ال(زيادة

:لعباسيقول أنس بن ا

)1( ال نسب اليوم وال خلة اتسع الفتق على الراتق

الثانية بين العاطف والمعطوف، وتنـوين خلـة ) ال(زيادة : موضع الشاهد

الثانيـة ) ال(ونصب المعطوف، ونونه على إلغاء : يقول سيبويه . لضرورة الوزن

تنـزيال لحركـة البنـاء ) ال( في، وعطف علـى حمـل اسـم وزيادتها لتأكيد الن

)2(.العارضة

فـي ) ال( ألنه ليس جوابا،وليس ،وال يكون الرفع في هذا الموضع : ويقول

)3 (.هذا الموضع معنى ليس

.403: 1 الحاشية، األصول،: ؛ ابن السراج349: 1الكتاب: سيبويه :.انظر. 1

.1:403الحاشية، األصول،: ابن السراج. 349: 1الكتاب: سيبويه. 2

.األصول: ابن السراج. 349: 1الكتاب: سيبويه. 3

120

إن خلة مبني على الفتح : إذ يقول فيه رأيا آخر، يونس بن حبيب بينما يرى

الثانية )ال(نه للضرورة، وبناؤه على الفتح عنده على أن ولكنه نو ،في محل نصب

. وهو رأي ضعيف)1(األولى،) ال(عاملة عمل إن مثل

تكـون زائـدة )ال (في تنوين خلة أمران أحـدهما أن : ويقول ابن يعيش

) ال( أن تكـون :والثـاني فنصب الثاني ونونه بالعطف على األول بالواو وحدها،

عاملة كاألولى، كأنه استأنف بها النفي، فيكون في تنوين خلة إشكال، فذهب نافية

فال هنا زائـدة .)2(سيبويه والخليل على إنها معربة منتصبة بإضمار فعل محذوف

دخولها كخروجها ال تؤثر في بناء الجملة، وليس لها تأثير إعرابي والزيادة للتأكيد

ن باب العطف المفرد، وهـو رأي جمهـور والتقدير ال نسب اليوم وخلة، وهو م

والواقع أن زيادة ال ليست كثيرة فحـسب بـل مطـردة عنـد النحاة وابن مالك،

.الجمهور وخاصة في القسم

:عطف االسم الظاهر على الضمير المجرور 1.5.5

ال يجوز أن يعطف بالظاهر على المضمر المخفوض إال بإعادة الخافض؛

حد ال ينفرد منه، وال يحال بينه وبينه، وال يعطـف عليـه إال ألنه معه كشيء وا

بإعادة الخافض، والعلة في ذلك أنه لما كان العطف على المضمر المرفوع قبيحا

وقد يجوز مثـل ذلـك فـي الـشعر )3(.حتى يؤكد لم يكن بعد القبح إال االمتناع

.للضرورة

:يقول الشاعر

)4( فاذهب فما بك واأليام من عجب وتشتمنا فاليوم قربت تهجونا

إذ عطف االسم الظاهر على الـضمير ) فما بك واأليام : ( موضع االستشهاد

المجرور دون إعادة الخافض، وهذا قليل نادر، واألصل عند عطف االسم الظاهر

وأما المخفـوض فـال : جيقول ابن السرا . على المجرور البد من إعادة الخافض

.20: 2أوضح المسالك : ابن هشام: انظر .1

.101: 2 شرح المفصل:ابن يعيش .2

.118الحجة في القراءات السبع، ص: ابن خالويه .3

؛391: 1 الكتاب:سيبويه .119 2 األصول:ابن السراج :نظرا. 4

121

زرت بك وزيد، ألن المجرور :يجوز أن يعطف عليه الظاهر، فال يجوز أن تقول

ليس له اسم منفصل يتقدم ويتأخر، كما للمنصوب، وكل اسم معطوف عليه فهـو

يجوز أن يؤخر ويقدم عليه، فلما خالف المجرور سائر األسماء لم يجز أن يعطف

أما سيبويه فيراه قبيح، وإذا وجد في الشعر فيحمل على الضرورة )1(.عليه

ومما يقبح أن يشركه المظهر عالمة المضمر المجرور، وذلك قولـك : قال

مررت بك وزيد، ثم قال وقد يجوز في الشعر أن تشرك فيه الظـاهر والمـضمر

)2( .على المرفوع والمجرور إذا اضطر الشاعر

فيه عطف األيام على المضمر المجرور، وهذا من أقبح الشاهد : قال األعلم

)3( .الضرورات

وهذا مذهب البصريين فإنهم يمنعون خفض االسم الظاهر علـى الـضمير

فيجيزون ذلك وال فصل : أما الكوفيون وابن مالك .المجرور من دون إعادة الجار

بـن ا واحتجوا بقـراءة )4(.نه عطف اسم على اسم عندهم بين الشعر وغيره بعلة أ

وقـد رد أبـو ) 5(".واتقوا اهللا الذي تساءلون به واألرحام : "عباس في قوله تعالى

،علما أن رواية الجر صحيحة، )6()ال تحل القراءة بها : (العباس هذه القراءة، وقال

.لشعر محمول على الضرورة الشعرية لضيق اورويت عن ثقة والشاهد

:يقول جرير

ندهف مسي اكحوالض كبا فحسصوانشقت الع اء7( إذا كانت الهيج(

.119 2 األصول: ابن السراج.1

.119: 2األصول: وانظر ابن السراج.381: 2 الكتاب :سيبويه انظر .2

.391: 1 الكتاب: سيبويه.3

.463: 2اإلنصاف : األنباري: انظر .4

: األنبـاري ، 315:ص البيان في شرح اللمع، : ابن جني : وانظر. 11 : آية ، سورة النساء .5

.462: 2 اإلنصاف من مسائل الخالف

.78: 3شرح المفصل، : ابن يعيش .6

ـ نسب إل البيت،37: 2األصول : ابن السراج :نظر ا .7 . ديوانـه يى جرير ولـم يوجـد ف

.كناية عن تفرق الجماعة: الحرب، انشقت العصا: الهيجاء

122

حيث تعددت فيه األوجه اإلعرابية الثالثة، ) والضحاك: ( موضع االستشهاد

نه في حسبك، وهذا ضعيف ؛أل ) الكاف(الرفع والنصب والجر، فالجر عطفا على

البد من إظهار الضمير، والنصب على المعية، والرفع حمال على محـل الكـاف

.فاعل في المعنى للمصدر) فالكاف(باعتبار المعنى، وليس اللفظ،

وقبحه أنك تعطـف ،فإن جررت فهو جائز، وهو قبيح : " يقول ابن السراج

، ومـنهم مـن )اكالضح( ومنهم من ينصب :ظاهرا على مضمر مجرور، ويقول

)1("يجر ومنهم من يرفع الضحاك، وقبح النصب والرفع؛ ألنك لم تضطر إلى ذلك

خفض، وليس بكثير من كالمهم ) حسبك(فموضع الكاف في : " يقول الفراء

حسبك وأخاك، حتى يقولوا حسبك وحسب أخيك،ولكن أجزناه؛ ألن في : أن يقولوا

) 2(.لى تأويل الكافمعنى واقع من الفعل رددناه ع) حسبك(

:جواز العطف على عاملين 2.5.5

:يقو ل األعور الشني

اـــ هون عليك فإن األمور بكف اإلله مقاديره

)3(ا وال قاصر عنك مأمورهاــ فليس بآتيك منهيه

إذ عطف قاصر على االسـم الظـاهر ) قاصر وال: ( موضع االستشهاد

ألن العطف في مثل هذا الشاهد ال يوجب ؛المجرور بالباء دون إعادة حرف الجر

.إعادة الخافض، وإذا قرأت بالنصب يكون عطفا على الموضع وهو خبر منصوب

والشاهد من شواهد سيبويه التي يجيز فيها النصب في الخبر المعطوف على

. وان كان اآلخر أجنبيا؛ ألن ليس تعمل في الخبر مقدما ومؤخرا لقوتهاخبر ليس،

.37: 2األصول : ابن السراج .1

إبـراهيم الدسـوقي، : م، إعداد 1989، معاني القرآن، )هـ207:ت(يحيي بن زياد :الفراء 2

.152: ص مؤسسة األهرام، القاهرة،

: 1شرح أبيات سيبويه : السيرافي ؛159: 4المقتضب :المبرد 69: 2: ابن السراج :نظر ا .3

162.

123

واعلم أن العطف على عاملين ال يجوز مـن قبـل أن : " يقول ابن السراج

)1 (.حرف العطف إنما وضع لينوب عن العامل، ويغنى عن إعادته

زيد بعمرو وخالد ببكـر، مر :نه ال يجوز أن تقول أ وقد أجمعوا على : وقال

فتعطف على الفعل والباء، ولو جاز العطف على عاملين لجاز هذا، واختلفـوا إذا

جعلوا المخفوض يلي الواو فأجاز األخفش ومن ذهب مذهبه مر زيد بعمرو وخالد

)2 (.وبكر واحتجوا بالبيت السابق

وهذا )3(عطف على عاملين إن مذهب سيبويه ال يجيز ال : ويقول ابن السراج

)4 (.وهذا عندي غير جائز: ما ذهب إليه المبرد إذ يقول

األول إن مأمورها مرفـوع باالبتـداء، : ويقول السيرافي هناك ثالثة أوجه

أن تنصب قاصـرا وتعطـف : وقاصر مرفوع؛ ألنه خبر المبتدأ، والوجه الثاني

الباء في قولك بآتيك، فالعطف هنـا على موضع ) قاصرا( مأمورها على اسم ليس

عطف اسمين على اسمين، والعامل في االسمين األولين وفي االسمين المعطوفين

)5 (.عامل واحد وهو ليس

:تقديم المعطوف على المعطوف عليه 3.5.5

:يقول األحوص

المليك ورحمة اهللا الس6( أال يا نخلة ذات عرق ع(

).عليك ورحمة اهللا السالم ( موضع االستشهاد

.69: 2 ،األصول : ابن السراج.1

.69: 2 فسهن المرجع .2

.71: 2 فسهن المرجع .3

.159: 4 المقتضب: المبرد.4

.162: 1شرح أبيات سيبويه: ي السيراف.5

؛ 161: 2الخـصائص : ؛ ابن جنـي 326، األصول 1:ابن السراج :األحوص:: انظر .6

موضع من الحجاز : ذات عرق . 192: 1خزانة : ، البغدادي 160: 1آمالي بن الشجري

كناية عن المرأة: وميقات أهل العراق، ونخلة

124

:أراء النحاة 4.5.5

كم رجال عندك وعبيـده، يعطـف : وكان األخفش يجيز : يقول ابن السراج

ولو قلت كم رجال عنـدك : ويرفعه، قال ) عندك(على المضمر الذي في ) عبيده(

ال يجوز تقدم الصلة :" جنييقول ابن .)1(وعبيده عندك على التقديم، والتأخير جائز

وال المبـدل علـى ،وال شيء منها على الموصول، وال الصفة على الموصـوف

المبدل منه، وال عطف البيان على المعطوف عليه، وال العطف الذي هـو نـسق

يقول شوكت عبد )2(". وعلى قلته أيضا ،على المعطوف عليه، إال في الواو وحدها

أنه عندي ال تقديم فيه وال تأخير من قبل العطف،وهو إال: "الرحمن قال ابن جني

مرفـوع ) السالم(وذلك أن ؛)عليك(معطوفا على الضمير في )رحمة اهللا (أن يكون

".باالبتداء وخبره مقدم عليه

وإنما جـاز فـي الـضرورة تقـديم " : أما ابن الشجري في أمالية فيقول

في الصفة والتوكيـد والبـدل؛ الن المعطوف على المعطوف عليه، ولم يجز ذلك

والبدل إمـا أن ، وكذلك المؤكد ،المعطوف غير المعطوف عليه والصفة هي الصفة

: ونقل البغدادي عن األخفش )3(.يكون المبدل منه أو بعضه أو شيئا مشتمال علية

انه أراد عليك السالم ورحمـة اهللا، فقـدم المعطـوف علـى المعطـوف عليـة

)4(.ضرورة

أن ورحمة اهللا معطوفا على الضمير المستتر في خبـر : أما البغدادي فيرى

وهـذا ،السالم المقدم عليه وهو قوله عليك إذ هو متعلق بمحـذوف هـو الخبـر

والشاهد شاهد علـى الرتبـة )5(.المحذوف متحمل لضمير وهذا أيضا ضرورة

انه فـصل بـين المبتـدأ النحوية حيث قدم المعطوف على المعطوف عليه كما

الجملة على المبتدأ المعرفة، وهو استعمال فرضه الوزن والخبر، وقدم الخبر شبه

.326: 1 األصول:ابن السراج .1

.161: 2الخصائص : ابن جني .2

.160: 1أمالي بن الشجري .3

.192: 1خزانة : البغدادي . 4

. المصدر نفسه .5

125

واألصل في التوابع أن تتـأخر عـن . الشعري، وهذا من أقبح الضرائر الشعرية

المتبوع، وإذا تقدمت تكن من باب الضرورة، والشاهد ال جود له وال نضير له في

ليال، والقليل ال يقاس عليه، وال تبنى على أساسه القواعد النحوية كالم العرب إال ق

. والذي دفع الشاعر إلى ذلك استقامة الوزن،واللغوية

النعت 6.5

هو التابع الذي يكمل متبوعه بداللته على معنى فيه، أو فيما يتعلق : النعت

)1(.به

:حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه 1.6.5

حذف الموصوف إذا ظهر أمـره يجوز حق الصفة أن تتبع الموصوف، و

وفي غيـر ذلـك ال .ظهورا يستغنى معه عن ذكره، ويمكن أن تقوم الصفة مقامه

ومـن الـضرورة قـول النابغـة يجوز حذف الموصوف إال في ضرورة الشعر

:الذبياني

ني أقيش يقعقعمن جمال ب ليه بشن كأنك2(خلف رج(

كأنـك : حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه في قوله : موضع االستشهاد

من جمال والتقدير كأنك جمل من جمال، فالوصف يقع موقع الموصوف إذا كـان

حور مقـصرات : "داال عليه، وهو شاهد له نظائر كثيرة في االستعمال قال تعالى

صل أن تصحب الصفة الموصوف إال إذا ظهر أمرا يستغنى ولكن األ)3("في الخيام

معه عن ذكره فحينئذ يجوز حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامـه، وإن حـذف

الموصوف وإقامة الصفة مقامه قبيح، وهو في بعض المواطن أقـبح منـه فـي

.300: 3 أوضح المسالك ،هشامابن 1

: ابـن الـسراج ؛123ص بيروت لبنان، ة،يديوانه المكتبة الثقاف النابغة الذبياني، : انظر .2

.313: 2الخزانة : البغدادي ؛ 177: 2األصول،

.75:، آيةلرحمن سورة ا.3

126

الوصف يقوم مقام الموصوف، ويقع موقعه إذا كان داال : "يقول ابن السراج .بعض

.)2("وإن من أهل الكتاب إال ليؤمنن به:" وعلى هذا قوله تعالى)1("عليه

حيث حذف المنعوت ) كأنك من جمال بني أقيش :( في قوله يقول األشموني

، ولكـن حـذف )كأنك جمل من جمال بني أقيش : (وأبقى النعت، والتقدير ) جمل(

)3(.للضرورة

ا بدون أن تكون بعضا مـن على إن حذف الموصوف هن : "يقول البغدادي

لضرورة الشعر، والتقدير كأنك جمل من جمال بنـي ) في(أو ) من(مجرور بـ

".أقيش، وهذا مثال لقيام الظرف مقام الموصوف لضرورة الشعر

وقد أورد ابن الناظم والمرادي في شرح األلفية، كما أورده الشارح : ويقول

ن الموصوف بالجملة أو الظرف إذا كان المحقق أن البيت من القسم األول، وهو إ

)4 (.يجوز حذفه كثيرا) في(أو ) من(بعضا من مجرور بـ

من جمال : فقوله ي يظهر أن البيت ليس فيه موصوف ولكن التركيب اللغو

خبر كأن والضمير المتصل مكانه اسمه، فالجملة مكونة من مبتدأ وخبر أما الـذي

:فة السم محذوف، فالصفة الجملة الفعلية فـي قولـه نراه فان الفعل يقعقع وقع ص

.، وال يجوز حمل الشاهد على الضرورة)جمل(يقعقع نابت مناب الموصوف وهو

:يقول الشاعر

مالك عندي غير سهم وحجر وغير كبداء شديدة الوتر

)5( جادت بكفي كان في أرمى البشر

. 177: 2األصول، : ابن السراج .1

.159آية: النساء،سورة. 2

.331: 2شموني على ألفية بن مالك شرح األ،األشموني .3

.313: 2الخزانة : البغدادي. 4

.312: 3الخزانة : ؛ البغدادي178-177: 2األصول : ابن السرج: انظر. 5

.أحسنت: جادت

127

إذ حذف الموصوف وأبقى الـصفة، والتقـدير ) بكفي: (موضع االستشهاد

الوصف يقع موضع الموصوف إذا كـان : يقول ابن السراج .بكف رجل أو إنسان

)1(داال عليه

وأقام الجملة مقامـه،فوقعت ،حذف الموصوف وهو رجل : "يقول األنباري

اإلضافة إلى الفعل لفظا، وإن كانت داخلة على غيره تقديرا، وكذلك دخل حـرف

وهـذا فـي : ويقول )2(".على الفعل لفظا، وإن كان داخال على غيره تقديرا الجر

الكالم اهللا تعالى وكالم العرب كثير فلما كثر حذفه كثر ذكره، حذفوا الصفة التـي

)3(.هي مقول، فدخل حرف الجر على الفعل لفظا،وإن كان داخال على غيره تقديرا

ضميره المستتر صفة لموصـوف على أن جملة كان مع : "يقول البغدادي

) من(لم اسمع : "محذوف ضرورة؛ أي بكف رجل أو إنسان، وقال ثعلب في أماليه

جاءت بكفي كان من أرمـى : في موضع االسم إال في ثالثة مواضع أحدها قوله

أي بكفـي ) من( روي أيضا بفتح ميم: "قال ابن جني في الخصائص : البشر، وقال

على هذا زائدة فصلت بـين متالزمـين بـين الـصفة من هو أرمى للبشر وكان

والمالحظ أن الشاهد مجهول النسب وهذا يضعف االستشهاد في )4 (".والموصوف

. البيت، كما أن حذف الموصوف جاء للضرورة

:أسلوب الشرطشواهد 7.5

يجزم الفعل المضارع إذا سبقته إحدى أدوات الجزم، ويجب أن يكون فعـل

خبريا متصرفا غير مقترن بقد أو سوف أو حرف نفـي أو الـسين، الشرط فعال

.وكذلك الحال في جواب الشرط

: 3الخزانة : ؛ البغدادي 115: 1اإلنصاف : ؛ األنباري 178-177: 2األصول : ابن السرج 1

312.

.115: 1الخالفاإلنصاف من مسائل : األنباري. 2

.115: 1اإلنصاف : األنباري. 3

. 367: 2الخصائص : ؛ ابن جني312: 3الخزانة : البغدادي: انظر. 4

128

)11(جدول

شواهد أسلوب الشرط حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 4 الفصل بين األداة وفعل الشرط 1 ضرورة 2 حذف الفاء من جواب الشرط 2 ضرورة 4 عدم جزم جواب الشرط 3 ضرورة 1 وقوع االسم بعد لو 4

11 مج

:الفصل بين أداة الشرط وفعل الشرط 1.7.5

يجب أن يلي فعل الشرط أداة الشرط، وال يجوز أن يفصل بينهما بفاصـل؛

.ألنهما متالزمان، ولكن قد يرد الفصل بينهما في الشعر للضرورة

:ول عدي بن زيديق

)1( فمتى واغل ينبهم يحيو ه وتعطف عليه كأس الساقي

) الفصل بين المتالزمين بين أداه الشرط وفعل الشرط : ( موضع االستشهاد

.خالفا للقياس) واغل(باالسم المرفوع

وأما سائر حروف الجـزاء : ازمةيقول ابن السراج بعد حديثه عن إن الج

فيها ضعيف ومما جاء في الشعر مجزومـا – يعني تقديم االسم على الفعل -فهذا

. وقد وافق ابن السراج سيبويه في هذه المسألة)2(.قول عدي بن زيد) إن(في غير

واعلم أن حروف الجزاء يقبح أن تتقدم فيهـا األسـماء علـى :يقول سيبويه

ن حروف الجزاء قد جاز ذلك فيها في الشعر؛ ألن حروف الجـزاء إال أ األفعال،

:قول عدي بن زيد) إن(يدخلها فعل ويفعل، ومما جاء في الشعر مجزوما في غير

حققه وجمعه محمد جبار المعيبد، وزارة الثقافـة واإلرشـاد، ديوانه،، انظر عدي بن زيد . 1

: 1زانـة الخ: ؛ البغدادي 617: 2اإلنصاف: ؛ األنباري 113: 3، سيبويه الكتاب، 156ص

456. .232: 2األصول : ابن السراج .2

129

فمتى واغل ينبهم يحيو ه وتعطف، فقد استشهد سيبويه في هذا البيت على تقـديم

ال يعـرب االسـم المتقـدم و،االسم على الفعل بعد أداه الشرط الجازمة للضرورة

)1 (.مبتدأ، بل يعرب فاعال بفعل محذوف يفسره المذكور

مع جزمهـا لـه )متى(الشاهد في تقديم االسم على الفعل في ": قال األعلم

وارتفاع االسم بعدها بإضمار فعل يفسره الظاهر، ألن الشرط ال يكـون ،ضرورة

)2 (".إال بالفعل

على أنه فصل اضـطرارا بـين متـى ومجزومـه فعـل :غدادي يقول الب

)3(".الشرط

وقد خرجه النحاة على أن يلي أداة الشرط فعل الشرط، ولكن ورد االسم بعد األداة

.ضرورة شعرية اقتضاها الوزن

:يقول حسان بن ثابت

نما الريحة نابتة في حائر أيدعيلها تمل ص4( تم(

، فقد فصل الشاعر بين أداه الشرط وبين )أينما تميلها تمل : ( موضع الشاهد

واالسم المرفوع موقعه فاعل لفعل محـذوف ،ضرورة) الريح(فعلها باسم مرفوع

.يفسره فعل الشرط المذكور

أو لـم يجـزمن، فإن اضطر شاعر جاز فيهن الفصل جزمن " يقول المبرد

وجاز ذلك في حروف الجزاء دون سائر عوامل األفعال، ألنه يقع بعدهن المستقبل

هذا التمكن احـتملن ا تمكنمن العوامل فلم والماضي، وال يكون ذلك في غيرهن

)5(.اإلضمار والفصل

.113: 3الكتاب : سيبويه. 1

.617: 2اإلنصاف: األنباري. 2

.456: 1الخزانة: البغدادي. 3

.. 616: 2اإلنصاف مـن مـسائل الخـالف : ؛ األنباري 75: 2المقتضب: المبرد: انظر. 4

ن وسطه منخفـضا وأطرافـه المكان الذي يكو : الصعدة القناة التي تنبت مستوية، الحائر

.مرتفعة وعالية

.75: 2المقتضب: المبرد. 5

130

ه يرتفع بما عاد يقول الكوفيون إنه إذا تقدم اسم مرفوع بعد أداة الشرط فإن

إليه في الفعل من غير تقدير فعل، أما البصريون فإن االسم المتقدم يرتفع بتقـدير

)1(.الفعل

فاألصل أن يلي فعل الشرط أداه الشرط، وما جاء على غيـر ذلـك فهـو

مخالف للقياس، استدعاه وزن البيت، فالجزم نضير الجر ال يجوز أن تفصل بـين

جزم وفعل الجزم، كما ال يجوز أن تفصل بين حرف الجر واالسم المجرور أداة ال

إال في ضرورة الشعر، والتقديم والتأخير والفصل بين المتالزمات حجج يحتمـي

.بها النحاة من أجل تأويل النصوص المخالفة لقواعدهم

:يقول الشاعر

)2(ليوم مشغوفا إذا طرباسعد اأ عاود هراة وإن معمورها خربا و

تقديم االسم على فعل الشرط حيث فصل بين حرف : ( موضع االستشهاد

، فاألصل في أدوات الشرط أن يليها فعـل )الشرط وفعل الشرط باالسم معمورها

وإذا أتى بعدها اسم فيكون على تقدير فعل محذوف، وهذا ،ألنها عاملة فيه ،الشرط

إن حـروف : يقول ابن السراج .عدة فرعية مستعملة في كالم العرب تأكيد إثبات قا

الجزاء يقبح أن يتقدم االسم معها على األفعال شبهوها بالجوازم التي ال تخلو فـي

الجزم إال أن حروف الجزاء فقط جاز ذلك فيها في الشعر؛ الن حروف الجـزاء

االسم إذا لم يجزم وإن جزمت ) إن(لي يدخلها فعل، ويفعل، ويجوز في الكالم أن ت

)3 ().لم(فال يجوز إال في الشعر ألنها تشبه بـ

نحـو ،إذا لم تجزم في اللفظ ) أن( ويجوز الفرق بين الكالم في ": قال سيبويه

)4 (".قول الشاعر السابق فإن جزمت ففي الشعر

.616: 2اإلنصاف من مسائل الخالف : األنباري. 1

، :؛ األنبـاري 232: 2األصـول : ؛ ابن السراج 113-112: 3الكتاب : سيبويه: انظر. 2

.اسم ارض يقال إنها مدينة من خرسان: الهراة. 616: 2اإلنصاف

.232: 2 األصول:ابن السراج. 3 .113-112: 3الكتاب : سيبويه. 4

131

يلي األداة اسم ال فسيبويه أجاز أن يتقدم االسم على فعل الشرط أي أجاز أن

وأقواها مستـشهدا ،ألنها عنده أصل حروف الجزاء ،)إن(فعل إذا كانت هذه األداة

، واآلية دليل على صحة القول بجواز تقدم االسـم )1("إن امرؤ هلك : "بقول تعالى

ويقول واعلم أن حروف الجزاء يقبح أن تتقدم األسماء فيها قبـل ،على فعل الشرط

.ن حروف الجزاء قد جاز ذلك فيها في الشعراألفعال إال أ

يقول المبرد" : إن)إذا لم تجزم فالفصل بينها وبين ما عملت فيـه فـي ) إن

إن الشاعر اضمر فعال بينها وبين االسم، جاء بالفعل : الظاهر جائز باالسم، ويقول

، يكون إال بالفعل ولو لم يضمر لم يجز، ألن الجزاء ال ،الظاهر تفسيرا لما اضمر

واختلف البصريون والكوفيون )2 (".والفصل هنا جائز باالختيار؛ ألن الفعل ماض

إنه إذا تقدم االسم المرفوع بعد إن الشرطية فإنه يرتفع : "الكوفيون يقولون في ذلك ف

تقديم إنما جوزنا : غير تقدير فعل، وحجتهم في ذلك قالوا من الفعل منبما عاد إليه

األسـماء، من ألنها األصل في باب الجزاء دون غيرها ؛لقوتها) إن(المرفوع مع

)3 (".والظروف التي يجازى بها

ارتفع بتقدير فعل ألنه ال )إن ( إن االسم الذي بعد : " أما البصريون يقولون

ل، وال يجوز يجوز الفصل بين حرف الجزم وبين الفعل باسم لم يعمل فيه ذلك الفع

)4 (". ألنه ال يجوز تقديم ما يرتفع بالفعل عليه؛أن يكون الفعل عامال فيه

:يقول الشاعر

)5(شا إن يلقها ذيب هذا سراقة للقرآن يدرسه والمرء عند الر

ضت جملة إذاعتر) والمرء عند الرشاد إن يلقها ذيب : ( موضع االستشهاد

يقـول ابـن .الشرط بين المتالزمين مع حذف جواب الشرط، وهذا من الـشواذ

.176: سورة النساء، آية. 1

.76: 2المقتضب: المبرد. 2

.616: 2، اإلنصاف :األنباري. 3

.المصدر نفسه. 4

والبيت في هجاء رجـل .193: 2األصول : وابن السراج ،69: 3الكتابسيبويه، : انظر. 5

.رشا والحرص عليهامن القراء نسب إليه الرياء وال

132

سـيبويه لكـن )1(.التقدير المرء ذيب إن يلق الرشا، فجاز هذا في الشعر : السراج

علـى نيـة التقـديم )2(المرء عند الرشا ذيـب إن يلقهـا : يقول خالفه في التقدير

ديره المرء ذيب إن يلق الرشا، فهذا جائز في تق: لكن ابن السراج يقول . والتأخير

على تقدير الفاء المقترنـة ، إن يلقها فهو ذيب : أما المبرد فيرى التقدير )3 (.الشعر

ذيب خبر لمبتدأ محذوف تقديره هـو، والظـاهر أن بالمبتدأ المحذوف، ويرى أن

بـره ذيـب، خبر للمبتدأ المرء مع وترجيح رأي سيبويه، فالمرء مبتدأ وخ ) ذيب(

.وجملة الشرط معترضة بينهما

:يقول ربيعة بن مقروم التميمي

:حذف الفاء من الجواب 2.7.5

إذا كان جواب الشرط جملة اسمية، أمرا، أو نهيا أو دعاء، أو فعال مقترنـا

يجب أن يقترن الجواب بالفاء؛ ألن الجواب ال فبقد أو السين أو سوف أو غير ذلك

. وقد تحذف الفاء وخاصة في الشعر)4(يصلح للشرط،

:يقول ذو الرمة

انب ناظروين الجانب الذي به أنت من بتى أشرف على الج5( وإني م(

فـي قولـه ) حذف الفاء الرابطة لجواب الـشرط : ( موضع االستشهاد

ر على تقـدير نـاظر ، وهو حذف ضرورة، فاألصل فناظر، أو فإني ناظ )ناظر(

.سخ المحذوفاخبر للحرف الن

.193: 2األصول : ابن السراج .1

.193: 2األصول : ،وابن السراج69: 3الكتابسيبويه، : انظر. 2

.437: 1الكتاب : سيبويه. 3

. 196: 2الغالييني جامع الدروس العربية : انظر .4

حب ،ديوانه شرح اإلمام أبي نصر أحمد بن حاتم الباهلي صا )هـ117ت( انظر ذو الرمة . 5

بيـروت مؤسـسة اإليمـان، ، حققه وقدم له، عبد القدوس أبو صالح 2ط،2ج األصمعي،

: ؛ البغدادي 462: 3األصول : ؛ ابن السراج 71: 2المقتضب : المبرد. 1014ص، لبنان

.260: 1األمالي،: ؛ ابن الشجري645: 3الخزانة

133

وهو عند سيبويه على التقديم والتأخير، وإني نـاظر " يقول ابن السراج،

وأجاز أيضا أن يكون على إضمار الفاء، والذي عند أبي العبـاس )1 (.شرفأمتى

الجواب فـي وعندي فيه وفي أمثاله أنه على إضمار الفاء ال غير، ألن )المبرد(

)2(.موضعه فال يجوز أن تنوي به غير موضعه إذا وجد له تأويل

وهو عندي على إرادة الفاء، والبصريون يقولون هـو علـى : "يقول المبرد

)3 (".أي وإني ناظر متى اشرف،إرادة الفاء، ويصلح أن يكون على التقديم

واب الشرط بتقدير مبتدأ محذوف مـع على أن قوله ناظر ج : يقول البغدادي

الفاء الرابطة أي فأنا ناضر، وتكون الجملة الشرطية خبر إن، وهذا خـالف مـا

)4 (.ذهب إليه سيبويه

وأرى أن الرأي الراجح هو رأي أبي العباس المبرد، وابن الـسراج فهـو

السمية مـن األقرب إلى الصواب ألن جواب الشرط جاء جملة اسمية، والجملة ا

المواضع التي يجب فيها اقترانها بالفاء إذا جاءت جوابا للـشرط فالتقـدير فـإني

.ناظر

:يقول حسان بن ثابت

)5( من يفعل الحسنات اهللا يشكرها والشر بالشر عند اهللا مثالن

قترن بالفـاء حيث ورد جواب الشرط غير م ) اهللا يشكرها : ( موضع الشاهد

.فاألصل االقتران، والحذف جاء من أجل الضرورة الشعرية خالفا للقياس،

حذفال الحذف، ومن الزيادة و ذكر ابن السراج ما جاء شاذا ال يقاس عليه

)6(. لجواب الشرطالرابطة الفاء حذف

.462: 3األصول : ابن السراج. 1

.462: 3األصول: ابن السرج. 2

.71: 2المقتضب : بردالم. 3

.260: 1األمالي،: ؛ ابن الشجري645: 3الخزانة : البغدادي: انظر. 4

، ونسب 517انظر حسان بن ثابت، ديوانه،تحقيق د وليد عرفات،دار صادر بيروت،ص . 5

: 3الكتاب . سيبويه. إلى عبد الرحمن بن حسان، ورواه جماعة لكعب بن مالك األنصاري

.السيان: المثالن. 270: آمالي،بن الشجريا ؛72 :2المقتضب: ؛ المبرد65

.450: 3األصول : ابن السراج: انظر .6

134

ال يكـون هـذا إال أن : "فقال) إن تأتني أنا كريم : ( ويقول سيبويه عن قوله

)1 (".ضطر الشاعري

التقـديم : يقول المبرد فال اختالف بين النحويين في انه على إرادة الفاء ألن

)2 (".فيه ال يصلح

كان الوجه أن يقول فـاهللا، فحـذفها جـاء : " ويقول ابن الشجري في أماليه

)3 (".للضرورة

وهـذا البيـت غيـره : "وقد أثر عن األصمعي عصري سيبويه أنه قـال

، وفي رواية )4"(النحويون، والرواية الصحيحة من يفعل الحسنات فالرحمن يشكره

أخبرنا أبو العباس عن المـازني عـن : ( أخرى عن أبي الحسن األخفش أنه قال

فسألته عن الرواية األولـى فـذكر أن : األصمعي أنه أنشدهم فالرحمن يشكره قال

لكن الكوفيين أجازوا )5 (.ا نظائر ليس هذا موضع شرحها النحويين صنعوها، ولهذ

أينما تكونـوا يـدرككم : "اختيارا واستدالال لقوله تعالى ) الفاء(حذف العالمة أي

.، بالرفع ولكن هذه القراءة شاذة)6("الموت

:عدم جزم جواب الشرط 3.7.5

ن األول ماضـيا الجواب والشرط يكونان مضارعين، وماضـيين، ويكـو

والثاني مضارعا، أو األول مضارعا والثاني ماضيا، فإن كانا مضارعين وجـب

)7(.جزمهما، إال أنه يرد الجواب فعال مضارعا مرفوعا وخاصة في الشعر

:يقول أبو ذؤيب الهذلي

.65: 3الكتاب . سيبويه. 1

.72: 2المقتضب: المبرد. 2

.270: 1آمالي بن الشجري، بن الشجريا. 3

.373: 1شرح أبيات مغني اللبيبابن هشام، . 4

.المصدر نفسه. 5

.78: سورة النساء، أية. 6

157: 8شرح المفصل : ابن يعيش: انظر .7

135

)1(يضيرها فقلت تحمل فوق طوقك إنها مطبعة من يأتها ال

إذ رفع الفعل المضارع الواقع في جواب ) ال يضيرها : ( موضع االستشهاد

.الجزاء على نية التقديم والتأخير، أو على تقدير الفاء أي فال يضيرها

سيبويه وابن السراج يريان التقديم والتأخير، فالتقديم عندهم ال يضيرها من

، )في باب األسماء التـي يجـازي بهـا (: ، قال سيبويه يأتها مع جواز تقدير الفاء

: ويقول ابن السراج )2 (.وقد يجوز في الشعر آتي من يأتني ( وتكون بمنزلة الذي

)3 (.ولو أريد انه حذف الفاء جاز،كأنه قال ال يضيرها من يأتها(

علـى والبصريون يقولون هـو : وعندي على إرادة الفاء : أما المبرد فيقول

وقد وافقه في ذلك ابن يعـيش أنـه )4 (.ويصلح أن يكون على التقديم ،إرادة الفاء

من أن ) إن( وال يخلو الفعالن في باب : قال صاحب الكتاب :يقولعلى إرادة الفاء،

أو أحدهما مضارعا، واألخر ماضيا، فـإذا كانـا ،يكونا مضارعين، أو ماضيين

فـإذا وقـع ذلك في أحدهما إذا وقع شرطا، وك ،مضارعين فليس فيهما إال الجزم

جزاء فيه الجزم والرفع، والجزم على القيا، أما الرفع فقبيح، والذي جاء منه فـي

ولكن الجيـد ،الشعر متأول من قبيل الضرورة، وسيبويه يتأوله على إرادة التقـديم

)5 (.يكون على إرادة الفاء

عند المبرد على إرادة الفاء ألن يضير إذا وهذا: قال األعلم : يقول البغدادي

تقدمت على من ارتفعت من به ويلزم فيه أن يبطل عملها في الجزم، ألن حـرف

)6 (.الشرط ال يعمل فيه ما قبله

؛70: 3الكتاب:سيبويه. 154، ص1انظر الهذلي، ديوان الهذليين، ج. 1

: 3الخزانة : ؛ البغدادي 157: 8شرح المفصل : ؛ ابن يعيش 193: 2األصول : ابن السراج

ملئت وطبع عليها، الطوق، الطاقة والقدرة، والشاعر من البيـت يـصف : مطبعة. 667

.رية كثيرة الطعامق

.70: 3الكتاب:سيبويه. 2

.193: 2األصول : ابن السراج. 3

.72: 2المقتضب: المبرد. 4

.157: 8شرح المفصل : ابن يعيش. 5

.667: 3الخزانة : البغدادي. 6

136

أنه إذا كان فعل الشرط مضارعا بعد أداة النحاة والذي استنتجه من آراء

مضارع مرفوع، أو اسم تقـدم علـى األداة جازمة ووقع في الشعر موقع الجزاء

إما على القلب والتقديم للضرورة الشعرية، أو علـى تقـدير : فالنحاة بين أمرين

إضمار الفاء، مع ترجيحنا للمبرد في تقدير الفاء، وحذف الفاء يكثر فـي الـشعر

.ويقل في غيره

:يقول أبو ذؤيب الهذلي

)1(وال أخي ولكن متى ما أملك الضر أنفع وما ذاك أن كان ابن عمي

على نية التقديم والتأخير، والجزم لمتى على نية ) رفع انفع : ( موضع الشاهد

.والتقدير على نية التقديم تكون ولكن أنفع متى أملك الضر،الشرط

ورد فيها الفعل مرفوعا ال ومثل هذه األبيات يقصد التي : " يقول ابن السراج

)2(".تصلح إال على إرادة الفاء في الجواب

:يقول عمرو بن خثارم البجلي

عرأخوك تص رعصي إن إنك عحابس يا أقر بن ع3(يا أقر(

حيث رفع جواب الشرط علـى رأي سـيبويه " تصرع: " موضع االستشهاد

لتأخير، والتقدير عنده إنك تصرع إن يصرع أخوك، وهو نادر على نية التقديم وا

.ضعيف ويحمل على الشذوذ

وقـد )4(هي العاملة ) إن( إن تأتني آيتك من قبل أن "وال يحسن : قال سيبويه

.جاء في الشعر قال جرير إنك إن يصرع أخوك تصرع

يقول إذا قدرت على الضر أخذت بالفضل فجعلت .195: 2 األصول :ابن السراج : انظر1

.النفع بدل منه

.195: 2 األصول :ابن السراج. 2

: 3ة بن مالك، في شرح األشموني على أل ،األشموني ؛68-67: 3الكتاب : سيبويه: انظر. 3

260.

: 3ة بن مالـك، في شرح األشموني على أل ،؛ األشموني 68-67: 3الكتاب : سيبويه: انظر.4

260.

137

وكذلك تقدير الفاء كما ذهب بعـض أن التقديم ال يصلح، يراه الباحث والذي

النحويين؛ ألن النحاة أوجبوا اقتران الفاء ما لم يكن الجزاء فعال مـضارعا، وقـد

أينمـا : "ورد في القران الكريم وكالم العرب نظائر لمثل هذا الشاهد، قال تعـالى

)1(".تكونوا يدركم الموت

جاء الشاهد بتحريك فقد ،فاألصل أن يتأخر جواب الشرط عن جملة الشرط

الجزاء بالضم، والقياس أن أداة الشرط عملت الجزم في فعل الشرط، فاألصل أن

جنس واحـد، أي مـضارعين،والحكم منتعمل في الجواب كون الفعل والجواب

.النحوي في مثل هذا الشاهد أنه قبيح

:يقول زهير بن أبي سلمى

سم موخليل ي أتاه وإن رمالي وال حم 2(ألة يقول ال غائب(

ومن ،إذ رفع الفعل المضارع الواقع جوابا للجـزم ) يقول: ( موضع االستشهاد

شروط جواب الشرط الجزم لفظا إن كان مضارعا، ومحال أن كان ماضيا إال إذا

يـة التقـديم فقد رفعـه علـى ن )يقل( ، فاألصل أن يقول )بالفاء (اقترنت الجملة

والتأخير، فإن)الشرطية في البيت لم تؤثر في جواب الشرط) أن.

والنحاة لهم في مثل هذا آراء متعددة منهم من يعده حسن، ومنهم من يعـده

إن حروف الجزاء إذا لم تجـزم جـاز أن : "قال سيبويه : "قبيح، يقول ابن السراج

م إن فعلت، ثم أجرى حروف الجزاء كلها مجـرى أنت ظال : تتقدمها أخبارها نحو

)3("واحد وهذه حكاية قول سيبويه، وقد تقول إن أتيتني آتيك أي آتيـك إن أتيتنـي

.وبيت زهير على مثل ذلك

.78: سورة النساء، أية. 1

شرحه وقدمه علي حسن فـاعور،دار الكتـب العلميـة ديوانه، زهير بن سلمى، : انظر. 2

.373: 2شرح ابن عقيل: ؛ ابن عقيل192: 2األصول : ابن السراج،115ص بيروت،

.من الخلة وهو الفقير، والبيت بمدح الهرم بن سنان: الخليل

.192: 2األصول : ابن السراج.3

138

، )1"(عاملـة ) إن( وال يحسن أن تأتيني آتيك من قبـل أن : " يقول ابن السراج

وعا بعد شرط ماض حسنا كمـا وبعض النحاة اعتبر مجيء الجزاء مضارعا مرف

)2().وبعد ماض رفعك الجزاء حسن:(يقول ابن مالك

المضارع المرفوع على تقدير تقديم والجواب محذوف، أمـا : يقول سيبويه

.الكوفيون والمبرد فقد ذهبوا على انه تقدير الفاء مع الفعل المضارع

على حذف الفاء بل بسبب ضعف إنه ليس على التقديم والتأخير وال : وقال آخرون

.أداة الشرط إذا لم يظهر لها أثر في فعل الشرط الماضي

ويرى ابن عقيل انه إذا كان الشرط ماضيا والجزاء مضارعا جـاز جـزم

)3 (.الجزاء ورفعه وكالهما حسن

وما أراه انه ال حاجة إلى تقدير الفاء قبل المـضارع المرفـوع، وال إلـى

فإذا كان الشرط ماضيا والجواب مضارعا فيجـوز فيـه الرفـع ،ديم والتأخير التق

والجزم، أما الرفع فالن الجزاء تابع للشرط فلما لم يظهر الجزم في الشرط ألنـه

.ماض حمل الجواب عليه فهو مرفوع باللفظ مجزوم في المحل وهذا ما أرجحه

:وقوع االسم بعد لو 4.7.5

شرط لما مضى، تفيد امتناع شيء ال امتناع غيره، ال يليهـا إال حرف: لو

وقد يأتي بعدها اسم وخاصة )4(.الفعل الماضي صيغة وزمانا، وتحتاج إلى جواب

.في الشعر

:يقول جرير

)5( لو غيركم علق الزبير بحبله أدى الجوار إلى بني العوام

.192: 2األصول : ابن السراج. 1

.373: 2بن عقيل شرح ا: ابن عقيل: انظر .2

.373: المصدر نفسه. 3

.259: 3جامع الدروس العربية : الغالييني: انظر .4

؛ 268: 1األصـول : ابن الـسراج . 453ص دار صادر بيروت، ديوانه، انظر جرير، . 5

.73: 3المقتضب : المبرد

. الخطاب للفرزدق وقومه يعيرهم بقتل جرموز بن الزبير من جوارهم

139

) لـو (، والقياس أن يلي )وقوع االسم بعد لو ضرورة : (الستشهاد موضع ا

علـى ) لـو (أن األسماء تقع بعد : "الفعل ظاهرا كما يرى النحاة، قال ابن السراج

قل لو أنتم تملكـون خـزائن رحمـة : " كقوله تعالى )1( ".تقديم الفعل الذي بعدها

)2(".ربي

ال تقع إال على فعل فإن قدمت االسم قبل الفعل فإن التقديم لو : " يقول المبرد

على نية فعل مضمر، ومثل ذلك قول العرب لو ذات سوار لطمتني إنما أراد لـو

: ويقول )3(".والصحيح في روايتهم لو غير ذات سوار لطمتني ،لطمتني ذات سوار

)4( ".وغير يختار فيها النصب؛ ألن سببها في موضع نصب"

: الصرفمنالممنوع شواهد 8.5

: ناهو اسم ال يلحقه تنوين وال كسرة وهـو قـسم : الممنوع من الصرف

.األول ما يمنع من الصرف لعلة واحدة، والثاني ما يمنع من الصرف لعلتين

)12(جدول

شواهد الممنوع من الصرف حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

شذوذضرورة ضرورة 4 تنوين االسم الممنوع من الصرف 1 ضرورة 1 إبقاء الياء في المنقوص الممنوع من الصرف 2 ضرورة 4 ترك صرف المنصرف 3مجيء اسم التفضيل الدال على اللون علـى 4

وزن أفعل

شذوذ 1

10 مج

.268: 1األصول : ابن السراج. 1

.100: سورة اإلسراء، اآلية. 2

.73: 3المقتضب : المبرد. 3

.المصدر نفسه. 4

140

:تنوين الممنوع من الصرف 1.8.5

من الصرف ال ينون بل يرفع بالضمة الظاهرة وينـصب ويجـر الممنوع

.بالفتحة نيابة عن الكسر،ومما ورد منونا قول الشاعر

)1(فلتأتينك قصائد وليركبن جيش إليك قوادم األكوار

إذ صرف الشاعر الممنوع من الصرف ) قصائد( قوله: موضع االستشهاد

ألصل قصائد بالضم، ووجه الضرورة هنا الرد إلـى األصـل ألن ، فا اضطرارا

األصل في األسماء الصرف، مثل فك المضعف وغيرها، فـالمنع يكـون لـسبب

ويرى بعض النحاة مثل األخفش أن صرف ما ال ينصرف لغة لـبعض . عارض

.العرب، يقصد الشعراء

لك قـولهم فـي الـشعر األصل في األسماء الصرف،وذ : " يقول ابن السراج

كل شيء مما ال ينصرف مصروف : قال قوم : مررت بأحمر ورأيت احمرا، وقال

فابن السراج يرى صرف الممنوع من الصرف رجـوع )2 (".في الشعر إال أفعل

لكن سيبويه يجيز صرف الممنوع من الصرف في .لألصل في األسماء الصرف

في الشعر ما ال يجوز في الكالم من صرف اعلم أنه يجوز : "الشعر ضرورة يقول

)3(.ما ال ينصرف يشبهونه بما ينصرف من األسماء؛ ألنها أسماء كما أنها أسماء

فإن احتاج إلى صرف ما ال ينصرف صـرفه مـع هـذه : " ويقول المبرد

)4(".الحركة فيصير بمنزلة غيره مما ال علة فيه

: ل المتصرف عنها إلى الفروع على ضربين اعلم أن األصو : قال ابن جني

أحدهما إذا ما احتيج إليه جاز أن يراجع، واألخر مـا ال تمكـن مراجعتـه؛ ألن

،436: 3األصـول : ؛ ابن السراج 8: 1الكتاب : ، سيبويه 59صالنابغة، انظر الذبياني . 1

.القوادم، عودان يجلس بينهما الراكب. الرحل: الكور

.436: 3األصول : ابن السراج. 2

.8: 1الكتاب : بويهسي. 3

.143: 1المقتضب : المبرد. 4

141

األول فيها الصرف الذي يفارق االسم لمشابهته . العرب انصرفت عنه فلم تستعمله

)1 (.الفعل في وجهين فمتى احتجت إلى صرفه جاز أن تراجعه فتصرفه

لعلماء نلمس اإلجماع على صرف ما ال ينـصرف فـي ومن خالل آراء ا

ولو لـم تـصرف لـصار بـدل ) قصائد( صرف منحالة الضرورة، وهنا البد

، وهذا ال يجوز في البحر الكامل، فهي ضرورة عنـد أهـل )متفاعل): (متفاعلن(

الجمهور وابن مالك، ألن اختالل الوزن الشعري غير مقبول، فالـضرورة مـع

ر من انكسار البيت، وهنا رجوع إلى األصل، والرجـوع إلـى استقامة الوزن خي

وهذا التنوين راجع إلى معنى التمكين؛ الن األسـماء ،األصل ليس من باب الشذوذ

.فإذا أخذ الشاعر أرجعها إلى أصلها،المنونة في الضرورة أصلها التمكين

:يقول رؤبة بن العجاج

)2(قواطنا مكة من ورق الحمي

الرجز فيه شـاهدان األول صـرف ) و الحمي قواطنا(ستشهاد موضع اال

صـرف فقـد أما الشاهد األول . القلب والحذف من كلمة الحمام : قواطن، والثاني

؛ ألنـه )قـواطن : (الممنوع من الصرف، والعودة من الفرع إلى األصل، فاألصل

إال أنه اضـطر للتنـوين بـسبب الـوزن ) فواعل: (على صيغة منتهى الجموع

الشعري، وهذا التنوين يسمى تنوين الضرورة، وال يكون إال في األسـماء التـي

.أصلها التمكن كتنوين ما ال ينصرف

اعلم أنه يجوز في الشعر ماال يجوز في الكالم من صرف ما :" قال سيبويه

ال ينصرف يشبهونه بما ينصرف من األسماء؛ ألنها أسماء كما أنها أسماء وحذف

لكن البالغيين يرون غيـر ) 3 (.يحذف يشبهونه بما قد حذف واستعمله محذوفا ماال

وأطلق الخفاجي في سر الفصاحة أن صرف غير المنصرف :يقول السيوطي ذلك،

..436: 3األصول : ابن السراج. 1

؛ 189: 1المزهر من علوم اللغـة وأنوعهـا : ؛ السيوطي 26: 1الكتاب : سيبويه: انظر. 2

.جمع ورقاء التي لونها لون الرماد تضرب إلى الخضرة: الورق

.26: 1الكتاب : سيبويه. 3

142

بعض النحـاة أن ىيرأما الشاهد الثاني )1(.وعكسه في الضرورة مخل بالفصاحة

الشاعر الحمـام، فحـذف األلـف الحمي، إذ قصد كلمة في ا وقلب افي البيت حذف

.والميم

وجعله السيرافي أحد صور الحذف من أمثلة التـرخيم، : يقول ابن السراج

وهو أن ترخم االسم فيبقى من حروفه ما يدل عليه، وهذا ما أراه مـستبعدا؛ ألن

االسم المعرف بأل غير صالح للنداء، والترخيم خاص بالمنادى فالنقص في كلمـة

نقصا مجحفا وليس ترخيماالحمي يعد .

:يقول امرؤ القيس

)2(تنورتها من أذرعات وأهلها بيثرب أدنى دارها نظر عالي

إذ جاءت منونة بتنوين كسر، والنحاة لهم آراء ) أذرعات(موضع االستشهاد

ـ يقول ابن السراج مختلفة فيها، ه علـى في باب ما يحكى من الكلم إذا سمي به أن

: منها أن يكون اسما مثنى أو مجموعا على حد التثنية، تقول العـرب :ثالثة أوجه

ومن العرب من ال ينون أذرعـات هذه عرفات مبارك فيها، ومثل ذلك أذرعات،

: فبعض النحاة أورد أن أذرعات تعرب على ثالثة أوجه )3 (.ويقول هذه قريشيات

لمبرد رواها بالكـسر دون التنـوين ومعـه بالكسرة، والفتحة، وتنوين الكسر، فا

.الزجاج

وأما الذين رووها بالفتح فسيبويه وابن جني على أنها اسـم ممنـوع مـن

الصرف للعلمية والتأنيث، يقول محقق كتـاب المقتـضب محمـد عبـد الخـالق

وذكر ابن جني في سر صناعة اإلعراب أن من العرب من يمنع صـرف :عظيمة

: خالل آراء العلماء يتبين ما يليمن،و)4(بالفتحة دون التنوينأذرعات، فيجره

.189: 1 في علوم اللغة وأنوعها المزهر: السيوطي 1

دار صالح الـدين الهـواري، ديوانه،قدم له وشرحه ووضع فهارسه، انظر امرؤ القيس، 2

المقتـضب : ؛ المبـرد 107ص: 2؛ ابن الـسراج، األصـول، 107ص ومكتبة الهالل،

.68: 1،عهمع الهوا م :السيوطي

.107، ص2 ابن السراج، األصول، ج- 3

.68: 1همع الهوامع،:؛السيوطي332لمقتضب ا: انظر المبرد .4

143

تحتمل المنع من الصرف، وتحتمل الصرف على أنها جمـع ) أذرعات(أن

مؤنث سالم، فهي في اللفظ جمع وفي المعنى مفرد، فبعضهم ينصب بالكـسرة وال

، وهذا يحذف منه التنوين، يقول هذه أذرعات، ورأيت أذرعات ومررت بأذرعات

.ما أميل إليه

هذه : وبعضهم يرفع بالضم وينصب ويجر بالكسر ويزيل منه التنوين، يقول

أذرعات، ورأيت أذرعات، ومررت بأذرعات، وبعضهم يرفع بالـضم وينـصب

ويجر بالفتح معتبرا أن أذرعات اسم ممنوع من الصرف وصرفه في البيت مـن

أميل مع الصرف فهـي اللغـة باب الشذوذ، ومن أجل سالمة الوزن الشعري، و

الصحيحة ومنع الصرف لغة قليلة، فالتاء التي في أذرعات للجمـع ال للتأنيـث،

والتنوين فيه تنوين مقابلة وليست تنوين تنكير، وهذا هو الرأي الراجع، فهي اسـم

.جمع مؤنث سالم يجر بالكسرة الظاهرة

:يقول ابن ميادة

)1( حتى هممنا بزيغة االرتجاجيحدو ثماني مولعا بلقاحها

إذ أثبت الشاعر الياء في االسم المنقوص شذوذا، )ثماني( موضع االستشهاد

حذف يائه - في النكرة -واألصل في االسم المنقوص ). ثمانيا: (والقياس أن يقول

.النكسر البيت) ثمانيا: (ولكنه جاء بالياء خالفا للقاعدة، ولو قال الشاعر

الياء : لم يشبه صحاري وعذراي؟ قال ) ثماني(فقلت فما بال : "سيبويهيقول

في ثماني ياء اإلضافة أدخلتها على فعال كما أدخلتها على ثماني، فصرفت االسم

)2 (".إذا خفضت كما صرفته إذ ثقلته

الشاهد فيه ترك صرف ثماني تشبيها لها مما جمع على زنـة : "قال األعلم

توهم واحدتها ثمينة، ثم جمع فعال ثمان، والمعـروف عنـد العـرب مفاعل كأنه

)3 (".صرفها على أنها اسم واحد

.576: 1الخزانة : ؛ البغدادي91: 2األصول : ؛ ابن السراج16: 2الكتاب: سيبويه: انظر. 1

.16: 2الكتاب: سيبويه. 2

.17: 2هامش الكتابسيبويه، . 3

144

واعلم أن الشاعر إذا اضطر إلى صرف ما لـم ينـصرف : "ويقول المبرد

جاز ذلك له، ألنه إنما يرد األشياء إلى أصولها، وان اضطر إلى ترك صرف ما

، وذلك ألن الضرورة ال تجيز اللحن، وإنما يجوز فيها ال ينصرف لم يجز ذلك له

)1 (".أن ترد الشيء إلى ما كان له قبل دخول العلة

فهي ياء النسب، وكان األصل ثمنـي )ثمان(فأما الياء في : "وقال أبو بكر

يمنى فحذفت إحدى الياءين، وأبدلت فيها األلف، كما فعل ذلك بيمنى حيث قـالوا

)2 (".وقد جعل بعض الشعراء ثماني ال ينصرف،يمان يا هذا

على أن الشاعر لم يصرف ثمان لما توهم أن فيه معنـى : "ويقول البغدادي

الصرف؛ ألنه اسـم : قال السيد في ثماني لغتان : ويقول. الجمع ولفظه لفظ الجمع

)3 (".عدد وليس يجمع، ومنع الصرف؛ ألنه جمع من جهة معناه

وقـد جعـل بعـض : "واهد الكتاب للنحاس قال سيبويه ويقول في شرح ش

)4 (".الشعراء ثماني بمنزلة حذاري

وقد عاملها النحاة معاملة جوار من حيث المنع من الصرف، واعتبروا ذلك

ضرورة؛ ألنها ليست اسما مجموعا على وزن مفاعل، وهذا ما أكد عليه سـيبويه

كـذلك أرى . يحاولون له وجهـا وليس شيئا يضطرون إليه إال وهم : حيث يقول

.جواز ترك صرف ثماني للضرورة مع أنها اسم عدد وليست جمعا

:إبقاء الياء في االسم المنقوص المجرور 2.8.5

االسم المنقوص إذا كان نكرة مرفوعا أو مجرورا يجب حذف الياء من

:المنخل ومما جاء منقوصا مع ثبات الياء في حالة النكرة المجرورة قول ،آخره

)5(أبيت على معاري فاخرات بهن ملوب كدم العباط

.354: 3المقتضب: المبرد. 1

.91: 2األصول : ابن السراج. 2

.576 :1الخزانة : البغدادي. 3

.576: 1المصدر نفسه . 4مالك بن عويمر الهذلي، ديوان الهذليين، الدار القومية للطباعة والنشر القـاهرة : انظر المتنخل . 5

: ؛ ابن جنـي 444: 3؛ ابن السراج، األصول 316-312: 3الكتاب، : ، سيبويه 20: 2 1965

145

إذ أجرى معاري ـ وهو منقوص ممنوع ) على معاري(موضع االستشهاد

من الصرف كونه على صيغه منتهى الجموع ـ مجرى ما كان على هذه الصيغة،

ر عليهـا الفـتح وهو صحيح اآلخر، فأبقى المه وهي الياء في حالة الجر، وأظه

النائبة عن الكسر وكان الوجه المقيس حذف الياء واإلتيان بالتنوين عوضا عنهـا

تصحيح المعتل يجوز في الشعر وال يصلح : ويقول ابن السراج .كجوار وغواش

: في الكالم تحريك الياءات المعتلة في الرفع والجر للضرورة، فهذا لو أسكن فقال

)1(.، ولكن الشاعر فر من الزحافمعار فاخرات لم ينكسر البيت

ابـن وقال )2( معاري بدل معار ضرورة :وقد عد سيبويه في الكتاب قوله

ليس هناك ضرورة فيحتاج الشاعر إلى أن يترك صرف معار، ولـو قـال : جني

)3 (.أبيت على معار كان الشعر موزونا واإلعراب صحيحا

صرف معار فرارا من قبيح الزحـاف، وذهب ابن جني إلى أن الشاعر امتنع عن

وهذا ما ذهب إليه أبو سعيد السيرافي في شرح كتاب سيبويه وابن عصفور فـي

)4 (.الضرائر

وذكر المازني انه سمع أعرابيا ينشد أبيت علـى معـار : قال ابن عصفور

: وفي هـذا قـال األصـمعي )5 (.فاخرات فاحتمل قبح الزحاف الستواء اإلعراب

)6(.شعر كالرخصة في الفقه، ال يقدم عليها إال فقيهالزحاف في ال

ما ذبح أو نحـر مـن :جمع معرى وهو الفراش، العباط : المعاري. 333: 1الخصائص

.غير مرض

.433: 3األصول : ابن السراج .1

.316-312: 3الكتاب، : سيبويه. 2

.61: 3الخصائص : ابن جني. 3

.99 1الشعر والشعراء،ابن قتيبة، . 4

.44-43:الضرائر ص: ابن عصفور. 5

.140: 1العمدة، : القيرواني .6

146

:ترك صرف االسم المنصرف 3.8.5

األصل في األسماء الصرف واالسم المنـصرف تظهـر عليـه حركـات

اإلعراب الثالث والتنوين، وقد يرد االسم المنصرف المنون من دون تنوين فـي

.الشعر

:عباس بن مرداس

وال حابس عما كان حصنجمفي م 1( يفوقان مرداس(

، وهـو اسـم )مـرداس (ترك صـرف ) مرداس( موضع االستشهاد قوله

منصرف إذ حرك بالفتح بدال من التنوين، واألصل صـرف مـرداس وتحريكـه

.بتنوين الفتح

يجـوز فـي الـشعر تـرك صـرف مـا : وقال قوم : "يقول ابن السراج

)2(".ينصرف

هذا خطأ عظيم ألنه لـيس بأصـل لألسـماء أن ال ": قال محمد بن يزيد

". ومما يحتجون به قول العباس بـن مـرداس : تنصرف فترد ذلك إلى أصله قال

، وهنا ألشاهد "وإن الرواية الصحيحة يفوقان شيخي في مجمع : "ويقول ابن السراج

)3 (.فيه

الصرف في إن السبب الواحد ال يمنع من : قال الشارح : "يقول ابن يعيش

حال االختيار والسعة، وقد أجاز الكوفيون واألخفش، وجماعة من المتأخرين مـن

وقد أنكـر . البصريين ترك صرف ما ال ينصرف، وأباه سيبويه وأكثر البصريين

)4(".ليس لمنع الصرف أصل يرد إليه:المنع المبرد وقال

ـ : "يقول البغدادي ضرورة تـرك إن الكوفيين وبعض البصريين جوزوا لل

والكوفيون يمنعون الصرف بالعلميـة وحـدها، . صرف المنصرف بشرط العلمية

مؤسسة الرسالة بيروت، ، وتحقيق، يحي الجبوري جمع ديوانه، انظر العباس بن مرداس، . 1

.71: 1الخزانة : ؛البغدادي437: 3األصول : ؛ ابن السراج112ص،1ط

.437: 3األصول : ابن السراج. 2

.المصدر نفسه. 3

.68: 1الشرح المفصل : ابن يعيش. 4

147

ألنها سبب قوى في باب منع الصرف، وأراد ببعض البـصريين أبـي الحـسن

يجوز عندنا إسـقاط " وقال صاحب كتاب التبيان )1(".األخفش وأبي على الفارسي

وأبو داود قول عبـاس بـن التنوين في الشعر، وشاهدنا ما رواه البخاري ومسلم

)2 (.مرداس

أن صرف ماال ينصرف هو من بـاب الرجـوع مـن يراه الباحث والذي

الفرع إلى األصل، فاألصل الصرف، والمنع من الصرف فرع، أما عدم صـرف

المصروف فهو نادر وعدم صرفه يكون بسبب ضرائر الشعر والوزن، وهو مـن

ب إلـى اللحـن فـي الـصواب، كمـا قـال القبيح الذي ال يقاس عليه، ألنه أقر

ترك صرف مرداس،وهو اسم منصرف، وهذا قبـيح ال يجـوز وال :" المرزباني

.)3(يقاس عليه؛ألنه لحن

:يقول قيس بن الرقيات

)4( ومصعب حين جد األمر أكثرها وأطيبها

إذ منع المصروف مـن الـصرف، فالقيـاس )ومصعب ( موضع الشاهد

زعم األصمعي أن ابن الرقيات ليس بحجة : يقول ابن السراج . وينومصعب بالتن

ومن روى هذا الشعر ممن يفهم األعراب : "وأن الحضرية أفسدت عليه لغته، وقال

)5 (.ويتبع الصواب ينشد وأنتم حين جد األمر أكثرها وأطيبها

اهللا والدليل على أن مصعب في األصل مصروف قول عبـد : يقول األنباري

:بن قيس

إنما مصعب شهاب من اللـ ه تجلت عن وجهه الظلماء

ولو صحت الرواية في ترك صرف التنوين ما كـان : ويقول ابن السراج

:بأبعد من قوله

.71: 1الخزانة : البغدادي. 1

.456: 2البيان من شرح الديوان . 2

. 144:م، ص1965الموشح، : زبانيالمر .3

.68: 1شرح المفصل : ؛ ابن يعيش338: 3األصول : ابن السراج: انظر. 4

.338: 3األصول : ابن السراج. 5

148

الط نجيبالم ل رخومحله قال قائل لمن جفبيناه يشري ر

نفس الكلمـة، وإذا جـاز إنما هو فبينا هو فحذف الواو وهي متحركة من

)1(.حذف ما هو من نفس الكلمة كان حذف التنوين الذي هو زيادة للضرورة أولى

اعلم أن النصوص الواردة في هذا الباب لـيس ردهـا : ويقول ابن يعيش

بالسهل، والمذهب فيه منع صرف المنصرف في األسماء إذا كان فيه علة واحـدة

عها علة أخرى امتنع من الـصرف فـي حـال من العلل التسع حتى لو اجتمع م

)2(.االختيار والسعة

)3(وممن ولدوا عامر ذو الطول وذو العرض

إذ منعه من الصرف ألنه أراد به المعنى وهـي ) عامر(موضع االستشهاد

ويقـول ). عامر(، ولم يقل ذات مراعاة للفظ )ذو العرض (وقوله . قبيلة بني عامر

:يقول ذو اإلصبع العدوانيـ 7:" ابن السراج

وإنما عامر اسم قبيلة فيحتجون بقوله ذو الطول ولم يقـل ذات فإنمـا رده

)4 (."للضرورة إلى الحي

صرف ولم يجعله قبيلـة أنـه منوهو ) عامر( يقول األنباري فترك صرف

ـ :(وال يجوز أن يقال ) ذو الطول وذو العرض : (وصفه فقال ه إنما لم يـصرفه ألن

)5()أ يقينبنأ بب س ن م كتئجو(كما قرأ سيد القراء أبو عمرو بن العالء ) ذهب للقبيلة

يقـول ابـن )6(.ى المعنى ـه جعله اسما للقبيلة حمال عل ـ؛ألن)سبأ(فترك صرف

ه، ثم رد الكالم مـن ـة نفسها، ولم يصرف ـيجوز أن يكون جعله القبيل : "شـيعي

. 27: 1األصول : ابن السراج. 1

.68: 1شرح المفصل : ابن يعيش. 2

: األنبـاري ؛438: 3األصـول : ، ابن السراج 46:ذو اإلصبع العدواني ديوانه ص :انظر.3

.501: 2اإلنصاف

.438: 3األصول : ابن السراج. 4

:22:آية سورة النمل،. 5

.501: 2اإلنصاف :األنباري. 6

149

ـ ثمـودا ك أال إن : "ومنه قوله تعالى ، )1(ة إلى اللفظ ـالصف ـ بوا ر رف ه ـ م أال ب عا د

)2(".مودثل

السبب الواحد ال يمنع الصرف في حال االختيار والسعة، : "قال ابن يعيش

وقد أجاز الكوفيون واألخفش، وجماعة من المتأخرين من البصريين كأبي علـي

ف، ورفـضه سـيبويه الفارسي، وابن البرهان، وغيرهما ترك صرف ما ينصر

ليس لمنع الصرف أصـل يـرد : "وقد أنكر المنع المبرد، وقال . وأكثر البصريين

)3(".إليه

نـه غيـر أمصروفا، أما البـصريون فيـرون ) عامرا(والكوفيون يرون

متصرف، ألنه علم للقبيلة ال للضرورة، وأرجح رأي سيبويه وجمهور البصريين؛

لشاعر اسم القبيلة، وإنما قصد به اسـم شـخص، وهـو ألن عامرا لم يقصد بها ا

ليس فيه إال سبب واحد للمنع من الصرف، وهـو ) عامر(عامر بن صعصعة، و

وذو صفة ) ذو: (العلمية والسبب الواحد ال يمنع من الصرف، كما أن الشاعر قال

ولـو أراد ) عـامر : (للمذكر، وليس للمؤنث فهي صفة لعامر، والقياس أن يقول

اسم القبيلة لوجب عليه أن يقول ذات الطول وذات العرض، كما انه شاهد ) رعام(

.على عدم المطابقة النحوية بين الصفة والموصوف

:يقول بشر بن أبي حازم

)4(فإلى أبن أم أناس تعمد ناقتي عمرو فتبلغ حاجتي أو تزحف

ه بالفتحة بـدل من الصرف فجر ) أناس(فقد منع ) أم أناس ( موضع الشاهد

الكسرة مع أنه ليس فيه إال سبب واحد للمنع وهو العلمية، فالممنوع من الـصرف

وقوم ال : "يقول ابن السراج . البد من اجتماع علتين حتى تمنع االسم من الصرف

)5(".؛ ألنه ليس بابن لها معروف فصار اسما)أم أناس(يصرفون

.68: 1شرح المفصل : ابن يعيش. 1

.68:سورة هود، آية. 2

.501: 2اإلنصاف: األنباري .93: 3انظر األغاني، . 3 .تعي وتكل: تزحفومعنى. 99: 2األصول: ابن السراج: انظر. 4

.99: 2األصول: ابن السراج. 5

150

:ى اللون على وزن أفعلمجيء اسم التفضيل الدال عل 4.8.5

ال يصاغ اسم التفضيل إال من فعل ثالثي مثبت، متـصرف معلـوم قابـل

للمفاضلة، غير دال على لون أو عيب أو حلية، وإذا أريد صوغ اسم التفضيل مما

ونحوهما ومما جاء )أكثر(أو ) أشد(لم يستوف الشروط يؤتى بمصدره منصوبا بعد

:عر قول الشامخالفا للقياس

)1( يا ليتني مثلك في البياض أبيض من أخت بني أباض

مجيء اسم التفضيل من الفعل بيض الدال على اللون على :موضع الشاهد

. واألصل أشد بياضا،وزن أفعل وهذا خالفا للقياس

ونقول ما أشد حمرتـه، ،نقول زيدا أفضل من عمرو :" يقول ابن السراج

.)2(" الن معناه المبالغة والتفضيل ، أحسن بياضه وهذا كله مجراهوما

والممتنع ضد األحكـام الواجبـة، يمتنـع ): "هـ680:ت( يقول الصنعاني

التعجب من األفعال الرباعية، وبالمتعدية، وباأللوان، وأفعال الخلـق والعاهـات،

ما قول الشاعر أبيض من أخت ، أ )أفعل به (امتنع فيه ) ما أفعله (وكل ما امتنع فيه

.)3(هو شاذ ال يقاس عليه: أنه أراد أبيض من البياض، وقيل: بني أباض قيل فيه

وقد أجاز الكوفيون بناء فعل التفضيل مـن لفـظ الـسواد : ويقول الشارح

. و لكن البصريين عدوه من الشذوذ،والبياض ألنهما أصول األلوان

البيت الشاذ ليس بحجـة علـى األصـل : لبرد قوله وينقل السيوطي عن ا

المانع من التعجب من األلوان أنها " : يقول البغدادي قال ابن يعيش )4(.المجمع عليه

وهما شاذان عنـد سـيبويه : فهذا البيت شاذ قياسا واستعماال، وقال ،معان الزمة

ت ثالثية علـى وأصحابه من جهة القياس واالستعمال، أما القياس فإن أفعالها ليس

، 16مـسألة . 149: 1 ؛اإلنصاف من مسائل الخـالف 211: 1األصول : ابن السراج : انظر .1

381: 3الخزانة : ؛ البغدادي92: 6وشرح المفصل ابن يعيش ، 16مـسألة . 149: 1، اإلنصاف من مسائل الخـالف .211: 1األصول :ابن السراج .2

92: 6 شرح المفصل ،يعيشوابن

م، 1991، التهذيب الوسيط في النحو، )هـ680:ت(محمد بن علي بن يعيش، : الصنعاني .3

.213فخر صالح سليمان قداره،دار الجيل بيروت، :تحقيق

.232: 1المزهر، : انظر السيوطي .4

151

أمـا األخفـش .فعل وال أفعل وإنما هو افعل وفعال، أما االستعمال فأمره ظاهر

)1(".والمبرد فهما صحيحان من جهة القياس شاذان من جهة االستعمال .االستخدام

وما جاء على وزن أفعـل ممـا دل ، لذا فالرأي الراجح هو رأي البصريين

شعر فهو شاذ، وضرورة والوزن دفع الشاعر إلى مثل هذا على لون في ال

:ضايا نحوية متفرقةق 9.5

: والزيادةالحذفشواهد

الحذف ظاهرة واضحة في النحو العربي تشمل حذف الحركة اإلعرابية، أو

)2(.أجزاء من الجملة أو التركيب، فال يكاد باب من أبواب النحو يخلو منه

)13(جدول

د الحذف والزيادةشواه حكم االستشهاد العدد المسألة النحوية الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 1 حذف الحرف من الكلمة 1 شذوذ ضرورة 2 حذف العائد 2 ضرورة 1 حذف نون الوقاية 3 ضرورة 1 حذف قد 4 ضرورة 1 حذف الواو من أسلوب التحذير 5 ضرورة 1 على ما النافيةدخول الم االبتداء 6 ضرورة 1 زيادة إن بعد ما 7 شذوذ 1 زيادة حرف الكاف 8

9 مج

:حذف الحرف من الكلمة

:يقول قيس بن عمرو النجاشي

.381: 3الخزانة :البغدادي .1

.292: أصول التفكير النحوي ص: أبو المكارم 2

152

)1(فلسـت بآتيـه وال استطيعـه والك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل

لكـن اللتقـاء إذ حـذف النـون مـن )والك اسقني (موضع االستشهاد

واعلم أنه يجوز في الشعر ما ال يجوز فـي الكـالم مـن :"يقول سيبويه .الساكنين

يشبهونه بمـا قـد حـذف واسـتعمل ،وحذف ماال يحذف ،صرف ما ال ينصرف

)2(".محذوفا

)3 (".وأقبح من حذف التنوين حذف النون: "قال ابن السراج

بيها بـالتنوين أو ضرورة، وتش ) لكن(إن حذف النون من : "يقول البغدادي

وهي فضل صوت في الحرف ،بحرف المد واللين من حيث كانت ساكنه وفيها غنة

حـذف : ويقول قال األعلم ".كما أن حرف المد واللين ساكن والمد فضل صوت

النون اللتقاء الساكنين ضرورة ؛إلقامة الوزن، وكان وجه الكالم أن يكسر اللتقاء

، إذا جاء بعدها )يكن(هو نظير حذف النون من ) لكن(الساكنين، وحذف النون من

ساكن، فالجمهور يعدون الحذف في مثل هذا المثال ضـرورة، ألنهـا مختـصة

فاألصـل إثبـات . حتى ال ينكسر البيت ) 4 (".بحركة الكسر العارضة عند الحذف

النون ال كسرها؛ ألنها حرف أصلى في الكلمة، وحذفه يغير معنى الكالم، وهـذا

.الحذف قبيح

:حذف العائد

:يقول الشاعر

نعاة األمس ما صغد دعلم أدر ب مابا تركتهاهللا أصح عدب5( ال ي(

: 4الخزانـة : ؛ البغـدادي 455: 3األصول : ؛ ابن السراج 26: 1الكتاب : سيبويه: انظر. 1

367.

.26: 1الكتاب : سيبويه .2

.455: 3األصول : ابن السراج. 3

.367: 4الخزانة : البغدادي .4

المفصل : ؛ الزمخشري 391: 2األصول : ابن السراج ؛ 211: 4الكتاب : سيبويه: انظر. 5

.340: ة صمن علم العربي

153

يقـول . شـذوذا ) ضمير الجمـع (، فقد حذف العائد )صنع: (موضع الشاهد

لتـين همـا عالمـة إن ناسا كثيرا من قيس وأسد يحذفون الياء والواو ال : "سيبويه

)1(".ما صنعوا: يريد). ما صنع: (المضمر، ويورد سيبويه على ذلك بيت الشاهد

إن الحذف يجيء في الياء والواو إذا كانا ضـميريين : " ويقول ابن السراج

ليس شيء يضطرون إليه إال وهم يرجعون فيه : " ويذهب األخفش إلى أنه )2(".فقط

التي تصبح بعـد ) لهو: ( وتسكينه نحو ر حذف صلة الضمي إلى لغة بعضهم، وأن

.لغة ألزد السراة) له: (الحذف

واألخفش هنا يقرر قاعدة عامة ترى أن الضرورات التـي يـضطر إليهـا

الشعراء توافق في معظمها لهجة من لهجات العرب، وكأن لغة الشعر في مجملها

في االنحرافـات األسـلوبية التـي انعكاس عن لغة النثر، وهذا األمر يطرد حتى

.تمثلها الضرورات الشعرية

أن العرب وإن كانوا كثيـرين منتـشرين وخلقـا : " على يوقد أكد ابن جن

، وال متضاغطين؛ فأنهم بتجاورهم وتالقـيهم نعظيما في أرض اهللا غير متحجري

وتزاورهم يجرون مجرى الجماعة في دار واحدة، فبعـضهم يالحـظ صـاحبه

العـرب تزيـد : يقول الثعالبي )3(".اعي أمر لغته، كما يراعي ذلك منهم أمره وير

إن كـل : " وهذا ما أكده الزمخشري إذ يقول )4(.وتحذف حفظا للتوازن، وإيثارا له

: وذلك نحو قولـه تعـالى )5(".واو أو ياء ال تحذف تحذف في الفواصل والقوافي

).يل إذ يسروالل(، )يوم التناد( ، )الكبير المتعال(

أن حذف العائد جاء شاذا، وهو يرى الباحث ومن خالل آراء النحاة السابقة

. ما صنعوا؛ ألن الواو ضمير يعود على األصـحاب : من أقبح الضرائر، فاألصل

أن الحذف واالختزال لبعض الحروف في الكلمات ما هو إال لهجة مـن يرىكما

. 330: 1شرح أبيات سيبويه، :؛ السيرافي211: 4الكتاب : سيبويه :انظر.1

.391: 2األصول : ابن السراج .2

.16-15: 2الخصائص : ابن جني .3

.217:فقه اللغة وأسرار العربية، ص: الثعالبي .4

.340: المفصل في علم العربية ص: الزمخشري. 5

154

هذا ما أكده بعض النحاة، فهناك عالقة بـين اللهجات عند بعض القبائل العربية، و

فبعض الضرائر ال تعدو كونها لهجـة مـن ،الضرورة وبعض اللهجات العربية

.اللهجات العربية

يقول النجم العجلي

)1( قد أصبحت أم الخيار تدعي على ذنبا كله لم اصنع

) اصنع(فع كله على االبتداء، وحذف العائد في قوله ر: ( موضع االستشهاد

فهو شاهد على اإلتيان بالفعل معرى من الضمير، وهذا ال يكون في الكالم ولكـن

.يقع في الشعر عند الضرورة شذوذا وقبله اسم مرفوع باالبتداء

وال يحسن في الكالم أن يجعل الفعل مبنيا على االسم، وال : " يقول سيبويه

يذكر عالمة إضمار األول حتى يخرج من لفظ اإلعمال في األول، ومن حال بناء

االسم عليه، ويشغله بغير األول حتى يمتنع من أن يكون يعمل فيه، ولكنـه قـد

يجوز في الشعر وهو ضعيف في الكالم، وأما حذف الهاء في خبر المبتـدأ فقـد

فسيبويه جاء بمثال )2 (".اصنعهجاء، وهو ضعيف كقول الشاعر لم اصنع أراد لم

شاذ لما قصره على الضرورة الشعرية، فحذف الضمير العائد على المبتدأ يعد من

.باب الشذوذ في الكالم

العرب قد تلزم الضرورة في الشعر في السعة إنـسا بهـا : يقول ابن جني

ـ )3 (.واعتيادا عليها، وإعدادا لذلك عند وقت الحاجة إليها ال أال تـراهم كيـف وق

يدخلون تحت قبح الضرورة مع قدرتهم علـى تركها؟،ليعـدوها لوقـت الحاجـة

)4(.إليها

شرح المفصل : ؛ ابن يعيش 392: 2الخصائص : ابن جني ؛85: 1الكتاب: سيبويه: انظر. 1

8 :10.

.85: 1الكتاب: سيبويه. 2

.392: 2الخصائص : ابن جني. 3

.303: 3الخصائص : ابن جني. 4

155

على التوكيد ) كل(ولو نصبت : "ويوضح ابن هشام ضعف نصب كله بقوله

إذا ) كـل (نكرة، أو على المفعولية فاسدا معنى، ألن ) ذنبا(لم يصح معنى؛ ألن

) 1(.البتداءأضيفت للضمير ال يعمل فيها إال ا

وحذف الهاء من الخبر أضعف منه في الصفة، وهـو فـي : " يقول الفارقي

الصفة أضعف منه في الصلة، وهو في الصلة قوي حسن، ونظير حذفه من الخبر

:قول الشاعر

)2(. قد أصبحت أم الخيار تدعي علي ذنبا كله لم أصنع

وأما حذف الهاء في خبر المبتدأ فقد جاء وهو ضـعيف : ري يقول ابن الشج

وإنما ضعف حذف العائد من الخبر ألن الجملة التي تقع خبرا عن المبتدأ إنما هي

وقد يحذف الضمير من الخبر وهـو :ويقول ابن يعيش )3 (.حديث عنه وأجنبية فيه

عند البصريين على ضـعف؛ ويقول فإن حذفت الهاء وأنت تريدها، جاز )4 (.قليل

)5 (.ألن الهاء وإن كانت محذوفة فهي في حكم المنطوق

وقد صرح الشلوبيين وابـن : ويقول ابن هشام األنصاري في مغني اللبيب

ورد ،مالك في بيت أبي النجم بأنه ال فرق في المعنى بـين رفـع كلـه ونـصبه

أن بينهما فرق في المعنى، والحق ما قاله الشلوبيون على ابن أبي العافية إذ زعم

البيانيون، وقول البيانين برفع كله على معنى انه لم يصنع شيئا مما تدعيه عليـه

ومن خالل آراء النحاة نلمس أن سـيبويه عـد حـذف الـضمير )6 (.من الذنوب

ـ سر وزن ضعيفا، ولم يعده ضرورة لسعة النصب أمامه، ولو فتح كلـه لـم ينك

فالشاعر لو نصب كله لحفظ وزن البيت، وحمى الجانـب اإلعرابـي مـن ،البيت

لذا فالرأي الراجح هو رأي ابن جني الذي عد رفـع كلـه مـن أقـبح ،الضعف

.498: 2المغني : ابن هشام .1

.104:المسائل المشكلة، ص: الفارقي .2

.293: 1، أمالي ،بن الشجري. 3

.10: 8ل شرح المفص: ابن يعيش. 4

.30: 2المصدر نفسه . 5

.221-220: 1مغني اللبيب عن االعاريب : ابن هشام األنصاري. 6

156

الضرورات مع سعة الشاعر وقدرته على النصب، فالوجه الـصائب أن تظهـر

فيه من األول أي قبيح الضمير الذي يعود إلى االسم حتى يخرج من لفظ ما يعمل

.زيد ضربت: أن تقول

:حذف نون الوقاية

نون الوقاية حرف يفصل بين الفعل وبين ياء المتكلم، فهي تقي ما تتصل به

من الكسر، كما أنها تلحق بعض الحروف المشبهة بالفعل مثل ليت ولعل، وبعض

. حروف الجر وأحر ف النصب

:يقول حميد بن األرقط

)1( قدني من نصر الخبيبين قدي ليس اإلمام بالشحيح الملحد

إذ جمع الشاعر بين اللغتين لغة إثبـات نـون )قدي / موضع الشاهد قدني

الوقاية ولغة حذف النون، والذي دفع الشاعر إلى حذف النون ضـرورة الـشعر

.ومنهم من يجيز الحذف وال يعده شذوذا

عنـي وقطنـي (سألت الخليل عن قولهم : "قال سيبويه : قال ابن السراج

إنه ليس فـي :ما بالهم جعلوا عالمة المجرور هنا كعالمة المنصوب؟ فقال ) ولدني

حرف تلحقه ياء اإلضافة إال كان متحركا مكسورا، ولم يريدوا أن يحركوا الطـاء

بالنون ليسلم السكون، وقدني بهذه فجاءوا) مني(وال النون التي في ) قط( التي في

)2(".المنزلة

منهذه النون ال ينبغي أن نذكرها في غير ما سمع أن ابن السراج يرى و

العرب، فال يجوز أن نقول قدي، فلما اضطر الشاعر قال قدي شبهه بحسبي كمـا

وقـد ": قال سيبويه ، وهذا رأي سيبويه في حذف النون )3(".قال ليتي حينما اضطر

فأما الكالم فال بدا فيه من النون فلما اضـطر شـبهه .جاء في الشعر قطي وقدي

مجـرور، ) قـد (بحسبي وهني؛ الن ما بعد هني، وحسبي مجرور؛ كما أن ما بعد

قـدني بمعنـى . 123-122: 2األصـول : ؛ ابن السراج 371 2:سيبويه الكتاب، : انظر. 1

.عبد اهللا بن الزبير وأخوه مصعب: الخبيبين. حسبي

.386 :1وانظر الكتاب .122: 2األصول : ابن السراج. 2

.123-122: 2األصول: ابن السراج. 3

157

فيجعلوا عالمة اإلضمار فيها سواء؛ ألنها أسماء كما أنها أسماء، وحـذف مـا ال

)1(".يحذف

حروف مسموعة وال يجوز أن يقاس عليها، أال ترى هذه ال : "يقول ابن جني

، والوجه في إلحاق النون في هذه )مني(، كما تقول )فيني: (أنه ال يجوز أن يقال

، )قد(والدال من ) من(و)عن(الحروف أن العرب أرادت أن يسلم سكون النون من

لقي جواز بينما يرى الما )2(".ألن ياء اإلضافة إذا اتصلت بشيء كسر لها ما قبلها

ذكر هذه النون أو حذفها

إن التنوين في مثل هذه الكلمـة حكمهـا الجـواز أن تلحـق أو ال : يقول

والذي أراه من كالم النحاة هو إثبات النون في قدي؛ ألنها فـي بينتهـا )3(.تلحق

، فتلزمها نون الوقاية حتـى ال يغيـر )وفي(، )عن(ومضارعتها الحروف بمنزلة

. عن السكون، وحذف النون قد يكون من صنع النحاة أو الرواةآخرها

.فسيبويه يؤكد إلحاق النون بقدي والحذف كان من باب الضرورة

بمعنى حسب فاألصل معاملته معاملة حسب فحسب ال تلحق بها ) قدي( لكن بما أن

.النون كما يرى الكوفيون

:حذف قد

: يقول امرؤ القيس

)4(ها باهللا حلفة فاجر لناموا فما إن من حديث وال صالي حلفت ل

لقـد (شـذوذا، واألصـل ) قد(حيث حذف ) لناموا( موضع االستشهاد قوله

)ناموا

.371، 2: سيبويه الكتاب. 1

.346:البيان في شرح اللمع،ص: ابن جني 2

.424:رصف المباني، ص: المالقي. 3

دار ومكتبة .1،2004انظر امرؤ القيس ديوانه،قدم له،وشرحه،د صالح الدين الهواري، ط . 4

سـر : ؛ ابن جني 242: 1األصول : ن السراج ، اب 1:269الكتاب: الهالل بيروت، سيبويه

.المستدفئ: الصالي. 375: 1صناعة اإلعراب

158

فهذه الالم هي التي إذا دخلت على المستقبل كان معهـا : " قال ابن السراج

قربت الفعل من الحاضر، فهذه " بقد"إنه أراد لقد ناموا، فلما جاء : أو يقول .النون

.)1(الالم التي تكون معها النون غير مقدر فيها االبتداء

هذه الالم الداخلة على الفعل الماضي ليست الم االبتـداء : قال ابن جني

)2(.واهللا لقام زيد أي لقد قام زيد: وإنما الالم التي يلتقي بها القسم نحو

وما كـان يـدل علـى ،املة، وتدخل على األفعال الماضـية هذه الالم غير ع

.المستقبل

إن القسم إذا أجيب بماض متصرف مثبت فإن كان قريبا : قال ابن عصفور

)3(" علينا اهللا كر آث لقد تاهللا: " جميعا نحو قوله تعالى " وقد""بالالم "في الحال جيء

)4( .السابقوإن كان بعيدا جيء بالالم وحدها، كقول الشاعر

وهي ضرورة شعرية " ما"الصلة بعد ) إن( وفي البيت شاهد أخر وهو زيادة

.وتعد من الجبائر الصوتية حتى يستقيم الوزن وال ينكسر البيت

:حذف الواو في أسلوب التحذير

:يقول الفضل بن عبد الرحمن القرشي

)5(لى الشر دعاء وللخير زاجر إياك إياك المراء فانه إ

او الواقعة بين إيـاك والمـراء فقد اسقط الو ) إياك المراء : (موضع الشاهد

واعلم أن جميع مـا يحـذف فـإنهم ال : "يقول سيبويه ،ضرورة كما يراها النحاة

واعلم أنه ال يجوز أن : "وقال)6 (".يحذفون شيئا إال وفيما أبقوا دليال على ما حذفوا

، إال أنهم زعموا أن )واو(كما ال يجوز أن تقول رأسك الجدار بغير ،تقول إياك زيدا

.242: 1األصول : ابن السراج. 1

.375: 1سر صناعة اإلعراب : ابن جني. 2

.91:سورة يوسف،آية. 3

.242: 1األصول : ابن السراج. 4

: 1الخزانـة : البغدادي؛ 250: 2األصول : ؛ ابن السراج 279: 1الكتاب : سيبويه: انظر. 5

65.

.279: 1الكتاب : سيبويه. 6

159

ابن إسحاق أجاز إياك المراء، كأنه قال إياك ثم اضمر بعد إياك فعال آخرا فقـال

)1 (".اتقي المراء

وال يجوز إياك زيدا بغير الواو، وكذلك إياك أن تفعل : " يقول ابن السراج

)2 (".ن أردت إياك والفعل، وان أردت إياك أعظ مخافة أن تفعل جاز ذلكإ

إن حذف الواو شاذ، وينقل عن سيبويه أنهم حذفوا الـواو : " يقول البغدادي

أنه لما : "قال المازني : ثم ينقل البغدادي ويقول . وهذا رأي ضعيف )3(لطول الكالم

)4 (.وضا عن الواوكرر إياك مرتين كان أحدهما ع

الزيادة

الزيادة في التراكيب النحوية من األساليب الموجودة في التراث النحـوي،

والزيادة يكون الهدف منها تقوية المعنى وتوكيده، وقد تكون الزيـادة لفظيـة دون

)5(.في المعنى أي دخولها كخروجها إحداث أي أثر

:دخول الم االبتداء على ما النافية

:ل الشاعريقو

)6( شكرك فاصطنعني فكيف ومن عطائك جل ماليلما أغفلت

النافية، وهو من باب ) ما(على ) الم االبتداء ( إذ دخلت ) لما: ( موضع الشاهد

دخول الحرف على الحرف، وهو من شواذ اللغة، فالشاعر يريد إثبات دخول الالم

الموصولة الواقعة مبتدأ، والذي دفـع ) ما( اللفظ على النافية حمال لها في )ما(على

.الشاعر هنا الضرورة الشعرية

.279: 1الكتاب : سيبويه. 1

.250: 2األصول : ابن السراج. 2

.465: 1الخزانة : البغدادي. 3

.نفسهالمرجع . 4

. 310: أصول التفكير النحوي ص: أبو المكارم .5

العظـام والمفـرد منهـا ؛ المفاصل وقيل مجتمع 435: 1األصول: ابن السراج : انظر. 6

.مفصل

160

ألن الالم تحقيق وما نفي فـال ) ما(على ) الالم( يقول ابن السراج وال تدخل

)1(.يجتمعان

:زيادة إن بعد ما

:يقول الشاعر

)2(يرا ال يزال يزيد ورج الفتى للخير ما إن رايته على السن خ

.للتوكيد) ما( بعد) إن( إذ زيدت) ما إن ( موضع االستشهاد

)3 (.وتكون كما في معنى ليس" ما إن يفعل" قال ابن السرج وتكون لغوا في

واعلم أن القياس اللفظي إذا تأملته لم تجده عاريا من اشتمال : يقول ابن جني

من قوله ورج الفتى فإنك قائل دخلت ) أن( أنك إذا سئلت عن أال ترى ،المعنى عليه

:" وقـال . التي تؤكـد بـأن ) ما النافية (مصدرية لشبهها لفظ ) ما( وإن ) ما( على

)4(."واعلم أن العرب توثر من التجانس والتشابه وحمل الفرع على األصل

) مـا (بعـد " إن"والصواب ما ذهب إليه الجماعة من أن : يقول ابن يعيش

أيضا للنفي لـنعكس المعنـى إلـى ) إن( وحدها للنفي، إذ لو كانت ) ما(زائدة، و

في البيت زائدة بعد ) إن( و )5(.اإليجاب ألن النفي إذا دخل على النفي صار إيجابا

ونقل البغـدادي قـال .المصدرية وزيادتها تفيد التوكيد، والمبالغة في المعنى ) ما(

، بل يحتمل أن تكـون )إن(ال يتعين في هذا البيت زيادة ): ديةالهن(الدماميني في

) 6(.وما زائدة داخلة على الجملة الفعلية شرطية،

فخيرا منصوب على التمييز، والعامل ) خيرا:( وفي البيت شاهد آخر وهو قوله

.النافية، والتقديم للضرورة) ما(فقدم معمول الخبر على ،)يزيد(فيه

.435: 1األصول: ابن السراج. 1

شـرح :؛ ابن يعـيش 110: 1الخصائص: ؛ ابن جني 206 2األصول: ابن السراج : انظر. 2

.130: 8المفصل

.206 2األصول،: ابن السراج. 3

.110: 1الخصائص: ابن جني. 4

.130: 8شرح المفصل :ابن يعيش. 5

، شرح أبيات مغنـي اللبيـب،تحقيق عبـد )هـ1093:ت(بن عمر، عبد القادر : لبغداديا .6

.113: 1العزيز رباح وأحمد يوسف دقاق، مكتبة دار البيان،دمشق،

161

:زيادة حرف الكاف

)1(وصاليات ككما يؤثفين

حيث أدخل الكاف شذوذا، وهو من باب دخـول ) ككما: ( موضع االستشهاد

إن الكاف جاءت في الشعر واقعة موقع : "يقول ابن السراج . الحرف على نظيره

)2(".موضوعة موضعها) مثل(

: صريون، ويقول أما سيبويه فيذهب إلى أن الكاف األولى حرف، وكذلك الب

ومما يدلك على أنها حرف مجيئها زائدة، واألسماء ال تقع موقع الزوائد إنما تزاد "

ولـيس شـيء : " يقول سيبويه )4("ليس كمثله شيء : "قال اهللا عز وجل )3("الحروف

يضطرون إليه إال وهم يحاولون به وجها وما يجوز في الـشعر أكثـر مـن أن

)6(".إن الكاف الثانية اسم بمعنى مثل وليست حرفا: "ي يقول ابن جن)5(".اذكره

يمكن أن تكون الكاف الثانية مؤكدة لألولى فال يكون : "ولكن البغدادي يقول

في البناء دليل على اسمية الكاف الثانية، ويمكن أن تكون األولـى حـرف جـر،

)7(".والثانية توكيد لها

لشاهد تأويال حسب فهمهم، فبعـضهم يراهـا والمالحظ أن النحاة يتأولون ا

يحتمل أمرين أخلص إليه زائدة، وبعضهم يراها حرف توكيد، والثانية اسم، والذي

تركيبا لغويـا يردأن التركيب في األصل خطأ وشاذ، وهو األقرب للصواب، فلم

فال يجوز دخول حرف الجر على نظير له في المعنى في كلمه ،مثل هذا التركيب

: 2الخصائص : ابن جني . 32: 1الكتاب: ؛ سيبويه 438: 1األصول: ابن السراج : انظر. 1

التـي فية وهـي الحجـارة لاألثافي، واألثافي جمع أ . 366: 1الخزانة: ؛ البغدادي 149

.ينصب عليها القدر

.438: 1األصول: ابن السراج. 2

.437: 1المصدر نفسه. 3

.11: سورة الشورى، آية. 4

.32: 1الكتاب: سيبويه. 5

.149: 2الخصائص : ابن جني. 6

.366: 1الخزانة: البغدادي. 7

162

والثاني أن الكاف األولى حرف جر، والكاف الثاني بمعنى مثل، وهو مـا . حدةوا

.يميل إليه البصريون

باب التذكير والتأنيث

اعلم أن المذكر أخف من المؤنث؛ ألن التذكير قبل التأنيث "يقول السجستاني

فلذلك صرف أكثر المذكر العربي، وترك صرف المؤنث العربي، ولذلك اسـتمر

مذكر بغير عالمة للتذكير،بل ليست للتذكير عالمة؛ ألنه األول وألحقوا في أكثر ال

الهـاء التـي إذا : المؤنث من األسماء والصفات إحدى عالمات التأنيث الـثالث

)1("اتصلت بما بعدها صارت تاء، واأللف المقصورة، واأللف الممدودة

)14 (جدول

شواهد التذكير والتأنيث حكم االستشهاد العدد لنحويةالمسألة ا الرقم

ضرورة شذوذ ضرورة 1 الحمل على المعنى في التذكير والتأنيث 1 ضرورة 1 إثبات تاء التأنيث في الفعل المسند للمذكر 2 ضرورة 1 إسناد الفعل إلى الضمير المؤنث 3 شذوذ 1 تأنيث المذكر 4

.ر والتأنيثالحمل على المعنى في التذكي

التطابق في التذكير والتأنيث من سمات اللغة العربية وقد فـرض النحـاة

قواعد في ذلك ال يجوز الخروج عليها؛ ولكن بعض النصوص اللغويـة خرجـت

)2(.عن القاعدة،فكانت ذريعة لتأويل للنحاة وتأويلها بالحمل على المعنى

:يقول الشاعر

ره من لي من بعدك يا عامر قامت تبكيه عـلى قبـ

)3( تركتني في الدار ذا غربة قـد ذل من ليس له ناصر

.36:المذكر والمؤنث ص: السجستاني .1

.359: صأصول التفكير النحوي: أبو المكارم .2

؛ ابـن 101: 5شـرح المفـصل : ؛ ابن يعيش 438: 3األصول : ابن السراج : انظر. 3

160: 2األمالي : الشجري

163

، فهو شاهد على عدم المطابقة بين الـضمير )ذا غربة : ( موضع االستشهاد

فإنمـا أراد " :قال ابن السراج ). ذا غربة (في تركتني الذي يعود على مؤنث وبين

، فهذا نظير ذلك، وهو الذي ذكره أبو العباس كما قال )غربةإنسانا ذا (للضرورة

لذا فالـشاهد شـاذ فـي )1(".إنه ترك القياس أن يرد للضرورة الشيء إلى أصله

القياس؛ ألن األولى في الشاعر الحمل على اللفظ ال على المعنى، والحمل علـى

.المعنى ليس له مبرر

.ذكرإثبات تاء التأنيث في الفعل المسند للم

:يقول جرير

)2( إذا بعض السنين تعرقتنا كفى األيتام فقد أبي اليتيم

، إذ أثبت تاء التأنيث في الفعل المسند للمذكر )تعرقتنا: ( موضع االستشهاد

في اللفظ اإلفـراد والتـذكير، وإن معناهمـا ) كل(و) بعض(، فحكم )بعض(وهو

فتذكير الفعل هو األصل وتأنيث المذكر يعد مـن قـبح . ا يضاف إليهما بحسب م

الضرورة ومن شواذ االستعمال، فتأنيث المذكر خروج عن األصل كما أن االنتقال

من األصل إلى الفرع يعد شذوذا، والمستجاز هو رد الفـرع إلـى األصـل أي

.المؤنث إلى المذكر

، وإنمـا )ذهبت بعض أصابعه : ( بعض الكالم وربما قالوا في : " يقول سيبويه

؛ ألنه أضافه إلى مؤنث هو فيه، ولو لم يكن منه لم يؤنثه، ومما جاء )البعض(أنث

)3()".إذا بعض السنين تعرقتنا: (مثله في الشعر قول جرير

ي المعنـى ـواألجود أن يكون الخبر ف : "ةـ ويقول محمد عبد الخالق عضيم

وقد قاسه ،فأقحم المضاف توكيدا، ألنه غير خارج عن المعنى عن المضاف إليه،

.439: 3األصول : ابن السراج .1

؛ ابـن 198: 4المقتـضب : ؛ المبـرد 53: 1الكتـاب : ديوانه، سيبويه : جرير: انظر .2

.71: 2األصول : السراج

.51: 1،الكتاب: سيبويه .3

164

فظلـوا لهـا : ( والمعنـى )1()".فظلت أعناقهم لهـا خاضـعين (على قوله تعالى

)2(.خاضعين

:لمؤنثا إلى ضميرإسناد الفعل

سند الفعل إلى ضمير المؤنث المفرد أو المثنى يجب أن تلحقه عالمـة أ إذا

ء كان المؤنث حقيقي التأنيث أم مجازي التأنيث، وال يجـوز حـذف التأنيث سوا

.عالمة التأنيث إال في ضرورة الشعر

:يقول عامر بن جوين الطائي

)3( فال مزنة ودقت ودقها وال أرض أبقل إبقالها

د علـى ، فالفاعل ضـمير يعـو )أبقل( موضع الشاهد حذف التاء من الفعل

يقـول . ؛ ألن األرض مؤنث وليـست مـذكرا )هو(، وليس )هي(األرض تقديره

موعظة جاءنا، كأنه اكتفى بذكر الموعظـة عـن : وقد يجوز في الشعر : "سيبويه

وال : (التاء، وقد حذفت التاء من أبقلت؛ ألن األرض بمعنى المكان، فكأنـه قـال

)4()".مكان أبقل إبقالها

إن : سواء، ولو قال علـى هـذا ) مكانا(و) أرضا(ألن : "راج يقول ابن الس

، واعلم أن من التأنيث والتذكير ...زينب قام لم يجز؛ ألن تأنيث هذا تأنيث حقيقي

.)5("ما ال يعلم ما قصد به، كما أنه يأتيك من األسماء ما ال يعرف ألي شيء هو

ء، وذكر أبقل فأنث ودقت ألن في مزنة ها : "و حاتم السجستاني ـول أب ـيق

وال : و أن هـذا يحكـى لقلـت ـأبقلت، ول : اء، والجيد ـي أرض ه ـإذ لم يكن ف

.4: سورة الشعراء، اآلية. 1

.198: 4،المقتضب: المبرد .2

عامر بن حريم الطائي :الشاعر 3

.44: 2 ،الكتاب : سيبويه .4

.413: 2األصول : ابن السرج. 5

165

أرض أبقلت إبقالها، فخففت همزة أبقلت، وهمزة إبقالها، فـإن التخفيـف كثيـر

)1(.موجود

إن كان مؤنثا أنـث فعلـه ) أي الفاعل(إنه : " ويقول ابن هشام األنصاري

اضي، وبتاء المضارعة في أول المضارع، ويجب ذلك في بتاء ساكنه في آخر الم

أن يكون ضميرا متصال كهند قامت، أو تقوم، أو تتطلع بخالف : أحدهما: مسألتين

، ويجوز تركها في الشعر إن كان التأنيـث )ما قام أو يقوم إال هي (المنفصل نحو

كثيـرا مـا يقول الـسيوطي ،)2()".وال أرض أبقل أبقالها : (مجازيا كقول الشاعر

روي : تروى األبيات على أجه مختلفة ثم رأيت ابن هشام قال في شرح الـشواهد

بالتذكير والتأنيث مع نقل الهمزة فإن صح أن القائل ) وال أرض أبقل إبقالها (قوله

بالتأنيث هو القائل بالتذكير صح االستشهاد به على الجواز من غير ضرورة، وإال

بعضهم شعر بعض، ومن هنا تكثرت الروايات في بعـض فقد كانت العرب ينشد

.)3(األبيات

ال تحذف عالمة التأنيث في المسند إلى ضمير المؤنـث : " ويقول األلوسي

والنحاة يجمعون أنه إذا وقع حذف التاء من الفعل من )4(".المجازي إال ضرورة

ـا أذا غير فصل وكان الفاعل ظاهرا حقيقي التأنيث فان ذلك يعندهم شذوذا أم عد

.كان الفاعل ضميرا يعود على مؤنث مجازي التأنيث فهو عندهم ضرورة

:يقول األعشى

)5( فإن تبصريني ولي لمة فإن الحوادث أودى بها

حـاتم : م، تحقيـق 1997، المذكر والمؤنث، )هـ255ت (سهل بن محمد، : السجستاني .1

.127:صالح الضامن، دار الفكر المعاصر،بيروت، ص

..108: 2أوضح المسالك،: ابن هشام األنصاري .2

.48:االقتراح من علم أصول النحو ص :السيوطي .3

.108:الضرائر ص: األلوسي .4

: 2األصـول : ؛ ابن الـسراج 46: 2الكتاب : ؛ سيبويه 28ديوانه ص : األعشى: انظر .5

الـشعر : لمةذهب ببهجتها وحسنها، ال : أودى بها . 108: الضرائر ص : ؛ األلوسي 413

تلم بالمنكب

166

إذ ذكر الفعل الواجب التأنيث؛ ألن فاعلـه ) أودى بها : (موضع االستشهاد

يقول محقـق كتـاب ). ثالحواد( على مؤنث مجازي التأنيث، وهو ضمير يعود

إن حذف التاء في أودت ضرورة دعاه إلى حـذفها : "األصول عبد الحسين الفتلي

أن القافية مرادفة باأللف وسوغ له حذفها أن تأنيث الحوادث غير حقيقي، وهـو

.ه وهذا رأي سيبوي)1(".في معنى الحدثان، والحدثان مذكر

فمن ذلك الجمـوع لـك أن ) تحت باب ما يذكر ويؤنث (يقول ابن السراج

كـأنهم إعجـاز ( تذكر إذا أردت الجمع، وتؤنث إذا أردت الجماعة كقوله تعالى

كـأنهم إعجـاز نخـل : ( على معنى الجماعة، وقولـه تعـالى )2().نخل خاوية

ن جمعـه وواحـده إال ، فهذا على لفظ الجنس، وكذلك ما كان ليس بـي )3().منقعر

الهاء، فالحوادث جمع حدث والحدث مصدر والمصدر واحده و جمعـه يـؤوالن

)4(".إلى معنى واحد

والصواب أن التعليل بترك التاء هاهنا هـو أن مرجـع : "ويقول األنباري

الضمير جمع تكسير، وجمع التكسير يصح أن ينظر إليه على أنه جمـع فيكـون

فرده مؤنثا ينظر إليه على أنه جماعة فيكون مؤنثا، ولـو كـان مذكرا، ولو كان م

)5(".مفرده مذكرا، والوجهان جائزان في السعة عند علماء البصرة والكوفة ومصر

أودين، فلما : وجه الكالم أن يقول :"وينقل العدواني في الضرورة أن أبا عبيدة قال

هـذا الموضـع قلـب توسع للقافية جاز على النكس، والمقصود في النكس فـي

)6(.المعنى

ومن خالل آراء النحاة أرى أنه يجب أن يكون الفعل مؤنثا، فهو شاهد على

أي ال تـسقط عالمـة (؛ )أودت بهـا : (عدم المطابقة النحوية، فاألصل أن يقول

.413: 2األصول : ابن السراج .1

.7: سورة الحاقة، اآلية .2

.20: سورة القمر، اآلية .3

.463: 2األصول : ابن السراج. 4

.7: 2األنصاف، : األنباري .5

.79:الضرورة الشعرية دراسة لغوية نقدية، ص: العدواني .6

167

، وبعض النحويين يرى أن حذف التاء جاء ضرورة اقتضاها وزن البيت، )التأنيث

إذا حذفت التاء ال ينكسر البيت، فالشاعر ترك التاء مـن وهذا غير صحيح، ألنه

أجل االبتعاد عن عيب من عيوب القافية، وهو ترك الردف، فالضرورة ليـست

.ضرورة وزن بال ضرورة قافية

:تأنيث المذكر

:يقول الشاعر

)1( خرقوا جيب فتاتهم ولم يبالوا حرمة الرجلة

مع أن التـاء عالمـة ) الرجلة(إذ أنث ) حرمة الرجلة : (االستشهاد موضع

فتاء التأنيث تأتي علـى سـبعة : "يقول ابن السراج . تأنيث، وليست عالمة تذكير

دخولها فرقا بين االسم المذكر والمؤنث الحقيقي الذي ألنثاه مذكر، : أضرب منها

فا للقياس واالستعمال، وحمال ، والشاهد جاء شاذا مخال )امرؤ وامرأة : (وذلك قوله

)2(".ولألنثى رجلة) رجل: (، ويقول)مرأة(، و)مرء(على النظير و

: ؛ ابن يعـيش 1211: 3 الكامل شروح سقط الزند :المبرد: انظر. الشاهد لم يعرف قائله .1

.98: 5شرح المفصل

.208: 2األصول : ابن السراج .2

168

:نتائج البحث

: لقد انتهت الدراسة إلى مجموعة من النتائج نجملها فيما يلي

إن الشواهد النحوية لم تجمع إال بعد حاجة العرب لحفظ لغة القـرآن؛ بـسبب . 1

.ة اللحن، وحاجة غير العرب لمعرفة أمر دينهم ظاهريتفش

إن بعض النحاة كان يرد الشعر المقبول من حيث فصاحته، واالحتجـاج بـه؛ . 2

ألسباب تتعلق بخروجه عن القواعد التي قررها النحاة، وفرضوا أمرها علـى

.الجميع حتى أصحاب القراءات لم يسلموا من غبارها

موجب استقراء ناقص ضمن قبائل محددة فـي إن وضع القواعد النحوية كان ب . 3

.وسط بادية الجزيرة العربية

اختلف النحاة في تحديد مفهوم الضرورة الشعرية بسبب تباين وجهات النظر، . 5

ويمكن القول بأنها مجموعة من المخالفات ارتكبها الشعراء أو الرواة بقصد أو

ولم يشاءوا تغيرهـا، غير قصد تعارضت مع قواعد النحويين التي تمسكوا بها

وهذه ال تعد مخالفات من وجهة نظر الشعراء؛ ألن لغة الشعر لغـة خاصـة

.تخضع لمعايير الوزن والقافية والموسيقى

منهـا ابن السراج في كتاب األصـول بها استشهدإن الشواهد الشعرية التي . 4

النسب أو الصحيح الموافق لقواعد النحويين، وهو الغالب الكثير،ومنها مجهول

متعدد النسب أو متعدد الرواية أو مصنوع أو محرف،فـالعرف اللغـوي مـا

.عرف قاعدة من دون استثناءات

إن لغة الشعر لغة خاصة ال يجوز االعتماد عليها أو جعلها المصدر الـرئيس . 6

.في وضع قواعد عامة شمولية للغة حية قابلة للنمو والتطور

في الشعر العربي مع بدايات الدرس النحوي في بدأت دراسة ظاهرة الضرورة . 7

منتصف القرن الثاني الهجري، وتباينت آراء النحاة فيها مما كان لـه األثـر

الواضح على دراسة اللغة، كما أن حصر شواهد الضرورة كـان أمـرا فيـه

.صعوبة واضحة

. إن منهج ابن السراج في كتاب األصول يتـسم بالمنهجيـة العلميـة الدقيقـة .8

وال متداخلة كما هي عنـد غيـره مـن ،وعات األصول غير متشابكة فموض

.النحويين مثل سيبويه

169

حرص ابن السراج على األخذ من الثقات مـن النحـويين أمثـال سـيبويه، .9

والمازني، والجرمي، والمبرد، وكان يستدل على المسألة الواحدة بـأكثر مـن

.استقل بهاشاهد، كما أنه خالف شيوخه ومن قبله في بعض المسائل و

تباينت آراء النحاة في المسألة الواحدة وهذا راجع الختالف المدارس النحوية . 10

وإلى االجتهادات الفردية، واالعتماد على السماع واختالف الروايات والميـل

. إلى التأويل،وكل ذلك يجعل القارئ والباحث في دوامة الحيرة والقلق

أنها ضرورة شعرية تبين بعد دراستها أنها بعض الشواهد التي أقر النحويون . 11

.ال تقع ضمن دائرة الضرورة وال الشذوذ

الشواهد الموسومة بالضرورة يمكن تخريجها على أنهـا شـاهد نحـوي أو . 12

.صوتي أو صرفي أو بالغي

كثير من الشواهد النحوية ما هي إال لغات مهجورة أو لهجات لبعض القبائـل 13

.العربية

عض الشواهد اعترف النحاة بصنعها، وأنها من أقوال الرواة، و صـنع ناك ب ه14

. النحوكتاب األصول فيالنحاة ومع ذلك لها حضور واضح في

أجاز ابن السراج بعض المسائل اعتمادا على شواهد شعرية.15

لم يكن للحديث النبوي الشريف واألمثال حضور واضح فـي شـواهد ابـن .16

السراج

. النحوية لم تبن على ضرورة شعرية وال ما جاء شاذا من الكالمإن القواعد. 17

كان للتأويل والتوهم دور واضح في توجبه وتخريج كثيـر مـن الـشواهد . 18

.الشعرية

. إال قليال مراتب الضرورة من حيث القبح، والحسنابن السراجلم يبين . 19

عند )اع والقياس والعلة العامل والسم ( األصول النحوية اهتم ابن السراج في .20

.معالجته للشواهد النحوية

. خالف ابن السراج النحويين في بعض المسائل واستقل بها. 21

170

المراجع

، مطبعة حسان، سيبويه والضرورة الشعرية ،)هـ1403(: حسن إبراهيم :إبراهيم

.القاهرة

دار 2يثي، ط ، تحقيق بهجت عبد الغفور الحد ديوانه )ت.د(: أمية ،بن أبي الصلت ا

الثقافية العامة بغدادنالشؤو

ـ 316: ت(محمد بن سهل : ابن السراج ، األصـول فـي النحـو )م1996 (،)هـ

.3عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط: تحقيق

ـ 542:ت(ابن الشجري، هبة اهللا بن محمـد العلـوي، ، األمـالي )م1930 (،)هـ

.بعة األمانة، القاهرةعبد الخالق مصطفى محمد، مط:تصحيح وضبط

ولـيم : ، اعتنى بتصحيحه وترتيبه مجموع أشعار العرب )ت.د(بن العجاج، رؤبة ا

بن الورد، منشورات دار األفاق الجديدة، بيروت

ـ وليم بن الورد، : اعتنى بتصحيحه وترتيبه ،ديوانه ، رؤبة ،بن العجاج ا شوراتمن

. بيروت،دار األفاق الجديدة

البيان في شـرح )م2002 ()هـ 392: ت(ان الموصلي أبو الفتح عثم : ابن جني

عالء الدين حمويـة، : عمر بن إبراهيم الكوفي، دراسة وتحقيق :، إمالء اللمع

.دار عمار،عمان

ـ 392: ت(أبو الفتح عثمان الموصـلي : ابن جني ، الخـصائص )م1997 (،)هـ

.4محمد علي النجار، النهضة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط: تحقيق

الحجة فـي القـراءات )م1990 (،)هـ370: ت(الحسين بن أحمد : ابن خالويه

.مؤسسة الرسالة، بيروت ،5ط عبد العال سالم مكرم،:تحقيق وشرح ،السبع

احمـد عبـد : ، تحقيق لمقربا) ت.د(،)هـ669ت (علي بن مؤمن :ابن عصفور

. بغداد،هللا الجبوري، مطبعة العاني االستار الجواري، وعبد

ـ 769ت(بهاء الدين عبد اهللا بن عقيل العقيلي الهمداني المصري، :يل ابن عق ،)هـ

محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبـة : تحقيق ، ابن عقيل شرح )م1993(

. بيروت-العصرية صيدا

171

كتاب الشعر والشعراء، ) م1902(ابن قتيبة، الدينوري، أبو محمد عبداهللا بن مسلم

.مطبعة بريل، ليدن

، جمع وتحقيق، يحـي الجبـوري، مؤسـسة ديوانه )ت.د(،عباسال ،بن مرداس ا

الرسالة بيروت،

، دار صادر، لسان العرب )م1956 (،)هـ711:ت(محمد بن مكرم : ابن منظور

.بيروت

، دار أوضـح المـسالك ، )م1983(عبد اهللا بن جمال الدين األنصاري : ابن هشام

.الفرقان، عمان

ـ 761:ت(نصاري،عبد اهللا بن جمال الدين األ : ابن هشام شـذور )م1999 (،)هـ

محمد السعدي فرهود، دار الكتاب المصري القاهرة، : ، شرح وتعليق الذهب

. دار صادر بيروت السكري،.دار الكتاب اللبناني، بيروت

ـ 761ت(عبد اهللا بن جمال الدين األنـصاري، :ابن هشام مغنـي )م1964 (،)هـ

.دار الفكر، دمشق مازن المبارك، محمد علي الحمد، ، تحقيق،اللبيب

، عـالم الكتـاب، شرح المفصل ) ت.د(، )هـ643:ت( يعيش بن علي :ابن يعيش

.بيروت

، صنعه أبو سعيد الحسن السكري، ديوانه )ت.د(،)هـ69: ت (أبو األسود الدؤلي

.مؤسسة ايف للطباعة حسن آل ياسين، تحقيق الشيخ محمد

، محمد أبو الفضل إبراهيم :مراتب النحويين تحقيق )م1974 (:أبو الطيب اللغوي

..القاهرة

.، منشورات الجامعة الليبيةأصول التفكير النحوي )م1973(، علي:أبو المكارم

محمد أبو الفضل : ، تحقيق طبقات النحويين واللغويين )م1973 (:أبو بكر الزبيدي

المعارف، إبراهيم،

ر صـادر ، تحقيق وشرح، سعدي ضناوي، دا ديوانه )ت.د(األحوص األنصاري

بيروت

، معاني القرآن ، )م1981)(هـ215(األخفش األوسط، أبو الحسن سعيد بن مسعده

.، الكويت2دار النشر المحقق، ط

172

، شرح التصريح على التوضـيح )ت.د(،)هـ905ت(خالد بن عبد اهللا : األزهري

.العربية دار إحياء الكتب

دار يحـي الجبـوري، :جمع وتحقيق ،ديوانه) ت.د(،، عبد اهللا بن الزبير األسدي

.الحرية للطباعة

صنعه نوري حمـودي القيـسي، وزارة الثقافـة ،ديوانه )ت.د(األسود بن يعفر،

واإلعالم مديرية الثقافة العامة

دار حاشية الصبان على شرح األشموني على ألفية ابن مالـك )ت.د(األشموني

إحياء الكنب العربية

مهدي محمد ناصر : شرحه وقدم له ديوانه، )م1987(ميمون بن قيس، : األعشى

.، بيروتالدين، دار الكتب

تحصيل عين الذهب من جوهر معدن العرب فـي علـم )ت.د(:األعلم الشنتمري

. على ذيل كتاب سيبويه، ط بوالقطبوعممجازات العرب،

، مطبعـة الجامعـة الـسورية، 2ط ،في أصول النحو )م1957 (: سعيد :األفغاني

.دمشق

مجلـة اإلشباع الصوتي في المقاطع العربيـة، ) م2005(يد، عبد الحم : األقطش

، تصدرها جامعة بـاجي 14:،عدد)التواصل(،العلوم االجتماعية واإلنـسانية

. مختار عنابة، الجزائر

محمد بهجـت األثـري، دار : ، شرح الضرائر )م1998(محمد شكري، : األلوسي

األفاق العربية

صـالح الـدين : ، قدم له وشرحه انه ديو )م2004 (:امرؤ القيس بن جحر الكندي

.الهواري، دار الهالل بيروت

اإلنـصاف فـي مـسائل )ت.د(،)هـ577: ت( عبد الرحمن بن محمد :األنباري

.محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، بيروت: ، تحقيقالخالف

التذييل والتكميل ) م2002 (،)هـ745: ت(محمد بن يوسف : أبو حيان األندلسي

.حسن هنداوي، دار القلم، دمشق: تحقيق ،في شرح التسهيل

173

ارتشاف الضرب )م1984 (،)هـ745: ت( محمد بن يوسف، : أبو حيان األندلسي

.، تحقيق مصطفى أحمد النماسمن لسان العرب

ـ 745:ت(محمد بن يوسف : أبو حيان األندلسي، ، البحـر المحـيط )ت.د(،)هـ

مد معوض، دار الكتـب العلميـة، تحقيق، عادل أحمد عبد الجواد، علي مح

.بيروت

، شرح أبيات مغني اللبيـب )ت.د(،)هـ1093:ت(عبد القادر بن عمر، : البغدادي

.عبد العزيز رباح وأحمد يوسف دقاق، مكتبة دار البيان،دمشق: تحقيق

ـ 1093:ت(عبد القادر عمر : البغدادي ، دار صـادر، خزانـة األدب ) ت.د(، )هـ

.بيروت

، دار مكتبـة الحيـاة، فقه اللغة وأسرار العربيـة )ت.د(،)ـه430:ت: (الثعالبي

.بيروت، لبنان

المقتصد في شـرح ) ت.د(، )هـ471ت(عبد القاهر بن عبد الرحمن : الجرجاني

.كاظم بحر المرجان، دار الرشيد للنشر، بغداد: ، تحقيقاإليضاح

دار ،ديوان جرير ، )م1970)(هـ110(جرير، ابن عطية بن حذيفة بن بدر الكلبي

.صادر، بيروت

، الدار العربيـة اللهجات العربية في التـراث ، )م1983(الجندي، أحمد علم الدين،

.للكتاب، طرابلس

. بيروت،دار صادر وليد عرفات،: تحقيق،ديوانه )ت.د(حسان بن ثابت

المنهج التحويلي في النحو العربـي ) م2004(، عبد اهللا أحمد جاد الكريم ،حسن

.210، 32لعلوم، مجلة كلية دار ا

، مؤسسة الرسالة المفصل في تاريخ النحو العربي )م1979(محمد خير، : الحلواني

.بيروت

وكالـة ، ظاهرة الشذوذ فـي النحـو العربـي )ت.د(، فتحي عبد الفتاح :الدجني

.، الكويتالمطبوعات

يروت ، المكتبة الثقافية، ب ديوانه) ت.د(، أبو أمامة زياد بن معاوية الذبياني النابغة

.لبنان

174

ديوانه )ت.د(ذو اإلصبع العدواني بشرح اإلمام أبي نـصر ديوانه )ت.د(،)هـ117: ت(غيالن بن عقبة : ذو الرمة

.عبد القدوس أبو صالح، مؤسسة اإليمان، بيروت: بن حاتم الباهلي، تحقيق

.بيروت ، دار مكتبة الحياة، متن اللغةمعجم )م1959(أحمد،: رضا

،الجمل فـي النحـو ) م1957 (،)هـ337:ت( بن إسحاق عبد الرحمن : الزجاجي

.ابن أبي شنب، باريس: تحقيق

المفصل فـي علـم )ت.د(،)هـ538ت( أبو القاسم محمود بن عمر، :الزمخشري

.، دار الجيل، بيروت2، طالعربية

علي حسن فـاعور، دار الكتـب : شرحه وقدمه ،ديوانه) ت.د (زهير بن سلمى،

.العلمية بيروت

: ، تحقيـق المذكر والمؤنث )م1997 (،)هـ255ت ( سهل بن محمد :السجستاني

. بيروت حاتم صالح الضامن، دار الفكر المعاصر،

مجلـة كليـة اآلداب ، الضرورة عند النحويين )1974 (: محمد عبد الحميد ،سعد

.3 جامعة الرياض عدد160 ص 1975 سنة 4/ج

عبد الـسالم :تحقيق ، الكتاب )م2004 (،)هـ180: ت(عمرو بن عثمان :سيبويه

.4القاهرة، ط الخانجي، مكتبة،هارون

، شرح أبيـات سـيبويه )م1985 (،)هـ368: ت(الحسن بن عبد اهللا : السيرافي

.رمضان عبد التواب، دار النهضة العربية للطباعة، بيروت: تحقيق

األشباه والنظائر في )م1985 (،)هـ911ت(جالل الدين عبد الرحمن : السيوطي

.عبد العال سالم مكرم، مؤسسة الرسالة، بيروت: حقيق، تالنحو

، المزهر في علوم اللغة )ت.د(،)هـ911:ت(عبد الرحمن جالل الدين :السيوطي

محمد أحمد جاد المولى، وعلي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفـضل : تحقيق

.إبراهيم، دار الجيل، بيروت

همع الهوامع في شرح )ت.د(،)هـ911:ت( عبد الرحمن جالل الدين :السيوطي

عبد السالم هارون وعبد العـال سـالم مكـرم، دار : تحقيق جمع الجوامع،

. البحوث العلمية الكويت

175

االقتراح في علـم ) م1998(، )هـ911ت(عبد الرحمن جالل الدين : السيوطي

.محمد حسن الشافعي، دار الكتب العلمية، بيروت: ، تحقيقأصل النحو

إرتقاء السيادة في علم أصول )1990 (،)هـ1096:ت(يحيى بن محمد : الشاوي

.بغداد دار األنبار، تحقيق عبد الرزاق عبد الرحمن السعدي، ،النحو

شرح الشواهد الشعرية في أمـات الكتـب )م2007(محمد محمد حسن، : شراب

.بيروت مؤسسة الرسالة، ،النحوية

بن ضرار الذبياني ديوان الـشماخ ) ت.د(الشماخ، ابن ضرار بن حرملة بن سنان

.الغطفاني

، رسالة قيمة الشاهد الشعري في النحو العربي ) م1979 (،فيصل إبراهيم :صفا

.إشراف عبد الحميد سيد طلب الكويت،ماجستير، جامعة

التهذيب الوسـيط )م1991 (،)هـ680:ت(محمد بن علي بن يعيش، : الصنعاني

.الجيل بيروتح سليمان قداره، دار فخر صال :تحقيق ،في النحو

جمع وتحقيق نوري حمـودي القيـسي، مطبعـة ،ديوانه )ت.د(،الطائي، أبا زيد

المعارف بغداد

بـشرح األعلـم الـشنتمري، ديوانه) م1975(، )هـ476: ت(طرفة بن العبد

.درية الخطيب ولطفي الصقال، مجمع اللغة العربية بدمشق: تحقيق

، رورة الشعرية دراسة لغوية نقدية الض )ت.د(عبد الوهاب محمد علي، : العدواني

.والبحث العلمي، الموصل وزارة التعليم العالي

محمد جبار المعيبـد، وزارة الثقافـة : حققه وجمعه ،ديوانه) ت.د(عدي بن زيد،

.واإلرشاد

، الـصناعتين )م1984 (،)هـ395: ت(أبو هالل الحسن بن عبد اهللا : العسكري

.علمية، بيروتمفيد قميحة، دار الكتب ال: تحقيق

، مطبعة الزهـراء، الشواهد واالستشهاد في النحو )م1976(عبد الجبار، : علوان

.بغداد

. بيروت صادر،دار ،ديوانه) 1984(عمر بن ربيعة،

176

المجلـد مجلة معهد المخطوطـات العربيـة ، ديوانه )هـ1385(عمرو بن قميئة،

.تحقيق وشرح حسن كامل الصيرفي الحادي عشر،

، راجعه ونقحه عبد المنعم جامع الدروس العربية ) م1984(طفى، مص: الغالييني

.12ط خفاجة وعبد العزيز سيد األهل، المكتبة العصرية، بيروت،

ـ 377:ت(الحسن بن أحمد أبو علي :الفارسي الحجـة للقـراء )م1991 (،)هـ

أحمد يوسف الـدقاق، : بدر الدين قهوجي وزميله، مراجعة : ، تحقيق السبعة

.دمشق

المـسائل المـشكلة فـي أول )م1993 (،)هـ:391ت(سعيد بن سعيد : قيالفار

سمير أحمد معلوف، معهـد المخطوطـات المـصرية، : تحقيق ،المقتضب

.القاهرة

إبـراهيم : ، إعـداد معاني القرآن )م1989 (،)هـ207:ت(يحيي بن زياد :الفراء

.الدسوقي، مؤسسة األهرام، القاهرة

مهـدي : تحقيـق ، العين )م1986 (،)هـ175 :ت(الخليل بن أحمد : الفراهيدي

. المخزومي

. للطباعة والنشر، دار بيروت للنشردار صادر ،2 ديوانه) 1960(الفرزدق،

.اللغة الشعرية عند النحاة، دار جرير، عمان) م 2007 (:محمد عبده:فلفل

دار العلـم القاموس المحـيط )ت.د(مجد الدين محمد بن يعقوب، : الفيروز أبادي

.ميع،بيروتللج

دار الثقافـة أحمد مطلـوب، إبراهيم السامرائي، تحقيق، ،ديوانه) ت.د(القطامي،

.بيروت

العمدة في محاسن الـشعر )م1981 (،)هـ456:ت(الحسن بن رشيق، : القيرواني

دار الجيـل، محمد محيي الدين عبـد الحميـد، : تحقيق ،5، ط وآدابه ونقده

.بيروت، لبنان

النجفعادل جاسم البياني، مطبعة اآلداب،: ، تحقيقنهديوا )ت.د(:قيس بن زهير

. بيروت لبناندار المعرفة، ،ديوانه )2004(لبيد بن ربيعة

177

في شـرح رصف المباني )م2002 (،)هـ702:ت( أحمد بن عبد النور، :المالقي

.2ط أحمد محمد الخراط، دار القلم ن دمشق،: تحقيق حروف المعاني،

، تحقيق محمد عبد الخـالق لمقتضبا) ت.د(،)هـ285ت(محمد بن يزيد :المبرد

.بيروت عالم الكتاب، عضيمة،

، الدار القومية للطباعة ديوان الهذليين ) 1965 (مالك بن عويمر الهذلي، : المتنخل

والنشر القاهرة

.أمالي السيد )ت.د(المرتضي أبي القاسم الحسن،

علـي : ، تحقيق وشحالم )م1965 (،)هـ384:ت(محمد بن عمران، : المرزباني

.محمد البجاوي، دار نهضة مصر

.، دار صادر بيروتواضح الصمد: جمع وتحقيق ديوانه )1998(النابغة الجعدي،

، شرح وتقديم سوهام المصري، عنـى بتقديمـه، ديوانه )ت.د(الهذلي، أبا ذؤيب

ياسين األيوبي، المكتب اإلسالمي بيروت

. القومية للطباعة والنشر، القاهرة، الدارديوان الهذليين) م1965(الهذلي،