اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية

وزارة التعليم العايل والبحث العلمي

قسم اللغة العربية وآداا كلية اآلداب، اللغات والفنون

جامعة ـ السانية ـ وهران

حبث مقدم لنيل شهادة ماجستري املوسوم بـ

اليل ملفرداتاملنحى االشتقاقي يف التفريع الد "ة الزينة يف الكلمات اإلسالمية العربي " كتاب

)هـ322ت (أليب حامت أمحد بن محدان الرازي

الداللة االشتقاقية أصالة وتفريع: مشروع :ةإشراف الدكتور : إعداد الطالب

هين سنية لول حممد سيد أمحد جلنة املناقشة رئيسا الدكتور منصوري ميلود

مناقشا عبد اخلالق رشيدالدكتور

يةرا الدكتورة هين سنمشرفا ومقر

السنة اجلامعية 2011/ 2012

شكر وتقدير جالله جل اهللا وفقين أن لوال الوقت هذا قبل النور ترى أن الرسالة هلذه يكن مل

.الشاكرين من يعدين أن وأمتىن فأشكره خطاي، إلكماهلا وسدد ، الذيبكري عبد الكرمي الدكتور األستاذ مشريف بشكري أخص أن يل ويطيب

خري اهللا عين فجزاه بدماثة، إشرافه يف وراعاها ةاخلاص ظرويف وفهم السديدة، بآرائه وجهين .اجلزاء

، فقد هين سنيةوال يفوتين أن أتقدم بالشكر والعرفان إىل ممتحنة املشروع الدكتورة كان ملتابعتها الدقيقة وتوجيهاا السديدة أكرب األثر يف إخراج هذا العمل ذه الصورة،

.تنانفلها مني خالص الشكر والتقدير واالمأفادين، مبالحظاته ، وآرائه، الذي جليد أمحدو الشكر موصول لألستاذ و األخ

وحتى بكتب مكتبته اخلاصة، وأرشدين إىل كل ما من شأنه االرتقاء باملستوى املنهجي .العلمي هلذه الرسالة

وقف إىل الذي بعباع عثمانوميتد شكري ألخي ورفيقي يف مشوار حبثي األستاذ .الدنيا واآلخرة يف وفقه اهللا وأسعده عين، فخففه الرسالة عبء محل يف جانيب، وشاركين

كما أشكر مجيع أساتذيت وزمالئي وزمياليت وكل من مدوا يل يد العون واملساعدة .على إجناز هذه الرسالة

.واالمتنان الشكر هؤالء كل فإىل خري كل إىل املوفق واهللا

داءــــــــاإله …إىل

عواماهما وصدق دنانمراين بينبوع حمن غ

والدي احلبيبني

سندي وسكن روحي وريربفيق د

يتزوج

أوالديور عيين ورمز وجودي ن

هبة الرمحن عبد الرحيم سارة

هذا العملهدي أ

مقدمة

أ

احلمد هللا األجل األكرم، علم اإلنسان ما مل يعلم، علم آدم األمساء كلها، وأهلمه املنطق واشتقاق الكلم، فالق األلسنة ومفرقها بني األمم، نزل القرآن بلسان عريب مبني، وله

ة ضل الصال، خبري يد وأقوم دين، سيدنا حممد عليه أفاحلمد بإرسال نبيه اهلادي األمني :ه وصحبه الطيبني الطاهرين، أما بعدوأزكى التسليم، وعلى آل

فإن التراث العريب حافل بالكثري من العلوم واملوضوعات املهمة اليت جيب أن تأخذ عناية الدارسني وتسترعي اهتمام الباحثني، السيما جمال فقه اللغة العربية، فهو مفتاح سائر

.ل لفهم حضارة العرب وثقافتهم وطريقة تفكريهمالعلوم العربية، وهو املدخ

كونه مفتاحا لفهم اخلطاب اإلهلي املرتل ذا اللسان العريب أمهيتهويكتسب هذا اال جيعل فهم هذا اخلطاب املبني، فرسالة القرآن الكرمي جاءت شاملة للناس أمجعني، وهذا ما

ة، وتعلمه ضرورة ال غىن عنه على ومعرفة خصائص اللسان العريب من الواجبات املهم .مستوى الفرد واجلماعة

والتوجه حنو البحث يف أسرار العربية، والتنقيب عن جواهرها ومعرفة خصائصها وطرقها وأساليبها، والكشف عن خصائص اللفظة العربية وبيان أصوهلا، أمر جليل؛ إذ أن

لفكري الذي يصدر فيها يف كل فروع املعرفة مرتبط بزيادة اإلنتاج ا مستقبل اللغة العربية .دراسة األلفاظ العربية وأصوهلا وتطورها الداليلاملعاصرة، ومنها

ويف تراثنا العريب العريق، مصادر شتى ومنابع عديدة ملعرفة تاريخ وداللة األلفاظ ه املصادر العربية وأصوهلا وخصائصها، منها كتب التفسري والغريب واملعاجم اللغوية، وهذ

ومعارف ومناهج يف تفسري اللفظة العربية، تعد مناجم على اختالف ما حتمله من علوم

مقدمة

ب

تزخر بأصناف عديدة من فوائد وأسرار وخصائص تكشف عن علم غزير وخمزون ضخم .من األلفاظ يحق للعربية أن تفاخر ا لغات األمم قاطبة

تفوق كل عناية، وحرصهم على كشف أسرارها وعناية علماء العربية قدميا بلغتهم فجميع . ، كتاب العربية األول"القرآن الكرمي " واستخالص خصائصها أساسه ومنطلقه

.الدراسات العربية قائمة عليه، ناهلة من مشاربه، معتمدة عليه يف نشأا ومنوها

بية على تفسري ونشأت علوم عربية شتى حتت ظالل القرآن ومعينه، فعكف علماء العر ألفاظه وداللتها، وشرح معانيها واشتقاقاا

عندما جاء اإلسالم أحدث نقلة حضارية كبرية يف حياة العرب، وتطورا هائال يف مفردات اللغة؛ إذ اكتسبت بعض املفردات دالالت جديدة لتعبر عن املعاين والشعائر الدينية

اخل، فيما بين داللتها القدمية يف اجلاهلية، ...ومالصوالزكاة و كالصالةاليت أوجدها اإلسالم .فقد اكتسبت هذه الكلمات معان أخرى مستفادة من اإلسالم وتعاليمه وشعائره

. وقد التفت العلماء منذ القدم إىل مثل هذه الظواهر الداللية يف مفردات اللغة وألفاظهااألوائل الذين وجهوا عنايتهم ، كان من )هـ322( أبا حامت أمحد بن محدان الرازيولعل

الزينة يف " هلذه األلفاظ وخصصها بالدراسة واالهتمام، فقد أفرد هلا مؤلفا خاصا هو كتابه ." الكلمات اإلسالمية العربية

وال شك أن لكتاب الزينة أثرا كبريا يف إضاءة جوانب من تاريخ األلفاظ ودالالا، .رح داللة الكلمة وتوضيح معانيهافضال عن دورها الكبري يف ش

مقدمة

ج

املنحى : " بـ ةدراسيت املوسومل ايكون موضوعة الكتاب فقد اخترته لوألمهيأليب )كتاب الزينة يف الكلمات اإلسالمية العربية(االشتقاقي يف التفريع الداليل ملفردات

.)"هـ322(حامت أمحد بن محدان الرازي

كون جماال هلذا النوع من الدراسة، إنما يعود يهذا الكتاب حتى والدافع الختيار :ألسباب منها

عدل كتاب مؤلف يف دالالت األلفاظ بني اجلاهلية واإلسالم يأو.

ضت ملفردات اللغة بالشرح –بإمجاع أهل اللغة –يعتربمن أوسع الكتب اليت تعر .والتوضيح، مع االستدالل بالشواهد القرآنية والشعرية وغريها

ني يف تفسريه للكلمة املفردة وبيان أصلهااعتماده منهج االشتقاقي.

اهلجري، عصر االزدهار العلمي، وغزارة املعاجم كونه من مؤلفات القرن الرابع.

مشوله على أبواب عديدة وفوائد جليلة من فقه العربية.

ة وسعة اطالعهثقافة املؤلف اللغوية، والديني.

،رغبيت يف دراسته وإبراز جهود أيب حامت الرازي بغية دفع الدراسات اللغوية .واإلسهام يف إثراء املكتبة العربية وإفادة الباحثني يف هذا اال

:يهدف هذا البحث إىل حتقيق مجلة من األهداف من أمهها

التعريف بأيب حامت الرازي وعصره وتصانيفه.

مقدمة

د

الكلمات اإلسالمية العربيةالتعريف بكتابه الزينة يف.

تطورها الداليل الذي اكتسبتهأصنافها ودراسة األلفاظ اإلسالمية العربية ومعرفة.

خذه الرازي سبيالكتابه الوقوف على املنحى االشتقاقي الذي ات لتحليل مواد .وبني مدلوالا يف اجلاهلية واإلسالم ، والربط بينهاوتوضيح معانيها

يف تفسري الكلمات وتتبع تفريعاا وتطورها بعض الدراسات هذه الظاهرةلقد تناولت قد تتعرض ألحد جوانب هذا التفريعالداليل حتت عناوين خمتلفة تبتعد قليال أو كثريا، و

:االشتقاقي، ومنها

بعنوان" فقه اللغة وخصائص العربية " ما ذكره الدكتور حممد املبارك، يف كتابه :، حيث حتدث عن طريقة توليد األلفاظ عند العرب، )لفاظ وتسمية املسمياتتوليد األ(

.والقول بتعليل األلفاظ عند علماء العربية قدميا، وعن الصلة بني األلفاظ ومدلوالا

ث عنها ضن حتدم وممداللة األلفاظ " منا ، الدكتور إبراهيم أنيس يف كتابه القي ." .وما يوحيه من داللة طريقة القدماء يف التعامل مع اللفظ هووقد كان لب حديثه

ض له الدكتور حممد حسن جبل يف كتابهعلم االشتقاق نظريا وتطبيقيا " ما تعر "يف بيان مستويات االشتقاق الداليل، وما تضمنه من اشتقاق جزئي أو الربط االشتقاقي كما

.باالشتقاق اجلزئي مساه، حتدث فيه عن تعليل التسمية وعالقته

هذه اإلشارات السابقة وغريها يستطيع من خالهلا الباحث النفاذ إىل نتائج ذات أمهية .يف الدرس اللغوي والتطور الداليل وتاريخ األلفاظ

مقدمة

ه

وملا كان اهلدف األساسي من هذا البحث هو حماولة الكشف عن الداللة االشتقاقية ا، وأن جمال التفريع الداليل هو املتوخى لتحقيق هذه واستيعاب األصول املعنوية ملفردا

التحليلي الذي حياول الوقوف على طبيعة اقتفيت يف هذه الدراسة خطوات املنهجالغاية، .دون ميل مع هوى أو تعصب لرأي بعينه. منهج املصنف

ض سبيله ونشري هنا إىل أن الباحث مهما مجع من مادة علمية هلا صلة ببحثه، إال وتعترجمموعة من الصعوبات، سواء أكانت مادية أم معنوية، ال يكاد أي موضوع حبث من

: البحوث أن خيلو منها، ونذكر منها ما يأيت

بأيب حامت الرازي، رغم شهرته عن طريق كتبه ندرة املصادر واملراجع املتعلقة.

ها بني مكتبات متباعدةقها وتبعثراتفر وصعوبة االتصال ،.

إذ اشتملت . جاءت هذه الدراسة يف ثالثة فصول جبانب املقدمة، املدخل واخلامتة، أما )اخل...أهداف البحث، أمهية البحث، منهج البحث( املقدمة على أساسيات البحث

املدخل فقد تناول حياة أيب حامت الرازي وكتابه، إىل جانب حتديد املصطلحات املفاتيح ).لداللة، التفريعاالشتقاق، ا( ومفاهيمها

:أما فصول البحث فكانت على النحو التايل

املكونات االشتقاقية يف كتاب الزينة: الفصل األول

:املادة االشتقاقية: أوال

هوم املادة االشتقاقيةمف

مقدمة

و

تركيب املادة االشتقاقية

طبيعة املادة االشتقاقية

املادة االشتقاقية يف كتاب الزينة

: لصرفيةالصيغة ا :ثانيا

الداللة الصرفية

)احلركةداللة الصيغة بالزيادة، داللة الصيغة باختالف (: معامل الداللة الصرفية

الداللة الصرفية عند أيب حامت الرازي

أصناف املفردات يف كتاب الزينة: الفصل الثاين

األلفاظ اجلاهلية: الصنف األول

األلفاظ اإلسالمية: الصنف الثاين

األلفاظ املولدة: الصنف الثالث

املنحى االشتقاقي يف كتاب الزينة: الفصل الثالث

التفريع الداليل: أوال

آليات التفريع الداليل: ثانيا

ختصيص الداللة .أ

مقدمة

ز

تعميم الداللة .ب

االنتقال من احلسي إىل ارد .ج

إضافة داللة معنوية جديدة .د

انتقال الداللة .ه

وحدة األصل املعنوي : اثالث

اشتملت على أهم النتائج اليت انتهت إليها الدراسةوقد : اخلامتة

)واألحاديث، فهرس األبيات الشعرية اآلياتفهرس ( : الفنية رساالفه

املصادر واملراجع

فهرس املوضوعات

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

2

أبو حامت الرازي حياته وكتابه

شكلت اإلمساعيلية يف سياقها التارخيي حركة علمية وفكرية واسعة،وامتد نشاطها إىل مناطق عديدة من البلدان العربية أجنبت دعاة كان هلم شأن كبري يف عامل الدعوة ويف عامل

.يف بالد الري األدب والفلسفة والتأليف من بينهم أبو حامت الرازي داعي اإلمساعيلية

و قد ذكره احلافظ يف لسان امليزان )1(هو أبو حامت أمحد بن محدان الورسناين الرازيوله : و ترمجه ابن الندمي يف الفهرست فقال)2(أنه أبو حامت أمحد بن محدان الورسامي الليثي

.)3( "ذلك فيه فقه وغري) اجلامع(كبري حنو أربع مائة ورقة كتاب ) الزينة(من الكتب كتاب

مل تشر املراجع اليت حتدثت عنه إىل شيء يكشف عن سنة مولده أو مسقط رأسه أو غري أن )5(فحياته ال يعلم عنها إال حملات عابرة وردت مبعثرة يف بعض املراجع)4(نشأته األوىل

لكن بعض )7(إن مل يكن فيها)6(ما مجعناه يشري بأنه ولد يف بشاوى بالقرب من الري .ات التارخيية تقول أنه ولد يف نيسابور مث رحل عنها إىل الري بعد ذلكالرواي

هذا الغموض الذي يواجه مولد الرجل، يدفع بنا إىل مسألة أصل أيب حامت، فقد أهو عريب األصل أم أنه كان فارسيا؟:اختلف الدارسون الذين تعرضوا له حول هذه املسألة

.97ص -1964بريوت - دار اليقظة العربية-مصطفى غالب-أعالم اإلمساعيلية - )1( .29ص -1ج -ني بن فيض اهللا اهلمداينحس -الزينة -)2( .46ص –بريوت لبنان –مكتبة خياط –ابن الندمي –الفهرست -)3( .46ص –رياض العشريي –التصور اللغوي عند اإلمساعيلية -)4( .29ص –الزينة -)5( .147ص –بريوت –املطبعة الكاثوليكية –لويس معلوف –املنجد يف اللغة واألعالم -)6( .46ص –التصور اللغوي -)7(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

3

ل عريب استنادا إىل امسه ولقبه العربيني و حتمسه إىل أنه من أص"الزينة"يذهب حمقق و أن ما قاله أبو حامت عن متكنه يف اللغة الفارسية ونشأته فيها )1(البالغ لفضل العرب ولغتهم

.)2(فهذا ال يدل على أنه فارسي) فصل لغة العرب تامة احلروف(يف كتاب الزينة

ه،إال أن البعض اآلخر مييل إىل القول بأنه على الرغم مما قال به البعض إثباتا لعربيتوكان فارسيا متخذا حديث أيب حامت نفسه الذي يشري فيه إىل نشأته يف اللغة الفارسية

.)3(و نعترب من ذلك باللغة الفارسية ألنا طبعنا عليها ونشأنا فيها:"فيقول

األم اليت اكتسبها فالفارسية كما يفيد هذا النص كانت لغته « :يقول رياض العشرييكما - من مث كانت من حوله يتكلمون ا ويتعاملون، ويف طفولته،إذ نشأ فوجد الناس

لغته اليت طبع عليها ونشأ فيها،باإلضافة إىل ذلك اللغة العربية،و هي وسيلة ضرورية - يقولذريعة ، وملن أسلم من الفرس،لقراءة القرآن واحلديث وتفهمهم،وأداء للمكاتبات يف الدولة

وتفضيله أما إشادة أيب حامت بالعرب وفضلهم، « ... )4( » .إىل الترقي يف دواوين احلكومة فهو مل.ه الظن بأنه فارسي األصلللعربية على غريها من اللغات فال يقوم دليال ينتفي مع

»امللل وإنما قاله انتصارا لإلسالم على غريه من يقل بذلك بدافع االنتصار جلنس العرب،نتكلم مبا علمنا منه حمبة إليراد فضل لغة العرب،إذ كان فيه إظهار فضيلة و« :فيقول )5(

اإلسالم على سائر امللل،وإبراز فضيلة حممد صلى اهللا عليه وعلى مجيع األنبياء و الرسل

.29ص –مقدمة كتاب الزينة -)1( .29ص – املصدر السابق -)2( .75ص –املصدر السابق -)3( .47ص –التصور اللغوي -)4( .48 ص – املرجع السابق -)5(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

4

و من هنا كانت العربية أفضل اللغات عند أيب حامت ألا لغة )1(»عليهم الصالة والسالمصاحب الرسالة،و هم من نزل - -القرآن،و كانت إشادته بالعرب ألن منهم حممد

.)2(فيهم كتاب اإلسالم املقدس

مهما يكن من أمر،فإن أبا حامت كان من فالسفة اإلمساعيلية، مجع من ألوان املعارف وللفلسفة ما جعله من كبار رجال الدعوة على اخلصوص، من فقه بلغة النص الديين،وقراءة

.القدمية،وإملام بعلوم احلديث والفقه،و درس واع للشعر العريب القدمي

الواقع أننا ال نستطيع أن جنزم برأي عن موطنه األصلي أو عن أحوال نشأته األوىل ويف طفولته أو صباه أو شبابه،ألن هذه الفترة من عمر الرجل مما أغفلته املصادر اليت كتبت

تاريخ " فظ يف لسان امليزان إن أبا احلسن بن بابويه ذكر أبا حامت يف كتابهفقد قال احلا.عنه .)3(ولكن هذا الكتاب مل يعثر له على أثر".الري

عاش أبو حامت يف أواخر القرن الثالث،وأوائل القرن الرابع اهلجري،يف الوقت الذي العباسي وسيادة روح كان العامل اإلسالمي جيتاز فيه مرحلة دقيقة،من حيث ايار احلكمفقد مرت ببلدة )4(...التنافس بني احلكام والرؤساء وسريان روح اليأس يف نفوس الناس

أيب حامت الري أوقات عصيبة تعرضت فيها الحتالل عدة من العسكريني حىت استوىل عليها

.75ص –الزينة -)1( .48ص –التصور اللغوي -)2( .30ص –مقدمة احملقق –الزينة -)3( .31- 30ص –ر السابق املصد -)4(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

5

أسفار بن " بإشارة من اخلليفة،هذا االحتالل مل يدم طويال،إذ متكن قائدهم )1(السامانيون،من إعادة استقالل بالده الري،قبل أن يقتل بيد أحد ضباطه سنة "شريويه الديلمي

.)2(هـ318

لقد كان االضطراب السياسي هو مسة هذه الفترة اليت عاش فيها أبو حامت،ففي الديلم ـ و هي من املناطق اليت دعا فيها أبو حامت ـ كان الرؤساء العسكريون يقاتل بعضهم

وكان الرازي وغريه من الدعاة يف حالة .ا،جبانب اخلليفة تارة وجبانب عدوه تارة أخرىبعضقلق واضطراب من جراء تصرفات أيب طاهر اجلنايب القرمطي،الذي سلم أمر الدعوة إىل

وقد قامت يف .زكريا األصفهاين،حىت ظن الناس أن أبا طاهر هو املهدي أو فوق املهديالستئصال شأفة أنصار اخلالفة الفاطمية،وكان من بني ضحاياها العلمان هذه الفترة حركة

زميال أيب )4()السجستاين(وأبو يعقوب السجزي)3()النخشيب(حممد بن أمحد النسفي:احلربان .)5(هـ 331حامت الرازي، قتال بعد وفاته بتسع سنوات،أي يف سنة

ازدهرت .ملوك إيران جدهم األعلى ماخنودات نشأ يف قرية سامان على أيام الرشيد:قرية يف إيران فيها نشأ بنو سامان:سامان -)1(

ينظر أيضا 244ص -لويس معلوف –املنجد يف اللغة -.يف زمام اآلداب الفارسية و بلغ سلطام أوجه يف عهد ناصر بن أمحد . 172ص – 3الد -م البلدانمعج

.31ص –الزينة -)2(مدينة من مدن ما وراء النهر،و هي نسف نفسها ينسب إليها احلافظ عبد العزيز بن حممد بن عاصم بن رمضان بن :خنشب -)3(

.276ص 5معجم البلدان ج .456سفي النخشيب أحد األئمة مات علي بن أفلح أبو حممد بن أيب جعفر بن أيب بكر الن .277منجد اللغة واألعالم ص بالد واقعة بني إيران وأفغنستان فيها نشأ رستم بطل إيران األسطوري:سجستان أو سيستان - )4( .31الزينة ص - )5(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

6

وله الدينية والسياسية ـ فكانت أما يف املغرب ـ حيث كان يتوجه إليه أبو حامت مبيتسيطر عليه دولة أهل البيت برئاسة املهدي عبد اهللا بن احلسني الفاطمي،ووسط هذه

.)1(األحوال السياسية برز أبو حامت

وأحد )2(كانت الري بلدة أيب حامت معقل علماء احلديث،وأساطني الكالم والفلسفةاهلجريني،فقد اجتذبت إليها العلماء وأهل يف القرنني الثالث والرابع مراكز احلضارة

األدب،وكان ا جمالس ومدارس وقرائح وصنائع ومطارح،ومكارم وخصائص،ال خيلو املذكر من فقه،وال الرئيس من علم،وال احملتسب من صيت،وال اخلطيب من أدب،هي ـ

زهاد وغزاة الري ـ أحد مفاخر اإلسالم وأمهات البلدان،ا مشايخ وأجلة،وقراء وأئمة،وزار املدينة الكثري من العلماء،كما عرفت بعض القراء و .))3ا دار الكتب األحدوثة.. ومهة

حممد :ومن أعيان من ينسب إليها ثلة كبرية من احملدثني منهم .املفسرين واللغويني والفقهاءوى مسع ور) هـ390(بن عمر بن هشام أبو بكر الرازي احلافظ املعروف بالقماطري

أحد )هـ327(و عبد الرمحن بن حممد بن إدريس أبو حممد بن أيب حامت الرازي..ومجعو أبو زرعة ..احلفاظ،صنف اجلرح والتعديل فأكثر فائدته،ورحل يف طلب العلم واحلديث

يف بيئة علمية بني علماء العربية وأهل احلديث نشأ أبو .)4()هـ375(أمحد بن احلسني

.32ص املصدر السابق -)1( .32املصدر السابق ص -)2( .17ص –التصور اللغوي -)3( .120ص – 3ج –معجم البلدان -)4(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

7

كان من أهل "إن أبا حامت أمحد بن محدان 523ص 1امليزان جقال احلافظ يف لسان .حامت .)1("الفضل واألدب واملعرفة باللغة ومسع احلديث كثريا،وله تصانيف

ليس غريبا أن يشيع احلديث وينتشر رواته وعلماؤه يف موطن شيعي كالري،فاملذهب اده على النقل الشيعي أقرب املذاهب إىل منحى أصحاب احلديث وأهل السنة،يف اعتم

ويبدو أن الغالب على أهل فارس هو األخذ بالفتيا .وإميانه بعصمة اإلمام وتلقي العلم عنهمبذاهب أهل احلديث،فعلماء الري احملدثون كانوا حيبون الرحلة واالنتقال لتحصيل العلم

.)2(والرواية وهي مسة عامة من مسات علماء احلديث

أبو حامت و قضى فيها قسطا كبريا من حياته،فقد كانت هذه هي املدينة اليت عاش فيها موطنا من مواطن التشيع ودارا من دور درس احلديث النبوي وروايته،باإلضافة إىل العلوم

.االعتناءالعربية األخرى اليت مل حتظ مبثل ما حظي به احلديث من

هم اليت من صميم عقيدم وفلسفتهم،وكانت هي وسيلت جعل اإلمساعيلية الدعاية .فنظموها ـ الدعاية ـ تنظيما دقيقا هو نفسه نظام دورة الفلك اختذوها لتحقيق جناحهم،

فقد اعتقدوا أن األرض مقسمة إىل اثنيت عشر قسما على مثال االثين عشر شهرا من شهور ما و اليقصد ا اجلزيرة مبعناها اللفظي ،إن)جزيرة(السنة،ومسوا كل قسم من هذه األقسام

وهذا التقسيم ال يستند ..أو قسم من الناس كجزيرة الترك وجزيرة الزنوج)جزء(يقصد ا وقد جعلوا على كل جزيرة داعيا هو . )3(يف الواقع إىل اعتبارات جغرافية أو جنسية أو لغوية

.32ص –زينة ال -)1( .18ص –التصور اللغوي -)2( .41ص – 1999 – 1ط –دار الثقافة للنشر القاهرة –حممد السعيد مجال الدين –دولة اإلمساعيلية يف إيران - )3(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

8

كان لكل داع من هؤالء ثالثون داعيا نقيبا ـ حسب املسئول األول عن الدعاية فيها، والشهر الثالثني ـ ملساعدته يف نشر الدعوة،وطبقا لساعات اليوم األربع والعشرين،نظم أيام

اإلمساعيلية لكل داع نقيب أربعة وعشرين داعيا،منهم اثنا عشر ظاهرا كظهور الشمس هذا التصوير لنظام الدعوة .)1(بالنهار،واثنا عشر حمجوبا مستترا استتار الشمس بالليل

لغة والتخطيط احملكم اللذين اتبعتهما اإلمساعيلية لبث دعوا،ونشر يكشف عن الدقة البا .عقائدها على أوسع نطاق

ولقد قام هذا النظام على أيدي دعاة آمنوا بالدعوة وأخلصوا هلا، وكان أبو حامت .)2(واحدا من رجاالا املرموقي املقام بينهم

إن أول :"هـ 484سنة "تنامهسياس"يقول الوزير السلجوقي نظام امللك مؤلف كتاب توجه إىل :أوفده عبد اهللا بن ميمون القداح قائال ،)3(دعاة اإلمساعيلية رجل يقال له خلف

الري فسائر من يف الري وآبة وقم وكاشان ووالية طربستان ومازندران رافضة يدعون مساعيلية ركزت وهذا دليل على أن الدعوة اإل.)4("للشيعة وسوف يستجيبون لدعوتك

.اهتمامها على املناطق املصطبغة بالصبغة الشيعية

وبعد موت خلف،تولى أمر الدعوة ابنه أمحد بن خلف وقد متكن من السيطرة على بدأ غياث يف .رجل يقال له غياث،كان عارفا باألدب والنحو،وجعله خليفة له يف الدعوة

.40،41ص –التصور اللغوي -)1( .45ص –نفس املرجع السابق -)2(نسخة 6ر وجامع الغرر أليب بكر حممد بن أبيك الدواداري جكرت الدر:يعرف خبلف احلالج كان صاحب حملجة قطن -)3(

.46هامش ص –عن دولة اإلمساعيلية يف ايران 66ورقة 2578مصورة بدار الكتب املصريةبرقم .46ص –دولة اإلمساعيلية يف إيران -)4(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

9

ومل يكد القرن الثالث اهلجري يوشك ..أقبلوا عليهمناظرة أهل السنة وتلقني الناس مذهبه،فوملا انصرف غياث ..على االنتهاء،حتى كان هذا املذهب قد انتشر وشاع يف تلك املنطقة

عن الري وعاد إىل خرسان،اتفق اإلمساعيلية بالري على رجل من أعقاب خلف وولوه ر الكبري الذي اضطر ـ بسبب مرض رئاستهم،و ملا مات جعلوا عليهم ابنه املسمى أبا جعف

أقعده عن مزاولة نشاطه ـ إىل أن ينيب عنه يف الدعوة أبا حامت،فاستبد هذا األخري بالرئاسة .)1(دونه وانتزعها من بيت خلف

شهدت الدعوة يف عهد أيب حامت انطالقة كربي إىل األقاليم احمليطة بالري،حيث صفوف مذهبهم،وكان أبو حامت يتولى الدعوة بنفسه يف انساح الدعاة جيتذبون الناس إىل

أو الباطنية كما (الريإذ متكن من اجتذاب حاكمها أمحد بن علي إىل الدعوة اإلمساعيلية )*يسميها نظام امللك

انتهز أبو حامت فرصة اخلالف املذهيب بني أهل الديلم والعلويني،حني ثار بعضهم على هلم أنتم أهل بدعة،إذ تزعمون أن العلم وقف على أسرتكم وليس بعض يف طربستان وقالوا

مشاعا لكل الناس،يف حني أنكم إذا تعلمتم عرفتم،وإذا تعلم رجل ليس منكم أصاب من املعرفة ما أصبتم،فالعلم إذن ال جيري جمرى املرياث،ولقد أرسل اهللا عز وجل رسوله عليه

وهنا اغتنم الرجل )2(وما دون قوم فلماذا تكذبون عليناالسالم إىل الناس كافة مل خيص به قهذه الفرصة وتوجه إىل طربستان واتصل بالديلم وبدأ دعوته،فعاب العلويني وطفق نعتا

.47ص –دولة اإلمساعيلية يف إيران - )1(وأطلق املسلمون هذا االسم على فرق عديدة كان هلا .طن للقرآن،وجيعلون لكل آية تأويالهم الذين يأخذون باملعىن البا:الباطنية *

.60،61ص –املنجد يف اللغة واألعالم ، شأن سياسي،أمهها اخلرامية والقرامطة واإلمساعيلية .51ص –دولة اإلمساعيلية يف إيران - )2(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

10

خيرج إمام عما :"م،ويؤكد أم قوم الاعتقاد هلم وأن مذهبهم فاسد،ووعد الديلم وقاليقول البغدادي ..)1(الديلم إىل إجابة دعوتهفمالت ".قريب وإني لعلى علم مبذهبه ومقالته

ودخل أرض الديلم رجل من الباطنية يعرف بأيب :"يف الفرق بني الفرق)هـ429ت ( .)2("حامت،فاستجاب له مجاعة من الديلم منهم أسفار بن شريويه

وقد دخل يف نقاش .كان أبو حامت حمافظا سلفيا يف آرائه الدينية والكالمية واللغويةت (ال مع كثري من معاصريه ومواطنيه،منهم الفيلسوف حممد بن زكريا الرازيوجد

جرت بني الرازيين مناظرة وكالم حول .صاحب كتاب الطب الروحاين) هـ311فأورد أبو .النبوة،والسبب ختصيص قوم بالنبوة والفضيلة دون قوم وإحواج الناس إىل األنبياء

الكالم حول هذا الشأن يف كتابه أعالم النبوة،داحضا من" امللحد"حامت ما جرى بينه وبنيوجهات نظر الفيلسوف من ذلك أن ما قاله من أزلية األصول اخلمسة وهي اخلالق والروح واملادة واملكان والزمان هو رأي غري صحيح،وأن اعتراضه على ظهور األنبياء يف قوم دون

ال يؤديان " بالقياس"واالهتمام الزائد " قليدالت"قوم ال يستند على أساس،وأن احلط من شأن فهو يف كتابه يتحدث عن وجوب النبوة ويناقش ويفحص الكتب .إىل الغرض املنشود

املقدسة ملوسى وعيسى وغريمها وخيرج منهما بأنه على رغم اختالف ظاهر اللفظ يف هذه .)3(ومعناها ال ختتلف يف األساس الكتب،فإنها يف رسالتها

.53ص –التصور اللغوي - )1( .52ص –يف إيران دولة اإلمساعيلية -)2( .34ص –الزينة -)3(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

11

كن الفلسفة وحدها هي املعلم البارز من معامل ثقافته،ولكن مثة معامل أخرى مل ت :كاشفة عن هذه الثقافة تتحدد مالحمها فيما يلي

:ملمح لغوي :أوال

من أهل الفضل امليزان عندما قال عن أيب حامت أنه أشار إىل هذا امللمح صاحب لسان .)1(ا وله تصانيفأنه مسع احلديث كثريواألدب واملعرفة باللغة و

:ملمح فلسفي:ثانيا

يتبين من خالل معتقده وآرائه الدينية باإلضافة إىل املناظرة اليت مجعته مع الفيلسوف أيب بكر الرازي واليت يبدو أنه قد تغلب على خصمه فيها،مما يؤكد أنه قد درس الفلسفة

).أعالم النبوة(اظرة جزء من كتابهالقدمية وأمل بآراء كثري من الفالسفة األوائل،وهذه املن

:ملمح ديين:ثالثا

يظهر جبالء يف علمه الواسع يف احلديث،كثرة مروياته من احلديث النبوي وآثار الصحابة والروايات الشيعية،شغله بالفقه اإلسالمي كرأيه يف مسألة زواج املتعة،ورده على

نواع الشركات التجارية وقضايا فقهية مثل من يحلله من الشيعة اإلمامية،كذلك تعرضه أل .الرجعة واإليالء والظهار

:ملمح أديب:رابعا

.29ص – 1ج –الزينة – )1(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

12

معرفته بالشعر العريب،واستناده إىل كثري منه احتجاجا به يف بعض املسائل اللغوية،حديثه املستفيض عن الشعر عند العرب يف اجلاهلية واإلسالم ودوره االجتماعي يف

.ـ منه لقرآن والرسول ـ البيئة العربية وموقف ا

:ملمح علمي:خامسا

كان أليب حامت اهتمام بعلم احلساب والعدد،مثله يف ذلك مثل غريه من اإلمساعيلية .بعامة،باإلضافة إىل إملامه ببعض اآلراء العلمية يف الفلك والنجوم والتقومي

اعيلية وكبار رجال هذا التكوين الثقايف صورة أللوان املعارف اليت أحاط ا دعاة اإلمسواحلقيقة فإن أبا حامت الرازي كان علما من أعالم النهضة العلمية .الدعوة على اخلصوص

عند اإلمساعيلية،وقد ساهم بنشر التعاليم الفلسفية يف كافة األقطار الشرقية،وخاصة يف حميط األعداء يف وبالرغم من كل هذا فإنه مل يسلم من اضطهاد .الثقافة اإلسالمية العامة

الديلم،فهرب قاصدا وايل الري واضطر إىل االختفاء يف أواخر حياته بعدما شعر باخلطر .هـ322احملدق به حىت مات سنة

ال شك أن آثار هذه الثقافة على تعدد مناحيها واتجاهاا،قد ظهرت يف تآليف و :مخسة هي )1(فمن الكتب اليت قد ألفها وحتدثت عنها املصادر.الرجل الداعية

:كتاب أعالم النبوة .1

.34ص - 1ج –الزينة كتاب - )1(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

13

أما موضوعاته فتحدث عنها الداعي .خمطوط حمفوظ باملكتبة احملمدية اهلمدانيةيف ابتداء الكتاب :"فيقول) هـ1183(اإلمساعيلي اهلندي امساعيل بن عبد الرسول األجيين

الذي ناظره ) زييقصد أبا بكر الرا(وبني امللحد) يعين أبا حامت(فصول يف ذكر ما جرى بينهمن أين أوجبتم أن اهللا اختص قوما :وذلك قول امللحد.يف أمر النبوة يف جملس تارة بعد تارة

و من أين أجزمت يف حكمة احلكيم أن خيتار هلم ذلك .بالنبوة دون قوم،وفضلهم على الناس؟لك يف الرد مث فصول بعد ذ..ويؤكد بينهم العداوة ويكثر احملاربات ويهلك بذلك الناس؟

مث فصول يف ذكر شئ من كالم األنبياء يف كتبهم ورسومهم،مما خيتلف ..على ما ذكرهمث ..مث فصول يف ذكر شئ من اختالف الفالسفة وتناقض كالمهم..ألفاظها ويتفق معانيها

ئه مث فصل يف الرد عليه أيضا يف ادعا..فصل يف الرد على امللحد فيما قاله يف باب املعجزاتأن الفالسفة استدركوا ما يف كتب الطب من علوم ومعرفة حركات الفلك و الكواكب

فالكتاب على أية حال مصطبغ بألوان ثقافة أيب حامت،و هو صورة ".وحساب النجوم .)1(للمناظرات اليت كانت تدور بني دعاة اإلمساعيلية وغريهم من العلماء

:كتاب اإلصالح .2

حملفوظة باملكتبة احملمدية اهلمدانية،وصورة من صور هو كذلك من املخطوطات ااجلدال واملناظرة،ولكن هذه املرة مع أحد دعاة اإلمساعيلية و هو الشيخ أبو عبد اهللا حممد

و يبدو أن اجلدال كان يدور حول مسألة القضاء ).هـ331قتل سنة (بن أمحد النسفي

.70-69-68ص –التصور اللغوي -)1(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

14

تائج اليت خلص إليها النسفي كتقدميه والقدر،وفيه يوجه أبو حامت نقدا الذعا لبعض الن .)1(القضاء على القدر وغري ذلك

فمناظرات دعاة اإلمساعيلية فيما بينهم إنما مبعثه اختالفهم يف تأويل النصوص،تبعا تاريخ (قال بروكلمان ـ يف كتابه .)2(لتباين ثقافتهم وبيئام ومن يقومون بالدعوة بينهم

تأويل القرآن (كتاب اإلصالح يف التأويل :"اإلصالح ـ عن كتاب) األدب العريبعن الكتاب ) تاريخ الدولة الفاطمية(يقول الدكتور حسن إبراهيم حسن و. )3()"الكرمي

صفحة وترجع أمهيته إىل ما أورده املؤلف من تأويل اآليات القرآنية وما 500يتكون من :" .)4("ذكره عن األنبياء

:كتاب الرجعة .3

لكتب املفقودة أليب حامت،وواحد من مؤلفاته، اهلدف منه الرد على مزاعم هو من اذكره املؤلف يف .)5(الشيعة مبا خيدم دعوته اإلمساعيلية ويصحح ما رميت به من ادعاءات

.)6(كتاب الزينة لكنه مل يعثر عليه

:كتاب اجلامع .4

.)1(نه يف الفقههو ـ أيضا ـ من الكتب املفقودة للرجل،وقال بروكلمان أ

.34الزينة ص -)1( .81ص –التصور اللغوي -)2( .71هامش ص ،التصور اللغوي – )3( .81هامش ص ،نفس املرجع السابق -)4( .71ص – السابق نفس املرجع -)5( .34ص –الزينة -)6(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

15

:كتاب الزينة .5

وقبل أن خنوض يف حتليلها ودراستها،حناول أن نعرف .وهو مدار هذه الدراسة اللغوية :به من خالل العناصر التالية

:تسمية الكتاب : أوال

وهو من ) كتاب الزينة يف الكلمات اإلسالمية العربية(العنوان الكامل للكتاب هو يقول مؤلفه يف .هـ322 حامت أمحد بن محدان الرازي املتوىف تأليف الشيخ العالمة أيب

،إذ كان من يعرف ذلك "كتاب الزينة"ومسيناه ):"كتاب الزينة(سبب تسميته للكتاب بـ ولعل أكثر الناس قد غفلوا عن .يتزين به يف احملافل، ويكون منقبة له عند أهل املعرفة

تولى حتقيقه والتعليق عليه األستاذ )2(."ن معرفتهاالواجب عليهم يف تعلمها،والالزم هلم مو الكتاب من منشورات .حسني بن فيض اهللا اهلمداين اليعربي احلرازي من علماء اليمن

.م1994مركز الدراسات والبحوث اليمين عام

الكتاب ليس له خطر الكتب اإلمساعيلية األخرى،وإمنا هو كتاب يبحث يف اللغة ويف ألفه ليفيد منه قارئه يف جمالس ..ية،اصطبغ باهتمامات أيب حامت اللغويةاملصطلحات الدين

العلم واملناظرات الكالمية مسترشدا به يف فهم كثري من املصطلحات الدينية اليت يغلب .)3(دوراا يف مثل هذه االس

.71ص –التصور اللغوي -)1( .70ص –الزينة - )2( .74ص –التصور اللغوي -)3(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

16

:تاريخ تأليف الكتاب : ثانيا

مىت وأين ألف أبو حامت وحنن ال نعرف على وجه التحديد:"يقول حمقق الكتاب ولكنه أورد نصا من كتاب عيون األخبار للداعي إدريس عماد الدين )1("كتاب الزينة

كتاب الزينة،ملا ألفه صاحبه أبو حامت أمحد بن محدان الرازي،محل هذا "القرشي اليمين أن اريس غري جملدة،فدفع يف أجزاء كثرية وكر)ابن املهدي عبيد اهللا(الكتاب إىل القائم بأمر اهللا

.)2("أجزاء،وأمره أن ينظر فيه ويتدبره) ابن القائم(منه إىل املنصور باهللا

إذ أن اخلليفة القائم الذي محل .هذا النص يلقي بعض الضوء على زمن تأليف الكتابوهذا يعين أن أبا حامت قد ألف ).هـ334هـ إىل 322(إليه الكتاب،قد تولى اخلالفة من

مع التنبه إىل أن أبا حامت قد توفي سنة ..يف أوائل القرن الرابع اهلجري كتابهيظهر من هذا كله أن عبارة العيون ال تدل على أن الكتاب قدم بعد تولي القائم .هـ322

اخلالفة وهي سنة وفاة أيب حامت،وأن الكتاب قد وضع يف الربع األول من القرن الرابع .)3(اهلجري

:موضوعات الكتاب : ثا ثال

اجلزآن األوالن من حتقيق الدكتور حسني بن .كتاب أيب حامت عبارة عن ثالثة أجزاءفيض اهللا اهلمداين ـ كما أشرت سابقا ـ ،يتحدثان عن الكلمات العربية اإلسالمية

مرائي فهو بتحقيق الدكتور عبد اهللا سلوم السا أما القسم الثالث،.ومعانيها قبل نزول القرآن

.26ص –الزينة -)1( .27ص –نفس املصدر السابق -)2( .75ص –التصور اللغوي -)3(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

17

والذي اشتمل على معىن املذهب والفرقة، و هو القسم املتعلق بأصحاب األهواء واملذاهب، .ووضح الفرق اإلسالمية،والفرق اليت تفرعت عنها من أهل األهواء والنحل املختلفة

اجلزء .واملوجود بني أيدينا هو اجلزء األول والثاين،ألما موضوع دراستنا اللغويةة عن مقدمة مستفيضة،تناول فيها الرجل بعض القضايا املتصلة بنظرية اللغة األول عبار

أما اجلزء الثاين .،تشتمل على معاين األمساء،واشتقاقات األلفاظ العربية املوجودة يف القرآن،فقد خصصه أبو حامت ملعاجلة الكلمات واملصطلحات )1(وهو اجلزء األكرب من الكتاب

ويستمر يف "بسم اهللا الرمحن الرحيم"فيبدأ بباب ما جاء يف.معاجلة لغويةالدينية اليت اختارها .تعريف أمساء اهللا احلسىن اليت وردت يف القرآن الكرمي

قبل أن يشرع املؤلف يف بيان هذه الكلمات،قدم لذلك كما أسلفنا مبقدمة طويلة :قسمها إىل مجلة فصول يف عناوين ضمنها القضايا التالية

لغة العربية على غريها من اللغات بدافع إظهار فضل اإلسالم على امللل فضل ال - أـ،باإلضافة إىل رسوله ـ عربية ـ وعاء نصه املقدس،ولسان فهي ـ ال.األخرى

خلصمقارنتها بغريها من اللغات األخرى خاصة اللغة الفارسية اليت نشأ عليها الكاتب ،لي .)2(ان غريها من حيث احلروف أو األلفاظ أو توسع الداللةيف النهاية إىل متام العربية ونقص

.75ص –التصور اللغوي -)1( .75 –نفس املرجع -)2(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

18

مث إن للغة العرب «:يقول أبو حامت.فضل الشعر باعتباره من فضل اللغة العربية - بديوانا ليس لسائر لغات األمم،و هو الشعر الذي قد قيدوا به املعاين الغريبة واأللفاظ

.)1(»الشاردة

فالكاتب .ر يف التعرف على الواقع واملوجودات بهاألمساء واألشياء وما هلا من خط - تأن أرفع درجات العلماء،وأجل مراتب األدباء معرفة أمساء « )2(يرى يف ضوء اهتمامه باللغة

األشياء،ألن كل شئ يعرف بامسه،ويستدل عليه بصفته،والصفة تقوم مقام االسم،وتكون بصفته من شاهد يدرك،أو غائب ال فكل شئ يعرف بامسه،ويستدل عليه..خلفا منه

.)3(»يدرك

عربية القرآن وذلك ببيان األمساء اليت سيفسر معانيها،فيقسمها إىل ثالث أقسام - ث :هي

.ألفاظ قدمية يف كالم العرب،اشتقاقاا معروفة -

.أمساء جاء ا القرآن الكرمي،مل تعرف من قبل،وهي مشتقة من ألفاظ العرب -

تسنيم ، سلسبيل ، :فها العرب باملعىن الذي جاء به القرآن مثلألفاظ قرآنية مل تعر - .)4(غسلني ، وسجني

.94ص – 1ج –الزينة -)1( .78ص –التصور اللغوي -)2( .138 – 137ص – 1ج –الزينة - )3( .140ص –نفس املصدر السابق -)4(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

19

تلف اآلراء اليت قيلت من هذا التقسيم السابق يعرض أبو حامت لعربية القرآن،فيذكر خمبأن هذه األمساء كلها عجمية « :وينتهي موافقا رأي أيب عبيد القاسم بن سالم القائل.فيه

.)1(»من قال إا عربية فقد صدقصدق، و من قال إا عجمية فقد.لفاظاألصول عربية األ

فاملؤلف يرى يف هذه .ـ وأفصحها لغة قريش اليت هي لغة قبيلة الرسول ـ -لغة القرآن «:يقول)2(.القضية أن القرآن قد نزل بلساا،والرسول منها وقد نزل القرآن عليه

لعرب،و هو من ولد إمساعيل عليه السالمـ أفصح ا ورسول اهللا ـ ..هي لغة قريش«)3(.

:الكتاب منهج: رابعا

منطا بعينه من أمناط التصنيف املعروفة يف هذا اال، كتابهمل يتبع أبو حامت يف ترتيب فالكلمات اليت عرض هلا املؤلف تندرج حتت وهذا ال يعين افتقاده للتصنيف املوضوعي،

.)4(هو قطاع احلياة الدينية ة اللفظية،قطاع واحد من قطاعات الثرو

يسري الرازي يف كتابه بتسلسل منتظم، ونفس واحد، يف ترتيب أفكاره وموضوعاته ، وذلك الترتيب لألفكار واملوضوعات حدد الغاية من الكتاب، وهي )5(مع عمق يف املعاين

.غاية تعليمية

.146ص –نفس املصدر السابق -)1( .80ص –التصور اللغوي -)2( .149ص – 1ج –الزينة -)3( .80ص –التصور اللغوي -)4( .24،25ص –مقدمة احملقق – 1ج –الزينة - )5(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

20

، مث بعد أن )1(ا يف احلياة وضرورابدأ الرازي حديثه عن اللغات عامة وفضلها ودورههيأ الذهن وأقنعه بضرورة اللغة، بين أن أفضل اللغات هي العربية والعربية والسريانية

، وبعد أن أثبت فضلها على اللغات األخرى، فضل العربية على هذه اللغات )2(والفارسية .)3(األربع

يثه؛ ألن موضوع كتابه يدخل يف جعل الرازي احلديث عن العربية يف مقدمة حدا مث انتقل للحديث عن الشعر وفضله حيث عقد له فصال قبل الشروع صميم اللغة، فمهد

.لما فيه من النفع العظيم، وألنه موضوع شواهده )4()فضيلة الشعر( يف مادة الكتاب أمساه

العربية، فمهد هلا مث انتقل بعد ذلك إىل موضوع كتابه وهو األلفاظ اإلسالمية .)5(باحلديث عن أمهيتها وضرورة معرفة معانيها وفهمها فهما صحيحا

بعد هذا التمهيد لضرورة معرفة معاين األلفاظ اإلسالمية العربية، انتقل أبو حامت متناوال بعد ذلك أمساء اهللا احلسىن الواحد تلو اآلخر، فبدأ باحلديث عن البسملة؛ ألا

لكثرة دورانه يف )7()اهللا ( مث احلديث عن لفظ اجلاللة )6(ولكثرة استعماهلا، استفتاحية( ، مث تناول لفظ )1()الواحد األحد ( مث حتدث عن )8()الرب ( اللسان، مث حتدث عن لفظ

.72ص –املصدر السابق - )1( .73ص –املصدر السابق – )2( .74ص –املصدر السابق – )3( .93ص – 1ج –الزينة – )4( .134ص –املصدر السابق – )5( .165ص – 2ج –الزينة – )6( .178ص –املصدر السابق – )7( .195ص –املصدر السابق – )8(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

21

الباري ( ، وحتدث عن لفظ )4()الظاهر والباطن ( و )3()األول واآلخر ( ، و)2()الصمد ( .)7()السالم ( و )6()املصور ( و )5()

وهذا التقدمي يف ذكر أمساء اهللا احلسىن، إنما هو أساس الدعوة وهو توحيد األلوهية، .وألن هذه األمساء دلت على الوحدانية لذلك كان حقها التقدمي

، مث ختم كتابه باحلديث عن قضايا )8(وتسلسل الرازي يف ذكر بقية أمساء اهللا احلسىن( و )11()القضاء ( و )10()القدر ( و )9()اخللق ( العلماء وهي كانت حمط خالف بني

( ، و)2()اجلن واإلنس ( ، و)1()املالئكة ( ، و)14()العرش ( ، و)13()الكرسي ( ، و)12()القلم .)3()الشيطان ( و

.200ص –املصدر السابق – )1( .211ص –املصدر السابق – )2( .216ص –املصدر السابق – )3( .217ص –املصدر السابق – )4( .224ص –املصدر السابق – )5( .227ص –املصدر السابق – )6( .231ص –املصدر السابق – )7(ور، امللك واملالك واملليك، احلكيم، املؤمن، املهيمن، العزيز، اجلبار، املتكرب، سبوح، القدوس، احلي القيوم، الغف( وهي – )8(

الواسع الكرمي، الوهاب والواهب واجلواد والغين، اللطيف واخلبري، اجلليل العلي العظيم املتعايل، الشكور احلميد، ايد واملاجد، .303، إىل ص 238من ص – 2ج –الزينة –) الديان، الرؤوف الودود، الباعث، الوارث، احلنان، املنان،

.311ص –املصدر السابق – )9( .313ص –املصدر السابق – )10( .317ص –املصدر السابق – )11( .324ص –املصدر السابق – )12( .330ص –املصدر السابق – )13( .334ص –املصدر السابق – )14(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

22

عرض املؤلف أفكاره يف كتاب مجع فيه بعض األمساء اليت وردت يف القرآن الكرمي ا املسلمون وذكر معانيها ومدلوالا اجلاهلية واإلسالمية وأورد واأللفاظ اليت اصطلح عليه

.)4(فيما روي عن أهل العربية وعلماء التفسري

زا، حيث جاء موافقا لعصره وواضحا خللفهاتل ما . بع الرازي يف كتابه أسلوبا مميوأوألقوال كما ال يلفت النظر فيه هو حتفظه الشديد، إذ يف الكثري من األحيان ال يرفض ا

بسم اهللا الرمحن « :ومن ذلك حديثه عن البسملة، فقد ذكر أن ابن عباس قال. يقبلها .)5(» الرحيم آية من كتاب اهللا سرقها الشيطان

« :أن يكون ليس كذلك فاحتفظ به قائال ألنه خشي يفند الرازي قول ابن عباس،مل معىن لطيف خفي على العامة، ألنه إن مل يكن إن هذا القول من ابن عباس هو رمز حتته

.)6(»كذلك وحمل على ظاهر اللفظ استحال جدا

االستشهاد ( يكثر من االستشهاد بالقرآن واألحاديث واألشعار كما يالحظ أيضا أنهالكسائي، الفراء، ( ، وذكر آراء العلماء، خاصة علماء النحو الكبار )كثريا بالشعر اجلاهلي

).عبيدةأبو

.342ص –املصدر السابق – )1( .354ص –املصدر السابق – )2( .362ص –املصدر السابق – )3(

.22ص –املصدر السابق – )4( .166ص – 2ج –الزينة – )5( .166ص –املصدر السابق – )6(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

23

إن أبا حامت يف كتابه يبدو لغويا أكثر منه فقيها، فهو ينتمي إىل مدرسة لغوية سادت : ، الذين ربطوا بني األلفاظ ومدلوالا ربطا وثيقا)مدرسة االشتقاقيني( يف عصره وهي

وحاولوا إرجاع كثري من األلفاظ املشتركة يف حروفها إىل معىن أصلي عام منه اشتقت تلككل ذلك يف أسلوب علمي سلس، بعيدا عن اختالف الفقهاء يف فروع املسائل )1(الكلمات

.)2(الفقهية، وبعيدا عن اختالف النحويني يف دقائق النحو

:اهلدف من الكتاب : خامسا

لكتاب الزينة مقدمتان األوىل بقلم الدكتور إبراهيم أنيس العامل يف جمال وقد أورد الدكتور أنيس يف مقدمته ما يشري إىل أمهية .الثانية للمحققاللغويات،واملقدمة

ود كثري من الدارسني يف العصر «:الكتاب،وإىل أنه حيقق جزءا من أمنية خلصها بالقولاحلديث لو أمكن أن نتتبع األلفاظ العربية يف العصور املختلفة،لنتبين مدى تطورها من حيث

اا كلها أو بعضها من تغير يف االستعمال العلمي أو األديب جيال الداللة،ولنقف على ما أص .)3(» بعد جيل حىت صارت إىل ما نألفه اآلن

ومتضي مقدمة الدكتور أنيس إىل احلديث عن مؤلف الكتاب بأنه يبدو لغويا أكثر منه ديين فهو يطنب فيما يتطلبه اللفظ من حبث لغوي ويقتصد فيما يتطلبه من شرح «فقيها

.12ص –إبراهيم أنيس . مقدمة د – 1ج –الزينة – )1( .24ص –مقدمة احملقق – 1ج –الزينة – )2( .7ص –أنيس .مقدمة د – 1ج –الزينة -)3(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

24

وهكذا يعترب كتابه كتابا لغويا،ميكن .آخذا باحليطة،وابتعادا عن جمال الظن واملسائل الشائكة .)1(»أن نتبين منه تطور هذه األلفاظ يف دالالا،وما عرض هلا من تغير أو حتول

ولعل يف نشر كتاب «:وقبل أن خيتم الدكتور أنيس مقدمته نبه إىل أمهية الكتاب قائاللزينة ما يحفز اهلمم بني الدارسني يف عصرنا احلاضر على أن يتوفروا على تلك الدراسة ا

.)2(»الداللية لأللفاظ العربية متخذين من ذلك الكتاب األسوة احلسنة

فإن أبا حامت قد جنح إىل حد كبري يف تقدمي موضوعات الكتاب ،ومهما يكن األمر« لك يف أن جيعل كتابه نافعا لألديب والفقيه والعامة واخلاصةوقد جنح كذ.تقدميا لغويا واقعيا

«)3(.

.12ص –املصدر السابق -)1( .14 –ابق املصدر الس-)2( .27ص –مقدمة احملقق –نفس املصدر السابق -)3(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

25

حتديد املفاهيم

االشتقاق: أوال

العربية ، وهو سر من أسرارها وطاقة كامنة به اللغة برز ما متيزتأيعد االشتقاق من متـر به فهو يتيح هلا مواكبـة التطور الذي. فيها ، ووسيلة من وسائل منوها وتطورها

سائر اللغـات يف العامل ، من خـالل ما يوفـره هلا من صياغة ألفـاظ كثرية ملعان .متعددة خمتلفة من مادته األصل

غوياملعىن الل . أ

نه مل يطرأ على معناها املعجمي أيأاملتتبع هلذه اللفظة يف املعاجم العـربية ، يـرى االشتقاق األخذ يف الكالم ويف اخلصومة و «ذكر ، فقد جاء يف الصحاح للجوهري تغيري ي

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

26

يقال اشتق يف الكالم ويف اخلصومات «: ، وقال ابن فارس )1(»، ميينا ومشاال مع ترك القصد، )2(»خذ ميينا ومشاال مع ترك القصد ،كأنه يكـون مرة يف هذا الشـق ومرة يف هذاأ،

… وترك القصد خذ ميينا ومشـاالأاشتق يف الكالم واخلصومة «:وقال الزخمشري اشتقاق الشيء «، وورد يف لسان العرب )3(»..واشتـق الطريق يف الفـالة مضى فيها

بنيانه من املرجتل ، واشتقـاق الكالم األخـذ منه ميينا ومشـاال ، واشتقـاق احلرف من خذ شق الشيء واألخذ يف أ: االشتقاق «: ، وقال الفريوز آبادي)4(»احلرف أخذه منه

.)5(»خذ الكلمة من الكلمةأاخلصومة ميينا ومشاال و الكالم ويف

أصحاب املعاجم قد سلكوا طريقا واحدا يف حتديد املعىن املعجمي نأنرى مما تقدم أصحاب املعـاجم كانوا من احملافظني نأب« لالشتقاق ، ويعلل أحـد الباحثني ذلك ،

.)6(»مما يأخذوا عن أبناء عصورهم أكثرفجعلوا يأخذون اللغـة بعضهم عن بعض

املعىن االصطالحي . ب

ى ختلف اللغويون والنحويون يف حتديد املعىن االصطالحي لالشتقاق ، وقد جتللقد اذلك واتيت عنهم يف كتـب اللغة والنحو ، وضح من خـالل التعريفات املختلفة اليت ر

:يف معىن االشتقاق نياملتقدم وفيما يأيت طائفة من آراء هؤالء العلماء

.4/1503الصحاح - )1( .3/171مقاييس اللغة -)2( .334أساس البالغة ص -)3( .2/334) شقق(لسان العرب مادة -)4( .3/251القاموس احمليط -)5( .2ص - 1968مطبعة دار الكتب، بريوت، – فؤاد ترزي –االشتقاق -)6(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

27

معىن االشتقاق أن يوضع .. «:فقال) هـ337(فقد عبر عنه أبو القاسم الزجاجي ابن (وعبر عنه أبو احلسن علي بن مؤمن ،)1(»مستأنفا على أصل سبقشئ

االشتقاق األصغر حده أكثر النحويني بأنه إنشاء فرع من « :فقال)هـ669)(عصفور،فقد عبر عنه )هـ816(ا اإلمام علي بن حممد الشريف اجلرجاينأم )2(»أصل يدل عليه

و )3(»نزع لفظ من آخر بشرط مناسبتهما معنى وتركيبا،و مغايرما يف الصيغة«:بقولههو أن تأخذ من أصل «:قريب من هذه التعريفات ما قاله السيد حممد صديق حسن خان

وروى السيوطي )4(»عىن يوافق معناهفرعا يوافقه يف احلروف األصول وجتعله داال على ممعنى ومادة أصلية وهيئة أخذ صيغة من أخرى مع اتفاقهمانه أ «:عن شرح التسهيل

.)5(»ألجلها اختلفا حروفا أو هيئة تركيب هلا ليدل بالثانية على معىن األصل بزيادة مفيدةـد مفهوم ثابت العلمـاء مل يتفقوا على حتدي نأويبـدو من هـذه التعريفات

لالشتقاق ، ولكن آراءهم مجيعها كانت تدور حول قطب واحد ، وتصب يف مضمون .خذ بنية من أخرى مع تغيري ما، ومناسبة يف املعىن أواحد ، وهو

ن جيمع هذه أ ،بعد دراسته لالشتقاق وتعريفاته،وقد استطاع أحد الباحثني املعاصريناالشتقاق هو استحداث «:حيث قال ق عليها مجيعااآلراء وخيرج منها بتعريف يكـاد ينطب

كلمة،أخذا من كلمة أخرى،للتعبري ا عن معىن جديد يناسب املعىن احلريف للكلمة املأخوذة

.237ص –عبد احلسني مبارك .ت د –الزجاجي –اشتقاق أمساء اهللا احلسىن -)1( .40ص –قباوة . ت د –املمتع البن عصفور -)2( .16ص –اجلرجاين –التعريفات -)3( .5ص -هـ 1296 –القسطنطينية –مطبعة اجلوائب –حممد صديق حسن خان –اخلفاق من علم االشتقاق العلم -)4( .346/ 1: زهرامل -)5(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

28

منها،أو عن معىن قاليب جديد للمعىن احلريف،مع التماثل بني الكلمتني يف أحرفها األصلية .)1(»وترتيبها فيهما

ه من خالل هذا التعريف يتبين بأن مصطلح االشتقاق كان معروفا منذ القدمي،و أن– يعبر بدقة عن خصيصة االشتقاق أو عالقته حسب ما وجدت يف التراث –أي التعريف

و لعل أول استعمال هلذه اللفظة كمفهوم يقترب من التعريف السابق ما جاء يف .)2(العريبو قوله »ن الرحم شجنة من الرمحنإ« ـ احلديث القدسي الصحيح يف باب قوله ـ

من الرمحن أي أخذ امسها من هذا االسم كما جاء عند أمحد وغريه من حديث ـ ـ أنا :قال اهللا عز وجل«:ـ قال رسول اهللا ـ :عبد الرمحن بن عوف ـ ض ـ قال

ها الرمحن وأنا خلقت الرحم واشتققت هلا من امسي،فمن وصلها وصله اهللا و من قطع )3(»بتته

فالعالقة »و اشتققت هلا من امسي«ففي هذا احلديث القدسي العالقة مصرح ا املأخذ هو اسم :ضلعا العالقة االشتقاقية معينانهي االشتقاق، و) الرمحن و الرحم(بني

القة فالرحم اشتق امسها من اسم الرمحن فلها به ع.)4(واملشتق هو الرحم الرمحن عز وجل، .)5(تعاىل اهللا عن ذلك.وليس معناها أا من ذات اهللا

.10ص – 2006 1ط –مكتبة اآلداب –حممد حسن حسن جبل .د.أ –علم االشتقاق نظريا وتطبيقيا -)1( .22ص –نفس املرجع السابق -)2( 2001 1دار الفكر ط –مجع وإعداد الشيخ عبد القادر عرفان –من كتاب موسوعة اجلامع الصحيح لألحاديث القدسية -)3(

.وما بعدها 220ص –ن بريوت لبنا – 23ص –علم االشتقاق نظريا وتطبيقيا - 4 222ص –اجلامع الصحيح لألحاديث القدسية - 5

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

29

)1(ـ وقول حسان بن ثابت ـ ض ـ يف مدحه للرسول ـ فذو العرش محمود وهذا حممدوشق له من امسه ليجله

و ضلعا العالقة االشتقاقية »و شق له من امسه«فاسم العالقة موجود مصرح به أيضا .)2(املأخذ حممود واملشتق حممد:انمعين

وعليه فاالشتقاق عملية هامة ودقيقة،ولكي تتم يف أطر معينة،البد من توافر شروط يف اعلم أنه البد يف املشتق امسا كان أو فعال من «:املشتق،وهو ما أشار إليه التهانوي بقوله

ظ آخر،ولو كان أصال يف أن يكون له أصل،فإن املشتق فرع مأخوذ من لف:أمور أحدهاأن يناسب املشتق األصل يف احلروف،إذ :الوضع غري مأخوذ من غريه مل يكن مشتقا و ثانيها

املناسبة يف املعىن :وثالثها...األصالة والفرعية باعتبار األخذ ال تتحققان بدون التناسب بينهما .)3(»...سواء مل يتفقا فيه أو اتفقا فيه

الداللة: ثانيا : اللغوياملعىن . أ

أصلها يف العربية حسي ، يراد و. )4()) - بالفتح والكسر –مصدر الدليل : ((الداللة .)1(االهتداء إىل الطريق ، مث استعملت للداللة على اهلداية املعنوية العامة والشرعية به

134ص – 1983 3بريوت ط –دار األندلس –عبد الرمحن الربقوقي –شرح ديوان حسان بن ثابت األنصاري - 1 24ص –علم االشتقاق نظريا وتطبيقيا - 2 – 1996 1ط –مكتبة لبنان ناشرون – 1ج -علي دحروج.د.تح -حممد علي التهانوي –الفنون كشاف اصطالحات - 3

207ص . مهدي املخزومي ، د. د: ، حتقيق ) دل( 8/8) هـ175ت(كتاب العني ، أليب عبد الرمحن اخلليل بن أمحد الفراهيدي - 4

م1984ة األعالم ، إبراهيم السامرائي ، دار الشؤون القافية ، منشورات وزارة الثقاف

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

30

وهي تشتمل على أكثر من معىن، ويف )2(،) دل(فالداللة يف اللغة مأخوذة من مادة الدال والالم أصالن ، ): (( هـ395ت (، قال ابن فارس ) البيان والدليل(دمتها مق

: اضطراب يف الشيء ، فاألول قوهلم : إبانة الشيء بأمارة تتعلمها ، واآلخر : أحدمها ))والدليل األمارة يف شيء . دللت فالنا على الطريق

معروفة لدى اللغويني العرب، إذ ) االستدالل(و) الدليل(و) الداللة(ومصطلحات ، ) هـ276ت (عرفوها منذ أقدم عهود اإلسالم ، ويظهر ذلك مثال يف كتابات ابن قتيبة

متمثال باستنباطه دالالت غريب األلفاظ القرآنية ، وذلك بالرجوع إىل استعماالت العرب من كثر نظره ، (إال رآنلتلك األلفاظ ودالاللتها ، ولذلك جنده يقرر أنه ال يعرف فضل الق

.)3()واتسع علمه ، وفهم مذاهب العرب وافتتاا يف األساليب، الذي عين بدالالت األلفاظ ، ) هـ392ت (ويلحظ ذلك أيضا لدى ابن جين

، قسم فيه ) يف الداللة اللفظية والصناعية واملعنوية(عاقدا لذلك بابا يف خصائصه عنوانه وة كل داللة وضعفها ، ثة أقسام ، جاعال ترتيبها ذه الصورة يعتمد على قالداللة على ثال

فأقواهن الداللة اللفظية ، مث تليها: أا يف القوة والضعف على ثالث مراتب : (مبينا

جامعة –كلية اآلداب –جملة آداب الرافدين –كاصد الزيدي .د -الداللة يف البنية العربية بني السياق اللفظي والسياق احلايل - 1

1995سنة 26املوصل، العدد ، دار الفكر للطباعة عبد السالم حممد هارون : ، حتقيق ) دل( 2/259معجم مقاييس اللغة ، أليب احلسني أمحد بن فارس - 2

م1972 –هـ 1392/ والنشر والتوزيع ، امع العلمي العريب اإلسالمي –أمحد صقر ، دار التـراث : ، مكتبة ابن قتيبة ، شرحه ونشره 12/ تأويل مشكل القرآن ، أليب حممد بن مسلم بن قتيبة - 3

.م 1973 –هـ 1393، 2ط/القاهرة

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

31

وكذلك . ، عارضا لكثري من األمثلة اليت توضح ما ذهب إليه )1()الصناعية ، مث تليها املعنويةاالستدالل ، والدليل ، والدال ، : )2(، إذ ذكر) هـ403ت (بكر الباقالين فعل أبو

نظر القلب : أن االستدالل هو: ((واملدلول ، واملستدل ، وبين ماهية كل منهما ، ذاكرا ما أمكن أن يتوصل : الدليل هو((، وأن )) املطلوب به علم ما غاب عن الضرورة واحلس

، )) ناصب الدليل: دال هو ال((، وأن )) معرفة ما ال يعلم باضطرارهبصحيح النظر إليه إىل الناظر يف الدليل ، واستدالله : املستدل ((وجعل )) . ما نصب له الدليل: املدلول هو (وأن

) .لدليل وطلبه به علم ما غاب عنهنظر يف ا:

ما أعطى معىن،أو إن مصطلح الداللة عند علماء العربية،هو العلم الذي يدرس كلعلم دراسة املعىن الذي يتحقق من الرموز الصوتية واللفظية والكتابية واإلشارية وغريها من

ما يتوصل به إىل معرفة الشيء ، كداللة األلفاظ على الداللة«:،قال الراغب)3(رموز املعاينكان ذلك لقصد ممن ،وسواءاملعىن ، واإلشارات ، والرموز الكتابية ، والعقود يف احلساب

ه حيجيعله داللة،أو مل يكن بقصد كمن يرى حركة إنسان،فيعلم أن.

.)5(» )4(﴿مادلهم على موته إال دابة االرض﴾:قال اهللا تعاىل

–هـ 1374، 2ط/القاهرة –حممد علي النجار ، مطبعة دار الكتب املصرية : ، حتقيق 3/98اخلصائص ، البن جين - )1(

م1955عن 2ص – 2002 –آالن مسني زنكنة : تقدمي الطالبة –رسالة م –العالقات الداللية بني ألفاظ الطبيعة يف القرآن الكرمي -)2(

مصر -مؤسسة اخلاجني للطباعة والنشر 2ط - حممد زاهد الكوثري ت –كتاب األنصاف فيما جيب اعتقاده و ال جيوز اجلهل به 15ص -1963

8ص – 2002 –مكتبة األجنلو املصرية –حممود عكاشة . د –الداللة اللفظية - )3( .سبأ 14اآلية – )4( 246/247ص –مكتبة األجنلو املصرية –الراغب األصفهاين –املفردات يف غريب القرآن - )5(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

32

:املعىن االصطالحي . ب

كون الشيء حبالة «على أن أقرب تعريف للداللة من حيث االصطالح يف تراثنا هووكيفية داللة .والشئ األول هو الدال،والثاين هو املدلول.العلم به العلم بشئ آخريلزم من

اللفظ على املعىن باصطالح علماء األصول حمصورة يف عبارة النص،وإشارة النص،واقتضاء .)1(»النص

فالداللة موضوعها دراسة كل ما يدل على شئ،و يتوصل به إىل معناه، وتعد األلفاظ )2(وز اللغوية داللة على املعىن،وأكثرها انتشارا،وأدقها تعبريا،وأسرعها فهماهي أكثر الرم

والداللة أنواع متعددة وخمتلفة ، أمهها وأظهرها يف حبوث ومؤلفات اللغويني ، :واملفسرين ، واألصوليني اآليت

:الداللة الوضعية

ة الوضع ، ينتقل ألجلها منه العقل بني الدال واملدلول عالق(وهي الداللة اليت جيد فيها فهي اليت تبدأ باملعىن احلسي ، وتنتهي باملجرد ، وهو املعنوي ، فتكون إحدى . )3()إليه

. ، وتكون الثانية فرعية جمازية أو اصطالحية ) احلسية(هاتني الداللتني أصلية حقيقية وهي

ص – 1كشاف اصطالحات الفنون ج: ، وينظر55ص – 1971 –الدار التونسية للنشر –للجرجاين –تعريفات ال -)1(

787 8ص –الداللة اللفظية -)2( 1/788كشاف اصطالحات الفنون -)3(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

33

ات أول ما لفت انتباه وقد جعلت الثانية جمازية لتشابه الصور الذهنية ، ألن احملسوس .)1(اإلنسان

وال بد هلذا االنتقال من ((وحيدث هذا االنتقال الذي بني الداللتني بصورة تدرجيية ،إىل املعىن األخري ، والذي يمثل ضربا من التطور يف تفكري يزمن قد يطول ، قبل أن ينته .)2())اإلنسان ، وسموا يف إدراكه

اللفظة ال تقف عند داللتها الوضعية األصلية غالبا ، بل وعلى هذا األساس يتبني أنكثريا ما تشهد تطورات داللية عرب أزمان عدة ، مع وجود عالقة داللية تصحب املعىن القائم ؛ إذ يلحظ أن اللفظة مع انتقاهلا من داللة إىل أخرى ، فإن املعىن األول يبقى موافقا

فاألصل فيه القطع احلسي ، وهو من مادة ) . حكم(مبعىن ) ىقض(مثال ذلك الفعل . هلا عقلت البعري أعقله عقال ، إذا : فهو مأخوذ من قوهلم ) فهم(مبعىن ) عقل(والفعل ) . قضى(

.)4()احلبس واملنع والتقييد: (إذن ) العقل(فاألصل يف .)3( جمعت قوائمه وشددته بالعقال

أول داللة يف االستعمال اللغوي ، وهي الداللة : على هذا فالداللة الوضعية هي وبناءأيضا ، وتكون عادة حسية وال تكون معنوية ، إال ) املعجمية(األصلية ، وقد يطلق عليها

بعد تطور داليل يف استعماهلا ، وذلك ملا هو ثابت يف الدراسات الداللية احلديثة ، من أن

.م 1974 –هـ 1394، 1ط/ بغداد –، مطبعة املعارف 58 ص األضداد يف اللغة ، حممد حسني آل ياسني -)1( .م1987املوصل ، –، دار الكتب 146/ كاصد الزيدي . فقه اللغة العربية ، د -)2(م،وينظـر 1987دار العلم للماليني – 1ط)عقل( 3/939)هـ321ت (أبو بكر حممد بن احلسن ابن دريد –مجهرة اللغة -) 3(

.59،األضداد يف اللغة ص) عقل( 34/3046لسان العرب

رسالة –روعة حممود الزري ) دراسة داللية(،وينظر األلفاظ العقلية يف القرآن الكرمي)عقل( 70-4/69معجم مقاييس اللغة -)4( .م1996 -هـ 1417ماجستري،كلية اآلداب ،جامعة املوصل

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

34

وبذلك يكون من . سري يف تطورها من اإلشارة إىل العبارة ومن التجسيد إىل التجريد اللغة تعد املعنوي أصال للحسي من اللغويني القدماء ، قد وقع يف وهم ، من حيث إن احلسيات

. هي أول املدركات اليت يعرفها اإلنسان

يكون منشؤها الوضع وهي الداللة اليت) املطابقية(وتعرف هذه الداللة أيضا بـ فهم : (بأنه الصحيح األخصر ، وأنهاتعريفا وصفه )1(وقد عرفها التهانوي. ويفهم مبوجبه

كداللة اإلنسان على جمموع … العامل بالوضع املعين من اللفظ على متام ما وضع له ).يوان الناطقاحل

اللفظ على متام معناه املوضوع له أو داللة: وبناء على هذا ، فداللة املطابقية إذن ) البيت(الذي يدل بداللة مطابقية على معناه الذي هو ) البيت(مثال ذلك لفظ . )2(مطابقته

.الذي يسكن فيه )3(

: الداللة العرفية

وهي حتول الداللة الوضعية إىل داللة جديدة بعرف االستعمال ، لذلك أطلقوا عليها ما استقرت النفوس عليه بشهادة العقل ، وتلقته : (()4(هي عند اجلرجاين، و) العرفية(

)). الطبائع بالقبول

.1/790كشاف اصطالحات الفنون - )1(مطبعة 4،ط 1/39مد رضا املظفر حم –عن املنطق 5ص – رسالة م –العالقات الداللية بني ألفاظ الطبيعة يف القرآن الكرمي -)2(

.1972-النجف –النعمان .5ص – املرجع السابق - )3( .80ص –التعريفات -)4(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

35

) الدابة(االسم املنقول عن بابه بعرف االستعمال ، كاختصاص : فاالسم العريف هو ولو رجعنا إىل أصل وضعها اللغوي ، . ما يدب على األرض بذوات األربع اليت هي بعض

بالعامل ) املتكلم(وكذلك اختصاص اسم .)1(لوجدناها تطلق على كل ما يدب على األرض) للمتكلم(وبذلك برزت . يف اجلدل العقيدي ، مع أنه يف أصل االستعمال عام يف كل قائل

.العصور اإلسالميةحقيقة جديدة حبكم استعماله اجلديد يف

:الداللة الشرعية

وهي الداللة اجلديدة اليت جاء ا اإلسالم، إذ تنتقل اللفظة فيها من داللتها اللغوية، اليت كانت عليها قبل اإلسالم، إىل داللتها اجلديدة اليت نطق ا القرآن الكرمي، أو احلديث

.ء اإلسالمالنبوي الشريف، مث الصحابة والتابعون ، مث فقها

مشرعة املاء ومورد : ، ويدل يف اللغة على)شرع(أصله من الفعل ) الشريعة(فلفظ ستعري شرعا للداللة على األحكام اجلزئية اليت يقوم ا املكلف ااإلبل إىل املاء اجلاري ، مث

–ا الكرمي وسلم صلى اهللا عليهم وعلى نبين–معاشا ومعادا، واليت جاء ا نبي من األنبياء .)2(البيان واإلظهار: من عند ربه ، فأصبحت هلا داللتها اجلديدة ، وهي

من : (اليت هي ) األلفاظ اإلسالمية(وقد أطلق على هذه الطائفة من األلفاظ اسم . )3()الداللة اجلديدة األلفاظ االصطالحية ؛ ألنها مما جاء به اإلسالم ، واصطلح عليه ذه

.66مصر ص –دار العلم والثقافة –حممد إبراهيم سليم /أبو هالل العسكري ، تح –اللغوية الفروق - )1( .1018ص – 1ج –كشاف اصطالحات الفنون /524ص –الكليات -)2( .147ص –كاصد الزيدي –فقه اللغة العربية -)3(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

36

رب ال يعرفون تلك األلفاظ االصطالحية قبل اإلسالم على النحو الذي عرفوها به فكان الع .أثنائه

: بأنها )1()الزينة يف الكلمات اإلسالمية(يف كتابه ) هـ322ت(وقد حدها الرازي يف هذه الشريعة ، ونزل ا القرآن ، - صلى اهللا عليه وسلم–أسام دل عليها النيب ((

الدين فروعا يف الشريعة ، مل تكن تعرف قبل ذلك ، وهي مشتقة من فصارت أصوال يف )) . ألفاظ العرب ، وأسام جاءت يف القرآن مل تكن العرب تعرفها وال غريها من األمم

ما نقل عن أصله يف اللغة ، : ((بأنها ) هـ395ت( )2(وحدها أبو هالل العسكريو الصالة ، والزكاة ، والصوم ، والكفر ، واإلميان ، فسمي به فعل أو حكم يف الشرع ، حن

. النماء والزيادة ، مع ملحظ اتصافها بالربكة : فالزكاة مثال تدل يف اللغة على )). واإلسالم زكا الزرع: ، يقال… أصل الزكاة النمو احلاصل عن بركة اهللا تعاىل : ()3(قال الراغب

).يزكو ، إذا حصل منه منو وبركة

، )) الطهارة والنماء والربكة: الزكاة يف اللغة ) : ((هـ711ت( )4(وقال ابن منظوروأقيموا : قال تعاىل . زكاة املال املعروفة ، وهي تطهريه : أما داللتها الشرعية فهي

.)6(والذين هم للزكوة فعلون-سبحانه–، وقال ))5الصلوة وآتوا الزكوة

.140ص - 1ج –الزينة -)1( .66ص –الفروق اللغوية -)2( .)زكا(مادة 218ص –املفردات يف غريب القرآن -)3( .)زكا(مادة 1849ص – 21ج –لسان العرب -)4( .110البقرة -)5( .4املؤمنون -)6(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

37

ومن األلفاظ اإلسالمية األخرى اليت استحدثها القرآن بأشتراعه ، أمساء كانت ، فكان يعرف من اإلميان ) املؤمن(لفظ . ملسميات ، بينها وبني هذه صلة من الصالت

.)1(من الكفر مبعىن الستر) الكافر(مبعىن التصديق مطلقا ، و

:الداللة احلقيقية واازية

داللة أصلية، فقد تؤول الكلمة خبروجها من معناها احلقيقي إىل :ية هيالداللة احلقيقبطريق التوسع اللغوي، كاالستعارة، والكناية، وااز العقلي، وما ) اازي(معىن جديد هو

.إليهاكل كلمة أريد ا ما وقعت له يف وضع واضع : (()2(فاحلقيقة كما عرفها عبد القاهر

كل كلمة أريد ا غري ما وقعت (( بأنه )3(أما ااز فعرفه)). د فيه إىل غريهوقوعا ال تستنكل لفظ استعمل (إن : أو بعبارة أخرى)). األولله يف وضع واضعها ملالحظة بني الثاين و

.)4()عه فهو جمازوفيما خرج عن موضو... فيما هو موضوع له فهو حقيقة

أن : احلقيقة إىل ااز وهو إبراهيم أنيس كيفية انتقال األلفاظ منوقد بين الدكتور اللفظ يشيع استعماله يف جيل من األجيال للداللة على أمر معني، وكلما ذكر اللفظ (

خطرت نفس الداللة يف األذهان دون غرابة أو دهشة، وهو من أجل هذا مما يسمى

أمحـد –أثر القرآن الكرمي يف اللغة العربيـة عن 7ص –رسالة م –لفاظ الطبيعة يف القرآن الكرمي العالقات الداللية بني أ -)1(

.)د ت( 4مصر ط –،دار املعارف 60ص –حسن الباقوري بريوت –دار الكتب العلمية –علق حواشيه السيد حممد رشيد رضا –عبد القاهر اجلرجاين –أسرار البالغة يف علم البيان -)2(

.303ص –م 1988/هـ1409 1ط –لبنان .304ص –املصدر نفسه -)3( .361 ص –الكليات -)4(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

38

إنه : ال يف جمال آخر، فأثار يف الذهن غرابة أو طرافة، قيل فإذا احنرف به االستعم. باحلقيقة .)1()من ااز

وبقي على الدكتور إبراهيم أنيس هنا أن يذكر أهم ما يتعلق بااز، وهو انتقال اللفظ ، ومنه قوله )وجتلى الصدق(، )نطق احلق: (من داللته احلسية إىل داللة معنوية، كقول القائل

فبشرهم بعذاب : ، وجعلوا منه قوله تعاىل))2فلما جاء هم احلق من عندنا: تعاىل. )4()اخلرب مبا يسر املخرب به، إذا كان سابقا به كل مخبر سواه: (فأصل البشارة ))3أليم

يف ذلك) هـ911ت ()5(احلقيقية واألصلية، وقد بين السيوطي) البشارة(وهذه هي داللة يؤول إىل نوعني من الداللة، ) بشر(، فأشار إىل أن الفعل )تسمية الشيء باسم ضده(باب ، وقد ))البشارة احلقيقية يف اخلرب السار: ((جمازية، معلال ذلك بأن: حقيقية، والثانية: األوىل

لفظة تدل على استعملت يف اآلية الكرمية استعماال جمازيا، فسلكت سبيل التهكم، إذ هي املدح مع داللتها على نقيض هذا املعىن فتحمل داللة الذم واإلهانة والسخرية الالذعة، ومما

توعد : تكون يف األمور احملمودة السارة للمرء، أما املراد ا هنا فهو) البشارة(هو معلوم أن .)6(املشركني وإنذارهم بالويل وسوء العاقبة

التفريع: ثالثا

. 130 ص 1984 – 5ط –مكتبة األجنلو املصرية –إبراهيم أنيس .د – داللة األلفاظ -)1( . 76/يونس -)2( .21/آل عمران -)3( .م1978-هـ1398، دار الفكر، بريوت، 132ص 1لطربييب جعفر حممد بن جرير اجامع البيان يف تفسري القرآن، أل -)4(-، دار الكتب العلمية، بـريوت 81ص 2االتقان يف علوم القرآن، أليب الفضل جالل الدين عبد الرمحن أيب بكر السيوطي -)5(

.م1987-هـ1407، 1ط/لبنان .198ص م1973-هـ1393، 1ط/ لبنان-دار الشروق، بريوت - بكري شيخ أمني . د - لتعبري الفين يف القرآنا -)6(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

39

:للغوياملعىن ا . أ

و .التكثري وهي صيغة دالة على "تفعيل" ،على وزن)ع.ر.ف(التفريع من مادة هي البعض ويف املعاجم العربية وردت بعدة معاين كلها متناسبة عن بعضها ) ع.ر.ف(مادة

:أول النتاج،االستخراج،االبتداءالعلو،.

و فرع الشيء فرعا .وعالطال : فرع الشيء )1(فرع كل شيء أعاله: حيث ورد فيه .)2(عالهم وجاهة وشرفا:فرع قومه:ويقال.عاله:وفروعا

بدأت دوابهم و نعمهم :وأفرع بنو فالن. )3(أول نتاج الغنم أو اإلبل:الفرعو .)4(ابتدأت:نعم ما أفرعت أي :يقال .ابتدأه:أفرع احلديث واألمر.بالنتاج

وع:من كل شيءالفرعع من أصله واجلمع فرقال.أعاله و هو ما يتفرومنه ي: عتفرجعلها :و فرع املسائل .)5(من هذا األصل مسائل فتفرعت أي استخرجت فخرجت

ويقال تفرعت .كثرت:و األغصان .كان ذا فروع:الشيء تفرع.فروعا . )6(ترتب وبني عليه:هكان فرعا له،وتفرع علي:تشعبت،وتفرع منه:املسائل

:املعىن االصطالحي . ب

.3393ص – 37ج –ينظر لسان العرب / 178/179ص – املصباح املنري -)1( .684ص –) فرع(مادة – معجم الوسيط -)2(ص –معجم الوسيط / 3394ص – 37ج –ينظر لسان العرب / 126/127ص – 2ج –الفراهيدي –كتاب العني -)3(

684. .179ص –املصباح املنري -)4( .178ص –املصدر نفسه -)5( .684ص –معجم الوسيط -)6(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

40

فهو اإلمداد الداليل للمادة االشتقاقية،كما أنه وسيلة يتم ،االصطالحأما من حيث مبوجبها التفرع املعنوي للمادة االشتقاقية حبيث ميتزج ا معىن املادة االشتقاقية مبفهوم ما

.)1(الئمةيشتق له مشتقا يف رحم ذهن املستعمل بصيغة م

أن يصري "وقد عرفه الدكتور حممد حسن حسن جبل حتت عنوان التفرع االشتقاقي بعض استعماالت اجلذر رأسا اشتقاقيا متميزا،أي تؤخذ منه مشتقات أخرى حتمل معناه املتميز عن املعىن احملوري جلذره، ويصري معناه مشهورا متبادرا يف سياقه عند ذكر اللفظ

.)2("دون تقييد

أي ليس بعيدا عن التأصيل،بل هو ال ينضبط إال به"التفرع املعنوي للمادة االشتقاقية والجيوز احلكم بأن معنى ما هو فرع من معاين جذر إال بعد استقراء استعماالت هذا اجلذر

.)3( "وظالله من خالل تلك االستعماالت وحتديد املعىن احملوري هلا،ومعرفة امتداداته

الصا من تطبيقات وأمثلة ملعان تفرع كل منها عن املعىن األصلي لتركيبه،وضع استخ :ضوابط أولية لذلك التفرع املعنوي للمادة االشتقاقية )4(حسن حسن جبل/د

ال يتأتى احلكم بفرعية معىن اشتقاقي جلذر ما إال بعد حتديد املعىن احملوري . أ .الستعماالت ذلك اجلذر

فرعيا،ينبغي أن يتحقق نوع من التميز عن املعىن احملوريلكي يعد املعىن . ب

.25ص –هين سنية :إعداد الطالبة –رسالة دكتوراه –تناسل الدالالت االشتقاقية للمادة االشتقاقية - )1( .219ص –حسن حسن جبل –علم الشتقاق نظريا وتطبيقيا - )2( .219 –نفس املصدر السابق -)3( .220 –ابق نفس املصدر الس -)4(

أبو حاتم الرازي حیاتھ وكتابھ مدخل المصطلحات ومفاھیمھا

41

ينبغي أن يشتهر املعىن الفرعي حبيث يربز يف املعاجم معتمدا على شواهد . ج .واستعماالت كثرية،وحبيث توجد اشتقاقات منه

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

43

املادة االشتقاقية - 1

مفهوم املادة االشتقاقية - أ

هي تتألف من جمموعة أصوات أو ليها الكلمة، وألصلية اليت ترجع إاهي املادة فلكل كلمة أصل أو مادة اشتقاقية تشترك مع البناء أو الصيغة يف توليد معاين .حروف

معناها إىل معان ،يتفرع تعترب خصيصة من خصائص االشتقاقكما ، )1(الكلمة وحتديدهامامه يف تصاريفها بواسطة االشتقاق الصغري،ال على أساس سريان معىن املادة االشتقاقية بت

على أساس تفرع معىن آخر من معىن املادة االشتقاقية،الذي أيضا إنمااملمكنة وحسب، و .)2(سرى هو أيضا بتمامه يف التصاريف املمكنة للمادة االشتقاقية نفسها

صطالح املادة االشتقاقية يتوافق وطبيعة اللغة العربية يف بناء مفرداا،إذ أن إن ااملعجميني يف تنظيمهم ملواد اللغة العربية يف صورة حروف،رأوها أصلية، لكوا موجودة

فاملادة االشتقاقية اصطالح أطلق على موادها .بذاا يف مجيع ما تكون منها من مفردات .)3(فرع عنها تلك املفردات وفق مبدأ التناسل الداليلاألصول اليت تت

ال - يف دراستها )4(كما أشارت إليه الباحثة – وعليه فمنحى العمليات االشتقاقيةأحدمها املادة :املادة االشتقاقيةأساسيني تتكون منهما شقني بوجود يتم إال

.الصوتية،واألخرى املادة املعنوية

151ص –م 2005هـ ،1426 –بريوت ، لبنان –دار الفكر –حممد املبارك –فقه اللغة وخصائص العربية - ) 1( 25ص –هين سنية –رسالة دكتوراه –تناسل الدالالت االشتقاقية -)2( 70 ص –املصدر السابق -)3( 70ص –املصدر السابق -)4(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

44

قاقيةتركيب املادة االشت -ب

أفادنا إن ما أشارت إليه الباحثة فيما يتعلق بالعنصرين األساسيني للمادة االشتقاقية،قد لكل لغة طريقتها يف تركيب ألفاظها الصويت وقوانني خيضع " بأن الدكتور حممد املباركبه

ا بأن أكثر ألفاظها تتكون يف أصوهل - :هلا هذا التركيب ، وأن اللغة العربية ختتصهذه احلروف الثالثة ثابتة ال –االشتقاقية من ثالثة حروف صوتية دون حساب احلركات

وأن للحرف قيمة – تتغير يف مجيع مفردات املادة ومشتقات األصل إال يف أحوال نادرة .)1("داللية يف تكوين املعىن وحتديده

أي – ألن ألفاظها يف اللغات األخرى ليست لغريهاهذه اخلصائص يف اللغة العربية تتجمع يف جمموعات كل منها تشترك مفرداا يف حروف ثالثة كما " -اللغة العربية

تشترك يف معىن عام ،مث تنفرد كل كلمة يف اموعة وتتميز من قريباا يف النسب بصيغتها أو كثريا و قد تبتعد قليال...أو مبناها وختتلف يف معىن خاص ا ناشئ عن صيغتها أو عنها

ابتعدت حتمل طابع نسبها يف احلروف الثالثة اليت تدور عن املعىن األصلي ، ولكنها مهما .)2("، فال يعتريها من التبدل ما ميحو أصلها ويخفي معامله معها حيثما دارت

املجن و اجلنة واجلنون و اجلن( وما تفرع منها من كلمات ) ج ن ن(فلو تأملنا مادة .لوجدناها تتضمن كلها معىن االستتار) واجلنة

.176ص –فقه اللغة وخصائص العربية -)1( .80ص –املرجع السابق -)2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

45

فاجلنة ما . التستر اجليم والنون أصل واحد، وهو الستر و )جن( )1(:جاء يف املقاييسعنهم اليوم ة البستان، وهو ذاك . يصري إليه املسلمون يف اآلخرة، وهو ثواب مستورواجلن

عند العرب النخل الطوال، اجلنة:لونوناس يقو. بورقه يستر ألن الشجروكل ما . الترس: واملجن. القلب: واجلنان. املقبور: واجلنني. الولد يف بطن أمه: واجلنني

:قال. السالح ما قوتل به، واجلنة ما اتقي به: قال أبو عبيدة. استتر به من السالح فهو جنة

اجلنن ينهضن باهلندوانيات و ترى اخليل باألبطال عابسة حيث

ويقال .سواده وستره األشياء: وجنان الليل. اجلنون؛ وذلك أنه يغطي العقل: واجلنةفهذا ميكن أن . ويقال جن النبت جنونا إذا اشتد وخرج زهره. جنون الليل، واملعىن واحد

يكون من اجلنون استعارة كما يجن اإلنسان فيهيج، مث يكون أصل اجلنون ما ذكرناه من فأما احلية . واملجنة اجلنون. وجنان الناس معظمهم، ويسمى السواد. والقياس صحيح. الستر

ذلك ألم متسترون عن واجلن سموا ب. الذي يسمى اجلان فهو تشبيه له بالواحد من اجلان: واجلناجن. )2(﴾ إنه يراكم هو وقبيله من حيث ال ترونهم ﴿: قال اهللا تعاىل. أعين اخللق

.عظام الصدر

أحدق ، حديقة ، ( تتضمن كلها معىن اإلحاطة) ح د ق(واأللفاظ املشتقة من مادة ).حدقة العني

.421/422ص – 1ج –املقاييس -)1( .رافاألع 27اآلية – )2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

46

وأحدق القوم بالبلد )2(.،السواد املستدير وسط العني)1(د العنيسوا:احلدقة )4(.أطافوا به )3(أحاطوا به،:إحداقا

كل أرض ذات )5(.،ألن احلائط أحدق ا أي أحاطالبستان يكون عليه حائط:احلديقة .أو كل ما أحاط به البناء.شجر مثمر وخنل أحاط به حاجز

كالشرك والشركة واالشتراك تتضمن معىن ) ش ر ك(ن من مادة األلفاظ املشتقة مو .التعدد واملشاركة

الكلمة و حتدده بعد أن تكون املادة االشتقاقية قد ن معىنوكاليت ت العناصرومن ، الذي يقتطع من هذا املعىن )6(البناء الصريف عنصر قدمت مجلة املعىن، أو املفهوم الكلي، هو

حمدودا، ويكون كالقالب الذي يأخذ من مادة املعدن جزءا حيدد أطرافه وتتعين الكلي جزءا .)7(بذلك وظيفته

، فتبىن علة وزن )ر ف ع(من ذلك مثال كأن تكون مادة الكلمة االشتقاقية مؤلفة من فتكون ) مفعل(فتبىن على وزن ) ن ز ل(، أو من )رافع(فتكون كلمة ) فاعل(املعىن العام، ومن القالب الذي صيغت ) ر ف ع(أخذت من مادة )رافع( فكلمة).منزل(

873ص –) ح د ق( –القاموس احمليط -)1( 161ص –املعجم الوسيط -)2( 48ص –املصباح املنري -)3( 873ص –القاموس احمليط -)4( 873ص –، القاموس احمليط 161ص –املعجم الوسيط ينظر/ 48ص –املصباح املنري -)5( .صلمن هذا الف) الصيغة الصرفية( جتدون تفصيل ذلك يف – )6( .171 ص –اللغة وخصائص العربية فقه - ) 7(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

47

املعىن العام للرتول، ومن الصيغة ) ن ز ل(أخذت من ) مرتل(، وكذلك )الفاعلية(فيه معىن . )1(اليت وضعت فيها معىن املكانية

ن يف قالب من قوالب األبنية، وصغتها على مقداره كأ) ق ط ع(وإذا وضعت مادة ، فقد أخرجت منها لفظا يدل على آلة القطع، وإن )مقطع(فقلت ) مفعل(جعلتها على بناء

على ) مقاطعة(فقد دللت على مكان القطع، وإن قلت ) مفعل(على وزن ) مقطع(قلت .)2(، فقد دللت على قطع الصلة بني اثنني أو مجاعتني)مفاعلة(وزن

لغالبة، واألوزان أو األبنية باطرادها تظهر األصل من الزائد فاملادة األصلية تبقى هي اوال يقع االلتباس؛ ألن طريقة التوليد بالصياغة والوزن على أوزان معهودة معروفة غري

. )3(طريقة التوليد باإلضافات والزوائد اليت ال حد تقف عنده

طبيعة املادة االشتقاقية -ج

، أهو املصدر أم )أصل االشتقاق(ع املادة االشتقاقية اختلف القدماء حول مصدر تفريهو املصدر، وأن الفعل مشتق منه، الفعل؟ فذهب البصريون إىل القول بأن أصل االشتقاق

وذهب الكوفيون إىل عكس ذلك، وأن الفعل هو األصل، وأن املصدر مشتق منه، وساق

.172ص –املرجع السابق – )1( .117ص –فقه اللغة وخصائص العربية – )2( .122ص –املرجع السابق – )3(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

48

وقد مجع ابن األنباري .إليها منهما حججا وأدلة تؤيد وجهة النظر اليت ذهب كل فريق .)1(تلك اآلراء والردود عليها يف كتاب اإلنصاف يف مسائل اخلالف

وال يزال اخلالف قائما حول أصل املشتقات عند احملدثني، فمن الباحثني من يذهب فأصل املشتقات «:فيقول. إىل أن املصدر هو أصل املشتقات، مؤيدا ما ذهب إليه البصريون

ال الفعل، ألن املصدر يدل على حدث، والفعل يدل على اعة ـ املصدركلها ـ صنعلى الفاعل كالداللةحدث وزمن، واألمساء املشتقة تدل على حدث وزمن مع زيادة ثالثة،

أو املفعول، أو التفضيل، أو املكان، فهذه الكثرة من املشتقات اليت جعلت للغة سعتها .)2(»يت هي مجيعا أمساء معانومرونتها أخذت من املصادر ال

ومنهم من أيد مذهب الكوفيني يف اعتبار الفعل أصل املشتقات، موردا عددا من إنه يصعب اعتبار «:فقال. املالحظات، واعتربها أسبابا وجيهة العتبار الفعل أصل املشتقات

:املصدر أصال لالشتقاق لألسباب التالية

دة ال ميكن أن تكون أصوال هو اسم املعىن، و إن املصدرأمساء املعاين أمساء جمرأللفاظ أقرب منها إىل التجسيد، واللغات كما هو معروف، تسري يف تطورها من التجسيد

.إىل التجريد ال العكس

شتق املتعدد من الواحد الإن لكثري من األفعال عندنا مصادر متعددة، واملعقول أن ي ...الواحد من املتعدد

رمضان . مراجعة، د –جودة مربوك حممد مربوك . حتقيق، د –أبو الربكات بن األنباري –اإلنصاف يف مسائل اخلالف – )1(

.املسألة الثامنة والعشرون. 201 -،192،193ص –القاهرة – 1ط –لتواب عبد ا .130ص – 1963دار الفكر بريوت، – سعيد األفغاين –يف أصول النحو – )2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

49

اه، فال إن املصدر اسم للفعل، ويصعب ظهور االسم قبل ظهور مسم)لوسقبل ) ج ) 1(».اللهم إال إذا كان ذلك يف الذهن) جلس(أن يعرف الفعل

يف حديثه عن االشتقاق وتنمية األلفاظ "الدكتور إبراهيم كايد حممود"وقد عقب ن الفعل هو األصل ال ميكن االعتماد أن ما ذكره ترزي من أدلة يثبت ا أ «بإمكانية القول

بكثرة املصادر للفعل الواحد ال يقوم دليال عليه أو االعتداد به يف هذا اال؛ فاحتجاجهللخالفات اللهجية، واملعقول الكثرةعلى أن الفعل هو األصل، إذ أننا ميكن أن نعزو هذه

، من املصدر الدال على الشيء أن يشتق الفعل الدال على شيئني اثنني مها الزمن واحلدثكما أن قوله بصعوبة ظهور االسم قبل ظهور . وهذا احتجاج البصريني. الواحد هو احلدث

اه إال إذا كان ذلك يف الذهن، فهذا أيضا الحجة فيه على كون الفعل هو أصل مسمزون يف املشتقات، إذ إنه معلوم أن كل لفظ من األلفاظ يعبر عن فكرة أو مفهوم خم

.)2(»الذهن

اه إىل إنكار أن يكون املصدر أو الفعل أصال ومل يقف اخلالف عند هذا احلدبل تعد ،إن أصل املشتقات مجيعا شيء آخر، ال هو املصدر، وال «:للمشتقات فقال أحد الباحثني

وإن الفعل مقدم على املصدر وعلى مجيع املشتقات يف النشأة، وإن هذه . هو الفعل

.19ص -م 1969منشورات اجلامعة األمريكية، بريوت، –فؤاد ترزي –االشتقاق – )1(كلية اآلداب، جامعة – 2002ديسمرب / 20جملة آداب، العدد –ايد حممود إبراهيم ك. د –االشتقاق وتنمية األلفاظ – )2(

.44ص –اخلرطوم

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

50

شتقات مجيعها ومعها املصدر، مشتقة من الفعل بعد اشتقاق الفعل من أصل املشتقات، امل .)1(»وهي أمساء املعاين من غري املصادر وأمساء األعيان واألصوات

وعلى هذا القول السابق، يكون أصل املشتقات شيئا آخر ال هو املصدر وال هو ء املعاين اليت اشتق منها الفعل مث اشتق منه ، إنه أمساء األعيان وأمساء األصوات وأمساالفعل

.املصدر وبقية املشتقات

فاآلراء اليت ذكرت يف تفسري هذه اإلشكالية وإن بدت متباينة، فهي متآلفة فيما بينها، إذ كل منها أسهم بتفسري عنصر من عناصر قيام وسري عملية االشتقاق اللغوي، الذي الزال

الداللية، احلاملة إىل اكتساب املادة االشتقاقية مفاهيم حيتاج إىل استكشاف ضوابطه .)2(مستجدات األشياء عرب العصور

وتضيف الباحثة أنها ترى وفقا لما أوضحته من أمثلة، وأوردته من آراء حول مصدر تفريع املادة االشتقاقية، أن أصل االشتقاق باملفهوم االشتقاقي هو ما تكتسبه املادة

.اشتقاقي: أحدمها صريف، واآلخر: من معىن، تكون به مهيأة ألدائني لغوينياالشتقاقية

أما األول، تنطلق فيه عملية االشتقاق الصريف، حسب ما متليه مفادات مفهوم الشيء أي معىن املادة هو الذي حيمل على انتقاء الصيغ املنسجمة معه من حيث مفاداا؛ إذ ال

، لكون املرض عرضا يصيب صاحبه، )اسم فاعل(غة فاعل صي) مرض(يصح أن نصوغ من ).مريض: فعيل(فهو متصف به وليس قائم به، لذا فصيغة الصفة هي الصيغة املناسبة وهي

.14ص – 1956 1جلنة التأليف والترمجة والنشر، القاهرة، ط –عبد اهللا أمني –االشتقاق – )1( .109ص –تناسل الدالالت االشتقاقية - )2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

51

أما الثاين، االنطالق يف عمليات التناسل الداليل؛ إذ إن معىن املادة ميد مبا جيعلها وذلك حسب كثرة أو اشتقاقية للمادة نفسها،تكتسب به معاين أشياء أخرى، تصري أصوال

.)1( قلة استعماهلا

املادة االشتقاقية يف كتاب الزينة -د

إن كتاب الزينة مدار حبثنا هذا، فيه كلمات أو مفردات لغوية تنتمي إىل جماالت ثل م غويةغري أنه مل يقتصر على هذه املفردات، بل تناول بعض التراكيب الل. )2(داللية خمتلفة

كما أنه قد عرض ). اخل...األيام البيض، يوم التروية، أهل البيت، معىن الراسخني يف العلم(وأعالم أشخاص مثل ) الصفا واملروة، املدينة ومكة(لبعض األعالم مثل أعالم أماكن

).اخل...هاروت وماروت، يأجوج ومأجوج(

ة لكلمات فرادى يتسم إن معاجلة أيب حامت ملواد كتابه ليست ـ يف أغلبها ـ معاجلمعناها بالتعدد واالحتمال النعزاهلا عن السياق، بل أن معاجلته هلذه املواد جاءت من خالل

ديث أو الشعر، مع االلتفات يف كثري منسياقات أو نصوص معينة من القرآن أو احل .إىل عنصر املقام الذي حييط ذه املواد األحيان

ال الداليل لكتابه على ألفاظ القرآن الكرمي أو ألفاظ مل يقصر أبو حامت الرازي ااحلديث، ومل يلتزم أي تصنيف من تصنيفات اهلجائية للمعاجم القدمية، بل تناول قطاعا أو حقال لغويا كامال من قطاعات اللغة العربية وهو ألفاظ احلياة الدينية، مع حماولة التأريخ

.111ص –تناسل الدالالت االشتقاقية - )1( .الفصل الثاين من هذا البحث. راجع أصناف األمساء يف كتاب الزينة – )2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

52

مع أحد االجتاهات احلديثة اليت أشار إليها أوملان يف و هو ذا يقف جنبا إىل جنب.هلادراسة األلفاظ، واليت تدعو إىل وجوب البحث يف قطاعات كاملة من الثروة اللفظية، وإىل

.)1(وجوب مالحظة ما تعكسه هذه القطاعات من تغير وجهات النظر إىل األشياء

م معجإن صح التعبري فهو لقد حظي كتاب الزينة مكانا فريدا يف اال املعجمي،كانت لغة هذا .داليل خاص بألفاظ احلياة الدينية كما يراها داع من كبار دعاة اإلمساعيلية

ـ ألفاظا جاهلية تأكد ورودها يف الشعر : املعجم اليت استقى منها الرازي هذه املادةيف الشعر –ها بألفاظ –اجلاهلي ـ ألفاظا جاهلية ذكرا املعاجم ومل يتأكد ورودها

يف القرآن بعض اشتقاقاا ـ ألفاظا قرآنية وردت –أحيانا –اجلاهلي، وإنما وردت الكرمي ومل تعرف من قبل، أو عرفت بعض االشتقاقات منها ـ ألفاظا مولدة مل ترد يف

وهي تتمثل يف ألقاب الفرق . النصوص اجلاهلية أو النص القرآين أو النص احلديثي .اإلسالمية

والذي نريد تفسريه «:يقول. هذا التقسيم مما لفت إليه أبو حامت نظريا يف مقدمة كتابهفمنها ما هي قدمية يف كالم العرب، اشتقاقاا معروفة، ومنها أسام دل : من معاين األمساء

يف هذه الشريعة، ونزل ا القرآن، فصارت أصوال يف الدين وفروعا يف عليها النيب وأسام جاءت يف القرآن. قبل ذلك، وهي مشتقة من ألفاظ العرب رفعمل تكن تالشريعة

.)2(»مل تكن العرب تعرفها وال غريهم من األمم، مثل تسنيم وسلسبيل وغسلني وسجني

.210 – 209ص –دار الطباعة القومية، القاهرة –كمال حممد بشر . ترمجة د –ستيفن أوملان – دور الكلمة يف اللغة – )1( .اين من هذا البحثالفصل الث. راجع أيضا أصناف األمساء يف كتاب الزينة.140ص – 1ج –كتاب الزينة – )2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

53

من هذا ندرك أن أبا حامت مل يستقص مواد العربية بأكملها، وإنما انتخب منها قطاعا باإلضافة إىل أن هذه املواد كانت ـ يف معظمها ـ ألفاظا .واحدا هو ألفاظ احلياة الدينية

.مفردة ولكن جاورا كذلك بعض التراكيب

:الصيغة الصرفية -2

إذا كان االشتقاق جعل األلفاظ جتتمع يف جمموعات وتشترك كل واحدة منها يف فاظ حروف أصلية ثالثة وصنفها هذا حبسب مادا األصلية،فهناك صنف آخر هلذه األل

جيمعها تبعا لوزا وصيغتها،حبيث تتساوى أوزاا وتتماثل صيغها وأبنيتها مهما اختلفت أو ) سامع، شارب، ضارب، جامع(أصوهلا وموادها،كجمع األلفاظ الدالة على الفاعلية

أو الدالة على االتصاف بالشئ ) مسموع، مشروب، مقروء، جمموع(الدالة على املفعولية .)1()، حليم، بديعخبري، رفيق(كـ

املتأمل للمجموعات الثالث،جيد أن اجلامع بني ألفاظها هو شكل البناء أو الصيغة، الفاعلية واملفعولية (كما جيمع بينها جزء من املعىن أو صفة من صفاته كما أشرنا سابقا

).واالتصاف بالشيء

الدكتور حممد وهو ما ذهب إليه - األلفاظ العربية ميكن أن تصنف على وجهني أحدمها حبسب موادها وأصوهلا فتجمع األلفاظ اليت ترجع إىل أصل واحد )2(-املبارك

.113ص –حممد املبارك –فقه اللغة - )1( .114ص –نفس املرجع السابق -)2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

54

وتشترك يف حروفها األصلية مهما اختلفت أشكاهلا وأبنيتها،وثانيهما جبمع األلفاظ اليت .تتساوى أوزاا وتتماثل صيغها وأبنيتها مهما اختلفت أصوهلا وموادها

تصنيفه مبا جاء عن النيب صلى اهللا عليه وسلم يف تضمني من و قد استدل على صحةروى أبو داود،والنسائي،وابن ماجة من حديث عمرو بن .طب الناس،و هو جاهل بالطب

من تطبب و مل يعلم منه الطب قبل ذلك «: قال رسول اهللا:شعيب،عن أبيه،عن جده،قال .)1(»فهو ضامن

ط (تشتركان يف املادة األصلية ) تطبب و الطب(لوجدنا كلميت نيب لو تأملنا قول التفيد هنا ممارسة ) تطبب(فكلمة .،ولكنهما ختتلفان يف الصيغة ويف وجهة املعىن)ب ب

الطب،ولفظ التفعل يدل على تكلف الشيء والدخول فيه بعسر وكلفة،وأنه ليس من .يد املهنةتف)الطب(أما كلمة .أهله

فمادة األلفاظ إذن ترجع إىل أصل واحد وختتلف يف الصيغة واملعىن عكس املثال الثاين .)2(»الولد حمزنة جمبنة جمهلة مبخلة «:يف قوله

وهو ،8/141،والبيهقي 4/216،ينظر أيضا الدارقطين )3466(وابن ماجة ،53-8/52النسائي ،)4586(أبو داود - )1(

ف األنفس،وأقدم بالتهور على قد هجم جبهله على إتالمن تعاطى علم الطب وعمله،ومل يتقدم له به معرفة،ف(ومعناه.حديث حسن ).رر بالعليل،فيلزمه الضمان لذلك،وهذا إمجاع من أهل العلمغمامل يعلمه،فيكون قد

إذا شيك ابنه بشوكة،أو :حمزنة(1209ص - 2،ج3666سنن ابن ماجة رقم احلديث رواه الطرباين يف الكبري وهو يف - )2(جتعل اإلنسان يسكت عن النطق بكلمة احلق خوفا من أن يلحقه :جمبنة. فؤاد أبيه حزنا وشفقة عليهديس له طرف،أو مرض امتأل

يشغل األب عن طلب العلم والسعي يف حتصيله وحضور :جمهلة. سوء أو يلحق ولده،فيسكت عن منكر ويغض الطرف عن باطل .)ق يف سبيل اهللا خوف الفقرتدفع اإلنسان إىل الضن بأماله عن اإلنفا:مبخلة. جمالسه وقراءة كتبه

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

55

احلزن واجلنب واجلهل (األلفاظ األربعة اليت وصف ا الولد مشتقة من مواد خمتلفة هي و املعىن الذي تفيده .ويف شكل واحد من التركيب) مفعلة(لكنها على وزن واحد ) والبخل

.هو أن الولد يكون بالنسبة لوالده سببا للحزن واجلنب واجلهل والبخل

وعليه فالرابط بني األلفاظ يف التصنيف األول هو املادة األصلية واملعىن العام الذي جهة واملعىن الذي تؤديه،أما يف التصنيف الثاين فالرابط هو شكل البناء والتركيب من

.)1(يتحصل من هذا البناء من جهة أخرى

وأحد )2(إن الصيغة الصرفية أو بناء الكلمة، قوالب تصاغ فيها املادة االشتقاقية،فاللفظ ال يصح وصفه أنه مشتق إال إذا انتسب إىل املشتق )3(العناصر األساسية يف تكوينها

.)4(ومتيز عنه مبفاد الصيغة اليت صيغ فيها) داللةلفظا و(منه يف املادة االشتقاقية

فالصيغة الصرفية عنصر أساسي يف حتديد معىن الكلمة،ولوال ذلك اللتبست معاين وبني ) كاتب ومكتوب وكتابة(فهي اليت تقيم الفروق بني .األلفاظ املشتقة من مادة واحدة

.)5(،وهي اليت ختصص املعىن وحتدده)شريك واشتراك وشركة(

فما الدالالت اليت متدها الصيغة الصرفية للكلمة أثناء بنائها؟وهو ما يسمى بالداللة الصرفية

115ص –حممد املبارك –فقه اللغة - )1( .112ص –هين سنية –رسالة دكتوراه –تناسل الدالالت االشتقاقية -)2( .115ص –حممد املبارك –فقه اللغة - )3( .112ص –هين سنية –رسالة دكتوراه –تناسل الدالالت االشتقاقية -)4( .116ص –حممد املبارك –فقه اللغة -)5(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

56

:الداللة الصرفية

ونعين ا الدالالت اليت حتددها صيغ الكلمات وبنيتها،فباختالف الصيغة ختتلف داللة .الكلمة،سواء أكان هذا االختالف يف الصيغة نفسها أم يف حركتها

ر الذي يعتريها،فبحثوا تنبر داللة البنية تبعا للتغيه علماء العربية القدامى إىل تغينظمها،ودرسوها دراسة مستوية،وكان هلم السبق يف هذا امليدان،حيث حصروا املفردات،وحبثوا أصوهلا ومشتقاا يف أوزان معينة،وأثبتوا كل ما يطرأ على بنية الكلمة من

.ب، وزيادة، وحذف وما إىل ذلكإعالل،وإبدال، وقل

لقد أدركوا كل هذا يف وقت مبكر ملعرفتهم التامة مبدى أمهية هذا العلم،وأثره يف .سالمة الكلمات اليت يحاك منها هذا النسيج اللغوي من منظوم ومنثور

اعلم أن األلفاظ أدلة على:"يقول ابن يعيش.وقد أقر هلم من جاء بعدهم من اللغوينيوملا كان املعىن يكون .املعاين وقوالب هلا،وإنما اعتنوا ا وأصلحوها لتكون أذهب يف الداللة

على أحوال كثرية كمعىن املضي،واحلال،واالستقبال،والفاعلية،واملفعولية،وغريها وكانت احلاجة إىل الداللة على كل حال منها ماسة،مل يكن بد من لفظ خاص يدل على ذلك املعىن بعينه فلهذا وجب التصريف واختالف األبنية بالزيادة والنقص والتغيري وحنو

ضرب، يضرب، اضرب، ال تضرب، ضارب، : ذلك،ليدل كل لفظ على املعىن املراد حنو .)1("...مضروب

.18ص –شرح التصريف امللوكي - )1(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

57

فال شك أن الدراسات الصرفية السليمة ضمان لدراسة الداللة وحتديدها التحديد .)1("فريث"بال صرف كما يرى الدقيق،فال داللة

و قد أشاد العديد من اللغويني احملدثني جبهود علماء العربية القدامى يف هذا وإجادة القول فيها أفردت الصرفيني هذه الشعبة من دراسة اللغة،" اال،فيقرر بعضهم أن

ا،وال يزال كشفهم عن العرب مبكان ال يدانيه أي مكان آخر يف عامل اللغويني قدميا أو حديثالنظام الصريف العريب موضع اإلعجاب واالحترام،وسيظل دائما كذلك يف نظر اللغويني يف

.)2("خمتلف أحناء العامل

ففي هذه .و قد اقترن علم الصرف يف تآليفه قدميا بعلم النحو،نظرا لتالزم العلمنيلعلماء بالنحو لبيان الظواهر املرحلة كان النحو والصرف ضمن اللغة وفقهها،فاستعان ا

العامة يف الدرس الداليل من لفظ ومعىن واستعمال،كأن يتكلم فقهاء اللغة يف أصل .)3(االشتقاق أو أصل الصيغة

فالصوت والكلمة والتركيب "فالكلمة أساسها الصوت،وأساس اجلملة الكلمة .)4("النحوي هي الوحدات الثالث للكالم املتصل

الكلمة لوحدات الثالث السابقة إنما هو بة للمعىن فأول ما يؤديه من اأما بالنسوالدرس " والداللية متصلة،، فمستويات الدراسة اللغوية، والصوتية، والصرفية، والنحوية.)1(

.286ص –م 1979/هـ1400 –دار الثقافة ،الدار البيضاء –املغرب –متام حسان /د –مناهج البحث يف اللغة -)1( .15ص – 1994 –دار الثقافة ،الدار البيضاء -املغرب –متام حسان /د –اللغة معناها ومبناها -)2( .263 -262ص –م 2000/هـ1420 –القاهرة –عامل الكتب –متام حسان /د –األصول - )3( .35ص – 1972 – 3ط –مكتبة الشباب –القاهرة –كمال حممد بشر /د.تر –ستيفن أوملن –دور الكلمة يف اللغة -)4(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

58

رس النحويريف يف العربية مقدمة للدرس اللغوي . الصومها متالزمان ال ينفصالن يف الدما هاحلديث،ألن الصرف باهتمامه ببنية الكلمة إن2("و من أجل توظيفها يف تركيب حنوي(.

و من بني ما أواله الصرفيون جل اهتمامهم اجلانب الداليل،حيث عنوا مبدلوالت األوزان الصرفية،وأثر الزيادة يف إبراز املعىن،مبينني أن كل زيادة يف املبىن تدل على زيادة يف

.)3(املعىن

فمما يزاد ما يلحق بناء ":يقول املازين.كذلك وضحوا أنواع الزيادة،وأمهية كل منهااملعىن الذي ببناء،و منه ما يكون للمد،و منه ما يلحق وال يتكلم به إال بزائد،ألنه وضع على

.)4("أرادوا ذه اهليئة

اق بناء ببناء،وزيادة بناء زيادة ملعىن،وزيادة إلحل:" أي أن الزيادة على ثالثة أضرب،وحنو حروف املضارعة )ضارب وعامل(،إذا قلت )فاعل(فأما ما زيد ملعىن فنحو ألف .فقط

.يف الفعل

وأما ما زيد للبناء فقط ).جعفر(أحلق ببناء ) كوثر(وأما زيادة اإلحلاق فنحو الواو يف ان للمد كما ذكر ذلك أي ما ك )5()."صحيفة(و ياء ) عجوز(و واو ) رسالة(فنحو ألف

.املازين

.11ص -هـ 1408 –ة والنشر عامر للطباع،املنصورة –إبراهيم بركات /د –وظيفة البنية يف حتديد الداللة -)1( .183ص – 1985 –دار الضياء للنشر والتوزيع ،عمان –األردن –عبد الكرمي جماهد /د –الداللة اللغوية عند العرب -)2( .1/67 –شرح شافية ابن احلاجب -)3( .1/13املنصف - )4( .144ص –لبنان ،بريوت –وبن سامل دامرجي ،يمصطفى الشوحي. تح –أبو بكر حممد بن السراج –املوجز يف النحو - )5(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

59

و ما يعنينا يف هذا املوضع الزيادة املعنوية،وهي ما زيد من األحرف على بنية الكلمة ،أم بتكرار )سألتمونيها(األصلية،وأثر هذه الزيادة يف املعىن،سواء أكانت بأحد حروف

.حرف من أصول الكلمة

نه يصور لنا ما حدث للكلمة من ويعد الغرض املعنوي من أمسى أغراض الزيادة،أل .زيادة،ومن مث أمهيتها يف حتديد املعىن،سواء أكانت يف األمساء أم يف األفعال

فيها ملعىن زادهة :و من األمساء اليت يفة املشباسم الفاعل،واملفعول،وصيغ املبالغة،والص .باسم الفاعل،وأمساء الزمان واملكان

ات السابقة داللتها اخلاصة ا،كالتجدد واحلدوث يف اسم ولكل صيغة من صيغ املشتقالفاعل،والثبوت والدوام يف الصفة املشبهة،وكإرادة التنصيص على التكثري يف صيغ

.املبالغة،وغري ذلك من الدالالت املتصلة ذه املشتقات

فة املشبل اسم املفعول إىل الصيغ،كتحوحول بني هذه الصهة،أو حتويل وقد حيدث الت .)1(الصفة املشبهة إىل اسم الفاعل

،موضحني ما كان )أقصد الصيغ القياسية(كما حدد القدماء صيغا جلموع التكسريو السبيل إىل استقصاء كل ما ورد عنهم مما يتصل بتصريف .)2(منها للكثرة أو القلة

.األمساء

-هـ 6،1408املدينة املنورة،ط،اململكة العربية السعودية –حممد الطنطاوي –تصريف األمساء : ملزيد من التفصيل ينظر -)1(

.وما بعدها 105ص .وما بعدها 202ص –املرجع نفسه -)2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

60

هلا صيغا معينة،مبينني ارد منها كذلك الشأن بالنسبة لألفعال، فقد حدد القدماء ومن بني ما .واملزيد،والغرض من زيادا ومواضعها، وما كان له منها أثر يف إبراز املعىن

).أفعل(عرضوا له من الصيغ املزيدة صيغة

فاجلذر األصلي للصيغة )1(تعددت معاين هذه الصيغة،إال أن املعىن الغالب عليها التعديةىت زيدت اهلمزة يف أول اجلذر، أفادت هذه الوحدة الصرفية معىن زائدا عما ، وم)ف ع ل(

، )أجلست زيدا(، و)جلس زيد(كانت عليه من قبل،حيث جتعل الفاعل مفعوال،كقولنا .فوقع احلدث على زيد بعد أن كان واقعا منه

ل، ومن معانيها أيضا املطاوعة، والصريورة، والتعريض، وسلب الفعل عن الفاع .)2(والدعاء، واإلعانة وغريها من املعاين

وال سبيل إىل ذكر كل ما ورد عن علماء العربية القدامى يف هذا املوضع،كما أن ما نصبو إليه هو بيان ما سجله لغويو القرن الرابع من معامل داللية صرفية هلا أمهيتها يف الوظيفة

الزينة يف الكلمات "يف كتابه ) هـ322ت ( "أبو حامت الرازي": الداللية منهم .وبيان أقواله يف هذا الشأن "اإلسالمية

وهذا ما سنعرض له بشيء من البيان، مؤيدين ذلك باألدلة والشواهد التطبيقية الوارد .يف ثنايا كتاب الزينة

.4/55 –لسيبويه –الكتاب -)1( 108ص – 3ط ،القاهرة –حممد عبد اخلالق عظيمة –املغين يف تصريف األفعال :يضاح يف معاين الصيغ ينظرللمزيد من اإل -)2(

.وما بعدها

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

61

:معامل الداللة الصرفية

يف ) هـ322ت (الرازي قبل أن نبدأ يف إبراز املعامل الداللية الصرفية عند أيب حامتفقد أشار إىل بعض .السابقة عليه الصرفية كتابه الزينة، جيدر بنا إبراز بعض اجلهود الداللية

.هذه املعامل اخلليل بن أمحد وسيبويه، كما أشار إليها لغويو القرن الثالث اهلجري

فكأنهم .صرصرةصر اجلندب صريرا، وصرصر األخطب :"قول اخلليل:و من بينها )1("األخطب ترجيعا وحنو ذلك خمتلفتوهموا يف صوت اجلندب مدا وتوهموا يف صوت

.فباختالف الصيغة اختلفت الداللة،كما هو واضح من النص السابق

و يف كتاب تلميذه سيبويه العديد من .و األمثلة من هذا النوع عديدة يف معجم اخلليلو من املصادر اليت جاءت على مثال واحد حني :"لية الصرفية،من بينها قولهاملعامل الدال

النزوان، والنقزان، وإنما هذه األشياء يف زعزعة البدن واهتزازه يف :تقاربت املعاين قولك .)2(..."ارتفاع

و :"كما ذكر يف موطن آخر من كتابه أن صيغ املبالغة تفيد معىن التكثري حيث يقولاسم الفاعل، إذا أرادوا أن يبالغوا يف األمر، مجراه إذا كان على بناء فاعل، ألنه يريد أجروا

به ما أراد بفاعل من إيقاع الفعل، إال أنه يريد أن يحدث عن املبالغة، فمما هو األصل )3(...".فعول، وفعال، ومفعال، وفعل،و قد جاء فعيل: الذي هو عليه أكثر هذا املعىن

.1/56 –العني -)1( .4/14 –الكتاب - )2( .1/110 –املصدر نفسه -)3(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

62

على زنة ) قتل(فالفعل .يتضح من النص السابق ما تؤديه صيغ املبالغة من معىن التكثري: لقلنا) فعال(فلو أردنا أن نصوغ منه على زنة .يدل على احلدث، مضافا إليه الزمن) فعل(ثري، فباختالف ، وهذه الصيغة أحدثت معنى زائدا على املعىن السابق و هو التك)قتال(

.الصيغة اختلف املدلول

كما حتدث عن جمموعة من الصيغ املتفقة واملختلفة يف املعىن، كفعل وأفعل مبعنى ل باختالف املعىن، كقوله)1(واحدل وفعو أفع":هتضرأم:هتضه مريضا و مرأي :أي جعلت

.)2(...."قمت عليه ووليته

) استفعل(ري من الصيغ، مبينا أثرها يف الداللة، كداللة صيغة كما عرض سيبويه لكثعلى املشاركة، وأثر الزيادة يف ) فاعل(، وداللة )4(على التكثري) فعل(، وداللة )3(على الطلب .)5(إبراز املعىن

و لسنا يف هذا املوضع بصدد استقصاء كل ما ورد يف كتاب سيبويه، وما أوردناه هو .بيل املثال ال احلصرعلى س

.4/61 –الكتاب -)1( .4/62 –املصدر نفسه -)2( .4/80 –املصدر نفسه -)3( .4/64 –فسه املصدر ن -)4( .4/55 –املصدر نفسه -)5(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

63

فإذا ما انتقلنا إىل لغويي القرن الثالث اهلجري،وجدنا يف مؤلفام عددا من املعامل وداللة الصيغة ،داللة الصيغة بالزيادة:الداللية الصرفية، وهي يف مجلتها تتمثل يف جانبني

.باختالف احلركة

:داللة الصيغة بالزيادة:أوال

لثالث فروق الدالالت بني الصيغ الصرفية،كما أدركها من سبقهم أدرك لغويو القرن امن اللغويني،إال أن غالبية علماء هذا القرن وضحوا ما كان مبهما عند سابقيهم من

فتنبهوا للوحدات .)1(القدماء،حتى إن بعضهم ألف يف بعض هذه الصيغ مؤلفات خاصةوأبانوا عن كثري من الصيغ الدالة على معان .ر ذلك يف املعىنالصرفية اليت تعتري الكلمة،وأث

.كل هذا من أجل إبراز الوظائف الداللية للصيغ.خاصة ا،و الصيغ اليت تأيت مبعىن واحد

يف قوله "و من بني ما ورد يف مؤلفام ـ مما يندرج حتت هذه الداللة ـ قول الفراء بالتخفيف قرأها بعض أهل ) ألصلبنكم(مشددة و )2(أجمعني﴾ كمألصلبن ثم﴿: تعاىل .)3("تهم،إذا فشا القتل جاز التشديد قتلت القوم وقتل:و هو مثل قولك.مكة

إذا فشا :( وداللتها على التكثري، فقوله) فعل(فربط الفراء يف هذا املوضع بني صيغة إىل أن التضعيف هنا يفيد معنى زائدا، وهو شيوع القتل ، إشارة)القتل جاز التشديد

.وكثرته

أمحد حممد شاكر /شر و تح –وإصالح املنطق البن السكيت ،عبد الكرمي الغرباوي/تح –لألصمعي –فعل وأفعل :ككتاب -)1( .وعبد السالم هارون

.األعراف 124اآلية - )2( .1/391 –الفراء - معاين القرآن -)3(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

64

ل و(ه إىل الفرق بني صيغيت كما تنبلأفععيف قوله تعاىل: حيث قال) افت:﴿ عبفأت إذا كان يسري ألن اتبعت الرجل.و أتبع أحسن من اتبع.قرئت فأتبع و اتبع"..... )1(﴾سببا

.)2("ـ بقطع األلف ـ فكأنك قفوتهأتبعته : إذا قلتو. وراءهوأنت تسري

و هنا يتضح ترجيح الفراء قراءة عامة قراء أهل الكوفة،وال غرو يف ذلك ألنه سلك : وخالفه غريه، واستحسن قراءة عامة قرء املدينة والبصرة مزة الوصل، ومعناه.كويف

وأما أتبع مزة القطع .إذ قفوته، وسرت وراءه:أثر فالناتبعت :وسار من قول القائلو قد عرض الفراء لكثري من األمثلة اليت أبان فيها الفروق الدقيقة بني .)3(حلق به:فمعناه

.)4(الصيغ وأثر هذه الفروق يف توجيه املعىن

عن األصمعي الذي وضح بعض الصيغ اليت عرض هلا،وما ورد و من علماء هذا القرن .العرب مما متثلت به من الكلمات

: أخدجت الناقة ولدها: و يقال":"خدج"و من بني ما أورده، قوله عند عرضه لكلمة ناقصة الركوع :صالة مخدجةو. هي مخدج، والولد مخدج ولدته ناقصا للوقت،و:أي

ا قبل الوقت ناقصا كان أوغري فأما خدجت فرمت بولده .والسجود،و املصدر اإلخداج

.الكهف 85اآلية -)1( .353ص –و أدب الكاتب 256ص –وانظر إصالح املنطق ،2/158 –اء الفر –ين القرآن معا -)2( .16/10 –تفسري الطربي -)3(عند بيانه لكلمة 3/171،و )جبار(كلمة 3/81،و )تفجر(وذلك عند تفسريه كلمة 2/131 –للمزيد من األمثلة ينظر -)4()و غريها من األمثلة)أكب.

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

65

ناقص،و هي خادج، الولد خديج و مخدوج و املصدر اخلداج،و منه سميت خديج )1(".وخدجية

فاألصمعي يف نصه السابق قد فرق بني العديد من األبنية،كاسم الفاعل،واملفعول،و وإن مل يوضح معىن كل بناء،إال أن الصيغة تدل على املعىن، وهذا . الصفة املشبهة، وغريها .ما ال حيتاج إىل إيضاح

ادة، وما يكون منها و إذا ما انتقلنا إىل أيب عثمان املازين،وجدناه قد وضح أنواع الزيومنه . فمما يزاد ما يلحق بناء ببناء، ومنه ما يكون للمد ":ملعنى، أو غري ذلك حيث يقول

وفيه ما يلحق يف الكالم وال يتكلم به إال بزائد، ألنه وضع على املعىن . ما يلحق للمعىن )2(".الذي أرادوا ذه اهليئة

نص املازين بالشرح والتفسري فتحدث عن كل ) ـه392ت(و قد تناول ابن جني زيادة على حدة، وذكر بعض مواضع الزيادة املعنوية، كالتنوين الذي يدخل على الكالم

، وغرض الزيادة منها )أنا(عالمة للخفة، وحروف املضارعة ودالالا، وزيادة األلف يف و ذيل تفصيله )3(" ر التفجع على املندوبملد الصوت وإظها "وألف الندبة اليت إنما تزاد

فهذه األشياء وحنوها مما زيد للمعىن، أال ترى أن الداللة على ذلك املعىن تزول " :هذا بقوله )4("....بزوال ذلك الزائد

479ص –فعل وأفعل كتاب - )1( 1/13 –املنصف -)2( 1/15 –املصدر السابق - )3( 1/15 –املنصف -)4(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

66

و يطالعنا ابن قتيبة يف حديثه عن الصيغ متوسعا يف بيان ما يأيت منها مبعنى واحد و ما جاء منها مبعنيني متضادين، أو غريها مما ضمنه كتابه أدب الكاتب وباختالف املعىن، أ .وغريه من مؤلفاته

ففي كتابه السابق أفرد العديد من األبواب اليت فرق فيها بني الصيغ نظرا الختالف باب اختالف األبنية يف احلرف الواحد الختالف "و من بني هذه األبواب .دالالايف أول الصيغة، أو يف وسطها، أو يف آخرها، ) املورفيم(فزيادة الوحدة الصرفية )1("املعاين

.له أثره يف الداللة

إذا كان مخيص " رجل مبطن: "قالوا" :و من األمثلة الواردة حتت هذا الباب قولهكان إذا " بطن"إذا كان عليل البطن، و" مبطون"إذا كان عظيم البطن، و" بطني"البطن، و

)2(". إذا ضخم بطنه من كثرة األكل" مبطان"منهوما ما، و

، والبطن خالف الظهر، )فعل(على زنة ) ب ط ن(فاملادة األصلية للمواد السابقة هي فلوال .فزيادة الوحدات الصرفية يف الصيغ السالفة الذكر أدى بالتايل إىل اختالف مدلوهلا

.ين هذه األلفاظ اليت اشتقت من مادة واحدةهذه الصيغ لتداخلت معا

وما حتتمله من دالالت أخرى ) استفعل(كذلك بين دالالت بعض الصيغ، كصيغة .تبعا للسياق املوضوعة فيه

و قد يكتنف الشئ معان فيشتق لكل ":وقد أورد هذا يف كتابه تأويل مشكل القرآن حتت عنوان ،326ص –أدب الكاتب -)1(

17ص – "معىن منها اسم من اسم ذلك الشئ 17ص –وينظر تأويل مشكل القرآن ، 326ص –املصدر السابق - )2(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

67

سألته هبته : استوهبته كذا أي": و مما ذكره جمئ هذه الصيغة مبعىن السؤال كقولهو تأيت استفعلت .......أصبته جيدا،: استجدته أي: كذلك، تقولوتأيت مبعىن وجدته . يل

و تأيت مبعىن التحول من حال .....قر: استقر يف مكانه كقولك: مبعىن فعلت وأفعلت، تقولفمورفيم األلف والسني والتاء أعطى الصيغة مدلوال )1(."استنوق اجلمل: إىل حال، كقوهلم

.دا عما كانت عليهزائ

و من .كما أن املربد من بني العلماء الذين عرضوا للصيغ الصرفية مبينا بعض معانيهاو فعيل يقع امسا للفاعل، ويقع امسا للمفعول، فأما الفاعل فمثل ...": بني ما ذكره قوله

وزاد )2(".صريعرحيم وعليم وحكيم وشهيد، وأما ما كان للمفعول فنحو جريح وقتيل ويف موطن آخر جمئ هذه الصيغة أيضا مبعىن مفعل كأليم مبعىن مؤلم وجديب مبعىن

)3(.مجدب

فوضح املربد يف النص السابق ما خترج إليه هذه الصيغة عن املعىن املراد هلا، وذكر أنها .الثانية السم الفاعل فهي الصيغة) مفعل(تأيت مبعىن الفاعل واملفعول، أم صيغة

مبعىن فاعل، يستوي يف ذلك املذكر واملؤنث، ) فعول(ومما أورده أيضا جمئ صيغة )4(.كرجل قتول، وامرأة قتول

4/70الكتاب :وينظر ،468 –أدب الكاتب -)1( 1/97الكامل -)2( 402/403ص –معاين القرآن لألخفش : ، وينظر1/260 –املصدر السابق -)3( 3/165 –املقتضب -)4(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

68

و ال سبيل إىل إحصاء كل ما ورد عن هذا العامل يف هذا اال، فقد ضمن بعضها، وتاركا بعضها اآلخر عددا من الصيغ، موضحا معاين ) الكامل، واملقتضب(كتابيه

.لوضوحها

و مما سبق ذكره يتضح لنا إدراك علماء العربية للصيغ، وما يلحقها من زيادة، سواء أكانت بأحد حروف الزيادة، أم بتكرير حرف من أصول الكلمة، منبهني على ما تحدثه

.من اختالف يف املعىن

:داللة الصيغة باختالف احلركة: ثانيا

قد أدرك لغويو القرن الثالث الوظيفة الداللية للحركات، وأثرها يف إبراز املعىن، حىت ل .إن بعضهم عرض هلذا النوع بالتفصيل والبيان كما سريد ذكره

قد حتدث عن هذا اجلانب جل اللغويني، وأمثلة هذا النوع كثرية، من بينها قول و ))1النساء خطبة من به عرضتم فيما عليكم جناح الو: الفراء عند تفسريه قوله تعاىل

إنه لحسن القعدة و اجللسة، : اخلطبة مصدر مبرتلة اخلطب، وهو مثل قولك« :حيث قالل وآخر2(»....يريد القعود واجللوس، واخلطبة مثل الرسالة اليت هلا أو(

.البقرة – 235اآلية - )1(، وأدب الكاتب 237ص –، وإصالح املنطق 1/77 –اين القرآن لألخفش مع: ، وينظر1/152 -الفراء –معاين القرآن -)2(

.366ص –

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

69

: ، وقوله يف قوله تعاىل)فعلة وفعلة(فرقت بني معىن الصيغتني فحركة الفاء هي اليت

لمحتو إلى أثقالكم لدب وا لمكونت يهغالإال ب قاألنفس بش)1( :» اء على كسرأكثر القر، كما توهم أن الكره وكأنه اسم، وكأن الشق فعل. إال بجهد األنفس: الشني ومعناها

بشق : (وقد جيوز يف قوله) إال بشق األنفس(وقد قرأ به بعضهم . االسم وأن الكره الفعلأن تذهب إىل أن اجلهد ينقص من قوة الرجل ونفسه حىت جيعله قد ذهب بالنصف ) األنفس

.)2(»....من قوته، فتكون الكسرة على أنه كالنصف

فاجلهد موجود يف الصيغتني لكن الفراء . فرق بني املصدر واالسم حبركة معلال ذلكفتلمس معىن عميقا يف داللة الكسر، حيث تتضاعف املشقة حىت تذهب بنصف النفس

.اإلنسانية

:وذلك عند بيانه لآلية الكرمية) فعل، وفعل(كما فرق األخفش بني دالليت الصيغتني .)3(ما تغشاها حملت حمال خفيفا﴾﴿فل

﴿وتضع: ألن احلمل ما كان يف اجلوف، واحلمل ما كان على الظهر، وقال«: فقال .)5(»)4(حملها﴾ حمل ذات كل

النحل - 07اآلية -)1( 2/97 –معاين الفراء - )2( األعراف - 189اآلية -)3( احلج - 02اآلية - )4( 309ص –أدب الكاتب : ، وينظر2/315 –األخفش –معاين القرآن - )5(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

70

حيث ذكر أن الغل ما يكون يف ) الغل، والغل(كذلك بين األخفش فرق ما بني .)1(، على حني أن الغل ما يغل بهالصدور

ومثلوا عليهما ) فعل، وفعل(و قد وضح غالبية علماء هذا القرن تباين معىن الصيغتني يكرهك غريك : (مبعىن اإلكراه والقهر أي) الكره(، فذكروا أن )الكره، والكره(بكلمة

أي .لتفعلن ذلك طوعا أو كرها: يقول الناس. عىن املشقةبضم الفاء مب) الكره(، بينما )عليه .)2(طوعا أو كرها بالضم: وال يقال.طائعا أو مكرها

و قد اشتمل كتاب ابن السكيت على العديد من األمثلة اليت تندرج حتت هذا النوع، احلركة، وما كان متفقا يف وقد فصل وبين ما كان من هذه الصيغ خمتلفا يف الداللة بسبب

الثقل يف األذن، من قول : الوقر«: و مما مثل به قوله.داللته على الرغم من اختالف احلركة: ويقال منه. )3(﴿وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه وفي آذاننا وقر﴾: اهللا تبارك وتعاىل

فهي موقورة،قد و أذنه ترق ....ل على رأس أو ظهر، من قوله تبارك : والوقرحمالثقل ي .)5(».....جاء حيمل وقره: و يقال )4(﴿فالحاملات وقرا﴾: وتعاىل

فمن النص السابق نرى الفرق بني الصغتني، حيث وضح ابن السكيت مدلول كل ثبت ما ذهب إليهمنها على حدة، مة تستدال على ذلك بشواهد قرآني.

2/298 –املصدر السابق – )1( 308 -، وأدب الكاتب 90ص –، وإصالح املنطق 122ص –تفسري غريب القرآن : ينظر على سبيل املثال - )2( فصلت - 05اآلية – )3( الذاريات - 02اآلية – )4( 323ص –أدب الكاتب : ، وينظر3،4ص –إصالح املنطق – )5(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

71

إال أن ابن قتيبة كان أكثر وضوحا ممن سبقه من العلماء يف بيان أثر احلركة يف : فيقولون.وقد يفرقون حبركة البناء يف احلرف الواحد بني معنيني«: اختالف املعىن، يقول

، "رجل لعنة: "فإن كان هو الذي يلعن الناس، قالوا. اس، إذا كان يلعنه الن"رجل لعنة": إذا كان يسبه الناس، فإذا كان هو يسب الناس قالوا" ورجل سبة. "فحركوا العني بالفتح

.)1(»....."سخرة، وسخرة"و"هزأة، وهزأة: "وكذلك". رجل سببة"

و أكثر ما جاء ـ مما «: فيقول) مفعل، ومفعل: (بني صيغيتكذلك بين الفرق للقدح الذي يحلب " محلب"و" مخرز"و" مبضع"و" مقطع"يستعمل مكسور امليم ـ حنو

املوضع الذي يقطع فيه، : فيه، فإن جعلت شيئا من هذا مكانا فتحت امليم، فاملقطعفهنا يتمثل الفرق بني الصيغتني حبركة امليم الزائدة، 2»....بهالشئ الذي يقطع : واملقطع

فإن كانت مفتوحة فهي تدل على اسم مكان، أما إذا كانت مكسورة فإنها تدل على اسم .اآللة

و قد أدرج حتت باب احلروف اليت تتقارب ألفاظها وختتلف معانيها بعض الصيغ اليت ـ بكسر امليم ـ " املنسر"مجاعة من اخليل، و" املنسر"«: كقوله. تندرج حتت هذه الداللة

.)3(».منسر الطائر

.332ص –أدب الكاتب : ، وينظر15،16ص –تأويل مشكل القرآن – ) 1( .557ص –أدب الكاتب – )2(، )ط ن ء(، مادة 102ص –أليب حامت السجستاين –كتاب النخل : ، وملزيد من األمثلة ينظر323ص –املصدر السابق – )3(

.وغريها من األمثلة) س ر ب(، مادة 1/200، وجمالس ثعلب )خ ل ف(، مادة 3/1394،1395والكامل للمربد

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

72

و بعد هذا التطواف يف مؤلفات لغويي القرن الثالث الحظنا مدى تنبه علماء هذا القرن للبنية ودقتهم يف التفريق بني الدالالت، سواء أكان ذلك بزيادة الوحدات الصرفية،

.وحشايا، أم باحلركة من سوابق ولواحق

و إن دل هذا على شئ فإنما يدل على تتبعهم للغتهم، ومتكنهم من وصف كلماا .وصفا دقيقا حفاظا منهم على عدم تداخل معانيها

:الداللة الصرفية عند أيب حامت الرازي :ثالثا

نحوي، ومها متالزمان ال أشرنا سابقا إىل أن الدرس الصريف يف العربية مقدمة للدرس الينفصالن يف الدرس اللغوي احلديث؛ ألن الصرف باهتمامه ببنية الكلمة إنما هو من أجل

توظيفها يف تركيب حنوي.

لقد كان الربط بني الصرف والنحو من معامل املنهج اللغوي لدى لغويينا القدماء يف نية اللغة من جوانبها الصوتية والصرفية أطلق علماء اللغة على دراسة ب«حتليالم إذ

و يضم النحو جمموعة .....النحو وعلم العربية: والنحوية يف التراث العريب امسني اثنني مهامن الدراسات اليت تصنف يف علم اللغة احلديث يف إطار األصوات، بناء الكلمة، وبناء

يستخدمون مصطلح النحو يف أكثر و ظل الباحثون يف القرون األوىل للهجرة.....اجلملة: ااالت التالية) هـ392(فيضم النحو يف تعريف ابن جني.األحوال ذا املعىن العام

فالنحو .اإلعراب، التثنية، اجلمع، التحقري، التكسري، اإلضافة، النسب، التركيب وغري ذلك

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

73

كلمة إىل جانب ما يتعلق يضم عند ابن جين هذه الدراسات اليت تصنف اآلن يف إطار بناء ال .)1(»ببناء اجلملة

ليس ببعيد عن هذا التحديد القدمي ملفهوم النحو تعريفه عند أيب حامت فالنحو هو معيار مجيع كالم «: يقول.،فهو أحد العلوم املعيارية التقوميية)هـ322(الرازي

غري ذلك من وجوه العرب ما كان منه منثورا، وما كان منه شعرا، وما كان منه سجعا، وهو ينحو ذلك النحو، أي يحذو ذلك : يقال.والنحو معناه القصد واحلذو.... كالم العرب

فكأنهم سموه حنوا؛ ألم حذوا بعضه حذو بعض، .أخذ حنوه إذا قصد قصده: يقال. احلذو )2(».وقصدوا به تقومي اللغة

أوزانه وصيغه وهو : الصرف بأنه معيار للكالموكالم أيب حامت هنا يتضمن احلكم على .أيضا قد قصد به تقومي اللغة

و مما يدل على ربط أيب حامت بني الصرف والتركيب، و جعلهما من معامل ما يسمى وكان . فقيل نطق بالعربية أي بلسان يعرب«: بالنحو، حديثه عن امساعيل عليه السالم

النسبنطق باليعربية إال أن الياء زائدة يف االسم، فحذفت يف أن يقال القياس يف النحو .)3(».كما تحذف فيه أشياء كثرية من الزوائد

وكالة املطبوعات بالكويت – د، حممود فهمي حجازي )مدخل تارخيي يف ضوء التراث و اللغات السامية(ربية علم اللغة الع – )1(

.59،60،61ص –م 1973 90،91ص – 1ج –كتاب الزينة – )2( 148ص – 1ج -السابق املصدر -)3(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

74

) النحو(وهو يضعه هنا حتت مصطلح ) الصرف(والنسب كما هو مشهور من أبواب .مما يشهد على إطالقه مصطلح النحو على الصرف والتركيب معا

:صة ببنية الكلمة وبنية اجلملة، فيمكن أن نعرضها على النحو اآليتأما مالحظاته اخلا

عرض أبو حامت لبعض أبنية الصرف موضحا عالقاا باملعىن و مبينا أثرها يف معاين نافقين : يقال. املنافق على وزن مفاعل واملفاعلة ال تكون إال اثنني«: يقول. الكالم .)1( »كاد جيئ مفاعل إال من اثننيال ي....و مثله املخادعة....ونافقته

مما يدل على إدراكه morphèmesو يشري أبو حامت إىل بعض الوحدات الصرفية .... و القيامة مأخوذة من قام يقوم، واملصدر منه قيام«: يقول.ألثر هذه الوحدات يف املعىن

يوم : فيه اهلاء، فقيل والقيامة هو فعل يكون من مجيع اخلالئق دفعة واحدة، فلذلك أدخل .)2(».يوم القيام: القيامة، ومل يقل

.فاهلاء مورفيم دال على املبالغة والكثرة، وليست للداللة على النوع

يقال حي وميت و «: قال أبو حامت. و التضعيف أيضا وحدة صرفية ذات أثر يف املعىن: قال اهللا عز وجل.الذي فارق احلياة حي وميت، فإذا قلت بتخفيف الياء يف امليت فإنما هو

اهنييا فأحتين كان مم وإذا ثقلت الياء فقلت . أراد امليت الذي ال حياة فيه )3(﴾ ﴿ أو

178ص – 1ج –املصدر السابق – )1 ( .412ص – 2ج –كتاب الزينة – )2( .األنعام – 122آلية ا – )3(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

75

﴿ إنك ميت وإنهم ميتون : قال اهللا عز وجل. ميت، تريد الذي هو حي أن ميوت يوما .)2(».متوت يوما ومل يرد أنه ميت يف ذلك الوقتفثقل الياء يريد أنك )1(﴾

. رجل قتال أي يكثر القتل: وهو على وزن فعال كما تقول «: و يقول مرة أخرىأغلق وغلق يعين أغلق بابا : ومثل ذلك قوهلم.... فالتشديد يدل على التكرير والتكثري

وقطعن ﴿: وقال)3(وغلقت األبواب ﴾ ﴿ :قال اهللا عز وجل. واحدا وغلق أبوابا كثرية﴾ نهيد4(أي( كثرية ها أيدألن.«)5(.

و اهلمزة مورفيم صريف دال على تعدي الفعل وتغير املعىن فيه بني صيغته األوىل اردة يقسط قسوطا قسط«: فيقول) قسط(و ميثل أبو حامت لذلك بالفعل .وصيغته الثانية باهلمزة

إذا جار، فإذا أدخلت فيه األلف فقلت أقسط يقسط إقساطا فمعناه عدل واالسم منه )6(».قسط

القاف والسني والطاء أصل صحيح يدل على معنيني متضادين «: جاء يف املقاييسإن اهللا يحب ﴿ :قال اهللا تعاىل. ويقال منه أقسط يقسط. العدل: فالقسط. والبناء واحد

.الزمر – 30اآلية – )1( .114ص – 2ج –كتاب الزينة – )2( .يوسف – 23اآلية – )3( .يوسف – 31اآلية – )4( .268ص – 2ج –كتاب الزينة – )5( 98 - 2ج –كتاب الزينة – )6 (

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

76

يقال قسط، إذا . العدول عن احلق: والقسوط. اجلور: والقسط بفتح القاف. )1(﴾املقسطني .)2(».جار، يقسط قسطا

و يف معاجلته لبعض األلفاظ اليت تدخل حتت باب النسب يوضح كيف تكون زيادة قالوا «: ية تؤثر يف معاين الكالم فيقولاأللف والنون ـ يف هذا الباب ـ ذات وظيفة معنو

و هو .يف النسب إىل البحر حبراين وكان حقه حبري، وإىل اللحية حلياين، وإىل الرقبة رقباينحلياين ورقباين وشعراين، إنما زادوا األلف : الذين قالوا: قال سيبويه.مطرد يف هذا اخلرب

فإن نسبت إىل .حية، وغليظ الرقبة، وكثري الشعرأي طويل الل: والنون عالمة هلذا املعىنعر شعريوإىل الش ،ب كما .الرقبة مل تقل إال رقيبباين هو منسوب إىل العلم بدين الرفالر

وإنما يعين سيبويه أن األلف والنون يزادان هاهنا مبعىن خمصوص به االسم الذي ...أخربتله حلياين ورقباين خص به دون غريه، ألنه خمصوص نسب باأللف والنون دون غريه، ألن قو

بطول اللحية وغلظ الرقبة دون غريه، وكذلك الرباين هو املخصوص بعلم الرب دون سائر )3(.».الناس، أو اختصه بالوالية والنسبة إىل نفسه دون غريه فقيل له رباين لذلك

درس الصرف، وأدرك العالقة القوية كما تنبه أبو حامت إىل أمهية التحليل الصويت يفالوضوء بضم الواو مثل الوقود وهو «: فهو يقول مثال).الصويت والصريف(بني املستويني

.املمتحنة 08احلجرات، واآلية 09املائدة، اآلية 42اآلية –) 1( 85/86ص – 5ج –ييس املقا – )2( .282ص 2ج – كتاب الزينة -)3(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

77

مفرقا ـ هنا ـ بني االسم واملصدر بفونيم الفتحة يف األول، )1(»احلطب الذي تتقد به النار .و فونيم الضمة يف الثاين

بناء ) محصن(، وبني اسم املفعول )محصن(اسم الفاعل و يف موضع آخر تفريقه بني .على فونيم الكسرة يف األول، وفونيم الفتحة يف الثاين

و إنما قيل رجل محصن ورجال .و الفاعل محصن واملفعول محصن«: يقولوقيل امرأة محصنة، ونساء . محصنون بكسر الصاد، ألم أحصنوا فروجهم، وحفظوها

صنات بفتح الصاد يعين ذوات األزواج، ألن األزواج قد أحصنوهن، ومنعوهن، مح )2(.».وحفظوهن

و من فكرة األصل االفتراضي اليت سيطرت على جل اللغويني األقدمني يف معاجلتهم وإميام بأن هناك أصال ثابتا ترجع إليه كل الصيغ املتشاة بطريق "لبعض أبواب الصرف،

، اندفع أبو حامت إىل حد بعيد مع هذا )3("ري مباشر مبين على االفتراض والتأويلمباشر،أو غهي من الفعل : قال أبو عبيد«): القيوم والقيام(املنهج، إذ نراه يقول يف حتليله للفظي

وكذلك .فيعول، كان يف األصل قيووم، فانقلبت الواو األوىل ياء لسكون الياء اليت قبلهاأصلها قيوام، فانقلبت الواو ياء، ولو كان .القيام فيعال من قمت: قال أبو عبيد....القيام

إنما أصله .قال ومثله األيام.)4(﴾ كونوا قوامني بالقسط ﴿ :فعاال لكان قواما كقوله تعاىل

.339ص – 2كتاب الزينة ج – )1( .402ص –املصدر السابق – )2( .107ص -1971 –دار املعارف، القاهرة –كمال حممد بشر .د –دراسات يف علم اللغة -)3( .النساء – 135اآلية – )4(

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

78

لواو تتلوها، وال حرف أيوام، ألن الواحد يوم، الياء ساكنة يف قوهلم أيوام، وجاءت ا :قال ومثله....بينهما، فحولوها ياء وأدغموها يف الياء اليت قبلها، ألا أخف على ألسنتهم

وكان أصلها أن يكون : قال....وهو من غويت غيا.... )1(فسوف يلقون غيا ﴾ ﴿و أرادوا أن .و ياء استثقاال للجمعوكذلك كويت كيا إنما أصلها كويا، فحولت الوا.غويا

)2(.».يكون احلرفان خيرجان من خمرج واحد، فيكون أخف عليهم

و مهما يكن من أمر، فإن املنهج احلديث يرفض مثل هذه التفسريات املبنية على االفتراض، ويعاجلها معاجلة أخرى يف ضوء ما توصل إليه التحليل اللغوي للنظام الصويت يف

.من فكرة املقاطع الصوتيةالعربية

عن بعض األلفاظ اجلديدة وبنيتها الصرفية، )3(يطالعنا أبو حامت الرازي يف كتابه الزينةوهي يف األصل مركبة من مواد لغوية قدمية، مع إضافة بعض القوالب أو األوزان الصرفية أو

.اللواحق ذات املعىن

ألقاب الفرق :داليل واحد هوتقع هذه األلفاظ من كتاب الزينة حتت جمال و :اإلسالمية، وميكن تقسيمها على النحو التايل

)اجلموع(ألفاظ ميكن إدراجها حتت باب - أ

.مرمي – 59اآلية – )1( .265،266ص – 2ج –كتاب الزينة – )2(هذا .(1988، 3بغداد، ط –دار واسط للنشر –تح عبد اهللا سلوم السامرائي –أبو حامت الرازي – 3ج –كتاب الزينة – ) 3(

.).املختلفةوالنحل اجلزء متعلق بأصحاب الفرق اإلسالمية، والفرق اليت تفرعت عنها من أهل األهواء

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

79

الصفحة باا الصيغة الكلمة

285 مجع مؤنث سامل فعالت النجدات

268 مجع تكسري فعال الشكاك

284 مجع تكسري أفاعلة األزارقة

282 مجع تكسري فواعل اخلوارج

)املصدر(لفاظ تقع حتت باب أ -ب

الصفحة نوعها صيغتها أصلها الكلمة

272 مصدر فعل قدر القدرـ ية

301 مصدر فعل بتر البترـ ية

290 مصدر فعل قطع القطعـ ية

267 مصدر فعل حشو احلشوـ ية

)اسم الفاعل(ألفاظ تقع حتت باب -ج

الصفحة نوعها صيغتها أصلها الكلمة

297 اسم فاعل لفاع هاشم هامشـ ـ ية

298 اسم فاعل فاعل حارث حارث ـ ية

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

80

268 اسم فاعل فاعل مالك مالكـ ـ ية

269 اسم فاعل فاعل ماضر ماضرــ ية

262 اسم فاعل مفعل مرجئ مرجئـ ـ ية

273 اسم فاعل مفتعل معتزل معتزلـ ـ ية

)اسم املفعول(ألفاظ تقع حتت باب -د

الصفحة نوعها صيغتها أصلها الكلمة

306 اسم مفعول مفعل معمر معمر ـ ية

289 اسم مفعول مفاعل مبارك مبارك ـ ية

290 اسم مفعول مفعول ممطور ممطور ـ ة

)صيغ املبالغة(ألفاظ تقع حتت باب -ه

الصفحة نوعها صيغتها أصلها الكلمة

298 صيغة مبالغة فعال عباس العباســ ية

289 مبالغة صيغة فعال خطاب اخلطابــ ية

)النسب(ألفاظ تقع حتت باب -و

الصفحة نوعها صيغتها أصلها الكلمة

المكونات االشتقاقیة في كتاب الزینة الفصل األول

81

301 منسوب فعلى العجلى العجليـ ـ ية

279 منسوب فعوالء حروراء احلروريـ ـ ية

هذا التغير يف مباين الكلمات قد أدى إىل تغير يف معانيها، ومن هنا ميكن أن ندرج ، واليت مل تنص عليها بصيغتها الشواهد )األلفاظ املولدة(اب هذه الكلمات اجلديدة حتت ب

من الشعر اجلاهلي، أو آي القرآن الكرمي، أو روايات احلديث الشريف، على الرغم من أنها .مركبة من مواد لغوية قدمية

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

84

أليب حامت الرازي، يرى أن هذا الكتاب الذي ألفه " الزينة"القارئ ملقدمة حتقيق كتاب أول مرجع يتضمن األمساء العربية اليت نطق ا القرآن، "صاحبه يف القرن الرابع اهلجري

."واألمساء اليت اصطلح عليها املسلمون ومساه كتاب الزينة

أن جيمع من شتى األلفاظ العربية، ألفاظا تغيرت و قد حاول املؤلف يف هذا الكتاب و بعمله هذا .مدلوالا ومعانيها يف العصر اإلسالمي، عما كانت عليه يف العصر اجلاهلي

. Arabic Islamic Semanticsوضع اللبنة األوىل يف علم معاين األمساء العربية

ا املوضوع حتى القرن الرابع و يؤكد املحقق أنه تتبع ما وضع من الكتب يف هذ )1(.اهلجري، فلم يعثر على كتاب يعاجل هذا اللون من الدراسات

تنبه صاحب الزينة إىل املستويات اللغوية للمفردات اليت عاجلها يف كتابه، وأن منها ما هو جاهلي عرفته العرب قبل اإلسالم بألفاظه ومعانيه، ومنها ما هو إسالمي جاء به القرآن

فمنها ما هي : والذي نريد تفسريه من معاين األمساء «: قال. وعرفت العرب أصوله ومواده ا معروفة، ومنها أسام دل عليها النيبقدمية يف كالم العرب، اشتقاقا يف هذه الشريعة

ونزل ا القرآن، فصارت أصوال يف الدين وفروعا يف الشريعة مل تكن تعرف قبل ذلك، وال غريهم )2(تقة من ألفاظ العرب، وأسام جاءت يف القرآن مل تكن العرب تعرفهاوهي مش

.)3(»....من األمم، مثل تسنيم وسلسبيل وغسلني و سجني والرقيم وغري ذلك

17ص –مقدمة التحقيق –1جكتاب الزينة - )1( .ت يف القرآن مع كوا ألفاظا عربيةيعين املؤلف أن العرب مل تكن تعرفها باملعىن الذي ورد –) 2( 140ص – 1كتاب الزينة ج – )3(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

85

األلفاظ اجلاهلية: الصنف األول

متثل األلفاظ اجلاهلية نسبة كبرية من جمموعة مفردات ومصطلحات الزينة، بيد أن ا ما تأكد وروده يف الشعر اجلاهلي ووقفنا على شواهده، وبعضها اآلخر مل تتوفر له منه

هذه الصفة من الوثوق يف وروده يف الشعر اجلاهلي لعدم وقوفنا على شواهده، ولكنا نرجح .جاهلية هذا القسم لوجوده يف لسان العرب

ددت معانيها يف النص و سنكتفي باإلشارة إىل بعض من هذه الكلمات اخلصبة اليت تع .اجلاهلي، وتكون معاجلتنا هلذه املفردات اجلاهلية تبعا للمجاالت الداللية هلا يف كتاب الزينة

ال األولأمساء اهللا احلسىن: ا:

فأمساء اهللا احلسىن اليت ذكرها أبو حامت الرازي، يقع جلها حتت هذا القسم الذي تأكد أن دالالت هذه األمساء احلسىن يف النص اجلاهلي ختتلف عن وروده يف الشعر اجلاهلي، إال

.معانيها الدينية املشهورة

فأغلب هذه األمساء يف الشعر اجلاهلي كانت صفات بشرية ميدح ا املمدوحون مثل :يقول النابغة).املاجد(

اء بكفيول ملهاجدم إال طر قاخلر قطعطل ال يامبس 1(فه(

:و يقول األعشى

105ص –بريوت، لبنان –دار املعرفة –اعتىن به وشرحه، محدو طماس –ديوان النابغة الذبياين - )1(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

86

)1(تمهل يف احلرب حـىت اثخـن مـاجدعليه سالح امرىء

:يقول النابغة). املليك(و

ر ذاكجو حأب مرهيوا بخاحر موي يهف بوغييكل املل2(احلالح(

النابغةيقول ). امللك(و

)3(أحـابيه بودي فـأمدحه فأرتجع النجاحـا ملكإىل

،كان مطابقا الستعماهلما )الرمحن(و ) اهللا(إال أن استعمال النص اجلاهلي للفظ اجلاللة .اإلسالمي

د األعشى أكثر من عند النابغة، وعند كعب بن زهري، وعن) اهللا(فقد ورد لفظ اجلاللة :يقول النابغة. مرة

)4(للمرء مذهب اهللاحلفت فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء

:و يقول األعشى

.75 ص –1972دار النهضة العربية، بريوت –حممد حممد حسني . شرح وتعليق د –ديوان األعشى الكبري - )1( .91ص –ديوان النابغة الذبياين - )2( .29ص –السابق املصدر – )3( .19ص –السابق املصدر – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

87

)1(عمــ ــدا حسهـا وأرى بها اهللاوعلمت أن

:يقول األعشى. ، وكذلك عند كعبعند األعشى مرتني) الرمحن(و قد ورد لفظ

)2(بيتك يف العال بأجياد غربي الصفا واملحرم الرمحنو ما جعل

يف الشعر اجلاهلي داللة على ) رب(كذلك كان املعىن الديين، أحد استخدامات كلمة .الذات اإلهلية

:يقول النابغة

)3(البرية راكع ربه ربامرىء إىل سيبلغ عذرا أو جناحا من

:و يقول األعشى

)4(ال تشرك به إن شركـه يحط من اخليرات تلك البواقيا ربكو

: و يقول زهري

.75ص –ديوان األعشى الكبري -)1(

.173ص –املصدر السابق – )2( .65ص –ديوان النابغة الذبياين – )3( .379ص –ديوان األعشى الكبري – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

88

والليــالياوايامنــا معدودة )1(ربناوإال السمـاء والبـالد و

، يقال الرب باأللف والالم لغري )السيد وامللك(أيضا مبعىن ) رب(واستعملت كلمة كلقال احلارث بن حلزة. اهللا؛ وقد قالوه يف اجلاهلية للم :

ووهبـالء بـالء الرن والبياريم احل وعلى ي هيد2(والش(

:يف شعر النابغةو جاء

عرصاء مدىء األعنههمفال يبل رائوو يممت هنم قتت3(وال ع(

:و قال لبيد

)1(معد بين خبت وعرعر ربكندة و ابنه و ربو أهلكن يوما

– 2007اجلزائر عاصمة الثقافة العربية –،صدر عن وزارة الثقافة شرح أيب العباس ثعلب –ديوان زهري بن أيب سلمى – )1(

هو قيس بن صرمة بن مالك بن عدي األنصاري، يكنى أبا .ن البيت لصرمة بن أيب أنس األنصاريأ زعم بعض الناس.288ص عاش عشرين .اء اإلسالم فأسلم وهو شيخ كبري، وله شعر كثريكان رجال قد ترهب يف اجلاهلية، مث ج.قيس، غلبت عليه كنيته

:ومطلع القصيدة.ومائة سنة أال ليت شعري هل يرى الناس ما أرى من األمر أو يبدو لهم ما بدا ليا

:إىل أن يقول ـوادث باقيا وال خالدا إال اجلبال الرواســياأال ال أرى علـى احلـ وإال السماء والبــالد وربنـــا وأيامنــا معدودة والليــاليا

.1546ص –3،ج) ر ب ب(مادة –لسان العرب – )2( )أي مصرع ملكهم(.89ص –ديوان النابغة الذبياين – )3(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

89

:قال لبيد). صاحب الشئ(كذلك وردت مبعىن و

)2(املشقر ربعوصن بالدومي من رأس حصنه وأنزلن باألسباب وأ

و من االستخدامات اخلاصة لبعض أمساء اهللا احلسىن يف النص اجلاهلي، استخدام لفظ ، اليت جاء معناها يف الغالب مدحا للكرمي من البشر، خاصة اجلواد منهم باإلبل )الواهب(

:يقول النابغة.اخليلأو

باهالو دا اللبارهبيف أو حوضان تدعا سهنيكـاء زاملع 3(املـائة(

:وقال أيضا

)4(اخليل و القينات والنعما الواهبأبلغ لديك أبا قابوس مألـكة

:و قال األعشى

باها الوا أطفالــهى خلفـهجزوذا تـا عهبدوع انجاهل 1(املائة(

هو حجر أبو امرئ : رب كندة(.55ص – 1962الكويت –إحسان عباس. حققه وقدم له،د –عة ديوان لبيد بن ربي – )1(

دمع بت: القيس الشاعر، رفة بن بدر، اخلبذيتوي من األرض، العرعر: حجنس من األشجار: املس.( اسم لقصر أو حصن : احلبال، املشقر: ملك دومة اجلندل، األسباب: انقلنب، الدومي: عوصنأ.(47ص –املصدر السابق – )2(

.).بالبحرين: نوع من النبات تسمن عليها اإلبل وتقتات، توضح: الغالظ الشداد، سعدان: املعكاء.( 35ص –ديوان النابغة الذبياين – )3(

.)بركل ما تلبد من الو: اسم ملوضع معروف، اللبد .99ص –املصدر السابق – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

90

:و قال أيضا

ـرمتـا املج ـخل طـافطـفا كالناملص املائة باه2(هـو الو(

أوهلاثالث، يف الشعر اجلاهلي بدالالت ) اجلبار(و من هذا القبيل استعمال لفظ .الداللة املادية؛ فاجلبار من النخل طواهلا

:يقول النابغة

)3(قرح ترببهن يعبوب معني جبارأو النخالت من

:و يقول األعشى

مى األدرارتكاجلب لدتوم طارف نة مبهوا مكالقن د4(واجلر(

:يقول املتلمس.مبعىن العظيم املتكبر الطويل من الناس نيتهاثاو

)1(صعر خده أقمنا له من ميله فتقوما اجلباروكنا إذا

.79ص –ديوان األعشى الكبري – )1( .89ص –املصدر السابق – )2(بارز : اسم ر، معني: اسم موضع، يعبوب: كل ما فات يد املتناول، قرح: اجلبار.(117ص –ديوان النابغة الذبياين – )3(

.)وظاهر .243ص –ديوان األعشى الكبري – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

91

:و يقول كعب

)2(اجلبارواملنعمون املفضلون إذا شتوا والضاربون عالوة

:و قد ورد عند كعب يف قوله.، فهو الدال على اهللا سبحانه وتعاىللثالثاأما املعىن

ةاج وقبياهل ومهم يبينهم لـفـوسن نيلـاذـاروالب3(اجلب(

:عامل الغيبألفاظ : اال الثاين -

يب، لوجدنا أغلبها و إذا انتقلنا إىل اال الثاين الذي تدور ألفاظه حول عامل الغ ).القلم(من هذا مثال لفظة . جاهلية قد ورد ذكرها يف النص اجلاهلي

:يقول معاوية بن مالك

)4(الكتـابابالقلم من األجزاع أسفـل من منيل كما رجعت

يعرفون القلم الذي ورد هو يف هذا البيت األداة اليت يكتب ا، إذ مل يكن اجلاهليون و .ذكره يف القرآن الكرمي، وتأويالت املفسرين له املختلفة

، 3دار املعارف، القاهرة، ط –تح أمحد حممد شاكر، وعبد السالم هارون –عبد امللك بن قريب األصمعي –األصمعيات – )1(

.245ص -م 1967يتفضلون على (.60ص –، املكتبة العصرية، صيدا، بريوت 1ط –درويش اجلويدي . حتقيق د –ديوان كعب بن زهري – )2(

).الشتاء الناس يف أوان الشدة، يف موسميبذلون نفوسهم رهينة حلماية الرسول صلى اهللا عليه وسلم، وبيت اهللا : أي.الكعبة: قبة اجلبار.(59ص –املصدر السابق – )3(

.)احلرام .213ص –األصمعيات – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

92

:كما جاء يف قول زهري) امللك(كانت تطلق يف النص اجلاهلي على ) العرش(وكلمة

)1(لقد زلت بأقدامها النع وذبيان عرشهاتداركتما األحالف قد ثل

شره عرشا مبعىن . والعرش يف اللغة مصدر الفعل عشعره و ييقال عرش الشيء يعرش .)2(عمله

و لكن هذا املعىن انتقل يف استعمال الناس، فصارت كلمة العرش حتمل عدة معان .)3(منها البيت، وسقف البيت، واخلشبة اليت تدخل يف صنع العرش

خشب توضع فوقه بعض أغصان األشجار وجريد و العرش أيضا بناء مربع من و يف حديث . النخل، وقد حيمل من مكان إىل آخر، يستظل به اإلنسان من حر الشمس

معركة بدر أن النيب وجل وكان العرب يعرشون . كان قائما يف عريش يدعو اهللا عزخشاب على رأس فم تبىن هذه األ. )4(اآلبار باخلشب بعد أن يطوى موضع املاء باحلجارة

. البئر يقوم عليه الساقي، فإذا نزعت القوائم سقطت العروش

:قال القطامي عمير بن شييم

.)ما هو عليه من قوام أمرها أي كسر وهدم.(50ص –ديوان زهري بن أيب سلمى – )1( .2881ص – 4ج –) ع ر ش(العرب، مادة لسان – )2(ص –الزرقاء –مكتبة املنار، األردن –عودة خليل أبو عودة –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن الكرمي – )3(

452. .2881ص – 4ج –) ع ر ش(لسان العرب، مادة –) 4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

93

اتثابمـا لوشومـرالع تحت نل مة إذا استـيقوشبرالع مائع1(الد(

رت للعرش عدون و من هذا املعىن اللغوي تطواز، فصاروا يسمة معان عن طريق اسرير امللك عرشا، مث صارت الكلمة حتمل الدالالت اليت تتعلق بسرير امللك من قوة وعزة

:و ذا املعىن خاطب عدي بن زيد النعمان قائال.وسلطان

)2(أكسارا العرشو لو هلكت تركت الناس يف وهل بعد اجلميع وصار

أي اد بناؤه، )3(»ثل عرش فالن«:ومن هذا املعىن قوهلم. و عرش الرجل قوام أمره .وذهبت قوته

:و قال أوس بن حجر يرثي رجال

)4(أي إخـالل بعرشـيلعمر ما قدر أجرى لمصـرعه لقد أخل

.مكانتهو العرش هنا تعين قوة اإلنسان، وعزته و

البيت، :وهكذا يظهر أن كلمة العرش يف العصر اجلاهلي، قد محلت املعاين التاليةوسطح البيت، والقصر، سرير امللك، الرجل الكبري الذي به يقوم أمر القبيلة، وامللك وقوته

.)1(وسلطانه

).حيث يقوم املستقي أعلى البئر: املثابة(.2881ص – املصدر السابق – )1( ).يعين صار العرش أكسارا، أي قطعا، وتفرق الناس بعد اجلميع(.339ص – 2كتاب الزينة،ج – )2( .339ص –املصدر السابق – )3(يعين أن قوام أمره .(106 -1967 - 2ط –دار صادر،بريوت –حممد يوسف جنم . حتقيق د –ديوان أوس بن حجر – )4(

.)ل، فأخل بذلك موتهكان ذا الرج

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

94

:وجاء يف شعر امرئ القيس ما يدل على املعىن اإلسالمي للكلمة يف قوله

)2(واحدا فأنشأ نشأ منشىء الريح مكسف العرشاء لذي نشاءة انش

و يف أواخر العهد اجلاهلي بدأ بعض الشعراء، يتوجهون حنو التفكري الديين، والتأمل يف الكون، والتذكر للشرائع السابقة، فربطوا بني معىن العرش، وتصورهم عن اهللا عز وجل أنه

.)3(قوي عزيز، خالق قادر

، وإن مل يذكر الكلمة صرحية بل ذكر )4(املعىن يظهر يف قول أمية بن أيب الصلتهذا :معناها

جمدوا اهللا وهـو للمجد أهل ربنا يف السماء أمسى كبريا

بالبناء األعلى الذي سبق الناس وسوى فوق السماء سريرا

ما ينـاله بصر العني ترى دونه املالئـك صورا شرجـعا

)5(:وردت كلمة العرش يف القرآن الكرمي يف عشرين آية، محلت ثالثة معان هي

.453ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن –) 1( .329ص – 1969دار املعارف، القاهرة –حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم –ديوان امرئ القيس – )2( .453ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )3()4 (– ص – 1998 – 1ط –دار صادر، بريوت –سجيع مجيل اجلبيلي . مجعه وحققه وشرحه، د–ة بن أيب الصلت ديوان أمي

).مجع أصور، وهو املائل العنق لثقل محله: العايل املنيف، الصور: الشرجع.(70،71 .453،454ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي والقرآن – )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

95

ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما ﴿: قال اهللا تعاىل.املعىن اللغوي األساسيوأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال ﴿: وقوله عز وجل. )1(﴾ن كانوا يعرشو

.)2(﴾بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون

املعىن الثاين امللك، والقوة، والعزة، وسرير امللك، وهو املعىن املعروف يف العصر : وقال أيضا. )3(﴾ رفع أبويه على العرش وخروا له سجداو ﴿: قال اهللا عز وجل. اجلاهلي

﴿ يمظع شرا علهء وين كل شم تيأوتو مكهلمأة ترام دتجي و4(﴾ إن(.

: تعاىلأما املعىن الثالث، فهو نسبة العرش إىل اهللا عز وجل، ويفهم هذا املعىن يف قوله وترى ﴿: وقوله تعاىل. )5(﴾فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكرمي ﴿

همبر دمون بححبسش يرل العوح نم افنيكة حلائلى ﴿: وقوله تعاىل. )6(﴾المع نمحالرش اسرلى العى عو7(﴾ت( .ة ﴿: وقوله تعاىلانيثم ذئموي مقهفو كبر شرل عمحيو ﴾)8(

:قال األعشى. فهو القطعة اخلشبية) اللوح(أما

.األعراف 137اآلية – )1( .النحل 68اآلية – )2( .يوسف 100اآلية – )3( .النمل 23اآلية – )4( .املؤمنون 116اآلية – )5( .الزمر 75اآلية – )6( .طه 5األية – )7( .احلاقة 17اآلية – )8(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

96

عجما وظل يــهعنصيا لاهدبإذ ت هي فلكاحـافـا ألوابـو1(وأب(

األلواح ما الح من السالح، وأكثر ما يعنى بذلك السيوف )2(:وقال ابن سيدة :قال عمر بن أمحد الباهلي.لبياضها

)3(السالح وتضـ حـي كالمهـاة صبيحـة القطـر كألواحتمسي

ويف كتب اللغة أن كل عظم عريض فهو لوح،ألنهم كانوا يكتبون يف العظام، كعظم مث قيل لكل ما يكتب فيه من اخلشب .ري ذلك، فكل عظم كتبوا فيها مسوه لوحاالكتف وغ

)4(.وسميت ألواح السفينة ألواحا، ألنها نحتت على هيئة األلواح اليت يكتب فيها....لوحا

)4(.فيها. وقد كان العرب يستخدمون العظام كأداة للكتابة يف اجلاهلية مع أدوات غريها

ويؤيد ذلك ما روي عن عمر بن اخلطاب رضي . العظام الكتف واألضالعوأشهر أنواع يا عبد اهللا ائتني بالكتف اليت كتبت عليها شأن اجلد «:اهللا عنه أنه قال البنه عبد اهللا

.)5(»باألمس

كما جاء يف القرآن الكرمي ) اللوح احملفوظ(وليس يف هذه املعاين السابقة ما يشري إىل .من بعد

.415ص –ديوان األعشى الكبري – )1( .4096ص – 6ج –) ل و ح(لسان العرب، مادة – )2( .4096ص –املصدر السابق – )3( .328ص – 2ج –كتاب الزينة – )4( ).هو اجلد بن قيس أحد كبار املنافقني: اجلد.(463ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

97

من هذا العرض السابق، يظهر أن كلمة ألواح أو لوح مبعىن مكان الكتابة، كانت فإذا أضيفت إىل كلمة حمفوظ دلت على أن اللوح احملفوظ .كلمة معروفة للعرب يف اجلاهلية

و بذلك يكون وصف القرآن بأنه .يفهم منها أنه املكان الذي حفظ فيه الشيء املكتوبحمفوظ يدل على املكانة اليت أراد اهللا عز وجل أن يقدم ا القرآن الكرمي قرآن كرمي يف لوح

.)1(للناس

كان يقصد به من حيملون الرسائل، إذ هو يف أصل معناه من املألكة ) املالئكة(ولفظ .أي الرسالة، ومن هنا أطلق اللفظ على املالئكة الذين حيملون الرساالت إىل األنبياء

صاحب الزينة بأنهم هم الرسل، وكأن املالئكة مأخوذ من املألكة، وهي ويفسرويكون معىن املالئكة .الرسالة، ألن اهللا عز وجل أرسل املالئكة على األنبياء بالرسالة

الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن ﴿: الرسل، وذا وصفهم اهللا عز وجل حيث يقول الن ريصب يعمس 2(﴾اس إن الله(.يبي إىل امللك وامللك يوحي إىل النوجل يوح واهللا عز.)3(

:و قد وردت الكلمة يف شعر أمية ابن أيب الصلت يف قوله

)4(حولها سدر تواكله القوائم أجرد املالئكوكأن برقع و

.463ص – املرجع السابق – )1(

.احلج 75اآلية – )2(

.345ص – 2ج –كتاب الزينة – )3(اسم من أمساء السماء، : برقع.(53ص –و ديوان أمية بن أيب الصلت .4269ص – 6ج –) م ل ك(لسان العرب، مادة – )4(

).تركته: األملس، تواكله: الرياح، األجرد: اسم للهجر عند أمية، القوائم: السدر

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

98

، فاملالئكة )ملك(من أصل غري الذي اشتقت منه كلمة ) ملك(و قد اشتقت كلمة سموا بذلك ألن اهللا خلقهم، ووكل كل ملك منهم بأمر من األمور، واستحفظه واسترعاه،

ريك البشت الالم منه فرقا بينه وبني امللحلكا، وفتي مملكه منه؛ فسوم إليه هوجعل تدبري ، .)1(فقيل للبشري ملك، وللروحاين ملك

و قد فسره ابن سيدة بأنه .فامللك بكسر الالم من ملكه يملكه ملكا وملكا وملكا .)2(احتواء الشيء والقدرة على االستبداد به

واالسم منه .لكا وألوكاأما امللك بفتح الالم فهو من ألك بني القوم إذا ترسل بينهم أفإن نقلته باهلمزة قلت ألكته إليه . وكذلك األلوكة واملألكة، واملألك. األلوك وهو الرسالة

رسالة، واألصل أألكته فأخرت اهلمزة بعد الالم وخففت بنقل حركتها على ما قبلها، ومنه قول عمرو بن . )3(املنقول باهلمزة قلت ألكنيفإن أمرت من هذا الفعل . وحذفها

:شأس

)4(إلى قومي السالم رسالة بآية ما كانوا ضعافا وال عزال ألكني

.)5(كن رسولي إليه: ألكني إليه: وقال ابن األنباري

.349ص – 2ج –كتاب الزينة – )1( .4267ص – 6ج –) م ل ك(لسان العرب، مادة – )2( .111ص – 1ج –) أ ل ك(، مادة لسان العرب – )3( .110ص –املصدر السابق – )4( .111ص –املصدر السابق – )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

99

فقد جاء يف . اجلاهلي مبعناها املشهورفهي كثرية الورود يف النص ) اجلن(أما كلمة :شعر النابغة

)1(إني قد أذنت لهم يبنون تدمر بالصفاح والعمداجلن و خيس

هرتا سنج هنجالشيء ي نعربية االشتقاق، مأخوذة من ج نوكل شيء . وكلمة اجل : قال الشاعر اهلذيل.)2(نه الليل يجنه جنا وجنونا سترهوج. ستر عنك فقد جن عنك

قـدو يفةلـى خع تدرـاء وموهنج ـمهاألد فـد3(الس(

هاممهله وادتة ظلمه شداننوج هوننالليل وج جنقال الشاعر اهلذيل.)4(و:

)5(الليل يوغله والشوك يف وضح الرجلين مركوز جنو حتى يجيء

و على هذا األصل سمي الولد الذي ال زال يف بطن أمه جنينا، ألنه مل يظهر وكذلك مسي القرب .ومسي القلب باجلنان، والترس باملجن ألنه يواري حامله ويستره.بعد

ن ألنتباجلن7(قال الشاعر. )6(ه يستر املي(

سارية من : احلجارة العريضة، العمد: مدينة معروفة بالشام، الصفاح: ذلل، تدمر: خيس.(35ص –ديوان النابغة الذبياين – )1(

).الرخام .701ص – 1ج –) ج ن ن(لسان العرب، مادة -)2( ).الظلمة: السدف.(56ص -م 1995، 2ط –دار الكتب املصرية، القاهرة –ديوان اهلذليني – )3( .701ص – 1ج –) ج ن ن(لسان العرب، مادة – )4( ).بياضهما من أسفلهما: ما ألبسك منه، وضح الرجلني: يدخله، جن الليل وجنانه: يوغله.(16ص –ديوان اهلذليني – )5( .702ص – 1ج –) ج ن ن(ان العرب، مادة لس – )6( .702ص –املصدر السابق – )7(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

100

أم لـم يجنونـي جننيما إن أبالي إذا ما مت ما فعلوا أأحسنوا

نذا علل أصحاب املعاجم تسمية اجلارهم واختفائهم:والستت ناجل يموقال .و به سعن األبصار، وألنهم استجنوا عن الجتنا موا بذلك سماجلن نوع من العامل :ن سيدةاب

.)1(وكذلك قال اجلوهري. الناس فال يرون

و قد آمن عرب اجلاهلية بوجود اجلن، وحتدثوا عنه كثريا يف أشعارهم و أخبارهم، مدرك قال . )2(ومسوا االنسان املختلط جمنونا، ظانني أن جنا قد استوىل عليه وذهب بعقله

)3(:بن حصني

ـى لـكأن ي فقدقلي عجعرأن ت ا لـكدل به يا جني كحيو

وهو صنف من اخللق ذكره . و اجلن من عامل الغيب، ألنه عامل مغيب عن االنسانهة والنخل ذات الأكمام والأرض وضعها للأنام فيها فاك ﴿: قال تعاىل.القرآن الكرمي

انكذبا تكمبآلاء ر ان فبأيحيالرو فصذو الع بالحو اخلطاب هنا لإلنس .)4(﴾ونمكلفون بالعبادة. )5(واجل وجل. وهم خلق إلا ﴿: قال عز الإنسو الجن لقتا خمو

وندبعي6(﴾ل(.

.703ص – 1ج –) ج ن ن(لسان العرب، مادة – )1( .703ص –املصدر السابق – )2( .703ص –املصدر السابق – ) 3( .الرمحن 13 -10اآلية – )4( .469ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )5( .الذاريات 56اآلية – )6(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

101

و الذي نريد التركيز عليه يف هذا املقام، هو أن كلمة اجلن استخدمت يف القرآن .باملعىن الذي عرفت به يف الشعر اجلاهلي

نفسه، فإن العرب تسمي به بعض احليات، وقيل هو حية له عرف ) الشيطان(و لفظ :امرأة لهلرجل يذم ) اللسان(وأنشد صاحب )1(قبيح املنظر

)2(احلماط أعرف شيطانعنجرد تحلف حني أحلف كمثل

ما اختلفوا يف أصل .لقد أمجع العلماء أن كلمة الشيطان من اشتقاق عريبوإنو الشيطان تقديره فيعال، والنون من نفس الكلمة، كأنه اشتق « :فقال أبو حامت )3(اشتقاقه

نوى شطون أي بعيدة؛ وبئر : ويقال. ومنه شطنت داره. والشطن البعد. شطن أي بعد من: قال ابن قتيبة....ويقال للحبل شطن لطوله، ومجعه أشطان. شطون أي بعيدة القعر. ربه إنما سمي شيطانا ألنه شطن عن أمر: قال حممد بن إسحاق.الشاطن البعيد من احلق :لعدي بن الرقاع) الزينة(و أنشد صاحب .)4(»والشطون البعيد النازح

اهوطا عن هاشن دكلما رتطناء شقبح ةعيم 5(ذات(

:و قال أمية بن أيب الصلت

.2265ص – 4ج –) ش ط ن(لسان العرب، مادة – )1( ).احلية اليت هلا عرف قبيح: الشيطان هنا مبعىن(.2265ص –املصدر السابق – )2( .476ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن - )3( .362 – 2ج –كتاب الزينة –) 4(أخذت على غري القصد، وبعدت عن : الذي خيرج من بلد إىل بلد، وشطنت: الناشط.(363ص –ر السابق املصد – )5(

).الطريق

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

102

)1(عصاه عكاه ثم يرمى يف السجن واألغالل شاطنأيما

و تشيطن .و الشيطان عرفته العرب يف كل عات متمرد من اجلن واإلنس والدوابعلهل فإذا صار كالشيطان وفع طنيجل وشقال جرير.الر:

)2(شيطانامن غزل و هن يهوينني إذ كنت الشيطانأيام يدعونني

اشتقاق الشيطان من شاط يشيط وتشيط إذا لفحته « من أهل اللغة وقال قوم آخرونكشائط الرب عليه : والنون زائدة والياء فيه أصلية، قال الراجز أبو جنم.النار فأثرت فيه

وقيل الشيطان فعالن من شاط يشيط إذا هلك واحترق مثل هيمان وغيمان « )3(»األشكلوغام اممن ه .4(»واألول ـ يعين اشتقاقه من فيعال ـ أكثر: قال األزهري(.

إن اشتقاق الشيطان من شطن مبعىن بعد عن اخلري ومال عن طريق احلق أقرب إىل ذلك أن عمل الشيطان، هو إبعاد الناس عن . احلقيقة من اشتقاقه من شاط مبعىن احترق

احلق .بعواخلري يكون هو نفسه بعيدا عنهوالذي ي اس عن احلقالن 5(د(.

).البعيد من احلق: شده باحلديد، الشاطن: عكاه.(106ص –ديوان أمية بن أيب الصلت – )1( .362ص – 2و ينظر الزينة،ج.2265ص – 4ج –) ش ط ن(لسان العرب، مادة – )2(دائرة املعارف العثمانية، –) هـ321ت (أبو بكر حممد بن احلسني بن دريد األزدي – 3،ج)ش ط ن(مجهرة اللغة، مادة – )3(

وهو هنا يصف . ما رسب خثارته وعال صفوه من األشياء كلها: والثفل. ثفله األسود: رب السمن(.58ص – 1هـ،ط1345 ).د خطره على فخذيه، فشبهه برب السمن الذي نالت منه النار فاسودفحال من اإلبل قد جسد ولب

–مراجعة األستاذ علي حممد البجاوي –حتقيق األستاذ حممد أبو الفضل إبراهيم - 11،ج)ش ط ن(ذيب اللغة، مادة – )4( .312ص –الدار املصرية للتأليف والترمجة

.478ص –اهلي ولغة القرآن التطور الداليل بني لغة الشعر اجل –) 5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

103

والعرب تقول لكل منفرد بقوته . فالشيطان إذن مصطلح معروف قبل نزول القرآنوقد سموا بعض رجاهلم املعروفني . )1(وجلده، قوي مستقل بنفسه منهمك يف أمره شيطان

دجل من بين جشم، وشيطان بن احلكم، ذه الصفات شيطانا، ومنهم شيطان بن م .)2(والشيطان بن بكر بن عوف من أجداد علقمة، وبنو شيطان من كندة

:اليوم اآلخر ألفاظ :اال الثالث -

، وهي يف كالم )اجلنة(اجلاهلية كلمة ) اليوم اآلخر(من كلمات اال الداليل الثالث و الجنة أصحاب بلونا كما بلوناهم ناإ﴿: قال اهللا عز وجل. العرب البستان و النخل

والدليل على ذلك قول اهللا تعاىل يف نفس سياق . أصحاب النخل: قال املفسرون.)3(﴾واجلداد والصرام يف النخل، مثل احلصاد يف . )4(﴾ مصبحني ليصرمنها أقسموا إذ ﴿: اآلية

.)5(يف العنب، واالجتناء يف الثمار الزرع، والقطاف

:قال امرؤ القيس

دنالن عيج أطافت به هامرا صريحى تحت نيالع يهف درد6(ت(

.362ص – 2كتاب الزينة،ج – )1( .479ص –التطور الداليل – )2( .القلم 17اآلية – )3( .القلم 17اآلية – )4( .379ص –2كتاب الزينة ، ج – )5( .)وقت قطاع النخل: عمال كسرى، عند صرامه: جيالن.(94ص –ديوان امرئ القيس – )6(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

104

أيود أحدكم أن ﴿: وقال. )1(﴾ كمثل جنة بربوة أصابها وابل﴿: قال اهللا تعاىلكون لهاب تنأعيل وخن نة منن ﴿: وقال. )2(﴾ جع انتنة جآي كنهمسي مإ فبسكان ل لقد

واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ﴿ : وقال. )3(﴾ يمني وشمالكلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم ﴿: وقال. )4(﴾ وجعلنا بينهما زرعاوحففناهما بنخل

ولولا إذ دخلت ﴿:و قال. )6(﴾ ودخل جنته وهو ظالم لنفسه ﴿:وقال. )5(﴾ منه شيئا كتن7(﴾ج(.وقال :﴿ نج كون لكت بأونعيل وخن نة م ﴾)فهذه كلها يف معىن . )8

:قال امرؤ القيس. )9(البستان والنخل

)10(ربـأو كجنة يث نخلاكية فوق عقمة كجرمة ـعلوان بأنط

ن بالنخيل و يعود الشاعر نفسه ليشبه الظعائن وارتفاع هوادجهن واختالف ألوا )11(:يقول.وطلعه املختلف األلوان

.البقرة 265اآلية –)1( .البقرة 266اآلية – )2( .أــسب 15اآلية –) 3( .الكهف 32اآلية –) 4( .الكهف 33اآلية – )5( .الكهف 35اآلية – )6( .الكهف 39اآلية – )7( .اإلسراء 91اآلية –) 8(

.380ص –كتاب الزينة – )9( ).ما صرم من النخل وألقي يف األرض: رمةضرب من الوشي، اجل: العقمة(.74ص –ديوان امرئ القيس – )10( ).موضعان: املطلي بالقار، الصفا واملشقر: السفني املقير.(93ص –املصدر السابق – )11(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

105

فشبـهتهم يف اآلل ملا تكمشوا حـدائق دوم أو سفينا مقيـرا أو املكرعات من نخيل ابن يامن دوين الصفا الالئي يلني املشقرا

م واملفسرون إىل أن اجلنة يف األصل مأخوذة من الستر لقد ذهب أصحاب املعاج. أخذ معىن اجلنة من الستر «:قال الزخمشري. والتغطية، من جنه جينه إذا غطاه وستره

وكأنها لتكاثفها وتظليلها سميت جنة اليت هي املرة من جنه إذا ستره، كأنها سترة واحدة ألنها ثواب ادخره اهللا ألوليائه «لل أبو حامت الرازي تسميتها باجلنة وع. )1(»لفرط التفافها

وبذلك أخرب اهللا . وأهل طاعته، وهو مستور عنهم، وهو مأخوذ من أجن الشيء إذا سترهوا فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كان ﴿ :عز وجل يف كتابه فقال

وسمي البستان أيضا جنة، ألنه : قال.فكأن اجلنة مأخوذة من االجتنان والستر )2(﴾يعملون .)3(»ألنه قد أحيط به وستر ما فيه عن األعين

و اجلدير بالذكر أن اجلنة وهي مصطلح إسالمي شهري ليس مصطلحا جديدا يف .يف العصر اجلاهلي االستعمال القرآين، ألنه ورد باملعىن الذي عرف به، فإن جلها ـ إن مل أقل )العامل الطبيعي(أما األلفاظ اليت يضمها اال الداليل الرابع

أمجعها ـ من الكلمات اجلاهلية، فدالالا دالالت قدمية قدم مدلوالا اليت عرفها االنسان .منذ أمد سحيق

.256ص – 1الكشاف،ج – )1( .السجدة 17اآلية – )2(مفردات ألفاظ القرآن الكرمي ، 57ص –، خمتار الصحاح 421ص – 1ينظر املقاييس،ج. 382ص – 2كتاب الزينة،ج – )3(

. 284ص –الراغب األصفهاين –

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

106

نها كانت تعين لديهم معاين أخرى كثريا، إال أ) األرض(فقد استعمل العرب كلمة .كانت تعين املكان املخصوص من األرض وليس الكرة األرضية. غري معناها اجلغرايف

:قال النابغة )1(املحارب أرضوللحارث اجلفني سيد قومه ليلتمسن بالجمع

أنشد صاحب اللسان لحميد يصف . ةوكانت تعين عندهم أيضا أسفل قوائم الداب :فرسا

ـاربا حبـه ـهـلـيبحوال ل طـاريا البهضأر قلبي 2(ولم( كامالز واألرض .رأنشد البن أمح:

توقالوا أنضأس أرر والردي الصا فمى لسفأم لتيحوت ا بهياك3(ش( للداللة على ما ارتفع فوقهم وأظلهم وأظل ) السماء(واستعمل اجلاهليون كذلك لفظ

:قال النابغة. األرض ى تصوبتـا حهيلح اديلقون على اجلعـمومهـاؤمطـار س4(بق(

:وقال أيضا )5(واألدمي صحيـحالسمـاء م تزل نجوم ولم تلفظ املوتى القبور ول

:األلفاظ املتعلقة بالدين والرساالت الدينية: اال الرابع -

).هو ابن أيب مشر الغساين: احلارث اجلفين.(14ص –ديوان النابغة الذبياين – )1( ).يعين مل يقلب قوائمها لعلمه ا.(61ص – 1ج –) أ ر ض(لسان العرب، مادة – )2( .)أدركت: أنت.(61ص –السابق املصدر –) 3( .67ص – 06اهلامش رقم ] و معلفني على اجلياد حليها[و روي البيت بلفظ .67ص –ديوان النابغة الذبياين – )4( ).ما يلي وجهها: األدمي من األرض.(31ص –املصدر السابق – )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

107

وإذا انتقلنا إىل جمال داليل آخر، وهو األلفاظ املتعلقة بالدين والرساالت الدينية، رازي من النص القرآين، لوجدنا معظمها كلمات إسالمية قرآنية، استقاها أبو حامت ال

.وطائفة منها جاهلية قدمية، واألخرى دخيلة على العربيةإال أن األلفاظ اجلاهلية يف هذا اال، قد محلها القرآن الكرمي معاين أخرى باإلضافة

.إىل دالالا القدميةني أي ذلك ديني وديد: تقول العرب. مثال كانت تعين قدميا العادة) الدين(فكلمة

)1(:قال املثقب العبدي يذكر ناقته. عادتي ديـنــيأبـدا و دينـهتقـول إذا درأت لها وضيني أهـذا

:قال زهري. وكانت تعين الطاعة )2(كوحالـت بيننا فـد دين عمرولئن حللت بجو في بني أسد يف

قال النابغة. و جاء اللفظ مبعىن خمصوص وهو احلج: )3(قد عزما الدينحياك ربي فإنا ال يحل لنا لهو النساء وإن

:يقول النابغة. ثم كانت الكلمة تعين كذلك امللة و اإلله ذات مهلتحممهينب داقوالع رون غيجرا يفم 4(قومي( ، فقد استعملها أهل اجلاهلية مبعىن االشتراك يف البيع، واملرياث أو )الشرك(أما كلمة

:قال اجلعدي.التجارة

.1469ص – 2ج –) د ي ن(لسان العرب، مادة – )1( ).يريد السلطان والطاعة: دين عمرو.(44ص –ديوان زهري بن أيب سلمى – )2( ).مبعىن احلج: الدين.(102ص –ديوان النابغة الذبياين – )3( ).بيت املقدس: مسكنهم، ذات اإلله: حملتهم.(16ص –املصدر السابق –) 4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

108

اوكنارا شابهسـا و يف أحقاهشا يف تيقركرش ـانن1(الع( :قال األعشى. الديين كما عرفوا معناها

)2(يحط من اخليرات تلك البواقيا شركهبه إن تشركوربك ال :و قال كعب

اةطغل قاوممكرالش وراهللا منص ينوا ودى استقامم حتهربض3(ي( لوجدنا أن العرب يف ) نيب، والنذيرال(و إذا انتقلنا إىل أصحاب الرساالت وألقام مثل

وعليه فقد .اجلاهلية قد عرفوا النيب مبعىن املكان املرتفع، ومبعىن املخبر الذي حيمل رسالةاختلف العلماء يف أصل اشتقاقه، فقال بعضهم أنه من النبوة أي الرفعة، ومسي نبيا لرفعته

.)5(﴾اه مكانا عليا ورفعن ﴿: قال تعاىل. )4(عن سائر الناسوالنيب ما . هذا املعىن مأخوذ من األصل اللغوي نبا ينبو إذا ارتفع، ومنه النبوة والنباوة

.)6(والنيب أيضا العلم من أعالم األرض اليت يهتدى ا. ارتفع من األرض :قال أوس بن حجر يرثي فضالة بن كلدة األسدي

ى السيد الصعب لو أنه يقوم على ذروة الصاقبعل )1(من الكاثبالنبي ألصبح رتما دقاق احلصى مكان

.2248ص – 4ج –) ش ر ك(لسان العرب، مادة – )1( .379ص -يوان األعشى الكبريد – )2( .193ص –ديوان كعب بن زهري – )3( .131ص –التطور اللغوي بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )4( .مرمي 57اآلية –) 5( .4333ص – 6ج –) ن ب ا(لسان العرب، مادة – )6(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

109

لو قام فضالة على الصاقب ـ وهو جبل ـ لذلله وتسهل به حتى يصري : يقول. الطريق: النبي:ى صاحب اللسان عن الكسائي أنه قالورو. كالرمل الذي يف الكاثب

من يدلني على : مسعت أعرابيا يقول: وقال أبو معاذ النحوي. واألنبياء طرق اهلدىيب2(أي على الطريق.الن(.

. رب واجلمع أنباءوالنبأ هو اخل. و قال آخرون أنه ـ النبي ـ من نبأ وأنبأ مبعىن أخربوقد حذفت منه اهلمزة لكثرة . وهو فعيل من فاعل. والنيبء هو املخبر عن اهللا

.)3(االستعمال :قال الشاعر اهلذيل أبو ذؤيب. مبعىن اإلخبار يف الشعر اجلاهلي) نبأ(و قد وردت مادة

)4(مسترحيانبؤه تكما تغبط الدنف املستبل بالبرء إن لفظة النيب قليلة الورود يف الشعر اجلاهلي، وما ورد منها إنما هو صور اشتقاقية من مادا اللغوية فقط، حبيث مل يكن مفهومها قريبا من املعىن االصطالحي الذي صنعه القرآن

لح قرآين جديد، خصصه الكرمي، مما يدل على أن النيب مبفهومه اإلسالمي السابق مصط، فصار كالمها من املعاين القرآنية )الرسول(القرآن هلذا املعىن، كما خصص مفهوم كلمة

.)5(اجلديدة

املكان املرتفع، : النيب.(10ص – 1967، 2ط حممد يوسف جنم، دار صادر، بريوت،. حتقيق د –ديوان أوس بن حجر –) 1(

).الرمل اتمع: الكاثب .4333ص –) ن ب ا(لسان العرب، مادة – )2(

.131ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن –) 3( .129ص –ديوان اهلذليني – )4( .132ص –التطور الداليل –) 5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

110

:ألفاظ الفرائض اإلسالمية، واملصطلحات الفقهية: اال اخلامس -

اهلية، كااالت اليتوتأيت بعد ذلك جماالت داللية أخرى تقل فيها نسبة األلفاظ اجلوال يعين هذا أن ألفاظ هذه ااالت . اإلسالمية واملصطلحات الفقهيةالفرائض : تدور حول

.السابقة مستحدثة كلها، فقد عرف العرب شيئا منها ولكن مبعان وصيغ أخرى :قال األعشى يصف مخرا. مثال مبعىن الدعاء واالستغفار) الصالة(فقد عرفوا

ديها وأبرزها وعليـه ختـموصهباء طاف يهو )1(على دنها وارتسم صلىوقابلها الريح في دنها و

و ملا كانت الصالة ـ يف حقيقتها ـ دعاء وطلبا، فقد انتقل معناها من الدعاء بني فعرف العرب الصالة مبعىن الرمحة . )2(إنسان وإنسان، إىل الدعاء والطلب من اهللا عز وجل

:قال عدي بن الرقاع. من اهللا تعاىل )3(اإلله على امرئ ودعته وأتم نعمته عليه وزادها صلى

حاول علماء اللغة و التفسري أن جيدوا الصلة بني املعىن اللغوي واملعىن االصطالحي . لكلمة صالة

وحقيقة . فريى الزخمشري يف كشافه أنها على وزن فعلة من صلى كالزكاة من زكىقال أهل اللغة إنها ـ .)4(صلى حرك الصلوين، ألن املصلي يفعل ذلك يف ركوعه وسجوده

).دعا هلا أن ال حتمض وال تفسد: قال.(2490ص – 4ج –) ص ل ا( لسان العرب، مادة – )1( .181ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )2( .2490ص – 4ج –) ص ل ا(لسان العرب، مادة – )3(

.181ص –التطور الداليل – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

111

ل موصل الفخب من الناقة وغريها، وأونفا الذنكتلوين ومها مذين أي الصالة ـ من الص .)1(من اإلنسان، ألنه حيركهما يف ركوعه وسجوده

، وهناك )2(ويرى بعضهم أنها من الصلة ألنها تصل اإلنسان خبالقه، وتقربه من رمحتهوقد قاله األزهري بعد أن أورد اآلراء اليت قيلت يف . من يراها أن األصل فيها هو اللزوم

.)3(إنما الصالة لزوم ما فرض اهللا تعاىلوالقول عندي هو األول، : الصالة قالو ال يستطيع الباحث أن جيزم حبقيقة املعىن األصلي الذي منه انتقلت الصالة إىل

. و األرجح أن الكلمة يف معناها مأخوذة من معىن الدعاء والطلب...معناها اإلسالمي) صلى(راء استعملوا كلمة وذلك للصلة القريبة يف املعىن بني الصالة والطلب، وأن الشع

إال . وهذا يدل على أن القرآن الكرمي استعمل ما استعمله العرب يف شعرهم. مبعىن الطلبأن القرآن خصص الصالة باهليئة املعروفة فأصبحت هي الركن الشهري من أركان

نبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه إن الله وملائكته يصلون على ال ﴿: قال تعاىل.)4(اإلسالم .)5(﴾وسلموا تسليما :قال خالد بن زهري اهلذيل. مبعىن السرية حسنة كانت أو قبيحة) السنة(و عرفوا

نم نعزجفال ت ةني سل راضا فأوهترس تأنةنا سهسريي ن6(م(

.2490ص – 4ج –) ص ل ا(لسان العرب، مادة - )1(

.182ص –ر الداليل التطو – )2( .2490ص – 4ج –) ص ل ا(لسان العرب، مادة – )3(

.183ص –التطور الداليل –) 4( .األحزاب 56اآلية – )5( .157ص –ديوان اهلذليني –) 6(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

112

:ال زهريوق )1(فإن قومي اعتلوا علي كفاني سنة يسن لـي قومي يف عطائي

:قال كعب بن زهري. مبعىن العطية) النافلة(واستعملوا طاكي أعالذ اكدال ههلةمافيل نفصيظ وتواعا ميهف 2(ال قرآن(

اللية ثماالنسان : أوهلما: يبقى جماالن آخران من جماالت مصطلحات الزينة الد .اتمع اجلاهلي وثقافته وتكوينه:واملعرفة اإلنسانية، وثانيهما

النفس، الروح، العقل، العلم، اجلهل، البصرية، : أما األول، فدارت حوله كلمات مثلةاإلنكار، ومجيعها من الثروة اللفظية اجلاهلي.

):النفس(قال النابغة يف كرأت فلم لفتحفسكنل عطائ ووه ةذو أم نأثمل يهة و3(ريب(

:وكانت النفس عندهم تطلق على االنسان كله كما قال كعب ـمـا لهال قلنفسوبن فسن ا إن لـما بـهونيداأقوهد4(ت(

:قال النابغة. فهو عندهم الدية) العقل(أما )5(وال قـود عقللما رأى واشق إقعاص صاحبه وال سبيل إىل

: أو هو احلكمة يف قوله أيضا

. 364ص –ديوان زهري بن أيب سلمى – )1(

.133ص –ديوان كعب بن زهري – )2( ).الدين والطريق القومية: األمة.(77ص –ديوان النابغة الذبياين – )3( ).تدفعون ديتها: نقاصصكم، تدوها: أقيدونا.(185ص –ديوان كعب بن زهري – )4( ).القصاص: الدية، قود: القتل اخلاطف والسريع، العقل: إقعاص.(34ص –ديوان النابغة الذبياين - )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

113

وكعأد له قل فقالتلعل كني منيشغال تيـا وافهوراد1(بالظلم ب( ):العلم(وقال يف )2(إال حسن ظن بصاحبعلم حلفت يمينـا غير ذي مثنوية وال :مبعىن االندفاع والتهور) اجلهل(وقال يف )3(الشبـاب اجلهـلفإن يك عامر قد قال جهـال فإن مظنـة

:وقال أيضا يف املعىن نفسه سؤا بي دني أسالوا بر خامو عنب ـلقالتهام للجأقـوارا لر4(ض(

.، دعاء كانت تستعمله العرب على جهة التعنيف)يا بؤس للجهل(وتعبري :ة والقوة يف البصروهي هنا مبعىن احلد) البصرية(وقال النابغة يف

)5(وتبعث حراسـا علـي وناظـرا بصرية رأيتك ترعـاني بعين وفيه أورد أبو حامت . وأما اال الداليل الثاين، فهو اتمع اجلاهلي وثقافته وتكوينه

لعم، اخلال، اآلل، األهل، العشرية، األب، األم، االبن، األخ، األخت، ا: الرازي ألفاظا مثلويف بيانه لثقافة اتمع . وهي ألفاظ وردت مجيعها يف النصوص اجلاهلية. القبيلة، العصبة

ما تتوافر شواهده ...اخلمر، امليسر، األنصاب، األزالم: اجلاهلي، عقد القول للكلمات مثل .يف الشعر اجلاهلي بكثرة

).كمةمبعىن احل: العقل.(62ص – ديوان النابغة الذبياين – )1( ).أي مل يستثن فيها ثقة بصاحبه: غري ذي مثنوية.(14ص –املصدر السابق – )2( ).أي أن الشباب مقرون به اجلهل: مظنة اجلهل الشباب.(20ص –املصدر السابق – )3( ).أي فارقوهم واقطعوا حلفهم: خالوا.(104ص – املصدر السابق – )4( .59ص – املصدر السابق – )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

114

ها كلمات وجدت بألفاظها وصيغها هذا العرض للكلمات اجلاهلية إنما قصدنا به أنوقد كان من هدفنا أن نوضح دالالت هذه . اليت أوردها صاحب الزينة يف الشعر اجلاهلي

الكلمات يف اجلاهلية، واليت تقارب أحيانا معانيها يف العصر اإلسالمي، لما اعتورها من .تطور داليل

األول الذي تنبه له الرازي يف كتابه الزينة وهو اللغوي الصنفو ذا نكون قد عرفنا األلفاظ اجلاهلية، ويبقى بعده املستوى اللغوي الثاين وهو األلفاظ اإلسالمية اليت جاء ذكرها

.يف القرآن الكرمي األلفاظ اإلسالمية: الصنف الثاين

هلا نعين ا تلك األلفاظ اليت استحدثها القرآن الكرمي، واليت عرفت العرب أصو تيوسنص القرآين قد خلع عليها دالالت جديدة ذاعت وانتشرت وتها إال أن النومواد

.معها دالالا اجلاهليةونقتصر يف ذلك على األلفاظ القرآنية حا الداللية يف كتاب الزينة سبوهي جماال:

:ألفاظ عامل الغيب: اال الداليل األول -ففي .معاجم اللغة بشكل موجز )1(اذكرهذه املادة ).الكرسي:(أوهلما:يضم لفظني

وتكرس أس البناء . ورد أنها من تكرس الشيء وتكارس مبعىن تراكم وتالزب لسان العربدواشت لب2(ص(.

.455ص –لتطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن ا – )1( .3854ص – 5ج –) ك ر س(لسان العرب، مادة – )2(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

115

. بالكسركرسي :الكرسي واحد الكراسي، وربما قالوا:وجاء يف خمتار الصحاحونسب أبو حامت الرازي الكرسي إىل .)1(والكراسة واحدة الكراس والكراريس والكرارس

.)2(كرسي امللكويبدو من خالل ذلك أن هذه املعاجم تريد أن جتد سببا بني هذه الكلمة وبني األصل

ق كتاب الزينة أن هذا الرأي فيه تعسف حمق األستاذ اهلمذاين ، يف حني يرى)3(العريب هلاوليؤكد صحة ما ذهب .)4(شديد، وأنه بعيد عن معىن األصل وعن الصيغ العربية املعروفة

إليه، أورد األستاذ رأيا للدكتور مهدي حسن يرى فيه أن هذا اللفظ مبعناه املقعد العظيم أو هذا األصل انتقل إىل اللغات اهلندية ، وأنالعرش، دخل قدميا يف العربية من الصينية

األوربية، وإىل اللغات اهلندية والفارسية القدمية ثم إىل اآلرامية، ومن اآلرامية أخذته .)5(العرب

و الباحث يرى أن هذا الرأي أقرب إىل الصواب، ألن الكلمة مل ترد يف شعر العرب كذلك ـ أي عربية األصل ـ لوردت يف ولو كانت. باملعىن الذي أراده القرآن الكرميخاصة وأن الشعر اجلاهلي حافل مبدائح امللوك ). العرش(أشعارهم، كما وردت كلمة

وأوصاف جمالسهم، ملا كانوا يشاهدونه يف بالط ملوك احلرية والغساسنة، ومن وراء قصور .األكاسرة والقياصرة

.234ص –) ك ر س(خمتار الصحاح، مادة –) 1( .330ص – 2ج – كتاب الزينة – )2( .456ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )3( .330ص – 2ج –نة كتاب الزي – )4( .330ص –املصدر السابق –) 5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

116

ا كتب التفسري فلم تبحث يف أصل الكلمة، بل وجهت كل اهتمامها يف تفسري أم .)2(، وحماولة تعيني املراد منها، خاصة أنها نسبت إىل اهللا عز وجل)1(الكلمةالله ال إله إال هو ﴿ :يف قوله تعاىلاألوىل ورد لفظ الكرسي يف القرآن الكرمي مرتني

وال نة ونس ذهأخال ت ومالقي يالح فعشي ين ذا الذض مي األرا فمو اتاومي السا فم له مما شاء عنده إال بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وال يحيطون بشيء من علمه إال ب

و ضاألرو اتاومالس هيسكر عسويمظالع يلالع وها ومفظهح هودؤل وقد)3(﴾ ال يأو

ولقد فتنا سليمان وألقينا ﴿ :والثانية هي قوله عز وجل.بعض العلماء الكرسي هنا بالعلمابأن ا ثمدسج هيسلى كرهنا ـ كما أمجعت كتب التفسري ـ هو مبعناه )4(﴾ ع يوالكرس

.املعروف وهو املقعدويظهر من خالل هذا العرض السابق، أن الكرسي أصبح مصطلحا يف القرآن الكرمي، له معىن حمدد، وإن اختلف العلماء يف حتديد املراد الدقيق له، فهو مصطلح جديد من

القرآن مل يكن عندهم إحساس به، وال ورد مصطلحات الغيب، ألن العرب قبل نزول .باملفهوم القرآين ذكره يف أشعارهم

، واحد من املالئكة وظيفة، ومن اجلن نسبا وأصال، )إبليس(وثاين هذين اللفظني هو عصى ربه عز وجل، فطرده اهللا من رمحته، وأخرجه من جنته، وأسكنه هذه األرض، اليت

.، وغريها من كتب التفسري424/ 2تفسري ابن كثري ،1/120، حاشية العالمة الصاوي 1/189كتفسري أيب السعود – )1( .456ص –التطور الداليل – )2(

.البقرة 255اآلية – )3( .ص 34اآلية – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

117

فصار كل منهما عدوا لآلخر، إىل أن يرث اهللا األرض ومن سكنها اإلنسان أيضا، .)1(عليها

للمالئكة قلنا وإذ ﴿ :إحدى عشرة مرة يف قوله تعاىل ورد ذكره يف القرآن الكرمي خلقناكم ولقد ﴿ ،)2(﴾الكافرين من وكان واستكبر أبى إبليس إال فسجدوا آلدم اسجدوا

ثم اكمنروص ا ثمقلن كةآلئلموا لدجاس موا آلددجإال فس يسلإب كن لمي نم يناجد3(﴾الس( ،﴿ إال يسلى إبكون أن أبي عم يناجدالس﴾)ا قال ﴿، )4ي يسلا إبم أال لك

قال إبليس إال فسجدوا آلدم اسجدوا للمآلئكة قلنا وإذ ﴿ ،)5(﴾ الساجدين مع تكوندجأأس نمل لقتينا خإذ﴿، )6(﴾طا وقلن كةلائلموا لدجاس مآدوا لدجإلا فس يسلكان إب

نم ف الجنقفس نر عأم هبر هذونختأفت هتيذراء ويلن أووني مد مهو لكم ودع بئس نيملظالال لد7(﴾ب( ،﴿إذا وقلن كةلائلموا لدجاس مآدوا لدجإلا فس يسلى إبأب﴾)8( ،

﴿ودنجو يسلإب مونأج9(﴾ع( ، ﴿لقدو قدص همليع يسلإب هظن وهعبفريقا إلا فات نم

.471ص –اجلاهلي ولغة القرآن التطور الداليل بني لغة الشعر – )1( .البقرة 34اآلية – )2( .األعراف 11اآلية –) 3( .احلجر 31اآلية – )4( .احلجر 32اآلية – )5( .اإلسراء 61اآلية –) 6( .الكهف 50اآلية –) 7( .طه 116اآلية –) 8( .الشعراء 95اآلية –) 9(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

118

ننيمؤ1(﴾الم( ، ﴿إلا يسلإب ركبتكان اسو نم رينالكاف ﴾)ا قال﴿ ، )2ي يسلا إبم كعنأن م .)3(﴾ العالني من كنت أم تكبرتأس بيدي خلقت لما تسجد أن

اسم أعجمي يف األصل، وهذا رأي أيب ) إبليس(يرى فريق من العلماء والباحثني أن من العلماء القدامى، ورأي بعض الباحثني يف اللغات من احملدثني يرون أن الكلمة )4(عبيدة

يف ) ديا(عجم الكبري أن العرب حذفت وجاء يف امل). ديابولس(دخلت حمرفة من اليونانية أول الكلمة، وتوصلوا للنطق بالساكن بزيادة ألف يف أوله، وأنه مل يرد ذكره يف املعاجم

وقد يكون العرب أخذته من اليونانية مباشرة باتصاهلم بنصارى العرب .اآلرامية والسريانية .)5(كما أشار إليه جيفري املوالني للكنيسة البيزنطيةأن الكلمة عربية األصل مشتقة من أبلس الرجل إذا انقطع ومل تكن وذهب فريق آخر

: سكت، وأبلس من رمحة اهللا: قطع به، وأبلس: ويف معاجم اللغة أبلس الرجل .)6(له حجة .)7(أي أويس: ة اهللاأي يئس وندم ومنه سمي إبليس، وسمي أيضا ألنه أبلس من رمح: اهللا

هلذه الكلمة وناقش آراء من زعموا " إبليس" وقد تعرض األستاذ العقاد يف كتابهولسنا على يقني من انقطاع الصلة بني الكلمة اليونانية «:بعجمتها ثم قرر عروبتها يف قوله

تتوقف على الداللة اليت ولكننا على يقني من أن شخصية إبليس حتتاج، بل. والكلمة العربية

.سبأ 20اآلية – )1( .ص 74اآلية – )2( .ص 75آلية ا – )3( .375ص – 2ج –كتاب الزينة – )4( .02اهلامش رقم – 375ص – 2ج –هذه اآلراء ساقها حمقق كتاب الزينة – )5( .375ص – 2ج –كتاب الزينة – )6( .343ص – 1ج –) ب ل س(لسان العرب، مادة – )7(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

119

جاءتستفيدالر صفات إبليس على . ها من مادة اإلبالس، أي فقد مفإن ضياع األمل ألزوقد فرق هذا املعىن بني كلمة إبليس وكلمة الشيطان يف مالمح ...ألسنة اخلاصة والعامة

هما شروح الفقهاء وكذلك فرقت بين.فهذا قد ضيع احلق، وهذا قد ضيع الرجاء. الشخصيةقت بينهما الداللة امللميطنة واإلبالسوفر1(وحة بني الش(«.

ه عريبواب ألن األصل يف القرآن الكرمي أنأي الثاين هو األقرب إىل الصوأعتقد أن الراللسان، باإلضافة إىل أن مادة الكلمة واشتقاقاا وردت يف القرآن الكرمي، حيث وردت فيه

﴿:خمتلفة منها قوله تعال يف عدة مواضع ويف سور )يبلس، ومبلسون، ومبلسني(كلمات حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم ﴿:وقوله أيضا)2(﴾ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون

ونبسلبم مة فإذا هتإن ﴿:وقوله تعاىل)3(﴾غو هلن قبهم مليل عزنل أن ين قبوا مكانسنيلبومنها أن العرب استعملوا هذا املعىن يف أشعارهم، فقد ورد يف أراجيزهم.)4(﴾ لم:

وعرفت يوم اخلميس األمخاس وقد نزت بني التراقي األنفاسويف الوجوه صفرة وإبالس من ريامل دوق وتد ه5(الناس اب(

أن ما ورد من شعر يف هذه الكلمة، وما ورد من آيات القرآن الكرمي )1(ومنها أيضا

فيما وصف إبليس، يتفق يف املعىن من حيث داللة هذه الكلمة على ما كان معروفا على

.473ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )1( .الروم 12اآلية – )2( .األنعام 44اآلية – )3( .الروم 49اآلية – )4( .02اهلامش رقم – 376ص – 2ج –كتاب الزينة – )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

120

د قطع فإبليس يف آيات القرآن الكرمي يائس من رمحة اهللا، ومطرود منها، وق. ألسنة الناس .به، وأهبط إىل األرضىل األسباب السابقة، أرى بعروبة الكلمة واشتقاقها، إذ صارت يف وعليه واستنادا إ

املفهوم اإلسالمي مصطلحا شائعا مشهورا، وهي من املصطلحات اجلديدة اليت صنعها .القرآن الكرمي

:ألفاظ اليوم اآلخر: الثاينالداليل اال -وقد ورد هذا اللفظ يف القرآن الكرمي يف مئة ومخس عشرة . )اآلخرة(ل جند ألفاظا مث

وتدور أغلب هذه اآليات حول معىن واحد هو تلك احلياة البعيدة عنا واليت تبدأ بيوم . آيةربنا آتنا في الدنيا ﴿:وقد جاء اللفظ منفردا يف أكثر من آية كقوله تعاىل. القيامة والبعث

ة ونسارحالن ذابا عنقة ونسح ةري اآلخكقولهوجاء نعتا لكلمة دار . )2(﴾ف:﴿ ارالدوكيف بدأ الخلق ثم الله ﴿:، ونعتا للنشأة يف قوله)3(﴾اآلخرة خير للذين يتقون أفال تعقلون

ما سمعنا بهذا ﴿:لملة يف قولهل ونعتا ،)4(﴾الله على كل شيء قدير ينشئ النشأة الآخرة إنلاقتذا إلا اخإن ه ةرالآخ لةي المجاءت الكلمة صفة لقول فرعون السابق على كما .)5(﴾ف

.)6(﴾فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ﴿:قوله تعاىل

.474ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )1(

.البقرة 201اآلية – )2( .األعراف 169اآلية – )3( .العنكبوت 20اآلية – )4(طبعة دار (تفسري اجلاللني : ينظر. ويقول املفسرون أن املقصود بامللة اآلخرة هنا هو دين عيسى عليه السالم. ص 07اآلية – )5(

.598ص –) 1983بريوت ،القلم .النازعات 25اآلية – )6(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

121

اآلخر : جاء يف اللسان. غة العربية مقابل الدنيا واألوىلعرفت كلمة اآلخرة يف اللهن األوالت دخوال واآلخرات «: حكى ثعلب. واألنثى آخرة. خالف األول

كلبق يسلف لواأل تأن «:قوله وهو يمجد اهللا عز وجل عن النيب يورو)1(»خروجايءش وأنت اآلخلف ريس بعدك شر خالف . )2(»ءيويف شعر العرب ما يدل على أن اآلخ

:قال عوف بن األحوص. )3(األول، واآلخرة خالف األوىل ـرـامة سيرفهم باملشكأن مهعطتسن فلم هم بكروند تبح

ا بلون ووممنهم أو قلحـى و يدعوت ثوبت بكر ترحر4(آخ(

كما ورد يف شعرهم ما يدل على أنهم كانوا يدركون أن اآلخرة هي احلياة الثانية بعد :الدنيا، ويدل على ذلك قول املثلم بن رباح املري

)5(ودنيا تنفع آلخـرةأجـرا إني مقسم ما ملكت فجاعـل رآين استعمله القرآن الكرمي يف املعىن قوعلى هذا فاآلخرة ـ ذا املعىن ـ مصطلح

الذي كان معروفا عند اجلاهليني بأنه احلياة األخرى، كما يفهم من بيت املثلم بن رباح ريا هلذه احلياة، ألن اآليات الكثرية وميكن القول إن القرآن الكرمي خصصه كث. املري السابق

.38ص – 1ج –) أ خ ر(لسان العرب، مادة – )1( .38ص –) أ خ ر(مادة ينظر لسان العرب، . 137ص – 1ج –الكشاف –) 2( .371ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )3( .341ص –ديوان املفضليات – )4( .371ص –التطور الداليل – )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

122

اليت وردت فيها كلمة اآلخرة، جعلتها تتخصص يف أفهام الناس ذا املعىن، وتبتعد عن .)1(املعىن اللغوي األساسي هلا

. مثانيا وثالثني مرة مبعىن الطريق ، فقد ذكرت يف النص القرآين)الصراط(أما كلمة وأغلب . )2(﴾ تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله وال ﴿:قال اهللا تعاىل

ومل يبحث العلماء يف . صراط مستقيم: ، فيقال)مستقيم(هذه اآلي ينعت فيها اللفظ بكلمة صراط فقد أما كلمة ال .، اسم فاعل من الفعل استقام)3(، ألا واضحة مفهومةالكلمة الثانية

اختلف حوهلا علماء اللغة، فمنهم من رأى أنها عربية األصل، وأن الصراط سمي ذا ألنه كما سمي ...وقيل للطريق صراط ألنه يسترطهم فيذهب م. يسترط الناس أي يبتلعهم

وهو طعام يبتلع من غري ،)4(، ومنه السرطراطواسترط معناه ابتلع. طريقا لطروقهم األزقة .)5(مضغ، فكأن الصراط سمي بذلك

حكى النقاش وابن اجلوزي أن الصراط الطريق بلغة « :قال السيوطي يف اإلتقان، أخذته strata وأصل اللفظ يف الالتينية سطراطا. الروم،ثم رأيته يف كتاب الزينة أليب حامت

)6(» وماين يف اآلرامية، ومنها أخذته العرباليونانية مث دخل مع احلكم الر

.372ص –التطور الداليل – )1( .األعراف 86اآلية – )2( .464ص –التطور الداليل – )3()4( – رت يف سرطراط الرلطاء تبليغا يف وصفه، واستلذاذ آكله إياه إذا سرطه وأساغه يف حلقهاء واكر. .401ص – 2ج –كتاب الزينة – )5( .04، اهلامش رقم 142ص – 1ينظر كتاب الزينة،ج. 398ص –املصدر السابق – )6(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

123

ويؤكد هذا الترجيح . ، فيه ترجيح على أن الكلمة معربةمن خالل قول السيوطيفمثال لفظ الصراط هي من األلفاظ اليت نطق ا « :الدكتور حلمي خليل حيث يقول

ت واضحة يف اللغة القرآن الكرمي واليت الشك أنها عربت قبل اإلسالم، ال جند هلا مشتقاوعلى العكس من ذلك جند . العربية، وذلك على الرغم من أننا جندها يف صيغة فعال العربية

اليت أقحمت فيها هذه اللفظة باعتبار أن الصاد هي السني املطبقة، جند ) س ر ط(أن مادة بعد ذلك كلمة وتبقى . اشتقاقات كثرية مما يؤكد أصالتها يف العربية) س ر ط(ملادة

أو كما يقول األب . املعربة عن الالتينية لتعلن عن أصلها الغريب عن اللغة العربية) الصراط( )strata.«)1هنري فليش أنها ليست سوى الصورة النهائية اآلرامية للكلمة الالتينية

:الدين والرساالت الدينية: الثالثاال الداليل -

حيث ورد هذا اللفظ يف القرآن ست مرات، وهي ) ماإلسال: (من ألفاظه القرآنية ﴿:وقال أيضا. )2(﴾ إن الدين عند الله اإلسالم ﴿:قال تعاىل .مجيعا مبعىن الدين املخصوص

ريناسالخ نم ةري اآلخف وهو هنل مقبا فلن يينالم داإلس رغ غيتبن يملوقا. )3(﴾و:﴿ .)4(﴾ وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا

الرباءة والتسليم (والكلمة عربية االشتقاق، وردت يف أشعار العرب مبدلوالا املختلفة وقد أصبحت هذه الكلمة فيما .كلها إىل أصل واحد اليت ميكن أن تردو) واخلضوع والتحية

ذلك أن اإلسالم .مصطلح يف حياة املسلمني، وأشهر مصطلح ديين على اإلطالق بعد أشهر

.465ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )1( .آل عمران 19اآلية – )2( .آل عمران 85اآلية – )3( .املائدة 3اآلية – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

124

وقال أبو : جاء يف اللسان. )1(يف املصطلح القرآين يعين اتباع أمر اهللا واخلضوع واالنقياد له .)2(»املسلم هو املستسلم ألمر اهللا « :بكر حممد بن بشار

ح اإلسالمي مبعناه يف االستعمال اللغوي، فالقرآن الكرمي أظهر بوضوح ارتباط املصطلولكنه ـ أي القرآن ـ ظل دوره قائما يف ختصيص هذا املعىن من جهة لغوية وتعميمه يف

فكل ما يتصل بالدين إنما هو من اإلسالم، ألن الدين . حياة األمم من جهة دينية مبدئية .)3(عند اهللا اإلسالم

ومن أهل ﴿:جاء يف قوله تعاىل). النفاق(يل الثالث، كلمة ومن كلمات اال الدال مهلمعفاق ال تلى النوا عدرم ةيندم ﴿:وقوله.)4(﴾الموإلى ي ي قلوبهمنفاقا ف مهقبفأع

هنلقو5(﴾ ي( .نفاقا ﴿:وقولها وكفر دأش ابراألع ﴾)6(. والنفاق الدخول يف اإلسالم من وجه واخلروج عنه من وجه آخر، وهو مشتق من

وهو الذي يستر ،وهو اسم إسالمي مل تعرفه العرب باملعىن املخصوص له. نافقاء الريبوع )7(كفره ويظهر إميانه، وإن كان أصله يف اللغة معروفا

.253، 252ص –التطور الداليل – )1( .2080ص – 3ج –) س ل م(لسان العرب، مادة – )2( .253ص –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن – )3( .التوبة 101اآلية – )4( .التوبة 77اآلية –) 5( .التوبة 97اآلية –) 6(

.4509ص – 6ج –) ن ف ق(لسان العرب، مادة – )7(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

125

: نفقت الدابة، تنفق نفوقا: منها مبعان عدة دة اللغويةهذه املاعرف العرب يف اجلاهلية ، ونفق ماله ودرمهه وطعامه نفقا ونفاقا و )2(راج): بالفتح(، ونفق البيع نفاقا )1(أي ماتت

أو كما قال )4(كانإىل م صلخيف األرض له م برالس: والنفق. )3(نفق كالمها نقص وقل، ومن املعاين اليت عرفتها )5(إىل موضع آخر قتشيف األرض م برس: قال صاحب اللسان

اء عاصموضع يرققه الريبوع يف جحره، فإذا أخذ من قبل الق: العرب أيضا، النفقة والنافقاء .)6(فانتفق فيها ضرب النافقاء برأسه وخرج

:قال امرؤ القيس نفاهمن خهنأنفاق م يشمن ع قدو نفاهما خكأن7(لبج(

من هنا سمي املنافق منافقا، فهو يدخل يف اإلسالم مث خيرج منه من : قال أبو عبيدةاسم إسالمي مل تعرفه العرب ـ كما ذكرنا سالفا ـ ، وهو)8(غري الوجه الذي دخل فيه

ن يستر كفره ويظهر إميانه، وإن كان أصله يف اللغة باملعىن املخصوص به، الذي هو م .معروفا، وهو مأخوذ من النافقاء ال من النفق وهو السرب

.177ص – 5ج –) ن ف ق(الفراهيدي، مادة –العني – )1( .4507ص – 6ج –) ن ف ق(، مادة لسان العرب – )2( . 4508ص –) ن ف ق(املصدر السابق، مادة – )3( .177ص – 5ج –) ن ف ق(العني، مادة – )4( .4508 ص – 6ج –) ن ف ق(العرب، مادة لسان – )5( .178ص –) ن ف ق(العني، مادة – )6( ).الذي له جلبة: املطر، جملب: أظهرهن وأخرجهن، الودق: خفاهن.(77ص –ديوان امرئ القيس – )7( .4508ص –) ن ف ق(لسان العرب، مادة –) 8(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

126

من الذي كان قبل يف اإلسالم للز ثدإن لفظ اجلاهلية اسم ح: يقول ابن خالويهانه دون البعثة، واملنافق اسم إسالمي مل يعرف يف اجلاهلية، وهو من دخل يف اإلسالم بلس

.)1(منافقا مأخوذ من نافقاء الريبوع قلبه، سميوقول ابن خالويه هذا يدل على أن النفاق مصطلح قرآين جديد خمصوص الداللة يف القرآن، وقد صنع منه القرآن الكرمي لفظا جديدا أيضا هو املنافق كما قال بذلك ابن خالويه

:قوله ونسب إليه روي عن طرفة بن العبدوصاحب اللسان، وال يقدح يف هذا احلكم ما )2(أنافقهأحببت حرا يف إخائهم ولست إذا نافقواوأما رجال

ن صح فهو يدل على ألنه إ"فهذا البيت ال ينفي احلكم بأن النفاق مصطلح جديد؛ الشعر منسوب إىل طرفة، بيت عدم شيوع معىن النفاق يف العصر اجلاهلي، باإلضافة إىل أن

.)3("ومل يتحقق شارح الديوان من تأكيد نسبته إليه :ألفاظ الفرائض اإلسالمية: الداليل الرابع اال -

إال أن مثة . حديثة إن كثريا من ألفاظه اليت أوردها أبو حامت الرازي إنما هي ألفاظف .كاة، الصوم، احلجالزالصالة، : بعض الكلمات القرآنية يف هذا اال مثل

يف واحد وستني آية، هذا عدا وردت لفظة الصالة يف القرآن الكرمي): الصالة(ومن اآليات اليت ورد فيها ذكر الصالة، قوله . اآليات اليت وردت فيها مشتقات هذه اللفظة

﴿:وقوله تعاىل. )4(﴾ ى الخاشعنيواستعينوا بالصبر والصالة وإنها لكبرية إال عل ﴿:تعاىل

.301ص – 1ج –املزهر –) 1( .223ص –م 1962مكتبة األجنلو مصرية، القاهرة، –علي اجلندي . تح د – دديوان طرفة بن العب –) 2( .266ص –التطور الداليل –) 3( .البقرة 45اآلية – )4(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

127

لزكاة وكانوا وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء ا ينابدا ع1(﴾لن(. لة ووالصا فعووز لولةالة يف معاجم اللغة من صال وهي من الواو )2(قيل فعومن ص ،

العظيم الذي فيه : الصال: ، وقد اختلف أهل اللغة يف أصلها فقالوا)3(وتجمع على صلواتالعظم الذي عليه اإلليتان، وهو آخر ما يبلى : الصمغرز ذنب الفرس واالثنان صلوان، وال

. )5(؛ ألن املصلي يلني وخيشعيت العود إذا لينتهمن صل: الصالة: ويقال. )4(من اإلنسان: وسط الظهر لكل ذي أربع وللناس، وإذا أتى الفرس على أثر الفرس السابق قيل: والصالليالقد صصال الذي بني يديهى وجاء م6(؛ ألن رأسه يتلو الص(.

اجقال الزوم، وقال األزه: جالة اللزوم ما فرض اهللا : رياألصل يف الصالة لزالصالتعظيم، وسميت الصالة املخصوصة : إىل أن أصل الصالة وذهب بعض أهل اللغة. تعاىل

صالة لما فيها من تعظيم الرب، وذهب آخرون إىل أن الصالة يف اللغة أصلها الدعاء، قال املخصوصة، وأصلها الدعاء يف تكرر يف احلديث ذكر الصالة، وهي العبادة: ابن األثري

.)7(اللغة، فسميت ببعض أجزائها

.األنبياء 73اآلية – )1( .153ص – 7ج –) ص ل و(، مادة العني – )2( .2402ص – 6ج –) ص ل ا(ينظر الصحاح، مادة .2490ص – 4ج –) ص ل ا(لسان العرب، مادة – )3(مؤسسة – 1، جحتقيق زهري عبد احملسن سلطان –أمحد بن فارس –ينظر، جممل اللغة . 2490ص –املصدر السابق – )4(

.538ص –الرسالة .538ص – 1ج – اللغةجممل – )5( .153ص – 7ج – )ص ل و(العني، مادة – )6(

.2490ص – 4ج –) ص ل ا(لسان العرب، مادة – )7(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

128

ومما جاء يف الشرع الصالة، « :املزهر من األمساء اإلسالمية فقال وقد عدها صاحبوأصله يف لغتهم الدعاء، وقد كانوا يعرفون الركوع والسجود، وإن مل يكن على هذه

ع وسجود وهذه العبادة مل تنفصل شريعة منها، وإن فالصالة عبادة فيها ركو. )1(»اهليئةفإذا قضيتم الصالة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى ﴿ :اختلفت صورها لذلك قال تعاىل

مؤلى المع تالة كانالة إن الصوا الصيمفأق منتأنفإذا اطم وبكمناجقوتوا مابتك 2(﴾نني(. لكالم العرب عليها، إال من حيث اشتماهلا على الدعاء فهي حقيقة شرعية ال داللة

وقرب من وهذا املعىن هو األرجح يف أصل الصالة، لما له من صلة. الذي هو أصل معناهاة وهو الدعاء، يقول املعىن اإلسالمي للصالة، وقد استعمل يف القرآن املعىن األصلي للصال

.)3(﴾ وصل عليهم إن صالتك سكن لهم والله سميع عليم ﴿ :اهللا تعاىلجاء القرآن الكرمي فخصص الصالة إذ صارت عبادة خمصوصة، هلا هيئة معروفة، بل

فباتت مصطلحا . هي الركن الثاين من أركان اإلسالم هلا أثرها يف حياة اإلنسان املسلموأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء ﴿ :قال تعاىل. قرآنيا علما على هذه العبادة

.)4(﴾والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ، ومن )5(عظمها يف سورة البقرةأربع عشرة آية م ورد يف القرآن الكرمي يف): الصيام(

أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما يا ﴿:قوله تعاىل ،مواضع ذكر الصيام يف القرآن

.295 –ص – 1ج –املزهر – )1( .النساء 103اآلية – )2( .التوبة 103اآلية – )3( .العنكبوت 45اآلية – )4( .218ص –التطور الداليل – )5(

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

129

فمن لم يجد فصيام شهرين ﴿:، وقوله تعاىل)1(﴾ كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون .)2(﴾ متتابعين من قبل أن يتماسا

اما، واصطاميما وصوص ومصي اميام من صهذا أصل اللغة يف :والص ،كإذا أمس: ركدت، وصامت الشمس: إذا مل يعتلف، وصامت الريح: ويقال صام الفرس. الصوم

ويقال رجل صائم وصوم، . )3(شجر يف لغة هذيل: ، والصوماستوت يف منتصف النهارمواسم مجع وقالوا: وص :ومكاح والكالم: مجع صائم، والصراب والنالطعام والش 4(ترك( .

الصوم هو الصرب، يصرب اإلنسان على الطعام والشراب : ومنه قول سفيان بن عيينة .)5(والنكاح

بل نزول القرآن، مبعانيها املختلفة وردت لفظة الصيام ومشتقاا يف الشعر العريب، قاإلمساك عن احلركة، فكل شيء سكنت : اليت سبق أن ذكرت، والصيام مبعناه األصلي

:قال النابغة. )6(إذا سكنت حركتها: صائمة يلخ: حركته فقد صام، يقال )7(اللجماتحت العجاج وخيل تعلك صائمة وخيل غير صيامخيل

:ووردت يف شعرهم مبعىن استواء الشمس يف منتصف النهار، قال الشماخ

.البقرة 183اآلية – )1( .اادلة 4اآلية – )2( .171ص – 7ج –) ص و م(العني، مادة – )3( .2529ص – 4ج –) ص و م(لسانت العرب، مادة – )4( .2529ص – 4ج –) ص و م(املصدر السابق، مادة – )5( .219ص –التطور الداليل – )6( ص -1911مصر، –، مطبعة اهلالل )الشاعر اجلاهلي الشهري، نقال عن ديوان الشعراء اخلمسة( ديوان النابغة الذبياين – )7(

125

أصناف المفردات في كتاب الزینة الفصل الثاني

130

)1(عليها وديقة من احلر إن يطبخ بها النيء ينضج صامتجنوب وإن إذن العرب مل تعرف الصيام يئته اليت جاء ا اإلسالم، فلم تعرف العرب الصيام إال

الثبات والسكون، فتطور عنه املعىن اجلديد للصيام وهو اإلمساك عن الطعام اإلمساك، و، وجعلته الركن الثالث من أركان )2("زادت الشريعة النية "والشراب والنكاح، كما

اإلسالم، بكل هذا صار الصيام مصطلحا قرآنيا خاصا مبعىن حمدد يف شهر معين هو شهر .)3(رمضان

ر من القول، نكون قد استعرضنا طائفة من الكلمات القرآنية اليت وردت عند هذا القديف كتاب الزينة، ملتزمني بلفظ الكلمة قيد البحث وصورا الصرفية، وذكرها يف القرآن

.الكرمي مث داللتها يف هذا النص مقارنة مبعناها األصلي كلما أمكن ذلك :األلفاظ املولدة: الصنف الثالث

وى األخري من مستويات األلفاظ الواردة يف كتاب الزينة، واليت مل توجد أما املستبصيغتها يف النصوص اجلاهلية أو القرآنية، هي األلفاظ املولدة، واملقصود بالتوليد استحداث ألفاظ جديدة من حيث املبىن الصريف والداللة، إال أن هذه األلفاظ مركبة من مواد لغوية

وتقع هذه . عض القوالب واألوزان الصرفية أو اللواحق ذات املعىنقدمية مع إضافة بألقاب الفرق : الكلمات أو املصطلحات املولدة من كتاب الزينة حتت جمال داليل واحد هو

.)4(اإلسالمية

.219ص –التطور الداليل – )1( .295ص – 1ج – املزهر – )2( .220ص –التطور الداليل – )3( .من هذا البحث "معامل الداللة الصرفية يف كتاب الزينة "حتت عنوان الفصل األول ينظر – )4(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

134

التفريع الداليل يف كتاب الزينة: أوال

إن التطور الذي أصاب جمتمع ما قبل اإلسالم بعد أن بعث اهللا يف الناس رسوال مبشرا ، قد بانت نتائجه على اللغة، فقد دفعت العقيدة اجلديدة اتمع العريب إىل إبداع ونذيرا

واالجتماعية، واالقتصادية اليت جاء لغوي صحب هذه الثورة الدينية، والفكرية، والسياسية، ا اإلسالم، فاستجدت كلمات، وأميتت كلمات وتغيرت دالالت كثري من األلفاظ

ففي تاريخ اللغة العربية .)1(دت هلا دالالت مل تكن هلا من قبلاحنصارا أو اتساعا، واستجدراسة ة الريادة يف يف كتابه الزين) هـ322(لصنيع أيب حامت أمحد بن محدان الرازي كان

التطور الداليل، فقد تناول جمموعة من األلفاظ اإلسالمية املتطورة دالليا، وعرض يف أثناء فرأى أن .دراستها ألمور تتصل بتاريخ العربية وتأصيل الدالالت واشتقاق اجلديد من القدمي

نحت دالالت دمية موإما ألفاظ ق –. إما قدمية موروثة بألفاظها ودالالا -: غةتلك اللجديدة بعد جميء اإلسالم، أي أنها أصاا التطور الداليل فعمم معناها أو خصص أو نقل

وإما ألفاظ جديدة يف –. إىل معىن آخر، وكانت من قبل مستعملة يف دالالت أخرى ا الرسول صيغها ودالالا، وهي من البنية الصرفية العربية نزل ا القرآن أو دل عليه

وإما ألفاظ أعجمية اقترضتها العرب من لغات األمم –. ومل تكن تعرفها العرب قبل ذلك

دار األمل للنشر، – 2007 1ط –علي حممد . تقدمي، د -هادي ر. تأليف، د –علم الداللة التطبيقي يف التراث العريب –)1(

. 616ص –األردن

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

135

، وأنشأا على أوزاا فأصبحت من نسيج األخرى وعربتها، أي أنها صاغتها على أبنيتها .)1(العربية ومل تعد متت إىل أصوهلا القدمية بسبب

«:قال أبو عبيدة ،)2(﴾ ومزاجه من تسنيم ﴿:جاءت يف قوله تعاىل) تسنيم(فكلمة فظ ال يوجد له أصل يف أن هذا الل": نولدكه" وذكر املستشرق . )3(»تسنيم عني يف اجلنة

الشعر اجلاهلي، وال يف اللغات السامية القدمية، وعده من الكلمات اليت نطق ا القرآن .)4(الكرمي

قال اجلواليقي يف )5(﴾ ينا فيها تسمى سلسبيلاع ﴿:يف قوله تعاىل) سلسبيل(وكلمة وقيل هو اسم معرفة إال أنه أجري ألنه . هو اسم أعجمي نكرة، فلذلك انصرف: "املعرب

. والسلسبيل السهل املدخل يف احللق. يقال شراب سلسل وسلسال وسلسبيل." رأس آية )6(."لقرآنمل أمسع السلسبيل إال يف ا: "قال ابن األعرايب

ويعرض أبو حامت الرازي بعض الكلمات العربية املتطورة دالليا يف حركة متصلة، وميثل هلا مبا يرتبط باالشتقاق، سواء منه القريب أو ما يأيت بأساليب أخرى، تغين فيها

، فربما دعي الشيء باسم ال يعرف اشتقاقه من أي )7(اللفظة باملشاة وبطريقة استعماهلا

– ، أستاذ الدراسات اللغوية، جامعة صنعاءحسني حامد الصاحل. د –التطور الداليل يف العربية يف ضوء علم اللغة احلديث – )1( .70ص – 2003يونيو -، يناير 15جملة الدراسات االجتماعية، العدد

.املطففني 27اآلية – )2( .2/290 –أبو عبيدة –جماز القرآن – )3( .04، اهلامش رقم 140ص – 1ج –كتاب الزينة – )4( .اإلنسان 18اآلية – )5( .05، اهلامش رقم 140ص – 1ج –كتاب الزينة – )6( .72ص –جملة الدراسات االجتماعية -التطور الداليل يف العربية يف ضوء علم اللغة احلديث - )7(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

136

م هو، وربما دعي باسم اشتق من معىن تقدمه، قد فسر العلماء اشتقاقه واملراد فيه، اسمسي بذلك : ، قالوا)اإلنس(مسي بذلك ألنه أخذ من أدمي األرض، و: ، قالوا)آدم: (كقولك

مسي بذلك الستخفائهم، : ، قالوا)اجلن(آنست الشيء إذا أبصرته، و: لظهورهم، ويقال .)1(استخفىاجنت إذا : يقال

وقد تنبه أبو حامت الرازي يف مقدمة كتابه إىل هذا الوجه من أوجه التطور الداليل حني يف هذه الشريعة ومنها أسام دل عليها النيب «:حدد األمساء اليت يريد تفسري معانيها فقال

ل ذلك، ونزل ا القرآن، فصارت أصوال يف الدين وفروعا يف الشريعة مل تكن تعرف قب .)2(» ألفاظ العرب وهي مشتقة من

هو الأول والآخر ﴿:قال اهللا تعاىل.بلفظهالقرآن ورد يف ، اسم )اهرالظ(من ذلك لفظ يملء عيبكل ش وهو ناطالبو رالظاه3(﴾ و( اهر والباطنالظ" يف قوله اسقال ابن عب :"

اهرين بقهري املتكبرين، وأنا الباطن، فليس من دوين ظهرت فوق الظ اهرأنا الظ: يقول اهللا .)4(إله وال يل قاهر

فالن على فالن إذا غلبه وتقوى رهظ: يقال. الظاهر هو مبعىن الغالب« :يقول الرازي .)5(».واستظهر بالشيء أي قوي به. وفالن ظهري لفالن أي معني له. عليه

.138ص – 1ج –كتاب الزينة – )1( .140ص – 1ج –كتاب الزينة – )2( .احلديد 03اآلية – )3( .217ص – 2ج –كتاب الزينة – )4( .217ص – 2ج – كتاب الزينة – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

137

من . أصل صحيح واحد يدل على قوة وبروز ):واهلاء والراء الظاء(س املقاييوجاء يف وبرز ظهورا فهو ظاهر، إذا انكشف الشيء يظهر روقت الظهر . ذلك ظه يولذلك مس

واألصل فيه كله ظهر اإلنسان، وهو خالف . والظهرية، وهو أظهر أوقات النهار وأضوؤهاويقال للركاب الظهر، ألن الذي يحمل منها الشيء . لبروز والقوةبطنه، وهو جيمع ا

. يشتكي ظهره: ورجل ظهر. ويقال رجل مظهر، أي شديد الظهر. ظهورها

ظهرت على كذا، إذا اطلعت : ومنه. أظهرنا، إذا سرنا يف وقت الظهر: ومن الباب: والظهور. املعني، كأنه أسند ظهره إىل ظهرك: والظهري .البعري القوي: والظهري. عليه. أنت علي كظهر أمي: قول الرجل المرأته: والظهار. العني اجلاحظة: والظاهرة. الغلبة

وإنما اختصوا الظهر ملكان الركوب، وإال . وهي كلمة كانوا يقولوا، يريدون ا الفراق: والظهري. ما يظهر منه يف اجلناح: والظهار من الريش. فسائر أعضائها يف التحرمي كالظهر

كل شيء جتعله بظهر ، أي تنساه، كأنك قد جعلته خلف ظهرك ، إعراضا عنه وتركا إن :ويقولون.وقد جعل فالن حاجيت بظهر، إذا مل يقبل عليها، بل جعلها وراءه. لـه

وأحسب هذه مستعارة من الظهر أيضا؛ ألن اإلنسان يستظهر ا، أي . متاع البيت: الظهرة .)1(يتقوى ويستعني على ما نابه

من خالل تتبعنا الستعماالت املادة، رأينا أن األصل الواحد فيها هو مطلق الربوز على .قهري ، والبدو يف شكل بينكيفية خاصة

.482 -481ص – 3ج –املقاييس – )1(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

138

باختالف ختتلف مفاهيمهالربوز والظهور معىنة، وجتمع بني الربوز والقوفهذه املادة :التفريعات الداللية للمادة، من ذلك

ا ﴿:بان وبداإلا م نهتزين يندبلا يورا ظههنأي ظهر وبدا منها مثل )1(﴾ م .الوجه والكفني

اإلطالع:﴿ إذ أسوو به أتبا نيثا فلمدح اجهوض أزعإلى ب بيالن رهرأظه اللههليه اهللا عليه.)2(﴾ عيعين أطلع.

واالرتقاء العلو:﴿ و قاء الحى جتحرون ظهكاره مهو الله ر3(﴾ أم( أي عز .وارتقى

التعاون:﴿ وبتإن إن تا وكمقلوب تغص فقد اا إلى اللهرظاهت وه فإن الله هليعلاهوأي تتعاونا عليه )4(﴾ م.

العلو والقهر والقدرة:﴿ قين الحدى ودباله ولهسل رسي أرالذ وه هظهريلأي ليغلبه على كل دين، ويقدره )5(﴾ لمشركونعلى الدين كله ولو كره ا

.على أربابه

.النور 31 –اآلية – )1( .التحرمي 03اآلية – )2( .التوبة 48اآلية – )3( .التحرمي 04اآلية – )4( .التوبة 33اآلية – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

139

رأم ﴿:الباطلبظاه مهكروا مكفر ينلذل نيل زل بالقو نأي قوهلم )1(﴾ م .باطل حني زعموا هللا شريكا

ترك التعظيم:﴿ اءكمرو وهمذتخاتاوريهظ ي بمبيطإن رحلون ممع2(﴾ ا ت( .أي جعلوا أوامر اهللا تعاىل تظهر ومل يعظموها، بل تركوا تعظيمها

دنصف النهار(الزمن احملد:(﴿ نكم مابيون ثعضت نيحوةالظهري ﴾)أي )3نصف النهار، ولذلك مسي وقت الظهر والظهرية، ألنه أظهر أوقات النهار

.وأضوؤها

عنوي للمادة، وهذا ما فسره أبو حامت ها متفرعة من األصل اململفاهيم السابقة كلهذه الظهور صنعته، فكأن ما يرى من آثاره ) ظاهر(وإنما قيل له .كداللة اشتقاقية هلذه املادة

، وهو الظاهر للعقول بأفعاله )4(الظاهرة يف صنعته دالة على أنه محدثها ومدبرها وصانعها .)5(جه وبراهني وجوده، وأدلة وحدانيته، الغالب بالقدرة على كل شيءوحج

يف أصح األقوال إىل أحد ويرجع معىن االسم". البارئ"من صفاته عز وجل ) البارئ( .معنيني حبسب تقدير الفعل

.الرعد 33اآلية – )1( .هود 92اآلية – )2( .النور 58اآلية – )3( .217ص – 2ج –ب الزينة كتا – )4( .63ص – 1997 – 1ط –القاهرة –أمحد عمر خمتار، عامل الكتب . د –أمساء اهللا احلسىن، دراسة يف البنية والداللة – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

140

مبعىن) الربية(يكون مبعىن واهب احلياة لألحياء، ومنه ) برأ، يربأ(فإذا كان من الفعل ويف . )1(يكون مبعىن السامل اخلايل من أي عيب) برئ، يربأ(وإذا كان من الفعل . اخللق

أصبح حبمد اهللا : كيف أصبح رسول اهللا؟ قال: فقال العباس لعلي مرض النيب : احلديث .)2(بارئا، أي معاىف

هو الله الخالق ﴿:يرجح أبو حامت الرازي الرأي األول من خالل سياق اآلية الكرميةارئالب روصأي سواه : قال بعض العلماء :يقول )3(﴾ الم أهره خلق اخللق أوال فقدره مث بأن، »والذي فلق احلبة وبرى النسمة« :ويف كالم أمري املؤمنني علي كرم اهللا وجهه. فعدله

فلذلك بدأ اخلالق، مث . ها بعد أن قدر هلا صورةالنسمة النفس، براها أي هيأها وسوا، وهذا يدل على أنه ليس من البارئ، ألنه ابتدأ فخلق الصورة أي قدرها، مث برى النسمة

وقد ذكر الرازي )4(البرى وهو التراب، إنما خلق اهللا الصورة من التراب مث نفخ فيها الروحبرى القلم أي حنته وسواه، وبرى القوس أي حنتها : يقال. أن البري معناه التسوية والنحت

.)5(وسواها

أحدمها : فأما الباء والراء واهلمزة فأصالن إليهما ترجع فروع الباب جاء يف املقاييسإىل فتوبوا ﴿ :قال اهللا تعاىل. جل ثناؤهوالبارئ اهللا. اخللق، يقال برأ اهللا اخللق يبرؤهم برءا

كمارئة﴾بوقال أمي ،:

.45ص –املرجع السابق – )1( .240ص – 1ج –) ب ر أ(لسان العرب، مادة – )2(

.احلشر 24اآلية – )3( .224 ص – 2ج –كتاب الزينة – )4( .225ص – 2ج – املصدر السابق – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

141

رواخلالق البارئ املص

التباعد من الشيء ومزايلته، من ذلك البرء وهو السالمة من السقم، يقال : واألصل اآلخرأترئت وبريقول أهل احلجاز: قال اللحياين. ب :رب ؤأت من املرض أبررة . وءابيوأهل العال

أنا : وأهل احلجاز يقولون. ومن ذلك قوهلم برئت إليك من حقك. برأت أبرأ برءا: لونيقوإنين براء مما ﴿ :اهللا تعاىل يف لغة أهل احلجاز قال. براء منك، وغريهم يقول أنا بريء منك

اء مل يثن ومل يؤنث، ويف غري موضع من القرآن إني بريء، فمن قال أنا بر ﴾تعبدونومن قال بريء قال بريئان وبريئون، وبرآء على وزن . حنن البراء واخلالء من هذا: ويقولون

ومن ذلك البراءة من العيب واملكروه، . برعاء، وبراء بال إجراءحنو براع، وبراء مثل براعوبارأت املرأة صاحبها . رجل، أي برئت إليه وبرئ إيلوبارأت ال. وال يقال منه إال برئ يبرأ

ويقال إن البراء آخر . على املفارقة، وكذلك بارأت شريكي وأبرأت من الدين والضمان . ليلة من الشهر، سمي بذلك لتربؤ القمر من الشهر

االسترباء أن : قال اخلليل. ي إنه بريء مما يكرهاليوم البراء السعد، أ: قال ابن األعرايبوهذا من الباب ألا قد برئت من الريبة اليت . يشتري الرجل جارية فال يطأها حىت حتيض

.)1(متنع املشتري من مباشرتها

هو متقارب أحدمها من اآلخر، واألصل الواحد اجلامع فيهما ) برأ، وبرئ(فمادة أي أصل البرء خلوص الشيء التباعد من النقص والعيب سواء يف مرحلة التكوين أو بعده

برئ املريض من مرضه، والبائع من عيوب : " عن غريه إما على سبيل التقصي كقوهلم

.236ص – 1ج –املقاييس – )1(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

142

برأ : "أو على سبيل اإلنشاء كقوهلم.ومنه استرباء اجلارية" مبيعه، وصاحب الدين من دينه .بفتح الراء غري مهموز، أبريه بريا" بريت القلم وغريه " ، ومنه "لق اهللا اخل

مفهوم التسوية والنحت لشيء، ومفهوم اخللق وإجياده على من هذا املعىن بدأ يتفرع. فحقيقة البرء والتربئة ترجع إىل تكميل الشيء، ورفع جهات النقص والضعف منه. كيفية :ومنه

﴿ يريءإنب ركونمشا تمتباعد من هذه العقيدة أي نزيه و )1(﴾ م

﴿ اءةرب نيركشالم نم مدتاهع ينإلى الذ هولسرو الله نأي تباعد من )2(﴾ م .معاهدم

﴿ رىءوأب صرواألب هأي إزالة هذا العيب واملرض )3(﴾ األكم.

﴿ امىءورف أبوءنة بالسارألم فسعاء برباءة )4(﴾ سي إن النأي عدم اإلد .النفس من العيوب والنقائص

﴿ أإذربوا تعبات ينالذ نوا مبعات ينأي التخلص والتخلي وأخذ الرباءة )5(﴾ الذ .منهم

.األنعام 78اآلية – )1( .التوبة 01اآلية – )2( .آل عمران 49اآلية – )3( .يوسف 53اآلية – )4( .البقرة 166اآلية – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

143

﴿ لاض وي الأرف ةيبصن مم ابا أصل أن من قباب متي كإلا ف ي أنفسكمفأي قبل إجياد وتكوين املصيبة، فقد كتبت )1(﴾ إن ذلك على الله يسري نبرأها

.وثبتت عند اهللا وقدرت قبل حتققها

﴿ قالالخ الله وهارئالب ﴾ روصء أو التسوية، أي التقدير، واإلنشا )2(الموالتعبري بالبارئ فيه إشارة إىل أن . وإعطاء األشياء شكلها وتركيبها على هيئاا

اهللا تعاىل أوجد اخللق مبرئني من النواقص والعيوب وأكمل وجودهم وأى ما .قدر

واملصدر . ، اسم فاعل من صور يصور فهو مصور، إذا فعل الصورة)املصور( .)3(والصورة شخص الشيء وهيئته من طول، وعرض وكبر وصغرالتصوير،

، فالصورة هي الصورة اشتقاقه من صار يصري، ومعناه التمام والغاية: ويضيف الرازيالصورة معناها املثال، ومنها قيل للتماثيل : ويف معىن املصور يقول الرازي. )4(الغاية واملثال

على مثال الصور، فكأن كل أمر إذا انتهى إىل غايته ومتامه ظهرت تصاوير، ألا مثلت .)5(إىل ماذا صار أمرك؟ أي إىل أين انتهى وما غايته؟: ويقال. صورته وبرز مثاله

.احلديد 22اآلية – )1( .احلشر 24اآلية – )2(ص – 1986، 2، بريوت ، طمؤسسة الرسالة –عبد احلسني املبارك . حتقيق د –الزجاجي –حلسىن اشتقاق أمساء اهللا ا –) 3(

243. .227ص – 2ج –كتاب الزينة – )4( .227ص –املصدر السابق – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

144

للمادة، أما ابن فارس يف مقاييسه، فريى أن هذه )هـ322(هذا توضيح أيب حامتوليس هذا الباب بباب قياس وال . كلمات كثرية متباينة األصول )ص و ر( املادة

وصرت الشيء أصوره، وأصرته، إذا . ومما ينقاس منه قولهم صور يصور، إذا مال.اشتقاقفهذا هو املنقاس، وسوى . ه مال وسقطسه تصور، لما ضرب، كأنوجييء قيا. أملته إليك

لك الصورة صورة كل خملوق، واجلمع صور، وهي من ذ.ذلك فكل كلمة منفردة بنفسهاومن . رجل صير إذا كان مجيل الصورة: ويقال. واهللا تعاىل البارئ املصور. هيئة خلقته

وار، وهو القطيع من البقر، ومن ذلك الص .مجاعة النخل، وهو احلائش: ذلك الصورهو : هو رحيه، وقال قوم: وار املسك، وقال قومصوار، ومن ذلك الص .واجلمع صريان

ومن ذلك شيء حكاه اخلليل، . أجد يف رأسي صورة، أي حكة: ومن ذلك قوهلم .وعاؤهوهذا ال أحسبه عربيا، وميكن إن صح . عصفور صوار، وهو الذي إذا دعي أجاب: قال

فأما شعر الناصية من الفرس . نه مييل إىل داعيهأن يكون من الباب الذي ذكرناه أوال؛ أل: ويقال. وهذا ميكن أن يكون على معىن التشبيه بصور النخل، وقد ذكر. فإنه يسمى صورا

. )1(أرض ذات شجر: الصارة

رغم تباينها يف هذا األخري، جند أن إذا تتبعنا استعماالت املادة يف الزينة واملقاييس ومنه. األصل املعنوي الواحد فيها هو التحويل واإلمالة إىل جانب

﴿ قالالخ الله وهارئالب روصاألشياء يف إشارة إىل إظهار صور )2(﴾ المخيفى تناسبه مع فمفهوم الصورة ال .إىل صورة ائية حتوالا وإمتامها بتدبريه

.320 -319ص – 3ج –املقاييس –) 1( .احلشر 24اآلية – )2(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

145

عه إىل حتويل من حالة إىل حالة حىت مييلها األصل املعنوي للمادة، التصوير مرج .إىل ما هو ملحوظ مقصود

)ومن أشجار ،ومن شعر الناصية والقطيع من البقر ومن املسك، مجاعة النخلمالت فكأنها مأخوذة من حصول هيئة حتولت إىل صورة خاصة )1() األرض

.للنظر يف متامها وغايتها

﴿ لالم لهو قالح لهي قوف نفخي موي وك2(﴾ رالص( فيه نفخور القرن يالص)و )3 .هو مقدمة للتهيؤ واالنتقال إىل عامل البعث

:، ورد االسم يف كتب السنة ويف القرآن بلفظه، وبصيغة املصدر كقوله تعاىل)العزيز(﴿ ننيمؤلملو هولسرلة وزالع لهل4(﴾ و(.

:)5(شتقاقه وحتديد معناه آراء منهاويف ا

زعالشيء ي زإذا كان نفيس القدر، نادر الوجود، وأطلق : وصف من الفعل ع .على اهللا ألنه ال مثل له وال نظري

زعي زغلب: وصف من الفعل عاملنيع الذي ال ي.

.320 – 319ص – 3ج –ينظر املقاييس – )1( .األنعام 73ية اآل –) 2( .174ص –تفسري اجلاللني /867ص – 2ج –ينظر ترتيب القاموس احمليط على طريقة املصباح املنري وأساس البالغة – )3( .املنافقون 08اآلية – )4( .64ص –دراسة يف البنية والداللة –أمساء اهللا احلسىن – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

146

زعي زالشديد القوي: وصف من الفعل ع.

لفعه فعيل مبعىن مأن زفمعناه املع.

احلاجة إليه، ويصعب الوصول إليه اخلطري الذي يقل وجود مثله، وتشتد.

تستعمل يف التعبري عن أصل معنوي واحد وانطالقا من اشتقاقاا السابقة، هذه املادة :ومنه .وهو التفوق واالستعالء بالنسبة إىل من هو دونه

إذا زة االمتناع من الوجود، يقال عقدر عليه العزفلم ي عنتومنه يقال للشيء . امعز اهللا : فقيل. قد عز أي قل يف أيدي الناس وامتنع من الوجود: إذا مل يوجد .)1(ممتنع من أن تدركه األوهام والصفات...وهو العزيز

ة الغلبة والقهر، يقالالعز :وقهر إذا غلب بفالن، إذا : يقال...عز زعمات استإذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما ﴿ :قال تعاىل. كأنه غلب عليه فذهب به

ثا بثالنزز2(﴾فع( قني عزيزين بهينا وجعلنامها متفوأي قو)ويف قوله.)3: ﴿ .لكالمحتقق العزة حبصول الغلبة يف االحتجاج وا أي )4(﴾ وعزني في الخطاب

.244ص – 2ج –كتاب الزينة – )1(

.يس 14اآلية – )2(

.246ص – 2ج –كتاب الزينة -) 3( . ص 23اآلية – )4(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

147

ة املنة، ممن يناويه ويكيده واالحتراز منهالعزأي يف منعة، : يقال. ع زفالن يف عقال . )1(ومنه قيل لوكر العقاب فراش عزيزة ألا تأوي إىل كل منيع من اجلبال

.عظيم منيع يقهر وال يقهر )2(﴾ والله عزيز حكيم ﴿ :تعاىل

ة احلمية، قالوا يف قوقاق ﴿ :له تعاىلالعزشو ةزي عوا فكفر ينل الذ3(﴾ ب( .)4(معناه األنفة واحلمية تدخل قلبه حقدا على صاحبه

نم رمن رعيته، ممتنع من أن ناوأهالعزيز امللك، فقيل للملك عزيز، ألنه قاه .)5(يتناوله أحد بظلم، حمتجب عن الناس، فهو ال يشاهد إال قليال

ن ناوأه، قاهر له، منيع من أن يكيده كائد، ممتنع من العزيز،اهللاألنه غالب م .)6(أن يدركه أحد بصفة أو وهم، عز اخللق كله بالقهر والغلبة

، واملفاهيم املنبثقة عنها، نرى أن )ع ز ز(من خالل التفريعات الداللية السابقة للمادة غلب وقهر : عنوي الواحد للمادة، حيث إنه من تفوقهذه املفاهيم كلها من آثار األصل امل

واشتد وقوي، مث إن العزة التامة الكاملة إنما تتحقق يف اهللا عز وجل، فهو تعاىل متفوق .فوق مجيع عامل الوجود وعلى مجيع السماوات واألرض وما بينهما

.247ص – 2ج –كتاب الزينة – )1( .البقرة 228اآلية – )2( .ص 02اآلية – )3( .247ص – 2ج –كتاب الزينة – )4( .248ص –املصدر السابق – )5( .249ص –املصدر السابق – )6(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

148

اجليم والباء :قول ابن فارسي.)ج ب ر(وهو من الفعل ) فعال(، على وزن )اجلبار(الذي طال وفات : فاجلبار. والراء أصل واحد، وهو جنس من العظمة والعلو واالستقامة

وجبرت .اهللا جل ثناؤه: وذو اجلبورة وذو اجلبروت. اليد، يقال فرس جبار، وخنلة جبارةبه وش. به العظم الكسري جبارة، واجلمع جبائر ويقال للخشب الذي يضم.العظم فجبر

قال رسول اهللا صلى اهللا عليه . ومما شذ عن الباب اجلبار وهو اهلدر.السوار فقيل له جبارة .)1("البئر جبار، واملعدن جبار: "وآله وسلم

تزايدة يف باطنه تبدل من هذا اجلذر يرجع معناه إىل احتواء الشيء النامي على قوة م .أو إىل ظهور العظمة والقدرة والتسلط. )2(وهيه شدة وعظما

: )3(يقول الرازي.فاجلبار ما ظهر نفوذه وحكمه وعال أمره، من فرس أوخنلة أو إنسانخنلة جبارة إذا طالت فلم يقدر املتناول أن : يقال. فاجلبار هو النخل الذي طال وفات اليد

و يذكر ناقة جبار بال هاء إذا عظمت وسمنت واجلمع جبابر، وفرس جبار ...غ أعالهايبل ).أي منتصب احللق(إذا كان قويا مشرفا

ى يلتئم ويتماسك ويشتدوهذا ال يكون إال من قوة . واجلبرية ما يوضع على كسري حتومن على ضعفه ويعلو على انكسارهومنه جرب اليتيم أي ما يغلب .وحيوية باطنية عظيمة

.501ص – 1ج –املقاييس – )1( .228 ص –) نظريا وتطبيقيا(االشتقاق علم – )2( .250ص – 2ج –كتاب الزينة – )3(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

149

جبار القلوب، كأنه أقام القلوب وأثبتها على ما فطرها عليه من املعرفة : )1(جرب العظم قالوا به واإلقرار له

:)2(وحيتمل االسم يف حق اهللا تعاىل عدة معان أرجحها

نال، ومنه يقالرت األيدي : العايل الذي ال يارة إذا طالت وقصعن أن خنلة جب .تنال أعالها

رفاهللا سبحانه وتعاىل فوق كل اجلبابرة، فال جيري عليه من اجلربوت والتكب ، .حكم حاكم، وإنما اجلميع منقادون له

ح لألمور، من قوهلمجرب الكسر إذا أصلحه، وجرب الفقري إذا أنعشه: املصل.

ه أحد أو يدركه أحد حبد أو فسمى اهللا نفسه عز وجل جبارا، ألنه ارتفع عن أن يتناولفهو اجلبار على احلقيقة، الذي فات أيدي املتناولني، وهو اجلبار الذي جرب اخلالئق ...صفة

.)3(فنعشهم

، وجيوز أن يكون يف معىن )فاعل(يف معىن ) فعيال(، واحلكيم جيوز أن يكون )احلكيم(ي يف هذا الشأن حيث ويتفق الزجاج مع الراز. )4(واهللا حاكم وحكيم) مفعل(

.252ص –املصدر السابق – )1( .48 – 47ص –) دراسة يف البنية والداللة(أمساء اهللا احلسىن – )2( .253ص – 2ج –كتاب الزينة – )3(دار مأمون للتراث، –حتقيق، أمحد يوسف الدقاق –اج أبو اسحق إبراهيم بن السري الزج –تفسري أمساء اهللا احلسىن – )4(

.52ص -هـ 1403، 4دمشق، ط

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

150

وحكيم يف معىن : ، بكسر العني وفتحها قال)مفعل(يف موضع ) فعيال(وضعت :يقول .)1(محكم بكسر عني الفعل

:)2(وللحكيم وجهان

ومعىن اإلحكام يف حق اهللا تعاىل يف . ، كأليم ومؤمل)مفعل(مبعىن ) فعيل(أنه :األول .خلق األشياء

.معرفة أفضل املعلومات بأفضل العلومأن احلكمة عن :والثاين

إنما مسى اهللا سبحانه وتعاىل حكيما، ألنه أحكم ما :وعن معىن احلكيم يقول الرازي، ومل يكن فيه خلل، ومل يعجزه شيء من لطيف اخللق وجليله، ومل خلق، فلم يفته شيء

ويقال . ، ومنع بعضه أن يفسد بعضاإال خلقه حبكمته يدع شيئا مما ينبغي أن يكون خملوقاأحكمت الشيء، أي استوثقت منه ومنعته أن يفسد، وأحكمت البناء، : يف كالم العرب

حكمت : أحكمت الرجل عن الشيء، إذا منعته عنه، ويقال: ويقال. أي بنيته بناء اليتداعى .)3(الغالم أحكمه، أي منعته عن الفساد

تقنة، ال تفاوت فيها وال : اجييقول أبو إسحق الزجاحلكيم الذي أفعاله حمكمة م .)4(بناء حمكم أي قد أتقن وأحكم: ومنه قيل. اضطراب

.273ص – 2ج –كتاب الزينة – )1(دار الكتاب العريب، –قدم له طه عبد الرؤوف سعد –فخر الدين الرازي –لوامع البيانات شرح أمساء اهللا تعاىل والصفات – )2(

.284ص – 1984، 1بريوت، ط .274، 273ص – 2ج –كتاب الزينة – )3( .60ص –الزجاجي –اشتقاق أمساء اهللا احلسىن – )4(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

151

فقد أوتي خيرا كثريا الحكمةيؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت ﴿ :قوله تعاىلويف

ومن يؤت القرآن فقد أويت علما : نه قالالقرآن، مساه حكمة ألنه علم، فكأ: احلكمة )1(﴾ .)2(كثريا

إنما مسي القرآن حكمة المتناعه عن املعارضة، وممتنع من أن يؤتى : قال أهل اللغةوكذلك احلكيم من الناس، إنما مسي حكيما ألنه ميتنع من فعل القبائح ومينع نفسه . مبثله، جيمع )3(من القبائح ا حمكم األفعال ممتنعاواحلكيم ال يسمى حكيما حىت يكون عامل...منهاالعلم ه يعلم ملوالعت، فإنكأن علمه منعه من املعاصي، فعمل بطاعة اهللا، وألن عمله يثب ،

عمله، فأمسك ع4(ملهلمه ع(.

إنما هو حث ـاـ كما يراه الب )حكيم(وعليه فاألصل املعنوي الواحد جلذر الكلمة ألنها متنع الدابة وتردها إىل " حكمة اللجام"ومنه سميت .والنهي ملنعاو األمرما به يتحقق كذلك حكم .فكأنها تأمر الفرس على أن يتجه وفق ما يريده صاحبه )5(مقصد راكبها

اخلروج عنه وخمالفته، احلاكم على احملكوم عليه إنما هو أن يلزمه أمرا واجبا عليه، ومينعهوكذلك . ناس إنما هو الفاصل بينهم بعلمه وامللزم هلم ما ال ميكنهم خمالفتهواحلاكم بني ال

.)6(سائر ما يتشعب من هذا إمنا مرده األصل املعنوي األول

.البقرة 269اآلية – )1( .60ص –اشتقاق أمساء اهللا احلسىن – )2( .61ص –املرجع السابق – )3( .274ص – 2ج –كتاب الزينة – )4( .61ص –الزجاجي –اهللا احلسىن ينظر أيضا اشتقاق أمساء . 274ص –املصدر السابق – )5( .61ص –الزجاجي –اشتقاق أمساء اهللا احلسىن - )6(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

152

الكرمي اجلواد والكرمي العزيز والكرمي الصفوح، فهذه ثالثة أوجه وكلها ). الكرمي(وهو . الكرمي الصفوح: ل الرازييقو. )1(جائزة يف كالم العرب لوصف اهللا عز وجل ا

، وأيضا الكرمي املرتفع من )2(﴾ ما غرك بربك الكرمي ﴿ :قال تعاىل. الصفوح عن الذنوب، وكذلك يقال يف فالن أكرم قومه، أي أرفعهم مرتلة، وأعظمهم قدرا: يقال. كل شيء

أشهر األفراس فراهة، وشجرة يقال فرس كرمي، إذا كان. كل شيء ارتفع عن مرتلة نظرائهو كل شيء وصف بالكرم فإنما يراد به االرتفاع ...كرمية، أي ناعمة حسنة التثمري نضرة

.)3(والكرمي الذي ال مين إذا أعطي فيكدر العطية باملن. والشرف والفضل

ة يف واحد، وهو عز) ك ر م(فاملعىن الكلي اجلامع يف هذه املفاهيم من خالل مادة ومنه .من دون استعالء بالنسبة إىل الغري ذات الشيء

﴿ ج كرميون كل زا ميها فنتالكرامة يف املوضوعات اخلارجية، )4(﴾ فأنب.

﴿ اال كرميا قومقل لهالكرامة يف األقوال)5(﴾ و ،.

﴿ قاكمأت الله ندع كممامة يف اإلنسان، الكر)6(﴾ إن أكر.

.126ص –املرجع السابق – )1( .االنفطار 06اآلية – )2( .277، 276ص – 2ج –كتاب الزينة – )3( .الشعراء 58النمل، واآلية 29ينظر اآلية .لقمان 10اآلية – )4( .اإلسراء 23اآلية – )5( .احلجرات 13اآلية – )6(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

153

فالكرمي من أمسائه احلسىن، ألنه . أما الكرامة يف اهللا تعاىل، فهي بال قيد وبال ايةصفوح عن ذنوم، مرتفع عنهم، غالب هلم بالسلطان وامللك، ال مين بالعطاء، فهو الواسع

.الكرمي عز وجل

. )1(﴾ وأنه تعالى جد ربنا ﴿:قولهمن .اجلد عظمة اهللا: يقول الرازي، )ربنا دجتعاىل (وكذلك اجلدة أم األب وأم . واجلد أبو األب وأبو األم. واجلد بالكسر االجتهاد واملبالغة

: يقال. واجلد يف غري هذا هو البخت. وكل من عال يف األبوة، وصار معظما لسنه. األم .)2(أي مرزوق ذو حظ منه فالن جمدود يف هذا األمر،

األول العظمة، والثانية احلظ، والثالث : اجليم والدال أصول ثالثة :جاء يف املقاييس .القطع

ويقال ﴾ وأنه تعالى جد ربنا ﴿:فاألول العظمة، قال اهللا جل ثناؤه إخبارا عمن قالكان الرجل إذا قرأ سورة البقرة وآل : "مالك قال أنس بن. جد الرجل يف عيين أي عظم

الغنى واحلظ، قال رسول اهللا صلى اهللا : والثاين .، أي عظم يف صدورنا"عمران جد فينا، يريد ال ينفع ذا الغىن منك غناه، "ال ينفع ذا اجلد منك اجلد"وآله وسلم يف دعائه عليه

يقال جددت : والثالث .وفالن أجد من فالن وأحظ منه مبعىن. بطاعتك إنما ينفعه العمل .)3(الشيء جدا، وهو جمدود وجديد، أي مقطوع

.اجلن 03اآلية – )1( .284، 283ص – 2ج –كتاب الزينة – )2( .407، 406ص – 1ج –املقاييس – )3(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

154

و ال يستبعد صاحب املقاييس أن يكون اجلد يف األمر واملبالغة فيه من األصل الثالث، د يف األمر واملبالغة فيه من هذا؛ ألنه وليس ببعيد أن يكون اجل :يقول. ألنه يصرمه ويعزمه

أجدك تفعل كذا، أي أجدا منك، أصرمية : ومن هذا قولك. يصرمه صرمية ويعزمه عزميةوجادة الطريق . ومن هذا الباب اجلداد واجلداد، وهو صرام النخل.)1(منك، أعزمية منك

وقوهلم ثوب جديد، وهو من هذا، كأن ناسجه قطعه . غريهسواؤه، كأنه قد قطع عن هذا هو األصل، مث مسي كل شيء مل تأت عليه األيام جديدا؛ ولذلك يسمى الليل . اآلن

.)2(كل واحد منهما إذا جاء فهو جديد والنهار اجلديدين واألجدين؛ ألن

، إنما هو ما يتحصل من )ج د د(ذر الكلمة فاألصل املعنوي الذي يدور حوله جومنه أطلق على أيب األب واألم باعتبارمها سبب جمد وعظمة . اجلالل والعظمة والقدرة

وإىل هذا املعىن يرجع مفهوم احلظ والغىن، إذ . للرجل، وباعتبارمها معظمني وممجدين عنده .ديرأنه نوع من العظمة واملرتبة واملقام الق

أما معىن القطع، فلم يشر إليه أبو حامت يف حتديد التفريعات الداللية للمادة، بل اكتفى مرده رفع التردد والشك واالحتمال ومنه ومفهوم القطع ).العظمة واحلظ( باملعنيني األولني

.رفع الشك وقطع أمره باليقني كأنه.جد يف سريه، ويف أمره

هو مقابل القدمي، بل ما كان متجددا، مع إضافة عظمة ممتازة و معىن اجلديد ليس ومنه. بالنسبة إىل سابقه

.407ص –املصدر السابق – )1( .409، 408ص –املصدر السابق – )2(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

155

﴿ لقبخ أتيو كمبذهأ يشإن ييدددا )1(﴾ جأي خلقا ممتازا عظيما ومتجد .من جهة اخللقة

فاهللا عز وجل وارث اخللق. ، اسم فاعل من ورث يورث فهو وارث)الوارث( .)2(أمجعني ألنه الباقي بعدهم، وهم الفانون

ويضيف الزجاجي أن . )3(والوارث مشتق من اإلرث، وإرث كل شيء أصله وبقيته .)4(أصل يرث يورث فسقطت الواو لوقوعها بني ياء وكسرة استثقاال لذلك

صل أما من حيث املعىن فإن الوارث هو كل باق بعد ذاهب فهو وارث، واإلرث أيقال للمرياث أيضا إرث، ألنه . من ذلك ذخ، واملرياث أ)5(الكتابة وبقية منها بعد أن امحى

وقيل ملن . بعدهم إرثا ومرياثا قد بقي بعد موم، فسمي ما يبقى بقية من سلف على خلف .)6(حيويه وارث

ن بقاء الشيء يف األصل يعرب ع) و ر ث(من خالل ما سبق ذكره، فإن هذا اجلذر :ومن ذلك املعىن األصلي. وانتقاله من شخص إىل آخر، ماديا أو معنويا

.إبراهيم 19اآلية – )1( .173ص –الزجاجي –اشتقاق أمساء اهللا احلسىن –) 2( .293ص – 2ج –كتاب الزينة – )3( .173ص –اشتقاق أمساء اهللا احلسىن –) 4( .65ص –الزجاج – تفسري أمساء اهللا احلسىن –) 5( .294ص – 2ج –كتاب الزينة – )6(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

156

﴿ لهل ضاإن األرورثهي هادبع ناء مشن ياإلعطاء والتمليك)1(﴾ م ،.

﴿ و لدو كن لهي فإن لمرثهالثلث و هفألم اهو2(﴾ أب( ،﴿ روان ثومليسوداوت من مال أو علم)3(﴾ دا تركه املياستحقاق شيء مم ،.

﴿ أن ل لكمحرثواال يا تهاء كرسأخذها كاإلرث باإلكراه بعد ، )4(﴾ الن .وفاة زوجها

﴿اهللا تعاىل ا الوراثة يف حقأم نحنو يتمنيي وحن نحا لنإنارو5(﴾ ثونالو(، فألنه هو الباقي بعد موت عباده، وذهاب غريه، وهو الذي يرجع إليه ،)5(﴾

.)6(األمالك بعد فناء املالك

يف كتاب الزينةآليات التفريع الداليل : نياثا

املعاجمأشار الباحثون يف املعجم إىل أن هناك مخس وسائل لشرح املعىن وتفسريه يف تفسري الكلمة بالكلمة، الكلمة ( تفسري بالترمجة وفيه ال –ة تفسري باملغايرال - :العربية هي

.األعراف 128اآلية – )1( .النساء 11اآلية –) 2( .النمل 16اآلية – )3( .النساء 19اآلية – )4( .احلجر 23اآلية – )5( .81ص –) دراسة يف البنية والداللة(أمساء اهللا احلسىن – )6(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

157

تفسري بالسياق ال –تفسري باملصاحبة ال –) بأكثر من كلمة، الكلمة بكلمة من لغة أخرى .)1(تفسري بالصورةال –) السياق اللغوي، االجتماعي، السبيب( وفيه

ني من السبل لتفسري املعىن و القارئ لكتاب الزينة جيد أن صاحبه قد اتخذ سبيلني اثن .وشرحه

خاصة النوع األول منه وهو تفسري كلمة بكلمة، : التفسري بالترمجة: سبيل األولال .والنوع الثاين تفسري كلمة بأكثر من كلمة

اإلحلاد وهو االحنراف عن الشيء والعدول « : يقول أبو حامت يف شرح معىن اإلحلاد. )3(»الظلم وهو وضع الشيء يف غري موضعه« :ويقول يف شرح معىن الظلم. )2(»عنه

الفجور يف « : ويقول عن الفجور. )4(»الفاسق اخلارج عن الطاعة« : يقول عن الفسق .)5(»اللغة هو امليل عن الشيء والعدول عنه

.ومثل هذا النوع من الشرح، جنده ـ غالبا ـ يف مفتتح شرحه للفظ

1966، 1ط –دار النهضة العربية، بريوت – حممد أبو الفرح. د – يف ضوء دراسات علم اللغة احلديث املعاجم اللغوية – )1(

.102ص – .186ص –كتاب الزينة – )2( .187ص –املصدر السابق – )3( .189ص –صدر السابق امل –) 4( .160ص –املصدر السابق – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

158

فأبو حامت مل . والسياق االجتماعي )1(اللغوي التفسري بالسياق، بنوعيه: السبيل الثاينيشرح اللفظ منعزال عن السياق، بل كان من خالل سياقات أو نصوص ورد فيها اللفظ مبا

:وكانت هذه السياقات. حيدد املعىن

القدر فيه لغتان؛ تقول « ): القدر(يقول يف لفظ : نصوصا من القرآن الكرمي -قال اهللا عز . وقد جاء باللغتني يف القرآن. بفتح الدال وسكوا قدر اهللا وقدر اهللا،: العرب: وقال. )3(﴾ القدرإنا أنزلناه في ليلة ﴿ : وقال. )2(﴾ بقدرإنا كل شيء خلقناه ﴿ : وجل

وكل شيء ﴿: عز وجل القدر هو التقدير قال اهللا. )4(﴾ قدراقد جعل الله لكل شيء ﴿ هندارعقدال من القدر. )5(﴾ بمفعرت . والقدر يف كالم العرب هو التقدير وهو ميقال قد

، قال اهللا و يف القدر معىن آخر...قدرت الثوب وقدرته، وهو من التقدير، وتفسريه اهلندسةقال . قدر عليه رزقه، أي ضيق عليه: ويقال .)6(﴾ قدرهالله حق قدرواوما ﴿: عز وجل

. والقادر الغالب على كل شيء. )7(﴾ عليه رزقه فقدروأما إذا ما ابتلاه ﴿: اهللا عز وجل

نصوص القرآن الكرمي، احلديث ( وضح أصحاب املعاجم العربية هذا النوع مبا اختاروا من نصوص ذكرت فيها الكلمة – )1(

.117 ،116ص –أبو فرج . د –، ينظر املعاجم العربية )الشريف، الشعر، االستشهاد مبا سمع أو نقل ما سمع غريه .القمر 49اآلية – )2( .القدر 01اآلية – )3( .الطالق 03اآلية – )4( .الرعد 08اآلية – )5( .الزمر 67احلج، اآلية 74األنعام، اآلية 91اآلية – )6( .الفجر 16اآلية – )7(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

159

والقدر عن طريق . )1(﴾ على أن يبعث عليكم عذاباالقادر قل هو ﴿: قال اهللا عز وجل .»)2(للغة هو تقدير اهللا األشياء كلها أول مرة، مث قضاها ففصلهاا

ويف ... « ): العرش(يقول الرازي يف لفظ :نصوصا من احلديث النبوي الشريف -احلسن واحلسني على جانيب العرش يهتز ما العرش كما تز الناقة : حديث عن النيب

ش على منكب إسرافيل وإنه ليئط أطيط الرحل جانب العر: ويف حديث آخر. بقطريهاورويت يف العرش . اهتز عرش الرمحن ملوت سعد بن معاذ: ويف حديث آخر. اجلديد

.)3(»أحاديث كثرية، وتأول الناس فيه تأويالت خمتلفة، وكل ينكر تأويل صاحبه

يقول يف . ةومن هذه السياقات جند نصوصا من الكتاب املقدس، غري أنها معدود -يف : ويف األجنيل يف أول الكتاب وفاحتته. وأمره كلمته اليت كون ا األشياء« ): األمر(باب

هذا ما كان . وبالكلمة خلق اهللا األشياء كلها. والكلمة كانت عند اهللا. البدء كانت الكلمةيف القرآن أشد غري أن الذي . وهو موافق ملا يف القرآن هذا هو أول اإلجنيل. قبل كل شيء

.)4(»، وهي أمر اهللا عز وجل "كن " والكلمة اليت يف اإلجنيل هي . اختصارا

.األنعام 65اآلية – )1( .316، 315ص – 2ج –كتاب الزينة – )2( .من نفس الصفحة 3، 2، 1: األحاديث بأكملها ولفظها يف اهلامش رقم. 334،335ص – 2ج –كتاب الزينة – )3( .307 – 2ج –املصدر السابق – )4(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

160

ماء، فإنها كرسي اهللا، ال حتلف بالس: ومكتوب يف اإلجنيل« ): الكرسي(و يف باب وال باألرض، فإنها وطاء حتت قدميه، وال بأورشليم، فإنها مدينة امللك العظيم، وال

)1(»نك ال تقدر على أن تزيد فيه شعرة سوداء وال بيضاء برأسك، فإ

واليت عرض من خالهلا أبو حامت للفظ، وكتابه غين ذا : نصوصا من الشعر العريب -يقول يف . النوع من النصوص ملا له أمهية يف معرفة غريب القرآن كما ذكر صاحب الزينة

واحد وأحد ووحد : يقال. كثرية ويف الواحد عن العرب لغات« : )الواحد األحد( باب دوأوح دحووم ادوأح ادحوو يدحد...ووحوقال النابغة يف الو:

وحدكأن رحلي وقد زال النهار بنا بذي اجلليل على مستأنس

وقال طرفة يف أوحد

)2(» بأوحدك سبيل لست فيها تمنى رجال أن أموت وإن أمت فتل

ويقال . عز إذا غلب وقهر: يقال «): العزيز(يقول يف باب :نصوصا من األمثال -اسع : ويف مثل العرب): اجلد(وقال يف لفظ .)3(من عز بز، أي من غلب سلب: يف املثل

عأو د ك، أي أن: ويف مثل آخر. بجدك ال كددعي جه الساملرء إذا مل يكن جمدودا مل ينفعالدين(ويقول يف مادة . )4(والكد :(اندت دينويف املثل كما ت)1( «.

من 1ينظر اهلامش رقم . 27، 22/، اإلصحاح اخلامس)متى(اآليات من إجنيل . 331ص - 2ج –املصدر السابق – )1(

.نفس الصفحة .205، 203ص – 2ج –كتاب الزينة – )2( .245ص – 2ج –املصدر السابق – )3( .284ص – 2ج –املصدر السابق – )4(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

161

ننتقل إىل حتديد آليات التفريع بعد هذا التقدمي لسبل أيب حامت يف شرح املعىن وتفسريه، :الداليل وطرقه يف كتاب الزينة، ونبدأها بـ

:ة أو تعميمهاختصيص الدالل. أ

مـا هو" الزينة " الرازي يف كتابه أبو حامتمن مظاهر التفريع الداليل الذي تنبه إليه .نسميه ختصيص الداللة أو تعميمها

ختصيص الداللة:

نعين ذا النوع كون املعىن األصلي للكلمة عاما، مث خصص هذا املعىن يف حيز أضـيق .مما كان عليه يف األصل

وهو أن تقصر داللة اللفظ العام على . )2(أيضا ختصيص العام أو تضييق املعىن ويسمىبعض ما كانت تدل عليه، حبيث يصبح مدلول الكلمة مقصورا على أشياء أقل عـددا ممـا

.كانت عليه الكلمة يف األصل

" عن هذا املظهر الداليل ضمن بـاب يف كتابـه )هـ911( و قد حتدث السيوطي، وهو عنده اللفـظ "العام املخصوص " اه معرفة العام واخلاص ذكر فيه اللفظ مس" املزهر وقد ذكر ابن دريـد ... خص يف االستعمال ببعض أفرادهوضع يف األصل عاما، مث « الذيأصله قصدك الشيء وجتريدك له، مث خص بقصد البيـت، فـإن كـان هـذا ) احلج(أن

.302ص – 2ج –املصدر السابق – )1(ص -م 1982، 1دار العروبة، الكويت، ط –أمحد خمتار عمر –ينظر علم الداللة . 162ص –دور الكلمة يف اللغة – )2(

.238ص -م 1997دار املعرفة اجلامعية، –عبد الكرمي حسن جبل –، يف علم الداللة 152ص –، داللة األلفاظ 245

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

162

ثاال فيه، وإن كان من الشرع مل يصلح، ألن الكـالم التخصيص من اللغة صلح أن يكون م .فيما خصته اللغة ال الشرع

، مث خص )الدهر(، فإنه يف اللغة )بتالس(مث رأيت له مثاال يف غاية احلسن، وهو لفظ ) السبت(أي أن لفظ )1(» يف االستعمال لغة بأحد أيام األسبوع، وهو فرد من أفراد الدهر

داللة عامة وهي الدهر، مث خصصه االستعمال اللغوي بالداللة على فـرد مـن كان يدل .أفراده وهو أول أيام األسبوع

يف أصل معناه يـدل ). النكاح(لفظ " الزينة " ومن أمثلة ذلك مما ذكره أبو حامت يف . حـالال، على التزويج، إال أن هذه الداللة العامة خصصت فأصبح اللفظ داال على اامعة

وهو يف األصل اسم للتزويج وهو أن تذكر ... النكاح هو التزويج حالال« : يقول أبو حامت .)2(»املرأة للرجل مبهر فيكون أحدمها زوجا لصاحبه مث صار امسا للمجامعة حالال

تعميم الداللة:

د مـا أن يصبح عد« ؛ ويقصد به)3(و يسميه البعض بتوسيع اخلاص، أو توسيع املعىن، وحيصـل )4(»أوسع من قبل استعماالاتشري إليه الكلمة أكثر من السابق، أو يصبح جمال

.427ص – 1ج –السيوطي –املزهر – )1( .400ص – 2ج –كتاب الزينة – )2( .243ص –أمحد خمتار عمر –ينظر علم الداللة . 232ص –عبد الكرمي حممد حسن جبل –يف علم الداللة – )3( .243ص –علم الداللة – )4(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

163

هذا النوع من أشكال التغري الداليل عندما حيدث االنتقال من املعىن اخلاص الدال عليـه إىل .)1(معىن أعم وأمشل

حتـى إذا ﴿ :عاىللقوله ت« ومن أمثلة ذلك يف العربية ما أورده ابن قتيبة عند تفسريه ضاألر ذتاأخفهرخالـذهب : وأصل الزخرف. أي زينتها بالنبات: ، حيث قال)2(﴾ ز .

أخـذت األرض زخرفهـا : يقال. زخرف: مث يقال للنقش وللنور والزهر وكل شيء زين .» )3(إذا زخرت بالنبات كما تزخر األودية باملاء: وزخارفها

واضح، فقد كان هذا اللفظ يطلق بادئ ) الزخرف(فالتغير الداليل الذي حدث للفظة ذي بدء على الذهب، مث عممت داللته حىت صار يطلق على كل ما يزين األرض، ومل يعد

.املعىن مقتصرا على الذهب دون سواه

ألنـه : سمي بـذلك النجم؛ : )4(﴾ الطارق ﴿ «:، يقول)الطارق(ويف تفسريه للفظ .)5(» فقد طرقك: يطرق ـ أي يطلع ـ ليال وكل من أتاك ليال

ال يظهر وال يـأيت إال ه، وذلك ألن)النجم(بـ ) الطارق(لفظ " ابن قتيبة " فهنا فسر .ليال، مث أصبحت هذه اللفظة تطلق على كل شيء يأيت ليال، مما يدل على عموم داللتها

.218ص –حممد مبارك –، وفقه اللغة وخصائص العربية 243ص –ينظر املرجع السابق –) 1( .يونس 24اآلية – )2( .195ص –تفسري غريب القرآن – )3( .الطارق 02اآلية – )4( .523ص –تفسري غريب القرآن –) 5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

164

وأصل اإلهالل « ): اإلهالل(ما قاله الرازي يف لفظ " الزينة " أمثلته يف كتاب و من فإذا قال ذلك فقد هلل وكبر، . ال إله إال اهللا، اهللا أكرب: من التكبري والتهليل، وهو أن يقول

ويفعل الناس ذلك يف كثري من أمورهم إذا اجتمعوا فيها عند بشارة أو وليمة أو غري ذلـك فقيل لكل من رفع صوته قد أهل واستهل وإن مل يقـل ال إلـه إال اهللا، . لصوتويرفعون ا

فصاح وبكى، وأهل الرجـل إذا رفـع ومن ذلك قيل استهل الصيب إذا سقط من بطن أمه )1(»صوته بالتلبية

أنه كان يطلق على الذي يهلل ويكبر، مث ) اإلهالل(فالتغير الداليل الذي حدث للفظ .ت داللته حىت أصبح يطلق على كل من رفع صوتهعمم

والعصبة مـأخوذ ... العصبة هم أقرباء الرجل من قبل أبيه« ): العصبة(وقال يف لفظ من التعصب والتعصب مأخوذ من العصابة وهي اليت يعصب ا الرجل ناصيته عند احلرب

شدوا نواصيهم لنصرته، مث قيـل أو العمل، كذلك كانوا يفعلون إذا اجتمعوا وتعاونوا ألمر .)2(»متعصب وإن مل يشد ناصيته، ومنه فيل هؤالء عصبته لكل ناصر باليد واللسان

:االنتقال من الداللة احلسية إىل الداللة اردة . ب

.386ص – 2ج –كتاب الزينة – )1( .397ص – 2ج –املصدر السابق – )2(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

165

يف نشأة الداللة على أنها بدأت باحملسوسات مث تطورت إىل يكاد يتفق الباحثونتطور العقل اإلنساين ورقيه، فكلما ارتقى التفكري العقلي عند الدالالت اردة حبكم

.)1(اإلنسان جنح إىل استخراج الدالالت اردة وتوليدها واالعتماد عليها يف االستعمال

وهذه الظاهرة يف نقل الداللة تعد من ااز أيضا، ولكنها ليست من ذلك ااز الفين ليس املراد منه إثارة العاطفة أو انفعال النفس، بل « دباء إذ أو البالغي الذي يستعمله األ

هدفه األساسي االستعانة على التعبري عن العقليات واملعاين اردة، فهو هلذا يعد مرحلة .)2(»تارخيية متميزة لتطور الداللة عند األمم

دى دالليت اللفظ ويرى الدكتور إبراهيم أنيس أنه يف هذه احلالة ال ميكن أن تعد إح .)3(حقيقة والثانية جمازا، فال جماز وال حقيقة بينهما يف مثل هذه احلال

وهو يف األصل الوخز ) الشك(ومن أمثلة انتقال الداللة من احلسي إىل ارد، لفظة وشعور اإلنسان ذا الوخز يف جسمه مؤذ غري . بشيء دقيق مدبب كالشوكة أو اإلبرة

ما يشعر اإلنسان بوخز يتعبه ويؤمله، كما يتعبه العثور على الشيء الدقيق وكثريا. مريحلذلك كان من الطبيعي أن تنقله اللغة من هذا املعىن احلسي إىل . الذي يسبب له هذا األمل

املعىن الفلسفي، وهو احلرية والتوقف بني طريف قضية معينة نفيا وإثباتا، وهو موقف متعب كما أن شك اإلبر متعب للجسم، وإذا كان الشك احلسي ينتهي بالعثور للنفس والعقل

.118ص –إبراهيم أنيس –داللة األلفاظ – )1( .162ص –داللة األلفاظ – )2( .162ص –املرجع السابق – )3(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

166

على اإلبرة املتسببة فيه، فإن الشك الفكري ال تنتهي متاعبه إال بالوصول إىل راحة اليقني .)1(وطمأنينة الركون إىل رأي أكيد

شارف حلوا م: ، فأصله املرتفع من األرض، ومنه قول العرب)الشرف(وهناك أيضا .)2(فالن شريف، أي عايل املرتلة: األرض، أي أعاليها، مث نقلت إىل معىن جمرد، فقالوا

، أصله االجتاه حنو الشرعة بكسر الشني، وهو مورد املاء، والطريق )الشرع(ولفظة فالشرع كان يف بدايته االجتاه حنو مورد املاء، وهو . املؤدية إليها تسمى املشرع والشارع

ج األمني الذي يسري فيه الناس فال يعودون خائبني، وال يتعرضون للهالك، وهو عادة النهفنقل اللفظ للداللة على القانون الذي ينظم حياة الناس . درب واضح مأنوس مطروق

فرادى ومجاعات فال يضلون، وهكذا مت انتقال داللة هذه اللفظة إىل معىن حضاري خيتلف .)3(هلا املعنيانعن املعىن األول، وبقي

أن تصور الشيء بصـورة : الطبع «: ، قال الراغب األصفهاين يف معناها)طبع(وكلمة وبه اعترب الطبع والطبيعة اليت هي السجية، فإن ذلك هو نقش .. ما كطبع السكة وطبع الدراهم

النفس بصورة ما، إما من حيث اخللقة، وإما من حيث العادة، وهو فيما ينقش به مـن حيـث طبع « ) : أساس البالغة(وجاء يف . )4(» ..وتأىب الطباع على الناقل: اخللقة أغلب، وهلذا قيل

وجـاء يف . )5( »..ومن ااز طبع اهللا علـى قلـب الكـافر .. السيف ركبه الصدأ الكثري

.43ص – 1976دار النهضة العربية، بريوت، –حسن ظاظا . د –) من قضايا اللغة العربية(كالم العرب – )1( .326ص –) ش ر ف(مادة –الزخمشري –أساس البالغة – )2( .44ص –كالم العرب – )3( .393ص –مفردات غريب القرآن –) 4( .383ص ، )ع ب ط(مادة، أساس البالغة، - ) 5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

167

الدنس، وأصلـه مـن الوسـخ : الطبع ـ بالسكون ـ اخلتم، وبالتحريك « ) : اللسان(فيما يشبه ذلك من األوزار واآلثـام وغريمهـا مـن ) استعري(السيف، مث والدنس يغشيان

.)1(»املقابح

وهي إشارة إىل أن نقل الداللة يف هذا ) يشبه(مع ) استعري(ونلحظ استخدام مصطلح كانت تدل على معان حسية كالنقش والتصـوير ) طبع(اللفظ اعتمد على املشاة، فكلمة

صبحت تدل على معان جمردة كاخلليقة واخلتم علـى قلـب والصدأ، مث تطورت داللتها فأ .الكافر

، فأصل معناها السـتر )غفر(أما صور هذا االنتقال يف كتاب الزينة ما جنده يف كلمة والتغطية، وهو معىن حسي، مث تطورت داللتها يف اإلسالم إىل معىن الصفح والتجاوز عـن

واملغفرة الستر، كأنه يسـتر «):الغفور(معىن يقول أبو حامت يف . الذنوب، وهو أمر معنويوأصلـه مـن غفـرت الشـيء إذا .. ذنوب العباد إذا رضي عنهم، فال يكشفها للخالئق

.)2( ».. غطيته

النمو والزيادة، مث استعملت يف اإلسالم، مبعـىن تطهـري : أصل معناها ) زكا(وكلمة هو : الزكاة، قالوا : عنيني، كقولك ومن األمساء ما جير م« : النفس، قال أبو حامت الرازي

.156ص –) ع ب ط( مادة، – 4ج –دار صادر بريوت –ابن منظور – لسان العرب - ) 1( .267ص – 2ج –كتاب الزينة – ) 2(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

168

: ويكون من الطهارة، قال تعـاىل زكا الزرع إذا منا وطال وزاد،: من النمو والزيادة يقال .)2( » رهاأي طه. )1(﴾ قد أفلح من زكاها ﴿

ومعىن قوله خرج فالن بآيته، وخـرج « :، يقول أبو حامت)آية(كذلك بالنسبة لكلمة وذلك أنهم إذا خرجوا جبماعتهم حلـرب أو ألمـر . م، أي عالمام ومجاعتهمالقوم بآيته

فقيل خرج القوم بآيتـهم، أي بعالمتـهم ورايتـهم . محلوا معهم راية فجعلوها هلم عالمةفكثر ذلك حتى قيل هلم إذا خرجوا جمتمعني ـ وإن مل يكن معهم راية . جمتمعني مستعدين

.)3(»لجماعةـ خرجوا بآيتهم، فصار امسا ل

وإنما سموا حواريني لتبييضهم الثياب، وكل شيء بيضته « ):احلوارى(وقال يف معىن قـال احلواريـون وفعـل : فقد حورته، فكانوا هم أنصار عيسى دون سائر الناس فقيـل

، )الغـائط (كما مسـي . فكثر هذا يف الكالم حىت صار كأنه اسم معناه النصرة. احلواريونفكثـر . أتيت الغـائط : اء املطمئنة، فكان الرجل يأتيها لقضاء حاجته فيقولوأصله الصحر

.)4(»ذلك حىت صار غائط اإلنسان يسمى بذلك االسم

من خالل هذه النماذج، نكشف عن تنبه أيب حامت لتطور داللة اللفظ مـن الداللـة بعد فترة طويلة كثـر فيهـا احلسية إىل الداللة املعنوية، وأن هذا التطور مل ميس اللفظ إال

.الشمس 09اآلية – )1( . 139ص – 1ج –كتاب الزينة – ) 2( 326 - 2ج –كتاب الزينة – )3( .326ص – 2ج –املصدر السابق – )4(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

169

وكثر هذا يف الكالم ... فكثر ذلك حىت«: فأنت تراه يقول. دورانه على األلسنة واستعماله .مقدرا بذلك أمهية العامل الزمين واالستعمال» ...حىت

وأن هذه األلفاظ السابقة، مل يعد يشعر مستخدمها اآلن مبا فيهـا مـن جمـاز، بـل ل عليه اآلن داللة حقيقية الختفاء دالالا القدمية اليت ال جندها إال أصبحت تدل على ما تد

.يف املعجم وليس على األلسنة

:إضافة داللة معنوية جديدة أخرى. ج

ما ذكرناه سالفا، ليس معناه أن تطور داللة اللفظ يكون فقط من احلسي إىل املعنوي، يصيبها التطور بإضافة داللة معنوية جديـدة بل مثة طائفة من األلفاظ ذات الداللة املعنوية

احلنيف يف اجلاهلية مـن « :الذي يقول عنه أبو حامت) احلنيف(من ذلك لفظ . أخرى إليهاكان على دين إبراهيم، مث مسى من اختنت وحج البيت حنيفا ملا تناسخت السنون وبقي من

هيم ومل يتمسكوا إال باخلتان وحـج يعبد األوثان من العرب قالوا حنن حنفاء على دين إبراامليل؛ كأنه من مال إىل اإلسـالم : وأصل احلنف... واحلنيف ـ اليوم ـ هو املسلم . البيت

قيل له حنيف، وكذلك يف اجلاهلية من ترك عبادة األصنام ومال إىل دين إبـراهيم سـمي حدة منهما أقبلـت علـى يقال رجل أحنف إذا مالت قدماه كل وا. حنيفا وأصله من امليل

.)1(»األخرى

وشريعة اإلسالم ما شرع اهللا لإلسالم من أمـر الـدين، « ): شريعة(يقول يف لفظ وكأنها سميت ... وأمرهم بالتمسك به مثل الصالة والزكاة والصوم واحلج وسائر الفرائض

.275ص – 2ج –كتاب الزينة – )1(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

170

ريـق احلـالل شريعة ـ وكذلك شرائع األنبياء عليهم السالم ـ ألنهم بينوا للنـاس الط واحلرام، وأوضحوا املنهاج إليه، فسلكها الناس وشرعوا فيها، وصاروا كلهم فيـه شـرعا

فكانت تلك الطرق مبرتلة املوارد إىل النـهر أو . سواء مل يفضل ومل خيص أحد ا دون غريهـ . إىل احلوض، وأدم تلك الشرائع إىل حياضهم ة فمن أقام هذه الشرائع مبعرفة ويقني وني

خالصة وطريقة مستقيمة أدته شرائعهم إىل حياضهم يف املعاد يوم الظمأ فشرب وارتـوى، ومن ترك إقامة الشرائع ـ على ما وصفنا من الطريقة ـ إذا ورد ذيد عنه وبقـي حـريان

«)1(.

وقوفا على هذين النصني، رأينا أن أبا حامت كثريا ما حياول الربط بني الداللة املاديـة .األوىل للفظ وبني داللته املعنوية اجلديدة

:انتقال الداللة. د

معىن اللفظة من املعىن األصلي هلا إىل معىن آخر، لعالقة أو مناسبة بني وأعين به انتقال ، فداللة األلفاظ فيه تنتقل من جمـال إىل )2(وهو ما يسمى بتغيري جمال االستعمال. املدلولني

اءل احمليط الذي تتحرك فيه بعد اتساع وعمـوم وال يتحـول آخر، وهي ال تنكمش فيتضفهنا ال يوجـد . )3(جماهلا كذلك من ضيق وخصوصية إىل تعميم ومشول ملا ليس هلا من قبل

ختصيص و التعميم، وإنما انتقال اللفظ من الداللة على شيء يف جمال ما، إىل الداللة علـى

.131ص – 2ج –املصدر السابق – )1( .247ص –أمحد خمتار عمر –علم الداللة – )2( .314ص – 1996 –دار الفكر، دمشق، سوريا –فايز الداية . د –علم الداللة العريب –) 3(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

171

ة أو ملمح مشترك بينـهما سـوغا هـذا لوجود عالق« شيء آخر يف جمال غريه، وذلك .)1(»االنتقال

أهم أشكال تغير املعىن أوال لتنوعه وثانيا الشتماله فانتقال الداللة أو نقل املعىن يعد من، ويتمثل الفرق بني هذا النوع مـن التغيـر )2(على أنواع اازات القائمة على التخيالت

كون املعىن القدمي أوسع أو أضيق من املعىن اجلديد يف النـوعني الداليل والنوعني السابقني .)3(السابقني وكونه مساويا له يف النوع احلايل

:ويتم هذا االنتقال الداليل وفق أقسام، وهي جمملة كما يلي

انتقال داللة اللفظ انتقاال مباشرا

انتقال داللة اللفظ عن طريق التالزم

ة أطوارانتقال داللة اللفظ بعد

از مع تناسي التشبيهانتقال داللة اللفظ عن طريق ا

انتقال داللة اللفظ انتقاال مباشرا:

يتمثل هذا االنتقال فيما بني العصرين اجلاهلي واإلسالمي، فبعد نزول القرآن الكـرمي .حدث تطور واسع يف معاين كلمات اللغة العربية ومفرداا

.246 ص – عبد الكرمي حممد حسن جبل –يف علم الداللة - )1( .249ص –علم الداللة – )2( .249ص –املرجع السابق – )3(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

172

ترك متاما ومل يعد له استخدام يف االستعمال اللغوي، ومنها فمن املفردات اجلاهلية ماما انتقلت داللته إىل داللة قريبة من الداللة األصلية، ومنها ما جترد مـن املعـاين القدميـة وارتدى مدلوالت جديدة، كألفاظ العبادات، والشعائر، أو شؤون السياسة واحلـرب، أو

.)1(مصطلحات العلوم والفنون

: السـجود وأصل « : ما ورد من أمثلة يف مؤلفات اللغويني، قول ابن قتيبةومن بنيإذا : إذا طؤطئ ليركب، وسـجدت النخلـة : سجد البعري وأسجد: التطأطؤ وامليل، يقال

:قال لبيد يصف خنال. مالت

غلبواجدس را احلص لخمل يد

لبالغالظ األعناق: فالغ .وومن هذا قيل ملن وضع جبهته باألرض . املوائل: اجدوالس .)2(»ساجد؛ ألنه تطامن يف ذلك

من التطأطؤ وامليل إىل معناها الذي ثبتت عليه يف اإلسالم، ومل ) سجد(فانتقلت داللة . تبتعد الداللتان عن بعضهما، ألن السجود فيه ميل واحنناء، فهما يف إطار واحد

ثري من األلفاظ اإلسالمية ذات املدلوالت اجلديدة، خصص الرازي وقد استحدث كاليت كانت تعين اإلمساك عن احلركة، )الصيام(مثل لفظة . هلا يف كتابه اجلزء األكرب منه

فكل شيء سكنت حركته فقد صام، مث تطور عنه املعىن اجلديد وهو اإلمساك عن الطعام .والشراب والنكاح

.115ص – 7ط –دار النهضة، القاهرة، مصر –علي عبد الواحد وايف . د –ينظر فقه اللغة – )1( .416ص –ابن قتيبة –تأويل مشكل القرآن – )2(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

173

ساك والسكون عن احلركة إىل معناها الذي استقرت عليه يف فانتقلت داللة اإلماإلسالم وهو اإلمساك عن املأكل واملشرب والنكاح، ومل تبتعد الداللتان عن بعضهما، ألن

.الصيام فيه إمساك يف كل

انتقال داللة اللفظ عن طريق التالزم:

جمال آخر، كتسمية يتمثل هذا النوع من األلفاظ بانتقال مدلول اللفظة من جمال إىلالشيء باسم موضعه، ويف الغالب يكون اال الذي انتقلت إليه الداللة قريبا من اال

.األول

، منها ما وقد ورد يف مؤلفات اللغويني كم من األمثلة اليت تندرج حتت هذا النوع... « : حيث يقول) الغائط(أورده أبو عبيد القاسم بن سالم عند بيانه لداللة كلمة

إنما سمي الغائط غائطا ألن أحدهم : كان الكسائي يقول. وكذلك الغائط من اإلنسانحىت آيت الغائط فأقضي حاجيت، وإنما أصل الغائط املطمئن : كان إذا أراد قضاء احلاجة قال

.)1(»فكثر ذلك يف كالمهم حىت مسوا غائط اإلنسان بذلك : من األرض، قال

كما مسي ...« : يقول )الغائط(يف حتديده لكلمة " الزينة " ده صاحب نفس املثال أور. أتيت الغائط: ، وأصله الصحراء املطمئنة، فكان الرجل يأتيها لقضاء حاجته فيقول)الغائط(

.)2(»فكثر ذلك حىت صار غائط اإلنسان يسمى بذلك االسم

2ج – 1964دائرة املعارف العثمانية، –حممد عبد املعيد خان . راجعه د –أبو عبيد القاسم بن سالم –غريب احلديث – )1(

.128ص – 1ج –، و جماز القرآن 127ص –وينظر تفسري غريب القرآن . 126ص – .326ص – 2ج –كتاب الزينة – )2(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

174

املكان مالزمة له، مع اختفاء فانتقال الداللة هنا يتمثل يف تسمية غائط اإلنسان باسم .الداللة األصلية للكلمة

ة أطوارانتقال داللة اللفظ بعد:

مرور الكلمة يف تطورها بعدة مراحل، حىت تثبت على املعىن األخري ونعين ذا النوعاحلنيف يف اجلاهلية من « :الذي يقول عنه أبو حامت) احلنيف(ومثل هذا النوع، لفظ . هلا

ين إبراهيم، مث مسى من اختنت وحج البيت حنيفا ملا تناسخت السنون وبقي من كان على د كوا إال باخلتان وحجيعبد األوثان من العرب قالوا حنن حنفاء على دين إبراهيم ومل يتمس

امليل؛ كأنه من مال إىل اإلسالم : وأصل احلنف... واحلنيف ـ اليوم ـ هو املسلم. البيتوكذلك يف اجلاهلية من ترك عبادة األصنام ومال إىل دين إبراهيم سمي قيل له حنيف،

يقال رجل أحنف إذا مالت قدماه كل واحدة منهما أقبلت على . حنيفا وأصله من امليل .)1(»األخرى

:بثالث مراحل يف تطورها مرت )احلنيف(ومما تقدم بدا لنا واضحا أن كلمة

: من كان على دين إبراهيم، الثالثة: ، الثانية)مدلول اللفظة وهو أصل( امليل : األوىل .اإلسالم

از مع تناسي التشبيهانتقال داللة اللفظ عن طريق ا:

.275ص – 2ج –كتاب الزينة – )1(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

175

كاالستعارةو نعين ذا النوع انتقال داللة الكلمة من داللتها احلقيقية إىل داللة جمازية يل العصور، وثبتت الداللة اازية بدال مث تنوسي هذا التشبيه مع توا. أو التشبيه أو غريها

.من الداللة احلقيقية، ألن املعىن احلقيقي أمهل بعد أن ثبت املعىن اازي وحل حمل احلقيقي

ما نقض من أخالق بيوت الشعر : واألنكاث« : ومن أمثلة هذا النوع قول ابن قتيبةومنه قيل لمن أعطاك . ا نقض من خلق اخلزوالوبر ليغزل ثانية ويعاد مع اجلديد، وكذلك م

ناكث؛ ألنه نقض ما وكد على نفسه باإلميان : بيعته على السمع والطاعة مث خرج عليك .)1(» والعهود، كما تنقض الناكثة غزهلا

فالتطور يكمن يف أن النكث كان يف األصل للغزل، ومن ثم انتقلت الداللة انتقاال هذا التشبيه مع مر وسينت ض العهد بناكثة الغزل، ثمه ناقبجمازيا لنقض العهد، حيث ش

. العصور، فثبتت الداللة اازية واشتهرت فصارت حقيقة

ومسوا الكلمات املنظومة املؤلف بعضها إىل بعض « : ومن هذا أيضا قول أيب حامت :قال النابغة. قواف، ومجعها "قافية " منظوما موزونا

قوافي كالسالم إذا استمرت فليس يرد مذهبها التظني

ثم مسوا اجتماع . يعنون بالقوايف أنه الكالم الذي يقفو بعضه بعضا على مثال واحد :قال جرير. "قصيدة " القوايف

ان وطيمع لغتقصيدة ب وتداليف ليلتني إذا حء األجب

.386ص –يل مشكل القرآن تأو – )1(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

176

: يقال. يعين بالقصيدة أنها الكلمة اليت ملئت باملعاين، وكثرت فيها األلفاظ املستحسنة .)1(» ناقة قصيدة، أي ممتلئة كثرية اللحم مسينة، فكأنهم شبهوا القصيدة بذلك

فالتطور من خالل هذا املثال يكمن يف أن القصيدة يف األصل كانت للناقة الكثرية م السمينة، ومن مث انتقلت الداللة عن طريق ااز للقصيدة الشعرية، حيث شبهت اللح

القصيدة الشعرية من حيث امتالؤها باملعاين واأللفاظ املستحسنة بالناقة السمينة املكترتة من ) قصيدة(فأصل معىن الكلمة مل يعد يستخدم، حيث انتقلت داللة كلمة . شحما وحلما .إىل املعىن اازي، فثبتت الداللة اازية واشتهرت، فصارت حقيقة املعىن احلقيقي

ودقته يف بيان ما " الزينة " ومما سبق ندرك مدى تنبه أيب حامت لدالالت ألفاظ كتابه وال شك يف أن هذا . وصلت إليه اللفظة من تطور يف املدلول، مع بيان املعىن األصلي هلا

.ف على تطورها يعد من أهم األعمال الداللية اليت تنبه هلل القدماءالتأصيل للداللة والوقو

:األصل املعنوي وحدة : ثالثا

باألصل االشتقاقي للفظة من املسائل املهمة ملن يدرس التفسري، حلاجته يعترب االعتناءلفظة قرآنية من وال تكاد ختلو. املاسة لدقة توجيه التفسريات اليت تفسر ا اللفظة القرآنية

وجود أصل اشتقاقي، ومعرفته تزيد املفسر عمقا يف معرفة داللة األلفاظ ومعرفة مناسبة .تفسريات املفسرين ألصل هذا اللفظ

.95ص – 1ج –كتاب الزينة – )1(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

177

وأقوم « ونعين به تفرع اشتقاقات املادة مبختلف معانيها حول معىن أصلي جيمعها )1(»استنباط املعىن األصلي مناهجه االعتماد على االستعماالت احلسية يف

اللغويون قدميا، وأول من تنبه هلذا النوع اخلليل بن أمحد الفراهيدي وتبعه له وقد تنبه .غريه من اللغويني املتأخرين عنه

والعمق واملعق ... بئر معيقة. البعد يف األرض سفال: املعق« : ومن بني ما أورده قولهارون العمق أحيانا يف بئر وحنوها، إذا كانت ذاهبة يف األرض، وخيتارون املعق لغتان، خيت

واملعىن كله يرجع إىل ... أحيانا يف األشياء األخر، مثل األودية والشعاب البعيدة يف األرض .)2(».. املصر البعيد: الفج العميق. البعد والقعر الذاهب يف األرض

ويون يف هذا النوع حىت أن بعضهم حاول إحصاء أكثر استعماالت وقد توسع اللغ، عند املادة وردها إىل معىن واحد، ومما ورد مما يندرج ضمن هذا النوع قول ابن قتيبة

بالكفار هاهنافإنما يريد « : )3(﴾ كمثل غيث أعجب الكفار نباته ﴿ :تفسريه قوله تعاىل

وإنما سمي كافرا، ألنه إذا ألقى البذر يف األرض كفره، أي غطاه، . وأحدهم كافرالزراع، يل لقيل لومنه . تكفر فالن يف السالح، إذا تغطى: وكل شيء غطيته فقد كفرته، ومنه قيل

:ومنه قول الشاعر. يستر بظلمته كل شيء كافر، ألنه

النجوم غمامها كفريف ليلة يعلو طريقة متنها متواترا

.112ص – 1984 –طبعة خاصة، مكتبة اآلداب –حممد حسن حسن جبل . د –املعىن اللغوي – )1( .187ص – 1ج –) م ع ق(العني، مادة – )2( .احلديد 20اآلية – )3(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

178

كما .)2(» )1(﴾ الكفاريعجب الزراع ليغيظ بهم ﴿: قوله تعاىل وهذا مثل. غطاها: أي .)3(أن الكافر سمي كذلك ألنه ساتر للحق وسائر نعم اهللا عز وجلذكر ب

ادة ومعانيها تدور حول معىن أصلي جيمعها فمما سبق نرى أن تفرع اشتقاقات امل .وهو التغطية

اجلن من االجتنان، وهو « : فقال) جن(كما بين ابن قتيبة معاين اشتقاقات مادة جعله من سواده يف : أجنه الليل، أي: ويقال. جنة، ألنها سترت: يقال للدرع. االستتار

وقال بعض . الستتارهم عن أبصار اإلنس: موا جناوإنما س. جنة، وجن عليه الليل، )4(﴾ ففسق عن أمر ربه الجنفسجدوا إلا إبليس كان من ﴿: املفسرين يف قوله تعاىل

.)5(»الجتنام واستتارهم عن األبصار: فسماهم جنا. من املالئكة: أي

لو انتقلنا إىل اجلانب التطبيقي لرازي مدار حبثنا هذا، أبو حامت ا" الزينة " صاحب أما ملفردات كتابه، لرأيناه حياول يف تفسريه لكل لفظ أن يربط معانيه املختلفة، مشريا إىل قرا

املنهج عام لديه، إذ نرى تطبيقاته يف الكثرة الغالبة من كلمات من بعضها البعض، وهذا . الكتاب

.الفتح 29اآلية – )1( .454ص –وينظر تفسري غريب القرآن .76ص –تأويل مشكل القرآن – )2( .28ص –تفسري غريب القرآن – )3( .الكهف 50اآلية – )4( .21ص –تفسري غريب القرآن – )5(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

179

سببا دفعه إىل إجياد أصل معنوي أللفاظ كتابه، وبعض األلفاظ فإميانه باالشتقاق كان .الدخيلة من اللغات األخرى

وزاد على ما السالفة الذكر، ) جن(ومن املواد اليت بين الرازي معاين اشتقاقاا، مادة . هوجنان املسلمني دمهاؤهم وسوادهم، ألنه يستر من دخل في... «: أورده ابن قتيبة قوله

مسي بذلك ألنه . القلب: واجلنان. ال جن ذا األمر، أي ال خفاء به وال ستر: ويقالوكل ما . ألن اهلموم والفكر واخلطرات قد استترت فيه: ويقال. مستور، وألن الصدر جينه

.)1(»القرب، مسي بذلك، ألنه يستر املدفون فيه : واجلنن. وارى عنك شيئا فهو جنان

تدور ) جن(فمما سبق من قولي ابن قتيبة وأيب حامت الرازي يتضح أن معاين مادة فسمي القرب بذلك ألنه يستر من فيه، . واالستتار مجيعها حول معىن واحد وهو التغطية

واجلنني ألنه مستتر يف بطن أمه، واجلن الستتارهم عن اإلنس، وهكذا يف بقية معاين .ت املادةاستعماال

العزة االمتناع من :، يستعرض الرازي املعاين املتباينة للكلمة فيقول)العزيز(يف باب وقد عز أي قل يف : ومنه يقال للشيء إذا مل يوجد. الوجود، يقال عز إذا امتنع فلم يقدر عليه

تنع من أن تدركه األوهام مم...عز اهللا وهو العزيز: فقيل. أيدي الناس وامتنع من الوجود .)2(والصفات

.357، 356، 355ص – 2ج –كتاب الزينة –) 1( .244ص – 2ج –كتاب الزينة – )2(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

180

استعز بفالن، إذا مات كأنه : يقال...عز إذا غلب وقهر: العزة الغلبة والقهر، يقالأي )1(﴾إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث ﴿ :قال تعاىل. غلب عليه فذهب به

أي حتقق )3(﴾ وعزني في الخطاب ﴿: ويف قوله.)2(وجعلنامها متفوقني عزيزين بهقوينا .العزة حبصول الغلبة يف االحتجاج والكالم

فالن يف عز أي يف منعة، ومنه : يقال. ه ويكيده واالحتراز منهالعزة املنعة، ممن يناوئوالله ﴿ :قال تعاىل. )4(منيع من اجلبال قيل لوكر العقاب فراش عزيزة ألا تأوي إىل كل

كيمح زيزر )5(﴾ عقهعظيم منيع يقهر وال ي.

معناه )6(﴾ بل الذين كفروا في عزة وشقاق ﴿ :العزة احلمية، قالوا يف قوله تعاىل .)7(األنفة واحلمية تدخل قلبه حقدا على صاحبه

ذكر اشتقاقات املادة ومعانيها املختلفة، راح يربط بني هذه وملا أمت أمحد بن محدان منفهذه املعاين كلها قريبة بعضها « : بعض قائالاملختلفة، مشريا إىل قرب بعضها من املعاين

وقد علل الرازي . وهذا دليل على وحدة األصل املعنوي، وإن مل يصرح ا )8(»من بعض : قيل ومنه. در عليه هو ممتنع ممن يكيده، غالب ملن يناوئهألن الذي ال يق... «: قوله هذا

.يس 14اآلية – )1(

.246ص – 2ج –كتاب الزينة -) 2( . ص 23 اآلية – )3( .247ص – 2ج –كتاب الزينة – )4( .البقرة 228اآلية – )5( .ص 02اآلية – )6( .247ص – 2ج –كتاب الزينة – )7( .248ص – 2ج –املصدر السابق – )8(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

181

، فقيل للملك عزيز، ألنه قاهر من ناوأه من رعيته، ممتنع من أن يتناوله أحد للملك عزيزاهللا العزيز، ألنه غالب من ناوأه، و .)1(بظلم، حمتجب عن الناس، فهو ال يشاهد إال قليال

كائد، ممتنع من أن يدركه أحد بصفة أو وهم، عز اخللق كله قاهر له، منيع من أن يكيده ». )2(بالقهر والغلبة

مما سبق نرى أن تفرع اشتقاقات املادة ومعانيها تدور حول معىن أصلي جيمعها وهوغلب وقهر واشتد وقوي، : حيث إنه من تفوق .التفوق واالستعالء بالنسبة إىل من هو دونه

مث إن العزة التامة الكاملة إنما تتحقق يف اهللا عز وجل، فهو تعاىل متفوق فوق مجيع ومنع، .عامل الوجود وعلى مجيع السماوات واألرض وما بينهما

: والشيطان تقديره فيعال، كأنه اشتق من شطن أي« ): الشيطان(باب ويقول يفدعب .عدالب طنطون، أي: ويقال. ارهومنه شطنت د. والشى شطون: نوأي : بعيدة، وبئر ش

إنما مسي . الشاطن البعيد من احلق. ويقال للحبل شطن، مسي بذلك لطوله. بعيدة القعر .)3(»شيطانا، ألنه شطن عن أمر ربه

فشطون الدار .اجلامع يف االستعماالت السابقة هو البعد عن الشيء فاألصل الواحددها، والبئر بعد قعرها، واحلبل لبعد طرفيه، والشيطان البتعاده عن أمر ربه وإبعاد الناس بع

.عنه

.248ص – 2ج –كتاب الزينة – )1( .249ص - 2ج –املصدر السابق – )2( .326ص – 2ج –كتاب الزينة – )3(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

182

فيها الشرح املوحي بوحدة األصل املعنوي ، معاجلته الستعماالت بينومن األمثلة اليت لغات، وهي من غفور وغفار وغافر، ثالث « :، يقول)الغفور(من باب ) غفر(من اجلذر

: اللهم تغمدين مبغفرتك: ويقال يف الدعاء. واملغفرة الستر، كأنه يستر ذنوب العباد. املغفرةأي كثري : ثوب كثري الغفر: ويقال. وأصله من غفرت الشيء إذا غطيته. أي استر ذنويب

. )1(الزئرب

.)2(»ره ويقال جلنة الرأس مغفر، ألنه يغطي الرأس ويست

توحي بأن األصل املعنوي هلذا ) غفر(فمعاجلة أيب حامت هلذه االستعماالت املشتقة من ومغفرة اهللا تعاىل . يف تغطية الثوب اجلديد بالزئرباجلذر هو ستر الشيء وتغطيته، كما

.ذنوب عباده، وجتاوزه تعاىل عنها، هو إخفاء وستر هلا كأنها غري موجودة

عمل له قيمته "الزينة " كتاب موادتضح لنا أن هذا التأصيل لبعض ره يومما تقدم ذك :يفو املتمثلة اللغوية

.غوي الذي تدور عليه معاين اشتقاقات املادةحتديد املعىن الل .أ

.ضبط معاين تلك االستعماالت وحتديدها بدقة .ب

وضع األلفاظ للمعاين اجلديدة .ج

.حلضاريغة على مسايرة التقدم اقدرة الل .د

)1( – ما يعلو الثوب اجلديد: ئربالز. .267ص – 2ج –كتاب الزينة – )2(

المنحى االشتقاقي في كتاب الزینة الفصل الثالث

183

) هـ395(وقد توسع اللغويون يف القرون الالحقة يف هذا املبحث، فنرى ابن فارس قد صنف معجمه مقاييس اللغة على غرار دوران املادة حول أصل واحد أو أصول

.)1(معينة

من حماولة خاصة باأللفاظ اللغوية يف ) هـ400(مث ما قام به الراغب األصفهاين .وقد التزم برد استعماالت املادة إىل أصل واحد، وإن مل يصرح بذلك. القرآن الكرمي

.117ص –املعىن اللغوي – )1(

الخاتمة

185

كتاب " تناول هذا البحث بالدراسة املنحى االشتقاقي يف التفريع الداليل ملفردات يف ). هـ322(أليب حامت أمحد بن محدان الرازي "الزينة يف الكلمات اإلسالمية العربية

.مقدمة ومدخل وثالثة فصول جبانب خامتة

اة السياسية والثقافية عاجل املدخل حياة أيب حامت الرازي وكتابه، مركزا على واقع احلي .واالجتماعية، ملا لذلك من أثر يف حياة الرازي، مث حتديد املصطلحات ومفاهيمها

وجاء الفصل األول حديثا عن املكونات االشتقاقية يف كتاب الزينة، من مادة اشتقاقية .وصيغة صرفية، مستدال على ذلك بأمثلة من الكتاب

فردات يف كتاب الزينة، ومدلوالا يف اجلاهلية ف املوكان الفصل الثاين عن أصناجماالته كل صنف حسب ) األلفاظ اجلاهلية، األلفاظ اإلسالمية، األلفاظ املولدة( واإلسالم،

الداللية يف كتاب الزينة، فعرفنا منها ألفاظا تعود إىل اجلاهلية، وأخرى تعود إىل النصوص ولدة من مواد قدمية، إال أنها وضعت يف صيغ اإلسالمية من قرآن أو حديث، مث ثالثة م

.جديدة أكسبتها دالالت جديدة

وجاء الفصل الثالث متعلقا باملنحى االشتقاقي يف كتاب الزينة، وهو جانب تطبيقي اتتبعوآلياته اليت اتخذها الرازي وسيلة هلذا التفريع، م عن التفريع الداليل ملفردات الزينة،

.، وردها إىل معىن أصلي واحدبعضها ببعض دالالا وربطها

:انتهت هذه الدراسة إىل مجلة من النتائج ميكن اجياز أمهها فيما يلي

الخاتمة

186

ولد الرازي أمحد بن محدان وعاش يف العصر العباسي الثاين، وهو عصر .1 .ازدهرت فيه احلياة األدبية والثقافية نتيجة ألثر الثقافات األجنبية والترمجة

ترمجة أليب حامت الرازي فيما عدا أسطر قليلة خلت كتب التراجم والسري من .2 .نقلتها بعض الكتب كابن حجر العسقالين

تشري أخباره على قلتها أنه كان من أهل الفضل واألدب واملعرفة باللغة .3 .واحلديث، وله عدة تصانيف نقل عنها العلماء يف تآليفهم

إفادة األدباء والفقهاء يف بعض الكلمات تأليف كتابه إىل الرازي من دفه .4 .اليت يرى يف تعلمها نفع كبري وزينة

القرآن : استفاد الرازي يف تأليف كتابه من مصادر خمتلفة ومتنوعة من أمهها .5 .الكرمي، واحلديث النبوي الشريف، وكتب اللغة ودواوين الشعر

الكرمي واأللفاظ اليت مجع املؤلف يف كتابه بعض األمساء اليت وردت يف القرآن .6 .اصطلح عليها املسلمون وذكر معانيها يف اجلاهلية واإلسالم

أورد الرازي بعضا من أمساء اهللا احلسىن، وبعضا من ألفاظ العقيدة اإلسالمية مث .7مع االستدالل عليها بالقرآن الكرمي واألحاديث تناوهلا بالشرح والتفصيل

.النبوية والشعر

الخاتمة

187

غة ودراسة تطور داللتها،يف مجع مفردات الل" الزينة " به أسهم الرازي بكتا .8حماوال إرجاع الكثري منها املشتركة يف حروفها إىل معىن أصلي عام منه اشتقت

.تلك املفردات

فهو كتاب يف علم األمساء أمهية بالغة يف جمال الدرس اللغوي، " الزينة" لكتاب .9 .ومعانيها يف نطاق إسالمي حمدود

فھرس اآلیات واألحادیث

189

الصفحة السورة رقمها اآليـــــــــــة \

واستكبر أبى إبليس إال فسجدوا آلدم اسجدوا للمالئكة قلنا وإذ ﴿ 118 البقرة 34 الكافرين﴾ من وكان

128 البقرة 45 ﴾ على الخاشعنيواستعينوا بالصبر والصالة وإنها لكبرية إال ﴿

37 البقرة 110 ﴾وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة ﴿

143 البقرة 166 ﴾ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا تبرأإذ ﴿

﴿ ع با كتكم اميالص كمليع بوا كتنآم ينا الذهن ياأيم ينلى الذ 130 البقرة 183 ﴾ قبلكم لعلكم تتقون

121 البقرة 201 ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي اآلخرة حسنة وقنا عذاب النار﴾ ﴿

هنليال عجلرلو وفرعبالم هنليي عثل الذم نلهو﴿ زيزع اللهة وجرد﴾كيمالبقرة 228 ح

147 181

69 البقرة 235 النساء﴾ خطبة من به عرضتم فيما عليكم جناح ﴿وال

﴾ ضاألرو اتاومالس هيسكر عس117 البقرة 255 ﴿و

104 البقرة 265 ﴾ ﴿كمثل جنة بربوة أصابها وابل

104 البقرة 266 ﴾ أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب ﴿

﴿ تؤن يماء وشن ية مكمي الحؤتةيكما الحريا كثريخ يأوت 151 البقرة 269 ﴾ فقد

124 آل عمران 19 ﴾ مإن الدين عند الله اإلسال ﴿

فھرس اآلیات واألحادیث

190

39 آل عمران 21 ﴾ فبشرهم بعذاب أليم﴿

﴿ صرواألب هرىء األكمأب143 آل عمران 49 ﴾ و

﴿ نم ةري اآلخف وهو هنل مقبا فلن يينالم داإلس رغ غيتبن يمو ريناس125 آل عمران 85 الخ

157 النساء 11 ﴾ أبواه فألمه الثلث ورثهلم يكن له ولد و فإن ﴿

157 النساء 19 النساء كرها ﴾ ترثوا﴿ ال يحل لكم أن

﴿فإذا قضيتم الصالة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا مأننتم فأقيموا الصالة إن الصالة كانت على المؤمنني كتابا اط

موقوتا﴾ 129 النساء 103

﴿ طسبالق نياموا قو78 النساء 135 ﴾ كون

125 ةاملائد 03 وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم اإلسالم دينا ﴾ ﴿

77 املائدة 42 ﴾إن اهللا يحب املقسطني ﴿

120 األنعام 44 حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون﴾ ﴿﴿ رالقاد وا قل هذابع كمليث ععبلى أن ي159 األنعام 65 ﴾ ع ﴿ الح لهورقوي الصف نفخي موي لكالم لهو 146 األنعام 73 ﴾ ق 142 األنعام 78 ﴾ مما تشركون بريءإني ﴿﴿ رهقد قح وا اللهرا قدم159 األنعام 91 ﴾ و

اهنييا فأحتين كان مم 76 األنعام 122 ﴾ ﴿ أو

فھرس اآلیات واألحادیث

191

ا ﴿ ثمقلن لكةآلئوا لمدجاس موا آلددجإال فس يسلإب كن لمي نم ﴾يناجد118 األعراف 11 الس

﴿مهنورث ال تيح نم قبيلهو وه اكمري ه46 األعراف 27 ﴾ إن

﴿ ن سون عدصتون ودوعت اطروا بكل صدقعال تو123 األعراف 86 ﴾ بيل الله

ثم﴿ كمنلبني﴾ ألصعم64 األعراف 124 أج

هادبع ناء مشن يا مورثهي لهل ض156 األعراف 128 ﴾ ﴿ إن األر

95 عرافاأل 137 ﴿ ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ﴾

121 األعراف 169 والدار اآلخرة خير للذين يتقون أفال تعقلون﴾ ﴿

70 األعراف 189 ﴿فلما تغشاها حملت حمال خفيفا﴾

﴿ نيركشالم نم مدتاهع ينإلى الذ هولسرو الله ناءة مر143 لتوبةا 01 ﴾ ب ﴿ هظهريل قين الحدى ودباله ولهسل رسي أرالذ وه ين كلهلى الدع

139 التوبة 33 ﴾ ولو كره المشركون

138 التوبة 48 ﴾ حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون ﴿

126 التوبة 77 ﴾ اقا في قلوبهم إلى يوم يلقونهفأعقبهم نف ﴿

126 التوبة 97 ﴾ األعراب أشد كفرا ونفاقا ﴿

﴿ ﴾ مهلمعفاق ال تلى النوا عدرم ةيندل المأه نم126 التوبة 101 و

كنس كالتإن ص همليل عصو ﴿ يملع يعمس اللهو م130 التوبة 103 ﴾ له

فھرس اآلیات واألحادیث

192

163 يونس 24 حتى إذا أخذت األرض زخرفها ﴾ ﴿

39 يونس 76 ﴾ فلما جاء هم احلق من عندنا﴿

139 هـود 92 ﴾ واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط ﴿

﴿ ﴾ ابواألب غلقت76 يوسف 23 و

﴿ ﴾ نهيدأي نقطع76 يوسف 31 و

143 يوسف 53 ﴾ وما أبرىء نفسي إن النفس ألمارة بالسوء ﴿

95 يوسف 100 ﴾ ﴿ ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا

﴿ اروقدبم هندء عي159 الرعد 08 ﴾ كل ش

﴿ مهكروا مكفر ينلذل نيل زل بالقو نر م139 الرعد 33 ﴾ أم بظاه

﴿ يددلق جبخ أتيو كمبذهأ يش155 إبراهـيم 19 ﴾ إن ي

حنو يتمنيي وحن نحا لنإنارثون﴿ والو 157 احلجر 23 ﴾ ن

118 احلجر 31 الساجدين﴾ مع يكون أن أبى إبليس إال ﴿

118 احلجر 32 ﴾ الساجدين مع تكون أال لك ما إبليس يا قال ﴿

70 النحل 07 األنفس﴾ بشق إال بالغيه تكونوا لم بلد إلى أثقالكم ﴿وتحمل

﴿ وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر 95 النحل 68 ومما يعرشون ﴾

153 اإلسراء 23 ﴾ وقل لهما قوال كرميا ﴿

فھرس اآلیات واألحادیث

193

أأسجد قال إبليس إال فسجدوا آلدم ااسجدو للمآلئكة قلنا وإذ ﴿نمل لقتينا﴾ خ118 اإلسراء 61 ط

105 اإلسراء 91 ﴾ ﴿ أو تكون لك جنة من نخيل وعنبواضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب ﴿ا ﴾وعرا زمهنيا بلنعجل وخا بنماهففن104 الكهف 32 ح

105 الكهف 33 ﴿كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا ﴾فسهلن مظال وهو هتنل جخد105 الكهف 35 ﴾ ﴿ و

تنج لتخلا إذ دلوو ﴿﴾ 105 الكهف 39 ك 179+118 الكهف 50 الجن﴾ من كان إبليس إلا فسجدوا لآدم اسجدوا للملائكة قلنا ﴿وإذ

﴿ عببا﴾ فأتب65 الكهف 85 س 109 مرمي 57 ﴿ ورفعناه مكانا عليا ﴾

79 مرمي 59 فسوف يلقون غيا ﴾ ﴿

95 طــه 05 الرحمن على العرش استوى ﴾ ﴿ 118 طــه 116 أبى﴾ إبليس إلا فسجدوا لآدم اسجدوا للملائكة قلنا ﴿وإذ

﴿ اتريل الخعف هما إلينيحأوا ورنون بأمدهة يمأئ ماهلنعجو إقامو﴾ ينابدا عوا لنكانو كاةاء الزإيتو لاة128 األنبياء 73 الص

عضتكل ﴿و ل ذاتما﴾ حلهم71 احلــج 02 ح

﴿ رهقد قح وا اللهرا قدم159 احلــج 74 ﴾ و

97 احلــج 75 ناس إن الله سميع بصري ﴾الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن ال ﴿

فھرس اآلیات واألحادیث

194

37 املؤمنون 04 ﴾ والذين هم للزكوة فعلون﴿ 95 املؤمنون 116 ﴿ فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكرمي ﴾

138 النـور 31 ﴾ ا ما ظهر منهاولا يبدين زينتهن إل ﴿﴿ ةالظهري نكم مابيون ثعضت نيح139 النـور 58 ﴾ و

ودنجو﴿ يسلون﴾ إبعم118 الشعراء 95 أج ﴿ رثوو وداوان دملي157 النمـل 16 ﴾ س

مكهلمأة ترام دتجي وإن﴿ و يءأوتين كل شم ت شرا علهويمظ95 النمـل 23 ﴾ ع

كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء ﴿﴾ير121 العنكبوت 20 قد

اء وشن الفحى عهنلاة تلاة إن الصم الصأقو ﴿ رأكب الله كرلذنكر والم 130 العنكبوت 45 والله يعلم ما تصنعون ﴾

120 الــروم 12 ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون﴾ ﴿

﴿ ﴾ سنيلبلم هلن قبهم مليل عزنل أن ين قبوا مإن كان120 الــروم 49 و

﴿ لمعا فلا تم فسم نله يفوا أخا كاناء بمزن جيأع ةن قرم 106 السجدة 17 يعملون ﴾

هليلوا عوا صنآم ينا الذها أيي بيلى النلون عصي هكتلائمو إن الله ﴿ 112 األحزاب 56 وسلموا تسليما ﴾

32 سـبأ 14 ﴿مادلهم على موته إال دابة االرض﴾

فھرس اآلیات واألحادیث

195

104 سـبأ 15 ﴾ لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمني وشمال ﴿

لقدو ﴿ قدص همليع يسلإب هظن وهعبفريقا إلا فات نم ﴾ننيمؤ119 سـبأ 20 الم

﴿ ﴾ ثا بثالنززا فعموهن فكذبياثن هما إليلنس180+147 يــس 14 إذ أر

180+147 ص 02 ﴾ بل الذين كفروا في عزة وشقاق ﴿

122 ص 07 ا إلا اختلاق﴾ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذ ﴿

180+147 ص 23 ﴾ وعزني في الخطاب ﴿

﴿ ابأن ا ثمدسج هيسلى كرا عنألقيان ومليا سنفت لقد117 ص 34 ﴾ و

119 ص 74 ﴾ الكافرين من وكان استكبر إبليس ﴿ إلا

أم أستكبرت بيدي خلقت لما تسجد أن منعك ما بليسإ يا ﴿ قالكنت نم نيال119 ص 75 ﴾ الع

76 الزمـر 30 ﴿ إنك ميت وإنهم ميتون ﴾

﴿ رهقد قح وا اللهرا قدم159 الزمـر 67 ﴾ و

كة حلائى المرتو ﴿﴾ همبر دمون بححبسش يرل العوح نم 95 الزمـر 75 افني

﴾قرا وي آذاننفو ها إليونعدا تمم ةني أكا فنقالوا قلوب71 فصلت 05 ﴿و

﴿ الكفار يظ بهمغيل اعرالز جبع178 الفتح 29 ﴾ ي

77 احلجرات 09 ﴾ يحب املقسطنيإن اهللا ﴿

﴿ قاكمأت الله ندع كمم153 احلجرات 13 ﴾ إن أكر

فھرس اآلیات واألحادیث

196

72 الذاريات 02 ﴿فالحاملات وقرا﴾

﴿ ﴾ وندبعيإلا ل الإنسو الجن لقتا خم101 الذاريات 56 و

اهلقنء خيا كل شر ﴿ إن159 القمـر 49 ﴾ بقد

﴿ بالحام والأكم ل ذاتخالنة وها فاكيهام فلأنا لهعضو ضالأرو﴾ انكذبا تكمبآلاء ر ان فبأيحيالرو فصذو الع

10 إىل

13

101 الرمحن

﴿ الظاهو رالآخل والأو وهيملء عيبكل ش وهو ناطالبو 136 احلديد 03 ﴾ ر

﴿ هاتبن الكفار بجأع ثثل غي178 احلديد 20 ﴾ كم

ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من ﴿ع كا إن ذلأهربل أن نقبسريي 143 احلديد 22 ﴾ لى الله

130 اادلة 04 فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ﴾ ﴿

﴿ ﴾ روصالم ارئالب قالالخ الله وه احلشر 24

140+

143+145 77 متحنةامل 08 ﴾إن اهللا يحب املقسطني ﴿

159 الطالق 03 ﴾ قد جعل الله لكل شيء قدرا ﴿

﴾ هليع الله هرأظهو به أتبا ن138 التحرمي 03 ﴿ فلم

﴿ وه فإن الله هليا عرظاهإن تا وكمقلوب تغص فقد ا إلى اللهوبتإن ت 138 التحرمي 04 اه ﴾مول

فھرس اآلیات واألحادیث

197

مصبحني ليصرمنها أقسموا إذ الجنة أصحاب بلونا كما بلوناهم ﴿إنا 104 القلـم 17 ﴾

95 احلـاقة 17 ﴾ ﴿ ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية

﴿ نبر دالى جعت هأن153 اجلــن 03 ﴾ او

135 اإلنسان 18 ﴾ عينا فيها تسمى سلسبيلا ﴿

122 النازعات 25 فأخذه الله نكال الآخرة والأولى﴾ ﴿

152 االنفطار 06 ﴾ ما غرك بربك الكرمي ﴿

135 املطففني 27 ﴾ ومزاجه من تسنيم ﴿

164 الطارق 02 أدراك ما الطارق﴾وما ﴿

﴿ قهرز هليع رفقد لاهتا ابا إذا مأم159 الفجر 16 ﴾ و

168 الشمس 09 ﴾ قد أفلح من زكاها ﴿

159 القدر 01 ﴾ ﴿ إنا أنزلناه في ليلة القدر

الصفحة احلــــديـــث

28 ـ حديث قدسي » محنإن الرحم شجنة من الر :» قال

فھرس اآلیات واألحادیث

198

قال رسول اهللا :» وجل قال اهللا عز:أنا الرحم محن وأنا خلقت الر 29 ـ حديث قدسي »واشتققت هلا من امسي،فمن وصلها وصله اهللا و من قطعها بتته

»من تطبب و مل يعلم منه الطب قبل ذلك فهو ضامن« : قال رسول اهللا 54 حديث حسن

55 »الولد حمزنة جمبنة جمهلة مبخلة «: قال

فھرس األبیات الشعریة

199

الصفحة القائل آخره صدر البيت 29 حسان بن ثابت وهذا حممد .... وشق له من امسه ليجله

45 صاحب املقاييس اجلنن و ....حيث ترى اخليل باألبطال عابسة 85 النابغة الذبياين إال طرفه سام ....لهم لواء بكفي ماجد بطل

86 األعشى الكبري حـىت اثخـن ....يه سالح امرىء مـاجدعلمرهيوا بخاحر موي يهف بل ....وغياحلالح يك86 النابغة الذبياين املل

86 النابغة الذبياين فأرتجع النجاحـا ....إىل ملك أحـابيه بوديةحريب فسكنل كرأت فلم لفت.... بذهء م86 النابغة الذبياين للمر

87 األعشى الكبري وأرى بها ....وعلمت أن اهللا عمـدا 87 األعشى الكبري الصفا واملحرم ....و ما جعل الرمحن بيتك يف العال

87 النابغة الذبياين البرية راكع ....را أو جناحا من امرىءسيبلغ عذكـهرإن ش به ركشال ت كبا ....ورياقوالب لك87 األعشى الكبري ت 88 زهري بن أيب سلمى والليــالي ....وإال السمـاء والبـالد وربنا

والش بالر وموهوعلى ي ـالء بـالء ....هيد88 احلارث بن حلزة والب 88 النابغة الذبياين تميم ووائل ....فال يهنىء األعداء مصرع ربهمهابن ة ودنك بيوما ر لكنر ....و أهعروع تب89 لبيد بن ربيعة خ

89 لبيد بن ربيعة رب املشقر ....مي من رأس حصنهوأعوصن بالدو 89 النابغة الذبياين أوبارها اللبد ....الواهب املـائة املعكـاء زينها

89 النابغة الذبياين القينات والنعما ....أبلغ لديك أبا قابوس مألـكة 90 األعشى الكبري خلفـها أطفالها ....ة اهلجان وعبدهـاالواهب املائ

90 األعشى الكبري ـا املجتـرم ....هـو الواهب املائة املصطـفا 90 النابغة الذبياين يعبوب معني ....أو النخالت من جبار قرح

كاجلب مى األدراتكالقن دار واجلر.... لدتوم 90 األعشى الكبري طارف هدخ رعص ارا إذا اجلبا ....وكنمقوفت هليس م91 املتلم

91 كعب بن زهري عالوة اجلبار ....واملنعمون املفضلون إذا شتوا

فھرس األبیات الشعریة

200

91 كعب بن زهري وقبة اجلبـار ....سهم لنبيهموالبـاذلني نـفـو 91 معاوية بن مالك بالقلم الكتـابا ....من األجزاع أسفـل من منيل

92 زهري بن أيب سلمى بأقدامها النعل ....تداركتما األحالف قد ثل عرشها 93 بن شييمالقطامي عمير العروش الدعائم ....لعـروش بقـيةومـا لمثابات ا

93 عدي بن زيد العرش أكسارا ....ولو هلكت تركت الناس يف وهلهعـرصمى لرر أجما قد رمـالل ....لعإخ 93 أوس بن حجر أي 94 امرؤ القيس الريح مكسف ....دانشاءة انشاء لذي العرش واح 94 أمية بن أيب الصلت أمسى كبريا ....جمدوا اهللا وهـو للمجد أهل

اسالن قبي ساء األعلى الذا ....بالبنريراء سمة بن أيب الصلت الس94 أمي 94 أمية بن أيب الصلت رااملالئـك صو ....شرجـعا ما ينـاله بصر العني 96 األعشى الكبري ألواحا وأبـوابـا ....في فلكه إذ تبداها ليصنعــها 96 عمربن أمحد الباهلي صبيحـة القطـر ....تمسي كألواح السالح وتضحي

98 أمية بن أيب الصلت أجرد القوائم ....وكأن برقع واملالئك حولها 99 عمرو بن شأس وال عزال ....ألكني إلى قومي السالم رسالة 99 النابغة الذبياين بالصفاح والعمد ....وخيس اجلن إني قد أذنت لهميفةلـى خع تدرـاء ومو.... ـمهاألد فد99 ديوان اهلذليني الس لهوغالليل ي جنجيء وى يتح.... كوزرن مليج99 ديوان اهلذليني الر

100 لسان العرب أم لـم يجنونـي ....ما إن أبالي إذا ما مت ما فعلواا لـكدل به يا جني كحيـى ل ....وأن فقددرك بن حصني ـك100 م

فلأح نيح فلحت ردجنع.... فرأع اط101 )اللسان(صاحب احلم اهوطا عن هاشن داء ....كلما رقبح ةعيقاع مبن الر ي102 عد كاهع اهصع نما شاطن واألغالل ....أيجلت السة بن أيب الص102 أمي

102 جرير إذ كنت شيطانا ....أيام يدعونني الشيطان من غزلهامرص دنالن عيج ا ....أطافت بهريحى ت104 امرؤ القيس حت ةقمع قفو ةيطـاكان بأنلوثـرب ....عة ين105 امرؤ القيس كج

فھرس األبیات الشعریة

201

105 امرؤ القيس أو سفينا مقيـرا ....فشبـهتهم يف اآلل ملا تكمشوا 105 امرؤ القيس يلني املشقرا ....أو املكرعات من نخيل ابن يامن

هقوم ديس اجلفني ارثلحارب ....ولاملح ض106 النابغة الذبياين أر طـاريا البهضأر قلبي ولم.... ـاربا ح107 )اللسان(صاحب بـه

لتيحوت به ضأر تا ....وقالوا أنياكأس شوالر ر107 إبن أمح 107 النابغة الذبياين سماؤهم بقطـار ....ومعلقون على اجلياد حليهـا

ت لولمزت ولم ورى القبتاملو لفظ.... يـححص مي107 النابغة الذبياين واألد 108 املثقب العبدي أبدا وديـنــي ....تقـول إذا درأت لها وضينيدني أسي بف وبج للتح نلئ.... كا فـدنني108 زهري بن أيب سلمى ب

108 النابغة الذبياين الدين قد عزما ....ك ربي فإنا ال يحل لناحيا 108 اجلعدي شرك العنـان ....وشاركنا قريشا يف تقاهـا

كهرإن ش به ركشال ت كبرا ....ويواقالب 108 األعشى الكبري تلك 109 كعب بن زهري دين اهللا منصور ....لشرك يضربهممقاوم لطغاة ا

هأن عب لوالص ديلى السب ....عاقالص ةور109 أوس بن حجر ذ 109 أوس بن حجر من الكاثب ....ألصبح رتما دقاق احلصى 110 أبو ذؤيب اهلذيل بؤه مسترحياتن ....كما تغبط الدنف املستبل

111 األعشى الكبري وعليـه ختـم ....وصهباء طاف يهوديها 111 األعشى الكبري دنها وارتسم ....وقابلها الريح في دنها

112 خالدبن زهري اهلذيل يسريهاسنة من ....فال تجزعن من سنة أنت سرتها 113 زهري بن أيب سلمى علي كفاني ....يسن لـي قومي يف عطائي سنة 113 كعب بن زهري مواعيظ وتفصيل ....مهال هداك الذي أعطاك نافلة ال

113 النابغة الذبياين و طائعوه ....حلفت فلم أترك لنفسك ريبة 113 كعب بن زهري إن لـم تدوها ....وال قلنـا لهـم نفس بنفس

بهاحص اصإقع قاشأى وا رلم.... دقل وال قـو113 النابغة الذبياين ع 114 النابغة الذبياين بادره بالظلم ....فقالت له أدعوك للعقل وافيـا

فھرس األبیات الشعریة

202

ةويثني مذ رينـا غيمي لفتب ....حاحبص 114 النابغة الذبياين ظن 114 النابغة الذبياين اجلهل الشبـاب ....فإن يك عامر قد قال جهـالدني أسالوا بر خامو عنب ار ....قالترامضأقـو114 النابغة الذبياين ا ل ةريصن بيـاني بععرت كتأيا ....رـراظون لـي114 النابغة الذبياين ع 120 أراجيز العربمن التراقي األنفاس ....وعرفت يوم اخلميس األمخاس

120 أراجيز العربمن هاب الناس ....ويف الوجوه صفرة وإبالسمهعطتسن فلم هم بكروند تبح.... ـرـامة سيرف122 عوف بن األحوص باملش 122 عوف بن األحوص أولون وآخر ....وما برحت بكر تثوب وتدعـى 122 املثلم بن رباح املري ودنيا تنفع ....إني مقسم ما ملكت فجاعـل

127 امرؤ القيس عشي مجلب .... خفاهن من أنفاقهن كأنما 127 طرفة بن العبد حرا أنافقه ....وأما رجال نافقوا يف إخائهمةمائص رل غييوخ اميل صيا ....خماللج لكع131 النابغة الذبياين ت

اموإن ص وبنعليها وديقةج ج ....تنضيء يا الن131 الشماخ به 161 النابغة الذبياين مستأنس وحد ....كأن رحلي وقد زال النهار بنا

161 طرفة بن العبد فيها بأوحد ....تمنى رجال أن أموت وإن أمت 176 النابغة الذبياين التظني مذهبها ....قوافي كالسالم إذا استمرت 176 جرير وطيء األجبال ....يف ليلتني إذا حدوت قصيدة 178 عن ابن قتيبة النجوم غمامها ....يعلو طريقة متنها متواترا

قائمة المصادر والمراجع

204

املصادر واملراجع

القرآن الكرمي يف علوم القرآن، أليب الفضل جالل الدين عبد الرمحن أيب بكر السيوطي، دار اإلتقان .1

.م1987-هـ1407، 1ط/لبنان -الكتب العلمية، بريوت 4مصر ط –دار املعارف –أمحد حسن الباقوري –أثر القرآن الكرمي يف اللغة العربية .2مؤسسة –تح حممد الدايل –أبو حممد عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة –دب الكاتب أ .3

.الرسالة، بريوتاملطبعة الذهبية، –أبو القاسم جار اهللا حممود بن عمر الزخمشري –أساس البالغة .4

.م1883، 3القاهرة، ط

مد رشيد علق حواشيه السيد حم –عبد القاهر اجلرجاين –أسرار البالغة يف علم البيان .5 .م1988/هـ1409 1ط –بريوت لبنان –دار الكتب العلمية –رضا

–أمحد عمر خمتار، عامل الكتب . د –أمساء اهللا احلسىن، دراسة يف البنية والداللة .6 .م1997 – 1ط –القاهرة

.م1956 1جلنة التأليف والترمجة والنشر، القاهرة، ط –عبد اهللا أمني –االشتقاق .7 .م1969منشورات اجلامعة األمريكية، بريوت، –د ترزي فؤا –االشتقاق .8مؤسسة –عبد احلسني املبارك . حتقيق د –الزجاجي –اشتقاق أمساء اهللا احلسىن .9

1986، 2الرسالة، بريوت ، ط

أمحد حممد شاكر وعبد السالم هارون/تح –البن السكيت –إصالح املنطق .10

ح أمحد حممد شاكر، وعبد السالم ت –عبد امللك بن قريب األصمعي –األصمعيات .11 . م1967، 3دار املعارف، القاهرة، ط –هارون

م 2000/هـ1420 –القاهرة –عامل الكتب –متام حسان /د –األصول .12

قائمة المصادر والمراجع

205

، 1ط/ بغداد –، مطبعة املعارف األضداد يف اللغة ، حممد حسني آل ياسني .13 .م 1974 –هـ 1394

1964بريوت -ة العربيةدار اليقظ-مصطفى غالب-أعالم اإلمساعيلية .14جودة مربوك . حتقيق، د –أبو الربكات بن األنباري –اإلنصاف يف مسائل اخلالف .15

.القاهرة – 1ط –رمضان عبد التواب . مراجعة، د –حممد مربوك 2ط - ت حممد زاهد الكوثري –األنصاف فيما جيب اعتقاده و ال جيوز اجلهل به .16

.م1963مصر - مؤسسة اخلاجني للطباعة والنشر

تأويل مشكل القرآن ، أليب حممد بن مسلم بن قتيبة ، مكتبة ابن قتيبة ، شرحه .17 .م 1973 –هـ 1393، 2ط/القاهرة –أمحد صقر ، دار التراث : ونشره

األستاذ الطاهر –ترتيب القاموس احمليط على طريقة املصباح املنري وأساس البالغة .18 .م1979وت، لبنان، دار الكتب العلمية، بري –أمحد الزاوي

6ط اململكة العربية السعودية،املدينة املنورة، –حممد الطنطاوي –تصريف األمساء .19 هـ 1408،منشأة املعارف باألسكندرية، –رياض العشريي –التصور اللغوي عند اإلمساعيلية .20

.م1985

–عودة عودة خليل أبو –التطور الداليل بني لغة الشعر اجلاهلي ولغة القرآن الكرمي .21 .مكتبة املنار، األردن

، 1ط/ لبنان-دار الشروق، بريوت - بكري شيخ أمني . د - لتعبري الفين يف القرآنا .22 .م1973- هـ1393

.م1971 –الدار التونسية للنشر –للجرجاين –التعريفات .23املطبعة –تفسري أيب السعود املسمى إرشاد العقل السليم إىل مزايا القرآن الكرمي .24

.م1928، 1ة، األزهر الشريف، طاملصري

قائمة المصادر والمراجع

206

حتقيق، أمحد –أبو اسحق إبراهيم بن السري الزجاج –تفسري أمساء اهللا احلسىن .25 .هـ1403، 4دار مأمون للتراث، دمشق، ط –يوسف الدقاق

جالل الدين حممد بن أمحد احمللي، جالل الدين عبد الرمحن بن أيب –تفسري اجلاللني .26 .دار القلم، بريوت لبنان –مد كرمي بن سعيد الراجح قدم له حم –بكر السيوطي

دار الفكر للطباعة والنشر، –أبو الفداء امساعيل بن كثري –تفسري القرآن العظيم .27 .م1970، 2بريوت، ط

مراجعة األستاذ علي حممد –حتقيق األستاذ حممد أبو الفضل إبراهيم - ذيب اللغة .28 لترمجة الدار املصرية للتأليف وا –البجاوي

جامع البيان يف تفسري القرآن، أليب جعفر حممد بن جرير الطربي، دار الفكر، بريوت، .29 .م1978- هـ1398

دار –مجع وإعداد الشيخ عبد القادر عرفان –اجلامع الصحيح لألحاديث القدسية .30 .م 2001، 1الفكر، بريوت لبنان ط

دائرة –) هـ321ت (أبو بكر حممد بن احلسني بن دريد األزدي –مجهرة اللغة .31 1هـ،ط1345املعارف العثمانية،

دار العلم – 1ط) هـ321ت (أبو بكر حممد بن احلسن ابن دريد –مجهرة اللغة .32 م1987للماليني

طبعه ونشره عبد احلميد أمحد حنفي، –حاشية العالمة الصاوي على تفسري اجلاللني .33 .القاهرة

–نجار ، مطبعة دار الكتب املصرية حممد علي ال: اخلصائص ، البن جين، حتقيق .34 م1955 –هـ 1374، 2ط/القاهرة

-1971 –دار املعارف، القاهرة –كمال حممد بشر .د –دراسات يف علم اللغة .35

. م1984 – 5ط –مكتبة األجنلو املصرية –إبراهيم أنيس .د – داللة األلفاظ .36

قائمة المصادر والمراجع

207

عمان، دار الضياء –ن األرد –عبد الكرمي جماهد /د –الداللة اللغوية عند العرب .37 .م1985 –للنشر والتوزيع

.م 2002 –مكتبة األجنلو املصرية –حممود عكاشة . د –الداللة اللفظية .38

دار الطباعة –كمال حممد بشر . ترمجة د –ستيفن أوملان –دور الكلمة يف اللغة .39 .القومية، القاهرة

–دار الثقافة للنشر القاهرة –حممد السعيد مجال الدين –دولة اإلمساعيلية يف إيران .40 .م1999 – 1ط

دار النهضة العربية، –حممد حممد حسني . شرح وتعليق د –ديوان األعشى الكبري .41 .م1972بريوت

تح أمخد حممد شاكر، وعبد –املفضل بن حممد بن يعلى الضيب –ديوان املفضليات .42 .م1964دار املعارف، مصر، –السالم هارون

بريوت، لبنان –دار املعرفة –اعتىن به وشرحه، محدو طماس –لذبياين ديوان النابغة ا .43

، نقال عن ديوان الشعراء اخلمسة، )الشاعر اجلاهلي الشهري( ديوان النابغة الذبياين .44 .م1911مصر، –مطبعة اهلالل

.م1995، 2دار الكتب املصرية بالقاهرة، ط –ديوان اهلذليني .45دار املعارف، القاهرة –د أبو الفضل إبراهيم حتقيق حمم –ديوان امرئ القيس .46

.م1969دار –سجيع مجيل اجلبيلي . مجعه وحققه وشرحه، د–ديوان أمية بن أيب الصلت .47

1998 – 1ط –صادر، بريوت – 2ط –دار صادر،بريوت –حممد يوسف جنم . حتقيق د –ديوان أوس بن حجر .48

.م1967

قائمة المصادر والمراجع

208

–س ثعلب ،صدر عن وزارة الثقافة شرح أيب العبا –ديوان زهري بن أيب سلمى .49 .م2007اجلزائر عاصمة الثقافة العربية

مكتبة األجنلو مصرية، القاهرة، –علي اجلندي . تح د - ديوان طرفة بن العبد .50 . م1962

، املكتبة العصرية، صيدا، 1ط –درويش اجلويدي . حتقيق د –ديوان كعب بن زهري .51 بريوت

.م1962الكويت –إحسان عباس. م له،دحققه وقد –ديوان لبيد بن ربيعة .52 –دار األندلس –عبد الرمحن الربقوقي –شرح ديوان حسان بن ثابت األنصاري .53

.م1983 3بريوت ط .مطبعة العامرة، القاهرة –رضي الدين األستراباذي –شرح شافية ابن احلاجب .54

ار العلم د –تح أمحد عبد الغفور عطار –إمساعيل بن محاد اجلوهري –الصحاح .55 .م1984، 3للماليني، بريوت، ط

: تقدمي الطالبة –رسالة م –العالقات الداللية بني ألفاظ الطبيعة يف القرآن الكرمي .56 . م2002 –آالن مسني زنكنة، جامعة بغداد

1ط –مكتبة اآلداب –حممد حسن حسن جبل .د.أ –علم االشتقاق نظريا وتطبيقيا .57 .م2006

–مطبعة اجلوائب –حممد صديق حسن خان –العلم اخلفاق من علم االشتقاق .58 هـ 1296 –القسطنطينية

.م1982، 1دار العروبة، الكويت، ط –أمحد خمتار عمر –علم الداللة .59

علي . تقدمي، د - هادي ر. تأليف، د –علم الداللة التطبيقي يف التراث العريب .60 . م2007 ،1ط –ندار األمل للنشر، األرد –حممد

.م1996 –دار الفكر، دمشق، سوريا –فايز الداية . د –علم الداللة العريب .61

قائمة المصادر والمراجع

209

د، حممود فهمي ) مدخل تارخيي يف ضوء التراث و اللغات السامية(علم اللغة العربية .62 .م1973وكالة املطبوعات بالكويت –حجازي

–عبد املعيد خان حممد. راجعه د –أبو عبيد القاسم بن سالم –غريب احلديث .63 . م1964دائرة املعارف العثمانية،

دار العلم والثقافة –حممد إبراهيم سليم /أبو هالل العسكري ، تح –الفروق اللغوية .64 .مصر –

.7ط –دار النهضة، القاهرة، مصر –علي عبد الواحد وايف . د –فقه اللغة .65

م1987وصل ، امل –كاصد الزيدي، دار الكتب . فقه اللغة العربية ، د .66 –بريوت ، لبنان –دار الفكر –حممد املبارك –فقه اللغة وخصائص العربية .67

م 2005هـ ،1426 .بريوت لبنان –مكتبة خياط –ابن الندمي –الفهرست .68 .130ص – 1963دار الفكر بريوت، –سعيد األفغاين –يف أصول النحو .69

حممد عبد الكرمي – ي للمفضليات، دراسة تطبيقية يف شرح األنباريف علم الداللة .70 .م1997دار املعرفة اجلامعية، –حسن جبل

تح مكتب حتقيق التراث، حممد نعيم العرقسوسي –الفريوزآبادي –القاموس احمليط .71 .م2005، 8مؤسسة الرسالة، ط –

دار النهضة، –تعليق حممد أبو الفضل إبراهيم، والسيد شحاتة –الكامل للمربد .72 .مصر

.عامل الكتب، بريوت –تح عبد السالم هارون –لسيبويه – الكتاب .73

تح حسني بن فيض – 2، و ج1ج –كتاب الزينة يف الكلمات اإلسالمية العربية .74 .م1994، 1مركز الدراسات والبحوث اليمين، ط -اهللا اهلمداين

قائمة المصادر والمراجع

210

تح عبد اهللا –أبو حامت الرازي – 3ج –كتاب الزينة يف الكلمات اإلسالمية العربية .75 .م1988، 3بغداد، ط –دار واسط للنشر –سلوم السامرائي

: ، حتقيق )هـ175ت(كتاب العني ، أليب عبد الرمحن اخلليل بن أمحد الفراهيدي .76إبراهيم السامرائي ، دار الشؤون القافية ، منشورات وزارة . مهدي املخزومي ، د. د

م1984الثقافة األعالم ،

.عبد الكرمي الغرباوي/حت –لألصمعي –فعل وأفعل :كتاب .77 – 1ج - علي دحروج.د.تح -حممد علي التهانوي –كشاف اصطالحات الفنون .78

– 1996 1ط –مكتبة لبنان ناشرون دار النهضة العربية، –حسن ظاظا . د –) من قضايا اللغة العربية(كالم العرب .79

.م1976بريوت،

مؤسسة –حممد املصري عدنان درويش، و. تح د –أليب البقاء الكفوي –الكليات .80 .م1993، 2الرسالة، بريوت، ط

كرت الدرر وجامع الغرر أليب بكر حممد بن أبيك الدواداري نسخة مصورة بدار .81 . 66ورقة 2578الكتب املصريةبرقم

.دار املعارف، القاهرة –ابن منظور –لسان العرب .82 .م1997، 1دار صادر، بريوت، ط –ابن منظور –لسان العرب .83 –الدار البيضاء، دار الثقافة -املغرب –متام حسان /د –عناها ومبناها اللغة م .84

.م1994قدم له طه عبد –فخر الدين الرازي –لوامع البيانات شرح أمساء اهللا تعاىل والصفات .85

.م1984، 1الكتاب العريب، بريوت، ط دار –الرؤوف سعد –حممد فؤاد سزكني . ق عليه دعل –معمر بن املثىن التيميأبو عبيدة –جماز القرآن .86

.م1988مكتبة اخلاجني، القاهرة،

قائمة المصادر والمراجع

211

.مؤسسة الرسالة – حتقيق زهري عبد احملسن سلطان –أمحد بن فارس –جممل اللغة .87دار الفكر، –رتبه حممود خاطر –أبو بكر بن عبد القادر الرازي –خمتار الصحاح .88

.م2009بريوت، لبنان،

تح حممد أمحد جاد –عبد الرمحن جالل الدين السيوطي –يف علوم اللغة املزهر .89 .دار الفكر –املوىل، علي حممد البجاوي، حممد أبو الفضل إبراهيم

.م1987مكتبة لبنان، –أمحد بن حممد بن علي الفيومي املقرئ –املصباح املنري .90

دار –حممد أبو الفرح . د –املعاجم اللغوية يف ضوء دراسات علم اللغة احلديث .91 .م1966، 1ط –العربية، بريوت النهضة

، 3عامل الكتب، بريوت، ط –أبو زكريا حيي بن زياد الفراء –معاين القرآن .92 . م1983

هدى حممود قراعة، . تح، د –األخفش أبو احلسن سعيد بن مسعدة –معاين القرآن .93 .م1990، 1ط -القاهرة

.م1957ودار بريوت، دار صادر، –ياقوت احلموي –معجم البلدان .94

، 4مكتبة الشروق الدولية، ط –جممع اللغة العربية، القاهرة –معجم الوسيط .95 .م2004

عبد السالم حممد هارون : معجم مقاييس اللغة ، أليب احلسني أمحد بن فارس، حتقيق .96 –هـ 1392/ ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، امع العلمي العريب اإلسالمي

م1972 –طبعة خاصة، مكتبة اآلداب –حممد حسن حسن جبل . د –املعىن اللغوي .97

.م1984

3القاهرة، ط –حممد عبد اخلالق عظيمة –املغين يف تصريف األفعال .98 مكتبة األجنلو املصرية –الراغب األصفهاين –املفردات يف غريب القرآن .99

قائمة المصادر والمراجع

212

عامل –مد عبد اخلالق عظيمة تح حم –أبو العباس حممد بن يزيد املربد –املقتضب .100 .الكتب، بريوت

–الدار البيضاء،دار الثقافة –املغرب –متام حسان /د –مناهج البحث يف اللغة .101 .م1979/هـ1400

املطبعة الكاثوليكية، بريوت، - لويس معلوف –املنجد يف اللغة واألدب والعلوم .102 .م1956

تح إبراهيم –ب التصريف شرح اإلمام أيب الفتح عثمان بن جين لكتا –املنصف .103 .م1954، 1مصطفى، وعبد اهللا أمني، ط

.م1972–النجف –مطبعة النعمان 4حممد رضا املظفر، ط –املنطق .104مصطفى الشوحيي، وبن سامل . تح –أبو بكر حممد بن السراج –املوجز يف النحو .105

بريوت،لبنان –دامرجي املنصورة،عامر للطباعة والنشر –ت إبراهيم بركا/د –وظيفة البنية يف حتديد الداللة .106 .هـ1408 –

الرسائل اجلامعيةرسالة –روعة حممود الزري ) دراسة داللية(األلفاظ العقلية يف القرآن الكرمي .107

م1996 -هـ 1417ماجستري،كلية اآلداب ،جامعة املوصل ة إعداد الطالب –رسالة دكتوراه –تناسل الدالالت االشتقاقية للمادة االشتقاقية .108جامعة وهران، –األستاذ الدكتور بكري عبد الكرمي : إشراف –هين سنية :

م2005/2006 الدوريات

/ 20جملة آداب، العدد –إبراهيم كايد حممود . د –االشتقاق وتنمية األلفاظ .109 كلية اآلداب، جامعة اخلرطوم – 2002ديسمرب

قائمة المصادر والمراجع

213

حسني حامد الصاحل، . د –التطور الداليل يف العربية يف ضوء علم اللغة احلديث .110، 15جملة الدراسات االجتماعية، العدد –أستاذ الدراسات اللغوية، جامعة صنعاء

.2003يونيو - يناير –كاصد الزيدي .د - الداللة يف البنية العربية بني السياق اللفظي والسياق احلايل .111

م1995سنة 26جامعة املوصل، العدد –كلية اآلداب –جملة آداب الرافدين

فهرس احملتويات

215

الصفحة املوضوع ـ شكر وتقدير اإلهـــداء

ز -أ مـقد مــة لــــدخـــمــ

25- 02 أبوحامت حياته وكتابه - 41- 26 )االشتقاق، الداللة، التفريع( املصطلحات ومفاهيمها -

املكونات االشتقاقية يف كتاب الزينة: الفصل األول 43 املادة االشتقاقية -

43 مفهوم املادة االشتقاقية . أ 44 تركيب املادة االشتقاقية . ب 47 طبيعة املادة االشتقاقية. ج 51 املادة االشتقاقية يف كتاب الزينة. د

53 الصيغة الصرفية - 56 الداللة الصرفية . أ

61 معامل الداللة الصرفية . ب 64 داللة الصيغة بالزيادة - 69 داللة الصيغة باختالف احلركة -

73 الداللة الصرفية عند أيب حامت. ج أصناف املفردات يف كتاب الزينة: الفصل الثاين

85 اجلاهلية األلفاظ: الصنف األول - 85 أمساء اهللا احلسىن: اال األول - 91 ألفاظ عامل الغيب: اال الثاين -

فهرس احملتويات

216

103 ألفاظ اليوم اآلخر: اال الثالث - 107 ألفاظ متعلقة بالدين: اال الرابع - 110 ظ الفرائض اإلسالميةألفا: اال اخلامس -

115 األلفاظ اإلسالمية: الصنف الثاين - 115 ألفاظ عامل الغيب: اال األول - 121 ألفاظ اليوم اآلخر: اال الثاين - 124 ألفاظ الدين و الرساالت: اال الثالث - 128 ألفاظ الفرائض اإلسالمية: اال الرابع -

132 لفاظ املولدةاأل: الصنف الثالث - املنحى االشتقاقي يف كتاب الزينة: الفصل الثالث

134 يف كتاب الزينة التفريع الداليل - 157 آليات التفريع الداليل يف كتاب الزينة -

161 ختصيص الداللة - 163 تعميم الداللة - 165 االنتقال من الداللة احلسية إىل اردة - 169 إضافة داللة معنوية جديدة أخرى - 171 الداللةانتقال -

172 انتقال الداللة انتقاال مباشرا . أ 173 انتقال عن طريق التالزم . ب 174 رانتقال الداللة بعدة أطوا. ج 175 انتقال الداللة عن طريق ااز. د

177 وحدة األصل املعنوي - 185 اخلامتة -

فهرس احملتويات

217

188 الفهارس الفنية - 189 فهرس اآليات واألحاديث - 199 فهرس األبيات الشعرية - 204 املصادر واملراجع - 215 احملتوياتفهرس -

صخالمل

ألبي حاتم "الزینة في الكلمات العربیة اإلسالمیة"دراسة مفردات كتاب تناولت في ھذه الرسالة، وذلك من خالل المنحى االشتقاقي الذي اتبعھ في تفریع )ھـ322ت (بن حمدان الرازي أحمد

لداللي الذي مفردات كتابھ، والتي كانت في معظمھا مفردات إسالمیة عربیة ومعرفة تطورھا افي البحث تكمن أھمیة الرسالة في أھمیة الكتاب أوال، وفي جھود أبي حاتم الرازي.اكتسبتھ

الداللي، حیث إن لكتاب الزینة أثرا في الدراسات التي جاءت بعده تحت عناوین مختلفة تبتعد قلیال ى خطوات المنھج سارت الدراسة عل.أو كثیرا، وقد تتعرض ألحد جوانب ھذا التفریع االشتقاقي

الوصفي في المناقشة والتحلیل، بقصد الوقوف على طبیعة منھج المصنف دون میل مع ھوى أو جاءت ھذه الرسالة في ثالثة فصول باإلضافة إلى المدخل والمقدمة .تعصب لرأي بعینھ

ث ـ وذكرت ففي المدخل تعرضت لحیاة أبي حاتم الرازي، ولكتابھ الزینة ـ مدار ھذا البح.والخاتمة، ثم تحدثت لغة، وذلك كما تناولتھا المعاجم اللغویة الكبرى) االشتقاق، الداللة، التفریع(تعریفات

تناولت في الفصل األول المكونات .عن التعریف االصطالحي لھا وفق ما تقتضیھ الدراسةمن مادة اشتقاقیة وصیغة صرفیة، فالكتاب حقل داللي خاص بألفاظ االشتقاقیة في كتاب الزینة

ألفاظ جاھلیة تأكد - :الحیاة الدینیة، لغتھ ـ أي الكتاب ـ التي استقى منھا الرازي ھذه المادة إنما ھيألفاظ جاھلیة ذكرتھا المعاجم ولم یتأكد ورودھا في الشعر الجاھلي –ورودھا في الشعر الجاھلي

ألفاظ مولدة لم ترد في النصوص –نیة وردت في القرآن الكریم، ولم تعرف من قبل ألفاظ قرآ –، الزینة ھفي كتاب التي عالجھا الرازي جاء الفصل الثاني حدیثا عن أصناف المفردات.الجاھلیة

فمنھا ما ھو جاھلي عرفتھ العرب قبل اإلسالم بألفاظھ ومعانیھ، ومنھا ما ھو إسالمي جاء بھ وقد . فت العرب أصولھ ومواده، ومنھا ما ھو مولد لم یرد ذكره في النصوص الجاھلیةالقرآن وعر

حاولت العودة إلى دواوین الشعر الجاھلي ألقف على المفردات التي عالجھا الرازي والمعاني التي أما الفصل الثالث ـ وھو الجانب التطبیقي لھذا البحث ـ .تطورت عنھا من الجاھلیة إلى اإلسالم

، متعرضا للتفریع الداللي لھذه المفردات العربیة اولت فیھ المنحى االشتقاقي في كتاب الزینةتنمخصصا العمل على أسماء اهللا الحسنى وتطورھا الداللي من الجاھلیة إلى اإلسالم، ثم اإلسالمیة

اللة الحسیة إلى تخصیص الداللة وتعمیمھا، االنتقال من الد: آلیات ھذا التفریع الداللي المتمثلة فيانتقال داللة اللفظ انتقاال (الداللة المجردة، إضافة داللة معنویة جدیدة أخرى، انتقال الداللة

ظ بعدة أطوار، انتقال داللة اللفظ عن ، انتقال داللة اللفظ عن طریق التالزم، انتقال داللة اللفمباشراھ تفرع اشتقاقات المادة بمختلف معانیھا وفي األخیر وحدة األصل المعنوي ونعني ب).طریق المجاز

ھذا التأصیل یتضح جلیا لمواد كتاب الزینة، فھو عمل لھ قیمتھ الجلیلة .حول معنى أصلي یجمعھاالمتمثلة في تحدید المعنى اللغوي الذي تدور علیھ معاني اشتقاقات المادة، ووضع األلفاظ للمعاني

أورد الرازي بعضا من أسماء اهللا -:إلى النتائج التالیةوقد خلصت في نھایة ھذه الرسالة .الجدیدة - الحسنى، ثم تناولھا بالشرح والتفصیل مع االستدالل علیھا بالقرآن الكریم واألحادیث والشعر

أسھم الرازي بكتابھ في جمع مفردات اللغة ودراسة تطور داللتھا محاوال إرجاع الكثیر منھا إلى لكتاب الزینة أھمیة بالغة في مجال الدرس اللغوي، - .تلك المفرداتمعنى أصلي عام منھ اشتقت

.فھو كتاب في علم األسماء ومعانیھا في نطاق إسالمي محدود

:الكلمات المفتاحیةالداللة ؛الصیغة الصرفیة ؛المادة االشتقاقیة ؛الكلمات اإلسالمیة ؛الداللة ؛التفریع ؛االشتقاق .وحدة األصل ؛تقال الداللةان ؛التفریع الداللي ؛الصرفیة