440
ﻧﻈﺮﻳﺔُ ّ َ ﻧﻈﺮﻳﺔُ ّ َ " " ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁّ ﺍﻟﻔﻘﻬﻲ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﻁّ " " ﺗﻄﺒﻴﻘﻴ ﺗﺄﺻﻴﻠﻴ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﲰﺎﻋﻲ ﻋﻤﺮ ﳏﻤ ﺍﳌﺸﺮﻑ ﺟﺎﺑﺮِ ﺻﺎﻟﻮﺩ ﳏﻤﻛﺘﻮﺭ ﺍﻟﺪ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺩﺭﺠﺔ ﻋﻠﻰﻭل ﺍﻟﺤﺼ ﹼﺒﺎﺕ ﻟﻤﺘﻁﻠ ﺍﺴﺘﻜﻤﺎﻻ ﺍﻷﻁﺭﻭﺤﺔ ﻫﺫﻩﻤﺕ ﹸﺩﻜﺘﻭﺭﺍﻩ ﺍﻟﺩ ﻓﻲ ﻭﺃﺼﻭﻟﻪ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎﺭﺍﺴﺎﺕ ﺍﻟﺩ ﻜﻠﻴ ﺍﻷﺭﺩﻨﻴ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﺔ ﺃﻳﺎﺭ،ّ ٢٠٠٦ All Rights Reserved - Library of University of Jordan - Center of Thesis Deposit

ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

  • Upload
    others

  • View
    11

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

نظرية نظرية

االحتياط الفقهي""االحتياط الفقهي""

دراسة تأصيلية تطبيقية إعداد

د عمر مساعيحمم

املشرف األستاذ الدكتور حممود صالح جابر

الدكتوراه قدمت هذه األطروحة استكماال لمتطلبات الحصول على درجة

في

الفقه وأصوله

كلية الدراسات العليا

الجامعة األردنية

م٢٠٠٦أيار،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 2: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

ب

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 3: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

ج

شكر وتقدير شكر وتقدير

إنه ملن دواعي السرور واالمتنان أن أتقدم يف افتتاح هذه الرسالة بالشكر

والتقدير إىل كل من مد يل يد العون مبزيد من يف إجنازها، وأخص واملساعدة على تفضله ؛ حفظه اهللا ورعاه الدكتور حممود صاحل جابري أستاذذلك فضيلة

حىت صارت إىل ما هي عليه؛ اإلشراف على هذه الرسالة ورعايتها؛بقبول فله مني مجيل الذكر، ووافر الدعاء .

فاضل الذين تكرموا إىل األساتذة األكري وتقديريخالص شكما أوجه

سائال لكاتبها؛ والتسديد، وتوجيه النصحناقشة هذه الرسالة وتقييمهابقبول م يضاعف هلم األجر، ويعلي هلم الذكر أناناملوىل الكريم املن .

والشكر موصول إىل اجلامعة األردنية؛ على ما هيأت لنا من الدراسة أجواء

والبحث العلمي؛ راجيا من اهللا عز وجل أن يدميها صرحا مكينا لطالب

العلوم وقصادها من كل فج عميق؛

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 4: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

د

ب ...............................................:.....قرار جلنة املناقشة

ج :.........................................................شكر وتقدير د :............................................................احملتويات ط ........:.....................................................امللخص

٢ :..............................................................املقدمة

١٢ .........................:هحقيقة االحتياط ومظاهره ومقاصد: الفصل األول ١٣ ............................:مفهوم االحتياط وأنواعه وجماالته: املبحث األولاألو ١٤ :........................تعريف االحتياط لغة واصطالحا: لاملطلب

٢١ :.....................................األلفاظ ذات الصلة: املطلب الثاين ٢٧ :.................................أنواع االحتياط املعتبر: املطلب الثالث ٣٢ :........................اط الفقهيجماالت العمل باالحتي: املطلب الرابع

٣٥ .......................:مظاهر االحتياط يف التشريع اإلسالمي: املبحث الثاني ٣٦ :..........................ول إليهسد طرق الفساد وما يؤ: املظهر األول ٣٧ .................:.................محاية املقاصد بالوسائل: املظهر الثاين

٣٨ :...................تكثري شروط ما يعظم شرفه ويعم أثره: املظهر الثالث ٤١ :.........................ب صيانةسبإقامة السبب مقام امل: املظهر الرابع

اخلامس املظهر :هيعامل بالغررالن٤٣ :............................... عن الت

الثالث املبحث :االحتياط وفوائد ٤٦ ................................:همقاصد ٤٧ :...........................احملافظة على مصالح األحكام: املقصد األول ٤٩ :...............................القيام مقام الدليل الشرعي: املقصد الثاين

٥٢ :..................................سالمة الدين والعرض: املقصد الثالث

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 5: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

ه

٥٥ :...............................تربية النفس على االمتثال: املقصد الرابعاخلامس املقصد :ةحتقيقفسياحة النوالر ٥٧ :.................. االطمئنان القليب

٦٠ ..........................:وأسبابه ومسالكهمقومات االحتياط : الفصل الثاني ٦١ ...................................:مقومات االحتياط املعتبر: املبحث األول ٦٢ ........................................:االستناد إىل أصل: املقوم األول ٦٦ ..............................................:قيام الشبهة: املقوم الثاين

٦٩ ...........................................:انتفاء املدرك: املقوم الثالث

٧٢ ..................................:أسباب االحتياط املعتبر: املبحث الثاني ٧٥ ..................................:الشك يف أصل احلكم: السبب األول ٨٧ :...................................الشك يف واقع احلكم: السبب الثاين ٨٨ ...................................:اختالط احلالل باحلرام: املعىن األول ٩٧ ..........................:التردد يف الناقل عن حكم األصل: املعىن الثاين

١٠٣ ........................................:تعارض املعرفات: املعىن الثالثابعب احملل: املعىن الرقارنة املخالفة للسب١٠٦ .............................:لم

١١٤ :..................................معارضة الظاهر لألصل: امساملعىن اخل ١٢٠ :........................................ادقاإلهلام الص: سساداملعىن ال

١٢٩ :.................................الشك يف مآل احلكم: السبب الثالث

١٣٥ ......................:مسالك العمل باالحتياط عند الفقهاء: املبحث الثالث ١٣٦ .....................:.................البناء على اليقني: املسلك األول

١٣٩ :....................................التقدير واالنعطاف: ياملسلك الثانواالمتناع: الثالثاملسلك ١٤١ :....................................التوقف

١٤٧ .:................................. ترك التوسع يف املباح:رابعاملسلك الاخلاملسلك امس :١٥٠ :................................. من اخلالفاخلروج

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 6: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

و

املسلكادسخص غري املقطوع ب: السالر ١٦٠ :........................هاترك املسلكابعأو باألكثراألخذ: الس ١٦٤ :.............................. باألشد

١٦٩ ........................: االحتياط وشروطه وموجهاتهحجية: الفصل الثالث ١٧٠ ........................: يف التشريع اإلسالميحجية االحتياط: املبحث األول

١٧١ ..............................االحتياط مشروعية العمل ب:املطلب األول ١٧٨ ................م العمل باالحتياطاجتاهات العلماء يف حك :املطلب الثاين

١٨١ ........................احلكم األصلي للعمل باالحتياط: املطلب الثالث ١٨٥ .................األدلة اليت تنهض حبجية العمل باالحتياط: املطلب الرابع

٢١٤ ..................................:شروط العمل باالحتياط: املبحث الثاني ٢١٥ .............................................بهة الشقوة: األولشرطال ٢١٨ ................................املنصوص عليه خمالفة عدم :ثاين الشرطال

٢١٩ ................................... انتفاء البديل الشرعي: الثالثالشرط ٢٢١ .......................... العمل به إىل احلرج أن ال يؤول:شرط الرابعال

رط اخلامسوقع العمل به يف الوساوس واألوهام: الش٢٢٤ ..............أن ال ي ادسرط السود من العمل به:الش٢٢٨ ....................... أن يتحقق املقص ابعرط السالش :عارضتقدمي٢٢٩ ............................. األقوى عند الت رط الثامنالش :ظام العام٢٣٢ ..............................عدم اإلخالل بالن

٢٣٥ ................................:موجهات العمل باالحتياط: املبحث الثالثهلاملوج٢٣٦ ........................دات أصلاألخذ باالحتياط يف العبا: األو

٢٣٨ ................................ السبب إذا ثبت فال احتياط:املوجه الثاينهعند عدم املانع: الثالثاملوج ٢٤١ ...................العمل باالحتياط واجب هاملوجابعما: الربه احملر ستباحواإلمكان ال ت ك٢٤٥ ....................ت الش هاملوجقام مقام احلقيقة يف حمل االحتياط: اخلامسبهة ت٢٤٦ ................الش

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 7: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

ز

هاملوجادسك إذا استند إىل أصل أمر باالحتياط: الس٢٤٧ ................. الش هاملوجابعيف املانع ال أثر له: الس ٢٤٩ ................................ الشك

الثامن هروع ال أثر له: املوجبعد الش الطارئ ٢٥٢ .....................الشك هالاملوج اسعاحتياطا :ت ال تثبت بالشك ٢٥٦ .......................الواجبات

٢٥٨ ............. االحتياط ال يصار إليه إال إذا خال عن الضرر: العاشروجهامل ٢٦٠ ........يغتفر فيما هو لالحتياط ما ال يغتفر يف غريه : احلادي عشروجهملا

هتعارضني عند إمنا يكون االحتياط: الثاين عشراملوج٢٦٢ ............جتاذب م هحليل ال يكون إال بأقوى األسباب: الثالث عشراملوج٢٦٢ ................الت هابع عشراملوجعلى قدر املشقة األ: الر ٢٦٤ ..............................جر

ابعوواقع التشريع: الفصل الر والفقهي ويل٢٦٨ ...........:أثر االحتياط يف التقعيد األص ٢٦٩ ........... .............: االحتياط يف التقعيد األصويلأثر: املبحث األول ٢٧١ .........................ياط يف قواعد الدالالت االحتأثر: املطلب األول ٢٧٩ ............................أثر االحتياط يف قواعد القياس: املطلب الثاين

٢٨٦ ..........................أثر االحتياط يف قواعد الذرائع: املطلب الثالثابعالر املطلب :ع االحتياط يف قواعدأثرض الترجيحو ار٢٩٤ ................الت

٣٠٢ ........... .............:أثر االحتياط يف التقعيد الفقهي: املبحث الثاني ٣٠٤ .................... غلب احلراماجتمع احلالل واحلرامإذا :القاعدة األوىل ٣٠٩ ........................القادر على اليقني ال يأخذ بالظن :القاعدة الثانية

٣١٣ ...............................الشك ال تناط به الرخص : الثالثةالقاعدة ٣١٧ ...................درء املفاسد مقدم على جلب املصالح :الرابعةالقاعدة ٣٢٠ ...................املعاملة بنقيض املقصود الفاسد أصل: اخلامسةالقاعدة ٣٢٧ .................. يؤخذ باألحوطنيصلاألض تعار عند:السادسةالقاعدة

٣٣٠ ..........................ما حرم استعماله حرم اتخاذه: القاعدة السابعة ٣٣٤ .............ما ال يباح عند الضرورة ال جيوز فيه التحري: القاعدة الثامنة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 8: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

ح

٣٣٦ ...............................احلدود تدرأ بالشبهات: عةالقاعدة التاس ٣٤٠ ..........................ستحب اخلروج من اخلالف م:العاشرةالقاعدة

٣٤٥ ........................: االحتياط يف واقع التشريع العمليأثر: املبحث الثالث ٣٤٦ .........................شك يف احلدثبالء الوضوإجياب: املسألة األوىل ٣٤٩ .......................... اجلماعة يف املسجد الواحدتكرار: املسألة الثانية ٣٥٢ .............. بغريه من الشهورن التبس عليه شهر رمضانم: املسألة الثالثة ٣٥٤ ................................دفع الزكاة إىل الغين خطأ: املسألة الرابعة

٣٥٦ .......................... قبل امليقات لغري حاجةاإلحرام: املسألة اخلامسة ٣٦١ ....................................ينةالعحكم التبايع ب: املسألة السادسة ٣٦٤ ................المية من البالد غري اإلس املستوردةاألجبان: املسألة السابعة ٣٦٨ ........................ يف األمواليمنيالاهد وشالالقضاء ب: املسألة الثامنة

٣٧١ ..............................املفقودالغائب زوجة نكاح: املسألة التاسعة ٣٧٤ .......................... واحلرببيع السالح زمن الفتنة: املسألة العاشرة

٣٧٥ ............................السبق يف لعبة الشطرنج: احلادية عشرةاملسألة ٣٨٠ ....................................... النباشعقوبة: املسألة الثانية عشرة

٣٨٣ ......................................................: والتوصياتاخلامتة ٣٨٩ .............................................................. :الحقامل

٣٩٠ :..................................................فهرس اآليات القرآنية ٣٩٢ :...............................................فهرس األحاديث واآلثار ٣٩٧ :.......................................لفقهيةفهرس القواعد األصولية وا ٤٠٢ :...............................................فهرس املصطلح والغريب ٤٠٦ :.................................................فهرس املصادر واملراجع

ــ ...................:.....................................فهرس احملتويات

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 9: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

ط

نظرية"

االحتي

اط الفقهي

" تطبيقيةدراسة تأصيلية

إعداد

د سماعيمحم

المشرف

ح جابر صالاألستاذ الدكتور محمود

لخصم - راسة تإىل الكشف عن حقيقةهذه الد هدفمن املعاني املعدودة يف مجلة معىن

؛ ونظرا لسعة هذا املعىن االحتياطسالمية عليها؛ وهو الشريعة اإلبنيتاألصول اليت ؛ وتأثريه الظاهر يف كل جوانبه؛ لم يكن بد من اإلسالميوانتشاره يف سائر أحناء التشريع

.عاصرالتعامل معه على أساس أنه يشكل نظرية مبعناها العلمي امل- راسة مبحاولة حتديد مفههلت الدحتياط يشمل كل أنواعه م واضح لالووقد است

هو أن وأقسامه اليت يكثر ذكرها على ألسنة العلماء، وخلصت إىل أن أقرب تعريف له؛ ة -:االحتياطارعتكاليف خمالفة دون حتولوظيفة شرعيعند العجز عن وأوامره الش

املفهوم ال يكتمل إال بذكر وملا كان بناء ؛ على وجه اليقني أو الظن املعتبرمعرفة حكمهمظاهره وآثاره؛ فقد عرجت الدراسة على ذكر أبرز مظاهر اعتبار االحتياط يف التشريع

.اإلسالمي، وأهم املقاصد اليت تتغيا من وراء األخذ به- وتبيراسة أن نمن خالل الداالحتياط ارعرة لدى الشال يكون من املسالك املعتب االستناد إىل أصل، وقيام الشبهة املعتبرة، -:ا استجمع مجلة من املقومات؛ وهيإال إذ

وانتفاء املدرك الذي ميكن التعويل عليه عند حصول االشتباه والعجز عن معرفة حكم ارع يف املسألة على وجه اليقني أو الظنالش.

يت ميكن أن تكون من مناشئ وتناولت الدراسة بالكشف والبيان أبرز املعاني ال-الشكوك املعتبرة يف إثارة االشتباه، واإلجلاء إىل األخذ باحليطة واحلزم، وتبين أن متعلق هذه

الشك يف أصل احلكم، والشك يف واقع احلكم ومناطه، والشك -:املعاني ثالثة أمور؛ وهي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 10: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

ي

سباب خمتلفة؛ أتت الدراسة على ذكرها رات وأثايف مآل احلكم ومنتهاه، ولكل متعلق م .تفصيال؛ ألمهيتها وموقعها يف فهم املوضوع

-تطر ؛ ثمشريع العمليوهي عبارة قت إىل املسالك اليت متثل االحتياط يف واقع التعن مناهج احترازية؛ يسلكها اتهد يف مقام االستنباط، ويأوي إليها املكلف يف مقام

واالنعطاف، على اليقني، والتقديرلبناء ا-: منها؛ وهي البحث سبعةأدرك وقد ل؛االمتثاترك الرخص غري و ،اخلروج من اخلالفو ،ترك التوسع يف املباحو ،والتوقف واالمتناع

.األخذ باألشد أو باألكثرو ،املقطوع بهالعمل باالحتياط حمل إمجاع وبعد ذلك كشفت الدراسة عن حقيقة ثابتة؛ وهي أن ا-

بني العلماء، وأن اخلالف الذي توهمه البعض يف ذلك خالف زائف ال وجود له، وأن غاية النزاع الواقع يف ذلك؛ إمنا هو خالف يف بعض التفاصيل العتبارات اجتهادية خمتلفة، وال

.يرتد على أصل املعىن حبالسام االجتهاد مبفهومه العام؛ فقد كان لزاما أن يقيد ولكون االحتياط معدودا من أق-

جبملة من املعاني والضوابط اليت ختدم العمل به وتوجهه مبا حيقق الغاية من انتهاجه، وحيفظ العامل به من مظاهر الزيغ واخللل، وقد أتت الدراسة على ذكر مجلة من الشروط

لعمل بهذا املسلك االحترازي، وغدت معالم ال مناص من واملوجهات اليت أوردها العلماء ل .األخذ بها، وااللتفات إليها

ويف الفصل األخري؛ قامت الدراسة بالكشف عن مجلة من القواعد األصولية -والفقهية املتقررة عن معىن االحتياط والصادرة عنه؛ حيث أوضحت أهم ما أدركه البحث

وعالقتها به، وأثرها يف توجيهه، وثنت االحتياط وأظهرت موقعها من من هذه القواعد؛كان لالحتياط أثر ظاهر يف تقرير أحكامها ذلك بذكر مجلة من مسائل الفروع العملية اليت

عند بعض الفقهاء؛ معتمدة يف ذلك مبدأ االنتقاء والتنويع؛ بغية إعطاء صورة متكاملة االحتياط يف خمتلف أحناء التشريعللقارئ عن أثر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 11: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

املقدمة املقدمة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 12: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢ -

بسم اهللا الرمحن الرحيم مقدمة

:

إن احلمد هللا؛ حنمده ونستعينور أنفسنا، ونستهديه، ونعوذهه ونستغفرباهللا من شر ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده اهللا فهو املهتدي، ومن يضلل فلن جتد له وليا مرشدا، وأشهد

ن ال إله إال اهللا وحده ال شريك له، وأشهد أن حممدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه، أن سلك طريقهم، ، وعلى م وعلى آله الطيبني، وصحبه الطاهرين،وأمينه على وحيه

بع هدواتين؛ وبعداهم إىل يوم الد: ومن شأن هذه ، الثابتةولاألصاملبادئ و على مجلة من بنيةمفإن الشريعة اإلسالمية

تكون نرباسا للمتفقهني يف الدين، أن :-رضهاع فهمها وأجيدإذا - واألصولبادئاملبرجعا بينهم عند ومل األعصار، وراء اآلتضارإىل إقالل االختالف بني فقهاءطريقا وتبد

إذا كان ؛ على بعض، ودربة ألتباعهم على اإلنصاف يف ترجيح بعض األقوال األمصارى نزلت احلوادث، واشتبكت مت؛باللة تشريع مصالحهم الطارئةالقصد إغاثة املسلمني ب

.)١(النوازل

وهو عليها هيكل التشريع اإلسالمي؛ اليت بنياألصول هذهواحد من االحتياطو؛ بشأنها اليت عزت التآليفاقضاينه معدود لدى املختصني من ال؛ فإ وأثرهلى عظيم موقعهع

ول على مؤلف يكشفيف كتب الفقه واألص اظرفال يكاد يقع النعن عرب عن مفهومه، وي بمماته، ويني قوشريع بشقيه معان و من ها انبثق عنعماألثر يف واقع الت قواعد كان هلا ظاهر

ضبطه وحماولة؛كتابة يف هذا املوضوعالبياني والتطبيقي؛ ومن هنا برزت احلاجة إىل ال العامة ا مع مقاصده، ويتناسباه وكلياتشريعة أصول السائرو التأصيل له مبا يتساوقو

هم ؤمنا لجهها، وم على و إىل امتثال التكاليفتشرعنيملا أمامليكون طريقا سالكا؛ واخلاصةوجباتهامن خمالفة م.

؛ مع بعض )١٦٥/ص: (مقاصد الشريعة اإلسالمية: من مقدمة العالمة الطاهر بن عاشور لكتابه-1

.التصرف

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 13: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣ -

من املبادئ االحتياط فقهاء الشريعة يف كون ال خيتلف: الدراسةمشكلة -أوالالفروع؛ ومع من مسائل ما ال يبلغه العد فيه الكلاملعتربة يف التشريع اإلسالمي؛ فقد اعترب

إشكاالت التطبيقيو النظري واقعه حوله تساؤالت كثرية، وتكتنفال تزال حتومف ؛ذلك -:ما يليشكاالت اإل ه؛ ومن هذعديدة

١. ريعة وقواعدها؟ ما موقعبه وجتعل منه االحتياط بني أصول الش وما املعاني اليت تقومثقى يف مقام االستنباط والعمل؟ عحتت مروة و ة اليت تنتظمرعيعناهوما املسالك الش ،

مقاصده؟وختدم زيلها على أرض حكام وتنما حكم األخذ باالحتياط وااللتفات إليه يف استنباط األ .٢

ينتظم األخذ به؟ وما الضابط الذيوهل هو على درجة واحدة من حيث تأكدالواقع؟ ما احلكم األصلي للعمل به؛ هل هو ؛ كلهقبل ذلكو ؟واجبه ومندوبهالتمييز بني به

الوجوب أو الندب؟ يصلح التعويل عليه يف متكأ ليكون؛األخذ بهال مناص من حتققها عند اليت القيودما .٣

احملافظة عليه من مظاهر نؤمود الشارع، وي مبا حيقق مقصمقامي االستنباط والعمل؛ ؟النقص واخللل

٤. شريع هل االحتياط معىنيف واقع الت له تأثري ه أن له تأثريا يف واقعو فقط؟ أالعملي تكشف من خالهلاي اليت النظرية ااالت أبرز؟ وإذا كان كذلك؛ فما أيضايالتأصيلارع الاعتبارهلذا املعىن؟ش

عنها، وبسط اإلجابة تأتي هذه الدراسة حماولة ؛وعلى نسج هذه اإلشكاالت وغريها كلي ذو تأثري واسع يف ساحة أصل االحتياطومثبتة يف السياق عينه أن ؛ حوهلاالقول

وفروعا؛ وذلك من خالل استعراض أبرز ااالت اليت كان ؛ أصوالالشريعة اإلسالميةسائر يف علماء اليت يتحاكم إليها ال الثابتةبادئها من املورت يف قيامها وصريأثرلالحتياط .هماجتهادات

الفقه يف علم اضيع املهمة املو أحد يعتبراالحتياط إن: أمهية الدراسة -:ثانيااألسباب إلى لى وجه العمومع ته أمهية دراسنرجعنا أن وميكن ؛ول على حد سواءاألصو

-:اآلتية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 14: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤ -

أكثر املوضوعات انتشارا يف هيكل التشريع اإلسالمي؛ فال يكاد باب من أحدإنه -أبوابه خيلو من ذكره على وجه األصالة أو التبع؛ وذلك يستدعي حبثا جديا من أجل

عن موقف العلماء من األخذ به؛ والعمل على إجياد موقف موحد أو متقارب على الكشف ة األقل تة األمة اليت هي من أعظم عوامل قوشريعيجاهه؛ أمال يف حتقيق الوحدة الت .ونهضتها-ه يمثل إنة؛ عالوةأحدة يف دائرة األحكام االجتهاديتعلقه على احملاور املهم

ال قضية فهو؛ يف العاجل واآلجلالعبادح ت قضايا مقاصد الشريعة املعنية حبفظ مصالأمهاب احلاجة دعو؛ خصوصا يف اال التطبيقي؛ حيث تالجتهادا من يزاول لكل عن معرفتهاغىن

.وقائعهاإىل تنزيل األحكام على

املتخصصة؛ وكل من كتب فيه حديث النشأة على الساحة التأليفية موضوعإنه - وأسبابه ومسالكه وقواعده؛ قوماتهستوعب احلديث عن ميم ول،وفه حقهم ي لمن احملدثني وقضاياه؛ حىت جوانبهزيد حبث وحتقيق لكثري من يف حاجة أكيدة إىل ميزالما فهو لذلك

.تكتمل أطوار منوه

هذه الدراسة باإلضافة إىل يكل العام لاهلتضمن : وضوعاخلطة املتبعة يف دراسة امل -:ثالثا -:كاآلتي وخامتة؛فصول أربعةاملقدمة

: مباحثثالثة فيهو :دهمقاص وهظاهراالحتياط وم حقيقة: األولالفصل

. وجماالتهمفهوم االحتياط وأنواعه: األولاملبحث

. التشريع اإلسالمي االحتياط يف اعتبارمظاهر: الثايناملبحث

.دهفوائ و الفقهياالحتياط مقاصد: الثالثاملبحث

:وفيه ثالثة مباحث :مقومات االحتياط وأسبابه ومسالكه: الثاينالفصل

.قومات االحتياط املعتبرم: املبحث األول

. االحتياطأسباب: املبحث الثاين

.ياطمسالك العمل باالحت: املبحث الثالث

:ثالثة مباحثفيه و :حجية االحتياط وشروطه وموجهاته: الثالثالفصل

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 15: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥ -

.حجية االحتياط املعتبر: املبحث األول

.شروط العمل باالحتياط: املبحث الثاين

.موجهات العمل باالحتياط: املبحث الثالث

: وواقع التشريع العمليأثر االحتياط يف التقعيد األصويل والفقهي: الرابعالفصل :وفيه ثالثة مباحث

.أثر االحتياط يف التقعيد األصويل: املبحث األول

.أثر االحتياط يف التقعيد الفقهي: املبحث الثاين

.أثر االحتياط يف واقع التشريع العملي: املبحث الثالث

.صلت إليها الدراسة اليت توفيها أهم النتائج والتوصيات و-:اخلامتة

لقد تناولت جمموعة من مؤلفات العلماء السابقني : للموضوعالدراسات السابقة -رابعاثت عنه ما بني موع االحتياط، وحتدموضكثر؛ إال أنها لقل ومدم تصل إىل حدالتفر

ته مبا ال ميكن أهم تلك املؤلفات اليت تناولت هذا املوضوع وأثرومن ؛ )٢(االختصاصو :ما يلي عنه االستغناء

١- ينإحياء علوم الد،د الغزالا تأليفد بن حممإلمام حممة ف ؛يقد مجع فيه ماد، وكشف مبا كتبه عن وجه باالحتياط يف حتقيق معىن الشبهة امللجئة إىل األخذ غزيرة

هد والورع وعن مثار الشوع االرتباط بني األخذ باالحتياط والزبهات، ونظر إىل املوض .والتنظري له تفيد يف تأصيل املوضوع،نظرة علمية دقيقة

٢- االعتصام ،ث فيه عن االشتباه يف أبتأليف اإلمام؛ فقد حتداطيبي إسحاق الشعترب من انفراداته؛ األصول والفروع، واالشتباه يف األحكام واحملال، وأتى بتحقيقات ت يتعلق مبوضوع الرخص والعزائم وأوجه الترجيح بينهما، وقرر ما ذهب إليه خصوصا ما

خليفة، : ؛ انظراالحتياطر حاجي خليفة أن حممد بن علي احلكيم الترمذي ألف كتابا مساه وذك-2الظنون كشف) :ه اطلع عليه؛)٢/١٣٨٥بأن شعر؛ وقد ذكر بعضا من ديباجته؛ مما ي وقد حاولت

.الوقوف عليه؛ ولم يتيسر لي ذلك

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 16: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦ -

ة وغريالم وابن تيميبن عبد الس وأن األجر إمنا يكون على قدر العز ،وع املشاقمها يف موضها الفعلاملصلحة اليت يتضمن.

٣- ظائروالن األشباه،اب بن ا تأليفين عبد الوه؛ إلمام تاج الدبكيبن الس علي، وأشار إىل مسالك األخذ باالحتياط عند الفقهاء، فقد ذكر قاعدة االحتياط استقالال

: وحتدث عن بعض القواعد الفقهية املهمة اليت تتشعب عن قاعدة االحتياط، وعد منهاما اجتمع :وط اعتبارها، وقاعدة، وتكلم على شرىاخلروج من اخلالف أول :قاعدة

من ى منها وما يستثن، حتتها ومثل هلا ببعض ما يندرج،ب احلراماحلالل واحلرام إال وغلؤثر منها؛ حمررا حمل النزاع وما ال ي،ؤثر من الذرائع، وما يسد الذرائع :، وقاعدةفروع

.املسألةبني الشافعية واملالكية يف

٤- بدائع الفوائدتأليف اإلمام مشس ،ة؛ فقد حصرم اجلوزيين بن قيفيه مدار الد :، وقاعدةاختالط املباح باحملظور حسا : قاعدة-:؛ وهياالحتياط على ثالث قواعد

اشتباه أحدمها باآلخروقاعدة ،: يف العني الواحدة هل هي من احملظور ك؟الش وتناول ،ق بني االحتياط احملمود ط االحتياط املشروع وأدلته ضواببالكشف والبيان بعضوفر ،

بأقوال مشفوعةواالحتياط املذموم، وساق الكثري من التطبيقات الفقهية على كال القسمني، .أهل العلم وآرائهم

٥- بهاتالش كشف ،وكانتأليف االش د بن عليوهي رسالة لطيفة إلمام حمم ،ياملعامالت، وذكر فيها أسباب االشتباه، تكلم فيها املؤلف عن االحتياط يف العبادات و

وحواقعة كممة اخلروج منها، وهي مع ذلك ل املشتبهات، وكيفيغط إال جانبا واحدا من م تعتبوع، وهو االشتباه الذي يببر جوانب املوضألخذ باالحتياطا امللجئ إىل السرعيالش

.والعمل به ثالثة رسائل علمية؛ يأتي سوى يدرك البحث منها وأما الدراسات املعاصرة؛ فلم

-:بيانها فيما يلي

١- العمل باالحتياطيف الفقه اإلسالمي ها منيب بنوهي رسالة دكتوراه؛ أعد ،حممود شاكر، وقد حاول املؤلف يف دراسته مجع أكرب قدر من مادة املوضوع العلمية،

؛ وتكلم يف جيته تعريف االحتياط وح األول منها عنتكلم يفوأقامها على ثالثة أبواب،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 17: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧ -

أثر االحتياط يف القواعد الثالث عن ؛ وتكلم يف وط العمل به أقسام االحتياط وشرالثاني عن عدة منم تف موضوع االحتياط الفقهي حقهمع طوهلا ل؛ وهذه الدراسة الفقهية والفقه

ي ال ميكن االستغناء عنها حبال يف ه وقضاياه املهمة الت من مسائل، وأغفلت الكثريجوانبما ي أصيل له، ومن أهمعليها ما يليؤخذضبطه والت :-

فقهية ذات أصول وأركان وع االحتياط باعتباره نظريةم يتناول الباحث موض ل-مل معه على ذلك وقواعد؛ وإمنا تناوله باعتبار أنه قاعدة من قواعد الفقه اإلسالمي، وتعا

األساس؛ معتمدا على أقوال بعض الفقهاء األقدمني الذين أطلقوا على موضوع االحتياط ، وذلك وإن كان مستساغا يف عهدهم؛ لكون أوضاع االصطالحات القاعدةلفظ

؛ فإنه غري مستساغ يف وقتنا؛ الستقالل كل مفهوم علمي مبصطلح م تستقر بعدالعلمية لهخيص.

م خيصص هلا سوى صفحة من تناول الباحث أركان االحتياط بإجياز خمل؛ حيث ل-سالة األربعمائة، وما ذكره ال يصلحعترب أركاناصفحات الرقيق أن يالد يف املقياس العلمي تاط احملتاط واحمل-: أركانه من، وجعلعقودهلذا املعىن التشريعي اهلام؛ فقد شبه االحتياط بال

!!!فيه واحملتاط به واحملتاط لهم خيصص الباحث ألسباب االحتياط يف رسالته مبحثا مستقال؛ وإمنا تكلم عن ل-

فالبعض عناصرها خالل عغمن رضه ألنواع االحتياط؛ م عن جانب مهم بذلك الكشف ا يساعد يف عىن ممجوانب هذا املوضوع اخلطري، وال يشك دارس يف أن معرفة أسباب أي م

م يعقد ملسالك االحتياط عند ، وكذلك لضبطه وتصور حقيقته، ويعني يف سالمة العمل بهه؛ إال ما ورد الكالمسالة؛ وال خيفى على الفقهاء مبحثا خيصعليه عرضا خالل مباحث الر

الواقع رمسا يف دراسة مثل هذه املواضيع اليت متثل يف حقيقةذلك ذوي االختصاص أمهية .التزمه الشارع يف أصوله وفروعه

كامال لشروط العمل باالحتياط؛ ومع ذلك فقد أغفل عقد الباحث يف حبثه فصال-مم ة، وكثريروط املهمغنبعض الشوقد كان ي ،را ذكره مكرم يتكلم عن ه، ولي عنه غري

وكل واحدة منها متثل أسا يقوم عليه ياط،قيودا للعمل باالحت القواعد اليت وضعها الفقهاءاهلام شريعيهذا املعىن الت .

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 18: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨ -

أثر االحتياط يف التقعيد األصويل والفقهي، واكتفى بشكل واضحم يظهر البحث ل-بذكر بعض القواعد األصولية والفقهية املندرجة حتت هذا املعىن؛ دون بيان وجه العالقة

يف أصل قواعد اليت ترجعال من الكثريغفال يف الوقت عينه مط املعترب،بينها وبني االحتيا . االحتياط اعتباروضعها إىل

لقارئ صورة ا؛ وال تعطي اخلطة اليت سلكها الباحث يف دراسة املوضوع مشوشة-، وذلك الى من نوعها يف هذا اول؛ ولعل ذلك راجع إىل كون دراسته األهواضحة عن

ى يرتقي إىل املستوى عليه اجلهود؛ حتم تتعاور كل عمل بشري يستهل ضعيفا، ثشأن .نشودامل

٢- ه وحته االحتياط؛ حقيقتوأحكامه وضوابطهجيها ؛ وهي رسالة دكتوراه؛ أعددة قد بذل الباحث يف إعدادها جهدا يشكر عليه، ومجع يف ثناياها ماو؛ املغربيإلياس بلكا

مجلة من املالحظات؛ عليهؤخذ أنه يغريعلمية طيبة تدل على حرصه واهتمامه مبشروعه؛ :من أبرزها

اتبع الباحث يف دراسة املوضوع منهجية غريبة على مناهج البحث العلمي؛ قد -ذلك هو واحدا منها؛ مع أن االحتياطوجعل ، وزع مادة حبثه على مخسة أبوابحيث رسالته؛ بينما خصص سائر األبواب للكالم عن الشبهة والورع والشك واخلالف، عنوان

قد شعر و تعريفا وتقسيما وتنويعا؛ والقضايا املسائل تفاصيل تلك يف عرضهوأغرق حبثلقد كان ما سلف من هذا : كاملعتذر قالف ؛رسالته اليت طغت على بهذه الظاهرة الباحثلكن هذا .. حبثا مفصال لقضايا أساسية يف علوم التشريع-!!!وهو قدر الثلثني-ب الكتا

قة، وأغرل على القارئ الشه البحث رمبا طوبها أن قه يف تفاصيل ودراسات عديدة، حيسوما ، )٣( موضوع االحتياط كالتائه الغريب، يبصر الطريق مرة، ويغيب عنه مراتإزاء

منهالنيو القارئ يف الثلثني األشعر؛ إذ ال يفيهال مبالغة به الباحث رسالته صدق وصف .ذكرأقر وسوى مبا والكشف عن يف دراسة موضوع االحتياطهمة ممسائل ى إل البحثعدم تطرق -؛ فلم خيصص العمل به وموجهاتقومات االحتياط، وأسبابه،م -:؛ ومن ذلكمفهومه

).٣٤٨/ص: (االحتياط بلكا، -3

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 19: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩ -

؛ والتبعضد على سبيل العرمباحث ختصها؛ إال ما ور رسالتهلشيء من ذلك يفالباحث متكامل ملفهوم نظرية علميالوصول إىل بناء حيول دون أنمن شأنه ذلك إخاللو

. يف الفقه اإلسالمياالحتياط، واكتفى بذكر عن أثر االحتياط يف التقعيد األصولي والفقهي الباحثيتكلملم -

فهمتمال ي، وذلك إخالل جبانب ها يف تقرير االحتياطثرأل ؛ دون بيان واضحبعض القواعد يف كثري من اجلزئيات اليت ال ترتبط اإليغال قد أفرطف ؛؛ ويف املقابلهنظرية االحتياط دون

إيقاف كافية يف حبثه ؛ ونظرة خاطفة يف ثنايا مباشرةباملوضوع، وال ختدم مسائله وقضاياه .الناظر على ذلك

الباحث من مصادر كثرية تناولت موضوع االحتياط، وأثرت بعض ة عدم استفاد- يف بناء نظرية متكاملة عن االحتياط الفقهي، عنهجوانبه، ونظرت له مبا ال ميكن االستغناء

عليها؛ األخ الباحثل عدم وقوفولع وتلك املصادر متنوعة؛ فمنها القدمي ومنها اجلديد؛ .هو عذره يف ذلك

٣- ها يف جمال العباداتقواعد األخذ باألحوط وتطبيقات وهي رسالة ماجستري ،فاعيصطفى الرها إبراهيم مة؛ أعداستهل الباحث رسالته بتعريف حيث ؛من اجلامعة األردني

م تناول مشروعية العمل باالحتياط واألدلة ثاالحتياط لغة واصطالحا؛ واأللفاظ املتصلة به،م شرع اليت تنهض حبجيته وأقوال العلماء يف حكم األخذ به؛ هل هو الوجوب أو الندب؟ ث

عقد لكل حيث منها؛ يف ذكر القواعد املندرجة حتت االحتياط يف العبادات، وعد مخسةفاق واختالف، ستقال لشرحها واالستدالل واحدة منها مبحثا مهلا، وذكر ما فيها من ات

؛ علما بأن العباداتفقهية خاصة بأحكام مذيال كل قاعدة ببعض ما يندرج حتتها من فروع ولعل ؛ قد أغفل كثريا من القواعد الفقهية املندرجة حتت معىن االحتياط الشرعيالباحث

دراسته يف جمال العباداع ت فقطذره يف ذلك احنصار. أن هذه اجلهود مها؛ فقد وال شكراسة اليت أقديف نشوء هذه الد جمتمعة كان هلا أثر

من كل ما كتبه هؤالء اإلخوة الباحثون، وجعلت استفدتنتهى ما وقفوا عنده منطلقا م واقصبته عليهم من مآخذ ون؛ حماوال جتنب ما ععن االحتياط الكتابة يفشواراململواصلة

؛ الوصول إليه املستطاع يف الرقي باملوضوع إىل أعلى مستوى ميكن ؛ باذال غايةقدر اإلمكان؛ فهو عمل تراكميوهذه هي طبيعة البحث العلمي ل الالحقكمفيه يابقما أنتجه الس ،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 20: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠ -

يما يقوم فهو عنصر ضعيف ينشد الكمال ف يف كل زمان ومكان؛وهذه هي طبيعة الباحث .هيهات أن يدركهبه؛ و

جناح اخلطة اليت وضعتها لدراسة هذا املوضوع، من أجلو : الدراسةةمنهجي -:رابعا معاجلة مباحثه االلتزام باملنهج أثناء قد حاولتوإفضائها إىل املقصود على الوجه املطلوب؛ ف

-:ي بيانهاآلتمجع مادة املوضوع وترتيبها وتنسيقها؛ مع االلتفات يف ء األغلبياعتماد منهج االستقرا .١

دراسة حمتواها واالستفادة منه يف التأصيل ملوضوع االحتياط إىل املنهج التحليلي يف .والتنظري له

ي املهمة؛ دون عن التطويل واإلطناب، والتركيز على املعانعدالتزام االختصار والب .٢ستبحر ى ال تباشرة؛ وذلك حتة اليت ال ختدم املوضوع ماملسائل الفرعيالولوج يف

اتجالذي زئي به عنرخي البحث، وتطول إىل احلد طاراإل جوع لدراسته العاماملوض .سلفا

االكتفاء يف التمثيل بأبرز ما يوضح املعىن؛ مع اإلعراض عن مناقشة األمثلة البيانية؛ إال .٣ .النقاشهلا ببعض املقام تناوىقتضا املواضع اليت بعضيف

؛ وذلك بغية واالنتصار آلراء العلماءحماولة االتسام باملوضوعية يف مواطن الترجيح .٤ .الوصول إىل احلق والصواب جمردا عن دواعي التعصب واهلوى

املصطلحات ي هلا ارتباط وثيق باملوضوع؛ دون االلتفات إىل التعريف باملصطلحات الت .٥راسة خدمة مالد ا األعالمباشرةاليت ال ختدمبا لإلطالة فلم أترجم ل؛، وأمهم جتن

.واإلسهاب٦. رتيب املذهيبوثيق، واالنتقال إىل التة يف ترتيب مصادر التة العلمية املاداالعتماد على قو

ملتأخرين عند اختالف ، وتقدمي املتقدمني على اذلكهم يف للمؤلفني؛ يف حالة تقارب .املنازع االجتهادية واضطرابها

عزو اآليات القرآنية إىل سورها، وختريج األحاديث النبوية، وعزوها إىل مصادرها، .٧وبيان درجتها من حيث الصحة؛ إذا كان احلديث يف غري الصحيحني؛ فإن كان فيهما

؛ فلم املروية عن السلفأما اآلثارو دون غريه؛ اكتفيت بالعزو إليه؛أو يف أحدمها

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 21: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١ -

فأحتبععلى وجه االستئناسغالبا يف املنتودهال كثريا بتخرجيها؛ لورولصعوبة والت ، .هاأسانيد االختصاص يفأهلالوقوف على أقوال

٨. عة يف مة متنوسالة؛ وضع فهارس علميرة الرخدمة للقارئ يف الوقوف على مظان ؤخعد واملصطلحات واملصادر اليت ورد ذكرها وتوظيفها يف ثنايا مباحث لقواالنصوص وا .الدراسة

مته إمنا هو جهدهذا؛ وما قدقصري ابتداء وانتهاء؛ ف مبالعجز والت كان فيه من مان أقر ، وما كان فيه من نقص ومن خلل؛ فمني ومن عز وجل فتوفيق خالص من اهللا؛صواب

يطان، وعالشاملستطاع ي بذلتواهللا املستعان، وعليه العلم وأهله؛ يف خدمة ذري يف ذلك أن .التكالن

وصلى اهللا على سيدنا حممد وعلى آله الطاهرين، وخلفائه الراشدين، وصحبه .املرضيني، والتابعني هلم بإحسان، وسلم تسليما كثريا طيبا مباركا فيه دائما إىل يوم الدين

ھ١٤٢٧: حتريرا يف

حممد بن عمر مساعي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 22: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢ -

الفصل األول الفصل األول ::

ههددمقاصمقاصوو ههاهراهرظظمموواط اط االحتياالحتي حقيقةحقيقة :اآلتيةوفيه املباحث . وجماالتهوأنواعه مفهوم االحتياط: املبحث األول .يف التشريع اإلسالمي االحتياط اعتبارمظاهر: املبحث الثاين

.هفوائد و الفقهي االحتياطدمقاص: املبحث الثالث

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 23: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣ -

املبحث األول

:

وجماالتهمفهوم االحتياط وأنواعه -:اآلتيةاملطالب وفيه

.تعريف االحتياط يف اللغة واالصطالح: املطلب األول . الصلة األلفاظ ذات:املطلب الثاين

.أنواع االحتياط املعتبر: املطلب الثالث . الفقهيجماالت العمل باالحتياط: لرابعاملطلب ا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 24: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤ -

:املطلب األول

لغة واصطالحاتعريف االحتياط افتعال من :االحتياط لغةتعريفاحتاط ؛ وأصل اشتقاقه من الثالثيطوح ؛

طة مبعىن ياطة وحيطا وحوحاطه حيوطه ح: بالشيء؛ يقاليفهو الشيء يط: وطواحلواحد؛ واسم الفاعل منه حائط؛ ويطلق على اجلدار حقيقة؛ ألنه حيوط ما فيه، وعلى

؛ ومنه قوله حوائطالبستان من النخيل وحنوه جمازا؛ إذا كان عليه جدار، ويجمع على :هارعلى أهل احلوائط حفظها بالن)٤(فيها ؛ يعين البساتني، وهو عام)٥(.

العرب جملة من سان يف لا أصل يف اإلحاطة احلسية بالشيء، وهلطوحومادة :)٦(ذكره يأيت اإلطالقات اازية؛ ولعل من أظهرها ما

أحاط به؛ أي أحرزه كله، : إحراز الشيء وبلوغ الغاية يف العلم به؛ يقال: األول على لسان قوله تعاىلو، )٧(﴾علماوال حييطون به ﴿: ومنه قوله تعاىلوبلغ علمه به أقصاه؛

والله ﴿: وقوله تعاىل ، أي علمته من مجيع جهاته؛)٨(﴾تحط به لم أحطت مبا﴿ :دهاهلدهم؛ فال يفوته شيء ؛ ألن علمه قد أحاط بهم يوم القيامة؛ أي جامع)٩(﴾محيط بالكافرين .منهم يف ذلك اليوم

القضاء يف : األقضية، باب: ، كتابن حديث رواه اإلمام مالك يف املوطأ عن البراء جزء م-4

ابن عبد البر، : انظر؛ وهو حديث مشهور صحيح؛ )٢/٧٤٧(، ١٤٣٥: الضواري واحلريسة، رقممهيدالت) :١١/٨٢(، ،واأللباين حيحةلسلة الصالس) :١/٤٧٧.(

، )٧/٢٧٩: (لسان العرب، وابن منظور، )٨٥٦/ص: (قاموس احمليطال الفريوز آبادي، :انظر -5 ).٢/١٢٠: (معجم مقاييس اللغةوابن فارس،

، )٧/٢٧٩: (لسان العرب، وابن منظور، )٨٥٦/ص: (القاموس احمليطالفريوز آبادي، : انظر -6السامرائي، ، و)١٦٧/ص: (حخمتار الصحا، والرازي، )٢/١٢٠: (معجم مقاييس اللغةوابن فارس،

الفرائدمعجم ) :٧١/ص(. ).١١٠: (طه، اآليةسورة -7 ).٢٢: (النمل، اآليةسورة -8 ).١٩: (البقرة، اآليةسورة -9

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 25: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥ -

والله من ورائهم ﴿: قوله تعاىلمنه ون كل جوانبه؛اإلحداق بالشيء م: يناثال؛ فال مناص ه عليهمقدرت منهم، قد اشتملت ال يعجزه أحد حمدق بهم،؛ أي)١٠(﴾محيط .هلم منه

؛ط حول ذلك األمرأحوأنا : الدوران وااللتفاف حول الشيء؛ ومنه قوهلم: الثالث كأن يأباه؛ وهو منه،ه يريد أمره يف داور أي ؛النافالن ف حاوط: م حوله، وقوهلدورأأي قبل ابن ولقومن ذلك ؛هصاحبوط حيما منه كالم:

)١١( على مدبر العلباء ريان كاهله ي حتى ثنيت عنانه وحاوطن

ابعقال: الريانة؛ يد والصدهأي حفظه حاطه؛: احلفظ والتعهوصانه وكألهوتعه ،أي ؛ياطة اهللاال زلت يف ح: هم على سبيل الدعاءذب عنه، وتوفر على مصالحه، ومنه قولومت يف حفظ اهللا ورعايتهد.

المة واحلماية منها، املهالك من الوقوع يف احملاذرة :اخلامسومنه قوهلم، وطلب الس :هيأ ملا قد حيدث؛ وسلح نفسه وأحاطها مبا األحزم، وتاحتاط فالن يف أمره؛ أي أخذ فيه ب

ه ؛ أي أكثر)١٢(أوسط الرأي االحتياط: ل السائرث امل أيضا ومنه؛يدفع عنها األمر املكروه . للحذرحتصيال

املعنوية بالشيء، واألخري ترجع إىل معىن واحد؛ وهو اإلحاطةكلها املعاني وهذهه يف اللغة افتعال من ؛ فاالحتياط أصلالتصاقابه هاشد وأوضوع دراستنا ملمنها أقربها

يءاحتاط للش طل -:ومعناه؛وء فيه مبا يرعاه و األحوط له، وأخذبونه عن أوجه السيص، .طراخل سالكمو

).٢٠: (الربوج، اآليةسورة -10، أي داورين وعالجين؛حاوطينو: قولهو، )١٣/٢٩٠: (لسان العربابن منظور، : انظر-11 قة يف عن املمتد العصبةباملدوالعلباء دبر العنق؛؛ أي مءابعلمدبر ال و، أجلمته؛ أي عنانهثنيت:وقوله

الرقبة؛ عبر بها عن الرقبة؛ وابن مقبل؛ هو متيم بن أيب؛ شاعر جاهلي، أدرك اإلسالم؛ عاش نيفا ومائة ).١/١٥٠: (طبقات فحول الشعراءبن سالم، ا: سنة، وعد يف املخضرمني؛ انظر

).١٣/٢٩٠: (لسان العربابن منظور، : انظر-12

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 26: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦ -

: على غري قياس؛ قال الفيومياالحتياطهو لغة اسم تفضيل من ف -:األحوطوأما افعل األحوط:مهقول ..افعل ما هو أمجع ألصول األحكام:ى واملعن ،عن شوائب وأبعد ألن؛ من االحتياط وليس مأخوذا،أويالتالت أفع ل التفضيل ال يبنى من خماسي)١٣( ،

بني اللفظني؛ وإن كان البناء اللغويونقفري ال موالظاهر من استعمال أكثر الفقهاء أنهوذلك ما قرره ى ال تكون إال ملعىن مقصود؛ بينهما؛ ألن الزيادة يف املبنبوت الفرققاض بثأخصر من : هونظري.. هذا أحوط؛ أي أدخل يف االحتياط: وقولهم: بقولهاملطرزي واألصح آكد من الصحيح، واألحوط: بقوله يى عينه أكده البركت؛ واملعن)١٤(االختصار .)١٥(االحتياطآكد من

العلماء يف تعريف االحتياط :الحتياط اصطالحااتعريف والكشف اختلفت عباراتن عني منهم باحلديث عن االحتياط لم أن أكثر م هو-: ذلكوالسبب يف ؛اهيتهعن مض عرعرض التوجيه والتعليل، أو يف موإمنا أشار إليه إشارة يف م استقالال؛ تعريفه يقصد

وسارت يف اجتاهات تباينا ملحوظا؛ متباينةتعريفاتهم جاءت املناقشة واالعتراض؛ ولذلكالشك؛ وهو السبب امللجئ إىل العمل و الترددىفالبعض راعى يف تعريفه معن؛ خمتلفة

راعى معن ز من الوقوع يف احملذور، وهو األثر املو التحفظىاالحتياط، والبعضالتحرىرج ألهم التعريفات ذكر يأيت ما؛ وفيمن العمل باالحتياط، والبعض اآلخر راعى املعنيني معا

ذلك التباينوفقصنفة م عن ماهيته؛، وتكشف هذا املصطلححتدد حقيقة من شأنها أناليت -:املذكور

لاالجتاهعريفوهو ميثل ا -:األووعي فيها معىن التراتلتاليت ر كد والشومن د ، -:أبرزها

من أهم ما و ؛)١٦(فعل ما يتمكن به من إزالة الشك: -وهو تعريف الكفوي؛ -قيده باملعترب منه؛ فإن الشكوك أضرب ي ولم حظ على هذا التعريف أنه أطلق الشك،يال

13- ،وميالفي املنري املصباح) :١٥٧/ص.( 14- ،زياملطر املغرب) :١٣٤/ص.( 15- ،ركيتالب قواعد الفقه) :٥٧٧/ص.( 16- الكفوي ،اتالكلي) :٧٠/ص(املناو: ؛ وانظر قريبا منهي ،عاريفالت) :وابن قدامة، )٣٩/ص ،

املغين) :٣/٢١٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 27: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧ -

ن رفع فإ إىل ذلك افة؛ وباإلضمتفاوتة، منها ما يشرع التحوط من أجله، ومنها ما ال يشرع؛ فال يكون قررة األصول املمن سائر بغري األخذ باالحتياطالشك عن النفس قد حيصل

ذا االعتبار مانعا من دخول غريه فيالت ١٧(هعريف(.

- الم؛ تعريفوهو ابن عبد الس- :املكلف إىل ما ال يريبه ترك ما يريب)؛ )١٨رادف للشك، وقد ا أخذ على سابقه؛ وذلك ألن الريب م ممهذا التعريف حنويؤخذ على و

ح أن رفعه ليس مل بأكثر من مسلك توقفا على معىن االحتياط للحكم؛ فقوضد حيصاجتهادي.

- وهو ابن اهلمام؛ تعريف- :ليلنيالعمل بأقوى الد)؛)١٩ عريف ؤخذويعلى هذا الت ه قصراجلمع؛ فإن وره؛ وهي األخذعلى االحتياطعدمض بعض صعارويف ؛ باألقوى عند الت

، وال يظهر فيه اتفاقا واجب فإن العمل باألقوىنظر؛ كون ذلك من صنوف االحتياط ما يبعث على التردد ودقتضي حبكم وضعه اللغوي وج لفظ االحتياط املمدلول

كثري يف ضعفاألاط قد يكون يف العمل بف إىل ذلك أن مقتضى االحتي؛ أض)٢٠(واالحتمال هو مقتضى االحتياط على وجه العموم من األدلة املسائل؛ فليس األخذ باألقوىمن

.واالطراد

عريفوهو ميث -:الثايناالجتاهوعي يفاتل التز صياغتها اليت رمعىن التحفظ والتحر ، -:ومن أبرزها

).٤٦/ص: (العمل باالحتياطشاكر، : انظر-17 ).٢/٦١: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -18: غمز عيون البصائراحلموي، : راجع و؛)٢/٦٧: (التقرير والتحبريابن أمري احلاج، : انظر-19

وع التعارض الذي إمنا يصار إليه عند وق باألقوىألن العمل ت هذا التعريف هنا؛وإمنا أورد؛ )١/١٩٥( .يعتبر من مناشئ الشكوك احملوجة إىل االحتياط

ابن منظور، : ؛ انظر وحنو ذلك،اتفس يف احلسي الن وإتعاب واإلغضاء العفو لغة:االحتمال -20لسان العرب) :اصطالحا و).١١/١٧٤:ومبعىن االقتضاء ، فيكون الزما؛ الوهم واجلوازستعمل مبعىن ي ؛ضمنيوالتفيكون م اجلرجاين، : ؛ انظر كثرية واحتمل احلال وجوها، حيتمل أن يكون كذا: حنو؛ياتعد

عريفاتالت) :١/٢٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 28: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨ -

-وهو اجلرجاين؛ تعريف- :فس عن الوقوع يف املآثحفظ املن)ال؛ )٢١حظ على ويم؛ حفظ النفس عن الوقوع يف املآثعلىاالحتياط ب عمل ال املقصود منصرقهذا التعريف أنه

، أو التقاء معرة ندوب إليهمع أن االحتياط ألمور الديانة قد يسلك لتحصيل فضل عمل م .فعل مكروه

فعل ما هو أمجع ألصول األحكام، وأبعد عن شوائب : -وهو تعريف الفيومي؛ -حظ على هذا التعريف العموم وعدم املنع؛ فإن فعل ما هو أمجع ويال؛ )٢٢(التأويالت

؛ بل كل يةسالك التشريعسائر امل عن غريه من ألصول األحكام ليس مما يتميز به االحتياطيف فروع ل موارد االحتياط أن ج-:ف إىل ذلكوينضا؛ )٢٣(منها ال خيرج عن ذلك املعىن

.)٢٤(ال يف أصوهلا ،األحكام

اتقاء ما جائز، أواجتناب ما يتقي املرء أن يكون غري: -وهو تعريف ابن حزم؛ - حصر االحتياط يف غري جامع؛ ألنهوهذا التعريف؛ )٢٥(غريه خري منه عند ذلك احملتاط

االحتياط الكثرية، وكذلك ر من صوورةصأن يكون و ال يعدذلك اخلروج من اخلالف؛ وؤخذ عليه يه اشتمل على ما يتوقف تصور احملدود؛ وهو قولهأنره على تصو : عند ذلك

وذلك ، وإدراك حقيقة احملتاط ال تتم على الوجه املراد إال بإدراك حقيقة االحتياط،احملتاط،ممنوع بقيمدور عريف يذهبعويليل ما ال ميكن الب ق منعله، وجية التيف فهم حقيقة عليهت .احملدود

عريفوهو ميث -:الثالثاالجتاهوعي فيهااتل التاملعنيان معا؛ ومن أبرز هذه اليت ر -:التعريفات

).٢٦/ص: (التعريفات اجلرجاين، -2122- ،وميالفي املصباح املنري) :٦٠/ص.( ).٤٥/ص: (العمل باالحتياطشاكر، : انظر-23 ).٣٣١/ص: (رفع احلرجابن محيد، : انظر-24 ).١/٥٠: (اإلحكام يف أصول األحكام ابن حزم، -25

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 29: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩ -

اتقاء ما يخاف أن يكون سببا للذم والعذاب عند : -وهوتعريف ابن تيمية؛ - االحتياط الشرعي؛ غري أن حصر؛ وهو من أحسن ما عرف به)٢٦(عارض الراجحعدم املاالحتياط يف خمافة الذم والعذاب؛ قد يقعد به عن مشول االحتياط املندوب؛ األخذ بسبب

ال و،ليس يف تركه ذم يف حتصيل فضائل األعمال فقط، وفإن السبب امللجئ إليه هو الرغبةعقاب.

الوظيفة الشرعية أو العقلية املؤمنة من : -وهوريف مهدي مشس الدين؛ تع -ؤخذ على هذا التعريف أنه نوع ؛ وي)٢٧(العقاب يف حالة العجز عن معرفة حكم الشارع

؛ وذلك غريوشرعي ة؛ فإن العقل عندهم ال االحتياط إىل عقليمسلم عند مجاهري أهل السن اللهم إال ما كان من قبيل النفي األصلي؛ فإن للعقل ؛ ثبات شيء من األحكاممدخل له يف إ

ع، ع لألدلة املنصوبة من قبل الشار وإمنا على وجه التب؛فيه مدخال، ال على وجه االستقالل الوظيفة يف العقاب؛ مع تأمنيه؛ وكذلك يؤخذ عليه حصر)٢٨( بيان ذلك يف حينهوسيأتي .جمرد الثوابتفويت حتياط قد يكون مؤمنا من أن اال

عريفاتوالتمعت بني عاليت ج والتحفظ هي األقرب ة نصري الشكإىل بيان ماهي االحتياط وحقيقته، وهي اليت ميكن االعتماد عليها يف مقام التعريف به؛ وذلك ملا بني كل

قطعا، ملاامتناع الوقوع يف احملرم عنهلزمإن فعل ما ال شك فيه يف منهما من تالزم ظاهر؛ القرار ىومن الريبة إل، ى اليقنيلإالشك ومن زم،ى اجلالتردد إل منظاهر انتقال منذلكيف .)٢٩(االطمئنانو

وميكنعريفات املورس حدة، واملناقشات اليت أثريت نا من خالل التولها؛ أن نتلم الشامل ضمونهمفهوم االحتياط الذي نهدف إىل دراسته، وألصق مبتعريفا يكون أقرب إىل خمالفة أمر الشارع عند ول دونظيفة شرعية حتو :-؛ هو يف تعريفهلكل أنواعه؛ فنقول

.العجز عن معرفة حكمه

).٢٠/١٣٨: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -26 ).٦٣/ص: (؛ وانظر منه أيضا)٦٠/ص: (االجتهاد والتقليد مشس الدين، -27 ).٢٧/ص: ( انظر-28 ).٣٥٢/ص: (االحتياطبلكا، : انظر-29

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 30: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠ -

االحتياط قد ألن جنس يف التعريف يعم الوظائف العلمية والعملية؛ : الوظيفةفـيسلكه اةم عل يف مقام االستنباط؛ فيكون وظيفةتهدييف مقام امتثال ، وقد يسلكه املكلف

لداللة على أن امن أجل : شرعيةوتقييدها بكونها ،تكاليف املشرع؛ فيكون وظيفة عمليةرد يل العمل بالرأي ا الشرع باالعتبار، وليس من قب لهالعمل باالحتياط عمل مبا شهد

الغاية من فصل يف التعريف؛ قصد به بيان: الشارع خمالفة أمرحتول دونوالتخمني؛ وارع بالفعل أو العمل بهذه الوظيفة، وهي تأمنياملكلف من الوقوع يف خمالفة أوامر الش

عند العجز عن معرفة و؟بالترك؛ سواء أكان ذلك على وجه اجلزم، أم على وجه الندبهذه الوظيفة، وهي بقيد يف التعريف؛ قصد به بيان احملال اليت يشرع فيها العمل: هحكم

اليت يعجزرع يف الواقعة فيها املكلفول إىل معرفة حكم الشيقينا عن الوص ، ا يقومأو ظن . اليقنيمقام

واالصطالحي العالقة بني املعىن اللغوي: ت اليت سيقت سالفا أن معىن االحتياط االصطالحي أخص الظاهر من خالل التعريفا

ذكره له أهل ى الذي املعن لالحتياطهميف تعريفمن معناه اللغوي؛ فالفقهاء قد استعملوا ود ما رآه مرع، اللسان، وزاد عليه كل منهم من القيناسبا لتحديد معناه يف الشقييدمن والت

ه على لعل مبعثوقد اكتفى بعضهم يف تعريفه مبعناه اللغوي؛ و؛ والعموم الشيوعشأنه تقليل ذكرها ميع أنواع االحتياط اليت شاعستغرقا لج أن يكون تعريفه م القصد إىل هو؛ذلك

.)٣٠(عند الفقهاء واألصوليني

والكفوي، ) ١٥٧/ص: (املصباح املنري، والفيومي، )٣٩/ص: (التعاريف املناوي، : انظر-30

اتالكلي) :٥٦/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 31: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١ -

:املطلب الثاين

األلفاظ ذات الصلة باالحتياط، وهذه األلفاظ منها ما االحتياطظ اليت هلا صلة وثيقة بلفظ يوجد عدد من األلفا

هو أخص معىن من االحتياط، ومنها ما هو أعم، ومنها ما هو مشترك معه يف بعض املعىن؛ والعلم ذه األلفاظ من شأنه أن يسهم يف تشكيل تصور ومتميز عنه يف البعض اآلخر،

ذكر ألبرز ما أدركه البحث اآليت ويف السياق حتياط؛واضح لدى القارئ عن موضوع اال :من هذه األلفاظ

١- يء؛ يقال توقف وهو لغة: التوقفعن الش واإلمساك من الوقف، وهو احلبس ما ليس لك وال تقف﴿: ، ومنه قوله تعاىل)٣١(عن األمر؛ أي أمسك عنه؛ فلم يقل فيه بشيء

مبقتضى م األخذ ترك العال-: ويراد به يف الغالب األعم االصطالح يطلق، ويف)٣٢(﴾به علم التوقفوقد يطلق؛ )٣٣(أحد الدليلني املتعارضني؛ النعدام ما يرجح أحدمها على اآلخر عنده

ك يف احلكم؛ كما قال البابريت يف معرض بيانه ملراد فقهاء املذهب احلنفيراد به الشوياملراد بالشك التوقف؛ لتعارض : واملشايخ قالوا: غال واحلمريبالشك يف مسألة سؤر الب

.)٣٤(األدلة

أن والذي يظهر ؛)٣٥(التوقف واالحتياط وقد استشكل البعض وجه الفرق بنيط التحوالتوقف مبعناه املقرر ال يعدو أن يكون نوعا من أنواع االحتياط؛ فقد يكون

بالتوقف؛ أي باإلمساك عن القول يف املسألة برأي قد يكون بالترك، وبالفعل، وقد يكون

).٦٦٩/ص: (املصباح املنريالفيومي، : انظر-31 ).٣٦: (اإلسراء، اآليةسورة -32، وابن بدران، )٥٣٣/ص: (املسودة، وآل تيمية، )٣٠٣/ص: (الكلياتالكفوي، : انظر-33

املدخل) :١٤٩/ص.( ).١/١١٣: (العناية شرح اهلداية البابريت، -34وأما التوقف : ؛ فقد نقل عن القمي أنه قال)٥١/ص: (العمل باالحتياطشاكر، : انظر-35

مها؛ وقال بعضرينواالحتياط فلم أحتقق الفرق بني موادإن التوقف عبارة عن ترك احملتمل : املتأخللحرمة وحكم آخر من األحكام اخلمسة، واالحتياط عبارة عن ارتكاب األمر احملتمل للوجوب وحكم

.خمطوط) ب/١٢٧: (القوانني يف األصول: نقال عن كتابه. آخر ما عدا التحرمي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 32: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢ -

من اآلراء، وهو بال شك غري الترك؛ بل هو على الصحيح موقف سليب يتلبس به اتهد يف أما التوقف عن اجلواب؛ فليس : قال ابن قدامةرجح؛ مواضع االحتمال إىل حني ظهور امل

وإشكال ، وتوقف عنها؛ لتعارض األدلة فيها، رك للقول فيهابقول يف املسألة؛ إمنا هو ت .)٣٦(ادليله

٢-زقال: التحرز من كذا؛ أي حتفظ منه، : وهو لغة من االحتراز؛ ياحترز وحتر: اإلفريقيومثله يف املعىن التحفظ؛ قال ؛ )٣٧(وأحرزت الشيء إحرازا؛ أي ضممته إيل

ه على حذر من قلة الغفلة يف األ: التحفظقطة؛ كأنور والكالم، والتيقظ من السم .)٣٨(السقوط

والظاهر أن معناه لدى علماء االصطالح ال خيتلف عن معناه لدى أهل اللسان، باملعىن العرفي؛ اللغوي، وأما مبعناهالحتياطل رديفخيصوه بتعريف حدي، وهو لم ولذلك

ها أن من شأنود اليت عن القيهم قد أطلقوا التحرز يف االستعمال؛ ألنه منخصأاالحتياط فوعه منقللتشي .

٣-قال: االستظهارالعون واملساعدة؛ ي استظهر فالن بفالن؛ أي : وهو لغة طلبفالنااستعان به على م ستعمل أيضا مبعىن عليه؛ أي أعنته على فالنراده، وظاهرتوي ،قرأ القرآن عن ظهر قلبه؛ أي قرأه حفظا بال : قال؛ ي حفظاقلبلاالقراءة عن ظهر

.)٣٩(كتاب مبعىن االحتياط؛ ومن ذلك صنيع فقهاء املالكية يف شأن االستظهارالفقهاءستعمل يوينقطع عنها الدم؛ حيث أوجبوا عليها أن تستظهر بثالثة أيام؛ أي حتتاط لم املعتادة إذا

ها ام امرأة كانت أيوكل: ابن القاسملوقويف ذلك ي ؛ تغتسل وتصليمثبزيادة ثالثة أيام،

).٧/٢٨٩: (املغين ابن قدامة، -36 ).١٢٩/ص: (املصباح املنري الفيومي، : انظر-37 ).٧/٤٤٢: (لسان العرب ابن منظور، -38، )٤/٥٢٨: (لسان العرب، وابن منظور، )٥٥٧/ص: (القاموس احمليطالفريوز آبادي، : انظر-39

،وميوالفياملصباح املنري) :٣٨٨/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 33: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣ -

؛ ومن ذلك )٤٠( بثالث ما بينها وبني مخسة عشرها تستظهر فإن؛ من مخسة عشر يوماأقليستحب : عند كالمه عن كيفية تطهري النجاسةيالغزالأيضا صنيع بعض الشافعية؛ كقول

اهليتميوبين ؛ )٤١( وثالثةلعينية واحلكمية بعد حصول الطهارة بغسلة ثانيةاالستظهار يف اواملراد باالستظهار االحتياط بتحقق وصول املاء إىل مجيع أجزاء : ؛ فقال بذلكهمراد

.)٤٢(املغسول

ولذلك ميكننا ؛ من معىن االحتياط أن معىن االستظهار أعم ذكرهفرطا ممظاهرو االستظهار مبعناه نوعا من أنواع أن يكون ال يعدواالصطالحي االحتياط مبعناهقول بأنال

املاللغويالش .

تورع عن كذا؛ : وهو لغة من الورع، وهو الكف واالنقباض؛ يقال: التورع-٤: و فإن غالب ما يستعمل فيه لفظ الورع ه؛ وأما يف االصطالح؛)٤٣(أي حترج عنه وتركه

ماتبهات خوفا من الوقوع يف احملرب الشجتن)٤٤(من معىن ، وبذلك يكون معناه أخص قد يكون بالفعل، وقد يكونف ؛ خبالف االحتياط؛ترك ال يكون إال بالاالحتياط؛ ألنه

.بالتركمبعن من وقد يستعمل الفقهاء الورع رادف؛ كما هو ظاهرى االحتياط على وجه الت

وإذا كان االحتياط يف الترك فهو الورع، وإن كان يف الفعل؛ : ي؛ حيث قاللشوكانصنيع ا .)٤٥(فكذلك

مواهب ، واحلطاب، )١/١٢٤: (املنتقىالباجي، : ؛ وانظر)١/١٥١: (املدونةمالك، : انظر-40 ).١/٣٦٨: (اجلليل ).١/١٩٢: (الوسيط الغزايل، -4142- ،اهليتمي حتفة احملتاج) :عن و؛ )١/٢٣٠ ومينقل الفيالره قالافعيأن : االحتياطواالستظهار ،

: ؛ انظر لههارةلى يقني الطسل ع بالغه استعانة ألن؛صحيح.. افعيوما قاله الر :وعقب عليه بقولهاملنري املصباح) :٣٨٨/ص.(

، والكفوي، )٢٥٢/ص: (التعريفات، واجلرجاين، )٦٥٥/ص: (املصباح املنريالفيومي، : انظر-43اتالكلي) :٩٤٤/ص.(

).٤/٢١٠: (الفروقالقرافي، : ؛ وانظر)٢٥٢/ص: (التعريفات اجلرجاين، -44 ).٩٤٤/ص: (الكلياتالكفوي، : ؛ وانظر قريبا منه)١٣/ص: (كشف الشبهات، الشوكاين-45

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 34: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤ -

أن والظاهر؛وقد يطلق ويراد به نوع خاص من أنواع االحتياط، وهو املندوب منهالعرف االصطالحي خصوصا لدى املتأخرين حنى إىل ختصيص الورع باالحتياط املندوب؛

أطلق انصرف إليه رأسا؛ مع أن أصل املعىن أعم من ذلك، وظهر هذا التفريق واضحا فإذاالعز بن عبد السالم؛ حيث قال بعد ذكره ملا يندب من يف كالم جلة من أهل العلم؛ منهم

.)٤٦(ويعبر عنه بالورع: أضرب االحتياط

روى عن وي: إلمام البخاري قول اقال يف تعليقه علىومنهم أيضا ابن حجر؛ حيث ابن عباس وجرهد وحممد بن جحش عن النيب :وقال أنس؛ الفخذ عورة :حسر النيب وحديث؛ عن فخذه ؛ وحديث جرهد أحوط، أنس أسندى خيرج من حت

وب أو الورع، وهو وهو حيتمل أن يريد باالحتياط الوج: ؛ قال احلافظ معلقا)٤٧(ماختالفهحىت خيرج من اختالفهم: ؛ لقولهأظهر)٤٨(.

عىناملومل يمايز آخرون بني الواجب واملندوب من الورع؛ جريا على مقتضى أصل عريف به والتة؛ حيث قال يف مقام الت؛ كما صنع ابن تيميبني ما جيب منه وما فريقاللغوي

خاف أن يكون ي اقاء مفهو ات ؛دا الذي بعث اهللا به حمم املستحبالورع املشروع: يندب الواجب فعل.. فهو؛ الواجبا الورعمأو.. اجح والعذاب عند عدم املعارض الر للذمسببا

.)٤٩(وترك احملرم

حترى الشيء؛ أي قصده، وحترى يف : وهو لغة الطلب واالبتغاء؛ يقال: التحري-٥؛ أي توخوا )٥٠(﴾فأولئك حتروا رشدا﴿: األمر؛ أي طلب أحرى األمرين؛ ومنه قوله تعاىل

شدواب،الروا إليه والصبطرف وناحية من األمر : ؛ ويف االصطالح)٥١( وعمد كهو التمس

املنثور يف الزركشي، : ؛ وانظر يف نفس املعىن)٢/١٤: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -46

).٢/٢٢٨: (القواعدذكرمها تعليقا؛ غري ؛ وقد )١/١٤٥(ما يذكر يف الفخذ، : الصالة، باب: البخاري، كتاب: انظر-47

.أنه جزم بالثاين دون األول ).١/٤٧٩: (فتح الباري ابن حجر، -48 .؛ وانظر تكملة كالمه هناك)٢٠/١٣٨: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -49 ).١٤: (اجلن، اآليةسورة -50 ).١٣٣/ص: (املصباح املنري، والفيومي، )١٤/١٧٤: (لسان العربابن منظور، : انظر-51

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 35: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥ -

عبارة عن طلب الشيء : وعرفه السرخسي بأنه؛ )٥٢(عند اشتباه وجوهه، والتباس جوانبه .)٥٣(بغالب الرأي عند تعذر الوقوف على حقيقته

ستعمل غالبا يف املعامالت، والتحري يي مبعىن واحد؛ غري أن لفظ التوخي والتوخوكذلك التحري واالجتهاد مبعىن واحد؛ إال ، )٥٤(ولفظ التحري يستعمل غالبا يف العبادات

أن العرف االصطالحي خص االجتهاد ببذل الوسع يف معرفة أحكام احلوادث من أدلتها، مبجرد شهادة وقد يكون، أو أمارةدليلعن التحري قد يكون ف ي بذلك؛يقيد التحرولم

.)٥٥(القلب من غري أمارة وأن ، يف مقام العمل التحري مقدمأنب اقررم ؛فرق البعض بني التحري واالحتياطو

زاملكلف ين؛ فإنعال إىل التحريإليه؛ لم أو ل به إىل ما يطمئنى األخذ لإانتقل يتوصعىن مالتحري أعم يدل عليه واقع االصطالح أن الذي؛ ويف ذلك نظر؛ فإن)٥٦(باالحتياط

هو القصد إىل إيقاع العبادة ؛ن الباعث على التحري عند اشتباه األحكامألمن االحتياط؛ فات، عتماد على ما الاب األمر وفقثحيصل لدى املكلف من معرى مؤدي إن كان مالتحر

امليل إىل األخف؛ مؤداه حتريا واحتياطا، وإن كان؛ كان إىل األشدهو امليل الذي قام به . كان حتريا جمردا

؛ املعىن ذلك لكا يؤكدوممض شرحه حلديث األمر يف معر ما أملح إليه البغوي البناء على اليقني هو املعىن رجح أنفقد؛ )٥٧(هابالتحري يف الصالة ملن شك يف عدد ركعات

52- ،سفيالن طلبة الطلبة) :٩١/ص.( 53- ،رخسيالس وطاملبس) :١٠/١٨٥(؛ وانظر : ،األنصاريأسىن املطالب) :١/٢٣( ،والبلخي ،

ةالفتاوى اهلندي) :٥/٣٨٢( ، ).١٠/١٨٥: (املبسوطالسرخسي، : انظر-54 ).١٠/١٨٧: (وعة الفقهيةاملوس، و)١/٢٣: (أسىن املطالباألنصاري، : انظر-55 ).٢٢/ص: (قواعد األخذ باألحوط: الرفاعي؛ انظر له: ومن هؤالء-56 كمأحد شك إذا: قال أن النيب وهو ما رواه البخاري ومسلم عن عبد اهللا بن مسعود -57

الصالة، : خاري، كتاب؛ البسجدتني يسجدل مث ،مليسل مث ،عليه تمفلي ؛وابالص فليتحر ؛صالته يفاملساجد ومواضع الصالة، : ، مسلم، كتاب)١/١٥٦(، ٣٩٢: التوجه حنو القبلة حيث كان، رقم: باب ).١/٤٠٠(، ٥٧٢: السهو يف الصالة والسجود له، رقم: باب

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 36: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦ -

ألن حقيقة التحري هو طلب أحرى األمرين : ، وعلل ذلك بقوله يف النصاملراد بهواب، وأحراهعلى اليقني؛ ملا فيه من األخذ باالحتياط يف إكمال ما هو البناءوأوالمها بالص

.)٥٨(الصالة

58- ،البغوي ةالسن شرح) :؛ وانظر قريبا منه عند)٢/٣٦٦ : ،العظيم آباديعون املعبود :

)٣/٢٢٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 37: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧ -

:املطلب الثالث أنواع االحتياط

باعتبار اجلهة عليه التنوع شيء واحد؛ ويرد األصلي من حيث املضمونياطاالحتأن ننوع اجلهات اليت ميكننابرزويف هذا املطلب حماولة لرصد أ؛ اليت ينظر إليه منها

:من خالهلااالحتياط

إىل كم بهمن حييتنوع االحتياط بالنظر إىل :باعتبار احلاكم بهأنواع االحتياط : أوال -:ا؛ ومهنيقسم

وهو حكم العقل بلزوم اخلروج عن عهدة التكليف املنجز : العقلياالحتياط: األول نفي األحكام جمال إمنا يصلح االعتماد عليه يف عند أهل السنة، والعقل)٥٩(إذا كان ممكنا

ا إثباتة، وأمرعية فيه مطلقاالشبع لألدلة ها فال مدخل للعقول البشري؛ إال على وجه التالنظر يف األحكام؛ إما أن : يقول الغزايل؛ ويف تقرير ذلك )٦٠(املنصوبة من قبل الشارعوأما النفي؛ فالعقل ، ها؛ فالعقل قاصر عن الداللة عليهأما إثبات، يكون يف إثباا أو يف نفيها

على ملعىن الناقل من النفي األصلي؛ فانتهض دليالقد دل عليه إىل أن يرد الدليل السمعي با .)٦١( وهو النفي؛أحد الشطرين

ق له باألحكام وعليه؛ فإن االحتياط العقلي منحصر جماله يف األحكام العدمية، وال تعلر حلظالوجودية البتة، وهو بذلك ال يتصور إال على مذهب القائلني بأن األصل يف األشياء ا

، وأما على مذهب القائلني بأن )٦٢(هاع ما يدل على حلية االنتفاع بحىت يرد من جهة الشر

).٥٢١/ص: (األصول العامة للفقه املقارنتقي احلكيم، : انظر-59البحر ، والزركشي، )٦/٩٧: (احملصول، والرازي، )١٦٠/ص: (املستصفىالغزايل، : انظر -60

).٨/١٤: (احمليط ).٣/٤٠٨: (كشف األسرارالبخاري، : ؛ وانظر)١٥٩/ص: (املستصفىالغزايل، -61 وهو قول مرجوح خمالف لإلمجاع الواقع على حلية املنافع اليت لم يرد من جهة الشرع ما مينع -62

..ن له قدمابقني مم من السه عن أحدؤثر أصل لم يرتأخ مقولوهو : منها نصا أو معىن؛ قال ابن تيميةب ذيل ما رمبا سح؛ االشتباه يف مظان متييزاتؤولم ي، مبدارك األحكامط علماحن لم ي م بعضأنو

هذا غلط إال أن؛رع على ما بعدهقبل الش قبيح ..ال يهتكاإلمجاع حرمي ،وال يثلمس ننباع االت ؛ انظر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 38: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨ -

إال ما كان من األصل يف األشياء اإلباحة؛ فإن االحتياط غري وارد يف تركها عندهم؛ اللهم .)٦٣(باحاتقبيل ترك التوسع يف امل

حكم العقل بأن -:لعقلي يراد بهاالحتياط اف علماء األصول من الشيعة أما عندوشغل الذمة اليقيين بالتكليف يقتضي حتصيل الفراغ اليقيين باالمتثال اليقيين؛ إلدراك العقل

يثبت بالدليل عدم لم ى على اإلنسان حق الطاعة يف التكاليف املعلومة واحملتملة؛ ماأن للمولع إىل احملتمطلو؛ )٦٤(لالتفات املشرة أصالةقون على ذلك الوجوبياالشتغال؛ أي أن ذم

ل، وال خنرج عن ذلك األصل إال إذا علمنا أن الشارع بالتكليف احملتمةشتغلماإلنسان ؛ وذلك مبين على أصلهم يف اعتبار العقل مصدرا ميكنه أن )٦٥(يرضى بترك االحتياط فيه

.)٦٦(يستقل بإدراك األحكام عند غياب الوحي

رع بلزوم اإلتيان جبميع حمتمالت التكليف وهو حكم الش: االحتياط الشرعي: لثاينا التمكن من اجلمع بينها يف ها، والعجز عن حتصيل واقعها؛ شريطةها عند الشك بأو اجتناب

.)٦٧(الفعل أو الترك توقيفي، وقسم مقس: أيضا إىل قسمنييقوم بهن باعتبار ميتنوع االحتياط الشرعي واجتهادي:

ا القسمفأموقيفية : التة مبنية اليت أفادت أحكاما عمليرعيصوص الشود به النفاملقصزعلى م؛ راعاة االحتياط والتحراطيبقال الش : ،نه القرآنمن كل نوع قد بي احلالل واحلرام

، والساملي، )٨/٣٩٣٨: (اية الوصولاهلندي، : ؛ وانظر أيضا)١/٣٧١: (الفتاوى الكربى: لهطلع مسشرحة الش) :٢/١٨٩.(

من ) ١٤٧/ص: ( وسيأيت بيان ذلك عند الكالم على مسالك العمل باالحتياط عند الفقهاء؛ انظر-63 . هذه الرسالة

: االجتهاد والتقليد، ومشس الدين، )١٧٢/ص: (دروس يف علم األصولالصدر، : انظر-64 ).٦٥/ص(

).١٧٢/ص(: دروس يف علم األصول الصدر، : انظر-65 وملا لم يكن للعقل أثر يف األحكام اليت يترتب عليها جزاء أخروي عند أهل السنة؛ فإن جمال هذه -66

؛ دون العقليرعيورا على االحتياط الشراسة سيكون مقصالد. ).٤٩٥/ص: (األصول العامة للفقه املقارنتقي احلكيم، : انظر-67

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 39: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩ -

احلالل واحلرام؛ فبين صاحب السنة وجاءت بينهما أمور ملتبسة؛ ألخذها بطرف من .)٦٨(من ذلك على اجلملة والتفصيل

شهادة أمة على أخوة للنكاح املتيقن ب رفع النيب -:ومما ميكن التمثيل به لذلك أنه تزوج أم حيىي بنت البخاري عن عقبة بن احلارث ى روفقد الزوجني من الرضاعة؛

؛ قد أرضعتكما؛ فذكرت ذلك للنيب : فجاءت أمة سوداء؛ فقالت:ي إهاب؛ قالأبوكيف وقد زعمت أن قد : فتنحيت، فذكرت ذلك له؛ قال: قال. فأعرض عني وقدمه على أصل بقاء ،ظاهر الشهادة فقد أعمل الشارع؛ )٦٩(؛ فنهاه عنها!؟أرضعتكما

.)٧٠(النكاح احتياطااملبنية تهادي؛ فاملقصود به الفتاوى الصادرة عن بعض اتهدين، ووأما القسم االج

ا ميكن التمثيل به لذلك من ؛ ومم واالحتياط لألحكامالنظر يف مآالت األفعالعلى مسألة من وكل شخصا بتزويج ابنته؛ واتفق أن مات املوكل ووقع -:اجتهادات الفقهاء

عرف السكاح؛ دون أن يكاح احتياطا النطالن النالفقهاء بب ح بعضمنهما؛ فقد صر ابقوعندي أنه ال يصح؛ : يقال الرويان: سنويول اإلق؛ ويف ذلك يألصل التحرمي يف األبضاع

كستباح بالش؛ فال يحرميألن األصل الت)٧١(.

تعلقه إىل ثالثة لنظر إىل ميتنوع االحتياط باو: هعلقت مباعتبارأنواع االحتياط : ثانيا إما أن يكون احتياطا بالفعل، وإما أن يكون بالترك، وإما أن يكون بالتوقف فهوأنواع؛

-: معاعن الفعل والترك

للفعل الذي حيتمل أن يكون مطلوبا من جهة فهو التحفظ: يفأما االحتياط الفعلفإن تردد بني الواجب والندب، أو وحتصيله؛ ام به بالقي على وجه اجلزم أو الندبالشارع

حتصيال ملا يتوهم من مصلحة اإلجياب، وإن ؛ي به على صفة الواجب أت-:الواجب واملباح

68- ،اطيبالش اتاملوافق) :٤/٣٥.( ).٢/٩٤١(، ٢٥١٦:شهادة اإلماء والعبيد، ح: الشهادات، باب: البخاري، كتاب -69 ).٥/٢٦٨: (فتح الباري، وابن حجر، )١/٢٥٩: (إعالم املوقعنيابن القيم، : انظر -7071- ،اإلسنويمهيدالت) :١/٤٨٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 40: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠ -

أيت به على صفة املندوب؛ حتصيال ملا يتوهم من مصلحة -:تردد بني املندوب واملباح .)٧٢(الندب

للفعل الذي حيتمل أن يكون منهيا عنه من جهة لتحفظفهو ا: أما االحتياط التركيوفإن تردد بني احملرم واملكروه، أو ؛ عنه بتركه واالبتعاد على وجه اجلزم أو الكراهةالشارع

فالورع اجتنابه؛ دفعا ملا يتوهم من مفسدة -:بني احملرم واملباح، أو بني املكروه واملباح .)٧٣(املكروه أو احلرام

أن كل فعل توهم هو-:فرق بني االحتياط يف الفعل واالحتياط يف التركال ابطضو من مفسدته؛ فالورع يف فعله، ه على مصلحة ومفسدة؛ فإن كانت مصلحته أرجحاشتمال

ه أرجحوإن كانت مفسدتزيال للموهوم منزلة املعلوم يف من مصلحته؛ فالورع يف تركه؛ تن .)٧٤(احلالني معا

هو موقف يصري إليه اتهد غالبا فوهو املعبر عنه بالتوقف؛ : أما االحتياط السليبو الترجيح بينهما بوجه معترب شرعا؛ عليه، ويتعذر يف نظرهالتركوعندما تتقاوم جهتا الفعل

تكون قد: قال املازريلب حذرا من الوقوع يف املمنوع؛ إىل لزوم جهة السحينئذ فيلجأ أصول الشرع املختلفة تتجاذب فرعا واحدا جتاذبا متساويا يف حق بعض العلماء، وال ميكنه

تظهر ولم ..تصور ترجيح، ورده لبعض األصول يوجب حترميه، ورده لبعضها يوجب حتليله .)٧٥(فيقف فيه.. له طرق الترجيح الواضحة

تهد جيريوالتوقفا فيها عن ترجيح أحد العمل به يف األحوال يف حق اليت ينتج مصلحة مطلوب حتصيلها، أو إيقاع ها مفسدة مطلوب إاملتعارضني على اآلخر تفويت؛ فناؤ

يف حق املقلد؛ التوقف، وأما بفئة اتهدين؛ دون غريهم من مجلة املكلفنيذلك أمر خمتص و

).٣٧٦/ص: (شجرة املعارف واألحوالابن عبد السالم، : انظر-72كشف ؛ والشوكاين، )٣٧٦/ص: (شجرة املعارف واألحوالابن عبد السالم، : انظر-73

).٧/ص: (الشبهات: الفروق، والقرافي، )٣٧٦/ص: (شجرة املعارف واألحوالابن عبد السالم، : انظر-74

)٤/٢١٣.( 75- ،املازري سلماملعلم بفوائد م) :٢/٢٠٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 41: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١ -

ه يكون بترك اهلجوم علىفإنه؛كم ما ال يعرف حشكل عليه أمره، وين له حتبطريق ى يتبي .معتبر

يتنوع االحتياط باعتبار حكمه إىل واجب :أنواع االحتياط باعتبار حكمه :ثالثاد يتأكد ومندوب؛ وذلك ألنه ليس على درجة واحدة من حيث تأكد طلب العمل به؛ بل ق

ه حىت يرتقي إىل منزلة ما الأمرينبغي اإلخالل به، وقد يقصر صبح العمل به عن ذلك، وي: أحدمها-:واالحتياط ضربان: بن عبد السالمال وق؛ ويف ذلك يمن قبيل فضائل األعمال

ما يجب من االحتياط؛ لكونه وسيلة إىل حتصيل : ما يندب إليه، ويعبر عنه بالورع؛ والثاين .)٧٦(ما حتقق حترميه

إىل ما جيب فعله، وما الشرعي العز بن عبد السالم من انقسام االحتياطوما ذكرهندب؛ ييوع مثل يف حقيقة الواقع اتنوا باحلديث عن موضجاه أكثر العلماء الذين ع

حكام الفروع، االحتياط؛ سواء يف مقام التأصيل له والتعريف به، أو يف مقام الكالم عن أ إىل أن االحتياط ال يكون إال مندوبا؛ وال ميكن البعضوذهب ؛ والكشف عن مداركها

اإلمام ابن حزم -:تهميف مقدمحبال أن يكون مصدرا لإللزام على أحد من املكلفني، و .)٧٧( يف حينهي بيان رأيه تفصيالالظاهري، وسيأت

، )٢/٢٢٨: (املنثورالزركشي، : ؛ وانظر أيضا)٢/١٤: (قواعد األحكامد السالم، ابن عب-76 ).١/٢٩٤: (القواعداملقري، و

.)١٧١/ص: ( انظر-77

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 42: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢ -

ابعالر املطلب:

العمل باالحتياطجماالت املواضع اليت يعلم فيها املكلف باحلكم الشرعي كل هياالحتياطب ت العملجماال

الذي وضعه الشارع يف أصل الشريعة، ويعلم بوجود موضوعه يف اخلارج؛ ولكن ال يعلم عامةبصورة نا أن حندد ذلك وميكن ،)٧٨(اخلصوصعلى ه تعيين ال يستطيعمكانه بالضبط، و

-:اآلتيةالنقاط يف

يظهر العمل باالحتياط بصورة جلية يف :حالة الشك يف التكليف: ل األولاااألحوال اليت حيصل فيها الشك يف انعقاد التكليف أصال؛ إما لعدم وجود نص من املشرع

؛ فبينما يفيد منه البعض هاخبصوص الواقعة، وإما لورود االحتمال على النص املتعلق بشأنآخرون إىل نفيه؛ لقيام املانع منه لديهملزوم الت صراحته يف كعدم ؛كليف مبقتضاه؛ جينح

ومثار االحتياط يف مثل هذه األحوال؛ يكون مبعرفة أن الداللة على املقصود وحنو ذلك، حماولة اخلروج من ورطة وبذل الوسع يف قيام شبهة التكليف مدعاة لتفصي حقيقة الواقع،

بترك موجبه، أو انتهاك ما كلف به؛ إما فويت ت يف املكلف شأنه أن يوقعاجلهل الذي من .حرميه

ويظهر كذلك جمال العمل باالحتياط يف :حالة الشك يف املكلف به: اال الثايناألحوال اليت يعلم فيها بوقوع التكليف؛ دون تعين واحد من أفراده احملتملة؛ ليقع االمتثال

التفات املكلف إىل أن هو ومثار االحتياط يف مثل هذه األحوال؛ ، )٧٩(وجه املرادعلى ال العقل السويإذ ذلك موجب للعلم بأداء الواقع من جهة اإلتيان جبميع حمتمالت التكليف؛

درك كفاية ذلك يف اخلروج من عهدة التالطاعة، وتأمني املكلفي من كليف، وأداء حق .)٨٠( ترك االمتثال يف الوقوعمغبة

).٤٢٠/ص: (اخلطاب الشرعي، ومحادي، )٢٨٦/ص: (علم أصول الفقهمغنية، : انظر-78 ).٦٣/ص: (االجتهاد والتقليدمشس الدين، : انظر-79 ).٤٩٨/ص: (االجتهاد والتقليدمشس الدين، : انظر-80

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 43: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣ -

واالحتياط عندئذ؛ قد يكون يف اإلتيان بكل حمتمالت التكليف، وقد يكون يف اجلمع مينع من اجلمع بينها مانع، وقد يكون يف ترك اجلميع، وقد لم بني أكثر من احتمال؛ إذا

.يكون يف اإلقدام على فعل أحدها؛ دون االلتفات إىل غريه

العمل ز فيها ومن ااالت اليت يرب:الشك يف حتقق االمتثالحالة : اال الثالثومثار ؛ من عهدته )٨١(األحوال اليت يقع فيها الشك يف حتقق االمتثال وفراغ الذمةباالحتياط

غلت بالتكليف يقينا؛ فال يرفع ذلك املكلف بأن ذمته قد ش؛ هو علمذلكاالحتياط يف اليقني وأ إال اليقني ده الفقهاء بقوهلمالظنون، وذلك مفاد مقامه منما يقومما قع : األصل

مشغولة، وأصبح ظلت؛ بالتكليف عمرتمىت أن الذمة يعنون بذلك؛ وشغل الذمة .)٨٢(انشغاهلا أصال مستصحبا ال يزال عنه إال بيقني

ابعال الرةسائل اخلالفامل: اهي ت العمل باالحتياط املسائل اليت ومن أوسع جماال:ي؛ فقد أمجع العلماء على مشروعية األخذ باحلزم واالحتياط يف التعامل الختالف العلماء حملاملسائل اخلالفية اليت يشتد فيها النزاع، ويقوى إىل املستوى الذي ميتنع معه جتاهله، مع

من اخلالف إىل اإلمجاع من الورع الفرار :ل الغزايلوقويف التنويه بذلك يوعدم اعتباره؛ ؛ حبدس وختمني وظنح جانب احللة ورج إذا تعارضت عنده األدل وكذا اتهد،دؤكامل

له االجتنابفالورع )٨٣(.

إىل حالة واحدة، وهي أن راجعة واملسائل اخلالفية اليت يتأكد فيها الورع واالحتياط وسيلة لتحصيل ما حتقق طلبه من الشارع؛ حبيث يكون التورط يف تتعين مراعاة اخلالف

سببا يف إحداث املفاسد املناقضة اخلالف مفضيا إىل تفويت املصالح الشرعية املتعينة، أو

أي يف ؛يت كذا يف ذم: وقوهلم واملواثيق،دو على إضاعته من العهجلبه الرما يذم : الذمة لغة -81

يصريوصفهي : ، ويف االصطالح)٢١٠/ص: (املصباح املنريالفيومي، : انظر ؛ واجلمع ذمم،ضماينشرح ، والزرقا، )٤/٢٣٧: (كشف األسرارالبخاري، : ؛ انظر ملا له وما عليه أهالنسانبه اإل

).١٠٥/ص: (القواعد الفقهيةإيضاح ، والونشريسي، )٢/٦٠٧: (القواعد، واملقري، )١/٢١٩: (الذخريةالقرافي، : انظر -82

.)٧٥/ص: (املسالكجامع ، وابن عبد البر، )٩/٤١٩: (اموعالنووي، : ؛ وانظر)٢/١١٥: (اإلحياء الغزايل، -83

).٣٤٩/ص: (بيان العلم وفضله

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 44: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤ -

ملقتضى الشرع؛ فيتعين ساعتئذ اخلروج منه؛ لقوة احتمال املؤاخذة على التورط فيه، ومناطؤول إىل األمور العامة اليت هي جمال للنظر واالجتهاد؛ مما يستند إىل املصالح ذلك غالبه ي

.)٨٤(املشروعة، وال نص فيه من الشارع خبصوصه

رتبطا باال التطبيقي أكثر؛ ال كون االحتياط مو: البيانيةالقواعد: اال اخلامسقد كان و ؛)٨٥(؛ فإن له فيه عرقا ضارب اجلذورييعين انعدام الصلة بينه وبني اال البيان

افرة من وإن هناك مجلة ف ؛ العامةهللنزعة االحتياطية أثر واضح يف هيكل التشريع وقواعد للوجوب، األمر: قوهلم -:ومن ذلك ترجع إىل معىن االحتياط وتؤول إليه؛ القواعد اليت

درء املفاسد مقدم : قوهلم، وانع مقدم على املقتضيامل: قوهلم، وواجبرائع ذالسد : قوهلمو على غري أن غلبة الشق التطبيقي اخلروج من اخلالف مندوب؛:قوهلمح، وعلى جلب املصال

ت باحنصاره يف مسائل وأشعر، أخفت معالم ذلك التأثري عند غري املتخصصنييالبيانن ذلك عند الكالم على أثر االحتياط يف التقعيد بيا-تعالى بإذن اهللا-ي وسيأتالفروع؛

٨٦(األصويل والفقهي(.

).٥٩/ص: (مراعاة اخلالفالسنوسي، : انظر-84 ).٤٩٩/ص: (قواعد الوسائل، وخمدوم، )٢٣٠/ص: (االجتهاد بالرأيالسنوسي، : انظر-85 ).٢٦٨/ص(ة، الفصل الرابع من هذه الدراس: انظر-86

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 45: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥ -

املبحث ال

ثاني

:

مي التشريع اإلساليفمظاهر االحتياط

.ول إليهسد طرق الفساد وما يؤ: األولظهرامل .محاية املقاصد بالوسائل: الثاينظهرامل .ظم شرفه ويعم أثرهتكثري شروط ما يع: الثالثظهرامل .بب صيانةسسبب مقام املإقامة ال: الرابعظهرامل .النهي عن التعامل بالغرر: اخلامسظهرامل

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 46: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦ -

: لاملتأم ال جيدشريع اإلسالميصعوبة يف الوقوف على مظاهر يف واقع الت نظرة ؛ إذ تكفي املسلمةدهية بة إىل حد الظاهر؛ فهي هتالعمل باالحتياط يف سائر جماال

إيقاف الناظر على القطع بأن االحتياط النصية واالجتهادية يف الفروع يف أحكامخاطفةمجلة القواعد والكليات اليت عول عليها املشرع يف سائر أوضاعه وأحكامه؛ أصل متقرر يف

يفتقر بعد ذلك لم ى؛ واطرد له ذلك املعنتقرر لدى اتهد معىن عام من أدلة خاصة،وإذا ؛ بل حيكمعنوص نازلة تعلى خص إىل دليل خاصوم املعنخول حتت عمى عليها بالد

.)٨٧(تقررامل

تصورا القارئ املظاهر اليت من شأنها أن تعطي تلكبعضلد رصويف هذا املبحث -: اإلسالميجوانب التشريعف خمتلعن أثر النزعة االحتياطية يف كليا

من أبرز املظاهر الدالة على اعتبار :سد طرق الفساد ووسائله: املظهر األولباحة يف االحتياط يف الشريعة اإلسالمية التعويل عليه يف منع بعض األسباب والوسائل امل

؛ وهذا املسلك غالباإليه بها األصل؛ وذلك من جهة جرها إىل املنهي عنه، والتوسل وهو أصل مقطوع به على ؛ واحليلبسد الذرائعوف لدى علماء األصول املعرالتشريعي هو

ورة االلتفات إليه واعتباره يف ؤكد ضرا يتصرفاته؛ مم اجلملة؛ اعتربه الشارع يف كثري منرع هلذا املسلك يف رسم االحظة الشومن األمثلة املؤكدة على م؛ االجتهادسائر جماالت -: ذكرهيأيتما ؛ تشريعاته

عن سب آهلة الكفار؛ ملا يف ذلك من استحثاث لعبادها على الرد املسلمهي ن-:أوالة مبا ال يليقؤ على الذات اإلهليوا الذين ﴿: اهللا تعالى؛ ويف ذلك يقولباملثل، والتجروال تسب

: ل الشوكاينوق؛ ويف سياق ذلك ي)٨٨(﴾ عدوا بغري علميدعون من دون اهللا فيسبوا اهللا ب عناهي عن الباطل إذا خشي أن يتسبوالن اعي إىل احلقوىف هذه اآلية دليل على أن الد

كان الترك -: وخمالفة حق، ووقوع يف باطل أشد،ذلك ما هو أشد منه؛ من انتهاك حرام

).٣/٣٠٤: (املوافقاتالشاطيب، : انظر -87 ).١٠٨: (األنعام، اآليةسورة -88

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 47: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧ -

وقطع التطرق إىل ، أصل أصيل يف سد الذرائع)٨٩(وهي.. أوىل به؛ بل كان واجبا عليه .)٩٠(الشبه

؛ مع توافر النبوية عن قتل مردة املنافقني الذين كانوا باملدينة النيب امتناع-:ثانياالحقتهم وقتلهم؛ تأليفا لقلوعدا، على اإلسالممدواعي معن وب به اليت قد شوائب الش

وذلك فيما رواه ؛الدينالناس عن بها ون يف املدينة وما حوهلا؛ ينفروناملرجفيثريها ه عن جابر أن النيبوغري البخاري ص له يف قتلرخقال لبعض أصحابه، وقد سأله أن ي

هذه مثلففي؛ )٩١(ال يتحدث الناس أن حممدا يقتل أصحابه! دعه: بعض املنافقني ه مسلكداللة واضحة على نظر الشارع إىل مآالت األفعال، واعتمادة التصرفات الرشيد

.)٩٢( األحكامشريعت يف االحتياط

ومن مظاهر اعتبار الشارع ملعىن االحتياط يف : املقاصد بالوسائلمحاية: املظهر الثاين احملافظةمن أجل تكليفه جبملة من األوامر والنواهي على وجه التبع؛؛رسم خططه التشريعية

وأجل يف منظورها هوعلى غريها مم املكلف يف مواطن كثرية مبا أعظم ارع؛ فقد ألزم الشومن األمثلة املؤكدة على هو ليس واجبا يف األصل؛ الفتقار صيانة الواجب إىل اإللزام به؛

ارع هلذا املعىنمما يلي؛الحظة الش :-

ى عز وجل بالسعي صالة اجلمعة؛ فقد أمر املولل لنداء االبيع وقتالنهي عن -:أواليا أيها الذين آمنوا إذا ﴿: وع؛ فقالعنها بأنواع البي أن يشتغلهى ، ون عند مساع ندائهاإليها

نودي للصالة من يوم اجلمعة فاسعوا إىل ذكر اهللا وذروا البيع ذلكم خري لكم إن كنتم جار إمنا هو و النداء؛ ليس مقصودا لذاته؛ ية عن البيع وقت يف اآلوالنهي؛ )٩٣(﴾تعلمون

على أن الفقهاءاتفق؛ ولذلك )٩٤(جمرى التوكيد بالنهي عن مالبسة الشاغل عن السعيغريالبيع من سائر الش ا يها؛ هي عن االشتغال بواغل عن اجلمعة كالبيع يف النعلى أندلمم

. أي اآلية الكرمية-89 ).٢/١٥٠: (فتح القدير الشوكاين، -90 ).٤/١٨٦٣(، ٤٦٢٤: التفسري، سورة املنافقون؛ رقم: البخاري، كتاب -91 ).١٦/١٣٨: (شرح مسلم، والنووي، )١/٥٥(: قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر -92 ).١٠: (اجلمعة، اآليةسورة -93 ).٣/١٤٩: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-94

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 48: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨ -

ن البيع ليس لذاتههي يف اآلية عالن،لترك بل لكونه سببا؛رائطه وال خللل يف أركانه وش .)٩٥(معةاجل

عن اخلروج من املسجد بعد األذان لغري حاجة؛ احتياطا لصالة هي النيب ن -:ثانياظن به؛ فقد روى سوء الوسدا لباب الكالم يف عرضه و أن تفوت على اخلارج، اجلماعة من

إذا كنتم يف املسجد؛ فنودي : فقال أمرنا رسول اهللا: عن أيب هريرة قالاإلمام أمحد وعلى هذا العمل عند أهل : قال الترمذي؛ )٩٦(بالصالة؛ فال خيرج أحدكم حىت يصلي

العلم من أصحاب النيب من املسجد بعد األذان إال من ن بعدهم؛ أن ال خيرج أحدوم .)٩٧(وء أو أمر البد منه وضعذر؛ إال أن يكون على غري

تشرع لم حكام اجلزئية اليتاأل من الكثري العملي واقع التشريع يفاملتأملوهكذا؛ جيد النقص عن بها صيانة لغريها؛ كي ال يعتريها اخللل، أو يقعدها؛ وإمنا شرعت اتوذإىل بالنظر

كون االحتياط من املظاهر اليت ارتسمت على واضحويف كل ذلك تأكيدمنازل الكمال، يف تنزيل أحكامه على واقع أفقا لدى املشرع؛ يلتزمه حيث تدعو احلاجة إىل التعويل عليه

.املكلفنيومما ينبغي لفت النظر إليه يف هذا املقام؛ أن األمر بالوسائل مقيد يف الغالب، وليس

؛ ألنها قد تكون الوسائل دونستعمالاالإىل احلكم إضافة على إطالقه، وذلك يقتضيتعين أكثر ذلك، وإمنا أحالت لم والنصوص الشرعية ،جارية على أصل اإلباحة أو غريه .)٩٨(تقديره إىل املكلف وما يدين اهللا به

ومن املظاهر الدالة على :تكثري شروط ما يعظم شرفه ويعم أثره: املظهر الثالثروط بعض التصرفات، ر الشارع ملعىن االحتياط يف مسالكه التشريعية تكثريه شاعتبا

وتشدده فيها أكثر من غريها؛ ولوضوح ذلك املعىن وبروزه يف كثري من تفاصيل األحكام؛

95- ،العالئي حتقيق املراد) :١٧٩/ص.( رواه أمحد، ورجاله رجال : ؛ وقال عنه اهليثمي)٢/٥٣٧(، ١٠٩٤٦: مسند اإلمام أمحد، رقم-96

وهو حديث حسن مبجموع شواهده؛ كما قال األلباين؛ ؛)٢/١٠٧: (جممع الزوائد: ؛ انظرالصحيح ).١/٢٦٤: (إرواء الغليل: انظر97- ،رمذيالت ننالس) :١/٣٩٧(وكاين، : ؛ وانظر أيضاالشنيل األوطار) :٢/١٩٣.( ).٣٠٠/ص: (متكني الباحثالعمري، : انظر-98

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 49: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩ -

رة، وصار مريعةفقد جرى جمرى القواعد املقره -:سلما لدى فقهاء الشأن ما عظم خطر إن الشرف يقتضي كثرة الشروط، وكذلك : ل القرايفوقييف توجيه ذلك وه؛كثر شرط

امللوك ال تكثر احلراس إال على اخلزائن النفيسة؛ فكلما عظم شرف الشيء عظم خطره وكلما كان األمر أشرف : يقول الرازي السياق ذاته ويف؛ )٩٩(عقال وشرعا وعادة .)١٠٠( فيه أوجب وأجدروأخطر؛ كان االحتياط

؛ اعتماده عليه يف مجلة الشارع هلذا املسلك يف رسم تشريعاته مالحظة لكؤكدمما يو -:من أحكامه؛ منها

لم النكاح؛ فإن الشارع ملا أراد تعظيم شأنه، وتأكيد أمره اشترط فيه ما-:أوالر الويل، وعدالة الشهود، وأتبع يشترطه يف كثري من عوائد املعامالت؛ فاشترط فيه حضو

إن الشارع اشترط للنكاح شروطا : قال ابن القيم؛ ذلك بإجياب الصداق على األزواج، ومنع املرأة أن تليه بنفسها، والويل، زائدة على العقد تقطع عنه شبه السفاح؛ كاإلعالم

ألن يف اإلخالل بذلك ؛ ةوندب إىل إظهاره؛ حىت استحب فيه الدف والصوت والوليموزوال بعض مقاصد النكاح من جحد ، ذريعة إىل وقوع السفاح بصورة النكاح

.)١٠١(الفراش

ها على ذلك السنن؛ حيث شدد الشارع أمرها، وى دة؛ فقد جرى تشريع الع-:ثانيا وإظهارا لشرفه، ،ورفعا لقدره، عن خرق حرميها قبل فواا؛ تعظيما خلطر عقد النكاح

أوجب اهللا : ل ابن رشد اجلدوقويف ذلك السياق ي؛ )١٠٢(وحق ولده، واحتياطا حلق الزوجتعاىل العدة؛ حفظا لألنساب، وحتصينا للفروج، وى عن عقد النكاح فيها ي حترمي؛ ألن

وال تعزموا ﴿: تعاىلالعقد ال يراد إال للوطء؛ فكان ذلك ذريعة إىل اختالط األنساب؛ فقال

99- ،القرافي الفروق :)٣/٢٨١: (؛ وانظر منه يف نفس املعىن أيضا)٣/٢٦٢.(

).١/٤٤٥: (أجبد العلوم: نقله عنه القنوجي؛ انظر-100 ).٣/١١٣: (إعالم املوقعني ابن القيم، -101 .، وما بعدها)٢/٥٠: (إعالم املوقعنيابن القيم، : انظر-102

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 50: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠ -

واعدة هى تعاىل عن امل وهو انقضاء العدة، ون؛)١٠٣(﴾عقدة النكاح حىت يبلغ الكتاب أجله .)١٠٤(فيها

فقد ذهب اإلمام مالك إىل أن من تزوج امرأة يف رعاية العدة وصيانة حرميها؛ إمعاناوعلى وجه التأبيد مهر فحقبل وقته؛عجل حقه استيف عدتها؛ فإنها حترم عليه أبدا؛ ألنه

ة ليحة األسدي طنأ يف املوطأ، وله يف ذلك سلف؛ فقد روى)١٠٥(عقوبة له، وزجرا لغريهتها؛ ؛قها فطل؛كانت حتت رشيد الثقفيفنكحت يف عدفضرباب بن اخلطها عمر،وضرب

فإن كان ؛هاتد نكحت يف عامرأةأميا : قالم ث،ق بينهما وفر،قة ضرباتفخزوجها باملزوججها لها الذي تزوف،هال بم يدخ ث،ق بينهمار ماعتد ت بقيتة عدلها من زوجها األو، ها تة عدت بقي اعتدم ث،ق بينهمار ف؛هال ب وان كان دخ،ابط من اخل خاطبا كان اآلخرمث

ث،لمن األو مث ،ت من اآلخر اعتدال جيتمعان أبدام )١٠٦(.

كمالك وأمحد يف إحدى ؛وافقه ن وم بن اخلطابوعمر: قال ابن تيمية؛وايتنيالرموا املنكوحة حريف العد ؛ اكح أبداة على الن؛ه اهللاه استعجل ما أحلألنوقب فع

.)١٠٧(بنقيض قصده كاحتياطوح معىن االولوضح؛ فقد انتهى الفقهاء إىل يف كثري من تفاصيل أحكام الن

وال ينبغي الذهول عنه ،يف مثل هذا النوع من عقود املكارمات اعتباره لزممعىن كلي يتقرير : ل اهليتميوق ي املعنىذلكب التنويهكاح مبناه على االحتياط ما أمكن؛ ويف وهو أن الن؛حبال

).٢٣٥: (البقرة، اآليةسورة -103 ).٨/١٠٠: (املغينابن قدامة، : ؛ وانظر أيضا)١/٥١٩: (ت املمهداتاملقدما ابن رشد، -104 ).٨/١٠٢: (املغينابن قدامة، و؛)١/٢٨٩: (أحكام القرآنابن العريب، : انظر-105؛ وقال )٢/٥٣٦(، ١١١٥: جامع ما ال جيوز من النكاح، رقم: النكاح، باب: مالك، كتاب-106

: املدونةمالك، : ؛ انظرلعمل عندنا على قول عمر بن اخلطاب وا: قال مالك: ابن القاسم: إرواء الغليلاأللباين، : ؛ وإسناد األثر الذي رواه مالك صحيح ال غبار عليه؛ انظر)٢/٢٢()٧/٢٠٣.(

: نيإعالم املوقعابن القيم، : ؛ وانظر يف املعىن عينه)٣/٢٥٦: (الفتاوى الكربىابن تيمية، -107)٤/٧٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 51: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١ -

على االحتياط ما أمكن؛ فال ينب مبين كاحورة منه إال بعد تيقن والنعلى ص غي اإلقدام .)١٠٨(الوجه الشرعي فيها

ع بالربا يف النهي عن التباي-:بوضوح املعىن هذا اليت روعي فيهاحكام ومن األ-:ثالثاومات نأصناف املطع؛ إظهارا لشرف الطعام، ومتييزا له على غريه؛ لعظم الساء وتفاضرعي يف النهي عن واملعىن نفسه م؛ )١٠٩(جة إليه يف بقاء نوع اإلنسانمصلحته، وشدة احلا

، وعماد كل أمة يف البقاء؛فات املتل األموال وقيموسؤ رإذ مهايف النقدين؛ التعامل بالربا د فيهما الشافشدد يف غريمهارعشدما لم ي ة ط يف ؛ وشرلم ا ببعض مامبيع بعضهصح

التسليمز يف والتناج يف القدر، من التساوي؛ واملمتلكاتسائر املبيعات يف وله حصيشترط .)١١٠(القبضو

ابعالر إقامة ال: املظهربسارعومن مظاهر :بب مقام املسبالحتياط يف ل اعتبار الشب سبملاليت فيها إقامة للسبب مقام اه تصرفاتحظه الناظر يف كثري من ال ما يأحكامهواقع أن تضيع رد منوقة للحقمحاي، وبه تقع على الوجه الذي شرعت حتى للتكاليف صيانة

: خاريل البوقزها وإهدارها؛ ويف تقرير ذلك املعىن ي متمسكا لتجاوصلحال تقد شبهات نعليه فيما ب فقب أصل متبب مقام املسبإقامة السإقامة مات؛ مثلي على االحتياط من احلر

كاح مقامالنغل يف وجوب الوطء يف إثبات حرمة املصاهرة، واستحداث امللك مقام الشاالسترباء، والنوم مقام احلدث يف انتقاض الطهارة املتضمن حلرمة أداء الصالة؛ وذلك ألن

ارع ملا نى الش يبة كمالحقة هى عن الربهة مبا علمنا أن الشباحلقيقة يف حمل عن الر حقيقةوالسبب دال على املسبب فثبت به شبهة وجود املسبب؛ فقام مقام، االحتياط

وده يف حمل االحتياطوج)؛)١١١ ومن أوضح األدلة اليت تشهدما به؛ هلذا األصل وتقوم -:يلي

سبب للحدث مقام فقد أقام الشارع النوم الذي هو وء على النائم،إجياب الوض: أوالاحلدث احتياطا للعبادة من أن تؤدى على غري طهارة، وذلك ما رواه أبو داود وابن ماجة

108- ،اهليتمي ة الكربىالفتاوى الفقهي) :٤/١٠٠.( ).٣/٢٦٢: (الفروقالقرافي، : انظر-109 .وما بعدها) ٣/٢٦٢: (الفروقالقرافي، : انظر-110111- ،البخاري كشف األسرار) :٣/٣٥٨(ابن اهلمام، : ؛ وانظرفتح القدير) :١/٢٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 52: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢ -

قال ؛ )١١٣( العينان؛ فمن نام؛ فليتوضأ)١١٢(وكاء السه: ذلك بقولهالنيب عن علي أن اآلمدي :ومود اوالنالة؛ لكونه سببا ظاهرا لوجاقض للطهارة إمنا امتنعت معه الصخلارج الن

فلما كان النوم مظنة اخلارج احملتمل؛ وجب .. لتيسر خروج اخلارج معه باسترخاء املفاصل احلكم عليه؛ كما هو الغالب من تصرفات الشارع ال على حقيقة اخلروج؛ دفعا للعسر إدارة

.)١١٤(واحلرج عن املكلفني

األنساب؛ على ثبوت الفراش دليالأقام الشارعفقد ؛ النسب بالفراشإثبات: ثانياندها من اسا ي عم، والشكوك العاريةاحتياطا له من الضياع مبا ال يصلح من الشبهات اردة

عائشة رضي اهللا عنها أن النيب عن أم املؤمنني وذلك فيما رواه الشيخان ت املعتبرة؛ ااألمارقال :للفراش، ول الولدلعاهر احلجر)؛)١١٥ ليس يف احلقيقة إال قرينة على والفراش

ها، أقامه الشارع مقام فقدذلك ومع ؛املخالطة املشروعة اليت ينتج عنها يف الغالب احلبلفقه حكما ذوبنشريعمبقصد من أعظم مقاصد ا مساسى على ووأجلها بال الت وهو ؛ زعانم من حيث إثباتها قدر ألنساباالحتياط لولطعن فيها بال برهان، من ا األعراض علىةفظااحمل

.)١١٦(اإلمكان

112- هالس:اسم ؛ قال ابن األثريبر حللقة الد :ت كالوكما أن الوكاء ؛كاء للقربةجعل اليقظة لالس

؛ى بالعني عن اليقظة وكن، متنع االست أن حتدث إال باختيارج كذلك اليقظةربة أن يخريمنع ما يف الق ).٥/٢٢١: (النهاية: ؛ انظرألن النائم ال عني له تبصر

، وابن ماجة، )١/٥٢(، ٢٠٣: رقم الوضوء من النوم؛: الطهارة، باب:أبو داود، كتاب -113، ويف إسناده مقال خفيف؛ )١/١٦١(، ٤٧٧: الوضوء من النوم، رقم: الطهارة وسننها، باب: كتاب

؛ واأللباين، )١/١٤٥: (نصب الرايةالزيلعي، : ولذلك حسنه املنذري وابن الصالح والنووي؛ انظرواء الغليلإر) :١/١٤٨ .(

114- ،اآلمدياإلحكام) :٤/١٣٨.( :، ومسلم، كتاب)٦/٢٤٨١(، ٦٣٦٨: الولد للفراش، رقم: الفرائض، باب: البخاري، كتاب -115

؛ وهو اسم الزاين: والعاهر؛ )٢/١٠٨٠(، ١٤٥٧: الولد للفارش وتوقي الشبهات، رقم: الرضاع، باب: النهايةابن األثري، : ؛ انظر غلب على الزنا مطلقامثملرأة ليال للفجور ا، فاعل من العهر؛ وهو إتيان ا

)٣/٣٢٦ .(وويوقال الن :أي له اخليبة؛ومعىن له احلجر ،له يف الولد وال حق ؛ انظر له : شرح ).١٠/٣٧: (مسلم .)١٨٧/ص: (الطرق احلكميةابن القيم : انظر يف ذلك املعىن -116

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 53: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٣ -

أصل عام : اإلمام الشاطيبرقر كما ي-أعين إقامة السبب مقام املسبب- وهذا املعىن يفلتفات إليه من هذا الوجه نافعاالبل ؛يف الفقه وسائر األحكام العاديات والتجريبيات

بإميان ه احلاكم أنمدةوكفى بذلك ع؛ واألدلة على صحته كثرية جدا ،اريعة جد الشمجلة ،حرحة ار وج،دل وعدالة الع، وعصيان العاصي، وطاعة املطيع، وكفر الكافر،املؤمن

وبذلك تنعقد العقود،إل؛ وترتبط املواثيقشريع، ؛ بورى غري ذلك من األمة التل هو كلي .)١١٧(وعمدة التكليف بالنسبة إىل إقامة حدود الشعائر اإلسالمية اخلاصة والعامة

اخلامس عامل بالغرر:املظهرعن الت هي١١٨( الن(: ربزومن املظاهر اليت تارع اهتمامالش ة؛ نة تقوم على معاحلكيم مبعىن االحتياط يف تشريعاته اجلزئيه عن كل معاملة تعاقديىن هي

وهذا األصل متفق عليه بني املسلمني ليس فيه نزاع، وهو : الغرر واملخاطرة؛ قال ابن تيميةمن األحكام اليت جيب اتفاق األمم وامللل فيها يف اجلملة؛ فإن مبىن ذلك على العدل والقسط

بيان املعىن ويف ؛ )١١٩(الذي تقوم به السماء واألرض، وبه أنزل اهللا الكتب وأرسل الرسلالذي من أجله ن عدعامل بالغرر الذي يعن الت ارعر مظمن هى الشاس اأكبهر أكل أموال الن

فإن اهللا تعاىل إمنا حرمها صونا ملال العبد عليه، وصونا له عن الضياع : بالباطل يقول القرايفنيل املعقود عليه، أو حيصل دا ونزرا حقريا؛ فيضيع املال؛ بعقود الغرر واجلهل؛ فال حيص

ه على أمر دنياه وآخرته، ولو فحجر الرببرمحته على عبده يف تضييع ماله الذي هو عون .)١٢٠(يؤثر رضاه لم رضي العبد بإسقاط حقه يف ذلك

فقريعة سلفا وخلفا مدلول عليهوهذا األصل املتبدليل عليه بني فقهاء الش آخر و، عامخاص:-

117- ،اطيبالشاملوافقات) :١/٢٣٣.( 118-رريف اللغة هو اخلطر؛ انظر: الغ : ،وميالفياملصباح املنري) :؛ ويف االصطالح قال )٤٤٥/ص

عنه القرافي :ل أم ال؟درى هل حيصأصل الغرر هو الذي ال ي؛ انظر له :الفروق) :فه )٣/٢٦٥وعر ،شرح الرصاع، : ؛ انظرا شك يف حصول أحد عوضيه، أو مقصود منه غالبام: ابن عرفة املالكي بأنه ).١/٣٥٠: (حدود ابن عرفة

).٣٠/٢٦٥: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -119120- ،القرافي الفروق) :١/١٤١(؛ وانظر : ،ابن رشد اجلدداتمات املمهاملقد) :٢/٧٢.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 54: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٤ -

ها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم يا أي﴿: فأما الدليل العام عليه؛ فقوله تعاىل؛ ويف )١٢١(﴾م وأنتم تعلمونإىل احلكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس باإلث بها بالباطل وتدلوا

والغرر إمنا : ةل ابن تيميوقمعرض الكالم عن وجه داللة اآلية على حترمي الغرر بكل أنواعه يفإن أحد املتعاقدين يأخذ شيئا، واآلخر يبقى .. حرم بيعه يف املعاوضة؛ ألنه أكل مال بالباطل

.)١٢٢(حتت اخلطر

مرفوعة إىل النيب فق عليه؛ فأخبارعلى ذلك األصل املت ليل اخلاصا الدوأم ثابتة -:عنه؛ منها

وهو ؛ )١٢٣(هى عن بيع الغررن :يب أن النة ما رواه مسلم عن أيب هرير-١نص عام؛ فيشمل كل غرر؛ إال أنه ملا كان الغرر اليسري مما يعسر التحرز عنه؛ تسامح فيه

ارعالش،منه على أصالة املنع؛ صيانة للم باغض، وبقي الظاهرناحر والتجتمع عن مظاهر الت ة؛ وأكل األموال احملترمة بغري حقتيمي قال ابن :هى عن بيع الغرر؛ ملا فيه من فهو إمنا ن

املخاطرة اليت تضرأعظم ا حيتاجون إليه من البيع ضررمن ذلك؛ فال بأحدمها، وىف املنع مم مينعهم من الضرر اليسري بوقوعهم يف الضرر الكثري؛ بل يدفع أعظم الضرين باحتمال

.)١٢٤(أدنامها

هى عن بيع مثر ن : أن النيب أنس بن مالك لبخاري ومسلم عن ما رواه ا-٢تصفر؛ أرأيت إن منع اهللا تعاىل وأحتمر : ما زهوها؟ قال: ألنسفقلناالنخل حىت تزهو؛

يقول ؛ يف هذا التشريعيزع االحتياطاملن يف بيان؛ و)١٢٥(! تستحل مال أخيك؟مالثمرة؟ باخلطايب: وكان نه هياحتياطا له، بأن يدعها حىت : أحدمها-: البائع عن ذلك ألمرين

).٢٩: (النساء، اآليةسورة -121 ).١٦٦/ص: (القواعد النورانية ابن تيمية، -122، ١٥١٣: بطالن بيع احلصاة والبيع الذي فيه غرر، رقم: البيوع، باب: مسلم، كتاب-123

)٣/١١٥٣.( ).٢٠/٥٣٨: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -124 من فهو عاهة أصابته مث صالحها يبدو أن قبل مرالث باع إذا: البيوع، باب: البخاري، كتاب-125، ١٥٥٥: وضع اجلوائح، رقم: املساقاة، باب: مسلم، كتاب، )٢/٧٦٦(، ٢٠٨٦: ، رقمالبائع

.؛ فما بعده من زيادة مسلم..فقلنا ألنس: ، وقوله)٣/١١٩٠(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 55: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٥ -

يكن فيها طائل لم يتبين صالحها؛ فيزداد قيمتها، ويكثر نفعه منها، وهو إذا تعجل مثنهاأن يكون ذلك مناصحة ألخيه املسلم، : لقلته؛ فكان نوعا من إضاعة املال؛ والوجه اآلخر

فيكون بينهما يف ذلك الشر .. ؛ لئال تناهلا اآلفة فيبور مالهواحتياطا ملال املشتري .)١٢٦(واخلالف

ها أن وتعليل املنع بانتفاء مقتضي االستحالل مشعر بوضوح أن كل معاوضة من شأنمشمولة تؤول إىل إضاعة املال على وجه اليقني أو الظن الغالب؛ فإا داخلة حتت عمومه، و

يلحق : لاق ؛ حيث عن الغرر املنهي عنهه كالم معرضيف قرره املازري ذلك مابأحكامه؛ و على هذه مبعىن إضاعة املال؛ ألنه قد ال حيصل املبيع؛ فيكون بدل ماله باطال، وقد نبه

.)١٢٧(فبم يأخذ أحدكم مال أخيه: العلة بقوله

العام شريعكما ترى-فهذا الت-يف ج جهيت راعاة معىن االحتياط، واألخذ ملته إىل م عد ما أمكن عن الغشدق، والبصح والصة على النعاقدييف إقامة االلتزامات الت باحلزم واجلدواخلداع املفضي بطبيعته إىل إثارة األحقاد والعدوات، واآليل إىل نوع من البطالة والركود

.االقتصادي يف اتمع

126- ،اخلطايب ننالس معالم) :٣/٧٠.( 127- ،املازري املعلم بفوائد مسلم) :٢/١٥٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 56: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٦ -

املبحث ال

ثالث

:

وفوائده الفقهي مقاصد االحتياط

.احملافظة على مصالح األحكام: املقصد األول

.القيام مقام الدليل الشرعي: املقصد الثاين .سالمة الدين والعرض: املقصد الثالث

.تربية النفس على االمتثال: املقصد الرابع

اخلامس املقصد :حتقيقة و االطمئنان القليبفسياحة النالر.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 57: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٧ -

:ةكاليفأمهير العمل باالحتياط، واألخذ به يف مسالك التتصوال ي ظاهر أمر: -كما يقول اإلمام الشاطيب-خفاؤه على خبري بأوضاع التشريع؛ كيف والشريعة كلها

ز ممة على االحتياط واألخذ باألحزم، والتحرىل مفسدة؛ فإذا إطريقا ا عسى أن يكون مبنيكان هذا معلوما على اجلملة والتفصيل؛ فليس العمل عليه ببدع يف الشريعة؛ بل هو أصل

.)١٢٨(من أصوهلا

مرات األخذ باالحتياط جبالء من خالل اإلدراك الواعي ملقاصده وثوتظهر أمهيةظر واالستنباط، أمالعمل به؛ سواء أكان ذلك على معلى مستوى العمل ستوى الن

العام ألغلب ما قد مثل اإلطارمتثال؟ ويف هذا املبحث حماولة لرصد أبرز الفوائد اليت تاالوسلك الشرعي يف مقامي االستنباط والتنـزيل على هذا امل من خالل التزامه بحيصله احملتاط

.حد السواء

ن الشريعة اإلسالمية موضوعة إ :احملافظة على مصالح األحكام: املقصد األول ال جمال معه مبا العباد يف العاجل واآلجل بإطالق، وذلك أمر ثابتمصالحلرعاية

ولكون ؛ إما جلب مصلحة أو دفع مضرةلالحتمال؛ إذ كل تشريع من تشريعاا مآلهي لتحصيله ال يقل أمهية عن ؛ فإن السع يف غالبهقحق أمرا ظين التصالحاحملافظة على هذه امل ها؛ ومن هنا تلوح احلاجة إىل االحتياط من حيث كونه ضمانة لتحقيقتلك املقاصد ذات

بالفعل، صالحإن االحتياط حليازة امل: قال ابن عبد السالمتلك املصالح يف واقع التكليف؛ الورع : ل أيضاوق نفس املعىن ييفو، )١٢٩(وقليل من يفعل ذلك، والجتناب املفاسد بالترك

العباد واملعامالت، ودفع مفاسدمها؛ فكان االحتياط يف الورع مصالححزم واحتياط حليازة .)١٣٠(لإلجياب

احملافظة على وقد جعل ابن بكياألحكام الغايةمصالح الس إليها مجيع اليت تعود مسائل االحتياط؛ واملقصدالذي تصدر ة اليت أ ع األصليقيم أنه كل األحكام العمليوها د

اعلم أن مسائل االحتياط : واالحتراز؛ ويف ذلك السياق يقولفظعلى مراعاة معىن التحلتحصيل منفعة؛ حاصلها إىل أن االحتياط قد يكونكثرية يطول استقصاؤها؛ يرجع

128- ،اطيبالش وافقاتامل) :٢/٣٦٤.( ).١/٥٨: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -129 ).٣٦٦/ص: (شجرة املعارف واألحوال ابن عبد السالم، -130

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 58: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٨ -

رة، وإن احتالة على املتحيمكإجياب الصلدفع املفسدة؛ ضا، وقد يكونها حائل كون .)١٣١(كتحرمي وطئها

؛ فإن االحتياط يشرع جللب مصلحة ما أن يكون واجبا أو حمرمابني أمر ما ترددفإذا يتوقع وجوبه، أو درء مفسدة ما يتوقع حترميه، واملعهود من سنن املشرع أنه حيتاط لدرء

كيف يكون : وقد يقول قائل؛ )١٣٢(نافع املأموراتمفاسد املنهيات؛ كما حيتاط لتحصيل مة؟ االحتياط الذي مردرعيحافظة على مقاصد األحكام الشه إىل االحتمال سبيال للم

أن األمور الومهية وإن كانت ال تصلح : واجلواب عن ذلك كما يقول الطاهر بن عاشور.. يف حتقيق املقاصد الشرعية بها ستعان مقصدا شرعيا للتشريع؛ فهي صاحلة ألن يللكون

على حتقيق مقصد شرعي حني يتعذر بها الومهيات يف أحوال نادرة مستعاناوقد تكون .)١٣٣(غريها

فاألخذ باالحتياط يف املواضع اليت تقوى فيها الشبهات وترتقي إىل حيز االعتبار ركه واإلعراض عنه، وذلك أمر يدركه األحكام من اازفة بتمصالحأقرب إىل حتصيل

وما كان على هذا ينبغي اجتنابه؛ ألنه إن كان يف نفس :يقال الشوكانياء العقول؛ أسوهذا على الترك ب فقد استحق األجر؛األمر حراما؛ فقد برئ من التبعة، وإن كان حالال

.)١٣٤(القصد

باختالف احملال واألحوال؛ فإن االحتياط هلا تابع متفاوتة، وخمتلفةصالحوملا كانت املهلا تبع الوسائل للمقاصد، وما قد يقع بني االحتياطات من تعارض؛ فهو حمكوم بقواعد

منها ها بذل اجلهد يف معرفة األقرب علماء، والواجب على اتهد إزاءالالترجيح املقررة عند ؤذن ؛ عمل بهيل؛ إىل احلقوذلك ماملصلحة اليت خيدم بأن مراتب االحتياط متفاوتة تفاوت ف االحتياط يشر: قال العز بن عبد السالم؛ شرفه فعلى قدر شرفها يكون؛ عليهااحملافظة

بشرف احملتاط له؛ فاالحتياط للدماء أفضل من االحتياط لألموال، واالحتياط لألرواح

131- ،بكيابن الس ظائروالن األشباه) :١/١١١.( : األشباه والنظائر، وابن السبكي، )٢/١٨: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر-132

)١/١١١.( ).٢٥٨/ص: (مقاصد الشريعة اإلسالمية ابن عاشور، -133 ).٤/ص: (كشف الشبهات الشوكاين، -134

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 59: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٩ -

تياط لنفائس األموال أفضل من االحتياط خلسيسها؛ أفضل من االحتياط لألعضاء، واالحنبال ولم فإذا كان لليتيم أو للرعية أموال ال ميكن حفظ مجيعها؛ حفظنا أنفسها فأنفسها،

؛ أوجزه البعض يف ابن عبد السالم؛ واملعىن الذي قرره )١٣٥(بضياع خسيسها وأخسهاحتاط إلثبات حتاط إلثباته ما ال ي ي:األقوى: عبارة جرت جمرى القواعد؛ حيث قال

.)١٣٦(األضعف

قيامه ومن فوائد االحتياط املعتبر :)١٣٧( الشرعيالقيام مقام الدليل: املقصد الثاينليلمقامالد رعيها املسائل اليت يف الشوال جيد يشتبه أمر ،تهده اة ما ميكنمن األدلة األصلي

على دليل يرشده إلى وقوفه ففي حالة عدممن أسباب االشتباه؛ أن يعول عليه لسبب تلك املسائلجاه لديه؛ فإن احلاجة إىل حتديد املوقف العملي ت وبقاء احلكم جمهوال،املطلوب

، من أجل احلصول على يقني اللجوء إىل العمل باالحتياطسوىال يسدها قد املشتبه أمرها؛ .)١٣٨(مل، وسالمة العالرباءة

تعذر يف املسائل اليت ي -)١٣٩(أعم معىن من االحتياطهو و- وظيفة التحريويف بيانوهو دليل : يقول السرخسي واقعها؛تمكن الشك مني، وهافيالوصول إىل مدرك احلكم

يتوصل به إىل طرف العلم، وإن كان ال يتوصل به إىل ما يوجب حقيقة العلم، وألجله مسي .)١٤٠(ياحتر

).٢٢٩/ص: (شجرة املعارف واألحوال ابن عبد السالم، -135 ).٢/٦٤: (العنايةالبابريت، : انظر-136: ن موقعه؛ انظر؛ أي أرشد إليه، وكشف عدل على الشيءلغة اسم فاعل من : الدليل-137

،وميالفياملصباح املنري) :ظر فيه إىل مطلوب : ، ويف االصطالح)١٩٩/صل بصحيح النوصهو ما يت، والشنقيطي، )١/٢٦: (اإلاج، وابن السبكي، )١٤٠/ص: (التعريفاتاجلرجاين، : خبري؛ انظر

الورود نثر) :٧٠/ص.( ).١٦٩/ص: (م األصولدروس يف علالصدر، : انظر-138 ).٢٤/ص: ( وقد سبق بيان ذلك؛ انظر-139140- ،رخسيالس وطاملبس) :١٠/١٨٤(الكاساين، : ؛ وانظرنائعالص بدائع) :ام، )١/١٣٢وعز ،

ةداللة الكتاب والسن) :٩٩/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 60: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٠ -

وجب شيئا وال ال ي من حيث ذاتهاالحتياط أن يف هذا املقامنبيه إليهمما يلزم التو توارد عليها يكشف عن حكم الشارع األصلي يف املواقع اليت ت كاشفيحرمه، وإمنا هو

فعندما حنكم ء؛ عند العلماالشبهات؛ فيحكم مبقتضاه فيها جريا على قاعدة التقدير املقررةقدر أن املكلف لو تناول شيئا من نا نفإن مثال؛ باالحتياط يف أحوال اختالط احلالل باحلرام

ذلك اخلليط؛ فإمنا يقع على احلرام ال على احلالل؛ فنجري احلكم على ذلك التقدير، .)١٤١(ومنضيه على أساسه

ب والندب، أو بني الكراهة والتحرمي؛ واألفعال املترددة بني الوجاملعىن عينه جار يف ونا نفإنرع فيها هو الوجوبر أن حكم الشحرمي؛ فإن كان كذلك يف نفس األمر؛ قدأو الت وإن لم يكن كذلك؛ فإن احلكم يكون وأصاب االحتياط مقصوده،وافق احلكم حمله،فقد كما جاريا على وفق قواعد ويكون احلكم باالحتياط حقتضى التقدير، على مىجرقد

.)١٤٢(العامة، وليس خمالفا هلاالشرع ، )١٤٣(احلكم باالحتياط على أمر ما بأنه واجب أو حمرم؛ جار على خالف األصلو

مع قيام احلاجة إىل العمل به؛ فإن لم تكن هناك حاجة تدعو إليه؛ فالتعويل وال يلجأ إليه إال حكم بال رألن خمالفة األصول لغري معىن معتب؛ لتفات إىل غريه دون االيكون على األصل

االعتماد ؛ فقد ضعف العلماء كذلك العمل باالحتياط؛ ولكون اتفاقاممنوعهو دليل، ووالتمسك على الفور : قال التربيزي؛ يف التعامل مع أحكام الوقائعالفوري على االحتياط

وب؛ بل يات الوجاالحتياط ليس من أمارات الوضع، وال من مقتضباالحتياط ضعيف؛ ألن ؛ وذلك يعين أن النظر ينبغي أن يكون أوال يف سائر األدلة )١٤٤(هو من باب األصلح

).٣٧٦/ص: (االحتياطبلكا، : انظر-141، )١/١٦١: (الفروق، والقرافي، )١/٥٩: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر-142

).٢/٤٩٩: (القواعدواملقري، أن لكل حكم سببا أو شرطا على وجه احلقيقة ال التقدير، والعمل باالحتياط عمل : األصل -143

: على خالف ذلك؛ ألن مبناه على التقدير، والتقدير قائم يف األساس على التخمني واحلدس؛ انظر ).٢/٢٠٢: (الفروقلقرافي، ا

؛ وكون االحتياط ليس أمارة على )٣/١٣٨٠: (نفائس األصول: نقله عنه القرافي يف كتابه-144احلكم ظاهر؛ فإن األمارة ما نصبه الشارع لثبوت احلكم أو انتفائه؛ وال أحد يعتقد أن االحتياط

.علم باألحكامكذلك؛ فهو من وسائل االمتثال، وليس وسائل ال

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 61: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥١ -

ليها جاز التعويل على االحتياط املوصلة إىل احلكم الشرعي؛ فإذا فقدت أو تعذر الوصول إ، والبراءة املؤكدة للذمة من التكليف لشارعاملوافقة ملطلوب اباعتباره مسلكا لتحصيل يقني

.املنوط بهااملوقد يقوم االحتياط أيضا مقام ستند الذي يعتمدتهديف استنباط احلكم عليه ا

الشرعي من حمله على وجه التقوي به يف تدعيم ما يذهب إليه من آراء، وذلك بأن يتعاضد رجح رأيا على من أدلة يف الداللة على حكم؛ فيجريه جمرى املرجحات اليت تمع ما عنده

؛ وذلك ما قرره ابن تيمية يف معرض )١٤٥(الترجيح معاني ؛ إذا عدم غريه من سائررأي يف إذا اجتهد السالك : قال؛ حيث)١٤٦( وجمال العمل به اإلهلام الصادق وظيفةكالمه عن أحد الفعلني مع حسن قصده ية الظاهرة؛ فلم ير فيها ترجيحا؛ فأهلم رجحاناألدلة الشرع

قوى؛ فإهلامه .. هذا دليل يف حقه مثلوعمارته بالتهنا بيان أن هذا وحد ودوليس املقص ترجيحا لطالب احلق إذا تكافأت األدلة دليل على األحكام الشرعية؛ لكن مثل هذا يكون

خري من التسوية بني املتناقضني قطعا؛ فإن التسوية بينهما باطلة بها ية؛ فالترجيحالسمع إذا ؛ عن ظاهر أو قياس خري من العمل بنقيضهئإن العمل بالظن الناش: قطعا؛ كما قلنا

.)١٤٧(يج إىل العمل بأحدمهااحت

على وجه االنفرولقيام االحتياط مقام رعيليل الشحصى كثرة الدبع ما ال ياد أو الت يتوافر يف كتب الفروع كم هائل من املسائل املعللة ؛ إذ عند الفقهاءمن األمثلة التطبيقية

-:معناه؛ ومن هذه األمثلةالقائمة على و،باالحتياط

: دود العورة االستدالل على أن الركبة داخلة يف ح معرض قال ابن اهلمام يف-١ان؛ ومهاولهل: طريقان معنوياألو : موضع أن الغاية قد تدخل، وقد خترج، واملوضع

ها؛ أن الركبة ملتقى عظم العورة وغري: والثاين، االحتياط؛ فحكمنا بدخوهلا احتياطا

).٢٦/١٨٧: (املوسوعة الفقهية، و)٤١٨/ص: (االحتياطبلكا، : انظر-145: ؛ انظر-بإذن اهللا عز وجل- واإلهلام الصادق من أسباب االحتياط كما سيأيت بيانه -146

).١٢٠/ص(: وقعنيإعالم املابن القيم، : ؛ وانظر قريبا منه)١٠/٤٧٣: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -147

)٤/١٦٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 62: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٢ -

وهذا يف التحقيق وجه كون املوضع موضع ، فاجتمع احلالل واحلرام وال مميز .)١٤٨(االحتياط

: تلقي الركبان بالربح إن حصل له يف سياق بيان ما يفعله م املالكياملواق قال -٢دق به؟ قال: وال يطيب له ربح التلقي؛ قيل البن القاسم: قال حمملو فعله احتياطا : فيتصد

.)١٤٩(فال بأس به

تزوج أئمة املذهب بكراهة قول علة أيب يعلى عن القاضي قال ابن قدامة ناقال-٣ أن يغلبوا على ولده؛ وإمنا كرهنا له التزوج منهم خمافة: املسلم بأرض العدو منهم

وازدادت الكراهة إذا ، ويعلموه الكفر؛ ففي تزوجيه تعريض هلذا الفساد العظيم، فيسترقوه .)١٥٠(رهكف فت؛ألن الظاهر أن امرأته تغلبه على ولدها؛ تزوج منهم

من ةمذال ومن أهم مقاصد االحتياط إبراء :سالمة الدين والعرض: املقصد الثالثكليف، وسالمة ةهدعيخان واألصل يف ذلك ما رواه القيل والقال؛ض من رعال التعن الش

هاتشتب وبينهما م،ن احلرام بي وإن،ن احلالل بيإن: قال أن النيب النعمان بن بشري ال يعلمهنكثري ؛اس من النفمن ات قى الشرضهرأ لدينه وعبهات؛ استب ،ن وقع يف وم

؛بهاتالش؛ يف احلرام وقعكالر رعى حولاعي يلكل أال وإن؛وشك أن يرتع فيه احلمى ي أال وإن؛ملك محى ه محى اهللا حمارم)١٥١(.

واالحتياط دليل واضح على لزوم اإلمساك عن الشبهات،نص النبويففي هذا ال، ويف التنويه بذلك املعىن تعاطي ما يسيء الظن، أو يوقع يف احملذور؛ للدين والعرض، وعدم

).١/٢٥٨: (فتح القدير ابن اهلمام، -148 ).٦/٢٥٢: (التاج واإلكليل املواق، -149 ).٩/٢٣٥: (املغين ابن قدامة، -150: ، ومسلم، كتاب)١/٢٨(، ٥٢: فضل من استربأ لدينه، رقم: اإلميان، باب: البخاري، كتاب-151

).٣/١٢١٩(، ١٥٩٩: ات، رقمأخذ احلالل وترك الشبه: املساقاة، باب

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 63: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٣ -

ال خالف بني املسلمني أنه جيب على اإلنسان أن يفعل ما : ل الباجيوق يوالتأكيد عليه؛ .)١٥٢(هو إبراء لدينه

يكون لعمل باالحتياط واألخذ باحلزم؛ امن وراء قهاتحقف ؛ وسالمتهفأما براءة الدين -:من وجهني

طمئنا إىل أن ما هدة التكليف بيقني، وبذلك يكون املكلف م اخلروج من ع:ولاألارع ومرادود الشقام به هو مقصالعريب ه؛ قال ابن :ريعة طرفنيأحدمها: إن للش : طرف

، ط يف العبادات؛ فمن احتاط استوىف الكلطرف االحتيا: واآلخر. التخفيف يف التكليفحيتاط يف الفرض؛ : واملعىن عينه يقرره العبادي بقوله؛ )١٥٣(ومن خفف أخذ بالبعض

والعقاب، وكذلك يف فعل الندب؛ لتحقيق اخلالص من اإلثم ليحقق اخلالص من .)١٥٤(اللوم

اإلدمان نهايةوقوع يف احلرام هو األمن من غوائل الوقوع يف الشبهات؛ فإن ال: ثاينال ،بهة على ش وجيسر، عليهن ويتمر،ساهل التيعتادوذلك ألنه غالبا؛ ولوج مسالكها على املعاصي :لف قول السوهذا حنو ،ى يقع يف احلرام عمدا وهكذا حت، منها أخرى أغلظمث

؛ الكفربريدإليه أي تسوق )١٥٥(.

؛ إذ العوائد بهنيه العامل باالحتياط واآلخذج ما يجلها من أ؛ فإنوأما سالمة العرض يف عرضه، أو من قول يطعنشاهدة بأن املدمن على انتهاك حرمي الشبهات ال يسلم غالبا

الشبهات؛ ا يستفاد من حديث مل هضر ع يف سياقاحلافظملز يشني بشرفه؛ وذلك ما أكده يتوق الشبهة يف كسبه ومعاشه؛ فقد عرض نفسه لم دليل على أن منوفيه : حيث قال

152- ،الباجي ولالفص إحكام) :؛ وانظر يف املعىن عينه)٥٦٩/ص : ،البغويةالسن شرح :

)٨/١٣.( 153- ،ابن العريب أحكام القرآن) :الم، : ؛ وانظر يف ذلك أيضا)٢/٦٣ابن عبد الس قواعد ).٢/١٩: (األحكام

154- ،اديالعب ناتاآليات البي) :٤/١٣٠٦.( 155- ،وويالن مسلم شرح) :١١/٢٩(؛ وانظر : ،اآلباديعون املعبود) :وابن دقيق )٩/١٢٨ ، ).٢٦/ص: (شرح األربعنيالعيد،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 64: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٤ -

فاجتناب ؛ )١٥٦(للطعن فيه، ويف هذا إشارة إىل احملافظة على أمور الدين ومراعاة املروءةاالحتياط والتحرز عن الوقوع يف معاني مواطن التهم ال خيرج عن كونه معىن من

؛ بل ال بد أن فقطفيا أن يطمئن املكلف إىل سالمة عمله ليس كاوذلك ألنهالشبهات؛ يسد الذريعة، وحيسم بابها لدى غريه أيضا؛ ألن الشبهة والتهمة يف معىن واحد؛ واإلسالم كما دعا إىل ترك الشبهات حذرا من الوقوع يف احلرام؛ دعا أيضا إىل ترك مواقع التهم؛

.)١٥٧(ينجتنبا إلساءة ظن اآلخرومماإلسالم على كد لكؤا ي المة حرصاه، واحملافظة على نقاوتضاعرأللطلب الس

: ما يلي؛قدر اإلمكانمن جرائر التهم كان : قالت أنهاصفية رضي اهللا عنهاأم املؤمنني عن مها وغريما رواه الشيخان -

فقام معي ليقلبين؛ ، قمت فانقلبتم ث معتكفا؛ فأتيته أزوره ليال، فحدثته،رسول اهللا ا رأيا النيب ؛ فمر رجالن من األنصار؛ فلموكان مسكنها يف دار أسامة بن زيد

! ول اهللايا رس! سبحان اهللا: ؛ قاالها صفية بنت حييعلى رسلكما؛ إن :أسرعا؛ فقال فقال هلما النيب : يطان جيري من اإلنسانأن يقذف يف إن الش م؛ فخشيتجمرى الد .)١٥٨(قلوبكما شيئا

السالمة من التعرض لسوء الظن، وطلبوقد أفاد العلماء من هذه الواقعة أن التحرز إمنا فإن النيب ؛من األمور املستحبة اليت ال ينبغي إمهاهلاواالعتذار باألعذار الصحيحة؛

يطلبوا السالمة ألعراضهم ما عن موارد التهم، ووا أن يبتعدهت؛ تعليما ألفراد أمفعل ما فعلهفيه من العلم استحباب أن يتحرز اإلنسان من كل أمر من : يقول اخلطايبذلكويف ؛ أمكن

).١/١٢٧: (فتح الباريابن حجر، -156 ).٤٠٥/ص: (سد الذرائعالبرهاين، : انظر-157: كف حلوائجه إىل باب املسجد، رقمهل خيرج املعت: االعتكاف، باب: البخاري، كتاب-158 وكانت بامرأة خاليا ؤير ملن ستحبي هأن بيان: السالم، باب: مسلم، كتاب،)٢/٧١٥(، ١٩٣٠ليدفع ؛فالنة هذه :يقول أن له حمرما أو هزوجت ظن ٤/١٧١٢(، ٢١٧٥: ، رقمبه وءالس.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 65: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٥ -

راءة ا جتري به الظنوناملكروه مماس بإظهار البالمة من النوخيطر بالقلوب، وأن يطلب الس ، .)١٥٩(من العيب

ه راح إىل أن زيد بن ثابت رواه ابن أيب شيبة عن حممد بن سريين عنما -؛عةاجلم؛ىفصل؛ أو إىل دار،ى املسجد فمال إل: قال؛وا وقد صل،اس قد استقبلوه فإذا الن ، )١٦٠(ه من ال يستحي من الناس ال يستحي من اهللاإن :فقال! ؟ فقيل له يف ذلك:قال

ن أتى م: ؛ قال ابن رجب معلقا على ذلك)١٦١(عن أنس بن مالك وروى الطرباين مثله ؛ن اهللا يف ذلك فال حرج عليه م؛ يف نفس األمره حالل لعلمه بأن شبهةاسه النا يظن ممشيئا

ن ط ملكن إذا خشيفيكون ؛رضه لعها حينئذ استرباء كان ترك؛اس عليه بذلكعن الن .)١٦٢(حسنا

إىل آيل به أمرهشرع وأصوله خري كله، والعاملحتياط املنضبط بقواعد الاالبالعمل ف من أجل ما من أحد من املسلمني يستطيع أن يعيبهه حممود على كل حال؛ وسالكخري، و

ب أصلني متناقضني وال بعد يف جتاذ: خبالف ذلك؛ قال األيب؛ بل واقع احلال شاهدذلكفرعا جتاذبا مب، تساويا دون ترجيح، وما هذا شأنتجنقتضى االحتياط والورع أن يه؛ فم

به؛ بل األلسنة متجنم عيبمن املسلمني ي هادة له وما أحدنطلقة بالثناء عليه، والش .)١٦٣(بالورع

ذريعة اتلشبها الوقوع يفإن :التكاليف تربية النفس على امتثال: املقصد الرابع أثر ذلك يف ؛ا يشتبه يف حكمه االحتراز ممن عود نفسه عدممو ،احملض احلرام الوقوع يفإىل

: ل الشاطيبوقويف تقرير ذلك املعنى؛ يه باحلرام غالبا؛ فيقع فيه مع العلم به؛ استهانت

159- ،اخلطايب ننمعامل الس) :٤/١٢٤(العي: ؛ وانظر ،ينعمدة القاري) :وابن عبد )١١/١٥٢ ،

).٣٣٥/ص: (شجرة املعارف واألحوالالسالم، اسالن فيستقبله اجلمعة يوم يروح جلالر: الصلوات، باب: ، كتاباملصنف ابن أيب شيبة، -160١/٤٦٦(، ٥٣٩٣: ، رقميرجع أم أميضي نصرفنيم.(

). ٧/١٦١(، ٧١٥٩: م، رقاملعجم األوسطالطرباين : انظر-161 ).٧٢ /ص( : العلوم واحلكمجامع ابن رجب، -162: كشف األسرارالبخاري، : ؛ وانظر أيضا)٤/٢٨٠: (إكمال إكمال املعلم األبي، -163

)٢/٢٩٧( ،ركشيوالز ،املنثور) :٢/٢٢٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 66: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٦ -

ئاملتجرؤ على ما سواه؛ فكذلك املتجرجرللت ضعرباإلخالل به م على ئ على األخف يف إبطال الكماالت بإطالق إبطال يتجرأ على الضروريات؛ فإذا قد يكون بها إلخاللا

.)١٦٤(الضروريات بوجه ما

لم وإن؛ املتساهل يف احلرام حقيقةوقد يقع يقصد الوقوعن أقدم فيه؛ وذلك ألن م نفس يف ف احلراميأمن أن يصاد لم احلالل، أم احلرام؟ قبيلعلى ما ال يدري أهو من

بل؛ من الشبهاتاألمر بالتوقي يف بني القصد وعدمه الشارعفرق يولذلك لم ؛الواقع التربويويشهد هلذا املعىن؛ )١٦٥(ى ال يقع املرء يف احلرام حت؛عمومال على وجهإليه ندب

-:نصوص كثرية منهايبين اهللا آياته للناس لعلهم تلك حدود اهللا فال تقربوها كذلك ﴿: قوله تعاىل- مبكانة االحتياط؛ من حيث إشعار فيه عز وجلدود اهللا قربان حوالنهي عن؛ )١٦٦(﴾يتقون: قال الزخمشري من انتهاك حرميها؛ يقي املكلفالذي اترسال من تعديها، ونؤماملكونه

ن كان يف طاعة اهللا، والعمل بشرائعه؛ فهو ماه؛ ألن مهي أن يتعد؛ فنز احلقيف حي فتصرغ يف ذلك؛ فنهي أن يقرب احلد الذي هو احلاجز بني بول ثم من تعداه وقع يف حيز الباطل،تباعدا عن الطرف؛ فضال ي الباطل، وأن يكون يف الواسطة محيزي احلق والباطل؛ لئال يدان

.)١٦٧(عن أن يتخطاه

من وقع يف : قال أن النيب عن النعمان بن بشري خاري ومسلمالب ما رواه - مباشر الشبهة كمباشر احلرام، وأقل فقد جعل النيب ؛ )١٦٨(الشبهات؛ فقد وقع يف احلرام

ما يدل عليه هذا التشبيه الكراهة؛ وال شك أن الوقوع يف الشبهات واعتيادها يورث يف بيان فوائد هذا النص النبوي؛ و؛ ها غالبا إىل مباشرت املكلفقودترأة م وجاستهانة باحملار

).٢/٢٢: (املوافقاتشاطيب، ال -164 ).١١/٢٧: (شرح مسلمالنووي، : انظر-165 ).١٨٧: (البقرة، اآليةسورة -166167- ،خمشريالز افالكش) :١/٢٣٣(؛ وانظر : ،القرطيباجلامع ألحكام القرآن) :٣/١٤٦( ،

).١/٢٨٦: (فتح القديروالشوكاين، : ، ومسلم، كتاب)١/٢٨(، ٥٢: فضل من استربأ لدينه، رقم: اإلميان، باب: البخاري، كتاب-168

).٣/١٢١٩(، ١٥٩٩: أخذ احلالل وترك الشبهات، رقم: ، باباملساقاة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 67: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٧ -

وفيه إرشاد إىل البعد عن ذرائع احلرام، وإن كانت غري حمرمة؛ فإنه : يل الصنعانوقييخاف من الوقوع فيها الوقوع فيه؛ فمن احتاط لنفسه ال يقرب الشبهات؛ لئال يدخل يف

.)١٦٩(املعاصي

يل ما يقدح يف العدالة، وترد بصيرها من قباحات قد ت يف بعض املوإذا كانت املبالغةى يف إثبات نسبة الذنب واملعصية إىل الفاعل شتبه أمره أولبه الشهادة؛ فإن املداومة على امل

؛ )١٧٠( بالكل بأن الفعل املكروه باجلزء ممنوع-:قد تقرر لدى فقهاء الشريعةومن ذلك؛ نفيس كالم بهة واحلرام؛ حيث يف بيان والبن العريبلة بني املباح والشلوقيوجه الص : إن

تعاطي الطيبات من احلالل تستشري هلا الطباع، وتستمر عليها العادة؛ فإذا فقدا بهات، وحتشراه اهلوى ى تقع يف احلرام احملض بغلبة العادة، واستاستسهلت يف حتصيلها بالش

.)١٧١(على النفس األمارة بالسوء

طما وخملصارع قد جعل املكروه عقبة بني العبد واحلرام؛ فمن استكثر -:فرأن الش يف اعتياد ارتكاب املنهي غري احملرم يورثمن حيث إنمن املكروه تطرق إىل احلرام غالبا؛ وتقارب األوصاف؛ األجناس،عند متاثلرم؛ والسيما النفس جرأة على ارتكاب املنهي احمل

املندوبات حرميا ملا أوجبه على املكلفني، فمن حافظ عليها ويف م ارعقابل ذلك جعل الش .)١٧٢(كان حفاظه على ما هو آكد منها أقوى

اخلامس حتقيق االطمئنان: املقصدط املنضب باالحتياطعملومن أبرز مثرات ال : القليب يانةيف أمول على يقني-: واملعاشور الداحلص باخلروجورثعة؛ عن التاالطمئنان وذلك ي

عن التساهل الذي ينتج النفسييدفع عن املكلف احلرجو، ذهنية الالقليب، والراحةورطة املخالفة، وحيفظه من مغبة من الوقوع يف ، ويقيه اخلوفواالستهانة بالتكاليف

االحتياط جير على املكلف جبال من الشكوك ب؛ فإن ترك العمل ذلكقابل، ويف م)١٧٣(اآلثام

، )١/١٢٧: (فتح الباريابن حجر، : ؛ وانظر)٢/٦٤٣: (سبل السالم الصنعاين، -169

).١٢/ص: (كشف الشبهاتوالشوكاين، ).٤/٢٤(: إحياء علوم الدينالغزايل، : ؛ وانظر أيضا)١/٩٤: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-170171- ،ابن العريب أحكام القرآن) :٤/١٢٧.( ).١/١٧٠ (: األحكامإحكام ابن دقيق العيد،: انظر يف هذا املعىن-172 ).١٦٣/ص: (رفع احلرجالباحسني، : انظر-173

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 68: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٨ -

للقلوب القلق بها ؛ فيحصلوأما املشتبهات: املقلقة، واألوهام احملزنة؛ قال ابن رجبوج املواالضطرابب للشك)١٧٤(.

وهذا املعىن هو الذي أشار إليه النيب مام اإل فيما رواهه أمحدعن وابصة وغري ه أناستفت : فقال؛نعم: قلت؛؟ر عن البجئت تسأل : فقال؛ول اهللا أتيت رس: قال

ما حاك يف نفسك، وتردد مواإلث، واطمأن إليه القلب، ت إليه النفس ما اطمأنرنفسك؛ الب لذي من أجله أحال النيب ؛ ويف بيان املعىن ا)١٧٥(يف الصدر؛ وإن أفتاك الناس وأفتوك

إذا وجدت نفسك ترتاب يف الشيء : على فتوى قلبه؛ يقول الطييب بن معبدوابصةك يف الشيء مبين من الكذب؛ فارتياب نفس املؤمن تطمئن إىل الصدق، وترتاب؛ فإنفاتركه

؛شعر بكونه حقاك إىل الشيء م فاحذره، واطمئنان؛على كونه باطال أو مظنة للباطل .)١٧٦(فاستمسك به

ؤدي إىل اطمئنان ي:-مقامات التشديدولو يف بعض -األخذ باالحتياط والورع ف عن مواقع الضيق واحلرج، وجينح به عن لوم النفس وتأنيب الضمري، املكلفالقلب، ويبعديف املقابل فإن ترك د؛ ورية والترداحلم أل وقوعه يفعهدة بيقني، وحيول دونالويخرجه من

ال يزيله يورث من الضيق واحلرج النفسي ما ؛االحتياط يف مواطن السعة واالختيارالعمل ب .)١٧٧(إال نور االستغفار

العمل باالحتياط فيما ؛ فإن احلقة السعادةدالئل من أوضح القليبئنانطماالولكون ون، السعادة اليت يتنافس من أجلها املتنافس تلك؛ يعد مسلكا قوميا من مسالكيصلح فيه

، ل ما اتفق على صالحهفالسعيد من فع: قال ابن عبد السالموجيد يف طلبتها الصادقون؛

).١١٠/ص: (جامع العلوم واحلكمابن رجب، : انظر-174: التاريخ الكبري البخاري يف ، ورواه أيضا)٤/٢٢٨(، ١٨٠٣٠: ، رقماملسند أمحد، -175

، )٧٢٥/ص: (رياض الصاحلنيالنووي، : ، وهو حديث حسن مبجموع طرقه؛ انظر)١/١٤٤( ،واهليثميوائدجممع الز) :١/٤٢٣( ،واملناوي ،فيض القدير) :واأللباين، )١/٤٩٥ ، غرياجلامع الص ).١/٥٩: (وزيادته176- ،الطييب ننالكاشف عن حقائق الس) :ابن رجب، : ؛ وانظر أيضا)٦/٢٠ جامع العلوم ).١١٠/ص: (واحلكم ).٣٤٥: (رفع احلرجابن محيد، : انظر-177

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 69: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٥٩ -

ك وتر، عل ما اختلف يف صالحهوأسعد منه من ضم إىل ذلك ف، وترك ما اتفق على فساده، بالفعل، والجتناب املفاسد بالتركصالحاط حليازة املما اختلف يف فساده؛ فإن االحتي

.)١٧٨(وقليل من يفعل ذلك

).١/٥٧: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -178

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 70: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٠ -

الفصل الثاني:

مقومات االحتياط وأسبابه ومسالكهمقومات االحتياط وأسبابه ومسالكه

:اآلتيةوفيه املباحث .مقومات االحتياط املعتبر: املبحث األول .سوغاتهأسباب االحتياط وم: املبحث الثاين

.مسالك العمل باالحتياط عند الفقهاء: الثالثاملبحث

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 71: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦١ -

املبحث األول

: مقومات االحتياط املعترب

مات اليت يقومر على يف هذا املبحث حماولة للكشف عن أبرز املقواالحتياط املعتب العمل ما يدعو إىل إىل أصل يصلح لالعتماد عليه، وقيام االستناد-:أساسها، وهي ثالثة

بهات اليت يعتبرإىل مثلها، وانتفاءباالحتياط من الش ويلتفت ارعها الشوصل املدرك الذي يكليف؛ ويف املطالب لهاملكلف إىل احلقيقة، ويكشفبيان ذلك مع نوع اآلتية عن واقع الت

.من التفصيل واإليضاح

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 72: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٢ -

:املقوم األول

أصل إىل االستناد م ماتمن أهم١٧٩(قو(ول املشهود هلا االحتياط املعتبإىل أصل من األص ر االستناد

ال حيسن عندما يكون مبناه العمل باالحتياط باالعتبار يف الشريعة اإلسالمية؛ وذلك يعين أند، أو الوهم العريرا الشكا يدات وقرائناس عمقال املقري؛ نده من مؤي :ا ا؛ وأملوهم

هذا النوع جيب أن ال : قال القرطيبو، )١٨٠(فمحرم االتباع رأسا؛ فإن تغلب تعين دفاعهجويزلتفت إليه، والتوقف ألجل ذلك التة؛ إذ ليس فيه يفيه وسوسة شيطاني والورع ،هوس

.)١٨١(من معىن الشبهة شيء

ه يف هم يف بعض الصور مرد، وخالفوهذا املعىن متفق عليه بني الفقهاء يف اجلملة: قال القرايف؛ ، وليس إىل نفس القاعدة امع عليهاأخرىأكثرها إىل اعتبارات اجتهادية

وجاحملتمل غريتحقق املوج مة حىت ية ب؛ ألن األصل براءة الذمرعي؛ هذا هو القاعدة الشب .)١٨٢(امع عليها

ن ال يكون شيء من أعمال املكلف باهلوى، وحمض التشهي ؛ هو أ ذلكالوجه يفو ؛ دون التعرضالتكاليف أحكاميف ظالل بها ينساق وإمنا مرتبطا بأسباب خارجيةوالرغبة؛

إلغاء الظنون لىع قائم يف األساس انون الشرع املطردقوذلك ألن ؛للتقلب واالضطراب

179- بفيما لو ع ثارعن االعتراض الذي قد ي عده البم؛ سببكن إىل املقوعبري بالردول عن التر عن الع

أو حتياطهذه املقومات املذكورة باألركان؛ فقد خيالف البعض يف كون بعضها جزءا من ماهية االوأوسع م؛ لكون معناه أعمباملقو رتعدمه؛ فعبكن االصطالحيمن معىن الر .

).١/١٠٤: (البحر احمليطالزركشي، : ؛ وانظر يف املعىن عينه)١/٢٩٢: (القواعداملقري، -180181- ،القرطيب سلماملفهم شرح م) :ي، : ؛ وانظر يف نفس املعىن)٤/٤٩٠األب إكمال إكمال ).٤/٢٨١: (املعلم182- ،القرافيوقالفر) :ة، : ؛ وانظر يف نفس املعىن)٣/٣٨ابن تيميالفتاوى الكربى :

)١/٢٣٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 73: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٣ -

ح العباد، ورفعا للحرج واملشقة عن دنيا بوت؛ حفاظا على مصالاليت ال يشهد هلا الواقع بالث .)١٨٣(معايشهم

قوام ل ذلك االستنادوال يتمإال إذا كان األصل املعو مات ستكمال عليه مجلميع مقو الدليل على ثبوته؛ وذلك بأن يشهد له دليل خيصه، قيام-: وأبرزهااعتباره؛ واليت من أمهها

وأما األصول ، العامةا هو مالئم لتصرفات الشارع، ومناسب ملعانيه كلي يعمه، ممأو معىن؛ فال شك يف عدم )١٨٤(ها إىل ما نصبه الشارع من أسباب وأماراتتستند يف ثبوت لم اليت

لم م؛ مااعتبارها، ولو كان الظن الناشئ عنها قويا؛ ألنه ال تأثري للظنون يف مباين األحكا .)١٨٥(تكن مستندة إىل دليل معتربستند إىل أصل معتبر؛ أن يعلم املكلف حبرمة اخلمر، ويعلم ومن أمثلة االحتياط امل

بوجشرع له يف مثل هذه األحوال تركبينهما؛ في مييزودها يف أحد اإلناءين، وخيفى عليه الت ما احتياطا من م ة اآلثام والبسة املمنوعاالنتفاعه قد علم؛ الوقوع يف مغبباحلكم ألن

ينضبط لم الشرعي الكلي الذي وضعه الشارع، وعلم بوجود موضوعه يف اخلارج؛ غري أنهالعمل يل ب به من قعد العملومن أمثلة ما ي؛ )١٨٦(يتعين لديه حمله ولم وجوده،عنده مكان

-:األوهاموالوساوس ب ،فيغيب عنه املعري، داران يستعريمن هذا اجلنس م: بقوله ما ذكره الغزايل- على موته سببيدل لم إذ؛ فهذا وسواس؟ للوارثه مات وصار احلق لعل: ويقول،فيخرج

، )٣/١٧٣: (اإلاج، وابن السبكي، )١/١٨٤(: املوافقاتالشاطيب، : انظر يف ذلك املعىن -183

،ركشيوالزاحمليط البحر) :٨/١٢٥( ، يلزمما هي :، ويف االصطالح)٢٢/ص: (املصباح املنريالفيومي، : العالمة؛ انظر: األمارة لغة -184

؛ ود املطر بوجالعلم به الظن من ه يلزم فإن؛سبة إىل املطر كالغيم بالن؛ود املدلول بوج الظنهمن العلم ب :؛ انظروبهوده وال وجق بها وج من غري أن يتعل؛ود احلكم بها وجعرفما ي: وعرفها البخاري بأنها

،خاريالباألسرار كشف) :٤/١٧٤(اجلرجاين، : ؛ وانظر أيضاعريفاتالت) :وابن )٥٢/ص ،ما معلومة بالضرورة؛ كداللة زيادة الظل على الزوال، هي إو، )٢٧/ص: (مرتقى الوصولعاصم،

؛ والزركشي، )١/١٥٩: (الذخريةالقرافي، : وإما مظنونة؛ كداللة البينات والعادات والقرائن؛ انظراحمليط البحر) :١/١٠٤.(

).١/١٠٤: (البحر احمليط، والزركشي، )١/١٧٧: (الذخريةالقرافي، : انظر-185 ).٢٨٦/ص: (علم أصول الفقهمغنية، : انظر-186

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 74: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٤ -

قاطععبارة عن اعتقادين إذ ؛ أو مشكك كك، والشبهة احملذورة ما تنشأ عن الشالشه يف التقابلني نشآ عن سببني؛ فما معقد فسال سبب له ال يثبتن ساوي العقد؛ حىت ي

إذ ؛الثخذ بالثأ ؛ أو أربعاى ثالثاه صلنأ ن شك م:وهلذا نقول؛ شكااملقابل له؛ فيصري يادةاألصل عدم الز)١٨٧(.

م من لعل يف العال: قال ثم لو أن إنسانا اشتهى النساء،: ما ساقه املازري بقوله-ضعت معي؛ فال يلقى امرأة إال والعقل جيوز ذلك فيها؛ إذا كانت يف سن ميكن أن ترضع ر

.)١٨٨(صيبايكن م لم معه؛ فاجتنب مجيع النساء هلذا اخلاطر الفاسد؛

إن كثريا من الناس يتوهم أن الدراهم احملرمة إذا : ما أشار إليه ابن تيمية بقوله-الل حرم اجلميع؛ فهذا خطأ، وإمنا تورع بعض العلماء فيما إذا كانت اختلطت بالدراهم احل

.)١٨٩(قليلة، وأما مع الكثرة فما أعلم فيه نزاعا

سائغ؛ وذلك لضعف األصل يف هذه األحوال غرييسلك االحتياطاملفالتعويل على احلالل املختلط باحلرام، سببا لترك كوك انتهاض ما يثريه من الشاملستند إليه فيها، وعدم

وجب للشبهة، وال يكون كذلك إال إذا كان له واالحتياط إمنا حيسن عند حصول الشك املسبب معترب؛ وأما ما ال سبب له؛ فال يثبت عقدا يف النفس حىت يساوي العقد املقابل له؛

به إمام احلرمني على ون: قال الزركشي؛ وال يكون العمل باالحتياط من أجله مشروعاهو : وقال. وهي أن الشك ال بد وأن يكون مع قيام املقتضي لكل واحد من األمرين، فائدة

وفيه تنبيه على أن جمرد التردد يف األمرين من غري قيام ما يقتضي .. اعتقاد أن يتقاوم سببهماأل عنه؛ ال يسمى وكذلك من غفل عن شيء بالكلية؛ فيس، ذلك ال يسمى شكا

.)١٩٠(شاكا

).٢/٩٩: (اإلحياء الغزايل، -187188- ،املازري املعلم بفوائد مسلم) :٢/٢٠٤(؛ وانظر أيضا : ،األبياريالورع) :٣٥/ص( ،

،والعيينمدة القاريع) :١/٣٤٤.( ، )٢/١٠٣: (إحياء علوم الدينغزايل، ال: ؛ وانظر)٢٩/٣٢١: (الفتاوىجموع ابن تيمية، -189

،ركشيوالزاملنثور) :١/١٢٧.( 190- ،ركشيالز احمليط البحر) :١/١٠٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 75: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٥ -

فيده وجود ذلك إدخال طلقا؛ بل غاية ما يستند اعتبار الشك موال يلزم من وجود امل، )١٩١( االجتهاد، حبيث يكون اعتباره مذهبا؛ كما يكون إمهاله مذهبا آخرحيز إىلاملسألة

ند الوقوف عليه الزم بال خالف؛ ألن العمل بالراجح عوالعربة عندئذ مبا يترجح جانبه؛كعلى املكلف؛ فاملستمس ه حينئذومهما أشكل األمرر، وهو أنباألصل املقر جيب ال

.)١٩٢( واالحتمال بالشكشيء

ليس أحد من العلماء يقضي بالشك يف : ابن العريب يقول املعىنويف تقرير ذلكريعة قد ألغته، وما اعتبشيء؛ فإن الششيئارته )ه يقصد نوعا و؛ )١٩٣بأن كالمه مشعر سياق

الشارع؛ وإال فإن هناك ها إىل أمارة يعتبر يف انبعاثهيستندم معينا من الشكوك، وهو الذي ل .صنوفا من الشك معتبرة اتفاقا

).٢٢٥/ص: (االحتياطبلكا، : انظر-191، وابن )٥/٣٧٠: (مغين احملتاجالشربيين، : ؛ وانظر)٧/٢٨٧: (بدائع الصنائع الكاساين، -192

).٢/٢٣٠: (األحكامإحكام دقيق العيد، 193- ،ابن العريب القبس) :٢/٧٤٥(؛ وانظر : ،القرافيالذخرية) :واملقري، )١/١٧٧ ،

القواعد) :١/٢٤١( ،وحيدر ،احلكام ررد) :١٠/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 76: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٦ -

:املقوم الثاين

)١٩٤(قيام الشبهة

رعتبيبهة قيامو الشفسهاانعقاد؛ يف الن املعىن األبرزعمل ال على أساسه الذي يقوم قيام دون و ،االمتثالو التنزيلاالستنباط، أو يف مقامو االجتهاد مقامباملسلك االحتياطي يف

من حيث ؛ معتبر دليلشرعيته؛ يكون العمل باالحتياط عمال مبا لم يقم على الشبهة وثبوتها حبكم الشارع يف الواقعة، قاربه العلم أو ما يولبهة يلزم منه بداهة حص الشانتفاء إن

أمر خمالف لسنن التشريع من فيها؛رك احلكمالعلم بمد مع بشأنها إىل االحتياطواللجوء .أصله

نحصرة يف والشبهات م: بن عبد السالما يقول والتأكيد عليه؛ويف تقرير ذلك املعىن واملفاسد؛ فما جتردت مصلحته من غري حتقق مفسدة أو توهمها؛ فال صالحردد بني املالت

ورع فيه، وما جتردت مفسدته من غري حتقق مصلحة أو توهمها؛ فال ورع فيه؛ الختصاص .)١٩٥(الورع مبواضع االحتمال

وكونها ؛ )١٩٦(ل من غري تقدير انتفائها يف احلاثبوت توهمها؛ واملراد بقيام الشبهةة؛ حبيث ال تنقويستوى األوهام اليت ال يشهدول زل إىل مهوض ملعارضة األصبالن هلا الواقع

املثل والشبيه، -: االلتباس واإلشكال، والثاين-:تطلق على أحد معنيني؛ األول: الشبهة لغة-194االلتباس واإلشكال غالبا؛ انظروالت ابن منظور، : ماثل هو سببلسان العرب) :١٣/٥٠٤( ،

،ازيوالرحاحخمتار الص) :لم ماهي : ؛ ويف االصطالح)١٣٤/ص تيقي؛ حالال أوه حرامان كون ).١٥٤/ص: (التعريفاتاجلرجاين، : انظر

: ؛ انظربه احلالل من وجه، واحلرام من وجه؛ فهو شبهةكل شيء أش: وقال اخلطايب يف حتديد معناها ).١/٩٩٦: (أعالم احلديثاخلطايب،

مراعاة السنوسي، : ؛ وانظر أيضا)٤٢٨/ص: (شجرة املعارف واألحوال ابن عبد السالم، -195 ).٨٢/ص: (اخلالف ).٥/٤٠٣: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر-196

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 77: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٧ -

احتياطا من ؛ اإلقدام عليهحرمة أو ،الفعلوجوب فيثبت على أساس ذلك؛ الثابتة قبلها .)١٩٧(مغبة املخالفة على فرض حصوهلا

ع إليه؛ فإن املشكوك فيه إذا كان له أصل ميكن الرجووال خيتلف الفقهاء يف أن األمر فق مقتضاه؛ حىت يتبين خالفه بالدليل على و واجلرياملشروع هو اعتبار ذلك األصل،

ألنه إذا شك تعارض عنده األمران؛ فيجب : يف بيان وجه ذلك يقول ابن قدامةو؛ املعتربع إىل التيقن، وال فرق بني أن يغلب على ظنه سقوطهما؛ كالبينتني إذا تعارضتا، ورج

إذاأحد ال لم مها أو يتساوى األمران عنده؛ ألن غلبة الظن تكن مضبوطة بضابط شرعي كما ال يلتفت احلاكم إىل قول أحد املتداعيني إذا غلب على ظنه صدقه بغري ؛يلتفت إليها

.)١٩٨(دليل

املشروع أن يبىن : يقول ابن تيمية اه وما يعرض هلاويف سياق الكالم عن طهارة امليوإال؛ فال يستحب أن جيتنب ، األمر على االستصحاب؛ فإن قام دليل على النجاسة جنسناه

لم فإذا.. وأما إذا قامت أمارة ظاهرة؛ فذاك مقام آخر، ه مبجرد احتمال النجاسةاستعمالكان هذا التقدير واالحتمال مع طيب املاء، ، خمالطة اخلبيث لهيكن هنا أمارة ظاهرة على

واألغالل ، ومن باب اآلصار، وعدم التغير فيه من باب احلرج الذي نفاه اهللا عن شريعتنا .)١٩٩(املرفوعة عنا

ولكون الشبهة األس األعظم يف قيام معىن االحتياط وارتقائه إىل حيز االعتبار؛ فقد ، وشاع لديهم للعمل باالحتياط اء جمرى حقائق األمور يف كل ما يصلح جماالأجراها الفقهستندين ؛ م)٢٠٠( أن الشبهة تقوم مقام احلقيقة فيما يبىن أمره على االحتياط-:قاعدة مفادها

ألن هلم على حترمي دماء اوس امللتزمني بعقد الذمة؛يف تأصيلها إىل إمجاع الصحابة اب، كتبهةش بهةوالشتقوم مقام احلقيقة فيما ي ؛ى على االحتياطبنفح رهم مت دماؤ

، )٢/١١٠: (قواعد األحكام، وابن عبد السالم، )٥/٤٠٣: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر-197

،يوطيوالسظائراألشباه والن) :١٢٤/ص.( ).١/١٢٦: (املغينابن قدامة، -198 ).١/٢٢٤: (الفتاوى الكربى ابن تيمية، -199غمز ، واحلموي، )٩/١٧٣: (املغين، وابن قدامة، )١٧/٩٩: (املبسوطالسرخسي، : انظر-200

).١/٢٣٦: (عيون البصائر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 78: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٨ -

احللألن؛ نسائهم وذبائحهميثبت حل ولم ،بهةللش وألن،بهة ال يثبت بالش بهة ل الشا م؛ اقتضت حترمي ذبائحهم ونسائهم؛ دمائهماقتضت حترميليثبت الت ؛ها يف املواضع كلحرمي

.)٢٠١( له على اإلباحةاتغليب

بهاتة؛ فقد تقوى حىت تقترب من هذا؛ والشتبة واحدة من حيث القوليست يف ر حىت تصري إىل أدن ة االلتباس، وقد تضعفبيهة رتبة احلرام؛ لشدى مراتب الكراهة الش

جتهادي يف ها عمل اوالتمييز بين والقرينة، ة يف ذلك مرجعه إىل األمارباملباح، والضابط ور اليت يستقل بإدراكها الذوق وهو من األموجناحه مربوط بأهلية الناظر، أكثر صوره،

ليمالفقهي٢٠٢( الس(.

).٩/١٧٣: (املغينابن قدامة، : انظر-201 ).٣٤٢/ص: (متكني الباحث، والعمري، )١٠٦/ص: (االحتياطبلكا، : انظر-202

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 79: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٦٩ -

:املقوم الثالث

)٢٠٣(انتفاء املدركاملراد بانتفاء املدرك؛ أن ال يكون يف املسألة ما ميكن التعويل عليه من نص أو إمجاع

يحل دون الوصول إىل مدرك احلكم منه ولم جد شيء من ذلك، صحيح؛ فإن وأو قياسمانع؛ فإن اللجوء إىل االحتياط يكون ضربا من اازفة؛ مع وجود ما يؤمن من خماطرها،

االعتبار معاني ما ينبغي أن يقوم باالحتياط منويف معرض بيان ،ويقي من احتمال ختلفهاهو دليل ضروري، وال يعمل به إال بعد العجز عن أسباب العلم، مشروع : يل الفناروقي

.)٢٠٤(حح والطاليف حق الصال

عند مأخوذ من تعريف الشبهات املعتبر املعىن من مقومات االحتياطهذااعتبار وها دليالن وسائط جيتذب: -كما قال الكرماين-احملققني من العلماء؛ فإن حقيقتها عندهم

إال عند قليل من العلماء، وهلذا ؛من الطرفني؛ حبيث يقع االشتباه بغري ترجيح أحد الطرفني .)٢٠٥(فهي ليست بواضحة احلل واحلرمة

هل كون ذلكووجهر؛ هو أن األصل يف كل ما جمات االحتياط املعتبقومن م م لفلما ؛ واالحتمالوء الشكرط الذي كان عليه قبل كماحل حكمه أن يرجع فيه إىل

فق؛ لتمكن االشتباه من واقعه الوقوف على ذلك احلكمتمكن منيامتنع البناء على و من الشك املتعلق مبعتقدين متعارضني مانعإذ، ولزم املصري إىل األخذ باالحتياط؛ مقتضاه

الشبهة : ل األبياريوقر ذلك املعىن ي؛ ويف تقري)٢٠٦(رجح لغياب املتقدمي أحدمها على اآلخرإمنا تنشأ من الشك، والشك إمنا ينشأ من تعارض األسباب اليت لو انفرد كل واحد منها

، أي إدراكا؛دركا أدركته م: تقول؛ زمان ومكان واسم يكون مصدرا؛ امليم بضم:دركامل -203وهذا م؛كهدر أي موضعه، إدراكه وزمنومداركاليتواملرع الش ارد انظر ه منها؛طلب أحكامت :

،وميالفياملنري املصباح) :١٩٢/ص.( 204- ،الفناري ول البدائعفص) :؛ وانظر يف نفس املعىن)٢/٣٩٢ : ،البلخيةالفتاوى اهلندي :

)٥/٣٨٢.( ).٢/٩٩: (اإلحياءالغزايل، : ؛ وانظر)١/٢٠٣: (شرح صحيح البخاري الكرماين، -205 ).٢/٢٨٧: (املنثور، والزركشي، )٢/٧٣٧: (البرهاناجلويين، : انظر يف ذلك املعىن-206

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 80: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٠ -

ألثبت اعتقادا أو ميال؛ فينشأ من التعارض تردد، وأما ما ال سبب له فال يكون شكا بل حتمال، وليقصر الورع على حمال الشك دون حمضا؛ فليتنبه للفرق بني الشك واالاحتماال

.)٢٠٧(جمرد االحتماالت

ا؛ وذلك إذا كانت الواقعة من قباروانتفاء املدرك قد يكون حقيقييل ما سكت الشع ا؛ وذلك متهد، وقد يكون تقديرييف عن بيان حكمه، وأوكل إدراكه إىل نظر ا رتصو

لعدم الوقوف عليه؛كلفيتعذر على امل غري أنه ؛درك الشرعي املاألحوال اليت يوجد فيها شرعا؛ لفقده أهلية النظر و لعدم تأهله لالستفادة منه على الوجه املقدر لهأعلمه به أصالة،

.يف أدلة األحكام وأصوهلا، وال رفاتدلة واملعاألاملدرك تظهر جبالء يف األحوال اليت تتكافأ فيها واحلاجة إىل

م؛ فيكون ميكنإىل املبيح منها أو احملر من لمكلفاللجوء إىل االحتياط مالذا لحينئذ القرار عند حتقق املعارضة وانعدام : بقوله ما أكده السرخسي ذلكو؛ الوقوع يف مغبة املخالفة

.)٢٠٨(الترجيح؛ جيب األخذ باالحتياط

الوضوح مبكان القول بأن الشك املطلق ليس كافيا وبناء على ذلك؛ فإنه يصبح منتنقدح موجباته يف ولم يف إحالة املكلف على االحتياط؛ إال إذا كان مدرك الترجيح منتفيا؛

الذهن عن طريق شرعي معتبر؛ وذلك للوفاق احلاصل على وجوب العمل بالراجح؛ قال عليه؛ بأن صدر عن أدلة معتبرة كان احلكم االحتمالنين غلب أحدوإ: الغزايل .)٢٠٩(للغالب

، مقامه من معتبرات الظنون واالحتماالت أو ما يقومفعندما ينكسف نور العلمويصبح املكلف يف ظل من احلرية اليت ال ميكن له معها القيام مبقتضى التكليف؛ فإن اللجوء

زيل، ومنهجا يف االمتثال والتطبيق؛ يصبح احلل والتنتياط مسلكا يف االستنباطإىل االح على وجه اليقني، والتخلص من آثار بالتكليفع به القيام استط الذي يالشرعي املعتبر

. األوهام والشكوك

207- ،األبياري الورع) :٢٩/ص.( 208- ،رخسيالس ري الكبريالس شرح) :١/٢٩٤.( ، والعطار، )٣/٦: (التقرير والتحبرياج، ابن أمري احل: ؛ وانظر)٢/٩٩: (اإلحياء الغزايل، -209

حاشية العطار على حملي) :٢/٤٠٤.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 81: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧١ -

تعذر الكشف عن مدرك احلكم حقيقة أو حكما؛ يعدقد وضح أن يكونكبذلووأما لو كان الوصول إىل ؛ لذي يسوغ العمل به، وانتهاج مسلكها من مقومات االحتياطعندئذ مقامها ممكنا دومنا تكلف وحرج؛ فإن احلكم احلقيقة أو ما يقومم ن ينتقل يف حق

متعين؛ للوفاق احلاصل على وجوب األخذ لعمل بها، و أمرهى الواضحإل أشكل عليه .)٢١٠(بالراجح

: نثر الورود، والشنقيطي، )٤٥٧/ص: (إرشاد الفحولالشوكاين، : انظر يف ذلك -210

).٥٨٧/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 82: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٢ -

ث الثانياملبح

: أسباب االحتياط املعترب

.الشك يف أصل احلكم: السبب األول .الشك يف واقع احلكم: السبب الثاني

.الشك يف مآل احلكم: السبب الثالث

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 83: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٣ -

: ٢١١(الشك( بب األعظمعنهتنشأالذي هو الس املثاراتج واعيميعاليت والد مبىن االحتياطف العمل باالحتياط؛ ىل إحوج املكلفت ا مع قيام العلم )٢١٢(على الشك؛ وأم

على احلاصلوفاقلل؛ فإن العمل باالحتياط ال يكون سائغا؛ من الظنونأو ما يقوم مقامهوامتناععلموب العمل بالوج ،عارضته باالحتمال مريالععم ة له بالثبوتا يشهدوإمكاني

.الوقوعوالشكة، وقد يقع يف قد يقع يف أصل احلكم، وهو ما يبهة احلكميبالش يه البعضسم

، وهو ما ، وقد يقع يف مآل احلكموضوعيةلشبهة امل احلكم، وهو ما يسميه البعض باواقع الشك ال حيصل إذ إنيعرف يف علم األصول بسد الذرائع؛ ولكل قسم مثارات وأسباب؛

ه يف ذلك شأن سائر األمارات واملعرفات؛ ؤدي إليه؛ شأنمنا ينشأ غالبا عن سبب ياتفاقا؛ وإواالعتبار، وقد يضع قيى يصل إىل درجة الره قد يقوى حتد فغري أنحىت يغدو جمر

إمنا : يقول اإلمام ابن القيم؛ واألحوالصوخش ال باختالف وذلك خيتلف؛)٢١٣(احتمالوكا فيها بالنسبة لمكلف بتعارض أمارتني فصاعدا عنده؛ فتصري املسألة مشكض الشك ليعر

211-لغة : الشكاالرتياب،الزما منهستعمل الفعل وي وم فيقال؛ باحلرفياتعد :األ شك مريشك د الترد:، وهو عند الفقهاء)٢٢٠/ص: (املصباح املنريالفيومي، : ؛ انظر وشككت فيه، إذا التبس؛شكا

؛ وخصه املناطقة مبستوي الطرفني من مها على اآلخر أو رجح أحد، استوى طرفاه سواء؛بني شيئنيبدائع ، وابن القيم، )١/٢٢٥: (اموع، النووي: التردد، وتبعهم يف ذلك جل علماء األصول؛ انظر

).١٨٧/ص: (التعريفات، واجلرجاين، )٤/٢٦: (الفوائدوالتعبري بالشك يف هذا املقام أولى من التعبري بالشبهة؛ وذلك ألن الشك أعم من حيث املعىن من

ة؛ أورث الشستندا إىل أمارة مرعيإذا كان م بهة؛ فإن الشكإليها، الش ويلتفت ارعبهة اليت يعتربها الش: رفع احلرجوإن لم يكن كذلك؛ كان جمرد وهم وختمني؛ وقول الدكتور عبد اهللا بن محيد يف كتابه

بهةه الشسبب كل شبهة تورث شكا، وليس كل شك با عنسبم ؛ فيه نظر؛ إذ كيف يكون الشكبهة اليت هي يف احلقيقة أثرمن آثارهالش .

).٢/٣٦٠: (فواتح الرمحوتاألنصاري، : انظر-212 يعلى، ا؛ وأب)١/١٥٠: (شرح اللمعوالشريازي، ،)٢/٥٣: (شرح العمد البصري، : انظر-213

ولة يف األصالعد) :١/٨٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 84: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٤ -

قطعية عند ظنية لغريه، أو له يف وقت آخر، وتكونية عنده، ورمبا تكونإليه؛ فهي شك .)٢١٤(آخرين

يف له ما ميكن أن يكون مثارا معتبرا توضيح لكل قسم، وأبرزاآلتيةويف املطالب -: والنظرشرعمقتضى ال

: صفىاملستالغزايل، : ؛ وانظر نفس املعىن عند)٣/٢٧١: (بدائع الفوائدابن القيم، -214

).٣٥٣/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 85: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٥ -

:السبب األول

أصل احلكميف الشك ستفاد منه، واعتاملرادليل الذي يا لعدم بأصل احلكم الدله يكون إم الشك وقوف وار

حيول دون الذي قطع بانتفائه، وإما لكون داللته فيها نوع من اإلمجالغري مناتهد عليه؛ مع مقتضى دليل آخر؛ دون أن ينقدح يف متعارضاقتضاه ملكونما وإمعرفة املقصود منه،

وجب رتهد ما يمبختلف وهذا؛ )٢١٥(جحان أحدمها على اآلخرذهن ا الشك ال واردهم هم هم تبع ملن يقلدون؛ ألنه ب، وأما العوام فال شأن هلم اتهدينيتصور وقوعه إال يف طريق

.)٢١٦(من أهل العلم

ليل لف-:الأوعترب : هدق خفاء الدفيليل قدة يف الدبه احلكميمن أسباب انبعاث الشعنه يف ج فتيش التامل إال بعد الته نفس املكلف؛ وذلك ال حيصه اليت حيتمل وجودميع مظان

خفاء كان اجلهل آتيا من قبل؛ وال يتصور ذلك إال إذاتفاؤهفيها؛ حىت يغلب على الظن ان .)٢١٧(لعدم اشتهاره ذاته؛ الدليل

الدليل عدم وجوده يف نفس األمر؛ بل املراد ما هو أعم من ذلك؛ دقوليس املراد بف فيكون يف حقه كاملعدوم، وذلك ؛فقد يكون الدليل موجودا؛ ولكنه خيفى على اتهد

فإن اتهد ؛وأما يف نفس األمر ؛االحتياطصري إىل العمل بيل ؛كاف يف إثارة االشتباه لديهليلمهما بذل من جول إىل الده ؛ عدم وجوده اجلزم ب منتمكن يفلن ؛هد يف الوصوذلك ألن

ل واالجتهاد ال يبلغ املرء درجة يعلمه بها بالتأمخيف عليه شيء من األدلة؛ بل لم يقينا أن

، )٤١٧/ص: (اخلطاب الشرعي، ومحادي، )١٥٥/ص: (رفع احلرجالباحسني، : انظر-215

).١٧٦/ص: (دروس يف علم األصولوالصدر، ).٣٣٨/ص: (رفع احلرجابن محيد، : انظر-216: الفتاوى اهلندية البلخي،: ؛ وانظر أيضا)٣/٤٣٦: (التقرير والتحبريابن أمري احلاج، : انظر-217

)٥/٣٨٢.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 86: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٦ -

عنده ال ميكنه أن حيتج ، وما كان يف نفسه حمتماليبقى له احتمال اشتباه بعض األدلة عليه .)٢١٨(به على غريه

البعض هلذا النوع من الشبهات الشك يف حرمة التدخني؛ بها ومن األمثلة اليت ميثل ما يدل م وجوددعفقد اختلفت فيه أنظار الفقهاء؛ فبينما يلحقه البعض بأصل احللية العام ل

يصر آخرون على إحلاقه جبنس اخلبائث اليت حرمها اهللا على عباده، على حترميه نصا؛٢١٩(هاهاهم عن قربانون(.

العلماء النص ون ويعتبره يف حكم املعدوم، وال حيتجإذا كان ضعيفا من حيث ثبوت حكام؛ إال إذا تضمن العمل به احتياطا؛ كما إذا ورد حديث األ شيء منبه يف إثبات

بعض العملالوجوز ؛ )٢٢٠(هايف بكراهة بعض البيوع؛ فيستحب التنزه عن التعامل بضعباحلديث الضعيف يف فضائل األعمال رأسا على وجه التحرز واالحتياط ملا ورد فيها من

، ويقصد يعمه؛ شريطة أن خيف ضعفه، ويندرج معناه حتت أصل شرعي غيبة ورفضلقال : قال النووي؛ )٢٢١(فضائل من الفوات؛ دون اعتقاد الثبوتلل حتياط االالعامل به جمرد

رغيب جيوز ويستحب العمل يف الفضائل والت: العلماء من احملدثني والفقهاء وغريهمعيف؛رهيب والتيكن موضوعا لم ماباحلديث الض،ا األحكام كاحلالل واحلرام والبيع وأم؛ ذلكالق وغريكاح والطوالنعمل فيها إال باحلديث الصفال ي إال أن يكون ؛نحيح أو احلس

218- ،رخسيالسرخسيول السأص) :ابن أمري احلاج، : ؛ وانظر)٢/٢٢٥حبريقرير والتالت :

)٣/٢٨٦.( ). ٤٩٥/ص: (األصول العامة، وتقي احلكيم، )١٤١/ص: (رفع احلرجالباحسني، : انظر-219

رمي الدخان مع ظهور مضاره يف وقتنا على وجه القطع وما ذكر إمنا هو رد التمثيل؛ وإال فإن حتواليقني أمر ال ينبغي أن يرتاب فيه خبري بأوضاع التشريع وقواعده احملرمة للضرر واإلضرار على وجه

: البقرة اآلية[﴿وال تلقوا بأيديكم إىل التهلكة﴾ : العموم واإلطالق، ويف مقدمتها قوله عز وجل١٩٥.[ ، والسخاوي، )١/٢٩٩: (تدريب الراوي، والسيوطي، )٩/ص: (األذكارالنووي، : ظر ان-220

املغيث فتح) :١/٣١٣.( هدي األبرار شرح طلعة ، والشنقيطي، )١/٢٩٩: (تدريب الراويالسيوطي، : انظر-221 ).٣٨/ص: (األنوار

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 87: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٧ -

وع أو كما إذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البي؛ من ذلكيف احتياط يف شيء .)٢٢٢(زه عنهتنستحب أن ي امل فإن؛األنكحة

ه ووجهعيف يف الفضائل أناالحتياط يف العمل بالض إن كان صحيحا يف نفساألمر؛ فقد أعطي حقه من العمل به، وإال؛ فلم يترتب على العمل به مفسدة حتليل وال

ورجاؤها بأمارة ضعيفة؛ من ،حترمي، وال ضياع حق للغري؛ وغاية ما فيه أنه ابتغاء فضيلة .)٢٢٣(غري ترتب مفسدة عليه

رعيعلى القواعد الش عيف إذا؛ مبناهالض العمل بالنص ة فجوازة الدالة على مشروعيكالمه ياط يف أمور الدين فعال وتركا، ويف تقرير ذلك املعىن يقول اجلويين يف سياق االحتورمبا يتمسكون بأخبار ضعيفة األسانيد، ولكنها مع : منهج التعامل مع آراء املخالفنيعن

ورثه قياسبهة ما ال يعيفضعف إسنادها تورث من الشهم الضيف مثل هذه املسائل ؛ فيؤمر .)٢٢٤(بزيادة االحتياط

سببا من أسباب العمل باالحتياط إال الدليل ال يكوندق أن فالظاهر عند التأمل؛وعنه؛ النعدام ما ي فتيش التامن من الوقوع يف ورطة املخالفةقبل الت؛ يف تلك املرحلةؤم

وب أو احلرمة، وأما بعد الفحص ما واقعا بالوجإذا كان موضوع الشبهة حمكوخصوصا بهة يصريوع الشليل وعدم العثور عليه؛ فإن موضعن الد ب من قالتامه، وهو يل ما جهل أمر

عدم وجوب هو-:حمكوم بقواعد شرعية أخرى، ومقتضى أدلة البراءة والعدم األصليني .)٢٢٥( معتبردليل إال بهرميحت أو شيء

222- ،وويالن األذكار) :١٩/ص(ة: ؛ وانظرآل تيمي ،دةاملسو) :اين، )٢٤٦/صوالبن ، حاشية

).٢/٣٧٤: (على شرح احمللي223- ،وويالن األربعني شرح) :١٦/ص.( 224- ،اجلويين بصرةالت) :١٧٨/ص.( ).٥٠٥/ص: (االجتهاد والتقليد، ومشس الدين، )١٥٦/ص: (رفع احلرجالباحسني، : انظر-225

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 88: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٨ -

وأما خفاء الدليل من جهة إمجاله؛ فله صور : )٢٢٦( خفاء الدليل لإلمجال-:ثانياومنها ورود االحتمال عليه يف قيام ما يثري احتمال قبوله للتأويل املعترب، -:كثرية؛ منها احلكم، أو غريعلى أن يكون مستقال يف الداللة دورانه بنيومنها ، املصوغ بهاهنفس ألفاظ

.)٢٢٧(مستقلمصريه و اتفاقا، الناشئ عن اإلمجال الواقع يف بعض األدلة يعذر فيه اتهداالشتباهو

من متام يعد بعد بذل كل ما يف وسعه يف التعرف على املراد؛ إىل التعلق مبسلك االحتياط ألن ن إمجال النصوص تصلحع الشبه الناشئة علما بأنه ليست كل؛ع املشرقصوداتباعه مل

غدا معروفا بكونه من وأمره عترب؛ بل املعين منها ما قويتكون سببا من أسباب االحتياط املياطة حلا من أسبابال ميكن القول بأنه يف بادئ النظر؛ ف وأما احلاصل منه؛حمال اإلمجال

.واالحترازكنت : قال بن مسعوداعن اإلمام أمحد رواه ماذا املعىنومما ميكن التمثيل به هل

مع النيب فقال؛ ليلة لقي اجلن : ؟ك ماءأمعفقال؛ ال: فقلت؛ : ما هذا يف

: املصباح املنريالفيومي، : ؛ انظرمجعه من غري تفصيل؛ أي يءلشأمجل الغة من : اإلمجال-226

وهو ،فصيلالت، وعكسه دةتعدم أمورا حيتمل وجه على الكالم إيراد: ، ويف االصطالح)١١٠/ص(اجلرجاين، : ؛ انظرهاكل أو احملتمالت تلك بعض تعينيعريفاتالت) :٢٥/ص.( هو الذي : ، وامل عند األصوليني غري احلنفية)٤٦/ص: ( الوصولمفتاحالتلمساين، : انظر-227

: حاشية العطار، والعطار، )٥/٥٩: (البحر احمليطالزركشي، : جهل مراد املتكلم منه؛ انظر له نلوثميو، لرجى من جهة ام منه إال ببيان يعرف املرادما ال يفهو : ، وأما عند احلنفية)٢/٩٣(

وحنوهاالةباألمر بالص ،قبل بيان ماص، :؛ انظرارع منهاراد الشاجلصولول يف األصالفص) :١/٦٣( ، والنظر يف القرائن احملتفة بالنص الذي لد التأم مبجرزال ي ميكن أن ال امل عندهم خفاء أن يعينوذلك .سيق به

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 89: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٧٩ -

ى صل ثم أ منهافتوض؛ مترة طيبة وماء طهور؛نيهاأر : قال؛ نبيذ: قلت؛؟)٢٢٨(اإلداوة -: على هذا اخلبر من جهتنيواردواإلمجال ؛)٢٢٩(بنا

متوقف على اموع، أو التفصيل؟ معناه؛ هل مترة طيبة، وماء طهور: قوله: ىلواألق حالة على اموع، وما يصد إىل أن املراد متوقفماهري من أهل العلمفذهب اجل

ركيب على معىن ال يصدالتفصيل، وبنوا على ذلك عدمبيذ ق عليه حالة التر بالنجواز التطه ةطلقا؛ وذهبمة أئممعناه أن إىلاحلنفيفصيل مموعتوقف على الته ال اوصا وأن؛ خص

فتوضأ منها، ثم صلى : ابن مسعودقد اقترن مبا يشعر أن املراد به ذلك، وهو قول .)٢٣٠(بنا

ولما يصر ،نبيذا صرييلأعد حقيقته، أو املراد ماء ههل املراد ب؛ نبيذ: قوله :الثانيةيء مبآله؛ بعد؛ من باب تسمية الشوويقال الن :بقولهاملراد :نبيذأي ماء؛ بذت فيه ن

متراتولم ،بعذ لي يكن مألن؛ سائغوهذا تأويل، راتغيالنيب مثرة: قالوماء،بة طي ؛ طهورفوصفالنيب فإن قيل، نهما م واحدابيذ شيئني ليس الن :مسعود نفى أن فابن

، هارة للطعد مما نفى أن يكون معه ماءه إنأن: فاجلواب؛بيذ وأثبت الن،يكون معه ماء وتأويل، على احلقيقة كالم النيبومحل، رب للشاعد م فيه مترابذ ن معه ماءوأثبت أن

.)٢٣١(كالم ابن مسعود أوىل من عكسه

: النهايةابن األثري، : ؛ انظرأداوى ومجعها ،وحنوه للماء ذيتخ جلد من صغري إناء: اإلداوة -228

)١/٦٣.( الزيلعي، : ، وإسناده ضعيف من مجيع الطرق؛ انظر)١/٤٠٢(، ٣٨١٠: ، رقماملسند أمحد، -229

ايةنصب الر) :ميع طرقه)١/١٣١بعد أن ساق ج وقال ابن اجلوزي ، :األحاديث هذه يف ليس ).١/٥٥: (التحقيق يف أحاديث اخلالف: ؛ انظر لهيصح شيء

فتح ابن اهلمام، : ؛ وانظر يف هذه املسألة)٥٠/ص: (مفتاح الوصولالتلمساين، : انظر-230، وابن )١/٦٥: (حتفة احملتاج، واهليتمي، )١/٦٤: (مواهب اجلليل، واحلطاب، )١/١١٨: (القدير

).١/٢٣: (املغينقدامة، 231- ،وويالن موعا) :١/١٤١.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 90: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٠ -

ذهب مل شاهد بالترجيح باالحتياطعملقتضى الم؛ فإن على فرض ثبوتهواحلديثميع فقهاء جقد تقرر لدىو، )٢٣٢( بغري املاء املطلقالوضوء القائلني بعدم جواز اجلماهري ها من عهدتى خترج الذمة حتاالحتياط لشأن العبادة أن -: مبن فيهم أئمة احلنفيةاملذاهب

األخذ باالحتياط يف العبادات : يقولأبو حنيفة : قال السرخسي؛ ر أصل معتببيقني .)٢٣٣(أصل

واإلمجال الواقع يف بعض النصوص التكليفية مآله إىل البيان قطعا على رأي هذا؛ اطيب؛ قال الشإضايف ال حقيقي احملققني؛ وهو تشابه : ،باختالف القرائح واألنظار ختتلف

يسلكه حبسبه؛ ال حبسب ما يف والتبح ريعة؛ فلكل مأخذ جيرى عليه، وطريقر يف علم الشهذا االعتبار؛ وإمنا قصاراه ها بنفس األمر؛ فخرج املنصوص من األدلة عن أن يكون متشاب

م يف نفسه، وما حصل ويدل على ذلك أنك تأخذ كل عال.. يأن يصري إىل التشابه اإلضاف عنده من األدلة املتشاة، والنصوص املة إال النادر القليل؛ لم الشريعة؛ فال جتدله من ع

ت أدلتريعة مأخذا اطردت له فيه، واستمره أخذ الشألن ها على استقامة، ولو كان وقوعأدلتها؛ لتشاب تشابه اس،اخلالف يف املسائل يستلزميتخلص منها ولم هت على أكثر الن

.)٢٣٤(بالبيان إال القليل، واألمر على ضد ذلك

؛ حيث قال يف سياق تبسيطه حلديث يف جامعهوذلك عني ما قرره ابن رجبهذا احلكم، ويكون بمم يوافق احلق؛ فيكون هو العالد يف األمة من عالال ب: املتشااته مهذه فإن؛هذا بوال يكون عاملا، شتبها عليهغري ة ال جتتمع على ضاللة األم،وال يظهر

ول به يف مجيع األمصار غري معم مهجورا احلق فال يكون؛هاأهل باطلها على أهل حق .)٢٣٥(واألعصار

، وابن قدامة، )١/١٣٩: (اموع، والنووي، )١/٣٩: (بداية اتهدابن رشد، : انظر-232

املغين) :١/٢٣.( 233- ،رخسيالس وطاملبس) :١/٢٤٦.( 234- ،اطيبالش املوافقات) :٣/٩٥ .(وانظر يف هذا املعىن : ،اجلويينرهانالب) :وابن )١/٢٨٥ ،مرتقى ، وابن عاصم، )١/٢٣٤: (شرح مجع اجلوامع، وابن السبكي، )٤/١٢١: (اإلحكامحزم، ).٧٣/ص: (الوصول

).٦٩/ص: (جامع العلوم واحلكم ابن رجب، -235

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 91: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨١ -

وتقريرا؛ وفعال قد بين ما نزل إليه من ربه قوال النيب هو أن-:ومبىن هذا التقريرتفعل فما لم وإنيا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك﴿: له اهللا عز وجل ألمرامتثاال

ويف تعليل ذلك يقول ؛ همة العلماء فإن بيانه من م؛، وما كان بعد ذلك)٢٣٦(﴾بلغت رسالتهاطيبالش :وم العالفإن يبارث النمنه من حيث هو عال د؛ فالبيان يف حقه ال بويلزم .. م

وال فرق يف البيان بني ما هو مشكل أو جممل .. موروثه يف البيانقيامه مقاممن كونه وارثا من األدلة، وبني أصول األدلة يف اإلتيان ا؛ فأصل التبليغ بيان حلكم الشريعة، وبيان املبلغ

تدائي وال خالف يف وجوب البيان على العلماء، والبيان يشمل البيان االب.. ه بعد التبليغمثل.. مم يلزمه البيان من حيث هو عالللنصوص الواردة، والتكاليف املتوجهة؛ فثبت أن العال

م كما حصل فإذا كان البيان يتأتى بالقول والفعل؛ فال بد أن حيصل ذلك بالنسبة إىل العال يبسبة إىل النبالنلفال، وهكذا كان السن صار ق الصح مماس؛ دل على ذلك دوة يف الن .)٢٣٧(املنقول عنهم

ال مناص اطيبره الشوما قرسليم به؛ خصوصا يف من التكليف العملي؛ إذ ال جمال الت منها، هراد، وال ندرك م معناها مبضامني خطابات ال نفهموجلعز بمعىن أن يكلفنا الر

كليفوط اوقد أمجع العلماء على أن فهم اخلطاب من شر؛ لتألنكليف هو اخلطاب مبا التر تصو لي؛ه مفهوماشترط كون وإمنا ي، معه خطابا ال يكون وما ال يفهمه املخاطب،فيه كلفة

اعة الطيكن اقتضاء لم يكن يف العقل طاعة لم فإذا؛ طاعة التكليف اقتضاءألن؛ اعةمنه الطممعقوالراتصو )ذلك بعد يبقلم؛ ف)٢٣٨حمل من رفعونللقول بإمكان بقاء اإلمجال د

.القوة واالعتبار

).٢٢٣: (املائدة، اآليةسورة -236237- ،اطيبالش املوافقات) :وما بعدها)٣/٣١٠ ،. ، والشنقيطي، )١/١٥٦: (اإلاجابن السبكي، : ؛ وانظر)٧٠/ص: (صفىاملست الغزايل، -238

نثر الورود) :٥١/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 92: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٢ -

الدليل لتعارض مقتضاه مع مقتضى وأما خفاء: )٢٣٩(ض خفاء الدليل للتعار-:ثالثا من أبرز مثارات الشكوك اليت تعتري األدلة الشرعية عند غياب أيضا يعددليل آخر؛ فهوح املعتبنتهى نظر يف راملرجتهدملج اإليه ئه، وت إىل لزوم مهيع احلياطة يف تقرير ما قد جينح

ما اختلف أهل العلم فيه لتكافؤ األدلة يف حتليله وحترميه؛ : قال ابن رشد اجلد؛ أحكاممن .)٢٤٠(هاتتشابفهو من امل

د التردد يف محل املسألة على أحومنشأ االحتياط عند وقوع التعارض هو نتجه االحتماالت القائمة مبحل احلكم؛ ممف وفق احلكم الذي يصرمالزما للت ا جيعل الشك

االجتهاد يف املسألة، وال يرتفع أثر الشك عن النفس إال بعد أن يتجاوز اتهد العمل به على سالمة حلصول على يقني يطمئنمن أجل ا؛ )٢٤١(باجتهاده إىل مقتضى االحتياط

.، وصحة العملجتهادااليظهر له أثر الرجحان؛ بل رجع ولم ن اجتهدفإ: ياق يقول املناويسال ذلكويفطرفض أسريا؛ أعرعارز الته إىل ما ال الذهن عن إدراكه حسريا، وتركه يف حيريبا يض عم

االة بتهم بعدم امله أن يرضيريبه؛ استرباء لدينه أن خيتل بالوقوع يف احملارم، وصيانة لعفما اطمأن ..عد عن الورعباملعاصي، والب؛ إليه القلبفهو باحلالل أشبه ،فهو ؛ وما نفر عنه باحلرام أشبه)٢٤٢(.

يعد كالمها؛ احتمالنيه منال خيلو واقع حالف ؛ يف نظر اتهدوعندما تتعادل األدلة -: االحتياط املعتبرمن حمال

: يف االصطالح، و)٤٠٢/ص: (املصباح املنريالفيومي، : انظر؛التقابل والتمانع: التعارض لغة -239 : انظرقابل الدليلني على سبيل املمانعة؛ت: خالف ما يقتضيه اآلخر؛ وقيل املتقابلني أحد الدليلنياقتضاء

،ركشيالزاحمليط البحر) :٨/١٢٠.( 240- ،ابن رشد اجلد داتمات املمهاملقد) :؛ وانظر)٣/٤٣٢: ،العالئي املذهب موعا :

).١/١٤٣: (البحر الرائقابن جنيم، ، و)١/٣٢٦( ).٢٣٢/ص: (االجتهاد بالرأيالسنوسي، : انظر-241242- ،املناوي القدير فيض) :؛ وانظر أيضا)٣/٤٢٤ : ،ابن أمري احلاجحبريقرير والتالت :

)٢/٢٥٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 93: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٣ -

يف ذهنه أن تتعادل عنده األدلة، وال -:لاألو ما يكفيينقدح لترجيح دليل من الظن عليه التوقف ؛ حىت منها على غريه؛ ويف هذه احلالة جيببنيلهي عن ما يكشفوجه احلق

وال جيوز له أن يتحكم يف ؛ أكان ذلك يف خاصة نفسه، أم مع غريه، سواءيف املسألة .)٢٤٣(الترجيح

ا جيعل أن يترجح عنده واحد منها؛ ولكن يبقى يف نفسه بعض التردد؛ مم-:الثايناجتهاده إىل األخذ مينعه من جتاوز ال مانع فالشك مالزما لترجيحه؛ ويف هذه احلالة

الذي ، وصحة العملالرأيباألحوط؛ من أجل احلصول على يقني يطمئن به على سالمة .)٢٤٤(هيريد اإلقدام عليا العامي؛وأم ،ه خمتلفعليهوالو فأمر قدم على أمر ال شتباه أحوال اال يفاجبأن ال ي

رع فيه إال بعد أن يسأل يعلم حكمفاسألوا أهل الذكر إن ﴿: لقوله تعاىل ؛)٢٤٥(العلماء الشاحلكم وميتنع عليه اإلقدام على ما التبس عليه قبل السؤال، ومعرفة ؛)٢٤٦(﴾كنتم ال تعلمون

وقد أمجع املسلمون على أنه ال جيوز : قال األبياري على وجه اليقني أو ما يقوم مقامه؛ .)٢٤٧(اهلجوم على األعمال قبل انكشاف حكمها

تهد و توقف بنيوالفرقتوقف االالعاميهو ؛ يف هذا اي يتوقفملعرفة أن العام رعيبسؤال احلكم الشمم دون أن يكون لديه وقتذاك؛نهن هو أعلم ؛ ال أص باحلكم شعور

وله له؛ اليت تعنةقعا يف الودرك احلكم إىل م لعجزه عن الوصوليتوقف؛ فإنه اتهدوأما شعور باحلكممجليرعي٢٤٨( الش(.

من مناشئ االحتياط شعر بأن التعارض بني األدلة ال يكون ملف ذكرهوحاصل ما س : إال إذا حتقق فيه معنيانملعتبرةا

).١١٢/ص: (االحتياطبلكا، : انظر-243 ).١١٢/ص: (االحتياط، وبلكا، )٢٣٢/ص: (االجتهاد بالرأيالسنوسي، : انظر-244 ).٢٥/ص: (الورعاألبياري، : انظر-245 ).٧: (األنبياء، اآليةسورة -246247- ،األبياري الورع) :٢٥/ص.( ؛ واألنصاري، )٢٥/ص: (الورع، واألبياري، )٢/٦٤: (إحياء علوم الدينالغزايل، : انظر-248

احلدود األنيقة) :٧٥/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 94: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٤ -

دلة الشرعية، وليس بني األقوال واآلراء األأن يكون التعارض واقعا بني -:أوهلمااطيبدة؛ قال الشرا :عدوإمنا يعتبادرة عن أدلة مريعة يف اخلالف األقوال الصرة يف الش

؛ ن جمرد خفاء الدليل، أو عدم مصادفتهكانت مما يقوى أو يضعف، وأما إذا صدرت ع .)٢٤٩(فال

من شأنه واقعا يف نظر املؤهلني، وأما العامي؛ فليس أن يكون التعارض-:ثانيهماوالعامي يف عامة : ؛ قال الشاطيبواالجتهادالنظر يف أدلة األحكام على وجه االستنباط ، وال يعلم هل املختلفني والذي دليله أضعفأحواله ال يدري من الذي دليله أقوى من

ه إال من كان أهال للنظر، وليس العامي ال؟ ألن هذا ال يعرفوتساوت أدلتهم أو تقاربت أ .)٢٥٠(كذلك

قل ال ﴿: تعارض ظاهر قوله تعاىل:ها لبيان ما سبق تقريرهومن األمثلة اليت ميكن سوق طاعم يطعمه إال أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم أجد فيما أوحي إيل حمرما على

ه رجسزير فإن٢٥١(﴾ أو فسقا أهل به لغري اهللاخن(ه؛ مع ظاهر ما رواه مسلمن أيب ع وغري يقتضي فإن ظاهر اآلية؛ )٢٥٢(بع من السكل ذي ناب عن أكل هى النيبن :ثعلبة قالحصرعداه على أصل احلل مابقاءو، كرحرمي فيما ذ الت احلديث يقتضي حترمي ، وظاهر

منزلة املخصص اخلربتنزيل سباع البهائم، وللعلماء يف اجلمع بني النصني طرائق خمتلفة؛ وقدموا األخذ ف ؛املالكيةيف ذلك وخالف ؛)٢٥٣(اجلمهور هو مذهب للعموم املفهوم من اآلية

249- ،اطيبالش املوافقات) :٤/١٧٢.( 250- ،اطيبالش املوافقات) :١/١٠٥.( ).١٤٥: (األنعام، اآليةة سور -251حترمي أكل كل ذي ناب من : الصيد والذبائح وما يؤكل من احليوان، باب: مسلم، كتاب-252

أكل :قال اهللا رسول أن: اخلشين ثعلبة أيب عن ؛ ورواه مالك)٣/١٥٣٣(، ١٩٣٢: السباع، رقم: ، كتاباملوطأ: ؛ انظرر عندنا وهو األم: قال مالك:ال حيىيق. حرام باعالس من ناب ذي كل

).٢/٤٩٦(، ١٠٥٩: حترمي أكل كل ناب من السباع، رقم: الصيد، باب، )٤/٤٨٢: (البحر احمليط، والزركشي، )٢/٢٥٣: (اإلاجابن السبكي، : انظر-253

،وحيوالفتالكوكب املنري شرح) :٩٤/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 95: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٥ -

ق عل وكان الت،تها بصحاآلية مقطوعيل ذلك عندهم أن وتعلبعموم اآلية على عموم اخلبر؛بعمعلومها أوىل من التوم مظنونق بعم،اخلرب وهو عموم )٢٥٤(.

من ذهب مل بالتأييداالحتياط شاهد يف هذه املسألةالعمل بوأيا ما يكن األمر؛ فإن قدباعم حلوكلأ من م العمل خبصوص اخلرب على عموم اآلية، ومنع؛ السوإن اقتضى مفهوم

لو : قال الزركشي ؛اتفاقا يف أبواب احلل واحلرمة أصل معترب االحتياطإذ ؛اآلية إباحتهفالشافعي يرى تقدمي األحوط؛ .. وأحدمها أقرب إىل االحتياط،تعارض ظاهران أو نصان

املالكية من موقفاختلففقد ؛ ضقوة ذلك التعارول؛ )٢٥٥(ألنه أقرب إىل مقصود الشارعباع ما بني مه أكل حلوم السمهلكريقول ؛ وتوجيهه من ذلكويف بيان موقفهم؛ )٢٥٦(ا وحمر

بعد أن ساق اآلية اليت فهم منها اجلوازاخلرشي :ت على عدم حترمي هذه دلهذه اآليةون عن وروى املدني،يط للكراهةت اح؛حرمي ال يقتضي اجلواز عينا الت وملا كان نفي،األشياء

مالك حترمي؛و من هذه األشياء أكل ما يعدوما ال يعدو ،علب والكلبمر والث كاألسد والن كره أكلهي)٢٥٧(.

األدلة الشرعية ؛ فإنهذا؛ والتعارض إمنا حمله نفس اتهد ونظره، وليس نفس الواقع بينها، وما يراه اتهد يف بدء النظر تعارضا؛ إمنا هو حلقيقييف حقيقة الواقع ميتنع التعارض ا

تعارض ظاهري، منشأه توهم ما ليس بثابت من النصوص ثابتا، أو توهم ما ليس بتعارض كل من حتقق بأصول الشريعة : قال الشاطيب؛ )٢٥٨(تعارضا، والواقع على خالف ذلك

ض؛ كما أن كل من حقق مناط املسائل؛ فال يكاد يقف يف فأدلتها عنده ال تكاد تتعارريعة ال تعارتشابه؛ ألن الشة؛ فاملتحققممبا يف األمر؛ فيلزم أن ال بها ض فيها البت تحققم

254- ،الباجي املنتقى) :٣/١٣١( أيضا؛ وانظر : ،اخلرشيخمتصر خليل شرح) :٣/٣١( ،

).٤/٣٥٦: (التاج واإلكليلواملواق، 255- ،ركشيالز احمليط البحر) :٨/٢٠٤.( ، )٣/٢٣٦: (مواهب اجلليلاحلطاب، : واألصح يف املذهب هو الكراهة مطلقا؛ انظر-256

).٤/٣٥٦: (التاج واإلكليلواملواق، 257- ،اخلرشي خمتصر خليلشر ح) :٣/٣١.( ، )٥٨٢/ص: (نثر الورود، والشنقيطي، )٤٥٨/ص: (إرشاد الفحولالشوكاين، : انظر-258

).٣٠٦/ص: (أصول الفقهوأبو زهرة،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 96: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٦ -

ة دليلني أمجع املسلمون على تعارولذلك ال جتد البت ،ضهما؛ حبيث يكون عنده تعارضا كان أفراد اتهدين غري معصومني من اخلطأ؛ أمكن وجب عليهم الوقوف؛ لكن مل

فالتعارض إما أن يعترب من جهة ما يف نفس األمر، وإما من جهة نظر .. ةالتعارض بني األدلوأما من جهة نظر اتهد؛ .. اتهد؛ أما من جهة ما يف نفس األمر فغري ممكن بإطالق

فممكنبني هم إمن بال خالف؛ إال أن سبة إىل كل موضع ال ميكن فيه اجلمعوا فيه بالنا نظرفال تعار ه إن أمكن اجلمع؛ فإنليلني، وهو صوابواملطلق مع ض؛الد ،مع اخلاص كالعام

.)٢٥٩(املقيد، وأشباه ذلك

واملطلوب عند حدوث التعارض ترجيح أحد املتقابلني بوجه من وجوه التأمل أن كل تعارض يوجب اشتباها وتوقفا؛ ال يساعدها قانون التشريع؛ إذ والنظر، ودعوىعن الوص درك احلالعجزه كمول إىل مزاع؛ ال يعين كونكم اهللا خاليا يف حمل النعن ح

إذا ف؛ حبسب اإلمكان؛ بل الواجب طلب احلق، وبذل اجلهد يف الوصول إليه)٢٦٠(تعاىل حمل من القوة واالعتبار؛ واللجوء إليهكان للعمل باالحتياط ؛)٢٦١(يحالترجفقدت وسائل

مباح، أو إسقاط حق ثابت يف الذمة باحلجة رميإذا تعلق األمر بتحليل حمرم، أو حتخصوصا .والبرهان

259- ،اطيبالش املوافقات) :٤/٢٩٤.( : والنظائراألشباهابن السبكي، ، و)١/٣٣١: (املنثورالزركشي، : انظر يف ذلك املعىن-260

)١/٣٢(. قد وإن كان من الصعوبة مبكان التسليم بانتفاء املرجح من كل وجه؛ وذلك ألن اهللا عز وجل -261نصبكثرية أمارات على احلق ،ولم يسواهللا س بحانه وتعاىل بني ما حيبسخطه من كله وبني ما ي أن وال بد، لهؤثرةم، إىل احلقليمة مائلة الس أن تكون الفطروال بد، ز هذا من هذا ال يتمي حبيث؛وجه

يقوم هلا عليه بعضولو مبنام أو بإهلام؛حة األمارات املرج م، : ؛ انظرابن القيإعالم املوقعني :)٤/١٦٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 97: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٧ -

:السبب الثاني

كاحلكمواقع يفالش من أحوال قد تشكل احلكم الشرعي املعلوم احلكم؛ ما يعتري واقعاملراد بالشك يف

رأمراملعتب على أرض ه على املكلف، وحتول دون متكنه من امتثاله على وجه اليقني أو الظن ، أو هو بعبارة ما كلف به يف امتثال واحلذرا يضطره إىل سلوك مهيع احليطة، ممالواقعذمة من التكليف؛ يف حالة العلم التفصيلي الشك يف حتقق االمتثال، وفراغ ال: أخرى .)٢٦٢(به

األحكام يعتبر من أوسع أبواب االحتياط وأشدها غموضا يف نفس واقعوالشك يف صورا يتحير املفيت فيها حتيرا الزما ال حيلة له فيه؛ : -كما يقول الغزايل-الوقت؛ فإن فيه

بني الدرجتني املتقابلتني، ال يظهر له ميله إىل إذ يكون املنصف يف درجة متوسطة .)٢٦٣(أحدمها

قال األحكام مبين يف غالبه على الظن والتخمني؛)٢٦٤(وذلك ألن حتقيق مناطاطيبالش : منه أن يكون ثابتا بدليل شرعي يف مناط احلكم؛ فإن املناط ال يلزم ظرا النوأم

بدليل غري شرعي شترط فيه بلوغ درجة االجتهاد؛ بل فقط؛ بل يثبتأو بغري دليل؛ فال ي ،وما كان كذلك كان لالحتياط فيه املدخل األكرب، واحلظ ؛ )٢٦٥(ال يشترط فيه العلم

التنبيه يفو؛ األوفر؛ خصوصا إذا تعلق األمر حبق من حقوق العباد املبنية أصالة على املشاحةزيل الكليات على مع وضوحها قد ختفى؛ ملا يف تناألحكام: ملناويل اوق يعنى؛ املذلك إىل

).٦٣/ص: (االجتهاد والتقليدمشس الدين، : انظر-262 ).٢/١١٧: (نإحياء علوم الدي الغزايل، -263يف مناط احلكم ؛ و)٦٣٠/ص: (املصباح املنريالفيومي، : موضع التعليق؛ انظر: املناط لغة-264

الغزايل، : ؛ انظر عليه عالمةهونصب، وناطه به، احلكم إليهرع ما أضاف الشهو: االصطالحاملستصفى) :وص ،)٢٨١/صبه هنا على اخلص ؛ سواء احملل الذي ي-:واملرادرعيبه احلكم الش تعلق

.أكان شخصا أم مكانا أم زمانا265- ،اطيبالش االعتصام) :١/٤٠٩(؛ وانظر أيضا : ،بكيابن الساجاإل) :٣/٨٢.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 98: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٨ -

ان فأكثر؛ فال يه كليقد يتجاذب ات من الدقة؛ إذ اجلزء الواحداجلزئيبه جردها من مواقع الشر اهللا بصريتهإال من نو)٢٦٦(.

ضمنه؛ فاحلكم يف هذا القسم من أسباب االحتياط معلوم من جهة الدليل الذي تكثرية؛ ميكننا أن ولكن اإلشكال ور طبيق والعمل به، ولذلك أسبابد عليه من جهة الت

-:اآلتية املعاني نجملها يف

واالختالط الذي ينقل احلكم من الوضوح :اختالط احلالل باحلرام: املعىن األولالذي يتعذر معه على املكلف ، ويصيره ملتبسا بغريه؛ هو االختالط )٢٦٧(إىل حيز االشتباه

التمييز بني احلالل واحلرام؛ إما المتزاج األعيان بعضها ببعض، وإما حلصول االستبهام فالنعدام العالمات اليت تبكل منهماهعر :-

هو أن ختتلط أعيان احلالل واحلرام، ويتعذر التمييز و: امتزاج األعيان: النوع األول :نيت ذلك ال خيلو األمر من حالبينهما؛ وحني

أن يكون للحرام أثر يف احلالل؛ وذلك كما لو وقعت جناسة يف ماء؛ : ىلاحلالة األوفغيرت بعض أوصافه؛ فهو حرام جنس؛ ال حيل شربه وال التطهر به اتفاقا؛ وال استعماله إال

املتغير بنجاسة جممع عليه؛ قال ابن جناسة املاء : قال النووي؛ )٢٦٨(يف سقي أرض أو يمةأمجعوا أن املاء القليل أو الكثري إذا وقعت فيه جناسة فغيرت طعما أو لونا أو رحيا؛ : املنذر

فهو جنس)٢٦٩(.

هو امتناع استعمال املباح إال باحلرام -:سائلامل أمثال هذه االحتياط يفلزومومنشأ ؛ واجبصل على أن ما ال يتم ترك احملرم إال بتركه؛ فتركه ضرورة، والوفاق يف اجلملة حاركشيويف ذلك يقول الز :لم إذا ا ليس مبحظور؛ ميكن الكفعم عن احملظور إال بالكف

266- ،املناوي القدير فيض) :٣/١٣٤.( ؛فلم تتميز، ولم تظهراشتبهت األمور؛ أي التبست : االختالط وااللتباس؛ يقال: االشتباه لغة -267 .)١٣/٥٠٣: (لسان العربابن منظور، : انظر

، وابن تيمية، )١/١٢٦: (املنثور، الزركشي، )١/٣٢٨: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -268الفتاوى جمموع) :٢٩/٣٢٠(،

269- ،وويالنموعا) :١/١٦٠(ابن قدامة، : ؛ وانظراملغين) :١/٣١(.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 99: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٨٩ -

جسالن عن استعماله.. كما إذا اختلط بالطاهر ؛ فيجب الكفمييزحبيث يتعذر الت وميتزج ، .)٢٧٠(ويحكم بتحرمي الكل

ر من أن وال يتعارضمع ما تقر العام هذا احلكم م احلاللاحلرام ال حير)؛ وذلك )٢٧١ إىل عني لحتست ولم ألن احلالل يف حقيقة الواقع ال تنقلب عينه حراما ما دام وصفه باقيا،

اإلقدام على أخرى؛ وإمنا حيرم تناوله؛ إذا تعذر الوصول إليه دون تناول احلرام؛ فلم جيز ، وهذه العلة بعينها منصوصة لإلمام أمحد : قال ابن القيم؛ )٢٧٢(استعماله من أجل ذلك

حرم اهللا تعاىل : هذا، وقالوقد سئل بأي شيء حيرم املاء إذا ظهرت فيه النجاسة؟ فأجاب بول هذه امليتة والدم وحلم اخلرتير؛ فإذا خالطت هذه املاء؛ فمتناوله كأنه قد تنا

.)٢٧٣(األشياء

ه أورده ابننفس وجيهحزم هلذه املسألة وأشباهها؛ حيث قالوالت : ر لونا إذا تغيوأمأو تغير رحيه بذلك؛ ، أو تغير طعمه بذلك-مبا مازجه من جنس أو حرام-احلالل الطاهر نا حينئذ ال نعلى استعمال احلالل إال باستعمال احلرامقدفإن ستعمال احلرام يف األكل وا، ر

الة حرامرب، ويف الصم، وال ..والشمنه؛ ال ألن احلالل الطاهر حر ولذلك وجب االمتناع ولو قدرنا على ختليص احلالل الطاهر من احلرام والنجس؛ لكان حالال ، تنجست عينه

.)٢٧٤(حبسبه

روعي فيه معىن وواضح من ذلك أن تغليب التحرمي يف مثل هذه األحوال قد من مغبة ص الوحيدن اجلري على وفق مقتضاه هو املخلاالحتياط الواجب؛ وذلك أل

خلص؛ الحتمال احملذور يف مالوقوع يف املمنوع يقينا؛ خبالف تغليب احلل؛ فإنه ليس ب .)٢٧٥(الواقع

270- ،ركشيالز البحر احمليط) :١/٣٤٢(؛ وانظر له أيضا :املنثور) :١/١٢٨.( ).١١٥/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر هذه القاعدة عند-271، وابن حزم، )٣/٧٧٥: (بدائع الفوائد، وابن القيم، )١/١٢٨: (املنثورالزركشي، : انظر-272

احمللى) :١/١٤٣.( ).٣/٧٧٥: (بدائع الفوائد ابن القيم، -273 ).١/١٤٣: (احمللى ابن حزم، -274 ).٢/٥٣: (الفوائد اجلنية، والفاداين، )١/١٢٨: (املنثور الزركشي، : انظر-275

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 100: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٠ -

ومذاهب الفقهاء يف أن ال يكون للحرام أثر يف احلالل الذي خالطه؛:ة الثانياحلالة رنا تصووال ميكن ،ة يف الغالب األعمهذا الباب خمتلفة اختالفا كثريا، ومسائله اجتهادي

معترك النزال وتالطم أمواج : -كما وصفها اإلمام ابن القيم-ضابط يضبطها؛ وهي .)٢٧٦(األقوال

صل احللية العام؛ خصوصا إذا على أوأكثر الفقهاء يرجح يف مثل هذه األحوال البقاءاستهلك احلرام يف احلالل، وانتفت مجيع صفاته، أو استحال فيه عينا غري اليت كان عليها

إذا استحالت صفات عني : - حزمابنكما يقول - يف ذلك السببو ؛قبل االختالطل إىل اسم آخر وارد وانتق، بطل عنه االسم الذي به ورد ذلك احلكم فيه؛النجس أو احلرام

؛ بل قد صار شيئا آخروال احلرام جسذا حكم على حالل طاهر؛ فليس هو ذلك الن .)٢٧٧(آخر

ندها حقيقة ثابتة، وهي أن حقيقة احملظور بعد اس ي-كما ترى- فهذه القاعدةين ثبوت ها؛ فيبقى االسم واحلقيقة للغالب؛ فيتعاستهالكه ميتنع ثبوت االسم اخلاص ب

إن اهللا تعاىل : وبيان ذلك كما يقول القرايف؛ أحكامه؛ ألن األحكام تتبع احلقائق واألمساءإمنا حكم بالنجاسة يف أجسام خمصوصة بشرط أن تكون موصوفة بأعراض خمصوصة

تلك ها إمنا وقع يف األعراض؛ فإذا ذهبترة، وإال فاألجسام كلها متماثلة، واختالفمستقذابن تيمية ويقرر ، )٢٧٨(األعراض ذهابا كليا ارتفع احلكم بالنجاسة إمجاعا؛ كالدم يصري منيا

؛ حيث يقول يف سياق انتصاره ملذهب اجلماهري القائلني بترجيح كفة احلل على عينهاملعىنوالنصوص واملعقول؛ وهو الصواب الذي تدل عليه األصول : ضعا املوهكفة التحرمي يف هذ

يب واخلبث باعتبار صفات قائمة بالشيء؛ فما فإن اهللا أباح الطيبات، وحرم اخلبائث، والط

، والنووي، )١/١٨٠: (الذخرية القرافي، :؛ وانظر)٣/٧٧٥: (بدائع الفوائدابن القيم، -276

موعا) :٢/٥٢٦(، ،و ابن حزماحمللى) :١/١٤٤.( ).٣/٧٧٥: (بدائع الفوائدابن القيم، : وانظر يف املعىن ذاته؛)١/١٤٤: (احمللى ابن حزم، -277278- ،القرافي الذخرية) :١/١٨٠(؛ وانظر كذلك :وقالفر) :٢/١١٤( ،ووي؛ والنموعا :

)٢/٥٢٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 101: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩١ -

يجلد لم وهلذا لو وقعت قطرة مخر يف جب؛دام على حاله فهو طيب؛ فال وجه لتحرميههاشارب)٢٧٩(.

يف هذا الباب خالف؛ فبينما يرى ويف مشروعية األخذ باالحتياط على وجه الندب البعض استحبابه؛ مييل آخرون إىل نفيه، وعده ضربا من ضروب الوساوس واألوهام اليت

أن ذلك يرجع إىل الظاهر و؛)٢٨٠(عهد من الشارع عدم االلتفات إليها يف شيء من األحكامناكل واقعة حباهلا، وال ميكنه فيه حبكم واح القول إطالق؛ حالة كل علىد، وسحبتعن

صوصا وأن الوفاق خنعقده من قملغريه أن يل املباح؛ إذا ب على أن للمكلف أن يترك ما يظهر .)٢٨١( والتباسااشتباهاختيل فيه

ره إمنا هو وارد يف األحوال اليت ينضبط فيها استهالك احلرام يف لف ذكوما س؛ جريا على فيهايت ال يظهر فيها انضباطه؛ فإن احلرام هو املغلبال احلالل، وأما األحوال

ل وقويف التأكيد على ذلك املعىن يمقتضى قاعدة تغليب احلرام على احلالل عند االجتماع؛ ينضبط النجس؛ حرم الكل؛ تغليبا جلانب ولم فإن اختلط النجس بالطاهر،: البهويت .)٢٨٢(احلظر

وهو أن تبقى أعيان احلالل واحلرام قائمة على حاهلا؛ : األعياناستبهام: اينثلالنوع ا؛ وال خيلو األمر ا الدالة على أعياعرفاتغري أن املكلف ال يستطيع التمييز بينها؛ النفقاد امل

: حاالتمن ثالث عندئذ

، )٢٤/٢٨: (املبسوطالسرخسي، : وانظر ؛)٢٠/٥١٧: (اوىجمموع الفت ابن تيمية، -279

،ركشيوالزاملنثور) :١/١٢٦(. ).١/١٢٧: (املنثورالزركشي، : انظر-280: االعتصامالشاطيب، : ؛ وانظر قريبا منه أيضا عند)١٧/ص: (الورعاألبياري، : انظر-281

)١/٣٤٢.( ).١/١٨٨(: كشاف القناع البهويت، -282

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 102: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٢ -

؛ وذلك كاختالط شاة )٢٨٣(أن يكون كل من احلالل واحلرام حمصورا: ىلاألو احلالةميكن التمييز بني الذوات؛ صارت اجلملة كالشيء ولم ،عرفاتمذكاة مبيتة؛ فإذا انعدمت امل

بال يف مثل هذه األحوال واجب واالحتياط؛ )٢٨٤(يغلب جانب التحرمي اتفاقاو ،الواحدل وجه؛ األمر الذي تعذر معه لقوة الشبهة ورقيها إىل ما يشبه الثابت من ك؛ منازع

من التعويل عليه؛ دون وجود ما ميكن االجتهاد، وغدت فيه اجلملة كالشيء الواحدلو اشتبهت املنكوحة : السبكييقول ابن وتعليله التمثيل لذلك مقامويف؛ )٢٨٥(األصول

جنبية فواضح، وأما املنكوحة باألجنبية حرمتا على معىن أنه جيب عليه الكف عنهما؛ أما األ: واعلم.. فالشتباهها باألجنبية، فالكف عنهما هو طريق حصول العلم بالكف عن األجنبية

أن هذا النوع يف احلرمة ملا ال يتم الواجب إال به شبيه يف الوجوب لإلتيان باخلمس إذا ترك .)٢٨٦(واحدة ونسي عينها

لعمل باالحتياط يف مثل هذه املسائل مرده إىل أن املباح من ذلك أن وجوب احاضوورورة؛ فانبغى على املكلف الكفبيحه الضعنهما؛ من باب ما اشتبه باحملظور يف موضع ال ت

إذا اشتبه احلالل باحلرام : ويف تقرير ذلك يقول ابن تيمية؛ ال يتم ترك احملرم إال بتركهعملهما لزم استعمال احلرام قطعا، وذلك ال جيوز؛ فهو مبنـزلة اجتنبهما؛ ألنه إذا است

ضبط وإمنا ي: يقال الغزالوضبط احملصور من غريه أمر اجتهادي، واملرجع فيه إىل الظن املعترب؛ -283واحد لو اجتمع يف صعيد عددكل: نقول ف؛قريببالتلعس ر على النمهاظر عدمبجر كاأللف ؛ظرد الن ، تشاة مرفني أوساطوبني الط، فهو حمصور؛شرين كالعشرة والع؛ل وما سه،ور حمص فهو غرياأللفني؛ولحق بأحد الطترفني بالظن ،وما وقع فيه الشكفت استيفيه القلب ،الغزايل ،اإلحياء ،)؛)٢/١٠٣

وأرجع البعض حتديد احملصور من غريه إىل العرف؛ ؛ )١٠٨/ص: (األشباه والنظائر السيوطي، :وانظرمال احلرام أو الضرر فيه عرفا مما ال يعبأ به عد يف غري احملصور، وما كان يعبأ به عد من فما كان احت )١٥٩/ص: (رفع احلرجالباحسني، : احملصور؛ انظر

، )١/٣٢٨: (اموع املذهب، والعالئي، )٢/١٠٣: (إحياء علوم الدينالغزايل، : انظر -284 ).٣/٧٧٥: (الفوائدبدائع وابن القيم،

، )١٢١/ص: (األشباه والنظائر، وابن جنيم، )٣٥/ص: (الورعاألبياري، : انظر-285 ،ركشيوالزاملنثور) :١/١٢٦( ، ،ةوابن تيميالفتاوى جمموع) :٢٩/٢٧٦(.

286- ،بكيالس ابن اجاإل) :١/١١٤(؛ وانظر : ،وويالنوعما) :هو)١/٢٥٦يت، ، والباف القناعكش) :١/٤٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 103: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٣ -

اختالط احلالل باحلرام على وجه ال ميكن متييزه؛ كالنجاسة إذا ظهرت يف املاء، وإن استعمل أحدمها من غري دليل شرعي؛ كان ترجيحا بال مرجح، ومها مستويان يف احلكم؛

.)٢٨٧(فيجتنبان مجيعافليس استعمال هذا بأوىل من هذا؛

؛ وذلك كما لو اختلطت على منتشرااحلاللو حمصورااحلرامأن يكون :ة الثانياحلالةاحلكم جواز اإلقدام على املشتبه و ،شخص أخت له من الرضاعة بنسوة املدينة اليت يقطنها

لكونه؛ من االختالطيف مثل النوع لب أصل احلل على أصل التحرميوإمنا غفيه اتفاقا؛ ما يف تغليب احلرام على احلالل يف مثل خيفىالإذ ؛مقتضى املصلحة، وموجب الضرورة

توريطهم يف مسالك العباد، و إىل تعطيل مصالح هذه األحوال من األذى واحلرج اآليلن ضاع م إذ كل؛يعا مج واحلاجة الغلبة:ةالعل: يقول الغزايل؛ ويف بيان علة اجلواز؛ شاقامل

أو قريب له رضيع؛ أو سبب من األسباب، مبصاهرة أو حمرمفال ميكن أن ي عليه باب سد كاحالن،ن علم أن وكذلك م؛ قطعا مال الدنيا خالطه حرامال يلزمه ترك ؛راء واألكل الش

فإن ذلك حرج،ن حرجين م وما يف الد)٢٨٨(.

لو اختلطت محامة مملوكة : بقولهالنووي ما ساقه اإلمامومن األمثلة على ذلك أيضاحبمامات م منها، ولو اختلطت حبمام ناحية؛ لم باحة حمصورة؛أو محامات جيز االصطيادوال يتغير حكم ما ال يحصر يف العادة باختالط ما ينحصر ، جاز االصطياد يف الناحية

.)٢٨٩(به

ال حلالورع يف مثل هذه املسائل من االختالط؛ فتابعو االحتياط وأما انتهاج مسلك، ممنوعا حمذور، وقد يكونن أيالنتائج املترتبة على ذلك؛ فقد يكون سائغا دو، واملكلف

ملا إىل نوع من اإلضرار بالنفس أو بالغري؛ به آيال إذا كان العمل؛ وذلكوفاعله مذموما: قال الزركشي؛)٢٩٠(ياط ال يصار إليه إال إذا خال عن الضرر قطعااالحتتقرر من أن

، وابن )١/٢٧: (بدائع الصنائعالكاساين، :؛ وانظر)٢١/٧٦: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -287

،بكيالساجاإل) :١/١١٦.( ). ٣٥/ص: (الورعاألبياري، : ؛ وانظر)٢/١٠٣: (اإلحياء الغزايل، -288289- ،وويالن موعا) :الم، : نظر أيضا؛ وا)٩/١٦٧ابن عبد السشجرة املعارف واألحوال :

).٤٧٦/ص( ).١/٢٤٠: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-290

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 104: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٤ -

أو: )٢٩١(قال اإلمام ،االلتباس له؛ لم وهذا إذا عم حمرم ميكنه االنتقال إىل مجاعة ليس فيهنقالفإن أمكن ذلك بال مشقة؛ فيحتمل أن ي :ال ينكح اللوايت يرتابه ال فيهنوالظاهر أن ،

رجح)٢٩٢(.

املتناول هو كان الناظر فيهاختلف؛ فإن م من االلتباساملواضعواملخرج من مثل هذه ، وأما عرضسالمة الين ودال طلبا لبراءة أن مييل إىل جانب االحتياطهلا؛ فاألفضل يف حقه

اط؛ فإن أحب إن التبس عليه األمر أن ينبه السائل على طريق االحتيفطريقه ؛إن كان مفتياائل ستهد شيئا لوكالسا على طلب ما يستحقه؛ فإن ظن ه؛ فقد احتاط أيضا، وإن أصر

.)٢٩٣(عز وجلأفتاه به، وإن التبس عليه األمر توقف، ورد األمر إىل اهللا

جمازفة تفتقر إىل ما يشد عضدها، يف هذه احملال باالحتياطلالعموإطالق القول مبنع بها ويقوم رجيح يف مدرك التقتضى من أدلة املنقول واملعقول؛ ولكون ذلك بعيدا عن م

ركشيظر؛ فقد جزم الزهالفكر والنع فيه وغريقالحيث ؛ ا باستحباب التور : ؛ا الورعوأم .)٢٩٤(فال شك فيه

حيرم على املكلف انتشار كل من احلالل واحلرام؛ ويف هذه احلالة ال:احلالة الثالثةه على اإلباحة من ذلك شيء بعينه إال ما اقترما؛ ويبقى غرين بعالمة تدل على كونه حمر

هذا االختالط تناول شيء ال حيرم ب: قدامة؛ قال ابنواحلل؛ ألن احلرام ال حيرم احلالل وإذا تعارض أصل وغالب، ...امبعينه؛ إال أن يقترن بتلك العني عالمة تدل على أنه من احلر

.)٢٩٥(وال أمارة على الغالب حكم باألصل

اجلري و الظاهر على البناءاالختالط؛ هو األنواع منمثل هذهالتعامل مع األصل يف ف؛ وذلك ما تشهد له أدلة املنقول واملعقولفقهعلى و:

. يعين به إمام احلرمني اجلويين رمحة اهللا عليه-291292- ،ركشيالزاملنثور) :١/١٢٧.( 293- ،األبياري الورع) :وما بعدها)٤٢/ص ،. 294- ،ركشيالز املنثور :)١/١٢٧.( ).٩٠/ص: (خمتصر منهاج القاصدينابن قدامة، -295

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 105: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٥ -

ينة وممن حوهلا، وملن كان يفد إليها لليهود من أهل املد معاملة النيب ف: أما املنقول هلم مبرأى منه كذلك معاملة أصحابه ، ومن األعراب الباقني على الشرك إذ ذاك

ومسمع، وهم يف حال جاهليتهم مرتطمون يف احملرمات مرتكبون للظلم، وغالب ما يف ا؛ مع كوم أكالني لربا أيديهم مما يأخذونه قهرا وقسرا وغصبا من أموال بعضهم بعض

ومل يسمع على كثرة هذه ل الشوكاين، وق؛ ياجلاهلية الذي هو الربا احملرم بال خالفهذا كافر ال حتل معاملته؛ وال قال أحد من الصحابة : قالها أنه املعاملة وتطاول مدت

عاملة الكفار الذين هذا حاهلم ومعاملة كذلك، وإذا كان هذا يف ملكهم؛ فكيف ال جتوز معه عن بعض ما لم؟ فإن جمرد كونه مسلما يردمن هو من املسلمني؛ مع تلبسه بشيء من الظ

حرمه اهللا عليه، وإن وقع يف بعض احملرمات تنزه عن بعضها؛ فغاية األمر أن ما يف يده قد حيرم على اإلنسان إال ما هو نفس احلرام يكون مما هو حرام، وقد يكون مما هو حالل، وال

.)٢٩٦(وعينه

أن يقوم به وال شك ارع يف ذلك هو أفضل ما ميكنأن املشي على هدي الشومن ، اليت خيتلط فيها احلالل باحلرام وال ميكنه التمييز بينهمااملكلف يف مثل هذه املواضع

يتفطنوا له؛ فهو لم م أنه تفطن من الشرع ما، وزعيوجبه السلف الصالح لم أوجب ماخمتل العقلم وسوس)٢٩٧(.

فإن األصل يف األشياء احلل، وإذا تعارض أصل وغالب، وال أمارة على : وأما املعقوللغلبة الفسق على الغالب حكم باألصل؛ ولوال صحة ذلك النسد باب مجيع التصرفات؛

من الشبهات ي فيما قويستقيم انتهاجهاالورع إمنا و االحتياطالكمس؛ و)٢٩٨(أكثر الناسفال شك أن التورع عنه جير إىل ما ال الواسع الذي ال ميكن ضبطه؛ ، وأما املنتشر واحنصر

.التدين بهميكن يتصور طوقه، وال ى سبيل الندب، االحتياط؛ ولو علب العملشرعيةاألصل العام يف هذا الباب عدم ف

إن اهللا أمر املؤمنني مبا أمر به : ابن تيمية يقول؛ األصلهذايف بيان املعىن الذي قام عليه و

الشوكاين، ، و)٢/٨٣٧: (اإلحياءالغزايل، : ؛ وانظر)٣/١٩: (السيل اجلرارالشوكاين، -296اريل اجلرالس) :٣/١٨( ،والبغوي ،ةنالس شرح) :٨/١٤.(

).٣٦/ص: (الورعري، األبيا: ؛ وانظر)٢/١٠٤: (اإلحياء الغزايل، -297 ).٩٠/ص: (منهاج القاصدينابن قدامة، : انظر-298

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 106: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٦ -

املرسلني من أكل الطيبات؛ كما أمرهم بالعمل الصاحل، والعمل الصاحل ال ميكن إال بأكل به، وكراع يقاتل وشرب ولباس، وما حيتاج إليه العبد من مسكن ومركب وسالح يقاتل

الواجب ما أمر اهللا به إال به، و ما ال يتم ا ال يقومب يتعلم منها، و أمثال ذلك ممعليه، وكتإال به فهو واجب)٢٩٩(.

خيتلط فيها هذا األصل جار جمرى العموم واالطراد يف كل املواضع اليتالعمل بوإذا كان احلرام املختلط باحلالل ، وأما حقيقة أو حكمااحلالل باحلرام، وميتنع التمييز بينهما

إال بعد إخراج قدر ؛ التصرف فيه متييزه عنه، وعدمزه ولو حكما؛ فإن الواجبمما ميكن متييومما جيري فيه هذا املعىن املتماثالت؛ فإن الواجب فيها عند االختالط ؛ )٣٠٠(احلرام منهلو اختلط درهم حالل بدراهم : ويف فتاوى ابن الصالح: ي السيوط؛ قالإخراج املثل

والذي ، أن يعزل قدر احلرام بنية القسمة، ويتصرف يف الباقي: يتميز فطريقه ولم حرام،اتفق : وذكر مثله النووي، وقال، وإال تصدق به عنه، عزله إن علم صاحبه سلمه إليه

: قالوا، ثله فيما إذا غصب زيتا أو حنطة، وخلط مبثلهونصوص الشافعي على م، أصحابناإن : فأما ما يقوله العوام: قال. يدفع إليه من املختلط قدر حقه، وحيل الباقي للغاصب

.)٣٠١(اختالط ماله بغريه يحرمه؛ فباطل ال أصل له

لم حرميألن الت الختالف العني يف مثل هذا النوع من االختالط؛ وذلك أثروال يتعلق بذات احملظور وجوهره، وإمنا تعلق جبهة الكسب فيه؛ فإذا خرج نظريه من كل وجه؛

اخللق إال مصالح ا النوع، وال تقومهذا هو الصحيح يف هذو.. عداه معىنيبق لتحرمي ما لم حيرم لم بغريه؛إذا اشتبه واختلط : ابن تيميةيقول والتمثيل له ذلكتقرير يف و؛ )٣٠٢(به

اجلميع؛ بل مييز قدر هذا من قدر هذا؛ فيصرف هذا إىل مستحقه، وهذا إىل مستحقه؛ مثل قسمه ياس أو دقيقهم فخلطه؛ فإناس فخلطها، أو أخذ حنطة النالذي أخذ أموال الن اللص

.)٣٠٣(بينهم على قدر احلقوق

). ٢٩/٣١٤: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -299 ).١/١٢٨: (املنثورالزركشي، : انظر-300301- ،يوطيالس ظائراألشباه والن) :١٠٧/ص(؛ وانظر : ،ركشيالزاملنثور) :١/١٢٩.( ).٣/٧٧٥: (بدائع الفوائدم، ابن القي: انظر-302 ).٢٩/٢٧٦: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -303

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 107: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٧ -

:؛ حيث قال يف املدونةسحنون ما أورده :ام يف هذا املقومن األمثلة اليت ميكن سوقها؟ قال: قلتل حنطة، ومن آخر شعريا فخلطتهما؛ ما عليمن رج أرأيت إن اغتصبت :

أرأيت : قلت؛وشعري مثل الشعري لصاحب الشعري، عليك حنطة مثل احلنطة لصاحب احلنطةيأخذها : بلغين أن مالكا قال: إن اغتصب رجل من رجل خشبة، فجعلها يف بنيانه؟ قال

نيانهرب؛ها ويهدم بقلت :فاحلجرنيانه؟ قال؛ إذا أدخله يف ب :كذلك قال ، زلة اخلشبةهو مبن .)٣٠٤(مالك يأخذه ربه

من اختلط ماله احلالل باحلرام؛ كاملرايب التعامل مع وتدخل يف هذا الباب مسألة حالهلا من م؛ ممن ختتلط األموال بأيديهم، وال ميكن متييزوآكل الرشوة وبائع اخلمر وحنوه

احتياطا معهم وال حيرم؛ وقد كرهه بعض أهل العلم التعاملم جيوزحرامها؛ فهؤالء وأمثاله .)٣٠٥( الوقوع يف احلراممن

عن حكم األصل يف املراد بالناقل : يف الناقل عن حكم األصلالتردد: املعىن الثاين املعتبر الذي يصلح لنقل حكم األصل املعلوم من اإلباحة إىل التحرمي، السبب -:ملوضعهذا ا

أو من التحرمي إىل اإلباحة، ويطلق البعض على هذا املعىن الشك يف السبب احمللل أو -:وال خيلو األمر حينئذ من حالتني ؛)٣٠٦(احملرم

يطرأ عليه ما يستلزم الشك يف تغيره ثم ، أن يكون احلكم هو احلل:احلالة األوىلوتبدل حكمه يف احملل الذي كان فيه معلوما قبل طروء الشك عليه، واحلكم يف هذه احلالة

:)٣٠٧(اآليتفيه التفصيل

إن كان الشك الطارئ جمردا غري مستند إىل دليل؛ فإنه ال يؤثر يف احملل -:أوالكل مشكوك فيه ليس مبعترب، وجيب اعتبار : يه اتفاقا، وال يلتفت إليه؛ قال القرايفالوارد عل

واملسؤول هو ابن القاسم رمحه اهللا؛ راوي املدونة عن اإلمام ). ٤/١٨٦: (املدونة مالك، -304 .مالك :القوانني الفقهية، وابن جزي، )١/٨٣: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر -305

)١/٢٨٧( ،والعالئي ،املذهب موعا) :١/٣٢٨( ،ركشيوالز ،املنثور) :٢/٢٨٨( ،واملرداوي ،اإلنصاف) :٨/٣٢٤.(

).٢/٩٩: (اإلحياءالغزايل، : انظر-306 ).١/٣٢٦: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -307

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 108: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٨ -

نرتب لم نرتب املسبب، أو الشرط لم األصل السابق على الشك؛ فإن شككنا يف السببقع ننف احلكم؛ فهذه القاعدة جممع عليها ال تنتقض، وإمنا و لم املشروط، أو يف املانع

.)٣٠٨(اخلالف بني العلماء يف وجه استعماهلا

أو بطول ، أن من وجد ماء متغيرا، واحتمل تغيره بنجاسة:ومن األمثلة على ذلك باألصل يستند احتمال تغيره إىل سبب معتبر شرعا؛ جاز له التطهر به؛ عمال ولم مكث،

ك غري املالذي هو طهة املاء، وطرحا للشةنبنوريرةي على أمارة شرعيعتب؛ )٣٠٩( م قال ابنوال يعلم أبنجاسة تغير أم ، ما أصله اإلباحة؛ كاملاء جيده متغيرا: مبينا ذلك املعىنقدامة

ولم ،ألن األصل الطهارة؛ فال نزول عنها إال بيقني أو ظاهر؛ بغريها؟ فهو طاهر يف احلكم شكي إىل النيب : قالألصل يف ذلك حديث عبد اهللا بن زيد يوجد واحد منهما، وا

أو جيد ،ى يسمع صوتاال ينصرف حت: قال؛الرجل يخيل إليه يف الصالة أنه جيد الشيء .)٣١١()٣١٠(رحيا

يقع طالقه؛ ألن يقني لم ن شك يف طالق زوجته؛اتفق الفقهاء على أن م وهلذا املعىنمن ظن أنه طلق أو أحدث أو : النووي؛ قال عه الشك يف وقوع الطالق حبالالنكاح ال يرف

وهو البقاء على الطهارة وعدم ؛أعتق أو صلى أربعا ال ثالثا؛ فإنه يعمل فيها كلها باألصل .)٣١٢(الطالق والعتق والركعة الرابعة وأشباهها

308- ،القرافيالذخرية) :١/٢١٩(م، ابن ال: ؛ وانظر أيضاقيالفوائد بدائع) :٣/٧٨٩.( ، والسيوطي، )٢/٢٨٨: (وراملنث، والزركشي، )١/٨٢: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر -309

ظائراألشباه والن) :٧٥/ص( ،ابن عابدين، وواظرزهة النن) :٦١/ص( ،واحلموي ، ونعي غمز ).١/١٩٣: (البصائر، ١٧٥: من لم ير الوضوء إال من املخرجني، رقم: الوضوء، باب: أخرجه البخاري، كتاب-310

أن فله احلدث يف شك مث هارةالط نتيق نم أن على ليلالد: الطهارة، باب: ، ومسلم، كتاب)١/٧٧(١/٢٧٦(، ٣٦١: ، رقمتلك بطهارته يصلي.(

).٤/١٨١: (املغين ابن قدامة، -311312- ،وويالنموعا) :؛ وانظر١/٢٦٠ : ،القرافيوقالفر) :١/١٢٢( ،ركشيوالز ،املنثور :

)٢/٢٨٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 109: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٩٩ -

ميه بظن غالب؛ الستناده إىل سبب ظاهر وأما إذا طرأ عليه ما يقتضي حتر-:ثانيا أن -:ومن األمثلة على ذلك، قوي؛ فإنه يؤثر عليه، وينقله من حيز املشروعية إىل حيز املنع

من أداه اجتهاده إىل جناسة أحد اإلناءين بعالمة ظاهرة؛ من ابتالل طرفه، أو رشاش حوله؛ .)٣١٣(فإنه حيرم عليه استعماله

يطرأ عليه ما يستلزم الشك يف تغيره ثم أن يكون احلكم هو املنع،:لة الثانيةاحلافيه التفصيل واحلكم يف هذه احلالة وتبدل حكمه يف احملل الذي كان فيه معلوما قبل ذلك،

-:اآليت؛ فإنه ال إن كان الشك يف السبب احمللل غري مستند إىل سبب معتبر شرعا-:أوال

على موجب التحرمي، وعدم تأثري له يف احلكم، واملطلوب هو اعتبار أصالة املنع، والبقاءكل ما شككنا يف وجوده؛ من سبب أو شرط أو : قال القرايف؛ االلتفات إىل الشك ارد

تصحبنا وجوده مانع؛ استصحبنا عدمه إن كان معدوما قبل الشك، أو شككنا يف عدمه؛ اسكإن كان موجودا قبل الش)٣١٤(.

ها ممن ال حتل أن من وجد شاة مذبوحة يف بلد أكثر سكان-:ومن األمثلة على ذلكشيء منهاجيز له تناول لم هم؛ذبائح ؛ ألن األصل يف ؛ حىت يعلم أن من ذكاها مسلم

حرمي؛ فال يزولاللحوم املنعمقامه إال بيقني أو ذلك األصل والت يقوم د الظنرك اوالش ، بالظاهر أكلها؛ عمال لهسلمني؛ فيجوز خبالف ما لو كان غالب من فيها محيل احملرم؛

من رمى صيدا؛ فوجده غريقا يف املاء ميتا، وشك هل مات كذلك و، )٣١٥(فيد للحلامل

).١/٣٢٧: (اموع املذهبالعالئي، : انظر-313314- ،القرافيالذخرية) :٢/٢٩٤(انظر؛ و : ،ركشيالزاحمليط البحر) :٨/٢٤( ،واألبياري ،

الورع) :٢٩/ ص( ،موابن القي ،وائدبدائع الف) :٣/٢٧٢( ،يوطيوالس ،ظائراألشباه والن : ).٥٤/ص(

، واحلموي، )٧٥/ص: (األشباه والنظائر، والسيوطي، )٢/٢٨٨: (املنثورالزركشي، : انظر -315عيون البصائر غمز) :١/١٩٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 110: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٠ -

كله؛ ألن األصل عدم احلل، وقد شك يف السبب حيل له أ لم ؟برميته، أو بغرقه يف املاء .)٣١٦( مبجرد الشكل؛ فلم يزل أصل املنعاحملل

إذا طرأ على األصل احملرم ما يقتضي حله بظن غالب؛ الستناد السبب احمللل -:ثانياه ي؛ فإندخله إىل سبب ظاهر قويشإىل ؤثر يف حكمه، ويز اإلباحة، وال يرع فيه العمل حي .باالحتياط؛ لكونه ليس حمال له أن من رمى صيدا، فوقع باألرض جمروحا ومات لتوه، -:ومن األمثلة على ذلك

وليس فيه غري أثر سهمه؛ حل له أكله اتفاقا؛ إحالة ملوته على الرمية، وليس له االلتفات إىل دم مشروعية العمل باالحتياط يف مثل هذه احتمال موته بسبب آخر، وإن كان واردا؛ لع

.)٣١٧(احملال نصا خيتلف تبعا الختالف نوع احلكم، ونوع -كما ترى- فاالحتياط يف هذه األبواب

أن ما كان له -:الشك الطارئ عليه؛ وقوة األمارة املستند إليها؛ واألصل العام يف ذلك هووء العوارض؛ فإن التثابت قبل طر قل عنه حكمعويل يكون على ذلك احلكم؛ حىت يثبت الن

؛ الشك قبلوك فيه حاله إن كان للمشكوالضابط فيه أن :؛ قال ابن القيمبالناقل املعتربن شك يف املاء هل أصابته فم.. عنهان االنتقال عليها حىت يتيقوبنى ،فاستصحبها املكل

ى على بن؟شك هل زالت أم ال ثم ،هن جناست ولو تيق،ارةه علي يقني الطبنى ؟ أم الجناسةجاسةيقني الن)٣١٨(.

مم كوك، ولو كان املوضعد الشر تركول ال تأن األص ول ومعلوما ميكن فيه الوصليس من الورع أن يسأل من عرف أن األصل الطهارة عن : قال الشوكاين؛ )٣١٩(إىل اليقني

ل عنها؛ بل يقف على ذلك األصل حتى يبلغ إليه الناقل، ومما يقوي لك هذا وجود ما ينق يف بعض خرج رسول اهللا : أنه قالالذي ذكرناه ويؤيده ما روي عن ابن عمر

تفاق على ذلك؛ ، وقد حكى اإلمام النووي اال)١/٣٢٦: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -316

).١٣/٧٩: (شرح مسلم: انظر له يف ذلك ).١/١١٩: (األشباه والنظائر، وابن السبكي، )١/٣٢٧: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -317 ).٣/٧٨٩: (بدائع الفوائد ابن القيم، -318 ).٣/٣٧٤: (بدائع الفوائدابن القيم، : انظر-319

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 111: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠١ -

أولغت السباع : له؛ فقال عمر)٣٢٠(أسفاره، فسار ليال، فمروا على رجل جالس عند مقراةال تخربه؛ هذا متكلف؛ هلا ! يا صاحب املقراة: فقال له النيب ! تك؟عليك الليلة يف مقرا

وطهور ا، ولنا ما بقي شرابطوما محلت يف ب)٣٢١(.

يكن له حكم واضح قبل ذلك؛ فهو الذي جرى فيه اختالف العلماء، لم وأما ماا كان شأنه كذلك ء فيموكان لالحتياط يف التعامل مع مسائله احلظ األوفر؛ وللعلما

باستحباب ذلك دون ، وقول بوجوب التعامل معه مبقتضى االحتياط وموجبهقول: نقوال؛ املقررة، ومعاين الترجيح املعتبرةشريع الذي تسانده قواعد الت هوالثاينالقول الوجوب؛ و

مي، وال التحليل، وقد أن يوجد الشيء، وال يعرف له أصل متقدم يف التحر: ل اخلطايباقاإلمكان فيه حال استوى وجهرك واالجتناب، -:رمة؛ فإن الورع فيما هذا سبيله وحالت

واجب عليهوهو غري )٣٢٢(.

ولكون قواعد التشريع ظاهرة يف تأييد مذهب القائلني بعدم وجوب األخذ غريه من باب الغلط الذي بقولالباالحتياط يف مثل هذه األحوال؛ فقد اعتبر اإلمام الغزايل عن احملل اهول موضع االشتباه؛ موقع فيه بعض الفقهاء؛ لغياب التصور الواضح لديه

وبين ، فيهشك وبني ما ي،درى بني ما ال يدركون الفرقأكثر الفقهاء ال ي ذكر أن حيث وذلك ألن الشك ال ينشأ إال ما ال يعرف له أصل هو اهول، وهو غري املشكوك فيه؛أن

يتقابل فيه اعتقاد التحليل لم من تقابل اعتقادين متقابلني هلما سببان خمتلفان، واهول؛ ما ال يدرى وليس ،ما يشك فيه تركهي -: أن حقيقة الورع، وقرر)٣٢٣(والتحرمي

بال إشكال، وإجابة دعوته ته هدي وقبولتعامل معه بالبيع والشراء،اهول حاله جيوز الف

: لسان العربابن منظور، : ؛ انظر فيه املاءجيتمعالذي العظيم احلوض:املقراة هي -320

)١٥/١٧٨.( الطهارة، : ، واحلديث أخرجه الدارقطين يف السنن، كتاب)١/٦٠: (السيل اجلرارالشوكاين، -321زي، ابن اجلو: انظر واه مبرة؛ ، وإسناده)١/٢٦(، ٣٠: حكم املاء إذا القته النجاسة، رقم: باب

يف أحاديث اخلالف حقيقالت) :١/٦٦(. 322- ،اخلطايب ننمعامل الس) :٣/٥٠(ابن حجر، : ؛ وانظرفتح الباري) :وابن دقيق )٥/١٠٣ ، ).٤٨/ص: (شرح األربعنيالعيد، ).٢/١١٨: (اإلحياءالغزايل، : انظر-323

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 112: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٢ -

من أين يه إال ما يدردخل جوف فال ي؛عبل إن كان يتور ؛له أن يسأله ليسو، يذكر ؤال إيذاء إذ الس؛ فليأكل بغري سؤال؛له من أكله د وإن كان ال ب،ركطف يف التليتلو.. هو

وهتكستر وإحياش ،وهو حرام بال شك )٣٢٤(.

مشرووم ة العمل باالحتياط على وجه االستحباب يف مثل هذه األحوال ما ستندعيي ألنقلب إىل أهلي؛ إن :قال رسول اهللا : قالرواه البخاري ومسلم عن أيب هريرة

أخشى أن تكون صدقة ثم ،فأرفعها آلكلها، فأجد التمرة ساقطة على فراشي يف بييتوفيه : العراقيمعىن هذا النص وفوائده؛ يقول ؛ ويف سياق الكشف عن )٣٢٥(فألقيها

استعمال الورع، وهو ترك الشبهات؛ فإن هذه التمرة ال حترم مبجرد االحتمال؛ وهلذا رفعها يبالن وهو ،ح عنده الورعله فعله؛ لكن ترج إال على ما جيوز قدمليأكلها، وال ي .)٣٢٦(تركها

ح ممعامل مببدأ االحتياط لم الذيا سبق أن املعىنفوضالت ح من أجله وجوبيترجيرد لم يعرف له أصل؛ إمنا هو اجلري على مقتضى أصل احللية العام يف األشياء اليت لم فيما قيقة أصل معلوماحل، وذلك يف نعها عن األصل إىل حيز امل حكمها من األدلة ما ينقلبشأن

اعلم أن : قال ابن تيمية؛ من أدلة املنقول واملعقول أو ما يقاربهلقطعمبا يبلغ به درجة اأن تكون حالال ، وتباين أوصافها، على اختالف أصنافها، األصل يف مجيع األعيان املوجودة

وهذه ، ال حيرم عليهم مالبستها ومباشرا ومماستها، وأن تكون طاهرة، مطلقا لآلدمينييفزع إليها محلة ، واسعة البركة، عظيمة املنفعة، وقضية فاضلة، ومقالة عامة، ةكلمة جامع

ولست أعلم خالف أحد من .. وحوادث الناس، الشريعة فيما ال يحصى من األعمالجيئ دليل بتحرميه؛ فهو مطلق غري حمجور، وقد نص على ذلك لم العلماء السالفني يف أن ما

: اموعالنووي، : عينه أيضا؛ وطالع يف املعىن)٢/١١٩: (اإلحياءالغزايل، : انظر-324

)٤/٤٢٩.( ، مسلم، )٢/٨٥٧(، ٢٣٠٠: إذا وجد مترة يف الطريق، رقم: اللقطة، باب: البخاري، كتاب-325 ).٢/٧٥٦(، ١٠٧٠: وعلى آله، رقمحترمي الزكاة على رسول اهللا : الزكاة، باب: كتاب326- ،العراقي ثريبالت طرح) :٤/٣٥(؛ وانظر : ،العيينعمدة القاري) :وابن )١٢/٢٧٤ ،

).٤/١٨١: (املغينقدامة،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 113: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٣ -

وعهكثريول الفقه وفرن تكلم يف أصيقينا، مم يف ذلك اإلمجاع هم ذكربعض أو ، وأحسب .)٣٢٧(ظنا كاليقني

املثرية للشكوك املتعلقة مبحال األحكام املعاني ومن :تعارض املعرفات: املعىن الثالث واألمارات اليت يستعنيالشرعية التعارض الذي يقع بني معرفات األحكام، وهي العالمات

املكلف يف التعرف على حكم الشارع يف احملل املقصود مبعرفة حكمه فيه، ويعتبر ذلك بها إمنا : قال ابن القيم؛ االمتثال واسعا لكثري من الشكوك اليت تعرض للمكلف يف مقام مدخال

وكا فيها بالنسبة ري املسألة مشكيعرض الشك للمكلف بتعارض أمارتني فصاعدا عنده؛ فتص قطعية عند ظنية لغريه، أو له يف وقت آخر، وتكونية عنده، ورمبا تكونإليه؛ فهي شك

.)٣٢٨(آخرين

فاتواملعرأحوال، وعلى و ع هذا قد تكون أخبارا، وقد تكون قرائنفق ذلك يتنووععارض إىل ما يليالنمن الت :-

هما قبول أقواهلما وذلك بأن خيرب شخصان ممن شأن: )٣٢٩(ارض األخبار تع-:أوالشرعا خببرين متناقضني ال يسعفهما اال التطبيقي بإمكان االجتماع، وخيتلف احلكم يف

عارض؛ فقد يتساقط اخلبوع من أنواع التحينئذ هذا الن رجعبينهما؛ وي رجيحران إذا امتنع الت

، وقد أنكر على من قال من األصوليني بأن األصل يف )١/٣٧٠: (الفتاوى الكربىابن تيمية، -327 بعضأنو ..ن له قدمابقني مم من السه عن أحدر أصلؤث لم يرتأخ مقول: األعيان احلظر؛ وذكر بأنه

ممبدارك األحكامط علماحن لم ي ،ولم ي؛ االشتباه يف مظان متييزاؤترمبا سح رع ب ذيل ما قبل الشالفتاوى : ؛ انظرباع االتنن سوال يثلم، اإلمجاع حرميال يهتك.. قبيح هذا غلط إال أن؛على ما بعده

العلماء حول هذه املسألة، وما استدل به كل فريق ملذهبه؛ واملتأمل يف مذاهب ؛)١/٣٧١: (الكربىي األحكام يدرك أن اخلالف فيها خالف نظري، وال عالقة له بواقع التشريع، وال تأثري له يف مبان

.العملية: املستصفى الغزايل، :؛ وانظر يف نفس املعىن)٣/٢٧١: (بدائع الفوائدابن القيم، -328

).٣٥٣/ص(هو : ؛ وقيلهطابق يف اخلارج ت نسبةالذي له الكالم: االصطالح األخبار مجع خرب، وهو يف -329 ؛ زيد أقائم: حنو؛ أو تقديرا، قائم زيد: حنو؛مه لفظا إىل ما تقدسند م،ةفظي عن العوامل اللدرافظ لال

احلدود األنصاري، : ؛ انظردق والكذب للص وهو الكالم احملتمل،كوت عليه الس ما يصحر اخلب:وقيل ).١٢٩/ص: (التعريفات، واجلرجاين، )٨٥/ص: (األنيقة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 114: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٤ -

تبار األصل السابق عليهما إن كان للمسألة أصل ميكن استصحابه، وهذا اإلجراء هو إىل اعاملعول عليه يف باب الدعاوى واخلصومات غالبا، ملا تتطلبه طبيعة املشاحة فيها من تغليب

اء من وقد يعطى من يتعلق به اخلبر حرية االختيار يف تقليد من ش، )٣٣٠(االحتياط على غريهن خفيت عليه القبلة؛ املخبرين، وذلك عند انتفاء أوجفاضل بينهم، كما يف مسألة مه الت

.)٣٣١(وتضاربت لديه أخبار الثقات عن جهتها

ها متفاوتة تفاوتا كبريا والقرائن أنواع خمتلفة، ودرجات: )٣٣٢(قرائنال تعارض -:ثانيايف تقدمي األقوى عند التعارض، وإمنا اإلشكال يظهر من حيث القوة والضعف، وال إشكال

قتضياتعندما تتعادل مبينها؛ مم رجيحلجئه إىل ها يف نظر املكلف، وميتنع عليه التالعمل ا ي يطمئن إليه يف مقام امتثال التكليف، وجمانبة الوقوع حتصيل ما من أجلاالحتياط؛مبسلك

من املتاع يف نهب نوعد يق :غزايل يقول الذلك التمثيل ليفو؛ ما أمكنيف ورطة املخالفة فيدل؛الحل من أهل الص يف يد رجرى مثال في؛هب وقوع مثله من غري النويندر ،وقت

ويدل،ه حاللصالحه على أن نوع املتاع وندور فيتعارض ؛ه حرامه من غري املنهوب على أن .)٣٣٣(األمران

اختالف الفقهاء يف األمني إذا قبض الوديعة -: به لذلك أيضاثيلومما يصلح التم: القول قوله؛ ألنه أمني، واألمني مصدق، وقيل: تنازع مع املالك يف ردها؛ فقيل ثم ببينة،

القول قول مالك الوديعة؛ لشهادة قرينة احلال له، وهي كون القابض ببينة ال يسلم ما قبضه

، وابن )١/١٦: (الفروق، والقرافي، )٢/٥٣: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر -330

شرح حتفة ، وميارة،)١/٣٧٩: (تبصرة احلكام، وابن فرحون، )٣٦٤/ص: (القواعدرجب، ).١/٩٢: (احلكام، )٣/١٩٤: (اموع، والنووي، )١/٣٣٧:(رد احملتارابن عابدين، : سألةامل يف هذهانظر -331 ).١/٢٦٧: (املغيندامة، وابن قابن : القرائن مجع قرينة، وهي يف اللغة مأخوذة من املقارنة؛ وهي املرافقة واملصاحبة؛ انظر -332

كل أمارة ظاهرة تقارن شيئا خفيا؛ فتدل عليه : ، ويف االصطالح)٤/٢٥٨: ( العربلسانمنظور، ).٢٢٣/ص: (التعريفاتاجلرجاين : انظرنفيا أو إثباتا؛

).٤١/ص: (الورعاألبياري، : ؛ وانظر)٢/١١٧: (اإلحياء الغزايل، -333

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 115: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٥ -

احتياطا يف تطلبيوذلك ؛ )٣٣٤(لها؛ فأورث ذلك سوء الظن يف الرد بغريهاغالبا إال مبث .أحكامها تقرير قبلقائعالتعامل مع مثل هذه الو

وذلك بأن يتعارض خبر من شأنه قبول قوله : ض األخبار مع القرائن تعار-:ثالثا من أوجه التنسيقجيح بينهما بوجهشرعا مع قرينة حالية مشعرة خبالف مقتضاه، وميتنع التر

ومن األمثلة على ذلك أن يشهد عدالن منفردان برؤية اهلالل حال الصحو؛ ؛ةرعتبامل فالظاهر من حاهلما الصدق؛ إذ غالب أحوال العدل اجلري على أحكام الشريعة؛ ولكون

الناظر جيد ورث شبهة يف النفسإن ذلك يف؛ ؤية غالبارال يف الناسالصحو قرينة اشتراكا يرجح به طرفا على آخر؛ احتياطا ألمر عم والبحثنفسه أمامها مدفوعا إىل التفتيش

.)٣٣٥(عبادةالوال خيتلف الفقهاء يف جواز العمل مبا يظهره الترجيح عند تعارض املعرفات؛ وأما إذا

،رجيحإليه منها؛ فقد اختلفيستطع املكلف ال ولم تعذر الت ؛ فيهواوقوف على ما يطمئن الناشئة من و ،ة على غلبة الظنينب؛ تقدميا للعمل باألمارة امليتوقف؛ وقيل جيوز اإلقدام: فقيل

.)٣٣٦(ظاهر احلال دركح هو مال عند انتفاء املرجمن ذلك أن العمل باالحتياط يف هذا ا وواضح

الذي يبعث يف م يف واقع احلال شاهد الترجيح التربص حىت يقومالقائلني بالتوقف ولزوفإن كانا : بن عبد السالماقال ؛ ما يريد اإلقدام عليهسالمةى نفس املكلف االطمئنان إل

تساويني من كل وجه وجب التوقماألحكام؛ إذ ال جيوز ؛ ف ستندالذي هو م النتفاء الظنفإذا تعارض دليالن ظنيان؛ فإن وجدنا من أنفسنا ، إال بعلم أو اعتقاداحلكم يف الشرع

؛ حكمنا به، وإن وجدنا الشك والتردد على سواء؛الظن املستند إىل أن أحد الدليلني أقوىوقفوجب الت)٣٣٧(.

: املقدمات املمهداتابن رشد، : عىنويف نفس امل ،)٦/٥٤: (الذخريةالقرافي، : انظر -334

)٢/١٢٤(. ، ١/١٥٧: (الذخريةالقرافي، ، و)٢/٥٧: (قواعد األحكامابن عبد السالم : انظر -335٥/٣٢٩(.

).٤٢/ص: (الورعاألبياري، : ، ويف ذات املعىن)٢/١٣٠: (اإلحياءالغزايل، : انظر -336 ).٢/٥٣: (مقواعد األحكا ابن عبد السالم، -337

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 116: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٦ -

كلفني، وباختالف احملال اليتوال شك أن احلكم يف ذلك خيتلف باختالف امل، وليس ممكنا حبال القول فيه برأي ال خيتلف؛ غري أن العمل ها األماراتتتعارض يف شأن

على كل حال واملوضع؛مبوجب االحتياط قد يكون املنهج األسلم يف كثري من قضاياه ؛مبا ينبعث يف روعه من الظنون املعتبرةموضع اجتهاد ونظر، وال حجر على أحد يف العمل

ب دليل ها؛ بل خيتلف ذلك باإلضافات؛ فراألمارات الظنية ليست أدلة بأعيان: قال الغزايلورمبا يفيد الظن لشخص ، يفيد الظن لزيد، وهو بعينه ال يفيد الظن لعمرو مع إحاطته به

.)٣٣٨(واحد يف حال دون حال

ابعاملعىن الر :ب احمللمبب احمللل كل :لقارنة املخالفة للسبوجبة واملراد بالسصفة م لسبب ل املخالفة مقارنةو ،)٣٣٩( بفعل املكلفم قائمة باحملل، أسواء أكانتللتحليل شرعا؛

وال ينتج عنه أي أثر، وذلك ، ؛ فيكون السبب يف حكم العدم له اتفاقاطلةقد تكون مباحمللل وجبة م تكون املقارنة غري حكم الشارع يف املسألة، وقدليس من حمال االحتياط؛ لوضوح

بب املقارن هلا، وجبةلإلبطال، أو ماتج عن السة األثر النحكم بصح ارعله؛ غري أن الش ؛املعىن بيان ذلكويف؛ وذلك هو مثار الشك الذي قد يكون سببا معتبرا للعمل باالحتياط

السبب احمللل معصية؛ إما يف قرائنه، وإما يف لواحقه، وإما يف أن يتصل ب: يقول الغزايلسوابقه، أو يف عوضه، وكانت من املعاصي اليت ال توجب فساد العقد، وإبطال السبب

.)٣٤٠(احمللل

ي على تأتلألسباب احملللة املصاحبة اتوبناء على كالم اإلمام الغزايل؛ فإن املخالف :أربعة أقسام

).٣٥٣/ص: (املستصفىالغزايل، -338 ).٤/٣٧٢: (فتاوى الرمليالرملي، : انظر-339؛ وقد عبر اإلمام الغزايل )٤٤/ص: (الورعاألبياري، : وانظر). ٢/١١٠: (اإلحياء الغزايل، -340

ف قد يقع يف خمالفة األوامر؛ وهو عن املخالفة باملعصية، ويف نظري أن التعبري باملخالفة أوىل؛ فإن املكلذاهل عن احلكم، أو جاهل له بالكلية؛ دون أن يقصد معاندة الشارع؛ فال يكون ذا االعتبار آمثا مع كونه خمالفا؛ خبالف املعصية؛ فإن التأثيم الزم هلا؛ مث إن النواهي الواردة عن بعض املعامالت ليست

؛ بل الكثري منها حممول على الكراهة؛ خصوصا املقترن منها مبا يدل على أنه كلها حممولة على التحرمي .جارى جمرى التوجيه واإلرشاد

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 117: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٧ -

فإن كان أثر املقدمة منقطعا؛ يف املقدمات؛ واقعةخالفةأن تكون امل: سم األولالقعدم التورع باملعاصي وفمن عروالبضائع اليت يبيعها ؛ ن يف ماله دخنمها جيريكاآلبار اليت وال يتعلق ألحد من اخللق حق بشيء من ذلك بعينه؛ فال كراهة يف تناوله، ولم ،عن احلرام

معاملة كل من عصى اهللا يوما؛ ركألنه يؤول إىل ت تركه تكلف مذموم؛ ؛ بلورع يف تركه سببا ملا يريد تناوله واالنتفاع به؛ وذلك غاية التنطع عصيانالحتمال أن يكون ذلك ال

ملا جيره مسالكه غري املتناهية؛ لوج و علىهنفس كلفملا حيملأن والتكلف الذي ال ينبغي .عليه من حرج ينكد حياته، ويكدر صفوها مبا ال طائل حتته

وقد امتنع قوم من أكل : األبياري اإلماملوقويف تقرير ذلك املعىن والتنويه بشأنه؛ ييا أهل الكتاب ال تغلوا ﴿: طعام املغتاب، وهذا عندنا من التنطع والغلو، وقد قال اهللا تعاىل

؛ وإن نقل هذا عن )٣٤٢(هلك املتنطعون: ، وقال رسول اهللا )٣٤١(﴾حلقيف دينكم غري اه؛ فجعل هذا وسيلة إىل انقطاعه ؤية الظالم أو مقاربته ر؛ فالظن به أنه كر)٣٤٣(معتبر .)٣٤٤(عنه

مانع من التورع فال ؛ ظلمابزرع الغريكالشاة املعلوفة وأما إن كان أثر املقدمة قائما؛ د االنتفاعخالفة وقيامه يف العني اليت يرالبقاء أثر املوذلك ؛ شرائها، أو تناول شيء منهاعن مبا يكون ور، لبقائها وقد كان سببا، ذلك معصيةفإن: ها، ويف تعليل ذلك يقول الغزايلب

،جبايكن وا لم وإن؛ مهم وهذا الورع،الباقي من دمها وحلمها وأجزائها من ذلك العلفونلفقل ذلك عن مجاعة من الس)٣٤٥(.

سلم األبياريه قريبا من ورع امل لهولم يوأرجعوسوسني؛ ذلك، وعدف سبب اجلنقد يتوهم : قالف ناشئ عن حق الغري؛ هوبني ما هو حق للغري، وبني ما فيه إىل عدم التمييز

).١٧١: (النساء، اآليةسورة -341، ٢٦٧٠: هلك املتنطعون، رقم: العلم، باب: أخرجه مسلم عن عبد اهللا بن مسعود، كتاب-342

النووي، : ن املغالون ااوزن احلدود يف أقواهلم وأفعاهلم؛ انظرهم املتعمقو: ، واملتنطعون)٤/٢٠٥٥(سلمشرح م) :١٦/٢٢٠.(

.وإن نقل التورع عن ذلك عن بعض العلماء من ذوي االعتبار؛ فينبغي محله على ما ذكره: أي-343344- ،األبياري الورع) :٤٨/ص(الغزايل، : ؛ وانظراإلحياء) :٢/١١٣.( ).٢/١١٢: (اإلحياء، الغزايل-345

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 118: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٨ -

ليس كذلك؛ بل ال حق لرب الزرع يف اللحم أن اللحم النابت عن مال الغري كمال الغري، وطلقا؛ وإمنا يكون حقه مة املالك يف بعض األحوال على تقدير أن يكون منه متعلقا بذم

ميتنع الشراء من اللحم، وال شراء الشاة، وال يكره لم تسليط أو تفريط، وإذا كان كذلك .)٣٤٦(ذلك

اجلمعة، والصالة النداء يوم يف القرائن؛ كالبيع وقتفةخالأن تكون امل: القسم الثاينوليس منشأ الشبهة يف مثل هذه الصور من سروقة،يف األرض املغصوبة، والذبح بالسكني امل

ها من االختالف الواقع بني العلماء ؤذات التصرف؛ وذلك لوضوح املخالفة فيه؛ وإمنا منشقال ابن أو ال؟ املنهي الوصف غري املالزم؛ هل يقتضي فساديف مسألة النهي املتوجه إىل

العريب :فأما النهيعنه؟ على فهل يدل؛يء عن الش اختلف حسنة فهي مسألةفساد املنهي ، وعدم االعتداد به شرعا، على فسادهيء يدل عن الشهي الن: فقال قائلون؛العلماء فيها: هي على قسمني النن مالك أ من مذهبحيحوالص.. فساده على ال يدل:وقال آخرون

نهيعنه يكون ملعىن يف املنهي هي؛ يكون ملعىن يف غريه، ون؛ عنه فإن كان ملعىن يف املنهي ه ال األغلب فيه أن إال أن؛ فذلك خيتلف؛ عنه وإن كان ملعىن يف غري املنهي، على فسادهدل

.)٣٤٧( على الفساديدل

من ج اخلرو بني احلل والتحرمي؛ كان إذا كانت دائرةاملسألة خيفى عليك أن الو مسلكا من مسالك االحتياط احملمود، وصنفا من صنوف التورع اخلالف احلاصل فيها

على فساد يدل ولم ،ودهي ورد يف العق نفكل: املشروع؛ ويف التنويه بذلك يقول الغزايل هذه األساليب حمكوما بيكن املستفاد لم وإن؛ميع ذلك ورعتناع من ج االم فإن؛العقد .)٣٤٨(بتحرميه

346- ،األبياري الورع) :٤٩/ص( على أن رب قاق واقعا؛ فإن االتجد وجيه ؛ وما ذكره األبياري

ابن قدامة، : الزرع له املطالبة بتعويض ما فاته من زرعه، وليس له حق يف الشاة اليت أتلفت الزرع؛ انظراملغين) :٣/٢٧٢(و ،وعة الفةاملوسقهي) :١/٢٢٤.(

347- ،ابن العريب ولاحملص) :؛ وما ذكره مذهبا لإلمام مالك )٧١/ص ميثل مذهب احملققني من : إرشاد الفحول، والشوكاين، )٣/٣٨٩: (البحر احمليطالزركشي، : علماء األصول؛ انظر

).٢٩٤/ص: (إجابة السائل، والصنعاين، )١٦٥/ص( ).٢/١١١: (اإلحياءايل، الغز: انظر-348

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 119: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٠٩ -

روى فقدن يتلقى الركبان؛ عن ربح م التورع:ها لذلكاليت ميكن سوق ومن األمثلةكم وال يبع بعض،وا الركبان للبيعلقال ت : قالول اهللا رسنأن أيب هريرة اإلمام مالك ع

كراهة أو حترمي؟ والكراهة أدنى هيواختلف العلماء فيه؛ هل هو ن؛ )٣٤٩(لى بيع بعضعأحوال ذلك النهي؛ ولذلك كره بعض أهل العلم التعامل معه بعني الربح الذي جناه من

ال يطيب للمتلقي ربح ما تلقى؛ فال أحب أن يشتري : قال ابن املواز: قال الباجيالتلقي؛ ه قيل لهمن حلم ما تلقى؛ وروى عيسى عن ابن القاسم يف العة أنبح؟ : تبيق بالرتصدأي

القول وجه ويف بيان ؛)٣٥٠(أر به بأسا لم ولو فعل ذلك احتياطا؛، ليس حبرام: فقال، تنب على فساد العقود لم وهذه املسألة: يقول األبياريوعية االحتياط يف هذه املعاملةشرمب

وخلل يف املعامالت؛ فإن شراء التلقي ليس بفاسد، ولكن فيه احتمال تعلق حق أهل األسواق باملشتري؛ فيضاهي من هذه اجلهة ما هو كاملغصوب؛ فال يكون امللك له مطلقا؛

.)٣٥١(فيكون للورع فيه مدخل على هذا التقرير

؛ تساحما ظاهرانوع من املخالفاتإطالق الشبهة على هذا اليف واعتبر الغزايل أن الشبهة يف غالب األمر تطلق إلرادة االشتباه واجلهل، وال اشتباه هنا؛ : وعلل ذلك بكون

احلاصل من وتناول، الذبيحة أيضا معلوم بالذبح بسكني الغري معلوم، وحلبل العصيانوالكراهة،هذه األمور مكروه ت أ فإن ؛حرميشبه التله هذا شبهة فتسمية؛بهة هذاريد بالش

، ١٣٦٦: ما ينهى عنه من املساومة واملبايعة، رقم: البيوع، باب: ، كتاباملوطأ مالك، -349

والبقر اإلبل لحفي ال أن للبائع هيالن :البيوع، باب: ، وأخرجه من طريقه البخاري، كتاب)٢/٦٨٣( على جلالر بيع حترمي :البيوع، باب: كتاب، ومسلم،)٢/٧٥٥(، ٢٠٤٣: رقم،لةحفم وكل والغنم

).٣/١١٥٤(، ١٥١٥: رقم،جشالن وحترمي سومه على وسومه أخيه بيع350- ،الباجي املنتقى) :٥/١٠٣(؛ وانظر : ،األبياريالورع) :٦٨/ص.( 351- ،األبياري الورع) :٦٨/ص(ة النهي عن ؛ واملعىن الذي أشار إليه هو ما علل به فقهاء املالكي

أنه جعل للبائع حق اخليار إذا أتى السوق؛ التلقي؛ ونازعهم يف ذلك غريهم من الفقهاء مبا ثبت عنه ، غريهال حلق، هكبان حلقي الرهي عن تلق الن على أن له يدل اخليار يب النوجعل :قال ابن قدامة

باحلكمة فسخ فال يليق؛ لفضل اهللا تعاىلبتغ منهما ماحد و كل يف أن،يتلقوق كامل اجلالس يف السوألن اجلالس أوىل من رعاية حق حقوليس رعاية، رر عن مثله للض دفعا؛رر به الضوإحلاق، عقد أحدمها

ابن قدامة، : ؛ انظرج على مثل هذاعر فال ي؛هم يف سلعتهوق كل أهل الس اشتراك وال ميكن،يتلقامليناملغ) :٤/١٥٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 120: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٠ -

وجه،وإال فينبغي أن ي ال شبهةى هذا كراهةسم ،وإذا ع ؛ىرف املعنفال م ة يف شاح .)٣٥٢(األسامي

يعلم حبرمة العوض املكلف؛ فإن كانعوض يف الخالفةأن تكون امل: ثالثالقسم الوجيب فسخ ما قام به؛ ورد ، بفعلهفهو عاصوتعمد الشروع فيها؛ قبل إجراء املعاملة؛

،ه أخرجه باختيارهألن ؛ لههجيب رد لم ه؛فإن استوىف باذله عوض ؛ إىل باذلهالعوضواستوىف عوض؛مه احملرفال جيوز له بني العوضجمع أن يله يف ذلك إعانة فإن؛ض واملعو

ه الفاحشة إذا علم أناين وفاعلريد الزماذا ي و؛لمعاصي عليهل ا وتيسري،م والعدوانعلى اإلثهينال غرض،؟ ماله ويسترد!فهذا مم ا تبه القول وال يسوغ،ريعة عن اإلتيان بهصان الش .. وقبحهذا م ؛ه ولكن ال يطيب للقابض أكل؛ فال تأيت به شريعة؛ يف فطر مجيع العقالءستقر

ذ خن ألم م ال لظ،هكسبه خلبث م ولكن خبث؛ول كما حكم عليه رس؛بل هو خبيث فله أن يأخذ قدر؛ إليه فإن كان حمتاجا؛دقة بهوبة بالصص منه ومتام الت التخل فطريق؛منه

، كان أو منفعةضه عيناوبث عخ ل كسب خبيث كل فهذا حكم؛ق بالباقي ويتصد،حاجتهوال يلزم من احلكم خببثه وجوبه على ردفإن؛افع الد النيب حكم خببث كسب

اماحلج،وال جيب ه على دافعه رد)٣٥٣(.

منه املشتري ثقضيهي و،ة يف الذم شيئابيعأن يكوض؛ يكن يعلم حبرمة الع لم وأما إذاجيز له أخذه وفاء عن لم فإن كانت حرمته ناشئة من تعلق حق الغري بعينه؛من مال حرام؛

ود من األموال املغصوبة الوجما يف: -كما يقول ابن تيمية-السبب يف ذلك دينه؛ و ، أوسرق مااله أن فمن علمت؛هن عرفه املسلم اجتنبإ ؛باح بالقبضود ال تواملقبوضة بعق

ال ،ي أن آخذه منهجيز ل لم ؛ بغري حقوب قهراه فأخذه من املغص أو غصب، أمانتهخانه يف

).٢/١١١: (اإلحياء الغزايل، -352 بن رافع عن؛ واحلديث الذي أشار إليه رواه مسلم )٥/٦٩٠: (زاد املعادابن القيم، : انظر-353؛ خبيث اماحلج وكسب ،خبيث البغي ومهر ،خبيث الكلب مثن: قال اهللا ولرس أن خديج بيع عن هيوالن البغي ومهر الكاهن وحلوان الكلب مثن حترمي :اباملساقاة، ب: مسلم، كتاب: انظر٣/١١٩٩(، ١٥٦٨: ، رقمورالسن.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 121: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١١ -

؛ عن قرض وال وفاء،بيعمن م وال ث،جرةأ عن وفاءالو ،عاوضة وال بطريق امل،بةبطريق اهل .)٣٥٤( مال ذلك املظلوم هذا عنينإف

وض، وأرباح فوائد القركسب؛ كخباثة ال من جهة ناشئةوأما إن كانت حرمة املال املظلومني حق أن السبب يف ذلك و أن يستوفي دينه منه؛؛ فال مانع من ذلكمار وحنوالق

اليت يف يده ال يستحق وهذه األعيان،تهثبت يف ذم ؛ونها بعينها املظلومفم ه عليها عاوضتن شاء اهللا من وذا أفىت يف مثل هذا م ما أخذه بغري حق املظلوميعط وعليه أن ي،جائزة

: قال النيب نإ ف؛لغرماء مبطله لم وهو ظال،اس للنن عليه دين و هذا كسائر م،العلماءعاوضة املثل و زيادة جاز م يده بذا عاوض على ما يفإ مع هذا مث؛ )٣٥٥( ظلم الغينمطلولم ،فاق العلماءبات يراء منهكره الش)٣٥٦(.

وأبرأه البائع،من من احلرامفإن قضى الث: الغزايل بقولهه الذي قرر عينهوهو املعىنهمع العلم بأن؛ حراميبق عليه إال مظلمة ولم ،ته فقد برئت ذمتصر راهم احلرام فه يف الد

.)٣٥٧(بصرفها إىل البائع

ومع جواز املعاوضة على مثل هذا املال؛ فإن مقتضى االحتياط تركه؛ خروجا من انبي؛ ويف )٣٥٨( مطلقا؛ ولو على وجه املقاضاة واالستيفاءعلماءخالف من حرم أخذه من ال

نت من املعصية إذا متك ألن؛همن الورع امل فم؛ عنها االمتناعفأم: يقول الغزايلذلك

).٢٩/٣٢٣: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -354: مطل الغين ظلم، رقم: االستقراض وأداء واحلجر والتفليس، باب: أخرجه البخاري، كتاب-355 قبوهلا واستحباب احلوالة ةوصححترمي مطل الغين : اة، باباملساق: ، ومسلم، كتاب)٢/٨٤٥(، ٢٢٧٠ ).٣/١١٩٧(، ١٥٦٤: ، رقميءمل على حيلأ إذا

، والباز، )٢/١١٣: (اإلحياءالغزايل، : ؛ وانظر)٢٩/٢٤٢: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -356أحكام املال احلرام) :٣١٩/ص.(

).٢/١١٣: (اإلحياء الغزايل، -357إذا كان املسلم معروفا بأكل الربا : هؤالء ابن وهب من املالكية؛ حيث قال يف فتوى له ومن -358

؛ والعمل به، وببيع اخلمر؛ لم أر ألحد أن يتسلف منه، وال يقتضي دينه منه، وال يخالطه وال يؤاكلهعلماء يف هذه املسألة ؛ وانظر تفاصيل أقوال ال)١٨/٥١٤: (البيان والتحصيلابن رشد اجلد، : انظر .، وما بعدها)٣١٤/ص: (أحكام املال احلرامالباز، : عند

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 122: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٢ -

بب املالسوصل إىل الشيء تشتدمن ولوال الث؛منوصلة الث وأقوى األسباب امل..ة فيه الكراهياحلرام؛ بتسلميه إليه ملا رضي البائعفرضاه ؛ شديدةاهية كرخرجه عن كونه مكروها ال ي ولكنبه العدالة ال تنخرم )٣٥٩(.

ابعالر فضي يف شمليذلك وأن تكون املخالفة يف اللواحق؛ :القسمف يكل تصر بيع ومن أمثلة ذلك احلكم، وضعسياقه إىل احتمال وقوع ما يناقض مقصود الشارع من اء البيت ملن يفجر فيه؛ ويف حكم العنب ملن يعصره مخرا، وبيع السالح ملن يظلم به، وكر

ومذهب اجلمهور حترميه ؛ذلك التصرف، وما يدره على صاحبه من مال خالف بني العلماءهى اهللا عز وجل عنه م، وقد ن؛ ألنه من قبيل التعاون على اإلث)٣٦٠(ق اختاذه لذلكحتقإن العنب ملن بيعال جيوز: بن تيميةقال ا؛ )٣٦١(﴾م والعدوانوا على اإلثوال تعاون﴿: بقوله؛ه مخرايعصربل قد لعن رس ول اهللا من يعصرالعنب ملن يت فكيف بالبائع ؛)٣٦٢(مراخذه خ ؛هيب وال تزبه رطباميكن بيع لم ذاإه نإ ف؛ى ذلكلإ وال ضرورة ،عاونة م هو أعظميله الذ .)٣٦٣( وحنو ذلك أو دبساخذه خاله يتنإف

وا إىل إبطال املعاملة من أصلها، ولزة واحلنابلة؛ فذهبوم فسخها إن وبالغ فقهاء املالكيإقامة للمآل مقام احلال يف إبطال السبب وذلك ؛ )٣٦٤( فيهاوضوقعت، وحرمة االنتفاع بالع

).٢/١١٣: (اإلحياء الغزايل، -359، )٩/٤٣٢: ((اموع، والنووي، )٢/٢٨٨: (الفواكه الدواينالنفراوي، : انظر يف ذلك-360

: احمللى، وابن حزم، )٤/١٥٤: (ملغينا، وابن قدامة، )٢/٢٢: (دقائق أويل النهىوالبهويت، )١٢/٣٧٧.(

).٢: ( املائدة، اآليةسورة -361 عشرة على اخلمر عنتل: قال أن النيب ويعين به ما رواه اإلمام أمحد عن ابن عمر -362عنتل :جوهو وبائعها ،وساقيها ،هاوشارب ،بعينها اخلمر، وعاصرها ،بتاعهاوم، اوحامله ،عتصرهاوم،

؛ وإسناده حسن مبجموع طرقه؛ )٢/٢٥(، ٤٧٨٧: ، رقماملسند: ؛ انظرمثنها وآكل ،إليه واحملمولة ).٢/١٨٩: (التحقيق يف أحاديث اخلالفابن اجلوزي، : انظر

).٢٩/٢٣٦: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -363، وابن )٢/٢٢: (دقائق أويل النهى، ، والبهويت)٢/٢٨٨: (الفواكه الدواينالنفراوي، : انظر-364 ).١٢/٣٧٧: (احمللىحزم،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 123: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٣ -

رع الشأصول فإن؛ فاعله ويلعن، اهللايبغضه على ما الظاهرةعاونةاملسدا لباب احمللل، و .)٣٦٥(طالن العقد عليه وب،وقواعده تقتضي حترميه

وخالفهم يف ذلك اإلمام الشافعي جريا على أصله يف اعتبار الظواهر والبناء على وال حيرم ،يف على أن يقتل بهجل أن يشتري الس للرأكره: وفقها ما أمكن؛ حيث قال

على بائعه أن يبيعه مم؛ لما به ظه يقتلن يراه أنفس وال أ، بهه قد ال يقتلألندعليه هذا البيع ،جل أن يبيع العوكما أكره للرنب ممن يراه أنوال أه مخراه يعصر ؛ إذا باعه إياهفسد البيعه ألن ل به أحدايف أن ال يقتويف صاحب الس، أبداوقد ميكن أن ال جيعله مخرا، باعه حالال

.)٣٦٦(أبدا

دائرة بني أصلني؛ كالمها يعد من مثارات الشكوك اليت -كما ترى-سألة وهذه امل أمثال هذه احلكم علىتلجئ املكلف إىل لزوم مسلك احليطة واحلزم قبلمن شأنها أن : الشارع إىل ما يناقض مقصود غالبااملعامالت اآليلة

اخلالف يف صحتها من ليت قويأما األصل األول؛ فهو ما تقرر من أن ترك العقود اوقد اختلف العلماء يف صحة ذلك، ويف حل الثمن املأخوذ : الغزايل؛ قالالورع املؤكد

ولكنه يعصي ..منه، واألقيس أن ذلك صحيح، واملأخوذ حالل، والرجل عاص بعقدهوذ من هذا مكروه كراهية عصيان اإلعانة على املعصية؛ إذ ال يتعلق ذلك بعني العقد؛ فاملأخ

.)٣٦٧(هم، وليس حبرامه من الورع املشديدة، وترك

؛ ونتائجهاوأما األصل الثاين؛ فهو ما سيأيت ذكره من لزوم اعتبار مآالت األفعال حيرم بيع: ؛ قال النفراوي)٣٦٨(إىل احملرم الفعل بخصوصا عند قيام ما يشعر بقصد التوسل

لم ما عومثله كل، سلما لبائعه ولو مرد وي،فسخ إن وقعوي، ه يعصره مخراعلم أنيالعنب ملن

).٥/٦٩٠: (زاد املعادابن القيم، : انظر-365366- ،افعيالش األم) :؛ انظر)٣/٧٥صحيح والبيع ،؛ واملذهب أن ذلك حرام : ،األنصاري أسىنعصية بعينه، ومن ذلك العنب؛ وهل هو ؛ ومذهب احلنفية جواز بيع ما ال تقوم امل)٢/٤١: (املطالب

: رد احملتار، وابن عابدين، )٦/١٠٧: (فتح القديرابن اهلمام، : مكروه؟ خالف يف املذهب؛ انظر)٤/٢٦٨.(

).٢/١١١: (اإلحياء الغزايل،-367 ).١٢٩/ص: ( انظر-368

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 124: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٤ -

أو ،خذها ناقوسا ملن يت أو خشبة، للفعل به كشراء مملوك؛شتري يفعل به ما ال حيل املأن .)٣٦٩( ملن يعملها كنيسةأرضا

هو ما م من هذه األقسام؛ قسنضوية حتتاحلكم على أية معاملة مواألصل العام يف ما حل بوصفه وسببه؛ فهو حالل بين، وكل ما حرم كل: بن عبد السالم بقولهاأشار إليه

بوصفه وسببه؛ فهو حرام بين، وما اختلف فيه العلماء يف وصفه أو سببه، أو بوصفه دون ومراتب الورع فيه على سببه، أو سببه دون وصفه، أو فيهما معا؛ فهو حمل االشتباه،

،حرمي تأكد الورععف؛ فإن قويت أدلة التة والضحسب مراتب أدلة حترميه وحتليله يف القوالورع فت خفوإن ضع)٣٧٠(.

كوك اليت قد وكذلك من مناشئ الش :)٣٧١(معارضة الظاهر لألصل :امساملعىن اخل األصل والظاهر تعارضوضة الظاهر لألصل؛ تعترض املكلف يف مقام امتثاله التكاليف معار

جيري عليه القانون الذي حيكم تعارض األدلة الشرعية، وترجيح أحدمها على اآلخر ينبغي أن حتكمه قواعد الترجيح املقررة عند األصوليني؛ ومن البدهي أن تكثر خالفيات هذا

: قال العز بن عبد السالم؛حبكم طبيعته إىل النزاعالباب؛ ألن الترجيح عمل اجتهادي يدعو

369- ،فراويالن واينالد الفواكه) :٢/٢٨٨.( ).٤٢٧/ص: (شجرة املعارف واألحوالالم، ابن عبد الس: انظر-370؛ واملراد )٨/ص: (خمتار الصحاحالرازي، : ما يبىن عليه غريه، ويتفرع عنه؛ انظر: األصل لغة-371احلالة العامة اليت هي مبثابة قانون مرعي ابتداء بال حاجة إىل دليل خاص عليه؛ بل يعتبر -:به هنا

الواضح والبارز؛ : والظاهر لغة؛ )٢/١٠٦٤: (املدخل الفقهي العامالزرقا، : ؛ انظرمسلما بنفسهاحلالة القائمة اليت تدل على أمر من -:، واملراد به هنا)٤٠٧/ص: (خمتار الصحاحالرازي، : انظر: القواعد الكلية، شبري: ؛ وانظر)٦١/ص: (شرح القواعد الفقهيةالزرقا، : ؛ انظراألمور

أو القرائن القوية الدالة على ذلك، واملخالفة : ، وقد أضاف على تعريف الشيخ الزرقا قوله)١٣٨/ص(كم اليقيينللح عارضاإال م منه أن الظاهر ال يقع يلزم اللة بكونها خمالفة للحكم اليقيينه الدوتقييد ،

قيقة الواقع املستقرأة من الفروع تفيد غري ذلك؛ بل إن األصل والظاهر قد لألصل يف مجيع صوره، وح .يتضافران يف الداللة على احلكم يف بعض املسائل

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 125: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٥ -

وخيتلف العلماء يف ترجيح أحدمها؛ ال من جهة كونه ،أصل وظاهر وقد يتعارض .)٣٧٢(استصحابا؛ بل ملرجح ينضم إليه من خارج

ال يتصور وقوعه بني كل أصل وظاهر متنافيني يف مبعناه االصطالحيالتعارضوى شروطه؛ واليت من أمهها كون طريف النزاع على درجة مقتضى احلكم؛ وإمنا يقع إذا استوفإذا تعارض األصل والظاهر؛ فإما أن يكون الترجيح و؛ )٣٧٣(رمن القوة اليت تتطلب دقة النظ

ه اآلراء يه األنظار وتتعدد فيثابتا ألحدمها من غري خالف معتبر، وإما أن ختتلف فإىل الظاهرواملذاهب لتفتعمل باألصل، وال يا أن يعمل بالظاهر ، ، وحينئذ فإما أن يوإم

وإما أن يخرج يف املسألة خالف ونزاع؛ تارة بني خمتلف املذاهب، ، وال يلتفت إىل األصل .)٣٧٤(وتارة بني أصحاب املذهب الواحدبتة؛ فإن قانون الترجيح يقتضي التمسك به حىت يثبت ما ولكون األصل هو احلالة الثا

يخالفه، ويرقى إىل املستوى الذي يؤهله لرفع األصول الثابتة، واألحكام املستقرة، وبالنظر يف أحوال التعارض، والفروع املبنية عليها؛ ميكننا القول بأن الظاهر إمنا يقدم اعتباره والعمل

-:؛ ومهابه يف حالتني

؛ فإن العمل به مقدم كذلكذا كان الظاهر فإ: من حجج الشرعأن يكون: األوىلعلى التمسك باألصول اليت يعارض مقتضى أحكامها إمجاعا؛ وال يكون الظاهر كذلك إال

العمل بقولهإذا كان م ن جيب؛ وهو قول مم ومن أمثلة ما ق؛ )٣٧٥(ستندا إىل سبب شرعيد؛ ها العمل ب إذا استوفت شروطلكونه من حجج الشرع؛ الشهادةفيه الظاهر على األصل

وأمجعوا : ل ابن فرحونوق؛ ويف تقرير ذلك يراءة العقلية اتفاقا على أصل البمقدمةفإا صل براءة فإن الغالب صدقها، واأل، على اعتبار الغالب وإلغاء األصل يف البينة إذا شهدت

).٢/٥٦: (قواعد األحكامابن عبد السالم، -372، )١/٣٦: (األشباه والنظائر، وابن السبكي، )١/٣١٢: (املنثورالزركشي، : انظر -373 ).١/٨٥: (اموع املذهبالعالئي، و

).٣٣٨/ص: (القواعد، وابن رجب، )١/١٤: (األشباه والنظائرابن السبكي، : انظر -374 ).٣٣٨/ص: (القواعدابن رجب، : انظر -375

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 126: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٦ -

خرب الثقة؛ فإنه مقدم على األصل اتفاقا يف مواضع كثرية؛ ومن ذلك ؛ )٣٧٦(املشهود عليهوإخبارها ، إخبار الثقة بدخول الوقت أو بنجاسة املاء: منها ما أشار إليه السيوطي بقوله

.)٣٧٧(وانقضاء األقراء، باحليض

عمل بقول الثقة يف مثل هذه املواضفيقدم على األصل الثابت قبله، وليس ألحد ع، ويالسبب إذا ثبت؛ فال وى األخذ باحلزم واالحتياط؛ ألن؛ بدعذلكأن ميتنع عن قبول

.)٣٧٨(احتياط

ويكون الظاهر مقدما على األصل عند الفقهاء على :أن يكون قويا منضبطا: الثانيةقوة فأما؛ واالنضباط قوة الظهور-:سيان؛ ومهاان أساوجه الرجحان إذا حتقق فيه وصف

وجب األخذ به الظهور؛ فإنا ياملستفاد من الظاهر األقوى، وذلك مم ة الظنها تعين قوالقوة معاني ؛ فإنه من)٣٧٩(وأما االنضباط ،غريه؛ ألن العمل بالراجح واجبوتقدميه على

نتشرة باألسباب الظاهرة واملنضبطة دليل بط األمور اخلفية وامل، ودأب الشارع على ضاتفاقاواضح على ذلك، فإذا ورد الظاهر منضبطا كان ذلك مؤشرا على دخوله حيز االعتبار الشرعي؛ ملا يف تعليق احلكم به من استقرار الوضع الكلي للتشريع، والبعد عن االضطراب

.)٣٨٠(وانعدام التنسيق

، السيوطي، )٤/١١١: (الفروقالقرافي، : ؛ وانظر)١/١٤٢: (تبصرة احلكامابن فرحون، -376

ظائراألشباه والن) :٦٦/ص( ،وابن رجب ،القواعد) :٣٦٨/ص( ،ركشيوالز ،احمليط البحر :)٨/١٢٥ .(

377- ،يوطيالسظائروالن األشباه) :٦٦/ص(ابن عابدين، : ؛ وانظراحملتار رد) :وابن )١/٣٧٠ ، ،)٣٣٩/ص: (القواعدرجب،

).٩/٣١٣: (الذخريةالقرايف، : انظر -378ينبغي التنبه له يف هذا املوضع أن انضباط املعاني غري انضباط احملسوسات؛ فالعلم احلاصل ومما -379

، لجكالعلم خبجل اخلوذلك د؛و احملد انضباطنضبطية، وهو ال يحالة ني على قرمرتب عن حكم العادةووججدت نتج عن ؛ضب الغضبانوغ، لجل الوة ال تقبل االنضباط فإن هذه القرائن إذا وبديهي ها علوم

البحر «، والزركشي، )١/٣٧٣: (البرهان يف أصول الفقهاجلويين، : املعهود يف احملسوسات؛ انظر ).١/٩٢: (»احمليط ).١/١٢: (قواعد الفقه، والبركيت، )٢/٨٥: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -380

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 127: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٧ -

الظاهر املستند إىل عادة مستقرة -:ر ذات األسباب القوية املنضبطةمن الظواهوومطردة، والظاهر املستند إىل قرينة حالية ذات داللة أغلبية، وبعض الفقهاء ينزل هذا النوع

ض له يف عارمن الظواهر منزلة السبب املنصوب شرعا؛ وجيزم بلزوم تقدميه على األصل امل .)٣٨١(مجيع األحوال

فالظاهر املعتبر إذا؛ إما أن يقدم لذاته، وذلك إذا كان من حجج الشرع املتبعة، وإما أن يقدم لغريه، وذلك إذا كان ظهوره ناشئا عن سبب قوي منضبط، وأما إذا عارض

:األصل ظاهر غري هذين؛ فإن األمر ال خيلو من حالني

ويقدم األصل على وجه اجلزم أو : أن يقدم األصل على الظاهر:احلال األولود هلا الردة، والظواهر املستندة إىل أسباب واهية غري مشهرجحان على كل االحتماالت ا

ثبوت الظنون اليت ال يشهد هلا الواقع بالقائم على إلغاءباالعتبار؛ وذلك ألن قانون الشرع وإمكانية الوقوع؛ حفاظا على مصاحل العباد، ورفعا للحرج واملشقة عن دنيا معايشهم،

األصل ال يدفع مبجرد : قال ابن السبكي؛ )٣٨٢(شريع وقواعده التكلياتوضمانا الستقرار ني ال أن اليق"الشك واالحتمال؛ أخذا باالستصحاب، وهذا معىن القاعدة املشهورة يف الفقه

كول بالشيز")٣٨٣(.

وال يعىن ذلك حصول االتفاق على كل ما ضعف فيه سبب االحتمال؛ فقد يراعي قتضى النظر لديهم من أسباب القوة والترجيح مها أمورا هي يف بعض يف وقائع بأعيانال

ة؛ وإمنا القصدم فهو العتبارات اجتهاديملا قد ابط العاميه األصل على الظاهر بيان الض . القويارد عن املستند

تقدمي أصل براءة الذمة على -:ومن أمثلة ما قدم فيه األصل على الظاهر اتفاقايقبل قوله، ولو كان أصلح الناس لم الدعوى اردة؛ فمن ادعى على غريه دينا وحنوه

عتبرة؛ ألن ذمة اإلنسان بريئة؛ حىت يثبت انشغاهلا يقم على دعواه بينة م لم وأتقاهم؛ ما

).٢/٢٧: (شرح حتفة احلكام، وميارة، )١/١٨: (األشباه والنظائرابن السبكي، : انظر -381: األشباه والنظائر، وابن السبكي، )١/١٨٤: (املوافقاتالشاطيب، : انظر يف هذا املعىن -382

)١/١٤.( 383- ،بكيابن الساجاإل) :٣/١٧٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 128: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٨ -

إمنا ألغي الغالب الذي هو صدق الرب التقي؛ ألن القلوب بيد اهللا : قال املنجور؛ )٣٨٤(بدليلمبعترب أصالي قلبها كيف يشاء؛ فليس هذا الغالب)٣٨٥(.

طني الشوارع واملقابر ومن أمثلة ما قدم فيه األصل على الظاهر على األرجح؛ املنبوشة وثياب الصبيان ومدمين اخلمور؛ فقد اختلف الفقهاء يف طهارا؛ وهي من املسائل املبنية على تعارض األصل والظاهر؛ فإن األصل فيها الطهارة، والغالب عليها النجاسة،

لعمل باالحتياط يف ذلك ؛ ومقتضى ا)٣٨٦( األكثر فيها الطهارة بناء على األصلورجح إىل نوع من املشقة واحلرج؛ فإن آل إىل شيء من ذلك كان ليؤ لم األخذ بالظاهر؛ ما

؛ ملا علم على وجه اليقني أن الشارع يتشوف إىل التسهيل، باألصل هو األفضلاألخذشديد ما أمكنويدعو إىل جمانبة الت.

وهذا القسم من أقسام تعارض األصول :ملقدم منهماأن يختلف يف ا: حلال الثايناوالظواهر هو األكثر شيوعا واتساعا، وحيدث ذلك عندما يتعادل طرفا النزاع يف نظر

وغالبا ما يكون للفقهاء يف ذلك أكثر اتهد، وال يظهر له ما يقوي به أحدمها على اآلخر؛ قد يتعارض األصل والظاهر، ويف مثل هذا كثريا ما جييء قوالن : ابن تيميةمن قول؛ قال

.)٣٨٧(يف مذهب الشافعي وأمحد وغريمها

يقدم قول : ن اإلعسار، وأنكر الدائن؛ فقيليد لو ادعى امل: ذلك علىمثلةاألومن م قول الدائن؛ يقد: ن؛ لشهادة األصل له؛ إذ اإلنسان يولد فقريا ال ميلك شيئا؛ وقيلياملد

).٥٨٢/ص: (شرح املنهج املنتخب، نجور، وامل)١/١٥٧: (الذخريةالقرافي، : انظر -384 ).٥٨١/ص (شرح املنهج املنتخب، نجورامل -385، وابن السبكي، )١/٢٥٨: (اموع، والنووي، )٢/٩٨: (الذخريةالقرافي، : انظر -386

ظائروالن األشباه) :١/١٦( ،يوطيوالس ،ظائراألشباه والن) :وابن اهلمام، )٦٥/ص ،القديرفتح :؛ وأكثر من قال من الفقهاء بنجاستها اعتبرها من قبيل ما يعفى عنه؛ ملشقة االحتراز عنها، )١/٢١١(

.وعموم البلوى ا، وابن )٤/٧٦: (الفروقالقرافي، : ؛ وانظر)٢١/٣٢٦: (جمموع الفتاوىابن تيمية، -387

،بكيالساجاإل) :٣/١٧٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 129: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١١٩ -

: قال العالئي؛ )٣٨٨(لشهادة الظاهر له؛ ألن الغالب من حال اإلنسان التكسب وطلب املالالمين بن عبد السالد يخ عزقبل قوله إال : وطريقة الغزايل والشهد له مال؛ فال يه إن عأن

.)٣٨٩(بالبينة

قبل موت ن كان معلوما كفره لو هلك شخص وله اب-: أيضاذلكاألمثلة على ومن قبل قوله حتكيما تكن بينة تثبت ذلك أو تنفيه؛ فهل ي ولم ،ه؛ فادعى أنه أسلم قبل موتأبيه

عليه من الكفر حىت يتبين ه على ما كان وهو بقاؤ؟ أو ال يقبل حتكيما لألصل؟لظاهر حاله .خالفه

فإن : ل السرخسيوق؛ ي يف هذه املسألةويف االنتصار ملذهب من قدم العمل باألصلسلما فيما مضى حىت يرث أباه فإذا كان االبن مسلما يف احلال؛ ينبغي أن جيعل م: قيل

هذا ظاهر يعارضه ظاهر آخر، وهو أنه ملا ثبت كفره فيما مضى؛ فالظاهر: قلنا! املسلم؟دين عند املوت شرط لإلرث، والشرط ال موافقته إياه يف ال ثم بقاؤه حىت يظهر إسالمه،

صبالظاهر؛ إمنا يثبت بالن ة لدفع ؛ يثبتوده، والظاهر حجألن االستحقاق يثبت عند وج .)٣٩٠(االستحقاق ال إلثباته

واحلاجة إىل املسلك االحتياطي يف التعامل مع مسائل هذا القسم من التعارض تبدو عويل عليه يف مقام االمتثال يف النت من غريه؛ وذلك أشدالت رجيح الذي ميكندرك التفاء م

األمثلة خالل منواضحوولذلك بقي النزاع فيها قائما ال ميكن إنكاره؛ ؛ هكثري من مسائلإىل قوة ثل هذا النوع من التعارض أن االختالف يف الترجيح مرجعه يف األساس ملاملوردة

، يف النزوع إىل طرف منها واحلذريطةاحللزوم و إىل يدعأمرلنزاع، وذلك كل من طريف ا .وتقدميه على غريه

، )٢/٢٣٨: (شرح حتفة احلكام، وميارة، )٢/٢٧: (املقدمات املمهداتبن رشد، ا: انظر -388

،يوطيوالسظائروالن األشباه) :٦٦/ص.( 389- ،العالئياملذهب موعا) :الم، : ؛ وانظر أيضا)١/٨٩ابن عبد الساألحكام قواعد :

)١/١١٩.( 390- ،رخسيالسوطاملبس) :١٧/٥١.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 130: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٠ -

ومن مناشئ الشكوك اليت قد تعترض املكلف :)٣٩١( الصادقاإلهلام :سادساملعىن اللقى يف اإلهلام الصادق؛ وهو ما ي-: احليطة واحلذرمنهجيف مقام االمتثال، وتلجئه إىل لزوم

عين أو تركه؛ دون أن إىل فعل شيء ماملكلفالنفس من بعض املشاعر القوية اليت تدفع بوعه ذلك اإلحساس امليستطيع تفسري٣٩٢(نبعث يف ر(.

عوروهذا الش؛ نفسه يف الذي جيده املكلفادقاه الغزايل باإلهلامهو الذي مسالص ،قال باخلاطر احملمود؛ حيثمسهوو :غبة واخلواطركة للراحملرتنقسم ؛ إىل ما يدعو إىل الشر فهما ؛ار اآلخرةي إىل ما ينفع يف الدو إىل اخلري أعن وإىل ما يدع، يف العاقبةي إىل ما يضرأعن

واخلاطر،ى إهلاماسم ي فاخلاطر احملمود؛ختلفني فافتقرا إىل امسني م؛خاطران خمتلفاناملذموم...ي ى وسواساسم)٣٩٣(.

عباده الصاحلني؛ ويفبعض بها واإلهلام الصادق نوع من الكرامات اليت خيتص اهللايقول ؛ من شبهات وأقاويلسياق الكالم عن الكرامات وما يذكر بشأنها، وما يثار حوهلا

اطيبالش: وهو طلب ،شرعي ستندة إىل نصاجتناب إن هذه احلكايات عن األولياء م از القلوب الذي هو اإلثحزالقلوب يكونم از؛ فيدخل فيها هذا ، وحزبأمور ال تنحصر

.)٣٩٤(النمط

أهلمه اهللا خريا؛ أي لقنه إياه، واستلهمه إياه؛ أي سأله أن : ؛ يقالمهلألغة مصدر من : اإلهلام-391

: لسان العربابن منظور، : لهم الشيء هلما؛ أي ابتلعه مبرة؛ انظر: يلهمه إياه؛ وأصله من)١٢/٥٤٧.(

، )٥١/ص: (التعريفات، ، واجلرجاين)٣/٢٦: (كشف األسرارالبخاري، : انظر-392 ،واألنصارياحلدود األنيقة) :٦٨/ص.(

وال يطلق اإلهلام عرفا إال على احملمود الذي يدعو إىل اخلري، ؛)٣/٢٧: (اإلحياء الغزايل، -393واملأمور به إن كان تقوى اهللا؛ فهو : ويكف عن الشر، ويف تقرير ذلك يقول شيخ اإلسالم ابن تيمية

: جمموع الفتاوى: ؛ انظر له يف ذلكام الوحي، وإن كان من الفجور؛ فهو من وسوسة الشيطانإهل)١٧/٥٢٩.(

394- ،اطيبالش املوافقات) :از )٢/٢٧٠ر الذي ورد فيه األمر باجتناب حز؛ وسيأتي بيان اخلب ).١٢٢/ص: (؛ انظرالقلوب، ومعناه يف بقية الكالم عن اإلهلام

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 131: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢١ -

درة على ق نقي الطاهروقد وردت مجلة من األخبار الثابتة اليت تقرر أن للقلب ال جيعل التعويل على اإلهلام اروك؛ مم األفعال والتبعض مآالت لمستالتمييز بني البر واإلمث، و

ومن أصرح النصوص ؛ )٣٩٥(االحتراز طريقا سالكا أمام املتورعنيالتحفظ والصادق يف حمال -:يليهذا الشأن ما الواردة ب أسأله ول اهللا إىل رسجئت: قال ما رواه اإلمام أمحد والطرباين عن وابصة- ما جئتك ؛ والذي بعثك باحلق: فقلت؛؟ واإلمثرعن البجئت تسأل : فقال؛ واإلمثرعن الب

ن أفتاك إ و، صدرك ما حاك يفمواإلث ،ك ما انشرح له صدررالب : فقال!أسألك عن غريهاسعنه الن)٣٩٦(.

جوع إىل القلوب عند الر أمهيةعلىالباب مدةعيعترب فقد دل هذا اخلبر الذي، وانشرح إليه الصدر؛ فهو البر احلالل، وما كان على القلباالشتباه؛ فما سكن إليه إذا وجدت نفسك : يقول الطييبالسياق ذلكويف ؛ )٣٩٧( احلراممخالف ذلك؛ فهو اإلث

نفس املؤمن تطمئن إىل الصدق، وترتاب من الكذب؛ ؛ فإنترتاب يف الشيء فاتركه أو مظنة للباطل فاحذره، واطمئنانك إىل الشيء فارتيابك يف الشيء مبين على كونه باطال

.)٣٩٨(مشعر بكونه حقا فاستمسك به

).٢/٢٧٠: (املوافقاتلشاطيب، ا: انظر-395، ٤٠٨: ، رقماملعجم الكبري، والطرباين، )٤/٢٢٧(، ١٨٠٢٨: ، رقماملسند أمحد، -396

)٢٢/٤٧(؛ قال عنه اهليثمي؛ وهو حديث حسن :رباينالط إسنادي أحد ورجال ثقات؛ انظر : جممعصحيح الترغيب : ؛ انظر بإسناد حسنرواه أمحد: قال عنه األلباين، و)١٠/٥٢٧: (الزوائد

).٢/١٥١: (والترهيبقواطع السمعاين، : ؛ وانظر أيضا)٢٥٤/ص: (جامع العلوم واحلكمابن رجب، : انظر-397 ).١٠٤/ص: (شرح الكوكب املنري، وابن النجار، )٢/٣٤٩: (األدلة398- ،الطييب ننالكاشف عن حقائق الس) :م، : يف معناه؛ وانظر )٦/٢٠ابن القيإعالم املوقعني :

)٤/١٩٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 132: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٢ -

ر عن البول اهللا رسسألت: قال ما رواه مسلم عن النواس بن مسعان -م ما حاك يف نفسك، وكرهت أن يطلع عليه البر حسن اخللق، واإلث: فقال؛مواإلث

.)٣٩٩(الناس

من أسباب االحتياط اإلهلام الصادق كون علىهذا اخلبروجه االستدالل بويف بيان م معه إن النفس إذا اطمأنت كان منها حسن اخللق، وكان اإلث: يقول الطحاوي؛املعتبرة

ضد ذلك؛ من انتفاء الطمأنينة عن النفس، وكان مع ذلك سوء اخللق، وما يتردد يف .)٤٠٠( وال يخرجه فتيا الناس صاحبهالصدور عند مثله،

،)٤٠١(از القلوبزم حاإلث: قال أن النيب ما رواه البيهقي عن ابن مسعود - .)٤٠٢(يطان فيها مطمعن نظرة إال وللشوما م

يف قلب املكلف ت ا حيزاللة على أن هناك شعورا خاصيف الد جاه ما واحلديث ظاهريت عليه أحكامها لغياب ما يبني عنها من سائر األدلة فليه من األمور اليت خقد يشكل ع

إن املفيت هو القلب يف : لغزايل يف بعض الظروف واألحوال؛ ويف تقرير ذلك يقول ااملعتبرةة يضيقإىل قرائن خفي ل مثل هذا املوضع، وللقلب التفاتاتتأمطق؛ فليالن عنها نطاق

.)٤٠٣(فيه

).٤/١٩٨٠(، ٢٥٥٣: تفسري البر واإلمث، رقم: البر والصلة واآلداب، باب: مسلم، كتاب-399400- ،الطحاوي مشكل اآلثار شرح) :٣/٣٨٧.( من خوف وحنوه؛ وجع حيصل يف القلب-:لغة من احلز، وهو القطع؛ واملراد به هنا: احلزاز-401؛ وابن األثري، )٥/٣٣٤: (لسان العربابن منظور، : انظر؛حز فقد؛ درصال يف حك شيء وكل

هايةالن) :ون بينهما يف اإلطالق؛ )١/٩٤٧عاورازة القلب، ويزق الكثريون بني اإلهلام وحفروال ي ،ق بينهما البعضطلق عادة على دواعي: وفرازة على دواعي بكون اإلهلام يطلق احلزاإلقدام، بينما ت

.؛ وهو تفريق وجيه جدا)١٥١/ص: (االحتياطبلكا، : اإلحجام؛ انظر402- ،البيهقي عب اإلميانشوإسناده ال بأس به؛؛)٤٣٦٧(، ٥٤٣٤: ، رقم وقال اهليثمي :رواه

).١/٤٢٤: (جممع الزوائد: ؛ انظرثقات رجاهلا بأسانيد ..رباينالط ).٢/١٣٨: (اإلحياء الغزايل، -403

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 133: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٣ -

ه؛ احتياطا لدينه على ما شهد له ب ما يريبه إىل ما ال يريجيب ترك: ل النسفياقو .)٤٠٤(قلبه

وقد ذهب العلماء يف صحة االستناد إىل اإلهلام واالحتجاج به، مذاهب شتى؛ فبالغ ون يف، وبالغ آخراقطوع املمن أصول الدين ى أن جعلوه أصال قوم يف االعتداد به إل

؛ فجوزوا اجلمهوراعتدل وة أهله، وعده من صنوف الوساوس واألوهام، أنبذه، ومناوي التعويل عليه يف وذلك هو القول الذي ينبغ دون غريه،ي االعتبارالعمل باملنضبط منه مبعان

الذين و: يقول ابن تيميةياق سال ذلكيف و؛ بالتأييد لهالترجيح معاني لشهادةهذا املقام،أنكروا كون اإلهلام طريقا على اإلطالق أخطأوا؛ كما أخطأ الذين جعلوه طريقا شرعيا

.)٤٠٥(على اإلطالق

قيد العمل باإلهلام يف مسائل االحتياط ألمور الدين ليس على إطالقه، وإمنا هو مفها هم هذه الشروط وأبرزميتاز الصادق منه عن غريه؛ وأ بها والشروط اليت املعاني جبملة من

-:ذكرهيأيت ما

أن يكون العمل به يف حق ب أن ال يتخذ منه حكم عام؛ وذلك-:الشرط األولوأما تعميم العمل به؛ فإن فيه مضاهاة للشارع وافتياتا عليه، والوفاق ن سواه؛ م دون ملهامل

ال ميكن النظر يف دليل احلكم واألصل أن ؛ خاص شرعي إال بإذنقائم على املنع من ذلكوال يعتبر فيه طمأنينة النفس، وال .. أن يكون إال من الكتاب والسنة، أو ما يرجع إليهما

؛ ويف التأكيد )٤٠٦( دليل أو غريليل دليالإال من جهة اعتقاد كون الد؛ القلبنفي ريب زازة يف ا اإلنسان بينه وبني اهللا؛ فيصح إذا وجد حوأم: األبياريلوقعلى ذلك املعىن ي

404- ،سفيالن األسرار كشف) :٢/٥٨٩.( : ؛ وانظر مذاهب العلماء يف حجية اإلهلام عند)١٠/٤٧٣: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -405

،ركشيالزالبحر احمليط) :٨/١١٤( ،معاينوالس ،قواطع األدلة) :وابن بدران، )٢/٣٤٨ ،دخلامل) :١/٢٩٧.(

).١/٤٠٩: (االعتصامالشاطيب، : انظر-406

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 134: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٤ -

ويتفاوت ذلك بتفاوت األسباب ؛)٤٠٧( القلوبازز حماإلث: النفس أن يتوقف؛ فقد قال .)٤٠٨(ها وضعفهاوتالعارضة وق

اإلقدام على بعض وواضح من ذلك أن جتويز االعتماد على اإلهلام الصادق يف يل حتقيق املناط عند قصد ب عند غياب سائر األدلة؛ إمنا جماله ما كان من قهاركتاألفعال أو

املناط ال يلزم منه أن يكون ثابتا بدليل شرعي؛ بل يثبت إن النظر يف االمتثال؛ من حيثبدليل غري شرعي أو بغري دليل؛ فال يشترط فيه بلوغ درجة االجتهاد؛ بل ال يشترط فيه

عن درجة االجتهاد فضال؛العلم )٤٠٩(.

اطيبمثيل لذلك يقول الشويف مقام الت : قناوب الفور يف الطهارة، وفرإذا قلنا بوجبني اليسري والكثري يف التفريق احلاصل أثناء الطهارة؛ فقد يكتفي العامي بذلك؛ حسبما

ذلك الواقع يف القلب؛ يشهد قلبه يف اليسري أو الكثري؛ فتبطل طهارته أو تصح؛ بناء على .)٤١٠(ألنه نظر يف مناط احلكم

من قواعد الشريعة؛ وأما املخالف منه لقواعدها؛ ف املقررأن ال يخال: الشرط الثاينيف إليه يف شيء من العمل؛ وفال حيل االلتفات ببذلك أن اإلهلام الس راعىأن ي ال يصح

رم حكما شرعيا، وال قاعدة دينية؛ فإن ما خيرم قاعدة شرعية، ويعتبر؛ إال بشرط أن ال خي؛ ليس حبق يف نفسه؛ بل هو إما خيال أو وهم، وإما من إلقاء حكما شرعياأو

.)٤١١(الشيطان

).١٢٢/ص: ( تقدم خترجيه، وبيان غريبه؛ راجع-407408- ،األبياري الورع) :٣٨/ص.( ).١/٤٠٩: (االعتصامالشاطيب، : انظر-409410- ،اطيبالش االعتصام) :و)١/٤٠٩يف حص ئ إذا شكل الفور ؛ وبيان ما مثل به أن املتوض

املطلوب يف الطهارة؛ فإننا نحيله على إدراكه الذاتي؛ فإذا اطمأن قلبه أنه أتى به؛ حكمنا بصحة .طهارته؛ وإال؛ فال؛ ما لم يكن موسوسا

: حاشية البناين على مجع اجلوامع؛ والبناين، )٢/٢٦٦: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-411؛ فله يف هذا املوضوع كالم نفيس )٢٤/٣٧٧: (جمموع الفتاوىابن تيمية، : وانظر أيضا). ٢/٣٥٦(

.حري بأن يتأمل فيه

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 135: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٥ -

كل ما استقام : ي السمعان ابن يقول املعىن والتنويه بشأنه؛ويف التأكيد على ذلكيبعلى شرع الن ، ولم ه؛ فهو مقبول، وكل ما ال يستقيمة ما يرديكن يف الكتاب والسن

يبعلى شرع الن ،يطانفس ووساوس الشويكون ذلك من تسويالت الن ،؛ فهو مردودهوجيب رد)٤١٢(.

ال جيوز ثابتة اجلزئية؛ فكلها قواننيووال فرق يف ذلك بني قواعد الشريعة الكلية م من هذه األمة أن يزن ما خالفها، والواجب على كل مله، وال العمل مبا يام عليهالتقد

ق معها كان له أن يأخذ به، وما عانومها؛ فما تساوله حبدودها ورس ه غري يعرضدها رد .آسف عليه وال حزنان

ذلك كما أشار أن يرتسم يف نفس امللهم صدق ما أهلم به، وأمارة : الشرط الثالث؛ وقال القرطيب يف )٤١٣(أن ينشرح له الصدر، وال يعارضه معارض آخر: إليه ابن الصالح

يعين املنشرحة لإلسالم املستضيئة بنور العلم؛ الذي قال : سياق كالمه عن فتوى القلوبمالك ه اهللا حيث يشاء: فيه اإلماميضع العلم نور)٤١٤(.

من كاذبه؛ ادق صال على لزوم توافر هذا املعىن يف التمييز بني اإلهلام تدل البعضواسبالقياس على الوحي الظاهر؛ فكما أن الوحي الظاهر يرتسم به علم بدهي يف نفس النيب بأن

م أن الذي وجأن يرتسم يف نفس املله من اهللا؛ فكذلك ال بد فس الذي جاءه وحيده يف الن .)٤١٥( اهللاشيء من

هذا؛ وانكشاف األمور للمر ذلك ابكلف تة إميانه وصالحه؛ فعلى قدلعلمه وقو عوكلما قوي : يستطيع التفريق بني اإلهلام الصادق والوساوس واألوهام؛ قال ابن تيمية

اإلميان يف القلب قوي انكشاف األمور له، وعرف حقائقها من بواطلها، وكلما ضعف

).٢/٣٥٢: (قواطع األدلة ابن السمعاين، -412 ).١/١٩٦: (فتاوى ابن الصالح ابن الصالح، -413 ).٧/١٠: (إكمال إكمال املعلم األبي، -414 ).٤/١٨٤: ( التحريرتيسريبادشاه، : انظر-415

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 136: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٦ -

ضعف الكشف، وذلك مثل السراج القوي والسراج الضعيف يف البيت ؛مياناإل .)٤١٦(املظلم

؛ فإن أن يكون امللهم فقيها؛ وهذا املعىن مستفاد من خبر وابصة : الشرط الرابع النيبه إىل فتوى قلبه لإمنا رد من حاله وج سن ما كان يعرفودة فقهه، وحرصه على حن ملوإمنا يصلح ؛ الفهمملن كان غليظ الطبع، قليل ذلك اجلواب ال يصلح ومثل،تثالاالم

عول على ما : كان كذلك أن يبين له احلكم فيما أشكل عليه، وال ينبغي حبال أن يقال له لوما حتدث يف النفوسإن من اإلهلام ع: هرورديالسقال ؛جتده يف نفسك، واستفت قلبك

فالنفس امللهمة علوما لدنية هي اليت تبدلت صفتها، واطمأنت بعد أن .. الزكية املطمئنة .)٤١٧(كانت أمارة

يعول على كل قلب؛ فرب ثم ال: يقول الغزايلالتنويه مبضمون هذا املعىنويف هذين شيء؛ فال اعتبار ب إىل كليطمئن متساهل هر شورب، موسوس ينفي كل شيء

الذي ميتحن وهو احملكم املوفق املراقب لدقائق األحوال؛ وإمنا االعتبار بقلب العال، القلبني ور فليلتمس الن؛هيثق بقلب نفس لم فمن؛ يف القلوب هذا القلب وما أعز،به خفايا األمور

.)٤١٨(هض عليه واقعتعر ولي،فة هذه الص فيهمن قلب

االعتبار؛ معاني وبذلك يكون واضحا أن اإلهلام إذا كان مستندا إىل ما يقوم به منيقم به ما يدل لم وأما إذا الندب واالستحباب؛على وجهجائز فإن العمل به يف حق امللهم

يل؛ فال يعدو أن يكون خطرة من خطرات النفس، أو دسيسة من بعلى أنه من ذلك القيطان اليت حيرصإنفاذا ملا كان قد قطعه على اإلنسانعلى إضالل بين بها دسائس الش ،

بعزتك قال ف﴿: -عز وجل الربعنه فيما حكاه -نفسه من عهد وميثاق؛ كما قال .)٤١٩(﴾صنيخل املك منهمغوينهم أمجعني إال عبادأل

).٢٠/٤٥: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -416 ).٨/١١٥: (البحر احمليط: نقله عنه الزركشي يف-417 ،)٢/٥٨٩: (كشف األسرار النسفي، : وانظر يف ذات املعىن؛)٢/١١٨: (اإلحياء الغزايل، -418

).٤/١٩٧: (إعالم املوقعنيوابن القيم، ).٨٣ -٨٢: (ص، اآلية سورة -419

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 137: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٧ -

إىل أن اإلهلام ال يصلح أن يكون اخللوص املعاني وميكننا من خالل ما فرط ذكره منتقوية ملا ثبتت مشروعيأكيد والته أصالة من مسلكا سالكا للعمل باالحتياط إال على وجه الت

فإن األدلة ها دليل معتبر؛ يدل على ثبوت لم أحكامتقريريف األحكام، وأما التعويل عليه من ذلك على وجه العموم واإلطالق؛ ولعل ذلك ما عناه ازم اجللكلية واجلزئية ناطقة باملنعا

العارض يف القلب فال؛ فإن اهللا حظر ذلك على ووأما العمل حبديث النفس : الطربي بقولهه فأمر؛ )٤٢٠(﴾ما أراك اهللااس ب لتحكم بني الن باحلقا أنزلنا إليك الكتابنإ﴿: فقال ؛نبيه

نفسه؛ فغريه من البشر أوىل أن يكون ذلك حمظورا به وحدثته، رآه ال مبا،باحلكم مبا أراهالغزايل هوأكد ؛)٤٢١(عليه، وإن كان جاهال؛ فعليه مسألة العلماء دون ما حدثته نفسه

وحيث قضينا باستفتاء القلب؛ أردنا به حيث أباح املفيت؛ أما حيث حرمه؛ فيجب : بقولهاالمتناع)٤٢٢(.

وقصره ب العلماء العملبعضباإلهلام على مواطن اخلالف وخص ركشيها؛ قال الز :ا قولهوأم :فيها الش يباستفت قلبك؛ فذلك يف الواقعة اليت تتعارضبه والر)؛ فحيث )٤٢٣

يستطع املكلف معرفة ما كان أقرب إىل احلق منها؛ فعند ذلك يصح له ولم تعددت اآلراء،ما جيده يف قلبه؛ فما اطمئن إليه منها أخذ به، وما نفر منه تركه، وأعرض عنه، التعويل على

يطمئن إىل فتوى لم ون على املستفيت إذاوقصره آخر؛ وكان ذلك غاية املشروع يف حقهاملفيت يفيت بالظن، وعلى قلده؛ ووجد يف قلبه منها بعض احلرج؛ وذلك ألن م الذي يالعال

م بينه وبني اهللا؛ فال ينجيه يف أن يستفيت قلبه؛ فإن حاك يف صدره شيء؛ فهو اإلثاملستفيت .)٤٢٤(اآلخرة فتوى املفيت؛ فهو يفيت بالظاهر، واهللا يتوىل السرائر

وال يظن : ولنفور املستفيت من الفتوى أسباب كثرية، منها ما أشار إليه ابن القيم، الفقيه تبيح له ما سأل عنه؛ إذا كان يعلم أن األمر خبالفه يف الباطناملستفيت أن جمرد فتوى

).١٠٥: (النساء، اآليةسورة -420 ).١/٤٠٣: (االعتصام: الشاطيب يف: نقله عنه باملعىن-421، والشنقيطي، )٢/٥٨٩: (كشف األسرارالنسفي، : ؛ وانظر)٢/١١٨: (اإلحياء الغزايل، -422

الورود نثر) :٥٧٦/ص.( 423- ،ركشيالز احمليط البحر :)٨/١١٧(م، : ؛ وانظرابن القيإعالم املوقعني) :٤/١٩٧.( ).٢/١٠٣: (اإلحياءالغزايل، : انظر-424

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 138: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٨ -

أو لعلمه ، أو جلهله به، أو لشكه فيه، لعلمه باحلال يف الباطن، سواء تردد أو حاك يف صدرهجهل املفيت، أو حماباته يف فتواه، أو عدم تقيده بالكتاب والسنة، أو ألنه معروف بالفتوى

لرخص املخالفة للسنة، وغري ذلك من األسباب املانعة من الثقة بفتواه، وسكون باحليل وا .)٤٢٥(النفس إليها

ومعناها ظاهر يف الرجوع ، ما ذكروه بال شك كل تشملهذا الشأنواألدلة الواردة بيف سائر عامة وهيإىل ما يقع بالقلب، ويعرض باخلاطر يف مقام امتثال األحكام الشرعية،

نقلي سليم، أو نظر دون دليل؛على طائفة دون أخرى بها ى لقصر العملفال معنكلفني؛ امل؛ ما دام الوصف الذي اعتبره الشارع من أجل التعويل على فتوى القلوب ثابتا عقلي قومي .دون نكري

: جامع العلوم واحلكمابن رجب، : ؛ وانظر أيضا)٤/١٩٥: (إعالم املوقعني ابن القيم، -425

).٢٣٠/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 139: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٢٩ -

:السبب الثالث

كمآل احلكميفالش والشك فيه يكون ؛)٤٢٦(ي إليه العمل به من صالح أو فساد ما ينته هومآل احلكم

وهذه من حيث احتمال إفضائه إىل ما هو من قبيل املمنوع، وذلك بالشك يف متعلقه؛ ؛ وهي إحدى أعظم قواعد التشريع الدالة على سالمة "الذرائع"املسألة مردها إىل قاعدة ألصل يف بعض األحوال؛ منعا للتوسل به إىل ه با ما ثبت حلمنعالعمل باالحتياط، و

نفيا وثبوتا، وتدور معها حيث دارت؛ الوسائل تتكيف بأحكام مقاصدهااملمنوع؛ ألن إذا انقدح يف النفس بالظن املعترب قصد املكلف إىل معاندة الشارع مبا ال يرى يف خصوصا

. ملرادهخمالفالظاهر أنه يعتبر من أبرز ااالت اليت تظهر فيها احلاجة إىل العمل آالت األحكامالشك يف مو

باالحتياط واحلزم، واألصل يف ذلك أن النيب ،بهات فيه مفسدةأعلمنا أن الوقوع يف الش عن طريق بأن يكون الفعل املشتبه فيه حمرما، وإما مآالوهي الوقوع يف احلرام؛ إما حاال

سايدرالتهلج والتمذموم هذا األصل، و شرعا، وذلك أمرعائد -اطيبكما يقول الش- : عليه يف اجلملة؛ وإن فقتوهو أصل م ،فعله لعارض يعرض إىل طلب ترك ما ثبت طلب

اختلف العلماء يف تفاصيله؛ فليس اخلالف يف بعض الفروع مما يبطل دعوى اإلمجاع يف .)٤٢٧(اجلملة

ج عنها ثالثة أحوال ال خير له على وجه العمومآالت األحكاممل الذي يعرضشك لاو -:غالبا

مستند إىل ما يقوي حتمال غري جمرد االشكفيها وهي اليت يكون -:احلالة األوىليه جانبه من األسباب املعتبرة؛ فال يصح التعويل عليه يف شيء من األحكام، وال االلتفات إل

يف شيء من التصرفات؛ ألنه وهم، والوهم يف حكم املعدوم؛ ومن قواعد التشريع املقررة أن

).١٩/ص: (اعتبار املآالتالسنوسي، : انظر-426427- ،اطيبالشافقاتاملو) :ابن رجب، : ؛ وانظر يف ذلك أيضا)٣/٢١٩جامع العلوم واحلكم :

).٧٢/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 140: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٠ -

واألصل العام يف مثل هذه األحوال هو اعتبار ؛ )٤٢٨(العارض املتوهم ال يعارض الواقع البتةمنع ما يؤدي ؛ ألن ، وال جمال لألخذ باالحتياط يف ذلكفقه ما أمكن والبناء على والظاهر

راعاة الحتمال وقوع املمنالعباد أو إفنائها، مصالح إىل تقليل ول يؤ-:وعإىل احلرام نادرا م ال صالح أن املعلى وجه اجلزم تقرر قد احلرج؛ و، ويوقعهم يف مسالكويعود عليهم بالضيق .)٤٢٩( حبالتتجرد عن املفاسد

تقدم املصلحة الغالبة على املفسدة النادرة؛ ألنه : ل القرايفوق ي املعىنويف تقرير ذلكما يكون أداؤه إىل املفسدة : يقول الشاطيب، ويف نفس السياق)٤٣٠(دأب صاحب الشرع

دور يف نادرا؛ فهو على أصله من اإلذن؛ ألن املصلحة إذا كانت غالبة؛ فال اعتبار بالنية عن املفسدة مجلة؛ إال أن الشارع إمنا اعتبر يف رحة عاخنرامها؛ إذ ال توجد يف العادة مصل

ى العاديات يف للشرعيات جمر املفسدة؛ إجراءيعتبر ندور ولم املصلحة،جماري الشرع غلبةودالوج)٤٣١(.

غالبا؛ وذلك بأن يكون احتمال إفضاء الشك فيها وهي اليت يكون -:احلالة الثانية قويا جدا حبيث يكاد يبلغ درجة القطع واليقني؛ ةوع يف الظاهر إىل املفسدالعمل املشر

وواقع التشريع العملي شاهد على أن هذا النوع من الشكوك ملحق باليقني، وأن العمل به منه إال أنه متفق عليه واخلالف وإن حصل يف جزئياتوالتعويل على شأنه هو املطلوب،

جه الكثرة ال الغلبة؛ كما تدل عليه جه اخلالف إىل ما كان الظن فيه على وملة، ويتيف اجل .)٤٣٢(املسائل املتنازع حوهلا

ها ه كون هذه الوسائل مشروعة أصالة، مع كونجتاذبيف مثل هذه املواطن احلكم فوقعا يف ا كان م هو أن م-: القول باالحتياط فيهاووجه؛ )٤٣٣(تفضي يف الغالب إىل احملظور

).٣٩٣/ص: (القواعد الفقهية، واإلدريسي، )١/١٨٤: (املوافقاتالشاطيب، : انظر -428 ).١/١٠٠: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر-429430- ،القرافي الفروق) :٤/٩٨.( 431-،اطيبالش املوافقات) :٢/٢٧٢(ابن : وانظر؛ ،بكيالساجاإل) :٣/١٧٣.( ).٢٥٤/ص: (اعتبار املآالتالسنوسي، : انظر-432 ).٤٢١/ص: (نظرية التقريبالريسوين، : انظر -433

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 141: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣١ -

ه يم غالبا؛ فإنة املاحملربهات القويمن قبيل الش بال شك واالحتراز؛ وذلك وجبة للحياطةعد -:ملعنيني

مها كثري غالب، ون التشريع أنه إذا اجتمع أمران؛ أحدأن املطرد من قان: األول؛ فإن احلكم يتبعل الغواآلخر قليل نادرعبد الب، وال ي ادر؛ يقول ابنتفت معه إىل الن

ألن؛ اإلقدام عليهال جيوز فهذا؛ وقد ينفك عنه نادرا،به عليهسبب مما يغلب ترت: السالمالشرع أقام الظنر األحوال مقام العلم يف أكب)٤٣٤(.

ملفاسد أن ترك املباح فيما يكثر أداؤه إىل املفسدة أحوط؛ واالحتياط لدرء ا: الثاين وفاتمعهودال من تصررة له ما أشار إليه املعاني ؛ ومن)٤٣٥(رعاشاملؤكدة لذلك واملقر

؛ بذلكرة معتب العباد كانت األعمالصالحعت ملر األحكام شملا ثبت أن: الشاطيب بقولههألن مقصود فيها ارعالش ..يف فإذا كان األمرظاهره وباطنه على أصل املشر ة فال وعي

األعمال ألن؛ مشروعغري فالفعل ؛ خمالفة واملصلحة، موافقااهر وإن كان الظ،إشكالالشبها صد وإمنا ق، ألنفسهاة ليست مقصودةرعي أأمور وهى املصالح اليت معانيها هيخر ، فالذيرعت ألجلهاش ،على غرين ذلكل مم ع ؛ضع هذا الوضع فليس على و

وعاتاملشر)٤٣٦(.

الراجح من االحتمالني؛ غري أنهالطرففيها الشك وهي اليت يكون-: الثالثةاحلالةي األحكام ه من قبيل ما يلتفت إليه الشارع، ويبنيبلغ من القوة ما ميكن معه اجلزم بأنلم

اجتهاد ونظر، و فقه؛على و موضع القول وهذا املوضع وبمدارهمل باالحتياط في العبوج .)٤٣٧( تابع لنسبة االحتمال فيههمن عدم

لك اسهو أسلم امل يف مثل هذه املواضع األخذ باالحتياط أن يفوال شكها؛ وأقوموح التشريع ومقاصده؛ وذلك ملا تقرر رمن ربه الشديد ؛ لقوة مدركه، وقأرجحوالقول به

.وما بعدها) ١/٩٠: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -434 ).٢٥٤/ص: (اعتبار املآالت، والسنوسي، )٢١٢/ص: (سد الذرائعالبرهاين، : انظر-435436- ،اطيبالش املوافقات) :٣/٣٨٥.( : األشباه والنظائرابن السبكي، : راجع و؛)٤٤١/ص: (نظرية التقريبالريسوين، : انظر -437

)١/١٢٠( ،كشيوالزر ،احمليط البحر) :٨/٩٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 142: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٢ -

واألخذ باألحزم، والتحرز مما عسى أن يكون طريقا الشريعة مبنية على االحتياطمن أن .)٤٣٨(إىل مفسدة

؛ يتأكد راجحا إفضاء الوسيلة إىل املمنوع احتمالواألخذ باالحتياط عندما يكونما خف، وملعرفة ذلك على وجه العموم توقعة، وخيف كلأمره كلما عظم خطر املفسدة املإن يف احتياج األمة إىل تلك الذريعة بقطع النظر : شور بقولهمقياسان؛ أشار إليهما ابن عا

هلا بوسيلة أخرى وعدم إمكانه؛ أثرا قويا يف سد بعض آهلا، ويف إمكان حصول مآعن م .)٤٣٩(الذرائع، وعدم سدها

حومن األمثلة اليت ميكنوضأثر تفاوت االحتمال يف منع الوسائل املفضية بها نا أن ن ملن عرف بشرب اخلمر؛ فإن القصد إىل املخالفة يف مثل هذه عنب بيع ال-:حلرامإىل ا

املعاملة م٤٤٠(وحنتف ظاهرا؛ مع احتماله على وجه مرج(شتري ؛ خبالف ما لو كان م أقوى من سابقه؛ لقيام يصبح معروفا بصناعة اخلمر؛ فإن احتمال القصد إىل املخالفةعنبال

احلال؛ فإذا انضاف إىل ذلك كون الكمية املشتراة كبرية حبيث يبعدما يعضده من ظاهر استعماهلا عادة يف غري صناعة اخلمور؛ فإن احتمال املخالفة يصبح ظاهر الغلبة، وتصبح

.املعاملة يف حكم املمنوع جزماائز اتفاقا، حاله جمهوال للبائع؛ فجكان، أو أصاليعرف بذلك لم ملنعنبوأما بيع ال

نده من اس؛ لكنه ملا كان جمردا عما ي)٤٤١(وإن كان احتمال استعماله يف احملرم واردايصح التعويل عليه يف العمل باالحتياط؛ بل ولم يكن له اعتبار، لم املعضدات يف اخلارج؛

ةوقويف ذلك ي؛ ا مذموما تكلفليس إال إليهااللتفاتتيمي ل ابن :وأمفال ؛ا املسلم املستور بهة يفشعاملته أصال م،كان قد ابتدع يف؛ن ترك معاملته ورعا و م ما أنزل اهللاين بدعة الد

.)٤٤٢(لطانمن سبها

438- ،اطيبالش املوافقات) :٢/٣٦٤(رهاين، : وانظر؛البالذرائع سد) :٢١٢/ص.( : نظرية التقريب والتغليبالريسوين، : ؛ وانظر)٣٦٧/ص: (مقاصد الشريعة ابن عاشور، -439

).٤٢٧/ص( .؛ وما بعدها)٥٠/ص: (الورع، واألبياري، )٢/١٢٦: (اإلحياءالغزايل، : انظر-440 ).٥٧٦/ص (:نثر الورودالشنقيطي، : انظر-441 ).٢٩/٣٢٤: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -442

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 143: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٣ -

الشك العالقة بني العمل باالحتياط ومن شأن ذلك التقرير أن يكون قد كشف عن وتوصل يقطع فيها بأن الوسيلةال احملال اليت يف ظهورها يكون أوضح؛ غري أنيف مآل احلكم

ها واملنع منها؛ ن االحتياط يف سد بابا اختلطت مبا يوصل إليه؛ ك ملاإىل احلرام؛ ولكنها املوصلة إليه قطعا؛ طع بأا توصل إىل احلرام بالصورة الغالبةيق لم إحلاقا للصورة النادرة اليت

يقول الذرائع تعداد أنواعسياقيف و ؛على غري ذلك؛ واملآل يةاألصل على املشروع فيكونبكيالس ابن :قطع بأنما ياالحتياط سد وصل؛ فكان منوصل؛ ولكن اختلطت مبا يها ال ت

ها ال توصل إىل احلرام بالغالب منها املوصل الصورة النادرة اليت قطع بأن وإحلاق،الباب .)٤٤٣(إليه

كوك العارضةهد لا يشوممر؛ ماماحك األتآالمل كون الشمن أسباب االحتياط املعتب ا رأوا لم املشروعية؛ أعمال ثابتة تركعن بعضهم ثبتفقد؛ من الصحابة لة جكان عليه

إن الصحابة عملوا : قال الشاطيب؛ تقريرهامن الشارع إىل غري ما قصدقد صارتها تمآالالحتياط يف الدين ملا فهموا هذا األصل من الشريعة، وكانوا أئمة يقتدى م؛ على هذا ا

:فتركوا أشياء وأظهروا ذلك؛ ليبينوا أن تركها غري قادح، وإن كانت مطلوبة؛ فمن ذلكعثمانترك يف القصر وقال، خالفتهفر يف الس :إين إمام اس الن األعراب إلي ؛ فينظر

القصر املسلمني على أنوأكثر ؛)٤٤٤(هكذا فرضت: بادية أصلي ركعتني؛ فيقولونوأهل اللوقا؛ مطلوبح أسيدذيفة بن :شهدتيان ، أبا بكر وعمرضحأن يرى خمافة؛وكانا ال ي اس أن٤٤٥(ها واجبةالن()٤٤٦(.

443- ،كشيالزر احمليط البحر) :٨/٩٣(؛ وانظر : ،اطيبالشاملوافقات) :٤/١٩٨.( ، املصنف: حنوا منه؛ انظراملصنف األثر بهذا اللفظ لم أجده، وأخرج عبد الرزاق يف -444 عثمان عن، وأخرج البيهقي أيضا )٢/٥١٨(، ٤٢٧٧: فر، رقمالصالة يف الس: الصالة، باب: كتاب

اهللا ولرس ةنس قصرال إن ؛اسالن هاأي يا: فقال ؛اسالن خطب مث ،مبىن الةالص مأت هأن انعف بناةن؛صاحبيه ، وس حدث هولكن منطغام أن فخفت ؛اسالن وايستن؛ انظر : ،البيهقي ننالس

).٣/١٤٤(، ٥٢٢٣: رقم،الكربى: السنن الكربى، والبيهقي يف )٤/٣٨١(، ٨١٣٩:، حاملصنف أخرجه عبد الرزاق يف -445

: جممع الزوائداهليثمي، : ؛ انظررجاله رجال الصحيح: ، وقال اهليثمي عن إسناده)٩/٢٦٥()٤/٢١.(

446- ،اطيبالش املوافقات) :٣/٣٢٤( عينه؛ وانظر له يف املعىن :االعتصام) :١/٣٦٤.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 144: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٤ -

مره؛ كان من ا كان الشروع يف املمنوع عن طريق املشروع مما قد يشتبه أملوهذا؛ إىل حس اليت قد تفضي إىل احملرم حيتاج التعامل مع الوسائلالضروري التأكيد على أن

موابط اليت وضعها إدراك واع، وفهم عميق ل بعيد يف عواقب األمور؛ مع ف، ونظررهلض .يف ذلكاملشرع ، واإلكثار املباح احملض استعمال يفاإلفراط :يندرج حتت الشك يف مآل احلكممما و

جا إىل ما قد ، أو محووقعا يف احملرم ممن الترفه به من غري حاجة؛ من حيث كون ذلك عن النعمان بن بشري أن النيب املعىن ما رواه ابن حبانهذاومما يشهد لصحة يوقع فيه؛

ن ذلك استربأ لعرضه ودينه، ومن فعلاجعلوا بينكم وبني احلرام سترة من احلالل؛ م :قال .)٤٤٧(ارتع فيه كان املرتع إىل جنب احلمى؛ يوشك أن يقع فيه

إن احلالل حيث : ها حقيقة الشبهات املأمور باجتنابسياق كالمه عنقال احلافظ يف خشى أن يؤه؛ كاإلكثار ويم ينبغي اجتنابطلقا إىل مكروه أو حمرمن -مثال-ل فعله م

فضي إىل بطر الطيأو ي ،حوج إىل كثرة االكتساب املوقع يف أخذ ما ال يستحقه يبات؛ فإن شاهدبالعادة م ة، وهذا معلومفس، وأقل ما فيه االشتغال عن مواقف العبوديالن

.)٤٤٨(بالعيان

؛ فإن استدامتها واالسترسال عليها تكن حمرمة لم وكل لذة وإن: قال ابن العريبومكروه)٤٤٩(.

447- انصحيح ابن حبمبجانبة األمر ذكر: احلظر واإلباحة، باب: ، كتاب بهاتالش املرء بني ترةس

رواه: ؛ وإسناده حسن؛ وقال اهليثمي)١٢/٣٨٠(، ٥٥٦٩: ، رقماحملض احلرام يف الوقوع وبني على قثو وقد ،داود بن املقادم رباينالط شيخ غري ؛حيحالص رجال ورجاله ،طويل حديث يف رباينالط

: السلسلة الصحيحةاأللباين، : ؛ وانظر أيضا)١٠/٥٢٠: (جممع الزوائد: ؛ انظر لهفيه ضعف)٢/٥٦٢.(

).١/١٢٧: (فتح الباري ابن حجر، -448449- ،ابن العريب أحكام القرآن) :الم، : ؛ وانظر)٢/٣١٢ابن عبد السعارف شجرة امل

يف املبحث التالي؛ -بإذن اهللا-؛ وسيأتي تفصيل الكالم حول هذه املسألة )٢٦٦/ص: (واألحوال ).١٤٧/ص: (انظر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 145: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٥ -

املبحث الثالث

: املعتربمسالك العمل باالحتياط

.البناء على اليقني: املسلك األول .التقدير واالنعطاف: ياملسلك الثان

واالمتناع: الثالثاملسلك التوقف.

. ترك التوسع يف املباح:رابعاملسلك الاخلاملسلك امس :من اخلالفاخلروج . املسلكادسا: الس خص غري املقطوعالر ترك. املسلكابعاألخذ باأل: السأو باألكثرشد .

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 146: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٦ -

:والطرقاملناهج املراد مبسالك االحتياط بها اليت يتمكن من العملاملكلف يف اليفكتال امتثال مقام استنباط األحكام من أصوهلا، أو يفقتضى االحتياط يف مقاممب

الوقوف على عليه ويتعذر ويتمكن الشك من واقعها،ها،؛ عندما تشتبه عليه أحكامحمالها .ااهليئة اليت شرعت

يأتتوما س، متداخل بعضها يف بعض، وكثري منها فرع عن اآلخر وهذه املسالكوتشتد ، ذكره يكثر ماعلى زترك الذي ما هو حصيلة ما أدركه البحثإناإلشارة إليه منها؛

تقتضيه ، وطلبا لالختصار الذية عن اجلزئيةالكلياملعاني اكتفاء ب؛ احلاجة إلى العمل به .املقامطبيعة

على اليقني من أبرز املسالك اليت يعتبر البناء :)٤٥٠(البناء على اليقني: املسلك األولارعأرشد الشها ب إىل العمل املكلفساورعندما تكوكالش وتشتبه ،عليه واقعه العملي إذا شك : قال أن النيب دري مسلم وأبو داود عن أيب سعيد اخلىرواألمور؛ فقد

أحدكم يف صالته؛ فلم يدر كم صلى ثالثا أم أربعا؛ فليطرح الشك، وليبن على ما .)٤٥١(استيقن

؛ حىت يقوم قتضى حكمه والبقاء على مملكلف إىل اعتبار اليقنيا النيب فقد أرشد: يقول ابن عبد السالم ؛البناء على اليقني يف ذلكيف االحتياط وجه ويف بيانه،خالفدليل

مأو ركنا أو سجودا ركوعان نسي ؛هيعرف حمل ولم ،الة من أركان الصه يلزمه البناء فإن ، األمرين أشق على اليقني تقديروالبناء، لتحصيل مصلحة الواجب؛اعلى اليقني احتياط؛ منهماواإلتيان باألشقفإذا شك أترك الر ؟انيةكعة األوىل أم من الثكن من الربن ه ى على أن

450- ؛ يف احلوضن املاءيقمن :غة يف اللاليقنيويف االصطالح، فيه إذا استقر:اعتقاد الش ه كذا يء بأن

لك إال كذ أن يكونه ال ميكنمع اعتقاد أنا هو طمأنينة: ؛ وقيلابقاط م؛ يءلقلب على حقيقة الش، واجلرجاين، )١٣/٤٥٨: (لسان العربابن منظور، : ؛ انظر معهالعلم الذي ال شك: وقيل

عريفاتالت) :٣٣٢/ص.( ، أبو )١/٤٠٠(، ٥٧١: السهو يف الصالة والسجود له، رقم: الصالة، باب: مسلم، كتاب -451

، ١٠٢٤: رقم،الشك لقيي :قال نمو الثوالث نتنيالث يف شك إذا: ة، بابالصال: داود، كتاب، وهو أبني يف التعبري عن هذا املسلك االحتياطي فليلق الشك ولينب على اليقني: ، ولفظه)١/٢٦٩(

.من لفظ مسلم

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 147: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٧ -

ؤخذ يف العبادة وإمنا ي: ويف نفس السياق يقول السرخسي؛ )٤٥٢(ه األشقألن؛ من األوىل .)٤٥٣(ون احملتملن به دتيق يف البناء على امل العبادة االحتياططريق و،باالحتياط

جلها بعد اإلميان وعات وأركد املشآوإذا كان هذا هو احلكم يف الصالة اليت هي وليس املراد ختصيص هذين : قال اخلطايب؛ بذلكىها يف املنزلة أولهو دونا ؛ فغريها ممباهللا

فكذلك ؛ )٤٥٤(؛ ألن املعىن إذا كان أوسع من اللفظ كان احلكم للمعىناألمرين باليقنياليقني كان احلال إذا يف مجيع األحكام الشرعية؛ ال يزول املتيقن فيها بالشك؛ وذلك ألن

معلوما يف نفسه، ومع الشك ال يثبت العلم؛ فال جيوز ترك العمل بالعلم ألجل ما ليس .)٤٥٥(بعلم

الفرعية اليت االحتياطيةلبناء على اليقني معىن كلي يندرج حتته مجلة من املسالكواوب، التمسك بأصالة الوج-:ي يف مقدمتها؛ يأت العملميكن التعويل عليها يف مقام

.)٤٥٦(احلرمة، والتمسك بأصالة العدموالتمسك بأصالة

؛ ينفعه يف ختليص ذمته إال اليقني لم يءفمقتضاه أن من وجب عليه ش :فأما األول بقيت مشغولة، وأصبح انشغاهلا أصال مستصحبا ال يزال عنه إال ألن الذمة إذا عمرت بيقني

وقد جرى هذا املعىن لدى الفقهاء جمرى ؛ )٤٥٧(أو ما يقوم مقامه، أو يشتمل عليه بيقني

).٢٠-٢/١٩: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -452453- ،رخسيالس ريالس الكبريشرح ) :٢/٤٧٩: (وانظر منه أيضا). ٢/٤١٤.( ).١/٢٣٧: (فتح الباريابن حجر، -454 ).٢/١١٧: (أصول السرخسيالسرخسي، : انظر -455 ؛ أيمن باب تعب مامته عدعد: ضد الوجود، وهو فقدان الشيء وذهابه؛ يقال: العدم لغة -456: ؛ وقال ابن عابدين)٣٩٧/ص: (املصباح املنريالفيومي، : فل؛ انظر على وزن قمد الع واالسم،فقدته

ذكر قبله من شرط أو دعوى خصمعدم ما ي ؛ بل املراده عدمطلق املفهوم من أنبه م ليس املراد ؛ انظر ).٦٩/ص: (نزهة النواظر: له

، والونشريسي، )٢/٦٠٧: (لقواعدا، واملقري، )١/٢١٩: (الذخريةالقرافي، : انظر -457املسالك إيضاح) :٧٥/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 148: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٨ -

؛)٤٥٨(يقنيرأ إال بتب لم باألصللذمةا اشتغلت اإذ: القواعد املقررة، وعبروا عنه بقوهلم أو ظنا ، يقينا الذي شرعت عليهؤدى على الوجهت أن ال الشرعية منليفااحتياطا للتك .)٤٥٩(يقوم مقامه

فمقتضاه أن ما تأكدت حرمته من الذوات واألفعال؛ فإنه يبقى حمكوما :وأما الثاينم من األدلة ما يرفع عنه ذلك الوصف، وينقله من حيز التحرمي إىل حيز له باحلرمة حىت يقو

: ما عبر عنه الفقهاء بقوهلمهو ؛ واإلباحة؛ وال يكفي يف ذلك جمرد االحتمال اتفاقااالحتياط يف باب احلرمة واجب)٤٦٠(.

ود حىت يثبت فمقتضاه أن كل شيء طارئ؛ فإنه حمكوم له بعدم الوج: وأما الثالث حصل له تعلق بذمته حق من احلقوق يقينا، ونوبناء على ذلك فإن م؛ بدليل معتبره خالف

هبعد ذلك شكالفعل؟يأت به لم هل فعله وأتى به، أو أن ه يبين على اليقني، وهو عدمفإن ن شك هل فعل م: مقوهل، واألصل عدم الفعل: ، وهو ما عبر عنه الفقهاء بقوهلمي بهويأت

.)٤٦١(يفعل لم نهاألصل أأو ال؟ ف

الذي يشمل القطع والظن الفقهاء باليقني عند اإلطالق معناه العام هذا؛ ومرادم على األخذ بالظنوناملعتبهجرة يف و الغالبة،ر، ويدل لذلك درعية على األمارات الشاملبني

اليقني مبعناه املنطقي الذي هو عمليةسائل الاملوا يف أكثر شترطي ولم ،عمليةإثبات األحكام القال السرخسي مقررا ذلك ؛ )٤٦٢(االعتقاد اجلازم؛ لتعذر الوصول إليه يف غالب األحوال

فيه ر الوقوف وفيما يتعذ،ه على االحتياطي أمرنزلة اليقني فيما بأي مبنر الر أكبنإ:املعىن

، واحلموي، )٥٥/ص: (األشباه والنظائر، والسيوطي، )٢/٢٧٥: (املنثورالزركشي، : انظر-458

ون البصائرعي غمز) :١/٢٠٤.( ).٣/١٦٤: (اموعالنووي، : انظر-459، واحلموي، )٢/٧٢: (تبيني احلقائق، والزيلعي، )٣٠/٢٩٦: (املبسوطالسرخسي، : انظر-460

ون البصائرعي غمز) :٣/٤٢١.( ).١/٢٠٤: (غمز عيون البصائر، واحلموي، )٥٥/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر -461درر ، وحيدر، )١/٢٣٦: (اموع، والنووي، )١/١٧٧: (الذخريةالقرافي، : انظر -462 .)١/٢٢: (احلكام

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 149: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٣٩ -

ر الرأي وإن كان ال يعارض إن أكب: ما قررهلمثال ، وقال م)٤٦٣(العلى حقيقة احلالظاهر؛ لكن يثبت به استحباب االحتياط؛ أال ترى أن من وجد ماء وغلب على رأيه أنه

أ به وإن توض، أ بغريه له أن يتوضستحب فامل؛ بنجاستهيخربه أحد لم جنس، ولكن .)٤٦٤(أجزأه

ي وهذا املسلك يعتبر األساس الذي ينبن :)٤٦٥(التقدير واالنعطاف: ثاينلاملسلك اعليه العمل باالحتياط يف كثري من صوره، وذلك ألن وظيفة االحتياط هي الكشف عن حكم الشارع يف املواقع اليت تعتورها الشبهات؛ فما التبس أمره، وتردد حكمه بني

كذلك؛ كم الشارع فيه هو الوجوب، فإن كان يف نفس األمرالوجوب وعدمه؛ نقدر أن حننا نقدر وجوبه، ونجري احلكم على ذلك إ حمله، وإن كان غري ذلك؛ فكمفقد صادف احل

؛ )٤٦٦( االحتياط للمحرمات بابالتقدير ال على حقيقة الواقع، ونفس املعىن جيري يف احتطنا؛إن التبس احلال :- عبد السالم ابنكما يقول-والضابط العام يف ذلك كله

وإن دار الفعل،ودها وتركناهاوللمفاسد بتقدير وج، للمصالح بتقدير وجودها وفعلناهابني الوج؛دبوب والنبنينا على أن وأتينا بهه واجب )٤٦٧(.

املصالح بعضها عن بعض؛ قد يكونواالحتياط عندما تلتبس باملفاسد، وال يتمايز يل ب؛ سواء أكان ذلك من ق بتقدير املوجود كاملعدومقد يكون و،بتقدير املعدوم كاملوجود

463- ،رخسيالس ري الكبريالس شرح) :٢/٥١٤.( 464- ،رخسيالس ري الكبريالس شرح) :١/٢٤١.( فكري يف تسوية أمر روية والت الت:يأتي يف اللغة لعدة معان؛ واملراد به منها يف هذا املقام: التقدير-465: التقدير: ويف االصطالح عرفه العز بن عبد السالم بقوله؛)٥/٧٤: (لسان العرب: ؛ انظرويئته: قواعد األحكام: ؛ انظر ابن عبد السالمأو املوجود حكم املعدوم، املوجود املعدوم حكمعطاءإ عطفا وعطوفا؛ فانعطف؛ ثنيته أو أملته؛ أييء عطفا الشعطفتلغة من : ؛ واالنعطاف)٢/١١٢(

إضافة احلكم إىل الزمن املاضي أو : ؛ واملراد به هنا)٤١٦/ص: (املصباح املنريي، الفيوم: انظر .املستقبل، وابن السبكي، )٢/٤٩٩: (القواعد، واملقري، )١/١٦١: (الفروقالقرافي، : انظر-466

ظائراألشباه والن) :١/١١١( ،ركشيوالز ،املنثور) :م، )٢/٢٧٧؛ وابن القيالفوائدبدا ئع :)٣/٧٧٢( ،وحيوالفت ،الكوكب املنري شرح) :٦٠٠/ص.(

).١/٥٩: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -467

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 150: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٠ -

ويف مقام ؛ املصالح املطلوب حتصيلها، أم كان من قبيل املفاسد املطلوب إفناؤها وإعدامها أال ؛ياطسلك فيه االحتقدير ي إذا آل إىل الت األمرنإ: التمثيل لذلك يقول اجلمل يف حاشيته

تأثري الوصف ه أضعاف وإن كان تأثري،ر باألشدقدجاسة املفقود ي وصف النترى أن .)٤٦٨(املفقود

هذا املسلك بني أن ينعطف التقدير إىل ما وال فرق يف االحتياط للمصالح واملفاسد بتاط معنى مضى من الزمن، وبني أن يعود إىل ما يستقبل منه؛ ففي كال احلالني يلتزم احمل

قتضاهقدير، التويعمل على وفق م:

ابن فمن أمثلته ما أشار إليه التقدير إىل الزمن املاضي؛ وهو عطف -:فأما األولارتفاع الواقع شرعا حمال؛ أي ارتفاعه يف الزمن املاضي، وأما تقدير انعطافه : بقولهالقيموله أمثلةمع وج ،قال المرأته إذا..وده؛ ممكن :إن قدم زيد آخر ؛هر الشفأنت طالق ؛هل أو ا ال أن،ومه قدر ارتفاع تلك اإلباحة قبلقدا ن فإن؛ههر بقدومه آخرل الش أو تطلق:وقلنا؛ها وجنعل الوطء حرامانرفعبل ن ؛ر أن تلك اإلباحة يف حكم العدمقدزيال تنود للموج

زلة املعدوممبن)٤٦٩(.

فضية فمن أمثلته منع الوسائل املوهو عطف التقدير إىل الزمن املستقبل؛ -:الثاينأما ور وجنا نقدإىل املمنوع احتياطا؛ فإنها؛ فاحلكم بتحرمي باشرتود اإلفضاء بالفعل لنمنع من م

موت مبين على تقدير اإلفضاء إىل من الناسعامةالرق ط يف وحنوهحفر اآلبار للسقيقدير؛األبرياء، ولوال هذا التالوسيلة على أصالة اجلواز؛ خص وصا مع سالمة لبقي حكم

.)٤٧٠(املقصدا كان هذا املسلك االحتياطي جار على خالفه؛ ولمعدم التقدير، والعمل ب األصلوتباس إال عند ظهور داعي االحتياج، وهو الينبغي أن يصار إليه ال انتهاجه فإن كذلك؛

ثبت له يف اجلملة؛ قال القرايف احلكم وتعذر الوقوف على حقيقته؛ مع قيام الدليل األصلي املنا ذلكمبي :وهذه القاعدة..أو ، على ثبوت احلكم مع عدم سببه دليلحتاج إليها إذا دل ي

).١/٣١: (حاشية اجلمل اجلمل،-468 ).٣/٧٧٢: (بدائع الفوائد ابن القيم، -469 ).١٢٠/ص: (سد الذرائعالبرهاين، : انظر-470

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 151: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤١ -

ه خالفألن؛ ينئذح قدير ال جيوز الت؛ إليهارورة الضتدع لم وإذا،أو قيام مانعه، شرطه .)٤٧١(األصل

حتت مفه منه من حيث املآل، وهو إعطاء ويندرج قريب وم هذا املسلك معىن آخرالورع حزم واحتياط لفعل ما يتوهم : ؛ قال العز بن عبد السالم)٤٧٢(املوهوم حكم احملقق

لومتها عند من املصالح، وترك ما يتوهم من املفاسد، وأن يجعل موهومتها كمعاالحتياط أن جنعل املعدوم كاملوجود، واملوهوم : ل ابن السبكياوق؛ )٤٧٣(اإلمكان .)٤٧٤(كاحملقق

والعمل بالوهم يف مقام االحتياط إنثريه يف ما يستقيمرة ما يإذا قام من األسباب املعتب ه ستند إىل أسباب واهية؛ فإنوأما الوهم ارد، أو امل ستوى االعتبار، ويرتقي به إىل مالنفس،

حبال من األحوال؛ جريا على مقتضى القواعد هض ملعارضتهين الواقع، وال يصلح ملقاومةال وال ،عارض املعلوم ال ياملوهوم: قال السرخسي؛ إليهاملقتضية لترك الوهم، وعدم االلتفات

ر يف حكمهؤثي)٤٧٥(.

الثالثاملسلك :ومن مسالك العمل باالحتياط أن يتوقف :ناع واالمتالتوقف: قال األبياري ؛حىت يتبين له حكم الشرع فيها ؛ بهااملكلف عن احلكم يف املسألة أو العمل

ليل علىوالد ،فس عن اإلقدام قبل انكشاف أحكام األفعال فمطلوبالن ا حبسفأمملعىن؛ فهو أنه ملا لم يكن يف صفة الفعل ما وأما ا.. الكتاب والسنة واإلمجاع واملعىن-:ذلك

يدل على حم؛ وجب التوقف كمه، وأمكن أن يكون ما يقدمما أو غري حمراملكلف عليه حمر

471- ،القرافي الفروق) :٢/٢٠١(؛ وانظر يف معناه : ،بكيابن السظائراألشباه والن) :١/١١١.( الوقوع؛ هو أن املوهوم نادر الوقوع؛ خبالف املتوقع؛ فإنه كثري: والفرق بني املوهوم واملتوقع-472

.واحتمال حصوله أقوى من عدمهفواتح األنصاري، : ر أيضا؛ وانظ)٣٧٦/ص: (شجرة املعارف واألحوال ابن عبد السالم، -473

).٢/٣٦٠: (الرمحوت474- ،بكيابن الس ظائراألشباه والن) :١/١١١.( 475- ،رخسيالس رخسيول السأص) :؛ وانظر يف عدم اعتبار الوهم يف بناء األحكام )١/١٣٨: درر احلكام، ، وحيدر)٣/١٦١: (املنثور؛ والزركشي، )١/٢٩٢: (القواعداملقري، : الشرعية

)١/٧٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 152: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٢ -

رع؛ كاختالط ميتةتغليبا جلانب احلظر، وهو املعروفة، من الشمبذكاة، ومنكوحة بأجنبي .)٤٧٦(وإناء طاهر بإناء جنس

حىت يسلم من الوقوع ؤقت يسلكه احملتاطل لفظ التوقف أنه أمر م من مدلوظاهرويف وك؛ العمل يف مقام به يف مقام الفتوى أورطة املخالفة إىل أن يقوم لديه ما يصلح التمس

-: بيان ذلكيأيتوفيما

أصول د علىه الشبهات اليت ترفأما التوقف يف مقام الفتوى فسبب: مقام الفتوى :أوالاألحكام، وال يتصور وقوعها إال يف طريق العلماء املؤهلني ذوي القدرة على النظر يف األدلة

.واالستنباطن له ف حىت يتبي يتوقحكم املسألة أنيتهيأ ملعرفة لم إذافيت اتهد والواجب على امل

وجه ها؛ وابالصه وغاية املطلوب منه وقتق فيها؛ فذلك فرضاطيبال الش : إذا تعارضت ولم ؟د بهتعب مشروع فال ي أو غري،د بهتعب ي مشروعي العمل الفالن على اتهد يف أنةاألدليتبين مجعفقد ثبت يف األصول ؛مها أو غري أحدمها بنسخ أو ترجيح أو إسقاط،ليلني بني الد

ه التوقف؛ فلوأن فرضعمل مبقتضى دليل الت شريع من غري م؛)٤٧٧( مبتشابهح لكان عامالرج إلمكان صحة الد؛ةليل بعدم املشروعيفالصواب عن احلكم رأسا الوقوف ،يف وهو الفرض

.)٤٧٨(هحق

أن يوفي املسألة قبل يف النطق باحلكم عسروالت، يف الفتوىساهلالت لهوال جيوزه ال جيوز واعلم أن: ك املعىن يقول ابن فرحون املالكيحقها من النظر والتأمل؛ ويف ذل

فيت أن يتساهل يف الفتوىللم ،وملم رف بذلكن ع ستفىتجيز أن ي ..قد يكون ساهلوالت ورمبا حيمله ، ظر والفكرها من الن استيفاء حق بالفتوى أو احلكم قبلسرعت ويثبتبأن ال ي

مه أنعلى ذلك توهواإلبطاء،راعة اإلسراع ب ه واحنالله وقد يكون تساهل.. ومنقصة عجزالفاسدةبأن حتمله األغراض على تتب ع احليل احملظورة أو املكروهة والتمسطلبا؛بهك بالش

476- ،األبياري الورع) :٢٥/ص.( أن قرره صوص التكاليف العملية؛ كما سلف أي يف حقه؛ وإال؛ فإن التشابه احلقيقي ممتنع يف ن-477

).٨٠/ص: (؛ انظرالشاطيب نفسه478- ،اطيبالش االعتصام) :١/٢٩٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 153: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٣ -

للترخيص على موم نفعهن ير،أو الت غليظ على من يريد ضهر ،الحقال ابن الص :ومل ن فع .)٤٧٩(هن فقد هان عليه دي؛ذلك

حكما فيها على الصحيح؛ منهيكن ذلك لم ي يف مسألة من املسائلوإذا توقف املفتترك العمل باملسألة على وجه االحتياط لعدم إمنا يفال جيوز استنباط حكم من توقفه؛ و

يس بقول فل؛ ف عن اجلوابا التوقأم: دامة ق قال ابن؛ه واكتناههنتبي إىل حني معرفة احلكم وإشكال ،ة فيها لتعارض األدل؛ عنهاف وتوق، للقول فيها إمنا هو ترك؛املسألة يف

.)٤٨٠(دليلها

عن األصل؛ وال ينبغي للمفتعلى خالففالتوقف ي أن يلجأ إليه إال بعد عجزه التام تعطيل لألدلة، الوصول إىل مدرك احلكم؛ وأما املبادرة إليه قبل النظر؛ فال ينبغي ملا فيه من

وألنه قد يكون منفذا لضعاف النفوس؛ فيتخذوا منه تكأة لالنفالت من التكاليف واتباع .)٤٨١(اهلوى

ركشيقال الز : افعيالش نصال أعلم؛ حىت : م ال يقول يف املسألة على أن العالال أعلم يهون : لعامي؛ فقولهأن العامل ليس كا: يقف؛ ووجهه ثم جيهد نفسه يف النظر فيها،

ائل يف اإلقدام؛ مع أنطمع السوصة احلكم،أمر املسألة، ويم فالعالوأيضا ها قد تكون منصمأمورظر ليتعل بالنفليس قوله؛معلم وي : ال أعلمين يف شيء من الدى يقف عند حتمرهاقتضيات العلم بعد سب)٤٨٢(.

د على حمال ه الشبهات اليت ترما التوقف يف مقام العمل؛ فسببوأ: العملمقام: ثانيااألحكام ومواقعها، وهو أمر كثري الوقوع يف طريق عامة املكلفني؛ خصوصا املقلدين منهم؛

ابن : ؛ والكالم كله البن الصالح باملعىن؛ انظر)١/٧٤: (تبصرة احلكام ابن فرحون، -479

).١/٤٦: (أدب املفيت واملستفيتالصالح، ).٧/٢٨٩: (املغين ابن قدامة، -480 ).١٥٥/ص: (نظرية التقريب والتغليبالريسوين، : انظر-481482- ،ركشيالز احمليط البحر) :٨/٢٧٤.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 154: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٤ -

يعرف حكم الشرع فيها أن يتوقف حىت يتبين له احلكم ولم فيلزم كل من نزلت به نازلة .)٤٨٣(لظن الذي يقوم مقامهعلى وجه اليقني أو ا

يكون بسؤال املنوطة بهووصول املكلف إىل مدرك احلكم يف مقام امتثال التكاليف ما من أصله؛ وأما إن كان عال الشرعي يف املسألةيكن عنده علم باحلكم لم العلماء إن

وله إىل د عليه من جهة عدم متكنه من العمل به واقباحلكم؛ غري أن اإلشكال ورعا؛ فإن وص باالعتماد على القرائن احملتفة بالواقعة، وقد يكون بالسؤال، وقد يكوندرك قد يكونامل

لصعوبة الواقع حقيقةتفصيمن مع إعفائه ؛بالرجوع إىل احلكم األصلي قبل طروء الشبهة .إدراكه

ؤال عن احلكم الشمن ذلك أن هناك فرقا بني الس قبل اإلقدام على فعلوواضح رعي ما جيهل حكمه أصالة، وبني السؤال عن األوصاف الطارئة على األعيان ومواقع األحكام؛ ا الثاين؛ فإن األصل فيه هو تركه، وأموغري ره األبياريبال نزاع كما قر ل واجبفاألو

.السؤالن ؤال على مال جيب الس: يقول النووي؛ واقعويف التمثيل ملا يترك فيه السؤال من امل

يكن لم وما، ؤالفيجب الس، أكثر ما يف أيديهم حرام أن يظهر أنوق إال الس..يشتري منيكونال حرامااألكثرالت ألن؛ ورعافتيش حابة الص لم راء من األسواقميتنعوا من الش ،

بعضهم يف بعض األحوال لريبة ؤال عن ل السقوإمنا ن، عقدوكانوا ال يسألون يف كل .)٤٨٤(كانت

نده يف األحوال اليت يكون فيها املالك اس يكون سائغا وله من الشرع ما يفالسؤال إمناة تلقية أو خلقييبة واالشتباه يف مشكوكا يف أمره؛ لقيام داللة خالباعث على الر ثري الشك

أمره، وعلى ذلك تاألحمل بعض خبار الواردة عن النيبؤال وصحابتهالطاهرين يف الس -:؛ ومن ذلكوالتفتيش

: الورع، واألبياري، )١/٢٩٣: (االعتصام، والشاطيب، )٢/٧٣: (اإلحياءالغزايل، : انظر-483

).٣/١٣٨: (منح اجلليل، واحلطاب، )٢٥/ص(484- ،وويالن موعا) :٩/٤٢١(ة، : ؛ وانظر أيضاابن تيميجمموع الفتاوى) :٢٩/٣٢٤.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 155: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٥ -

ي بطعام تأ كان إذا رسول اهللا نأ ما رواه البخاري ومسلم عن أيب هريرة -: وإن قيل،يأكل ولم لواك : قال ألصحابه؛ صدقة: فإن قيل؟ أم صدقةة أهدي؛سأل عنه

ة؛ ضرببيده هدي ؛)٤٨٥( فأكل معهم؛ وويقال الن :والفحص عن ، الورعفيه استعمال عن غري لم يكن سؤاله فإن أي إذا وجد ما يسوغ ذلك؛؛)٤٨٦(أصل املآكل واملشاربكان الصحابة قد ، و)٤٨٧( وعلى آل بيته لتحرمي الصدقة عليه؛سبب؛ وإمنا كان يسأل

االستفسار عن الوجه الذي املقام؛ فاقتضى بني يديهها يضعوناهلديةبوة يأتونه بالصدق ألن: الغزايل يقول ؛ ويف بيان سبب سؤاله ف فيه ما ينبغي أن تصر ملعرفةقدمت به؛

حمل أن ما ي فغلب على الظن؛ وهم فقراء، املهاجرين املدينة وهو دخول؛قرينة احلال تدلث،دقةإليهم بطريق الص يط إسالم املعمويده ال يد وكان، ه ليس بصدقةالن على أن

ي؛يافاتدعى إىل الضإذ العادة ؟ أم ال، وال يسأل أصدقة،جيب فيما جر ق ت بالتصديافةبالض)٤٨٨(.

ول اهللاإىل رس بعثت هااد بن أوس أناهللا أخت شد عبدعن أمي ما رواه الطربان -ى أن:وهلا إليها رس فرد؛ة احلرهار وشدلك يف طول الن وذ، وهو صائم، فطرهعندبقدح لنب

: قالت؟اةهذه الش لك ى كانتوهلا أن إليها رس فرد: قال؛ من شاة يل: قالت؟نبهذا الل لك لك بعثت! ول اهللا يا رس: فقالت؛ا كان من الغد أتته فلم، فأخذه منها؛يمن مال هاريتتاش

: ، مسلم، كتاب)٢/٩١٠(، ٢٤٣٧: قبول اهلدية، رقم: اهلبة وفضلها، باب: البخاري، كتاب-485

أي ؛بيده ضرب :قوله؛ و)٢/٧٥٦(، ١٠٧٧: اهلدية ورد الصدقة، رقمقبول النيب : الزكاة، باباألكل يف عشر تشبيها ،سرعام ؛ انظراألرض يف سريعا هاببالذ للمد : ،العيينعمدة القاري :

)١٣/١٣٥.( 486- ،وويالن مسلم شرح) :٧/١٨٤.( لثواب منحة دقةالص ألن وذلك: البيضاوي لوق ييان سبب حترمي الصدقة على النيب ويف ب-487املناوي، : انظر؛ عليه مترح فلذا ؛خذلآل ذل نوع دقةالص ففي ؛إكراما للغري متليك ةواهلدي ،اآلخرة

فيض القدير) :٥/٨٨.( ى إىل الضيافات؛ فيجيب، وال يسأل أصدقة، كان يدع: ؛ وقوله)٢/١١٩: (اإلحياء الغزايل، -488 مسعود أيب حديث من حيحنيالص يف ذلك من ؛مشهور معروف هذا؛ قال عنه العراقي ،أم ال؟

أيب صنيع يفاألنصاري طعاما عيبش اهللا وللرس ؛ انظر : ،العراقيختريج أحاديث اإلحياء :)٢/١٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 156: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٦ -

بذلك : فقال هلا!؟ول فيهس الر فرددت؛ة احلر وشد،هارول النمن ط لك يةرثم نببالل يف هذه الواقعة ؛ وسؤاله )٤٨٩( وال تعمل إال صاحلا،با أال تأكل إال طي؛سلمرت الرأ

محلته عليهود قرينة حممول عند العلماء على وجبنر؛ ؛ وهي وإن لم تمن خالل سياق اخلب عند من ترك السؤال والتفتيش عن اهوله وبني ما تواتر عنه بينإال أن مقتضى اجلمع

.مشعر بذلك انتفائهاأن تكن هناك قرينة تبعث على الريبة والشك؛ فإن السؤال حينئذ ال يعدو لم وأما إذا

مل مع الغري التعااألصل يف، وترده أصوهلا املقررة؛ وذلك ألن تكلفا تأباه الشريعةيكون األصل بالظاهر املستند إىل قرينة شرعية، وهي اليد الدالة على ذلك اعتضد قداإلباحة، وأن تضافر األصل والظاهر يف الداللة على معنى يصيره يف فقهاء القد تقرر لدى امللكية، و

م تبق املسألة من موارد لوإذا اتفق األصل والظاهر: قال ابن تيمية ؛حكم املقطوع بهزاع؛ بل من مواقع اإلمجاعالن)٤٩٠(.

بعد انقراض خالفة اخللفاء فإن الثابت عنهم شاهدة على ذلك؛ وحال الصحابة ، ويتعاملون مع الناس يف األسواق بالبيع ون العطايا واهلبات كانوا يأخذهم أنالراشدينعلى ترك السؤال والتفتيش، ونكر؛ فكان إمجاعا منهم علىدون أن يعلم لذلك موالشراء؛

حابة الصا نعلم أن عليه أنويدل: ؛ ويف ذلك السياق يقول الغزايلذلك كان التابعون هلميف غزوات رىزلون يف القهم وأسفارهم كانوا ين،رىون الق وال يرد،لون البالد ويدخ،

إال ؛قل عنهم سؤال وما ن،هم يف زمان موجوداكان احلرام أيضا و،وال حيترزون من األسواق .)٤٩١(يبةعن ر

فيه أبو : قال اهليثمي، وإسناده ضعيف؛)٢٥/١٧٤(، ٤٢٨: ، رقماملعجم الكبري الطرباين، -489

أيب مرمي، وهو ضعيف بكر بن؛ انظر له :وائدجممع الز) :؛ وقال األلباين)١٠/٢٩١ :له ويشهد مبا املؤمنني أمر اهللا وإن ،باطي إال يقبل وال ،بطي اهللا إن ؛اسالن هاأي: بلفظ مرفوعا هريرة أيب حديثأخرجه ..املرسلني به أمر مسلم؛ انظر له :حيحةلسلة الصالس) :٣/١٢٨.(

، والنووي، )٤/١٨٠: (املغينابن قدامة، : ؛ وانظر)٢١/٣٢٥: (جمموع الفتاوىابن تيمية، -490موعا) :٩/٤١٥(، و ،املرداوياإلنصاف: )٨/٣٢٤(

).٣/١٩: (السيل اجلرارالشوكاين، : انظر يف عني املعىن؛ و)٢/١١٩: (اإلحياء الغزايل، -491

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 157: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٧ -

الاملسلك ابعر: ع يفتركقد و : املباح التوسمن العلماء عد ع يف ترك كثريالتوس املندوب إليه يف وذريعة إىل احلرام من مسالك االحتياط الذي خياف أن يكون سبباباحامل

ل فيه إشكاال إذا ختي؛ه مباحاس ما يظهر لغريه أن النقد يترك بعض: شاطيبقال الاجلملة؛ : كقوله؛ رك على اجلملة بال خالف الت مطلوب وهذا موضعص له حله،يتخل ولم ،وشبهةكنوإمنا تركوا ، به ما ال بأسيتركوا كل ولم ؛)٤٩٢(البأس به ملا حذرا به ما ال بأسا ندع

وما خشم إىل مكروه أو ممنوعا أن ي فضي)٤٩٣(.

االسترسال مع الشهوات واالجنرار وراء امللذات عدم املباح بقصد تعويد النفس تركوصحيح غرضبال شك ويقوم ،على معىن د يف ها ؛ فإن ترويضشريف تربويعلى التقص

ذلك تقرير؛ ويف التكليف من أجل مقاصد والبطرأمور العيش، والبعد عن مظاهر اخليالءن صعد إىل هذه الدرجة من الورع؛ يترك كثريا إن م: ابن القيم يقول املعنى والتنويه بشأنه؛

ر ا ال بأس به من املباح؛ إبقاء على صيانته، مموخوفا عليها أن يتكدئطفن وي،هاصفو من امل كثرياإن؛ فهانور باح يكدر صفوو،يانة الص يذهب بهاهجت،ىطف ويء نهاور ،ق خلويحسنها وبهاهجت)٤٩٤(.

؛العبد واحلرام بني عقبة املكروه :ه كان يقول أن عن بعض مشاخيهرني املبناونقل ق إىل احلرامفمن استكثر من املكروه تطر،فمن استكثر منه ؛بينه وبني املكروه عقبة واملباح

ق إىل املكروهتطر)٤٩٥(.

قال: قال النيب أصحاب من وكان عديالس ةعطي عمال مبا رواه الترمذي وابن ماجة عن -492اهللا ولرس : يبلغ ال من يكون أن العبد ؛قنياملت ىحت به ملا حذرا به بأس ال ما يدع البأس؛ انظر :

: ابن ماجة، كتاب، )٤/٦٣٤(، ٢٤٥١: رقم: صفة القيامة والرقائق والورع، باب: ي، كتابالترمذ حسن حديث هذا: ؛ وقال عنه الترمذي)٢/١٤٠٩(، ٤٢١٥: الورع والتقوى، رقم: الزهد، باب

الوجه هذا من إال هالنعرف غريب؛ وقال العراقي :أخرجه الترمذي كمواحلا ماجه وابن ،نهوحس حهوصح؛ انظر العراقي :ختريج أحاديث اإلحياء) :١/١٩.( 493- ،اطيبالش املوافقات) :١/١٢٠(الغزايل، : ؛ وانظر يف نفس املعىناإلحياء) :٢/٩٤( ،

،واألبياريالورع) :١٧/ص.( ).٧/ص: (الورعابن حنبل، : ؛ وانظر)٢/٢٥: (مدارج السالكني ابن القيم، -494 ).١/١٢٧: (فتح الباري حجر، ابن-495

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 158: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٨ -

به ما كان من ى؛ وعن)٤٩٦(قد ذكر العيين عن بعض العلماء أنه فسر الشبهة باملباحو؛ شبهة اللغوي لل املدلولوذلك وإن كان غري ظاهر من حيث؛ رفهقبيل املبالغة يف التنعم والت يف تشبها من حيث كون بعض املباحات تشترك مع ال واالعتبار؛نظرإال أن له حظا من ال

؛؛ فإن العبد إذا بالغ يف األخذ باملباحات، وأفرط فيهااملمنوعإىل الوقوع يف بها التوسلماتهأوشك أن يقع يف املكروهات اليت جترؤ على احملر٤٩٧( غالبا إىل التجر( ؛ قال ابن

العريب :وتستمر ،بات من احلالل تستشري هلا الطباعدة؛ فإذا عليها العاإن تعاطي الطيفقدا استسهلت يف حتصيلها بالشبهات، وحىت تقع يف احلرام احملض بغلبة العادة، واستشراه

.)٤٩٨(اهلوى على النفس األمارة بالسوء

ه ممن حيث كون ا املباحوأمبهة قطعا، وال ينبغي باحا؛ فال يصدقعليه معىن الش مقبول؛ه يفإدراج قال القرايف حدودها؛ إال ملعىن شرعي :باحات ال زهد فيها وال ورع املباحات االستكثار من امل إن من حيثهد والورعوفيها الز، باحات من حيث هي مفيهاحويإىل كثرة االكتساب املج بهاتوقع يف الش ،وقد يباحات املوكثرة، ماتوقع يف احملر

ال من جهة ؛باحات من هذا الوجه يف امل والورعهد فكان الز..فوسفضي إىل بطر الن تأيضاأنها مباحات)٤٩٩(.

أن يكون الترك من أجل -:وحااليت ميكن اعتبار ترك املباح هلا ورعا ممد املعاني ومنترك املباح إمنا حيسن تسميته ورعا؛ إذا ترك املباح، وأتى االشتغال مبا هو أفضل منه؛ ألن

املباح مانعا فيها؛ فيكون مثابا على ما أتى به من العبادة عند ترك املباح، ال بعبادة يكون على ترك املباح، وملا كان تارك املنهي عنه مثابا على تركه، وتارك املباح مثابا على تركه؛

.)٥٠٠(حسن تسمية ترك املباح ورعا

).١/٣٠٠: (عمدة القاريالعيين، : انظر-496 ).٤٩٧/ص: (قواعد الوسائلخمدوم، : انظر-497498- ،ابن العريب أحكام القرآن) :٤/١٢٧(ى؛ وانظر منه يف نفس املعن) :٢/٣١٢.( 499- ،القرافي الفروق) :٤/٢٢٠(؛ وانظر : ،األبياريالورع) :١٧/ص(، ،والقرطيب املفهم :

)٤/٤٨٨.( 500- ،األبياري الورع) :١٦/ص(م، : ؛ وانظرابن القيالكنيالس مدارج) :؛ فله يف )٢/٤٤٥

نفيس وع كالمذلك املوض.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 159: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٤٩ -

ع يف املباح إمنا يوبذلك يكون قد وضصلح أن يكون طريقا سالكة ح أن ترك التوس وقوعا وتوقعا، وهو نفس املعىن للعمل باالحتياط باعتبار العوارض املضادة ألصل اإلباحة

حقيق فيها أا راجعة التألنالذي اعتبره الشارع يف ترغيبه عن مالبسة املتشاات؛ وذلك فنهى عن ؛ارعره الشاحة هو الذي اعتبها إىل غري اإلبع جماوزت توق غري أن؛إىل أصل اإلباحة

وهو أصل،البستهام قطعي مرج إليه يف أمثال هذه املطالبوع ،وي جوع إىل أصل نايف الر .)٥٠١(اإلباحة

د ترك املباح ال يكون طاعة إمجاععلى أن جمر ليل الواضحاملسلمني قاطبة على والد أن داللة ال جمال معها لالحتمالا يدلزمه الوفاء به؛ مميل لم باح؛ن نذر ترك شيء ممأن

ويف معرض سوق األدلة على ذلك ؛ الشارع من جهةالطلبب ايس مقصودرد لاالترك اطيبيقول الش :ابعاملسلمني على أن ناذر ترك املباح؛ ال يلزمه الوفاء بنذره بأن :والر إمجاع

ه ... ه كنذر فعلهيترك ذلك املباح، وأنذر؛ فدل على أناملباح طاعة؛ للزم بالن فلو كان ترك .)٥٠٢(ليس بطاعة

اطيبستند اإلمجاع الذي ذكره الشعنوم ا هو احلديث الذي رواه البخارياسبن عب قال :ول اهللا بينما رسإسرائيل؛ أبو : فقالوا؛ فسأل عنه؛ إذا هو برجل قائم؛ خيطب

م وليستظل فليتكل؛وهمر: فقال؛ومم ويص وال يتكل وال يقعد وال يستظلمنذر أن يقوصومهوليقعد ويتم )٥٠٣(.

م عقبا عليهقال األبياري : ما كان هللا طاعة، وأن يترك ما ليس بطاعة تمأمره أن يشريعة ما ليس املباح خيرج ساملا؛ بل هو عاص هللا إذا أسند إىل ال املتورع بترك إليه، وليت

ع مبا ليس فأنت ترى كيف أبطل عليه التبد: ؛ ويف نفس املعىن يقول الشاطيب)٥٠٤(منها

).١/١٨٦: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-501، وابن عاصم، )١٧/ص: (الورعاألبياري، : ؛ وانظر)١/١١٠: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-502

ولرتقى الوصم) :٤٨/ص.( ، ٦٣٢٦: النذر فيما ال ميلك ويف معصية، رقم: األميان والنذور، باب: البخاري، كتاب-503

)٦/٢٤٦٥.( 504- ،األبياري الورع) :١٧/ص(ابن حجر، : ؛ وانظرفتح الباري) :١١/٥٨٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 160: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٠ -

وعمبشر،وأمره بالوفاء مبا هو مشر ؛ يف األصلوعلم بينهما فلوال الفرق فرقة بينهما يكن للتمعىنمفهوم )٥٠٥(.

يل ب ال لغرض سواه؛ ليس من قأن ترك املباح احملض رد التشديدمن ذلك يتقرروهاالحتياط يف شيء؛ بل هو خمالفة ظاهرة ملا عارع أنيقصد إىل تشريعه، لم لم يقينا من الش

اطيباإلمام الش كليف به؛ ولذلك عدرد والت االقتصار من املأكول على أخشنه وأفظعهمن صنوف البدع املذمومة؛ شديدالت ألني لم رع الشقصد إىل تعذيب النكليففس يف الت،

ب يأكل الطي يبوقد كان الن؛ )٥٠٦(ا لنفسك عليك حقإن : لقوله خمالفوهو أيضاستعذب له وي،)٥٠٨(راع الذحمعجبه ل وي،)٥٠٧( احللواء والعسلحبوكان ي، إذا وجده

.)٥١٠( من هذا؟شديد فأين الت؛)٥٠٩(املاء

املسالك البارزة يف العمل ومن :)٥١١( من اخلالف اخلروج-:امساملسلك اخل ،لف يف حترميهباجتناب ما اخت وذلكباالحتياط عند الفقهاء اخلروج ما أمكن من اخلالف،

505-اطيبالش :االعتصام) :١/٢٣٢.( صنع الطعام للضيف والتكلف له، : األدب، باب: ، كتابلبخاري عن سلمان أخرجه ا-506 ).٥/٢٢٧٣(، ٥٧٨٨: رقم

: ؛ أخرجه البخاري عن عائشة رضي اهللا عنها، كتابكان حيب احللواء والعسل: حديث-507وجوب : الطالق، باب: ، ومسلم، كتاب)٥/٢٠٧١(، ٥١١٥: احللواء والعسل، رقم: األطعمة، باب

).٢/١١٠٠(، ١٤٧٤: الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطالق، رقم، ٣٧٨٠: يف أكل اللحم، رقم: األطعمة، باب: ، كتاب أخرجه أبو داود عن ابن مسعود -508

، واأللباين، )٢/٢٩٤: (ختريج أحاديث اإلحياءالعراقي، : ؛ وهو حديث صحيح؛ انظر)٢/٣٧٧(غري وزياهاجلامع الصدت٩١٢/ص(، ٩١١٢: ، رقم.(

: يف إيكاء اآلنية، رقم: األشربة، باب: أخرجه أبو داود عن عائشة رضي اهللا عنها، كتاب-509، )١/٢١٢: (ختريج أحاديث اإلحياءالعراقي، : ؛ وهو حديث صحيح؛ انظر)٢/٣٦٦(، ٣٧٣٥

).٩٠٩/ص(، ٩٠٨٢: ، رقماجلامع الصغري وزيادتهواأللباين، زاد ابن القيم، : عند؛ وانظر األوصاف اليت ذكرها للنيب )١/٢٦٦: (االعتصام: لشاطيب ا-510 ).٤/١٩٤: (املعاد

، أو قصده بعد أن اه عنه، عصاه إليه؛ أي يء خالفه إىل الش:املضادة؛ يقال: اخلالف لغة-511، )٩/٩١: (لسان العربمنظور، ابن : انظروختالف القوم؛ إذا ذهب كل منهم إىل غري مذهب اآلخر؛

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 161: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥١ -

وجوبهف يفلوفعل ما اخت ووي؛ قال الن :ومنلعلماء يف ما اختلف ا الورع احملبوب تركيد ومن أمثلته الص، بيحه إمام ي مذهبتقداع مويكون اإلنسان، إباحته اختالفا حمتمال

عتقد ملوالورع، عند األكثرينحرام، افعي فهو حالل عند الش؛سم عليهي لم بيحة إذاوالذ .)٥١٢( أكله تركافعي الشمذهب

ستحبا؛ ملا يحققه من احتياط لشأن التكاليف ر اخلروج من اخلالف أمرا موإمنا اعتبرعية؛ الش عنه املوجب للمؤاخذة ألن املكلف إمنا يفعله بدافع الفرار من الوقوع يف املنهي

والعقاب، ويراعي خالف غريه حسما للشبهة املنتصبة يف طرفه هو؛ مع خلوها يف طرف ي عن خمالفه، وتصرحو آيل يف اجلملة إىل أصل البناء على اليقني املتفصفه على هذا الن

.)٥١٣(احلزم

يشهد هلا مجلة منةفضليهذه األ من الوقوع فيه، وواخلروج من اخلالف أفضل، ختلفنية امل بني أدلاجلمع: ما أشار إليه القرايف بقوله أبرزهارة؛ منالشرعية املعتباملعاني ؛ دليلقتضى كلوالعمل مبف فال يبقى يف النس توهلعله قد أمهل دليالم أن قت مهو ضاه

ثفأ، فباجلمع ينتفي ذلك؛حيحالصر اجلمعبني املذاهب يف ج قتضيات األدلميع مة ة يف صح؛فالعبادة والتصرل ذلك فتأم)٥١٤(.

،وميوالفياملنري املصباح) :اصطالحا). ١٧٨/ص واخلالف :نازعةمتعارضني لتحقيق جتري بني م

اجلرجاين، : انظر؛ أو إلبطال باطل،حقعريفاتالت) :١٣٥/ص( ،واملناوي ،عاريفالت) :؛ )٤٢/صلف فيه العلماء اعتباري؛ فاألول ينظر فيه إىل األدلة من والفرق بني ما تعارضت فيه األدلة وما اخت

حيث تكافؤها؛ دون اعتبار ملا ينتج عن ذلك التكافؤ، وأما الثاين فينظر فيه إىل األثر الناتج عن حدوث : كوثر املعاني الدراريالشنقيطي، : ذلك التكافؤ؛ بقطع النظر عن حقيقة ذلك التكافؤ؛ انظر

)٢/٣٧٣.( 512- ،وويالن موعا) :٩/٤١٩(الم، : وانظر؛ابن عبد السقواعد األحكام) :١/٢٤٣(،

،والقرافيالفروق) :٤/٢١٠( ،ركشيوالز ،املنثور) :٢/١٢٧.( ).٣٢/ص: (مراعاة اخلالفالسنوسي، : انظر-513514- ،القرافي الفروق) :؛ وانظر يف نفس املعىن)٤/٢١٩ : ،بكيابن السظائروالن األشباه :

)١/١١١.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 162: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٢ -

إن أفضليته ليست : هذا املسلك على أساسه لسبكي مبينا املعىن الذي قامقال ابن اوراء للدين، وهو مطلوب شرعا مطلقا؛ االستبلثبوت سنة خاصة فيه؛ بل لعموم االحتياط و

من حيث العموم واعتماده من الورع فكان القول بأن اخلروج من اخلالف أفضل ثابت ،املطلوب شرعا؛ فمن ترك لعب الشطرنج معتقدا حله؛ خشية من غائلة التحرمي؛ فقد أحسن

.)٥١٥(وتورع

ها؛ إذ ليس كل خالف يصلح ط ال يستقيم دونهذا املسلك االحتياطي شرووللعمل ب معاني ذلك ما استجمعأن يكون مثارا لالشتباه املسوغ للعمل باالحتياط، وإمنا يصلح من

-:؛ ومن أهم هذه املعايناالعتبار

أن يكون مستند املخالف قويا؛ وذلك بأن يكون الدليل الذي اعتمده :األولاملعىن ه حظ من النظر واالعتبار؛ وأما إذا كان مستنده يف غاية الضعف والبعد عن يف املسألة ل

جادة االستدالل السليم؛ فال يكون خالفه سببا يصلح لالعتماد عليه يف سلوك منهج على هذا املنوال : ؛ قال القرايفمتثال اال مقاماالستنباط أو يفمقام االحتياط؛ سواء يف

؛اليل جد الد املذهبني ضعيفا إذا كان أحد أم؛ةب األدل وهذا مع تقار؛ورع الجتري قاعدةلم ؛ لنقضناهحبيث لو حكم به حاكم وإمنا حيسن إذا كان مما ميكن ، يف مثلهحيسن الورع

ه شريعةتقرير)٥١٦(.

نده هذا املسلك االحتياطي بقوة مستند املخالف؛ فمن قوي مستفالعربة عند العمل بعتد ي لم اعتد خبالفه، وإن كانت مرتبته يف االجتهاد دون مرتبة خمالفه، ومن ضعف مدركه

ه أرفعقال اجل من مرتبة خمالفه؛ خبالفه، وإن كانت مرتبتويين : واعلم أن االحتياط يف دالئللف، وال يتداخلنا ال يبالى فيها خبالف املخااملذاهب ال يف املذاهب؛ فكم من مسألة خالفهاء أسئلتهمريبة وال مرية يف مذهبهم لضعف أدلتهم، وو)٥١٧(.

515- ،بكيابن الس ظائراألشباه والن) :١/١١٢(الغزايل، : ؛ وانظر أيضااإلحياء) :٢/١١٥( ،

،يوطيوالسظائراألشباه والن) :١٣٧/ص.( 516- ،القرافي الفروق) :٤/٢١٢.( 517- ،اجلويين بصرةالت) :١٧٧/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 163: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٣ -

وإمنا كالم بعض الفقهاء؛ كما يوهم اخلالف ليس شبهةعنيذلك أن مقتضىوا كان مول؛ )٥١٨(املخالفيقوم عليه قول الشبهة ناشئة يف األصل من قوة املدرك الذي

راعاة لقوة املأخذ رتب عليه حكم االحتياط باجتنابه؛ م: -اظنة هل م خالفه يفالتورط .)٥١٩( هالكائنة يف طرف

ي بالقوة ما يوجب ونعن: يقول ابن السبكي؛ستندويف بيان مراد الفقهاء من قوة املو ها؛ فإن احلجة لوقوف الذهن عندها، وتعلق ذي الفطنة بسبيلها ال انتهاض احلجة ب

.)٥٢٠(ملا كنا خمالفني هلا بها انتهضت

هذا املسلك االحتياطي يف وعند التأمل يف هذا املعىن الذي اشترطه الفقهاء للعمل بمقام االمتثال يتبين لنا أن مداره قائم يف األساس على معىن كلي، وهو أن يكون اخلالف

ألن من اخلالف ما ال يعتد به يف ذلك الذي يراد اخلروج منه من قبيل ما يعتد مبثله؛ و .)٥٢١(اخلالف

كننا مي، وال يصح اعتباره من مسالك االحتياطواخلالف الذي ال يعتد به يف اخلالف -:قسمنيإىل أن نصنفه

ما كان من األقوال خطأ خمالفا ملقطوع به يف الشريعة؛ كالقول بتجويز ربا -:األول زواج املتعة، وغري ذلك مما نقل فيه اخلالف عن بعض الفقهاء؛ مع الفضل، والقول بتجويز

ال عربة بالظين املخالف للقطعي، أنه -:أنه خمالف ألصول الشرع املقطوع ا، وقد تقرريل معدود لدى العلماء من األقوال الشاذة، والزالت بواخلالف الذي هو من هذا الق

.)٥٢٢(نع إمجاعاالظاهرة، والعمل به ممت

، )٢/١١٥: (اإلحياء، والغزايل، )٢/١١٠: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، : انظر-518 ،واألبياريالورع) :٦٠/ص(

).٤٦/ص: (مراعاة اخلالفالسنوسي، : انظر-519520- ،بكيابن الس ظائراألشباه والن) :ابن عبد السالم، : ؛ وانظر)١/١١٢ شجرة املعارف

).٤١٢/ص: (واألحوال521- ،اطيبالش املوافقات) :٤/٢١٤(؛ وانظر : ،املريينةوليالقواعد األص) :١٣٦/ص.( : شرح الكوكب املنري، وابن النجار، )٨/٣٨١: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-522

).٢٧٢/ص: (إرشاد الفحول، والشوكاين، )٦٢٧/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 164: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٤ -

ال يصح اعتمادها خالفا يف املسائل : -كما يقرر الشاطيب- هذه الزالت ومثلالشا؛ةرعيوإن حصل ، من مسائل االجتهادي وال هاجتهاد، احلقيقة عن يفتصدر لم أل ل غري رع كأقوا نسبتها إىل الش فصارت يف؛صادف فيها حمالي لم فهو؛ن صاحبها اجتهادم

.)٥٢٣(اتهد

ي عن رواه الطربان ما يف مجلة من النصوص؛ منهامالعال ةزل منالشارع ر حذقد ويت من بعدي من ي أخاف على أمإن: ل يقوول اهللا مسعت رس: عمرو بن عوف قال

وهوى ، جائرزلة عالم، وحكم: قال؟ول اهللا يا رسهن ما: قالوا؛ ةأعمال ثالثبعمت)د العمل)٥٢٤من يتعم ه، وتأثيمينبغي بيان نكرذوذ يف القول م؛ به؛ وذلك يعين أن الش حيثئل عن التقليد يف مثل هذه اخلالفيات؛عندما سما أكده العز بن عبد السالم هوو

، مرع أثه يف الشا اشتهر حترمي فإن كان مم؛فنظر إىل الفعل الذي فعله املكلي: أجاب قائال .)٥٢٥(ميأث لم وإال

من االنتصار للنفس واهلوى، أو املقصود به التفلتاخلالف القائم على -:الثاين وافق اهلوى؛ وال شك يف حرمته؛، والتالعب بأحكام الشريعة مبا يامقتضياوالتكاليف

مجاع العلماء على حترمي وامتناع االلتفات إليه يف شيء من العمل، وقد حكى األنصاري إ .)٥٢٦(مثل هذه املخالفات

وهذا الصنف من اخلالف مذموم بكل أشكاله وخمتلف صوره؛ ألن حظ اهلوى فيه ي خبري مطلقا؛ فهو مطية الشيطان غلب احلرص على حتري احلق والصواب، واهلوى ال يأت

وإن كثريا ليضلون بأهوائهم بغري ﴿ :بين اإلنسان؛ كما قال اهللا عز وجل بها اليت يضل .)٥٢٧(﴾علم

523- ،اطيبالش املوافقات) :٤/١٧٢.( ،املزين اهللا عبد بن كثري وفيه: ؛ قال اهليتمي)١٧/١٧(، ١٤: ، رقماملعجم الكبرياين، الطرب-524 ).٥/٤٣١: (جممع الزوائداهليثمي، : ؛ انظرثقات رجاله ةوبقي ،ضعيف وهو

).٨/٣٨٢: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-525: الفواكه الدواينالنفراوي، : وانظر أيضا؛ )٢/٤٠٦: (فواتح الرمحوتاألنصاري، : انظر-526

)١/٢٤.( ).١١٩: (األنعام، اآليةسورة -527

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 165: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٥ -

على املخالف؛ ألن من خفي ن ال يكون اخلالف رد خفاء الدليل أ-:ين الثااملعىنليل يكون مكا بعليه الدالتمسفع بأدنقابل للر ضعيف ك بالعدم مستندى دليل عدم، والتمس

ادرة عن الص يف اخلالف األقوالعدوإمنا ي: طيب؛ قال الشا)٥٢٨(يفيد االنتقال عن موجبه، ليلخفاء الد دا إذا صدرت عن جمر وأم،فا يقوى أو يضعريعة كانت مم الشرة يفعتبة مأدل

؛ فلذلك قيل فال؛صادفتهأو عدم م :إنه ال يصحأن ي لم كما؛ اخلالفيف بها عتد يعتد السلفمسأاحل باخلالف يف الص وأشباهها من ،)٥٢٩(ساءلة ربا الفضل واملتعة وحماشي الن

.)٥٣٠(ن خالف فيهاة على ميت فيها األدل خفاملسائل اليت

ى ذلك أن اخلالف إمنا يكون مؤدبهة املقتضية لالحتياط إذاوميوجد لم ورثا للشقتضاه؛ فإن وناقض مي أو إمجاع اخلالفجنص كعدمه، ولو د شيء من ذلك كان وجود

معنوي ؛ ويف تقرير ذلك يقول آخركان له مستندوويالن :املختلفيه الذي يكون يف ف فال ؛ن منعه فال أثر خلالف م؛ أو بعيدممتنعه وتأويل، عارض بال م صحيحإباحته حديثذا كان وكذلك إ، شبهةورث اخلالف يف هذه احلالة ال ي فإن؛ حمبوباه ورعايكون ترك

الشيء مفتركه إنسان؛ه خرب آحاد ولكن دليل؛ عليهفقات لكون بعض الن اس منع االحتجاج ، بهعتد املانع للعمل خبرب الواحد ال ي ألن؛ بل وسواس؛ ليس بورعرك فهذا الت؛خبرب الواحد

حابة فمن بعدهم على العمل خبرب الواحدوما زالت الص)٥٣١(.

العمل بهذا املسلك إىل أن يترك اتهد مذهبه بالكلية؛ل يؤو أن ال-:املعىن الثالثإذا لزم من رعي اخلالف ترك اتهد لقوله ودليله مجلة؛ فإن ذلك خارج عن مسمى أما و

؛ )٥٣٢(مراعاة اخلالف؛ وإمنا هو تقليد للغري بعد االجتهاد والنظر، وجل العلماء على منعه

).٣/٤١٦: (كشف األسرارالبخاري، : انظر-528 من عامالط مواضع أسفل؛ ويطلق يف األصل على حمشاة مجع املراد مبحاشي النساء أدبارهن؛ -529: القاموس احمليطالفريوزآبادي، : حماش مجع حمشة؛ انظر: ل فيهويقا؛ برالد عن به كىنثم ؛األمعاء

).٧٦١/ص(530- ،اطيبالش املوافقات) :٤/١٧٢.( 531- ،وويالن موعا) :ة، : ؛ وانظر يف عني املعىن)٩/٤١٩ابن تيميجمموع الفتاوى :

)٢١/٦٢.( 532- ،نوسيالس مراعاة احلالف) :٨٠/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 166: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٦ -

ما غلب باعاتو ،املسائل االجتهاد والنظر فيما يعن له من منل الترك ملا أمر بهألنه من قبيه كل قولها؛ وغاية بشأنهعلى ظنما يفيد ني؛ اجتهاديدد األمر بني ظنوإذا تر ،هو الظن

ة ي إذا كان قد حصلت له أهلفاملكل: قال اآلمدي؛ اتفاقايصلح رفع أحدمها باآلخرلم فقد ؛ فيهاه إىل حكماه اجتهاد وأد،االجتهاد بتمامها يف مسألة من املسائل؛ فإن اجتهد فيها

فق الكلاتعلى أن ه ال جيوزله تقليد تهدين يف خالف ما أوجبه ظنه غريه من ا،وترك هظن)٥٣٣(.

ل وقي؛ يهذا املسلك االحتياطويف التأكيد على مضمون هذا الشرط يف العمل بركشيالز :إن اتهد ملا كان يجوز خالفه ما غلب على ظن،ونظر يف م ؛ك خصمهتمس

ظر واألخذ وهذا من دقيق الن..ه مبا غلب على ظنخل ال ي راعاه على وجهفرأى له موقعا .)٥٣٤(باحلزم

ملكلف إذا كان أن قول املخالف إمنا حيسن أن يلتفت إليه ا التقريروواضح من ذلكيف العمل به عمل مبا عنده وزيادة؛ كأن يكون اعتقاده يف املسألة الكراهة؛ واعتقاد غريه

جمرد إذالتحرمي؛ فينكف عن الفعل احتياطا؛ وال يعترب ذلك منه تركا العتقاده األول؛ سياق الكشف يففة يقول ابن عر؛ الكف ليس رجوعا للقول بالتحرمي؛ ألن الكف أعم منه

التحرمي اموع املركب من الكف مع اعتقاد الذم : ؛ وجه الفرق بني الكف والتحرميعن وال رجوع القول باألخص منه، وال يلزم من القول باألعم أعم على الفعل؛ فالكف

.)٥٣٥(إليه

533- ،اآلمديحكاماإل ،)٤/٢١٠(أيضا؛ وانظر : ،ركشيالزاملنثور) :وابن جنيم، ،)٢/١٣١

ظائراألشباه والن ،)١٠٥/ص.( 534- ،ركشيالز احمليط البحر) :٨/٣١٠.( على ذلك أن نفرق بني اإلقدام اءبن وميكننا ؛)٦/٣٨٠: (املعيار املعربالونشريسي، : انظر-535

اإلقدام على الفعل أعم من اإلجياب الذي هو مركب من جمموع الفعل مع : نقولواإلجياب أيضا؛ بأن . باألخصاألعم القولباعتقاد الذم على ترك الفعل، وال يلزم من القول

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 167: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٧ -

قال خر؛ أن ال يكون اخلروج من اخلالف موقعا يف خالف آ-:املعىن الرابعوويالن :وج من اخلالف؛ إذافقون على احلث على اخلرتيلزم منه إخالل لم إن العلماء م

يف خالف آخر ة، أو وقوعبسن)٥٣٦(.

واشتراط هذا املعىن يف انتهاج هذا املسلك االحتياطي ظاهر الفائدة؛ إذ إن قصد ا من مظان الشبه؛ فإذا كان اخلروج هاحملتاط من العمل به هو ترك مواقع االختالف لكون

ود من اخلروقعه يف خالف آخر؛ انتفى املقصولم ،وج أصالمن اخلالف ي يعحملاذرته من د يستحب العلماء ملن لم رع؛ وهلذا املعىناالشرعيا لدى م ميكن أن يكون فيه معىنوقوعال

راعي خالف أيبيعتقدحنيفة أن فصل الوتر أفضل أن ي ؛ )٥٣٧( القائل بأن وصله أفضلوب الفصل، وال يجيز ن يقول بوجوهو خمالفة م خالف آخر؛ ألنه يؤول إىل مواقعةوذلك من خالف أيب خروجاالثة األخرية أفضل وصل الثإن: وما قيل: يقال قليوب. )٥٣٨(الوصلوقع يف حرام أو مكروه ي لم الف إذاراعاة اخل م حمل بأن افعيه اإلمام الشرد ، حنيفة .)٥٣٩(كما هنا

هذا املسلك بويلتحق راعاة اخلالف بعد عند االحتياطيآخر، وهو م ة مسلكاملالكي؛ فيحكم من مذهبه العلماءيقع فعل خمتلف يف صحته وبطالنه بني ؛ وذلك بأن )٥٤٠(الوقوع

ال التصحيح على مصلحة أعظم من مصلحة البطالن من الفقهاء بصحته بعد وقوعه؛ الشتم .اإللغاء ما رواه الترمذي وغريه عن أم املؤمنني عائشة أن رسول اهللا األصل يف ذلكو باطل؛ فنكاحها،فنكاحها باطلأميا امرأة نكحت بغري إذن وليها؛ فنكاحها باطل :قال

536- ،وويالن صحيح مسلم شرح) :٢/٢٣(؛ وانظر : ،يوطيالسظائراألشباه والن) :١٣٧/ص.( ).١/٤٢٣: (العناية، والبابريت، )١/٢٧٠: (ع الصنائعبدائالكاساين، : انظر-537 ).١٣٧/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر-538539- ،قليويب وعمرية حاشيتا قليويب) :١/٢٤٣.( أكثر العلماء ال يفرقون بني اخلروج من اخلالف ومراعاته، وجيعلون العبارتني مبعىن واحد، و-540

الف ابتداء؛ أي قبل الشروع يف املختلف فيه، وفرق فقهاء املالكية بينهما؛ فخصوا وهو اعتبار اخلاألولى مبا يكون قبل اإلقدام على املختلف فيه، وخصوا الثانية مبا يكون بعد حصوله، أي اعتبار اخلالف

).١٧٧/ص: (شرح حدود ابن عرفةالرصاع، : انتهاء؛ انظر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 168: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٨ -

مبا استحل منهافإن دخل ب فإن ا ؛ها؛ فلها املهر؛واشتجرلطان ول فالسين ال ول مي .)٥٤١(له

فقد حكم النيبكاح قبلوج بدفع املهر بعده؛ ، وهوقوع ببطالن النقال ألزم الزاطيبالش :فيه املرياث عنه من وجه؛ ولذلك يقع للمنهي وهذا تصحيح،به ويثبت سبالن

رمة املصاهرة يح يف هذه األحكام، ويف حللولد، وإجراؤهم النكاح الفاسد جمرى الصحنته على اجلملة؛ وإال كان يف حكم الزى، وليس يف وغري ذلك دليل على احلكم بصح

ثحراعى فيه اخلالف؛ فال تقع فيه الفرقة إذا عفيه قد ي كاح املختلففاق؛ فالنر عليه كمه باتخول مخول من األمبعد الدح جانبه ومعناهراعاة ملا يقترن بالدرجور اليت ت)ق)٥٤٢ ل ا، ثمنا وجهبيعنه ابتداءذلك تصحيح االحتياط يفم العقد املنهي : ولإىل ما يؤ وهذا كله نظر

إليه ترتب احلكم بالنقض واإلبطال من إفضائه إىل مفسدة توازي مفسدة النهي أو .)٥٤٣(تزيد

ظاهر من خالل تأكيد الدرء بعد الوقوعفراعاة اخلالوجه درء املفسدة يف مفزلة األكثر، واملعىن يف ذلك أن رأي اتهد ملا كان ظنيا، منعه، وتنزيل املفسدة األقل منو

؛ جاز له أن يراعي قول على كل حال اخلطأ عليه وارداالستناده إىل ظين، وكان احتماله الذي يكون فيه عامال بالرأيني معا؛ احتياطا لدينه، على الوج قاطع خبطئه وهو غري،خمالفه

يل التحكم املمنوع؛ ألن له مرجحا يف الواقع، وهو اشتمال ب، وليس ذلك من قوتربئة لذمته

: الترمذي؛ قال)٣/٤٠٧(، ١١٠٢: ال نكاح إال بولي، رقم: النكاح، باب: الترمذي، كتاب-541

صحيح هذا حديث حسنوقال عنه ابن اجلوزي ، :احلديث هذا رجال ورجاله ،صحيح حيحالص، التحقيق يف أحاديث : ؛ انظر لهحيحنيالص على ستدركامل يف احلاكم أبو عبد اهللاأخرجه وقد

: إرواء الغليل، واأللباين، )٣/١٨١: (نصب الرايةالزيلعي، : ؛ وانظر أيضا)٢/٢٥٥(: اخلالف ؛ أيشجورا األمر بينهم شجر: يقال وتنازعوا؛ختالفوا: ؛ معناهاشتجروا :؛ وقوله )٦/٢٤٣(

).٥٣٠/ص: (القاموس احمليطالفريوز آبادي، : ؛ انظرفيه تنازعوا542-اطيبالش :ملوافقاتا) :له هناك؛ )٤/٢٠٤ بهذا املعىن وتشهد صوص اليت تقومة الن؛ وانظر بقي

.فقد حشد مجلة منها543-اطيبالش :املوافقات) :٤/٢٠٥(ارة، : ؛ وراجعميحتفة احلكام شرح) :١/٢٤٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 169: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٥٩ -

راعي مثلها، وثبوترع يه إمنا يكون املراعاة على مصلحة ثبت أن الشجحان ونفيالر .)٥٤٤(حبسب نظر اتهد يف النوازل

فقد ؛ عنهمن واقع منهيا: الشاطيب اإلماملوق ي املعىن والتأصيل لهويف تقرير ذلك أو ،ة ال حبكم األصالة على ما ينبغي حبكم التبعيب عليه من األحكام زائد فيما يترتيكونمإىل أمرؤد أشد عليه من م ؛يقتضى النهترك وما فعل من ذلك في،أو ن وقع من اجيز م

، على اجلملة فيه دليالف املكلع واقع ذلك الواق إىل أن نظرا؛ بالعدل يليقالفساد على وجه؛وحاوإن كان مرجفهو راجح ى ذلك أول ألن؛سبة إىل إبقاء احلالة على ما وقعت عليه بالن

ول ضررمن إزالتها مع دخعلى الفاعل أشد من م فريج؛هيقتضى الن عإىل أن األمر هي الن ملا اقترن من القرائن ؛ اجلواز أقوى بعد الوقوع ودليل، الوقوعه أقوى قبلكان دليل

.)٥٤٥(حةرجامل

أن :الوجه هذا ىنومع : هذا العقدتصحيحعلى أساسها م اهليئة اليت تيف بيان ل وقويهين ؛ألمر كان ارعالش ذلك زال افلم ال ارتفع األمرن؛هي فصار العقد لقصد وافقام ؛ارعالش على اإم إن نعطافاال كمح رناقد وعرج العقد إىل ةالصح غري أو ،لاألو كمح العباد مصالح أن على بناء الوجه وهذا ،قبل ال اآلن وقع تصحيحه إن :قلنا إن ؛نعطافاالحكم على بةغلم دالتعب)٥٤٦(.

هذا عض من استشكل قاعدة اخلروج من اخلالف أن العمل بوقد يفهم من كالم ب؛ والظاهر أن ذلك ليس )٥٤٧(املسلك االحتياطي من األمور املختصة باتهدين دون غريهم

على إطالقه؛ فإن العامي وإن لم يكن مؤهال للنظر يف اختالفات الفقهاء ومآخذهم؛ إال أنه

).٢٣٦/ص: (اجلواهر الثمينةاملشاط، : انظر-544545- ،اطيبالش املوافقات) :٤/٢٠٣.( 546- ،اطيبالش املوافقات) :١/٢٩٥.( ابن الشاط؛ حيث قال يف معرض إيراده لبعض اإلشكاالت -: وممن يفهم من كالمهم ذلك-547

من األخذ بغري ممنوعواتهد، قليدون بني االجتهاد والتهم دائرفون كلاملكل: على العمل ذه القاعدةدواملقل؛ هما اقتضاه نظرممنوع مذهب من األخذ بالذي يقتضي خالف ؛هده يف حققل مفال يصح الورع

تهد يف حقالذي يقتضي خالفوخالف مذهب املقل،ه نظر ا املقلدد يف حق اط: ؛ انظرابن الش، روقإدرار الش) :٤/٢٣٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 170: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٠ -

باألحوط منها عن طريق إرشاد املفيت له إىل سلوك يستطيع الوقوف على ذلك واألخذ الورع؛ أو عن طريق مساع أهل العلم وحضور جمالس العلماء، وحنو ذلك؛ ومهما يكن املكلف حريصا على دينه؛ فلن يعدم وسيلة توصله إىل الوقوف على مسائل اخلالف اليت

.)٥٤٨(يصح فيها العمل بالورعالذي الهذا حكم ما ميلك من وسائل املعرفة العامي ظر يف مكنه منياختالفات الن

الذي وأما العامي ؛ألن يراعى من غريهما يصلح منها إىل االنتباه، و ومداركهمالعلماءبإمكانه إدراك املأخذ من الدليل، وفهم وجه استنباطه؛ فاتهد بالنسبة له معرف للحكم،

وج من مشكلها على وجه على مسائل اخلالف واخلروله أن يقف، )٥٤٩(وكاشف عنه .التورع واالحتياط

هذا املسلك االحتياطي ب املرادو :ها الرخص غري املقطوع بترك :سادساملسلك الرا، وال يأتأن يترك املكلف كل رخصة خمتلف فيها بني الفقهاء اختالفا مخص عتبي من الر

ومن : الشاطيبل وقويف سياق ذلك ي ؛ بههو يف حكم املقطوعإال املقطوع به، أو ما الفوائد يف هذه الطريقة االحتياط يف اجتناب الرخص يف القسم املتكلم فيه، واحلذر من

هاب يف فس والذ وحماوالت النالدخول فيه؛ فإنه موضع التباس، وفيه تنشأ خدع الشيطانو.. باع اهلوى على غري مهيعاتمن رتكبإمنا ي أو صار شرعا، بهمقطوعا كان ما خصالر

وما سوى ذلك ،ه حاجي ألن؛ساقاة والقرض كاملا ابتدائي كان أو،دات كالتعبمطلوبا .)٥٥٠( إىل العزمية فيهلجأفامل

دمي السفر؛ ولنمثل له مبن ي: ومن أمثلة هذا املسلك ما أشار إليه ابن السبكي بقوله القصر يف هذه لهإنه ال جيوز: راعاة لقول بعض العلماءاإلمتام أفضل له من القصر؛ مفإن .)٥٥١(احلالة

، والسنوسي، )٢٨٤: (طاالحتيابلكا، : ؛ وانظر أيضا)٤٢/ص: (الورع األبياري، : انظر-548

راعاة اخلالفم) :١٠٢/ص.( ).١٠٢/ص: (مراعاة اخلالف السنوسي، : انظر-549550- ،اطيبالش املوافقات) :١/٣٣٨.( 551- ،بكيابن الس ظائراألشباه والن) :١/١١٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 171: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦١ -

هذا املسلك يف مقام امتثال التكاليف الشرعية ميثل رأي أكثر العلماء القائلني والعمل ب؛ )٥٥٢(اقيود وضوابط ال ينبغي إمهاهل بعدم جواز الترخص مبسائل اخلالف؛ إال يف إطار

كاليف وب من التر يؤول إىل اهل؛ وراءها دون قيدجلريخص املذاهب واع رتتب ألن وذلك العلماء ه أكثرراعتب؛ ولذلك رعاد الشو مع مقص ويتعارض،الدين وهدم عزائم ،وليةؤواملس .)٥٥٣( ال حيلفسقا

االجنرار املطلق وراء أقوال مبينا بعض املفاسد اليت تترتب علىاإلمام الغزايليقول يبلغ منصب لم ن م والفقهاء وكل العوامإن :الفقهاء طلبا لألسهل دون ضابط وال قيد

اهلة عن العقول القاصرة الذ إذ حتكيم؛دوةباع قى هلم عن تقليد إمام واتناتهدين ال غ واألهون من بالتقاط األخف املذاهب وأسهل املطالب أطيبر وختي،رع حمالخذ الشآم

سعويت، يشه والتينم من الت ذلك قريبأن: مهاأحد: ألمرينذهب حمال ذي ممذهب كلاقع؛ على اخلرقفينسلالر عن م عظم مضايق الشرع بآحاد التوسعات اليت اتة فقت أئمرع يف آحاد القواعد عليهاالش .تح: واآلخرباع األفضل مأن ات ،متم واحد وإذا اعتقد تقدتعين عليه اتباعال حمالة إىل ما عداه،ه وترك جرر املذاهب يوختي باع الفاضل تارةات،

خرىأول واملفض)٥٥٤(.

فإن تنازعتم يف شيء فردوه إىل ﴿: اهللا عز وجلقول هلذا املعىن اليت تشهد ومن األدلة عز وجل عند وقوع االختالف بالرجوع إىل كتابه وسنة ؛ فقد أمر اهللا)٥٥٥(﴾اهللا والرسول

يترك للمكلف حرية اختيار ما يشاء من األقوال؛ مع أن مقتضى ذلك ولم ،نبيه ويف بيان وجه داللة اآلية ، بأشد األقوال وأشقها، وليس بأخفها األخذالرجوع قد يكون

إىل أهواء رد أن ي فال يصح؛ تنازعف موضع اخلالوموضع: يقول الشاطيبذلك؛على

، )٦/٣٢٥( :البحر احمليط، الزركشي، )٢/١٣٥: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، :انظر -552

.)٤٦٣/ص( :املسودة وآل تيمية، ).٤/١٤٥: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-553: حاشية العطار على حمليالعطار، : ؛ وانظر أيضا)٤٨٨/ص: (املنخول الغزايل، -554

)٢/٤٤٢.( ).٥٩: (النساء، اآليةسورة -555

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 172: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٢ -

فوسالن،وإمنا ي ردريعة إىل الش،وهى ت بين الر؛ القولنياجح منفيجب ات ه ال املوافق باع .)٥٥٦(للغرض

وأما الترخص مبسائل اخلالف املعتبر حيث تدعو احلاجة إىل ذلك؛ فالظاهر جوازه، ه، أو العتالل -:غة لهومن أنواع احلوائج املسولكرب سن املكلف عن تكلف األشق ضعف

اليت عهد من الشارع اعتبارها يف التخفيف املعاني بدنه، أو حلداثة إسالمه، وحنو ذلك من .)٥٥٧(على املكلفني

؛ واستدلوا ملذهبهم)٥٥٨(وذهب بعض العلماء إىل منع الترخص مبسائل اخلالف مطلقا فمن ؛ اإلمام يف بعض املسائلز خمالفةجت لم فإذا؛ بآحاد الوقائعستقل إمام م قول كلأنب

نقل من إمجاع على ، وأيدوا ذلك مبا )٥٥٩( على وجه اإلطالق ذلكباب أوىل أال جيوزع اإلمجاع على حترمي تتب من عبد الرب ابنما حكاهحترمي تتبع رخص املذاهب، ومن ذلك

خص للعوام٥٦٠(الر(. وهذا القول ال ينتهض عند املتأمل يف ميزان القدح واالعتراض؛ وميكننا أن نتلمس

-:اآلتية من النواحي ضعفهأوجه

باع إمامجيب عليه ات لم ن أسلم م؛ فقد أمجع العلماء على أن لإلمجاعته خمالف:أوالوكان ،نمعير متخي ن شاء منهم، وال يرفعا يف تقليد مه لواحد بعينه جوازتقليده قليد

556- ،اطيبالش املوافقات) :٤/١٤٥.( : نثر الورود، والشنقيطي، )٢/٤٠٦: (فواتح الرمحوتاألنصاري، : لك املعىن انظر يف ذ-557

).٦٥٦/ص( انتصر له اإلمام الشاطيب يف املوافقات، ونسب القول به إىل أكثر املتأخرين؛وهذا املذهب -558 بيان العلم جامع ابن عبد البر،: ؛ وانظر يف ذلك أيضا)٤/١٣٣: (املوافقات الشاطيب، :انظر ).٢/١١٢( :وفضله ).٨/٣٧٥: (البحر احمليط الزركشي، :انظر -559 :املسودة آل تيمية، :؛ وانظر أيضا)٢/١١٢( : بيان العلم وفضلهجامع ابن عبد الرب،:انظر -560

).٨/٣٨٢: (البحر احمليط، والزركشي، )٤٦٣/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 173: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٣ -

خيري؛ )٥٦١( قائما حىت يرد ما ينقل عنهلغريه؛ بل األصل أن يبقى ذلك التافعيفيما قال الر ركشينقله عنه الز :نإحابة الص لم يتهدينوجبوا على العوامألن؛ تعيني ا بب الس-

وم هذا لعمقتضد مة املقلوعدم أهلي، ىل أقوالهسبة إ بالن عام-قليدد للت املقلوهو أهلية .)٥٦٢(اجلواب

يتم هلم ويستقيم؛ أن ما ذكروه وعللوا به ملنع الترخص مبسائل اخلالف إمنا: ثانياحيثما يكون التخيري مبنيا على جمرد التشهي واتباع أهواء النفوس، وأما إذا كان مبنيا على

يد ألهل العلم، ومراعاة املصالح املعتربة؛ فال شك يف جوازه؛ ألن أقوال االتباع والتقل . عليهتأخذ مبا دل بها األخذ، ووصصخوذة من النالعلماء مأ

غري ف على وجه اإلطالق؛وأما دعوى اإلمجاع على منع العمل مبسائل اخلالفيدع أحد منهم ولم من بعدهم، اخلالف فيها مشهور منذ عهد األئمة فوذلك ألن؛ مسلمة

سليم بذلك؛ فهو خمصوصن فيها، وعلى التعيفاق على رأي متهد إذااالتلم با يهؤد اجتهاده إىل الروأ، بعهاخصة وات وثق بعلمه؛م عليها من غري تقليدقدي املبالعامن يألحد مم

.)٥٦٣(ا فرض عليهإلخالله مبخصا الرالثوأم ملعالابتة املنصوص ولو كان عليها؛ فإن العدول عنها جتاوز ،م احلق

بقصد سلوك منهج االحتياط يف التعبد؛ وذلك ملا فيه من إعراض عن مقصود الشارع يف يريد اهللا بكم ﴿: التيسري على اخللق، ولزوم للتشديد يف غري حمله؛ وقد قال اهللا عز وجل

الرخص الثابتة املعلومة من الشرع نصا باب ؛ فاجتناب)٥٦٤(﴾م العسراليسر وال يريد بك، ومظهر من مظاهر احليدة عن املنهج السليم، وال يليق باملكلف ممن أبواب التنطع املذمو ومنها ما هو ،رورة كأكل امليتة عند الض؛منها ما هو واجب فإن ؛أن يتركها رغبة عنها

ص ترخه للم ومنها ما مصلحت،هسافر وفطر امل وقصر،ائم املريضر الص كفطراجح املصلحة؛

البحر والزركشي، ،)١/١٤١: (الذخرية و،)٩/٤١٤٧( :لو األصنفائس القرافي،:انظر -561 ).٨/٣٧٥: (احمليط562- ،ركشيالز احمليط البحر) :٨/٣٧٥.( : فواتح الرمحوت، واألنصاري، )٣/٣٥١: (التقرير والتحبري ابن أمري احلاج، :انظر -563

)٢/٤٠٦( ،ركشيوالز ،احمليط البحر) :٨/٣٨٢.( 564- ١٨٥: (البقرة، اآليةورة س.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 174: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٤ -

عرض كفطر احلامل وامل؛يةتعد وم قاصرة-: ففيه مصلحتان؛وغريه ففعلخص هذه الروأفضل من تركهاأرجح )٥٦٥(.

رجب احلنبلي ياق يقول ابنويف ذلك الس : ما ثبت فيه عن النيب رخصة ليس هلا ها؛ وإن لم تكن تلك الرخصة بلغت بعض ى من اجتناب تلك الرخصة أولارض؛ فاتباعمع

؛ إما من سنة أخرى، أو من عمل ضوإن كان للرخصة معار.. العلماء؛ فامتنع منها لذلكشذوذ من الناس، بها ى ترك العمل بها، وكذا لو كان قد عملاألمة خبالفها؛ فاألول

؛ فإن األخذ مبا األمة العمل خبالفها يف أمصار املسلمني من عهد الصحابة واشتهر يفعليه عمل املسلمني هو املتعين؛ فإن هذه األمة قد أجارها اهللا أن يظهر أهل باطلها على

.)٥٦٦(أهل حقها

وذلك ؛ متفرع عن مسلك اخلروج من اخلالف وتابع له-كما ترى-وهذا املسلك أطرافه، من جماالت اخلالف الواسع ن الرخص املختلف فيها ال تعدو أن تكون جماالأل

ل اخلروجخص املختلف من مواقعواملعىن الذي من أجله فضيف ترك الر تحققاخلالف م ؛ الحتمال أن يكون احلقمغبة اخلطأفيها أيضا؛ فإن مالبسها غري آمن من الوقوع يف

. األخذ ا مع املخالف يف جوازمستقرا

ابعالس ةومن املسالك :األثقل أو باألكثرباألخذ : املسلكاالحتياطي عند ورة املشه: أو بأكثر ما قيل يف املسائل املختلف يف أحكامها؛ قال الرازيثقل األخذ بأ؛العلماء

وهاهنا طريقة أخرى يسماوناألخذ بأكثر ما قيل، أو بأثقل ما ها طريقة االحتياط، وهي إم .)٥٦٧(قيل

مركب من فعل ب من الشارع أن يتعلق تكليف االحتياطي؛ هيوحقيقة هذا املسلك خمتلف آخرعينة، ويشك يف اشتماله على على أجزاء مهيعلم املكلف باشتمالفأجزاء، عدة

، وابن )١٣/٢٧٩: (فتح الباريابن حجر، : وانظر؛)٢/٥٨: (مدارج السالكني ابن القيم، -565

).١١١/ص: (جامع العلوم واحلكمرجب، ).١١١/ص: (جامع العلوم واحلكم ابن رجب، -566567- ،ازيالر ولاحملص) :٦/٢١٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 175: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٥ -

حتياط؛ ملا فيه من حتقق أداء التكليف بذلك اجلزء املشكوك فيه؛ هو مقتضى االه؛ فإتيانفيه .)٥٦٨(على كل تقدير

والظاهر أن ذلك ؛ االحتياطيهذا املسلكعية العمل بوللعلماء أقوال متباينة يف مشرومب االجتهاد؛ ينبغي أن تكون العربة مقاماملقام؛ ففي باختالفخيتلفا ي ظري إليه النؤد

م يقينا أن اهللا تعبد كل جمتهد مبا ينقدح يف ذهنه، ل ملا ع؛وأدلتهاأصول األحكام السليم يف جيز له تركه لغريه؛ قال ولم ، به العملمهلزفإن أداه اجتهاده إىل حكم جتتمع عليه نفسه؛

فإن تعارضت ؛ه دليل هو ما صح؛ عليهن العملوالذي جيب األخذ به، ويتعي: الشوكاين إىل بل جيب املصري؛حارج م أو األشق،ت عليها دل ممم يصلح أن يكون األخفلة األدل .)٥٦٩(رةحات املعتبرجامل

مستمسكا إذا رأى فيه من مالمح القوة ما يصلحن يخالفه م أن يراعي قولهول، روج من اخلالفخل ابغية وذلك؛يةل بالك ال يخل مبؤدى اجتهاده الذيوجهال على العتباره

؛ فإن اخلروج من اخلالف خري من الوقوع فيه؛ ةذمالين، وحتقيقا لرباءة دالوطلبا لسالمة .املسلك الذي فرطلف تقريره يف كما س

فينبغي أن يكون احلكم تابعا حلال ؛ يف الواقعوأما يف مقام العمل وامتثال التكاليف -:املشكوك فيه

فالصحيح هو القول ؛ من املطالبة بهة فيه براءة الذما األصلممفإن كان : أوالكليف، وعدميف دخوهلا يف الت شكراءة عن غري األجزاء املعلومة من األشياء اليت يلزوم بالب

عند انعدام ةراءة األصليدنا بالب تعبعز وجلاهللا ألن ؛ )٥٧٠(االحتياط يف مثل هذه املوارد .عتبر عن مقتضاها املالناقل

).١٨٦/ص: ( علم األصولدروس يفالصدر، : انظر-568: البحر احمليطالزركشي، : يف عني املعىن؛ وانظر )٣٦٠/ص: (إرشاد الفحول الشوكاين، -569

).١/٨٩: (أدب املفيت واملستفيت، وابن الصالح، )٨/٢٦(: قواطع األدلةالسمعاين، : ؛ وانظر)١٨٦/ص: (دروس يف علم األصول الصدر، -570

).٣٦٠/ص: (إرشاد الفحولوالشوكاين، ، )٣/٣٩٦(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 176: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٦ -

البقاء على أصل أكدت؛ وق العباد املبنية على املشاحةن حقق محب علق األمرتوإذا ؛ فقد عليهوالتأكيد ولتقرير ذلك ، ما أمكن من الفوات حق العبد علىاحملافظةو ،البراءة

ال العباد وقحق ويف ،جائز ىتعال اهللا وقحق يف االحتياط نأ -:ها قاعدة مفادقعد الفقهاءجيوز)د؛ فإذا )٥٧١مانتردفي وبني يف األموال الضه احتياطا؛ ؛الثبوتالنألنلم جيز إثبات

والضمان ال يثبت بالشك واحتمال،شك انشغاهلا ويف ، بيقني ثابتةذمالفراغ .)٥٧٢(واالحتمال

باألكثر فيه ؛ فال شك أن األخذ شغال الذمة بها األصل فيه انوأما إن كان مم: ثانيا ويف األقل،ة تربأ باألكثر إمجاعا الذمألن وذلك؛ به هو األحوط، والعملهو املقدم

خالف)ل أن و، )٥٧٣خاف على املتأم ربئ على كل حال أولى من املربئ على غريما ي .بعض األحوال

وهو مدان لكل ؛فية بأكثر املقادير يف كفارة اليمنيوهلذا املعىن أخذ فقهاء احلن؛ ألن الداللة قد اتفقت يف هذه احلادثة، ووقع )٥٧٤(يأخذوا بالقليل وهو املد ولم مسكني،

حتياط يف إبراء االشتباه يف سقوط الكفارة عن ذمته بإخراج أقل املقادير؛ فقالوا باألكثر لالة؛ قال البالذمركيت :الاملقادير يفاللةد اليت ال يس؛ يف إثبات أصلهاوغ االجتهادفقت مىت ات

وقع فيما وقع الشك يف إثباته، وباألكثر فيما باألقلؤخذ ي؛يادة واضطربت يف الز،يف األقلك يف إسقاطهالش)٥٧٥(.

571- ،زدويالب زدويول البأص) :وع )٣٧٠/صل املشر؛ وهو يشمراده باجلواز معناه العام؛ وم

. الواجب واملندوب واملباح-:بأنواعه الثالثة: ال ضمان بالشك؛ وراجع يف أصل قاعدة )٣٧١/ص: (أصول البزدويالبزدوي، : انظر-572

التاج ، واملواق، )٣٣/ص: (جممع الضمانات، والبغداي، )٨/٣٩٦: (البحر الرائقابن نجيم، ).٣/٤١٧: (الفروع، وابن مفلح، )٧/٢٨٢: (واإلكليل

).٣٦٠/ص: (إرشاد الفحولالشوكاين، : ؛ وانظر)٣/٣٩٦: (قواطع األدلة السمعاين، -573، وخالفهم )٥/١٠٢: (بدائع الصنائع، والكاساين، )٥/٨١: (تح القديرفابن اهلمام، : انظر-574

ابن قدامة، : يف ذلك اجلمهور؛ فذهبوا إلى أن ازئ يف اإلطعام؛ هو مد من حنطة أو دقيق فقط؛ انظراملغين) :١٠/٤.(

575- ،ركيتالب قواعد الفقه) :٨١/ص(؛ وانظر : ،بوسيالدظرالن تأسيس) :١٥١/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 177: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٧ -

يؤل ئغ ما لم سا بها باألكثر يف مقام امتثال التكاليف اليت ثبت انشغال الذمةواألخذ، وبشرط عدم اعتقاد لزوم الزائد على املطلوب؛ فال مانع من هلاوعة املشرإىل خمالفة الصور

ما لم يؤل إىل كيفية غري معهودة، وال مانع من أن ؛إطالة القيام وحنوه من أفعال الصالة .يخرج املزكي أكثر من القدر الذي لزمه على وجه اإلحسان

ل األخذ باألكثر خمالفة يفا إذا كانوأمرعتلصكاليفال بها ور اليت شيف ت ؛ فال شكما روته أم املؤمنني عائشة عن النيب حتت عموم وقتئذ؛ الندراج معناه رده، ونبذ العمل به

ه قالأن : نأحدث يف أمرنا هذا ما ليس فيهم؛ فهو رد)االستعاضة عن )٥٧٦ ؛ فال جتوزسح الرأس يف الوضوء بغسله؛ بدعوى األخذ باألكثر احتياطا؛ ألن الشارع قصد متييز م

وحقيقة الغسل غري حقيقة املسح؛ فال يقوم أحدمها مقام ؛الرأس باملسح عن سائر األعضاءن مكل: قال الشاطيب، وال جيوز أن يناقض املكلف بأفعاله مقصود الشارع؛ )٥٧٧(اآلخرن ناقضها فعمله م وكل،ريعة فقد ناقض الش؛رعت له ما شريعة غريتغى يف تكاليف الشاب

.)٥٧٨(يف املناقضة باطل

لم جيوز أكثر الفقهاء ملن وجب عليه جزاء صيد صاده وهو حمرم كذلكوهلذا املعىنأن ييمة األنعامخرج غري ؛ جزاء صيد شاةزمه ؛ فمن لمثيل إذا كان له منها ؛ ما مياثله من

ومن ﴿: فأخرج بدنة عنها، لم جيزه؛ ألن املطلوب يف جزاء الصيد املماثلة؛ لقوله عز وجل الشاة لم يقع بدل البدنة ه؛ وبإخراج)٥٧٩(﴾قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم

: إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، رقم: الصلح، باب: البخاري، كتاب أخرجه-576: نقض األحكام الباطلة ورد حمدثات األمور، رقم: األقضية، باب: ، ومسلم، كتاب)٢/٩٥٩(، ٢٥٥٠٣/١٣٤٣(، ١٧١٨.( الكراهة؛ وأما لو حصل ذلك من ويف صحة وضوئه إذا تعمد ذلك خالف، والظاهر صحته مع -577

غري أن يقصده؛ فطهارته صحيحة اتفاقا؛ الشتمال الغسل على املسح وزيادة، وقياسا على اجلنب إذا ، )١/٦٠: (اموع، والنووي، )١/٢١١: (مواهب اجلليلاحلطاب، : انغمس يف املاء رأسا؛ انظر

).١/٨٩: (املغينوابن قدامة، ).٢/٣٣٣: (املوافقاتيب، الشاط-578 ).٩٥: (املائدة، اآليةسورة -579

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 178: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٨ -

القدرة و خصوصا عند وجوده،؛ د وعدلهي الشارع من حتقيق املماثلة بني الصهمنه ما قصد .)٥٨٠(يهعل

مم ا سلف وظاهر ه مسائليف مقام االستنباط أن األخذ باألثقل أو باألشدمورد لفالذي سعمل مبسلك اخلروج من اخلالف يف ذلكاخلالف؛ وذلك يعين أن العمل به

؛ فإن الشرط يف لك املسلكذ بها اليت قيد املعاني كللتزم ب على اتهد أن ينبغيويبيانه، ؛ وأما يف مقام العمل واالمتثال؛ فقد يستقل مسلك األصل شرط يف الفرع حبكم التبع

ال اليت العمليةاملسائلوج من اخلالف يف بعض األشد عن مسلك اخلراألثقل أو باألخذ ب .مدخل للخالف الفقهي فيها

وابن ،)٧/٤٢٢: (اموع، والنووي، )٦/٢٨٠: (اجلامع ألحكام القرآنالقرطيب، : انظر-580

).٥/٢٥٠: (احمللى، وابن حزم، )٣/٢٦٨: (املغينقدامة،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 179: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٦٩ -

لفصل الثااا لفصل الثا

لثلث::

ط وشروطه وموجهاتهط وشروطه وموجهاته االحتيا االحتياحجيةحجية

:وفيه ثالثة مباحث

. االحتياطحجية: املبحث األول . شروط العمل باالحتياط:املبحث الثاين

.وجهات العمل باالحتياطم: املبحث الثالث

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 180: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٠ -

املبحث األول املبحث األول ::

ميمي التشريع اإلسال التشريع اإلساليفيف االحتياطاالحتياط حجيةحجية اآلتيةوفيه املطالب:-

لاملطلبة العمل ب: األواالحتياط مشروعي. .اجتاهات العلماء يف حكم العمل باالحتياط :املطلب الثاين

.احلكم األصلي للعمل باالحتياط: املطلب الثالث .األدلة اليت تنهض حبجية العمل باالحتياط: املطلب الرابع

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 181: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧١ -

:املطلب األول االحتياطمشروعية العمل ب

معترب من القضايا اة العمل باالحتياط تريعة إن مشروعيع عليها بني فقهاء الشم ه بعضود املخالف يف أصل من املعاصرينن كتب يف االحتياطقاطبة؛ وما يذكرمن وج

ي حرير؛ فاجلميعظر، وسالمة التإىل دقة الن ة يفتقرة االعتماد على املشروعيح مبشروعيصروع؛ واختالفهم يف جواز التعويل عليه يف عد من مسائل الفراملسلك التشريعي فيما ال يهذا

؛ ويف سياق االحتجاج ملبدأ االحتياط املعىنوجود اخلالف يف أصل بعض الصور؛ ال يعين اطيبملآالت األحكام؛ يقول الش :نإأئم وا على هذا األصل على اجلملةة املسلمني استمر،

.)٥٨١(فاصيل التن اختلفوا يفإو

على يرجع القول بوجود اخلالف يف أصل العمل باالحتياط يف إطالقاخلطأومنشأ -:نياآلتي عنيني امل إىلالعموم

فهم تارة هم؛ لالحتياط يف كتبالفقهاءور اليت أوردها الص كثرة-:األولاملعىن رة يطلقون القول بلزوم العمل باالحتياط، يعبرون باالحتياط، وتارة أخرى بالورع، وتا

وتارة يطلقون القول باالستحباب، وتارة يطلق بعضهم القول برد العمل باالحتياط يف مقام املمانعة واالعتراض؛ قاصدا بذلك خصوص مسألة النزاع دون غريها؛ فيظن من يقع على

.وتفصيالرأيه فيها أنه يرفض العمل باالحتياط مجلة

تصرحيات ابن حزم املطلقة برد العمل باالحتياط؛ حيث عقد فصال -:الثايناملعىن ؛ فاختذ البعض من تلك )٥٨٢(اإلحكامإلبطال االحتياط وحترمي احلكم به يف كتابه

التصرحيات تكأة إلطالق القول بوجود املخالف يف أصل املسألة؛ مع أن واقع النظر يف زم حول هذه املسألة تأصيال وتفريعا؛ يسوقنا إىل اجلزم بأن رأيه ال يبتعد كثريا كالم ابن ح

عن رأي اجلماهري؛ وأنه يقول باالحتياط يف مواضع كثرية من مسائل الفروع؛ مسميا إياه بغري امسه؛ وإن كان خيالف يف أصل الذرائع، ويرى بطالن احلكم به مطلقا من الناحية

581- ،اطيبالش املوافقات) :٣/٣٢٥.( ).٦/١٧٩: (اإلحكام : انظر ابن حزم-582

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 182: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٢ -

إلى اخلروج عنه الن له، واضطرة؛ فإن رأيه لم يطرد حيال ما أصاحية العمليا من النة، وأمظري .يف مواضع كثرية؛ كما سيأتي بيانه

ومن أقوال ابن حزم اليت تشهد على أخذه باالحتياط واعتماده عليه يف مقام االمتثال؛ -:ما يلي

لط على املكلف احلالل واحلرام، ولم يستطع قوله بوجوب التوقف إذا اخت: أوال ؛ه بعينهال نعلم حراما فيهما أن اأيقن أشياء أو شيئنيكل : التمييز بينهما؛ حيث قال

فهما التوقفحكم..حىت يتبي ألن؛ من احلاللن احلرام يلزم حرام هذا املكان فيه يقني الذي ال يقني فيه أصالوك فيه وهذا خبالف املشك،ه فرضااجتناب )٥٨٣(.

يفرق بني شيئني أيقنا بوجود احلرام يف أحدمها دون أن -كما ترى-فابن حزم نعلمه، وبني غريه من املواضع اليت ال يقني فيها أصال؛ وليس ذلك يف احلقيقة سوى معىن

التوقف حكم من املعاني املثرية للشك يف واقع احلكم ومناطه، وقد مر معنا أن احلكم بباالحتياط، وأن املكلف إمنا يلجأ إليه خمافة الوقوع يف احملذور، وال مشاحة يف األمساء بعد

.االتفاق على املسميات

قوله يف سياق التعليق على احلديث الذي رواه البخاري ومسلم عن النعمان أن : ثانيا النيبقال :بهات؛ فقد استربأقى الشلدينه وعرضهمن ات )حزم معلقا )٥٨٤ ؛ قال ابن مشري عليه ون،هم إليه ونندب، يبهم النكما حض؛ الورع على اسالن حنض فنحن: عليه

أحد على وال نقضي بذلك،فسباجتناب ما حاك يف الن،لم كما ؛فتيا إلزام به فتيه وال ن .)٥٨٥(أحد على ول اهللا بذلك رسيقض

ة العمل باالحتياط؛ على وجه وهذا تصريحوح مبشروعيمن ابن حزم يف غاية الوض الندب دون الوجوب؛ ألنه يعده من قبيل الورع، والورع عنده ال ميكن أن يوجب أو يحرم

ه ولكن،ينيف الد واجبا االحتياط وليس: ويف ذلك السياق يقول،به شيء يف الشريعة

).٦/١٩٠: (اإلحكام ابن حزم، -583: ، ومسلم، كتاب)١/٢٨(، ٥٢: فضل من استربأ لدينه، رقم: اإلميان، باب: البخاري، كتاب-584

).٣/١٢١٩(، ١٥٩٩: أخذ احلالل وترك الشبهات، رقم: املساقاة، باب ).٦/١٨٤: (اإلحكام ابن حزم، -585

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 183: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٣ -

أن وال حيل،حسن قضى به على أحد ي،؛م أحدالز وال أن ياهللا تعاىل ألن؛ندب إليه لكن ي أن أحكام -:؛ ووجه ذلك عنده)٥٨٦(هنفس االحتياط هووالورع، وجب احلكم بهيلم

الشريعة امللزمة ال تبىن إال على اليقني، وأما غري اليقني؛ فال ينظر إليه، وال يعول عليه يف حترمي؛ وذلك ألن الشارع لم جيعل للشك مدخال يف إقامة التكاليف، وشرع إجياب وال .األحكام

وأما االحتياط بناء على الشك املتعلق مبآل احلكم؛ فهو الذي يرفضه ابن حزم م اهللا حيرلم م ما فيحر؛ ينالد يف حيتاط أن ألحدوال حيل: تأصيال، وهو الذي يعنيه بقوله

؛ علينا من بعضنا على بعضواهللا تعاىل أحوط، ينالد يف فترياه يكون حينئذ م ألن؛تعاىلفالفرضعلينا أال ن حرم اهللا تعاىلم إال ما حر،وفرض علينا، على امسه وصفته بتحرميه ونص

وأال على حترميه،األرض لنا إال ما نص يف ه تعاىل على إباحة مابيح ما وراء ذلك بنصن أن وجلهذا فقد عصى اهللا عزفعل غري ن فم؛يأذن به اهللا تعاىللم شيئا ينالد يف نزيدوله ورس،وأتى بأعظم الكبائر )؛ وبقوله أيضا)٥٨٧ :فكل حكم نم أو باحتياط همةبت حكم وإذا،بالظن حكم فقد؛يكن بعدلم إىل ما ذريعة خوف أو بشيء،هيستيقن أمرلم وهو وهذا ال حيل،بالكذب والباطل حكم فقد؛بالظن باهلوى حكم)؛ إىل غري ذلك )٥٨٨

.من أقواله الكثرية اليت يظهر فيها نكريه للعمل بالذرائعمن أنواع االحتياط والتشنيع على القائلني وقد بالغ اإلمام ابن حزم يف رد هذا النوع

ملنقول واملعقول، وميكننا أن نصنف ما استند إليه يف به؛ وحشد لالنتصار له جبال من أدلة ا :)٥٨٩(ذلك إىل ثالثة أقسام

النصوص اليت ورد فيها النعي على متبعي الظنون، ومصدقي األوهام :األولوما هلم به من علم إن يتبعون إال الظن وإن الظن ال ﴿: قوله تعاىلوالتخرصات؛ ومن ذلك

).١/٥١: (اإلحكام ابن حزم، -586 ).٦/١٨٦: (اإلحكام ابن حزم، -587 ).٦/١٨٩: (اإلحكام ابن حزم، -588: النبذة الكافية، و)١/٧٠: (احمللى، و)١/١١٨: (اإلحكام: هذه األدلة وغريهايف انظر له -589

).٤١/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 184: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٤ -

: قال؛ وما رواه البخاري ومسلم عن أيب هريرة أن النيب )٥٩٠(﴾يئايغين من احلق شاكم والظإيفإن؛ن الظن احلديث أكذب )٥٩١(.

: ويف بيان وجه استدالله بهذين النصني على حترمي احلكم باالحتياط والعمل به؛ يقولكل نم يستيقلم همة أو باحتياط حكم بتأو بشيء،هن أمر يكن لم إىل ما ذريعة خوف؛بعدفقد حكم بالظن ،فقد حكم بالكذب والباطل؛ وإذا حكم بالظن ،حل وهذا ال ي،

باهلوىوهو حكم ،وجتن بللحق )٥٩٢(.

النصوص الناهية عن القول على اهللا بغري علم؛ خصوصا ما يتعلق بأمر التحليل :الثاين لكذب هذا حاللاكم وال تقولوا ملا تصف ألسنت﴿ :وجلعز اهللا قولوالتحرمي؛ ومن ذلك

وقوله، )٥٩٣(﴾لكذباهللا ا لتفتروا على وهذا حرام: ﴿أنزل هللا لكم من رزقام مقل أرأيت .)٥٩٤(﴾ونهللا تفترا قل ءآهللا أذن لكم أم على وحالالفجعلتم منه حراما

االحتياط املبين يف األساس ويف بيان وجه استدالله بهذين اآليتني على حترمي احلكم ب أو خوف ، باحتياط شيئام أحدحري أن نياجللي نيصالن هذينب فبطل: على الظنون؛ يقول

عتذر)٥٩٥(.

النصوص اليت مفادها وجوب التمسك باليقني، واطراح ما يعارضه من :الثالث: قال بن عاصم املازين عبد اهللا بن زيدعنما رواه الشيخان الشكوك؛ ومن ذلك

).٣٦: ( اآلية،يونسسورة -590: أخوه حىت ينكح أو يدع، رقمال خيطب من خطب : النكاح، باب: البخاري، كتاب-591حترمي الظن والتجسس والتنافس : البر والصلة واآلداب، باب: ، مسلم، كتاب)٥/١٩٧٦(، ٤٨٤٩

).٤/١٩٨٥(، ٢٥٦٣: والتناجش، رقم ).٦/١٨٩: (اإلحكام ابن حزم، -592 ).١١٦: (النحل، اآليةسورة -593 ).٥٩: (يونس، اآليةسورة -594 ).٦/١٨٨: (حكاماإل ابن حزم، -595

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 185: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٥ -

يكشول اهللا إىل رس جلالر خييجيد هل إليه أن يءالش فقال؛الةيف الص : ؛ينصرف ال رحيا د جي أو،ى يسمع صوتاحت)٥٩٦(.

ه أحدث أال م أنن توه أمر مول اهللا رسإنف: ويقول مبينا وجه استدالله بذلك أو يشمحىت يسمع صوتا.. كم طهارته وعلى ح، صالته وأن يتمادى يف،يلتفت إىل ذلك

ولكن اهللا تعاىل ؛ لهيطالة أوىل ما احتالص لكانت ؛ا االحتياط حق فلو كان احلكم؛رائحة .)٥٩٧(جيعل لغري اليقني حكمالم

ن األجوبة جبملة م هذهعلى استدالالت ابن حزملم وقد أجاب العامة من أهل الع ، كثريا بهشتغاليف عداد ما ال ينبغي اال ا جيعل خالفهوة االحتجاج؛ مم وقبدقة النظراملتسمة

:من أجوبتهم على ذلك ووالوقوف عنده طويال؛-الذي ن أن الظن باعه هو الظنرة، الذي لم يهينا عن اتعتبة مستند إىل أمارة شرعي

وال يقوم مقامه يف شيء، وال ميكنه أن جيعل لم،عوهو الظن الباطل الذي ال يغين عن الاليقني الثابت املطابق للحقيقة والواقع يف املواضع اليت يطلب فيها حتصيله لم صاحبه غنيا بع

اهللا العملإمنا ذم: عبد السالمبنعز ل الوق؛ ويف تقرير ذلك وبيانه ي)٥٩٨(مع إمكان وجودهموضع يف كلبالظن فيه العلمشترط ي ،أو االعتقاد صفاته ومعرفة، كمعرفة اإلله؛ اجلازم ،والفرقبينهما ظاهر )٥٩٩(.

يف الظنهى عن اتباع الظن قد استعمل لفظ ن الشارع الذي نويؤكد ذلك أخطاباته، وبنعنه هو ا داللة ظاهرةا يدلى عليها أحكاما كثرية، مم املنهي على أن الظن لظن

رضي اهللا عائشة أم املؤمننيعن ما رواه البخاريومن ذلك ؛ القائم على غري دليل وبرهان من ديننا يعرفانوفالنا فالناما أظن : يف شأن يهوديني كانا باملدينةقال النيبأن عنها

، )١/٦٤(، ١٣٧: ال يتوضأ من الشك حىت يستيقن، رقم: الوضوء، باب: البخاري، كتاب -596

يصلي أن فله احلدث يف شك ثم هارةالط نتيق نم أن على ليلالد: الوضوء، باب: مسلم، كتاب ).١/٢٧٦(، ٣٦١: رقم،تلك بطهارته ).٦/١٨٨: (اإلحكام ابن حزم، -597، )٤/٥٥: (اإلحكام، واآلمدي، )٢/١٤١: (أصول السرخسيالسرخسي، : انظر -598

،ريازيوالشبصرةالت) :٤٣١/ص.( ).٢/٦٢: (قواعد األحكامابن عبد السالم، -599

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 186: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٦ -

لرجلني ه على ا عليه حكمرتب، و يف كالمهالظنلفظة النيب ؛ فقد استعمل )٦٠٠(شيئاين، واملنافقني بأنه ذلك قفهما ال يفقهان يف الدالبخاري ب عليهاإلمام؛ فبو :باب : ما جيوزمن الظن)٦٠١(.

أن اإلمجاع منعقد على مشروعية العمل بالظن فيما ال يتيسر فيه حتصيل اليقني؛ - ؛ ويف تقرير ذلك يقولالف اإلمجاعحزم؛ وال عربة مبن خيف ذلك خمالف قبل ابن لم يعلم و

رخسيالس :فاق عوباالت وب العمللماليقني ليس بشرط لوج)٦٠٢(.

القرايفا حبال؛ كما أوضح ذلك أن العمل بالظنون ضرورة ال ميكن االستغناء عنه-س لك به وال تقف ما لي﴿ :ه عز وجل لقول؛ إال على العلم األحكامبىن أال تاألصل: بقوله عليه فتثبت؛وريف أكثر الصلم ر الع لتعذ؛ للعمل بالظنرورةلكن دعت الض؛ )٦٠٣(﴾علم

رعتبم ر غي الشكوبقي، ادر للنترك ال ي والغالب،ة إصابتهب وغل،درة خطئهلن؛ األحكام .)٦٠٤(إمجاعا

ه حيال مالم ه ولكونه كذلك؛ فإن ابن حزم نفسفيما ال تطرد تفريعات له، واضطرأص مساء ال يغير يعد من املواقع إىل األخذ بالظن مسميا إياه بغري امسه، وغري خاف أن تغيري األ

. شيئاحقائق املسمياتمن وأما االستدالل بالنصوص اليت مفادها لزوم التمسك باليقني واطراح ما سواه؛ فال -

ا؛ وذلك ملا استقر من قواعد التشريع أن األصول الثابتة ال يسوغ يتم البن حزم ما أراده منهرافعا هلا؛ قال اخلطايب ارعدة غري القائمة على ما يقبله الشرها باالحتماالت ارفع : هذا

أصل يف كل أمر قد ثبت واستقر يقينا؛ فإنه ال يرفع حكمه بالشك؛ كمن تيقن نكاح

).٥/٢٢٥٤(، ٥٧٢٠:ما جيوز من الظن، رقم: األدب، باب: البخاري، كتاب -600 ).٥/٢٢٥٤(البخاري، : انظر -601602- ،رخسيالسرخسيول السأص) :الم، : انظر؛ و)٢/١٤١ابن عبد الساألحكام قواعد :

)٢/٦٢( ،والعراقي ،ثريبالت طرح) :٨/٩٣.( ).٣٦: (اإلسراء اآليةسورة -603: شجرة املعارف واألحوال ابن عبد السالم، : أيضا؛ وانظر)١/١٧٧: (الذخريةالقرايف، -604

).١٠/ص: (درر احلكام، وحيدر، )١/٢٤١: (القواعداملقري، و ،)٣٦١/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 187: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٧ -

ك رقبة، ثم شك يف فسخ النكاح، أو زوال امللك؛ فإن الشك يف ذلك ال امرأة، أو مل .)٦٠٥(يزاحم اليقني، والنكاح على صحته، وامللك على أصله

فاحلكم باالحتياط إذا كان مستوفيا شروط اعتباره؛ حكم مبا دل الدليل املعتبر على حكما بال علم، وال افتياتا على الشارع من غري مشروعية العمل به، واالستناد إليه، وليس

.حجة وال برهانهو أن خالف ابن حزم مع اجلماهري منحصر -:والذي ميكن اخللوص إليه مما سبق

يف االحتياط القائم على الشك املتعلق مبآل احلكم، وهو ما يطلق عليه أصوليا مبدأ الذرائع ألصل احلكم ومناطه؛ فإنه يقول به يف اجلملة، وإن كان يخالف واملآالت؛ وأما االحتياط

ظاهرا يف تسمية بعض ذلك احتياطا؛ وميكننا اجلزم بعد ذلك بأن هوة اخلالف بني اإلمام ابن حزم، وبني غريه من العلماء ليست بتلك السعة اليت تصورها بعض من كتب يف هذا

؛ فإن هناك مساحة واسعة من الوفاق بني الطرفني ال املوضوع وأطلق اخلالف يف املسألة .)٦٠٦(ميكن حبال جتاهلها

وأما شدة إنكار ابن حزم لالحتياط فال تعني إنكاره لكل ما يتعلق به، وإمنا مدارها على ما يتعلق بشأن التحليل والتحرمي، وقد مر معنا أن االحتياط املعتبر ليس له مدخل يف

من ذلك البتة، وأن غاية ما يفيده هو الكشف عن حقيقة الواقع امللتبس أمره على شيءاملكلف؛ وأما أمر التحليل والتحرمي؛ فآيل يف نهاية األمر ال حمالة إىل الدليل الشرعي، ال إلى

.االحتياط من حيث كونه احتياطا

605- ،اخلطايب أعالم احلديث: )١/٢٢٩.( :األدلة االستئناسية، والكناين، )٤٠٣/ص: (االحتياطبلكا، : انظر قريبا من هذا املعىن-606

).٣٨٥/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 188: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٨ -

: الثاينطلبامل

حكم العمل باالحتياط يفاجتاهات العلماء سلفت اإلشارة إىل أن العمل باالحتياط من القضايا املتفق عليها بني فقهاء الشريعة، وقد قام بذلك من أدلة املنقول واملعقول ما لم يبق معه جمال لالحتمال؛ غري أن تلك

-ف فيه حاصل بال شك املشروعية متثل احلد األدىن يف هذا االتفاق، وأما منتهاه فإن اخلال هذه املسألة أن حولل العلماء ا، وميكننا من خالل النظر يف أقو-ولو نظريا على األقل

ف آراءهم إىل اجتاهنينصن:

املشروع ليس على درجة واحدة من حيث الطلب االحتياط أن -:االجتاه األول عبد السالم والشاطيب دي وابنملندوب، وهذا رأي اآلمواالعتبار؛ بل منه الواجب وا

:مهاأحد -:واالحتياط ضربان: بن عبد السالما؛ ويف ذلك يقول )٦٠٧(واألنصاري وغريهمليهإندب ما ي،وي اينالثو ؛ر عنه بالورععب:ما ي إىل حتصيل لكونه وسيلة؛ من االحتياطجب .)٦٠٨( حتقق حترميهما

اطيبوقال الش :مبن ىاألحر براءة يدري تهذم،جوع إىل أصل وخالص نفسه الروب من باب الوج تكون وتارة،دبون من باب الن تكة تارة هذه األحروي إال أن؛العزمية

.)٦٠٩(واهللا أعلم

والظاهر أن ذلك ميثل اجتاه أكثر العلماء الذين عنوا باحلديث عن موضوع االحتياط؛ لتعريف به، أو يف مقام الكالم عن أحكام الفروع، والكشف سواء يف مقام التأصيل له وا

، )٢/١٤: (قواعد األحكامسالم، ، وابن عبد ال)١/٢٤٠: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-607

،واألنصاريمحوتفواتح الر) :٢/١٨٢( ،اطيبوالش ،املوافقات) :١/٣٣٧( ركشيوالز ، املنثور ).٢/٢٢٨: (يف القواعد

).٢/١٤: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -608609- ،اطيبالش املوافقات) :١/٣٣٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 189: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٧٩ -

عن مداركها، وبإمكان الناظر يف الفروع الفقهية املبنية على معىن االحتياط أن يصنفها دون .)٦١٠(عناء إىل واجبة وأخرى مندوبة

ولعل استقراء هذه الفروع هو الذي دفع باإلمام الزركشي إىل اعتبار هذا التقسيم وإىل،هبهة إىل ما جيب اجتناب الش انقسامحقيقالتو: منتهى التحقيق يف املسألة؛ حيث قال

ه ما أصل:اينوالث، ع لألصليحليل فرجوأشبه الت، حرميه الت ما أصل:ل فاألو؛ما ال جيب .)٦١١( الورع االجتناب لكن..احلل

يكون إال مندوبا؛ وال ميكن حبال أن يكون أن االحتياط املشروع ال-:االجتاه الثاينمصدرا لإللزام على أحد من املكلفني؛ ومن أبرز القائلني بذلك ابن حزم الظاهري، ومن

قضى به على أن ي وال حيل،حسن ه ولكن؛ين يف الدواجبا االحتياط وليس: أقواله يف ذلك هووالورع، بهوجب احلكميلم اهللا تعاىل ألن؛ندب إليه لكن ي؛ أحد بهملزوال أن ي، أحد

.)٦١٢(هنفس االحتياط

وملفهوم االحتياط عند ابن حزم أثر واضح فيما ذهب إليه من أن العمل به ال يكون إال مندوبا؛ فقد مر معنا أنه يسمي التورع عن احملال اليت خيتلط فيها يقني احلرام بيقني

؛ بينما يسميه غريه احتياطا، وذلك يضيق دائرة اخلالف الظاهر بني االجتاهني، احلالل توقفا .وجيعل معناه آيال إىل االنتهاء

ثم إن إنكار ابن حزم لبعض االحتياطات الواجبة عند غريه مرده إىل اعتبارات ة أخرى، وليس إىل كون االحتياط يصلح مصدرا لإللزام، أو ال؟ كمن نسي عني اجتهادي؛ بينما )٦١٣(صالة فاتته من مخس؛ فاجلماهري يرون أن ذمته ال تبرأ إال بأداء اخلمس احتياطا

اهللا لم ها اليت فاتته يف ع أنها يف ابتدائيرى ابن حزم أن الواجب عليه صالة واحدة ينوي ملا فرض عليه وجل اهللا عز أن-:ة قولنارهان صحب :؛ ويف االحتجاج لذلك يقولتعاىل

بدائع ، وابن القيم، )٢/١٤: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : لي انظر يف ذلك املعىن ما ي-610 ).٢/٢٢٨: (املنثور، والزركشي، )١/١١١: (األشباه والنظائر، وابن السبكي، )٣/٣٧٤: (الفوائد611- ،ركشيالز املنثور) :٢/٢٢٨ .( ).٦/١٨٧: ( عينه؛ وانظر منه أيضا يف املعىن)١/٥٠: (احمللى ابن حزم، -612، وابن تيمية، )١/١٥٠: (فتاوى الرملي، والرملي، )١/٨٠: (املغينابن قدامة، : انظر-613

الفتاوى الكربى) :٥/٣٤٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 190: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٠ -

؛وهي اليت فاتته، واحدةا صالة فيه وال خالف من أحد منهم وال من ال شك مقطوعبيقنيفمفقد أمره يقينا؛أو صالتني، صلواتأو ثالث، صلواتأو مثان، ه خبمس صلواتن أمر ليستلوات أو صالتني أو ص وفرضوا عليه صالة،وله ره اهللا تعاىل به وال رسيأملم مبا كما هي عليه وال واحدةف إال صالةكلفال جيوز أن ي، بيقنيوهذا باطل، عليه .)٦١٤(مزيد

ورة ال يلزم منه إنكاراسي يف هذه الصوب اخلمس على النابن حزم لوج وإنكاراألصل الذي بنيت عليه؛ خصوصا وأنه يقول بأصل معناه كما سلف أن اتضح؛ وإن كان

يرى تسميته احتياطا؛ بل توقفا؛ وإذا وضح املعىن؛ لم يكن للخالف يف األمساء بعد ذلك ال .أثر يرجى

والصحيح الذي ال ينبغي العدول عنه يف هذه املسألة هو انقسام االحتياط املعتبر إىل بالفعل واجب ومندوب، وذلك راجع إىل قوة الشبهة القائمة باحملل، وما ينتج عن األخذ

أن حيكم فيها بغري وجوب به ال يسع أحدا؛ فإن هناك صنوفا من الش)٦١٥(املشتبه يف حكمهقسم جيوز : الشبهة قسمان: جمانبتها؛ ويف بيان اإلطار العام للمتشاات؛ يقول املقري

ما سوى اإلقدام معه؛ وهو شبهة الورع؛ أعني ما متحض تركه، وقسم ال جيوز معه؛ وهو؛ أما ما ختلفت فيه أو تعارضت ذلك؛ كشبهة درء احلدود، وما ال يعلم فيه احلكم أصال

خيري، ومن الثاين؛ إن قلنا بالوقف أو األدلة عليه، وال مل؛ إن قلنا بالتح؛ فمن األورج .)٦١٦(التساقط

).٣/٩٧: (احمللى ابن حزم، -614 ).٣/٢٥٧: (بدائع الفوائدابن القيم، : انظر-615 ).٤٠٤/ص: (االحتياطا، بلك: ؛ نقال عن)٣/٤٩٠: (القواعد املقري، -616

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 191: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨١ -

الثالثاملطلب:

الحتياطلعمل با لصلياحلكم األ

حتياط املعتبر ال يكون إال مندوبا أو واجبا، وال ينزل إىل رتبة املباح الذي إن االيستوي فعله وتركه، وضابط الفرق بني املندوب والواجب منه مرجعه يف األساس إىل قوة االحتمال الذي يثري يف النفس احلاجة إىل احلياطة يف التعامل مع ما يعن من الوقائع؛ ومدى

األصل الذي ينطلق منه لتحديد أحكامها؛ فحيث قوي االحتمال، وثبت األصل؛ ثبوتكان االحتياط واجبا، وحيث ضعف االحتمال، وتراود الشك على األصل؛ كان االحتياط

عون عن سائر املكلفني؛ والظاهر أنه تورمندوبا، وقد يصري العمل به جمرد فضيلة ميتاز بها امل أن خنصص االحتياط بأصل خيتص به على وجه العموم واإلطالق؛ بل ال مناص ال ميكننا

من النظر إىل أصول املسائل اليت ترد عليها الشبه احملوجة إىل األخذ باملنهج االحتياطي يف . التعامل معها ملعرفة أحكام الشرع فيها

ون العمل فيها باالحتياط على فاألصل أن يك-: إن كان أصل املسألة التحرمي-:أوالسبيل احلتم واإللزام؛ ألن ما ثبت حترميه؛ لم يسغ حتليله إال مبا يرضاه املشرع من النواقل ال يعترببهة، واالحتياط يف هذا اد الشاملعتربة، وليس ألحد أن يقول فيه خبالف ذلك مبجر

اه؛ حىت يقوم لدى املكلف ما ينقل عنه من عول عليه، ويرجع إليه، ويعمل مبقتض يأصاللالحتياط يف مثل هذه األحوال هو الوجوب ة؛ ولكون احلكم األصلي؛ فقداألدلة املرعي

االحتياط يف باب احلرمة اشتهر لدى الفقهاء معىن جرى جمرى القواعد املسلمة؛ وهو أن واجب)٦١٧(.

األصل كذلك أن يكون العمل فيها ف-: إن كان أصل املسألة الوجوب-:ثانياباالحتياط على سبيل احلتم واللزوم؛ وذلك ألن ما ثبت وجوبه بيقني؛ لم تربأ الذمة من عهدة التكليف به إال بيقني، أو ما يقوم مقامه من الظنون، وأما الشكوك اردة، والشبه

مينها من احتمال الوقوع يف ورطة الضعيفة؛ فال تقوى على ختليص الذمة من العهدة؛ وتأ

، )٢/٧٢: (تبيني احلقائقالزيلعي، : ؛ وانظر أيضا)٣٠/٢٩٦: (املبسوطالسرخسي، : انظر-617

،واحلمويون البصائرعي غمز) :٣/٤٢١.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 192: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٢ -

االحتياط واجب عند عدم املخالفة؛ واألصل العام يف التعامل مع مسائل هذا الباب؛ هو أن .)٦١٨(املانع

بل إمنا ؛ ما كان أحوط جيبليس كل: األنصاريلوقويف بيان ذلك والتمثيل له؛ ي؛وبه من قبلهو فيما ثبت وج؛به عن العهدة يقيناج فيجب فيه ما ختركالص ةالة املنسي ،

؛لوات اخلمس من ذلك اليوم الص فيجب عليه قضاء؛الة من يوم فنسيهاصكما إذا فاتت ليخرج عن عة يقيناهدة املنسي ..هو األصلأو كان الوجوب ، ثم يعرضما ي وجب الش؛ك

؛ عارض الغمام ال مينعهوعروض، وب فيه األصل الوج فإن؛الثني من رمضانكصوم الث؛ ك لالحتياط يف صوم يوم الش الوجوب فال يثبت؛كال كصوم يوم الش، فيجب احتياطا

.)٦١٩( يقيناوال هو ثابت، وب فيه ليس هو األصل الوجألن

فاألصل أن يكون االحتياط هلا فعال أو تركا -: إن كان أصل املسألة الندب-:ثالثا مقتضى الندب واالستحباب؛ ولكون أكثر مسائل االحتياط جارية على هذا قائما على

ارى؛ فقد أطلق بعض الفقهاء القول بأن العمل باالحتياط ال يكون إال مستحبا، ومن استحباب االحتياط يف العبادات وغريها؛ حبيث ال ينتهي إىل : قول النووي-:ذلك

أصول الشريعة كلها مستقرة على أن االحتياط ليس : ة، وقول ابن تيمي)٦٢٠(الوسوسة .)٦٢١(بواجب وال حمرم

الواردة عنهم يف هذا الباب قاض بال مرية أنهم لم يقصدوا نفي واجلمع بني أقواهلم وب هو احلكمأن يكون الوج االحتياط الواجب على وجه اإلطالق، وإمنا قصدوا نفي

، أو نفي وجوبه يف مسائل بأعيانها؛ دون أن يكون ذلك حكما عامااألصلي لكل احتياط

، وابن )٢/٢٢٨: (املنثور، والزركشي، )١/١١٦: (العناية شرح اهلدايةالبابريت، : انظر-618 ).٣/٢٥٧: (دائع الفوائدبالقيم، 619- ،األنصاري محوتفواتح الر) :٢/١٨٢.( 620- ،وويالن موعا) :؛ وقال ذلك يف معرض كالمه عن الفوائد املستفادة من احلديث )١/٤١٣

أن قبل هيد فليغسل ؛نومه من أحدكم استيقظ إذا: مرفوعاالذي رواه البخاري عن أيب هريرة يف دخلهاي ويده باتت أين يدري ال أحدكم فإن ؛وئهض كتاب؛ ،وء، باب: البخارياالستجمار : الوض

).١/٧٢(، ١٦٠: وترا، رقم ).٢٥/١٠٠: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -621

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 193: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٣ -

؛ والسبب يف ذلك هو أن أكثر املنازع االحتياطية واقعة يف املسائل الدائرة )٦٢٢(لكل صنوفهبني أصل اإلباحة وأصل التحرمي؛ ولكن ملا تقوى أصل احلل فيها مبا يسانده من القواعد

فقهاء فيها مبندوبية الترك احتياطا ألصل التحرمي؛ فإنه مع ضعفه وافتقاره إىل العامة، حكم الما ينهض به؛ إال أن له يف النفس شبهة ال ختفى؛ وللشاطيب كالم يصلح أن يكون مستندا

إىل جوع وكالمها يقتضي الر،ا العفوا اإلباحة وإماألشياء إم أصل: هلذا التقرير؛ حيث قال؛قتضى اإلذنمفكان هو الر ألن؛ حتت هذا األصلداخل هاتتشابامل أصلو ..اجح حقيق الت

ها اإلباحةع جماوزت توقأن اإلباحة؛ غري أصل إىلها راجعةفيها أنهو الذي اعتب ره الش؛ارع أصل وهو،البستهافنهى عن م قطعيم رجو، إليه يف أمثال هذه املطالبوع يجوع نايف الر

اإلباحة أصل وم لعمصخصريعة م من الشين ثابت للد فاالحتياط وأيضا،اإلباحة أصل إىل .)٦٢٣(إذا ثبت

عرف حكمرجع إليه، ولم يا إذا لم يكن للمسألة أصل يارع فيها؛ فإن وأمالش ر ميا ألصل براءة الذمة املتقرفعال وتركا؛ تقد االحتياط هلا ال ينبغي أن يكون إال مندوبا إليه

بأدلة الشرع املعتبرة؛ فالشك يف وجوب شيء أو حترميه؛ ال يصيره واجبا أو حمرما؛ لذات االحتياط إمنا يكون: يف ذلك أن يقالواحلق: يقول اآلمدي الشك ارد؛ ويف تقرير ذلك

ه كما وجوب أو كان األصل،ات يوم وليلةالة الفائتة من صلوه كالصثبت وجوب ملا؛ ىأول ا ما عساه أن يكون واجباوأم، مةغي إذا كانت ليلته م؛الثني من رمضانيف صوم يوم الث

لم حيث ؛ وما حنن فيه كذلك، واجب فالوغريتحقيوال األصل ، الفعلق وجوب وبهوج)٦٢٤(.

للمشكوك يف وجوبه بالفعل، وهل يستحب للمكلف يف مثل هذه األحوال أن حيتاط يف حترميه بالترك؟ الظاهر أن ذلك خيتلف باختالف املشكوك فيه؛ فإن كان كأو املشكو

أصله ثابت املشروعية؛ والشك واردا على انعقاد سبب وجوبه؛ فللمكلف أن يأتي به على

وقد فهم بعض من وقع على هذه العبارات أن االحتياط عند هؤالء العلماء ال يكون إال مندوبا -622

الرفاعي؛ انظر : مذهبا هلم، وحقيقة الواقع على خالف ذلك؛ وممن وقع يف هذا الوهمإليه، وجعل ذلك ).٤٣/ص: (قواعد األخذ باألحوط: له

623- ،اطيبالش املوافقات) :١/١٨٦.( 624- ،اآلمدي اإلحكام) :١/٢٤٠(أيضاوانظر ؛ : ،وويالنموعا) :٧/٣٣٨(.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 194: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٤ -

د يف وقوع اليمني منه يف بلوغ ماله نصابا، واملترداككالش وجه االستحباب احتياطا؛وأمثاهلم؛ فهؤالء يندب هلم اإلتيان مبسببات ما ترددوا يف انعقاده من أسباب؛ ما لم خيرج

يف املشكوك نإ: هم احلال عن حدود االعتدال؛ ويف سياق ذلك املعىن يقول ابن تيميةبيف كما لو شك؛وبهوج ؛ ذلك أو حنوو صالةأارة و كفأوب زكاة وج وال ،ه فعلال جيب ي؛ه تركستحببل ي لم ف؛احتياطاه فعلستحبم حترولأصلم واالحتياط، ريعة الشوجب ت

مبجرد الشك)٦٢٥(.

على فعله؛ بل املنع اإلقدام ة؛ فال جيوزثابت املشروعي ا إن كان املشكوك فيه غريوأما هي مم األمر والنألن؛ بناقل معتبر؛ وذلكمنه هو األصل الذي ال ينبغي العدول عنه إال

حكم كيف ي؛ه مأموريثبت أنلم فما ؛ ها ب أن تكون مأموراوالعبادة ال بد، شرع اهللا تعاىللم ه عبادة؟ وما عليه بأنيثبت من العادات أن؛ عنهه منهيكيف ي ؟ه حمظورحكم عليه أن

ع منها إال ما شر فال ي؛وقيفاألصل يف العبادات الت أن-: أمحد وغريهوهلذا كان أصلأم هلم شركاء﴿ : تعاىل وإال دخلنا يف معىن قوله؛عه اهللا تعاىلشرلم ين ما شرعوا هلم من الد

وإال دخلنا ؛مه اهللا فال حيظر منها إال ما حر؛ فيها العفو والعادات األصل،)٦٢٦(﴾يأذن به اهللا قل وحالال فجعلتم منه حراما أرأيتم ما أنزل اهللا لكم من رزققل﴿: تعاىليف معىن قوله

.)٦٢٨()٦٢٧(﴾آهللا أذن لكم أم على اهللا تفترون

ال مدخل لالحتياط يف : أنه-كما يقول ابن عبد البر- واألصل العام يف هذا الباب يأذن اهللا لم ما عن إجياب الكف االحتياط بل؛ة بريئةوجبه اهللا يف ذميلم جياب شيءإ

.)٦٢٩(بإجيابه

).٢٥/١٢٤: (اوىجمموع الفت ابن تيمية، -625 ).٢١: (الشورى، اآليةسورة -626 ).٥٩: (يونس، اآليةسورة -627، )١/١٨٤: (إعالم املوقعنيابن القيم، : ؛ وانظر أيضا)١٢/٤: (الفتاوى الكربى ابن تيمية، -628

،بكيوالسبكيفتاوى الس) :٢/٣٧٠.( 629- ،رابن عبد الب مهيدالت) :٢/٦٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 195: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٥ -

ابعالر املطلب:

تنهض حبجية االحتياط اليتاألدلة: به مجلة كبرية من األدلة كون االحتياط مسلكا من املسالك املعتربة تقوم

ه هذه األدلة بالغ مبلغ العلم الذي ال جمال معه الحتمال، وال شكما تفيد ة، وجمموعاجلزئي أن املعىن الذي تقوم بالداللة عليه جزئيات كثرية يكتسب قوة يرتقي بها إلى مجلة القواعد

زلتها؛ قال اجلرهزيها إال مبا هو يف منمعارضت ة اليت ال ميكنالكلي : ليدالئل االحتياط اجلم .)٦٣٠(كثرية

شات واعتراضات؛ ليس له تأثري وما أثري حول بعض من أفراد هذه األدلة من مناقعلى أصل املعىن، وال يعني نفي العمل باالحتياط، وال يلزم منه شيء من ذلك؛ ما دام

يشهد لم أصل شرعي كلاالستدالل بها قائما على اموع ال على اآلحاد، وقد تقرر أن له نصمعي ن،ل الئما وكان متصر؛تهعناه من أدل م ومأخوذا،رعفات الشفهو صحيح ي ى بنة ال األدل ألن؛ بهته مقطوعاوع أدل قد صار مبجم إذا كان ذلك األصل؛رجع إليه وي،عليه؛نفرادهاا على القطع باحلكم ب أن تدليلزمذلك ألن.. ها إليهاون انضمام غري د

.)٦٣١(ركاملتعذ

؛ وقد اقتصر البحث على أبرزها جتنبا وهذه األدلة متنوعة ما بني منقول ومعقوللإلطالة، واكتفاء مبا ذكر عما لم يذكر؛ خصوصا وأن بعضا منها قد سلف التلميح إليه يف

.ثنايا املباحث الفارطة

).٢/١٧١( :الفوائد اجلنيةالفاداين، : انظر-630631- ،اطيبالش املوافقات) :١/٩٩: (؛ وانظر منه يف املعىن عينه)١/٣٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 196: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٦ -

:الفرع األول

العامةاألدلة النقلية أدلة إمجالية عامة، ذات واألدلة النقلية على حجية االحتياط ميكننا أن نصنفها إىل

معان ظاهرة يف بيان املشروعية، وإىل أدلة تفصيلية وردت يف قضايا جزئية؛ واجلنوح فيها إىل املسلك االحتياطي قد يكون ظاهرا، وقد يكون خفيا حيتاج إىل ما يثريه حىت ينقدح

لي تعريج على أبرز هذه األدلة وأصحها معناه يف الذهن، ويقر يف النفس؛ ويف السطور التوا -:ثبوتا

يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثريا من الظن إن بعض الظن ﴿: قول اهللا تعاىل-١ .)٦٣٢(﴾إمث

مة؛ حرصا على عدم الوقوع يف الظنفقد أمرت اآلية باجتناب ظنون كثرية غري حمرفإن العمل به يهدف يف األساس إىل جتنب الوقوع م احملرم، وتلك هي حقيقة االحتياط؛ اآلث

الطريق املخوفة ال يتفق كل مرة فيها قاطع يف ورطة املخالفة، ومغبة اآلثام؛ وذلك ألن طريق؛ لكنها ال تسلك؛ التفاق ذلك فيها مرة أو مرتني؛ إال إذا تعين فتسلك مع رفقة؛

.)٦٣٣(م، ووثوق بالغكذلك الظن ينبغي بعد اجتهاد تا

بكيالس قال ابن : ،باجتناب بعض ما ليس بإثم؛ خشية من الوقوع فيما هو إثم أمر .)٦٣٤(وذلك هو االحتياط

ومدلول هذه اآلية متساوق متاما مع معىن كلي معهود من تصرفات الشارع يف باب نس مؤذن بقصد املشرع إىل حترمي مجيع التحليل والتحرمي، وهو أن حترمي املبهم من اجل

ضاعة واختلطت ه من الرم اهللا تعاىل أختكما إذا حرأفراده؛ ليجتنب ذلك احملرم؛ ؛اتبأجنبينحيرمن كل فإ فإذا دل؛ات إذا اختلطني وكذلك امليتة مع املذك،هن بعد ليل الد

ذلك على إباحة الظنعند أسبابه الش ة الرعيبهلذا وكان ذلك ختصيصا،جنتنبهلم وسناه

).١٢: (احلجرات، اآليةسورة -632633- ،ازيالر فسري الكبريالت) :؛ وانظر)٢٨/١٣٤ : ،القرطيباجلامع ألحكام القرآن :

).٥/٩٢: (يرفتح القد، والشوكاين، )١٦/٢٨٢(634- ،بكيابن الس ظائروالن األشباه) :١/١١٠.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 197: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٧ -

واة لألحاديث مني واملفتني والرقونات وامل املأذون فيه عند مساع البي وذلك كالظن،العمومواألقيسة الشةرعي،ومات وظاهر العم)٦٣٥(.

وال تسبوا الذين يدعون من دون اهللا فيسبوا اهللا عدوا بغري ﴿: قول اهللا تعاىل-٢ .)٦٣٦(﴾لمع

حتياطي يف الشريعة وهذه اآلية تعتبر أساسا من األسس اليت يقوم عليها املسلك االكلها، واملالذ الذي يعول عليه كل مشتغل بالتأصيل له؛ خصوصا ما يتعلق منه مبسألة

يف األصل؛ الذريعة املباحة املفضية إىل احملرم؛ فقد حرم اهللا سب آهلة املشركني مع إباحتهالعريب وجل؛ قال ابن عز الرب وهو سب ،حذرا من وقوع ما هو ممنوع : فمنع اهللا تعاىل

هذه اآلية ق علماؤنا بوألجل هذا تعل؛ ي إىل حمظورؤد ي جائزا أن يفعل فعاليف كتابه أحدا.. ل به إىل حمظوروصتول أو ميكن أن يؤاهر ي عقد جائز يف الظوهو كل، رائع الذسديف يف يكونى ذلك إىل ضرر إذا أد؛ يكون له عن حق أن يكفحق للم على أنهذا يدلوينالد)٦٣٧(.

يا أيها الذين آمنوا ال تقولوا راعنا وقولوا انظرنا وامسعوا ﴿: قول اهللا تعاىل-٣ .)٦٣٨(﴾وللكافرين عذاب أليم

هي حترمي بعض ما ليس ممنوعا أصالة؛ ليتوصل به وهذه اآلية واردة يف قضية جزئية، وإىل حتقق ترك املمنوع؛ فقد نهت عن استعمال ألفاظ ال حرج فيها ظاهرا الحتمال

).٢/١٨: (الفروق القرايف، -635 ).١٠٩: (األنعام، اآليةسورة -636637- ،ابن العريب أحكام القرآن) :٢/٢٦٥(اص، : ؛ وانظراجلصأحكام القرآن) :وابن )٣/٩ ،

).٧/٤٢٧: (التحرير والتنويرعاشور، سب إىل هاب يذهبون اليهودكان كلمة هي :قيل راعنا: ؛ وقوله)١٠٣: (البقرة، اآليةسورة -638النيب ونة من وهاشتقعإمنا :ثعلب قال ؛الر تقول كانت اليهود ألن ؛ذلك عن تعاىل اهللا هىن للنيب : كالمهم من وهو ؛راعونا أو ،راعنا بابن منظور، : انظر ؛سبلسان العر) :١٣/١٨٢( ،

،والقرطيباجلامع ألحكام القرآن) :٢/٥٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 198: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٨ -

فغري؛ اخلري والشر لفظ احتمل كل على أنيدلاستخدامها يف غري ما عهدت فيه؛ وذلك .)٦٣٩(فيد اخلريد مبا يقي حىت ي؛هجائز إطالق

على مشروعية : -كما يقول ابن عاشور- فاآلية الكرمية قد دلت داللة شبه ظاهرة أصل من أصول الفقه، وهو من أصول املذهب املالكي يلقب بسد الذرائع، وهي الوسائل

.)٦٤٠(اليت يتوسل بها إىل أمر حمظور

اة الدنيا ويشهد اهللا على ما ومن الناس من يعجبك قوله يف احلي﴿: قول اهللا تعاىل-٤ .)٦٤١(﴾يف قلبه وهو ألد اخلصام

ويف اآلية تنصيص على لزوم احلذر يف التعامل مع الناس، وعدم االغترار حبالوة أقواهلم؛ وطراوة ألسنتهم؛ ألن ذلك ال يدل على صدق املخبر غالبا، وال يعين شيئا يف ميزان

ضح أن املعىن الذي أرادت اآلية تقريره يف واقع املكلفني معدود التقومي احلقيقي لألفراد، ووار؛ قال القرطيبمن مظاهر االحتياط املعتب :على : قال علماؤنا يف هذه اآلية دليل وتنبيه

االحتياط فيما يتعلق بأمور الدين والدنيا، واسترباء أحوال الشهود والقضاة، وأن احلاكم ال ظاهر أحوال الناس، وما يبدو من إميام وصالحهم؛ حتى يبحث عن يعمل على

.)٦٤٢(باطنهم

ها الذين آمنوا ال ترفعوا أصواتكم فوق صوت النيب وال يا أي﴿: قول اهللا تعاىل -٥ .)٦٤٣(﴾جتهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن حتبط أعمالكم وأنتم ال تشعرون

عن رفع الكرميةهت اآليةفقد ن وت فوق صوت النيبالص وأشعرت أن مآل ، مع األدب وءس عن االنتهاء عدم ألنذلك قد يكون خطرا إىل درجة اإليقاع يف الكفر؛

سولالر يدعو تزال فال ؛فيه االسترسال فسالن قتو وينقص ،منه تزدادري سولالر من

).١/٤٩: (أحكام القرآنابن العريب، : ؛ وانظر)١/٨٣: (أحكام القرآن اجلصاص، -639 ).١/٦٥٢: ( والتنويرالتحرير ابن عاشور، -640 ).٢٠٤: (البقرة، اآليةسورة -641642- ،القرطيب ألحكام القرآن اجلامع) :٣/١٢.( ).٢: (احلجرات، اآليةسورة -643

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 199: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٨٩ -

من ىوتتول ،فسالن إىل ءسي حىت ؛منه أشد االكتراث عدم إىل وليؤ بالتوذلك ،معه بأد .)٦٤٤(ركف

والبن املنير كالم نفيس يظهر من ثناياه وجه االستدالل باآلية على مشروعية العمل ؛فاقبات للعمل احملبط الكفر مبلغ يبلغ هإيذاؤ: باالحتياط واألخذ باحلزم؛ حيث يقول

،ريعةللذ محاية ؟ال أو املعىن هذا جدو سواء ؛ يبنال ألذى مظنة هو اعم هيالن فورد له ؤذيامل وهو؛ الكفر مبلغ يبلغ ما إىل نقسمام عنه املنهي هذا كان ملا ثم ،ةللماد وحسما، دليل وال ،املبلغ ذلك يبلغ ال ما وإىل ياملكل لزم ؛اآلخر عن القسمني أحد زميأن ف ذلك عن يكف ؛طلقام البالغ وهو ،للعمل حمبط هو فيما يقع أن خوف ال إذ ؛األذى حد .)٦٤٥(زهميي ظاهرا دليل

يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما ﴿: قول اهللا تعاىل -٦ .)٦٤٦(﴾جبهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمني

جل يف قبول األخبار، والتسرع يف تصديقها، ويف اآلية حتذير للمؤمنني من مغبة التعواحلكم على أساسها؛ ملا جيره ذلك غالبا من الوقوع يف ظلم من تتعلق بهم؛ والالئق بكل عاقل أن يتأكد من صدق الناقل وسالمة املنقول؛ ويف ذلك دعوة ظاهرة إىل لزوم األخذ

اإلميان، ها ضعفاءشائعات املغرضة اليت يتفوه بباحليطة يف التعامل مع األخبار، واحلذر من القبهاوأصحابؤكد ذلك املعىن؛ قوله تعاىل يف عا ينيئة؛ ومماملقاصد الد :﴿وا على أن تصبح

وال جيوز للعاقل ؛ فإن فيه تقريرا للتحذير، وتنويها بشأنه من كل وجه، ﴾ما فعلتم نادمني بل عليه اهلم الدائم، واحلزن املقيم، ومثل هذا !ما؛ فماذا علي؟هب أني أصبت قو: أن يقول

.)٦٤٧(الشيء واجب االحتراز منه

اجلامع ألحكام رطيب، الق: راجع؛ و)٢٥/٢١٥: (التحرير والتنويرابن عاشور، : انظر-644 ).٧/٤٥٧: (زاد املسري، وابن اجلوزي، )١٦/٢٥٧: (القرآن ).٢٦/١٣٦: (روح املعايناآللوسي، : انظر-645 ).٦: (احلجرات، اآليةسورة -646، )٧/٤٦٠: (زاد املسريابن اجلوزي، : راجع؛ و)٢٧/١٢٢: (التفسري الكبريالرازي، : انظر -647

).٥/٨٦: (فتح القديروالشوكاين،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 200: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٠ -

ومن ذلك على سبيل وما يرادف معناه؛ كل اآليات اليت ورد فيها لفظ التخوف-٧ مذ إليهوإما ختافن من قوم خيانة فانب﴿: قول اهللا عز وجل خماطبا رسوله الكرمي املثال ٦٤٨(﴾واءعلى س(.

من جملة ما يستدل به على مبدأ سد الذرائع الذي هو يف فهذه اآلية وما شاكلهامغزى هذه اآليات وداللتها العامة االحتياط املشروع؛ فإن أنواع من نوعحقيقة الواقع

اللة على مشرد الدمن جمر وأوسع أبعدالذرائع؛ إن ة سدعلى وجوب التوقي ها تدلوعي واالحتياط ملا يتوقع ويخشى من املفاسد، وتدل على وجوب املبادرة إىل منع املفاسد وهي

وهذا يفرض على املسلمني أن يكون سلوكهم العام ،ىوليف مهدها، أو يف مراحلها األحيذرهم من ، و)٦٤٩( وهو طابع اليقظة واالحتياط والوقاية واملبادرةهذا الطابع،مطبوعا ب

.عواقبالالغفلة وسوء النظر يف مغبة إن : قال أن النيب النعمان بن بشري ما رواه البخاري ومسلم وغريمها عن-٨

احلالل بين، وإن احلرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، ال يعلمهن كثري من الناس؛ فمن اتقى ؛ كالراعي من وقع يف الشبهات؛ فقد وقع يف احلرامنه وعرضه، والشبهات؛ فقد استربأ لدي

يرعى حول احلمى يوشك أن يرتع فيه؛ أال وإن لكل ملك محى؛ أال وإن محى اهللا حمارمه؛ أال وإن يف اجلسد مضغة؛ إذا صلحت صلح اجلسد كله، وإذا فسدت؛ فسد اجلسد كله؛

.)٦٥٠(أال وهي القلب

ذرائع مواقع الشبهات اليت هي عن عدالب إىل من النيب رشادإ هذا احلديث فيف وإن لم تكن حمرمة؛ فيهخاف من الوقوع فيها الوقوعي هإنف ؛ ووسائل مفضية إليهاحلرامإىل يقربلم ن احتاط لنفسه فم؛بهات الش٦٥١(ل يف املعاصي لئال يدخ(؛ قال البغوي : هذا

وهو أن ما اشتبه على الرجل أمره يف التحليل والتحرمي، وال يعرف احلديث أصل يف الورع،

).٥٨: (األنفال، اآليةسورة -648 ).٤١٨/ص: (نظرية التقريب والتغليبالريسوين، : انظر-649 ).٥٢/ص: ( تقدم خترجيه؛ انظر-650 ).٢/٦٤٣: (سبل السالم، والصنعاين، )٢/٢٧٨: (إحكام اإلحكام دقيق العيد، ابن: انظر-651

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 201: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩١ -

له أصل؛ فالورع أن جيتنبه ويتركه؛ فإنه إذا لم جيتنبه، واستمر عليه، واعتاده؛ جره ذلك إىل .)٦٥٢(الوقوع يف احلرام

ملقررة وقد أفاد العلماء من هذا النص النبوي معىن عاما جرى لديهم جمرى األصول ا ه محىكأن فصار األخف: دة، وهو ما أشار إليه اإلمام الشاطيب بقولهوالقواعد املؤك

ل من كاملخل باملكملكم مبا هو مخل فامل؛وشك أن يقع فيه حول احلمى ياتع والر،لآلكد ضعرل به م باإلخالء على األخفيفاملتجر.. عليهفقت به م مقطوعأصل وهو، هذا الوجه

للتؤ على ما سواهجر)٦٥٣(.

ول حفظت من رس: قالأنه احلسن بن علي ما رواه الترمذي والنسائي عن-٩ .)٦٥٤(يبكيبك إىل ما ال يردع ما ير: اهللا

فقد أمر النيب ،ه بشأنهنفس يف أمره، وتضطرب باجتناب ما يرتاب املكلف هو حالل خالص؛ فإن يف ذلك مأمنا له من مغبة الوقوع يف املخالفة واالستعاضة عنه مبا

هول؛ قال اهليثميالكامنة غالبا يف املخاطرة بهتك حرمي ا : يبة يف ذلك كله إىلالر وتركيقني احلل هو الورع)٦٥٥(.

وبذلك يكون النيبعني منهجا يتعاملون به مع كل ما يشكل قد رسم أمام املتورأن الشيء إذا أشكل عليهم، وال يستطيعون الوقوف على حقيقة حكم الشرع فيه، وهو

على املكلف، ولم يتبين له أنه من أي القبيلني هو؛ فليتأمل فيه إن كان من أهل االجتهاد، ح به وليسأل إن كان من املقلدين؛ فإن وجد ما تسكن إليه نفسه، ويطمئن به قلبه، وينشر

652- ،البغوي ةالسن شرح) :٨/١٣.( 653- ،اطيبالش املوافقات) :٢/٢١.( ، النسائي، )٤/٦٦٨(، ٢٥١٨: رقم: صفة القيامة والرقائق والورع، باب: الترمذي، كتاب-654: ؛ وقال عنه الترمذي)٨/٣٢٧(، ٥٧١١: ث على ترك الشبهات، رقماحل: األشربة، باب: كتاب

صحيح حديث حسن؛ وانظر : ،العراقيختريج أحاديث اإلحياء) :واأللباين، )١/١٩ ، إرواء ).١/٤٤: (الغليل655- ،اهليتمي املبني الفتح) :١٤٢/ص(نعاين: انظرو ؛الص ،المل السسب) :د ابن عبو ،)٢/٢١٦

.)١/٨٤: (قواعد األحكامالسالم،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 202: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٢ -

صدره؛ فليأخذ به، وليختره لنفسه، وإال فليدعه، وليأخذ مبا ال شبهة فيه وال ريبة؛ هذا .)٦٥٦(طريق الورع واالحتياط

١٠- وكان من أصحاب النيب عدية السماجة عن عطي وابن رمذيما رواه الت ؛ حىت يدع ما ال بأس به أن يكون من املتقنيال يبلغ العبد :قال رسول اهللا : أنه قال

حذرا مما به بأس)٦٥٧(.

فقد جعل النيب بعض املباح حذرا من الوقوع يف احلرام شرطا يف بلوغ ترك منازل املتقني؛ وهو وارد مورد املدح لفاعل ذلك؛ مما يدل داللة ظاهرة على أن االحتياط

حيرص عليها يف مقام امتثاله تكاليف ألمور الديانة من اخلصال اليت ينبغي للمكلف أن ويف بيان املعىن الذي من أجله علق بلوغ تلك الدرجة على ترك احلالل احملض الشريعة؛

إىل جير ؛فيه واالماك احلالل ولبفض االشتغال: الغزايليقول الذي ليس يف مباشرته بأس؛ يأمن أن أراد نفم ؛غيانهوط اهلوى دومتر ،هاغيانوط فسالن رهلش ؛العصيان وحمض ،احلرامالضاجتنب ؛دينه يف رر عن فامتنع ؛اخلطر أن حذرا ؛احلالل ولفض حمض إىل هجير .)٦٥٨(احلرام

وسياق احلديث مشعر بذلك؛ فإن املأمور باجتنابه من أجل حتقيق السالمة من اآلثام؛ يف ح ديف شأنه، واملترد كمه بني اجلواز وعدمه؛ إمنا هو املشكوك ح بأنإذ احلديث صر

أحد املتروكني هو حالل من غري شك، وحينئذ ال يتحقق االحتياط إال بترك احلالل مما .)٦٥٩(يزيد املتروكات

).٦/٢١: (الكاشف عن حقائق السننالطييب، : انظر-656ابن ماجة، ، )٤/٦٣٤(، ٢٤٥١: رقم: صفة القيامة والرقائق والورع، باب: الترمذي، كتاب-657 حديث هذا: ؛ وقال عنه الترمذي)٢/١٤٠٩(، ٤٢١٥: الورع والتقوى، رقم: الزهد، باب: كتابحسن الوجه هذا من إال هالنعرف غريب؛ وقال العراقي :أخرجه الترمذي واحلاكم ماجه وابن ،نهوحس حهوصح؛ انظر العراقي :ختريج أحاديث اإلحياء) :١/١٩.( .اإلحياء، ولم أجده يف )٦/٤٤٣: (فيض القدير: كذا نقله عنه املناوي يف-658: فيض القديراملناوي، : ؛ وراجع أيضا)١٥٠/ص: (رفع احلرجالباحسني، : انظر-659

)٦/٤٤٣( ،واملباركفوري ،حتفة األحوذي) :٧/١٢٥.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 203: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٣ -

أخربين ! يا رسول اهللا: قلت: قال شيناخل ثعلبة أيب ما رواه اإلمام أمحد عن-١١ سكنت مارالب : فقال؛ب يف البصر وصو يب فصعد الن: قال؛ وما حيرم علي، يلحيلمبا ،القلب إليه نيطمئلم و، فسالن إليه نتسكلم ما م واإلث،القلب إليه واطمأن، فسالن إليه

ونوإن أفتاك املفت)٦٦٠(.

إليه يعد وداللة احلديث ظاهرة يف بيان أن سكون النفس إىل الشيء، واطمئنان القلبمن أوضح األمارات اليت يسترشدمن اإلثم، واحلالل من احلرام، بها املكلف يف معرفة البر

أي خذ باحلزم واحلذر، وجتنب : ويف بيان معىن هذا النص النبوي الشريف يقول الباقالنيوهذا ال يكون إال ما حاك يف صدرك، وارجع إلى االجتهاد والنظر، واعتدل عن التقليد،

.)٦٦١(خطابا للعالم

ويف ذلك تلويح بأمهية العمل باالحتياط، واألخذ به يف كل ما قد يشكل حكمه، اخر باملتشابهات واملشكالت؛ قال الطييبه على املكلف يف واقع حياته الزأمر ويلتبس : إذا

يء فاتركهوجدت نفسك ترتابمن فإن نفس املؤمن ؛ يف الش دق، وترتابإىل الص تطمئنالكذب؛ فارتيابك يف الشيء مبين على كونه باطال أو مظنة للباطل فاحذره، واطمئنانك إىل

.)٦٦٢(الشيء مشعر بكونه حقا فاستمسك به

ما رواه الترمذي والبيهقي وغريمها عن أم املؤمنني عائشة رضي اهللا عنها أن -١٢ النيبقال :واادرء فإن ؛استطعتم ما املسلمني عن وداحلد موجدت وافخل ؛خمرجالم سللم .)٦٦٣(العقوبة يف خيطىء أن من له خري العفو يف خيطىء أن اإلمام فإن ؛سبيله

جممع اهليثمي، : ، وهو حديث صحيح؛ انظر)٤/١٩٤(، ١٧٧٧٧: ، رقماملسند أمحد، -660 ).١/٥٢٠: (صحيح اجلامع الصغري، واأللباين، )١/٤٢٤: (الزوائد ).٣٠١/ص: (التقريب واإلرشاد الصغريالباقالين، -661662- ،الطييب ننالكاشف عن حقائق الس) :٦/٢٠.( السنن البيهقي، ،)٤/٣٣(، ١٤٢٤: درء احلدود، رقم: احلدود، باب: الترمذي، كتاب-663

؛ وهو )٨/٢٣٨(، ١٦٨٣٤: ما جاء يف درء احلدود بالشبهات، رقم: احلدود، باب: ، كتابالكربى فيه قال ؛ضعيف وهو ؛مشقيالد زياد بن يزيد إسناده ويف: حديث ضعيف اإلسناد؛ قال ابن حجر

البخاري: وقال ؛احلديث منكر النسائي: ورواه؛ متروك وهو ،موقوفا عنه وكيع أصح؛ انظر له :

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 204: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٤ -

وهذا احلديث أصل يف تنبيه احلكام والقضاة إىل لزوم العمل باالحتياط واألخذ باحلزم خصوصا ما يتعلق منها باحلدود والعقوبات؛ ملا فيها من املخاطرة يف تطبيق أحكام الشريعة؛

بر حكما أعم من املنصوص عليه؛ اخل اهذ من العلماءبعض أخذبدماء الناس وأمواهلم؛ وقد بها خبر الواحد ال يقبل يف العقوبات؛ لكونه ال يفيد إال الظن، والظن شبهة يدرأأنوهو ٦٦٤(احلد(.

؛ فقد أمجع الفقهاء على )٦٦٥( كون احلديث املستشهد به على هذا املعىن ضعيفاومع: لديهم جمرى القواعد املقررة؛ وعبروا عنها بقوهلم مضمونه القول مبضمونه، وجرى

بهاتدرأ بالشاحلدود ت)إىل معىن آخر غري )٦٦٦ ستند ذلك الوفاق راجعأن م ؛ والظاهر لبعض قلت: البراءة امع عليها؛ ويف اإلشارة إىل ذلك يقول القرايفاحلديث؛ وهو أصالة

ما يكونن صحيحايكلم وإذا ،يصحلم .. به الفقهاء احلديث الذي يستدل:الفضالءحيث: يكفينا أن نقول:عتمدنا يف هذه األحكام؟ قال يلم كان ساملا أمجعنا على إقامة احلد

وم،بهةعن الش ر عن حملا قصعمال؛ به اإلمجاع ال يلحق على دليلى يدل باألصل حت إقامة احلديف ص وبهاتر الش)٦٦٧(.

لخيص احلبريالت) :٤/٥٦(العجلوين، : ؛ وانظركشف اخلفاء) :واأللباين، )٧٢/ص ،إرواء الغليل :)٧/٣٤٣.(

).٢/٢٢٣: (سبل السالم، والصنعاين، )١/٢٢٨: (فيض القديراملناوي، : انظر-664 قد يدلك على ذلك أن مجعا من كبار الصحابة أي إسناده؛ وأما معناه فصحيح بال شك؛ -665

رمذيوي عنهم القول به؛ قال التر :وقد حن ويرأصحاب من واحد غري عن هذا و النيب همأن ).٤/٣٣: (السنن: ؛ انظرذلك مثل قالوا

: غمز عيون البصائر، واحلموي، )١٢٢/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر-666)١/٣٧٩.(

).٤/١٧٤: (الفروق القرايف، -667

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 205: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٥ -

:الفرع الثاين

األدلة النقلية اخلاصةالسنن القولية أو الفعلية أو التقريرية الواردة عن ؛ يف هذا املقاماصةاملراد باألدلة اخل

يبالن حابةأو عن بعض الص ةزئييف قضايا جظر فيها معىنفيد ملن أنعم النا ، وتكلي ينتظم يف سلك األدلة اليت تقرر مشروعية العمل باالحتياط، وتنوه مبكانته بني قواعد

:التشريع وأصوله؛ ومن هذه األدلة

األدلة الواردة عن النيب :وردت عن النيب صوصمجلة وافرة من الن اليت فيها إعمال واضح ألصل االحتياط؛ سواء يف مقام البيان القولي، أو يف مقام البيان

: النصوص هذهمجلة من يأيت الفعلي؛ وفيما-وم ما رواه البخاري ريرة عن أيبسلمه ول اهللا أن رسقال : استيقظ إذافليغسل نومه؛كم منأحد هما يف اإلناء ثالثالدخ يديه قبل أن يكم ال يدري أين ؛ فإن أحد

.)٦٦٨(باتت يده

فقد استحب الشارع احلكيم للقائم من نومه غسل يديه ثالثا قبل أن يدخلهما يف إن سبب : قيل: دقيق العيدقال ابن ؛صل طهارتهما، وعلل ذلك بالشكاإلناء؛ مع أن األ

ت؛ األمر أنفتنجس رقعلى احملل، وهو ع ما وقعت اليدون باحلجارة؛ فربهم كانوا يستنجفإذا وأ ضعت يف املاء جنسته؛ ألن املاء املذكورتوضيف احلديث هو ما كان يف األواين اليت ي

فة إن اإلنسان ال خيلو من حك بثرة يف جسمه، أو مصاد: منها، والغالب عليها القلة، وقيل .)٦٦٩(حيوان ذي دم فيقتله؛ فيتعلق دمه بيده

واملنـزع االحتياطي يف هذا احلكم ظاهر؛ فإن مبناه على الشك املستند إىل أمارة عرفية، وقد أفيد منه فائدة عامة، وهي أن العمل باالحتياط يف باب العبادات أولى؛ ما لم

: ، مسلم، كتاب)١/٧٢ (١٦٠: رقماالستجمار وترا،: الوضوء، باب: البخاري، كتاب -668

: رقم،ثالثا غسلها قبل اإلناء يف جناستها يف املشكوك هيد هوغري ئتوضامل غمس كراهة: الطهارة، باب١/٢٣٣ (٢٧٨.( ، والعراقي، )١/٤٨ (:نتقىاملالباجي، : ؛ وانظر)١/٦٩: (حكام األحكامإابن دقيق العيد، -669

ثريبالت طرح:) ٢/٤٥.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 206: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٦ -

فيه داللة على : لك املعىن يقول ابن امللقنويف ذ خيرج بصاحبه عن حدود االعتدال؛ ؛ ما لم خيرج إىل حداستحباب األخذ باألحوط يف العبادات وغريها عند االشتباه والشك

.)٦٧٠(الوسوسة

- سائيعن أيب سعيد اخل ما رواه أبو داود والندري خرج رجالن يف سفر: قال ، ماءمعهما وليس ،الةفحضرت الص ،صعيداما فتيمبا طي،ا فصلي، وجدا املاء يف الوقت ثم، فأعاد أحدلم و،الة والوضوءمها الصعد اآلخري، ثم ول اهللا أتيا رس،فذكرا ذلك له ،

لك :أ وأعاد وقال للذي توض؛كوأجزأتك صالت، ةأصبت السن :دعيلم فقال للذي األجرتني مر)٦٧١(.

حايبمن فعل الص جدان املاء أن مبعثه على ما وظاهرالة بعد وأ وأعاد الصالذي توض لفعله مشعر يف اجلملة هو السعي وراء حتصيل األحوط ألمر عبادته، وإقرار النيب -:فعل

بسالمة املسلك الذي سلكه يف تلك الواقعة اليت اشتبه فيها احلكم عليه؛ فلم يطمئن إىل .سالمة تصرفه حىت أعاده

فجاء ، النيب عند اكن: قال عمرو بن اهللا عبد عن ما رواه اإلمام أمحد -أ !اهللا رسول يا :فقال ،شابوأنا لقب قال ؟صائم: ال، فجاء أ :فقال ،شيخوأنا لقب

، واجلويين، )١/٤٨: (معالم السنناخلطايب، : ؛ وانظر)١/٢٦٢: (اإلعالم ابن امللقن، -670

بصرةالت) :١١/ص.( ، ٣٣٨: رقم،الوقت يف يصلي بعدما املاء جيد متيمامل يف: الطهارة، باب: أبو داود، كتاب-671

، ٤٣٣: رقم ،الةالص بعد املاء جيد ملن مالتيم ابب: الغسل والتيمم، باب: ، النسائي، كتاب)١/١٤٦(ووافقه ؛ وهو حديث صحيح على شرط الشيخني؛ كما ذكر ذلك احلاكم يف املستدرك، )١/٢١٢٣(

: نصب الرايةالزيلعي، : ؛ وانظر أيضا)١/٢٨٦: (املستدركاحلاكم، : اإلمام الذهيب؛ انظر)١/١٤٩( ،وابن اجلوزي ،حقيقيف أحاديث اخلالفالت ) :واأللباين، )١/٢١٠ ،صحيح أيب داود :)١/٦٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 207: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٧ -

قال ؟صائم: نعم، فنظر :قال فقال ؛بعض إىل نابعض اهللا ولرس : قد م ل علمتنظر .)٦٧٢(هنفس ميلك يخالش نإ ؛عضب إىل كمبعض

من اختالف فتوى النيب وظاهر يخ جبوازاحتياطه ملآل احلكم؛ فقد أفىت الش باملنع من ذلك؛ ملا علم من حال كل منهما؛ فإن الشاب وأفىت الشاب ،قبيل وهو صائمالت

سنون؛ فلم يعد له يف فيه من القوة ما يكفي إليقاعه يف احملذور؛ خبالف من طعنت به ال .النساء حاجة وال إربة

وقد اختلف الفقهاء يف حكم القبلة للصائم ما بني مانع هلا على وجه العموم سدا ؛ ومع ذلك االختالف فقد )٦٧٣(للذريعة، ومبيح هلا شريطة األمن من الوقوع يف احملذورحوله احلكم على أن املعىن الذي يدور فق اجلميعقص ات؛ هو رعاية العبادة من أوجه الن

رعبد الب واخللل؛ قال ابن :أن على العلماء أمجع وقد ؛لنفسها يكرهها مل بلةالق هكر نم لقب نم أن يف خيتلفوا مل، واملذي ذلك وأقل ،اإلنزال من إليه حتمل ما خشية كرهها وإمنا إال ائمللص بلةالق يف صرخ أحدا أعلم الو.. هعلي شيء فال ؛وكثريه ذلك قليل من موسل ؛هصوم فسدي ما منها عليه ديتول هأن يعلم نم نأو ،منها ديتول امم المةالس يشترط وهو .)٦٧٤(هااجتناب عليه وجب

بتمرة مر النيب : أنه قالما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك -؛ وروى أبو داود عن أنس بن )٦٧٥(تكون من صدقة؛ ألكلتهالوال أن : مسقوطة؛ فقال

، ويف إسناده ابن هليعة، وهو خمتلف يف االحتجاج )٢/١٨٥(، ٦٧٣٩: ، رقماملسند أمحد،-672السلسلة : ، وصحح األلباين إسناده؛ انظر له يف ذلك)٤/١٣٨: (طرح التثريبالعراقي، : به؛ انظر ).٤/١٣٨: (الصحيحة

).٣/٢٠: (املغينابن قدامة، : انظر ملعرفة أقوال الفقهاء يف هذه املسألة-673674- ،رعبد الب ابن االستذكار) :٣/٢٩٥(؛ وانظر : ،العراقيثريبالت طرح) :٤/١٣٨( ،

).٤/٢٤٩: (نيل األوطاروالشوكاين، ، مسلم، )٢/٨٥٧(، ٢٢٩٩: يف الطريق، رقمإذا وجد مترة: اللقطة، باب: البخاري، كتاب-675، ويعين )٢/٧٥٦(، ١٠٧١: وعلى آله، رقمحترمي الزكاة على رسول اهللا : الزكاة، باب: كتاب

.بالصدقة كل مال خيرجه اإلنسان على وجه اإلحسان

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 208: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٨ -

مالك أن النيب مرة العائرة؛ فما مينعه من أخذها إال خمافة أن تكون منبالت كان مير .)٦٧٦(الصدقة

أصل يف الورع، ويف أن كل ما ال يستبينه : -كما يقول اخلطايب-وهذا احلديث ؛ وال يقال كيف تورع النيب )٦٧٧(؛ فإنه جيتنبه ويتركهاإلنسان من شيء مطلقا لنفسه

عن أكل هذه التمرة رد احتمال كونها من الصدقة؟ فإن االحتمال فيها قد استند إىل كان يؤتى بتمر الصدقة، يقسمه على من حتل له وهي أن النيب ؛أمارة تقوى بها

ات منه أهله؛ فكان يف بيته النوعان؛ فلما وجد تلك التمرة؛ لم الصدقة، ويدخل بيته متر يقتيدر من أي النوعني هي؛ فأمسك عن أكلها؛ فهذا احلديث أصل يف الورع واتقاء

.)٦٧٨(الشبهات

فهذه التمرة ال شك أنها لم خترج من إحدى : الشاطيب؛ يقولاملعنى ذلك تقريريف ووإما من غريها، وهي حالل له؛ فترك أكلها حذرا ، لصدقة، وهي حرام عليهإما ا: احلالتني

.)٦٧٩(من أن تكون من الصدقة يف نفس األمر

عن املعراض؛ سألت النيب : ما رواه البخاري وغريه أن عدي بن حاتم قال- فقال له النيب :رضه؛ فال تأكل؛ فه؛ فكل، وإذا أصاب بعه وقيذإذا أصاب حبدإن ؛

ول اهللا: قلتيا رس ! يد كلبا آخر لم أسمي عليه؛ فأجد معه على الصأرسل كليب، وأمس

؛ وهو )١/٥١٩(، ١٦٥١: الصدقة على بين هاشم، رقم: الزكاة، باب: أبو داود، كتاب-676: العائرة مرةالت؛ و)١/٣١١: (صحيح أيب داوداأللباين، : يث صحيح ليس يف إسناده كالم؛ انظرحدابن : ؛ انظروجهه على مارا مربطه من انطلق إذا؛ الفرس عار من؛ مالك هلا عرفي وال ،تقع اليت هي

).٣/٦١٨: (النهايةاألثري، 677- ،اخلطايب ننمعالم الس) :٢/٣٠٠(ابن حجر، : ؛ وانظرالباري فتح) :٤/٢٩٤( ،وويوالن ،

مسلم شرح) :٧/١٧٧.( ).١/١٦٤: (إغاثة اللهفانابن القيم، : انظر -678679- ،اطيبالش االعتصام) :١/٤٠٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 209: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ١٩٩ -

ال تأكل؛ إمنا مسيت على كلبك، ولم تسم : له النيب فقال!عليه، وال أدري أيهما أخذ؟ .)٦٨٠(على اآلخر

فقد أمر النيبحامت بترك ما اشتبه عليه من الص بن دركها، وال عدييود اليت ييستطيع التأكد من أمرها؛ لسبب من األسباب املثرية للشك واحلرية بشأنها، ومن ذلك أن

.يشارك الكلب املرسل كلب آخر لم يسم عليهأفتاه النيب : ل ابن دقيق العيدوقويف بيان املسلك االحتياطي يف هذا التصرف النبوي ي

بهة؛ خوفاه أ بالشعليه؛ فكأن ىالذي قتله غري مسم هل لغري اهللا من أن يكون الكلبفكان يف فتياه داللة على االحتياط يف احلوادث والنوازل احملتملة للتحليل والتحرمي؛ .. به

.)٦٨١(الشتباه أسبابها

إذا : قال له أن النيب معن عدي بن حاتيف احلادثة عينها مسلمرواه ما - ؛ إال أن جتده قد وقع يف ماء؛ فكل؛تل فإن وجدت قد ق؛ فاذكر اسم اهللا؛رميت سهمك

ك ال تدري املاءفإنك قتله أو سهم)٦٨٢(.

؛ فإن النيبة ظاهرووجه العمل باالحتياط يف هذه القضي ا عن أكل ماهى عدين باحملرم؛ فإنه متردد بني املوت بالرمية أو يدركه من الصيود غريقا؛ الشتباه السبب احمللل فيهجوعح جلهة على أخرى؛ فلزم الررجإىل األصل، وهو هنا قاض حبرمة اللحوماملاء، وال م

ضد :عراضاملو؛ )٢/٧٢٥(، ١٩٤٩: تفسري املشبهات، رقم: البيوع، باب: البخاري، كتاب-680 رفنيالط دقيق عود هو :وقيل ،اعص أو ثقيلة :وقيل ؛خشبة وفيه ،عليه ريش ال سهم هوو ،طوالامل

هو :وقيل ؛باخلشب املقتول وهو ؛املوقوذ مبعىن فعيل :؛ والوقيذستويام ذهب به يمر إذا ؛الوسط غليظعمدة ، والعيين، )١٣/٧٥: (شرح مسلمالنووي، : ؛ انظرحجر أو اعص من دحمد بغري قتلي الذي

).١١/١٧١: (القاري ).٨/١٤٨: (نيل األوطارالشوكاين، : ؛ وانظر)٥٧/ص: (شرح األربعني النووية ابن دقيق، -681: الصيد بالكالب املعلمة، رقم: الصيد والذبائح وما يؤكل من احليوان، باب: مسلم، كتاب -682٣/١٥٣١(، ١٩٢٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 210: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٠ -

تيقحىت يا إباحتهن سبب؛ قال اخلطايب : هذا من واجب الورع والزمه، ليس من قسم .)٦٨٣(غريه

عديا عن أكل ما يدركه عىن الذي من أجله نهى النيب مبينا املن القيمول ابقويملا كان األصل يف الذبائح التحرمي، وشك هل وجد الشرط املبيح أم ال؟ بقي الصيد : غريقا

.)٦٨٤(على أصله يف التحرمي

ن وجدم: ول اهللا قال رس:عن عياض بن محار قال ما رواه أبو داود وغريه - وإال فهو ،ها عليهدر فلي؛صاحبها جدو فإن؛يغيبم و وال يكت،ذوي عدل شهدفلي؛ طةقل

.)٦٨٥(ن يشاءؤتيه م ي وجل اهللا عزمال

النيب وأمر لتقط اللقطة باإلشهاد عليها عند التقاطها من فوائده االحتياطم وله إليها؛ فسدت على صاحبها قبل وصفوى ال تهذا الباب بأمر ألمرها؛ حت ارعالش

؛ ويف بيان املعىن املقصود من تشريع هذا احلكم؛ يقول )٦٨٦(امللتقط أن يشهد على ما التقطهاخلطايب :مها: وذلك ملعنينيغبة : أحدفس، وانبعاث الرفه يف العاجل من تسويل النما يتخو

فيها؛ فتدعوه إىل اخليانة بعد األمانة، واآلخر :عيها ما ال ية به فيدمن حدوث املني ؤمن .)٦٨٧(ورثته، وحيوزونها يف جملة تركته

683- ،اخلطايب احلديثأعالم) :يف ذلك املعىن وانظر؛)٢/١٠٠٦ : ،ركشيالزاملنثور :

.)١/١٩٢: (غمز عيون البصائر، واحلموي، )٣٣٨/ص: (القواعد، وابن رجب، )٢/٢٨٨( ).١/٢٥٩: (إعالم املوقعني ابن القيم، -684؛ وإسناده صحيح؛ )١/٥٣٤(، ١٧٠٩: التعريف باللقطة، رقم: اللقطة، باب: أبو داود، كتاب-685

؛ )٢/١٤٠: (سبل السالم: ؛ انظران حبوابن، ود اجلاروابن، خزميةحه ابنصح: قال الصنعاين ).١/٣٢١: (صحيح أيب داوداأللباين، : كذلكوانظر واألمر باإلشهاد حممول عند اجلمهور على االستحباب، ومحله اإلمام أبو حنيفة ومن تبعه على -686

البابريت، : لوجوب؛ وبنوا على ذلك لزوم ضمانها إن لم يشهد عليها؛ محال للنص على ظاهره؛ انظراالعناية) :٦/١١٩( ،واحلطاب ،مواهب اجلليل) :٦/٦٩( ،ربيينوالش ،مغين احملتاج) :و )٣/٥٧٦ ،

).٦/١٢: (املغينابن قدامة، 687- ،اخلطايب ننمعالم الس) :٢/٧٦(وانظر أيضا؛ : ،اآلباديعون املعبود) :٥/٨٢( ،

).٥/٤٠٥: (نيل األوطاروالشوكاين،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 211: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠١ -

: قال؛ أيب إهاب حيىي بنتج أمه تزو أن قبة بن احلارثعما رواه البخاري عن - : قال؛ي فأعرض عن؛ يب ذلك للن فذكرت؛كما قد أرضعت:فقالت؛ سوداءفجاءت أمة

فتنحيت،قال؛ ذلك له فذكرت : ؛وكيفوقد زعم ت؟ماك أن قد أرضعت!فنهاه ؛ .)٦٨٨(عنها

، وقدمه على أصل مع ضعف جانبهظاهر الشهادةيف هذا احلكم د أعمل الشارع فق نزوعا إىل األخذ باالحتياط املعهود منه يف غالب تصرفاته وأحكامه فيما يتعلق بقاء النكاح

بقضايا األنكحة واألنساب، وسياق بأن النيب احلديث مشعر إمنا أمره بفراق امرأته ذهب مجهور العلماء إىل أن النيب : ألجل قول املرأة احتياطا؛ قال العيين ناقال عن ابن بطال

يبة خوفا من اإلقدام على فرج خياف أنبهة، وأمره مبجانبة الرز عن الشأفتاه بالتحر إىل احلرام؛ ألنه قد قام دليل التحرمي بقول املرأة؛ لكن لم يكن يكون اإلقدام عليه ذريعة

.)٦٨٩(قاطعا

ومن القرائن الشاهدة على أن احلكم يف هذه القضية حممول على االستحباب دون النيب وب؛ إعراضالوجل األمرعرض عنه؛ ؛ عنه أونه له، ولم يه لو كان واجبا لبيفإن

البيان عن وقت االحتياج؛ فلما أعرض عنه كان ذلك أمارة على أنه جمرد المتناع تأخرياصوقضاء؛ قال اجلص استفسار وإخبار، ال ترافع :ه أمر باالحتياط واألخذ باحلزم

من أصول كبري أصل قةبالث االحتياط واألخذ واعتبار،رهاة خببصحلم مع عدم الع؛قةوالث .)٦٩٠(هم كله الفقهاء قد استعمل،الفقه

سعد بن أيب وقاص وعبد أنرضي اهللا عنها عن عائشة البخاري ومسلم ما رواه - ابن زمعة اختصما إىل النيب أيب وقاصفقال سعد يف ابن أمة زمعة؛ يا رسول اهللا: بن !

؛ أخيهذا ابنفرأى رسول اهللا : قالت عائشة؛تبة انظر إىل شبهه بع م ل شبهايراس الند على فراش أيب ل و، هو أخي!ول اهللا يا رس: اهللا بن زمعة فقال عبد؛تبةن منه بع أبيشبها

).٢/٩٤١(، ٢٥١٦:شهادة اإلماء والعبيد، ح: الشهادات، باب: البخاري، كتاب -688689- ،العيين عمدة القاري) :١٣/٢٢٣(ابن حجر، : ؛ وانظرالباري فتح) :٤/٢٩٣.( الكاشف عن حقائق الطييب، : ؛ وانظر أيضا)٢/٩٩: ( يف األصولالفصول اجلصاص، -690 ).٦/٢٩٧: (السنن

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 212: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٢ -

ي منه يا واحتجب،وللعاهر احلجر، الولد للفراش: ول اهللا فقال رس؛من جاريتهودةس)٦٩١(.

: العالئيلوقويف الكشف عن أصل النزعة االحتياطية يف هذا التصرف النبوي؛ ي يبأعمل الن به لفراش زمعة يقتضي أن يكون األصلني مجيعا يف واقعة واحدة؛ إذ احلكم

للشك الطارئ أخا لسودة رضي اهللا عنها؛ فلما أمرها باالحتجاب منه كان يف ذلك إعماال .)٦٩٢(على هذا الفراش

وإعمال النيبا الطارئ على فراش زمعة واضح مليل فيه إىل األخذ للشكألنه يف ظاهر الشرع أخوها؛ ألنه أحلق بأبيها؛ لكن باالحتياط، والتنزه عن الشبهة؛ وذلك

ملا رأى الشبه البين بعتبة بن أيب وقاص؛ خشي أن يكون من مائه؛ فيكون أجنبيا منها؛ .)٦٩٣(فأمرها باالحتجاب منه احتياطا

حابةاألدلة الواردة عن الص : ة عنل يف اآلثار املروياملتأم يستطيعالصحابة األطهار أن يالحظ بوضوح املنزع االحتياطي يف كثري منها؛ مما يؤكد أن العمل باالحتياط واألخذ باحلزم كان معىن حاضرا يف أذهانهم، ومسلكا متقررا يف اجتهاداتهم؛

عي االحتياج، والح يف أفق القضية النازلة ما يدعو اتهد إىل يلجأون إليه كلما ظهر دالزوم منهج احليطة واحلذر فيما ينتهي إليه من آراء، ويقرره من فتاوى وأحكام بشأنها؛ ويف

اطيبذلك يقول اإلمام الش :حابةالص على هذا االحتياط يفا عملوملا فهموا هذا ؛ين الد تركها نوا أنبي لي؛ وأظهروا ذلك فتركوا أشياء؛ مىقتدة ي وكانوا أئم،ريعة من الشاألصلوإن كانت مطلوبة، قادحغري )٦٩٤(.

سرد لبعض اآلثار الواردة عنهم يف هذا الشأن، وهي ال متثل سوى مناذج يأيت وفيما -:قليلة من فقههم الواسع يف هذا الباب

.)٤٢/ص: (تقدم خترجيه وبيان غريبه؛ انظر -691692- ،العالئياملذهب موعا) :٢/١٥٠.( 693- ،وويالن سلمم شرح) :١٠/٣٩(يف معناه؛ وانظر : ،رابن عبد البمهيدالت) :٨/١٨٦( ،

،والعراقيثريبالت طرح) :٧/١٢٨.( 694- ،اطيبالش املوافقات) :٣/٣٢٤.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 213: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٣ -

- ما رواه مسلم عبد اهللا بن عمرو أنرضي اهللا عنها بلغ عائشة :بري قالعن أيب الز يأمر قين أن ساء إذا اغتسلن النضنر فقالت؛ؤوسهن : و هذا البن عمريا عجبا!يأمر ينق أن ساء إذا اغتسلنالنضنأفال! رؤوسهن يأمرحيلقن أن هن رؤ؛وسهنأغتسل لقد كنت

ول اهللا أنا ورسو، من إناء واحد أفرغ على رأسي ثالث أن علىال أزيد .)٦٩٥(إفراغات

ا أمروأم: إىل ذلك؛ قال النوويوقد اختلف العلماء يف سبب ذهاب ابن عمر جياب ذلك إراد أه نأحمل على في؛ذا اغتسلنإ سهنساء رؤ بنقض الناهللا بن عمر عبدويكون،عليهن لهو يكون مذهباأ ،ليها املاءإيصل الور ذلك يف شع ..ه كان وحيتمل أنيأمرجياب ال لإل،حتياطستحباب واال على االهن)٦٩٦( ؛ فإن ذلك مشعر؛ ومهما يكن األمر

ة عند عبد اهللا بن عمرزعة االحتياطيبالن زعلى ما هيمن على اجتهاده من حتر وشاهد ، .)٦٩٧(وحزم ألمر العبادة

أنه قال الثوب تصيبه جناسة؛ فال اهللا بن عمر ما رواه ابن أيب شيبة عن عبد -يف ة عمر وأبو هريرقال ابن: ونحنقال س؛ و)٦٩٨(يغسل الثوب كله: يعرف موضعها

.)٦٩٩(ه كلوب الث يغسل: فال يعرف موضعها؛صيبه اجلنابةوب تالث

ب إال بعض الثوب والقول بوجوب تعميم غسل الثوب كله مع أن اجلنابة لم تصجار جمرى االحتياط الالزم عند اختالط الطاهر بالنجس، وانعدام ما ميكن االعتماد عليه يف التمييز بينهما؛ فإن احلكم العام يف ذلك هو لزوم حتصيل يقني البراءة من عهدة التكليف؛

، وملا كان ذلك ال يتحقق إذا كان موضع الشبهة واضحا، وأمكن جتنبه بال حرج غري معتاد

).١/٢٦٠(، ٤٩٨: مسلم، كتاب احليض، باب حكم ضفائر املغتسلة، رقم-695696- ،وويالن سلمشرح م) :٤/١٢(ابن حجر، : ؛ وانظر يف املعىن عينهفتح الباري) :١/٢٨٦.( ).٢٣٠/ص: (هاد بالرأياالجتالسنوسي، : انظر-697البول يصيب الثوب فال يدري أين : الطهارات، باب: ، كتاباملصنفابن أيب شيبة، : انظر-698 ).١/١١٢(، ١٢٧٥: هو؟ رقم

).١/١٢٩: (املدونة مالك، -699

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 214: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٤ -

يف مثل هذه املسألة إال بغسل الثوب كله؛ فقد أفتى به عبد اهللا بن عمر وأبو هريرة وغريهم .)٧٠٠(من فقهاء الصحابة

إذا مضى من بن عمر كان عبد اهللا: أنه قالنافع عن أمحد ما رواه اإلمام -يبعث وعشرون يوماشعبان تسع لم و،يرلم وإن ؛رأى فذاك فإن ؛رن ينظ ميدون لح

منظره سحاب؛ وال قترفطرا أصبح م،وإن حال د ون منظره سحابأصبح ؛ أو قتر .)٧٠١(صائما

يف صيامه يوم الشك إن لم ويف الكشف عن النزعة االحتياطية لعبد اهللا بن عمر تيمي ؛ يقول ابنروال قت ل دون منظر اهلالل غيمحةي : يوم الغيم؛ إذا حال دون ا صوموأم

منظر اهلالل غيم أو قتر ليلة الثالثني من شعبان، فكان يف الصحابة من يصومه احتياطا، وكان منهم من يفطر، ولم نعلم أحدا منهم أوجب صومه؛ بل الذين صاموه إمنا صاموه

م صرحية يف ذلك؛ كما نقل عن عمر على طريق التحري واالحتياط، واآلثار املنقولة عنه .)٧٠٢(وعلي ومعاوية وعبد اهللا بن عمر وعائشة وغريهم

- بن هشام عن ما رواه اإلمام مالك عن عائشة أبيه عن روةعئلت املؤمنني أمها سأنج يف فإن ختل؛ ليال إمنا هي عشر!يا ابن أخي: عن أكل الصيد للمحرم؛ فقالت

.)٧٠٤(عه فد شيء)٧٠٣(نفسك

).١/٤١٦: (املغينابن قدامة، : انظر-700ابن : على شرط الشيخني؛ انظر، وإسناده صحيح)٢/٥(، ٤٤٨٨: ، رقماملسند أمحد، -701

،اجلوزيحقيق يف أحاديث اخلالفالت) :٢/٧٢( ،واأللباين ،إرواء الغليل) :ة؛ )٤/٩رمجع قت ؛ والقتر ).٥٦٠/ص: (خمتار الصحاحالرازي، : وهي الغبار؛ انظر

).٢٢/٢٨٩: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -702احلركة : معناه حترك فيها شيء من الريبة والشك؛ وأصل االختالج: ختلج يف نفسك: قوهلا-703

).٢/١٣٨: (النهايةابن األثري، : واالضطراب؛ انظر، ٧٨٧: ما ال حيل للمحرم أكله من الصيد، رقم: احلج، باب: ، كتاباملوطأ مالك، -704

، احلالل صاد ما يأكل احملرم يف: احلج، باب: ، كتاباملصنف، ورواه ابن أيب شيبة يف )١/٣٥٤( ).٣/٣٠٨(، ١٤٤٧٧: رقم

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 215: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٥ -

وهذا اخلبر عن عائشة رضي اهللا عنها ظاهر يف الداللة على أن العمل باالحتياط يف ، ومسلكا ثابتا يف أذهانهم؛ يعولون مواطن االشتباه كان معىن قارا يف نفوس الصحابة

فيها؛ لسبب عليه كلما أعوزهم الدليل الظاهر يف املسألة اليت يسعون ملعرفة حكم الشارعمن األسباب املعتبرة؛ ويف بيان املعىن الذي من أجله أرشدت أم املؤمنني عائشة رضي اهللا

واالبتعاد عنه؛ يقول الباجي رائل إىل ترك أكل لحم صيد البعنها الس :تشرية إىل قصر مدفما .. ةة وال مشق مضررب عن أكل حلم الوحش يف موته ال يلحق به كبري الص وأن،اإلحرام

فيه من أمر لكان يشك ؛يدحم الصإال ما ؛ه ويترك أصل، أن يأخذ فيه باألحوط فواجب له أن يأكله كما يأكل فإن؛ يف إباحتهخيتلجه شكلم و،هح لديه حكم ووض،هن إباحتتيق

.)٧٠٥(حم األنعامل

بن اهللا عبد سألت: ال قنتشرامل بن دحمم ما رواه اإلمام أمحد ومسلم وغريمها عن - ؛يباط أنضح حمرما أصبح أن بحأ ما :فقال ؟حمرما صبحي ثم بيتطي جلالر عن عمر عنها اهللا رضي عائشة على فدخلت ؛ذلك أفعل أن من يإل أحب ؛بقطران أطلي ألن

عائشة فقالت؛ هافأخربت: أنا طيبت اهللا ولرس ث،إحرامه عند نسائه يف طافم، ثم .)٧٠٦(حمرما أصبح

كان على والظاهر من جممل الروايات الواردة يف هذا الشأن أن عبد اهللا بن عمر علم مبا أوردته أم املؤمنني عائشة رضي اهللا عنها؛ غري أنه اختار سلوك منهج احلياطة واحلذر

ما لم يقر إىل وجه جيمع به بني تلك ؛ فهو ل)٧٠٧(يف اجلمع بني النصوص الثابتة يف ذلكالنصوص؛ اختار أحوط احلكمني وأبعدمها عن اللبس واالشتباه؛ إبراء للذمة، وحتصيال ليقني

705- ،الباجي تقىاملن) :ابن رجب، : قريبا منه عند؛ وانظر)٢/٢٤٨جامع العلوم واحلكم :

).١١١/ص(الطيب للمحرم عند : احلج، باب: ، مسلم، كتاب)٦/١٧٥(، ٢٥٤٦٠: ، رقماملسند أمحد، -706

).٢/٨٤٩(، ١١٩٢: اإلحرام، رقم707- ة أن النيبعن يعلى بن أمي ومسلم خاريومن ذلك ما رواه الب ةعليه جب جاءه أعرايب

بطيب، وقد أحرم بعمرة؛ فقال له النيب خمتضم :ثالث غسلهاف ؛بك الذي يبالط اأم اتمر، اوأم فانزعها ؛ةاجلب يف اصنع، ثم يف تصنع كما مرتكع كحجكتابا: ؛ انظر ،باب: لبخاري ،غسل : احلج

أو حبج حرمللم باحي ما :احلج، باب: ، مسلم، كتاب)٢/٥٥٧(، ١٤٦٣: اخللوق ثالث مرات، رقم ).٢/٨٣٦(، ١١٨٠: رقم،عليه يبالط حترمي وبيان باحي ال وما عمرة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 216: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٦ -

؛ وقد كان ذلك مسة معروفة عن عبد اهللا بن عمر يف أكثر مذاهبه )٧٠٨(اخلروج عن التبعة مذاهبه الورع، وكان أكثر مذهب عبد اهللا بن عمر: وآرائه؛ قال اخلطايب

.)٧٠٩(االحتياط

- رمذيعنما رواه الت اليمان بن ذيفةح هقالأن :إذا فال ؛مت ؛يب ؤذنوات يإن ، وروى ابن ماجة )٧١٠(عيالن عن ينهى اهللا رسول مسعت يفإن ؛نعيا يكون أن أخاف

به ؤذنوات ال :قال ؛تاملي له مات إذا بن اليمانذيفةح كان :قال أنهحيىي بن باللعن عن ينهى :هاتني ينذأب اهللا ولرس مسعت يإن ؛نعيا يكون أن أخاف يإن ؛أحداعيالن)٧١١(.

ومن حابيهذا الص ع فق علىور املتاس مبوته؛ مع كون ذلك من األممن إعالم الن ا وع، وذلك بأن يتتابع فيه الناس، ويتجاوزجوازها؛ إمنا كان خمافة الوقوع يف خمالفة الشار

هى النيبة اليت نة اجلاهليبه؛ فيقعوا يف سن املسموح احلد عن العمل بها، وحذر من .)٧١٢(جماراة أهلها

، واحلامل هلم )٧١٣( مروي عن مجلة من الصحابة والتابعنيوما أوصى به حذيفة عن النعي أن ينتهك حرميه، ويثلم سننه؛ قال ابن االحتياط لنهي الشارع -:على ذلك منهم عبد اهللا بن؛ جبنائزهماسم النعل من أهل العلم أن ال ي مجاعةواستحب: قدامة

مسعود وأصحابه علقمة والرخيثمبيع بن ،شرحبيلوعمرو بن ..من أهل العلموقال كثري :

).٢٣١/ص: (االجتهاد بالرأيالسنوسي، : انظر-708709- ،اخلطايب ننمعالمالس) :٣/٣٤٤.( : ؛ وقال عنه الترمذي)٣/٣١٣(، ٩٨٦: كراهية النعي، رقم: اجلنائز، باب: الترمذي، كتاب-710

صحيح هذا حديث حسناأللباين، : ؛ وراجعتلخيص أحكام اجلنائز) :١٠/ص.( اده صحيح؛ ، وإسن١٤٧٦: ما جاء يف النهي عن النعي، رقم: اجلنائز، باب: ابن ماجة، كتاب-711 ).١/٢٤٨: (صحيح ابن ماجةاأللباين، : انظر

).٨٨/ص: (تعليل األحكامشليب، : انظر-712 أنه أوصى أخاه األرقم ومن ذلك ما أخرجه ابن سعد يف الطبقات عن عمرو بن شرحبيل -713

، وال تؤذنوا يب أحدا؛ ما أراني إال مقبوضا من ليليت هذه؛ فإذا أصبحت فأخرجوين: عند موته؛ فقال له ).٦/١٠٨: (الطبقات الكربىابن سعد، : ؛ انظرفإنها دعوى اجلاهلية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 217: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٧ -

علال بأس أن يم بالرمعارفه وجل إخوانمن غري نداءو الفضله وذو ،وإنون ما كانوا يكرهالسأن ي؛أنعي فالنا: طاف يف اة كفعل اجلاهلي)٧١٤(.

اهللا رضي مروع بكر أبا رأيت: ما رواه الطرباين عن حذيفة بن أسيد أنه قال- من علمت أن بعد اجلفاء على أهلي فحملين ؛هماب سنتي أن خمافة ؛انضحيي وما عنهما؛ةالسن ىحت يإن كل عن يألضح)ف عن، )٧١٥اق يف املصنعباس ابن وما أخرجه عبد الرز بدرمهني حلما يشتري كان هأن والهمل ويقول ،األضحى ميو :هذه :فقل ؛سألك نم ةأضحي .)٧١٦(اسعب ابن

األضحية الثابتة على ترك إمنا محلهموواضح من هذه اآلثار أن هؤالء الصحابة املشروعية بال نزاع االحتياط للدين من أن يعتقد ما ليس بالزم فيه الزما، وال ميكن تفسري

اإلمامقالما فعلوه بغري ذلك؛ إحسانا للظن مبن شهد هلم القرآن حبسن االتباع والعمل؛ الشافعي :بكر أبا أن بلغنا ديقالص وعال كانا مر يأن كراهية ؛انضحي ؛هماب قتدىي فيظن رآمها نم واجبة هاأن)٧١٧(.

من ذلك معىن ذا أثر واسع يف التعامل مع الذرائع اليت يخاف أن ءوقد أفاد العلماتؤول باألحكام الشرعية إىل غري ما وضعت له؛ ويف التعبري عن ذلك يقول الشاطيب بعد

وباجلملة؛ فكل عمل أصله ثابت شرعا؛ إال أن يف إظهار العمل : سوقه هلذه اآلثار وغريها يف اجلملة أيضا من باب سد ركه مطلوبة؛ فته سنعتقد أنخاف أن يبه واملدوامة عليه ما ي

.)٧١٨(الذرائع

نيل ، والشوكاين، )٢/١١: (املنتقىالباجي، : ؛ وانظر)٢/٢٢٦: (املغين ابن قدامة، -714 ).٤/٦٩: (األوطاررجاله رجال : يثمي عن إسناده؛ وقال اهل)٣/١٨٢(، ٣٠٥٨: ، رقماملعجم الكبري الطرباين، -715 ).٤/١٠: (جممع الزوائداهليثمي، : ؛ انظرالصحيح

).٤/٣٨٢(، ٨١٤٦: الضحايا، رقم: املناسك، باب: ، كتاباملصنف عبد الرزاق، -716717- ،افعيالش األم) :٢/٢٤٦(؛ وانظر: ،البيهقي نن الكربىالس) :٩/٢٦٤.( 718- ،اطيبالش ماالعتصا) :١/٣١٠(؛ وانظر له يف نفس املعىن :املوافقات) :٣/٣٢٥.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 218: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٨ -

- ما رواه اإلمام مالك أن بعن سعيد بن املسي إذا املرأة يف قضى اخلطاب بن عمر هاجتزو أ جلالريترخأ إذا هن وجب فقد ؛تورالس داقالص)عن )٧١٩ وما رواه البيهقي ،

؛سترا وأرخى ،بابا أغلق نم هأن نياملهدي اشدينالر اخللفاء قضاء :أوىف قالزرارة بن أيب .)٧٢٠(ةوالعد داقالص وجب فقد

بوجوب كامل املهر مبجرد وهذه اآلثار تعتبر دعامة مذهب مجهور الفقهاء القائلنيوجة، ولو لم يكن مسيسخول بالزرجيح بني )٧٢١(الدشعرة بثبوت قاعدة التوهي م ،

-:النصوص املتعارضة بالنظر ملآالت األحكام ونواجتها؛ فقد تنازع هذه املسألة نصانفريضة فنصف ما وإن طلقتموهن من قبل أن متسوهن وقد فرضتم هلن ﴿: قوله تعاىل :األول؛ )٧٢٣(﴾وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إىل بعض﴿: قوله تعاىل :الثاينو، )٧٢٢(﴾فرضتم

ومقتضى النص األول أن انتفاء املسيس يوجب نصف املهر، ومقتضى النص الثاني أن انتفاء قتضى كل عند موقد وقف الصحابة اإلفضاء يوجب سقوط املهر عن الزوج بالكلية؛

من هاتني اآليتني؛ فوجدوا أن يف استخالص عدم وجوب املهر بالدخول ارد عن املسيس ترددا واحتماال؛ من قبل أن اإلفضاء الوارد يف اآلية قد يكون مقصودا به مطلق اخللوة؛ من

أن فيه مظنة لضياع قبيل إطالق املسبب على السبب؛ وإن لم يكن ذلك متيقنا؛ فضال عنحق املرأة إذا استفاض بني الناس عدم استحقاقها كامل املهر إال مع املسيس، وارتفاعا عن

؛ وهو أثر )٢/٥٢٨(، ١١٠٠: إرخاء الستور، رقم: النكاح، باب: ، كتاباملوطأ مالك؛ -719

: إرواء الغليل، واأللباين، )٣/٣٩٠: (التلخيص احلبريابن حجر، : صحيح ال غبار على إسناده؛ انظر)٦/٣٥٧.(

فقد سترا أرخى أو بابا أغلق نم :قال نم: الصداق، باب: ، كتابالسنن الكربىيهقي، الب-720 وقد ،دركهمي مل رارةز ؛رسلم هذا: ؛ وقال عنه البيهقي)٧/٢٥٥(، ١٤٢٦١: ، رقمداقالص وجبعمر عن ويناهر موصوال عنهما اهللا رضي وعليابن حجر، : ؛ وانظرلخيص احلبريالت :)٣/١٩٣( ،

،وابن اجلوزيحقيق يف مسائل اخلالفالت) :وع شواهده؛ انظر)٢/٢٨٥حه األلباين مبجموصح ، :إرواء الغليل) :٦/٣٥٦.(

، والبهويت، )٢/٨٨: (حاشية العدوي، والعدوي، )٣/٣٣١: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر-721اف القناعكش) :٥/١٥١( ،وابن قدامة ،غينامل) :٧/١٩٧.(

).٢٣٧: (البقرة، اآليةسورة -722 ).٢١: (النساء، اآليةسورة -723

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 219: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٠٩ -

وعدد كبري من فقهاء الصحابة موارد االحتمال والشك؛ فقد اختار اخللفاء الراشدون باب االحتياط واألخذ أن جمرد اخللوة وإرخاء الستور يوجب املهر كامال للمرأة؛ من

.)٧٢٤(باحلزم

).٢٣٢/ص: (االجتهاد بالرأيالسنوسي، : انظر-724

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 220: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٠ -

:الفرع الثالث

األدلة العقلية شهادة العقل هلذا املسلك التشريعي قد تكون من الظهور مبا ال يحتاج معه إىل إن

سوق الكثري من البراهني اليت تؤيده وتسانده؛ ومع ذلك فإن علماء الشريعة قد حشدوا ي اليت ال يبقى معها جمال للتردد واالحتمال؛ إمتاما للحجة وقطعا لسبل جملة من املعان

-:املعذرين؛ ومن هذه املعاين

أن أسوياء العقول ال خيتلفون يف أن االحتياط معىن جميل، ميدح من -:املعىن األول عن الكف مثل؛ترك املشوكذلك الورع: لزمه، ويعاب من فرط فيه وأمهله؛ قال ابن تيمية

قتل النطلقافس م،وعن الز اخللقلم وعن ظ،طلقانا م،هد امل وكذلك الزمثل؛شترك سنهح العقل باعتقادر أهلمنا عبإ وهذا القسم،باسعام واللول الطمساك عن فضاإلألن؛وبهووج مصلحة د صاحلاكان دينا سواء؛ دينهم وكذلك مصلحة، إال بهنياهم ال تتم

.)٧٢٥(أو فاسدا

بأنهم متواطئون على مجانبة ما يتوقعون العقالء شاهدة تصرفاتأن -:املعىن الثاينضرره، وخيشون فساده وسوء عاقبته، ويتخذون لذلك كل ما يصلون إليه من أسباب مادية

ما ال طائل لهم من ورائه، ومعنوية، ولوال ظهور مصلحتهم يف ذلك ملا حملوا أنفسهم : يقول اجلصاص؛ ويف ذلك السياق )٧٢٦(ولذموا من يصرف جهده ووقته يف األخذ به

أصل قةبالث االحتياط واألخذواعتبار ؛وهو يف العقل كذلك أيضا.. من أصول الفقه كبري وترك، باحلزمخذ عليه األ كان الواجب؛ أو لصوصا يف طريقك سبعا إن:ن قيل له مألن .)٧٢٧(ن أمرهادام على سلوكها حىت يتبياإلق

أن املشكوك يف حكمه؛ إن كان مترددا بني الوجوب وغريه؛ فإن -:املعىن الثالثكان واجبا يف نفس الواقع كان تركه ضررا، وإن لم يكن كذلك؛ فال ضرر يف فعله، وإن

إن كان حراما يف نفس الواقع كان فعله ضررا، وإن لم كان مترددا بني التحرمي وغريه؛ ف

).٢٠/٦٨: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -725 .)٤/١٣٩: (اإلحكام يف أصول األحكاماآلمدي، : انظر-726727- ،اصاجلص ولالفصول يف األص:) ٢/٩٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 221: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١١ -

يكن كذلك؛ فال ضرر يف تركه؛ ففي فعل األول حتقيق املصلحة على كل حال، ويف ترك .)٧٢٨(الثاين درء للمفسدة على كل حالفس ضرر اخلوف عن الن دفعنيتضم االحتياط: ل الرازيوقويف إمجال ذلك املعىن؛ ي

ةبالكلي،ودفع الض رر عن النفس واجب)٧٢٩(.

أن اإلقدام على املشتبه أمره قبل التفتيش عن حقيقة التكليف فيه نوع -:املعىن الرابعتقصري يف أداء حق الطاعة هللا عز وجل، والعقل السوي يدرك يف اجلملة استحقاق العقاب

التكليف فيها؛ خصوصا إذا كان املتردد يف مثل هذه األحوال؛ إلدراكه لزوم التفتيش عن .)٧٣٠(يف حكمه دائرا بني احلل والتحرمي

ومما يؤيد ذلك أن العقل ال يستسيغ اإلقدام على ما يظن أنه جرأة على اهللا ومعصيته وأي عاقل يشرب من أحد إناءين وهو على علم اليقني بأن السم قابع من غري مسوغ،

ا أو ذاك، أو يرمي بسهمه القاتل رجال من اثنني له ثأر عند أحدمها دون وناقع يف هذ .)٧٣١(اآلخر

اجلوزي ويف حنو من ذلك املعىن يقول ابن : غالبا؛ إذا عرف العاقل أن اهلوى يصريوجب عليه أن يرفع كل حادثة إىل حاكم العقل؛ فإنه سيشري عليه بالنظر يف املصالح

ره عند وقوع الشبهة باستعمال األحوط يف كف اهلوى إىل أن يتيقن السالمة اآلجلة، ويأم .)٧٣٢(من الشر يف العاقبة

ما أشار إليه السرخسي يف معرض بيانه املعىن الذي جوز من أجله -:امساملعىن اخل: ؛ قالالعمل بالتحري الذي هو أعم معىن من االحتياط يف كثري من مسائل الشرع وقضاياه

فإن؛ عليه من املعقول يدلوشيء االجتهاد يف األحكام الش رعيوذلك ، بهلعملا ة جائز

: رفع احلرجالباحسني، : ؛ وانظر أيضا)٣/٢١: (التقرير والتحبرياج، احلابن أمري : انظر-728

)١٥٤.( 729- ،ازيالر ولاحملص) :٣/٣٥٧.( ).٤٩٢/ص: (االجتهاد والتقليدمشس الدين، : انظر-730 ).٢٩٠/ص: (علم أصول الفقه يف ثوبه اجلديد مغنية، -731 ).١٣/ص: (ذم اهلوى اجلوزي، ابن-732

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 222: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٢ -

؛ وإن كان ال يثبت به ابتداء،رع من مدارك أحكام الشدركاعل مج ثم ،أي بغالب الرعملفكذلك التحري مدركوإن كانت العبادة ال، لعباداتل إىل أداء ا من مدارك التوصبه تثبت

من مع ما فيها؛أي فيها بغالب الره جيوز العمل فإن؛وب احلر عليه أمرليلوالد، ابتداءفس احملترمة للهالكتعريض الن)٧٣٣(.

أن املعهود من املوارد الشرعية اشتراط أعلى الرتب يف االنتقال من -:دساملعىن الساألسباب يف االنتقال من اإلباحة إىل احلرمة، وهذا احلرمة إىل اإلباحة، واالكتفاء بأيسر ا

املعىن شاهد لسالمة املسلك االحتياطي؛ خصوصا إذا تعلق األمر بتحليل ما قام الدليل على حرمته؛ وقد توارد على إثبات هذا املعىن الكثري من الصور اجلزئية؛ مما يدل على رسوخه

.وقوة ثبوته رمة إىل اإلباحة أكثروج من احلرع يف اخلر الشحيتاط: نا ذلك املعىن مبيقال القرايف

ألن؛وج من اإلباحة إىل احلرمةمن اخلر ؛حرمي يعتمد املفاسد التفال ؛ لهن االحتياط فيتعي ومينع ،عارضها على زوال تلك املفسدة أو ي يدل فيه املفسدة إال بسبب قوييقدم على حمل

وقال يف مقام ؛ )٧٣٤( للمفسدة حبسب اإلمكان دفعا؛ بأيسر األسبابما فيه مفسدة اإلباحة ، أو زىن بعد إحصان،ة إال بالرد ال تذهب هذه احلرمة،م الدمحمرم لاملس:التمثيل ملا قررهيف و،وبةم بالترة حه بالردبيح دم فإذا أ؛ عظيمةأسباب وهي، عدوانا عمداأو قتل نفس

.)٧٣٥(القصاص بالعفو

تلتقي حول معىن واحد عنه تصدر وإليه تعود؛ وهو -كما ترى- كلها :وهذه املعاينأن العقل السوي يتساوق متاما مع هذا املسلك التشريعي اهلام؛ ويؤيد العمل به يف شؤون

باألحوط يف كل احتمال الدين والدنيا، ويقرر أن مقتضى اجلري وراء نيل املنافع هو العملترددت فيه تلك املنافع بني الثبوت والزوال، وال جيد مانعا ميكن اعتماده أصال يعول عليه على املكلف، ويتمكن الشك وصا عندما تشتبه األموريف منع العمل باحليطة واحلذر؛ خص

يلوذ به؛ ولعل ذلك ما جعل اإلمام وااللتباس من واقعه العملي؛ فال جيد غري احلزم مسلكا

733- ،رخسيالس وطاملبس) :١٠/١٨٤.( ).٣/٧٣: (؛ وانظر منه يف املعىن عينه)٣/١٤٥: (الفروقالقرايف، -734 ).٣/٧٣: (الفروق القرايف، -735

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 223: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٣ -

قالء يف بني الع سنهح على جمعكامل أمر الفعلاالحتياط يفابن تيمية يقرر بأن .)٧٣٦(اجلملة

).٢٠/٢٦٢: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -736

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 224: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٤ -

املبحث الثاني

املبحث الثاني

:: ررعتبعتب االحتياط امل االحتياط املشروطشروط

.بهة الشقوة: األولشرطال .املنصوص عليه خمالفة عدم :ثاين الشرطال

. انتفاء البديل الشرعي: الثالثالشرط . العمل به إىل احلرج أن ال يؤول:شرط الرابعال

رط اخلامسوقع العمل به يف الوساوس واألوهام: الشأن ال ي. ادسرط السود من العمل به:الشأن يتحقق املقص .

.تقدمي األقوى عند التعارض: السابعالشرط .عدم اإلخالل بالنظام العام: الثامنالشرط

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 225: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٥ -

: عن كونه نوعا من أنواع االجتهاد مبفهومه إن العمل باالحتياط ال خيرجالعام، ومن املعلوم أن االجتهاد ليس مبقبول من أحد ما لم يكن موافقا لقواعد التشريع

يف باعتباره كذلك؛ فإنه ال جيوز العمل بهالعامة، ومتناسقا مع أصوله الكلية، واالحتياطمدرك الشرع والعقل؛ إال إذا كان منضبطا جبملة من املعاين الشرطية اليت من شأنها أن تقومه، وتصون اآلخذ به عن الوقوع يف مظاهر احليدة واالحنراف، ويف التنبيه على أمهية

اليت تنتج عن ختلف العمل بها على واقع املكلفني؛ االلتزام بهذه الشروط، واآلثار السيئة ؛تقنم معال حبضرة إال ؛الورع بدقائق يشتغل أن لإلنسان ينبغي ال: يقول اإلمام الغزايل

ما جاوز إذا هفإن سمر، ما كان ؛مساع غري من بذهنه فوتصر فسدهي أكثر امم صلحهي)٧٣٧(.

الش بها عند انتهاج مسالك ويف هذا املبحث بيان ألهم روط اليت ينبغي االلتزام :االحتياط، وأبرز ما ينبغي أن تقيد به

تقدم أن من مقومات االحتياط املعتبر قيام الشبهة؛ : بهة الشقوة -: األولشرطالة اللجوء إىل االحتياط مع وجود أيةوال يعين ذلك مشروعيمن أن يق ش وم بهة؛ بل ال بد

ال يثريها يف اليتما يرفعها إىل حيز االعتبار؛ وأما الشبهة الضعيفة املعاني بتلك الشبهة منالنفس سوى الشك العري عما يعضده ويسانده من أمارات القوة؛ فهو من قبيل ما ال

عد االحتمال الورع عند ب: ينبغي التعويل عليه يف مسالك االحتياط؛ قال ابن عبد السالم .)٧٣٨(ضرب من الوسواس

ويف سياق الكشف عن املعىن الذي من أجله لزم التفريق بني الشبهة القوية والضعيفة يف مقام العمل باالحتياط؛ يقول األبياري : طلق على ما ال حقيقة له، وهو منبهة تالش

هة بهذا االعتبار ال يترتب عليها وليس هذا مرادنا يف هذا املكان؛ فإن الشب.. جنس األوهام

).٢/١١٢: (اإلحياء الغزايل، -737األشباه السيوطي، : ؛ وانظر)٣٦٢/ص: (شجرة املعارف واألحوالم، ابن عبد السال-738 ).٤/١٨٠: (املغين، وابن قدامة، )١٢٤/ص: (والنظائر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 226: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٦ -

حكم على حال، وال يستند إليها ورع على اإلطالق، وإمنا املراد هاهنا ما اشتبه على الناظر .)٧٣٩(حكمه، ولم ينكشف له حقيقة أمره

مأخوذ معناه من أصل كلي ال منازع فيه، وهو أن الشك -كما ترى-فهذا الشرط انبه من العالمات املعتبرة يف مقتضى الشرع والنظر ال ينهض ملقاومة ارد عما يدعم ج

: الواقع، وال جيوز بناء األحكام على وفقه، والدليل على ذلك كما يقول ابن عاشور هو بنبذها؛ فعلمنا أن الت، وتأمرراعي األوهام والتخيريعة؛ فوجدناها ال تنا استقرينا الشأن

ألوهام مرفوض يف الشريعة إال عند الضرورة؛ فقضينا بأن األوهام غري صاحلة البناء على ا .)٧٤٠(ألن تكون مقاصد شرعية

فس، فقد يكون الشكالذي يبعث بها يف الن ة الشكها إىل قوبهة مردة الشوقو؛ هو النظر يف موجبا هلا، وقد ال يكون، واملرجع يف التمييز بني ما يصلح لإلجياب من غريه

ها يف النفس القوة الداعية إىل الظن حبصول الشيء أو املوارد اليت يستمد منها، وتنبعث بى يصري جمرد بضعفها؛ حتها إىل أن يبلغ ما يشبه اليقني، ويضعف فهو يقوى بقوت؛انتفائه

اجتهادي يف أكثر صوره، عمل وتقدير ذلك، )٧٤١(احتمال غري مرعي يف شيء من األحكامة النوط بأهليوعها؛ قال وجناحه مربريعة وفرول الشره ألصبالقرايفاظر، وخ : وإذا وقع لك

ن قلغي أو ميل ما أبوال تدري هل هو من ق، غالبفالط؛رببيل ما اعت يف ذلك أن ريق د احلفظ جي حينئذ واسعك تكونأن مع ؛ حسناوالفتاوى استقراء، وصص الن موارديتستقرسع يف ال حيصل إال ملتوهذا الفرق، عتربه م فاعتقد أن؛هق لك إلغاؤم يتحق فإذا ل؛الفهمالفقهيات واملوارد الشةرعي)٧٤٢(.

وحيث حكمنا بعدم مشروعية العمل باالحتياط إال مع قوة الشبهة؛ فإن حماولة األخذ الواردة ال خيلو من مبالغة مذمومة، وتنطع غري ممدوح، ويزداد األمر به ملطلق الشكوك

شناعة حيث يكون يف العمل به رفع لألصول الثابتة؛ ويف تقرير ذلك املعىن والتمثيل له

739- ،األبياري الورع) :٢٨/ص.( ). ٢٥٥/ص: (مقاصد الشريعة ابن عاشور، -740 املنثور، والزركشي، )٤/١٧٢: (الفروق، والقرايف، )٢/٧٣٧: (البرهاناجلويين : انظر -741

)١/٣١٣( ،بكيوابن الس ،مجع اجلوامع شرح) ٢/٣٩٢.( ).١/١٧٧: (الذخرية: ؛ وانظر له يف املعىن عينه)٤/١١١: (الفروقالقرايف، -742

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 227: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٧ -

بل ؛ وال مشروعااستحبور املياه ليس م يف أمد الشك االحتياط مبجرإن: يقول ابن تيميةوال يستحب؛ؤال عن ذلك السبل املشروع أن ي فإن قام دليل؛ على االستصحاببىن األمر على النناهجاسة جنس ،وإال فال يأن جيتنب استعمالستحب ه مبجرجاسةد احتمال الن ،ا وأم ،حابة والص يبه ما زال الن أن-:ليل القاطع والد، آخر فذاك مقام؛ ظاهرة أمارةت قامإذاوالتئابعون يتوضون ويغتسلون ويشربون من املياه اليت يف اآلنية والدغار واحلياض الء الص

لتفت يلم ة شرعي إىل أمارةندت احتمال ال يس بل كل؛ود هذا االحتمالمع وج، وغريها .)٧٤٣(إليه

؛ الستناد فاالحتياط يف هذه الصور اليت أوردها شيخ اإلسالم ابن تيمية لم يسغ من املتقرر أن األصول طروئه، و قبلالشبهة فيه إىل شك ضعيف خمالف لألصول الثابتة

م يقنيوإن تقد: ويف تقرير ذلك يقول اجلويين إال ملا يصلح رافعا هلا؛ الثابتة ال ينبغي تركهاعالمة وليس ملا فيه ،وطرأ شكة جليتأسي فعند ذلك؛ة وال خفيس ق على التعل رعالشمحبكم ما تقد،وهذا نوع من االستصحاب صحيح ،وسبب العالماته ارتفاع )٧٤٤(.

وال يعين ذلك حصول الوفاق على مجيع مسائل هذا الباب؛ فقد مييل بعض الفقهاء عف يف وقائع بأعيانها إىل األخذ باالحتياط مع منافاة مقتضاه ملقتضى األصول الثابتة، وض

الشبهة املستند إليها؛ ألسباب خارجية، واعتبارات اجتهادية؛ وقد يقوى لدى البعض ما يراه غريه ضعيفا، وقد ينقدح يف ذهنه رجحان ما هو عند غريه مرجوح؛ ويف التنبيه على

ك مهما الح له ما يوهم جعل الوهم مدر-ومن حق الفقيه : ذلك املعىن يقول ابن عاشورحكم شرعي- ة معىنزيل ذلك الوهم، ويرى أن ثمل عسى أن يظفر مبا يأمق يف التأن يتعم

حقيقيا هو مناط التشريع قد قارنه أمر ومهي؛ فغطى عليه يف نظر عموم الناس؛ ألنهم ألفوا .)٧٤٥(املصري إىل األوهام

، )٢١/٥٢٠: (جمموع الفتاوى: ؛ وانظر له أيضا)١/٢٢٤: (الفتاوى الكربى ابن تيمية، -743 .)١/٦٠: (السيل اجلرارين، الشوكاو

744- ،اجلويين رهانالب) :٢/٧٣٨(وانظر؛ : اإلسنويمهيدالت:) ١/٥٥( ،وويوالن ،موعا: )١/٢٢٢(.

).٢٥٦/ص: (مقاصد الشريعة ابن عاشور، -745

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 228: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٨ -

د يستجمع االحتياط مقومات ق :املنصوص عليه خمالفة عدم -:الثاين شرطالاالعتبار، ومع ذلك ال يشرع العمل به، ولذلك أسباب كثرية من أبرزها إلغاء الشارع له بالنص على خالف مقتضاه، واألصل يف ذلك ما رواه الشيخان عن أم املؤمنني عائشة أنها

؛ فحمد اهللا وأثىن لغ ذلك النيب شيئا ترخص فيه، وتنزه عنه قوم؛ فبصنع النيب : قالتفواهللا إني أعلمهم باهللا، وأشدهم ! ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه: عليه، ثم قال .)٧٤٦(له خشية

وينبغي أن يعلم أن : ويف تقرير مضمون هذا املعىن الشرطي؛ يقول ابن القيم عليه؛ االحتياط يف موافقة السنة وترك خمالفتها؛ االحتياط الذي ينفع صاحبه، ويثيبه اهللا

فاالحتياط كل االحتياط يف ذلك، وإال فما احتاط لنفسه من خرج عن السنة؛ بل ترك .)٧٤٧(حقيقة االحتياط يف ذلك

ومن أمثلة ما قد يحسنه العقل من صنوف االحتياط، ومييل إىل العمل به؛ مع ب إليه بعض الفقهاء من أن احلامل املتوفى عنها زوجها خمالفته لظاهر املنقول؛ ما ذه

: بني قوله تعاىل؛ ووجه االحتياط يف ذلك هو اجلمع)٧٤٨(األجلني احتياطاتعتد بأبعد ﴿توفوالذين يون أزواجاون منكم ويذريترب صن بأنفسهنوقوله،)٧٤٩(﴾ر وعشرا أربعة أشه : ﴿األمحال أجلوأوالت أن يضعن محهن ها ؛)٧٥٠(﴾لهنفقد ؛ إذا قعدت أقصى األجلنيفإن

، )٥/٢٢٦٣(، ٥٧٥٠: من لم يواجه الناس بالعتاب، رقم: األدب، باب: البخاري، كتاب-746

).٤/١٨٢٩(، ٢٣٥٦: باهللا وشدة خشيته، رقمعلمه : الفضائل، باب: مسلم، كتاب، )٢٦/٥٤: (جمموع الفتاوىابن تيمية، : ؛ وانظر)١/١٦٢: (إغاثة اللهفان ابن القيم، -747

،والعيينعمدة القاري) :٢٥/٣٩.( م لبعض السلف، وأمجع العلماء ؛ والقول بذلك قول متقد)٨/٩٥: (املغينابن قدامة، : انظر-748

قة احلامل تنقضي املطل العلم يف مجيع األعصار على أنع أهلأمج: بعده على خالفه؛ قال ابن قدامةها إذا ى عنها زوج املتوف على أن وأمجعوا أيضا، يف احلياةقةفار م وكذلك كل،ها بوضع محلهاتدع

بأقصى ها تعتدأن، نقطع من وجه موي عن عليور، اس إال ابن عب؛ا محلهها وضع أجل؛كانت حامال، والكاساين، )٥/٢٣٩: (األم، والشافعي، )٤/١٣٢: (املنتقىالباجي، : ؛ وانظر أيضااألجلني

نائعبدائع الص) :٣/١٩٦( ،ةوابن تيمي ،الفتاوى الكربى) :٣/٤٩٠.( ).٢٤٢: (البقرة، اآليةسورة -749 ).٤: (الطالق، اآليةسورة -750

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 229: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢١٩ -

نيقتضى العملت مبنص،؛ت بوضع احلمل وإن اعتدة الوفاة فقد تركت العمل بآية عد، أولواجلمع رجيحى من الت.

قال القرطيب :وهذا نظر لوال ؛حسن عكما يمن عليهر حديث سةبيعة األسلمي، بليالوفاة زوجها ست بعدها نفوأن ،وأن ها ذكرول اهللا ت ذلك لرس؛ها أن فأمرجتتزو)٧٥١(.

ولقوة ذلك االحتياط ووجاهته؛ فقد تبادر األخذ به إىل أذهان بعض فقهاء الصحابة النيب قبل أن يبلغهم حكم عن يف املسألة؛ روى اإلمام أمحد امرأة فيلالط أم بن أيب

أفال: فيلالط أم فقالت ؛)٧٥٢(خيتصمان كعب بن أيب و اخلطاب بن عمر مسعت هاأن: كعب بعد فوضعت ؛حامل وهي ،هازوج عنها يوفت !ة؟األسلمي بيعةس اباخلط بن عمر يسأل .)٧٥٣( اهللا ولرس فأنكحها ؛امبأي ذلك

وبذلك يكون قد وضح أن العمل باالحتياط من شروطه فقد سائر األدلة؛ ألنه إمنا ل حجة حال االشتباه؛ لضرورة العجز عن الوصول إىل مدرك احلكم، ومع القدرة على جع

الوصول إليه يزول املعىن الذي من أجله جوز االعتماد على هذا املسلك يف امتثال .)٧٥٤(التكاليف

ومن شروط العمل باالحتياط انتفاء :شرعيل ال البديانتفاء -:الشرط الثالثيل الشرعي للواقعة اليت يتوارد عليها الشك واالحتمال؛ وانتفاء البديل يتحقق بأن ال البد

يكون الشارع قد بين للمكلف ما ينبغي له أن يعول عليه عند حتيره يف شأنها نصا، وهذا

751- ،القرطيب ألحكام القرآن اجلامع) :ة الذي أشار إليه رواه )٣/١٧٥بيعة األسلمي؛ وحديث س

، ٥٠١٤: وأوالت األمحال أجلهن أن يضعن محلهن، رقم: الطالق، باب: البخاري يف الصحيح، كتابء عدة املتوفى عنها زوجها وغريها بوضع احلمل، انقضا: الطالق، باب: ، ومسلم، كتاب)٥/٢٠٣٨( ).٢/١١٢٢(، ١٤٨٥: رقم

. أي يف عدة احلامل املتوفى عنها زوجها؛ إذا ولدت قبل انقضاء أبعد األجلني-752 ،حسن وحديثه ،هليعة ابن وفيه: ؛ قال اهليثمي)٦/٣٧٥(، ٢٧١٥٣: ، رقماملسند أمحد، -753، وحسنه شعيب األرناؤوط يف )٤/٦٣١: (جممع الزوائد: ؛ انظرتثقا رجاله ةوبقي ،ضعف وفيه

.تعليقه على املسند ).٥/٣٨٢: (الفتاوى اهلنديةالبلخي، : انظر-754

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 230: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٠ -

الشرط الزم للشرط الذي فرطه؛ ألن األخذ باالحتياط مع وجود البديل فيه خمالفة للمنصوص من بعض الوجوه؛ وإن لم تبلغ درجة املخالفة الصرحية؛ والبديل النصي قد -:يكون أمرا من الشارع باستصحاب األصول، وقد يكون أمرا منه بالتعويل على الظواهر

أمر الشارع من تيقن الطهارة وشك يف احلدث أن يتمسك بأصل -:فمثال األولريح أو مساع صوت؛ الطهارة، وي الطارئ؛ ما لم يكن مستندا إىل أمارة؛ كشم لغي الشك

: قال عبد اهللا بن زيد بن عاصم املازين اد بن متيم عنعن عبوذلك فيما رواه الشيخان إىل رسول اهللايكش جلالر خييهل إليه أن جيد يءالش فقال؛الةيف الص : ؛ينصرف ال رحيا د جي أو،ى يسمع صوتاحت)٧٥٥(.

يف انتقاض طهارته أن يعتمد على ر إذا طرأ عليه الشك املتطه أرشد النيبفقد وت أو والص يح،أمارة واضحة وظاهرة، وهي مساعره مبقتضى االحتياط، جدان الرولم يأم

.الذي هو إعادة الطهارةا يدل عليه ظاهر الشهود إذا زكاهم أمر الشارع احلاكم أن حيكم مب-:يومثال الثان

سلمةمعن أ لم البخاري ومسىروالثقات؛ وأن ال يرد شهادتهم رد االحتياط؛ فقد كم أن يكون بعض ولعل،ون إيلكم ختتصمإن :ول اهللا قال رس: قالترضي اهللا عنها

أحلنحب ؛ته من بعضجله على حنو فأقضي مم ؛منه ا أمسعفمن قطعت ؛ أخيه شيئا له من حق .)٧٥٦(ار من الن له به قطعة فإمنا أقطع؛فال يأخذه

أن القضاء يكون على وأفيد من هذا النص فائدة جرت جمرى القواعد املقررة، وهي ب ما يسمع القاضي من اخلصوم، وقضاؤه حس ى أنعل بذلك يدل داللة واضحة

، )١/٦٤(، ١٣٧: ال يتوضأ من الشك حىت يستيقن، رقم: الوضوء، باب: البخاري، كتاب -755

يصلي أن فله احلدث يف شك ثم هارةالط نتيق نم أن على ليلالد: الوضوء، باب: مسلم، كتاب ).١/٢٧٦(، ٣٦١: رقم،تلك بطهارته، )٢/٩٥٢(، ٢٥٣٤:من أقام البينة بعد اليمني، رقم: الشهادات، باب: البخاري، كتاب -756

: ؛ وقوله )٣/١٣٣٧(، ١٧١٣:احلكم بالظاهر واللحن باحلجة، رقم: األقضية، باب: مسلم، كتابمن قطعة به له أقطع امفإن ارالنبظاهر له قضيت إن :معناه ؛ فهو ؛الباطن خالفي إىل به يؤول حرام ؛ انظرارالن : ،وويالنمسلم شرح) :١٢/٤.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 231: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢١ -

الظاهرعدل عنه إال لدليل أقوى منهالقضاء بني اخللق يف ل عليه هو املعو؛ وهذه )٧٥٧(، وال ياحملال من أبرز ااالت اليت تظهر فيها احلاجة إىل العمل باالحتياط، وتربز فيها اخلصاصة إىل

يتعلق منها حبقوق العباد من دماء وأعراض وأموال؛مالزوم جادة احلزم واحلذر؛ خصوصا ع ذلك فإن الشارع حسم حكمها، وأمر أن يقضى فيها بالظاهر؛ ولو كان مقتضى وم

وال قطع بصدق البينة، وال ورع إال بالتوقف : االحتياط على خالفه؛ قال ابن عبد السالموتعذر الورع ،ن احلكم؛ تعياميبة؛ فإن لم تزل بعد البحث التى تزول الروالبحث حت)٧٥٨(.

ومن شروط األخذ باالحتياط : يوقع العمل به يف احلرجأن ال -:رابعال شرطالوالعمل مبقتضاه أن ال يكون موقعا يف احلرج املرفوع قطعا، وذلك ملا تقرر باتفاق أن القدرة على املكلف به دون مشقة غري معتادة من شروط التكليف؛ وجريا على مقتضى ذلك املعىن

ورة؛ فقالوا الشورة وغري احملصبهة احملصفريق بني الشفق الفقهاء على الت؛ فقد اترطيمبشروعية العمل باالحتياط يف األوىل؛ لسهولته وبساطة األخذ به، وعدم منافاته ملبدأ رفع

رر على احلرج، وألغوه يف الثانية؛ لصعوبته وشدته غالبا، ومنافاته ملقتضى رفع احلرج املتقوجه القطع واليقني؛ ويف مقام التمثيل للشبهات اليت يشق األخذ معها باالحتياط؛ يقول

األبياري : راء واألكل منه ترك الشقطعا؛ ال يلزم نيا خالطه حرامن علم أن مال الدمة أبيكم ما جعل عليكم يف الدين من حرج مل﴿: األسواق؛ فإن ذلك حرج عظيم؛ قال تعاىل

.)٧٦٠()٧٥٩(﴾إبراهيم

وليس املراد بانتفاء املشقة انتفاءها مطلقا؛ فقد جير العمل باالحتياط يف بعض الوقائع إىل نوع من املشاق؛ غري أن ذلك معدود من قبيل ما يطيقه املكلف، وال يتحرج به احلرج

ور يف املنافع واملكاسب األخروية الذي يوقعه يف العنت املنفي عن هذه الشريعة؛ وهو مغم؛ ويف بيان أن املشقة املعتادة مما يالزم العمل باالحتياط واألخذ مبسالكه يف )٧٦١(اليت يناهلا

اطيبغالب األحوال؛ يقول الش :وال كالم يف أن؛ يف نفسه الورع شديده ال كما أن

).٢/٥٠٦: (»القطع والظن عند األصولينيالشتري، : انظر -757 ).٣٧١/ص: (شجرة املعارف واألحوال ابن عبد السالم، -758759- اآليةورة س ،٧٨: (احلج.( 760- ،األبياري الورع) :٣٥/ص.( ).١٦٢/ص: (رفع احلرجالباحسني، : انظر-761

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 232: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٢ -

ألن؛يست من جهة إيقاع ذلك بالفعلته ل شد إال أن؛قوى شديد التزام التإشكال يف أنها عن هواها وصد،فس بل من جهة قطع مألوفات الن؛ين من حرججيعل علينا يف الدلم اهللا ةخاص)٧٦٢(.

هذا؛ وتعد املفاهيم اخلاطئة لكثري من قضايا التشريع من أهم األسباب املؤدية إىل امللة؛ ومن ذلك ما يظنه السواد األعظم من جتاوز حدود الوسطية اليت صبغ اهللا بها هذه

عوام املسلمني؛ أن هناك تالزما مطردا بني املشقة واألجر، وأن فضل العبادة على قدر ؛ مما يدفع بالبعض إىل جمانبة السهل، وطلب األشق يف مسائل )٧٦٣(النصب فيها مطلقا

من كثري: ، والقواعد املتقررة؛ قال ابن تيميةالتعبد؛ ولو كان على خالف النصوص الثابتةالناس تنفر؛ لعادة وحنوهاأشياءه عن نفسفيكون ذلك مم حترميها واشتباهها عندهيا يقو ،

أوهام يفهم ويكون بعض؛ مبناها على الورع الفاسدنون فتكون تلك الظ؛ون كاذبة وظن فيكون صاحبإن﴿ :ن قال اهللا تعاىل فيهه ممإالبعون يتالظن هوى وما تا وهذ،)٧٦٤(﴾األنفس ،ب من نوع دينرك الورع الفاسد املأهل من همفإن ؛جاسات النالوسوسة يف حال أهل .)٧٦٥( عقل وعلموضعف

وال يشك خبري بأوضاع التشريع يف أن مقتضى العبودية احلقة أن جيعل املكلف من أحوال التعزم والترخص، ال حييد عنه مينة وال يسرة؛ ليحقق نفسه تابعا ملراد الشارع يف

اطيبوجل؛ قال الش د هللا عزبذلك أعلى مراتب التعب :يف جارية ريعةالش كليفالت قتضاهامب كسب ت حتاخل الد، فيه ال ميلرفني بقسط اآلخذ من الط،ريق الوسط األعدلالط على

مجيع يفي وازنة تقتض على م جار بل هو تكليف؛ عليه وال احناللةمشق غري منالعبد ة احنرافه جود مظنف أو و ألجل احنراف املكلشريع فإن كان الت..عتدال االفني غايةاملكل

مييل لكن على وجه؛ إىل الوسط األعدلا رادشريع كان الت؛رفنيعن الوسط إىل أحد الط على ما فيه فيق حيمل املريضبيب الر الطلع ف؛ فيهعتدالل اال ليحص؛فيه إىل اجلانب اآلخر

762- ،اطيبالش املوافقات) :١/١٠٦.( ؛ يف املبحث الثالث من هذا الفصل؛األجر على قدر املشقة: وسيأتي الكالم على قاعدة-763 ).٢٦٤/ص: (انظر

).٢٣: (اآليةالنجم، سورة -764 ).٢٠/١٤٠: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -765

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 233: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٣ -

ه حبسب حاله وعادتهصالح،ة مرضه وضعفه حىت إذا استقل وقوت صح؛هتيف أ له طريقا هي مجيع أحواله به يف الئقادبري وسطاالت )٧٦٦(.

هلويأكيد عليه أيضا؛ يقول الدويف تقرير ذلك والت : نمن نفسه أن اهللا ال م ظنيرضى إال بتلك الطاعات الشاقة، وأنه لو قصر يف حقها؛ فقد وقع بينه وبني تهذيب نفسه حجاب عظيم، وأنه فرط يف جنب اهللا؛ فإنه يؤاخذ مبا ظن، ويطالب باخلروج عن التفريط

ه ضارر انقلبت عليه علوماعتقاده؛ فإذا قص ه يف جنب اهللا حسبقبل طاعاتظلمة؛ فلم تة م دوافسد إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إال غلبه؛: قول النيب ولهنة يف نفسه؛ وه

.)٧٦٧(واوأبشر وقاربوا

وال فرق بني الشؤون اخلاصة ومسائل الفتوى يف لزوم التوسط فيها عند األخذ يكون حذرا يف تبليغ أحكام الشريعة إىل الناس، وال باالحتياط؛ إذ ينبغي على كل مفت أن

يلجأ إىل مسلك االحتياط إال إذا لم جيد بدا من التعويل عليه، ورأى يف العمل به نفعا وسيع يف غري موضعه على حدكالت يف غري حمله مذموم شديدمن تركه؛ وذلك ألن الت أرجح

اطيبواء؛ قال الشالس :ذروة البالغ فيتامل الدرجة هو الذي حيمل النود الوسط اس على املعه؛ باجلمهورفيما يليقب فال يذهب هم مذهبهم إىل طرف االحنالل ب وال مييل،ة الشد ،ليلوالد على صحة هذا أني املستقيم الذراطه الصفإذا خرج عن ذلك ..ريعة جاءت به الش ولذلك كان ما خرج عن املذهب الوسط مذموما؛الشارعستفتني خرج عن قصد يف امل .)٧٦٨(اسخني العلماء الرعند

ثين حد راء للب قلت:لاقعبيد بن فريوز ومما يشهد هلذا املعىن ما رواه البيهقي عن ا كرعمه أو نول اهللا هى رسفقال؛ من األضاحي :ول اهللا قال رسهكذا بيده ،

من يد رويدي أقصر ول اهللا س: أربعالعوراء:جزي يف األضاحي ال ت البي ن عوهار،

766- ،اطيبالش املوافقات) :٢/١٦٣.( 767- ،هلويالد ة البالغةاحلج) :٢/٥٥(؛ وانظر : ،العيينعمدة القاري) :١/٢٣٤( ،واملناوي ،

فيض القدير) :كتاب)٣/٥٥٥ ،باباإلميان، : ؛ واحلديث الذي ذكره أخرجه البخاري : ،سرين يالد ).٨/١٢١(، ٥٠٣٤: الدين يسر، رقم: اإلميان وشرائعه، باب: ، والنسائي، كتاب)١/٢٣(، ٣٩: رقم

768- ،اطيبالش املوافقات) :٤/٢٥٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 234: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٤ -

: البراء قال؛)٧٦٩(ينق والكسري اليت ال ت،هان عرج البي والعرجاء،هان مرض البيواملريضةفإنقال؛رن يف األذن والقي أكره أن يكون نقص : وال، فما كرهت فدعه تعلى مهحر

.)٧٧٠(غريك

وكذلك ي أسباب الغلو البعض بأن االحتياط ال يكون إال واجبا؛ من أهم اعتقاد عدواالحنراف عن اجلادة يف التعامل مع هذا املسلك؛ مع أن األخذ باالحتياط قد يكون واجبا، وقد يكون مندوبا، وتزداد فجوة االحنراف توسعا إذا كان معتقد ذلك متقلدا منازل أهل

إىل امليل: والقضاء؛ وذلك ميل بال شك عن مقصود الشارع؛ قال الشاطيبالفتوى بإطالق تيايف الف خصالر مضادللمشي على الت إىل امليل كما أن؛طوس التشديد مله ضاد ، وهذا غلط، فال جيعل بينهما وسطا؛ص تشديد ترك الترخاس أن النورمبا فهم بعض، أيضا عرف ام األحكام باالستقراء التل مواردن تأم وم، الكتابريعة وأم الش هو معظمطوالوس .)٧٧١(ذلك

ومن أهم الشروط : )٧٧٢(الوساوس يف العمل بهأن ال يوقع -:سامالشرط اخلاليت ميتاز بها االحتياط املعتبر عن غريه؛ أن ال يؤول األخذ به إىل الوقوع يف مصائد

اوس واألوهام؛ ملا يف ذلك من خروج عن حد االعتدال املدلي بوافر ظالله على سائر الوس؛ وملا فيه أيضا من خمالفة واضحة للنصوص الناهية عن الغلو يف الدين، )٧٧٣(أحكام التكليف

: ؛ أي اليت ال مخ هلا؛ لشدة هزاهلا وضعفها؛ وأصله من النقو، وقيلاليت ال تنقي :قوله -769

، والفيومي، )٥/٢٣٣: (النهايةابن األثري، : عظم ذي مخ؛ وجيمع على أنقاء؛ انظرالنقي؛ وهو كل املنري املصباح) :٦٢٤/ص.(

770- ،البيهقي نن الكربىالسباب: ، كتاب ،ما ال جيزئ من العيوب يف اهلدايا، رقم: احلج :إرواء ، واأللباين، )٤/٢٧٩: (نصب الرايةالزيلعي، : ؛ وإسناده صحيح؛ انظر)٥/٢٤٢(، ١٠٠٢٦ ) ٤/٣٦٠: (الغليل771- ،اطيبالش املوافقات) :٤/٢٥٩.( : خطرات رديئة تسيطر على العقل؛ فتحرضه على أعمال خارجة عن املألوف؛ انظر: الوسوسة-772

،املناويعاريفالت) :٧٢٥/ص( ،واملواق ،واإلكليل اجالت) :الفتول أباق، و)٥/٣٧٨ وح العجلي: الوسوسة:حيكم بكونه كائنا؟ن لو كان كيف يكونأ ؛ ما لم يكن تقدير ثم حىت يكون الواجب

).١/٢٢٠: (الفتاوى الفقهية الكربى: ؛ انظر لهه عندهغسل ).٢/٥٤: (احلجة البالغةالدهلوي، : انظر-773

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 235: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٥ -

منافذ باب الوساوس؛ قول اهللا عز ارع إىل سدوالتنطع فيه، ومن أظهر شواهد قصد الش، واحلديث الذي أخرجه اإلمام )٧٧٤(﴾يا أهل الكتاب ال تغلوا يف دينكم غري احلق﴿ :وجل

إياكم والغلو يف الدين؛ فإمنا أهلك من : قال أن النيب أمحد والنسائي عن ابن عباس .)٧٧٥(كان قبلكم الغلو يف الدين

اط للدين، وهو يف الواقع قد واملوسوس يعتقد يف أكثر األحيان أنه يأخذ باحلزم، وحيتخالف الصواب من حيث أراده؛ وذلك ألن الشك امللجئ إىل التحوط هو املنبني على ه ويقومساندا يعم ستند له سوى االحتمال العرياملوسوس؛ فال م ا شكعالمة ظاهرة، وأم

لغة فيه أحسن، ولكن إىل حد والورع حسن، واملبا: به من معاني االعتبار؛ قال الغزايل معلوم؛ فقد قال النيب :ها وإن )٧٧٦(هلك املتنطعون؛ فليحذر من أمثال هذه املبالغات؛ فإن

كانت ال تضر صاحبها؛ رمبا أوهم أن مثل ذلك مهم، ثم يعجز عما هو أيسر منه؛ فيترك عليهم الطريق فأيسوا عن القيام به أصل الورع، وهو مستند أكثر الناس يف زماننا؛ إذا ضيق

عن الطهارة فيتركها؛ فكذا بعض فاطرحوه؛ فكما أن املوسوس يف الطهارة يعجزاملوسوسني يف احلالل سبق إىل أوهامهم أن مال الدنيا كله حرام؛ فتوسعوا فتركوا التمييز،

.)٧٧٧(وهو عني الضالل

اليت تصيب بعض املكلفني أسباب كثرية، ولعل من وهلذا النوع من املظاهر السلبية والغلو موقعه املبالغة واإلغراق يف إحلاق مباح مبأمور : أبرزها ما أشار إليه ابن عاشور بقوله

أو منهي شرعي، أو يف إتيان عمل شرعي بأشد مما أراده الشارع بدعوى خشية التقصري ارع، وهو املسمراد الشق والتنطععن مة بالتعمعلى املستنبطني واملفتني .. ى يف السن وجيب

).٧٧: (املائدة، اآليةسورة -774التقاط : مناسك احلج، باب: ، والنسائي، كتاب)١/٢١٥(، ١٨٥١: رقم، املسند أمحد، -775

؛يخنيالش رجال ثقات رجالهو ،سلمم شرط على صحيح هإسناد، و)٥/٢٦٨(، ٣٠٥٧: احلصى، رقمالسلسلة ، واأللباين، )٣/٧٣: (نصب الرايةالزيلعي، : ؛ انظرسلمم رجال فمن ؛احلصني بن زياد غري

).٣/٢٧٨: (الصحيحة ).٤/٢٠٥٥(، ٢٦٧٠: هلك املتنطعون، رقم: العلم، باب: أخرجه مسلم، كتاب احلديث-776 ).٢/١١١: (اإلحياء الغزايل، -777

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 236: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٦ -

أن يتجنبوا مواقع الغلو والتعمق يف محل األمة على الشريعة، وما يسن هلا من ذلك، وهو عظيم موقف)٧٧٨(.

والوساوس واألوهام ال مدفع هلا سوى اإلعراض عنها، وإهلاء النفس بغريها، وأما عيبذلك، وتتمكن من الس ها تكثرود؛ فإنقتضياتها؛ فال يأتي إال بنقيض املقصوراء م

صاحبها إىل أن خترجه عن حدود األسوياء؛ وهلذا املعىن قرر الفقهاء أن املبتلى بالوساوس ال : اجلدابن رشدينبغي له أن يبني عليها، وال يشرع له األخذ باالحتياط من أجلها؛ قال

هذا مثلاملنة أن ما يف املدو وسوس ال يلزمه طالق،ذلك إمنا هو ألن؛ا ال طالق فيه وهو مم من الشوال يلتفت إليه،لهى عنهيطان فينبغي أن ي ..يه إذا فعل ذلك أفإن؛ منهيطانس الش

.)٧٧٩( النقطاعه عنه إن شاء اهللافكان ذلك سببا

يز بني الوساوس واالحتياط؛ هو أن الوساوس يف وواضح من ذلك أن ضابط التميحقيقتها احتماالت جمردة ال تستند إىل أصل ثابت، وال تقوم على ظاهر معتبر؛ وهو ما

كترك ثياب؛ بعالمةيكون الشك بأن :بني الوسوسة والشك قفرقرره العجلي؛ عندما مه مباشرةن عادتجاسة الن،الة خل وترك الصف ماألصل ألن؛ ساهل يف إزالتهان عادته الت ها فإن؛ خبالف الوسوسة؛ هنا مطلوب واالحتياط،جاسة الن قد عارضه غلبة-هارةوهو الط-

احلكملم بأن ؛جاسة من غري عالمة بالنكإرادة غسل ثوب جديد؛ شيءض األصلعاري م وقوع كأن يتوه؛وله حبصحيكم ثم ،ايكن كائنلم ر ما قد املوسوس ي وبأن..احتياطا

.)٧٨٠( ظاهرودها من غري دليل بوجحيكم ثم ،جناسة بثوبه

ومن أمثلة ما ال يشرع االحتياط من أجله؛ لكون الشك فيه من قبيل ما ال ينبغي ام حالل طعأكل -:ه ورعاا ال أعدوكذلك مم: االلتفات إليه ما ذكره العز بن عبد السالم

ما كان ألن؛ كطعام الوالئم؛ إليهرععام الذي ندب الشما الطسي وال؛محمض محله ظال

).٣٧٠/ص: (مقاصد الشريعة ابن عاشور، -778 ).٥/٣٧٨: (التاج واإلكليل املواق، -779: ؛ وانظر قريبا من ذلك)١/٢٢٠: (لكربىالفتاوى الفقهية ا: نقله عنه اهليتمي؛ انظر له-780

الفتاوى ، وابن تيمية، )٧/١٠٦: (إكمال إكمال املعلم، واأليب، )٢/١١٤: (اإلحياءالغزايل، ).١/٢٢٦: (الكربى

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 237: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٧ -

رع إىل للش إال بالوسواس واألوهام اليت ال لفتة؛ فال وجه الجتنابه؛ بوصفه وسببهحالال .)٧٨١(مثلها

يا : وما قالواويشهد ملا ذكره العز ما أخرجه البخاري عن أم املؤمنني عائشة أن قإن قوما يأتوننا باللحم، وال ندري أذكروا اسم اهللا عليه، أم ال؟ فقال رسول اهللا ! رسول اهللا :وا اهللا عليه وكلوهمس)؛ قال احلافظ)٧٨٢ :وغرضاملصن ؛ وسوسنيامل ورع بيان ناف هكمن ميتنعيد خشية من أكل الصأن يكون الص كان إلنسانيد ،أفلت منه ثم،وكمن يترك

على تدل وليست هناك عالمة؟ أم حرامماله حاللأ ما حيتاج إليه من جمهول ال يدري شراء ، االحتجاج به وعدم، على ضعفهفقتر ورد فيه م خلب تناول الشيءن يترك وكم،اينالث

.)٧٨٣(ستبعد أو مه ممتنعويلأ وت،ا إباحته قويويكون دليل

فرق بني املعنيني؛ هو أن االحتياط حذر من الوقوع يف املخالفة من غري غلو وال فال باع ظاهر ملا ورد عن النيبتقصري وال جماوزة مع ات ما لم ا الوسوسة؛ فهي ابتداعوأم ،

، وال أحد من الصحابة، وال ممن يعتد بأقواهلم من تأت به السنة، ولم يفعله رسول اهللا أهل العلم؛ مع الزعم الكاذب بأن يف ذلك حتصيال للفعل املشروع، وبعدا عن مالبسة

.)٧٨٤(املمنوعوقد كان خلفاء معالم الفرق بني االحتياط املعتبر والوساوس املذمومة أثر ظاهر يف رد إحداث بعض املكلفني مجلة من التصرفات اليت ال مستند هلا يف الشرع سوى الوهم ا

واخليال احملض؛ معللني ذلك بالعمل باالحتياط؛ مع أن الواقع شاهد على مناقضة ما أحدثوه ا ميكنشريع وقواعده اجلارية على عدم االلتفات إىل األوهام واخلياالت؛ وممول التألص

دع من الب: التمثيل به لذلك ما أشار إليه احلافظ يف معرض حديثه عن هذا املوضوعيف ساعةثلث ي قبل الفجر بنحوانن الثمان من إيقاع األذاحدث يف هذا الزاملنكرة ما أ ؛يامن يريد الصرب على م لتحرمي األكل والشعلت عالمةطفاء املصابيح اليت جإ و،رمضان

).١/٢٣٤: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -781، ١٩٥٢: لشبهات، رقممن لم ير الوساوس وحنوها من ا: البيوع، باب: البخاري، كتاب-782

)٢/٧٢٦.( ).٤/٢٩٥: (فتح الباري ابن حجر، -783 ).٢٥٦/ص: (الروحابن القيم، : انظر يف ذلك-784

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 238: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٨ -

ذلك هم وقد جر،اس النال آحادإبذلك لم وال يع،ه لالحتياط يف العبادةن أحدثه أن ممزعماإىل أن صارإنون ؤذوا ال يأ ف! زعموا؛وب بدرجة لتمكني الوقتال بعد الغرروا الفطرخ

وعجحورلوا الس،وكث، عنهم اخلري فلذلك قل؛ة وخالفوا السن واهللا ،ر فيهم الشر .)٧٨٥(املستعان

ادسرط السود من الأن يتحقق -:الشوط االحتياط املع: عمل به املقصر ومن شرتب، ويكفي يف ذلك غلبة الظن اتفاقا؛ فإنها تقوم )٧٨٦(أن يتحقق املقصود من وراء العمل به

مقام اليقني يف املواضع اليت ال يقدر املكلف فيها على حتصيله حقيقة أو حكما؛ واملقصود واجبات، وتعلق األعظم من العمل باالحتياط هو االطمئنان إىل براءة الذمة مما أنيط بها من

ما ال يربئ على كل تقدير ال يلزم بها من حقوق؛ ولذلك قعد الفقهاء قاعدة مفادها أن .)٧٨٧(األخذ به

االحتياط يف حقه أن من خفي عليه موضع النجاسة من الثوب؛ فإن-:ومثال ذلكيكن على لم دون بعض؛ منه إال بغسل الثوب كله؛ فلو غسل بعضا منه ودال يتم املقص

ه أصاب موضعمن أن جاسةيقني وال ظنقال احلطاب؛ الن :ن حتقم؛جاسة حمللق إصابة الن لم وإن ،هف موضعها منه غسلفإن عر؛قه اإلصابةجاسة مع حتقيعرف موضع النه يغسل فإن

مجيع ما شك؛ جاسة له يف إصابة النه ملا حتقألنلم وملا ،هاجاسة وجب غسلق إصابة النيتميز موضع؛ اجلميعن غسلها تعيق زواهلا إال بذلكه ال يتحقألن)٧٨٨(.

واالحتياط لألنساب من حيث الوجود والعدم معهود من تصرفات الشارع وأحكامه؛ غري أنه عندما يصبح املقصود من االحتياط له يف حيز املوهوم قطعا؛ فإنه يلغى

ر تصو ال يوما ال ميكن شرعا:يعول عليه؛ ومن ذلك ما أشار إليه اهليتمي بقولهوال

).٤/١٩٩: (فتح الباري ابن حجر، -785 ).٣٠٨/ص: (العمل باالحتياطشاكر، : انظر-786 ).١/١١١: (األشباه والنظائر، و)٣/١٧٧: (اإلاجابن السبكي، : انظر-787، )١/١٢٩: (املدونة الكربىمالك، : ؛ وانظر)١/١٦٠: (مواهب اجلليل احلطاب، -788

،افعيوالشاألم) :١/٧٢( ،وابن قدامة ،املغين) :١/٤١٢.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 239: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٢٩ -

ؤاخذة به وللم، إقرارة كلة لصحط األئم فقد شر؛ باإلقرار به وال املؤاخذة، فيهاالحتياط .)٧٨٩( شرعاأن يكون ممكنا

باالحتياط أن ال ومن شروط العمل: تقدمي األقوى عند التعارض: الشرط السابعجتهاد بأنواعه املختلفة أن يكون معارضا باحتياط أقوى منه، واألصل العام يف أبواب اال

فاقا، وال جيوزعلى األضعف ات مظر العملاألقوى مقدرع والنيف مقتضى الش وح مع باملرجن العربة باألقوى، وعلى فإأكثر من احتياط؛ قيام الراجح؛ فإذا حدث وجتاذب فرعا واحدا

لالحتياط الذياملكلف أن يتعرف على مالمح القوة يف طريف النزاع، وحيكم بالتقدمي جهة كونت قد الشيء نإف: ويف التنويه بشأن ذلك املعىن؛ يقول ابن تيمية؛ حتققت فيه ،اجحالر الحالص من هعارضي ما لحظي وال ،عاملتور فيلحظه ؛هترك قتضىت فساده

.)٧٩٠(وبالعكس

حيضها؛ كم صالة املستحاضة يف غري أيام اختالف الفقهاء يف ح-:ومن أمثلة ذلك الصالة، واالحتياط لدرء مفسدة الصالة يف احليض، مصالحفإنه دائر بني االحتياط لتحصيل

بن عبد ا جه ذلك؛ يقولمل باألول منهما جنح احملققون من أهل العلم؛ ويف بيان ووإىل العركان أ من احلاصلةصالحهمل امل فال ت؛الةوط الص من شرهارة شرط الطنإ :السالممصالح فان؛ واحد شرائطها بفوات شرطالة وسائرالصعظيمةالة خطرية الص دانيها ال ت

م قد فال ت؛الةد الصكملة ملقاصة والتهر منه كالتتم الطألن؛ احليض من هر الطمصلحةالتتماتوالت كمالتالة على مقاصد الص)٧٩١(.

وما ذكره العز بن عبد السالم مندرج حتت معىن من املعاني املتقررة يف مجلة قواعد يعود ال أن :وهو ؛شرط تكملة هي حيث من فلها تكملة كلالتشريع العامة؛ وهو أن

تكملة كل أن وذلك ؛بطالباإل األصل على هااعتبار فضيي فال؛ أصلها رفض إىل هااعتبار ذلك عند هااشتراط يصح)٧٩٢(.

789- ،اهليتمي ة الكربىالفتاوى الفقهي) :٣/١٣٥.( ).٢٠/١٤٢: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -790 ).٢/١٨: (قواعد األحكام ابن عبد السالم،-791 ).٢/١٣: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-792

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 240: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٠ -

؛ يف عددهوقوع الطالق بالشك األمثلة اجلارية على ذلك املعىن اختالفهم يف ومنم ذهب اإلمام مالك وأتباعه إىل أن من طلق زوجته، ولم يدر كم مرة طلقها؛ فإنها حترفقد

عليه حتى تنكح زوجا غريه؛ تنزيال للعدد املشكوك فيه منزلة الثالث من باب االحتياط ؛ غري أن ذلك االحتياط الذي عول عليه املالكية يف هذا الباب معارض باحتياط )٧٩٣(للفروج

آخر؛ وهو أن حترميها على األول بالشك، يقتضي إباحتها لغريه بالشك، وذلك جار على ابن ؛ قالخالف االحتياط القاضي بأن الفروج ال تستحل إال باليقني وما يقوم مقامه

وج؛ فقد ترك معىن االحتياط؛ فإنه حيرم وقال ذلك احتياط للفر.. يإذا أوقعه املفت: قدامة والذي ال يأمر: أمحداإلمام قال .. الفرج على هذا، ويبيحه لغريه؛ فأين االحتياط ههنا

حرمها عليه، : بالطالق؛ فإمنا أتى خصلة واحدة، والذي يأمر بالطالق؛ فقد أتى خصلتني .)٧٩٤(وأحلها لغريه

واالحتياط الذي عول عليه القائلون بعدم لزوم الثالث أقوى؛ ألنه معتضد بأصل مشكوك الفرج حلل املزيل له والقاطع ،نتيقم كاحالنالعدم املتفق عليه بني الفقهاء؛ فإن

؛فيزيله ؛بائنا يكون أن وحيتمل ،كاحالن ليزي فال ؛ارجعي به ياملأت يكون أن حيتمل هفإن ؛فيه .)٧٩٥(يرفعه مبا نتيقي حىت كاحالن بقاء فاألصل ؛زيلهي فيما وشككنا ،كاحالن يقني ناتيق فقد

إىل املصلحة اليت يراد يف األساسهمرد احتياط وآخروالضابط العام يف الترجيح بني يشرف االحتياط بشرف احملتاط له؛ : قال العز بن عبد السالمه؛ ها من األخذ بحتقيق

فاالحتياط للدماء أفضل من االحتياط لألموال، واالحتياط لألرواح أفضل من االحتياط خلسيسها؛ فإذا كان لليتيم أو لألعضاء، واالحتياط لنفائس األموال أفضل من االحتياط

منح ، وعليش، )٤/٨٨: (مواهب اجلليل، واحلطاب، )٢/٦٧: (املدونةمالك، : انظر-793 ).٤/١٤٦: (اجلليل: نإغاثة اللهفاابن القيم، : ؛ وانظر يف نفس املعىن)٦٧/ص: (ذم املوسوسني ابن قدامة، -794

)١/١٦٤.( ، والكاساين، )٥/٢٧٩: (األمالشافعي، : ؛ وانظر)١/١٦٤: (إغاثة اللهفان ابن القيم، -795

نائعبدائع الص) :٣/١٢٦( ،ربيينوالش ،مغين احملتاج) :والبهويت، )٤/٤٩١ ،اف القناعكش :)٥/٣٣١.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 241: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣١ -

يسها سبال بضياع خنلم للرعية أموال ال ميكن حفظ مجيعها؛ حفظنا أنفسها، فأنفسها، و .)٧٩٦(وأخسها

ومما ميكن التمثيل به هلذا املعىن التنسيقي بني االحتياطات املتعارضة من األحكام ز قراءة القرآن للحائض غيبا إذا خافت نسيانه؛ العملية ما ذهب إليه فقهاء املالكية من جتوي

حيث قدموا مصلحة احملافظة على ما عندها من القرآن على مصلحة ترك قراءته حال .)٧٩٧(احليض احتياطا حلرمته

ومدرك املالكية يف هذه املسألة قائم على أصل راسخ جممع على سالمة انتهاجه يف وازنة بني املصالح واملفاسد عند تعارضها؛ قبل احلكم بتقدمي مثل هذه األحوال؛ وهو لزوم امل أن ينبغي ال ؛ يف هذه املسائل ونوعها عظيمهذا أصل: جهة وإلغاء أخرى؛ قال ابن تيمية

إال ؛قتضية للحظر غلظ املفسدة املإىلنظر يبل؛ لإلذن وجبةامل احلاجة إىلنظر مع ذلك وي .)٧٩٨(اباإلجي أولالستحباب املوجبة

فال حميص من أن يكون مريد العمل باالحتياط عارفا مبوارده، مدركا ملا ينبغي تقدميه منه عند تعارضه مع غريه من املبادئ واألصول؛ فإن اجلهل بشيء من ذلك قد يؤول إىل

ن ما يف من لم يواز: خمالفة قصد الشارع ومناقضته؛ ويف التنبيه على ذلك يقول ابن تيميةويفعل حمرمات، ويرى أن ذلك من الفعل والترك من املصلحة الشرعية؛ فقد يدع واجبات،

الورع؛ كمن يدع اجلهاد مع األمراء الظلمة، ويرى ذلك ورعا، أو يدع اجلمعة واجلماعة

: نيل األوطارالشوكاين، : ؛ وانظر)٢٠٧/ص: (شجرة املعارف واألحوال ابن عبد السالم، -796

)٨/٣٢٢.( ، وابن )١/١٧٥: (منح اجلليل، وعليش، )١/٣٧٦: (مواهب اجلليلاحلطاب، : انظر-797

وأما األحاديث القاضية باملنع؛ فال خيلو مجيعها من مقال يف طرقها، وداللة ؛)١/٩٧: (املغينقدامة، ، وقد أمجعت األمة على حترمي القراءة باللسان حال قضاء احلاجة ألفاظها غري صرحية يف التحرمي

واجلماع؛ فيبقى ما سوى ذلك على األصل، وهو عدم التحرمي؛ ويؤيد ذلك ما رواه مسلم عن عائشة واحلديث مقرر لألصل؛ : ؛ قال الصنعاين يذكر اهللا على كل أحيانهكان رسول اهللا : أنها قالت؛ ز ذكر اهللا على كل حال من األحوال، وهو ظاهر يف عموم الذكر؛ فتدخل تالوة القرآنوهو جوا ).١/٧١: (سبل السالم: انظر

).٢٦/١٨١: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -798

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 242: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٢ -

ويرى ذلك من الورعخلف ،ة الذين فيهم بدعة، أو فجورشهادة قبول عن وميتنع، األئم بدعة من صاحبه يف ملا ؛ملالعالم ع وأخذ ادقالص ويرى ،ةخفي هذا مساع قبول ترك احلق .)٧٩٩(الورع من همساع جيب يالذ

، رك من باب الت االحتياط ال يكون إالنوقد كان العتقاد كثري من عامة املسلمني أعي يف أذهانهم؛ األمر الذي وليس له عالقة باألفعال أثر واضح يف اختالل هذا امليزان الشر

جر إىل حياتهم جملة من املظاهر السلبية، وحال دون حتقيق املقصود من انتهاج مسالك االحتياط، وجعل بعض من حيرص منهم على العمل به ظاهرا من أبعدهم عنه واقعا؛ قال

ع عن الكلمة هم يتورحدأ ترى ؛عةنة املتور من املتديبتلى به كثري ياوهذ: ابن تيمية عن ع ويتور،عاملة فاسدة وم،هو لكونه من مال الس؛رهم فيه شبهة وعن الد،الكاذبةل البدع يفأهلمة من ىل الظإكون الري وذو،ين الدور يف الفجموراأ ومع هذا يترك ،نيا الد

جار ومسكني وحق،رحم من صلة ؛نت عليه وقد تعي،ا كفايةمإ وا عينامإ ؛ عليهواجبة يهون، وعن أمر مبعروف، علمي سلطان وذيوذلم س م وحق،وصاحب ويتيم وابن سبيل

ىلإ ؛ سبيل اهللا وعن اجلهاد يف،نكرعن م غري ذلك ممدينهم للخلق يفا فيه نفع ا ودنياهم مم .)٨٠٠(وجب عليه

رط الثامنظام عدم اإلخالل:الشبالن ني اليت ال ينبغي إغفاهلا عند ومن املعا : العامالعمل باالحتياط؛ عدم اإلخالل بالنظام العام؛ فإذا كان العمل به يؤول إىل اإلخالل بشيء من النظام العام؛ فال جيوز األخذ به؛ وذلك ملا علم يقينا أن الشارع قد نهى عن كل ما من

د على واقع حياتهم بصنوف األذى واملشاق شأنه أن خيدش بالنظام العام للمكلفني، ويعواحملرجة؛ ومضمون هذا الشرط مستفاد من قول الغزايل يف معرض كالمه عن أحوال

هذا كل أنلم واع: املكلفني حيال درجات الورع ومراتبه؛ حيث قال بعد أن ذكر أعالهاالفقيه فتوى فإن ؛اهرالظ علماء فتوى عن خارج ختتص ميكن اليت ىاألول رجةبالد تكليف

).١٠/٥١٢: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -799جامع العلوم ابن رجب، : منهوانظر قريبا ). ٢٠/١٤٠: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -800 ).١١١/ص: (واحلكم

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 243: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٣ -

ورع من عداه ما دون ؛مالعال خيربلم عليه اجتمعوا ولو ،هاب اخللق ةعام قنياملت .)٨٠١(والصاحلني

يقوم به معىن كلي معهود يف مجلة -رمحه اهللا-وهذا املعىن الذي أشعر به كالمه ح على املصالماعة تقدمها على اجل نفعح اليت يعودلااملصأحكام التكاليف املختلفة؛ وهو أن

اها إال اخل باليت ال ينتفعتظاهرت ن ذلكو ،)٨٠٢(ةص أمرصوص الشة ريعة وتطبيقاتاألئم أدلة املقاصد اجلوهرية املستقرأة من مجلةهو أيضا مقتضى، و والشهادة لهلى تقريرهعاته؛رعالشه هذه العدل فيما كانت حالفإن وكليراعى جهةأن تالن فع الذي هو أمشل وأعم

.)٨٠٣(من غريهاألصل جهة ا أن يرجع إىل إماألمر: ؛ يقول الشاطيب املعىنويف مقام التأصيل لذلك

ه ألن؛ واحلاجيروري االعتبار عن طريق إقامة الضيف رمتأخ عاونالت وطريق.. عاونالت أوتكميلي ..ولكنه صحيحإذا ن ززلتهل من،ة ألجل وهو أن يكون من باب احلكم على اخلاصةالعام)٨٠٤(.

كل ومما يؤيد اشتراط هذا املعنى يف العمل باالحتياط ما تقرر لدى الفقهاء من أن نطرحه إىل تعطيل املصالح املشروعة، أو جلب املفاسد املدفوعة؛ فهو مي اعتباراحتمال يؤد

.)٨٠٥(ال لفتة إليه

النيب هجوعلى ذلك كان ن ضاعة يف العرب قبله مع انتشار الروصحابته؛ فإن ه كان يأمرعهد عنه أنارع لم ياالختالط يف بعض األحيان؛ فإن الش اإلسالم إىل حدبالتفتيش عن ذلك قبل التناكح؛ بل كان يكتفي بالظاهر حتى يقوم من القرائن اخلارجية ما

).٢/١١٣: (اإلحياء الغزايل، -801السيوطي، و ،)١/٣٢٤( :املوافقاتالشاطيب، و،)٢/٢٢١: (الفروق القرايف، : انظر-802

ظائراألشباه والن) :١٦٠/ص.( .)٤٧٨/ص( :اعتبار املآالتالسنوسي، : انظر-803804- ،اطيبالش ملوافقاتا) :ياق ذاته)٣/٢٥٧ابن عاشور، :؛ وانظر يف الس ريعةمقاصد الش :

)٨٦/ص( الندوي، :؛ وراجع أيضا)٣٦١/ص: (شجرة املعارف واألحوالابن عبد السالم، : انظر -805

وعة القواعدموس) :٢/٢٨٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 244: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٤ -

؛ وذلك لتشوف الشارع إىل التسهيل والتخفيف عن املكلفني، واجلنوح )٨٠٦(فهيشعر خبال .بهم عن مسالك احلرج ما أمكن

وكذلك األمر إذا كان العمل باالحتياط يخل بالنظام اخلاص حلياة املكلف؛ حبيث يف شؤون خيرج به عن النمط املتعارف عليه بني الناس، إذ ال يسوغ للمكلف أن يلتزم

بل جيب عليه أن يقوم مبا حيفظ به ؛ةما يلزم منه اإلخالل بنظام حياته العائليحياته اخلاصة ما رواه البخاريقرارها، ويضمن ألفرادها كفايتهم من لوازم العيش الكرمي؛ ويشهد لذلك

عنهما اهللا رضي العاص بن عمرو بن اهللا عبدعن ومسلم أن النيب قال له :وأفطر صم، وإن ،احق عليك لزوجك وإن ،احق عليك لعينك وإن ،احق عليك جلسدك فإن؛ مون موقاحق عليك وركلز)٨٠٧(.

نأ النيب له نفبي: قال ابن تيمية معلقا على هذه الوصية النبوية لعبد اهللا بن عمرو عن شغلكي ما تفعل نأ لك فليس ؛ائرينوالز هلواأل فسالن حق من واجبة موراأ عليك .)٨٠٨(هحق حق يذ كل آت بل ؛الواجبة احلقوق هذه داءأ

: والتقليداالجتهاد، ومشس الدين، )٣٣٨/ص: (متكني الباحثالعمري، : راجع-806

).٤٩٦/ص(، مسلم، )٢/٦٩٧(، ١٨٧٤: حق اجلسم يف الصوم، رقم: الصوم، باب: البخاري، كتاب-807 ).٢/٨١٢(، ١١٥٩: النهي عن صوم الدهر ملن تضرر به أو فوت به حقا، رقم: الصوم، باب: كتاب: ارج السالكنيمدابن القيم، : ؛ وانظر)٢٥/٢٧٤: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -808

)٢/٤٤٥.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 245: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٥ -

املبحث ال

ثالث :

حتياطلعمل باالموجهات ا :اآلتيةوفيه املوجهات

هلاملوجاألخذ باالحتياط يف العبادات أصل: األو. .حتياطالسبب إذا ثبت فال ا :املوجه الثاين

هعند عدم املانع: الثالثاملوج العمل باالحتياط واجب. هاملوجابعمات : الربه احملر ستباحواإلمكان ال ت كالش.

ه اخلامسقام مقام احلقيقة يف: املوجبهة تاالحتياط حملالش . هاملوجادسك إذا استند إىل أصل أمر باالحتياط : السالش. هاملوجابعيف املانع ال أثر له: الس الشك .

الثامن هروع ال أثر له: املوجبعد الش الطارئ الشك. هالاملوج اسعاحتياطا :ت ال تثبت بالشك الواجبات.

.االحتياط ال يصار إليه إال إذا خال عن الضرر : العاشروجهامل .اط ما ال يغتفر يف غريهيغتفر فيما هو لالحتي : احلادي عشروجهامل

هتعارضني عند إمنا يكون االحتياط: الثاين عشراملوججتاذب م. هحليل ال يكون إال بأقو: الثالث عشراملوجى األسبابالت. هابع عشراملوجعلى قدر املشقة: الر األجر .

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 246: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٦ -

: ةلذكر بعض القواعد الفقهي صلوثيق ذات االرتباط اهذا املبحث خمصاالستنباط و االجتهادمبوضوع االحتياط، واليت من شأنها أن توجه اآلخذ مبسالكه يف مقام

االمتثال؛ حبيث ال حييد عن الغاية السليمة اليت رمسها الشارع هلذا و يف مقال الترتيلأواهلام شريعياملنهج الت.

فرط التنبيه إليه يف ثنايا املباحث واملضامني اليت انطوت عليها هذه القواعد منها الذيالسابقة؛ غري أن املقام اقتضى إعادته على صورة قواعد موجزة، وال خيفى ما يف االختصار

لم يتهيأ له يف السالف جمال اجلديد الذيمن تسهيل لإلدراك، وتوسيع على الفهم؛ ومنها تكميال لبعض املعاني اليت ال غىن عنها ؛ملبحثلذكره والتنويه بشأنه؛ فناسب إيراده يف هذا ا

. وما يتعلق بهيف فهم موضوع االحتياط

احلالة املراد باألصل هنا :)٨٠٩( باالحتياط يف العبادات أصلاألخذ -:ولاملوجه األا العامة اليت هي مبثابة قانون مرعي ابتداء بال حاجة إىل دليل خاص عليه؛ بل يعتبر مسلم

تتبوأ يف سلم املقامات أشرفها وأعظمها، وبها واملعىن أن العبادة ملا كانت ؛)٨١٠(بنفسهيشرف العبد وتعلو منزلته عند اهللا؛ كان االحتياط هلا من أجل األمور وآكدها؛ فإن األمر

وأجدر كلما كان أشرف وأخطر؛ كان االحتياط فيه أوجب)إىل )٨١١ احملوج ؛ والشكلعمل باالحتياط يف العبادات إما أن يكون بالشك يف حتقق امتثاهلا، وإما أن يكون بالشك ا

-:يف متام امتثاهلا؛ فال ينفع معه إال يقني االمتثال؛ هدتهمن ع وفراغ الذمةفأما الشك يف حتقق االمتثال

كليف يقينا؛ فال يرفع غلت بالتاملكلف بأن ذمته قد شلم ؛ هو عذلكومثار االحتياط يف الم ؛ما يقوم وأذلك اليقني إال اليقنيعبد الس قال ابن : ال ورع يف إسقاط العبادات؛ ألن

809- ،رخسيالس وطاملبس) :١/٢٤٦(ابن عابدين، : ؛ وانظراحملتار رد) :ادي، )٢/٣٠٠والعب ،

رةاجلوهرة الني) :١/٥٨( ،وويوالن ،مسلم شرح) :٣/١٧٩.( ).٢/١٠٦٤: (املدخل الفقهي العامالزرقا، : انظر-810: شجرة املعارف واألحوال؛ وابن عبد السالم، )١/٤٤٤: (علومأجبد الالقنوجي، : انظر-811

).٢٠٧/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 247: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٧ -

الورع حزم واحتياط حليازة مصالح العبادات واملعامالت، ودفع مفاسدمها؛ فكان االحتياط .)٨١٢(يف الورع لإلجياب دون اإلسقاط

ن شكوبناء على ذلك؛ فإن م يف عبادة لزمته؛ هل قام بها أو ال؟ وجب عليه القيام أن براءة الذمة املشغولة تفتقر بها احتياطا، وال يفيده يف ختليص ذمته سوى ذلك؛ ملا تقرر

؛ ما لم يكن املكلف مستنكحا بالشك؛ )٨١٣(إىل سبب مربئ معلوم الوجود أو مظنون .إنه معفي من تتبع لوازمهمبتلى بكثرة تورده عليه؛ ف

وأما الشك يف متام امتثاهلا؛ فإنه حمكوم بقواعد العدم األصلي، وذلك يعين أن املكلف مىت حصل له شك يف متام العبادة؛ فإنه مأمور بالبناء على اليقني، وإكمال النقص املشكوك

عن لم ما رواه مس؛ واألصل يف ذلك )٨١٤(فيه؛ ألن الشك يف النقصان مانع من حتقق التمامى كم صليدرلم ف؛ كم يف صالته أحدإذا شك: قال أن النيب دري أيب سعيد اخل

؛مسليسجد سجدتني قبل أن ي ثم ،ن على ما استيقنبي ول،ك الش فليطرح؛ أم أربعاثالثا ترغيماكانت ؛ ألربعى إمتاما صل وإن كان، له صالتهعن شف؛ى مخسافإن كان صل

يطانللش)٨١٥(.

سجدتني بعد و وب ركعة لوجورة سبباك يف هذه الص جعل الش احلكيم قدرعاالشفقتضىالمالسى البناء على اليقني؛؛ وذلك هو مقص بكماهلا العبادة لتؤد؛ احتياطا هلا من الن منه تهذم تربأ ال هألن ؛اليقني على يبين هإنف ؛صالته يف شك نم اوأم : ابن القيمقالكبالش)٨١٦(.

وضة واملندوبة؛ فكلها لشرفها وعظيم مكانتها وال فرق يف ذلك بني العبادة املفر املعىن، ومشمولة مبقتضاه؛ مع االختالف الواضح يف حكم كل هذاداخلة حتت عموم

).٣٦٦/ص: (شجرة املعارف واألحوال ابن عبد السالم، -812 ).٢/١٦٤: (الفروقالقرايف، : انظر-813 ).٧٦/ص: (إيضاح املسالكالونشريسي، : انظر-814 ).١/٤٠٠(، ٥٧١: والسجود له، رقمالسهو يف الصالة : الصالة، باب: مسلم، كتاب -815وابن رشد، ،)١/٢١٩: (الذخرية القرايف، :؛ وانظر)١/١٧٩: (إغاثة اللهفان ابن القيم، -816

تهدبداية ا) :١٤٤/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 248: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٨ -

اديمنهما؛ قال العب :حتاط يف الفرض ليحقم والعقاب، وكذلك يف ق اخلالص من اإلثي .)٨١٧(؛ لتحقيق اخلالص من اإلثمفعل الندب

وكما يحتاط للعبادة من النقص؛ فكذلك حيتاط هلا من الزيادة بال دليل؛ ألن الزيادة فيها كالنقص متاما، وقد تكون أشنع يف بعض الصور، ومن املتقرر مبا ال جمال معه

أعمال : صل يف العبادة املنع حىت يقوم دليل املشروعية؛ قال ابن رجبلالحتمال أن األالعاملني كلهم ينبغي أن تكون حتت أحكام الشريعة؛ فتكون أحكام الشريعة حاكمة عليها بأمرها ويها؛ فمن كان عمله جاريا حتت أحكام الشريعة موافقا هلا فهو مقبول، ومن كان

.)٨١٨(فهو مردودخارجا عن ذلك

وبذلك يكون قد وضح أن ما ذهب إليه بعض الفقهاء من لزوم صالة أربع ركعات ؛ إحداث غري )٨١٩(بنية الظهر بعد صالة اجلمعة ملن صالها يف غري مصر جامع احتياطا

مقبول، وزيادة على أصل عبادة الوقت بال دليل يصلح لالعتماد عليه؛ وقد بالغ العظيم شنيع على القائلني به؛ حيث قالآباديهذا القول والت يف رد : ا أداء الظهر بعد أداءوأم

اجلمعة على سبيل االحتياط؛ فبدعة حمدثة، فاعلها آثم بال مرية؛ فإن هذا إحداث يف الدين؛ .)٨٢٠(واهللا أعلم

ر من مهمات هذه القاعدة تعتب:)٨٢١( إذا ثبت فال احتياطالسبب -:املوجه الثاينالقواعد املوجهة للعمل باالحتياط، وهي تحدد بشكل عام جماال واسعا من ااالت اليت

817- ،اديالعب ناتاآليات البي) :اين، : ؛ وانظر)٤/٣١٩البنحاشية على شرح احمللي :

)٢/٣٧٤(،نقيطيوالش ، البنود نشر) :٢/٣١١.( ).٦٠/ص: (جامع العلوم واحلكم ابن رجب، -818 وقاض موضع له أمريكل: واملراد باملصر اجلامع). ٢/١٤٦: (رد احملتارابن عابدين، : انظر-819نفيالذيوايلالاملراد باألمري ؛ وقيم احلدودذ األحكام وي ر؛ انظمال على إنصاف املظلوم من الظ يقدر :

).٢/٥١: (العناية شرح اهلدايةالبابريت، 820- ،العظيم آبادي عون املعبود) :٣/٢٨٦.( ؛ )٥/٥٥٧: (رد احملتارابن عابدين، : ؛ وانظر يف معناه)٩/٣١٣: (الذخرية القرايف، -821

،واألبياريالورع) :٣٠/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 249: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٣٩ -

ميتنع التعويل فيها على مسالكه، وهو جمال الظنون الناشئة عن األسباب الثابتة بالنص أو .باملعىن

بها األمارات ؛ فاملرادا األسباب الثابتة بالنصعلى اعتبارها فأم ارعالش اليت نصبأعيانها، وجعل ما تفيده من الظنون يف حكم اليقني يف مقام العمل واالمتثال، وألغى كل

؛ وميكننا أن نصنفها على وجه العموم إىل )٨٢٢(احتمال معارض هلا؛ فلم يلتفت إىل شيء منه :قسمني

عمل بالظن املستفاد من ب الوخيتلف الفقهاء يف وج ال :)٨٢٣(ةالشهاد: ولاأليقوم مقام اليقني يف حق العمل، املستوفية شروط اعتبارها، وأن الظن املستفاد منها الشهادة

على تقدمي اسفق النات: قال القرايفوال جيوز ردها رد شك غري مستند إىل دليل معتبر؛ ها الغالب صدق فإن؛نة إذا شهدتالغالب وإلغاء األصل يف البي ،واألصل براءة ذمود ة املشه

.)٨٢٤( هنا إمجاعا األصليلغوأ، عليه

وكذلك ال خيتلف الفقهاء يف وجوب العمل بالظن املستفاد :)٨٢٥(ة خرب الثق:اينالث ل قوقبله ينا أنت أئمحصرو: قال ابن عابدينفيما جيب العمل فيه خببره؛ من خرب الثقة كاإلخبار جبهة القبلة والط؛ياناتالعدل يف الد رمة واحلجاسة واحللهارة والن ،حىت لو أخربه

القواعد، املقري، )١/٣١٦: (املنثور، الزركشي، )١/١٧٧: (الذخريةالقرايف، : انظر-822

)٢/٣٣٩.( هي اإلخبار عن خاص من شأنه أن يترافع فيه إىل حكام الشريعة؛ : الشهادة يف االصطالح -823

: كاإلخبار عن زيد بأن عليه مائة دينار لعمرو، أو أنه طلق زوجته، أو باع داره، وحنو ذلك؛ انظرنثر الورود على ، والشنقيطي، )١٧٠/ص: (التعريفات، واجلرجاين، )١/٥: (الفروقالقرايف،

).٤٠٥/ص: (مراقي السعود: القواعد، وابن رجب، )١/٣١٥: (املنثور، والزركشي، )٤/٧٥: (الفروقالقرايف، -824

).٣٦٨/ص(ه ألن؛ ثقة-:هو وهي وهم وهن و؛ه ائتمن؛ أيوقا ووث ثقةقثي به وثقيف اللغة من : الثقة -825مصدر،؛كور واإلناثجمع يف الذ وقد يقال في:ع: كما قيل؛ ثقات انظر ؛دات : ،وميالفي املصباحواملراد بالثقة هنا معناه العام؛ وهو العدل الذي لم يجرب عليه كذب يف أخباره؛ ) ٦٤٧/ص: (املنريهو املسلم املستور حاله بالنسبة إىل من يخبره يف : وقيل ؛)٣٨٧/ص: (نثر الورودالشنقيطي، : انظر

.حق العمل

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 250: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٠ -

؛ )٨٢٦(رمته قبلعام وح الطأو حل، يف قذف بنجاسة املاء أو حمدودا أو أمة ولو عبداثقةوويالن علال لذلكوقال اإلمامم :بقول الثوإمنا حيصل لم ال عقة ظنويقني،ولكن ه نص

إذا بان ؛ فيهد اته احلكمنقضوده، وي باالجتهاد مع وج العمل به، وال جيوزجيب العملخالف النوإن كان،ص واحد خرب )٨٢٧(.

أسبابا لبناء األحكام عليها، )٨٢٨(قد جعل الشهادات وأخبار الثقات فالشارع احلكيمقتضاها من ما قد يعارض م، وألغى يف حق العملون كاليقنيواعتبر ما تفيده من الظنابن يبق للعمل فيها باالحتياط جمال؛ ويف توجيه ذلك املعىن يقول لم االحتماالت اردة؛ ف

ه واألصل عدم،متوه م سقوطه بعارض واحتمال، احلقبب إذا ثبت ثبت السألن: عابدين .)٨٢٩(ارضليل على العيقوم الد حىت

املراد بها األسباب القوية املنضبطة؛ واملستندة إىل ما وأما األسباب الثابتة باملعىن؛ فوبعض يرعى الشارع مثله من مثارات الظنون؛ كالعوائد املطردة، وقرائن األحوال الغالبة،

أي بلزوم تقدميه على ؛ وجيزمص عليه منزلة املنصواألسبابالفقهاء ينزل هذا النوع من .)٨٣٠(احتمال يعارضه

قال األبياري :إن أإىل سبب م سند الظنر شرعا فهو حالل، وال التفات إىل عتبأن يرمي صيدا، وال يقصر يف طلبه؛ فيجده ميتا، وفيه : االحتمال بعد ثبوت السبب، ومثاله

حة، وإن احتمل أن ميوت بسقطة أو رمية؛ أثر الرمية؛ فهذا ظاهر يف استناد موته إىل اجلرا .)٨٣١(فهذا حالل مطلقا

826- عابدين، ابن احملتار رد) :١/٣٧٠(؛ وانظر : ،ركشيالزاملنثور) :١/٣١٥.( 827- ،وويالنموعا)١/٢٤٥.( عن خاص ميكن فيه الترافع؛ وقد تتميز األخبار عن الشهادات بالعموم املطلق؛ ألا قد تكون و-828

: الفروقالقرايف، : تكون عن عام؛ أو خاص ال ميكن فيه الترافع؛ فكل شهادة خرب، وال عكس؛ انظر)١/٥( ،نقيطيوالش ،الورود نثر) :٤٠٥/ص.(

، )١/٦١: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر؛ و)٥/٥٥٧: (رد احملتار ابن عابدين، -829 ).١/٢٩٤: (القواعدواملقري،

).٢/٢٧: (شرح حتفة احلكام، وميارة، )١/١٨: (األشباه والنظائرابن السبكي، : انظر -830831- ،األبياري الورع) :٣٠/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 251: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤١ -

مما يدل على أن السبب القوي يقوم مقام السبب املنصوص ويرفع االحتمال احملوج و أن أعرابيا أتى ما رواه البخاري والنسائي وغريمها عن أيب هريرة إىل العمل باالحتياط

يبالنامرأتإن : وقال له يببنفيه؛ فقال له الن ضعري جاءت بولد أسود؛ ي : هل لكإن : ؛ قالهل فيها من أورق؟: محر؛ قال: ؛ قالها؟فما ألوان: نعم؛ قال: ؛ قالمن إبل؟

وهذا؛ لعل عرقا : قال! عسى عرق نزعها: قال.فأنى أتاها ذلك؟: فيها لورقا؛ قالعهنز)٨٣٢(.

وعدم ترخيص النيب به؛ دليل يفد داللة الشيف االنتفاء من ولده مبجر لألعرايب وأفيد من ذلك معىن جرى جمرى ، ال ينبغي تركه لغريهي القوالسببغاية الوضوح على أن

فإن؛ه عن إثباتهسب ال يلزم منه ضعفبه عن نفي النضعف الشالقواعد املسلمة؛ وهو أن النحتاط إلثباتهسب ي ،ويثبتى دليل بأدن ،ويلزم من ذلك التيف نفيهشديد ،ه ال ينتفي وأن

.)٨٣٣(ةإال بأقوى األدل

واألصل العام يف العمل بالظنون على اختالف أصنافها أن تكون منضبطة باالستناد يل األوهام اليت نهينا إىل عالمة معتبرة؛ وأما غري املنضبط منها فال التفات إليه؛ ألنه من قب

ةشرعي مارةأ عليه وليس ،رعالش يف ضابط له يكنلم إذا الظن: عن اتباعها؛ قال ابن تيمية .)٨٣٤(إليه لتفتيلم ةضيعر أو

وانعاملراد مب: )٨٣٥(العمل باالحتياط واجب عند عدم املانع -:لثاملوجه الثازيل عتمد يف تن اليت متنع التمسك به كمسلك شرعي ميعان امليف هذه القاعدةاالحتياط

ومفاد القاعدة أن وجوب العمل باالحتياط يسقط عند األحكام الشرعية على وقائعها،

من شبه أصال معلوما بأصل مبين، : االعتصام بالكتاب والسنة، باب: البخاري، كتاب -832 وأراد ولده يف وشك بامرأته ضعر إذا :الطالق، باب: ، النسائي، كتاب)٦/٢٦٦٧(، ٦٨٨٤:رقم

الفيومي، : هو ما كان لونه كلون الرماد؛ انظر: ؛ واجلمل األورق)٦/١٧٨(، ٣٤٧٨: رقم،منه االنتفاءاملنري املصباح) :٦٥٦/ص.(

).٧/١٢٠: (طرح التثريبراقي، الع: ؛ وانظر يف معناه)٦/٤٧: (املغين ابن قدامة، -833 ).١/٣٤٥: (الفتاوى الكربى: ابن تيمية-834 ).١/١١٦: (العناية شرح اهلداية البابريت، : انظر-835

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 252: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٢ -

وجود ما مينع من األخذ به؛ فحيث وجد املانع فال وجوب؛ وهل يبقى له بعد ذلك حكم الندب؟

فقد يكون مانعا من العمل باالحتياط مطلقا، الظاهر أن ذلك خيتلف باختالف املانع؛وقد يكون مانعا من الوجوب خاصة دون االستحباب، ومن املعلوم أن رفع اإللزام ال ينافي

األمورها يف مطلق اجلواز واملشروعية؛ وموانع العمل باالحتياط كثرية، ونستطيع إمجال -:اآلتية

ى االحتياط يف نصيص على خالف مقتضتوال: النص على خالف مقتضاه :أوال على قصد الشارع إىل إلغاء العمل به فيها، والعمل مؤشر واضحمسألة من املسائل

باالحتياط فيما يكون مقتضاه خمالفا ملقتضى املنصوص؛ يعد من باب االجتهاد يف مورد أنه ال اجتهاد يف مورد النص؛ قال -: اليت جرت جمرى األصول الثابتةالنص؛ ومن املعاني

ة نت السن فإذا تبي؛ول اهللا رسةسن نتتبيلم إذا شرع ي إمنااالحتياط إن: ابن تيميةفاتىها أولباع)٨٣٦(.

من وجوب صوم )٨٣٧(ومما ميكن التمثيل به هلذا املعىن؛ ما ذهب إليه فقهاء احلنابلةياطا؛ الحتمال كونه من رمضان؛ وهو احتياط يف حمله؛ لوال يف حال الغيم احت )٨٣٨(الشك

؛ واالحتياط )٨٣٩(ما يعكر عليه من نصوص ثابتة نهت عن صيامه، وأمرت بعكس مقتضاهإمنا يكون يف اتباع السنن، واالقتداء بها؛ دون االعتراض عليها باآلراء اردة، ثم إن

ابلة يف القول بإجياب صوم يوم الشك معارض باحتياط آخر االحتياط الذي استند إليه احلن عن صيام يوم الشك على قد حذر النيب : قال ابن العريب أقوى منه يف مقتضى النظر؛

).٢٦/٥٤: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -836، وابن تيمية، )٣/٧: (املغين، وابن قدامة، )٢/٣٠٨: (كشاف القناعالبهويت، : انظر-837

الفتاوى جمموع) :٢٥/١٧٧.( اليوم الذي هو صبيحة الليلة اليت كان فيها غيم يف جهة التماس اهلالل، ويف وقته؛ : يوم الشك-838 ).٨٧/ص: (شرح حدود ابن عرفةالرصاع، : انظر

يوم من صام : أنه قال ومن ذلك ما رواه البخاري تعليقا جمزوما به عن عمار بن ياسر -839إذا رأيتم اهلالل :قول النيب : البخاري؛ كتاب الصوم، باب: ؛ انظرالشك؛ فقد عصى أبا القاسم

).٢/٦٧٣(؛ فصوموا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 253: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٣ -

معىن االحتياط للعبادة؛ وذلك ألن العبادة إمنا يحتاط هلا إذا وجبت، وقبل أن ال جتب ال .)٨٤٠( ومكروهااحتياط شرعا، وإمنا تكون بدعة

واإلمجاع على خالف مقتضى االحتياط جيري :اإلمجاع على خالف مقتضاه :ثانياجمرى املنصوص عليه؛ فإذا وقع اإلمجاع على حكم؛ لم يسغ ألحد أن يصري إىل القول أو

هلذا العمل خبالفه، ولو كان أحوط يف واقع النظر من امع عليه؛ ومما ميكن التمثيل به وي عن علياملعىن املانع من العمل باالحتياط ما رئل عنه سأن وف امرأة تها ي عنها زوج

ومن تبعه ؛ ولعل املعىن الذي حدا بعلي )٨٤١(ص أبعد األجلنيتترب: قالف ؛وهي حاملثة ص ثالتربإىل القول بذلك؛ هو التعارض احلاصل بني ظاهر النصوص؛ فإن بعضها يوجب

أشهر وعشراوبعضها أربعة، وءقر ،احلمل وبعضها وضع ؛ فاعتمد علي وبالقول بوج .)٨٤٢(األبعد احتياطا

ومع سالمة املعىن االحتياطي الذي عول عليه من قال بوجوب أبعد األجلني؛ فإنه ال ملتوفى عنها على أن احلامل االواقع بعد ذلك وفاقيسوغ ألحد العمل مبقتضاه؛ وذلك لل

زوجها تعتد بوضع محلها، وليس هلا االلتفات إىل غريه؛ ولو على وجه االحتياط؛ فإن وقد كان : االحتياط إمنا يشرع حيث يكون للنظر جمال يف تقرير األحكام؛ قال ابن القيم

بني الستوف يف امللف نزاعى عنها أنص أبعد األجلنيها تترب، ثم حصل االتعلى فاق .)٨٤٣(انقضائها بوضع احلمل

بالشك معناه كثرة هجومه على اخلاطر؛ )٨٤٤(االستنكاح و:االستنكاح بالشك: ثالثا ويكثر، عنهال يكاد ينفكدون وجود ما يثريه من األسباب املعتربة، واملستنكح به هو الذي

840- ،ابن العريب أحكام القرآن) :١/١٠٨(القرايف، : ؛ وانظرالفروق) :٢/١٨٧.( فتضع هازوج عنها ىتوفي رأةامل يف :النكاح، باب: ، كتاباملصنف رواه عنه ابن أيب شيبة، -841 ).٣/٥٥٥(، ١٧١٠٩: رقم،بيسري وفاته بعد

).٣/٢٨: (تبيني احلقائقالزيلعي، : انظر-842: بدائع الصنائعالكاساين، : ؛ وراجع يف هذه املسألة)٢/٥١: (إعالم املوقعنيابن القيم، -843

).٣/٤٩٠: (الفتاوى الكربىة، وابن تيمي،)٨/٩٦: (املغين، وابن قدامة، )٣/١٩٦(844-الزما له؛ ومنه قولهم-: االستنكاح بالشكم فاته حىت يصرييف كل تصر هو أن يغلبه الشك :

).١/٣١٤: (القاموس احمليطالفريوز آبادي، : استنكح النعاس عينه؛ أي غلبها؛ انظر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 254: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٤ -

سيان،هوعليه السوالن ويغلب على ظن ه أنه قد أتلكن و عمله على الوجه املطلوب؛مالشةوسوس لهيطان يكل يوم؛ ولو مر ة أن يشكمام؛ وضابطه عند املالكي؛ )٨٤٥( بعدم الت

وهذا النوع من الشكوك ال ينبغي أن يلتفت إليه املكلف يف اجلملة، ولو على وجه وك املستندة إىل ما يعتمده االحتياط؛ إذ االحتياط ال يستوي عوده إال على ضرب من الشك

ارعلغي الشالبعيدة؛ فال غرابة أن ي التدة، والتخيرا األوهام افات، وأممن املعر ارعالش كد علة االستنكاح بالشعليها يف بناء األحكام، وإذا التحق بوصف التجر االعتماد

ن أجله ضربا من التنطع املذموم، م دا االحتياطغووساوس الشياطني؛ تأكد لزوم اطراحه، و .والتكلف املنبوذ

الشروط؛ فإن العمل باالحتياط قد يكون واجبا، وقد تققحتفإذا انتفت املوانع، ويكون مندوبا، ووجوب االحتياط تابع لقوة الشبهة الداعية إىل األخذ به، وقوتها أرقى ما

-:)٨٤٦(نياآلتيتكون يف املوضعني

يف ما يوجب الشكض على ذلكيعر ثم وب هو األصل، أن يكون الوج-:لواأللذلك فإن ما ثبت وجوبه قبل طروء عوارض الشك عليه؛ و احتياطا؛ ؛ فيبقى الوجوبرفعه

صوم يوم وجوب-:ومن األمثلة على ذلكفإنه يظل واجبا حتى يتيقن اخلروج من عهدته، حائل؛ فالواجب إمساكه هالل شوالؤيةرل دون وحي عندمارمضان الثالثني من شهر

رافعا له فيه هو األاحتياطا؛ ألن الوجوب عارض الغمام ال يصلح ؛ قال )٨٤٧(صل، وعروضابن العربي: نإوإمنا تكون، أال جتب ال احتياط شرعاوقبل، حتاط هلا إذا وجبت العبادة ي

.)٨٤٨(ا ومكروهبدعة

، )١/٢٧٦: (حاشية الدسوقي، ، والدسوقي)٢/١٩: (مواهب اجلليلاحلطاب، : انظر-845

).١/٢٩٣: (شرح الزرقاينوالزقاين، وقد سبق بيان ذلك عند احلديث على حكم االحتياط األصلي، واقتضى املقام إعادته هنا -846

).١٨١/ص: (باختصار؛ انظر ).٢/١٨٢: (فواتح الرمحوتاألنصاري، : انظر-847848- ،ابن العريب القرآن أحكام) :١/١٠٨(؛ وانظر : ،األنصاريمحوتفواتح الر) :٢/١٨٢.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 255: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٥ -

يعرض عليه ما يوجب الشك يف إباحته؛ ثم ، هو األصل أن يكون التحرمي-:الثاينفقد هى الشارع عن أكل الصيد الذي يدرك غريقا؛ ن؛ ولذلك )٨٤٩( التحرمي احتياطافيبقى فاذكر اسم ؛إذا رميت سهمك: قال له أن النيب عن عدي بن حامت مسلم ىرو قتله أو ك ال تدري املاء فإن؛ إال أن جتده قد وقع يف ماء؛ فكل؛جدت قد قتل فإن و؛اهللاكسهم)٨٥٠(.

كل : املقري هو أنالذي يندب األخذ به وال يلزم؛ فضابطه كما بينه وأما االحتياط وده من اجلائز؛ فإنه يؤمر به وال يعزم؛ كغسل قليل الدم يراه يف غري وجما يشك يف

؛ وكذلك )٨٥١(لصالة، وكل ما يشك يف حترميه؛ فإنه ينهى عنه وال يعزم؛ كخنزير املاءامن الورع االحتياط :املشكوك يف وجوبه؛ فإن االحتياط بفعله مندوب إليه؛ قال ابن تيمية

.)٨٥٢(بفعل ما يشك يف وجوبه

املراد بالشك يف :)٨٥٣(ماتالشك واإلمكان ال تستباح به احملر -:رابع الوجهاملالقاعدة االحتمال العري عما يعضده من األسباب املعتبرة، وهو الوهم واخليال، واملعىن أن احملرم الذي طلب الشارع تركه، ونهى عن قربانه على وجه اجلزم يبقى حمرما إىل أن يثبت

ردا ا الشكز املباح، وأمقل عن فال واإلمكان احملتمل؛ لدينا ما ينقله إىل حيأثر له يف الن كل ما شككنا يف وجوده؛ من سبب أو شرط أو مانع؛ األصل يف ذلك أن وأصالة املنع؛

إن ؛هود إن كان معدوما قبل الشك، أو شككنا يف عدمه؛ استصحبنا وج؛استصحبنا عدمهككان موجودا قبل الش)٨٥٤(.

حترمي شيء، وأمكن طريان مبيح، ولم من حتقق أن فقهاء على وهلذا املعىن اتفق اليستند ذلك ألمر يدل عليه؛ كمن بيده مال مغصوب، وأمكن أن يكون املالك قد أباحه،

).١/٢٥٩: (إعالم املوقعنيابن القيم، : انظر-849: الصيد بالكالب املعلمة، رقم: الصيد والذبائح وما يؤكل من احليوان، باب: مسلم، كتاب -850٣/١٥٣١(، ١٩٢٩.( ).٢/٤٨٦: (القواعد املقري، -851852-ة، ابن تيميجمموع الفتاوى) :١٠/٥١٢.( ).٢٢/٣٠٠: (التمهيدابن عبد البر، : انظر-853 ).٢/٢٩٤: (الذخريةالقرايف، : انظر-854

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 256: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٦ -

فهذا االحتمال باطل، وال جيوز بناء أمر عليه ال يف جانب االنكفاف، ال يف .. وملكه إياه .)٨٥٥(جانب اإلقدام

إىل فيهم ما يقتضي حله بظن غالب؛ الستناد السبب احمللل طرأ على احملروأما إذامن رمى صيدا، فوقع باألرض يف حكمه، ويدخله حيز اإلباحة؛ فظاهر قوي؛ فإنه يؤثر، أثر سهمه؛ حل له أكله اتفاقا؛ إحالة ملوته على الرميةغري فيه لم جيدجمروحا ومات لتوه، و

.)٨٥٦(غريهوال التفات إىل احلل ال يثبت : وللفقهاء يف التعبري عن هذا املعىن قاعدة أخرى؛ وهي قوهلم

؛ والشبهة ال تنشأ إال عن شك خيتلج يف النفس؛ فعبروا عن السبب باملسبب، )٨٥٧(بالشبهةوس وذبائحهم؛ ومبقتضى هذه القاعدة متسك مجاهري أهل العلم يف القول بتحرمي نساء ا

وألن،بهة بالش ال يثبت احلل ألن؛ نسائهم وذبائحهميثبت حللم و :قال ابن قدامةملبهةالش ا دمائهما اقتضت حترمي ؛ ذبائحهم ونسائهمقتضت حترميليثب ت التيف املواضع حرمي .)٨٥٨( له على اإلباحةها تغليباكل

االحتياط يف باب احلرمة : من هذا املعىن قاعدةومن القواعد اليت يقرب معناها واجب)قربان حرميه، )٨٥٩ حتاط له على سبيل الوجوب؛ فال جيوزم ي؛ فإن مفادها أن املحر

وال انتهاك محاه إال بدليل معتبر عليه من الشرع برهان، وليس الشك واإلمكان شيئا من .ذلك القبيل

ومعىن هذه : )٨٦٠( االحتياط حملشبهة تقام مقام احلقيقة يفال -:امساملوجه اخلالقاعدة أن الشبهة املعتبرة تقوم مقام احلقيقة يف املسائل اليت يراعى فيها العمل باالحتياط أكثر من غريها؛ فإن كانت الشبهة قوية أثرت يف اإلجياب والتحرمي، وإن كانت ضعيفة؛

).٢٩/ص: (الورعاألبياري، : انظر-855 ).١/١١٩: (األشباه والنظائر، وابن السبكي، )١/٣٢٧: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -856 ).٩/١٧٣: (املغين ابن قدامة، : انظر-857 ).٩/١٧٣: (املغين ابن قدامة، -858 ).٣٠/٢٩٦: (املبسوطالسرخسي، : انظر-859، وابن )٣/١٩٢: (بدائع الصنائع، والكاساين، )٣/٢٣٨: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر-860

).٩/١٧٣: (املغينقدامة،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 257: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٧ -

علق جبانب احلرمات أكثر من غريه؛ وهي تفيد أن قيام الشبهة يف أبواب كان تأثريها فيما يتاحملرمات جيري جمرى احلقيقة من كل وجه على سبيل احلزم واالحتياط هلا من التالعب بها، واالقتراب من حرميها؛ مما يهون من شأنها، ويجرئ على انتهاكها؛ شريطة أن تكون

ن القوة ما يرقى بها إىل حيز االعتبار؛ وإال كانت لغوا ال تأثري له يف الشبهة قد بلغت م .مباني األحكام

ومن األمثلة اجلارية على هذا املعىن ما أشار إليه الكاساين يف معرض بيان احملال اليت إليه تفبأن ز؛ كاحبهة الن عن شومنها الوطء: جتب فيها العدة؛ حيث قال مبينا ومعلال

،يف موضع االحتياط مقام احلقيقة قامبهة ت الش ألن؛ فوطئها؛ه امرأتغري امرأته؛ فظنهاوإجيابة من باب االحتياط العد)٨٦١(.

ب ويف كت: ومن ذلك القبيل ما أشار إليه ابن جنيم فيما نقله عن بعض الشافعيةالشةافعي:ا إذا أدخلت منيفرج ها ظنأو س زوجته مين ؛ديكاملوطوءة ، عليهاة وجبت العد

ها ووجوب.. حمها لتعرف براءة الر وجوب ألن؛ والقواعد ال تأباه،أره ألصحابنالم وبشبهة،ة من باب العد وإجياب،يف موضع االحتياط احلقيقةمقام قامبهة ت الشبسبب أن .)٨٦٢(االحتياط

وهام والتخيالت؛ فال تقوم مقام احلقيقة يف شيء، وأما الشبهة اليت هي من جنس األ؛ وذلك هو )٨٦٣(ال يترتب عليها حكم على حال، وال يستند إليها ورع على اإلطالقو

.السنن املعهود من الشارع يف عامة تصرفاته

املراد باألصل يف :)٨٦٤(الشك إذا استند إىل أصل أمر باالحتياط -:سادسوجه الامللقاعدة معناه العام؛ وهو يشمل كل عالمة تصلح لالعتماد عليها يف بناء األحكام، واملراد ا

باألمر مطلقه؛ فيشمل ما كان على وجه اجلزم، وما كان على وجه الندب واإلرشاد، هو الشك املستند إىل عالمة -:وذلك يعين أن الشك الذي يشرع معه العمل باالحتياط

).٣/٣٢: (تبيني احلقائقالزيلعي، : ؛ وانظر)٣/١٩٢(: بدائع الصنائع الكاساين، -861 ).٤/١٥١: (البحر الرائق ابن جنيم، -862863- ،األبياري الورع) :٢٨/ص(؛ وانظر : ،القرطيباملفهم) :٤/٤٩٠.( ، واملنجور، )٧٦/ص: (إيضاح املسالك، والونشريسي، )١/٢٩٤: (القواعداملقري، : انظر-864

هجشرح املن) :٤٣٠/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 258: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٨ -

ارعالذي ينبني عليه العمل يرعى الش بهة هو األساسه من أن قيام الشط ذكرمثلها؛ ملا فرإمنا تنشأ من الشك، والشك إمنا ينشأ من تعارض باالحتياط يف مجيع مسائله، والشبهة

األسباب التي لو انفرد كل واحد منها ألثبت اعتقادا أو ميال؛ فينشأ من التعارض دترد)٨٦٥(.

هوم القاعدة أن االحتمال الذي ال يستند إىل عالمة تقوي جانبه ال يصلح منشأ ومفلالحتياط، وال ينبغي التعويل عليه يف شيء، وهو معىن متفق عليه بني الفقهاء، وقعدوا له

وأما ما ال سبب : ؛ قال األبياري)٨٦٦(الشك الذي ال يستند لعالمة لغوقاعدة مفادها أن ه فال يكون شكا؛ بل احتماال حمضا؛ فلينتبه للفرق بني الشك واالحتمال، وليقصر الورع ل

.)٨٦٧(على حمال الشك دون جمرد االحتمال

نتمني من املكثري بهعولأومن أمثلة الشكوك اليت ال تصلح منشأ لالحتياط املعتبر ما ق الفوات لعدم حتق؛الح بقضاء الفوائتللصأو ظن فيهه أو شك ،وي العمرونه صالةسم ، ها كماالويرون ،ويريد بعضهم بذلك أننافلة كل يف حمل بل جيعل؛ أصالي نافلةصله ال ي وفيه ،لف عن حال الس وذلك بعيد، ملا عسى أن يكون من نقص أو تقصري أو جهل؛فائتة

.)٨٦٨( مبا ال أجر لهق وتعل، املندوباتهجران

وال ريب أن ذلك معدود من قبيل العمل بالوساوس اليت تتسلط على من ال علم عنده، فتجره إىل التمادي يف قضاء ما يعتقد أنه فوت منه شيئا، أو قصر يف القيام به؛ من غري أن يقترن شكه مبا يحوجه إىل ذلك؛ واألصل أن القضاء ال يكون إال لشك عليه

.)٨٦٩(دليلغري فق ولكون الشكيف شيء من األحكام حىت يستند إىل أصل؛ فقد ات مرعي

ألن يقني ؛ ؤمر به وال ي،القيلزمه الط طالق زوجته؛ لم على أن من شك يفالفقهاء

865- ،األبياري الورع) :٢٩/ص.( ).٢/٨: (مواهب اجلليلاحلطاب، : انظر-866867- ،األبياري الورع) :٢٩/ص.( ).٢/٨: (مواهب اجلليلاحلطاب، : انظر-868 ).٢١٣/ص: (التعليل بالقواعدخذيري، : انظر-869

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 259: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٤٩ -

ه الشككاح ال يرفعد يف وقوع الطالقالنرمن أجله و؛ )٨٧٠(ا ى الذي مازاملعن ذلك عنيملالكية بني الشك يف وقوع الطالق والشك يف حصول احلدث؛ فألغوا األول لتجرده فقهاء ا

عما يصلح مستندا له، وأعملوا الثاين لقيام ما يعضده ويدعم جانبه عندهم، ويف تقرير ذلك الم املالكيعبد الس يقول ابن :الشكيف احلدث من الشك رط يف الش ،والشكيف فيه شك

وطهمشر،وذا مانع من الد الةخول يف الص ،الق يف الطوالشك شكول املانع من يف حصوجب رط ي يف الشفالشك.. ف بوجهوجب التوق يف املانع ال يوالشك، استصحاب العصمة

هطرح،وذا مينع اإلقدام وط على املشر ،والشكيف املانع ي هوجب طرح،وج وهذا مب ماديللت)٨٧١(.

الشك يف : وبنى الفقهاء على هذا املعىن قاعدة أخرى خادمة له، وعبروا عنها بقوهلم؛ وإنما كان النقص املشكوك فيه كاملتحقق؛ الستناده إىل أصالة )٨٧٢(النقصان كتحققه

الشيء وهي اليت يكون وجودها يف - العارضةموراأل ها قاضية بأنإنفاملتفق عليها؛ العدم بني يف ذلكوال فرق؛ )٨٧٣(بالدليل املعتبر ه يثبت خالفحىت؛ هاودعدم وجب حمكوم-عارضا

األفعال والتروك؛ واملأمورات واملنهيات؛ فهي كلها مشمولة بعموم هذه القاعدة، وحمكومة .مبقتضاها

يف القاعدة معناه املراد باملانع :)٨٧٤( ال أثر له يف املانعالشك -:وجه السابعاملاالصطالحي؛ وهو ما يلزم من وجوده العدم، وال يلزم من عدمه وجود وال عدم لذاته؛ وهو إما أن يكون مانعا من االبتداء والدوام معا كالرضاع؛ فإنه مينع من ابتداء العقد كما

، وابن قدامة، )١/٧١: (اموع املذهبالعالئي، و، )١/١٢٢: (الفروقالقرايف، : انظر -870

املغين) :٣٧٩( ).٤/١٤٢: (منح اجلليلعليش، : انظر -871 ).٧٦/ص: (إيضاح املسالكالونشريسي، : انظر-872، )٦٩/ص: (األشباه والنظائر، وابن جنيم، )٥٨/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر -873

).١١٧/ص: ( الفقهيةشرح القواعدوالزرقا، ، والعطار، )٢/٢٦٠: (املنثور، والزركشي، )٧٥/ص: (إيضاح املسالكالونشريسي، : انظر-874

حاشية العطار) :٢/٢٥٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 260: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٠ -

؛ فإنه مانع من ابتداء )٨٧٥(مينع من الدوام إذا طرأ عليه، أو مانعا من االبتداء فقط كاالسترباءالنكاح، وال مينع من دوامه؛ لو جتدد موجبه على الزوجة، أو مانعا من الدوام فقط

.)٨٧٦(كالطالق؛ فإنه مانع من الدوام على االستمتاع بالعقد األول؛ ومعىن القاعدة أن املانع املشكوك فيه ملغى، وال تأثري له يف واقع األحكام الشرعية

وذلك ألن العربة يف التكاليف باليقني، وملا تعذر أقيم الظن مقامه لغلبة إصابته، وندرة كما يقول -خمالفته؛ وأما الشك ارد فال التفات إليه يف شيء من العمل؛ واألصل يف ذلك

؛ فإن كل مشكوك فيه ليس مبعترب، وجيب اعتبار األصل السابق على الشك :-القرايف ننفلم رتب املشروط، أو يف املانع نلم رتب املسبب، أو الشرط نلم شككنا يف السبب

احلكم؛ فهذه القاعدة جممع عليها ال تنتقض، وإمنا وقع اخلالف بني العلماء يف وجه .)٨٧٧(استعماهلا

وإمنا كان الشكيف املانع غري واألصل ؛ رؤث م ،احلكم إال بدليل ألن املنع حكم عدم ما كان على وبقاء،رعية إمنا هو العدم يف مجيع األحكام الشاألصل: قال اآلمديراجح؛ في ة النعداه عاملني بقضي ى فيما ونبق،ا حنكم به فإن؛خالفته مبارع إال ما ورد الش؛ما كاناألصلي)٨٧٨(.

خمشري قال الز؛لها من احلب طلبت براءت؛ أياستربأت املرأة: لغة طلب البراءة؛ يقال: االسترباء-875

استربأتطل؛يء الش ؛ آخرهبتبهة لقطع الش؛ انظر : ،وميالفياملصباح املنري) :ويف ،)٤٧/ص: شرح حدود ابن عرفةالرصاع، : ؛ انظر أو طالق ال لرفع عصمة،حمة دليل براءة الرمد: االصطالح

).٢١٧/ص(، )١٤٣/ص: (شرح الكوكب، والفتوحي، )١/٢٠٦: (اإلاجابن السبكي، : انظر-876 ).٥٧/ص: (نثر الورودشنقيطي، وال

).٤/٨١٦: (بدائع الفوائد ابن القيم، :؛ وانظر)١/٢١٩: (الذخريةالقرايف، -877878- ،اآلمدياإلحكام) :٤/١٣٢(انظر؛ و: ،ازيالر احملصول) :٦/١٦٤(، ،بكيوابن الس

اجاإل) :١/١٩٣.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 261: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥١ -

وبني ينهب فرق وال، باألصل تصحباسم ال يؤثر إذا كان عدمه املانع يف الشكو؛ لم وتامل عند الكافر إسالم يف شككنا لوف ؛)٨٧٩(ذلك يف رطالشنثور ؛منهلم املس هقريب أو ةالرد يف شككنا إذا وهكذا، رثاوالت شرط ثبوت يف شككنا وقد ،الكفر بقاء األصل إذ

كما يقول ابن -الذي ينتظم ذلك ه؛ والضابط عدم األصل ألن ؛املرياث نعمنلم القالط إىل استنادا احلكم يف رؤثي ال عنه خروجه أو أصله على الوصف بقاء يف الشك أن :-القيم بترت من رطالش بقاء يف الشك مينع ال فكما ؛مانع عدم أو اشرط كان سواء ؛األصل هل شككنا فإذا ؛احلكم بترت من املانع عدم استمراريف الشك مينع ال فكذلك ؛احلكمجدو من نعمنلم ؟ال أم احلكم مانع استمراره ألن ؛شرطا عدمه كون من وال ،احلكم بترت

استمرار أن كما ؛هبطالن أمكن وإن ،رعالش يف قاحملق العدم زلةمبن جيعله األصلي فيالن علىثبوته على رطالش جيعله األصلي هخالف أمكن وإن ،عاشر قاحملق ابتالث زلةمبن)٨٨٠(.

وكون الشك يف املانع غري مؤثر من املعاني املتفق عليها بني الفقهاء تأصيال؛ مع اختالفهم يف وجه استعماهلا تفريعا؛ ومن ذلك خالف املالكية يف منع الصالة بالشك يف

، وبنوا عليه؛ وهلم يف احلدث؛ فإن الشك يف احلدث شك يف املانع، ومع ذلك فقد اعتبروهذلك توجيهات خمتلفة؛ لعل من أحسنها ما أشار إليه عليش عند كالمه على إلغاء الشك يف

األصل عدمألن؛ يف املانعوقد بنوا هنا على األصل من إلغاء الشك: الطالق؛ حيث قال

ما يلزم : ، ويف االصطالح)٣٠٩/ص: (املصباح املنري الفيومي،: العالمة؛ انظر: الشرط لغة-879

نثر الشنقيطي، : من عدمه العدم، وال يلزم من وجوده وجود وال عدم لذاته؛ كالوضوء للصالة؛ انظر كذا وعدم ،فيه شرط كذا وجود أن مبعىن ؛وعدمي وجودي إىل الشرط ينقسم، و)٥٨/ص: (الورود؛ قال مانع هفعدم ا؛شرط هوجود كانما أن كما ؛مانع هفوجود ؛شرطا هعدم كان ماف ؛فيه شرط

ركشيالز :ه شرطاما كان وجود؛ه مانعا كان عدمفالش القدرة-:لمرط يف البيع والس سليم على الت، والعجزمانع ،كم عمالوإذا شككنا يف املانع منه أثبتنا احل، ال يثبت احلكم، رطوإذا شككنا يف الش

: مرتقى الوصول، وابن عاصم، )٢/٢٦٠: (املنثورالزركشي، : ؛ انظرباألصل يف املوضعني ).٤٨/ص(

).٢/٢٦٠: (املنثورالزركشي، : وانظر؛)٤/٨١٧: (بدائع الفوائد ابن القيم، -880

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 262: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٢ -

هولة وس، الةلص لعظم أمر ا؛ فبنوها على اعتباره؛ يف احلدث خبالف مسألة الشك؛وجوده .)٨٨١(هارةالط

إذا كان الشك يف حصول املانع مستندا إىل سبب ظاهر قوي؛ فإنه يؤثر على وأما من ذلك القبيل إثبات الرضاع بالشهادة و اإلباحة إىل حيز املنع؛ ، وينقله منحكم األصل

هذه املرأة ذاتأن -أي الشاهد-م لإذا ع: ابن قدامةلاملبنية على الظاهر؛ ويف ذلك يقو حصل ؛ه يف االجتراعوحلق، ه يف االمتصاصك فموحر، ها قد التقم ثدييب الصىورأ، لنبظناللب إىل اليقني أن يقر وما يتعذ، ل إىل جوفهنب قد وصر الوقوفعليه باملشاهدة اكت في

.)٨٨٢(اهرفيه بالظ

يه العمل باالحتياط من األمهية مبكان؛ وذلك أنها تلغي وأثر هذه القاعدة يف توجقسما كبريا من الشكوك اليت ال ينبغي االلتفات إليها يف اللجوء إىل األخذ باالحتياط، وتريح املكلف من مشقة تتبع مقتضياتها، وتلزمه مبنهج الشرع املستقر يف البناء على اليقني

السعي يف طرائق الشكوك اردة، واليت ال تنتهي بصاحبها إال إلى وما يقوم مقامه؛ دون .مهاوي الوساوس واألوهام

هذه القاعدة فرع للقاعدة :)٨٨٣(يؤثرال شروع الطارئ بعد اللشك ا:وجه الثامناملد على وتابعة هلا؛ وهي تعين أن الشك الذي يراليقني ال يزول بالشكالفقهية املشهورة

: قال الرافعياملكلف بعد شروعه يف العمل ال تأثري له؛ ما لم يكن مستندا إىل أمارة قوية؛ يءستصحب؛ ألن األصل يف الش؛ بل يكه بالشترك حكمإن اليقني الذي كان ال ي

.)٨٨٤(الدوام

ائطه وانتفاء وبيان ذلك أن املكلف ملا شرع يف العمل؛ كان على يقني من حتقق شرموانعه؛ فلم يكن للشك العارض تأثري يف إبطال ذلك األصل املستقر؛ بل حكم األصل

، )٢/٤٠١: (وقيحاشية الدسالدسوقي، : ؛ وانظر)٢/٥٥: (فتح العلي املالك عليش، -881

،اويوالصالكبلغة الس) :٢/٥٨٩.( ).٨/٦٤٤٨: (املغينابن قدامة، -882 ).٢/٢٥٧: (املنثور الزركشي،: انظر-883884- ،افعيالرالعزيز فتح) :٣/٨٣(؛ وانظر : ،يلعيالزتبيني احلقائق) :وابن اهلمام، )١/٦٩ ،

فتح القدير) :١/١٩١(،وابن قدامة ، املغين) :٧/٣٧٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 263: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٣ -

؛ وهذا املعىن متفق عليه بني عليه جار؛ حىت يثبت خالفه بدليل ينقل عنهدائم، والتعويلعل كاملعدوم فيه جي مشكوك كل وهي أن، عليها جممعهذه قاعدة: قال القرايفالعلماء؛

.)٨٨٥(الذي جيزم بعدمه

ولكون الشك بعد الشروع أضعف من الشك قبله؛ فقد خالف فقهاء املالكية أصلهم يف إجياب الطهارة بالشك يف احلدث؛ فلم يوجبوها على من شك فيه بعد الشروع يف

عليه بعد ارئ الطر الشكؤث ي فال؛نةتيقالة بطهارة مدخل يف الصالصالة؛ وعللوا ذلك بأنه خول فيها؛ قال ابن رشد اجلدالد : املدونةوليس هذا خبالف يف:م وءن أيقن بالوض،وشك

؛الةوله يف الص طرأ عليه يف هذه املسألة بعد دخ الشكنأل ؛ ابتدأ الوضوء؛يف احلدث طرأ عليه :نةاملدو ومسألة؛)٨٨٦( كما يف احلديث.. ينصرف عنها إال بيقنيالفوجب أن

يف طهارته قبلالشك وله يف دخفوجب أن ال يدخل فيها إال بطهارة ؛الةالص وهو ،نةتيقم فرقبي ن)٨٨٧(.

وال يعني الوفاق احلاصل على أصل هذا املعىن أن الفقهاء متفقون على كل اجلزئيات حمالة يف كثري من اجلزئيات التابعة اليت ميكن أن تكون مندرجة حتته؛ بل اخلالف واقع ال

؛ وإمنا القصد هو بيان الضابط العام يف التعامل مع الشكوك الطارئة بعد الشروع يف )٨٨٨(له .العمل

وأثر هذه القاعدة يف توجيه العمل باالحتياط واضح؛ فهي تبني عن ضابط مهم من ف من العمل به يف غري ما يصلح له من الضوابط اليت توجه هذا املسلك، وتصون املكل

جماالت التكاليف؛ مما يغنيه يف كثري من األحوال عن مؤنة حتمل مشقة السعي وراء مقتضى .االحتمال ارد

).١/١١١: (الفروقالقرايف، -885ول إىل رسيكش: قال عبد اهللا بن زيد بن عاصم املازين يعين به احلديث املتفق عليه عن-886

ى يسمع حت؛ينصرف ال : فقال؛الةيف الص يءالش جيد هل إليه أنخيي جلالر صلى اهللا عليه وسلم اهللا ).٩٨/ص: (؛ وقد تقدم خترجيه؛ انظرحيار د جي أو،صوتا ).١/٤٣٦: (التاج واإلكليلاملواق، : انظر-887 ).٢/٢٥٧: (املنثور الزركشي،: انظر مثال-888

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 264: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٤ -

ال أثر الفراغ بعدالشك ويلتحق بهذا املعىن املتقرر قاعدة أخرى مكملة له؛ وهي ارئ بعد متام العمل والفراغ منه ال تأثري له فيه؛ ما لم يكن ؛ ومفادها أن الشك الط)٨٨٩(له

مستندا إىل أمارة واضحة، وعالمة بينة يرضاها الشارع؛ وذلك ألن الظاهر من حال ترك ذلك الظاهرمام؛ فال يالمة والته قد قام به على وجه الساملكلف بعد فراغه من العمل أن

رض؛ ولو فتح ذلك الباب ألدى إىل حرج عظيم ال ميكن أن يستقر القوي رد احتمال عا إنسان أيئلس لوو؛ خصوصا إذا طال الزمن وكثر الشاغل؛ )٨٩٠(معه قانون التكاليف حبال

اليت هرالظ صالة نع قطعا قيتحقلم ؟أربعا أو ثالثا كانت ؛سنني عشر قبل اهاأد هاأن رهحيضلم إذ ؛اشك يكون ال جويزالت وهذا ،ثالثة تكون أن زجو ؛يقطع لم وإذا ؛أربعةسبب أوجب ثالثا هاكون اعتقاد)٨٩١(.

أثري؛ يقول ابنالالحق بعدم الت الفقهاء الشك ويف بيان املعىن الذي من أجله خصوجب يلم ف؛عد الفعل ب يف الفعل وبني الشكبني الشك افعيق اإلمام الشفر: القطان

ر ى لتعذ ملا صلف أن يكون ذاكراي لو كل املصل فإن؛ةي إىل املشقؤده ي ألن؛يانإعادة الث .)٨٩٢(ومح فيه فس؛طقه أحديلم عليه ذلك و

وواضح من ذلك أن االحتياط للعبادة ال يكون مسلكا سائغا؛ إذا وقع الشك بعد ألن أثره ال ينعطف إىل شيء من أحكامها، واملطلوب من املكلف الفراغ منها وانقضائها؛

وقتئذ أن يتالهى عنه اعتبارا بالظاهر من حاله، وال معدل عن ذلك الظاهر إال ملا هو أقوى الم هل بعد السه لو شكنإ :وقد قالوا: ويف سياق التأصيل هلذا املعىن يقول ابن تيمية منه؛

اهر الظأنم ل فع؛متامهاإبعد م له ساهر أن الظال ألنإوما ذاك ، ليهإيلتفت لم ترك واجبا

: املنثور، والزركشي، )١/٥٢١: (اموع، والنووي، )١/١٠٤: (املنتقىالباجي، : انظر-889

).٣/٧٩٠: (وائدبدائع الف، وابن القيم، )٢/٢٥٧(أسىن ، واهليتمي، )١/١٠٤: (املنتقى، والباجي، )٤/٤٥: (اموعالنووي، : انظر-890 ).١/١٩٢: (املطالب ).٢/٩٩: (إحياء علوم الدين الغزايل، -891 ).٢/٢٧٣: (؛ وانظر منه يف املعىن عينه)٢/٢٥٧: (املنثورالزركشي، : انظر-892

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 265: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٥ -

يم على االستصحابقد،أ ة وعلى هذا عاممواف عدد الط يف هذا يقالومثل، رعور الشاجلمار وغري ذلكي ورميعوالس )٨٩٣(.

و هل طاف متطهرا أ؛اف وشكوهلذا املعنى قرر الفقهاء بأن احلاج إذا فرغ من الطور ؤث يف شرط العبادة بعد فراغها ال يالشكال؟ لم تلزمه اإلعادة؛ وعللوا ذلك بأن

تلزمه؛ ؛ خبالف ما لو شك يف حصول الطهارة وهو يف الطواف؛ فإن اإلعادة)٨٩٤(فيها قلنا ال يعيد الطواف؛ وإمنا: الغزايلل وقالستناد الشك إىل أصل العدم؛ ويف بيان ذلك ي

ته بعد احلكم بصحارئ الطر فيه الشكؤث وال ي،اهرته يف الظغ منه حكمنا بصحه ملا فرنأل .)٨٩٥(اهريف الظ

والظاهر أن الوفاق حاصل على هذا املعىن يف العبادة اليت هي من قبيل املقاصد، وأما فإن من الفقهاء من يرى عدم تأثريه فيها؛ رها خمتلف؛ العبادة اليت هي من قبيل الوسائل؛ فأم

إحلاقا هلا باألولى، ومنهم من يرى تأثريه فيها؛ من حيث إن الشك يف الوسيلة آيل إىل ، ولذلك اختلفوا يف الوضوء؛ هل يؤثر فيه الشك )٨٩٦(الشك يف املقصد بوجه من الوجوه

هأن إىل نظر ؛القاعدة هذهب أحلقه نفم ؛خالف الوضوء ويف :الالحق أو ال؟ قال ابن القيم أحلقه ؛به املقصود لفعيلم هوأن ،وعمله كمهح بقاء إىل نظر ومن ،منه بالفراغ نقضىا قد

منها والفراغ انقطاعها قبل العبادة يف بالشك)٨٩٧(.

اإلسالمي وجماالته، وهذا املعىن ميثل رمسا ذا تأثري واسع يف خمتلف أحناء التشريعاالجتهاد ال ينقض : وينتظم يف سلكه جملة من القواعد املقررة، ومن ذلك قوهلم

؛ وهي تعين أن االجتهاد الصادر من أهله؛ إذا اتصل به حكم قضائي، وتم )٨٩٨(باالجتهاد

).٢٣/١٥: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -893 ).٢٦/١٩٩: (املوسوعة الفقهية، و)٣/١٨٧: (املغينابن قدامة، : انظر-894، والرملي، )١/٣٧٦: (الغرر البهية؛ واألنصاري، )١/٥٢١: (اموعالنووي، : انظر-895

اية احملتاج) :٢/٨٢.( ).٢/١٦٤: (الفروقالقرايف، : انظر-896 ).٣/٧٩٠: (بدائع الفوائدابن القيم، -897، )١٠١/ص: (األشباه والنظائر، والسيوطي، )١/٩٣: (املنثور يف القواعدالزركشي، : انظر -898

).١٠٥/ص: (األشباه والنظائروابن جنيم،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 266: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٦ -

ر يصال القضاء باالجتهاد املعتبه حبال؛ ألن اتجريه جمرى العمل املنتهي تنفيذه؛ لم جيز نقض املماثل؛ فال ينتهض ا االجتهاده إال بقاطع، وأمالمة ظاهرا؛ فال جيوز رفععلى وجه الس

.)٨٩٩(رافعا لهوذلك هو غاية الصواب؛ فإن جتويز نقض االجتهاد باالجتهاد يلزم منه جتويز نقضه

منويف ذلكعدم استقرارها، اضطراب األحكام وباجتهاد آخر، وهو تسلسل يؤول إىل لو : من نصب احلكام؛ قال الكاساين األصلي واحلرج ما يتنافى مع مقصود الشارعة شقامل

آخر يرى خالف رأي إىل قاضرفعهبه جاز نقض فينقضه؛لاألو ، ثم عي إىل يرفعه املد؛ لاألو ى ويقضي كما قض، فينقض نقضه؛اينالث القاضي آخر يرى خالف رأيقاضأبدا واملنازعةي إىل أن ال تندفع اخلصومةفيؤد ،الفساد واملنازعة سبب ،ى إىل الفساد وما أد

فساد)٩٠٠(.

ومعىن هذه القاعدة مبين : )٩٠١(الواجبات ال تثبت بالشك احتياطا -:وجه التاسعامل؛ ومفادها أن )٩٠٢(الوجوب ال يثبت بالشك: على قاعدة أصولية مشهورة، وهي قوهلم

وب وعدمه؛ فإن األصل فيه محله على عدم الوجوب حىت يثبت بني الوجإذا ترددالفعل خالفه؛ وهذا املعىن مسلم بإمجاع يف األحوال اليت يكون الشك فيها واردا على أصل

أن لعبادة ال بدوا، ا شرع اهللا تعاىلهي مماألمر والنواملشروعية؛ ألنه ال وجوب إال بأمر، ه عبادة؟ وهلذا كان أصلحكم عليه بأن كيف ي؛ه مأموريثبت أنلم فما ؛ اتكون مأمورا

شرع منها إال ما فال ي؛وقيف األصل يف العبادات التأن: احلديثقهاءأمحد وغريه من فأم هلم شركاء﴿ : وإال دخلنا يف معىن قوله؛عه اهللا تعاىلشروا هلم شرعيأذن لم ين ما من الد

.)٩٠٤()٩٠٣(﴾به اهللا

).٣٦٧/ص: (املستصفىالغزايل، : انظر -899، واآلمدي، )٣٦٧/ص: (املستصفى الغزايل، :؛ وراجع)٧/١٤: (بدائع الصنائعالكاساين، -900

اإلحكام) :٤/٢٠٤.( ).٥/١٢٢: (جمموع الفتاوى، وابن تيمية، )٢/٢٤١: (املغينابن قدامة، : انظر-901902- ،ابن أمري احلاج حبريقرير والتالت) :٢/١١٤.( ).٢١: (الشورى، اآليةسورة -903

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 267: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٧ -

وأما الفعل الذي ثبتت مشروعيته؛ وتردد حكمه بني الوجوب والندب؛ فإن مسالك العلماء فيه خمتلفة؛ فمنهم من رجح جهة الندب؛ ألنه اليقني، وما زاد عليه مشكوك فيه،

املنتصرين هلذا الرأي ابن تيمية؛ حيث واليقني ال يعدل عنه إال ليقني أو ما يقوم مقامه، ومن أو غري صالةأوارة كفأووب زكاة وجيف كما لو شك؛وبه وجيف املشكوك نإ: قال

ولأص فلم حترم ؛احتياطاه فعلستحب بل ي؛ه تركستحب وال ي،ه ال جيب فعلذلك؛م ول،االحتياط ريعةالشوج تد الشكب مبجر)ن )٩٠٥ح جهة الوجوب؛؛ ومنهم مألن رج ارع أكالشه، الواجب،د أمروأعلى قدر ؛ ويف فعله من االحتياط ب على تركه العقاب ورتهدالم من راءة الذملبما ليس يف فعل املندوب قطعاةع ريازي؛ ويف تعليل ذلك يقول الش هإن

ط، وكال الفعلني حممود إذا كان واجبا فقد فعل، وإن كان غري واجب؛ فقد استظهر واحتا .)٩٠٦(العباداتيف

وعلى ذلك جرى نزاع الفقهاء يف املتولد بني الوحشي واألهلي من النعم هل تلزم فيه رجح البعض كفة الوجوب احتياطا، ورجح آخرون كفة عدم الوجوب؛ الزكاة أو ال؟ ف

؛ الوجوب ال يثبت بالشكدة إحلاقا له بالوحشي من كل وجه؛ وجريا على مقتضى قاع ثبت مناإو ،الوجوب انتفاء األصل ألن ؛أصح فيها كاةالز بانتفاء والقول: قال ابن قدامة

وال ،قياس أو إمجاع أو بنص يمة يف هو مناإ ؛إمجاع وال ههذ يف نص األزواج من نعاماأل قيل ذاإو.. معناها وال حقيقتها وال حكمها وال أجناسها يف داخلة هذه وليست ،مانيةالث احتياطا تثبت ال الواجبات ألن ؛يصحلم ..لإلجياب وتغليبا احتياطا كاةالز جتببالشك)٩٠٧(.

، )١/١٨٤: (إعالم املوقعنيابن القيم، : ؛ وانظر)١٢/٤: (الفتاوى الكربى ابن تيمية، -904

،بكيوالسبكيفتاوى الس) :٢/٣٧٠.( ).٢٥/١٢٤: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -905906- ،ريازيالش اللمع شرح) :٢/٩٥٩(؛ وانظر : ،اآلمدياإلحكام) :ابن : ؛ وانظر)٤/٢٧٠

).٢/١٥: (قواعد األحكامعبد السالم، ، )٢/٢٣٢: (البحر الرائقابن جنيم، : ؛ وانظر يف هذه املسألة)٢/٢٤١: (املغين ابن قدامة، -907

: الفروع، وابن مفلح، )٥/٣١١: (اموع، والنووي، )٢/٢٥٦: (مواهب اجلليلواحلطاب، )٢/٣٧٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 268: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٨ -

الضرر من :)٩٠٨(االحتياط ال يصار إليه إال إذا خال عن الضرر -:عاشر الاملوجه األحكام مبنية على رفع الضرر أسباب التخفيف يف التكاليف الشرعية اتفاقا، وكون

واملشقة من قواعد التشريع الثابتة مبا ال جمال معه لالحتمال؛ ولذلك فإن العمل باالحتياط إذا آل االلتزام به إىل نوع من املشاق غري املعتادة؛ كان األخذ به أخذا مبا ينايف ما علم يقينا

ما جعل عليكم يف الدين من ﴿: ه؛ لقوله تعاىلمن الشارع أنه ال يريد التكليف ب .)٩٠٩(﴾حرج

وليس املراد هنا مطلق املشقة؛ فإنها الزمة لكل تكليف، والسيما عند األخذ املشقة غري احملتملة عادة لدى مجلة املكلفني، وإن أطاقها البعض باالحتياط؛ ولكن املراد

.)٩١٠(منهملى االحتياط، ويترتب عليها من املشاق ما ليس داخال ومن مجلة األحكام املبنية ع

؛ )٩١١( ما ذهب إليه بعض الفقهاء من حترمي وطء املتحيرة-:حتت مقدور املكلف غالبااحتياطا من الوقوع يف مفسدة الوطء يف احليض؛ قال اجلويين : ها به منوهذا الذي نأمر

غري منسوبة إىل ما يقتضي التغليظ، وإمنا نأمرها به االحتياط ليس للتشديد والتغليظ؛ فإنها .)٩١٢(ضرورة

ويف احلق؛ ال جيد املتأمل شدة أعظم من هذه الشدة؛ إذ كيف يكون املنع من القربان ويف التلويح إىل ذلك املعىن يقول ابن ! بني األزواج اليافعني خارجا عن التغليظ غري احملتمل؟

الضر؛ : ؛ والضرر لغة)٣/٣٦٧: (احملصول، والرازي، )١/٢٤٠: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-908: املصباح املنريالفيومي، : ؛ انظر األعيان على نقص يدخل واأللم، وكلالفاقة والفقروهو

اجلرجاين، : ؛ انظروقوعه من دب ال امم بالعبد زلني ما: ، ومنه اشتقت الضرورة؛ وهي)٣٦٠/ص(عريفاتالت) :١٨٠/ص( ،واألنصاري ،يقةاحلدود األن) :٧٠/ص.(

).٧٨: (احلج، اآليةسورة -909 ).١/١٤٠: (الفواكه الدواينالنفراوي، : انظر-910: املغين؛ وابن قدامة، )٢/٤٦٢: (اموعالنووي، : وهو أصح قولي اإلمام الشافعي؛ انظر-911

: وقدرها؛ قال السيوطي تها عدوقتهي املرأة املعتادة؛ إذا كانت ناسية ل: ؛ واملتحيرة)١/١٩٦(وتى أيضاسمم ؛رةحيألن رت الفقيه يف أمرهاها حي ،يوطي؛ انظر السظائراألشباه والن) :٢٤٨/ص( ،

،واهليتميالفتاوى الكربى) :١/٧٧.( ).٢/١٨: (قواعد األحكام، وابن عبد السالم، )٢/٤٢٢: (اموعالنووي، : انظر-912

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 269: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٥٩ -

م من توه ملا يصحاب درءا كثري من األعند رةتحيستحاضة املامل وطء حترمي: عبد السالم ه ليس تقديرنأ و،ضعوج يف الب الز حلقهم نظرازه بعض وقد جو،مفسدة الوطء يف احليض

وجني الزما يف حق وال سي،ائمرر الد وملا فيه من الض،هرتقدير الط ى منولأاحليض بالشنياب)٩١٣(.

ومن الفروع اجلارية على ذلك املعىن أيضا ما ذهب إليه بعض الفقهاء من الشافعية وغريهم أن ذات األقراء إذا طلقت، ولم تر احليض يف عادتها؛ فإنها تكون يف عدة أبدا؛

ارها حتى حتيض، أو تبلغ سن اإلياس؛ ألنها املدة اليت يتيقن بها براءة رمحها؛ فوجب اعتب .)٩١٤(احتياطا

وواضح ما يف هذه النزعة االحتياطية من احلرج الذي ميكن معه اجلزم بداهة بأن أصول الشريعة ترده وتأباه؛ فإن تطويل العدة بهذه الصورة ضرر حمض ال يكاد يختلف فيه؛

، من األزواجها متنعفإن: ويف بيان ما ينتج عن ذلك من حرج غري مألوف؛ يقول ابن قدامةحبس دائماوت،ويتضر ر الزوجبإجياب الس ؛ فقة عليهكىن والنوقد قال ابناس عب : ال تطوكفاها تسعة؛ةقلوا عليها الش ٩١٥(ر أشه()٩١٦(.

عند إرادة االمتثال وفق ما اجلمع بني حمتمالت التكليفتعذرومما يلتحق بهذا املعىن أو تركا؛ مانع مينع من ولوج هذا فعالهاامتناع اجلمع بينفإن خذ باالحتياط؛يقتضيه األ

املسلك؛ ملا يؤول إليه التزامه عندئذ من مشقة وحرج غري معتادين؛ ويظهر ذلك جبالء يف األحوال والصور اليت تكون فيها الشبهات القائمة يف حمل احلكم من ذوات األطراف

).٢/١٨: (قواعد األحكامن عبد السالم، اب-913، وابن )٣/٣٨٦: (مغين احملتاج، والشربيين، )١/١٥٩: (روضة الطالبنيالنووي، : انظر-914

).٨/٨٩: (املغينقدامة، : ؛ انظرتنكح أن هلا األربعة مضت إذا ؛عليها لواطوت ال: األثر أخرجه عبد الرزاق؛ ولفظه-915

فاملصنولم أجده باللفظ الذي )٦/٤٥٥(، ١١٦٤٦: انقضاء األربعة، رقم: الطالق، باب: ، كتاب ، .أورده به ابن قدامة

).٨/٨٩: (املغين ابن قدامة، -916

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 270: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٠ -

حمصورة؛ حيث يصبح السعي وراء مقتضياتها ضربا من السعي وراء املستحيل؛ الواسعة غري .)٩١٧(بل واخليال

وبذلك تعلم أن ما ذهب إليه بعض املتصوفة من أن من شغله شيء من ماله يف الصالة وجب عليه اخلروج منه تفريغا لسره يعد من أشد االحتياطات اليت قيل بها

وجباخلر السر تفريغ أن اوأم: ؛ ويف بيان أوجه وهن ذلك املذهب؛ يقول الشاطيبوأصعبها اسالن مجيع على لوجب ؛بإطالق واجبا كان ولو !؟الوجوب هذا ما أدري فال ؛واجب عنهوذ وأزواجهم راهموق وديارهم ضياعهم عن وجاخلرذلك وغري هماتري به هلم يقع امم غلالش

شغله نم أكثر الةالص يف غلللش سببا املال عن اخلروج يكون فقد هذا لىعو ،الةالص يف اخلروج هؤالء على أفيجب ؛األشياء هذه بآحاد غلالش عن اسالن أكثر خيلو وال ..باملالاعم هلم بسب يف غلالش ال ما هذا ؟الةالص يف جتهادواال الفقه على اجلاري وإمنا ،فهمي

شغلهي أن شأنه اعم وجاخلر إىل ندبي وقد ،ةخاص اغلةالش اخلواطر جماهدة طلب العبادة إىل يؤدي تأثريا هفقد فيه رؤثي ال امم وكان ،شرعا عنه اخلروج أمكنه إن غريه أو مال من .)٩١٨(أعظم أو منه فر ما مثل

معىن و:)٩١٩( يف غريهغتفرغتفر فيما هو لالحتياط ما ال يي -:وجه احلادي عشراملالقاعدة أن العمل باالحتياط يتسامح فيه مبا ال يتسامح مع غريه؛ وذلك ألن االحتياط وسيلة

من أداء ما لزمه من التكاليف، وقد تقرر من بها يسلكها املكلف يف مقام االمتثال؛ ليتمكناصد، والشروط يغتفر فيها ما ال يغتفر يف املق الموارد الشرع أن الوسائل يغتفر فيها ما

.)٩٢٠(يغتفر يف األركان والوسيلة ، األصلو هقصد ألن املوإمنا اغتفر يف الوسيلة ما لم يغتفر يف املقصد؛

: قال السيوطي وحتقيقه، واألصل مقدم على الفرع من كل وجه إمجاعا؛ شرعت خلدمته

).٢١٦/ص: (القواعد الفقهيةالبنجوردي، : انظر-917918- ،اطيبالش املوافقات) :١/١٠٣.( ).٥/٢٩٣: (فتوحات الوهاب، واجلمل، )١٠/١٢: (تاجحتفة احملاهليتمي، : انظر-919، )٢/١٩: (الغرر البهية، واألنصاري، )١٥٨/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر-920

).٢/٢٠٥: (حاشية العطاروالعطار،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 271: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦١ -

يمن ث؛ وصدغتفر يف املقاغتفر يف الوسائل ما ال يختتلف األلم ..ممة ة يف إجياب النيالةللص،وء واختلفوا يف الوض)٩٢١(.

-:اآلتيني مثرته يف املعنيني إمجال ميكنيف جمال االحتياطهذه القاعدة والعمل ب

أنه إذا حدث تعارض بني احتياطني؛ فإن ما كان احتياطا ملقصد مقدم على -:ماأوهلالوسائل أبدا أخفض رتبة من املقاصد إمجاعا؛ فمهما : قال القرايفا لوسيلة؛ ما كان احتياط

تعارضا تعين تقدمي املقاصد على الوسائل؛ ولذلك قدمنا الصالة على التوجه إىل الكعبة؛ لكونه شرطا ووسيلة، والصالة مقصد، وقدمنا الركوع والسجود اللذين مها مقصدان على

.)٩٢٢(يت هي وسيلةالسترة ال

احلد من غلواء العمل باالحتياط؛ فإن االحتياط معىن قد يتسع مفهومه -:هماثانيعلى بعض املكلفني إىل احلد الذي خيرج به عما رمسه الشارع؛ فإذا انقدح يف ذهن املكلف

د التكليف أن الشارع يتساهل فيما هو لالحتياط، وال يتشدد فيه تشدده يف غريه من مقاص؛ والسبب يف ذلك هو أن العمل كان ذلك مانعا له من الغلو يف التزامه، والتنطع يف العمل به

ما بني فرقباالحتياط ثابت على وجه الضمنية والتبع ال على وجه األصالة واالستقالل، و .)٩٢٣(األصل يف غتفري ال ما مينالض الثبوت يف غتفري هبأن ؛أصالة ثبت ما وبني ضمنا ثبت

يف حق كلمة الشهادة منأشهد فقد تسامح الفقهاء يف حذف لفظ ؛ذلك املعىنولد؛ مه وتشهاستغفر رب يخان عن أيب هريرة أن ن حلف بغري اهللا تعاىل، ثمعمال مبا رواه الش

النيبقال :ى؛ فليقلزال إله إال اهللا: من حلف بالالت والع)ن دخل يف ؛ خبال)٩٢٤ف م

921- ،يوطيالس ظائراألشباه والن) :١٥٨/ص.( املقري، ) ١/١٢٣: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : ؛ وانظر)٢/١٠٧: (الذخريةالقرايف، -922

القواعد) :٢/٣٣٠.( ).٤/٨٣١: (بدائع الفوائد ابن القيم، -923: ، مسلم، كتاب)٤/١٨٤١(، ٤٥٧٩: والنجم، رقم: التفسري، سورة: البخاري، كتاب-924

).٣/١٢٦٧(، ١٦٤٧: رقم، اهللا إال إله ال :فليقل ؛ىزوالع بالالت حلف نم: األميان، باب

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 272: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٢ -

؛ وعللوا ذلك بأنه أشهداإلسالم عن كفر أصلي، أو ردة ثابتة؛ فقد ألزموه النطق بلفظ يغتفر يف غريهغتفر فيما هو لالحتياط ما ال ي)٩٢٥(.

هذه القاعدة :)٩٢٦(تعارضنيجتاذب م عند إمنا يكون االحتياط -:وجه الثاين عشرامل من املقومات اليت يقوم العمل باالحتياط على أساسها، وهو انتفاء تعتبر صياغة موجزة ملقوم

وأما مع وجوده؛ مدرك الترجيح ألحد االحتماالت القائمة بأصل احلكم أو حمله أو مآله، يف مقتضى الشرع واجبال هوه ألن العمل ب الراجح؛ االحتمالفالتعويل يكون على

مقدمة على داللة األضعف يف موارد األقوى أن داللةبادئ املقررةاملومن والنظر،؛ ويف الكالم حول معىن هذه القاعدة وموقع العمل بها يف حمال االحتياط؛ يقول )٩٢٧(النزاعاهليتمي : وإن تنازعه ،نبي أو حرام نيء إذا لم يتنازعه دليالن؛ فهو حالل بيإن الش

جمرد توهم وتقدير ال مستند له؛ كترك النكاح من نساء سببامها؛ فإن كان سبب التحرميبلد كبري خشية أن له فيها حمرما بنسب أو رضاع أو مصاهرة، واستعمال ماء رد احتمال

ألغي ولم يلتفت إليه بكل حال؛ ألن ذلك التجويز هوس، فالورع فيه -:وقوع جناسة فيهه من معىن الشبهة شيء، وإن كان له نوع قوة؛ فالورع وسوسة شيطانية؛ إذ ليس في

.)٩٢٨(مراعاته

وأما إذا تواردت االحتماالت وانتفى املدرك الذي ميكن التعويل عليه يف الترجيح شرعي بينها؛ فإن امللجأ حينئذ يكون يف العمل باالحتياط، والبناء على اليقني؛ وهو معتمد

.)٩٢٩(ه األحوالمعتبر يف مثل هذ

ومفاد هذه : )٩٣٠( التحليل ال يكون إال بأقوى األسباب: عشراملوجه الثالثالقاعدة أن املعهود من تصرفات الشارع يف أبواب التحليل والتحرمي؛ هو اشتراط أقوى

).٥/٢٩٣: (فتوحات الوهاب، واجلمل، )١٠/١٢: (حتفة احملتاجاهليتمي، : انظر-925 ).٢/٢٥٦: (التقرير والتحبريابن أمري احلاج، : انظر-926، )٨/٥٩: (املغيندامة، ، وابن ق)٢/٥٤: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر -927

،نقيطيوالشالورودن ثر) :٥٨٧/ص.( 928- ،اهليتمي الفتح املبني) :١١٧/ص.( ).٣/٥٠: (بدائع الصنائع، والكاساين، )١/١٩٩: (تبيني احلقائقالزيلعي، : انظر-929 ).٣/١٤٤: (الفروقالقرايف، : يف ذلك أيضا؛ وانظر)١/٢١٣: (القواعد املقري، -930

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 273: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٣ -

األسباب يف حال االنتقال من احلرمة إىل اإلباحة؛ خبالف االنتقال من اإلباحة إىل احلرمة؛ وج من رع يف اخلرحيتاط الش: يكون بأخف األسباب؛ ويف تقرير ذلك يقول القرايففقد

ألن؛ من اخلروج من اإلباحة إىل احلرمةاحلرمة إىل اإلباحة أكثر الت ؛ املفاسدحرمي يعتمد ؛ لهن االحتياطفيتعيفيه املفسدةقدم على حمل فال ي على زوال تلك يدل إال بسبب قوي للمفسدة حبسب بأيسر األسباب دفعا ومينع اإلباحة ما فيه مفسدة،عارضهاسدة أو ياملف

.)٩٣١(اإلمكان

وذلك يعين أن ما كان حترميه ثابتا؛ لم جيز اإلقدام عليه مبجرد الشك يف انتقاله من برميته، غريقا يف املاء ميتا، وشك هل ماته صيدوجدفالصائد إذا حال املنع إىل اإلباحة؛

حيل له أكله؛ ألن األصل عدم احلل، وقد شك يف السبب اوز لم أو بغرقه يف املاء؛ .)٩٣٢(يزل أصل املنعلم لألكل؛ ف

وهلذا املعىن أمجع الفقهاء على حترمي نساء اوس وذبائحهم؛ مع أن أكثرهم أجرى : ن وجه ذلك التفريق يقول ابن قدامةعليهم سنة أهل الكتاب يف أخذ اجلزية منهم؛ ويف بيا

احللألن؛ نسائهم وذبائحهميثبت حللم و وألن، بهة ال يثبت بالشبهة ملا اقتضت الش له تغليبا، هاحرمي يف املواضع كل ليثبت الت؛ اقتضت حترمي ذبائحهم ونسائهم،حترمي دمائهم .)٩٣٣(على اإلباحة

ما يقتضي حله بظن غالب؛ الستناد السبب احمللل إىل وأما إذا طرأ على األصل احملرمه ي؛ فإنز اإلباحة؛ ؤثرسبب ظاهر قويدخله حيفق العلماء علىذلكلو يف حكمه، ويأن ات

ه من رمى صيدا، فوقع باألرض جمروحا ومات لتوه، وليس فيه غري أثر سهمه؛ حل له أكل الرمية، وال التفات إىل احتمال موته بسبب آخر، وإن كان اتفاقا؛ إحالة ملوته على

.)٩٣٤(واردا

.)٢/٢٩٤: (الذخرية: وانظر له؛)٣/١٤٤: (الفروق القرايف، -931، وقد حكى اإلمام النووي االتفاق على ذلك؛ )١/٣٢٦: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -932 ).١٣/٧٩: (شرح مسلم: انظر

، وحكى يف موضع آخر اإلمجاع على حترمي نسائهم وذبائحهم إال )٩/٧٣: (املغين ابن قدامة، -933 ).٩/٣١٤: (املغين: بن املسيب، والثابت عنه خالفها؛ انظررواية عن سعيد

).١/١١٩: (األشباه والنظائر، وابن السبكي، )١/٣٢٧: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -934

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 274: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٤ -

-:ومما يشهد لسالمة هذا املعىن على وجه العموم يف التنقل بني التحرمي والتحليلالنظر يف موارد الشرع اجلزئية؛ فقد ماز الشارع بني الطرفني ممايزة واضحة؛ ومن ذلك ما

اهللا أن ترى أال: العريب يف معرض االحتجاج على صحة القاعدة؛ حيث قالأشار إليه ابن ملا وجل عز على محر جلالر وكان ،أبيه وامرأة ابنه حليلة نكاح امرأة على عقد إذا جلالر

أمة له كانت لو وكذلك ،أبيه وعلى ابنه على حرام هاأن قهاطل ثم ،هاب يدخللم و نكاحا ويدخل يقع حرميالت أن لك نبيي فهذا ؛أبيه وعلى ابنه على متحر لهاقب أو ،بشهوة فلمسها من ظاهر لو وكذلك ،هاكل قتطل ؛امرأة بعض قطل لو وكذلك ،شيء بأقل املرء على ؛نكاحا امرأة بعض على أو ،نكاح بعض امرأة على عقد ولو ،الكامل هارالظ لزمه ؛بعضها

وطأ ويطأها ،هازوج هاب يدخل حىت عليها كاحالن عقد هاحلي ال املبتوتة كذلكو ،يصحلم به يقصد ال رغبة نكاح يكون أن حيتاج هإن :لاحملل نكاح يف مالك قال وهلذا ؛صحيحا

ويكون ،حليلالت وطأ هلا هوطؤ وال صائمة تكون ال باحام ويكون ،حيضتها يف وال مةحرم بالغا وجالز سلمام)٩٣٥(.

وقد بنى الفقهاء على ذلك املعىن الكثري من مسائل الفروع؛ منها املتفق عليه، ومنها املختلف فيه؛ واإلدراك الواعي ملضمون هذه القاعدة من شأنه أن يخفف من حدة ذلك

، ومناشئ اخلالف، ويزيل اللبس الذي يقع فيه بعض من ال يحيط علما مبدارك األحكام اختالف موارد ظهر لك سبب؛هذه القواعدإذا أحطت بو: النزاع فيها؛ كما قال القرايف

رع يف هذه األحكامالش،اختالف العلماء وسبب ،واحل ونشأت لك الفروق كم عاليلوالت)٩٣٦(.

هذه القاعدة تعد من القواعد : )٩٣٧(األجر على قدر املشقة: املوجه الرابع عشراحملفزة على سلوك منهج احلياطة ألمور التكاليف يف مقام االمتثال؛ ذلك أن العمل باالحتياط شاق يف أغلب أحواله وصوره؛ فإذا علم املكلف بأن زيادة املشقة يقابلها زيادة يف األجر؛ اندفع إىل العمل بكل نشاطه، مستشعرا يف قلبه حالوة ما يقدم عليه؛ خبالف

جوم على األشق دون وجود احملفز؛ فإنه قد يعود على عمله بنوع من الفتور والكسل؛ اهل

).١٣/٢٢٨: (التمهيدابن عبد البر، : انظر-935 ).٣/١٤٤: (الفروق القرايف، -936 ).١٤٣/ص: (األشباه والنظائر، والسيوطي، )٢/٤١٣: (نثورامل الزركشي،: انظر -937

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 275: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٥ -

فال ؛ األبد ذي اجلالل وسعادةح العباد ومواهب على مصال مشتملةالعبادات: يقول القرايفيليقتفويت ؛ةى املشقها مبسم؛سارة احتماهلا مع يولذلك كان ترك ص يف كثري من الترخ

؛ب يف التقر وأبلغ،واعية يف إظهار الطة أبلغ العبادة مع املشق تعاطي وألن؛ىالعبادات أولها اليت ح مصال فتحصلا املعامالتوأم؛ )٩٣٨(ك على قدر نصبك أجر: قال ..ولذلك

بذلت األعواضفيها مبسم ى حقائق الش؛روطرع والشبل التزام غري ذلك ي ي إىل كثرة ؤد .)٩٣٩(شر الفساد وإظهار العناد ون،خلصاما

وال تكون املشقة سببا يف زيادة األجر وعظم الثواب إال إذا حتقق فيها شرطان؛ -:ومها

أن يكون التكليف مقتضيا هلا؛ حبيث ميتنع القيام به دون الوقوع -:األولالشرط ؛ ملا علم يقينا من الشارع أنه ميال يف فيها؛ فال جيوز أن يقصد املكلف املشقة من االمتثال

أصل وضعه للتكاليف إىل التسهيل ورفع احلرج؛ فإذا تعمد املكلف الوقوع يف املشقة كان قصده مناقضا لقصد الشارع، ولم حيصل له من إرهاقه نفسه سوى زيادة النصب؛ قال ابن

على ومحلها فسالن عذاب دجمر يف هتحمب وأ رضاه ليس اهللا نأ عرفي نأ ينبغي امم: تيميةأ كان ماكل العمل يكون حىت ؛املشاقحيسب كما ؛فضلأ كان ؛شق من كثري نأ الاجله ومصلحته العمل منفعة قدر على جراأل ولكن ؛ال ؛شيء كل يف ةاملشق قدر على جراأل

.)٩٤٠(وفائدته

الم كالمبن عبد الس اليت يعظم ولإلمام العز يف بيان ضابط الفرق بني املشاق نفيسنن رائط والسرف والشإذا احتد الفعالن يف الش: األجر تبعا هلا وما ليس كذلك؛ حيث قال

وانفرد ، فقد استويا يف أجرمها لتساويهما يف مجيع الوظائفامها شاقوكان أحد، واألركانفأ؛ وتعاىلة ألجل اهللا سبحانهمها بتحمل املشقأحد ة ال على عني ل املشقثيب على حتم

لك إن: عمرا يف هلا قال اهللا ولرس أن عائشة أخرجه ذا اللفظ احلاكم عن أم املؤمنني -938: ؛ انظريخنيالش شرط على صحيح حديث هذا: ؛ وقال عنهنفقتك و نصبك قدر على األجر مناملستدركحيح؛ انظر)١/٦٤٤(، ١٧٣٣: املناسك، رقم: ، كتابكتاب: ، وأصله يف الص ،مسلم :

).٢/٨٧٠(، ١٢١١: بيان وجوه اإلحرام، رقم: احلج، باب ).١/١٢٠: (الفروق القرايف، -939 ).٢٥/٢٨١: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -940

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 276: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٦ -

؛املشاقإذ ال يصح التقر برب كل الق ألن؛ باملشاقها تعظيمللرب وليس ، بحانه وتعاىل سعنيوال توقريا تعظيما املشاق )٩٤١(.

أن ال يكون أمام املكلف خيار يف التوسيع على نفسه، ورفع املشقة : الشرط الثاينن كاهله؛ وذلك بأن ال يكون له مناص من ارتكاب الصعب للقيام مبقتضى التكليف؛ ع

يف ماوكاله ،صعب واآلخر ،سهل أحدمها ؛لآلخرة لوكهس يف طريقانفمن كان أمامه على املطلوب إىل لالتوص فيأخذ ؛واحد حد بعض الذي األصعب ريقبالط ديناملتشد يشق جيد كالذي ؛فسالن على شديدالت على بناء األسهل ريقالط ويترك ،مثله فاملكل على عطيلم فهذا ؛اآلخر ويترك ،ستعمالهال الشاق البارد ىفيتحر ؛وباردا ناخس: ماءين هارةللططلبه الذي هاحق فسالن الشغري من احلرج رفع دليل وخالف ،منه ارع ؛زائد معىن فالشارع

بكم كان اهللا إن كمأنفس لواتقت وال﴿: تعاىل اهللا قال وقد ،همثل ةرعيبش يرضلم .)٩٤٣(ههلوا بعاتم فصار ؛)٩٤٢(﴾رحيما

على وجه العموم، فاملشقة ال تصلح للكون مقصدا يتغياه املكلف يف مقام االمتثالك سبيال؛ فإن احتاج واملطلوب يف حقه أن يجافي مسالك التشديد واحلرج ما وجد إىل ذل

إىل األخذ باالحتياط يف مسألة من املسائل اليت تصلح حمال له؛ كان أجره على حتمل املشقة لوك سببا يف زيادة أجره بال شكالناجتة عن ذلك الس.

والقاعدة بقيودها من شأنها أن ترسم أمام املتشرعني منهجا يضبط عملهم باالحتياط هم، وحيول دون وقوعهم يف مظاهر التنطع املذموم؛ والذي كثريا ما يكون يف واقع حيات

اطيبوء العمل به؛ قال الشوء فهم حقيقة االحتياط أو سناشئا عن س :ييأت نفم مداتعب فيأخذ ؛تهحمب إىل وصلةامل واألسباب يسريوالت فقالر من له ارعالش وضع ما خبالف بزعمه

: املوافقات الشاطيب، :؛ وانظر يف نفس املعىن)١/٣٦: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -941

)٢/١٢٣.( ).٢٩: (النساء، اآليةسورة -942 ).١/٢٦٦: (االعتصامالشاطيب، : انظر-943

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 277: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٧ -

والط املوصلم لالس هو وجيعله ،واألصعب باألشقريق يف غاية إال هكل هذا هل ؛األخص .)٩٤٤(!اللة؟الض يهت يف وتلف ة،اجلهال

944- ،اطيبالش االعتصام) :١/٢٦٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 278: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٨ -

الفصل الرابع◌ الفصل الرابع◌

::

التقعيد األصويل والفقهي التقعيد األصويل والفقهيأثر االحتياط يفأثر االحتياط يفوواقع التشريع العمليوواقع التشريع العملي

:اآلتيةوفيه املباحث :االحتياط يف التقعيد األصويل أثر: املبحث األول :أثر االحتياط يف التقعيد الفقهي: املبحث الثاين

: االحتياط يف واقع التشريع العمليأثر: املبحث الثالث

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 279: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٦٩ -

املبحث األول

: يل التقعيد األصويفأثر االحتياط

اآلتيةوفيه املطالب: .يف قواعد الدالالت االحتياط أثر: املطلب األول .أثر االحتياط يف قواعد القياس: املطلب الثاين

.أثر االحتياط يف قواعد الذرائع: املطلب الثالثابعالر املطلب :ض االحتياط يف قواعدأثرعاررجيحو التالت.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 280: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٠ -

:ابقة أنوضة يف ثنايا املباحث السة املعرالحظ من خالل املادلالحتياط ي ال يعين انعدام الصلة بينه وبني اال البياني؛ ارتباطا وثيقا باال التطبيقي؛ غري أن ذلك

فإن له فيه عرقا ضارب اجلذور؛ فاتهد إذا اضطر للنظر يف مسألة من املسائل؛ فإن حاجته ـزيله وتكييفه؛ ألن التطبيق قد إىل بيان احلكم تقع ضرورة قبل احلاجة إىل معرفة طريق تن

يكون جمرد تنـزيل حلكم ثابت معلوم، وقد ال يبلغ تلك املرحلة إال بعد أن يتفصى به .)٩٤٥(االجتهاد عن حكم يصلح للتطبيق

عرض لبعض القواعد األصولية اليت كان للمنزع االحتياطي أثر اآلتيةويف املطالب ا، أو يف إثباتها وتأكيدها، والقصد الكلي من ذلك بيان وجه واضح يف إنشائها وتقريره

الصلة بني الطرفني؛ دون الولوج يف تفاصيل القضايا األصولية اليت قد يكون مجعها .واستيعابها من الصعوبة مبكان

).٢٣٠/ص: (االجتهاد بالرأيالسنوسي، : انظر-945

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 281: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧١ -

:املطلب األول

يف االحتياط أثرالالت قواعد الد د من القواعد املتعلقة بدالالت األلفاظ وما يتصل قد كان لالحتياط أثر واضح يف عد

بها؛ ولكون الغرض من عقد هذا املطلب بيان ذلك األثر دون االستيعاب والشمول؛ فقد تركز البحث حول بعض القواعد البارزة، واليت من شأنها أن تترك انطباعا واضحا لدى

: االااملتأمل فيها عن أثر االحتياط يف هذ

معنيني على الدال الواحد فظالل هو املشترك: اللفظ املشترك يعم: لقاعدة األوىلا ستفادتنيم اللتانالد كانت واء؛ سغةالل تلك أهل عند واءالس على داللة ؛أكثر أو خمتلفني واألخرى الوضع من ستفادةم إحدامها كانت أو ،االستعمال كثرة أومن ،لاألو الوضع من .)٩٤٦(االستعمال ثرةك من

تصحبه قرينة لفظية أو معنوية تبين مراد لم ومعىن القاعدة أن اللفظ املشترك إذاحمل على مجيع املتكلم منه؛ فإنميتنع أال ةطيشره؛ معانيه ي ؛ فقول اهللا خارج ألمر اجلمعي

؛ يحمل على اجلس )٩٤٧(﴾طيبا فلم جتدوا ماء فتيمموا صعيدا المستم النساءأو ﴿: عز وجل من وال تنكحوا ما نكح آباؤكم﴿: باليد واجلماع؛ ألنه مستعمل فيهما، وقوله أيضا

؛ يحمل على العقد والوطء؛ ألنه مستعمل فيهما، وال قرينة ختصه بأحد )٩٤٨(﴾النساء .؛ فيحمل على املعنيني جريا على مقتضى العموماملعنيني

ى د املعنفظ ويتعد اللتحد هو أن ي:وقيل يف تعريفه). ١/٢٤٨: (اإلاجابن السبكي، : انظر-946كالقرء ،فيهمابيل احلقيقة على سة معان؛ منها يف احليض ه حقيقة فإنه حقيقة يف عدوالطهر، والعني فإن

: إرشاد الفحول، والشوكاين، )٢/٣٧٧: (البحر احمليطالزركشي، : الباصرة واجلارية واملعدن؛ انظر أعم؛ فإنه يتناول املشترك بني معىن حقيقي وآخر جمازي؛ خبالف غريه ؛ وتعريف ابن السبكي)٣٠/ص(

من التعريفات؛ فإنها ال تتناول إال ما كان له أكثر من معىن حقيقي دون غريه، والظاهر مما يمثلون به .ههلذه القاعدة أنهم يقصدون النوعني معا، ولعل ذلك ما جعل ابن السبكي يعمم تعريف

).٤٣: (املائدة، اآليةسورة -947 ).٢٢: (النساء، اآليةسورة -948

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 282: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٢ -

، )٩٤٩( ومن تبعه من علماء األصول رأي اإلمام الشافعيتمثلوهذه القاعدة ها االحتياط ملقصود املخاطب ومراده؛ وذلك ألن املتكلم أبرزعاني؛من املواحتج هلم جبملة ؛ فقد حقق السامع ما قصده، وإن أراد بعضها فقط؛ فقد حتقق عانيإن أراد به مجيع امل

.)٩٥٠(ذلك يكون قد خرج عن العهدة بيقنيالبعض ضمن الكل، وب أن :أحدمها -:بأمرين ذلك يف جحتاو: ويف مقام االحتجاج لذلك يقول الزجناين

من بأوىل منها البعض نتعي فليس ؛ياتسمامل من واحد كل إىل هنسبت استوت فظالل :تعاىل اهللا قال ؛هوقوع جوازه على دل هأن :اينالث. احتياطا اجلميع على حملفي؛ البعض

،استغفار املالئكة ومن ،رمحة اهللا من الةوالص ؛)٩٥١(﴾يبالن على ونصلي هومالئكت اهللا إن﴿ .)٩٥٢(امجيع املعنيني الواحد فظبالل تعاىل اهللا وأراد

، وذهبوا إىل أن املشترك )٩٥٣(وخالف يف ذلك أكثر احلنفية وبعض املتكلمني واملعتزلة على معانيه واحد من لكللفظ املشتركوا ال إمنا وضعأهل اللغة بأن-: هلمجواحت يعم؛ ال

؛ صد بهما ق وعكس،ضع له ما وضديف ، وحمله على الكل دفعة استعمال له سبيل البدل رةعشم بقرينة صلات إذا ال احلقيقة؛ازا جهة على همعاني مجيع به رادي أن جيوز ولكن .)٩٥٤(بذلك

، وابن )١٥٠/ص: (املسودة، وآل تيمية، )٢/٣٨٤: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-949

،بكيالساجاإل) :١/٢٥٥.( ).٢/٤١: (أصول الفقهأبو النور، : انظر-950 ).٥٦: (األحزاب، اآليةسورة -951البحر الزركشي، : كذلك؛ وانظر)٣١٣/ص: (ختريج الفروع على األصولالزجناين، -952 ).٢/٣٩١: (احمليط، )١/١٢٥: (أصول السرخسي، والسرخسي، )١/٣٩: (كشف األسرارالبخاري، : انظر-953

،والبصرياملعتمد) :١/١٧( ،ركشيوالز ،البحر احمليط) :فتازاين)٢/٣٩١والت ، ، لويح علىالت ).١/١٢٦: (التوضيح

: ختريج الفروع على األصول، والزجناين، )١/٢٥٦: (اإلاجابن السبكي، : انظر-954 ).٣١٣/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 283: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٣ -

به ليقع ؛باألمساء عانيامل متييز واضعةبامل الغرض ألن :قالوا: قال أبو احلسني املعتزيللم ؛البدل على هوخلالف لشيء واحدة لفظة وضعوا فلو ؛اإلفهام بها فهمي ذلك ويف ،مهاأحد واضعةبامل الغرض نقض)٩٥٥(.

وضع ي لم هإن؛ فهذا غلط: وقال بعموم املشترك،ل القواسي يف ردلكيا اهلراوبالغ وضع؛وم عم؛ضع آلحاد احملامل على البدل ولكن وفالت عميم فيه إخراجوعهه عن موض ،

.)٩٥٦( وهذا قاطع.. آخريلبوإحلاقه بق

بيل وذلك يعين أن املشترك إذا لم تصحبه قرينة تبني عن مراد املتكلم؛ فإنه يصري من قامل عند القائلني بعدم العموم، وال يرتفع عنه ذلك اإلمجال إال بدليل خارجي يبني عن

.املراد، ويكشف عن املقصودومع شدة اخلالف يف هذه املسألة؛ فإن مثرته يف الواقع العملي ليست كذلك؛

أنه ال : أوهلما: عنينيخصوصا ما يتعلق بالتعامل مع نصوص الشارع وخطاباته؛ وذلك ملوعلى فرض : يهماثانو ؛يكاد يوجد لفظ مشترك جمرد عن كل القرائن اليت تبين املراد منه

وج ن النيبوده؛ فقد بي املراد منه قطعا؛ ملقام البيان الواجب عليه، وتأخري البيان عن .)٩٥٧(ع إمجاعاممنو وقت االحتياج

955- ،البصري املعتمد) :١/١٧.( ).٤/٢٢٦: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-956 وما ذكره ؛)٢٩٤/ص(: املناهج األصولية يين،، والدر)٣/٣٠٨: (املوافقاتالشاطيب، : انظر - 957

جناين وغريالزمسلم؛ حيث قاله فروعا لذلك اخلالف غري :أن هذا األصل ع عنويتفرم ب العمد وجالتخيري بني القصاص والدية عند الشافعي ؛من قوله تعاىلستفادا م : ﴿جعلنا فقدل مظلوماتن قوم هلولي ورا﴾ نالطاسه كان منصسرف يف القتل إنفإن ؛]٣٣: اإلسراء[ فال ي حيتمل لطانالس يةالد

ال وعندهم، منهما واحد لكل وبالوج وصف وأثبت ،بينهما افعيالش رخي جرم فال؛ والقصاصيبل ؛رخي عينا القصاص على حملي ؛ فعلى الفرض بأن لفظلطانالسن من األلفاظ املشتركة؛ فقد بي

النيب عن أيب هريرة املراد منه؛ حيث روى البخاري أن النيب قال : ن قتل له قتيل؛ فهوممن قتل له قتيل فهو : البخاري، كتاب الديات، باب: ؛ انظرخبري النظرين؛ إما أن يودى، وإما أن يقاد

).٦/٢٥٢٢(، ٦٤٨٦: خبري النظرين، رقم

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 284: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٤ -

كان ه عند من يقول به من األصوليني؛ إمنامعاني كل على املشتركوعلى كل؛ فحمل للزم من ؛على واحد منهاإال من أجل االحتياط لتحصيل مراد الشارع؛ إذ لو لم يحمل

النص، وإن حمل على بعضها دون اآلخر؛ كان ترجيحا بال مرجح، وهو أمر ذلك تعطيل .)٩٥٨(اتفاقاغري جائز

ميعج يستغرق لفظهو العام اللفظ: اللفظ العام حيمل على العموم: نيةالقاعدة الثا؛ ومعىن القاعدة أن اللفظ العام جيري على عمومه؛ حىت يرد )٩٥٩(واحد بوضع له يصلح ما

؛ ويف تقرير ذلك )٩٦٠(املخصص املعتبر، وهذا هو مذهب اجلماهري من املتكلمني والفقهاء ورهظه على فهو ؛ اهللا ولرس ةنس يف ظاهرا اعام كان كالم كل: فعييقول اإلمام الشا

حىت ومهوعم لمعحديث ي عن ثابت اهللا ولرس على يدل باجلملة يدرأ إمنا هأن يف ةالعام .)٩٦١(بعض دون اجلملة بعض اهرالظ

هبوا إىل أن داللة العام على وبالغ أكثر احلنفية يف التمسك مبقتضى هذه القاعدة؛ فذ إن كان النص وإحاطته كاخلاص،ومه قطعاوجب احلكم بعم تةقطعيكل أفراده داللة

؛ خمالفني بذلك ما قرره أكثر األصوليني من أن داللة العام على أفراده )٩٦٢( بهمقطوعاة ما لم يقترن به ما ي٩٦٣( ذلكبغري شعرداللة ظني(.

ه القاعدة األصولية يقوم بها مجلة من أدلة املنقول واملعقول، وللتعويل على وهذ حظ معتبر؛ فإن مقتضاه ترجيح العموم على اخلصوص؛ ويف معرض فيهالك االحتياطامس

عليل لذلك املعىن يقول ابن أمري احلاجالت :ألنوص مع احتمال كون يف احلمل على اخلص

).٤٢١/ص: (اخلطاب الشرعيادي، مح: انظر -958959- ،بكيابن الس اجاإل) :٢/٨٢(؛ وانظر : ،نقيطيالشالورود نثر) :٢٤٣/ص.( ، )١/٢٩٧: (كشف األسرار، والبخاري، )٢٢٥/ص: (املستصفىالغزايل، : انظر-960

،ركشيالزاحمليط البحر) :٤/٤٨.( 961- ،افعيالش سالةالر) :٣٤١/ص.( ).١/٢٩١: (كشف األسرارالبخاري، : انظر-962 ). ١/٥١٤: (حاشية العطار، والعطار، )٤/٣٥: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-963

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 285: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٥ -

إضاعة مراداومالعم ا يدخل غريه مم؛وم يف العملدخول ؛وم خبالف احلمل على العم ى أولواألحوط، وص فيهاخلص)٩٦٤(.

أن يف محل الكالم العام على اخلصوص تفويتا ملقصود املتكلم إن كان يريد -:وبيانهكما -ينا؛ وذلك ألنه العموم، خبالف ما لو حمل كالمه على العموم؛ فإن غرضه يتحقق يق

إن أراد خصوص العموم؛ فقد حتقق ما أراده خبصوصه، وإن أراد : -يقول أبو النوراخلصوص خبصوصه؛ فقد حتقق يف ضمن العموم، وبذلك يكون محل اللفظ على العموم

.)٩٦٥(أحوط

وص، ويوم وال خصحمل على عمال ي إىل أن العام توقف عن هذا؛ وقد ذهب البعضمذهب حيمل يف ثناياه ، وهو )٩٦٦(العمل به حىت يقوم الدليل الذي جينح به إىل أحدمها

عوامل احلكم عليه، وقد حكم عليه فعال باالزام؛ فال أثر له يف فروع الفقه وأقوال وحسبك أنه قد يؤدي لو عمل به إىل تعطيل بعض .. الفقهاء، وإمنا ميدانه علم الكالم

إذا ومالعم صيغ يففاحلق: قال الشاطيب؛ )٩٦٧(حكام عند االستنباط من النصوصاأل مالفه يالعرب ومهاعم حمل يفهم حبيث ؛يستعمالاال األصل يف ومهاعم على هاأن ؛وردت .)٩٦٨(رعالش مقاصد على علطامل

، والنهي هو مر هو طلب الفعلاأل: والنهي للتحرميوباألمر للوج : الثالثةالقاعدة، ولكل منها صيغ تدل عليه، ويتميز بها عن غريه، ومعىن القاعدة أن )٩٦٩(طلب الترك

األصل العام يف األوامر الواردة يف خطابات الشارع أن تحمل على الوجوب؛ ما لم تقم

964- ،ابن أمري احلاج حبريقرير والتالت) :؛ وانظر)١/١٨٨ : ،وحيالفتالكوكب املنري شرح :

).٣٤٦/ص( ).١٧٣/ص: (أصول الفقه أبو النور، -965 .)٤/٤٧: (البحر احمليطالزركشي، : املسألةأقوال العلماء يف هذه ملعرفة انظر-966 ).٢/٥٢: (تفسري النصوصأديب الصاحل، : انظر-967968- ،اطيبالش املوافقات) :٣/٢٩٢.( النهي علو وال أنه ال يشترط يف لفظ األمر و: ، والظاهر)٢/١٥٨: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-969

استعالء؛ ألنه وجد مستعمال فيهما ومع غريها يف القرآن ويف لغة العرب، واألصل يف اإلطالق احلقيقة؛ ).٢/١٠١: (أصول الفقه، وأبو النور، )١٧٣/ص: (نثر الورودالشنقيطي، : انظر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 286: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٦ -

على التحرمي؛ إال بدليل فيها أن تحمل ؛ فإن األصلقرينة تقضي خبالفه، وكذلك النواهي .معتبر

هذه القاعدة من أهم عدوت وءلقي الضها تة وأحقها بالعناية؛ ذلك أنوليالقواعد األصعلى املراد من أصل األوامر والنواهي يف النصوص الشرعية، اليت متثل غالبية الوارد عن اهللا

األمر البيان يف به بدأي ما أحق: سرخسي؛ ويف التنبيه إلى ذلك يقول ال)٩٧٠(ورسوله ؛هوالنألن ي ومبعرفتهما ،هماب االبتالء عظمم األحكام معرفة تتم، من احلالل زويتمي .)٩٧١(احلرام

ومدلول هذه القاعدة ميثل رأي مجهور العلماء من أصحاب املذاهب املتبوعة تهي إليها احلصر، وال يبلغها العد؛ على خالف وغريهم، وعليها املعول لديهم يف فروع ال ين

قائم بينهم يف مقتضي الوجوب والتحرمي؛ هل هو الشرع أو الوضع أو العقل؟ يعرف من .)٩٧٢(مظانه من كتب األصول

واألدلة اليت تنهض حبجية هذه القاعدة وتقرر معناها كثرية جدا؛ منها املنقول يستطيع املتأمل فيها أن يدرك بسهولة قوتها ومبلغها من العلم، واملعقول واإلمجاع، و

واالحتجاج باالحتياط على سالمة مضمونها يعد أحد املسالك املتبعة يف ذلك؛ قال اصاجلص :وقد استدلافعل( : قوله أهل العلم بأن بعض(لكان ؛دب لو صلح لإلجياب والن من وهذا وإن كان استدالال،قة بالث ملا فيه االحتياط واألخذ؛ى إىل جهة اإلجياب أولاملصري

ريبك إىل دع ما ي: يبكما قال النر؛ وب األم يف وج صحيحه احتجاج فإن؛فظجهة الل؛ ويف نفس )٩٧٤( وجهنيحتملقة فيما ي باالحتياط واألخذ بالث فأمر؛)٩٧٣(ما ال يريبك

970- ،ذيريخ عليل بالقواعدالت) :وانظر). ٢٥٤/ص : ،اخلنةأثر االختالف يف القواعد األصولي :

).٢٩٥/ص(971- ،رخسيالس رخسيول السأص) :١/١١.( ، )١/٣٠٣: (التقرير والتحبري، وابن أمري احلاج، )٣/٣٦١: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-972

،وحيوالفتشرح الكوب املنري) :٣٢٧/ص( ،نعاينوالص ،ائلإجابة الس) :٢٧٧/ص( ، ،نقيطيوالشنثر الورود) :١٧٣/ص.(

).١٩١/ص: ( تقدم خترجيه؛ انظر-973 ).٢/٩٨: (الفصول يف األصولاجلصاص، -974

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 287: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٧ -

ريازيياق يقول الشالس: ا؛ احتياط اإلجياب يفنإفوجب؛فظ عليهحمل الل أن يه رمبا ألن .)٩٧٥( منه إال الفعلجخر فال ي؛كان واجبا

ونستطيع اجلزم بأن القرآن الكرمي قد انتهج هذا املسلك يف التحذير من مغبة خمالفة لفون عن أمره فليحذر الذين يخا﴿: األوامر واخلروج عن مقتضياتها، وذلك يف قوله تعاىل

؛ فقد حذر اهللا املخالفني عن أمره من اإلصابة )٩٧٦(﴾أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليمبالفتنة والعذاب األليم؛ فيكون املخالف على صدد العذاب؛ لوجود املقتضي له، وهو

؛وبجالو على األمر أن على الفقهاء احتج اآلية هذهب: قال القرطيب؛ )٩٧٧(املخالفةأمره خمالفة من رحذ قد وتعاىل تبارك اهللا أن هاووجه، فتحرم؛ عليها بالعقاب دوتوع أمره امتثال فيجب ؛هخمالفت)٩٧٨(.

داللةوأثر االحتياط يتجلى بوضوح أكثر يف التعامل مع مقتضى النواهي؛ وذلك ألن على هيالن على األمر داللة من أقوى حرميالت ؛وبالوج واحلرام احلالل اجتمع إذا هألن

.)٩٧٩(احلرام غلبأمري احلاج قال ابن :وعلل البيضاويوغري ه تقدمي؛بيح باالحتياطم على امل احملره فإن

ي؛ إن كان حراما ذلك الفعلألن؛ حرميقتضي األخذ بالتوإن كان ،ه ضررا كان ارتكاب فال ضرر يف تركه؛باحام )٩٨٠(.

ر وممحرمي أولى من محله على الكراهة أصالة؛ ما تقرهي على التمل الند أن حؤيا يفوس على الن اعتقاد الوعيد حيملألنلدى العلماء من أن تقدير الوعيد أقرب؛ وذلك

إ ف؛ركالتلم نإ و،نسان قد جنا كان اإلا حقن كان ذلك الوعيد بل عقوبة؛ا حقيكن الوعيد ه ألن؛ اعتقادهه يفذا ترك ذلك الفعل خطؤإنسان اإليضر لم ؛ من ذلك الوعيدفعل أخفال

975- ،ريازيالشبصرةالت) :٢٤٤/ص(يف نفس املعىن؛ وانظر : ،البصرياملعتمد) :١/٥٩.( ).٦٣: (النور، اآليةسورة -976 ).٢٦/ص: (النواهيداللة األوامر و وفا، : انظر-977978- ،القرطيب اجلامع ألحكام القرآن) :؛ وانظر)١٢/٢٩٤ : ،اآللوسيروح املعاني :

)١٨/٢٢٦.( 979- ،بكيابن الس اجاإل) :٢/٤٧( 980- ،ابن أمري احلاج حبريقرير والتالت) :٣/٢١(؛ وانظر : ،العالئيحتقيق املراد) :٦٤/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 288: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٨ -

فقد إثباتا؛ وال يادة نفيا تلك الزيعتقد يف لم نإ وكذلك ، أيضاخيطىءن اعتقد فقد إ ، كانت ثابتةإنائدة الز استحقاق العقوبة فيقع يف؛ن الفعل عندههو فهذا اخلطأ قد ي؛خيطىءأو يقوماستحقاق ذلك به سبب )٩٨١(.

فوثاقة االرتباط بني االحتياط وهذه القاعدة من الظهور مبكان، وال جيد املكلف يف مقام امتثاله األوامر والنواهي اردة مناصا آمن له من انتهاج مسلك احليطة واحلذر يف

بني اإلجياب إذا دارت املصلحة: كالتعامل مع نصوصها؛ قال ابن عبد السالم مقررا ذلملا يف ذلك من حتق؛ ها على اإلجياباالحتياط محلف ؛دبوالنفإن كانت عند ، ةق براءة الذم

وعلى ،دب فقد حصل على مصلحة النوإن كانت مندوبة، هال مصلحت فقد حصاهللا واجبةفإن؛ة اجلوابثواب ني م وإذا دارت ، )٩٨٢(ه حسنةتبت ل ك؛يعملها ولم حبسنةن همحرمي التفإن كانت مفسدة، حرميها على الت فاالحتياط محل؛حرمي بني الكراهة والتاملفسدة

ثيب على قصد وأ، املكروه فقد اندفعت مفسدة؛ةوإن كانت منفي، فقد فاز باجتناا، قةحمقفإن؛ماجتناب احملر فعل الواجب أفضلكما أن، من اجتناب املكروهم أفضل اجتناب احملر

.)٩٨٣(من فعل املندوب

).٢٠/٢٦٠: (جمموع الفتاوى، ابن تيمية: انظر-981 اهللا إن :قال أنه النيب عن اسعب ابن وأصل ذلك مأخوذ من احلديث املتفق عليه عن -982 ؛كاملة حسنة عنده له اهللا كتبها ؛يعملها فلم ؛حبسنة هم نفم ؛ذلك نبي مث ،ئاتوالسي احلسنات كتب نوم ،كثرية أضعاف إىل ضعف سبعمائة إىل حسنات عشر عنده له اهللا كتبها ؛وعملها هاب هم هو فإنهم هو فإن ؛كاملة حسنة عنده له اهللا كتبها ؛يعملها فلم ؛ئةبسي له اهللا كتبها ؛فعملها هاب هم ئةسي

، )٥/٢٣٨٠(، ٦١٢٦: من هم حبسنة أو سيئة، رقم: الرقاق، باب: البخاري، كتاب: ؛ انظرواحدة، ١٣١: رقم،كتبت مل ئةبسي هم وإذا بتكت حبسنة العبد هم إذا :باباإلميان، : تابمسلم، كو)١/١١٨.(

).٢/١٩: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -983

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 289: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٧٩ -

:املطلب الثاين

ساالقي قواعد االحتياط يفأثر

لغةالقياس :تقديرشيء على شيء آخر هو محل : ؛ واصطالحا)٩٨٤(ه به وتسويت؛ )٩٨٥(معلوم على معلوم يف إثبات حكم هلما، أو نفيه عنهما؛ الستوائهما يف علة احلكم

ال يعتد خبالفهم، ن يف ذلك إال شذوذ ممنازعي ولم عند اجلماهري من أهل العلم،جة حهووة واملعقول بالغةواألدلة على حته من الكتاب والسنوقد أمجع جي ،روريمبلغ العلم الض

.)٩٨٦(؛ فمن بعدهم على العمل بهالصحابة كان للمسلك االحتياطي أثر واضح يف ويعتبر القياس من ااالت األصولية اليت

العديد من جوانبها؛ فقد انبثق عن النزوع إليه يف العمل بهذا األصل الراسخ مجلة من القواعد اليت كان هلا دور ال ينكر يف حتديد معالم االجتهاد القياسي، وتسديد مساره لدى

ات ذلك املعىن؛ بذكر جملة من القواعد فقهاء املذاهب؛ ويف هذا املطلب حماولة إلثبعامة :القياسية ذات الطبيعة االحتياطية

مفاد هذه القاعدة أن ما كان من :)٩٨٧(ديةالتعب وراألم يف قياس ال: وىلالقاعدة األقبيل التشريعات التعبدية اليت ال يعقل معناها على وجه التحديد والتفصيل يعتبر من ااالت

مبناها على االحتياط من جتريد العبادات ال يسوغ فيها جريان القياس؛ وذلك ألن اليت )٩٨٨(النظر

باألعضاء وءالوض كاختصاصوهذا املعىن جار باتفاق فيما يتعلق بأصول العبادات؛ وصةاملخص، والقيام اليدين رفع من اهليئة بتلك الةوالص كوعوالر على هاوكون ،جودوالس

).٣/٣٠٠: (لسان العربابن منظور، : انظر -984، )١٤٥/ص: (روضة الناظر، وابن قدامة، )٧/٦: (البحر احمليطالزركشي، : انظر -985

).١٩٨/ص: (إرشاد الفحولوالشوكاين، ، )٧/٣٧: (البحر احمليط، والزركشي، )٢/١١٨: (أصول السرخسيالسرخسي، : انظر -986

).٢٢٠/ص: (أصول الفقه، وأبو زهرة، )١٤٧/ص: (روضة الناظروابن قدامة، ).٣٢٨/ص: (املستصفى الغزايل، -987 ).٢/٣٩٦: (املوافقاتالشاطيب، : ؛ و انظر)١٩٨/ص: (ىاملستصف الغزايل، -988

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 290: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٠ -

يف لواتالص أوقات وتعيني ،يلالل دون هاربالن يامالص واختصاص ،بعض دون اهليئات بعض باألعمال احلج واختصاص ،هاروالن يلالل أحيان من سواها ما دون نةعيامل األحيان تلك العقول هتديت ال امم ذلك أشباه إىل ؛وصخمص مسجد وإىل ،املعروفة األماكن ويف ة،املعلوم .)٩٨٩(هحنو ورطت وال ،بوجه يهإل

اطيبقال الش :العبادات يدخل فال الرهكذا واالستحسان أي ؛طلقام يكاملناف هألن ترك على العلماء حافظ وكذلك، فصيلالت على هامعاني دركت ال قولالع وألن ،لوضعها

مجيعا حمافظون فهم ؛واتفاوت إنو العلماء من غريهو.. مالكاإلمام ك ؛فيها القياس إجراء .)٩٩٠(هاوالتومنق وصهالنص باعاالت على العبادات يف

،وغ فيها القياساالت اليت يسول العبادات ليست من افأصوإمنا فيما القياس ظهر ؛ واألصل )٩٩١(الفارق وانتفى ،ةالعل يف االشتراك وظهر ،فيه العلم األصل يف احلكم نكوم فيما كان جاريا على مقتضى التعبد أن ال يلتفت فيه إىل املعاني إال على وجه االتباع، العا

اختراع يف للعقول جمال ال إذوال يصح اإلقدام على اختراع شيء منه دون إذن خاص؛ داتالتعب)٩٩٢(.

احملافظة واضح؛ فإن األخذ باحلزم واجلد يف واملنـزع االحتياطي يف هذه القاعدةعلى الشريعة من الزيادة فيها بغري حق؛ يعتبر من أجل املقاصد اليت ينبغي أن يسعى لتحقيقها والعمل على تقريرها تأصيال وتفريعا، وكل ما من شأنه أن خيدش ذلك األصل أو

: شة مرفوعاخيرمه؛ فال مناص من بذل اجلهد يف تفنيده ورده؛ عمال مبا روته أم املؤمنني عائن أحدث يف أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو ردم)٩٩٣( على ذلك معىن اطيبى الش؛ وقد بن

989- ،اطيبالش املوافقات) :١/٨٠(؛ وانظر : ،اآلمدياإلحكام) :٤/١٩( ،نقيطيوالش ، نثر ).٤٥١/ص: (الورود990- ،اطيبالش االعتصام) :١/١٩٠.( 991- ،اآلمدي اإلحكام) :٤/١٩(ة، : ؛ وانظرابن تيميقلدرء تعارضالعقل والن ) :٤/٣٥( ،

،نقيطيوالشالورود نثر) :٤٥١/ص.( 992- ،اطيبالش املوافقات) :١/٢٨٤.( : إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود، رقم: الصلح، باب: أخرجه البخاري، كتاب-993٢/٩٥٩(، ٢٥٥٠.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 291: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨١ -

جرى جمرى القواعد املقررة يف معرض تفريقه بني ما التفت فيه الشارع إىل املعاني من عانيامل عتبارا فيه ثبت ما وكل ،فيه تفريع فال ؛دالتعب اعتبار فيه ثبت ما كل: غريه؛ فقال

.)٩٩٤(التعبد اعتبار من فيه دب فال ؛دالتعب دونوأما فروع العبادات؛ فيجوز إجراء القياس فيها؛ إذا كانت معللة حبكم وأوصاف ظاهرة معقولة املعىن، وليس ذلك معدودا من قبيل اإلحداث املمنوع يف الدين والزيادة فيه

ل القياس املعهود من الشارع االلتفات إليه، والتنبيه على إعماله يف بال برهان؛ بل هو من قبي ؛يوما هششت: قال اباخلط بن مرع عنغري ما واقعة؛ ومن ذلك ما رواه اإلمام أمحد

وأنا لتفقب فأتيت ؛صائم النيب ؛عظيما أمرا اليوم صنعت :فقلت ؛ وأنا لتفقب ؟صائم فقال ؛بذلك بأس ال :قلت ؛؟صائم وأنت مباء متضمضت لو أرأيت : اهللا ولرس فقالاهللا ولرس :فف؟يم! )٩٩٥(.

فقد استعمل النيب ؛ن و يف فتواه القياسإىل بلة اليت هي وسيلة نسبة القأنبي هذا األمر ال يضر فكما أن؛ربه إىل ش كنسبة وضع املاء يف الفم الذي هو وسيلة؛الوطء .)٩٩٦( مبثابته من كل وجهآلخراف

وفهم علماء الشريعة من هذا النص وأمثاله من النصوص اليت استعمل الشارع فيها أضربا من األقيسة؛ أن القصد من ذلك هو تنبيه اتهد إىل لزوم استعمال القياس فيما عقل

بنيمنها؛ دون أن يعود على عن أحكام املتماثالتمعناه من فروع العبادات؛ استعماال ي عاني امل وأن، مثله حكم املثل حكمولوال أن: أصوهلا بالزيادة أو النقصان؛ قال ابن القيم

به على ه ليدل فذكر؛شبيه معىنيكن لذكر هذا الت لم ؛ وإثباتا يف األحكام نفيارةؤثلل موالع .)٩٩٧( مثلهظري حكم حكم النأن

994- ،اطيبالش املوافقات) :٢/٣١٠.( ثقات من رجالهو ،سلمم شرط على صحيح إسناده، و)١/٢١: (نداملس، ١٣٨: أمحد، رقم-995

).٢/٨٨: (التحقيق يف أحاديث اخلالف ابن اجلوزي، :رجال الشيخني؛ انظر، ولإلمام )٣/٥١: (اإلاج؛ وابن السبكي، )١/١٥٢: (إعالم املوقعنيابن القيم، : انظر-996

).٢/٩٨: (معالم السنن: ه يفاخلطايب كالم نفيس يف ذلك؛ فانظر، ويستطيع املتأمل يف كتب الفقه أن يلحظ الكم اهلائل )١/١٥٢: (إعالم املوقعني ابن القيم، -997

من األقيسة الفقهية يف خمتلف فروع العبادات، مما جيعله على قناعة تامة بأن القياس وإن كان ممتنعا يف .ها قد جرى فيها بال نزاعأصول التعبدات؛ فإن فروع

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 292: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٢ -

ال خالف يف أن القياس ال جيري يف :)٩٩٨(ود يف احلدال قياس: لثانيةاالقاعدة ها، وذلك ألن القياس فرع تعقل املعىن، وال لل تفهم ع تعقل معانيها، والالاألحكام اليت

ها وأن حبال من األحوال؛ ول احلدود ال جمال للزيادة فيها أو النقص يف أن أص كذلكخالفا على ورمن األموذلك يعين االقتصار يف إثبا ،صإال عن طريق الن رة اليت ال تثبتاملقد

.ينص على عقوبتهااجلرائم املنصوصة، وال جيوز ابتداء حد جديد جلرمية لم وص على بعض يف انطباق بعض النص الواقع يف هذه املسألة منجمع كله اخلالفإمناو

عترب جرميته سرقة؟ والالئط؛ هل تعترب جرميته خلالف يف النباش؛ هل تاجلرائم واألفعال؛ كا وهذه القاعدة متثل رأي املانعني من جريان القياس يف ذلك مطلقا، وهم عامة علماء زىن؟

؛ ومن مجلة احلجاج اليت أوردوها مستندا )٩٩٩(احلنفية، وبعض من أتباع املذاهب األخرىباالحتياط؛ وذلك من حيث إن القياس مفاده ظن واحتمال، والظن هلذه القاعدة العمل

؛ وتأيدوا يف ذلك مبا روي عن )١٠٠٠(شبهة يسقط بها احلد؛ فال جيوز إثباته بالقياس احتياطا يبالنه قالأن :بهاتادرؤوا احلدود بالش)١٠٠١(.

وذهبوا إىل أن القياس جيري يف وخالفهم يف ذلك مجهور املالكية والشافعية واحلنابلة، ؛ ولم يروا يف األخذ مبقتضى االحتياط مانعا من جريان )١٠٠٢(احلدود كغريها من املعلالت

فقوالعمل بالظنون الغوالب مت ،غالب الذي يفيده القياس القياس فيها؛ وذلك ألن الظن

، )٤٦٣/ص: (التمهيد، واإلسنوي، )٤/١٠٣: (الفصول يف األصولاجلصاص، : انظر-998 ).١٧٦/ص: (إجابة السائلوالصنعاين،

: التقرير والتحبري، وابن أمري احلاج، )٢/١٦٣: (أصول السرخسيالسرخسي، : انظر -999)٣/٢٤١( ،ركشيوالز ،البحر احمليط) :٧/٦٨.(

، )٤/٦٥: (اإلحكام، واآلمدي، )٣/٢٤١: (التقرير والتحبريابن أمري احلاج، : انظر -1000 ،واألنصاريوتمحفواتح الر) :٢/٣١٧.(

عن عاصم وري سفيان الثحديث: هذا احلديث روي من طرق أصحها كما ذكر الشوكاين -1001 نقطعاوروي م، موقوفاعاذ أيضاوي عن عقبة بن عامر ومور.. بن مسعودعن أيب وائل عن عبد اهللا

: قال احلافظو ؛ عليه موقوفا مر عن ع"صالاالت" حزم يف كتاب ورواه ابن ، على عمروموقوفاوإسنادهصحيح وكاين، : ؛ انظرالشنيل األوطار) :٧/١٢٥.( ، والشريازي، )٤/٨٢: (اإلحكام، واآلمدي، )٢/٤٧١: (احملصولالرازي، : انظر -1002

اللمع) :٢٨١/ص( ،ركشيوالز ،البحر احمليط) :٧/٦٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 293: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٣ -

اردة؛ ولذلك أمجعوا على على جوازه يف األحكام العملية، وال يصح تركه لالحتماالتبعد ثبوته؛ فهو بهة بالشهقوطسأن الشهادة يثبت بها احلد؛ مع أن غاية ما تفيده ظن، وأما

: إثباته؛ قال اآلمديعيه ن يد وعلى مه، عدمواألصلمعىن صحيح مانع من إقامته لو ثبت، سلم احتمال اخلطأ يف القياس على قولناصيب؛ وإن سلمنا احتمال اخلطأ :ال نكل جمتهد م

ال نسلم أن ذلك شبهة مع ظهور الظن الغالب؛ بدليل جواز إثبات احلدود والكفارات خببر .)١٠٠٣(الواحد؛ مع احتمال اخلطأ فيه

اخلالف فيها جاء على غري املتوقع؛ فاحلنفية الذين نومن الطريف يف هذه املسألة أغريهم إىل مبدأ التعليل يف األحكام، والذين ميثلون مدرسة أهل الرأي يف هم أقرب من

الفقه اإلسالمي؛ منعوا جريان القياس يف احلدود، واجلمهور الذين هم أقرب إىل مبدأ التعبد .يف األحكام الشرعية؛ أجازوا جريانه فيها

أكثر التزاما مبا أصلوه من احلنفية واملتأمل يف واقع التشريع العملي يدرك أن اجلمهورهذا املبدأ يف بعض املسائل اجلزئية؛ ليس له يف هذا اال، وإحجام البعض منهم عن العمل ب

تأثري ذو بال على قناعتهم النظرية؛ وذلك ألن القول حبجية الدليل ال يلزم منه التسليم ك لتخلف شرط أو وجود مانع؛ وأما احلنفية؛ بصحة املدلول يف مجيع األحوال؛ فقد يتر

؛ قال)١٠٠٤(فإنهم لم يستطيعوا االلتزام مبا أصلوه يف الواقع، وخرجوا عنه يف أكثر من موضعاإلسفراييين: منع بعضأهل الكوفة جر وما من ..كاة واحلدود واملقاديريان القياس يف الز

ق هلم بغريهل وال تع، من القياسباب إال وهلم فيه ضرب)١٠٠٥(.

ظاهر وصف هي )١٠٠٦(العلة :العلة املقتضية لالحتياط مقدمة: القاعدة الثالثةعلى احلكم ترتيب من يلزم نضبطم فقهو ما ولحص يكون أن يصلح من ودامقص رعش

1003- ،اآلمدياإلحكام) :٤/٦٦(ور، : ؛ وانظرأبو النول الفقهأص) :٤/٤٢.( : جاإلا، وابن السبكي، )٢/١٠٧: (قواطع األدلةابن السمعاني، :انظر يف ذلك -1004

)٣/٣١.( ).٢/٥٨٤: (البرهان اجلويين،: ؛ وانظر أيضا)٧/٦٩: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-1005، وقيل فهو معلول؛ه اهللاأعلل، مأخوذة من لواجلمع ع، الشاغلطلق على املرض تلغة: العلة-1006 ؛نبالل عن به أيتجز عامالط من بشيء الصيب ليعل كما ؛هلاهشغله به و إذا ؛بالشيء عللهمن مأخوذة

املوصل إىل الغرض؛ وهو ببعلى السأيضا العلةطلقوت؛ أي يلهيها ويشغلها؛ نفسه ليعل فالن :قاليو

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 294: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٤ -

عىن ؛ وهي أساس القياس وركنه األعظم؛ فال قياس من دونها اتفاقا؛ وم)١٠٠٧(احلكم ذلكهذه القاعدة أن احلكم إذا جتاذبه أكثر من علة تصلح ألن تكون مدركا له؛ فإن ما كان

مقتضيا لالحتياط مقدملا يف العمل بذلك من تيقن اخلروج ؛)١٠٠٨( ما ال يقتضيه علىمنها م .عن العهدة، وموافقة مراد الشارع

ال جيد اتهد من معاني الترجيح املعتبرة عندما يعلل األصل الواحد بأكثر من علة، وفما يطمئن به إىل بعض منها؛ يكون مصريه إىل تقدمي العلة اليت تقتضي االحتياط على اليت ال

ألن األحوط أرجح من غريه؛ تقتضيه مسلكا سالكا يف مقام العمل واالمتثال؛ وذلك نساء؛ فإنه أحوط من تعليل املالكية واحلنابلة كتعليل الشافعية نقض الوضوء مبطلق مس ال

بقصد الشهوة أو وجودها من املرأة، وكتعليل الشافعية الربا يف البر بالطعم؛ فإنه أحوط .)١٠٠٩(لتحرمي احلفنة دون التعليل بالكيل

ما ضعف وصف على املسلك االحتياطي يف الترجيح بني العلل كلويتأكد التعويل القوة، ودأب الشارع على ضبط معانيمن ؛ وذلك ألن االنضباط )١٠١٠( فيهااالنضباط

كانت فإذا أمهيته؛نتشرة باألسباب الظاهرة واملنضبطة دليل واضح على األمور اخلفية وامل من تئذ بها وقاحلكم حيز االعتبار؛ ملا يف تعليق اؤشرا على دخوهل كان ذلك مة منضبطالعلة

فأما ضع و؛استقرار الوضع الكلي للتشريع، والبعد عن االضطراب وانعدام التنسيق، وذلك حموج إىل ها مناطا للحكمعد كون وب،ضعفهايف اجلملة ب مشعر ؛ فإنههاانضباط

، )٤٦٧/ص: (خمتار الصحاح، والرازي، )١١/٤٦٧: (لسان العربابن منظور، : املراد هنا؛ انظر

،وميوالفيملنرياملصباح ا) :٤٢٦/ص.( 1007- ،اآلمدي اإلحكام) :٣/٢٩٤(وكاين، : ؛ وانظرالشإرشاد الفحول) :٣١٩/ص( ، ).٣٤٣/ص: (املسودة آل تيمية، -10081009- ،نقيطيالش نثر الورود) :٦١٧/ص(ة، : ؛ وانظرآل تيميدةاملسو) :٣٤٣/ص( ،والعبادي ،

ناتاآليات البي) :من ؛ وما ذكر إ)٤/٣١٩ ها أكثرمثيل؛ وإال فإن تلك املسائل قد جتاذبد التر منا هو . أصل اجتهادي، وللفقهاء يف تقرير أحكامها منازع خمتلفة؛ تطالع يف مظانها

؛)٣٥٧/ص: (املصباح املنريالفيومي، : انظر ،احلفظ باحلزموهو ،بط الضمن: االنضباط -1010 على ؛ واملراد به هنا معلومايءالشبه يكون كلي حتت حكم واالنتظاماالندراجهو : ويف االصطالح

: نثر الورودالشنقيطي، : عدم االختالف بالنسب واإلضافات والكثرة والقلة؛ انظر: اخلصوص ).٤٦٣/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 295: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٥ -

إذا كانت: قال الشاطيب؛ األخذ باحلزم واالحتياط، واالبتعاد عن دواعي الريبة ما أمكنالعلة غريهنا إىل ولم نضبطة، م رجعنضبطة؛ فاحملل حمل اشتباه، وكثريا ما ية موجد هلا مظني

رعتبم ه ثابتأصل االحتياط؛ فإن)١٠١١(. أمارة وعالمة على ا؛ هو كونهالعللووجه اعتبار وصف االنضباط من مقويات

وة انضباطها، وتضعف بضعفه؛ حتى تغدو يف احلكم، وال شك يف أن األمارات تقوى بقرع ملغاة ال أثر هلاميزان الش.

عندما يتجاذب الفرع الواحد أكثر من أصل، وينتفي مدرك الترجيح وكذلك احلال حري باألولية والترجيح على الشرعياملعتبر بينها؛ فإن األصل الذي يدعمه مبدأ االحتياط

قد تكون أصول الشرع : قال املازري املدعوم بذلك من غري خالف يذكر؛معارضه غريفرعا واحدا جتاذبا م ترجيح، املختلفة تتجاذب ربعض العلماء، وال ميكنه تصو تساويا يف حق

تظهر له طرق ولم ..ورده لبعض األصول يوجب حترميه، ورده لبعضها يوجب حتليله .)١٠١٢(فيقف فيه.. الواضحةالترجيح

عتبر من أولويات ما ي من التعارضنوع هذا ال عند حدوثكيفية التصرفالعلم بوارتباطه بالفروع، وامتداد جذوره شدة لكثرة وقوعه، وينبغي على الفقيه أن يدركه؛ وذلك وحاجة املتفقه إىل ومكانته،ذلك إىل أمهية احلرمنيإماميف معظم أبواب الفقه؛ وقد أملح

ن وهو م،قهاء به الفا يستهني األصلني ممتقابل: فهمه واإلحاطة مبسائله؛ حيث قال .)١٠١٣(ةرعية الشغوامض مآخذ األدل

1011- ،اطيبالش املوافقات) :؛ وانظر يف الكالم على االنضباط)١/٣٤٥ : ،العالئيموا ع ).٢/٨٥: (املذهب1012- ،املازري املعلم بفوائد مسلم) :٢/٢٠٣.( ).٨/١٢٥: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-1013

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 296: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٦ -

:املطلب الثالث

الذرائعأثر االحتياط يف قواعد ؛ وب ذرعاذرع الث: لقاي إىل الشيء؛ اليدبسطه وأصل ،الذرعمن : الذريعة لغة

وذرعه القيءيطقه، لم ؛ أي وضاق باألمر ذرعا، والذراع ما يذرع به،راعه بالذاس قأيوهو أصل يدل على االمتداد والتحرك إىل : قال ابن فارس ؛ غلبه وسبقه؛ أيذرعا .)١٠١٥( الوسيلة:والذريعة ،)١٠١٤(أمام

ل بها إلى امتثال واملراد بالذرائع هنا معناها العامتوص؛ وهو يشمل كل الوسائل اليت يما ورد به التكليف فعال أو تركا؛ ولالحتياط أثر واضح يف هذا القسم من األصول

عرض ألبرز قواعد الذرائع القائم أساسها على مالحظة يأيت االجتهادية ال خيفى، وفيما -: عليهااالحتياط ملصالح األحكام واحملافظة

حتصيل إىل بهلتوصي ماة لسيوال :)١٠١٦(واجبة يلة الواجبوس: القاعدة األوىلعقال ؛ ومفاد القاعدة أن ما يتوقف وجود الواجب عليه)١٠١٧(املقصود والسبب املفضي إليه

أو شرعا؛ فهو واجب أيضا؛ ملا تقرر من موارد الشرع املختلفة أن الوسائل تأخذ أحكام ما ال يتم الواجب إال به فهو ملقاصد؛ ويعبر األكثر عن مضمون هذه القاعدة بلفظ ا

١٠١٨(واجب( ،مة الواجبر عنها آخرون مبقدعبوي ،خارجةمةواملقد يء عن الش ممةتقد .)١٠١٩( فيهه داخلنإ ف؛عليه خبالف اجلزء

ر العلماء، ولكونها كذلك فإن األدلة وهذه القاعدة تعتبر من القواعد املسلمة عند أكثاألمر بالشيء يتضمن اقتضاء ما يفتقر : قال اجلوييناليت تقوم مبعناها من الظهور مبكان؛

).٢/٣٥٠: (معجم املقاييسابن فارس، -1014 ).٩٣/ص: (خمتار الصحاح، والرازي، )٨/٩٣: (لسان العربابن منظور، : انظر -1015 ).٢/٣٣: (قالفروالقرايف، : انظر-1016 ).٧٢٦/ص: (التعاريفاملناوي، : انظر-1017، والزركشي، )٢/٣٢٢: (احملصول، والرازي، )١/١٥٢: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-1018

احمليط البحر) :١/٣١٦.( ).١/١٠٩: (اإلاجالسبكي، ابن : انظر -1019

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 297: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٧ -

فاألمر؛هارةالة إىل الطة الص صحرع افتقارفإذا ثبت يف الشاملأمور به إليه يف وقوعه؛ بالصالة الصوكذلك القول،هارة ال حمالة بالطن أمراحيحة يتضم رائط يف مجيع الش،وظهور املطلوب من امل فإن؛ف دليل فيهغين عن تكلذلك ي خاطب إيقاعواإلمكان،حيح الفعل الص ال بديف منه وال متك،كليفقاعدة الت ن من إيقاع املشررطوط دون الش)١٠٢٠(.

رط شرعي ال مدخل له يف هذا ووسيلة الواجب إن نص على اشتراطها؛ فهي ش مغن عن مؤنة النظر يف حكمها، وإن لم ينص على اشتراطها ارعالش نص نألالباب؛

وكانت داخلة حتت قدرة املكلف ووسعه؛ فهي مطلوبة بالقصد التبعي ال بالقصد األول؛ ما ال يتم : ابن الوكيلولمن حيث تعذر امتثال التكليف دون وجودها؛ ويف بيان ذلك يق

الواجب املطلق إال به، وكان مقدورا للمكلف؛ فهو واجب، وهذه القاعدة شائعة ستفيضةم)١٠٢١(.

يل من اللزءوب إمساك ج وج اليت شاع التمثيل بها هلذه القاعدة؛ومن األمثلةإال بذلك، ووجوب ستر شيء من النهار كله ال يتحقق احتياطا لعبادة الصوم؛ ألن إمساك

الركبة؛ ألن ستر عورة الفخذ ال يتحقق دون ذلك، ووجوب اإلتيان باخلمس يف حق من اإلتيان يقني له حيصل أن االلتباس مع ميكن ال هألنترك واحدة منها، ونسي عينها؛

الةبالص الكل بفعل إال ةاملنسي)١٠٢٢(.

شبيه ما يتوقف حتصيل الواجب عليه؛ خالف هذا؛ وخالف البعض يف وجوبباللفظي؛ ألن اإلمجاع واقع على أنه إذا وجب املسبب وجب السبب؛ لكن وجوبه عند البعض متلقى من صيغة األمر باملسبب، وعند البعض من داللة الصيغة، وعند البعض من

دليل خارجي)١٠٢٣(.

1020- ،اجلويينرهانالب) :١/١٨٣.( ، )١/١٥٣: (اإلحكامواآلمدي، : ؛ وانظر أيضا)١/٤٠٠: (األشباه والنظائرابن الوكيل، -1021

،اطيبوالشاالعتصام) :١/٣٨٦.( 1022- ،ازيالر ولاحملص) :٢/٣٢٤(الم، : ؛ وانظرابن عبد السقواعد األحكام) :٢/١٩( ،

،وويوالنموعا) :١/٤١٦.( ).٢٠٦/ص(: نثر الورودالشنقيطي، : انظر-1023

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 298: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٨ -

هذه القاعدة فرع للقاعدة السابقة وتابعة : )١٠٢٤(م حمرمةوسيلة احملر: القاعدة الثانية من العهدة بيقني،ةالذم رألتب هلا؛ وذلك ألن وسيلة الواجب إما أن تكون واجبة باألداء؛

كما هو واجب احلرامتركو بيقني،احلرام ترك لليحص ؛باالجتنابوإما أن تكون واجبة ١٠٢٥(معلوم(ولياألص ون هذه القاعدة بقوله، وأكثرر عن مضمعبني ي : ترك احلرام ما ال يتم

إال به؛ فتركه واجب)مة احلرام)١٠٢٦ر عنها آخرون أيضا مبقدعبوي ،.

وال فرق بني الوسائل اليت هي مقدمات للوقوع يف احلرام؛ كمقدمات الزىن من النظر احلرام؛ الوقوع يفورات ضر اليت هي منواخللوة واللمس وسائر ما يدعو إليه، والوسائل

كما إذا اختلطت أخته بأجنبيات يف بلدة صغرية حرم عليه نكاحهن ،ا نعلم أنوإن كن لكن مل؛ات ليس حبرامنكاح األجنبي ن ا اختلطتاألخت ،وعسر الت؛مييزكان حترمي

اتاألجنبي وهلذا لو ت؛ورات حترمي نكاح األختمن ضر عينت حرها على م نكاحوصاخلص)١٠٢٧(.

وبذلك يكون قد وضح أن االحتياط للمحرم؛ بترك ما يفضي إىل وقوعه يقينا أو ظنا من سائر الوسائل املادية واملعنوية؛ ال خيتلف يف حقيقة األمر عن االحتياط للواجب بتحصيل

إمكان املكلفني وقدرتهم؛ فكالمها ما يتوقف وجوده عليه؛ من سائر الوسائل الداخلة حتتيعد من قبيل انتهاج مسالك االحتياط؛ من أجل احلصول على براءة مؤكدة للذمم يف

.مقامات االمتثالوالبن القيم كالم نفيس يف بيان املعىن الذي قامت على أساسه هذه القاعدة واليت

فضي إليها تقل إليها إال بأسباب وطروصت ال يا كانت املقاصدمل: سبقتها؛ حيث يقولمات واملعاصي يف كراهتها واملنع احملر فوسائلا؛ه برةعتب هلا مها تابعةها وأسبابكانت طرق

تها ربات يف حمبالقو تاعا الطووسائل، هاها بها وارتباطات غاياتإىلمنها حبسب إفضائها

).٢/٣٣: (الفروقالقرايف، : انظر-1024 ).١٠٤/ص: (القواعد والفوائد األصولية ابن اللحام، : انظر-1025، )٤١٢/ص: (إرشاد الفحول، والشوكاين، )١/٣٣٩: (البحر احمليطالزركشي، : انظر-1026

،نقيطيوالشنثر الورود) :٢٠٦/ص.( 1027- ،ركشيالز احملي طالبحر) :١/٣٤٠(؛ وانظر : ،نقيطيالشالورود نثر) :٢٠٦/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 299: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٨٩ -

؛وكالمها مقصود، للمقصود املقصود تابعةفوسيلة؛ هاواإلذن فيها حبسب إفضائها إىل غايتلكنه مقصودوهي مقصودة، الغايات قصدالوسائل قصد )١٠٢٨(.

األمر املراد بالذريعة يف هذه القاعدة : )١٠٢٩(سد الذرائع واجب: الثالثةالقاعدة؛ ومعىن القاعدة أن )١٠٣٠(الذي ظاهره اجلواز؛ إذا قويت التهمة يف التطرق به إىل املمنوع

ويف سياق املباح الذي يتخذ وسيلة للوقوع يف املمنوع وانتهاك حرميه؛ يسد بابه وجوبا؛ فإن غالبها تذرع بفعل جائز إىل عمل : ل الشاطيبوقالكالم عن هذا الضرب من الذرائع ي

مشر ة؛ لكن مآله غريوعغري جائز؛ فاألصل على املشروعي)١٠٣١(.

واحلكم بلزوم سد الوسائل املباحة يف األصل عند قوة الشبهة يف التطرق بها إىل ، ومذهب الكل عمال وتفريعا؛ وذلك ما )١٠٣٢(احلرام؛ هو مذهب املالكية واحلنابلة تأصيال

الذرائع ذهب إليه مالك وأصحابه، وخالفه أكثر الناس تأصيال،سد: قرره القرطيب بقولهوعهم تفصيالوعملوا عليه يف أكثر فر)١٠٣٣(.

النظر يف كتب -:ومما يدل على هذا الوفاق ويشهد له مبا ال جمال معه لالحتمالالفروع؛ فإن فيها عددا كبريا من املسائل املبنية على اعتبار املآل، واملعللة بهذا األصل

عقد يف كتبه أبوابا إلبطاله والتشنيع على وهو الذي-التشريعي اهلام؛ وحتى ابن حزم

).٣/١٠٨: (إعالم املوقعني ابن القيم، -1028: بلغة السالك ألقرب املسالك، والصاوي، )١/٦٤: (حاشية الدسوقيالدسوقي، : انظر-1029

)١/٦١.( ، )٢/٣٢: (الفروقالقرايف، : ؛ وانظر)١/٢٧٥: (اإلشراف القاضي عبد الوهاب، -1030

،اطيبوالشاملوافقات) :هلا مبعناها ؛)٤/١٩٩ اب للذريعة هو تعريفوتعريف القاضي عبد الوه العلماء متفقون على أن الوسيلة ال تكون ذريعة باملعىن اخلاص إال إذا كانت مباحة جائزة اخلاص؛ فإن

نة ملصلحة؛ فالوسيلة احملظورة املمنتضمذا املعىنم وعة ليست ذريعةرهاين، : انظرالب الذرائع سد : ).٧٨/ص(

).٤/١٩٨( :املوافقاتالشاطيب، : انظر-1031، )٥٩٦/ص: (شرح الكوكب املنري، والفتوحي، )٣/٣٠٥: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-1032

،ركشيوالزاحمليط البحر) :٨/٩٠( ،وأبو زهرة ،مالك) :٣٢٣/ص.( ).٤١٢/ص: (إرشاد الفحولالشوكاين، : انظر-1033

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 300: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٠ -

؛ لم يبتعد نظره إىل هذا املبدأ كثريا عن نظر من اعتربه وبنى على وفقه؛ ولذلك -القائلني بهفقد أبعد املشروعية عن كل عقد يقوم به املكلف وهو يعلم يقينا أنه آيل إىل مالبسة

وهو ، ه يعصي اهللا به أو فيهوقن أنن ي مم شيء بيعوال حيل: ؛ ويف ذلك يقول)١٠٣٤(احلرامشيء كبيع كل؛ أبدامفسوخ ي نبذ أو يعصر ممبها وقنن ي ه يعمله مخراأن،راهم وكبيع الد

الرديئة ممن يوقن أنا،هس بدله يوكبيع الغلمان مم ن يوقن أنه يفسم أو ي وكبيع ، خصيهمقاململوك ممون يقن أنسيء ملكتهه ي،أو كبيع الس الح أو اخليل ممن يعلى بها ه يعدووقن أن: تعاىللقول اهللا ؛ شيءوهكذا يف كل، ه يلبسهوقن أنن ي أو كبيع احلرير مم،املسلمني

﴿وا على البوتعاونروالت وا على اإلثقوى وال تعاون١٠٣٥(﴾دوانم والع( ،وع اليت ذكرنا والبي .)١٠٣٦(قوى والتر على البها تعاونوفسخ، م والعدوان بال تطويل على اإلثظاهر تعاون

وليس خيفى على املتأمل أن اليقني الذي بنى على أساسه ابن حزم احلكم مبنع هذه العقود ولزوم فسخها؛ لم يبلغ من القوة ما يدخله يف حيز املقطوع به؛ بل غاية مبلغه غلبة

؛ ومع ذلك فقد جعله تكأة له فيما )١٠٣٧(وع احملذور بها؛ مع احتمال ختلفه عنهاالظن بوق .ذهب إليه؛ موافقا بذلك رأي غريه من الفقهاء

واألصل الذي يقوم عليه سد الذرائع هو النظر يف اعتبار مآالت األفعال، وما تنتهي انت مطلوبة مبقدار ما حتققه منها، يف مجلتها إليه؛ فإن كانت مآالتها تتجه حنو املصالح ك

وإن كانت تتجه حنو املفاسد كانت ممنوعة مبا يتناسب مع شدة تلك املفاسد وآثارها

).٣٠٤/ص: (التعليل بالقواعد، وخذيري، )٣٧٢/ص: (قواعد الوسائلخمدوم، : انظر-1034 ).٢: (املائدة، اآليةسورة -1035 ).٧/٥٢٢: (احمللى ابن حزم، -1036ان احتمال وقوع املفسدة والدليل على كونها كذلك وقوع االختالف يف حكمها؛ ولو ك-1037

ةصح يف العلماء اختلف وقد: مقطوعا به يف مثل هذه العقود؛ لم يخالف أحد يف منعها؛ قال الغزايل ؛بعقده عاص جلوالر ،حالل واملأخوذ ،صحيح ذلك أن واألقيس، منه وذاملأخ منالث حل ويف ،ذلك إذ ؛املعصية على اإلعانة عصيان يعصي هولكن ؛حالل يحةبوالذ ،املغصوب كنيبالس بحبالذ ييعص كما وليس ،املهم الورع من وتركه ،شديدة كراهية مكروه هذا من فاملأخوذ ؛العقد بعني ذلك قيتعل ال

يف مبحث التطبيقات -بإذن اهللا عز وجل-؛ وانظر ما سيأيت ذكره )٢/١١١: (اإلحياء: ؛ انظرحبرام ).٣٧٤/ص(ذا الفصل، الفقهية من ه

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 301: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩١ -

قال ؛ وذلك نهاية التساوق مع أصول التشريع ومقاصده اجلوهرية؛ )١٠٣٨(اخلاصة والعامةمها ومينع حره ي فإن؛فضي إليه ت ووسائل وله طرق، تعاىل شيئام الربإذا حر: ابن القيمفضية رائع املولو أباح الوسائل والذ، قرب محاه أن يومنعا، لهوتثبيتا، لتحرميهحتقيقا، منها ه يأىب ذلك كله تعاىل وعلموحكمت، فوس به للنوإغراء، حرمي للت لكان ذلك نقضا؛إليه

ته أو أهل بيته من نده أو رعيهم إذا منع ج أحدإنف؛ نيا تأىب ذلك ملوك الد بل سياسة؛اإلباءته ن رعيم وحلصل، تناقضا مدوصلة إليه لعرائع امل واألسباب والذرق هلم الطأباح ثم ،شيءوجنده ضد؛وده مقصوكذلك األطب اء إذا أرادوا حسم الداء منعرق ه من الطوا صاحب

ريعة الكاملة هذه الش ب فما الظن؛ومون إصالحه عليهم ما يرإال فسدو، وصلة إليهرائع املوالذن اليت هي يف أعلى درجات احلكمة واملصلحة والكمال؟ وملتأمها وموار مصادرها علم د

.)١٠٣٩(مها وى عنهافضية إىل احملارم بأن حررائع امل الذ سد وله اهللا تعاىل ورسأن

ائع الفساد من األصول اليت ال ينبغي النزاع يف العمل بها، فإذا تقرر كون سد ذرواحلكم على تصرفات املكلفني على أساسها؛ يكون من البدهي القول بأن االحتياط ملصالح األحكام من الفوات هو السبب األعظم يف تقرير هذه القاعدة والتنويه بشأنها، وملتانة

؛ فقد ذكرها ابن السبكي ضمن القواعد املتشعبة، واألصول االرتباط الكائن بني املعنيني .)١٠٤٠(امللتقية من قاعدة االحتياط

ونستطيع اجلزم بأن قاعدة الذرائع بسائر فروعها ما هي إال جمال من جماالت العمل من إىل املنع من اجلائز حذرا فيهنظراالحتياط ال يباالحتياط مبعناه الواسع؛ وذلك ألن

اجحة، ودرء املفسدة فقط؛وعالوقوع يف املمنفيه أيضا إىل جلب املصلحة الر نظرولكن ي .)١٠٤١(الغالبة

).٣٢٤/ص: (مالكأبو زهرة، : انظر-1038 ).٣/١٠٨: (إعالم املوقعني ابن القيم، -1039 ).١/١١٩: (األشباه والنظائرابن السبكي، : انظر-1040 ).٢٧٠/ص: (درء املفسدةالبغا، : انظر-1041

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 302: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٢ -

هذه القاعدة : )١٠٤٢( للمصلحةقد يباحما حرم سدا للذريعة : الرابعةالقاعدةم مبقتضاها ومقيدة هلا؛ وذلك أنه ملا كان اإلغراق يف احلك خمصصة لعموم القاعدة السابقة

قد يؤول إىل نوع من احلرج املرفوع، ويوقع يف تفويت بعض املنافع املعتبرة؛ لزم تقييدها ي اجلريؤدوصا بغري املواقع اليت يالذرائع خمص ب هذه القاعدة؛ ليكون العمل بسدوجمب

هلذا املعىن ؛ ويف التأصيل فيها على عمومها إىل تضييع ما هو ثابت الرجحان على غريه ،طلقام العصر بعد عطوالت زجو نم لفالس نوم: واالحتجاج له؛ يقول اإلمام ابن تيمية

ألن ؛)١٠٤٣( رضي اهللا عنهاعائشة حبديث واواحتج عن هىالن كان إمنا الةالص ريعةللذ اسد ؛اجحةالر املصلحة ألجل فعلي هفإن ؛ريعةللذ عنه امنهي كان وما ،اربالكف هالتشب إىل

هلا اليت الةكالص سبب بفوات تفوت لم فإن ؛ببالس املصلحة فاتت وإال ؛فيه فعلت، ال طلقامل عوالتطو فعله إىل حتاجي وقت يلالل يستغرق ال اإلنسان فإن ي؛هالن هاروالن يف يكن فلم ؛الةبالص هىالن فخبال ؛مفسدة فيه فعله وىف ،مصلحة تفويت له الذي عالتطو

كسجدة ؛يفوت سبب الكسوف وصالة الوةالت)١٠٤٤(.

مورد االستثناء من الواردة املنصوصة مجلة من األحكام سالمتهيشهد لوهذا املعىن ن من ذلك إباحة العرايا من ربا الفضل، ومساحمة اخلاطب يف النظر إىل موأصل التحرمي؛

احلرير للرجل عند قيام احلاجة إليه، وحنو ذلك من األحكام يرغب يف نكاحها، وجتويز لبسعاية ملصالح العباد؛ ودفعا للحرج عن دنيا معايشهم، ومتاشيا مع راليت استثنيت من أصوهلا؛

اسد مرح وما: مقتضى القياس املصلحي الذي رسم الشارع مناهجه؛ قال ابن القيم

، )٢/١٠٧: (الم املوقعنيإع، وابن القيم، )٢٢/٢٩٨: (جمموع الفتاوىابن تيمية، : انظر-1042

).١٦/٢٦١: (املوسوعة الفقهيةو : يعين به ما رواه البخاري وغريه عن أم املؤمنني عائشة أنها قالت عن الركعتني بعد العصر-1043

أن خمافة املسجد يف يهماصلي وال ،هماصليي النيب وكان.. اهللا لقي ىحت تركهما ما ؛به ذهب والذيلىع ثقلي وكان ،تهأم ما حيب عنهم فخفيكتاب: ؛ انظر ،الة، باب: البخاريصلى : مواقيت الصما ي

).١/٢١٣(، ٥٦٥: بعد العصر من فوائت وحنوها، رقم ).٢٢/٢٩٨: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -1044

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 303: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٣ -

تتم وال ،رعالش أصول قتضىوم ،القياس حمض فهذا.. اجحةالر صلحةللم بيحأ ريعةللذ .)١٠٤٥(به إال اسالن مصلحة

وبناء على ذلك؛ فال مينع املكلف من اإلقدام على الزواج خمافة الوقوع يف الكسب ،اجلنائز وشهود ،ويراها يسمعها مناكر طريقه يف كان إذا العلم طلب وكذلكاحملرم؛ هذا جخري فال ؛يرتضي ال ما مبشاهدة إال إقامتها على يقدر لم إذا ؛ةشرعي ظائفو وإقامةتلك العارض عن األمور ؛وهلاأص هاألن ولأص ينالد من املفهوم وهو ،حاملصال وقواعد عن نقلي وما ،وتنازع اختالف مثار هافإن ؛الفهم حق هافهم فيجب ؛ارعالش مقاصدلفالس حالالص ال أعيان قضايا ذلك خيالف امم حيف ةج دهاجمر ىحت فتصري ؛معناها عقلي .)١٠٤٦(اهللا شاء إن رتقر ما موافقة إىل

وعالقة هذه القاعدة باالحتياط تنكشف يف اجلهة املقابلة لقاعدة الذرائع؛ فاالحتياط ة اليت قد يؤدي اإلغراق يف فيها مصلحي حمض؛ يهدف إىل تأمني احملافظة على املنافع املعتبر

منع الذرائع إىل حرمان املكلفني منها؛ وقد سبق التلميح يف غري ما موضع إىل أن العمل باالحتياط ال يكتمل أمره، وال يستوي على سوقه؛ إال إذا كان اآلخذ به ملتفتا إىل جهة

لواء والبعد عن اجلادة؛ ويف تقرير ما املصالح واملفاسد معا؛ حىت ال يؤول به احلال إىل الغقد عمدت إىل .. إن الشريعة كما سدت ذرائع: يقول ابن عاشوريقرب من ذلك املعىن

ها مقتضية املنع وب، وإن كانت صورت حكم الوجا ففتحتها؛ بأن جعلت هلصالحذرائع املأن ما ال يتم الواجب إال به؛ فهو أو اإلباحة، وهذه املسألة هي امللقبة يف أصول الفقه ب

.)١٠٤٧(واجب، وهي امللقبة يف الفقه باالحتياط

الشاطيب، : عند؛ وانظر مزيدا من األمثلة والتوضيح )٢/١٠٧: (إعالم املوقعني ابن القيم، -1045

املوافقات) :٤/٢١٠.( 1046- ،اطيبالش املوافقات) :٤/٢١٠.( ).٣٦٩/ص: (مقاصد الشريعة اإلسالميةابن عاشور، -1047

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 304: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٤ -

ابعالر املطلب:

قواعد الترجيحيف االحتياط أثر رجيحقال ؛ املوزونمعناه زيادة :لغةالتي:ته باملوزون، ، أي ثقل كفح امليزان رج

ورجح الش؛ أيثقيليء بالترفني أحد الطتقوية: اصطالحاو ؛)١٠٤٨( غريهلته على فض؛ مه على مزامحه أو معارضهة فيه تقدعترب، وذلك بإظهار مزي ماملتعارضني أو املتقابلني، بوجه

.)١٠٤٩(تقوية إحدى اإلمارتني على األخرى مبا ليس ظاهرا: وقيلتأمل يف كتب الترجيح باالحتياط بني خمتلف األدلة املتعارضة مسلك ظاهر لكل مو

وع؛ وهو معىنول والفربإمجاعاألص معترب من أبواب ، و)١٠٥٠( ترجيحي باب ال يكادوسلك كثري من الفقهاء دليل االحتياط يف كثري : قال ابن تيمية ؛الشريعة خيلو من العمل به

.)١٠٥١(من األحكام

يوطيوقال الس :ظر إيف املذاهب بالن رجيحما يقع الت ة أكثرىل األفضل من حيث قوليل، والقرب من االحتياط والورع، وحنو ذلك من مفردات املسائل، ال من حيث الد

.)١٠٥٢(جمموع املذهب

ويف هذا املطلب عرض موجز لبعض القواعد الترجيحية اليت برز فيها هذا اجلنوح إىل هلا أثر واسع يف كثري من مسائل املسلك االحتياطي، وامليل إىل األخذ باحلزم واجلد، وكان

:الفروع

، )٩٩/ص: (خمتار الصحاح، والرازي، )٢/٤٤٥: (لسان العربابن منظور، : انظر-1048

،ومي٢١٩/ص(والفي.( ، )١٧٠/ص( :اتعريفالت، واجلرجاين، )١٥٨/ص: (يف األصولاحلدود ابن فورك، : انظر-1049

،ركشيوالزاحمليط البحر) :٨/١٤٥.( ، والسمعاني، )٤/٢٧٧: (اإلحكام، واآلمدي، ) :٢/٧٧٩البرهاناجلويين، : انظر-1050

قواطع األدلة) :١/٤٠٨.( ).٢٠/٢٥٩: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -1051 ).٢٦/ص: (جزيل املواهب يف اختالف املذاهبي، السيوط-1052

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 305: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٥ -

لضابط العام يف مدلول هذه القاعدة يعتبر ا: )١٠٥٣(املانع مقدم الدليل: األوىلالقاعدةهد على غريه؛ وذلك ملا ع منهافاده التحرمي ما م تقدمي، وهوتعارضةالترجيح بني األدلة امل

ندت ولم ؛ إذا تعاصالح من حرصه على تكثري املكثرمن حرص الشارع على تقليل املفاسد أ .تقدمي بعضها على بعض يف العمليكن بد من املصري إىل مات احملرن أن م؛ فاحملرم مقدم عند أكثر العلماء؛ ملا تقرر الم حمل احملرفإن كان مقابل

يقع على خالف للفقهاء وع يف كتب الفروال يكاد الناظر ؛ )١٠٥٤(ها ما أمكنحيتاط إلثبات؛ إال بعض املسائل اجلزئية، واليت ميكن إرجاعها إىل اعتبارات اجتهادية أخرى غري يف ذلك

.اخلالف يف هذه القاعدة، وكلها خمتلفةطرقا يف االستدالل على هذا الضرب من التراجيح وقد سلك العلماء

اجلصاص واألرعى ملصالحه؛ ومن ذلك ما ذكرهآيلة إىل مراعاة األحوط ملقصود الشارع، وترك املباح ال ، به العقابستحقفعل احملظور يأن .. ىا يدل على أن التحرمي أولومم: بقولهيبه العقابستحق ،واالحتياط االمتناع مم ؤا ال ي؛ العقاب بهمن استحقاقواجبةة فهذه قضي

.)١٠٥٥(يف حكم العقل

: بقولهالسرخسياني اليت عللوا بها تقدمي احملرم على املبيح أيضا ما أشار إليه ومن املعالنوجامل صواب باالنتهاء عنه الث وهو نيل، حكمفيه زيادة للحظر ب،العقاب واستحقاق

يف باالحتياط أصلواألخذ.. لإلباحةوجبامل النص يف وذلك ينعدم،باإلقدام عليه .)١٠٥٦(عرلشا

:فإن قلت: الرازيويف رد بعض ما قد يرد على القاعدة من ممانعة واعتراض؛ يقول؛ كونه جهال على ماال يأمنماقد فيكون باعتقاده احلظر م؛باحا أن يكون موال ميتنع أيضا

).٨/٣١٤: (حتفة احملتاج، واهليتمي، )١/٤٧٥: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر-10531054- ،ركشيالز البحر احمليط) :٨/١٩٥(؛ وانظر: ،بكيالس اجاإل) :؛ بل وجزم )٣/٢٣٤

؛ )٢/٣١٤: (حاشية على شرح العضد: باحة؛ انظر لهالتفتازاين بأنه لم يذهب أحد إىل ترجيح اإلبال شك فيها ثابت ظريفريع؛ وإال فإن اخلالف النراده من حيث العمل والتولعل م.

1055- ،اصاجلص أحكام القرآن) :؛ وانظر يف نفس املعىن)٢/٧٥ : ،اآلمدياإلحكام :)٤/٢٦٩( ،ريازيالش ،اللمع شرح) :٢/٩٦٠.(

1056- ،رخسيالس رخسيول السأص) :٢/٢١.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 306: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٦ -

اعتقاد :اين والث، الفعل: أحدمها؛على حمظورين أقدم فقد؛ احملظور استباح ه إذا إن:قلت هو والغرض، واحده حمظور ألن؛ العتقاد حظره؛ وليس كذلك إذا امتنع من املباح،هتإباحالتبضربرجيح ة من القو)١٠٥٧(.

؛ وآراؤهموجبا؛ فقد اختلفت فيه أنظار العلماء م الدليل احملرمإن كان مقابلوأما الغالبة اجلملةذي استقرت عليه آراء والفمنهم من رجح احملرم، ومنهم من رجح املوجب،

منهم هو تقدمييقتض ماحلظر على م إال يف بعض املسائل اليت وردت مورد وب؛قتضي الوج ١٠٥٨(االستثناء من األصل العام(.

أصولهااآلمديواملعاني اليت من أجلها قدم العمل باملانع على املقتضي كثرية، وأرجع -:إىل كليني

ويف ،ها أو تقليل، للفعل مالزمة مفسدة الغالب من احلرمة إمنا هو دفعأن -:ولاألأو تكميلها، للفعل مصلحة مالزمةوب حتصيلالوج ،واهتمام ارع والعقالء بدفع الش

لتحصيل مصلحة ينفرن أراد فعال موهلذا فإن؛ صالح من اهتمامهم بتحصيل املاملفاسد أمتن رام حتصيل درهم على وجه كم؛ساوية للمصلحة مفسدة م لزومهرضه يف نظرعنه إذا عا

مثلهيلزم منه فوات ،وإذا كان ما هو املقصود من الت حرمي أشدمنه يف الواجب وآكد من مات أكثر فيه من فعل احملررعت العقوبات وهلذا كان ما ش؛ عليه أوىلكانت احملافظة

؛ترك الواجبات وأشد ١٠٥٩(جم املشروع يف زىن احملصنكالر(.

؛ودهوب إىل مقص من إفضاء الوجمودها أت إفضاء احلرمة إىل مقصأن -:اينالث وذلك ،ركى بالتود احلرمة يتأت مقص أن:ماأوهل -: ملعنينيوذلك؛ ىفكانت احملافظة عليه أول

ترك نأ: هماثانيو .ب الواج وال كذلك فعل، أو مع الغفلة عنه، مع القصد لهكاف وأسهل من أيسر يكونرك فالت؛بع إليهمام إذا تساويا يف داعية الط احملرالواجب وفعل

1057- ،ازيالر ولاحملص) :٥/٥٨٩.( ، والزركشي، )٣/٢٣٤: (اإلاجالسبكي، ابن ، و)٤/٢٦٩: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-1058

احمليط البحر) :٨/١٩٧.( ). ٤/٢٦٩: (اإلحكام اآلمدي، : انظر-1059

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 307: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٧ -

وده ول مقص حصوما يكون، ركة يف الت املشق وعدم، احلركةةن الفعل مشق لتضم؛الفعل١٠٦٠(ى باحملافظة عليه يكون أول؛أوقع(.

ومل كالم العلمان راحالقاعدةء حول هذه يتأمة من انتصر هلا علل ذلك جيد أن عامفإن اختلفوا هل : قال القرايفد أكثر من اعتنائه جبلب املصالح؛ باعتناء الشارع بدفع املفاس

هو حرام؟ أو واجبتوق فالعقاب مإن : فال ورع إال أن نقول؛ على كل تقديرع م إذا احملرقعارضه الواجب درء املفاسد أول رعايةألن؛ الواجبم على دول ى من رعاية حص

.)١٠٦١(صالحامل

عية على خالف هذا األصل؛ وذلك حيصل غالبا حيثوقد ترد بعض املسائل الفر إلزام املستحاضة بالصالة مع جريان من هذه املسائل؛ و)١٠٦٢(تعظم املصلحة، ويقوى أثرها

فلم هر واجبة ومع الط،الة مع احليض حرامن قيل الصإف : العز بن عبد السالمقال دمها؛مصالحمتم االحتياط لتحصيل قدالص ؟الة يف احليضالة على االحتياط لدرء مفسدة الص الة ركان الصأ من احلاصلةصالحهمل امل فال ت؛الةوط الص من شرهارة شرط الطنإ :قلنا

دانيها مصلحة ال ت عظيمةالة خطرية الصمصالح فان ؛ واحد شرائطها بفوات شرطوسائر تماتم التقد فال ت؛الةكملة ملقاصد الصة والتهر منه كالتتم الطألن؛ احليض من هرالطوالتكمالتالة على مقاصد الص)١٠٦٣(.

؛ فال شك يف لزوم تقدمي دون التحرميلكراهةل رم مفيدا احملوأما إن كان مقابلمهلا: ملعان ثالثةقتضي الكراهة؛ وذلك قتضي احلظر على مهمساو :أوم للمكريف اة احملر

أن :ثانيها. الفعلعندوم على الل وزيادته عليه مبا يدل،ركطلب التما إمنا هو املقصود منه؛قصودى لتحصيل ذلك امل أوف واحلرمة، ملا يلزمه من دفع املفسدة املالزمة للفعل؛ركالت

،قتضي للكراهة داللة املم ال يلزم منه إبطال العمل باحملرن أ:ثالثها .ى باحملافظةفكانت أول

).٤/٢٧٠: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-1060 ).٤/٢١١: (الفروق القرايف، -1061 ).١/١٠٥: (األشباه والنظائرابن السبكي، : انظر-1062 ).٢/١٨: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -1063

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 308: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٨ -

وهو طلبوالعمل،رك الت ا جيوز معه الفعل باملقتضي للكراهة مم،م وفيه إبطال داللة احملر ، .)١٠٦٤(ىفضي إىل اإلبطال يكون أول العمل مبا ال يوال خيفى أن

ني قررة يف الترجيح بتوكذلك من الضوابط امل : الدليل املوجب مقدم:ةانيث الالقاعدةوإمنا يقدم فاده الندب أو اإلباحة، األدلة املتعارضة تقدمي ما مفاده الوجوب على ما م

؛ ويف فعله من ب على تركه العقاب ورت وأعلى قدره،ه،د أمرارع أكالش ألنالواجب؛ ؛ ويف تقرير ذلك )١٠٦٥(اجزمما ليس يف فعل املندوب ة عهدالياط لرباءة الذمم من االحت

ذا كان واجبا فقد فعل، وإن كان غري واجب؛ ألنه إ :قول الشريازياملعىن والتعليل له؛ ي .)١٠٦٦(فقد استظهر واحتاط، وكال الفعلني حممود يف العبادات

مع اختالف األجناس؛ ا وأم؛ من جنسهو هيذاملندوب العلى قدمي إمنا لواجباوئذ الترجيح عند املطلوبوفإن التقدمي خيتلف باختالف املصالح اليت ينطوي عليها كل منها،

اإلدراك الواعي لقواعد و الذي يرجى من ورائها،، وعموم النفع املصلحةأثرإىل قوة بالنظر يعتبر ضمانة يف الوصول إىل موازنة سليمة احلاجة إليها؛ الترجيح، والتوظيف السليم هلا عند

ارعيرتضيها الش. حوال ترجيح املندوب على الواجب؛ وذلك يف بعض األقد يقتضي األمرعليه؛ فو

املندوب إذا كانت مصلحة: القرايفحيصل غالبا عندما تعظم مصلحة املندوب وتعم؛ قال ؛ ثواباأعظمن م املقدالواجب علىندوب)و)١٠٦٧ ،التلذات املندوب، يف احلقيقة ليسقدمي

يف املعىن العام ذلكقدحال ي؛ و بذاته يف ذلك احمللماقد جعلته مأحوالوإمنا ملا اعتراه من ول يف بعض اجلنس املفضقد يكون :؛ ألنهالدليل املوجب مقدمالذي سبق تقريره، وهو أن

ى بعض أفراد اجلنس الفاضلو علما يرب)١٠٦٨(.

: قواعد األحكامابن عبد السالم، : أيضا؛ وانظر)٤/٢٧٠: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-1064

)٢/١٥.( ).٢/١٥: (قواعد األحكام، وابن عبد السالم، )٤/٢٧٠: (اإلحكاماآلمدي، : انظر-10651066- ،ريازيالش اللمع شرح) :٢/٩٥٩.( .)٢/١٣٠( :وقالفرالقرايف، -10671068- ،يوطيالسظائراألشباه والن: )أيضا يف نفس املعىن؛ وانظر)١١٣/ ص : ،ركشيالزور املنث ).١/٣٤٧( :يف القواعد

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 309: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٢٩٩ -

اإلنفاق على الوالدين العاجزين تقدمي االحتياطيسلكهذا امل الترجيح بأمثلةومن غري القادرين على اإلنفاق على األبوين ألنوذلك ؛ينعوزغريمها من األقارب املعلى

الكسب أمرفاقاواجبه من قبيل فضائل من األقارب؛ فإ خبالف اإلنفاق على غريها؛ اتنفلهذه القاعدة قدم حق الوالدين؛ لكونه على الفور، وكذلك حق : قال القرايفاألعمال؛

.)١٠٦٩(السيد والزوج، والدين احلال

ومعىن هذه القاعدة أن الدليلني :)١٠٧٠( ما مقتضاه االحتياط مقدم:الثةثالقاعدة ال بينهما بوجه معتبر، وحيج اتهد إىل ترجيح أحدمها على املتعارضني؛ إذا لم ميكن اجلمع

اآلخر؛ فإن من املعاني اليت ينبغي أن يراعيها يف األخذ واالطراح؛ تقدمي ما مقتضاه االحتياط :على غريه، ولذلك صور كثرية من أبرزها

مقررا له؛ فإن أن يكون أحدمها ناقال عن أصل الرباءة، واآلخر -:وىلالصورة األماقل عنها مقده عن )١٠٧١(النوغري ور احلديث الذي رواه مالكح اجلمه؛ وبذلك املعىن رج

سرة بنت صفوان أن النيببقال :إذا مس كمأحد ؛هذكر أفليتوض)على احلديث )١٠٧٢ ؛الةالص يف كرالذ مس عن ئلس اهللا رسول أن علي بن طلقالذي رواه أمحد وغريه عن

؛ فإن األول ناقل عن األصل وفيه زيادة تكليف؛ )١٠٧٣(!؟منك ضعةب إال هو هل :فقال

، )٢/٣٧٤: (حاشية على شرح احملليالبناين، : انظر أيضا؛ و)٣/١٨٣: (الذخريةالقرايف، -1069

،نقيطيوالشودنشر البن) :٢/٣١١.( ).١٢٦/ص: (مفتاح الوصولالتلمساين، : انظر-1070، )٣/٢٣٣: (اإلاجوابن السبكي، ،)١٢٥/ص: (مفتاح الوصولالتلمساين، : انظر-1071

،وحيوالفت الكوكب املنري شرح) :٦٥٢/ص.( الوضوء من مس الفرج، وهو حديث صحيح بال : الطهارة، باب: ، كتاباملوطأ مالك، -1072

،صحيح حديث هذا :رمذيالت قال ؛فيه مطعن ال اإلسناد هذا: إشكال؛ قال ابن اجلوزي عن إسناده؛ )١/١٧٦: (التحقيق يف أحاديث اخلالف: ه انظر ل؛الباب هذا يف شيء أصح هو :البخاري وقال، )١/٥٥٨: (جممع الزوائد، واهليثمي، )١/١٢٢: (التلخيص احلبريابن حجر، : أيضاوانظر

).١/١٥٠: (إرواء الغليلواأللباين، بن احهصح: ، وإسناده حسن؛ قال ابن حجر)٤/٢٢(، ١٦٣٢٩: ، رقماملسند أمحد، -1073؛ اجلوزي وابن والبيهقي ارقطينوالد رعةز وأبو حامت وأبو الشافعي فهوضع ،حزم وابن ينرباوالط حبان

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 310: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٠ -

خبالف الثاني؛ فإن حكمه موافق ألصل البراءة؛ وقد تعارضا يف مقتضى احلكم؛ فيقدم .)١٠٧٤(الناقل على املقرر احتياطا للعبادة

ا خلرب شرعي واآلخر نافيا له؛ فإن املثبت أن يكون أحدمها مثبت-:الثانيةالصورة دخل البيت أن النيب ؛ وبذلك رجح بعض العلماء حديث بالل )١٠٧٥(مقدم احتياطا؛ ألن يف املثبت )١٠٧٧( أنه دخله، ولم يصل فيه؛ على حديث أسامة )١٠٧٦(فصلى فيه

ت، وذلك التقدمي ليس جاريا على زيادة علم؛ فقدم على النافي هلا احتياطا هلا من الفوافتازانيا على أصالة العدم؛ قال التفي مبنيإطالق؛ وإمنا هو مشروط بكون الن :النإن في

اكان مبنيفامل؛ على العدم األصلي ثبت مقدفإن حتق؛ وإال،م ق أن؛ليله بالدوإن ، ا تساوي .)١٠٧٨(ن األمرتبينظر لي ي؛احتمل األمرين

أن يكون املعىن العام ألحدمها متساوقا مع أدلة التحرمي، واآلخر -:ثالثةالالصورة بعيدا عنها، ويتعذر على اتهد اجلمع بينهما بوجه معتبر؛ فإن املتساوق معها مقدم على

؛ة تقاربت األدلإذا: عبد السالمابنقال غريه احتياطا؛ ويف تقرير ذلك املعىن والتنويه به؛ إىل أدلفما كان أقرب حرمي تأكة الته ،هد اجتنابت كراهتواشتد،ة إىل أدل وما كان أقرب

جممع ، واهليثمي، )١/٧٧: (نصب الرايةالزيلعي، : ؛ وانظر)١/١٢٥: (التلخيص احلبري: انظر ). ١٠٣/ص: (متام املنة، واأللباين، )١/٥٥٦: (الزوائد

النيب عن صح: هذا التعارض الواقع آراء عدة؛ خلصها ابن القيم بقوله وللعلماء جتاه-1074من بالوضوء األمر كرالذ مس، مل اخلرب هذا إن :قيل وقد.. هخالف عنه يوور هو بل :وقيل ،يصح

هو بل :وقيل ،منسوخ فهذه ؛االستحباب على دال األمر وحديث ،الوجوب عدم على دال حمكم ).٢/٦٣: (إعالم املوقعني: ؛ انظر لهذلك يف اسللن مسالك ثالثة

).٦٠٧/ص: (نثر الورود، والشنقيطي، )١٢٥/ص: (مفتاح الوصولالتلمساين، : انظر-1075 فيها الةوالص وغريه للحاج الكعبة دخول استحباب :احلج، باب: أخرجه مسلم، كتاب-1076٢/٩٦٦(، ١٣٢٩: رقم ،هاكل نواحيها يف عاءوالد.(

فيها الةوالص وغريه للحاج الكعبة دخول استحباب :احلج، باب: أخرجه مسلم، كتاب-1077٢/٩٦٨(، ١٣٣٠: رقم،هاكل نواحيها يف عاءوالد.(

ابن أمري احلاج، : ؛ وانظر يف املعىن عينه)٢/٢١٩: (التلويح شرح التوضيح التفتازاين، -1078والت قريرحبريالت) :٣/١٠( ،ركشيوالز ،احمليط البحر) :بكي، ،)٨/٢٠٠وابن الس اجاإل :)٣/٢٣٤( ،نقيطيوالش ،نثر الورود) :٦٠٧/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 311: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠١ -

التحليل خفوإن كافأ دليل، يف اجتنابه الورع دليلحليل الت الت حرمي حرولم ،م اإلقدام ر على يتخياألصح)١٠٧٩(.

املتعارضة باالحتياط يعتبر من املعاني القارة اليت ال وعلى كل؛ فالترجيح بني األدلة على ذلك؛ بل ولو زعم زاعم جتاهلها؛ وما سيق من قواعد يف هذا املطلب دليل ظاهر ميكنبأن الترجيح بني األدلة قائم كله على مراعاة االحتياط ملصالح األحكام من حيث الثبوت

مها وأحد،انإذا تعارض ظاهران أو نص: قال اجلويين مستغربا؛ واالنتفاء؛ لم يكن زعمه؛حتياطاال إىل أقربالفقهاء إىل أن فقد ذهب أكثر األحوط م رجاين على الثح،وا أن وزعم

ا والذي يقتضيه الورعتباعالمة هذا الس،وا بأن قالوا واحتج :الالئق ريعة حبكمة الش .)١٠٨٠(وحماسنها االحتياط

).٢/١٠٩: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -10791080- ،اجلويين رهانالب) :٢/٧٧٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 312: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٢ -

املبحث الثاني

:

االحتياط يف التقعيد الفقهي أثر اآلتيةوفيه القواعد:

. غلب احلراماجتمع احلالل واحلرامإذا :القاعدة األوىل .القادر على اليقني ال يأخذ بالظن :القاعدة الثانية

.الشك ال تناط به الرخص : الثالثةالقاعدة

.درء املفاسد مقدم على جلب املصالح :رابعةالالقاعدة .املعاملة بنقيض املقصود الفاسد أصل: اخلامسةالقاعدة . يؤخذ باألحوطنيصلاألض تعار عند:السادسةالقاعدة

.ما حرم استعماله حرم اتخاذه: القاعدة السابعة

.جيوز فيه التحريما ال يباح عند الضرورة ال : القاعدة الثامنة

.احلدود تدرأ بالشبهات: القاعدة التاسعة

.ستحب اخلروج من اخلالف م:العاشرةالقاعدة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 313: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٣ -

:قد انبثق عن مبدأ االحتياط عدد رعيك الشة اليت من القواعد البريفقهي تعودصود األهم من عقد هذا أن املقوجتدر اإلشارة ابتداء إىل يف أصل تقريرها إىل معناه؛

ات املبحث هو إظهاررئيوع وجوما نتج عن ذلك من فر ،قعيد الفقهيأثر االحتياط يف الت عاني اليت من شأنها أن تعطي القارئ وذلك متحقق بذكر أبرز املال ينتهي إليها العد؛

م تدوينه وحتريره قدميا ت؛ دون صرف اجلهد والوقت يف تكرار ما تصورا كليا عن املوضوعلالحتياط أثر يف تقريرها؛ كان اليت الفقهية كل القواعدمجع يف ؛ إذ إن السعيوحديثا

أكثر ما ت ه؛ سيستغرقتسويد ها يف مة اليت ميكننا عدا هائال من املعاني الكليفإن هناك كم .حساب االحتياط مبعناه الشامل؛ بوجه أو بآخر

ها، وأمجع الفقهاء من يف باب اليت تعتبر أصوالاملعاني برز هذه أتعريج على يأيت وفيما يف فتاوى إىل مدلوالتهاوالتحاكم ، تقعيدها، والتعامل معها مباشرةخمتلف املذاهب على

مبختلف جماالته واقع التشريع العملي وكان هلا آثار واضحة يف والوقائع اليت تعن؛ النوازل .الواسعة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 314: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٤ -

:القاعدة األوىل

)١٠٨١( غلب احلراماجتمع احلالل واحلرامإذا

واملراد املنبثقة عن مبدأ االحتياط الشرعي؛ الفقهية تعد من أبرز القواعد القاعدةهذهالحي، باحلالل فيها ما كان من قبيل ما جيوز فعله وتركه؛ فهو أعم من املباح مبعناه االصط

ويشمل املندوب واملكروه واملباح مبعناه اخلاص؛ قال ابن أمري احلاج يف معرض كالمه عن واملباح واملندوب ليدخل فيه املكروه؛رك الفعل والت جواز-: باإلباحة هناواملراد: القاعدة

.)١٠٨٢(ح عليهصطلامل

جيتمع فيها احلالل واحلرام، ويتعذر واملعىن أن األصل العام يف التعامل مع املسائل اليت اإلقدام على فعل املباح إال مبباشرة املمنوع؛ هو لزوم ترك اجلميع؛ تغليبا جلهة احلظر على

فال ؛باحا وإن كان م،ه ضررا كان ارتكاب؛ ذلك الفعل إن كان حراماألن ؛جهة اإلباحة ألن؛ أحبحرمي وإمنا كان الت:ةئمقال األ: قال الزركشي؛ )١٠٨٣(ضرر يف تركه وال بأس

فيه تركم ى من عكسه وذلك أول،مباح الجتناب حمر)١٠٨٤(.

على رأي وم واالطراد فيما هو مباح خالص على معىن العموهذه القاعدة جارية، أو كان )١٠٨٦(وأما إذا كان احلالل واجبا لذاته أو لغريه، )١٠٨٥(أكثر األصوليني والفقهاء

فني؛ فإن الترجيح ها حلوق املشقة واحلرج بعامة املكليل احلوائج اليت يترتب على فواتب قمنها مثل هذه التعارضات؛ وال تبعا الختالف أنظار الفقهاء يف الوقائع اليت تتجاذبفيها خيتلف

، )١٠٥/ص: (األشباه والنظائري، ، والسيوط)١/١٢٥: (املنثور الزركشي، : انظر-1081

،واحلمويعيون البصائر غمز) :١/٣٣٥.( 1082- ،ابن أمري احلاج حبريوالت قريرالت) :٣/٢١.( : البحر الرائقابن جنيم، : أيضا؛ وانظر)٣/٢١: (التقرير والتحبريابن أمري احلاج، : انظر-1083

)١/١٤٣.( 1084- ،ركشيالز املنثور) :١/١٢٦.( ، )١/١١٤: (اإلاج، وابن السبكي، )٣/٢١: (التقرير والتحبريابن أمري احلاج، : انظر-1085

،ركشيوالزاحمليط البحر) :١/٣٤٢.( يطلق على الواجب بأنه حالل؛ من حيث كونه مأذونا يف فعله يف األصل، واختص بزيادة قد-1086

ركاملطالبة، واملنع من الت.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 315: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٥ -

ح للحالل، طرد ال خيتلف؛ فقد يكون الترجي اجلري فيها على قانون واحد م حينئذميكن :أيت، وبيان ذلك فيما ي للحراموقد يكون

فالظاهر من موارد الشرع املختلفة أن :اتيل الواجببإن كان احلالل من ق -:أوالالذي ه أهمعارض بترجيح اجلانب الذي مصلحتينبغي عمله هو االجتهاد يف إزالة هذا الت

؛ وإن كان البعض قد عمم )١٠٨٧(قد يرجح احلراميف نظر الشرع؛ فقد يرجح الواجب، و .)١٠٨٨(القول بلزوم تقدمي مصلحة الواجب

النظر يف أقوال العلماء وتفريعاتهم؛ فإن فيها ما يشبه التصريح -:ومبىن هذا التقريردرء املفاسد رعايةبرعاية ذي املصلحة األعظم؛ فقد عللوا تغليب احلرام على احلالل بأن

؛ وذلك معلم بأن مفسدة احلرام إذا كانت مغمورة يف ول املصالحمن رعاية حصأوىل مصلحة احلالل؛ لم يلتفت إليها، وجاز اإلقدام على الفعل املشتبه أمره؛ ولو مع مباشرة

وبني ذلك أمور،ن واحلرام بيناحلالل بي : يب النقول :احملرم؛ قال ابن تيميةم؛)١٠٨٩(شتبهاتإمنا يقتضي ات قاء الشما إذا خبالف؛ باحلرام فيها احلاللبهات اليت يشتبه

أو املاشتبه الواجب باحملظورستحب )١٠٩٠(.

-:ذكره يأيت ومما يشهد هلذا املعىن ويؤيده ما- ومسلم اهللا رسول أن زيد بن أسامة عن ما رواه البخاري فيه مبجلس مر حكى قد و؛)١٠٩١(عليهم مفسل ؛واليهود األوثان عبدة واملشركني سلمنيامل من أخالطوويهالنسلمون العلماء إمجاع وغريالم على قوم فيهم معلى جواز االبتداء بالس

؛ وليس ذلك مناقضا ملا تم تقريره سابقا؛ من أن املانع )٢٤٠/ص: (االحتياط بلكا، : انظر-1087

مقدم على املقتضي؛ فإن حمل التعارض هناك هو أصل احلكم ودليله؛ خبالف التعارض هنا؛ فإن حمله هو .مناط احلكم وواقعه

).٤/٢٦٩: (اإلحكاماآلمدي، : ؛ وانظر أيضا)١/١٣٣: (املنثور الزركشي، : انظر-1088 ).٥٢/ص: ( تقدم خترجيه؛ انظر-1089 ).٤/٢١١: (الفروقالقرايف، : ؛ وانظر)٢١/٣١٠: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -1090 ،واملشركني املسلمني من أخالط فيه جملس يف سليمالت :االستئذان، باب: البخاري، كتاب-1091 أذى على وصربه النيب دعاءيف : باب اجلهاد والسري،: ، مسلم، كتاب)٥/٢٣٠٧(، ٥٨٩٩: رقم

).٣/١٤٢٢(، ١٧٩٨: رقم،املنافقني

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 316: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٦ -

شره بني )١٠٩٢(وكفارالم ونم مصلحة إفشاء السارع قدمن هذه الواقعة أن الش ؛ وواضح . على من ليس أهال لهالناس على مفسدة النهي عن إلقائه

الوفاق احلاصل على تقدمي احلالل على احلرام يف بعض املسائل؛ ومن ذلك إجيابهم -لو لم يكن معها حمرم وعداء إىل ديار اإلسالم؛ األمن ديار على املرأة املسلمةجرةاهل

ينتج عنه من ؛ ملا قد)١٠٩٣(يرافقها؛ وذلك السفر ثابت احلرمة لنهي الشارع املؤكد عنهمفاسد وأضرار؛ ولكنها اعتبرت يف مقابل مفسدة البقاء بني أظهر األعداء كاملنعدمة،

على أي فر١٠٩٤(حالولزمها الس(.

اليت يلحق املكلفني بفواتها حرج غري و:اتيل احلاجيبإن كان احلالل من ق -:انياث هو -: الثابتة على وجه القطع واليقنيمألوف؛ فإن مقتضى قواعد رفع املشقة واحلرج

احلكم جبواز اإلقدام على ذلك املباح؛ ولو آل األمر إىل مالبسة املمنوع؛ ويف ذلك يقول واملخالطة راءوالش كالبيع املناكر داخلتها إذا باألصل وعةاملشر القواعد: شاطيبال يف أخذه عند فاملكل صار حبيث ؛ناكرامل واشتهرت ،األرض يف الفساد ركث إذا ؛ساكنةوامل

قتضيي اهرفالظ ؛البستهم أو نكرامل لقاء من الغالب يف يسلم ال أحواله يف فهوتصر، حاجاتهما كل عن الكف يولكن ؛هذا إىل يهؤد ال أن يقتضي احلق بكانت حاجاته اقتضاء من له د إن هألن ؛باألصل للمطلوب خادم اوإم ،ألصلبا مطلوب اإم وهى ،بالكل أو باجلزء مطلوبة

عن مرفوع وذلك ،طاقي ال ما تكليف أو ،واحلرج ضييقالت إىل ىأد ذلك عن الكف ضرف سواه وما ،عنه الكف ستطاعي اعم الكف مع لكن ؛ذلك من لإلنسان دب فال ؛ةاألم هذه

؛عنه فمعفو حبكم هألن األصل حبكم ال ةالتبعي)١٠٩٥(.

).١٨/١٥٦: (عمدة القاري؛ والعيين، )١٢/١٥٨: (شرح مسلمالنووي : انظر-1092 تسافر ال: قالأن النيب ابن عباس عن وذلك فيما رواه البخاري ومسلم وغريمها -1093

حج : احلج، باب: ؛ البخاري، كتابحمرم ومعها إال رجل عليها يدخل وال ،حمرم ذي مع إال املرأةسفر املرأة مع حمرم إىل حج وغريه، : احلج، باب: ، مسلم، كتاب)٢/٦٥٨(، ١٧٦٣: النساء، رقم

).٢/٩٧٨(، ١٣٤١: رقم، )١١٥/ص: (األشباه والنظائرطي، ، والسيو)١/٣٣٨: (املنثورالزركشي، : انظر-1094

،واحلمويون البصائرعي غمز) :١/٣٣٥.( 1095- ،اطيبالش املوافقات) :٣/٢٣٢.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 317: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٧ -

وهلذا املعىن جوز العلماء دخول احلمام؛ مع ما فيه من املنكر غالبا؛ لكن ملا كان املنع منه ينتج عنه من احلرج العام ما يعود على حاجات الناس ومنافعهم باإلخالل، ويوقع قاء احملظور قدر اإلمكان؛ قال ابن؛ أجيز دخوله مع اتوف املشاقالكثري منهم يف صن

منه أقرب فدخوهلا إىل أن يكون حراما؛ يغلب فيها املنكر دارامفاحلم: فإن قيل: لعريبا فصار ؛ر تداو وتطهام موضع احلم:لنا ق؟ فكيف أن يكون جائزا؛إىل أن يكون مكروها

فإذا احتاج إليه؛ املنكراتر وتظاه، املنكر قد غلب فيه بكشف العورات فإن؛هرزلة النـمبن ؛ اليوم يف املساجد والبلدان واملنكر، عن بصره ومسعه ما أمكنهنكر ودفع امل، دخلهاملرءام كالبلد عمومافاحلم،هر خصوصا وكالن)١٠٩٦(.

،ا إذا اشتبه األمرولم وأم موضع ح جهة على أخرى؛ فإن املوضع يصري بال شكتترج من اللجوء إىل األخذ مببدأ االحتياط واحلذر يف داوعند ذلك قد ال جيد الفقيه ب ،اشتباه

شأن احلل واحلرمة؛ وقد يغلب جانب احلرمة أو الترك أو ما يف معنامها؛ أخذا باحلزم، وإبراء .)١٠٩٧(للذمة

كلما كثر الضابط العام يف مثل هذه األحوال هو النظر إىل نسبة احلرام من احلالل؛ فوااحلرام ح جانبإىل إلغاء أحد رج ى يؤول األمراحلل؛ حت ح جانبحلرمة، وكلما قل رج

مةحمر وكثرته مراتب ة احلراممن قل تبتنيهاتني الر وبني: الطرفني؛ قال ابن عبد السالم ،احلالل بكثرة وختف، بكثرة احلرام الكراهة تشتد أن-:ها وضابط،ومباحة ومكروهةأحد الفاشتباه دحترمي ينارين بآخر سبب نبي،دينار واشتباه حالل بألف دينار حرام سبب فكلما ؛سبة إىل احلاللة احلرام وكثرته بالن على قلة مبنيشتبهات م وبينهما أمور،نبيحترمي ؛ احلرامساوي احلاللبهة إىل أن يت الشخف؛ ما قل وكل،بهةالشدت تأك؛ر احلرامكث .)١٠٩٨(بهاتالشوي فتست

: جمموع الفتاوىابن تيمية، : ؛ وانظر)٣/٢٣٢: (املوافقات نقله عنه الشاطيب يف -1096

)٢١/٣١٠( ،وويوالن ،موعا) :٩/٣١١.( ).٢٣٠/ص: (االجتهاد بالرأي السنوسي،: انظر-1097، )٤/١٨٠: (املغينابن قدامة، : ؛ وانظر)١/٨٤: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -1098

،ركشيوالزاملنثور) :١/١٢٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 318: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٨ -

احلرام ال يحرم : وللفقهاء قاعدة أخرى مشهورة يف هذا الباب، وهي قوهلم؛ ويقصدون بها أن اختالط احلرام باحلالل ال يصير احلالل حراما، وقد فهم )١٠٩٩(احلالل

؛ إذا اجتمع احلالل واحلرام غلب احلرام: منه البعض أن مقتضاها مناقض ملقتضى قاعدةوليس :السبكي ابنوالواقع أنها مكملة هلا، وليست مناقضة؛ ويف بيان ذلك يقول

ه ال صريورت؛ واحتياطا احلرام تغليبا احلالل حكمإعطاء يف األول احملكوم بهألن؛ ضعارمب .)١١٠٠(يف نفسه حراما

احلرمة عند قوة الشبهة وقد سبق التلميح يف غري ما موضع إىل أن االحتياط يف بابال جيعل احلالل حراما يف نفس األمر، وإمنا يعطيه حكمه يف مقام العمل واالمتثال؛ وذلك

تعذر الوصول هاحلالل ال ينقلب حراما البتة؛ ما دام وصفه باقيا، وإمنا حرم تناوله؛ ألنألن .)١١٠١(إليه إال بتناول احلرام؛ فلم جيز تناوله

1099- ،يوطيالس ظائراألشباه والن) :وأصل القاعدة ؛)١١٥/صلفظ حديث أخرجهالد ارقطين النكاح، : ، كتابالسنن؛ الدارقطين ،احلالل احلرام حيرم ال: قال النيب أن عائشة أم املؤمننيعن: كرت العمالاهلندي، : ؛ انظرمقال يف إسناده ؛ وهو حديث ضعيف)٣/٢٦٨(، ٨٨: قماملهر، ر: باب

)١٦/٣٨٢( ،وابن اجلوزي ،حقيق يف أحاديث اخلالفالت) :واأللباين، )٢/٢٧٦ ، الغليلإرواء :)٦/٢٨٨.(

1100- ،بكيابن الس ظائروالن األشباه/) :١/٣٨٠.( ).٣/٢٥٧: (بدائع الفوائد ابن القيم، : انظر-1101

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 319: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٠٩ -

:القاعدة الثانية

أخذ على اليقني ال يالقادر١١٠٢( بالظن( هذه القاعدة تعتبر من أبرز القواعد االحتياطية، وهي تعين أن العمل بالظن ال يسوغ

على احلقيقة دون مشقة وحرج؛ وذلك ألن جتويز العمل فيهاميكن الوقوفيف املواقع اليت أمكن دركه؛ لم يعد معلل بامتناع الوصول إىل العلم؛ فإذا بالظن يف مسائل الفروع ه عز لقول؛ إال على العلم األحكامىبن ت أالاألصل: القرايفالقلاللتفات إىل الظن جمال؛

ر لتعذ؛ للعمل بالظنرورةلكن دعت الض؛ )١١٠٣(﴾وال تقف ما ليس لك به علم﴿ :وجلفت؛ورالعلم يف أكثر الص ؛ األحكام عليهثبتة إصابتهب وغل،درة خطئهلن،والغالب ال ي ترك

ادرللن، وبقيالشك غي ر مإمجاعا رعتب)١١٠٤(.

واملضمون العام هلذه القاعدة ميثل رأي أكثر األصوليني والفقهاء؛ بل حكى ابن أمري ة مومن ث، على اليقني إمجاعادرة مع الق الظنال جيوز: احلاج اإلمجاع عليه؛ حيث قال

حرم على مفيهاعاين القبلة االجتهاد )له )١١٠٥ وع قد يلوحل يف مسائل الفر؛ غري أن املتأموكثريا ما ؛ )١١٠٦(بعض النزاع يف حدود العمل بها، وليس يف أصل املعىن الذي قامت عليه

على وجود ألواني، ويدلل بها د يف الثياب وايف هذا املوضع مسألة االجتهاذكر البعض ي -:جهنيو؛ ويف ذلك نظر؛ من القاعدةاخلالف املطلق يف أصل هذه

).١٨٤/ص: (األشباه والنظائر، والسيوطي، )٢/٣٥٤: (املنثورالزركشي، : انظر-1102 ).٣٦: (اإلسراء، اآليةسورة -1103 ).١/١٧٧: (الذخريةالقرايف، -11041105- ،ابن أمري احلاج حبريقرير والتالت) :العطار، : ؛ وانظر)٣/٢٩٩حاشية العطار على احمللي :

)٢/٤٢٦.( ، )٢/٣٥٤: (املنثور، والزركشي، )١/١٥٣: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -1106

،يوطيوالسظائروالن األشباه) :١٨٤/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 320: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٠ -

واناأل أن مسألة جتويز االجتهاد يف الثياب و-:لاألو ن له ثوبم ي مفروضة يف حق ا، وأمكنهمهيكن له غري لم ؛ وهم ال خيتلفون يف أن من)١١٠٧(أو إناء آخر ميكنه استعماله

.جيز له التعويل على الظن مع إمكان الوصول إىل العلم لم ا؛ممعرفة الطاهر منه

أصل تقوى به، وأجاز استند إىل وعلى التسليم بذلك؛ فإن الظن فيها قد -:الثاينإقامته مقام اليقني، وهو أصل الطهارة يف األشياء، واحلل يف املنافع، ومعلوم أن األصول ال

ت كوك، ولو كان املوضعد الشر نويه بذلك تركول إىل اليقني؛ ويف التمما ميكن فيه الوص قد شرعيهارة إال بناقل أصالة الطرتفعت وال :قال هناوينبغي أن ي: الشوكايناملعىن يقول

هارة الطصل األن عرف أنسأل مليس من الورع أن ي ثم ..قلته للنليل على صالحي الددل؛ل عنهاود ما ينقعن وجبل يقف على ذلك األصل حت اقلى يبلغ إليه الن)١١٠٨(.

يقوم إمنا أن الظن ؛ والذي ميكن اخللوص إليه من جمموع ما ذكروه حول هذه املسألة -:؛ إذا استوىف شرطني، ويعمل عملهمقام اليقني

ع حتصيل اليقني، وتعبدنا به، وذم املكتفني أن ال يكون مما طلب فيه الشار:أوهلمافيه بالظن مع إمكام حتصيل العلم؛ ألن ذلك جيعله من الباطل الذي ال يغين عن احلق وال

كاتهد ؛جز قطعاي لم فيه بالقطععتدا يإن كان مم: قال الزركشي؛ يقوم مقامه يف شيءالقادر على النصإن كان مبكوكذا ، ال جيتهد يف القبلةة ال جيتهد )١١٠٩(.

أن يكون الظن قويا حبيث يكاد يبلغ درجة املقطوع به، وأما الظن الضعيف :هماانيثلضعف األمارة املستند إليها؛ فإنه ال يغين عن اليقني، وال يقوم مقامه مع إمكان حتصيله،

فقهاء جتويز العمل بالظن مع القدرة املسائل اليت ورد فيها عن بعض الوعلى ذلك تحمل .)١١١٠(على الوصول إىل العلم، واالطالع على حقيقة الواقع

).١/٢٤٥: (اموعالنووي، : انظر-1107 ).١/٦٠: (السيل اجلرارالشوكاين، -11081109- ،ركشيالزاملنثور) :٢/٣٥٥(أيضا؛ وانظر : ،رخسيالسرخسيول السأص) :٢/١٤١( ،

،واآلمدياإلحكام) :٤/٥٥.( : لورديةشرح البهجة ا، واألنصاري، )١٨٥/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي يف : انظر-1110

)١/٦٧( ،واهليتمي ،حتفة احملتاج) :٧/٣٠٥.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 321: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١١ -

ها شاهدة على التفريق بني الظن القوي النظر يف الفروع؛ فإنهو: ومبىن هذا التقريرة على أجازوا يف صور كثرية االعتماد على الظن القوي مع القدرحيثوالظن الضعيف؛

حتصيل العلم؛ ووجه ذلك هو املشي على قانون الشرع املطرد يف اعتبار الغالب كاحملقق، ؛ ومن ذلك )١١١١(والتسوية بينهما يف إثبات األحكام ونفيها؛ لندرة وقوع التخالف بينهما

لظن بني االجتهاد يف الوقت واالجتهاد يف القبلة؛ فجوزوا يف األول العمل بغلبة اتفريقهممع إمكان الوصول إىل اليقني، ومنعوه يف الثاين إال مع تعذر الوصول إىل اليقني؛ ويف ذلك

يقول اهليتمي :يبأن؛ق بني االجتهاد يف الوقت واالجتهاد يف القبلةفر لة األمارات احملص؛ بدخول الوقت أقوى من أمارات القبلةللظنق فيه حل فأ؛ يف الوقت أقوىفكان الظن

.)١١١٢(لحق يف القبلة باليقني لضعفهي ولم ،باليقني لقوته

والنزعة االحتياطية يف تقعيد هذا املعىن ظاهرة؛ فإن ترك احملال اليت ال يسلم فيها املكلف من احتمال الوقوع يف اخلطأ إىل احملال اليت يستيقن فيها السالمة من ذلك؛ غاية ما

لك احليطة، واألخذ باجلد واحلزم يف مقام امتثال التكاليف، والوفاء يقصد من انتهاج مساالعلم؛ : املعتبر يف األسباب والبراءة وكل ما ترتبت عليه األحكام: باحلقوق؛ قال املقري

وبقي .. وملا تعذر أو تعسر يف أكثر ذلك؛ أقيم الظن مقامه؛ لقربه منه، ولذلك مسي بامسه .)١١١٣(لى أصل اإللغاءالشك ع

فيجب أن نسعى أوال وأخريا إىل طلب اليقني التام يف أحكامنا، وطلب ومن هنا؛ الضبط التام يف مقاديرنا، وطلب الكمال ألعمالنا؛ ألن الظن إمنا جاز ترخيصا وتيسريا على

وبا على قدر العباد لعجزهم وضعفهم، وهذا ال يلغي األصل؛ بل يبقى األصل قائما مطلومىت تيسر للناس إجراء عقودهم ومعامالم على املعاينة، وعلى اليقني .. االستطاعة

والضبط التام؛ لم جيز هلم العدول عنه، ومىت أمكن إقامة البينات والشهادات على التحقق العلماء دليال والتيقن؛ لم جيز االعتماد على القيل والقال، وظواهر األحوال، ومىت وجد

، )٨٣/ص: (األشباه والنظائر، وابن جنيم )٥٨/ص: (إيضاح املسالكالونشريسي، : انظر -1111

).٥/١١: (املغينوابن قدامة، 1112- ،اهليتمي ة الكربىالفتاوى الفقهي) :١/١٢٨.( : شرح العمدالبصري، : نظر يف نفس املعىن أيضا؛ وا)١/٢٤١: (القواعداملقري، -1113

).١/٣٢٧: (مغين احملتاجالشربيين، و ،)٢/١٤٨(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 322: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٢ -

ا؛ لم يبق هلم جمال لالجتهاد والظنقطعي..)؛ ويف تقرير ذلك املعىن على وجه العموم )١١١٤واإلمجال؛ يقول البصري :الظنور وحيسن ،د به يف األمر الذي إمنا يكون له حكمعبود الت

.)١١١٥(ال يكون إىل العلم به سبيل

).٢٤٤/ص: (نظرية التقريب والتغليب الريسوين، : انظر-11141115- ،البصريمدالع شرح) :٢/١٤٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 323: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٣ -

:ثالثةالقاعدة ال

الشكخص١١١٦(ال تناط به الر( الرخص هي األحكام الثابتة على خالف األصل لعذر عارض على وجه

، والشك التردد يف الشيء بني الثبوت واالنتفاء؛ دون ترجح ألحد )١١١٧(التسهيل، ومعىن القاعدة أن العدول عن حكم األصل إىل االستثناء على وجه الترخص )١١١٨(الطرفني

مع قيام السبب اوز له يقينا أو ظنا يقوم مقام اليقني، وأما مع التردد يف قيامه ال يسوغ إالدون ترجح ألحد الطرفني؛ فال جيوز ترك حكم األصل الثابت رد الشك؛ ألن اليقني ال

.يترك لالحتمال العري عما يسنده ويقوم بهوأصل هذه القاعدة يقوم به معىن مة ال تقررعيشبه القطع؛ وهو أن األحكام الشمبا ي ر

؛ واألصل هو العمل مبقتضى العزائم؛ حىت قيام السبب الذي يبيح )١١١٩(تبىن على املوهوماتالعدول عنها إىل الراطيبخص؛ قال الش: الث األصل هي العزميةابت عليه فقاملت به املقطوع ،

ودوور فال ؛أيضا به مقطوعا كان وإن عليه خصةالر يكون أن دب يف به مقطوعا هاسبب األصل أن الرخص تراعى فيها شرائطها : يقول اخلطايب السياق عينهويف ؛)١١٢٠(الوقوع

حرمي األصليإىل الت اليت هلا وقعت اإلباحة؛ فمهما أخل بشيء منها عاد األمر)١١٢١(.

مبشقة خارجة عن هق وجودحقترج؛ فإن والعذر الذي يبيح الترخص هو احلاملألوف؛ فهو من أسباب التخفيف اتفاقا، واألخذ معه بالرخص حمل جواز بال منازع،

: األشباه والنظائر، ، والسيوطي)١/١٣٥: (األشباه والنظائرابن السبكي، : انظر-1116

).٢٦/٢٠٥: (املوسوعة الفقهية،)١٤١/ص( ).١/٣٠١: (املوافقاتالشاطيب، : راجع أيضا؛ و)١/٨١: (اإلاجالسبكي، ابن : انظر -1117 ).١٦٨/ص: (التعريفاتاجلرجاين، : انظر-1118: البحر احمليطي، ، والزركش)١/٢١٨: (قواعد األحكامابن عبد السالم، : انظر-1119

)١/١١٠( ،يلعيوالز ،احلقائق تبيني) :٣/١٥٢.( 1120- ،اطيبالش املوافقات) :١/٣٢٣.( 1121- ،اخلطايب ننمعالم الس) :٤/٢٧٠.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 324: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٤ -

سواء ؛ )١١٢٢(وكذلك إذا كان مظنونا؛ ألن الظن الراجح ملحق باليقني يف مقام االمتثال ؛الةالصشرع يف أو ،طق اإلمتام فلم ي؛م الصو دخل يفكمن ؛نعي إىل سبب مستندامأكان

؛ عينا موجودبب والس، من الكثرة مأخوذإىل سببمستندا ؛ أم كان فلم يقدر على القيام أو على ،الة قائمايام وال على الصقدر معه على الص ومثله ال ي، املرض حاضرمبعىن أن

وال ،لحق مبا قبلهفهذا قد ي.. ذلك منءي شه يفب نفسجرأن يك ؛تعمال املاء عادةاس عدم فمن جهة أن؛فارقته لها م وأم،ببود الس فمن جهة وج؛ه بهحوقا ل أم؛ته قوىيقو

الوجه على بها يتلبس لم وهو ،بالعبادة س التلبعند ه إمنا يظهر ألن؛وجد عندهي لم القدرة األخذ هنا األوىل فيكون ؛قدرته عدم وأ ،عليها هقدرت له نيتبي حىت العزمية يف املطلوب .)١١٢٣(عليه ييبن ما بعد يظهر أن إىل بالعزمية

تكن ولم ،ص ألجلهرخبب امل الس معهوجدي لم الذيوهو وأما العذر املتوهم؛ يف ؛ فاألصل العام فيه عدم جواز البناء عليهقحق عن املعتاد على وجه م خارجة معهةشقامل

البناء يصح ال بل ؛بعد وجدي لم سبب على حكم ىبني أن يصح ال إذاألخذ بالرخص؛ )١١٢٤(هشرط وجدي لم سبب على

هل أدخل رجليه فيهما على شكوهلذا املعىن لم يجوز الفقهاء املسح على اخلفني ملن سفره؛ هل هو من قبيل ما ، وأوجبوا إمتام الصالة على من شك يف)١١٢٥( طهارة أو ال؟

؛ ألن العذر املبيح لألخذ بالرخصة يف مثل تلك الصور متوهم؛ فلم )١١٢٦(يبيح القصر أو ال؟ تأتيه هأن الظان حنو يصح البناء عليه يف العدول عن أصل العزمية؛ فإن كان له عادة مطردة؛

؛أدوارها يف عادته على بناء ؛غدا ىاحلم الط وكذلك ،جميئها بلق فطرفيعلى بنت إذا اهر

: تبصرة احلكامابن فرحون، و ،)٢/٢٧: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، :نظر ا-1122

)١/١٤٩( ،وطي؛ والبصلحةضوابط امل) :٢٥٤/ص.( 1123- ،اطيبالش املوافقات) :١/٣٣٤.( 1124- ،اطيبالش املوافقات) :١/٣٣٥(؛ وانظر : ،نقيطيالشالورود نثر) :٨١/ص.( ، )١٢٠/ص: (القواعد، وابن رجب، )١٤١/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر-1125

).١/١٨٠: (املغينوابن قدامة، ).١٤١/ص: (األشباه والنظائروطي، السي: انظر-1126

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 325: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٥ -

اختالفهم يفعلى بناء؛ ؛ فقد اختلفوا فيه)١١٢٧(اليوم ذلك ستأيت حيضها أن اظن ؛الفطر.)١١٢٨(يأخذ حكم الواقع أو ال؟ هل ؛ املتوقعالعارض

ال الفادحة ةاملشق أن باالستقراء ترى فأنت: ل الشاطيبوقويف تقرير ذلك املعىن يها بلحقيبل ؛مهاتوه هاحكم أن على بناء ؛أضعف مالتوه من كثري يف صادق غري

لم فإذا ؛خصةللر املوضوعة ةالعل يه ةاحلقيقي ةواملشق ،ةحبقيقي ةاملشق ليست فإذا ؛األحوالكان وجدت احلكم قامت إذا إال ؛الزم غري وهى ،ةاملظن السبب كوني فحينئذ ؛احلكمة مقام السبب اجلواز على نتهضام)١١٢٩(.

فعدم إناطة الرخص بالشكوك غري املستندة إىل ما يعتبره الشارع راجع يف حقيقة الواقع إىل األخذ باألحوط يف األحكام اليت تكون موضع شك املكلف؛ ويف بيان ذلك

اطيبيقول الش: ال نونلظا جمال وكل وتتعا ،للقطع فيه موضعحمل وهو ،نونالظ فيه رض من فكان ؛واالحتياط حيرجالت ال أن هكل هذا قتضىم يعلى مقد احتمال بقاء مع خصةالر .)١١٣٠(ببالس يف

الرخص ال ومما يلتحق بهذا املعىن وجيري جمراه؛ ما تقرر لدى مجهور الفقهاء من أن يف ص على املعصية سعيب الترخ ترتيأن؛ والسبب يف ذلك هو )١١٣١(تناط باملعاصي

الريق فالعاصي بسفره كاآلبق وقاطع الط؛ف بسببهاوسعة على املكلتكثري تلك املعصية بالت

1127- ،اطيبالش املوافقات) :١/٣٣٥.( ).٣٩٣/ص: (القواعد الفقهية، واإلدريسي، )١/١٨٤: (املوافقاتالشاطيب، : انظر -11281129- ،اطيبالش املوافقات) :١/٣٣٦.( 1130- ،اطيبالش املوافقات) :١/٣٢٣.( ، )٢/١٦٧: (املنثور، والزركشي، )٦٦/ص: (ملسالكإيضاح االونشريسي، : انظر-1131

،يوطيوالسظائراألشباه والن) :١٣٨/ص( ،وابن رجب ،القواعد) :٢٠٦/ص(يوطي؛ وقال الس: معىن قولنا"الرخصأن" ناط باملعاصي ال تخصة مىت توق فعل الر؛ود شيءف على وجظر يف ذلك نامتنع معه فعل؛يف نفسه حراما فإن كان تعاطيه ؛يءالش وإال فال، خصة الر ،ذا يظهر الفرقبني و

فر واملعصية فيهاملعصية بالس؛ وانظر : ،األنصاريى املطالبأسن) :١/٢٣٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 326: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٦ -

يقصرات سبب هألن؛ فطر وال يني الرخصتني السفر،فال ؛ورة معصية وهو يف هذه الص يةصخناسب الر)١١٣٢(.

دة، والحظه الفقهاء يف تقعيدها؛ هو ما بينه وأصل املعىن الذي انبثقت عنه هذه القاع كان وإذا ،باتسبامل إيقاع كمح يف األسباب فاملكل إيقاع أن رتقر قد: الشاطيب بقوله

له يقع فال ؛اشرعي سببا يكون فال ؛باختياره الواقع حكم يف بسبامل أن اقتضى ؛كذلكال بسفره فالعاصي -:قتضىم وال يقصر ا ةاملشق ألن ؛فطريا ؛بفعله واقعة كأناشئة أل .)١١٣٣(سببه عن

ى أن ذهبوا إلحيث وسلك علماء احلنفية مسلكا مغايرا ملسلك اجلمهور يف ذلك؛ ي األخذ بالرخصة؛ ما دامت صورة السبب الذي من أجله شرعت املخالفة ال تناف

لو عانيامل ن األسباب ال مبعانيها؛ ألربصو األحكام يفموجودة؛ ووجهوا ذلك بأن العربة نصب يف فائدة ال إذ ؛األسباب نصب فائدة لبطلت بها ؛األحكام ربط يف ةرعيم كانت طللتخب ونفيا ،اسالن عن جواحلر سرللع دفعا ؛عليها احلكم إدارة سوى األسباب .)١١٣٤(وااللتباس

).٢/٤٤: (إدرار الشروقابن الشاط، : انظر-11321133- ،اطيبالش املوافقات) :١/٢٤٢.( ).٢٩٩/ص: (ج الفروع على األصولختريالزجناين، : انظر-1134

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 327: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٧ -

:رابعة الالقاعدة

)١١٣٥(صالح امل جلبعلى مقدم املفاسدرءد ؛ من ذلكرع أخصمعناها يف الش؛ و)١١٣٦(املصلحة يف اللغة كاملنفعة وزنا ومعىن

إذا كان موافقا ملقصوده يف اخللق، ارع احلكيم إال للشرادافع ال يكون م النإنحيث اجحة ع املفسدة املساوية أو الرفال مصلحة م يقابله ويزامحه من مفاسد؛ قد على ماوراجحا

ن يف ما تضمبأا ة رعياملصلحة الش ذلك ميكننا أن نعرف وبناء على؛ )١١٣٧(عقال وشرعا ضد املفسدة؛ والعاجلة أو اآلجلةرع ود من مقاصد الش مقصنفسه، أو بواسطته حصول

.املصلحة من كل وجهعلى ما قد يعارضها من املصالح املغلوبة يف ومعىن القاعدة أن املفاسد الغالبة مقدمة

مقتضى الشرع والنظر، وال التفات يف مثل تلك األحوال إىل جهة الصالح اتفاقا، وذلك ألن للمفاسد سريانا هو منهج الشرع املستقر يف املوازنة بني املصالح واملفاسد املتعارضة؛

واحلزم القضاء عليها يف مهدها؛ ولو ترتب على وتوسعا كالوباء واحلريق؛ فمن احلكمة .)١١٣٨(ذلك حرمان من منافع أو تأخري هلا

وهذه القاعدة تمثل صياغة يف غاية اإلجياز ملعىن كلي معهود من تصرفات الشارع، ومتقرر يف جملة قواعده مبا ال جمال معه لالحتمال؛ وهو أن اعتناء املشرع بإفناء املفاسد

قالء بدرء رع والع صاحب الشوعناية: م من اعتنائه بتحقيق املنافع؛ قال القرايفأعظصالح من عنايتهم بتحصيل املاملفاسد أشد)١١٣٩(.

).٣/١٩٠: (املوافقات، والشاطيب، )٣/١٠٧: (الفروقالقرايف، : انظر-1135 .)٢/٥١٦( :لسان العربابن منظور، : انظر-1136، )١/١٥٤( :البحر احمليطوالزركشي، ، )٢/٤٨١( :املستصفىالغزايل، :انظر -1137

،نقيطيوالشالورودنثر : )٥٠٧/ص( ، ،رقاوالزاملدخل الفقهيالعام : )وخمدوم، ، )١/١٠٤ قواعد .)٤٠٢/ص( :الوسائل ).٢/٩٨٥: (املدخل الفقهي العامالزرقا، : انظر-1138 .)٢/١٨٨: (الفروق القرايف، -1139

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 328: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٨ -

وتعلق هذه القاعدة باالحتياط ظاهر؛ فإن املعىن الذي من أجله جرى تقدمي درء ع العام، والتساوق مع مقتضاه يف املفاسد على حتصيل املنافع هو االحتياط ملقصود الشار

واقع التنزيل؛ وذلك بتقليل منابع املفاسد والشرور من عالم الوجود قدر اإلمكان، والسعي مهما ظهرت : يف تطهري األرض من كل مظاهر البغي والعدوان؛ قال ابن عبد السالم

صالحة عن امل اخلليت املفاسدومهما ظهر، سعى يف حتصيلهاة عن املفاسد ي اخللياملصلحةمصالح احتطنا لل؛وإن التبس احلال، سعى يف درئهايوللمفاسد ، ودها وفعلناها بتقدير وج

ودها وتركناهابتقدير وج)١١٤٠(.

؛ فإن )١١٤١(وكذلك احلكم عند استواء جهتي الصالح والفساد على فرض وقوعه قد يتخير يف بعض األحيان يف ترجيح هذه أو التقدمي ثابت أصالة جلهة الفساد؛ إال أنه

تلك، وقد يتوقف فيهما، ويمتنع عن األخذ بهما جملة؛ وذلك حسب ما تقتضيه طبيعة .)١١٤٢(الواقعة اليت تتنازعها مقتضيات املصالح واملفاسد

قا، وال وأما إذا كانت جهة الصالح هي الغالبة؛ فإنها مقدمة على جهة الفساد اتفاذلك أن املصالح اخلالصة عربة عندئذ مبا قد يشوبها من املفاسد؛ لضآلتها وخفة أثرها؛

نادرة الوجود، ولو أن االعتبار اليتعلق إال مبا كان خالصا منها؛ لضاعت أكثر مصالح تأتي باعتبار اخللق، وملا استقام أمر الوجود على انتظام، واملعهود من تصرفات الشارع أنها

ما مصلحته خالصة أو راجحة؛ آمرة به أو مقتضية له، وال تقتصر يف ذلك على ما كان .)١١٤٣(خالصا فقط

إعالم ابن القيم، : ؛ وانظر قريبا من ذلك)١/٥٩: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -1140 .)٢/٣٢( :املوافقات، والشاطيب، )٣/١١( :عنيقاملو

يقم لم امم هذا: وأنكر البعض وجود هذا التعادل؛ ومن هؤالء اإلمام ابن القيم؛ حيث قال-1141 إذا ؛واألمل ةواللذ ةواملضر واملنفعة واملفسدة املصلحة فإن ؛هنفي يقتضي ليلالد بل ؛وتهثب على دليل يغلب ال حبيث ؛ويتصادما يتدافعا أن اوأم ،للغالب احلكم فيصري ؛اآلخر مهاأحد يغلب أن دب فال ؛تقابالمهاأحد عواق فغري ؛اآلخر؛ انظر :عادةمفتاح دار الس) :٢/١٦.(

).٤٦٥/ص: (اعتبار املآالتالسنوسي، : انظر-1142 ).٤٦١/ص: (اعتبار املآالتالسنوسي، : انظر-1143

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 329: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣١٩ -

بني املصالح واملفاسد املتعاندة؛ يقول العز نسيقيويف إيضاح تفاصيل هذا املسلك الت ؛ املفاسد ودرءصالح املل فإن أمكن حتصي؛ ومفاسدمصالحإذا اجتمعت : بن عبد السالما

وامسعوا قوا اهللا ما استطعتمفات﴿: عز وجل لقوله ؛فعلنا ذلك امتثاال ألمر اهللا تعاىل فيهماأنا من املصلحة در أعظم فإن كانت املفسدة؛حصيل والترءر الد وإن تعذ،)١١٤٤(﴾وأطيعوا

أع وإن كانت املصلحة..بايل بفوات املصلحةاملفسدة وال ن ظملنا املصلحة من املفسدة حصف توقوقد ي، ر بينهماتخي فقد ي؛ واملفاسدصالحوإن استوت امل، مع التزام املفسدة

.)١١٤٥(فيهما

).١٦: (التغابن، اآليةسورة -1144ترتيب البقوري، : ؛ وانظر يف نفس املعىن)١/٩٨: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -1145 ).٣٤/ص: (الفروق

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 330: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٠ -

:القاعدة اخلامسة

)١١٤٦(د أصلاملعاملة بنقيض املقصود الفاس ومفادها أن هذه القاعدة تعتبر من أظهر القواعد املبنية على االحتياط ملآل احلكم؛

املكلف إذا قصد حتصيل شيء بغري ما وضع له من األسباب العامة املطردة على وجه التحايل أو االستعجال؛ فإنه يعامل بنقيض قصده؛ وذلك حبرمانه من الوصول إىل مبتغاه،

.)١١٤٧(وجمازاته بعكس ما أرادهاطيبقال الش :كل تكاليف يف ابتغى نم ريعةالش ما غري ناقض فقد ؛له عترش

وكل ،ريعةالش ف ؛باطل ناقضةامل يف فعمله ؛ناقضها نميف ابتغى نم لم ما كاليفالت تعشر .)١١٤٨(باطل فعمله له

ومعىن هذه القاعدة يقوم به االستقراء األغلبي؛ فإن إنعام النظر يف موارد الشرع اظرسلم الندة؛ يبأن املعاملة بنقيض املقصود الفاسد من املعاني اليت قصد اجلزم إىل املتعد

الشارع إىل تقريرها يف جملة األصول اليت ينبغي التعويل عليها عند تنزيل األحكام على على وقدرالقه شرعا اهللا يف خةت سنوقد استقر: وقائعها؛ ويف تقرير ذلك يقول ابن القيم

؛قصدهعاقبة العبد بنقيض ماملرياثم القاتل كما حر،املوتقة يف مرض طلث امل وور، وكذلك الفارمن الز كاة ال يهسقطها عنه فرار،؛عان على قصده الباطل وال يفي تم

مقصهود،وي سقط مقصودتعاىل الرب،؛ة احليل وكذلك عامإمنا ي ساععلى لد فيها املتحي لوغ غرضهب،بط ويل غرضارع الش)؛ )١١٤٩معىن هذه الوقائعزئياتومن ج اليت تدعم

:ذكرهيأيت القاعدة وتقوم به ما

، وابن رجب، )٣/١٨٣: (املنثور والزركشي، ،)١/٢٦١: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-1146

القواعد) :٢٢٩/ص.( : قواعد الوسائل، وخمدوم، )٤٠٣/ص: (قواعد الفقهيةشرح الالزرقا، : انظر-1147

).٥٠٧/ص(1148- ،اطيبالش املوافقات) :٢/٣٣٣.( ).٣/١٩٣: (إعالم املوقعني ابن القيم، -1149

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 331: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢١ -

ليس لقاتل : قالرواه اإلمام مالك وغريه عن عمر بن اخلطاب أن النيب ما - .)١١٥٠(شيء

؛ النيب قصدم أتانا : قالغفلة بن ويدس عن والنسائي وغريمها ما رواه أبو داود-بيده فأخذت، عهده يف وقرأت: ال بني جمعي وال ،فترقم يجمتمع بني قفر ؛ زاد أبو .)١١٥١(دقةالص خشية :داود

- عبد عن ما رواه البيهقي عوف بن محنالر هقطل أن هامرأت وهو ،ةالبت ؛مريض عثمان ثهافور انقضاء بعد منه ١١٥٢(هاتعد(.

املعاملة قاعدة هنا من فتنشأ: ذه القاعدة؛ يقول الشاطيبويف سياق االحتجاج هل قتضىم وهو ،وضاملفر القصد ذلك نتعي إذا ؛باعتبارها احلكم طلقوي ،املقصود بنقيض

وتفريق ،قفترامل مجع من املنع حديث يف الفقه قتضىوم ،املرياث القاتل حرمان يف احلديث

، ١٥٥٧: ما جاء يف مرياث العقل والتغليظ فيه، رقم: العقول، باب: ، كتاباملوطأ مالك، -1150

)٢/٨٦٧(وقد ر ،وي من طرق خمتلفة؛ انظر، وإسناده صحيح: ،يلعيالز ايةنصب الر) :٤/٣٩١( ،، )٢/٢٤١: (التحقيق يف أحاديث اخلالف، وابن اجلوزي، )٣/٨٤: (التلخيص احلبريابن حجر، ).٦/١١٦: (إرواء الغليلواأللباين،

النسائي، ، )١/٤٩٥(، ١٥٨٠: يف زكاة السائمة، رقم: الزكاة، باب: أبو داود، كتاب-1151، وهو حديث )٥/٢٩(، ٢٤٥٧: اجلمع بني املتفرق والتفريق بني اتمع، رقم: الزكاة، باب: كتاب

، واأللباين، )٢/٢٣٧: (نصب الراية، والزيلعي، )٣/٢١٣: (جممع الزوائداهليثمي، : حسن؛ انظرإرواء الغليل) :٣/٢٦٥.(

1152- ،البيهقينن الكربىالسمرض يف املبتوتة توريثما جاء يف : اخللع والطالق، باب: ب، كتا ).٧/٣٦٢( ،١٤٩٠٣: ، رقماملوت

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 332: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٢ -

نم على حرميالت تأبيد أو ،املرض يف )١١٥٣(املبتوتة رياثم وكذلك، دقةالص خشية ؛اتمع .)١١٥٥(هذا من كثري إىل ،)١١٥٤(ةالعد يف نكح

والظاهر أن الفقهاء متفقون على العمل بهذه القاعدة على وجه العموم؛ واختالفهم يف بعض الصور؛ هل تدخل حتت مقتضاها أو ال؟ ليس بقادح يف سالمة أصلها ومعناها،

خارما للوفاق احلاصل بشأنها؛ خصوصا يف األحوال اليت تكون فيها الوسائل املسلوكة والواملعصية :حمرمة؛ وذلك ألن النعمة ال جتلبها النقمة، والغاية ال تربر الوسيلة؛ قال ابن تيمية

كان ممكنابب إذا الس ووقوع،ة العقدكم بصح وإن ح، لالستحقاق واحلل سبباال تكون .)١١٥٦(ثورالق والقتل للم كالط؛هال ميكن إبطال

وأما األحوال اليت تكون فيها الوسائل جارية على حكم اإلباحة؛ فهي اليت وقع النزاع يف كثري من صورها؛ واختلف العلماء يف احلدود اليت يعمل مبعارضة القصود السيئة

الظواهر ال حييد عنها إال يف مسائل جرت يف حقه جمرى فيها؛ ما بني مقل معول على

لقةالط أو ،ثالثا قهاطل أو ،ةالبت طالق أنت :هلا قال كأن ؛ابات طالقا قتلط اليت هي املبتوتة -1153

توريثها ويف ؛مرياثها من ليفرطلقها ؛ وذلك ألن الزوج إمنا يالفار طالق القالط هذا ىسموي ،الثةالثفمنهم ؛املذاهب بني فقهاء خالف نم ييف وهي مات إذا ثهاور ةالعد ومنهم ،ةكاحلنفي نم يثهاور

انقضاء بعد مات ولو طلقام ة وك ةالعدنومنهم ،احلنابلةاملالكيمل م يثهاور طلقام كالشابن : انظر؛ ةافعيتبصرة ، وابن فرحون، )٥/٢٨٣: (التاج واإلكليل، واملواق، )٤/١٤٥: (القديرفتح اهلمام، ).٦/٢٦٨: (املغين، وابن قدامة، )٢/١٩٩: (احلكام

أميا امرأة نكحت يف عدتها؛ فإن كان : قال ويعين به ما رواه مالك عن عمر بن اخلطاب أنه -1154فرق بينهما، ثم اعتدت بقية عدتها من زوجها األول، ثم كان زوجها الذي تزوجها لم يدخل بها،

ن كان دخل بها؛ فرق بينهما، ثم اعتدت بقية عدتها من األول، ثم إاآلخر خاطبا من اخلطاب، و ).٤٠/ص: (؛ وقد تقدم خترجيه؛ انظرااعتدت من اآلخر، ثم ال جيتمعان أبد

1155-،اطيبالش املوافقات :)١/٢٦١(ابن رجب، : ؛ وانظر أيضاالقواعد) :وابن )٢٢٩/ص ، .؛ ففيهما مزيد من األمثلة)٢/٢٨٥: (املغينقدامة، ).١/٣٠٩: (؛ وانظر منه أيضا)٦/١٩٧: (الفتاوى الكربى ابن تيمية، -1156

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 333: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٣ -

االستثناء؛ ومكثر من املؤاخذة بها، وبناء األحكام على وفقها؛ مىت ما الح له يف أفق .)١١٥٧(لاملعاملة ما ينبئ عن خباثة القصد، وإرادة االحتيا

العمل بهذه القاعدة والت م ويف اإلشادة مبنهج املكثرين مننويه بشأنه؛ يقول ابن القيإن : جل المرأتهإذا قال الر: بعد أن ساق ما حكاه ابن رشد اجلد عن أشهب أنه قال

؛ فأنت طالق؛ من فعلهاا يكون وحنو ذلك مم،يي بغري إذن من بيتأو خرجت، زيدامتكل؛ قال )١١٥٨(قطلتم ل؛الق أن يقع عليها الط تقصد؛جت من بيته أو خر،مت زيداوكل

قابلة العبد يف م وأمحدول مالكما على أص والسي؛ بعينه هو الفقهوهذا القول: معلقا عليهن قتله بعد مةى له وصيوص املوحرمان، ه من املقتول كحرمان القاتل مرياث؛بنقيض قصده

امرأةوتوريث، ةالوصي رياثها من مقها يف مرض موته فراران طل م..هاهنا-عاقبة املرأة فم- .)١١٥٩( القياس والفقه هو حمض؛بنقيض قصدها

ومتاشيا مع املعىن العام هلذه القاعدة؛ فقد حكم مبقتضاها بعض الفقهاء؛ ولو كان النقيض احملكوم به فيه منفعة حقيقية من وجه آخر لصاحب القصد الفاسد؛ ومن ذلك ما

؛ لم يكن يف حلها جعلها اهللا خال؛ فستعماهلا مخرا من اقتنى مخرا الذكره ابن تيمية أنوطهارتها مفسدة؛ وحل أكلها واستعمالها للمقتني وغريه؛ معاقبة له بنقيض قصده،

.)١١٦٠(ومعاندة له يف مراده: قولهموالقاعدة بهذا اللفظ أعم وأمشل من سائر الصيغ اليت صيغت بها؛ ومن ذلك

وقب حبرمانهن استعجل شيئا قبل أوانه؛ عم)يغة مقصورة على )١١٦١ها بهذه الص؛ فإنالوسائل املمنوعة اليت يقصد بها التعجل يف حتصيل ما هو مستحق قبل وقته؛ بل ذكر

يه باملعارضة، وصورا ملا لم ؛ فقد ذكر صورا ملا قطع ف)٣/١٨٣: (املنثورالزركشي، : انظر-1157

.يقطع فيه باملعارضة، وجرى فيها اختالف الفقهاء ).٤/٧٤: (إعالم املوقعنيابن القيم، : انظر-1158: مواهب اجلليلاحلطاب، : ؛ وانظر يف هذه املسألة)٤/٧٤: (إعالم املوقعني ابن القيم، -1159

)١/٤١١.( ).١/٢٥٣: (ىالفتاوى الكربابن تيمية، : انظر-1160: غمز عيون البصائر، واحلموي، )١٥٣/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر-1161

)١/٤٥١.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 334: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٤ -

هذا اللفظ ال يدخل فيها على التحقيق سوى صورة واحدة؛ حيث السيوطي أن القاعدة ب عن ور اخلارجة الص علمت أن؛لت ما أوردناهإذا تأم: ال بعد سوق بعض أمثلتهاق

القاعدة أكثرلم بل يف احلقيقة؛اخلة فيها من الد حرمان القاتليدخل فيها غري الصور اليت ميثل -:؛ ومما يؤكد أن التعبري عنها باللفظ املستهل به أعم وأمشل)١١٦٢(اإلرثمباحة أو مندوبة؛ خبالف القتل والتطليق يف املرض، لقاعدة؛ فإن أكثر الوسائل فيها بها ل

وما أشبه ذلك من املسائل اليت وقعت فيها املعاملة بالنقيض؛ فألنها دائرة بني حمرم . )١١٦٣(ومكروه

وقيام هذه القاعدة على معىن االحتياط ظاهر؛ فإن األصل العام يف احلكم على واأمجعوقد : ؛ قال ابن عبد البر ما أمكناهر من أحواهلمواملكلفني هو األخذ بالظتصرفات

؛ والعدول عن )١١٦٤( عز وجلرائر إىل اهللا الس أمروأن، اهرنيا على الظ أحكام الدأنعلى املؤاخذة ذلك األصل يف بعض الصور احملتفة مبا يثري يف النفس دواعي التردد والشك إىل

من أن تهدمها محاية مصالح األحكام سوى له يف حقيقة الواقعغسو ال مبالبواطن والنوايا؛احتياالت املغرضني، أو تناهلا بسوء أيدي العابثني؛ مما قد يعود على النظام العام بنوع من

.الفوضى واالضطرابلسالمة املعىن الذي أقيم عليه أودها؛ ومن القواعد اليت تلتحق بهذه القاعدة، وتشهد

-:ما يلي

وهي تعين أن األمور ؛ )١١٦٥( مقامهدليل الشيء يف األمور الباطنة يقوم قاعدة: أوالاللة على قوم بالدت ةاهرالظأسبابها ف؛الباطنة اليت ال تظهر للعيان، وال ميكن االطالع عليها

ألن؛ اودهوجه من إال ؛ عليها ال ميكن لإلنسان أن يستدلالباطنةور األممبا يشاهد

1162- ،يوطيالس ظائراألشباه والن) :١٥٣/ص.( ).١٧٣/ص: (اإلسعاف بالطلب، توايتال: انظر-11631164- ،رابن عبد البمهيدالت) :؛ وانظر يف نفس املعىن)١٠/١٥٧ : ،رخسيالس أصولرخسيالس) :٢/١٤١.(

املوسوعة و ،)١/٦٨: (درر احلكام وحيدر، ،)٦/٣٩١: (العنايةالبابريت، : انظر-1165 ).٢٠/١٤٦: (الفقهية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 335: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٥ -

قدامة يف تقرير ذلك)١١٦٦(ةمظاهرها اخلارجي ؛ قال ابن :وما يتعذعليه باملشاهدة ر الوقوف اكتاهر فيه بالظفي)١١٦٧(.

إذا الوكيلتصديق ومما يصلح التمثيل به لذلك ما ذهب إليه بعض الفقهاء من عدم فإن ؛ له، ولم يكن قد بين قبل تلفه لمن اشتراه وادعى أنه اشتراه ملوكوتلف،اشترى شيئا

أو الظاهر من حال املوكل أن الدافع الذي دفعه إىل طرح ما اشتراه على موكله هو هالكه .)١١٦٨(تعيبه

إذا ؛ وهي تعين أن التهمة)١١٦٩(التهمة تقدح يف التصرفات إمجاعاقاعدة : ثانيافساد واإلبطال، واملرجع يف تقدير قوة التهمة قد تعود عليه باإلف ؛متكنت من أفعال املكلف

: ما يقارنها وحيتف بها؛ قال القرايفها هو االجتهاد والنظر يف أحوال الوقائع ووخطورت،إمجاعا كقضائه لنفسه رهم معتبتب التهم وهي خمتلفة املراتب؛ فأعلى روأدىن رتب الت

.)١١٧٠(مردود إمجاعا كقضائه جلريانه، وأهل صقعه وقبيلته، واملتوسط من التهم خمتلف فيه

مع عدم رقيها إىل املستوى الذي واملسائل؛ الصوركثري من يف وقد اعتبرها الفقهاءا رعي؛ مم مببدأ االحتياط الشاعتضادها هو ذلك السبب يفيرفع عنها وصف التجرد؛ و

.جعلها لديهم سببا كافيا يف منع بعض التصرفات، وإبطال أخرىوفا مبال لوارثه؛ لكونه متهما خ إلغاء إقرار املريض مرضا م-:ومن األمثلة على ذلك

احلال؛ للزم يف غري ذلك له لو أقر به؛ مع أنهبأنه أراد ختصيصه ببعض املال دون بقية الورثةهمة؛ ويف سياق ذلك ياتموقفاقا النتفاء التالقي ل ابن :يف مرض املوت ال للوارثواإلقرار

).١/٦٨: (درر احلكام حيدر، : انظر-1166 ،)٨/٦٤٨: (املغينابن قدامة، -1167 ).٣٦٢/ص: (شرح القواعد الفقهيةالزرقا، : انظر -1168 ).٣/٤٠٩: (مواهب اجلليلاحلطاب، : ؛ وانظر)٤/٤٣: (الفروق القرايف، -1169 ).٤/٤٣: (الفروق القرايف، -1170

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 336: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٦ -

يصحللت ؛ورهمة عند اجلمهبل مالك يرد ه لألجنيبه هو وقول، همة إذا ظهرت التالصحيح)١١٧١(.

شرح ، والزرقا، )٤/ص: (الطرق احلكمية: ؛ وانظر)٣/٢٣٤: (إعالم املوقعنيابن القيم، -1171

).٣٦٢/ص: (القواعد الفقهية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 337: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٧ -

:دسةالقاعدة السا

)١١٧٢( يؤخذ باألحوطنيصلاألض تعارعند

، ويف)١١٧٣( ويتفرع عنه،ي عليه الذي ينبن وأساسهللغة أسفل الشيءيف ااألصل العامة اليت هي مبثابة قانون مرعي ابتداء بال حاجة إىل دليل احلالةعبارة عن االصطالح

ر معتبعليه؛ بل ي سلما بنفسهخاص)راءة، وأصل الطهارة ؛)١١٧٤مثل أصل احلل، وأصل الب عاني أن االحتياط معدود من جملة املائر األصول املتعددة، ومفاد القاعدةوحنو ذلك من س

ر اجلمع بينها؛ فاألصل املدعوم ها وتعذرض مقتضياتااملرعية يف الترجيح بني األصول عند تع هو األجدر ؛لتكاليف، واحملافظة على مصالح األحكامشأن ا ل واحلزممبظاهر االحتياط

نا ذ أخ؛ضاإذا تعار: بقوله املاوردي يف مقتضى الشرع والنظر؛ وذلك ما قررهبالتقدميطباألحو)١١٧٥(.

ما من األدلة اجلزئية اليت تشهد لصحة هذا املسلك يف الترجيح بني األصول املتعاندةوعبد بن زمعة؛ هو لك يا : قال لهمعة أن النيب مسلم يف قصة عبد بن زالبخاري ورواه

فأعمل النيب : قال العالئي؛ )١١٧٦(الولد للفراش، وللعاهر احلجر؛ واحتجيب منه يا سودةودة األصلني جبه لفراش زمعة يقتضي أن يكون أخا لس ميعا يف واقعة واحدة؛ إذ احلكم

ا أمرك الها باالحتجاب منه كان يف ذلك إعماالرضي اهللا عنها؛ فلمطارئ على هذا للش .)١١٧٧(الفراش

؛ فتارة جيزم الفقهاء بتقدمي أحدمها وإلغاء اآلخر، وتعارض األصول له أحوال؛ لكون املوضع موضع الترجيح، وتارة ختتلف فيه أنظارهممعانيلرجحانه عليه مبعىن من

).١/٣٣٠: (املنثور الزركشي،: انظر-1172 ).١/٨: (خمتار الصحاح، والرازي، )١١/١٦: (لسان العربابن منظور، : انظر -1173 ).٢/١٠٦٤: (املدخل الفقهي العامالزرقا، -11741175- ،ركشيالزاملنثور) :١/٣٣٠.( ).٤٢/ص: (تقدم خترجيه وبيان غريبه؛ انظر -11761177- ،العالئياملذه موعاب) :؛ فيشمل )٢/١٥٠معناه العام باألصل يف كالم العالئي ؛ واملراد

.الظاهر أيضا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 338: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٨ -

واملطلوب عند حدوث ، ه رجحان ينقدح يف ذهنهفيرجح كل فقيه مااجتهاد وإعمال فكر؛ بوجه من وجوه التأمل والروية، ويف بيان هذا النوع من التعارض ترجيح أحد األصلني

نازهما على و بتعارض األصلني تقابلوليس املراد: اجلوييناملراد من هذا التعارض؛ يقول يف ابتداء اظرل الن حبيث يتخيارضعبل املراد الت، هذا كالم متناقض فإن؛رجيح يف التواحد

.)١١٧٨(حق فكره رج فإذا حق؛نظره تساويهما

ح فيه أحدوع ما تعارض فيه أصالن، وترجفاقاومن فرمسألة مها على اآلخر اتاختالف املودع واملودع يف رد الوديعة؛ فإن املودع يسنده أصل براءة الذمة، وأما املودع؛

ه يسندفتعارض ه أصل عدمفإن ،واألصل فيما كان كذلك العدم ،عارض ألن الرد ،الرد األصالن، واملرجح جانب املودع اتفاقا؛ العتضاده بأصل آخر، وهو أن األمني مصدق ما

.)١١٧٩(أمكنوقدم فيه أحدمها احتياطا؛ مسألة الرجل إذا غاب عنه ولده ومما تعارض فيه أصالن،

وب ففي وج فلم يعرف أحي هو أم ميت؟؛هوانقطعت أخبارلذي جتب عليه فطرته، ا األصلألن؛ ال جتب: قيلو، حياته األصل بقاءألن؛ جتب:خالف بني الفقهاء؛ قيلفطرته ؛ والقول بالوجوب أولى؛ ملا فيه من االحتياط لشأن )١١٨٠( عن فطرتهاألبة ذمبراءة

.االمتثالالتكليف يف مقام عند كالمهم على تعارض األصول؛ أنه قد يتجاذب الفرع هذا؛ وذكر بعض الفقهاءم أحدأصالن، وال يتقد عملالواحدعطى كل معاهما بمها على اآلخر؛ بل يوذلك بأن ي ،

أعطي ؛ وميثلون ملا )١١٨١(أصل منهما حكمه؛ إما من جانب واحد، أو من جانبني خمتلفني على ه فطرت جتب إذا غاب وانقطع خربه؛كل أصل حكمه من جانب واحد بالعبديه ف

ابن عبد السالم، : يف ذلك املعىن؛ وانظر)٦٩/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر-1178

األحكام قواعد) :٢/٥٥( ،وابن رجب ،القواعد) :٣٣٥/ص.( ، حيدر، )١/٤٠٩: (تبصرة احلكام، وابن فرحون، )٦/٥٤: (الذخريةالقرايف، : انظر -1179

احلكام درر) :٢/٢٦٧.( ، )٥/٣٢٨، ١/١٥٧: (الذخرية، القرايف، )٢/٥٦: (قواعد األحكامابن عبد السالم، -1180

.واملثال مضروب عندمها يف حق العبد املنقطع خبره ).١/٣٣٢: (املنثور، والزركشي، )٢/١٤٦: (اموع املذهبالعالئي، : انظر -1181

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 339: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٢٩ -

بعد ةم الذ األصل شغلألن؛ ارة عن الكفحياته، وال يجزئ عتقه بقاءألن األصل سيده؛أعطي فيه كل أصل حكمه من جانبني ؛ وميثلون ملا )١١٨٢(يقنيال فال تربأ إال بها؛عمارت

يعلم هل مات ولم وجده ميتا يف ماء، ثم إذا رمى صيدا وغاب عنه،لصائد باخمتلفنيبة ملوته ظاهرا؛ فاملاء على أصله يف الطهارة، تكن جراحته موج؟ ولم باجلراحة أو باملاء

.)١١٨٣(واحليوان على أصله يف احلظرظر يأبالن واقع ولكن وهى إدراجعارض احلقما ذكره من يف باب الت؛ وذلك ألنيقي

ليالن يف مود لدى العلماء أن يتناىف الدعارض املعهوط التحاد شرقتضى احلكم مع اتالشرط غري متحقق فيما ؛ كأن يحل أحدمها نفس ما يقتضي اآلخر حترميه، وهذا )١١٨٤(احملل .ها االقتضاء يف مجيع املسائل املمثل بة؛ النفكاك جهذكروه

1182- ،ركشيالزاملنثور) :١/٣٣٢.( 1183- ،العالئياملذهب موعا) :٢/١٤٧(ابن قدامة، : ؛ وانظراملغين) :١/٤١.( ).٨/١٢١: (البحر احمليطالزركشي، : انظر -1184

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 340: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٠ -

:القاعدة السابعة

)١١٨٥(ما حرم استعماله حرم اتخاذه هو وضع -:هذه القاعدة تعتبر من قواعد االحتياط املآلي؛ والقصد العام من تقعيدها

فاصل بني املكلف واحلرام، حيول دون الوصول إليه، والتجرؤ على انتهاك حرميه؛ فإن رأة على ما تعهد قربها منه أكثر من ميلها إىل البعيد عن النفوس حبكم فطرتها ميالة إىل اجل

مناهلا؛ وأصل هذا املعنى تقوم به مجلة من أدلة املنقول؛ ومن أقوى هذه األدلة وأظهرها ما -:ذكره يأيت

إمنا اخلمر وامليسر واألنصاب واألزالم رجس من عمل ﴿: قول اهللا عز وجل-؛ فقد أمر اهللا باجتناب اخلمر ومباعدا، وإن لم )١١٨٦(﴾م تفلحونالشيطان فاجتنبوه لعلك

ألنه يقتضي مجانبة املمنوع، أبلغ من األمر بالترك؛يقصد استعماهلا، واألمر باالجتناب .)١١٨٧(وحترمي االنتفاع به بإطالق

- ومسلم ابن عن ما رواه البخاري بن اخلطاب عمر بلغ :قال اسعب رجال أن مترح ؛اليهود اهللا قاتل :قال اهللا ولرس أن يعلم مأل !اهللا قاتله :فقال ؛مخرا باع: ؛ ورواه أيضا أبو داود، وزاد فيه)١١٨٨(هاأمثان وأكلوا، فباعوها فجملوها ؛حومالش عليهم

هم عليهم مثنم على قوم أكل شيء؛ حرإن اهللا إذا حر)١١٨٩(.

، وابن )١٥٠/ص: (شباه والنظائراأل، والسيوطي، )٣/١٣٩: (املنثورالزركشي، : انظر-1185 ). ١/٥٩: (املغينقدامة، ).٩٠: (املائدة، اآليةسورة -1186: املوافقاتالشاطيب، : ؛ وانظر أيضا)٦/٢٦٦: (اجلامع ألحكام القرآنالقرطيب، : انظر-1187

)٤/٣٢.( ، ٢١١٠: رقمال يذاب شحم امليتة وال يباع ودكه،: البيوع، باب: البخاري، كتاب-1188

، ١٥٨٢: ، رقمواألصنام واخلرتير وامليتة اخلمر بيع حترمي: املساقاة، باب: ، مسلم، كتاب)٢/٧٧٤( واستخرج ه؛ أي أذابهوأمجل الشحم مجل :أي أذابوها ومجعوها؛ يقال: ؛ ومعىن مجلوها)٣/١٢٠٧(

).١/٨١٢: (النهايةابن األثري، : ؛ انظرأمجل من أفصح ومجل ،دهنه، وزيادة أيب )٢/٣٠٢(، ٣٤٨٨: يف مثن اخلمر وامليتة، رقم: اإلجارة، باب: أبو داود، كتاب-1189

).١٩٢/ص: (غاية املراماأللباين، : داود ثابتة؛ انظر

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 341: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣١ -

اممت أبا ىكني يفقث من رجال أن ربيعة بن عامر عنوسط ما رواه الطرباين يف األ- أبا يا ؛مترح قد هاإن : اهللا ولرس فقال ؛)١١٩٠(مخر يةاور اهللا وللرس أهدى هاربش محر الذي إن : اهللا ولرس فقال ؟هامنث قستنفأفأ !اهللا رسول يا: له فقال ؛!متامامنهث محر)١١٩١(

فاحلاصل: داللة هذه النصوص على مضمون القاعدة؛ يقول ابن رجبويف وجه جاء كما ؛مثنه وأكل هبيع حيرم هفإن ؛به االنتفاع اهللا محر ما أن هاكل األحاديث هذه منميف به حاصر وايةالر إذا اهللا إن :مةاملتقد شيئا محر كلمة وهذه ؛مثنه محر جامعة ةعام

.)١١٩٢(حراما به االنتفاع من املقصود كان ما كل يف ردتط

والظاهر أن الفقهاء متفقون على أصل املعىن الذي انطوت عليه القاعدة، وأن العمل به جار جمرى العموم واالطراد يف املسائل اليت يكون فيها احملرم استعماله مستجمعا

:لوصفني، ومها

رم استعماله حمرما على وجه اإلطالق؛ وذلك حيصل أن يكون الشيء احمل: األول وهو ،باهللا ركالش منها املقصودة منفعتها فإن ؛كاألصنامبتحرمي العني ومجيع منافعها؛

ورالص وكذلك ،اللوالض والبدع حروالس ركالش بوكت ..اإلطالق على املعاصي أعظممةاحملر املالهي وآالت مةاحملر)١١٩٣(.

1190- ى كذلك إال إذا كانت ؛ وهي وعاء املزادة:اويةالرسمفيه املاء وحنوه؛ وال ت من جلد جيمع

ابن منظور، : ؛ انظرربه منهيء باسم غريه لق تسمية الش؛ من باب البعري راويةب علىتطلق العر ومآلنة،لسان العرب) :١٤/٣٤٥.(

قال ؛ وهو حديث صحيح اإلسناد؛)١/١٣٨(، ٤٣٦: ، رقماملعجم األوسط الطرباين، -1191نصب الزيلعي، : أيضاانظر؛ و)٤/١٥٩: (جممع الزوائد: ؛ انظرححيالص رجال هرجال :اهليثمي عنه

).٤/٧٢: (الراية ).٤١٥/ص: (جامع العلوم واحلكم ابن رجب، -1192، )٢/٣٢٥: (املغين، وابن قدامة، )٤١٥/ص: (جامع العلوم واحلكمابن رجب، : انظر-1193

،واألنصاريى املطالبأسن) :١/٢٧٦.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 342: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٢ -

أن يكون االقتناء واقعا على هيئة االستعمال؛ فإن لم يكن واقعا على هيئة : اينالث ح فيه كل فقيه ما استقرة، ورجاالستعمال؛ فقد اختلف فيه الفقهاء تبعا ملواردهم االجتهادي

.)١١٩٤(عندهلي وهلذا املعىن فرق مجهور الفقهاء بني آنية الذهب والفضة، وبني ثياب احلرير وح

حللي؛ قال ابن قدامة مبينا االنساء؛ فمنعوا اختاذ آنية الذهب والفضة، وجوزوا اختاذ احلرير وباح وت،ساءللنباح ها ت فإن؛طلقامم ها ال حتر فإن؛ا ثياب احلريروأم: وجه الفرق يف ذلك

فيهاجارة الت،م استعمال وحيرطلقا اآلنية مألن؛ وغريمهارب واألكل يف الشالنص ورد واألكلرب بتحرمي الش،معنامهامها يف وغري،وي حرم ذلك على الر؛ ساءجال والنوم لعم

فيهما النص،ود ووجوإمنا أ،هماحقحرمي يف معىن الت حلبيح التحلاجتها إىل ؛ املرأةي يف حقن التزيوجللز،والت عندهل جم،ب وهذا خيتصف؛احللي به اإلباحةتختص )١١٩٥(.

ما حرم : وللفقهاء عبارات خمتلفة يف التعبري عن مضمون هذه القاعدة؛ منها قوهلم؛ وهي كلها تؤكد )١١٩٧(ما حرم فعله حرم طلبه: ، وقوهلم)١١٩٦(أخذه حرم إعطاؤه

ال نفس املعىن، وتدور حول نفس املقصود؛ وهو سد أبواب احلرام أخذا وإعطاء، وفع

، وابن مفلح، )١/٥١: (كشاف القناع، ، والبهويت)١/٥٩: (املغينابن قدامة، : انظر-1194

ةرعياآلداب الش) :٣/٤٩٣( وابن تيمية، ). ٣/١٣٩: (املنثورالزركشي، : وانظر أيضا). ١/٥٩: (املغين ابن قدامة، -1195

الفتاوى الكربى) :١/٤٣٦( ،فلحوابن م ،وعالفر) :والسفاريين، )١/٣٥٧ ،غذاء األلباب :الف يف ذلك احلنفية؛ فجوزوا اختاذ أواين الذهب والفضة لغري االستعمال؛ معللني ذلك ؛ وخ)٢/٢٠١(

، وشيخي )١٠/٧: (فتح القديرابن اهلمام، : بأن النهي ورد عن االستعمال فيبقى مقصورا عليه؛ انظر ).٢/٥٢٦: (جممع األرزادة،

: غمز عيون البصائر، واحلموي، )١٥٠/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر-1196 ).١/٤٣: (درر احلكام، وحيدر، )١/٤٤٩(

: غمز عيون البصائر، واحلموي، )١٥١/ص: (األشباه والنظائرالسيوطي، : انظر-1197 ).١/٤٤: (درر احلكام، وحيدر، )١/٤٥٠(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 343: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٣ -

؛ وصرف املكلفني عن دواعي الوقوع يف احملرمات وما )١١٩٨(وطلبا، واستعماال واختاذا .يؤول إليها، وحملهم على منابذة التعاون على املناكر واآلثام

).٣٨٧/ص: (الوجيز يف القواعد الكليةالبورنو، : انظر-1198

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 344: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٤ -

:القاعدة الثامنة

باح عند الضرورة ال جيوز فيه التحر١١٩٩(يما ال ي( يء بغالب عن طلب الشعبارة: ويف االصطالح، )١٢٠٠(الطلب واالبتغاءالتحري لغة

وف على حقيقتهر الوقأي عند تعذالر)عويل )١٢٠١الت ي ال جيوز؛ ومعىن القاعدة أن التحر بيحها االضطرار؛ بل ميتنع اإلقدام عليها إال بيقني أو ما يقوماه يف املسائل اليت ال يعلى مؤد

ما تبيحه الضرورة جيوز : ه ابن القيم بقولهمقامه أو يشتمل عليه؛ وذلك ما عبر عن .)١٢٠٢(، وما ال تبيحه الضرورة؛ فالهاالجتهاد فيه حال االشتبا

األبضاع؛ فإن الشارع قد حرمها -:ومن املسائل اليت ميتنع فيها التعويل على التحريل معتبر، وليس على وجه اإلطالق، ولم يبح اإلقدام على شيء منها إال بسبب حمل

اتفاقا؛ فال جيوز ملن اشتبهت عليه حليلته بأجنبية أن يعمل بالتحري يف االضطرار منها حتمل أن تكون هي واحدة منهما ي وكل،مة بيقني حمر إحداهنألن وذلكالتمييز بينهما؛

منهما فلو وطئ واحدة؛مةاحملر ،مة فرمبا وطئ احمل وهو ال يعلم باحملرمةر)١٢٠٣(.

ويف بيان املعىن الذي من أجله امتنع العمل بالتحري واالجتهاد يف مثل هذه املسألة فيما إذا اختلطت االجتهادوهلذا امتنع: ل الزركشيوقوما يشبهها من مسائل األبضاع؛ ي

حمصورات؛ قرية بنسوةحمرمه ليس أصل فإناإلباحةهن حىت يتأي ؛استصحابه بد االجتهاد وهلذا كانت موانعالن ؛وامكاح متنع يف االبتداء والدنعم لو ؛ هذا األصلها بها واعتضادد لتأي

).٤/٨٣١: (بدائع الفوائد، وابن القيم، )٣/٢٢٨: (بدائع الصنائعالكاساين، : انظر-1199 ).١٣٣/ص: (املصباح املنري، والفيومي، )١٤/١٧٤: (لسان العربابن منظور، : انظر-12001201- ،رخسيالس وطاملبس) :١٠/١٨٥(؛ وانظر : ،البلخيةالفتاوى اهلندي) :٥/٣٨٢( ،، وقد تقدم تعريف التحري، وبيان وجه الفرق بينه وبني )١/٢٣: (أسىن املطالبري، واألنصا

).٢٤/ص: (االحتياط؛ انظر ).٤/٨٣١: (بدائع الفوائد ابن القيم، -1202ابن و ،)١/٢٥٦: (اموعالنووي، :؛ وانظر أيضا)٣/٢٢٨: (بدائع الصنائع الكاساين، -1203 ).٤/٨٣١: (دبدائع الفوائالقيم،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 345: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٥ -

اختلطت مغري بنسوةمةحر فإن؛ورات حمص له نكاح ن مل مصلحة كي ال تتعط؛ شاء منهن كاحالن)١٢٠٤(.

الدماء؛ فإن الشارع قد -:تحريوأيضا من املسائل اليت ميتنع فيها التعويل على الحرمها، ولم يجز شيئا منها بغري حق؛ فال جيوز للحاكم إذا اشتبه عليه اجلاني بغريه أن يعول على الظن يف الوصول إليه؛ بل جيب عليه أن يتوقف حىت يقوم لديه من األمارات

إال ماء احلظر األصل يف الدألنقينا؛ املعتبرة والشواهد املقررة ما يدل على عني اجلاين ي .)١٢٠٥(ك هنا فيهاوقد وقع الش، بيقني اإلباحة

؛ فمن )١٢٠٦(التحري جيوز يف كل ما جازت فيه الضرورةومفهوم هذه القاعدة أن اضطر للشرب، ومعه ماء طاهر مشتبه بنجس؛ فإنه يتحرى الطاهر منهما ويشربه، وكذلك

الذكية منهما، ويتناوهلا يف حال يتحر له أن يه جيوزنعليه امليتة بالذكية؛ فإمن اشتبهت ؛ فيهماى املضطر حتر؛جيد غريمها ولم ،اة مبذكولو اشتبهت ميتة: االضطرار؛ قال البهويت

ن ليس مم؛ متا على غريهوحر، اة للحاجةه أا املذك على ظنا يغلب وأكل مم،أي اجتهد .)١٢٠٧(اته بأجنبي كما لو اشتبهت أخت؛طرمبض

وبذلك تكون هذه القاعدة قد حددت اال الذي ميتنع فيه التعويل على مسلك التحري يف معرفة أحكام األمور اليت يشتبه أمرها، ويتعذر الوقوف على حقيقة حكم

حتل حالة االضطرار؛ هو الشارع فيها؛ واملعىن يف امتناع العمل بالتحري يف املسائل اليت القع امن بني مقاصد التشريع، وشدة أثرها يف و املبالغة يف االحتياط لشأنها؛ لعظيم موقعها

.الناس ونظام حياتهم

1204- ،ركشيالزاملنثور) :١/١٧٧(راجعو ؛: ،وويالنموعا) :١/٢٥٦(، ، )٢/٥٤: (كشف األسرارالبخاري، : أيضا؛ وانظر)٣٣٨/ص: (القواعد ابن رجب، -1205

).١٢/١٩٢: (املوسوعة الفقهيةو ).٣/٣٤: (األصل الشيباين، -1206، وابن )٣/٢٢٨: (بدائع الصنائعالكاساين، : ؛ وانظر)١/١٩٧ (:كشاف القناع البهويت، -1207 ).٤/٨٣١: (بدائع الفوائدالقيم،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 346: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٦ -

:القاعدة التاسعة

)١٢٠٨(احلدود تدرأ بالشبهات من راملقد العقاب: ؛ ويف االصطالح)١٢٠٩(املانع واحلاجز بني شيئني: احلد لغة

بهة لغة)١٢١٠(ارعالشمن: ؛ والشعليه؛ أي التبس واختلط؛ فلم يستطع متييزه يء أشبه الش متيز عدم :يف االصطالحو؛ )١٢١٢(﴾ولكن شبه هلم﴿: ؛ ومنه قوله عز وجل)١٢١١(عن غريههو ما : واملشتبه فيه؛ )١٢١٣(معىن أو كان عينا شابهالت من بينهما ملا ؛اآلخر من يئنيالش أحد .)١٢١٤( يتيقن حله وال حرمته يف نظر املكلف واجتهادهلم

واملعىن أن العقوبات اليت حددت الشريعة مقاديرها، ورتبتها على فعل بعض اجلرائم؛ ال تستوفى مع قيام االحتمال يف ثبوتها؛ بل ال بد من حصول ما يشبه القطع بأن املتهم

ألن هذه الشريعة مبنية على العدل دي احلد؛ وذلك قاصد بفعله انتهاك احلرمة، وتعوالقسط، وعلى رعاية مصالح العباد يف املعاش واملعاد، واحلكم باحلد مع االحتمال أو مع

.)١٢١٥(مقارنة الشبه خروج عن العدل إىل اجلور

املؤمنني عائشة أن النيب ه عن أموغري رمذيوأصل هذه القاعدة ما رواه الت قال :واادرء له كان فإن ؛استطعتم ما املسلمني عن احلدود أن اإلمام إن؛ فسبيله وافخل خمرج

، )١٢٢/ص: (األشباه والنظائروالسيوطي، ، )١/١٠٧: (املبسوطالسرخسي،: انظر-1208

).١/٣٧٩: (غمز عيون البصائراحلموي، و، )١٦٧/ص: (خمتار الصحاح، والرازي، )٣/١٤٠: (لسان العربابن منظور، : انظر-1209

،وميوالفياملصباح املنري) :١٢٤/ص.( ).٦٧/ص: (مرتقى الوصول، وابن عاصم، )٢٧٠/ص: (التعريفاتاجلرجاين، : انظر-1210 ).٣٥٤/ص: (خمتار الصحاح، والرازي، )١٣/٥٠٣: (لسان العربابن منظور، : انظر-1211 ).١٥٧: (ء، اآليةالنساسورة -1212 ).٤٢٢/ص: (التعاريف، واملناوي، )١٦٥/ص: (التعريفات اجلرجاين، : انظر-1213 ).١٦٥/ص: (التعريفات اجلرجاين، : انظر-1214 ).٢٦٩/ص: (القواعد الفقهيةاإلدريسي، : انظر-1215

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 347: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٧ -

العفو يف خطئي أن من خري العقوبة يف خطئي)؛ واحلديث وإن لم يثبت لفظه عند )١٢١٦وم به؛ ومن أهل االختصاص؛ إال أن له من الشواهد اجلزئية ما يرقى مبعناه إىل ما يشبه از

فجاءه ؛ النيب عند كنت: قال ذلك ما رواه البخاري وغريه عن أنس بن مالك :قال ؛عنه يسأله ولم :قال ؛علي فأقمه ؛احد أصبت يإن !اهللا ولرس يا :فقال رجل

ولرس يا :فقال جلرال إليه قام النيب قضى فلما ؛ النيب مع ىفصل الةالص وحضرت :قال. ؟معنا يتصل قد أليس: النيب قال ؛اهللا كتاب يف فأقم احد أصبت يإن !اهللا .)١٢١٧(كحد: قال أو ،ذنبك لك غفر قد اهللا فإن :قال ؛نعم

على عدم قطع السارق عام ؛ فقد أمجع الصحابة متاشيا مع مقتضى هذا املعىنوعوز امللجئ إىل االعتداء على أموال الغري؛ ؛ درءا للحد عن املتهمني بشبهة ال)١٢١٨(ااعة

نةة إذا كانت سن السفإن؛ رعقتضى قواعد الشوم، القياسوهذا حمض: قال ابن القيم ورة من ضرارق فال يكاد يسلم الس؛ورةر والضاس احلاجة غلب على الن؛ة وشدجماعة

تدعوه إىل ما يسد؛ ذلك لهال بذلوجيب على صاحب امل، مقه به را بالث إم؛ ..انامن أو جملوجدرة على ذلكفوس مع القوب املواساة وإحياء الن،ورة احملتاج واإليثار بالفضل مع ضر ،

.)١٢١٩( تدرأ القطع عن احملتاجة قويوهذه شبهة ويستطيع الناظر يف كالم العلماء حول هذه القاعدة تأصيال وتفريعا أن جيزم بأنهم

ر عنه ابنفقون على العمل بها؛ وذلك ما عببقولهاملنذرمت :أمجع كلن حنفظ عنه من م

ضعيف؛ إال ، وإسناده)٤/٣٣(، ١٤٢٤: درء احلدود، رقم: احلدود، باب: الترمذي، كتاب-1216

قال الشوكاين بعد سوقه جلملة من الشواهد اليت أن له من الشواهد ما يتقوى به إىل درجة االعتبار؛؛ من عضده ما ذكرناه فقد شد؛وما يف الباب وإن كان فيه املقال املعروف: تدل على املعىن عينه

: ؛ انظربهةطلق الش ال م،بهات احملتملةالشة درء احلدود بوعييصلح بعد ذلك لالحتجاج به على مشرف، واأللباين، )٣/٣٢١: (نصب الرايةالزيلعي، : أيضا: ؛ وانظر)٧/١٢٥: (نيل األوطار: الشوكاين

عيفةلسلة الضالس) :٥/٢٢٢.( : رقم؟عليه يستر أن لإلمام هل ؛نبيي ولم باحلد أقر إذا :احلدود، باب: البخاري، كتاب-1217٦/٢٥٠١(، ٦٤٣٧.( املوسوعة ، و)١٠/٢٧٧: (اإلنصاف، واملرداوي، )٥/٣٦٦: (العنايةالبابريت، : انظر-1218 ).٢٤/٢٩٩: (الفقهية

).٣/١٧: (إعالم املوقعني ابن القيم، -1219

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 348: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٨ -

؛ وأكثر ما وقع من خالف يف ذلك عائد يف )١٢٢٠(بهدرأ بالش احلدود تأن، أهل العلمحقيقة األمر إىل اخلالف يف تقدير قوة الشبهة وحتديد صالحية القرائن احملتفة باجلرمية يف

.فع عقوبتها املقدرة، وذلك أمر اجتهادي يف غالبية صورهد أنه ينكر العمل بهذه )١٢٢١(وهو الذي قد يفهم من ظاهر كالمه-وحتى ابن حزم

يف الواقع العملي، وسار يف نفس ؛ لم خيتلف موقفه عن موقف سائر الفقهاء-القاعدةن وم، له أن ميسك عنهيء أم حالل؟ فالورع هذا الشن جهل أحرامماالجتاه حني قرر أن

جهل أفرضهو أم غري فرض؟ فحكم وجبهه أن ال ي ،ومن جهل أوجيب؟ لم أمجب احلدألن؛ه أن ال يقيمهففرض األعراض والد ماء حرامول اهللا لقول رس:دماءكم إن

وأموالكم وأعراضكم وأبشار؛ )١٢٢٢(كم عليكم حراموأما إذا تبين وجوب؛ احلدحل فال ي ؛سقطهألحد أن يألن من فرائض اهللا تعاىله فرض )١٢٢٣(.

والنزعة االحتياطية يف تقعيد هذا املعىن ظاهرة؛ فإن صيانة الدماء واألعراض، واالحتياط هلا من أن تمس بغري حق؛ يعد من أبرز احملال اليت ينبغي التعويل فيها على

بغري - أن إقامة احلدال شك؛ إذ احلذر، واألخذ باحلزم واجلد ما أمكنمسلك احليطة وحق- إضرارمبن ال ي جوزبه اإلضرار ،؛ وشرعا عقال وهو قبيحفال ي منه إال ما أجازه جوز الشارع..ألن؛ ول اليقني بعد حصجمر د احلدس والتهمة والشكوما ، والغلطأ للخطة مظن

.)١٢٢٤(ه بال خالف املسلم وإضرارستباح به تأليمفال يكان كذلك ويف بيان املعىن الذي من أجله قدم درء احلد على إقامته حال قيام ما يساند ذلك

؛بهةق الش احلدود مع حتقب درءلوإمنا غ: التقدمي من الشبه املعتبرة؛ يقول ابن عبد السالم

).٩/٥٥: (املغين ابن قدامة، -1220درأ احلدود ت إىل أنهب قومبهات؛ ذهل تدرأ احلدود بالش: مسألة: -رمحه اهللا- فقد قال -1221بهاتبالش ،هم قوالفأشده بها واستعماال هلا أبو حنيفة وأصحاب ،املالكي نوثم ،الش ثموذهب ؛ونافعي نا إىل أنأصحابحل احلدود ال يدرأ بشبهة أن ت ،قام بشبهةوال أن ت..ة كالمه يف ؛انظر بقي :احمللى :

)١٢/٥٧.( : ال ترجعوا بعدي كفارا، رقم: قول النيب : الفنت، باب: أخرجه البخاري، كتاب -1222٦/٢٥٩٣(، ٦٦٦٧.( ).١٢/٦٠: (احمللى ابن حزم، -1223 ).٧/١٢٤: (نيل األوطار: الشوكاين-1224

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 349: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٣٩ -

فال تثبت رةو أسباب حمظواحلدود، انيفاء اإلنسان لعبادة الديظمى يف است املصلحة العألنضهاإال عند كمال املفسدة ومتح)١٢٢٥(.

وأجرى بعض الفقهاء العمل بهذه القاعدة جمرى العموم واالطراد؛ وذهبوا إىل إسقاط وغ بعد سإمنا تكل عقوبة بالشبهة؛ سواء أكانت مقدرة أم اجتهادية؛ وذلك ألن العقوبة

، ت احلاكم بل يتثب؛بهةها بالش فال جيوز إيقاع؛وهي من جنس احلدود، ق سببهاحتقعقوبة املعذور شرعافإن.. لويتأم ظلم )١٢٢٦(.

وذلك هو احلق الذي ال مناص من العمل به؛ فإن فتح باب املعاقبة مبجرد التهم ينبغي ملنظم القضاء الشرعي أن يغفل ؛ فالوالشبهات يفتح على الناس بابا من الشر عظيما

األخذ بهذه القواعد والتنويه بشأنها؛ وذلك حتى ال يبقى باب أخذ الناس بالظن والتهمة مفتوحا؛ فيحل الظلم حمل العدل، والفساد حمل الصالح، وتنتهك احملارم اليت جاءت

.)١٢٢٧(الشريعة لصيانتها له القاضي ال جيوز ذلك املعىن ويشهد له بالتسديد؛ االتفاق الواقع على أن ومما يؤيد

؛ ولو كان يف أعلى درجات العلم والديانة؛ )١٢٢٨(املتعلقة حبق اهللا بعلمه يف احلدود القضاءة ما أمكن؛ وليس االكتفاء بعلم به على االحتياط يف تركه ودرئه بالشى احلدمبنألن

.)١٢٢٩(من االحتياط يف شيء هالقاضي في

).٤/١٧٤: (الفروقالقرايف، : ؛ وانظر أيضا)٢/١٦١: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -1225 ).٥٧/ص: (الطرق احلكميةابن القيم، : انظر -1226 ).١/٢١٦: (التشريع اجلنائيعودة، : انظر-1227 ؛ )٩/١٢٠: (املغينابن قدامة، : انظر-1228نيل ، والشوكاين، )٢/٢٤١: (إحكام األحكامابن دقيق العيد، : انظر يف هذا املعىن-1229 ).١/٢٤٣: (يةاملوسوعة الفقه: ؛ وراجع)٨/٣٣٠: (األوطار

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 350: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٠ -

:القاعدة العاشرة

من اخلروجاخلالف م ١٢٣٠(ستحب( تعارضني نازعة جتري بني مم، ويف االصطالح عبارة عن )١٢٣١( املضادةاخلالف لغة

ومعىن القاعدة أن اخلروج من اخلالف املعترب أمر ؛)١٢٣٢( أو إلبطال باطل، حقحقاقإل جوازه؛ العتقاد بعض اتهدين يعتقدما أن يترك املكلف فعلمندوب إليه، وذلك ب

ه، أو أن يحفعلرمتما يعتقد جواز تهدين وجقال ؛ )١٢٣٣(وبه تركه؛ العتقاد بعض اركشيالز :نإتهد إذا كان يا جوز خالفه ما غلب على ظن،ونظر يف م ؛ك خمالفهتمس

.)١٢٣٤(راعيه على وجهفينبغي له أن ي، فرأى له موقعا

فإن اختلف : القرايفويف بيان املنوال الذي جيري عليه العمل بهذه القاعدة؛ يقولالعلماء يف فعل هل هو مباح؟ أو حرامفالورع رك الت،أو هو مباح ؟ أو واجبفالورع

ل هو ه؛وإن اختلفوا فيه، وب حىت جيزئ عن الواجب على املذهبالفعل مع اعتقاد الوجمندوب؟ أو حرامفالورع ؟ أو مكروه أو واجب،رك التمن العقاب يف حذرا؛ الفعل فالورع

؛ الفعل فالورع؟ أم الوإن اختلفوا هل هو مشروع، ه املكروه ال يضروفعل، ترك الواجبفإن ..ايفالن على مقدثبت موامل، ايفلع عليه النيط لم ألمرتثبة م القائل باملشروعيألن

اختلفوا هل هو حرام؟ أو واجبتوق فالعقاب مفال ورع إال أن نقول؛ تقدير على كلع : ن رعاية م درء املفاسد أوىل رعايةألن؛ م على الواجبدم إذا عارضه الواجب ق احملرإنول املصاحلحص ،؛وهو األنظرفي قد؛م هاهنام احملرفيكون الورع اختلفوا هل هو وإن، رك الت

: األشباه والنظائر، والسيوطي، )١/١١١: (األشباه والنظائرابن السبكي، : انظر-1230

).١٣٦/ص( ).١٧٨/ص، والفيومي، )٩/٩١: (لسان العربابن منظور، : انظر -1231 ).٤٢/ص: (التعاريف، واملناوي، )١٣٥/ص: (التعريفاتاجلرجاين، : انظر -1232 ).٢/٢٩٨: (املوسوعة الفقهية، و)٢/١٧٢: (الفوائد اجلنيةالفاداين، :انظر -12331234- ،ركشيالز املنثور) :٢/١٢٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 351: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤١ -

مندوب؛ فال ورع؟ أو مكروهلتساوي اجلهتني على ما تقد وميكن ،م والواجبم يف احملر ترجيحاملكروه كما تقد وعلى هذا املنوال جتري قاعدة الورع،مم يف احملر )١٢٣٥(.

:وج من اخلالف املعترب أمران من كالم القرايف أن متعلق االحتياط يف اخلرظاهرويف حكمها: هلماأو دت بني وعدمه؛ من حيث طلب الفعلاألفعال املختلفوهي ما ترد ،

التروك املختلف يف حكمها؛ من حيث طلب الترك و؛طريف الطلب اجلازم وما دونه .)١٢٣٦(، وهي ما ترددت بني طريف الكف اجلازم وما دونهوعدمه

التعامل مع املسائل اخلالفية واملعىن الذي على أساسه مضى تقعيد هذا املعىن يف االلتفات إىل إمكان اعتبار واجلري على وفق مقتضاه يف احلكم على آحاد جزئياتها؛ منشؤه

يف مسائل صيبامل نأب ناشئ من القولااللتفات وهذا ؛)١٢٣٧(الشرع ذلك املرجوح؛ وذلك ملا رواه )١٢٣٨( أتباعهم ومجهوراألربعةوهو الذي عليه األئمة ، واحد اخلالف

أصاب ثم ، فاجتهدإذا حكم احلاكم: قال أن النيب البخاري عن عمرو بن العاص .)١٢٣٩( واحدأخطأ فله أجر، ثم وإذا حكم فاجتهد،فله أجران

كما -وال غموض يف وجه العالقة بني هذه القاعدة واالحتياط؛ فإن أساس تقعيدها ك: -هو واضحمعالم االحتياط للت وصا عندما تشتدليف من الفوات يف مقام االمتثال؛ خص

النزاع، ويعز االطمئنان إىل رأي من اآلراء؛ فعند ذلك يكون اخلروج من اخلالف مسلكا آمنا يستطيع املكلف الركون إليه؛ دون بقاء ما يثري يف نفسه احتمال حصول شيء من

).٤/٢١٠: (الفروق القرايف، -1235 ).٥٩/ص: (مراعاة اخلالفالسنوسي، : انظر -1236 ).١/٣٠٠: (عمدة القاري العيين، : انظر-1237 وأما ؛)٦٣٢/ص: (نثر الورود، والشنقيطي، )٦/٢٤١( :حمليط االبحروالزركشي، : انظر -1238العلماءهما ينسب ك بعضاملازري واملاوردي وأن وغريمها إىل اجلمه ،ور من القول بأن كل جمتهد مصيب

؛ فهو ليس على ظاهره، وإمنا مرادهم باإلصابة وجوب العمل مبا أدى إليه االجتهاد؛ الاحلق يف طرفنيوابن ،)٩/٤٠٦٠( :نفائس األصولالقرايف، :اإلصابة اليت هي موافقة حكم اهللا يف نفس األمر؛ انظر

.)٢٠/٢٨( :وع الفتاوىجممتيمية، 1239- ة، باب: ، كتابالبخارياالعتصام بالكتاب والسن :أخطأ أو فأصاب اجتهد إذا احلاكم أجر، أو فأصاب اجتهد إذا احلاكم أجربيان : ة، باباألقضي: ، ومسلم، كتاب)٦/٢٦٧٦( ،٦٩١٩:رقم

).٣/١٣٤٢(، ١٧١٦: ، رقمأخطأ

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 352: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٢ -

الورع من اإلمجاع إىل اخلالف من فالفرار به؛ قال الغزايل التقصري يف القيام مبا كلف ؛وظن وختمني حبدس احلل جانب حورج ،ةاألدل عنده تعارضت إذا اتهد وكذا، داملؤككان فقد ؛االجتناب له فالورع وناملفت ال أشياء حبل فتوني ؛قط عليها مونقدي منها عاتور .)١٢٤٠(افيه بهةالش من وحذرا

اجلمع: ومن اآلثار اليت تجتنى من العمل بهذه القاعدة؛ ما أشار إليه القرايف بقوله ه قد أمهل دليالم أنفوس توه فال يبقى يف الن؛ دليل مبقتضى كلوالعمل، ة املختلفنيبني أدل

قتضيات ميع م ج بني املذاهب يفر اجلمع فأث؛ فباجلمع ينتفي ذلك؛حيحقتضاه هو الص ملعل .)١٢٤١(فة العبادة والتصرة يف صحاألدل

والظاهر من صياغة القاعدة أن اخلروج من اخلالف حكمه الندب مطلقا؛ وذلك يف مع انعدام الفعل املتردد بني الوجوب وعدمه، وأما الفعل املتردد بني املنع اجلازم وعدمه؛

: قال الزركشي؛ واحد بأن فعله مكروهرح غري؛ فقد ص الطرفنيالنص القاطع على أحد؛ يف حترميهبهةما وقعت الشبع كلحم الس ،بيذويسري الن..أقسام الكراهةمن ه الغزايل عد ،

وبه صرح أصحابنا يف الفرة املختلف يف جوازهاوع يف أكثر املسائل االجتهادي)؛ وال )١٢٤٢يه أيضا، وبذلك يكون حكم اخلروج من اخلالف خيفى عليك أن ترك املكروه مندوب إل

.عند قوته الندب على وجه العموموذلك ؛ةأشكلت على طائفة من املالكي وغريه قد اطيبذكر الشوهذه القاعدة كما

ما يقضيه واحد منهما يقتضي ضد كل،تعارضني أن يكونا مددليلي القولني ال بألن و وإعطاء كل،اآلخر احد منهما ما يقتضيه اآلخر؛ ما يقتضيه أو بعضراعاة هو معىن م

.)١٢٤٣(تنافيني بني م وهو مجع،اخلالف

، )١/١١٢: (األشباه والنظائرابن السبكي، : ؛ وانظر)٢/١١٥: (اإلحياء الغزايل، -1240

،واجلرهزيةاملواهب السني) :٢/١٧١.( ).٤/٢١٨: (الفروق القرايف، -12411242- ،ركشيالز احمليط البحر:) ١/٣٩٤(؛ وانظر : ،بكيابن السظائروالن األشباه) :١/١١٦.( .)٤/١٥١( :املوافقات الشاطيب،:انظر -1243

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 353: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٣ -

ةافعية من الش األئم وقع فيه بعض الذي ذكره الشاطيبوهذا اإلشكالحبيث إذا ؛ خالفوها يف كل وطرد،قاهلاهم أطلقوا القاعدة من عه أن وسبب،)١٢٤٤(احلنابلةو

فالقاعدة هلا ؛ كذلكوليس األمر؛ طلقاط فيه م من التور منه أفضل فاخلروج؛خالفوقع ه كلعد قولا حبيث ال يب املخالف قوي وهو أن يكون دليل؛)١٢٤٥( كما سلف بيانهضابطواب حذرا من كون الص خالفه؛ من اخلروجستحب فحينئذ ي عن احتمال الصواب؛البعد ، واهناها إذا كان مأخذأم و اإلصابة ال يقطع خبطأ خمالفه،يعد مذا قلنا بأنما إالسيو ه؛مع

مالكاإلمام راعى :القرطيب ؛ قالعول عليهوال ي نظر إليه، فال ي؛وابالص بعيدا عن ، إنصاف أو عدم، وهو جهل،ورة اخلالفراعي صه ي أصحابه أنم بعض وتوه،اخلالف

.)١٢٤٦(تهة قو وإمنا راعى خالفا لشد؛ خالفراع كلي لم هو و؟وكيف هذا

وهو خمتلف-بيذ ن اعترض على إجياب احلد على شارب الن على مافعيرد الروة أدل: فقال؛بهة االختالف لشيكاح بال ول يف الن امرأةيءن وط إجيابه على م وعدم-عليه

حترمي الن؛بع يدعو إليهالط وأيضا فإن،بيذ أظهرجر فيحتاج إىل الز،وهلذا ن ن وجبه على م .)١٢٤٧(خبالفه وهنا،يعتقد إباحته أيضا

الشافعي وأمحد املنصوص عن األئمة كمالك و مفادوهذا التفصيل املذكور هودا وأن حمم فشهد أن ال إله إال اهللا ،فإذا قدم املرتد ليقتل :افعيالشفقد قال اإلمام وغريهم؛

رسال فالذين ؛ الوالةول اهللا وقتله بعضير ون أن يارة فعلى قاتله الكف؛ستتاب املرتد؛يةوالدبهة لكان عليه الق ولوال الشود،وقد خالفنا يف هذا بعض اس الن)وي عن ، و)١٢٤٨ر

، ثم ن طلق البتةمام مفع إىل اإل ولو ر،تأوالبيذ من شرب النحد مي :اإلمام أمحد أنه قالتأوال أنراجعها مة واحدة طالق البت،واإلمام ال ؛ها ثالث يرى أن يق بينهمافر؛ قال ثم:

هذا غري ذاك،أمر نه بييف كتاب اهللا عز وجل وسن ه ة نبي،ونزل حترمي هم اخلمر وشراب

).٣٢٥/ص( :جامع العلوم واحلكموابن رجب، ، )١/٢٤٤: (وراملنث الزركشي،:انظر -1244 ).١٥٠/ص: ( انظر-1245 .)٦/٢٦٥(: البحر احمليط :نقله عنه الزركشي يف -12461247- ،افعيالر رح الكبريالش :)٧/٥٣٣(. 1248- ،افعيالش األم) :٤/٢٩٤(.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 354: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٤ -

ة إمنا هو البت وطالق،فهذا بين ؛)١٢٥٠(سكر حرام م كل:يب وقال الن،)١٢٤٩(خالفضي .)١٢٥١(اس فيه اختلف النشيء

عنه أجاب فقد للعمل بالقاعدة؛ة املالكي بعضن استشكال ماطيبا ما ذكره الشأموإن كان مقتضى دليله إباحة فعل الشيء، ومقتضى دليل خمالفه : ابن عرفة املالكي بقوله

امللزوم للورع؛ باعتبار الفعل ال باعتبار االعتقاد؛ حرمته؛ أمكن خروجه من اخلالفكاحلنفي يتورع من شرب النبيذ؛ خوف التوقع يف مقتضى دليل خمالفه؛ الحتمال صحته، ال لرجحان صحته، وكحال مالك يف جلد امليتة يف استعماله يف املاء؛ وإذا تقرر هذا يف

.)١٢٥٢(اتهد؛ فهو يف املقلد أوضح

1249-الفضيخ :شراب يمن خذت سرالب أن غري من هوحد همتس ؛ انظرارالن : ،ازيالر خمتار ).٥١٧/ص: (الصحاح1250- كتاب األدب، باب، أخرجه البخاري : قول النيب :روا، رقمعسروا وال ت٥٧٧٣ :يس ،

: بيان أن كل مسكر مخر وأن كل مخر حرام، رقم: األشربة، باب: ، ومسلم، كتاب)٥/٢٢٦٩(٣/١٥٨٥(، ١٧٣٣( كالمها عن أيب موسى األشعري ،. .)٤٢٤/ص( :جامع العلوم واحلكمابن رجب، : انظر -1251: الشبهاتكشفالشوكاين، : ؛ وانظر)٦/٣٨٠: (املعيار املعربالونشريسي، : انظر-1252

).٦/ص(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 355: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٥ -

ملبحث الاا

ملبحث ال

ثالث ثالث ::

االحتياط يف واقع التشريع العملي أثراالحتياط يف واقع التشريع العملي أثر :اآلتيةوفيه املسائل .شك يف احلدثبالإجياب الوضوء : املسألة األوىل .تكرار اجلماعة يف املسجد الواحد: املسألة الثانية . بغريه من الشهورمن التبس عليه شهر رمضان: املسألة الثالثة . دفع الزكاة إىل الغين خطأ:املسألة الرابعة

.اإلحرام قبل امليقات لغري حاجة: املسألة اخلامسة .ينةالعحكم التبايع ب: املسألة السادسة . من البالد غري اإلسالميةاألجبان املستوردة: املسألة السابعة . يف األمواليمنيالاهد وشالالقضاء ب: املسألة الثامنة

.املفقودالغائب زوجة نكاح: لتاسعةاملسألة ا . واحلرببيع السالح زمن الفتنة: املسألة العاشرة

.السبق يف لعبة الشطرنج: احلادية عشرةاملسألة . النباشعقوبة: املسألة الثانية عشرة

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 356: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٦ -

: ؛ فلقدشريع العملييف واقع الت واسع ال خيلو باكان للعمل باالحتياط أثر بهذا من املسائل اليت مدارها ومرجع اخلالف فيها إىل األخذ باالحتياط، ومن أبواب الفقه

اليت كان للنزعة االحتياطية أثر ظاهر يف تعدد آراء املسائل خمصص لعرض بعضاملبحثالعلماء حوهلا، واختالفهم يف تقرير أحكامها، وحتى يكتمل التصور لدى القارئ عن ذلك

نويعأثري؛ فقد اعتمد البحث يف انتقائها مبدأالتخمتلف نواحي الت مول؛ حبيث متسوالش التشريع وجماالته الواسعة؛ مع التركيز على الفروع اليت علل الفقهاء أنفسهم منازعهم فيها يف مبسالك االحتياط؛ واالقتصار على إظهار أثر ذلك يف تباين آرائهم حوهلا؛ دون املضي

.عرض احلجاج وما يرد عليها من منع ومعارضة

إجياب الوضوء على من تيقن : إجياب الوضوء بالشك يف احلدث: ىل املسألة األو-الطهارة وشك يف احلدث هو املشهور من مذهب املالكية؛ وعمدتهم يف ذلك االحتياط

وبنوا أصل املسألة على القاعدة املتفق للعبادة من أن تؤدى على طهارة غري مشكوك فيها؛ه أن: -كما قرره ابن رشد اجلد-، ووجه ذلك البناء اليقني ال يزول بالشك: عليها؛ وهي

إال باستئناف اليقني وال حيصل له ، فال يربأ منها إال بيقني؛الة بطهارة الصقد لزمه أداء .)١٢٥٣(هارةالط

الطارئ على الطهارة املتيقنة )١٢٥٤(ء الفقهاهوروخالفهم يف ذلك مج ؛ فلم يروا الشك يكش: قالأنه عبد اهللا بن زيد عنناقضا هلا؛ واستندوا يف ذلك إىل احلديث املتفق عليه

، )١/١٢٢: (املدونةمالك، : ؛ وانظر يف هذه املسألة)١٥٤: (املنتقىالباجي، : انظر-1253

،سوقيوالدسوقيحاشية الد) :١/٩٤( ،وعليش ،منح اجلليل) :؛ )١/١٤عندهمواملراد بالشك :التردال د على حد؛وىسفال يلزم الوض وء بتوهالطهارة م احلدث مع ظن،وإمنا جيب الوض ن وء على ماحلدثظن ،واءد فيه ويف عدمه على أو تردالس،عندهموء وكذا ال جيب الوض بالشك ة لعدم يف الرد؛ انظروهلا حصبالشك : ،فراويالنواينالفواكه الد) :١/٢٣٧.(

، وابن قدامة، )١/٣٧٤: (موعا، والنووي، )١/٣٣: (بدائع الصنائعالكاساين، : انظر-1254املغين) :١/١٢٦( ،وابن حزم ،احمللى) :١/٣١٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 357: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٧ -

ى حت؛ينصرف ال : فقال؛الةيف الص يءالش جيد هل إليه أنخيي جلالر إىل رسول اهللا .)١٢٥٥(رحيا د جي أو،يسمع صوتا

ما ذهب إليه اإلمام مالك يف الرواية املشهورة عنه أقوى من حيث النظر؛ وذلك و ة،هارللط احتاط هوغري ئ،ربامل ببالس يف الشك لغىأو ،مقصد وهي ،الةللص احتاطألنه االحتياط من لىأو للمقاصد واالحتياط ،هلا اقضالن احلدث يف الشك لغىأو ،وسيلة وهي

إال أنه يكدر عليه النص النبوي؛ فإنه صريح يف لزوم التمادي يف الصالة ؛ )١٢٥٦(للوسائل هارةالط إعمال يف ظاهر احلديث وهذا: وعدم االنصراف منها رد الشك؛ قال ابن دقيق

.)١٢٥٧(الشك راحواط ،ىولاأل

بقوة الدليل، وأما والظاهر أن القول بعدم انتقاض الطهارة بالشك هو أسعد القولنيالتعويل على مسلك احلياطة يف هذه املسألة فال يستقيم؛ ملا علمت من أن العمل باالحتياط قتضاه؛ وحيث قد نصفيد خالف مارع ما يإمنا يكون مسلكا سالكا حيث لم يرد عن الش

النيب؛ فال يكون اول الشكالة مع حصمادي يف الصناقضه من لعمل مبا على لزوم التي .كل وجه سائغا

الشك يف الشرط موجب للشك يف وأما االستدالل على وجوب الطهارة بقاعدة وجب رط ي يف الش الشك أن:القاعدة :؛ حيث قال؛ كما صنع اإلمام القرايفاملشروط؛ يف املشروط ضرورةالشكيف الط فالشك هارة ية الواقعة سببا يف الصالوجب الشك ربئام)١٢٥٨(عنيني مسلم مل؛ فهو غري :

رط الشفإن أن الشك يف الطهارة شك يف املانع، وليس شكا يف الشرط؛: أوهلماوالق احلصولحقم ،شكواقع ر يف احلدث الذي هو مانعالة؛ وقد تقرخول يف الصمن الد

، ١٧٥: من لم ير الوضوء إال من املخرجني، رقم: الوضوء، باب: البخاري، كتاب-1255

أن فله احلدث يف شك مث هارةالط نتيق نم أن على ليلالد: الطهارة، باب: ، ومسلم، كتاب)١/٧٧(١/٢٧٦(، ٣٦١: ، رقمتلك بطهارته يصلي.(

).١/٢٣٨: (فتح الباريابن حجر، : انظر-1256 ).١/١١٧: (إحكام األحكام ابن دقيق العيد، -1257 ).١/٢١٩: (الذخرية: ؛ وانظر له أيضا)١/١١١: (الفروقالقرايف، -1258

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 358: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٨ -

؛ وذلك ما قرره ابن عرفة املالكي )١٢٥٩(ع ال أثر لهأن الشك يف املان: من موارد الشرع ألن؛ يف غريه ال فيما هو شرط، يف املانع يف احلدث شك الشكم أن عل؛لن تأمم: بقوله

ذلك طرح فكان الواجب؛ يف املانعك إلغاء الش واملعروف،املشكوك فيه احلدث ال الوضوءهئك وإلغاالش)١٢٦٠(.

على التسليم بأن الشك يف الطهارة شك يف الشرط، والشك يف الشرط أنه: ثانيهماموجب للشك يف املشروط؛ فإن النص النبوي يكون مقيدا لذلك اإلطالق وخمصصا له، وال مانع من أن يخصص الشارع بعض عموماته ملعىن يقتضيه؛ وذلك أمر معهود منه يف كثري

. ينبغي أن ينازع فيهمن تصرفاته؛ فال هو :يف حقيقة الواقعوأيا ما يكن األمر؛ فإن املستند الذي عول عليه املالكية

أن تقع بطهارة مشكوك فيها، وقدموا استصحاب األصل املربئ، وهو من االحتياط للعبادة .)١٢٦١(تربأ إال بيقني على أصل بقاء الطهارة لم أن الذمة إذا شغلتنايف وترجيحيف احلدث، ال ي ن تيقنها وشكالقول بعدم وجوب الطهارة على م

القول باستحباب استئنافها خروجا من خالف من أوجبها؛ فإن االحتياط للعبادة يف اجلملة وويل عليه؛ قال النأصل معو :هارةن الطإذا تيق ثم ؛يلزمه الوضوء لم يف احلدثشك

لكن يهل ستحب)لبعض القول باستحباب اإلعادة دون الوجوب؛ هو و؛ )١٢٦٢ مذهب فروى ابن؟ث بعده أم ال أحد؛ن الوضوء وشكإن تيق: قال الباجي؛ أيضامغاربة املالكية

عيد الوضوءالقاسم عن مالك ي،عيده وروى عنه ال ي،فذهب ؛ف يف تأويل ذلكل واخت

).٧٥/ص: (إيضاح املسالكالونشريسي، : انظر-1259شرح : ؛ وانظر أيضا ما قرره اخلرشي يف)١/١٢٢: (حاشية الدسوقي الدسوقي،: انظر-1260 ).١/٦٧: (املختصر وابن ،)١/١١٧: (إحكام األحكام وابن دقيق العيد، ،)١/٢١٩: (الذخريةالقرايف، : انظر -1261 ).١/١٧٥: (إغاثة اللهفانالقيم،

1262- ،وويالن موعا) :١/٣٧٤(الم، ابن عب: ؛ وانظرد السقواعد األحكام) :٢/١٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 359: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٤٩ -

العراقيا إحدامه:هما روايتانون إىل أن:انية والث؛ إعادة الوضوء إجياب:وذهب املغاربة،ه نفي ه على االستحبابإىل أن)١٢٦٣(.

اجلماعة يف مسجد احليتكرار: تكرار اجلماعة يف املسجد الواحد: املسألة الثانية-الذي له إمامعند مجهور ومجاعة راتب مكروه الة فيه؛ أمرداومون على الصم

يف املوطأ أن اإلمام مالكا والتفاصيل؛ و بعض القيود على خالف بينهم يف؛)١٢٦٤(الفقهاءسن لقومن أذؤذئل عن م، ثم ؛انتظر هل يأتيه أحدفلم يأته أحد ،ى الة وصل فأقام الص

هوحد، ثم ؛اس بعد أن فرغجاء الني قال؟الة معهمعيد الص : ال يالةعيد الص،ن جاء وم :وعمدتهم يف ذلك ما يلي؛ )١٢٦٥(ه لنفسه وحدصل فلي؛فهبعد انصرا

ريد أقبل من نواحي املدينة يول اهللا رسأن بكرة أيباه الطرباين عنما رو -الةالص ،وااس قد صلفوجد الن،كان ولو؛ )١٢٦٦(همى ب فصل،زله فجمع أهله فمال إىل من ملا تركه جائزا؛ اجلماعة يف املسجدتكرار ول اهللا رس اس علىالن وقد كان أحرص ،

.الفضل واخلريهم تفوت اجلماعة إذا علموا أناس النألن؛ األمي إىل تقليل اجلماعةؤدكرار ي التأن -

وإذا علموا ويتحقق املقصود من تشريعها،،العدد، ويعظم األجر بذلككثري ف؛ستعجلونيأنها ال تفوتوتقليل اجلماعة، اجلماعةلفتق؛ رونهم يتأخأمر ناف للمقصد الذي مكروهم

.)١٢٦٧(أجله أصالةشرعت من

1263- ،الباجي املنتقى) :١/٥٤(أيضا؛ وانظر : ،سوقيالدسوقيحاشية الد) :١/١٢٢( ،

،وويوالنموعا) :٢/٧٤.( ، والنووي، )١/٣٥٦: (منح اجلليل، وعليش، )١/١٥٣: (بدائع الصنائعالكاساين، : انظر-1264

موعا) :٤/١١٩( ،وابن قدامة ،املغين) :٢/٥.( )١/١٨١: (املدونةمالك، : ؛ وانظر أيضا)١/٧٠: (املوطأ مالك،-1265 اهليثمي عن ؛ قال، وهو حديث حسن)٥/٣٥(، ٤٦٠١: ، رقماملعجم األوسط الطرباين، -1266: متام املنةلباين، األ: ؛ وانظر أيضا)٢/١٧٣: (جممع الزوائد؛ اهليثمي ،رجاله ثقات: إسناده

).١٥٥/ص( ، )١/١٣٥: (املبسوطالسرخسي، : انظر-1267

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 360: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٠ -

اختالف اإلفضاء إىل -:وكذلك من آثار فتح باب تكرار اجلماعة لكل من تأخرالة يف جميع بالصة التعلى كراهي افعي الشونص: قال الزركشي؛ )١٢٦٨(القلوب والعداوةيت لمسجد قد ص؛الةفيه تلك الصيعمد لئال؛وإمنا كرهته: قال؛ راتب إذا كان له إمام

قوم؛ون إماما ال يرضغريهون بإمامصل في )١٢٦٩(.

؛ إىل عدم كراهة إعادة اجلماعة يف املسجد؛ فذهبوا احلنابلةخالف يف ذلك فقهاءوولو كان مسجدحي ،وله إمام بمذهبهمواستدلوا على ؛ راتب وايات الواردة يف ومعمالر

: قالول اهللا رسأن بن عمر عبد اهللا حديث ؛ ومنها)١٢٧٠(فضل صالة اجلماعةبسبعالفذ صالةفضلت اجلماعةصالة درجة وعشرين )دوا يف ذلك بالقياس )١٢٧١؛ وتأي

.)١٢٧٢(على املسجد الواقع يف ممر الناس وحنوه؛ فإن اإلعادة فيه مندوبة اتفاقاوال يقوى العموم الذي احتج به احلنابلة على معارضة املعاني اليت من أجلها كره سائر الفقهاء تكرار اجلماعة يف املسجد الواحد؛ خصوصا وأن العمل شاهد على ثبوتها

على شدة حرصهم على صالة اجلماعة يف املساجد لم يعهد وتأكيدها؛ فإن الصحابة انوا يصلون مجاعة بعد مجاعة، وال شك يف وجود من كان تفوته منهم؛ بل عنهم أنهم ك

دحمم أصحاب كان :قال أنهاحلسن عنروى ابن أيب شيبة املروي عنهم خالف ذلك، فقد وقد املسجد دخلوا إذا فرادى واصل ؛فيه يلص)١٢٧٣(.

عن أيب هريرة أن وغريهأبو داود رواه ومما يؤيد مذهب اجلمهور يف هذه املسألة؛ ما النيبقال :من توضوء، اأ فأحسنلوض ثم اس قد صلراح فوجد النوا أعطاه اهللا عز

).٢/٥: (املغين ابن قدامة،، و)٤٠٥/ص: (التبصرةاجلويين، : انظر -12681269- ،ركشيالز احمليط البحر) :٨/٩٤.( ).٢/٥: (املغين ابن قدامة، : انظر-1270، )١/٢٣١ (٦١٩: وجوب صالة اجلماعة، رقم: امة، باباجلماعة واإلم: البخاري، كتاب -1271

،عنها فالتخل يف شديدالت وبيان اجلماعة صالة فضل: املساجد ومواضع الصالة، باب: مسلم، كتاب ).١/٤٥٠ (٦٥٠: رقم

).٢/٥: (املغين ابن قدامة، : انظر-1272 ).٢/١١٣(، ٧١١١:، رقماملصنف ابن أيب شيبة، -1273

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 361: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥١ -

؛ فقد بين أن )١٢٧٤( ذلك من أجرهم شيئا ال ينقص،هان صالها وحضر م أجر مثلجلوولم يرشده إىل التماس املتخلف عن اجلماعة لعذر يدرك أجر اجلماعة على قدر حرصه،

مجاعة أخرى يصلي معها؛ ولو كان ذلك مطلوبا ألرشده إليه؛ ليحصل مثوبة التجميع، .وتأخري البيان عن وقت االحتياج غري جائز اتفاقا

ومن تأمل املعاني اليت أقيم على أساسها احلكم بكراهة تكرار اجلماعة يف املسجد حمالة إىل مسايرته؛ خصوصا إذا أخذ بعني االعتبار حرص الشارع الواحد أسلمه النظر ال

ويف إثارة على االحتياط ملصالح العموم أكثر من حرصه على االحتياط ملصالح اخلصوص؛ نإ: الباجيبعض املعاني اليت من أجلها تأكد النزوع إىل االحتياط يف هذه املسألة؛ يقول

األئمة جيب االجتماعإليهم واالت جيز االختالف لم فإذا ثبت ذلك؛ على تقدميهمفاق .. إىل االفتراق واالختالف لكان ذلك داعية؛تني يف مسجد مر ولو جاز اجلمع،عليهمووجهآخر :أن ه لو و؛ع يف مثل هذا األمرسألد ى إىل أن ال تلواتراعى أوقات الص، وألخوق، مجاعةى بعد ذلك يف وصل،ن شاءر م صراس على إمام واحد داع النراعاة إىل م .)١٢٧٥(الة معه إىل إدراك الص واملبادرة،هصالت

؛ فال مانع من تكرار اجلماعة ساالن رق وممر أو يف الط،وقسال الذي يف ا املسجدأمو الذي ليس مثل ذلك املسجدو آخر؛ال اختصاص له بفريق دون و ،سواءاس فيه الن ألنفيه؛

نمؤذ وال له إمام،صل وي؛ النتفاء املعاني اليت من أجلها قيل بكراهة فوجا اس فيه فوجاي النكرار؛ قال اجلويينالت : ي إىل تشتيتؤده يوإمنا كرهنا ذلك يف املساجد غري املستطرقة؛ ألن

هلا أقوام معينون دائبون يف اجلماعة وتفريقها، وجوزناه يف املساجد املستطرقة؛ إذ ليس .)١٢٧٦(احملافظة على مجاعتها

، )١/٢١٠ (٥٦٤: رقم،هاب بقفس الةالص ريدي خرج فيمن: الصالة، باب: ابأبو داود، كت -1274

: صحيح أيب داود، واأللباني، )٧/٩٣٧: (كرت العمالاهلندي، : وهو حديث صحيح؛ انظر)١/١١٣.(

1275- ،الباجي املنتقى) :اق، : ؛ وانظر قريبا من ذلك املعىن عند)١/١٣٧املواج واإلكليلالت :)٢/٤٣٧.(

1276- ،اجلويين بصرةالت) :٤٠٥/ص(؛ وانظر : ،رخسيالسوطاملبس) :١/١٣٥( ،وويوالن ،موعا) :٤/١٢٠( ،وابن قدامة ،املغين) :٢/٥.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 362: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٢ -

من التبس عليه شهر رمضان بغريه : من التبس عليه شهر رمضان: املسألة الثالثة-من الشهور، ولم يستطع التمييز بينها؛ كاألسري وحنوه؛ فإن واجبه التحري اتفاقا؛ فإن وافق

غلب ه من الشهور؛ فصيامه صحيح؛ بشرط أن يكون قد اجتهاده شهر رمضان أو ما بعده عن أمارةعلى ظنال يف نفسه دخول تقومهر؛ هرشه قبل الشا إذا اجتهد فوقع صيام؛ وأم

فقد ذهب اجلمهور من أهل العلم إىل أن صيامه غري جمزئ، ويلزمه قضاؤه، ألنه أدى قياسا على الصالة يف يوم الغيم إذا تبين أداؤها الواجب قبل انعقاد سبب وجوبه؛ فلم جيزئه

.)١٢٧٧(قبل وقتها من التبس عليه شهر رمضان فبذل جهده يف أنوذهب الشافعي يف أحد قوليه إىل

ولو ذهب : معرفته؛ فبان أن صيامه وقع قبل دخول الشهر أجزأه عن الفرض؛ حيث قالذاهبف؛يعرفه بعينه لم ه إذا إىل أن اه أجزأه قبلتأخوذلك ؛ كان هذا مذهبا؛ كان أو بعد أن؛ى القبلةه قد يتأخفإذا علم بعد كمال الص وجيزي ذلك ،ه قد أخطأها أجزأت عنهالة أن

إذا اشتبهت عليه واألسري، اهرب الظ يف املغياسف النلوإمنا ك، عنه يف خطأ عرفة والفطرالش؛هورنه واهللا أعلمب ع فهو مثل املغي)١٢٧٨(.

والنزعة االحتياطية يف املذهب األول ظاهرة؛ فإن أصل البناء على اليقني يؤيده ويدعمه؛ والعمل به ضمانة للخروج من عهدة التكليف، واحلصول على براءة مؤكدة

ل به ختفيفا بينا للذمة، وأما القول الثاني؛ فهو إىل األخذ بالتسهيل أقرب؛ حيث إن يف العمعن املكلف يف مثل هذه األحوال اليت تلتبس فيها عليه أحكام التكاليف، وال يستطيع القيام

.مبا أمر به على الوجه املطلوبوالظاهر أن القول بعدم وجوب اإلعادة هو األقرب إىل مبادئ الشريعة وقواعدها

ستطاع؛ إذ ال خيفى ما يف إلزام من التبس عليه القاضية بنفي احلرج وعدم التكليف بغري املالشهر بإعادة صيامه من املشقة غري املعهودة يف التكليف غالبا، وميل الشارع إىل التسهيل

، )١/٥١٩: (حاشية الدسوقي، والدسوقي، )٢/٨٦: (بدائع الصنائعالكاساين، : انظر-1277

،وويوالنموعا) :٦/٢٩٩( ،وابن قدامة ،املغين) :٣/٥٠.( 1278- ،افعيالش األم) :و ؛)٢/١١١بيعقال الر :وآخرقول الش افعيأن جزيه إذا صامه على ه ال يالشبعدهصيبه بعينه أو شهراك حىت ي ؛ انظر :األم) :ة، : يف ذلك أيضا؛ وانظر)٢/١١١ابن تيمي

الفتاوى جمموع) :٢٤/٥٧.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 363: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٣ -

والتخفيف عن املكلفني أمر معلوم مبا ال جمال معه لالحتمال؛ وقد سلف التلميح يف غري ما العمل باالحتياط ال يكون متجها حيث يسلم املكلف إىل موضع من هذه الدراسة إىل أن لو هأن األسري مسألة يف ليلالد عليه يقوم لذيا: ابن القيمصنوف املشاق واألضرار؛ قال

،هومأمور همقدور فعل هألن ؛الشافعي قول وهو ،اإلعادة عليه جيب لم شعبان وافقمثله على والواجب شهر صوم لم وإن ،رمضان من هيظن كينه، على الواجب بني وفرق .)١٢٧٩(والعاجز ناملتمك القادر

ومما ميكن االستئناس به لصحة هذا القول؛ ما رواه البخاري ومسلم عن أيب بكرة أن النيب قال :شهرا عيد ال ينقصان:- ةرمضان وذو احلج)؛ فقد )١٢٨٠به احتج

ةعلى البعضصح صيام مقع هورن التبست عليه الش؛ سواء أو؟ بعدهم رمضان أه قبلصيامهرين اختصاص الش سياق احلديث بيانظاهر: الطييبويف بيان املعىن العام هلذا اخلبر يقول

مبزيهورة ليست يف غريمها من الش ،وإمنا ، اعة يف غريمها ينقص ثواب الط أنوليس املرادراملراد وجواز ، يف احلكم الختصاصهما بالعيدينا عسى أن يقع فيه خطأفع احلرج عم

.)١٢٨١(احتمال وقوع اخلطأ فيهما

وأما القياس الذي سيق لتقوية مذهب اجلمهور؛ فهو قياس مع الفارق؛ قال ابن أو ضكاملري ؛للعذر الوقت غري يف إليقاعه قابل ومالص أن :املسألتني بني الفرق: القيم نظرا ؛آخر زمن إىل ونقله ،هتأخري هلم وغيس هؤالء فإن ؛واحلبلى رضعوامل املسافر

).٣/٧٩١: (بدائع الفوائد ابن القيم، -1279، مسلم، )٢/٦٧٥(، ١٨١٣: شهرا عيد ال ينقصان، رقم: الصوم، باب: البخاري، كتاب-1280؛ وقد )٢/٧٦٦(، ١٠٨٩: ، رقمينقصان ال عيد شهرا : قوله معىن بيان: الصيام، باب: كتاب

،عليهما باملرت وابوالث مهاأجر ينقص ال عناهم أن األصح: ؛ قال النووياختلف العلماء يف مراده ذي ثواب ينقص ال :وقيل ؛غالبا واحدة سنة يف مجيعا ينقصان ال معناه :وقيل ؛مهاعدد قصن نإو

وهو ،ايباخلط حكاه ؛املناسك فيه ألن ؛رمضان ثواب عن ةاحلج ضعيف، هو لواألو وابالص ).٧/١٩٩: (مسلمشرح النووي، : ؛ انظراملعتمد

، )٧/١٩٩: (شرح مسلمالنووي، : ؛ وانظر)٤/١٢٦: (فتح الباريابن حجر، : انظر-1281 ،واآلباديعون املعبود) :٦/٣١٤.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 364: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٤ -

؛ وغري خاف أن )١٢٨٢(البتة وقتها عن الةالص تأخري منهم ألحد غيس ولم ،ملصلحتهمبه االحتجاج وت الفارق ال يتماإلحلاق مع ثب.

بذل اجلهد املقدور عليه يف التمييز بني : خطأالغيندفع الزكاة إىل : الرابعةاملسألة -من يستحق الزكاة من غريه أمر الزم على كل من يريد إخراجها؛ وذلك حيصل بالنظر يف

الصدقة الواجبة دفعو الباذل وسعهفإن اجتهد؛ )١٢٨٣(عالمات االستحقاق املعتبرة عرفافقد اختلف ؛ من أهلهاأنه ليس بعد ذلكنتبي فها؛ه من أهله أن ملن غلب على ظنعليه

هل جتزيه أو ال؟ الفقهاءكاة دفع الزفذهب املالكية والشافعية وأبو يوسف واحلنابلة يف رواية إىل أن من

باجتهاد لغري مهلاستحق يف الواقع مع ظن ه أنه ملم ؛ستحق عليه أن و عن الفرض، جزهت .)١٢٨٤( أخرىة مرإال فعليه اإلخراجوجهها؛ ويستردها وخيرجها على

واملستند الذي عول عليه أصحاب هذا القول؛ هو االحتياط لبراءة الذمة بيقني اخلروج من العهدة؛ إذ األصل أن من دفع ما وجب عليه لغري مستحقه لم خيرج من

لفقري من الضياع؛ فإن ، وكذلك االحتياط حلق ا)١٢٨٥(عهدته؛ قياسا على ديون اآلدمينيالقول بصحة تسليم الزكاة لغريه فيه تفويت حلق احملتاج وما تقوم به حياته؛ فالواجب

.استعادته، ووضعه يف حمله ما أمكنكاة دفع الز مننوذهب أبو حنيفة وحممد والشافعي يف قول واحلنابلة يف رواية إىل أ

إىل مه فقريان يظن، با ثمن أن؛ وذلك)١٢٨٦( فال إعادة عليه؛ه غين ومسلم ملا رواه البخاري فخرج بصدقته ، بصدقةقنألتصد: قال رجل: قال ول اهللا رس أيب هريرة أنعن

).٣/٧٩٢: (بدائع الفوائد ابن القيم، -1282 ).٢٣/٣٣٣: (املوسوعة الفقهية: انظر-1283، )٦/٢٢٥: (اموع، والنووي، )١/٥٠١: (حاشية الدسوقيالدسوقي، : انظر-1284

،واألنصاريى املطالبأسن) :١/٤٠٥( ،والبلخي ،ةالفتاوى اهلندي) :وابن قدامة، )١/١٩٠ ،املغين) :٢/٢٨٠.(

، )٢/٢٧٦: (فتح القدير، وابن اهلمام، )٢/٥٠: (بدائع الصنائعالكاساين، : انظر-1285 ،واملرداوياإلنصاف) :٣/٢٦٤( ،وابن مفلح ،الفروع) :٢/٥٨٤.(

).٢/٢٨٠: (املغينوابن قدامة، ،)٢/٢٧٦: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر-1286

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 365: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٥ -

فوضعها يف يد غين ،فأصبحثونوا يتحد :تصدفقيل له؛ يت فأ؛ق على غين :أم؛كا صدقت .)١٢٨٧(ا آتاه اهللانفق مم في؛ يعتربي الغنلعل، بلتفقد ق

ودعموا مذهبهم بقواعد التشريع القاضية برفع احلرج واملشقة عن املكلفني عندما تلتبس األمور، ويتعذر عليهم القيام بالتكليف على وجه اليقني؛ وال شك أن مطالبة املزكي

يق ذات اليد، وشدة بإعادة اإلخراج فيه من املشقة ما ال ميكن إنكاره؛ خصوصا عند ض ، عندهن هو حملرف إىل م بالصه مأمور أن: ذلكوداللة: املؤنة؛ ويف ذلك يقول الكاساين

لعدم إمكان الوقوف ؛ إذ ال علم له حبقيقة الغىن والفقر؛ه واجتهاده ال على احلقيقةويف ظن فيخرج عن ؛أتى باملأمور به فقد ؛ه حمله أنى اجتهادن أدف إىل م وقد صر،على حقيقتهما

.)١٢٨٨(العهدة

ويف احلق؛ إن القول بعدم لزوم إعادة اإلخراج يف حق من بذل جهده يف معرفة حال الشخص الذي سلمه زكاة ماله؛ فبان غري مستحق هلا؛ هو القول الذي تشهد له معاني

زني ر من أن غالب الظنأييد؛ وذلك ملا تقررجيح بالتل منـزلة اليقني يف مقام العمل، التوإلزام كل من أخطأ بإعادة ما فعل؛ آيل يف الغالب إىل املشقة واحلرج؛ واالحتياط إمنا

، وليس االحتياط حلق الفقري بأولى )١٢٨٩(يصار إليه إذا خال عن الضرر؛ كما سلف تقريرهالغين من االحتياط حلق.

معن بن مثل هذه األخطاء ما رواه البخاري عن ومما يدلك على ثبوت االغتفار يف فجئت ، فوضعها عند رجل يف املسجد،هاق ب أخرج دنانري يتصدي يزيدكان أب: يزيد قالافأخذت فقال؛ها فأتيته :؛اك أردتواهللا ما إيفخاصمت ول اهللا ه إىل رس فقال : لك ما

، ١٣٥٥: إذا تصدق على غين وهو ال يعلم، رقم: الزكاة، باب: البخاري، كتاب-1287

،أهلها غري يد يف دقةالص وقعت وإن قاملتصد أجر ثبوت :الزكاة، باب: ، مسلم، كتاب)٢/٥١٦( هاتفا مسع أو ،املنام يف رىأ: ؛ معناه كما قال العيينفأتي :قوله ، و)٢/٧٠٩(، ١٠٢٢: رقم ).٨/٢٧٠: (عمدة القاري: ؛ انظر العيينمعال أفتاه أو ،نيب رهأخب أو ،هغري أو ملكا

).٢/٢٨٠: (املغين، ابن قدامة: ؛ وانظر)٢/٥٠: (بدائع الصنائع الكاساين، -1288 ).٢٥٨/ص: ( انظر-1289

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 366: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٦ -

نويت يا يزيد ،ولكما أخذت يا م عن)ود االحتمال عليه؛ إال أن فيه ما ؛ )١٢٩٠وهو مع وريشعر بقصد الشارع إىل املساحمة، والتوسيع على املكلفني يف هذا الباب؛ ويف تقرير ذلك

لكن ؛دقة كانت نفال تلك الص فيها كون حال جيوزوهو وإن كان واقعة: يقول ابن اهلمام؛)ك ما نويتل( :وم لفظعمالوقوف على هذه األشياء إمنا هو نوأل؛ فيد املطلوب ي

ولو أمرناه ، كما إذا اشتبهت عليه القبلة؛ على ما يقع عندهبىن األمر في؛باالجتهاد ال القطعرت اإلعادة أفضى فتكر؛ر خطئهرض تكرولو ف، ريق األوىل من االجتهادادة كان بالطعباإل

شرعا مع كون احلرج مدفوعاوصاخص ؛كاةوليس كذلك الز، مالهإىل احلرج إلخراج كلوماعم)١٢٩١(.

اتفق العلماء على أن من أحرم : اإلحرام قبل امليقات لغري حاجة: املسألة اخلامسة-قبل امليقات املكاني؛ فإحرامه صحيح، وتثبت يف حقه مجيع أحكامه، ويلزمه ما يلزم احملرم

غري أن األفضل عند اجلمهور اإلحرام من امليقات إال من الواجبات واملوانع حىت يتحلل؛ ن أحرم قبل مأمجع أهل العلم على أن: ابن املنذر؛ قاللعذر؛ كالتباس املكان وحنوه

امليقات أن؛ه حمرمقبله ويكره ،امليقات من ولكن األفضل اإلحرام)١٢٩٢(.

ام قبل امليقات نقلي واملستند الذي عول عليه اجلمهور يف احلكم بكراهة اإلحرومعنوي:

، وكان حيرم منها، )١٢٩٣( قد حدد لكل أهل بلد ميقاتهي النبأنأما النقلي؛ فهو وكذلك كان أصحابه من بعده؛ فلم يعرف عن أحد منهم أنه كان يحرم قبل امليقات؛ ولو

شدة احلرص على كان يف ذلك زيادة فضل ملا تواطئوا على تركه؛ مع ما عرف عنهم من

، ١٣٥٦: إذا تصدق على ابنه وهو ال يشعر، رقم: الزكاة، باب: البخاري، كتاب-1290

)٢/٥١٧.( ).٢/٢٧٦: (فتح القدير ابن اهلمام، -1291 ).٣/١١٤: (املغينابن قدامة، : انظر-1292 رجال أن عمر بنا عنواه البخاري ر وذلك وارد يف مجلة من األحاديث الثابتة؛ منها ما -1293 من املدينة أهل هلي: اهللا ولرس فقال ؟هلن أن ناتأمر أين من !اهللا ولرس يا فقال ؛املسجد يف قامالعلم، : البخاري، كتاب: ؛ انظرنقر من جند أهل هلوي ،احلجفة من امالش أهل هلوي ،احلليفة ذي

).١/٦١(، ١١٣: يف املسجد، رقمباب ذكر العلم والفتيا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 367: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٧ -

عن؛ فقد روى البيهقي ؛ بل الثابت عن بعضهم إنكاره)١٢٩٤(حتصيل األجر، ونيل املثوبة؛ )١٢٩٥( اباخلط بن عمر ذلك له هفكر ؛البصرة من أحرم صنيح بن عمران أن احلسن أو ،خراسان من حرمي أنأنه كره بن عفانعثمان يف الصحيح عن البخاريذكر و

.)١٢٩٦(كرمانوأما املعنوي فهو االحتياط للعبادة من أن حيتوشها اخللل، أو يقعد بها النقص عن

:منازل التمام؛ وذلك كائن من جهتني

االحتياط للعبادة من الوقوع فيما يفسدها أو ينقص أجرها؛ فإن يف تطويل : األوىل رأى نم ذلك نم منع وإمنا: قرطيب؛ قال ال حمظوراتهلوقوع يف لاض وتعر،ه باتغريراإلحرام وأن ،عليه اهللا عوس قد ما نفسه على املرء قضيي أن كراهية ؛أفضل امليقات عند اإلحرامال مبا ضيتعر ؛ذلك فعل إذا اإلحرام ألزمه هموكل ،إحرامه يف حيدث أن ؤمني ولم زاد هألن

.)١٢٩٧(ينقص

عن البيهقي وغريه روى ما يسنده من املنقول؛ فقدواملعىن الذي أشار إليه القرطيب له وبأيب أي األنصاري ه قالقال رسول اهللا : أن : ليستمتع؛ه ما استطاعكم حبل أحد ١٢٩٨(ض له يف إحرامهه ال يدري ما يعرفإن(.

).٢/٣٦٣: (شرح العمدة، وابن تيمية، )٣/١١٤: (املغينابن قدامة، : انظر-12941295- ،البيهقي نن الكربىالسباب: ، كتاب ،احلج :نم من اإلحرام استحب أهله ويرةد نوم استحب ٥/٣١(، ٨٧١٤: ، رقميضبط ال أن من خوفا امليقات إىل أخريالت.( ، ]١٩٧:البقرة[﴿احلج أشهر معلومات﴾ : قول اهللا تعاىل: احلج، باب: البخاري، كتاب-1296

.، وذكره تعليقا جمزوما به)٢/٥٦٤(1297- ،القرطيب اجلامع ألحكام القرآن) :٢/٣٦٣(ابن قدامة، : ؛ وانظراملغين) :وابن )٣/١١٥ ، ).٢/٣٦٦: (شرح العمدةتيمية،

1298-،البيهقي نن الكربىالسباب: ، كتاب ،احلج :نم من اإلحرام استحب أهله ويرةد نوم استحب وهو حديث ضعيف؛ قال ؛)٥/٣٠(، ٨٧١٣: رقم،يضبط ال أن من خوفا امليقات إىل أخريالت

ويرو ،هوغري البخاري قاله ؛احلديث نكرم ائبالس بن واصل ؛ضعيف إسناد هذا: البيهقي عن إسنادهاهلندي، : ؛ وانظرمنقطعا اإلسناد كان وإن ،مشهور عثمان عن وهو ، وعثمان عمر عن فيهالكرت العم) :٥/٥١( ،واأللباين ،عيفةلسلة الضالس) :١/٣٧٩.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 368: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٨ -

ل االحتياط للعبادة من الزيادة فيها بغري حق؛ فإن الشرع قد حدد مواقيت لك: الثانية،بال شك ذلكو أهل ناحية ملعىن يقصده حديدالت يقتضي نفي يادةالز لم فإن ؛قصوالن

ولو تتابع الناس يف اإلحرام ؛)١٢٩٩(أفضل هاترك يكون أن من أقل فال ؛مةحمر يادةالز تكن من غريها آلل ذلك إىل ترك املشروع جملة، واالعتياض عنه بغريه، ويف ذلك افتيات على

؛ ولذلك ملا سئل اإلمام مالك عن اإلحرام من املسجد النبوي )١٣٠٠(الشرع ال خيفى! وأي فتنة هذه؟: ؛ فقال السائلال تفعل؛ فإني أخشى عليك الفتنة: الشريف؛ قال للسائلوأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت إىل : فقال له اإلمام مالك! إمنا هي أميال أزيدها

فليحذر الذين خيالفون عن أمره ﴿: إني مسعت اهللا يقول! ؟قصر عنها رسول اهللا فضيلة .)١٣٠٢()١٣٠١(﴾أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم

يف الفتنة عليه خشي هأن ترى فأنت: قال الشاطيب بعد سوقه للواقعة معلقا عليها ؛قربه وموضع، اهللا ولرس مسجد وهو ،منه أشرف قعةب ال فاضل موضع من اإلحرامهلكن يف زيادة فهو ؛امليقات من أبعد اهللا لرضا قصدا عبالت ؛ولهورس استسهله ما أن نفبي يف والعذاب نياالد يف الفتنة صاحبه على خافي ؛أيالر ءيباد يف اليسري األمر ذلك من .)١٣٠٣(ةاآلخر

عن إذا كان ميلك نفسهبل امليقات؛ وذهب فقهاء احلنفية إىل استحباب اإلحرام ق سلمة زوج النيب أمباخلبر الذي رواه أبو داود عنوا واحتج؛ )١٣٠٤(ظوراحمل يف الوقوع

).٢/٣٦٥: (شرح العمدةابن تيمية، : انظر-1299 ).٢٢/٢٢٣: (جمموع الفتاوىابن تيمية، : انظر يف ذلك-1300 ).٦٣: (النور، اآليةسورة -1301، ونقلها عنه الشاطيب )٣/٤٣٢: (أحكام القرآن: القصة أوردها ابن العريب مسندة يف كتابه-1302

).١/٣٢٥: (االعتصاميف 1303- ،اطيبالش االعتصام) :ة، : ؛ وانظر يف املعىن عينه)١/٣٢٥ابن تيميجمموع الفتاوى :

)٢٢/٢٢٣.( ).٢/٤٧٨: (رد احملتار، وابن عابدين، )٢/٤٢٧: (فتح القديراهلمام، ابن : انظر-1304

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 369: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٥٩ -

ها مسعت رسول اهللا أنيقول : ن أهلمة أو عمرة من املسجد األقصى إىل املسجد حبج .)١٣٠٥(ر وما تأخ،م من ذنبهفر له ما تقد غ؛احلرام

ه ألن؛قدمي على املواقيت أفضلوإمنا كان الت: هلمام يف مقام االستدالل لهموقال ابن اتعظيماأكثر ،ة مشق وأوفر ،ة على قدر املشقواألجر ،ما من ولذا كانوا يستحب ون اإلحرام

.)١٣٠٦(األماكن القاصية

فإن قوة ومع كون األمر واسعا يف هذه املسألة لالتفاق احلاصل على جواز التقدمي؛القول بالكراهة ظاهرة؛ ويشهد لذلك بالتأييد ما سبق تقريره يف جملة القواعد املوجهة

، واألدلة يف هذه )١٣٠٧(األصل يف العبادة املنع إال بإذن شرعي خاصللعمل باالحتياط أن علمنا أن املسألة إىل املنع أقرب منها إىل الترخيص؛ فضال عن االستحباب؛ خصوصا إذا

احلديث الذي اتكأ عليه فقهاء احلنفية يف تفضيل التقدمي لم يسلم هلم من جهيت الثبوت د بن وحمم، أيب فديك يرويه ابن؛فيه ضعفاحلديث فواملعىن؛ فأما من جهة الثبوت؛

حيتمل ؛ وأما من جهة املعىن؛ فهو على فرض ثبوته؛ )١٣٠٨( وفيهما مقال،إسحاقالة يف املسجدين يف إحرام ليجمع بني الص؛اص هذا ببيت املقدس دون غريهاختص؛ والنص إذا احتمل أكثر من معىن لم يصلح قصره على بعض حمتمالته إال )١٣٠٩(واحد

.بدليل نقلي أو معنوي معتبر؛ يقول ابنقدمي لغري عذر شرعيد القول بكراهة التؤيويف بيان بعض املعاني اليت ت

اخللق أنصح هو إذ ؛عليه همولدل ،للمؤمنني نهلبي ذلك غري يف الفضل كان لو: تيمية ذلك كل ويف ،أصحابه من كثري وخلق هو القضاء وعمرة احلديبية عمرة واعتمر ،للخلق

؛ وإسناده ضعيف؛ )١/٥٤٣(، ١٧٤١: يف املواقيت، رقم: املناسك، باب: أبو داود، كتاب-1305

محن؛ قال عنه البخاريد بن عبد الرفيه حمم :يثبت ال املقدس بيت من اإلحرام يف هحديث؛ انظر : ،اهلندي الكرتالعم) :٥/١٩( ،وابن حجر ،احلبري لخيصالت) :واأللباين، )٢/٢٣٠ ، لسلةالس ).١/٣٧٨: (الضعيفة ).٢/٤٢٨: (فتح القدير ابن اهلمام، -1306 ).٢٣٦/ص: ( انظر-1307 ).٣/١١٤: (املغين ابن قدامة، -1308 ).٣/١١٤: (املغين ابن قدامة، -1309

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 370: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٠ -

ولم ،امليقات من واملسلمون هو حرمي فيه برغ وال ،ذلك قبل اإلحرام إىل أحدا بيند، اخلالئق أفضل بالفضائل لقاخل ىأول لكان ؛أفضل ذلك كان فلو ؛عهده على أحد هفعل والأحرى -فيه كان لو- وبفضل ،ىأول به وكانوا ،إليه لسبقونا اخري كان ولو ،القرون وخري، تركت وما :القائل هو إذ ؛الفضائل ميعج إىل ندب كما ؛ذلك إىل اهللا رسول ولندب وقد إال ؛ارالن عن بعدكمي شيء نم وال ،به أمرتكم وقد إال ؛ةاجلن إىل مبكقري شيء من١٣١٠(عنه هيتكمن()١٣١١(.

؛ فال ميكن التعويل عليها يف مثل هذه املوضع؛ ملا األجر على قدر املشقةوأما قاعدة لتكاليف من غري علم أن املشقة اليت يزداد األجر تبعا هلا هي املشقة الناجتة عن امتثال ا

؛ةاملشق إيقاع فاملكل قصد كان فإذاقصدها، وهي غري مقصودة من جهة املشرع أصالة؛ وكل ،ةاملشق نفس كليفبالت يقصد ال ارعالش إن حيث من ؛ارعالش قصد خالف فقد .)١٣١٢(باطل ارعالش قصد خالفي قصد

شطر صوم أن كما ؛لفضله قتضيام يكون قدوكون اإلحرام من امليقات أسهل هكل قيامه من أفضل يلالل بعضوقيام ،هكل صيامه من أفضل هرالد، والتزوما وأكل ج يكره كما ؛خصهبر ؤخذي أن حبي وجل عز واهللا ،اهللا لحأ ما حترمي من أفضل اهللا أباحه وا هذه املواقيتانظر: قال حني-رمحه اهللا-؛ وقد أحسن عطاء )١٣١٣(همعصيت ؤتىت أن

تت لكمقاليت و،فخ ؛خصة اهللا فيهاذوا برفإن ه عسى أن ي؛ يف إحرامهكم ذنباصيب أحد .)١٣١٤(نب يف اإلحرام أعظم من ذلك الذ فإن؛فيكون أعظم لوزره

: يف الزهد وقصر األمل، رقم: ، بابشعب اإلميانيف البيهقي أخرجه عن ابن مسعود -1310السلسلة ، واأللباين، )٤/٤٥: (كرت العمالاهلندي، : ؛ وإسناده صحيح؛ انظر)٧/٢٩٩(، ١٠٣٧٦ ).٧/٦٧: (الصحيحة ).٢/٣٦٣: (شرح العمدة ابن تيمية، -13111312- ،اطيبالش املوافقات) :٢/١٢٩.( ).٢/٣٦٥: (شرح العمدة، ابن تيمية: انظر-1313 ).٣/١١٥: (املغين ابن قدامة، -1314

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 371: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦١ -

اختلف الفقهاء يف البيوع اليت : )١٣١٥(العينةحكم التبايع ب :املسألة السادسة -إىل استباحة الربا، هل تترك على أصل حلية التبايع، بها يتوصلميكن أن اهرها الصحة وظ

ومن أشهر؟ سدا ألبواب التذرع إىل احلرام أنها متنعويوكل املتبايعون إىل قصودهم، أو بثمن إىل أجل سلعة الرجلأن يبيع وهو ؛ اليت قد تتخذ ذريعة للربا؛ بيع العينةأنواع البيوع

ليتوصال بذلك ؛ نقداهامثنبأقل من من نفس الشخص الذي باعها لهيشتريها ثم ،معلوم .)١٣١٦(إلى التقارض بالفائدة

والذي عليه أكثر الفقهاء من احلنفية واملالكية واحلنابلة أنها بيوع حمرمة، ال حيل لى ذلك مجلة من أدلة املنقول واملعقول؛ ومن أظهرها ؛ ولهم ع)١٣١٧(القصد إىل التعامل بها

-:ذكره يأيت ما

،ينةبالع مإذا تبايعت: قال يب الن أن ابن عمرعن وغريه ما رواه أبو داود : أوالوأخذتورض، البقرم أذناب يترعم بالز،وتركت ط اهللا عليكم ذال سل؛م اجلهادعه حىت ز ال ين

؛ وترتيب الوعيد على وصف يدل على حترميه؛ كما هو مقرر يف )١٣١٨(إىل دينكمترجعوا .علم األصول

ى أو اشتر،يء نسيئةيء بالشإذا اشترى الش: جلاعتان الر: يقال؛لفالس نيبكسر الع: ينةالع -1315 ضرا حا أي نقدا؛لعة إىل أجل يأخذ بدهلا من البائع عينا السشتري م ألن؛هلذا البيع عينة: وقيل،بنسيئة قليل يف شيءبدفع، لايح على حتصيل مطلوبه على وجه التضطرها للمت إلعان؛ينةيت ع مسإمنا: وقيل

: النهاية يف غريب احلديث، وابن األثري، )١٣/٣٠٥: (لسان العربابن منظور، : ؛ انظركثريشيء )٢/٣٠١.(

).١/٣٦١: (املقدمات املمهداتابن رشد، : انظر -1316منح ، وعليش، )٥/١٦: (الذخرية، والقرايف، )٧/٢١٢: (فتح القديرابن اهلمام، -1317، وابن )٤/١٢٧: (املغين، وابن قدامة، )٣/١٨٥: (كشاف القناع، والبهويت، )٥/١٠٣: (اجلليل ).٢/١٠٦: (بداية اتهدرشد،

احلديث أخرجه أيضا : وقال الشوكاين، )٣/٢٧٤(، ٣٤٦٢:ح: سنن أيب داودأبو داود، -1318 احلديث بعد وال خيفاك أن..ه ثقات ورجال: قال احلافظ يف بلوغ املرام؛حهان وصح القط وابنالطرباين

: السيل اجلرار: ؛ انظرة قد قامت به احلج؛هم ثقات واحلكم على رجاله بأن،تصحيح ذلك اإلماموهذان : انقال شيخ: د أن ساق اإلسنادين املشهورين هلذا احلديث؛ وقال ابن القيم بع)٣/٨٨(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 372: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٢ -

االحتياط ملآل احلكم؛ فإن العمل به يقتضي منع مثل هذه املعامالت اليت تتخذ : نياثاجلزئية اليت إىل احملرم ممنوعة؛ واألدلة الكلية وا ريعة والذذريعة إىل الوقوع يف الربا احملرم،

؛يأت يف هذه املسألة أثر لم لو: قال ابن القيم؛ )١٣١٩(بال شك بالغة مبلغ العلم بذلكتقوم القياس ولكان حمض العباد وحكمةمصالح الش ريعة حترميها أعظم؛ با من حترمي الرها ربافإن

ستحلمى احليل بأدن)١٣٢٠(.

يبد لم ماالتعامل مبثل هذا النوع من البيوع؛ إىل جوازالشافعي ذهب اإلمامو واملستند الذي عول عليه اإلمام يف إباحته هلذا التصرف هو فعل ؛)١٣٢١(املمنوع صراحا ؛ ألنهكان يرى جوازه يبأصحاب الن وهو من أجل زيد بن أرقم الصحابي؛ فإن

؛ هذا احلكم مثله يف العلم والقدر اجلهل ب، ويبعد يف حق من كان)١٣٢٢(تعامل به مع زوجته فقال ؛يف شيء ولو اختلف بعض أصحاب النيب : -رمحه اهللا-ول قي ويف بيان ذلك

هموقال، هم فيه شيئابعضن أصلكا ؛الفهخب بعضا نأخذ ما نذهب إليه أنبقول الذي معه ه على عائشة مثلتثبا ال ن هذا أنمجلة و.. زيد بن أرقم قولوالذي معه القياس، القياس

.)١٣٢٣( إال مثله وال يبتاع حالال إال ما يراه ال يبيع زيدا مع أنرضي اهللا عنها؛

يثبت عنه أنه فإنه لم نظر؛ العينة مذهبا لزيد بن أرقم جواز التبايع بكون يف و أو ذاهال ناسيافقد يفعله؛ من فعلهؤخذجل ال ي الرمذهبو، مبثلهوال أفىت صرح جبوازه،

الدراية يف : ؛ وانظر)٣/١٣٠: (إعالم املوقعني: ؛ انظريهقو وي اآلخرمها يشدأحد؛ إسنادان حسنان

، )٤/١٦: (نصب الراية؛ والزيلعي، )٢/١٥١: (ختريج أحاديث اهلداية، وابن )١/٣٦١: (املقدمات املمهدات، وابن رشد، )٥/١٣٨: (خريةالذالقرايف، : انظر -1319 ).٤/١٢٧: (املغينقدامة، ).٣/١٣١: (إعالم املوقعنيابن القيم، -1320، )٤/٣٢٣: (حتفة احملتاج، واهليتمي، )١٠/١٤٤: (اموع شرح املهذب: النووي: انظر -1321

،ربيينوالشمغين املحتاج) :٢/٣٩٦.( ).٨/١٨٥(، ١٤٨١٢:، حاملصنفعبد الرزاق، : انظر -13221323- ،افعيالشاألم) :٣/٧٩(الذي عناه اإلمام ؛ بالقبض امللك فيه قد متأنهو : ؛ والقياس فيجوزبيع أو منه مبثل الث، كما إذا باعه من غري البائع؛من قدر كان من الثه بأي ل أو بأكثر أو من األوبعأو بأقلضر بعد ؛ انظرقد الن : ،يلعيالزاحلقائق تبيني) :٤/٥٣( ،قدامة وابن ،املغين) :٤/١٢٧( ،

).٢/١٠٧: (بداية اتهدوابن رشد،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 373: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٣ -

اعتباره مذهبا جيز لم وغريها؛وه حمتمال هلذه الوجإذا كان الفعل حبكمه؛ ومغري عالأو ، وعلى فرض كون ذلك مذهبا له؛ فإن عائشة رضي اهللا عنها قد اشتدت يف )١٣٢٤(لصاحبه

عن امرأته العاليةبيعيحاق السأيب إسعن روى عبد الرزاق يف مصنفهاإلنكار عليه؛ فقد ولد فقالت أم؛ على عائشة رضي اهللا عنها بن أرقم زيد ولد أنا وأمدخلت: قالتأنها

زيد بن أرقم :إنمن زيد بثمامنائة درهم إىل العطاء غالماي بعت ، ثم اشتريتمائة ه منه بسته مع جهاد أن أبلغي زيدا؛ريتس ما شوبئ، ما اشتريتبئس: فقالت هلا؛درهم نقدا .)١٣٢٥(وب إال أن يت؛ بطلرسول اهللا

النوع من بتحرمي ذلك علم من رسول اهللا أم املؤمنني عائشةيكن عند لم لوو جليل مشهود له بالفضل والعلم ي؛ ملا أقدمت على احلكم بإبطال جهاد صحابالبيوع

طالن اجلهاد مع لبوجب مثل هذا الفعل م عائشة بأنصريحت: الشوكاين؛ قالباجتهادهاول اهللا رسيدل على أن ها قد علمت حترمي ذلك بنص؛ارع من الشا على جهة إمكاألحاديث القاضية؛ومالعم وبا بتحرمي الر ،ةاملالشأو على جهة ، ورة ملثل هذه الصينةكحديث الع ؛وصاخلص)١٣٢٦(.

لعة ن باع الس م على أن احلاصلفاق باالتباع اإلمام الشافعي ملذهبهم أيضاأت واستدلاليت اشتراها ممن اشتراها منه بعد م؛ةدفالبيع ؛ صحيحفال فرق عجيل يف ذلك بني الت

على أن فدل؛أجيلوالتاملعترب يف ذلك وجود ؛ فاألصل رط يف أصل العقد وعدمه الش .)١٣٢٧(ار عنه إال بدليلاجلواز، وال يص

يف هذه املسألة كما هو ظاهر وع من واخلالفمبناه على اخلالف يف حترمي هذا النل على إال ذريعة للتحاي غالبايقع وهو كونه ال ،ض إىل العار نظر من العلماءنفمالوسائل؛

).٣/١٣٤: (إعالم املوقعنيابن القيم، : انظر -1324 ،بنقد اشتراءها ريدي مث لعةالس يبيع جلالر :باب البيوع،: ، كتاباملصنفعبد الرزاق، -1325، وابن اجلوزي، )٤/٢٤: (نصب الرايةالزيلعي، : ؛ وإسناده جيد؛ انظر)٨/١٨٥(، ١٤٨١٢:رقم

حقيق يف أحاديث اخلالفالت) :٢/١٨٤.( ، وابن القيم، )٤/١٢٧: (املغينابن قدامة، : ؛ وانظر)٥/٢٤٣: (نيل األوطارالشوكاين، -1326

امل وقعنيإعالم) :٣/١٣١.( ).٤/٤٠١: (فتح الباريابن حجر، : انظر-1327

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 374: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٤ -

أصل املشروعية؛ قال إىلهمنظر من، ومن الربا احملرم؛ قال بتحرميه، واملنع من التعامل بهريعة الكاملة الشن ، ورجاحة النظر األول ظاهرة؛ فإ)١٣٢٨(يبد املمنوع صراحا لم ؛ ماتهبإباح

اليت لعنت آكل الرهوبالغت يف حترمي، وكلهبا وم ،ه حبربوآذنت صاحبوله من اهللا ورس بها ال يليق أن تبيحهيف البيوع هو دةى احليل مع استواء املفس بأدن وكون األصل العام ،

اجلواز؛ ال يعين امتناع حترمي ما يؤول منها إىل احملرم؛ فإن خمالفة األصل لدليل أرجح منه أفتوا بتحرمي قد أنهم جائز بال منازع؛ خصوصا وأنه قد ثبت عن عدد من الصحابة

من وال هم عن واحد منئجي ولم ،لفةوقائع خمت أنكروا التعامل بها يفو، ينةمسألة العالتعلى حترميهمجاع ذلك مبثابة اإل فيكون ها؛ فيخصةابعني الر.

، ةعن أحد من األئم بها القوليصح لم رون أحدثوا حيالواملتأخ: قال ابن القيموهم خمطئون يف نسبتها إليهم، ةونسبوها إىل األئم ،وهلم مع األئم؛ يدي اهللا بني ة موقف

على ظاهر ن اشتراها منه جريالعة مم أن يبيع السافعيز الشإمنا جو: ينة العمسألةومن ذلك املتعاقدين قد تواطآ على إن: افعي ولو قيل للش؛ود املسلمني وسالمتها من املكر واخلداععق

وألنكره، ز ذلكجوي لم ؛با للراللعة حملوجعال الس، ا على ذلكيوتراض، ألف بألف ومائتني .)١٣٢٩( اإلنكارغاية

اختلف الفقهاء يف : األجبان املستوردة من البالد غري اإلسالمية: السابعةاملسألة -ها اليت يغلب على أهلها أكل امليتات واستعمال ألباند من البال اليت تستورداألجباناحلل، أو ميتنع ذلك بناء على الظاهر من ها بناء على أصل ؛ هل جيوز تناول)١٣٣٠(وأنافحها

).٣/٢٣٣: (املوافقاتالشاطيب، : انظر -1328 ).٣/٢١٨: (إعالم املوقعنيابن القيم، -13291330- منفحة: وقد يقال، بكسر اهلمزة وفتح الفاء وختفيف احلاء أو تشديدهامجع إنفحة،: األنافح وضعي، ضيع من بطن اجلدي أو احلمل الرستخرجت، ة يف وعاء جلدي صفراوياء بيضة هي ماد،أيضا، )٤٧١/ص: (املغرباملطرزي، : ؛ انظر فينعقد ويتكاثف ويصري جبنا؛نب احلليب يف اللامنه قليل

،وميوالفياملنري املصباح) :٦١٦/ص.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 375: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٥ -

ها أن يف ظاهر املذهب واحلنابلةم؟ ومذهب مجهور الفقهاء من املالكية والشافعيةأحواهل :وذلك ملعنيني؛ )١٣٣١(جنسة حمرمة

، )١٣٣٢(﴾حرمت عليكم امليتة﴿: أن اهللا حرم االنتفاع بامليتة حيث قال: األولألن حترمي الكل يلزم منه حترمي اجلزء، واحلرمة ة؛ فهي حمرمة تبعا هلا؛ واألنافح جزء من امليت

.)١٣٣٣(دليل النجاسة

أحوال غري املسلمني أكل امليتة واستعمال العمل باالحتياط؛ فإن الظاهر من : الثاين ويف تقرير استند إىل أصل التحرمي لزم اعتباره؛ها وأنافحها يف أطعمتهم، والظاهر إذا دهونق بينها فروال تة، ى امليت ال تتوقاإلفرنج سافر أنن ي اثنان ممخيتلفال : ل القرايفوقذلك ي

سرؤوون ويسل، بالعصا وغريهاى متوت وقيذةاة حتون الش وأم يضرب،ةكيوبني الذجاج من غري ذبحالد،رط وقد صنف الط،هم وهذه سريتيف-رمحه اهللا- وشي نب حترمي جسلم فال ينبغي مل؛قون وهو الذي عليه احملق،وم كتاباالرفيها شيء من حانوت أن يشتري

منه ألنه ينجامليزانس واآلنية والبائع )١٣٣٤(.

املختار عندهم، واحلنابلة يف رواية انتصر ويف مقابل القول بالتحرمي؛ ذهب احلنفية يفةهلا ابنإىل تيمي ؛ واملستند الذي اعتمده هؤالء يف القول بإباحة )١٣٣٥(ها طاهرة حاللأن

أجبان غري املسلمني على وجه اإلطالق؛ هو أن إنفحة املأكول حلمه طاهرة؛ سواء أخذت بني من طونهب يف امم سقيكمن لعربة األنعام يف لكم وإن﴿: من مذكي أو غريه؛ لقوله تعاىل

.)١٣٣٦(﴾اربنيللش سائغا خالصا لبنا ودم فرث

، وابن مفلح، )١/٢٤٥: (نهاية احملتاجيين، ، والشرب)٢/٤١٧: (منح اجلليلعليش، : انظر -1331

وعالفر) :١/١٠٧( ،واملرداوي ،اإلنصاف) :١/٩٢.( ).٣: (املائدة، اآليةسورة -1332 ).١/٦٣: (بدائع الصنائعالكاساين، : انظر-1333 ).٤/١٢٤: (الذخريةالقرايف، -1334، )١/٢٧١: (الفتاوى الكربىن تيمية، ، واب)١/٣٤٩: (رد احملتارابن عابدين، : انظر -1335

).٦/٢٠١: (كشاف القناعوالبهويت، ).٦٦: (النحل، اآليةسورة -1336

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 376: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٦ -

واالستدالل: ل الكاساينوقويف بيان وجه داللة اآلية على طهارة األنافح مطلقا؛ ي من وبه شيء فيقتضي أن ال يش؛ه بكونه خالصا وصف تعاىلهأن: هاأحد: وهوج من باآليةاينوالث، جاسةالن :ه سبحانه وتعاىل وصفه بكونه سائغاأناربني للش، ال يسوغواحلرام

ة واملن، ةج املن خرجت خمر إذ اآلية؛ علينا بذلكنه سبحانه وتعاىل مأن: الثوالث، للمسلم .)١٣٣٧(باحلالل ال باحلرام

بها يف طهارة إنفحة امليتة اليت تعقدفأصل اخلالف يف هذه املسألة مبناه على اخلالف قال احلنفية؛ عند مأكولةوطاهرة، د اجلمهور مأكولة عن غريهي جنسةغالب األجبان؛ إذ

ةابنتيمي :وعلى هذا النزاع انبنى نزاعوسهم يف جفإن؛ نب اوس حرامعند ذبائح ا إن: وقد قيل، لف واخللفمجهور السذلك جممع حابة عليه بني الص ،بنافإذا صنعوا ج ،واجلنبي القوالنكان فيه هذان، باإلنفحةصنع )١٣٣٨(.

ومما يقوي القول بطهارة أنافح ما يؤكل حلمه من البهائم على وجه اإلطالق املعاني -:اآلتية

ر املوتؤثوإمنا يا ال تحله احلياة، وهي مم، الطهارة اإلنفحة يف املعهودأن: أوال ود املعهرعي ببقاء الوصف الشحلكموجب ا ؛املوتها حيل لم وإذا احلياة،هجاسة فيما حتلالنب .)١٣٣٩( لعدم املزيل؛هلا

لم بح أو ذ؛اميت كان أوا حي؛ واحدة بصفةيوان احلاإلنفحة تنفصل من أن :ثانياه ملوت فال يكون؛ذبحي١٣٤٠(ها في تأثري(.

عليه ولعله مما يشهد ملذهب احلنفية بطهارة األنافح واألجبان املعقودة بها ما كان السلف األول؛ فإن املنقول عنهم أنهم كانوا يأكلون ما يجلب لهم من أجبان فارس

أن: واألظهر: وغريها، ولم يعرف عن أحد منهم أنه حرم ذلك أو أنكره؛ قال ابن تيمية

).١/٦٣(: بدائع الصنائع الكاساين، -1337: رد احملتارابن عابدين، : ؛ وانظر أيضا)١/٢٧١: (الفتاوى الكربىابن تيمية، -1338

)١/٢٠٦( ،وويوالن ،موعا) :٢/٥٨٨( ،وابن قدامة ،املغين) :١/٥٧.( ، وابن )١/٦٣: (بدائع الصنائع، والكاساين، )١/٩٧: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر -1339 ).١/٢٧٢: (الفتاوى الكربىتيمية،

).٢٤/٢٨: (املبسوطالسرخسي، : انظر-1340

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 377: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٧ -

ألن؛ إنفحة امليتة ولبنها طاهرحابة الص وسملا فتحوا بالد العراق أكلوا من جنب ا ، على ويدل.. نقل عن بعضهم من كراهة ذلك ففيه نظروما ي، بينهم سائغاوكان هذا ظاهرا

ى وكان يدعو الفرس إل، على املدائن اب كان نائب عمر بن اخلط سلمان الفارسيذلك أنله احلالل ما حل: فقال؛من واجلنب والفراء من السئل عن شيءه س وقد ثبت عنه أن،اإلسالم

؛)١٣٤١(..ا عفا عنهوما سكت عنه فهو مم، م اهللا يف كتابهواحلرام ما حر، يف كتابهاهللاومعلوملم ه أن يكن السفإن؛نب املسلمني وأهل الكتابؤال عن ج هذا أمر بي ؛نما كان وإنوسالسسلمان ذلك على أن فدل؛ؤال عن جنب ا وإذا كان ذلك ، هاي حبلفت كان يوي عنرالنيب زاع انقطع الن)١٣٤٢(.

وبذلك يكون قد وضح أن العمل باالحتياط يف هذه املسألة غري كاف يف حترمي اجلنب املستورد من البالد غري اإلسالمية؛ بل غاية ما ميكن أن يفيده هو استحباب التورع عنه؛

يسأل حابة ال الصضوقد كان بع : البيهقيوعلى ذلك يحمل ترك بعض الصحابة له؛ قال؛هارة للط تغليباعنهاينا ذلك عن و راس وابنبن عبمهامر رضي اهللا عنهما وغري ع،هم وبعض .)١٣٤٣( عنه احتياطايسأل

هم أنافح اخلنازير يف عقدها؛ فال تأثري له يف وأما ما يثريه البعض من احتمال استعماليكن لم ردا، وقد مر معنا أن الشك إذا جترد عن املستنداملنع من تناوهلا؛ لكونه شكا جم

ه بعدا أن أهل الصنعة ذكروا أن إنفحة اجلدي هي اليت ، ويزيد)١٣٤٤(صاحلا لالعتباراألصل و ؛تستخدم غالبا يف صناعة األجبان؛ فنبقى على ذلك الغالب؛ حىت يتبين لنا خالفه

رحرمي، وذلك يف األطعمة هو احلاملعتبز التكافية يف نقلها إىل حي كوك غريل واإلباحة؛ والشد اإلشاعة وال ه رر كوإن شك: قال عليش؛ الذي تشهد له نصوص الشريعة وقواعدها

اللباس، : ، كتابالسننرفوعا الترمذي يف ؛ وممن رواه موموقوفا مرفوعا وىر ثراأل هذا -1341: وإسناد املرفوع ضعيف، ولذلك قال عنه الترمذي ؛)٤/٢٢٠(، ١٧٢٦: لبس الفراء، رقم: باب

وكأن املوقوف أصح؛ وانظر : ،اهلنديالكرت العم) :٣/٧٧٤( ،واأللباين ،غاية املرام) :١٥/ص( ، ).٥٥١/ص: (دتهاجلامع الصغري وزياوحسنه يف

: املغينابن قدامة : يف املعىن عينه؛ وانظر)١/٢٧١: (الفتاوى الكربىابن تيمية، -1342)١/٥٧.(

1343- ،البيهقيالكربى ننالس) :١٠/٧.( .من هذه الرسالة) ٦٢/ص: (راجع -1344

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 378: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٨ -

ألن الط؛ حيرمعام ال يطرحبالش ؛هارة كنسجهم على الطار حممولة صنائع الكف وألن،ك اط ومجاعة البسكما اختاره)١٣٤٥(.

يف املذاهباختلف فقهاء: يف األمواليمنيالاهد وشالالقضاء ب: املسألة الثامنة -يف األموال وما ي اهدالقضاء باليمني مع الشه )١٣٤٦(ول إليهاؤومذهب اجلماهري منهم أن ،

؛ قال ابن جيوز القضاء بها عند فقد الشاهدين أو ما يقوم مقامهما من الشاهد واملرأتنيي بكر وي ذلك عن أب ور؛عيه بشاهد ومينيوت املال ملد أهل العلم يرون ثبوأكثر: قدامة

وعمر وعثمان وعلي )اس)١٣٤٧عن ابن عب ؛ والعمدة يف ذلك ما رواه مسلم : أن النيب وشاهد بيمني قضى)١٣٤٨(.

ها؛ فإنها يف احلقيقة شأن عظموالوجه يف إقامة اليمني مقام الشاهد عند غيابه هو إشهاد هللا عز وجل على أن ما يدعيه هو احلق، وإشهاد اهللا مع العلم بعدم صحة الدعوى

إن الذين ﴿: من قبيل االفتراء على اهللا الذي توعد فاعله بأشد أنواع العذاب؛ حيث قال العذاب ذيقهمن ثم هممرجع ليناإ ثم نياالد يف متاعيفترون على اهللا الكذب ال يفلحون

كانوا مبا ديدالش نعاين)١٣٤٩(﴾ونيكفرى يقول الص؛ ويف الكالم حول ذلك املعن :ا كانتمل باليمني هذه املنزلة العظيمة هاببإميانه وعظمة شأن اهللا عنده أن حيلف به كاذباها املؤمن ، وهاب؛ فاجرة ملن حلف مييناوبة اهللا ملا يراه من تعجيل عق؛ها الفاجرا كان لليمني هذا فلمصلأنالش اهدحت للهجوم على احلكم كشهادة الش)١٣٥٠(.

).٢/٤١٧: (منح اجلليلعليش، -1345زلته ل منز وما يتن،فعة واإلجارة وقتل اخلطأوالشيار اخلاألجل وك: ما يؤول إىل األموال-1346

طلقام،وكذلك الوكالة يف كل ذلك القضاء بشاهد وميني، فيجوز؛ وفسخ العقود،طلقا وجراح املال م ).٦/١٨١: (مواهب اجلليلاحلطاب، : ؛ انظرة به والوصي،باملال

، )٨/٢٣٤: (التاج واإلكليلواق، امل: ؛ وانظر يف ذلك)١٠/١٥٨: (املغين ابن قدامة، -1347 ،واهليتميحتفة احملتاج) :١٠/٢٥٢( ،هويتوالب ،اف القناعكش) :٦/٤٣٤( ،وويوالن ،موعا :

)١٠/١٥٧.( ).٣/١٣٣٧(، ١٧١٢: رقم،اهدوالش باليمني القضاء :باب األقضية،: مسلم، كتاب-1348 ).١١٦: (النحل، اآليةسورة -1349 ).٢/٥٨٧: (سبل السالم الصنعاين، : انظر-1350

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 379: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٦٩ -

ويشهد هلذا املذهب بالتأييد سنة اخللفاء الراشدين؛ فإن قضاءهم بالشاهد واليمني ة عمر بن اهد واليمني من رواي بالشوي القضاءوقد ر: قال املنذريثابت عنهم دون شك؛

بن أيب طالب وابن عمر وعبد اهللا بن عمرو وسعد بن عبادة واملغرية بن اب وعلياخلط ذلك عندنا نأ عن حيىي بن سعيد :د سعيث بنقال اللو .. حابةومجاعة من الصة شعب

ة املعروفةهو السن)١٣٥١(.

اهد واليمني يف املدعي ال يقضى له بالشإىل أن وأتباعه اإلمام أبو حنيفة وذهب ، معتمدين يف ذلك على جملة من أدلة املنقول واملعقول، وهي ترجع يف عمومها )١٣٥٢(شيء

حقه، ومن أظهر ما اعتمدوا عليه من أن يفوت ق لصاحب احلقوالتوثإىل األخذ باحلزم ان واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلني فرجل وامرأت﴿: عليه؛ قوله تعاىل

.)١٣٥٣(﴾ممن ترضون من الشهداء ويف بيان وجه االستدالل بهذه اآلية على منع القضاء باليمني مع الشاهد؛ يقول

اصاجلص :االحتياط اهللا أراد امل ذلك ما و .. أوجب شهادة املرأتني؛ساءيف إجازة شهادة الن به من كم بغري ما أمرما فيه من احل ل؛واحد واحلكم له بشاهد،البينفي قبول ميني الط

ر وأكب،يب والشك الر ويف قبول ميينه أعظم،يبة والشكواالستظهار ونفي الر االحتياطهمةالت،وذلك خالف قتضى اآلية م)١٣٥٤(.

وأيدوا هذا املسلك االحتياطي الذي اعتمدوه يف جمال الدعاوى املالية ببعض األخبار الواردة عن النيبعن يف هذا ال ومسلم باب، ومن ذلك ما رواه البخاريأن: اس ابن عب

النيب قال :لو أ؛اس بدعواهمعطي النقوم وأمواهلم دماءعى رجال الد ،نةولكن البي عيعلى املد ،عى عليه على واليمنياملد)١٣٥٥( ن النيب؛ فقد بي ما جيب على كل من

).٦٠/ص: (الطرق احلكمية: ابن القيم: انظر-1351، )٦/٢٢٥: (بدائع الصنائع، والكاساين، )٨/١٧٣: (فتح القديرابن اهلمام، : انظر-1352

).٢/٢٥٥: (جممع األروشيخي زادة، ).٢٨٢: (البقرة، اآليةسورة -1353 ).٢/٢٤٨: (القرآنأحكام اجلصاص، -1354: ، مسلم، كتاب)٤/١٦٥٦(، ٤٢٧٧: آل عمران، رقم: التفسري، سورة: البخاري، كتاب-1355

).٣/١٣٣٦(، ١٧١١: اليمني على املدعى عليه، رقم: األقضية، باب

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 380: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٠ -

؛ ركنومجيع أفراد اليمني على امل، عينة على املدع أفراد البي مجيعلاملدعي واملدعى عليه، وجوهذا التقسيم مانع من أن يشارك أحد اخلصمني خصمه فيما اختصه الشرع به؛ قال

رخسيالس :على أنوفيه دليل نات يف جانب امل حبس البيإلدخال األلف والالم يف ؛عنيد ؛نةالبيانب امل يف جنة فال تبقى بيألن؛عى عليهد م اءفقسيم يقتضي انتطلق التشاركة كل م

.)١٣٥٦( منهما عن قسم صاحبهواحد

إىل االحتياط؛ إال أن قضاء النيب ة أقربومع أن مذهب احلنفي خبالفه؛ فيه ما بشهادة الثقة يشعر بأن الشارع لم يرد التشديد يف هذا اال إىل احلد الذي مينع من القضاء

إذا انضم إليها ميني املدعي يف األمور املادية؛ لئال يؤول ذلك إىل التضييق على املكلفني يف يف األموال ومنافع يفوإمنا اكت: معامالتهم، ويوقعهم يف احلرج؛ قال ابن عبد السالم

؛ اهد واليمنياألموال بالشواإلقامةعن ظف بينهما واالرتفاق يف اللكثرة التصر،رط فلو ش؛األحوالر ذلك يف كثري من لتعذ؛هودفيهما عدد الشإذ ال يتيس رمكان من يف كل العدد فراحلضر أو الس)١٣٥٧(.

رعت أصالة إمنا شومما يؤيد جواز القضاء بالشاهد واليمني عند احلاجة؛ هو أن اليمنييف حق؛ه وقوي جانبهن ظهر صدق ماهد ه قد ظهر صدق يف هذه احلالةعي واملدبشهادة الش

نبهاة ج صاحب اليد لقورعت يف حق ش؛ كماهشرع اليمني يف حق فوجب أن تالعدل له؛فيجتمع ؛ ته ذم األصل براءة فإنبشهادة األصل له؛ املنكر ويف حق، بشهادة ظاهر احلال له

، ويقوم مقام ستفاد من اليمنيمل مع الظن اشهادة العدلبذلك الظن املستفاد من .)١٣٥٨(الشاهدين

ولكون التضييق يف هذا الباب أكثر من املطلوب آيال إىل نوع من احلرج واملشقة؛ فقد خالف احلنفية أنفسهم مبدأ االستيثاق الذي اعتمدوا عليه يف رد القضاء باليمني مع

فإن؛اهدين واملرأتني من الش احلكم أوسعرقط: الشاهد يف أكثر من موضع؛ قال ابن القيم

1356- ،رخسيالس وطاملبس) :١٧/٢٩(الكاساين، : ؛ وانظرنائعالص بدائع) :٦/٢٢٥( ، ).٢/٣٣٣: (امدرر احلكوخسرو،

).٢/٥١: (قواعد األحكام ابن عبد السالم، -1357العالئي، ، و)١/١٥٨: (الذخرية، والقرايف، )١٠/١٥٨: (املغينابن قدامة، : انظر-1358

املذهب موعا) :٢/٤٩٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 381: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧١ -

؛وال ذكر هلما يف القرآن، كول واليمني املردودةاحلاكم حيكم بالنفإن كان احلكم اهد بالش احلاكم فإن؛ وأيضا، خمالفة أشدكول والرد فاحلكم بالن، لكتاب اهللالواحد واليمني خمالفا

حيكم بالقرعة بكتاب اهللا وسنة رسوله الصحيحةرحية الص ،وحيكم بالقافة بالسنرحية ة الصالصعارض هلاحيحة اليت ال م ،وحيكم بالقسامة بالسنة الصوحيكم بشاهد ، رحيةحيحة الص

احلال إذا تداعى الزوجان أو الصوحيكم ، ان البيت والدكانعان متاع-ن أنكر احلكم عند مدبوجو -اهد واليمنيبالش؛ احلائط يف اآلجرفيجعله للم ه وهذا كل، إىل جهتهعي إذا كاند

ليس يف القرآن وال حكمول اهللا به رس؛ من أصحابه وال أحدبه فكيف ساغ احلكم ، هم اشدون وغري وخلفاؤه الر اهللا ما حكم به رسول ورد! لكتاب اهللا؟جعل خمالفايولم

حابةمن الص،؟ لكتاب اهللاجعل خمالفا وي!)١٣٥٩(.

وأما اآلية اليت اعتمد عليها فقهاء احلنفية يف املسألة؛ فإن الظاهر منها أن اهللا عز وجل أن على يدل ذلك الو ،وامرأتني بشاهد أو ،بشاهدين هحق حيفظ أن احلق صاحب أمر

واليمني اهدبالش النيب حكم قد بل ؛ذلك من بأقل حيكمجيوز له أن ال احلاكمحابةمن دعد عن داود أبو ىرو؛ حيث )١٣٦٠(فقط اهدوبالشأن الص النيب شهادة جعل زميةخ ١٣٦١(رجلني بشهادة(.

إذا غاب الزوج وانقطعت أخباره، وخفي :ود املفقنكاح زوجة: التاسعةاملسألة -،ه بانتظاره؛ بناء ولم مكانهزوجت لزمه من مماته؛ فهل تعلم حياتعلى األصل وهو بقاؤه ت

ه، وحيقا تبين على الظاهر من حاله وهو موتقاربه، أو أه بيقني أو ما يا؛ حىت يثبت موتحي !؟ أن تستأنف حياة جديدة بعد انقضاء ما جيب على مثيالا بعد ذلكهلا

أو ،هن موتتيق حىت ي املفقود تبقى على عصمته؛وجةفذهب بعض الفقهاء إىل أن ز ذلكوب، لألزواج بعد ذلك وحتلتعتد ثم ،أقرانه إليها ال يعيشةأو متضي مد، هلاهقيطلت

).٦٤/ص: (الطرق احلكمية ابن القيم، -1359؛ )١/٧٧: (إعالم املوقعني: ؛ وانظر أيضا)٩٨/ص(: الطرق احلكميةابن القيم، : انظر-1360

.ففيه تفصيل شيق للمسألة، به حيكم أن له جيوز الواحد اهدالش صدق احلاكم علم ذاإ: األقضية، باب: أبو داود، كتاب-1361التحقيق يف أحاديث ابن اجلوزي، : ؛ وهو حديث صحيح اإلسناد؛ انظر)٢/٣٣١(، ٣٦٠٧: رقم

).٥/١٢٧: (إرواء الغليل، واأللباين، )٢/٣٨٩ (:اخلالف

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 382: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٢ -

؛ واملستند الذي حنيفة والشافعي يف اجلديد واحلنابلة إن كان ظاهر غيبته السالمةوقال أب شرعي معتبر؛ عولوا عليه يف ذلك هو االحتياط حلق الزوج املفقود من أن يفوت بغري سبب

فال ؛ز االحتمال يف حي واملوت،وجب الفرقة ال ت والغيبة،هرف ثبوتكاح عالنحيث إن يزال النكاح بالشك)١٣٦٢(.

ثم ،ها من ماله سنني إن دامت نفقت أربعص زوجة املفقود تتربأنوذهب آخرون إىل قال بذلك، ولألزواجبعد ذلك حتلو، للوفاة أربعة أشهر وعشراتعتد مالكوالش يف افعي

أنمالكما رواه ؛ وعمدتهم يف ذلك )١٣٦٣(، واحلنابلة إن كان ظاهر غيبته اهلالكالقدمياب قال بن اخلطعمر :أميا امرأة فق؛ فلم تدر أين هو؛هادت زوجفإن أربع سننيها تنتظر ، ثمأشهر وعشرا أربعةتعتد ، حتل ثم)؛ )١٣٦٤ووافقه يف ذلك عثمان وعليوابن اس وابن عبحابةبريالزولم ، وغريهم من الص منهم؛ ي ١٣٦٥(فكان إمجاعاعرف له منكر(.

والقول بضرب األجل مبناه على التوفيق بني حق كل من الزوجني؛ وفيه مراعاة قد يعود على حق ظاهرة جلهة كل منها؛ فإن احلكم بفسخ النكاح دون تربص استعجال

الزوج يف دميومة النكاح بالفوات إذا ظهر حيا؛ كما أن احلكم ببقاء عقدة النكاح حىت تيقن رفعها؛ قد ينتجة غيابه، وقد زوجة املفقودنه أن تبقىع يدعلقة مهطولتمت و غيبتستمر

ح العباد لرعاية مصالعز وجللرب اليت وضعها اريعةالش و،املوت سن القعود أو إىل بلوغها .)١٣٦٦( احملرجةه األحكام مبثل هذيال ميكن أن تأت

وإمعانا يف رعي حق الزوجة يف مثل هذه الظروف؛ فقد شرط فقهاء املالكية للحكم ا وأم، منه على امرأته يف األجلنفق ي للمفقود مال بأن يكون؛ وذلكفقة الندوامبالتأجيل

البهويت، ، و)٥/٩٧: (مغين املحتاجالشربيين، ، و)٦/١٤٧: (العنايةالبابريت، : انظر-1362

القناع افكش) :٥/٤٢٣.( ابن و، )٥/٤٢١: (كشاف القناعالبهويت، و، )٤/١٥٥: (مواهب اجلليلاحلطاب، : انظر-1363

).٨/١٠٦: (املغين دامة،ق1364- ،الباجياملنتقى) :٤/٩٠.( ).٨/١٠٧: (املغينابن قدامة، -1365 ).٢/٢٧: (إعالم املوقعنيابن القيم، : انظر -1366

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 383: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٣ -

يت على ش إن خلك وكذ، بال تأجيلحاالاحلق يف طلب الفراق فلها ؛ يكن له مال لم ذاإ .)١٣٦٧(ناالزالوقوع يف نفسها

بالظن د؛ بل إمنا هو حكمرا بفسخ نكاح املفقود حكما بالشك وليس احلكم التمسك بأصل ظين ال يصح يف مقتضى الشرع والنظروالراجح املستند إىل السبب املعتبر؛

وقد تقرر يف مجلة قواعد التشريع أن السبب ! ا هو أقوى منه بدرجات؟مبضعيف معارض .)١٣٦٨(إذا ثبت؛ فال احتياط

من ستند فإن القول بضرب األجل هو أسعد األقوال بقوة امل؛وباإلضافة إىل ذلكقيل أليب عبد : األثرمقال : دامةقال ابن ق؛ ر، ولم يشهد لغريه يف بابه مثلهجهة املأثو

؛وهمن مثانية وج روى عن عمرها يهو أحسن: مر؟ قال إىل حديث عتذهب: )١٣٦٩(اهللا زعموا أن: قالثمعمر نواب هؤالء الكذ! رجع عن هذا)١٣٧٠(.

وأما تقدير مدة األجل؛ فهو أمر اجتهادي يقدره احلاكم بالنظر يف أحوال الواقعة، ، واملعىن يف لظروف احملتفة بها، وحتديد املالكية له بأربعة أعوام مستنده قضاء عمر وا

ن كان م فيها خربسمعه ية أن األغلب من حال هذه املدأن: -ل الباجيوقكما ي-ذلك احييف بالد املسلمني مع البحث والس كاتبة اجلهة اليت غاب إليهاؤال عنه وم)؛ وال )١٣٧١عني ذلك لزوم التقيد باألربع يف مجيع األحوال؛ بل للحاكم أن يزيد فيها أو ينقص؛ وفق ي

.ما تدعو إليه احلاجة، وتقتضيه املصلحة

، ابن فرحون، )٢/٩٤: (حاشية العدوي، العدوي، )٤/٣١٨: (منح اجلليلعليش، : انظر-1367

تبصرة احلكام) :١/١٧٦.( ).٢٣٨/ص: ( انظر-1368 . يعين اإلمام أمحد بن حنبل الشيباين -1369 ).٨/١٠٧: (املغينابن قدامة، -13701371- ،الباجياملنتقى) :ابن رشد، : يف نفس املعىن؛ وانظر)٤/٩٠داتمات املمهاملقد :

)١/٢٧٨.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 384: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٤ -

اختلف الفقهاء يف حكم بيع السالح : الفتنةوقتبيع السالح : املسألة العاشرة-البيع وإن كان على أصالة ؛ ألن حكم )١٣٧٢(زمن الفنت؛ ومذهب اجلمهور حترمي ذلك

اإلباحة؛ إال أن االحتياط ملآل احلكم يف تلك الظروف يقتضي منعه وسد بابه؛ لئال يؤول العمل به إىل مناقضة مقصود الشارع من إباحة مثل هذه املعاملة، وهو مشمول عندهم

.)١٣٧٣(﴾وال تعاونوا على اإلثم والعدوان﴿: بعموم قوله عز وجلجمرى البيع كل معاوضة مباحة يف األصل من شأنها أن تعني على الفتنة، وجيري

عن بيع ول اهللا هى رسن: قال اإلمام أمحد: وتزيد يف انتشار هليبها؛ قال ابن القيمالبيع هذا نأ املعلوم منو ..)١٣٧٤(الح يف الفتنةالس يتضمويف ،والعدوان مثاإل على عانةاإل ن وأ ةإجار وأ بيع كل :هذا ىمعن ؛ عاوضةمالح للكفكبيع السريقاع الططغاة وقار والب ،

وبيع الرقيق ملن يفسجره لذلكاؤق به أو ي ،قيم فيها أو إجارة داره أو حانوته أو خانه ملن ي ما على إعانة هو ا مموحنو ذلك، مع أو إجارته ملن يعصي اهللا عليهوبيع الش، سوق املعصية

.)١٣٧٥(ويسخطه اهللا يبغضه

عند فكل عقد يؤدي إىل املعصية أو يعني على وقوعها أو يتسبب فيها؛ فهو باطلاجلمهور، وال تترتب عليه آثاره املقصودة من ورائه، وال التفات إىل ما يقوله املتعاقدان من

مغن عن مؤنة النظر يف أنهما لم يقصدا املفسدة وال اإلعانة عليها؛ ألن العقد باعتبار مآله .)١٣٧٦(قصدمها، والعربة بواقع احلال ال باملقال

، )٤/٢٥٤: (مواهب اجلليل، واحلطاب، )٤/٢٦٨: (رد احملتارابن عابدين، : انظر-1372

).٤/١٥٤: (املغين، وابن قدامة، )٣/١٨١: (كشاف القناعوالبهويت، ).٢: (املائدة، اآليةسورة -1373 نيزك بن حرب وفيه، )١٨/١٣٦(، ٢٨٦: ، رقماملعجم الكبريواحلديث أخرجه الطرباين يف - 1374متروك هوو ،اءقالساجلوزي ؛ وقال عنه ابن :ال حديث هذا اهللا لرسو عن يصح ،؛ انظر له العلل

: اجلامع الصغري وزيادته، واأللباين، )٧/٥٦٨: (جممع الزوائد: ، واهليثمي)٢/٥٧٩: (املتناهية ).١٤٢٢/ص(

).٣/١٢٥: (إعالم املوقعني ابن القيم، -1375 اجلائزةد حزم حول العقو؛ وانظر ما قاله ابن)٦٠٠/ص: (االستدالل وأثرهقريسة، : انظر-1376

).٧/٥٢٢: (احمللى : يف كتابهاليت تراد للمعصية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 385: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٥ -

وخالف اإلمام الشافعي؛ فأجاز بيع السالح مطلقا؛ ولو كان الزمن زمن فتنة؛ جريا على أصله يف اعتبار الظواهر والبناء عليها؛ حىت يقوم ما يدل قطعا على أن أحد املتعاقدين

يف عقد كان صحيحا كل ما أذهب إليه أنأصل: فة؛ ويف ذلك يقولقاصد إىل املخالة إذا وأكره هلما الني،اهرة الظه بصح وأجزت،تبايعنيهمة وال بعادة بني املبطله بتأ لم اهرالظ

ترظه لو أةكانت النيفسد البيع كانت ت ،وكما أكرهللر يف على أن جل أن يشتري الس وال ، بهه قد ال يقتلألن؛ به ظلماه يقتلن يراه أن حيرم على بائعه أن يبيعه مم وال،يقتل به

فسد وال أ،ه مخراه يعصرن يراه أنجل أن يبيع العنب مم للروكما أكره، فسد عليه هذا البيعأيف حب السويف صا، أبدا أن ال جيعله مخراوقد ميكن، ه باعه حالالألن؛ اهإيالبيع إذا باعه

.)١٣٧٧( أبداأن ال يقتل به أحدا وظاهر من ذلك أن اإلمام الشافعي ينظر إىل العقود جمردة عن الظروف احملتفة بها؛ مبعىن أنه يجرد العقد عند احلكم عليه عن كل ما حيتف به؛ ألن العربة عنده جبوهره

إىل العقد وما حيتف به من قرائن وأحوال، واألساس الذي قام عليه؛ وأما اجلماهري فينظرونوما من شك أن النظر إىل وما يؤول إليه من مصالح ومفاسد؛ فنظرم مشولية عامة،

املآالت والوقائع أسلم وأجدر بالشرائع اليت جتيء قاصدة إىل إصالح اجلماعة، وترمي إىل .)١٣٧٨(جتماعيةتكوين بنيانها على أسس الفضائل اخللقية واال

يف حكم السبق اختلف الفقهاء: )١٣٧٩(السبق يف الشطرنج: املسألة احلادية عشرة-فذهب مجهور الفقهاء إىل القول حبرمة ذلك، وعده صنفا من صنوف اللهو يف الشطرنج؛

1377- ،افعيالش األم) :وع؛ انظر)٣/٧٥على كراهة مثل هذه البي ؛ واملذهب : ،وويالن

موعا) :٩/٤٣٢( ،ربيينوالش ،مغين احملتاج) :٢/٣٩٢.( ).٣٢٩/ص: (اإلمام أمحد بن حنبلأبو زهرة، : انظر-1378: ة مثل األوزان العربيليكون نظري الشني فيه أجود؛ كسر، وبعرمفارسي : شطرنج ال-1379

: لسان العربابن منظور، : ؛ انظرحمل عليهعلل بالفتح حىت ية فة العربي إذ ليس يف األبني؛لحدرج)٢/٣٠٨( ،وميوالفي ،املصباح املنري) :لعب على رقعة ذا)٣١٢/صني ؛ وهو لعبة تت أربعة وست

: مربعا، ومتثل دولتني متحاربتني؛ كل دولة ميثلها امللك والوزير واخليالة والقالع والفيلة واجلنود؛ انظر ).١/٤٨٢: (املعجم الوسيطإبراهيم أنيس وآخرون،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 386: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٦ -

وخالفهم يف ذلك الشافعية يف األصح )١٣٨٠(املمنوع؛ سواء أكان بعوض أم بدون عوض؟ذهب؛ فذهبوا إىل جوازه مع الكراهة؛ إذا خال عن صور القمار احملرم، ولم يؤل إىل من امل

التفريط يف الواجبات، أو انتهاك حرمي احملرمات؛ كالبغضاء والشحناء والقطيعة وحنوها؛ فإن .)١٣٨١(آل إىل شيء من ذلك؛ كان حمرما باعتبار العوارض

الشطرنج على وجه العموم بدليلني؛ بيان كل واستدل اجلمهور على حترمي السبق يف :ذكره يأيت منهما فيما

يا أيها الذين آمنوا إمنا اخلمر وامليسر واألنصاب ﴿: قول اهللا عز وجل: األولالدليل ؛ واالحتجاج باآلية على )١٣٨٢(﴾واألزالم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون

بق يف الشمن وجهنيحترمي الس طرنج كائن:

؛ )١٣٨٣(، والشطرنج واحد من أفراده لفظ عامامليسرعموم العبارة؛ فإن : حدمهاأا يد وممذلكؤي:- عن علي ما رواه البيهقيه كان يقولأن : هو ميسر طرنجالش؛ فاإلمام ؛ وإذا تعين الرجوع إىل أهل اللغة يف معرفة مدلول لفظ ومعناه)١٣٨٤(األعاجم

عليرجع إليهن يه ، و أولى مر يف مجلة القواعد أنقد تقر ،إذا اختلف أهل اللغة يف لفظ شاهد ملن يف هذه املسألةمقتضى االحتياطف؛ )١٣٨٥(وال راد وال مرجح؛ تعين االحتياط

. على العموم لفظ امليسرمحل

، )٦/٣٩٤: (رد احملتار، وابن عابدين، )٥/١٢٧: (بدائع الصنائعالكاساين، : انظر-1380والن ،فراويواينالفواكه الد) :٢/٣٤٩( ،والبهويت ،اف القناعكش) :وابن قدامة، )٤/٤٨ ،املغين :

)١٠/١٧١.( نهاية ، والرملي، )١٠/٢١٦: (حتفة احملتاج، واهليتمي، )٦/٢٢٤: (األمالشافعي، : انظر-1381 ).٨/٢٩٥: (احملتاج

).٩٠: (املائدة، اآليةسورة -1382: جمموع الفتاوىابن تيمية، : كذلك؛ وانظر )١/٣٣٥: (فتح القديرالشوكاين، : ظر ان-1383

)١٩/٢٨٣.( 1384- ،البيهقينن الكربىالسهادات، باب: ، كتابطرنج، رقم: الشاالختالف يف اللعب بالش : .هذا مرسل؛ ولكن له شواهد: ؛ وقال عن إسناده)١٠/٢١٢(، ٢٠٧١٨ ).١/٣٠٥: (القواعد املقري،: انظر-1385

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 387: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٧ -

ملا حرم امليسر؛ أخبر باملعىن الذي من أجله املعىن؛ فإن اهللا عز وجل عموم: ثانيهماحرمه، وهو كونه يثري العداوة، ويورث البغضاء، ويشغل عن ذكر اهللا وعن الصالة؛ وذلك املعىن مستقر بتمامه يف اللعب بالشطرنج؛ فإن العاكفني عليه ال يسلمون غالبا من التباغض،

ومن: ويف سياق ذلك املعىن يقول اإلمام ابن تيمية؛)١٣٨٦(والتفاحش، وإضاعة الواجبات يف وهو ؛عوض فيه يكن مل وإن ؛وحنومها ردوالن طرنجبالش عبالل يف حيصل هذا أن املعلومأحدهم فإن ؛أقوى طرنجالش يستغرق هوعقل هقلب فعل فيما هوفكر وفيما ،هخصم أن ريدي مسلي مبن وال ،عطشه وال جبوعه حيس ال ىحت ؛هوازمل ولوازم ،ذلك لوازم ويف ،هو يفعل أو هرب يذكر أن عنفضال ؛وماله نفسه وراتضر من ذلك بغري وال ،أهله حبال وال ،عليهالةالص)١٣٨٧(.

مجلة من النصوص الواردة عن بعض السلف من الصحابة والتابعني، : الدليل الثاينلعب بالشطرنج من قبيل اللهو الذي نهى اهللا عنه، وحرم االشتغال واليت فيها التصريح بأن ال

: سئل عن الشطرنج؛ فقالبه؛ ومن ذلك ما رواه البيهقي عن نافع أن عبد اهللا بن عمر ردمن الن هو شر)١٣٨٨(انص رد ثابتعن الن هي؛ والن)طرنج أولى به منه؛ )١٣٨٩؛ فيكون الش

ردالن حترمي على يدل ما وكل ،ردالن مفسدة من أعظم طرنجالش مفسدة: قال ابن القيم

، )٢/١٠٧: (فتح القدير: ، والشوكاين)٦/٢٦٦: (اجلامع ألحكام القرآنالقرطيب، : انظر-1386

،واآللوسيوح املعاينر) :٧/١٥.( ؛ )١٧٠/ص: (الفروسيةابن القيم، : ؛ وانظر)٣٢/٢٢٧: (جمموع الفتاوى ابن تيمية، -1387

.ففيه تفصيل قيم هلذا املعىن1388- ،البيهقي نن الكربىالسهادات، باب: ، كتابطرنج، رقم: الشاالختالف يف اللعب بالش :١٠/٢١٢(، ٢٠٧٢٣.( صبغ مافكأن ؛ردشريبالن لعب نم: قال أن النيب ريدةب وذلك فيما رواه مسلم عن -1389، ٢٦٠: اللعب بالنردشري، رقمحترمي : الشعر، باب: مسلم، كتاب: ؛ انظرودمه خرتير حلم يف يده

: قال اهللا ول رس أناألشعري وسىم أيب عن؛ وأصرح منه يف التحرمي ما رواه أبو داود )٤/١٧٧٠(لعب نم اهللا عصى فقد ؛ردبالن ولهورسرد، : األدب، باب: ؛ أبو داود، كتابهي عن اللعب بالنيف الن، وابن )١٥/٣٠٧: (كنز العمالاهلندي، : انظر؛ وهو حديث حسن؛)٢/٧٠٢(، ٤٩٣٨: رقم

).٤/١٩٩: (التلخيص احلبريحجر،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 388: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٨ -

؛ ومن ذلك أيضا ما رواه )١٣٩٠(ىأول بطريق طرنجالش حترمي على هفداللت ؛عوض بغري وسى األشعريأن أبا م هريه عن ابن شهاب الزوغري البيهقيقال : ال يلعب

)١٣٩١(بالشطرنج إال خاطئ الشافعية ومن وافقهم من سائر الفقهاء؛ فإن مستندهم يف القول بإباحة السبق يف وأما

الشطرنج؛ هو اجلري على مقتضى أصل احللية العام؛ فإنه شاهد بإباحته؛ خصوصا وأنه لم رمعتب ١٣٩٢(يرد يف حترميه نص(بكيالس اج؛ قال الت : م؛ لعدم قيام ماحمر ه غرييدل على إن

.)١٣٩٣(التحرمي

وأيدوا مذهبهم مبا روي عن بعض السلف أنهم كانوا يتسلون به يف أوقات فراغهم؛ ؛طرنج استدبارا بالشبري يلعب جكان سعيد بن: يقولافعي الش اإلمام مسعت:يقال املزن :فيقول؟ وقع بأي شيء:قول يم ثه،يها ظهرولي :؟ قالها استدبارا بكيف يلعب: فقلت لهوروي عن بعضهم القول بإباحتها؛ ومن ذلك ما رواه ؛ )١٣٩٤( بكذاعق أو: فيقول؛بكذا

مالك بن معقل عن البيهقي هالباهليقال أن :قد رجل فإذا ؛اجلامع املسجد من خرجت هاب يرى ال كان :فقال ؛طرنجالش يف يقول احلسن كان ما :رجل فسأله ؛ةداب إليه بترق

).٣٠٥/ص: (الفروسية ابن القيم، -13901391- ،البيهقي نن الكربىالسهادات، باب: ، كتابطرنج، رقم: الشاالختالف يف اللعب بالش :١٠/٢١٢(، ٢٠٧٢٤.( ردة يف النهي عن السبق يف الشطرنج؛ فليس منها حديث يصلح وأما األحاديث املرفوعة والوا -1392

واحد من أهل االختصاص؛ قال املنذري ر ذلك غريلالحتجاج به؛ كما قر : طرنجالش وقد ورد ذكرالترغيب ؛ انظر املنذري ،يف أحاديث واهية، ال أعلم لشيء منها إسنادا صحيحا وال حسنا

رهيبوالت) :؛ وقال العجلوين)٣/٦٣٠: عبالل وباب حديث فيه ليس طرنجبالش صحيح ؛ انظر: الدراية يف ختريج أحاديث اهلدايةابن حجر، : ؛ وانظر أيضا)٢/٢٣٧: (كشاف اخلفا: العجلوين

).٣/٢٨٣: (السلسلة الضعيفة: ، واأللباين)٢/٢٤٠( ).١٠/١٧٢: (املغينابن قدامة، : وانظر أيضا؛)١٦٣/ص: (كف الرعاع اهليتمي، : انظر-1393 ).٨/٤١٩: (األم الشافعي، : انظر-1394

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 389: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٧٩ -

األسنان بضبم وكان ،عون بنا :فقالوا ؟هذا نم :فقلت ؛ردشريالن يكره وكان ،بأسا .)١٣٩٥(هببالذ

وأما قياس الشطرنج على النرد جبامع اإلهلاء عن الواجبات، والتوريط يف املخالفات؛ :ففيه نظر من وجهني

والفكر ،قيقه احلساب الدعتمدمطرنج أنه قياس مع الفارق؛ فإن الش: وهلماأالص؛حيحالفكر ففيه تصحيح ،ونوعدبري من الت،وم عتمد النرد احلزرخمني امل والتي إىل ؤد؛ وإذا احتمل النص معىن ميكن أن يكون مقصودا للشارع )١٣٩٦(مقفاهة واحل من السغاية

: لقاعدةفإن ا: ر ذلك املعىن؛ يقول ابن دقيق العيد؛ ويف تقريهإغفالمن وضع احلكم؛ لم جيز ،هاعتبار يقتضي فاألصل ؛احلكم يف عتربام يكون أن ميكن معىن فيه جدو إذا النص وردم أن

راحهاط وعدم)١٣٩٧(.

قد يؤول إلى تضييق دائرة اللهو املباح، اال؛أن فتح باب القياس يف هذا : ماثانيهوقع عامطرنج ويلل به حترمي الشة املكلفني يف احلرج؛ فإن اإلشغال عن الواجبات الذي ع

على وجه العموم؛ قد يوجد يف كل هلو مباح؛ إذا جتاوز به الالهي حده؛ فال يعقل القول .بتحرمي كل مشغل

ومن حرم وأيا ما يكن األمر؛ فإن املسألة كما هو ظاهر مبناها على االجتهاد والنظر،السبق يف الشطرنج من الفقهاء؛ فإمنا بنى حكمه على اعتبار العوارض واآلثار اليت تنتج عن اإلدمان عليه غالبا، وذلك املعنى عينه الذي راعاه الشارع يف احلض على االبتعاد عن مواقع

باالعتبار يف هذا الشبهات؛ ومن أباحه؛ فإمنا بنى حكمه على أصل اإلباحة املشهود لهاال، وال نص قاطعا يف املسألة ميكن التعويل عليه؛ غري أن الكل متفق على حترميه مىت كان : االشتغال به ملهيا عن الواجبات، أو مفضيا ملالبسة شيء من احملرمات؛ قال ابن عابدين

1395- ،البيهقي نن الكربالسهادات، باب: ، كتابطرنج، رقم: الشاالختالف يف اللعب بالش :١٠/٢١١(، ٢٠٧١٤.( 1396- ،اهليتمي حتفة احملتاج) :١٠/٢١٦(له؛ وانظر :عاعالر كف) :وابن قدامة، )١٦٤/ص ،

املغين) :١٠/١٧٢.( ).١/١١٧: (إحكام األحكام ابن دقيق العيد، -1397

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 390: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٠ -

وسف يف روايةوأبو ي افعيالش خل وهذا .. وأباحه اإلمامداوم، ولم يقامر، ولم يإذا لم ي .)١٣٩٨(بواجب؛ وإال؛ فحرام باإلمجاع

قهاء يف عقوبة النباش الذي اختلف الف: )١٣٩٩(وبة النباشعق :املسألة الثانية عشرة -يعتدي على قبور املوتى خفية؛ فيسلب ما فيها من أكفان وغريها؛ هل عقوبته القطع أو

ختالفهم مرده يف األساس إىل التكييف الفقهي هلذه اجلرمية؛ فمن ؟ وسبب ا)١٤٠٠(التعزيررأى فيها معىن السرقة متحققا من كل جانب أحلقها بها، ومن لم يرها كذلك؛ لم يوجب

.التعزير عقوبة فيها سوىأن عقوبة النباش هي القطع؛ )١٤٠١(ومذهب اجلمهور ومعهم أبو يوسف من احلنفية

: ت قيمة الكفن املسروق نصابا؛ وعمدتهم يف ذلك عموم قول اهللا عز وجلإن بلغ﴿والسو ؛)١٤٠٢(﴾ارقة فاقطعوا أيديهماارق والسباش الن طلق عليه يف لغة العرب وصفي

أمواتنا كسارق سارق :السارق؛ ويؤيد ذلك ما روي عن أم املؤمنني عائشة أنها قالت وإذا وقع عليه اسم،غة يف اللته سارقامس: ك يقول الباجي؛ ويف بيان ذل)١٤٠٣(أحيائنا

).٦/٣٩٤: (رد احملتار ابن عابدين، -1398املراد به : من النبش؛ وهو كشف املكنون واستخراجه؛ والنباش على صيغة املبالغة: النباش لغة -1399

الفيومي، : ها من أكفان وحنوها؛ بقصد االنتفاع بها؛ انظرهنا من ينبش القبور، ويستخرج ما فياملصباح املنري) :٥٩٠/ص.(

: خمتار الصحاحالرازي، : انظر؛املنع وهو ؛زرالع من وأصله ؛احلد دون تأديب هو: التعزير -1400 ).٨٥/ص: (التعريفات، واجلرجاين، )٤٦٧/ص(

، واهليتمي، )٢/٣٣٥: (حاشية العدوي، والعدوي، )٦/١٦١: (األمالشافعي، : انظر -1401حتفة احملتاج) :٩/١٤١( ،هويتوالب ،اف القناعكش) :والكاساين، )٦/١٣٨ ،نائعبدائع الص : ).٩/١١٤: (املغين، وابن قدامة، )٧/٦٥(

).٣٨: (املائدة، اآليةسورة -1402 عمرة عن عائشة رضي اهللا عنها؛ ولم أجده يف عزاه احلافظ ابن حجر للدارقطين من حديث-1403

ننالسانظر ، :لخيص احلبريالت) :وقال األلباين)٤/١٣١ ، :لم أقف عليه؛ انظر له : خمتصر كما أمواتنا سارق قطعي :قاال أنهماعيبوالش إبراهيم عن، وروى ابن أيب شيبة )٤٨٠/ص: (اإلرواء

أحيائنا سارق قطعير؛ انظ :فاملصنؤخذ: احلدود، باب: ، كتاباش يه؛ما جاء يف النبرقم؟ ما حد :٥/٥٢٣(، ٢٨٦١٥.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 391: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨١ -

؛)١٤٠٤(﴾ فاقطعوا أيديهماارقةارق والسوالس﴿ : قوله تعاىل يف لغة العرب تناوله عمومسارق .)١٤٠٥(على إخراجه من ذلك من جهة املعىن دليلحىت يدل

لقطع؛ وعمدتهم يف ذلك واملشهور عند احلنفية أن عقوبة النباش هي التعزير دون ا؛ الكفن غري مملوك ألحدو ، القرب ال يعد حرزانعدم حتقق معنى السرقة يف النبش؛ وذلك أل

النتفاء سببه قطعال جيب فال؛إال مبطالبة املالك أو نائبه، وال مالك للكفنجيب ال والقطع .)١٤٠٦(ب لهاملوج

يل السرقة؛ فهو قياس، واحلدود ال يصح إثباتها وعلى التسليم بأن النبش يعد من قببالقياس احتياطا؛ ألن مفاده ظن واحتمال، والظن واالحتمال شبهة موجبة إلسقاط احلد ال

وال ت حقيقةه ال ملك للمي ألن؛نت يف امللكبهة متك الشن: قال ابن اهلمامإلثباته؛ اجلناية يف ألن؛ وهو االنزجار،ن اخللل يف املقصودد متكوق، تم حاجة املي لتقد؛للوارث

.)١٤٠٧( الوجودنفسها نادرة

مرجعه يف احلقيقة اش حول عقوبة النبالف احلاصل اخلجند أنوعند التأمل يف املسألة بش؛ رقة يف الن اكتمال أركان جرمية السيفاش، ورقة على النب انطباق وصف السالنظر يف إىل

خرج املسألة عن األصل الذي عول عليه يمما ؛ األخذ وامللكة وكيفيمن حيث احلرز وذلكاش يكون رقة على عمل النبه عند انطباق وصف الس ألن يف إسقاط عقوبة القطع عنه؛احلنفيةوجوباحلد ال القياس؛ وذلك هو منشأ اجلن يف تكييف هذه ف من قبيل العمل بالنص

اهسموم هحد يف فرق ال هأن لرأوا ؛هحد ارقالس لفظ أعطوا ولو: قال ابن القيماملسألة؛ دمبجر ال صوصبالن ورالص هذه يف األحكام إثبات وأن ،األكفان وسارق األمثان سارق بني

.)١٤٠٨(القياس

).٣٨: (املائدة، اآليةسورة -14041405- ،الباجياملنتقى) :٧/١٨١.( ، وشيخي )٤/٩٤: (رد احملتار، وابن عابدين، )٧/٦٥: (بدائع الصنائعالكاساين، : انظر -1406 ).١/٦١٨: (رجممع األزادة،

).٥/٣٧٤: (فتح القدير ابن اهلمام، -1407 ).١/٢٠٣: (إعالم املوقعني ابن القيم، -1408

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 392: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٢ -

ةومع ضل عليه احلنفيقتضى يف هذه املسألة؛ إال أن عف املستند الذي عوتياط االحمشاهد لترجيح العمل به؛ وذلك لالتفاق احلاصل على أن احلدود تسقط بالشبهات، وال يستطيع أحد أن ينكر أن اخلالف يف هذه القضية قد بلغ من الرقي ما يصيره من قبيل ف إىل إسقاط العقوبة ما وجارع يتشووصا وأن الش؛ خصبهات املانعة من إقامة احلدد الش

شبهة عارضه فإذا ؛ذلك ومع ،احلد إقامة يف للظن فيدام يقوم قدليلالدو؛ إىل ذلك مولجاوال يعين ذلك إعفاء ؛ )١٤٠٩(العفو حكم يف هاصاحب ودخل ،كمهاح بلغ ؛فتضع وإن

ما يراه رادعا وبات التعزيريةللحاكم أن يقرر يف شأنه من العقبل ارم من احملاسبة اجلنائية؛ .ون اإلجرام من حمترفي فنله وألمثاله

1409- ،اطيبالش املوافقات) :١/١٧٢.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 393: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٣ -

:اخلامتة، نظرية االحتياط الفقهيوبعد هذه اجلولة املقتضبة واملوجزة لرصد أهم مباحث

ها من أحكام وقواعد وموجهات؛ نكون قد أتينا على أهم ما قصدناه من هذه وما يتعلق ب العلي القدير أن تكون قد تأيدت بالتسديد والتوفيق؛ ولعله من ىالدراسة؛ سائلني املول

ط اليت مناسب املقام أن نعود إىل ما سلف باستعراض موجز ألهم النتائج، وجممل اخلطو :أسفرت عنها؛ وهذه أمهها

ر يف سائره إن االحتياط أصل من األصول املهمة يف التشريع اإلسالمي، وتأثريه ظا- -: يشكل يف مجلة أصول التشريعاالحتياطن شأنه أن يبرهن على أن مجماالته؛ وذلك

تلك املفاهيم الكربى اليت نظرية ذات بناء علمي متكامل؛ من حيث كون النظرية تعني نبثاث أقسام تؤلف كل منها على حدة نظاما حقوقيا موضوعيا منبثا يف الفقه اإلسالمي؛ كا

ة يف نواحي اجلسم، وحتكماجلملة العصبيوعه من عناصرصل مبوضظام يف كل ما يتذلك الن .)١٤١٠(شعب األحكام

-ماملذاهب، واخلالف فقهاءع على العمل بها بني سائر إن االحتياط من املعاني ا ات اجتهادية حمضة، ويظهر ذلك الواقع يف بعض اجلزئيات والفروع عائد يف أغلبه إىل اعتبار

العملية؛ فإن فيها متسعا ال خيفى إلعمال الرأي، وتقليب الفكر؛ سائلعلى اخلصوص يف املاستدالل كل فإن شمبن رعيعلى ي مإحدامها -:متنيقد من وفيها ،ةشرعي فيها ما ظرالن، وممةقد معلوما مناط كل ليسو ،املناط بتحقيق قتتعل ةنظري الغالب بل ؛رورةبالض هأن

صار فقد؛ نظري ةأدل غالب رعالش ةنظري)١٤١١(.

باالحتياط خيتلف حكمه باختالف املسائل اليت يراد التحوط هلا؛ فقد إن العمل -خيتلف، واجبا، وقد يكون مندوبا، وال ميكن حبال إطالق القول فيه حبكم واحد ال يكون

وسحبه على كل واقعة تعن؛ وكون االحتياط املعتبر مترددا حكمه بني الوجوب والندب بينهم ظاهر يف بعض التفاصيل؛ ألسباب اجتهادية ميثل اجتاه أكثرية العلماء؛ على خالف

.خمتلفة

).١/٢٣٥: (املدخل الفقهي العامالزرقا، : راجع-1410 ).٣/٨٩: (املوافقاتالشاطيب، : انظر-1411

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 394: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٤ -

ق فيه مجلة من إن االحتياط املعتبر ال يستوي سوقه، وال يتم أمره إال إذا حتق -االستناد إىل أصل : أوهلا-:املقومات اليت تنهض به؛ ومجاع هذه املقومات يف ثالثة معان

انتفاء مدرك الترجيح؛ وذلك يعني أن كل احتياط لم : قيام الشبهة املعتبرة، وثالثها: وثانيها الوساوس واألوهام اليت يقم عوده على هذه املقومات؛ فهو بال شك صنف من صنوف

.نهينا عن جماراتها، وعزم علينا ترك العمل بهاإن االحتياط معدود عند العلماء من املسالك الشرعية يف استنباط األحكام -

والترجيح بني األدلة املتعاندة؛ وال يعين ذلك أنه من أمارات األحكام وأسبابها؛ ألن املكلف إمنا يسلكه لتنجيز العمل به، واخلروج من عهدته، احلكم يف الواقع؛ وال يسلكه ملعرفة

. غري مشكوك فيه سالمويتذرع به إىل إيقاع تصرفه على وجهإن مسالك االحتياط املختلفة من شأنها أن تغدو ملجأ آمنا يقصده اتهد يف مقام -

م العمل االمتثال؛ طلبا للسالمة من صنوف االستنباط والتنزيل، ويأوي إليه املكلف يف مقا اتهن من حزازالتردد واحلرية، وراحة للذألم الوساوس واألوهام، وختليصا للنفس من

طوارئ و نوازل األحداث،سن التصرف جتاه وح، للنفس على متام الطاعةربيةالقلوب، وت . املتشابهاتصنوفاأليام الزاخرة ب

- إن الش ن الظاهر يف بعض األحوال؛ إال أن من حقبهة وإن لم تكن من احلرام البيالفقيه أن يلحقها باحلرام الواضح؛ مهما الح له يف قرائن القضية املشتبهة ما يدعوه إىل ذلك؛ وليس ذلك معدودا من قبيل االفتيات على الشارع؛ وإمنا هو من صنوف االجتهاد

.على اعتبارهااليت قام الدليل ستمسكا للعمل به اليت تصلح ميل الش إن املباح احملض ليس معدودا من قب-

أمر االشتغال به عن يؤدي التوسع فيه إىل أنإال باالحتياط، وال يصدق عليه معناها؛، ويتكيف ك لذلمطلوب، أو يؤول األخذ به إىل الوقوع يف أمر ممنوع؛ فيشرع وقتئذ تركه

ه مع حكم مآله، ويندرجا ترك املباح ال لغرض؛ ا حتت مبدأ الذرائع مبعناهحكم؛ وأمالعام . يف شيء املعتبرسوى التشديد على النفس؛ فليس من االحتياط

-فيها تن رادجبالء يف األحوال اليت ي زيل األحكام على إن احلاجة إىل االحتياط تظهرهمة إذ احلاجة إىل تنزيل األحكام على الواقع موهو ما يسمى بتحقيق املناط؛ أرض الواقع،

مبكانة االجتهاد التنزيلي، وأثره يف تطبيق أحكام ؤذن؛ وذلك ممطردة الدوام والبقاء

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 395: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٥ -

د باحلكم يف العمل به؛ حترا ريعة؛ فليس يكفي العلمالواقع الذي الش إليه فقه ى ينضافتطبيقهي هالبسالزمالواقع يكون وي وفقه ،بالقرائن ة ما وقعبفهمه، واستنباط علم حقيق

.)١٤١٢(واألمارات والعالمات

إن العمل باالحتياط ليس جاريا على وجه العموم واالطراد؛ فال جيوز االلتجاء -نصوص وما يف معناه، وذلك إليه؛ إال مع توافر مجلة من املعاني الشرطية املستفادة من امل، مدركا ملا ينبغي ترجيحه وقيودهيعني أن اآلخذ به ال مناص له من أن يكون عارفا مبوارده

.عند قيام ما يعارضه

العمل قيم أصالن متكامالن، ال يسترفع احلرج واالحتياطإن كال من -تياط دون التفات إىل مبدأ رفع احلرج بأحدمها دون اآلخر؛ وذلك ألن طرد العمل باالح

والتيسري؛ يؤول غالبا إىل نوع من التشدد املنبوذ، ويوقع يف التنطع املذموم؛ كما أن األخذ إلى التسيب واالنفالت ال حمالةباألسهل، والسعي وراء الترخص على وجه اإلطالق؛ يسلم

كلفني إىل التحلل من عقاهلا؛ وذلك أمر ال يقل من قيود التكاليف وموجباتها، وينتهي باملخطورة يف الواقع عن التشدد يف غري حمله؛ وقد يكون أشد شناعة منه يف بعض الصور

.واألحوالإن العمل باالحتياط ال يعني لزوم األشق يف كل األحوال، وعالقة التالزم املنطبعة -

ها الفهوم اخلاطئة ملعاني االحتياط وموجهاته نعة؛ أنشأتيف األذهان بينهما؛ عالقة مصطوشرائطه، وأروت عروقها التصورات غري املنضبطة، واليت كثر شيوعها يف مراحل اجلمود الفقهي، والقعود عن التجديد واالبتكار من تاريخ األمة الطويل؛ حىت غدا االحتياط الذي

ي عند الكثريين سوى التشدد واإليغال يف صنوف ال يعن؛هقيمت الشريعة على أساسأاملشاق؛ مما أنتج نوعا من التدين املغشوش، وتسبب يف ختلف األمة عن مقعدها يف و الزهادة

.ريادة اإلنسانية غري املنضبط من شأنه أن يورث آثارا سيئة على مستوى األفراد إن التشديد -

ذلك مما يؤكد أن النظرة الفقهية احملضة يف التعامل مع القضايا واملستجدات واتمعات، و ل ال بد أن يتساوق ذلك متامب كافية يف الوصول إىل حقيقة حكم الشارع فيها؛ تليس

).١/٦٩: (وقعنيإعالم املابن القيم، : انظر-1412

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 396: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٦ -

، النظر يف نتائج التصرفات ومآالتهاالتساوق مع النظرة املقاصدية السليمة القائمة على . أحوال املكلفني والظروف احملتفة بهممراعاةنية على املبو

مبعناه العام واخلاص؛ ميثل نوعا من أنواع االحتياط املآلي؛ فإن الذرائع إن مبدأ -؛ هو االحتياط لألحكام باعتبار مآالتها، على أساسه تأصيل ذلك املعىنمضى السبب الذي

و فساد، وعليه فإن كل اعتبار للذرائع هو احتياط، وال عكس، وما تفضي إليه من صالح أوما اعتبر يف االحتياط من معان تقوميية وشرطية؛ يلزم اعتبارها فيه أيضا؛ ألن الشرط يف

.األصل شرط يف التبع

؛ يعتبر من أنواع االحتياط وصنوفه؛ فإن السبب مراعاة اخلالف وكذلك مبدأ - تأصيل العمل به؛ هو االحتياط للحكم الشرعي؛ من حيث عدم القطع مبا تفصى عنه يف

اخلالفاالجتهاد يف املسألة املختلف فيها؛ فلما كان األمر كذلك؛ شرع اخلروج منليف من الفوات؛ علما بأن اخلالف الذي يصلح اعتباره هو ما كان معدودا ا للتكااحتياط قوة املستند، وعدم الشذوذ -:وال يكون كذلك إال إذا حتقق فيهل اخلالف املعتبر؛ من قبي

وسالمة املسلك االجتهادي املتبع يف الوقوف على مبخالفة املعلوم من القواعد واألصول، . يف تلك املسألةاحلكم

قع إىل النظر إن االختالف يف جواز الترخص مبسائل اخلالف مرجعه يف حقيقة الوا-يف مآل ذلك يف واقع التكليف؛ فمن أجازه نظر إليه من خالل آثاره اإلجيابية، ومن منعه نظر إىل آثاره السلبية، ومن سلك التوسط بني القولني؛ وضع لتجويز ذلك بعض القيود

د اليت من أهم القيوو والضوابط اليت تكفل حصول إجيابياته، وحتول دون وقوع مفاسده؛ينبغي للمكلف أن يراعيها إذا عن له عوز إىل العمل مبسألة خالفية واألخذ بأخف ما قيل

سالمة القصد، وذلك بأن يقصد بفعله التعبد إىل اهللا مبا ال يوقعه يف احلرج، وال -:فيها .يقطع عنه التكليف

بل هو عني االحتياط يف حتياط؛إن األخذ بالرخص الثابتة ال ينافي العمل باال - أمر مذموم ال ينبغي أن ؛ فإنهترك األخذ بها رغبة عنهاأما اتباع مقصود الشارع ومراده؛ و

خفيف عن املكلفني، يقصد إليه املكلفارع يف التحبال؛ ملا فيه من معاندة ظاهرة لرغبة الش .قتضياملورفع احلرج عنهم عند قيام

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 397: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٧ -

-إن من أهم ة أن يهملها إذا أراد أن يفيت أحدا مبا يراه القيود اليت ال جيوز ملفيت العامأن -:موافقا ملقتضى األسهل أو األشد الت حمله األغراضمة الفاسدة على تتبع احليل احملر

وهةأو املكر،والتمس ل ط؛بهك بالشبا للتوم نفعهرخيص ملن ير،أو الت غليظ على مد رين ي؛ بل املطلوب يف حقه أن يصحح القصد، ويخلص النية، ويفتي مبا يراه جاريا )١٤١٣(ضره

.على أصول الشريعة وقواعدها قواعد -:؛ وهذه القواعد على نوعنيالفقهيةمن القواعد وافرة إن لالحتياط مجلة -

موسائر هة هلا مبا يتساوقوجمة ملسالك العمل به، ومة؛ قووهلا العامريعة وأصمبادئ الش وقواعد متقررة عن معىن االحتياط وناشئة عنه؛ وقد قام البحث بالكشف عن أهم ما

، وأثرها يف توجيه وعالقتها به القواعد بنوعيها؛ وبين موقعها من االحتياط هذهأدركه من .العمل بهيد األصويل والفقهي، وقد تبين ذلك بوضوح إن لالحتياط أثرا واسعا يف جمال التقع-

من خالل العرض املوجز جلملة من القواعد األصولية والفقهية اليت كان لالحتياط مدخل أكثر أحكامها مبنية اإلسالمي الفقها يفظاهر يف تقريرها أو توكيدها؛ كما أن هناك أبواب

األبضاع واللحوم والربا مسائل-: مثال؛ ومن ذلك واحملاذرةعلى األخذ باالحتياط واحلزم .والقصاص واحلدود والشهادات

املقامناسب لعله من م؛قد تبين أثناء إعداد هذه الرسالة مجلة من القضايا :التوصيات -: وهيها؛التنويه بشأن

ي واألصول املتفق عليها، لشريعة اإلسالمية مبنية على مجلة كبرية من املعانإن ا -:أوال رهن مبا ال جمال معه للشكبليت معاملها جتلية سليمة أن توهذه املعاني من شأنها إذا ج

تنفي عنه وواالحتمال على شدة متاسك التشريع الرباني، وقوة الوشيجة بني سائر أحنائه، راساتناقض واالختالف اليت أنتجتها تلكم الدوع، مظاهر التاملركزة على مسائل الفر

أن توجه الدراسات املتخصصة إىل من الالزم مبكانفالنزاع؛ و اخلالفمة بإثارة أغبارغرواملدم فجوة اخلالف يف الكثري فإن ذلك كفيل برالكشف عن هذه املعاني وعرضها وتوظيفها؛ .من املسائل، وطمس معالم النزاع املختلق فيها

.)١/٤٦( :اموع النووي،: انظر-1413

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 398: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٨ -

دود العمل بالظنون يف مسألة ح أن املتواضعةقد تأكد من خالل هذه الدراسة -:ثانيا الكثري من جوانبها حمل غموض وإام؛ وعلى الرغم من قيام بعضمسائل التشريع ال يزال

؛ إال أن ذلك واحترام يف ذلك جهودا هي حمل تقديرهم بدراسة هذه املسألة، وبذلالباحثني فال يزال الكثري من إشكاالته حمل إثارة ؛م يكن كفيال بتغطية املوضوع من مجيع جوانبهل

فيها؛ مع البحث؛ وذلك ما يدعو إىل توجيه بعض املتخصصني إىل دراستها وتوسيعونظر .االستفادة الكاملة من اجلهود السابقة

الفتوى؛ فإن هلا أثرا -:ذه الدراسةه من خالل أمهيتهازت برومن املعاني اليت -:ثالثا تنزيل األحكام الشرعية على الواقع؛ ويف توجيه املكلفني حنو الوجهة سالمة يفكبرياأصيل له مبا ليمة يف امتثاهلا؛ السوع والتورة االهتمام بهذا املوضولذلك يرى الباحث ضر

مفتني مؤهلني؛ يستطيعون سد هذه الثغرة اجلهد يف إعداد يتناسب مع طبيعته وآثاره، وبذل .الشاغرة يف حياة املسلمني اليوم

وسلم تسليما كثريا ،أمجعني هبحى اهللا على سيدنا حممد وعلى آله وصهذا؛ وصلبا مين دائماباركا فيهطيإىل يوم الد .

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 399: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٨٩ -

الحقاملاملالحق

:وحتتوي على الفهارس اآلتية

.آنيةفهرس اآليات القر - . فهرس األحاديث واآلثار- . فهرس القواعد األصولية والفقهية- . فهرس املصطلح والغريب- . فهرس املصادر واملراجع- . فهرس احملتويات-

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 400: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٠ -

فهرس اآليات القرآنية الصفحة رقمها اآلية ١٤ ]١٩:البقرة[ ﴾والله محيط بالكافرين﴿ ١٨٧ ]١٠٣:البقرة[ أيها الذين آمنوا ال تقولوا راعنا﴾﴿يا

﴾سرريد بكم العوال ي سرريد اهللا بكم الي١٦٣ ]١٨٥:البقرة[ ﴿ي ٥٦ ]١٨٧:البقرة[ ﴾.. ﴿تلك حدود اهللا فال تقربوها

٧٦ ]١٩٥:البقرة[ ﴿وال تلقوا بأيديكم إىل التهلكة﴾ ﴾معلومات أشهر ٣٥٧ ]١٩٧:البقرة[ ﴿احلج

١٨٨ ]٢٠٤:البقرة[ ﴿ومن الناس من يعجبك قوله يف احلياة الدنيا﴾ ٣٩ ]٢٣٥:البقرة[ النكاح حىت يبلغ الكتاب أجله﴾﴿وال تعزموا عقدة

﴾وهنمن قبل أن متس ٢٠٩ ]٢٣٧:البقرة[ ﴿وإن طلقتموهن ٣٦٩ ]٢٨٢: البقرة[ ﴿واستشهدوا شهيدين من رجالكم﴾

٢٠٩ ]٢١:النساء[ ﴿وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إىل بعض﴾ ٢٧١ ]٢٢:النساء[ ﴿وال تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء﴾

٤٤ ]٢٩:النساء[ ﴿يا أيها الذين آمنوا ال تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل﴾ ٢٦٦ ]٢٩:نساءال[ ﴿وال تقتلوا أنفسكم إن اهللا كان بكم رحيما﴾

١٦١ ]٥٩:النساء[ ﴿فإن تنازعتم يف شيء فردوه إىل اهللا والرسول﴾ ١٢٧ ]١٠٥:النساء[ ﴾ ..﴿إنا أنزلنا إليك الكتاب باحلق لتحكم

٢٢٥ ]١٧١:النساء[ ﴾يا أهل الكتاب ال تغلوا يف دينكم﴿ ٣٣٦ ]١٥٧:النساء[ ﴿ولكن شبه هلم﴾

٢٩٠ ]٢:املائدة[ ﴾ونوا على البر والتقوى﴿وتعا ٣٧٤ ]٢:املائدة[ ﴿وال تعاونوا على اإلمث والعدوان﴾

٣٦٥ ]٣:املائدة[ ﴿حرمت عليكم امليتة﴾ ٣٨٠ ]٣٨:املائدة[ ﴿والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما﴾

٢٧١ ]٤٣:املائدة[ ﴿أو المستم النساء فلم جتدوا ماء﴾

﴾١٠٧ ]٧٧:املائدة[ ﴿يا أهل الكتاب ال تغلوا يف دينكم غري احلق

٣٣٠ ]٩٠:املائدة[ ﴿إمنا اخلمر وامليسر واألنصاب واألزالم﴾ ٨١ ]٢٢٣:املائدة[ ﴿يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك﴾

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 401: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩١ -

١٨٧ ]١٠٨:األنعام[ ﴿وال تسبوا الذين يدعون من دون اهللا﴾ ١٥٤ ]١١٩:األنعام[ ﴿وإن كثريا ليضلون بأهوائهم بغري علم﴾

٨٤ ]١٤٥:األنعام[ ﴿قل ال أجد فيما أوحي إيل حمرما على طاعم﴾ ١٩٠ ]٥٨:األنفال[ ﴿وإما ختافن من قوم خيانة فانبذ إليه على سواء﴾

١٧٣ ]٣٦:يونس[ ﴿وما هلم به من علم إن يتبعون إال الظن﴾ ١٧٤ ]٥٩:يونس[ ﴿قل أرأيتم ما أنزل هللا لكم من رزق﴾

٣٦٥ ]٦٦:النحل[ وإن لكم يف األنعام لعربة نسقيكم مما يف بطونه﴾﴿ ١٧٤ ]١١٦:النحل[ ﴿وال تقولوا ملا تصف ألسنتكم الكذب﴾

٣٦٨ ]١١٦:النحل[ إن الذين يفترون على اهللا الكذب ال يفلحون﴾﴿ ٢٧٣ ]٣٣:اإلسراء[ تل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا﴾﴿ومن ق

﴾ما ليس لك به علم ٣٠٩ ]٣٦:اإلسراء[ ﴿وال تقف ١٤ ]١١٠:طه[ ﴿وال حييطون به علما﴾

٨٣ ]٧:األنبياء[ ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم ال تعلمون﴾ ٢٢١ ]٧٨:احلج[ ﴿ما جعل عليكم يف الدين من حرج﴾ ٢٧٧ ]٦٣: النور[ ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره﴾

١٤ ]٢٢:النمل[ ﴾أحطت مبا مل تحط به﴿﴾يبصلون على النه ي٢٧٢ ]٥٦:األحزاب[ ﴿إن اهللا ومالئكت ١٢٦ ]٨٢:ص[ ﴿فبعزتك ألغوينهم أمجعني إال عبادك﴾

١٨٤ ]٢١:الشورى[ ﴾ينوا هلم من الد شرعأم هلم شركاء﴿

١٨٨ ]٢:احلجرات[ ﴿يا أيها الذين آمنوا ال ترفعوا أصواتكم﴾ ١٨٩ ]٦:احلجرات[ ﴿يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا﴾

﴾وا كثريا من الظنها الذين آمنوا اجتنب١٨٦ ]١٢:احلجرات[ ﴿يا أي ٢٢٢ ]٢٣:النجم[ األنفس﴾ وما وى الظنإالبعون يت﴿إن

٣٧ ]١٠:اجلمعة[ ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصالة فاسعوا﴾﴿غابن[ وامسعوا وأطيعوا﴾قوا اهللا ما استطعتمفات٣١٩ ]١٦:الت

وا رحرفأولئك ت﴿دا﴾ش ]٢٤ ]١٤:اجلن ١٥ ]٢٠:البروج[ ﴾والله من ورائهم محيط﴿

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 402: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٢ -

هرس األحاديث واآلثارف :الصفحة :طرف احلديث أو األثر

١٢٢-١٢٠ اإلثم حزاز القلوب .١ ٢٦٥ أجرك على قدر نصبك .٢٣. تور٢٠٨ إذا أرخيت الس ٣٦١ إذا تبايعتم بالعينة .٤٥. ٣٤١ فاجتهدإذا حكم احلاكم ٣٥٠ إذا دخلوا املسجد وقد صلي فيه .٦ ٢٤٢ إذا رأيتم اهلالل فصوموا .٧ ٢٤٥ إذا رميت سهمك .٨٩. ٢٥ إذا شك أحدكم يف صالته فليتحر ٢٣٧-١٣٦ فليطرحإذا شك أحدكم يف صالته .١٠ ١٨٢ إذا قام أحدكم من نومه .١١ ٣٨ إذا كنتم يف املسجد .١٢ ٢٠٦ إذا مت؛ فال تؤذنوا بي .١٣ ٢٩٩ ذكرهإذا مس أحدكم .١٤ ٢٨١ أرأيت لو متضمضت مباء .١٥ ٢١٩ أفال يسأل عمر بن اخلطاب سبيعة .١٦ ٣٣٧ ؟معنا يتصل قد أليس .١٧ ٢٠٥ أنا طيبت رسول اهللا .١٨ ١٤٥ أنى لك هذا اللنب؟ .١٩٢٠. ن١٩٠-٥٢ إن احلالل بي ٣٣٨ إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم .٢١٢٢. إن الدسر٢٢٣ ين ي ٢٣. ح ٣٥٧ صني أحرمأن عمران بن ١٣٣ إن القصر سنة رسول اهللا .٢٤

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 403: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٣ -

٢٢٠ إنكم ختتصمون إيل .٢٥ ١٥٠ إن لنفسك عليك حقا .٢٦ ٣٣٠ إن اهللا إذا حرم على قوم أكل شيء .٢٧ ٢٧٨ إن اهللا كتب احلسنات والسيئات .٢٨٢٩. اسإنالن ١٣٣ ي إمام ٣٠. يتإن١٥٤ ي أخاف على أم ٣١. ١٠٢ ي ألنقلب إىل أهليإن ٣٢. قد هاإن ح٣٣١ !متام أبا يا ؛متر ٥٥ إنه من ال يستحي من الناس .٣٣٣٤. اكم والظن١٧٤ إي ٢٢٥ إياكم والغلو يف الدين .٣٥ ٣٧٢ أميا امرأة فقدت زوجها .٣٦ ١٥٧ إذن وليهاأميا امرأة نكحت بغري .٣٧ ٣٢٢-٤٠ أميا امرأة نكحت يف عدتها .٣٨٣٩. باس؛ إن اهللا طيها الن١٤٦ أي ٣٦٣ بئس ما اشتريت .٤٠ ١٢٢ البر حسن اخللق .٤١٤٢. فسما سكنت إليه الن ١٩٣ البر ١٢١ البر ما انشرح له صدرك .٤٣ ٢٤٣ تتربص أبعد األجلني .٤٤ ٧٩ رة طيبة وماء طهورمت .٤٥٤٦. ١١٠ خبيث الكلب مثن ٤٧. حسر النيب٢٤ عن فخذه ٣٦٧ احلالل ما حلله اهللا يف كتابه .٤٨ ١٩٦ خرج رجالن يف سفر .٤٩ ٣٠٠ دخل البيت، فصلى فيه .٥٠ ٣٠٠ دخله ولم يصل فيه .٥١

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 404: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٤ -

١٩٣ ادرءوا احلدود عن املسلمني .٥٢ ٢٧٦ ا يريبك إىل ما ال يريبكدع م .٥٣ ٣٧ ال يتحدث الناس! دعه .٥٤ ٢٠٧ يضحيان مارأيت أبا بكر وعمر و .٥٥ ٣٨٠ سارق أمواتنا كسارق أحيائنا .٥٦ ٥٨ استفت نفسك .٥٧ ٢٢٧ مسوا اهللا عليه وكلوه .٥٨ ٣٧٦ الشطرنج هو ميسر األعاجم .٥٩ ١٣٣ شهدت أبا بكر وعمر .٦٠ ٣٥٣ شهرا عيد ال ينقصان .٦١ ٣٥٠ صالة اجلماعة تفضل صالة الفذ .٦٢ ٣٢١ طلق امرأته البتة .٦٣ ١٤ على أهل احلوائط حفظها بالنهار .٦٤ ٥٤ على رسلكما؛ إنها صفية .٦٥ ٤٥ فبم يأخذ أحدكم مال أخيه .٦٦ ٢٤ عورةالفخذ .٦٧ ٣٤٩ فمال إىل منزله فجمع أهله .٦٨ ٢٢٤ فما كرهت فدعه .٦٩ ٣٣٠ قاتل اهللا اليهود .٧٠ ٣٥٤ ألتصدقن بصدقة: قال رجل .٧١ ١٩٧ م نظر بعضكم إىل بعضقد علمت ل .٧٢ ٢٠٨ هأن نياملهدي اشدينالر اخللفاء قضاء .٧٣ ٣٦٨ قضى بيمني وشاهد .٧٤ ١٤٥ كان إذا أتي بطعام سأل عنه .٧٥ ٢٠٤ عمر إذا مضى من شعبانكان ابن .٧٦ ٢٣١ يذكر اهللا على كل أحيانهكان رسول اهللا .٧٧ ٣٧٨ كان سعيد بن جبري يلعب بالشطرنج .٧٨

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 405: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٥ -

١٥٠ كان يحب احللواء والعسل .٧٩ ١٥٠ كان يستعذب له املاء .٨٠ ١٥٠ كان يعجبه لحم الذراع .٨١ ١٩٨ كان مير بالتمرة العائرة .٨٢ ٣٥٧ أن حيرم من خراسانه عثمان كر .٨٣ ٣٤٤ مسكر حرامكل .٨٤ ١٤٧ كنا ندع ما ال بأس به حذرا ملا به البأس .٨٥ ٢٠٥ ألن أطلي بقطران أحب إيل .٨٦ ٢٠٦ ال تؤذنوا به أحدا .٨٧ ٣٠٦ ال تسافر املرأة إال مع ذي حمرم .٨٨ ٢٥٩ ال تطولوا عليها الشقة .٨٩ ١٠٩ . تلقوا الركبان للبيعال .٩٠ ١٤٧ ال يبلغ العبد أن يكون من املتقني .٩١ ٣٢١ ال يفرق بني جمتمع .٩٢ ٣٧٨ ال يلعب بالشطرنج إال خاطئ .٩٣ ٩٨ ال ينصرف حىت يسمع صوتا .٩٤ ١١٢ لعنت اخلمر على عشرة وجوه .٩٥ ٢٠٣ لقد كنت أغتسل أنا ورسول اهللا .٩٦ ٣٥٦ ا نويت يا يزيد لك م .٩٧ ٣٥٧ ليستمتع أحدكم حبله ما استطاع .٩٨ ٣٢١ ليس لقاتل شيء .٩٩١٠٠. ١٧٥ يعرفانوفالنا فالناما أظن ٢١٨ ! ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه .١٠١ ٣٠٥ مر مبجلس فيه أخالط .١٠٢ ١٤٩ مروه؛ فليتكلم .١٠٣١٠٤. ظلم ١١١ مطل الغين ٢٨٠-١٦٧ من أحدث يف أمرنا هذا ما ليس منه .١٠٥

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 406: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٦ -

٣٥٩ من أهل حبجة أو عمرة .١٠٦ ٣٥٠ من توضأ فأحسن الوضوء .١٠٧ ٢٦١ من حلف بالالت والعزى .١٠٨١٠٩. ن صام يوم الشك٢٤٢ م ٢٧٣ من قتل له قتيل .١١٠ ٣٧٧ من لعب بالنرد .١١١ ٣٧٧ من لعب بالنردشري .١١٢ ٣٦٠ انظروا هذه املواقيت اليت وقتت لكم .١١٣ ٤٤ نهى عن بيع مثر النخل حىت تزهو .١١٤ ٤٤ نهى عن بيع الغرر .١١٥ ١٥٥ نهى عن حماشي النساء .١١٦ ٣٧٤ عن بيع السالحنهى رسول اهللا .١١٧١١٨. هى النيبن٨٤ عن أكل كل ذي ناب ٤٢ وكاء السه العينان .١١٩١٢٠. ت٢٠١ وكيف وقد زعم ٣٢٧-٤٢ الولد للفراش .١٢١ ٣٦٠ وما تركت من شيء يقربكم إىل اجلنة .١٢٢ ١٠٧ هلك املتنطعون .١٢٣ ٢٤١ هل لك من إبل؟ .١٢٤ ٢٩٩ !هل هو إال بضعة منك؟ .١٢٥ ٣٧٧ هو شر من النرد .١٢٦ ٢٠٥ إمنا هي عشر ليال! يا ابن أخي .١٢٧ ١٠١ ال تخربه؛! املقراةيا صاحب .١٢٨ ٢٠٣ يغسل الثوب كله .١٢٩ ٣٥٦ يهل أهل املدينة من ذي احلليفة .١٣٠

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 407: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٧ -

فهرس القواعد األصولية والفقهية :الصفحة :طرف القاعدة

٢٦٤ األجر على قدر املشقة .١ ٢٠١ األخذ بالثقة أصل .٢ ٢٣٦ لاألخذ باالحتياط يف العبادات أص .٣ ٣٠٤ غلب احلراماجتمع احلالل واحلرامإذا .٤ ٣٧٦ إذا اختلف أهل اللغة يف لفظ وال مرجح .٥ ١٣٨ إذا اشتغلت الذمة باألصل لم تبرأ إال بيقني .٦ ١٦٦ جائز ىتعال اهللا وقحق يف االحتياط األصل أن .٧٨. تحقق املوجبة حىت ي٦٢ األصل براءة الذم ٢٥٠ راجحاألصل عدم احلكم إال بدليل .٩ ١٠٢ األصل يف مجيع األعيان املوجودة أن تكون حالال .١٠١١. ٢٣٨ األصل يف العبادة املنع ٢٥٢ األصل يف الشيء الدوام .١٢ ١١٧ األصل ال يدفع مبجرد الشك .١٣ ٢٥٧ األصل انتفاء الوجوب .١٤ ٤٩ يحتاط إلثبات األضعفاألقوى يحتاط إلثباته ما ال .١٥١٦. ٢٣٦ األمر كلما كان أشرف كان االحتياط فيه أوجب ٢٧٥ األمر للوجوب والنهي للتحرمي .١٧ ٣٣١ إن اهللا إذا حرم شيئا حرم مثنه .١٨ ٢٦٢ جتاذب متعارضني عند إمنا يكون االحتياط .١٩ ٢٣٧ براءة الذمة املشغولة تفتقر إىل سبب مربئ .٢٠ ١٨٦ رمي املبهم من اجلنس مؤذن بتحرمي مجيع أفرادهحت .٢١ ٢٦٢ التحليل ال يكون إال بأقوى األسباب .٢٢٢٣. ٢٧٧ تقدير الوعيد أقرب ٣٢٥ التهمة تقدح يف التصرفات إمجاعا .٢٤

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 408: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٨ -

٢٥٥ االجتهاد ال ينقض باالجتهاد .٢٥ ٢٥٨ االحتياط ال يصار إليه إال إذا خال عن الضرر .٢٦٢٧. ١٨١ االحتياط يف باب احلرمة واجب ٣٣٦-١٩٤ احلدود تدرأ بالشبهات .٢٨ ٣٠٨ احلرام ال يحرم احلالل .٢٩ ٢٨١ حكم النظري حكم مثله .٣٠ ٢٤٦-٦٨ احلل ال يثبت بالشبهة .٣١٣٢. من اخلالف م اخلروج٣٤٠ ستحب ٣١٧ درء املفاسد مقدم على جلب املصالح .٣٣٣٤. فس واجبرر عن النالض ٢١١ دفع ٢٦٢ مقدمة على داللة األضعفداللة األقوى .٣٥ ٣٢٤ دليل الشيء يف األمور الباطنة يقوم مقامه .٣٦٣٧. لالدممقد ٢٩٧ يل املوجب - ٣١٥ الرخص ال تناط باملعاصي .٣٨ ١٦ دالزيادة يف املبنى ال تكون إال ملعىن مقصو .٣٩٤٠. الذرائع واجب ٢٨٩ سد ٢٣٨ السبب إذا ثبت فال احتياط .٤١ ٢٤٦ الشبهة تقام مقام احلقيقة يف حمل االحتياط .٤٢ ٢٤٧ الشك إذا استند إىل أصل أمر باالحتياط .٤٣٤٤. ٢٥٤ بعد الفراغ ال أثر لهالشك ٤٥. ك الذي ال يستند لعالمة لغو٢٤٨ الش ٢٥٢ شك الطارئ بعد الشروع ال أثر لهال .٤٦ ٢٥٥ الشك يف شرط العبادة بعد فراغها ال يؤثر .٤٧ ٣٤٧ الشك يف الشرط يوجب الشك يف املشروط .٤٨ ٣٤٨-٢٤٩ الشك يف املانع ال أثر له .٤٩ ٢٤٩ الشك يف النقصان كتحققه .٥٠٥١. خصناط به الرال ت ٣١٣ الشك

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 409: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٣٩٩ -

٢٤٥ لشك واإلمكان ال تستباح به احملرماتا .٥٢ ٢٤١ ضعف الشبه عن نفي النسب ال يلزم منه .٥٣ ١٦٦ الضمان ال يثبت بالشك واالحتمال .٥٤ ٢٤١ الظن إذا لم يكن له ضابط لم يلتفت إليه .٥٥ ٣١٤ الظن الراجح ملحق باليقني يف مقام االمتثال .٥٦ ١٣٠ ملتوهم ال يعارض الواقع البتةالعارض ا .٥٧ ٢٧٩ العبادات مبناها على االحتياط من جتريد النظر .٥٨ ٢٤٤ العبادة يحتاط هلا إذا وجبت .٥٩ ٢٨٣ العلة املقتضية لالحتياط مقدمة .٦٠ ٢٦١ العمل باالحتياط ثابت على وجه الضمنية .٦١ ٢٤١ انعالعمل باالحتياط واجب عند عدم امل .٦٢ ٣٢٧ يؤخذ باألحوطنيصلاألض تعارعند .٦٣٦٤. على اليقني ال يأخذ بالظن ٣٠٩ القادر ٦٥. ٢٢٠ ب ما يسمع من اخلصومالقضاء يكون على حس ٢٢٩ كل تكملة يفضي اعتبارها إىل رفض أصلها .٦٦ ٢٨١ كل ما ثبت فيه اعتبار التعبد فال تفريع فيه .٦٧ ٢٤٥ ك يف حترميه؛ فإنه ينهى عنه وال يعزمكل ما يش .٦٨ ٢٤٥ كل ما يشك يف وجوده؛ فإنه يؤمر به وال يعزم .٦٩ ٩٩ كل ما شككنا يف وجوده استصحبنا عدمه .٧٠ ٢٥٠ كل مشكوك فيه ليس مبعترب .٧١ ٢٥٣ كل مشكوك فيه جيعل كاملعدوم .٧٢ ٢٧٩ ال قياس يف األمور التعبدية .٧٣ ٢٨٢ ال قياس يف احلدود .٧٤ ١١٠ ال مشاحة يف األسامي .٧٥ ٢٣٦ ال ورع يف إسقاط العبادات .٧٦ ٦٥ ال جيب شيء بالشك واالحتمال .٧٧ ٢٧٤ اللفظ العام حيمل على العموم .٧٨

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 410: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٠ -

٧٩. يعم ٢٧١ اللفظ املشترك ١٨٢ ليس كل ما كان أحوط جيب .٨٠ ٣٣٤ ه الضرورة جيوز االجتهاد فيه حال االشتباهما تبيح .٨١ ٣٩ ما عظم خطره كثر شرطه .٨٢ ٣٣٢ ما حرم أخذه حرم إعطاؤه .٨٣ ٣٣٠ ما حرم استعماله حرم اتخاذه .٨٤ ٢٩٢ ما حرم سدا للذريعة قد يباح للمصلحة .٨٥ ٣٣٢ ما حرم فعله حرم طلبه .٨٦ ٢٦١ ملقصد مقدمما كان احتياطا .٨٧ ٣٣٤ ما ال يباح عند الضرورة ال جيوز فيه التحري .٨٨ ٢٢٨ ما ال يربئ على كل تقدير ال يلزم األخذ به .٨٩٩٠. ترك احلرام إال به؛ فتركه واجب ٢٨٨ ما ال يتم ٩١. إال به فهو واجب الواجب ٢٨٦ ما ال يتم ٢٢٨ حتياط فيهما ال ميكن شرعا ال يتصور اال .٩٢٩٣. مقتضاه االحتياط مقد٢٩٩ ما م ٧٩ ما يصدق حالة التركيب على معىن .٩٤ ٦٢ احملتمل غري موجب .٩٥ ٣٠٠ املتساوق مع أدلة التحرمي مقدم على غريه .٩٦ ٣٠٠ املثبت مقدم احتياطا .٩٧ ٣٢٠ املعاملة بنقيض املقصود الفاسد أصل .٩٨ ٣٢٣ من استعجل شيئا قبل أوانه؛ عوقب حبرمانه .٩٩ ٣٧٩ مورد النص إذا وجد فيه معىن ميكن أن يكون .١٠٠ ١٤١ املوهوم ال يعارض املعلوم .١٠١١٠٢. ماءة مقداقل عن الرب٢٩٩ الن ٢٥٦ الواجبات ال تثبت بالشك احتياطا .١٠٣١٠٤. ال يثبت بالشك ٢٥٦ الوجوب ٢٦٠ يغتفر يف املقاصد الالوسائل يغتفر فيها ما .١٠٥

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 411: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠١ -

٢٨٨ وسيلة احملرم حمرمة .١٠٦ ٢٨٩ وسيلة املقصود تابعة له .١٠٧ ٢٨٦ وسيلة الواجب واجبة .١٠٨ ٦٢ الوهم حمرم االتباع رأسا .١٠٩١١٠. ك يف إثباته باألقلؤخذي١٦٦ فيما وقع الش ٤٨ رف احملتاط لهيشرف االحتياط بش .١١١ ٢٦١ يغتفر يف الثبوت الضمين ما ال يغتفر يف األصل .١١٢ ٢٦٠ يغتفر فيما هو لالحتياط ما ال يغتفر يف غريه .١١٣١١٤. ال يزول بالشك ٣٤٦ اليقني

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 412: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٢ -

ريب املصطلح والغفهرس :الصفحة :اللفظة

٧٨ اإلمجال .١ ١٥ األحوط .٢ ٧٩ وةاإلدا .٣ ٣٢٧-١١٤ األصل .٤ ١٢٠ اإلهلام .٥ ٦٣ األمارة .٦٧. ٢٧٥ األمر ٨. ٣٦٤ األنافح ٩. ٢٤١ األورق ١٠. ز٢٢ التحر ٣٣٤-٢٤ التحري .١١ ٢٠٥ ختلج .١٢١٣. ضعار٨٢ الت ٣٨٠ التعزير .١٤ ١٣٩ التقدير .١٥ ٢٩٤ ترجيحال .١٦ ٢٢٤ تنقي .١٧١٨. ع٢٣ التور ١٩. ٢١ التوقف ٢٣٩ الثقة .٢٠ ٣٣٠ مجلوها .٢١ ١٧ االحتمال .٢٢ ١٤ االحتياط .٢٣٢٤. ٣٣٦ احلد

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 413: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٣ -

١٢٢ احلزاز .٢٥٢٦. ر٢٣٩ اخلب ٢٧. ٣٤٠-١٥٠ اخلالف ٤٩ الدليل .٢٨ ٢٨٦ لذريعة ا .٢٩ ٣٣ الذمة .٣٠ ١٨٧ راعنا .٣١ ٣٣١ الراوية .٣٢٣٣. خص٣١٣ الر ٢٥٠ االسترباء .٣٤٣٥. ٢٢ االستظهار ٢٤٣ االستنكاح .٣٦ ٣٣٦-٦٦ الشبهة .٣٧٣٨. ٨٨ االشتباه ١٥٨ اشتجروا .٣٩ ٢٥١ الشرط .٤٠ ٣٧٥ الشطرنج .٤١٤٢. ٧٣ الشك ٢٣٩ الشهادة .٤٣ ٢٥٨ الضرر .٤٤ ٢٥٨ الضرورة .٤٥٤٦. ١١٤ الظاهر ١٩٨ العائرة .٤٧٤٨. ٢٧٤ العام ٤٢ العاهر .٤٩٥٠. ١٣٧ العدم ١٥ العلباء .٥١

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 414: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٤ -

٢٨٣ العلة .٥٢ ١٥ عنانه .٥٣ ٣٦١ العينة .٥٤ ٤٣ ر الغر .٥٥٥٦. ٣٤٤ الفضيخ ٥٧. ٢٠٤ القتر ١٠٤ القرائن .٥٨٥٩. ٢٧٩ القياس ١٢٩ مآل .٦٠ ٢٤٩ املانع .٦١ ٣٢٢ املبتوتة .٦٢ ٢٥٨ املتحيرة .٦٣ ١٥٥ حماشي .٦٤ ٦٩ املدرك .٦٥ ٢٤٣ املستنكح .٦٦٦٧. ٣٣٦ املشتبه ٦٨. ٢٧١ املشترك ٢٣٨ املصر اجلامع .٦٩ ٣١٧ املصلحة .٧٠ ١٩٩ املعراض .٧١ ١٠١ املقراة .٧٢ ٨٧ املناط .٧٣٧٤. باش٢٨٠ الن ٢٨٤ االنضباط .٧٥ ١٣٩ االنعطاف .٧٦٧٧. هي٢٧٥ الن ٢٢٤ الوسوسة .٧٨

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 415: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٥ -

٢٨٦ ةلسيوال .٧٩ ١٩٩ الوقيذ .٨٠ ٢٤٢ الشكيوم .٨١٨٢. ١٣٦ اليقني

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 416: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٦ -

فهرس املصادر واملراجع١. حم ؛اآلباديمد مشساحلق العظيم آبادي ب أبو الطي. د املعبوعون )دار ،)٢ط

ه١٤١٥(، بريوت ،ةالكتب العلمي.( مطبعة ،ين عبد احلميدد حمىي الد حمم:حتقيق، املسودة يف أصول الفقه .آل تيمية .٢

.القاهرة ،يملدنا٣. ؛اآللوسي ود أبو الفضلحمم. املعانيروح لبنان، بريوت ،دار إحياء التراث العريب. ٤. د أبو احلسن؛اآلمديبن حمم علي . يف أصول األحكام اإلحكام ،)حتقيق)١ط ، :

،د اجلميليسي ،ه١٤٠٤(بريوت، دار الكتاب العريب.( ،، دار الكتب العلمية إكمال املعلمإكمال .د بن خلفة؛ أبو عبد اهللا حمماألبي .٥

.بريوتأمحد بن : ، حتقيق)١ط(، العدة يف أصول الفقه .أبو يعلى؛ حممد بن احلسن الفراء .٦

م ،املباركي سالةعليسة الرؤس. ٧. بن إمساعيلاألبياري ين علي؛ مشس الد .الورع ،)فاروق محادة، دار : ، حتقيق)١ط

).م١٩٨٧(بريوت، آلفاق اجلديدة، ا٨. عبد الواحد؛اإلدريسي . ةن خالل كتاب املغينمالقواعد الفقهي ،)دار ابن )٢ط ،

).ه١٤٢٣(الدمام، القيم، ٩. حيم بن احلسن؛اإلسنويعبد الر .مهيدولالتيف األص ،)د حسن : ، حتقيق)١طحمم

).ه١٤٠٠(بريوت، ؤسسة الرسالة، م هيتو، ،بريوت، املكتب اإلسالمي ،)٢ط (،واء الغليلإر. حممد ناصر الدين ؛لبايناأل .١٠

)م١٩٨٥ -ه ١٤٠٥(، شراية للندار الرو ،ةاإلسالمي، املكتبة )٣ط(، متام املنة. حممد ناصر الدين ؛األلباين .١١

).ه١٤٠٩(بريوت، ،ي املكتب اإلسالم،اجلامع الصغري وزيادته. حممد ناصر الدين ؛األلباين .١٢

.لبنان .الرياض، السعودية ،، مكتبة املعارفالسلسلة الصحيحة. حممد ناصر الدين ؛األلباين .١٣ .الرياض، السعودية ،مكتبة املعارف ،السلسلة الضعيفة. حممد ناصر الدين ؛األلباين .١٤

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 417: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٧ -

الرياض، ،مكتبة املعارف، صحيح الترغيب والترهيب. حممد ناصر الدين ؛األلباين .١٥ .السعودية

.الرياض، السعودية ،، مكتبة املعارفصحيح ابن ماجة. حممد ناصر الدين ؛األلباين .١٦١٧. د؛ابن أمري حاجد بن حممحمم .حبريقرير والتالت ،)ة، )١طدار الكتب العلمي ،

).ه١٣١٦(بريوت، ١٨. ين ؛األنصاريد بن نظام الدحمم عبد العلي .محالر وتفواتح راثدار إحياء الت ،

،م١٩٩٨(بريوت، العريب.( ١٩. ا ؛األنصاريد بن زكريا بن حممزكري .روض الطالب أسىن املطالب شرح دار ،

بريوت ،الكتاب اإلسالمي. ٢٠. ا ؛األنصاريد بن زكريا بن حممزكري .ةالبهي ةالغررالبهجة الوردي شرح املطبعة ،

.امليمنية٢١. ا ؛األنصاريد بن زكريا بن حممزكري .األنيقة احلدود ،)مازن املبارك، : ، حتقيق)١ط

).ه١٤١١(بريوت، دار الفكر املعاصر، بريوت، لبنان ، دار األمواج، )٢ط(، الوسيطاملعجم. ؛ إبراهيم، وآخرونأنيس .٢٢

)١٩٨٧.( بريوت، لفكر، ، دار ا اهلدايةالعناية شرح. حممد بن حممد بن حممود؛البابريت .٢٣

).م١٩٧٧(٢٤. سليمان بن خلف؛الباجي .ولاإلشارة يف معرفة األص ،)حتقيق)١ط ، : د عليحمم

).ه١٤١٦( مكة املكرمة، فركوس، املكتبة املكية،٢٥. ؛الباجيليمان بن خلف س .املوطأ املنتقى شرحدار الكتاب العرب ، ،بريوت، ي

).م١٩٨٣(اللجنة الوطنية، ، يف الشريعة اإلسالميةرفع احلرج. وهابالباحسني؛ يعقوب عبد ال .٢٦

.بغداد، العراقعمان، األردن، ، دار النفائس، )١ط(، أحكام املال احلرام. باز؛ عباس أمحد حممدال .٢٧

).م١٩٩٨-ه١٤١٨(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 418: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٨ -

٢٨. خاريد بن إمساعيل؛البحمم .حيحاجلامع الص ،)غا، : ، حتقيق)٣طمصطفى ديب الب ).ه١٤٠٧ (، ابن كثريدار

٢٩. د؛البخاريعبد العزيز بن أمحد بن حمم .ول البزدوياألسرار على أص كشف دار ، ).م١٩٧٤(بريوت، ي، الكتاب العرب

،خبيت املطيعي، دار الكتب العلمية: ، تصحيحتيسري التحرير. بادشاه؛ حممد أمني .٣٠ .بريوت

ؤسسة شباب اجلامعة اإلسكندرية، ، مالميأصول الفقه اإلس. أبو العينني؛بدران .٣١ ).م١٩٩٢( مصر،

، املدخل إىل مذهب اإلمام أمحد بن حنبل. عبد القادر بن أمحد الدمشقي؛ابن بدران .٣٢ ).ه١٤٠١(بريوت، ؤسسة الرسالة، م عبد اهللا التركي،: ، حتقيق)٢ط(٣٣. ؛بركيتديدد عميم اإلحسان احمم .قواعد الفقه ،)دف، )١طكراتشي، ، الص

).ه١٤٠٧(، مطبعة الرحياين، )١ط(، يف الشريعة اإلسالميةسد الذرائع. ؛ حممد هشامبرهاينال .٣٤

).م١٩٨٥-ه١٤٠٦(بريوت، .كراتشي ،مطبعة جاويد بريس، ول البزدويأص. احلنفيد بن حممعليالبزدوي؛ .٣٥٣٦. بن ال؛البصري د بن عليب أبو احلسني حممطي .العمدش رح ،)ح صال: ، حتقيق)٤ط

).ه١٤٠٧(الرياض، مكتبة املعارف، بن فوزان الفوزان،٣٧. ب؛البصريبن الطي د بن عليأبو احلسني حمم .املعتمد ،)خليل امليس، : ، حتقيق)١ط

).ه١٤٠٣(بريوت، دار الكتب العلمية، ، دار القلم ودار الفقه اإلسالمييفأثر األدلة املختلف فيها . مصطفى ديب؛البغا .٣٨

.دمشق ،العلوم اإلنسانية، دار العلوم )١ط(، يف الشريعة اإلسالميةدرء املفسدة. البغا؛ حممد احلسن مصطفى .٣٩

).ه١٤١٧(دمشق، اإلنسانية، .بريوت، لبنان ،، دار الكتاب اإلسالميجممع الضمانات. البغدادي، غانم بن حممد .٤٠عبد القادر األناؤوط : ، حتقيق)٢ط(، شرح السنة. وي؛ احلسي مب مسعود الفراءالبغ .٤١

،م١٩٨٣(بريوت، وشعيب األرناؤوط، املكتب اإلسالمي.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 419: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٠٩ -

امليلودي بن مجعة، : ، حتقيق)١ط(، ترتيب الفروق. البقوري؛ حممد بن إبراهيم .٤٢ ).م٢٠٠٣-ه١٤٢٤(بريوت، واحلبيب بن طاهر، مؤسسة املعارف،

.، لبنانبريوت ،، دار الفكر)١ط(، الفتاوى اهلندية. البلخي؛ نظام الدين وآخرون .٤٣، مؤسسة )١ط(، حقيقته وحجيته وأحكامه وضوابطهاالحتياط. بلكا؛ إلياس .٤٤

).م٢٠٠٣-ه١٢٢٤(بريوت، الرسالة، ي، قم، الدرايت حسنحممد: حتقيق ،القواعد الفقهية. البنجوردي؛ حممد حسن .٤٥

). م١٩٩٧(اهلادي، ٤٦. البد سعيد رمضان؛وطيحمم .املصلحةضوابط ،) ٤ط(،سالة، مسة الربريوت، ؤس

.)ه١٤٠٢(الرياض، ، مكتبة التوبة، )١ط(، موسوعة القواعد. البورنو؛ حممد صدقي بن أمحد .٤٧

).م٢٠٠٠(، مؤسسة الرسالة، )٤ط(، لية يف القواعد الكالوجيز. البورنو؛ حممد صدقي بن أمحد .٤٨

).م١٩٩٦-ه١٤١٦(بريوت، بريوت، م الكتب، ، عال)٢ط(، دقائق أويل النهى. منصور بن يونس؛البهويت .٤٩

). م١٩٩٦(حممد حسن الشافعي، دار الكتب : ، حتقيقكشاف القناع. منصور بن يونس؛البهويت .٥٠

). م١٩٩٧( بريوت، العلمية،٥١. أمح؛البيهقي د بن احلسني بن علي .نن الكربىالسحممد عبد القادر عطا، : ، حتقيق

).ه١٤١٤(مكة املكرمة، مكتبة دار الباز، ٥٢. ؛البيهقي عب اإلميانش،) حتقيق، )ض١ط :حممعيد زغلولد الس ،دار الكتةب العلمي،

).ه١٤١٠(بريوت، ٥٣. ركيعبد اهللا بن عبد احملسن؛الت .م أمحدأصول مذهب اإلما ،)سة )٣طمؤس ،

). ه١٤١٠(بريوت، الرسالة، ٥٤. رمذي؛التلميد بن عيسى السحمم .رمذيسنن التد شاكر، دار : ، حتقيقأمحد حمم

راث العريببريوت ،إحياء الت.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 420: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٠ -

، مكتبة حممد علي شرح التلويح على منت التوضيح. مسعود بن عمر؛التفتازاين .٥٥ ).م١٩٥٧(القاهرة، صبيح،

بن غازي، ليبيا، ، املطبعة األهلية، اإلسعاف بالطلب. أبو القاسم بن حممد؛التوايت .٥٦ ).م١٩٧٥( .، العراقبغداد ،، دار األندلساألصول العامة للفقه املقارن. حممد؛تقي احلكيم .٥٧ب عبد عبد الوها: ، حتقيقمفتاح الوصول. حممد بن أمحد أبو عبد اهللا؛التلمساين .٥٨

).ه١٤٠٣( ،بريوتاللطيف، دار الكتب العلمية، د رشاد حمم: حتقيق، درء تعارض العقل والنقل. تقي الدين عبد احلليم ابن تيمية؛ .٥٩

).ه١٣٩١(الرياض، ة، دار الكنوز األدبي، مسالح ود صالسع: حتقيق، )١ط(، شرح العمدة. تقي الدين عبد احلليم ابن تيمية؛ .٦٠

).ه١٤١٣(الرياض، مكتبة العبيكان، ، عطيشانالحممد عبد القادر :، حتقيق)١ط(، الفتاوى الكربى. تقي الدين عبد احلليم؛ابن تيمية .٦١

). ه١٤٠٨(بريوت، عطا، ومصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية،دار ، د حامد الفقي حمم:حتقيق، القواعد النورانية. تقي الدين عبد احلليمابن تيمية؛ .٦٢

).ه١٣٩٩( بريوت، ،املعرفةعبد الرمحن : ، مجع وحتقيق)٢ط(، جمموع الفتاوى. تقي الدين عبد احلليم؛ابن تيمية .٦٣

.السعودية ،بن حممد بن قاسم النجدي، مكتبة ابن تيمية األبياري، دار إبراهيم: ، حتقيق)١ط(، التعريفات. علي بن حممد بن علي؛اجلرجاين .٦٤

،ه١٤٠٥(بريوت، الكتاب العريب .( ، دار البشائر )٢ط(، الفوائد اجلنية على املواهب السنية. الفاداين؛ حممد ياسني .٦٥

).م١٩٩٦-ه١٤١٧(بريوت، اإلسالمية، ٦٦. ؛ابن جزيالغرناطي د بن أمحد الكليبحمم .ةالقوانني الفقهي ،بريوت، ، دار القلم

).م١٩٧٧( ،، دار الفكر)١ط(، أحكام القرآن. أمحد بن علي الرازيجلصاص؛ أبو بكر ا .٦٧

.بريوت

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 421: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١١ -

: ، حتقيق)١ط(، الفصول يف األصول. أبو بكر أمحد بن علي الرازي؛اجلصاص .٦٨ ).ه١٤٠٥(الكويت، رة األوقاف، عجيل جاسم النشمي، وزا

بتوضيح شرح منهج الوهابفتوحات . سليمان بن عمر بن منصور العجيلي؛اجلمل .٦٩ .، لبنانبريوت ،، دار الفكرالطالب

٧٠. ؛ابن اجلوزي دعبد الرمحن بن علي بن حمم .حقيق يف أحاديث اخلالفالت ،)١ط(، ).ه١٤١٥(بريوت، مسعد عبد احلميد السعدي، دار الكتب العلمية، : حتقيق

؛ مصطفى عبد الواحد: حتقيق ،ذم اهلوى. دعبد الرمحن بن علي بن حممابن اجلوزي؛ .٧١ .بدون

، )٣ط(، زاد املسري يف علم التفسري. دعبد الرمحن بن علي بن حممابن اجلوزي؛ .٧٢ه١٤٠٤(بريوت، ، املكتب اإلسالمي.(

٧٣. عبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف أبو املعايل؛اجلويين . رهان يفصولاألالب ،)٤ط( ، ).ه١٤١٨(املنصورة، دار الوفاء، عبد العظيم حممود الديب،: حتقيق

، )١ط(، يف الفقهالتبصرةعبد امللك بن عبد اهللا بن يوسف أبو املعايلاجلويين؛ .٧٤ ).م١٩٩٣-ه١٤١٣(القاهرة، حممد بن عبد العزيز السديس، مؤسسة قرطبة، : حتقيق

٧٥. سيتان بن أمحد البان، حممد بن حبابن حب .انابن حب صحيح ،)حتقيق)٢ط ، : ).ه١٤١٤(بريوت، مؤسسة الرسالة، ، شعيب األرناؤوط

عبد اهللا هاشم اليماين، : ، حتقيقلخيص احلبريالت. أمحد بن علي العسقالين؛بن حجرا .٧٦ ).ه١٣٨٤(املدينة املنورة،

حمب الدين اخلطيب، دار : حتقيق، فتح الباري. أمحد بن علي العسقالين؛ابن حجر .٧٧ .بريوت ،املعرفة

، دار )١ط(، اإلحكام يف أصول األحكام. علي بن أمحد األندلسي؛ابن حزم .٧٨ ). ه١٤٠٤(القاهرة، احلديث،

جلنة إحياء التراث العريب، دار : ، حتقيقاحمللى. علي بن أمحد األندلسي؛ابن حزم .٧٩ .بريوت ،اآلفاق اجلديدة

حممد أمحد عبد : ، حتقيق)١ط(، الكافيةالنبذة . علي بن أمحد األندلسي؛ابن حزم .٨٠ ).ه١٤٠٥( بريوت،العزيز، دار الكتب العلمية،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 422: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٢ -

٨١. د بن عبد املؤمن؛احلصينأبو بكر بن حمم .القواعد كتاب ،)عبد : ، حتقيق)١ط ). م١٩٩٠(الرياض، الرمحن الشعالن، مكتبة الرشد،

دار الناشر، )٢ط(، مواهب اجلليل. حممد بن حممد بن عبد الرمحن املغريب؛احلطاب .٨٢ ). ه١٣٩٨( بريوت،الفكر،

٨٣. د بن إبراهيم؛احلفناويحمم .رجيحوالت عارضالت ،)شر، )٢طدار الوفاء للطباعة والن ، ).ه١٤٠٨( املنصورة،

، املركز الثقايف العريب، )١ط(، اخلطاب الشرعي وطرق استثماره. محادي؛ إدريس .٨٤ ).م١٩٩٤(البيضاء، املغرب، الدار

٨٥. د؛احلمويأمحد بن حمم .عيون البصائر ذويغمز ،)ة، )١طدار الكتب العلمي ، ).ه١٤٠٥( بريوت،

، جامعة أم )١ط(، رفع احلرج يف الشريعة اإلسالمية. ابن محيد؛ صالح بن عبد اهللا .٨٦ ).ه١٤٠٣(مكة املكرمة، القرى،

زينب إبراهيم القاروط، : ، حتقيق)١ط(، الورع. يباينلشد اأمحد بن حممابن حنبل؛ .٨٧ -ه١٤٠٣(بريوت، دار الكتب العلمية،

ي، دار اجليل، فهمي احلسين:، ترمجةرح جملة األحكامدرر احلكام يف ش. علي؛حيدر .٨٨ ).م١٩٩١( بريوت،

، رسالة قه عند املالكية وأثره يف الف بالقواعدالتعليل). م٢٠٠٥( ،خذيري؛ الطاهر .٨٩ .، عمان، األردناجلامعة األردنيةغري مطبوع، دكتوراه،

٩٠. د بن عبد اهللا؛اخلرشيحمم .خمتصر خليل شرحلبنانبريوت، ،، دار الفكر . حممد مصطفى األعظمي، : ، حتقيقصحيح ابن خزمية. حممد بن إسحاق؛ابن خزمية .٩١

،ه١٣٩٠(بريوت، املكتب اإلسالمي.( ٩٢. د بن إبراهيم؛اخلطايبمحد بن حمم .أعالم احلديث ،)د بن سعد آل : ، حتقيق)١طحمم

).م١٩٨٨(مكة املكرمة، سعود، جامعة أم القرى، ٩٣. د بن إبراهيم؛اخلطايبمحد بن حمم .ننمعالم السالم شافي، دار : ، حتقيقعبد الس

). م١٩٩٦(بريوت، الكتب العلمية،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 423: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٣ -

،، دار القلممصادر التشريع اإلسالمي فيما ال نص فيه. عبد الوهاب؛خالف .٩٤ .)م١٩٧٢(الكويت،

٩٥. مصطفى سعيد؛اخلن .ة يف اختالف الفقهاءوليأثر االختالف يف القواعد األص ، ).١٩٨٥-١٤٠٦(بريوت، ؤسسة الرسالة، ، م)٤ط(٩٦. ارقطينبن عمر؛الد علي .ننالسهاشم اليماين املدين، دار املعرفة، عبد اهللا: ، حتقيق

). ه١٣٨٦(بريوت، حممد حميي الدين : ، حتقيقسنن أيب داود. سليمان بن األشعث السجستاين؛أبو داود .٩٧

.عبد احلميد، بريوت، دار الفكر٩٨. رييند فتحي؛الدحمم .ولهوأص حبوث مقارنة يف الفقه اإلسالمي ،)سة ، )١طمؤس

).ه١٤١٤(ريوت، ب الرسالة،٩٩. سوقيد بن أمحد بن عرفة؛الدحمم .رح الكبريعلى الش سوقيحاشية الد دار إحياء ،

.الكتب العربية، مطبعة السنة إحكام األحكام شرح عمدة األحكام. حممد بن علي؛ابن دقيق العيد .١٠٠

. القاهرة ،احملمدية، مجعية الصاحلني لتحفيظ النوويةألربعنيشرح ا. حممد بن علي ابن دقيق العيد؛ .١٠١

.عمان ،القرآن١٠٢. مياطيد شطا؛الدد حممأبو بكر بن السي . حاشية إعانة الطالبني على حل ألفاظ فتح

.بريوت ،، دار الفكراملبني١٠٣. ازيد بن أيب بكر عبد القادر؛الرحمم .حاحخمتار الص ،)حممود خاطر، : ، حتقيق)١ط

).ه١٤١٥(ت، بريوبنان، مكتبة ل١٠٤. ازيد بن عمر بن احلسني؛الرحمم .احملصول يف علم األصول ،)طه : ، حتقيق)١ط

). ه١٤٠٠(الرياض، ، جامعة اإلمامجابر العلواين، بريوت، ، دار الفكر، )٣ط(، التفسري الكبري. حممد بن عمر بن احلسنيالرازي؛ .١٠٥

).م١٩٦٠(١٠٦. افعيد عبد الكرمي بن؛الرحمم .رح الكبريالشمعوض، وعادل عبد : ، حتقيق علي

).م١٩٩٧(بريوت، املوجود، دار الكتب العلمية،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 424: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٤ -

دار، )١ط(، العلوم واحلكمجامع. عبد الرمحن بن أمحدابن رجب؛ أبو الفرج .١٠٧ ).ه١٤٠٨(، بريوت، املعرفة

، دار الكتب اإلسالميالقواعد يف الفقه . عبد الرمحن بن أمحدأبو الفرج ؛ابن رجب .١٠٨ .بريوت ،العلمية

، مطالب أويل النهى يف شرح غاية املنتهى. مصطفى بن سعد السيوطي؛الرحيباين .١٠٩ ،ه١٣٨٠(دمشق، املكتب اإلسالمي.(

حممد : ، حتقيق)١ط(، البيان والتحصيل. حممد بن أمحد القرطيبابن رشد اجلد؛ .١١٠ ).ه١٤٠٤(بريوت، مي، حجى وآخرين، دار الغرب اإلسال

١١١. ؛ابن رشد اجلدد بن أمحد القرطيبحمم .داتمات املمهاملقد ،)ا : ، حتقيق)١طزكري ).ه١٤٢٣(بريوت، عمريات، دار الكتب العلمية،

،، دار الفكربداية اتهد. حممد بن أمحد القرطيب أبو الوليد؛ابن رشد احلفيد .١١٢ .بريوت

بريوت، لبنان، ، دار الكتب العلمية، شرح حدود ابن عرفة. اسمالرصاع؛ حممد بن ق .١١٣ ).م١٩٩٣(، رسالة ماجستري، قواعد األخذ باألحوط ).م٢٠٠٢( ،الرفاعي؛ إبراهيم مصطفى .١١٤

.، األردناجلامعة األردنية، عمانغري مطبوع، ١١٥. ؛ أمحد بن أمحد األنصاريمليالر .مليفتاوى الرة، املكتبة اإلسالبريوت ،مي. ١١٦. ملي؛الرين أمحد األنصاريد ابن اإلمام شهاب الدحمم .هاية احملتاج إىل شرح ن

). م١٩٨٤(بريوت، ، دار الفكر، املنهاج١١٧. وكيد؛الرحمم .ها يف اختالف الفقهاءقعيد وأثرة التنظري ،)دار ابن حزم، )١ط ،

).م٢٠٠٠(بريوت، ، دار الكلمة للنشر، )١ط(، يف العلوم اإلسالميةلتقريبنظرية ا. الريسوين؛ أمحد .١١٨

).م١٩٩٧ -ه١٤١٨(املنصورة، مصطفى : ، تصحيح وتعليق)٦ط(، شرح القواعد الفقهية. أمحد بن حممد؛الزرقا .١١٩

).ه١٤٢٢(دمشق، الزرقا، دار القلم، ).ه١٤١٨(دمشق، ، دار القلم،)١ط(، املدخل الفقهي العام. مصطفى أمحد؛الزرقا .١٢٠

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 425: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٥ -

١٢١. ركشيادر؛الز دين بن حممبدر الد .احمليط البحر ،)مصر، ، دار الكتيب،)١ط . )م١٩٩٤(١٢٢. ركشيادر؛الز دين بن حممبدر الد .املنثور يف القواعد ،)تيسري فائق : ، حتقيق)٢ط

).ه١٤٠٥(الكويت، ارة األوقاف، حممود، وز ،، دار الكتاب العريب عن حقائق التنزيللكشافا. الزخمشري؛ حممود بن عمر .١٢٣

.بريوت: ، حتقيق)٢ط(، ختريج الفروع على األصول. حممد بن أمحد أبو املناقب؛الزجناين .١٢٤

).ه١٣٩٨(بريوت، حممد أديب صاحل، مؤسسة الرسالة، .القاهرة، مصر ،، دار املعارف اإلسالميأصول الفقه. حممد؛أبو زهرة .١٢٥، دار الفكر العريب، )٣ط(، مالك حياته وعصره آراؤه وفقهه. حممد؛أبو زهرة .١٢٦

).م١٩٩٧(القاهرة، ١٢٧. يلعياهللا بن يوسف عبد ؛الز .اية ختريجأحاديث اهلدايةنصب الر حتقيق ، :د حممه١٣٥٧(مصر، ،دار احلديث، وسف البنوريي.( ١٢٨. يلعي؛الزعثمان بن علي . احلقائق قائقتبينيكرت الد شرح ،دار الكتاب اإلسالمي ،

).ه١٣١٣(القاهرة، ١٢٩. امليعبد اهللا بن محيد؛الس .مسطلعة الش شرح ،والثقافة راث القوميوزارة الت ،

).ه١٤٠١(سلطنة عمان، ١٣٠. امرائيإبراهيم؛الس .الفرائدمعجم )م١٩٨٤(بريوت، ، مكتبة لبنان، )١ط.( بريوت، ،، دار املعرفةفتاوى السبكي. ين علي بن عبد الكايفتقي الد السبكي؛ .١٣١

.لبنان١٣٢. بكي؛ابن الساب بن عليعبد الوه .املنهاج شرح اجاإل ،)دار الكتب )١ط ،

).ه١٤٠٤(بريوت، العلمية، ١٣٣. بكي؛ابن الساب بن عليعبد الوه .ظائروالن األشباه ،)عادل عبد : ، حتقيق)١ط

).ه١٤٢٢(بريوت، د، دار الكتب العلمية، املوجودار الكتب ، )٣ط(، فتح املغيث. محند بن عبد الرين حمممشس الدالسخاوي؛ .١٣٤

ه١٤٠٣(بريوت، ، ةالعلمي.(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 426: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٦ -

١٣٥. رخسيأمحد بن أيب سهل؛الس د بنحمم .رخسيأصول الس ،)رفيق : ، حتقيق)١ط ).ه١٤١٨(بريوت، العجم، دار املعرفة،

، الشركة الشرقية شرح السري الكبري. حممد بن أمحد بن أيب سهل سي؛السرخ .١٣٦ .بريوت ،لإلعالنات

١٣٧. رخسيأمحد بن أيب سهل؛الس د بنحمم .وطاملبسيف الفقه احلنفي دار املعرفة ، ، ).م١٩٨٩-ه١٤٠٩(بريوت،

،در للمعرفة، دار صاالطبقات الكربى. د بن سعد بن منيع البصريحمم ابن سعد؛ .١٣٨ .بريوت

حممد حسن : ، حتقيققواطع األدلة. منصور بن حممد بن عبد اجلبار؛ابن السمعاين .١٣٩ ).ه١٤١٨(بريوت، إمساعيل، دار الكتب العلمية،

، يف عصر اخلالفةاالجتهاد بالرأي .)م٢٠٠٥(، السنوسي؛ عبد الرمحن بن معمر .١٤٠ .، عمان، األردن األدرنيةاجلامعة غري مطبوع، رسالة دكتوراه،

١٤١. نوسير؛السمحن بن معمعبد الر .املآالت اعتبار ،)١ط( ،دار ابن اجلوزي ، ).ه١٤٢٤(السعودية،

الرياض، ، مكتبة الرشد، )١ط(، مراعاة اخلالف. عبد الرمحن بن معمرالسنوسي؛ .١٤٢ ).م٢٠٠٠-ه١٤٢٠(١٤٣. يوطيمحن بن أيب بكر؛السعبد الر .ظائراألشباه والن، )ة، )١طدار الكتب العلمي ،

).ه١٤٠٣(بريوت، عبد الوهاب عبد : حتقيق، تدريب الراوي. عبد الرمحن بن أيب بكرالسيوطي؛ .١٤٤

.ياضالر ،ياض احلديثةمكتبة الر، طيفالل: ، حتقيقجزيل املواهب يف اختالف املذاهبعبد الرمحن بن أيب بكرالسيوطي؛ .١٤٥

).م١٩٩٦(بريوت، إمساعيل، دار الكتب العلمية، حسن١٤٦. د األنصاريد بن حمماط؛ حممابن الش .روقالش إدرار ،بريوت، ، عالم الكتب

.، للقرافيالفروقمطبوع بأسفل بريوت، لبنان، ، دار املعرفة، االعتصام. إبراهيم بن موسى الغرناطيالشاطيب؛ .١٤٧

).م١٩٨٢(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 427: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٧ -

١٤٨. اطيبإبر؛الش اهيم بن موسى الغرناطي .ريعةاملوافقات يف أصول الشاهللا عبد : ، حتقيق .بريوت ،دراز، دار املعرفة

١٤٩. افعيد بن إدريس؛الشحمم .األم ،)ه١٣٩٣(بريوت، ، دار املعرفة، )٢ط.( بريوت، أمحد شاكر، املكتبة العلمية، : ، حتقيقالرسالة. حممد بن إدريسالشافعي؛ .١٥٠

).م١٩٦٩(، دار النفائس، )١ط(، يف الفقه اإلسالميالعمل باالحتياط. شاكر؛ منيب حممود .١٥١

). م١٩٩٨-ه١٤١٨(الرياض، عمان، ، دار الفرقان، )١ط(، القواعد الكلية والضوابط الفقهية. حممد عثمان؛شبري .١٥٢

).ه١٤٢٠(١٥٣. تريسعد بن ناصر بن عبد العزيز؛الش .عن األ والظن نيالقطعوليص ،)دار )١ط ،

).ه١٤١٨(احلبيب، الرياض، ١٥٤. ربييند؛الشمحن بن حممعبد الر .على شرح احمللي على مجع اجلوامعتقريرات دار ،

). ه١٤٠٢(بريوت، الفكر، ١٥٥. ربييند بن أمحد اخلطيب؛الشحمم .شرح املنهاجتاجغين احملم ،)عادل : ، حتقيق)١ط

.بريوت ،، دار الكتب العلميةعبد املوجود، وعلي معوض-ه١٤٠٠(بريوت، ، دار النهضة العربية، تعليل األحكام. شليب؛ حممد مصطفى .١٥٦

).م١٩٨١١٥٧. د مهديين؛ حمممشس الد .قليداالجتهادوالت ،)ة، )١طوليسة الدبريوت، ، املؤس

).م١٩٩٨-ه١٤١٩(، مطبعة برار شرح طلعة األنوارهدي األ. عبد اهللا بن إبراهيم العلويالشنقيطي؛ .١٥٨

).ه١٣٢٩(املغرب، فاس، ١٥٩. نقيطيد أمني؛الشحمم .أضواء البيان ،)أمحد بن عبد ، طبعة على نفقة األمري)١ط

).ه١٤٠٣(السعودية، العزيز، ١٦٠. نقيطيد أمني؛الشحمم .ولذكرة يف علم األصمة سامل، دار : ، حتقيقيخ عطيالش

).ه١٣٩١( بريوت،القلم،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 428: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٨ -

١٦١. نقيطيد أمني؛الشحمم .عودالس ود على مراقيالور نثر ،)حتقيق وإكمال)١ط ، : ).ه١٤١٥(جدة، حممد ولد حبيب الشنقيطي، دار املنارة،

١٦٢. د اخلضر اجلكين؛ حممنقيطيالش .راريكوثر املعاين الد ،)سالة، )١طسة الرمؤس ، ).م١٩٩٥-ه١٤١٥(بريوت،

حممد سعيد : ، حتقيق)٢ط(، إرشاد الفحول. حممد بن علي بن حممد؛الشوكاين .١٦٣ ).ه١٤١٢(بريوت، البدري، دار الفكر،

حممود إبراهيم : ، حتقيق)١ط(، السيل اجلرار. حممد بن علي بن حممد؛الشوكاين .١٦٤ ). ه١٤٠٥(، بريوت، زايددار الكتب العلمية،

، فتح القدير اجلامع بني فين الرواية والتفسري. بن حممد حممد بن علي ؛الشوكاين .١٦٥ .بريوت ،دار الفكر

حممد : ، تعليق عن املشتبهاتكشف الشبهات. حممد بن علي بن حممدالشوكاين، .١٦٦ .مصر ،منري، مطبعة املعاهد

،ر احلديث، دانيل األوطار شرح منتقى األخبار. حممد بن علي بن حممد؛الشوكاين .١٦٧ .مصر

القاهرة، شفيق شحاتة، جامعة القاهرة، : حتقيق،األصل. الشيباين؛ حممد احلسن .١٦٨ ).م١٩٥٤(، دار إحياء جممع األر شرح ملتقى األحبر. عبد الرمحن بن حممد؛شيخي زادة .١٦٩

راث العريببريوت ،الت . ١٧٠. ريازي؛الشإبراهيم بن علي .ول الفقبصرة يف أصهالت ،)د حسن : ، حتقيق)١طحمم

). ه١٤٠٣(دمشق، هيتو، دار الفكر، ١٧١. ريازي؛الشإبراهيم بن علي .ول الفقهاللمع يف أص شرح ،)يد : ، حتقيق)١طعبد ا

،ه١٤٠٨(بريوت، تركي، دار الغرب اإلسالمي.( اإلسالمي، ، املكتب )٤ط(، يف الفقه اإلسالميتفسري النصوص. صالح؛ حممد أديب .١٧٢

). م١٩٩٣-ه١٤١٣(بريوت، حممد عبد السالم : ، تصحيحبلغة السالك ألقرب املسالك. الصاوي؛ أمحد بن حممد .١٧٣

.بريوت ،شاهني، دار الكتب العلمية

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 429: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤١٩ -

.بريوت، لبنان ،، دار الكتاب اللبنايندروس يف علم األصول. الصدر؛ حممد باقر .١٧٤: حتقيق، أدب املفيت واملستفيت. يرهرزومحن الشلرثمان بن عبد اابن الصالح، ع .١٧٥

).ه١٤٠٧(، بريوت، م الكتبعال، عبد اهللاموفقحسني : حتقيق، )١ط(، إجابة السائل. الكحالينحممد بن إمساعيل الصنعاين؛ .١٧٦

السوحسن األهدل،ياغي ،مم١٩٨٦( ،بريوت، الرسالة سةؤس.( ،دار احلديث ،سبل السالم شرح بلوغ املرام. الكحالين حممد بن إمساعيل؛الصنعاين .١٧٧

.مصر، طارق بن عوض اهللا:حتقيق، املعجم األوسط. ليمان بن أمحد بن أيوبسالطرباين؛ .١٧٨ ).ه١٤١٥(القاهرة، دار احلرمني، ، عبد احملسن بن إبراهيم وعبدا محدي بن :حتقيق ،)٢ط(، الكبرياملعجم. ليمان بن أمحد بن أيوبسالطرباين؛ .١٧٩

).م١٩٨٣ -ه١٤٠٤ ( املدينة املنورة،، العلوم واحلكماملوصل مكتبة، دي١٨٠. د بن إمساعيل؛الطحاويأمحد بن حمم .على مراقي الفالح حاشية الطحاوي املطبعة ،

).ه١٣١٨(الكربى، بريوت، ،عرفة، دار املشرح معاين اآلثار. أمحد بن حممد بن إمساعيلالطحاوي؛ .١٨١

.لبنان١٨٢. بن خليل؛الطرابلسي ين عليعالء الد .عني احلكاممبريوت، لبنان ،، دار الفكر . عبد اهللا بن عبد احملسن : ، حتقيق)١ط(، شرح خمتصر الروضة. جنم الدين؛الطويف .١٨٣

).ه١٤٠٧(بريوت، التركي، مؤسسة الرسالة، : ، تعليق)١ط(، عن حقائق السننالكاشف. اهللالطييب؛ احلسن بن حممد بن عبد .١٨٤

ه١٤٢٢(بريوت، حممد مسك، دار الكتب العلمية، ،املعرفةدار ، العقود الدرية تنقيح الفتاوى احلامدية. حممد أمني بن عمر؛ابن عابدين .١٨٥

.بريوتعادل : ، حتقيق)١ط (،رد احملتار على الدر املختار. حممد أمني بن عمر؛ابن عابدين .١٨٦

).م١٩٩٤(بريوت، ، دار الكتب العلميةعبد املوجود، وعلي معوض، ،)١ط (،نزهة النواظر على األشباه والنظائر. حممد أمني بن عمر؛ابن عابدين .١٨٧

).ه١٤٠٣(دمشق، حممد مطيع احلافظ، دار الفكر،: حتقيق

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 430: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٠ -

تونس، الدار التونسية للنشر والتوزيع، ، والتنويرالتحرير. ؛ حممد الطاهرابن عاشور .١٨٨ ).م١٩٨٤(حممد : ، حتقيق)٢ط(، الشريعة اإلسالميةمقاصد. ابن عاشور؛ حممد الطاهر .١٨٩

).م٢٠٠١-ه١٤٢١(عمان، امليساوي، دار النفائس، حممد مساعي، : ، حتقيق)١ط(، ولمرتقى الوص. حممد بن حممد األندلسي؛ابن عاصم .١٩٠ ).ه١٤١٥(املدينة املنورة، ار البخاري، دزكريا عمريات، دار الكتب : ، حتقيق البيناتاآليات. العبادي؛ أمحد بن قاسم .١٩١

).م١٩٩٦-ه١٤١٧(بريوت، العلمية، .ةي، املطبعة اخلرياجلوهرة النيرة. العبادي؛ حممد بن علي احلدادي .١٩٢١٩٣. ابن عبد الب؛روسف بن عبد اهللا يمريالن .مهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيدالت ،

، العريباملغربمصطفى العلوي، وحممد البكري، وزارة عموم األوقاف، : حتقيق ).ه١٣٨٧(مسعد : ، حتقيقجامع بيان العلم وفضله. وسف بن عبد اهللا النمريي ؛ابن عبد البر .١٩٤

ه١٤٢١(وت، بريالسعدين، دار الكتب العلمية، ،م عطاسال: حتقيق ،)١ط(، االستذكار. وسف بن عبد اهللا النمرييابن عبد البر؛ .١٩٥ ).م٢٠٠٠ - ه١٤٢١(بريوت، ،ةدار الكتب العلمي، ضد معوحمموحبيب الرمحن : ، حتقيق)٢ط(، صنفامل. أبو بكر ابن مهام الصنعاين؛عبد الرزاق .١٩٦

).ه١٤٠٣( بريوت،مي، األعظمي، املكتب اإلسالحسان : ، حتقيقشجرة املعارف واألحوال. عز الدين عبد العزيزابن عبد السالم؛ .١٩٧

.الرياض ،عبد املنان، بيت األفكار الدولية، دار الكتب قواعد األحكام يف مصاحل األنام. عز الدين عبد العزيز؛ابن عبد السالم .١٩٨

.بريوت ،العلمية، على نكت مسائل اخلالفاإلشراف. ؛ أبو حممد بن علي القاضيعبد الوهاب .١٩٩

).ه١٤٢٠(بريوت، احلبيب بن طاهر، دار ابن حزم، : ، حتقيق)١ط(، دار إحياء التراث )٣ط(، كشف اخلفاء. إمساعيل حممد بن عبد اهلادي؛العجلوين .٢٠٠

بريوت ،العريب.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 431: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢١ -

٢٠١. ؛العدويعيديالص علي .حاشية العدويقيق، حت :يخيو ،وسف الش ،د البقاعيحمم ).ه١٤١٢(بريوت، دار الفكر،

٢٠٢. ؛العراقي املغين عن محل األسفار يف ختريج ما يف اإلحياء من أخبار مع مطبوع ، . لإلمام أي حامد الغزالياإلحياء: كتاب

بريوت، ،، دار إحياء الكتب العربيةطرح التثريب. العراقي؛ عبد الرحيم بن احلسني .٢٠٣ .لبنان

٢٠٤. د بن عبد األندلسي؛ حممابن العريب .أحكام القرآن ،)ة)١طدار الكتب العلمي ،، .بريوت

٢٠٥. د بن عبد األندلسي؛ حممابن العريب .شرح موطأ مالك أنس القبس ،)حتقيق)١ط ، : ،د عبد اهللا ولد كرمي، دار الغرب اإلسالميم١٩٩٢(بريوت، حمم .(

سعيد فودة، دار البيارق، : ، تعليقاحملصول. حممد بن عبد األندلسيابن العريب؛ .٢٠٦ ). م١٩٩٩(عمان،

-ه١٤٢١(جدة، ، دار اتمع، )١ط(، داللة الكتاب والسنة. عزام؛ عبد اهللا .٢٠٧ ).م٢٠٠١

دار الكتب لياحملحاشية العطار على شرح . حسن بن حممد بن حممود؛العطار .٢٠٨ .تبريو ،العلمية

دار ، يلفيت إبراهيم الس:قيق، حتحتقيق املراد. صالح الدين خليل كيكلدي العالئي؛ .٢٠٩ .الكويت ،ةقافيالكتب الث

٢١٠. ؛العالئيين خليل كيكلديصالح الد .موع املذهب يف قواعد املذهبا ،)١ط( ،ملكرمة، مكة احتقيق جميد علي العبيدي، وأمحد خضري عباس، املكتبة املكية،

).ه١٤٢٥(، فتح العلي املالك يف الفتوى على مذهب مالك. حممد بن أمحد بن حممدعليش؛ .٢١١

.بريوت ،دار الكتب العلمية، دار الفكر، منح اجلليل شرح خمتصر خليل. حممد بن أمحد بن حممد؛عليش .٢١٢

).ه١٤٠٩( بريوت،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 432: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٢ -

٢١٣. ؛ وميض بن رمزيريالعم .متكني الباحث ،)١ط(، ،فائسان، دار النعم)ه١٤٢١- ).م٢٠٠١

بريوت، ، مؤسسة الرسالة، )١٤ط(، التشريع اجلنائي اإلسالمي. عودة؛ عبد القادر .٢١٤ ).م١٩٩٨-ه١٤١٩( ، دار الفكر شرح صحيح البخاريعمدة القاري. العيين؛ بدر الدين حممود بن أمحد .٢١٥

.بريوت . لبنانبريوت، ،، دار املعرفةاء علوم الدينإحي. أبو حامد حممد بن حممد؛الغزايل .٢١٦: ، حتقيق)١ط(، من علم األصولاملستصفى. أبو حامد حممد بن حممد؛الغزايل .٢١٧

).ه١٤١٣(بريوت، حممد الشايف، دار الكتب العلمية، حممد : ، حتقيق األصولتعليقاتاملنخول من . أبو حامد حممد بن حممد الغزايل؛ .٢١٨

).م١٩٨٠(دمشق، و، دار الفكر، حسن هيتأمحد إبراهيم، وحممد : ، حتقيق يف املذهبالوسيط. أبو حامد حممد بن حممد الغزايل؛ .٢١٩

).م١٩٩٧(مصر، تامر، دار السالم، ، املكتب )١ط(، اإلثبات بالقرائن يف الفقه اإلسالمي. إبراهيم حممد؛الفائز .٢٢٠

،ه١٤٠٢(بريوت، اإلسالمي.( ، دار )٢ط(، الفوائد اجلنية حاشية املواهب السنية. حممد ياسني بن عيسى؛الفاداين .٢٢١

).م١٩٩٦(بريوت، البشائر، عبد السالم هارون، : ، حتقيقمعجم مقاييس اللغة. ابن فارس؛ أبو احلسي أمحد .٢٢٢

،م١٩٦٩(القاهرة، مطبعة احلليب.( .بريوت ،، دار الكتب العلميةكامتبصرة احل. إبراهيم بن علي اليعمري؛ابن فرحون .٢٢٣، مطبعة شيخ يف أصول الشرائعفصول البدائع. الفناري؛ مشس الدين حممد بن محزة .٢٢٤

).م١٧٧٢(أستانة، حيي، حممد : ، حتقيق)١ط(، احلدود يف األصول. حممد بن احلسن األصبهاين؛ابن فورك .٢٢٥

،ليماين، دار الغرب اإلسالميم١٩٩٩( بريوت،الس.( ٢٢٦. د بن يعقوب؛الفريوز آباديحمم .القاموس احمليطسالة، مسة الربريوت ،ؤس.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 433: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٣ -

٢٢٧. ومياملقري؛الفي د بن عليأمحد بن حمم .رح الكبرياملنري يف غريب الش املصباح، .املكتبة العلمية

عبد العزيز : يق، حتق)٢ط(، روضة الناظر. موفق الدين عبد اهللا بن أمحد؛دامةابن ق .٢٢٨ ).ه١٣٩٩(الرياض، عبد الرمحن سعيد، جامعة اإلمام حممد بن سعود،

.بريوت ،، دار إحياء التراث العريباملغين. موفق الدين عبد اهللا بن أمحد؛دامةابن ق .٢٢٩: ، حتقيق)١ط(، يف الفقه املالكيالذخرية. القرايف، شهاب الدين أمحد بن إدريس .٢٣٠

).م١٩٩٤( بريوت، دار الغرب اإلسالمي، وآخرين،يحممد حج ،، عالم الكتبروق يف أنواء الفروقأنوار الب. شهاب الدين أمحد بن إدريس؛القرايف .٢٣١

.بريوت، )٢ط(، ول يف شرح احملصول األصنفائس. شهاب الدين أمحد بن إدريسالقرايف؛ .٢٣٢

مكة املكرمة، تبة مصطفى الباز، عادل عبد املوجود، وعلي معوض، مك: حتقيق ).م١٩٩٧-ه١٤١٨(أمحد : ، حتقيق)٢ط(، ألحكام القرآناجلامع. حممد بن أمحد األنصاري؛رطيبالق .٢٣٣

عب، ردونالبدار الش ،م١٩٥٢(القاهرة، ي.( حميي : ، حتقيق)١ط(، مسلم ملا أشكل مناملفهم. القرطيب؛ أمحد بن عمر بن إبراهيم .٢٣٤

م١٩٩٦-ه١٤١٧(دمشق، ين مستو، وآخرين، دار ابن كثري، الد .( بريوت، ، دار ابن حزم، )١ط(، يف اخلالف الفقهياالستدالل وأثره. قريسة؛ هشام .٢٣٥

).م٢٠٠٥-ه١٤٢٦(٢٣٦. ؛قليويبأمحد سالمة، وعمرية، أمحد الربنسي .اغبنيحاشيةز الرعلى كن ،إحياء دار

.الكتب العربيةعبد اجلبار زكار، دار الكتب : ، حتقيقأجبد العلوم. ديق بن حسنالقنوجي؛ ص .٢٣٧

).م١٩٧٨(بريوت، العلمية، ، دار الكتب إعالم املوقعني عن رب العاملني. حممد بن أيب بكر الزرعي؛ابن القيم .٢٣٨

.بريوت ،العلميةد حامد حمم:قيقحت، )٢ط(، إغاثة اللهفان. حممد بن أيب بكر الزرعيابن القيم؛ .٢٣٩

).م١٩٧٥ -ه١٣٩٥(بريوت، دار املعرفة، ، الفقي

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 434: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٤ -

، هشام عطا:حتقيق، )١ط (،بدائع الفوائد. حممد بن أيب بكر الزرعي؛ابن القيم .٢٤٠ ).م١٩٩٦-ه١٤١٦(مكة املكرمة، مكتبة الباز، وآخرين،

،بريوتة، دار الكتب العلمي ،الروح. حممد بن أيب بكر الزرعيابن القيم؛ .٢٤١ ).م١٩٧٥ -ه١٣٩٥(، )١٤ط(، يف هدي خري العبادزاد املعاد. حممد بن أيب بكر الزرعي ابن القيم؛ .٢٤٢

مكتبة املنار و ،سالةؤسسة الرم ،شعيب األرناؤوطو ،عبد القادر األرناؤوط: حتقيقم١٩٨٦-ه١٤٠٧(، بريوت، ةاإلسالمي .(

مطبعة ،حممد غازي: حتقيقاحلكمية الطرق. حممد بن أيب بكر الزرعي ابن القيم؛ .٢٤٣ .القاهرة ،ياملدن

دار ، سلمانمشهور: حتقيق، )١ط(، الفروسية. حممد بن أيب بكر الزرعيابن القيم؛ .٢٤٤ ).م١٩٩٣-ه١٤١٤( ، السعودية،حائلاألندلس،

حممد حامد :قيقحت، )٢ط(، السالكنيمدارج. حممد بن أيب بكر الزرعيابن القيم؛ .٢٤٥ ).م١٩٧٣-ه١٣٩٣(بريوت، ،دار الكتاب العريب، الفقي

،ةب العلميدار الكت ،مفتاح دار السعادة. حممد بن أيب بكر الزرعيابن القيم؛ .٢٤٦ .بريوت

، دار الكتب العلمية، الصنائعبدائع. عالء الدين بن أيب بكر بن مسعود؛الكاساين .٢٤٧ ).م١٩٩٧(بريوت،

، مطبوع مع تأسيس النظر للدبوسي، القاهرة، مطبعة قواعد الكرخي ؛لكرخيا .٢٤٨ .زكريا يوسف: اإلمام، نشر

٢٤٩. ؛الكفوي وب بن موسى احلسيينأبو البقاء، أي .اتالكلي ،)سالة، )٢طسة الرمؤس ، ).ه١٤١٣(بريوت،

، دار النفائس، )١ط(، ليني عند األصواألدلة االستئناسية. الكناين؛ أشرف بن حممود .٢٥٠ ). م٢٠٠٥-ه١٤٢٥(عمان،

حممد : ، حتقيق والفوائد األصوليةالقواعد. ؛ عالء الدين علي بن عباسابن اللحام .٢٥١ ).م١٩٩٥-ه١٤١٦(بريوت، شاهني، دار الكتب العلمية،

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 435: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٥ -

د الباقي، حممد فؤاد عب: ، حتقيقسنن ابن ماجه. حممد بن يزيد القزويين؛ابن ماجة .٢٥٢ .بريوت ،دار الفكر

٢٥٣. د بن علي؛ أبو عبد اهللا حمماملازري .سلماملعلم بفوائد م ،)د : ، حتقيق)٢طحمم ).م١٩٩٢(بريوت، دار الغرب اإلسالمي، الشاذيل النيفر،

٢٥٤. مالك ابن أنس بن مالك األصبحي .نةاملدويف الفقه املالكي ةدار الكتب العلمي ،، .بريوت

دار إحياء ،د فؤاد عبد الباقيحمم: حتقيق، املوطأ. ابن أنس بن مالك األصبحيمالك .٢٥٥مصر ،التراث العريب.

الرياض، ، دار إشبيليا، )١ط(، قواعد الوسائل. مصطفى بن كرامة اهللا؛خمدوم .٢٥٦ ).م١٩٩٩-ه١٤٢٠(السعودية،

٢٥٧. بن سليمان بن أمحد؛املرداوي علي .اإلنصافحتقيق ، :د حامد الفقي، دار إحياء حممراث العريببريوت ،الت .

الدمام، ، دار ابن القيم، )١ط(، القواعد األصولية عند الشاطيب. املريين؛ اجلياليل .٢٥٨ ).م٢٠٠٤-ه١٤٢٥(٢٥٩. ؛مسلماج النيسابوريأبو احلسني ابن احلج .مسلم صحيحد فؤاد عبد : ، حتقيقحمم

.بريوت ، العريبالباقي، دار إحياء التراثعبد الوهاب أبو سليمان، : ، حتقيق)٢ط(، اجلواهر الثمينة. املشاط؛ حسن بن حممد .٢٦٠

،م١٩٩٠(بريوت، دار الغرب اإلسالمي.( ٢٦١. د أبو املكارم؛املطرزييبن عبد الس ناصر .املغرب يف ترتيب املعرب دار الكتاب ،

بريوت ،العريب . ، دار العلم للماليني، )١ط(، علم أصول الفقه يف ثوبه اجلديد. حممد جواد؛مغنية .٢٦٢

).م١٩٧٥(بريوت، ، مكتبة الرياض واملنح املرعيةاآلداب الشرعية. حممد بن حممد املقدسيابن مفلح؛ .٢٦٣

).م١٩٧١(الرياض، احلديثة، .بريوت ،م الكتب، عالالفروع. حممد بن حممد املقدسي؛ابن مفلح .٢٦٤

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 436: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٦ -

أمحد بن عبد اهللا بن محيد، جامعة : ، حتقيقالقواعد. حممد بن حممد بن أمحد؛ملقريا .٢٦٥ .مكة املكرمة ،أم القرى

محدي عبد : ، حتقيق)١ط(، خالصة البدر املنري. عمر بن علي األنصاري؛ابن امللقن .٢٦٦ ).ه١٤١٠(الرياض، ايد إمساعيل، مكتبة الرشد،

، دار العاصمة، اإلعالم بفوائد عمدة األحكام. علي األنصاريعمر بنابن امللقن؛ .٢٦٧ ).ه١٤١٠(السعودية،

٢٦٨. ءوف؛املناويد عبد الرحمم .اتوقيف على مهمعاريفا التلت ،)د : ، حتقيق)١طحمم ).ه١٤١٠( بريوت،الداية، دار الفكر املعاصر،

٢٦٩. ؛املناوي وفءعبد الر .فيض القدير ،)تعليق)١ط ،: ،ماجد احلموي ة املكتبة التجاري ).ه١٣٥٦(مصر، ، الكربى

دار عبد اهللا ، حممد الشيخ: ، حتقيقشرح املنهج املنتخب. أمحد بن علي؛املنجور .٢٧٠نقيطيياض ،الشالر.

زكريا عمريات، : ، حتقيقالتاج واإلكليل ملختصر خليل. املواق؛ حممد بن يوسف .٢٧١ ).م١٩٩٥(بريوت، دار الكتب العلمية،

٢٧٢. ؛املنذري عبد العظيم بن عبد القوي .رهيبرغيب والتالت ،)إبراهيم : ، حتقيق)١طينمشس الد ،ه١٤١٧(بريوت، ، ةدار الكتب العلمي.(

بريوت، ،، دار صادر)١ط(، لسان العرب. حممد بن مكرم اإلفريقي؛ابن منظور .٢٧٣ . لبنان

. لبنانبريوت، ،، دار املعرفةشرح حتفة احلكام. حممد بن أمحد الفاسي؛ميارة .٢٧٤، مطبعة شرح الكوكب املنري. الفتوحيحممد بن أمحد بن عبد العزيز ؛ابن النجار .٢٧٥

.مصر ،السنة احملمديةحممد مطيع احلافظ، دار : ، حتقيقاألشباه والنظائر. زين الدين بن إبراهيم؛ابن جنيم .٢٧٦

). ه١٤٠٣(دمشق، الفكر، ، دار الكتاب البحر الرائق شرح كنز الدقائق. زين الدين بن إبراهيم؛ابن جنيم .٢٧٧

القاهرة ،اإلسالمي. ٢٧٨. دويأمحد؛الن علي .ةالفقهي القواعد،) ه١٤٢٠( دمشق،، دار القلم، )٥ط .(

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 437: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٧ -

٢٧٩. سائيعيب؛النمحن أمحد بن شأبو عبد الر .سائيسنن الن ،)اح عبد: ، حتقيق)٢طالفت ).ه١٤٠٦(حلب، املطبوعات اإلسالمية، أبو غدة، مكتب

، دار الكتب )١ط(، كشف األسرار. النسفي؛ أبو البركات عبد اهللا بن أمحد .٢٨٠ ).م١٩٨٦(بريوت، العلمية،

.بغداد ،، مكتبة املثنىطلبة الطلبة. النسفي؛ عمر بن حممد بن أمحد .٢٨١ . بريوت، لبنان ، دار الفكرالفواكه الدواين. ن سالمالنفراوي؛ أمحد بن غنيم ب .٢٨٢، املكتبة األزهرية للتراث، )١ط(، أصول الفقه اإلسالمي. د زهري حمم؛أبو النور .٢٨٣

).ه١٤١٢( مصر،٢٨٤. وويي؛ النحيىي بن شرف بن مر .روضة الطالبني ،)٢ط( ،املكتب اإلسالمي ،

).ه١٤٠٥(بريوت، ٢٨٥. ووييحيىي؛ النبن شرف بن مر .صحيح مسلم شرح ،)دار إحياء التراث )٢ط ،

،ه١٣٩٢(بريوت، العريب( ٢٨٦. وويي؛النحيىي بن شرف بن مر .املهذب شرح موعا ،ةإدارة الطباعة املنريي ،

).ه١٩٢٥(القاهرة، ، دار )٢ط (،فتح القدير. كمال الدين حممد بن عبد الواحد السيواسي؛ابن اهلمام .٢٨٧

.بريوت ،الفكر، بريوت ،سالةسة الرمؤس ،كرت العمال. علي بن حسام الدين املتقياهلندي؛ .٢٨٨

).م١٩٨٩(٢٨٩. ؛اهلنديحيم األرمويد بن عبد الرحمم .ول يف دراية األصولاية الوص ،)١ط( ،

مكة رية، م السويح، املكتبة التجاليمان اليوسف، وسعد بن سالصاحل بن س: حتقيق ).ه١٤١٦(املكرمة،

٢٩٠. بن حجر؛اهليتمي د بن عليأمحد بن حمم .حتفة احملتاج يف شرح املنهاج دار إحياء ،راث العريببريوت ،الت.

، املكتبة اإلسالمية،الفتاوى الفقهية الكربى. عليأمحد بن حممد بن اهليتمي؛ .٢٩١ .بريوت

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 438: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٨ -

، دار الكتب العلمية، يف شرح األربعنيالفتح املبني. عليأمحد بن حممد بن اهليتمي؛ .٢٩٢ ).م١٩٧٨(بريوت،

٢٩٣. د بن ؛اهليتميأمحد بن حمم علي .ماعمات اللهو والسعاع عن حمرالر كف، )١ط( ، .)ه١٤٠٦( بريوت،حممد عطا، دار الكتب العلمية، : حتقيق

.يت، الكواملوسوعة الفقهية. وزارة األوقاف الكويتية .٢٩٤-ه١٤٠٤(، القاهرة، دار الطباعة احملمدية، داللة األوامر والنواهي ؛وفا، حممد .٢٩٥

).م١٩٨٤أمحد : ، حتقيق)١ط(، األشباه والنظائر. حممد بن عمر بن املرحل؛ابن الوكيل .٢٩٦

). ه١٤١٣(الرياض، العنقري، وعادل الشويخ، مكتبة الرشد، ٢٩٧. اس أمحد بن حيىي أبو؛الونشريسيالعب .مالك اإلمامإيضاح املسالك إىل قواعد ،

الصادق بن عبد الرمحن الغرياين، ليبيا، كلية الدعوة اإلسالمية، : ، حتقيق)١ط( ).ه١٤٠١(طرابلس،

٢٩٨. اس ؛الونشريسيأمحد بن حيىي أبو العب .املعرب واجلامع املغرباملعيار د : ، حتقيقحمم ).ه١٤٠١(بريوت، إلسالمي، احلجي وآخرين، دار الغرب ا

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 439: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٢٩ -

TThhee TThheeoorryy ooff PPrreeccaauuttiioonn IInn IIssllaammiicc JJuurriisspprruuddeennccee “Original Fundamental Applied Study”

By Mohamed Semai

Supervisor Dr. Mahmoud Djaber

Abstract

This study is aiming to illustrate the meaning of one big pillar on which the whole Islamic Shari’ a and due to its expansion and roots in the whole Shari’ a, the researcher had to study it as a theory

First of all this study was begun trying to describe the clear concept of Precaution in Islamic Jurisprudence. Including all its types and categories which are so many to be mentioned and finally of Precaution In Islamic Jurisprudence can be defined as its Shari’ a function that is trying not to be against Islamic rules and orders incase of failing to know its absolute or relative judgment.

Moreover, this concept doesn’t achieve the complete meaning unless mentioning its uses and applications .that’s why this study inclined to highlight the most prominent aspects of Precaution In Islamic Jurisprudence In Islamic Shari’ a and its important targets.

During study, the researcher concluded that the of Precaution in Islamic Jurisprudence. has to meet bunch of conditions that make it legal: which are: having a legal evidence, existence of considerable suspicion, absence of any awareness of Allah ruling in the issue one trying to get, and other conditions the researcher mentioned in the research.

The researcher also exposed to the main concept that can be the inducing of the considerable suspicions, which enforce the person to imply the of Precaution in Islamic Jurisprudence, in his life. Then the researcher ended the chapter mentioning and clarifying those inducing glossaries.

All

Rig

hts

Res

erve

d -

Lib

rary

of

Uni

vers

ity o

f Jo

rdan

- C

ente

r o

f T

hesi

s D

epos

it

Page 440: ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍﺔﻳﺮﻈﻧ ﻲﻬﻘﻔﻟﺍ ﻁﺎﻴﺘﺣﻻﺍ" " ﹲﺔ ﻴ ﻘﻴﺒﻄﺗ ﹲﺔ ﻴ ﻠﻴﺻﺄﺗ ﹲﺔﺳ ﺍﺭﺩ ﺩﺍﺪﻋﺇ

- ٤٣٠ -

Then the researcher mentioned the tracks, which the person and the interpreter should follow to imply the concept of Precaution In Islamic Jurisprudence. Such as: following the strongest evidence, following the ruling of the most interpreters, and not making any judgment incase of opposition of evidences and others he mentioned in the research.

During the study the researcher proved that the of Precaution in Islamic Jurisprudence. Concept is applied in all Islamic doctrines, no one left behind, and he concluded that the dispute mentioned in the history after all returns to some details but not to the main concept of Precaution in Islamic Jurisprudence.

The researcher during the research has mentioned the restrictions and condition which must be taken by the interpreter to make the of Precaution in Islamic Jurisprudence legal and to achieve its goals after all.

In the last chapter of this research, the researcher-illustrated bunch of rules emerged from the of Precaution in Islamic Jurisprudence. Concept, clarifying the location these rules are occupying and the importance of them. Then the researcher mentioned practical applications in our life to give a comprehensives illustration to the concept.

Then the researcher ended with important results and recommendations.

A

ll R

ight

s R

eser

ved

- L

ibra

ry o

f U

nive

rsity

of

Jord

an -

Cen

ter

of

The

sis

Dep

osit