ﺃﺟﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺳﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻬﺸﺎﺷﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﺃﻭﺭﻭﺑﻲ ﻧﻬﺞ ﺻﻴﺎﻏﺔ

ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

  • Upload
    others

  • View
    6

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

تعبئة البحوث األوروبية من أجل سياسات التنمية

التغلب على الهشاشةفي أفريقياجديد أوروبي نهج صياغة

Page 2: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ
Page 3: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

تعبئة البحوث األوروبية من أجل سياسات التنمية

التغلب على الهشاشةفي أفريقياجديد أوروبي نهج صياغة

Page 4: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

التقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩، التغلب على الهشاشة في أفريقيا، مركز روبرت شومان للدراسات املتقدمة، املعهد اجلامعي األوروبي، سان دومينيكو دي فيسولي.

© حقوق الطبع والنشر "اتمعات األوروبية"، عام ٢٠٠٩يصرح بإعادة النشر شريطة قبول املصدر.

إخالء مسؤولية: اآلراء الواردة في هذا التقرير تعبر عن وجهة نظر كاتبيها، وينبغي أال تفهم على أنها آراء املفوضية األوروبية أو الدول األعضاء في االحتاد األوروبي.

في حالة الغموض، فإن النص اإلجنليزي تكون له األسبقية على جميع إصدارات اللغات األخرى.

Page 5: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

مقدمةإن صنع السياسات يتطلب معرفة دقيقة وعميقة ومناسبة التوقيت بأي موقف. والتنمية ليست استثناء من ذلك. إذ تتمتع حتليلية مستنيرة. ومع ذلك، فإن هذه أوروبا بثروة من اجلامعات واملعاهد البحثية التي تفكر في قضايا التنمية وتقدم أعماالاجلامعات واملعاهد لم تطلق العنان بعد إلمكاناتها احلقيقة، وذلك ألسباب عديدة منها تشتت اجلهود ونقص املوارد واالنفصال

النسبي عن مجال صنع السياسات.

وتهدف مبادرة "تعبئة البحوث األوروبية من أجل سياسات التنمية" إلى معاجلة هذا الوضع. إذ تسعي هذه املبادرة، التي املفوضية األوروبية وست دول أعضاء (فنلندا وأملانيا ولوكسمبورغ وأسبانيا والسويد واململكة املتحدة)، إلى تساندها حاليا في عصرنا هذا، وتعتمد في ذلك على التفوق تعزيز وجهة النظر والرؤية األوروبية حول بعض القضايا اإلمنائية األكثر إحلاحا

املعرفي واالبتكار وبناء أرضية مشتركة بني اجلهات البحثية وصانعي السياسات في أوروبا.

ويشكل هذا التقرير األوروبي حول التنمية (ERD)، الذي سيتم نشره سنويا، النتيجة الرئيسية لهذه املبادرة. فهو عبارة عن استعراض مستقل ومعرفي وتطلعي لقضايا التنمية ويعكس الرؤية األوروبية. ومن شأن هذا التقرير أن يساعد االحتاد األوروبي على صقل رؤيته حول التنمية، وإثراء سياساته، والتأثير في النقاش الدولي حتى يكون له أثر. كما يعد هذا التقرير مكمالللتقارير األخرى الرائدة في مجال التنمية، في محاولة لتجسيد التنوع في الرؤى حول مختلف القضايا وكذلك – حيثما - حول النهج األوروبية احملددة، التي تقوم على القيم السياسية واالجتماعية األوروبية وتاريخ االحتاد األوروبي كان ذلك مناسباوجتاربه. وفي الواقع، نحن نؤمن بأنه يجب أال يكون هناك احتكار للتفكير في مجال على هذا القدر من التعقيد والثراء الذي

يتمتع به مجال سياسات التنمية.

ويتناول هذا اإلصدار األول من التقرير، والتي أعدت حتت إشراف املعهد اجلامعي األوروبي (EUI) في فلورنسا، قضية "الهشاشة" املعقدة واملتعددة األبعاد، مع التركيز بشكل خاص على منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي املنطقة التي تقع فيها غالبية البلدان الهشة. وقد وصفت هذه القضية بأنها "أصعب حتد يواجه التنمية في عصرنا هذا". فالتعامل مع حاالت الهشاشة هو بحق مصدر قلق متزايد سواء ألوروبا أو للمجتمع الدولي بأسره، وقد أصبح أولوية ذات أهمية متزايدة في

الستراتيجية األمن األوروبية. رئيسيا سياسات التنمية األوروبية. كما أنه يشكل حتديا

وقبل كل شيء، فإن التغلب على الهشاشة هو ضرورة أخالقية ملحة. إذ يعيش ثلث فقراء العالم فيما تسمى بالدول في التقدم نحو حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية ويتسبب ضعف حكوماتها – خاصة عندما يؤدي الهشة، التي تشهد تأخراإلى صراعات وحروب – في تكاليف باهظة، سواء من الناحية االقتصادية أو اإلنسانية أو االجتماعية. وتزداد أهمية ذلك إذا وتهدد بعكس اجتاه وثيقا ما نظرنا إلى الصدمات الغذائية والوقودية واآلن املالية واالقتصادية التي ترتبط فيما بينها ارتباطا للقلق في البلدان الهشة خاصا في مجال التنمية. ومتثل التكاليف البشرية لهذه األزمات مصدرا التقدم الذي أحرز مؤخرا

في أفريقيا جنوب الصحراء، التي ال متلك سوى قدرة محدودة على التعامل مع الصدمات.

بعد يوم، جند أن معاجلة يوما للقلق من املنظور األمني. ففي عالم يزداد ترابطا رئيسيا مصدرا وتشكل حاالت الهشاشة أيضا في مصلحتنا، لضمان استقرار العالم وازدهاره. وليست عودة القرصنة في خليج عدن، وهي ظاهرة الهشاشة تصب أيضاوثيقة االرتباط باالضطرابات احلاصلة في الصومال، وكذلك تدفقات الالجئني ألسباب اقتصادية وسياسية وبسبب احلروب في أوروبا وغيرها من على مضض، من الهشاشة في أوطانهم لبناء حياة أفضل وأكثر استقرارا الذين يفرون، عن حق وغالبا

املناطق الغنية في العالم، إال بعض األمثلة على هذا الترابط املتنامي.

التقرير األوروبي حول التنمية

III

مقدمة

Page 6: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

في ظروفها وفي النهاية، فإن التعامل مع هذه احلاالت، التي تضم مجموعة متنوعة للغاية من اتمعات التي تختلف كثيرا لها فيما يتعلق وتكويناتها االجتماعية واالقتصادية والثقافية والسياسية، يتطلب اتباع نهج محددة ومصممة خصيصابالدعم اخلارجي. إذ تواجه الرموز التقليدية لسياسات التنمية، مثل أجندة فعالية املعونة (إعالن باريس وأجندة التاءات الثالث "التقييم والتحليل والتحرك") واإلجماع األوروبي بشأن التنمية والنهج الرامي إلى دعم إصالحات احلكم، حتديات معينة عند تطبيقها في األوضاع الهشة. وكما ورد في الورقة البحثية الصادرة عن االحتاد األوروبي في عام ٢٠٠٨ بعنوان "األهداف اإلمنائية لأللفية في منتصف الطريق" ("MDGs at midpoint")، والتي أشرف على إعدادها البروفيسور بورغينيون وخرجت في إطار نحو بلوغ [األهداف اإلمنائية لأللفية]. ويتطلب هذه املبادرة١، فأنه "ينبغي معاجلة قضية الهشاشة إذا كان لنا أن نحرز تقدماهذا األمر بذل جهود متواصلة وابتكار استخدامات جديدة وخالقة للموارد السياسية والفنية واملالية وفي بعض األحيان اتمع املدني واجلهات الفاعلة غير احلكومية". وفي هذا الصدد، العسكرية مجتمعة، وليس إشراك احلكومات فقط وإمنا أيضا في "حوار دولي حول بناء الدولة وبناء السالم"، وذلك بهدف التوصل تشارك في الوقت الراهن البلدان الشريكة واملانحة معا

إن أمكن إلى توافق في اآلراء بشأن أهداف ومبادئ التدخل في هذه الظروف البالغة الصعوبة.

من كبار الباحثني وصانعي السياسات وممثلي اتمع املدني من واسعا وقد أجريت عملية تشاركية مكثفة، جمعت طيفاأوروبا وأفريقيا على السواء، من أجل تنفيذ هذه املبادرة الطموحة في مجال بحوث السياسات. ومن خالل بناء أرضية حتليلية مشتركة بشأن أفضل السبل الستيعاب تلك األوضاع الصعبة، سيكون هذا اإلصدار األول من التقرير األوروبي حول التنمية في املستقبل. إنه ألوروبا في حتسني نهجها االستراتيجي للتعامل مع الهشاشة وفي حتديد سياسات أكثر اتساقا عوناخطوة كبيرة إلى األمام للمبادرة البحثية األوروبية التي تسعى إلى توضيح كيفية التوفيق بني أهداف التنمية والتحديات

العاملية اجلديدة.

انظر "األهداف اإلمنائية لأللفية في منتصف الطريق: أين نحن وإلى أين نريد أن نذهب؟" ورقة بحثية لالحتاد األوروبي أعدها فرانسوا بورغينيون ١وآخرون، ٢٠٠٨.

http://ec.europa.eu/development/icenter/repository/mdg_paper_final_20080916_en.pdf

ستيفانو مانسيرفيسي

مدير عام التنمية للمفوضية األوروبية

إيف ميني

رئيس املعهد اجلامعي األوروبي

IV

التقرير األوروبي حول التنمية مقدمة

Page 7: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

شكر وتقديرإن الفضل في إعداد هذا التقرير يعود إلى فريق قادته جورجيا جيوفانيتي، ويضم فرانكلني آلن، وسيمون بيرتولي، وشايالجا فينيل، وويندي هاركورت، ومارتا رينال-كويرول، وماركو سانفيليبو، وإليسا تيتشي، وباسكال فينيسون، وتيري فيردير، ويتخذ مقرا

له في مركز روبرت شومان للدراسات املتقدمة التابع ملعهد اجلامعة األوروبية (EUI). وكان إنغو لينسمان مدير املشروع.

ويشعر الفريق بامتنان خاص لفرانسوا بورغينيون ملا قدمه من مشورة علمية، وكذلك للوكا آلينوفي، ونيكوال جيرار، وسيث كابالن، وستيفان كالسن، ورامون مارميون، وفرانسواز مورو، وياو نياركو، ودورثي ستارك، وجميع أعضاء اللجنة التوجيهية اخلاصة لستيفانيا إينوشينتي ملا بالتقرير األوروبي حول التنمية ملا قدموه من مشورة ودعم مستمرين. ونحن في غاية االمتنان أيضا

قدمته من مساعدة في مجال البحث.

كما قدم كل من ويليام إيه أمبونساه، ومينا باليامون-لوتز، وستيفانو بارتوليني، وفيكتور ديفيس، ويورن غرافنغولت، وسفني غرمي، وفرانسيسكو إن مورو، ودوناتو رومانو، وألكساندر ساريس، وأندرو شيريف، وجياني فاجي إسهامات كبيرة في العملية االستشارية. أما لوبوميرا بينكوفا، وبييرا كالسيناغي، ومونيك كافاالري، وأجنيال كونتي، ومي الن جوي، واليتيتيا جسبرز، وأليكسي جونز، ولورا جوريسيفيتش، وكريستني ليون، وسيرينا سكارسيلي، وإليزابيتا سباغنولي، وفاليريو باباالردو فقد ساهموا في مراحل مختلفة من هذا التقرير، الذي كان بروس روس الرسون احملرر الرئيسي له. وتولى كريس إنغرت املراجعة

. اللغوية ألوراق املعلومات األساسية. ونحن نتقدم بجزيل الشكر لهم جميعا

ونحن مدينون لكل من كتب أوراق ومذكرات املعلومات األساسية: إرنست آرييتي، ونياغالي باغايوكو بينوني، ومايكل بارنيت، ونيكوالس بيرمان، وإيلفا بوفا، وديبورا بريسيسون، وكريستيان بوغر، وموريتسيو كاربوني، وبول كولير، ولورنزو كوتوال، ونصر الدين األمني، وفرناندا فاريا، وباتريك غيومون، وسيلفاين غيومون جيانيني، وكينيث هارتغن، وداميان هيلي، وليليو أيابادري، وزهرة خان، وخوسيه ماريا الرو، وفرانسيسكا لوتشيتي، وآالن ماثيوز، وفيليب مارتن، وجيسي ماكونيل، ومارك ماكغيليفري، وأندرو مولد، وومي نوديه، وجانفييه نكورونزيزا، وأبينا دي أودورو، وألينا روشا-مينوكال، وسارا بانتوليانو، وجان-فيليب بالتو، وبياتريس

بوليني، وبرابيرجيت ساركار، وأجيت سينغ، وأيسن تانييري-آبور، ونيكال تشيرجي، ومارغريتا فيلوتشي، وتوني فينابلز.

New Faces for African) "كما نتوجه بشكر خاص للمشاركني في مبادرة "وجوه جديدة من أجل التنمية األفريقيةDevelopment)، الذين ساهموا بحماس في إضافة رؤى جديدة إلى هذا التقرير، وقدموا أعمالهم وكتبوا مذكرات وأوراق: إمييه أكبان، وجافيت بيغون، وموسليال بادموس، وكريستيان بي كامجا كام، ودورين كامني فونو، ونيكوالس كيليماني، وألبرت ساليسو، وأفيس بوارييه وتوماس أولواتايو، وآيزاك نييندي، ماجيدو نوكولو وندبويسي ماالي، دوزونيت ماكوتشيكانوا

وسيجيسموند ويلسون.

ن ساهموا في العملية التي أدت إلى نشر هذا التقرير وشاركوا في الفعاليات وإنه ملن املستحيل أن نشكر اجلميع، فكثيرون هم مالتحضيرية التي أقيمت في بروكسل (٦ من فبراير/شباط)، وكامبريدج (١٧- ١٨ مارس/آذار)، وفلورنسا (١٦- ١٧ أبريل/نيسان)، وبرشلونة (٧- ٨ مارس/آذار)، وأكرا (٢١- ٢٣ مايو/أيار)، وفلورنسا (٢٢- ٢٣ يونيو/حزيران) وبروكسل (٤ سبتمبر/أيلول). وميكن االطالع على قوائم كاملة بأسماء املشاركني في هذه الفعاليات في الد ١ب، لكننا نود هنا أن نعرب عن خالص تقديرنا ملساهمات جميع من شارك في العملية االستشارية وفي املناقشات التي دارت حول هذا املوضوع اخلالفي. كما نتوجه بالشكر اجلزيل إلى املؤسسات املضيفة، وهي كلية يسوع في كامبريدج، وجامعة بومبيو فابرا، ومركز األبحاث املتعلقة باقتصادات دول

البحر املتوسط (CREMed) في برشلونة، ومعهد البحوث اإلحصائية واالجتماعية واالقتصادية (ISSER) في أكرا.

التقرير األوروبي حول التنمية

V

شكر وتقدير

Page 8: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

احملتويات

احملتويات١ نظرة عامة ٤ نحو حتسني استجابات االحتاد األوروبي حلاالت الهشاشة .١٧ حتديد األولويات .٢

١٠ القسم األول الفصل األول

١١ هشاشة الدولة في أفريقيا جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات ١١ السياسات التنموية األوروبية في سياق عاملي متغير .١١٦ إالم يشير مصطلح هشاشة الدولة؟ .٢١٨ تكاليف هشاشة الدولة في أفريقيا جنوب الصحراء .٣

الفصل الثاني٣١ خصائص الدول الهشة ٣١ الدول الهشة جتمعها بعض السمات املشتركة .١٤٥ البلدان الهشة تتضمن العديد من عناصر التباين .٢٤٨ اخلالصة .٣

الفصل الثالث٤٩ اجلذور التاريخية لهشاشة الدولة ٤٩ محركات محددة وعوامل أساسية مشتركة .١٥٠ هل الهشاشة إرث استعماري؟ .٢٥٠ الدول االستعمارية في أفريقيا جنوب الصحراء .٣٥١ إنهاء االستعمار .٤٥٢ السياق الدولي واالستمرارية .٥٥٤ تبعية املؤسسات للماضي – االنفصال والتوجه نحو اخلارج .٦٥٦ االستنتاجات .٧

الفصل الرابع٥٧ العوامل االقتصادية قد تفاقم من الهشاشة ٥٧ العوامل االقتصادية تؤثر في هشاشة الدولة - والهشاشة تؤثر في االقتصاد .١٥٨ االنفتاح التجاري قد يزيد أو يقلل من هشاشة الدولة .٢٥٩ عالقات ثنائية االجتاه بني االستثمار األجنبي املباشر والهشاشة .٣٦٠ وفرة املوارد الطبيعية قد تزيد من سوء احلكم .٤٦٢ إدارة احلكم تؤثر على العالقة بني األراضي والهشاشة .٥٦٨ جوع الشعوب وهشاشة املؤسسات .٦٦٩ اخلامتة .٧

VI

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 9: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

احملتويات

٧٠ القسم الثاني الفصل اخلامس

٧١ الهشاشة مقابل املرونة ٧٢ تعزيز املرونة .١٧٢ ماذا يقتضي النهج القائم على املرونة؟ .٢٧٣ هشاشة الدولة تقوض املرونة االجتماعية واالقتصادية .٣

الفصل السادس٧٦ دول أفريقيا الهشة تتضرر بشدة من األزمة املالية العاملية ٧٦ التحديات اجلسيمة لألزمة: إنهاء سنوات من التقدم املستمر .١٧٧ الغذاء والوقود والتمويل، والبلدان الهشة .٢٧٧ القنوات األربع النتقال األزمة إلى البلدان الهشة .٣٨٥ هل تستطيع الدول الهشة التعامل مع األزمة؟ .٤

الفصل السابع٩٠ بناء الدولة والتماسك االجتماعي ٩٠ إعادة الدولة إلى دائرة األضواء .١٩١ التماسك االجتماعي واألبعاد غير امللموسة لبناء الدولة .٢٩٤ احلاجة إلى فهم عميق للسياق احمللي .٣٩٧ التكامل بني املساعدات اإلنسانية وتدخالت بناء الدولة في البلدان اخلارجة من صراعات .٤

١٠٤ القسم الثالث الفصل الثامن

١٠٥ سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء ١٠٦ اهتمام االحتاد األوروبي التاريخي بالبلدان الهشة .١١١٢ إمكانيات االحتاد األوروبي في األوضاع الهشة .٢١١٣ نحو حتسني استجابة االحتاد األوروبي للهشاشة .٣

الفصل التاسع١٢٤ االستنتاجات - األولويات واحللول املقترحة ١٢٤ سياسات االحتاد األوربي ميكن أن تكون مؤثرة .١١٢٦ األولويات واحللول املقترحة .٢

١٣٤ املراجع

١٤٨ ملحق

التقرير األوروبي حول التنمية

VII

Page 10: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلداول واألشكال١ هشة بلدان أفريقيا جنوب الصحراء التي تعاني أوضاعا جدول املربع ١٫٠: ٣ الهرم السكاني في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء شكل املربع ١٫٠: ٣ الهرم السكاني في االحتاد األوروبي شكل املربع ٢٫٠: ٦ مرونة البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء الشكل ١٫٠: ٦ ضعف البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء: من األدنى إلى األعلى الشكل ٢٫٠:

١٩ التنمية البشرية في دول أفريقيا جنوب الصحراء اجلدول ١٫١: ٢١ التغيرات املطلقة في املؤشرات الرئيسية لألهداف اإلمنائية لأللفية (٢٠٠٠-٢٠٠٦) الشكل ١٫١: ٢٢ التغيرات النسبية في مؤشرات األهداف اإلمنائية لأللفية (٢٠٠٠-٢٠٠٦) الشكل ١٫٢: ٢٤ الالجئون والنازحون داخليا، ٢٠٠٨ اجلدول ١٫٢: ٢٦ مؤشرات األمن الغذائي للبلدان الهشة اجلدول ١٫٣: ٢٨ اجتاهات مؤشرات احلكم في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء الشكل ١٫٣: ٣٢ الضرائب واإليرادات احلكومية وسهولة مزاولة األعمال في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة اجلدول ٢٫١: ٣٣ التدفقات اخلارجية (املتوسط البسيط للفترة ٢٠٠٣-٢٠٠٧) الشكل ٢٫١: ٣٦ حصص الزراعة والصناعة واخلدمات في الناجت احمللي اإلجمالي، ٢٠٠٦ الشكل ٢٫٢: ٣٧ قائمة بلدان أفريقيا جنوب الصحراء املستوردة واملصدرة للغذاء اجلدول ٢٫٢: ٣٩ تركيز الصادرات في البلدان الهشة اجلدول ٢٫٣: ٤٠ وجهة صادرات البلدان الهشة ونسبتها املئوية ومتوسطها للفترة ٢٠٠٤-٢٠٠٦ اجلدول ٢٫٤: ٤١ اإلنفاق العام كنسبة مئوية من الناجت احمللي اإلجمالي اجلدول ٢٫٥: ٤٢ السكان اجلدول ٢٫٦: ٤٣ البنية التحتية واخلصائص اجلغرافية اجلدول ٢٫٧: ٤٥ منو الناجت احمللي احلقيقي للبلدان الهشة، والبلدان الهشة الغنية باملوارد، والبلدان الهشة غير الغنية باملوارد، ٢٠٠٠-٢٠٠٨ الشكل ٢٫٣: ٤٦ خصائص االقتصاد الكلي اجلدول ٢٫٨: ٤٧ تصنيف مستوى الضعف العام اجلدول ٢٫٩: ٦٧ التأكد من أن االستثمارات اجلديدة في األراضي الزراعية تساعد على احلد من الفقر اجلدول ٤٫١: ٧٤ التفاعالت بني هشاشة الدولة واملرونة االقتصادية واالجتماعية الشكل ٥٫١: ٧٧ ارتفاع الصادرات كنسبة من الناجت احمللي اإلجمالي الشكل ٦٫١: ٨٠ أفريقيا جنوب الصحراء تسجل أشد انخفاض في الصادرات الشكل ٦٫٢: ٨١ صادرات السلع األولية والصناعات التحويلية ألفريقيا جنوب الصحراء بعد األزمة املالية في البلدان الشريكة الشكل ٦٫٣: ٨٢ االنخفاض املقدر في تدفقات املعونة املوجهة ألفريقيا في عام ٢٠٠٩ الشكل ٦٫١: ٨٤ الكثير من املهاجرين يقيمون في أفريقيا الشكل ٦٫٢: ٨٦ تصنيف مستوى املرونة اجلدول ٦٫١: ٨٧ تأثير األزمة على الرفاه االجتماعي الشكل ٦٫٤:

١١٢ مؤسسات ووكاالت االحتاد األوروبي ذات الصلة بالدول الهشة اجلدول ٨٫١:

اجلداول واألشكال

VIII

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 11: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربعات١ ما هي البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء؟ املربع ٠٫١: ٢ السمات املشتركة بني البلدان الهشة- واالختالفات اجلوهرية املربع ٠٫٢: ٥ مدى تأثر الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء بأزمة عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ املربع ٠٫٣:

١٣ فعالية املعونة وتخصيصها للدول الهشة املربع ١٫١: ١٦ كيف وجدت الهشاشة طريقها إلى اخلطاب التنموي املربع ١٫٢: ٣٤ انتعاش وركود سوق النحاس في زامبيا املربع ١٫٣: ٦١ مدونات قواعد السلوك وميثاق املوارد الطبيعية املربع ٤٫١: ٦٣ عمليات اقتناء مساحات واسعة من األراضي في أفريقيا - تسليط الضوء على صفقات األراضي املربع ٤٫٢: ٦٥ االستثمارات الدولية في السودان: "سلة اخلبز" للمنطقة العربية املربع ٤٫٣: ٧٢ تعريف املرونة والضعف املربع ٥٫١: ٧٣ النمو االقتصادي والتنمية والرفاهية في البلدان الهشة املربع ٥٫٢: ٧٨ األسواق املالية األفريقية – تداعيات الصدمات املربع ٦٫١: ٨٣ هل تنجح الصني في سد الفجوة؟ املربع ٦٫٢: ٨٨ الصدمات السلبية واحلماية االجتماعية - ما دور املؤسسات املالية الرسمية وغير الرسمية؟ املربع ٦٫٣: ٩٢ األسباب التي جتعل املرونة احمللية قادرة على حتسني الوضع األمني املربع ٧٫١: ٩٥ الصومال وأرض الصومال املربع ٧٫٢: ٩٦ منوذج حكم أفريقي املربع ٧٫٣: ٩٨ املشاركة الدولية في الدول الهشة: االستفادة من دروس جنوب السودان املربع ٧٫٤:

١٠٠ الدروس املستفادة من اتمعات احمللية: برامج لدعم املقاتالت السابقات املربع ٧٫٥: ١٠١ املرحلة االنتقالية بعد انتهاء الصراع: فرصة لتمكني املرأة؟ املربع ٧٫٦: ١٠٣ يزنة التي تراعي املنظور اجلنساني امل املربع ٧٫٧: ١٠٦ "معاجلة هشاشة الدولة"- مقتطفات من اإلجماع األوروبي بشأن التنمية، ٢٠٠٥ املربع ٨٫١: ١٠٨ أحكام محددة بشأن الهشاشة في إعالن باريس بشأن فعالية املعونة وبرنامج عمل أكرا املربع ٨٫٢: ١٠٩ مبادئ املشاركة الدولية اجليدة في الدول واألوضاع الهشة ملنظمة التعاون والتنمية-جلنة املساعدة اإلمنائية املربع ٨٫٣: ١١٠ قرار مجلس األمن التابع لألمم املتحدة رقم ١٣٢٥ املربع ٨٫٤: ١١١ (The Vulnerability Flex) آلية تقليص الضعف املربع ٨٫٥: ١١٥ السياسة الزراعية املشتركة لالحتاد األوروبي واألمن الغذائي في الدول األفريقية الهشة املربع ٨٫٦: ١١٧ املعونة من أجل التجارة املربع ٨٫٧: ١١٧ اتفاقيات الشراكة االقتصادية املربع ٨٫٨: ١٢١ التحديات األمنية والتنموية في األوضاع الهشة: الدروس املستفادة من عمليات سياسة األمن والدفاع األوروبية املربع ٨٫٩: ١٢٧ مقترح لتحقيق االستقرار لإليرادات املربع ٩٫١: ١٢٧ سياسات االحتاد األوروبي وتنمية رأس املال البشري األفريقي املربع ٩٫٢: ١٢٩ مستوى مناسب من التكامل اإلقليمي املربع ٩٫٣: ١٣٠ معضلة القيادة والهيمنة في عملية بناء احلكم اإلقليمية املربع ٩٫٤: ١٣١ إعادة تقييم إدارة املعونات املربع ٩٫٥:

املربعات التقرير األوروبي حول التنمية

IX

Page 12: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

قائمة االختصاراتACPدول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئAfDBبنك التنمية األفريقيAIDS/HIVفيروس نقص املناعة البشرية/اإليدزCAPالسياسة الزراعية املشتركةCPIAتقييم السياسات واملؤسسات القطريةDACجلنة املساعدة اإلمنائيةDFIDوزارة التنمية الدولية البريطانيةDG Developmentاملديرية العامة للتنميةESDPسياسة األمن والدفاع األوروبيةEUاالحتاد األوروبيFDIاالستثمار األجنبي املباشرGDPالناجت احمللي اإلجماليGNIالدخل القومي اإلجماليGTZالوكالة األملانية للتعاون الفنيHDIمؤشر التنمية البشريةIFPRIاملعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائيةIIEDاملعهد الدولي للبيئة والتنميةILOمنظمة العمل الدوليةMDGsاألهداف اإلمنائية لأللفيةNAPsخطط العمل الوطنيةNATO(الناتو) حلف شمال األطلسيODAاملساعدات اإلمنائية الرسميةOECD DACجلنة املساعدة اإلمنائية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصاديSIPRIمعهد ستكهولم الدولي لبحوث السالمUNCTADمؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنميةUNDPبرنامج األمم املتحدة اإلمنائيUNECAجلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقياUNIFEMصندوق األمم املتحدة اإلمنائي للمرأةUNMISعثة األمم املتحدة حلفظ السالم في السودانUNODCدرات واجلرميةمكتب األمم املتحدة املعني باUNRISDمعهد األمم املتحدة لبحوث التنمية االجتماعيةWFPبرنامج األغذية العامليWHOمنظمة الصحة العامليةWTOمنظمة التجارة العامليةZCCMالشركة الزامبية ملناجم النحاس املوحدة

قائمة االختصارات

X

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 13: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

نظرة عامةلقد أدت أزمة عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ إلى أسوأ انكماش اقتصادي عاملي منذ عام ١٩٢٩. وطالت األزمة االقتصادية واملالية ميزانيات البلدان األوروبية وغيرها من البلدان في معدل البطالة واملشاكل االجتماعية. وكان التأثير األكبر لهذه األزمة على البلدان الهشة، وأغلبها في أفريقيا من الديون وارتفاعا املتقدمة، مما خلق فائضاجنوب الصحراء الكبرى، والتي كان يعتقد في بادئ األمر أنها في مأمن بسبب ضعف اندماجها املالي مع بقية دول العالم. وفي حني أن الوضع االجتماعي واالقتصادي ، فإن انشغال االحتاد األوروبي مبشاكله االجتماعية الداخلية قد يصرف االهتمام والتمويل عن سياسات جديدا البائس لدول أفريقيا جنوب الصحراء يستدعي التزاما سياسات املعونة غير االحتاد األوروبي املتعلقة باملعونة اإلمنائية. ولكن يتعني على االحتاد األوروبي مواصلة، ورمبا تعزيز، التزامه جتاه أفريقيا جنوب الصحراء، متفادياالفعالة. وهناك حاجة إلى إعادة تقييم سياسة االحتاد األوروبي التنموية جتاه الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء. وهذا هو الهدف من التقرير األوروبي حول

.(٢٠٠٩ ERD) التنمية لعام ٢٠٠٩

لتكاليف الهشاشة وخصائصها (القسم األول)، وقدرة البلدان الهشة على التعامل مع الصدمات السلبية ويقدم التقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩ حتليالمثل األزمة املالية لعام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ (القسم الثاني)، وعمل االحتاد األوروبي احلالي مع البلدان الهشة وكذلك احتماالت أن تساعد سياسة االحتاد األوروبي التنموية في مجال توطيد أصحاب املصلحة الوطنيني على تعزيز املرونة (القسم الثالث). وينصب التركيز على أفريقيا جنوب الصحراء ألن هذه املنطقة تبدو متأخرة كثيرا ما حتتل اجلزء األكبر الدولة؛ فهناك حقيقة ثابتة تتجاوز جميع اخلالفات النظرية حول تعريف الهشاشة وكيفية قياسها: هي أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء دائما

من قائمة الدول الهشة (املربع ١٫٠).١

املربع ١٫٠: ما هي البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء؟ هشة واملستخدمة في هناك عدة تصنيفات للدول الهشة؛ يبني جدول املربع ١ القائمة التشغيلية لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء التي تعاني أوضاعا

هذا التقرير:

هشة جدول املربع ١٫٠: بلدان أفريقيا جنوب الصحراء التي تعاني أوضاعانيجيرياغينيا االستوائيةأنغوال

روانداإريتريابورونديسان تومي وبرينسيبيإثيوبياالكاميرون

سيراليونغامبياجمهورية أفريقيا الوسطىالصومالغينياتشاد

السودانغينيا-بيساوجزر القمرتوغوكينياجمهورية الكونغو الدميقراطية

أوغنداليبيرياجمهورية الكونغوزميبابويموريتانياساحل العاج

النيجرجيبوتي

حتى اآلن. وجاءت وكانت منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي (OECD) هي التي قدمت هذه القائمة (٢٠٠٩)، إال أن املنظمة لم تقرها رسمياهذه القائمة نتيجة جمع الفئتني األخيرتني من الفئات اخلمس التي حددها تقييم السياسات واملؤسسات القطرية لعام ٢٠٠٧ الصادر عن البنك الدولي، ومؤشر معهد بروكينغز لضعف الدولة في العالم النامي لعام ٢٠٠٨ ومؤشرات جامعة كارلتون للسياسة اخلارجية لعام ٢٠٠٧. ويستعني هذا التقرير

بالقائمة املذكورة ألغراض تشغيلية، لكنه ال يقرها ألننا نؤكد على أن التعريف في حد ذاته هو تعريف متغير (انظر الفصل األول).

كما أن التكاليف البشرية واالقتصادية لهشاشة الدولة تستدعي توجيه مناذج واستراتيجيات وأعمال التنمية نحو بناء مرونة اتمعات - أي نحو زيادة قدرة النظام االجتماعي واالقتصادي على التكيف والتعامل مع الصدمات والظروف املتغيرة دون إضعاف قدرات األشخاص. ففي عالم أصبحت فيه الصدمات الدولية أكثر حدة لدفع مسار التنمية في كل بلد. وينبغي أن تكون هذه القدرة أحد األهداف أساسيا أكبر من الناس، باتت مرونة النظام االجتماعي واالقتصادي شرطا وتصيب عددا

احملورية الستراتيجيات التنمية الوطنية ومن ثم املساعدات اإلمنائية.

وتشترك البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء في خصائص عديدة - فجميعها تعاني من مشاكل هيكلية خطيرة وضعف في مؤسساتها - لكنها تختلف ما تفتقر هذه البلدان في أبعاد كثيرة (املربع ٠٫٢). وتعتبر هذه البلدان أن حالة الطوارئ هي القاعدة وليست االستثناء. وفي محاوالتها ملواجهة الصدمات، غالبا أيضاإلى أفق بعيد املدى الختياراتها، وتتسبب االحتياجات العاجلة في إفساد األهداف طويلة املدى. لذا يستطيع االحتاد األوروبي أن يساعدها في الثباث على الطريق الذي يبعدها عن الهشاشة ويؤدي بها إلى املرونة والنمو املستدام. ولتحقيق ذلك، يحتاج االحتاد األوروبي إلى اتباع نهج طويل األجل ومرن في مباشرة أعماله وصياغة أشكال جديدة من تنظيم املعونة لتحسني فعاليتها، ويجب عليه أن يقدم التزامات طويلة األجل وذات مصداقية تتعلق بالسياسات وامليزانيات وال تتعارض مع مبدأ

السيادة الوطنية. ومن شأن هذه االلتزامات أن تتيح للبلدان الهشة تعزيز اآلفاق الزمنية لسياساتها.

ويحتاج االنتقال من األولويات إلى الوصفات والتوجيهات احملددة للتدخل إلى معرفة متعمقة على أرض الواقع، وذلك لتفسير التنوع الالفت للنظر لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء سواء في التاريخ أو الثقافة أو الوضع االقتصادي أو النظام السياسي. وال ميكن إيجاد وصفات تفصيلية تتعلق بالسياسات إال باجلمع بني خبراء

السياسات واملعرفة بالسياق احمللي.٢

حددتها منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي (٢٠٠٩) على أنها بلدان هشة في أفريقيا جنوب الصحراء. على سبيل املثال، تقع ٢٩ من أصل ٤٩ بلدا ١

تبحث الوكالة األملانية للتعاون الفني (GTZ) في ست دراسات قطرية وتؤكد على االختالفات اجلغرافية واختالف مراحل احلكومة واجتاهات التنمية: "ال يزال نهج ’ال ضرر وال ضرار‘، ومراعاة ٢

السياق، واملعرفة الوافية بالبلد من الضروريات التي ال غنى عنها في أية استراتيجية تنموية" (ص، ١٢).

نظرة عامة التقرير األوروبي حول التنمية

١

Page 14: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املزايا النسبية لالحتاد األوروبي: تنمية رأس املال البشري واالجتماعي ودعم التنمية املؤسسيةإن املساعدات اإلمنائية التي يقدمها االحتاد األوروبي والدول األعضاء لها إمكانيات عظيمة. فبالنسبة ملعظم البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء، متثل أوروبا ودبلوماسيا سياسيا املانح الرئيسي والشريك التجاري األساسي واملصدر الرئيسي لالستثمارات األجنبية ومقصد مهم للمهاجرين. كما يعد االحتاد األوروبي تكتال ما تعود جذورها إلى عمليات االستعمار وإنهاء االستعمار، وقد زاد من سوئها في بعض األحيان املمارسات . وال ميكن ألوروبا أن تنسى أن الهشاشة غالبا مهما واقتصاديا

غير املسؤولة لبعض الشركات األجنبية واالجتار غير املشروع إلى أوروبا ومنها.

ويجب على االحتاد األوروبي مواصلة االهتمام بالبلدان الهشة، واحترام امللكية احمللية، والذهاب إلى ما هو أبعد من مجرد بناء املؤسسات، وحتقيق االستفادة الكاملة من مزاياه النسبية، وتركيز جهوده على تنمية رأس املال البشري واالجتماعي ودعم التنمية املؤسسية على املستويني احمللي واإلقليمي.

وعلى عكس معظم وكاالت املعونة ٣، فإن مختلف سياسات االحتاد األوروبي احملتملة متتد إلى ما هو أبعد بكثير من املساعدات املالية لتشمل التجارة، والزراعة، ومصائد األسماك، واألمن، والهجرة، وتغير املناخ، والبيئة، والبعد االجتماعي للعوملة، والعمل، والبحث والتطوير، ومجتمع املعلومات، والطاقة، واحلوكمة٤. عالوة على ذلك، يتميز تاريخ االحتاد األوروبي بأنه قائم على حتقيق التنمية املؤسسية داخل مجتمعات متباينة تضم مؤسسات مختلفة األصول والتقاليد والتاريخ. ومن ثم، اضطر االحتاد األوروبي خالل عملية توسيع عضويته إلى التعامل مع مشاكل االنتقال من الديكتاتورية العسكرية إلى الدميقراطية (ومن األمثلة على ذلك اليونان إلى نهج قائم على السوق. وتقدم هذه التجارب معلومات عظيمة الفائدة والبرتغال وإسبانيا في السبعينيات) وكذلك إدماج البلدان التي لم تتحول إال مؤخرا

للتعامل مع مشكلة هشاشة الدولة.

ومن جهة أخرى، ال ينبغي املبالغة في قدرة أوروبا على التحرك. فقد أصبح النظام العاملي متعدد األقطاب بشكل أكبر، حيث انضمت املراكز السياسية واالقتصادية الناشئة إلى الفاعلني القدامى. وأصبح احملور الذي يضم الواليات املتحدة والصني واالحتاد األوروبي بالغ األهمية في النظام الدولي. وباإلضافة إلى املؤسسات الدولية إلى دول شرق آسيا واخلليج العربي. وقامت الصني على وجه اخلصوص بإنشاء الرئيسية، هناك بلدان أخرى مهتمة بالدول الهشة، بداية من الواليات املتحدة وصوال

البنى التحتية واالستثمار في األراضي وزيادة استخدام القوة الناعمة في أغلب البلدان الهشة.

عالوة على ذلك، فإن املبادرات التي يتبناها االحتاد األوروبي ملعاجلة هشاشة الدولة، مثل املساعدة التي يقدمها لبناء الدولة والسالم، قد تكون من وجهة نظر البلدان . كما أنها ميكن أن تؤثر، ولو بدون قصد، على عمليات وديناميات تعد داخلية في جوهرها. إضافة إلى ذلك، فقد الشريكة مبادرات تدخلية وغير محايدة سياسياتتسبب املعارضة الداخلية والقيود املوجودة داخل االحتاد األوروبي في إضعاف االلتزام بسياسات التنمية. وقد تؤدي شيخوخة السكان، والديون الهائلة التي تراكمت

خالل األزمة، وتوسيع عضوية االحتاد األوروبي إلى إضعاف احلافز لتوجيه املوارد العامة نحو التعاون الدولي في مجال التنمية.

املربع ٠٫٢: السمات املشتركة بني البلدان الهشة- واالختالفات اجلوهرية ما تشكل العائدات احلكومية ال متلك البلدان الهشة القدرة على تعبئة املوارد الداخلية واحلصول على عائدات مالية ضخمة من الضرائب. ونادرانح، أكثر من ٢٠ باملائة من الناجت احمللي اإلجمالي. وتتراوح الضرائب بني ٦ و١٣ باملائة من الناجت احمللي للبلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء، فيما عدا امل

لتوفير السلع واخلدمات العامة. اإلجمالي، بحيث ال يوجد سوى مجال محدود جدا

انخفاض معدالت التنمية البشرية. يتجلى انخفاض االستثمار العام في التنمية البشرية في ضعف أداء األنظمة التعليمية وأنظمة الرعاية الصحية. والواقع أنه على الرغم من تخفيض الكثير من الدول الهشة إلنفاقها العسكري، فإن هذا االنخفاض لم يقابله زيادة في اإلنفاق على الصحة والتعليم.

: إذ تضم ١٥ من أصل ٢٩ دولة أقل من انخفاض الكثافة السكانية. تتسم غالبية الدول الهشة، في املتوسط، بكثافة سكانية منخفضة جدا٤٠ نسمة لكل كيلومتر مربع، بينما تصل الكثافة السكانية في البلدان غير الهشة إلى حوالي ٨٤ نسمة. ويشكل صغار السن والشباب الغالبية العظمى من السكان اآلخذين في التزايد (على النقيض من الهرم السكاني في االحتاد األوروبي). ويضاف إلى ذلك أن أغلب السكان في هذه البلدان يعيشون في

املناطق الريفية.

من األعمال، تقتصر في الغالب على تدابير تصحيحية قصيرة األجل وتركز، بسبب واجباتها املؤسسية، على قضية واحدة تتولى وكاالت املعونة واملؤسسات الدولية مجموعة محدودة جدا ٣

بعينها. انظر ورقة املعلومات األساسية لبول كولير (٢٠٠٩أ) في الد ١ب حول هذه النقطة. في السياسات. مهما انظر تقرير االحتاد األوروبي لعام ٢٠٠٩ حول اتساق السياسات من أجل التنمية، والذي يحدد ١٢ مجاال ٤

نظرة عامة

٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 15: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

نظرة عامة

شكل املربع ١٫٠: الهرم السكاني في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء

04-59-

1014-1519-2024-2529-3034-3539-4044-4549-5054-5559-6064-6569-7074-7579-8084-8589-9094-9599-100+

اإلناث

الذكور

0 10 20 30 40 5050 40 30 20 10 0

شكل املربع ٢٫٠: الهرم السكاني في االحتاد األوروبي

04-59-

1014-1519-2024-2529-3034-3539-4044-4549-5054-5559-6064-6569-7074-7579-8084-8589-9094-9599-

100+

0 10 2001020

اإلناث

الذكور

املصدر: قاعدة البيانات الدولية ملكتب التعداد األمريكيضعف البنية التحتية املادية وغير املادية. ال متلك البلدان الهشة سوى ٨ أمتار من الطرق املرصوفة لكل كيلومتر مربع، بينما متلك البلدان غير . وتبلغ تكاليف النقل في البلدان الهشة (خاصة بالنسبة للتجارة البينية األفريقية) أكثر من ضعف تكاليف النقل في جنوب شرق آسيا. الهشة ١٨ متراوتستغرق عملية نقل حاوية من مصنع في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى أقرب ميناء حوالي ١١٦ يوما، بينما تستغرق عملية النقل نفسها خمسة أيام من كوبنهاغن. أما الرحلة اجلوية األكثر مباشرة بني تشاد والنيجر فهي متر عبر فرنسا – وتبلغ مسافتها أكثر من ٤٠٠٠ كيلومتر؛ وال توجد إال رحلة جوية من بانغي في جمهورية أفريقيا الوسطى إلى أوروبا؛ ويبلغ عدد خطوط الهاتف احملمول لكل ١٠٠٠ نسمة نصف عددها في البلدان غير واحدة أسبوعيا

. الهشة، رغم االرتفاع الكبير الذي شهدته مؤخرا

تركز الصادرات. يبلغ مؤشر تنوع الصادرات أقل من نصف نظيره في البلدان غير الهشة، مما يكشف عن ارتفاع شديد في درجة تركز الصادرات. وباستثناءات قليلة، تعتمد البلدان الهشة بشكل أساسي على تصدير املنتجات األولية: ففي عام ٢٠٠٦، شكلت املنتجات األولية في املتوسط أكثر من ٨٠ باملائة من إجمالي الصادرات، وكانت ٣٠ باملائة منها عبارة عن وقود، فيما وصلت هذه النسبة إلى أكثر من ٩٠ باملائة في بعض البلدان مثل أنغوال وتشاد

وجمهورية الكونغو وغينيا االستوائية.

زيادة التعرض خلطر نشوب نزاعات مسلحة. من بني سكان بلدان "مليار القاع"، وهي تسمية أخرى لقائمة البلدان الهشة، تعرض ٧٣ باملائة منهم هائال في الفترة األخيرة، أو يتعرضون حاليا، حلروب أهلية. عالوة على ذلك، يرتفع احتمال وقوع هذه البلدان في حرب أهلية خالل أي خمس سنوات ارتفاعا

- واحد في كل ستة ٥.

ولكن...

في الفترة بني عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٨. إال أن البلدان الهشة الغنية باملوارد بلغت نسبته حوالي ٤ باملائة سنويا تفاوت النمو. سجلت البلدان الهشة منوا بنسبة ٦٫٣ باملائة، وبلغ ذروته ليصل إلى ١٠ باملائة في عام ٢٠٠٢ و٨٫٥ باملائة في عام ٢٠٠٤. فيما سجلت البلدان الهشة غير الغنية باملوارد شهدت منوا

نسبته ٢٫٣ باملائة. منوا

معدالت الدخل. يتراوح الدخل احلقيقي للفرد، الذي بلغ متوسطه ٦٠٠ دوالر في عام ٢٠٠٨ في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء، بني ١٠٠ دوالر في جمهورية الكونغو الدميقراطية و٤٥٠٠ دوالر في غينيا االستوائية.

العمر املتوقع. في سان تومي وبرينسيبي، يصل العمر املتوقع للفرد عند الوالدة إلى أكثر من ٦٥ عاما، وهو يتماشى مع متوسط العمر املتوقع في . عن ٤٠ عاما البلدان النامية – غير أن العمر املتوقع للفرد في سيراليون وزميبابوي يزيد قليال

كولير ٢٠٠٧. ٥

عدد السكان، باملليون

عدد السكان، باملليون

التقرير األوروبي حول التنمية

٣

Page 16: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

تدفقات االستثمار األجنبي املباشر (FDI) ال تذهب إال للبلدان الغنية باملوارد. كان أكثر من ٧٠ باملائة من إجمالي االستثمارات األجنبية املباشرة املتدفقة إلى البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء في الفترة بني عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٧ من نصيب خمسة بلدان فقط: أنغوال وتشاد وغينيا االستوائية

ونيجيريا والسودان، وجميعها غنية باملوارد الطبيعية.

من االحتياطيات األجنبية (تغطي الواردات ملدة تقل االحتياطيات األجنبية - قليلة أو كافية. ال متلك بعض البلدان الهشة إال كميات ضئيلة جدا). وفي أبريل/نيسان ٢٠٠٩ كانت احتياطيات إثيوبيا وغينيا وزميبابوي ال تكفي ألكثر من شهر واحد من الواردات، بينما كانت احتياطيات البلدان عن ٩٠ يوما

املصدرة للنفط تكفي لستة أشهر.

الديون اخلارجية. استطاعت الدول املصدرة للنفط تسوية ديونها اخلارجية ووضع مؤشرات أعباء الديون حتت السيطرة إلى حد كبير. فعلى سبيل في نسبة الديون إلى إجمالي الدخل القومي وإجمالي الديون الناشئة عن الصادرات من السلع واخلدمات منذ كبيرا املثال، شهدت أنغوال والسودان حتسنا

من الديون، مما يقوض فرص تنميتها في املستقبل. ثقيال عام ٢٠٠٠. أما البلدان الهشة الفقيرة في املوارد، مثل غينيا-بيساو ليبيريا، فهي تواجه عبئا

نحو حتسني استجابات االحتاد األوروبي حلاالت الهشاشة ١كشفت مراجعة للنهج احلالي الذي يتبعه االحتاد األوروبي في التعامل مع البلدان الهشة (الفصل الثامن) عن ضرورة إحراز

تقدم في اجتاهات عدة.ويتمثل االجتاه األول، واألكثر عمومية، في تضييق فجوة التنفيذ بني اإلطار النظري للسياسات وتصميم وتنفيذ تدخالت محددة على أرض الواقع. ويشكل هذا األمر بشكل سليم ألن سياسات "املقاس الواحد ما ألن تأثير أي سياسة ال يتضح إال في مرحلة تنفيذها. عالوة على ذلك، ينبغي أن يكون هذا التنفيذ مصم جوهريا حتديا

يناسب اجلميع" ال تتالءم مع احتياجات الدول الهشة.

، تأتي بعد ذلك احلاجة إلى إحراز تقدم من أجل: وبشكل أكثر حتديداالوصول إلى فهم قوي للسياق احمللي - لتصميم تدخالت فعالة تستند إلى هذا الفهم.٦ •

- وهو وضع صعبا استكشاف كيفية تكييف مبدأ امللكية عند التعامل مع البلدان ذات املؤسسات العاجزة أو غير الشرعية، والتي قد جتعل دعم امليزانية خيارا • ما يجعل من الصعوبة مبكان سائد في معظم البلدان الهشة. وحتى في البلدان ذات املؤسسات الدميقراطية، جند أن الشرعية احلكومية في الغالب ال تعمر طويال

تنفيذ السياسات طويلة األجل من خالل دعم امليزانية، ما لم تكن هناك مراقبة عن كثب.

جتنب حدوث نتائج عكسية بسبب اتساع سياسات االحتاد األوروبي وتعرض الدول الهشة للتأثيرات السلبية غير املباشرة التي تنجم عن اختالف السياسات. لذا فإن •البعد األفقي التساق السياسات ينبغي أن يقابله حتسني عملية البحث عن اتساق رأسي، مما يضمن تنسيق أفضل داخل اموعة األوروبية وبني اموعة األوروبية ما جتد صعوبة في التخلي عن دورها الريادي. ومن شأن هذا التنسيق أن يتيح لالحتاد األوروبي العمل بصوت واحد، مما والدول األعضاء في االحتاد األوروبي، التي كثيرا

. يجعل سياسة االحتاد األوروبي التنموية أكثر قابلية للمساءلة ويسمح للمستفيدين منها بفهمها جيدا

جعل السياسة التجارية لالحتاد األوروبي أكثر استجابة لالحتياجات احملددة للدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء، وضمان أن االتفاقيات الثنائية ال تضر بعملية • في إطار قواعد منظمة التكامل اإلقليمي أو متعدد األطراف. وفي حني أن هناك بعض اال لالستثناءات بالنسبة للبلدان النامية وال سيما البلدان األقل منوا

التجارة العاملية، فليس هناك بند محدد للدول الهشة أو أوضاع الهشاشة. فهناك حاجة إلى حتقيق تقدم كبير في هذا اال.

إلى تقويض قدرة وشرعية التحول من التدخالت القائمة على االستجابة إلى التدخالت الوقائية - حتى ال تنزلق البلدان الهشة أكثر في دوامة تؤدي تدريجيا •مؤسساتها. وقد يتطلب مثل هذا التحول التحرك نحو اتباع نهج إقليمي في التعامل مع الهشاشة، ألن "تأثيرات جار السوء" قد تهدد عملية بناء الدولة وكذلك

التماسك االجتماعي.٧

حتقيق فهم أفضل لكيفية التعامل السليم مع العالقة بني األمن والتنمية. لذا يأتي موضوع السالم واألمن في صدارة القضايا املطروحة في الشراكة االستراتيجية • بني اإلجراءات األمنية والسياسات من التجارب اإليجابية، إال أن بعض التجارب األخرى شهدت تعارضا بني االحتاد األوروبي واالحتاد األفريقي. وفي حني أن هناك عددا

التنموية.

واملتفق عليها، وتبسيط اإلجراءات، والبحث عن املنظمة ويحتاج تضييق هذه الفجوة إلى إعادة تقييم األولويات، وتركيز اجلهود على عدد قليل من األهداف احملددة جيدااملالئمة أو الشريك املناسب لتنفيذ السياسات في حاالت عجز مؤسسات الدولة عن أداء واجباتها أو عدم رغبتها في ذلك٨. وال تقتصر هذه املسألة على تنفيذ

بناء الثقة بني املستفيدين واملانحني والتعلم من التجارب املتعلقة بالسياسات. السياسات فحسب بل وتشمل أيضا

أمام ترجمة ، فال يزال الطريق طويال وأن الوثائق السياسية لالحتاد األوروبي تعطي اآلن توجيهات سياسية أكثر شموال وعلى الرغم من أن التقدم أصبح ملموساااللتزامات إلى أفعال. ورمبا أصبحت األدوات واإلجراءات املالية أكثر بساطة ومرونة، لكنها ال تزال معقدة ومرهقة وطويلة وغير محببة للمستفيدين منها.

ويتعني مواجهة حتديات عديدة في آن واحد. وهنا تقتضي الضرورة إنشاء مزيج مرن" (الوكالة األملانية على سبيل املثال، في مرحلة ما بعد الصراع، "يخضع السياق لتغيرات سريعة جدا ٦

للتعاون الفني، ٢٠٠٨، ص ٢٢).أظهرت العديد من التجارب التاريخية في التعامل مع حاالت الهشاشة وجود حاجة إلى تبني نهج إقليمي، وكانت البلقان إحدى هذه التجارب. ٧

انظر كولير (٢٠٠٩ب)، املربع ٥٫٩ في الفصل التاسع والوكالة األملانية للتعاون الفني (٢٠٠٨) لالطالع على الدروس املستفادة من التجارب الواقعية. ٨

نظرة عامة

٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 17: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٣٫٠: مدى تأثر الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء بأزمة عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩في بادئ األمر كانت البلدان الهشة في مأمن من التداعيات املباشرة لألزمة املالية، وذلك لضعف اندماجها في االقتصاد العاملي؛ غير أنها تضررت بسبب

ما خلفته األزمة من ركود عاملي وانهيار جتاري.

وجاءت األزمة االقتصادية واملالية في فترة ارتفعت وتقلبت فيها أسعار الغذاء والطاقة. وتسببت هذه األوضاع غير املستقرة التي استمرت حتى منتصف عام ٢٠٠٨ في وضع ضغط شديد على البلدان الهشة املستوردة للغذاء واملستوردة للنفط في أفريقيا جنوب الصحراء، ما أدى إلى استنزاف احتياطياتها األجنبية وجعل من الصعب عليها دفع فاتورة الواردات واحلفاظ على النمو. وساهمت فترة االزدهار التي أعقبها كساد في تقلب اإلنتاجية، مما أفرز عزوفا

عن االستثمار في القدرات اإلنتاجية طويلة املدى.

وتعرضت غالبية البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء على التوالي ألزمات في الوقود والغذاء والتمويل. إذ تشير تقديرات حديثة إلى أن معدل النمو عن نسبة الـ٥٫٥ باملائة التي مت تقديرها في أكتوبر/تشرين األول احلقيقي في الناجت احمللي اإلجمالي لعام ٢٠٠٩ بلغ نحو ١٫٥ باملائة، وهي نسبة تقل كثيرا في الناجت سلبيا ٢٠٠٨. وبذلك يكون عام ٢٠٠٩ هو العام األول في العقد األخير الذي تسجل فيه غالبية البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء منوااحمللي اإلجمالي احلقيقي للفرد، األمر الذي يهدد التقدم نحو بلوغ األهداف اإلمنائية لأللفية ويقوض االستقرار السياسي. وعلى الرغم من أن تباطؤ النمو ال بانتكاسة في التنمية البشرية، إال أنه يخلق عراقيل تكون لها عواقب وخيمة على املدى الطويل، وخاصة من خالل تقليص اإلنفاق على التعليم ينذر دائما

والصحة.

ومتلك البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء أنظمة مصرفية وطنية صغيرة وأسواق لألسهم ضعيفة أو معدومة. وبالنظر إلى انخفاض التنمية املالية في املنطقة وضعف ارتباط البلدان الهشة بالنظام املالي العاملي، فإن القنوات الرئيسية النتقال األزمة تكمن في قطاعات االقتصاد احلقيقية. إذ تتعرض هذه القطاعات لألزمة من خالل التجارة بالدرجة األولى: فالتراجع في حصيلة الصادرات يصاحبه تأثير سلبي ناجم عن شروط التبادل التجاري التي يعززها اعتماد البلدان األفريقية الهشة املفرط على صادرات السلع واستقطاب صادراتها. وبعد انهيار التجارة في عام ٢٠٠٩ تضررت البلدان األفريقية بهذا التراجع) وبسبب تركيبة جنوب الصحراء أكثر مما تضررت بلدان أخرى بسبب تراجع التمويل التجاري (املشاريع التجارية غير املوثوقة هي التي تتأثر غالبا من خالل انخفاض تدفقات االستثمار األجنبي املباشر بسبب انتهاج املستثمرين سياسة سالتها من الصادرات. كما تعرضت البلدان الهشة لألزمة أيضا"االنتظار والترقب" في املواقف التي يحيطها الشك، و(رمبا) تراجع تدفقات املعونة األجنبية، وانخفاض حتويالت املهاجرين. وتشكل التحويالت املالية بني ألن املهاجرين من الدول الهشة ال يستطيعون حتمل التكاليف الباهظة للهجرة إلى البلدان ذات الدخل املرتفع فينتقلون الدول األفريقية أهمية خاصة نظراإلى بلدان قريبة. غير أن األسواق الرئيسية التي يقصدها املهاجرون من البلدان الهشة هي أسواق نيجيريا وجنوب أفريقيا، وهما الدولتان الوحيدتان في

باألزمة. مباشرا أفريقيا جنوب الصحراء اللتان تأثرتا تأثرا

عبر البلدان؛ ونتيجة لذلك ال تعتبر البلدان الهشة أكثر قابلية للتأثر وعلى الرغم من أن البلدان الهشة تضررت بشدة من األزمة، إال أن األثر متفاوت كثيرامن غيرها، ولكنها تفتقر بشدة إلى القدرة على التعافي من الصدمات.

نظرة عامة التقرير األوروبي حول التنمية

٥

Page 18: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الشكل ٠٫١: مرونة البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء:

الشكل ٠٫٢: ضعف البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء: من األدنى إلى األعلى

n دول غير هشةn دول هشة بدون بيانات

n دول عالية املرونةn دول متوسطة املرونةn دول منخفضة املرونة

n دول غير هشةn دول هشة بدون بيانات

n دول عالية املرونةn دول متوسطة املرونةn دول منخفضة املرونة

نظرة عامة

٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 19: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

نظرة عامة

حتديد األولويات ٢يتعني على االحتاد األوروبي حتديد مجاالت التدخل ذات األولوية لديه عن طريق االستفادة من جتارب املاضي، والتعلم من األخطاء، والتأقلم مع السياقات سريعة التغير وفي الوقت نفسه احترام السيادة الوطنية. تشير التحليالت الواردة في التقرير األوروبي

حول التنمية لعام ٢٠٠٩ إلى أن هناك خمس أولويات ينبغي أن تقوم عليها أعمال االحتاد األوروبي طويلة املدى في الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء بهدف تعزيز املرونة:

١- دعم بناء الدولة والتماسك االجتماعي. إن الهدف األساسي من املشاركة اخلارجية في البلدان الهشة هو املساهمة في العملية الوطنية لبناء الدولة ٩. وقد أقر االحتاد األوروبي هذه األولوية األساسية في "اإلجماع األوروبي بشأن التنمية"١٠، لذلك يجب أن تركز أعماله في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء على هذا الهدف طويل املدى. ويرجع تعقيد مثل هذه املشاركة إلى حقيقة أن املرء ال يستطيع بلورة وجهة نظر خارجية (أوروبية) لهذه العمليات. فعملية بناء الدولة بالنسبة للدول األفريقية الهشة لن تشبه عمليات بناء الدولة التي شهدتها أوروبا في القرن التاسع عشر. وعلى غرار ذلك، لن تكون درجة التماسك االجتماعي في املشاركة اخلارجية في البلدان الهشة. وهذه املعرفة حاسما واحدة بني األعراق واألديان التي تعود اختالفاتها ملئات السنني. لذلك تلعب املعرفة بالسياق احمللي دوراضرورية لتحديد أي الفاعلني ميكن أن يكونوا من القوى احملركة للتغيير، ليخرجوا هذه البلدان من دائرة الهشاشة، رمبا من خالل مسارات مختلفة. وفي حني أنه يتعني أن يتم تقويض "أصحاب حق الفيتو" احملتملني ودعم القادة في جهودهم تعزيز "فاعلي التغيير"، وال سيما تشجيع مشاركة املرأة في بناء الدولة، فمن املهم أيضاإلعادة بناء اتفاق اجتماعي جديد بني الدولة واملواطنني وبني مختلف الفصائل واألعراق. وفي حال تعرض جماعات معينة للتمييز ولالستبعاد من التمثيل السياسي،

تزيد احتماالت نشوب الصراعات ويصعب اخلروج من دائرة الهشاشة.

٢- تخطي احلد الفاصل بني االحتياجات قصيرة األجل ومقومات املرونة طويلة األجل. لتحويل االهتمام في البلدان الهشة من سد االحتياجات قصيرة األجل ، ستتمكن إلى إيجاد أفق طويل األجل، يستطيع االحتاد األوروبي إنشاء آلية تأمني حلماية البلدان الهشة من تقلب عائدات الصادرات. فمع وجود عائدات أكثر استقرارا

البلدان الهشة من تعزيز مزاياها النسبية احملتملة على املدى الطويل.

٣- تعزيز رأس املال البشري واالجتماعي. إن االستثمار في تعليم مواطني البلدان الهشة، ومحاولة تضييق الفجوة بني اجلنسني، وبناء رأس املال االجتماعي هو الطريق األمثل لتحقيق منو وتنمية مستدامني وتعزيز املرونة. إذ تعاني البلدان الهشة واملتأثرة بالصراعات من انقطاع التعليم العام، وهو ما يؤدي الى انخفاض معدالت للتعليم العالي، وملعاجلة مظاهر االلتحاق بالتعليم وارتفاع معدالت األمية بني البالغني. وينبغي توفير التمويل الكافي ليس للتعليم األساسي فحسب بل وأيضا أن تكون هناك تدخالت موجهة للشباب، خاصة في البلدان الهشة اخلارجة من الصراعات، عدم املساواة بني اجلنسني، ولتشجيع املعرفة واالبتكار. ومن املهم أيضا

وذلك للحد من جاذبية األنشطة غير املشروعة كاالجتار بالبشر أو التهريب.

٤- دعم حتسني احلكم اإلقليمي، مبا في ذلك عمليات التكامل اإلقليمي. تتيح اتفاقيات التجارة اإلقليمية للبلدان األفريقية حتقيق وفورات احلجم مع األسواق اإلقليمية األكبر حجما، وذلك لتحسني التنافسية الوطنية، وزيادة العائد على االستثمارات ومن ثم جذب االستثمارات األجنبية املباشرة، ما يؤدي بدوره إلى نقل التقنية وحتقيق النمو. كما أنها تستطيع متكني هذه االقتصادات من حشد املوارد من أجل املساهمة املشتركة في مجموعة من مشروعات البنية التحتية، واالستفادة من وفورات احلجم، واستيعاب التأثيرات اإلقليمية وعبر القطرية الناجتة عن مثل هذه االستثمارات. ومن شأن هذه االتفاقيات كذلك أن تتيح للبلدان األفريقية الصغيرة الدخول في مفاوضات أكثر فعالية بشأن قضايا السياسات االقتصادية مع تكتالت اقتصادية أخرى أو شركاء كبار من القطاع اخلاص. أما من وجهة النظر املؤسسية، آليات االلتزام في مجال صنع السياسات واإلصالحات، وقد تشكل أهمية خاصة للدول التي متلك قدرات محلية ضعيفة فيما فقد توفر االتفاقيات اإلقليمية أيضايتعلق بااللتزام. وفي هذا الصدد، ميكن استخدام اتفاقيات التكامل اإلقليمي كأدوات لبناء املؤسسات. فاالنضمام إلى تكتل جتاري له "قواعد تنظيمية" قوية ميكن

أن يساعد على إرساء اإلصالحات الدميقراطية وبناء املصداقية في الدول األعضاء.

٥- تعزيز األمن والتنمية في املنطقة. إن العمل على تعزيز األمن والتنمية يتطلب استراتيجية متعددة األوجه. وهناك حاجة إلى جهد طويل األمد لتحويل الثقافات السياسية األوروبية من احلياد والتقوقع على الذات إلى املشاركة في احلكم العاملي. لذلك فمن الضروري الربط بني مسؤوليات االحتاد األوروبي العاملية والرفاهية احمللية للمواطنني في أوروبا. وينبغي أن يدرك صناع السياسة األوروبيون أن أعمال االحتاد األوروبي في كل ميدان، بداية من الزراعة ومصائد األسماك وصوالإلى التجارة والبحث والتطوير، ميكن أن تكون لها انعكاسات أمنية والعكس صحيح فقد تترك املبادرات األمنية انعكاسات على التنمية والتجارة. لذا يجب على االحتاد األوروبي أن يتحول من نهجه النمطي القائم على الهندسة االجتماعية والذي يركز على األدوات املتاحة له إلى التركيز على املشكلة ذاتها واتباع نهج استراتيجي أكثر مرونة يعترف بالطبيعة الشائكة والسياسية لكثير من أهداف وسياسات املانحني. وال يعد اللجوء املتزايد إلى وسائل إدارة األزمات املدنية والعسكرية فرصة للتفكير بطريقة أكثر استراتيجية، وكذلك فرصة ملكافأة لتشجيع التخطيط املشترك (العسكري واملدني واملتعلق باملعونة/التنمية) فحسب وإمنا فرصة أيضا من تنفيذ في حاالت الهشاشة. ويأتي جتاهل هذه ااوف األمنية امللحة بنتائج عكسية: بدال ما يكون ضروريا سلوك ااطرة لدى موظفي االحتاد األوروبي، الذي غالباخطة موجودة من قبل، ميكن حتقيق الكثير إذا ما أخذت االحتياجات األمنية للسكان على محمل اجلد، كخطوة أولى نحو حتقيق ملكية محلية حقيقية، مبا في ذلك

إيجاد سبل للتغلب على العنف القائم على نوع اجلنس.

انظر منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٧. ٩

انظر جلنة مجلس البرملان األوروبي ٢٠٠٦. ١٠

التقرير األوروبي حول التنمية

٧

Page 20: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

باختصار، فإن التقاعس عن العمل ستكون له عواقب وخيمة على املانحني واملستفيدين على السواء. فبالنسبة للبلدان الهشة تتجلى هذه العواقب في ضعف من التنمية البشرية وانعدام األمن املرتبط بالفجوات املستمرة في التنمية: وهي النتيجة املترتبة على عدم تنمية مقومات املرونة. أما بالنسبة ألوروبا - القريبة جغرافياأفريقيا ومن مشاكلها املتمثلة في االنفجار السكاني واالجتار غير املشروع والتهريب والقرصنة والعنف القائم على نوع اجلنس والتهديدات البيئية - فإن االنعكاسات السلبية قد تكون هائلة. ومن ثم ينبغي إعادة تقييم أعمال االحتاد األوروبي. إذ ال يستطيع االحتاد األوروبي أن يتحمل إهدار املوارد املالية أو العمل بطريقة غير فعالة.

ولكي تكون سياسته التنموية فعالة ومؤثرة، يتعني على االحتاد األوروبي أن:

ما تكون يعتمد على العمل املشترك وحتديد السياسات بشكل مشترك. وعلى الرغم من أن املناقشات بني أعضاء االحتاد األوروبي، ومع املفوضية األوروبية، غالبا •صريحة ومفعمة بالنشاط، فإنه مبجرد االنتهاء من حتديد السياسة بشكل مشترك واالتفاق عليها، يجب على االحتاد األوروبي التقيد بها.

يلتزم بالسياسات طويلة األجل وأن يتجنب حدوث حتوالت في األهداف اخلاصة بالسياسات وفي مجاالت االهتمام األساسية، وذلك ألن املشاكل التي تعاني منها •البلدان الهشة هي في األساس مشاكل هيكلية ومزمنة، ويتمثل أحد اجلوانب الثابتة للهشاشة في عدم القدرة على متابعة األهداف طويلة األجل.

ما يكونون في وضع يسمح لهم بتحقيق أفضل يحدد "التفويض الصحيح" لتنفيذ السياسات. فالتفويض هو أمر بالغ األهمية ألن املانحني واملستفيدين نادرا • للحاجة إلى معاجلة التعقيدات احمللية. وفي مثل هذه األوضاع قد يكون من املناسب الفصل بني املهام اتلفة التي تتوالها احلكومة: تنفيذ أو رصد للبرامج، نظرا

إذ ميكن فصل صياغة السياسات عن تخصيص موارد مالية محددة ورصدها، بحيث تتولى املهمة األخيرة وكاالت مستقلة.

جديدة ومتنوعة يفهم أن بناء الدولة وتعزيز التماسك االجتماعي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء يعتبران من العمليات التطورية الطويلة التي تأخذ أشكاال •ال ميكن التنبؤ بها على الصعيدين القطري واإلقليمي. وتتطلب مثل هذه العمليات االهتمام املستمر والدعم املؤسسي الصحيح على أرض الواقع.

احلاجة إلى تعميق فهمنا في مجاالت عديدة، أحدها الدور الذي تلعبه مظاهر عدم املساواة وإذا ما أخذت جميع هذه العناصر في احلسبان فيمكن أن تظهر أيضااملستمرة في تفاقم أوضاع الهشاشة؛ وأحد ااالت األخرى هو ضرورة االستعانة بشبكات األمان االجتماعي واملنظمات االجتماعية في بناء املرونة.

نظرة عامة

٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 21: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ
Page 22: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

سم األولالق

فهم الهشاشة

Page 23: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل األولهشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء:

التكاليف والتحديات

السياسات التنموية األوروبية في سياق عاملي متغير ١

لم يسبق أن كانت قضيتي القضاء على الفقر والتنمية املستدامة على هذا القدر من األهمية. فالسياق الذي يتم فيه القضاء جديدة ولكن في الوقت نفسه حتديات على الفقر هو عالم تتزايد في مظاهر العوملة والترابط؛ وقد خلق هذا الوضع فرصا

جديدة.(اإلجماع األوروبي بشأن التنمية، ٢٠٠٥)

واستدامة على املستوى العاملي يتطلب التعامل مع حتديات العوملة في القرن احلادي والعشرين. فقد إن التزام االحتاد األوروبي بتشجيع حتقيق تنمية أكثر إنصافا وأقل عزلة – وبالتالي أكثر عرضة للتأثر بالظروف املتغيرة والقوى اخلارجية املتنوعة التي تتفاعل مع الديناميات أصبحت البلدان واتمعات واالقتصادات أكثر ترابطاالداخلية. ويصاحب هذا التكامل املتزايد حترك النشاط االقتصادي نحو الشرق. فتزايد ثقل الصني والهند فيما يتعلق بالناجت احمللي اإلجمالي العاملي وفي مجال التصدير يجعلهما من الالعبني األساسيني على الساحة الدولية، وال سيما الصني في أفريقيا جنوب الصحراء. وال ميكن لسياسات التنمية أن تغفل التوازنات

االجتماعية والسياسية اجلديدة.

وتشكل األمناط السكانية سمة أخرى من سمات العوملة في القرن احلادي والعشرين. ففي حني أن االحتاد األوروبي يعاني من شيخوخة السكان، تتميز منطقة أفريقيا و٢٠ في املائة بني ١٥ و٢٤ عاما، جنوب الصحراء بأن غالبية سكانها من الشباب. في عام ٢٠١٠ سيكون ٤٠ في املائة من سكان أفريقيا في الفئة العمرية ٠-١٤ عاما إلى جنب مع التحديات التي ليشكل الشباب حتت سن الـ٢٥ نحو ٦٠ في املائة من السكان، مقابل ٢٨ في املائة في االحتاد األوروبي. وتعتبر هذه االجتاهات – جنبا

تشكلها ظاهرة االحتباس احلراري ومنظمات اجلرمية الدولية وصدمة أسعار الغذاء األخيرة - أمثلة رئيسية للتحديات التي تواجه اتمعات.

على هذه اخللفية، تعتبر أزمة عام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ أسوأ انكماش اقتصادي عاملي منذ عام ١٩٢٩. وطالت هذه األزمة االقتصادية واملالية ميزانيات البلدان األوروبية وغيرها على أفقر بلدان العالم، والتي يقع معظمها في أفريقيا جنوب الصحراء. وتشير التقديرات األولية إلى أنه بسبب مدمرا من البلدان املتقدمة. وكان لهذه األزمة تأثيراهذه األزمة قد يظل ٩٠ مليون شخص في حالة فقر١ وقد تبلغ الزيادة في عدد وفيات الرضع نحو ٤٠٠٠٠٠ حالة وفاة.٢ ولكن من الصعوبة مبكان أن توضح األرقام

حجم التكاليف البشرية لألزمة.

لذلك فإن التكاليف البشرية واالقتصادية تستدعي توجيه مناذج وأعمال التنمية نحو بناء مرونة اتمعات - أي نحو زيادة قدرة النظام االجتماعي واالقتصادي على أكبر من الناس، التكيف والتعامل مع االضطرابات والظروف املتغيرة دون إضعاف قدرات الناس. ففي عالم أصبحت فيه الصدمات الدولية أكثر حدة وتصيب عددا لدفع مسار التنمية في أي بلد. وينبغي أن أساسيا في السابق، باتت مرونة النظام االجتماعي واالقتصادي شرطا منهم العديد من الفقراء الذين لم يتأثروا كثيرا

تكون هذه القدرة أحد األهداف احملورية الستراتيجيات التنمية الوطنية وبالتالي املساعدات اإلمنائية.

وزارة التنمية الدولية البريطانية ٢٠٠٩ والبنك الدولي ٢٠٠٩ أ ١

البنك الدولي ٢٠٠٩ب ٢

بي بشأن األور جماع

دةجديقم ي ي رابط؛ وقز عوملة والمظاهر ال

التقرير األوروبي حول التنمية

١١

Page 24: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

التناقض في تخصيص املساعدات اإلمنائية للدول الهشة ١٫١في السنوات األخيرة، برزت البلدان الهشة كأولوية أساسية تمع التنمية بسبب انخفاض نتائجها التنموية وبسبب انتهاكاتها الشديدة حلقوق اإلنسان.٣ وتضع هذه اموعة من البلدان، التي تتسم بأن مؤسساتها احلكومية تعاني من إخفاقات عميقة، حتديات تنموية عاملية هائلة أمام اتمع الدولي. إذ تخلف الهشاشة خسائر بشرية كبيرة ومستمرة وواسعة النطاق. فالعيش في دولة هشة يعني احلرمان الشديد من خدمات الدولة األساسية ووسائل حماية األمن وحقوق اإلنسان،

إلى تداعيات سلبية، سواء على املستوى اإلقليمي أو العاملي. كما يؤدي أيضا

ما تكون هذه الدول شركاء يصعب التعامل معهم. وميكن وتواجه املساعدات اإلمنائية في الدول الهشة حتديات أكبر من التي تواجهها في أي مكان آخر. فغالبالتدفقات املعونة أن تتسبب في حدوث تأثيرات ضارة. كما يؤدي ضعف قدرة احلكومات احمللية إلى إعاقة فعالية املعونة. وقد يكون التعامل مع مؤسسات الدول الهشة معناه التفاعل مع حكومات غير شرعية أو غير ممثلة لشعوبها أو ضعيفة - أو التعامل مع عدة فاعلني متنافسني. وفي هذه الظروف، يقل احتمال أن تصل

طويل األجل. املعونة إلى الفئات املستهدفة أو أن تدعم منظورا

وقد يصل األمر إلى أن يتسبب املانحون في عرقلة االنتقال من حالة الهشاشة. ففي الواقع، قد تقلل تدفقات املعونة – باستثناء املساعدة الفنية – من احتمال "املساعدات امليتة"، إلى وجود مجال لتحسني املشاركة اخلروج من قائمة البلدان الهشة.٤ وتشير هذه النتيجة، التي رددتها دامبيسا مويو في كتابها األكثر مبيعاالدولية في البلدان الهشة.٥ وفي هذه السياقات، أصبحت عملية بناء الدولة هي الهدف األساسي من املشاركة الدولية في الدول الهشة، وهذا ما تؤكده مبادئ

املشاركة الدولية اجليدة في الدول واألوضاع الهشة.٦

ليشمل مكافأة األداء اجليد بزيادة تدفقات املعونة - قد جعلت البلدان الهشة كما أن عملية تخصيص املعونات على أساس األداء – والتي أصبح تعريفها فضفاضا في أفريقيا جنوب ، حصلت ٢٩ بلدا "أيتام املعونات" (املربع ١٫١)، وباألخص البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء. فمن بني البلدان الهشة البالغ عددها ٤٨ بلدا

الصحراء على ٤٩ في املائة من صافي تدفقات املساعدة اإلمنائية الرسمية في الفترة بني عامي ٢٠٠٠ و٧٫٢٠٠٧

في العالم. وقد نشطت في واألقل استقرارا وفي غرب أفريقيا هناك عدة بلدان لم تقترب قط من حتقيق دولة موحدة، وهذه املنطقة هي واحدة من املناطق األشد فقراالفترة بني عامي ١٩٩٨ و٢٠٠٥ ما ال يقل عن ٣٥ جماعة مسلحة في كوت ديفوار وغامبيا وغينيا وغينيا بيساو وليبيريا ومالي والنيجر ونيجيريا والسنغال وسيراليون.٨

للدولة الفاشلة، وهو الصومال. وقد وقعت آخر عمليات لإلبادة اجلماعية في السودان ومنطقة البحيرات العظمى. كما تضم منطقة القرن األفريقي منوذجا

لذلك فإن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء تضم الغالبية العظمى من البلدان الهشة. ورمبا يكون لهشاشة الدولة جذور تاريخية مشتركة واضحة املعالم (الفصل الثالث). وميكن أن يؤدي التركيز على هذه املنطقة إلى حتقيق فهم أفضل للتحديات التنموية التي تشكلها هشاشة الدولة.

ويتعني على اتمع الدولي أن يتغلب على التناقض املتمثل في تخصيص قدر أقل من املساعدات للبلدان التي هي في أمس احلاجة إليها وفي الوقت نفسه أن يكيف اللتزام االحتاد األوروبي املمارسات املتعلقة بتقدمي املساعدات اإلمنائية لتناسب الظروف واخلصائص والديناميات احملددة للبلدان الهشة. وتعد البلدان الهشة اختبارابتقدمي املساعدات بطريقة أفضل وكمية أكبر، والذي جدد التأكيد عليه اإلجماع األوروبي بشأن التنمية. وال شك أن هذه العملية لن تكون سهلة. ففي ظل األزمة االقتصادية واملالية احلالية، يجب على بلدان االحتاد األوروبي متويل العجز املتزايد في املوازنة العامة. وما كان من التوسع األخير في عضوية االحتاد األوروبي إال أن زاد من

صعوبة التوصل إلى إجماع على كيفية تخصيص األموال.

هناك عدة تصنيفات وترتيبات لهشاشة الدولة. وما لم يتم حتديد غير ذلك، فإن هذا التقرير يتبنى القائمة (غير الرسمية) للبلدان الهشة والبلدان اخلارجة من الصراعات التي مت استخدامها ٣

في التقرير السنوي لعام ٢٠٠٨ حول "تدفق املوارد إلى الدول الهشة واملتأثرة بالصراعات" (منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي ٢٠٠٩). وهي عبارة عن جتميع لثالث قوائم: الفئتني األخيرتني من الفئات اخلمس التي حددها تقييم السياسات واملؤسسات القطرية (CPIA) لعام ٢٠٠٧؛ ومؤشر معهد بروكينغز لضعف الدولة في العالم النامي لعام ٢٠٠٨؛ ومؤشرات جامعة كارلتون للسياسة اخلارجية (CFIP) لعام ٢٠٠٧. وتتضمن هذه القائمة من الدول الهشة أفغانستان، أنغوال، بوروندي، كمبوديا، الكاميرون، كوت ديفوار، جيبوتي، غينيا االستوائية، إريتريا، إثيوبيا، غامبيا، غينيا، غينيا بيساو، هايتي، العراق، كينيا، كيريباتي، الوس، ليبيريا، موريتانيا، ميامنار، نيبال، النيجر، نيجيريا، كوريا الشمالية، باكستان، بابوا غينيا اجلديدة، رواندا، سان تومي وبرينسيبي، سيراليون، جزر سليمان، الصومال، السودان، طاجيكستان، تيمور الشرقية، توغو، تونغا، أوغندا، أوزبكستان، فانواتو، املناطق اخلاضعة للسلطة الفلسطينية، جمهورية اليمن، وزميبابوي. وكما يوضح القسم التالي، فإن إعداد قائمة بالدول الهشة هو موضوع خالفي من الناحية السياسية والتحليلية. والتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩ ال يقر هذا التصنيف

رسميا، وإمنا يستخدمه فقط ألغراض تشغيلية.شوفيه وكولير ٢٠٠٨ ٤

مويو ٢٠٠٩. ٥

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٧. ٦

قاعدة البيانات اإلحصائية للجنة املساعدة اإلمنائية، لألعوام من ٢٠٠٠ إلى ٢٠٠٧. ٧

مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية ٢٠٠٩. ٨

الفصل األول

١٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 25: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ١٫١: فعالية املعونة وتخصيصها للدول الهشة(AusAID) بقلم مارك ماكغيليفري، كبير اخلبراء االقتصاديني، بالوكالة األسترالية للتنمية الدولية

هل كان معدل النمو االقتصادي في البلدان الهشة سينخفض أم يرتفع أم سيبقى كما هو في غياب املعونات؟ وهل حتصل البلدان الهشة، جماعة أو فرادى، على معونات غير كافية أم معونات زائدة عن حاجتها أم معونات كافية من منظور النمو؟

على مدى السنوات العشر املاضية، وذلك بفضل حتسن البيانات، ودقة النظريات كبيرا وقد قطعت الكتابات حول تأثير املعونة على النمو االقتصادي شوطااألساسية، وتطبيق مناهج جتريبية أكثر صرامة.٩ وال يعني ذلك أن هذه الكتابات خالية من العيوب. وميكن القول أن نقطة الضعف الرئيسية هي أنها

عجزت عن إلقاء ضوء كاف على القنوات التي ميكن للمعونة أن تؤثر من خاللها على النمو.

: هي أن العالقة املتزايدة بني املعونة والنمو تتخذ وقد خرجت هذه الكتابات بنتيجة حاسمة، وهي نتيجة توصلت إليها جميع الدراسات احلديثة تقريبا منحنيا، حيث يرتبط ارتفاع مستويات املعونة بارتفاع معدالت النمو حتى نصل إلى سقف معني للمعونة، وإذا مت جتاوز هذا السقف ترتبط زيادة مسارااملعونة بانخفاض معدالت النمو. ويطلق على هذا السقف اسم مستوى املعونة "الفعالة للنمو". وعند هذا املستوى، يتضاعف تأثير املعونة على معدل

منو نصيب الفرد من الدخل في البلدان املستفيدة.

وهذه النتيجة التي تبني العالقة بني املعونة والنمو لها وقع خاص لدى البلدان الهشة. وأحد التفسيرات التخاذ تأثير املعونة هذا املسار املنحني بعد املستوى الفعال للنمو هو وجود قيود على القدرة االستيعابية في البلدان املستفيدة. ويعتقد أن هذه القيود تنشأ ألسباب عدة أبرزها تدني جودة السياسات واألداء

املؤسسي، وهو سمة أساسية من سمات الدول الهشة.

وعلى هذه اخللفية، يفترض بعض الباحثني وصناع السياسات أن العالقات بني النمو واملعونة في البلدان الهشة وغيرها من البلدان (غير الهشة) هي كما يصورها شكل املربع ١. ويتوقع أن تكون العالقة بني املعونة والنمو واحدة للبلدان الهشة وغير الهشة، ولكن مع وجود املستوى املنخفض من املعونة الفعالة a)، الذي يؤدي جتاوزه إلى أن تصبح املساهمة اإلضافية للمعونة في النمو مساهمة سلبية وأن تصبح املساهمة اإلضافية الكلية للمعونة في

inf*) للنمو

في جميع مستويات املعونة. النمو أكثر انخفاضا

شكل املربع ١٫١: التأثيرات الزائدة للمعونة على النمو

gi

0aif* aif** ainf* ainf** ai

الدول الهشة الدول غير الهشة

،(i) إلى معدل النمو احلقيقي في نصيب الفرد من الناجت احمللي اإلجمالي في الدولة (gi) على قدر ما من املعونات، بينما يشير الرمز (i) إلى حصول الدولة املستفيدة (aiمالحظة: يشير الرمز (

a) إلى مستوى املعونة الذي يؤدي جتاوزه إلى أن تصبح املساهمة اإلضافية للمعونة في النمو inf**) إلى مستوى املعونة الفعالة للنمو في الدول غير الهشة، ويشير الرمز (a

inf*) ويشير الرمز

مساهمة سلبية في هذه الدول.قام ماكغيليفري وفيني (٢٠٠٨) بدراسة البيانات املتعلقة باملعونة والنمو للفترة من عام ١٩٧٧ إلى عام ٢٠٠١ لتحديد ما إذا كان هناك دعم جتريبي للعالقات املوضحة في شكل املربع ١. وهما يعتبران أن الدولة تكون هشة إذا كانت تقبع في الفئتني األخيرتني من الفئات اخلمس التي حددها تقييم السياسات واملؤسسات القطرية (CPIA). وبالنسبة للدول التي تقبع في الفئة األخيرة، وهي "الدول شديدة الهشاشة" كما يسميها ماكغيليفري وفيني (٢٠٠٦)، فقد ساهمت املساعدات اإلمنائية الرسمية بـ١٫٣٧ نقطة مئوية في زيادة معدل النمو احلقيقي في نصيب الفرد من الناجت احمللي اإلجمالي في هذه الفترة، مقارنة بـ٢٫٤٧ نقطة مئوية في البلدان الهشة األخرى، أي املدرجة في الفئة قبل األخيرة من الفئات اخلمس التي حددها تقييم السياسات واملؤسسات

القطرية.

ميكن االطالع على دراسات استقصائية حول هذه الكتابات في موريسي (٢٠٠١) وكليمنز وآخرين (٢٠٠٤) وماكغيليفري وآخرين (٢٠٠٦). ٩

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

١٣

Page 26: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

على الدول الهشة، رغم أن عددا وتعد الدراسة التي أجراها ماكغيليفري وفيني (٢٠٠٨) هي الدراسة الوحيدة املتعلقة باملعونة والنمو التي ركزت حتديدامن الدراسات األخرى قد بحثت في املعونة والنمو في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.١٠ إذ بحث غوماني وآخرون (٢٠٠٥) في املعونات التي تلقتها ٢٥ من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء في الفترة بني ١٩٧٠ و١٩٩٧ ووجدوا أن كل نقطة مئوية ناجتة عن زيادة املعونة كنسبة من الناجت القومي اإلجمالي بلداتساهم في املتوسط بربع نقطة مئوية في معدل منو هذه البلدان. أما كليمنز وآخرون (٢٠٠٤) فقد بحثوا في تأثير املعونة على املدى القصير، وتوصلوا إلى أنها أدت إلى ارتفاع متوسط دخل الفرد السنوي في أفريقيا جنوب الصحراء بنسبة ال تقل عن نصف نقطة مئوية بني عامي ١٩٧٣ و٢٠٠١. ووجد لينسينك مقارنة باملناطق األخرى، إال أنه كان إيجابيا وموريسي (٢٠٠٠) أنه على الرغم من أن تأثير املعونة على النمو في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء كان ضعيفا

. يبدو أن هذه الدراسات تدعم النتائج التي وردت في دراسة ماكغيليفري وفيني (٢٠٠٨). ومهما

a في الدول شديدة الهشاشة (١٣٫٨٨ في املائة inf*و a

if* كما تقدم دراسة ماكغيليفري وفيني (٢٠٠٨) ودراسة فيني وماكغيليفري (٢٠٠٩) تقديرات ملستوى

من الناجت احمللي اإلجمالي) والدول الهشة األخرى (٣٨٫٣٨ في املائة من الناجت احمللي اإلجمالي). وتشير املقارنة بني هذه الكميات واملساعدات اإلمنائية الرسمية احلقيقية املقدمة من وكاالت ثنائية ومتعددة األطراف، في عام ٢٠٠٤، إلى أن الدول الهشة ال حتصل على معونات كافية من منظور فعالية النمو (جدول للمعونات، بالنسبة للناجت احمللي اإلجمالي، في مجموعة الدول شديدة الهشاشة هي كوت ديفوار ونيجيريا. أما في حالة املربع ١). وكانت أقل البلدان تلقياتخصيص مستويات من املعونة فعالة للنمو، مقارنة باصصات الفعلية في عام ٢٠٠٤، لكان متوسط معدل النمو جلميع الدول الهشة قيد البحث قد وصل إلى ١٫٩٢ نقطة مئوية. ولكن لم حتصل كل البلدان الهشة على معونات غير كافية. فقد تلقت عشر من الدول الهشة معونات تفوق الكمية الفعالة

على معونات زائدة من منظور النمو هي بوروندي وجزر سليمان. للنمو في عام ٢٠٠٤. ومن بني جميع الدول الهشة قيد البحث، كانت أكثر الدول حصوال

جدول املربع ١٫١: املعونات املقدمة للدول الهشة، ٢٠٠٤جميع الدول الهشةالدول الهشة األخرىالدول شديدة الهشاشة

املساعدات اإلمنائية الرسمية ٦٦٢٩٢٧١٩٩٣٤٨(مليون دوالر أمريكي)

املساعدات اإلمنائية الرسمية ١٤٥١٢١٠٥٠٦٢٥٠١٨الفعالة للنمو (مليون دوالر أمريكي)

النمو الناجت عن املساعدات الرسمية الفعلية (متوسط النسبة املئوية)

٣٫٤٣١٫٢٥-٠٫٤٦

النمو الناجت عن املعونات الفعالة ١٫٤٣٢٫٤٧١٫٩٢للنمو (متوسط النسبة املئوية)

البلدان التي تلقت معونات تفوق ٨٢١٠املعونات الفعالة للنمو

البلدان التي تلقت معونات أقل من ٩١٣٢٢املعونات الفعالة للنمو

مالحظات: تندرج الدول شديدة الهشاشة في الفئة األخيرة من الفئات اخلمس التي حددها تقييم السياسات واملؤسسات القطرية؛ بينما تندرج الدول الهشة األخرى في الفئة قبل األخيرة من هذه الفئات اخلمس.

تؤكد دراسة ماكغيليفري وفيني (٢٠٠٨) ودراسة فيني وماكغيليفري (٢٠٠٩) على أن مستويات املعونة الفعالة للنمو ال تعطي سوى مؤشر تقريبي لكميات املساعدات التي يجب أن يقدمها املانحون للدول الهشة. كما تؤكد الدراستان على أن املانحني لديهم العديد من األهداف التنموية األخرى التي تبرر االمتناع عن تقدمي الكميات الفعالة للنمو. غير أن النتائج التي توصل إليها ماكغيليفري وفيني تشير إلى أن املانحني بحاجة إلى النظر بعناية في مخصصات

عن الكميات الفعالة للنمو، متسائلني عما إذا كان ميكن تبرير هذا االمتناع باملعايير التنموية. البلدان التي تختلف كثيرا

تقع في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، ويختلف العدد حسب التعريف املستخدم. نالحظ أن نصف الدول الهشة تقريبا ١٠

الفصل األول

١٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 27: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

سياسة االحتاد األوروبي التنموية في البلدان الهشة ١٫٢إن املساعدات اإلمنائية التي يقدمها االحتاد األوروبي والدول األعضاء لها إمكانيات عظيمة. فبالنسبة ملعظم البلدان النامية، متثل أوروبا املانح الرئيسي والشريك . ويقع مهما واقتصاديا ودبلوماسيا سياسيا التجاري األساسي واملصدر الرئيسي لالستثمارات األجنبية ومقصد مهم للمهاجرين. كما يعد االحتاد األوروبي تكتالعلى عاتق الدول األوروبية كذلك مسؤولية كبيرة جتاه الدول الهشة، ألن الهشاشة تعود جذورها إلى عمليات االستعمار وإنهاء االستعمار، وقد زاد من سوئها في

بعض األحيان املمارسات غير املسؤولة لبعض الشركات األجنبية واالجتار غير املشروع إلى أوروبا ومنها.

ومن جهة أخرى، ال ينبغي املغاالة في تقدير قدرة أوروبا على التحرك. فقد أصبح النظام العاملي متعدد األقطاب بشكل أكبر، حيث انضمت املراكز السياسية واالقتصادية الناشئة إلى الفاعلني القدامى. وأصبح احملور الذي يضم الواليات املتحدة والصني واالحتاد األوروبي بالغ األهمية في النظام الدولي. وباإلضافة إلى املنظمات إلى دول شرق آسيا واخلليج العربي. عالوة على ذلك، فإن املبادرات التي الدولية الرئيسية، هناك بلدان أخرى مهتمة بالدول الهشة، بداية من الواليات املتحدة وصواليتبناها االحتاد األوروبي ملعاجلة هشاشة الدولة، مثل املساعدة التي يقدمها لبناء الدولة والسالم، قد تكون من وجهة نظر البلدان الشريكة مبادرات تدخلية وغير فقد تتسبب املعارضة الداخلية والقيود املوجودة . كما أنها ميكن أن تؤثر، ولو بدون قصد، على عمليات وديناميات تعد داخلية في جوهرها. وأخيرا محايدة سياسياداخل االحتاد األوروبي في إضعاف االلتزام بسياسات التنمية. إضافة إلى ذلك، قد تؤدي شيخوخة السكان، والديون الهائلة التي تراكمت خالل األزمة، وتوسيع عضوية

االحتاد األوروبي إلى تعزيز احلافز لتحويل املوارد العامة من التعاون الدولي في مجال التنمية إلى املتطلبات الداخلية.

وعلى خلفية هذا الوضع، يتناول التقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩ قضية هشاشة الدولة في أفريقيا جنوب الصحراء والسياسات التنموية التي يتبناها االحتاد األوروبي في حاالت هشاشة الدولة. ويحلل هذا التقرير ااالت التي ميكن حتسينها في مشاركة االحتاد األوروبي احلالية في البلدان الهشة وكذلك قدرة سياسات االحتاد األوروبي التنموية على مساعدة أصحاب املصلحة الوطنيني في التغلب على هشاشة الدولة. وينصب التركيز على أفريقيا جنوب الصحراء ألن هذه املنطقة

تبدو متأخرة عن الركب في مجال توطيد الدولة، كما أنها تضم غالبية البلدان ذات املؤسسات الهشة.

ويتفق هذا اجلهد مع النهج القائم على تعزيز املرونة في تصميم األولويات والسياسات التنموية. وتشكل مؤسسات الدولة وقدرتها على تعبئة املوارد احمللية عنصرا لقدرة النظام االجتماعي واالقتصادي على التكيف، إذ يجب عليها حفظ النظام الداخلي وضمان أمن املواطنني والسيطرة على األراضي وتقدمي اخلدمات أساسيااالجتماعية وإنفاذ األنظمة وتوفير احلماية ضد ااطر الفردية واجلماعية والتأقلم معها. لذلك فإن مؤسسات الدولة تؤثر على رفاهية املواطنني وتنوعاتها في

مواجهة االضطرابات والتغيرات.

هيكل التقرير ١٫٣يساهم التقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩ في حتقيق الهدف املتمثل في صياغة نهج أوروبي جديد للتغلب على ظاهرة هشاشة الدولة في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء من خالل ثالث خطوات رئيسية. اخلطوة األولى هي حتليل معنى هشاشة الدولة وكذلك نطاقها وعواقبها في أفريقيا جنوب الصحراء. ويحدد التقرير اخلصائص االقتصادية للبلدان الهشة، ويناقش العوامل االقتصادية التي ميكن أن تؤثر على سير عمل مؤسسات الدولة واحلوكمة واالستقرار االجتماعي والسياسي، ويستعرض التفسيرات التي قدمتها الكتابات التي تدور حول اجلذور التاريخية والسياسية لظاهرة هشاشة الدولة في أفريقيا. وفي اجلزء الثاني من التقرير، يتم تسليط الضوء على العالقة بني مرونة النظام االجتماعي االقتصادي وهشاشة الدولة من الناحية النظرية ويتم تقييم هذه العالقة فيما يتعلق بالتأثير الذي خلفته األزمة االقتصادية العاملية لعام ٢٠٠٨-٢٠٠٩ على البلدان الهشة. أما اجلزء األخير، فيناقش السياسات: يقدم اجلزء الثامن نظرة عامة على مشاركة االحتاد للسياسات األمنية، حيث يناقش التحديات واإلمكانيات اخلاصة باملساعدات التي يقدمها الفاعلون اخلارجيون لدعم بناء الدولة األوروبي في البلدان الهشة وحتليالفي البلدان الشريكة ويحاول حتديد املمارسات اجليدة على أساس التجارب الدولية في هذا اال. ويقترح الفصل األخير املعايير واألولويات املتعلقة بتدخل االحتاد

األوروبي في الدول الهشة.

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

١٥

Page 28: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

إالم يشير مصطلح هشاشة الدولة؟ ٢تعج الكتابات احلالية بتعاريف مختلفة ملصطلح "الهشاشة" (املربع ١٫٢)، وأصبح استخدام تعبير "الدولة الهشة" من األمور

املثيرة جلدل كبير. فعلى سبيل املثال، لم يكشف بول كولير في البداية عن دول "مليار القاع" الشهيرة - التي عادة ما تعادل ما مجموعة البلدان الهشة١١ - إذ أشار إلى أن "هذه ليست شركة تسعى البلدان إلى الدخول فيها، وألن وصم البلدان كثيرا

يؤدي إلى خلق نبوءة ذاتية التحقق".١٢وعلى الرغم من االختالفات التعريفية، فهناك اتفاق على بعض النقاط األساسية في معظم الكتابات األكادميية والسياسية. فقد وجد ستيوارت وبراون (٢٠٠٩) أن جميع التعاريف احلالية تتمحور حول ثالثة أبعاد رئيسية للهشاشة وهي: الفشل في بسط السلطة وفي توفير اخلدمات وفي احلفاظ على الشرعية، وهو أمر يحدث على

التوالي عندما تعجز الدولة عن حماية مواطنيها من العنف، وعن توفير اخلدمات األساسية لكل املواطنني، وعن احلصول على اعتراف بشرعيتها من مواطنيها.

وتتجسد رؤية هشاشة الدولة بشكل غير مباشر في التعريف الذي حددته منظمة التعاون والتنمية في اال االقتصادي في مبادئ املشاركة الدولية اجليدة في الدول واألوضاع الهشة: "تعد الدول هشة عندما تفتقر هياكل الدولة إلى اإلرادة و/أو القدرة السياسية على أداء الوظائف األساسية الالزمة للحد من الفقر وحتقيق التنمية وحماية أمن سكانها وحقوقهم اإلنسانية ".١٣ وقررت منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي حتويل التركيز إلى الدور احملوري للشرعية وتطلعات املواطنني من خالل تعديل تعريف الدول الهشة بأنها الدول "غير القادرة على تلبية تطلعات مواطنيها أو التعامل مع التغيرات في التطلعات والقدرات من خالل

العملية السياسية".١٤

املربع ١٫٢: كيف وجدت الهشاشة طريقها إلى اخلطاب التنموي متزايدا من تقدمي املساعدات القائمة على املشاريع إلى دعم امليزانيات – وكذلك إدراكا تدريجيا شهدت تسعينات القرن املاضي ومطلع القرن احلالي حتوالملدى تعارض السياسات في البلدان املستفيدة مع أثر برامج املساعدات.١٥ وكان من تأثير هذين التغيرين الرئيسيني أن زادت االنتقائية في تقدمي املعونات. وقد أدى التأكيد املتزايد على انتقائية تقدمي املساعدات، والذي ظهر في توافق آراء مونتيري، إلى حدوث حتول كبير في تخصيص املساعدات الثنائية.١٦ ووجد املانحون أنفسهم أمام معضلة: إذ جاءت انتقائية تقدمي املساعدات على حساب خفض املساعدات في األماكن التي كانت في أمس احلاجة إليها. لذلك

في تدفقات املعونة.١٧ وتقلبا حادا أصبحت بعض البلدان "أيتام املعونات"، حيث سجلت البلدان التي تضم حكومات ضعيفة انخفاضا

لذلك، فإن االهتمام املتزايد بالهشاشة "بدا وكأنه استجابة سياسية لقضية تنفيذية" (غيومون وغيومون جيانيني ٢٠٠٩). وواجهت الوكاالت املانحة متاعب في التعامل مع "البلدان التي تفتقر إلى االلتزام السياسي والقدرات الكافية لوضع وتنفيذ سياسات لصالح الفقراء"١٨. يبني هذا التعريف الذي قدمته جلنة املساعدة اإلمنائية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي أن مفهوم البلد الهش هو في جوهره مفهوم عالئقي، حيث يشير

إلى وجود عدم توافق بني إرادة – أو قدرة - البلد السياسية وبني األولويات العامة تمع املانحني.

أو صراحة – على األولويات السياسية إلى احلساسية السياسية الشديدة ملفهوم يلقي بظالل الشك – سواء ضمنا وترجع هذه االختالفات في التعاريف جزئيالبلد ما أو على قدرته على حتقيق هذه األولويات. وكان ينظر إلى البلدان الهشة – حتى قبل هجمات احلادي عشر من سبتمبر/أيلول على الواليات املتحدة لسيطرتها احملدودة على أراضيها. وهناك ترابط وثيق بني األمن والتنمية في البلدان الهشة، األمريكية – على أنها مالذ محتمل للجماعات اإلرهابية، نظرا

وينادي بعض الكتاب باستخدام مجموعة أوسع من األدوات، مبا في ذلك التدخالت العسكرية، للتعامل مع حتديات التنمية التي تواجهها تلك البلدان.١٩

تشير إلى حاالت الهشاشة، موسعة نطاق التركيز الذي كان ينصب على ولهذا السبب بدأت جلنة املساعدة اإلمنائية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية أيضاالدولة وحدها.٢٠ إذ تؤكد مبادئها للمشاركة الدولية اجليدة على أن الهدف طويل األجل من املشاركة في هذه البلدان هو "مساعدة اإلصالحيني الوطنيني على بناء مؤسسات فعالة وشرعية ومرنة، وقادرة على التعاطي بشكل مثمر مع شعوبها لتعزيز التنمية املستدامة".٢١ وتساعد اإلشارة إلى اإلصالحيني

بالفاعلني اخلارجيني. طفيفا القوميني على إيصال فكرة أن بناء الدولة هو عملية داخلية ال ميكن أن تتأثر إال تأثرا

زوليك ٢٠٠٨. ١١

كولير ٢٠٠٧، ص ٧. ١٢

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٧، ص ٢. ١٣

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي ٢٠٠٨. ١٤

شوتراي وهيولم ٢٠٠٩. ١٥

دوالر وليفن ٢٠٠٦. ١٦

ليفن ودوالر ٢٠٠٥، فيلدينغ ومافروتاس ٢٠٠٨. ١٧

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٦. ١٨

بورغينيون وآخرون ٢٠٠٨، كولير ٢٠٠٩. ١٩

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٧. ٢٠

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٧، ص ١؛ أضيف التشديد. ٢١

Chapter 1

١٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 29: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

- من تعريف يركز على العالقة بني البلد ومجتمع املانحني إلى تعاريف حتاول وأحد التغييرات ذات الصلة في تعريف الهشاشة هو التحول - وإن كان ضمنياحتديد السمات اجلوهرية للدولة الهشة. فقد أقر مجلس االحتاد األوروبي بأن:

"الهشاشة تشير إلى الهياكل الضعيفة أو الفاشلة وإلى احلاالت التي يكون قد انهار فيها العقد االجتماعي بسبب عدم قدرة أو رغبة الدولة في التعامل مع وظائفها األساسية والوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها جتاه تعزيز سيادة القانون، وحماية حقوق اإلنسان واحلريات األساسية، وتوفير األمن

واألمان لسكانها، واحلد من الفقر، وتقدمي اخلدمات، واإلدارة الشفافة والعادلة للموارد، وإتاحة فرصة الوصول إلى السلطة".٢٢

وتؤدي اإلشارة إلى العقد االجتماعي، الذي جاء نتيجة عملية مساومة ال تنتهي بني اتمع والدولة، إلى زيادة أهمية اآلثار الواسعة للهشاشة. فمفهوم لالهتمام في التعريف، مثيرا ديناميا من مضمون العقد االجتماعي. كما أنه يقدم جانبا هشاشة الدولة الذي يقوم على تطلعات السكان ال يتخذ موقفاحيث ميكن اعتبار الهشاشة هي العجز عن مواجهة االضطرابات التي ميكن أن تؤثر على مضمون العقد االجتماعي. ويتماشى هذا التركيز مع ما ذهب إليه باليامون-لوتز وماكغيليفري من أن مصطلح الدولة الهشة ينبغي أال يستخدم إال لـ"وصف الدول فقط من حيث احتمال انهيارها أو تعرضها لصدمات سلبية"،٢٣ وهذا هو بالتحديد ما تقوله جلنة املساعدة اإلمنائية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية (OECD-DAC). إذ يؤدي تفكك العقد االجتماعي الناجم عن االختالل بني قدرة الدولة على تلبية تطلعات سكانها إلى خلق عنصر من عدم االستقرار الكامن، األمر الذي قد يشعل فتيل الصراع، والذي ميثل بدوره

أقصى مظهر من مظاهر الهشاشة.

ويؤكد كابالن على هذا الرأي بتعريفه البلدان الهشة على أساس السمات املوجودة في بنية الدولة، وما إذا كان هناك "عدم توافق" واضح بني املؤسسات واألنظمة القانونية الرسمية وغير الرسمية. ويرى كابالن أن احلدود التي تفرض على جماعات متعددة الهوية ال يجمعها تاريخ مشترك أن تعمل معاوالسياسية التي ال تعكس قيم اتمع ومعتقداته والطرق التي ميكن بها تنظيمه ميكن بسهولة أن تفصل الدولة عن السكان الذين يفترض أنها أنشئت

خلدمتهم ومن املستبعد أن تفرز هذه الظروف االجتماعية والسياسية حكومة قادرة على حتقيق تطلعات مواطنيها.٢٤

ومن التعاريف األخرى ذلك الذي وضعه إنغبرغ-بيدرسن وآخرون والذي يتخلص من التركيز احلصري على الدولة الذي اتسمت به التعاريف األخرى التي استعرضناها حتى اآلن، ويعرف حالة الهشاشة بأنها "حالة من عدم االستقرار املؤسسي تقوض إمكانية التنبؤ بعمليات صنع القرارات العامة وشفافيتها

وقابليتها للمساءلة وكذلك توفير األمن واخلدمات االجتماعية للسكان".٢٥

مع هذه احلجة، يربط إكبي بني الهشاشة وبني "قدرة الدولة على التكيف مع الظروف املتغيرة وحماية املواطنني وامتصاص الصدمات ومواجهة الصراعات دون ومتاشيااللجوء إلى العنف".٢٦ لذلك فإن التعطيل املفاجئ أو التآكل التدريجي لقدرة الدولة على تلبية تطلعات مواطنيها، أو على تبني عملية سياسية سريعة االستجابة ملواجهة التغيرات التي تطرأ على العالقات بني الدولة واتمع، أو على االحتفاظ بالسيطرة على أراضيها كلها من العوامل الرئيسية لهشاشة الدولة. ويجدر التنويه . بأن حاالت الفشل في بسط السلطة وتوفير اخلدمات واحلفاظ على الشرعية على الرغم من انفصالها من الناحية املفاهيمية، إال أنها مترابطة وتعزز بعضها بعضافعلى سبيل املثال، حتى لو كانت تطلعات املواطنني تختلف باختالف الثقافات والبلدان، فيمكن اعتبار القدرة على ضمان احتياجات السكان األساسية وحقوقهم

لشرعية مؤسسات الدولة. اإلنسانية شرطا

إلى وتظهر الهشاشة في صور شديدة التنوع من حيث الكم والنوع عبر البلدان اتلفة، وميكن أن تنجم عن عوامل مختلفة – بداية من الصراعات العنيفة وصوالالتآكل التدريجي لقدرة الدولة وشرعيتها. كما أنها تظهر بدرجات متفاوتة من احلدة. وتصبح وظائف الدولة أكثر عرضة لالنهيار في فترات االنتقال السياسي أو االقتصادي، أو فترات عدم االستقرار السياسي الشديد، أو فترات إعادة البناء السياسي وبناء الدولة في البلدان املتضررة من الصراعات، وفي املراحل األولى من تكوين الدولة، وفي فترات التعرض الطويلة لالضطرابات والصدمات اخلارجية املتكررة واحلادة. وقد يؤدي سوء إدارة هذه املراحل احلساسة إلى حتفيز قوى مضاعفة ومتأججة نحو إبراز أقصى مظاهر هشاشة الدولة: الصراعات واألنظمة االستبدادية التي متارس القمع اجلماعي واملنهجي وانتهاكات حقوق اإلنسان ضد فئات معينة من

السكان.

مجلس االحتاد األوروبي ٢٠٠٧. ٢٢

باليامون-لوتز و ماكغيليفري ٢٠٠٨. ٢٣

كابالن ٢٠٠٨. لالطالع على مناقشة نقدية حلجج كابالن، يرجى الرجوع إلى الفصل الثالث. ٢٤

إنغبرغ-بيدرسن وآخرون ٢٠٠٨، الصفحة ٦. ٢٥

إكبي ٢٠٠٧، ص ٨٦. ٢٦

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

١٧

Page 30: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

لذلك، يشكل التباين إحدى السمات الرئيسية ملظاهر الهشاشة وللدول التي توصف بـ"الهشة". ويرى بعض الكتاب كذلك أن هذا املفهوم هو مفهوم "فضفاض" ألنه يضع بلدان يصعب عقد مقارنة بينها في مجموعة واحدة.٢٧ ويقول برينكرهوف أن "الدول الهشة دول دينامية وتتحرك عبر مسارات من االستقرار نحو الصراع محددة على قدرتها وإرادتها السياسية. و/أو األزمة و/أو الفشل؛ وتخرج من األزمة نحو االنتعاش واالستقرار"٢٨. ويدل ذلك على أن كل دولة ميكن أن تواجه قيوداويذهب بعض الكتاب إلى أبعد من ذلك بالقول أنه ليس من املمكن حتى رسم خط مقنع للفصل بني البلدان الهشة والبلدان غير الهشة وبالتشكيك في جدوى إال في أعراضها: الفقر وانعدام إدراج بعض البلدان ضمن مجموعة الدول الهشة ذات التعريف الفضفاض٢٩. ويرى بريسكو أن "حاالت هشاشة الدولة ال تتشابه كثيرا

األمن وامليل إلى الصراع والفساد".٣٠

والواقع أن اجلدل الدائر حول الهشاشة قد أعاد التركيز على مؤسسات الدولة في عملية التنمية، وشدد على احلاجة إلى تكييف التدخالت اخلارجية واألولويات على أساس من املعرفة العميقة بالسياق السياسي واالقتصادي احمللي. ويدل التباين في مظاهر الهشاشة ودرجاتها على أن املعرفة العميقة بالسياق احمللي ضرورة

أساسية لضمان جناح املشاركات اخلارجية في البلدان الهشة.

على األقل – أن تؤدي بعض وظائف وحتى في أسوأ أشكال فشل الدولة، ال تدل الهشاشة على فراغ سياسي، إذ تستطيع املؤسسات غير الرسمية – ولو جزئيا ما تتولى جهات غير حكومية أداء وظائف شبيهة الدولة. ويرى إنغبرغ-بيدرسن وآخرون أنه "في حاالت الهشاشة التي تكون فيها الدولة غائبة أو ضعيفة، غالبابوظائف الدولة فيما يتعلق بتوفير اخلدمات األمنية واالجتماعية"٣١، وهو رأي يتماشى مع احلجج النظرية التي جاء بها ديكسيت.٣٢ فعلى سبيل املثال، تكفل احملاكم في خلق نظام قانوني [ . . . ] في ظل غياب احلكومة، حيث يتم فض املنازعات مؤثرا اإلسالمية في الصومال فرض القانون والنظام، و"تلعب احملاكم الشرعية دورا عن املثالية، فإنه قد حتسن مقارنة مبا كان عليه قبل عام ١٩٩١، وال يقتصر للمعايير الدولية".٣٣ وعلى الرغم من أن الوضع الراهن ال يزال بعيدا باان وبسرعة وفقاهذا التحسن على النظام القضائي. إذ يفيد تقرير التنمية البشرية لعام ٢٠٠١ اخلاص بالصومال بأن عدد املدارس االبتدائية املوجودة في البالد اليوم يفوق عددها في

أواخر الثمانينات، كما يتولى القطاع اخلاص توفير املياه والكهرباء.٣٤

وتوضح هذه املالحظات أنه يجب على الفاعلني اخلارجيني عدم جتاهل مثل هذه املؤسسات عند مشاركتهم في حتسني أوضاع دولة من الدول الهشة. فال شك أن للهشاشة وألفضل السبل للحد منها. سليما التركيز الضيق على الدولة وحدها لن يخلق فهما

تكاليف هشاشة الدولة في أفريقيا جنوب الصحراء ٣إن دور الدولة احلاسم في تشكيل املرونة االجتماعية واالقتصادية والقدرات البشرية وكذلك الرفاهية يتجلى في النتائج

التنموية الضعيفة للبلدان التي التي توصف بأنها "هشة" بسبب فشل مؤسساتها. وتتباين اآلليات التي تؤدي إلى نتائج تنموية هزيلة وإلى عالقات إشكالية بني اجلهات املانحة واحلكومات املستفيدة. وميكن أن تتطور هشاشة الدولة عبر مسارات

مختلفة ألن تكوين الدولة وأداءها واستقرارها هم نتاج لعملية معقدة تبدأ من الشعور املشترك باملواطنة إلى بسط ما تكون السيطرة على األراضي. وعلى الرغم من هذا التباين، فإن تكاليف الهشاشة االقتصادية واألمنية والتنموية غالبا

باهظة وواسعة النطاق ومستمرة في البيئات اتلفة.

٣٫١ خسائر فادحة في التنمية البشريةميكن احلصول على مؤشر اصطناعي – ولكن كاشف للحقائق – لتكاليف الهشاشة املباشرة عن طريق النظر إلى التنمية البشرية في البلدان الهشة. إذ أن البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء هي من أكثر الدول التي لها سجل سيء في مجال التنمية البشرية. ففيما يتعلق مبؤشر التنمية البشرية، تقع هذه البلدان بني الترتيب ١٢٨ الذي حتتله ساو تومي وبرينسيبي والترتيب ١٧٩ الذي حتتله سيراليون، التي تقبع في املركز األخير في قائمة البلدان التي يتوفر لها املؤشر. فقد بلغ

متوسط مؤشر التنمية البشرية في البلدان الهشة ٠٫٤٥٩ في عام ٢٠٠٦ (٠٫٣٢٩ لسيراليون و٠٫٦٤٣ لسان تومي وبرينسيبي).

فاريا وماغاالس-فيريرا ٢٠٠٧. ٢٧

برينكرهوف ٢٠٠٧، ص ٣. ٢٨

إيسترلي ٢٠٠٩. ٢٩

بريسكو ٢٠٠٨، ص ١. ٣٠

إنغبرغ-بيدرسن وآخرون ٢٠٠٨، ص ٢٣. ٣١

ديكسيت ٢٠٠٤. ٣٢

ليسون ٢٠٠٧، ص ٧٠٥. ٣٣

برنامج األمم املتحدة اإلمنائي ٢٠٠١. ٣٤

الفصل األول

١٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 31: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلدول ١٫١: التنمية البشرية في دول أفريقيا جنوب الصحراء

ترتيب مؤشر التنمية اسم البلدالبشرية(١)

مؤشر التنمية البشرية (١)

متوسط العمر املتوقع عند

الوالدة (١)معدل إملام البالغني بالقراءة والكتابة (٢)

معدل الوفيات حتت سن اخلامسة

(لكل ١٠٠٠) (٣)

معدل الوفيات النفاسية (لكل ١٠٠٠٠٠ مولود

حي) (٤)

١٥٧٠٫٤٨٤٤٢٫١٦٧٫٤٢٠٢٫٧١٤٠٠أنغوال١٧٢٠٫٣٨٢٤٨٫٩٥٩٫٣١٦٤٫٤١١٠٠بوروندي١٥٠٠٫٥١٤٥٠٫٠٦٧٫٩١٤٢٫٦١٠٠٠الكاميرون١٧٨٠٫٣٥٢٤٤٫٠٤٨٫٦١٧٨٫٥٩٨٠جمهورية أفريقيا الوسطى١٧٠٠٫٣٨٩٥٠٫٤٢٥٫٧٢٠٩٫٧١٥٠٠تشاد١٣٧٠٫٥٧٢٦٤٫٥٧٤٫٢٦١٫٣٤٠٠جزر القمر١٧٧٠٫٣٦١٤٦٫١٦٧٫٢١٢١٫٩١١٠٠جمهورية الكونغو الدميوقراطية١٣٠٠٫٦١٩٥٤٫٥٨٦٫٠١٢٨٫٦٧٤٠جمهورية الكونغو١٦٦٠٫٤٣١٤٧٫٧٤٨٫٧١٩٦٫٤٨١٠كوت ديفوار…١٢٣٫٧…١٥١٠٫٥١٣٥٤٫٢جيبوتي

١١٥٠٫٧١٧٥٠٫٨٨٧٫٠١٦٦٫٩٦٨٠غينيا االستوائية٧٣٫٦٤٥٠…١٦٤٠٫٤٤٢٥٧٫٢إريتريا١٦٩٠٫٣٨٩٥٢٫٢٣٥٫٩١٢٩٫٣٧٢٠إثيوبيا١١٥٫٣٦٩٠…١٦٠٠٫٤٧١٥٩٫٠غامبيا١٦٧٠٫٤٢٣٥٥٫٣٢٩٫٥١٤٥٫٢٩١٠غينيا١٧١٠٫٣٨٣٤٦٫٠٦٢٫٨١٩٤٫٥١١٠٠غينيا بيساو١٤٤٠٫٥٣٢٥٢٫٧٧٣٫٦١٠٢٫٤٥٦٠كينيا١٧٦٠٫٣٦٤٤٥٫١٥٤٫٤١٣٨٫٢١٢٠٠ليبيريا١٤٠٠٫٥٥٧٦٣٫٦٥٥٫٢١١٩٫٤٨٢٠موريتانيا١٧٤٠٫٣٧٠٥٦٫٢٢٩٫٨١٧٠٫٢١٨٠٠النيجر١٥٤٠٫٤٩٩٤٦٫٦٧١٫٠١٨٥٫٩١١٠٠نيجيريا١٦٥٠٫٤٣٥٤٥٫٨٦٤٫٩١٥٣٫٤١٣٠٠رواندا…١٢٨٠٫٦٤٣٦٥٫٢٨٧٫٥٩٤٫٠سان تومي وبرينسيبي

١٧٩٠٫٣٢٩٤٢٫١٣٧٫١١٤٥٫٨٢١٠٠سيراليون…١٧٧٫٩…٤٧٫٥غير مصنفغير مصنفالصومال

…١٤٦٠٫٥٢٦٥٧٫٨٦٠٫٩١٠٩٫٦السودان

١٥٩٠٫٤٧٩٥٨٫٠٥٣٫٢٩٦٫٧٥١٠توجو١٥٦٠٫٤٩٣٥٠٫٥٧٢٫٦١٢٠٫٩٥٥٠أوغندا٤١٫٧٩٠٫٧٩٢٫٣٨٨٠غير مصنفغير مصنفزميبابوي٠٫٤٦٩٥١٫٢٥٩٫٢١٣٨٫٣٩٧٦بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة٠٫٥٤٥٥٣٫٢٦٦٫٤٩٧٫٥٦١٤بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة٠٫٥٠٠٥٢٫٢٦٢٫٩١٢٣٫٢٨٢٤أفريقيا جنوب الصحراء

مالحظات: يرمز ". . . " إلى عدم توفر بيانات؛ و"غير مصنف" إلى عدم وجود تصنيف؛ و(١) إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٦، و(٢) إلى أن البيانات تشير إلى األفراد الذين تبلغ أعمارهم ١٥ سنة فما فوق لعام ٢٠٠٦، و(٣) إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٨، و(٤) إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٠، ويتم تعديل هذه البيانات استناداإلى املراجعات التي جتريها اليونيسف (UNICEF) ومنظمة الصحة العاملية (WHO) وصندوق األمم املتحدة للسكان (UNFPA) لتعليل مشاكل النقص في اإلبالغ

وسوء التصنيف.

املصدر: ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية عن تقرير التنمية البشرية لعام ٢٠٠٨ الصادر عن ببرنامج األمم املتحدة اإلمنائي (٢٠٠٨)، وتقرير آفاق االقتصاد األفريقي لعام ٢٠٠٩ الصادر عن منظمة التعاون والتنمية والبنك األفريقي للتنمية (٢٠٠٩).

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

١٩

Page 32: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وال تقتصر التكاليف البشرية واالجتماعية واالقتصادية للهشاشة على السجالت السيئة للبلدان الهشة فيما يخص املكونات الثالثة ملؤشر التنمية البشرية. فقد حصلت البلدان الهشة على مؤشرات منخفضة بشكل ملحوظ للمجموعة الواسعة من األهداف اإلمنائية لأللفية مقارنة بغيرها من البلدان النامية.٣٥ وفي الواقع، هناك عالقة عكسية قوية بني الهشاشة ومستوى األداء في حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية: حيث أن الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء هي األبعد

عن حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية بحلول عام ٢٠١٥.

بنتائج واضحا ومن خالل تصنيف الدول الهشة على أساس تقييم السياسات واملؤسسات القطرية لعام ٢٠٠٦، وجد هارتغن وكالسن أن الهشاشة ترتبط ارتباطا من حيث الفقر وسوء التغذية ومعدل االلتحاق بالتعليم ومعدل وفيات األطفال دون اخلامسة.٣٦ ويزيد معدل الفقر في عام ٢٠٠٦ للدول الهشة التنمية األكثر ضعفاالتي حددها التقييم عن ثالثة أضعاف معدل الفقر في البلدان غير الهشة. ويكشف معدل إمتام التعليم االبتدائي، وعدد األطفال ناقصي الوزن، ومعدل وفيات األطفال دون اخلامسة، ونسبة العمالة إلى عدد السكان أن سجالت الدول الهشة في مجال التنمية البشرية أسوأ بكثير من سجالت الدول غير الهشة. وتتصدر أفريقيا جنوب الصحراء قائمة الدول التي ترتفع فيها معدالت وفيات األطفال دون اخلامسة ونسبة البطالة إلى عدد السكان. وتؤكد مؤشرات األداء في الفترة بني

عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٦ هذه النتائج.

في الوقت نفسه، تبني مؤشرات التنمية - مثل الفقر، ومتوسط العمر املتوقع، ومعدل وفيات األطفال دون اخلامسة – بعض التمايز داخل مجموعة البلدان الهشة. . ويبدو أن ارتفاع معدالت النمو لم ينتقل إلى بلوغ كبيرا وعلى الرغم من أن االختالف الكلي بني البلدان الهشة وغير الهشة هو اختالف كبير، إال أن ذلك يخفي تنوعااألهداف اإلمنائية إال في بعض البلدان – وبالطبع ليس منها غينيا، التي ال يتعدى فيها معدل إملام البالغني بالقراءة والكتابة ٢٩ في املائة، أو أنغوال التي وصل فيها

معدل وفيات األطفال دون اخلامسة في عام ٢٠٠٨ إلى أكثر من ٢٠ في املائة - أي ٢٠٣ لكل ١٠٠٠ مولود حي (انظر اجلدول ١٫١).

وأظهرت طبعتان حديثتان لـتقرير الرصد العاملي أن البلدان الهشة ال تتقدم نحو حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية، أو حتى تتراجع في حتقيقها.٣٧ فمقارنة بالبلدان في التقدم نحو ملحوظا إلى التصنيف الذي حدده تقييم السياسات واملؤسسات القطرية، أظهرت الدول الهشة انخفاضا متوسطة أو منخفضة الدخل، واستنادا

بلوغ األهداف اإلمنائية لأللفية في الفترة بني عامي ١٩٩٠ و٢٠٠٦.

ويقدم هارتغن وكالسن صورة مختلفة بعض الشيء، حيث يقارنان بني أداء البلدان الهشة في بلوغ األهداف اإلمنائية لأللفية من خالل تبني تصنيفات مختلفة للبلدان الهشة.٣٨ وقد وجدا أن أداء البلدان الهشة على نفس مستوى أداء البلدان النامية األخرى من حيث التقدم املطلق في بلوغ األهداف اإلمنائية لأللفية، رغم أنها ال تزال بني البلدان الهشة وبني املؤشرات عبر كبيرا .٣٩ وتبني التغيرات التي طرأت على مؤشرات األهداف اإلمنائية لأللفية بني عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٦ تفاوتا في مركز متأخر كثيراالبلدان الهشة، في حني أن أمناط البلدان الهشة وغير الهشة ال تدل على وجود أي اختالفات منهجية. أما في حال تركيز التحليل على بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، جند أن النمط يتغير وأن هشاشة الدولة فيما يبدو تؤثر على التقدم في حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية. ويوضح الشكالن ١٫١ و١٫٢ أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء تتخلف عن بقية بلدان القارة في كل من التغيرات النسبية واملطلقة في حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية. أما البلدان التي تشتد فيها هشاشة الدولة فقد سجلت أسوأ مستويات األداء. كما أن البلدان التي حصلت على نقاط قليلة في تقييم السياسات واملؤسسات القطرية لعام ٢٠٠٧ في كل النواحي - اإلدارة االقتصادية،

والسياسات الهيكلية، واالندماج/العدل االجتماعي، وإدارة القطاع العام - تقع معظمها في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء.

انظر ورقة املعلومات األساسية التي أعدها هارتغن وكالسن لتكوين صورة كاملة عن مدى تأثير التعاريف اتلفة على النتائج. ٣٥

هارتغن وكالسن ٢٠٠٩. ٣٦

البنك الدولي ٢٠٠٧، ٢٠٠٩ أ. ٣٧

هارتغن وكالسن ٢٠٠٩. ٣٨

هارتغن وكالسن ٢٠٠٩. من املالحظ أن النتيجة التي توصل إليها تقرير هارتغن وكالسن ٢٠٠٩ قد يشوبها بعض التحيز بسبب غياب البيانات، ألن املعلومات الالزمة لتقييم التقدم احملرز في ٣٩

أسوأ من املتوسط، فحتى التقدم حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية غير موجودة لعدد كبير من البلدان الهشة. وإذا ما افترض املرء أن البلدان التي تفتقر إلى البيانات تتسم بأن لها سجالاملطلق في بلوغ مجموعة األهداف قد يكون أضعف بالنسبة للبلدان الهشة.

الفصل األول

٢٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 33: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الشكل ١٫١: التغيرات املطلقة في املؤشرات الرئيسية لألهداف اإلمنائية لأللفية (٢٠٠٠-٢٠٠٦)

6

4

2

0

-2

-4

-6CPIA-SSA

14

12

10

8

6

4

2

0CPIA-ALLSSA

CPIA-SSA

1.5

1

0.5

0

-0.5

-1

CPIA-ALLSSA

0

-2

-4

-6

-8

-10

-12

CPIA-SSA CPIA-ALLSSA

CPIA-SSA CPIA-ALLSSA

أعداد الفقراء ٢٠٠٠- ٢٠٠٦

األطفال ناقصي الوزن ٢٠٠٠ - ٢٠٠٦

التعليم االبتدائي ٢٠٠٠- ٢٠٠٦

معدل وفيات األطفال دون اخلامسة ٢٠٠٠ - ٢٠٠٦

مالحظات: يشير "CPIA-SSA" إلى بلدان أفريقيا جنوب الصحراء املدرجة في قائمة تقييم السياسات واملؤسسات القطرية لعام ٢٠٠٧ (التي سجلت أقل من ٣٫٢ نقطة في التقييم)؛ أما "CPIA-All" فيشير إلى البلدان التي سجلت أقل من ٣٫٢ نقطة في أي من القوائم الفرعية للتقييم (اإلدارة االقتصادية، والسياسات الهيكلية، واالندماج/العدل االجتماعي، وإدارة القطاع العام) في عام ٢٠٠٧؛ ويشير "SSA" إلى جميع بلدان أفريقيا جنوب الصحراء؛ وحلساب متوسط كل مؤشر حسب حالة الهشاشة، يتم قياس التغيرات في أعداد الفقراء، ومعدل إمتام التعليم األساسي، ومعدل األطفال ناقصي الوزن، ونسبة العمالة إلى عدد السكان باستخدام النسبة املئوية؛ أما التغيرات في معدل وفيات األطفال دون اخلامسة فيتم قياسها بالتغيرات املطلقة في حاالت الوفاة

لكل ١٠٠٠ طفل.املصدر: هارتغن وكالسن ٢٠٠٩.

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

٢١

Page 34: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الشكل ١٫٢: التغيرات النسبية في مؤشرات األهداف اإلمنائية لأللفية (٢٠٠٠-٢٠٠٦)

0.15

0.10

0.05

0.00

-0.05

-0.10

-0.15CPIA-SSA

0.45

0.40

0.35

0.30

0.25

0.20

0.15

0.10CPIA-ALLSSA

CPIA-SSA

0.08

0.06

0.04

0.02

0

-0.02

-0.04

CPIA-ALLSSA

0

-0.01

-0.02

-0.03

-0.04

-0.05

-0.06

-0.07

-0.08

CPIA-SSA CPIA-ALLSSA

CPIA-SSA CPIA-ALLSSA

أعداد الفقراء ٢٠٠٠- ٢٠٠٦

األطفال ناقصي الوزن ٢٠٠٠ - ٢٠٠٦

التعليم االبتدائي ٢٠٠٠- ٢٠٠٦

معدل وفيات األطفال دون اخلامسة ٢٠٠٠ - ٢٠٠٦

مالحظة: انظر املالحظة على الشكل ١٫١.املصدر: هارتغن وكالسن ٢٠٠٩.

الفصل األول

٢٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 35: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

التكاليف باهظة ومتعددة األوجه ٣٫٢ ما تعبر عن قدرة احلكومة بحدتها، وقد تشمل أسوأ أشكال احلرمان البشري وانتهاك حقوق اإلنسان األساسية في احلياة واألمن. وهي غالبا تتسم الهشاشة أيضاعلى إجناز واحدة من مهامها الرئيسية، كإدارة األمن الغذائي، وميكن أن تفضي إلى صراع عنيف أو حرب أهلية، مما يترتب عليه تكاليف بشرية واجتماعية واقتصادية

هائلة.

الصراع. من بني سكان بلدان "مليار القاع"، وهي تسمية أخرى لقائمة البلدان الهشة، تعرض ٧٣ في املائة منهم في الفترة األخيرة، أو يتعرضون حاليا، حلروب أهلية. - واحد في كل ستة.٤٠ هائال عالوة على ذلك، يرتفع احتمال وقوع هذه البلدان في حرب أهلية خالل أي خمس سنوات ارتفاعا

وتعد العالقة بني الهشاشة والصراع عالقة دينامية ومعقدة. فالصراعات قد تكون واحدة من نتائج الهشاشة وواحدة من القوى احملركة لها في آن واحد. وغالباما تتسم البلدان الهشة باإلقصاء االجتماعي جلماعات معينة (سواء عرقية أو دينية أو من أصحاب املوارد الطبيعية) األمر الذي قد يشعل فتيل الصراعات. غير أن الصراعات تؤدي كذلك إلى تقويض قدرة الدولة على تقدمي اخلدمات العامة، وإضعاف املؤسسات، وإبطاء األداء االقتصادي وجهود احلد من الفقر. ويتسبب التقاء هذه

العوامل في زيادة القوى املزعزعة لالستقرار.

ويترتب على هذه الصراعات تكاليف عديدة وواسعة النطاق،٤١ وبعض هذه التكاليف تكون "مباشرة" وميكن حصرها بشكل عام: الوفيات، واإلصابات، واألمراض، والنازحني داخليا، والهجرات اجلماعية. والبعض اآلخر منها يكون غير "مباشر"، حيث تؤدي الصراعات إلى تعطيل النشاط االقتصادي، وحتويل النفقات العامة من الرعاية الصحية والتعليم إلى اجليش، وإعادة توزيع اإليرادات العامة (على سبيل املثال، من الضرائب على صادرات النفط، كما حدث في أزمة دلتا النيجر). وميكن أن من معدل البطالة، خاصة بني الشباب من الذكور، مما يزيد من احتمال وقوع اجلرمية وامليل إلى التطرف. وبعد انتهاء الصراع، قد تتحول أقاليم تزيد الصراعات أيضا بسبب قلة السيطرة على األرض، وألن تهريب ادرات أمر سهل (ومربح)، لذلك قد يلجأ الناس إلى األنشطة غير املشروعة بأكملها إلى مناطق لزراعة ادرات، غالبا ما : فالصدمات النفسية التي يصاب بها املواطنون غالبا ما تكون قد دمرت). وهناك تكاليف أخرى ال ميكن قياسها كميا من العودة إلى مهنهم (التي غالبا بدال

تستمر لفترة طويلة بعد انتهاء الصراعات، إال أن التكاليف النفسية ال ميكن قياسها بسهولة.

وسنحاول هنا قياس التكاليف الرئيسية في أفريقيا جنوب الصحراء إلى أقصى قدر ممكن مع العلم بوجود نتائج غير مؤكدة.٤٢

ميكن حصر الوفيات الناجمة عن املعارك بشكل عام،٤٣ بينما ال ميكن حصر معظم الوفيات من املدنيني الناجتة عن العنف أو انتشار األمراض – مما يجعل حتى تقدير بعدد وفيات املعارك والعدد اإلجمالي للوفيات الناجمة . ويقدم تقرير التنمية األفريقي لعام ٢٠٠٩ بيانا صعبا العدد اإلجمالي للوفيات املرتبطة بالصراعات العنيفة أمراعن احلروب في بعض البلدان األفريقية اتارة: ففي أنغوال (بني عامي ١٩٧٥ و٢٠٠٢) كان هناك نحو ١٦٠٠٠٠ حالة وفاة جراء املعارك وبلغ مجموع الوفيات ١٫٥ مليون، وفي بوروندي (بني عامي ١٩٩٠ و٢٠٠٢) كان هناك نحو ٧٠٠٠ حالة وفاة جراء املعارك وبلغ مجموع الوفيات ٢٠٠٠٠٠، أما في جمهورية الكونغو الدميوقراطية (بني عامي

١٩٩٨ و٢٠٠٨) فقد بلغ مجموع الوفيات ٥٫٤ ماليني، لتكون هذه احلرب أكثر احلروب دموية منذ نهاية احلرب العاملية الثانية.٤٤

أما البيانات عن النازحني داخليا، الذين يتركزون في الصومال والسودان وجمهورية الكونغو الدميوقراطية وكوت ديفوار، فمن السهل احلصول عليها وعقد املقارنات بينها (انظر اجلدول ١٫٢). كما يقترن النزوح، الذي هو في حد ذاته من تكاليف الهشاشة، بانتشار األمراض وسوء التغذية والعنف (خاصة ضد املرأة، التي تتعرض

للعنف الشديد وفي كثير من األحيان لالغتصاب).٤٥

كولير ٢٠٠٧. ٤٠

قبل احلرب. وتقدر للعودة إلى مستوى الدخل الذي كان موجودا يزعم كولير وهوفلر وسودربوم (٢٠٠٤) أن احلرب األهلية تستمر لسبع سنوات في املتوسط إال أن األمر يستغرق حوالي ٢١ عاما ٤١

. التكلفة اإلجمالية للحرب األهلية بنحو ثالثة مليار دوالر سنوياانظر رينال كويرول ٢٠٠٩ وبنك التنمية األفريقي ٢٠٠٩ للحصول على حتليل ألسباب الصراعات. ٤٢

متثل الوفيات املتصلة باملعارك في متوسط أقل من ٣٠ في املائة من مجموع احلوادث املتعلقة بالصراعات. ٤٣

بنك التنمية األفريقي ٢٠٠٩، ص ١٢. ٤٤

بنك التنمية األفريقي ٢٠٠٩. ٤٥

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

٢٣

Page 36: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلدول ١٫٢: الالجئون والنازحون داخليا، ٢٠٠٨

مجموع الالجئنيالبلد األصلي

الذين تقدم لهم النازحون داخليامفوضية األمم املتحدة لشؤون مجموع السكان املعنينيالالجئني احلماية أو املساعدة

١٧١٣٩٣٠١٨٥١٨٦أنغوال٢٨١٥٩٢١٠٠٠٠٠٤٨٣٦٢٦بوروندي١٣٨٧٠٠١٦٨٠٣الكاميرون١٢٥١٠٦١٩٧٠٠٠٣٢٣٣٥٧جمهورية أفريقيا الوسطى٥٥١٠٥١٦٦٧١٨٢٦٧٢٢٢تشاد٣٧٨٠٤١٨جزر القمر١٩٩٢٥٠٢٥٠٦٩جمهورية الكونغو الدميوقراطية٣٦٧٩٩٥١٤٦٠١٠٢١٩١٨٤٢٤الكونغو٢٢٢٢٧٦٨٣٩٥٦٧٣٧٧٩٢كوت ديفوار٦٥٠٠٧١٦جيبوتي٣٨٤٠٤٣١غينيا االستوائية١٨٦٣٩٨٠٢٠١٠٩٤إريتريا٦٣٨٧٨٠٩٥٥٥٢إثيوبيا١٣٥٢٠٢٤٨٩غامبيا٩٤٩٥٠١١٥١٧غينيا١٠٦٥٠١٣٤٢غينيا بيساو٩٦٨٨٤٠٤٠٠٠٧٦٢٦١٧كينيا٧٥٢١٣٠٨٨٤١٣ليبيريا٤٥٦٠١٠٥٣٤٢١موريتانيا٧٩٦٠١٠٦٧النيجر١٤١٦٩٠٢٤٦٤٥نيجيريا٧٢٥٣٠٠٩٠٤٢٨رواندا٣٥٠٣٥سان تومي وبرينسيبي٣٢٥٣٦٠٣٥٤٨٠سيراليون٥٦١١٥٤١٢٧٧٢٠٠١٨٦٠٣٧٣الصومال٤١٩٢٤٨١٢٠١٠٤٠١٧٤٩٥٣٦السودان١٦٧٥٠٠٢٢٦٧٩توغو٧٥٤٨٨٥٣٠٠٠١٤٦٦٧٩٢أوغندا١٦٨٤١٠٥١٦٣٩زميبابوي٢٦٢٨٧٦٥٦٣٤٣٠١٦١٠٥٣٠٩٥١أفريقيا جنوب الصحراء٢٥٩٢٩٢٠٦٣٤٣٠١٦١٠٤٧٨١٦١بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة٣٥٨٤٤٠٥٢٧٨٩بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

املصدر: ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية عن قاعدة البيانات اإلحصائية للسكان على اإلنترنت التي أنشأتها مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني. البنية التحتية من خالل التفجيرات وغيرها من األعمال أو من خالل خفض اإلنفاق على عمليات وال تتسبب الصراعات في تقليص الناجت فحسب – وإمنا تدمر أيضا ما يرحل رأس املال املالي والبشري عن البلدان، ولكن من الصعب حتديد حجم هذه الظاهرة بدون سيناريو تصوري. وأثناء الصراعات وبعدها الصيانة والتجديد. وغالبا بالصراعات عن غيرها: فزيادة اإلنفاق تطرأ تغييرات كبيرة في التكوين القطاعي للناجت احمللي اإلجمالي (كولير ٢٠٠٧). وفي الواقع، تعتبر بعض القطاعات أكثر تأثراالعسكري تعني في كثير من األحيان خفض اإلنفاق على التعليم، مما يترتب عليه عواقب طويلة األمد وتأثير دائم على منو أي البلد. ومن العواقب األخرى، واملهمة بسبب تأثيرها على السياسة الداخلية، تقصير األطر الزمنية املتاحة لصناع السياسات ومستثمري القطاع اخلاص. فالتعامل مع الصراعات املستمرة يخلق حالة

طوارئ متواصلة ويجعل استجابات احلكومات قصيرة األجل.٤٦

من القضايا ذات الصلة حتديد "احلجم األمثل" للقطاع العسكري في البلدان املتأثرة بالصراعات (انظر أسيموغلو وآخرين ٢٠٠٩). ٤٦

الفصل األول

٢٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 37: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

انعدام األمن الغذائي. ميكن أن يؤثر دور الدولة في وضع إطار العمل القانوني واملؤسسي إلنتاج الغذاء وتوزيعه وكذلك التدخالت واإلصالحات احلكومية على كل من وفرة الغذاء واحلصص الغذائية للمجموعات السكانية اتلفة.

النعدام األمن الغذائي من خالل قنوات مختلفة٤٧: أساسيا وميكن لهشاشة الدولة أن تصبح سببا

عجز القدرة: عندما تعجز الدولة عن الوفاء بالتزاماتها، يزيد احتمال حدوث أزمة غذائية. فقد يؤدي عدم توفير اخلدمات األساسية إلى هذه النتيجة. فرمبا تكون •مؤسسات الدولة الهشة أقل قدرة على وضع آليات تستطيع أن تدعم وصول الغذاء للفقراء أو أن حتمي مواطنيها (سواء املستهلكني أو املنتجني) من تقلبات أسعار املواد الغذائية في العالم أو من املتغيرات األخرى في مصدر احلصص الغذائية أو حجم، مثل انعدام األمن الغذاء الدوري املرتبط باملكون املوسمي لبعض

األنشطة االقتصادية.

فشل السلطة: عندما تفشل سلطة الدولة، قد تؤدي العوائق أمام نظم توزيع الغذاء وعدم القدرة على حماية األصول اإلنتاجية لإلنتاج الزراعي وتوزيعه إلى •خلق أزمات غذائية وحاالت طوارئ إنسانية.

برغبتها في ذلك وإمكانية وضعها موضع املساءلة. غياب الشرعية: إن تنفيذ نظم احلماية االجتماعية ال يتعلق فقط بقدرة الدولة على تنفيذها إمنا يتعلق أيضا •وميكن لبعض السمات التقليدية ملؤسسات الدولة غير الشرعية (مثل عدم وجود أشكال فعالة من الدميوقراطية، واضطهاد املعارضني أو مجموعات من السكان، والدور البارز للقوات العسكرية في احلكومة، والسيطرة على وسائل اإلعالم) أن تهدد األمن الغذائي موعات كبيرة من السكان. ويرى أمارتيا سني احلائز على جائزة

تشكل أهمية بالغة لنشر املعلومات عن األزمات الغذائية ومحاسبة احلكومة على توفير احلماية وضمان احلصص الغذائية.٤٨ نوبل أن الصحافة احلرة مثال

بانعدام األمن الغذائي (جدول ١٫٣). ففي بلدان جنوب الصحراء الهشة، كان متوسط االستهالك الغذائي ٢٠٩٣ كيلو سعر وثيقا لذلك ترتبط هشاشة الدولة ارتباطاحراري للشخص الواحد، مقارنة بـ٢٣٠٣ في غيرها من بلدان جنوب الصحراء، بينما كان معدل انتشار نقص التغذية أعلى بـ٨ نقاط مئوية (٣٥ في املائة مقابل ٢٣ في إلى مستويات حادة: ففي معظم بلدان جنوب الصحراء في البلدان الهشة فحسب، وإمنا تصل أيضا املائة). وليست مؤشرات سوء التغذية في املتوسط أكثر انخفاضاالهشة تصل مستويات نقص التغذية إلى أكثر من ٤٠ في املائة، وبلغت ذروتها عند ٦٨ في املائة في إريتريا و٧٦ في املائة في جمهورية الكونغو الدميوقراطية.٤٩ وينذر مؤشر اجلوع العاملي لعام ٢٠٠٨، وهو مؤشر مجمع وضعه املعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية لقياس اجلوع وسوء التغذية،٥٠ بخطورة الوضع الغذائي وحالة األمن الغذائي في ٢٥ من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، ١٦ منها تندرج في قائمتنا التشغيلية للدول الهشة. وعلى املستوى العاملي، تشتمل البلدان العشرة التي ساءت فيها حالة انعدام األمن الغذائي منذ بداية التسعينات على ستة من البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء٥١ (بوروندي وجزر القمر وجمهورية الكونغو

الدميوقراطية وغينيا بيساو وليبيريا وزمبابوي). وتشير هذه األدلة إلى أن هشاشة الدولة متيل إلى تقويض الوضع الغذائي وحالة األمن الغذائي.

ستيوارت وبراون ٢٠٠٩. ٤٧

دريز وسني ١٩٨٩. ٤٨

منظمة األغذية والزراعة ٢٠٠٨. ٤٩

يجمع مؤشر اجلوع العاملي بني ثالثة مؤشرات متساوية األهمية: نسبة ناقصي التغذية كنسبة مئوية من السكان، ومدى انتشار نقص الوزن لدى األطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس ٥٠

سنوات، ومعدل وفيات األطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات. وتشير بيانات مؤشر اجلوع العاملي لعام ٢٠٠٨ إلى الفترة من ٢٠٠١-٢٠٠٦، بينما تشير بيانات مؤشر اجلوع العاملي لعام ١٩٩٠ إلى الفترة من ١٩٨٨-١٩٨٩ (املعهد الدولي لبحوث سياسات األغذية ٢٠٠٨).

املعهد الدولي لبحوث سياسات األغذية ٢٠٠٨. ٥١

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

٢٥

Page 38: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلدول ١٫٣: مؤشرات األمن الغذائي للبلدان الهشة

البلدانتشار نقص التغذية،

النسبة املئوية(١)

توافر الغذاء(كيلو سعر حراري/شخص/

يوم)(٢)مؤشر اإلنتاج

الغذائي(٣)١١٦ ٤٦١٨٨٠ أنغوال٩٨ ٦٣١٦٣٠ بوروندي١٠١ ٢٣٢٢٣٠ الكاميرون١٠٣ ٤٣١٩٠٠ جمهورية أفريقيا الوسطى١٠١ ٣٩١٩٨٠ تشاد٩٥ ١٨٠٠…جزر القمر٩٠ ٧٦١٥٠٠ جمهورية الكونغو الدميوقراطية٩٩ ٢٢٢٣٣٠ الكونغو٩٦ ١٤٢٥٢٠ كوت ديفوار١١٨ ٢١٧٠…جيبوتي………غينيا االستوائية

٧٣ ٦٨١٥٣٠ إريتريا١٠٣ ٤٦١٨١٠ إثيوبيا٧٧ ٣٠٢١٤٠ غامبيا١٠٦ ١٧٢٥٤٠ غينيا٩٤ ٢٠٥٠…غينيا بيساو١٠٢ ٣٢٢٠٤٠ كينيا٨٥ ٤٠٢٠١٠ ليبيريا٩٨ ٨٢٧٩٠ موريتانيا٩٧ ٢٩٢١٤٠ النيجر٩٦ ٩٢٦٠٠ نيجيريا١٠٨ ٤٠١٩٤٠ رواندا٩٩ ٢٦٠٠…سان تومي وبرينسيبي١٠١ ٤٧١٩١٠ سيراليون………الصومال

١٠٠ ٢١٢٢٩٠ السودان٩٧ ٣٧٢٠٢٠ توغو٩٨ ١٥٢٣٨٠ أوغندا٨٤ ٤٠٢٠٤٠ زميبابوي٣٠٢٢١٢٩٨أفريقيا جنوب الصحراء٣٥٢٠٩٧٩٨بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة٢٣٢٣٦٧٩٨بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

مالحظات: يرمز ... إلى عدم توفر البيانات؛ و(١) إلى الفترة بني عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٥؛ و(٢) إلى أن البيانات بالكيلو سعر احلراري للشخص الواحد يوميا، وتشير إلى الفترة بني عامي ٢٠٠٣ و٢٠٠٥؛ ويرمز (٣) إلى الفترة بني عامي ٢٠٠٢ و٢٠٠٤ (متوسط الفترة ١٩٩٩-٢٠٠١ يساوي ١٠٠).

املصدر: ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية عن منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي وبنك التنمية األفريقي (٢٠٠٩) تقرير آفاق االقتصاد األفريقي لعام ٢٠٠٩ وقاعدة البيانات اإلحصائية ملنظمة األغذية والزراعة (الفاو)

في اتمع التي تكون بحاجة انتهاكات حقوق اإلنسان: التركيز على العنف ضد املرأة. يترتب على هشاشة الدولة تكاليف باهظة، وخاصة للقطاعات األكثر ضعفاماسة إلى مزيد من احلماية االجتماعية، كالنساء واألطفال واملسنني.

وتشكل اآلثار السلبية على رفاهية املرأة أحد املظاهر الواضحة للتكاليف الباهظة لهشاشة الدولة. إذ تكون الدول الهشة أكثر عرضة للصراعات العنيفة، التي ال تكون عواقبها محايدة بني اجلنسني، على الرغم من أنه يصعب احلصول على أرقام رسمية إال من خالل األدلة القولية. ففي الدول الهشة، يدفع انخفاض النمو االقتصادي املرأة إلى ممارسة أعمال مدرة للدخل لساعات أطول، ويكون ذلك عادة في القطاع غير الرسمي وفي أنشطة مرتبطة بالزراعة. وميكن للصناعات التي للدخل، كما هو احلال مع النفط واملاس واملعادن النفيسة األخرى في أنغوال والكونغو برازافيل وجمهورية الكونغو جديدا نشأت لتمويل الصراعات أن تكون مصدراالدميقراطية وليبيريا وسيراليون والسودان. غير أن التقدم االقتصادي للمرأة قد يعيقه إغالق بعض الصناعات األخرى وانهيار الهياكل احلكومية وما يترتب عليه من فقدان فرص العمل. ففي أنغوال وموزمبيق وزميبابوي، فقدت النساء وظائفهن في القطاع الرسمي لصالح الرجال العائدين من الصراعات. وأثناء الصراعات، تضطر

العديد من النساء بسبب غياب الرجال ألن يتحملن مبفردهن مسؤولية إعالة األسرة. ويتعذر على كثير منهن وراثة أزواجهن املتوفني أو حتى املطالبة مبمتلكاتهم.

الفصل األول

٢٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 39: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وفي السودان التي تعاني من حروب مستمرة منذ االستقالل في عام ١٩٥٦، تكبدت النساء وأطفالهن خسائر فادحة. فمعظم النازحني والذين يعيشون في مخيمات هم من النساء اللواتي لديهن أطفال. وتعيش غالبية النساء السودانيات، وخاصة في اجلنوب، في فقر مدقع مع ارتفاع معدالت األمية ومحدودية النازحني داخليافرص احلصول على الرعاية الصحية واملياه. ويعتبر معدل الوفيات النفاسية في جنوب السودان من بني أعلى املعدالت في العالم، حيث يبلغ ١٧٠٠ حالة وفاة لكل

١٠٠٠٠٠ مولود حي في مقابل ٥٠٩ في شمال السودان. وتبلغ نسبة األمية بني النساء في جنوب السودان ٩٠ في املائة.

كما تتعرض النساء ألشكال العنف القائم على نوع اجلنس، مثل احلمل القسري عن طريق االغتصاب. فبحلول نهاية عام ٢٠٠٥، عندما كان ٢٫٢ مليون نازح يعيشون في مخيمات، أصبح الوضع غير آمن بالنسبة للنساء إلى درجة أنهن كن يتعرضن خلطر االغتصاب في كل مرة يغادرن فيها املستوطنة جلمع احلطب.٥٢

وفي جمهورية الكونغو الدميوقراطية، متثلت إحدى سمات احلرب في االستخدام العشوائي لالغتصاب كسالح في احلرب. ففي الفترة بني عامي ١٩٩٨ و٢٠٠٣، مت اإلبالغ عن ٥١٠٠٠ حالة اغتصاب في مقاطعتي كيفو اجلنوبية وكاليمي. وأفادت منظمة أطباء بال حدود أن ٧٥ في املائة من حميع حاالت االغتصاب التي تعاملوا معها على مستوى العالم كانت في شرق الكونغو.٥٣ وال يزال التعرض للعنف اجلنسي يشكل وصمة عار كبيرة. إذ تخشى املرأة من أنها إذا ذهبت إلى الشرطة أن تفقد أي أمل في الزواج أو أن يتخلى عنها زوجها. كما أنها تتخوف من أن يحاول مرتكب جرمية االغتصاب االنتقام منها إلبالغها عن االعتداء. ويترتب على انتشار العنف اجلنسي عواقب بالغة الضرر على اتمع، بداية من امتهان كرامة الضحايا وإيذاء سالمتهم اجلسدية واملعنوية. كما أدى حجم ظاهرة االعتداء اجلنسي وطبيعتها . وقد تفاقمت املشكلة بسبب عدم وجود إلى خلق مشاكل صحية عامة خطيرة، حيث زاد انتشار فيروس نقص املناعة البشرية وغيره من األمراض املنقولة جنسيا

بنية حتتية طبية، ال سيما في املناطق النائية.

وتعاني النساء والفتيات في شمال أوغندا، حسبما جاء في تقرير "صدمة مزدوجة" الذي أصدرته منظمة العفو الدولية في عام ٢٠٠٧، من العنف اجلنسي والعنف القائم على نوع اجلنس ويواجهن صعوبات كبيرة في محاولة ضمان تقدمي اجلناة إلى العدالة٥٤. وكشفت الدراسة التي أجريت في خمس مقاطعات في عام ٢٠٠٧ عن التمييز الذي تتعرض له املرأة عند محاولة متابعة قضايا االغتصاب وهتك العرض والعنف املنزلي واالعتداء وغير ذلك من أشكال العنف.٥٥ وترى منظمة العفو

الدولية أن نظام العدالة احلالي في شمال أوغندا غير كفء على اإلطالق، خاصة في ضمان حماية النساء والفتيات من العنف اجلنسي أو القائم على نوع اجلنس.

ما يؤدي ما تتعرض له النساء من عنف وكما يتضح من هذه األمثلة، فإن الصراع العنيف الذي تتسم به الدول الهشة يؤثر على املرأة بأشكال بالغة الصعوبة. وغالباوخسائر في اتمع إلى تقليص قدرتهن على التصرف كمواطنات كامالت املواطنة، فيعجزن عن املشاركة في إعادة بناء مؤسسات الدولة وإصالحها.

عندما يعجز نظام العدالة عن السيطرة على األنشطة غير وميكن أن تتعرض املرأة ألشد أشكال انتهاك حقوق اإلنسان ليس فقط في حاالت الصراع، ولكن أيضا أن من بني التكاليف الباهظة التي تتحملها املرأة في غرب أفريقيا املشروعة واإلجرامية. فقد كشف تقرير أصدره مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية مؤخرا ما يكون بسبب احلاجة إلى تسديد الديون.٥٦ وفي عام ٢٠٠٦، مت اكتشاف ٥٧٠ امرأة غرب أفريقية من ضحايا االجتار بالنساء ألغراض االستغالل اجلنسي، الذي غالبا أوروبيا، لذا ميكن القول بأنه "إذا كان يتم اكتشاف ضحية واحدة فقط من كل ٣٠ ضحية، وهي نسبة تبدو معقولة، فإن ذلك يشير االستغالل اجلنسي في ١١ بلداإلى أن هناك نحو ١٧٠٠٠ ضحية في السنة."٥٧ ويبدو أن اجتاهات الدعارة تستقر مبرور الوقت، على الرغم من اختالفها عبر البلدان. وتقدر قيمة سوق اجلنس بحوالي

٨٥٠ مليون دوالر في السنة.٥٨

استمرار هشاشة الدولة وتكاليفها ٣٫٣إن التقدم احملدود للدول الهشة نحو حتقيق األهداف اإلمنائية لأللفية وكذلك حتول اإلنفاق أثناء وبعد الصراع من التعليم إلى املؤسسة العسكرية يعطي فكرة عن التكاليف البشرية واالجتماعية واالقتصادية طويلة األمد. ويتعلق استمرار الهشاشة باخلصائص السياسية واملؤسسية املتأصلة في جذور الدولة. وال تزال ٣٥ دولة كان البنك الدولي قد صنفها كدول هشة في عام ١٩٧٩ تعاني من الهشاشة اليوم، بعد مرور ٣٠ عاما،٥٩ في حني أن احتمال اخلروج الدائم من مجموعة البلدان

في الفترة بني عامي ١٩٧٧ و٦٠٫٢٠٠٤ الهشة كانت مجرد ١٫٨٥ في املائة سنويا

ويتوافق هذا االجتاه مع تاريخ تكوين الدولة، والذي استغرق في أوروبا عدة قرون من املعارك والتغيرات العميقة على املستوى االقتصادي واالجتماعي والسياسي والتقني. وميكن أن يساعد احلصول على الدعم لبناء الدولة من فاعلني خارجيني على توطيد الدولة، إال أن هذه العملية تظل عملية داخلية في املقام األول. وفي البلدان التي

أطول وأن يكون أكثر صعوبة. لم يكتمل فيها تكوين الدولة، فمن املتوقع أن يستغرق التغلب على الهشاشة وقتا

في أداء احلكومة وقلة الشواهد الدالة على إحراز تقدم في تطبيق قواعد القانون. ويعتبر سوء احلكم أحد أعراض ومؤشرات وينعكس استمرار هشاشة الدولة أيضاهشاشة الدولة. وتظهر مؤشرات احلكم انتشار سوء احلكم في البلدان الهشة (الشكل ١٫٣)، التي يعاني معظمها من زيادة عدم االستقرار السياسي واستشراء ما تتسم مستويات احلكم املتدنية باالستمرارية والتبعية الشديدة للماضي: فانخفاض فعالية الفساد وقلة الثقة في سيادة القانون. وعالوة على ذلك، فغالبااحلكومة أو سيادة القانون في عام ٢٠٠٠ يزيد من احتمال انخفاض املؤشرات في عام ٢٠٠٨، وفي العديد من البلدان الهشة كانت فعالية احلكومة وسيادة القانون

في عام ٢٠٠٨ أقل مما كانت عليه في عام ٦١٫٢٠٠٠

.٢٠٠٦ (WILPF) الرابطة النسائية الدولية للسلم واحلرية ٥٢

صحيفة الغارديان ٢٠٠٧. ٥٣

منظمة العفو الدولية ٢٠٠٧. ٥٤

منظمة العفو الدولية ٢٠٠٧. ٥٥

مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية ٢٠٠٩. ٥٦

مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية ٢٠٠٩، ص ٧. ٥٧

مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (األونكتاد) ٢٠٠٩. ٥٨

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي ٢٠٠٩. ٥٩

شوفيه وكولير ٢٠٠٨. ٦٠

كوفمان وآخرون ٢٠٠٨. ٦١

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

٢٧

Page 40: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الشكل ١٫٣: اجتاهات مؤشرات احلكم في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء

االستقرار السياسي ٢٠٠٠-٢٠٠٨

سيادة القانون ٢٠٠٠ - ٢٠٠٨

فعالية احلكومة ٢٠٠٠-٢٠٠٨

الفساد ٢٠٠٠ - ٢٠٠٨

مالحظة: تقاس مؤشرات احلكم في وحدات تتراوح بني -٢٫٥ و٢٫٥ تقريبا، وتزيد القيمة كلما كانت نتائج احلكم أفضل. يقيس "االستقرار السياسي" التصورات عن احتمال زعزعة استقرار احلكومة أو اإلطاحة بها بوسائل غير دستورية أو عنيفة؛ وتقيس "فعالية احلكومة" جودة اخلدمات العامة وجودة اخلدمة املدنية ودرجة استقالليتها عن الضغوط السياسية، وجودة صياغة السياسات وتنفيذها، عن ومصداقية التزام احلكومة مبثل هذه السياسات؛ وتقيس "سيادة القانون" مدى ثقة املتعاملني في قواعد اتمع والتزامهم بها، وخاصة على مستوى إنفاذ العقود والشرطة واحملاكم فضالاحتماالت وقوع اجلرمية والعنف؛ ويقيس "الفساد" مدى استغالل السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة، مبا في ذلك املستويات الصغيرة والكبيرة من الفساد وهيمنة النخبة وأصحاب املصالح

اخلاصة على الدولة.املصدر: كوفمان وكراي وماستروتسي ٢٠٠٨.

وميكن أن تتسبب العواقب املترتبة على هشاشة الدولة في إيجاد قوى تقاوم اخلروج من الهشاشة. فقد ينشأ عن تآكل الضوابط واملوازين مصالح جديدة معادية للرفاهية االجتماعية. وحتاول هذه املصالح حماية وزيادة فرص الفساد والتدخل السياسي وأنشطة البحث عن الريع، مما يقلص إمكانية مساءلة الدولة. وميكن أن تتحول الدولة في األنظمة االستبدادية إلى وسيلة للثراء الشخصي. وعلى الرغم من أن هذه الظروف قد تكون في األساس غير مستقرة بسبب محاوالت اقتناص

"الغنائم" التي ميكن أن تنتهي بتغييرات عنيفة في نظام احلكم، إال أنه من املرجح أن تبقى القوى اجلشعة على حالها.٦٢

مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية ٢٠٠٩، ص ٦٧. ٦٢

الفصل األول

2008

20002008

20002008

2000

2008

2000

-3.00 -2.50-3.50 -2.00 -1.50 2.001.000.00 0.50 1.50-1.00 -0.50

-3.00

-2.50

-3.50

-2.00

-1.50

0.00

0.50

-1.00

-0.50

-3.00 -2.50-3.50 -2.00 -1.50 2.001.000.00 0.50 1.50-1.00 -0.50

-3.00

-2.50

-3.50

-2.00

-1.50

0.00

0.50

-1.00

-0.50

-3.00 -2.50-3.50 -2.00 -1.50 2.001.000.00 0.50 1.50-1.00 -0.50

-3.00

-2.50

-3.50

-2.00

-1.50

0.00

0.50

-1.00

-0.50

-3.00 -2.50-3.50 -2.00 -1.50 2.001.000.00 0.50 1.50-1.00 -0.50

-3.00

-2.50

-3.50

-2.00

-1.50

0.00

0.50

-1.00

-0.50

٢٠٠٠ ٢٠٠٠

٢٠٠٠٢٠٠٠٢٠٠٨

٢٠٠٨٢٠٠٨

٢٠٠٨

٢٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 41: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

البلدان الهشة "جيران سوء" ٣٫٤ للحدود الوطنية. إذ تشير التقديرات إلى أن نحو ٨٠ في املائة من تكاليف الهشاشة - في النمو االقتصادي الضائع - يبدو أن تكاليف الهشاشة ال تعير اهتماما لكل دولة مجاورة. ومبا أن متوسط عدد الدول من تأثير "جار السوء"، حيث ينخفض معدل النمو بنحو ٠٫٦ في املائة سنويا تتحمله البلدان ااورة، التي تعاني كثيرا

٦٣. ااورة هو ٣٫٥ لكل دولة، فمن املمكن أن تصل اخلسائر الناجمة عن تأثير جار السوء إلى حوالي ٢٣٧ مليار دوالر سنويا

سلبية عبر احلدود مثل انتشار على جيرانها من خالل قنوات أخرى. فال يبدو أن الهشاشة تنتقل بالعدوى، لكنها حتدث آثارا سلبيا وحتدث الدول الهشة تأثيرااالضطرابات وعدم االستقرار السياسي.٦٤ وال يوجد أي دليل على أن الهشاشة تؤدي إلى زيادة منتظمة في احتمال تعرض الدول ااورة حلروب أهلية أو الدخول في ، مثل حكومة تشارلز تايلور في ليبيريا والتي قدمت املرتزقة واألموال واألسلحة والبنى حروب مع دول أخرى.٦٥ إال أن هناك حاالت معروفة لعب فيها مثل هذا األثر دورا

في حتقيق السيطرة على مناجم املاس اإلقليمية والشبكات االقتصادية في املنطقة. التحتية للجماعات املتمردة في سيراليون - أمال

ومن العوامل املساعدة على انتشار خطر عدم االستقرار والصراعات العنيفة عبر احلدود انتشار أسواق األسلحة اإلقليمية في أفريقيا.٦٦ إذ تؤدي سهولة اختراق احلدود الوطنية في أفريقيا إلى تيسير تنقل األسلحة والذخائر بني الدول، حتى يتناسب العرض من األسلحة مع التوزيع اجلغرافي للطلب عليها.٦٧

ما تكون إلى الدول ااورة، مما يفرض تكاليف باهظة على الدولة املستقبلة.٦٨ كما تنشأ املزيد من تأثيرات جار السوء عن حتركات الالجئني عبر احلدود، والتي غالباوتساهم حركات الالجئني في انتشار املالريا عبر بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.٦٩ فكان من شأن تنقل الالجئني من رواندا وبوروندي إلى إقليم كاغيرا في شمال غرب

بالغة بالصحة والتعليم.٧٠ تنزانيا أن أحلق أضرارا

إلى زعزعة استقرار البلدان ااورة.٧١ وكما أبرزت أعمال العنف األخيرة في منطقة البحيرات الكبرى، فمن املمكن أن وميكن أن تؤدي حتركات الالجئني اجلماعية أيضا من البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء بشكل حصري تقريبا لتنظيم اجلماعات العنف. ويأتي الالجئون والنازحون داخليا تصبح مخيمات الالجئني موقعا

في املنطقة (انظر اجلدول ١٫٢).

الستقرار كما ميكن أن تشكل التدفقات األخرى غير املشروعة، التي جتتذبها البلدان ذات السيطرة احملدودة على أراضيها والتي يضعف فيها سيادة القانون، تهديدا لعبور الكوكايني من أمريكا اجلنوبية إلى أوروبا، األمر الذي يخلف تداعيات أمنية البلدان ااورة، وخاصة التي تعجز عن فرض القانون. وتعتبر غينيا بيساو مركزاوإنسانية خطيرة.٧٢ وفي االجتماع رفيع املستوى لالجتماع احلادي عشر لرؤساء بعثات األمم املتحدة للسالم في غرب أفريقيا (داكار، ٤ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٧)،

أعرب رؤساء البعثات عن "قلقهم إزاء الزيادة ايفة في االجتار بادرات والتهديد الذي يشكله على استقرار البالد واملنطقة دون اإلقليمية ككل".

شوفيه وآخرون ٢٠٠٧. ٦٣

إقبال وستار ٢٠٠٨. ٦٤

إقبال وستار ٢٠٠٨. ٦٥

المباخ ٢٠٠٤؛ ستودارد ٢٠٠٤. ٦٦

كيليكوت ٢٠٠٧ ب. ٦٧

مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني ٢٠٠٩. ٦٨

مونتالفو ورينال كويرول ٢٠٠٧. ٦٩

بايز ٢٠٠٨. ٧٠

مندل ١٩٩٧. ٧١

مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية ٢٠٠٧. ٧٢

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات التقرير األوروبي حول التنمية

٢٩

Page 42: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

البلدان الهشة مصدر للتهديدات العاملية ٣٫٥ميكن أن يكون لآلثار السلبية الناجمة عن الهشاشة امتداد عاملي. وفي الواقع، فقد ظهر مفهوم هشاشة الدولة على الساحة التنموية في وقت بدأ يسود فيه قلق

كبير إزاء التهديدات األمنية العاملية الناجمة عن ضعف وانعدام وجود هياكل الدولة في بعض البلدان.

للخالف.٧٣ وال تزال العالقة بني الهشاشة واإلرهاب ما كانت العالقة السببية بني هشاشة الدولة والتهديدات العابرة للحدود - كاإلرهاب – محال ومع ذلك، فكثيرا للجدل. وال تعاني كل بلدان جنوب الصحراء من اإلرهاب، وخاصة النوع الذي له أهداف وتأثيرات عابرة للحدود. فقد نشأت في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء مثاراجماعات إرهابية وعملت في بلدان لديها واليات قوية مستقرة ومجموعة متنوعة من أنظمة احلكم. وعالوة على ذلك، رمبا بدأت البلدان الهشة تتناقص أهميتها

بالنسبة لإلرهابيني الدوليني، مبا أنهم قد انتشروا في مزيد من الشبكات العاملية ذات اخلاليا املستقلة في عشرات البلدان الفقيرة والغنية على حد سواء ٧٤.

ويصور البعض عودة القرصنة في خليج عدن على أنها مثال حي لتهديدات الهشاشة العابرة للحدود ٧٥. ويشدد قرار البرملان األوروبي الصادر في ٢٣ أكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٨ حول القرصنة البحرية على ضرورة مواجهة هذا التهديد، كما جاء رد الفعل العسكري لالحتاد األوروبي في منطقة القرن األفريقي من خالل بعثة "أتالنتا" بديهيا، إال أن ظروف الهشاشة التي دفعت إلى تفضيل القرصنة والسطو املسلح ال تزال على أهميته. وتعتبر العالقة بني الهشاشة والقرصنة أمرا األخيرة مؤكدابحاجة إلى مزيد من البحث ٧٦. كما تكشف القرصنة في خليج عدن عن أوجه القصور في تصوير هذه التهديدات على أنها ناجتة عن الهشاشة وحدها. فقد لعبت في عودة القرصنة ٧٧، حيث "دخلت سفن صيد أجنبية بقوة إلى املياه اإلقليمية الصومالية الغنية واخلالية من دوريات احلراسة، على حاسما العوامل اخلارجية دوراحساب قرى الصيد الساحلية" بعد سقوط نظام سياد بري في عام ١٩٩١ ٧٨. وال يعد الظلم الذي وقع على الصيادين الصوماليني جراء سفن الصيد األجنبية - وجراء لتفسير االرتفاع املفاجئ في معدل القرصنة ٨٠. لكنه يشير إلى أن بعض التكاليف الواسعة مزاعم إلقاء النفايات السامة في مياه الصومال اإلقليمية ٧٩– كافيا

للهشاشة ميكن أن تنشأ من فرص حتقيق الربح التي جتنيها أطراف خارجية.

وعلى الرغم من التناقضات في هذه العالقة السببية، فإن توزيع املعونات من اجلهات املانحة التابعة للجنة املساعدة اإلمنائية يدل على أن األمن يحتل مرتبة عالية بني - أفغانستان والعراق - أو ملحا أمنيا معايير تخصيص املعونة. فالبلدان الهشة األربعة التي حصلت على أكبر قدر من املعونات في عام ٢٠٠٧ كانت إما تشكل قلقا

في منطقة قليلة االستقرار - باكستان وإثيوبيا. فقد حصلت هذه البلدان األربعة على نصف املساعدات املوجهة للبلدان الهشة ٨١. مهما تلعب دورا

البلدان الهشة أرض خصبة للجرمية املنظمة واالجتار غير املشروع ٣٫٦، مثل سرقة كبيرا كما ذكر آنفا، فإن اجلرمية املنظمة تزدهر في الدول الهشة ومتيل إلى الظهور عندما تكون مؤسسات الدولة ضعيفة. وتدر بعض األنشطة عائدا تهريب السجائر، والغش التجاري (خاصة األقراص املضادة للمالريا)، واالحتيال املالي، وجرائم التقنية النفط أو االجتار بادرات. ومن األنشطة األخرى الشائعة أيضاالعالية، وجتارة األسلحة، واالستغالل اجلنسي املنظم، وغسل األموال. وبسبب ارتفاع القيمة النقدية ملثل هذه األنشطة يقل الشعور بخطورة التهديد الذي تشكله. من الكوكايني من غرب أفريقيا إلى أوروبا وبالنسبة للكوكايني، يأتي معظم عائده بعد خروجه من الدولة (أو املنطقة) التي زرع وبيع فيها. إذ يتم تهريب ٢٥٠ طناكل عام، وتصل قيمتها إلى حوالي ١١ بليون دوالر إذا ما تيسر لها الوصول إلي سوق اجلملة ٨٢. أما فيما يتعلق بسرقة النفط وتهريب السجائر، فيبقى جزء كبير من ما يتركز تأثير النفط والسجائر علي املستوي احمللي. إذ يشكل العائد داخل البلد (أو املنطقة). لذلك ففي حني أن جتارة الكوكايني تؤثر علي املستوي العاملي، فغالبااألثر البيئي لسرقة النفط مخاطر صحية ويقلل من جودة احلياة في البلدان ااورة لدلتا النيجر. وتتسع دائرة االجتار غير املشروع باألدوية املغشوشة وتشمل بصفة من أعراض ضعف مؤسسات خاصة الدول التي يعاني الكثير من سكانها، وسكان البلدان ااورة لها، من املالريا واإليدز. ويعد غياب العقاب علي مثل هذه اجلرمية عرضا

الدولة والذي يجعل من املمكن املتاجرة بصحة الناس.

أما احتماالت انتشار تقنية األسلحة املتقدمة، مثل األسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية أو الصواريخ احلاملة، فهي ضئيلة. إال أن انتشار األسلحة الصغيرة وغيرها من األسلحة التكتيكية قد يؤثر على األمن اإلقليمي. فالعالقة واضحة: إذ متثل اجلماعات التي تسعى إلى حتدي الدولة الزبائن الرئيسيني لألسلحة الصغيرة. وفي الفترة بني عامي ١٩٩٨ و٢٠٠٤، مت ضبط أو جمع أكثر من ٢٠٠٠٠٠ قطعة من األسلحة الصغيرة في املنطقة (غرب أفريقيا)، مت تدمير ما ال يقل عن ٧٠٠٠٠ منها

بعد ذلك. إال أن هذه األعداد الكبيرة تعد قليلة إذا ما قورنت بالعدد املقدر لألسلحة الصغيرة في غرب أفريقيا (والذي يقدر بنحو ٧-١٠ مليون) ٨٣.

هي [. . .] فكرة مبالغ فيها،" ويتفق هيهر (٢٠٠٧) وباتريك (٢٠٠٧) ونيومان (٢٠٠٧) وستيوارت (٢٠٠٧) مع هذا أمنيا يرى تشاندلر (٢٠٠٦) أن "الفكرة القائلة بأن الدول الفاشلة متثل تهديدا ٧٣

التعليل.انظر، على سبيل املثال، كورتويغ ٢٠٠٨؛ وتاكيه وجفوسديف ٢٠٠٢. ٧٤

أدى عجز احلكومة االحتادية االنتقالية الصومالية عن حراسة املياه املتصلة مبنطقتها االقتصادية اخلالصة إلى اعتماد مجلس أمن األمم املتحدة القرار ١٨١٦، الذي يجيز للقوات البحرية األجنبية ٧٥

محاربة القراصنة في املياه الصومالية (غيلفويل ٢٠٠٨).نينتشيتش ٢٠٠٨. ٧٦

مينخاوس ٢٠٠٩، ص ٢٢. ٧٧

تشير منظمة األغذية والزراعة (٢٠٠٩) إلى أن "٧٠٠ من السفن اململوكة ألجانب تشارك بالكامل في عمليات صيد غير مرخصة في املياه االقليمية الصومالية". ٧٨

هانسن ٢٠٠٨. ٧٩

يرى مينخاوس (٢٠٠٩) أن "القرصنة الصومالية هي منوذج حي لتحول دوافع مجموعة مسلحة من التظلم إلى اجلشع." ٨٠

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي ٢٠٠٩. ٨١

مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية ٢٠٠٩. ٨٢

مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية ٢٠٠٩، ص ٥٤. ٨٣

هشاشة الدولة في أفريقيا-جنوب الصحراء: التكاليف والتحديات

٣٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 43: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل الثانيخصائص الدول الهشة

هناك إجماع واسع على أن هشاشة الدولة ترتبط بضعف سجل مؤسسات الدولة في توفير اخلدمات األساسية، سواء بسبب عدم القدرة على أداء وظائف الدولة األساسية أو عدم إعطائها األولوية الواجبة.

تتسم بلدان أفريقيا جنوب الصحراء التي تعاني مؤسساتها من الهشاشة مبجموعات من اخلصائص االجتماعية والهيكلية واالقتصادية التي تختلف اختالفا للدهشة، ألن لكل بلد مساره االجتماعي واالقتصادي والتاريخي اخلاص به. وعلى الرغم من وجود بعض األسباب اجلذرية . وال يعتبر مثل هذا التنوع مثارا ملحوظا

املشتركة، مثل عملية تكوين الدول االستعمارية (انظر الفصل الثالث)، فإن العوامل احملركة لظاهرة هشاشة الدولة تختلف باختالف البلدان.

وال توجد قائمة متفق عليها للبلدان الهشة. وفيما يلي، كما هو مذكور في الفصل األول، نستخدم ألغراض تشغيلية قائمة البلدان الهشة التي اعتمدتها منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي (٢٠٠٩)، ونحصر التحليل على البلدان الهشة الواقعة في أفريقيا جنوب الصحراء. وجاءت هذه القائمة نتيجة "لتجميع ثالث قوائم: الفئتني األخيرتني من الفئات اخلمس التي حددها تقييم السياسات واملؤسسات القطرية (CPIA) لعام ٢٠٠٧؛ ومؤشر معهد بروكينغز لضعف الدولة عن تقارير األعوام ٢٠٠٥ و٢٠٠٦ و٢٠٠٧. في العالم النامي لعام ٢٠٠٨؛ ومؤشر جامعة كارلتون للسياسة اخلارجية [. . .] (CFIP) لعام ٢٠٠٧ [. . .]. [وهذا ميثل] تغييرا[. . .] ويهدف املؤشران اإلضافيان اللذان يعكسان تعريف جلنة املساعدة اإلمنائية للهشاشة والصراع (النظر في كل من قدرة وشرعية الدولة، وإدراج البعد األمني)

إلى جعل القائمة أكثر قوة ".١

هشة فيما مضى. وتضم هذه القائمة خمسة بلدان أخرى في أفريقيا جنوب الصحراء – هي غينيا االستوائية وإثيوبيا وكينيا ورواندا وأوغندا - لم تكن تعتبر دوال في هذه اموعة. وهناك بلدان أخرى لطاملا على سبيل املثال، فإن االضطرابات السياسية التي أعقبت االنتخابات الرئاسية في عام ٢٠٠٧ جعلت لكينيا مكانا للتعريف الذي وضعه البنك الدولي في السبعينات، في حني أن بعض الدول األخرى - مثل كوت ديفوار وزميبابوي - قد حتولت كانت تصنف على أنها بلدان هشة وفقا

من قصص جناح إلى دول هشة. تدريجيا

الدول الهشة جتمعها بعض السمات املشتركة ١

العجز عن تعبئة املوارد احمللية واالعتماد على املوارد اخلارجية ١٫١ ما تشكل اإليرادات احلكومية، باستثناء املنح، للبلدان الهشة في تعجز البلدان الهشة عن تعبئة املوارد احمللية وحتقيق إيرادات مالية كبيرة من الضرائب. ونادراأفريقيا جنوب الصحراء أكثر من ٢٠ في املائة من ناجتها احمللي اإلجمالي (انظر اجلدول ٢٫١). وفي أربعة بلدان فقط من أصل ٢٩ - أنغوال وجمهورية الكونغو وسان تومي وبرينسيبي وغينيا االستوائية - تزيد نسبة اإليرادات احلكومية عن الناجت احمللي اإلجمالي، إال أن هذا ال يرجع إلى قدرتها على حتصيل الضرائب، وإمنا إلى رصيدها

من املوارد الطبيعية، كما يبني اجلدول ٢٫٧.

الفصل األول، امللحوظة الهامشية ٢. منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي، ص ٢١. انظر أيضا ١

التقرير األوروبي حول التنمية

٣١

Page 44: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلدول ٢٫١: الضرائب واإليرادات احلكومية وسهولة مزاولة األعمال في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشةسهولة مزاولة األعمال (٣)اإليرادات الضريبية (٢)اإليرادات احلكومية (١)البلد١٦٨…٤٦٫٧أنغوال١٧٧…١٨٫٦بوروندي١٦٤…١٨٫٨الكاميرون١٠٫٣٦٫٠١٨٠جمهورية أفريقيا الوسطى١٧٥…٢٠٫٦تشاد١٥٥…١٢٫٧جزر القمر١٤٫٨٦٫٣١٨١جمهورية الكونغو الدميوقراطية٤٢٫٧٨٫٥١٧٨الكونغو١٩٫٢١٤٫٩١٦١كوت ديفوار١٥٣……جيبوتي١٦٧…٣٨٫٣غينيا االستوائية١٧٣…٢٢٫٨إريتريا١٢٫٨١٠٫٧١١٦إثيوبيا١٣٠…٢١٫٤غامبيا١٧١…١٤٫٣غينيا١٧٩…١٤٫٦غينيا بيساو٢٢٫٢١٨٫٣٨٢كينيا١٥٧…٢٣٫٦ليبيريا١٦٠……موريتانيا١٧٢…١٥٫٢النيجر١١٨…١٦٫٠نيجيريا١٣٩…١٣٫٦رواندا١٧٦…٤٠٫١سان تومي وبرينسيبي١٠٫٨١١٫٠١٥٦سيراليونغير مصنف……الصومال١٤٧……السودان١٧٫٠١٣٫٩١٦٣توغو١٢٫٦١٣٫٠١١١أوغندا١٥٨…٦٫٠زميبابوي٢٠٫٢١١٫٤أفريقيا جنوب الصحراء٢٥٫٤٢٢٫٤بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة٢٤٫٥١٧٫٧بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

مالحظات: يرمز "..." إلى عدم توفر بيانات؛ و"غير مصنف" إلى عدم وجود تصنيف؛ و(١) إلى أن البيانات ال تشمل املنح وتشير إلى عام ٢٠٠٧، وإلى النسبة املئوية من الناجت احمللي اإلجمالي؛ ويرمز (٢) إلى اإليرادات الضريبية، كنسبة مئوية من الناجت احمللي اإلجمالي وتشير إلى التحويالت اإللزامية إلى احلكومة املركزية لألغراض العامة،

وتشير البيانات إلى آخر سنة متوفرة؛ ويرمز (٣) إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٩.

املصدر: صندوق النقد الدولي (٢٠٠٩أ) تقرير آفاق االقتصاد اإلقليمي ألفريقيا جنوب الصحراء؛ البنك الدولي (٢٠٠٨أ) مؤشرات التنمية العاملية لعام ٢٠٠٨؛ البنك الدولي (٢٠٠٩) تصنيفات سهولة مزاولة األعمال.

ويرى غوبتا وطارق (٢٠٠٨) أنه على الرغم من الزيادة في متوسط نسبة اإليرادات احلكومية إلى الناجت احمللي اإلجمالي في أفريقيا جنوب الصحراء خالل السنوات الـ٢٥ املاضية، فإن معظمها ناجت عن اجلعاالت أو ضرائب الشركات املفروضة على شركات النفط والتعدين، بينما ال تزال إيرادات املوارد غير الطبيعية تنمو مبعدل ١ في املائة منذ عام ١٩٨٠ ٢. وفي بعض البلدان الهشة قد تصل حصة الضرائب التجارية في إجمالي الضرائب إلى أعلى من ٢٠ في املائة، كما في أنغوال ونيجيريا ٣. وال تقريباتتوفر بيانات عن اإليرادات الضريبية إال لعدد قليل من البلدان: فمتوسط نسبة الضريبة إلى الناجت احمللي اإلجمالي للبلدان التسعة التي لدينا بيانات عنها يبلغ نحو ١١ في املائة، بحد أدنى قدره ٦ في املائة جلمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الدميقراطية: ومبثل هذه القاعدة الضريبية احملدودة، فإن توفير ما يكفي من

، وهذا أقل ما يقال. السلع العامة ال ميكن أن يكون خيارا

لشتومر ٢٠٠٨، حصلت جمهورية الكونغو الدميقراطية على عائدات ضريبية من قطاع الصناعات االستخراجية قيمتها ١٦٫٤ مليون دوالر في عام ٢٠٠٦، أما في عام ٢٠٠٤ بلغت قيمة وفقا ٢

املعادن حوالي ١ مليار دوالر. ويؤكد املعهد االحتادي األملاني لعلوم األرض واملوارد الطبيعية أنه قد مت تهريب سلع معدنية قيمتها ١ مليار دوالر إلى خارج البالد.البيانات عن نسبة الضرائب التجارية إلى إجمالي الضرائب ال تتوفر على حد علمنا إال لبعض الدول الهشة: أنغوال (٢٢٫٢ في املائة)، وكينيا (٨٫٠ في املائة)، ونيجيريا (٢٢٫٢ في املائة) وأوغندا ٣

(٩٫٠ في املائة). انظر فولكرنك ٢٠٠٩.

الفصل الثاني

٣٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 45: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ومن شأن غياب تعبئة املوارد احمللية أن يقلل الضغوط من أجل احلكم الرشيد وكفاءة اإلنفاق احلكومي وإخضاع الدولة للمساءلة، وأن يثبط الدولة عن تبني سياسات موجهة نحو التنمية تستطيع تعزيز النظام االقتصادي وزيادة اإليرادات الضريبية ٤. وقد يكون أحد األسباب احملتملة لذلك هو صغر حجم النخب احلاكمة: فكلما

ف حافزها لتقدمي سلع عامة وطنية ووضع سياسات بعيدة املدى تستطيع تعزيز آفاق النمو االقتصادي ٥. ع ر حجمها ض غ ص

وميكن إرجاع تدني اإليرادات في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء إلى توجهها نحو اخلارج، أو عالقاتها السياسية واالقتصادية خارج البالد (انظر الفصل - تعتمد على املصادر اخلارجية للدخل. وبالنسبة ألغلب البلدان الثالث). فقد كانت هذه البلدان على مر التاريخ - وباألخص في عهد االستعمار، ولكن قبله أيضاالهشة، تشكل املعونات واالستثمارات األجنبية املباشرة والتحويالت املالية حصة كبيرة من الناجت احمللي اإلجمالي، أعلى بكثير من املتوسط في أفريقيا جنوب الصحراء، حتى فيما بني البلدان (الشكل ٢٫١). ومتثل املساعدات اإلمنائية الرسمية العائد الرئيسي ملعظم هذه البلدان. إذ جند أن نصيب بوروندي لكن التكوين يختلف كثيراوجمهورية الكونغو وإريتريا وغينيا-بيساو وليبيريا وسيراليون من املساعدات يفوق ناجتها احمللي اإلجمالي ٦ ويقارب أو يفوق إيراداتها احلكومية. وتلعب التحويالت خاصة في ليبيريا وتوغو ٧. وبالنسبة لدول أخرى، مثل غينيا االستوائية وغامبيا وتشاد وموريتانيا وسان تومي وبرينسيبي والسودان، تتولد اإليرادات حاسما املالية دورا

اخلارجية من تصدير أنواع قليلة من املوارد الطبيعية، كالنفط واملعادن، ومن االستثمارات األجنبية املباشرة الباحثة عن املوارد.

وقد تتسبب هذه املصادر اخلارجية في إضعاف رغبة احلكومات في تعبئة املوارد محليا، من خالل فرض الضرائب العامة. فبالنسبة للنخب السياسية، ميكن أن تأتي الضرائب بنتيجة (غير مقصودة) تتمثل في خلق دينامية يقوم املواطنون من خاللها مبساءلة احلكومة عن إنفاقها. وهي دينامية يستطيع التوجه نحو اخلارج أن

يخمدها.

الشكل ٢٫١: التدفقات اخلارجية (املتوسط البسيط للفترة ٢٠٠٣-٢٠٠٧)

صافي تدفقات املساعدة اإلمنائية الرسمية، جميع املانحنيتدفقات االستثمار األجنبي املباشر

0 10 155 20 25 30 35 40 45 50

حتويالت املهاجرين

توغو

بورونديغينيا-بيساو

سان تومي وبرينسيبيجمهورية الكونغو

جمهورية غامبياسيراليونموريتانيا

غينيا االستوائيةجيبوتيأوغنداروانداإريترياإثيوبياتشاد

النيجرالسودان

الكونغو الدميقراطيةغينيا

نيجيرياجزر القمر

كينياجمهورية أفريقيا الوسطى

الكاميرونأنغوال

زميبابويكوت ديفوار

ملحوظة: ال تتوفر أية بيانات عن الصومال؛ وال تتوفر بيانات عن التحويالت املالية بالنسبة لزميبابوي وأنغوال وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وإريتريا وجيبوتي وجمهورية الكونغو الدميقراطية؛ ولم تدرج بيانات عن إريتريا في هذا الشكل ألنها متثل قيم بعيدة.

املصدر: ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية عن تقرير آفاق االقتصاد األفريقي لعام ٢٠٠٩ الصادر عن منظمة التعاون والتنمية والبنك األفريقي للتنمية (٢٠٠٩).

تيلي، ١٩٩٠. ٤

آدم وأوكونيل، ١٩٩٩. ٥

كانت املعونة األجنبية في عام ٢٠٠٧ متثل في املتوسط ١٥ في املائة من الناجت احمللي اإلجمالي للبلدان الهشة. لكن في عدة بلدان، تشكل املعونة أكثر من ٢٠ في املائة، مما يعكس مدى ارتفاع ٦

من اإليرادات احمللية والتحويالت املالية، مما يعيق التخطيط متوسط األجل وكفاءة تخصيص النفقات احلكومية كما درجة االعتماد على املعونة. ومتيل تدفقات املعونة إلى أن تكون أكثر تقلباأشار غوبتا وطارق ٢٠٠٨.

ملنظمة التعاون والتنمية وبنك التنمية األفريقي من املالحظ أن ليبيريا غير مدرجة في الشكل لكن التحويالت تشكل أكثر من ١٠٠ في املائة من الناجت احمللي اإلجمالي (١٠٧ في املائة وفقا ٧

٢٠٠٩). وجدير بالذكر أنه يتوقع أن تكون قيمة التحويالت أكبر من ذلك، ألن البيانات ال تتضمن إال التحويالت الرسمية. إذ تشير بعض التقديرات األخيرة إلى أن التحويالت غير الرسمية (البنك الدولي ٢٠٠٨ب)؛ وتدل مؤشرات التنمية األفريقية لعام ٢٠٠٧ (البنك الدولي ٢٠٠٨ب) على أن التحويالت غير الرسمية في السودان قد تصل إلى ٨٥ في املائة من إجمالي مرتفعة جدا

التحويالت وإلى ٦٥ في املائة في غانا.

خصائص الدول الهشة التقرير األوروبي حول التنمية

٣٣

Page 46: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

واألثر الرئيسي ملثل هذه اآللية التمويلية هو أن البلدان الهشة تعتمد بشكل أساسي على القطاع األولي، مما يعني بدوره قلة تنوع سلة صادراتها وندرة استثمارها في التنمية البشرية والبنية التحتية.

املربع ٢٫١: انتعاش وركود سوق النحاس في زامبياإيلفا بوفا، مرشحة لنيل درجة الدكتوراه في كلية الدراسات الشرقية واألفريقية، جامعة لندن

مع تعاظم طلب الصني والهند على النحاس، ارتفعت أسعار النحاس من ١٨٠٠ دوالر للطن املتري في عام ٢٠٠٢ إلى ٨٠٠٠ دوالر في عام ٢٠٠٨. وكان لفترة االنتعاش هذه انعكاسات كبرى على اقتصاد زامبيا حيث تشكل صادرات النحاس أكثر من ٦٠ في املائة من إجمالي الصادرات. فزادت الصادرات من ٦١ تدفقات عند متوسط ٥٫٦ في املائة بسبب أيضا مليون دوالر في عام ٢٠٠٢ إلى ٦٠٠ مليون دوالر في عام ٢٠٠٨، وكان معدل منو الناجت احمللي اإلجمالي مستقرااالستثمار األجنبي املباشر وانخفاض التضخم وأسس االقتصادي الكلي السليمة. وفي يوليو/متوز ٢٠٠٨ انخفضت أسعار النحاس لتصل إلى ٣٠٠٠ دوالر للطن املتري في أكتوبر/تشرين األول، وتراجعت الصادرات إلى ٢٧٠ مليون دوالر في أبريل/نيسان ٢٠٠٩، مع توقعات بأن يكون معدل منو الناجت احمللي اإلجمالي في عام ٢٠٠٩ أقل من ٤ في املائة ٨. وقد أدى هذا التراجع الكبير في صادرات النحاس إلى سلسلة من إغالقات املناجم، مبا في ذلك مصنعني تابعني ملنجم

، فقدت ٨٠٠٠ وظيفة في قطاع النحاس في ديسمبر/كانون األول ٩٫٢٠٠٨ لوانشيا، وهو أكبر منجم في البالد. وإجماال

شكل املربع ٢٫١: صادرات زامبيا وأسعار النحاس (٢٠٠٢-٢٠٠٩)

800

600

400

200

0

2002

m01

2002

m05

2002

m09

2003

m01

2003

m05

2003

m09

2004

m01

2004

m05

2004

m09

2005

m01

2005

m05

2005

m09

2006

m01

2006

m05

2006

m09

2007

m01

2007

m05

2007

m05

2008

m01

2008

m05

2008

m09

2009

m01

10000

8000

6000

4000

2000

0

الصادرات أسعار النحاس

ريمت

طن كل

ي ليك

مرالر أ

دو

كيمري

الر أ دو

ونملي

املصدر: صندوق النقد الدولي-اإلحصاءات املالية الدولية وإدارة اإلحصاءات التجارية

األثر النقدي

بأسعار النحاس. وثيقا أدت فترة االنتعاش والركود إلى زيادة التقلب في العملة الزامبية، التي يحددها السوق بالدرجة األولى وترتبط ارتباطا

إلى الطفرة املتزامنة في وخالل فترة االنتعاش، تسببت الزيادة في إيرادات الصادرات من التعدين في ارتفاع قيمة العملة، الذي يعود الفضل فيه أيضااملعونة ومحفظة األوراق املالية وتدفقات االستثمار األجنبي املباشر. وفي الفترة بني يوليو/متوز ونوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٥ ارتفعت قيمة العملة الزامبية، الكواتشا، بنسبة ٣٠ في املائة من حيث القيمة االسمية، وأدت هذه الزيادة إلى اإلضرار ببعض الصادرات غير التقليدية الرئيسية للبالد. وكانت الصادرات هي صادرات القطن والتبغ والقهوة، التي شهدت خسائر في األرباح تفوق ٣٠ في املائة خالل سنة محصولية واحدة فقط١٠. ومع ركود سوق األكثر تضرراالنحاس، تراجعت قيمة العملة بنسبة ٤٠ في املائة في األشهر الثالثة من أكتوبر/تشرين األول إلى ديسمبر/كانون األول ٢٠٠٨. وكان هذا االنخفاض في إلى ارتفاع التدفقات من محفظة األوراق املالية، والذي انعكس في انخفاض شهري بنسبة ٥ في املائة في مؤشر بورصة لوساكا.١١ قيمة العملة راجع أيضاوفي حني كان التراجع في قيمة العملة في صالح تنافسية الصادرات غير التقليدية، إال أنه أدى إلى ارتفاع في األسعار احمللية. وبالنظر إلى التراجع في قيمة العملة والزيادة العاملية في أسعار املواد الغذائية، ارتفع معدل التضخم في البالد من ٨٫٥ في املائة في يناير/كانون الثاني ٢٠٠٨ إلى ١٦ في املائة في ديسمبر/كانون األول ٢٠٠٨، وكان اجلزء األكبر من هذه الزيادة من نصيب أسعار املنتجات الغذائية، التي تشكل ٢٠ في املائة من إجمالي واردات البالد. وحاول بنك زامبيا تعويض هذا التراجع في قيمة العملة من خالل مبيعات النقد األجنبي. غير أن هذه املناورة أدت إلى انخفاض بنسبة ٢٣ في املائة في احتياطيات

النقد األجنبي وتفاقم خطر استنفاد االحتياطي.١٢

صندوق النقد الدولي ٢٠٠٩. ٨

ندولو وآخرون ٢٠٠٩. ٩

ويكس وآخرون ٢٠٠٧؛ ويكس ٢٠٠٨؛ فني وهاغبليد ٢٠٠٧؛ الس الزامبي للصادرات ٢٠٠٧. ١٠

ندولو وآخرون ٢٠٠٩. ١١

ندولو وآخرون ٢٠٠٩. ١٢

الفصل الثاني

٣٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 47: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

شكل املربع ٢٫٢: أسعار النحاس والعملة الزامبية (الكواتشا) (٢٠٠٢-٢٠٠٩)

10000

8000

6000

4000

2000

0

6000

5000

4000

3000

2000

1000

0

سعر النحاسالكواتشا الزامبية

2002

m01

2002

m05

2002

m09

2003

m01

2003

m05

2003

m09

2004

m01

2004

m05

2004

m09

2005

m01

2005

m05

2005

m09

2006

m01

2006

m05

2006

m09

2007

m01

2007

m05

2007

m05

2008

m01

2008

m05

2008

m09

2009

m01

كيمري

الر أ دو

كلة ل

مبيا زا

شوات

ك

ريمت

طن كل

ي ليك

مرالر أ

دو

املصدر: صندوق النقد الدولي- اإلحصاءات املالية الدوليةاألثر املالي

في ميزانية احلكومية الزامبية. ففي منتصف التسعينيات متت خصخصة "الشركة الزامبية ملناجم النحاس املوحدة" ال تسهم صادرات النحاس كثيرا للخسائر الفادحة التي سجلتها الشركة في فترة انخفاض أسعار السلع األساسية. ومن خالل إصالحات اخلصخصة، (ZCCM) اململوكة للدولة نظرامت تقسيم هذه الصناعة إلى ست وحدات مختلفة حتت سيطرة وإدارة شركات عبر وطنية. وأصبحت حصة احلكومة الزامبية ال تتعدى ما بني ١٥ و٢٠ في ZCCM-International) املائة في كل وحدة من الوحدات التي باتت تخضع للسيطرة املباشرة للشركة الزامبية ملناجم النحاس املوحدة-الدولية القابضةHolding) اململوكة للدولة. ومع ذلك لم حتصل هذه الشركة على أي إيرادات في فترة انتعاش النحاس، ألنه كان يتعني عليها تسديد الديون التي تراكمت

في مطلع التسعينات.

على اتفاقيات مواتية وكانت الضرائب التي تدفعها شركات التعدين تكاد ال تذكر حتى عام ٢٠٠٧. فكانت هذه الشركات قد متكنت من التفاوض سراللغاية مع احلكومة الزامبية (اتفاقيات التطوير)، التي حددت رسوم منخفضة (٠٫٦ في املائة مقارنة بـ٣ في املائة) وخفضت الضرائب على الصادرات (١٥ في (فريزر ولونغو ٢٠٠٧). وعندما مت الكشف عن املائة مقارنة بـ٢٥ في املائة) وقدمت سلسلة من التنازالت واخلصومات، مثل ترحيل اخلسائر لفترة ٢٠ عاماهذه االتفاقيات في عام ٢٠٠٧، مارست منظمات دولية ومنظمات غير حكومية محلية الضغوط على احلكومة إلعادة النظر في النظام الضريبي، ثم صدر قانون جديد في نهاية عام ٢٠٠٧. غير أن الزيادة املتوقعة في امليزانية من فرض الضرائب اجلديدة، وقدرها ٩ في املائة، لم تتحقق ولم تزد اإليرادات املالية إال

بنسبة ٣ في املائة في عام ٢٠٠٨ (غرين ٢٠٠٨).

نحت امتيازات جديدة للشركات في يناير/كانون وأدى التراجع في أسعار النحاس في يوليو/متوز ٢٠٠٨ إلى فتح النقاش من جديد حول ضرائب التعدين، ومالثاني ٢٠٠٩. وتضمنت هذه االمتيازات إلغاء ضريبة األرباح املفاجئة التي كانت مستحقة عندما ارتفعت أسعار النحاس فوق مستوى معني كما سمحت

للشركات بشطب ١٠٠ في املائة من أي استثمار باعتباره ضريبة استهالك في العام الذي تقع فيه املصروفات (غرين ٢٠٠٩).

وأثار الركود في سوق النحاس وما تاله من إغالق للمناجم السؤال عما إذا كان من األفضل زيادة حصة احلكومة في املناجم كوسيلة لتوسيع نطاق إدارة االقتصاد الكلي خالل فترات االنتعاش والركود. إال أن هذا االقتراح يواجه معارضة شديدة من شركات التعدين والبنك الدولي. فعلى حد تعبير أوبياجيلي إزكويسيلي، نائبة رئيس البنك الدول ملنطقة أفريقيا، فإن "رد الفعل الشعبي يقول دعونا جنرب، لكن هل تريدون ااطرة برأس مال في قطاع يستطيع

القطاع اخلاص أن يتحمل مخاطره؟ (...) فهذه صناعة يستطيع القطاع اخلاص تسييرها بشكل أفضل"١٣.

رويترز ٢٠٠٩. ١٣

خصائص الدول الهشة التقرير األوروبي حول التنمية

٣٥

Page 48: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

شكل املربع ٢٫٣: إيرادات املناجم في زامبيا (٢٠٠١-٢٠٠٧)

0

2000

4000

6000

8000

10000

التعدين ضرائب

الضرائب

اإليرادات

2007200620052004200320022001

يةمب

ا زاش

واتر ك

ليام

املصدر: البنك الدولي، مؤشرات التنمية العاملية، وهيئة اإليرادات الزامبية.

االعتماد على املنتجات األولية ١٫٢ يوجد أقل من ٤٠ نسمة لكل كيلومتر مربع، بينما تبلغ تتميز معظم البلدان الهشة في املتوسط بكثافة سكانية منخفضة للغاية: ففي ١٥ من أصل ٢٩ بلداالكثافة السكانية في البلدان غير الهشة حوالي ٨٤ نسمة. وفي هذه البلدان تعيش الغالبية العظمى من السكان في املناطق الريفية – بنسبة تصل إلى ٩٠ في

املائة في بوروندي (انظر اجلدول ٢٫٦). وتشير هذه النسبة إلى ارتفاع معدالت العمل في القطاع الزراعي.

وتسهم الزراعة بحصة كبيرة في الناجت احمللي اإلجمالي، وخاصة في البلدان الهشة التي ال تنعم مبوارد طبيعية (انظر الشكل ٢٫٢)١٤. كما تسهم املنتجات الزراعية مساهمة كبيرة في الصادرات، وال تزال الزراعة هي املصدر الرئيسي لعائدات التصدير بالنسبة لبلدان مثل بوروندي وإثيوبيا وغامبيا وسيراليون.

الشكل ٢٫٢: حصص الزراعة والصناعة واخلدمات في الناجت احمللي اإلجمالي، ٢٠٠٦

الزراعةالصناعة اخلدمات0% 10% 30% 50% 70% 90% 20% 40% 60% 80% 100%

أنغوال

توغو

بوروندي

غينيا-بيساو

سان تومي وبرينسيبي

جمهورية الكونغو

غامبيا

سيراليون

موريتانياليبيريا

غينيا االستوائيةجيبوتي

أوغندا

رواندا

إريترياإثيوبيا

تشاد

النيجر

السودان

جمهورية الكونغو الدميقراطية

غينيا

نيجيريا

جزر القمر

كينيا

جمهورية أفريقيا الوسطىالكاميرون

زميبابوي

كوت ديفوار

املصدر: البنك الدولي (٢٠٠٨ب) مؤشرات التنمية العاملية ٢٠٠٨.

من املالحظ أنه يصعب فرض ضريبة على الدخل الزراعي. انظر فولكرنك ٢٠٠٩. ١٤

الفصل الثاني

٣٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 49: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

تعاني الزراعة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء من انخفاض اإلنتاجية وبدائية التقنية وصعوبة الوصول إلى األسواق. كما أن االفتقار إلى املعلومات، والنفوذ البالغ لعدد قليل من الفاعلني في السوق، وعدم اكتمال األسواق كلها عوامل تعرض البلدان الهشة خلطر فشل السوق ١٥.

لنغ وأكسوي (٢٠٠٨)، تعد الغالبية العظمى من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء مستوردة صافية لألغذية (اجلدول ٢٫٢). فجميع البلدان الهشة باستثناء خمسة ووفقامنها (الكاميرون وكوت ديفوار وكينيا والصومال والسودان) تنتمي إلى هذه اموعة، وتعاني من انتشار واسع لسوء التغذية ١٦. إضافة إلى ذلك، فإن الكثير من هذه

البلدان مستوردة صافية للنفط.

اجلدول ٢٫٢: قائمة بلدان أفريقيا جنوب الصحراء املستوردة واملصدرة للغذاءالدول املستوردة للغذاء (١)

ليبيريا أنغوالمالويبنني ماليبورونديموريتانياالرأس األخضرموريشيوسجمهورية أفريقيا الوسطىموزامبيقتشادالنيجرجزر القمرنيجيرياجمهورية الكونغو الدميقراطيةروانداجمهورية الكونغوسان تومي وبرينسيبيغينيا االستوائيةالسنغالإريترياسيشيلإثيوبياسيراليونالغابونتنزانياجمهورية غامبياتوغوغاناأوغنداغينيازميبابويغينيا-بيساوليسوتو

الدول املصدرة للغذاءناميبيابوتسواناالصومالبوركينا فاسوجنوب أفريقياالكاميرونالسودانكوت ديفوارسوازيالندكينيازامبيامدغشقر

مالحظات: البلدان التابعة للتعريف التشغيلي للبلدان الهشة مكتوبة بخط عريض؛ (١) يعرف الغذاء بأنه املواد الغذائية األولية في التصنيف املوحد للتجارة الدولية، التنقيح ٢، الذي يستبعد ة واألغذية البحرية؛ وتعتبر الدولة مستوردة للغذاء إذا جميع احملاصيل النقدية واألغذية املعاجل

حسب متوسط عام ٢٠٠٥/٢٠٠٤. كان الفارق بني الصادرات والواردات سلبيا

املصدر: ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية عن نغ وأكسوي (٢٠٠٨).

(كالصناعات التحويلية) هو أحد العوامل الهيكلية التي ميكن أن تزيد إن االعتماد على الواردات الغذائية الذي ال يقابله تصدير للمنتجات غير الزراعية األقل تقلبامن ضعف بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ١٧. ويتضح ذلك بشكل خاص في فترات ارتفاع أسعار املواد الغذائية، مثل الفترة التي تخللت يونيو/حزيران ٢٠٠٨. والواقع . أنه على الرغم من عدم توفر تقديرات منتظمة ١٨ ألثر الزيادة في أسعار املواد الغذائة على البلدان الهشة، فإن الشواهد األولية تشير إلى أنها من بني األشد تضررافقد كانت معظم البلدان التي مت حتديدها في تقرير "حالة األمن الغذائي في العالم" األخير على أنها معرضة خلطر تدهور األمن الغذائي بسبب ارتفاع أسعار املواد في أفريقيا جنوب الصحراء) ١٩. وفي يوليو/متوز ٢٠٠٩، كانت ١٨ من الدول الـ٣٠ التي تعاني من أزمة الغذائية من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء (١٩ من أصل ٢٦ بلدا

غذائية وحتتاج إلى مساعدة خارجية من منظمة األغذية والزراعة (الفاو) من البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء ٢٠.

برنامج األغذية العاملي (الفاو) ٢٠٠٩. ١٥

يعاني من نقص التغذية ٣٥ في املائة من السكان في الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء، و٢٣ في املائة في الدول غير الهشة. انظر اجلدول ١٫٣ في الفصل األول. ١٦

ساريس ورابسومانيكيس ٢٠٠٩. ١٧

تتألف غالبية األبحاث من دراسات حالة قطرية وحتليل إقليمي أو عاملي لألزمات الغذائية وصدمات ارتفاع أسعار املواد الغذائية (وودن وزامان ٢٠٠٨؛ آكسوي وإسيك-ديكميليك ٢٠٠٨ وإيفانيتش ١٨

ومارتن ٢٠٠٨؛ وديسوس ٢٠٠٨).منظمة األغذية والزراعة (الفاو) ٢٠٠٨أ. ١٩

الفاو ٢٠٠٩. ٢٠

خصائص الدول الهشة التقرير األوروبي حول التنمية

٣٧

Page 50: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

٢١، وحتى عندما بدأت في االنخفاض بقيت أعلى بكثير من هائال وبالنسبة لبعض املواد الغذائية، مثل منتجات األلبان واحلبوب والزيوت، ارتفعت األسعار ارتفاعا من عجز احلساب اجلاري، وكان له أثر حتى على متغيرات مثل سعر الصرف ووضع أي مستوى سابق لها. وكان معنى ذلك أن ارتفعت فواتير االستيراد، مما زاد كثيرا إلى جنب مع انخفاض سعر الوحدة للسلع االحتياطي لدى البنك الوطني ومستوى املديونية اخلارجية ٢٢. إال أن االرتفاع الهائل في أسعار السلع األولية الذي أدى، جنبا مع ارتفاع في درجة تقلب سعر الصرف املصنعة، إلى حتسن في معدالت التبادل التجاري لألغذية بعد اجتاه نزولي طويل عانت منه معظم السلع األولية، جاء متزامنا

وفي ظل أجواء متزايدة من عدم اليقني، ليحد من فرص املنتجني للوصول إلى أسواق االئتمان واالستثمار في التقنيات.

ويختلف تأثير التطورات في أسعار املواد الغذائية على األسر احلضرية واألسر الريفية حسب إمكانية الوصول إلى األسواق وتوافر التقنية ورأس املال. كما أن األسر من ارتفاع أسعار املواد الغذائية. إذ يؤدي ارتفاع نسبته ٥٠ في املائة في سعر الذرة في مالوي وزامبيا وأوغندا الريفية املعدمة والتي تعيلها نساء هي األكثر تضرراإلى زيادة عدد األسر التي تعاني من انعدام األمن الغذائي بنحو ٥ في املائة في املتوسط ٢٣. ويزيد عدد السكان الذين يعيشون حتت خط الفقر بنسبة ٣٫٥ في املائة

في حالة ارتفاع أسعار املواد الغذائية بنسبة ٥٠ في املائة ٢٤.

ارتفاع معدالت عالوة على ذلك، تعاني البلدان الهشة من مساوئ في األوضاع السابقة. فمن بني العراقيل التي تواجهها في التعامل مع زيادة أسعار املواد الغذائية مثالالفقر وانخفاض القدرة على تخفيف االستهالك على مستوى األسرة بسبب ارتفاع نفقات احلصص الغذائية، وشدة ارتفاع مستويات انعدام األمن الغذائي املوجودة من قبل، وارتفاع درجة االعتماد على الواردات الغذائية، ووجود بعض القيود اخلاصة باالقتصاد الكلي في اعتماد تدابير لتحقيق االستقرار في األسعار (االنخفاض في

ازون االحتياطي من املواد الغذائية والنقص في االحتياطيات األجنبية والضغوط السلبية على أسعار الصرف).

تركيز الصادرات ١٫٣يبلغ مؤشر تنويع الصادرات للبلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء أقل من نصف نظيره للبلدان غير الهشة (انظر اجلدول ٢٫٣)، مما يكشف عن مدى ارتفاع

درجة تركيز صادراتها.

وباستثناءات قليلة، تعتمد البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء على تصدير املنتجات األولية: إذ شكلت املنتجات األولية - سواء كانت من احملروقات أو غير احملروقات – في املتوسط أكثر من ٨٠ في املائة من صادراتها في عام ٢٠٠٦. ومثلت احملروقات وحدها ٢٦٫٢ في املائة من عائدات الصادرات، مع متتع بعض البلدان مثل أنغوال وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا االستوائية ونيجيريا بعائدات من احملروقات بلغت أكثر من ٩٠ في املائة. كما أن املواد الغذائية األساسية، الداخلة في سلة السلع األولية، تشكل حصة كبيرة من إجمالي عائدات الصادرات، حيث تبلغ في املتوسط ٢٧ في املائة، وتصل إلى ٨٠ في املائة في غامبيا وغينيا-بيساو وسان تومي وبرينسيبي. وبالنسبة لبلدان أخرى، مثل جمهورية الكونغو الدميقراطية وغينيا وسيراليون، فإن املنتجات املعدنية هي السلع األولية الرئيسية التي يتم تصديرها.

وتعتبر إريتريا وليبيريا وتوغو استثناءات لهذه الصورة، حيث أثمرت صادرات املنتجات التحويلية في عام ٢٠٠٦ عن أكثر من نصف عائدات صادراتها.

درجة تركيز األسواق املستقبلة للصادرات: إذ جتني ١٥ من دول أفريقيا جنوب الصحراء أكثر من نصف عائدات صادراتها من الصادرات املوجهة إلى كما ترتفع أيضامنطقة جغرافية واحدة. على وجه التحديد، حتصل تسعة بلدان على أكثر من ٥٠ في املائة من عائداتها من الصادرات إلى أوروبا. وبالنسبة لثالثة بلدان - هي جيبوتي

وتوغو وزميبابوي - تنتشر التجارة البينية األفريقية، حيث تشكل أكثر من ٥٠ في املائة من إجمالي الصادرات (انظر اجلدول ٢٫٤).

بشكل كامل أو متناسق إلى األسواق احمللية، وذلك بسبب القيود املفروضة على الصادرات والضرائب وارتفاع تكاليف النقل وارتفاع نالحظ أن التغيرات في األسعار العاملية ال تنتقل دائما ٢١

. ففي بعض احلاالت ال يكون هناك سوى تباعد قصير املدى بني مهما الهوامش التسويقية. ولتقييم أثر ذلك على األسعار احمللية، فإن توقيت االنتقال إلى األسواق احمللية يلعب كذلك دورااألسعار احمللية والعاملية، ولكن في معظم احلاالت تستمر فرص الربح لفترة طويلة، األمر الذي يترتب عليه عواقب أكثر إشكالية بكثير.

الفاو ٢٠٠٨ب. ٢٢

ساريس ورابسومانيكيس، ٢٠٠٩. ٢٣

وودن وزامان، ٢٠٠٨. ٢٤

الفصل الثاني

٣٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 51: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلدول ٢٫٣: تركيز الصادرات في البلدان الهشة

البلد مؤشر تنويع الصادرات (١)

الصادرات (٪ من الناجت احمللي

اإلجمالي) (٢)

السلع األولية، باستثناء احملروقات(٤)احملروقات (٣)

املواد الغذائية، املعادن (٦)األساسية (٥)

السلع املصنعة (٧)

١٫١٧٢٫٧٢٫٠٩٧٫٥٠٫١١٫٨٠٫٤أنغوال٢٫٦٩٫٦٩٧٫٠٠٫٠٤٢٫٠٥٠٫٨٢٫٩بوروندي٣٫٣٢٤٫٧٣٣٫٢٦١٫٦١١٫٦٤٫٩٣٫٠الكاميرون٥٫٥١٣٫٦٩٥٫٥٠٫٢١٫١٦٠٫٧١٫٧جمهورية أفريقيا الوسطى١٫١١٢٫٨٤٫٥٩٤٫٦٠٫٠٠٫٠٠٫٦تشاد……………٤٫٩١٥٫٢جزر القمر

٧٫٦٨٠٫٧٨٣٫٤١٢٫٦١٫٤٧٣٫٠٢٫٧جمهورية الكونغو الدميوقراطية١٫٤٣٤٫٣٧٫٦٩٠٫٣٠٫٢٤٫٢٠٫٦الكونغو٧٫٧٤٩٫٠٤٣٫٥٣٦٫٩٣٤٫٦٠٫٥١٩٫٤كوت ديفوار١٦٫٩٠٫٧١١٫٦٢٫٧١٥٫١…٥٫٩جيبوتي١٫٣٨٨٫٦١٫٤٩٤٫٥٠٫٠٠٫٠٣٫٧غينيا االستوائية٢٫١٦٫٤٤٣٫٦٠٫٠٢٧٫٥٦٫٢٥٢٫٠إريتريا٤٫٧١٤٫٢٩٣٫٩٠٫٠٧٠٫٥٦٫٨٦٫٠إثيوبيا٦٫٦٤٤٫٢٨٥٫٩٠٫٠٨٠٫٧٠٫٩١٤٫١غامبيا٣٫٢٣٠٫١٨٩٫٤٥٫٥٨٫٨٧٨٫٠٣٫١غينيا١٫٢٢٧٫٩٨٢٫٣٠٫٥٨٠٫٠٠٫٦١٧٫٠غينيا بيساو٢١٫٩٢٥٫٩٥٧٫٣٧٫٣٣٨٫٨٢٫٨٣٥٫٤كينيا٣٫٥٣٤٫٢١٥٫٨١٤٫٦٠٫٤٠٫٧٦٩٫١ليبيريا٢٨٫٣٦٤٫٧٠٫٠…٩٣٫١…٣٫٩موريتانيا١٫٤١٧٫٤٨٧٫٤١٫٥٢٢٫٦٦٠٫١٩٫٨النيجر١٫٣٤٣٫٤٣٫٦٩٥٫٠١٫٥٠٫٣٠٫٨نيجيريا٤٫١٩٫٦٩٢٫٣٠٫٧٥٤٫٧٣٤٫٠٦٫٥رواندا٣٫٩١٣٫٣٩٥٫١٠٫٠٩١٫٧٠٫٠٤٫٩سان تومي وبرينسيبي٧٫٣٢٣٫٢٩٠٫٤٠٫١٩٫١٨٠٫٤٧٫٣سيراليون٨٦٫٤٠٫٢٥٥٫٠١٠٫٣٩٫١…٦٫٦الصومال١٠٫٨٨٧٫٥٥٫٤٣٫١١٫٢…١٫٢السودان٩٫٣٤١٫٩٤٥٫٥٠٫٨٢٠٫١١١٫٢٥١٫١توغو١٠٫٤١٤٫١٧٧٫١٤٫٤٥٠٫٣١٥٫٠١٨٫٥أوغندا١٠٫٨٣١٫١٦٩٫٨١٫١٨٫٤٢٩٫٥٢٩٫١زميبابوي٧٫٤٣٦٫١٥٨٫٥٢٢٫٦٢٣٫٨٢٤٫١١٨٫٩أفريقيا جنوب الصحراء٥٫٠٣١٫١٥٧٫٣٢٦٫٢٢٧٫٠٢١٫٥١٣٫٨بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة١١٫١٤٠٫٣٦٠٫٢١٣٫٣١٩٫٠٢٦٫٦٢٦٫٤بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

مالحظات: (١) تشير البيانات إلى عام ٢٠٠٧ وتصنف من صفر إلى ١٠٠؛ (٢) تقدر الصادرات حسب املتوسط احلسابي لتدفق الصادرات من عام ٢٠٠٣ إلى عام ٢٠٠٧؛ (٣) متثل البيانات النسبة املئوية من إجمالي الصادرات السلعية وتشير إلى عام ٢٠٠٦، وتشمل السلع األولية التصنيف املوحد (SITC) ٠، ١، ٢، ٤، ٦٨، ٦٦٧، ٩٧١؛ (٤) متثل البيانات النسبة املئوية من إجمالي الصادرات السلعية وتشير إلى عام ٢٠٠٦، وتشمل احملروقات التصنيف املوحد ٣؛ (٥) متثل البيانات النسبة املئوية من إجمالي الصادرات السلعية وتشير إلى عام ٢٠٠٦، وتشمل املواد الغذائية األساسية التصنيف املوحد ٠، ٢٢، ٤؛ (٦) متثل البيانات النسبة املئوية من إجمالي الصادرات السلعية وتشير إلى عام ٢٠٠٦، وتشمل اخلامات واملعادن واألحجار الكرمية والذهب غير النقدي التصنيف املوحد ٢٧، ٢٨، ٦٨، ٦٦٧، ٩٧١؛ (٧) متثل

البيانات النسبة املئوية من إجمالي الصادرات السلعية وتشير إلى عام ٢٠٠٦، وتشمل الشركات املصنعة التصنيف املوحد ٥ إلى ٨ باستثناء ٦٦٧ و٦٨.املصدر: ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية عن مؤشرات التنمية العاملية لعام ٢٠٠٨ التي وضعها البنك الدولي (٢٠٠٨أ) ؛ وتقرير آفاق االقتصاد اإلقليمي لعام ٢٠٠٩ الصادر عن منظمة التعاون

والتنمية وبنك التنمية األفريقي (٢٠٠٩)؛ وكتيب اإلحصاءات وقاعدة البيانات على اإلنترنت ملؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (األونكتاد).

خصائص الدول الهشة التقرير األوروبي حول التنمية

٣٩

Page 52: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املنتجات التحويلية. وتختلف املنتجات التي تصدرها البلدان الهشة إلى خارج أفريقيا – وأغلبها من احملروقات ٢٥ - عن تلك التي تصدرها داخل املنطقة، وتشمل أيضا من صادراتها إلى بقية أنحاء العالم. لذلك فمن شأن توسيع نطاق التجارة بني البلدان األفريقية أن يحد من تأثير ومن ثم تعتبر صادراتها داخل أفريقيا أكثر تنوعا

التقلب في أسعار السلع األولية، وبالتالي من تأثر البلدان الهشة بالصدمات املرتبطة بالتجارة.

وميكن إرجاع العالقة بني هشاشة الدولة وتركيز الصادرات إلى هبات املوارد الطبيعية: فقد تؤدي وفرتها إلى إعادة تشكيل مصالح وسلوكيات احلكومة احلالية، مبا في ذلك االعتماد املفرط على املوارد الطبيعية، مما يحد من التوسع في قطاع الصناعات التحويلية ويؤدي إلى تدهور احلكم ٢٦. ويرى شوفيه وكولير (٢٠٠٨) أن ريع املوارد من فرص حتقيق حتول مستمر للخروج من حالة هشاشة الدولة. كما يؤدي تضاعف ريع املوارد كنسبة من الناجت احمللي اإلجمالي إلى مضاعفة الوقت يقلص كثيراالالزم لذلك. عالوة على ذلك، فبسبب تدني تنويع الصادرات، قد تكون الدول الهشة أكثر عرضة لإلصابة بـ"املرض الهولندي"، الذي يحدث عندما يرتفع سعر الصرف

نتيجة لتدفقات رأس املال، األمر الذي يجعل الصادرات أقل تنافسية.

اجلدول ٢٫٤: وجهة صادرات البلدان الهشة ونسبتها املئوية ومتوسطها للفترة ٢٠٠٤-٢٠٠٦

أفريقياالبلدشرق وجنوب وجنوب

غرب آسياشرق آسيااالقتصادات املتقدمة

- أمريكااالقتصادات املتقدمة

- أوروبا١٫٧٤١٫٠٠٫٠٣٩٫٦١١٫٠أنغوال١٥٫٢١٠٫٢١٫٢٠٫٨٤٩٫١بوروندي٩٫٥١٤٫١١٫١٦٫٥٦٤٫٠الكاميرون٧٫١١٤٫١٥٫٨٤٫٩٦٦٫٠جمهورية أفريقيا الوسطى٠٫٦١٩٫٣٠٫٠٧٥٫٥٤٫٥تشاد١٫٦١٦٫٤٦٫١١٨٫٣٥٠٫١جزر القمر

جمهورية الكونغو ٢٫٥٦١٫٧٠٫٤٢٣٫٩٨٫٤الدميوقراطية

٦٫٨١٤٫١٠٫٠١٠٫٩٥٨٫٩جمهورية الكونغو٢٨٫٩٥٫٠٠٫٨١١٫٩٤٥٫٠كوت ديفوار٨٧٫٤٢٫٠٧٫٠٠٫٦٢٫٩جيبوتي٠٫٢٣٦٫٢٠٫٢٣٠٫٩٢٧٫٤غينيا االستوائية٩٫٧١١٫٨١١٫٩٦٫٩٤٠٫٧إثيوبيا٩٫٩٤٧٫٣٠٫٣١٫٧٣٨٫٢غامبيا١٫٩٨٫٦٠٫٠٦٫٣٤٥٫٤غينيا٧٫٩٣٫٧…١٧٫٥٧٠٫٦غينيا بيساو٤٢٫٧١٠٫٦٢٫٣٦٫٩٢٩٫٣كينيا٥٫٤١٠٫٩١٫٢٩٫٦٧١٫٩ليبيريا١٦٫٨١١٫٥٠٫٦١٫٥٥٣٫١موريتانيا٢٧٫٤٠٫٧٠٫١١٦٫٢٤٥٫٩النيجر٩٫٠٥٫٠٠٫٧٤٩٫٩٢٢٫١نيجيريا٢٫٨٣٥٫٥٠٫٣٣٫٢١٩٫٢رواندا٤٫٢٧٫٥٣٫٠١٫٧٧٩٫٣سان تومي وبرينسيبي٢٫٧٣٫٤٠٫٣١٠٫٨٧٨٫١سيراليون٥٫٠١٠٫٤٨٣٫٣٠٫٢٠٫٧الصومال٣٫٣٦١٫١٧٫١١٫١٣٫١السودان٦٤٫١١٣٫٨٠٫٣٠٫٨١٥٫٥توغو٢٠٫٨٧٫٩٤٫٤٤٫٤٥١٫٣أوغندا٥٦٫٩٩٫١١٫٥٦٫٦٢٣٫٣زميبابوي

املصدر: كتيب اإلحصاءات وقاعدة البيانات على اإلنترنت ملؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية.

ما يتم تصديره إلى خارج أفريقيا، فإن مستوى التجارة البينية األفريقية بالنسبة للدول الهشة املصدرة للنفط يقل في املتوسط عن مستواه بالنسبة للدول غير املصدرة ألن النفط غالبا ٢٥

للتفط.انظر الفصل الرابع وكولير ٢٠٠٩ ملزيد من التحليل لهذه اآلليات. ٢٦

الفصل الثاني

٤٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 53: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

١٫٤ ضعف التنمية البشريةينعكس تدني االستثمار العام في التنمية البشرية في ضعف أداء أنظمة التعليم والرعاية الصحية. وعلى الرغم من خفض العديد من الدول الهشة إلنفاقها

العسكري، إال أن هذا االنخفاض لم تقابله زيادة في اإلنفاق على الصحة والتعليم (انظر اجلدول ٢٫٥).

اجلدول ٢٫٥: اإلنفاق العام كنسبة مئوية من الناجت احمللي اإلجمالي

البلداإلنفاق على

الصحة ١٩٩٥ (١)اإلنفاق على

الصحة ٢٠٠٦ (١)

اإلنفاق على التعليم

(٢) ١٩٩١

اإلنفاق على التعليم

(٢) ٢٠٠٦

اإلنفاق العسكري

(٣) ١٩٩٠

اإلنفاق العسكري

(٣) ٢٠٠٦

٢٫٦١٫٣٣٫٧…٣٫٣٢٫٣أنغوال١٫١٠٫٧٣٫٥٥٫١٣٫٤٤٫٧بوروندي٠٫٩١٫٥٣٫٢٣٫٣١٫٥١٫٤الكاميرون١٫٤١٫٤٢٫٢١٫٤١٫٦١٫١جمهورية أفريقيا الوسطى٠٫٩…٢٫٠١٫٣١٫٦١٫٩تشاد……٣٫٨…٢٫٨١٫٨جزر القمر

١٫٩………٠٫٢١٫٦جمهورية الكونغو الدميوقراطية١٫٢…١٫٨٠٫٩٧٫٤١٫٨الكونغو٤٫٦١٫٣١٫٥…١٫٢٠٫٩كوت ديفوار٤٫٣٥٫١٣٫٥٨٫٣٥٫٩٤٫٢جيبوتي……٠٫٦…٣٫٣١٫٢غينيا االستوائية

٢٤٫١…٢٫٤…٢٫٦١٫٧إريتريا٢٫٧٣٫٠٢٫٤٥٫٥٨٫٥٢٫١إثيوبيا١٫٧٢٫٥٣٫٨٢٫٠١٫١٠٫٦غامبيا٠٫٧٠٫٧٢٫٠١٫٧٢٫٤٢٫٠غينيا٣٫٩…٥٫٢…١٫٦١٫٥غينيا بيساو٢٫٠٢٫٢٦٫٧٧٫١٢٫٩١٫٦كينيا٧٫٢٠٫٨……١٫٤٣٫٦ليبيريا٢٫٠١٫٥٤٫٦٢٫٩٣٫٨٣٫٠موريتانيا١٫٠…١٫٨٢٫١٣٫٣٣٫٤النيجر٠٫٩٠٫٦…١٫١١٫٢٠٫٩نيجيريا٤٫٩٣٫٧١٫٩…١٫٦٦٫٦رواندا…………٩٫١٩٫٠سان تومي وبرينسيبي

٣٫٨١٫٤٢٫١…١٫١١٫٧سيراليون…………١٫٢١٫٢الصومال

٣٫٥٤٫٤…٠٫٥١٫٤٦٫٠السودان٣٫٦٣٫١١٫٦…١٫٥١٫٥توغو١٫٦١٫٩١٫٥٥٫٢٣٫٠٢٫٠أوغندا٤٫٥٤٫٤٧٫٧٤٫٦٤٫٤١٫٩زميبابوي٢٫٠٢٫٦٤٫٠٤٫٤٢٫٨٢٫٣أفريقيا جنوب الصحراء١٫٧٢٫٠٣٫٨٣٫٦٣٫١٢٫٩بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة٢٫٥٣٫٥٤٫٣٥٫٥٢٫٥١٫٥بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

.(٢٠٠٨) (SIPRI) املصادر: (١) منظمة الصحة العاملية (٢٠٠٨)؛ (٢) معهد اليونسكو لإلحصاء (٢٠٠٨)؛ (٣) معهد ستكهولم الدولي لبحوث السالم

خصائص الدول الهشة التقرير األوروبي حول التنمية

٤١

Page 54: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

نتيجة لذلك، رأينا في الفصل األول أن البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء متخلفة عن بقية القارة في معدل إملام البالغني بالقراءة والكتابة: إذ يبلغ معدل إملام البالغني بالقراءة والكتابة ٥٩٫٢ في املائة مقارنة بـ٦٦٫٤ في املائة في بقية دول أفريقيا جنوب الصحراء (انظر اجلدول ١٫١). وما يؤكد ضعف سجل التنمية هو معدل وفيات األطفال دون اخلامسة، الذي يصل إلى ١٣٨ لكل ١٠٠٠ مولود حي في البلدان الهشة، وهو معدل أعلى بكثير من املعدل املتوسط البشرية أيضا

البالغ ٩٨ في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء األخرى.

على الذكور واإلناث. متفاوتا كما أن ضآلة االستثمارات العامة في التعليم والرعاية الصحية ال تسهم فقط في ضعف سجل التنمية وإمنا تخلف كذلك تأثيرا على وضع فعدم املساواة بني اجلنسني في البلدان الهشة هو أعلى منه في بقية أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تستطيع هشاشة مؤسسات الدولة أن تؤثر سلبااملرأة. فالفرق بني مؤشر التنمية البشرية (HDI) وبني مؤشر التنمية املرتبطة بنوع اجلنس (GDI) للبلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء يقارب في املتوسط ضعف ما هو عليه للبلدان غير الهشة ٢٧. ورمبا يكون الفرق أكبر من ذلك، حيث ال تتوفر بيانات عن بلدين – هما الصومال والسودان - يفترض أن لهما سجال ضعيفافي املساواة بني اجلنسني. ويؤدي نقص أو انعدام اإلنفاق العام على القطاع الصحي إلى ارتفاع معدل الوفيات النفاسية، الذي هو أعلى بكثير من نظيره في البلدان غير الهشة (انظر اجلدول ١٫١). ويؤثر الفشل في توفير التمويل الكافي لتقدمي اخلدمات االجتماعية على جميع السكان، وفي الوقت نفسه يزيد من اتساع الفوارق

بني الرجل واملرأة.

وفي البلدان الهشة ترتفع معدالت اخلصوبة عن نظيراتها في البلدان غير الهشة وتنخفض ببطء أكثر (انظر اجلدول ٢٫٦). ويعتبر معدل اخلصوبة من األمور املهمة ألنه من غير املرجح أن تكون األسر التي لديها العديد من األطفال قادرة على حتمل تكاليف التعليم. أما األسر التي لديها عدد أقل من األطفال فقد تكون في وضع

يسمح لها بتوفير تعليم أفضل لهم.

ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية عن برنامج األمم املتحدة اإلمنائي (٢٠٠٨). ٢٧

الفصل الثاني

٤٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 55: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلدول ٢٫٦: السكان

البلد الكثافة

السكانية(١)نسبة السكان من سن ٠-١٤ (٢)

نسبة سكان الريف (٢)

معدل اخلصوبة الكلي،

املتوسط (٣) ١٩٧٥-١٩٨٠

معدل اخلصوبة الكلي،

املتوسط (٣)٢٠٠٠-٢٠٠٥

توزيع الشابات اللواتي سبق لهن اإلجناب(٤)

تعليم عالتعليم ثانويتعليم أساسيبدون تعليم

…………١٣٤٦٫٥٤٦٫٠٧٫٢٦٫٧أنغوال

…………٣١٨٤٥٫٠٨٩٫٧٦٫٨٦٫٨بوروندي

٣٩٤١٫٢٤٤٫٥٦٫٤٥٫٠٢٤٫٥٤٣٫٠٣٢٫٢٠٫٣الكاميرون٧٤٣٫٠٦١٫٨٥٫٨٤٫٩٧١٫٨٢١٫٤٦٫٦٠٫٢جمهورية أفريقيا الوسطى…………٨٤٧٫٣٧٤٫٢٦٫٧٦٫٤تشاد

…………٣٣٠٤٢٫٠٦٢٫٣٧٫٢٤٫٠جزر القمر

…………٢٧٤٧٫٣٦٧٫٣٦٫٦٦٫٧جمهورية الكونغو الدميوقراطية

…………١١٤٧٫١٣٩٫٤٦٫٣٥٫٦الكونغو

…………٥٩٤١٫٩٥٤٫٦٧٫٤٥٫٠كوت ديفوار

……………………٣٥جيبوتي

…………١٨٤٤٫٤٦٠٫٩٥٫٧٥٫٩غينيا االستوائية

…………٤٦٤٤٫٨٨٠٫٢٦٫٥٥٫٥إريتريا

٧٧٤٤٫٥٨٣٫٧٦٫٣٥٫٥٧٣٫٦٢٠٫٤٥٫٦٠٫٣إثيوبيا…………١٦٦٤٠٫١٤٥٫٣٦٫٥٤٫٧غامبيا

٣٧٤٣٫٧٦٦٫٥٦٫٩٥٫٧٧٩٫٤١٢٫٣٨٫٠٠٫٢غينيا…………٥٩٤٧٫٥٧٠٫٣٧٫١٧٫١غينيا بيساو

٦٤٤٢٫٨٧٩٫٠٧٫٥٥٫٠١٠٫٣٧٠٫٢١٨٫٣١٫٢كينيا…………٣٧٤٧٫١٤١٫٢٦٫٩٦٫٨ليبيريا

…………٣٤٣٫٠٥٩٫٤٦٫٤٥٫٨موريتانيا

١١٤٩٫٠٨٣٫٠٨٫٢٧٫٩٨٦٫٩١٠٫١٣٫٠٠٫٠النيجر١٥٩٤٤٫٣٥١٫٠٦٫٩٥٫٧٥٣٫٧٢١٫٠٢٤٫٠١٫٣نيجيريا٣٨٤٤٣٫٥٧٩٫٨٨٫٥٥٫٩٢٤٫٤٦٩٫٩٥٫٤٠٫٣رواندا…………١٦٢٣٩٫٥٤١٫٢٦٫٤٤٫٠سان تومي وبرينسيبي

…………٨٠٤٢٫٨٥٨٫٦٦٫٥٦٫٥سيراليون

…………١٣٤٤٫١٦٤٫٣٧٫٢٦٫٤الصومال

…………١٦٣٩٫٢٥٨٫٣٦٫٥٤٫٤السودان

…………١١٨٤٣٫٥٥٩٫٢٧٫٠٥٫٣توغو

١٥٢٥٠٫٥٨٧٫٣٧٫١٧٫١١٢٫١٦٨٫٠١٨٫٠١٫٩أوغندا…………٣٤٤٠٫٠٦٣٫٦٧٫١٣٫٦زميبابوي

٨٧٤٣٫٠٦٢٫١٦٫٦٥٫٢أفريقيا جنوب الصحراء٨٦٤٤٫١٦٣٫٣٦٫٨٥٫٧بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة٨٤٤١٫١٦٠٫٢٦٫٣٤٫٥بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

مالحظات: يرمز "…" إلى عدم توفر بيانات؛ و(١) إلى عدد األفراد لكل كيلومتر مربع، وتشير البيانات إلى عام ٢٠٠٦؛ ويرمز (٢) إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٦؛ و(٤) إلى آخر سنة متوفرة.املصادر: (١) و (٢) و (٣) البنك الدولي (٢٠٠٨أ) مؤشرات التنمية العاملية لعام ٢٠٠٨؛ و(٤) البنك الدولي، االستقصاءات الدميغرافية والصحية، لعدة سنوات وبلدان.

فقر البنية التحتية املادية وغير املادية ١٫٥يعد تخلف البنية التحتية املادية من السمات األخرى املشتركة بني البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء. فال متلك البلدان الهشة سوى ٨ أمتار من الطرق

(اجلدول ٢٫٧). املرصوفة لكل كيلومتر مربع، بينما متلك البلدان غير الهشة ١٨ مترا

خصائص الدول الهشة التقرير األوروبي حول التنمية

٤٣

Page 56: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلدول ٢٫٧: البنية التحتية واخلصائص اجلغرافية

البلدكثافة الطرق

املرصوفة(١)خطوط الهاتف

غنية باملوارد(٣)النقال(٢)

نسبة السكان احملرومني من الوصول إلى مصادر املياه

غير ساحلية(٥)احملسنة(٤)عدد احلدود

البرية٣ال٤٩نعم٤٫٣٢٩٫١أنغوال٣نعم٢٩ال٤٦٫٢٢٫٩بوروندي٦ال٣٠نعم١٠٫٥٢٤٫٥الكاميرون٥نعم٣٤ال٠٫٠٣٫٠جمهورية أفريقيا الوسطى٥نعم٥٢نعم٠٫٢٨٫٥تشاد٠ال١٥ال٣٦١٫٧٤٫٨جزر القمر٩نعم٢٩ال١٫٢٣٤٫٢جمهورية الكونغو الدميوقراطية٤ال٥٤نعم٢٫٥١٠٫٥الكونغو٥ال١٩نعم٢٠٫١٣٦٫٦كوت ديفوار٣ال٨ال٥٫٣…جيبوتي٢ال٥٧نعم٠٫٠٤٣٫٤غينيا االستوائية٣ال٤٠ال٧٫٤١٫٧إريتريا٥نعم٥٨ال٤٫٥١٫٥إثيوبيا١ال١٤ال٦٤٫٠٤٦٫٨غامبيا٦ال٣٠نعم١٧٫٧٢١٫٣غينيا٢ال٤٣ال٢٦٫٧١٧٫٥غينيا بيساو٥ال٤٣ال١٥٫٤٣٠٫٢كينيا٣ال٣٦ال٥٫٩١٥٫٠ليبيريا٤ال٤٠ال٠٫٨٤١٫٦موريتانيا٧نعم٥٨ال٣٫٠٦٫٣النيجر٣ال٥٣نعم٣١٫٤٢٧٫٣نيجيريا٤نعم٣٥ال١٠١٫٠٦٫٥رواندا٠ال١٤نعم٢٢٧٫٠١٩٫١سان تومي وبرينسيبي٢ال٤٧نعم١٢٫٦١٣٫٢سيراليون٣ال٧١ال٤٫١٦٫٩الصومال٨ال٣٠نعم١٫٧٢١٫٣السودان٣ال٤١ال٤١٫٨١٨٫١توغو٥نعم٣٦ال٦٧٫٥١٣٫٦أوغندا٤نعم١٩ال٤٧٫٣٩٫٢زميبابوي١١٫٤٢٥٫٧أفريقيا جنوب الصحراء٧٫٨١٧٫٩بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة١٨٫٥٣٦٫٩بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

مالحظات: يرمز "..." إلى عدم توفر بيانات؛ و(١) إلى عدد أمتار الطرق املرصوفة لكل كيلومتر مربع، وتشير البيانات إلى آخر سنة متوفرة؛ ويرمز (٢) إلى عدد خطوط الهاتف لكل ١٠٠٠ نسمة، وتشير البيانات إلى عام ٢٠٠٧؛ ويرمز (٣) إلى أن البلد يصنف على أنه غني باملوارد إذا كانت إيرادات السلع األولية (النفطية وغير النفطية) تشكل أكثر من ١٠ في املائة من الناجت احمللي اإلجمالي؛ ويرمز(٤)

إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٧؛ و(٥) إلى أن هذا التصنيف وضعه صندوق النقد الدولي.املصادر: (١) البنك الدولي (٢٠٠٨أ) مؤشرات التنمية العاملية لعام ٢٠٠٨؛ و(٢) و (٣) و (٥) صندوق النقد الدولي (٢٠٠٩أ) تقرير آفاق االقتصاد اإلقليمي ألفريقيا جنوب الصحراء لعام ٢٠٠٩؛ و(٤) مؤشرات

التنمية البشرية - حتديث إحصائي ٢٠٠٨. كما يؤدي ضعف البنية التحتية للطرق ٢٨ إلى إعاقة االتصال والنقل بني املركز واحمليط، مما يزيد من التحيز إلى احلضر في اإلنفاق العام، وميكن أن يكون عامال مثبطا

للتكامل اإلقليمي.

تزيد تكاليف النقل في أفريقيا بنسبة ١٣٦ في املائة عنها في مناطق أخرى، مع وجود تفاوت كبير بني البلدان واملنتجات. ومن املرجح أن تكون هذه النسبة أعلى من ذلك في أوغندا، حيث أنه ٢٨

"في مطلع القرن احلالي بلغت نسبة ضريبة الصادرات املعمول بها ٤٠ في املائة بسبب تكاليف النقل، [. . .] وهي نسبة أعلى بكثير من نسبة الـ١٥ في املائة املعمول بها في بلدان أفريقيا والبحر الكاريبي واحمليط الهادئ" (األونكتاد ٢٠٠٩، ص ٣٨).

الفصل الثاني

٤٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 57: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وفي السنوات القليلة املاضية بدأت الصني تستثمر بكثافة في البنية التحتية األفريقية، وخاصة في البلدان الهشة، لتحسني نوعية املوارد الطبيعية وإمكانية الوصول إليها. وباالقتران مع برامج املعونة الصينية، تسارع مشروعات االستثمار الصينية في إعادة بناء املوانئ والسدود والطرق في البلدان اخلارجة من الصراعات،

مثل أنغوال وجمهورية الكونغو الدميقراطية ٢٩.

ولكن بدون االستثمار في البنية التحتية غير املادية - في السياسات واألنظمة وفي إجراءات احلدود وإدارة اجلمارك - ستظل تكاليف النقل متثل مشكلة للبلدان الهشة.

في السنوات كما تتخلف البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء عن الركب في مجال االتصاالت السلكية والالسلكية. إذ شهدت خطوط الهواتف الثابتة ركودا. وبهذا الشكل، تأتي هذه البلدان في الصدارة من حيث معدل التحول من الهواتف الثابتة إلى هائال العشر املاضية، فيما شهد عدد مشتركي الهواتف النقالة منوا ما تتوالها شركات أجنبية. وعلى الرغم من هذه التغيرات، فإن عدد النقالة ٣٠ ألن خطوط الهواتف النقالة حتتاج إلى قدر أقل من االستثمارات األولية، التي غالبااخلطوط النقالة لكل ١٠٠٠ نسمة يبلغ نصف عددها في البلدان غير الهشة (انظر اجلدول ٢٫٧) ويشكل مستخدمو اإلنترنت أقل من ٣ في املائة من السكان، مقابل

٤٫٢ في املائة من سكام أفريقيا و٢٣ في املائة من سكان العالم ٣١.

ومن شأن هذه السمات املشتركة - وهي العجز عن تعبئة املوارد احمللية، واالعتماد على املوارد اخلارجية، وانخفاض تنمية رأس املال البشري، وفقر البنية التحتية، واالعتماد على املنتجات األولية والصادرات املركزة – أن جتعل من املمكن حتديد مجموعة من البلدان التي تعاني من الهشاشة. ولكن في أبعاد أخرى يتجلى االختالف

بني البلدان الهشة.

البلدان الهشة تتضمن العديد من عناصر التباين ٢ مبعدالت ثنائية الرقم فيما خالل فترة النمو املستمر التي شهدتها أفريقيا جنوب الصحراء في الفترة األخيرة، حققت أنغوال منوا

في النمو. إال أن زميبابوي تتمتع بارتفاع معدل إملام البالغني بالقراءة والكتابة وانخفاض معدل وفيات الرضع، شهدت زميبابوي انكماشاعلى العكس من أنغوال التي ينخفض فيها معدل إملام البالغني بالقراءة والكتابة ويرتفع فيها معدل وفيات الرضع (انظر اجلدول ١٫١).

منذ منتصف التسعينات في جميع أنحاء القارة. وهناك عدة مؤشرات تسلط الضوء على االختالفات بني البلدان الهشة. فقد ارتفعت معدالت النمو االقتصادي مثال بني عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٨. لكن اموعات الفرعية اتلفة بلغت نسبته نحو ٤ في املائة سنويا وسارت البلدان الهشة كمجموعة واحدة على هذا املنوال، لتحقق منوا نسبته ٦٫٣ في املائة، بلغ ذروته عند ١٠ في املائة في عام ٢٠٠٢ و٨٫٥ في املائة في عام ٢٠٠٤ مبعدالت مختلفة: إذ سجلت البلدان الهشة الغنية باملوارد منوا حققت منوا

بالسنة وفي املتوسط ٣٢. كبيرا نسبته ٢٫٣ في املائة. كما تختلف معدالت البلدان الفردية اختالفا (الشكل ٢٫٣). أما البلدان غير الغنية باملوارد فقد شهدت منوا

الشكل ٢٫٣: منو الناجت احمللي احلقيقي للبلدان الهشة، والبلدان الهشة الغنية باملوارد، والبلدان الهشةغير الغنية باملوارد، ٢٠٠٠-٢٠٠٨

-2

0

2

4

6

8

10

12 البلدان الهشة غير الغنية باملوارد

البلدان الهشة

البلدان الهشة الغنية باملوارد

200820072006200520042003200220012000

ويةاملئ

بة س

الن

املصدر: ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية عن صندوق النقد الدولي (٢٠٠٩ب) تقرير اآلفاق االقتصادية العاملية - األزمات والتعافي منها، أبريل/نيسان ٢٠٠٩.ويتراوح الدخل احلقيقي للفرد، الذي بلغ متوسطه ٦٠٠ دوالر في عام ٢٠٠٨ في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء، بني ١٠٠ دوالر في جمهورية الكونغو الدميقراطية و٤٥٠٠ دوالر في غينيا االستوائية. وال تعتبر النسبة بني هذين النقيضني املنتميني إلى مجموعة البلدان األفريقية الهشة بعيدة عن النسبة بني متوسط

ملدى التباين املوجود داخل مجموعة البلدان الهشة. واضحا هذه اموعة من البلدان ومتوسط البلدان األعضاء في منظمة التعاون والتنمية، مما يقدم مثاال

لشتومر ٢٠٠٨، "ستعمل الصني في جمهورية الكونغو الدميقراطية على إنشاء بنية حتتية تتضمن ٢٤٠٠ انظر املربع ٦٫٢ "هل تنجح الصني في سد الفجوة؟" في الفصل السادس. فوفقا ٢٩

وجامعتني بقيمة ٦ مليارات دوالر في مقابل واردات النحاس والكوبالت"، ص ٢. صحيا ميل من الطرق و٢٠٠٠ ميل من السكك احلديدية و٣٢ مستشفى و١٤٥ مركزا انظر االحتاد الدولي لالتصاالت السلكية والالسلكية ٢٠٠٩. ونالحظ أن الزيادة في عدد الهواتف اخللوية كانت تتصدرها نيجيريا بـ١١ مليون خط، ولكن كينيا وكوت ديفوار قد ساهمتا أيضا ٣٠

مساهمة كبيرة في هذه الزيادة.انظر االحتاد الدولي لالتصاالت السلكية والالسلكية ٢٠٠٩. ٣١

انظر صندوق النقد الدولي ٢٠٠٩أ. ٣٢

خصائص الدول الهشة التقرير األوروبي حول التنمية

٤٥

Page 58: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

النظر في جوانب أخرى من أجل احلصول على رؤية لكن الناجت احمللي اإلجمالي ونصيب الفرد منه ليس هو البعد الوحيد الذي ينبغي النظر إليه. فمن املهم أيضاأفضل للوضع االقتصادي واالجتماعي واالستدامة وبالتالي تنفيذ تدابير السياسة املالئمة ٣٣. على سبيل املثال، فإن مكونات مؤشر التنمية البشرية تبني بعض

اجلوانب املهمة من هذا التباين.

عند عبر منقطة جنوب الصحراء: ففي سان تومي وبرينسيبي، يصل العمر املتوقع للفرد إلى أكثر من ٦٠ عاما كبيرا كما يتفاوت العمر املتوقع عند الوالدة تفاوتا. إال أن متوسط العمر املتوقع في الوالدة، مما يتماشى مع املتوسط اخلاص بالبلدان النامية – أما في موريتانيا وزميبابوي فيبلغ العمر املتوقع للفرد حوالي ٤٠ عاما

عن مثيله في البلدان غير الهشة ٣٤. مجموعة البلدان الهشة ككل ال يختلف كثيرا

اجلدول ٢٫٨: خصائص االقتصاد الكلي

البلد

الديون اخلارجية،

٪ من الناجت احمللي(١)

االحتياطيات، األشهر من

الواردات(٢)

نصيب الفرد التكوين القطاعي للناجت احمللي اإلجمالي(٣)من الناجت

احمللي(٤) الصناعةالزراعةالصناعة اخلدماتالتحويلية

٩٫٩٥٫١٨٫٩٦٩٫٧٤٫٣٢١٫٤١٤٥٦أنغوال٢٧٫٠١١٣…١٥٠٫٥٤٫٥٥٤٫٠١٩٫٠بوروندي٤٫٩٥٫٤١٩٫٩٣٣٫٢١٨٫١٤٦٫٩٦٨٧الكاميرون٥٥٫٦٢٫٥٥٥٫٨١٥٫٥٧٫٥٢٨٫٧٢٢٣جمهورية أفريقيا الوسطى١٢٫٠٨٫٣٢٠٫٥٥٤٫٨٥٫٣٢٤٫٧٤١٠تشاد٣٦٦…٦١٫٢٧٫٣٤٥٫٢١١٫٨٤٫٢جزر القمر٥٢٫٣٠٫٩٤٥٫٧٢٧٫٧٦٫٥٢٦٫٦١٠١جمهورية الكونغو الدميوقراطية١٢٢٫٦٤٫٠٤٫٢٧٣٫٥٤٫٩٢٢٫٣١١٨٨الكونغو٥٣٫٧٣٫٦٢٢٫٧٢٦٫٣١٨٫٣٥١٫٠٥٢٨كوت ديفوار…٧٩٫٠…٤٫٠١٧٫٠……جيبوتي

١٫١١٢٫١٢٫٧٩٤٫٣٨٫٦٣٫٠٤٦٢١غينيا االستوائية١٧٫٥٢٣٫٠٨٫٧٥٩٫٥١٦٢-٦٦٫٢٢٫٢إريتريا١١٫٣١٫٨٤٧٫٣١٣٫٥٥٫٣٣٩٫٢١٨٠إثيوبيا٥٦٫٠٣٨٣…٤٦٫٠٥٫١٢٩٫٠١٥٫٠غامبيا٧٧٫٦١٫١١٢٫٩٣٧٫٥٣٫٧٤٩٫٦٥١٥غينيا٢٥٧٫٠٨٫٠٦١٫٨١١٫٥٧٫٢٢٦٫٨١٤١غينيا بيساو١٨٫٨٤٫١٢٧٫١١٨٫٨١١٫٥٥٤٫١٤٨٥كينيا٢٧٫٠١٣٤…٥٤٫٠١٩٫٠-٥٧١٫٨٦٫٠ليبيريا…٣٩٫١…١٣٫١٤٧٫٨……موريتانيا

٤٣٫٠١٩٠…١٦٫٠٥٫٦٤١٫٠١٧٫٠النيجر٢٨٫٠٦٢٦…٢٫٤١٢٫١٣٣٫٠٣٩٫٠نيجيريا١٦٫٨٧٫٠٤١٫٠٢١٫٢٨٫٥٣٧٫٨٣١٥رواندا٦٣٫٠٧٨٣…١٠٥٫٨٤٫٩١٧٫٠٢١٫٠سان تومي وبرينسيبي٢٨٫٦٢٤٧…١٧٫٧٥٫٥٤٦٫٤٢٥٫٠سيراليون…………………الصومال

…٣٢٫٣٢٨٫٥٦٫٢٣٩٫٢……السودان

٣٢٫٠٢٢٢…٨٥٫١٥٫٣٤٤٫٠٢٤٫٠توغو١٢٫٣٩٫٢٣٢٫٣١٨٫٤٩٫١٤٩٫٢٣٥٢أوغندا…٥٧٫٠…٢٠٫١٠٫٩١٩٫٠٢٤٫٠زميبابوي

٥٠٫٢٥٫٠٢٦٫٠٣٠٫١١٠٫٦٤٣٫٨١١٢٨أفريقيا جنوب الصحراء٧٣٫٩٤٫٦٣٠٫٤٣٠٫٣٨٫١٣٩٫٢٦٠١بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة١٨٫٩٥٫٤١٩٫٧٢٩٫٤١٢٫٩٥٠٫١١٨١١بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

مالحظات: يرمز "…" إلى عدم توفر بيانات؛ و(١) و(٢) إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٧؛ و(٣) إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٦، باستثناء ما يخص النيجر (٢٠٠٣) وبوروندي وتوغو وزميبابوي (٢٠٠٥)؛ ويرمز (٤) إلى أن البيانات تشير إلى عام ٢٠٠٨.

املصادر: (١) منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي وبنك التنمية األفريقي (٢٠٠٩) تقرير آفاق االقتصاد األفريقي لعام ٢٠٠٩؛ و(٢) و (٤) صندوق النقد الدولي (٢٠٠٩أ) تقرير آفاق االقتصاد اإلقليمي ألفريقيا جنوب الصحراء لعام ٢٠٠٩؛ و(٣) البنك الدولي (٢٠٠٨أ) مؤشرات التنمية العاملية لعام ٢٠٠٨.

فيتوسي وآخرون ٢٠٠٩. ٣٣

انظر اجلدول ١٫١ في الفصل األول. ٣٤

الفصل الثاني

٤٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 59: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وكان أكثر من ٧٠ في املائة من إجمالي االستثمارات األجنبية املباشرة املوجهة إلى البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء بني عامي ٢٠٠٠ و٢٠٠٧ من نصيب خمسة بلدان فقط: أنغوال وتشاد وغينيا االستوائية ونيجيريا والسودان، وكلها بلدان غنية باملوارد الطبيعية ٣٥.

من االحتياطيات األجنبية (تغطي الواردات ملدة وال يوجد منط واضح في متغيرات االقتصاد الكلي الرئيسية. فبعض البلدان الهشة ال متلك إال كميات ضئيلة جدا) ٣٦. ففي أبريل/نيسان ٢٠٠٩ كانت احتياطيات إثيوبيا وغينيا وزميبابوي ال تكفي ألكثر من شهر واحد من الواردات، بينما كانت احتياطيات البلدان تقل عن ٩٠ يومااملصدرة للنفط تكفي لستة أشهر. ومن شأن انخفاض االحتياطيات أن يجعل هذه الدول أكثر عرضة للصدمات اخلارجية. وعلى املدى الطويل تفتقر هذه الدول إلى

املوارد الالزمة للتوسع في التصنيع وتنويع اقتصاداتها.

وال يوجد كذلك منط مشترك للديون اخلارجية ٣٧. فبفضل اإليرادات الضخمة، استطاعت الدول املصدرة للنفط تسوية ديونها اخلارجية ووضع مؤشرات أعباء الديون في نسبة الديون إلى إجمالي الدخل القومي وإجمالي الديون الناشئة عن كبيرا حتت السيطرة إلى حد كبير. فعلى سبيل املثال، شهدت أنغوال والسودان حتسنا ثقيال من الديون، مما يقوض الصادرات من السلع واخلدمات منذ عام ٢٠٠٠ ٣٨. أما البلدان الهشة غير الغنية باملوارد، مثل ليبيريا وغينيا-بيساو، فإنها تواجه عبئا

تنميتها في املستقبل.

وميكن استخدام مستوى وتطور مؤشرات االقتصاد الكلي في حساب مؤشر الضعف االقتصادي ألي بلد ٣٩.

اجلدول ٢٫٩: تصنيف مستوى الضعف العام

البلد

التصنيفات

بنك التنمية األفريقينوديه (٢٠٠٩)املفوضية األوروبية - املديرية العامة

للتنميةمنخفضمرتفعمرتفعأنغوال متوسطمرتفع جدامرتفعبوروندي منخفضمنخفضمتوسطالكاميرون مرتفعمرتفعمنخفضجمهورية أفريقيا الوسطى

منخفضمعتدلمتوسطتشاد متوسطغير مصنفمنخفضجزر القمر مرتفعمرتفعمرتفعجمهورية الكونغو الدميقراطيةمنخفضغير مصنفمنخفضجمهورية الكونغومتوسطمرتفعمرتفعكوت ديفوارمرتفعغير مصنفغير مصنفجيبوتيمنخفضمنخفضمنخفضغينيا االستوائيةمتوسطمرتفع جدامنخفضإريتريا متوسطمعتدلمنخفضإثيوبيا مرتفعمرتفعمنخفضغامبيا

متوسطغير مصنفمتوسطغينيا متوسطمعتدلمتوسطغينيا-بيساو

متوسطمرتفعمتوسطكينيا مرتفعمرتفعمرتفعليبيريا مرتفعغير مصنفغير مصنفموريتانيا

متوسطمرتفع جدامنخفضالنيجر منخفضمرتفعمرتفعنيجيريا متوسطمرتفعمنخفضرواندا مرتفعمرتفعمتوسطسان تومي وبرينسيبيمتوسطمرتفعمنخفضسيراليونغير مصنفغير مصنفغير مصنفالصومالمتوسطمرتفع جدامتوسطتوغو متوسطمنخفضمنخفضأوغندا مرتفعغير مصنفغير مصنفزميبابوي

مالحظات: مؤشرات الضعف تقيس املوقف اخلارجي واملالي للبلد وكذلك درجة تنوع سلة صادراته. املصدر: نوديه (٢٠٠٩) املفوضية األوروبية - املديرية العامة للتنمية، اتصال شخصي.

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي ٢٠٠٨. ٣٥

متلك مجموعة بلدان جنوب الصحراء الهشة متلك في املتوسط احتياطات تكفي ملدة ٥٫٢ أشهر، في حني متلك البلدان غير الهشة ما يكفي لـ٥٫٠ أشهر. لذلك ليس هناك فرق كبير بني ٣٦

اموعتني على الرغم من وجود فروق داخل اموعة نفسها.فالديون الرسمية لبلدان جنوب الصحراء الهشة تبلغ في املتوسط ٧٣٫٩ في املائة من الناجت احمللي اإلجمالي، أما في البلدان غير الهشة فتبلغ ١٨٫٩ في املائة. ٣٧

ريسني ٢٠٠٧. ٣٨

الضعف االقتصادي ما هو إال جانب واحد من جوانب ضعف أي بلد، ألن اجلوانب االقتصادية ليست سوى جانب واحد من جوانب عديدة. ولكن من مزايا العوامل االقتصادية أنه ميكن قياسها ٣٩

بسهولة أكبر من اجلوانب االجتماعية. أما الضعف الهيكلي، الذي يضم عناصر مثل عدم االستقرار السياسي وتفكك املؤسسات ونشوب الصراعات، فسيتم تناوله في الفصل اخلامس. وفي البلدان الهشة تكون هذه العناصر هي الغالبة، إال أن مشاكل القياس البالغة جتعل من الصعب تقييمها. ويقدم اجلدول ٢٫٩ مقاييس الضعف االقتصادي للبلدان التي تعاني من الهشاشة فقط؛ وتعرض ورقة املعلومات األساسية التي أعدها آلن وجيوفانيتي ٢٠٠٩، في الد ١ب، القائمة الكاملة التي تضم جميع بلدان جنوب الصحراء التي تتوفر عنها بيانات كافية. وال يتوفر

التصنيف اخلاص ببلدان مثل الصومال، حيث لم يكن هناك سوى مكون واحد من مكونات املؤشر االقتصادي.

خصائص الدول الهشة التقرير األوروبي حول التنمية

٤٧

Page 60: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

عندما تكون ذات حساسية خاصة للصدمات اخلارجية. لذلك سنحاول فيما يلي تقييم مدى التعرض للصدمات والقدرة على والبلدان تعد ضعيفة اقتصاديامواجهتها. إذ نريد أن نتحقق مما إذا كانت البلدان الهشة – كما تشير التوقعات - أكثر عرضة للصدمات من غيرها من بلدان جنوب الصحراء. وكما فعل نوديه (٢٠٠٩) فنحن ننظر في التنويع، واملديونية اخلارجية، ودرجة انفتاح االقتصاد، وااللتزامات عبر احلدود، ورأس املال إلى األصول املوزونة بااطر، ومعدل منو االئتمان املوجه للقطاع

اخلاص ٤٠. مبعنى أدق، فلكل دولة هشة تتوفر عنها بيانات (لذا نستبعد موريتانيا والصومال والسودان وزميبابوي) نقوم بتحليل:

درجة االنفتاح، وتقاس بأنها حصة الصادرات التي تفوق الناجت احمللي اإلجمالي. •

تركيز الصادرات، ويقاس بأنه مؤشر هيرفندال-هيرشمان – فكلما زاد تنوع سلة الصادرات قل ضعف الدولة. •

املديونية اخلارجية، وتقاس بأنها الدين اخلارجي كنسبة من الناجت احمللي اإلجمالي. •

رأس املال التنظيمي إلى األصول املوزونة بااطر. •

االلتزامات عبر احلدود. •

منو االئتمان املوجه للقطاع اخلاص. •

ملعيار يدل التصنيف ونقوم باحتساب تصنيف البلدان كمتوسط بسيط لتفادي التعقيدات. ونصنف جميع بلدان جنوب الصحراء - الهشة وغير الهشة - وفقا من املنخفض فيه على انخفاض مستوى الضعف والتصنيف املرتفع على ارتفاع مستوى الضعف. ثم بعد ذلك نقسم البلدان إلى ثالث مجموعات متساوية تقريبا

لتعريفنا التشغيلي، بالتساوي بني اموعات الثالث.٤١ األدنى إلى األعلى (اجلدول ٢٫٩). ويتم توزيع البلدان التي تعاني من حاالت هشاشة، وفقا

اخلالصة ٣إن الدور الرئيسي لوظائف الدولة فيما يخص التنمية البشرية واالقتصادية ينعكس في بعض اخلصائص املشتركة للدول

الهشة والتي مت حتليلها في هذا الفصل. لذا جند أن انخفاض القدرة على تعبئة املوارد احمللية وعلى تعزيز التنويع االقتصادي عن انخفاض مستوى واالنتقال إلى مستويات أعلى في سلسلة القيمة، واالعتماد الشديد على املوارد املالية اخلارجية، فضال

رأس املال البشري واستمرار تخلف البنى التحتية وتفككها الداخلي، كلها "أعراض" لهشاشة الدولة. ولكن وراء هذه درجة عالية من التباين بسبب اختالف التاريخ والثروات الطبيعية واجلغرافيا والتماسك العرقي السمات املشتركة هناك أيضا

والديني وتشمل مجموعة البلدان الهشة حاالت شديدة االختالف من حيث النتائج ودرجة الضعف.ومن املالحظ أن السمات اتلفة للهشاشة - سواء القواسم املشتركة أو أوجه التباين - تتمازج بطرق مختلفة كما أنها تتغير عبر الزمن. وبالتالي فمن الصعب

محاولة تصنيف البلدان الهشة، ولو إلى مجموعات فرعية، ألن ذلك يتطلب الكثير من التقييمات الذاتية.

يشير غيومون و غيومون جينيني (٢٠٠٩) إلى الضعف الهيكلي باستخدام مؤشر للضعف االقتصادي يجمع بني التعرض للصدمات-حجم السكان، وبعد املسافة عن السوق العاملي، وتركيز ٤٠

الصادرات السلعية، واحلصة النسبية من القيمة املضافة في قطاعات الزراعة واحلراجة وصيد األسماك - و"حجم" الصدمة نفسها. ويستخدم بنك التنمية األفريقي (٢٠٠٩) عوامل هيكلية تتعلق باالقتصاد الكلي مثل تراجع االحتياطيات وزيادة تركيز امللكية األجنبية في النظام املصرفي، وتوقعات التضخم، واالنخفاضات في معدل منو الناجت احمللي اإلجمالي ومعدالت التبادل التجاري واحلساب اجلاري. وتستخدم املديرية العامة للتنمية باملفوضية األوروبية ثالث مجموعات من املتغيرات: االعتماد على عائدات الصادرات؛ واالعتماد على التدفقات املالية اخلارجية؛

والقدرة على االستجابة.كما أن التصنيفات التي وضعها بنك التنمية األفريقي واملديرية العامة للتنمية باملفوضية األوروبية تعطي نتائج مماثلة. وتتوزع البلدان الهشة عبر اموعات اتلفة على الرغم من وجود ٤١

بعض االختالف بني املتغيرات التي تصنف البلدان حسب درجة ضعفها.

خصائص الدول الهشة

٤٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 61: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل الثالثاجلذور التاريخية لهشاشة الدولة

يبحث هذا الفصل فيما إذا كان لظاهرة هشاشة الدولة في أفريقيا جنوب الصحراء أصل تاريخي مشترك، ألن هناك حقيقة ما حتتل مجردة تتجاوز جميع اخلالفات النظرية حول تعريف الهشاشة وقياسها: ١ هي أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء دائما

اجلزء األكبر من قائمة الدول الهشة. ويدل التنوع الثري من التطورات املؤسسية في املنطقة على أن أي أصل تاريخي مشترك بالديناميات اخلاصة بكل دولة. وال يقدم هذا الفصل وثيقا لهشاشة الدولة ال يعمل مبعزل عن عوامل أخرى - بل يرتبط ارتباطا

- لتحليل دقيق - أو اختصارا للعوامل التي جتعل فرادي البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء هشة - وال بديال تفصيليا وصفاللسياق احمللي. ومع ذلك، فهو يقدم رؤى حول هذا املوضوع لزيادة فعالية املشاركات اخلارجية في البلدان الهشة.

ألن تكون األصل التاريخي للهشاشة التي تعاني طبيعيا تعتبر حقبة "التكالب على أفريقيا"، التي بدأتها البلدان األوروبية في نهاية القرن التاسع عشر، مرشحامنها بلدان عديدة في أفريقيا جنوب الصحراء. وهذه التجربة التاريخية توحد معظم املنطقة، وقد ثبت أن الفترة االستعمارية كانت لها عواقب طويلة األمد على منط التطور املؤسسي خالل فترة االستعمار ٢. وعلى الرغم من أن مؤسسات الدولة قد تكون هشة حتى في بلدان مثل إثيوبيا وليبيريا، التي لم تتأثر بحقبة "التكالب

على أفريقيا"، إال أنه من اجلائز أن يكون االستعمار األوروبي قد حال دون قيام هياكل قوية لدول املنطقة.

إلى رأي هربست (٢٠٠٠)، يبحث هذا الفصل أيضا ومع أن التجربة االستعمارية كانت نقطة فاصلة في تاريخ املنطقة، إال أنها لم تستمر إال لفترة قصيرة. واستنادافي احتمال أن تكون الهشاشة مرتبطة بخصائص إقليمية ذات جذور أعمق جعلت - وال تزال جتعل - من الصعب اتباع طريق للتطور املؤسسي يؤدي إلى قيام دول

شرعية وفعالة.

وهذا الرأي ال يقلل من وجاهة احلجة القائلة بأن التجربة االستعمارية كان لها تأثير على التطور املؤسسي في الدول األفريقية في مرحلة ما بعد االستعمار، لكنه ل تكوين الدول االستعمارية مع السمات املؤسسية التي كانت يصيغها في منظور أوسع ٣. فحقبة "التكالب على أفريقيا" لم حتدث في فراغ مؤسسي. بل تفاع

بالفترة االستعمارية ألنها لم تكن ساكنة وغير متأثرة بالزمن. كبيرا رة التي تأثرت تأثرا موجودة من قبل في البلدان املستعم

محركات محددة وعوامل أساسية مشتركة ١ إال في تشترك البلدان األفريقية جنوب الصحراء في بعض األعراض املميزة، غير أن "حاالت هشاشة الدولة ال تتشابه كثيراأعراضها: الفقر وانعدام األمن وامليل إلى الصراع والفساد ٤." وعلى الرغم من وجوب عدم إغفال البعد اإلقليمي للهشاشة،

ما حتددها مجموعة من العوامل احملركة في كل دولة على حدة، والتي تضفي على مجموعة البلدان فإن هشاشة الدولة غالبا ما ميكن التوصل إلى فهم دقيق للعوامل التي قادت دولة من الدول إلى دوامة الهشة التباين املوصوف في الفصل الثاني. ونادرا

التآكل التدريجي لقدرة وشرعية مؤسساتها عن طريق حتليالت هدفها اخلروج باستنتاجات عامة. ومع ذلك، فإن التجميع اجلغرافي للدول الهشة يدل على وجود بعض العوامل اإلقليمية املشتركة، التي يرجح أن تتفاعل مع العوامل اخلاصة بكل بلد في حتديد هشاشة مؤسسات الدولة. وإذا استطعنا مبصداقية أن نحدد العوامل املشتركة املساهمة في حدوث - وفي استمرارية - الهشاشة، فمن شأن ذلك أن ميهد الطريق

لوضع إطار حتليلي أوسع نطاقا، مما قد يسهم بعد ذلك في تنظيم وفهم الدور احلاسم الذي تلعبه العوامل اخلاصة بكل بلد.

للجذور التاريخية للهشاشة. غير أن إن معظم اجلدل الدائر حول هشاشة الدولة - سواء في األوساط األكادميية أو في أوساط مجتمع التنمية – ال يعير اهتماماتسليط الضوء على البعد التاريخي للهشاشة يستطيع أن يعزز سالمة ومصداقية املشاركات األوروبية لدعم بناء الدولة. وال ميكن ألوروبا توقع أن ينظر إلى مشاركتها على أنها مشاركة محايدة أو مشاركة فنية بحتة، ألن التصور أن أوروبا هي املسؤولة عن هشاشة مؤسسات الدولة هو تصور واسع االنتشار عبر منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. فقد جادل بعض الكتاب بأن هذه املشاركة ما هي إال شكل جديد من أشكال "املهمة التمدينية" القدمية التي يقال أنها ساندت االستعمار الغربي

في حقبة "التكالب على أفريقيا"٥. لذلك فإن التحليل الدقيق لدور البلدان األوروبية هو شرط مسبق لتقدمي دعم أوروبي فعال لعمليات بناء الدولة.

بيرتولي وتيتشي ٢٠٠٩. ١

على سبيل املثال، أسيموغلو وآخرون، ٢٠٠١؛ النغ ٢٠٠٤؛ أجنليس ونينيدس ٢٠٠٩. ٢

كما الحظ روبنسون (٢٠٠٢)، فال يزال تقييم التأثيرات النسبية للعوامل التاريخية اتلفة قضية جتريبية غير محسومة. ٣

بريسكو، ٢٠٠٨، ص٧. ٤

باريس ٢٠٠٢. ٥

التقرير األوروبي حول التنمية

٤٩

Page 62: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

هل الهشاشة إرث استعماري؟ ٢متكنت البلدان األوروبية - التي ظلت لقرون من الزمن حتتفظ مبعاقل لها على طول الساحل األفريقي – من فرض سيطرتها السياسية على اجلزء األكبر من أفريقيا جنوب الصحراء في غضون بضعة عقود بني نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن

العشرين. وكانت التجربة االستعمارية نقطة فارقة في التاريخ األفريقي، رغم مرور أقل من قرن بني عقد مؤمتر برلني واستقالل املستعمرات البرتغالية في منتصف السبعينات.

وهناك ما ال يقل عن ثالثة عناصر ضرورية لدعم احلجة القائلة بأن هشاشة الدولة تصنف من بني موروثات احلقبة االستعمارية في أفريقيا. لذا نحتاج إلى حتديد زة ملؤسسات الدولة الهشة. ومبجرد حتديد هذا التشابه، نحتاج إلى فهم السمات البارزة للدول االستعمارية - وعملية تكوينها - التي تتشابه مع الصفات املمياألسباب التي جعلت االستقالل السياسي عن القوى االستعمارية السابقة يفشل في إزالة تلك السمات املؤسسية أو على األقل تعديلها. ثم بعد ذلك، نحتاج إلى توضيح العوامل التي ساهمت في استمرارها في دول أفريقيا جنوب الصحراء في مرحلة ما بعد االستعمار، بعدما انقضى أكثر من نصف قرن على حصول ساحل

الذهب على استقاللها عن بريطانيا العظمى في عام ١٩٥٧، مما مهد الطريق أمام إنهاء االستعمار في أفريقيا جنوب الصحراء.

الدول االستعمارية في أفريقيا جنوب الصحراء ٣هناك أربعة من جوانب تكوين مؤسسات الدولة في أفريقيا جنوب الصحراء

ميكن ربطها بهشاشة الدولة. ال عالقة له باخلصائص االجتماعية واملؤسسية والثقافية للمناطق املستعمرة. األول هو طابعها املصطنع – فقد أدخل قيام الدول االستعمارية عنصرا •

لنقل املوارد إلى القوى االستعمارية، ال لتعزيز التنمية احمللية. والثاني هو الطبيعة االستخراجية – فقد كان هيكل مؤسسات الدولة مصمما •

والثالث هو توجهها املتأصل نحو اخلارج – فقد أنشأت الدولة روابط اقتصادية وثيقة مع القوى االستعمارية، في عالقة قائمة على التبعية السياسية. •

فرنسا وبلجيكا في مستعمراتهما ٧. والرابع يتعلق باحلكم غير املباشر – وهو نظام لإلدارة االستعمارية أنشأته اإلمبراطورية البريطانية ٦، ولكن طبقته أيضا •

وزرعت القوى االستعمارية األوروبية هياكل مؤسسية كانت دخيلة على السياق احمللي ٨. كان تطور مؤسسات الدولة في زمن ما قبل االستعمار يسير بشكل مختلف عما كان في أوروبا ٩. فلم تنبثق الدول املستعمرة عن عملية ممتدة عبر الزمن تعمل على توطيد املؤسسات غير الرسمية وتسوية اخلالفات الناجمة عن املصالح من ذلك، فقد مت فرضها من اخلارج بفعل القوة العسكرية الساحقة للبلدان األوروبية. "إن الدولة في معظم أنحاء أفريقيا [هي] في املتعارضة داخل اتمع. وبدال

ليفرزها أو يطالب بها."١٠ علقة فوق‘ مجتمع ما كان أبدا األساس دولة مصطنعة، ’م

كما ساهم الطابع املصطنع ملؤسسات الدولة في انفصالها عن اتمع ١١. واالعتماد على نظام احلكم غير املباشر ال ينتقص من هذه احلجة، إذ لم يكن يسمح للشخصيات احمللية إال بالعمل في الطبقات الدنيا من اإلدارة االستعمارية. وعلى الرغم من أن أغلبهم كانوا زعماء تقليديني، فقد أعادت القوى االستعمارية صياغة أدوارهم - وباألخص عالقاتهم مع اتمعات احمللية١٢. وتتوافق احلجة التي ساقها كابالن (٢٠٠٩) مع املنطق املطروح في أحد املؤلفات املهمة في مجال اقتصاديات التنمية: ميردال (١٩٧٢) الذي عزا ضعف بنية الدولة في فترة ما بعد االستعمار على وجه التحديد إلى إدخال نظام مؤسسات الدولة، وهو ما غرس في املواطنني

الشعور الدائم مبعارضتها وعدم الرغبة في االلتزام بقواعدها.

رة، وإمنا خدمة املصالح االقتصادية ولم يكن الهدف من هياكل الدولة املصطنعة التي أنشأتها القوى االستعمارية هو دعم التنمية االقتصادية في األراضي املستعم من ذلك، فضلت القوى االستعمارية استخراج املوارد الطبيعية للقوى االستعمارية. ولم يكن السعي لتحقيق هذه املصالح في شكل آلية "لتصريف الفائض". بدالوالعائدات الضريبية من مستعمراتها، التي اضطرت إلى حتمل مستويات مرتفعة للغاية من الضرائب، األمر الذي لم يسمح بتطوير البنية التحتية احمللية إال بقدر

محدود للغاية.

بـ "توجهها نحو اخلارج"، الذي كان مييل نحو القوى االستعمارية ١٣. ومن الرموز القوية لهذا التوجه عضويا وارتبط الطابع االستخراجي للدولة االستعمارية ارتباطا عن مراكز السلطة الداخلية التي كان نقل العواصم على طول الشريط الساحلي. "بطريقة منهجية، أنشأ األوروبيون عواصم نقلت السلطة باجتاه احمليط وبعيدا قد أنشأها األفارقة على مر الزمن ١٤." على سبيل املثال، أصبحت أكرا عاصمة لساحل الذهب بدال من مدينة كوماسي الداخلية، والتي كانت في السابق مركزا في اإلهمال إلمبراطورية أشانتي، بينما حلت باماكو محل متبكتو لتصبح القلب السياسي ملالي. كما يتجلى هذا التوجه الداخلي احملدود للدول االستعمارية أيضا في الفترة االستعمارية. فقد أهملت البنية التحتية في األماكن التي لم تأت مباشرة بعائد مالي. وقد أنشئت السكك احلديدية في تطوير الطرق الذي كان سائدا

ما كانت تنشأ للربط بني املناطق داخلية. لنقل املواد اخلام من الداخل إلى املوانئ، لكنها نادرا مثال

لوغارد ١٩٢٢. ٦

النغ ٢٠٠٤. ٧

كابالن ٢٠٠٩. ٨

هربست ٢٠٠٠. ٩

لولينغ ١٩٩٧، ص ٢٨٨-٢٨٩. ١٠

كابالن ٢٠٠٩. ١١

.٢٠٠٧ (UNECA) رينجر ١٩٨٣، ص ٢١١-٢٦٢؛ جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقيا ١٢

كالفام ١٩٩٦. ١٣

هربست ٢٠٠٠، ص ١٦. ١٤

الفصل الثالث

٥٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 63: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وقد ساهم ارتفاع معدالت الوفيات بني األوروبيني في أفريقيا جنوب الصحراء كذلك في تشكيل احلكم االستعماري، مما حد من فرص االستيطان املباشر على نطاق فرنسا وبلجيكا، ولو بدرجة أقل - تستقر في املستعمرات بدرجة محدودة للغاية، وجلأت واسع ١٥. إذ كانت القوى االستعمارية - وبخاصة بريطانيا العظمى، ولكن أيضاإلى احلكم غير املباشر إلدارة مستعمراتها. وسيطر املستعمرون على الطبقات العليا من اإلدارة االستعمارية، بينما اعتمدت القوى االستعمارية على املؤسسات

للغاية في املناطق الريفية. التقليدية والعرفية حلفظ النظام خارج العاصمة ١٦، ألن امتداد سلطة اإلدارة االستعمارية كان محدودا

وقد ساعد نظام احلكم غير املباشر على ظهور االستبداد الالمركزي ١٧، حيث أعادت القوى االستعمارية صياغة العالقة بني الزعماء التقليديني واتمعات احمللية. في فترة ما قبل االستعمار كان بإمكان اتمعات احمللية إزاحة الزعماء عن السلطة، لكن بعد ذلك أصبحت اإلدارة االستعمارية وحدها هي القادرة على منح أو نزع تلك السلطة ١٨. وأدى هذا النظام إلى تراجع كبير في إمكانية مساءلة اتمعات احمللية للزعماء التقليديني، الذين استطاعوا استغالل سلطتهم احمللية جلمع الثروات

الشخصية، مما مهد الطريق ملا تلى ذلك من خصخصة ملؤسسات الدولة ١٩.

زة لهشاشة الدولة. فالطابع املصطنع وقد لوحظ أن هذه السمات األربع التي اتصفت بها الدول االستعمارية في أفريقيا جنوب الصحراء تشبه بعض السمات املميلتكوينها يفصل مؤسسات الدولة عن اتمع، مما يعرقل العمليات السياسية التي تستطيع حتقيق التوازن بني تطلعات املواطنني وقدرات الدولة. ويتوافق التوجه احملدود للدول الهشة نحو التنمية مع الطبيعة االستخراجية للدول االستعمارية، بينما ميكن ربط عجزها عن تعبئة املوارد احمللية بالتوجه اخلارجي ملؤسسات الدولة التي أنشئت في عهد االستعمار. ومن اجلائز أن يكون االنقسام الذي حصل في هيكل الدولة والذي عززه احلكم االستعماري غير املباشر هو ما مهد الطريق أمام

املوقف التوريثي اجلديد لبعض الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء ٢٠.

إنهاء االستعمار ٤ من أجل االستقالل، وكذلك مستعمرات اجلنوب األفريقي، وعنيفا طويال باستثناء املستعمرات البرتغالية التي خاضت نضاال

حصلت بلدان جنوب الصحراء األخرى على االستقالل السياسي عن القوى االستعمارية السابقة في غضون أعوام قليلة بعد عام ١٩٥٧ عندما نشأت دولة غانا بعد استقالل ساحل الذهب عن بريطانيا. وكان االنتقال السلمي من احلكم االستعماري إلى

احلكم الذاتي فرصة واضحة للتخلص من السمات املؤسسية الضارة للدول االستعمارية. لكن النخب السياسية في تلك البلدان اجلديدة قلما ذهبت إلى أبعد من مجرد "أفرقة" البيروقراطية، ولم تقترن هذه العملية بتغيير مؤسسي جوهري. فلماذا

في زمن االستقالل؟ جوهريا لم يشهد التطور املؤسسي في دول أفريقيا جنوب الصحراء حتوالوكان التخفيف من الطابع املصطنع سيتطلب تأميم مؤسسات الدولة، األمر الذي كان من املمكن أن يقلل التفاوت بني املؤسسات الرسمية وغير الرسمية. غير أن عدة عوامل مختلفة منعت حدوث مثل هذا التطور، أولها أن الهياكل اإلدارية – وامتداد نطاق السلطة - لعدة دول استعمارية كانت ضعيفة، األمر الذي دفع القيادات السياسية الوطنية إلى توخي احلذر إزاء إجراء تغييرات كبيرة في الهيكل املؤسسي الذي أرادوا تدعيمه. "فقد كانوا بحاجة إلى تسلم آلية حكومية صاحلة من السعي إلى إنشاء آلية جديدة من الصفر في ظل حالة االرتباك غير املعقولة التي نتجت عن تزامن استقالل الدول وإعادة تنظيم الهيكل لالستخدام، بدال

السياسي برمته ٢١."

أمام استفادة اتمعات احمللية من مواردها وقدراتها وشبكاتها االجتماعية وخلقت ومع ذلك، وقفت أنظمة القانون واحلكم والتعليم الشديدة التأثر بالغرب حائال ال لزوم له بني املؤسسات الرسمية وغير الرسمية. فهياكل احلكم شديدة املركزية في البلدان التي ال تزال أجهزة الدولة الرسمية فيها غير فعالة والتي ال تعارضاتزال موارد الدخل البديلة فيها محدودة تضطر مجموعات السكان إلى التنافس على موارد الدولة الشحيحة، مما يزيد من حدة االنقسام السياسي في أثناء هذه

العملية.

عالوة على ذلك، كان قادة العديد من الدول حديثة النشأة قد تلقوا تعليمهم في بلدان غربية - جوليوس نيريري في اململكة املتحدة، وليوبولد سيدار سنغور في فرنسا، وكوامي نكروما في الواليات املتحدة. أما القادة الذين تلقوا التدريب في بلدان أفريقية - مثل ميلتون أوبوتي أو فليكس هوفويت بوانيي – فقد تلقوه في

مؤسسات أكادميية تؤيد بقوة القيم واملؤسسات السياسية الغربية.

أسيموغلو وآخرون، ٢٠٠١. ١٥

النغ ٢٠٠٤. ١٦

النغ ٢٠٠٤. ١٧

لوغارد ١٩٢٢. ١٨

بايارت ١٩٩٩. ١٩

ممداني ١٩٩٦. ٢٠

كالفام ١٩٩٦، ص ٣٥. ٢١

اجلذور التاريخية لهشاشة الدولة التقرير األوروبي حول التنمية

٥١

Page 64: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ورأى هؤالء القادة في تأميم مؤسسات الدولة عودة إلى الهياكل السياسية التي كانت موجودة قبل االستعمار، مما يضر بالتنمية ٢٢. وكانت املؤسسات التقليدية قد ساهمت في تسيير شؤون الدول االستعمارية، األمر الذي منع االعتماد عليها للحد من االنفصال بني هياكل الدولة والقيم الثقافية والسياسية احمللية ٢٣.

وكان من الواضح أن الطابع االستخراجي ملؤسسات الدولة في الفترة االستعمارية كان يضر بتنمية بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، لكنه كان يخدم املصالح الذاتية للقادة السياسيني. إذ يرى أسيموغلو وآخرون (٢٠٠١) أنه "في كثير من حاالت إنشاء القوى األوروبية ملؤسسات سلطوية، أسندت هذه القوى مهمة التسيير اليومي

ما كانت هذه اموعة الصغيرة حتكم الدولة بعد االستقالل وحتبذ املؤسسات االستخراجية ٢٤." لشؤون الدولة إلى نخبة محلية صغيرة. وغالبا

ولم يكن باإلمكان التخلص الفوري من توجه الدول نحو اخلارج في زمن االستقالل، ألن االعتماد على املصادر اخلارجية للدخل كان من السمات عميقة اجلذور في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء. فعلى سبيل املثال، كان الهدف من إنشاء شبكة الطرق هو ربطها بالبلدان األجنبية، وليس تعزيز التنمية االقتصادية احمللية. عالوة على ذلك، كان التوجه نحو اخلارج يخدم مصالح النخبة السياسية. ويشير كولير (٢٠٠٩أ) إلى أن موبوتو سيسي سوكو - الذي جمع ثروته الشخصية من عائدات تصدير املوارد الطبيعية إلى خارج زائير - لم تكن له مصلحة في تقليص االعتماد على املصادر اخلارجية للدخل ٢٥. إذ كان ذلك سيقتضي التوجه نحو الداخل في توليد موارد الدولة. وكان االعتماد بدرجة أكبر على فرض الضرائب سيدخله في دوامة - حميدة للمجتمع، وخبيثة له - من زيادة مطالبة املواطنني بحق املساءلة

والتعزيز التدريجي ملؤسسات الدولة.

لهيكل الدولة الضعيف، الذي وكان غياب الرغبة السياسية في زيادة تعبئة املوارد احمللية يقابله محدودية شديدة في القدرات. وكانت زيادة الضرائب تشكل حتدياوجد صعوبة في بسط سلطته خارج املناطق احلضرية، في حني أن أغلب السكان كانوا يعيشون في املناطق الريفية قليلة الكثافة السكانية.

وهكذا، لم يكن االستقالل السياسي الذي حصلت عليه بلدان جنوب الصحراء ميثل نقطة حتول جوهرية في تطور مؤسسات الدولة. وبالتالي، فإن احللقة الثانية في السلسلة الالزمة للربط بني ظاهرة هشاشة الدولة احلالية وبني التجربة االستعمارية أصبحت قوية. فهناك أسس متينة ميكن الركون إليها لتبرير األسباب التي

في تطور مؤسساتها. جوهريا جعلت االستقالل السياسي الذي حصلت عليه بلدان أفريقية جنوب الصحراء ال يفرز حتوال

السياق الدولي واالستمرارية ٥لم يقابل االستقالل السياسي تطور مؤسسي. وقد مضت أكثر من ثالثة عقود على انتهاء االستعمار، لذلك نحن بحاجة إلى استكمال اجلدل حول عدم حدوث حتول جوهري في املؤسسات بعوامل تفسر استمرار وجود بعض السمات املؤسسية

الرئيسية. فعلى الرغم من أن أفريقيا جنوب الصحراء نفسها تقدم جتارب بارزة في التطور املؤسسي الناجح، كتجربة بتسوانا، فإنها االستثناء ال القاعدة. ملاذا؟

وميكن القول بأن الدول املستقلة في أفريقيا جنوب الصحراء تشكلت "بجرة قلم دولية"، حيث أنها حصلت على الفور على اعتراف من مجلس األمن التابع لألمم املتحدة ٢٦. فهذه هي الطريقة التي "خرجت بها دول مليار القاع إلى الوجود"، دون اهتمام يذكر بقدرتها االقتصادية أو السياسية. وفيما يخص قدرتها االقتصادية، يقول كولير (٢٠٠٩أ) أن عدة دول حديثة النشأة كانت صغيرة احلجم، ألن النطاق الزمني احملدود للتجربة االستعمارية كان قد حال دون التفاف مواطني األقاليم

املستعمرة حول هوية وطنية واحدة.

وكان استقالل منطقة جنوب آسيا عن احلكم االستعماري البريطاني قد أفرز بلدين مستقلني فقط في عام ١٩٤٩، هما الهند وباكستان، من عدد ال يحصى من الكيانات السياسية اتلفة التي كانت موجودة قبل االستعمار. أما منطقة غرب أفريقيا الفرنسية فقد انقسمت إلى عدة بلدان صغيرة، كانت حدودها قد رسمت مبا ال يكفي ألن تكون دولة، مما كان يعني أن حجمها احملدود منعها من توفير األمن واملساءلة ٢٧. وأدت احلدود بطريقة اعتباطية. وكان حجم هذه البلدان صغيرا على القدرة السياسية االعتباطية التي رسمها االستعمار إلى خلق "شعوب مؤلفة من جماعات ذات هويات متباينة - وفي الغالب متعارضة"، مما شكل خطرا

لدول ما بعد االستعمار ٢٨.

وعلى الرغم من أن الهويات القبلية والعرقية املتباينة كانت موجودة قبل الفترة االستعمارية، إال أن اإلدارات االستعمارية وقفت وراء "جتميد الشعوب، وتعزيز االنتماءات العرقية، وزيادة صرامة التعريف االجتماعي"، بينما لم تكن أفريقيا جنوب الصحراء قبل االستعمار تتميز بـ"هوية <قبلية> محددة، إذ كان معظم األفارقة يتنقلون بني أن بعض السمات املميزة للمجتمعات األفريقية في فترة ما بعد االستعمار، هويات متعددة ٢٩". ويشير رينجر صراحة إلى "اختراع التقاليد في أفريقيا املستعمرة"، مبينا

مثل أهمية االنتماءات العرقية أو القبلية، لم تكن من موروثات فترة ما قبل االستعمار، بل نشأت - أو مت ترسيخها بشكل كبير - في عهد احلكم االستعماري.

كالفام ١٩٩٦. ٢٢

من اجلدير بالذكر أن مفهوم تخلف املؤسسات غير الرسمية رسخه - عقب االستقالل - اعتماد النخب السياسية على الزعماء التقليديني كمصدر للدعم السياسي. وأسهم هذا االجتاه، ٢٣

الذي لم يقلل من عدم التوافق بني املؤسسات الرسمية وغير الرسمية، في استمرار اآلثار اجلانبية الضارة للنظام االستعماري املتمثل في احلكم غير املباشر على مر الزمن.أسيموغلو وآخرون، ٢٠٠١. ويتم طرح حجة مشابهة في ممداني ١٩٩٦. ٢٤

كولير ٢٠٠٩أ. ٢٥

كولير ٢٠٠٩أ. ٢٦

كولير ٢٠٠٩أ. ٢٧

كابالن ٢٠٠٩، ص ٢. ٢٨

رينجر ١٩٨٣، ص ٢٤٨. ٢٩

الفصل الثالث

٥٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 65: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ولتقدمي مثال واضح لهذه الدينامية، يذكر نيوبري (١٩٩٨) أن "اإلدارة البلجيكية في رواندا [. . .] سعت إلى هيكلة النظام االجتماعي، من أجل ترشيد وتوحيد العالقات ددت فيها الفئة العرقية للشخص. [. . .] ولم تكن هذه اإلجراءات االجتماعية املتباينة [. . .]. وفي ثالثينات القرن العشرين، أصدرت اإلدارة البلجيكية بطاقات هوية حرة يتم تصنيف الهوتو على أنهم مواطنون من هي السبب في خلق االنتماء العرقي؛ وإمنا ساعدت في بلورة مكانتها االجتماعية. وهكذا أصبح في رواندا املستعمالدرجة الثانية. واتضح ذلك بشكل صارخ في توزيع املوارد االجتماعية واالقتصادية االستعمارية اجلديدة ٣٠". ويشير هذا املثال إلى أن انقسام اجلماعات - حول هويات

للحكم االستعماري، مثلما كان هيكل الدولة نفسه. عرقية وقبلية - كانت في الغالب نتاجا

تعاني من مشكلتني هيكليتني – هما تفتت الهوية السياسية وضعف املؤسسات الوطنية - تسببا وهكذا كانت بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الناشئة حديثا في منع تشكيل أي نظام حكم وطني قوي، وتقويض شديد لشرعية الدولة، وإفراز نظم سياسية كانت غير مستقرة للغاية ومن الصعب إصالحها. كما أدى معااالنقسام السياسي وضعف الهيئات اإلدارية إلى تقويض املساعي لبناء دولة شرعية وفعالة. وحالت االنقسامات العرقية - وكذلك االنقسامات الدينية والعشائرية واألشكال اجلغرافية واالجتماعية واالقتصادية لالنقسام السياسي - دون تشكيل "واحد من أهم املتطلبات الالزمة لنجاح الدول [. . .] خلق الهياكل البيروقراطية غير السياسية (اخلدمة املدنية، القضاء، الشرطة، اجليش) التي تدعمها أيديولوجية تضفي الشرعية على السلطة احملايدة للدولة في حفظ النظام العام من خالل

اإلجراءات احملددة وسيادة القانون ٣١."

وفي حني استطاعات العديد من اجلماعات املتماسكة التي يجمعها تاريخ طويل مشترك أن تطور أنظمة سياسية واقتصادية ومجتمعية معقدة حتفظ االستقرار وتعزز التقدم االقتصادي، فإن الشعوب املنقسمة ال تتوفر لها مثل هذه اآلليات. فاتمعات ازأة، عندما تقترن بالهياكل احلكومية الضعيفة، متيل إلى االجنذاب نحو "أجواء خانقة من الدوائر املفرغة" تؤدي، كما يقول بوتنام، إلى "تفاقم االنشقاق وانعدام الثقة والتنصل من املسؤوليات واالستغالل والعزلة والفوضى والركود ٣٢." ومبجرد أن تسود مثل هذه األمناط السلوكية اتلة والعقيمة في مجتمع من اتمعات، فمن املؤكد أنها ستستمر ألن ارتفاع درجة تبعية اإلطار املؤسسي للماضي، للنشاط اإلنتاجي [عن طريق خلق] منظمات وجماعات مصالح مستفيدة من العراقيل القائمة"، وهو "عامل مهم في تفسير كما يشرح نورث، يكون "مثبطا

استمرار انخفاض معدالت النمو في البلدان النامية ٣٣".

له توازنات متعددة، يبني فيه أن اإلطار املؤسسي املستقدم من اخلارج والذي تكون فيه حقوق امللكية غير آمنة ومستوى اإلنتاج منخفضا، ويقدم نان (٢٠٠٧) منوذجا في هذا التوازن غير املثالي حيث تستخرج الدولة املوارد من النظام االقتصادي، ميكن أن يستمر حتى بعد إزالة املصدر اخلارجي لالستخراج. "فيظل اتمع محبوسا

.٣٤ حتى بعد انقضاء فترة االستخراج اخلارجي"، لذلك ال يؤدي االستقالل السياسي إلى إزالة إطار مؤسسي غير مرغوب اجتماعيا

وفي حني أن معظم دول ما بعد االستعمار في أفريقيا جنوب الصحراء كانت في األصل محدودة القدرة االقتصادية والسياسية، فإن اخلريطة السياسية للمنطقة لم يطرأ عليها أي تغيير منذ نهاية االستعمار. "منذ عام ١٩٤٥ لم تختف أية دولة نتيجة لعمل عسكري من قبل دولة مجاورة ٣٥". إذ لم تتعرض هذه البلدان ألي

في تقوية الدول األوروبية ٣٦. تهديد عسكري خارجي، األمر الذي كان حاسما

للدهشة أن ساد شعور بأن عن كولير (٢٠٠٩ب): "جاءت نهاية االستعمار في أعقاب أبشع حرب دولية عرفها التاريخ وفي سياق السباق النووي. ولم يكن مثيرا ونقال من سلوك احلكومات: إذ كانت كلفتها باهظة وكان من احملتمل أن تتصاعد حروب اجلوار إلى حرب عاملية. ونتيجة لضغوط دولية، تضمنت احلرب لم تعد جزء مقبوال العملية . [...] وتوقفت متاما جذريا الوساطة الدولية من خالل األمم املتحدة وجماعات إقليمية مثل منظمة الوحدة األفريقية، تقلص احتمال حدوث حرب دولية تقلصا

الداروينية التي كانت تقوم على فكرة امتصاص الدول القوية للدول الضعيفة، والتي مبقتضاها حتولت أملانيا من أكثر من ٣٠٠ دولة إلى دولة واحدة ٣٧".

وكانت التهديدات العسكرية اخلارجية قد أوجدت احلاجة إلى توجه الدولة نحو الداخل، األمر الذي اقتضى فرض ضرائب لتمويل املعدات العسكرية الالزمة ملواجهة هذه التهديدات اخلارجية. وأدت حاجة الدولة إلى تعبئة املوارد احمللية إلى تشجيع املواطنني على املطالبة بإخضاع الدولة للمساءلة عن استخداماتها للموارد املالية، على تصرفاتها. عالوة على ذلك، دفعت احلاجة إلى جمع املوارد الدول إلى إدخال مؤسسات ذات توجه تنموي، كمؤسسات لضمان حقوق امللكية، ألن مما فرض قيودا بقوة النظام االقتصادي. كما أدت التهديدات اخلارجية إلى ترسيخ هوية وطنية مشتركة وتعزيز العملية السياسية التي وثيقا تعبئة املوارد كانت ترتبط ارتباطا

توازن بني مصالح الدولة ومصالح اتمع.

نيوبري ١٩٩٨، ص ١١. ٣٠

إيسترلي ٢٠٠٠، ص ١٢. ٣١

بوتنام ١٩٩٣، ١٧٧. ٣٢

نورث ١٩٩٠، ٩٩. ٣٣

نان ٢٠٠٧، ص ١٧٣. ٣٤

كولير ٢٠٠٩ب، ص ٤. ٣٥

تيلي ١٩٩٠. ٣٦

كولير ٢٠٠٩ب، ص ٤. ٣٧

اجلذور التاريخية لهشاشة الدولة التقرير األوروبي حول التنمية

٥٣

Page 66: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وعلى الرغم من أن دول جنوب الصحراء لم تتعرض لتهديدات خارجية، إال أنها كانت غير آمنة بدرجة كبيرة، لكن مصدر التهديد كان التمرد الداخلي، ال الدول ااورة ٣٨. وكانت استمرارية التمرد مرتبطة بصغر حجم الدول اجلديدة، مما زاد من فرص انتصار املتمردين على اجليش واستيالئهم على السلطة، بينما كانت "الدول الكبيرة آمنة ٣٩". وفي حني أن احلماية من تهديد خارجي تؤدي إلى التقاء مصالح النخبة السياسية واتمع، فإن احلماية من تهديد داخلي ال تؤدي إلى نفس النتيجة.

إذ يعتبر كبح جماح التهديد الداخلي مصلحة خاصة قد ال تؤيدها شرائح من اتمع، وال تسهم في تعزيز هوية وطنية مشتركة.

الستقرار احلكومة، حيث تشير التقديرات إلى أن محاولة واحدة فقط من كل خمس محاوالت للتمرد الداخلي هي خطيرا وال تشكل التهديدات الداخلية تهديداالتي تنجح في اإلطاحة باحلكومة. ومن ثم، كان أخطر تهديد يواجه النخب احلاكمة في أفريقيا جنوب الصحراء هو اجليش، إذ كانت فرص جناح االنقالبات العسكرية في إعاقة أداء اآللية األساسية في تدعيم مؤسسات الدولة في أوروبا: تقوية اجليش. وكان موبوتو سيسي أكبر من فرص جناح التمردات ٤٠. وهو األمر الذي تسبب أيضاسوكو قد تعمد إضعاف وتقسيم اجليش الزائيري عبر عدة خطوط للحد من خطر وقوع انقالب. ثم انتهى هذا الوضع بنتيجة مثيرة للسخرية هي قيام رواندا

املتناهية الصغر باحتالل جارتها زائير في التسعينات ٤١.

وهكذا، خدمت هشاشة الدولة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء املصالح الواضحة للنخبة السياسية احمللية. وكان استمرار ضعف مؤسسات الدولة في فترة مع مصالح القوى االستعمارية السابقة ٤٢. فبمجرد أن تخلت هذه القوى عن السيطرة السياسية، أرادت االحتفاظ بالسيطرة ما بعد االستعمار ينسجم أيضا

االقتصادية - وذلك ملواصلة استخراج املوارد القيمة من املستعمرات السابقة.

أن تكون املعونات املقدمة من البلدان املانحة قد ساعدت على تدعيم التوجه اخلارجي لدول ما بعد االستعمار، مما أضعف احلافز لتعبئة أكثر فعالية ومن اجلائز أيضاللموارد احمللية. وكان معيار انتقاء املعونة الذي جاء في "توافق آراء مونتيري" يتمثل في مكافأة البلدان املستفيدة ذات البيئة احمللية التمكينية الالزم وجودها لتعبئة املوارد الوطنية واالستفادة الفعالة من االستثمارات واملساعدات الدولية ٤٣. ولكن هناك قلق واسع من أن يكون للمعونة أثر سلبي على هذا اجلانب احلاسم من جوانب

تعزيز مؤسسات الدولة.

تبعية املؤسسات للماضي – االنفصال والتوجه نحو اخلارج ٦ وطويل األمد على مقاييس اجلودة املؤسسية احلالية ٤٤. وتتمثل احلجة النظرية قويا لقد أفرز منط االستيطان االستعماري تأثيرا

املؤيدة للتحليل التجريبي – والتي ال تقتصر على أفريقيا جنوب الصحراء - في أن مشكلة ارتفاع معدالت الوفيات التي واجهها املستعمرون األوروبيون كان لها تأثير قوي على منطهم في االستيطان. وكانت املستعمرات التي قلما استوطنها

لتبنى اإلطار القانوني واملؤسسي للقوى االستعمارية. فنقل هذا األوروبيون - بسبب ارتفاع معدالت الوفيات - أقل احتماالاإلطار إلى املستعمرات التي طالب املستوطنون األوروبيون بإنشائه فيها، حيث كانت لهم مصلحة مباشرة في استنساخ - اإلطار املؤسسي ذي التوجه التنموي الذي متيزت به البلدان األوروبية. ولكن في املناطق التي كان فيها االستيطان محدودا

كما في معظم أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء، باستثناء املستعمرات البرتغالية فقط - كان االحتمال األكبر أن يتسم اإلطار املؤسسي في الدول املستعمرة بطابع استخراجي ٤٥.

نظام احلكم االستعماري ٤٦. لذلك أجريت دراسة شملت ٣٠ مستعمرة لكن حجم االستيطان املباشر في املستعمرات ليس هو كل ما يهم – بل من املهم أيضا بالتطور املؤسسي في فترة ما بعد االستقالل. بريطانية، نصفها في أفريقيا جنوب الصحراء، الختبار الفرضية القائلة بأن احلكم االستعماري غير املباشر كان مضراووجد أن نطاق احلكم غير املباشر – الذي مت تعريفه بأنه "عدد القضايا املعروضة على احملاكم العرفية املعترف بها من قبل املستعمر في مجموع عدد القضايا التي رضت على احملاكم في عام ١٩٥٥"- له تأثير واضح على عدد من مقاييس اجلودة املؤسسية، مثل الفعالية البيروقراطية واألعباء التنظيمية للدولة وسيادة القانون عوانعدام الفساد احلكومي ٤٧. وتتوافق هذه األدلة – وإن كانت تقتصر على املستعمرات البريطانية السابقة - مع احلجج املطروحة عن اإلرث السلبي للحكم غير

املباشر في أفريقيا جنوب الصحراء.

حتى اآلن قدمنا التأييد للفكرة القائلة بأن الفترة االستعمارية كان لها دور في متهيد الطريق لهشاشة مؤسسات الدولة في أفريقيا جنوب الصحراء. وميكن القول حتى لهشاشة الدولة في أفريقيا وهو أن: دول املنطقة قد فشلت قبل أن تتشكل ٤٨. في الواقع "هناك أدلة قاطعة على محددا أن احلجج املقدمة هنا تعزز تفسيرا

كولير ٢٠٠٩ب. ٣٨

كولير ٢٠٠٩ب. ٣٩

كولير ٢٠٠٩ب. ٤٠

كولير ٢٠٠٩أ. ٤١

والرشتاين ١٩٧٥. ٤٢

دوالر وليفني ٢٠٠٦. ٤٣

أسيموغلو وآخرون ٢٠٠١. ٤٤

أجنليس ونينيدس (٢٠٠٩)، اللذان أظهرا أنها تؤثر على التوجه التنموي احلالي للنخبة احلاكمة، و - من خالل هذا القناة - إن اآلثار طويلة املدى لنمط االستيطان االستعماري قد أكدها مؤخرا ٤٥

على فعالية املعونة األجنبية.النغ ٢٠٠٤؛ أسيموغلو وآخرون ٢٠٠١. ٤٦

النغ ٢٠٠٤. ٤٧

نقال عن أندرسون ٢٠٠٤ في إجنلبير وتال ٢٠٠٨. ٤٨

الفصل الثالث

٥٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 67: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

أن معظم الدول املنهارة في أفريقيا لم تكن في أية مرحلة من مراحل عصر ما بعد االستعمار تشبه من قريب أو بعيد النموذج املثالي للتنظيم السياسي الغربي ما يحل محل مصطلح "الدولة الهشة" دون حتول واضح في املعنى األصلي – قد يكون احلديث ٤٩". وهذا هو السبب في أن مصطلح "الدولة الفاشلة" - الذي غالبا إلى حد كبير ٥٠. فقد أصابت هشاشة الدولة في اآلونة األخيرة دوال كانت مثاال لقصص النجاح في التنمية االقتصادية واملؤسسية في املنطقة، مثل كوت مضلال

ديفوار وزميبابوي. ولكن ال ميكن إنكار أن هشاشة الدولة – املستمرة بقوة عبر الزمن - جتلت باألساس في البلدان التي لم تتمتع قط مبؤسسات حكومية فعالة.

يرتبط بالنطاق الزمني احملدود للحكم االستعماري األوروبي. وإن كان ال ينبغي للمرء التهوين من تأثير اإلرث ولعل من اإلنصاف القول بأن هذه املالحظة تعزز لغزااالستعماري على التطور املؤسسي في دول ما بعد االستعمار، فمن املهم حتليل ما إذا كان احلكم االستعماري قد تفاعل مع بعض العوامل عميقة اجلذور التي كانت

موجودة من قبل – ثم حتليل كيفية حدوث ذلك.

ويجادل هربست (٢٠٠٠) بأن امتداد نطاق السلطة االستعمارية في أفريقا جنوب الصحراء بقي مجرد امتداد نظري لعقود من الزمن. فقد أدى مؤمتر برلني إلى "متكني ، مع األوروبيني من احتالل أفريقيا وفي الوقت نفسه لم يبذلوا إال أقل قدر ممكن من اجلهد للسيطرة عليها"٥١. "في عام ١٩٣٩ كان القائمقام البريطاني العادي مسؤوال حجم ويلز. وكان السكان البالغ عددهم نحو ٤٣ مليون نسمة في أفريقيا االستوائية البريطانية في عام ١٩٣٩ يحكمهم طاقمه األفريق، عن مساحة تعادل تقريبا١٢٢٣ قائمقام و٩٣٨ رجل شرطة. وباملثل كان ٣٦٦٠ مسؤول يحكمون ١٥ مليون أفريقي في غرب أفريقيا الفرنسية، و٨٨٧ يحكمون ٣٫٢ مليون في أفريقيا االستوائية

الفرنسية، و٢٣٨٤ يحكمون ٩٫٤ مليون في الكونغو البلجيكية في عام ١٩٣٨"٥٢.

للقدرة احملدودة للدول االستعمارية على بسط سلطتها اإلدارية على األراضي الشاسعة التي كان يفترض أن تبسط عليها واضحا وتعطي هذه األرقام مقياساسيطرتها، وإلى جانب احلجم املتناهي الصغر للطاقم اإلداري زاد من ضعف هذه القدرة تدني مستوى تطور الطرق في الفترة االستعمارية.

تتعلق بالقدرة وليس بالرغبة. فالتحدي الذي شكلته ملاذا لم تعمل القوى االستعمارية على تعزيز سيطرتها على أفريقيا جنوب الصحراء؟ اإلجابة األكثر إقناعالبسط قرون مدى على جاهدوا [الذين] االستعمار قبل أفريقيا حكموا ن "م واجهه الذي التحدي عن يختلف لم األوروبية للبلدان الصحراء جنوب أفريقيا سلطتهم"٥٣. ويرى الكاتب أن "املشكلة األساسية التي واجهت بناة الدولة في أفريقيا - سواء كانوا ملوك عصر ما قبل االستعمار أو احلكام االستعماريني أو الرؤساء

٥٤". في عهد االستقالل - هي بسط السلطة على املناطق غير اآلهلة ذات الكثافة السكانية املنخفضة نسبيا

وتشير هذه احلجة إلى أنه من الصعب أن نتوقع أن تنجح البلدان األوروبية – في غضون بضعة عقود - في تدعيم مؤسسات الدولة في الوقت الذي فشل فيه حكام بخصائص فترة ما قبل االستعمار في حتقيق ذلك - أو حتى محاولة حتقيقه. وميكن ربط بعض سمات الدول االستعمارية ليس فقط بدول ما بعد االستقالل، وإمنا أيضا في املنطقة. ويتجلى االنفصال بني الكيانات السياسية في زمن ما قبل االستعمار، مما يشير إلى أن درجة تبعية التطور املؤسسي للماضي أعلى مما كان متوقعااحلكام واتمع فيما يسميه هربست (٢٠٠٠) "أسبقية الهروب" التي كانت تظهر مبجرد أن يثبت عدم إمكانية التوفيق بني مصالح احلكام وبعض الفئات االجتماعية. واتخذ الهروب شكل التنقل، حيث كانت "الهجرة للهروب من املشاكل االجتماعية أو السياسية [. . .] شائعة بني قبائل اليوروبا واإليدو والفون وكثيرين غيرهم ".٥٥ من الرضوخ لسلطته ويقول بارفيلد (١٩٩٣) أن التنقل أدى إلى إضعاف احلكام، فبالنسبة لقبائل جنوب السودان: "كانت سلطة زعيم الدينكا ضعيفة [. . .] ألنه بدال

كانت اجلماعات املنشقة تستطيع الترحال إلى أرض جديدة إذا لم يرضهم احلال ."٥٦

في تقليص الفرص أمام احلكام جلمع املوارد من اتمع احمللي اخلاضع حلكمهم، حيث أن "الشعوب املتناثرة واملتنقلة ال وكان احتمال الهروب من خالل الهجرة سببايتوقع منها توليد املوارد التي تعتمد عليها املؤسسات احلكومية الدائمة، أو الهياكل والقيم االجتماعية الالزمة لبقاء تلك املؤسسات ."٥٧ فهذه الصعوبة املتأصلة هي التي شكلت التوجه إلى اخلارج الذي اتصفت به حتى مؤسسات عصر ما قبل االستعمار، والتي جمعت املوارد من اخلارج من خالل جتارة املسافات الطويلة. وكان أبرز أشكال هذا التوجه نحو اخلارج في زمن ما قبل االستعمار هو جتارة الرقيق. وكان يتم احلصول على العبيد بغرض بيعهم إما من داخل اتمع احمللي، الذي كانت تعسفية بحق الناس بناء على تهم ملفقة ٥٨، أو من خالل شن غارات على اتمعات احمللية ااورة، األمر الذي كان يدمر ما تصدر أحكاما مؤسساته القضائية أحيانا

الثقة ورأس املال االجتماعي.

وأسفر هذا الشكل املأساوي من التوجه نحو اخلارج قبل االستعمار عن عواقب مؤسسية طويلة األمد لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وهي عواقب ميكن ربطها - مرة أمام التنمية االقتصادية في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، مما أثر أخرى - بالهشاشة احلالية ملؤسسات هذه البلدان. ويبني نان (٢٠٠٨) أن جتارة الرقيق وقفت عائقا على مؤسسات الدولة. كما تسببت جتارة الرقيق في إشاعة عدم الثقة في مؤسسات الدولة وترسيخ الهويات العرقية ذات الوالءات احمللية القوية، األمر الذي سلبا

٥٩. عرقل سالسة العالقة بني الدولة واتمع في الوقت الذي كانت فيه الدولة ضعيفة أصال

إجنلبير وتال ٢٠٠٨، ص ١١١. ٤٩

كاماك وآخرون ٢٠٠٦. ٥٠

هربست ٢٠٠٠، ص ٧٢. ٥١

هربست ٢٠٠٠، ص ٧٨. ٥٢

هربست ٢٠٠٠، ص ٧٨. ٥٣

هربست ٢٠٠٠، ص ٣٥. ٥٤

هربست ٢٠٠٠، ص ٣٩. ٥٥

٥٦ بارفيلد ١٩٩٣، ص ٣٨.

٥٧ كالفام ١٩٩٦، ص ٢٨.

نان ٢٠٠٨. ٥٨

كولير ٢٠٠٩ب؛ كابالن ٢٠٠٩. ٥٩

اجلذور التاريخية لهشاشة الدولة التقرير األوروبي حول التنمية

٥٥

Page 68: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

طويل املدى على رأس املال االجتماعي، حيث أن "ثقة األفراد في أقاربهم سلبيا كما تشير مساهمة أخرى قدمها نان ووانتشيكون (٢٠٠٩) إلى أن جتارة الرقيق تركت أثراوجيرانهم وحكومتهم احمللية تكون أقل إذا كان أجدادهم قد تعرضوا بشدة خلطر جتارة الرقيق "٦٠، مما قد يضخم اآلثار العكسية لهشاشة الدولة. ويبني نان وبوغا (٢٠٠٩) أن جتارة الرقيق حولت وعورة التضاريس إلى نعمة مقنعة لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء: ففي حني أن تأثيرها املباشر هو إعاقة التنمية االقتصادية، فقد كان

تأثيرها غير املباشر - واألكثر أهمية - هو حماية السكان من غارات جتار الرقيق.

االستنتاجات ٧إن التجميع اجلغرافي للدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء يدل على وجود بعض األسباب اجلذرية املشتركة التي تتفاعل مع العوامل احملركة اخلاصة بكل بلد. وتقدم احلجج التي مت استعراضها في هذا الفصل التأييد لوجود عوامل تاريخية مهدت

الطريق لهشاشة مؤسسات الدولة. وساهم تكوين الدول االستعمارية في زمن "التكالب على أفريقيا" في إدخال بعض السمات املؤسسية التي ال تزال ماثلة في هياكل الدولة السائدة هذه األيام. ولم يؤد احلصول على االستقالل السياسي وال

مرور عقود عليه إلى إحداث تغيير ملحوظ في التطور شديد التبعية للماضي لدول أفريقيا جنوب الصحراء. حاسما، فإن الفترة االستعمارية ال تستنفد العوامل التاريخية التي تؤثر على هشاشة مؤسسات الدولة في أفريقيا وعلى الرغم من أنها لعبت في الغالب دورا على مستقبل التطور املؤسسي في املنطقة. فقد أفرزت فترة ما قبل االستعمار وفترة االستعمار آثارا جنوب الصحراء، ألن عصر ما قبل االستعمار خلف هو اآلخر أثراطويلة املدى ليس على الهيكل الرسمي ملؤسسات الدولة فحسب، بل وحتى على عوامل اجتماعية أخرى حتدد مدى هشاشة أو سالمة النظام السياسي. وتشكل

من خالل جتارة الرقيق في زمن ما قبل االستعمار، ومن خالل زيادة تركيزه وبروزه االجتماعي بفعل اإلدارات االستعمارية. عمق تعريف االنتماء العرقي حتديدا

وفي حني أن التاريخ يشكل أهمية بالنسبة للهشاشة، فإن التحليل الوارد في هذا الفصل ال يسمح بأي اختصار قطعي بني تاريخ منطقة أفريقيا جنوب الصحراء وانتشار ظاهرة هشاشة الدولة احلالية. ويشير التنوع في تطور مؤسسات الدولة في كل بلد إلى أنه ميكن أن تنشأ دول فعالة حتى في سياق تتقلص فيه الفرص

لتحقيق ذلك بسبب عوامل تاريخية أو جغرافية، وإن كان ال ينبغي للمرء أن يفرض توقعات مفرطة التفاؤل على تقوية دول أفريقيا جنوب الصحراء.

نان ووانتشيكون ٢٠٠٩، ص ٤٣. ٦٠

اجلذور التاريخية لهشاشة الدولة

٥٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 69: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل الرابعالعوامل االقتصادية قد تفاقم من الهشاشة

إن مراحل تطور هشاشة الدولة ليست سلسلة بسيطة من األسباب والنتائج أو نتيجة لعامل واحد. بل إنها تتأثر بالتفاعل بني مجموعة من ااطر والضغوط واآلليات التراكمية الفعالة والفرص السانحة ونتائجها املشتركة والتي تؤثر في أداء أجهزة

الدولة وشرعيتها. وتنبع مؤسسات الدولة احلالية من اجلذور التاريخية لتكوين الدولة وتفاعلها مع غيرها من الظروف، مثل اخلصائص اجلغرافية واموعات السكانية العرقية والدينية.

وبالتالي يرتبط تطورها عبر الزمن بعوامل اقتصادية خارجية وداخلية تستطيع، عن طريق إقحام نفسها في اإلطار املؤسسي، أن تزيد من هشاشة الدولة. وقد يؤدي ذلك إلى الدفع مبؤسسات الدولة إلى دوامة نزولية تعرض قدرات الدولة للخطر بشكل تدريجي. أو أنه قد يقوي الدولة من خالل تعزيز االستقرار السياسي والشرعية على اإلرث التاريخي والتزامات احلكومات الوطنية واملؤسسات الدولية واملساءلة. فاإلصالحات وسياسات التنمية والصدمات والقوى االقتصادية اخلارجية - اعتمادا

للهشاشة وفي الوقت نفسه وسيلة للخروج من الهشاشة .١ - ميكن أن تكون محركا

العوامل االقتصادية تؤثر في هشاشة الدولة - والهشاشة تؤثر في االقتصاد ١ميكن ملسار ومستوى التنمية االقتصادية أن يؤثرا على هشاشة الدولة في أي بلد، لكنهما في الوقت نفسه ينتجان عنها .٢ ومتيز العالقات االقتصادية بني املصالح والرغبة في التعاون أو التنافس، فتقسم اتمع إلى فئات اجتماعية مختلفة. وعالوة

على ذلك، فإن حشد املوارد من أجل بناء الدولة ومن أجل التشارك االجتماعي الداخلي يتأثر بنمط التنمية االقتصادية. فعلى سبيل املثال، قامت دول عديدة بعد حتررها من االستعمار، في محاولة لتخليص نفسها من املستعمرين السابقني الذين كانوا لصادراتها)، بتنفيذ سياسات إلحالل الواردات موجهة نحو الداخل، مما أدى في كثير يشترون منتجاتها (ما كان يضمن أسواقا

من األحيان إلى زيادة دور الدولة بطريقة غير مثالية على اإلطالق. ويحلل هذا الفصل العمليات االقتصادية التي متيز الدول الهشة وتتصل بأعراض هشاشة الدولة - من ضعف احلكم والفساد إلى السلوك االنتهازي والصراع. كما يستكشف هذا الفصل الكيفية التي ميكن أن تتفاعل بها هذه العوامل لتجعل الدول أكثر هشاشة - أو تخلق دوائر قوية لتحقيق منو أسرع ومؤسسات أقوى.

والهدف هو تسليط الضوء على التوقيت واالتساق الزمني في التعامل مع مختلف جوانب الهشاشة. مبعنى أدق:

االنفتاح التجاري يتفاعل مع الهشاشة من خالل املكاسب احملتملة من التجارة والتي ميكن أن تساعد البلدان على اخلروج من الهشاشة إلى املرونة، لكن أيضا •من خالل قيمة املوارد املتنازع عليها، وتكاليف الفرص البديلة للمنافسة، وفرص التواطؤ بني وكالء القطاع اخلاص واملسؤولني احلكوميني.

االستثمار األجنبي املباشر (FDI) ميكن أن يفرض التنافس على االقتصاد احمللي عن طريق حتسني الكفاءة في توزيع املوارد احمللية واحلد من أنشطة البحث عن الريع •واآلثار اجلانبية السلبية لإلدارة العامة. في هذه احلالة يكون لالستثمار األجنبي املباشر تأثير إيجابي على النمو، يتحدد مداه بحسب القطاع والقوى العاملة احمللية التي مت حشدها. ولكن في غياب احلوافز والقواعد املناسبة، فقد يساهم املستثمرون األجانب في سوء اإلدارة والفساد أو يشاركون بشكل مباشر أو غير

مباشر في "اقتصاد احلرب" ومتويل لوردات احلرب والصراعات األهلية.

وفرة املوارد الطبيعية ميكن أن تساعد مؤسسات الدولة على أداء وظائفها، بحيث تشكل الضرائب من استخراج املوارد اجلزء األكبر من اإليرادات احلكومية في • أن تقع الدول الهشة في حلقات مفرغة تربط بني إدارة املوارد وتالشي قدرات الدولة – "لعنة املوارد". فعلى الدول الهشة (الفصل الثاني). ولكن من املرجح أيضاالرغم من أن وفرة املوارد لها تأثير إيجابي على النمو في البلدان ذات املؤسسات اجليدة، إال أن لها تأثير سلبي على البلدان ذات املؤسسات الضعيفة . وألن الدول الهشة مؤسساتها ضعيفة،٣ فاالحتمال األكبر أن تكون املوارد الطبيعية لعنة عليها أكثر من البلدان األفريقية األخرى التي تستطيع املوارد الطبيعية فيها أن فوريا، في الغالب على حساب دخل أقل تعزز النمو الذي تقوده الصادرات. وتعتبر املفاضالت الزمنية ذات صلة كبيرة في هذا املوقف. فاملوارد الطبيعية تدر دخالفي املستقبل. وبالتالي تتطلب إدارتها بشكل فعال وجود إطار زمني طويل، وهو أمر ليس بالسهل على حكومات قد تكون غير شرعية أو معرضة خلطر اإلطاحة

بها.

فوسو ٢٠٠٩. ١

للتفاعالت الظاهرية بني التنمية االقتصادية وتوطيد الدولة. ففي أعقاب االستقالل في عام ١٩٦٦، كانت الظروف التي مرت بها بتسوانا مهما يرى روبنسون (٢٠٠٩) أن بتسوانا تشكل مثاال ٢

في تكوين الدولة وإنشاء االقتصاد. وتشابهت بتسوانا مع تلك البلدان وسلما أقل جناحا في البداية مشابهة للظروف التي مرت بها بلدان أفريقيا جنوب الصحراء األخرى التي اتبعت مسارافي الفقر املدقع، وانتشار األمية، وضعف البنى التحتية، واإلرث االستعماري، وتعدد اموعات العرقية. وكانت بتسوانا تنعم بوفرة في املاشية، مثل السودان والصومال، وكذلك في املاس، مثل أنغوال وسيراليون. ويرى روبنسون أن إنشاء الدولة احلديثة – التي بنيت من خالل "عملية طويلة من تكوين الدولة واملؤسسات املوروثة عن الواليات التسوانية"- يساعد في إيجاد تفسير

لنجاح بتسوانا ويظهر في الوقت نفسه الدور احلاسم ملؤسسات الدولة في التنمية االقتصادية وفعالية السياسات والنماذج االقتصادية. ميلوم وآخرون، ٢٠٠٦. ٣

التقرير األوروبي حول التنمية

٥٧

Page 70: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الرتباطها الوثيق بالتجارة التغيرات اجلذرية في فرص الوصول إلى األراضي أو املياه لها تداعيات على االستدامة البيئية واألمن الغذائي وعالقات القوة. ونظرا •واالستثمار األجنبي املباشر، فإن هذه العوامل تستطيع أن تشكل االستقرار االجتماعي وهشاشة الدولة والنمو االقتصادي.

إدارة األمن الغذائي هي وظيفة أساسية من وظائف احلكومة، لذلك يترتب على الهشاشة عواقب بالنسبة لألمن الغذائي. وميكن لالنطباعات عن عجز الدولة •أو عدم رغبتها في معاجلة انعدام األمن الغذائي املزمن أو حماية مواطنيها من الصدمات الغذائية أن تقوض الثقة في املؤسسات العامة ومن ثم في شرعية

احلكومة.

االنفتاح التجاري قد يزيد أو يقلل من هشاشة الدولة ٢في حني أن هشاشة الدولة قد تؤثر على فعالية االنفتاح التجاري في حتقيق نتائج اقتصادية، فإن التجارة الدولية ميكن أن تؤثر

على على الهشاشة. ويتمثل التأثير األول لالنفتاح التجاري في تغيير هيكل األسعار النسبية للبضائع واخلدمات التي يتم تبادلها مع بقية العالم.

وفي سياق ضعف احلكم وتطبيق القانون، يتفاعل االنفتاح التجاري مع الهشاشة لينتج عواقب توزيعية، ويعزز النمو االقتصادي، ويؤثر على قيمة املوارد املتنازع عليها، وفرص الفساد، وتكاليف الفرص البديلة للصراع، واالختيار بني األنشطة اإلنتاجية واالنتهازية وهوامش البحث عن الريع.

وفي سياق مؤسسي واضح املعالم – تعمل فيه الدولة على ضمان األمن وحقوق امللكية وإنفاذ العقود - يؤدي االنفتاح التجاري بوجه عام إلى مكاسب شاملة. أما في السياقات املؤسسية الضعيفة، فليس األمر كذلك. وحتى عندما تكون هناك مكاسب كلية محتملة من التجارة، فإن توزيع هذه املكاسب قد يولد الصراع ويزعزع االستقرار، خاصة عندما تكون مؤسسات إدارة الصراع ال وجود لها أو قد مت تفكيكها. باإلضافة إلى ذلك، فإن هيكل امليزة النسبية للبلد قد يؤثر على هذا البعد. وفي ما يحدث عندما يكون اعتماد البلد على املوارد الطبيعية "ثابتة من التشارك في موارد الدولة غالبا حقيقة األمر، فإن استبعاد بعض اموعات التي تشكل تهديدااملصدر" (كاحملروقات واملعادن ومحاصيل املزارع مثل السكر والقطن) أكثر من اعتماده على الصناعات التحويلية والصادرات الزراعية املنتشرة (كتربية احليوانات وزراعة املنتجات الزراعية في املزارع العائلية الصغيرة، مثل األرز والقمح) .٤ واألمثلة كثيرة على ذلك منها حرب البيافرا التي اندلعت في نيجيريا في أواخر الستينات واحلروب األهلية التي شهدتها أنغوال وجمهورية الكونغو الدميقراطية. وعلى العكس من ذلك، فعندما يتم توزيع اإلنتاج واملنافع على نطاق واسع عبر املناطق اجلغرافية أو

احتماالت اندالع العنف املدني. اموعات العرقية أو املراكز احلضرية، تقل كثيرا

مع طبيعة مؤسسات الدولة ومنط سياسات إعادة التوزيع التي على العالقات الرأسية بني الدولة واتمع. فاالنفتاح التجاري قد يتفاعل مثال وقد يؤثر االنفتاح أيضا في إضعاف الروابط االقتصادية احمللية بني مجموعات النخبة ومجموعات اجتماعية أخرى، مما قد ينتج بدوره حوافز سلبية تختارها النخبة. لكنه قد يتسبب أيضا

تثني النخبة عن االستثمار في السلع احمللية العامة أو تشجعهم على انتهاج سياسات غير فعالة وباحثة عن الريع .٥

وقد بحث عدد من التحليالت في األدلة التجريبية على وجود صلة بني التكامل التجاري وظهور الصراعات الداخلية واحلروب األهلية. ويرى شوفيه وآخرون (٢٠٠٧) أن التجارة هي أحد دوافع احلروب األهلية ووسيلة لتمويل التمرد. وفي حقيقة األمر، هناك قوى تدفع في اجتاهني معاكسني: بعضها يقلل من خطر اندالع احلروب، بسبب ارتفاع تكاليف الفرص البديلة للصراعات، لكن البعض اآلخر يزيدها، ألن التجارة توفر مصادر بديلة لالستهالك والدخل تغني عن اإلنتاج احمللي، الذي قد يدمره

احلرب.

أهلية، على الرغم ألن تشهد حروبا من البلدان ذات االكتفاء الذاتي وأقل احتماال وتشير دراسات كمية حديثة إلى أن البلدان ذات االنفتاح التجاري تكون أكثر استقرارامن اكتشاف مفاضالت مهمة. وقد وجد مارتن وآخرون (٢٠٠٨) أن التكامل التجاري قد مينع احلروب، إذا ما كانت املكاسب من التجارة معرضة للخطر أثناء احلرب األهلية. فيخفض من تكلفة الفرص البديلة للحروب. أو مبعنى أدق، فإن االنفتاح التجاري له تأثيرات متباينة على احتمال وقوع ولكن االنفتاح قد يكون مبثابة آلية تأمني أيضاحروب أهلية: فهو قد مينع وقوع األنواع األكثر حدة (تلك التي تدمر أكبر قدر من التجارة) لكنه في الوقت نفسه قد يزيد من خطر نشوب صراعات محدودة النطاق.

في الفترة بني عامي ١٩٨٠ و٢٠٠٠، يؤيد وبالتركيز على أفريقيا جنوب الصحراء، والبحث في تأثيرات انفتاح وحترير التجارة على اندالع احلروب الداخلية في ٣٧ بلدابوسمان وآخرون (٢٠٠٥) الرأي القائل بأن االنفتاح التجاري له تأثير إيجابي على السالم واالستقرار مبجرد االنتهاء من إعادة هيكلة االقتصاد. ولكن في املدى القصير

قد يزيد حترير التجارة من خطر اندالع حرب أهلية وصراع أثناء تنفيذ تدابير اإلصالح.

إيشام وآخرون، ٢٠٠٥. ٤

على ذلك. فعندما تكون النخب السياسية غير راغبة في املساهمة في توفير السلع العامة وتكون الدولة غير قادرة على حتصيل الضرائب، تسعى هذه يقدم سيغورا-كايوال (٢٠٠٦) مثاال ٥

إلى االستيالء على املوارد من خالل تشويه األسعار. إال أن مدى هذه السياسات االستيالئية حتده حقيقة أن ريع األعمال اخلاصة بالنخب نفسها قد يكون، إلى حد ما، مكمال النخب عموماملا تنتجه الفئات االجتماعية من غير النخب. وفي مثل هذا السياق، يؤدي االنفتاح التجاري إلى خفض تكاليف الفرص البديلة لسياسات األسعار االستيالئية. وفي حالة التكامل التجاري، من احملتمل أن يتم حتديد أسعار املنتجات خارج إطار االقتصاد احمللي، مما يفصل بني فوائد النخب والتشوهات التي يفرضونها على االقتصاد احمللي. وهذا بدوره يدفعهم إلى التالعب باألسعار احمللية النسبية بشكل أكثر كثافة للحصول على الريع من الفئات التي ال تنتمي إلى النخبة. ويشير هذا التعليل إلى أن التكامل التجاري قد تكون له عواقب ضارة في البلدان التي تتسم

بانخفاض املشاركة السياسية وضعف استجابة النخبة لبقية اتمع.

الفصل الرابع

٥٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 71: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وتشير املناقشة السابقة إلى وجود مفاضالت سياسية بني ااطر قصيرة األجل الناجمة عن اإلصالح التجاري واملكاسب طويلة األجل الناجمة عن االنفتاح - ومنع الصراعات احلادة واالحتماالت الدائمة حلدوث توترات محدودة النطاق. وقد يكون أحد احللول املمكنة ملثل هذه املفاضالت هو تعويض اخلاسرين املباشرين بهدف تقليل احتماالت زعزعة االستقرار السياسي في املدى القصير وإتاحة الوقت الكافي لكي يصل االقتصاد إلى الوضع طويل األجل الذي يسمح لعدد كاف من األفراد

باالستفادة من اإلصالح.

عالقات ثنائية االجتاه بني االستثمار األجنبي املباشر والهشاشة ٣في حني تعترف الكتابات بالتأثير السلبي لسوء اإلدارة الداخلية والفساد على تدفقات االستثمار األجنبي املباشر، فإن األعمال

احلديثة تعطي مؤشرات عملية على التأثير العكسي لالستثمار األجنبي املباشر على هياكل احلكم في البلد املضيف وأقصى على العالقة بني االستثمار قاطعا عمليا مظاهر هشاشة الدولة: الصراعات واحلروب األهلية. ولم تقدم األبحاث احلديثة دليالاألجنبي املباشر والصراعات. ويرى بوالتشيك وآخرون (٢٠٠٥) ٦ أن االستثمار األجنبي املباشر يقلل من احتمال نشوب صراعات

دولية، وأن التجارة واالستثمار األجنبي املباشر يكمالن بعضهما البعض في احلد من الصراعات، فيما يرى جيسنجر وغليدتش يحدث االستثمار األجنبي املباشر تأثيرات إيجابية على الرفاهية االقتصادية، لكنه يحدث (١٩٩٩) ٧ أنه في البلدان األشد فقرا

تأثيرات سلبية على التوزيع واالضطراب السياسي. ومن ناحية أخرى، وجد باربييري وروفيني (٢٠٠٥) ٨ أن االستثمار األجنبي يقلل من مدة احلروب األهلية، لكنه ال يقلل من احتمال نشوبها. املباشر في البلدان األقل منوا

للفرضية القائلة بوجود صلة إيجابية بني االستثمار األجنبي املباشر واألبعاد األخرى لهشاشة الدولة مثل الفساد. ويشير قاطعا وال تقدم الكتابات التجريبية سنداحتليل حديث عبر البلدان لالرين وتافاريس (٢٠٠٧) إلى أن االستثمار األجنبي املباشر يقلل بشكل ملحوظ من الفساد في البلد املضيف، وتشمل نتائج حتليلهما عدة محددات لالنفتاح باإلضافة إلى كثافة التجارة ومتوسط التعريفة اجلمركية، مبا في ذلك االعتماد على املوارد الطبيعية واالنقسامات العرقية وحجم االقتصاد واإلنفاق احلكومي .٩ بيد أن العالقة بني االستثمار األجنبي املباشر والفساد قد تتوقف على مستوى التنمية والدميقراطية في البلد املضيف. ويقدم تشو (٢٠٠٧) ما حتد من الفساد في الدميقراطيات األكثر تقدما، وتزيد من الفساد في للرأي القائل بأن تدفقات االستثمار األجنبي املباشر غالبا عمليا ،١٠ على سبيل املثال، سندا

. البلدان غير الدميقراطية األقل تقدما

، فقد يكون التغلب على وعلى الرغم من عدم قطعية هذه النتائج، إال أنها تسلط الضوء على التحديات التي تشكلها سياسات االستثمار األجنبي املباشر. أوال جلني الفوائد االقتصادية لالستثمار األجنبي املباشر. ثانيا، في حني أن االنفتاح على االستثمار األجنبي هشاشة الدولة وبناء مؤسسات دميقراطية قوية ضروريا املباشر في حاالت الهشاشة ميكن أن يقلل من احتماالت نشوب صراعات داخلية، فإنه يحتاج كذلك إلى شكل من أشكال التنظيم لتعزيز نوعية االستثمار بدالمن كميته. كما أن إنشاء إطار قانوني ومحاسبي يشجع على الشفافية واملساءلة في بلدان املستثمرين األصلية ضرورة واضحة لكي يساهم االستثمار األجنبي

املباشر في االقتصاد احمللي.

وميكن تكوين رؤى حول العالقة بني االستثمار األجنبي املباشر وهشاشة الدولة من إلقاء نظرة فاحصة على املستفيدين الرئيسيني من تدفقات االستثمار األجنبي في أفريقيا جنوب هشا املباشر في أفريقيا جنوب الصحراء. سنجد أن حصة تدفقات االستثمار األجنبي املباشر في الناجت احمللي اإلجمالي في ١٣ فقط من أصل ٢٩ بلداالصحراء تفوق متوسط منطقة أفريقيا جنوب الصحراء (الذي هو في حد ذاته متوسط منخفض، حيث يبلغ ٣٫٢ في املائة، مقارنة بـ٤٫٨ في املائة ملنطقة جنوب شرق آسيا). ومعظم هذه البلدان هي بلدان غنية بالنفط واملوارد الطبيعية (أنغوال وتشاد وجمهورية الكونغو وغينيا االستوائية ونيجيريا وسان تومي وبرينسيبي

وسيراليون والسودان) .١١ وبالتالي فلكي نفهم تأثير االستثمار األجنبي املباشر على هشاشة الدولة فمن الضروري أن نعرف أوال ثرواتها من املوارد الطبيعية.

لذلك ففي حني أن االستثمار األجنبي املباشر قد يكون له تأثير إيجابي محتمل على النمو واحلد من الفقر، إال أن العوامل اخلارجية السلبية تسود عندما تكون جودة املؤسسات متدنية، مما يعزز احتماالت الصراع وسوء اإلدارة. وتؤدي الدائرة اخلبيثة الناجتة عن ذلك إلى تضخيم تأثير االستثمار األجنبي املباشر على الهشاشة. ولتحويل هذه الدائرة اخلبيثة إلى أخرى حميدة يتعني على احلكومات (إذا كانت شرعية) أن تلتزم بالتوزيع العادل لإليرادات. إال أن انخفاض مصداقية احلكومات في البلدان الهشة

يجعل من غير املرجح الوصول إلى دائرة حميدة، ما لم تعمل عوامل خارجية (مثل املنظمات الدولية) على الدفع باجتاه هذه االلتزامات وضمانها.

بوالتشيك وآخرون ٢٠٠٥. ٦

جيسنجر وغليدتش ١٩٩٩. ٧

باربييري وروفيني ٢٠٠٥. ٨

انظر الرين وتافاريس ٢٠٠٧. ٩

تشو ٢٠٠٧. ١٠

حصة االستثمار األجنبي املباشر في الناجت احمللي اإلجمالي في هذه البلدان تتراوح بني ٥ في املائة في أنغوال و٢٧ في املائة في غينيا االستوائية. ١١

العوامل االقتصادية قد تفاقم من الهشاشة التقرير األوروبي حول التنمية

٥٩

Page 72: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وفرة املوارد الطبيعية قد تزيد من سوء احلكم ٤متثل وفرة املوارد الطبيعية فرصة كبيرة لدفع عجلة التنمية االقتصادية وتوطيد الدولة. فالدولة الغنية باملوارد متلك األموال

الالزمة لبناء القدرات الضرورية ألداء وظائفها، وخاصة متويل اإلنفاق العام من أجل التنمية البشرية واحلد من الفقر. ولكن اآلليات الضارة ميكن أن تعرض هذه العملية للخطر: فاالعتماد على املوارد ميكن أن يخلق حالة من عدم االستقرار االقتصادي، والتي ميكن أن تتحول بدورها إلى حالة عدم استقرار سياسي. وفي الواقع ميكن لوفرة املوارد الطبيعية أن تعيق احلكم اجليد،

الذي هو أحد املكونات الرئيسية ألداء الدولة، ومن ثم تزيد من خطر هشاشة الدولة. ولكن لكي تترجم وفرة املوارد إلى حتسني األداء االقتصادي العام ورفع مستويات املعيشة، فقد يكون احلكم اجليد أكثر أهمية مما هو عليه في االقتصادات الفقيرة في

املوارد. ومن املمكن لهذا التفاعل بني وفرة املوارد وسوء احلكم أن يقود هشاشة الدولة إلى طريق مظلم.وبذلك ميكن أن تكون املوارد الطبيعية إما نعمة أو نقمة على البلدان الغنية باملوارد .١٢ إذ تؤكد الدراسات التجريبية أن املوارد ثابتة املصدر وإيرادات املوارد تزيد الفساد وتعيق التنمية االقتصادية واملؤسسية. وألن عدة بلدان هشة لديها وفرة كبيرة في املوارد الطبيعية وانخفاض في مستوى احلكم، نحن بحاجة إلى البحث في الكيفية التي تستطيع بها املوارد الطبيعية الوفيرة مضاعفة هشاشة الدولة (أو ما ميكن عمله الستغالل الفرص التي تقدمها الهبات الطبيعية وحتويل االقتصاد

إلى اقتصاد تقوده الصادرات).

إلى إدارة اإليرادات – يتصل بإمكانية مساءلة احلكومة. فوفرة املوارد تزيد من باالستخراج ووصوال كما أن إنشاء مخزون من املوارد الطبيعية – بداية من التنقيب مرورا مختلفة: من الفساد إلى السرقة إلى الصراع. وقد يؤدي الريع املتحصل فرص انتزاع املوارد من احلكومة احلالية (انظر الفصل الثاني). وقد يتخذ البحث عن الريع أشكاالمن املوارد إلى اإلطاحة باحلكومة من خالل التمرد سواء على مستوى اإلقليمي أو الوطني. وألن التغيرات في أسعار السلع األولية تؤثر على معدل وقوع احلروب األهلية

ومدتها، فقد ركز اجلدل األخير على القنوات التي ميكن للسلع األولية أن تؤثر من خاللها على خطر نشوب صراع .١٣

لتمويل تصعيد التمرد واستدامته. ، قد تكون صادرات السلع األولية مصدرا أوال •

ثانيا، قد تكون حركات التمرد مدفوعة بالرغبة في حتصيل الريع، الذي يعتبر أسهل في سياق ينعدم فيه القانون، مثل السياق الذي ينشأ عن الصراع. •

ثالثا، تزيد املوارد الطبيعية من احتماالت نشوب حروب انفصالية. •

إلى تغيير مصالح احلكومة احلالية وسلوكياتها. وميكن أن يتدهور احلكم بعدة طرق: وقد تؤدي وفرة املوارد أيضا

يستطيع الريع املتحصل من املوارد أن يقلل من املساءلة االنتخابية في أي نظام دميقراطي إذا ما استخدمت احلكومة جزء من املال للبقاء في السلطة من خالل •احملسوبية. وشراء األصوات هو شكل من األشكال األكثر مباشرة لتطليق االنتخابات من املساءلة. هكذا يستطيع ريع املوارد تقويض دور االنتخابات وزيادة رغبة

احلكومات في االحتفاظ بالسلطة.

في النظام االستبدادي، يستطيع ريع املوارد أن يقلل من فعالية املساءلة مما يحد من إمكانية التدقيق، ومن ثم يقلل من الضغط على احلكومة لتلبية احتياجات •املواطنني.

قد يغير ريع املوارد من احتمال التحول من النظام االستبدادي إلى الدميقراطي. •

من إجراء تغييرات جوهرية في السياسات شديدة االختالل. وقد يؤخر أيضا •

، ميكن أن تخلق بيئة يصعب فيها حتقيق كامال ما تضمن احلصول على ريع، وخاصة في الدول الهشة التي ال يطبق فيها القانون تطبيقا إن حقيقة أن وفرة املوارد غالباتقدم اقتصادي مستقر - بيئة أكثر عرضة لالضطرابات االجتماعية والسياسية. وهناك أدلة وافرة في الكتابات احلالية على أن االعتماد على املوارد يخلق حالة من

باملوارد الطبيعية .١٤ عدم االستقرار السياسي وعدم القدرة على وضع استراتيجيات عملية غير مرتبطة حصرا

وإذا ما عجزت الدولة عن وضع إطار قانوني لتراخيص التنقيب واإلنتاج من أجل تطوير واستخراج املوارد، فمن املتوقع أن ينتشر سوء التوزيع وعدم الكفاءة والبحث نح من خالل السيطرة املادية على األرض، أما عدم الكفاءة عن الريع. ويأتي سوء التوزيع بسبب التوزيع املكاني للموارد الطبيعية، ويأتي البحث عن الريع ألن امللكية متفيأتي بسبب عدم اليقني بشأن احلفاظ على السيطرة. فإذا كان ينظر إلى السيطرة على أنها مؤقتة، يصبح الدافع اخلاص هو استنزاف املوارد بسرعة، حتى لو كان

ذلك أكثر كلفة من الناحية االجتماعية.

انظر أوراق املعلومات األساسية التي أعدها كولير (٢٠٠٩) وكولير وفينابلز (٢٠٠٩) لالطالع على حتليل مستفيض لهذه القضية. ١٢

أنظر ورقة املعلومات األساسية التي أعدها رينال-كويرول (٢٠٠٩). ١٣

وال تعتمد بشدة على املوارد الطبيعية. تركز غالبية الكتابات على مفهوم االعتماد على املوارد وليس فقط توفرها، مما يؤدي إلى اختالف في البلدان التي لديها اقتصاد أكثر تنوعا ١٤

الفصل الرابع

٦٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 73: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وثمة نتيجة أخرى هي أن غياب حقوق امللكية، وهي ظاهرة شائعة في البلدان الهشة، تتفاعل مع غياب املعلومات. وكما هو احلال مع االختراعات، فإن الدافع إلجراء ما يتم االنتظار حتى يكتشف آخرون املوارد الطبيعية ثم فرض السيطرة عليها، للغاية ما لم تتمتع االكتشافات باحلماية .١٥ فكثيرا عمليات بحث يكون ضعيفا

فة. حتى لو كان ذلك يتطلب استخدام العنف. لذلك ال تزال الكثير من املوارد غير مكتش

املربع ٤٫١: مدونات قواعد السلوك وميثاق املوارد الطبيعيةإن االلتزامات الدولية التي تنشأ من خالل مدونات املمارسات أو االلتزامات التعاهدية ميكن أن تشكل أهمية. ومن األمثلة على ذلك مبادرة الشفافية في مجال الصناعات االستخراجية (EITI)، وعملية كيمبرلي (التي تتطلب أن تكون شهادة منشأ املاس الذي يتم تداوله من مناطق غير مناطق الصراعات) . وهذا امليثاق مجموعة من املبادئ التي تستهدف احلكومات واتمعات إلرشادهم حول االستغالل الفعال للفرص وميثاق املوارد الطبيعية الذي وضع حديثاالتي توجدها املوارد الطبيعية. والغرض منه هو مساعدة حكومات ومجتمعات البلدان الغنية باملوارد غير املتجددة على إدارة تلك املوارد بطريقة تولد وتعزز رفاهية السكان وتكون مستدامة من الناحية البيئية. كما أنه يهدف إلى ضمان عدم إهدار الفرص التي تتيحها االكتشافات اجلديدة اقتصاديا منوا

وانتعاش أسواق السلع األولية.

من نوعه هو أنه يجري إنشاؤه من خالل عملية تشاركية تستند إلى البحث األكادميي. وما يجعل ميثاق املوارد الطبيعية فريدا

"يتألف امليثاق من ١٢ مبدأ ... وتضم هذه املبادئ االختيارات واالستراتيجيات املقترحة التي قد تتخذها احلكومات لزيادة فرص التنمية االقتصادية املستدامة من خالل استغالل املوارد الطبيعية :١٦

ينبغي أن يكون الهدف من تنمية املوارد الطبيعية هو ضمان حتقيق الفائدة القصوى ملواطني البلد املضيف. •

املوارد االستخراجية هي أصول عامة، والقرارات بشأن استغاللها ينبغي أن تكون شفافة وخاضعة للرقابة العامة املستنيرة. •

املنافسة أساسية لتأمني قيمة املوارد وضمان النزاهة. •

ال بد أن تكون الشروط املالية قوية أمام الظروف املتغيرة وأن تضمن حصول البلد على القيمة الكاملة من موارده. •

ينبغي أن تكون شركات املوارد الوطنية قادرة على املنافسة وأال تتولى مسؤولة الوظائف الرقابية أو غيرها من األنشطة. •

قد ينجم عن مشروعات املوارد تأثيرات بيئية واجتماعية خطيرة يجب أخذها في احلسبان والتخفيف منها في جميع مراحل دورة املشروع. •

ينبغي استخدام عائدات املوارد بالدرجة األولى في تعزيز النمو الشامل واملستدام من خالل متكني مستويات عالية من االستثمار احمللي واحلفاظ عليها. •

وتهدئة روافد الدخل املتقلبة. يتطلب االستخدام الفعال لعائدات املوارد زيادة اإلنفاق احمللي تدريجيا •

ينبغي أن تستخدم احلكومات ثروتها من املوارد لزيادة كفاءة وفعالية اإلنفاق العام. •

ينبغي أن تدير احلكومات استثماراتها بطريقة متكن القطاع اخلاص من االستجابة للتغيرات الهيكلية في االقتصاد. •

يجب على حكومات الشركات االستخراجية ومراكز رأس املال الدولية أن تشترط تطبيق أفضل املمارسات. •

يجب على جميع الشركات االستخراجية اتباع أفضل املمارسات الدولية في التعاقدات والعمليات واملدفوعات". •

وقد قامت عدة دول هشة في أفريقيا جنوب الصحراء باعتماد مبادرة الشفافية في مجال الصناعات االستخراجية، وذلك بهدف حتسني احلكم من خالل التحقق من مدفوعات الشركات وعائدات احلكومة من النفط والغاز والتعدين ونشرها بالكامل. وقد وافقت شركات النفط والغاز والتعدين على دعم هذه

املبادرة، التي ميثل االنضمام إليها إشارة قوية على التزام احلكومة بالشفافية.

هذه املشكلة مشابهة للمشكلة التي مت حتليلها في ديكسيت (١٩٨٩) فيما يتعلق باالستثمار األجنبي املباشر. ومن األمثلة احلديثة على ذلك االستكشافات النفطية الناجحة في غانا، ١٥

التي أعقبت التحسن في حقوق امللكية.مأخوذ من: http://www.naturalresourcecharter.org/index.php/en/the-precepts في ٥ أكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٩. ١٦

العوامل االقتصادية قد تفاقم من الهشاشة التقرير األوروبي حول التنمية

٦١

Page 74: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وضع قوانني وعلى الصعيد الداخلي، من املمكن إنشاء آليات التزام عن طريق الدخول في عقود طويلة األجل وبناء سمعة طيبة. وقد يكون من املمكن أيضا الستخدامها على املدى الطويل. مالية يتم مبوجبها تنحية حصة من العائدات جانبا

للمساعدة القانونية الفنية بشأن منح العقود. وفي موزمبيق، يساهم العمل التحليلي وفي الواقع، فقد جلأت النيجر وليبيريا إلى اجلهات املانحة طلبافي تعزيز احلوار حول إدارة اإلنفاق العام واملساءلة املالية في سياق ارتفاع العائدات من استخراج املعادن. كما تطلب بلدان أخرى الدعم في منح التراخيص

والتفاوض على العقود مع املستثمرين الرئيسيني، وإدارة العائدات املرتبطة بالسلع املتقلبة، وحتسني تركيبة االستثمارات العامة ونوعيتها.

إدارة احلكم تؤثر على العالقة بني األرض والهشاشة ٥إن التغيرات اجلذرية في إمكانية احلصول على األراضي عادة ما تتأثر باإلجراءات احلكومية. وهناك مجال واسع لتنفيذ إصالحات

حيازة األراضي وسياسات األراضي – الضرائب على األراضي وتسجيل ملكيتها وتنظيم عقود األراضي وأسواقها - للحد من الفقر وزيادة اإلنتاجية الزراعية واحلفاظ على البيئة. ولكن سياسات األراضي ليست محايدة وقد تثير التوترات االجتماعية.

فقد بينت الصراعات األفريقية أن إصالحات حيازة األراضي غير املدروسة كانت من العوامل األساسية املؤدية إلى نشوب الصراعات أو تفاقمها. وقد يؤدي احلد من فرص احلصول على األراضي لقطاعات واسعة من اتمع إلى الشعور بالظلم

واإلحباط وانعدام األمن الغذائي وانعدام التوازن في السلطة السياسية .١٧وفي زميبابوي، بدأ إصالح األراضي في عام ١٩٨٠ ثم بعد ذلك أسفر "املسار السريع إلعادة التوطني" عن تأثيرات بالغة على الزراعة، مما أدى إلى خسائر هائلة في الوظائف في البلدان األخرى التي تعاني من أزمات ممتدة مثل جمهورية الكونغو الدميقراطية والصومال وانعدام األمن الغذائي وردود فعل عنيفة .١٨ ومتثل األراضي مشكلة أيضا قانونيا والسودان .١٩ ففي جبال النوبة في السودان، أسفر صدور قانون األراضي غير املسجلة في عام ١٩٧٠، الذي ألغى احلقوق العرفية لالنتفاع باألراضي ووفر أساساسمح للمشروعات الزراعية امليكانيكية باقتناء األراضي، عن حرمان واسع لصغار املزارعني والرعاة من البدو: فقد استولت هذه املشروعات على ما يقدر بنحو نصف

املساحة اإلجمالية للسهول (التي متتاز بأفضل أنواع التربة في املنطقة) .٢٠

وفي اآلونة األخيرة، انتشرت ظاهرة جديدة لها تأثيرات محتملة مهمة على استخدام األراضي وإمكانية احلصول عليها في أفريقيا جنوب الصحراء. ففي أعقاب . ويبدو أن ساخنا أزمتي الغذاء والنفط ورغم األزمة االقتصادية واملالية، تصاعدت موجة من شراء األراضي الزراعية من قبل مستثمرين أجانب ووطنيني مما أثار جدالالصني واإلمارات العربية املتحدة والهند وكوريا اجلنوبية وبعض حكومات االحتاد األوروبي وشركات خاصة هم املستثمرون الرئيسيون في أراضي القارة األفريقية. غير أن الصحافة الدولية حتدثت عن صفقات كبيرة لبيع األراضي مع بلدان مستثمرة أخرى، مثل الواليات املتحدة وليبيا ومصر. وتشير الدالئل األولية ٢١ إلى أن االستثمار األجنبي املباشر في األراضي في أفريقيا مييل إلى التركيز على مجموعة صغيرة من البلدان (السودان وموزمبيق ومدغشقر وإثيوبيا). لكن هذا االجتاه بدأ ينتشر إلى

استثمارات ضخمة في األراضي الزراعية في أنغوال وجمهورية الكونغو الدميقراطية وغانا وليبيريا ونيجيريا وتنزانيا. جلت مؤخرا مناطق أخرى من القارة. فقد س

وقد تكون عواقب ذلك على الزراعة األفريقية والشعوب األفريقية عميقة ومستمرة ومن الصعب تصحيحها. وال يزال من غير املعروف حجم هذه الظاهرة بالتحديد ما تكون غير موثوقة أو غير شفافة، إال أن األدلة املتوفرة تشير إلى أن هذه الظاهرة ليست هامشية. ففي بسبب محدودية املعلومات النوعية والكمية التي كثيراخمسة بلدان أفريقية فقط (إثيوبيا ومدغشقر ومالي وموزمبيق والسودان)، قد متت املوافقة على صفقات لبيع ٢٫٥ مليون هكتار من األراضي ٢٢ منذ عام ٢٠٠٤، ومن على عجلة التنمية في أي شأن العقود املرتقبة أن ترفع هذه األرقام إلى أعلى من ذلك .٢٣ وفي حني أنها ال تزال في بدايتها، فإن هذه املوجة املتزايدة قد تشكل خطرابلد هش. ولذلك فمن املهم رصد ومنع أي تأثيرات سلبية محتملة قد يخلفها هذا الشكل "اخلاص" من أشكال االستثمار األجنبي املباشر في قطاع الزراعة على

االستقرار االجتماعي وهشاشة الدولة.

من االهتمام، ولكن وقد كانت التصورات عن الوفرة الكبيرة في األراضي الزراعية وموارد املياه غير املستغلة في أفريقيا وسهولة الوصول إليها هي التي خلقت نوعااالجتاهات األخيرة في أسعار الغذاء والنفط وردود الفعل احلمائية من بعض الدول الرئيسية املصدرة للغذاء هي التي فجرت هذه الظاهرة. كما أن تزايد الطلب على املواد الغذائية الذي يحتاج إلى أساليب إنتاجية تتطلب مساحات كبيرة من األراضي (كإنتاج اللحوم ومنتجات األلبان)، وتزايد الطلب على أنواع الطاقة البديلة للوقود األحفوري، مما زاد من ندرة املياه لالستخدام اإلنتاجي وبطء النمو في اإلنتاجية الزراعية - وفي بعض املناطق، التخفيضات في اإلنتاج الزراعي – كلها عوامل لالعتماد على األسواق الدولية لضمان أمنها الغذائي، لذلك أصبح االعتماد على مصادر تدفع إلى التوسع الزراعي. وقد تكون الدول املستوردة للغذاء أقل استعدادا

خارجية إلنتاج الغذاء استراتيجية وطنية أكثر جدوى.

فالسنروت وآخرون ٢٠٠٦. ١٧

ساشيكوني ٢٠٠٣؛ بونز-فينون وسوليناك ليكومت ٢٠٠٤. ١٨

آلينوفي وروسو ٢٠٠٩. ١٩

بانتوليانو ٢٠٠٨. ٢٠

.٢٠٠٨ GRAIN تستند هذه الدالئل إلى كوتوال وآخرون ٢٠٠٩؛ فون برون ومينزين-ديك ٢٠٠٩؛ وشبكة ٢١

تزيد مساحتها على ١٠٠٠ هكتار. ٢٢

كوتوال وآخرون ٢٠٠٩. ٢٣

الفصل الرابع

٦٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 75: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وقد تعززت العالقة بني االستثمار األجنبي املباشر والسياسات األجنبية واملصالح الوطنية بفعل املشاركة املتزايدة للشركات اململوكة للدولة وصناديق الثروة السيادية في األسواق الدولية. وعلى الرغم من أن معظم الصفقات يعقدها مستثمرون أجانب ومن القطاع اخلاص، وفي بعض البلدان بدأ املستثمرون الوطنيون ما تكون مدعومة من احلكومة، وتعمل كل من احلكومة املضيفة واحلكومة األصلية باقتناء األراضي الزراعية، إال أن هذه االستثمارات غالبا متزايدا يبدون اهتماما

على تشجيع ودعم االستثمارات الواسعة في األراضي .٢٤

وحتاول العديد من البلدان األفريقية اآلن االستفادة من االرتفاع في قيمة األراضي واملياه. ولهذا السبب عادة ما تفرض صفقات األراضي التزامات على املستثمرين فيما يتعلق باالستثمارات أو البنى التحتية أو فرص العمل. والفكرة األساسية هي تعزيز التنمية االقتصادية للبالد واحلد من الفقر عن طريق تبادل املوارد الوفيرة باملوارد الشحيحة: األرض مقابل رأس املال والبنية التحتية والتقنيات واملهارات. وفي العديد من الدول األفريقية، وال سيما في الهشة منها، يعيش أغلب السكان في املناطق الريفية. وميكن للتنمية االقتصادية أن تؤدي إلى احلد من الفقر والنمو االقتصادي، في حني أن االستثمار في البنى التحتية واملهارات والتقنيات ميكن أن

يكون له آثار إيجابية مهمة.

املربع ٤٫٢: عمليات اقتناء مساحات واسعة من األراضي في أفريقيا - تسليط الضوء على صفقات األراضيبقلم لورنزو كوتوال، باحث أول في القانون والتنمية املستدامة، املعهد الدولي للبيئة والتنمية

إلى جنب مع غيرها من النصوص القانونية التي تتمثل صفقات األراضي في عقد واحد أو عدة عقود. وهناك حاجة إلى التمحيص في هذه العقود جنبا بني البلدان وحتى بني كبيرا حتدد السياق القانوني األوسع لهذه العقود، مبا في ذلك القانون الوطني والدولي. وتتسم العقود بالتعقيد وتختلف اختالفا لعدد صغير من املشروعات. وهناك حاجة إلى مزيد من العمل لتحديد االجتاهات في املمارسات التعاقدية واملقارنة بني اخليارات التعاقدية. غير أن حتليال

العقود من أفريقيا قد أبرز بعض القضايا الرئيسية.

األطراف والهيكل العام

ما يكون شركة خاصة أو مملوكة للحكومة. وقد في شكلها األساسي، تنطوي صفقات األراضي على طرفني على األقل، أحدهما هو املشتري، الذي غالبا حكومة أجنبية تشتري األراضي بشكل مباشر - على سبيل املثال، مبوجب "اتفاقية خاصة لالستثمار الزراعي" كالتي مت التوقيع عليها يكون املشتري أيضا ما يكون إحدى احلكومات، وفي حاالت نادرة أحد مالك في عام ٢٠٠٢ بني سوريا والسودان. وعلى الطرف اآلخر من الصفقة يوجد صاحب األرض، الذي غالبا

األراضي من القطاع اخلاص.

. فقد تنطوي كل "صفقة" على عقود وصكوك قانونية متعددة - من اتفاق إطاري يحدد السمات إال أن هذه البساطة الظاهرة تخفي خلفها تعقيدا (سواء تعاقدية أو غير ذلك) تنقل فعال الرئيسية للصفقة بأكملها، حيث تلزم احلكومة املضيفة نفسها بتوفير األرض للمستثمر؛ إلى صكوك أكثر حتديدا يتفاوت بني البلدان ومراحل التفاوض اتلفة ملكية األراضي أو أجزاء منها. كما أن املدى الذي إليه يتم التفاوض على صفقات األراضي أو توحيدها قياسيا

(كما هو احلال مع عقود اإليجار في مكتب النيجر مبالي). ما تكون الصكوك التي تخصص األراضي أكثر توحيدا – وغالبا

وفي العادة تتضمن كل صفقة مجموعة واسعة من األطراف خالل مراحل اإلعداد والتفاوض والتعاقد والتنفيذ العملي للمشروع. وفي البداية تشارك وكاالت متعددة من داخل احلكومة املضيفة. وحتى في البلدان التي توجد فيها نقطة اتصال مركزية خلدمة املستثمرين املرتقبني، وهي في العادة تكون

وكالة لتشجيع االستثمار، فإن هذه الوكالة وحدها لن تتعامل مع كل جوانب صفقة األراضي.

ويتمتع املستثمرون من القطاع اخلاص مبيزة أنهم يستطيعون العمل ككيان قانوني واحد له مجموعة متماسكة من القيم. ولكن حتى في هذه احلالة قد تكون الصورة مختلفة بعض الشيء. ومن بني السيناريوهات احملتملة أن تنفيذ الصفقات املوقعة بني احلكومات قد يتواله مشغلون من القطاع اخلاص، سواء من بدايتها أو كجزء من جهود الحقة الستعادة الزخم. على سبيل املثال، فإن الصفقة السورية-السودانية جتيز لسوريا أن تعهد بالتنفيذ إلى القطاع

مبوافقة احلكومة السودانية على هذه املسألة. اخلاص، رهنا

نقل حقوق األراضي، حماية املصالح احمللية

ما تلعب احلكومات املضيفة دورا ينتشر نظام استئجار األراضي أكثر من شرائها في أفريقيا، وتتراوح مدة العقود بني اآلجال القصيرة و٩٩ سنة. وغاليا كل أو جزء كبير من األراضي. لذلك فمن املهم معرفة إلى أي مدى تأخذ احلكومات في االعتبار في تخصيص األراضي املستأجرة، ألنها متتلك رسميا رئيسيا

املصالح احمللية في األراضي واملياه وغيرها من املوارد الطبيعية.

كوتوال وآخرون ٢٠٠٩. ٢٤

العوامل االقتصادية قد تفاقم من الهشاشة التقرير األوروبي حول التنمية

٦٣

Page 76: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

بتوفير األراضي قبل التشاور مع املنتفعني احملليني باألراضي. وباإلضافة إلى ذلك، فإن غياب الشفافية لكن احلكومات املضيفة قد تلزم نفسها تعاقدياوالضوابط واملوازين في مفاوضات العقود تشجع على الفساد واستحواذ النخبة على الفوائد. ففي موزمبيق وبلدان أخرى، يشترط القانون الوطني على املستثمرين التشاور مع السكان احملليني قبل القيام بتخصيص األراضي. وفي غانا، من الشائع عقد الصفقات مع الزعماء احملليني. ولكن حتى في هذه

احلاالت، فإن أوجه القصور في تنفيذ االشتراطات القانونية وفي إمكانية مساءلة الزعماء احملليني متثل مشكلة متكررة.

. فعلى الرغم من اختالف القوانني الوطنية، إال أن بعض السمات املتكررة تقوض وضع السكان كما أن ضمان احلقوق احمللية في األراضي له أهمية كبيرة أيضااحملليني. ومن بني هذه السمات حقوق االنتفاع غير اآلمنة لألراضي اململوكة للدولة، وإجراءات التسجيل التي يتعذر الوصول إليها، والتعويض عن اخلسارة في التحسينات فقط كاحملاصيل وليس عن األراضي نفسها، ومبالغ التعويضات التي عفا عليها الزمن. نتيجة لذلك، ال يستطيع السكان احملليون االستفادة

من هذه األوضاع، وحتى املستثمرين الذين يهدفون إلى املمارسات اجليدة يعانون من عدم وجود إجراءات وتوجيهات حكومية واضحة.

التوازن االقتصادي لصفقات األراضي

ما تكون رسوم األراضي وغيرها من التحويالت النقدية غير موجودة أو قليلة، وذلك بسبب الرغبة في جذب االستثمارات، وانخفاض تكاليف الفرص غالباالبديلة املتصورة، وضعف أسواق األراضي. ولكن هذا وحده ال يعني أن الصفقة غير متوازنة: فالفوائد التي تعود على البلدان املضيفة قد تشمل التزام

املستثمرين مبستويات معينة من االستثمار وتطوير البنى التحتية مثل شبكات الري.

وبالنظر إلى أهمية االلتزامات االستثمارية في التوازن االقتصادي لصفقات األراضي، فإن إمكانية التنفيذ تشكل أهمية خاصة. فعادة ما تخضع عملية تخصيص األراضي من جانب احلكومة المتثال املستثمر خلطط االستثمار خالل السنوات القليلة األولى من املشروع، وبعدها يتم تأكيد التخصيص. لكن ما استخدمت هذه األداة لوضع املستثمرين موضع املساءلة، ألن صياغة العقود ال تكون دقيقة مبا يكفي إلنفاذها. كما أن إجراء احلكومات األفريقية نادرا

تقييم مرة واحدة فقط في مراحل التنفيذ األولى ال يتيح الفرصة للرصد املستمر ومعاقبة األداء االستثماري السيء على مدى عمر املشروع.

وعلى الرغم من التنوع الكبير لهيكل صفقات األراضي، توضح عينة صغيرة من العقود أن هناك الكثير مما ميكن القيام به لتقليص ااالت الرئيسية التي تؤثر على التوازن االقتصادي - وخاصة إذا ما قورنت هذه العقود باملمارسات التعاقدية في قطاعات أخرى مثل النفط والغاز. ومع االختالفات الكبيرة ما تفتقر إلى آليات قوية لرصد وفرض االمتثال اللتزامات املستثمرين، وضمان استفادة السكان احملليني، وتشجيع مشاركة بني احلاالت، فإن العقود غالبا من خالل الزراعة التعاقدية، أو املشروعات املشتركة مع مالك األراضي احملليني، أو غيرها من أشكال اإلنتاج أصحاب احليازات الصغيرة في أنشطة اإلنتاج (مثال

التعاوني)، وتعظيم اإليرادات احلكومية، وحتقيق التوازن بني مخاوف األمن الغذائي في البلدان األصلية واملضيفة على حد سواء.

ويستطيع التحديث الزراعي أن يساعد البلدان األفريقية على االنتقال إلى مستويات أعلى في سلسلة القيمة. وميكن أن يشجع حتسني الزراعة على تنويع سبل العيش، وتوليد فرص العمل، وزيادة اإلنتاجية الزراعية (من خالل حتسني أنواع البذور املستخدمة، واملعرفة الفنية، والتقنيات). ويستطيع مستثمرو األراضي والشركات الزراعية حتفيز أو االستثمار بشكل مباشر في البنى التحتية والتقنيات والتدخالت الهادفة إلى حتسني فرص الوصول إلى األسواق، في حني تستطيع ضرائب وامتيازات

األراضي توفير اإليرادات املالية.

بيد أن ااطر تدعو للقلق. فالتغييرات في فرص الوصول إلى األراضي واملوارد املائية وفي إدارة املوارد وفي أساليب اإلنتاج ميكن أن تؤثر على االستدامة البيئية واألمن الغذائي وعالقات القوة واالستقرار االجتماعي، خاصة عندما تهيمن على املعامالت مفاوضات غير متوازنة. وهناك احتمال لفقدان السيطرة على األراضي لقطاعات واسعة من اتمع، مع ما يترتب على ذلك من آثار سلبية على األمن الغذائي واالستقرار االجتماعي والعمالة احمللية وفرص الدخل. وقد تؤدي إدارة املستثمرين األجانب للفساد واالستحواذ على مكاسب خاصة على لألراضي إلى توليد الرغبة في استخدام أساليب اإلنتاج غير املستدامة في حني أن صفقات األراضي قد تخلق فرصا

حسب املصالح الوطنية طويلة األجل.

ما يتم اقتناء األراضي في املناطق األكثر وفي بعض بلدان جنوب الصحراء، من احملتمل أن تؤدي صفقات األراضي إلى نشوب خالفات بني النظراء (املربع ٤٫٣) .٢٥ وغالباربحية التي يتوفر فيها الري وإمكانية الوصول إلى املياه والبنى التحتية وتقع بالقرب من األسواق. كما أن معظم األراضي اإلنتاجية واملوارد املائية املستهدفة لالستثمار ليست "غير مستغلة". حتى عندما يتم تصنيفها على أنها أراضي "غير مستغلة"، فمن املرجح أن يكون هناك بالفعل من يدعي أحقيته في االنتفاع بها. جلت هذه الظاهرة في إثيوبيا وتنزانيا وموزمبيق ،٢٦ األمر الذي يتفق مع حقيقة أنه من املرجح في أفريقيا أن تكون تقديرات استخدام املوارد أقل مما ينبغي ألن وقد س رسمية، وال سيما في املناطق الريفية. وتنتشر أساليب اإلنتاج التي ال تتطلب االستخدام املستمر الغالبية العظمى من مستخدمي املوارد احمللية ال ميلكون صكوكا (رعي احليوانات، دورات زراعة األراضي البور التي متتد لفترات طويلة). لذلك يعتمد كثير من الناس في معيشتهم على املوارد املشتركة التي واسعا لألراضي انتشارا

ميكن الوصول إليها بحرية.

.٢٠٠٨ GRAIN كوتوال وآخرون ٢٠٠٩ وشبكة ٢٥

سول ٢٠٠٩؛ نانتومبو وسالوماو ٢٠٠٩. ٢٦

الفصل الرابع

٦٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 77: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وتعمل وكاالت التنمية الدولية واألوساط البحثية من أجل تقدمي التوصيات واملساعدة ألصحاب املصلحة (املستثمرون واحلكومات والسكان احملليون واتمع املدني) لتحقيق الفوائد احملتملة من جتدد االهتمام باالستثمار الزراعي. ولكن من املتوقع أن تكون هذه اجلهود مكلفة، ونتائجها غير مؤكدة.

، وباألخص في البلدان الهشة كبيرا لكن التأكد من أن االستثمارات احمللية واألجنبية في األراضي الزراعية في أفريقيا لها تأثيرات حتد من الفقر يشكل حتديا(اجلدول ٤٫١). إذ تعاني هذه البلدان من ضعف قدرتها التفاوضية وقلة قدرتها على تسوية النزاعات على املوارد.

اجلدول ٤٫١: التأكد من أن االستثمارات اجلديدة في األراضي الزراعية تساعد على احلد من الفقرالشروط الالزمة جلعل

االستثمارات الواسعة في األراضي تؤدي إلى احلد من الفقر

بشكل مستدام

اإلجراءات التي ميكن أن تساعد على حتقيق مالحظات هذه الشروط

تعريف واعتراف واضح بحقوق االنتفاع باملوارد التي كانت موجودة قبل اقتناء األرض

متليك املوارد لألراضي؛ حتديد املوارد اتمعية واالستخدام غير الرسمي للموارد؛ إشراك

السكان احملليني في عملية صنع القرار.

معظم سكان أفريقيا ال ميلكون حق استخدام أو حق ملكية املوارد الطبيعية التي يستخدمونها. ويتطلب متليك األراضي إجراءات

مكلفة من حيث الوقت واملوارد. وقد أظهرت اخلبرة الدولية أن سوء تصميم برامج إصالح حيازة األراضي وبرامج التمليك ميكن

وميكن أن يخلق قوى مزعزعة أن يستبعد الفئات األكثر ضعفالالستقرار. وتعتبر املشاركة الشفافة واملستنيرة ألصحاب

املصلحة احملليني عملية صعبة بصفة خاصة في البلدان التي تتسم بانخفاض مستويات التعليم وضعف العقود االجتماعية

بني املواطنني ومؤسسات الدولة. صياغة العقود بشكل يحقق

التوازن بني أولويات ورؤى ودوافع املستثمرين واحلكومات

والسكان احملليني.

تنفيذ عملية صنع قرار شفافة وتشاركية. توفير املساعدة الفنية لبناء القدرات من أجل

صياغة العقود واإلشراف عليها وإدارتها.

انظر املالحظات الواردة أعاله.إحدى العقبات الرئيسية التي تعترض هذا الشرط هي عدم توازن

القدرة التفاوضية بني املستثمرين واحلكومات واتمعات احمللية واملزارعني.

مصداقية وقابلية تنفيذ التزامات املستثمرين

واحلكومات املضيفة. وحتديد حقوق األشخاص الذين تأثروا

وتعويضهم. سلبا

إجراء تقييمات أساسية للظروف البيئية واالجتماعية واالقتصادية.

ورصد العقود من قبل مؤسسات الدولة أو أصحاب املصلحة الدوليني.

ووضع إجراءات لضمان شفافية املعلومات ونشرها.

عادة ما يفتقر السكان احملليون إلى املوارد املالية والبشرية الالزمة لتحقيق هذه الشروط.

ومن املرجح أن احلكومات املستفيدة تفتقر إلى القدرات واملوارد املالية الالزمة للحفاظ على هياكل فعالة وإصدار تهديدات

موثوقة بفرض عقوبات على عدم االمتثال أو أنها ال ترغب في ذلك. واملشاكل الناجمة عن عدم متاثل املعلومات ميكن أن تعيق تعريف

وتقييم ورصد االمتثال.

حتسني فرص العمل وزيادتها انظر اإلجراءات املذكورة أعاله بشأن تنفيذ

العقود وصياغتها. تعزيز مشاركة النقابات العمالية وممثلي العمال.

االستدامة االقتصادية واملالية للمشروعات قد تعطي للمستثمرين أو صراحة عن التزاماتهم لصالح تنفيذ اجلدد الدافع للتراجع ضمنا

معايير العمل واألساليب التي تتطلب عمالة كثيفة. وإنشاء نقابات للعمال قد يكون ضد مصالح النخبة الوطنية.

املشروعات الزراعية ينبغي أن تزيد من اإلنتاجية وأن تكون

. مستدامة بيئيا

انظر اإلجراءات املذكورة أعاله. إنشاء وتعزيز املؤسسات (القواعد والوكاالت والهياكل) من أجل التنظيم واإلشراف البيئي. تقدمي

املساعدة الفنية للمستثمرين اجلدد وإنشاء آليات لتعزيز املعرفة احمللية باألساليب

الزراعية.

انظر املالحظات املذكورة أعاله. في أنحاء عديدة من أفريقيا، تنخفض قدرة األراضي على تقبل التكثيف الزراعي. وقد يفتقر املستثمرون اخلارجيون إلى املعرفة

الكافية بالنظم اإليكولوجية احمللية وممارسات اإلنتاج املستدامة. وتستطيع ترتيبات الزراعة التعاقدية واملشروعات املشتركة وأنظمة

تنمية العقود حتسني استيعاب املعارف احمللية وتقاسم املنافع بني املستثمرين والسكان احملليني. ولكن من املتوقع أن تتعرض

هذه النتائج للخطر بسبب عدم التكافؤ في األوضاع االقتصادية ومواقف القوة بني النظراء.

العوامل االقتصادية قد تفاقم من الهشاشة التقرير األوروبي حول التنمية

٦٥

Page 78: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

أن تساعد املزارعني والسكان األفارقة على التمتع مباشرة تستطيع أوروبا أن تدعم املبادرات الدولية الساعية إلى وضع مدونة لقواعد السلوك، لكنها تستطيع أيضابفوائد زيادة قيمة األراضي الزراعية األفريقية في السوق العاملية احلالية وذلك عن طريق تعزيز أنشطتها في البرامج طويلة األمد للتنمية الزراعية ومساعدة صغار املزارعني. وتستطيع أوروبا االستفادة من دورها كفاعل سياسي واقتصادي في املفاوضات الدولية وفي العالقات الدبلوماسية وفي أسواق الغذاء العاملية. كما أنها ووضع سياسات للطاقة تشجع تستطيع محاولة احتواء اآلليات التي حتفز الطلب على األراضي، من خالل الرقابة على صادرات الدول الرئيسية املصدرة للغذاء مثال

من ترشيد الطاقة. استخدام احملروقات احليوية بدال

املربع ٤٫٣: االستثمارات الدولية في السودان: ”سلة اخلبز“ للمنطقة العربية .٢٧bونصر الدين األمني aبقلم أيسني تانيري-أبور

aجامعة نورث إيسترن، بوسطن؛ bومنظمة األغذية والزراعة (الفاو)، املكتب اإلقليمي للشرق األدنى وشمال أفريقيا.

منذ زمن بعيد والسودان ينظر إليها على أنها "سلة خبز" املنطقة العربية وقبلة استثمارية لالستثمارات الزراعية، وخاصة من البلدان العربية. والسودان هي أكبر دولة في أفريقيا حيث تبلغ مساحتها ٢٫٥ مليون كيلومتر مربع، وهي واحدة من الدول القليلة في املنطقة التي ال يزال فيها أراض وإمكانيات مائية استراتيجيا، حيث تشترك في حدودها مع تسع دول أفريقية وتوفر إمكانية الوصول إلى البحر لعدد منها. وأغلب غير مستغلة. كذلك حتتل السودان موقعاسكانها من الشباب نتيجة للنمو السكاني السريع في السنوات الثالثني األخيرة. غير أن ثروة املوارد في السودان قد طغى عليها االنتشار الواسع النعدام

األمن الغذائي والفقر (كان ٢١ في املائة من السودانيني يعانون من نقص التغذية في الفترة ٢٠٠٣-٢٠٠٥؛ الفاو، ٢٠٠٨).

وتؤثر بعض االجتاهات احلديثة في االستثمار الزراعي في البلدان العربية على معدل وطبيعة تدفقات رأس املال إلى السودان.

بدأت الزراعة واملياه تظهر كفئتني جديدتني من األصول القابلة لالستثمار نتيجة التغيرات اجلذرية في سياسات اململكة العربية السعودية ومخاوف •بلدان اخلليج بعد ارتفاع أسعار املواد الغذائية وفرض حظر على الصادرات في عام ٢٠٠٧، إلى جانب انخفاض أسعار النفط.

تعتمد معظم االستثمارات على مبادرات من القطاع اخلاص على الرغم من أن الدولة لها وجود مكثف من حيث تقدمي الدعم والتسهيالت. •

من أعلى مستويات انعدام األمن الغذائي في املنطقة العربية، املكان الذي تقصده غالبية هذه االستثمارات. تشكل السودان، التي تسجل واحدا •إذ تشهد السودان أكثر من ٥٠ في املائة من صفقات االستثمار في األراضي في املنطقة.

عن زيادة حجم التجارة بني البلدان العربية. وقد تساعد قد تؤدي االستثمارات وعمليات الدمج األخيرة إلى زيادة االستثمارات في املنطقة، فضال •التكتالت التجارية اجلديدة للغذاء والنفط كتلك القائمة بني مجلس التعاون اخلليجي ورابطة دول جنوب شرق آسيا (اآلسيان) ٢٨ على إفساح اال

أمام غيرها من االتفاقيات التجارية لتسهيل مزيد من االستثمارات في مجال الغذاء والزراعة.

وهذه التطورات لها تداعيات سياسية. وهناك حاجة إلى إيالء اهتمام خاص خليارات االستثمار املستدام ومنظور طويل املدى. ففي منطقة تعاني من نقص في املياه وتواجه استحالة حتقيق االكتفاء الذاتي، فإن التعلم من القرارات السياسية املاضية ينبغي أن يكون من األولويات.

في األراضي واملوارد املائية، لكن التوقعات تشير إلى أن حوض نهر النيل سيصبح منطقة شحيحة املياه بحلول عام وقد تكون السودان غنية نسبيا ٢٠٢٥ (ريفينجا وآخرون، ٢٠٠٠). وقد مرت اململكة العربية السعودية بتجارب سلبية في تنفيذ سياستها لالكتفاء الذاتي الغذائي، حيث شهدت استنزافا ملواردها (احلاج، ٢٠٠٨). وعلى الرغم من أن زيادة االستثمار في الزراعة واإلنتاج الغذائي ضرورة أساسية ملعاجلة مخاوف األمن الغذائي في السودان، شديدا

سلبية على البلدان املستثمرة واملستفيدة وعلى جميع أصحاب املصلحة املعنيني. إال أن االستثمارات غير املستدامة ستخلف آثاراإن ندرة البيانات التفصيلية احملدثة حتول دون إجراء دراسة شاملة لهيكل وأداء االستثمار األجنبي املباشر في مجال الزراعة السودانية.

هذا املربع ال يعكس وجهات نظر املنظمات التي ينتمي إليها مؤلفوه، ويتحمل املؤلفون املسؤولية كاملة عن محتواه. ٢٧

أعلنت دول مجلس التعاون اخلليجي ودول اآلسيان في ٣٠ يونيو/حزيران ٢٠٠٩ أنها تتجه نحو بناء تكتل جتاري جديد للغذاء والنفط، تتولى فيه دول اآلسيان توفير األرز وتتولى دول اخلليج توفير ٢٨

الطاقة والبتروكيماويات (رويترز، ٢٠٠٩).

الفصل الرابع

٦٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 79: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وهناك بعض املالحظات اجلديرة بالذكر حول تدفقات االستثمار األجنبي املباشر إلى قطاع الزراعة في السودان:

حتى وقت قريب، حيث كان متوسطه أقل من ١ في املائة من إجمالي االستثمار األجنبي االستثمار األجنبي املباشر في مجال الزراعة كان منخفضا •املباشر.

معظم االستثمار األجنبي املباشر في قطاع الزراعة في السودان هو استثمار باحث عن املوارد (املربع ٤٫١). •

وميكن تلخيص االستثمارات في السودان على النحو التالي:جدول املربع ٤٫١: توزيع األراضي الزراعية للفترة ٢٠٠٠-٢٠٠٨ (االستثمارات التي تفوق ١٠٠٠ هكتار)٢٩

مجموع االستثمارات (بالهكتار)

املشروعات املشتركة (بالهكتار)

٧١٣٠١٠٧٠٦٦٤٠املستثمرون األجانباململكة العربية ٣٦٥١٩٠٤٨٣٠٠السعودية

٧١٨٢٠٣٢٣٤٠اإلمارات العربية املتحدة٨٤٠٠٠٥٠٠٠٠٠كوريا اجلنوبية٥٥٠٠١٢٦٠٠٠مصر١٨٦٥٠٠آخرون٢٣٦٣٠٠٠احملليون٣٧٨٢٦٥٠مجموع االستثمارات

املصدر: تستند تقديرات الكاتب إلى اتصاالت مع وزارة االستثمار السودانيةرغم تدني حصته في إجمالي االستثمار األجنبي املباشر، فقد شهد االستثمار األجنبي في قطاع الزراعة زيادة مستمرة في السنوات العشر املاضية. وكان • مبتوسط ٢٣ في املائة في الفترة من ٢٠٠٠ إلى ٢٠٠٨ رغم أن حصته في إجمالي االستثمار األجنبي االستثمار األجنبي املباشر الزراعي في السودان قد سجل منوااملباشر ظلت منخفضة، عند حوالي ٢ في املائة (نور، ٢٠٠٩). ثم بلغ االستثمار األجنبي املباشر الزراعي ١٧ في املائة من اإلجمالي في عام ٢٠٠٩ ومن املتوقع أن

يرتفع إلى ٥٠ في املائة في عام ٢٠١٠ (رويترز، ٢٠٠٨).

االستثمار األجنبي املباشر من البلدان العربية يشكل اجلزء األكبر من االستثمار األجنبي املباشر في السودان، حيث يبلغ حوالي ٩٣ في املائة من مجموع •االستثمارات، التي تساهم السعودية بـ٣٨ في املائة منها.

االستثمارات العربية في السودان تعود إلى السبعينات عندما أنشئت مشروعات كبرى من خالل الهيئة العربية لالستثمار واإلمناء الزراعي وغيرها من املبادرات •للقطاعني العام واخلاص. ومن األمثلة على ذلك شركة الكنانة للسكر .٣٠ وقد كانت التأثيرات الناجتة عن هذه االستثمارات تأثيرات مختلطة.

في البالد - اخلرطوم ونهر النيل واجلزيرة، حيث تستحوذ هذه في املناطق الثالث األكثر تطورا في السودان، تتركز جميع االستثمارات األجنبية املباشرة تقريبا •املناطق على ٨٦ في املائة من جميع املشروعات االستثمارية - ومعظمها في الزراعة األولية (نور، ٢٠٠٩). لذلك يجب على السياسات معاجلة التفاوت في

االستثمار بني املناطق.

أنه على الرغم من أن ٣٧ في املائة من إجمالي مشروعات االستثمارات العربية في السودان ترتفع فيها كثافة رأس املال بشكل خاص. وتظهر النتائج أيضا •االستثمار األجنبي املباشر و٤١ في املائة من مجموع رأس مال االستثمار األجنبي املباشر تتركز في الزراعة اتلطة، فإن هذا القطاع الفرعي ال يخلق سوى

على كثافة رأس املال (نور، ٢٠٠٩). كبيرا ٢٥ في املائة من مجموع وظائف االستثمار األجنبي املباشر بسبب أساليب اإلنتاج التي تعتمد اعتمادا

ويشكل اإلطار املؤسسي والسياسي أهمية بالغة الستمرار تدفق االستثمارات، وإلعطاء الدوافع الصحيحة لتخصيص االستثمارات، وكذلك ملعاجلة مخاوف األمن الغذائي الوطنية. ولتجسير فجوة املوارد في مجال الزارعة، ركزت السودان على اجتذاب االستثمارات األجنبية، مع إيالء اهتمام أقل لتعظيم اآلثار اإليجابية والروابط

احمللية لهذه االستثمارات من حيث حتسني األمن الغذائي.

وقد شجع التدفق املفاجئ لالستثمارات الزراعية على تبني سياسات جديدة. وبالنسبة لالستثمارات الباحثة عن املوارد على وجه اخلصوص، مثل عمليات شراء األراضي اجلديدة، ظهرت سياسات تتعلق بأسعار اإليجارات وغيرها من السياسات التي تنظم استخدام األراضي. ويتم استئجار معظم األراضي في السودان بأسعار . وتعتمد ترتيبات عقود اإليجار على احلاالت الفردية. وقد وضعت احلكومة سنوية تتراوح بني ٢٫٧ دوالر و٣٥ دوالر للهكتار، رغم أن األسعار املنخفضة هي األكثر شيوعاالسودانية عدة ضمانات للتأكد من استخدام األراضي وفق املصالح االجتماعية واالقتصادية. فعلى سبيل املثال، تكون مدة عقود اإليجار ثالث سنوات في البداية بعض الشروط األساسية التي تتطلب من املستثمرين إنشاء طرق فرعية وتوفير الكهرباء ثم يتم متديدها كل سبع سنوات ملدة تصل إلى ٩٩ سنة. وهناك أيضا

وتخصيص ١٠-٢٠ في املائة من األراضي املستثمرة الستخدام اتمعات احمللية (يتم التفاوض على هذا األمر مع السكان احملليني).٣١

ال يتم تنفيذ أكثر من ١٠ في املائة من صفقات األراضي (مع املستثمرين األجانب). وقد بدأ تنفيذ إجراءات إللغاء نحو ١٠ إلى ١٥ في املائة من الصفقات مع املستثمرين األجانب. ٢٩

أنشئت شركة الكنانة للسكر في السودان من خالل متويل مشترك بني القطاع العام والقطاع اخلاص من بعض البلدان العربية في السبعينات. وأسفرت هذه املبادرة عن زيادة كبيرة في ٣٠

القدرة اإلنتاجية في البالد وتوسيع إنتاج السكر، ما جعل السودان حتقق االكتفاء الذاتي من السكر وتصبح دولة مصدرة للسكر. لكن اآلثار االجتماعية واالقتصادية األخرى في املنطقة كانت متفاوتة.

اتصال شخصي، وزارة االستثمار السودانية. ٣١

العوامل االقتصادية قد تفاقم من الهشاشة التقرير األوروبي حول التنمية

٦٧

Page 80: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وال يزال ينظر إلى السودان على أنها سلة اخلبز للمنطقة العربية، حيث مت توجيه اجلزء األكبر من االستثمارات األخيرة في األراضي إلى هذا البلد. ولكن يبقى السؤال: ما هي السلع الغذائية األساسية التي ميكن إنتاجها بشكل مثمر في السودان، وخاصة في املدى البعيد؟ ولسد احتياجاتهم الغذائية، تتمثل أولوية املستثمرين العرب في االستثمار في إنتاج املواد الغذائية األساسية، وباألخص القمح. وبالنظر إلى الظروف املناخية للبالد، ال تزال القدرة على إنتاج القمح وإنتاجيته في السودان بحاجة إلى مزيد من البحث. وعالوة على ذلك، تتميز السودان بأراضيها الشاسعة الصاحلة للزراعة، لكن املياه املتوفرة قد ال تكون كافية للتعامل مع االحتياجات املستقبلية للتوسع في عقود اإليجار املمنوحة للمستثمرين األجانب، وذلك دون النظر في التأثيرات الثانوية لهذه

االستثمارات على سكان الريف واالزدحام السكاني في املناطق احلضرية.

إن تقييم مساهمة االستثمارات األجنبية املباشرة في األمن الغذائي ليس باملهمة السهلة. فليست الصعوبة فقط في التكهن بالتطور املستقبلي ألي استثمار في معاجلة مخاوف مختلف أصحاب املصلحة (القطاع اخلاص في البلدان املستثمرة أو املضيفة وكذلك احلكومات). ويضاف إلى ذلك معاجلة ااوف اتلفة وإمنا أيضابشأن األمن الغذائي واالختالفات بني البلدان من حيث املوارد واملداخيل. وحلماية مصالح األطراف اتلفة قد يكون من املفيد وضع إطار عمل لتسليط الضوء على اجلوانب احملددة من االستثمارات التي يجب تقييمها حتى ميكن احلد من اآلثار السلبية في املستقبل ولكي تصبح االستثمارات أكثر استدامة. ومن النقاط األخرى

ضرورة النظر في االستثمارات املاضية ذات الطبيعة املماثلة وحتديد الدروس املستفادة منها. املهمة أيضا

جوع الشعوب وهشاشة املؤسسات ٦ بهشاشة الدولة، هو أحد التهديدات الرئيسية التي تواجه قويا من الواضح أن انعدام األمن الغذائي، الذي يرتبط ارتباطا

البلدان األفريقية .٣٢ وينصب التركيز هنا على الكيفية التي تستطيع بها الهشاشة املؤسسية أن تضخم من خطر انعدام األمن الغذائي احلاد وعلى ما ميكن فعله لبلوغ الهدف األول من األهداف اإلمنائية لأللفية (تخفيض نسبة السكان الذين يعانون

من اجلوع إلى النصف بحلول عام ٢٠١٥).وقد سلطت األزمة الغذائية األخيرة الضوء على مدى ضعف األمن الغذائي للبلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء أمام الصدمات اخلارجية، وهو ما يرجع باألساس

إلى انخفاض (وركود) إنتاجية الزراعة األفريقية في العقدين املاضيني.

إلى الزيادات إلى عوامل دولية (زيادة الطلب في الصني والهند) ولكن أيضا إلى جنب مع ازدياد الطلب، الذي كان يرجع جزئيا وسار هذا الركود في اإلنتاجية جنباالسكانية التي جعلت معظم الدول األفريقية الهشة مستوردة صافية للغذاء وزادت من ضعفها بشكل كبير، مما زاد من احتمال حدوث أزمة غذائية .٣٣ وقد أدى التحيز ضد الزراعة إلى تركيز االهتمام على املناطق احلضرية وزيادة الفوارق بني الريف واحلضر. وأسفر ذلك عن زيادة معدالت العنف وعدم االستقرار السياسي في املناطق احلضرية، األمر الذي أدى بدوره إلى تخصيص املزيد من املوارد إليجاد حلول للمشاكل األمنية في املدن على حساب التمويل الريفي – أي الدخول في حلقة مفرغة. كما أدى ارتفاع معدل الهجرة إلى املدن، إلى جانب محدودية االستثمار في املناطق الريفية، إلى انخفاض اإلنتاج الزراعي، مما تسبب في زيادة الواردات الغذائية،

ومن ثم تقويض القدرة اإلنتاجية للقطاع الزراعي.

وإذا ما حدثت أزمة غذائية ميكن أن تزداد هشاشة الدولة، ومن األمثلة على ذلك أعمال الشغب الغذائية الناجمة عن االرتفاع األخير في األسعار الدولية للغذاء. ولكن ميكن لهذا الوضع أن يتغير إذا ما حتول املشترون الصافون للغذاء إلى بائعني صافني له (كما حدث في جنوب وشرق آسيا خالل الثورة اخلضراء). وسيؤدي ذلك إلى زيادة دخول البائعني وخفض تكاليف الغذاء، ومن ثم انتشال السكان في البلدان الهشة وغيرها من وهدة الفقر، وذلك بفضل زيادة الطلب .٣٤ ولكن لكي يبدأ هذا األثر املضاعف يجب أن تعمل األسواق بشكل صحيح. ففي البلدان الهشة تواجه آليات السوق عقبات كثيرة، وذلك بسبب محدودية فرص حصول املزارعني على االئتمان وارتفاع تكاليف احلصول على املعلومات وإنفاذ العقود. ومع صعوبة احلصول على التمويل الرسمي، يكتفي التجار بتبادل كميات صغيرة، والتعامل فقط مع املناطق

القريبة منهم جغرافيا، مما يزيد من احتمال تقلب األسعار.

ما والبلدان الهشة التي تشهد صراعات هي األكثر عرضة النعدام األمن الغذائي. وليس من السهل إنشاء عالقة سببية، ولكن حاالت عدم االستقرار السياسي غالباتنشأ في البلدان التي ينعدم فيها األمن الغذائي. وتعتبر الصراعات واالنهيارات االقتصادية السبب وراء أكثر من ثلث حاالت الطوارئ الغذائية بني عامي ١٩٩٥ و٢٠٠٣، في حني تعتبر احلروب األهلية وحاالت اللجوء والنزوح الداخلي السبب الرئيسي ألكثر من نصف حاالت الطوارئ الغذائية في أفريقيا .٣٥ وفي العادة تؤدي الصراعات إلى ملنظمة األغذية والزراعة، فإن الصراعات قد أحلقت بأفريقيا خسائر في اإلنتاج الزراعي تزيد قيمتها تخفيض اإلنتاج الزراعي والعائد من احملاصيل النقدية واملواشي. ووفقا

على أكثر من ١٢٠ مليار دوالر في الثلث األخير من القرن العشرين. وقد تراجع اإلنتاج الغذائي في ١٣ من أصل ١٨ دولة مزقتها الصراعات وشملها االستطالع .٣٦

ومن املمكن أن تكون العواقب طويلة األمد لألنشطة الزراعية عواقب حادة أيضا، في حني أن التأثيرات غير املباشرة والعوامل اخلارجية السلبية ميكن أن تهدد األمن الغذائي في البلدان ااورة. وهناك عالقة تفاعلية، ورمبا متعددة، بني أثر الصراعات واحلروب والتنمية الزراعية. فقد فقدت موزمبيق ٤٠ في املائة من إمكاناتها في

٣٧. مجاالت الزراعة والبنية التحتية واالتصاالت خالل حربها األهلية التي استمرت ٢٠ عاما

يقدر مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (األونكتاد) (٢٠٠٩) أن ٣٠٠ مليون أفريقي يواجهون اجلوع املزمن. ٣٢

األكثر من ذلك أن البلدان األفريقية تستورد السلع األولية الرئيسية، مثل القمح واألرز (األونكتاد ٢٠٠٩). ٣٣

ظهر هذا االجتاه في الصني في السنوات األخيرة، إلى أن هددت األزمة االقتصادية واملالية في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٨ بإعادة عمال احلضر "اجلدد" إلى الريف الصيني. ٣٤

فلوريس ٢٠٠٤. ٣٥

ستيوارت وآخرون ٢٠٠٣. ٣٦

كولير وآخرون ٢٠٠٣. ٣٧

الفصل الرابع

٦٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 81: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

كما أن مشاكل اإلنتاج الغذائي في البلدان التي تعاني من اضطرابات اجتماعية أو صراعات ميكن أن تزيد من احلاجة إلى استيراد الغذاء وأن تدفع بأسعار الغذاء إلى االرتفاع في البلدان ااورة. ففي أوغندا كان من شأن الزيادة األخيرة في الطلب على الغذاء من شركائها التجاريني في املنطقة، مثل كينيا وجنوب السودان، أن تصاعدية على أسعار الغذاء .٣٨ وميكن أن يؤدي سوء اإلدارة في فترة ما بعد الصراع إلى عرقلة التنمية الزراعية واالقتصادية ألي بلد. فعودة اتمعات وضعت ضغوطا النتيجة املرجوة. ففي سيراليون كانت التدابير التي تتيح للمواطنني العودة إلى أراضيهم الزراعية إلى ممتلكاتهم األصلية من األراضي، على سبيل املثال، ال تفرز دائما

الزراعية وطريقة حياتهم عرضة ألن يسيطر عليها النخبة .٣٩

وعلى العكس من ذلك، فإن انعدام األمن الغذائي ميكن أن يشجع الهشاشة. وتؤدي قلة االستثمارات في مجال الزراعة إلى زيادة احتمال نشوب صراع، شأنها في ذلك شأن التنافس على الغذاء ونقص فرص احلصول على الغذاء .٤٠ إذ أن حاالت التمرد وانهيار احلكومات والصراع التي شهدتها إثيوبيا ورواندا والسودان لها جذور في

األزمات الغذائية الناجمة عن العوامل الطبيعية (مثل موجات اجلفاف) وسوء إدارة عمليات اإلغاثة الزراعية واملعونة اإلمنائية .٤١

كذلك بإمكانية احلصول على املياه. وفي البلدان الهشة يؤثر نقص املياه على االستهالك البشري واحليواني، وقد يصبح الري وثيقا ويرتبط األمن الغذائي ارتباطا ما تكون مستوردة وباهظة الكلفة. مشكلة. كما ينخفض فيها معدل استخدام األسمدة، التي غالبا

اخلامتة ٧ للمعادن - للغذاء، أو أن يكون مصدرا إن أي بلد قد ينتهي به املطاف إلى صراع أو سالم - أو أزمة غذائية، أو أن يكون مصدرا

على تاريخ املتغيرات ذات الصلة والتفاعل بني العوامل اتلفة التي تؤثر على الهشاشة في كل بلد. لذلك فمن املهم اعتمادا. أكبر مما كان متصورا معرفة تاريخ البلد، ومثل هذه االستمرارية جتعل من الهشاشة حتديا

غير منطية. فاالستثمار األجنبي املباشر والتجارة، والصراعات وانعدام كما أن التفاعل بني مختلف العوامل االقتصادية التي تؤثر على الهشاشة ميكن أن يولد آثارااألمن الغذائي، والصراعات واملوارد الطبيعية كلها عوامل ميكن أن تخلق حلقة قوية تساعد على جذب مزيد من االستثمار األجنبي املباشر وحتفيز النمو، لكنها قد

حلقة مفرغة من املؤسسات الضعيفة والفساد. تخلق أيضا

: فقد يؤدي اإلطار الزمني القصير لعملية صنع القرار احلكومي إلى اإلفراط في اإلنفاق اجلاري واالستمرارية ليست القضية الوحيدة. فالوقت من العومل املهمة أيضا باالستجابة حلاالت الطوارئ، بأن إطارها الزمني أقصر بكثير من البلدان أخرى. ويتفاقم اإلطار الزمني والسلوك االنتهازي. وتتسم البلدان الهشة، املنشغلة دائما

القصير بسبب عدم القدرة على االلتزام، لذلك فحتى احلكومة التي تتبنى نظرة طويلة قد تتأثر قراراتها بعدم القدرة على االلتزام.

على هشاشة أي بلد. كما أنها تبرز مدى أهمية أن دائما دث الصدمة املؤقتة تأثيرا أن حت وتؤكد هذه االعتبارات على أهمية الوقت واالستمرارية، ألن من احملتمل جداتؤخذ في احلسبان التفاعالت بني العوامل االقتصادية اتلفة – وكذلك بعض قضايا االتساق الزمني التي تشكل أهمية خاصة للبلدان الهشة .٤٢

بنسون ٢٠٠٨. ٣٨

ماكوناتشي ٢٠٠٨. ٣٩

.٢٠٠١ (DFID) وزارة التنمية الدولية ٤٠

ميسر وكوهني ٢٠٠٦؛ ميسر وآخرون ١٩٩٨. ٤١

ذ االستثمار على سبيل املثال، إذا ما عملت احلكومات على جذب شركات التعدين لالستثمار في التنقيب أو في تطوير منجم أو حقل نفط، فإن الشركات تواجه معوقات. فبمجرد أن ينف ٤٢

وبغض النظر عن الوعود، يجد املستثمرون أنهم فقدوا قدرتهم على املساومة: حيث تزداد رغبة احلكومات في احلصول على ريع املوارد. وتشكل مشكلة االلتزام جزء من جميع االستثمارات، ما يكون االستثمار املالي الالزم الستخراج املوارد أعلى بكثير من األنشطة األخرى، لذلك ترتفع لكنها تكون أكثر حدة في حالة استغالل املوارد الطبيعية وال سيما في البلدان الهشة. وغالبا

وال ميكن نقله. ولوجود االستثمار في بلدان هشة، تقل إمكانية مساءلة احلكومة. درجة ااطرة، وفي العادة يكون االستثمار متكتال

العوامل االقتصادية قد تفاقم من الهشاشة التقرير األوروبي حول التنمية

٦٩

Page 82: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

من الهشاشة إلى املرونة

سم الثانيالق

Page 83: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل اخلامسالهشاشة مقابل املرونة

تعتمد مرونة النظام االجتماعي واالقتصادي على قدرة طبقاته اتلفة – األسرة واتمع والدولة – على التكيف مع الصدمات الداخلية واخلارجية على حد سواء. واملرونة هي بعد من أبعاد التنمية التي لم يعد من املمكن جتاهلها. إذ يساهم بناء املرونة واحلفاظ

عليها في تعزيز رفاهية اإلنسان. وفي أي عالم ثابت، فإن درجة قدرة أعضاء النظام االجتماعي أو اجلماعة (األسر واتمعات والدول) على التحكم في مصيرهم تعتمد على ما يرتبط بهذه العضوية من حقوق وهوية وسلطة اتخاذ قرار وآليات حلل املشاكل. أما قدرة

أفراد اتمع على حتقيق أهدافهم وتطلعاتهم فتعتمد على جناح اجلماعة في:تعزيز التضامن بني أعضائها وضمان احلد األدنى من املوارد واخلدمات واحلقوق. •

السماح ألعضائها بالعمل ضمن نظام معياري. •

توفير اآلليات املؤسسية الالزمة حلل مشاكل هؤالء األعضاء. •

السماح لألعضاء مبمارسة درجة من التأثير على إدارة اجلماعة.١ •

وفي أي عالم ناشئ، تتعرض األنظمة االجتماعية واالقتصادية لتغيرات، وقد تؤثر الصدمات على هذه العناصر. لذلك فإن قدرة األنظمة على احلفاظ على هذه الظروف وإعادة تنظيمها يتيح ألعضائها إمكانية استغالل قدراتهم على مر الزمن. وبعبارة أخرى، إذا كانت قدرة النظام االجتماعي تعزز رفاهية أعضائه، فإن مرونته هي

التي تدمي هذه القدرة.

كيف يتم بناء املرونة في اتمعات اتلفة، وما هي العناصر واآلليات التي تقوم عليها املرونة؟ ميكن طرح رؤيتني في هذا الصدد:

األداء السليم للدولة يدعم مرونة النظام االجتماعي واالقتصادي، ألنه يعزز القدرات البشرية سواء في األوضاع املستقرة أو في أوقات الشدائد. .١

في النظام االجتماعي واالقتصادي، ال تقتصر إدارة عمليات التكيف لالستجابة للتغيرات على مؤسسات الدولة. ففي كل مجتمع تعمل اجلهات الفاعلة غير .٢احلكومية على تطوير قدرات وأنظمة خاصة بها للتنظيم والتكيف والتعلم الذاتي. وتشتمل مصادر املرونة التي تنشأ في اتمع املدني على التماسك االجتماعي، والشبكات االجتماعية، والذاكرة االجتماعية،٢ واألواصر التي تقوم على الثقة املتبادلة ومعاقبة االفات، واملؤسسات غير الرسمية واخلاصة التي تنظم األنشطة

االقتصادية، وحقوق استخدام املوارد، وتسوية املنازعات.

ما إلى جنب مع اتمعات املرنة، ولكن من املستبعد أن ينتج عن ذلك أي فائدة أو استقرار اجتماعي. ففي الواقع، غالبا وميكن أن تتواجد مؤسسات الدول الهشة جنباتؤدي هشاشة الدولة إلى تقويض مرونة أنظمة اتمع املدني والنظام االجتماعي واالقتصادي ككل. وعلى العكس من ذلك، ميكن أن تساعد مرونة األسر واتمعات

احمللية واتمعات املدنية على حماية السكان من تكاليف هشاشة الدولة.

واستطاعت اتمعات املدنية في أفريقيا جنوب الصحراء أن تتكيف بشكل مبتكر مع األزمات املتكررة، وأن تنشئ آليات متطورة ومتعمقة تساعد على البقاء والتكيف والتأقلم تتراوح بني أنظمة التأمني داخل األسرة واتمع وإدارة األراضي الرعوية التقليدية.

وعلى الرغم من وجود هذه اآلليات املعززة للمرونة ومحاولة اجلهات الفاعلة غير احلكومية أن تكون، ولو بشكل جزئي، مكملة أو بديلة خلدمات الدولة ووظائفها، فلم يستطع اتمع املدني التخفيف بشكل كامل من حدة التكاليف البشرية والتنموية للصدمات السياسية واالقتصادية واملناخية أو لهشاشة الدولة.

ستينشكومب ١٩٧٥. ١

فولك ٢٠٠٦. ٢

التقرير األوروبي حول التنمية

٧١

Page 84: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

تعزيز املرونة ١تشير املرونة إلى قدرة أي نظام على التكيف مع االضطرابات واحلفاظ على وظائفه األساسية دون تغيير.٣ لذلك ال بد أن يتم تقييم

مرونة أي نظام بناء على قدرته على أداء وظائفه. وعندما تتعلق املرونة بالنظام االقتصادي، فإنها تدل على قدرة السوق ومؤسساته الداعمة على "تخصيص املوارد بكفاءة أو على تقدمي اخلدمات الضرورية" (بيرنغز ٢٠٠٦، ص ٤١٨). أما عندما تتعلق املرونة بالنظام

االجتماعي واالقتصادي، فهي تدل على قدرة هذا النظام على متكني أعضاء اتمع من حتقيق رفاهيتهم وإشباع حاجاتهم ورغباتهم التي لم يكن من املمكن إشباعها لو كانوا مبفردهم.

وميكن قياس مرونة النظام – وهو مفهوم دينامي بطبيعته – من خالل قدرته على االستجابة للتغيرات والصدمات عن طريق تفعيل آليات التكيف املالئمة (املربع ٥٫١).

املربع ٥٫١: تعريف املرونة والضعفإن املرونة والضعف هما مفهومان يستخدمان في مختلف فروع املعرفة، من االقتصاد إلى علم النفس، ومن علم البيئة إلى األمن. وعند استخدام هذين

املصطلحني، كغيرهما من سمات النظام، يكون هناك قدر من عدم الدقة واالرتباك واختالف التأويالت. ويستخدم هذا التقرير التعاريف التالية:

املرونة هي "قدرة النظام على استيعاب االضطرابات واخلضوع لتغييرات مع االستمرار في االحتفاظ بنفس الوظيفة والبنية والهوية والنتائج". هذا هو التعريف الذي وضعته Resilience Alliance، وهي شبكة بحثية متعددة التخصصات بدأت تبحث في هذا املوضوع في عام ١٩٩٩.

الضعف هو قابلية تأثر شخص أو جماعة أو نظام بالصدمات. وينتج الضعف عن حجم وتواتر هذه الصدمات والضغوط، والتعرض لهذه الصدمات، والقدرة على مواجهة هذه الصدمات، أو مبعنى آخر، املرونة.

عن قدرة النظام على مواجهة التغيرات والصدمات. لذلك فإن الضعف الهيكلي يعتمد على حجم الضعف الهيكلي هو التأثر بعوامل منفصلة متاماوتواتر هذه الصدمات والضغوط – والتعرض لهذه الصدمات.

من عناصر االستدامة. فاحلفاظ على رفاهية اإلنسان على مر الزمن يتطلب التقليل من درجة إجهاد النظم االجتماعية واالقتصادية هاما كما تشكل املرونة عنصراوالبيئية. وتشير املرونة إلى القدرة على التكيف مع التغيرات والضغوط اجلديدة. وتشكل املرونة أهمية جوهرية لالستدامة ألن حدوث الصدمات واالضطرابات والظروف املتحورة هو أمر ال مفر منه وعادة ال ميكن التنبؤ به – في حني أن احلاجة إلى تخفيف الضغط الذي تضعه القوى على النظام االقتصادي واالجتماعي هو

أمر ضروري لالستدامة ألن هذه القوى ميكن أن تقوض املرونة.

ماذا يقتضي النهج القائم على املرونة؟ ٢يحمل النهج القائم على املرونة دالالت متعددة األوجه – ورمبا بعيدة املدى – بالنسبة للخطاب التنموي. فهو يؤثر على أولويات جدول

أعمال التنمية وتصميم سياسات املعونة واإلطار التحليلي املالئم. ويقتضي املنظور القائم على املرونة القبول بقصور السياسات القائمة على نظرية احلالة الثابتة.٤ باإلضافة إلى ذلك، فقد تنشأ أهداف ومفاضالت جديدة من تطبيق هذا النهج.

٢٫١ املفاضالت والتكامالت بني املنظور طويل األجل واملنظور قصير األجلمن احملتمل أن تنشأ بعض املشاكل في املمارسات احلالية بسبب احلاجة إلى ردود فعل سريعة حلاالت الطوارئ، مما قد يعيق التنمية على املدى الطويل. فعلى سبيل املثال، فإن التدخالت اإلنسانية لتوفير الغذاء واخلدمات التي تنفذها املنظمات الدولية واملنظمات غير احلكومية تعمل على حماية الناس الذين يعانون من أزمات بالغة على املعونات الغذائية.٥ وهناك تخوف من أن مفرطا ما تكون التنمية الزراعية منخفضة في النظم االجتماعية واالقتصادية التي تعتمد اعتمادا اخلطورة، ولكن غالباالهياكل املنفصلة التي تديرها جهات فاعلة خارجية قد تتخطى مؤسسات الدولة وحتول دون توحيدها.٦ ومع ذلك ينبغي عدم املبالغة في هذه املفاضلة. فالتدخالت االستراتيجيات طويلة األمد. وألن التعرض لصدمات متكررة ميكن أن يقوض املرونة، فإن االستجابات قصيرة األجل ميكن أن تتماشى مع العاجلة ال تستبعد تلقائيا

يعرف هولينغ (١٩٧٣) مفهوم املرونة بأنه مقدار االضطرابات الذي ميكن للنظام استيعابه دون أن يتحول إلى نظام آخر. ٣

فولك ٢٠٠٦. ٤

آلينوفي وروسو ٢٠٠٩. ٥

مانور ٢٠٠٧. ٦

الفصل اخلامس

٧٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 85: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

النهج القائم على املرونة.٧ فهي تستطيع منع ظهور الفخاخ التي تؤدي إلى الهشاشة من خالل التعلم من أفضل املمارسات التي مت استخالصها من التدخالت في األزمات اإلنسانية املعقدة على مر السنوات.

املفاضالت بني املرونة والكفاءة ٢٫٢إن الكفاءة االقتصادية والنمو االقتصادي من الشروط الالزمة للحد من الفقر، لكنها ال تكفي وحدها. فالنهج القائم على املرونة يشكك في جدوى سياسات التنمية التي ترى أن الكفاءة والنمو االقتصادي فقط يؤديان إلى زيادة رفاهية اإلنسان. فعلى النقيض من ذلك، ميكن أن تؤدي سياسات تعظيم النمو في بعض احلاالت إلى على االستدامة. على سبيل املثال، فإن السياسات املوجهة نحو التصدير والتي تدعم الكفاءة وتعزز فرص النمو ألي بلد ميكن تقويض مرونة النظام، مما يشكل خطرا من مرونته. كيف؟ من خالل خلق ضغوط على البلد ليتخصص في القطاعات األساسية، التي تتعرض لتقلبات كبيرة في األسعار في األسواق العاملية. أن تقلل أيضا

ويرى بيرنغز (٢٠٠٦) أنه من شبه املؤكد أن تركيز اإلمكانات في مجاالت النشاط التي حتقق أعلى العائدات على املدى القصير سيقلل من مرونة النظام ككل.٨

عناصر حتليل جديدة في صياغة استراتيجيات التنمية ٢٫٣مييل النهج القائم على املرونة إلى توسيع أهداف ومتطلبات سياسات التنمية الفعالة. فعملية إعداد السياسات ال ينبغي أن تستند إلى عمليات التحليل الثابتة إلى عمليات "تقييم املرونة". ولتحليل مصادر املرونة في أي نظام اقتصادي واجتماعي سيكون من الضروري تكوين فهم أفضل آلليات ورصد النتائج فحسب، وإمنا أيضاالتكيف والقدرة على التعلم والتنظيم الذاتي وعمليات صنع القرار والعمل اجلماعي. وميكن لعناصر التحليل هذه أن تكون مكملة لدراسة رأس املال االجتماعي

والتماسك االجتماعي، وإمكانات األسر املعيشية، والتعرض للمخاطر والصدمات، واخليارات املتاحة أمام املواطنني واألسر املعيشية للتعامل مع الصدمات.

هشاشة الدولة تقوض املرونة االجتماعية واالقتصادية ٣إن العمليات التي تتيح للناس حتسني رفاهيتهم تعتمد على التفاعالت بني مختلف مستويات الهياكل االجتماعية، مثل األسرة

واتمع احمللي والعاملي واألنواع اتلفة من املؤسسات التي تتراوح من األسواق إلى األنظمة السياسية والثقافية والقانونية إلى رأس إلى تنظيم حقوق استخدام املوارد وتسوية املنازعات والصراعات. املال االجتماعي واألنظمة الرسمية وغير الرسمية، وصوال

املربع ٥٫٢: النمو االقتصادي والتنمية والرفاهية في البلدان الهشةبقلم جي أليستر ماكغريغور

معهد دراسات التنمية في جامعة ساسكس.لقد رأي دبليو آرثر لويس منذ فترة أن النمو االقتصادي ليس هو الغرض من التنمية، بل مجرد وسيلة لزيادة اخليارات املتاحة للناس. وبعد أن أصبحت هذه

في السياسات واملمارسات. بها على نطاق واسع، أكد عليها العديد من مفكري التنمية البارزين. إال أنها ال تطبق دائما الرسالة الرئيسية معترفا

وأدت األزمات املتعددة التي شهدها االقتصاد العاملي واحلكم العاملي والبيئة العاملية في الفترة األخيرة إلى إعطاء دفعة للدعوة إلى تعديل طريقة فهمنا للتنمية وطريقة تنظيمنا للسياسات واملمارسات التنموية الدولية. فهناك دعوات واسعة لتبني نهج أكثر إنسانية في الفكر التنموي (انظر تقرير جلنة ساركوزي ٢٠٠٩) يقوم على االعتراف بأن الغرض من سياسات التنمية هو توفير الظروف اتمعية التي متكن الناس من حتقيق الرفاهية والقضاء على

الظروف التي تؤدي إلى املعاناة األنسانية.

كما أن التحديات التي تواجه إعادة بناء الظروف اتمعية املعززة لرفاهية اإلنسان ليست بالهينة في البلدان النامية الهشة. ففي كثير من هذه البلدان، م يتجمعون في ترتيبات محلية، ويدفعون األموال للميليشيات اخلاصة مقابل يقوم الناس واتمعات ببناء ظروفهم االجتماعية من أجل البقاء والنمو. فهاألمن املادي، وقد يعتمدون على أصحاب األعمال احملليني للحصول على الفرص في السوق، وقد يلجأون إلى أنظمة العدالة التقليدية لفرض القانون والنظام. وفي حني أن هذه الترتيبات قد توفر احلد األدنى من الظروف التي ميكن فيها تسيير احلياة، فإنها عادة ما تتطلب تقدمي تنازالت ال ميكن اعتبارها في مصلحة التنمية البشرية أو رفاهية اإلنسان. وعلى الرغم من تلبية بعض االحتياجات األساسية، فقد يتم التنازل عن بعض احلريات، ويؤدي ارتفاع مستويات عدم

االستقرار وانعدام األمن إلى انخفاض جودة احلياة بشكل عام.

غيومون و غيومون جينيني ٢٠٠٩. ٧

بيرنغز ٢٠٠٦. ٨

الهشاشة مقابل املرونة التقرير األوروبي حول التنمية

٧٣

Page 86: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ومن هذا املنظور، فإن جهود التنمية في هذه الدول الهشة ينبغي أن تنطلق من حتليل العوامل التي توفر بالفعل بعض الظروف التي تعزز الرفاهية ثم العمل معها بواقعية واالستفادة منها. ومن شبه املؤكد أن هذا األمر يتطلب التعامل مع مجموعة من اجلهات الفاعلة اتلفة بخالف الدولة، مثل جمعيات املساعدة الذاتية ومنظمات اتمع املدني احمللية وامليليشيات وشبكات األعمال احمللية. والهدف التنموي من مثل هذه املشاركة هو تعزيز األبعاد اإليجابية

عن ممارساتهم وإجراءاتهم الضارة. للظروف اتمعية التي تعزز الرفاهية وتوجيه املنظمات واملؤسسات بعيدا

والدول التي تواجه وباستخدام هذا اإلطار القائم على رفاهية اإلنسان، فإن األولوية العاجلة في الدول الهشة والفاشلة هي حتديد الدول األكثر ضعفاأشد حاالت الفشل في حتقيق الرفاهية نتيجة النهيار الدولة. وميكن لهذه املشاركة التي تركز على الرفاهية أن تدعم اخلطوات األولى في إعادة بناء عقد

اجتماعي أساسي واألسس الالزمة للحكم الفعال.

- من خالل مرونة وتتشكل مرونة النظام االقتصادي واالجتماعي – الذي يشير إلى مجموعة معقدة من اجلهات الفاعلة احلكومية وغير احلكومية املترابطة وظيفياجميع مكوناته في أداء وظائفها، وتأثيرها املتبادل، وقدرتها على التفاعل بطريقة بناءة من أجل إدارة النظام بأكمله وإدارة مساراته. وميكن تطبيق مفهوم املرونة

بشكل مثمر على جميع مستويات النظام االجتماعي واالقتصادي، من األسر إلى اتمعات احمللية إلى مؤسسات الدولة.٩

ومؤسسات الدولة هي جزء حيوي من هذا النظام املعقد. وميكن ضمان مرونة النظام االجتماعي واالقتصادي أو تعزيزه من خالل استراتيجيات املواجهة والتكيف التي يتم تنفيذها في مستوياته اتلفة.١٠ وفي الوقت نفسه، فإن الدولة هي التي تشكل مرونة الهياكل االجتماعية األخرى ألنها تتولى وضع آليات احلكم في اتمع،

وتوفير السلع العامة، وتقدمي اخلدمات األساسية، وحماية أمن وأمان املواطنني، وكلها أمور ضرورية لبناء القدرات البشرية (الشكل ٥٫١).

الشكل ٥٫١: التفاعالت بني هشاشة الدولة واملرونة االقتصادية واالجتماعية

التأثير على الدولة (وفرة السلع العامة، امليزانية العامة، الرصيد املالي)

مرونة األنظمةاالجتماعية واالقتصادية

التأثير على املؤسسات واجلهات الفاعلة غير التابعة للدولة: األسرة واتمع املدني

واملؤسسات االقتصادية

استراتيجيات التكيف واملواجهةهشاشةالدولة

استجابات السياسات

الصدمات اخلارجية

الرفاهية اإلنسانية واالجتماعية

وعلى العكس من ذلك، ميكن أن تؤدي هشاشة الدولة إلى تقويض مرونة أي نظام اجتماعي واقتصادي. وهناك عالقة تضافر قوية بني التنمية االقتصادية واإلنسانية واملرونة وتعزيز مؤسسات الدولة. فإذا كانت التنمية االقتصادية تستطيع تعزيز قدرة الدولة وخلق الطلب على "الدولة"، فإن عمليات وعناصر تكوين كيانات وظيفية

وشرعية تابعة للدولة تساعد الشعب على أداء أنشطته االقتصادية والسعي إلى حتقيق رفاهيته حتى في مواجهة التغيرات.

وال ميكن حتليل قدرة مؤسسات الدولة ومراحل تطورها مبعزل عن العوامل األخرى. فعلى سبيل املثال، إذا حتسنت قدرة األسر أو اتمعات على تطبيق استراتيجيات املواجهة الفعالة عندما يضطرون إلى التعامل مع الصدمات اخلارجية، فإن ذلك يقلل من مدى إحلاح املطالب السياسية التي يعربون عنها. وميكن أن تؤثر املرونة االجتماعية على هشاشة الدولة وأن تخفف من حدتها.١١ لذلك ميكن العمل بفاعلية على بناء الدولة من خالل التركيز على كل طبقات النظام االجتماعي واالقتصادي،

وليس فقط على مؤسسات الدولة.

لتطبيق حتليل املرونة على مستوى األسرة املعيشية، انظر آلينوفي وآخرون (٢٠٠٩). ٩

إنغبرغ-بيدرسن وآخرون ٢٠٠٨. ١٠

إنغبرغ-بيدرسن وآخرون ٢٠٠٨. ١١

الفصل اخلامس

٧٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 87: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

كما أن اخلالفات والتحالفات بني الدولة والتنظيمات االجتماعية األخرى (األسر والعشائر واألحزاب االجتماعية والشركات احمللية ومتعددة اجلنسيات) هي التي حتدد كيف ميكن للمجتمع والدولة وضع واحلفاظ على القواعد التي توجه العمل اجلماعي، والسلطة، وتوزيع املنافع والتكاليف.١٢ وميكن أن تنشأ عملية تعزيزية متبادلة من خالل التفاعل بني ما أسماها مغدال (١٩٨٨)١٣ "الدول القوية واتمعات القوية": "إن اتمع املدني القوي هو الذي يوفر قاعدة من الشرعية وقدرة من األنشطة

إلى الدولة لتوفير خدمات معينة".١٤ ميكن بناء الدولة عليها، لكن اتمع املدني يحتاج أيضا

ويلقي الفصل التالي الضوء على العالقة بني هشاشة الدولة واملرونة االقتصادية واالجتماعية من خالل مناقشة تأثيرات األزمة االقتصادية العاملية على البلدان عن القدرة احملتملة لنظمها في مجال االقتصاد الكلي على الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء والقنوات التي انتقلت من خاللها األزمة إلى هذه البلدان، فضال بأن مرونة االقتصاد الكلي ما هي إال جزء واحد من مرونة النظام االقتصادي واالجتماعي، فإن التحليل الذي يقدمه الفصل التالي ميكن أن التعامل مع األزمة. واقرارا

يساعد على فهم تأثير هشاشة الدولة على قدرة بلدان أفريقيا جنوب الصحراء على مواجهة الصدمات الكبرى والتكيف معها.

مغدال ١٩٨٨. ١٢

مغدال ١٩٨٨. ١٣

سبالدينغ ١٩٩٦، ص ٦٦. ١٤

الهشاشة مقابل املرونة التقرير األوروبي حول التنمية

٧٥

Page 88: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل السادسدول أفريقيا الهشة تتضرر

بشدة من األزمة املالية العاملية عندما اندلعت األزمة االقتصادية احلالية في صيف عام ٢٠٠٧، كان هناك تصور واسع النطاق بأن منطقة أفريقيا جنوب الصحراء لن

تتأثر باألزمة إال على نطاق محدود، ولم تكن البلدان الهشة استثناء من ذلك.١ فقد بدا انخفاض اندماج نظمها املالية مع أسواق املال األمريكية واألوروبية في البداية مبثابة حماية لهذه البلدان من أسوأ آثار األزمة. لكن مع تطور األحداث، ثبت خطأ هذا التصور. فحتى

لو كان تأثير هذه األزمة على الثروات أقل حدة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء عن غيرها من البلدان النامية، فقد ثبت أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء معرضة بشكل خاص لتدهور الروابط التجارية وانقطاع التمويل التجاري.٢

وفي السنوات العشر املاضية، زاد اعتماد دول أفريقيا جنوب الصحراء على التجارة الدولية، ومن ثم زاد تعرضها للصدمات القادمة من اخلارج. وأصبحت االقتصادات بانخفاض الطلب العاملي، وخاصة مع حدوث تزامن غير مسبوق في الدورات االقتصادية، األمر الذي يقلل من الفوائد انية من تنوع الشركاء األفريقية أكثر تأثرا ما تخضع للدورات االقتصادية للدول املانحة، رغم تعهداتها باحلفاظ على مستوى ألن األموال اصصة للمساعدات اإلمنائية الرسمية غالبا التجاريني. ونظرا في املساعدات، على األقل في املدى القصير أو املتوسط. وعلى املساعدات أو حتى بزيادتها، فمن املرجح أن تواجه البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء تراجعاالرغم من النداءات املتكررة في االجتماعات الدولية باحترام التعهدات بتقدمي املعونة، فحتى لو أوفت الدول املانحة بوعودها وحافظت على ثبات حصة املعونات في بسبب التباطؤ االقتصادي في الدول املانحة ورمبا بسبب تقلبات أسعار الصرف غير املواتية (مثل الهبوط كبيرا الناجت احمللي اإلجمالي، فقد تنخفض املعونات انخفاضا

أن تنخفض احلواالت املالية بعد فترة طويلة من النمو املطرد. األخير في قيمة اجلنيه االسترليني أمام الدوالر). ومن املتوقع أيضا

التحديات اجلسيمة لألزمة: إنهاء سنوات من التقدم املستمر ١ في التجارة العاملية مبعدل أسرع في إنهاء فترة طويلة من النمو االقتصادي العاملي والعوملة شهدت منوا كانت أزمة ٢٠٠٨-٢٠٠٩ سببا

مرتني من منو الناجت احمللي اإلجمالي العاملي. وكانت بداية تراجع الناجت احمللي اإلجمالي العاملي في عام ٢٠٠٨، ثم امتد االنكماش إلى جميع مناطق العالم. والواقع أن هذا النمط من التراجع، وهو األسوأ منذ عقود، يشبه االنهيار االقتصادي الذي شهده العالم في عامي ١٩٢٩-١٩٣٠. وقد أدت األزمة احلالية إلى تقويض القوى احملركة للمرحلة األخيرة من مراحل العوملة وهي: األسواق املفتوحة،

وسالسل اإلنتاج املتكاملة عامليا، والعديد من الشركات الدولية احلرة. إلى وكان تباطؤ التجارة العاملية أكثر حدة بكثير من تباطؤ منو الناجت احمللي اإلجمالي، بل أسوأ مما كان عليه في فترة الكساد الكبير.٣ وقد يكون هذا التأثير راجعا التزامن العام للدورات االقتصادية بني الدول. كما ميكن إرجاعه إلى زيادة وزن السلع الوسيطة في التجارة، والتي ترجع بدورها إلى جتزؤ اإلنتاج - الذي بعد أن كان محفزا

في زيادة التدهور. للنمو السريع في السنوات العشر املاضية أصبح سببا

وجاءت هذه األزمة االقتصادية واملالية بعد فترة شهدت تقلبات حادة في أسعار السلع وأسعار الصرف، مما أدى إلى زيادة الشكوك وتعزيز حلقة مفرغة من االنخفاضات في تدفقات التجارة واالستثمارات. كما جاءت األزمة بعدما جنحت أفريقيا جنوب الصحراء في بناء زخم قوي للنمو.٤ فقد سجلت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء كان تعريفها. وتهدد األزمة احلالية بعرقلة هذا االجتاه اإليجابي، على الرغم من أن املنطقة قبل يوليو/متوز ٢٠٠٨، ولم يستثن من ذلك البلدان الهشة – أيا قويا منوا

أصبحت أكثر جاهزية ملواجهة األزمات عما كانت عليه في فترات االنكماش السابقة.٥

مع بقية العالم، وقد انعكس ذلك في ارتفاع حصتها في الصادرات العاملية (رغم أنها ال تزال وخالل فترة النمو األخيرة، أصبحت أفريقيا جنوب الصحراء أكثر اندماجا من غيرها من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، على منخفضة) وفي الناجت احمللي اإلجمالي (الشكل ٦٫١).٦ وقد سارت البلدان الهشة، وهي في املتوسط أقل اندماجانفس االجتاه. وأدى التكامل الدولي املتزايد إلى زيادة تعرض البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء الختالالت في التجارة ولصدمات أخرى. كما كان لهذا التكامل تأثير جلي على عائدات الضرائب (وفي بعض البلدان على السياسة الضريبية)، حيث انخفضت اإليرادات احملصلة من الضرائب على التجارة. وقد أدت األزمة احلالية

إلى تفاقم التحديات التي تفرضها العوملة على تعبئة املوارد، األمر الذي يؤدى إلى انخفاض الوعاء الضريبي.

انظر معهد دراسات التنمية ٢٠٠٨، وصندوق النقد الدولي ٢٠٠٨. ١

بيرمان ومارتن ٢٠٠٩. ٢

أيكنغرين وأورورك ٢٠٠٩. تبلغ نسبة املرونة املقدرة للتجارة العاملية إلى الناجت احمللي اإلجمالي العاملي حوالي ٢. وقد أدى ذلك إلى تدعيم العوملة ومن املرجح اآلن أن يأتي بنتائج عكسية. ٣

أرباتشي وبيدج ٢٠٠٨. ٤

فوسو ونوديه ٢٠٠٩. ٥

إلى ارتفاع أسعار املواد اخلام. من احملتمل أن يكون تضخم نسبة الصادرات إلى الناجت احمللي اإلجمالي في بعض البلدان، وخاصة البلدان املصدرة للنفط في أفريقيا الوسطى، راجعا ٦

٧٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 89: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الشكل ٦٫١: ارتفاع الصادرات كنسبة من الناجت احمللي اإلجمالي

05

101520253035404550

بلدان أفريقيا جنوب الصحراء غير الهشة

بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة

2006

2004

2002

2000

1998

1996

1994

1992

1990

1988

1986

1984

1982

1980

ويةاملئ

بة س

الن

املصدر: البنك الدولي (٢٠٠٩)، مؤشرات التنمية العاملية ٢٠٠٩.

الغذاء والوقود والتمويل، والبلدان الهشة ٢أدى ارتفاع أسعار الغذاء والوقود في منتصف عام ٢٠٠٨ إلى وضع البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء املستوردة للغذاء

والنفط حتت ضغوط كبيرة، مما أدي إلى تراجع احتياطياتها من النقد األجنبي وجعل من الصعب عليها تسديد قيمة الصادرات واحلفاظ على النمو. وعلى النقيض من ذلك، استفادت البلدان املصدرة للنفط من الزيادة في العائدات واستطاع بعضها تعزيز وضع

احتياطياتها األجنبية. إال أن هذا االنتعاش والركود قد ساهما في حدوث تقلبات في اإلنتاج وإعاقة االستثمارات طويلة األجل في القدرات اإلنتاجية.

وكما أكد صندوق النقد الدولي (٢٠٠٩أ)، فإن معظم البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء قد تعرضت على التوالي ألزمات في الوقود والغذاء والتمويل. إذ عن نسبة الـ٥٫٥ في املائة تشير تقديرات حديثة إلى أن معدل النمو احلقيقي في الناجت احمللي اإلجمالي لعام ٢٠٠٩ بلغ نحو ١٫٥ في املائة، وهي نسبة تقل كثيراالتي مت تقديرها في أكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٨. وبذلك يكون عام ٢٠٠٩ هو العام األول في العقد األخير الذي تسجل فيه غالبية البلدان الهشة في أفريقيا جنوب في الناجت احمللي اإلجمالي احلقيقي للفرد، األمر الذي يهدد التقدم نحو بلوغ األهداف اإلمنائية لأللفية ويقوض االستقرار السياسي.٧ وعلى الرغم سلبيا الصحراء منوا بانتكاسة في التنمية البشرية، إال أنه يخلق عراقيل تكون لها عواقب وخيمة على املدى الطويل، وخاصة من خالل تقليص اإلنفاق من أن تباطؤ النمو ال ينذر دائما

على التعليم والصحة.

القنوات األربع النتقال األزمة إلى البلدان الهشة ٣بالنظر إلى انخفاض التنمية املالية في املنطقة وضعف ارتباط البلدان الهشة بالنظام املالي العاملي، فإن القنوات الرئيسية النتقال

األزمة تكمن في قطاعات االقتصاد احلقيقية. إذ متلك البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء أنظمة مصرفية وطنية صغيرة وأسواق لألسهم ضعيفة أو معدومة. وعالوة على ذلك، ال يقبل املستثمرون األجانب وصناديق الثروة السيادية إال على االستثمار في

عدد قليل من البلدان املصدرة للنفط.وتتعرض بلدان أفريقيا جنوب الصحراء لألزمة من خالل التجارة بالدرجة األولى: فالتراجع في حصيلة الصادرات يصاحبه تأثير سلبي ناجم عن شروط التبادل التجاري من خالل انخفاض التحويالت التي يعززها اعتماد البلدان األفريقية الهشة املفرط على صادرات السلع واستقطاب صادراتها.٨ وتعرضت البلدان الهشة لألزمة أيضا

املالية للمهاجرين، وانخفاض تدفقات االستثمار األجنبي املباشر، ورمبا بسبب تراجع تدفقات املعونة األجنبية كذلك.

ولم تنشط القنوات املالية املباشرة النتقال األزمة إال في بلدان مثل كينيا ونيجيريا (وبلدين من البلدان غير الهشة هما جنوب أفريقيا وغانا)، ألنها متلك أسواقا (املربع ٦٫١). على سبيل املثال، فقد عانت نيجيريا من تراجعات في أسواق األسهم مماثلة للتي تعرضت لها البلدان املتقدمة، إن لم تكن وتكامال مالية أكثر عمقاأكبر منها.٩ إذ انخفض مؤشر البورصة النيجيرية بنسبة ٥٥ في املائة في الفترة من يوليو/متوز ٢٠٠٨ إلى فبراير/شباط ٢٠٠٩، بعد تراجعه بنسبة ٤٥ في املائة في العام السابق.١٠ وأدى هذا التراجع وما ترتب عليه من فقدان للثقة إلى زيادة صعوبة االقتراض من أسواق رأس املال. أما تداعيات األزمة في بعض األسواق الرئيسية التي يقصدها املهاجرون داخل املنطقة - مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا وأوغندا وزامبيا – فقد كانت لها انعكاسات كبيرة على البلدان الهشة ااورة (خاصة من خالل

انخفاض فرص العمل املتاحة للمهاجرين وانخفاض التحويالت املالية).

إن معدل النمو اإلجمالي للناجت احمللي احلقيقي للفرد في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء هو معدل سلبي (-٠٫٦ في املائة). وفي حني أن البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء تسجل منوا ٧

بنسبة ٠٫٢ في املائة، إال أن هذا الرقم يخفي وراءه درجة كبيرة من التباين (الفصل الثاني). إيجابياتعتمد غالبية البلدان الهشة على تصدير منتج واحد. وفي املتوسط تشكل منتجات التصدير الثالثة األولى نحو ٩٠ في املائة من إجمالي الصادرات، كما يوضح الفصل الثاني. ٨

بنك التنمية األفريقي ٢٠٠٩أ ومعهد التنمية ملا وراء البحار ٢٠٠٩أ. ٩

كاسكيندي وآخرون ٢٠٠٩ ومعهد التنمية ملا وراء البحار ٢٠٠٩أ ١٠

التقرير األوروبي حول التنمية دول أفريقيا الهشة تتضرر بشدة من األزمة املالية العاملية

٧٧

Page 90: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٦٫١: األسواق املالية األفريقية – تداعيات الصدمات لألوراق املالية، وذلك إلشباع رغبتها في احلصول على رؤوس أموال جديدة من جهة وإلدراج عناصر منذ بداية التسعينات أنشأت عدة دول نامية أسواقارأسمالية السوق في اقتصاداتها من جهة أخرى. كما شاركت دول أفريقيا جنوب الصحراء في هذا االجتاه، حيث ارتقت جنوب أفريقيا إلى مصاف الوجهات الرائدة لألسواق الناشئة واستهدف عدد من الصناديق اإلقليمية القارة األفريقية على وجه اخلصوص. وبناء على طلب احلكومات احمللية، وبدعم من اجلهات املانحة، استطاعت أفريقيا زيادة عدد بورصاتها احمللية من ٦ في أواخر الثمانينات إلى أكثر من ٢٠ اليوم، وإن لم تكن كلها على قدر متساو من التطور. ومن

. بني الدول الهشة، كانت كينيا ونيجيريا لديهما أكثر البورصات تطورا

كيف أثرت تطورات األسواق املالية الكبرى (الصني واململكة املتحدة والواليات املتحدة) على األسواق األفريقية (كينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا) خالل الفترة بني عامي ٢٠٠٤ و٢٠٠٩؟ بتحليل تقلبات األسواق املالية اتلفة من خالل منوذج اقتصادي قياسي، وجد جيوفانيتي وفيلوتشي (٢٠٠٩) أن الصدمات اإليجابية في جنوب أفريقيا والصدمات السلبية في الصني واململكة املتحدة تؤثر على جميع األسواق قيد البحث. وتتأثر جميع األسواق األفريقية بالصدمات األمريكية السلبية فيما عدا كينيا، التي تتأثر فقط بالصدمات اإليجابية في الواليات املتحدة. وتؤثر جنوب أفريقيا على الواليات املتحدة في حني أنها ال تتأثر إال بالسوق النيجيرية. وليس هناك أي دليل على وجود عالقة مهمة بني كينيا ونيجيريا. وحتتفظ الصني بروابط قوية مع األسواق األفريقية. كما تظهر النتائج لها دور محوري في كل األسواق األفريقية وأن اململكة املتحدة والواليات املتحدة لهما تأثير أضعف. وقد تبني أن الصني منفصلة عن أن جنوب أفريقيا أيضا

اململكة املتحدة والواليات املتحدة.

ويبني شكل املربع ١ كيفية انتقال تداعيات انهيار بنك ليمان براذرز إلى جميع األسواق. ففي ١٥ سبتمبر/أيلول ٢٠٠٨ أعلن بنك ليمان براذرز إفالسه، وتكبدت بصدمة الواليات املتحدة في حني أن نيجيريا وكينيا ال يتأثران. ويتضح أن كبيرا األسواق املالية العاملية خسائر كبيرة. وتتأثر الصني واململكة املتحدة تأثرا

. جنوب أفريقيا تتأثر بشدة بصدمة الواليات املتحدة، إال أن التأثير يعتبر تراكمي ويصل تأثير الصدمات إلى ذروته بعد ٢٠ يوما

شكل املربع ٦٫١: جنوب أفريقيا تتأثر بانهيار ليمان براذرز – كينيا ونيجيريا ال يتأثران

0.01

0.5

1.0

1.5

2.0

2.5

3.0 الوالايات املتحدة

اململكة املتحدة

جنوب أفريقيا

الصني

كينيا

نيجيريا

7 13 19 25 31 37 43 49 55 61 67 73 79 85 91 97

ابةتج

س اال

األيام

يعتمد على منوذج اخلطأ املضاعف يتيح لنا وصف االستجابات واآلثار االنتشارية بني الدول والتكهن بها (إجنل وغالو وفيلوتشي ٢٠٠٨)؛ مالحظات: يتبع هذا املربع نهجايستغل النموذج ديناميات التقلب املتوقع لسوق واحدة، مبا في ذلك التفاعالت مع العائدات التربيعية املاضية لألسواق األخرى؛ وتستخدم دالة االستجابة النبضية

لإلشارة إلى تراكم اآلثار االنتشارية.

املصدر: جيوفانيتي وفيلوتشي (٢٠٠٩).

الفصل السادس

٧٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 91: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

على اإليرادات احلكومية. ففي نيجيريا، على سبيل املثال، أدى تقلب في اإليرادات، مما أثر بدوره سلبا وقد شهدت البلدان املصدرة للمعادن واملنتجات الزراعية تراجعاأسعار النفط، الذي يشكل حوالي ٩٠ في املائة من الصادرات النيجيرية (انظر اجلدول ٢٫٣) و٩٠ في املائة من إيرادات احلكومة،١١ إلى حدوث حالة كبيرة من االرتياب، مثلما فعل هبوط أسعار املعادن في جمهورية الكونغو الدميقراطية. وعلى هذه اخللفية، من املمكن أن يكون لهذه األزمة تأثير إيجابي من خالل حتفيز إعادة توجيه االهتمام إلى إنعاش قطاعات أخرى غير النفط والوقود (أو بشكل أعم املواد اخلام)، مما يؤدي بالتالي إلى تقوية االقتصادات حتى تستطيع مواجهة الصدمات احملتملة

في املستقبل.

انخفاض مصادر االستثمار األجنبي املباشر ٣٫١ للنمو، وذلك يعتمد على القطاعات التي قويا للموارد لبعض (قلة) من دول أفريقيا جنوب الصحراء ومحركا هاما إن االستثمار األجنبي املباشر يشكل مصدرا من املهارات، في من املوظفني ومستوى عاليا قليال يستهدفها. فاالستثمار في مجال النفط ال يخلق إال القليل من فرص العمل احمللية، ذلك ألنه مجال يتطلب عددا

حني أن االستثمار في السياحة أو بعض الصناعات التحويلية التقليدية يزيد من فرص العمل واالستهالك والنمو على املستوى احمللي.١٢

كما أن االستثمار األجنبي املباشر كنسبة من الناجت اإلجمالي احمللي في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أقل مما هو عليه في البلدان النامية األخرى، حيث يتم توزيعه بوفرة املوارد الطبيعية. وقد كان االستثمار األجنبي املباشر آخذ في التزايد من حيث القيمة املطلقة وكنسبة ما يكون مرتبطا بشكل غير متساو بني الدول وغالبامن الناجت اإلجمالي احمللي من عام ٢٠٠٠ إلى أن تسببت األزمة االقتصادية في خفض إجمالي مبلغ التمويل أو تأخير بعض املشروعات. فقد أدت األزمة إلى تشديد اإلقراض وانخفاض أرباح الشركات في االقتصادات املتقدمة والناشئة، وهو ما دفعها إلى مراجعة خططها االستثمارية خلفض التمويل وانتهاج سياسة الترقب واالنتظار.١٣ كما أن ارتفاع وتزايد حالة االرتياب املرتبطة باألزمات الغذائية والوقودية واملالية يفسر التراجع العام في االستثمار األجنبي املباشر، األمر الذي يلحق أضرارا

بالغة ملا له من آثار مستمرة١٤ رمبا تتجاوز حتى ما يستطيع أي بلد تقبله.

وفي النصف األول من عام ٢٠٠٨، تلقت أنغوال ونيجيريا وكذلك جمهورية الكونغو الدميوقراطية وغينيا تدفقات من االستثمار األجنبي املباشر بلغت مليار دوالر لكل منها.١٥ ولكن في النصف الثاني من عام ٢٠٠٨ وفي النصف األول من عام ٢٠٠٩ مت تأجيل أو إلغاء عدد من االستثمارات في املوارد الطبيعية والصناعات التحويلية. فقد ألغيت مشاريع للتعدين في جمهورية الكونغو الدميوقراطية وزامبيا، وتأجل مشروع إلنشاء مصفاة تكرير في السودان، وتأجلت مشاريع للتعدين في بوتسوانا

وتنزانيا.

ولكن هناك قطاع واحد استمر فيه االستثمار األجنبي املباشر في الزيادة: قطاع األراضي (الفصل الرابع). إذ تقوم البلدان األجنبية، سواء الباحثة عن األمن الغذائي أو الراغبة في زيادة إنتاجها من الوقود احليوي دون تعريض مواردها املائية للخطر، بشراء األراضي في أفريقيا جنوب الصحراء. وقد تكون هذه الصفقات غير مواتية فيها، ذلك ألنها تتسم بضعف قدرتها على تطبيق القانون، وهي نقطة ضعف قد لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وخاصة عندما تكون مؤسسات الدولة طرفاتستغلها البلدان األجنبية املشاركة في هذه الصفقات. وتعتبر آثار هذه التدفقات على البلدان املستقبلة قضية خالفية بشكل كبير،١٦ ألن األموال قصيرة األمد املوجهة لتخفيف أسوأ اآلثار املترتبة على األزمة قد تتحول إلى نوع من النهب للموارد املهمة، لكنها إذا أديرت بشكل جيد، فقد تؤدي إلى زيادة اإلنتاجية الزراعية بل

وقد يكون لها بعض اآلثار اإليجابية على النمو.

تراجع التجارة ٣٫٢ على توقع منو أسواق التصدير. وانتقلت األزمة إلى هذه كبيرا اعتمدت بلدان عديدة في أفريقيا جنوب الصحراء، ومنها البلدان الهشة املصدرة للمواد اخلام، اعتمادا

من خالل انخفاض الطلب على الصادرات وانخفاض أسعار التصدير. البلدان أساسا

وال شك أن تقييم آثار األزمة على تدفقات التجارة يتطلب وقتا، لكن اإلشارات املبكرة غير مطمئنة: إذ انخفض الطلب من أوروبا والواليات املتحدة والصني على إلى ، حتى أكثر من انخفاض الطلب على منتجات املناطق األخرى (الشكل ٦٫٢). ويرجع ذلك جزئيا حادا منتجات البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء انخفاضاأن غالبية صادراتها من املواد اخلام. ولكن حتى بالنسبة للبلدان املصنعة، التي تركز على املنتجات منخفضة التكنولوجيا، فإن هذه اموعة تعاني أكثر من غيرها من املناطق النامية.١٧ وعالوة على ذلك، فقد عانت العديد من البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء من زيادة تقلب أسعار الصرف، األمر الذي خلق حالة من االرتياب وأدى إلى ارتفاع تكاليف التجارة الدولية. كما أن العديد من البلدان في منطقة اجلماعة املالية األفريقية تربط عمالتها باليورو فتعرضت النخفاض سعر الصرف احلقيقي لعمالتها، األمر الذي يخفض إلى حد ما من سعر الواردات من هذه البلدان، لكن الدول الهشة ال تستطيع استغالل هذه الفرصة بسبب محدودية

قدرتها على زيادة صادرتها.١٨

معهد التنمية ملا وراء البحار ٢٠٠٩أ. ١١

انظر بوناسي وآخرون ٢٠٠٦. ١٢

استخدمت النماذج النظرية لالستثمار في ظل حاالت عدم اليقني (ديكسيت ١٩٨٩) في املاضي نظرية اخليار لتفسير هذا املوقف الذي يتخذه املستثمرون عندما يسود االعتقاد بأن البيئة ١٣

على تاريخ الشركة: إذا كانت الشركة تستثمر بالفعل في بلد من البلدان، فإنها ستستمر في محفوفة بااطر. ويختلف سلوك الشركات في التعامل مع نفس القيم األساسية، اعتماداذلك، أما االستثمارات اجلديدة فيتم تأجيلها. ويستطيع هذا السلوك الذي تنتهجه الشركات أن يفسر الوضع الراهن: انقطاع السلوك الفردي (قد تقرر الشركات االستثمار أو عدم االستثمار

على تاريخها والعديد من التوازنات) يجعل الدوال العامة لالستثمار غير خطية. في نفس املوقف، اعتماداإن حتقيق االستثمارات هو أمر يحتاج إلى وقت، ويؤدي حدوث انخفاض في عام من األعوام إلى أثر طويل األمد يستمر خالل األعوام املقبلة. ١٤

انظر مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (األونكتاد) ٢٠٠٩، ص ٤٢. ١٥

لالطالع على مناقشة لهذا املوضوع، انظر الفصل الرابع. ١٦

على منطقة أفريقيا جنوب الصحراء ككل. انظر األونكتاد ٢٠٠٩؛ ينطبق هذا االنخفاض احلاد في الصادرات أيضا ١٧

بنك التنمية اإلفريقي ٢٠٠٩ب. ١٨

التقرير األوروبي حول التنمية دول أفريقيا الهشة تتضرر بشدة من األزمة املالية العاملية

٧٩

Page 92: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الشكل ٦٫٢: أفريقيا جنوب الصحراء تسجل أشد انخفاض في الصادراتالواردات الصينية

2030405060708090

100110120

100 =

2008

ول أيل

بر/تم

سبة:

حظمال

أمريكا الالتينية

الشرق األوسط وشمال أفريقيا

الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء

أفريقيا جنوب الصحراء

العالم

واردات االحتاد األوروبي

40

50

60

70

80

90

100

110

100 =

2008

ول أيل

بر/تم

سبة:

حظمال

أمريكا الالتينية

الشرق األوسط وشمال أفريقيا

الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء

أفريقيا جنوب الصحراء

العالم

واردات الواليات املتحدة

30

50

70

90

110

130

150 أمريكا الالتينية

الشرق األوسط وشمال أفريقيا

الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء

أفريقيا جنوب الصحراء

العالم

100 =

2008

ول أيل

بر/تم

سبة:

حظمال

املصدر: أطلس التجارة العاملية

الفصل السادس

٨٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 93: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

أن تكون األزمة املالية حدت من القدرة على متويل التجارة العاملية. وتعتمد الشركات في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وال سيما في البلدان الهشة، ومن املرجح أيضاأكثر من غيرها على التمويل التجاري. وتعتمد غالبية شركات أفريقيا جنوب الصحراء على احلصول على خطابات اعتماد من بلدان املقصد، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تخلف النظام املالي احمللي وندرة التمويل الذاتي. وجلأت هذه الدول املمولة، التي متر بحالة كبيرة من االرتياب وانعدام الثقة، إلى تقليل تعرضها للمخاطر بهذا األمر هي التي تعتبر أكثر عرضة للخطر. لذلك فقد أدى ترشيد االئتمان، الذي يزيد من التكاليف التجارية، إلى تراجع وخفض االئتمان. والشركات األكثر تأثرا

صادرات البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء.

وتشير حتليالت١٩ تستند إلى بيانات عن ١١٧ أزمة نظامية٢٠ وبيانات عن التجارة الثنائية إلى أن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ميكن أن تتضرر بشدة من األزمة احلالية. ، فقد كان تأثير األزمات املالية وفترات الركود املاضية على صادرات بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أكثر حدة واستمرارية عندما كان الشريك التجاري دولة صناعية. أوالثانيا، فإن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء تضررت بشدة أكبر وملدة أطول من املناطق األخرى من األزمات التي أثرت على أسواق املقصد. وهذا األثر ليس مجرد أثر تكويني عن انخفاض القدرة التنافسية لصادرات الصناعة التحويلية لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء والتي بسبب كثرة املنتجات األولية في سلة صادراتها، بل هو ناجت أيضاتركز على املنتجات منخفضة القيمة املضافة. وما من شك في أن صادرات الصناعة التحويلية واملواد اخلام لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء قد تضررت أشد الضرر. (الشكل ٦٫٣). باإلضافة إلى زيادة اعتماد صادرات بلدان أفريقيا جنوب الصحراء على التمويل التجاري، فإن أحد احتماالت هذه النتائج هو تدني القدرة التنافسية لصادرات الصناعة التحويلية لبلدان املنطقة والتي تركز على املنتجات منخفضة القيمة املضافة. كما أن فقر البنية التحتية، الذي يؤدي إلى ارتفاع التكاليف (الرسوم والروتني احلكومي واملعابر احلدودية)، يزيد من ضعف هذه البلدان. وعلى العكس من ذلك، فلكي تستغل الشركات الفرص التي تقدمها األزمة االقتصادية، يجب عليها أن تبحث عن منافذ لها، وتطور منتجات ذات جودة أعلى، وتتحرك إلى أعلى في سلسلة القيمة. ولكن كل ذلك يتطلب رأس املال البشري املناسب، والذي

تعاني البلدان الهشة من نقص فيه.

الشكل ٦٫٣: صادرات السلع األولية والصناعات التحويلية ألفريقيا جنوب الصحراء بعد األزمة املالية في البلدان الشريكة

-0.7

-0.5

-0.3

-0.1

0.1

0.3

0.5

-2 -1 1 2 3 4 5 6 7 8

ريجا

التض

فائة ال

سبن

السنوات منذ األزمة

السلع املصنعة

السلع األولية

املصدر: بيرمان ومارتن ٢٠٠٩.مالحظة: يوضح الرسم البياني انحراف الصادرات األفريقية بعد أزمة مالية وقعت في العام t = صفر، فيما يتعلق مبتوسط تأثير االضطراب. ومتثل نسبة الفائض التجاري في احملور الصادي انحراف الصادرات الثنائية لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء الناجم عن األزمة املالية في البلد الشريك، ونسبته إلى متوسط االنحراف: نسبة الفائض التجاري

اإليجابية (السلبية) تعني أن تأثير األزمة املالية في البلد الشريك على الصادرات األفريقية هو أكثر إيجابية (سلبية) من متوسط التأثير على الصادرات.

تضاؤل تدفقات املعونة: سيناريو ينبغي جتنبه ٣٫٣قدت في غلني إيغلز في عام ٢٠٠٥ بزيادة مساعداتها للبلدان األفريقية، وقد تكرر التأكيد على هذا الوعد في االجتماعات لقد تعهدت قمة مجموعة الثماني التي عالدولية. ومع ذلك، فإن الركود العاملي الناجت عن األزمة العاملية في ٢٠٠٨-٢٠٠٩ يلقي بظالل الشك على التطور الفعلي جلهود تقدمي املساعدات من جانب اجلهات املانحة في جلنة املساعدة اإلمنائية. فقد يتم تخفيض ميزانيات املعونة مقارنة بالزيادة غير املسبوقة في عام ٢٠٠٨ لتمويل برامج التحفيز املالي التي تستهدف دعم الطلب الداخلي في البلدان املانحة. فاإلشارات املبكرة من بعض البلدان األعضاء في جلنة املساعدة اإلمنائية ليست مطمئنة. إذ أعلنت احلكومة األيرلندية خفض للعام احلالي. ومن احملتمل أن تخفض إيطاليا كذلك ميزانيتها اصصة للمعونات في عام ميزانيتها اصصة للمعونات بنسبة ٢٢ في املائة عما كان مخططا٢٠٠٩ إلى النصف، لتسجل بذلك أدنى مستوى لها على اإلطالق.٢١ وفي املدى القصير واملتوسط، ستتأثر معظم ميزانيات املعونة للبلدان املتقدمة بسبب العجز

األخير في املوازنة. لذلك فمن احملتمل خفض اإلنفاق أو رفع معدالت الفائدة في املستقبل القريب.

لعدم وجود سالسل زمنية موثوقة موعة البلدان يستخدم بيرمان ومارتن (٢٠٠٩) منوذج اجلاذبية حلساب االستجابات النبضية؛ ويركز هذا التحليل على أفريقيا جنوب الصحراء ككل نظرا ١٩

الهشة. انظر ورقة املعلومات األساسية في الد ١ (ب) لالطالع على التفاصيل.تعرف األزمة النظامية بأنها حالة – قد تستمر لعدة سنوات – يتم فيها استنفاد معظم أو كل رأس املال املصرفي. وتغطي مجموعة البيانات عن التجارة الثنائية واألزمة املالية الفترة من ٢٠

.١٩٧٢-٢٠٠٢انظر وان ٢٠٠٩ ٢١

التقرير األوروبي حول التنمية دول أفريقيا الهشة تتضرر بشدة من األزمة املالية العاملية

٨١

Page 94: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وتكشف األزمات السابقة – التي لم تكن بهذا القدر من التأثير العاملي – أن الدول املانحة متيل إلى خفض ميزانياتها اصصة للمعونات بشكل ملحوظ عندما . فعلى سبيل املثال، في أعقاب األزمة املصرفية التي شهدتها بلدان الشمال األوروبي في عام ١٩٩١ حدث انخفاض كبير في اإلنفاق على املعونات كبيرا تواجه ركودا

من جانب النرويج والسويد وفنلندا.

وحتى الوفاء بالتعهدات السابقة ال يقي البلدان املتلقية من انخفاض كبير في تدفقات املعونة، ألن التعهدات يتم حتديدها كنسبة من الدخل القومي اإلجمالي، وكذلك بسبب تأرجح أسعار الصرف الثنائية أمام الدوالر.

ميزانيات املعونة لعام ٢٠٠٩: للحصول على فهم أفضل آلثار األزمة احملتملة على ميزانية املعونة اعتمدنا على التحليل االقتصادي الذي أجراه بيرتولي وآخرون. (٢٠٠٧) للمحددات االقتصادية واملؤسسية والسياسية جلهود املعونة – وهي تعرف بأنها نسبة املعونة إلى الناجت احمللي اإلجمالي – التي قدمها األعضاء والذي يقدم منوذجاالـ٢٢ في جلنة املساعدة اإلمنائية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية في الفترة بني عامي ١٩٧٠ و٢٠٠٤. وفي هذا العرض مند التحليل إلى عام ٢٠٠٨ كما نستعني مبواصفات معدلة للنموذج، مما يتيح حتديد عالقة غير خطية بني الركود وجهود املعونة. وتعكس هذه املواصفات التصور بأن فترات الركود الكبرى ميكن أن تؤدي إلى

تأثير حاد - وأكثر من نسبي – على جهود املعونة التي يقدمها املانحون.٢٢

ضعيفا وتشير تقديراتنا إلى أن البلدان التي تشهد أكبر عجز في امليزانية ال تقلل بالضرورة من مدفوعات املعونة، وذلك ألن العجز في امليزانية األولية يعد مقياساللوضع املالي ألي بلد. إال أن هذه النتيجة، التي تتماشى مع راوند وأوديدوكون (٢٠٠٤)، ال تبعث على االطمئنان. ويوضح التحليل أن املعونة تنخفض كلما زاد عبء الديون املتراكمة – وتنخفض بشكل أكثر من نسبي استجابة التساع فجوة الناجت، والتي تقيس مدى شدة الركود. ثم بعد ذلك تستخدم التقديرات للتنبؤ مبيزانيات

املعونة لعام ٢٠٠٩ لكل بلد من البلدان املانحة على أساس توقعات االقتصاد الكلي التي وضعها تقرير اآلفاق االقتصادية الصادر عن منظمة التعاون والتنمية.

حسب توقعاتنا، فإن تدفقات املعونة القادمة من بلدان جلنة املساعدة اإلمنائية ميكن أن تنخفض مبقدار ٢٢ مليار دوالر في عام ٢٠٠٩ عن تدفقات عام ٢٠٠٨ التي بلغت ١١٩ مليار دوالر، في حال تصرفت اجلهات املانحة بنفس الطريقة التي تصرفت بها خالل فترات الركود املاضية.٢٣ ويختلف التباين الكلي موع تدفقات املعونة اختالفا عن الصورة املرسومة نتيجة التوقعات التي توضع بناء على التصريحات العامة لبلدان جلنة املساعدة اإلمنائية (OECD، ٢٠٠٩أ) والتي تتماشى مع التعهدات جذرياالسابقة. ومتثل توقعاتنا ما يشير إليه تطور ميزانيات املعونة استجابة لتقلبات الدورات االقتصادية من أحداث محتملة، ولكن غني عن القول أن هذا ما هو إال

سيناريو، ميكن جتنبه شريطة أن تعطي البلدان املانحة األولوية الواجبة للمعونة.

ولدعم احلجة القائلة بأن هذا سيناريو ينبغي جتنبه، نحاول استشعار حجم التأثير الواقع على البلدان املتلقية في أفريقيا جنوب الصحراء، على افتراض أن الدول املانحة لم تغير مخصصاتها الثنائية في الفترة بني عامي ٢٠٠٣ و٢٤،٢٠٠٧ مما يعطي فكرة عن اآلثار احملتملة على كل بلد على حدة. ويبني هذا احلساب التقريبي أن معظم بلدان أفريقيا جنوب الصحراء معرضة النخفاض تدفقات املعونة بنسبة تتراوح بني ١٥ و٢٠ في املائة (الشكل ٦٫٤). وقد يؤثر هذا االنخفاض بوجه خاص على

في البلدان الهشة على وجه اخلصوص.٢٦ مدمرا دث التقلبات في املعونة تأثيرا من ميزان مدفوعاتها.٢٥ وحت البلدان التي تشكل فيها املعونة جزء كبيرا

مالشكل ٦٫٤: االنخفاض املقدر في تدفقات املعونة املوجهة ألفريقيا في عام ٢٠٠٩ ي

املصدر: حتليل املؤلف.

انظر بيرتولي وآخرون (٢٠٠٧) لالطالع على وصف للنموذج األساسي لالقتصاد القياسي، وورقة املعلومات األساسية التي أعدها آلن وجيوفانيتي ٢٠٠٩ في الد ١ب لالطالع على نتائج النموذج ٢٢

االقتصادي املوسع.انظر آلن وجيوفانيتي (٢٠٠٩) لالطالع على التوقعات اخلاصة بكل بلد على حدة. ٢٣

لم تتوفر البيانات عن املساعدات الثنائية لعام ٢٠٠٨ حتى اآلن. ٢٤

ملنظمة التعاون والتنمية (٢٠٠٩ب)، وفي يقدم الفصل الثاني بيانات عن اعتماد البلدان الهشة على املساعدات اإلمنائية الرسمية، مقارنة باحلواالت املالية واالستثمار األجنبي املباشر. ووفقا ٢٥

في املساعدات يزيد عن ٢٠ مليون دوالر. سياق مختلف وبتقديرات مختلفة، من املتوقع أن تشهد تشاد وإريتريا وغينيا انخفاضاتؤكد منظمة التعاون والتنمية (٢٠٠٩ب) أن بوروندي وجمهورية الكونغو الدميوقراطية وإريتريا وغينيا بيساو وليبيريا وسيراليون شهدوا تقلبات في املعونات جتاوزت ٥ في املائة من الناجت احمللي ٢٦

اإلجمالي في الفترة بني عامي ١٩٩٠ و٢٠٠٥.

n أقل من ١٥ في املائةn بني ١٥ و١٦ في املائةn بني ١٦ و١٨ في املائةn بني ١٨ و٢٠ في املائةn أكثر من ٢٠ في املائة

الفصل السادس

٨٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 95: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وغني عن القول أن اجلهات املانحة األوروبية ينبغي أن تتجنب خفض املعونات املوجهة لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء بصفة عامة وللبلدان الهشة بصفة خاصة، ألن في هذه احلالة ستؤدي قناة املعونات إلى زيادة اآلثار السلبية األخرى التي تنتقل عبر القنوات الثالث التي وصفناها في جزء سابق من هذا الفصل. ومع ذلك، فإن اخلوف من أن تقرر البلدان املانحة، التي تكبدت تكاليف باهظة على املستوى الداخلي للتعامل مع األزمة، خفض تدفقاتها من املعونة هو احتمال ال ميكن استبعاده بسهولة بسبب التجارب املاضية وبعض املؤشرات املبكرة التي تدعو للقلق. وقد أفاد صندوق النقد الدولي (٢٠٠٩جـ) أنه "على الرغم من التعهدات الدولية بزيادة املساعدات إال أن التوقعات ال تشير إلى حدوث مثل هذه الزيادة في عام ٢٠٠٩"،٢٧ بل تشير إلى أن البلدان ذات الدخل املنخفض ميكن أن تعاني من انخفاض بنسبة

٢٥ في املائة عن العام السابق.

وتستطيع الصني، التي تتمتع بفائض في ميزانيتها (وفي ميزان مدفوعاتها)، أن تسد الفجوة التي خلفتها بلدان منظمة التعاون والتنمية (املربع ٦٫٢).

املربع ٦٫٢ هل تنجح الصني في سد الفجوة؟ميثل منتدى التعاون الصيني األفريقي، والذي بدأت فعالياته في عام ٢٠٠٠ بني الصني وشركائها األفارقة (باستثناء البلدان الثالثة التي ال تزال تعترف بتايوان كإقليم مستقل)، املنبر الذي تعلن الصني من خالله نيتها تقدمي مساعدات إمنائية دولية لبلدان أفريقيا.٢٨ وتقدم الصني مساعدات دولية للبلدان األفريقية ما ترتبط املساعدات باالستثمار األجنبي املباشر والتجارة. وبحلول نهاية عام ٢٠٠٦، من خالل التعاون االقتصادي، الذي يركز على إنشاء املشروعات، وغالباكانت الصني قد أطلقت حوالي ٨٠٠ مشروع للمساعدات في أفريقيا: ١٣٧ منها في مجال الزراعة، و١٣٣ في البنية التحتية، و١٩ في املدارس، و٣٨ في

أفريقية قيمتها نحو ١٫٢ مليار دوالر.٢٩ أفريقيا، ودربت ١٥٠٠٠ شخص، وألغت ديونا املستشفيات. كما أرسلت الصني ١٦٠٠٠ عامل طبي إلى ٤٣ بلدا

وبحلول نهاية عام ٢٠٠٦ كانت الصني قد أنفقت ٥٫٦ مليار دوالر من املساعدات ألفريقيا. وقد أعلن بنك االستيراد والتصدير الصيني، وهو أحد الفاعلني الرئيسيني في مجال التعاون اإلمنائي في البالد، أنه صرف ١٢٫٣ مليار دوالر على هيئة قروض وائتمانات للصادرات ألفريقيا في الفترة بني عامي ١٩٩٥ و٢٠٠٦. بحلول سبتمبر/أيلول ٢٠٠٦، وكانت ٨٠ في أفريقيا في ٣٩ بلدا ويفيد مركز الدراسات الصينية٣٠ بأن بنك االستيراد والتصدير كان قد أنشأ ٢٥٩ مشروعااملائة منها في مجال البنية التحتية (السدود والسكك احلديدية واملنشآت النفطية واملناجم). أما جاكوبي (٢٠٠٧) فقد أضاف املنح وغيرها من االعتمادات

إلى األرقام السابقة ويقدر أن تكون املساعدات املالية من الصني ألفريقيا قد بلغت نحو ١٩ مليار دوالر بحلول عام ٢٠٠٦.

رة. كما بدأت الصني في الفترة األخيرة وتقدم املساعدات للبلدان األفريقية في شكل منح (في الغالب هبات عينية) وقروض بدون فوائد وقروض ميس مساعدة البلدان األفريقية على تخفيف عبء الديون. ويقال أن املسؤولني الصينيني يفضلون تقدمي املساعدات في شكل هبات عينية ألن ذلك يقلل كثيرا

من تكاليف املعامالت املرتبطة بإيصال املساعدات ويزيد من فعاليتها٣١.

من البلدان األفريقية الهشة (مثل أنغوال، الكاميرون، جمهورية الكونغو، جمهورية وتفيد منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي (٢٠٠٩ب) بأن عددا ميسرة من بنك االستيراد والتصدير الصيني. ويرى الكونغو الدميوقراطية، كوت ديفوار، إريتريا، ليبيريا، نيجيريا، السودان، وتوغو) قد تلقت بالفعل قروضا على صعيد احلرية السياسية وجودة احلكم، بينما يسلط ألفيس جميع شركاء الصني املهمني في القارة يسجلون أداء ضعيفا بينيلت (٢٠٠٧) أن تقريباودريبر (٢٠٠٧) الضوء على تدني درجاتهم في مؤشر الدول الفاشلة الصادر عن مجلة "السياسة اخلارجية". ويؤكد وودز (٢٠٠٨) وبروتيغام (٢٠٠٨) على تنامي عالقات الصني مع "الدول املارقة" مثل السودان وزميبابوي، رغم أن هذه العالقات تتجاوز مجرد تقدمي املساعدات، فيما يركز شني (٢٠٠٨) على العالقات

العسكرية القوية التي تربط الصني بهذين البلدين.

ويقارن شكل املربع ٢ بني املساعدات التي تقدمها جلنة املساعدة اإلمنائية وبني التعاون االقتصادي الصيني٣٢ موعة من البلدان األفريقية الهشة.٣٣ وقد منذ عام ٢٠٠٠ ثم بدأ يتجه نحو االنخفاض في السنوات األخيرة. وعلى كان مستوى املساعدات اإلمنائية الرسمية من دول جلنة املساعدة اإلمنائية ثابتا مع تدفقات املعونة اخلارجة ، وفي عام ٢٠٠٦ تساوى تقريبا النقيض من ذلك، فقد شهد تدفق التعاون االقتصادي الصيني إلى البلدان الهشة منوأ مطردا

من بلدان جلنة املساعدة اإلمنائية.

في الدعم املالي من اجلهات املانحة الغربية في منتصف التسعينات وقد برز هذا االجتاه بقوة في بعض فرادى البلدان األفريقية، وخاصة التي شهدت انخفاضا على (أنغوال وغينيا االستوائية وإريتريا والسودان) - عندما انتشرت سلسلة طويلة من أحداث العنف وعدم االستقرار في أنحاء القارة٣٤ - التي حتصل حاليا

اجلزء األكبر من مساعداتها املالية من الصني.

صندوق النقد الدولي ٢٠٠٩جـ، ص ٣٠. ٢٧

غامبيا وبوركينا فاسو وسان تومي وبرينسيبي ٢٨

انظر وزارة التجارة الصينية ٢٠٠٧. ٢٩

انظر مركز الدراسات الصينية ٢٠٠٨. ٣٠

انظر النكاستر ٢٠٠٧. ٣١

حسب التعريف الذي قدمه املكتب الوطني لإلحصاءات في الصني، فإن البيانات عن التعاون مع البلدان أو املناطق األجنبية تغطي إما املشاريع التي متولها برامج املساعدات الصينية أو ٣٢

املشاريع التي يتعاقد عليها مقاولون صينيون. لذلك فمن املهم أن نحذر من املقارنة بني تدفقات التعاون االقتصادي الصيني، التي ترى منظمة التعاون والتنمية (٢٠٠٨أ) أنها تتضمن تقديرا. ووضوحا فيه للمساعدات اإلمنائية الرسمية الصينية، وبني املساعدات اإلمنائية املقدمة من البلدان املتقدمة، التي تعتبر فئة أكثر تركيزا مبالغا للتعريف التشغيلي الذي قدمته منظمة التعاون والتنمية (٢٠٠٩ب) والذي يتناوله الفصل الثاني من هذا التقرير. اختيرت البلدان الهشة وفقا ٣٣

انظر تال ٢٠٠٨ ٣٤

التقرير األوروبي حول التنمية دول أفريقيا الهشة تتضرر بشدة من األزمة املالية العاملية

٨٣

Page 96: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

شكل املربع ٦٫٢: التعاون االقتصادي الصيني مع البلدان األفريقية الهشة ومساعدات جلنة املساعدة اإلمنائية، ١٩٩٨-٢٠٠٧

02000400060008000

100001200014000160001800020000 الصني

اإلمنائية

2007

2006

2005

2004

2003

2002

2001

2000

1999

1998

والرن د

ليوم

إلي قاعدة بيانات جلنة املساعدة اإلمنائية واملكتب الوطني لإلحصاءات في الصني (طبعات مختلفة) واحلولية املصدر: ما أورده التقرير األوروبي حول التنمية استنادااإلحصائية الصينية

ويرى بعض املراقبني أن الصني ستستفيد من االنسحاب احملتمل للدول األوروبية من أفريقيا،٣٥ وإن كان هذا األمر لن يتجلى بوضوح إال بعد القمة الرابعة ملنتدى التعاون الصيني األفريقي في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٩. ففي بداية عام ٢٠٠٩، جدد القادة الصينيون التأكيد على التزاماتهم جتاه أفريقيا، حيث أعلنوا عن توجيه مليارات الدوالرات إلى بناء مشروعات جديدة وغير ذلك من أشكال املساعدة، مبا فيها املزيد من خفض الديون.٣٦ وقبل جولة الرئيس هو جني تاو لعدد من بلدان شرق أفريقيا في فبراير/شباط ٢٠٠٩، تعهد املسؤولون الصينيون بأن الصني ستستمر في تقدمي مساعداتها ألفريقيا "بغض النظر

عن األزمة االقتصادية" وبأنها تنوي زيادة مساعداتها ألفريقيا بنسبة ٢٠٠ في املائة عما كانت عليه في ٣٧.٢٠٠٦

تقلص احلواالت املالية ٣٫٤تصل حتويالت املهاجرين املالية إلي بلدان أفريقيا جنوب الصحراء التي تكون فيها التدفقات اخلاصة األخرى، كاالستثمارات األجنبية املباشرة، إما محدودة أو معدومة، املساعدات اإلمنائية الرسمية.٣٨ وينتقل الكثير من املهاجرين (وكذلك الالجئني) من البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدان أخرى قريبة، بل وتفوق أحيانا

ألنهم ال يستطيعون حتمل التكاليف الباهظة للهجرة إلى البلدان ذات الدخل املرتفع (الشكل ٦٫٥).٣٩

يالشكل ٦٫٥: الكثير من املهاجرين يقيمون في أفريقيا

املصدر: نتائج توصل إليها املؤلف بناء علي بيانات من جامعة ساسكس وما أورده البنك الدولي في راثا وشو (٢٠٠٧).

انظر كوك والم ٢٠٠٩. ٣٥

انظر براون وتشن ٢٠٠٩. ٣٦

الصني ستواصل مساعداتها واستثماراتها في أفريقيا بغض النظر عن األزمة املالية“، صحيفة China View، ٢ يونيو/حزيران ٢٠٠٩. ٣٧

منظمة التعاون والتنمية ٢٠٠٨. ٣٨

ساندر وماميبو ٢٠٠٥. ٣٩

n أقل من ٢٠ في املائةn من ٢٠ في املائة إلى ٤٠ في املائةn من ٤٠ في املائة إلى ٦٠ في املائةn من ٦٠ في املائة إلى ٨٠ في املائة

n أكثر من ٨٠ في املائة

الفصل السادس

٨٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 97: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ألنها في الغالب تكون ثابتة أو حتى تتحرك بشكل معاكس وبالنسبة للبلدان املتلقية فإن التحويالت املالية ال تشكل أهمية بسبب حجمها فحسب وإمنا أيضاللدورات التجارية في البلدان املتلقية، ومن ثم تقلل من احتمال حدوث أزمة في ميزان املدفوعات٤٠. فكيف تأثر حجم التحويالت إلى البلدان األفريقية الهشة

باالنكماش احلالي؟

نسبته ٧ في وهناك تكهنات مختلفة. إذ يتوقع راثا وموهاباترا (٢٠٠٩)، بعد التفاؤل في البداية، أن تشهد التحويالت إلى بلدان أفريقيا جنوب الصحراء انخفاضا في عام ٢٠٠٨ (وهذا املبلغ ال يشمل القنوات غير الرسمية التي جلت رسميا من الـ٢٠ مليون دوالر التي س املائة بحلول عام ٢٠٠٩ لتبلغ ١٨ أو ١٩ مليار دوالر، نزواليشيع استخدامها بني املهاجرين داخل املنطقة). ويؤكد صندوق النقد الدولي (٢٠٠٩ب) أن أي انخفاض بنسبة ١ في املائة في معدل النمو االقتصادي للبلدان اجلاذبة في التحويالت الصادرة بنسبة تصل إلى ٤ في املائة. ويؤكد كالي وديليربا (٢٠٠٩) أنه مقارنة بأمريكا الالتينية ومنطقة البحر الكاريبي أو للمهاجرين يحدث انخفاضا بأن نصيبها في التدفقات الرسمية بنحو ٦ إلى ٩ في املائة في عام ٢٠٠٩، علما معتدال شرق أسيا واحمليط الهادئ، فإن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ستشهد تراجعا

في عام ٤١٢٠٠٨. لة من البلدان ذات الدخل املرتفع كانت منخفضة نسبيا في التحويالت املرس

لة عبر القنوات الرسمية ومن البلدان التقليدية املستقبلة ليست سوى جزء من القصة، حيث تعتبر الهجرة داخل املنطقة واحدة ومع ذلك، فإن التحويالت املرسمن القنوات الهامة النتقال األزمة من البلدان األفريقية الناشئة إلى البلدان الهشة في جنوب الصحراء. وإجراء تقييم مفصل لكل بلد على حدة هو أمر يتطلب وضع توقعات معقولة حول تدفقات التحويالت وتطور أسعار الصرف الثنائية للبلدان التي يقصدها املهاجرون في مقابل الدوالر، ألن هذا هو العامل األهم في حتديد

. القيمة الدوالرية لتحويالت املهاجرين الواردة. ولكن بدون هذه التوقعات، لن يكون أي تقييم مجديا

وميكن أن يؤثر أي تراجع في التحويالت على تركيبة اإلنفاق، إذا كان االحتمال األكبر هو استثمار التحويالت، وليس الدخل املتأتي من مصادر محلية، في مجاالت التعليم واإلسكان.٤٢

في العائدات التجارية بسبب انخفاض الطلب العاملي وتدهور معدالت التبادل التجاري. حادا ومن ثم، فإن بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الهشة ستعاني تراجعا في التحويالت القادمة من البلدان املتقدمة والناشئة في أفريقيا جنوب الصحراء والتي تعتبر الوجهات انخفاضا ويضاف إلى ذلك أن هذه البلدان قد تشهد أيضا انخفاض في تدفقات في تدفقات االستثمار األجنبي املباشر. وميكن أن يقابل هذه اآلثار السلبية أيضا الرئيسية التي يقصدها املهاجرون من البلدان الهشة، وتقلصااملعونة القادمة من بلدان جلنة املساعدة اإلمنائية، في حال فشل هذه البلدان في الوفاء بالتزاماتها جتاه القارة األفريقية، واستجابتها للركود احلاصل - كما تشير

التجارب املاضية – عن طريق تخفيض ميزانيات املعونة.

هل تستطيع الدول الهشة التعامل مع األزمة؟ ٤ من تدهور معدالت التبادل على الرغم من أن الدول الهشة ستعاني من االنخفاض احلاد في التجارة الدولية، إال أنها ستعاني أيضاالتجاري وتقلص احلواالت املالية بسبب ارتفاع معدالت البطالة في البلدان املتقدمة والبلدان الناشئة في أفريقيا جنوب الصحراء،

وتراجع االستثمار األجنبي املباشر، وسحب االستثمارات، ورمبا انخفاض تدفقات املعونة، على األقل في املدى القصير واملتوسط. شامال ولفهم الكيفية التي تستطيع بها هذه الدول التعامل مع الركود أو غيره من الصدمات السلبية، سنقدم ونستخدم مؤشرا

لقياس املرونة. مع نوديه (٢٠٠٩)، سنركز ومتثل كيفية قياسها قضية خالفية. ومتاشيا وتعد املرونة سمة متعددة األوجه للنظام االجتماعي واالقتصادي، وال ميكن فهمها إال جزئياهنا على بعدها اخلاص باالقتصاد الكلي فقط، والذي يتعلق بقدرة الدولة على تنفيذ سياسات مالئمة في استجابتها ألي صدمة، كأزمة ٢٠٠٨-٢٠٠٩. وبالتالي لن ننظر في األبعاد األخرى للمرونة – على مستوى األسرة أو اتمع؛ ال ينبغي التقليل من أهميتها، ولكن ال تزال مؤسسات الدولة متثل ركيزة أساسية من ركائز املرونة.

لقياس مرونة كل بلد من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء يركز على أربعة أبعاد منفصلة:٤٣ مع أخذ هذا التنبيه في االعتبار، أنشأنا مؤشرا

إدارة االقتصاد الكلي، وتنعكس في ميزان املدفوعات والتوازنات املالية ومستويات االحتياطي من العملة. •

احلكم اجليد. •

كفاءة السوق، وتقاس من خالل مؤشرات ممارسة األعمال في عام ٢٠٠٩. •

التماسك االجتماعي، ويقاس باستخدام مؤشراالنقسام العرقي واللغوي ومؤشر عدم االستقرار السياسي. •

لقدرتها على التعامل مع الصدمات اخلارجية إلى ثالث ثم بعد ذلك نقوم بتجميع هذه املكونات األربعة ملؤشر املرونة، ونصنف بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وفقافئات رئيسية: منخفضة ومتوسطة وعالية املرونة. ويتم تصنيف اموعة الفرعية من البلدان الهشة في الفئة منخفضة املرونة (اجلدول ٦٫١).

انظر راثا (٢٠٠٦) لالطالع على أدلة على حركة التحويالت املعاكسة وبوغاميلي وباترنو (٢٠٠٦) لالطالع على مناقشة حول دور التحويالت في أزمات ميزان املدفوعات. ٤٠

أفاد معهد التنمية ملا وراء البحار (٢٠٠٩ب) بأن التحويالت في كينيا، ومعظمها تأتي من الواليات املتحدة، قد تراجعت بنسبة ١٢ في املائة في النصف األول من عام ٢٠٠٩، مقارنة بالنصف ٤١

األول من عام ٢٠٠٨.ماميبو وراثا ٢٠٠٥. ٤٢

انظر ورقة املعلومات األساسية التي أعدها نوديه (٢٠٠٩) في الد ١ب للمزيد من التفاصيل عن هذا املؤشر. ٤٣

التقرير األوروبي حول التنمية دول أفريقيا الهشة تتضرر بشدة من األزمة املالية العاملية

٨٥

Page 98: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اجلدول ٦٫١: تصنيف مستوى املرونةعاليةمتوسطةمنخفضة

٣١بوركينا فاسو ١٦إثيوبيا ١جمهورية الكونغو الدميقراطية ٣٢توغو ١٧سيراليون ٣تشاد ٣٣مدغشقر ١٨زامبيا ٤بوروندي ٣٤بنني ١٩ماالوي ٥جمهورية افريقيا الوسطى

٣٥تنزانيا ٢٠سان تومي وبرينسيبي٦إريتريا ٣٦موزمبيق ٢١الكاميرون ٧جمهورية الكونغو ٣٧ليسوتو ٢٢مالي ٨غينيا بيساو ٣٨سوازيالند ٢٣أوغندا ٩كوت ديفوار

٣٩سيشيل ٢٤نيجيريا ١٠غينيا ٤٠الغابون ٢٥غانا ١١النيجر ٤١ناميبيا ٢٦السنغال ١٢كينيا

٤٢جنوب أفريقيا ٢٧الرأس األخضر ١٣ليبيريا ٤٣موريشيوس ٢٨رواندا ١٤أنغوال ٤٤بوتسوانا ٢٩غينيا االستوائية ١٥جزر القمر

٣٠غامبيا

املصدر: نوديه ٢٠٠٩

، الذين في كل بلد هم األشد فقرا ونالحظ أن معظم الدول الهشة تقع في مجموعة البلدان ذات املرونة املنخفضة. ومن املرجح أن يكون األشخاص األكثر تضرراتكون درجة مرونتهم أقل من املتوسط (على مستوى اتمع واألسرة).

بسبب أزمات الغذاء والوقود السابقة. إذ تضررت البلدان وقد ضعفت قدرة البلدان الهشة على االستجابة لألزمة ليس فقط بسبب الهشاشة نفسها، وإمنا أيضااملستوردة للغذاء والنفط من انتقال اآلثار احلقيقية ألزمة ٢٠٠٨-٢٠٠٩ إليها في وقت كانت غالبية هذه البلدان تعاني من ضغوط شديدة، األمر الذي زاد من محدودية

قدرتها على االستجابة بسبب هشاشة مؤسساتها.

الفصل السادس

٨٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 99: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اآلثار االجتماعية احلادة لألزمة ٤٫١إن اآلثار التي خلفتها أزمة ٢٠٠٨-٢٠٠٩ على أفريقيا جنوب الصحراء تختلف بني البلدان وداخلها، على الرغم من صعوبة تقدير حجم هذه اآلثار بسبب ندرة البيانات أو تأخرها. ويعطي الشكل ٦٫٦ صورة عن آثار األزمة وكيف أدت هشاشة مؤسسات الدولة إلى تفاقمها. فأزمة ٢٠٠٨-٢٠٠٩ تؤثر مباشرة على مؤسسات الدولة واجلهات الفاعلة غير احلكومية. كما أن التأثير املركب الستراتيجيات املواجهة التي تنتهجها مؤسسات الدولة واجلهات الفاعلة غير احلكومية هو الذي يحدد أثر

األزمة على الرفاه االجتماعي.

الشكل ٦٫٦: تأثير األزمة على الرفاه االجتماعي

األزمة املالية

هشاشة الدولةقنوات انتقال األزمة: التحويالت املالية، واملساعدات، والتجارة، وتدفقات رأس املال

تعتمد اآلثار الواقعة على مؤسسات الدولة على هشاشة الدولة، وتأثير أزمة الغذاء والوقود، والضعف

الهيكليتعتمد اآلثار الواقعة على اجلهات الفاعلة غير احلكومية مثل

األسر واتمع املدني واملؤسسات االقتصادية على تأثيرات أزمة الغذاء والوقود واملدخرات وتنوع مصادر الدخل وتوافر األصول

خفض اإلنفاق على اخلدمات االجتماعية، والتضخم، وشبكات األمان

االجتماعياستراتيجيات املواجهة: حرمان األطفال من التعليم، وبيع األصول، والعمل في

القطاع غير رسمي

األثر على الرفاه االجتماعي:(الفقر والتعليم واحلالة الصحية والصراعات)

لتشن ورافايون (٢٠٠٩)، ستؤدي األزمة املالية والقفزات في أسعار الغذاء والوقود إلى زيادة عدد الفقراء مبقدار يتراوح بني ٥٣ و٦٤ مليون شخص بحلول عام ٢٠٠٩، وفقا إلى تقديرات أعداد األشخاص الذين يعيشون على أقل من دوالرين في اليوم و١٫٢٥ دوالر على التوالي. ومن املتوقع أن تخسر بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ما استنادا أن ترتفع معدالت وفيات الرضع واألطفال. ويقدر فريدمان وسكادي (٢٠٠٩) أن األزمة قد تؤدي توقع أيضا ال يقل عن ٥٠ مليار دوالر في الدخل في عام ٢٠٠٩. ومن املإلى زيادة وفيات الرضع مبقدار يتراوح بني ٣٠٠٠٠ و٥٠٠٠٠ حالة في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء. كما يتوقع املعهد الدولي لبحوث سياسات األغذية أن يرتفع معدل

مس في عام ٢٠٠٥ إلى الربع بحلول عام ٢٠٢٠. انتشار نقص التغذية بني األطفال في أفريقيا جنوب الصحراء من اخل

أو الجئات – اللواتي يعشن في وتعتبر النساء الفقيرات – سواء كن عائالت ألسر أو مزارعات أو عامالت في مصانع أو مقدمات خدمات غير رسمية أو نازحات داخليا من العمل وال زائدا مناطق احلروب هن األكثر عرضة للصدمات. ويشير بحث ملعهد األمم املتحدة لبحوث التنمية االجتماعية٤٤ أن النساء العائالت ألسر يتحملن عبئا

يتوفر لديهن الوقت الكافي للراحة أو تقدمي الرعاية الصحية لألسرة أو املرضى.

وقالت السيدة أوبياجيلي إزكويسيلي، نائبة رئيس البنك الدولي ملنطقة أفريقيا، في مايو/أيار ٢٠٠٩ أن "األزمة املالية ستؤدي إلى انخفاض حاد في الدخل الفردي بصفة خاصة [. . .] فالفقر له وجه نسائي، واالنكماش للنساء في أفريقيا وكذلك في امليزانيات التي يدرنها إلعاشة أسرهن، وستكون الفتيات هن األكثر تضررااالقتصادي الذي يشهده العالم سيكون له تأثير كبير على النساء حيث سيزيد عدد النساء اللواتي يفقدن وظائفهن ويضطررن إلى تدبير ميزانيات أسرهن املنكمشة ".٤٥ في الدخل الزراعي في مدغشقر، والفتيات هن أول من يحرم من التعليم. وتشير في دخل األسرة في أوغندا وانخفاضا وتبني أبحاث البنك الدولي بالفعل انخفاضا إلى أن "األزمة في أفريقيا تقلل أكثر من اخليارات الوظيفية املتاحة للمرأة. ففي العديد من الصناعات املوجهة نحو التصدير [. . .] تتعرض املرأة، إزكويسيلي أيضاوليس الرجل، في مختلف أنحاء أفريقيا لفقدان الوظيفة بسبب األزمة. كما يؤدي انخفاض التحويالت املالية وتشديد القروض متناهية الصغر إلى تقليل األموال بسبب أزمات الغذاء والوقود املتاحة للمرأة إلعالة أسرتها". وقد ضعفت قدرة البلدان الهشة على االستجابة لألزمة ليس فقط بسبب الهشاشة نفسها، وإمنا أيضاالسابقة. إذ تضررت البلدان املستوردة للغذاء والنفط من اآلثار احلقيقية لألزمة في وقت كانت غالبية هذه البلدان تعاني بالفعل من ضغوط شديدة، مما حد من

إيراداتها واستثماراتها.

معهد األمم املتحدة لبحوث التنمية االجتماعية ٢٠٠٦. ٤٤

البنك الدولي ٢٠٠٩د. ٤٥

التقرير األوروبي حول التنمية دول أفريقيا الهشة تتضرر بشدة من األزمة املالية العاملية

٨٧

Page 100: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وقد أدى االنهيار العاملي في الطلب إلى فقدان الوظائف في العديد من الصناعات. إذ يفيد بنك التنمية األفريقي (٢٠٠٩أ) بأن عدد الفقراء في بلدان أفريقيا جنوب في مجال الصناعات الصحراء سيزيد مبقدار ٢٧ مليون فقير جديد، وستكون هناك ٢٨ مليون وظيفة أخرى معرضة للفقدان، خاصة في مجال التعدين ولكن أيضاالتحويلية، وسيرتفع عدد العاطلني عن العمل بواقع ٣ ماليني شخص بعد األزمة. وتشير تقديرات حديثة إلى حدوث تخفيضات كبيرة في ساعات العمل، األمر الذي

يضطر العمال إلى العمل في األنشطة املنخفضة اإلنتاجية أو في القطاع غير الرسمي، الذي يعاني من ارتفاع معدل البطالة وعدم استقرار الدخل٤٦.

استراتيجيات املواجهة على مستوى األسرة– إن األثر املباشر على األسرة يعتمد على توافر األصول وتنوع مصادر الدخل واملدخرات وشبكات األمان احمللية، مثل اجلمعيات احمللية للجنازات. وتؤثر التغيرات في األسعار على كل من املنتجني واملستهلكني الصافني. كما أن تراجع الطلب العاملي على السلع يدفع األسعار إلى حتى يصل إلى املستهلك طويال االنخفاض، ومن ثم دخول املنتجني. وهبوط األسعار هو في مصلحة املستهلكني الصافني، ولكن لألسف يستغرق هذا االنخفاض وقتا لألمن الغذائي وسيحد من قدرة الفقراء على اإلنفاق على االحتياجات األخرى النهائي.٤٧ كما ارتفع تضخم أسعار الغذاء بشكل ملحوظ ومبرور الوقت سيشكل حتديا

غير املواد الغذائية كالتعليم والرعاية الصحية.

إن اجلمع بني األصول وآليات التأمني هو الذي يشكل استراتيجيات املواجهة التي تتبعها األسر في البلدان الهشة. فمن احملتمل أن تلجأ األسر إلى بيع األصول التي متلكها ملواجهة األزمة، وحرمان األطفال من التعليم، وتقليل االعتماد على الرعاية الصحية، وخفض اإلنفاق على الغذاء من خالل التحول إلى منتجات منخفضة اجلودة ومنخفضة السعرات احلرارية. ويخلق هذا الوضع حلقة مفرغة تقوض فرص األجيال اجلديدة في اخلروج من دائرة الفقر. وفي الواقع، هناك احتمال لعدم عودة األطفال إلى الدراسة بعد انتهاء األزمة – أو عدم متكنهم من تعويض الفجوات التعليمية الناجتة عن االنقطاع عن الدراسة. وميكن أن يؤدي انخفاض االستهالك

الغذائي بني األطفال إلى آثار دائمة ال ميكن عالجها (املربع ٦٫٣).٤٨

املربع ٦٫٣: الصدمات السلبية واحلماية االجتماعية - ما دور املؤسسات املالية الرسمية وغير الرسمية؟بقلم أبينا د.أودورو

قسم االقتصاد، جامعة غاناتتضمن املؤشرات املوضوعية لقياس ااطر في أفريقيا عدم انتظام هطول األمطار، والتقلبات املوسمية في أسعار احملاصيل، ونسبة األسر

التي ال تستطيع الوصول إلى مياه شرب آمنة وخدمات صرف صحي آمنة. كما يعد اإلبالغ الذاتي عن الصدمات من املؤشرات األخرى التي تدل على حجم وطبيعة ااطر والصدمات التي تواجهها األسر األفريقية. ففي تنزانيا على سبيل املثال أفاد نحو ثلثي األسر الريفية التي شملها

االستطالع في كيليمنجارو وروفوما بوقوع صدمات أثرت على معيشتهم خالل فترة خمس سنوات (سانغو وآخرون ٢٠٠٧).

ما تتعرض األسر ألكثر من صدمة واحدة. ففي تيما، وهي منطقة حضرية في غانا، ذكرت غالبية األسر أنها تعرضت لصدمة أو صدمتني خالل فترة وغالباعامني. وتتناقض هذه النتائج مع بويلسا، وهي منطقة ريفية بالدرجة األولى، حيث أفاد أكثر من نصف األسر بأنهم تعرضوا ألكثر من أربع صدمات خالل نفس العامني. وقد أضافت األزمة العاملية احلالية وآثارها على االقتصادات األفريقية طبقة جديدة من ااطر وعدم اليقني إلى اتمعات واألسر املعرضة

بالفعل للخطر.

وتخلف الصدمات السلبية تأثيرات على املدى القصير والطويل. على سبيل املثال، فقد انخفض معدل تسجيل الفتيان والفتيات في املدارس في كوت ديفوار بعد التعرض لصدمة مناخية شديدة. وكانت هناك زيادة في معدالت سوء التغذية بني األطفال في املناطق التي تعرضت للصدمة (جنسن ٢٠٠٠).

كما أن انخفاض االستثمار في مجال التعليم والرعاية الصحية لألطفال في أعقاب الصدمات قد يكون له آثار سلبية على املدى البعيد. فانخفاض معدالت االستهالك يعني أن بعض األسر أو األفراد ميكن أن يصبحوا فقراء، أو إذا كانوا بالفعل فقراء، فسيظلون فقراء. وفي بعض البلدان، يعاني عدد كبير

من السكان من الفقر املؤقت، وهو الدخول في دائرة الفقر واخلروج منها.

وعند االستجابة للصدمات السلبية، توازن األسر بني خفض االستهالك واستنفاد األصول. إذ تستخدم األسر مجموعة واسعة من التدابير إلدارة ااطر على األسرة (النووية واملمتدة) وغيرها من الشبكات وكذلك على آليات التأمني كبيرا والتعامل مع الصدمات السلبية. وتعتمد آليات املواجهة هذه اعتمادا

ما يلجأ أفراد األسر إلى احلماية االجتماعية العامة وأدوات اإلقراض والتمويل الرسمية. الذاتي (مثل بيع األصول). ونادرا

البنك الدولي ٢٠٠٩د. ٤٦

معهد التنمية ملا وراء البحار ٢٠٠٩ب. ٤٧

البنك الدولي ٢٠٠٩د. ٤٨

الفصل السادس

٨٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 101: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وميكن تفسير انتشار الترتيبات املالية غير الرسمية من خالل العرض والطلب. فالتغطية اجلغرافية للبنوك وغيرها من املؤسسات املالية الرسمية محدودة أوسع. ومن املستبعد أن للغاية. فهي ال تقدم سوى خدمات محدودة للمجتمعات الريفية والنائية. أما برامج متويل املشروعات الصغيرة فهي تغطي نطاقاتوسع املؤسسات املالية الرسمية نطاق تغطيتها في االقتصاد الريفي قبل أن تتمكن من التعامل بشكل كاف مع مخاطر سوء االختيار وااطر املعنوية. ويستمر الطلب على االئتمان والتأمني غير الرسمي ألن تكاليف املعامالت اخلاصة بالقروض غير الرسمية رمبا تكون أقل من تلك اخلاصة بالقروض الرسمية. كما أن التكاليف الناجمة عن التعثر في سداد القروض غير الرسمية قد تكون أقل من القروض الرسمية. وفي بيئة عالية ااطر قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع الطلب على االئتمان والتأمني في القطاع غير الرسمي. ومن األمثلة على املؤسسات املالية غير الرسمية اجلمعيات احمللية للجنازات وجمعيات االدخار

واالئتمان الدائر، التي لم تنشأ لتوفير التأمني ضد الصدمات السلبية.

ما توفر التأمني ضد الصدمات ذات الطابع من ااطر. فترتيبات تقاسم ااطر غالبا وتشير األدلة التجريبية إلى أن األسر ال تستطيع تأمني نفسها متاماالفردي وليس ضد الصدمات املتغيرة. على سبيل املثال، فإن اجلمعيات احمللية للجنازات عادة ما توفر التأمني ضد الصدمات ذات الطابع الفردي. لكن أغلب

الظن أن الفقراء سيحرمون من االستفادة من هذه الترتيبات.٤٩

ويشير ارتفاع ااطر في االقتصادات األفريقية واألدلة على عدم قدرة األسر على حماية االستهالك عند تعرضها للصدمات السلبية إلى أنه ال بد وأن هناك على التأمني ضد تقلبات األسعار وصدمات هطول األمطار. أما على التأمني. ووجدت دراسة أجريت على أسر ريفية في تنزانيا أن هناك طلبا كبيرا طلبا

استعداد املواطنني لدفع تكاليف هذا التأمني فيعتمد على مدى توافر النقدية لديهم لدفع تكاليفه (ساريس وآخرون، ٢٠٠٧).

مخاطر انعدام االستقرار السياسي واستفحال الصراعات ٤٫٢تؤدي هشاشة مؤسسات الدولة إلى إضعاف العمليات السياسية الرامية إلى تعزيز قدرات الدولة وتطلعات املواطنني في الوصول إلى التوازن. ومن شأن األزمة املالية واالقتصادية العاملية زيادة اخلطر الذي يتهدد فرص الوصول إلى هذا التوازن في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء. ويصبح الصراع املسلح من النتائج احملتملة لهذا التباين بني قدرات الدولة وتطلعات مواطنيها. وقد أعرب عن هذا التخوف دومينيك شتراوس-كان، املدير العام لصندوق النقد الدولي، حيث قال عن البلدان املنخفضة الدخل احلفاظ على السالم ومنع احلروب. وفي الواقع، فعندما أبلت البلدان املنخفضة الدخل بالء حسنا "نحن ال نهتم فقط بالنمو من أجل النمو نفسه، وإمنا نريد أيضا

. لكن اخلوف األكبر هو احتمال أن ينعكس هذا االجتاه ".٥٠ ملحوظا على مدى العقد املاضي أو نحو ذلك انخفض معدل وقوع احلروب انخفاضا

أفريقيا، ووجد أن أي انخفاض بنسبة ٥ في املائة في معدل النمو االقتصادي يزيد من حملددات اندالع احلرب األهلية في ٤١ بلدا وقد أجرى ميغيل وآخرون (٢٠٠٤) حتليالخطر نشوب صراع مبقدار النصف. ووجد بروكنر و سيكوني (٢٠٠٧) أن حدوث انهيار في سعر أي سلعة تصديرية يزيد من احتمال نشوب صراع مسلح. ويبني سيكوني

. مماثال (٢٠٠٨) أن أي انخفاض في الدخل نتيجة موجات اجلفاف يحدث تأثيرا

وتؤدي مثل هذه النتيجة املأساوية لألزمة في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء إلى زيادة التكاليف البشرية واالجتماعية الناجمة عن األزمة املالية واالقتصادية العاملية. وفي حني أنه ينبغي عدم زيادة معاناة بلدان أفريقيا جنوب الصحراء من شدة الصدمة على االقتصاد الكلي عن البلدان األخرى في املنطقة، فإن العواقب قد تكون أكثر خطورة بكثير بسبب محدودية قدرة هذه البلدان على تنفيذ استجابات سياسية مناسبة ملواجهة تلك الصدمات. ولهذا السبب ينبغي أن تكون حماية

البلدان الهشة من تداعيات األزمة في صدارة أولويات اجلهات املانحة.

. وقد تكون املساهمات غير كافية لتغطية التكلفة الكاملة ولكن ليس كامال جزئيا انظر هارور وهودينوت ٢٠٠٥، وهوغيفني ٢٠٠٣، ودي ويردت ٢٠٠٩؛ إن ترتيبات تقاسم ااطر قد توفر تأمينا ٤٩

لألزمة. ومن املستبعد أن تستطيع األسر تأمني نفسها بشكل كامل من الصدمات املتغيرة (هارور وهودينوت ٢٠٠٥، وهوغيفني ٢٠٠٣). وتدل ظاهرة دخول وخروج األسر من دائرة الفقر مبرور الوقت على غياب أو ضعف آليات إدارة األزمات التي تستطيع توفير احلماية الكافية لألسر من الوقوع في دائرة الفقر عند حدوث األزمات.

شتراوس-كان ٢٠٠٩. ٥٠

التقرير األوروبي حول التنمية دول أفريقيا الهشة تتضرر بشدة من األزمة املالية العاملية

٨٩

Page 102: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل السابعبناء الدولة والتماسك االجتماعي

حتدد بناء الدولة لقد أصبح بناء الدولة على رأس أولويات مجتمع التنمية الدولي. فاليوم صارت كل اجلهات املانحة الرئيسية تقريباكأحد أهدافها الرئيسية، وخاصة في الدول الهشة.١ وكان اإلجماع املتنامي على احلاجة إلى مشاركات بعيدة املدى في الدول الهشة

مع اعتراف، في مرحلة ما بعد توافق واشنطن، بالدور احليوي ملؤسسات الدولة في عملية التنمية. وكما أكدت جلنة أفريقيا متزامنافي تقريرها لعام ٢٠٠٥، فإن املؤسسات لها أهمية حيوية في تعزيز التنمية، والدول هي مفصل حاسم في حتقيق التحوالت الالزمة لبلوغ األهداف اإلمنائية لأللفية واستدامتها. ويشارك اتمع الدولي في حتسني أوضاع الدول الهشة من خالل أهداف قصيرة األجل يتم السعي لتحقيقها دون تغيير السياق املؤسسي. ولكن كما أكدت مبادئ منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي: "إن الرؤية طويلة املدى للمشاركة في الدول الهشة هي مساعدة اإلصالحيني الوطنيني على بناء مؤسسات للدولة تتسم بالفعالية

والشرعية واملرونة ".٢ومع ذلك، ينبغي أن يكون لدى اتمع الدولي توقعات واقعية حول الدرجة التي ميكن بها التأثير في هذه العملية الداخلية. إذ أن توفير الدعم لتعزيز مؤسسات الدولة ليس مجرد عملية فنية. فبناء الدولة هو عملية تتطلب خلق الشعور باملواطنة وتنطوي على قيم وتوقعات وتصورات جماعية تتعلق بالدولة يتبناها األفراد واتمع املدني واتمعات. وعالوة على ذلك، فإن بناء مؤسسات سريعة االستجابة وقادرة وخاضعة للمساءلة هو أمر يتطلب تعزيز القدرة على حتصيل الضرائب

وإنشاء آليات للتشاور تنطلق من القاعدة إلى القمة.

وكان تكوين دول فعالة وقوية في أوروبا عملية استغرقت عدة قرون وكانت متجذرة بعمق في احلروب الدولية (الفصل الثالث). وليس هناك ما يكفي من أسباب لدعم الفكرة القائلة بأن الدول الهشة ميكن أن تتحول، خالل فترة زمنية قصيرة، لتشبه النموذج الفيبري. وفي الواقع، فإن الكثير من الدول الهشة في أفريقيا هي نتيجة ألنظمة استعمارية حاولت تشكيل البلدان وفق النموذج الغربي، من خالل فرض قواعد اإلقليمية والسيطرة. ومن بني التحديات الهامة التي تواجه بناء الدولة في القارة مأسسة الشعور بالهوية املشتركة وتطوير هياكل رسمية دائمة - دون الرجوع إلى منوذج بناء الدولة في أوروبا، والذي ال يستطيع أن يقدم إال القليل من

التوجيه جلهود شعوب وحكام أفريقيا لبناء دول فعالة وشرعية.

إعادة الدولة إلى دائرة األضواء ١ لشعوبها وتعمل على إن احملك هنا هو إعادة تشكيل املؤسسات الرسمية وغير الرسمية للدولة من أجل بناء دول أكثر شرعية ومتثيال

خدمة الصالح العام وليس املصالح الضيقة ألصحاب السلطة. وهو جهد طويل األمد بطبيعته. كما أن إعادة تشكيل التصورات والترتيبات التي يقوم عليها نظام احلكم وتربط بني الدولة واتمع تتطلب الوصول إلى قلب هياكل السلطة املترسخة وتغييرها . ومن املرجح أن تكون هذه املهمة غاية في الصعوبة واحلساسية، خاصة وأن القوى احملركة لبناء الدولة، ال سيما في البلدان جذريا

في التفاوض والتسوية وليس في التحول اجلوهري. اخلارجة من الصراعات، تكمن حتماوبناء الدولة هو عملية نابعة من داخل البلد يستطيع اتمع الدولي دعمها - ولكن ليس قيادتها. ويشير مصطلح بناء الدولة، في أبسط أشكاله، إلى اجلهود التي ) إلنشاء وإصالح وتعزيز مؤسسات الدولة، في احلاالت التي تكون فيها املؤسسات شديدة تبذلها اجلهات الفاعلة احمللية (مبساعدة من جهات فاعلة دولية أحياناالضعف أو غير موجودة٣. وبعبارة أخرى، فإن مصطلح بناء الدولة يتعامل مع بناء شرعية مؤسسات الدولة وقدرتها على تقدمي اخلدمات األساسية ملواطنيها: األمن

عن التعليم والصحة والصرف الصحي واملياه - التي تلبي جميعها تطلعات املواطنني. والعدالة وسيادة القانون فضال

وقد أظهرت جتارب التدخالت الهادفة إلى بناء الدولة أن طرفي طيف املشاركة الدولية فرصهما في النجاح محدودة: فال النهج الضعيف الذي يركز فقط على حفظ . أما النهج التدريجي الذي يعتمد على توقعات واقعية حول ما ميكن أن حتققه السالم وال النهج الشامل الذي يحاول تطبيق الهندسة املؤسسية ميكن أن يكون فعاال ما يكون أكثر مالءمة. ويجب أن يكون املعيار العام لتدخالت بناء الدولة هو االستفادة من جميع الفرص على أرض الواقع، مع جتنب اخلطط املشاركة الدولية فغالبايس، فإن املعرفة بالسياق احمللي واتباع الطموحة التي تسعى إلى إعادة إنشاء مؤسسات الدولة والعقد االجتماعي بالكامل. وألن بناء الدولة هو عملية شديدة التس

نهج ينطلق من القاعدة إلى القمة ويتوافق مع احملفزات لهما أهمية بالغة في زيادة فرص جناح املشاركات الدولية.

فريتز و روشا مينوكال ٢٠٠٧. ١

منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٧. ٢

كابالن ٢٠٠٥. ٣

٩٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 103: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

التماسك االجتماعي واألبعاد غير امللموسة لبناء الدولة ٢لقد تطور مفهوم بناء الدولة بشكل كبير في السنوات األخيرة. ففي التسعينات كان التركيز على بناء وتعزيز املؤسسات الرسمية وقدرات الدولة. ولكن كان هناك حتول في اآلونة األخيرة نحو االعتراف بأنه ال ميكن التعامل مع الدولة مبعزل عن غيرها وأن العالقة بني الدولة واتمع هي عامل محوري في عمليات بناء الدولة.٤ وأصبح جوهر بناء الدولة، وخاصة النوع سريع االستجابة من بناء الدولة،

يفهم على أنه عملية سياسية فعالة تتيح للمواطنني والدول التفاوض على املطالب وااللتزامات والتوقعات املتبادلة٥. أما الوضع بآليات اختيار السلطة، والتي تشوهها الهش فهو وضع يفتقر إلى هذه العملية الفعالة. كما يرتبط ضعف مؤسسات الدولة مثال

الروابط العرقية والدينية، وانخفاض أو غياب الرقابة على السلطة التنفيذية للدولة، وغياب مشاركة اجلمهور في صنع أحياناالقرارات السياسية. وكان من شأن هذا التحول أن وضع مفهوم الشرعية – سواء كوسيلة لبناء قدرات الدولة أو كغاية في حد ذاتها

- في صميم جدول أعمال بناء الدولة.

وبهذا فقد حتول التركيز من النهج "املنطلق من القمة إلى القاعدة" لتعزيز املؤسسات (يركز على اجلهات الفاعلة احلكومية والنخب الوطنية) إلى النهج "املنطلق ما يكون التركيز على النخبة واملؤسسات املركزية والرسمية من القاعدة إلى القمة" للربط بني الدولة واتمع (يعمل من خالل اتمع املدني).٦ ومع ذلك، فكثيرا ما مييل اتمع وإلى التعامل فقط مع اجلهات الوطنية ال احمللية.٧ عالوة على ذلك، فغالبا (انظر املربع ٧٫٦)، مما يؤدي إلى فشل في تعزيز عملية سياسية أكثر شموال

الدولي إلى التركيز على اجلوانب الفنية لبناء الدولة (مثل برامج تدريب أعضاء اإلدارة العامة)، ألنها تعتبر غير تدخلية وغير سياسية.

بعملية التفاوض بني املواطنني والفئات االجتماعية والدولة، فإن التركيز الضيق وإذا كان بناء الدولة ال يقتصر على تنمية قدرات مؤسسات الدولة وإمنا يتعلق عموماعلى اجلوانب الفنية لبناء املؤسسات يزيد من احتمال إهمال ديناميات العملية السياسية الالزمة للتوفيق بني قدرات الدولة والتوقعات االجتماعية. فهشاشة الدولة هي في الواقع ظاهرة سياسية بالدرجة األولى تتسم بغياب العمليات السياسية الفعالة التي ميكن أن حتقق التوازن بني قدرات الدولة والتوقعات االجتماعية. لذلك فمن غير املرجح أن يؤدي التركيز على اجلوانب الرسمية فقط إلى استعادة فعالية العمليات السياسية التي تشكل جوهر العقد االجتماعي. ويجب أن يتم دعم وتكميل التدخالت الرامية إلى بناء قدرات مؤسسات الدولة من خالل أعمال تضع في االعتبار الدور الذي تلعبه املفاهيم والتوقعات، واملشاورات املنطلقة من القاعدة

. إلى القمة، والدرجة التي يشعر بها السكان بأن املؤسسات العامة متثلهم فعال

األخذ في االعتبار أهمية "األبعاد غير امللموسة" لبناء الدولة ٢٫١ال ينبغي للمشاركة الدولية في عملية بناء الدولة أن تتغاضى عن العناصر االجتماعية والثقافية التي تدعم مؤسسات الدولة. وميكن حتسني فهم هياكل احلكم في أي بلد بشكل مثمر من خالل حتليل مدى تأثير السياق التاريخي والثقافي في تشكيل تصورات اجلمهور بشأن طبيعة "السلطات" وحتديد أي املؤسسات غير على اإلصالحات السياسية والقضائية. كما أن االنقسامات في اتمع الناجمة . وتستطيع هذه األبعاد غير امللموسة أن تؤثر مثال الرسمية القائمة هي األكثر نفوذاعن األبعاد العرقية والدينية والعنصرية واملكانية قد تؤثر على سير العمليات االنتخابية. وأثناء عملية مراجعة أو صياغة أي دستور، تستطيع حمالت التثقيف املدني وآليات التشاور التي تتضمن وجهة نظر الشعب ضمان وجود توافق في اآلراء وبناء شعور بالثقة وارتباط بالدستور. كما تعتبر القيم واملعتقدات والتصورات

اجلماعية والقيم الثقافية من العناصر الهامة لإلصالحات األمنية. (املربع ٧٫١).

وايتس ٢٠٠٨. ٤

منظمة التعاون والتنمية/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٨. ٥

بوليني ٢٠٠٩. ٦

انظر كابالن (٢٠٠٩) في الد ١ب لالطالع على فحص دقيق لفوائد إشراك اجلهات الفاعلة احمللية. ٧

بناء الدولة والتماسك االجتماعي التقرير األوروبي حول التنمية

٩١

Page 104: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٧٫١: األسباب التي جتعل املرونة احمللية قادرة على حتسني الوضع األمنيبقلم بياتريس بوليني

جامعة جورج تاونإن العناصر االجتماعية والثقافية التي تعزز مؤسسات الدولة وتضمن فعالية عملها لها أهمية خاصة في األوضاع الهشة. وهناك حاجة إلى توسيع الرؤى

التقليدية لتنظر إلى تعدد وتنوع املؤسسات السياسية (الرسمية وغير الرسمية) والثقافات التي ميكن أن تدعم مرونة الدولة وعمليات بناء الدولة.

التصورات واالجتاهات احمللية بشأن القضايا األمنية في السياقات الهشة يجب أن تؤخذ على محمل اجلد

من أسبابها. ومييل اخلبراء إلى استنساخ احللول الفنية واالعتماد إن التركيز الفني على اإلصالحات املؤسسية يوجه املساعدات إلى أعراض املشكلة بدالعلى استراتيجيات "مقولبة" تفشل في إدماج فهم شامل لألوضاع احمللية وفي االسترشاد بالقواعد واملمارسات احمللية. وقد أظهرت التجارب امليدانية أن اإلصالحات والسياسات في القطاع األمني محكوم عليها بالفشل ما لم تدمج األبعاد "غير امللموسة" التي حتدد الطريقة التي ينظر بها إلى القضايا

األمنية والتي ميكن بها التعامل مع تلك القضايا في سياق معني.

على جدول أعمال العديد من الدول "الهشة" هي قضية احلد من األسلحة الصغيرة واألسلحة على سبيل املثال، فإن واحدة من القضايا األكثر إحلاحا على جانب الطلب لدراسة األسباب التي اخلفيفة. وقد أظهرت غالبية الدراسات أهمية النظر ليس فقط إلى جانب العرض من هذه القضية وإمنا أيضاجتعل األفراد أو اجلماعات يريدون أو يرغبون في احلصول على هذه األسلحة. لذا ينبغي التركيز على أسئلة من نوع: "ملاذا ميتلك الناس األسلحة الصغيرة ويشترونها؟ وما هي الوظائف السياسية واالقتصادية واالجتماعية لألسلحة وما هي األفكار (عن العنف واألمن والعدالة والسلطة والنفس ونوع اجلنس) التي تغذيها؟". ويتطلب استكشاف الدوافع وراء اقتناء األسلحة الصغيرة االستعانة بعلماء متخصصني في األنثروبولوجيا وعلم اجلرمية وعلم النفس وعلم االجتماع واالقتصاد السلوكي. وتؤكد هذه النهج على حقيقة أن نزع السالح من منظور اتمع يحتاج إلى أكثر من مجرد فرض حظر على األسلحة

إلى تغيير االجتاهات. وتسهيل جمعها، إمنا يحتاج أيضا

ما تكون عمليات تقييم املشاكل واالحتياجات األمنية عمليات ذاتية إلى حد وينطبق الشيء نفسه على وجود اإلحساس باألمان، وهو عملية ذاتية. فغالباكبير. وعندما يتم ذلك فقط من خالل املصفاة اخلاصة ببعض مفاهيم املانحني كمفهوم األمن البشري، يزيد احتمال االستهانة بخصوصيات التصورات احمللية عن األمن أو جتاهلها. ففي أي بلد بعينه، قد ينظر الفاعلون اتلفون إلى مشاكلهم األمنية ويحددونها بطرق مختلفة. وقد يتأثرون مبجموعة واسعة من األحداث واخلسائر املؤملة على املستوى العاطفي واالجتماعي والثقافي وبانهيار األعراف االجتماعية وقواعد السلوك. فهذا هو ما يواجهه معظم األفراد مما تتسم بالعنف والتقلب في احلياة اليومية. وفي مختلف السياقات الهشة، مثل شرق الكونغو (جمهورية واتمعات في األوضاع الهشة، التي غالباالكونغو الدميقراطية)، قد يساعد التحليل اجلزئي للتصورات احمللية عن انعدام األمن على منع العنف ضد املدنيني وحماية السكان احملليني، وهو ما يشكل

مصدر قلق متزايد لدى اتمع الدولي.

الهشاشة ال تعني الفراغ: هناك آليات مجتمعية إلدارة ااطر األمنية وحتقيق العدل وتسهيل إعادة اإلندماج

ما تكون البنية التحتية مدمرة، وال توجد إال قدرات بشرية . وغالبا رة أو عاجزة أو غير شرعية، أو رمبا الثالثة معا في كثير من احلاالت تكون املؤسسات إما مدمضئيلة ويندر توافر العمالة املؤهلة، إن وجدت. ويغلب على السكان مشاعر عميقة من االرتياب وانعدام الثقة في الدولة. في مثل هذه الظروف، قد يكون بـ"الفوضى الظاهرية"، وهو ما االنطباع السائد هو أن أجهزة الدولة واملؤسسات اجلديدة بحاجة إلى إعادة بنائها من الصفر، في ظل ظروف توصف أحيانا

يفسر اإلشارة املتكررة إلى مفاهيم مثل "الفراغ األمني" أو "الفراغ في سيادة القانون".

. وواقع األمر أن معظم أنه ال وجود ملثل هذا الفراغ حتى في احلاالت التي تكون فيها هياكل الدولة قد انهارت متاما وتكرارا ومع ذلك فقد أظهرت التجارب مراراخدمات األمن والعدالة في الدول الهشة واخلارجة من الصراعات ال توفرها شرطة الدولة وسلطتها القضائية وإمنا منظمات لتوفير األمن والعدل غير تابعة للدولة. كما أن إيالء اهتمام لآلليات القائمة يتيح احلصول على فهم أدق الحتياجات الشعب والعقبات واإلمكانيات واملوارد املتعلقة بإعادة بناء عالقة فعالة وداعمة بني الدولة واتمع. وحتى في األوضاع التي توصف بأنها فوضى، كما في الصومال أو في شرق الكونغو (جمهورية الكونغو الدميقراطية)، فقد تولت

مجموعة متنوعة من اجلهات الفاعلة أداء جزء من وظائف الدولة، حتى ولو بطريقة يشوبها القصور الوظيفي.

كما أن جهود اتمعات احمللية في احلد من التهديدات األمنية الناجمة عن انتشار األسلحة الصغيرة - أو في إعادة إدماج املقاتلني السابقني وإعادة بناء الثقة بينهم وبني اتمعات احمللية – تؤكد على دور القيم احمللية والعناصر غير امللموسة للثقافات احمللية في بناء مؤسسات مستدامة. ففي موزمبيق وشمال أوغندا، ساعدت الطقوس التقليدية على إعادة إدماج اجلنود األطفال السابقني. وقد أثبتت هذه األعمال جناح االستراتيجيات املتجذرة بعمق في

السياق االجتماعي والثقافي والتي تنظر في البعدين الذاتي والنفسي إلعادة اإلدماج.

الفصل السابع

٩٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 105: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

جديدة للتفكير تساعد الطقوس على تغيير طريقة النظر إلى العالم ومتكني الناس من فهم حقيقة الصراع األكبر. إذ تستطيع الطقوس أن تخلق طرقا •وأن تغير بشكل جذري الطريقة التي ينظر بها الناس إلى العالم. كما أنها تستطيع التقليل من أضرار الصراع من خالل إعادة صياغة القضايا احلرجة

والسماح للناس بالتعامل مع املشاكل بأساليب جديدة.

من أشكال احلكم األوسع التي تتجاوز مجرد تسوية املنازعات. كما أن قادة تعتبر هذه األنظمة (التي توصف بأنها "تقليدية" و"غير رسمية") شكال •هذه األنظمة ومنفذيها قد يشتركون في تسيير احلياة اليومية لقريتهم أو مجتمعهم. وفي حني أن العنف قد يؤثر على األنظمة ويغيرها، إال أنها أكثر

من األنظمة الرسمية ألن تبقى سليمة. احتماال

أحد األدوار الفريدة لهذه األنظمة هو تعزيز الثقة االجتماعية وإعادة االندماج في اتمع، خاصة في أعقاب أعمال العنف. وتعتمد هذه األنظمة بشكل • على مفاهيم النظام واتمع - فقضيتها األساسية هي سالمة اتمع وليست سالمة الضحايا فحسب. دائم تقريبا

لكن هذه األنظمة قد تكون لها بعض السلبيات وااطر أيضا، وخاصة فيما يتعلق بحقوق اإلنسان واملساواة بني اجلنسني وحقوق األحداث. لذلك ال بد أن ل وسياقي بالنسبة ألوجه القصور التي يتم مالحظتها في مختلف السياقات: التآكل والتشوه تخضع اآلليات التقليدية وغير الرسمية لتقييم مفصاحملتمل للسلطات واألعراف التقليدية؛ واحتمال إساءة استخدام السلطة وأمناط الهيمنة؛ واحتمال التالعب السياسي؛ ومسألة الشرعية وفعالية النظام؛ واإلمكانية احملدودة لتطبيق األنظمة عبر املناطق/اجلماعات العرقية اتلفة. ويعتقد بشكل عام أن خير من يستطيع معاجلة أوجه القصور هذه هم الفاعلون

احملليون من اتمع املدني، حيث يستطيعون تعزيز ودعم تكييف األنظمة التي تتغير باستمرار ويتم تغييرها مبرور الوقت.

وباختصار، ينبغي أن تكون األولوية املطلقة للجهات املانحة والوكاالت الدولية، وال سيما االحتاد األوروبي، هي تعزيز القدرة على فهم طريقة استجابة الشعوب ملشاكلها األمنية اليومية في املناطق التي يقل فيها وجود أنظمة الدولة، أو في احلاالت التي تكون الدول نفسها هي سبب املشاكل.

وضع اتمع املدني في االعتبار ٢٫٢ستبوء جهود بناء الدولة بالفشل ما لم تستعاد شرعية الدولة خالل تعزيز القدرات املؤسسية. وتأتي الشرعية من مصادر مختلفة وتتغير عبر الزمن، األمر الذي يجعل من الصعب علي الفاعلني اخلارجيني فهمها بشكل كامل. وفي بعض األحيان، عندما تفتقر الدولة إلى الشرعية، حتتفظ املؤسسات غير التابعة للدولة بالشرعية،

من خالل إقرار السكان احملليني بدورها االجتماعي. وبالتالي فإن التركيز الزائد على الدولة قد يؤدي إلى إغفال الفاعلني املهمني خارج حدود مؤسسات الدولة.

وتتمثل إحدى وسائل بناء الثقة وزيادة شرعية الدولة في جتاوز فكرة التركيز على الدولة وحدها والتفكير في عملية بناء الدولة كوسيلة للتدخل عند نقطة التقاء دعم قدرة اتمع العالقات بني الفاعلني التابعني للدولة وغير التابعني للدولة. وعلى الرغم من أهمية بناء قدرات مؤسسات الدولة املركزية، فمن األهمية مبكان أيضا

املدني على فرض الضوابط واملوازين على الدولة ملراقبة أعمالها ومحاسبتها على سياساتها.

ومع ذلك، فإن التحدي يكمن في جتنب تقويض موقف الدولة وفي الوقت نفسه جتنب املنافسة بني الفاعلني التابعني وغير التابعني للدولة -وإدراك حقيقة أن عملية بناء الدولة قد تضعف مصادر أخرى للسلطة، ومن ثم تقوض العملية نفسها.

تعزيز الشعور باملواطنة اجلماعية ودعم آليات املساءلة ٢٫٣إن تعزيز التماسك االجتماعي واستخدام املؤسسات الرسمية التي تشجع الشمولية هما من األبعاد الهامة غير امللموسة لعملية بناء الدولة. وينبغي أن توضع في على االستفادة من اموعات الصغيرة االعتبار التدابير التي تساعد على توحيد الناس على اختالفهم في الدول الهشة على املستوى الوطني والتي تساعد أيضا االستفادة من وحدة اجلغرافيا السياسية والتأكيد على التاريخ املشترك لشعوبها املتماسكة على املستوى دون الوطني. فقد استطاعت الدول األفريقية األكثر جناحا

خللق شعور بالهوية املشتركة والهدف املشترك.

ففي بتسوانا، على سبيل املثال، رمبا كان التماسك االجتماعي هو ما ضمن عمل النخبة بعناية على إدارة عائدات املاس الكبيرة لصالح جميع السكان، متجنبني بذلك لعنة املوارد الطبيعية التي حلت على معظم الدول األفريقية التي تنعم كذلك بوفرة املوارد الطبيعية.٨ وتفتقر تلك الدول األفريقية األخرى إلى املزايا التاريخية من العراقيل أمام العمليات الشاملة لبناء الدولة. واجلغرافية التي تتمتع بها بتسوانا، في حني أن استمرار سياسة النهب التي تسيطر عليها النخبة تضع مزيدا

وعندما تكون هشاشة الدولة مرتبطة باستغالل االنقسامات العرقية أو اجلغرافية أو املتعلقة بتوزيع املوارد الطبيعية، فإن الطريقة الفعالة واملستمرة لبناء الوحدة هي التركيز على مأسسة التعاون بني الفئات واحلد من الالمساواة األفقية. فعلى سبيل املثال، فإن حكومة بوروندي تقدم مجموعة متنوعة من الفرص لبناء االئتالفات ولتخفيف حدة التوترات عن طريق تقليل أو إزالة االختالالت احلقيقية أو املفترضة في متثيل الفئات اتلفة في مجالس الوزراء، ومؤسسات اخلدمة املدنية، واالس التشريعية، واملؤسسات العسكرية. وباملثل، فإن دعم اإلصالحات الرامية إلى تقسيم األرباح املتأتية من املوارد الطبيعية بشكل عادل وشفاف – وحتسني املساواة مساهمة هامة في في توزيع اإلنفاق االجتماعي – يبدد بعض احتماالت حدوث خالفات بني األنظمة السياسية املنقسمة. وقد تقدم اجلهات الفاعلة الدولية أيضا

مساعدة ومتويل األنظمة ملراقبة توزيع وإدارة اإليرادات والنفقات العامة.

كابالن ٢٠٠٥. ٨

بناء الدولة والتماسك االجتماعي التقرير األوروبي حول التنمية

٩٣

Page 106: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

للنجاح من محاولة بناء دولة على أساس "نفي كما أن اإلشادة بالصفات املميزة لكل مجموعة عند محاولة بناء "أمة مؤلفة من أمم" هي طريقة أكثر احتماالالهويات االجتماعية" – أي بناء "أمة ضد الهويات ".٩ ومن شأن تعزيز الشعور باالنتماء من خالل البرامج اتلفة في مجاالت التعليم والرياضة والثقافة أن يعزز الهويات الثقافية املكملة التي تقوي الروابط الوطنية وتزيل التوترات بني اموعات العرقية في الوقت نفسه. فعلى سبيل املثال، استخدمت جنوب أفريقيا الرياضة بطريقة مبتكرة بعد انتهاء عهد الفصل العنصري لتوحيد "أمة قوس القزح". وقد أثبتت البرامج الهادفة إلى معاجلة اجلراح العميقة بني اموعات العرقية، مثل

جلنة احلقيقة واملصاحلة في جنوب أفريقيا وبرامج املصاحلة في بوروندي، فائدتها الكبيرة في العديد من البلدان.

وفي حاالت أخرى يقل ارتباط هشاشة الدولة باالنقسامات السكانية أو استغالل هذه االنقسامات، في حني أن العقبات التي تقف في طريق االستقرار االجتماعي وتوفير اخلدمات العامة ترجع بشكل أكبر إلى تركيبة الدولة التي قد تخفي في طياتها عداء بني العشائر أو تخدم مصالح "دولة الطبقة األقوى،"١٠ وهي نخبة لم السلطة التي تهيمن على األدوار الرئيسية في اجلهاز اإلداري للدولة واألحزاب السياسية واملناصب االقتصادية. فالتجانس العرقي والثقافي في الصومال مثالمينع نشوب الصراعات بني العشائر١١. وفي جمهورية الكونغو الدميوقراطية، على الرغم من تنوع تركيبتها العرقية، فإن الطبقة السياسية تتألف من ١٥٠ إلى ٢٠٠ عائلة تنتمي إلى كل التجمعات السياسية١٢. وحتى في البلدان التي عادة ما يقال أن الصراع فيها ناجم عن استغالل اختالف الهويات العرقية واالجتماعية، كما

في بوروندي، فإن هذه االنقسامات االجتماعية تتداخل مع االنقسامات العشائرية واإلقليمية والطبقية١٣.

وفي البلدان التي تتم فيها عرقلة بناء الدولة بفعل الطبقة السياسية التي تسعى وراء حتقيق مصاحلها اخلاصة وبفعل الرغبة الضعيفة في التعاون، قد يتضمن الدعم الدولي لألبعاد غير امللموسة لعملية بناء الدولة خلق مساحات للمشاركة إلعطاء الفرصة موعات اتمع املدني ومجموعات الدعوة لنشر املعلومات وقيادة ألحد مبادئ جلنة املساعدة اإلمنائية للمشاركة الدولية اجليدة في الدول الهشة وهو "ال ضرر وال ضرار"، ينبغي أن تقلل دفة التحول االجتماعي والسياسي. ولكن وفقا

اجلهات الفاعلة اخلارجية من احتماالت تعريض الشركاء للخطر. وينبغي تعزيز هذا النهج من خالل البحث عن نقاط اتصال داخل مؤسسات الدولة.

كما ينبغي أن تكون اإلصالحات تدريجية وتصاعدية، بطريقة ال تهدد الروابط االجتماعية الهشة في اتمع. وينبغي أن يكون الهدف هو إنشاء عملية تغيير مستمرة وذاتية االكتفاء تتغلغل إلى داخل النظام فتؤثر على اتمع والدولة على مستويات عديدة وتغير شكل عالقاتهما مبرور الوقت. ومن شأن نهج كهذا أن يرسخ قواعد الدولة في اتمع بشكل أقوى ويجعل النخبة أكثر عرضة للمساءلة أمام الشعب. ومن املرجح أن تترسخ قواعد الدميوقراطية عندما يتم إدخالها بشكل تدريجي على جبهات عديدة؛ أما اجلهود املتسرعة لتقدمي االنتخابات خالل جدول زمني ضيق، حتى وإن مولها اتمع الدولي بسخاء (كما حدث في جمهورية وعندما حتقق تقدما

الكونغو الدميوقراطية في عام ٢٠٠٨)، فأغلب الظن أنها ستؤدي إلى متزيق أي مجتمع هش في سبيل حتسني إدارة احلكم، وخاصة في املدى القصير.

احلاجة إلى فهم عميق للسياق احمللي ٣إن الدول بحاجة إلى أن تبحث بداخلها عن موارد ومناذج مؤسسية خاصة بها وأن تتبنى هياكل وعمليات سياسية واقتصادية تعكس

عن مناذج للحكم وعن ما كانت دول ما بعد االستعمار تتوجه نحو اخلارج بحثا تاريخ وتعقيد وخصوصية شعبها وبيئتها. فكثيرا ضحلة إلى درجة أنها ال تقدر على املوارد، مما جعلها تعتمد على املساعدات اخلارجية وتضمن بفعالية بقاء جذورها الداخلية دائما

دعمها.وليس معنى ذلك أن النماذج السياسية الغربية التقليدية ال صلة لها باتمعات غير الغربية – وإمنا معناه أن تلك النماذج يجب تعديلها لتالئم األعراف والظروف احمللية على املستوى السياسي واالقتصادي واالجتماعي. فليس الهدف هو إنشاء دول مركزية تؤسس قوانينها على النمط الغربي وال حتدد دميوقراطيتها إال من خالل من ذلك، يجب أن يكون الهدف هو تعزيز إنشاء حكومات قادرة وتشاركية ومتجاوبة وقابلة للمساءلة. فعلى سبيل املثال أقامت بتسوانا إجراء انتخابات دورية. بدال

أنظمتها السياسية على منوذج تقليدي يستفيد من قواعد احلكم التي حتظى بقبول واسع.

ملشاكل احلكم وإدارة األراضي واملوارد ونقل املعارف، إذا كان الهدف هو أن تصبح ومن األهمية مبكان التشديد على ضرورة السعي إلى إيجاد حلول مناسبة محليا على املوارد األجنبية والنماذج السياسية األجنبية واللغات والقوانني األجنبية كبيرا الدول شرعية وقابلة للمساءلة. وما من مجتمع تطور بنجاح وهو يعتمد اعتمادا

كما تفعل الدول الهشة اليوم.١٤

كاهن ٢٠٠٥. ٩

كيلر ١٩٩١. ١٠

منغيستيب ودادييه ١٩٩٩. ١١

.٢٠٠٨ (GTZ) الوكالة األملانية للتعاون الفني ١٢

براشيه وولب ٢٠٠٥. ١٣

كابالن ٢٠٠٩ ١٤

الفصل السابع

٩٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 107: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

لذلك يجب على اجلهات املانحة أن تستثمر بشكل أكبر في فهم اتمعات احمللية وتشخيص التحديات السياسية التي تواجهها. فمن املرجح أن تكون أمناط العوملة قد غيرت الهياكل التقليدية في البلدان الهشة، والتي ال ميكن اعتبارها مماثلة ملا كانت عليه في املاضي. وعملية تطور املؤسسات التابعة وغير التابعة للدولة هي عملية ثابتة وغير خطية، مما يفرض حتديات أخرى على من يريد فهمها. كما أن بناء قدرة اتمع احمللي على البحث في "اجلغرافيا البشرية" للدول وحتليل السياقات االجتماعية والثقافية هو أمر بالغ األهمية – كما اعترفت بالفعل بعض اجلهات املانحة. (تتولى وزارة التعاون التنموي الهولندية متويل منظمات محلية جتري بحوثا

.( أفريقيا طويل األمد لـ٢٤ مؤسسة بحثية في ١١ بلدا ذات صلة اجتماعية باملوضوع في ٩ بلدان في أنحاء العالم النامي؛ وتقدم مؤسسة هيوليت دعما

من اجلهود واملوارد لفهم وتشخيص التصدعات االجتماعية والسياسية واملؤسسية التي تعاني منها الدول الهشة ويجب على وكاالت املعونة أن تكرس مزيدا وسيؤتي ثماره الغنية في وضع سياسات دولية ومحلية مصممة (مربع٧٫٢). فتكثيف البحوث في مجال العلوم االجتماعية والسياسيات سيكون غير مكلف نسبيا لفهم ما هو املطلوب لتحديد مداخل ومساحات ضروريا بعناية ملعاجلة املشاكل املعقدة في الدول الهشة. إذ يعتبر تشخيص الظروف االجتماعية والسياسية أمراالتفاعل مع مؤسسات الدولة. وتأتي إحدى املساهمات القيمة في زيادة قدرة االحتاد األوروبي على حتديد األمناط املثلى للتدخل من خالل عملية إلدارة وفرز موظفي االحتاد األوروبي العاملني في الدول الهشة تعتمد على التقييمات الدورية واآلليات التي تشجع على احلوار بني املتخصصني في مختلف ااالت (في مجال املساعدات،

والتعاون التنموي، والسياسة اخلارجية، والدبلوماسية) والتخصص في مناطق أو بلدان أو قطاعات محددة.

املربع ٧٫٢: الصومال وأرض الصومالبقلم سيث كابالن

املدير الشريك، شركة ألفا احملدودة لالستشارات الدولية.تعتبر الصومال وأرض الصومال االنفصالية أفضل مثال على التناقضات بني بناء الدولة باستخدام ركائز مؤسسية مستوردة وبناء الدولة باستخدام

ركائز محلية.

وقد حاول اتمع الدولي ما ال يقل عن ١٥ مرة منذ تفكك الدولة الصومالية في عام ١٩٩١ أن يعيد بناءها بأسلوب يرتكز على البناء من أعلى إلى أسفل – وكانت النتيجة ١٥ محاولة فاشلة. فقد أخطأت وكاالت املعونة والسفارات واملنظمات متعددة اجلنسيات، التي كانت معزولة عن الواقع السياسي في في قراءة الديناميات السياسية للبلد وفرضت عليها "استجابات سياسية مقولبة تفتقر إلى التخيل واالستراتيجية وال متت بصلة وتكرارا البلد، مرارا إلى آراء الصوماليني". ونتيجة لذلك: "فإن الصوماليني الذين يسعون إلى تخليص بالدهم من هذه األزمة الدموية كبيرة للسياق الصومالي وال تستند كثيرا

واملزمنة يضطرون إلى القيام بذلك على الرغم من، وليس بسبب، تدخل اتمع الدولي."١٥

وعلى النقيض من ذلك، فقد استطاعت أرض الصومال، وهي منطقة في شمال غرب الصومال أعلنت استقاللها في عام ١٩٩١، إنشاء مؤسسات الدولة باتباع نهج ينطلق من القاعدة إلى القمة جنح في االستفادة من الهياكل العشائرية القائمة منذ زمن طويل واملقبولة على نطاق واسع. واليوم أصبحت أرض الصومال الدولة األكثر دميوقراطية في املنطقة وحققت من االستقرار واالزدهار ما يكفي جلذب املهاجرين من جميع أنحاء القرن األفريقي. وتدين أرض إلى حقيقة أنها لم تتلق سوى القليل من املساعدة اخلارجية، مما دفعها إلى االعتماد على مواردها وقدراتها ومؤسساتها الذاتية. الصومال بنجاحها جزئيا). كما استطاعت عدة أجزاء أخرى من الصومال، مثل سلبيا دث زيادة املساعدات اخلارجية تأثيرا (ويخشى بعض أنصار استقالل أرض الصومال من أن حت على الهياكل العشائرية. ومع ذلك فإن اتمع الدولي يرفض االعتراف بأرض الصومال ويواصل جهوده بونتالند، إنشاء إدارات محلية خاصة بها تعتمد أيضا

العبثية لتشكيل دولة صومالية مركزية.

وينطبق ما قاله العالم السياسي كني مينخاوس عن الصومال على كثير من الدول األخرى الفاشلة والهشة: "إن هذه اآلليات الواسعة واملكثفة [غير ما يكون تركيزه الوحيد على الهيكل الذي يضمن في الواقع أقل قدر الرسمية] [للحكم الذاتي] [...] تكاد تكون غير مرئية للمراقب اخلارجي، الذي غالبامن سيادة القانون للصوماليني – أي الدولة املركزية. . . . وبالنسبة للجهات اخلارجية، فإن الفكرة التقليدية هي أن وجود دولة متجاوبة وفعالة هو شرط جميع استراتيجيات التنمية التي يضعها البنك الدولي واألمم املتحدة. وفي نظر الكثير من أساسي لتحقيق التنمية، وهو افتراض مترسخ في تقريبا الصوماليني، تشكل الدولة أداة جلمع الثروة والهيمنة تعمل على زيادة نفوذ وثروات من يحكمونها واستغالل بقية السكان وتضييق اخلناق عليهم. وكثيرا

ما تؤدي هذه التصورات اتلفة عن الدولة إلى غياب التعاطي احلقيقي بني اجلهات الفاعلة اخلارجية والوطنية".١٦

وميكن تعزيز القدرات واملؤسسات احمللية وحتسني إدارة احلكم من خالل التركيز على بناء احلكومات احمللية وربطها قدر اإلمكان مبجتمعاتها. وعلى الرغم من أن احلكومات احمللية ليست مثالية بأي حال من األحوال، إال أن نقل صالحيات احلكومة املركزية إلى القرى والبلدات واألحياء في كل مدينة ميكن أن يحقق االستفادة من قوة التفاعل املباشر ويشجع على ظهور أشكال من احلكم تتسم بقدر أكبر من الشفافية واملساءلة. وتستطيع احلكومات املركزية ضمان استقرار العملة، وتشجيع إنشاء سوق واسعة للسلع، وبناء طرق للتنقل بني املدن، ووضع معايير أساسية للخدمات املصرفية والقانونية والصحية والتعليمية. لكن احلكومات احمللية يقع على عاتقها مسؤولية توفير اخلدمات التي تؤثر أكثر ما تؤثر على احلياة اليومية لألسر والشركات الصغيرة. كما توفر احلكومات احمللية معظم خدمات

التعليم والصحة وإنشاء الطرق.

مينخاوس ٢٠٠٨، ص ٩. ١٥

مينخاوس ٢٠٠٧، ص ٨٧. ١٦

بناء الدولة والتماسك االجتماعي التقرير األوروبي حول التنمية

٩٥

Page 108: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

. فقد تتعرض اإلدارات احمللية حملاوالت االستيالء على السلطة واملوارد من قبل النخب إلى حكومات أكثر فعالية وجتاوبا وهذا ال يعني أن دعم الالمركزية يؤدي دائماواملفسدين. وتعتمد درجة توافق الالمركزية مع عملية بناء الدولة الشاملة على جناحها في فرض الضوابط واملوازين بني احلكومات، وإيصال صوت املواطنني، وربط

مسؤوليات احلكومات احمللية بحصولها على ما يكفي من استقاللية القرار ومن املوارد البشرية واملالية.

لذلك يجب على اجلهات املانحة أن تدعم عمليات الالمركزية القائمة على تعزيز األصوات والتضمني االجتماعي وتوافق واجبات املؤسسات احمللية التابعة للدولة ووسائلها. وميكن لذلك أن يقلل من احتماالت استيالء النخبة على املوارد وأن يعزز املساءلة وأن يحد من دور املؤسسات والهيئات غير الرسمية البديلة واملوازية على اتباع نهج المركزي في توفير اخلدمات قادر على ربط املفاهيم واملؤسسات التقليدية بأداء وظائف الدولة (املربع ٧٫٣). ناجحا لوظائف الدولة. وتقدم رواندا مثاالكما أن احلاجة إلى إيجاد آليات للحكم راسخة في اتمع تدل على أن دور احلكومة احمللية مقابل احلكومة الوطنية يعتمد على "تاريخ" البلد. وال ميكن تطبيق حل

. كبيرا واحد على بلدان تختلف فيما بينها اختالفا

املربع ٧٫٣: منوذج حكم أفريقيبقلم جيسي ماكونيل

استشارات التنمية اإلصالحية ما يكون التحديان الشائعان أمام تطبيق احلكم اجليد في أفريقيا هما تنوع السكان الذين حتكمهم القيادات وقصور قدرات موظفي اخلدمة املدنية غالبا على منوذج أفريقي فريد للحكم موجه نحو تقدمي اخلدمات وقائم على املساءلة – وقادر على جتاوز الكثير من في توفير القيادة احمللية. وتشكل رواندا مثاالالتحديات. ومفهوم اإلميهيغو (Imihigo) هو مفهوم يعود تاريخه في الثقافة الرواندية إلى مئات السنني ويرتبط بشكل وثيق بعقد قائم على األداء. وقد تبلور هذا املفهوم كفكرة إلعالن التعهدات التي كان يقطعها القادة العسكريون البارزون للملك بإجناز هدف محدد، مثل قهر عدو أو غزو منطقة. وعند

حتقيق هدفهم احملدد كان أولئك القادة يحصلون على مكافأة رفيعة وتقدير ملا حققوه من إجناز.

وقد مت حتديث هذه الفكرة ومأسستها في النظام السياسي. إذ يقدم رؤساء البلديات تعهدات سنوية عامة للرئيس بتحقيق األهداف احملددة في أجندة التنمية الوطنية وخطط التنمية احمللية. وبالتالي فإن مبدأ اإلميهيغو احلديث هو وظيفة من وظائف أولوية احلكومة اخلاصة باملساءلة من خالل تقدمي اخلدمات التي تركز على الشعب لتحقيق التنمية القاعدية. ويتم حتديد هذه األهداف من خالل مشاورات يعقدها رؤساء البلديات على املستوى احمللي مع أفراد اتمع – ثم تنشر األهداف في جميع أنحاء البالد، مما يرسخ الشفافية واملساءلة في هذه العملية. ثم يعقب املنتدى السنوي الوطني اجتماعات عن التقدم الذي اإلميهيغو الفصلية التي تعقد على املستوى احمللي ويقدم فيها رؤساء البلديات ألفراد اتمع احمللي وممثلني عن احلكومة الوطنية تقريرا

أحرز والتحديات التي ووجهت في سبيل حتقيق األهداف.

وكان أحد األسباب البارزة لنجاح هذه املبادرة هو أنها شجعت موظفي اخلدمة املدنية على حتسني أدائهم. وقد حتقق ذلك من خالل:

احلضور اجلماهيري الكبير في كل من املؤمتر االفتتاحي السنوي واجتماع اإلميهيغو الفصلي. •

توضيح األهداف التي حتددها هذه العلمية. •

زيادة مشاركة اتمعات احمللية باعتبارهم مستفيدين ومن ثم مخططني لعملية حتديد االحتياجات واختيار املشاريع ذات الصلة. •

د من التقاليد ويعتمد على املعرفة القائمة. ستم حقيقة أن مفهوم اإلميهيغو م •

ومنذ بداية العمل بنظام اإلميهيغو، استطاع هذا النظام أن يؤثر على كل كادر من كوادر اتمع، حيث قدمت تعهدات في جميع أنحاء الدوائر احلكومية واملدارس وحتى األسر.

وتعاني بعض البلدان الهشة من االنقسام سواء في الهوية أو الثقافة أو اللغة، ومن ضعف الترابط بني أقاليمها اتلفة بسبب فقر البنى التحتية وقسوة جغرافيتها في احلاالت التي تفشل فيها النماذج األخرى القائمة على الدولة، السياسية وضعف أنظمتها اإلدارية. لذلك فمن املمكن أن تنجح مناذج التنمية املدفوعة محليا إلى هيئات حكومية أعلى (خاصة في البلدان الكبيرة مثل جمهورية الكونغو الدميوقراطية). إلى مناطق أخرى ورأسيا وخاصة إذا ما امتدت املكاسب مبرور الوقت أفقيا ضمان أال تصبح اتمعات احمللية رهينة الختالالت احلكومة الوطنية. كما أن تركيز املساعدات على هذه الفرص السانحة سيكون أكثر فعالية ومن شأن ذلك أيضا

في املدى القصير – وسيشجع املناطق األخرى على التطور من خالل التنافس على املوارد املالية في املدى املتوسط.

من غير احملبذ تغيير الهياكل واملؤسسات االجتماعية األصلية، فمن املهم معرفة املزيد عن الظروف التي بل من املستحيل وأحيانا وألنه قد يكون من الصعب جداميكن فيها الربط بني املؤسسات الرسمية وغير الرسمية بشكل أفضل١٧. ومن شأن االعتراف بضرورة التنوع املؤسسي – وحتى التعددية املؤسسة (التي من خاللها تعترف الدولة وتدمج، متى أمكن، التقاليد التاريخية اتلفة) – وكذلك بضرورة أن تكون البلدان عملية ومرنة في بناء القدرات واملؤسسات احلكومية املوجودة

الطريقة التي تتعامل بها اجلهات املانحة مع بناء الدولة. بالفعل على أرض الواقع أن يغير متاما

جوتينغ ٢٠٠٣. ١٧

الفصل السابع

٩٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 109: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وتستطيع املؤسسات احمللية غير الرسمية أن تقدم الكثير لعملية بناء الدولة، ولكن من الضروري جتنب عقد آمال مفرطة عليها وجتنب تكوين "تصورات عاطفية" عن دورها.١٨ فليست كل املؤسسات احمللية وغير الرسمية تدار بشكل جيد أو "أفضل" من الدولة. فعلى سبيل املثال، قد تكون املؤسسات احمللية غير الرسمية لها

ممارسات متييزية، خاصة جتاه النساء وأفراد اتمع األصغر سنا١٩.

وتشير دراسات احلالة القطرية في حاالت متنوعة من هشاشة الدولة٢٠ (زميبابوي وسيراليون وجمهورية الكونغو الدميوقراطية) إلى أن الدعم املقدم ألشكال احلكم البديلة التقليدية ينبغي تقييمه في السياق اخلاص بكل بلد على أساس تكاملها احملتمل مع هيئات الدولة وقدرتها على دعم أو تقويض شرعية الدولة. كما تشير من أجل دعم اإلصالحات املؤسسية. الدروس املستفادة من دراسات احلالة هذه إلى أن اتخاذ موقف عملي واملرن قد يكون الطريقة املثلى لتطبيق هذه املعايير عملياوميكن للمشاركة الدولية أن تتيح االستفادة من نوافذ الفرص احملتملة لإلصالحات من خالل حتديد وإقامة عالقات مستقرة مع اجلهات الفاعلة ذات التوجه اإلصالحي

في أي بلد من بني النخبة وموظفي اخلدمة املدنية ومنظمات اتمع املدني واجلمعيات املهنية ومؤسسات متويل املشروعات الصغيرة.

بعمق في السياق احمللي. وتوصي مبادئ منظمة التعاون والتنمية باتخاذ السياق هو اتباع نهج تدريجي في بناء الدولة يكون متجذرا لذلك فإن السبيل للمضي قدماكنقطة انطالق لتجنب فرض خطط مستوردة من اخلارج. وبالنسبة للمجتمع الدولي ميكن أن تكون هذه العملية أكثر خطورة من املشاركة الفنية – لكنها تتيح

أكثر مصداقية للنجاح. فرصا

التكامل بني املساعدات اإلنسانية وتدخالت بناء الدولة في البلدان اخلارجة من صراعات ٤إن أحد التحديات أمام املشاركة الدولية في فترات ما بعد الصراع هو ضمان أن الدعم املقدم للجهات الفاعلة في اتمع املدني يعزز

بناء الدولة ويوفر االحتياجات األساسية للسكان دون خلق هياكل موازية.وفي الكثير من بيئات ما بعد الصراع تتولى جهات خاصة في اتمع املدني توفير اخلدمات االجتماعية. واالنتقال بسرعة كبيرة من تقدمي املساعدات اإلنسانية إلى تقدمي دعم امليزانية للدولة ميكن أن يترك الكثير من هذه اجلهات بال موارد كافية لالستمرار في ضمان توفير هذه اخلدمات االجتماعية في الوقت الذي تكون فيه الدولة غير مستعدة بعد للقيام بتلك الوظيفة. كما أن التحول السابق ألوانه نحو بناء الدولة قد يعني استمرار عدم تلبية االحتياجات اإلنسانية. ففي جنوب السودان (املربع ٧٫٤) كانت االحتياجات اإلنسانية خالل السنوات اخلمس االنتقالية أكبر مما كانت عليه خالل الصراع. وإذا كانت الدولة ال تزال غير قادرة على توفير اخلدمات االجتماعية، فإن حرمان مقدمي اخلدمات احملليني من الدعم سيسبب فجوة إنسانية. ومن ثم، فإن حماية هذا احليز اإلنساني تتطلب أن يقابل الدعم املقدم لبناء الدولة عملية

في عملية بناء الدولة على حساب املبادئ اإلنسانية. موازية على نفس القدر من األهمية وهي دعم اتمع املدني. وبعبارة أخرى، ال ميكن املضي قدما

، فإن عجز الدولة عن دعم االحتياجات اإلنسانية ميكن أن تتسبب في تقويض شرعيتها. وثانيا، ميكن مع احلاجة إلى تعزيز شرعية الدولة. أوال ويتفق هذا النهج أيضاأن يساعد تقدمي الدعم ملنظمات اتمع املدني على بناء دول تتسم بسرعة االستجابة والشمولية. ففي الفترات االنتقالية التي تلي انتهاء الصراعات، عادة ما تتولى النخب التفاوض على كثير من التسويات السياسية ويستبعد اتمع املدني وال يتم إشراكه في املفاوضات. لذلك فمن شأن املشاركة في مؤسسات اتمع املدني

ودعمها أن يساعد على تعزيز الشرعية وبناء عقد اجتماعي أكثر دميومة.

كما يجب أن تتغلب مساعدات اجلهات املانحة في البلدان املتأثرة بالصراعات على التجاور املضلل بني أدوات التدخل اتلفة. فأعمال االحتاد األوروبي ميكن أن يقوضها من حالة الطوارئ التي تكون فيها املساعدة اإلنسانية هي األداة الرئيسية للتدخل إلى احلاالت التي يكون فيها قدر أكبر من خطيا االفتراض اخلاطئ بأن هناك انتقاالاالستقرار - وميكن للتعاون التنموي أن يستخدم دعم امليزانية كأداة أساسية لتقدمي املساعدات. (املربع ٧٫٤). وفي الواقع، ينبغي أن تضمن املشاركة الدولية توفير مساحة ميكن فيها استخدام املساعدة اإلنسانية والتعاون التنموي في وقت واحد وبقدر متساو من األهمية. فهاتان األداتان لهما قيمة عالية وينبغي استخدامهما في إطار رؤية مشتركة، رغم أنه قد تكون هناك حاجة إلى صقلهما. أما املساعدات اإلنسانية املرتبطة بأطر لإلنفاق مدتها عام واحد فقط، فهي غير كافية للتعامل

مع العوامل املسببة لألزمات املمتدة والصراعات املنخفضة احلدة.

بوليني ٢٠٠٩. ١٨

.٢٠٠٧ (UNECA) جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقيا ١٩

الوكالة األملانية للتعاون الفني ٢٠٠٨. ٢٠

بناء الدولة والتماسك االجتماعي التقرير األوروبي حول التنمية

٩٧

Page 110: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٧٫٤: املشاركة الدولية في الدول الهشة: االستفادة من دروس جنوب السودانبقلم سارا بانتوليانو

معهد التنمية ملا وراء البحاربعد توقيع اتفاق السالم الشامل في يناير/كانون الثاني ٢٠٠٥، أصبحت السودان الدولة التاسعة في مشروع منظمة التعاون والتنمية/جلنة املساعدة اإلمنائية التجريبي لتطبيق مبادئ املشاركة الدولية اجليدة في الدول الهشة. وباالستناد إلى إعالن باريس بشأن فعالية املعونة لعام ٢٠٠٥ ومبادئ املنح اإلنسانية السليمة لعام ٢٠٠٣، تهدف املبادئ اجلديدة إلى معاجلة تعقيدات وتناول ضرورة قيام حترك دولي منسق في احلاالت التي تتضمن مشاكل أمنية وإنسانية وتنموية.٢١ وكان تركيز املشروع التجريبي في السودان، الذي اقتصر على املشاركة الدولية في جنوب السودان، على ثالث قضايا رئيسية: آليات التنسيق بني

اجلهات املانحة، والدعم الدولي لبناء الدولة، والدعم الدولي لبناء السالم، مع التركيز بصفة خاصة على تنفيذ اتفاق السالم الشامل.

وقد مت اختبار مجموعة من آليات تنسيق املساعدات في السودان، سواء أثناء مفاوضات السالم أو بعدها. واشتملت هذه اآلليات على عمليات بعثة التقييم املشتركة، والصناديق االستئمانية املتعددة املانحني، والفريق املشترك للمانحني في جوبا. وكانت بعثة التقييم املشتركة عبارة عن تقييم شامل الحتياجات إعادة التأهيل ومرحلة اإلنعاش االنتقالية عبر ثماني مجموعات مواضيعية يتم تناولها خالل العامني األولني من الفترة االنتقالية التفاق السالم وكان بقيادة برنامج األمم املتحدة اإلمنائي/مجموعة األمم املتحدة اإلمنائية والبنك الدولي، الشامل (٢٠٠٥-٢٠١١). وقد شهد التقييم، الذي استمر ١٥ شهرامشاركة نشطة للغاية من كبار أعضاء الطرفني املتناحرين الرئيسيني، وهما حزب املؤمتر الوطني (NCP) واحلركة الشعبية/اجليش الشعبي لتحرير السودان (SPLM/A)، وعدد كبير من البلدان املانحة. ورأى املشاركون أن بعثة التقييم املشتركة توفر اإلطار الالزم لدعم االستقرار وتقدم فوائد السالم التي تتيح

دعم اتفاق السالم.

وقد أدى التقييم، الذي كان عملية مكلفة وطموحة للغاية، إلى ظهور توقعات بأنه سيكون الوثيقة التوجيهية، واقترح آليات لتنفيذه.٢٢ وقد لعب التقييم في جمع األطراف املتناحرة حول برنامج موحد لتحقيق اإلنعاش وكان أول جهد جدي لتحديد إطار االستجابة للسياق اجلديد. إال أنه ال ميكن اعتباره دورا للعمل. فقد كانت هناك حتفظات على افتقاره إلى أولويات واضحة أو تسلسل واضح في خطته التشغيلية وصالحية األساليب املستخدمة فعاال إطارالتقدير التكاليف واستنباط مستويات احلاجة٢٣ وكذلك قلة تركيزه على األمن وبناء السالم٢٤. ومع ذلك، كانت أوجه القصور الرئيسية هي عدم تعزيز الشعور مبلكية التقييم لدى اجلهات الفاعلة الوطنية وتزايد عدم مالءمته لسياق كان سريع التغير، حيث خرجت حكومة جديدة وهياكل أمنية جديدة من توفير إطار دينامي سريع االستجابة إلى حيز الوجود. وقد أخطأت بعثة التقييم املشتركة في محاولتها توفير صيغة جاهزة للمشاركة الدولية بدال

للتغيرات التي تطرأ على السياق.

ومتثلت اآلليات الرئيسية لتنفيذ نتائج التقييم في صندوقني استئمانيني ميولهما مانحون متعددون، واحد حلكومة الوحدة الوطنية واآلخر حلكومة جنوب السودان (GOSS). وكان الهدف من هذين الصندوقني اللذين يديرهما البنك الدولي هو تسهيل تنسيق التمويل الذي تقدمه اجلهات املانحة اخلارجية لدعم اإلنعاش الفوري وتعزيز السالم وبناء القدرات وتسريع التقدم نحو بلوغ األهداف اإلمنائية لأللفية حتى عام ٢٠١١. ولكن في املمارسة العملية، كان مستوى

لآلمال بشدة. األداء والنتائج مخيبا

للغاية، وفشلت غالبية وقد تعرض الصندوقان النتقادات واسعة بسبب فشلهما في حتقيق أثر سريع وواضح.٢٥ فقد كان معدل صرف النفقات بطيئااملشاريع في تقدمي "منافع ملموسة" للجمهور حتى مع حلول العام الثاني على بدء العملية.٢٦ وكانت إجراءات البنك الدولي البيروقراطية ومشاكل في إعاقة التنفيذ األولي.٢٧ كما أن عجز احلكومة عن التعامل التوظيف واملفاوضات املطولة بني فرق األمم املتحدة والبنك الدولي بشأن ترتيبات التنفيذ سببا

مع املتطلبات البيروقراطية للصندوقني تسبب في تأخيرات شديدة ومستويات خطيرة من عدم الكفاءة.

وقد دفعت أوجه القصور في الصندوقني الكثير من اجلهات املانحة إلى جتاهلها وتوجيه املزيد من املوارد على املستوى الثنائي أو من خالل غيرهما من الصناديق املشتركة. فيبدو أن قواعد وإجراءات الصندوقني قد تكون أكثر مالءمة لعمليات إعادة اإلعمار والتنمية متوسطة األجل أكثر من اإلنعاش الفوري بعد انتهاء الصراع. فليست هذه هي املرة األولى التي تفشل فيها األداة في حتقيق أهدافها في مرحلة ما بعد الصراع، مما يثير التساؤل عن سبب عدم

االستفادة من الدروس األساسية.٢٨

هاسلي وبورغريفينك ٢٠٠٧. ٢١

ميرفي ٢٠٠٧. ٢٢

ميرفي ٢٠٠٧. ٢٣

مجموعة األمم املتحدة اإلمنائية/البنك الدولي ٢٠٠٦. ٢٤

سكان تيم ٢٠٠٧. ٢٥

فنتون ٢٠٠٨. ٢٦

بانتوليانو وآخرون ٢٠٠٧. ٢٧

بانتوليانو وآخرون ٢٠٠٨. ٢٨

الفصل السابع

٩٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 111: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وكانت هناك آلية أخرى لتعزيز التنسيق بني اجلهات املانحة في جنوب السودان هي الفريق املشترك للمانحني (JDT) الذي أنشأته ست دول للعمل في في تعزيز مبدأ امللكية في جنوب السودان وتعزيز توافق اجلهات املانحة مع السياسيات جوبا. وتوصل تقييم منتصف املدة إلى أن أداء الفريق كان جيدا بكثير.٢٩ وقد عجز شركاء الفريق على احلكومية. أما توافق الفريق مع مبادئ منظمة التعاون والتنمية بشأن الدول الهشة والتزامه بها فكان أقل جناحاوجه التحديد عن التطور والعمل في إطار سياسة مشتركة لها أهداف ونهج تنموية ودبلوماسية مشتركة. ونتيجة لذلك، لم يتمكنوا من احتواء الزيادة

في البرامج الثنائية.

وحد من قدرة الفريق على املساهمة في بناء الدولة بشكل متماسك صعبا وقد استمر انتشار املشاريع في جعل تنسيق املساعدات في جنوب السودان أمراومستدام.٣٠ كما أن املشورة الفنية بشأن سياسة األراضي وتسوية النزاعات على األراضي بوجه خاص كانت غير منسقة وفي كثير من األحيان متضاربة.٣١ في جذب واالحتفاظ مبوظفني يتمتعون بقدر ووجد الفريق املشترك للمانحني، مثل العديد من املنظمات الدولية األخرى في جنوب السودان، صعوبة أيضا

كاف من املهارة واخلبرة، األمر الذي أدى إلى تقويض األداء.٣٢

، حيث يتعني إنشاء الهياكل احلكومية الرسمية من الصفر. هائال ويشكل بناء الدولة في جنوب السودان، وهو محور رئيسي للمشاركة الدولية، حتدياوعلى الرغم من اجلهود املتضافرة التي بذلت لبناء اجلهاز اإلداري حلكومة جنوب السودان، إال أن غالبية هذه اجلهود كانت من القمة إلى القاعدة. فقد انصب التركيز على بناء املؤسسات والقدرات اإلدارية للحكومة املركزية في جوبا، مع إيالء قدر ضئيل من االهتمام ملعاجلة قضيتي الشرعية واملساءلة.٣٣ وقد أحرز في الكثير للغاية والفساد ال يزال مستشريا بعض التقدم في إنشاء هياكل إقليمية وأخرى تابعة للدولة، لكن توفير اخلدمات األساسية ال يزال محدودا

من ااالت.٣٤

وقد رأت جهات فاعلة وطنية ودولية في إنشاء حكومة جنوب السودان فرصة لكي تخرج جنوب السودان من حالة القبول السلبي باملساعدة اإلنسانية املقدمة من اخلارج إلعداد ومتويل وتنفيذ برامج اإلنعاش والتنمية احمللية. وبناء على ذلك قامت اجلهات املانحة بزيادة مساهماتها في صناديق اإلنعاش والتنمية طويلة األجل وتقليص التمويل اإلنساني، على الرغم من تزايد االحتياجات اإلنسانية واستمرار عجز حكومة جنوب السودان عن تلبيتها وضعف سجل

آليات التمويل طويل األجل في الوفاء بااللتزامات.

وقد أثبت هيكل املساعدات التقليدي مرة أخرى أنه غير مجهز للتعامل مع احلاالت التي متتد عبر التقسيم الثنائي بني املساعدة اإلنسانية واإلمنائية. وكما هو احلال في العديد من سياقات "ما بعد الصراع"، فهناك حاجة إلى مواصلة التقدمي املباشر للخدمات في جنوب السودان وفي الوقت نفسه بناء قدرات احلكومة، ليس أقلها ملنع وقوع حاالت طوارئ أكثر خطورة مثل اندالع وباء الكوليرا أو األزمات الغذائية. وقد أثبت هيكل املساعدات التقليدي مرة أخرى أنه غير مجهز للتعامل مع احلاالت التي متتد عبر التقسيم الثنائي بني املساعدة اإلنسانية واإلمنائية. وكما هو احلال في العديد من سياقات "ما بعد الصراع"، فهناك حاجة إلى مواصلة التقدمي املباشر للخدمات في جنوب السودان وفي الوقت نفسه بناء قدرات احلكومة، ليس أقلها ملنع وقوع حاالت طوارئ أكثر

خطورة مثل اندالع وباء الكوليرا أو األزمات الغذائية.

مة بطريقة لالنتقال إلى السالم. وينبغي أن تكون االستراتيجيات والبرامج الرامية إلى حتقيق هذه األهداف مصم مركزيا كما يشكل تعزيز االستقرار هدفاتسهم في بناء الدولة وحتافظ على التوازن بني إنشاء مؤسسات األمن الوطني ودور اجلهات الفاعلة اخلارجية مثل بعثات حفظ السالم. ففي جنوب السودان،

من عناصر املشاركة الدولية. هاما كانت بعثة األمم املتحدة حلفظ السالم في السودان، املكلفة مبراقبة تنفيذ اتفاق السالم الشامل، عنصرا

وتتمتع بعثة األمم املتحدة في السودان بوجود عسكري كثيف في شتى أنحاء جنوب السودان واملناطق االنتقالية. إال أن صرامة التفويض املمنوح لها (الذي ) وتوجيهات األمن الداخلي قد جعلت البعثة غير راغبة في ااطرة وغير فعالة إلى درجة غير مقبولة. ففي مناطق ما يتم تفسيره على نطاق ضيق جدا غالباكثيرة، كانت مراقبتها للصراعات الفعلية واحملتملة غير منتظمة، وتعرضت برامج نزع السالح والتسريح وإعادة اإلدماج (DDR) إما للتأجيل أو املقاومة.٣٥ أما الشواغل األمنية األخرى - مثل حتويل اجليش الشعبي لتحرير السودان إلى جيش محترف وتدريب قوات الشرطة والتصدي للعنف بني الطوائف، فلم تتلق سوى دعم محدود أو متأخر. ويفتقر الكثير من جنود بعثة األمم املتحدة إلى القدرة على التواصل مع بعضهم البعض بسبب اختالف لغاتهم، ناهيك عن التواصل مع السكان احملليني. ونتيجة لذلك، تعتبر العالقة بني املراقبني العسكريني واتمعات احمللية عالقة غير مستقرة في أحسن األحوال. وهناك من يرى أن بعثة األمم املتحدة في السودان ال تفعل سوى القليل مقارنة مبا لديها من موارد هائلة. في الواقع، فإن مستوى اإلنفاق الدولي على بعثة األمم

مع املستوى املتدني لتقدمي املساعدات الواضح في جميع أنحاء جنوب السودان.٣٦ املتحدة يتناقض متاما

بينيت وآخرون ٢٠٠٩. ٢٩

بينيت وآخرون ٢٠٠٩. ٣٠

بانتوليانو وآخرون ٢٠٠٩. ٣١

بينيت وآخرون ٢٠٠٩. ٣٢

هاسلي وبورغريفينك ٢٠٠٧. ٣٣

بينيت وآخرون ٢٠٠٩. ٣٤

فو وآخرون ٢٠٠٨. ٣٥

فو وآخرون ٢٠٠٨. ٣٦

بناء الدولة والتماسك االجتماعي التقرير األوروبي حول التنمية

٩٩

Page 112: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وكان لفشل اتمع الدولي في تقدمي عوائد فورية وملموسة للسالم في جنوب السودان وفي "املناطق الثالث"، تأثير سلبي على بناء السالم.٣٧ فقد أدت أو التأخيرات والفجوات في تقدمي اخلدمات وتزايد انعدام األمن في بعض مناطق العودة إما إلى تكدس العائدين في مدن ومستوطنات كانت مزدحمة أصالتأجيلهم قرار العودة. ومن ثم تقوضت ثقة كل من اتمعات املضيفة والعائدين في قدرة حكومة جنوب السودان على تقدمي اخلدمات وغيرها من عوائد

السالم.

د املوقف في جنوب السودان حتديات على املشاركة الدولية يصعب التغلب عليها. ففي حني تعتبر مبادئ منظمة التعاون والتنمية/جلنة وقد فرض تعق، هدفي بناء الدولة والتنسيق املساعدة اإلمنائية نقطة انطالق مفيدة، إال أنها قد تكون متناقضة. لذلك فقد تقتضي الضرورة إجراء مفاضالت مهمة بني، مثالبني اجلهات املانحة وبني اإلسراع في زيادة اخلدمات األساسية باعتبارها من عوائد السالم.٣٨ لكن تطبيق حتليل هشاشة الدولة ال يأتي بفائدة إال إذا مت حتليل وفهم أسباب الهشاشة بشكل جيد وتصنيفها حسب املنطقة أو الدائرة. على سبيل املثال، فقد تختلف أسباب الهشاشة في جنوب السودان وطرق

عن املوجودة في بعض مناطق أعالي النيل. ملحوظا التعامل معها في املناطق الثالث اختالفا

ما تستند املشاركة الدولية إلى االفتراض اخلاطئ بأن االنتقال من احلرب إلى السالم هو عملية خطية. وفي حقيقة األمر، فإن توقيع اتفاق سالم ال وكثيرا يذكر على أرض الواقع. فاالنتقال من احلرب إلى السالم ليس عملية فنية إمنا هو عملية سياسية بالدرجة األولى ينبغي يحدث في كثير من األحيان تغييرا لعالقات القوة وأسباب الضعف ومحركات ودقيقا فيها التوفيق بني املبادئ واألولويات والنهج اتلفة وكذلك حتقيقها.٣٩ ويتطلب هذا األمر حتليال متطوراالصراع ومؤشرات املرونة. وفي فترات ما بعد الصراع الدينامية بصفة خاصة، ينبغي مراجعة وتنقيح االقتصاد السياسي لعملية االنتقال بشكل مستمر حتى يكون محدد السياق. كما ينبغي بذل املزيد من اجلهود لتحديد أبطال التغيير واإلصالح على املستوى الوطني والسبل التي ميكن بها تدعيمهم. فالدور الذي تلعبه اجلهات الفاعلة الوطنية هو دور أساسي ألن التغيير ال ميكن أن يتم إال من خالل عملية داخلية: واملشاركة الدولية ميكن أن تساعد على

تشجيع االستقرار، ولكن ليس دفعه.

الفرص املتاحة في مرحلة إعادة اإلعمار بعد انتهاء الصراع ٤٫١ هائلة ملعاجلة املصادر أن توفر فرصا إن مرحلة ما بعد الصراع ال تفرض حتديات كبيرة على احلكام الوطنيني وجهود املساعدة الدولية فحسب وإمنا تستطيع أيضا في النضال هاما الطويلة األجل لإلقصاء والظلم واإلجحاف. ورمبا يشكل تعميم املنظور اجلنساني في املرحلة االنتقالية بعد انتهاء الصراع، على سبيل املثال، تقدمامن أجل متكني املرأة ومكافحة التمييز بني اجلنسني. وميكن أن يكون التكامل املترابط بني تطبيق معيار امللكية احمللية واتباع نهج يراعي نوع اجلنس في عملية إعادة

والتي تنطلق من القمة إلى القاعدة (املربع ٧٫٥). أكثر من البرامج احملايدة جنسانيا اإلعمار بعد الصراع مثمرا

املربع ٧٫٥: الدروس املستفادة من اتمعات احمللية: برامج لدعم املقاتالت السابقاتإن العمل على تعزيز مرونة اتمع يتطلب إشراك اتمعات احمللية في عمليات اإلصالح وآليات صنع القرار العامة. إذ ميتلك السكان احملليون استراتيجيات حيوية للبقاء ميكن دعمها لبناء مؤسسات جديدة وأكثر مرونة. فقد جاءت بعض سياسات املعونة غير املالئمة نتيجة عدم فهم عمال اإلغاثة للغات والظروف احمللية وما سببه ذلك من عجز عن التعامل مع القوانني العرفية واألنظمة التقليدية واملعارف احمللية. وتقف تلك العوائق اخلاصة باللغة والتواصل أمام مشاركة الفئات الضعيفة أو املهمشة في صنع القرارات املتعلقة بالسياسات، مما يحرمهم من فرصة املشاركة في إعادة اإلعمار واملعرفة حائال

االقتصادي والسياسي ملؤسساتهم.

وقد جتلت هذه املشاكل في موجة القلق بشأن سياسات املعونة غير املناسبة التي أثارتها احلركة االجتماعية العاملية الكبيرة – وهي املنتدى االجتماعي العاملي، الذي يضم املنتدى االجتماعي األفريقي ويجمع بني اآلالف من حركات اتمع املدني.

في التناقض بني البرامج الدولية الفاشلة والناجحة إلعادة وتتضح مساهمة امللكية احمللية في تصميم وتنفيذ برامج التنمية في األوضاع الهشة جلياإدماج املقاتالت السابقات في ليبيريا خالل املرحلة االنتقالية بعد انتهاء الصراع.

هاسلي وبورغريفينك ٢٠٠٧. ٣٧

هاسلي وبورغريفينك ٢٠٠٧. ٣٨

الهواري، اتصال شخصي. ٣٩

الفصل السابع

١٠٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 113: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ففي ليبيريا، كانت حوالي ٢٢٠٠٠ امرأة و٢٧٤٠ فتاة من مجموع ١٠٣٠٠٠ مقاتل سابق قد مت نزع سالحهن وتسريحهن بحلول عام ٢٠٠٤ (كامبل-نيلسون ٢٠٠٨). وعلى الرغم من أن السياسة كانت تهدف إلى إدماج الشواغل اجلنسانية في سياسات وإجراءات عملية نزع السالح، لكن ذلك لم يحدث. إذ رصدت املنظمات النسائية أن هؤالء النساء أرسلن إلى ديارهن دون أن يجرى تقييم سليم لصحتهن اإلجنابية أو أحوالهن اجلنسية والنفسية. لذا كانت إعادة شديد الصعوبة ألنهن كن يحملن وصمة عار مضاعفة ملا تعرضهن له من اعتداءات جنسية ولكونهن مقاتالت اندماجهن في أسرهن ومجتمعاتهن أمرا

سابقات في القوات املسلحة.

وقد مت التوصل إلى حل مبتكر من خالل العمل مع املنظمات النسائية احمللية والشركاء الدوليني: فقد مت إمراج املقاتالت السابقات في صفوف الشرطة. وأكملت الدفعة األولى من الشرطة الوطنية الليبيرية (LNP) اجلديدة تدريبها في عام ٢٠٠٥ وبحلول عام ٢٠٠٩ شكلت النساء ١٢٫٦ في املائة من قوات الشرطة. وأنشأت الشرطة الوطنية الليبيرية وحدة حماية املرأة والطفل (WACPU) التي تتعاون مع هيئات حكومية وغير حكومية، بدعم من فرقة العمل املشتركة بني الوكاالت املعنية بالعنف القائم على نوع اجلنس والتي تنسق أعمال األمم املتحدة وغيرها من اجلهات املانحة. كما أنشئ مشروع "أكواخ املرأة للحماية واملساعدة في للسالم" في إطار مبادرة "شبكة املرأة في بناء السالم" (WIPNET) لدعم النساء في اتمع اللواتي يلجأن إلى أكواخ السالم طلبا

التعامل مع قضايا مثل االغتصاب وملكية األراضي واخلالفات الدينية والقبلية (صندوق األمم املتحدة اإلمنائي للمرأة ٢٠٠٧).

ما متارسها من خالل األسرة أو اتمع أو املؤسسات الدينية أو عن عالقة الرجل بالدولة. فهي غالبا جوهريا وفي األوضاع الهشة، تختلف عالقة املرأة بالدولة اختالفاالعرفية. وجتد املرأة فجوة أكبر بني املواطنة الرسمية واملوضوعية، وتواجه كذلك حواجز اقتصادية واجتماعية وثقافية أكبر متنعها من ممارسة حقوقها واملشاركة في صنع القرار. وعالوة على ذلك، ففي كثير من الدول الهشة، يتم تفويض املؤسسات العرفية أو جهات فاعلة غير حكومية بالتعامل مع القضايا احمللية والشخصية التي تشغل املرأة (مثل قانون األسرة، وامليراث، واحلصول على األراضي، واألمن)، مما يجعل املرأة غير قادرة على مساءلة الدولة عن حقوقها في هذه ااالت. وتدل كل هذه العوامل على أن املرأة تواجه عقبات محددة في املطالبة بحقوقها واملشاركة في احلكم ومساءلة الدولة - أو مبعنى آخر في التمتع بكامل حقوق املواطنة – وعلى

أن التدابير التي تهدف إلى إعادة بناء الدولة أو إصالحها ستؤثر عليها بشكل مختلف.

خالل الصراعات املسلحة، ويتيح كما أن أدوار اجلنسني والعالقات بينهما ميكن أن حتدد الفرص والعقبات التي تظهر في بناء الدولة. فهذه األدوار والعالقات تتغير كثيراإصالح املؤسسات السياسية بعد انتهاء الصراعات فرصة إلعالء صوت املرأة وزيادة تأثيرها في احلياة السياسية، وخاصة في الهيكل اجلديد لفعالية املعونة.

إلحداث تغييرات في عالقات القوة وهياكل ومؤسسات الدولة وميكن أن تتيح عمليات بناء الدولة املكثفة التي تشهدها الدول الهشة واخلارجة من الصراعات مجاالوالعالقة بني املواطنني والدولة (املربع ٧٫٦). وأثناء عملية اخلروج من مرحلة الهشاشة، تتاح للمجتمع الدولي فرص هامة لدعم اجلهات الفاعلة الوطنية في بناء قادرة وقابلة للمساءلة وسريعة للمساءلة. وبالتالي تتوفر الفرصة لتعزيز مواطنة املرأة في عمليات بناء الدولة في الدول الهشة - مما يخلق دوال دولة أكثر خضوعا

االستجابة ويضمن عدم عودة أمناط القمع طويلة األمد.

املربع ٧٫٦: املرحلة االنتقالية بعد انتهاء الصراع: فرصة لتمكني املرأة؟ميكن النظر إلى االرتفاع املذهل في نسبة متثيل املرأة في مجلس النواب في رواندا في عام ٢٠٠٩، والتي بلغت ٥٦ في املائة، في السياق األوسع الجتاهني: تطبيق نظام احلصص (الكوتا)، والفرص املتاحة ملعاجلة عدم املساواة بني اجلنسني في فترات ما بعد الصراع. فقد كانت الزيادة في عدد النساء في البرملان في السنوات األربعني املاضية أسرع في أفريقيا جنوب الصحراء مما كانت عليه في أي منطقة أخرى، ويرجع ذلك بالدرجة األولى إلى تطبيق نظام احلصص. ملا أورده االحتاد البرملاني الدولي (IPU)، فإن الدول اخلارجة من الصراعات "احتلت مراكز متقدمة في التصنيف العاملي الذي وضعه االحتاد للدول ذات ووفقاالنسب العالية لتمثيل املرأة في البرملانات الوطنية،" حيث كانت هذه الدول فعالة في استخدام نظام احلصص ونظام تخصيص املقاعد "لضمان وجود

املرأة ومشاركتها في املؤسسات حديثة اإلنشاء٤٠".

باولي ٢٠٠٣، ص ٥. ٤٠

بناء الدولة والتماسك االجتماعي التقرير األوروبي حول التنمية

١٠١

Page 114: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وقد أثبتت رواندا أنه ميكن في فترات ما بعد الصراع معاجلة مظاهر عدم املساواة بني اجلنسني. ويرى باولي (٢٠٠٣) أن الفضل في ذلك يرجع إلى نشاط وفعالية منظمات اتمع املدني النسائية، وجناح النساء في العمل عبر األحزاب واألعراق اتلفة إلدخال تغييرات في الدستور، والدعم الفني من جانب اتمع الدولي لتشجيع املرأة على دخول البرملان من خالل نظام احلصص. وأشار باولي إلى أهمية استمرار حمالت منظمة أنصار املرأة (Pro-Femmes) لتقدمي املشورة للحكومة بشأن املشاركة السياسية للمرأة وتعزيز املصاحلة التي جتمع بني املنظمات النسائية الشعبية واملنظمات غير احلكومية ومسؤولي احلكومة. وفي البرملان عمل منتدى النساء البرملانيات على تطبيق سياسة املساواة بني اجلنسني عبر مختلف األحزاب. وكانت العوامل الرئيسية لهذا النجاح هي املساعدة الفنية واملالية والتشجيع من جانب شركاء دوليني من أمثال الوكالة األمريكية للتنمية الدولية (USAID) ووزارة التنمية الدولية البريطانية (DFID) واالحتاد البرملاني الدولي (IPU) وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي (UNDP) وجمعية البرملانيني األوروبيني من أجل إفريقيا (AWEPA) ومنظمة اإلشعار الدولية. ومن بني اإلجنازات التشريعية البارزة إلغاء القوانني التي حترم املرأة من امليراث في األرض في عام ١٩٩٩ وصدور دستور جديد يراعي االعتبارات اجلنسانية

في عام ٢٠٠٣. ثم تبع ذلك إجراء االنتخابات البرملانية، التي حصلت فيها املرأة على ٤٩ في املائة من املقاعد في مجلس النواب.

بتحقيق املساواة بني اجلنسني وتوسيع منظور املرأة ومشاركتها في التنمية السياسية واالجتماعية واالقتصادية في البلدان الهشة واخلارجة ينبغي االهتمام مبكرامن الصراعات. إذ تستطيع إعادة بناء الدولة أن تشكل ديناميات اجتماعية واقتصادية وسياسية جديدة بإمكانها كسر القوالب النمطية اجلنسانية. كما أن إعادة بناء الدول الهشة يفتح الباب أمام إمكانية تأكيد االلتزام بحقوق املرأة و تعزيز املساواة بني اجلنسني في ترتيبات احلكم اجلديدة. لذلك فإن التحدي األكبر في فترات ما بعد الصراع هو تعزيز احلكومات الوطنية من أجل ضمان االتساق بني أهداف السياسات االقتصادية الكلية وأهداف املساواة بني اجلنسني. وتتيح عمليات بناء الدولة إلحداث تغييرات في عالقات القوة وهياكل ومؤسسات الدولة والعالقة بني املواطنني والدولة وبني املكثفة التي تشهدها الدول الهشة واخلارجة من الصراعات مجاال لتغيير التمييز في التعليم واألمن االجتماعي، واملمارسات االجتماعية والثقافية والقوانني التمييزية، والعنف املواطنني أنفسهم. كما تتيح هذه السياقات فرصا

والتحرش اجلنسي، وإقصاء املرأة والشباب من عملية صنع القرار في القطاع األمني.

جديدة لتعزيز مواطنة املرأة. فقد يؤدي ويرى كاستيليخو (٢٠٠٨)٤١ أن إعادة ترسيم حدود السلطة بني الدولة الرسمية وأنظمة احلكم العرفية ميكن أن يوفر فرصاعدم التركيز على القضايا اجلنسانية إلى ترسيخ األنظمة التي متيز ضد املرأة.

ويتمثل التحدي على املستوى التنفيذي في أن القضايا اجلنسانية ليست من األولويات العليا في بناء الدولة بعد انتهاء الصراع. وفي كثير من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ليس هناك أي اتصال بني املرأة والدولة الرسمية، حيث حتكم حياة املرأة أنظمة احلكم العرفية التي حتد بشدة من حقوقها وفرصها في املشاركة السياسية٤٢. وينطبق

هذا األمر بدرجة أكبر على الدول الهشة، التي تكون فيها الدولة الرسمية ضعيفة وغير متاحة للمواطنني.

للدور الذي ميكن أن تلعبه ومع ذلك، كانت هناك تغيرات في حقوق املرأة ومشاركة املرأة السياسية وتعبئة املرأة في بلدان مثل سيراليون وليبيريا، وهما يقدمان مثاالاجلهات املانحة في دعم مشاركة املرأة في بناء الدولة في الدول األفريقية الهشة.

وتشكل التعددية القانونية مشكلة أمام تعزيز حقوق املرأة والدفاع عنها في الدول الهشة. إذ متلك العديد من الدول االفريقية أنظمة قانونية مختلفة تعتمد على القانون الوضعي والديني والعرفي. ويتضمن كل نظام قانوني تصورات مختلفة عن ماهية حقوق املرأة، األمر الذي يعقد أجندة اإلصالحات.

للقانون ما تكون األنظمة متداخلة، مما يسبب مشكلة في حتديد أي األنظمة ميكن اللجوء إليها للمطالبة باحلقوق. على سبيل املثال، فإذا تزوج املرء وفقا وغالباالعرفي ثم انتهكت حقوقه فكيف له أن يختار النظام القانوني الذي يفصل في قضيته؟ وفي كثير من األحيان يكون من غير الواضح أي القوانني تعتبر نافذة ألن بعض هذه األنظمة غير معترف بها. وفي األنظمة ذات املؤسسات الضعيفة والعاجزة، قد يؤدي هذا األمر إلى زيادة تقويض احلقوق. وفي السعي إلى إيجاد سبل لتحسني األنظمة القانونية ومؤسسات احلكم، من املهم أن ندرك أن من بني العوامل املؤثرة في هذا اال العالقات االجتماعية الذكورية ومحو أمية املرأة ووعي املرأة بحقوقها وفرص احلصول عليها. وملعاجلة هذه التعقيدات وبناء هياكل جديدة للحكم هناك حاجة إلى زيادة املوارد التي تأخذ في احلسبان مظاهر عدم املساواة بني

في هذا الصدد. اجلنسني وتتحرك إيجابيا

في حياة معظم رئيسيا وكما أشار كاستيليخو (٢٠٠٨)، فمن املهم أن تتشارك عمليات بناء الدولة بشكل كامل مع هياكل احلكم العرفي - التي تشكل عنصرا من بناء دولة رسمية صورية تترك هياكل احلكم العرفي التي لم يتم إصالحها لتحدد حياة الشعب اليومية٤٣. النساء - بدال

في سياسات التنمية. فعلى الرغم من أن أطر املساعدات اإلمنائية تدعو إلى وضع سياسات تراعي املنظور جديدا إن العالقة بني اجلنسانية والهشاشة تعد مجاال ال تراعي االعتبارات اجلنسانية، مع أن معظم خصائص الهشاشة لها أبعاد تتعلق بالتمييز بني اجلنسني. اجلنساني، إال أن السياسات املتعلقة بالهشاشة عموما

كاستيليخو ٢٠٠٨. ٤١

كاستيليخو ٢٠٠٨. ٤٢

كاستيليخو ٢٠٠٨. ٤٣

الفصل السابع

١٠٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 115: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

يزنة التي تراعي املنظور اجلنساني املربع ٧٫٧: امليزنة التي تراعي املنظور اجلنساني (GRB) كاستجابة سياساتية كبرى ملعاجلة مظاهر عدم املساواة بني اجلنسني من خالل الطرائق اجلديدة لقد ظهرت امللتقدمي املعونة. وتفرض هذه الطرائق اجلديدة (دعم القطاعات وامليزانيات) حتديات خاصة أمام تتبع نتائج املساواة بني اجلنسني. وامليزنة املراعية للمنظور اجلنساني هي إحدى الوسائل لتحقيق ذلك ألنها تتطلب من احلكومات تطبيق حتليل جنساني على عملية امليزنة على املستويني الوطني واحمللي. وتهدف من مساءلة حكوماتهم وإلى توفير احلقوق والدميقراطية للمرأة٤٤. وقد أجريت بعض امليزانيات التي تراعي املنظور اجلنساني إلى متكني املواطنني األكثر فقرا

التحليالت املفيدة للميزانيات املراعية للمنظور اجلنساني في عدد من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء منها موزبيق وجنوب أفريقيا وتنزانيا وأوغندا٤٥.

ويساعد حتليل امليزانية املراعية للمنظور اجلنساني في قياس األثر التفاضلي لزيادة الدخل واإلنفاق احلكومي على الرجال والنساء وفي الدعوة إلى إجراء تغييرات أو حتوالت في اإلنفاق العام ليتوافق مع أهداف السياسة العامة٤٦. وهي ليست ميزانية منفصلة للنساء وإمنا أداة حتليلية ملعاجلة التمييز بني في متكني املرأة واملواطنني الفقراء من ممارسة حقهم في احلصول على اخلدمات األساسية والفرص االقتصادية واملشاركة هاما اجلنسني ميكن أن تلعب دورا

السياسية - ولزيادة خضوع الدولة للمساءلة عن توفير اخلدمات العامة.

وتهدف امليزانيات املراعية للمنظور اجلنساني إلى:

حتسني آليات تخصيص املوارد للمرأة. •

تعميم املنظور اجلنساني في االقتصاد الكلي والتنمية. •

تعزيز مشاركة اتمع املدني في صنع السياسات االقتصادية. •

تعزيز االرتباط بني نتائج السياسات االقتصادية واالجتماعية. •

تتبع اإلنفاق العام مقابل اإلنفاق على سياسات املساواة بني اجلنسني والتنمية. •

املساهمة في بلوغ األهداف اإلمنائية لأللفية٤٧. •

مساعدة احلكومات على االمتثال لاللتزامات الدولية مثل إعالن بكني ومنهاج عمل بكني واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد املرأة •(سيداو).

كما أن امليزنة املراعية للمنظور اجلنساني لديها إمكانات هائلة للنهوض بعملية التوزيع العادل للموارد بني اجلنسني في الدول الهشة. ولكي تكون املساعدات فعالة في معاجلة الفقر وعدم املساواة، يتعني على اجلهات املانحة واحلكومات الوطنية تكوين فهم أفضل للتحديات احملددة التي تواجهها املرأة. وتشكل امليزنة

لتعميم املنظور اجلنساني. هاما التي تراعي املنظور اجلنساني أهمية خاصة في سياق إعادة بناء وتعزيز مؤسسات الدولة وذلك ألنها توفر مدخال

وقد أثبتت رواندا أنه ميكن في فترات ما بعد الصراع معاجلة مظاهر عدم املساواة بني اجلنسني. ويرى باولي (٢٠٠٣) أن الفضل في ذلك يرجع إلى نشاط وفعالية منظمات اتمع املدني النسائية، وجناح النساء في العمل عبر األحزاب واألعراق اتلفة إلدخال تغييرات في الدستور، والدعم الفني من جانب اتمع الدولي لتشجيع املرأة على دخول البرملان من خالل نظام احلصص. وأشار باولي إلى أهمية استمرار حمالت منظمة أنصار املرأة لتقدمي املشورة للحكومة بشأن املشاركة السياسية للمرأة وتعزيز املصاحلة التي جتمع بني املنظمات النسائية الشعبية واملنظمات غير احلكومية ومسؤولي احلكومة. وفي البرملان عمل منتدى النساء البرملانيات على تطبيق سياسة املساواة بني اجلنسني عبر مختلف األحزاب. وكانت العوامل الرئيسية لهذا النجاح هي املساعدة الفنية واملالية والتشجيع من جانب شركاء دوليني من أمثال الوكالة األمريكية للتنمية الدولية، ووزارة التنمية الدولية البريطانية، واالحتاد البرملاني الدولي، وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، وجمعية البرملانيني األوروبيني من أجل إفريقيا، ومنظمة اإلشعار الدولية. ومن بني اإلجنازات التشريعية البارزة إلغاء القوانني التي حترم املرأة من امليراث في األرض في عام ١٩٩٩ وصدور دستور جديد

يراعي االعتبارات اجلنسانية في عام ٢٠٠٣. ثم تبع ذلك إجراء االنتخابات البرملانية، التي حصلت فيها املرأة على ٤٩ في املائة من املقاعد في مجلس النواب.

شارب ٢٠٠٣. ٤٤

كالسن ٢٠٠٨. ٤٥

بادليندر وهيويت ٢٠٠٢. ٤٦

بادليندر وهيويت ٢٠٠٢. ٤٧

بناء الدولة والتماسك االجتماعي التقرير األوروبي حول التنمية

١٠٣

Page 116: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

سم الثالثالق

التغلب على الهشاشة:دور االحتاد األوروبي

Page 117: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل الثامنسياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة

في أفريقيا جنوب الصحراء تأتي معاجلة ظاهرة هشاشة الدولة ضمن أولويات سياسات االحتاد األوروبي منذ زمن طويل. وللتعامل مع البلدان التي تعاني من

يقدم املبادئ التوجيهية واألهداف لسياسة االحتاد عاما الهشاشة، وضع االحتاد األوروبي حزمة شاملة من السياسات تشمل إطارا األوروبي اخلارجية والتنموية، وكذلك سياسات محددة ملعاجلة الهشاشة. وتتجلى األولوية العالية املمنوحة لهشاشة الدولة أيضا

في "اإلجماع األوروبي بشأن التنمية"، الذي اعتمد في عام ٢٠٠٥. م إلى أدوات مناسبة تتصدى بفعالية للتحديات التي تفرضها هشاشة مؤسسات الدولة في وحتديد ما إذا كانت هذه احلزمة الشاملة من وثائق السياسات تترج للنقاش. والغرض من هذا التقرير ليس تقييم السياسات احلالية بالتفصيل، وإمنا تسليط الضوء على إمكانات أفريقيا جنوب الصحراء هو موضوع ما زال مفتوحا

االحتاد األوروبي وأوجه قصوره في معاجلة الهشاشة.

وكشفت مراجعة للنهج احلالي الذي يتبعه االحتاد األوروبي في التعامل مع هشاشة الدولة عن ضرورة إحراز تقدم في اجتاهات عدة. ويتمثل االجتاه األول، واألكثر ألن تأثير أي جوهريا عمومية، في تضييق فجوة التنفيذ بني اإلطار النظري للسياسات وتصميم وتنفيذ تدخالت محددة على أرض الواقع. ويشكل هذا األمر حتديا بشكل سليم ألن سياسات "املقاس الواحد يناسب اجلميع" ال تتالءم ما سياسة ال يتضح إال في مرحلة تنفيذها. عالوة على ذلك، ينبغي أن يكون هذا التنفيذ مصم

مع احتياجات الدول الهشة.

، تأتي بعد ذلك احلاجة إلى إحراز تقدم من أجل: وبشكل أكثر حتديدا

الوصول إلى فهم قوي للسياق احمللي - لتصميم تدخالت فعالة تستند إلى هذا الفهم. •

غير فعال. فهم كيفية تكييف مبدأ امللكية عند التعامل مع البلدان ذات املؤسسات العاجزة أو غير الشرعية، والتي قد جتعل دعم امليزانية أمرا •

جتنب حدوث نتائج عكسية بسبب اتساع سياسات االحتاد األوروبي، األمر الذي قد يحدث إذا لم يتحقق "اتساق السياسات من أجل التنمية"، وتعرض الدول الهشة •للتأثيرات السلبية غير املباشرة التي تنجم عن اختالف السياسات. لذا فإن البعد األفقي التساق السياسات ينبغي أن يقابله حتسني عملية البحث عن اتساق

رأسي،١ مما يضمن تنسيق أفضل بني اموعة األوروبية والدول األعضاء في االحتاد األوروبي.

جعل السياسة التجارية لالحتاد األوروبي أكثر استجابة لالحتياجات احملددة للدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء، وضمان أن االتفاقات الثنائية ال تضر بعملية •التكامل متعدد األطراف.

إلى تقويض قدرة وشرعية التحول من التدخالت القائمة على االستجابة إلى التدخالت الوقائية - حتى ال تنزلق البلدان الهشة أكثر في دوامة تؤدي تدريجيا •مؤسساتها. وقد يتطلب مثل هذا التحول التحرك نحو اتباع نهج إقليمي في التعامل مع الهشاشة، ألن "تأثيرات جار السوء" املوصوفة في الفصول السابقة

قد تهدد فرص معاجلة الهشاشة لكل بلد على حدة.

حتقيق فهم أفضل لكيفية التعامل السليم مع العالقة بني األمن والتنمية. •

ويحتاج تضييق هذه الفجوة إلى إعادة تقييم األولويات، وتركيز اجلهود، وتبسيط اإلجراءات، والبحث عن املنظمة املالئمة أو الشريك املناسب لتنفيذ السياسات. بناء الثقة بني املستفيدين واملانحني والتعلم من التجارب املتعلقة بالسياسات. وعالوة وال تقتصر هذه املسألة على تنفيذ السياسات فحسب بل وتشمل أيضا

أكثر إيجابية يقوم على فهم أن محاربة الهشاشة هي في حقيقتها بناء املرونة. على ذلك، يجب على االحتاد األوروبي أن يتبع نهجا

وعلى هذه اخللفية، يركز هذا الفصل على تقييم املستجدات في سياسات االحتاد األوروبي جتاه البلدان الهشة، ووضع توجيهات بشأن التغييرات الالزمة.٢

انظر كاربوني ٢٠٠٩. ١

انظر باكرانيا ولوكاس (٢٠٠٩) للحصول على نظرة عامة على أنشطة املانحني في البلدان الهشة في القرن األفريقي، وتشمل بنك التنمية األفريقي، واموعة األوروبية، وبرنامج األمم املتحدة ٢

. اإلمنائي، والواليات املتحدة، والبنك الدولي، وبلدان فردية مختارة. وتؤكد هذه الدراسة على أن أنشطة املانحني ال تعكس خبراتهم الذاتية فحسب، وإمنا مصالح سياساتهم اخلارجية أيضا

التقرير األوروبي حول التنمية

١٠٥

Page 118: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

اهتمام االحتاد األوروبي التاريخي بالبلدان الهشة ١منذ عام ٢٠٠١ والرئاسة البلجيكية لالحتاد األوروبي تهتم مبوضوع الهشاشة حتى أنها وضعت الدول الهشة على سلم أولوياتها، في حني انشغلت املعاهد البحثية الستقلة املتخصصة في سياسات االحتاد األوروبي بالبحث في هذا املوضوع منذ زمن أبعد ٣. وفي عالم

ما بعد احلادي عشر من سبتمبر/أيلول، أعادت استراتيجية األمن األوروبي لعام ٢٠٠٣ تصنيف الدول الهشة على أنها قضية أمنية ٤. وجاء بعد ذلك اإلجماع األوروبي بشأن التنمية لعام ٢٠٠٥ – الذي اعتمده الس األوروبي والبرملان األوروبي واملفوضية األوروبية - ليتفق

للمرة األولى على وضع رؤية مشتركة لالحتاد األوروبي حول التنمية وحدد هشاشة الدولة كواحدة من التحديات الرئيسية اخلمسة أمام سياسة االحتاد األوروبي التنموية.٥

املربع ٨٫١: "معاجلة هشاشة الدولة"- مقتطفات من اإلجماع األوروبي بشأن التنمية، ٦٢٠٠٥سيقوم االحتاد األوروبي بتحسني استجابته للشراكات الصعبة والدول الهشة، التي يعيش فيها ثلث فقراء العالم. وسيكثف االحتاد األوروبي من •جهوده في مجال منع الصراعات ويدعم الوقاية من هشاشة الدولة من خالل إصالحات احلكم وسيادة القانون وتدابير مكافحة الفساد وبناء مؤسسات دولة قابلة للحياة من أجل مساعدتها على حتقيق مجموعة من الوظائف األساسية وتلبية احتياجات مواطنيها. وسيعمل االحتاد األوروبي من خالل نظم واستراتيجيات الدولة، حيثما أمكن، لزيادة القدرات في الدول الهشة. ويؤمن االحتاد األوروبي بضرورة مواصلة هذه اجلهود،

حتى في أصعب الظروف، ملنع ظهور الدول الفاشلة.

في الدول التي متر مبرحلة انتقالية، سيعمل االحتاد األوروبي على تعزيز الروابط بني املساعدات الطارئة وإعادة التأهيل والتنمية طويلة األجل. وفي •الدول اخلارجة من أزمات، ستستند التنمية إلى استراتيجيات انتقالية متكاملة تهدف إلى إعادة بناء القدرات املؤسسية والبنية التحية األساسية ذ أعمال االحتاد األوروبي في واخلدمات االجتماعية، وزيادة األمن الغذائي، وتقدمي حلول مستدامة لالجئني والنازحني واألمن العام للمواطنني. وستنف

إطار اجلهود متعددة األطراف مبا فيها جلنة األمم املتحدة لبناء السالم، وستهدف إلى إعادة إرساء مبادئ امللكية والشراكة.

إن بعض البلدان النامية معرضة بشكل خاص للكوارث الطبيعية وتغير املناخ والتدهور البيئي والصدمات االقتصادية اخلارجية. لذا ستعمل الدول •األعضاء واموعة على دعم الوقاية من الكوارث والتأهب لها في هذه البلدان، بهدف زيادة مرونتها في مواجهة هذه التحديات.

عن زيادة القدرات يقوم على إصالحات احلكم وسيادة القانون وتدابير مكافحة الفساد وبناء مؤسسات دولة قابلة للحياة، فضال أوروبيا ويضع هذا اإلجماع نهجافي الدول الهشة ٧. كما أنه يؤكد على احلاجة املتصورة داخل االحتاد األوروبي إلى حتسني فعالية واتساق املساعدات التي يقدمها للبلدان النامية. وهو يؤمن بضرورة

مواصلة هذه اجلهود، حتى في أصعب الظروف، ملنع ظهور الدول الفاشلة.

وكان العمل الذي تقوم به مؤسسات أخرى مثل البنك الدولي ومنظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي له دور في حتويل تركيز الفكر والنقاش حول السياسات إلى كيفية العمل في الدول الهشة ٨. وكانت هذه املؤسسات وفرادى الدول األعضاء في االحتاد األوروبي، أكثر من املفوضية األوروبية واالحتاد األوروبي مجتمعني، دائماما تقود النقاش حول السياسات. وفي حني كانت لبعض دول االحتاد األوروبي سياساتها الثنائية بشأن البلدان الهشة، فقد شعرت دول أخرى بوجود حاجة ملحة

لتطوير هذه السياسات ودفعت باجتاه املزيد من املناقشات حولها على املستوى األوروبي ٩.

وفي ظل الرئاسة البرتغالية في عام ٢٠٠٧، وبعد مشاورات موسعة مع الدول األعضاء وفاعلني من اتمع املدني ومؤسسات أخرى تابعة لالحتاد األوروبي، حدد االحتاد األوروبي األساس التحليلي واملفاهيمي التباع طريقة أكثر منهجية واستراتيجية للبحث في سبل التعاون مع البلدان واملناطق التي تعاني من الهشاشة. وأدى ذلك في أكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٧ إلى اعتماد وثيقة املفوضية "نحو حتقيق استجابة أوروبية حلاالت الهشاشة - العمل في بيئات صعبة من أجل التنمية املستدامة واالستقرار والسالم"، التي أعقبتها "استنتاجات الس" وقرار للبرملان األوروبي حول املوضوع نفسه في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٧ ١٠. وفي موازاة ذلك، اعتمد الس في نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٧ استنتاجاته بشأن "األمن والتنمية"١١ التي ذكر فيها أن "العالقة بني األمن والتنمية ينبغي أن توجه استراتيجيات وسياسات االحتاد

األوروبي حتى تساهم في اتساق األعمال اخلارجية لالحتاد األوروبي".

انظر فيسمان ١٩٩٨. ٣

سوالنا ٢٠٠٣. ٤

يستند هذا الفصل إلى ورقة املعلومات األساسية التي أعدها فاريا وشيريف ٢٠٠٩ التي ميكن االطالع عليها في الد ١ب. ٥

مأخوذة من جلنة مجلس البرملان األوروبي ٢٠٠٦. ٦

انظر الفقرة ٢٠ من جلنة مجلس البرملان األوروبي ٢٠٠٦. ٧

.(http://www.worldbank.org/ieg/licus/index.html) والبنك الدولي (http:www.oecd.org/dac/incaf) - انظر املبادرة الدولية ملنظمة التعاون والتنمية بشأن الصراع وهشاشة الدولة ٨

ملعاجلة الهشاشة، ويتضمن التركيز على بناء الدولة باعتباره الهدف احملوري، وذلك باستخدام وسائل مختلفة لتقدمي محددا على سبيل املثال، فقد وضعت وزارة التنمية الدولية بالفعل نهجا ٩

املساعدات، والعمل بشكل أوثق مع الشركاء الدوليني، واستمرار االلتزام على املدى الطويل للحصول على نتائج. انظر وزارة التنمية الدولية، ٢٠٠٩، الكتاب األبيض، الفصل الرابع.جلنة اموعات األوروبية ٢٠٠٧، البرملان األوروبي ٢٠٠٧ ومجلس االحتاد األوروبي ٢٠٠٧. ١٠

مجلس االحتاد األوروبي، ٢٠٠٧. ١١

الفصل الثامن

١٠٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 119: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وبناء على هذه االلتزامات املتعلقة بالسياسات، ستقوم املفوضية واألمانة العامة للمجلس قبل نهاية عام ٢٠٠٩ باقتراح خطة عمل أوروبية١٢ ملعاجلة حاالت الهشاشة والصراع حتدد تدابير ملموسة تتعلق بكيفية حتسني استجابة االحتاد األوروبي حلاالت الهشاشة في أربعة مجاالت رئيسية: نهج "االحتاد األوروبي بأكمله"، وبناء الدولة،

وجعل مساعدات االحتاد األوروبي أكثر استجابة وفعالية، والشراكات االستراتيجية الدولية.

أطر سياسة االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء ١٫١تتحدد سياسات االحتاد األوروبي جتاه الدول الهشة في جنوب الصحراء عبر ثالثة محاور عامة:

أطر السياسة الشاملة التي حتدد املبادئ التوجيهية واألهداف العامة لسياسة االحتاد األوروبي اخلارجية والتنموية ومشاركته الدولية في مجاالت قد ال تقتصر • في حاالت الهشاشة (مثل التنمية واألمن واملساعدات اإلنسانية). رئيسيا على الدول الهشة أو على أفريقيا لكنها تلعب دورا

أطر السياسات املشتركة ألفريقيا التي ال تقتصر على الدول الهشة لكنها حتدد شكل أعمال االحتاد األوروبي في دول أفريقيا جنوب الصحراء وعالقاته معها (مثل •اتفاقية كوتونو للشراكة١٣، واالستراتيجية األفريقية-األوروبية املشتركة).

السياسات واملبادئ التوجيهية للسياسات على نطاق اموعة األوروبية أو االحتاد األوروبي (غير املقتصرة بالضرورة على أفريقيا) التي تركز على حاالت الهشاشة، •أو تغطي جوانب من أعمال املفوضية األوروبية أو االحتاد األوروبي ذات صلة خاصة بها (مثل بعثات إدارة األزمات، وإصالح القطاع األمني، ونزع السالح والتسريح وإعادة الدمج، واألسلحة الصغيرة واخلفيفة، وإدارة احلكم، ومنع الصراعات، واألطفال والصراعات املسلحة، وأولويات وسياسات األمن والتنمية، والبعد التنموي

لألزمة املالية واالقتصادية) .١٤

وباإلضافة إلى هذه التدابير احملددة، فإن بعض سياسات االحتاد األوروبي األخرى بشأن التجارة والهجرة والبحث واالبتكار ومصائد األسماك والزراعة تؤثر على األقل في بعض جوانب الهشاشة وتتفاعل مع التدابير اصصة. لذلك فمن األهمية مبكان النظر إلى أبعد من ساحة السياسة اخلارجية والتنموية التقليدية للتحقق مما إذا

كانت هذه السياسات األوروبية تتسق مع معاجلة الهشاشة وبناء املرونة.

ومن خالل قيادته ملبادرة "اتساق السياسات من أجل التنمية"، استطاع االحتاد األوروبي أن يحقق بعض التقدم في السنوات األخيرة، ولكن هناك حاجة ملزيد من العمل لفهم األثر الفعلي لعدم اتساق سياسات االحتاد األوروبي على الدول الهشة في مجاالت أبعد من التنمية والسياسة اخلارجية و، كما يقر االحتاد األوروبي، في التغلب

على تباين املصالح بني الدول األعضاء وحتقيق املزيد من االتساق في سياسات "االحتاد األوروبي بأكمله".١٥

كما أن النهج االستراتيجي اجلديد بشأن "اتساق السياسات من أجل التنمية" والذي يسلط الضوء على تعزيز السالم واألمن من أجل التنمية ويساهم في إنشاء إطار السياسة لنهج "االحتاد بأكمله" املتعلق بالتنمية يسير في االجتاه الصحيح.

(AAA) إضافة إلى ذلك، فقد التزمت الدول األعضاء في االحتاد األوروبي واملفوضية األوروبية بإعالن باريس بشأن فعالية املعونة لعام ٢٠٠٥ وبرنامج عمل أكراالضعيفة امللكية و/أو القدرة ذات البيئات مع ليتناسبا تكييفهما يجب أنه من الرغم على الهشاشة، حاالت على مبادئهما تنطبق اللذين ،٢٠٠٨ لعام (انظر املربع ٨٫٢).١٦ وقد ترجم االحتاد األوروبي هذه األجندة اخلاصة بفعالية املعونة إلى عدة مبادرات مثل اإلطار املشترك للبرمجة املتعددة السنوات، وآليات التنفيذ املشترك (التمويل املشترك، بعثات املانحني املشتركة) و"مدونة السلوك بشأن تقسيم العمل والتكامل"،١٧ التي مت تنفيذها "بشكل جزئي للغاية" حتى اآلن.١٨ إعداد إطار تنفيذي لزيادة تعزيز فعالية املعونة والنهج املشتركة على مستوى االحتاد األوروبي في مجاالت تقسيم العمل واستخدام األنظمة القطرية ويجري حالياوالتعاون الفني لتنمية القدرات، مبا في ذلك في البلدان هشة، وذلك في ضوء "املنتدى الرفيع املستوى الرابع املعني بفعالية املعونة" (HLF IV) الذي سيعقد في

العاصمة الكورية سول في عام ٢٠١١.

ستقوم اخلطة على أنشطة املتابعة لكلتا اموعتني من استنتاجات الس، واملنفصلتني طوال هذه العملية. وتقوم اجلهود الرامية إلى معاجلة حاالت الهشاشة على: ١) خطط العمل ١٢

والدراسات والتقارير من ٦ بلدان جتريبية وتشارك إحدى الدول األعضاء في القيادة مع وفد اموعة األوروبية في ٤ حاالت: سيراليون (تشارك أملانيا في القيادة)، بوروندي (تشارك هولندا في القيادة)، غينيا-بيساو (تشارك البرتغال في القيادة)، هايتي (تشارك فرنسا في القيادة)، تيمور الشرقية واليمن؛ ٢) دراسة داعمة حتدد اجلهات الفاعلة والوسائل وأدوات التقييم املوجودة في األوضاع الهشة؛ ٣) العمل املشترك بني املفوضية والبنك الدولي وبنك التنمية األفريقي وصندوق النقد الدولي من أجل وضع نهج مشترك لدعم امليزانية في األوضاع الهشة؛ و٤) اعتماد إجراءات مرنة في حاالت األزمات والطوارئ. لالطالع على املالحظات حول العالقة بني األمن والتنمية، انظر على وجه اخلصوص: العالقات اخلارجية/الدراسات/اإلحصاءات املالية الدولية/األمن والتنمية. الكتاب األول والثاني من التقرير النهائي (املشروع رقم ٢٠٠٨/١٥٧٧٦٦). وبحثت الدراسة في العالقة بني األمن والتنمية في آتشيه/إندونيسيا وأفغانستان وجمهورية أفريقيا

الوسطى وتشاد وكولومبيا وجنوب أفريقيا ووزعت على الدول األعضاء في االحتاد األوروبي في فبراير/شباط ٢٠٠٩.تفاقية كوتونو للشراكة (CPA) بني االحتاد األوروبي ودول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ (ACP) تضم جميع دول أفريقيا جنوب الصحراء باستثناء جنوب أفريقيا. ١٣

ميكن االطالع على قائمة كاملة بوثائق السياسة العامة لالحتاد األوروبي/اموعة األوروبية املرتبطة بالهشاشة في الد ١ب. ١٤

جلنة اموعات األوروبية ٢٠٠٩ب. ١٥

برنامج عمل أكرا، ٢٠٠٨، املنتدى الرفيع املستوى الثالث، ٢-٤ سبتمبر/أيلول. ١٦

مجلس االحتاد األوروبي، ٢٠٠٧. ١٧

البرملان األوروبي ٢٠٠٩. ١٨

التقرير األوروبي حول التنمية سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء

١٠٧

Page 120: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٨٫٢: أحكام محددة بشأن الهشاشة في إعالن باريس بشأن فعالية املعونة وبرنامج عمل أكرا إعالن باريس بشأن فعالية املعونة

التكيف مع األوضاع القطرية اتلفة وتفعيلها

في األوضاع املعقدة احلافلة بالتحديات، مثل كارثة التسونامي التي أصابت البلدان املطلة على احمليط إن حتسني فعالية املعونة أمر ضروري أيضا •الهندي يوم ٢٦ ديسمبر/كانون األول ٢٠٠٤. ففي هذه األوضاع، يجب تنسيق املساعدات اإلنسانية واإلمنائية في مختلف أنحاء العالم في إطار أجندات البلدان الشريكة املتعلقة بالنمو واحلد من الفقر. وفي الدول الهشة، وبينما نساند بناء الدولة وتقدمي اخلدمات األساسية، سنضمن أن تكون مبادئ التنسيق واالصطفاف من أجل حتقيق النتائج متوائمة مع البيئات التي تتسم بالضعف في مجالي إدارة احلكم والقدرات. وبصفة عامة، سنولي

بهذه األوضاع املعقدة بينما نسعى إلى زيادة فعالية املعونات. متزايدا اهتماما

تقدمي معونات فعالة في الدول الهشة

تقوم الرؤية البعيدة املدى للمشاركة الدولية في الدول الهشة على بناء مؤسسات دولة شرعية تتسم بالفعالية واملرونة وغير ذلك من املؤسسات •القطرية. وفي حني تنطبق املبادئ التوجيهية للمعونة الفعالة باملثل على الدول الهشة، فينبغي أن تتأقلم مع البيئات التي تتسم بضعف امللكية

والقدرات ومع االحتياج الفوري للخدمات األساسية.

تلتزم البلدان الشريكة مبا يلي:

حتقيق تقدم نحو بناء املؤسسات وإنشاء هياكل إدارية حتقق فعالية في إدارة احلكم وتضمن السالمة واألمن للجمهور وتساوي مواطنيها في احلصول •على اخلدمات االجتماعية.

املشاركة في حوار مع اجلهات املانحة بشأن وضع أدوات بسيطة للتخطيط، مثل مصفوفة النتائج االنتقالية، حني ال تكون استراتيجيات التنمية •الوطنية مطبقة بعد.

تشجيع مجموعة متنوعة من األطراف الوطنية الفاعلة على املشاركة الواسعة النطاق في حتديد أولويات التنمية. •

تلتزم اجلهات املانحة مبا يلي:

تنسيق أنشطتها. ويكون التنسيق في غاية األهمية مع غياب قيادة حكومية قوية. وينبغي أن يركز التنسيق على التحليل املسبق، والتقييم •املشترك، واالستراتيجيات املشتركة، وتنسيق املشاركة السياسية، واملبادرات العملية مثل إنشاء مكاتب مشتركة للجهات املانحة.

حتقيق أقصى درجة ممكنة من االصطفاف وراء استراتيجيات تقودها احلكومة املركزية أو، إذا لم يكن ذلك ممكنا، ينبغي على اجلهات املانحة أن تستفيد •ألقصى درجة من األنظمة القطرية أو اإلقليمية أو القطاعية أو غير احلكومية.

جتنب األنشطة التي تقوض بناء املؤسسات الوطنية، مثل جتاوز عمليات املوازنة الوطنية أو حتديد رواتب عالية للموظفني احملليني. •

استخدام مزيج مالئم من أدوات املعونة، مبا في ذلك دعم متويل التكاليف املتكررة، وال سيما فيما يتعلق بالبلدان التي متر مبرحلة انتقالية واعدة لكن •عالية ااطر.

برنامج عمل أكرا

هشة مواءمة سياسات املعونة للبلدان التي تعاني أوضاعا

في إعالن باريس، اتفقنا على أن مبادئ فعالية املعونة تنطبق باملثل على التعاون التنموي في األوضاع الهشة، مبا في ذلك البلدان اخلارجة من صراعات، ولكن هذه املبادئ ينبغي أن تتواءم مع البيئات التي تتسم بضعف امللكية والقدرات. ومنذ ذلك احلني، مت االتفاق على مبادئ للمشاركة الدولية اجليدة في الدول

واألوضاع الهشة. ولزيادة حتسني فعالية املعونة في هذه البيئات، سنتخذ اإلجراءات التالية:

• ستجري اجلهات املانحة تقييمات مشتركة ملستوى احلكم والقدرات وتبحث في أسباب الصراع والهشاشة وانعدام األمن، مع إشراك سلطات البلدان النامية وغيرها من أصحاب املصلحة املعنيني إلى أقصى حد ممكن.

على املستوى القطري، ستعمل اجلهات املانحة مع البلدان النامية لالتفاق على مجموعة من األهداف الواقعية لبناء السالم والدولة تعالج األسباب •اجلذرية للصراع والهشاشة وتساعد على ضمان حماية املرأة ومشاركتها. وستعتمد هذه العملية على احلوار الدولي بني الشركاء واملانحني حول

هذه األهداف باعتبارها متطلبات أساسية للتنمية.

لتنمية القدرات اخلاصة بوظائف الدولة األساسية وباإلنعاش املبكر واملستمر. قا ومنس بالطلب ومتوائما مدفوعا • ستقدم اجلهات املانحة دعماكما أنها ستعمل مع البلدان النامية لتصميم تدابير مؤقتة تكون على مراحل متتابعة وتؤدي إلى وجود مؤسسات محلية مستدامة.

الفصل الثامن

١٠٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 121: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

• ستعمل اجلهات املانحة على وضع طرائق متويل مرنة وسريعة وطويلة األجل، على أساس جماعي حيثما كان ذلك مالئما، من أجل ١) الربط بني ، و٢) دعم حتقيق االستقرار، وبناء السالم الشامل، وبناء دول قادرة وخاضعة للمساءلة مراحل اإلغاثة اإلنسانية واإلنعاش والتنمية األطول أجالوسريعة االستجابة. وبالتعاون مع البلدان النامية، ستعمل اجلهات املانحة على تعزيز الشراكات مع منظومة األمم املتحدة واملؤسسات املالية

الدولية واجلهات املانحة األخرى.

على املستوى القطري وعلى أساس طوعي، ستقوم اجلهات املانحة والبلدان النامية برصد تنفيذ مبادئ املشاركة الدولية اجليدة في الدول واألوضاع • الهشة، ثم بعد ذلك تبادل نتائج الرصد كجزء من تقارير مرحلية عن تنفيذ إعالن باريس.

إن نهج سياسة االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة يعكس بشكل عام الكثير من أفضل املمارسات الدولية املعروفة للتعامل مع الدول الهشة، مثل اتباع نهج "على نطاق احلكومة بأكملها" وتنفيذ التزامات ومبادئ سياسة منظمة التعاون والتنمية للمشاركة الدولية اجليدة في الدول واألوضاع الهشة الصادرة في

أبريل/نيسان ٢٠٠٧ (املربع ٨٫٣).

املربع ٨٫٣: مبادئ املشاركة الدولية اجليدة في الدول واألوضاع الهشة١٩ ملنظمة التعاون والتنمية-جلنة املساعدة اإلمنائية

االنطالق من السياق القائم. .١

التأكد من خلو جميع األنشطة من الضرر. .٢

التركيز على بناء الدولة كهدف محوري. .٣

منح األولوية للوقاية. .٤

اإلقرار بوجود صلة بني األهداف السياسية واألمنية والتنموية. .٥

تعزيز عدم التمييز كأساس للمجتمعات الشاملة واملستقرة. .٦

االنسجام مع األولويات احمللية مبختلف الطرق ومختلف السياقات. .٧

االتفاق على آليات عملية للتنسيق بني الفاعلني الدوليني. .٨

التحرك السريع... مع استمرار املشاركة ملدة تكفي لزيادة فرص النجاح. .٩

جتنب جيوب اإلقصاء ("أيتام املعونات"). .١٠

ومبا أنه يوجد بالفعل إطار سياسة موسع ومجموعة من مبادرات السياسة بشأن هشاشة الدولة في االحتاد األوروبي وعلى املستوى الدولي، فإن املسألة ال تتعلق بإنشاء إطار جديد، وإمنا تتعلق بالتغلب على التحديات السياسية واملالية واملؤسسية أمام تنفيذ هذه السياسات في املمارسة العملية. ومن بني القضايا املشمولة في البحث عن توجيهات تنفيذية في الدول الهشة دعم امليزانية، والصلة بني بناء السالم وبناء الدولة، والتجارة، وتغير املناخ، والالمركزية، والتكامل اإلقليمي، وتوفير اخلدمات، واملساواة بني اجلنسني، والتماسك االجتماعي. وقد مت التطرق بالفعل إلى بعض هذه ااالت، في حني أن البعض اآلخر منها لم يرد بشأنه سوى قدر محدود من التوجيه العملي في سياسة االحتاد األوروبي احلالية. وعالوة على ذلك فمن املهم أن تخضع أطر سياسة االحتاد األوروبي احلالية لقدر كاف من "االختبارات امليدانية"

للتأكد من جدواها وارتباطها باملوضوع وتأثيرها في مختلف األوضاع الهشة.

مأخوذة من منظمة التعاون والتنمية/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٧. ١٩

سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء التقرير األوروبي حول التنمية

١٠٩

Page 122: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

أدوات االحتاد األوروبي لتنفيذ إطار السياسة العامة ١٫٢كما أقرت استراتيجية األمن األوروبي لعام ٢٠٠٣ وعدد من وثائق السياسة األخرى ذات الصلة، فإن التحدي املاثل أمام االحتاد األوروبي هو جمع أدواته وقدراته اتلفة

األنشطة اخلارجية للدول األعضاء. وبعض األدوات املطبقة بالفعل هي: في جهد منسق ومتضافر، ال يضم أدوات االحتاد األوروبي فحسب وإمنا يضم أيضا

لالحتاد األوروبي في التعامل مع حاالت الهشاشة والصراع. إعداد خطة عمل ترسم نهجا توجيهات وخطط عمل واستراتيجيات محددة. كما ذكر أعاله، يجري حاليا خطط عمل٢٠ واستراتيجيات محددة بشأن قضايا أخرى مثل تنفيذ قراري مجلس األمن التابع لألمم املتحدة رقم ١٣٢٥ و١٨٢٠. وكان قرار وقد وضع االحتاد األوروبي أيضااألمم املتحدة رقم ١٣٢٥ بشأن املرأة والسالم واألمن هو الوثيقة الرسمية األولى لس األمن التي تعترف بأثر الصرعات املسلحة على املرأة وتؤكد على أهمية مشاركتها املتساوية والكاملة في حتقيق السالم واألمن وتقتضي من جميع أطراف الصراع احترام حقوق املرأة (املربع ٨٫٤). وجاءت الشراكة بني االحتاد األوروبي والقرار رقم ١٣٢٥ من خالل الفريق املعني بنوع اجلنس والسالم واألمن التابع ملكتب االتصال األوروبي لبناء السالم لتشكل منتدى لصناع السياسات وتشجع مناقشة وفهم املنظورات

اجلنسانية وتنفيذ قرار األمم املتحدة رقم ١٣٢٥ في إطار االحتاد األوروبي.

املربع ٨٫٤: قرار مجلس األمن التابع لألمم املتحدة رقم ١٣٢٥إن قرار مجلس األمن التابع لألمم املتحدة رقم ١٣٢٥ الذي اعتمد في ٣١ أكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٠ سيساعد في معاجلة مظاهر عدم املساواة بني اجلنسني بعد انتهاء الصراعات وفي تعزيز بناء سالم قائم على املساواة بني اجلنسني. ويطلب القرار رقم ١٣٢٥ من أطراف الصراع احترام حقوق املرأة ودعم مشاركتها في مفاوضات السالم وفي عمليات إعادة اإلعمار بعد انتهاء الصراعات٢١. ويتناول قرار مجلس األمن على وجه التحديد األثر غير املتناسب والفريد الذي تتركه احلروب على املرأة، ومشكلة االستهانة مبساهمات املرأة اخلاصة في حل الصراعات وحتقيق سالم مستدام. ويحث القرار على ضمان املشاركة املتساوية والكاملة للمرأة باعتبارها عنصر فعال في حتقيق السالم واألمن. فبناء السالم هو عملية مستمرة في الدول اخلارجة من أوضاع هشة، واملساواة بني اجلنسني

هو أمر حيوي لتشجيع احلكم اجليد والشفافية واملساءلة.

ويتولى املركز األفريقي للتسوية البناءة للصراعات (ACCORD) تدريب الرجال والنساء على مهارات تسوية الصراعات والتفاوض والوساطة ملساعدتهم في طرح قضاياهم واحتياجاتهم ومصاحلهم على طاوالت السالم في بوروندي وجمهورية الكونغو الدميقراطية وغينيا وكينيا وليبيريا ورواندا وسيراليون

والصومال وجنوب أفريقيا والسودان وأوغندا.

وحصلت شبكات نساء نهر مانو للسالم في سيراليون وليبيريا وغينيا (MARWOPNET)، واملوقعة على اتفاق لومي للسالم، على جائزة األمم املتحدة حلقوق اإلنسان لدورها في عمليات السالم في منطقة غرب أفريقيا في عام ٢٠٠٣. ويسلط عمل هذه الشبكات الضوء على التحديات التي تعترض النساء في تولي مناصب قيادية اجتماعية وسياسية واقتصادية في عمليات بناء السالم وإعادة اإلعمار وعلى أهمية االتفاقيات الدولية وقرارات األمم املتحدة٢٢ في إبراز

دور النساء في احلفاظ على السالم واألمن في مجتمعاتهن٢٣.

أقوى في حماية املرأة ومتكينها في مرحلة ما بعد الصراع، يتعني عليه رفع كفاءة آليات املساءلة والرصد واإلبالغ وزيادة املوارد ولكي يلعب االحتاد األوروبي دورااملالية والبشرية اصصة لهذا اال من العمل٢٤. كما ينبغي أن تنظر عمليات إصالح القطاع األمني في دور اجلهات التقليدية التي توفر األمن والعدالة ألن اخلدمات األمنية في العديد من الدول هشة ال متتد إلى أبعد من مركز العاصمة، ويضطر سكان املناطق الريفية أو الضواحي الفقيرة إلى االعتماد

بشكل رئيسي على مقدمي اخلدمات األمنية.

على سبيل املثال، خطط عمل االحتاد األوروبي بشأن تغير املناخ والتنمية. ٢٠

لتشجيع العمل بقوة أكبر على عكفت املفوضية األوروبية وصندوق األمم املتحدة اإلمنائي للمرأة (UNIFEM) ومركز التدريب الدولي التابع ملنظمة العمل الدولية على إقامة هذه الشراكة أيضا ٢١

حتقيق املساواة بني اجلنسني ومتكني املرأة في عملية التنمية الوطنية وفي برامج التعاون التي تدعمها اموعة األوروبية. وتشمل هذه الشراكة التركيز على التنفيذ الفعال لقرار مجلس ، أغلبها من البلدان اخلارجة من الصراعات. األمن التابع لألمم املتحدة رقم ١٣٢٥، وتركز على ١٢ بلدا

االتفاقيات العاملية وقرارات األمم املتحدة والبروتوكول األفريقي بشأن نوع اجلنس والسالم واألمن؛ اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد املرأة (سيداو - CEDAW) ١٩٧٩؛ ومنهاج ٢٢

عمل بيجني لعام ١٩٩٥؛ وقرار األمم املتحدة رقم ١٢٦٥ بشأن "حماية املدنني في الصراعات املسلحة" الذي اعتمد في ١٧ سبتمبر/أيلول ١٩٩٩؛ وقرار األمم املتحدة رقم ١٢٦١ بشأن "األطفال والصراعات املسلحة" الذي اعتمد في ٢٥ أغسطس/آب ١٩٩٩؛ وقرار األمم املتحدة رقم ١٢٩٦ بشأن "حماية املدنيني في الصراعات املسلحة" الذي اعتمد في ١٩ أبريل/نيسان ٢٠٠٠؛ وقرار األمم املتحدة رقم ١٣١٤ بشأن "األطفال والصراعات املسلحة" الذي اعتمد في ١١ أغسطس/آب ٢٠٠٠؛ وقرار األمم املتحدة رقم ١٣٢٥ بشأن "املرأة والسالم واألمن" الذي اعتمد في ٣١ أكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٠؛ و"املرأة عام ٢٠٠٠: املساواة بني اجلنسني والتنمية والسالم في القرن الواحد والعشرين" نيويورك، ٥-٩ يونيو/حزيران ٢٠٠٠؛ والبروتوكول اخلاص بحقوق املرأة في أفريقيا، مابوتو،

١١ يوليو/متوز ٢٠٠٣. وضع اخلطط الوطنية لتنفيذ القرار رقم ١٣٢٥ في تسعة تقدم الدول األعضاء في االحتاد األوروبي أمثلة على املمارسات اجليدة، التي ميكن االقتداء بها في حاالت الهشاشة. ويجري حاليا ٢٣

بلدان أوروبية (النمسا والدمنارك وأيسلندا وهولندا والنرويج وأسبانيا والسويد وسويسرا واململكة املتحدة). وينظر إلى خطط العمل الوطنية على أنها مساع مبتكرة واستراتيجيات شاملة خلطط العمل الوطنية، انظر شيريف وبارنز (٢٠٠٨). لتشجيع الوفاء بااللتزامات الدولية. ولالطالع على حتليل أكثر تفصيال

شيريف وبارنز ٢٠٠٨. ٢٤

الفصل الثامن

١١٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 123: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

األدوات واإلجراءات املالية. باستخدام الرؤى املالية احلالية للفترة ٢٠٠٧-٢٠١٣، بدأت اموعة األوروبية عملية إلصالح أدواتها املالية في مجال العمل اخلارجي، وهي مواضيعية تتعلق بامليزانية مثل "اجلهات غير احلكومية والسلطات احمللية من جملة أدوات أخرى "أداة حتقيق االستقرار"، و"أداة التعاون التنموي" (التي تتضمن بنودافي مجال التنمية)، و"األداة األوروبية للدميقراطية وحقوق اإلنسان"، باإلضافة إلى "صندوق التنمية األوروبي" باعتباره أداة التعاون مع دول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ خارج ميزانية االحتاد األوروبي. وتبلغ ميزانية أداة حتقيق االستقرار ٢٫١ مليار يورو للفترة ٢٠٠٧-٢٠١٣ ٢٥، فيما تبلغ ميزانية صندوق التنمية األوروبي العاشر لدول

لتمويل األنشطة املرتبطة بالتنمية واألمن٢٦. متكامال أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ ٢٢٫٧ مليار يورو للفترة ٢٠٠٨-٢٠١٣. وهو يوفر إطارا

(The Vulnerability Flex) املربع ٨٫٥: آلية تقليص الضعفملساعدة البلدان النامية على التعامل مع اآلثار املترتبة على األزمة االقتصادية واملالية ٢٠٠٩/٢٠٠٨، اتخذ االحتاد األوروبي عدة تدابير في عام ٢٠٠٩، ومنها واألقل إنشاء آلية مخصصة لتقليص الضعف (V-Flex)٢٧. وهي أداة قصيرة األجل ومدفوعة بالطلب لدعم دول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ األكثر ضغفاقدرة على التكيف بهدف متكينها من ترتيب أولويات اإلنفاق، وباألخص في القطاعات االجتماعية، في عامي ٢٠٠٩ و٢٠١٠. وتعمل أداة تقليص الضعف على تقدمي املنح في دول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ التي ال حتصل على قروض كافية من املؤسسات املالية الدولية أو التي ال تعمل فيها هذه املؤسسات.

وميكن تقدمي الدعم إما في صورة دعم للميزانية (الطريقة املفضلة) أو من خالل املشروعات/البرامج القائمة (الوضع البديل).

وتبلغ ميزانية أداة تقليص الضعف ٥٠٠ مليون يورو للفترة ٢٠٠٩-٢٠١٠. وينبغي حتديد البلدان املؤهلة لالستفادة من أداة تقليص الضعف على أساس كل للمعايير التي تضعها املفوضية. حالة على حدة ووفقا

كما يستفيد مرفق السالم في أفريقيا، الذي أنشئ في عام ٢٠٠٣ استجابة لطلب من االحتاد األفريقي، من صندوق التنمية األوروبي لدعم عمليات حفظ السالم األفريقية. وفي الفترة األخيرة، شاركت املفوضية األوروبية في عمل استراتيجي لدعم امليزانيات في األوضاع الهشة، بالتعاون مع عدد من الدول األعضاء والبنك الدولي وبنك التنمية األفريقي وصندوق النقد الدولي، وذلك بهدف وضع مبادئ توجيهية وتعزيز التنسيق على مستوى االحتاد األوروبي واملستوى الدولي. وكما ذكر أعاله، ينبغي

مبراجعة إجراءاتها جلعلها أكثر مرونة في األوضاع الهشة. اعتماد "ورقة نهج مشترك" (CAP) بشأن هذه القضية قبل نهاية عام ٢٠٠٩. وقامت املفوضية أيضا

املوارد البشرية. على الرغم من أن املوارد البشرية املالئمة لتنفيذ هذه السياسات ال تزال متثل مشكلة في عواصم الدول األوروبية األعضاء وفي بروكسل وفي أفريقيا أكبر من الوعي واحلس السياسي. وال تزال وفود اموعة األوروبية تركز بدرجة أساسية على إدارة مشروعات/ جنوب الصحراء، فقد اكتسبت وفود اموعة األوروبية قدرا

برامج املساعدة، مع أن البعد السياسي هو األهم اآلن، فهناك حاجة إلى بذل جهود أفضل الستخدام أداة احلوار السياسي بطريقة أكثر فعالية. وتضم بعض وفود ما كانت حلقة مفقودة في سياسات اموعة األوروبية. ومع ذلك اموعة األوروبية مستشارين سياسيني، وأصبح هناك تركيز أكبر على مسائل إدارة احلكم، التي دائمافإن معظم وفود اموعة األوروبية تفتقر إلى القدرة على النظر في العوامل االجتماعية التي قد تؤدي إلى عدم االستقرار وتفتقر إلى التواجد احمللي الالزم الكتساب ما تفتقر إلى استراتيجية سياسية واضحة وتفويض واضح يحظى بتأييد جميع الفاعلني األوروبيني املعنيني بهذا فهم كامل للقضايا ذات الصلة. كما أنها كثيرااال، وكذلك إلى القدرة على تنفيذه. لذا تستطيع اتفاقية لشبونة، في حال اعتمادها، أن توفر فرصة لتعزيز هذا البعد السياسي ودعمه من خالل بنية مؤسسية

ما تعيق قدرتها على ترجمة االلتزامات السياسية إلى أنشطة٢٨. معاجلة املعوقات اإلجرائية التي غالبا جديدة. ولكن يجب على اموعة األوروبية أيضا

قدرات إدارة األزمات. يعمل االحتاد األوروبي كذلك على تطوير قدراته في مجال إدارة األزمات املدنية والعسكرية. ففي يونيو/حزيران ٢٠٠٣، في إطار سياسة األمن والدفاع األوروبية (ESDP)، نشر االحتاد األوروبي أول قوة عسكرية له خارج أوروبا دون االستعانة بحلف شمال األطلسي (الناتو) وذلك في إقليم إيتوري بجمهورية الكونغو الدميقراطية. وكان الهدف هو حتقيق استقرار الوضع األمني وحتسني األوضاع اإلنسانية في بلدة بونيا الرئيسية واملناطق احمليطة بها. وبني عامي ٢٠٠٤ و٢٠٠٦، في إطار سياسة األمن والدفاع األوروبية، نشر االحتاد األوروبي بعثة من ضباط الشرطة األوروبية في جمهورية الكونغو الدميقراطية (يوبول-كينشاسا)، وبعثة أيضا عن بعثة االحتاد األوروبي العسكرية (يوفور) في جمهورية الكونغو الدميقراطية، وهي قوة عسكرية متمركزة في كينشاسا استشارية إلصالح القطاع األمني، فضالواملناطق احمليطة بها وفي الغابون ااورة ومكلفة مبساعدة بعثة مراقبي األمم املتحدة في جمهورية الكونغو الدميقراطية (مونوك) على حتقيق استقرار الوضع خالل االنتخابات وحماية املدنيني. وفي الفترة من يناير/كانون الثاني ٢٠٠٨ إلى مارس/آذار ٢٠٠٩، نشر االحتاد األوروبي قوة عسكرية في شرق تشاد وفي اجلزء الشمالي الشرقي

من جمهورية أفريقيا الوسطى حلماية املدنيني املعرضني للخطر، وتسهيل إيصال املساعدات اإلنسانية، وحماية موظفي األمم املتحدة ومرافقها.

لالطالع على مزيد من املناقشة لهذه األداة على وجه اخلصوص، انظر غانزل ٢٠٠٩. ٢٥

. لتعريف املساعدة اإلمنائية الرسمية املتفق عليه دوليا شريطة أال تكون مرتبطة بأعمال عسكرية هجومية، ألنه ال يجوز لصندوق التنمية األوروبي متويل مثل هذه األنشطة وفقا ٢٦

جلنة اموعات األوروبية ٢٠٠٩. ٢٧

على سبيل املثال فإن إجراءات اموعة األوروبية جتعل من الصعب على وفود اموعة األوروبية توظيف باحثني محليني ملساعدتهم في بعض عمليات حتليل السياق. ويقترح كوب ٢٠٠٨ مثال ٢٨

اإلصرار على تعيني موظفني مهرة.

سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء التقرير األوروبي حول التنمية

١١١

Page 124: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وعناصره وأدواته األوروبي االحتاد سياسات مختلف بني الربط إمكانية يعيقان االختصاصات تقسيم ومبدأ ركائز ثالث على القائم الشامل الهيكل أن غير والفاعلة.٢٩ وعند نقطة االتصال بني األمن والتنمية - عندما تتالقى عمليات إدارة األزمات العسكرية واملدنية مع بناء املؤسسات ومنع الصراعات والتنمية االجتماعية - تثار أسئلة خطيرة حول رسم حدود السلطات بني الركائز.٣٠ وداخل مؤسسات االحتاد األوروبي ال يوجد اتفاق شامل على أن إنشاء مكتب مشترك بني الس واملفوضية محاولة الربط بني القدرات املدنية والعسكرية لالحتاد األوروبي من خالل عملية إعادة هيكلة املسؤوليات داخل أمانة .٣١ ويجري حاليا هو الطريقة املثلى للمضي قدما

على العمل املشترك مع اموعة األوروبية.٣٢ الس، والتي ميكن أن تؤثر أيضا

اجلدول ٨٫١: مؤسسات ووكاالت االحتاد األوروبي ذات الصلة بالدول الهشةالدول أعضاء االحتاد األوروبيمجلس االحتاد األوروبياملفوضية األوروبية٣٢

العمل الدبلوماسي

املديرية العامة للعالقات اخلارجية •

املديرية العامة للتجارة •

املديرية العامة للتنمية (لدول •أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ)

وفود اموعة األوروبية •

مجلس الشؤون العامة والعالقات •(GAERC) اخلارجية

املمثل السامي •

(PSC) جلنة اخلدمة العامة •

(PMG) فريق مراقبة السالم •

فرق العمل التابعة للمجلس • ،COHOM، CODEV، CIVCOM)

وفرق العمل اإلقليمية)املمثل اخلاص لالحتاد األوروبي •

(EUSR)

أمانة الس •

وزارات اخلارجية •

السفارات/البعثات •

البرامج املتعددة األطراف والثنائية

املديرية العامة للتنمية •

املديرية العامة للعالقات اخلارجية •

املديرية العامة، املكتب اإلنساني •للمفوضية األوروبية (املعونات

اإلنسانية)املديرية العامة للمعونات األوروبية •

وفود اموعة األوروبية •

• وزارات/وكاالت التعاون اإلمنائي

وكاالت التنمية العاملة •

السفارات/البعثات •

• املديرية العامة للعالقات اخلارجيةإدارة األزماتبعثات سياسة األمن والدفاع •

األوروبيةاملساهمة في بعثات سياسة األمن •

والدفاع األوروبية

إمكانيات االحتاد األوروبي في األوضاع الهشة ٢االحتاد األوروبي العب سياسي واقتصادي ودبلوماسي بالغ األهمية. االحتاد األوروبي هو أكبر تكتل جتاري في العالم ويشكل في مجموعه أكبر مانح دولي. وكغيره من الالعبني الكبار في الساحة الدولية، يشكل االحتاد األوروبي قوة اقتصادية كبرى. كما أنه

في البلدان يستطيع أن ينتج طاقة دبلوماسية من خالل سياسته اخلارجية واألمنية املشتركة حيث تعمل الدول الـ٢٧ األعضاء معاوفي احملافل الدولية مثل األمم املتحدة. ويتمتع االحتاد األوروبي ببعض املزايا عن املنظمات الدولية األخرى في مجال معاجلة الهشاشة

وهي: الطيف الواسع من األعمال املرتقبة، واملوارد التي يستطيع تعبئتها، ومكانته كفاعل سياسي. وعالوة على ذلك، فإن تاريخ االحتاد األوروبي الذي شهد االنتقال من الديكتاتورية إلى الدميقراطية في بعض البلدان ومن األنظمة املوجهة إلى أنظمة السوق ميثل

خبرة ال تقدر بثمن ميكن االستفادة منها.االحتاد األوروبي يتعامل مع جهات فاعلة حكومية وغير حكومية. ميلك االحتاد األوروبي القدرة على التعامل مع مجموعة متنوعة من اجلهات الفاعلة من غير احلكومات، مبا في ذلك الهيئات احمللية واجلهات غير احلكومية واملنظمات اإلقليمية، مما يضيف وجهات نظر مختلفة إلى فهم االحتاد األوروبي للسياق احمللي، ويصب ما تبقى غير مستغلة بسبب تعقيد إجراءات االحتاد األوروبي ومحدودية في احلوار السياسي مع احلكومات، ويوسع من نطاق تأثير سياساته. بيد أن هذه القدرة غالبا

قدرات بعض اجلهات الفاعلة األخرى.٣٣

االحتاد األوروبي له وجود طويل األمد. يتمتع االحتاد األوروبي، سواء من خالل دوله األعضاء أو من خالل وفود اموعة األوروبية، بوجود طويل األمد في البلدان الهشة. ما يحتفظ بنوع من الوجود والدعم من خالل املكاتب وحتى في حاالت الصراع العنيف املستمر، عندما ال يبقى سوى عدد قليل من الفاعلني الدوليني، فهو غالباأو اخلبراء امليدانيني التابعني للمكتب اإلنساني للمفوضية األوروبية (إيكو). وفي واقع األمر، فإن حقيقة أن املفوضية األوروبية (من خالل إيكو) كانت اجلهة املانحة الوحيدة املوجودة بصفة دائمة في اجلزء الشرقي من جمهورية الكونغو الدميقراطية خالل السنوات األولى من هذا العقد أعطتها ميزة كبيرة عن غيرها من اجلهات املانحة. وقد أدى هذا الوجود إلى تشكيل بعثة إلدارة األزمات (دون اللجوء إلى الناتو) كانت األولى من نوعها في أفريقيا لدعم عملية آرمتيس لألمم املتحدة في بونيا،

الواقعة شمال شرق جمهورية الكونغو الدميقراطية، في عام ٢٠٠٣.

سوالنا ٢٠٠٩. ٢٩

هوفمايستر ٢٠٠٨. ٣٠

فوغل ٢٠٠٩. ٣١

تضطلع املؤسسات بأدوار مختلفة في كل مجال من هذه ااالت، وال تستطيع املفوضية األوروبية أن تبادر بعمل دبلوماسي على نطاق االحتاد األوروبي. ٣٢

انظر بارتيسيب ٢٠٠٨. ٣٣

الفصل الثامن

١١٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 125: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

االحتاد األوروبي يستطيع بناء شراكات عاملية. االحتاد األوروبي ليس القوة االقتصادية أو السياسية أو العسكرية الوحيدة املعنية أو املهتمة بأفريقيا٣٤. فإن قدرة االحتاد األوروبي على بناء حوار ثالثي حقيقي مع الصني وأفريقيا تواجه حتديات بسبب قلة األطراف األفريقية التي ترى هذا احلوار الثالثي في مصلحتها. وفي بعض احلاالت كانت قدرات االحتاد األوروبي تعادلها أو تتجاوزها قدرات أخرى، لكن طابع االحتاد األوروبي غير الهيمني ميكن أن يضيف قيمة إلى وجود االحتاد األوروبي وأعماله. باإلضافة إلى ذلك، يستطيع االحتاد األوروبي العمل بشكل جماعي دون التأثر باملاضي السياسي لدوله األعضاء، ال سيما الدول ذات املاضي االستعماري في أفريقيا جنوب الصحراء. وما دامت البلدان الشريكة ال ترى فرادى الدول األعضاء في االحتاد األوروبي تسعى وراء مصاحلها االقتصادية أو األمنية الضيقة من خالل االحتاد األوروبي، للتعامل مع االحتاد األوروبي وقبوله كقوة في األمم املتحدة. ولكن من املهم أن نكون واقعيني وأال نبالغ في تقدير نفوذ االحتاد األوروبي في فإنها قد تكون أكثر استعدادا ألن االحتاد األوروبي في الغالب ال يتواجد ككيان جماعي في البلدان الشريكة. كما أنه ال يتصرف على هذا أفريقيا. فدوره الفعال قد يكون أقل مما كان يعتقد، جزئيا

النحو، حيث أن دوره أو عمله يعتبر بسكل عام أقل من مجموع أجزائه.

حتى تنجح الدول األعضاء كامال لكن االحتاد األوروبي ينبغي أن يتحدث ويعمل بصوت وعقل واحد. ستبقى القيمة املضافة لالحتاد األوروبي غير مستغلة استغالالفي اموعة األوروبية واالحتاد األوروبي في التحدث والعمل بصوت واحد (حتقيق فهم واستراتيجية مشتركني لكيفية العمل في هذه السياقات) وفي وضع تقسيم إعداد عدة مبادرات، مثل خطة العمل املرتقبة بشأن حاالت الهشاشة والصراع. واملشكلة فعال للعمل خارج إطار أجندة فعالية املعونة. وكما سبق ذكره، يجري حاليا عن مختلف اجلهات الفاعلة في االحتاد األوروبي، وبني تطوير وتطبيق استراتيجية متسقة وقائمة هي كيفية الربط بني الطيف الواسع من السياسات واألدوات، فضال

على االحتياجات وعلى أساس علمي متني تستطيع أن تساعد هذه الدول واتمعات بأفضل شكل على التعامل مع أسباب وآثار الهشاشة وأن تعزز مرونتها.

على مستوى االحتاد األوروبي ما يصعب حتقيق التنسيق واالتساق على املستوى الوطني داخل إدارات الدول األعضاء، فإن هذه املهمة تكون أكثر تعقيدا وإذا كان كثيرا وعدد كبير من مؤسسات االحتاد األوروبي وعملية ثقيلة وطويلة لصنع القرار وإجراءات داخلية ومالية مرهقة. لكن االحتاد األوروبي يستطيع - مع وجود ٢٧ دولة عضوا ما ينظر إلى السياسة التي انتهجها االحتاد األوروبي في حتقيق نتائج من خالل العمل كالعب واحد، عندما تكون هناك قيادة قادرة وإرادة سياسية قوية. وكثيراجمهورية الكونغو الدميقراطية في منتصف التسعينات على أنها مثال لوحدة الهدف وااللتزامات داخل مؤسسات االحتاد األوروبي (مبا فيها الدول األعضاء) من أجل . فال ميكن تنفيذ سياسة طويلة دعم استقرار البلدان. ولكن لكي تكون هذه النتيجة املوحدة أكثر دميومة، هناك حاجة إلى وع ترتيبات مؤسسية أكثر استقرارا

األجل من خالل التنسيق اصص.

نحو حتسني استجابة االحتاد األوروبي للهشاشة ٣ ، إال أن الطريق ال يزال طويال أكثر شموال سياسيا وأن وثائق السياسة العامة تقدم توجيها ملموسا على الرغم من أن هناك تقدماأمام ترجمة االلتزامات إلى واقع. ففي حني أن األدوات واإلجراءات املالية أصبحت أكثر بساطة ومرونة، فإنها ال تزال معقدة ومرهقة

وطويلة و"غير صديقة للجهات الفاعلة غير احلكومية". وينطبق هذا األمر حتى على املعونة اإلنسانية، التي تتميز إجراءاتها دون شك بأنها األخف في اموعة األوروبية. وال تزال اموعة األوروبية والس األوروبي يتنافسان على املسائل املتعلقة باالختصاصات. وميكن

أن يساعد إنشاء هيئة للعمل اخلارجي املشترك، في حال املصادقة على اتفاقية لشبونة، في تقدمي بعض احللول، لكن العمل الضروري أعمق من ذلك بكثير٣٥.

وال بد من الربط بني سياسات التنمية وبني بعثة السياسة اخلارجية واألمنية املشتركة (CFSP) وبعثة سياسة األمن والدفاع األوروبية (ESDP) (إدارة األزمات املدنية والعسكرية) - والعكس بالعكس، وخاصة عندما يتوقع أن تكون املسائل املتشعبة (حقوق اإلنسان، سيادة القانون) واألنشطة (إصالح القطاع األمني (SSR) ونزع أن تلتقي اجلهات السالح والتسريح وإعادة الدمج (DDR)) بنفس أهمية ااالت التقليدية ملشاركة االحتاد األوروبي اخلارجية (أو حتى أهم منها). ومن املرجح أيضااإلنسانية والعسكرية العاملة في امليدان، مما يفرض حتديات أخرى تتعلق بالتصورات عن أدوارها اتلفة ووضوح مهماتها الرسمية وكفاءة وسائلها. كذلك لم يتم حتى اآلن التطرق بجدية إلى الصلة بني التنمية واألمن والبيئة، على الرغم من أنها حتظى باهتمام متزايد، خاصة في أفريقيا الوسطى، مبا في ذلك منطقة البحيرات

الكبرى.

على إن العوامل احملركة للتغيير هي في األساس عوامل محلية. وميكن للجهات املانحة وسياساتها أن تساعد على إحداث التغيير أو إعاقته أو قد ال حتدث فرقااإلطالق. لكن األمر يرجع إلى اجلهات الفاعلة احمللية لتقرير ما إذا كان التغيير سيحدث وحتديد كيفية حدوثه. وبالتالي فمن املهم أن تستطيع أدوار االحتاد األوروبي وجود معرفة وأنشطته أن تضرب بجذورها في كل سياق محدد (مبا يتفق ومبادئ جلنة املساعدة اإلمنائية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية). وهذا األمر يفترض سلفاوفهم للديناميات احمللية واإلقليمية – سواء من منظور أنثروبولوجي أو تاريخي أو اجتماعي اقتصادي أو سياسي. لذلك فهناك حاجة إلى مشاركة سياسية أكثر

استدامة، وليس مجرد مشاركة تكنوقراطية.

انظر تاديسي ٢٠٠٩. ٣٤

انظر كوب، ٢٠٠٨ لالطالع على انعكاسات اتفاقية لشبونة على عالقات االحتاد األوروبي مع البلدان النامية. وعلى خلفية إقرار االتفاقية، يقترح جافيز وماكسويل، ٢٠٠٩، مناذج تنظيمية ٣٥

مختلفة إلعادة هيكلة سياسة االحتاد األوروبي التنموية.

سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء التقرير األوروبي حول التنمية

١١٣

Page 126: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

جتسير الفجوة بني فهم السياق وصياغة استجابة سياسية مناسبة ٣٫١إن جتديد اجلهود لفهم الديناميات احمللية، وحتديد أسباب الصراعات (احملتملة)، وإدماج التحليالت السياسية واتمعية واالقتصادية واإلقليمية من العديد من املصادر ما يكون هناك املطلعة في االستراتيجيات القطرية قد أصبح سمة مميزة ألعمال السياسة العامة األخيرة لالحتاد األوروبي، وال سيما في حاالت الهشاشة٣٦. وغالباحتليل مشترك للسياق بني اموعة األوروبية والدول األعضاء في االحتاد األوروبي. وتستند االستراتيجيات القطرية للمجموعة األوروبية بشكل عام إلى االحتياجات واألولويات التي يتم حتديدها في وثائق االستراتيجيات الوطنية، مما يزيد من إمكانية إرساء مبدأ امللكية. إال أن مدى اعتماد هذه التحليالت على مصادر محلية متنوعة . كذلك ال يوجد فهم عميق للجهات الفاعلة احمللية (سواء املفسدة أو احملركة للتغيير) ودوافعها وديناميات التطور اتمعي. وميكن إرجاع ذلك جزئيا دائما ليس واضحاإلى حاجة الدول األعضاء في االحتاد األوروبي إلى االحتفاظ ببعض املساحة السياسية للمناورة. وعالوة على ذلك، فإن الفهم املشترك للسياق ال يعني أن مختلف

اجلهات الفاعلة (في امليدان، وفي عواصم االحتاد األوروبي، والشركاء احملليني) لديها استراتيجية سياسية وتنفيذية مشتركة.

وقد واجه االحتاد األوروبي بعض الصعوبات في الربط بني أفضل التحليالت االقتصادية السياسية وبني صياغة االستراتيجيات والبرامج. ويعتقد البعض أن السبب ما تكون متعارضة، أو تتطلب اختيارات سياسية ال يرغب االحتاد األوروبي، أو شريكه، في اتخاذها أو ال يقدر على ذلك. فعلى سبيل املثال، في ذلك هو أن األدلة كثيرافي كينيا لم يتحرك معظم املانحني أو يفكروا في تعديل استراتيجياتهم إال عندما اندلع العنف السياسي في عام ٢٠٠٧، على الرغم من وجود عالمات حتذير على

مدى عدة سنوات.

احلاجة إلى مبدأ سليم للملكية ٣٫٢ ، حتى عندما تكون احلكومة قد انتخبت من خالل عملية انتخابية حرة ونزيهة، وهي في حد ذاتها مهمة صعبة في الكثير من البلدان الهشة ال تعمر الشرعية طويالفي سياق كهذا. فالقدرات احلكومية تعجز بوجه عام عن استيعاب االحتياجات. وفي الغالب تقتصر سيطرة احلكومة على أجزاء من البالد وال متتد إلى مرتكبي أعمال موجودة أو واضحة املعالم. ومع ذلك يبدو أن سياسات االحتاد األوروبي التنموية داخل هياكل الدولة). وليست السياسات الوطنية دائما العنف (الذين يتواجدون أحيانا إلشراك الفاعلني احملليني واإلقليميني كشركاء في ما تفترض في احلكومة القائمة صفة احملاور والشريك الشرعي. لذلك، فهناك حاجة إلى نهج أكثر إبداعا غالبا

. كبيرا امتالك مبادرات االحتاد األوروبي، األمر الذي يشكل تنفيذه حتديا

وتبني التدخالت األخيرة في الصومال مدى قدرة االحتاد األوروبي ومدى رغبته في إيجاد نهج بديلة لتلك املقتصرة بشكل شبه كامل على حوارات وعالقات "الدولة مع الدولة"، واملضي إلى أبعد من هذه الرؤية للملكية "املقتصرة على احلكومة/الدولة". وعلى الرغم من أن استراتيجية االحتاد األوروبي قد ال تكون احلل املناسب لبناء الدولة في املدى الطويل، فإن االحتاد األوروبي يواصل تقدمي املساعدات ودعم توفير اخلدمات األساسية من خالل الفاعلني في اتمع املدني وتعزيز الشراكات بني احلكومة

احمللية واتمع املدني. ويستطيع االحتاد األوروبي االستفادة من هذا املثال إلعادة النظر في مبدأ امللكية وعالقته باتمع املدني في الدول الهشة.

اتساق السياسات وتنسيقها ٣٫٣إن اجلهود الرامية إلى حتقيق درجة أكبر من االتساق ينبغي أن تهدف إلى بناء رؤية واستراتيجية سياسية مشتركة - عبر مؤسسات االحتاد األوروبي والالعبني الرئيسيني ن أجل ماذا ستتم هذه املشاركة - في حالة التعامل مع ن وم في امليدان - حول كيفية معاجلة التحديات الرئيسية، وحتديد األولويات، وكيفية املشاركة وحتديد مع محكومات غير راغبة أو مواجهة حتديات في إدارة احلكم. إن القدرة على القيادة والتوصل إلى حلول وسط ليست بالسهولة التي تكون عليها في بيئات أخرى. فال يزال في منطقة نفوذ اآلخر وعلى أنه بناء توافقات بني أنشطة املانحني. ولكن يبدو أن هناك رغبة أقل التنسيق في امليدان يفهم في الغالب على أنه عدم التدخل كثيرا يبدو أسهل من دعم في تطبيق تقسيم فعال للعمل بني اجلهات املانحة في مجاالت التعاون اإلمنائي ذات الطابع السياسي (فإحراز تقدم في مجال التعليم مثال

حتسني احلكم).

في أي جهد تنسيقي في امليدان، ال سيما في حالة وجود حكومة ضعيفة أو وقبل كل شيء، ال يزال هناك ميل إلى تنحية املسائل السياسية الشائكة جانباحكومة قوية بعض الشيء ولكن غير راغبة في التعاون، مما يسفر عن غياب استراتيجيات سياسية واضحة للتعامل مع كل حالة هشاشة على حدة. وهذا عن التفاعل بني امليدان واملقرات عن احتالف الثقافات واألجندات السياسية بني اموعة األوروبية والدول األعضاء في االحتاد األوروبي- وناجت جزئيا األمر ناجت جزئيا(بروكسل و/أو العواصم) الذي يعاني من عدم وضوح الرؤية حول دور امليدان، سواء في صنع السياسات أو كفاعل سياسي. لذلك فإن تعيني ممثل سامي جديد وأكثر للسياسية اخلارجية واألمنية، وكذلك نائب لرئيس املفوضية األوروبية، وإنشاء هيئة دبلوماسية مشتركة جديدة – هي هيئة العمل اخلارجي األوروبي، التي نفوذاأقترحتها اتفاقية لشبونة - ميكن أن يدخل بعض التغييرات اإليجابية على بعض أوجه قصور االحتاد األوروبي فيما يتعلق باالتساق والتنسيق. ومع ذلك ال ينبغي

املبالغة في تقدير قدرتها احملتملة على حتقيق التغيير.

على مستوى االحتاد األوروبي، بروكسل، بشأن هذه املسألة، انظر الفقرة الثانية (ص ٣-٥) من "الوثيقة اجلامعة" – وهي وثيقة جتمع كل أعمال السياسة الرئيسية بشأن الهشاشة اجلارية حاليا ٣٦

جلنة اموعات األوروبية ٢٠٠٩أ.

الفصل الثامن

١١٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 127: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٨٫٦: السياسة الزراعية املشتركة لالحتاد األوروبي واألمن الغذائي في الدول األفريقية الهشة بقلم آالن ماثيوز

معهد دراسات التكامل الدولي، كلية ترينيتي في دبلن، أيرلندالقد تعرضت السياسة الزراعية املشتركة (CAP) لالحتاد األوروبي النتقادات شديدة بسبب آثارها الضارة على األمن الغذائي في البلدان األفريقية. وجاءت هذه االنتقادات ألن منتجات االحتاد األوروبي الزراعية املدعمة تؤدي إلى تقويض األسواق احمللية للمنتجني احملليني وتنافس الصادرات األفريقية في أسواق بلدان أخرى - وألن احلواجز التجارية جتعل من الصعب على املنتجني األفارقة التصدير إلى أسواق االحتاد األوروبي. وقد أجرت منظمات غير حكومية دراسات حالة حول األضرار التي حلقت باإلنتاج احمللي بسبب صادرات االحتاد األوروبي املدعمة من احلليب افف والسكر والطماطم احملفوظة ومركزات الطماطم وحلوم البقر والقطن وبيع الدجاج امد.٣٧ وهناك مخاوف من أن تؤدي متطلبات حترير التجارة املنصوص عليها في اتفاقات الشراكة االقتصادية إلى تعريض القطاعات

الزراعية الضعيفة ملزيد من املنافسة من الواردات القادمة من شركات األعمال الزراعية األوروبية.٣٨

وال بد من تقييم آثار السياسة الزراعية املشتركة على األمن الغذائي في ضوء اإلصالحات املهمة في أنظمة السوق اخلاصة بالسياسة الزراعية املشتركة تغييرات جذرية على شروط الوصول إلى األسواق في ظل ترتيبات جديدة للتجارة الزراعية في البلدان األفريقية. كما في السنوات األخيرة. وقد أدخلت أيضا ما تكون على درجة عالية من التخصص في عدد قليل من الصادرات الزراعية ومعتمدة ينبغي االعتراف بتنوع االقتصادات األفريقية الضعيفة، التي غالباعلى الواردات الغذائية لتلبية االحتياجات الغذائية. في هذه البلدان، تؤثر اإلمدادات الغذائية من االحتاد األوروبي على منتجي الغذاء ومستهلكي الغذاء

بشكل مختلف.

وهناك درجة كبيرة من التباين في جتارة االحتاد األوروبي الزراعية مع أفريقيا جنوب الصحراء. فاملنتجات الرئيسية التي يستوردها االحتاد األوروبي هي الكاكاو ومنتجات الكاكاو واملوز والقهوة وقصب السكر والتبغ والقطن وبعض الفواكه واخلضروات من املنطقة، وصادراته الرئيسية للمنطقة هي القمح والدقيق واحملضرات الغذائية والسكر األبيض واحلليب افف والشعير والدجاج امد. وقد أدى إصالح السياسة الزراعية املشتركة إلى خفض دعم سعر السوق زارع من خالل مدفوعات مباشرة منفصلة إلى حد كبير. وبالتالي بالنسبة ملعظم السلع األساسية املنتجة في االحتاد األوروبي، مع استمرار دعم دخل املانخفض بشكل كبير التدخل في أسعار احلبوب وحلوم البقر ومنتجات األلبان والسكر واألرز. كما ألغيت املدفوعات املباشرة املوحدة للتبغ واخلضروات اهزة، وبشكل جزئي إلنتاج القطن. وانخفض بدرجة كبيرة الدعم على الصادرات، على الرغم من العودة إلى تطبيق الدعم على الصادرات بالنسبة للحوم اخلنازير وحلوم الدواجن في عام ٢٠٠٨ ومنتجات األلبان في عام ٢٠٠٩. غير أن االحتاد األوروبي قد تعهد بإلغاء الدعم على الصادرات بعد عام ٢٠١٣. كذلك لم يفرض

االحتاد األوروبي ضرائب على تصدير احلبوب خالل األزمة الغذائية في ٢٠٠٧-٢٠٠٨ مثلما فعل خالل القفزة السابقة في األسعار في أزمة ١٩٩٥-١٩٩٦.

ولم يحرز تقدم كبير في خفض احلماية احلدودية لإلنتاج الزراعي لالحتاد األوروبي. وقد مت حتويل رسوم االستيراد املتغيرة إلى تعريفات جمركية ثابتة على الواردات وانخفضت في املتوسط بنحو ٣٦ في املائة في جولة أوروغواي. لكن التعريفات الزراعية ال تزال مرتفعة حيث تبلغ حوالي ٢٠ في املائة في املتوسط، على ارتفاع التعريفات اجلمركية مع وجود تعريفات جمركية أعلى بكثير على سلع معينة مثل حلوم البقر والسكر واملوز ومنتجات األلبان. وهناك أدلة أيضا

في هيكل التعريفات اجلمركية لالحتاد األوروبي، حيث تزيد التعريفات اجلمركية كلما زادت درجة التجهيز.

بإمكانية ومن جهة أخرى، فإن البلدان األفريقية تستفيد من الوصول التفضيلي إلى األسواق الزراعية األوروبية. إذ تتمتع جميع البلدان األفريقية األقل منواالوصول إلى األسواق األوروبية دون رسوم جمركية ودون تطبيق نظام احلصص (DFQF) فيما عدا الترتيبات االنتقالية اخلاصة بالسكر الذي سيتم إدراجه التي دخلت في اتفاقيات شراكة اقتصادية مع للبلدان األفريقية من غير البلدان األقل منوا نحت هذه اإلمكانية أيضا على مراحل بحلول عام ٢٠١٥. وقد م أكبر للوصول إلى األسواق، وخاصة بالنسبة للموز، وبعد فترة انتقالية السكر. وتوفر قواعد املنشأ التي تقرها االحتاد األوروبي، مما يتيح لهذه البلدان فرصااتفاقيات الشراكة االقتصادية بعض التيسير والتبسيط للمنتجات الزراعية واملنتجات الزراعية املصنعة، مما ميكن املزارعني واملنتجني األفارقة من التصدير إلى أسواق االحتاد األوروبي بسهولة أكبر. وتساعد إمكانية الوصول DFQF على جتنب التمييز ضد عمليات التجهيز املضافة القيمة بسبب تصاعد التعريفات ،(GSP) التي لم توقع اتفاقيات شراكة اقتصادية أن تستخدم برنامج نظام األفضليات املعمم اجلمركية. وميكن للبلدان األفريقية من غير البلدان األقل منوا

رغم احملدودية الشديدة للتفضيالت اجلمركية للمنتجات الزراعية املشتركة في إطار هذا النظام.

ومن املفارقات أن إصالح السياسة الزراعية املشتركة يقلل من قيمة هذا الوصول التفضيلي إلى األسواق ويقلص اإليرادات التي يحصل عليها املصدبيرترون األفارقة. وقد رافق هذا التوسع في نطاق الوصول إلى السكر التخلي عن بروتوكول السكر، الذي كان يضمن لصادرات السكر األفريقية إلى االحتاد األوروبي التي كانت في حدود احلصص املقررة احلصول على األسعار التي يضمنها االحتاد األوروبي. فقد أدى انخفاض التدخل في األسعار وكذلك التخفيضات اجلمركية إلى تقليص الربحية العائدة من أسواق االحتاد األوروبي على املصدرين األفارقة لسلع مثل األرز والسكر واملوز وحلوم البقر والفاكهة واخلضروات.٣٩ لذلك حرصت البلدان األفريقية في جولة الدوحة من مفاوضات منظمة التجارة العاملية على املطالبة بتمديد األطر الزمنية لتطبيق التخفيضات اجلمركية

املقترحة بالنسبة للمنتجات التي تكون التفضيالت فيها مهمة.

باش، ٢٠٠٨؛ أوكسفام، ٢٠٠٢. ٣٧

و وشولتيس، ٢٠٠٨. ٣٨

لو وآخرون، ٢٠٠٩. ٣٩

سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء التقرير األوروبي حول التنمية

١١٥

Page 128: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

منه بأن إصالح السياسة الزراعية املشتركة قد يسبب صعوبات في التكيف للبلدان األفريقية بسبب تقلص إمكانية الوصول التفضيلي، قرر واعترافااالحتاد األوروبي توفير املعونات املالية للمساعدة في حتسني القدرة التنافسية ودعم التنويع. كما تقوم بلدان "التدابير املرافقة لبروتوكول السكر"، والتي تبلغ ميزانيتها اإلشارية ١٫٢٨ مليار يورو للفترة ٢٠٠٦-٢٠١٣، بدعم عمليات التكيف في ١٨ من بلدان أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ املنتجة للسكر. ومبوجب "اإلطار اخلاص للمساعدات" مت توفير أكثر من ٤٥٠ مليون يورو لبلدان أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ املصدرة للموز في الفترة ١٩٩٤-٢٠٠٨ لتعزيز عمليات التكيف. كما يقدم االحتاد األوروبي والدول األعضاء الدعم للشراكة األوروبية األفريقية لتنمية القطن منذ عام ٢٠٠٤ وخصصوا أكثر من ٣٠٠

مليون يورو لبرامج ومشاريع القطن.

مع أهداف التنمية وأهداف األمن الغذائي لالقتصادات األفريقية الضعيفة.٤٠ ومن ثم فقد حتقق تقدم ملحوظ في جعل السياسة الزراعية األوروبية أكثر اتساقالكن البلدان ما زالت تعرب عن مخاوفها من اآلثار السلبية احملتملة لصادرات االحتاد األوروبي الغذائية إلى أفريقيا في سياق التحرير املتبادل املنصوص عليه في اتفاقيات الشراكة االقتصادية. ويتمثل أحد األهداف الرئيسية إلصالح السياسة الزراعية املشتركة في زيادة القدرة التنافسية لصادرات االحتاد األوروبي من املنتجات الزراعية. لكن االحتاد األوروبي قد طمأن هذه البلدان بأن التفاوت في مستويات التحرير املنصوص عليه في هذه االتفاقيات ميكن استخدامه إما

الستبعاد معظم التعريفات اجلمركية على املنتجات الزراعية األوروبية من التحرير أو جعلها تخضع لفترات انتقالية طويلة (تصل إلى ٢٥ سنة).

وسيواصل االحتاد األوروبي إصالح السياسة الزراعية املشتركة، بالنظر إلى املناقشة احلية حول طبيعة ومبررات وجود مدفوعات منفصلة في االحتاد األوروبي خاصة فيما بعد عام ٢٠١٣ وااللتزام بالتوصل إلى اتفاق بشأن زيادة حترير التجارة الزراعية في جولة الدوحة. ومن شأن ذلك أن يشجع على زيادة الواردات من السلع األساسية إلى االحتاد األوروبي ويعزز في الوقت نفسه القدرة التنافسية لقطاع األغذية املصنعة في االحتاد األوروبي. وبالنسبة لالقتصادات األفريقية الهشة ستنطوي هذه العملية على تهديدات وفرص في آن واحد، لكنها يجب أن توضع في منظورها الصحيح. وعلى الرغم من ارتفاع مستوى النقاش حول أثر السياسة الزراعية املشتركة على البلدان األفريقية، خاصة في أوروبا، فإن األمن الغذائي األفريقي ال يزال في املقام األول من مهام السياسات

واالسثمارات الزراعية احمللية في أفريقيا.

سياسات االحتاد األوروبي التجارية جتاه الدول الهشة ٣٫٤ التفاقية كوتونو للشراكة، يستند إطار السياسة التجارية مع أفريقا جنوب الصحراء إلى اتفاقيات الشراكة االقتصادية (EPAs) التي مت التفاوض عليها بني وفقااالحتاد األوروبي وستة جتمعات إقليمية في أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ لتعزيز التجارة والتنمية ومعاجلة تهميش دول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ. كما مت لالستثناءات بالنسبة للبلدان االتفاق في كوتونو على أن تكون اتفاقيات الشراكة االقتصادية متوافقة مع قواعد منظمة التجارة العاملية. وفي حني أن هناك مجاال (LDCs) في إطار قواعد منظمة التجارة العاملية، إال أنه ال يوجد بند محدد للدول الهشة أو األوضاع الهشة. لذلك فهناك النامية وباألخص للبلدان األقل منوامحدودية في قدرة االحتاد األوروبي وحريته السياسية في تكييف أو وضع أحكام محددة للدول الهشة في مجال التجارة بسبب التزاماته الدولية القائمة (لكن األمر

رغم ذلك ليس باملستحيل).

لألزمة، إال أنها قد تزيد من الصعوبات التي تواجه بعض فوريا وقد حاجج بعض احملللني بأنه "على الرغم من أن اتفاقيات الشراكة االقتصادية ليست عالجاالبلدان األفريقية، ما لم يتم إدخال بعض املرونة على مفاوضات اتفاقيات الشراكة االقتصادية وما لم يتم على وجه السرعة اعتماد وتنفيذ التدابير املالئمة لدعم التنمية."٤١ وتستطيع مبادرة املعونة من أجل التجارة التي وضعها االحتاد األوروبي أن تتيح بعض اال للتكيف مع خصوصيات الدول الهشة، أو على األقل ضمان

من تقويضهما بسبب االلتزامات التي تفرضها هذه االتفاقات التجارية. حتسني قدرة هذه الدول على التجارة وتعزيز مرونتها بدال

ماثيوز، ٢٠٠٨. ٤٠

بالل وآخرون، ٢٠٠٩، ص ١. ٤١

الفصل الثامن

١١٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 129: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٨٫٧: املعونة من أجل التجارة إن االحتاد األوروبي هو أحد املوفرين الرئيسيني للمعونة من أجل التجارة، وهي مبادرة واسعة النطاق تشجع على تقدمي املساعدات لتعزيز التجارة ووضع إلى البلدان الهشة، فإنها ذات صلة بالبلدان سياسات جتارية، وكذلك إنشاء بنى حتتية تتعلق بالتجارة. لذلك فحتى لو لم تكن هذه املبادرة موجهة حتديدا

للخصائص الهيكلية لهذه البلدان. الهشة نظرا

وقد دعا اإلعالن الوزاري الذي خرجت به قمة منظمة التجارة العاملية في هونغ كونغ في عام ٢٠٠٥ إلى زيادة وحتسني املعونة من أجل التجارة. وقد أطلق هذا اإلعالن عملية مخصصة ملساعدة البلدان املنخفضة الدخل على التغلب على القيود الهيكلية والقدرات الضعيفة التي تقوض قدرتها على املنافسة وتعظيم الفوائد التي ميكن جنيها من الفرص التجارية واالستثمارية. وفي عام ٢٠٠٧ اعتمد مجلس االحتاد األوروبي االستراتيجية األوروبية للمعونة من أجل التجارة، وهي مبادرة مشتركة بني اموعة األوروبية والدول األعضاء في االحتاد األوروبي. وأهداف هذه االستراتيجية هي "متكني البلدان النامية، وال ، من استخدام التجارة بشكل أكثر فعالية لتعزيز النمو وفرص العمل والتنمية واحلد من الفقر وحتقيق أهدافها التنموية"٤٢. سيما البلدان األقل منوا بحلول عام ٢٠١٠. كما أنها تعتزم وتشتمل هذه االستراتيجية على زيادة التمويل اصص للمساعدات املتعلقة بالتجارة (TRA) إلى ٢ مليار يورو سنويا ملبادئ فعالية املعونة، ودعم عملية التكامل اإلقليمي ألفريقيا والكاريبي زيادة التركيز على مصالح الفقراء، وزيادة قدرة االحتاد األوروبي والدول األعضاء وفقا

واحمليط الهادئ، ورصد االلتزامات.

للمساعدات املتعلقة بالتجارة بحلول عام ٢٠١٠، تشير األرقام اجلديدة إلى أن التعهد وفيما يتصل بتعهد االحتاد األوروبي بتخصيص ٢ مليار يورو سنويا في عام ٢٠٠٧. ففي عام ٢٠٠٧ بلغت االلتزامات التي قدمتها الدول األعضاء في االحتاد األوروبي واموعة األوروبية اجلماعي لالحتاد األوروبي مت الوفاء به تقريبالتمويل املساعدات املتعلقة بالتجارة ٠٫٩٦ مليار يورو و١٫٠٢ مليار يورو، على التوالي. وبهذا الشكل وصل إجمالي الدعم الذي قدمه االحتاد األوروبي في عام ٢٠٠٧ إلى ١٫٩٨ مليار يورو بزيادة قدرها ٨ في املائة عن عام ٢٠٠٦، حيث كان مجموع املساعدات املتعلقة بالتجارة من االحتاد األوروبي ١٫٨٣ مليار يورو. اخلاصة باملعونة من أجل التجارة، فقد وصل إجمالي الدعم من االحتاد األوروبي إلى ٧٫١٧ مليار يورو في عام ٢٠٠٧، وتتلقى وفيما يتعلق باألجندة األوسع نطاقاأفريقيا اجلزء األكبر من مخصصات االحتاد األوروبي للمعونة من أجل التجارة - ٢٫٧ مليار يورو في عام ٢٠٠٧ و٤٤ في املائة من إجمالي املعونة من أجل التجارة

التي قدمها االحتاد األوروبي خالل الفترة ٢٠٠٥-٤٣.٢٠٠٧

ومن األهمية مبكان معرفة العلة وراء املعونة من أجل التجارة – وهي مساعدة البلدان النامية على االتصال بالسوق العاملية - ألن معاجلة قضايا "ما وراء احلدود" والقيود التي يفرضها ضعف البنية التحية هي أهداف طويلة األجل، ومن الضروريات األساسية للحد من الفقر. وفي االمنكاش االقتصادي في

. محفزا دث على الفور تأثيرا عام ٢٠٠٩، تستطيع املعونة من أجل التجارة أن حت

ما تكون غير رسمية وتهدر اإليرادات احلكومية التي توجد حاجة ماسة إليها، ما تفتقر إليه العديد من الدول الهشة ليس وجود حركة جتارية في البضائع، التي غالبابقدر ما هو وجود مؤسسات تضمن تنفيذ السياسات واالتفاقات التجارية. فالبلدان الهشة في أفريقا جنوب الصحراء تواجه العديد من احلواجز الداخلية – وهي نقص املعرفة، والبيروقراطية املفرطة، وقلة التمويل، وضعف البنى التحتية - مما يجعل من الصعب على هذه البلدان ممارسة التجارة وبالتالي حتقيق االستفادة الكاملة من املعونة من أجل التجارة. وينطبق هذا األمر بوجه خاص على بلدان وسط أفريقيا، ألن موقعها اجلغرافي يزيد من احتمال أن تصبح "أيتام املعونة من أجل

التجارة" وأن تتعرض ملزيد من التهميش بفعل عملية العوملة.

وفي حني أنه ميكن تبني تدابير أخرى مبتكرة في مجال التجارة، إال أنه من الواضح بصفة عامة أن االحتاد األوروبي ال ميلك سوى مجال محدود لتكييف سياسته آلثار األزمة املالية احلالية، أنه "من الواضح أن بعض عناصر اتفاقيات الشراكة االقتصادية حتتاج التجارية جلعلها أكثر مراعاة حلاالت الهشاشة. ويزعم البعض، نظرا

إلى مراجعة عاجلة."٤٤

املربع ٨٫٨: اتفاقيات الشراكة االقتصادية قضايا ما وراء احلدود، كاملنافسة واملشتريات اتفاقيات الشراكة االقتصادية هي اتفاقيات غير متناظرة ال تغطي فقط التجارة في السلع واخلدمات وإمنا أيضا التفاقية كوتونو، فإن الهدف من ذلك هو حتسني التعاون في احلكومية وامللكية الفكرية وتيسير التجارة، وتعزيز التكامل اإلقليمي املقترن باملعونة. ووفقاجميع ااالت املتعلقة بالتجارة وتعزيز التنمية املستدامة في دول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ. وينبغي أن تكون اتفاقيات الشراكة االستراتيجية موجهة نحو التنمية، بغية تعميق التكامل اإلقليمي، وتعزيز فرص وصول منتجات دول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ إلى أسواق االحتاد األوروبي، وزيادة التعاون في مجال اخلدمات والقضايا املتعلقة بالتجارة. ومن خالل حتسني القدرة التنافسية، من املفترض أن تساعد اتفاقيات الشراكة االقتصادية على

اندماج بلدان أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ في االقتصاد العاملي وأن تعزز منوها االقتصادي.

وكانت اتفاقيات الشراكة االقتصادية في بداية األمر تضم ستة جتمعات إقليمية من أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ، ثم أصبحوا سبعة بانضمام مجموعة شرق أفريقيا (EAC)، خمسة منهم في أفريقيا جنوب الصحراء٤٥. وفي اتفاقية الشراكة االقتصادية بني االحتاد األوروبي وأي جتمع إقليمي، يدخل األخير املفاوضات ككتلة واحدة، رغم أنه يتم التوقيع على االتفاقية على املستوى الثنائي. وميكن لدول أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ من غير الدول األقل منوا

جلنة اموعات األوروبية ٢٠٠٧، ص ٣. ٤٢

جلنة اموعات األوروبية ٢٠٠٩، ص ٣. ٤٣

جونز ٢٠٠٩، ص ٧. ٤٤

ستيفنز وكينان ٢٠٠٥. ٤٥

سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء التقرير األوروبي حول التنمية

١١٧

Page 130: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

والتي ال تريد الدخول في اتفاقية شراكة اقتصادية الوصول إلى أسواق االحتاد األوروبي من خالل نظام األفضليات املعمم،٤٦ الذي يعتبر أقل مواتاة. وكانت النتائج املؤقتة لعملية اتفاقيات الشراكة االقتصادية٤٧ محل نقاش ساخن في الكتابات االقتصادية والسياسية.٤٨

وتلقي دراسات عديدة الضوء على النتائج غير املؤكدة التفاقيات الشراكة االقتصادية.٤٩ بالنسبة لبعض البلدان، من غير املرجح أن جتني اتفاقيات الشراكة االقتصادية مكاسب كبيرة من التجارة، ألن بلدان أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ تستطيع الوفاء بجزء كبير من متطلبات حترير التجارة املنصوص عليها

من نظامها احلالي للحماية.٥٠ في اتفاقيات الشراكة االقتصادية دون أن تقوض كثيرا

ومن منظور الهشاشة وبناء املؤسسات، هناك قضية مهمة تتعلق باألثر احملتمل التفاقيات الشراكة االقتصادية على اإليرادات اجلمركية لبلدان أفريقيا جنوب الصحراء. وبالنظر إلى أهمية الضرائب على التجارة في اإليرادات العامة للبلدان األفريقية، فقد يتسبب االنخفاض في اإليرادات اجلمركية املرتبط بتحرير التجارة املتبادلة في تقليص القدرة على أداء وظائف الدولة األساسية. وتشير التقديرات حول التحرير الكامل والفوري إلى أن اخلسائر قد تكون ، حيث تتراوح اخلسائر املقدرة للمجموعة االقتصادية لدول غرب أفريقيا كبيرة.٥١ فعلى سبيل املثال، من املتوقع أن تكون غرب أفريقيا املنطقة األكثر تضررا(ECOWAS) من حوالي ٣٠ في املائة من اإليرادات اجلمركية إلى ما يصل إلى ٨٩٫٥ في املائة.٥٢ ومن املرجح أن يؤدي التطبيق التدريجي لتحرير التجارة إلى

احلد من اخلسائر في اإليرادات اجلمركية، ولكن على حساب املكاسب املتأتية من االنفتاح التجاري.

فبدون إجراء إصالح مناسب لألنظمة الضريبية والتدابير التعويضية، قد يترتب على اتفاقيات الشراكة االقتصادية عواقب سلبية وخيمة تؤثر على قدرة بعض دول أفريقيا جنوب الصحراء على جمع املوارد العامة، األمر الذي له أهمية خاصة ألنه من املعروف أن البلدان الفقيرة تواجه صعوبات في االستعاضة عن الضرائب على التجارة بضرائب القيمة املضافة (VAT).٥٣ ومن الواضح أن أحد العناصر الرئيسية في معدالت استرداد الضرائب هو حتسني عمليات ورافقته إصالحات في املالية العامة. التحصيل (ورمبا إدراج اقتصاد الظل). وقد يكون من املمكن التغلب على خسائر اإليرادات إذا كان حترير التجارة تدريجياومع ذلك فقد تواجه الدول الهشة ذات القدرة املنخفضة أو الرغبة السياسية احملدودة صعوبات في تنفيذ هذه اإلصالحات في املدى القصير إلى املتوسط.

لذلك فمن املهم أن تكون هناك موارد خارجية مخصصة صراحة ملساعدة وتيسير عملية املواءمة التي حتتاجها هذه البلدان.

لتقليل حجم شبكة اتفاقات التكامل اإلقليمي وميكن استخدامها أيضا واألهم من ذلك أن اتفاقيات الشراكة االقتصادية قد تتيح للبلدان األفريقية فرصا على إجراء اإلصالحات الداخلية الالزمة، وترسيخ نفسها في السياق املؤسسي األقوى كآليات التزام خارجي تساعد الدول األفريقية الضعيفة مؤسسيالالحتاد األوروبي. ومن جهة أخرى هناك مخاوف حول ما إذا كانت اتفاقيات الشراكة االقتصادية تستطيع تعزيز التكامل اإلقليمي في أفريقيا وبصفة خاصة ما إذا كانت اتفاقيات الشراكة االقتصادية تشكل لبنات بناء أم حجر عثرة. وثمة صعوبة أخرى تتعلق بالتباين الكبير بني بلدان أفريقيا جنوب الصحراء داخل مقابل البلدان مختلف التجمعات اخلاصة باتفاقيات الشراكة االقتصادية. فالبلدان تختلف من حيث هياكل الصادرات، والتصنيفات (البلدان األقل منوا)، ومستويات التزامات التحرير اإلقليمي، وقوائم املنتجات احلساسة.٥٤ وفي حني أن التباين بني الدول ال يشكل بالضرورة عقبة من غير البلدان األقل منوا تكاليف تتمثل في تنسيق السياسات واملساومة السياسية. أمام التكامل اإلقليمي وميكن في الواقع أن يزيد فوائده االقتصادية، إال أنه يترتب عليه أيضافعلى سبيل املثال، قد تؤدي صعوبة حتقيق التجانس بني القواعد التجارية عبر التجمعات اإلقليمية وداخلها إلى فرض الرقابة على احلدود وقواعد املنشأ على حركة منتجات االحتاد األوروبي داخل املناطق للتأكد من أن استبعاد منتج معني في أحد البلدان ال تقوضه األفضليات لنفس املنتج في أحد البلدان

الشريكة.٥٥ لذلك فمن املهم توفير نفس فرص الوصول إلى األسواق واستبعاد نفس املنتجات في املنطقة بأكملها لتعزيز إمكانيات إنشاء سوق واحدة.

وضع االحتاد األوروبي أول نظام معمم لألفضليات (النظام املعمم لألفضليات اجلمركية) في عام ١٩٧١. وفي فبراير/شباط ٢٠٠١، اعتمد الس الالئحة (EC) ٢٠٠١/٤١٦، وتسمى الئحة "كل ٤٦

على أنها شيء إال األسلحة" (EBA)، وهي اتفاقية جتارية غير متبادلة، متنح الـ٥٠ دولة - ٣٤ منها من أفريقيا جنوب الصحراء (مبا فيها ٢٢ دولة هشة) - التي تصنفها األمم املتحدة رسميا (LDCs)، إمكانية الوصول إلى أسواق االحتاد األوروبي مع إعفاء من الرسوم اجلمركية جلميع املنتجات فيما عدا األسلحة والذخائر و٤١ من بنود التعريفة اجلمركية التي البلدان األقل منواتتصل باألرز والسكر، حيث حتدد لهما حصص معفاة من الرسوم اجلمركية إلى حني حتقيق التحرير الكامل في سبتمبر/أيلول ٢٠٠٩ (لألرز) وأكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٩ (للسكر). املصدر:

http://ec.europa.eu/trade/issues/global/gsp/eba/index_en.htmأطلقت املفاوضات بشأن اتفاقيات الشراكة االقتصادية في سبتمبر/أيلول ٢٠٠٢، ومت خاللها حتديد مهلة أولية تنتهي في ٣١ سبتمبر/أيلول ٢٠٠٧ لتحقيق التوافق مع قواعد منظمة ٤٧

في ٢٣ أكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٧ يتيح ألنها كانت بطيئة اخلطى. ونتيجة لذلك، أصدرت املفوضية األوروبية بالغا التجارة العاملية. ثم امتدت املفاوضات إلى ما بعد املهلة األولية نظرا من ١ يناير/كانون الثاني ٢٠٠٨ لتمديد زمن املفاوضات حتى استكمال اتفاقيات الشراكة االقتصادية. اعتبارا إمكانية الوصول التفضيلي إلى األسواق للبلدان من غير البلدان األقل منوا "اتفاقيات الشراكة االقتصادية االنطالقية") خالل النصف الثاني من عام ٢٠٠٧ بني االحتاد األوروبي وجتمعات شبه إقليمية وبلدان ومن ثم أبرمت عدة اتفياقات مؤقتة (وتسمى أيضافردية من أفريقيا والكاريبي واحمليط الهادئ، وجميعها تتضمن التزامات بشأن حترير التجارة في السلع من أجل استيفاء شرط التوافق الذي وضعته منظمة التجارة العاملية. املصدر:

http://www.acp-eu-trade.org/index.php?loc=epa/background.phpبحلول نهاية عام ٢٠٠٧، انضمت ٤٦ دولة أفريقية إلى اتفاقية شراكة اقتصادية مؤقتة. في الوقت نفسه، لم تقم سوى ١٨ من هذه الدول بتفعيل اتفاقية الشراكة االقتصادية املؤقتة، ٤٨

هشة: بوروندي والكاميرون وجزر القمر وكوت ديفوار وكينيا ورواندا وأوغندا وزميبابوي (بالل وستيفنز، ٢٠٠٩). وكانت ثماني منها دوالانظر سيندزينجر ٢٠٠٨ ودلبوش وحرب ٢٠٠٧. ٤٩

ستيفنز وكينان ٢٠٠٥ ودلبوش ٢٠٠٧. ٥٠

دلبوش وحرب ٢٠٠٧. ٥١

بوس وآخرون ٢٠٠٤. ٥٢

بونسغارد وكني ٢٠٠٥. ٥٣

ستيفينز وآخرون ٢٠٠٨. ٥٤

عنصر مهم من عناصر اتفاقية كوتونو للشراكة. احلوار السياسي هو أيضا ٥٥

الفصل الثامن

١١٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 131: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

السياسات واإلجراءات الوقائية ٣٫٥لقد ركزت أحدث جهود االحتاد األوروبي على احلاجة إلى حتسني االستجابة لألزمات وحاالت ما بعد األزمات ومعاجلتها. لكن القدرة على العمل بفعالية وسرعة على الوقاية ال تزال نقطة الضعف الرئيسية. ورغم ما يتردد عن أن احلوار السياسي في اإلجماع األوروبي بشأن التنمية له بعد وقائي مهم، فإن بعض األدلة تشير إلى أنه

لهذا الغرض.٥٦ ال يستخدم كثيرا

مؤسسية وتنفيذية عدة، مبا في ذلك وجود قصور في أدوات االحتاد األوروبي والعمليات التنظيمية وفيما هو أبعد من اإلرادة السياسية، يواجه االحتاد األوروبي قيوداالداخلية وعمليات صنع القرار والقدرة على االستجابة بشكل كامل ملتطلبات السياسات الوقائية األساسية. وتسفر هذه التركيبة املؤسسية، التي حتدد أدوار واختصاصات كل جهاز من أجهزة االحتاد األوروبي، عن اختالف رؤى وأولويات مختلف هيئات املفوضية وعن انفصام مؤسسي بني اموعة األوروبية والس. لكن هيئة

أوسع لتحسني هذا الوضع وحتسني الربط بني سياسات االحتاد األوروبي القصيرة والطويلة األجل. العمل اخلارجي األوروبي (EEAS) ميكن أن تتيح مجاال

أطر السياسات املشتركة مع املنظمات اإلقليمية األفريقية ٣٫٦ لقد استثمر االحتاد األوروبي الكثير من الوقت واملوارد في تطوير شراكات مع منظمات إقليمية في أفريقيا جنوب الصحراء ومع االحتاد األفريقي. لكن األمر األقل وضوحاهو مدى تأثير هذه الشراكات وأطر السياسات املشتركة في تشكيل سياسات االحتاد األوروبي الهادفة إلى معاجلة الهشاشة. كما أن اتفاقية كوتونو للشراكة – وهي أداة احلوار الرئيسية فيما يتعلق بالتجارة واملعونة والسياسة لعالقات االحتاد األوروبي مع دول جنوب الصحراء – ال تتضمن مادة محددة عن الهشاشة أو الدول إلى ذات صلة، بداية من احلوار السياسي إلى احلكم الدميقراطي ومن حقوق اإلنسان والتجارة إلى منع الصراعات وبناء السالم وصوال الهشة. لكنها تتضمن أعماالاإلجراءات العقابية. وباملثل فإن االستراتيجية املشتركة بني االحتاد األوروبي وأفريقيا، التي وقع عليها رؤساء الدول خالل قمة لشبونة في عام ٢٠٠٧، لم تشر صراحة إلى هشاشة الدولة، وهو مصطلح رفضه بشدة أصحاب املصلحة األفارقة في التحضير للمفاوضات. ومع ذلك يبدو أن االحتاد األفريقي ودوله األعضاء متفقون على

ملعاجلة الهشاشة. جديدة أمام اتباع نهج أكثر تضافرا أهمية معاجلة هشاشة الدولة وجتاوز مسألة التسمية، األمر الذي قد يفتح فرصا

وقد استطاع االحتاد األوروبي بالفعل تطوير حوار وشراكة حول السالم واألمن مع االحتاد األفريقي (AU) ويلعب دور املؤيد الرئيسي للهيكل األفريقي للسالم واألمن، والذي يشمل الوساطة واإلنذار املبكر وبعثات حفظ السالم - ويربط بني مستوى االحتاد األفريقي و"اآلليات اإلقليمية". وتوفر االستراتيجية األفريقية-األوروبية ملعاجلة القضايا املرتبطة بالهشاشة مثل إدارة احلكم وحقوق اإلنسان والتجارة والتكامل اإلقليمي والبنية التحتية (املربع ٨٫٩). أما املشتركة وخطة عملها فرصافي املمارسة العملية، فقد كان لها أثر محدود حتى اآلن على املستوى القطري، ويعاني تنفيذها من مشاكل مثل حتديد كيفية متويلها واالختالف حول قيمتها

املضافة احلقيقية.

وفيما يخص القضايا األكثر إثارة للجدل، مثل احلكم الدميقراطي وحقوق اإلنسان، كان من الصعب متييز ما إذا كان هناك حوار حقيقي واحترام لوتيرة العمليات األفريقية. فمعظم املنظمات اإلقليمية ال جتد لها مصلحة في أن تكون "أداة" في أجندة السياسة العامة لالحتاد األوروبي وترى في تعزيز أولوياتها اخلاصة أهمية أكبر. ومع ذلك فقد حتسنت نوعية احلوار في بعض ااالت في إطار كوتونو واالستراتيجية األفريقية-األوروبية املشتركة، كما زاد اهتمام االحتاد األوروبي باألولويات األفريقية (مثل السالم واألمن). وساعدت االستراتيجية األفريقية-األوروبية املشتركة على زيادة توافق االحتاد األوروبي مع االحتاد األفريقي حول "مجموعات االتصال الدولية" املعنية بحاالت األزمات املستمرة في غينيا وغينيا-بيساو ومدغشقر وموريتانيا والصومال. وكان حرص االحتاد األوروبي على التحدث بصوت واحد مع االحتاد

األفريقي ومجموعاته االقتصادية اإلقليمية (RECs) خطوة مهمة إلى األمام.

ومن شأن وجود منظور إقليميي يقوم على "تعزيز املرونة" أن يؤكد على "الروابط اإلقليمية" وإمكانية إنشاء "جتمعات إقليمية للهشاشة". كما أن إلقاء نظرة أكثر على هذه املسائل يبرز العوامل اخلارجية على املستوى الوطني واإلقليمي. ومبا يتفق مع هذا املنظور تستطيع االستراتيجية األفريقية-األوروبية املشتركة شموال للتكامل اإلقليمي في أفريقيا على أسس سياسية واقتصادية عاما تبني نهج إقليمي شامل جديد في التعاطي مع أفريقيا. واليوم حتدد هذه االستراتيجية إطاراواجتماعية. وتضم خطة العمل األولى (٢٠٠٨-٢٠١٠) ثماني شراكات بني أفريقيا واالحتاد األوروبي في مجاالت مثل السالم واألمن واحلكم الدميقراطي وحقوق اإلنسان تنظيمية، إلقامة حوار وبناء الثقة والتنسيق. ولكن هناك آمال كبيرة في زيادة الوفاء والتجارة والتكامل اإلقليمي. وكانت غالبية اجلهود املبذولة حتى اآلن جهودا

احلقيقي بالوعود وااللتزامات التمويلية.

االحتاد األوروبي كفاعل أمني وتنموي ٣٫٧ ما يشكل جزء ال يتجزأ إلى جنب. وهذا ليس باألمر اجلديد: فمنذ تأسيس مذهب ترومان وخطة مارشال واألمن دائما إن التغلب على الفقر وزيادة األمن يسيران جنبا

من سياسات التنمية، وإن كان ذلك بطرق مختلفة وبدرجات متفاوتة.

وقد مت االعتراف بالتفاعل بني األمن والتنمية على نطاق واسع، ويجسد هذا التفاعل األهداف األساسية لالحتاد األوروبي في مجال السياسة الدولية: املساهمة في حتقيق السالم واالستقرار وتعزيز الدميقراطية وحقوق اإلنسان وسيادة القانون والتعددية الفعالة. لكن السبل املؤدية إلى حتقيق اتساق في األهداف واخلطط والبرامج . وكما هو مبني أعاله، فإن االحتاد األوروبي مستمر في إنشاء طيف واسع من السياسات التنفيذية لالحتاد األوروبي، ومن ثم اتخاذ أعمال هادفة، ال تزال تشكل حتديا

واألدوات واملبادرات ملواجهة قضايا التنمية واألمن، وال سيما في أفريقيا جنوب الصحراء.

برينتون وآخرون ٢٠٠٨. ٥٦

سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء التقرير األوروبي حول التنمية

١١٩

Page 132: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ما تكون متضاربة. لذلك فإن اجلمع بني مختلف الفاعلني واملوارد، وعمال اإلغاثة واجلنود، وتتنوع أهداف املانحني واملتلقني وقيمهم وجداولهم الزمنية وكثيرا، وفي بعض معقدا دوليا والدبلوماسيني ورجال األعمال، رغم احلاجة امللحة إليه، هو مهمة صعبة ومستهلكة للوقت. كما يعتبر االحتاد األوروبي في حد ذاته فاعال

ق. األحيان غير منس

وعند مواجهة الهشاشة وانعدام األمن، يكون هناك ميل إلى وضع "شرط مسبق" - مثل تدبير اقتصادي جديد أو نظام سياسي مختلف.٥٧ ونحن نقترح على العكس هشة في إحداث تغيير في مجال األمن والتنمية "كما هو على الرغم مما هو عليه".٥٨ من ذلك أن تبدأ اتمعات التي تواجه أوضاعا

هشة، وباألخص وباالستفادة من التجربة الغنية باملبادرات والقدرات احمللية ومشاركة االحتاد األوروبي في الربط بني األمن والتنمية في البلدان التي تواجه أوضاعامشاركته في إصالح القطاع األمني وتشكيل بعثات إدارة األزمات،٥٩ نستطيع القول بأن التغلب على العقبات املعروفة والراسخة التي حتول دون إحداث تغيير في

العالقة بني األمن والتنمية هو أمر ممكن.٦٠ ونسلط الضوء على ست عمليات مهمة في األوضاع الهشة:

١. حتقيق األمن والتنمية: تغيير عدائي أم غير عدائي؟

ما ينظرون إلى إصالحاتهم املقترحة على أنها غير عدائية: فاخلروج من دائرة الهشاشة، إن أنصار التغيير السياسي الذي يؤثر على األمن والتنمية في وقت واحد غالبا جلميع الفاعلني وفي نهاية املطاف للبلد ككل. لكن هناك شكوكا وتوفير مزيد من األمن للشعب، ومن خالل ذلك حترير الطاقات من أجل التنمية، ال بد أن يكون مفيدا للحكومات واملتمردين على حد سواء. بل وقد مفيدا ، ففي األوضاع الهشة قد يكون انعدام األمن وتفكك بقايا املؤسسات العامة أمرا في صحة هذا االفتراض.٦١ أواليتعمد بعض الفاعلني خلق حالة من انعدام األمن واحلفاظ عليها واستغاللها لضمان بقائهم السياسي.٦٢ ففي سيراليون تعمد احلكام تدمير قدرات الدولة بهدف ما يتواجد الضعف النسبي والقوة النسبية في آن واحد. فمؤسسات الدولة في جمهورية الكونغو توفير السلع العامة بأنفسهم.٦٣ ثانيا، في األوضاع الهشة غالبا حلالة الهشاشة التي .٦٤ وعند مواجهة مطالب املانحني، استطاعت السلطات العامة - وهي مدركة متاما قد مت إضعافها لكنها لم تختف متاما الدميقراطية مثال) - احملافظة على قدرتها على املساومة بل وتعزيزها ووضع استراتيجية للمراوغة بسبب هذا السياق الهش والوضع غير املستقر (نسبيا تعاني منها بالدها، وحتديدا

واملقاومة. وحتى عندما يبدو أن السيادة في أدنى مستوياتها، فإن الدولة الباقية قادرة على أن حتجب عن املانحني ما تعتبره جوهر استقالليتها.٦٥

لكل فاعل محلي، أو أن يعني ضعف جميع الفاعلني املعنيني. إذ يحاول الفاعلون احملليون التحايل لذلك فليس بالضرورة أن يكون انعدام األمن املرتبط بالهشاشة سيئاعلى نقاط قوة املانحني واستغالل نقاط ضعفهم. وهذا هو السبب في انخفاض احتماالت جناح النهج الهندسية املباشرة. لذا ينبغي على االحتاد األوروبي التحول

من نهجه اخلطي القائم على الهندسة االجتماعية إلى نهج استراتيجي أكثر مرونة.

٢. انعدام األمن فرصة لوضع سياسات تنموية

، هم يرون أن ظهور قضية األمن في أجندة سياسية مزدحمة بالفعل وظهور صناع قرار إن منتقدي االرتباط بني األمن والتنمية عادة ما يثيرون ثالثة مخاوف. أوالمحدودي الطاقات والقدرات واملوارد من شأنه أن يصرف كل من اجلهات املانحة والبلدان النامية عن العمل على بلوغ الهدف الرئيسي، وهو احلد من الفقر. ثانيا، فإن قضية األمن ليست سوى مشكلة سطحية، وعرض من أعراض خلل هيكلي أعمق. ثالثا، فمن املتوقع أن يتجاوز اجلهد الالزم ملواجهة التحديات األمنية قدرات الدول

لإلصالح (املربع ٨٫٩). املانحة والشريكة. وعلى النقيض من ذلك، نحن نرى أن الصلة بني األمن والتنمية ميكن أن تولد فرصا

ما يعربون عن قلق كبير إزاء األمن والسالم. فعلى سبيل املثال، في جمهورية الكونغو الدميقراطية طالب ممثلو اتمع املدني في إقليم ، فإن السكان احملليني كثيرا أوال، ولكن لم يستمع إليهم أحد.٦٦ ويؤدي جتاهل مثل هذه ااوف إلى نتائج عكسية. ثانيا، فإن ظهور الشواغل األمنية كيفو بتأجيل االنتخابات حتى يتحقق السالم أواليتيح فرصة لإلصالحيني إليجاد حلفاء جدد ولتسهيل صياغة حتليالت واستراتيجيات مشتركة. ثالثا، ميكن أن يكون انعدام األمن مبثابة ضوء كاشف يساعد على ، فإن مبادرات السياسة الروتينية أو السطحية قد تؤدي عن غير الكشف املبكر عن العلل االجتماعية التي إن أهملت قد تزيد من صعوبة التعامل معها.٦٧ وأخيرا

قصد إلى حشد العناصر التي تسعى إلى االستفادة من احلل املقترح - سواء في البلدان املانحة أو البلدان الشريكة.

هيرشمان ١٩٩٣، ص ٦؛ هيرشمان ١٩٦٧، ص ٥. ٥٧

هيرشمان ١٩٦٣، ص ٦. ٥٨

برزوسكا ٢٠٠٦. ٥٩

هيرشمان ١٩٩٣، ص ٦؛ وهيرشمان ١٩٨٥، ص ٣-٣٤ و٥٦-٧٦. ٦٠

إجنلبير وتال ٢٠٠٨. ٦١

كالفام ١٩٩٦، ص ٢٠٨-٢٤٣؛ وشابال ودالوز ١٩٩٩، ص ٣-١٦. ٦٢

رينو ٢٠٠٣. ٦٣

إجنلبير ٢٠٠٣؛ وتريفون، ٢٠٠٤، ٢٠٠٧. ٦٤

على سبيل املثال، في جمهورية الكونغو الدميقراطية لم يطبق إصالح القطاع األمني على جهازين من األجهزة األمنية الهامة - جهاز االستخبارات العسكرية واملدنية وجهاز حرس احلدود ٦٥

- (ميلمو ٢٠٠٨؛ ديفيس ٢٠٠٩).أوتيسير ٢٠٠٩، ص ٢٧١. ٦٦

هيرشمان ١٩٨١، ص ١١٩، ١٤٩. ٦٧

الفصل الثامن

١٢٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 133: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٨٫٩: التحديات األمنية والتنموية في األوضاع الهشة: الدروس املستفادة من عمليات سياسة األمن والدفاع األوروبية

داميان هيلي زميل باحث، معهد االحتاد األوروبي للدراسات األمنية

خرجت سياسة األمن والدفاع األوروبية (ESDP) إلى حيز الوجود قبل ١٠ أعوام في منطقة البلقان. ومنذ ذلك احلني واالحتاد األوروبي يستخدمها كأداة فريدة من نوعها إلدارة األزمات العسكرية واملدنية في مختلف األوضاع الهشة. ومن بني ٢٣ عملية نفذت في إطار سياسة األمن والدفاع األوروبية، كانت ٨ منها في أفريقيا، وبعضها ال تزال جارية. وفي جميع عمليات سياسة األمن والدفاع األوروبية يتعني التعامل مع شكل من أشكال الهشاشة. ويقدم كتاب من إعداد باحثني من معهد االحتاد األوروبي للدراسات األمنية بيانات شاملة وتقييم نقدي لسياسة األمن والدفاع األوروبية بعد ١٠ سنوات من صدر حديثاإنشائها٦٨. وتستطيع بعض النتائج التي توصل إليها الكتاب، والتي تستند في معظمها إلى مقابالت ميدانية، أن تثري النقاشات حول األمن والتنمية

وحول حاالت الهشاشة وحول احلاجة إلى مزيد من االتساق بني أدوات االحتاد األوروبي وسياساته.

على مدى ١٠ سنوات استطاع االحتاد األوروبي زيادة التنسيق بني سياسة األمن والدفاع األوروبية وسياسات املفوضية األوروبية في حاالت الهشاشة. •ومنذ عام ١٩٩٩ والروابط بني حتديات األمن والتنمية أصبحت الفكرة املشتركة في النقاشات الدائرة حول السياسات. وقد مت توثيق اإلجراءات األمنية األساسية املطلوبة للحد من الفقر وخلق فرص عمل وتنمية األعمال في الوثائق الرئيسية للسياسة األوروبية، مما يساعد على زيادة الوعي في لتنفيذ عمليات مشتركة في تشاد في عام ٢٠٠٨ مجال تخطيط السياسات. على سبيل املثال، فقد وضع مقر االحتاد األوروبي في بروكسل خططاتهدف إلى التعزيز املتبادل. وكان برنامج تقدمي الدعم لتحقيق االستقرار (Programme d’Accompagnement à la Stabilisation)، الذي

متوله املفوضية األوروبية، يهدف إلى دعم الردع العسكري، وإن كانت املمارسة العملية أثبتت صعوبة وبطء التنسيق.

اإلنساني اال والعاملون في واالقتصاديون التنمية ومناصرو األمن خبراء يزال االستراتيجي، فال املستوى احملرز على التقدم الرغم من على • بحاجة إلى تكثيف احلوار حول حاالت الهشاشة. فقد تكون هناك منافسة كبيرة على املوارد الالزمة لتمويل املشاريع التنموية واألمنية. ونادراما يتبادل مديرو برامج التعاون في مجال املساعدات واخلبراء األمنيون املعلومات عن األثر األمني احملتمل ألحد مشروعات البنية التحتية للنقل إلى جنب، مثل العسكريني والعاملني في اال اإلنساني، فإن اخلبرة املكتسبة خالل عمليات . وفي حني أن بعض أنواع اخلبراء يعملون جنبا مثالإدارة األزمات يجب نشرها بشكل أفضل. على سبيل املثال، فإن بعثة االحتاد األوروبي العسكرية (يوفور) في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى

(EUFOR Tchad/RCA) كان فيها دروس مستفادة لكل من اجليش واتمع اإلنساني، ولكن ليس من الواضح كيف سيتم إيصالها لآلخرين.

في األوضاع الهشة، تشكل التقييمات النوعية نفس القدر من األهمية الذي تشكله البيانات الكمية. وفي حني أن االقتصاديني يتعاملون بشكل • أساليب نوعية. ففي حالة إصالح الشرطة أساسي مع البيانات امللموسة فقط، فإن العلماء السياسيني أو محللي االستخبارات يستخدمون أيضاأو اجليش في جمهورية الكونغو الدميقراطية، من الضروري تكوين فهم سليم للنظام السياسي احمللي وألعاب القوة قبل إنشاء آليات جلمع البيانات مثل قواعد البيانات التعدادية. لذلك حرصت بعثة EUSEC، وهي بعثة مسؤولة عن مساعدة السلطات الكونغولية في إصالح اجليش، على أن تقضي سنواتها األولى في بناء الثقة املتبادلة مع أصحاب املصلحة الوطنيني من خالل إقامة روابط شخصية قوية وجمع معلومات استخبارية واكتساب خبرة عسكرية. وعلى اجلانب املقابل، في غينيا-بيساو، حيث كانت قلة عدد اجلنود (أقل من ٦٠٠٠) عالمة على أن إصالح اجليش سيكون مهمة سهلة، فقد كانت عوامل احلكم والقوة، مثل القوة الرمزية للمحاربني القدامى والترويع واالجتار غير املشروع، عقبات خطيرة أمام اإلصالح.

مع البيانات. فالواقع اإلنساني يتناقض أحيانا

تعتمد املبادرات األوروبية في مجال األمن والدفاع بدرجة كبيرة على أجندة السلطات احمللية وإرادتها السياسية. فعندما تقاوم السلطات احمللية •استضافة العمليات التابعة لسياسة األمن والدفاع األوروبية أو األجانب الذين يفترض أن يساعدوا في إصالح أجهزتها األمنية - في الغالب ألسباب سياسية أو بسبب املصالح اخلاصة – يصبح من الصعب للغاية على األوروبيني تعظيم آثار هذه املبادرات. وقد جتلى ذلك بوضوح في جمهورية في غينيا-بيساو، حيث أقل بإصالح القطاع األمني. وجتلى ذلك أيضا الكونغو الدميقراطية عندما أبدت احلكومة، بعد انتخابات عام ٢٠٠٦، اهتماماوجدت البعثة األوروبية املعنية بإصالح القطاع األمني صعوبة بالغة في التحاور مع رئيس أركان اجليش الراحل تاغمي نا واي. وظهر نفس الشيء في السودان، حيث أبدت القيادة عدم رغبة في استضافة عملية مشتركة حلفظ السالم بني االحتاد األوروبي واألمم املتحدة وتعمدت تأخير عمليات إصدار التأشيرات ملوظفي االحتاد األوروبي املسؤولني عن دعم التخطيط والتسلسل القيادي للبعثة األفريقية في السودان (AMIS)، وهي قوة حفظ

سالم تابعة لالحتاد األفريقي في دارفور.

بعد مرور ١٠ سنوات، أصبح العاملون في عمليات سياسة األمن والدفاع األوروبية على وعي بالصعوبات التي تعترض تطبيق مبدأ امللكية الوطنية، •ال سيما في البلدان الهشة التي تكاد قدرات مؤسساتها تكون معدومة والتي يفتقر مسؤولوها إلى القدرة على استيعاب عروض أو تدخالت االحتاد ما كان يتوافق مع حاجة ر مدة التفويض وارتفاع معدل الدوران لعمليات سياسة األمن والدفاع األوروبية نادرا األوروبي أو التعامل معها. كما أن قص

النظراء إلى بناء القدرات على املدى الطويل.

. غريفي وآخرون. سيصدر قريبا ٦٨

سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء التقرير األوروبي حول التنمية

١٢١

Page 134: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

يعاني االحتاد األوروبي من فجوة في تنفيذ السياسات في البيئات الهشة. وعلى الرغم من وجود مجموعة مبهرة من االستراتيجيات ووثائق البرامج •ملعاجلة الهشاشة ومنع الصراعات ودعم بناء السالم، إال أن االحتاد األوروبي أمامه الكثير من العمل لترجمة هذه التوجهات إلى ممارسة عملية. ما يتجاهل موظفو االحتاد األوروبي وثائق السياسات الرئيسية التي توجه عملهم اليومي والقرارات التي يتخذونها في األوضاع الهشة. وكثيراوعلى الرغم من تسلحه بأدوات سياسية مثل "ربط اإلغاثة وإعادة التأهيل والتنمية" (LRRD)، فإن االحتاد األوروبي ال يستخدم هذه األدوات بطريقة ويتم تنفيذه بطريقة أكثر منهجية. شامال منهجية في البلدان. لذا ينبغي أن يكون التدريب املقدم لألفراد العاملني في السياقات الهشة تدريبا

عند التعامل مع حاالت الهشاشة، ال يزال االحتاد األوروبي بحاجة إلى حتديد أولويات سياسته اخلارجية. فعلى الرغم من وصف فشل الدولة بأنه •تهديد في استراتيجية األمن األوروبي لعام ٢٠٠٣، فإن املصالح االستراتيجية األوروبية الرئيسية في أفريقيا جنوب الصحراء ال تزال غير واضحة. وقد أعربت بعض الدول األوروبية، ومعظمها من الدول االستعمارية السابقة، عن مخاوفها بشأن الدول الهشة في أفريقيا ألنها تشكل تهديدات مهمة مثل اإلرهاب واالجتار في ادرات واألسلحة والبشر. ولكن هذه ااوف قد ال تكون مشتركة بني جميع الدول األعضاء في االحتاد األوروبي، األمر الذي أدى إلى غياب أولويات واضحة للسياسات اخلارجية في أفريقيا، باستثناء التي حتددها الشراكات على مستوى القارات أو اتفاقية كوتونو للشراكة.

لذا فهناك حاجة إلى مزيد من البحوث في هذا اجلانب ومن املقرر أن يجريها معهد االحتاد األوروبي للدراسات األمنية (EUISS) في عام ٢٠١٠.

ما تذكر احلمائية التجارية على وجه في كثير من األحيان يلقي املسؤولون في البلدان الهشة اللوم على االحتاد األوروبي لتناقض سياساته. ودائما •التحديد على أنها عقبة أمام التنمية. وعلى الرغم من اآلليات التعويضية اجلديدة، مثل برنامج املعونة من أجل التجارة، فال يزال احلوار السياسي تخيم عليه أجواء من الريبة. لذلك فإن التعامل مع الهشاشة سيتطلب توجيه اجلهود نحو إقامة حوار حقيقي ووجود الرغبة في التغلب على

التحيزات السابقة واالعتراف باملسؤوليات املتبادلة.

٣. الهشاشة تؤدي إلى ظهور مؤسسات أمنية محلية موازية

إن اضمحالل قدرات الدولة في األوضاع الهشة ال يعني غياب احلكم. فقد أدت األوضاع الهشة إلى ظهور "مبادرات مؤسسية محلية سهلت بقاء احلياة االجتماعية وتنظيمها خالل سنوات الصراع وميكن أن تكون مفيدة في املستقبل."٦٩ إذ يبادر الزعماء التقليديون وجماعات اتمع املدني والكنائس ووكاالت املعونة بتولي مسؤولية توفير األمن.٧٠ وقد تزيد األوضاع الهشة من حدة عدم املساواة في احلصول على األمن والعدل والتعصب ضد األجانب والعنف وانعدام الشرعية وغياب املساءلة. ٧١. ومن شأن هذا النوع من "حفظ األمن املتعدد االختيارات" أن يوفر في حفظ األمن ذاتيا ولكن في بعض احلاالت كان تدني مستوى حفظ األمن وسيادة الدولة سبباشبكة أمان ويعمق الدميقراطية احمللية. ومن العوامل املساعدة في إجناح هذا الشكل البديل من حفظ األمن احلصول على استجابات مواتية من الدولة وعلى دعم

من االحتاد األوروبي.

٤. املتواليات واالختالالت ميكن أن تساهم في اإلصالح األمني-التنموي

للتعامل مع العالقة بني األمن والتنمية في األوضاع الهشة، فإن االستراتيجيات املشتركة التي جتمع بني كل أدوات السياسة في وقت واحد وفي مجموعة متسقة حلاالت انقطاع السياق.٧٢ لكن على الرغم من أهمية وجود بعض التنسيق - وخاصة ما تعتبر مناسبة متاما تتضمن أدوات سياسية وأمنية وإنسانية وتنموية غالباداخل االحتاد األوروبي - فقد ال تكون هناك حاجة إلى بذل جهد كبير في حتقيق التكامل في وقت مبكر وفي اتباع نهج متزامن أو متوازن للتعامل مع العالقة بني األمن والتنمية. ويعتبر التأرجح بني التقدم والتعديل في السياسات األمنية والتنموية أمر ال مفر منه في السياقات الهشة. وهو من األمور احملبذة ألن صناع السياسات ال يدركون النقائص واالختالالت في أعمالهم إال من خالل اإلخفاقات واملنغصات واملضايقات.٧٣ فعلى سبيل املثال، في سيراليون لم تكن هناك صالت مفاهيمية أو ما تذكر سيراليون كمثال للممارسة اجليدة، حتى من جانب جلنة املساعدة جوهرية بني مكونات إصالح القطاع األمني، الذي أجري بشكل مستقل،٧٤ ولكن كثيرا

اإلمنائية التابعة ملنظمة التعاون والتنمية.

كما أن حل املشاكل على نحو متسلسل يزيد من خطر الوصول إلى طريق مسدود في خطوة من اخلطوات أو مجال من ااالت. ومع ذلك، فبالنظر إلى احلكمة التقليدية القائلة بضرورة التنسيق، فمن املهم أن نضع في االعتبار أن التكرار واالرتباك وقلة التواصل بني األشخاص الذين يعملون على خطوط متوازية ليست أمورا

سيئة في كل احلاالت، بل وميكن حتى أن تؤدي إلى إصالحات أقل كلفة وأكثر سرعة.٧٥

إجنلبير وتال ٢٠٠٨، ص ١٢٥، ١٢٧. ٦٩

فالسنروت ٢٠٠٨، ص ٢. ٧٠

بيكر ٢٠٠٨. ٧١

فاريا وماغاالس-فيريرا ٢٠٠٧. ٧٢

هيرشمان ١٩٨١، ص ٦٦. ٧٣

هورن وآخرون ٢٠٠٦، ص ١١٠، ١١٨. ٧٤

هيرشمان ١٩٨١، ص ٦٦. ٧٥

الفصل الثامن

١٢٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 135: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

٥. ليس بالضرورة أن يتطور األمن والتنمية معا

من املهم معرفة ما إذا كان ضمان األمن يحقق التنمية البشرية املستدامة. في هذا الصدد، كشف تقييم لـ١٧ عملية من عمليات بناء الدولة التي تقودها األمم املتحدة بعد خمس سنوات من انطالقها أنه على الرغم من وجود صلة محتملة بني األمن – الذي يعرف بأنه غياب احلرب وإعادة إحكام السيطرة الكاملة على وسائل إلى نتائج ايجابية بالنسبة لسيادة العنف - وغيره من أبعاد بناء الدولة، مثل التنمية االقتصادية والدميقراطية وبناء القدرات املؤسسية، إال أن األمن ال يؤدي تلقائيا

القانون أو فعالية احلكومة أو التنمية االقتصادية والدميقراطية.٧٦

عالقة متبادلة بني هذين االني من مجاالت السياسة. وفي حني أن األمن والتنمية مختلفة، فالنمط ليس دائما وقد تتخذ الصلة بني تقدم األمن والتنمية أشكاال بطريقة وظيفية، إال أنه من املمكن التناوب بني االرتباط واالستقالل عند نقاط زمنية مختلفة وفي سياقات مختلفة.٧٧ قد ال يرتبطان ببعضهما دائما

٦. القليل قد يكون مفيدا

في بناء الدولة والتنمية بشكل أعم. غير أن اكتساب مرونة في هذا الصدد وتخصيص فترات لالنسحاب يتميز االحتاد األوروبي مبشاركته املستمرة واملستقرة نسبيااالنتقائي ميكن أن يوسع من نطاق املبادرات. لكن االفتراض القائل بأن "زيادة بناء الدولة تعني مستوى أفضل من بناء الدولة" يحظى بانتشار واسع بني صناع السياسة الغربيني،٧٨ الذين يركزون على تخصيص املوارد للبلدان الهشة التي تعتبر مهمة، مثل أفغانستان والبوسنة والعراق وكوسوفو، أكثر من البلدان التي تعتبر هامشية. ومن منطلق أمني، فإن ذلك يعني أن تشكيل بعثات عسكرية تابعة لالحتاد األوروبي واألمم املتحدة تتمتع بقدر أكبر من القوة ووفرة أكبر في الوسائل العسكرية

ووضوح أكبر في التفويضات، من شأنه أن يوفر فرصة أفضل للنجاح.

في مجال األمن والتنمية، أن بعض االنفصال واالنسحاب ميكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية.٧٩ فعندما تكون املشاركة وتظهر جتربة تنفيذ سياسات التنمية، وحتديداأكثر محدودية وانتقائية قد يتاح اال للتجريب االجتماعي وتطوير املبادرات احمللية. وإذا ما نظرنا إلى عمليات األمم املتحدة حلفظ السالم في جمهورية الكونغو ما تصور على أنها تعزز احلماية – قد أدت إلى اختيارات سياسية خلقت مشاكل خالل فترة االنتقال من احلرب جند أن املشاركة املكثفة – التي غالبا الدميقراطية مثال

إلى السالم والدميقراطية بني عامي ٢٠٠٣ و٨٠.٢٠٠٦

أو خالل احلرب). وفي حني كان إنهاء احلرب أكثر صعوبة أمنية مهمة: إذ استطاعت ١٣ من أصل ١٧ بعثة أنهاء احلرب (١٠٠٠ حالة وفاة مرتبطة باملعارك سنويا حققت بعثات بناء الدولة أهدافا ٧٦

في إعادة إحكام السيطرة الكاملة على ، فإن عمليات بناء الدولة حققت هدفها في هذا السياق كذلك (٧ من أصل ١١ حالة). وكانت بعثات بناء الدولة أقل جناحا في البلدان األشد فقراوسائل العنف (٩ من أصل ١٧ حالة). لكن هذا النجاح في اال األمني له انعكاسات محدودة على األبعاد األخرى لعملية بناء الدولة (زورخر ٢٠٠٦).

هيرشمان ١٩٨١، ص ١٤٢-١٦٦؛ وهيرشمان ١٩٩٥، ص ٢٢١-٢٣٠. ٧٧

إجنلبير وتال ٢٠٠٨، ص ١٣٥-١٣٩. ٧٨

هيرشمان ١٩٩٥، ص ١٩٠-١٩٢. ٧٩

أوتيسير ٢٠٠٩، ص ٢٥٨. ٨٠

سياسات االحتاد األوروبي ملعاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء التقرير األوروبي حول التنمية

١٢٣

Page 136: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

الفصل التاسعاالستنتاجات - األولويات واحللول املقترحة

من أدوات السياسة العامة ملعاجلة التحديات التي تفرضها الدول الهشة، وقد واظب على مراجعة واسعا ميلك االحتاد األوروبي طيفاهذه األدوات وتنقيحها بصفة منتظمة على مدى العقد املاضي. ومع ذلك، فال تزال مشاركة االحتاد األوروبي في حتسني أوضاع الدول

الهشة يعاني من "فجوة في التنفيذ" بني االلتزامات الرسمية وتفعيل السياسات.١

سياسات االحتاد األوربي ميكن أن تكون مؤثرة ١إن االحتاد األوروبي لديه القدرة على أن يؤثر على آفاق التنمية في الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء وعلى وجه اخلصوص

مساعدتها في تعزيز قدرتها على مقاومة الصدمات. ولكن لكي ينجح في ذلك، فهو بحاجة إلى تهيئة أجواء الثقة والتعلم من بني جميع الفاعلني املعنيني بالبلدان تعاونيا جتاربه واالستفادة منها. وهو ال يتولى هذه املهمة الصعبة وحده، ألنها تتطلب عمال

هشة. ويستطيع االحتاد األوروبي حتسني فعالية مشاركته عبر العمل بحسم وحتديد السياسات بصوت واحد. وال بد أن تكون املناقشات بني أعضاء االحتاد األوروبي وداخل اموعة األوروبية مفتوحة وواسعة النطاق، خاصة وأن التعامل مع الهشاشة هو مسألة بالغة احلساسية من الناحية السياسية. لكن مبجرد االنتهاء من حتديد السياسة واالتفاق عليها بشكل مشترك، يجب على االحتاد األوروبي االلتزام بالسياسة على املدى الطويل وعدم تغيير أهدافه أو مجاالت تدخله األساسية. فاملشاكل وطويل األجل من جانب الفاعلني اخلارجيني. ومن ثابتا التي تعاني منها الدول الهشة هي في األساس مشاكل هيكلية ومستمرة، ويتطلب التعامل معها التزاما أن يجعل من األسهل تبسيط اإلجراءات واحلد من البيروقراطية. ويجب على االحتاد األوروبي أن يجعل شأن تركيز اجلهود على عدد قليل من األولويات احملددة جيدا؛ كما يجب عليه تصميم سياسات عامة ملعاجلة قضايا محددة وتكييفها لتناسب التزامه جتاه الدول الهشة ذا مصداقية، وسياساته سهلة الفهم، وتأثيره كبيرا

السياقات الفردية.

للميزانية،٢ أو عندما تكون املعرفة بالسياق احمللي ذات أهمية خاصة، قد ال تكون اجلهات املانحة واملتلقية في وضع يسمح عندما تكون البلدان غير مؤهلة لتلقي دعمالها بتنفيذ سياسات املعونة أو رصدها بكفاءة. في هذه احلالة ميكن تفويض هذه املهمة إلى شركاء رسميني أو منظمات من اتمع املدني أو وكالة خدمات مستقلة (انظر املربع ٩٫٥). فقد يساعد التفويض على معاجلة املشاكل احمللية املعقدة وضمان االلتزام الكافي. وفي احلاالت التي ال تستخدم فيها املعونة بكفاءة، أو التي يوجه فيها املانحون الكثير من مساعداتهم إلى مؤسسات غير رسمية أو منظمات غير حكومية، فقد يكون من املفيد الفصل بني الوظائف اتلفة للحكومات: فصل صياغة السياسات عن تخصيص أو رصد األموال. إذ أن فصل مهمة وضع أهداف السياسات التنموية طويلة األجل عن مهمة تنفيذ تدابير السياسة، سيجعلها مستقلة عن الضغوط السياسية املباشرة، ومينع حدوث مشاكل في االلتزام، وينمي القدرات الفنية املالئمة. واألساس الذي يقوم عليه هذا التقسيم موجود بالفعل،

رغم أنه ستكون هناك حاجة إلى تغييرات في احلكم حتى يتسنى تنفيذ السياسات طويلة األجل بطريقة فعالة.٣

املزايا النسبية لالحتاد األوروبي ١٫١يتمتع االحتاد األوروبي مبيزة نسبية في صياغة االستراتيجيات ملساعدة البلدان الهشة على تعزيز مرونتها؛ والستغالل هذه امليزة، يجب عليه أن يركز أعماله على تنمية رأس املال البشري واالجتماعي ودعم التطوير املؤسسي على املستويني احمللي واإلقليمي. وتعود جذور هذه امليزة النسبية إلى تاريخ االحتاد األوروبي اخلاص في توسيع عضويته وكذلك إلى اموعة الضخمة من السياسات التي يستطيع االحتاد األوروبي الركون إليها لبلورة أعماله. وكما أوضح الفصل الثامن، فعلى خالف معظم وكاالت املعونة،٤ يستطيع االحتاد األوروبي أن يستخدم أي تركيبة من التجارة، والزراعة، ومصائد األسماك، والهجرة، وتغير املناخ، والبيئة، والبعد االجتماعي أو سلبيا، على هشاشة الدولة ميتد إلى أبعد للعوملة، والبحث والتطوير، ومجتمع املعلومات، والطاقة، واألمن، واحلكم. فتأثير هذه السياسات، سواء كان إيجابيا

بكثير من تقدمي املساعدة املالية.

وعالوة على ذلك يتميز االحتاد األوروبي بأن له تاريخ قائم على حتقيق التطوير املؤسسي داخل مجتمعات متباينة ومعقدة لديها مؤسساتها احمللية اتلفة. ولدى االحتاد األوروبي خبرة طويلة في معاجلة مشاكل الدول ذات املؤسسات العاجزة أو التي متر مبرحلة انتقالية خالل تاريخ االحتاد األوروبي من توسيع عضويته. واستطاع بعض أعضاء االحتاد األوروبي احلاليني (اليونان والبرتغال وأسبانيا) االنتقال السلمي من الديكتاتورية العسكرية إلى الدميقراطية خالل السبعينات. وخالل التسعينات، قدم في أنظمة احلكم وفي آليات االلتزام جذريا املساعدة لبلدان أوروبا الشرقية خالل حتولها االقتصادي الذي تطلب إصالحات مؤسسية مهمة، وتغييرا االحتاد األوروبي أيضا

ة أدوات" في حاالت الهشاشة. التابعة للدولة. وتعد هذه التجارب في حد ذاتها ميزة نسبية، ألن االحتاد األوروبي يستطيع استخدام جتربته اخلاصة كـ"مجموع

. يناقش الفصل الثامن باستفاضة اجلوانب التي تزيد فيها احلاجة إلى التدخل حتى تكون التزامات االحتاد األوروبي أكثر جناحا ١

انظر منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي (٢٠٠٩) لالطالع على مناقشة حول الظروف التي يكون فيها دعم امليزانية هو الطريقة املناسبة لتوفير املعونة في الدول الهشة. ٢

كولير ٢٠٠٩أ. ٣

انظر ورقة املعلومات األساسية التي أعدها كولير (٢٠٠٩أ) في الد ١ب حول هذه النقطة. ٤

١٢٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 137: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ما تركز وكاالت املعونة واملؤسسات الدولية على تدابير تصحيحية قصيرة األجل أو، بسبب واجباتها املؤسسية، على قضية واحدة بعينها.٥ ولدى الواليات وغالبااملتحدة مجموعة من السياسات مشابهة لسياسات االحتاد األوروبي ولكن تاريخها يختلف عن تاريخه، وعلى الرغم من جتدد اهتمامها بأفريقيا جنوب الصحراء، .٦ ومتيل الصني (والدول العربية) إلى التركيز على إنشاء البنى التحتية وعلى االستثمار األجنبي املباشر في األراضي، وهو أمر قد يكون إال أنها بعيدة عنها جغرافيا بإنشاء البنى التحتية، إال أنه ينبغي أن يركز جهوده على تنمية رأس املال البشري نعمة أو نقمة على البلدان املستفيدة. وفي حني أن االحتاد األوروبي قد يهتم أيضا

واالجتماعي واملؤسسات التي تدخل ضمن ااالت التي يتمتع فيها االحتاد األوروبي مبيزة نسبية.

احلاجة إلى تدخل االحتاد األوروبي في سياق عاملي غير موات ١٫٢إن تعبئة املوارد احمللية وتقوية مؤسسات الدولة والتماسك االجتماعي هما املفتاحان لتعزيز املرونة. ولكن بحكم التعريف، يصعب على الدول الهشة القيام بهاتني بااطر. ومحفوفا كبيرا املهمتني وحدها. لذلك ففي حني أن هناك حاجة إلى تدخل االحتاد األوروبي، فإن معاجلة الهشاشة في أفريقيا جنوب الصحراء تشكل حتديا

وكذلك فإن التقاعس عن العمل له عواقب وخيمة على املانحني واملتلقني على حد سواء. فبالنسبة للبلدان الهشة، تتجلى هذه العواقب في ضعف التنمية البشرية من أفريقيا ومن مشاكلها املتمثلة في االنفجار السكاني واالجتار غير وانعدام األمن املرتبط بالفجوات املستمرة في التنمية. أما بالنسبة ألوروبا - القريبة جغرافيا

املشروع والتهريب والقرصنة والعنف القائم على نوع اجلنس - فإن االنعكاسات السلبية قد تكون هائلة.

ما تخضع الدول الهشة وما يزيد من صعوبة التحدي هو أن االحتاد األوروبي ينبغي أن يشارك في الدول الهشة وفي الوقت نفسه أن يحترم سيادتها الوطنية. ونادراللمساءلة أمام مواطنيها، ولكن ينبغي إعطاؤها مساحة كافية لتتولي ملكية سياساتها. وفي حني أن انخفاض قدرة الدول الهشة على فرض القانون يقوض

قدرتها على حتصيل الضرائب، فإن عجزها عن إدارة املوارد احمللية بفعالية يعيق استقاللها وقدرتها على إدارة احلكم.

كما أن األزمة االقتصادية واملالية لعام ٢٠٠٩ قد جعلت املشاركة في الدول الهشة مهمة أكثر مشقة. فقد تضررت الدول الهشة بشدة من أزمة لم يكن لها يد فيها ويتوقع أن تدفع مبزيد من البلدان إلى دائرة الهشاشة، مما يزيد من صعوبة بلوغها األهداف اإلمنائية لأللفية بحلول املوعد النهائي احملدد لها في عام ٢٠١٥. وكان على البلدان الهشة: ازمتي الغذاء والوقود. وكان لقرب تزامن هذه األزمات مدمرا على دخل الفرد وقد أسفرت عن أزمتني أخرتني تركتا أثرا قويا سلبيا لهذه األزمة تأثيرا هشة، في محاولة لالستجابة ملا كانت تعتقد مضاعفا، ما جعل حاالت الطوارئ هي القاعدة ال االستثناء. وتعرضت البلدان التي تعاني أوضاعا سلبيا الثالث أثرا

للتغلب على الهشاشة. أنها صدمات قصيرة األجل، لفقدان املنظور طويل األجل الذي يعد ضروريا

بعبء الديون املاضية ومشاكل اجتماعية داخلية خطيرة تقلق مضاجع بلدان االحتاد األوروبي. لكن األزمة جتعل االلتزام بالسياسات وتتأثر البيئة االقتصادية أيضا أكثر أهمية، إلى جانب زيادة كفاءة استخدام املعونة اإلمنائية. وقد كانت السياسات املرحلية القصيرة األمد وضعف التنفيذ والرصد واالنقسام طويلة األجل أمراواالزدواجية في تقدمي باملعونة من العوامل املسببة لعدم الكفاءة. لذا ينبغي استبدال تلك العوامل بالقواعد البسيطة املذكورة أعاله: التحدث بصوت واحد والتركيز

على السياسات طويلة األجل وتفويض الشركاء، حسب االقتضاء.

دور الفاعلني غير احلكوميني في البلدان الهشة ١٫٣ولطاملا كانت الدولة هي نقطة الدخول الرئيسية بالنسبة للمانحني، الذين يعتبرون التدخل من خالل مؤسسات الدولة وسيلة لزيادة املساءلة، ومعاجلة مظاهر عدم

املساواة بني اجلنسني، وخلق الثقة، وإنشاء إطار قانوني مشترك، وضمان سيادة القانون.

لكن مؤسسات الدولة احلالية متأثرة باجلذور التاريخية لتكوين الدولة وتفاعالتها مع اخلصائص اجلغرافية واجلماعات العرقية أو الدينية. وعالوة على ذلك، متيل احلكومات في أفريقيا جنوب الصحراء إلى االدعاء بأنها غير مسؤولة عن حالة الهشاشة، ملقية باللوم على أسباب "خارجية".

من خارج هيكل الدول الهشة - لديها معرفة بالسياق احمللي لذلك فإن بناء الدولة وحتقيق التماسك االجتماعي يتطلبان تعبئة جهات فاعلة غير حكومية - أحياناواملوارد البشرية القيمة

على سبيل املثال، انظر "سعر الغذاء العاملي" في حاالت الطوارئ الغذائية. ٥

غارتنر ٢٠٠٩. ٦

االستنتاجات - األولويات واحللول املقترحة التقرير األوروبي حول التنمية

١٢٥

Page 138: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

األولويات واحللول املقترحة ٢ينبغي أن ينظر االحتاد األوروبي في اخلصائص املشتركة للدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء واخلصائص التي تنفرد بها كل منها (انظر الفصل الثاني) وكذلك امليزة النسبية التي يتفوق بها على غيره من املانحني واملؤسسات الدولية (انظر املناقشة الواردة أعاله

والفصل الثامن) عند حتديد أولوياته. وعلى الرغم من وجود اختالف بني البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء في نواح عديدة، إال أنها تتشابه في بعض نقاط الضعف املشتركة التي تعرقل قيام

دولة قوية قادرة على أداء وظائفها األساسية. وتتمثل هذه العوامل املعرقلة في:

العجز عن تعبئة املوارد احمللية وما يترتب على ذلك من اعتماد كبير على املصادر اخلارجية للدخل. •

اعتماد النظام االقتصادي على عدد قليل (وفي معظم البلدان، واحد فقط) من املنتجات األولية، مما يؤدى إلى عدم استقرار منط النمو وشدة تركيز عائدات •الصادرات.

سوء حالة بناها التحتية املادية وغير املادية، األمر الذي يحول دون استفادة البلدان من فوائد العوملة، ومن ثم يعيق وصولها إلى أسواق املقصد الرئيسية. •

انخفاض مستوى التنمية البشرية، مما يقوض القدرة على اغتنام ما يلوح من فرص. •

زيادة التعرض خلطر نشوب صراعات مسلحة. •

إن هذه اخلصائص تعرقل ما يشكل الهدف اجلوهري من املشاركة اخلارجية في البلدان الهشة، وهو املساهمة في العملية الوطنية لبناء الدولة.٧ وقد أقر االحتاد األوروبي هذه األولوية األساسية في "اإلجماع األوروبي بشأن التنمية"،٨ لذلك ينبغي أن تركز مشاركاته في البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء على هذا الهدف طويل

األمد. وتساعد هذه اخلصائص املشتركة اخلمس على حتديد خمس أولويات رئيسية ملشاركات االحتاد األوروبي في البلدان الهشة:

األولوية ١: حتديد ودعم القوى واجلهات احملركة لبناء الدولة والتماسك االجتماعي. يعود السبب في تعقيد املساعدة األوروبية في مجال بناء الدولة إلى حقيقة أنها ال ميكن أن تعتمد على رؤية خارجية لهذه العملية. فعملية بناء الدولة بالنسبة للبلدان الهشة األفريقية الهشة لن تشبه عملية بناء الدولة التي شهدتها أوروبا في القرن التاسع عشر.٩ وعلى غرار ذلك، لن تكون درجة التماسك االجتماعي واحدة بني األعراق واألديان التي تعود اختالفاتها ملئات السنني. لذلك تلعب املعرفة في املشاركة اخلارجية في البلدان الهشة. وهذه املعرفة ضرورية لتحديد أي الفاعلني ميكن أن يكونوا من القوى احملركة للتغيير، ليخرجوا حاسما بالسياق احمللي دوراهذه البلدان من دائرة الهشاشة، رمبا من خالل مسارات مختلفة. وفي حني أنه يتعني تعزيز "فاعلي التغيير"، وال سيما تشجيع مشاركة املرأة في بناء الدولة، فمن املهم أيضا، حتى تنجح استراتيجية نشر الدميقراطية، أن يتم تقويض "أصحاب حق الفيتو"١٠ احملتملني ودعم القادة في جهودهم إلعادة بناء ثقة اجتماعية جديدة بني الدولة واملواطنني وبني مختلف الفصائل واألعراق التي يخشى عليها من الوقوع في براثن الصراع. ففي حال تعرض جماعات معينة للتمييز ولالستبعاد من

التمثيل السياسي، تزيد احتماالت نشوب الصراعات ويصعب اخلروج من دائرة الهشاشة.

وعلى الرغم من وجود بعض القدرة التنظيمية في الدول الهشة،١١ فإن هذه القدرة بحاجة إلى أن يعاد توجيهها إلى أهداف مشتركة أخرى، مثل تعبئة املوارد احمللية مهما، ولكن في بعض الدول الهشة قد تفتقر الفصائل العرقية أو الدينية وإدارة إيرادات املوارد الطبيعية بشكل أفضل. وتستطيع مجموعات النخبة أن تلعب دوراإلى احلافز الكافي لبناء قدرات فعالة للدولة بل وقد يكون لها مصلحة في تقويضها. ومن ثم ال يوجد لديها دافع للتوصل إلى توافق في اآلراء. ويؤدي انعدام التماسك

االجتماعي إلى إضعاف املطالبة باحلكم اجليد على مستوى اتمع احمللي.

األولوية ٢: جتسير الفجوة بني االحتياجات قصيرة األجل والسياسات ومقومات املرونة طويلة األجل. لتحويل االهتمام في الدول الهشة من تلبية االحتياجات العاجلة قصيرة األجل إلى التخطيط للمستقبل، يستطيع االحتاد األوروبي إنشاء آليات تأمني للحد من مخاطر تقلب إيرادات الصادرات. ومع وجود قاعدة إيرادات (املربع ٩٫١)، تستطيع الدول الهشة تصميم سياسات محلية طويلة األجل. ولكن بالنظر إلى انخفاض مرونة البلدان الهشة في مواجهة الصدمات أكثر استقرارااخلارجية، وعلى وجه اخلصوص التقلبات في أسعار السلع األولية وفي معدالت التبادل التجاري، فإن القدرة التنموية ملساعدات املانحني على تعزيز آليات مواجهة ااطر

بورغينيون وآخرون (٢٠٠٨). عن إمكانية استخدام تدفقات املعونة في "تلطيف الصدمات الدولية" يجب أن تدرس بعناية، كما أشار مؤخرا والتأمني ضدها، فضال

انظر منظمة التعاون والتنمية/جلنة املساعدة اإلمنائية ٢٠٠٧. ٧

جلنة مجلس البرملان األوروبي ٢٠٠٦. ٨

بأنها تعبر عن اإلرادة اجلماعية للشعب. ما تعتبر ضرورية لبناء الدولة. ولكن من احملتمل أن يتم التالعب باالنتخابات ما لم يؤمن الناس جميعا االنتخابات غالبا ٩

انظر ماغن ومورلينو ٢٠٠٨، ص ٢٥٦-٢٥٧. ١٠

على سبيل املثال، فإن بعض البلدان قادرة على تنظيم القوات، والبعض اآلخر قادر على جعل نظام التعليم يعمل بشكل جيد، والبعض اآلخر لديه أنظمة فعالة لتحويل األموال. ١١

الفصل التاسع

١٢٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 139: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املربع ٩٫١: مقترح لتحقيق االستقرار لإليرادات بإعادة ما تتحكم فيه الظروف الطارئة، يستطيع االحتاد األوروبي أن يتعهد مقدما ملساعدة الدول الهشة على إطالة اإلطار الزمني لسياساتها، الذي غالباتوجيه تدفقات املعونة إلى البلدان التي تهبط أسعار صادراتها إلى ما دون مستوى التفعيل. في هذه احلالة تستطيع الدول الهشة أن تسعى إلى حتقيق

األولويات طويلة األجل، لعلمها بأن إيراداتها لن تهبط إلى ما دون مستوى معني.

حتديد سلة املنتجات وسعر التدخل، وذلك لكن التنفيذ ميكن أن يكون مهمة شاقة، واخلطوة األولى فيها هي إنشاء التزام موثوق به. ويجب أن يتم مسبقا لتفادي التعارض مع اإلنتاج احمللي وخيارات التصدير. وينبغي توضيح أن آلية حتقيق االستقرار هي آلية مؤقتة. وميكن مكافأة البلدان التي تخصص أمواال

. للسياسات طويلة األجل، في مجال التعليم أو الصحة مثال

وتتمتع اموعة األوروبية مبيزة نسبية تتفوق بها على غيرها من اجلهات املانحة في توفير الدعم لهذه اآللية. فمن غير املرجح أن تخصص فرادى البلدان حصة كبيرة من مدفوعات املعونة ملثل هذه اآللية األوتوماتيكية، فيما تستطيع اموعة األوروبية - التي متثل مصالح البلدان األعضاء - أن تلتزم بدعم مثل لتجنب مشاكل املصداقية). هذه اآللية مبصداقية أكبر. وميكن أن تسند مهمة رصد هذه األموال إلى منظمات اتمع املدني احمللية (بشكل مسبق أيضا

األولوية ٣: زيادة رأس املال البشري واالجتماعي. إن االستثمار في التعليم في الدول الهشة، ومحاولة تضييق الفجوة بني اجلنسني، وبناء رأس املال االجتماعي كلها عوامل حاسمة في حتقيق منو وتنمية مستدامني. فالبلدان الهشة تعاني من انقطاعات في التعليم العام، وهو ما يؤدي الى انخفاض معدالت االلتحاق بالتعليم للتعليم العالي. ففي عام ١٩٧٠، كانت نسبة إملام وارتفاع معدالت األمية بني البالغني. وينبغي توفير التمويل الكافي ليس للتعليم األساسي فحسب بل وأيضاالبالغني بالقراءة والكتابة ٣٠ في املائة في أفريقيا جنوب الصحراء، وبحلول عام ١٩٩٠ بلغت ٥١ في املائة، وبحلول ٢٠٠٦ بلغت ٦٣ في املائة (لكنها لم تتعد ٥٩ في املائة في الدول الهشة). ويتعني سد هذه الفجوة في معدالت اإلملام بالقراءة والكتابة بأسرع ما ميكن. فمن خالل رفع معدالت اإلملام بالقراءة والكتابة، تستطيع البلدان الهشة حتسني سجلها في مجال التنمية البشرية إلى حد كبير وتعزيز النمو االقتصادي. ويشكل تعليم النساء أهمية خاصة ألنه يؤثر على معدالت اخلصوبة وعلى أن تكون هناك تدخالت موجهة للفتيان والشبان، وخاصة في البلدان الهشة اخلارجة من الصراعات، صحة ورفاهية أفراد األسرة، وخاصة األطفال١٢. ومن املهم أيضاوذلك للحد من جاذبية األنشطة غير املشروعة كاالجتار بالبشر أو التهريب. وعلى هذه اخللفية، قد ال يكون التعليم هو احلل الوحيد للشباب من الذكور؛ فمن املمكن تنفيذ تدابير للحد من القواعد الصارمة ولضمان خلق بيئة أعمال مالئمة تقل فيها احلواجز االقتصادية أو البيروقراطية (بدون أي تكلفة). وهو أمر ضروري خللق أيضا

. فرص عمل ومن ثم إعطاء أمل في املستقبل لألجيال الشابة وإقناعهم بأن االنضمام إلى صفوف املتمردين ليس هو السبيل الوحيد للمضي قدما

وتستطيع البلدان األعضاء في االحتاد األوروبي أن تفتح حدودها للطالب من الدول الهشة، ملعرفتها أن التعليم األجنبي يساهم في التطوير املؤسسي في البلدان من خالل تطوير اجلامعات ومراكز البحوث احمللية ووضع حوافز تشجع على االبتكار في مجاالت مثل األصلية (املربع ٩٫٢)١٣. وباستطاعة االحتاد األوروبي أن يساعد أيضا

ترشيد استخدام املياه في ظل الظروف املناخية غير املواتية والتعامل مع مشاكل صحية مثل اإليدز واملالريا.

املربع ٩٫٢: سياسات االحتاد األوروبي وتنمية رأس املال البشري األفريقيياو نياركو، جامعة نيويورك

يشكل رأس املال البشري أحد العناصر املهمة للتنمية االقتصادية. وفي أفريقيا جنوب الصحراء، ال تزال مستويات رأس املال البشري منخفضة، على الرغم من االستثمارات احلكومية الهائلة في مجال التعليم. وتعتبر زيادة تنمية رأس املال البشري في أفريقيا جنوب الصحراء - وهي واحدة من أفضل الطرق

. ومميزا فعاال لتحسني مستويات املعيشة والتنمية االقتصادية – أحد ااالت التي يستطيع االحتاد األوروبي أن يلعب فيها دورا

د بها). فهناك حاجة إلى وقد أبرزت دراسات عديدة الصلة بني رأس املال البشري والتنمية االقتصادية (انظر شبيغل وبن حبيب ٢٠٠٥ واملراجع املستشهعمالة ماهرة لتسهيل تبني تقنيات جديدة، وإدخال أنشطة تنظيم املشاريع، وتشغيل وإدارة نظم الرعاية الصحية، ووضع خطط االقتصادات الوطنية. وعلى في العديد من البلدان ق على التعليم، إال أن معدل التحصيل التعليمي ال يزال منخفضا الرغم من ارتفاع النسب املئوية من امليزانيات احلكومية التي تنف

األفريقية. ففي عام ٢٠٠٠، وهو العام األخير الذي تتوافر له بيانات دولية وافية إلى حد ما١٤، كان عدد الغانيني من حملة املؤهالت اجلامعية - في بلد يزيد

لألدلة القولية (انظر غارتنر ٢٠٠٩)، فإن أطفال األمهات اللواتي حصلن على خمس سنوات من التعليم االبتدائي هم أكثر احتماال بنسبة ٤٠ في املائة للعيش إلى ما بعد سن اخلامسة. وفقا ١٢

. الرتفاع معدالت الوفيات دون سن اخلامسة في البلدان الهشة، كما ورد في الفصلني األول والثاني، فإن أثر مثل هذا االستثمار ميكن أن يكون عظيما وبالتالي فنظراانظر، على سبيل املثال، سبيليمبرغو ٢٠٠٩. ١٣

دوكير ومرفوق، ٢٠٠٥. ١٤

االستنتاجات - األولويات واحللول املقترحة التقرير األوروبي حول التنمية

١٢٧

Page 140: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

عدد سكانه على ٢٠ مليون نسمة - حوالي ٨١٠٠٠. ولوضع هذا الرقم في سياق مناسب، فإن جامعة نيويورك (التي أعمل فيها وهي واحدة من بني جامعات أخرى عديدة في والية نيويورك) يبلغ عدد املسجلني فيها حوالي نصف هذا العدد. وهناك انخفاض مماثل في العديد من البلدان األفريقية األخرى – كينيا فيها ١٢٤٠٠٠، وأوغندا فيها ٦٣٠٠٠. وفي العديد من البلدان األفريقية، تتراوح النسبة املئوية حلملة املؤهالت اجلامعية من الفئة العمرية ذات الصلة بني

٣ و٥ في املائة - أدنى بكثير من املعايير الدولية - وهي تبلغ حوالي ٧٠ في املائة في جمهورية كوريا وسنغافورة وبلدان أخرى.

نفس – أي تقريبا والصورة بالنسبة لألطباء ال تقل خطورة عن ذلك. ففي عام ٢٠٠٤ في غانا، كانت البيانات تشير إلى أن عدد األطباء ال يتعدى ١٨٦٠ طبيبا في عام بكلية الطب في جامعة نيويورك. وهذا الرقم يعني أنه يوجد طبيب واحد لكل ١١٢٠٠ مريض. وسجلت ماالوي ١٢٤ طبيبا عدد امللتحقني حاليا٢٠٠٤، ما يعني أن نسبة األطباء إلى املرضي هي نسبة مخيفة حيث يوجد طبيب واحد لكل ٨٨٠٠٠ مريض، في حني أنه يوجد في الغرب طبيب واحد لكل

٢٢٧ مريض في إيطاليا وطبيب واحد لكل ٤٧٦ مريض في اململكة املتحدة.

كبيرة في تنمية رأس املال البشري منذ االستقالل في أوائل الستينيات، لكن ال يزال هناك الكثير مما وقد قطعت بلدان أفريقيا جنوب الصحراء أشواطا إلى موضوع هجرة األدمغة، يجب عمله. ولكن مبجرد أن يتطرق احلديث إلى موضوع تراكم املهارات في أفريقيا، فإن النقاش يتحول في جميع األحوال تقريباالتي تستخدم كحجة للحد من املساعدات اخلارجية املوجهة للتعليم العالي في أفريقيا وهجرة العمالة املاهرة إلى الغرب. لكن هذا خطأ. فهناك الكثير من التفاصيل الدقيقة في قياس كل من هجرة األدمغة وعوائدها. لذلك فإن هذا مجال يستطيع االحتاد األوروبي أن يضطلع فيه بدور قيادي بطريقة ميكن

أن تعود بفوائد جمة على أفريقيا جنوب الصحراء - وعلى بلدان االحتاد األوروبي كذلك.

وهناك ارتفاع في نسب األفارقة من حملة املؤهالت اجلامعية الذين يعيشون في اخلارج: ٥٢ في املائة بالنسبة لسيراليون، ٤٦ في املائة لغانا، ٤٤ في املائة ، فإن هجرة األدمغة هي عينة من املهارات املوجودة لكينيا، و٣٥ في املائة ألوغندا. لكن هناك العديد من التفاصيل الدقيقة تتعلق بقياس هجرة األدمغة. أوال إدارة املستشفيات والوزارات وغيرهما من املؤسسات في أفريقيا هم في مناطق جغرافية مختلفة في حلظة معينة من الزمن. فالكثير ممن يتولون حالياأناس سافروا إلى اخلارج للدراسة ثم عادوا بعد ذلك مبهارات متطورة. وكان هؤالء األشخاص في وقت من األوقات يدخلون ضمن إحصاءات األدمغة املهاجرة. وتشكل مهارات األشخاص الذي يعودون بعد تلقي التدريب في اخلارج أهمية حاسمة للتنمية الوطنية في البلد األصلي. وتظهر البيانات ارتفاع نسبي في

معدالت العودة بعد االنتهاء من الدراسة، لذلك فهناك قدر ال بأس به من تداول األدمغة وليس مجرد هجرتها.

إلى أهمية حتويالت العاملني في اخلارج بالنسبة القتصادات البلد األصلي. وقد حاول إيسترلي ونياركو (٢٠٠٩) حتديد إيجابيات وتشير األبحاث احلديثة أيضالة. وسلبيات هجرة األدمغة، معتبرين التحويالت وعودة املهارات من اإليجابيات. ويشير ذلك البحث إلى أهمية تداول األدمغة بالنسبة للبلدان املرس

لهجرة األدمغة. فإمكانية مغادرة البلدان األصلية إلكمال الدراسة في اخلارج أو احلصول على أجور أعلى تزيد كبيرا حتفيزيا وقد أظهرت أبحاث أخرى أثرامن الرغبة في احلصول على التعليم العالي، الذي قد يؤدي إلى زيادة مستويات التعليم في االقتصاد احمللي حتى بعد سفر البعض إلى اخلارج. وحتى لو عاد جميع األطباء الغانيني واملاالويني املقيمني في اخلارج إلى أوطانهم، فإن نسبة األطباء إلى املرضى ستبقى أدنى بكثير من املعايير الدولية. فما نحتاج إليه

هو زيادة هائلة في مستويات املهارات زيادة مبقدار ١٠ أضعاف أو أكثر في معدالت االلتحاق بالتعليم.

وهناك عدة توصيات تنبثق من هذا التحليل:

إنشاء نظام البطاقة األوروبية الزرقاء، على غرار البطاقة األمريكية اخلضراء. ومن شأن مختلف املقترحات املتعلقة بالبطاقة األوروبية الزرقاء أن •تسهل الهجرة إلى أوروبا من أجل اكتساب املهارات، ما يؤدي إلى زيادة رفاهية األشخاص الذين يهاجرون والتحويالت التي يرسلونها إلى أفراد أسرهم. ومن املتوقع أن يعود الكثيرون في نهاية املطاف إلى بلدانهم األصلية مبهارات أفضل. وينبغي تشجيع عودة العمال واملهنيني املهرة إلى بلدانهم األصلية (مع منح حملة البطاقة أجازات مرنة). وفي ظل املنافسة العاملية على املهارات، سيساعد نظام البطاقة األوروبية الزرقاء على متكني أوروبا من املنافسة بفعالية أكبر مع الواليات املتحدة وبطاقتها اخلضراء في جذب أصحاب املهارات العالية. وفي حال تصميم هذا النظام بشكل

مناسب، فسوف تستفيد منه بلدان أفريقيا جنوب الصحراء وبلدان االحتاد األوروبي على حد سواء.

ينبغي توسيع عقود الهجرة الثنائية التي تسمح بهجرة عدد محدد من العمال من أفريقيا إلى أوروبا. وينبغي تصميم هذه العقود بشكل يتيح •ويشجع عودة أصحاب املهارات إلى بلدانهم األصلية.

ينبغي زيادة برامج قروض الطالب واالستثمارات في مجال التعليم املهني لسد احلاجة إلى زيادات هائلة في العمالة املاهرة واملهنية في أفريقيا. •وميكن لهذه العملية أن تصبح ذاتية التمويل، من خالل وضع جداول سداد عالية للطالب الذين يهاجرون وخصومات للطالب الذين يبقون في بلدانهم

األصلية، وال يطلب من جميع الطالب سداد القروض إال عندما يبدأون العمل. ويستطيع االحتاد األوروبي أن يساهم في متويل إنشاء هذه البرامج.

جزء من التاريخ البشري. ويرجح أن يكون منبع جميع الهجرات هو الهجرات البشرية الكبرى إن الهجرة وتنقل األشخاص، املهرة وغير املهرة، كانت دائمامن الوادي املتصدع في شرق أفريقيا، والتي أدت في النهاية إلى االستقرار البشري األول فيما تعرف اليوم بقارة أوروبا. كما بدأت موجات هجرة ضخمة تخرج من أوروبا لالستقرار في العالم اجلديد في القرن السادس عشر. وفي القرن الثامن عشر، بدأ األفارقة يتدربون في اجلامعات األوروبية. وكانت كلية فوراه باي للعبيد العائدين ثم بعد ذلك في سيراليون، وهي واحدة من أوائل اجلامعات التي أنشئت على النمط األوروبي في أفريقيا جنوب الصحراء، في البداية مركزا

أصبحت حاضنة حلركات االستقالل األفريقية.

الفصل التاسع

١٢٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 141: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

في إفشال العملية املهمة لتنمية املهارات وتداول ومن اخلطأ الفادح أن يسمح لألزمة املالية احلالية والفهم اخلاطئ ملوضوع هجرة األدمغة بأن يكونا سببا من ذلك، ميكن استخدام الرغبة في الهجرة والفوائد انية من الهجرة بشكل خالق لزيادة مستويات رأس املال البشري في أفريقيا جنوب األدمغة. وبدال

الصحراء وفي الوقت نفسه حتقيق الفائدة ألوروبا.

األولوية ٤: دعم حتسني احلكم على املستوى اإلقليمي، مبا في ذلك عمليات التكامل اإلقليمي. ميكن الستجابات السياسة العامة على املستوى اإلقليمي أن تستفيد من آليات التكامل اإلقليمي التي تساعد على استبطان االنعكاسات غير املباشرة في البلدان ااورة أو حتل محل بعض نقاط الضعف املؤسسية احمللية

(املربع ٩٫٣).

املربع ٩٫٣: مستوى مناسب من التكامل اإلقليمي في إطار االستراتيجية األفريقية-األوروبية املشتركة (JEAS)، يستطيع االحتاد األوروبي تشجيع املزيد من احلوار السياسي على املستوى دون اإلقليمي واملساهمة في التنفيذ الفعال ملبدأ الالمركزية في اتخاذ القرار القائم على الثقة. كما أن للقيادات احمللية أهمية في جعل الترتيبات اإلقليمية تساعد على بناء الدولة. وهناك حاجة إلى حوافز كافية لتشجيع الدول القائدة في املنطقة مثل نيجيريا وجنوب أفريقا على الدخول الكامل في اتفاقيات إقليمية

للشراكة االقتصادية وعلى االضطالع بدور قيادي.١٥

وبسبب التباين االقتصادي الواسع داخل التجمعات اإلقليمية األفريقية، من املرجح أن يؤدي التكامل مع اموعة األوروبية (والسوق العاملية) إلى تأثيرات من التفاوت داخل اموعة متفاوتة بني البلدان. ومن احملتمل أن ينشأ أو يتعزز نظام "احملور واألضالع" على املستوى دون اإلقليمي، مما يخلق توترات ومزيداالفرعية. وقد تكون هناك حاجة إلى إنشاء آليات نقل للتخفيف من هذه احلاالت واحلد من التفاوتات اإلقليمية. وينبغي أن تكون مشاريع االستثمار دون اإلقليمية مصممة ومدعمة بشكل يجعلها تعزز التقارب احمللي. وفي إطار االستراتيجية األفريقية-األوروبية املشتركة ميكن توجيه احلوارات السياسية مع القادة دون اإلقليميني نحو تشجيع مشاركتهم في هذه اآلليات التعويضية دون اإلقليمية. وفي هذا الصدد، يستطيع االحتاد األوروبي االستفادة من جتربته

الذاتية في تشجيع إنشاء صناديق هيكلية دون إقليمية.

هذه البلدان لم توقع على أي اتفاقات مؤقتة وتتعامل مع االحتاد األوروبي مبوجب أنظمة جتارية أخرى. ١٥

االستنتاجات - األولويات واحللول املقترحة التقرير األوروبي حول التنمية

١٢٩

Page 142: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وتتيح اتفاقيات التجارة اإلقليمية للبلدان األفريقية حتقيق وفورات احلجم، وحتسني التنافسية احمللية، وزيادة العائد على االستثمارات وجذب االستثمار األجنبي املباشر، مما يؤدي إلى نقل التقنية وحتقيق النمو االقتصادي. كما تستطيع االتفاقيات اإلقليمية متكني االقتصادات من حشد املوارد من أجل تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال أقوى البنية التحتية، وبالتالي استبطان اآلثار اإلقليمية وعبر القطرية ملثل هذه االستثمارات.١٦ ومن شأن هذه االتفاقيات أن متنح البلدان األفريقية الصغيرة صوتا

في التفاوض على اتفاقيات مع تكتالت جتارية أخرى أو شركاء من القطاع اخلاص.

وبالنظر إلى وفورات احلجم في توفير األمن وغيره من السلع العامة، وإلى إنتاج السلع اخلاصة غير القابلة للتداول، ميكن للمرء أن يجادل بأن الدولة األفريقية النمطية دولة صغيرة للغاية.١٧ وتشير النظريات املقبولة في موضوع االستبطان إلى أن الطريقة املثلى لتوفير السلع العامة اإلقليمية (مثل البنى التحتية للنقل والشبكات عبر القطرية) واحلد من "الشرور" العامة اإلقليمية (مثل سباقات التسلح بني دول اجلوار، وانتشار األمراض، وانعدام األمن في املناطق احلدودية) تتحقق من خالل

إنشاء ترتيبات فيما بني الدول األفريقية.

أدوات لبناء املؤسسات، وأن تساعد على تعزيز إصالحات السياسة العامة التي تنشئ آليات االلتزام - وهو ما وميكن التفاقيات التكامل اإلقليمي أن تكون أيضايشكل أهمية خاصة للدول التي تعاني من ضعف في القدرة احمللية على االلتزام. فاالنضمام إلى تكتل جتاري له "قواعد تنظيمية" قوية ميكن أن يساعد على إرساء

اإلصالحات الدميقراطية وإضفاء املصداقية على الدول األعضاء.

ولم يحقق نهج التكامل اإلقليمي سوى جناح محدود في أفريقيا جنوب الصحراء حتى اآلن. وقد ميثل تطبيق القواعد مشكلة إلى جانب الغموض املرتبط بالقيادة ما كان هناك سوء تنفيذ للسياسات اإلقليمية بسبب سوء إدارة احلكم، وضعف الهياكل املؤسسية الوطنية، وغياب اإلرادة السياسية. وكانت اإلقليمية. وكثيرا للغاية، فلم ينقل إال القليل من السلطة اآلثار االقتصادية التفاقيات التجارة مخيبة لآلمال بعض الشيء، وكان التكامل اإلقليمي للسلطة السياسية محدوداللمنظمات اإلقليمية.١٨ وتضع مشكلتا انعدام األمن والهشاشة حتديات أمام جناح التكامل اإلقليمي.١٩ وكان السبب األولي لإلقليمية السياسية في أفريقيا يكمن

في التشبث القوي بسيادة الدولة ومبدأ عدم التدخل.٢٠

ويعكس إنشاء الشراكة اجلديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد - NEPAD) أحدث احملاوالت لـ"حشد السيادة" لتحسني احلكم من خالل اآللية األفريقية ملراجعة النظراء. وتتفق هذه التطورات األخيرة مع وجهة النظر التي تعترف بأهمية عالقات االعتماد املتبادل اإلقليمية، التي تؤدي إلى ظهور مجموعات الهشاشة،٢١ وكذلك بفشل النهج الذي "يركز على الدولة" (على غرار النمط األوروبي) في بناء القدرات.٢٢ لذا ينبغي زيادة تعزيز هذه العمليات اإلقليمية لبناء القدرات من أجل دعم بناء

الدولة في البلدان الضعيفة (املربع ٩٫٤).

املربع ٩٫٤: معضلة القيادة والهيمنة في عملية بناء احلكم اإلقليمية ما تكون أكثر فعالية عندما يشارك فيها شركاء كبار يتمتعون بقدر أكبر من تشير االعتبارات النظرية إلى أن عملية بناء احلكم على املستوى اإلقليمي غالبا إلى املصداقية في تطبيق قواعد التكتل وبالتالي يشكلون دعامات قوية لبناء املؤسسات السياسية. وفي الوقت نفسه، يجب أن يكون فرض القواعد مستنداقواعد. ويجب على الشركاء الكبار عدم استغالل تفوقهم (ومصداقيتهم) في فرض القواعد ألي دوافع انتهازية أو لغرض الهيمنة. ويشكل هذا األمر معضلة إلى فرض هيمنته. وقد يؤدي هذا على فرض قواعد التكتل قد تدفعه أيضا هامة فيما يتعلق بالسياسات وهي أن اخلصائص التي جتعل الشريك الكبير قادرا

الغموض إلى خلق شعور بعدم الثقة داخل التكتل واحلد من فعالية النظام القائم على قواعد.

(ECOWAS - إيكواس) وفي أفريقيا يتجلى هذا الوضع في االتفاقني اإلقليميني اللذين مت إبرامهما مع شريكني مهيمنني: اجلماعة االقتصادية لدول غرب أفريقيامع نيجيريا واجلماعة اإلمنائية للجنوب األفريقي (سادك - SADC) مع جنوب أفريقيا. وقد شجع وجود العب رئيسي في املنطقة على ظهور بعض مقومات القيادة التي سمحت بإرسال بعثات أمنية أفريقية إلى أجزاء من القارة (ليبيريا وليسوتو). ولكن في كلتا احلالتني، كانت هناك افتراضات بأن استخدام اآلليات اإلقليمية يعد مبثابة تبرير بأثر رجعي لدوافع انتهازية. كذلك فإن مكانة جنوب أفريقيا كمطبق ذي مصداقية لـ"قواعد احلكم اجليد" في اجلماعة اإلمنائية في نفوس شركائها اإلقليميني. وكما بسبب تاريخها في الفصل العنصري وعدم الثقة املوروث الذي ال يزال موجودا للجنوب األفريقي قد تقوضت أيضاأشار أحد املراقبني، فإن "إدعاء جنوب أفريقيا أحقيتها في تولي دور "مدير األمن" في اجلنوب األفريقي ليس بال منازع، وإن لم يتم تأكيد ذلك رسميا، وخاصة

من بلدان مثل زميبابوي كانت تتمتع في السابق بهيمنة إقليمية قبل إعادة إدماج جنوب أفريقيا في اجلماعة".٢٣ وقد استمرت التفاوتات االقتصادية

انظر كولير ٢٠٠٦. تؤكد األونكتاد (٢٠٠٩)، على سبيل املثال، أن التعاون اإلقليمي ينبغي أن يركز على تنمية البنى التحتية وتشدد على الفوائد انية من البنى التحتية املشتركة؛ ففي شرق ١٦

تربط أوغندا باحمليط عن طريق كينيا. ثم تغير ذلك في عام ١٩٧٧ عندما انقسمت سكك حديد شرق أفريقيا وتشكل وسيلة نقل رخيصة نسبيا أفريقيا "كانت السكة احلديد تدار إقليمياإلى قطاعات وطنية تدار على املستوى الوطني. وأدى هذا االنقسام إلى خفض كفاءة السكك احلديدية ألنه فرض تكاليف إضافية تتعلق باإلدارة والصيانة ومراقبة احلدود وتكاليف أخرى

للتنسيق" ص ٤١.كولير ٢٠٠٦. ١٧

يانغ وغوبتا ٢٠٠٥. ١٨

جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقيا (UNECA) ٢٠٠٦ وفانتا ٢٠٠٨. ١٩

غاندوا ٢٠٠٥. ٢٠

جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقيا ٢٠٠٤. ٢١

كابالن ٢٠٠٦. ٢٢

كوبو ٢٠٠٧، ص ١٧. ٢٣

الفصل التاسع

١٣٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 143: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

في تغذية مشاعر الغيرة واخلوف من الهيمنة اإلقليمية والتي قلصت من شرعية جنوب أفريقيا كقائد الهائلة بني جنوب أفريقيا وشركائها اإلقليميني أيضاإقليمي. كما أنها دفعت بعض البلدان األخرى األعضاء في اجلماعة إلى الدخول في ترتيبات إقليمية بديلة للحد من هيمنة جنوب أفريقيا.٢٤

األولوية ٥: تعزيز األمن في املنطقة. هناك حاجة إلى جهد طويل األمد للحفاظ على استمرار، بل وزيادة، رغبة املواطنني األوروبيني في مواصلة املشاركة في احلكم العاملي. وعند تصميم السياسات األمنية، يجب على صناع السياسة األوروبيني أن يضعوا في االعتبار حقيقة أن األعمال في عدد من ااالت، من الزارعة ومصائد األسماك إلى التجارة، قد تكون لها انعكاسات أمنية وأن املبادرات األمنية قد تكون لها انعكاسات على التنمية والتجارة. لذا يجب على االحتاد األوروبي أن يتحول من نهجه النمطي القائم على الهندسة االجتماعية والذي يركز على األدوات املتاحة له إلى التركيز على املشكلة ذاتها واتباع نهج استراتيجي أكثر مرونة يعترف بالطبيعة الشائكة والسياسية لكثير من أهداف وسياسات املانحني. وال يعد اللجوء املتزايد إلى وسائل إدارة األزمات املدنية والعسكرية فرصة لتشجيع التخطيط للتفكير بطريقة أكثر استراتيجية، وكذلك فرصة ملكافأة سلوك ااطرة لدى العاملني (العسكري واملدني واملتعلق باملعونة/التنمية) فحسب وإمنا فرصة أيضا من تنفيذ خطة موجودة من قبل، ميكن في حاالت الهشاشة. ويأتي جتاهل االحتياجات األمنية للسكان بنتائج عكسية: بدال ما يكون ضروريا احملليني، الذي غالبا

حتقيق الكثير إذا ما أخذت االحتياجات األمنية للسكان على محمل اجلد، كخطوة أولى نحو حتقيق ملكية محلية حقيقية.

احلاجة إلى نهج مرن وطويل األجل ٢٫١للتعامل مع التباين في أداء وخصائص الدول الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء، يحتاج االحتاد األوروبي إلى نهج مرن وأشكال جديدة من إدارة املعونات واملساعدات

اإلمنائية لتحسني كفاءته (املربع ٩٫٥).

املربع ٩٫٥: إعادة تقييم إدارة املعونات رامون مارميون، املعهد اجلامعي األوروبي

إن فعالية أي سياسة متويل تعتمد على طريقة تنفيذها. وهذا األمر له أهمية خاصة بالنسبة للمعونات املقدمة للدول الهشة. وقد مت االعتراف بهذه املشكلة منذ زمن طويل؛ حيث كانت محور تركيز إعالن باريس بشأن فعالية املعونة لعام ٢٠٠٥ وكذلك برنامج عمل أكرا لعام ٢٠٠٨.

ويتطلب تصميم اإلدارة الفعالة لسياسات املعونة في البداية حتديد اجلهات الفاعلة (اجلهات املانحة، واحلكومات املانحة، واجلهات املستفيدة، وحكومات البلدان املستفيدة) والعالقات فيما بينهم، مبا في ذلك حتديد من هو املسؤول عن وضع األهداف العامة واحملددة والبرامج املقابلة ومن الذي سينفذها. ومن

األهمية مبكان حتديد دور وكاالت املعونة ومدى استقالليتها فيما يتعلق باجلهات الفاعلة األخرى.

وأبسط تصميم إلدارة املعونة هو دعم امليزانية في حاالت عدم وجود مشاكل تتعلق باألهلية أو حاجة خاصة إلى الرصد.٢٥ وفي مثل هذا الوضع املثالي، تقل ألن احلكومات املستفيدة (تتطابق هنا مع اجلهات املستفيدة) تعمل مباشرة على تنفيذ السياسات الصحيحة. وقد تضع احلاجة إلى وكاالت املعونة نظرا عامة. إال أن مثل هذا الشكل املثالي في كثير من األحيان أهدافا محددة – ولكن أيضا عامة، لكن احلكومات املستفيدة تضع أهدافا اجلهات املانحة أهدافا أن البلدان املستفيدة لديها مؤسسات حكومية قادرة على متثيل مصالح املستفيدين، وتتمتع بدرجة عالية من التطور، لدعم املعونة يفترض مسبقاوملتزمة بتنفيذ السياسات اجليدة. ولكن األمر ليس كذلك في الدول الهشة. في الواقع فإن مشكلة االلتزام تنشأ حتى في البلدان النامية التي تعتبر ما تعني أن السياسات التنموية تعاني من تخفيضات تقديرية عندما حتصل غيرها اإلدارة فيها جيدة إلى حد معقول: فمراجعة امليزانية السنوية غالبامن االحتياجات احلادة على األسبقية. وقد أعطت األزمة املالية األخيرة أمثلة عديدة على مشكلة االلتزام هذه - وهي مشكلة ميكن تفاديها عن طريق منح

تفويض بتنفيذ سياسات املعونة وااللتزام بتوفير ميزانيات متعددة السنوات لوكاالت املعونة.

عندما تتقوض الثقة بفعل التحوالت التقديرية في ومن جهة أخرى، فإن مشاكل االلتزام ال تقتصر على مشاكل التمويل التقديري، وإمنا تظهر أيضا لوجود أساسيا السياسات، أو عندما تكون سياسات املعونة عرضة للتالعب من قبل مجموعات نافذة. لذلك فإن تخفيف مشاكل االلتزام يعتبر مبرراوكاالت معونة تتمتع باالستقاللية والقدرة على حتقيق األهداف طويلة األجل دون حتوالت تقديرية وتشوهات محلية. واملبرر الثاني هو أنه عندما يتطلب دعم امليزانية – سواء املقدم حلكومات أو منظمات غير حكومية - مراقبة عن كثب، أو عندما تكون سياسة املعونة آلية غير فعالة وتوجد حاجة إلى تنفيذ

برامج للمعونة، تصبح سياسة املعونة مهمة في غاية التعقيد تتطلب ما يكفي من القدرة والتخصص واملعرفة بالبيئة احمللية واالحتراف.

على سبيل املثال، فإن الدول األعضاء في اجلماعة اإلمنائية للجنوب األفريقي مالوي وموريشيوس وزميبابوي وزامبيا - من بني البلدان الهشة - تشارك في الوقت نفسه في السوق املشتركة ٢٤

للشرق واجلنوب األفريقي (الكوميسا).فيما يتعلق بشروط األهلية وقضايا الرصد ذات الصلة، انظر مكتب التعاون للمعونة األوروبية (٢٠٠٩). ٢٥

االستنتاجات - األولويات واحللول املقترحة التقرير األوروبي حول التنمية

١٣١

Page 144: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

العتماد هذه الوكاالت على نة ضد مشاكل االلتزام، أو متلك القدرة الكافية ملعاجلتها. ونظرا ال الوكاالت املانحة وال الوكاالت احلكومية املستفيدة محصحكوماتها، فإنها ال تستطيع عزل نفسها عن التحوالت في السياسات وامليزانيات. وتفتقر الوكاالت املانحة، البعيدة عن البلدان املستفيدة، إلى ما يلزم من حوافز مالئمة ومعرفة محلية وثقة لرصد أو تنفيذ سياسات املعونة بطريقة فعالة ومستمرة. كما أن الوكاالت احلكومية املستفيدة، وهي قريبة جدامن اجلهات املستفيدة، قد تتأثر باموعات احمللية النافذة لتحويل املعونات عن استخداماتها األكثر كفاءة، أو قد تفتقر إلى احلوافز املناسبة لرصد توزيع املعونات، التي تكون إما في شكل دعم للميزانية أو برامج للمعونة؛ فقد تكون لديها املعرفة احمللية، لكنها تفتقر إلى القدرة على التعلم من اآلخرين أو

على بناء السمعة والثقة الالزمني جلذب التمويل اخلارجي.

إلى إعادة تقييم إدارة املعونة. ويجب على اجلهات املانحة وفي إطار مبادئ إعالن باريس وبرنامج عمل أكرا حول 'امللكية' و'االصطفاف'،٢٦ هناك حاجة أيضا(وحكومات البلدان النامية) حتديد األهداف العامة وااللتزام بسياسات التنمية طويلة األجل. ومن أفضل الطرق للمحافظة على هذا االلتزام إسناد تنفيذ البرنامج إلى وكاالت املعونة اخلدمية وحتويل األموال إليها. ولكن من الشواغل املباشرة لهذا األمر هو ما إذا كان هذا النهج املفتوح واألكثر تنافسية سيؤدي إلى تفاقم مشكلة التجزؤ.٢٧ إن تعدد اجلهات املانحة واملستفيدة ميكن أن يكون نعمة. لكن مشكلة التجزؤ تنشأ من وجود عدد هائل من الوكاالت، لكل منها أشكال مختلفة من العالقات املنغلقة، و/أو قدرة محدودة للغاية على رصد وإدارة برامج املعونة املعقدة، وما إلى ذلك. وكما هو احلال في الصناعات اخلدمية التنافسية األخرى، فيمكن حتقيق وفورات احلجم في مجال توفير خدمات املعونة، ويجب على الوكاالت التي توفر خدمات املعونة املتخصصة أن

حتدد احلجم والتخصص املناسب لها، مما يجنبها الوقوع في مشكلة التجزؤ غير الفعال.٢٨

وخالصة القول أن هناك عدة مبادئ لإلدارة والثقة ينبغي اتباعها في مجال سياسات املعونة:

اجلهات املانحة وحكومات البلدان النامية ينبغي أن حتدد األهداف طويلة األجل ("الدخول في حوار مفتوح وشامل حول سياسات التنمية"). •

برامج املعونة، أو برامج دعم امليزانية التي حتتاج إلى رصد، ينبغي إسنادها إلى وكاالت املعونة اخلدمية، التي يجب أن تستفيد من معرفتها بالبيئة •احمللية في حتديد األهداف والبرامج احملددة، ومن معرفتها احمللية واملتخصصة في تقييم ورصد برامج املعونة أو دعم امليزانية.

الوكاالت اخلدمية ينبغي أن تكون مستقلة عن اجلهات املانحة وحكومات البلدان النامية واملستفيدين النهائيني. •

وخاضعة للمساءلة. كافيا وكاالت املعونة ينبغي أن تكون متخصصة ومستقرة وممولة متويال •

اجلهات املانحة ينبغي أن تكون قادرة على تخصيص األموال للوكاالت اتلفة، والوكاالت ينبغي أن تكون قادرة على توجيه املعونة بناء على النتائج، •وليس فقط العالقات القائمة.

ينص برنامج عمل أكرا على أن "حتقيق النتائج التنموية - واخلضوع للمساءلة العلنية عنها - يجب أن يكون في صميم كل ما نقوم به." وتشكل املبادئ - لهذا الهدف، في احلاالت التي ال يتيسر فيها حتقيق النتائج مبجرد حتويل األموال، الذي يعتبر اآللية اخلمسة املذكورة هنا إعادة تأكيد - وتعريف أكثر حتديدااملثالية لدعم امليزانية. ولتطبيق هذه املبادئ على سياسة املعونة اإلمنائية لالحتاد األوروبي جتاه الدول الهشة في أفريقيا هناك حاجة إلى إعادة تقييم وإعادة هيكلة كاملة إلدارة املعونة. فإدارة معونات االحتاد األوروبي تهيمن عليها وكاالت الدول األعضاء وتعاني، كما يقر إعالن باريس، من التجزؤ وانعدام التنسيق، وارتفاع تكاليف املعامالت على احلكومات ذات القدرة اإلدارية احملدودة، وعدم كفاية الرصد والتقييم والتعلم. ومع ذلك، فمن خالل االستفادة من خبرات

الوكاالت القائمة واتباع املبادئ اخلمسة املذكورة أعاله، يصبح في اإلمكان حتسني هياكل إدارة املعونة.

يشدد إعالن باريس وبرنامج أكرا على أهمية 'امللكية' (يجب على البلدان النامية وضع استراتيجيات خاصة بها للحد من الفقر، وحتسني مؤسساتها، والتصدي للفساد)، و'االصطفاف' (يجب ٢٦

على البلدان املانحة االصطفاف وراء هذه األهداف واستخدام النظم احمللية). من بني جهود املعونة الدولية من للدراسة التي أجراها دبليو إيسترلي وتي فوتز (٢٠٠٨) على ٣١ وكالة ثنائية و١٧ وكالة متعددة األطراف فإن "احتمال أن يكون دوالران اختيرا عشوائيا وفقا ٢٧

نفس اجلهة املانحة إلى نفس البلد ولنفس القطاع هو ١ في ٢٦٥٨". على احلاجة إلى وجود هيكل أكثر تنافسية لـ"الوكاالت اخلدمية" (وهو يطلق عليها "الهيئات اخلدمية املستقلة"؛ انظر بولد وكولير وزايتلن (٢٠٠٩). وهو يبني حجته بي كولير شدد أيضا ٢٨

على احلاجة إلى التخفيف من مشاكل االلتزام. وهو يرى أنها هيئات خدمية وطنية أو محلية. وأنا أرى على التعقيد الذي يتسم به تخصيص ورصد أموال املساعدات. "إن حجتي تقوم أيضا – عبارة عن وكاالت معونة خدمية متعددة األطراف تعمل في العديد من البلدان." أنها في املقام األول - وليس حصريا

الفصل التاسع

١٣٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 145: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

وحتتاج بعض البلدان الهشة في أفريقيا جنوب الصحراء بشكل أساسي إلى حتسني ترتيبها على مؤشر التنمية البشرية، في حني أن البعض اآلخر منها يحتاج إلى بناء مؤسسات حكومية ذات مصداقية. وباملثل، حتتاج غالبية هذه البلدان إلى االعتماد بدرجة أكبر على اتمع املدني. كما أن بعض هذه البلدان تعاني من الصراع أو متر مبرحلة ما بعد الصراع وبالتالي حتتاج إلى مساعدة عسكرية. وفي النهاية، فإن بعضها يحتاج قبل كل شيء إلى مكافحة فيروس نقص املناعة البشرية/

إلى تعزيز رأسمالها البشري ومتكينه، مع التركيز بشكل خاص على تعليم املرأة - الذي ينعكس على رفاهية اإليدز أو املالريا. غير أن جميع هذه البلدان بحاجة أيضااألسرة – وكذلك الشباب من الذكور، للحد من خطر حدوث اضطرابات اجتماعية وأنشطة غير مشروعة.

ومبجرد االنتهاء من حتديد األولويات، يجب على االحتاد األوروبي التعهد بالتزامات طويلة األجل فيما يتعلق بالسياسات وامليزانيات، دون التدخل في سيادة الدول. ومن شأن هذه االلتزامات أن تتيح للدول الهشة إطالة اإلطار الزمني لصياغة وتنفيذ السياسات. كما أن آليات الرصد ومراجعة النظراء لها أهمية بالغة في حتقيق

األهداف التنموية وتعزيز املرونة.

للتباين الشاسع بني البلدان الهشة في أفريقيا إن االنتقال من األولويات إلى احللول املقترحة واملبادئ التوجيهية للتدخل يتطلب معرفة عميقة بالظروف احمللية، نظراجنوب الصحراء. ولكي تكون احللول املقترحة بشأن السياسات مؤثرة فال بد أن تقابلها معرفة جيدة بالسياق احمللي. وعالوة على ذلك، يتعني على االحتاد األوروبي أن يتحدث مختلفة في أي حلظة من بصوت واحد وأن يدرك أن بناء الدولة وحتقيق التماسك االجتماعي في القارة األفريقية هما عمليتان طويلتا األجل، وميكن أن تتخذا أشكاال

على األرض. وصحيح أن اتمع مشمول في الدولة، لكن الدولة تخترق وتعيد هيكلة العالقات االجتماعية. كافيا وكذلك دعما متواصال الزمن وتتطلبان اهتماما

االستنتاجات - األولويات واحللول املقترحة التقرير األوروبي حول التنمية

١٣٣

Page 146: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

املراجعمراجع النظرة العامة

جامعة مطبعة أوكسفورد: .The Bottom Billion .٢٠٠٧ بي. كولير، أوكسفورد.

The Political Economy of Fragile States ٢٠٠٩أ. بي. كولير، .and Implications for European Development Policy

ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

Wars, Guns, and Votes – Democracy in Dangerous .كولير، بي. ٢٠٠٩بPlaces. نيويورك: هاربر كولينز.

EU 2009 Report on Policy Coherence for .موعات األوروبيةجلنة اDevelopment. تقرير قدمته اللجنة إلى الس، والبرملان األوروبي، واللجنة االقتصادية واالجتماعية األوروبية، وجلنة املناطق. وثيقة (٢٠٠٩) ٤٦١. بروكسل .

Official .01/C 46/2006 "جلنة مجلس البرملان األوروبي. ٢٠٠٦. "اإلجماع األوروبيJournal of the European Union. بيان مشترك للمجلس وممثلي حكومات الدول األعضاء في اجتماعات داخل الس، والبرملان األوروبي، واللجنة املعنية

بسياسات االحتاد األوروبي التنموية.

State-building in the .٢٠٠٨ .(GTZ) الفني للتعاون األملانية الوكالة Context of Fragile Statehood and Poor Government PerformanceLessons Learnt by German Development Cooperation –. إيشبورن:

التعاون اإلمنائي األملاني.

Resource .٢٠٠٩ .(OECD) منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي Flows to Fragile and Conflict-Affected States – Annual Report

٢٠٠٨. باريس: منظمة التعاون والتنمية.

،٢٠٠٧ .(OECD/DAC) اإلمنائية املساعدة والتنمية/جلنة التعاون منظمة Principles for Good International Engagement in Fragile States

and Situations. باريس: منظمة التعاون والتنمية.

مراجع الفصل األول .Persistence of Civil Wars .أسيموغلو، دي. ودي تيتشي وإيه فنديني. ٢٠٠٩ ورقة قدمت في االجتماع السنوي للرابطة االقتصادية األوروبية وجمعية االقتصاد

القياسي، ٢٣-٢٧ أغسطس/آب، برشلونة.

.African Development Report 2008/2009 .بنك التنمية األفريقي. ٢٠٠٩تونس: بنك التنمية األفريقي.

Doubly Traumatised – Lack of access to .منظمة العفو الدولية. ٢٠٠٧ justice for female victims of sexual and gender-based violence

in northern Uganda. لندن: منظمة العفو الدولية.

Civil Wars Beyond Their Borders: The Human Capital .بايز، جي. ٢٠٠٨and Health Consequences of Hosting Refugees. ورقة حول سوق

العمل. بون: معهد دراسات العمل.

European ."The EU Response to Fragile States." .بريسكو، آي. ٢٠٠٨ .Security Review، 42: 7-10

.Capacity Development in Fragile States .برينكرهوف، دي دبليو. ٢٠٠٧ورقة مناقشة رقم 58D. ماستريخت: املركز األوروبي إلدارة سياسات التنمية.

What Are the Preconditions for" .٢٠٠٨ كولير. وبي إل. شوفيه، Turnarounds in Failing States?"، Journal of Peace and Conflict

Management 25 (4): 332-348.

The Cost of Failing States and .شوفيه، إل. وبي كولير. وإيه هوفلر. ٢٠٠٧the Limits to Sovereignty. ورقة بحثية ٣٠/٢٠٠٧. هلسنكي: جامعة األمم

(UNU-WIDER) املتحدة-املعهد العاملي لبحوث االقتصاد اإلمنائي

.Empire in Denial: The Politics of State-Building .تشاندلر، دي. ٢٠٠٦لندن: مطبعة بلوتو.

جامعة مطبعة أوكسفورد: .The Bottom Billion .٢٠٠٧ بي. كولير، أوكسفورد.

Wars, Guns, and Votes – Democracy in Dangerous .كولير، بي. ٢٠٠٩بPlaces. نيويورك: هاربر كولينز.

."On the Duration of Civil War." .كولير، بي. إيه هوفلر وإم سودربوم. ٢٠٠٤ .Journal of Peace Research 41 (3): 253-73

التنمية وزارة لندن: .White Paper .٢٠٠٩ .(DFID) الدولية التنمية وزارة الدولية.

ديكسيت، إيه. ٢٠٠٤. Lawlessness and Economics. برينستون: مطبعة جامعة برينستون.

دريز، جي. وإيه، سني. ١٩٨٩. Hunger and Public Action. أوكسفورد: مطبعة جامعة أوكسفورد.

"Can the West Save Africa?". Journal of .٢٠٠٩ إي. دبليو إيسترلي، .Economic Literature 47 (2): 373-447

Fragile Situations— .إنغبرغ-بيدرسن، إل، وإل. أندرسن وإف ستيبوتات. ٢٠٠٨Current Debates and Central Dilemmas. تقرير رقم: ٢٠٠٨:٩. كوبنهاغن:

املعهد الدمناركي للدراسات الدولية.

اإلنترنت على (FAOSTAT) لفاو ملنظمة اإلحصائية البيانات قاعدة الفاو. /http://faostat.fao.org)، تاريخ الدخول ١٢ سبتمبر/أيلول ٢٠٠٩).

الفاو. ٢٠٠٨. State of Food Insecurity in the World 2008. روما: الفاو.

Fishery and Aquaculture Country Profiles – Somalia. .الفاو. ٢٠٠٩ ،(http://www.fao.org/fishery/countrysector/FI-CP_SO/en

تاريخ الدخول ٩ يوليو/متوز ٢٠٠٩).

Situation of Fragility: Challenges .فاريا، إف وبي ماغاالس فيريرا. ٢٠٠٧for an European Response Strategy. ماستريخت: املركز األوروبي إلدارة

سياسات التنمية.

Aid Volatility and Donor-Recipient" .فيلدينغ، دي وجي مافروتاس. ٢٠٠٨ . Economica."Characteristics in 'Difficult Partnership Countries'.

75 (299): 481-494

Piracy Off Somalia: UN Security Council" .٢٠٠٨ دي. غيلفويل، ."Resolution 1816 and IMO Regional Counter-Piracy Efforts.

.699-International and Comparative Law Quarterly 57: 690

."Private Security and Local Politics in Somalia." .هانسن، إس جي. ٢٠٠٨ .Review of African Political Economy 35 (118): 585-598

Fragility and MDG Progress: How Useful .هارتغن، كي وإس كالسن. ٢٠٠٩?is the Fragility Concept. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول

التنمية لعام ٢٠٠٩.

The Myth of the Failed State and the War on Terror:" .هيهر، إيه. ٢٠٠٧ A Challenge to the Conventional Wisdom.". Journal of Intervention

.and State Building 1 (3): 307-332

١٣٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 147: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

Welthungerhilfe منظمة ،(IFPRI) املعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية .The Challenge of Hunger 2008 .Concern Worldwide 2008 ومنظمة.

واشنطن العاصمة، وبون، ودبلن.

."Challenging the Discourse on Fragile States." .٢٠٠٧ إي. إكبي، .Conflict Security & Development 7 (1): 85-124

"Bad Neighbors: Failed States and Their .إقبال، زد وإتش ستار. ٢٠٠٨ Consequences.". Conflict Management and Peace Science 25 (4):

.315-331

: Governance Matters VII.٢٠٠٨ ماستروزي. وإم كراي، إيه دي، كوفمان، Aggregate and Individual Governance Indicators, 1996–2007. ورقة عمل. معهد البنك الدولي، إدارة احلكم ومكافحة الفساد، واشنطن العاصمة:

البنك الدولي.

"What Price the Kalashnikov? The Economics .كيليكوت، بي. ٢٠٠٧أ ،Small Arms Survey 2007: Guns and the City في .of Small Arms."حرره إي جي بيرمان، وكي كراوس، وإي لوبرون، وجي ماكدونالد. كامبريدج: مطبعة

جامعة كامبريدج، ٢٥٧-٢٨٧.

Weaponomics: The Global Market for Assault .كيليكوت، بي. ٢٠٠٧بRifles. ورقة عمل حول املرحلة االنتقالية بعد انتهاء الصراع رقم ١٠. واشنطن:

البنك الدولي.

"Black Holes: On Terrorist Sanctuaries and .٢٠٠٨ آر. كورتويغ، .Governmental Weakness.". Civil Wars 10 (1): 60-71

The Perils of Weakness: Failed States and .٢٠٠٤ دي. المباخ، Perceptions of Threat in Europe and Australia. ورقة قدمت في مؤمتر قد في "األجندات األمنية اجلديدة: املنظور األوروبي واملنظور األسترالي" الذي ع

مركز مينزيس، ١-٣ يوليو/متوز، كينغز كوليدج، لندن.

"Better Off Stateless: Somalia Before and After .ليسون، بي تي. ٢٠٠٧ Government Collapse.". Journal of Comparative Economics 35

.(4): 689-710

The Forgotten States: Aid Volumes and .ليفن، في ودي دوالر. ٢٠٠٥Volatility in Difficult Partnership Countries (1992–2002). ورقة دت للعملية التعليمية واالستشارية في الشراكات الصعبة للجنة موجزة أع

املساعدة اإلمنائية. أوكسفورد: إدارة السياسات.

"Perceived Security Threat and the Global Refugee .ماندل، آر. ١٩٩٧ . Armed Forces and Society 24 (1): 77-103.Crisis."

."Dangerous Waters.". Survival 51 (1): 21-25 .مينخاوس، كي. ٢٠٠٩

"Fighting Against Malaria: .مونتالفو، جي جي وإم رينال-كويرول. ٢٠٠٧ Prevent Wars While Waiting for the Miraculous Vaccines.". Review

.of Economics and Statistics 89 (1): 165-177

Dead Aid: Why Aid Is Not Working and How There .مويو، دي. ٢٠٠٩Is Another Way for Africa. لندن: آلن لني.

."Weak States, State Failure, and Terrorism." .٢٠٠٧ إي. نيومان .Terrorism and Political Violence 19 (4): 463-88

State Failure and the Re-Emergence of .٢٠٠٨ دي. نينتشيتش، Maritime Piracy. ورقة قدمت في املؤمتر السنوي التاسع واألربعني لرابطة

الدراسات الدولية، ٢٦-٢٩ مارس/آذار.

Resource Flows to Fragile and Conflict- .منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٨التعاون منظمة باريس: .Affected States – Annual Report 2007

والتنمية.

Resource Flows to Fragile and Conflict- .منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٩التعاون منظمة باريس: .Affected States – Annual Report 2008

والتنمية.

DAC Statistics Online Database. http://stats. .منظمة التعاون والتنمية/oecd.org/qwids (تاريخ الدخول ٢٥ أغسطس/آب ٢٠٠٩).

Principles for Good .منظمة التعاون والتنمية/جلنة املساعدة اإلمنائية. ٢٠٠٧International Engagement in Fragile States and Situations. باريس:

منظمة التعاون والتنمية.

African Economic .منظمة التعاون والتنمية وبنك التنمية األفريقي. ٢٠٠٩Outlook 2009. باريس وأديس أبابا: منظمة التعاون والتنمية وبنك التنمية

األفريقي.

""Failed" States and Global Security: Empirical .باتريك، إس. ٢٠٠٧ Questions and Policy Dilemmas.". International Studies Review

.9: 644-662

رينال-كويرول، إم. ٢٠٠٩. Fragility and Conflicts. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

""Failed" States and Global Security: Empirical .باتريك، إس. ٢٠٠٧ Questions and Policy Dilemmas.". International Studies Review.

.9: 644-662

ستيوارت، إف وجي براون. ٢٠٠٩. Fragile States. ورقة عمل رقم ٥١. أوكسفورد: مركز البحوث حول عدم املساواة واألمن البشري واالنتماء العرقي.

"War Economies in a Regional Context: .٢٠٠٤ كي. ستودارد، .Overcoming the Challenges of Transformation.". IPA Policy Report

نيويورك: أكادميية السالم الدولية.

"Do Terrorist Networks Need a Home?". .تاكيه، آر وإن جفوسديف. ٢٠٠٢ .The Washington Quarterly 25 (3): 97-108

Hundreds of thousands of women raped for being .الغارديان. ٢٠٠٧on the wrong side. ١٢ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٧.

2008 Global Trends .٢٠٠٩ .(UNHCR) مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني - Refugees, Asylum-seekers, Returnees, Internally Displaced and

Stateless Persons. جنيف: مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني.

مفوضية األمم املتحدة لشؤون الالجئني. ٢٠٠٩. قاعدة البيانات اإلحصائية للسكان على اإلنترنت. جنيف: مفوضية شؤون الالجئني.

Human Development Report .٢٠٠١ .(UNDP) برنامج األمم املتحدة اإلمنائيSomalia – 2001. نيويورك: برنامج األمم املتحدة اإلمنائي.

.Human Development Report 2008 .برنامج األمم املتحدة اإلمنائي. ٢٠٠٨نيويورك: برنامج األمم املتحدة اإلمنائي.

Cocaine .٢٠٠٧ .(UNODC) واجلرمية بادرات املعني املتحدة األمم مكتب Trafficking in West Africa. The threat to stability and development(with special reference to Guinea-Bissau). فيينا: مكتب األمم املتحدة

املعني بادرات واجلرمية.

Transnational Trafficking .درات واجلرمية. ٢٠٠٩مكتب األمم املتحدة املعني با.and the Rule of Law in West Africa: A Threat Assessment. فيينا:

مكتب األمم املتحدة املعني بادرات واجلرمية.

1325 Peacewomen .٢٠٠٦ .(WILPF) الرابطة النسائية الدولية للسلم واحلريةE-News 77 (٢٣ مايو/أيار).

Global Monitoring Report 2007 – Confronting .البنك الدولي. ٢٠٠٧the Challenges of Gender Equality and Fragile States. واشنطن

العاصمة: البنك الدولي.

املراجع التقرير األوروبي حول التنمية

١٣٥

Page 148: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

Global Monitoring Report 2009 – A Development .البنك الدولي. ٢٠٠٩أEmergency. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

Crisis Hitting Poor Hard in Developing ٢٠٠٩ب. الدولي. البنك http://go.worldbank.org/.EXC/بيان صحفي رقم ٢٢٠/٢٠٠٩ .World٠PGNOX87VO (تاريخ الدخول ٢١ مارس/آذار ٢٠٠٩) واشنطن العاصمة: البنك

الدولي.

"Fragile States: Securing Development.". Survival .زوليك، آر بي. ٢٠٠٨ .50 (6): 67-84

مراجع املربع ١٫١ Chickens when they Hatch: The .كليمنز، إم، إس راديليت وآر بافناني. ٢٠٠٤Short-term Effect of Aid on Growth، ورقة عمل رقم ٤٤ ملركز التنمية

العاملية، واشنطن العاصمة: مركز التنمية العاملية.

"Aid Allocation to Fragile States: .٢٠٠٩ فيني، إس وإم ماكغيليفري. Absorptive Capacity Constraints.". Journal of International

.Development 21 (5): 618-632

"Aid and Growth in Sub- .غوماني، كي، وإس جيرما، وأو موريسي. ٢٠٠٥ Saharan Africa: accounting for transmission mechanisms.". Journal

.of International Development 17 (8): 1055-1075

"Aid Instability as a Measure of .٢٠٠٠ موريسي. وأو آر لينسينك، Uncertainty and the Positive Impact of Aid on Growth.". Journal

.of Development Studies 36 (3): 31-49

"Controversies .ماكغيليفري، إم، وإس فيني، وإن هيرميس، وآر لينسينك. ٢٠٠٦ over the Impact of Development Aid: It Works, It Doesn’t, It Might, but that Depends…". Journal of International Development 18

.(7): 1031-1050

ماكغيليفري، إم وإس فيني. ٢٠٠٨. Aid and Growth in Fragile States. ورقة مناقشة رقم ٠٣/٢٠٠٨ للمعهد العاملي لبحوث االقتصاد اإلمنائي. هلسنكي:

املعهد العاملي لبحوث االقتصاد اإلمنائي.

"Does Aid Increase Growth?". Progress in .٢٠٠١ أو. موريسي، .Development Studies 1 (1): 37-50

مراجع املربع ١٫٢

State Fragility—Concept and .باليامون-لوتز، إم وإم ماكغيليفري. ٢٠٠٨Measurement. ورقة بحثية رقم ٤٤/٢٠٠٨. هلسنكي: املعهد العاملي لبحوث

االقتصاد اإلمنائي.

دبليو وجي إستاتش، وإيه ديركون، وإس بيناسي-كيريه، وإيه إف، بورغينيون، غانينغ، وآر كانبور، وإس كالسن، وإس ماكسويل، وجي-بي بالتو، وإيه سبادارو. Millennium Development Goals at Midpoint: Where Do We .٢٠٠٨?Stand and Where Do We Need to Go. ورقة معلومات أساسية للتقرير

األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"Contrasting Visions for Aid and .٢٠٠٩ هيولم. ودي في شوتراي، Governance in the 21st Century: The White House Millennium Challenge Account and DFID’s Drivers of Change.". World

.Development 37 (1): 36-49

Wars, Guns, and Votes – Democracy in Dangerous .كولير، بي. ٢٠٠٩بPlaces. نيويورك: هاربر كولينز.

Council Conclusions on an EU Response .مجلس االحتاد األوروبي. ٢٠٠٧to Situations of Fragility. اجتماع مجلس العالقات اخلارجية رقم ٢٨٣١،

١٩-٢٠ نوفمبر/تشرين الثاني، بروكسل .

"The Increasing Selectivity of Foreign Aid, .دوالر، دي وفي ليفن. ٢٠٠٦ .1984–2003.". World Development 34 (12): 2034-2046

Fragile Situations— .إنغبرغ-بيدرسن، إل، وإل. أندرسن وإف ستيبوتات. ٢٠٠٨Current Debates and Central Dilemmas. تقرير رقم: ٢٠٠٨:٩. كوبنهاغن:

املعهد الدمناركي للدراسات الدولية.

"Aid Volatility and Donor-Recipient .فيلدينغ، دي وجي مافروتاس. ٢٠٠٨ Characteristics in 'Difficult Partnership Countries'.". Economica.

.75 (299): 481-494

State Fragility and Economic .غيومون، بي وإس غيومون جيانيني. ٢٠٠٩?Vulnerability: What Is Measured and Why. ورقة معلومات أساسية

للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

Fixing Fragile States—A New Paradigm for .٢٠٠٨ إس. كابالن، Development. ويستبورت: بريغر لألمن الدولي.

The Forgotten States: Aid Volumes and .ليفن، في ودي دوالر. ٢٠٠٥Volatility in Difficult Partnership Countries (1992–2002). ورقة دت للعملية التعليمية واالستشارية في الشراكات الصعبة للجنة موجزة أع

املساعدة اإلمنائية. أوكسفورد: إدارة السياسات.

Fragile States: .٢٠٠٦ منظمة التعاون والتنمية/جلنة املساعدة اخلارجية. Policy Commitment and Principles for Good InternationalEngagement in Fragile States and Situations. اجتماع رفيع املستوي

للجنة املساعدة اإلمنائية، ٥-٦ ديسمبر/كانون األول.

Concepts and .٢٠٠٨ اإلمنائية. املساعدة والتنمية/جلنة التعاون منظمة Dilemmas of State Building in Fragile Situations—From Fragility

to Resilience. باريس: منظمة التعاون والتنمية.

مراجع الفصل الثاني"Aid, Taxation and Development in Sub- .آدم، سي وإس أوكونيل. ١٩٩٩

.Saharan Africa.". Economics and Politics 11 (3): 225-54

.African Development Report 2008/2009 .بنك التنمية األفريقي. ٢٠٠٩تونس: بنك التنمية األفريقي.

Are low food s pro-poor? .آكسوي، إم إيه، وإسيك-ديكميليك، إيه. ٢٠٠٨Net food buyers and sellers in low-income countries. البنك الدولي، سلسلة أوراق العمل لبحوث السياسات رقم ٤٦٤٢، واشنطن العاصمة: البنك

الدولي.

"What Are the Preconditions for .٢٠٠٨ كولير. وبي إل. شوفيه، Turnarounds in Failing States?"، Journal of Peace and Conflict

.Management 25 (4): 332-348

The Political Economy of Fragile States and ٢٠٠٩أ. بي. كولير، معلومات ورقة .Implications for European Development Policy

أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

The short and longer term potential welfare .ديسوس، إس. ٢٠٠٨impact of global commodity inflation in Tanzania، ورقة عمل بحوث

السياسات رقم ٤٧٦٠ للبنك الدولي، واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

املراجع

١٣٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 149: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

The State of Food Insecurity in the World: High Food .الفاو. ٢٠٠٨أPrices and Food Security–Threats and Opportunities. روما: الفاو.

Soaring Food Prices: Facts, Perspectives, Impacts .الفاو. ٢٠٠٨بand Actions Required HLC/08/INF/1. وثيقة معلومات للمؤمتر الرفيع املستوى بشأن األمن الغذائي العاملي: حتديات تغير املناخ والطاقة احليوية، ٣-٥

يونيو/حزيران، روما.

الفاو. ٢٠٠٩. Crop Prospects and Food Situation، ٣ يوليو/متوز ٢٠٠٩، روما: الفاو.

Report by the .٢٠٠٩ ستيغليتز. إي وجي سني، وإيه بي، جي فيتوسي، Commission on the Measurement of Economic Performance andSocial Progress. http://www.stiglitz-sen-fitoussi.fr/documents/

rapport_anglais.pdf (تاريخ الدخول ٢٩ سبتمبر/أيلول ٢٠٠٩).

State Fragility and Economic .غيومون، بي وإس غيومون جيانيني. ٢٠٠٩?Vulnerability: What Is Measured and Why. ورقة معلومات أساسية

للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"Mobilizing Revenues.". Finance and .٢٠٠٨ طارق. وإس إس غوبتا، Development 45 (3): سبتمبر/أيلول.

Regional Economic Outlook—Sub- .٢٠٠٩أ .(IMF) صندوق النقد الدوليSaharan Africa. أبريل/نيسان. واشنطن العاصمة: صندوق النقد الدولي.

صندوق النقد الدولي. ٢٠٠٩ب. World Economic Outlook. أبريل/نيسان. واشنطن العاصمة: صندوق النقد الدولي.

Information Society statistical Profiles .االحتاد الدولي لالتصاالت. ٢٠٠٩Africa - 2009، أعدت لالجتماعات التحضيرية اإلقليمية للمؤمتر العاملي لتنمية

االتصاالت لعام ٢٠١٠ الذي نظمه االحتاد الدولي لالتصاالت.

Implications of higher global food .إيفانيتش، إم ودبليو مارتن. ٢٠٠٨prices for poverty in low-income countries. سلسلة أوراق العمل

لبحوث السياسات رقم ٤٥٩٤، واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

Africa and the Global Economic Crisis: A Risk .نوديه، دبليو. ٢٠٠٩Assessment and Action Guide. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي

حول التنمية ٢٠٠٩.

Who Are the Net Food Importing .٢٠٠٨ آكسوي. إيه وإم إف نغ، ?Countries. ورقة عمل لبحوث السياسات رقم ٤٤٥٧. البنك الدولي، واشنطن

العاصمة.

Resource Flows to Fragile and Conflict- .منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٩التعاون منظمة باريس: .Affected States – Annual Report 2008

والتنمية.

African Economic .منظمة التعاون والتنمية وبنك التنمية األفريقي. ٢٠٠٩Outlook. باريس: منظمة التعاون والتنمية.

Is China Actually Helping Improve Debt .٢٠٠٧ إتش. ريسني، ?Sustainability in Africa. موجز سياسات رقم ٩ موعة األربع والعشرين.

.(G24) واشنطن العاصمة: مجموعة األربع والعشرين احلكومية الدولية

Agricultural Food Commodity .ساريس، إيه وجي رابسومانيكيس. ٢٠٠٩Markets and Vulnerability of African Economies. ورقة قدمت في ورشة

العمل اخلاصة بالتقرير األوروبي حول التنمية، ١٧-١٨ مارس/آذار، كامبريدج.

Financing for Development: Increasing Government .شتومر، إم. ٢٠٠٨Revenues from the Extractive Sector in Sub-Saharan Africa. ورقة

إعالمية. Entwicklungspolitik/املعهد األملاني للتنمية، بون.

SIPRI Arms .٢٠٠٨ .(SIPRI) السالم لبحوث الدولي ستوكهولم معهد Transfers Database. www.sipri.org (تاريخ الدخول ٢ أغسطس/آب ٢٠٠٩).

ستوكهولم: معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السالم.

Coercion, Capital and European States, AD 990– .تيلي، سي. ١٩٩٠1992. كامبريدج: بالكويلز.

.Handbook of Statistics .مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (األونكتاد). ٢٠٠٨.http://www.unctad.org/Templates/Page .قاعدة بيانات على اإلنترنت

asp?intItemID=1890 (تاريخ الدخول ٣ مارس/آذار ٢٠٠٩).

Economic Development in Africa—Report 2009. .األونكتاد. ٢٠٠٩ Strengthening Regional Economic Integration for Africa’s

Development. نيويورك وجنيف: األونكتاد.

Human Development Indices. A .٢٠٠٨ اإلمنائي. املتحدة برنامج األمم Statistical Update 2008. نيويورك: برنامج األمم املتحدة اإلمنائي.

Correspondence on education .٢٠٠٨ لإلحصاء. اليونسكو معهد expenditure data. ديسمبر/كانون األول ٢٠٠٨. منظمة األمم املتحدة للتربية

والعلم والثقافة (اليونسكو)، مونتريال.

Tax Policy in Sub-Saharan Africa. A survey of .فولكرنك، بي. ٢٠٠٩issues for a number of countries. ورقة عمل رقم ٢٠٠٩-٠١، مركز الضرائب

واحلكم العام، جامعة أوتريخت.

Statistical Information System .٢٠٠٨ .(WHO) منظمة الصحة العاملية(تاريخ Online Database. www.who.int/whosis/en/index.html

الدخول ٢٣ يونيو/حزيران ٢٠٠٩). جنيف: منظمة الصحة العاملية.

Rising Food Prices in Sub-Saharan Africa: .وودون، كيو وإتنش زمان. ٢٠٠٨Poverty Impact and Policy Responses. ورقة عمل بحوث السياسات رقم

٤٧٣٨. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

وبلدان سنوات .Demographic and Health Surveys الدولي. البنك مختلفة.

واشنطن .Demographic and Health Surveys .٢٠٠٨أ الدولي. البنك العاصمة: البنك الدولي.

البنك الدولي. ٢٠٠٨ب. African Development Indicators 2007. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

World Hunger Series—Hunger and .٢٠٠٩ العاملي. األغذية برنامج .(WFP) روما: برنامج األغذية العاملي .Markets

مراجع املربع ٢٫١الس الزامبي للصادرات. ٢٠٠٧. Exporter Audit Report. لوساكا: الس

الزامبي للصادرات.

For Whom The Windfalls: Winners and .فريزر، إيه وجي لونغو. ٢٠٠٧Losers in the Privatisation of Zambia’s Copper Mines. www.

minewatchzambia.com (تاريخ الدخول ٢٠ أبريل/نيسان ٢٠٠٩).

Potential Impact of the Kwacha .٢٠٠٧ هاغبليد. وإس جي فني، Appreciation and Proposed Tax Provision of the 2006 BudgetAct on Zambian Agriculture. ورقة عمل رقم ١٦. مشروع األمن الغذائي،

االحتاد الوطني للمزارعني في زامبيا.

A Copper-Bottomed Crisis? The Impact of the Global .غرين، دي. ٢٠٠٩Economy. Meltdown on Zambia. أوكسفورد: أوكسفام.

.Economic Outlook—Crisis and Recovery .صندوق النقد الدولي. ٢٠٠٩واشنطن العاصمة: صندوق النقد الدولي.

املراجع التقرير األوروبي حول التنمية

١٣٧

Page 150: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

Paper 10: Zambia, .ندولو، إم، ودي موديندا، وإل إجنومبي، وإل موتشمبا. ٢٠٠٩Global Financial Crisis Discussion Series. لندن: معهد التنمية ملا وراء

البحار.

منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٨. Zambian Economic Outlook. باريس: منظمة التعاون والتنمية.

Zambia - at sixes and sevens over mineral policy?، .رويترز. ٢٠٠٩http://www.minesandcommunities.org/article.php?a=9198 (تاريخ

الدخول ٢٣ يونيو/حزيران ٢٠٠٩).

Economics Effects of Copper Prices on the Zambian .ويكس، جي. ٢٠٠٨Economy: Exchange Rate Regime and Kwacha Appreciation. ورقة قدمت في ورشة العمل الدولية حول حتديات وآفاق أسواق السلع في االقتصاد الشرقية الدراسات مدرسة مايزل. ألفريد ذكرى في عمل ورشة - العاملي

واألفريقية، ١٩-٢٠ سبتمبر/أيلول، لندن.

Kwacha .ويكس، جي، وفي سيشامان، وإيه سي كي موكونغو، وإس باتل. ٢٠٠٧ .Appreciation 2005-2006: Implications for the Zambian Economy

تقرير أعد لبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي، لوساكا.

مراجع الفصل الثالث "The Colonial .٢٠٠١ روبنسون. إيه وجي جونسون، وإس دي، أسيموغلو، Origins of Comparative Development: An Empirical Investigation.".

.American Economic Review 91 (5): 1369-1401

"Antiquated Before They Can Ossify: States That .أندرسن، إل. ٢٠٠٤ Fail Before They Form.". Journal of International Affairs 58 (1):

.1-16

"Aid Effectiveness: The Role of the .أجنليس، إل وكي سي نينيدس. ٢٠٠٩ .Local Elite.". Journal of Development Economics 90: 120-134

بارفيلد، تي جي. ١٩٩٣. The Nomadic Alternative. انغلوود كليفس: برنتيس هول.

"."The 'Social Capital' of the Felonious State." .بايارت، جي-إف. ١٩٩٩في The Criminalization of the State in Africa، حرره جي-إف بايارت، وإس

إيليس، وبي هيبو. بلومينغتون: مطبعة جامعة إنديانا.

بيرتولي، إس وإي تيتشي. ٢٠٠٩. The Fragile Consensus on Fragility. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية ٢٠٠٩.

"The EU Response to Fragile States.". European .بريسكو، آي. ٢٠٠٨ .Security Review 42: 7-10

Donors .كاماك، دي، ودي ماكليود، وإيه روشا-مينوكال، وكي كريستيانسن. ٢٠٠٦ and the 'Fragile Sates' Agenda: A Survey of Current Thinking andPractice. تقرير رفع إلى الوكالة اليابانية للتعاون الدولي. لندن: معهد التنمية

ملا وراء البحار.

كالفام، سي. ١٩٩٦. Africa and the International System. كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج.

Wars, Guns, and Votes – Democracy in Dangerous .كولير، بي. ٢٠٠٩أPlaces. نيويورك: هاربر كولينز.

The Political Economy of Fragile States and .٢٠٠٩ب بي. كولير، معلومات ورقة .Implications for European Development Policy

أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"The Increasing Selectivity of Foreign Aid, .دوالر، دي وفي ليفن. ٢٠٠٦ .1984–2003.". World Development 34 (12): 2034-2046

.Can Institutions Resolve Ethnic Conflict? .إيسترلي، دبليو إي. ٢٠٠٠ورقة عمل بحوث السياسات رقم ٢٤٨٢ للبنك الدولي. البنك الدولي، واشنطن

العاصمة.

"Postconflict Reconstruction in Africa— .إجنلبير، بي ودي إم تال. ٢٠٠٨ Flawed Ideas about Failed States.". International Security 32 (4):

.106-139

هربست، جي. ٢٠٠٠. States and Power in Africa. برينستون: مطبعة جامعة برينستون.

كابالن، إس. ٢٠٠٩. Enhancing Resilience in Fragile States. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"British Colonial Legacies and Political .٢٠٠٤ كي. إم النغ، Development.". World Development 32 (6): 905-922.

لوغارد، إف. ١٩٢٢. The Dual Mandate in British Tropical Africa. لندن: دبليو بالكوود وأوالده.

"Come Back Somalia? Questioning a Collapsed .لولينغ، في. ١٩٩٧ State.". Third World Quarterly 18 (2): 287-302.

Citizen and Subject—Contemporary Africa and the .ممداني، إم. ١٩٩٦Legacy of Late Colonialism. لندن: جيمس كاري.

Asian Drama: An Inquiry into the Poverty of .١٩٧٢ جي. ميردال، Nations. لندن: آلن لني.

Ethnicity and the Politics of History in Rwanda. .نيوبري، سي. ١٩٩٨Africa Today 45 (1)، ص. ٧-٢٤.

Institutions, Institutional Change and Economic .نورث، دي. ١٩٩٠Performance. كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج.

"Historical Legacies: A Model Linking Africa’s Past to Its .نان، إن. ٢٠٠٧ Current Underdevelopment.". Journal of Development Economics

.175-83 (1): 157

"The Long-Term Effects of Africa’s Slave Trades.". The .نان، إن. ٢٠٠٨ .Quarterly Journal of Economics 123 (1): 139-176

Ruggedness: The Blessing of Bad Geography in .نان، إن ودي بوغا. ٢٠٠٩Africa. ورقة عمل رقم ١٤٩١٨ للمكتب الوطني للبحوث االقتصادية. كامبريدج:

املكتب الوطني للبحوث االقتصادية.

The Slave Trade and the Origins of .٢٠٠٩ إل. ووانتشيكون، إن نان، للبحوث الوطني للمكتب ١٤٧٨٣ رقم عمل ورقة .Mistrust in Africa

االقتصادية. كامبريدج: املكتب الوطني للبحوث االقتصادية.

"International Peacebuilding and the 'Mission .٢٠٠٢ آر. باريس، .Civilisatrice'.". Review of International Studies 28 (4): 637-656

Making Democracy Work: Civic Traditions in Modern .بوتنام، آر. ١٩٩٣Italy. برينستون: مطبعة جامعة برينستون.

."The Invention of Tradition in Colonial Africa." .رينجر، تي. ١٩٨٣في The Invention of Tradition، حرره إي هوبسباوم وتي رينجر. كامبريدج:

مطبعة جامعة كامبريدج.

روبينسون، جي إيه. ٢٠٠٢. States and Power in Africa جليفري آي هربست: .Journal of Economic Literature 40 (2): 510-519 .مقال استعراضي

Coercion, Capital and European States, AD 990– .تيلي، سي. ١٩٩٠1990. كامبريدج: بالكويلز.

املراجع

١٣٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 151: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

Relevance of African .٢٠٠٧ .(UNECA) جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقياTraditional Institutions of Governance. أديس أبابا: اللجنة االقتصادية

ألفريقيا.

"Class-Formation in the Capitalist World- .١٩٧٥ آي. والرشتاين، .Economy.". Politics Society 5: 367-375

مراجع الفصل الرابع Features of Food Systems and Food .٢٠٠٩ روسو. وإل إل آلينوفي، Insecurity in Fragile States: Policy Implications. ورقة قدمت في ورشة العمل اخلاصة بالتقرير األوروبي حول التنمية "أزمة الغذاء وإمكانات التنمية

للقطاع الزراعي في البلدان الهشة،" ١٧-١٨ مارس/آذار، كامبريدج.

"Economic Globalization and Civil War.". .باربييري، كي وآر روفيني. ٢٠٠٥ .The Journal of Politics 67 (4): 1228-1247

An Assessment of the Likely Impact on Ugandan .بنسون، تي. ٢٠٠٨ Households of Rising Global Food Prices: A Secondary DataAnalysis. تقرير رفع إلى برنامج األغذية العاملي، واليونيسف، ومنظمة األغذية

والزراعة. واشنطن العاصمة: املعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية.

"Foreign Economic .٢٠٠٥ وايزومير. وإن شنايدر، وجي إم، بوسمان، Liberalization and Peace: The Case of Sub-Saharan Africa.".

.European Journal of International Relations 11 (4): 551-579

The Cost of Failing States and .شوفيه، إل. وبي كولير. وإيه هوفلر. ٢٠٠٧the Limits to Sovereignty. ورقة بحثية ٣٠/٢٠٠٧. هلسنكي: جامعة األمم

.(UNU-WIDER) املتحدة-املعهد العاملي لبحوث االقتصاد اإلمنائي

كولير، بي، وفي إل إليوت، وإتش هيغر، وإيه هوفلر، إم رينال-كويرول وسامبانيس. Breaking the Conflict Trap: Civil War and Development .٢٠٠٣

Policy. نيويورك: مطبعة جامعة أوكسفورد.

.Natural Resources and State Fragility .كولير، بي وإيه جي فينابلز. ٢٠٠٩ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية ٢٠٠٩.

Land Grab or .٢٠٠٩ كيلي. وإتش ليونارد، وآر فيرمولني، وإس إل، كوتوال، Development Opportunity? Agricultural Investment and.International Land Deals in Africa. روما/لندن: منظمة األغذية والزراعة ،(IFAD - إيفاد) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ،(FAO) التابعة لألمم املتحدة

.(IIED) واملعهد الدولي للبيئة والتنمية

The Causes of Conflict in .٢٠٠١ .(DFID) وزارة التنمية الدولية البريطانيةSub-Saharan Africa. وثيقة إطار. لندن: وزارة التنمية الدولية.

"Entry and Exit Decisions under Uncertainty.". .ديكسيت، إيه. ١٩٨٩ .Journal of Political Economics 97 (1989): 620-638

Conflict, Rural Development and Food Security in .فلوريس، إم. ٢٠٠٤West Africa. ورقة عمل رقم ٠٤-٠٢ لوكالة الفضاء األوروبية. روما: الفاو.

"Inequality and the Impact of Growth on .٢٠٠٩ كي. إيه فوسو، Poverty: Comparative Evidence for Sub-Saharan Africa.". Journal

.of Development Studies 45 (5): 726-745

"Globalization and Conflict: Welfare, .جيسنجر، آر وإن إل غليدتش. ١٩٩٩ Distribution, and Political Unrest.". Journal of World-Systems

.Research 5 (2): 327-365

Seized: The 2008 land grab for food and .٢٠٠٨ .GRAIN شبكة /financial security. http://www.grain.org/landgrab (تاريخ الدخول

١١ مايو/أيار ٢٠٠٩).

"The Varieties of .إيشام، جي، وإل بريتشيت، وإم وولكوك، وجي بازبي. ٢٠٠٥ Resource Experience: Natural Resource Export Structures and the Political Economy of Economic Growth.". World Bank Economic

.Review 19 (2): 141-174

Can Openness Deter Corruption? The .الرين، بي وجي تافاريس. ٢٠٠٧Role of Foreign Direct Investment. ورقة عمل رقم ٦٤٨٨ ملركز األبحاث االقتصادية والسياسات (CEPR)، لندن: مركز األبحاث االقتصادية والسياسات.

New agricultural frontiers in post-conflict .٢٠٠٨ آر. ماكوناهي، Sierra Leone? Exploring institutional challenges for wetlandmanagement in the Eastern Province. ورقة عمل رقم ٢٤، مانشستر:

معهد بروكس للفقر العاملي.

"Civil Wars and International .٢٠٠٨ تونيغ. وإم ماير، وتي بي، مارتن، Trade.". Journal of the European Economic Association 6 (2-3):

.541-550

"Institutions and the Resource .ميلوم، إتش، وكي مون وآر تورفيك. ٢٠٠٦ .Curse.". Economic Journal 116 (508): 1-20

Breaking the Links between .ميسر، إي، وإم كوهني، وجي دي كوستا. ١٩٩٨Conflict and Hunger. ورقة مناقشة ٢٠٢٠. واشنطن العاصمة: املعهد الدولي

لبحوث السياسات الغذائية.

Conflict, Food Insecurity, and .٢٠٠٦ كوهني. وجي إي ميسر، Globalization. ورقة مناقشة رقم ٢٦ لقسم االستهالك الغذائي والتغذية،

واشنطن العاصمة: املعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية.

Biofuels, Land Access and New .٢٠٠٩ سالوماو. وإيه آي نانتومبو، Business Models for Rural Livelihoods in Africa—The MozambicanCase. تقرير غير منشور. مابوتو/لندن: سنترو تيرا فيفا، املعهد الدولي للبيئة

والتنمية.

Responding to Protracted Crises: The Principled" .بانتوليانو، إس. ٢٠٠٦ Beyond Relief: Food Security في ".Model of NMPACT in the Sudanin Protracted Crises، حرره إل آلينوفي، وجي هيمريك، وإل روسو. اململكة

املتحدة: دار نشر Practical Action، وروما: الفاو.

Globalization and .٢٠٠٥ شيانغ. وجي سيغل، وسي إس، بوالتشيك، ?International Conflict: Can FDI Increase Peace ورقة عمل. نيوارك:

جامعة روتغرز.

Land, Violent Conflict .بونز-فينون، إن وإتش بي سوليناك ليكومت. ٢٠٠٤and Development. ورقة عمل رقم ٢٣٣ ملركز التنمية التابع ملنظمة التعاون

والتنمية. باريس: مركز التنمية التابع ملنظمة التعاون والتنمية.

رينال-كويرول، إم. ٢٠٠٩. Fragility and Conflicts. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

Botswana as a Role Model for Country .٢٠٠٩ إيه. جي روبنسون، Success. ورقة بحثية رقم ٠٤/٢٠٠٩، هلسنكي: جامعة األمم املتحدة - املعهد

العاملي لبحوث االقتصاد اإلمنائي.

The Situation of Commercial Farm Workers .ساشيكوني، إل إم. ٢٠٠٣after Land Reform in Zimbabwe. تقرير للصندوق االستئماني جلمعية

.(CIIR) املزارعني. لندن: املعهد الكاثوليكي للعالقات الدولية

Inefficient Policies, Inefficient Institutions .سيغورا-كايوال، آر. ٢٠٠٦and Trade. ورقة عمل رقم ٠٦٣٣ للبنك األسباني. مدريد: البنك األسباني.

املراجع التقرير األوروبي حول التنمية

١٣٩

Page 152: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

Internal Wars in Developing" .ستيورات، إف، وسي هوانغ، وإم وانغ. ٢٠٠١ Countries: An Empirical Overview of Economic and SocialConsequences." في War and Underdevelopment، الد ١، حرره إف

ستيوارت، وفي فيتزجيرال. أوكسفورد: مطبعة جامعة أوكسفورد.

Biofuels, Land Access and Tenure, and Rural .٢٠٠٩ إي. سول، Livelihoods in Tanzania. منتدى املوارد الطبيعية لتنزانيا، املعهد الدولي

للبيئة والتنمية (IIED). أروشا/لندن: املعهد الدولي للبيئة والتنمية.

Food Security in Africa: Learning Lessons from the .األونكتاد. ٢٠٠٩Food Crisis. جنيف، األونكتاد.

Food Security Responses .فالسنروت، كي، وإس نتوبوبا، وتي رامييكرز. ٢٠٠٦ to the Protracted Crisis Context of the Democratic Republic of the

Congo. تقرير للفاو-معلومات األمن الغذائي من أجل العمل. روما: الفاو.

Land Grabbing by Foreign .٢٠٠٩ مينزين-ديك. إس وآر جي برون، فون Investors in Developing Countries: Risks and Opportunities. موجز سياسات للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية. واشنطن العاصمة:

املعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية.

Fortune or Evil? The Effects of Inward Foreign Direct .تشو، بي. ٢٠٠٧Investment on Corruption. قسم العلوم السياسية، جامعة كولومبيا.

نيويورك: جامعة كولومبيا.

مراجع املربع ٤٫١ من ،٢٠٠٩ األول أكتوبر/تشرين ٥ الدخول تاريخ الطبيعية. املوارد ميثاق

.www.naturalresourcecharter.org/

مراجع املربع ٤٫٢ Land Grab or .٢٠٠٩ كيلي. وإتش ليونارد، وآر فيرمولني، وإس إل، كوتوال، Development Opportunity? Agricultural Investment and.International Land Deals in Africa. روما/لندن: منظمة األغذية والزراعة ،(IFAD - إيفاد) والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ،(FAO) التابعة لألمم املتحدة

.(IIED) واملعهد الدولي للبيئة والتنمية

مراجع املربع ٤٫٣ Saudi Arabia's Agricultural Project: From Dust to" .احلاج، إي. ٢٠٠٨ Dust.". The Middle East Review of International Affairs (12) (2):

.1-12

(FAOSTAT). http:// الفاو. ٢٠٠٨. قاعدة البيانات اإلحصائية ملنظمة الفاو www.fao.org/economic/ess/food-security-statistics/en/

Foreign Direct Investment in Sudan (2000–2008): .نور، إي. ٢٠٠٩Magnitude, Location, and Allocation. وثيقة غير منشورة.

.Saudi Arabia Scraps Wheat Growing to Save Water .رويترز. ٢٠٠٨٨ يناير/كانون الثاني.

.GCC, ASEAN Eye New Trade Bloc Based on Food, Oil .رويترز. ٢٠٠٩٣٠ يونيو/حزيران ٢٠٠٩.

Pilot Analysis .ريفينجا، سي، وجي برونر، وإن هنينجر، وآر بني، وكي قاسم. ٢٠٠٠of Global Ecosystems: Freshwater Systems. واشنطن العاصمة: معهد

املوارد العاملية. وزارة سودانية، اتصال شخصي. يوليو/متوز ٢٠٠٩.

مراجع الفصل اخلامس Measuring Household Resilience .آلينوفي، إل، وإي مني، ودي رومانو. ٢٠٠٩to Food Insecurity: Application to Palestinian Households. ورقة

قدمت في املؤمتر اخلاص بالتقرير األوروبي حول التنمية، ٢١-٢٣ مايو/أيار، أكرا.

Features of Food Systems and Food .٢٠٠٩ روسو. وإل إل آلينوفي، Insecurity in Fragile States: Policy Implications. ورقة قدمت في ورشة

العمل اخلاصة بالتقرير األوروبي حول التنمية، ١٧-١٨ مارس/آذار، كامبريدج.

Fragile Situations— .إنغبرغ-بيدرسن، إل، وإل. أندرسن وإف ستيبوتات. ٢٠٠٨Current Debates and Central Dilemmas. تقرير رقم: ٢٠٠٨:٩. كوبنهاغن:

املعهد الدمناركي للدراسات الدولية.

Resilience: The Emergence of a Perspective" .٢٠٠٦ سي. فولك، for Social-Ecological Systems Analyses.". Global Environmental

.Change 16: 253-267

State Fragility and Economic .غيومون، بي وإس غيومون جيانيني. ٢٠٠٩?Vulnerability: What Is Measured and Why. ورقة معلومات أساسية

للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

""Resilience and Stability of Ecological .١٩٧٣ إس. سي هولينغ، .Systems.". Annual Review of Ecology and Systematics 4: 1-23

مانور، جي. ٢٠٠٧. Aid That Works. البنك الدولي: واشنطن العاصمة.

Strong Societies and Weak States: State- .١٩٨٨ إس. جي مغدال، .Society Relations and State Capabilities in the Third World

برينستون: مطبعة جامعة برينستون.

."Resilience and Sustainable Development." .٢٠٠٦ سي. بيرنغز، .Environment and Development Economics 11: 417-427

State-Society Relations in Africa: An" .١٩٩٦ جي. إن سبالدينغ، .Exploration of the Tanzanian Experience.". Polity 29 (1): 65-96

"Social Structure and Politics.". Handbook of .ستينشكومب، إيه. ١٩٧٥Political Science، حرره إف آي غرينشتاين وإن دبليو بولسبي، الد ٣: ٥٥٧-٦٢٢،

٦٠٢. ريدينغ، ماساشوستس: أديسون-ويسلي.

مراجع املربع ٥٫١ State Fragility and Economic .غيومون، بي وإس غيومون جيانيني. ٢٠٠٩?Vulnerability: What Is Measured and Why. ورقة معلومات أساسية

للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

Resilience," .ووكر، بي، وسي إس هولينغ، وإس آر كاربنتر، وإيه كينزيج. ٢٠٠٤ Adaptability and Transformability in Social-Ecological Systems.".

.Ecology and Society 9 (2): 5

مراجع الفصل السادس An Update on the Impact of the Financial .بنك التنمية األفريقي. ٢٠٠٩أCrisis on African Economies. ورقة قضايا أعدت الجتماع جلنة وزراء املالية

ومحافظي البنوك املركزية األفارقة (C-10)، ١١ مارس/آذار، دار السالم، تنزانيا.

.African Development Report 2008/2009 .بنك التنمية األفريقي. ٢٠٠٩تونس: بنك التنمية األفريقي.

Africa and the Global Economic Crisis: .بنك التنمية األفريقي. ٢٠٠٩ج .Strategies for Preserving the Foundations of Long-term Growthورقة أعدت لالجتماعات السنوية ٢٠٠٩ لبنك التنمية األفريقي، ١٣-١٤ مايو/

أيار، ٢٠٠٩. داكار.

املراجع

١٤٠

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 153: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

The impact of the 2008-09 financial .آلن، إف وجي جيوفانيتي. ٢٠٠٩crisis on fragile countries in Sub-Saharan Africa. ورقة معلومات

أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"Africa's Recent Growth Robust?" .آرباتشي، جي إس وجي بيدج. ٢٠٠٨سلسلة أوراق العمل ملنطقة أفريقيا. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

The Vulnerability of Sub-Saharan Africa to .بيرمان، إن وبي مارتن. ٢٠٠٩the Financial Crisis: The Case of Trade. ورقة معلومات أساسية للتقرير

األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"Aid Performance and .بيرتولي، إس، وجي إيه كورنيا، وإف ماناريزي. ٢٠٠٧ Its Determinants: A Comparison of Italy with the OECD Norm.".

BNL Quarterly Review. 60 (242): 271-321

"The Effects of FDI on .بوناسي، سي، وجي جيوفانيتي، وجي ريتشيوتي. ٢٠٠٦ Pro Poor Macroeconomics—Potential في Growth and Inequality.".and Limitations، حرره جي إيه كورنيا. هاوندميلز بيسينغستوك: هامبشير

بالغريف ماكميالن.

".Growth, Democracy, and Civil War" .بروكنر، إم وإيه سيكوني. ٢٠٠٧ورقة عمل رقم ١٠٥٣ جلامعة بومبيو فابرا (UPF). برشلونة.

"Workers’ Remittances and Current .٢٠٠٦ بوغاميلي، إم وإف باترنو. ".Account Reversals ورقة عمل رقم ٥٧٣ حول البحوث االقتصادية. روما:

بنك إيطاليا.

"Workers’ Remittances and Current Account .كالي، إم وإس ديليربا. ٢٠٠٩ .(ODI) ورقة عمل رقم ٣٠٣. لندن: معهد التنمية ملا وراء البحار Reversals."

"The impact of the global financial crisis .تشن، إس وإم رافاليون. ٢٠٠٩on the world’s poorest.". Vox. http://www.voxeu.org/index.

php?q=node/3520 (تاريخ الدخول ٢١ مايو/أيار ٢٠٠٩).

"Transitory Economic Shocks and Civil Conflict." .سيكوني، إيه. ٢٠٠٨ورقة مناقشة رقم ٧٠٨٣. لندن. مركز األبحاث االقتصادية والسياسات.

Land Grab or .٢٠٠٩ كيلي. وإتش ليونارد، وآر فيرمولني، وإس إل، كوتوال، Development Opportunity? Agricultural Investment and.International Land Deals in Africa. روما/لندن: منظمة األغذية والزراعة التابعة لألمم املتحدة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد)، واملعهد الدولي

للبيئة والتنمية.

"Hysteresis, Import Penetration, and Exchange .ديكسيت، إيه. ١٩٨٩Rate Pass-Through.". Quarterly Journal of Economics 104 (2): 205-

.228

"A Tale of Two Depressions.". .٢٠٠٩ أورورك. إتش وكي بي أيكنغرين، http://www.tek.org.tr/dosyalar/VOX-74.doc (تاريخ الدخول ١٣ يوليو

/متوز ٢٠٠٩).

"The Global Economic Crisis: .٢٠٠٩ نوديه. إيه ودبليو إيه كي فوسو، ".Towards Syndrome-Free Recovery for Africa ورقة أعدت لالجتماع اجلانبي حول التعافي من األزمة العاملية: نحو خطة عمل ألفريقيا والبلدان األقل قد على هامش مؤمتر األمم املتحدة حول األزمة املالية واالقتصادية الذي ع منوا

وتأثيرها على التنمية، ٢٥ يونيو/حزيران، نيويورك.

"How many more infants are likely to.فريدمان، جي وإن سكادي. ٢٠٠٩"?die in Africa as a result of the global financial crisis ورقة عمل رقم

٥٠٢٣ حول بحوث السياسات. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

اإلنترنت على لبيانات ا قاعدة .٢٠٠٩ لعاملية. ا رة لتجا ا أطلس /http://www.gtis.com/gta (تاريخ الدخول ٢٢ يونيو/حزيران ٢٠٠٩).

Impact of the Global .٢٠٠٩ نديكومانا، وآر توفيق. كاسكيندي، إل، وإل Financial and Economic Crisis on Africa. سلسلة أوراق العمل رقم ٩٦،

تونس: بنك التنمية األفريقي.

Voices from the South—The Impact .٢٠٠٨ .(IDS) معهد دراسات التنميةof the Financial Crisis on Developing Countries. برايتون: معهد دراسات

التنمية.

World Economic Outlook—Global .٢٠٠٨ الدولي. النقد صندوق صندوق العاصمة: واشنطن .Economic Slump Challenges Policies

النقد الدولي.

World Economic Outlook—Crisis and .صندوق النقد الدولي. ٢٠٠٩أRecovery. واشنطن العاصمة: صندوق النقد الدولي.

Regional Economic Outlook—Sub ٢٠٠٩ب. الدولي. النقد صندوق Saharan Africa. واشنطن العاصمة: صندوق النقد الدولي.

The Implications of the Global Financial .صندوق النقد الدولي. ٢٠٠٩جCrisis for Low-Income-Countries. واشنطن العاصمة: صندوق النقد

الدولي.

Remittances—Development Impact and .ماميبو، إس إم ودي راثا. ٢٠٠٥Future Prospects. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

" Economic Shocks and .ميغيل، إي، إس ساتياناث وإي سرجنتي. ٢٠٠٤ Civil Conflicts: An Instrumental Variables Approach.". Journal of

.Political Economy 112 (4): 725-753

Africa and the Global Economic Crisis: A Risk .نوديه، دبليو. ٢٠٠٩Assessment and Action Guide. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي

حول التنمية ٢٠٠٩.

A Development Charter for the .معهد التنمية ملا وراء البحار. ٢٠٠٩أG-20. ورقة معلومات أساسية مارس/آذار ٢٠٠٩. لندن: معهد التنمية ملا وراء

البحار.

The Global Financial Crisis and .معهد التنمية ملا وراء البحار. ٢٠٠٩ب Developing Countries: Synthesis of the Findings of 10 Country

Case Studies. ورقة عمل رقم ٣٠٦. لندن: معهد التنمية ملا وراء البحار.

Monitoring Resource Flows to Fragile .منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٨التعاون منظمة باريس: اإلمنائي. التعاون مديرية .States: 2007 Report

والتنمية.

DAC Report on Aid Predictability .٢٠٠٩أ منظمة التعاون والتنمية. Survey on Donors’ Spending Plans 2009-2011 –. منظمة التعاون

والتنمية.

منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٩ب. OECD Economic Outlook No. 85، يونيو/حزيران، باريس: منظمة التعاون والتنمية.

للجنة اإلنترنت على اإلحصائية البيانات قاعدة والتنمية. التعاون منظمة املساعدة اإلمنائية. /http://stats.oecd.org/qwids (تاريخ الدخول ٢٢ أبريل/

نيسان ٢٠٠٩.)

The Data Report 2009—Monitoring the G8 .٢٠٠٩ .(One) ون Promise to Africa. http://one.org/international/datareport2009/

downloads.html (تاريخ الدخول ١٣ يوليو/متوز ٢٠٠٩).

راثا، دي. ٢٠٠٩. Leveraging Remittances for Development. ورقة قدمت في مؤمتر الهجرة والتجارة والتنمية. داالس: بنك االحتياطي الفيدرالي.

املراجع التقرير األوروبي حول التنمية

١٤١

Page 154: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

"Revised Outlook for Remittance Flows .راثا، دي وإس موهاباترا. ٢٠٠٩ 2009–2011: Remittances Expected to Fall by 5 to 8 Percent inMigration and Development Brief 9 .".2009. واشنطن العاصمة: البنك

الدولي.

"South-South Migration and Remittances." .راثا، دي ودبليو شو. ٢٠٠٧ورقة عمل رقم ١٠٢. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

"Aid Effort and Its Determinants.". .راوند، جي آي وإم أوديدوكون. ٢٠٠٤International Review of Economics and Finance 13 (3): 293-

.309

"Migrant Remittances in Africa: A .ساندر، سي وإس إم ماميبو. ٢٠٠٥ Development Impact في .Regional Perspective in Remittances."and Future Prospects، حرره إس إم ماميبو ودي راثا. واشنطن العاصمة: البنك

الدولي.

"Economic Stability, Economic Cooperation, .شتراوس-كان، دي. ٢٠٠٩".and Peace—The Role of the IMF مالحظات قدمت في القمة العاملية

للقيادة اخلالقة، ٢٣ سبتمبر/أيلول، نيويورك.

Assessing the Impact of the Current Financial and .األونكتاد. ٢٠٠٩Economic Crisis on Global FDI Flows. جنيف: األونكتاد.

"Political .٢٠٠٦ .(UNRISD) معهد األمم املتحدة لبحوث التنمية االجتماعيةand Social Economy of Care." www.unrisd.org/80256B3C005BB128/%28httpProjects%29/37BD128E275F1F8BC125729600321

0EC?OpenDocument (تاريخ الدخول ٢٥ يوليو/متوز ٢٠٠٩).

"Protecting Progress: The Challenge Facing Low .البنك الدولي. ٢٠٠٩أ".Income Countries in the Global Recession ورقة معلومات أساسية أعدها موظفو البنك الدولي الجتماع مجموعة العشرين، ٢٤-٢٥ سبتمبر/أيلول،

بيتسبرغ.

"Swimming Against the Tide: How Developing .البنك الدولي. ٢٠٠٩ب".Countries Are Coping With the Global Crisis ورقة معلومات أساسية أعدها موظفو البنك الدولي الجتماع وزراء املالية ومحافظي البنوك املركزية

موعة العشرين، ١٣-١٤ مارس/آذار، هورشام، اململكة املتحدة.

البنك الدولي. ٢٠٠٩ج. World Development Indicators 2009. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

"In Africa, 'Poverty Has A Female Face.'"http:// .البنك الدولي. ٢٠٠٩دgo.worldbank.org/HBLTTGNP00 (تاريخ الدخول ٢٧ يوليو/متوز ٢٠٠٩).

مراجع املربع ٦٫١ A MEM-Based Analysis of .إجنل، آر إف، وجي إم غالو، وإم فيلوتشي. ٢٠٠٨Volatility Spillovers in East Asian Financial Markets. سلسلة أوراق فلورنسا، ."G. Parenti"اإلحصاءات العامة حول دائرة ٢٠٠٨-٠٩ العمل رقم

إيطاليا: جامعة فلورنسا.

African Financial Markets – A .٢٠٠٩ فيلوتشي. وإم جي جيوفانيتي، Spillover Analysis of Shocks. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي

حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

مراجع املربع ٦٫٢ "Introduction: China’s Growing Role in .ألفيس، بي وبي دريبر. ٢٠٠٧ Africa." في China in Africa: Mercantilist Predator, or Partner in?Development، حرره جي لو بير. ميدراند، جنوب أفريقيا. جنوب أفريقيا: معهد

احلوار العاملي ومعهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية.

.China’s African Aid—Transatlantic Challenges .بروتيغام، دي. ٢٠٠٨واشنطن: صندوق مارشال األملاني للواليات املتحدة.

China in Africa—Preparing for the Next .براون، كي وزد تشون. ٢٠٠٩Forum on China Africa Cooperation. لندن: مذكرة إعالمية صادرة عن

تشاتام هاوس.

How China Delivers Development .٢٠٠٨ .(CCS) مركز الدراسات الصينية ،(DFID) البريطانية الدولية التنمية لوزارة أعدت .Assistance to Africa

بكني.

The Financial Crisis and China: What Are .كوك، إس ودبليو الم. ٢٠٠٩?the Implications for Low Income Countries معهد دراسات التنمية،

ساسكس.

Getting Together: The New Partnership between .جاكوبي، يو. ٢٠٠٧ China and Africa for Aid and Trade. Finance and Development

.44(2): 46-49

النكستر، سي. ٢٠٠٧. The Chinese Aid System. مقال. واشنطن: مركز التنمية العاملية.

China—Encouraging Responsible .منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٨أBusiness Conduct. OECD Investment Policy Review. باريس: منظمة

التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي.

Monitoring Resource Flows to Fragile .منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٨بStates: 2007 Report. مجموعة الدول الهشة التي حددتها منظمة التعاون

والتنمية. باريس: منظمة التعاون والتنمية في امليدان االقتصادي.

Monitoring Resource Flows to Fragile .منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٩States: 2008 Report, OECD Fragile States Group. مجموعة الدول الهشة التي حددتها منظمة التعاون والتنمية. باريس: منظمة التعاون والتنمية

في امليدان االقتصادي.

China Commerce Yearbook .٢٠٠٧ .(MOFCOM) وزارة التجارة الصينية2007، بكني: وزارة التجارة.

China Statistical .(طبعات مختلفة) املكتب الوطني لإلحصاءات في الصنيYearbook. النسخة اإلجنليزية. بكني: مطبعة مكتب اإلحصاءات الصيني.

The Political Economy of China’s Aid Policy in .بينيلت، جي. ٢٠٠٧Africa. أوراق عمل رقم ٠٥١/٢٠٠٧ حول البحوث االقتصادية. جامعة جينا.

"Military and Security Relations: China, Africa .شني، دي إتش. ٢٠٠٨ China into Africa: Trade, Aid and في and the Rest of the World."

Influence، حرره آر آي روتبرغ. واشنطن العاصمة: مطبعة معهد بروكينغز.

China in Africa: European Perceptions and Responses .تال، دي. ٢٠٠٨to the Chinese Challenge. أوراق عمل في الدراسات األفريقية رقم ٠٢-٠٨

لكلية الدراسات الدولية املتقدمة. واشنطن.

"Whose Aid? Whose Influence? China, Emerging .وودز، إن. ٢٠٠٨ Donors and the Silent Revolution in Development Assistance.".

.International Affairs 84(6): 1205-1221

مراجع املربع ٦٫٣ "Moving out of Poverty in Tanzania: Evidence .دي ويردت، جي. ٢٠٠٩

. from Kagera.". Journal of Development Studies، سيصدر قريبا

"Consumption Smoothing in the Zone .هارور، إس وجي هودينوت. ٢٠٠٥ .Lacustre, Mali.". Journal of African Economies 14 (4): 489-519

املراجع

١٤٢

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 155: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

"Informal Insurance in Rural Zimbabwe.". .٢٠٠٣ إتش. هوغيفني، .Journal of African Economies 11 (2): 249-278

"Agricultural Volatility and Investments in Children.". .جنسن، آر. ٢٠٠٠ .American Economic Review 90 (2): 399-404

Adverse Shocks and Social Protection in Africa: .أودورو، إيه دي. ٢٠٠٩?What Role for Formal and Informal Financial Institutions ورقة

معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"Risks and Coping .٢٠٠٧ كريستيانسن. وإل هوفمان، وفي دي، سانغو، Strategies." في Rural Household Vulnerability and Insurance Against Commodity Risks. Evidence from the United Republic

of Tanzania، حرره إل كريستيانسن وإيه ساريس. روما: الفاو.

"The Stated Benefits .ساريس، إيه، وبي كارفاكيس، وإل كريستيانسن. ٢٠٠٧ Rural في from Commodity Price and Weather Insurance." Household Vulnerability and Insurance Against Commodity Risks.Evidence from the United Republic of Tanzania، حرره إل كريستيانسن

وإيه ساريس. روما: الفاو.

مراجع الفصل السابع Conflict-Sensitive Development .٢٠٠٥ وولب. وإتش جي براشيه، .٢٧ االجتماعية رقم التنمية ورقة .Assistance: The Case of Burundi

واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

Making States Work:في"Success in Mozambique?" .كاهن، إم. ٢٠٠٥State Failure and the Crisis of Governance، حرره إس تشسترمان، إم

إغناتييف وآر ثاكور. طوكيو: مطبعة جامعة األمم املتحدة.

International Governance of War-Torn Territories: .كابالن، آر. ٢٠٠٥Rule and Recon-struction. أوكسفورد: مطبعة جامعة أوكسفورد.

Strengthening Women’s Citizenship in the .كاستيليخو، سي. ٢٠٠٨Context of State-building: The Experience of Sierra Leone. ورقة

عمل ملؤسسة فرايد.

Our Common Interest: Report of the Commission .جلنة أفريقيا. ٢٠٠٥for Africa. هارموندسورث: بنغوين بوكس.

Understanding State-Building from .فريتز، في وإيه روشا-مينوكال. ٢٠٠٧ a Political Economy Perspective: An Analytical and Conceptual Paper on Processes, Embedded Tensions and Lessons forInternational Engagement. تقرير أعد لفرق الدول الفعالة والهشة التابعة

لوزارة التنمية الدولية.

State-building in the .٢٠٠٨ .(GTZ) الفني للتعاون األملانية الوكالة Context of Fragile Statehood and Poor Government PerformanceLessons Learnt by German Development Cooperation –. إيشبورن:

التعاون اإلمنائي األملاني.

.Institutions and Development: A Critical Review .جوتينغ، جي. ٢٠٠٣ورقة عمل رقم ٢١٠. باريس: مركز التنمية التابع ملنظمة التعاون والتنمية.

Fixing Fragile States—A New Paradigm for .٢٠٠٨ إس. كابالن، Development. ويستبورت: بريغر لألمن الدولي.

كابالن، إس. ٢٠٠٩. Enhancing Resilience in Fragile States. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"The State in Contemporary Africa: A Critical .كيلر، إي جي. ١٩٩١ Comparative Political في Assessment of Theory and Practice."Dynamics: Global Research Perspectives، حرره دي إيه روستو وكي بي

إريكسون. نيويورك: دار نشر هاربر كولينز.

State Building and Democratization .منغيستيب، كي وسي دادييه. ١٩٩٩in Africa: Faith, Hope, and Realities. ويستبورت، كونيتيكت: بريغر.

Principles for Good .منظمة التعاون والتنمية/جلنة املساعدة اإلمنائية. ٢٠٠٧International Engagement in Fragile States and Situations. باريس:

منظمة التعاون والتنمية.

Concepts and .٢٠٠٨ اإلمنائية. املساعدة والتنمية/جلنة التعاون منظمة Dilemmas of State Building in Fragile Situations—From Fragility

to Resilience. باريس: منظمة التعاون والتنمية.

State-Society Relations and Intangible Dimensions .بوليني، بي. ٢٠٠٩ .of State Resilience and State Building: A Bottom-up Perspective

ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

"State-Building for Peace"—A New .٢٠٠٩ إيه. روشا-مينوكال، Paradigm for International Engagement in Post-Conflict Fragile

?States ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية ٢٠٠٩.

Relevance of African .٢٠٠٧ .(UNECA) جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقياTraditional Institutions of Governance. أديس أبابا: اللجنة االقتصادية

ألفريقيا.

States in Development: Understanding State- .وايتس، إيه. ٢٠٠٨Building. ورقة عمل لوزارة التنمية الدولية. لندن: وزارة التنمية الدولية.

مراجع املربع ٧٫١ State-Society Relations and Intangible Dimensions .بوليني، بي. ٢٠٠٩ .of State Resilience and State Building: A Bottom-up Perspective

ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

مراجع املربع ٧٫٢ "The Remarkable Story of Somaliland.". Journal of .كابالن، إس. ٢٠٠٨

.Democracy 19 (3):143-157

"Governance Without Government in Somalia: .مينخاوس، كي. ٢٠٠٧ Spoilers, State Building, and the Politics of Coping.". International

.Security 31 (3): 87

.Somalia: A Country in Peril, a Policy Nightmare .مينخاوس، كي. ٢٠٠٨ورقة استراتيجية رقم ٩ ملشروع إنهاء اإلبادة اجلماعية واجلرائم ضد اإلنسانية

.ENOUGH :واشنطن، دي سي .(ENOUGH)

مراجع املربع ٧٫٣ Institution [Un]Building: Decentralising .٢٠٠٩ جي. ماكونيل، Government and the Case of Rwanda. ورقة قدمت في املؤمتر اخلاص

بالتقرير األوروبي حول التنمية، ٢١-٢٣ مايو/أيار، أكرا.

املراجع التقرير األوروبي حول التنمية

١٤٣

Page 156: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

مراجع املربع ٧٫٤ Mid-term .٢٠٠٩ بوت. ودي مورتون، وجي كلويسكينز، وجي جي، بينيت، Evaluation of the Joint Donor Team in Juba, Sudan. الوكالة النرويجية للتعاون اإلمنائي (NORAD) نيابة عن حكومات كندا والدمنارك وهولندا والنرويج

والسويد واململكة املتحدة.

Funding Mechanisms in Southern Sudan: NGO .فنتون، دبليو. ٢٠٠٨Perspectives. ورقة قدمت في منتدى املنظمات غير احلكومية في جوبا، فبراير/

شباط.

International Engagement in Sudan (٢٠٠٧) هاسلي، إيه وإيه بورغريفينك after the CPA: Report on the Piloting of OECD/DAC's "Principles for Good International Engagement in Fragile States" for the Case

of Sudan. ورقة رقم ٧١٤. أوسلو: املعهد النرويجي للشؤون الدولية.

Managing the Middle Ground in South Sudan’s .ميرفي، بي. ٢٠٠٧ Recovery from War. Basic service delivery during the transitionfrom relief to development. تقرير أعد بتكليف من مكتب وزارة التنمية

الدولية في السودان والفريق املشترك للمانحني، جوبا.

The Long Road Home. .بانتوليانو، إس، وإم بوكانان-سميث، وآي موزل. ٢٠٠٨ Opportunities and Obstacles to the Reintegration of IDPs and .Refugees Returning to Southern Sudan and the Three Areasاملرحلة الثانية. Conflict, Urbanisation and Land. ورقة أعدت بتكليف

من فريق السياسات اإلنسانية (HPG). لندن: معهد التنمية ملا وراء البحار.

Review of Post-Crisis Country Multi Donor Trust .سكان تيم. ٢٠٠٧أFunds. Final report and annexes. تقرير أعد بتكليف من البنك الدولي، ووزارة الشؤون اخلارجية النرويجية، والوكالة النرويجية للتعاون اإلمنائي، بالتعاون مع الوكالة الكندية للتنمية الدولية (CIDA)، ووزارة الشؤون اخلارجية الهولندية،

ووزارة التنمية الدولية البريطانية. فبراير/شباط. أوسلو: سكان تيم.

.Review, Sudan Multi-Donor Trust Funds Phase 1 .سكان تيم. ٢٠٠٧بمسودة تقرير شهر أكتوبر/تشرين األول. أكتوبر/تشرين األول. أوسلو/ سكان

تيم.

PCNA Review: .البنك الدولي. ٢٠٠٦/(UNDG) مجموعة األمم املتحدة اإلمنائيةحالة دراسة (JAM) السودان في املشتركة التقييم بعثة .Phase One

رقم ١٠.

Stability and Development .فو، تي، وإس بانتوليانو، وإس سرينيفاسان. ٢٠٠٨in the Three Areas, Sudan. تقرير اللجنة التوجيهية لوزارة التنمية الدولية

البريطانية. غير منشور.

مراجع املربع ٧٫٥ Liberia Is Not Just a Man Thing: Transitional .كامبل-نيلسون، كي. ٢٠٠٨ Justice Lessons for Women, Peace and Security—The Initiative

for Peacebuilding. بروكسل: املركز الدولي للعدالة االنتقالية.

.At War’s End: Building Peace After Civil Conflict .باريس، آر. ٢٠٠٤كامبريدج، اململكة املتحدة: مطبعة جامعة كامبريدج.

Women Building .٢٠٠٧ .(UNIFEM) صندوق األمم املتحدة اإلمنائي للمرأة Peace and Preventing Sexual Violence in Conflict AffectedContexts. A Review of Community Based Approaches. نيويورك:

صندوق األمم املتحدة اإلمنائي للمرأة.

Gender .صندوق األمم املتحدة اإلمنائي للمرأة وبرنامج األمم املتحدة اإلمنائي. ٢٠٠٧Sensitive Police Reform in Post-Conflict Societies. ورقة إعالمية بشأن

السياسات، صندوق األمم املتحدة اإلمنائي للمرأة، نيويورك.

مراجع املربع ٧٫٦ Strengthening Governance: The Role of Women in .باولي، إي. ٢٠٠٣

Rwanda’s Transition. واشنطن العاصمة: املرأة تخوض معركة السالم.

مراجع املربع ٧٫٧ Gender Budgets Make More Cents: .بادليندر، دي وجي هيويت. ٢٠٠٢

Country Studies and Good Practice. لندن: أمانة الكومنولث.

Just Budgets: Increasing Accountability and Aid .كالسن، إم. ٢٠٠٨ Effectiveness through Gender Responsive Budgeting in South

.One World Action لندن: منظمة .Africa

Strengthening Governance: The Role of Women in .باولي، إي. ٢٠٠٣Rwanda’s Transition. واشنطن العاصمة: املرأة تخوض معركة السالم.

Budgeting for Equity: Gender budget initiatives .شارب، آر. ٢٠٠٣within a framework of performance oriented budgeting. نيويورك:

صندوق األمم املتحدة اإلمنائي للمرأة.

مراجع الفصل الثامن "Hobbes and the Congo: Frames, Local Violence, .أوتيسير، إس. ٢٠٠٩ and International Intervention.". International Organization 63

.(2): 249-80

بيكر، بي. ٢٠٠٨. Multi-Choice Policing in Africa. أوبساال، السويد: معهد .Nordiska Afrikainstitutet

The Impact of the Financial Crisis on .باكرانيا، إس وبي لوكاس. ٢٠٠٩Conflict and State Fragility in Sub-Saharan Africa. ورقة قضايا. مركز

موارد احلكم والتنمية االجتماعية.

Global Financial and .٢٠٠٩ فيلدي. تي دبليو ودي دريبر، وبي إس، بالل، Economic Crisis: Analysis of and Implications for ACP-EUللمركز ٩٢ رقم مناقشة ورقة .Economic Partnership Agreementsاألوروبي إلدارة سياسات التنمية (ECDPM). ماستريخت: املركز األوروبي إلدارة

سياسات التنمية.

"Introduction: Criteria for Evaluating Post-Conflict .برزوسكا، إم. ٢٠٠٦ Reconstruction and Security Sector Reform in Peace Support

.Operations.". International Peacekeeping 13 (1): 1-13

Desperately Seeking Policy Coherence: Aid and .كاربوني، إم. ٢٠٠٩Security in the Development Policy of the European Union. ورقة

معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

Africa Works: Disorder as Political .١٩٩٩ دالوز. شابال، بي وجي-بي. Instrument. بلومينغتون، إنديانا: مطبعة جامعة إنديانا.

Africa and the International System: The Politics .كالفام، سي. ١٩٩٦of State Survival. كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج.

Towards an EU Response to Situations .موعات األوروبية. ٢٠٠٧جلنة ا of Fragility—Engaging in Difficult Environments for SustainableDevelopment, Stability and Peace. وثيقة قدمتها اللجنة إلى الس، والبرملان األوروبي، واللجنة االقتصادية واالجتماعية األوروبية، وجلنة املناطق، وثيقة

(٢٠٠٧) ٦٤٣ نهائي، ٢٥ أكتوبر/تشرين األول. بروكسل.

"Room Document" – Synthesis of ٢٠٠٩أ. األوروبية. اموعات جلنة ،the main policy work on fragility currently ongoing at EU level

١٩ مايو/أيار ٢٠٠٩، بروكسل.

املراجع

١٤٤

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 157: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

Report on Policy Coherence for ٢٠٠٩ب. األوروبية. اموعات جلنة Development. تقرير قدمته اللجنة إلى الس، والبرملان األوروبي، واللجنة االقتصادية واالجتماعية األوروبية، وجلنة املناطق، وثيقة (٢٠٠٩) ٤٦١ نهائي، ١٧

سبتمبر/أيلول، بروكسل.

Council Conclusions on an EU Response .مجلس االحتاد األوروبي. ٢٠٠٧to Situations of Fragility. اجتماع مجلس العالقات اخلارجية رقم ٢٨٣١،

١٩-٢٠ نوفمبر/تشرين الثاني، بروكسل .

Justice-Sensitive Security System Reform in the .ديفيس، إل. ٢٠٠٩Democratic Republic of Congo. بروكسل: مبادرة بناء السالم.

Why Congo Persists: Sovereignty, Globalization .إجنلبير، بي. ٢٠٠٣and the Violent Reproduction of a Weak State. سلسلة أوراق عمل رقم ٩٥ لقسم التنمية الدولية. جامعة أوكسفورد، قسم التنمية الدولية،

أوكسفورد.

"Postconflict Reconstruction in Africa— .إجنلبير، بي ودي إم تال. ٢٠٠٨ Flawed Ideas about Failed States.". International Security 32 (4):

.106-139

Official .01/C 46/2006 "جلنة مجلس البرملان األوروبي. ٢٠٠٦. "اإلجماع األوروبيJournal of the European Union. بيان مشترك للمجلس وممثلي حكومات الدول األعضاء في اجتماعات داخل الس، والبرملان األوروبي، واللجنة املعنية

بسياسات االحتاد األوروبي التنموية.

European Parliament resolution on the EU .البرملان األوروبي. ٢٠٠٧response to situations of fragility in developing countries، P6_TA-

.PROV(2007)0540

MEPs Hear Karel De Gucht’s Vision of .٢٠٠٩ األوروبي. البرملان Development Policy. مرجع رقم: 20090901IPR60076. مديرية اإلعالم.

EU Policies to Address Fragility in Sub- .فاريا، إف وإيه شيريف. ٢٠٠٩Saharan Africa. ورقة معلومات أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام

.٢٠٠٩

Situations of Fragility: Challenges .فاريا، إف وبي ماغاالس فيريرا. ٢٠٠٧for an European Response Strategy. ماستريخت، هولندا: املركز األوروبي

إلدارة سياسات التنمية ومعهد الدراسات االستراتيجية والدولية.

Coping with the 'Security-Development Nexus': .غانزل، إس. ٢٠٠٩ The European Community’s Instrument for Stability—Rationale

and Potential. دراسات رقم ٤٧. بون: املعهد األملاني للتنمية.

Options for Architectural Reform in .جافيز، إم وإس ماكسويل. ٢٠٠٩European Development Cooperation. مذكرة معلومات أساسية. لندن:

معهد التنمية ملا وراء البحار.

Journeys toward Progress. Studies in Economic .هيرشمان، إيه أو. ١٩٦٣Policy-Making in Latin America. نيويورك: صندوق القرن العشرين.

هيرشمان، إيه أو. ١٩٦٧. Development Projects Observed. واشنطن العاصمة: مؤسسة بروكينغز.

Essays in Trespassing: Economics to Politics .هيرشمان، إيه أو. ١٩٨١and Beyond. كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج.

A Bias for Hope: Essays on Development and .هيرشمان، إيه أو. ١٩٨٥Latin America. بولدر، كولورادو: مطبعة ويستفيو.

هيرشمان، إيه أو. ١٩٩٥. A Propensity to Self-Subversion. كامبريدج، ماساشوستس: مطبعة جامعة هارفارد.

"Inter-Pillar Coherence in the European Union’s .هوفمايستر، إف. ٢٠٠٨ The European Union and Crisis في Civilian Crisis Management."

Management، حرره بلوكمانز. الهاي، هولندا: مطبعة آسر.

"United Kingdom-led Security .هورن، إيه، وإف أولونيساكن، وجي بيك. ٢٠٠٦ .Sector Reform in Sierra Leone.". Civil Wars 8 (2): 109-123

"Africa and the Economic Crisis: The Case for Greater .جونز، إي. ٢٠٠٩Flexibility in EPAs.". Trade Negotiation Insights 8(5) http://ictsd.

/net/i/news/tni/47678 (تاريخ الدخول ٧ سبتمبر/أيلول ٢٠٠٩).

A More Political EU External Action: Implications .كوب، إي. ٢٠٠٨ of the Treaty of Lisbon for the EU's Relations with DevelopingCountries. موجز املركز األوروبي إلدارة سياسات التنمية رقم ٢١. ماستريخت:

املركز األوروبي إلدارة سياسات التنمية.

Candide au Congo. L’échec annoncé de la réforme .ميلمو، إس. ٢٠٠٨du secteur de sécurité (RSS). Stratégique n° 9. Paris: املركز الفرنسي

للعالقات الدولية.

Centro de Investigatión y Cooperación al .بارتيسيب، سيديال -٢٠٠٨ Evaluation of the .Desarrollo. Channel Research, South Research .EC Aid Channeled Through Civil Society Organisations (CSOs)http://ec.europa.eu/europeaid/how/ .فرايبورغ/مدريد/بروكسل/لوفني evaluation/evaluation_reports/2008/1259_docs_en.htm(تاريخ

الدخول ٧ أكتوبر/تشرين األول ٢٠٠٩).

"The Changing Nature of Warfare and the Absence .رينو، دبليو. ٢٠٠٣ Irregular Armed Forces and في of State-Building in West Africa."their Role in Politics and State Formation، حرره دي إي ديفيس وإيه دبليو

بيريرا. كامبريدج: مطبعة جامعة كامبريدج.

A Secure Europe in a Better World—European .سوالنا، جي. ٢٠٠٣Security Strategy. ورقة رقم PESC787 ,15895/03 قدمت في اجتماع

الس األوروبي، ١٢ ديسمبر/كانون األول، بروكسل.

سوالنا، جي. ٢٠٠٩. ?ESDP@10: What Lessons for the Future ورقة رقم S195/09. مجلس االحتاد األوروبي، ٢٨ يونيو/حزيران. بروكسل.

Africa’s Emerging Global Partnerships: Their .٢٠٠٩ دي. تاديسي، Implications for the Continent’s Development Aspirations. ورقة

عرضية رقم ١٨٩. بريتوريا: معهد الدراسات األمنية.

Parcours administratifs dans un Etat en faillite. .تريفون، تي. ٢٠٠٧ Récits populaires de Lubumbashi (RDC). Afrika Studies 74. Paris:

.L’Harmattan-Cahiers Africains

Reinventing Order in the Congo: How People .تريفون، تي، محرر. ٢٠٠٤Respond to State Failure in Kinshasa. لندن: زد بوكس.

Cooperation with Politically Fragile Countries: .فيسمان ، إي. ١٩٩٨Lessons from EU Support to Somalia. ورقة عمل رقم ٦٦ للمركز األوروبي

إلدارة سياسات التنمية. ماستريخت: املركز األوروبي إلدارة سياسات التنمية.

Armed Groups and Militias in Eastern DR .٢٠٠٨ كي. فالسنروت، Congo. سلسلة محاضرات حول األمن األفريقي ٥. وكالة أبحاث الدفاع السويدية

ومعهد الشمال األوروبي للدراسات األفريقية، ستوكهولم وأسلو.

Merger of Afghanistan Office Delayed by Ferrero- .فوغل، تي. ٢٠٠٩Waldner. European Voice، ٢٤ سبتمبر/أيلول.

املراجع التقرير األوروبي حول التنمية

١٤٥

Page 158: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

Is More Better? Evaluating External-Led State .زورخر، سي. ٢٠٠٦Building after 1989. ورقة عمل رقم ٥٤. جامعة ستانفورد، معهد فرميان سبوغلي للدراسات الدولية، مركز الدميقراطية والتنمية وسيادة القانون، بالو

ألتو، كاليفورنيا.

مراجع املربع ٨٫١ Official .01/C 46/2006 "جلنة مجلس البرملان األوروبي. ٢٠٠٦. "اإلجماع األوروبيJournal of the European Union. بيان مشترك للمجلس وممثلي حكومات الدول األعضاء في اجتماعات داخل الس، والبرملان األوروبي، واللجنة املعنية

بسياسات االحتاد األوروبي التنموية.

مراجع املربع ٨٫٣ ،٢٠٠٧ .(OECD/DAC) اإلمنائية املساعدة والتنمية/جلنة التعاون منظمة Principles for Good International Engagement in Fragile States

and Situations. باريس: منظمة التعاون والتنمية.

مراجع املربع ٨٫٤ Enhancing the EU Response to Women .شيريف، إيه وكي بارنز. ٢٠٠٨ and Armed Conflict with Particular Reference to DevelopmentPolicy. دراسة للرئاسة السلوفينية لالحتاد األوروبي. ماستريخت: املركز األوروبي

إلدارة سياسات التنمية.

مراجع املربع ٨٫٥ Supporting Developing Countries in .موعات األوروبية. ٢٠٠٩جلنة اCoping with the Crisis. وثيقة قدمتها اللجنة إلى الس، والبرملان األوروبي، أبريل/نيسان. ٨ املناطق، وجلنة األوروبية، واالجتماعية االقتصادية واللجنة

بروكسل.

مراجع املربع ٨٫٦ Impact of EU’s Agricultural Trade Policy .بيرتو، كي وإيه شولتيس. ٢٠٠٨

on Smallholders in Africa. بون: منظمة جيرمان ووتش البيئية.

"Non-Reciprocal Preference .لو، بي، وآر بييرمارتيني وجي ريخترينغ. ٢٠٠٩ Erosion Arising From MFN Liberalization in Agriculture: What Trade Preference Erosion: Measurement and في Are the Risks?"لندن: براغا. إيه وسي مارتن، ودبيلو بي هوكمان، حرره ،Policy Response

بالغريف ماكميالن.

"The European Union‘s Common Agricultural Policy .ماثيوز، إيه. ٢٠٠٨ and Developing Countries: The Struggle for Coherence.". Journal

.of European Integration 30 (3): 381-399

Stop the Dumping! How EU Agricultural Subsidies .أوكسفام. ٢٠٠٢Are Damaging Livelihoods in the Developing World. لندن: منظمة

أوكسفام الدولية.

Devastating Floods—Man Made: European Trade .باش، إيه. ٢٠٠٨ .Policy Violates Right to Food in Ghana—Chicken and Tomatoes

منظمة جيرمان ووتش البيئية.

مراجع املربع ٨٫٧Towards an EU Aid for Trade Strategy— .موعات األوروبية. ٢٠٠٧جلنة اThe Commission's Contribution. وثيقة قدمتها املفوضية األوروبية إلى الس، والبرملان األوروبي، واللجنة االقتصادية واالجتماعية األوروبية، وجلنة املناطق.

وثيقة (٢٠٠٧) ١٦٣ نهائي، ٤ أبريل/نيسان. بروكسل.

Supporting developing Countries in .موعات األوروبية. ٢٠٠٩جلنة ا .Coping with the Crisis—Aid for Trade Monitoring Report 2009الس، إلى املفوضية قدمتها لوثيقة مصاحبة املفوضية لهيئة عمل ورقة والبرملان األوروبي، واللجنة االقتصادية واالجتماعية األوروبية، وجلنة املناطق، أبريل/

نيسان، ص ٣.

مراجع املربع ٨٫٨ .Tax Revenue and (or?) Trade Liberalization .بونسغارد، تي وإم كني. ٢٠٠٥

ورقة عمل رقم WP/05/112. واشنطن العاصمة: صندوق النقد الدولي.

The Interim Economic .٢٠٠٩ (محرران). ستيفنز وسي إس بالل، Partnership Agreements between the EU and African States -رقم السياسات إدارة تقرير ،ges and prospects Contents, challen١٧ للمركز األوروبي إلدارة سياسات التنمية، ماستريخت: املركز األوروبي إلدارة

سياسات التنمية.

Economic Partnership .٢٠٠٨ نيوفارمر. وآر هوب، وإم بي، برينتون، Agreements and the Export Competitiveness of Africa. ورقة عمل

بحوث السياسات رقم ٤٦٢٧. واشنطن العاصمة: البنك الدولي.

The Impact of ACP/EU .٢٠٠٤ غروسمان. وإتش بورمان، وإيه إم، بوس، Economic Partnership Agreements on ECOWAS Countries: AnEmpirical Analysis of Trade and Budget Effects. HWWA-هامبورج:

معهد هامبورغ لالقتصاد الدولي.

One Minute to Midnight: Is There Still Time to .دلبوش، سي. ٢٠٠٧ Rethink EPAs? EU Must Reform Trade Arrangements to PromoteDevelopment In African, Caribbean, and Pacific Countries. باريس:

معهد الدراسات السياسية، مجموعة االقتصاد العاملي.

EPAs: Thinking Outside the European .دلبوش، سي، وجي حرب. ٢٠٠٧Box. ACP Countries Should Refuse to be Rushed into EPAs. ورقة

عمل. باريس: معهد الدراسات السياسية، مجموعة االقتصاد العاملي.

The European Union Economic Partnership .سيندزينجر، إيه. ٢٠٠٨Agreements with Sub-Saharan Africa. ورقة عمل رقم ٥/٢٠٠٨ جلامعة

(UNU-CRIS) األمم املتحدة، مركز دراسات التكامل اإلقليمي املقارن

EU-ACP Economic Partnership .٢٠٠٥ كينان. وجي سي ستيفنز، Agreements: The Effects of Reciprocity. لندن: معهد دراسات التنمية.

ستيفنز، سي وإم مني، وجي كينان، وإس بالل، وسي برون-مونزينجر، وإي جيروش، The New EPAs: Comparative Analysis of .ودي ماخان، وإف رامبا. ٢٠٠٨Their Content and the Challenges for 2008. لندن/ماستريخت: معهد

التنمية ملا وراء البحار/املركز األوروبي إلدارة سياسات التنمية.

مراجع املربع ٨٫٩ The European . غريفي، جي، ودي هيلي، ودي كيوهان (محررون) سيصدر قريباSecurity and Defence Policy: The First 10 Years، باريس: معهد االحتاد

األوروبي للدراسات األمنية، ٢٠٠٩.

مراجع الفصل التاسعدبليو وجي إستاتش، وإيه ديركون، وإس بيناسي-كيريه، وإيه إف، بورغينيون، غانينغ، وآر كانبور، وإس كالسن، وإس ماكسويل، وجي-بي بالتو، وإيه سبادارو. Millennium Development Goals at Midpoint: Where Do We .٢٠٠٨?Stand and Where Do We Need to Go. ورقة معلومات أساسية للتقرير

األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

املراجع

١٤٦

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 159: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

International Political Economy: Some African .٢٠٠٦ كولير، بي. مركز االقتصادية. للبحوث األفريقي لالحتاد أعدت ورقة .Applicationsدراسة االقتصادات األفريقية، جامعة أوكسفورد، أوكسفورد، اململكة املتحدة. http://users.ox.ac.uk/~econpco/research/pdfs/AERCPlenary-]

.InternationalPoliticalEconomy-AfricanApps.pdf]

The Political Economy of Fragile States and ٢٠٠٩أ. بي. كولير، معلومات ورقة .Implications for European Development Policy

أساسية للتقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩.

Wars, Guns, and Votes – Democracy in Dangerous .كولير، بي. ٢٠٠٩بPlaces. نيويورك: هاربر كولينز.

2006/C 46/01. Official "جلنة مجلس البرملان األوروبي. ٢٠٠٦. "اإلجماع األوروبيJournal of the European Union. بيان مشترك للمجلس وممثلي حكومات الدول األعضاء في اجتماعات داخل الس، والبرملان األوروبي، واللجنة املعنية

بسياسات االحتاد األوروبي التنموية.

Dynamics of Regional (non-) integration in Eastern .فانتا، إي. ٢٠٠٦Africa. ورقة عمل رقم SW-2008/2 ملركز دراسات التكامل اإلقليمي املقارن.

جامعة األمم املتحدة، مركز دراسات التكامل اإلقليمي املقارن، بروج.

Sovereignty as Responsibility, or African Regional .غاندوا، إتش. ٢٠٠٥ Sovereignty مداخلة في ورشة عمل .Organizations as Norm-settersand Its Discontents (SAID) في مؤمتر اجلمعية البريطانية للدراسات الدولية "Beyond Sovereignty II: Global Regionalism: Africa, بعنوان (BISA)".Americas, Europe جامعة سانت أندروز، ١٩-٢١ ديسمبر/كانون األول، سانت

أندروز، اململكة املتحدة.

.Making Africa a Priority in US Foreign Assistance .غارتنر، دي. ٢٠٠٩موجز سياسات ملعهد بروكينغز، ١٤ سبتمبر/أيلول، واشنطن العاصمة.

"West African Integration: A New Development .كابالن، إس. ٢٠٠٦ .Paradigm?". The Washington Quarterly 29 (4): 81-97

International Actors, Democratization and .ماغن، إيه وإل مورلينو. ٢٠٠٨?the Rule of Law—Anchoring Democracy لندن ونيويورك: روتلدج.

منظمة التعاون والتنمية. ٢٠٠٩. From Fragility to Resilience. باريس: منظمة التعاون والتنمية.

Principles for Good ،منظمة التعاون والتنمية/جلنة املساعدة اإلمنائية، ٢٠٠٧International Engagement in Fragile States and Situations. باريس:

منظمة التعاون والتنمية.

"Democracy and Foreign Education". .٢٠٠٩ إيه. سبيليمبرغو، .American Economic Review 99 (1): 528-543

Economic Development in Africa—Report 2009. .األونكتاد. ٢٠٠٩ Strengthening Regional Economic Integration for Africa’s

Development. نيويورك وجنيف: مؤمتر األمم املتحدة للتجارة والتنمية.

Assessing Regional .٢٠٠٤ ألفريقيا. االقتصادية املتحدة األمم جلنة Integration in Africa. أديس أبابا: جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقيا.

Assessing Regional Integration .جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقيا. ٢٠٠٦in Africa II; Rationalizing Regional Economic Communities. أديس

أبابا: جلنة األمم املتحدة االقتصادية ألفريقيا.

Regional Trade Arrangements in Africa: .يانغ، واي وإس غوبتا. ٢٠٠٥ WP/05/36 ورقة عمل رقم .Past Performance and the Way Forward

لصندوق النقد الدولي. صندوق النقد الدولي، واشنطن العاصمة.

مراجع املربع ٩٫٢ "Human Capital and Technology .٢٠٠٥ شبيغل. حبيب، جي وإم بن ".Diffusion في Handbook of Economic Growth، حرره بي أغيون وإس

دورالف. أمستردام: مقاطعة شمال هولندا.

International Migration By Educational .دوكير، إف وإيه مرفوق. ٢٠٠٥Attainment - Release 1.1، نسخة محدثة من اإلصدار ٠٫١، ورقة عمل بحوث السياسات رقم ٣٣٨٢ للبنك الدولي التي نشرت في أغسطس/آب ٢٠٠٤، واشنطن

العاصمة: البنك الدولي.

"Is the Brain Drain Good for Africa?" .إيسترلي، دبليو وواي نياركو. ٢٠٠٩ ،Skilled Immigration Today: Prospects, Problems, and Policies في

حرره جي باغواتي وجي هانسن. نيويورك: مطبعة جامعة أوكسفورد.

مراجع املربع ٩٫٤ Regional Integration, Trade and Conflict in Southern .كوبو، إم. ٢٠٠٧

Africa. املعهد الدولي للتنمية املستدامة، وينيبيغ، مانيتوبا.

مراجع املربع ٩٫٥ The Provision of Social Services .بولد، تي، وكولير بي، وزايتلن إيه. ٢٠٠٩ in Fragile States: Independent Service Authorities as a NewModality، مركز دراسة االقتصادات األفريقية التابع جلامعة أوكسفورد، ورقة

عمل، أوكسفورد، مايو/أيار.

"Where Does the Money Go? Best and إيسترلي دبليو وتي فوتز ٢٠٠٨ Worst Practices in Foreign Aid"، Journal of Economic Perspectives

.22 (2): 29-52

Aide budgétaire dans les .٢٠٠٩ األوروبية. للمعونة التعاون مكتب situations de fragilité: Annexe méthodologique، يونيو/حزيران ٢٠٠٩،

بروكسل: مكتب التعاون للمعونة األوروبية.

املراجع التقرير األوروبي حول التنمية

١٤٧

Page 160: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

ملحق - محتويات الد ١بأوراق املعلومات األساسية للتقرير األوروبي حول ١

التنمية لعام ٢٠٠٩ The impact of the 2008-09 financial crisis on ،آلن، إف، وجي جيوفانيتي

.fragile countries in Sub-Saharan Africa

The global financial crisis and domestic resource إي، آرييتي، .mobilization in Africa

Multi-level Governance and Security: the Security ،باغايوكو-بينوني، إن .Sector Reform Process in the Central African Republic

State Fragility, the Peacebuilder’s Contract, and the بارنيت، إم، .Search for the Least Bad State

The Vulnerability of Sub-Saharan Africa to the ،بيرمان، إن ومارتن، بي .Financial Crisis: The Case of Trade

.The Fragile Consensus on Fragility ،بيرتولي، إس، و تيتشي، إي

Desperately Seeking Policy Coherence: Aid and Security ،كاربوني، إم .in the Development Policy of the European Union

The Political Economy of Fragile States and Implications ،كولير، بي .for European Development Policy

.Natural Resources and State Fragility ،كولير، بي، وفينابلز، تي

EU Policies to Address Fragility in Sub-Saharan ،فاريا، إف، وشيريف، إيه .Africa

.State Fragility and African Agriculture ،فينيل، إس

African Financial Markets: A Spillover ،جيوفانيتي، جي، و فيلوتشي، إم .Analysis of Shocks

State Fragility and Economic إس، جيانيني، غيومون و بي، غيومون، Vulnerability: What is Measured and Why?

.Gender and Fragility: Policy Responses ،هاركورت، دبليو

Fragility and MDG Progress: How Useful is ،هارتغن، كي وكالسن، إس the Fragility Concept?

Trade Regionalisation and Openness in .أيابادري، إل، ولوتشيتي، إف .Africa

.Enhancing Resilience in Fragile States ،كابالن، إس

.Gender Responsive Budgeting ،خان، زد

Fragile States, Commodity Booms and Export ،مولد، إيه وبريتزون، إيه .Performance: An Analysis of the Sub-Saharan African Case

Africa and the Global Economic Crisis: A Risk Assessment ،نوديه، دبليو .and Action Guide

New Faces for African) "مبادرة "وجوه جديدة من أجل التنمية األفريقيةDevelopment)، كتاب مختلفون، مساهمات من اجللسة البحثية في مؤمتر

أكرا بشأن التقرير األوروبي حول التنمية، ٢١-٢٣ مايو/أيار ٢٠٠٩.

Why is Burundi’s Financial Sector Not Development- ،نكورونزيزا، جي .Oriented?

.EU Policies and African Human Capital Development ،نياركو، واي

A.D., Adverse Shocks and Social Protection in Africa: ،أودورو، إيه دي What Role for Formal and Informal Financial Institutions?

Political Instrumentalisation of Islam, Persistent بي، جي بالتو، .Autocracies, and Obscurantist Deadlock

State-society relations and intangible dimensions of ،بوليني، بي .state resilience and state building: a bottom-up perspective

.Fragility and Conflicts ،رينال-كويرول، إم

"State-building for Peace" - A New Paradigm for ،روشا-مينوكال، إيه International Engagement in Post-Conflict Fragile States?

The Security-Politics-Development Nexus: The Lessons ،تشيرجي، إن .of State-building in Sub-Saharan Africa

Coping with Insecurity in Fragility سي، بوغر، بي، فينيسون، .Situations

Regional Integration, Fragility and the Institution تي، فيردير، Building: An Analytical Framework Applied to the African

.Context

العملية االستشارية إلعداد التقرير األوروبي حول ٢التنمية لعام ٢٠٠٩

تضمنت العملية االستشارة إلعداد التقرير األوروبي حول التنمية لعام ٢٠٠٩ الفعاليات السبع التالية:

"Development in a context of fragility – Focus ورشة عمل حول .١"on Africa، بروكسل، بلجيكا، ٦ فبراير/شباط ٢٠٠٩.

"Food crisis and the development potential of ورشة عمل حول .٢"the agricultural sector in fragile countries، كامبريدج، اململكة

املتحدة، ١٧-١٨ مارس/آذار ٢٠٠٩.

"Transforming Political Structures: Security, ورشة عمل حول .٣"Institutions, and Regional Integration Mechanisms، فلورنسا،

إيطاليا، ١٦-١٧ أبريل/نيسان ٢٠٠٩.

،"The challenges of fragility to development policy" مؤمتر حول .٤برشلونة، أسبانيا، ٧-٨ مايو/أيار ٢٠٠٩.

"Financial markets, adverse shocks and policy حول مؤمتر .٥"responses in fragile countries، أكرا، غانا، ٢١-٢٣ مايو/أيار ٢٠٠٩.

"Moving Towards the European Report on حول مؤمتر .٦Development "٢٠٠٩، فلورنسا، إيطاليا، ٢١-٢٣ يونيو/حزيران ٢٠٠٩.

"Overcoming fragility in Africa: ERD Policy حول مؤمتر .٧"recommendations، بروكسل، بلجيكا، ٤ سبتمبر/أيلول ٢٠٠٩.

إن الد ١ب يوثق العملية االستشارية من خالل تقدمي البرامج النهائية وقوائم املشاركني فيها، وكذلك - بالنسبة للفعاليات رقم ١ إلى ٥ - تقارير املؤمترات. وميكن حتميل محاضرات الفعاليات رقم ٢ إلى ٥ وملفات صوتية للفعاليات رقم

.http://erd.eui.eu ٣ و٤ و٧ من موقع املشروع على اإلنترنت

ملحق

١٤٨

التقرير األوروبي حول التنمية

Page 161: ﺔﺷﺎﺸﻬﻟﺍ ﻰﻠﻋ ﺐﻠﻐﺘﻟﺍ ﺎﻴﻘﻳﺮﻓﺃ ﻲﻓ · ﺪﻬﻌﳌﺍ ،ﺔﻣﺪﻘﺘﳌﺍ ﺕﺎﺳﺍﺭﺪﻠﻟ ﻥﺎﻣﻮﺷ ﺕﺮﺑﻭﺭ

http://erd.eui.eu/

التغلب على الهشاشةفي أفريقياجديد أوروبي نهج صياغة

تعبئة البحوث األوروبية من أجل سياسات التنمية