858
1 ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺺ- ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲ ﻣﻌﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻫﺪ ﺍﻟﺘﻠﺨﻴﺺ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻲTo PDF: www.al www.al-mostafa.com

ﺺﻴﺨﻠﺘﻟﺍ ﺪﻫﺍﻮﺷ ﻰﻠﻋ ﺺﻴﺼﻨﺘﻟﺍ …4 ﻲﺳﺎﺒﻌﻟﺍ -ﺺﻴﺨﻠﺘﻟﺍ ﺪﻫﺍﻮﺷ ﻰﻠﻋ ﺺﻴﺼﻨﺘﻟﺍ ﺪﻫﺎﻌﻣ

  • Upload
    others

  • View
    10

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 1

    معاهد التنصيص على شواهد التلخيص

    العباسي عبد الرحيم

    To PDF: www.alwww.al-mostafa.com

    www.al

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 2

    بسم اهللا الرمحن الرحيم

    م، احلمد هللا الذي جعل العقل مفتاح العلوم، ومدرك معاين املنطوق واملفهوم، ومنشأ بيان احملقق واملوهو .ومظهر بديع املنصور واملنظوم

    وأشهد أنه الرب . أمحده محد من جبزيل نعمه اعترف، وأشكره شكر من ورد مناهل فضله واغترفوأشهد أن سيدنا وموالنا حممداً عبده ورسوله، وحبيبه . الرمحن، الذي خلق اإلنسان وعلمه البيان

    . بع هديه من اجلحيم أعظم ختليصوخليله، الذي تلخص الدين بإرشاده أحسن تلخيص، وختلص متصلى اهللا وسلم عليه وعلى آله . فكانت بعثته مفتاح باب اخلريات، والطريق املوصل إىل منهج املربات

    !!.الكرام، وصحبه األئمة األعالم، ما أغرب مبتدئ ببديع النظام، وأعجب منته حبسن اخلتامورضي عنه أمت ! نظر اهللا إليه بعني العفو والغفرانوبعد؛ فإن الفقري احلقري، املعترف بالعجز والتقصري،

    ملا كان متحلياً حبلية العلماء، مستشعراً شعار الفضالء، وبرد الشبيبة قشيب وغصن الصبا ! الرضوانرطيب، ومربع األماين خصيب والسعادة تلحظه عيوا، وتتوارد عليه أبكارها وعوا، مل يزل يف خدمة

    تصنيفه، بقدر ما يصل إليه علمه القاصر، وحسب ما ينفذ فيه فهمه الفاتر، وكان العلم وتأليفه، وترتيبه ومن مجلة ما حفظه من املتون، وعلق خباطره من الفنون، كتاب تلخيص املفتاح، الذي هو يف بابه راحة

    وفيه من الشواهد الشعرية ما يعزى! وأسكنه حبابح جنانه! األرواح، تغمد اهللا مؤلفه برمحته ورضوانهلألقدمني، وما ينسب للمولدين، إال أن أكثرها جمهول األنساب، مغفول األحساب، ورمبا عزاه بعض

    إما الشتباه يف األوزان، أو متاثل يف املعان، ومل أر من : شارحي الكتاب لغري قائليه، ونسب إىل عري أبيهرحوم العالمة اجلالل عمل على تلك الشواهد شرحاً يشفي العليل، و يروي الغليل غري أن شيخنا امل

    عمل على بعضها تعليقاً لطيفاً مل يكمله ! السيوطي سقى اهللا من صوب الرجحنة ثراه، وأكرم مرتله ومثواهلست هنالك، : ومل خيرج عن مسودته، وكثرياً ما كانت نفسي تنازعين للتصدي لذلك، وأقول هلا

    رب إيل من حبل الوريد، فيقوي العزم، وأعللها باملواعيد، وهي تقرب إىل البعيد، وتسول يل أنه أقويستعمل اجلزم، وينهمل األخذ باحلزم إىل أن آن أوانه، وحان إبانه فشمرت عن ساعد االجتهاد،

    واستعملت اجلد يف حتصيل ذلك املراد، وسلكت فيه منهج االختصار، ومدرج االقتصار، ونصيت على ما يناسبه من نظائره األدبية، وذكرت ترمجة أحبر تلك الشواهد العروضية، ووضعت يف كل شاهد منها

    قائله إال ما مل أطلع عليه بعد التفتيش يف كتب األدب، والتحري واالستقصاء يف الطلب، ومزجت فيه

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 3

    .اجلد باهلزل، واحلزن بالسهل .ومسيته مبعاهد التنصيص، على شواهد التلخيص

    رتيب، رائع التركيب، مفرداً يف فن األدب، فجاء حبمد اهللا غريب االبتداع، عجيب االختراع، بديع التكفيالً ملن تأمله بالعجب، وهو وإن كان من جنس الفضول الذي رمبا يستمل، أو هو بقول احلسود داخل يف قسم املهمل، فهو أمنية كان اخلاطر يتمناها، وحاجةٌ يف نفس يعقوب قضاها على أنه ال خيلو من فائدة

    ، ودرة مستخرجة من قاع البحور، وشذرة تزين ا قالئد النحور، فريدة، ونكتة عن مواطنها شريدةمرحباً مرحباً، ولئن خالط هذا القول هوى : وعجائب حتل هلا احلبا وغرائب يقول هلا العقل السليم

    .النفس، أو ظن املغاالة به صادق احلدسءِبتأليفِه فالمر فتونم ونَفسه حِه غَاويهدفي م

    ما قد حوى بالمقلِة الراضيه ناظره أن يرىِمن والفضُلِإنكن ساتراً وباً يعي جدي وارهع بالمنَِّة الْوافيه

    .ومن تأمله بعني اإلنصاف والرضى، شهد بصدق هذا الوصف وبصحته قضى

    نها قسطنطينية استوطن م! وحني سهل اهللا الوصول ثانياً إىل املمالك الرومية، ال زالت من املكاره حمميةإذ هي حمل الكرم، وموطن النعم، وحمط أرحال، ومنتهى ! العظمى، ال زالت من اهللا يف وقاية ومحى

    اآلمال، ومشرق السعادة، وأفق السيادة، وموسم األدباء، وحلبة اخلطباء، ودار اإلسالم، ومقر العلماء الت دار اإلسالم واإلميان، ومستقر األعالم، وختت امللك العظيم الشأن، وحمل الدولة والسلطان، ال ز

    ما تعاقب امللوان، بدوام حياة سلطان العامل، وخري ملوك بين آدم، سليمان الزمان، ! األمن واألمانوخاقان العصر واألوان، ومفخر آل عثمان، ال برحت دولته خملدة خلود األبرار، يف دار القرار، وسعادته

    .ملدار، بتعاقب الليل والنهارما دار الفلك ا! مؤبدة مسلبلة األدواروكان من أعظم خبايا السعد، وعطايا اجلد، أن مشلته العناية، وحفته الرعاية، بنظر فرد الدهر، وواحد

    العصر، وبكر عطارد، ونادرة الفلك، وتاريخ اد، وغرة الزمان، وينبوع اخلري واإلحسان، العالم ملفاخر، واملتفرد بغايات املآثر، سيدنا وموالنا سعدى قاضي العالمة، واحلرب البحر الفهامة، جامع أشتات ا

    القضاة بتخت امللك قسطنطينية العظمى، فهو موىل تنخفض مهم األقوال عن بلوغ أدىن فضائله ومعاليه، ويقصر جهد الوصف عن أيسر فواضله ومساعيه، حضرته مطلع اجلود، ومقصد الوفود، وقبلة اآلمال،

    دباء، وحلبة الشعراء، ذو مهة مقصورة على جمد يشيده، وإنعام جيدده، وفاضل وحمط الرحال، وجممع األ

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 4

    يصطنعه، وخامل وضعه الدهر فريفعه، فاق األقران، وساد األعيان، فال يدانيه مدان، ولو كان من بين عبد .املدان، و ليس جياريه يف مضمار اجلود جواد، وال يباريه يف ارتياد السيادة مرتاد

    وال كلُّ الرجال فُحوال فيها، لب المعالي نافذاًما كُل من طَوحني أناخ مطايا قصده، ! ال زالت آي جمده بألسن األقالم متلوة، وأبكار األفكار مبديح معاليه جملوة

    بأفناء سعده؛ صادف موىل حفياً، وظال ضفياً مرتعاً رحيباً، ومربعاً خصيباً، وبشاشة وجه تسر القلوب، تفرج الكروب، وتغفر للدهر ما جناه من الذنوب، مع ما يضاف لذلك من منظر وسيم، وطالقة حمياً

    وخمرب كرمي، وخالئق رقت وراقت، وطرائف علت وفاقت، وفضائل ضفت مدارعها، ومشائل صفت مشارعها، وسدد تثىن به عقود اخلناصر، وتثىن عليه طيب العناصر، فحمد من صباح قصده السرى، وعلم

    : يف جوف الفراأن كل الصيد تلَقاه طَلقَ الوِجِه رحب المنزِل الكَريم إذا قَصدتَ جنابه إن

    وها هو يف ظل عزه رخي البال، متميز احلال، آمن من صرفان الدهر، وحدثان القهر، يرتع يف رياض من فضله، وجيرع من طل جوده ووبله، قد عجز عن الشكر لسانه، وكل عن رقم احلمد بنانه، مل يفقد

    مغين رأفته ظالالً ومل يقل لصيدح آماله انتجعي بالالً، وبه حقق قول القائل، من األوائل أعان وما عنَّي، ومن وما منَّا ولما انْتجعنَا الئذين بظلِه

    وردنا نَداه مجدبين فأخصبنَا عليِه مقتِرين فَراشنَا وردنَا : ه وشكره، والثناء على جوده وبرهومجلة ما يقوله يف العجز عن محد

    بٍر ِمثلها ال ِيكفّر أِليةُ وجميل الصنع مِنه، وإنّها أما بها ُأثني عليه وأشكر وكنْتُ اسطعتُ حولتُ البريةَ ألسناً لَو

    قياماً بحق الشُّكِر جهِدي ُأشمر ولَستُ أوفي حقِّ ذاك وإنّما

    واعي السعد، وبواعث اجلد، أن مشل هذا التأليف نظره الشريف، حني وصل إىل حضرة وكان من مجلة دجمده املنيف، فأظهر به إعجاباً رفع من مقامه، ونصب فوق منت ارة خوافق أعالمه، جرياً على عادته أن النفيسة يف جرب القلوب، وستر العيوب، فحني طرق السمع، خرب استحسانه لذلك اجلمع، أحب الفقري خيدم حضرته العلية، وسدته السنية، بنسخة منه لتكون مذكرة حبال الفقري ما دام يف قيد احلياة، وسبباً

    وعساه يكون وسيلة لالنتظام يف سلكه، وذريعة إىل االحنياز إىل . باعثاً على الترحم عليه بعد املماتشل إىل البحر، أو الطل إىل ملكه، وإال فهو أقل من أن يشاع ذكره، أو يشاد قصره، وكيف يهدي الو

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 5

    القطر، غري أن هواجس الفكر وخواطر األمل، متمسكة يف قبوله بأذيال عسى ولعل، والذي يقوي يف الظن بشيمه الزاكية، تلقيه بالبشر وحملة باملقلة الراضية، وهو يرجو أن يهب عليه نسيم قبول القلوب،

    إىل ذي العظمة . و يرفع أكف التضرع واالبتهالويؤمل أن يسبل ستر العفو عما فيه من العيوب، وها ه .واجلالل، أن يبلغه من ذلك أقصى غاية اآلمال، مبنه ومينه

    شواهد المقدمة

    : قائله امرؤ القيس، ومتامه تَضُل الِعقاص في ِمثنى ومرِسل

    : وهو من البحر الطويل، من القصيدة املشهورة اليت هي إحدى املعلقات السبع، وأوهلا بسقط اللوى بين الدخُوِل فحومِل نَبِك ِمن ذكرى حبيٍب ومنِْزِل فَاِق

    سمها فَتوضحعِف رأٍل لما فالمقراِة لم ينوٍب وشَمج نَسجتها من ال تهلك أسى وتجمِل يقولون بها صحبي على مطيهم وقوفاً

    لَهو بها غير معجِلِمن تمتعتُ ِخدٍر ال يرام ِخباؤها وبيضِة ِحراصاً لو يِسرون مقِْتلي علي أحراساً إليها ومعشَراً تجاوزتُ

    أثناِء الِوشاح المفصِل تَعرض ما الثريا في السماِء تَعرضتْ َإذا الستر إالَّ ِلبسةَ المتفضِل لَدى وقد نَضتْ ِلنوٍم ثيابها فَجئتُ

    وما ِإن َأرى عنك الغواية تنَجِلي ك ِحيلةٌفقالت يمين اِهللا ما لَ إثرنا أذياَل ِمرطٍٍ مرجل على بها أمشي تجر وراءنا خَرجتُ

    بطن خَبت ذي ِحقاف عقَنْقل بنا أجزنا ساحة الحي وانْتحى فلما علي هضيِم الكشح رياً المخلخَِل هصرتُ بفودى رأِسها فتمايلتْ

    مصقولةٌ كالسجنجِل تَرائبها بيضاء غَير مفاضٍة مهفهفةٌأسيٍل وتَتقي تَصد نطفِل بناظرٍة وتُبدى عرةَ مجش وحمن و

    هي نَصته وال بمعطَِّل إذا وِجيد كجيد الريم لَيس بفاحش أثيٍث كقَنَو النَّخلة المتعثكل يزين المتن أسود فاحم وفَرٍع

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 6

    .البيت، والقصيدة طويلة، وسيأيت طرف منها يف شواهد اإلنشاء إن شاء اهللا تعاىلوبعده الرفع واالرتفاع مجيعاً، والفعل منه الزم إن كسرت زايه، : الذوائب، واالستشزار: والغدائر مجع غديرة

    ة، وهي مجع عقيص: مجع علياء تأنيث األعلى، وأراد اجلهات العال، والعقاص: ومتعد إن فتحت، والعالاخلصلة من الشعر تأخذها املرأة فتلويها مث تعقدها حىت يبقى فيها التواء مث ترسلها، واملثىن من الشعر

    .ضده: مائيت، واملرسل: وغريهأن حبيبته لكثرة شعرها بعضه مرفوع وبعضه مثىن وبعضه مرسل وبعضه معقوص ملوي بني : ومعىن البيت

    .املثىن واملرسل .لتنافر، وهو لفظة مستشرزات لثقلها على اللسان وعسر النطق اا: والشاهد يف البيت

    وامرؤ القيس امسه حندج بن حجر بن عمرو املقصور، مسي بذلك ألنه اقتصر به على ملك أبيه حندج وأمه فاطمة وقيل متلك بنت ربيعة بن احلرث أخت كليب . رملة طيبة تنبت ألواناً: واحلندج يف اللغة

    .أبو وهب، وأبو احلرث ويلقب ذا القروح لقوله من الطويل: القيسومهلهل، وكنية امرئ لَعلَّ منايانْا تحولن أبُؤسا وبدلتُ قَرحاً دامياً بعد ِصحٍة

    : ويلقب الذائد أيضاً لقوله من املتقارب أذُود القوافي عني ذَيادا

    القيس اسم : الشدة، وقيل: ، والقيس يف اللغةامللك الضليل، ومعىن امرئ القيس رجل الشدة: ويقال لهوهو الذي . صنم، وهلذا كان األصمعي يكره أن يروي قوله يا امرأ القيس فانزل ويرويه يا امرأ اهللا فانزل

    إن املراد : روى عن النيب صلى اهللا عليه وسلم أنه قال فيه أشعر الشعراء وقائدهم إىل النار، وقيل يف تأويله .واملشركنيشعراء اجلاهلية

    وهو أول من لطف املعاين، ومن استوقف على الطلول، وشبه النساء بالظباء واملها والبيض، وشبه اخليل .بالعقبان والعصي، وفرق بني النسيب وما سواه من القصيد، وأجاد االستعارة والتشبيهأم احلويرث اليت كان وكان من حديثه أن أباه طرده ملا قال الشعر، وإما طرده من أجل زوجته هر، وهي

    امرؤ القيس يشبب ا يف شعره، وكان يتنقل يف أحياء العرب ويستتبع صعاليكهم وذؤبام، والعرب تطلق على اللصوص الذؤبان تشبيهاً بالذئاب، وكان يغري م، وكان أبوه ملك بين أسد فعسفهم عسفاً

    ضيعين صغرياً، ومحلين ثقل الثأر : اخلمر قالشديداً، فتماألوا على قتله، فلما بلغه قتل أبيه وكان يشرب من : اليوم قحاف، وغداً نقاف، والقحاف: بل قال: اليوم مخر، وغداً أمر فأرسلها مثالً، وقيل. كبرياً

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 7

    .من نقف اهلام إذا قطعها: القحف وهو شدة الشرب، والنقاف يريد بين أسد، فخربهم مث إنه مجع مجعاً من بين بكر بن وائل وغريهم من صعاليك العرب، وخرج

    كاهنهم خبروجه إليهم، فارحتلوا وتبعهم امرؤ القيس، فأوقع ببين كنانة، وكان بنو أسد قد جلأوا إليهم، مث والالت : يا لثارات اهلمام، فقالت عجوز منهم: ارحتلوا عنهم، فقتلهم قتالً ذريعاً، وأقبل أصحابه يقولون

    : نو أسد وقد ارحتلوا، فرفع القتل عنهم وقال من الوافرأيها امللك ما حنن بثأرك، وإمنا ثأرك ب هم كانوا الشفَاء فلم يصابوا يا لَهفَ نَفسي إثر قَوٍم أال

    قاهمو ليببني ع همدج العقاب ما كان وباألشْقين أدركنه صِفر الِوطاب ولو وأفلتهن ِعلباء جريضاً

    أوقعت بقوم برآء وظلمتهم، فخرج إىل : حني أوقع ببين كنانة، وقالوا لهإن أصحابه اختلفوا عليه : وقيل : اليمن إىل بعض مقاولة محري وامسه قرمل، فاستجاشه فثبطه قرمل، فذلك حيث يقول من الطويل

    ورثنَا الِغنَى والمجد أكبر أكبرا ُأناساً قَبَل غَزوِة قَرمل وكُنا : عه وكراعه السموءل بن عادياء، فذلك حيث يقول من الطويلمث خرج إىل قيصر بعد أن أودع أدرا

    أنَّا الَِحقاِن ِبقيصرا وأيقن بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ملكاً أو نَموتَ فَنُعذرا نُحاوُل ال تَبِك عينك، ِإنَما: له فَقلتُ

    طوى عنه اخلرب حىت جاوز وصاحبه عمرو بن قميئة الشاعر، وهو من بين قيس بن ثعلبة، وكان قد .الدرب، فلما وصل إىل قيصر استغاث به، فوعده أن يرفده جبيش

    وكان امرؤ القيس مجيل الوجه، وكان لقيصر ابنةٌ مجيلة، فأشرفت يوماً من قصرها فرآها امرؤ القيس يف : من الطويلدخوله إىل أبيها فتعلق ا وراسلها فأجابته إىل ما سأل، فذلك حيث يقول ملا وصل إليها

    ولو قَطعوا رأسي لِّديك وأوصالي يمين اهللا أبرح قاعداً :فَقلتُإن أباها زوجه إياها، وقد كان سبق إىل قيصر رجل من بين أسد يقال له الطماح فوشى به إىل : وقيل

    إن امللك :اقرأ عليه السالم، وقل له: قيصر، فوجه معه جيشاً، مث أتبعه رجالً معه حلة مسمومة، وقال لهقد بعث إليك حبلة قد لبسها ليكرمك ا، وأدخله احلمام، فإذا خرج فألبسه إياها، فلما فعل تنفط بدنه

    : وكان حيمل يف حمفة فذلك حيث يقول من الطويل ِمن دائه ما تَلبسا ِليلُبسني لَقد طَِمح الطَّماح ِمن بعِد أرضِه

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 8

    .رأة من قومه فسعى به فهرب، فأراد كما سعى به أن يسعى بهوكان الطماح قبل ذلك قد عبث باممث إن امرأ القيس ملا بلغ أنقرة طعن يف إبطه وارفض عنه أصحابه، وكان نزوله إىل جانب جبل، وِإىل

    : جانبه قرب البنة بعض امللوك، فسال عنه فأخرب، فقال من الطويل أقام عسيبوإني مقُيم ما ِإن الخُطوب تَنوب أجارتنَا وكلُّ غَريٍب للغريِب نَسيب ِإنَّا غَريباِن ههنُا أجارتنَا

    تي فِإندوتَصليني تَسعد بم غَريب وإِن تَقطعيني فالغريب : وكان آخر ما تكلم به. مث مات هنالك فدفن بأنقرة

    مسحنَفره وخطُبٍة رب طَعنٍة مثْعنجره محبره قصيدٍةو مدعتره وجفنٍة غَداً بأنْقَره تَبقَى

    : قائله رؤبة بن العجاج، وهو من حبر الرجز، من أرجوزة طويلة أوهلا طَلٍل كاألتْحمى أنهجا ِمن هاج أشْجاناً وشجواً قد شجا ما

    النَّائجاتُ منأجا واتّخذته أمسى ِلغافي الرامساِت مدرجاً آل لَيلى قد عفون ِحججا ِمن من تَهيجاهيجن منازٌل

    أبدتْ واضحاً مفلَّجا أزمان قَطاع رجاء من رجا والشحطُا أغرطرفاً أبرجاقَاً وا برزججمقلةً وحاجباً مو

    : وبعده البيت، وبعده وكَفَالً وعثَاً إذا ترجرجا

    فحذف املوصوف وأقام الصفة مقامه، واملرسن بفتح السني وكسرها األسود، وأراد شعراً فامحاً،: الفاحممن سرجه : خمتلف يف خترجيه، فقيل: األنف الذي يشد بالرسن، مث استعري ألنف اإلنسان، ومسرجاً

    من قوهلم سيوف سرجيية منسوبة إىل قني يقال له سريج، شبه ا األنف يف : تسرجياً يهجه وحسنه، وقيل: والزجج. من السراج وهو قريب من قوهلم سِرج وجهه، بكسر الراء، أي حسن: وقيلالدقة واالستواء،

    .دقة احلاجبنيأن هلذه املرأة املوصوفة مقلة سوداء، وحاجباً مدققاً مقوسالً، وشعراً أسودا، وأنفاً كالسيف : واملعىن

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 9

    .السرجيي يف دقته واستوائه، أو كالسراج يف بريقه وضيائه .الغرابة يف مسرجا لالختالف يف خترجيه: هوالشاهد في

    ورؤبة قائل هذا البيت هو أبو حممد رؤبة بن العجاج، والعجاج لقبه وامسه عبد اهللا بن رؤبة البصري التميمي السعدي، مسي باسم قطعة من اخلشب يشعب ا اإلناء، وهي بضم الراء وسكون اهلمزة وفتح

    وأبوه راجزان مشهوران، كلٌّ منهما له ديوان رجز ليس فيه شعر الباء املوحدة وبعدها هاء ساكنة، وهو .سوى األراجيز، ومها جميدان يف رجزمها وكان رؤبة هذا بصرياً باللغة قيماً حبوشياً وغريبها

    كنت عند أيب عمرو بن العالء، فجاء شبيل بن عروة الضبعي، فقام : حكى يونس بن حبيب النحوي قاليا أبا عمرو، سألت : لبد بغلته، فجلس عليه، مث أقبل عليه حيدثه، فقال شبيلإليه أبو عمرو وألقى له

    لعلك : فلم أملك نفسي عند ذكره فقلت: رؤبتكم عن اشتقاق امسه فما عرفه، يعين رؤبة، قال يونسوبة والروبة والروبة والرةُ والروبوبة؟ وأنا تظن أن معد بن عدنان أفصح منه ومن أبيه، أفتعرف أنت ما الر

    هذا رجلٌ شريف يقصد جمالسنا : غالم رؤبة، فلم حير جواباً، وقام مغضباً، فأقبل علي أبو عمرو وقالمل أملك نفسيي عند ذكر رؤبة، فقال أبو : ويقضي حقوقنا وقد أسأت فيما فعلت مما واجهته به، فقلت

    قطعة من : مخرية اللنب، والروبة: ةالروب: أو سلطت على تقومي الناس؟ مث فسر يونس ما قاله فقال: عمرومجام : أي مبا اسندوا إليه من حوائجهم، والروبة: فالن ما يقوم بروبة أهله: احلاجة، يقال: الليل، والروبة

    القطعة اليت يشعب ا اإلناء، واجلميع بضم الراء وسكون الواو إال رؤبة فإنه : ماء الفحل، والرؤبة باهلمز .باهلمز

    مها أشعر أهل القصيد، : مل تغن الرجاز، قال: العاج ورؤبة، فقيل له: أشعر الناس؟ فقالمن : وقيل ليونس : وإما الشعر كالم وأجوده أشعره، قال العجاج من الرجز

    فَجبر اِإلله الدين برج قَد فهي حنو من مائيت بيت موقوفة القوايف ولو أطلقت قوافيها كلها لكانت منصوبة، وكذلك عامة

    .جيزمهاأراهي واهللا أنظف من دواجنكم : كان رؤبة يأكل الفأر، فعولب يف ذلك، فقال: وعن ابن قتيبة قال

    ودجاجكم الاليت تأكل العذرة، وهل يأكل الفأر إال نقي الرب ولباب الطعام؟ وحدث أبو زيد األنصاري ثون به ويغرزون دخل رؤبة بن العجاج السوق وعليه بركايت أخضر فجعل الصبيان يعب: النحوي قال

    أرسل معي الوزعة فإن : يا مردوم، يا مردوم، فجاء إىل الوايل فقال: شوك النخل يف بركاته ويصيحون به : الصبيان قد حالوا بيين وبني السوق، فأرسل معه أعواناً، فشد علي الصبيان وهو يقول

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 10

    جعد ِمن بني تميم َأعور أنحى علَى أمك بالمردوِم بان خاليا كومأل شراب

    دخلوا دار : أين هم؟ قال: فجعلوا يعدون بين يديه حىت دخلوا داراً يف الصيارفة، فقال له الشرطي: قال .الظاملني، فسميت إىل اآلن دار الظاملني لقول رؤبة، وهي يف صيارفة سوق البصرة

    أنا أرجز : الشعراء، فقالقدم البصرة راجز من رجاز املدينة، فجلس إىل حلقة فيها: وعن املدائين قال : العرب، أنا الذي أقول من الرجز

    منعي عيدعِطي وسي روانم عوِخر عيدوس نَبع روانم وددت أين راهنت من أحب يف الرجز يداً بيد، واهللا واهللا ألنا أرجز من العجاج، فليت البصرة مجعت بيين

    قد أنصفك الرجل، فأقبل عليه : ، فأقبل رؤبة على أبيه فقالوالعجاج حاضر وابنه رؤبة معه: وبينه، قالما خلتك تعين : وأي العجاجني أنت؟ قال: ها أنا ذا العجاج فهلم، وزحف إليه، فقال: العجاج فقال

    كيف وقد : ما عنيتك وال أردتك، قال: غريي، أنا أبو عبد اهللا الطويل، وكان يكىن بذلك، فقال له املدين: ولكين أعلم وإياه عنيت، قال: ما علمت، قال: أو ما يف الدنيا عجاج سواك؟ قال:قال! هتفت بامسي

    فضحك أهل احللقة، : اللهم غفراً، ما بيين وبينكما عمل، وإمنا مرادي غريكما، قال:: فهذا ابين رؤبة، قال .وكفا عنه

    عه إىل أرضه، فعقدوا أخرج شاهني بن عبد اهللا الثقفي رؤبة م: وعن عبد الرمحن بن حممد بن علقمة قال : يلعبون بالنرد، فلما أتوا باخلوان قال رؤبة فيه حنَّانةً كعابها تَقَعقَع يا إخْوِتي جاء الِخوان فَارفعوا

    أدِر ما ثَالثُها واألربع لَم .فضحكنا ورفعناها وقدم الطعام: قال

    اهللا بن احلسن بن علي ابن أيب طالب كرم اهللا وكان رؤبة مقيماً بالبصرة، فلما ظهر ا إبراهيم بن بعدوجهه على املنصور، وجرت الواقعة املشهورة، خاف رؤبة على نفسه وخرج إىل البادية ليجتنب الفتنة،

    .فلما وصل إىل الناحية اليت قصدها أدركه أجله ا فتويف سنة مخس وأربعني ومائةيا أبا عبد اهللا دفنا : خلليل بن أمحد يوماً بالبصرة فقاللقيت ا: وهذا خيالف ما رواه يعقوب بن داود، قال

    حني انصرفت من جنازة رؤبة بن العجاج، : كيف ذلك؟ قال: الشعر واللغة والفصاحة اليوم، فقلت له .وكان قد أسن رمحه اهللا

    بن وليس هو بالقوي، وقد روى رؤبة: وقد مسع أباه، وأبوه مسع أبا هريرة رضي اهللا عنه، وقال النسائي

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 11

    كنا مع النيب صلى اهللا عليه وسلم يف سفر : العجاج عن أيب الشعثاء عن أيب هريرة رضي اهللا عنه، قال : وحاد حيدو من الرجز

    لبنْي وخياُل تَكُتماَ خَياُل الخَياالِن فَهاجا سقماً طافَ بخنْداةً وكَعباً أدرما ساقاً قَامتْ تُريك خَشيةً أن تَصرما

    .ى اهللا عليه وسلم يسمع وال ينكروالنيب صلالسواك : مسعت أبا هريرة رضي اهللا عنه يقول: حدثنا رؤبة بن العجاج قال: وحدث أبو عبيدة احلداد قال

    .يذهب وضر الطعام، وه اخلرب يدل على أنه مسع من أيب هريرة رضي اهللا عنه، واهللا أعلم : ومن شعره من اخلفيف

    بالشباِب افْتخارا أِقلّن الشّيبالشامتُ المعير ب َأيها الشّباب ثوباً معارا فَوجدتُ قَد لَبستُ الشّباب غَضاً طَريا

    : قائله أبو النجم؛ وهو من حبر الرجز؛ من أرجوزة طويلة؛ وبعده فَلم يبخْل ولم يبخَِّل أعطَى الواهب الفَضِل الوهوب المجِزل

    ياس اللغوي يف قوله األجلل إذا القياس األجل باإلدغام وأبو النجم امسه الفضل بن والشاهد فيه خمالفة الق .قدامة بن عبيد اهللا العجلي؛ وهو من رجاز اإلسالم والفحول املتقدمني يف الطبقة األوىل منهم

    أعين أو عن غريي؟ : يا أبا النجم، حدثني قال: وفد على هشام بن عبد امللك وقد طعن يف السن فقالإين ملا كربت عرض يل البول فوضعت عند رجلي شيئاً أبول فيه؛ فقمت من الليل : بل عنك، قال: الق

    يا أم : أبول؛ فخرج مين صوت؛ فتشددت؛ مث عدت؛ فخرج مين صوت آخر؛ فأويت إىل فراشي؛ وقلت .فضحك هشام. ال واهللا وال واحدة منهما: اخليار؛ هل مسعت شيئاً؟ قالت

    : ما زالت الشعراء تقصر بالرجاز حىت قال أبو النجم: وعن أيب عبيدة قال الحمد هللا العلي األجلل

    : وقال العجاج قد جبر الدين اإلله فجبر

    : وقال رؤبة وقاتم األعماق خاوي المخترق

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 12

    .فانتصفوا منهممع شعره، هذا رؤبة باملربد جيلس فيس: قال فتيانٌ من عجٍل أليب النجم: وعن أيب عمرو الشيباين قال

    فائتوين بشيء من نبيذ، : نعم، قال: أو حتبون ذلك؟ قالوا: وينشد الناس وجيتمع إليه فتيان بين متيم، قال : فأتوه به فشربه مث انتفض فقال الرجز

    تَجشمتُ الِذي جشمتَّني ثم إذَا اصطبحتُ أربعاً عرفتني : ز العرب وسألوه أن ينشدهم، فأنشدهمهذا رجا: فلما رآه رؤبة أعظمه، وقام له عن مكانه، وقال

    الحمد هللا العلي األجلليا أبا النجم، قربت : هذه أمت الرجز مث قال: وكان من أحسن الناس إنشاداً، فلما فرغ منها قال له رؤبة

    : مرعاها إذا جعلتها بني رجل وابنه، يوهم عليه أنه حيث قال من الرجز بين ِرماحي مالٍك ونهشَِل ِلِمن َأوِل التبقِّ تَبقَّلَتْ

    أي إمنا أريد : هيهات الكمر تتشابه: أنه يريد شل بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة، فقال له أبو النجم .مالك بن ضبيعة بن قيس، وشل قبيلة من ربيعة

    لى ناقة له قد خرج العجاج حمتفالً عليه جبة من خز، وعمامة من خز، ع: وعن أيب برزة املربدي قال : أجاد رحلها، حىت وقف باملربد والناس جمتمعون عليه، وأنشدهم

    برفَج اإلله الدين برقد ج أنت جالس : وذكر فيها ربيعة فهجاهم، فجاء رجل من بين بكر بن وائل إىل أيب النجم وهو يف بيته فقال

    يل حاله وزيه الذي هو فيه، فوصف له، صف: وه العجاج يهجونا يف املربد، قد اجتمع عليه الناس، فقالابغين مجالً طحاناً قد أكثر عليه من اهلناء، فجاء باجلمل، فأخذ سراويل له فجعل إحدى رجليه يف : فقال

    السراويل واتزر باألخرى، وركب اجلمل، ودفع خطامه إىل من يقوده فانطلق حىت أتى املربد، فلما دنا : وأنشداخلع خطامه، فخلعه: من العجاج قال

    تذكر القلب وجهالً ما ذكرورحله بالقطران، حىت بلغ . فجعل اجلمل يدنو من الناقة ويتشممها، و يتباعد عنه العجاج لئال يفسد ثيابه

    : قوله شيطانه أنثى وشيطاني ذكر

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 13

    .فعلق الناس هذا البيت، وهرب العجاج منهصفوا إبالً فقيظوها وأوردوها : فقال هلم هشاموورد أبو النجم على هشام بن عبد امللك يف الشعراء،

    : وأصدروها حىت كأنين أنظر إليها، فأنشدوه، وأنشده أبو النجم الحمد ِهللا الِعلي األجِلِل : حىت إذا بلغ إىل ذكر الشمس فقال ...ِفهِي ِعلى اُألفِق ِكعين

    أجز، فقال كعني : عليه، فقال هشامفأراد أن يقول األحول مث ذكر حول هشام فلم يتم البيت وأرتج يا ربيع إياك : األحول وأمر القصيدة، فأمر هشام بوجء عنقه وإخراجه من الرصافة، وقال لصاحب شرطته

    فكلم وجوه الناس صاحب شرطته أن يقره، ففعل، فكان يصيب من فضول أطعمة الناس . وأن أرى هذاأحد يضيف إال سليم بن كيسان الكليب، وعمرو بن ومل يكن بالرصافة : ويأوي املساجد، قال أبو النجم

    : بسطام التغليب، فكنت آيت سليماً فأتغدى عنده، وآتى عمراً فأتعشى عنده، وآتى املسجد فأبيت، قالابغين حمدثاً أعرابياً أهوج شاعراً : فاهتم هشام ليلة وأمسى لقس النفس، وأزاد حمدثاً حيدثه، فقام خلادم

    قم أجب أمري املؤمنني، : دم إىل املسجد فإذا هو بأيب النجم فضربه برجله وقاليروي الشعر، فخرج اخلانعم وأقوله، فأقبل به حىت : إياك أبغي، هل تروي الشعر؟ قال: إنين رجل أعرايب غريب، فقال: فقال

    فأيقن أبو النجم بالشر، مث مضى به فأدخله على هشام يف بيت صغري : أدخله القصر؛ وأغلق الباب، قالنعم يا أمري : أبو النجم؟ قال: ينه وبني نسائه ستر رقيق، والشمع بني يديه يزهر، فلما دخل قال له هشامب

    وكيف : أين كنت تأوي؟ وأين مرتلك؟ فأخربه، قال: اجلس، فسأله وقال له: املؤمنني طريدك، قاليف املسجد : قالفأين كنت تبيت؟: كنت أتغدى عند هذا، وأتعشى عند اآلخر، قال: اجتمعاً لك؟ قال

    أما املال فال مال يل، وأما الولد فلي ثالث : ومالك من الولد واملال؟ قال: حيث وجدين رسولك، قالنعم، زوجت اثنتني وبقيت واحدة : هل أخرجت من بناتك أحداً؟ قال: بنات وبين يقال له شيبان، فقال : نت تسمى برة بالراء، فقال من الرجزوما أوصيت به األوىل؟ وكا: جتمز يف أبياتنا كأا نعامة، قال

    ِبالكلِب ِخيراً ِوالحماِة ِشرا ِمن ِبرِة ِقلباً حرا أِوصيتُ ِحتى ترى حلِو الحياِة مرا ِتسِأمي ِضرباً لِها ِوِجِرا ال

    ا ِوإنا ِكستِك ِذهباً ِودرطُر بشر هميعم ِوالحي : قلت من الرجز: لألخرى؟ قالفما قلت : فضحك هشام وقال

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 14

    ِدنتْ فازدِلفي ِإليها ِوإن الِحماِة وابهتِي ِعليها سبي وِمرفقيها واضِربي جنبيها بالنَّهِز ركبتيها وأوجِعي تخبري الدهر به ابنتيها ال البدي لها عليها وظَاهري

    ما هذه وصية يعقوب عليه السام ! وحيك: اه، وقالفضحك هشام حىت بدت نواجذه وسقط على قف: قال : قلت من الرجز: فما قلت للثالثة؟ قال: وال أنا كيعقوب يا أمري املؤمنني، قال: ولده، فقال

    أن تَحمدِك األقارب ُأوِصيِك يا بنتي فإني ذَاهب أوِصيِكوالجار اغبالس يفُ الكريموالض رجعخائ وي وهو الِمسيكنب

    لَهن في وجِه الحماة كاتب تَني أظْفارِك السالهب والَاحببئس الص الزوج ِج إنوالزو

    .فكيف قلت هذا ومل تتزوج؟ وأي شيء قلت يف تأخر تزوجيها؟: قال .قلت من اجلز: قال

    يتيمةٌ ووالداها حيان ظَالَّمةَ أخْتَ شَيبان كأنقمٌل كُلُّه أسوِصْئبانالر ولَيس اقين إال خَيطانفي الس

    منها الشَّيطان عفْزالتي ي ِتلك ثلثمائة : كم بقي من نفقتك؟ قال: فضحك هشام حىت ضحك النساء لضحكه، وقال للخصي: قال

    .أعطه إياها ليجعلها يف رجل ظالمة؛ مكان اخليطني: دينار، قال: ما رأيك يف النساء؟ قال: مضت له سبعون سنة، فقال له هشامودخل أبو النجم يوماً على هشام وقد

    اغد علي فأخربين ما كان منك؛ : إين ألنظر إليهن شزراً، وينظرن إىل حذراً، فوهب له جارية، وقال له : ما صنعت شيئاً وال قدرت على شيء، وقلت يف ذلك أبياتاً من الكامل: فلما أصبح غداً عليه فقال له حسنه ونظرتُ في ِسرباليا ِمن الِذي في ِدرِعهانَظرتْ فأعجبها

    رٍد نَالهبكلِّ ع عضقاً ييأو صدع يرى متجافيا كالصدِغ ض وعثاً روادفُه وأجثْم نابيا لها كَفالً ينوء بخَصرها فرأت

    مفاصله وجلداً باليا رخْواً منتشر العجاِن مقلّصاً ورأيت إليه عقَارباً وأفَاعيا ُأدنى ب الحليقَ كأنَّماُأِدنى له الرك

    قد خبرتك للمواسي حاليا لو الندامة والسدامة فاعلمن إن

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 15

    أن ِحر الفَتاِة وراِئيا أظَننتَ باُل رأسك من ورائي طالعاً ماي فاذهبتّجتٌ ال تَريم د فِإنكا أبلو عمرت لَيالياألبيد و

    ماأنْتَ الغرورا كان إذا خبرتت وربالغرور لمن رجاه شَافي ه لَكنى نَفعرجِري ال يتَّى أيا حأخَا فتَاٍء نَاشي ودأع

    .فضحك هشام وأمر له جبائزة أخرىعند سليمان : وحدث أبو األزهر ابن بنت أيب النجم عن أيب أمه أنه كان عند عبد امللك ابن مروان ويقال

    يوماً، وعنده مجاعة من الشعراء، وكان أبو النجم فيهم والفرزدق وجارية واقفة على رأس بن عبد امللك، من صبحين بقصيدة يفتخر فيها وصدق يف فخره وهبته هذه : سليمان أو عبد امللك تذب عنه، فقال

    أال ال أقول : إن أبا النجم يغلبنا مبقاطعاته، يعنون الرجز، فقال: فقاموا على ذلك، مث قالوا: اجلارية، قال : إال قصيداً، فقال من ليلته قصيدته اليت فخر فيها، وهي من الكامل

    علقَ الفؤاد حباِئل الشَّعثاِء : مث أصبح ودخل عليه ومعه الشعراء، فأنشده حىت بلغ إىل قوله

    ِعشرون وهو يعد في األحياء الِذي ربع الجيوشَ ِلصلبِه منَّاأنا : أو سليمان قف، إن كنت صدقت يف هذا البيت فال تزد ما وراءه، فقال الفرزدققال له عبد امللك

    ولد ولده هم : أعرف منهم ستة عشر، ومن ولد ولده أربعة كلهم قد ربع، فقال عبد امللك أو سليمان .فغلبهم يومئذ: ولده، ادفع إليه اجلارية يا غالم، قال

    : أرأيت قولك من الطويل: بن الفرخقال أبو النجم للعديل : وحدث األصمعي قال َألبيض مجلي عريض المفارِق تَك ِمن شَيبان أمي فإنَّني فإن

    أشككت يف نفسك أو يف شعرك حني قلت من : أكنت شاكاً يف نسبك حىت قلت مثل هذا؟ فقال العديل : الرجز

    دِريدرى ما ِيجن ص هللا أنَا أبو النَّجم وِشعِري ِشعِري .فأمسك أبو النجم واستحيا، وكانت وفاته آخر دولة بين أمية

    قائله أبو الطيب املتنيب، من قصيدة من حبر املتقارب، وكان سيف الدولة ابن محدان صاحب حلب قد : أنفذ إليه كتاباً خبطه إىل الكوفة بأمان وسله املسري إليه فأجابه ذه القصيدة

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 16

    ألمِر َأمير العرب فَسمعاً بفَهمتُ الِكتاب أبر الكتَ قَصر الِفعُل عما وجب وإن له وابتهاجاً بِه وطَوعاً

    الوشاة طريقُ الِكذب فِإن عاقِني غير خَوِف الوشاة وماتكثيرقوٍم وتَقليلهم و بم بيننا والخَبوتقَريبه

    معهقَد كان ينصرهم سِني ووينصر سبقلبه والح قلتُ للشمس أنِْت الذَهب وال اللجين قُلتُ للبدر أنتَ وما

    منه البطيء الغَضب ويغَضب ِمنه البعيد األناِة فَيقْلقَ وال اعتْضتُ ِمن رب نُعماى رب القنِي بعدكُم بلدةُ وماا ومنالجو دعب رالثَّو كبِد ر بالغبو أظالفه أنكر ِذكر بعِض ِبمن في حلب فَدع ِقستْ كلَّ ملِوك البالِد وما الحديد وكانوا الخشب لَكان كنُتُ سميتهم باسمِه ولو أم في الشجاعِة أم في األدب؟ ِء الرأي يشْبه أم في السخا أفي

    باركم اللقَّب االِسم أغر كَريم شَريفُ النسب الجرشي ويخْلع ِمما سلب قَناه الحرِب يخدم ِمما سبى أخو

    ازهح ماالً فَقد ِإذَا حاز بهِبما ال ي سرفتًى ال ي .وهي طويلة

    النفس، وأشار بقوله مبارك االسم إىل أن اسم املمدوح علي، وهو : واجلرشي بكسر اجليم و الراء مقصوراًان علي بن أيب طالب رضي اهللا عنه، وألنه مشتق من العلو والعلو مبارك، ومعىن اسم مبارك يتربك به، ملك

    الذي يف وجهه غرة، وهي البياض، استعري لكل : أغر اللقب مشهور ألنه سيف الدولة، واألغر من اخليل .واضح معروف

    .والشاهد فيه كراهة السمع للفظة تكون يف البيت كاجلرشي هنا احلسني بن احلسن بن عبد الصمد اجلعفي الكندي الكويف املتنيب الشاعر وأبو الطيب امسه أمحد بن

    وإمنا قيل له املتنيب ألنه ادعى النبوة يف بادية السماوة، وتبعه خلق كثري من بين كلب وغريهم، . املشهور .فخرج إليه لؤلؤ أمري محص نائب األخشيدية فأسره وتفرق أصحابه، وحبسه طويالً، مث استنابه وأطلقه

    والنجم السيار، والفلك الدوار، والليل "وكان قد قرأ على البوادي كالً ما ذكر أنه قرآن أنزل عليه فمنه

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 17

    والنهار، إن الكافر لفي أخطار، امض على سننك واقف أثر من كان قبلك من املرسلني، فإن اهللا قامع ".بك زيغ من أحلد يف الدين وضل عن السبيل

    .لدولة أخربوه عن هذا الكالم فينكره وجيحدهوكان إذا جلس يف جملس سيف ا

    وملا أطلق من السجن التحق باألمري سيف الدولة بن محدان، مث فارقه ودخل مصر سنة ست وأربعني وثلثمائة، ومدح كافوراً األخشيدي، وأنوجور بن األخشيد وكان يقف بني يدي كافور ويف رجليه

    من مماليكه ومها بالسيوف واملناطق، وملا مل يرضه خفان ويف وسطه سيف ومنطقة، ويركب حباجبنيهجاه وفارقه ليلة عدي النحر سنة مخسني وثلثمائة، فجه كافور خلفه عدة رواحل فلم يلق، وقصد بالد

    فارس ومدح عضد الدولة بن بويه الديلمي، فأجزل صلته، ومل رجع من عنده عرض له فاتك بن أيب تله، فقتل املتنيب وابنه حمسد وغالمه مفلح، بالقرب من النعمانية يف جهل األسدي يف عدة من أصحابه، فقا

    إنه قال شيئاً يف عضد الدولة، فدس : موضع يقال له الصافية من اجلانب الغريب من سواد بغداد، ويقالعليه من قتله؛ ألنه ملا وفد عليه وصله بثالثة آالف دينار وثالثة أفراس مسرجة حمالة وثياب مفتخرة، مث

    هذا أجزل إال أنه عطاء متكلف، : أين هذا العطاء من عطاء سيف الدولة؟ فقال: س عليه من سألهدوسيف الدولة كان يعطي طبعاً، فغضب عضد الدولة، فلما انصرف جهز عليه قوماً من بين ضبة فقتلوه

    : من البسيط: بعد أن قاتل قتاالً شديداً مث ازم، فقال له غالمه أين قولك والطَّعن والضرب والْقرطاس والْقَلم للَّيُل والبيداء تَعرفُنِْيوا الخيُل

    .قتلتين قتلك اهللا، مث قاتل فقتل: فقالإن اخلفراء جاءوه وطلبوا منه مخسني درمهاً ليسريوا معه، فمنعه الشح والكرب، فتقدموه فوقع له : ويقال

    .وما وقعلليلتني بقيتا من شهر رمضان سنة أربع : لثالث بقني، وقيل: لوكان قتله يوم األربعاء لست بقني، وقي

    .ومخسني وثلثمائةومولده كان يف سنة ثالث بالكوفة يف حملة تسمى كندة، وليس هو من كندة اليت هر قبيلة، بل هو

    .جعفي بعض إن أباه كان سقاء بالكوفة، وكان يلقب بعبدان مث انتقل إىل الشام بولده، وِإىل هذا أشار: وقيل

    : الشعراء يف هجوه فقال من اخلفيف َل ِمن النَّاِس بكرةً وعشيا أي فَضٍل ِلشاعٍر يطلُب الْفض

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 18

    وحيناً يبيع ماء المحيا ء ِحيناً يبيع في الكُوفِة الما عاشَتيهه وتكربه، ولقد أولع بعض شعراء عصره جوه، حسداً له على فضله، ومتكنه من امللوك، ومراعاة ل : وممن أفحش يف ذلك ابن حجاج، فقال جارياً على عادته يف السخف واون من اتث

    بيفع صا ديمةَ الصي يتنبعلَى قَفا الم حتَّى تَصير بجنِْبي قَفاه تَقدم ويا

    ِسبالَيِه هبي علَى وأنتَ يا ريح بطِني : ويقول فيها

    نت أنتَ نَبياًكُ ِإن بير ال شك فَالِقِرد : وقال فيه أيضاً من قصيدة من السريع

    غَايِة الحسِن شَوابيره في قُْل ِلي وطرطورك هذَا الّذي أن شَعر اسِتي سموره لَو ضره ِإذْ جاء فَصُل الشِّتَا ما

    ملطلعني على غريبها وحوشيها وال يسال عن شيء إال ولقد كان املتنيب من املكثرين من نقل اللغة، واكم لنا : إن الشيخ أبا علي الفارسي قال له يوماً: ويستشهد فيه بكالم العرب من النظم والنثر، حىت قيل

    فطالعت كتب : ِحجلى وظريب، قال الشيخ أبو علي: من اجلموع على وزن ِفعلى؟ فقال املتنيب يف احلالن أجد هلذين اجلمعني ثالثاً فلم أجد، وحسبك من يقول أبو علي يف حقه هذه اللغة ثالث ليال على أ

    .املقالة : قرأت ديوان املتنيب عليه، فلما بلغت إىل قوله يف كافور األخشيدي من الطويل: وقال أبو الفتح بن جين

    فَالَ َأشْتكي ِفيها والَ َأتَعتَّب؟ َأالَ لَيتَ ِشعري هْل أقُوُل قَصيدةًبِيو أقَلُّه نيع الشِّعر ا يذُودم لكنو قَلبي يا ابنةَ القوِم قُلب

    حذرناه وأنذرناه فما نفع، ألست القائل : يعز علي كون هذا الشعر يف غري سيف الدولة، فقال: قلت له : فيه من الطويل

    ا أنتَ ماِلكم وِد أعِط النَّاسال أخَا الجما و النَّاس تُعطينَأنا قَاِئلُه فهو الذي أعطاين كافوراً بسوء تدبريه وقلة متييزه

    فمنهم من يرجحه على أيب متام ومن بعده، ومنهم من يرجح أبا متام عليه، : والناس يف شعره على طبقاتإنه وجد له ما يزيد على أربعني : ورزق يف شعره السعادة، واعتىن العلماء بديوانه فشرحوه حىت قيل

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 19

    .شرحاًومن شعره مما ليس يف ديوانه بل رواه الشيخ تاج الدين الكندي بسند صحيح متصل بيتان، ومها من

    : الكامل فَأهنتني وقذَفتني ِمن حاَلِق؟ مفتقٍر ِإليك نَظَرتَِني َأِبعين آمالي بغير الخالِق أنْزلتُ الملُوم أنا الملُوم ألنني لَستَ

    : اسم املظفر بن علي الطبسي بقوله من اخلفيفوملا قتل رثاه أبو الق دهانَا ِفي ِمثِل ذاك اللَّساِن ِإذ ال رعى اُهللا ِسرب هذا الزمان

    تنبيالم ثاني أى النَّاسما ر ماِن َأيى لبكْر الزرثَاٍن ي ٍش ويف ِكربياِء ذي سلطاِن _كانَ ِمن نفسِه الكَبرية يف جي

    وفي ِش هولكن عاِني عرِه نَبيفي الم عجزاتهظَهرتْ م وحيكى أن املعتمد بن عباد اللخمي صاحب قرطبة وإشبيلية أنشد يوماً يف جملسه بيت املتنيب الذي هو من

    : مجلة قصيدته املشهورة، وهو من الطويل أثَاب بها معيي المطي ورازمه ظَفَرت ِمنك العيون ِبنظرٍة إذَا

    وجعل يردده استحساناً له، ويف جملسه أبو حممد عبد اجلليل بن وهبون األندلسي، فأنشد ارجتاالً من : الطويل

    العطايا واللُّها تَفتح اللَّها تُجيد لئن جاد ِشعر ابن الحسيِن فإنما تَرِوي ِشعره لَتألَّها بأنَّك عجباً بالقَريض؛ ولو درى تَنبأ

    : ل قدمي قاله أبو سعيد القصار يف جعفر بن حيىي من جمزوء اخلفيفوهذا مث بلغت بي إلى السها يحيى مآثر البِناللُها واللُّها ِشعِري بجودِه جاد تَفتح

    .العطايا، وبالفتح مجع هلاة احللق: واللها بالضما عضد الدولة على مدحضي قدمه ورثاه أيضاً حممد بن عبد اهللا الكاتب النصييب بقصيدة يستجيش فيه

    : ومريقي دمه؛ فمنها من البسيط وطالما سِخنتْ فيه ِمن الحسِد قَرتْ عيون اَألعادي يوم مصرعِه

    : ومنها

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 20

    الشُّكر باِإلنفاِق والصفَِّد ومشتِري شُجاٍع فتَى الهيجا وفَارسها أبا ت ذُرى أحدنائحة هد صماء هذي بنَو أسٍد جاءت بمؤيدٍة

    سبعون جاءته في موج من الزرِد علَى المتنبي ِمن فَوِراِسها سطتْ في ستة إن لم تحص لم تزد يسير أتت وهو في أمٍن وفي دعٍة حتى

    قرين التُّرب والثَّْأِد فَغادرته كَرتْ عليه ِسراعاً غير وانيٍةا أعملت فيهم أسنَّتهعِد مب وِح والجسِد عناًط ِمنين الرفرق بي

    فَاطْلب هدِد بثأر فَتى ما ِزلتَ تَعضضع ِمنكَهٍف و من ركهللا د وضيِق األرض واألقْطار بالرصِد العيون عليهم أيةً سلكوا أزِك

    هملها شَرد يوش ال قَوامِد تَأِتي بجبِد اَألقواِم واللَّبلى سع ثاه أيضاً ثابت بن هارون الرقي النصراين بقصيدة يستثري فيها عضد الدولة على فاتك وبين أسد، يقول ور

    : يف أوهلا من الكاملالدهر أنْكى واللَّيالي أنْكَد ِمن دا يا أحمتعيشَ ألهله َأن

    تْكدنَفيسها قص ا أن رأتْكخْالً لمب تُقصد والنَّفاَئس بمثلك فقِدك في الورى ال يفقد وكريه الكِريهة بغْتَةً وفقَدتَها تَذُقْ

    الفؤاِد إلى خطاِبك مكمد صب قْل لي إن اسطعتَ الجواب فِإنني : ومنها

    لم يبقَ بعدك في الزماِن مقصد بعدك شاعراً، واهللا الَ َأتركْتَ عليك بأدمٍع ال تَجمد تَبكي العلوم فِإنَّها يا ربها َأما

    حشاه باألسى يتوقَّد ِممن يا َأيها الملك المؤيد، دعوةً

    وحوتْ عطاءك إذَّ حواه الفرقَد بنو أسد بضيِفك أوقعتْ هِذيلهالَ وبقصِدِه يا ذَا الع قّ عليكح األوكَد ِم والذَّمامالتحر

    الذّمام على الكِريم مؤبد ِإن ام وكُن لضيِفك طاِلباًالذِّم فارع .وأخبار املتنيب وما جرى له كثرية، وسيأيت طرف منها ومن شعره يف أثناء هذا الكتاب

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 21

    ولَيس قُرب قَبِر حرٍب قَبر حرٍب ِبمكَاٍن قَفِْر وقَبر اجلن، قالوه يف حرب بن أمية بن عبد مشس ملا نه من شعر: البيت من الرجز، وال يعرف قائله، ويقال

    قتلوه بثأر حيٍة منهم قتلها القفل الذي كان فيه، ودفن ببادية بعيدة، وكان حرب املذكور مصافياً ملرداس السلمي أيب العباس الصاحيب، فقتلهما اجلن مجيعاً، وهذا شيء قد ذكرته الرواة يف أخبارها، والعرب يف

    .أشعارهايدة وأبو عمرو الشيباين، أن حرب بن أمية ملا انصرف من حرب عكاظ هو وإخوته مر ذكر أبو عب

    : أما ترى هذا املوضع؟ قال: بالقرية، وهي إذ ذاك غيضة شجر ملتف ال يرام، فقال له مرداس بن أيب عامرعد نعم املزدرع هو، فهل لك أن تكون شريكي فيه وحترق هذه الغيضة مث نزرعه ب: بلى ، فما له؟ قال

    نعم، فأضرما النار يف الغيضة، فلما استطارت وعال هلبها مسع من الغيضة أنني وضجيج كثري، : ذلك؟ قال : مث ظهرت منها حيات بيض تطري حىت قطعتها وخرجت منها، فقال مرداس يف ذلك من البسيط

    بحبٍل وثيِق العهد دساس إنِّي انْتَخَبتُ لها حرباً وِإخوتَه ِإنِّي كَيما يقال وِلي األمِر ِمرداس ُأقوم قبل اَألمِر حجتَه إني

    : فسمعوا هاتفاً يقول ملا احترقت الغيضة من جمزوء الرجز: قال مطاِعناً مخالسا ويٌل لحرٍب فاِرسا لِبسوا القوانسا ِإذْ ويٌل لحرٍب فاِرسا

    حاِجحاً بقَتلِه لنَقْتُلَناعنَ جاِبس ومل يلبث حرب بن أمية ومرداس أن ماتا، فأما مرداس فدفن بالقرية، مث ادعاها بعد ذلك كليب بن عمرو

    : السلمي مث الظفري، فقال يف ذلك عباس بن مرداس من الكامل أنكد وجهه ملعون والظُّلم أكُلَيب مالك كلَّ يوٍم ظَالماً

    أنك سيد مغيون وِإخاُل لقوِمك يحسبونك سيداً عجباً المسالم رأسه مدهون ِإن رجعتَ إلى نسائك فادهن فِإذا

    يوم الغَدير سميك المطعون ِبقومك ما أراد بوائٍل وافعْل جاِنبيك ِسناتُها المسنون في أنك سوف تلقى مثلها وِإخاُل

    ا إنهَأمر نيةَ قد تبيالقر إن ِيينعندك التب كان ينفع يزيد ِبجوها مدفون وأبو ِحين انْطلقتَ تَخُطُّها لي ظَالماً

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 22

    .وقد روى البيت بلفظررٍب قبا بقُرِب قَبِر حوم

    .إنه ال يتهيأ ألحد أن ينشده ثالث مرات متواليات فال يتتعتع: ويقالول قرب قربه فأيت بالظاهر موضع املضمر ليدل على لزوم وقرب وقع خرباً لليس وكان من حقه أن يق

    .التوجعالتنافر، ملا يف هذه األلفاظ من ثقل النطق ا، ولذلك هرب أرباب الفصاحة من اللفظني : والشاهد فيه

    .املتقاربني إىل اإلدغام، النتقال اللسان فيه إليهما انتقالةً واحدةً، وشبهوا النطق باملتقاربني مبشي املقيد : قائله أبو متام الطائي، ومتامه

    مِعي وإذَا ما لمته لمته وحِدي : وهو من قصيدة من الطويل ميدح ا أبا الغيث موسى بن إبراهيم ويعتذر إليه، ووهلا

    ومحت كما محتْ وشائع ِمن برد لقد أقْوتْ معالمكم بعِدي شهدتُعد ِإتْهاِم داركم وأنجدتُمب ِني على ساكني نجِد فَيا منأنِْجد معد وجددتم علي ِبلَى الْوجِد بكاء لقد أخلقتم ِجدةَ البكا لعمري

    : إىل أن قال يف مدحيها نَكستُ له رأسي حياء من المجِد مع الركبان ظن ظَنتُه َأتاِني

    في مسرح الحمِدوسرحتُ الذَم إذاً نكب الْغدر الوفاء بساحتي لَقد وأسلكت حر الشِّعر في مسلِك العبِد وهتَّكْتُ بالقوِل الخَنا حرمةَ العالَ

    القرب أعدت مستهاماًعلى البعد يد إذاً كم من يد لك شاكلت نسيتمنو مٍن ألْبستنيِه كأنهالورِد ز امه زمنإذا ذُكرتْ أي إنكِفكرِتي و أحكمتَ الذي بين ينِد وبهع ِذماِم ومن القواِفي من

    لم يظهر زماناً من الِغمِد ولوالك وأصلتَّ ِشعِري فَاعتلى رونقَ الضحى فَلم تُخِلْل ِبمكرمٍة بعِدي وأنتَ وكيفَ وما أخْللتُ بعدك بالِحجا

    ِعنِديلهجاِني عنه معروفه ِإذاً هجر القوِل من لو هجوته أسرِبُل : وبعده البيت، وبعده

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 23

    ازعو غَيرك زعِني عنَكلم ي ال تُعِدي ألعديتِني ولوالع بالِحلم، إن هو كرمي إذا مدحته وافقين الناس على مدحه فيمدحونه إلسداء إحسانه إليهم كإسدائه إيل، : ومعىن البيت

    على وجود ما يوجب املدح لإلنسان من وال أمدحه بشيء إال صدقين الناس فيه، أو أن الناس وافقوين .صفات الكمال فيه، وإذا ملته ال يوافقين أحد على لومه، لعدم وجود املقتضي له فيه

    : ويف معناه قول اآلخر من الكامل فيما قُلتُ بالبهتاِن ورِميتُ وإذَا شكوتك لم أجد لي مسعداً

    : يعوقد ناقض هذا املعىن ابن أيب طاهر بقوله من السر أمدحه وحِدي لَكنِني يشركُنِي العالم في ذَمِه

    : وطاهر العتايب املعروف باملعتمد البغدادي بقوله من الطويلجوتهما هحِدي فلمو دحتهمِعي مم كلهم والنَّاس جوتهمه

    رج اهلاء، ألن املخارج والشاهد فيه التنافر أيضاً؛ ملا يف قوله أمدحه من الثقل لقرب خمرج احلاء من خمكلما قربت كانت األلفاظ مكدودة قلقة غري مستقرة يف أماكنها، وإذا بعدت كانت بعكس األول، وهلذا

    . مل يوجد يف كالم العرب العني مع الغني، وال مع احلاء، وال مع اخلاء، وال الطاء مع التاء، حذراً مما مر .تهوأيضاً فيه ثقل من جهة التكرار يف أمدحه ومل

    : ومن قبيح التكرار قول الشاعر من السريعزائراً وأزور كان له نم فانهِف عرروعاف عافي الع

    قال أبو . وأبو متام امسه حبيب بن أوس بن احلرث بن قيس بن األشج بن حيىي ابن مروان، ينتهي إىل طيء متام أن أباه كان نصرانياً من أهل والذي عند أكثر الناس يف نسب أيب: القاسم احلسن بن بشر اآلمدي

    جاسم قرية من قرى اجليدور، من أعمال دمشق يقال له تدوس العطار، فجعلوه أوساً، وولد أبو متام سنة اثنتني وسبعني، ونشأ مبصر، : سنة مثان ومثانني ومائة، وقيل: بالقرية املذكورة سنة تسعني، وقيل

    كان خيدم حائكاً ويعمل عنده، مث اشتغل وتنقل : مصر، وقيلإنه كان يسقي املاء باجلرة يف جامع: وقيلوحسن أسلوبه، وكان له من احملفوظات ما ال . إىل أن صار واحد عصره يف ديباجة لفظه، وفصاحة شعره

    إنه كان حيفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غري املقاطيع والقصائد، وله : يلحقه فيه غريه، حىت قيلل على غزارة فضله، وإتقان معرفته، وحسن اختياره، وله جمموع آخر مساه فحول كتاب احلماسة الذي د

    الشعراء، مجع فيه طائفة كثرية من شعراء اجلاهلية واملخضرمني واإلسالميني، وله كتاب االختيارات من

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 24

    .شعر الشعراء، ومدح اخللفاء وأخذ جوائزهم : لعميثل من جمزوء الرملوكان يف لسانه حبسة ويف ذلك يقول ابن املعذل أو أبو ا

    ما عيسى ابن مرياهللا في الشِّعِر وي يا نبي تتكلَّم ا لمأنْتَ من أشعِر خلِْق اهللا م

    وهذا نوع من البديع يسمى اهلجاء يف معرض املدح، ومن مليح ما جاء فيه قول ابن سناء امللك يف قواد : من السريع

    أتِّي حسِن االحتياِلالتّ حلو لي صاحب أفْديه من صاحٍب ما بين الهدى والضالِل ألَّفَ لو شاء من رقِة ألفاظِه

    قاد إلى المهجوِر طيفَ الخياِل يكْفيك منه أنَّه ربما : ومنه قول ابن أيب اإلصبع يهجو فقيهاً ذا ابنة من السريع

    النَّاس الَ ابن فُالَِن أكرم منعف ي لْسِهذا الحاجِة من هوو ذُو اجتهاٍد وقد ٌرسِه فقيهعلى التَّقليِد في د نَص

    جهِه يستحسنثَ على والِفعَل على نفسِه البح ويوجب ووفد أبو متام إىل البصرة وا عبد الصمد بن املعذل الشاعر، فلما مسع بوصوله، وكان يف مجاعة من أبتاعه

    : ناس إليه ويعرضوا عنه، فكتب إليه قبل دخوله البلد، من اخلفيفوغلمانه، خاف من قدومه أن مييل ال وتلقاهم بوجٍه مذاِل ِس أنتَ بين اثنتيِن تْبرز للنَّا

    من حبيٍب أو راغباً في نَوال تنفك راجياً لوصاِل لَستَهذَا أي جهكقَى لوبماٍء ي عدؤاِل بى وذلِّ السذلِّ الهو

    .قد شغل هذا ما يليه فال حاجة لنا فيه: ف على األبيات أعرض عن مقصده ورجع وقالفلما وق : وقد تبعه األمري جمري الدين بن متيم بقوله من اخلفيف

    وِكلتاهما مقر السياده ب بين اثنتَيِن يا نَجلَ يعقو أنتَ ادهمسبِطراً أو حامالً خُفَّ غ تنفك راكباً أير عبٍد لَستَبقى أيي كجهو ماٍء لحر ينب ذل القيادهذلِّ البغَا و

    : وملا أنشد أبو متام أبا دلف العجلي قصيدته البائية اليت أوهلا من الطويل ُأِذيلتْ مصونْاتُ الدموع السواكٍب ِمثلها ِمن أربٍع ومالعِب علَى

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 25

    واهللا ما مثل هذا القول يف : واهللا إا لدون شعرك مث قال: لاستحسنها وأعطاه مخسني ألف درهم، وقاقصيدتك : وأي ذلك أراد األمري؟ قال: احلسن إال ما رثيت به حممد بن محيد الطوسي، فقال أبو متام

    : الرائية اليت أوهلا من الطويل وليس لعيٍن لم يِفض ماُؤها عذر فليجلَّ الخطب وليفدح األمر كذا

    إنه مل ميت من : بل أفدي األمري بنفسي وأهلي وأكون املقدم قبله، فقال: أا لك يفَّ، فقالوددت واهللا .رثي ذا الشعر

    كان خالد الكاتب مغرماً بالغلمان املرد ينفق عليهم كل ما يفيد، فهوى غالماً : وحدث الرياشي قال : خالد من خملع البسيطيقال له عبد اهللا، وكان أبو متام الطائي يهواه أيضاً، فقال فيه

    قَضيب درو ان جنَاهيحمله ب خَدنةٌ وجو ماتَ عزاء وعاشَ وجد طرِفي إلَيِه ِإالَّ أثِْنلِّكالنفوِس حتى م علمه طودو عبحين ي هوالز

    لخلٍق سواه صد ليس الصد ِفيه حتى فاجتمع : ه أبياتاً منها قوله من السريعوبلغ أبا متام ذلك فقال في

    ِفي برِدِه يا خالد الباِرد هذا كله مفِْرطٌ شعركيا خالد يا بارد، حىت وسوس، وقد هجا أبا متام يف هذه القصة : فعلقها الصبيان ومل يزالوا يصيحون به

    : فقال فيه من البسيط ن الصدق والكذبوالمرء في القول بي معشر المرِد إني ناصح لَكُم يا وجعاِئِه أعدى من الجرِب فداء ينكحن حبيباً منكم أحد الَ عمداً لَيستْ من الخَشِب فتركبوا تأمنوا أن تحولوا بعد ثالثٍة ال

    : وملا قصد أبو متام عبد اهللا بن طاهر خبراسان وامتدحه بالقصيدة اليت أوهلا من الطويلوعوادي يوسف وص ناحبهأه

    مل ال تفهم ما يقال؟ فاستحسن منه هذا : مل ال تقول ما يفهم؟ فقال له: أنكر عليه أبو العميثل وقال له .اجلواب على البديهة

    وذكر الصويل أنه امتدح أمحد بن املعتصم أو ابن املأمون بقصيدة سينية فلما انتهى إىل قوله فيها من : الكامل

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 26

    في ِحلم أحنْفَ في ذكاِء ِإياِس ٍمِإقْدام عمٍرو في سماحِة حات : األمري فوق ما وصفت، فأطرق قليالً، مث رفع رأسه وأنشد: قال له الكندي الفيلسوف وكان حاضراً

    مثال شَروداً في الندى والباِس تنُكروا ضربي له من دونه ال ِمن الِْمشكاِة والنِّبراِس مثالً قد ضرب األقَلَّ لنوره فاللُه

    .فعجبوا من سرعة فطنته

    أي شيء طلبه فأعطه فإنه ال يعيش أكثر من : وما ذكر من أنه نشد القصيدة للخليفة، وأن الوزير قالأربعني يوماً ألنه قد ظهر يف عينيه الدم من شدة الفكرة، وصاحب هذا ال يعيش إال هذا القدر، فقال له

    إياها، فتوجه إليها وبقي هذه املدة ومات، فشيء ال أريد املوصل، فأعطاه: ما تشتهي؟ فقال: اخلليفةصحة له أصالً، والصحيح ما ذكرناه، وأن احلسن بن وهب اعتىن به وواله بريد املوصل، فأقام ا أقل من

    اثنتني وثالثني، وبين عليه أبو : مثان وعشرين، وقيل: سنتني وتويف ا سنة إحدى وثالثني ومائتني وقيل .طوسي قبة، خارج باب امليدان حلى حافة اخلندقشل ابن محيد ال

    إا أليب الزبرقان : ورثاه الوزير حممد بن عبد امللك الزيات وزير املعتصم بقوله، وهو يومئذ وزير، وقيل : عبد اهللا بن الزبرقان الكاتب، موىل بين أمية من الكامل

    ِءألم مقلِقُل اَألحشا لما أنَي من أعظِم اَألنباِء نَبأ ال تَجعلوه الطائي ناشَدتكم قالوا حبيب قد ثوى فأجبتُهم

    : سالت ابن عنني عن معىن قوله من الطويل: وحكى ابن عدالن املوصلي النحوي املترجم قال الموصِل الجدباِء إال قُبورها من سقى اُهللا دوح الغُوطتيِن وال ارتَوت

    . متامألجل أيب: ومل حرمها وخص القبور؟ قال : ومن حمكم شعره قوله من قصيدة من الكامل

    ما ِغبتَ عن بصري ظلْلت تَشدقَ ِإذ عاينتِني حتى إذا أخَِرستَيرع ريِن فَهالهالع دأى أسر نهقُ حتىي تولى لىإذا و

    بها سعةٌ وباع ضيقُ ِإستٌ هيهاتَ غالك أن تَناَل مآِثِري العقبان ال يتعلَّقُ ِبمهذَِّب ما بدا لَك يا ابن برما فالصدى قُْل

    ؟ قُْل لي متىمتَهعب زنْتَ أنعشتَ حتىدق فَريعة ما أرى يا برس

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 27

    إياك ِبقولهم نعِني الْقاِئلوٍل يخنْقُ يبالشَِّقي ِبكلِّ ح ِإن لمنفلتع نم ابإهو نم ريمح وقُ قَديمتَمزي نِديثَ محو نم

    ِذكر النوى فكأا أيام =أَعوام وصل كاد ينِسي طيبها: وقوله من قصيدة أخرى من الكاملجٍر أردفَتْ ثُمه تْ أيامرنَحوي انب فكأنها َأعوام أسى

    وكأنهم أحالم فكأنها ثم انقضتْ ِتلك السنون وأهلها : قد اختصر معىن هذه األبيات املتنيب يف قوله من اخلفيفو

    بها الليالي البواِقي فأطَالتْ قصرتْ مدةُ الليالي المواضي : والبن الفارض رمحه اهللا هذا املعىن بعينه مع االختصار املعجز وهو من البسيط

    ر أعوامج إقباله كاليوم في ِقصإعراِضه في الطول كالِحج ويوم .وديوان نظمه مشهور، وقد نثرت من آللئه يف أثناء هذا املؤلف ما فيه غىن إن شاء اهللا تعاىل

    ُأبو ُأمِه حي َأبوه يقاِربه وما ِمثْلُه في النَّاِس ِإالَّ مملَّكاًام بن البيت للفرزدق، من قصيدة من الطويل ميدح ا إبراهيم بن هشام بن إمساعيل املخزومي خال هش

    .عبد امللك بن مروانأن ال يكون الكالم ظاهر الداللة على املراد إما خللل يف نظم الكالم فال : والشاهد فيه التعقيد، وهو

    يتوصل منه إىل معناه، أو النتقال الذهن من املعىن األول إىل املعىن الثاين الذي هو الزمه املراد به ظاهراً، .واألول يف الشاهد يف البيت

    وما مثله يعين املمدوح، يف الناس حي يقاربه، أي أحد يشهبه يف الفضائل، إال مملكاً، يعين : عىن فيهواملهشاماً، أبو أمه أي أبو أمه هشام أبوه، أي أبو املمدوح فالضمري يف أمه للمملك، ويف أبوه للممدوح،

    صل بني حي ويقاربه وهو نعته ففصل بني أبو أمه وهو مبتدأ وأبوه وهو خربه، بأجنيب وهو حي، وكذا فبأجنيب وهو أبوه، وقدم املستثين على املستثىن منه، فهو كما تراه يف غاية التعقيد، وكان من حق الناظم أن

    .وما مثله يف الناس أحد يقاربه إال مملك أبو أمه أبوه: يقول : ومن التعقيد قوله الفرزدق أيضاً من الطويل

    أبوه وال كانَتْ كليب تُصاِهره حاربملِك ما أمه ِمن م ِإلى .إىل ملك أبوه ما أمه من حمارب أي ما أمه منهم: أي

    : ومثله قول الشاعر من الطويل

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 28

    نَبتغي ِمنْهم عِديالً نُبادلُه بِه فَما ِمن فَتًى كُنا ِمن النَّاِس واحداً . نبادله بهفما من فىت من الناس كنا نبتغي واحداً منهم عديالً: أي

    : وقول اآلخر من الطويل من الناِس ديناً جاءه وهو مسلم وما كُنتُ أخشى الدهر إحالس مسلماً

    .وما كنت أخشى الدهر إحالس مسلم مسلماً من الناس ديناً جاءه وهو، أي جاءه معاً: أي : ومثله قول أيب متام من الكامل

    كنا في الغَاِر كاثْنيِن كاثْنيِن في كَبِد السماِء ولم يثاٍن إذ هم والفرزدق رمحه اهللا امسه مهام بن غالب بن صعصعة التميمي، أبو فراس صاحب جرير، وكان أبوه غالب

    من جلة قومه ومن سرام، وكنيته أبو األخطل، لولد كان له امسه األخطل، وهو شاعر أيضاً، ووهم وجعله أخاً للفرزدق، وهذا من أعجب العجب، إذ الفرزدق بعضهم فيه فظنه األخطل التغليب النصراين،

    مسلم وأبوه وجده صعصعة صحايب رضي اهللا تعاىل عنه، فكيف يتصور أن يكون األخطل النصراين أخاً له، وصعصعة رضي اهللا عنه له صحبة لكنه مل يهاجر، وهو الذي أحيا الوئيدة، وبه افتخر الفرزدق يف

    : قوله من املتقارب الوئيد فلم تُوأِد فأحيا الَِّذي منع الوائداتوجدي

    .إنه رضي اهللا عنه أحيا ألف موءودة ومحل على ألف فرس: قيلروى الفرزدق رمحه اهللا عن علي ! وأم الفرزدق ليلى بنت حابس أخت األقرع بن حابس رضي اهللا عنه !. رضي اهللا تعاىل عنهم أمجعنيبن أيب طالب، وأيب هريرة، واحلسني، وابن عمر، وأيب سعيد اخلدري

    ومل أر له وفادة على عبد امللك : قال ابن النجار. ووفد على الوليد وسليمان ابين عبد امللك، ومدحهماروى معاوية بن عبد الكرمي عن أبيه . وفد على معاوية، ومل يصح: بن مروان، وقال الكليب رضي اهللا عنه

    حلفت أن ال : ما هذا يا أبا فراس؟ قال: جليه قيد، قلتدخلت على الفرزدق فتحرك فإذا يف ر: قالوكان كثري التعظيم لقرب أبيه، فما جاءه أحد واستجار به إال قام . أخرجه من رجلي حىت أحفظ القرآن

    .معه وساعده على بلوغ غرضهشعر منه، وقد اختلف أهل املعرفة بالشعر فيه ويف جرير يف املفاضلة بينهما، واألكثرون على أن جريراً أ

    أما منم كان مييل إىل جودة الشعر وفخامته وشدة أسره فيقدم الفرزدق، : وقد أنصف األصفهاين فقال .وأما من كان مييل إىل أشعار املطبوعني وِإىل الكالم السمح الغزل فيقدم جريراً

    : وكان جرير قد هجا الفرزدق بقصيدة منها من الوافر

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 29

    لْتَ بخَزيٍة وتَركتَ عارارح ِإذا نَزلت بدار قوم وكُنتَفاتفق أن الفرزدق بعد ذلك نزل بامرأة من أهل املدينة، وجرى له معها قصة يطول شرحها، وملخص

    األمر أنه راودها عن نفسها بعد أن كانت أضافته وأحسنت إليه، فامتنعت عليه، وبلغ اخلرب عمر بن عبد قاتل : رة، فأمر بإخراجه منها، فأركب على ناقة لينفى، فقالالعزيز رمحه اهللا، وهو يومئذ وايل املدينة املنو

    . كأنه شاهد هذا احلال حني قال، وذكر البيت السابق- يعين جريرا-اهللا ابن املراغة : ومن شعره ملا كان يف املدينة املنورة من الطويل

    انْقَض باٍز َأقتم الريش كاسره كما دلَّتاني ِمن ثمانين قامةً هما يرجى أم قتيٌل تحاذره أحي فلما استَوِت ِرجالي في األرض قالتا

    في أعجاز ليٍل أبادره وَأقْبلتُ ارفعوا األسباب ال يشعروا بنا فَقُلتُ وأسود ِمن ساِج تَصر مسامره بوابيِن قد وكِّالَ ِبنا أحاذر

    : فقال جرير ملا بلغه ذلك من الطويل بوزواٍز قصير القوادِم فجاءتْ تْ أم الفَردِق فاِجراًولد لقَد

    إلى جاراته ِبالسالَلِم ليرقى ِحبلَِيِه ِإذا جن ليلُه يوصُل عن باِع العال والمكارِم وقصرت تَزِني ِمن ثمانين قامةً تدلَّيتَ

    بالخبثاِت عالِمرجٍس مداخَل هو الرجسُ يا أهَل المدينة فاحذروا

    لقد زدق عنكمالفَر ِإخراج اقِم كانووراً لما بين المصلَّى وطَه : فأجاب الفرزدق عنها بقصيدة طويلة منها من الطويل

    ِإنمقاعساً و الشُّم الِكرام الخَضارِم حراماً َأن أسب بآبائي لكنني وتُ وسبهاشِمبنُو عبِد شمٍس نصفاً لو سببمن مناٍف و أن أهجو كُليباً ِبدارِم وأعتد آبائي فجئن بمثلهم أولئك

    وملا مسع أهل املدينة أبيات الفرزدق األول جاؤا إىل مروان بن احلكم وهو وايل املدينة من قبل معاوية، ! نفسه احلدما يصلح هذا الشعر بني أزواج رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، وقد أوجب على: فقالوا

    لست أحده ولكن أكبت إىل من حيده، وأمره بأن خيرج من املدينة، وأجله ثالثة أيام لذلك، : فقال مروان : فقال الفرزدق من الوافر

  • العباسي- معاهد التنصيص على شواهد التلخيص 30

    كما وِعدتْ لمهلِكها ثمود وأجلني ثالثاً توعدِني له جبائزة، مث ندم مروان على ما مث كتب مروان إىل عامله كتاباً يأمره أن حيده ويسجنه، وأومهه أنه كتب

    : إين قد قلت شعراً فامسعه من الكامل: فعل، فوجه سفرياً وقال للفرزدق ِإن كُنتَ تَارك ما أمرتك فاجلس للفرزدق والسفَاهةُ كاسمها قُْل

    ِلمكَّةَ أو لبيِت المقدِس واقصد ودِع المدينةَ إنها مرهوبة ِلنفسك بالعظيم األكْيِس فَخذن ألموِر عظيمةًاجتنيتَ من ا وِإن

    : فل�