352
ــ ﺎﻤ ـ ــ ﺔ ﺍﻝﺠ ــ ﺯﺍﺌ ـــ ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻝﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭ ﻋﻠﻭﻡ ﺍﻝﺘﺴﻴﻴﺭ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ: ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ: ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺷﻌﺒﺎﻧﻲ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ- ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ: ﺣﻮﺷﻴﻦ ﻛﻤﺎﻝ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍﻟﻠﺠﻨﺔ: / : ﺯﻋﺒﺎﻁ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺤﻤﻴﺪ- ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ- ﺭﺋﻴﺴﺎ/ : ﺷﻌﺒﺎ ﻧﻲ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ- ﻣﻘﺮﺭﺍ: ﺑﻮﻳﻬﻲ ﻣﺤﻤﺪ_ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ_ ﻋﻀﻮﺍ: ﺷﻨﻮﻓﻲ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ- ﻋﻀﻮﺍ: ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻟﻔﻲ_ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ_ ﻋﻀﻮﺍ: ﻣﻴﻐﺎﺭﻱ ﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻮﻣﺮﺩﺍﺱ- ﻋﻀﻮﺍ

ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

  • Upload
    others

  • View
    10

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

رـــزائــة الجــعـامــج

كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير

::::تحت إشراف تحت إشراف تحت إشراف تحت إشراف

إسماعيل شعباني : الدكتور

أستاذ التعليم العالي

- المعهد الوطني للتجارة –

::::الباحثالباحثالباحثالباحثمن إعداد من إعداد من إعداد من إعداد

حوشين كمال

::::أعضاء اللجنة أعضاء اللجنة أعضاء اللجنة أعضاء اللجنة

رئيسا- جامعة الجزائر-زعباط عبد الحميد : د/أ

مقررا- المعهد الوطني للتجارة –ني اسماعيل شعبا: د/أ

عضوا_ جامعة الجزائر _ بويهي محمد : د

عضوا - المعهد الوطني للتجارة – شنوفي نور الدين: د

عضوا_ جامعة الجزائر _ علي خالفي : د

عضوا - جامعة بومرداس – بد الرحمانع ميغاري : د

Page 2: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ
Page 3: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

أتوجه بالشكر الجزيل إلى اهللا عز وجل الذي منحني القوة و اإلرادة و يسر لـي .الصعوبات إلتمام هذا العمل المتواضع

أتقدم بجزيل الشكر و العرفان الكامل ألستاذي الفاضل إسماعيل شعباني الـذي كانت له المساهمة الكبيرة و الفعالة في إثراء هذا البحث و توجيهه إلى الطريـق السليم، من خالل المالحظات القيمة التي كان يضفيها في كل مـرة علـى هـذا

..البحثومرداس و مكتبة الجامعـة المركزيـة و أشكر كذلك جميع عمال مكتبة جامعة ب

الجزائر، و مكتبة كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير بدالي إبراهيم، و عمال .الديوان الوطني لإلحصائيات لما قدموه من يد مساعدة و عون إلتمام هذا العمل

كما نشكر األستاذ الدكتور رابح الزبيري على دعمه المادي و المعنـوي لهـذا .البحث

و نشكر كذلك خليفي رياض الذي تحمل كتابة و إخـراج هـذا البحـث علـى .الحاسوب

كما أتوجه بالعرفان الخالص لألستاذ بعيش كريم و كافة طاقم األمانة لقسم علوم .التسيير و فرع اإلعالم اآللي الذين لم يبخلوا بتقديم المساعدة المادية و المعنوية

من قدم لي يد المساعدة من قريـب أو مـن كما أتقدم بشكري الخالص إلى كل حوشين كمال .بعيد

Page 4: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

أمـي و : أهدي ثمرة هذا العمل إلى أعز ما أملك في الوجود الوالدين الكريمين .أبي

كما أهديه إلى جميع اإلخوة و األخوات و ذويهم و أخص بالـذكر يوسـف و

.بشير

.فاطمة، آية، إسالم، محمد: البراعمو أهدي هذا العمل أيضا إلى

.و إلى كل األقرباء و األصدقاء

حوشين كمال

Page 5: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

.اشكالية العقار الفالحي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر: الموضوع

الفهرسالفهرسالفهرسالفهرس :مقدمة عامة

.ماهية الحيازة و الملكية الزراعية: الفصل األول

.................................................مفهوم األرض و خصائصها : المبحث األول

.................................................مفهوم مورد األرض: المطلب األول

...............................مختلف المصطلحات األساسية لألرض: المطلب الثاني

.............................................المفهوم القانوني لألرض -1

..........................................المفهوم االقتصادي لألرض -2

...............................المفهوم االجتماعي و السياسي لألرض -3

...............................................أهم خصائص األرض: المطلب الثالث

....................................................اضي الزراعيةحيازة األر: المبحث الثاني

.............................مختلف مفاهيم حيازة األراضي الزراعية: المطلب األول

............................أهمية التنظيم الحيازي لألراضي الزراعية: المطلب الثاني

....................................................اضي الزراعيةملكية األر: المبحث الثالث

.....................................مفهوم ملكية األراضي الزراعية: المطلب األول

...................................المنظور اإلسالمي لملكية األراضي: المطلب الثاني

..............................................ملكية الزراعيةأنواع ال: المطلب الثالث

........ملكية األراضي الزراعية في األنظمة الرأسمالية و االشتراكية: المطلب الرابع

..................ملكية األراضي الزراعية في ظل االتجاه الرأسمالي -1

..................ملكية األراضي الزراعية في ظل االتجاه االشتراكي -2

.....................................التفرقة بين الملكية و الحيازة: المطلب الخامس

...................................................خصائص الملكية -1

...................................................خصائص الحيازة -2

............................كتساب الملكية الزراعيةمختلف طرق ا: المطلب السادس

.............................نظم حيازة األراضي الزراعية في الدول العربية: المبحث الرابع

...............تطور نظم حيازة األراضي الزراعية في الدول العربية: المطلب األول

Page 6: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

......................األراضي الزراعية في مصرنظم حيازة الحيازة : المطلب الثاني

....................................................الحيازة المملوكة -1

.............................كةولمالحيازة الممفهوم -1-1

.......................كةولمالحيازة الم مزايا و عيوب -1-2

................................................الحيازة المستأجرة -2

.................................ةالحيازة المستأجرمفهوم -2-1

.....................................مختلف طرق اإليجار -2-2

............................طرق اإليجار مزايا و عيوب -2-3

...................).بين المملوكة و المستأجرة( الحيازة المختلطة -3

...........................نظم حيازة األراضي الزراعية في سوريا: المطلب الثالث

..........................هيكل حيازة األراضي الزراعية في سوريا -1

.........................................................طرق اإليجار -2

.......................................إصالح نظام الحيازة في سوريا -3

.1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

.................................1830واقع العقار الفالحي في الجزائر قبل : المبحث األول

..............................1830هيكل األراضي في الجزائر قبل : المطلب األول

.......................................................ايلكأراضي الب -1

...................................................... أراضي الملك -2

......................................................أراضي العرش -3

....................................................أراضي الحبوس -4

.......................................................أراضي العزل -5

............................أثر التنظيم العقاري علي سلطات االحتالل: الثاني المطلب

..............).1962-1830(هيكل العقار الفالحي خالل الفترة االستعمارية : المبحث الثاني

........................).1870-1830(تنظيم العقاري خالل الفترة ال: المطلب األول

........................).1962-1870(التنظيم العقاري خالل الفترة : المطلب الثاني

................................انعكاسات التنظيم العقاري الفرنسي: المطلب الثالث

.نسي على المستوى األراضي الزراعيةانعكاسات التنظيم العقاري الفر -1

Page 7: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

انعكاسات التنظيم العقاري الفرنسي على مستوى وضعية الفالحين -2

..........................................................الجزائريين

خالل الفترة الممتدة ما بينواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

)1962-1980.(

.…………......…………………عموميات حول التسيير و التسيير الذاتي: المبحث األول

………….....…….....…………………مختلف مفاهيم التسيير: المطلب األول

..……….....………………………مختلف مفاهيم التسيير الذاتي: المطلب الثاني

.…….....……………………………………التسيير الذاتي في الجزائر: المبحث الثاني

….....……………… في الجزائرمبررات عملية التسيير الذاتي: المطلب األول

........…………………… في الجزائرمفهوم عملية التسيير الذاتي: المطلب الثاني

.....…… في الجزائرإجراءات و قواعد تنظيم عملية التسيير الذاتي: المطلب الثالث

.…....………ي على مستوى القطاع الزراعيأهداف التسيير الذات: المطلب الرابع

على مردودية القطاع الزراعيهتقييم نظام التسيير الذاتي و انعكاسات: المطلب الخامس

.……………....……هيكل العقار الفالحي خالل نظام الثورة الزراعية: المبحث الثالث

.............................................لثورة الزراعيةعن انبذة تاريخية : المطلب األول

………………………...……… الثورة الزراعية قيامدوافع: المطلب الثاني

.………………...………التوزيع غير المتساوي لألراضي -1

.…………………………….………مخلفات االستعمار -2

.……………الظروف غير المستقرة بالنسبة الستغالل األرض -3

..…………محاربة ظاهرة التغيب عن األرض بمختلف أشكاله -4

.………………وجود عدد كبير من الفالحين ال يملكون أرضا -5

…………………...………مفهوم و أهداف الثورة الزراعية: المطلب الثالث

.…………………………...………الثورة الزراعية المفهوم -1

…………………………...………الثورة الزراعية األهداف -2

.………………البنية العقارية الفالحية في ظل الثورة الزراعية: المطلب الرابع

.……………...………أراضي العرش و البلديات و األوقاف -1

.………………..……………أراضي البور القابلة لالستصالح -2

……………..……………هيكلة الملكيات الزراعية الخاصة -3

Page 8: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

.………………………………تأميم أراضي المتغيبين -3-1

………………………تحديد الملكيات الزراعية الخاصة -3-1

.…..…ثرها على القطاع الزراعيتقييم سياسة الثورة الزراعية و أ: المطلب الخامس

.1980اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي بعد : الفصل الرابع

.……….……………إعادة هيكلة القطاع الفالحي العمومي االشتراكي: المبحث األول

.……………………...……………المبررات و المضمون: المطلب األول

.……………… القطاع الفالحي العموميكلةمبررات إعادة هي -1

…...………………………………مضمون إعادة الهيكلة -2

……………………...………………إعادة الهيكلةأهداف : المطلب الثاني

………………………....……يكلة إجراءات إعادة الهتطبيق: المطلب الثالث

………………………………… الهيكلة حق االنتفاعإعادة -1

…………….…………………… الهيكلة حق الملكيةإعادة -2

………...………مضمون و أهداف قانون االستصالح -2-1

……….………… تطبيق قانون االستصالحإجراءات -2-2

………………………… )النتائج( الهيكلة تقييم سياسة إعادة: المطلب الرابع

………………………………يالتوجه نحو خوصصة القطاع الفالح: المبحث الثاني

…………………… تنظيم المستثمرات الفالحيةمبررات إعادة: المطلب األول

…………………………19-87محتوى و أهداف قانون رقم : المطلب الثاني

…………………………………………محتوى القانون -1

………..………………………………أهداف القانون -2

……………...……………19-87آليات تطبيق قانون رقم : المطلب الثالث

………………… تنظيم المستثمرات الفالحيةتقييم عملية إعادة: المطلب الرابع

…..……25-90لفالحية من خالل قانون رقم إعادة تنظيم المستثمرات ا: لثالمبحث الثا

………………………ع و أهداف قانون التوجيه العقاريدواف: المطلب األول

………...…………………دوافع قانون التوجيه العقاري -1

……...…………...…………أهداف قانون التوجيه العقاري -2

…...…..………………...…لتوجيه العقاريمضمون قانون ا: المطلب الثاني

Page 9: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

…...…….………………...…تقييم قانون التوجيه العقاري: المطلب الثالث

………….مكانة العقار الفالحي في القطاع الخاص من خالل اإلصالحات: الرابع المبحث

…………واقع العقار الفالحي الخاص في ظل اإلصالح الزراعي: المطلب األول

…...…..…….……العقار الفالحي الخاصالمشاكل التي تعترض : المطلب الثاني

.اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر: الخامس الفصل

…………… ……………………….. اإلنتاج و الناتج الزراعي في الجزائر:المبحث األول

……..… …………………..تطور اإلنتاج النباتي و الحيواني: المطلب األول

……… …………………………..أهم المنتجات النباتية -1

……… ………………..تحليل تطور إنتاج الحبوب -1-1

…………… ……..لجافةتحليل تطور إنتاج البقول ا -1-2

…………… ……………………..أهم المنتجات الحيوانية -2

…….………………..تحليل تطور إنتاج اللحوم -2-1

…… ……………..تحليل تطور إنتاج اللحوم البيضاء -2-2

…… .………………..تحليل تطور إنتاج الحليب -2-3

… ……..همة الناتج الزراعي في تلبية الطلب على السلع الغذائيةمسا: المطلب الثاني

… ……..همته في الناتج الداخلي اإلجماليالناتج الزراعي و مسا -1

……… ………………..نصيب الفرد من الناتج الزراعي -2

………… ………..اإلنتاج الزراعي و مدى تغطية للطلب الوطني على الغذاء: المبحث الثاني

……………… …………..واردات الزراعية و الغذائيةور التط: المطلب األول

……… …………………..تحليل تطور الواردات الزراعية -1

…………… ……………..تحليل تطور الواردات الغذائية -2

…………..……….. الوزن النسبي للواردات الغذائيةتطور -3

……………...……….. الزراعية و الغذائيةتطور الصادرات: المطلب الثاني

………………… ……..راعيةتحليل تطور الصادرات الز -1

………..… ……………..تحليل تطور الصادرات الغذائية -2

…… ..…..تأثيرها على تحقيق األمن الغذائياإلصالحات العقارية و : المطلب الثالث

… …..قارية على تنمية اإلنتاج الزراعيأثر اإلصالحات الع -1

Page 10: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

……… ………..الحلول المقترحة لعصرنة الزراعة الجزائرية -2

. مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية:السادس الفصل

…....………………………………………...…ماهية الغذاء: المبحث األول

…...................................…………...…مفهوم مشكلة الغذاء: المطلب األول

…...…..……………………………...…مفهوم الغذاء: المطلب الثاني

…...………..…………………...… و أسبابهاسوء التغذية: المطلب الثالث

…...…………......................................…يةمفهوم سوء التغذ -1

…...………………….…………………...…أسبابها -2

…...………..…………...…الغذائي و بعض المفاهيم األساسيةاألمن : المبحث الثاني

…...………….......................…مختلف مفاهيم األمن الغذائي: المطلب األول

….....…………………………...…أبعاد األمن الغذائي: المطلب الثاني

…...………………………………...…البعد السياسي -1

…....……………………………...…البعد االقتصادي -2

…....………………………………...…البعد االجتماعي -3

…...…………...…………………فجوة الغذائية و االكتفاء الذاتيال: المطلب الثالث

…..…………………………...…اء الذاتيمفهوم االكتف -1

…...…………...............................…مفهوم الفجوة الغذائية -2

…...…………...........................…أنتاج و الناتج الزراعي العربي: الثالثالمبحث

…...…...……………...…اإلنتاج الزراعي في الدول العربية: المطلب األول

….................……...…………………...…الموارد الزراعية -1

…...………………………...…األراضي الزراعية -2-1

…...………………………………الموارد المائية -1-2

…...…………………...…القوي العاملة في الزراعة -1-3

…...………..……………...…المستوى اإلنتاج النباتي و الحيواني -2

…...………………………………اإلنتاج النباتي -2-1

…...…………………………...…اإلنتاج الحيواني -2-2

…...……….…………………...…الناتج الزراعي العربي: المطلب الثاني

…...…………...................................…الناتج المحلي اإلجمالي -1

Page 11: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

…...……………………………………...…الناتج الزراعي -2

……………………………...…نصيب الفرد من الناتج الزراعي -3

.…………...................................…نصيب الفرد من االستهالك -4

…...…………………...…التجارة الخارجية و الفجوة الغذائية العربية: الرابعلمبحث ا

…...…………..……………التجارة الخارجية للدول العربية: المطلب األول

…...…………………………...…صادرات السلع و الخدمات -1

…...………………………………واردات السلع و الخدمات -2

…...……….……………...…الواردات و الصادرات الزراعية -3

…......……………...…الواردات و الصادرات من السلع الغذائية -4

…...….…الفجوة الغذائية و اآلفاق المستقبلية لألمن الغذائي العربي: الثانيالمطلب

…...……………………………………...…الفجوة الغذائية -1

…...……………...…جهود الدول العربية في مجال األمن الغذائي -2

…...…….........................…زيادة إنتاج و عرض الغذاء -2-1

…...………………...…في مجال توزيع و توفير الغذاء -2-2

……في مجال بناء المخزون االستراتيجي و مخزون الطوارئ -2-3

…...….………………………...…الحصول على الغذاء -2-4

…...…………...…الرقابة على الغذاء و حماية المستهلك -2-5

Page 12: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

أ

Page 13: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ب

:المقدمة العامة

:تمهيد -1

تعتبر مشكلة الغذاء من أصعب المشاكل التي أصبحت تفرض نفـسها فـي الـساحة

الدولية، حيث يواجه العالم في األوقات الراهنة مشكلة حادة تتمثل في عدم كفايـة الغـذاء

%15، أن حوالي أكثر مـن FAOلسكان العالم، حيث قدرت منظمة التغذية و الزراعة

ال يتحـصلون ن العالم ال يحصلون على القدر الكافي من الطعام، و هذا يعني أنهممن سكا

على سعرات حرارية كافية لتغذية الجسم، فنجد أن نصف سكان العالم يعانون من سـوء

، و -داء الـذرة –) Pellagre(التغذية و هو ما ينجز عنه انتشار األمراض كـالبالجراء

س على انخفاض القدرة الجسمانية و الفكرية للمـوارد ، و هذا ينعك )Béribéri(البربري

البشرية، مما يؤدي إلى ضعف إنتاجية الفرد، و نتيجة العالقة الطردية بـين الـدخول و

.اإلنتاجية فتدهور هذه األخيرة سيؤدي حتما إلى انخفاض مستويات الدخول

يـؤخر المجتمـع و نستنتج أن سوء التغذية يؤدي إلى الفقر و تعطل عجلة التنمية مما

.عن التطور و الرقي

كما أننا نالحظ أن سوء التغذية و األمراض هما نتيجة الفقر، فعندما يكـون المجتمـع

غنيا بإمكانه الحصول على كل حاجاته من الغذاء من ناحية الكم أو من ناحية الكيـف، و

تخلفة أو الفقيرة، و هذا يقودنا إلى القول أن مشكلة الغذاء تتعلق بالدرجة األولى بالدول الم

) 1/3(أي ) 2/3(كذلك خمس الدول المتقدمة في العالم و هي تمثل ثلثـي سـكان العـالم

سكان العالم فقط يعيشون في وفرة و يتحصلون على كميات كافية ذات نوعيـة جيـدة أو

ية مقبولة من الغذاء، باإلضافة إلى هذا نجد أن غالبية الدول المتقدمة تفي احتياجاتها الغذائ

و تعاني من وجود فائض في الغذاء تعمل على تخزينه و عـدم عرضـه فـي األسـواق

الدولية، و في حاالت كثيرة تلجأ إلى تدميره و إلقائه في المحيطات و ال تضعه في متناول

الدول الفقيرة، ألنها تدرك جيدا القيمة المادية و المعنوية التي يعبر عنها الغـذاء بالنـسبة

حيث أصبح الغذاء سالح سياسي تستخدمه الدول المصدرة في ). لعالم الثالث ا(لدول العالم

Page 14: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ج

مواجهة الدول التي تفتقر له، و هذا يجعل ألزمة الغذاء أبعـاد سياسـية و اقتـصادية و

.اجتماعية خاصة و أن هذا السالح تملكه مجموعة قليلة فقط من الدول

وفيره من حيث كما وكيفا، و يعتبـر يعد الغذاء من أهم السلع األساسية للفرد و عليه ت

فقـد . من أهم مستلزمات الحياة البشرية، كما انعكست أزمة الغذاء على الـدول العربيـة

أصبحت األقطار العربية تمثل في العشرية األخيرة مـستوا رئيـسيا للـسلع و المـوارد

ر النفطيـة و الغذائية، و اتسعت الفجوة الغذائية بها، و هذا ما يؤكده تراجع الصادرات غي

ارتفاع الواردات الغذائية و مقدمة الواردات نجد الحبوب، و لعل أكثر البلـدان العربيـة

استيرادا للحبوب الغذائية و مشتقاتها تلك التي تعتبر الزراعة فيها مـن أهـم القطاعـات

االقتصادية، إال أن هذا القطاع رغم أولويته يبقى عاجزا عن تلبيـة الحاجـات الغذائيـة

كان، و هذا ما يعكسه مستوى التغذية المنخفض للمـواطن العربـي، إذ مـا قارنـاه للس

بالمستويات العالمية للدول المتقدمة حيث أكدت العديد من الدراسات من طرف الهيئات و

المنظمات الدولية، أن نسبة كبيرة من المجتمع العربي و خاصة منهم األطفال يعانون مـن

ر لألمراض الناجمة عن نقـص الغـذاء خاصـة البروتينـات سوء التغذية، و انتشار كبي

.األساسية

و الجزائر بلد من البلدان النامية ليست بمنأى عن مشكلة الغذاء، فهي تعاني من نقص

الغذاء و ارتفاع الفاتورة الغذائية السنوية التي ترهق ميزان المـدفوعات و ترجـع هـذه

كانت الجزائر حديثة العهـد باالسـتقالل، و األزمة في الجزائر إلى سنوات الستينيات أين

حصلت على تركتها و المتمثلة في اقتصاد مدمر من طرف المعمر الفرنـسي، أمـا فـي

مجال الزراعة فكانت الجزائر تعتمد زراعة غير قاعدية ال ترتكز على المنتجات الغذائية

جة األولـى زراعـة الرئيسية بل كانت ترتكز على المنتوجات الكمالية الزراعية، و بالدر

الكروم بمختلف أصنافها، و تستحوذ على المساحات الزراعيـة الخـصبة و ذات نوعيـة

.جيدة

كما نجد أن القطاع الزراعي يفتقر لآلالت الزراعية المتطـورة و ألسـاليب اإلنتـاج

الحديثة، و بالمقابل كان هناك تطور لمعدل نمو السكان، مما ساهم في بروز مشكلة الغذاء

جة النمو الالمتوازن بين وتيرة إنتاج السلع الغذائية و كميات الطلب عليها، و انعكـس نتي

Page 15: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

د

و مـن القطاعـات . هذا في الظهور المتنامي للواردات الغذائية في ميـزان المـدفوعات

المسؤولة عن تلبية االحتياجات الغذائية للسكان، قطاع الزراعة الذي شهد فـي الجزائـر

جعله عاجز عن تحقيق تنمية زراعية كفيلـة بتغطيـة العجـز سياسات غير مستقرة، مما

الغذائي، و تجسد هذا منذ االستقالل حيث مرت الزراعة الجزائرية بـسياسات زراعيـة

متباينة وغير واضحة المعالم، فلم تكن تستند إلى دراسات حقيقيـة و معمقـة لوضـعية

عظمها نابعة عن إرادة سياسية الزراعة، و ما هي اإلستراتيجية التي ينبغي أخذها فكانت م

فبعد االستقالل وجدت زراعة مهملة و فالحين غير مكونين و أراضـي بـدون . ال غير

مالك، سياسية خاصة تلك التي كانت بحوزة المعمرين، فقامت الجزائر بانتهـاج سياسـة

، حيـث 1962التسيير الذاتي التي باشرتها أول حكومة جزائرية، و التي كانت في أواخر

ينت مدراء لتسيير المزارع المتروكـة بعـد مغـادرة المالكـين األوروبيـين و فـي ع

بين األوروبيـين ايفيان تم إصدار مرسوم العقود التي أبرمت بعد اتفاقيات 22/10/1962

المكتـب " و الجزائريين و التي بموجبها تم بيع ملكيات عقارية، و في هذا السياق تأسس

Bureau national des biens" (ال المتروكـة الوطني لحمايـة و تـسيير األمـو

vacants( و التي أوكلت له مهمة إرساء قواعد نظام التسيير الذاتي حيث تزامنت هـذه ،

في قطاعات الصناعة و الخدمات على مستوى المرحلة مع التسيير االشتراكي للمؤسسات

.االقتصاد الوطني

رت جملة مـن المـشاكل، التـي و بعد مرور فترة على مرحلة التسيير الذاتي ظه

فكان من الضروري على الدولة القيـام بإصـالحات . اعترضت تحقيق البرامج المسطرة

، الذي كان بمثابة آليـة تـسمح 1971 نوفمبر 08تبلورت في قانون الثورة الزراعية في

ة، بتدخل الدولة لتنظيم القطاع الزراعي المتضمن إصالح البنية العقارية للملكيات الزراعي

فمرحلة الثورة الزراعية كانت بمثابة عملية تقنين، الهدف منها وضع ضوابط و تنظيمات

يسير عليها القطاع و بعد التناقضات التي عرفتها مرحلة الثورة الزراعية نتيجـة التبـاين

و مـع بدايـة . بين التشريعات و المجاالت التطبيقية و مختلف المشاكل الناجمة عن ذلك

القطاع الزراعي سياسية جديدة تمثلت في مرحلة إعادة هيكلـة القطـاع الثمانينات عرف

Page 16: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ه

التي كانت تهدف إلى دمج كل المزارع المـسيرة ذاتيـا و 1981الفالحي العام في سنة

تعاونيات قدماء المجاهدين و التعاونيات اإلنتاجية للثـورة الزراعية في إطـار موحــد

، و )Domaines agricoles socialistes(يسمـى المزارع الفالحيــة االشـتراكية

إال أنها لم تعد تتماشى فـي بدايـة %30رغم النتائج المتوصل إليها التي لم تكن تتجاوز

الثمانيات و التطورات االقتصادية و االجتماعية، و بالتالي كان من الضروري الـشروع

ـ ك فـي في إصالحات جديدة تتماشى و التغيرات االقتـصادية الحاصـلة، و تجـسد ذل

من خالل إعادة تنظيم المـستثمرات 1987اإلصالحات التي عرفها القطاع الزراعي منذ

، حيث يعتبر هذا اإلصالح نهجا جديدا فـي مـسيرة 87/19الفالحية بموجب قانون رقم

، يجسد االتجاه نحو الخوصصة الجزئية للقطاع بعد المـشاكل 1962القطاع الزراعي منذ

خالل العشرية السابقة و اإلهمال و الالمبـاالة التـي مـست و االنحرافات التي مر بها

الوسائل و التجهيزات الفالحية بما فيها األرض المادة األولية للقطاع، ضـف إلـى ذلـك

الفجوة التي ظهرت بين أهداف إعادة الهيكلة و النتائج الميدانية التي حققتها تلك المرحلة،

-87رحلة التسيير الذاتي، فنجد أن قانون رقـم و التي كانت قريبة من تلك المسجلة في م

كان طموحا جدا يغلب عليه الطابع االقتصادي و تضمن أهداف بعيدة المدى إال أنه و 19

بعد مرور ثالثة سنوات اتضح أنه عجز على تحقيق أغلب األهداف التي تضمنها نتيجـة

مرات الفالحية لـصيغة الفهم الخاطئ للمستفيدين من المستث : عدة عوامل نذكر من أهمها

الحرية و االستقاللية التي نص عليها القانون، باإلضافة إلى نقص الوعي لديهم بالوضعية

و من ثم كانت الخطوة الثانية في مرحلة إعادة تنظـيم . الجديدة التي أصبح عليها القطاع

لقانون ، المتضمن التوجه العقاري حيث وجد هذا ا 90/25المستثمرات الفالحية قانون رقم

من أجل تجاوز المشاكل التي برزت نتيجة القانون السابق، و محاولة تجسيد األهداف التي

عجز عن تحقيقها، و لقد ركز هذا األخير بالدرجة األولى على ضمان االستغالل األمثل و

الجيد لجميع األراضي الفالحية، حيث أعطى أهمية كبرى لعنصر األرض حتى يمكنها من

ا االقتصادية و االجتماعية المنوطة بها و فقا لإلجراءات التي جاء بها، فإنـه تأدية وظيفته

يجب أن توضع جميع األراضي الفالحية الصالحة للزراعة حيز االستثمار الفعلـي مـن

Page 17: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

و

غير أن بنود هذا القانون بقيـت بعيـد . طرف أصحابها، سواءا كانوا مالكين أو مستفيدين

يبقى مرهونا بوضع إستراتيجية فعالة تتالءم مع وضعية عن مسار التنمية الزراعية الذي

الزراعة الجزائرية و تأخذ على عاتقها بالدرجة األولى مشكلة العقار الفالحي، ألنه يعتبر

اللبنة األولى لتطوير إنتاجية األراضي الزراعية، و الذي تتحـد خاللـه عالقـة األرض

ادالت الصعبة التي لم تجد لها حـل فـي باإلنسان و من خالل هاته العالقة تحل بقية المع

:السياسات السابقة

.كالحفاظ على األراضي الزراعية •

تحويل األراضي الزراعية عن نشاطها الفالحي و استخدامها ألنشطة غير فالحيـة •

). تجارة-صناعة(

مشكلة التمويل بالنسبة للفالحين التي يعيقها عدم وجود عقود تثبت عالقـة الفـالح •

.باألرض

الرغبة في استصالح األراضي و تحسين مردوديتها مـن خـالل ) انتفاء(شي تال •

تزويدها باحتياجاتها الكيميائية الضرورية من أجل تنشيطها و تحـسين مـستوياتها

.اإلنتاجية

Page 18: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ز

و كل ذلك حتى يمكن تحقيق تنمية زراعية مستدامة تكون قادرة علـى حـل مـشكلة

حتياجات الغذائية للسكان، حيث بلغت قيمة الـواردات مـن الغذاء في الجزائر و تلبية اال

مليار دوالر، وهي تعتبر حـصة هامـة فـي بنيـة 3,6 بـ 2004السلع الغذائية لسنة

الواردات الجزائرية، و أمام هذا االرتفاع لفاتورة الغذاء و الظهور المتنامي للسلع الغذائية

الوثيق بين عامـل الملكيـة لـألرض و في قائمة الواردات الجزائرية، و نتيجة االرتباط

مستوى اإلنتاج، حاولنا دراسة إشكالية العقار الفالحي كعامل أساسي لتحديـد مـستويات

.اإلنتاج و من ثم استخالص العالقة بين مستويات األمن الغذائي و السياسة العقارية

:إشكالية الدراسة -2

:كال التاليو من أجل دراسة و تحليل هذا الموضوع، قمنا بطرح اإلش

هل كان العقار الفالحي العائق الوحيد في تنمية اإلنتاج الفالحـي و تحقيـق األمـن -

الغذائي، و إن يكن كذلك ما مدى فعالية التدابير المتخذة في مجـال االهتمـام بالعقـار

الفالحي، و مدى مساهمتها في تحقيق األمن الغذائي حاضرا و مستقبال ؟

: األسئلة الفرعية-

و حتى يمكن تناول هذه اإلشكالية بشيء مـن التعمـق و الدراسـة التحليليـة قمنـا

:باالستعانة باإلجابة على األسئلة التالية

ما مدى فعالية اإلصالحات العقارية في تحديد مستويات اإلنتاج ؟ .1

هل بحل مشكلة الحيازة العقارية الفالحية يمكن الوصول إلـى تحقيـق األمـن .2

الغذائي ؟

لسياسة التي يمكن انتهاجها لحل مشكلة الملكية العقارية الفالحيـة فـي ما هي ا .3

الجزائر التي تسمح بتنمية حقيقية للقطاع ؟

ما هو واقع الغذاء و األمن الغذائي في الدول العربية و الجزائر ؟ .4

:فرضيات الدراسة -3

:و لإلجابة على هذه التساؤالت قمنا بصياغة الفرضيات التالية

Page 19: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ح

صالح خاص يتكفل بتنظيم الملكية العقارية في القطاع الزراعي في لم يكن هناك إ .1

.الجزائر بل التحوالت التي شهدها كانت في إطار السياسة العامة للدولة

تعد الحيازة أو الملكية العقارية الفالحية من العوامل الرئيسية المحددة لمـستويات .2

.خرىاإلنتاج و طرق استغالل األرض بالمقارنة مع العوامل األ

تحقيق األمن الغذائي في الجزائر مرهون بمدى نجاعة اإلصالحات التي يـشهدها .3

.العقار الفالحي

األمـن ى حيازة العقار الفالحي ال تعد ذو أهمية بالغة في التأثير عل ل أشكا فاختال .4

الغذائي

:منهج البحث -4

ـ نهج إن طبيعة الموضوع و األهداف المراد الوصول إليها جعلتنـا نعتمـد علـى الم

باإلضافة إلـى . الوصفي و المنهج التحليلي، إذ تناولنا وصف لواقع اإلصالحات الزراعية

دراسة و تحليل و تقييم تلك اإلصالحات من خالل تحديد آثارها على النشاط الزراعـي و

االقتصادي، كما تناولنا وصف لظاهرة الغذاء و مختلف المفاهيم المترتبة بها، بينما المنهج

.أستخدم لتحليل مستويات الغذاء في الجزائر و مختلف عناصرهالتحليلي

:أهمية البحث -5

إن المتتبع للظروف التي عايشها القطاع الزراعي الجزائري يالحظ أن هذا القطاع لم

يلق االهتمام الالئق به منذ االستقالل، و باألخص جانب العقار الفالحي فيه، إذ شهد هـذا

ت عليه الواحد تلـو اآلخـر، و غـاب فيهـا التنـسيق و القطاع إصالحات عديدة تعاقب

كما أن كـل إصـالح يرجـع . االستمرارية، بحيث يظهر كل إصالح مستقل عن اآلخر

القطاع إلى النقطة الصفر، و هذا ما جعله ال يحرز تقدما في مسيرته التنمويـة، فيغلـب

فيها الفعاليـة فـي الطابع العام على اإلصالحات المنتهجة إذ اتسمت بالسطحية و انعدمت

تغيير أوضاع القطاع ، مما جعله محطة لتجارب عديدة أغلبها ال يتماشـى مـع طبيعـة

القطاع الزراعي الجزائري، و خصوصية البيئـة االقتـصادية و االجتماعيـة، و حتـى

.السياسية في الجزائر

Page 20: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ط

و هذا ما جعل القطاع ينتقل مع وضع سيئ إلى وضع أسوء انعكس سلبا على مـسار

. لتنمية االقتصادية في الجزائرا

و نظرا ألهمية القطاع الزراعي على مستوى النشاط االقتصادي و من خالل مخرجاته

بالنسبة لبقية القطاعات االقتصادية األخرى و لعل من أهم مخرجاته نجد الـسلع الغذائيـة

النوع المطلوبين ذات الطبيعة النباتية و الحيوانية التي تسعى كل دولة إلى توفيرها بالكم و

من الغذاء السليم في هذا اإلطار نجـد هعلميا و اقتصاديا لتوازن الجسم، و تلبية احتياجات

أن من أولويات القطاع الزراعي هو توفير الحاجيات الغذائية الـضرورية منهـا ألفـراد

المجتمع، و بذلك تقع على عاتقه مسؤولية تحقيق األمن الغذائي، حيث أصبحت تحدد قـوة

الدول في الوقت الراهن بما تملكه من غذاء و ليس بما تملكه من أسـلحة، وهـذا نتيجـة

تصدر مشكلة الغذاء القضايا الكبرى و أكثرها تأثيرا على الشعوب، إذ الذي ال يملك غذائه

.ال يملك استقالله بالمفهوم السياسي و االقتصادي

منوط به في مجال توفير الغـذاء و و في هذا المجال حتى يلعب القطاع الزراعي الدور ال

تحقيق مستويات مقبولة من األمن الغذائي، ينبغي وضع إستراتيجية للتكفل بمـشاكل هـذا

القطاع و في مقدمتها مشكل العقار الفالحي، إذ أن استقرار القطاع و تحقيقه مساهمة فعالة

ين الفـالح و األرض، يتطلب تحديد العالقة ب -توفير الغذاء –في مجال التنمية االقتصادي

.إذ على ضوئها تتحدد مساهمة الفالح في اإلنتاجية الزراعية

:و بناء على ما سبق يمكن إبراز أهمية البحث في النقاط التالية

إبراز أهمية العقار الفالحي في تحريك دواليب النشاط الزراعي، و مدى مساهمته •

.تصاديةفي دفع عجلة التنمية الزراعية و منها التنمية االق

تعد قضية األمن الغذائي من القضايا الكبرى على المـستوى العـالمي، و تزايـد •

.االهتمام الدولي بهذه المشكلة يؤكد مدى خطورتها على مستقبل األجيال القادمة

و الجهود التنموية في العالم تتوقف على مدى قدرتها على تجاوز مشكلة الفقـر، و

.منقص التغذية لعامة أقطار العال

Page 21: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ي

التأكيد على العالقة المباشرة بين القطاع الزراعي و األمن الغذائي، إذ تحقيق وفرة •

من السلع الغذائية الضرورية لحياة البشر تكون في المرتبة األولى مـن أولويـات

.القطاع الزراعي

و على هذا األساس، تأخذ هذه الدراسة أبعادها في تشخيص مشكلة العقـار الفالحـي

على تنمية القطاع الزراعي، و مـساهمته اختلف اإلصالحات و انعكاساته الجزائري و م

.في تحقيق األمن الغذائي

:سبب اختيار الموضوع -6

:يمكن تلخيص أهم األسباب التي دفعت إلى اختيار موضوع البحث في النقاط اآلتية

محاولة تقييم فعالية اإلصالحات و انعكاساتها على تنمية القطـاع الزراعـي فـي •

.جزائرال

تسليط الضوء على مشكلة العقار الفالحي الجزائري و الكشف عن أثرهـا علـى •

.مردودية القطاع

إعطاء تقديم حول وضعية األمن الغذائي في الـدول العربيـة و بـاألخص فـي •

.الجزائر

العمليات غير المشروعة التي أدت إلى أهدار مـوارد القطـاع الزراعـي و فـي •

لذي ارتكبت في حقه جرائم اقتصادية اجتماعية إنـسانية مقدمتها العقار الفالحي، ا

تتنافى و منطق البشر، ألن هذا العقار هو البنية األساسية لقيام زراعـة عـصرية

متطورة، تكون كفيلة بتحقيق احتياجات األفراد من السلع الغذائية و توفير مـوارد

.مالية هامة للدولة

هور المتنامي للواردات الزراعية في ضعف أداء القطاع الزراعي الجزائري، و الظ •

الميزان التجاري، و االعتماد بشكل كبير على صادرات المحروقات و شبه انعـدام

لمساهمة الصادرات خارج المحروقات، و هذا يجعل االقتصاد الجزائـر مرهـون

Page 22: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ك

بمدى توفير هذه الثروة الزائلة و التي تعرف أسعارها تذبذبا كبيـرا نتيجـة تـأثر

.ولي بمتغيرات دولية ال يمكن التنبؤ بمسارها مستقبالسوقها الد

:أهداف البحث -7

:مما سبق يمكن بلورة أهداف البحث فيما يلي

اإلحاطة بمختلف المشاكل التي تحيط بالقطاع الزراعي الجزائـري، و بـاألخص •

تسليط الضوء على واقع العقار الفالحي و التطورات التي عرفتها منذ االسـتقالل

.هذاإلى يومنا

البحث عن التشريعات و التنظيمات المنظمة لتسيير و استغالل القطاع الزراعـي، •

.مع عرض تجارب بعض الدول العربية في هذا المجال

اإلحاطة بالجوانب النظرية لقضية األمن الغـذائي و الوقـوف علـى المقومـات •

.األساسية لها

الل التكفل الجيـد و إعطاء اقتراحات من أجل رفع مستويات األمن الغذائي من خ •

.الفعال بالقطاع الزراعي و في مقدمته العقار الفالحي

:تقسيمات البحث -8

من أجل اإلجابة على اإلشكالية المطروحة و تحليلها باالعتماد على األسئلة الفرعية و

:الفرضيات التي تمت صياغتها، قمنا بتقسيم البحث إلى ستة فصول رئيسة

سة ماهية الحيازة و الملكية الزراعية مـن خـالل الفصل األول، تعرض إلى درا •

فالمبحث األول تطرق إلى دراسة مفهـوم األرض و الخـصائص . أربعة مباحث

المتعلقة بها، كما تطرق المبحث الثاني إلى دراسة و تحليـل حيـازة األراضـي

أما المبحث الثالث فقد تناول دراسـة و . الزراعية و مختلف المفاهيم المرتبطة بها

كما تطرق المبحث . يل ملكية األراضي الزراعية و مختلف مفاهيمها و أنواعها تحل

الرابع إلى دراسة نماذج من نظم حيازة األراضي الزراعية فـي بعـض البلـدان

. العربية

Page 23: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

ل

قبل أما الفصل الثاني و الذي جاء تحت عنوان وضعية العقار الفالحي في الجزائر •

، تطرق المبحث األول منه إلى دراسة واقع العقار الفالحي في الجزائر قبل 1962

. أي قبل االحتالل للوقوف على مختلف أشكال الحيازة في العهد العثمـاني 1830

أما في المبحث الثاني تم التطرق إلى دراسة هيكل العقار الفالحي خـالل الفتـرة

.االستعمارية

ان واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري الفصل الثالث جاء بعنو •

قسم إلى ثالث مباحث، المبحث األول تناول عموميات 1980-1962 خالل الفترة

حول التسيير و التسيير الذاتي في القطاع، بينما المبحث الثاني تناول التسيير الذاتي

إلى دراسة هيكـل العقـار أما المبحث الثالث تطرق . في الجزائر و مختلف آلياته

الفالحي الجزائري من خالل نظام الثورة الزراعية و مختلف الـضوابط المحـددة

.لها

أما الفصل الرابع فجاء تحت عنوان اإلصالحات العقاريـة الراميـة لخوصـصة •

، فالمبحث األول منه تناول إعادة هيكلة القطاع الفالحي 1980القطاع العمومي بعد

. كي، المبحث الثاني تناول التوجه نحو خوصصة القطاع الفالحي العمومي االشترا

بينما تم التطرق إلى آليات إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية مـن خـالل قـانون

.التوجيه العقاري في المبحث الثالث

أما الفصل الخامس جاء بعنوان مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية، حيث تـم •

ذاء و مختلف المفاهيم المتعلقة به في المبحث األول و دراسة التطرق إلى ماهية الغ

.األمن الغذائي و مختلف المفاهيم األساسية له في المبحث الثاني

و جاء المبحث الثالث بعنوان اإلنتاج و الناتج الزراعي العربي، بينمـا خـصص

المبحث

.الرابع إلى دراسة التجارة الخارجية و الفجوة الغذائية العربية

أما الفصل السادس فكان عنوانه اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمـن الغـذائي فـي •

الجزائر، و قسم إلى مبحثين، األول خـاص باإلنتـاج و النـاتج الزراعـي فـي

Page 24: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

المقدمة

م

الجزائري، أما الثاني فيخص دراسة اإلنتاج الزراعي و مـدى تغطيتـه للطلـب

.الوطني على الغذاء

:مساهمة الباحث -9

حات الزراعية في الجزائر، إذ مرت بنماذج مختلفـة و متباينـة و لقد تنوعت اإلصال

غير متناسقة مما أظهر التناقض في مجملها، الشيء الذي انعكس سـلبا علـى وضـعية

القطاع الزراعي الجزائري إذ اتسم بالتذبذب من فترة إلى أخرى و عدم االستقرار، الشيء

. الغذائي في الجزائرالذي أضعف مردوديته، و مساهمته في تحقيق األمن

:مما سبق ذكره تتجلى مساهمة هذا البحث أساسا فيما يلي

تشخيص وضعية القطاع الفالحي الجزائري و الوقوف على أهم النقـائص التـي •

حالت دون تحقيق األهداف المسطرة و تبني مقترحات من أجل تحـسين وضـعية

.القطاع و رفع إنتاجياته

• بها القطاع و البحث في العراقيل و الصعوبات التي تقييم مختلف التجارب التي مر

.اعترضتها

عرض واقع الغذاء و األمن الغذائي في الدول العربية و الجزائر، و المجهـودات •

.المبذولة في سبيل تحقيق مستويات غذائية مقبولة

رد االعتبار إلى العالقة التي تجمع بين الفالح و األرض، و التي سادها الغمـوض •

.ستقالل إلى وقتنا الحاضرمنذ اال

.حتى يلعب دوره بشكل فعال في عملية التنمية و تحقيق األمن الغذائي •

Page 25: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

1

ماهية الحيازة و الملكية الزراعية

Page 26: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

2

:تمهيد

تصادي، و يعد القطاع الزراعي قطاعا حيويا هاما، له مكانة هامة في النشاط االق

ذلك لما يوفره من مدخالت لبقية القطاعات االقتصادية األخرى من جهة، و سلع غذائية

.ذات أصل نباتي و حيواني ألفراد المجتمع من جهة أخرى

و تبقى فعالية هذا القطاع محدودة ما لم يتم تحديد واضح و دقيق لمفهوم الحيازة و

بتحديد العالقة بين األرض باعتبارها موردا الملكية الزراعية، حيث تحدد مساهمة القطاع

هاما و ركيزة أساسية يقوم عليها القطاع، و الفالح الذي يعد عامال أساسيا تتمحور عليه

عملية استغالل هذا المورد، و في هذا اإلطار البد من تحديد العالقة بين الحيازة و

.الملكية و الفرق بينهما و مختلف أشكالها

Page 27: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

3

:المبحث األول

. مفهوم األرض و خصائصها

:تمهيد

إن لألرض أهمية كبيرة في النشاط الفالحي، حيث تقوم عليها مختلف األنشطة

الزراعية و منذ أن خلق اهللا عز وجل األرض، و الباحثين من مختلف التخصصات

ها و من ثم يحاولون إعطاء مفهوم لها، حيث تعددت مفاهيمها حسب الزاوية التي تنظر إلي

.أعطيت مفاهيم عديدة لألرض و خصائصها

.مفهوم مورد األرض: المطلب األول

فأصل خلق اإلنسان يعود في المقام , تعتبر األرض المصدر الطبيعي للحياة البشرية

فمنذ أن خلق اهللا عز وجل األرض و اإلنسان نشأت تلك العالقة . األول إلى األرض

: " تنا منها خلقنا و إليها نعود، مصداقا لقوله سبحانه و تعالىاألزلية، فهي تعد مسرح حيا

)1(" منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى

إخراجا، والله أنبتكم منال األرض نباتا، ثم يعيدكم فيها ويخرجكم:" و يقول اهللا تعالى

)2(" والله جعل لكم األرض بساطا، لتسلكوا منها سبال فجاجا

)3( "...هو أنشأكم من األرض واستعمركم فيها فاستغفروه:" ... و قول اهللا تعالى

إلنسان و كذلك عن مدى فاآليات الكريمة تكشف االرتباط الوثيق بين األرض و ا

حيث جعلها سبحانه و تعالى مذللة و ميسرة ليمكن . تأهيل اإلنسان للعيش فيها و إعمارها

و من ثم وجب العناية بها . هذا اإلنسان من العيش عليها و االستفادة منها فهي مسخرة له

استغالل و المحافظة عليها و الحرص على عدم إهدارها ألن ضياعها و استنزافها بطرق

غير عقالنية سوف يؤدي حتما إلى ضياع و هالك البشرية ألن مصير األول ينعكس على

و هذا يجعلنا ندرك عظمة هذا المورد و أهميته و مكانته السياسية و االقتصادية و , الثانية

.55 ��رة �� ا��� )1( .17/18/19/20 ��رة ��ح ا��� )2( .61 ��رة ه�د ا��� )3(

Page 28: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

4

فعلى الصعيد االقتصادي نجد أن جل األنشطة االقتصادية باختالفها مرتبطة . االجتماعية

حيث يعتبر أحد الموارد األساسية و األولى لألنشطة , و بآخر بهذا الموردبشكل أ

إال أن هناك نشاط اقتصادي هام و هو النشاط الزراعي الذي انفرد بعالقة , االقتصادية

حيث تمثل األرض القاعدة األساسية لممارسته نتيجة أن , مباشرة و خاصة باألرض

و من يغفل عن أهمية األرض و استخدامها في , العملية اإلنتاجية فيه تتم من خاللها

مجاالت الزراعة فعليه أن يتأمل برهة في مصدر و جباته الغذائية المتنوعة بأشكالها و

و باإلضافة إلى كذلك فهي مصدر هام . فهي تتنوع بين الطبيعة النباتية و الحيوانية, ألوانها

.لمعظم الصناعات التحويلية

.مصطلحات األساسية لألرضمختلف ال: المطلب الثاني

, إن مصطلح األرض يعني مفاهيم عديدة و مختلفة عند مختلف شرائح المجتمع

حيث كل شريحة تحدد مفهوم خاص بها لألرض تبعا لمجاالت استخدامها من جهة وفق

و يمثل المفهوم العام لألرض , الفترات الزمنية و مستوى تطور المجتمع من جهة أخرى

)1(" اليابس من سطح الكرة األرضية أنها الجزء " في

:المفهوم القانوني لألرض -1

تعتبر األرض جزء من سطح التربة يمكن السيطرة عليه بحق , وفقا لهذا المفهوم

)2(.هذا الحق قد يشتمل األرض و ما عليها من موجودات, الملكية

مالكها فالمفهوم القانوني وفق التعريف السابق يرتكز على حق الملكية حتى يمكن ل

التصرف فيها من حيث االستغالل أو البيع أو التنازل أو التأجير ما دام حق الملكية يرجع

و هذا المفهوم يشمل جميع األراضي الزراعية و الغير الزراعية أي تلك . لجهة معينة

إال أن هذا التعريف يبقى محدود ألن هناك أراضي لم . التي تقام عليها المنشآت و المباني

د مالكها، و خالل عهود مختلفة السؤال هل تعتبر في نظر هذا المفهوم أراضي أم ال يتحد

؟

ا,6را�5، =/&#� 5"> ;$:، ، دآ�0را9، 782 ا.102/د ا,6را45 آ*"�"درا�� ا102/د�� ,'�0#$/.ت ا,+!�*�" )'ح &%$�د �#"!، )1( .25 ص 1992ا,@/ه?ة �<�

)2( BC/8,ا D=?$,ا :E� 25 ، ص

Page 29: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

5

:المفهوم االقتصادي لألرض -2

لقد تعددت وجهات النظر لدى االقتصاديين، إال أنهم أجمعوا على أن األرض هي

موارد طبيعية و مصنوعة بواسطة اإلنسان و التي يمكن السيطرة عليها بامتالك سطح

)3(.التربة

فنجد هذا الطرح يميل إلى اعتبار األرض عنصر هام من عناصر اإلنتاج، فهي

مما يجعلها ذات طابع سلعي قابلة . عنصر إنتاجي ضروري على مستوى العملية اإلنتاجية

للتملك و البيع و الشراء، فزيادة على أنها تزيد من إنتاجية الفرد، فهي كذلك لها قيمة

كها مما يجعلها تخضع آلليات العرض و الطلب، إال أن البعض كسلعة اقتصادية عند تمل

يرى هذه السلعة على أنها سلعة رأسمالية، و أن من يمتلكها فهو يمتلك ثروة خاصة إذا

علمنا أنه من الناحية المحاسبية أن األرض غير قابلة لإلهتالك مما يجعلنا نميز بين

.قيمة و مكانة خاصة لدى الفردو هذا كله جعل لألرض . األرض و أي رأسمال آخر

: المفهوم االجتماعي و السياسي لألرض-3

إن لألرض قيمة اجتماعية لدى المجتمع حيث ارتبطت في الكثير من األحيان

بالعرض و القيم االجتماعية األخرى الموروثة لدى المجتمع، حيث ال يمكن أن نميزها عن

ء ال يتجزأ منه، فهي منصهرة في الكيان المبادئ و القواعد االجتماعية باعتبارها جز

.االجتماعي للقبيلة أو المجتمع

أما من الناحية السياسية فاألرض تمثل السيادة الوطنية و االستقالل السياسي، فمنذ

القدم و الشعوب تحارب و تناضل و تستشهد في سبيل استرجاع و تحرير أرضها، فكيان

تطلب وجود أرض أو مساحة من سطح التربة الدولة مرتبط بهذه السيادة و وجودها ي

.تبسط من خالله نفوذها و سلطانها على الرعية

نستخلص أن األرض عنصرا أساسيا و هاما و ذو أبعاد متعددة اقتصادية،

اجتماعية، حضارية ثقافية و سياسية و هي ذات طبيعة خاصة ألنها هبة من اهللا عز وجل

.لعباده فظاهرها خير و باطنها خير

)3( BC/8,ا D=?$,ا :E� 25 ، ص

Page 30: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

6

.أهم خصائص األرض: المطلب الثالث

باعتبار أن األرض تمتلك و غير قابلة لإلهتالك و تختلف كليا عن بقية عناصر و سائل

: اإلنتاج األخرى فذلك يجعلها تكتسب جملة من الخصائص أهمها

األرض ليست منتج عمل إنساني، و إنما منتج طبيعي أي أنها هبة من الطبيعة التي )1

.ادهسخرها اهللا لعب

األرض غير قابلة لالستهالك نتيجة تتابع دورات استغاللها و تزيد إنتاجيتها من )2

.خالل التغذية الجيدة و االستغالل العقالني لها

.عنصر األرض، هو عامل إنتاجي غير قابل لإلحالل الكلي )3

تمتاز األرض بخاصية عدم النقل، فهي ثابتة في مكان تواجدها و هذا ال يتناقض )4

. نقل الملكيةمع مفهوم

تمتاز األرض بأنها غير متجانسة من حيث المساحة و النوعية فهي تختلف في )5

.درجة خصوبتها من منطقة ألخرى

كل هذه الخصائص تؤهل األرض ألن تلعب الدور المنوط بها كعامل أساسي و هام في

.النشاط الزراعي بصفة خاصة، و في النشاط االقتصادي بصفة عامة

Page 31: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

7

:ث الثانيالمبح

. حيازة األراضي الزراعية

:تمهيد

لقد تعددت العالقات التي تربط الفالح و األرض و ذلك تبعا لطرق اكتساب

األراضي الزراعية، و من بين هذه الطرق نجد مفهوم الحيازة الذي يختلف عن مفهوم

.الملكية و الذي أخذ عدة مفاهيم نتناولها من خالل ما يلي

.ختلف مفاهيم حيازة األراضي الزراعيةم: المطلب األول

لقد تعددت مفاهيم حيازة األراضي الزراعية، فاألرض الزراعية هي القاعدة

األساسية التي يتركز عليها الزراع في ممارسة النشاط االقتصادي و على هذا األساس فإن

ماعي عالقة الفرد باألرض تلعب دورا محوريا من حيث تحديد وضعه االقتصادي و االجت

و المقصود بنظام الحيازة الزراعية هو العالقة بين الزراع و األرض، و هي

األول نوعي و نقصد به طبيعة العالقة و ما إذا كانت ملكية أو إيجارية : عالقة تأخذ بعدين

، و من خالل )1(أو غيرها و الثاني كمي و يقصد به مقدار أو مساحة األرض المتاحة له

م نجد أنه يحاول أن يمزج بين الحيازة و الملكية حيث في كل منهما يتم تحديد هذا المفهو

طبيعة العالقة بين المورد البشري و األرض، فإذا كانت ملكية مطلقة و دائمة فهنا تمثل

ففي هذه الحالة ) نسبية(ملكية و حيازة في نفس الوقت، أما إذا كانت مقيدة و غير دائمة

.يازةتأخذ شكل من أشكال الح

فنجد أن مصطلح حيازة األراضي يشير إلى مجموعة العالقات االقتصادية و

االجتماعية و القانونية التي تربط بين األرض و مستخدميها سواءا كانوا أفراد أو جماعات

). الفالح(أو دولة، فمصطلح الحيازة يحدد نوع و طبيعة عالقة األرض بالمستخدم

ح الطريقة و األسلوب و الكيفية التي يتم بها وضع اليد فالعالقات بمختلف أنواعها توض

)1( 4C?#,4 ,*��> اFاGH,ا <&Iن و ا�داب – &%$! ا,8"! 5+! ا,8'م، ا�>E,و ا �O/@P*, 4>��,ا :*Q$,ا – R��S,135، ص1998 ا .

Page 32: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

8

يقصد " ، فهذه العالقة تسمح بتحديد شكل الملكية ألصحابها حيث نجد أنه )2(على األرض

بحيازة األراضي الزراعية عملية الوضع عليها سواء كان ذلك بطريقة التملك أو

ن الناحية االقتصادية إلى االستئجار أو بأية صورة أخرى حيث تتعدى دراسة األراضي م

دراسة العالقات االقتصادية و االجتماعية و السياسية و التشريعية و العقائدية التي تربط و

.)1("تنظم العالقات اإلنسانية و األرض التي يزرعها اإلنسان

فبالتأمل في التعاريف السابقة نجد أنها تنصب على فكرة حق االنتفاع و االستغالل

.تصرف البيعي، حيث تخضع للتوريث و التأجيردون عملية ال

.أهمية التنظيم الحيازي لألراضي الزراعية: المطلب الثاني

إن تنظيم حيازة األراضي الزراعية له أهمية كبيرة على الصعيد االقتصادي و

االجتماعي، فرغم ثبات حجم الموارد الزراعية نسبيا كثبات مساحة األرض الصالحة

خذ بعين االعتبار عملية االستصالح من جهة و الزحف العمراني من مع األ( للزراعة

فهو يسمح بتحقيق جملة من المزايا تعود بالنفع العام على المجتمع و الدولة ) جهة أخرى

:في كافة مجاالت الحياة، و هي

يمكن من هيكلة البنية العقارية لألراضي الزراعية وفق مخطط معين -

.محيطة بهيتماشى بتغيرات البيئة ال

.تنظيم دمج عناصر اإلنتاج بدرجة عالية من الكفاءة و الفعالية -

.الزيادة في تحديد نظم االستغالل في مختلف الحيازات الزراعية -

.ضمان االستغالل الجيد و العقالني لألراضي الزراعية -

.توفير بنك المعلومات حول العقار الفالحي -

اإلنتاج في وحدات إنتاجية مختلفة الزيادة في التوفيق و التنسيق بين عناصر -

)2(تشكل من مجموعات هيكل اإلنتاج الزراعي

)2( H,5+! ا >،T"U*,4إ4/102 5+! اWراI5/ت ا.102/د ا,6را45،د�/ت ا�+U$,وا X0S,آ*"� ا,6را�5 &!�?�� ا X*Y رات�Z>&

�"#&/Q,47 ص 1996- 1995ا. .65ص، �2000<� &?آ6 ا,0#*"7 آ*"� ا,6را�5، =/&#� 5"> ا,Z$:، و _^?ون ا102/د زرا4،45 &%$�د )/دق ا,#]"$ )1()2( H,5+! ا > ،T"U*,4 5+! اBC/� D=?& 48، ص.

Page 33: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

9

تنظيم حيازة الزراعة ذو تأثير إيجابي على المالكين لهذه األراضي من -

.الناحية االجتماعية و االقتصادية

المساهمة في تحقيق العدالة التوزيعية لألراضي الزراعية وفق مستحقيها و -

.المتالكيالحد من التركيز ا

و نظم الحيازة لألراضي يشكل نظام مفتوح يتأثر بعدد من األنظمة الجزئية فهو

يتأثر بالعقائد الدينية و العادات و التقاليد للمجتمع، كما يتأثر باألنظمة السياسية و

االقتصادية السائدة في المجتمع حيث وفق النظام السياسي و االقتصادي للدولة تحدد

.األرض و اإلنسان في شكل ملك أو تأجير أو مزيج بينهماالعالقة بين

و إن موضوع حيازة األراضي يرتبط ارتباطا وثيقا باستعماالتها المختلفة حيث أن

و من ثم . الحائز مرتبط بمدة معينة لتحقيق المنفعة المرغوبة من حيازته لتلك األراضي

عائده من األرض بأقل تكلفة فهو يستخدم كافة الوسائل و اإلمكانيات من أجل تعظيم

.ممكنة

Page 34: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

10

:المبحث الثالث

. ملكية األراضي الزراعية

:تمهيد

اكتساب األراضي الزراعية ال يقتصر فقط على الحيازة، و إنما من أهم طرق

االكتساب الملكية التي أخذت مفاهيم عديدة حسب عدد من اإليديولوجيات، و بذلك تعددت

.عهامفاهيمها و أنوا

.مفهوم ملكية األراضي الزراعية: المطلب األول

مما الشك فيه أن الملكية تختلف عن الحيازة و ذلك الختالف خصائص كل منهما،

فمما سبق تم تعريف الحيازة على أنها عملية وضع اليد بأي شكل من األشكال، و الحائز

المشروعة دون إمكانية له حق االستغالل و االنتفاع بالشيء الحائز عليه وفق الطرق

التصرف بالبيع في هذا الشيء، حيث ينتج عنه نقل الملكية بينما يجوز له التصرف في

حدود القانون في الحيازة كتأجير حق االنتفاع أو التنازل، أو التوريث لكن كل هذه

في حد ذاتها و إنما على مجموعة ) األرض الزراعية(العمليات ال تجري على العقار

و من ثم نستخلص أنه في عملية الحيازة . التي يملكها باعتباره حائزا و ليس مالكاالحقوق

نفرق بين الشخص المالك و الشخص الحائز و يكون شخص واحد في نفس الوقت في

.حالة الملكية

حق المالك في االنتفاع بما " و مختلف المفاهيم قد عرفت الملكية الزراعية بأنها

)1(" بطريقة مطلقة في حدود القانونيملكه و التعرف فيه

و نستنتج من خالل هذا التعريف أن الملكية أوسع و أشمل من مصطلح الحيازة

كون أن الملكية هي عملية دائمة و مستمرة و تتيح للمالك مختلف أوجه التصرف القانوني

.في الشيء المملوك

)1( H,5+! ا > ،T"U*,4 5+! اBC/� D=?&49 ، ص

Page 35: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

11

الك له حق و هنا التصرف يمس الشيء العيني و هو األرض الزراعية، فالم

الرقابة بينما ينعدم هذا الحق لدى الحائز و من ثم يجوز للمالك القيام بالبيع، أو الهبة، أو

التنازل عن األراضي الزراعية و التي من خاللها يتم تحويل أو نقل الملكية باإلضافة إلى

سباب حقه في التأجير أو المشاركة إذا كان غير قادر على استغاللها بنفسه لسبب من األ

.التي تمنعه عن ذلك

فنجد أن قيمة األراضي الزراعية و إنتاجها يختلف من حيث االرتفاع و االنخفاض

حسب ملكيتها، فتنخفض قيمتها إذا كانت ملكيتها على الشيوع عن باقي أنواع الملكيات

كما أن طريقة االستغالل المتبعة من طرف المستأجر تختلف عن تلك التي )1(األخرى

ا المالك حيث أن المستأجر يعتبر حائز مؤقت فهو يحاول استغاللها بكافة الطرق و يتبعه

و ذلك على حساب . األساليب قصد الحصول على أكبر عائد زراعي خالل فترة التأجير

األرض و نوعيتها ومدة حيازتها، دون مراعاة صيانة األرض و المحافظة عليها و

ترات الراحة و تنوع المحصول فيها، حيث نجد أن إعطائها التغذية الالزمة و خضوعها لف

هذه العناصر األخيرة تمثل أولى األولويات لدى المالك ألنه في النهاية تبقى هذه األرض

.ملكا له، فهو ينظر إليها كأنه استثمار طويل المدى

.المنظور اإلسالمي لملكية األراضي: المطلب الثاني

د أن مفهوم ملكية األراضي يقوم على األسس بالرجوع إلى الشريعة اإلسالمية نج

)2(:التالية

: "أن المالك األصلي لألرض هو اهللا سبحانه و تعالى حيث يقول في محكم تنزيله 1

يرقد ءلى كل شيع اللهض واألرو اتاومالس لكم لله3("و(

ه و كل عباده المؤمنين في االنتفاع أن اهللا سبحانه و تعالى قد استخلف عباده بمعنى أن 2

)4(..."و أنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه:"... بهذه األرض، يقول اهللا سبحانه و تعالى

66، ص&?=BC/� D&%$�د )/دق ا,#]"4$، )1()2( ���C?0,ل ا/H;a, ا,!��ان D+� ،b,وIا �#+U,ا ،�"Y'E,ات ا?$P08$,ن ا�� 20، صC 2001> رT��� �"2، ;?ح 2/ .189 ��رة _ل 5$?ان، ا��� )3( .07 ��رة ا,%!�!، ا��� )4(

Page 36: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

12

ونجد أن معنى االستخالف يقوم على حق االنتفاع و ليس لحق رقبة األرض فهو يمس

. يرجع هللا عز وجلالقدرة اإلنتاجية لهذه األرض و بذلك فحق الرقابة

: "... أن الملكية جماعية أي عمومية أصال و استثناءا فردية حيث يقول عز وجل 3

الذي جعل لكم األرض فراشا و السماء بناءا و أنزل من السماء ماءا فأخرج به من

، و هذا تأكيدا على الطابع )5(" الثمرات رزقا لكم فال تجعلوا هللا أندادا و أنتم تعلمون

ماعي الستغالل االنتفاع بهذه األرض ألن فضل الوجود ال يرجع لفرد بعينه و إنما الج

.للخالق سبحانه و تعالى

إال أن الملكية الفردية كانت موجودة منذ عهود ما قبل اإلسالم، حيث يقول رسول

، حيث أن صلى اهللا عليه و "من أسلم على شيء في يده فهو له: "اهللا صلى اهللا عليه و سلم

م لم ينظر إلى سببه قبل اإلسالم كون أن اإلسالم يجب ما قبله، فهو يقره على الحالة سل

.التي هو عليها مثل ما كان قبل اإلسالم

و نستخلص مما سبق أن مفهوم الملكية المعمول به وفق المنظور اإلسالمي لدى

االستغالل بهذه أفراد المجتمع يعني الحيازة بحيث أن األفراد لهم ملكية حق االنتفاع و

األرض و المحافظة عليها و صيانتها و ينفرد اهللا عز وجل بالملكية المطلقة حيث يمتلك

.سبحانه حق الرقابة ألنه هو خالق كل شيء

90/25 من القانون رقم 27و عرف المشرع الجزائري الملكية العقارية في المادة

ملكية العقارية الخاصة هي حق ال( المتضمن التوجيه العقاري 18/11/1990المؤرخ في

التمتع و التعرف في المال العقاري أو الحقوق العينية من أجل استعمال األمالك وفق

)1()طبيعتها أو غرضها

فنجد حسب الطبيعة القانونية لعنصر الملكية أنها عبارة عن سلطة مباشرة يمتلكها

ف هذه السلطة على حق و يمارسها صاحب العقار على كل موجودات عقاره حيث ال تتوق

.22+@?ة ، ا��� ��رة ا, )5()1( �5/+U*, �&ا,#@/ر��، دار ه� �"S*$,ا c@� ،?$5 /;/C ي!$Y ?F6اQ,ا Dو ا,�0ز� ?Z>,22 ص2000 و ا

Page 37: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

13

و بإمكانه . االنتفاع فقط و إنما تتعداها إلى حق الرقابة باعتبار مالك العقار له هذا الحق

.التصرف فيه بكافة الطرق القانونية كالبيع، الهبة، التنازل، التأجير

.أنواع الملكية الزراعية: المطلب الثالث

االقتصادي السائد، و يمكن أن نميز تختلف أنواع الملكيات الزراعية باختالف النظام

.فيها األنواع التالية من الملكيات الزراعية

و فيها يكون الشخص مالكا ألرض :الملكية المفرزة أو الملكية الفردية المطلقة -1

معينة بشكل مطلق و هو يملك حق االنتفاع و التصرف في ملكه بصفة كلية أو

زله في واليته أحد، كما أنه ال يتقيد جزئية متى أراد ذلك و ال يشاركه أو ينا

.بحقوق لغيره فيها، و هي كثيرة االنتشار في القطاع الخاص

و هي أن يتعدد مالك األرض الواحدة دون تحديد نصيب :الملكية على الشيوع -2

.كل من الشركاء فيها بحدود معينة

ت الدولة و هي المساحات التي تعود ملكيتها أصال للدولة أو وضع:ملكية الدولة -3

حيث تستثمر هذه المساحات من . يدها عليها بموجب قانون اإلصالح الزراعي

.قبل الدولة

و هي المساحات من األراضي و األبنية و اآلالت و وسائل :الملكية التعاونية -4

.اإلنتاج األخرى التي تعود ملكيتها للجمعية التعاونية و ليس ألعضائها

األرض التي حصل عليها الفرد بموجب قانون و هي:الملكية الفردية المقيدة -5

اإلصالح الزراعي، ال يحق له بيعها أو تأجيرها، و يحق له توريثها بشرط

.استغالل الورثة لها زراعيا

Page 38: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

14

هي أن يتعدد مالك األرض الواحدة مع تحديد نصيب كل :الملكيات المشتركة -6

يكون فيها شريك فيها أي أنهم يكونون شركة في تملكهم لهذه األرض حيث

.نصيب كل شريك محدد و هي تختلف عن ملكية الشيوع

.ملكية األراضي الزراعية في األنظمة الرأسمالية و االشتراكية: المطلب الرابع

إن نمط ملكية األراضي الزراعية غير مستقل عن النظام العام السائد في الدولة، و

وثيقا و كليا باألنظمة التشريعية التي لذلك نجد أن نظام الملكية الزراعية يرتبط ارتباطا

:تتبناها الدولة خالل فترة زمنية معينة، و من أبرز هذه األنظمة نجد

): االتجاه الرأسمالي(النظام الرأسمالي -1

يعمل هذا االتجاه من على تكريس مبدأ الملكية الخاصة بكافة الطرق و األساليب

ال تتناقض و مبدأ الحرية االقتصادية التي تسعى إلى تجسيد مبادئ الرأسمالية بحيث

و من ثم االعتراف بشرعية الملكية الخاصة لألراضي الزراعية، و كان استنادهم . لألفراد

في ذلك مبني على عدة أسس فلسفية و فقهية و طبيعية، فأصحاب المذهب اإللهي يعتبرون

رض إلى من خلقها، حيث ترجع األ)1(الملكية الخاصة نظاما إلهيا مقدسا و ال جدال فيه

فهو قادر على امتالكها و يعتبر اإلنسان خليفة اهللا في أرضه و عليه أن يعمل فيها و يقوم

أما االتجاه الفقهي فينظر إلى ملكية . باستغاللها و المحافظة عليها قصد تعظيم منفعتها

الحيازة ، و التقادم، و عمليةءاألرض على أنها عملية ناتجة عن مختلف الطرق كاالستيال

الفعلية إلى حيازة قانونية عبر الزمن و تعتبر هذه العمليات من األساليب المكرسة لحق

.الملكية

أما االتجاه الطبيعي فينظر إلى الملكية على أنها مقوم أساسي لتحقيق استقالل

.الفرد، حيث كان مصطلح الملكية الفردية مرادف للحرية

لعمل و تحقيق المنفعة عامل أساسي يسمح كما اتجه البعض اآلخر إلى اعتبار ا

بالحصول على الملكية، فهده األخيرة تأتي بالعمل ما دام العمل يسمح بخلق الشيء و هذا

�U/،4+#� ا,#&U? ا,!اه?ي، ا102/د�/ت اe)'ح ا,6را45، & 5+! ا,�ه/ب )1( ،b,وIا �#+U,اد ا!HC 197099 ص.

Page 39: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

15

االعتقاد قد يكون صحيحا لمختلف الوسائل ما عدا عنصر األرض إذ ال يمكن أخذه على

ما يميزها عن أنه قاعدة لتحقيق ملكية األرض، و ذلك للمواصفات الطبيعية لألرض و

.بقية العوامل اإلنتاجية األخرى

ألن اإلنسان يعمل في األرض بصفة أجير أو مستأجر أو مشارك و ليس المالك

.الحقيقي لها

فمن خالل االتجاهات السابقة، نجد أن االتجاه الرأسمالي يميل إلى إيجاد مبررات و

عملية وضع اليد سواءا تحاليل لشرعية الملكية الخاصة لألراضي الزراعية من خالل

أو التقادم، أو العمل و المنفعة، حيث يتم من خالل تلك العمليات يتم تحويل ءباالستيال

الحيازة الفعلية إلى حيازة قانونية، و إن كانت تلك العمليات واسعة االنتشار في العصور

الزراعية الماضية، إال أن الحياة المعاصرة أخذت نظاما آخر حيث يسمح بتلك األراضي

الخاصة من خالل عملية الشراء المباشرة لألرض وفق قيمتها السوقية و في دول أوروبية

حتى تتحكم في سوق األراضي من جراء تثمين . و عربية وفق أسعار تحددها الدولة

األراضي أو الحصول على األراضي وفق نظام التوريث و بذلك ظهرت الملكيات

.الزراعية الخاصة

):االتجاه االشتراكي(شتراكي النظام اال -2

إن أصحاب هذا التيار يعملون في اتجاه معاكس لالتجاه الرأسمالي، حيث أن جل

المفكرين من رواد المذهب االشتراكي يدعون إلى إلغاء الملكية الخاصة أو الفردية

باعتبارها نظاما غير عادل، و ال يحقق رفاهية المجتمع بل تزيد من الهوة بين العمال

حيث تعتبر الملكية الخاصة )1(لفالحون الزراعيون و الرأسماليون المالكون لألرضا

وسيلة قمع و سيطرة و استغالل لطبقة المزارعون حيث يقومون باستغاللهم بطريقة

العقالنية حيث يعظمون ربحهم مقابل أجر زهيد يأخذه المشتغل في األرض، و على هذا

اللذان يعتبران بأن الملكية الفردية ليست حقا "سيسموندي وسان سيمون"األساس نجد

و إن لم تحقق المنفعة الجماعية فينبغي استبدالها بنظام آخر بإمكانه تحقيقها و هذا . طبيعيا

.102 5+! ا,�ه/ب &U? ا,!اه?ي، &?=BC/� D، ص )1(

Page 40: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

16

في نظرهم يتحقق بتدخل الدولة و انتشار الملكيات الجماعية، و منع تركز الملكية في

سيمون أن المصلحة االجتماعية تقتضي كما يرى سان. أيدي فئة قليلة تمثل الرأسماليون

حيث . أن توضع وسائل اإلنتاج الخاصة باألرض بين أيدي أقدر و أكفأ المشتغلين بها

يمكن استغاللها بطريقة جيدة و عقالنية و إمكانية المحافظة عليها و رفع قيمة ريعها الذي

ى الملكية الخاصة و ينتفع به المجتمع و من ثم الملكية الجماعية هي السبيل للقضاء عل

تكون بذلك الدولة هي المالك الحقيقي و األصلي و الدائم لألرض و مختلف وسائل اإلنتاج

.حيث تكون هذه األخيرة المنظمة و المشرفة عليها. األخرى

و يتجه آخرون في التحليل االشتراكي إلى تعويض الملكية الخاصة بالحيازة وفق

تبقى ملكيتها للدولة وفق الملكية الجماعية أو العامة شعار األرض لمن يخدمها، و بذلك

، إال أن األفراد الحائزين عليها حققوا االستغالل الجيد لألراضي الزراعية من )االشتراكية(

خالل توزيعها على مستحقيها من حيث الكفاءة و القدرة على التحكم في أنشطتها لكن في

.شكل حيازة جماعية و ليس ملكية خاصة

هب بعض المفكرين إلى لجوء الدولة لشراء األراضي من أصحابها و و يذ

تعويضهم قصد قيام الدولة بإعادة توزيعها بما يضمن استغاللها بفعالية أكبر تعود بالمنفعة

و تضمن المحافظة على األراضي الزراعية، و من بين الدول . العامة على أفراد المجتمع

نجد االتحاد السوفياتي الذي عمل على انتشار الملكية التي طبقت فيها النظم االشتراكية،

مع اإلشارة إلى أن . الجماعية و القضاء على الملكية الخاصة لألرض و وسائل اإلنتاج

الجزائر بعد االستقالل انتهجت نفس االتجاه، بينما اتجهت دول أخرى إلى اإلبقاء على

زيعا عادال على مستحقيها من أفراد الملكية الفردية لكن مع تحديدها و إعادة توزيعها تو

.المجتمع و هم بذلك لم يخرجوا عن النهج السابق أو األصلي

Page 41: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

17

.التفرقة بين الملكية و الحيازة: المطلب الخامس

هناك اختالف بين مفهوم الحيازة و الملكية ألن لكل منهما خصائص تنفرد بها عن

: التاليةاألخرى و يمكن التفرقة بينهما من خالل الخصائص

)1(:خصائص الملكية -1

تعرف الملكية أنها تصرف المالك تصرفا تاما و مطلقا فيما يملكه و هذا يتضمن حق

.االستعمال و االستغالل و التصرف

:يمتاز حق الملكية بالخصائص التالية

حق عيني و هو سلطة مباشرة على شيء معين يعطيها القانون لشخص معين و - أ

نشأ عالقة مباشرة بين الشخص و الشيء، و ينصب على هذا النوع من الحق ي

و إذا كان ) غير منقولة(شيء معين، فإذا كان ماال ثابتا سميت بالملكية العقارية

.ماال منقوال سميت بالملكية المنقولة

حق دائم أي أن الملك ال يسقط إذا لم يستعمل المالك ملكه أو لم ينتفع به، و لهذا - ب

يفقد بالترك و اإلهمال ما دام له مالك معروف، و ما دام قيل أن حق الملكية ال

.الشيء موضوع الملكية قائما فهي مرتبطة بحياة المالك و بعد وفاته تورث ألبنائه

حق مطلق أي أن للمالك حق التصرف في ملكه كيفما يشاء في حدود االستعماالت - ت

ستها العامة، المشروعة لألراضي، بحيث ال تتعارض مع تشريعات الدولة و سيا

فهذا الحق المطلق ينصب على حق الرقابة، و ال تنتهي إال بهالك العين المملوكة

.أو انتقال الملكية عن طريق البيع أو التنازل أو التوريث

حق مقصور على المالك أي أن للمالك وحده حق االنتفاع بملكه و التصرف فيه و - ث

شكل معين، بحيث ال يخرج عن التمتع بمزاياه فهو ال يتقيد بزمن أو مكان أو

.التشريع العام المعمول به في الدولة

.129، ص&?=BC/� D 5+! ا,�ه/ب &U? ا,!اه?ي، )1(

Page 42: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

18

:خصائص الحيازة -2

بالرجوع إلى مفهوم الحيازة نجدها تفتقد لخصائص الملكية، باعتبارها حالة واقعية

تتألف من وضع اليد على الشيء، و ممارسة األعمال القانونية عليه استعماال، و انتفاعا

ضع اليد، و المقصود هنا هو ليس الوضع المادي المجرد للشيء، و كما لو كان مالكا لو

:)1(إنما هو استعمال الحقوق العينية عليه فقط، فنجد الحيازة تتميز بما يلي

تعتبر الحيازة مجرد واقعة و ليس حقا كالملكية فهي حدث عارض، إذ هي وضع - أ

الحقوق كحق مادي للسيطرة على الشيء و االنتفاع به، فهي تعطي للحائز بعض

.اكتساب الملكية بالتقادم، و حق تملك ثمار الشيء المحاز

الحيازة ليست حقا كالملكية الخاصة، إذا لم تكن مقرونة بحسن النية أو مستندة إلى - ب

.سبب صحيح

الحيازة ال تتضمن حقوق الملكية بل بعضها، و تشمل حق االستعمال و االستغالل - ت

. محروما منه حتى تتحول الحيازة إلى ملكيةدون حق التصرف الذي يبقى الحائز

فهي تعتبر حق مقيد أي غير مطلق، و للحائز القدرة على التصرف في حدود

القانون باعتباره حائزا فال يجوز له البيع، أو الرهن، أو التنازل عن الحق العيني و

.هو األرض، باعتبار يفتقد لحق الرقابة و الذي يكون مقرونا بالملكية

زة مؤقتة، و ليست دائمة باعتبارها حالة عرضية مرتبطة بفترة زمنية معينة، الحيا - ث

ما هو منصوص عليه في التقادم بعد مصي المدة ءو حتى إن طالت المدة باستثنا

القانونية بشرط عدم المطالبة باسترجاعها من قبل المالك األصلي لها، فهي حق

.مؤقت و مقيد

لملكية و الحيازة نجد أنهما يشتركان في العناصر و من خالل هذه الخصائص لكل من ا

:التالية بحيث كل منهما يقوم عليه

حق االستعمال للشيء، المالك له أو الحائز عليه في كافة أوجه االستخدامات التي −

.أعدلها، بشرط أن تكون هذه االستخدامات تتوافق مع طبيعته

130?ف صBC/� D=?&0C1، 5+! ا,�ه/ب &U? ا,!اه?ي، )1(

Page 43: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

19

ى ثمار الشيء الذي يكون حق االستغالل، و يقصد به حصول المالك و الحائز عل −

قابال إلنتاجها، ففي األرض يتأتى االنتفاع من خالل استغاللها مباشرة أو عن

طريق تأجيرها في شكل إيجار نقدي، أو إيجار عيني، غير أن هذا االنتفاع في

.الحيازة يكون منقوصا منه نصيب المالك

ة و المتمثل في حق بينما نجد أن الملكية تنفرد بعنصر هام و رئيسي عن الحياز

التصرف، حيث يشمل هذا الحق جميع أعمال التصرف، كالبيع بصفة كلية أو جزئية

.أو التنازل أو الرهن

.مختلف طرق اكتساب الملكية الزراعية: المطلب السادس

:)1(يتم اكتساب الملكية وفق مختلف الطرق التالية

أنه حق من غير أن تنتقل من و هو تملك األرض التي ال مالك لها، أي : االستيالء -1

شخص إلى آخر و يشترط التملك بهذه الطريقة أن يكون هناك وضع يد على

.أرض ال مالك لها

و فيها يتم االتفاق عادة بالتراضي بين المتعاقدين، و يشترط أن : إراديا بالعقود -2

يكون العقد خاليا من عيوب الرضى كاإلكراه و الغش و يجب أن يتم التعاقد

.جيل لدى السجل العقاري من أجل التوثيقبالتس

تكتسب األرض أيضا بالميراث، فبوفاة المورث تنتقل أمواله و حقوقه : الميراث -3

.إلى غيره من الورثة الشرعيين

يحدث هذا في الشفعة و التملك بمضي المدة و ذلك : انتقال الملكية بغير الرضى -4

إلى قطع صغيرة ال تعود حفاظا على عدم ضياع األراضي الزراعية و تجزئتها

.بالمنفعة األكبر على مستوى القطاع الزراعي

قد يكتسب الشخص ملكا جديدا التصاله بملكه القديم بطريقة االلتصاق : االلتصاق -5

.و قد يكون هذا االلتصاق طبيعيا أو صناعيا

.51 5+! ا,H<4 5+! ا,*T"U، ا102/د�/ت اIراBC/� D=?& ،4W ص )1(

Page 44: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

20

:المبحث الرابع

. نظم حيازة األراضي الزراعية في بعض البلدان العربية

:تمهيد

لف نظم حيازة األراضي الزراعية كثيرا من بلد آلخر، و ذلك نتيجة الظروف تخت

فنظام حيازة األراضي الزراعية يتأثر بالعديد من العوامل . المتباينة لكل بلد عن آخر

التاريخية التي يكون قد مر بها ذلك البلد و العامل اآلخر يتمثل في طبيعة الزراعة

ت زراعة مطرية أو رعوية، أم تعتمد على الري الصناعي، المنتشرة في ذلك البلد إذا كان

باإلضافة إلى عامل الضغط السكاني الريفي و مدى توافر األرض الزراعية للسكان

الريفيين، و على هذا األساس نجد أن األقطار العربية شهدت أنظمة حيازة مختلفة و

.متباينة

. في الدول العربيةتطور نظم حيازة األراضي الزراعية: المطلب األول

إن معظم الدول العربية، لم تكن تعتني بنشر إحصاءات دقيقة، خاصة بملكية

. أراضيها الزراعية أو بتأجيرها أو مدى سعة مزارعها

و قد كان يسيطر على الريف العربي، الظاهرة التي يختص بها الشرق األوسط

المالكون كانوا يعيشون بعيدا وحده و هي سيطرة أعيان البلد أو كبار المالك، و هؤالء

عن أراضيهم الزراعية و عملهم كان يقتصر على تسليف مزارعيهم بما يحتاجون اليه من

و ليس لهم أي ارتباط آخر باألرض، و كانت هذه الفئة من مالكي األرض تضع . مال فقط

يدها على أكثر من نصف األرض الزراعية في كل دولة، و كانوا ينتمون إلى األسر

.العسكرية التي صاحبت العصر العثماني

و اتسعت دائرة كبار المالك، و أصبحوا يسيطرون على الجزء األكبر من األراضي

الزراعية، نتيجة أن الزراع كانوا يستدينون من هؤالء بفوائد كبيرة تثقل عاتق الزراع، و

م إلى تجعلهم في موضع عجز عن سداد هذه الديون، و تتراكم فوائدها مما يضطره

.التخلي عن أراضيهم لصالح المالك الكبار كمقابل للديون المستحقة عليهم

Page 45: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

21

و يرجع تطور الحيازة األرضية الزراعية بالدول العربية في معظمه، إلى

التنظيمات و التشريعات التي فرضتها الدول العربية على هذه المنطقة، و إلى االتجاهات

حتلة، حيث كانت الدولة العثمانية، منذ تأسيسها تتبع التي سارت عليها الدول األوروبية الم

األحكام الشرعية اإلسالمية الخاصة بالحيازة األرضية الزراعية، فكانت إذا ما احتلت دولة

قامت بمسح أراضيها مع إبقاء األرض بيد أصحابها، ثم تعيين العشور لكل قرية بعد

استقطاع جزء من األراضي التي لم إحصاء عدد أفرادها و مساكنها و مراعيها، و تقوم ب

يتم تعيين ملكيتها و احتفظت به لبيت المال، ثم قسمت ما بقي من األرض إلى ثالثة

:أصناف

.أراضي خاصة •

.أراضي زعامة •

.أراضي تيمار •

فاألرض الخاصة تعطى . و تقسم هذه األراضي حسب مقدار إنتاجها من الزروع

)1(منح للجنود أما أراضي الزعامة فتمنح للزعماءللسالطين و األمراء، و أراضي التيمار ت

و بعد أن اتسعت رقعة األراضي المحتفظ بها لبيت المال، و التي كانت تدعى باألرض

.األميرية وجدت الدولة ضرورة إلصدار قانون خاص من أجل تنظيمها

أصدرت الدولة العثمانية قانون األراضي العثماني، حيث كان 1858وفي عام

إال . ذا القانون إلى تصنيف األراضي األميرية و تعيين حدود حقوق التصرف فيهايهدف ه

أن ما يؤخذ على هذا القانون كونه عجز على إجبار أصحاب األراضي العثمانية على

تسجيل أراضيهم من جهة و عدم قدرتها على الضبط و تسيير هذه العملية وفق ما تنص

يرجع إلى طبيعة القانون في حد ذاته إذ أنه لم يكن عليه بنود هذا القانون من جهة أخرى

:يتماشى و نظام العشائر السائد آنذاك و قد أفرز هذا القانون التصنيفات التالية

)1( ،�"C?#,ا,6را�5 ا �� 21 ص1967ا,$#/رف ، &1? دار ا,$#/,7 ا,?F"8"� ,*+<"/ن ا.102/دي ا,6را45 ا,#?4C، زآ4 &%$�د ;+/

Page 46: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

22

و هي األراضي التي يمكن أن يكون فيها حق التملك مطلقا : األراضي المملوكة -1

الستعمال في يد لألفراد و الهيئات و فيها يكون حق الرقابة أو حق التفويض و حق ا

. و يخضع توريث هذه األراضي إلى األحكام الشرعية)2(.المالك

) حق الملكية(و في هذه األراضي يكون حق الرقبة بيد الدولة : األراضي األميرية -2

أما حق التصرف فيها و االنتفاع منها فإما أن يبقى بيد الحكومة أو أن تفوضه إلى

سند األراضي األميرية إما أن تكون من األشخاص أو تمنحه بااللتزام و منشأ

من األراضي الميراث التي (األراضي الحكومية التي خصصتها الحكومة لبيت المال

). الحكومة أو من أراضي الدائرة السنية التي كانت ملكا خاصا للسلطانااستزرعته

و إما أن تكون أراضي مملوكة، ثم أهمل أصحابها التصرف فيها بدون معذرة

.ة مدة خمسة عشر عاما سبقت إعالن تسوية حقوق التصرف باألرضشرعي

و هي األراضي المخصصة لتحقيق أغراض دينية أو تعليمية أو : األرض الموقوفة -3

.اجتماعية

و هي األراضي المخصصة لبعض األغراض العامة و هي تقسم : األرض المتروكة -4

لطرق العامة، و ا: إلى قسمين هما األراضي المتروكة إلى جميع الناس مثل

األراضي المخصصة إلى جميع أهالي القرى مثل الطرق العامة و األراضي

المخصصة إلى جميع أعالي القرى و القصبات لمراعي و غيرها و القسم الثاني

.األراضي المتروكة لمجموعة خاصة من الناس

و و هي األرض الميتة التي ال تصلح لالنتفاع بها زراعيا،)1(:األرض الموات -5

تعرف األرض الموات بأنها األرض التي ليست ملكا ألحد، و ال هي مراعي، و ال

محتطبا لقصبة أو لقرية ما، و معظمها بعيد عن أقصى العمران، و بعد احتالل

انجلترا و فرنسا لمعظم الدول العربية، إما في شكل انتداب، أو حماية قامت بها هذه

ي، من خالل تأسيسها لدوائر خاصة الدول بوضع تنظيم خاص لملكية األراض

. 22زآ4 &%$�د ;+/��، &?=BC/� D ص )2( . 22زآ4 &%$�د ;+/��، &?=BC/� D ص )1(

Page 47: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

23

على ملكيات ءبتسجيل إثبات الملكية عن طريق توثيق األراضي، و قامت باالستيال

.األفراد عن طريق إغراقهم في الديون

.نظم حيازة األراضي الزراعية في مصر: المطلب الثاني

:إن نظام حيازة األراضي الزراعية في مصر ثالثة أشكال

:ةالحيازة المملوك .1

:مفهوم الحيازة المملوكة -1-1

و يقصد بها الملكية الخاصة، و فيها يملك أصحابها حق الرقبة و التصرف باعتبارهم

.المالك الشرعيين لهذه األراضي

نجد نحو نصف مساحة األراضي الزراعية، و التي كانت تزيد فيها الحيازة عن

مساحة األراضي من عدد المالك، في حين كان نحو ثلث%1 فدان يملكها 20

)1(. من مجموع عدد المالك%94الزراعية يملكها

:مزايا و عيوب الحيازة المملوكة -1-2

)2(:المزايا •

يستفيد المالك من جميع جهوده التي يبذلها في الحيازة حيث تعود إليه كل العوائد -1

هذا باإلضافة إلى توفر الحافز الشخصي لديه الذي يؤدي في غالب األحيان إلى

.اإلنتاجزيادة

وجود المالك في مزرعته أو حيازته، يمكنه من اتخاذ القرارات و اإلجراءات -2

.الالزمة لتغيير أو تبديل نسق النظام المزرعي بصورة حاسمة و سريعة

يساعد نظام الحيازة المملوكة على استقرار البنيان االجتماعي، إذ يمكنه بمرور -3

رسم السياسة الزراعية المطلوبة بناءا الوقت معرفة اتجاهات المالك، و بالتالي

.عليها و ذلك بعكس اتجاهات المستأجرين التي قد يتغير من مستأجر آلخر

.66 &%$�د )/دق ا,#]"BC/� D=?& ،4$، ص )1( .66&%$�د )/دق ا,#]"BC/� D=?& ،4$، ص )2(

Page 48: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

24

يستفيد المالك من التسهيالت االنتمائية النقدية، و العينية التي تقدمها الجمعيات -4

.التعاونية أو الجهات التمويلية األخرى

:العيوب •

.في اإلنتاج و السيما إذا كانت الحيازة صغيرة الحجمعدم األخذ باألساليب الحديثة -

كما يؤدي صغر الحيازة عند بعض المالك إلى التهاون، و عدم اإلشراف الكامل -

.في استغالل حيازتهم

:الحيازة المستأجرة .2

يكون فيها حق الرقبة للمالك الشرعي لألرض أما :مفهوم الحيازة المستأجرة -2-1

اع باألرض، و ينتقل إليه هذا الحق من خالل عملية المستأجر فيكون له حق االنتف

التأجير خالل مدة معينة فهو يملك بذلك حق االستغالل و االستخدام لألراضي

المستأجرة مقابل دفع إيجار معين، و ينتشر هذا النظام كثيرا في المناطق التي يسود

أو امتهانهم فيها تغيب المالك عن أراضيهم، إما بسبب هجرتهم إلى مناطق أخرى،

.ألنشطة اقتصادية أخرى تشغلهم عن استغالل أراضيهم و لذلك يلجئون لتأجيرها

:مختلف طرق اإليجار -2-2

تعتبر هذه الطريقة األكثر انتشارا في مصر، و طريقة : اإليجار النقدي - أ

اإليجار النقدي طريقة غير مرنة ذلك ألن تحديد اإليجار بقيمة نقدية معينة

ستأجر و المالك، و ذلك العتماد اإلنتاج الزراعي يهدد مركز كل من الم

.على الظروف الجوية كما أنه عرضة لتقلبات اقتصادية

إال أننا نجد هذه الطريقة مطلوبة من قبل المالك، و المستأجر حيث أن مالك

األرض يفضلها لسهولة تحصيل القيمة االيجارية، كما أنه ال يتحمل تبعية

العوامل الجوية السيئة، أو الظروف االقتصادية إهمال المستأجر، أو تأثير

.غير المناسبة

Page 49: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

25

أما المستأجر فيفضل اإليجار النقدي إذ يمكنه من حرية التصرف في

زراعة األرض و بالتالي فهو يتمتع بجميع الفوائد المترتبة على مهارته و

أو خبرته، كما يتمتع بالفوائد المترتبة على زيادة أو تحسين مواصفات الغلة

.ارتفاع األسعار

و يأخذ أشكاال عديدة فقد يكون نصيب المالك نسبة معينة : اإليجار العيني - ب

من المحصول، و في هذه الحالة يسمى اإليجار العيني بالمزارعة و قد

يكون نصيب المالك كمية معينة من المحصول، و يسمى في هذه الحالة

.باإليجار العيني المحصول أو المقطوعية

: عيوب الحيازة المستأجرةمزايا و -2-3

)1(:المزايا •

يمكن للمالك الذين ال يستطيعون استغالل حيازتهم بأنفسهم لعدم خبرتهم - أ

بالزراعة، و انشغالهم بأعمال أخرى أن يؤجروا حيازتهم لمن هم أجدر

.باستغاللها مما يؤدي إلى زيادة اإلنتاج الزراعي

ن المالك و المستأجر، حيث يحقق التأجير نوعا من التعاون و المشاركة، بي - ب

يقدم المالك رأس المال الثابت متمثال في األرض، بينما يقدم المستأجر رأس

المال العامل وعنصر العمل مما يساعد على االستغالل االقتصادي للموارد

.الزراعية

يمكن تأجير مساحات مناسبة من األراضي لبعض المستأجرين المؤهلين - ت

.يهم رأس المال الالزم لشرائهازراعيا، حين ال يتوفر لد

:العيوب •

عدم اهتمام المستأجر بخصوبة األرض حيث أن ما يهمه هو العائد السريع - أ

من األرض دون النظر إلى ما قد يحدث لها من ضياع خصوبتها في

.المستقبل

.67 &%$�د )/دق ا,#]BC/� D=?& ،4$، ص )1(

Page 50: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

26

.عدم استقرار االستغالل الزراعي - ب

)1():بين المملوكة المستأجرة( الحيازة المختلطة -3

نوع يمتاز باشتماله على أكثر من صورة حيازية من الصور الواردة سواء هذا ال

في الحيازة المملوكة أو الحيازة المستأجرة، و هو يعتبر أقل النظم الحيازية أهمية من

.حيث عدد الحيازات و ثاني النظم من حيث المساحة

لحائز و الحائز في هذا النوع من الحيازات هو مالك و مستأجر، حيث نجد أن ا

يجمع في يده بين حق الرقبة و حق االنتفاع، بالنسبة لجزء من األرض المكونة لحيازته و

).أي المستأجرة(يتمتع بحق االنتفاع فقط بالنسبة للجزء اآلخر منها

و هناك طريقة أخرى للحيازة تتمثل في حيازة وضع اليد، و هي تعني في نظام

اع برقعة من األرض البور و المملوكة للدولة بعد الحيازة الزراعية قيام الحائز باالنتف

استصالحها و توفير المياه الالزمة الستزراعها، في هذه الحالة تقوم لجان حكومية

متخصصة سنويا بحصر مثل هذه األراضي على الطبيعة بأسماء المنتفعين بوضع اليد

سدادها على أساس مقابل عليها، و تقدير القيمة االيجارية المستحقة للدولة و مطالبتهم ب

.االنتفاع باألرض األميرية

ر�/,� &/=08"? 782 ا.102/د ا,6را45، ا,H0"?ات ا,4O �"*S"j أ�$/ط وأQY/م ا,%"/زات ا,6را5"� 65ة &%$�د 5+! ا,@/در 6gا,�، )1(

:$Z,12- 11 ص ،2003&1? - آ*"� ا,6را�5، =/&#� 5"> ا

Page 51: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

27

.نظم حيازة األراضي الزراعية في سوريا: المطلب الثالث

:لقد عرفت الحيازة بسوريا عدة تعديالت تظهر من خالل هيكل الحيازة التالي

:هيكل حيازة األراضي الزراعية في سوريا -1

بي و بلدان العالم الثالث و هي سادت في البلد ظاهرة موجودة في الوطن العر

انعدام العدالة في توزيع األراضي الزراعية، فالجزء األكبر من األراضي الزراعية يمتلكه

أعيان المدن و تجارها و شيوخ القبائل، و هؤالء كانوا يؤلفون الطبقة الحاكمة في هذه

.البلدان

ألراضي من ا% 30 حوالي 1956 و 1952حيث نالحظ في الفترة ما بين

36 هكتار و حوالي 100الزراعية كان يملكها المالك الزراعيين الذين يمتلكون أكثر من

هكتار و يرجع هذا 100-10 من األراضي الزراعية يمتلكها المالك الذين يملكون من %

التوزيع إلى التطورات التي الزمت الملكية الزراعية منذ العهد العثماني، و خالل

لسوريا جرت بعض التعديالت الحيازية التي عدلت التشريعات الحيازية االحتالل الفرنسي

العثمانية حيث ساهمت السلطات الفرنسية مساهمة فعالة في القضاء على نظام الشيوع في

.األرض، الذي كان سائدا في كثير من مناطق سوريا

زراعية و و بعد االستقالل أصدرت الحكومة تشريعات جديدة لتنظيم حيازة األراضي ال

:لتشجيع الملكيات المتوسطة و الصغيرة و المتمثلة في

الحد األعلى للملكية في كل منطقة و طرق اإليجار، تختلف باختالف الظروف −

.السائدة

توزيع األراضي الحكومية على الذين لهم حق االستئجار، بواسطة دفع أقساط −

فاظ لهؤالء بسيطة و على أساس أن يكون المتبقي من الربح كافي لالحت

.المزارعين بمستوى معيشي مناسب

أن تلغى ملكية األراضي التي تبقى مهملة بدون زرع لمدة خمس سنوات و −

.تحويلها إلى الحكومة

Page 52: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

28

للمزارعين أن يحصلوا على أفضلية التأجير، و ذلك للذين يثبتون أنهم يسكنون −

في هذه األرض خالل ثالث سنوات بإقامة مباني بها، و غرس أشجار فيها، و

الحالة يسجل حق االستعمال على اسم المزارع دون أي مقابل، على شرط أن

.يفقد حقوقه إذا أهمل األرض ثالث سنوات تلت هذا التسجيل

صدر قانون في سوريا ينص على حق الدولة في األرض التي وضع 1952و في عام

250لكية مساحة بلغت بعض المالك أيديهم عليها، و عملوا على استغاللها، وسمح لهم بم

هكتار في المناطق 50هكتار للفرد الواحد في منطقة الجزيرة و الفرات، انخفضت إلى

.األخرى

:طرق اإليجار -2

)1(:شهدت سوريا طرق إيجار عديدة أهمها

تتبع هذه الطريقة إذا كان المالك يمتلك مساحة واسعة من األراضي و غير : المرابعين )1

في هذه الحالة يستعين المالك بعامل زراعي . سه ألسباب معينةقادر على استغاللها بنف

يقدم له كل متطلبات الزراعة، و على العامل تقديم جهده فقط و يحصل لقاء هذا

.الجهد، على أرباح نقدية أو عينية تقدر بالربع

وفيها يحصل المالك على إيجار الدونم، و هذا اإليجار محدد عادة عند : اإليجار النقدي )2

تعاقد و مقداره يتعلق بعوامل كثيرة متعلقة باألرض من حيث كونها مروية أو بعلية ال

هذا النوع من اإليجار له سلبيات . و نوع المحاصيل الزراعية التي يمكن زراعتها فيه

على المستأجر أحيانا، ألن المستأجر يقدم مستلزمات اإلنتاج المختلقة، فقد ينخفض

.األمطار إذا كانت الزراعة بعلية و غير ذلكسعر المحصول و قد ال تسقط

في هذا النوع من اإليجار يحصل المالك على نسبة من المحصول : اإليجار العيني )3

متفق عليها مسبقا، و على المستأجر تقديم كافة مستلزمات اإلنتاج و رأس المال الالزم

.61 5+! ا,H<4 5+! ا,*BC/� D=?& ،T"U ص )1(

Page 53: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

29

كس اإليجار لالستثمار، دفع اإليجار العيني يكون مؤخرا أي عقب نضج المحصول بع

.النقدي، حيث يمكن الحصول على كامل قيمة اإليجار أو على جزء منه مسبقا

:إصالح نظام الحيازة في سوريا -3

من المشاكل التي عانى منها القطاع الزراعي في هذا البلد تباين نظام حيازة

األراضي الزراعية، فكانت مساحات واسعة من األراضي بأيدي المالك التجار الكبار،

ألمر الذي سبب عدم العدالة االقتصادية و االجتماعية، هذا الخلل دفع الحكومة إلى ا

الذي تضمن تحديد سقف الملكية الزراعية 1958 لعام 161إصدار القانون الزراعي رقم

:)2(كما يلي

. هكتار80في األراضي المروية و المثمرة •

. هكتار300في األراضي البعلية •

لقانون اإلصالح الزراعي و تعديله و صدر المرسوم جرى تقويم1969في عام

:التشريعي الذي تضمن النقاط التالية

تخفيض الحد األعلى للملكية الزراعية مع التمييز في نفس الوقت بين منطقة و - أ

:أخرى

:اشترط هذا المرسوم اآلتي فيمن توزع عليهم األراضي - ب

.أن يكون سوري الجنسية •

حامال لشهادة زراعة أو من األفراد البدو أن تكون مهنته الزراعة، أو •

.المشمولين ببرامج التحضير

أن ال يكون مالكا ألرض زراعية أخرى، بحيث إذا أضيفت إليها األرض •

.الموزعة ال تزيد بمجموعها عن الحد األعلى الموضح في هذا المرسوم

:أعطى هذا المرسوم األولوية في التوزيع كما يلي - ت

.رض المستولى عليها بنفسه أو مع أفراد أسرته فعالالفالح الذي يزرع األ •

.العامل الزراعي من أهل القرية •

.71 &%$! �#"! ا,BC/� D=?& ،k"0E، ص )2(

Page 54: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

30

.حامل الشهادة الزراعية •

.طالب االنتفاع من أهل القرية •

.و الجدول التالي يوضح البنية الهيكلية للملكية الزراعية قبل و بعد قانون اإلصالح

Page 55: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

31

)1(جدول ر قم

1969كلية للملكية الزراعية قبل و بعد قانون اإلصالح عام البنية الهي

نسبة اإلصالح )هكتار(المادة فئة الملكية

قبل اإلصالح

الزراعي

بعد اإلصالح

الزراعي

1أقل من

5 – 2من

7 – 5من

1

5

7

14,90

27,65

8,80

مجموع

الفئة- 13 50,60

25 – 7من

50 – 25من

100 – 50من

17

11

10

42,44

5,55

1,16

مجموع

الفئة- 38 49,17

500 -100من

1000 – 500من

1000أكثر من

24

9

16

0,12

0,00

0,11

مجموع

الفئة- 49 0,23

.74المصدر محمد سعيد الفتيح، مرجع سابق ص

Page 56: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

ماهية الحيازة و الملكية الزراعي: الفصل األول

32

:الخالصة

من خالل التحليل السابق نستخلص أن األرض تعد موردا رئيسيا و هاما يتوقف

األداء االقتصادي للقطاع الفالحي، و لقد أخذ مفهوم األرض مفاهيم عديدة تبعا عليه

للزاوية التي ينظر من خاللها لهذا المورد، كما أن مورد األرض ينفرد بجملة من

الخصائص تجعله يختلف عن بقية الموارد األخرى، و تؤهله ألن يلعب الدور المنوط به

و عليه البد من . ستوى القطاع الفالحي بصفة خاصةفي هذا الكون بصفة عامة، و على م

االهتمام باألرض و صيانتها و حمايتها من كافة عمليات االستغالل غير المشروعة التي

.تستهدفها

و األراضي الزراعية تكون إما في شكل حيازات زراعية، أين يكون للحائز حق

يجار أو أخذ حصة من االستغالل و االنتفاع بشكل من األشكال سواء عن طريق اإل

اإلنتاج متفق عليها، و إما تكون في شكل ملكية زراعية و فيها يكون للمالك حق االنتفاع

و التصرف في األرض وفق الطرق المشروعة قانونيا، فالملكية تختلف عن الحيازة من

.حيث المفهوم و الخصائص

Page 57: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

31

1962وضعية العقار الفالحي بالجزائر قبل

Page 58: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

32

:تمهيد

إن المتتبع لبنية العقار الفالحي الجزائري و الوضعية التي آل إليها قبل االحـتالل

الفرنسي، يجد أن وضعية هذا األخير هي نتاج لتراكمات سياسية و اقتصادية و اجتماعية

كون هذا القطـاع . عرفها المجتمع الجزائري بصفة عامة و القطاع الفالحي بصفة خاصة

و ال يمكن الوصول إلى تشخيص الوضع الحقيقـي , يمثل الركيزة األساسية لحياة المجتمع

للعقار الفالحي إال بالرجوع إلى أهم المحطات التاريخية التـي عرفهـا هـذا العقـار، و

، باعتبار أنه خالل 1962 إلى غاية 1830التغيرات و كذا اإلصالحات التي مسته ما قبل

رفت الدولة الجزائرية أنماط سياسية متباينة بدءا بنظام الوصاية مـن هذه الفترة الزمنية ع

، ثم النظام االستعماري من خالل غزو فرنـسا للجزائـر )األتراك(خالل الدولة العثمانية

حيث كان لكل نمط سياسي األثر البالغ في رسم السياسة العقارية للقطاع الفالحي باعتبار

.نظام العام الكلي للدولةهذا األخير جزء ال يتجزأ من ال

:و في هذا الصدد نتناول المباحث التالية

.1830واقع العقار الفالحي في الجزائر قبل : المبحث األول-

.1962-1830 هيكل العقار الفالحي خالل القترة االستعمارية : المبحث الثاني-

Page 59: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

33

:المبحث األول

.1830 واقع العقار الفالحي في الجزائر قبل

:تمهيد

تأثرت البنية العقارية الفالحية في الجزائر كثيرا بالدولة العثمانية، حيث قبل سنة

اتسمت الملكية العقارية بسمات النظام التركي آنذاك، و تم تقسيم األراضي الفالحية 1830

.إلى عدة أنواع منها أراضي البايلك و أراضي الملك و غيرها من األراضي

.1830هيكل األراضي في الجزائر قبل : المطلب األول

إلى النظام التركي الـسائد آنـذاك فـي الدولـة 1830يعود الهيكل العقاري قبل

الجزائرية و ما طبع هذا التوزيع هو الواقع اإليديولوجي لألتراك، الذي تجسد في تقسيمهم

فتعـود ملكيـة ". حيث كانت هذه اإليديولوجية شبه مستقاة من اإلسـالم . للملكية العقارية

األرض في البالد اإلسالمية هللا و في المقام الثاني للطائفة اإلسالمية، و انطالقا من هـذا

)1(.الواقع يمارس زعيم الطائفة اإلسالمية ملكية فوقية على كل أرض في البالد اإلسالمية

و حيث أن هذه الملكية الفوقية تسمح لزعيم الطائفة اإلسالمية بالقيـادة و التوجيـه

و كانت هذه الزعامة متجسدة في . زعامة هذه الطائفة و رسم تقسيمات الملكيات العقارية

الذي كان يعتبر ممثل الباب العالي المنحدر من األعراق اإلسـالمية مـن " الباي"شخص

:و قسمت هذه األراضي إلى, خالل خضوعه المباشر لداى الجزائر

:أراضي البايلك -1

ي و ذات الخصوبة المرتفعة كما تكون فـي مواقـع و هي تعتبر من أجود األراض

إستراتيجية حيث تحبط عادة بالمدن، و تتواجد في أماكن قريبة من تواجد حاميات الجند و

هي أراضي تابعة مباشرة إلى الباي، و تعود ملكية هذا النوع من األراضي إلى الوصـي

األخيـر علـى عمليـة و المتمثل في الداي عن طريق الباي المنتدب، إذ يسيطر هـذا

�� ا,6Qا4O T*m �>� ?F ا,6QاF?، 5+! ا,*C T"U> أ;<��Sl ،�j> ا,0 )1(/Cز !$Yأ �#+U&1979 ،26ص.

Page 60: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

34

وتعتمد عملية الزراعة فيهـا , االستغالل و االستخدام لهذه األراضي وفق ما يراه الوصي

و يسمى كذلك بنظام السخرة، حيث كان آنذاك هذا النظام ) Touiza ((*)على نظام التويزة

مفروض على األهالي و القبائل المجاورة أو المتواجدة في تلك المناطق، كما كانت تـتم

عملية الزراعة كذلك باالعتماد على نظام الخماسة، حيث تزرع هذه األرض مـن قبـل

الخماسين و تقوم الدولة بإعطائهم وسائل اإلنتاج كالمحاريث و حيوانات الحمولة، مقابـل

حيث ال تشمل هـذه األراضـي أراضـي )1(اإلنتاج) 1/5(إعطائهم ألجر يحدد بخمس

حيث المساحة تتجاوز بكثيـر مـساحة أراضـي الحبوس، و قد كانت هذه األراضي من

.الملك و أراضي العرش

و في هذا النوع من األراضي نجد أنفسنا أمام ملكية عامة للدولة و في هذه الحالة الدولـة

الذي ينوب عنه في تسيير إدارة شؤون هذه األراضي " الداي"متجسدة في شخص الوصي،

ى مستوى بيت المال الذي يشبه في وقتنـا ، حيث تجمع محاصيل هذه األراضي عل "الباي"

الحاضر الخزينة العمومية، حيث توزع هذه المحاصيل على األفراد الضعفاء و كبار السن

)2(.و كذلك المعوقين الذين ال يستطيعون التكفل بأنفسهم

):Melk(أراضي الملك -2

هذا النوع من األراضي عبارة عن ملكيات خاصة تتواجـد فـي منطقـة التـل و

، و تعود ملكية هذه األراضي إلى فرد واحد أو مجموعـة مـن )3(مناطق الجبلية للقبائل ال

اإلخوة و تكون قد تكونت هذه الملكيات الخاصة من خالل تعاقب األجيال على استغالل و

بعض األراضي المشاعة و تكون عبارة عن ملكيات زراعية صغيرة، كما تتكون نتيجـة

التركي عساكره و ضباط الجيش على الخدمات التي قدموها الهبات التي يكافئ بها الحكم

فمن . للدولة و والئهم للعائلة الحاكمة في حياتهم و كانت عبارة عن ملكيات زراعية كبيرة

خالل هذا النوع من األراضي نكون بصدد ملكيات خاصة، بحيث عمليـة زراعـة هـذه

�]/م ا,6��0ة (*) :>&/pl !#C �, 45�Ul c$5 م/[� .4ه�

)1( ،�j>;أ <C T"U*,5+! ا BC/� D=?& ،27ص. )2( Djilali Benamrane "Agriculture et développement en Algérie SNED", P33. )3( Djilali Benamrane "Agriculture et développement en Algérie SNED", P29.

Page 61: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

35

كما أن عائدات استغاللها تعـود األراضي و إدارة شؤونها تقع مباشرة على عاتق مالكها

.للفرد المالك لها أو مجموعة من األفراد

و ما يالحظ على هذه األراضي أنها أراضي أقل خصوبة من أراضـي البايلـك،

باإلضافة إلى أنها أراضي تقع خارج المدن و بعيدة عن األحياء السكنية، حيث نجدها في

حد من عملية اسـتغاللها و زراعتهـا ممـا المناطق الجبلية صعبة المسالك، و كان ذلك ي

.انعكس سلبا على مردوديتها

:أراضي العرش -3

هذه األراضي عبارة عن ملكيات جماعية تعود ملكيتها إلى كافة أفراد القبيلة أو كافـة

أفراد العرش و هي عبارة عن أراضي بور تقوم القبيلة باستغاللها على نحو مشاع بـين

من أفراد القبيلة باستصالح أو زراعة قطعة من هذه األرض أفرادها، حيث يقوم كل فرد

فأرض العـرش . فيصبح له حق خاص عليها، و هو حق ينتقل بطريقة مباشرة إلى الورثة

، إال أن هذا الشيوع يخص الملكيـة )1(هي نوع من شيوع األرض البدائية بين أفراد القبيلة

الل هذه األرض، فال نجـد توزيعـا و ال يطبق الشيوع على العائد من استغ . فقط لألرض

فملكية هـذه . متساويا للعائد على أفراد القبيلة، فكل شخص يكافأ حسب حصته من العمل

األراضي تعود إلى القبيلة، و لألفراد المشتغلين بها حق االنتفاع بجـزء مـن مردودهـا

ده العيني أو النقدي دون حق التصرف ألنها تمثل ملك مشاع، و ال يحق لـشخص بمفـر

.هذا النوع من األراضي كان منتشرا كثيرا في عهد األتراك. التصرف فيه

):Habous(أراضي الحبوس -4

هذه األراضي ذات طابع عقائدي تعود ملكيتها لمؤسسات دينية، و يتم استغاللها من أجـل

منفعة جماعية كالزواية و مختلف الجمعيات الخيرية الدينية، فتكون أراضي الحبوس وقفا

كما أنـه . اته المؤسسات فال يجوز تملكها من طرف األفراد أو أي جهة غير دينية على ه

ال يتم تداول هذا النوع من األراضي سواءا عن طريق البيع أو التنازل أو اإلرث كونهـا

أراضي وقفية دينية هدفها تحقيق أعمال خيرية دينية تعود بالنفع على كافة أفراد المجتمع،

)1( ،?F6اQ,/C �54 ا,6راO �"*S"j,ت ا/p2/>0,ع ا,0@*"!ي و ا/U@,ل، ا�*jC <8Y ?F6اQ,رة ا,6را5"� ا�P,4 اO �Q&م د/[� Ql!�!9 و

.120 ص،1976

Page 62: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

36

صة و التابعة للزاوية أو للمسجد منفعتها تعود إلى الجهة الدينيـة مثال كاألراضي المخص

و هذا النوع من األراضي يمثل ارث حضاري إسالمي لدى المجتمع التركي، . التابعة لها

حيث نجده فيها، بعد من األنواع الهامة في تشكيلة الملكيات الزراعية، الذي عرقل عمليـة

جة ما تمثله هذه األراضي من معتقدات وقـيم اغتصاب األراضي من طرف المستعمر نتي

.روحية و دينية لدى المجتمع

:أراضي العزل -5

حيـث يعتبـر المالـك الفـوقي لهـذه " الباي"هذا النوع من األراضي تعود ملكيتها إلى

-األراضي، بحيث ال يمارس حقه في تحديد استخدام وسائل اإلنتاج و المحاصيل و عادة

قد تحصل عليها نتيجة قيامه بشرائها أو مصادرتها من القبائل يكون الباي -هذه األراضي

)1(:و يتنازل عنها لصالح الفئات التالية

.كبار موظفي الوصي الذين يوكلون أمر زراعتها إلى الفالحين -

قبائل تدعي عزل التي ترضى بتقديم الجنود و الوالء للباي حيث تعطى هذه القبائل -

.قل مما تعطيه بقية القبائلقسما من المحاصيل للباي لكن أ

.مزارعين أفراد يدفعون اإلتاوات المفروضة عليهم عينا -

و في هذا النوع من األراضي ال يمكن القيام بعملية البيـع أو التنـازل عـن األرض ألن

الباي له سلطة فوقية على هذه األراضي مما يجعل الملكية فيها غير مستقرة فقد يضع حدا

.عها حسب الظروف التي تمر بها الطبقة الحاكمةلها أو يقوم باسترجا

من خالل عرض أنواع األراضي، نجد أن البنية العقارية على مـستوى القطـاع

الزراعي كانت غير متجانسة من حيث طابع الملكية فيها من جهة، و من جهة أخرى من

لقانونيـة و إذ تتركب من استغالليات زراعية مختلفة األشـكال ا . حيث العالقات اإلنتاجية

ذلك تجسيدا للطابع السياسي التي انتهجته الطبقة الحاكمة و أرادت أن تثبت كإحدى تقاليـد

الحكم، حيث أن هذه التشكيلة من أنواع الملكيات الزراعية التي تسمح للطبقـة الحاكمـة

.السيطرة على مقاليد الحكم و تمكنها من توريد حصيلة مالية معتبرة لخزانة الدولة

)1( ،�j>;أ <C T"U*,5+! اBC/� D=?& ،27ص.

Page 63: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

37

.أثر التنظيم العقاري العثماني على سلطات االحتالل الفرنسي: الثاني المطلب

اصطدمت بهيكل عقاري عطـل حركـة 1830عند دخول فرنسا الجزائر في عام

االحتالل الفرنسي العسكري في الجزائر، إذ واجه صعوبة في تفكيك التنظـيم العقـاري

خاصـة , اضـي األهـالي التركي، حيث لم يسمح له بممارسة عمليات االغتـصاب ألر

األراضي ذات الملكية الجماعية كأراضي العرش حيث كان من الصعب عليـه اختـراق

قانون العشيرة أو القبائل الكبرى إذ كانت الحياة القبلية مرتبطة بتلك األراضي، كما واجه

. االستعمار صعوبة كبيرة اتجاه أراضي الحبوس التي كانت وقف على جهات خيرية دينية

مس هذه األراضي يعني مس لحياة األفراد العقائدية و ضرب المجتمع في معتقداتـه و إن

و لذلك نجد فرنسا من الوهلة األولى لدخلوها الجزائر ركزت بشكل كبيـر علـى . الدينية

فهذه األراضي استطاعت السيطرة عليهـا . أراضي البايلك التي كانت ملكيتها تابعة للدولة

حاكمة و عدم قدرتها على الصمود أمام قوى االحتالل، و لذلك كانت نتيجة انهيار الطبقة ال

أولى العمليات التي قامت بها السلطات الفرنسية االستحواذ على أراضـي البايلـك فـي

المرحلة األولى، خاصة أنها كانت من أجود األراضي حيث تتميـز بخـصوبة مرتفعـة

را منها قريب من المدن و هـذا مـا باإلضافة إلى كونها تقع في أماكن إستراتيجية و كثي

.جعل المستعمر يركز اهتمامه عليها بالدرجة األولى

و اتجه المستعمر الفرنسي في المرحلة الثانية نحو االستيالء علـى بقيـة أنـواع

األراضي األخرى باستخدام القوة و تهجير األهالي و طـردهم مـن أراضـيهم، و هـذا

و مختلف القبائل، بينما استخدم أسلوب القروض األسلوب نجده خاصة في أراضي العرش

اتجاه أراضي الملك التي تعتبر ملكيات خاصة و عند عجز صاحب األرض تقوم السلطات

الفرنسية بشراء األرض مقابل الديون المتراكمة على صاحبها و هكذا استطاعت الحكومة

نية العقارية في الجزائـر الفرنسية تفكيك التنظيم العقاري آنذاك و استحداث هيكل جديد للب

يتماشى مع مخطط االحتالل الذي يرمي إلى فرنسة الجزائر أرضا و شـعبا و هـذا مـا

.نتعرض له من خالل المبحث التالي

Page 64: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

38

:المبحث الثاني

).1962-1830( هيكل العقار الفالحي خالل الفترة االستعمارية

:تمهيد

رنسة الجزائـر، بحيـث كانـت االحتالل الفرنسي دخل الجزائر بمخططات تتضمن ف

ترمي سياساته االستعمارية إلى إرساء بنية أوروبية على أرض جزائرية سواءا من حيث

الهيكلة السياسية أو االقتصادية حيث سعى بكافة جهوده إلى وضع االقتصاد الجزائري في

و بما أن فرنسا آنذاك لم يكن ينقـصها الـدعم فـي القطـاع . متناول االقتصاد الفرنسي

الصناعي بقدر ما كان ينقصها في القطاع الزراعي، و في هذا الصدد عملت و من الوهلة

األولى على بعث زراعة جزائرية فرنسية و اعتبرت أن هذا البعث يتوقف بالدرجة األولى

على تثبيت سياسة عقارية واضحة على مستوى القطاع الزراعي، خاصـة و أن انهيـار

ح المجال و من ثم قامت بوضع ترسانة قانونية تخص العقـار الطبقة الحاكمة لألتراك فس

الفالحي و الكيفيات التي تسمح لها بعملية نقله من أيدي الجزائريين و األتراك إلى أيـدي

الدولة الفرنسية و أعوانها المعمرين الذين تدفقوا على أرض الجزائر، و نتناول ذلك مـن

:خالل العناصر التالية

).1870-1830(نظيم العقاري خالل الفترة الت: المطلب األول

كانت زراعة االكتفاء الذاتي خاصة في مجـال 1830إن الزراعة الجزائرية عام

المواد الغذائية غير أن الجزائر كانت تساهم في التجارة الدولية خاصة بمنتوج القمح الذي

الجزائر كانـت حيث يمكن أن نستنتج أن )1( صادراتها من قيمة% 90كان يمثل أكثر من

متخصصة في إنتاج القمح، غير أن هذا التخصص كان تخصصا تلقائيـا غيـر موجـه

ذلك يرجع إلى نوع األراضي و طبيعة ملكيتهـا خـالل فتـرة . بسياسة اقتصادية محددة

نتيجة انهيار الطبقة التركية الحاكمة جعلهـا 1830و دخول فرنسا الجزائر عام . األتراك

الفوقية لكل األراضي في الجزائر فمن منطلق هـذه المكانـة قامـت تتبوأ مكانة المالكة

jC <8Y 58*�ل، &?=BC/� D، ص )1(

Page 65: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

39

بتطبيق سياسة زراعية تستهدف إعادة تشكيل الزراعة الجزائرية في قالب أوروبي جديـد

يستجيب الحتياجات االقتصاد الفرنسي عامة و الزراعة الفرنسية خاصة، و ترجمت هـذه

قانونية طبقت على األرض بالجزائر و السياسة إلى مجموعة من القرارات و اإلجراءات ال

كانت تتمثل هذه السياسة في أنها سياسة مصادرة طبقت على مختلف أنواع األراضي التي

.كانت موجودة إبان الدولة التركية

حيث نجد أن هذه الحقبة التاريخية قد شهدت العديد من القوانين و المراسيم أهمهـا

حيث كان هذا القانون بمثابة اآللة التي 1832ي تمثل في قانون مصادرة أراضي العرش ف

حطمت الجدار الواقي ألراضي العرش و ابتداء من هذه الفترة أصبحت أراضي العـرش

مما زرع الرعـب و . معرضة لعملية المصادرة و السطو عليها من قبل سلطات االحتالل

و . المسالك الوعرة الفزع في أوساط أصحابها، الذين كانوا يفرون إلى المناطق الجبلية و

تزامنت هذه العمليات مع عدة عمليات مصادرة لكل أراضي الحبوس و أراضي البايلك و

حيث كانت السلطات الفرنسية تعتبر هذه العمليـات مـن المـصادرة . كذا أراضي الملك

كجزاء ألصحابها نتيجة تمردهم و عصيانهم و عدم مساعدتهم للـسلطات االسـتعمارية و

.حكم الفرنسيالخروج عن ال

صدر مرسوم يحـدد و يـضمن الحقـوق العقاريـة 1844 أكتوبرعام 01و في

حيث جاء المرسوم من أجل تثبيت الحقوق العقاريـة للمعمـرين و )1(للمعمرين الفرنسيين

جعلهم أشخاصا يتمتعون بالملكية المطلقة كما كان هذا المرسوم حـافزا مـشجعا لتـدفق

.ار أن الدولة تضمن حقوقا في األرض المستعمرةالمعمرين على الجزائر، باعتب

، صدر مرسوم ثان يحدد األمالك التي تخضع للمصادرة و يؤكـد 1845 أكتوبر 31و في

في المستقبل ال تطبق المصادرة إال على األمالك المنقولة " في المادة العاشرة منه ما يلي

:و غير المنقولة للسكان المحليين الذين

عدوانية ضد الفرنسيين أو القبائل الخاضـعة لفرنـسا أو يقـدمون يقترفون أعماال −

.مباشرة مساعدة للعدو أو يقومون باتصاالت معه

)1( ،�j>;أ <C T"U*,5+! ا BC/� D=?&52، ص.

Page 66: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

40

تركوا األراضي التي يشغلونها و التحقوا بالعدو، و يكون تاركا ملحقا بالعدو كـل −

.)1(من يتغيب عن منزله لمدة تتجاوز الثالثة أشهر من دون إذن السلطة الفرنسية

على تسريع عملية المصادرة و جعلهـا عمليـة ) المرسوم(عمل هذا القانون و لقد

منطقية بموجب التصرفات الخارجة عن القانون للجزائريين، كما أن هذا المرسوم يعطـي

التفسير الوظيفي لحق القبائل في األرض، كما نجده يدفع بزعماء القبائل من أجل التحالف

الء المرسوم من أجل انتزاع االعتراف بحقوقهم على مع الدولة الفرنسية، حيث يستغل هؤ

و ينص علـى 1846و لقد تم تدعيم هذا المرسوم بمرسوم ثان صدر في جويلية . األرض

عدم زراعة األراضي هو سبب كاف النتزاع ملكيتهـا و وضـعها تحـت تـصرف "أن

".المصلحة العامة

زراعتهـا، و كـذلك و لقد شمل هذا المرسوم كل من أراضي المرور التي ال يتم

فحسب دراسة أجريـت فـي منطقـة الجزائـر . األراضي المستريحة التي تملكها القبائل

هكتـار 37.000 هكتار تعود للدولـة و 95.000 هكتار، 168.000العاصمة من أصل

، باإلضافة إلى أن هناك سبب آخر حـدث فـي )2( فقط للجزائريين 11.500لألوروبيين و

ي خسارة المراعي المشاعة مما دفع بأصحابها إلى بيـع كـل مـا تلك الفترة و المتمثل ف

.يملكونه من األراضي

و دائما في إطار تضييق الخناق على أراضي الجزائريين و اضطهادهم من أجـل بيعهـا

جاءت سياسة الحصر التي طبقتها السلطات االستعمارية حيال أراضي الجزائريين باعتبار

لكل األراضي في الجزائر، و من ثم لها الحرية المطلقة فـي الدولة الفرنسية مالكة فوقية

و هذه الـسياسة تتجـاوب مـع . تحديد ملكية األراضي للقبائل و الجزائريين بصفة عامة

أهداف السياسة االستعمارية و المتمثلة أساسا في تثبيت الدولة الفرنـسية علـى أراضـي

.جزائرية من خالل فرنسة األراضي الجزائرية

كان مذهبي حيال العرب " جاء فيها 1847 مارس 10صدر بوجو نشرة في و لقد أ

حصرهم على األرض التي يملكونها و تعود ملكيتها لهم منذ زمن طويل، عندما أجـد أن

.52 5+! ا,*C T"U> أ;<BC/� D=?& ،�j ص )1( .53 5+! ا,*C T"U> أ;<BC/� D=?& ،�j ص )2(

Page 67: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

41

، و هكذا جرت عملية الحصر و الدولـة )1("هناك تفاوتا بين مساحتها و عدد سكان القبيلة

وهي عمليـة . ملكيةالتي تسمح للقبائل االحتفاظ بها الفرنسية هي المخول لها قانونا تحديد ال

تتضمن في جوهرها تحطيم بنية القبائل و تشتيتها عن أراضيها، و جاءت عملية التقنـين

حيـث . الخاص بدستور الملكية في الجزائر 1851 جوان 16لهذه العملية من خالل قانون

: منه ما يلي14 و 11جاء في هذا القانون من خالل المادة

عترف بحقوق الملكية و التمتع العائد لألفراد أو القبائل أو بطون القبائل كما كانت ي -

موجودة عند الغزو أو كما جرى الحفاظ عليها أو تقنينها أو تجميعهـا مـن قبـل

.الحكومة الفرنسية الحقا

لكل فرد الحق في التصرف و التمتع بملكيته بحرية مطلقة إذ لـم تتعـارض مـع -

ه ال يحق ألي مالك أن ينقل ملكية أرض لشخص غريب عن القبيلة، القانون، بيد أن

و يعود للدولة وحدها إمكانية اكتساب هذه الحقوق في نطاق المـصلحة العامـة أو

. )2(االستعمار أو جعلها كليا أو جزئيا قابلة للتنازل لصالح الغير

اغتـصاب من خالل هذا القانون تم اإلعالن صراحة عن نوايا جيش االحتالل في -

أرض الجزائريين، و االستيالء عليها بطرق غير مشروعة و تسخيرها لفرنـسا و

أعوانها من األوروبيين الذين أصبحوا يتدفقون بـشكل متزايـد علـى األراضـي

أن احتلوا البلد " بوجو لحيث نجد في هذا الشأن عبارة مأثورة للمارشا . الجزائرية

من أجل انتزاع ملكيـة الجزائـريين و هو تحريض مباشر )3(" بالسيف و المحراث

عن أراضيهم، حيث كانت آنذاك تنظم في أوروبا حمالت دعاية تـروج لتـشجيع

فقد ارتفع عدد األوروبيين . الهجرة نحو الجزائر عن طريق منحهم أموال وأراضي

131.000 إلى أكثر مـن 1862 شخص ليصل سنة 33.000 إلى 1851في عام

ام نستنتج الرغبة الكبيرة لفرنسا في إعمار الجزائر ، من خالل هذه األرق )4(شخص

و تمكنهم من أراضيها و القضاء تدريجيا على كافة أشكال الملكيـة التـي كانـت

.54 5+! ا,*C T"U> أ;<BC/� D=?& ،�j ص )1( 55 5+! ا,*C T"U> أ;<BC/� D=?& ،�j ص )2( jC <8Y 128*�ل، &?=BC/� D، ص )3()4( D=?& ،ل�*jC <8Yص ،BC/�129

Page 68: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

42

موجودة خاصة منها الملكية الجماعية التي كانت تمثل حـاجزا أمـام مخططـات

ش االستعمار في مجال االستيالء و المصادرة، كون هذه الملكية تمس أراضي العر

و أراضي القبائل و حتى تفكك هذا الجدار قامت فرنسا بالدعوة نحو ملكية فردية و

العمل على إحالل الملكية الفردية مكان الملكية الجماعية و هـذا نتيجـة اعتقـاد

االستعمار أنه لن يستقر و لن يبلغ أهدافه إال في ظل مجتمع تسوده الملكية الفردية،

1863أفريـل 22جلس الشيوخ الفرنسي قرار فـي و في إطار هذا النهج أصدر م

يهدف إلى تدعيم الملكية في يد من يحوزها و قد تنص فيه المادة األولى و الثانيـة

:على ما يلي

اإلعالن على أن قبائل الجزائر هي مالكة األراضي التي تحوزها بشكل مـستمر و -

بين الدولة و تقليدي بأي صفة كانت، كل عمل تقسيم أو استبعاد لألراضي يحصل

.السكان األصليين و يتعلق بملكية األرض يعتبر مثبتا قانونيا

:)1(سيعمد إداريا و في أسرع وقت ممكن إلى ما يلي -

.تعيين حدود أراضي القبائل )1

قبائل التل و المناطق الزراعيـة األخـرى، ) Douar(توزيعها بين مختلف دواوير )2

.ألمالك العامةباستثناء األراضي التي يجب أن تحتفظ بصفة ا

إحالل الملكية الفردية بين أعضاء الدواوير في كل مكان يعتبر فيه هـذا اإلجـراء )3

.ممكنا و مناسبا

و جوهر هذا القرار يركز على الملكيات الجماعية للقبائل و يعمل علـى نزعهـا

حيث أمام هذا القرار تتساوى أراضي العرش و أراضي الملك و ال مجال للتمييز بينهمـا

سـنة مـن 32 دام االثنين يشكالن ملكية فردية، فنجد أن هذا القرار جاء بعد حـوالي ما

و نطرح سؤال في هذا . األعمال التعسفية للسلطة الفرنسية اتجاه مالك األراضي الزراعية

حيث كان القـرار يبقـي 1830المجال، لماذا لم يكن هذا القرار حين الغزو أي في سنة

)1( �j>;أ <C T"U*,ص 5+! ا ،BC/� D=?& ،58.

Page 69: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

43

بعد كل أشكال االستيالء و المـصادرة . ؟ائدة في ظل دولة األتراك على طبيعة الملكية الس

التي مارستها في الفترة السابقة بقرارها هذا أعطت الصيغة الرسمية لعمليـة االغتـصاب

ففرنسا لن يستقر لها سـلطان إال . لألراضي خاصة تلك التي واجهت فيها الملكية المشاعة

ة و أجودها و جعلها في متناول األوروبيين الـذين بانتزاع عدد أكبر من الملكيات الزراعي

يثبتون االستيطان األوروبي في الجزائر، و تجـسيدا لهـذه الـسياسة صـدر المرسـوم

الذي يرتكز على تنظيم عمليات تعيين الحدود و تقسيم 1863مارس 23اإلمبراطوري في

يشترك فيها ممثلـون األراضي بين القرى، و قد أوكلت مهام هذه العملية إلى لجان إدارية

عن السكان، غير أن هؤالء األعضاء لم يتم اختبارهم من طرف السكان من أجل تمثيلهم،

و إنما السلطات الفرنسية قامت باختيارهم و أتباعهم، و كانوا يشاركون في عملية تعيـين

حيث منحت لهذه اللجـان حـق . "حدود األراضي للقبائل، و االستيالء على مساحات منها

تحواذ األرض بالمبادلة أو بالشراء لصالح الدولة أو األفراد على كل األرض العامة أو اس

.)1("على جزء منها

و بهذا اإلجراء أرادت السلطات الفرنسية القضاء نهائيـا علـى ثوابـت األمـة و

مرتكزاتها باعتبار أن األرض ليس لها قيمة اجتماعية و اقتصادية، بل فقط عبـارة عـن

حيث بهـذا . تباع و تشرى دون أي عائق ما دام هناك عرض و طلب عليها سلعة تجارية

القرار تم القضاء على وحدة القبيلة و قيمها خاصة عندما نجد أفراد من القبائـل مختلفـة

و هـذه العمليـة . ال يربطهم سوى التنظيم اإلداري المعمول به . يوضعون في دوار واحد

ي كانت سائدة حيث أدت إلى تفككهـا بـسبب تنـاثر انعكست سلبا على البنية العقارية الت

أطراف القبيلة في أكثر من دوار، و هذا ما سهل من جهة أخرى لإلدارة عملية المتـاجرة

.بأراضي القبائل التي كانت تمثل ملكيات مشاعة يصعب تجزئتها

:و الجدول التالي يوضح المساحات التي تأثرت بتطبيق قرار مجلس الشيوخ

.559+! ا,*C T"U> أ;<BC/� D=?& ،�j ص )1(

Page 70: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

44

)2(م جدول ر ق

1870 ديسمبر31المساحة التي تأثرت بتطبيق قرار مجلس الشيوخ في

.هكتار: الوحدة

عدد القبائل

عدد الدوارات

عدد السكان

مساحة أمالك الدولة

مساحة أمالك القسمة

مساحة أمالك الملك

مساحة أمالك العرش

مساحة األمالك العامة

372

667

1.037.066

1.003.072

1.336.492

2.840.591

1.523.013

180.043

6.333.811 المساحة اإلجمالية

60عبد اللطيف بن أشنهو، مرجع سابق ص: المصدر

فمن خالل الجدول نالحظ السيرورة البطيئة التي سار بها تطبيق مرسـوم تعيـين

الحدود و تقسيم األراضي، غير أن هذا المرسوم لم يحقق إلى حد كبير الهدف الذي وجـد

و المتمثل أساسا في القضاء على الملكية المشاعية، و بالتـالي إحـالل الملكيـة من أجله

فبالعكس، فأن تطبيقه شـجع اسـتمرار حالـة الـشيوع . الفردية مكان الملكية الجماعية

فهذا التقنـين عرقـل . الزراعية من خالل فرضه عدم بيع و شراء األراضي بين السكان

.إلى الملكية الفرديةعملية التحويل من الملكية الجماعية

و دائما في نفس إطار اإلستراتيجية التي يرمي االستعمار إلى تحقيقها نجده يستخدم

تشريع مغاير لذي قبل، حتى يستطيع إرساء دعائم الملكية الفردية التي تنظر إليهـا علـى

.أنها هي األساس في تثبيت االستعمار وفرض سلطانه على األرض و سكانها

Page 71: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

45

:1962-1870التنظيم العقاري خالل الفترة :ثانيالمطلب ال

بعد سلسة علميات االستيالء و المصادرة بكافة األساليب المستخدمة مـن طـرف

اإلدارة االستعمارية، لم تتمكن من تجسيد الملكية الفردية بشكل نهائي وفي إطار تجـسيد

كانسيك الصادر سياسة فرنسة األراضي الجزائرية التي شرعت فيها منذ قانون سيناتوس

، جاء قانون ثان لتثبيت أصول فرنسة األراضي و تحقيق األهداف 1863)1( أفريل 22في

حيـث 26/07/1873المؤرخ فـي ) Warnie(االستعمارية و المتمثل في قانون قارني

يخضع تقرير الملكيـة العقاريـة فـي الجزائـر و : تنص المادة األولى منه على ما يلي

النتقال التعاقدي للعقارات و الحقوق العقارية إلى القـانون الفرنـسي المحافظة عليها و ا

، حيث يقضي هذا القانون بإلغاء كافة الحقوق العقارية الحقيقية )2(بغض النظر عن المالكين

للقبائل و كافة فئات الشعب كما يلغي كافة االتفاقات و التعاقدات و القرارات الصادرة عن

فنجد هذا القـانون يتـيح . ع القبائلي و المخالفة للقانون الفرنسي الفقه اإلسالمي أو التشري

الفرصة للسلطة االستعمارية من توسيع ممتلكاتها عن طريق االستمرار في نزع الملكيـة

3الجزائرية، حيث أن القانون الفرنسي يضع حد أقصى للملكية و الذي كـان ال يتجـاوز

الملكيات الفردية يجب أن تمنح لهم اإلدارة هكتارات، كما يتضمن هذا القانون أن أصحاب

مـن 3االستعمارية طبقا للقانون الفرنسي المعمول به سندات الملكية حيث نقرأ في المادة

تتشكل الملكية الفردية من حصة أو حصص األراضي لذوي الحق و : "... المرسوم نفسه

رنسية أدركت الثغـرة التـي وبهذا المرسوم نجد أن السلطة الف )3(..."بمنح سندات الملكية

، وبهذا فهي وجدت السبيل لتفكيـك أراضـي العـرش و 1863كانت موجودة في قانون

األراضي القبلية كما تفتح بذلك مجاال واسعا لعمليات البيع و انتقال الملكية خاصة لصالح

وف األوروبيين حيث تزامنت هذه الفترة مع تدفق متزايد للجالية األوروبية و تهيئة الظـر

.أكثر لعمليات االستيطان

)1( ،�0��8l ت/Y?0@& 4 وY'E,4، أز&� ا,#@/ر ا,'"Q,ا �Q5،�"� &> sl&"7 ا,$*r ا,m/ص إ,b ^�)�1 ا,$*r ا,#/م، دار ا,m*!و

.22ص)2( T"U*,ص5+! ا ،BC/� D=?& ،�j>;أ <C 61. )3(T"U*,ص 5+! ا ،BC/� D=?& ،�j>;أ <C 61.

Page 72: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

46

)1(: فنجد هذا القانون يسعى إلى تحقيق هدفين

توزيع األراضي الجماعية و المشاعة التي استولى عليها االستعمار بعد طـرد )1

األهالي إلى المناطق الجرداء و الجافة علـى المـستوطنين الجـدد و الـذين

".المالك" يكتسبون بموجب هذا القانون صفة

الملكية العامة لإلدارة االستعمارية حيث أدمج ضمنها ثالث أنواع توسيع نطاق )2

:من الملكيات

.ملكية البايلك أو تلك التي يمتلكها األهالي من أصول عثمانية -

.ملكية الغابات و المراعي و األحراش، و المناطق النهرية و البحرية -

ح وغالبا ما األمالك الشاغرة التي ال سيد لها بالمفهوم االستدماري للمصطل -

تتألف من أراضي المهاجرين أو تلك التي هلك أصحابها األصليين جـراء

.المقاومات الشعبية

سمح تطبيق هذا القانون للسلطة االستعمارية باالستيالء على مساحة تتجاوز أربعة

.ماليين هكتار من أصل ستة ماليين هكتار صالحة للزراعة

زايد من األراضي الجزائريـة مقابـل مـنح و لقد استمرت عملية الفرنسة لعدد مت

سندات الملكية، و هنا نجد القانون الفرنسي يعمل على فتح الطريق أمام أصـحاب الربـا

حيث نالحظ بعد هذه المرحلة أن األساليب الربوية هي السبيل األنجع النتزاع الملكية مـن

.ليات التداولالجزائريين خاصة و أن هذه المرحلة شهدت غزو النقد على مستوى عم

، حيث قام 16/02/1879 بموجب القانون المؤرخ في 1873و لقد تم تعديل قانون

هذا القانون بإدخال ما يسمى بنظام تصفية التملك عن طريق التحقيقات من قبل الدولـة أو

، و لقد مست هذه العملية كافة أنواع العقارات سواء منها العرشية أو الملكيـة )2(الخواص

يث بعد إجراء كافة التحقيقات حول الملكية العقارية محل تصفية و إذا لم توجد الخاصة، ح

)1( ،4,'"Q,ا �Q5 BC/� D=?&23/24، ص. .�Q5 24 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q ص )2(

Page 73: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

47

االعتراضات أو أي قرار إداري تقوم مصلحة أمالك الدولة بإصدار سند ملكية مـصادق

.عليه من طرف الحاكم العام للجزائر و يسلم إلى أصحاب الملك

نظرا لكونه يـصفي " اءعقد الصف "و لقد كان هذا السند يدعى عند عامة الناس ب

العقار من جميع الحقوق و بهذا الشكل يصبح أداة لتطهيـر الملكيـة العقاريـة و وسـيلة

)1(.إلخضاعه للقانون الفرنسي

إن هذا القانون في مضمونه كان يهدف إلى إعادة رسم الخريطة العقارية، إذ تسمح

ات التي ليس لها مالـك، عملية التصفية بمعرفة كل صاحب الملك كما تسمح بتحديد العقار

. و بذلك تعد ملكا للدولة الفرنسية، و هكذا تتواصل عملية الفرنسة و تتسارع بشكل أكبـر

ظهور عملية الربا و انتـشارها بـشكل 1870حيث شهدت هذه الفترة و ابتداءا من سنة

واسع حيث كانت المبالغة في منح القروض لذوي األمالك و الذين يملكون سندات ملكيـة

ببا رئيسيا لنزع الملكية من المنتجين األصليين، فكانت هذه القروض سببا فـي حرمـان س

األهالي من أراضيهم، فكان هناك اليهود و المزابيون و طوائف أخرى يقرضون األهـالي

مقابل الرهن، فكان أصحاب األمالك يستدينون من أجل شـراء الحبـوب و مـستلزمات

و كما أنه و بعد عملية التفكيك لألراضي و القبائل لم الزراعة و دفع الضرائب المستحقة

يعد للفالح من مساند، حيث في السابق كان إذا حل ضيق بأحد األفراد نتيجة موسم قحـط

أو نفاذ المخزون فيمكن للمزارع أن يجد الدعم من أغنياء القبيلة، الذين يملكون احتيـاطي

الحصاد يعيد المستدين دينـه عينـا من الحبوب فتقدم في شكل قروض بدون فوائد،و عند

بينما اليوم لم تعد تلك اآللية موجودة بسبب حل القبائل و تفكيك أراضي العـرش، و فـي

هذه الحالة يكون السبيل الوحيد هو اإلقراض و االستدانة بفوائد مرتفعة و عنـدما يعجـز

ء الجبائيـة المدين نتيجة تراكم الفوائد و عدم مردودية المحصول إضـافة إلـى األعبـا

المفروضة و عند ارتفاع مبالغ القروض و عدم قدرة المدين على الوفاء بها يقوم الـدائن

بالحجز على األراضي و بيعيها، فشهدت هذه المرحلة آليات أربعـة النتـزاع الملكيـة و

)2(:المتمثلة في

�E: ا,$?=D ا,BC/8 ص )1( 25. )2( T"U*,ص5+! ا ،BC/� D=?& ،�j>;أ <C 76.

Page 74: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

48

ـ - تدانة البيع وهو يمثل الوسيلة الشرعية النتزاع الملكية و التعبير الهادئ آلليـة اس

.المنتجين بعد محاصيل سيئة و عدم القدرة على دفع الضرائب

الحجز بالطريق القانوني، و يتم انتزاع الملكية بالطرق الـشرعية، إذ أن العقـار -

.المرهون يحجز و من ثم يباع بالمزاد غالبا للمرابين

يـة البيع بالمزاد حيث اعتبر وسيلة مجدية النتزاع الملكية حيث كانت تجري العمل -

أرضـه و " فرنسة"يسلف المضارب بعض المال إلى مالك مشاعي تمت : كما يلي

ينتهي األمر بهذا األخير بالتنازل عن حقه في أرضه فيلجأ المرابـي إلـى البيـع

.بالمزاد الستعادة ماله

و كانت هذه العملية فرصة للمضاربين و رجال األعمال و كتاب العدل تمكنهم من امتالك

. بأثمان جد منخفضةمساحات شاسعة

و هكذا كان األسلوب الربوي وراء انتزاع ملكيات زراعية شاسعة تعود في األصل

إلى األهالي الجزائريين لصالح األوروبيين و مختلف الطوائف األوروبية المتواجدة آنذاك

من أجل هيمنة السلطة االستعمارية و بسط نفوذها على األراضي الجزائرية، و . بالجزائر

ك تصبح الجزائر فرنسية يسري عليها القانون الفرنسي و تسخر الثروات الجزائرية و بذل

على رأسها الزراعية من أجل دعم االقتصاد الفرنسي و تقويته خاصة و أنـه فـي تلـك

.اآلونة كان يعاني من نقص المواد الزراعية

و كـذلك و لدينا الجدول التالي الذي يوضح حجم عمليات البيع و البيـع بـالمزاد

:الحجز

Page 75: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

49

)3(جدول ر قم

عدد عمليات انتزاع الملكية حسب مختلف اآلليات

الحجز البيع بالمزاد البيع الحقوق الفترة

1870 – 1874

1875 – 1878

1880 – 1884

1885 – 1888

1889 – 1894

362

371

604

1087

1022

118

150

241

343

221

116

188

320

666

644

79لطيف بن أشنهو، مرجع سابق صعبد ال: المصدر

من خالل هذا الجدول نالحظ تطور عمليات البيع الحقوقي و كذا البيع بـالمزاد و

خاصـة ةالحجز من فترة ألخرى، و هذا التوسع يرجع أساسا إلى نجاح العمليات الربوبي

الذي سرع عملية فرنسة األراضي، ضف إلى ذلك أنه بموجب القـانون 1873بعد قانون

الذي يخص تصفية المالك توسعت اإلدارة االستعمارية في منح سـندات الملكيـة 1879

ألصحاب األمالك ليتم فيها بعد و بموجب هذه السندات رهن أراضيهم مقابـل عمليـات

إقتراضية لينتهي األمر بهم إلى انتزاع ملكيتهم لتسديد الديون و الفوائد المترتبة عليها عن

وقي أو البيع بالمزاد أو عن طريق الحجز، و هذا يؤكـد علـى طريق عمليات البيع الحق

فكانت تثقل كاهل . نجاح اإلدارة االستعمارية في استخدامها لآللية الربوية في انتزاع الملك

الفالحين بالقروض مقابل فوائد مرتفعة و بالمقابل تفرض ضرائب مرتفعة و مع الظروف

زارعين عاجزين عن الوفاء بالمستحقات المترتبـة الطبيعة و إلزامية التسديد نقدا يجعل الم

عليهم، و هنا تتدخل السلطة االستعمارية عن طريق المحاكم الفرنسة لتنفيـذ إسـتراتيجية

تجريد المزارعين من أمالكهم و طردهم منها إلى المناطق القاحلة و الجبلية، غير القابلـة

حيث نجـد . مساحات زراعية جيدة لالستخدام مباشرة ليتربع األوروبيين أكثر فأكثر على

هكتار على المعمرين من 880.000 أن الدولة الفرنسية عمدت إلى توزيع 1880في سنة

Page 76: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

50

مركز إعمار و ذلك على حساب أراضي الدواوير و القبائـل 496خالل إنشاء أو توسيع

)1(.أي على حساب المنتجين المباشرين

ن قبل اإلدارة االسـتعمارية نجـد أن و تأكيدا على نمط القوة و العنف المستخدم م

كنـا نملـك : تعرضنا للقمع بشتى الـسبل "الفالحين عبروا عن وضعهم بالوصف التالي

سنوات كـي نقـبض 5 أو 4األراضي فاشتروها منا بالقوة و كنا مضطرين ألن ننتظر

راء ثمنها، الذي نصرفه بسرعة، افترستنا تكاليف العدالة، و أفلسنا مأمور األحراش من ج

)2(..." المحاضر

الوصف يمثل صرخة الفالحين المستائين و المضطهدين من المستعمر الذي أحـل

لنفسه استخدام كافة السبل لقهر أصحاب األمالك، و تجريدهم من ممتلكـاتهم و طـردهم

فاستخدم القوة و العنف والتدبير السافل من أجل الوصول إلـى مطامعـه . منها بغير حق

ثبيت جذوره في أرض ليست له، فكان األسلوب الربوي البشع هو األكثر االستعمارية و ت

نجاعة في عملية انتزاع ملكية الفالحين، حيث ينتهي في نهاية المطاف إلى العدالة التـي

كانت تقرر في غالب األحيان الحجز أو البيع بالمزاد، و في كل الحاالت النتيجـة واحـدة

قة أو بأخرى لتتواصل عملية بناء القاعدة العقاريـة حيث كان الجزائري يفقد ملكه بطري

من طرف السلطات االستعمارية عن طريق االستمرار في سن القوانين التنظيمية لحـصر

، حيـث جـاء هـذا 1887 أفريل 28الفالحين الجزائريين و التضييق عليهم، فكان قانون

مـن خـالل الـسنين القانون من أجل تسريع عملية انتزاع األراضي التي تمت مباشرتها

قانون االستقصاء "حيث أدخل هذا القانون عملية تنظيم جديدة تتمثل في . ناألولى لالستيطا

حيث كان ينظر إلى عملية االستقصاء الكلي المشار إليهـا مـن خـالل قـانون " الجزئي

، أنها تتميز بالبطء و عدم السرعة في الوصول إلى انتزاع ملكية الفالحين نتيجـة 1873

تتضمن إجراءات طويلة، فكان السبيل للخروج من هذه الحركـة البطيئـة النتـزاع أنها

الملكية هو االعتماد على االستقصاء الجزئي لمواصلة فرنـسة األراضـي الجزائريـة و

إن : " مـا يلـي 1887 مـن قـانون 07وضعها في متناول المعمرين، حيث نجد المادة

.581+! ا,*C T"U> أ;<BC/� D=?& ،�j ص )1()2( � D=?& ،�j>;أ <C T"U*,ص5+! ا BC/83.

Page 77: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

51

26قـانون ....... الجماعية حيث أن عمليـات العقارات المتعلقة باألراضي ذات الملكية

لم تبدأ بعد، يمكن أن تكون موضع وعد بالبيع لـصالح األوروبيـين علـى 1873جويلية

أشهر ليـستلم مـن اإلدارة 3مسؤولية احد موثقي العقد أن يمثل في المحكمة خالل مهلة

)1(".سندا بالملكية

ات االستعمارية من الوصول إلى فهذه المادة تؤكد صراحة على عدم إمكانية السلط

، حيث هذا القانون لم يستطيع أن يـشمل 1873أهدافها المخططة من خالل تطبيق قانون

. جميع األراضي خاصة منها األراضي الجماعية المتمثلة أساسا في أراضي العرض

كما نستخلص من ذلك الوتيرة البطيئة التي كان القانون يعمل بهـا حيـث و بعـد

سنة لم يتم االستيالء على نسبة كبيرة من أراضي الجزائـريين نتيجـة عـدم 17حوالي

بنـاءا علـى عمليـة 1873توفرهم على سندات الملكية التي كانت تعطى بموجب قانون

إلـى غايـة 1870نجد أنه ما بين ) 1(فعند الرجوع إلى الجدول رقم . االستقصاء الكلي

عملية بيع، بينما 1337حقوقي لم تتجاوز مجموع عمليات البيع عن طريق البيع ال 1884

عملية بيع فهذه األرقام 2109 إلى 1894 إلى غاية 1885قفز عدد العمليات ما بين الفترة

تفصح لنا عن التطور الذي حصل من خالل تطبيق عملية االستقصاء الجزئي التي تجعل

ار مـنحهم سـندات األمالك يباشرون عملية البيع المسبق عن طريق وعد بالبيع في انتظ

بدا بدوره غير كافي و لم يصل إلى درجة الـسرعة التـي 1887الملكية، غير أن قانون

ضف إلى ذلك أن هذا . كان يريد االستعمار بلوغها في عملية فرنسة األراضي الجزائرية

القانون كان يقوم بعملية الفرنسة بشكل جزئي ففي تلك اآلونة كانت عمليات الفرنسة تـتم

و هذا ما دفع بالسلطات االستعمارية إلى إصدار قانون . صالح المشترين األوروبيين فقط ل

16آخر يقضي على النقائض المشار إليها في القانون السابق، و هذا ما نجده في قـانون

الذي كانت له أهمية كبيرة في توسيع عمليات نزع الملكية، فهـذا القـانون 1897فيفري

لفة بين األوروبيين و الجزائريين، كما يسمح بتقـديم األراضـي يسمح بعمليات البيع المخت

كضمان للحصول على قروض أو القيام بعملية الفرنسة لحق الملكية حيـث بعـد عمليـة

)1( BC/� D=?& ،�j>;أ <C T"U*,208 ص 5+! ا

Page 78: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

52

االستقصاء يمكن للجزائري الحصول على سند الملكية الذي يثبت حقه في أراضي العرش

ع القاعدة العقارية األوروبيـة علـى فنجد هذا القانون له أهمية بالغة كونه يوس . أو الملك

حساب تضييق القاعدة العقارية للجزائريين، فنجد من جهة يسمح بتوسـيع قواعـد الربـا

نتيجة إمكانية رهن الملكية و وضعها محل ضمان التي تكون نتيجتها في غالب األحيـان

مباشـر أو أخذ المرابي لألرض مقابل الديون المتراكمة على الجزائري عن طريق البيع ال

ضف إلى ذلك فهذا القـانون يـضاعف إمكانيـة الـشراء بالنـسبة . عن طريق العدالة

كما سمح هذا القانون ببـروز . لألوروبيين نتيجة تجاوز العراقيل التي تعيق عمليات البيع

شريحة جديدة لم تكن ظاهرة من قبل و المتمثلة في شريحة الجزائريين أصـحاب رؤوس

لصالح اإلدارة االستعمارية، فهم يمثلون أتباع فرنسا، فهذه الطبقـة األموال الذي يشتغلون

كانت تمثل الطبقة البرجوازية كان بإمكانها شراء األراضي من الجزائريين حيـث كانـت

عمليات التنازل و البيع تتم فيها بين الجزائريين و إلى جانب كل هذا فإن قوة هذا القانون

ام شيوع األرض الـذي كـان منتـشرا منـذ العهـد تكمن في كونه أداة للقضاء على نظ

و بهذا الشكل تتسارع أكثر فأكثر عملية فرنسة األراضي التي خطط لها مـن . اإلسالمي

. طرف اإلدارة االستعمارية منذ بداية االحتالل و التي شرع فيها بشكل تدريجي

1927و الجدول التالي يوضح نتائج تطبيق هذا القانون حتى ديسمبر

مساحات العقارات التي أعطيت شأنها سندات ):4(ل رقم الجدو

ملكية فردية بعد إجراء االستقصاءات الجزئية

المجموع

بالهكتار

ــالك أم

بلديــة

بالهكتار

ــالك أم

ــة الدول

بالهكتار

ملك عام

بالهكتار

ش عـــر

بالهكتار

ــك ملــ

قة بالهكتارصدلمت ا

ءاصاتقساالد عد

ة ودصــمق اليــضرااألة احســم

ء صاتقساالت لبابط

)ه(

تءاصاتقساالد عد

552.697 261.323 904.013 10.739 56.565 22.689

814.020

9.191 1.502.733 14.591

.211عبد اللطيف بن أشنهو، مرجع سابق، ص: المصدر

Page 79: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

53

، يتضح لنا إصرار اإلدارة االستعمارية علـى فرنـسة )4(من خالل الجدول رقم

عمليـة لتغطـي 14.591 حيث بلغت عمليات االستقصاء العقار الجزائري بكافة الطرق

هكتار حجم المساحة المطلوبـة 1.502.733 هكتار من أصل 904.019مساحة تقدر ب

غير أن هذه النتائج من وجهة النظر االستعمارية غير كافية و ال تعبر عـن . لالستقصاء

انطـالق عمليـة نـزع أبعاد الخطة االستعمارية المنشودة، و الدليل على ذلك أنه و منذ

، و هـذه النتـائج ال )1( هكتـار 552.000 سنة جرت فقط فرنسا 30الملكية و على مدار

تعكس إدارة السلطة االستعمارية و سياستها إزاء العقار الجزائري، و بناءا على ذلك جاء

" البيع" المتمم و معدل للقانون السابق، حيث أسس هذا القانون لنظام 1926 أوت 4قانون

الواقف على شرط اإليجار أي ال يتم تثبيت ملكية المـشتري للعقـار إال بعـد اسـتكمال

إجراءات البحث و التحري الخاصة بالتمليك و أثناء مدة هذا البحـث يـستغل المـشتري

العقار على وجه اإليجار الدائم ألجل غير محدد، تنتهي مع الحصول على سند الملكية بعد

)2(.استنفاذ عمليات التحري

فهذا القانون يعمل دائما في نفس اتجاه القوانين السابقة لكن بآليـة مختلفـة حيـث

بموجب هذا القانون يخول للحاكم العام أن يأمر بإجراء استقصاء عام يهدف إلى فرنـسه

أراضي القبيلة، و ذلك عندما تقضي المصالح االستعمارية بذلك، حيث لـم تعـد اإلدارة

األفراد فلها الصالحية في أن تتدخل مباشرة للقيـام بعمليـات االستعمارية تنتظر مبادرة

كما أن . و ذلك من أجل تسر يع عملية فرنسة أراضي العرش بالدرجة األولى . االستقصاء

مجال التطبيق يكون أوسع من ذي قبل حيث يشمل جميع األمالك سـواءا الواقعـة فـي

ستعمارية بعد هذا القـانون سـوف المناطق التلية أو خارجها، و هذا يعني أن السلطة اال

تغزو المناطق الواقعة خارج التل، و بذلك تنشأ مستعمراتها على المرتفعات العليا، و هـذا

.التدبير يسعى إلى تفكيك وحدة القبائل و القضاء عليها

كما نجد ضمن هذا القانون حث الـسلطة االسـتعمارية علـى مواصـلة نـشوء

. من خالل السماح لها بعمليات الشراء لألمالكالبرجوازية الزراعية الجزائرية

)1( ،BC/� D=?& ،�j>;أ <C T"U*,214ص5+! ا. .�Q5 25 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q ص )2(

Page 80: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

54

يعتبر طالب الملك مالكا حتى و لو لم ): 15(و ضمن بنود هذا القانون و في مادته

أن المالك هو مـن 1962يكن سيملك األرض بانتظار أن يثبت ملكيته كما يفترض قانون

كـان يحـق لهـم ذلـك، يملك التربة، والذين ال يملكون التربة ال يعتبرون مالكين و لو

باإلضافة إلى ذلك فإن هذا القانون يلغي حق الشفعة في كل عملية بيع يكـون ألوروبـي

)1(.عالقة بها

و بالنظر إلى جملة النتائج المحصل عليها من خالل تطبيق هذا القانون نجـد هـذا

األخير قد سرع عملية الفرنسة في أراضي العرش و مختلف األراضي األخرى، وفق مـا

.وضحه الجدول التاليي

):5(الجدول رقم

.1934-1927تطور عملية الفرنسة ما بين

االستقصاءات المطلوبةمساحات األبنية التي أعطيت لها سندات ملكية فردية

بعد االستقصاءات الجزئية

عدد االستقصاء

ات

مساحة األراضي المشمولة بطلبات االستقصاء

عدد االستقصاءات

الموافقة عليها

ك مل )ه(

عرش )ه(

ملك عام )ه(

ملك الدولة

)ه(

ملك بلدي

)ه(

المجموع )هكتار(

9.708 13.181 323.1

03

1.265.60

9

1.055.541

732.4

38

28.8

25

71.6

42

18.4

84

1.174.4

92

.215عبد اللطيف بن أشنهو، مرجع سابق، ص: المصدر

سيرت بها عملية الفرنسة يتضح لنا درجة السرعة التي ) 5(من خالل الجدول رقم

تم الوصول إلـى فرنـسة 1934 و 1927، حيث ما بين الفترة 1926بناءا على قانون

هكتار أراضي عرش و األخرى عبارة عن أراضي 732.438 هكتار منها 1.055.541

فعندما نجد . هكتار 1.174.492حيث قدر المجموع اإلجمالي للمساحة المفرنسة بـ . ملك

)1( ،BC/� D=?& ،�j>;أ <C T"U*,214ص5+! ا.

Page 81: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

55

لم يتم فرنسة 1897ت على مدار سبع سنوات فقط بينما منذ تطبيق القانون هذه أرقام تحقق

نجـد . هكتار أراضي العرش و الباقي أراضي ملك 552.697 هكتار منها 814.020إال

هكتار فقط فنستنتج الوتيرة 904.013 تمت فرنسة مساحات تقدر بـ (*) سنة 30أنه خالل

سة من خالل القوانين السابقة حيث استطاع قانون البطيئة التي كانت تسير بها عملية الفرن

و ذلـك . أن يحقق في مدة قصيرة ما عجزت عنه مجموعة القوانين التي سـبقته 1926

راجع إلى طبيعة اإلجراءات و مختلف التسهيالت الممنوحة في هذا القـانون، كمـا أنـه

لة عدم طلبهـا مـن إلجراء عملية االستقصاء يكفي أن يأمر الحاكم القيام بها حتى في حا

أصحاب الملك أنفسهم، ضف إلى ذلك ظهور الطبقة البرجوازية الجزائرية، حيث قـدرت

هكتار، كما أن قـانون 1.055.000عمليات الفرنسة التي أجريت لصالح الجزائريين بـ

استهدف بشكل رئيسي األراضي الجماعية و المتمثلة فـي األراضـي العـرش و 1926

.تمثل مساحات شاسعةالقبائل و التي كانت

و هكذا تطورت عمليات نزع الملكية و تفتيت األراضي الجماعية و تـم القـضاء

على البنية العقارية الجزائرية و جعلها بنية عقارية فرنسية تستجيب ألهداف المـستعمر،

المنهج الذي طغى على انتزاع الملكية هو المنهج الربـوي 1920حيث نجد أنه ابتداء من

نه منذ هذه الفترة عمدت السلطات االستعمارية إلى تنظيم عمليـة الربـا عـن خاصة و ا

طريق إنشاء مؤسسات إقتراضية تمثلت في مؤسسة لالقتـراض التعاضـدي و الـشركة

1934و قد تطور عدد هذه الشركات مع الزمن حيث بلغت في عـام . المحلية لالحتراس

عمل على تقديم قروض للفالحين و شركة، كانت ت 227عدد الشركات المحلية لالحتراس

أصحاب األمالك و مساعداتهم إال أننا نجد هذه الشركات مثلت أداة رئيـسية السـتمرار

.الربا

كما أنه خالل هذه الحقبة التاريخية تفشت ظاهرة التمييز العنصري بين األهـالي و

ون كانت تمثل مبدأ أساسي من مبادئ النظام العقاري، و ظهـر ذلـك مـن خـالل قـان

الذي أقر بعدم جواز تملك األهالي لألراضي التابعة للدومين العام، بمعنى 09/09/1924

).4( أ�]? ا,Q!ول ر72 (*)

Page 82: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

56

، )1(ال يجوز اكتسابها أو االنتفاع منها إال من طرف المستوطنين ذوي األصول األوروبيـة

حيث يجعل هذا القانون عملية التملك لهذا النوع من األراضي حكرا علـى المـستوطنين

يسمح لألهالي الجزائريين المسلمين اكتسابها أو االنتفاع منهـا، و هـذا األوروبيين و ال

يجسد مالمح التمييز العنصري التي تريد السلطات االستعمارية تثبيته، ليـأتي فيمـا بعـد

الذي يؤكد سياسة التمييز العنصري عن طريق التفرقة بين األهالي 09/12/1947قانون

، و الذي يهدف إلى وضع نظـام )2("ارية بمنطقة القبائل والذي كان متعلق بالمبادالت العق "

خاص بالمبادالت العقارية في هذه المنطقة، و الذي كان مختلفا عن بقية منـاطق الـوطن

و ذلك بحجة وجود تقاليد و عادات تحكم هذه المنـاطق ليـست مماثلـة لتلـك . األخرى

ارية بوضع تقنين خاص الموجودة على مستوى باقي الوطن، حيث قامت السلطات االستعم

.للمبادالت العقارية في منطقة القبائل من أجل ضمان السير الحسن لها

و قد أفرزت هذه السياسة حاله تذمر و استياء لدى األهالي حيث قاموا بثـورات و

و أمام تأزم الوضـع و للتقليـل مـن . مقاومات متعددة للتعبير عن رفضهم لهذه السياسة

طة االستعمارية بإقرار عدة إجراءات من بينها قـانون جـانفي غضب األهالي قامت السل

الذي يهدف إلى إلغاء جميع العمليات التي لم تتم تسويتها قضائيا، باإلضـافة إلـى 1951

و أمـام . مختلف التنظيمات التي تهدف إلى وقف عمليات االستيالء و انتـزاع الملكيـة

اإلجـراءات قامـت اإلدارة خطورة الوضع من جهة و من جهة أخرى عدم جدوى تلـك

الذي كان 26/08/1954االستعمارية بتبني إصالحات عقارية منها المرسوم المؤرخ في

يهدف إلى وقف عمليات تجزئة األراضي عن طريق االستقصاء كما كانت تحث من جهة

غير أنه ما يالحظ على هذه اإلصالحات أنها متأخرة . أخرى على إنشاء مستثمرات ريفية

و هو عام اندالع الثورة و أن كل الظروف مهيئة لذلك، و لم 1954 أننا في عام خاصة و

.يكن باستطاعة هذه اإلصالحات إقناع األهالي بالعدول عن الثورة التحريرية

و نتيجة لكل السياسات التي طبقت على العقار الفالحي، أصبح مقسم إلى قـسمين

مـن أجـود و أخـصب %75بر بنسبة قسم يمتلكه المستوطنون و هو يمثل الجزء األك

.�Q525 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q ص )1()2( D=?& ،4,'"Q,ا �Q5ص BC/�25.

Page 83: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

57

األراضي الزراعية بينما القسم اآلخر تمتلكه فئة البرجوازية الجزائرية و الذي ال يتعـدى

، حيث كانت منتشرة في األراضي الجبلية و الجرداء، باإلضافة إلـى بعـض %25نسبة

.الملكيات الصغيرة المتناثرة هنا و هناك

:عقاري الفرنسيانعكاسات التنظيم ال:المطلب الثالث

:تمهيد

كانت تهدف فرنسا منذ دخولها إلى الجزائر بالدرجة األولى إلى فرنسة األراضي

الجزائرية و العمل على إنشاء بنية عقارية تتالءم و احتياجات االقتصاد الفرنسي، و لقد

كان لهذه العملية انعكاسات على مستوى األراضي الزراعية من جهة و من جهة ثانية

.ستوى الوضعية الفالحية الجزائريينعلى م

:انعكاسات التنظيم العقاري الفرنسي على مستوى األراضي الزراعية -1

إن السياسة التي اتبعتها اإلدارة االستعمارية كانت سياسة تحطيم للبنية العقارية التي

كانت موجودة خالل العهد العثماني، حيث كانـت تـستهدف بالدرجـة األولـى التنظـيم

ي، فجملة القوانين التي شرعها النظام الفرنسي كانت لها آثار سلبية علـى هيكـل اإلسالم

األراضي الزراعية الجزائرية و مردوديتها، حيث تم تفتيت تلك الملكيـات الكبيـرة إلـى

ملكيات صغيرة حيث أصبح من غير الممكن ألصحابها استغاللها في الزراعات الواسـعة

ث أن تلك المساحات ال تتالئم معها، ضف إلى ذلك تغيير حي. و ذات الطبيعة اإلستراتيجية

فقـد عملـت . النمط الزراعي لتلك األراضي حتى تستجيب الحتياجات االقتصاد الفرنسي

السلطة الفرنسية على تسخير اإلمكانيات الزراعية الجزائرية و في مقـدمتها األراضـي

، يزي مع التوسـع االسـتيطان الخصبة في خدمة المجتمع الفرنسي في تلك الفترة و بالتوا

ظهرت العديد من الزراعات الدخيلة على الزراعة الجزائرية، و لقد اسـتغلت مـساحات

شاسعة في زراعة الكروم و الحوامض المختلفة و التي كانت تعبـر عـن االحتياجـات

.األساسية لفرنسا

المنـاطق كما أدى هذا الوضع إلى ظهور زراعات معاشية في المناطق الجبلية و مختلف

األخرى غير المهيأة للزراعة، التي كانت من نصيب الفالحين الجزائـريين المـضطهدين

.من االستعمار

Page 84: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

58

:انعكاسات التنظيم العقاري الفرنسي على مستوى وضعية الفالحين الجزائريين -2

لقد أدت السياسة االستعمارية المطبقة على العقار الفالحي الجزائري إلـى تكـوين

تماعية تتمثل في طبقة المعمرين و هي تمثل الطبقة المالكـة و الحاكمـة ثالث طبقات اج

التي تتكون من المعمرين بمختلف مستوياتهم، ثم طبقة البرجوازية الجزائرية، و هي الفئة

التابعة للسلطة االستعمارية و تأتي في المرتبة الثالثة فئة الجزائـريين الفقـراء، و هـذه

و السياسة االستعمارية مما . بين طبقات المجتمع الجزائري السياسة أدخلت عنصر التمييز

زاد من إفقار المجتمع الجزائري نتيجة طردهم من أراضيهم و جعلهـم بعـد مـا كـانوا

.يعملون لصالح المعمرين وفق نظام الخماسة

Page 85: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1962 قبل بالجزائر العقار الفالحي وضعية: الفصل الثاني

59

:الخالصة

بالغ األثر فـي إن العقار الفالحي الجزائري عايش مراحل تاريخية هامة، كان لها

الوضعية التي آل إليها بعد االستقالل، حيث نجده خالل الفترة ما قبل االحتالل الفرنسي قد

عايش الحضارة العثمانية، إذ نتج عن ذلك هيكل عقاري يتسم بخصائص عثمانيـة التـي

نجدها أقرب إلى الطبيعة االجتماعية الجزائرية، ليأتي بعد ذلك هيكل عقاري مغاير يتـسم

التسلط و الطبيعة االستعمارية، حيث حاول هذا التنظيم القضاء على أشكال الملكية التـي ب

كانت سائدة آنذاك و كان إصرار المستعمر على تحطيم البنية العقارية الجزائرية من خالل

.السياسة المتبعة لفرنسة األراضي الجزائرية بمختلف الطرق المتبعة

Page 86: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

57

صالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإل)1962-1980(

Page 87: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

58

:تمهيد

إن المتمعن في األحداث التي سبقت اندالع الثورة الجزائرية يرى جليا البؤس الذي

ساد على المجتمع الجزائري خاصة منه المجتمع الريفي الذي كان يعيش األمرين من جهة

اد االستعماري و اضطهاد الطبيعة له خاصة عندما نعلم أنه تم طرد هذه الفئات و االضطه

فكل هذه الظروف و غيرها لم تترك . تهجيرها من أمالكها إلى المناطق الجرداء و القاحلة

للجزائريين بالدرجة األولى الفالحين، إال االلتحاق بقادة الثورة الجزائرية فكـان القـرار

عة فيه رغم محاولة االستعمار رد هذه الفئة، على الرغم مـا عزمـت الحاسم الذي ال رج

سنوات و نصف من الكفاح و النضال في سبيل تحرير هـذه 7عليه و النتيجة كانت بعد

1962األرض و استرجاع ما تم سلبه بالقوة، فكانت لغة السالح هي الفاصل حتى سـنة

هة عند هذا الحدث الهام الـذي يمثـل لكن لنقف و لو بر . أين استردت الجزائر استقاللها

تغير جذري في حياة اإلنسان الجزائري من مجتمع عايش التقاليد العثمانية إلـى مجتمـع

. عانى ويالت و جبروت االحتالل، و أبشع طرقه إلى مجتمع سعداء االستقالل و الحريـة

لنهـب و غير أن هذه الحرية كان ثمنها غالي جدا و في مقـدمتها أرواح الـشهداء ثـم ا

التخريب الذي مس ثروات الوطن، و لكن بعد كل هذا ينبغي أن تنبع إرادة قوية عازمـة

على النهوض بالجزائر و الجزائريين و بناء و تشييد دولة جزائرية و ذلـك لـن يتحقـق

بالبكاء على األطالل و إنما باالتحاد و التعاون فيما بين الجزائـريين، كمـا كـان علـى

تحدي أمام المعمرين و أن يثبتوا لهم بأنهم قادرين علـى إقامـة دولـة الجزائريين رفع ال

جزائرية، و بإمكانهم مواصلة تشغيل القطاعات الوطنية بما تملكه من موارد بشرية قليلـة

فلم يكن أمام هؤالء من خيار آخر غير التنظيم في شـكل وحـدات و . الخبرة و التكوين

ت الوطنية الصناعية منها و الزراعية، التي تم مجموعة عمالية تعمل على تسيير المؤسسا

تنظيمها تحت إطار نظام التسيير الذاتي، فما هي حيثيات هذا النظام و أسسه و األهـداف

التي أنشأ من أجلها؟

Page 88: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

59

:المبحث األول

. عموميات حول التسيير و التسيير الذاتي

:تمهيد

ن جهة و من جهة ثانية بتعدد لقد تعددت مفاهيم التسيير بتعدد مجاالت استخدامه م

و . المدارس الفكرية التي تناولت مختلف المفاهيم االقتصادية، و من بينها مفهوم التسيير

مساهمة العمال في تسيير و " هذا األخير يختلف عن مفهوم التسيير الذاتي الذي يعبر عن

ير الذاتي جاء ، و في الجزائر نجد أن التسي)1(إدارة المزارع و اتخاذ قرارات العمل

.كاستجابة لظروف سياسية و كذلك للوضعية التي آل إليها القطاع الزراعي

.مختلف مفاهيم التسيير: المطلب األول

في كثير من األحيان ارتبط مفهوم التسيير بالمسير و لقد تعددت مفـاهيم التـسيير

ـ ة إداريـة بوظـائف بتعدد التيارات الفكرية، و لقد ارتبط مفهوم التسيير باعتباره ممارس

.رئيسية تتمثل في عمليات التنسيق، التخطيط، التنظيم، القيادة و المراقبة

التسيير هو علم مبنـي علـى " فنجد التعريف الكالسيكي الذي تبناه فريديك تايلور

فهـذا ". أصول و قواعد و قوانين عملية قابلة للتطبيق على مختلف النشاطات اإلنـسانية

ألسلوب العلمي في العملية التـسييرية الـذي يكـون مبنـي علـى التعريف يركز على ا

و بذلك العملية التسييرية ليست سلوكات عفوية تلقائية بل هي عبـارة . التنظيمات الرسمية

عن تدابير و تصرفات تخضع مسبقا للدراسة و التحليل و التوجيه وفق سلوكات رشيدة و

.هادفة

و الشؤون التسييرية على أنها عمليـات فينظر إلى التسيير ) Simon(أما سيمون

هذا التعريف يركز علـى نتـائج . اتخاذ قرار و ليس كعمليات تنطوي على فعل أو سلوك

.العملية التسييرية و األهداف المرجوة من خاللها و ليس التركيز على سلوك أو تصرف

)1( Claudine chaulet "La mitidja autogérée", enquête les exploitations autogérées agricoles d’une région d’Algérie 1968-1970 , travail du centre national de recherches en économie et sociologie purales I.N.R.A, M.A.R.A. Bu.ALGER.P77.

Page 89: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

60

فـي و التسيير بالمفهوم الواسع هو مجموعة من التقنيـات و العمليـات المتمثلـة

التنسيق، التخطيط، القيادة، الرقابة، باإلضافة إلى مجموعة مـن االعتبـارات الشخـصية

المتمثلة في القدرات و الكفاءات القيادية التي يجب أن تتوفر لدى المسير، و بـذلك فـإن

باعتبار هذا األخير أنه نتاج لتراكم . التسيير هو عبارة عن علم و فن و مهنة في آن واحد

لخبرات حول العملية التسييرية، و كذلك نمو و تطور للقدرات التسييرية مـن المعارف و ا

.خالل الممارسة و التطبيق في المجاالت المناسبة

فالتسيير سواء على مستوى االقتصاد الجزئي أو على مستوى االقتصاد الكلي يبقى

نهم، و ضرورة أساسية يعمل على سد احتياجات المجتمع و الدول فيما يخص إدارة شـؤو

بذلك ندرك األهمية االقتصادية و االجتماعية و حتى السياسية و الثقافية لهذا العلـم الـذي

يمثل جوهر الحياة البشرية قديما و حاضرا و ذلك لما له مـن أثـارفي حيـاة الفـرد و

.المجتمع

.مختلف مفاهيم التسيير الذاتي: المطلب الثاني

يز بأن لـه طـابع سياسـي و اقتـصادي و إن التسيير الذاتي باعتباره نظام فيتم

اجتماعي يمس كافة حياة المجتمع، فهو يتجسد في مجموعة من اإلجراءات و التنظيمـات

و إذا رجعنا إلى عبارة . التي تضبط و توجه حياة المجتمع و تدير مصالح و شؤون الدولة

إدارة أو و معناهـا ) Gestion(التسيير الذاتي نجد أنها مقسمة إلى شـطرين، التـسيير

و التي تعني المـساهمة ) Auto(مجموعة من العمليات و التقنيات التسييرية، بينما الذاتي

و في كثير من األحيان نجد أن مفهوم التـسيير . الشخصية أو الذاتية في العملية التسييرية

و التعاونيـة Associationnismeالذاتي مرادفة لمفاهيم قريبة منه، كمفهوم التـشاركية

Cooperative و حق تقريـر المـصير Co-détermination و التـسيير المـشترك

Cogestion .)1(

��8,1986!ي، ا,80""? ا,Gا4O 4l ا,�C?Q0 ا,6QاF?�� و 4O ا,Q0/رب ا,#/,$"�، دار ا,<Z? ا,$�8�t ا,��<"� ,*0S/ب، ا,6QاF? &%$! ا )1(

.14ص

Page 90: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

61

فالتسيير الذاتي و مختلف المفاهيم القريبة منه تنصب حول نـوع ملكيـة وسـائل

اإلنتاج و نمط التسيير المتمثل في مجموعة من القواعد و اإلجراءات التي تحكم و تـنظم

.حياة المجتمع و شؤون الدولة

و نجد أن مجاالت التسيير الذاتي تهتم بظروف العمل و توزيـع النتـائج، و هـذه

و يعتبر نظام التسيير الذاتي مفهوم حديث النشأة لم يستعمل إال )1(بطبيعتها عملية اجتماعية

و . ، و كان ذلك في يوغوسالفيا حيث تعتبر الرائدة في استخدام هذا المنهج 1950بعد سنة

سيير الذاتي هو أسلوب لممارسة الحياة الديمقراطية لألفراد و آلية للتخلص بذلك نجد أن الت

من سلطة رب العمل و استغالل الغير للعامل بأبشع طرق االستغالل و االستعباد، بحيـث

يجعل العامل مسؤوال عن نتائج عمله و متضامن مع غيره من أجـل تحقيـق المـصلحة

تمع، حيث ينظر العامل إلى وسائل اإلنتاج و اإلدارة العامة و المنفعة الجماعية ألفراد المج

على أنها ملكية جماعية ينبغي المحافظة عليها و تطويرها ألن حياته مرتبطة بها، و هناك

روح تضامنية و مشاركة من جميع األطراف ما دام الهدف واحد و اإلدارة متوافقة مـع

.غيرها

ساسا علـى الحريـة و االسـتغالل و مما سبق نستنتج أن التسيير الذاتي ينصب أ

المشترك و العقالني للموارد االقتصادية، و الذي يتنافى مع التبديد و الالمسؤولية، و كذلك

تعمل على إعطاء األولوية للمصلحة العامة أو مصلحة الجماعة على حـساب المـصلحة

االسـتقالل و بذلك نجد أن نظام التسيير الذاتي ال يتحقق بمجرد الحصول علـى . الفردية

. السياسي و إنما يستدعي كذلك االستقالل االقتصادي

فالتسيير الذاتي كنظام اقتصادي ديمقراطي يتطلب إشراك العمال و دمجهـم فـي

و جاء في قاموس المنهل أن التسيير . العملية التسييرية، بالمقابل يستبعد تدخل إدارة الدولة

.)2("العمال في األنظمة االشتراكيةإدارة مؤسسة تقوم بها لجنة من " الذاتي هو

و نجد هذا االرتباط بين النظام االشتراكي و عملية التسيير الذاتي نتيجة االشـتراك

في المبادئ التي يقوم عليها كل منهما، و المتمثلة أساسا في الملكيـة الجماعيـة لوسـائل

.14 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D، ص )1( .16 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D، ص )2(

Page 91: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

62

ا و لـيس أجيـرا، و اإلنتاج و جعل العامل مسؤوال عن العملية اإلنتاجية و يتحمل نتائجه

التسيير الذاتي يقضي على نظـام األجـر أو . الشيء الذي يربطه بالمنشأ هو األجر فقط

. المستخدم و بذلك ال يتيح مجاال الستغالل الغير

التسيير الذاتي كنظام اقتصادي اجتماعي يعمل على إزالة التناقضات بين المصلحة

لرؤيا بين المسؤول و العمال و إعطاء الطبقـة االجتماعية و المصلحة الفردية، و توحيد ا

العمالية الدور الحقيقي و الفعال لها في المجال التسييري و جعلها هيئة مسؤولة و مركـز

التخاذ القرار و ليس فقط هيئة تنفيذية، و هذا ما يؤدي بنا إلى ضرورة االعتـراف بهـذه

المشروع، و بذلك تكون الدولـة الطبقة على أنها قوة اجتماعية و اقتصادية يتوقف عليها

.في ظل هذا النظام مشرفة و منسقة و معدة للخطط التنموية على المستوى الوطني

و بذلك نخلص إلى أن عملية التسيير هي عمليـة تعاونيـة و تـضامنية و كـذلك

جماعية تتضافر فيها جهود العمال و تتوحد مصالحهم من أجل تحقيق مصلحة الجماعـة

تنعدم بذلك سبل استغالل اإلنسان لغيره، و هي القاعدة األساسية التي وجـد دون تمييز، و

.على أساسها نظام التسيير الذاتي

Page 92: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

63

:المبحث الثاني

. التسيير الذاتي في الجزائر

:تمهيد

بعد رحيل المعمرين غداة االستقالل أصبحت المؤسسات الجزائرية الزراعية

على تسييرها وتدبير شؤونها فأمام تلك الوضعية و وغيرها بدون مسيرين يسهرون

باألخص األمالك الشاغرة لم يكن أمام الفالحين إال التكفل بهذه المزارع والعمل على

مواصلة استغاللها بطريقة جماعية، وبعد ذلك قامت الدولة بتقنين هذه العملية من خالل

.ج االشتراكيالتسيير الذاتي الذي كان يهدف إلى تحقيق مبادئ النه

.مبررات عملية التسيير الذاتي في الجزائر: المطلب األول

لم يكن من السهل على الجزائر الحصول على االستقالل من أكبر دولة مـستعمرة

أزيد من قرن و في سـبيل الحـصول علـى حريتهـا و افي العالم، و لقد دام استيطانه

ة األولى دماء أبنائها و في المرتبة الثانيـة استقاللها فقد دفعت ثمنا باهظا كلفها في المرتب

تبديد و إهدار و نهب ثروات و خيرات الجزائر، حيث سخرت فرنـسا كافـة إمكانياتهـا

المادية و البشرية و التكنولوجية من أجل استغالل هذا البلد أرضا و شعبا إلى أقصى حـد

.ممكن

الوطنية و نلمس ذلـك فقامت بفرنسة الجزائر و الجزائريين و حاولت محو الهوية

من خالل البعثات األوروبية المتدفقة على الجزائر من خالل سياسة اإلعمار و اإلسـكان

التي انتهجتها فرنسا، و بهذا الشكل لم يبقى للجزائريين سوى الهـروب إلـى الجبـال و

.المناطق القاحلة و ترك األراضي الخصبة للمستوطنين

و االجتماعية للبلد و التركة االسـتعمارية التـي أمام تدهور الوضعية االقتصادية

مثلت عبئا ثقيال على الجزائر و الجزائريين، كان على المسؤولين آنذاك تحديـد الـسياسة

على تعمل التي تثبيت االستقالل و القيام بعملية البناء و التشييد، فكان النهج االشتراكي هو

Page 93: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

64

و أمـام هـذا االختيـار . تهجته الجزائـر المتبع كنظام سياسي و اقتصادي و اجتماعي ان

اإليديولوجي المثمن للعمل الجماعي و الروح التضامنية بين العمال كان البد على الدولـة

أن تجد األسلوب الذي يتوافق و ينسجم مع هذا النظام و الذي يدعم المبادئ التـي يقـوم

المتبع، حيث تقـرر هـذا عليها النظام االشتراكي، فكان أسلوب التسيير الذاتي هو المنهج

حيث قـام علـى إثرهـا 1962 مارس 19في ) Evian(االتجاه بعد توقيع اتفاقية إفيان

جعـل " المجلس الوطني بإصدار بيان يسمى برنامج طرابلس يقر من خالل مبادئه علـى

، ثم حدد البرنامج المبادئ التي ينبغي أن تقوم عليهـا "وسائل اإلنتاج األساسية ملكا للشعب

ياسة االقتصادية في عهد االستقالل و ذلك بوضع تخطيط يمهد لالشتراك الـديمقراطي الس

، حيث أعطى برنامج طـرابلس أهميـة قـصوى للثـورة )1(للعمال في القوى االقتصادية

:الزراعية إذ حدد لها ثالثة محطات رئيسية تتمثل في

.اإلصالح الزراعي، استخدام األساليب الحديثة -

ث األرض الجزائرية، حيث كان الشعار المعتمد في عمليـة المحافظة على ترا -

، و يقوم هذا األخيـر وفقـا لبرنـامج "األرض لمن يفلحها "اإلصالح الزراعي

:)2(طرابلس على األسس التالية

.منع كل متاجرة لألرض و لوسائل اإلنتاج -1

.تحديد الملكية حسب نوع الفالحة و المردود -2

.مقدار المحددمصادرة المساحات التي تجاوزت ال -3

التنازل المجاني عن األراضي المسترجعة للفالحين الذين ال يملكون أرضا، -4

.أو ال يملكون األرض الكافية

.التنظيم الديمقراطي للفالحين في تعاونيات لإلنتاج -5

.إنشاء مزارع للدولة في قسم من األراضي المصادرة -6

. الملكيات الكبيرةمنع بيع و تأجير األراضي الموزعة تجنبا إلعادة تكوين -7

.139 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D، ص )1( .140 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D، ص )2(

Page 94: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

65

التي تـستحق فـي " الحصة"إلغاء ديون الفالحين و الخماسين و أصحاب -8

.ذمتهم للمالكين العقاريين و المرابين و المصالح العمومية

.مساعدة الدولة بالمال و األدوات -9

و لحد اآلن لم يتم االعتراف رسميا بنظام التسيير الذاتي بل التأكيد على المبادئ التـي

النهج االشتراكي المتبع، و يمكن حصر أهم مبررات عملية التـسيير الـذاتي فيمـا تخدم

:)1(يلي

الرحيل الجماعي للمعمرين مباشرة بعد االستقالل حيث جعل الجزائـر تعـيش و −

.ضعا اقتصاديا صعبا و خاصة في المجال الفالحي

ارهـا كانـت التراجع الكبير في المساعدات التي كانت تقدمها فرنسا للجزائر باعتب −

مقاطعة من فرنسا خالل السنوات الثالث األولى من االسـتقالل، ممـا أدى إلـى

بنـسبة ) بالقيمة الحقيقية(انخفاض كبير في اإلنتاج و االستثمار فقد انخفض اإلنتاج

.1963 و 1960 ما بين 35%

انتشار البطالة بشكل كبير بعد خروج االستعمار الفرنسي و رحيل المعمرين الذين −

ركوا ورائهم اقتصادا محطما، خاصة في المجال الصناعي و لم يبقى إال المجـال ت

.الفالحي

عدم قدرة الدولة على توزيع األراضي الشاغرة التـي تركهـا المعمـرون علـى −

الفالحين بدون أرض، نتيجة عدم استقرار األوضاع االجتماعية و االقتـصادية و

.السياسية

التي أصبحت الجزائر تعيشها غداة االستقالل لـم فأمام هذه المعطيات و األوضاع

يكن أمام الجزائريين إال األخذ بزمام األمور و قبول التحدي أمام المستعمر الـذي راهـن

)1( ،4�/+#; c"5/$إ� ?F6اQ,/C 4&�$#,4 اY'E,ع ا/U@,�1 ا(�^ �%� دو,� آ*"� ا,#*�م ا.102/د�� و5*�م دآ�0را9 أu? ا,�0=�

?F6اQ,14 ص 1997ا,80""? =/&#� ا.

Page 95: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

66

و . )1(على فشل الجزائريين في التشغيل التقني لقطاعاتهم الكبرى، و النهوض باقتـصادهم

اعـي، حيـث نظـم العمـال تجلى ذلك في التكفل الجماعي و العفوي في القطـاع الزر

الزراعيون أنفسهم في شكل جماعات عمالية و أخذوا على عاتقهم مسؤولية تسيير و إدارة

المزارع و األراضي الشاغرة جماعيا، دون انتظار المراسيم و القـرارات، ألن الوضـع

الذي وصل إليه القطاع الفالحي ال يسمح بالتردد أو التراجع فاألمر متعلق بمعيـار أمـة

.ذاقت مرارة االستعمار، و عليها المحافظة على االستقالل بكافة الوسائل

.مفهوم عملية التسيير الذاتي في الجزائر: المطلب الثاني

إن التسيير الذاتي في الجزائر في مضمونه ال يختلف عن مفهوم التسيير الذاتي في

يق و المناخ التنظيمي دول أخرى، غير أن االختالف الجوهري يكمن أساسا في آلية التطب

السائد الذي يعمل في ظله هذا النظام، حيث نلمس في التجارب العالمية الرائدة في مجـال

تطبيق نظام التسيير الذاتي أن الجانب النظري يسبق الجانب التطبيقي حيث تكون هنـاك

فترة دراسة و تقييم و تحليل لألوضاع التي آل إليهـا االقتـصاد الـوطني علـى كافـة

لمستويات و بناءا على النتائج المتوصل إليها يتم اتخاذ القرار بشأن تطبيق نظام التـسيير ا

.الذاتي و التعديالت الواجب القيام بها لمالئمة هذه العملية مع الظروف السائدة

فبالرجوع إلى التجربة السوفياتية نجد أنها كانت عبارة عـن عمليـة إصـالحات

فارتكز نظام التسيير الذاتي . ألنماط الزراعية في السهول واسعة و تغيرات جذرية شملت ا

فيه على نظام المزارع الجماعية التي حررت الفالح مـن اسـتغالل ذوي اإلقطاعيـات

حيث سميت هذه المزارع الجماعيـة بجمعيـات العمـال التعاونيـة لإلنتـاج . )1(الكبرى

اتقهم مـسؤولية زراعـة الزراعي، و نجد فيها أعضاء الجمعية العالمية يأخذون على ع

األراضي و حمايتها، و فيها نجد أن األعضاء يجمعون بين صفة العامل و الـشريك فـي

و هـم بـذلك يتحملـون نتـائج . نفس الوقت نتيجة قيامهم على المبدأ الجماعي التعاوني

.55&%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D، ص )1(

)1( Claudine chaulet "La mitidja autogérée", enquête les exploitations autogérées agricoles d’une région d’Algérie 1968-1970 , travail du centre national de recherches en économie et sociologie purales I.N.R.A, M.A.R.A. Bn.ALGER.P77.

Page 96: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

67

مزرعتهم بحسب مساهمتهم فيها، غير أنه ما يالحظ على مستوى هذه الجمعيات هـي أن

. يكتسبون صفة المالك فليس لهم الحق في التنازل عن حصصهم للغيرأعضائها ال

فمما سبق نستخلص أن التجربة السوفياتية لم تنشأ من عدم، بل كان مخطط لها بما

يتالءم و األوضاع التي آلت إليها القطاعات االقتصادية آنذاك، كما أن هذا النظام الذي تم

ضاع السابقة و بذلك يظهر نظام التـسيير الـذاتي اعتماده كان حصيلة عملية تقويمية لألو

.كعملية إصالحية هادفة إلى تحقيق جملة من األهداف التنموية

و من المالحظ أن التجربة السوفياتية تم انتقادها من طرف العديد من الدول التـي

سارت في تطبيق ذلك النظام و من بينها يوغوسالفيا، حيث كانت تجربة بالدهم في مجال

تسيير الذاتي تعتبر تصحيحا للتجربة السوفياتية التي اعتبروا من سلبياتها اإلفـراط فـي ال

و انتشار البيروقراطية و سيطرتها على القطاع الزراعي و عدم المرونة فـي . المركزية

.التخطيط و إهمال الحوافز الشخصية و المصالح الخاصة لألفراد

قاض التجربة السوفياتية، فكانت تـدعوا و بذلك قامت التجربة اليوغوسالفية على أن

إلـى 1953 يناير سنة 13إلى الالمركزية، حيث أشار الدستور اليوغوسالفي الصادر في

مزايا الالمركزية، و حدد المبادئ التي يقوم عليها أسلوب التسيير الذاتي العمالي و هـي

)1(:ثالثة مبادئ رئيسية

.الملكية االجتماعية لوسائل اإلنتاج •

.سيير الذاتي للمنتجين في المجال االقتصاديالت •

).البلدية(الحكومة الذاتية للشعب العامل في الكومونة •

و هكذا فإن نقل ملكية وسائل اإلنتاج من الدولة إلى المجتمع، و منح العمال حـق

استثمارها على أسس ديمقراطية، و إعطائهم جزءا من الدخل يتناسـب مـع عملهـم، و

زية الشديدة و البيروقراطية تعتبر أهم خصائص النظرية اليوغوسالفية القضاء على المرك

.التي يقوم عليها أسلوب التسيير الذاتي العمالي

.74 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D ص )1(

Page 97: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

68

إن التسيير الذاتي في الجزائر لم ينشأ في مثل الظروف التي نشأت فيها التجـارب

العالمية بل كانت أوضاع الجزائر و الجزائريين جد خاصة، حيـث مـا ميـز التجربـة

. الجزائرية أن نظام التسيير الذاتي كان إقرار لواقع معاش، و فيها التطبيق سبق التنظيـر

فإنه لم تكن هناك دراسة مسبقة و تقييم لألوضاع التي آلت إليها قطاعات الدولة، و ذلـك

كما أنها كانت . بحكم أن الجزائر آنذاك كانت قد خرجت من معركة كبيرة ضد االستعمار

ل، حيث الدمار و التخريب يسود كل قطاعات الوطن، ضـف إلـى ذلـك حديثة االستقال

األوضاع االجتماعية المتردية ألبناء هذا الوطن نتيجة االنتشار الكبير للبطالة و الفقر الذي

أصبح يعاني منه الجزائريون بسبب قطع المساعدات الفرنسية، فأمام هذا الوضع لم يكـن

ت و التحليل و الخروج بالقرارات مـن أجـل تنظـيم بإمكان الجزائريين انتظار الدراسا

القطاعات االقتصادية للوطن، بل انطلقت بشكل عفوي و تلقائي في تنظيم صفوفها و ذلك

في جماعات تكلفت بالقطاعات التي هجرها المعمرون و أتباعهم من الجزائريين، حيـث

ولقـد " ... موجه من طرف الرئيس بن بلـة للعمـال 1963 مارس 29نجد في تصريح

فهمت الجماهير الشعبية واجبها فهبت في كل أنحاء البالد و نظمت صفوفها تلقائيا و حلت

1962 نـوفمبر 23 أكتوبر و 22وهكذا فإن قرارات . محل المستغلين المتخلفين القدامى

التي أسست لجان التسيير لم تعمل سوى على تقنيين أمر واقع فرصته الجماهير الـشغيلة

.)1("الوطنية الثوريةفي وثبتها

و هذا يؤكد أن تجربة الجزائر في مجال التسيير الذاتي في القطـاع الزراعـي و

القطاعات األخرى كانت االختيار الحاسم الذي ال بديل عنه من أجـل التكفـل بـاألمالك

الشاغرة و المزارع المطلقة حيث انتقل العامل من نظام األجير أو الخماس إلـى مكانـة

. المسير و العامل في آن واحدالمسؤول و

و أصبحت المؤسسة المسيرة ذاتيا هي المؤسسة التي يقوم فيها العمال بالتسيير عن

طريق لجنة تسيير منتخبة ديمقراطيا، أما المدير و هو ممثل الدولة و الجماعـة القوميـة،

.39ا,*Q<� ا,$?آ��6 ,*�0="� ص " إدراك ا,80""? ا,Gا�j+= " 4l ا,0%?�? ا,��<4 )1(

Page 98: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

69

فهو يطبق قرارات لجنة التسيير و مجلس العمال ويضمن تحت سـلطة الـرئيس الـسير

)1(.اليومي للمؤسسة أو المزرعة

و لقد عرف التسيير الذاتي في المشروع التمهيدي لمبادئ التسيير الرئيـسية بأنـه

نوع من التنظيم السياسي و االقتصادي و االجتماعي يمثل محتواه اإليـديولوجي الـسبل "

الح العمال و التي توفق بين مص . الرئيسية التي اختارتها الجزائر لإلفضاء إلى االشتراكية

الذين ارتقو من صف األجير إلى صف المنتج الحر المسؤول، بمشاركتهم المباشـرة فـي

تسيير الوحدات اإلنتاجية، و اهتمامهم المعنوي و المادي بثمرة إنتاجهم، وبـين مـصالح

المجموعة الوطنية بأخذ قسط من أرباح المنشأة لفائدة المجموعة و بإخـضاع مخططـات

.)2("خططات التنمية الوطنية و اإلقليميةتنمية الوحدة الم

من خالل هذا التعريف نستخلص االمتداد و االرتباط بين النظام االشتراكي المتبـع

في الجزائر كنهج سياسي اقتصادي وبين نظام التسيير الذاتي الذي من خالله يـتم البنـاء

منية بـين أفـراد االشتراكي الديمقراطي و التأكيد على العمل الجماعي و الروح التـضا

.المجتمع قصد البناء و التشييد

تجربة اشتراكية في ميدان اإلنتـاج و االسـتغالل " كما عرف التسيير الذاتي بأنه

الجماعي للوحدات اإلنتاجية و االشتراكية في ملكية وسائل اإلنتاج، و اقتسام النـاتج بـين

.)3("األفراد الجماعة

التسيير الذاتي في ضوء التجربـة ) Michel Raptis(و قد عرف ميشال رابتيس

تسيير العمال الـديمقراطي للمنـشآت و المـستثمرات التـي هجرهـا " الجزائرية بأنه

)4("األوروبيون أو التي تم تأميمها

فمن خالل هذه التعاريف نستنتج أن نظام التسيير الذاتي في ظل التجربة الجزائرية

ل أنه جاء في سياق سياسة عامة للدولـة التـي لم يكن منفصال عن النظام االشتراكي، ب

أرادت أن تبني قواعدها من أجل أن تحافظ على استقاللها السياسي و الذي لن يـستقر إال

.12ا,*Q<� ا,$?آ��6 ,*�0="� ص " إدراك ا,80""? ا,Gا�j+= " 4l ا,0%?�? ا,��<4 )1( .15 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D ص )2( .15 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D ص )3( .15 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D ص )4(

Page 99: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

70

بتالحمه مع استغالل باستقالل اقتصادي قوي، فكانت كل الرؤى متوجهة نحو العامل الذي

و السياسي للدولـة، فكـل اعتبرته الحكومة آنذاك أساس البناء االقتصادي و االجتماعي

المخططات التنموية التي تم إعدادها إال و يمزج العامل فيها باعتباره المحرك األساسي و

.الرئيسي لعملية البناء و التشييد

و بذلك كان التسيير الذاتي يعبر عن التسيير الجمـاعي و عـن تتـويج الـروح

. في إرادة أبنائهالجماعية و المسؤولية التضامنية التي يحملها المجتمع

.إجراءات و قواعد تنظيم عملية التسيير الذاتي في الجزائر: المطلب الثالث

إن التسيير الذاتي في الجزائر طبق تلقائيا نتيجة رغبة الشعب في التكفل بمؤسسات

و مزارع الدولة التي تركت دون إشراف بعد مغادرة المعمرين لها، و بذلك قـام العمـال

و إدارة الوحدات اإلنتاجية حتى ال تبقى معطلة و تستمر اآللة اإلنتاجية الذي تلقائيا بتسيير

راهن االستعمار على توقفها، و بعد ذلك قامت السلطات الجزائريـة بإصـدار نـصوص

قانونية من أجل تقنين ذلك العمل التلقائي و إضفاء الطابع الشرعي و التنظيمي عليـه، و

ميدان التسيير الذاتي سبقت فيها الممارسة على الجانـب بذلك فإن التجربة الجزائرية في

.التشريعي

فبدأت الخطوة األولى بوضع إطار لعملية التسيير الذاتي بتحديد األمالك الشاغرة و

تنظيمها، فبعد الرحيل الجماعي للمعمرين من األراضي الجزائرية، و كذلك أتباعهم مـن

راضي الزراعية المتروكة بدون صـاحب، و الجزائريين ظهرت العديد من األمالك و األ

. أثناء هذه الفترة شهدت العديد من عمليات االستيالء و السطو عليها إما جماعيا أو فرديـا

و كان ذلك . فكان آنذاك على المسؤولين حماية هذه األمالك لفائدة المصلحة العامة للوطن

لى حماية األمـالك الذي ينص ع1962 أوت 24 المؤرخ في 62-020بإصدار المرسوم

الشاغرة و تنظيمها و وضعها تحت تصرف الدولة، حتى ال يتم تبديد الثروات الوطنيـة و

إهدارها و كذلك محاولة حمايتها من المتربصين الذين حاولوا استغالل تلك الفرص سواءا

.كمسؤولين في الدولة أو غيرهم من الشعب

فل بالمبادرة الجماعية للعمـال مـن ولقد تجسدت إدارة المسؤولين فيما بعد في التك

المتضمن تـشكيل لجـان التـسيير 1962 أكتوبر 22 المؤرخ في 02-62خالل مرسوم

Page 100: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

71

تؤسس في كـل مؤسـسة زراعيـة شـاغرة " ، حيث جاء في المادة األولى منه )1(الذاتي

عمال لجنة تسيير، تتكون على األقل من ثالثة أعضاء حيث ) 10(تتضمن أكثر من عشرة

خاب هذه من طرف مجموعة العمال الدائمين في المؤسسة، وهذه اللجنة تعين رئيسا يتم انت

.لها من بين أعضائها يتولى مهام التسيير اإلداري للمؤسسة الزراعية

المؤسسات الزراعية آنذاك و عدم وجـود مفهـوم او نتيجة للفوضى التي شاهدته

د من خاللها ملكا شاغرا، فقامـت دقيق لألمالك الشاغرة و كذلك ما هي المعايير التي يع

، حيـث جـاء فـي )2( يتضمن تحديد األمالك الشاغرة 88-63السلطات بإصدار مرسوم

يعتبر ملكا شاغرا كل وحدة إنتاجية توقفت عن نشاطها العـادي بـدون ) 3، 2، 1(المواد

أسباب شرعية حيث تتمثل هذه األسباب في العطلة بـأجر، أو مـرض أو وفـاة رئـيس

غير أن التوقف و ألسباب شرعية ال يجب أن يتجاوز على األقل مدة شهر، كمـا الوحدة،

أنه إذا الحظت اإلدارة أن المؤسسة شاغرة أو مهملة اقتصاديا، يعني إذا قل عمـا كانـت

، و ذلك حتى )3(عليه قبل االستقالل فإنها تضعها تحت تصرف العمال الذين يشتغلون فيها

.غالل السابقةيتم إرجاعها إلى وتيرة االست

ليأتي بعد ذلك اعتراف الدولة لتسيير العمال للوحدات اإلنتاجية الزراعية من خالل

التي تعد البناء القاعدي لنظام التسيير الذاتي حيث من خاللهـا 1963 مارس 22قرارات

تم تحديد األجهزة التي تعمل على تطبيق عملية التسيير الذاتي في الوحدات اإلنتاجية حيث

)4(:مت إلى المستويات التاليةقس

.الجمعية العامة للعمال •

.مجلس العمال •

.لجنة التسيير •

.المدير •

)1( Journal official n° 01 du 26 octobre1962 p14 )2( Journal official n° 15 du 22 mars1963 p282

.146 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D، ص )3()4( Journal official n°17 du 29 mars1963 p298

Page 101: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

72

نـصف -تقريبـا – كان القطاع الزراعي المسير ذاتيا يمثـل 1963و بحلول سنة

هكتار من األراضي الزراعية مقسمة على وحـدات 782000مزارع األوروبيين، فهناك

هكتار من األراضي المستريحة و 300000 هكتار، و 100 إنتاجية تبلغ الواحدة أكثر من

)1(. هكتار100 هكتار تضم وحدات إنتاجية تقل مساحة الواحدة منها عن 200000حوالي

أما الخطوة الثانية من إجراءات عملية التسيير الذاتي تمثلت في مرحلة التأميم التي

و 1963و الذي كان من بداية مارس باشرتها الحكومة سواءا كان تأميمها جزئيا أو كليا،

من 2632000، حيث بلغت مساحة القطاع الزراعي المسير ذاتيا 1965استمر إلى غاية

األراضي الزراعية الخصبة موزعة على فئات متباينة من المساحة الزراعية وفـق مـا

:يوضحه الجدول التالي

):6(الجدول رقم

.ير ذاتياتوزيع المساحات الزراعية في القطاع المس

المساحة العدد الفئات

هكتار100أقل من

ه500 إلى 100من

ه1000 إلى 500من

ه2000 إلى 1000من

ه5000 إلى 2000من

ه5000أكثر من

67

686

620

510

286

22

ه373.000

ه213.000

ه448.000

ه711.000

ه743.000

ه144.000

ه2.632.000 2.191 المجموع

.144حمد السويدي، مرجع سابق، صم: المصدر

. 143 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D ص )1(

Page 102: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

73

من خالل الجدول أعاله يتبين لنا حجم المساحات الزراعية التي تم تجميعهـا مـن

خالل عمليات االسترجاع و تأميم األراضي الزراعية و األمالك الـشاغرة، حيـث كـان

يستحوذ عليها المستعمر، فهي تمثل أجود و أخصب األراضي الزراعية، فقامت الدولة في

طاع التسيير الذاتي بتجميع هذه األراضي و إعادة توزيعها في شكل إستغالالت زراعيـة ق

تتفاوت من حيث المساحة، غير أنها تبقى الدولة هي المالك الفوقي لهـذه األمـالك، يـتم

تسييرها و استغاللها من خالل هيئات قطاع التسيير الذاتي التي تخضع لسلطة الدولـة و

.تنفيذ برنامج الحكومة

لم يتم االعتراف رسميا بنظام التسيير الـذاتي، 1963 و بداية 1962و خالل سنة

مـارس 22بل كانت إدارة عفوية من طرف العمال فأرادت الدولة من خـالل قـرارات

وضع اإلطار المؤسساتي لعملية لتسيير الذاتي، و بذلك أخد القطاع المـسير ذاتيـا 1963

غير أن قراءتنا لتلك القرارات تجعلنـا . ي االشتراكي طابعه الرسمي في النظام االقتصاد

ندرك مدى أهميتها خاصة في تلك الفترة التي كان فيها القطاع الزراعي بحاجة إلى قواعد

متينة لتحقيق االستقرار و مباشرة عملية البناء و التشييد لقطاع زراعـي يكـون بمثابـة

ك القرارات على المـستوى النظـري الركيزة األساسية لالقتصاد االشتراكي، فنجد أن تل

كانت قرارات طموحة جدا، حيث أسندت مهام اإلدارة و التـسيير و التوجيـه للعمـال و

.المسؤولين على مستوى ذلك القطاع حسب المستويات التنظيمية لقطاع التسيير الذاتي

فكان القرار األول ينص على وضع المؤسسات و المزارع الـشاغرة بـين أيـدي

تم تحديـد و تنظـيم 1963 مارس 18 المؤرخ في 88-63فبموجب مرسوم . )1(العمال

.األمالك الشاغرة و وضعها في مجال االستغالل و حمايتها

بينما القرار الثاني، فهو يحدد تنظيم المؤسسات أو المنشآت الـصناعية المعدنيـة

.التقليدية و الفالحية المسيرة تسييرا ذاتيا

تعتبر جمهورية ديمقراطية صغيرة حيث يتولى العمـال إن المزرعة المسيرة ذاتيا

. و المشاركة في التسيير أين يكون التسيير تسييرا جماعيا)2(الحكم

.19ا,*Q<� ا,$?آ��6 ,*�0="�، ص" إدراك ا,80""? ا,Gا�j+= " 4l ا,0%?�? ا,��<4 )1( .�j+=20 ا,0%?�? ا,��<4، �E: ا,$?=D ا,BC/8، ص )2(

Page 103: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

74

و القرار الثالث يحدد توزيع محاصيل و أرباح المؤسسات المسيرة تسييرا ذاتيـا،

:حيث توزع هذه األرباح السنوية إلى قسمين

اهتالكـات ، مؤونـات، ( موعـات الوطنيـة القسم األول يوجه إلى إقراض المج

.)1(، و القسم الثاني يوزع على العمال في شكل دخول صافية)استثمارات

فهذه القرارات الثالثة حاولت الحكومة من خاللها تجسيد نظام التسيير الذاتي فـي

االقتصاد الجزائري، سواءا على مستوى القطاع الزراعـي أو علـى مـستوى القطـاع

ر أن تلك القرارات منذ بداية تطبيقها بدأت تظهر عدم التوافق بين الجانـب الصناعي، غي

النظري لنظام التسيير الذاتي و الجانب العملي له، الشيء الذي حالت دون تحقيق األهداف

:و البرامج المسطرة و كان ذلك من خالل هذه النقاط

الهيئات الـسياسية هلتسيير العمال للمزارع المسيرة ذاتيا لم يكن إال شعارا تتداو -1

للبالد، و إنما التسيير يكون من طرف الدولة عن طريق ممثلهـا فـي مـزارع

التسيير الذاتي و هو المدير الذي يعمل على تجسيد مخططات و برامج الحكومة

.التنموية و يطبق أوامرها و توجيهاتها

لهيئـات الواقع الميداني للوحدات الزراعية المسيرة ذاتيا أثبت عـدم تجـانس ا -2

المسيرة فنشأت اختالفات و نزاعات فما بينها، و كذلك بينهـا و بـين الجهـات

الوطنية، مما أدى إلى تراجع معدالت اإلنتاج لتلك المزارع التي كانت معـدالت

إنتاجها كبيرة قبل االستقالل حين كانت بحوزة المعمرين، رغـم إنفـاق الدولـة

.عليها

شريعي لعملية التسيير الذاتي كعملية كليـة و اهتم بالجانب الت 1963قرار مارس -3

أغفلت العنصر البشري، و هو العامل الذي يتم من خالله تجسيد نظام التـسيير

الذاتي من خالل العمل الجماعي للعمال و التنسيق و لجهـودهم علـى مـستوى

.حيث لم تولى له أهمية على المستوى المادي. الوحدات الزراعية

)1( Journal officiel N° le 29 mars 1963, P300, décrit n°63-98 du 28 mars 1963 article 1er

Page 104: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

75

د الشروط األساسية لعضوية العامل في الوحدة اإلنتاجيـة إن قرار مارس لم يحد -4

المسيرة ذاتيا، كما لم يفرق بين العامل الدائم و العامل الموسمي، مما نتج عنـه

استغالل جماعة من العمال لجماعة أخرى، فالعمال الدائمون أصبحوا يعهـدون

ي المسير ذاتيا وهذا لم يجعل القطاع الزراع )1("الموسميين"باألعمال الصعبة إلى

بمنأى عن أساليب االستغالل المضطهدة للعامل التـي كانـت موجـودة إبـان

االستعمار، و نجد األسس الرئيسية التي بني عليها التسيير الذاتي هـي القـضاء

.على استغالل العامل لغيره و تجسد روح التعاون الجماعي بين أفراد المجموعة

نجد أن هذه األخيرة المحددة لهيكـل 1963و من خالل قراءتنا لقرارات مارس -5

التسيير الذاتي كنظام اقتصادي إنما كانت موجهـة و شـاملة لكافـة قطاعـات

االقتصاد الوطني دون تمييز بين قطاع و آخر، و رغم الخصوصية التي يتميـز

بها كل قطاع، فنجد أن تلك القرارات أغفلت إلى حد كبير خـصوصية القطـاع

أنشطة مختلفة ينبغي مراعاتها في تنظيم الوحدات المسيرة الزراعي، كونه يضم

.ذاتيا

قرارات مارس لم تحدد نوع ملكية المزارع المسيرة ذاتيـا، فنجـد أن عوامـل -6

اإلنتاج و من بينها األرض لم تحدد ملكيتها، هل هي ملك للدولة أم للعمال علـى

.مستوى الوحدات الزراعية؟ فكل هذا بقي غامضا

ات اكتفت بالتعرض للتسيير و اإلنتاج و أهملت موضوع تـسويق إن هذه القرار -7

)2( .اإلنتاج و قواعد تحديد أسعاره

)3( .إفراز مجموعة من المزارع غير المتجانسة من حيث بنيتها العقارية -8

المزارع المشكلة في ظل نظام التسيير الذاتي تتميز بكبر مساحتها مما أدى إلـى -9

باإلضافة إلى ضعف مستوى كفـاءة و . حكم فيها عدم القدرة على تسييرها و الت

.)1(خبرة العاملين بها من إطارات و مهندسين و عمال

. 153&%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D ص )1( . 153 &%$! ا,��8!ي، &?=BC/� D ص )2()3( Y<";�،0?ة آ$/لE,ل ا'^ ?F6اQ,/C �"50/="� ا,6را�e0/ج وا�eر ا�Ul c"*%l1987 -1997 ر�/,� ا,$/=08"?، آ*"� ا,#*�م

?F6اQ,76 ص2001ا.102/د�� و5*�م ا,80""? =/&#� ا .

Page 105: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

76

االختالف الكبير بين النص و التطبيق نتيجة نقص الوعي لدى العمال، فنجـد أن -10

هذا التنظيم ينص من خالل مراسيمه على مبدأ الملكية الجماعية، لوسائل اإلنتاج

المركزية و التسيير الجماعي للمزارع، غير أنه لـم يـتم بما فيها األراضي و ال

تجسيد هذه المبادئ في الميدان رغم المراسيم اإلصالحية المتعاقبة، بحيـث لـم

تتوصل إلى تغيير وجهة نظر الفالحين الذين كانت لديهم قناعة راسخة في أنهـم

النهب عمال أجراء يشتغلون في أراضي ليست ملكا لهم، وتجسد ذلك في عمليات

بمختلف أشكالها التي كانت تتعرض لها المزارع و محتوياتها من طرف العمـال

مما انجر عنه اإلهمال و الالمباالة في استعمال وسائل اإلنتـاج و . المشغلين فيها

غيرها من األعمال التي كانت سببا رئيسيا في إفالس و عجز أغلـب المـزارع

الجزائريـة مـن جـودة عاليـة و المسيرة ذاتيا، رغم ما تميزت به األراضي

، و كيف ال و هي التي كانت تمثل معظـم )2(تضاريس و مناخ معتدل في غالبيته

.أراضي المعمرين التي تم استرجاعها

.أهداف التسيير الذاتي على مستوى القطاع الزراعي: المطلب الرابع

جزائـري إن التسيير الذاتي كنظام اقتصادي جاء إلرساء أسس هيكلة بناء اقتصاد

:متطور، فعلى مستوى القطاع الزراعي كان يهدف إلى

.حماية األمالك الوطنية و منع التالعب بالثروات الزراعية للدولة -1

إعادة بناء و تشييد قطاع زراعي قوى يكـون فـي مـستوى تحقيـق التكامـل -2

.القطاعي

.التكفل بالمزارع التي هجرها أصحابها و المعطلة عن اإلنتاج -3

اإلنتاجية الزراعية من خالل التكفل باألراضي الزراعية و العمـل تحريك اآللة -4

.على استغاللها بشكل جماعي

رفع مستوى إنتاج و إنتاجية القطاع الزراعي، من خالل الحث علـى التعـاون -5

.الجماعي و زيادة تخصيص االعتماد المالي لهذا القطاع

)1( <";�Y ص BC/� D=?& ، 76 آ$/ل . )2( <";�Y ص BC/� D=?& ، 77آ$/ل .

Page 106: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

77

.زراعة التقليديةإدخال أساليب تكنولوجية حديثة من شأنها القضاء على ال -6

تحقيق الالمركزية في تسيير المزارع المسيرة ذاتيا و الملكية الجماعية لوسـائل -7

.اإلنتاج

.القضاء على البطالة و تشغيل أكبر عدد ممكن من الفالحين -8

القضاء على المساحات الزراعية الكبيرة و إعادة توزيعها على شكل مـساحات -9

.لزراعية التي تتخصص فيهازراعية متوسطة تتناسب مع المنتجات ا

كل هذه األهداف و بمقارنتها بجملة النقائص السابقة نجد أنها لم تتحقق على أرض

الواقع، و اإلصالح الزراعي الذي تمثل في عملية التسيير الذاتي ظهر بأنه بحاجـة هـو

كذلك إلصالح جذري، من شأنه النهوض بالقطاع الزراعي و الذي تجسد فيما بعد الثورة

.1971الزراعية سنة

. على مردودية القطاع الزراعي هتقييم نظام التسيير الذاتي و انعكاسات : المطلب الخامس

حتى نستطيع أن نقيم نظام التسيير الذاتي و مدى انعكاساته على مردودية القطـاع

الزراعي، ينبغي الرجوع إلى السنوات التي سبقت مرحلة التسير الذاتي و نقارن وضـعية

.قطاع الزراعي مساحة و إنتاجاال

، قدرت المساحة المخصصة 1939فخالل فترة االحتالل و حسب إحصائيات سنة

هكتار موزعة على أربعة مناطق رئيسية متمثلة في الجزائر، 38.579.000للزراعة ب

حـسب نفـس 1956وهران، قسنطينة، و إقليم الجنوب لتتطور هذه المساحة في سـنة

، فالمالحظ حـسب هـذه )1( هكتار مخصصة للزراعة 47.431.000إلى المناطق السابقة

األرقام أن السلطات الفرنسية آنذاك استخدمت كافة اآلليات التي تمكنها من حيـازة أكبـر

مساحة زراعية خصوصا و أننا نعلم أن فرنسا وجدت في الجزائـر المنـاخ المالئـم و

)1( Annuaire statistique, le l'Algérie neuvième volume 1956-1957. Service de statistique générale,

P102.

Page 107: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

78

رنسي بأهم الزراعات األساسية، فقامت األرض الخصبة التي تسمح لها بإمداد االقتصاد الف

بإصدار جملة من القوانين و ذلك منذ دخولها إلى الجزائر، حتى تتمكن مـن بنـاء بنيـة

.عقارية زراعية تكون في مستوى التطلعات االقتصادية الفرنسي

قنطار فقط مـن 5.723.100أما من حيث اإلنتاج، فقدر إنتاج منطقة الجزائر ب

.)1( 1956الحبوب سنة

45.870.000 تقدر بــ 1960بينما نجد المساحات المخصصة للزراعة في سنة

، حيـث قـدرت )2(1959 هكتار عن سنة 1.561.000هكتار مسجلة بذلك تراجع قدره

هكتار، بينما بلغت كميـة 3.083.800 بـ 1960المساحة اإلجمالية إلنتاج الحبوب سنة

قنطار في الهكتار، 7,6161ية الهكتار بـ قنطار حيث بلغت إنتاج 23.486.600اإلنتاج

و النسبة األكبر في زراعة الحبوب سواءا من حيث المساحة أو كمية اإلنتاج نجدها ترجع

حيث خالل الفترة االستعمارية كان قطاع الزراعة في الجزائر ) المسلمين(إلى الجزائريين

وا يهتمون كثيـرا بزراعـة ، فالمسلمون كان نمقسم إلى قطاع المسلمين و قطاع األوروبيي

الحبوب باعتبار هذه الزراعة المصدر، األول لتأمين الغذاء من جهة أخرى مصدر لتوفير

إيرادات من خالل عملية بيعه لألوربيين ثم تصديره رغم أن السلطات االستعمارية كانـت

لمترتبة تقوم بشرائه بأسعار رخيصة فكثير من األحيان ال تغطي تكاليف اإلنتاج و الديون ا

.على الفالحين نتيجة االستدانة من أجل توفير مستلزمات اإلنتاج

في حين كان التركيز على المزروعات األخرى كبيرا من طرف قطاع األوروبيين

نتيجة احتياجات االقتصاد الفرنسي لمثل تلك المزروعات خاصة الخـضر و الفواكـه و

ل أن معظم المساحات الزراعية التـي حيث نالحظ بعد االستقال . الكروم بمختلف أنواعها

كان يملكها المعمرون هي عبارة عن مزارع ألشجار و حمـضيات و كـروم بمختلـف

و هذا يؤكد مدى أهمية تلك المزروعات بالنسبة لألوروبيين، بينما كـان قطـاع . أنواعها

و المسلمين أقل اهتماما بتلك المزروعات و ذلك راجع إلى طبيعة المجتمع في حـد ذاتـه

.نمط الزراعة و الغذاء لديه

)1( Op.cit P103. )2( Annuaire statistique de l'Algérie troisième volume 1961. Direction générale du plan des études

économiques P80-81.

Page 108: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

79

بينما عند الرجوع إلى مرحلة التسيير الذاتي نجد أن المساحة المخصصة للزراعة

هكتـار 7.569.900، منهـا )1( هكتـار 42.449.000 قدرت ب 1965/1966في سنة

)2(. قنطار17.038.800مستعملة لزراعة الحبوب حيث يقدر إنتاجها ب

):7(الجدول رقم

.1965-1939احة المستعملة للزراعة خالل الفترة تطور المس

هكتار1.000: الوحدة

السنةمجموع مساحة

األراضيالمساحة المستعملة

للزراعة

نسبة المساحة المستعملة للزراعة من المساحة

)%(الكلية1939 220.486 38.579 17,50

1956 220.486 47.431 21,51

1960 238.174 45.870 19,25

1965 237.554 42.449 17,87

: Source

- Annuaire statistique de l'Algérie N°1 1964, P80.

- Annuaire statistique de l'Algérie N°3 1961, P96.

- Annuaire statistique de l'Algérie N°2 1966/1967, P78.

الهكتار، فعندما تقـارن هـذه / قنطار 2,25وتقدر إنتاجية الهكتار من الحبوب بـ

النتائج بين فترة االحتالل و مرحلة التسيير الذاتي نجد أن هذه المرحلة أدت إلى تراجـع

اإلنتاج و اإلنتاجية الزراعية بشكل كبير، فمن جهة نالحـظ زيـادة المـساحة لزراعـة

هكتـار 7.569.900 إلـى 1960 هكتار في سنة 3.083.800الحبوب، حيث انتقلت من

ساحة ال يعود إلى التوسع في المساحة الزراعية بل نجـد و هذا التوسع في الم 1965سنة

)1( Annuaire statistique de l'Algérie décembre 1969. Direction générale du plan des études économiques P78.

)2( Annuaire statistique de l'Algérie décembre 1969. Direction générale du plan des études économiques P81.

Page 109: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

80

أن هناك تراجع على مستوى المساحة الزراعية الكلية، و إنما يرجع أساسا إلـى تحويـل

جزء كبير من المساحات الزراعية التي كانت تستغل من قبل المعمرين فـي الزراعـات

الحبوب، باعتبار أن المجتمع الحمضية و أشجار الفواكه و الكروم و استغاللها في زراعة

الجزائري من أساسيات غذائه الحبوب، بينما عندما نأتي إلى تقييم إنتاجية الهكتار بالنـسبة

ه و هذا / ق 5,3653للحبوب نجد أن إنتاجية الهكتار انخفضت بشكل كبير و يقدر بحوالي

، فنظام التـسيير فنستنتج التباين الكبير في نتائج القطاع الزراعي . 1965 و 1956ما بين

الذاتي لم يفصل في ماهية األرض أو العقار الفالحي و بالتالي هل ننظر إلى المـشتغلين

في المزارع الجماعية على أنهم مالك أم على أنهم حائزون لحق االنتفاع، فخـالل ذلـك

النظام بقيت فكرة مزارع الدولة سائدة رغم الشعارات التي كانت تصدر من االشتراكيين،

أن الفالح الجزائري بقي عامال أجيرا و في حاالت كثيرة مستغل بأبشع الطـرق فـي إال

الـشيء الـذي . حالة ما إذا كان عامال موسميا، فكل األعمال الشاقة كانت تترك لهـؤالء

يربط الفالح باألرض هو األجر و لم يكن مستوى األجر مرتبط بمدى إنتـاج و إنتاجيـة

لنظام الدافع على العمل و على تحسين مردودية العمال ما فال نجد في صلب هذا ا . العامل

دام في نهاية الشهر كل العمال يتقاضون أجورهم بما فيهم المنتج و غير المنتج، ضف إلى

و كل األوامر و التعليمات تصدر . ذلك أن األرض ملك للدولة تتصرف فيها كيفما شاءت

ة المعالم تخص العقار الفالحـي من طرف السلطة فلم تكن هناك سياسة واضحة و محدد

فعندما يعمل الفالح في ملك غيـره فكيـف لـه أن . الذي هو أساس كل تطور و كل نمو

.يحافظ على هذا الملك و هو أجير

التي كان يقصد من ورائها التبديد و اإلهمال " ملك البايلك " فاستمرار العمل بفكرة

طت بمشكلة األرض لمن تعود هـل تجـسد و النهب و الالمباالة، فكل هذه السلوكات ارتب

فعال مبدأ االشتراكية المتمثل في الملكية الجماعية؟ هل كانت عوامل اإلنتاج تمثل شـركة

بين العمال؟ حيث نجد في هذه اآلونة أن الدولة تتكفل بكل شيء من التخطيط حتى التنفيـذ

ا ظل التـسيير الـذاتي و ال تترك المجال للفالحين للمساهمة في التسيير الجماعي، و هكذ

كما أن هذا القطاع ظل يفتقـر ألسـاليب . مسعى لم يتحقق على أرض الواقع ) الجماعي(

Page 110: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

81

اإلنتاج الحديثة فلم يعرف المكننة بشكل مكثف و ال التقنيات الحديثة، فكل هذه العوامل لم

مـا تسمح بارتقاء القطاع الزراعي سواءا من حيث المساحة أو اإلنتاج أو اإلنتاجية إلـى

كان عليه في عهد االحتالل، رغم توفر الجزائر على المناخ المعتدل و األرض الخصبة و

و مع نهايـة الـستينات . المتنوعة التي تسمح لها بتحقيق مستويات أعلى من تلك المحققة

كانت السلطة الجزائرية المسؤولة على هذا القطاع قد اقتنعت ضمنيا على أن نظام التسيير

جح و لم يستطيع بلوغ األهداف التي كانت مبرمجة فيه، فكان ال بد من إصالح الذاتي لم ين

هذا النظام و إحداث تغيير جذري على مستوى تلك السياسة، فكانت المرحلة الثانية التـي

.شهدها القطاع الزراعي و المتمثلة في نظام الثورة الزراعية

Page 111: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

82

:المبحث الثالث

.حي خالل نظام الثورة الزراعيةهيكل العقار الفال

:تمهيد

من المالحظ أن عملية التسيير الذاتي كانت قرارا سياسيا بالدرجة األولى أكثر منه

قرارا اقتصاديا، حيث لم يستطيع هذا النظام تحقيق األهداف المسطرة نتيجة بعده عن

الدراسة المسبقة له حقيقة القطاع الزراعي الجزائري و المشاكل التي كان يعيشها النعدام

قبل تطبيقه، و نتيجة لكل ذلك لم يتوصل إلى إقامة بنية عقارية متينة من شأنها تنمية

القطاع، فجاءت الثورة الزراعية و تم إقامة هذا النظام جنبا إلى جنب مع نظام التسيير

.الذاتي

.نبذة تاريخية عن الثورة الزراعية: المطلب األول

عرفه القطاع الزراعي في ظل نظام التسيير الـذاتي و الذي نتيجة التدهور الكبير

التراجع المسجل على مستوى اإلنتاج و اإلنتاجية، تبين أن نظام التسيير الذاتي كان بعيـدا

عن الواقع الحقيقي المتواجد عليه قطاع الزراعة، فكان بمثابة عملية اقتباس دون وجـود

) اجتماعية، اقتصادية، سياسية، ثقافية ( جوانب دراسة معمقة للمناخ المتواجد فيه من عدة

فافتقار التسيير الذاتي لهذه األبعاد جعله يعجز عن تحقيق األهداف األساسية التي أنشأ من

أجلها و المتمثلة أساسا في بناء بنية عقارية قوية واضحة المعالم يـستند إليهـا القطـاع

فنجد . انسة من حيث بنيتها العقارية الزراعي، حيث أفرز مجموعة من المزارع غير المتج

أنها تتميز بكبر مساحتها مما أدى إلى عدم القدرة على تسييرها و التحكم فيها، كما أن هذا

النظام عجز عن تحقيق التعاون الجماعي بين العمال و لم يستطع دمج العمال في العمليـة

ذاتي بدت الثورة الزراعيـة التسييرية، و لتجاوز العراقيل التي اعترضت نظام التسيير ال

.كضرورة حتمية اقتضتها الظروف التي آل إليها القطاع الزراعي الجزائري

، و إنما يرجـع 1971 نوفمبر 8غير أن التفكير في الثورة الزراعية لم يكن وليد

على أن إلغاء االستغالل االقتصادي و إنهاء " ، حيث ينص 1964إلى ميثاق الجزائر سنة

Page 112: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

83

ستعمارية الجديدة و نزع ملكية الرأسمال األجنبـي المـسيطر ال يكـون إال العالقات اال

بالثورة الزراعية، و اشتراكية وسائل اإلنتاج التي تمكن مـن القـضاء علـى الفوضـى

االقتصادية، و وضع تخطيط فعال و منسجم و مبني على المصالح الحقيقية للمجتمـع، و

.)1("آنذاك مشروعا يتضمن قانون الثورة الزراعيةتطبيقا لهذه الفقرة قدمت السلطة القائمة

19فنتيجة األوضاع السياسية التي عاشتها البالد خاصة الحدث المتمثل في انقالب

، حيث أدت هذه الظروف في مرحلة أولى إلى تأجيل البت في هذا المشروع 1965جوان

بينمـا فـي . حساسبحجة أن الظروف السياسية غير مالئمة لمناقشة مثل هذا المشروع ال

مرحلة ثانية أدت إلى إهماله من طرف مجلس الثورة و لم يبعث من جديد إال بعد صدور

المخطط الثالثي األول، حيث تم إعادة عرض مشروع قانون الثورة الزراعية فـي سـنة

1968.

و في نهاية المطاف تقرر تأجيل البت فيه إلى تاريخ غيـر محـدد و مـع مطلـع

مشروع ثالث للثورة الزراعية صادقت عليه السلطة و تـم صـدوره السبعينيات، عرض

. أرفق بميثاق الثورة الزراعية1971 نوفمبر 8بتاريخ

فهل وفق قانون الثورة الزراعية في إحداث التغيير الجذري على مستوى القطـاع

الزراعي، و هل استطاع أن يحدث القطيعة مع أساليبه السابقة؟

.يام الثورة الزراعيةدوافع ق: المطلب الثاني

إن الثورة الزراعية ضرورة اقتضتها حالة عدم المساواة في توزيع األراضي التي

تجلت في مستوى المعيشة المتدني للجماهير الريفية، و عدم اشتراكها في اآللة اإلنتاجيـة

.الزراعية للبالد

:)2(و تتمثل مجموعة المبررات للثورة الزراعية في العوامل التالية

:التوزيع غير المتساوي لألراضي .1

المساحة الصالحة للزراعـة و ) 1/3(إن مساحة األراضي المسيرة ذاتيا تقدر بثلث

هكتار و هي من أجود األراضي التي ) 2.266.000 = 6.800.000 × 1/3(المقدرة ب

.40 ص j0��8l 2005/، دار ا,m*!و�"� ,*<Z? و ا,�0ز��Q5 ،D ا,Q"',4، أز&� ا,#@/ر ا,4Y'E و &@Y?0/ت )1( .P"& 1627/ق ا,�Pرة ا,6را5"�، ص )2(

Page 113: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

84

كان يمتلكها المعمرون سابقا، فكانت هذه األراضي مجمعة في ضيعات متسعة المساحة، و

ر ما تكون مستصلحة على نسق عصري و مجهزة بمعدات هامـة و هـذه المـساحة كثي

عامل موسمي، حيث يبلغ مجموع 100.000 عامل دائم و قرابة 135.000موزعة على

. نسمة1.140.000األشخاص الذين يعيشون منها

هكتار، 4.533.000أما الثلثان اآلخران من المساحة القابلة للزراعة و المقدرة بـ

. شخص هم في سن العمل1.100.000 ماليين نسمة من بينهم 5يعيش منها ما يزيد عن ف

كما أن استغالل األراضي الخاصة يعاني من عدم المساواة، فيما يتعلـق بـشمال

.نجد الجدول التالي يوضح التباين في المساحة الزراعية للقطاع الخاص. الجزائر

)8(الجدول رقم

.ة في القطاع المسير ذاتياتوزيع المساحات الزراعي

من أراضي القطاع الخاص % عدد المزارع فئة المساحات الزراعية

%25 16.500 هكتار50أكبر من

%50 147.000 هكتار50 إلى 10ما بين

%15 114.000 هكتار10 إلى 5ما بين

%10 310.000 هكتار5أقل من

%100 587.500 المجموع

.1627الزراعية، ص ميثاق الثورة : المصدر

مـن % 3من خالل الجدول يتضح بأن كبار المستعملين الذين ال يمثلون سـوى

من المساحة القابلة للزراعة في حين أن المحرومين من % 25المجموع يملكون وحدهم

من نفـس تلـك % 10حد الكفاية و المتمثلين األكثر من نصف المستغلين ال يملكون إال

.المساحة

Page 114: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

85

:االستعمارمخلفات .2

قام المستعمر بتهجير الفالحين من أراضيهم الخصبة و طردهم إلى األراضي الجبلية

كالبيع للمعمرين و ( القاحلة عن طريق االضطهاد و الضغوطات المباشرة و غير المباشرة

، حيث قام المستعمر بمصادرة األراضي الجزائرية لفائـدة )تخلي عن األرض مقابل الديون

:األوروبيين أين استولى على ما يليالمعمرين

. هكتار365.000 عـــــلى 1860 إلى 1840من �

. هكتار517.000 عـــــلى 1880 إلى 1860من �

. هكتار243.000 عـــــلى 1900 إلى 1880من �

. هكتار200.000 عـــــلى 1920 إلى 1900من �

: الظروف غير المستقرة بالنسبة الستغالل األرض .3

ل األراضي ظروفا مضطربة و متباينة، فهناك عدد هام من المالكـين، ال يشهد استغال

يستغلون أراضيهم بأنفسهم و هم ال يهتمون بتحسين ظروف اإلنتاج الزراعي، أما المـستغلون

الفعليون لألرض فال يجدون أية فائدة في مضاعفة عملهم طالما كانت حالتهم في أكثر األحيـان

. ضمان يمكنهم من االستفادة من ثمرات جهودهمغير مستقرة و ليس لديهم أي

من المستغلين الزراعيين ال بد من إحداث تنظيم يمكنهم مـن % 70و حتى يتم تطوير حوالي

.الحصول على إعانة من الدولة

:محاربة ظاهرة التغيب عن األراضي بمختلف أشكاله .4

كتغيب شـخص عـن و يتم ذلك مع مراعاة الحاالت االستثنائية، مثل التغيب القصري

.أرضه نتيجة أدائه للخدمة الوطنية

:وجود عدد كبير من الفالحين ال يملكون أرضا .5

ألف فالح ال يملكون أرضا على اإلطالق و يعيشون من 500حيث هناك عدد كبير قدر بحوالي

.)1(العمل الزراعي المؤقت أثناء حمالت الحرث و الحصاد و جني المحاصيل

:امل على اإلنتاج الزراع من خالل الجدول التاليو يظهر أثر هذه العو

دو,� آ*"� ا,#*�م ا.102/د�� و أ�?و�Y دآ�0را9اY'(e/ت 4O ا,@U/ع ا,6را6Q,/C 45اF? و أu/ره/ �Ul b*5ر9، راkC زC"?ي، )1(

�>� ?F6اQ,18 ص،51996*�م ا,80""? =/&#� ا.

Page 115: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(ل الفترة الممتدة ما بين خالواقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

86

)9(الجدول رقم

.1966-1953المنتوجات الزراعية األساسية في الجزائر خالل الفترة

اإلنتاج الحبوب

القمح الصلب

خرطال الشعير القمح اللينحبوب أخرى

طبيعية المجموع

التبغ البطاطازرت الزيتون

السنة الخمور

ألف هكل ارألف قنط1953 7.954 3.053 7.225 1.148 197 19.577 2.423 295 289 18.288 1954 9.630 4.288 9.352 1.106 185 24.561 2.529 201 258 19.247 1955 9.261 3798 6.928 916 262 21.165 2.314 197 291 14.399 1956 10.891 4.466 10.227 974 264 26.822 2.400 82 227 18.619 1957 9.818 3.773 6.162 770 217 20.740 2.427 148 252 15.286 1958 8.295 3.033 7.836 476 211 19.851 2.331 123 184 13.827 1959 8.478 2.615 6.461 304 199 18.057 2.676 165 184 18.600 1960 11.625 3.466 8.470 492 196 24.249 2.594 152 199 15.850 1961 5.250 1.595 2.350 232 95 9.522 2.443 28 149 15.632 1962 11.757 3.302 7.977 - - - - - - 12.277 1963 12.682 3.214 6.911 164 82 23.053 2.062 85 - 12.575 1964 8.912 2.290 2.957 - - - - - - 10.477 1965 10.031 3.221 3.786 206 96 17.340 2.326 40 181 14.026 1966 4.815 1.485 1.297 65 99 7.761 1.701 43 172 6.821

Source :

- Annuaire statistique de l'Algérie 1964-1967, nouvelle série N°2, direction générale du plan et des études économique 1969, P74.

Page 116: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

87

:الخاص بالمنتوجات الزراعية األساسية) 9(تحليل الجدول رقم

معطيات هذا الجدول نستخلص أن اإلنتـاج الزراعـي يتميـز من خالل قراءتنا ل

بالتذبذب من سنة ألخرى، حيث نجد أن التباين في السنوات يكاد يكون كبيـرا، حيـث أن

الزراعة الجزائرية مرتبطة إلى حد كبير بالتقلبات المناخية من تساقط األمطار و درجـة

لزراعية في اختالف من سـنة إلـى فهذه العوامل جعلت إنتاج المواسم ا . إلخ...الحرارة

، حيث 1966أخرى، غير أننا نالحظ التراجع الكبير الذي حدث في اإلنتاج الزراعي سنة

ألف هكل، فهـذه 6.821 ألف قنطار بينما إنتاج الخمور 7.761وصل إنتاج الحبوب إلى

عـدم ، و هذا يؤكد علـى 1953المستويات من اإلنتاج لم تحققها الزراعة الجزائرية منذ

قدرة السلطات الجزائرية التحكم في استغالل هذا القطاع و عدم نجاعة السياسة المتبعة في

رفع مستويات اإلنتاج، حيث أن األراضي الجزائرية خالل مرحلة االستعمار كانت تنـتج

كميات معتبرة سواءا من الحبوب أو المنتوجـات الزراعيـة األخـرى، غيـر أن نفـس

ها من طرف الجزائريين أصحبت ال تستغل بنفس الطاقة السابقة، األراضي و بعد استغالل

إذ تراجعت كميات إنتاجها بشكل واضح، و هذا ما نجده فيما بعد يؤثر سلبا على الميـزان

ألـف 19.577 الذي قدر ب 1953فعند مقارنتنا إلنتاج الحبوب سنة . التجاري الزراعي

قنطار ندرك جيدا بأن العامل المؤثر ألف 7.761 حيث قدر ب 1966قنطار و إنتاج سنة

على هذه المستويات ال يتمثل فقط في الظروف المناخية، بل مرتبط أساسا بآلية االستغالل

التي فرضها نظام التسيير الذاتي و عدم قدرة الدولة التحكم فـي المؤسـسات الزراعيـة

.المسيرة ذاتيا

ألف 13.827ئر يتراوح ما بين أما بالنسبة إلنتاج الخمور فبعدما كان إنتاج الجزا

أصـبح يتـراوح خـالل الفتـرة 1961-1953 ألف هكل خالل الفترة 19.247هكل و

ألف هكل6.821 ألف هكل و 14.026 ما بين 1962-1966

و قد ال يطرح هذا التباين إشكاال كبيرا عندما نعلم سياسة الجزائر آنـذاك اتجـاه

ذا المنتوج اتجاه فرنسا و دول أوروبية أخرى، الخمور و األزمة التي حدثت في تصدير ه

Page 117: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

88

بحيث الجزائر على التخلص من عدد كبير من مزارع الكـروم و تعويـضها بزراعـات

. أخرى

.مفهوم و أهداف الثورة الزراعية: المطلب الثالث

الثورة الزراعية تختلف من حيث المفهوم و األهداف عن التسيير الذاتي، و كانت

القانوني، حيث ظهرت في شكل قانون يتضمن الكيفيات و األهداف ترتكز على الجانب

.المراد تحقيقها

:مالمفهو -1

أمام جملة النقائص المسجلة على مستوى نظام التسيير الذاتي و النتائج السلبية التي

رافقت تلك المرحلة، كان البد للدولة من التدخل لتنظيم القطاع الزراعي المتضمن إصالح

و عندما . رية للملكيات الزراعية في إطار كلي تجسد في معالم الثورة الزراعية البنية العقا

نتحدث عن الثورة الزراعية، فإنه من البديهي التكلم بمصطلح قانون الثـورة الزراعيـة،

.حيث شمل هذا القانون المحاور الكبرى لإلصالحات

وضع ضـوابط و فالقانون بمفهومه العام، هو عبارة عن عملية تقنين الغرض منها

فنجد أن قانون الثـورة ) التنظيم السلبي (تنظيمات نسير عليها حتى ال نصل إلى الفوضى

.الزراعية لم يخرج عن هذا المفهوم العام

فالبعض يعرفه على أنه تشريع ينظم ملكية األرض و طرق و وسائل استغاللها للحـصول

.)1(على عوائدها

الزراعية هو ذلك اإلطار المحدد للكيفيات و و نستخلص مما سبق أن قانون الثورة

مختلف اإلجراءات و الضوابط التي يتعين على القطاع الزراعي السير وفقها و االلتـزام

حتى يضمن استغالل أكثر عقالنية لألرض و كافة المـوارد الزراعيـة، حتـى . بتنفيذها

بمثابة تقنـين لعمليـة و بمفهوم أدق هو . يتسنى رفع مستوى اإلنتاج و اإلنتاجية الزراعية

��ن ا,�Pرة ا,6را5"�، ص )1(/4 2O ات?W/%& ،45 5$? )!وق.

Page 118: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

89

ثورية ترمي إلى إزالة النظام و الهياكل القديمة، و وضع النظام و الهياكل الجديـدة فـي

.)1(إطار تحقيق تحوالت أساسية في عالم األرياف

:و في األخير نقول أن قانون الثورة الزراعية هو

جذري لملكية عملية إصالح ذات طابع سياسي و اقتصادي و اجتماعي قصد إحداث تغيير

)2(.األرض و طرق و وسائل استغاللها مع إقامة عالقات إنتاج جديدة

:أهداف الثورة الزراعية -2

:يمكن إيجاز أهداف الثورة الزراعية فيما يلي

القيام بتوزيع عادل و فعال لوسائل اإلنتاج الزراعي، و أولـى هـذه الوسـائل -

.دةالهامة هي األرض من خالل إحداث بنية عقارية جدي

.تحقيق الظروف المناسبة لتنمية و تطوير األرياف -

.إدماج الفالحين في مجهود تنمية البالد -

.تخصيص األرض للفالحين الذين ال يملكون األرض -

.تصفية آثار االستعمار و القضاء على االستغالل بكل أشكاله -

.البنية العقارية الفالحية في ظل الثورة الزراعية: المطلب الرابع

اهتمام الثورة الزراعية ارتكز بالدرجة األولى على األرض باعتبارهـا المـادة إن

األولية للقطاع الزراعي و العمود الفقري الذي تبنى عليه السياسات الزراعيـة، فـالثورة

الزراعية تستهدف تغيير و تطوير البنيات العقارية القائمة، و خلـق ظـروف و هيكلـة

.ت أبعاد التنمية الزراعيةعقارية زراعية تتماشى و متطلبا

فانصبت الثورة الزراعية على معالجة مشكلة األرض و نظام توزيعهـا، و بـذلك

أراضـي العمـوم التابعـة للبلـديات أو " نجد أن هذا القانون قسم أنواع األراضي إلـى

��ن ا,�Pرة ا,6را5"�، ص )1(/4 2O ات?W/%& ،46 5$? )!وق. .79، ص &?=�Y BC/� D;"> آ$/ل، )2(

Page 119: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

90

المؤسسات الدينية، و أراضي البور القابلة لالستصالح، و أراضي المتغيبين و األراضـي

.)1("تجاوز مساحتها الحد األقصىالتي ت

: أراضي العرش و البلديات و األوقاف -1

المتـضمن قـانون الثـورة 1971 نوفمبر 8 المؤرخ في 73-71بموجب األمر

منه التي تنص على إحداث صندوق وطني للثورة الزراعيـة 18الزراعية و طبقا للمادة

)2(:يتكون من

.اعةأراضي البلدية الزراعية أو المعدة للزر - أ

األراضي الزراعية أو المعدة للزراعة و العائدة ألمالك الوالية أو الدولة، بما فيها - ب

األراضي الزراعية أو المعدة للزراعـة و التابعـة للمـشروعات أو المؤسـسات

.العمومية، باستثناء األراضي المخصصة للبحث و التعليم

ج و تحويل اإلنتاج و تعبئته، األراضي الزراعية أو المعدة للزراعة و وسائل اإلنتا - ت

.و المؤممة طبقا لهذا األمر

.أراضي العرش الخاصة بالزراعة - ث

األراضي الزراعية أو المعدة للزراعة و المتروكة و ال أصحاب لها، أو ال وارث - ج

لها بعد قفل عمليات الثورة الزراعية في البلديات التي تقع هـذه األراضـي فـي

.نطاقها

البلديات الزراعية باستثناء أراضي األوقاف من أراضـي تعتبر أراضي العرش و

الدرجة الثانية أو الثالثة من حيث الخصوبة، و يقع أغلبها في الجبال و المنحدرات بمناطق

الهضاب العليا، و قد بقي استغاللها يتسم بالطابع الريعي و يجري بصورة عرفية متوارثة

، و لقد ظـل )3(ن أو فالحين صغار في شكل حيازات صغيرة من طرف فالحين محرومي

.337، ص &?=jC <8YBC/� D*�ل، )1( . 19، ا,$/دة 1971��0C 30?+$O/ر�x 97ا,#!د ا,Q?�!ة ا,?�$"� )2( .BC/� D=?&20، ص راkC زC"?ي، )3(

Page 120: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

91

هذا النوع من األراضي مهمال و تدهورت قدرته على اإلنتاج بسبب نقص التجهيز و عدم

.القدرة على االستثمار نتيجة ضعف دخول صغار الفالحين و انعدام قدرتهم االدخارية

و تم ضم هذه األراضي إلى األمالك الوطنية عن طريق الصندوق الوطني للثـورة

50.040 هكتار و وزعت علـى 770.756زراعية، حيث قدرت المساحة المدمجة ب ال

.)1(مستفيدا

هكتارا و ال يوجد من بينها سـوى 730.756 توزيع 1973و لقد تم حتى جويلية

كانت إما %98 هكتار من األراضي كانت موضوع تبرعات، حيث الباقي يمثل 14.000

هكتارا، و أما أراضـي 536.054ولة، و هي تبلغ أراضي بلدية أو تابعة للواليات أو الد

هكتارا، و أما أراضي الجماعات العمومية األخرى و هي 8.329الوقف العمومي و هي

، و هذا مخالفا لما جاء به قانون الثورة الزراعية الذي ينص على أنه )2( هكتارا 172.367

، و تمكنهم مـن تحقيـق ستثبت حقوق صغار الفالحين الذين يستغلون هذه األراضي حاليا

. عليها و استغاللها بشكل إنتاجي أوفرتاالستثمارا

:أراضي البور القابلة لالستصالح -2

: من األمر المتضمن الثورة الزراعية كما يلي70لقد حددت المادة

و تضم مساحات أراضي الـسقي أو أراضـي البـور رالمناطق المعدة لالستثما "

المساحات التي تقوم الدولة بإنجاز أشغال التجهيز الجماعي المعدة للزراعة، أو بصفة أعم

)3(..."عليها أو تتوقع إنجاز هذه األشغال أو تهيئة األراضي الزراعية

فالدولة على مستوى هذه األرض هي التي تتولى عمليتـي تمويـل استـصالح و

ـ دة تجهيز هذه األراضي و عملية اإلشراف عليها، لكنها بعد ذلـك تنـسحب عنهـا لفائ

المستفيدين الذين سيشكلون فيما بينهم تعاونية من تعاونيات اإلنتاج، و هذه األراضي شأنها

شأن األراضي العمومية، فهي تضم األمالك الوطنية عن طريق الصندوق الوطني للثورة

.الزراعية، و يتم إعادة توزيعها على المستفيدين الذين يحددهم القانون

.21راkC زC"?ي، &?=BC/� D، ص )1( .�j*C <8Y 338ل، &?=BC/� D، ص )2( .70، ا,$/دة �E: ا,$?=D ا,BC/8 97 ا,Q?�!ة ا,?�$"� ا,#!د )3(

Page 121: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

92

: لخاصةهيكلة الملكيات الزراعية ا -3

نالحظ من خالل تشريع نظام التسيير الذاتي أنه ارتكز بالخصوص على الملكيـات

الزراعية العمومية و لم يولي اهتماما بتنظيم الملكيات الزراعية الخاصة، ما عدا تلك التي

تم وضعها تحت حماية الدولة، مما أسفر عن اختالل في النظام اإلنتاجي الخاص، حيـث

عائقا أمام تنمية و تطوير القطاع الزراعي حيث انعكس ذلك سلبا علـى كان هذا االختالل

قطاع الفالحة ككل نظرا للنسبة العالية التي يمتلكها القطاع الخاص من األراضي الصالحة

و لقد كانت هـذه النقـائص . من إجمالي األراضي الزراعية 2/3للزراعة و المقدرة ب

نون الثورة الزراعية، غير أن أداة الدولة في التكفـل بمثابة الدوافع التي أدت إلى نشوء قا

إلى غاية جـوان 1973بتنظيم الملكيات الزراعية الخاصة و الذي كان ابتداءا من جوان

: في اإلجراءات التالية1975

:تأميم أراضي المتغيبين -3-1

لقد أدى تفشي ظاهرة التغيب الجزئي و الكلي للمالك الزراعيين عـن أراضـيهم

تعددة إلى ترك مساحات زراعية كبيرة دون استغالل أو استغالل غيـر كـاف، ألسباب م

نتيجة عملية التأجير التي كان يقوم بها مالك المساحات الشاسعة و الذي كان معظمهـم ال

يمتهنون مهنة الفالحة، فكان من الضروري القضاء على هذه السلوكات غير المنتجـة و

-71لقطاع الزراعي، فقررت الدولة بناءا على األمـر التي كانت تمثل عائقا أمام تنمية ا

المتضمن الثورة الزراعية، تأميم األراضـي المتغيـب 1971 نوفمبر 8 المؤرخ في 73

يلغى حق الملكية في كـل أرض زراعيـة أو " منه أنه 28عنها مالكها فجاء في المادة

هذا األمر، و مع مراعاة معدة للزراعة، بالنسبة لكل مالك ال يقوم باالستغالل حسب أحكام

تؤمم األرض المعنية على الوجه المـذكور بتمامهـا، ... االستثناءات المنصوص عليها

.)1("لفائدة الصندوق الوطني للثورة الزراعية

.28 ، ا,$/دة �E: ا,$?=D ا,97BC/8 ا,Q?�!ة ا,?�$"� ا,#!د )1(

Page 122: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

93

حيث جعل هذا القانون الحيازة و االنتفاع غير كافية لبقاء و استمرار الملكية، بـل

و الشخصي لألرض، ووجب على المالك أن يفلـح يتعين على المالك االستغالل المباشر

هذه األرض بمفرده أو ربما بمساعدة أقاربه المباشرين و أن يتخذ من نـشاطه الزراعـي

مهنة، و أن يعيش أساسا على اإليراد المتأتي من هذا النشاط، حيث أظهـرت التحقيقـات

مستغلة إما كليـا أو التي أعدتها وزارة الفالحة في تلك اآلونة ببقاء مساحات شاسعة غير

جزئيا بسبب عدم استغاللها مباشرة من طرف مالكها، حيث تدهورت وضـعيتها نتيجـة

إهمالها لفترات طويلة و أخرى مستغلة بأقل التكاليف، وعدم إدخال التحسينات عليها مـن

طرف المستأجرين، ألنهم يهتمون بالدرجة األولى باإليراد الذي توفره تلك األراضي على

فقـررت . ى القصير، حيث نجد أن نظرتهم تختلف عن نظرة المالك الحقيقي لألرض المد

الدولة في إطار تطبيقها للثورة الزراعية في مرحلة ثانية اعتبار كل مالك ال يستغل أرضه

.بنفسه متغيبا و تؤمم أرضه

، يعد مالكا 1971 نوفمبر 8 المؤرخ في 73-71 من األمر 30و لقد حددت المادة

:)1(تغل على وجه الخصوصغير مس

كل مالك يعهد باستغالل أرضه خالل السنة الزراعية إلى شـخص أو عـدة أشـخاص −

.آخرين مقابل ريع أو أجرة نقدية أو عينية

.كل مالك يتخلى عن استغالل أرضه طيلة مدة سنتين زراعيتين متعاقبتين على األقل −

ائل اإلنتاج المرتبطة بها، و يعهد و هكذا فإنه يتم تأميم المالكين المتغيبين و كذا وس

باستغاللها إلى العمال الموجودين فيها و الفالحين الذين ال يملكون األرض، إال أنه هنـاك

)2(:حاالت استثنائية خاصة ال يسري عليها هذا القانون و هي

حالة الملكية لمساحة صغيرة جدا اضطر أصحابها للبحث عن مـوارد تكميليـة •

.را لضعف مستوى معيشتهمخارج مزرعتهم، نظ

�E: ا,$?=D ا,C/8 97 ا,Q?�!ة ا,?�$"� ا,#!د )1(B 30، ا,$/دة. .P"& 1630/ق ا,�Pرة ا,6را5"�، ص )2(

Page 123: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

94

حالة بعض المالك الذين اضطروا لترك أراضيهم إثر الحـرب و السـيما فـي •

.مناطق الحدود

الـشيوخ و العجـزة و النـساء و (حالة األشخاص العاجزين عن خدمة األرض •

).األيتام الصغار

:تحديد الملكيات الزراعية الخاصة -3-2

ي القطاع الخاص كإجراء للقضاء على لقد جاء تحديد الملكيات الزراعية الكبيرة ف

الملكيات الواسعة التي انتشرت في العشرية السابقة بـسبب إهمـال التنظيمـات للقطـاع

الزراعي الخاص، حيث سجل على مستوى هذه الملكيات تدهور مـورد األرض و عـدم

تحقيق االستغالل األمثل نتيجة شساعة الملكيات و عدم قدرة أصحابها على الـتحكم فـي

فهي تزيد عن طاقة استغاللهم الفعلية، باإلضافة إلى عامل آخر و المتمثـل . دارة شؤونها إ

في أن أصحاب هذه الملكيات الكبيرة كانوا يسندون استغالل ملكياتهم إلى صغار الفالحين

.عن طريق اإليجار أو االستغالل بالنصف، مما تولد عليه تراجع إنتاجية هذه الملكيات

ة المباشرة بين المالك و األرض تـم تحديـد الملكيـات الزراعيـة و تأكيدا للعالق

:)1(الخاصة تحديدا كيفيا يعتمد على المعايير التالية

" لقد جاء في المادة الثانية من قانون الثورة الزراعية أنه : معيار القدرة على العمل - أ

، و ال حق في األرض للمالكين الزراعيين الذين ال يساهمون فعليـا فـي اإلنتـاج

...يسقط حق كل مستغل سواء كان مالكا أو غير مالك يهمل فالحة أرضه

تحدد مساحة األمالك الزراعية على أساس أنها ال تتجاوز طاقة عمـل المالـك و

)2(".عائلته، و إنما تسمح له بإنتاج دخل كاف إلعالتها

من خالل هذه المادة نجد أن المعيار األول في تحديد المـساحة الزراعيـة

يكمن أساسا في مدى قدرة المالك على استغالل أرضه، فإذا لم يكن قـادرا علـى

استغاللها بشكل جيد و فعال يسمح له بالمساهمة الفعلية في اإلنتاج الزراعي، فهنـا

.62 5$? )!وق، &?=BC/� D، ص )1( .02ا,$/دة �E: ا,$?=D ا,BC/8 97 ا,Q?�!ة ا,?�$"�، ا,#!د )2(

Page 124: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

95

يسقط حقه في الملكية ألنه ترتب عن ذلك إهمال و عدم استغالل األرض، في حين

ه يعمل على ضمان االستغالل الجيـد و أن قانون الثورة الزراعية من خالل مبادئ

الفعال لألرض، و بذلك فإنه يسمح للمالك بامتالك مساحات زراعية تتوافـق مـع

).المالك و عائلته(طاقة عملهم

و من خالل مالحظتنا لهذا المعيار، نجد أنه معيار نسبي و غير دقيق، كونه

، فقدرة العمل تختلف يصعب تحديد طاقة العمل باعتبارها مرتبطة بالعنصر البشري

من فرد آلخر و من عائلة ألخرى و كذلك من منطقة ألخرى، كون أن هذه القدرة

تتضمن جوانب فيزيائية و أخرى فنية، ضف إلى ذلك أن هذا العمل تختلف نوعيته

.إذ ما كان عمل يدوي أو آلي

.الكو بذلك يبقى هذا المعيار نسبي في تحديد المساحة الزراعية القابلة لالمت

الشرط األساسي الذي يجب توفره في هذا المعيار هو أنه يجـب أن : معيار الدخل - ب

تكون هذه الملكيات المحددة قادرة على إنتاج مداخيل تلبي احتياجات أفرادها، حيث

وإنما تسمح له بإنتـاج دخـل " ... من قانون الثورة الزراعية ) 2(نجد في المادة

هذه الملكية المرخص لصاحبها بامتالكهـا أن ، حيث يجب على )1("كاف إلعالتها

تكون قادرة على إعالة المالك و عائلته و تلبي احتياجاته الـضرورية و ال تدفعـه

.ألن يعمل عمال إضافيا خارج مزرعته

غير أن هذا المعيار هو كذلك معيار نسبي يصعب تحديده، كون أن الـدخل

تعمل عملها في تحديد مـستويات مرتبط بمجموعة من المتغيرات االقتصادية التي

الدخل، و المتمثلة خاصة في سياسة األسعار التي بدورها تحكمها مجموعة عوامل

كاألجور، الضرائب، و معدالت التضخم، خصوصا و أن هذا القانون في تحديـده

مرجعا لتحديده، ) المسير ذاتيا (للدخل قد أخد دخل العامل في القطاع الفالحي العام

)2(. أراضي هذا القطاع و اإلمكانيات المتطورة التي يمتلكهانظرا لجودة

�E: ا,$?=D ا,BC/8 ا,$/دة 97 ا,Q?�!ة ا,?�$"�،ا,#!د )1( 02. .�Y 81;"> آ$/ل، &?=BC/� D، ص )2(

Page 125: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

96

يعد هذا المعيار أكثر المعايير موضـوعية، بحيـث يمكـن : معيار نوعية األرض - ت

معاينة العوامل المعتمدة في تحديد نوعية األرض، من حيث الجودة و المردودية و

مل الغرس و عامل المتمثلة أساسا حسب قانون الثورة الزراعية في عاملين هما عا

أن مساحة كل ملكيـة " من قانون الثورة الزراعية 65و لقد نصت المادة . السقي

خاصة زراعية أو معدة للزراعة، تقع تحت التحديد ضمن كل ناحية تطبـق فيهـا

الثورة الزراعية بشكل يكون فيه الدخل األدنى لكل عائلة متوسط تعيش فقـط مـن

250عائلة مستخدم في مزرعة مسيرة ذاتيا، يعمـل إيراد معادل لثالثة أمثال دخل

)1(".يوما في العام

و لقد جعل المشرع دخل القطاع المسير ذاتيا دخال مرجعيا لقياس الدخل في القطاع

الخاص، كون أن القطاع المسير ذاتيا يتوفر علـى جـودة األرض و التقنيـات الحديثـة

.المستخدمة في نمط االنتاج

3.000 في القطاع المسير ذاتيا، يقدر بــ 1971مل في سنة و لقد كان دخل العا

9.000=3×3.000(دج سنويا، و بذلك يكون الدخل األدنى في القطاع الخاص مساويا لـ

).دج

.ولدينا الجدول التالي يوضح الحدود الدنيا و القصوى لتحديد الملكية

.ي القطاع الخاصحدود الملكية الزراعية حسب نوعية األرض ف )10(الجدول رقم

.هكتار: الوحدة

احد األقصى الحد األدنى نوعية األراضي

: أراضي غير مغروسة- 05 0,5 . مسقية-1 110 5,0 . غير مسقية-2

: أراضي مغروسة- 35 إلى 3,5من 10,5 إلى 1,5من . مسقية-1 45 إلى 4,5من 11,5 إلى 4من . غير مسقية-2

.24 زبيري، مرجع سابق، صرابح: المصدر

.65 ، ا,$/دة �E: ا,$?=D ا,97BC/8?�$"�، ا,#!د ا,Q?�!ة ا, )1(

Page 126: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

97

مـسقية و (غير أننا نالحظ أن معيار نوعية األرض ال يقتصر على هذين العاملين

، بحيث تتدخل عوامل أخرى و ذات داللة أكثر في تحديد نوعية األراضـي، )غير مسقية

مثل طبيعة مكونات التربة باإلضافة إلى نوعية التربة و موقع هذه األراضي من السوق و

.ها من المناطق ذات معدالت األمطار المرتفعةموقع

.تقييم سياسة الثورة الزراعية و أثرها على القطاع الزراعي: المطلب الخامس

إن الكثير يعتقد بأن الثورة الزراعية هي إصالح شامل للقطاع الزراعي، غيـر أن

وجـه حقيقة األمر أن الثورة الزراعية لم تكن إال إصالحا جزئيا، حيـث شـملت علـى

الخصوص القطاع الزراعي الخاص الذي تم إهماله من خالل نظام التسيير الذاتي، كما أن

نظام الثورة الزراعية لم يلغي نظام التسيير الذاتي بل أصبح يسير جنبا إلى جنـب معـه،

فالنقائص التي تم تسجيلها على مستوى المزارع المسيرة ذاتيا بقيت موجودة حتى في ظل

ة كما أن هذه األخيرة أسفرت عن جملة من السلبيات، و يرى الكثير مـن الثورة الزراعي

:الباحثين من خاللها فشل نظام الثورة الزراعية و المتمثلة أساسا في

إن إجراءات الثورة الزراعية من تحديد و تأميم ألراضي القطاع الخـاص لـم -

. الفالحـي تتمكن من التأثير بشكل كبير على هيمنة القطاع الخاص على العقار

، و هذا يعنـي أن )1( من المساحة الكلية للزراعة %58,9حيث بقي يشغل نسبة

، و % 41,1قطاع التسيير الذاتي وقطاع الثورة الزراعية ال يمتلكان إال حوالي

هذا يجعلنا نستخلص عجز الدولة في القضاء على الفجوة الموجودة بين القطاع

.الخاص و العام

ر الذاتي و نظام الثورة الزراعية لم يؤديا إلى تغيير البنية إن كل من نظام التسيي -

العقارية الفالحية، حيث تبقى الدولة هي المالكة لحق الرقابة و العمال لهم حـق

من قانون الثورة الزراعية أن األراضي 22االنتفاع فقط، حيث جاء في المادة

و هي غير قابلـة . الملحقة بالصندوق الوطني للثورة الزراعية هي ملك للدولة

للتصرف و ال لالكتساب عن طريق التقـادم و ال يجـوز التنـازل عنهـا أو

.�Q5 80 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q، ص )1(

Page 127: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

98

فمن خالل هذا نجد أن األراضي الموزعة على المستفيدين في إطار , )1(حجزها

الثورة الزراعية ال يختلفون عن المستفيدون من المزارع المسيرة ذاتيا، و هـذا

يستخلصوا العبرة من نظـام التـسيير يعني أن المسؤولون عن هذا القطاع لم

الذاتي، وقاموا بتكرار نفس العملية و في حقيقة األمر لم يكن هنـاك إصـالح

.للبنية العقارية الفالحية

:الثورة الزراعية أدت إلى إنشاء نوعين من التعاونيات سميت ب -

).CAPRA(تعاونيات الثورة الزراعية اإلنتاجية �

).CAPSI(لخدمية تعاونيات الثورة الزراعية ا �

إال أن . و هذه التعاونيات كانت تقترب في مفهومها من المزارع المسيرة ذاتيـا

ما تم تسجيله على مستوى هذه التعاونيات التوزيـع غيـر العـادل لحـصص

.المستفيدين مما أدى إلى تباين مداخيل هذه التعاونيات

ي، و بناءا علـى عملية توزيع األراضي على المستفيدين تميزت بطابعها النظر -

اإلحصائيات النظرية المسجلة تمت عملية التوزيع دون المعاينة الفعليـة لهـذه

األراضي خاصة و أنها لم تكن كلها أراضي جاهزة للعملية اإلنتاجية، الـشيء

.الذي أدى ببعض المستفيدين إلى القيام بعملية االستصالح

حديد غير الدقيق لها، األمـر غياب الحدود المادية ألراضي التعاونيات نتيجة الت -

الذي أدى إلى نشوب العديد من النزاعات بين التعاونيات نفسها من جهة و بين

.التعاونيات و القطاعات األخرى المجاورة لها من جهة ثانية

اختالف مساحة الفالح العام عن مساحة الفالح الخـاص، فالمـستفيد ضـمن -

كتارا، بينما تحدد مـساحة الفـالح ه 20تعاونية الثورة الزراعية يمنح مساحة

.)2( هكتارا50الخاص ب

تبين أن المساحة التي أممت من القطاع الخاص لم يتم توزيعهـا كليـا علـى -

و %75,37 ب 1982فقدرت نسبة التوزيع إلى غاية شهر جويلية . المستفيدين

��ن ا,�Pرة ا,6را5"�71/73 &> اI&? 22 ا,$/دة )1(/2 <$p0$,ا . .21 راkC زC"?ي، &?=BC/� D، ص )2(

Page 128: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

99

من األراضي غير مـستغلة طيلـة %24,63هذا ما يعني بقاء نسبة تقدر ب

.1982-1973 العشرية

هكتار من القطاع الخاص الذي انخفـضت 1.458.260اقتطاع مساحة قدرها -

هكتار 4.379.900 إلى 1971 ه قبل إصالح 5.838.160مساحة أراضيه من

.1983)1(عام

إن قانون الثورة الزراعية يمنح للمالك المؤممة أراضيهم ميزة االختيـار فـي -

لى أن أغلب المالك يحتفظون باألراضـي األراضي المراد االحتفاظ بها، أدى إ

الجيدة من حيث النوعية و الموقع الجغرافي، و ما يترتب عن هـذا أن معظـم

األراضي المؤممة هي أراضي رديئة و بعضها غير قابل لالستغالل مباشـرة،

.بل يتطلب عملية تهيئة و استصالح

عاف عالقتـه إضفاء صفة العامل على الفالح، حيث أدت هذه الصفة إلى إض -

المقدسة باألرض، إذ أن اآلليات القانونية التي وضعتها الثورة الزراعية لتقوية

هذه العالقة لم تشبع رغبته في البقاء في األرض، بل جعلته في بحث مـستمر

.عن عمل آخر يحقق له أكبر منفعة اقتصادية

و أجور حيث كان هناك تباين في األجور الممنوحة في قطاع الثورة الزراعية

العمال في القطاعات االقتصادية األخرى، و هذا دفع بالكثير مـن المـستفيدين

إلى التنازل التدريجي عن عضويتهم في تعاونيات الثورة الزراعية لفائدة المهن

و يتضح ذلك . الصناعية و التجارية األكثر مردودية من قطاع الثورة الزراعية

:من خالل الجدول التالي

)1( ONS annuaire statistique de l'Algérie N° 14, P 144 et collections statistiques N°28 P 46.

Page 129: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

100

)11( رقمالجدول

.1976التنازالت عن اإلستفادات لسنة

الواليةالمرحلة األولى من تطبيق

الثورة الزراعيةالمرحلة الثانية من تطبيق

الثورة الزراعية / 708 سيدي بلعباس

413 632 البليدة 33 308 لغواط 296 326 مستغانم 63 152 وهران 230 30 أم بواقي 06 30 مسيلة 68 36 سطيف 35 92 تيزي وزو

.81عجة الجياللي، مرجع سابق، ص: المصدر

من خالل هذا الجدول و العدد الكبير للتنـازالت عـن اسـتفادات الثـورة

الزراعية، نستخلص التراجع الكبير الذي حدث في هذا القطـاع، و كـذلك فـشل

، فجـاء )أراضي الدولة (سياسة الثورة الزراعية في تثبيت الفالحين في أراضيهم

هذا التنازل كرد فعل على الصعوبات االجتماعية و الـسياسية و المناخيـة التـي

واجهت المستفيدين أثناء مباشرتهم لعمليات االستغالل الفعلي لألراضي الممنوحـة

.لهم، و التي كان معظمها من الدرجة الثانية أو الثالثة من النوعية و الموقع

و التي كانت تهدف إلى تقليص نفـوذ مقاومة القطاع الخاص إلجراءات التأميم -

القطاع الفالحي الخاص و تخفيض نسبة المساحة الصالحة للزراعة لـه، إذ أن

قرار التأميم لألسباب الواردة في قانون الثورة الزراعية و قرار تحديد الملكيـة

بسبب عدم القدرة على االستغالل المباشر من طرف المالك للعقار، لم تكن هذه

بنية على دراسة تحليلية تشخيصية لواقع الملكيات العقارية الزراعية القرارات م

و إنما كانت عبارة عن أحكام مسبقة واجبة التنفيذ، مما نتج عنه فيما بعد بروز

عدة تظلمات من طرف المالكين نتيجة غياب المعاينة الفعلية و الميدانية، و هذا

.د للملكياتمثل عقبة أمام تنفيذ إجراءات التأميم و التحدي

Page 130: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

101

12.312 إلـى 1978 جوان 30و لقد وصلت مجموعة الطعون المرفوعة في

، و هذا يوضح االضطراب الذي )1( قرار طعن 11.704طعن تم بشأنها إصدار

كان سائدا في قطاع الثورة الزراعية، و الفوضى في تنفيذ اإلجراءات و عـدم

ظهرت في تلك اآلونـة كما. قدرة الدولة السيطرة على نظام الثورة الزراعية

بعض السلوكات غير المشروعة ألعوان الدولة على مستوى مجالس البلديـة و

. إلى اإلعالن عن تطهير هذه المجالس1976الوالية مما دفع بالدولة سنة

من خالل تحليلنا لمرحلة الثورة الزراعية، نجد أن هذه المرحلة عرفت العديد مـن

تناقض الشديد بين النصوص التنظيمية التي حددها قـانون االنحرافات، يتمثل أهمها في ال

و لقد كان لهذا التناقص أثر سلبي كبير على نمو . الثورة الزراعية، و الميادين التطبيقية له

و تطور القطاع الفالحي، مما أدى إلى انحراف قانون الثـورة الزراعيـة عـن أبعـاده

تسجيل تحسن طفيـف فـي مـستوى التنموية، وعدم تحقق األهداف المرجوة منه، رغم

اإلنتاج الفالحي، و الذي يرجع أساسا إلى مالئمة الظروف المناخية و ليس إلـى تحـسن

.مردودية القطاع الفالحي

لم يلقي " األرض لمن يخدمها "و المالحظ كذلك أن مبدأ الثورة الزراعية المتمثل في

ة الفالح فـي امـتالك األرض صدا واسعا لدى الجماهير الريفية، بحيث لم يستجيب لرغب

التي يزرعها، و من ثم تالشت أحالم المجتمع الريفي في تحقيق التقدم و الرقـي مـا دام

.الفالح بقي عامال أجيرا لدى الدولة بشكل أو بآخر

و هذا يجعلنا نستفسر عن الفرق بين التسيير الذاتي و الثـورة الزراعيـة، و هـل

الذاتي أخذت بعـين االعتبـار فـي نظـام الثـورة المشاكل المطروحة في نظام التسيير

الزراعية؟، إال أننا نعتقد أن كل من النظـامين كانـت تطبعهمـا النزعـة الـسياسية و

سنة من اإلصالحات إن صحت تـسميتها 20اإليديولوجية االشتراكية، و بذلك بعد حوالي

.لم يتم إحراز تطور على مستوى القطاع الزراعي

الثمانيات كفيلة بحل مشاكل القطاع الزراعي و تطويره ؟فهل إصالحات عشرية

.�Q5 87 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q، ص )1(

Page 131: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

)1980-1962(خالل الفترة الممتدة ما بين واقع اإلصالحات العقارية في القطاع الفالحي الجزائري : الفصل الثالث

102

:الخالصة

اإلصالحات العقارية في الجزائر التي مست القطاع الزراعي اتـسمت بالتبـاين و

العفوية، و غابت فيها الرؤية المعمقة والتقييم الفعلي ألوضاع القطاع الزراعـي، حيـث

لم تدع لها الوقت للدراسة و التقيـيم، و وجدت الجزائر نفسها بعد االستقالل أمام أوضاع

ذلك نتيجة هجرة المعمرين و تركهم لألمالك الزراعية دون تسيير أو إدارة و خوفا مـن

عمليات النهب و السرقة التي بدأت تعرفها بعض ممتلكات المعمرين، كان هـذا الوضـع

يته و مواصـلة يحتم على السلطات الجزائرية التكفل بأي شكل بهذا اإلرث و محاولة حما

.عملية استغالله، و كان هذا أكبر التحديات التي واجهت الجزائر آنذاك

لتأتي بعد ذلك مرحلة نظام الثورة الزراعية التي كان يغلب عليها الطابع السياسي،

لتكون إلى جنب نظام التسيير الذاتي، حيث لم تلغي النظام المعمول به سابقا و هذا ما زاد

إذ وضعت القطاع الزراعي الجزائري في تجربة جديدة دون الرجـوع من عدم فعاليتها،

حيث نتج فـي . إلى تقييم النظام السابق أو تحديد معالم أدائه في ظل نظام الثورة الزراعية

.تلك الفترة أشكال متعددة للبنية العقارية الفالحية

Page 132: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

105

1980وصصة القطاع الفالحي العمومي بعد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخ

Page 133: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

106

:تمهيد

بعد سلسة اإلصالحات التي شهدها القطاع الفالحي الجزائري، و عدم نجاعتها في

تنمية و تطوير إنتاجية القطاع و في إطار سلسلة اإلصالحات التي مست كافة قطاعات

ع التي واكبت استقاللية االقتصاد الوطني، جاءت اإلصالحات الرامية إلى خوصصة القطا

المؤسسات في القطاع الصناعي، و باشرت هذه اإلصالحات عملية إعادة الهيكلة من

خالل قانون االستصالح، لتليها بعد ذلك إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية من خالل قانون

، حيث تضمن هذا اإلصالح عملية خوصصة أرادت من خاللها الدولة التخلص 87-19

القطاع الفالحي الذي ظل يتدحرج من وضع سيئ إلى أسوء دون نتائج ايجابية من عبئ

.تكون في مستوى تطلعات الحكومة

Page 134: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

107

:المبحث األول

.إعادة هيكلة القطاع الفالحي العمومي االشتراكي

:تمهيد

إن القطاع الفالحي الجزائري شهد منذ االستقالل و إلى غاية نهاية السبعينيات

الحات أحادية الجانب كان يطغى عليها بعد إيديولوجي سياسي أكثر منه اقتصادي و إص

اجتماعي، في حين أن المجتمع الريفي الجزائري غداة االستقالل كان بحاجة إلى نظام

زراعي تمزج فيه جميع األبعاد في آن واحد، خاصة و أن القطاع الفالحي يقوم على

لعنصر البشري و كالهما يصعب التحكم فيه، ولذلك عاملين أساسيين هما، األرض و ا

فإنه عند انتهاج أي إصالح البد من مراعاة العالقة التي تربط الفالح باألرض و التي هي

.أساس تطور و رقي القطاع الزراعي أو تراجعه

فبعد تجربة اإلصالحات السابقة، كان البد من تعميق التفكير في إصالح يتجاوز

شهدت إصالحات كلية شملت جميع توصا و أن فترة الثمانينياتلك النقائص، خص

القطاعات االقتصادية الوطنية، حيث كانت هذه العملية نتيجة لتوصيات اللجنة المركزية

، حيث قامت هذه األخيرة 1980للحزب المنعقدة في دورتها الثالثة في شهر ماي عام

المرضية المتوصل إليها، و أكدت على بتقييم حصيلة قطاع الثورة الزراعية و النتائج غير

ضرورة إعادة هيكلة القطاع الزراعي من خالل القيام بعملية تطهير و تخلي الدولة عن

تسيير الوحدات اإلنتاجية الفالحية، بحيث تمنح لها استقاللية التسيير حتى تتمكن من تنفيذ

ي، فهل استطاع هذا برامجها و تحقيق األهداف اإلستراتيجية المسطرة للقطاع الفالح

اإلصالح بلوغ األهداف المسطرة ؟

.مبررات و مضمون إعادة الهيكلة: المطلب األول

إعادة هيكلة القطاع الفالحي العمومي، جاءت من أجل إعادة تنظيم القطاع الفالحي

فحاولت الدولة خالل هذه العملية دمج كل من مزارع التسيير الذاتي و مزارع الثورة

Page 135: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

108

ي هيكل واحد و توحيد نمط التسيير فيهما و وضع أهداف تتماشى و متطلبات الزراعية ف

.االقتصاد الوطني

:مبررات إعادة هيكلة القطاع الفالحي العمومي -1

تتمثل أهم مبررات إعادة هيكلة القطاع الفالحي العمومي في تلك النتائج السلبية

ة الزراعية، حيث نالحظ مما المحققة سواءا في قطاع التسيير الذاتي أو في قطاع الثور

20سبق أن كال النظامين لم يستطيعا الوصول إلى األهداف المرجوة، فرغم مرور حوالي

:سنة من اإلصالح على مستوى هذا القطاع إال أننا نجد

قطاع زراعي تابع للدولة يتميز بمركزية التسيير، و يتكون من قطاعين مختلفين و -

). الذاتي و قطاع الثورة الزراعيةقطاع التسيير( غير متكاملين

عدم االنسجام بين المزارع المسيرة ذاتيا و مزارع الثورة الزراعية سواءا من -

.حيث البنية العقارية أو من حيث المردودية

.عدم القضاء على شساعة الملكية الزراعية خاصة في قطاع التسيير الذاتي -

د أن هناك تباين في دخول اختالف دخول العمال في القطاع الزراعي حيث نج -

فأجر المتعاون في الثورة . العمال بين القطاع المسير ذاتيا و قطاع الثورة الزراعية

، باإلضافة إلى وجود تباين )1( دج شهريا300الزراعية هو أجر رمزي ال يتعدى

.في دخول العمال في القطاع الزراعي و بقية القطاعات االقتصادية األخرى

ي نهاية السبعينيات إلى وجود إهمال غير مبرر و حتى غير توصلت السلطة ف -

منطقي للفالحة الوطنية، رغم أن الجزائر في األصل بلد زراعي يشتغل بهذا

.)2(النشاط أكثر من نصف سكانها

استحواذ القطاع الفالحي الخاص على أكثر من نصف المساحة الصالحة للفالحة -

:حسب ما يوضحه الجدول التالي

�4 ، أu/ر ا,�0=� �%� ^�)�1 ا,@U/ع ا,4Y'E ا,#$�&6Q,/C 4اF? أ�?و�Y دآ�0را9 دو,�،آ*"� ا,#*�م ا.102/د�� و5*�م ا,80""? )1(/+#; c"5/$إ�

?F6اQ,45 ص 1997=/&#� ا. )2( Benissad. Les reformes économiques en Algérie O.P.U. Alger, 1993, P58.

Page 136: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

109

)12(قمالجدول ر

مكانة القطاع الخاص بعد الثورة الزراعية

نسبة المساهمة مساحة األرض بالهكتار القطاع الفالحي

% 58,87 4.421.390 قطاع خاص

% 27,17 2.040.390 قطاع التسيير الذاتي

% 13,96 1.048.430 قطاع الثورة الزراعية

% 100 7.510.210 المجموع

.97رجع سابق، صعجة الجياللي، م: المصدر

من خالل هذا الجدول ندرك األهمية البالغة التي يحتلها القطاع الخاص بسبب

من المساحة الصالحة للفالحة، و هذا يجعلنا نستخلص % 58,87استحواذه على نسبة

عجز الدولة على تقليص النسبة العالية التي يحتلها القطاع الخاص و ذلك من خالل فشل

إال أن الحصة الكبيرة كانت ال تعبر عن . أميم و تحديد الملكيات الكبيرةإجراءات عملية الت

المساهمة الفعالة للقطاع الفالحي الخاص في التنمية الزراعية، و هذا بسبب إهمال الدولة

له عبر المخططات التنموية و التركيز فقط على القطاع الفالحي العمومي الذي كان يحتل

...مشاكل الكبيرة التي كانت تعترضهأقل نسبة باإلضافة إلى ال

ضعف العالقة بين الفالح و األرض، التي كانت تقتصر في المراحل السابقة على -

حيث انعكست هذه العالقة سلبا على مردود الفالحين، حيث كانوا . عالقة األجير

.يشعرون باستغالل الدولة لهم

ظهور النزاعات فيما بينها و تعدد التعاونيات المنشأة في إطار الثورة الزراعية، و -

.بين األراضي المجاورة لها نتيجة غياب الحدود الدقيقة لمزارع الدولة

Page 137: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

110

انتشار الملكيات الزراعية و التعاونيات اإلنتاجية بشكل غير متوازن على مستوى -

المناطق من جهة، و تشتتها على مسافات بعيدة من جهة أخرى مما أدى إلى

.)1(قبتهاصعوبة االتصال بها و مرا

الوضعية المتدهورة التي آلت إليها أراضي مزارع القطاع العام و تبديد الموارد -

الطبيعية، باإلضافة إلى العجز المالي الذي كانت تعاني منه الملكيات المسيرة

.)2(ذاتيا

ضعف االستثمارات المخصصة للفالحة عبر المخططات التنموية وفق ما يوضحه -

)3(:الجدول التالي

)13(دول رقمالج

االستثمارات الفالحية المخططة

النشاطالمخطط

الثالثي األول

المخطط الرباعي األول

المخطط الرباعي الثاني

1978

% 4,5 %4,7 % 13 % 16 الفالحة

.91عجة الجياللي، مرجع سابق، ص: المصدر

فمن هذه النسب نستنتج التهميش من طرف السلطة لقطاع الفالحة عموما، حيث

انت الجهود متجهة بشكل كامل نحو القطاع الصناعي الذي كان يعتبر المحور الرئيسي ك

لعملية التنمية االقتصادية خاصة الصناعات الثقيلة التي كانت تأخذ الحصة األكبر من

%19ميزانية الدولة، و هذا أدى إلى زيادة التبعية الغذائية نحو الخارج و التي بلغت نسبة

، و هذا يجعلنا نستخلص أن الجزائر لم تكن لها )4(1978دات لسنة من إجمالي اإليرا

.�Y 84;"> آ$/ل، ر�/,� &/=BC/� D=?& ?"08 ص )1( .�Y 84;"> آ$/ل، �E: ا,$?=D ا,BC/8 ص )2( .�Q5 92 ا,BC/� DY?& ،4,'"Q ص )3( .�Q5 92 ا,BC/� DY?& ،4,'"Q ص )4(

Page 138: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

111

إستراتيجية غذائية بعيدة المدى حيث كانت تزيد التبعية الغذائية من سنة إلى أخرى مؤكدة

.بذلك عجز القطاع الفالحي على تحقيق مستويات غذاء مقبولة ألفراد المجتمع

أراضي مزارع القطاع العام و و بشكل عام الوضعية المتدهورة التي آلت إليها

تبديد الموارد الطبيعية، باإلضافة إلى العجز المالي الذي كانت تعاني منه الملكيات المسيرة

سنة من اإلصالح اقتضت ) 20(فكل هذه العوامل و بعد حوالي عشرين . )1(ذاتيا

ديدة من الضرورة نتيجة الفشل المحقق من خالل اإلصالحين السابقين القيام بإصالحات ج

شأنها أن تسمح ببناء قطاع زراعي قادر على تحقيق التنمية االقتصادية و التقليل من

التبعية الغذائية، و تظهر أهمية هذا اإلصالح لكونه يمس كل من أراضي قطاع التسيير

...الذاتي و قطاع الثورة الزراعية

فما هو مضمون هذا اإلصالح؟

:مضمون إعادة الهيكلة -2

لة القطاع الفالحي العمومي تتضمن تكوين المزارع الفالحية العمومية إن إعادة هيك

)DAS ( من خالل دمج قطاع التسيير الذاتي و قطاع الثورة الزراعية في 1980في

قطاع واحد، يتمثل في القطاع الفالحي للدولة حيث جاء هذا اإلصالح إللغاء نظام الثورة

خاصة من حيث المساحة الخاصة بكل مزرعة، الزراعية، و إعادة تنظيم القطاع الفالحي

السابقة إال أنه لم يتم القضاء على شساعة تإذ رأينا سابقا أنه رغم إجراءات اإلصالحا

.1962الملكيات الزراعية التي كانت منتشرة منذ

و كذلك من حيث مستوى اإلنتاج و اإلنتاجية الزراعية، و يضاف إلى ذلك تحسين

التي عانت منها مزارع الدولة ةلي على المركزية و البيروقراطيعملية التسيير و التخ

.سابقا و كان لها أثر سلبي على المردود الفالحي للمزرعة

مزرعة فالحيه اشتراكية، و 5000حيث تتركز عملية إعادة الهيكلة على إنشاء

.1980كان محدد لها أن تنتهي في نهاية عام

.�Y 84;"> آ$/ل، �E: ا,$?=D ا,BC/8 ص )1(

Page 139: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

112

التسيير الذاتي و تعاونيات المجاهدين و كل و مضمون إعادة الهيكلة تناول قطاع

تعاونية تتسع ل 6000التعاونيات اإلنتاجية للثورة الزراعية العاجزة التي تقدر بحوالي

.)1( مستفيد100.000 مليون هكتار و مليون نخلة موزعة على 1,5

و لقد سبقت عملية إعادة الهيكلة سلسلة من اإلجراءات التحضيرية و المتمثلة

)2(:في

.ضبط حدود المزارع و التعاونيات الفالحية −

.القيام بالتسوية النهائية للنزاعات المتعلقة بالملكية و االحتالل غير الشرعي لألرض −

.تصفية االحتالل غير الشرعي للمباني التابعة للمزارع المسيرة ذاتيا −

المسجلة و بالتالي نجد أن مضمون إعادة الهيكلة جاء نتيجة االنحرافات الخطيرة

على مستوى القطاع الفالحي و التجاوزات التي عرفتها الثورة الزراعية على المستوى

و بذلك كانت العملية تنصب أساسا على التطهير المالي و تصفية المزارع . التطبيقي

العاجزة و إنشاء مزارع فالحية اشتراكية قوية من خالل عملية الدمج لمختلف المزارع و

.التعاونيات

:إعادة الهيكلة الزراعيةأهداف : مطلب الثانيال

إنـشاء " فإن الغاية من إعادة الهيكلة هي 707طبقا لنص المنشور الوزاري رقم

)3("وحدات إنتاج ممكن التحكم فيها بشريا و قابلة للحياة اقتصاديا

من خالل قراءتنا لهذا المنشور نستنتج بأن مزارع الدولة السابقة سواء المنشأة في

إطار التسيير الذاتي أو في إطار الثورة الزراعية، كانت تفتقد لمقومات الحياة البـشرية و

االقتصادية، و هذا ما جعلها غير قادرة على االستمرار و فشلت فـي تحقيـق األهـداف

خاصة و أنه كان يغلب عليها الطابع اإليديولوجي، ضف إلى ذلك أن القطـاع . المبرمجة

ت تطبعه االزدواجية و على هذا األساس كان البـد علـى إعـادة الزراعي العمومي كان

.BC/� D=?& ،95، ص 5$? )!وق )1()2( kCي را?"Cص ز ،BC/� D=?& ،26. )3( kCي را?"Cص ز ،BC/� D=?& ،26.

Page 140: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

113

الهيكلة أن تهدف إلى إنشاء مزارع موحدة و متجانسة من حيث الوحدة العقارية، كذلك من

الناحية التسييرية، بحيث تسمح هذه العملية بإحداث مزارع حديثة و عصرية تـتالءم مـع

ن قادرة لالسـتجابة لمتطلبـات التنميـة الظروف االجتماعية و االقتصادية للدولة و تكو

.االقتصادية على المدى البعيد

:و يمكن حصر األهداف األساسية إلعادة الهيكلة فيما يلي

إصالح الهيكل العقاري و طرق الحيازة التي لم تكن واضحة المعالم في اإلصالحات .1

فهـل " دمهااألرض لمن يخ " السابقة، خاصة عندما ننظر إلى مبدأ الثورة الزراعية

كانت فعال خدمة األرض تمنح بموجبها الملكية و حق التصرف إال أننا من تحليلنـا

السابق نجد أنه لم يحدث ذلك، و بقيت الدولة هي المالكة لحق الرقابة و التصرف و

.لم يكن الفالح سوى أجير عند الدولة

صد التقليـل و تحسين مردودية المزارع ق . إصالح طرق االستغالل في قطاع الدولة .2

.من الظهور المتنامي للواردات الغذائية في الميزان التجاري

تحقيق توازن عقاري على مستوى مزارع القطاع العمومي التي كانت تعـاني مـن .3

فوارق كبيرة على مستوى المساحة، و انعكس ذلك سلبا على مستوى تسيير و إدارة

.تلك المزارع

)1(:تخصيص المزارع حسب نوع المنتوج .4

:حيث تتوزع الوحدات اإلنتاجية الجديدة على أربعة أنماط هي

. هكتار100 و 50مزارع تسود فيها زراعة الخضر بمساحة تتراوح بين - أ

مزارع تسود فيها زراعة متعددة مع تربية المواشي بمساحة تتـراوح بـين - ب

. هكتار250 و 150

)1( kCي را?"Cص ز ،BC/� D=?& ،26.

Page 141: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

114

اوح بـين مزارع تسود فيها زراعة األشجار المثمرة و الكروم بمساحة تتـر - ت

. هكتار200 و 150

. هكتار1500 و 800مزارع تسود فيها زراعة الحبوب بمساحة تتراوح بين - ث

، )1(استصالح الموارد الفالحية الوطنية و تهيئة المحيط الريفي في القطاع االشتراكي .5

.قصد ضمان االستغالل األمثل للموارد الفالحية

.اج الضروريةإنشاء هياكل دعم لتزويد المزارع بعوامل اإلنت .6

، و "من المنتج إلى المستهلك" تحرير التسويق، و في هذا اإلطار صدرت تعليمة .7

أصبحت شعار إصالح جهاز التسويق، و بذلك أصبح للمنتج الحق في تسويق

)2(.المنتجات ساعيا من وراء ذلك إلى تحقيق أكبر األرباح

يقها خصوصا و أن فكل هذه األهداف كانت تسعى سلطة إعادة الهيكلة إلى تحق

شهدت تغيرات دولية أفرزت نظام دولي جديد و بقوى دولية جديدة، و تعشرية الثمانينيا

كان البد على الجزائر أن تساير هذه التحوالت و التي نراها مرحلة تحضيرية لالندماج

.العالمي

. تطبيق إجراءات إعادة الهيكلة:المطلب الثالث

هيكلة البد من تحديد دقيق لمفهوم إعادة الهيكلة، قبل الخوض في إجراءات إعادة ال

الذي نراه مفهوما عاما لم يقتصر استعماله على القطاع الزراعي فقط و إنما مس مختلف

القطاعات االقتصادية الوطنية، و هذا يجعلنا نؤكد أن إعادة هيكلة القطاع الزراعي

دولة آنذاك، والتي شملت جميع العمومي كانت ضمن اإلستراتيجية العامة التي انتهجتها ال

فروع االقتصاد الوطني غير أن آليات تطبيق إعادة الهيكلة في المجال الزراعي كانت لها

خصوصياتها و ذلك بحكم طبيعة القطاع الزراعي في حد ذاته، إال أن مفهومها لم يختلف

غير أن في عن المفهوم العام للعملية، حيث كان يعني إعادة تنظيم بنيوي للمؤسسات،

:القطاع الزراعي عرفت إعادة الهيكلة مرحلتين تجسدتا في

.إعادة هيكلة حق االنتفاع �

.94 5$? )!وق، &?=BC/� D، ص )1(�BC/� D=?& ،4، ص )2(/+#; c"5/$52 إ�.

Page 142: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

115

).اكتساب الملكية عن طريق االستصالح(إعادة هيكلة حق الملكية �

و يقصد به إعادة تنظيم بنيوي لحق االنتفاع و الذي تجسد : إعادة هيكلة حق االنتفاع -1

المزارع المسيرة ذاتيا إلى مزارع صغيرة و في تقسيم التعاونيات الفالحية و

متوسطة المساحة قابلة للحياة بشريا و اقتصاديا، حيث تكون مساحتها تتالءم و

اإلمكانيات المادية و البشرية و التقنية المتوفرة لديها، و بذلك تضمن االستغالل

هذه اآلونة تشهد العقالني للموارد الفالحية و رفع القدرة اإلنتاجية لديها، خاصة و أن

:تزايدا مستمرا في نسبة التبعية الغذائية وفق ما يوضحه الجدول التالي

)14(الجدول رقم

1980-1973نسبة التبعية الغذائية ما بين الفترة

معدل النمو السنوي نسبة التبعية الغذائية السنة

1973

1976

1979

1980

23 %

26 %

28 %

29%

-

1%

0,67 %

1 %

.102عجة الجياللي، مرجع سابق ص : رالمصد

بحيث يوضح هذا الجدول زيادة التبعية الغذائية من سنة ألخرى، الذي يعبر عن

زيادة استهالك المواد الغذائية المستوردة و بالمقابل عجز االقتصاد الوطني على تغطية

التي ( لغذائي هذه الفجوة الغذائية التي نراها تزداد من فترة ألخرى و هذا يمس باألمن ا

، فبإعادة هيكلة حق االنتفاع ارتكزت على )نرى فيها بعد االنعكاسات السلبية الناجمة عنه

تفكيك أو تفتيت التعاونيات الفالحية الكبرى إلى استغالالت صغيرة و متوسطة تكون

تتالءم و قدرات أعضائها المادية و البشرية و كذا التقنية، خاصة و أن التجارب السابقة

ثبتت بأن شساعة العقار الفالحي و العجز المادي و التقني ألصحابها كان وراء تحقيق أ

حيث كانت مساحة العقار الفالحي في المزارع المسيرة ذاتيا أو . تلك النتائج السلبية

هكتار دون أن يكون لها 1700تعاونيات الثورة الزراعية تتجاوز في بعض األحيان

Page 143: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

116

، فنجد أن هذه اآللية ترجع )1( التي تضمن االنتفاع بهذه العقاراتالوسائل المادية و البشرية

إلى مبدأ الثورة الزراعية الذي يؤكد على معيار القدرة على العمل و عدم ترك أي أرض

غير أنه في إطار إعادة الهيكلة نجد أن القدرة على العمل هي قدرات . دون استغالل

ه العملية أدت إلى السماح بإستفادات فردية شخصية أكثر منها تقنية، ضف إلى ذلك أن هذ

خاصة في حالة وجود مساحات زراعية صغيرة ال تسمح باالستغالل الجماعي، و هنا نجد

تراجع واضح عن أحد مبادئ الثورة الزراعية خصوصا و أن في تلك السنوات كانت

المنتهج كان الزالت الشائعات البراقة تروج لسياسة الثورة الزراعية، بينما المضمون

ينصب على إعادة الهيكلة في المدى القصير و الخوصصة على المدى البعيد مثل ما جاء

و لقد تجسدت عملية إعادة هيكلة حق االنتفاع على مستوى 18-83به قانون االستصالح

:مرحلتين

و خصصت لجمع المعلومات و القيام بالدراسات التقنية و : المرحلة األولى - أ

حديد المركز المالي لمزارع التسيير الذاتي و تعاونيات الثورة االقتصادية و ت

الزراعية، حتى يتم حصر المزارع القابلة لالستمرار و التي بحاجة إلى دعم، و

المزارع العاجزة نهائيا و التي يجب دمجها مع مزارع أخرى و بناءا على تقييم

حيح االنحرافات العقارية الوضعية العامة لتلك المزارع تم تقديم اقتراحات بشأن تص

المسجلة من خالل اإلصالحات السابقة، وتحديد التوليفة اإلنتاجية األمثل لضمان

.االستغالل العقالني للموارد الفالحية

كما تم إعداد برامج من أجل تكوين مزار ع جديدة تختلف عن المزارع

االقتصادي على السابقة خصوصا و أن هذا اإلصالح يراعي بالدرجة األولى الهدف

.الهدف السياسي الذي طبع الثورة الزراعية

و خصصت هذه المرحلة لتنفيذ عملية إعادة الهيكلة و محاولة : المرحلة الثانية - ب

ترجمة االقتراحات السابقة على أرض الواقع، و تم ذلك بمقتضى التعليمة الرئاسية

لمزارع القديمة إلى ، و لقد تم االنتقال من ا1981 مارس 14 الصادرة في 14رقم

.101عجة الجياللي، مرجع سابق ص )1(

Page 144: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

117

من خالل ) DAS(المزارع الجديدة و التي سميت بالمزارع الفالحية االشتراكية

)1(:اإلجراءات التالية

إلغاء مزارع التسيير الذاتي و تعاونيات الثورة الزراعية و تعويضها بمزارع .1

).DAS(جديدة

نين الذين بلغوا إصالح المزارع من ناحية تشغيل العمال و ذلك بإحالة العمال المس .2

سن التقاعد على المعاش، و دمج العمال الموسميين ضمن مجموعة العمال

و . الدائمين، و توظيف عمال جدد من شباب و تقنيين لتدعيم اليد العاملة الفالحية

في هذا المجال ينبغي التذكير بأن تعاونيات الثورة الزراعية و مزارع التسيير

طارات و العمال المؤهلين في القطاع الفالحي و الذاتي كانت تعاني من قلة اإل

.كذلك شيخوخة اليد العاملة المتوفرة لديها

تصفية أوضاع السكنات المتواجدة على األراضي الفالحية التي مست خاصة .3

الفوضويين الذين أقاموا سكنات غير شرعية على األراضي الفالحية الصالحة

.للزراعة

لمزارع الجديدة، و يتم ذلك حسب الخطط االنتاجية توزيع العتاد و الدواجن على ا .4

.لكل مزرعة، بالنظر إلى طبيعة األراضي الخاصة بالزراعة

تعيين المسؤولين على تسيير المزارع و المحاسبين و بعـض المتخصـصين فـي .5

المجال الميكانيكي و التقنيات الفالحية الحديثة خـصوصا عنـدما نعلـم أن هـذا

. القطاع الفالحياإلصالح يهدف إلى عصرنة

:إعادة هيكلة حق الملكية -2

تعتبر هذه العملية المرحلة الثانية إلصالح إعادة هيكلة القطاع الفالحـي، و

التي كانت ترمي إلى إحداث بنية عقارية جديـدة تـستجيب لألبعـاد االقتـصادية

التنموية التي رسمتها الدولة، فالمراد معالجة أزمة العقار الفالحي من خالل هـذه

اآللية و من خالل فتح الباب للقطاع الخاص لالستحواذ على ملكيات الدولـة عـن

)1( ،BC/� D=?& ،4�/+#; c"5/$53ص إ�.

Page 145: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

118

طريق االستصالح، و الشيء الذي يجب االعتراف به أن هذا اإلجراء كان جريئـا

ل مرة سوف يتم المساس بأصل الحق المملوك للدولة، إذ لوحظ أننوعا ما إذ ألو

.تفاع فقطاإلصالحات السابقة كانت ترتكز على حق االن

13 المـؤرخ فـي 18-83و تجلى ذلك من خالل قانون االستصالح رقم

. المتضمن حيازة الملكية العقارية الفالحية1983أوت

: مضمون و أهداف قانون االستصالح -2-2

هذا القانون يفتح الباب أمام القطاع الخاص لتملك أراضي القطاع : المضمون - أ

ة غير مباشرة أو غير معلنة الفالحي العمومي، و هو يمثل عملية خوصص

صراحة، فمضمونه يؤدي إلى خوصصة جزئية للقطاع الفالحي، حيث بموجب هذا

القانون تقوم الدولة باالعتراف بحق الملكية العقارية الفالحية لكل شخص طبيعي

فتنص . أو اعتباري يتمتع بكافة حقوقه المدنية يستصلح أرضا بوسائله الخاصة

يجوز لكل شخص طبيعي يتمتع بحقوقه " على أنه ) 18-83(المادة الثالثة منه

المدنية أو كل شخص اعتباري تابع للنظام التعاوني، جزائري الجنسية أن يمتلك

، )1("أراضي فالحية أو قابلة لذلك ضمن الشروط المحددة بموجب هذا القانون

استصالح ونجد أن هذا النهج يتفق مع المبادئ االقتصادية في اإلسالم التي تجعل

األراضي و استغاللها مباشرة سببا كافيا و مشروعا المتالكها ملكية إستخالفية و

من أحيا أرضا مواتا فهي : " ذلك استنادا إلى حديث الرسول صلى اهللا عليه و سلم

و بهذا نجد أن منهج الدولة في معالجة أزمة العقار الفالحي و القطاع . )2("له

القانون أولت االهتمام بالركيزة األساسية التي يقوم عليها بكامله قد تغير، إذ بهذا

القطاع الفالحي آال و هي عالقة األرض باإلنسان، التي أهملت في اإلصالحات

السابقة و لم تكن واضحة، ضف إلى ذلك أن الدولة بهذا القانون أرادت أن تعترف

جعلت منها دافعا قويا بالغريزة الفطرية لدى اإلنسان المتمثلة في حب التملك، حيث

لفالحة األرض و استغاللها حتى يتم جلب أكبر عدد ممكن من المواطنين لهذا

��ن 1983 أوت 13 ا,$tر^� 4O 34 ا,Q?�!ة ا,?�$"�، ا,#!د )1(/2 �>$p0$,18- 83 ا. )2( kCص را BC/� D=?& ي?"C29ز.

Page 146: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

119

أغفلت هذا ) الثالثية و الرباعية( حيث نجد المخططات التنموية . القطاع الحيوي

" الجانب، و كان اهتمامها يقتصر على تخصيص االعتماد المالي لهذا القطاع

التي تكونت في إطار الثورة G.M.Y" تصالح مجموعات االس" باستثناء

الزراعية و التي اختفى أغلبها بعد أن انسحاب أعضائها بسبب الصعوبات التي

واجهتهم لتجسيد مشاريع االستصالح، و لم يبقى منها عشية إعادة هيكلة القطاع

هكتار بعد أن كان عددها 8.892 على مساحة 139 إال 1981العام الفالحي عام

و هذا إثبات آخر على عجز الثورة الزراعية على )1( "1976 مجموعة سنة 964

.تحقيق أهدافها

" 18- 83 من القانون 8و لقد حدد مفهوم االستصالح حسب ما جاءت به المادة

يقصد باالستصالح بمفهوم هذا القانون كل عمل من شأنه جعل أراضي قابلة للفالحة

هذه األعمال على أشغال تعبئة المياه و التهيئة و صالحة لالستغالل، و يمكن أن تنصب

تنقية األراضي و التجهيز و السقي و التخفيض و الغراسة و المحافظة على التربة قصد

، فحسب هذا المفهوم كل نشاط من شأنه يؤدي إلى تحسين و حسن )2("إخصابها و زرعها

ضي المستصلحة التي هي استغالل األرض يعتبر كاستصالح و بموجبه يتم امتالك األرا

فهذا القانون يرمي إلى توسيع المساحة الصالحة للزراعة التي لم يطرأ عليها . ملك للدولة

تغيير خالل اإلصالحات السابقة، و التي كانت تكتفي بتسيير المساحة الصالحة للزراعة

.المتوفرة لدى القطاع و التي تم إهمال نسبة كبيرة منها

يسري على جميع األراضي بل جاء في المادة الثانية من غير أن هذا المفهوم ال

أن األراضي العمومية التي تكتسب ملكيتها باالستصالح بعد مضي 18-83القانون رقم

سنوات هي تلك األراضي العمومية الواقعة في المناطق الصحراوية أو شبه ) 5(خمس

تهيئتها و إدخال تحسينات الصحراوية، أو كل أرض عمومية غير قابلة للزراعة إال بعد

:عليها و ذلك باستثناء

.أراضي قطاع التسيير الذاتي -

.30 راkC زC"?ي &?=BC/� D ص )1(��ن 34 ا,Q?�!ة ا,?�$"�، ا,#!د )2(/2 <$p0$,8 ا,$/دة ر72 18- 83 ا .

Page 147: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

120

.أراضي الصندوق الوطني للثورة الزراعية المعدة للزراعة -

.األراضي الغابية و الحلفائية -

.األراضي المخصصة لمشاريع االستثمارات العمومية -

.األراضي الداخلة في المناطق العمرانية -

إذ المعنية باالستصالح يجب أن تكون أراضي عمومية ( اص أراضي القطاع الخ -

).قابلة لالستصالح

.األراضي المخصصة للجيش -

و هذا القانون استثنى األراضي المذكورة سالفا حتى يتجنب النزاعات التي قد

كما أن ذلك قد يمس بكيان الدولة و . تظهر لو شمل قانون االستصالح تلك األراضي

ذا الظرف غير مالئم لإلعالن صراحة عن خوصصة القطاع هيبتها خاصة و أن ه

كما أن رغبة الدولة لم تقتصر على . الفالحي و التراجع الكلي عن مبادئ الثورة الزراعية

تنوع البنية العقارية الفالحية فقط، وإنما من خالل هذا القانون كانت ترمي إلى بعد

ابقة، أال و هو زيادة المساحة الصالحة استراتيجي هام، ظل يراودها خالل اإلصالحات الس

.للزراعة و رفع مستوى األمن الغذائي

كما أن مفهوم االستصالح حسب هذا القانون لم يكن له بعدا استراتيجيا حقيقيا يمكن

من خالله زيادة المساحة الزراعية المحصل عليها فعال، ألن عمليات االستصالح كانت

ئة األرض دون إتمام عملية االستصالح بشكل كامل سطحية أو أولية لم تتجاوز تهي

كإلحاقها بتوصيل المياه و أجهزة الري كحفر اآلبار، خصوصا عندما نعلم أن معدل سقوط

ملم في السنة، و كذلك توصيل الكهرباء و شق 100األمطار بتلك المناطق ال يتجاوز

.تى يسهل التنقل إليهاالطرقات لفك العزلة عنها و ربطها بالمناطق المجاورة لها ح

و هذا ما شكل عائقا أمام تحقيق عمليات االستصالح، إذ لم ينجز منها إال نسبة قليلة ال

. من إجمالي المساحة الموزعة لالستصالح% 30تتعدى

يهدف هذا " 18-83حسب ما تنص عليه المادة األولى من القانون رقم : األهداف - ب

لقة بحيازة الملكية العقارية الفالحية باستصالح القانون إلى تحديد القواعد المتع

Page 148: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

121

األراضي، وكذا شروط نقل الملكية المتعلقة باألراضي الخاصة للفالحة و القابلة

".للفالحة

:نجد هذا القانون يهدف إلى جملة من األهداف األساسية و المتمثلة فيما يلي

اعي غير العقالني زيادة المساحة الصالحة للزراعية، فالتوسع العمراني و الصن .1

أدى إلى ضياع مساحات شاسعة من أجود األراضي الزراعية الموجودة في

-1970(سنوات ) 10(الشمال، حيث قدرت في سهل متيجة وحده و خالل عشر

.)1( ألف هكتار20بحوالي ) 1980

و باإلضافة إلى هذا تدخل العوامل الطبيعية كالتصحر و االنجراف التي كان لها

يص المساحات الصالحة للزراعة، و هنا ينبغي اإلشارة أن التعدي على دور في تقل

األراضي الصالحة الزراعة أو القابلة لالستصالح بقي متواصال و ازداد خاصة في

العشرية األخيرة حتى تكاد منطقة متيجة تنعدم من األراضي الزراعية، و الذي نراه يعود

دم قيام المسؤولين على هذا القطاع بالدور بالدرجة األولى إلى غياب الدولة و كذلك ع

المنوط بهم في مجال المراقبة و حماية األراضي الزراعية سواء من تعدى الخواص

خاصة أصحاب النفوذ أو من تعدى الدولة في حد ذاتها من خالل القطاعات االقتصادية

افية و كذا األخرى حيث نجد هذه األخيرة أقامت مشاريع اقتصادية و أخرى تربوية و ثق

عسكرية على أراضي ذات نوعية جيدة كانت عبارة عن حقول ألشجار مثمرة و مزارع

.للحبوب

الشروع في خوصصة العقار الفالحي بشكل تدريجي و جزئي خاصة بعد أن .2

اجتازت السلطة و بنجاح اختبار خوصصة العقارات السكنية و المهنية و ذات

فيفري 7 المؤرخ في 81/01انون رقم الطابع التجاري و الحرفي بمقتضى الق

1981.)2(

.29راkC زC"?ي &?=BC/� D ص )1( .�Q124 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q ص 5 )2(

Page 149: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

122

بعث التنمية الزراعية من جديد خاصة في المناطق الصحراوية و المناطق شبه .3

الصحراوية خصاصة و أن أغلب أراضي هذه المناطق غير صالحة للزراعة،

.باإلضافة إلى ترقية المناطق النائية

نذ الشروع في تطبيق من األراضي الموزعة لالستصالح م %97,3فنجد أن

في % 67,6: تقع في هذه المناطق موزعة كما يلي1994القانون إلى غاية

)1(. في السهوب % 29,7الصحراء و

تحقيق هدف استراتيجي زراعي يتمثل في تحسين مردودية القطاع الزراعي و .4

رفع مستوى أدائه االقتصادي بغية تحقيق األمن الغذائي الذي يعد عامال أساسيا

.للتمتع باالستقالل االقتصادي

:إجراءات تطبيق قانون االستصالح -2-2

لقد شرع في تطبيق قانون اكتساب الملكية العقارية الفالحية باالستصالح في

، حيث تم صدور 1985 و إلى غاية نهاية ديسمبر 1984النصف الثاني من عام

قانون رقم يحدد كيفيات تطبيق ال1983 ديسمبر 10 بتاريخ 724-83مرسوم رقم

: حيث جاء فيه83-18

.تعيين مواقع األراضي المطلوب استصالحها •

.كيفيات حيازة الملكية العقارية الفالحية عن طريق استصالح األرض و إجراءاتها •

.كيفيات معاينة االستصالح •

و لقد بدأت اللجان التقنية للدوائر باستالم و دراسة طلبات المترشحين

)2(:ل ملف الترشيح على ما يأتيالستصالح األرض حيث يشتم

.طلب المترشح •

.تحديد موقع القطعة أو القطع األرضية المرغوب فيها و مساحاتها التقريبية •

.برنامج عملية االستصالح المزمع القيام به •

)1( kCص را BC/� D=?& ي?"C29ز. .09 ا,$/دة 1983 د�8$+? 13 ا,$�اBO ل 724- 83 ا,$?��م 51 ا,Q?�!ة ا,?�$"� ا,#!د )2(

Page 150: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

123

.مبلغ االستثمار المخصص لها •

.مخطط مختصر في حالة قطع تقع خارج المساحات المعينة كلما كان ذلك ممكنا •

ـ تقوم اللجان التقنية 724-83 من المرسوم رقم 16 إلى 10المواد من و حسب

على مستوى الدوائر بدراسة الملفات من الناحية اإلدارية و القانونية، حيث يقتصر

حيث . أعضائها على الممثلين المحليين للمصالح الفالحية و الري و إدارة أمالك الدولة

ي تقني يخص إمكانية تحقيق مشاريع االستصالح تقوم هذه اللجان بعد الدراسة بإصدار رأ

و ذلك في أجل أقصاه شهر واحد، ثم تحيل الملف إلى المجلس الشعبي البلدي التي توجد

يوما على أن يتم تحويل 15فيها القطع األرضية لمناقشة هذه الطلبات في مهلة ال تتعدى

تمت على مستوى المجلس الملفات فيما بعد إلى الوالي مرفقة بنتائج المداوالت التي

الشعبي البلدي حيث يصدر قرار القبول أو الرفض الكتساب الملكية العقارية لألراضي

المراد استصالحها، و في حالة عدم صدور قرار الوالي إما بالقبول أو بالرفض، وبعد

انقضاء مدة ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ إيداع المترشح ملف يعد حق الحيازة مكتسبا و

على البلدية في هذه الحالة أن تبلغ المعني و تمنحه حق االستفادة، ثم تقوم بتبليغ الوالي

حتى يصدر قراره المؤكد للقرار المتخذ على مستوى البلدية نتيجة تجاوز المهلة المحددة

قانونا، و هذا نراه إجراء يضفي جدية و مصداقية أكثر على عملية االستصالح كما

.ن التماطل اإلداري و اإلجراءات البيروقراطيةيجعلها بمنأى ع

و يتحصل المستفيد من عملية االستصالح على شهادة الحيازة النهائية التي تثبت

انتقال حق الملكية من العام إلى الخاص، نتيجة تنفيذ شروط و إجراءات عملية االستصالح

ستصالح، و التي نراها بعد خمس سنوات و هي المدة القانونية المعطاة لتنفيذ برامج اال

مدة مالئمة و مناسبة إلتمام عملية االستصالح مع ضرورة مراعاة توفر اإلمكانيات

.المادية و المالية و البشرية لذلك

كما نجد أن هذا القانون و طبقا للمادة السادسة منه قد أعطى للمصالح التقنية

تنازل عنها لصالح المستصلح، و ذلك الفالحية بالوالية صالحيات تقدير المساحة الدنيا الم

حسب نوعية كل أرض مستصلحة، بشرط أن تكون مالئمة إلقامة مستثمرة زراعية قابلة

Page 151: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

124

للحياة االقتصادية و تتناسب و الطابع االقتصادي المحلي للمنطقة، ألن اإلصالحات السابقة

.أسفرت عن إنشاء مزارع تفتقد لمقومات الحياة االقتصادية بها

من نفس القانون استثناء يخص المناطق الجبلية، حيث 28 جاء في المادة غير أنه

أجاز المشرع استصالح قطعة أرض ال تناسب مساحتها خصائص مستثمرة قابلة للحياة

االقتصادية بمفهوم المادة السادسة منه، وجاء هذا االستثناء من أجل التكفل بقطع األراضي

البلديات التي لم توزع على الفالحين منذ إدماجها في الهامشية التي كانت تابعة للعرش و

الصندوق الوطني للثورة الزراعية، و بقيت غير مستغلة لمدة طويلة، و هكذا سوف تتمكن

الدولة من خالل آلية االستصالح من زيادة مساحة األراضي المزروعة سنويا و ذلك

ستغالل األراضي الصالحة بتهيئة أراضي جديدة و إدخالها حيز اإلنتاج أو عن طريق ا

.للزراعة و التي كانت خارج حلقة اإلنتاج

و في إطار قانون اكتساب الملكية عن طريق االستصالح فإنه أسندت عملية تقدير

)1(:إنجاز برنامج االستصالح و معاينة األشغال المنجزة للجان المحلية، و تتكون من

. البلديرئيس لجنة الفالحة و التنمية في المجلس الشعبي -

.الممثل المحلي لالتحاد الوطني للفالحين الجزائريين -

.الممثل المحلي للمصالح التقنية الفالحية -

.الممثل المحلي لمصالح الري -

.الممثل المحلي إلدارة أمالك الدولة -

و يتم حصول المستفيد من عملية االستصالح على وثيقة الملكية النهائية لقطعة األرض

اد تقرير يتضمن الموافقة، و تقوم به اللجان المذكورة سابقا بعد المستصلحة بعد إعد

.معاينتها و وقوفها على نسبة إنجاز برنامج االستصالح

.تقييم سياسة إعادة الهيكلة: المطلب الرابع

إن سياسة إعادة الهيكلة جاءت إلحداث إصالح بنيوي في القطاع الزراعي من شأنه

أدائه االقتصادي، حيث أفرز هذا اإلصالح جملة من تنمية هذا القطاع و رفع مستوى

.724- 83 &> ا,$?��م ر72 21 ا,$/دة )1(

Page 152: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

125

النتائج غير أن هذه النتائج كانت بعيدة عن األهداف المسطرة و هذا كان عامال أساسيا في

، و هذه النتائج هي 1987ضرورة البحث عن آلية إصالح أخرى و التي تمت في سنة

:كالتالي

راكية الناتجة عن إعادة هيكلة تكوين مزارع جديدة تسمى بالمزارع الفالحية االشت -1

مزارع التسيير الذاتي و تعاونيات الثورة الزراعية حيث تم تفكيكها إلى مزارع

و هكذا فإنه تقلصت . صغرى و متوسطة بحجة عدم مطابقتها لقدرات المستفيدين

هكتار في المتوسط بعد أن تجاوزت مساحتها في 700مساحة هذه التعاونيات إلى

)1(. هكتار في المتوسط1.100ة سقف المرحلة السابق

حيث بلغ عدد المزارع الفالحية االشتراكية المنشأة في إطار عملية إعادة الهيكلة و

تتربع على " DASمزرعة فالحية اشتراكية " 3.429، 1983هذا إلى غاية

بدال من ) هكتار للمزرعة825بمعدل ( هكتار 2.830.000مساحة إجمالية قدرها

)2(. التي كانت مقررة مزرعة5.000

و هنا ينبغي اإلشارة إلى االختالف الذي وقفنا عليه عند بعض الباحثين فمنهم من

مزرعة في حين آخرون يرون أنها تقدر 3.415يحصي المزارع المنشأة بحوالي

و الكل يجمع على أنه تم اقتطاع مساحتها من الوعاء العقاري . مزرعة3.500ب

.ة و مزارع التسيير الذاتيلصندوق الثورة الزراعي

غير أن غياب التخطيط العلمي لعمليات توزيع األراضي المعاد هيكلتها أدى إلى

بحوالي 1983وجود مساحة معتبرة من األراضي غير موزعة قدرت في سنة

و البعض . ألف هكتار عبارة عن أراضي صالحة للزراعة و لم يعاد توزيعها700

بحجة أنها زائدة عن الطاقة االستغاللية لمزارع اآلخر كان عاطل عن اإلنتاج

.التسيير الذاتي

.�Q5 111 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q ص )1( .27 راkC ا,C6"?ي &?=BC/� D ص )2(

Page 153: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

126

تكوين مزارع نموذجية هي عبارة عن شركات مدنية تابعة للدولة، تأسست -2

و المتعلق بالقانون 16/01/1982 المؤرخ في 82/19بمقتضى المرسوم رقم

)1(.األساسي النموذجي لها

الحي و البحث التقني مهمتها و هي عبارة عن وحدات المركزية لإلرشاد الف

تطوير أساليب و تقنيات اإلنتاج و اقتراح حلول و خطط لتكثيف عملية اإلنتاج،

جعل من هذه المزارع عبارة عن مزارع دولية ) 82/19(غير أن هذا القانون

و لقد انتشر هذا النوع من . تتميز بالمركزية و اإلشراف المباشر للدولة عليها

ألراضي الخصبة ذات المردودية العالية، إذ بلغ عددها سنة المزارع خاصة في ا

. مزرعة107 حوالي 1983

إنشاء جهاز إداري لمراقبة عملية إعادة الهيكلة حيث خصص هذا الجهاز لتأطير -3

، حيث يقوم )S.D.A(المزارع الفالحية االشتراكية سمي بقطاع التنمية الفالحية

رع و متابعة سير اإلنتاج، وقد بلغ عدد بتقديم المساعدة التقنية ألصحاب المزا

قطاع، كل قطاع يتكفل بتأطير عشرين إلى 108 حوالي 1983األجهزة في سنة

.ثالثين مزرعة اشتراكية

76.700 عن توزيع مساحة تقدر ب 1985أسفر برنامج االستصالح حتى سنة -4

لتالي و لدينا الجدول ا. هكتار3.000هكتار قدرت المساحة المستصلحة بالفعل

.18-83يوضح حصيلة قانون

�j/ ا�I/�4 ا,<$�ذ=4، ا,$/دة 1982 =/�4E 16 ا,$tرخ 4O 19- 82 &?��م ر72 )1(��/2 !�!%l ء &6ارع ا,!و,� و/Z� .p0� 1 -2$> إ

Page 154: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

127

)15(الجدول رقم

1995-06-30حصيلة حيازة الملكية العقارية باالستصالح في

المساحة الموزعة -1-

متوسط الفرد من

اإلقليمالنسبة هكتار

%

المساحة ه(المستصلحة

-2-) كتار

النسبة 2/1

عدد المستفيد

م ني المزرعة

م المستصلح

ة

الجنوب271.2

77 67,6 78.161 28,8

45.41

3 ه1,72 ه6

السهوب118.9

93 29,7 36.841 31,0

22.72

6 ه1,62 ه5,2

الشمال10.74

3 ه1,82 ه4,4 2.454 41,6 4.475 2,7

المجمو

ع

401.0

13 100 119.477

70.59

3

.33رابح الزبيري، مرجع سابق ص: المصدر

حظ أن ما تم إنجازه من خالل قانون اكتساب من خالل معطيات هذا الجدول نال

الملكية باالستصالح كان بعيدا عن األهداف المرجوة، إذ أن مساحة األراضي المستصلحة

و 401.013 هكتار من مجموع المساحة الموزعة و المقدرة بـ 119.477قدرت بـ

ئيلة جدا و هي نسبة ض% 29,7هذا يعني أن نسبة األراضي المستصلحة فعال ال تتعدى

إذا ما قورنت بالهدف االستراتيجي الذي حددته وزارة الفالحة و المتمثل في استصالح ما

.1995 ونحن في منتصف 2000 مليون هكتار سنة 2 و 1,8بين

و هذه النتائج تعكس جيدا االنحرافات الكبيرة التي عرفتها إعادة الهيكلة من خالل

: و المتمثلة أساسا في18-83قانون

Page 155: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

128

هكتار من األراضي الموزعة دون استصالح، حيث 280.000ء أكثر من بقا −

اكتفى المستفيدون بحيازتها دون مباشرة عملية االستصالح، و هذا راجع إلى

انعدام المراقبة و المتابعة الميدانية لعمليات االستصالح التي كانت تتم من المكاتب

.عن طريق المعلومات الواردة إليهم من المستفيدين

رغم أنها كانت المستهدف ) % 28,8(ضعف نسبة االستصالح خاصة في الجنوب −

.األول و األساسي لقانون الحيازة العقارية

توسيع عمليات االستصالح لتشمل إقليم الشمال حيث قدرت نسبة االستصالح −

في 18-83 و هذا يجعلنا أمام االنحراف الخطير الذي عرفه قانون % 41,6

عمليات االستصالح المنجزة في الشمال لم تكن مطابقة مجال التطبيق حيث

، حيث تخص عملية االستصالح )1(لمقتضيات نص المادة الرابعة من نفس القانون

المناطق الصحراوية في المرتبة األولى و هذا يجعل منطقة الشمال مستثناة من هذا

ة القانون، علما أن معظم األراضي الموجودة في الشمال هي أراضي صالح

للزراعة و البعض منها بقي خارج االستغالل، ليس بسبب عدم صالحيتها و إنما

.نتيجة ممارسات بيروقراطية و عدم توزيعها وفق التنظيمات السابقة

تعرض المستفيدين لممارسات بيروقراطية من طرف سلطة إعادة الهيكلة، و التي −

يات التمويل إذ أحبطت عزيمتهم في االستصالح، باإلضافة إلى عدم وضوح آل

أصبحت االعتمادات المالية توزع على المستصلحين عن طريق العالقات

.الشخصية و المحسوبية

ظهور منازعات عقارية بسبب أنه بموجب هذا القانون تم اإلقدام على توزيع −

.أراضي العرش، أراضي الرعي بتواطؤ مع اإلدارة

وب استصالحها حسب نص إن السماح للمترشحين بتحديد مواقع األراضي المطل −

نتج عنها تعيين أراضي محل االستصالح 724-83 من المرسوم رقم 2المادة

.خارج المناطق المحددة قانونا

��ن أ )1(/2 <& �#Cا,$/دة ا,?ا |� ?[�83 -18.

Page 156: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

129

المتعلق بقانون الرعي، إذ 75/43تناقض قانون الحيازة العقارية مع األمر رقم −

75/43 بتوزيع المناطق السهبية المحمية بموجب األمر 18-83يقتضي قانون

يث أقدمت السلطة العمومية بتوزيع األراضي السهبية على المستصلحين ح

، و نجد هذه األراضي ال تتحمل عملية االستصالح كونها هشة، و بالتالي )1(الجدد

يتعرض غطاؤها النباتي لإلتالف، و من جهة أخرى تدهور وضعية المراعي

ا أدى بمعظم بسبب ممارسة زراعة الحبوب التي كانت ذات مردودية ضعيفة مم

.أصحابها إلى التخلي عنها و إهمالها

عدم احترام المعايير المحددة في إطار قانون إعادة الهيكلة و قانون االستصالح و −

المتعلقة بمساحة األراضي الموزعة و الحد األقصى لمساحة المزارع االشتراكية،

سب هذا و خاصة المعيار االقتصادي المتمثل في قابلية المزارع المكونة ح

اإلصالح للحياة االقتصادية و االجتماعية، حيث أنه تم إنشاء مزارع ال تتوفر على

مقومات الحياة االقتصادية و االجتماعية، وهذا بسبب جهل اإلدارة المكلفة بهذا

اإلصالح بالواقع الميداني، حيث نجد أن عملية انجاز برامج االستصالح لم تكن

لمعانية تحرر في مكاتب اإلدارة في كثير من ميدانية و إنما كانت محاضر ا

األحيان بناءا على معلومات التي يفصح عنها المستفيدون و التي كان معظمها يتسم

.بعدم الصحة و الدقة

و لقد كان لهذه النتائج المتواضعة و االنحرافات التي عرفتها إعادة الهيكلة،

يه العمومي و الخاص و تظهر لنا االنعكاسات السلبية على مردود القطاع الزراعي بشق

:من خالل الجدول التالي

.�Q5152 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q ص )1(

Page 157: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

130

)16(الجدول رقم

)1985-1978(تطور مردود أهم المنتجات في القطاعين العمومي و الخاص

)هكتار/قنطار: (الوحدة

أهـم المنتــجـات 83/85معدل الفترة 78/82معدل الفترة القطاع

العموميالقطاع الخاص

القطاع الخاص القطاع العمومي

5,8 7,7 5,7 8,0 )هكتار/قنطار(الحبوب

5,0 2,1 6,2 3,6 )هكتار/قنطار(البقول الجافة

16,0 18,3 17,3 21,7 ) هكتار/قنطار(علف اصطناعي

الطماطم الصناعية

)هكتار/قنطار(95,2 79,9 72,0 98,8

69,7 57,5 62,0 56,4 )هكتار/قنطار(الخضر

71.2 65,1 88,2 94,6 )كتاره/قنطار(الحمضيات

9,4 10,8 8,4 14,5 )هكتار/قنطار(كروم الخمور

37,9 30,8 33,3 28,2 )هكتار/قنطار(عنب الطاولة

.57إسماعيل شعباني، مرجع سابق ص : المصدر

من خالل هذا الجدول تظهر النتائج الضعيفة التي حققها اإلصالح حيث سجل في

ما عدا الخضر التي عرفت نموا طفيفا، امنتجات لمردوديتهتراجع القطاع العمومي أهم ال

إذ أن استغالل المزارع الفالحية االشتراكية كان ضعيفا و لم تتمكن الدولة بفرض سلطة

تسييرها أن تحسن من العائد االقتصادي لهذه المزارع، كون أن الفالح في هذه المزارع

. ظر عن النتائج التي تحققها المزرعةبقي دوما عامال أجيرا يأخذ مستحقاته بغض الن

ضف إلى ذلك أنه حتى في حالة العجز فإن التمويل العمومي مضمون و ال يختلف القطاع

الخاص كثيرا عن القطاع العام أين عرف نموا بسيطا في بعض المنتجات كالحبوب و

و توسيع الطماطم الصناعية و هذا راجع إلى عدم قدرة الدولة على تحفيز القطاع الخاص

.% 30مساحتها عن طريق االستصالح الذي لم تتعدى في أحسن الظروف إلى

Page 158: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

131

و حوصلة هذه النتائج تظهر على مستوى األزمات المالية التي كانت تمر بها

84-83ففي فترة . أغلب المزارع، حيث لم تتمكن غالبيتها من تغطية تكاليفها االنتاجية

من مجموع % 83 أي بنسبة 3.212من أصل مزرعة 2.667بلغت المزارع العاجزة

، )1( مليون دينار2.085المزارع، كما بلغ العجز المالي في نفس الفترة حده األقصى بمبلغ

. و هذا يقودنا إلى االعتراف بالفشل الكبيرإلعادة الهيكلة في تحقيق النتائج المرجوة منها

عية، في حين أن الدولة لم تتخلى وأنها كانت عبارة عن إلغاء ضمني لقانون الثورة الزرا

عن تسيير القطاع الفالحي العمومي بل حاولت تغيير الطريقة فقط، لكن األسلوب

البيروقراطي و المركزية في التسيير بقيت تطبع توجهاتها و هذا يجعلها ال تختلف عن

ا هذا غير أن الميزة التي حمله). التسيير الذاتي، الثورة الزراعية(األنظمة السابقة

اإلصالح ارتكزت أساسا في إعطاء األولوية للجانب االقتصادي الذي يعود بالفائدة على

و . التنمية الزراعية، بحيث و ألول مرة تم التراجع عن مبادئ الثورة الزراعية

اإلصالحات السابقة كانت تطبعها الصبغة السياسية التي أثقلت كاهل القطاع الفالحي

.نزالقات الخطيرةبالنتائج السلبية و اال

و رغم ذلك فإن إصالح إعادة الهيكلة برز من خالل توجه جديد لم يكن قابل للنقاش

سابقا و يتمثل في خوصصة القطاع الفالحي العمومي التي لم يعلن عنها صراحة، و ذلك حفاظا

. بهاعلى مشاعر االشتراكين، و إنما كانت تظهر جليا من خالل القوانين و المراسيم المعمول

حيث أحرزت هذه العملية تقدما على مستوى هذا القطاع، إذ هيأته لمناقشات مستقبلية حول

و يظهر ذلك . مصير القطاع الفالحي في ظل التحوالت القطاعية و الدولية التي يشهدها العالم

.، الذي يتضمن التوجه نحو خوصصة القطاع الفالحي العمومي19-87من خالل جرأة قانون

إن إعادة الهيكلة تبقى تجربة بسلبياتها و ايجابياتها أثرت إلى حد ما مسار القطاع و بذلك

الفالحي، إال أن هذه اإلصالحات لم تعد تتماشى و متطلبات التنمية االقتصادية و االجتماعية، و

بالتالي كان من الضروري انتهاج إصالحات أكثر عمقا و تتماشى و تحقيق قطاع فالحي متطور

.ل إليه مهمة التنمية االقتصادية من خالل تحقيق تنمية زراعية ظلت حلما يراود المسؤولينتوك

�BC/� D=?& ،4، ص )1(/+#; c"5/$58 إ�.

Page 159: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

132

:المبحث الثاني

. التوجه نحو خوصصة القطاع الفالحي

:تمهيد

بعد سلسلة اإلصالحات التي انتهجتها الدولة على مستوى القطاع الزراعي التي

لتبعية الغذائية نحو الخارج، حيث كانت أخفقت في تنمية القطاع الزراعي و تقليص حجم ا

هذه األخيرة في تزايد مستمر و دائم إذ قدرت فاتورة المنتوجات الغذائية و المشروبات في

مليون دج، بينما و صلت 7.782 إلى 1980 مليون دج لتصل سنة 680 بـ 1970سنة

صالحات مليون دج، و يتضح من خالل هذه النتائج أن اإل)1(9.728 مبلغ 1985سنة

لم تستطع رفع إنتاج و إنتاجية القطاع الزراعي، 1987المطبقة منذ االستقالل و إلى غاية

حيث ازداد حجم الواردات الغذائية بشكل كبير و هنا ينبغي اإلشارة إلى أن هناك عامل

آخر كان له دور في ارتفاع فاتورة الغذاء و المتمثل في زيادة عدد السكان من جهة و

فأمام هذا الوضع . سعار الدولية من جهة أخرى و انخفاض قيمة العملة الوطنيةتغير األ

الخطير لمشكلة الغذاء في الجزائر و تحديات تكوين قطاع زراعي يخضع للمعايير

الدولية، كان البد على الجزائر تبني إصالحات جديدة ذات بعد استراتيجي يتم من خاللها

المتضمن إعادة 19-87قة، فكان إصالح قانون استدراك كافة نقائص التجارب الساب

.تنظيم المستثمرات الفالحية

لكن من خالل استعراضنا للتجارب التي مر بها اإلصالح الزراعي يتبادر إلى

هل المسؤولين على هذا القطاع استخلصوا العبر و قاموا بتحليل : أذهاننا السؤال التالي

ات السابقة؟ و هل تم استبعاد القرارات النتائج المتوصل إليها من خالل اإلصالح

االرتجالية على مستوى هذا القطاع؟ و هل هذه اإلصالحات تمثل إصالح جذري و كلي

للقطاع أم أنها إصالحات جزئية و مكملة لإلصالحات السابقة؟ و ما هي األبعاد الحقيقية

ل البد من تحليل و التي ينطوي عليها هذا اإلصالح؟ و حتى ينجلي هذا الغموض و التساؤ

.فحص مضمون و أبعاد و نتائج هذا اإلصالح

)1( Rétrospective statique 1970-2002 édition 2005 O.N.S P 167

Page 160: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

133

.مبررات إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية: المطلب األول

إن إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية لم يأتي بالصدفة إنما كان نتيجة دوافع كثيرة

تي تمت دفعت بالسلطة إلى ضرورة إعادة النظر بشكل كلي و شامل في اإلصالحات ال

على مستوى هذا القطاع، و التي لم يكن بوسعها حل أزمة هذا القطاع الذي ظل يشهد

سنة من الجهود المبذولة في 27تراجعا مستمرا في أدائه االقتصادي، حيث بعد حوالي

إصالح هيكل هذا القطاع و المبالغ المالية التي تحملتها الخزينة العمومية في سبيل ذلك، و

ختلف طرق التسيير التي كانت تتسم بالمركزية، لم يتم تحقيق التنمية بعد تجربة م

.الزراعية

و قبل الخوض في الخلفية التي أسس عليها هذا اإلصالح ينبغي اإلشارة إلى ميزة

هامة طبعت مسار اإلصالحات الزراعية في الجزائر، كون اإلصالحات التي تمت في

.ة للتكفل بمشاكل القطاع من طرف الدولةالقطاع الزراعي لم تكن نتيجة إدارة خاص

و إنما جاءت ضمن متطلبات إعادة تنظيم اقتصادي وطني، و الظروف التي آل

فبالرجوع إلى تجربة التسيير الذاتي على مستوى القطاع الزراعي نجد . إليها بشكل عام

كل، أما أنها كانت مواكبة للتسيير االشتراكي للمؤسسات على مستوى القطاع االقتصادي ك

نجد أنها مست جميع قطاعات االقتصاد الوطني و نفس الشيء 1981إعادة الهيكلة لسنة

نجده بالنسبة إلعادة تنظيم المستثمرات الفالحية التي ارتبطت باستقاللية المؤسسات على

.مستوى االقتصاد الوطني

و عند تحليلنا للوضع الذي آلت إليه مزارع الدولة قبيل الشروع في هذه

اإلصالحات، نجد أن هذا القطاع أصبح أزمة حقيقية تعترض مسار كل تنمية اقتصادية

تريد الدولة انتهاجها، حيث أصبح ميدانا للتصرفات الالمسؤولة و التسيير المركزي

البيروقراطي الذي يعيق أية مبادرة لتنمية و تطوير هذا القطاع و الذي نتج عنه اإلهمال و

التجهيزات و شمل ذلك حتى عنصر األرض الذي يمثل القاعدة الالمباالة بالوسائل

األساسية التي يبنى عليها تطوير القطاع الزراعي، و هذا في اعتقادنا سببه الرئيسي ملكية

الدولة لهذه الوسائل و التجهيزات، إذ كانت الزالت فكرة أساسية تسيطر على المجتمع

ا بطبيعة الحال نراه يترجم في النتائج الضعيفة و هذ" ملك البايلك"الفالحي و المتمثلة في

Page 161: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

134

على مستوى اإلنتاج و اإلنتاجية المحققة في هذا القطاع و الذي يظهر جليا من خالل

األوضاع المالية المتدهورة التي آلت إليها مزارع القطاع العمومي، فكل هذه العوامل و

الفالحي و نتعرض ألهم غيرها كانت كافية إلعادة النظر في تسيير و تنظيم القطاع

جديدة في القطاع الزراعي و تالعوامل التي كانت حافزا لدفع السلطة لتبني اصطالحا

:هي

عدم قدرة إعادة الهيكلة الزراعية تحقيق األهداف المسطرة له و أهمها تكوين -

. مزرعة فقط3412 مزرعة اشتراكية فعمليا لم يتم تكوين سوى 5000

تقليص مساحة المزارع العمومية إذ بقي متوسط مساحة إخفاق إعادة الهيكلة في -

هكتار، في حين بلغ متوسط مساحة 800 إلى 700المزرعة يتراوح ما بين

هكتار، و المساحة الكبيرة كان لها 1200المزرعة في نظام التسيير الذاتي يتجاوز

نجد أن أثر سلبي على انتاجية المزرعة و تسييرها، و الرجوع إلى فترة االحتالل

)1(. هكتار120-100متوسط مساحة مزارع الكولون كان في حدود

ضعف العائد االقتصادي لمزارع القطاع العمومي أمام المصاريف الكبيرة التي -

.كانت تتحملها الدولة في سبيل توفير الدعم المالي الالزم لها

- 83غياب مخطط مرشد و موجه لعملية االستصالح التي كانت بموجب قانون -

، إذ نتج عن ذلك شبه تنفيذ لبرامج االستصالح بكيفيات غير مطابقة للنصوص 18

.التنظيمية

عجز اإلصالحات السابقة و باألخص إصالح إعادة الهيكلة على إقامة عالقة -

مباشرة بين دخول العمال الفالحين و نتائج المزرعة، إذ بقي دوما العامل في

ره مهما بلغ العجز المالي للمزرعة مما المزرعة أجيرا عند الدولة و يتقاضى أج

نتج عنه انخفاض إنتاجية العامل بسبب غياب التحفيزات المادية التي تدفعه للعمل

.أكثر، حيث أصبح العامل وفق هذا المنطق يكتفي بأدنى جهد ممكن

�BC/� D=?& 4 ص )1(/+#; c"5/$60- 59 إ�

Page 162: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

135

تدهور المركز المالي ألغلب المزارع الفالحية االشتراكية فبالرغم من عمليات -

و 1981ي التي عرفتها المزارع المسيرة ذاتيا عند إعادة الهيكلة سنة التطهير المال

المتمثلة في إلغاء الديون المتراكمة و كذلك اآلليات الجديدة المتضمنة فيها من حيث

منهج (نوعية التسيير و ترجيح األهداف االقتصادية على األهداف السياسية

ع العام تعاني من عجز مالي ، إال أنه بقيت مزارع القطا)اإلصالحات السابقة

في أحسن % 60كبيرو مهما يكمن فإن نسبة المزارع العاجزة ظلت تتجاوز نسبة

.السنوات

عدم تحقيق االستقاللية في إدارة و تسيير مزارع القطاع العمومي، حيث ظل -

يطبعها األسلوب المركزي رغم أن النصوص المنظمة للقطاع تؤكد على ضرورة

منتجا و مسيرا و له الحق في استخدام و سائل اإلنتاج بالكيفية أن يكون العامل

التي يراها مالئمة لتنفيذ البرامج الزراعية، إال أن الواقع كشف بأن تسيير المزارع

.كان يتم من طرف مديريات الفالحة و البنوك و قطاعات التنمية الفالحية

في توسيع المساحات عجز اإلصالحات السابقة و خاصة إصالح إعادة الهيكلة -

حيث لم 18-83الصالحة للزراعة، و ذلك من خالل قانون االستصالح رقم

.%30يتعدى نسبة االستصالح في أحسن التقديرات

بقاء مساحات زراعية صالحة للزراعة دون استغالل و ذلك نتيجة عدم توزيعها -

اع الزراعي بسبب اإلجراءات البيروقراطية، و بذلك حرمان القطنعلى المستفيدي

من إنتاجية نسبة هامة من المساحة الصالحة للزراعة وهذا يمثل تعطيال للثروات

.الطبيعية التي تزخر بها البالد

باإلضافة إلى هذه العوامل هناك عامال آخرا نراه جوهريا يتمثل في إرادة الدولة

جة التوجه نحو خوصصة القطاعات االقتصادية و من بينها القطاع الزراعي نتي

التغيرات الدولية و عدم قدرة هذه القطاعات على مواكبة التحوالت العالمية و

، )سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية(التطورات الحاصلة في مختلف مجاالت الحياة

Page 163: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

136

أدت إلى ضرورة إعادة النظر في تنظيم القطاع )1(فكل هذه الدوافع و غيرها

زارع لصالح القطاع الخاص، و بذلك تتخلص الزراعي، و ذلك بالتخلي عن هذه الم

الدولة من العبء المالي الذي ظلت تتحمله من جراء العجز المالي المستمر لهذه

المزارع خصوصا و أن هذه اآلونة شهدت تراجعا كبيرا لإليرادات البترولية نتيجة

.1986تدهور أسعارها العالمية سنة

ح النوعي في القطاع الزراعي تأكدت عزيمتها كما أن الدولة بإقدامها على هذا اإلصال

في القضاء على المعوقات التي تعترض تنمية و تطور القطاع الزراعي، سعيا منها

في الوصول إلى رفع مستوى األداء االقتصادي لهذا القطاع حتى يستطيع مواجهة

ليل من نسبة الزيادة المتنامية و المستمرة للحاجات الغذائية للسكان، و بذلك يتم التق

.التبعية و انخفاض حجم الواردات الغذائية

.19-87محتوى و أهداف قانون رقم : المطلب الثاني

المتضمن إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية يختلف في جوهره و 19-87قانون رقم

أهدافه عن بقية اإلصالحات التي عرفها القطاع الزراعي، كونه يعبر عن عملية

.ير معلنةخوصصة جزئية غ

:19-87محتوى قانون رقم -1

يمثل نقلة نوعية في 19-87إن إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية بمقتضى القانون

مسار اإلصالحات التي عرفها القطاع الزراعي منذ االستقالل، إذ عرف خالل

اإلصالحات السابقة تمسك الدولة بالقطاع بكامله تسيير و إدارة و كذلك وسائل مادية و

بشرية، حيث كانت تمارس كامل سلطتها على هذا القطاع و توجيهه حسب توجيهاتها

اإليديولوجية بينما هذا اإلصالح المتضمن ضبط كيفية استغالل األراضي الفالحية التابعة

لألمالك الوطنية يعكس إرادة الدولة في خوصصة القطاع الزراعي و منح الفرصة بشكل

االستغالل و االستثمار الزراعي، حيث عجزت الدولة على أكبر للقطاع الخاص في مجال

)1( /Y'(eا cY�08ى &?ا& b*5 �*Q8$,ا |F/@>,ا T*0m& ت�@C/8,ا .

Page 164: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

137

ضمان استغالل أراضي القطاع العمومي و حمايتها و بذلك فإن الدولة تتنازل عن كافة

حقوقها العينية في القطاع الزراعي العمومي، ويتم نقلها إلى المنتجين الفالحين الذين

ملكا للدولة فهي تملك حق الرقابة فيها يستغلون هذه المزارع، باستثناء األرض التي تبقى

بموجبه تمنح الدولة حق 19-87و ذلك مقابل دفعهم مبلغ نقدي تحدد قيمته حسب قانون

تمنح الدولة " االنتفاع الدائم للفالحين مقابل دفع إتاوة، حيث تنص المادة السادسة منه

على مجمل األراضي التي المنتجين الفالحيين المعنيين بهذا القانون حق االنتفاع الدائم

.تتألف منها المستثمرة

يمنح حق االنتفاع الدائم مقابل دفع إتاوة من طرف المستفيدين يحدد وعاؤها و كيفيات

)1( ".تحصيلها في قوانين المالية

حسب هذه المادة فإن الدولة تمنح للفالحين الذين يستغلون مستثمراتهم بشكل مباشر

ئم الذي يمكنهم من استغالل المزارع العمومية مدى الحياة و و مستمر حق االنتفاع الدا

كذلك نقل ملكية ممتلكات المزارع العينية ما عادا األرض فهي غير قابلة للتنازل، و تبقى

كما تكون الممتلكات المحققة من قبل الجماعات بعد . الدولة تملك حق التصرف فيها

ع الدائم يجب أن يضمن استغالل األراضي تكوينها ملكا للمنتجين، غير أن هذا االنتفا

الزراعية بشكل جيد و المحافظة عليها و على طابعها الفالحي و عدم السماح بإهمال

.المساحات الزراعية مثل ما حدث في األنظمة السابقة

كما أن هذا القانون ينص على ضرورة أن تستغل األراضي المتنازل عنها

تساوية بين كل عضو من أعضاء الجماعات للفالحين بشكل جماعي حسب حصص م

و ال يجوز ألي منتج الحصول على أكثر من حصة واحدة و ال . المشتركين بصفة حرة

االنضمام إلى أكثر من جماعة، حيث تكون حصة كل عضو غير قابلة للتنازل خالل

لصالح على أن يتم فيما بعد التنازل فقط ) ما عدا في حالة الوفاة(الخمس سنوات األولى

إلى إمكانية ) 19-87(الفالحين المنشغلين في القطاع الزراعي، كما أشار هذا القانون

استغالل األراضي بصفة فردية استثناءا، ويتم اختيار أعضاء المستثمرة الفالحية الجماعية

بشكل حر و دون تدخل أو ضغط من السلطات، كما أن هذه المستثمرات تعد طبقا للمادة

��ن )1(/4 19- 87 2O رخt$,6 ا,$/دة 1987 د�8$+? 8 ا.

Page 165: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

138

شركة أشخاص مدنية تتمتع بكامل األهلية القانونية في القيام 19 ـ87ن من القانو13

بالتعهدات و التعاقد كما يلزم أعضاء المستثمرة الفالحية بما يتعهد به أحدهم باسم

)1(.المستثمرة و ذلك بصفة تضامنية و مطلقة

و تبعا لذلك تظهر المستثمرة الفالحية الجماعية كمؤسسة خاصة تقترب من شركة

التضامن في تصرفاتها، و هي مستقلة عن الدولة و يبقى للدولة حق اإلشراف العام و

التوجيه لهذه المستثمرات الفالحية سواءا الجماعية منها أو الفردية، و تحديد الخطوط

العريضة للتخطيط الفالحي، كما تسعى من خالل هذا القانون و آلياته إلى تطوير و

تاج الفالحي خصوصا عندما نعلم أن القطاع الفالحي عانى المركزية هياكل الدعم لإلن

كثيرا من المركزية و عدم حرية التسيير و اإلدارة، إذ كانت تتكفل بها الدولة من خالل

.هياكلها

:19-87أهداف قانون رقم -2

المتضمن ضبط كيفية استغالل 1987 ديسمبر 8 المؤرخ في 19-87إن قانون

لألمالك الوطنية و تحديد حقوق المنتجين و واجباتهم، يرمي إلى األراضي الفالحية التابعة

إحداث تغيير جذري على المستوى البنيوي للقطاع الفالحي، وذلك قصد عصرنة هذا

القطاع و جعله يتماشى و التحديات الراهنة خاصة منها ما يتعلق بضمان الحاجيات

تحقيق استقرار في القطاع الفالحي و الغذائية للسكان، و هذا بطبيعة الحال لن يتحقق إال ب

إعطائه المكانة الالئقة به إلى جانب القطاعات االقتصادية األخرى خاصة، و أن التكامل

القطاعي يبقى محدودا في غياب قطاع زراعي فعال يقوم بوظيفة لوجيستيكية اتجاه بقية

.القطاعات االقتصادية الوطنية

يهدف إلى تحقيق األهداف 19 -87ون و حتى يمكن الوصول إلى ذلك جاء قان

:التالية

��ن 17 ا,$/دة )1(/19- 87 &> 2.

Page 166: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

139

ضمان االستقاللية الفعلية للمستثمرات الفالحية و التخلي عن األسلوب المركزي في −

.تسيير القطاع الزراعي

إقامة عالقة مباشرة بين دخل العمال في القطاع الزراعي و إنتاجية المستثمرة، و لم −

.اهمته في إنتاج المزرعةيعد الفالح أجيرا و إنما يجازى حسب مس

تمكين المنتجين من ممارسة مسؤوليتهم في استغالل األراضي و إعطائهم حرية −

التصرف و التسيير ألنهم في األخير يتحملون نتائج قراراتهم ما دامت الدولة تخلت

.عن هذه األراضي

ضمان استغالل األراضي الفالحية استغالال أمثال، حيث ظل هذا القطاع و لمدة −

طويلة يعاني من بقاء مساحات صالحة للزراعة غير مستغلة نتيجة التنظيمات

.السابقة

رفع اإلنتاج و اإلنتاجية بهدف تلبية الحاجيات الغذائية للسكان و احتياجات االقتصاد −

.الوطني

. للتنمية الفالحيةيتحقيق التنمية الشاملة و ضمان مسار وحدو −

.19-87 رقم آليات تطبيق قانون: المطلب الثالث

، ينبغي اإلشارة إلى أن هذا القانون 19-87قبل الخوض في آليات تطبيق قانون

و ذلك قبل صدور القانون و 1987بدأ يعرف التطبيق مع بداية النصف الثاني من سنة

المصادقة عليه من طرف البرلمان بغرفتيه، حيث صدرت تعليمة رئاسية بخصوص

، أعطت بعدا جديدا لعملية اإلصالح الفالحي 1987ية إصالح القطاع الفالحي في جويل

ما بين ( تختلف عن بقية اإلصالحات السابقة لتتحول فيما بعد إلى منشور وزاري مشترك

، و لقد تضمن هذا 1987 أوت 30، و ذلك بتاريخ )وزارة الفالحة، المالية، الداخلية

تحديد المستثمرات الفالحية المنشور الطرق العملية لتوزيع األراضي و وضع المخططات ل

الناتجة عن إعادة هيكلة القطاع الفالحي، حيث شرع في البداية التطبيق على عدد محدود

من التعاونيات الفالحية، غير أنه سرعان ما تم تعميمه على كافة مزارع القطاع الفالحي

Page 167: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

140

ر قانون خاصا ، إذ أعتب19-87العمومي، و هذا نجده مخالفا للمبدأ الذي أسس عليه قانون

حيث ال يجب أن يطبق على جميع أراضي القطاع الزراعي العمومي، و إنما كتجربة

، و أن ال )DAS(أولية سوف يطبق على عدد محدود من المزارع الفالحية االشتراكية

ثم بعد ذلك تقييم نتائج التجربة و إصالح اإلختالالت % 10تتجاوز هذه المزارع نسبة

ى مستوى العينة و فيما بعد يتم تعميم التجربة على كافة األراضي التي قد تظهر عل

معظم 1987غير أن شيء من هذا لم يحدث و مست العملية في خريف . الحكومية

.1988مزارع القطاع الفالحي االشتراكي و حتى بداية الثالثي األول من سنة

ر القانون قد سبق فعليا صدو19-87و في هذا الصدد نسجل أن تطبيق قانون

، و في البداية ينبغي أن نشير إلى هذا 1987 ديسمبر 8الذي تمت المصادقة عليه بتاريخ

الخرق القانوني و غير الشرعي للنظام العام و عدم االمتثال للنصوص و اللوائح

التشريعية التي تجعلنا نرتاب في أي إصالح ما دام هناك جهات ال تحترم سيادة القانون

. من سيادة الدولةالتي نعتبرها

و في هذه األثناء تسارعت عملية تطبيق القانون بالشكل الذي لم يتح الفرصة

للمستفيدين من فهم آليات هذا القانون و إجراءات تطبيقي التي نجدها فيما بعد تنعكس سلبا

عليه، ألن المنطق العملي يؤكد أنه عند إحداث أي تغيير أو إصدار أي قانون خاصة إذا

ي القطاع الزراعي و نحن ندرك خصوصية هذا القطاع، فإنه ال بد من تهيئة كان ف

األشخاص و الجهات التي تكون معنية بهذا القانون و إعطائها الوقت الكافي لفهم إجراءات

.التنفيذ، حتى و إن تطلب ذلك دورات تكوينية

ر كسبا للوقت و هذا قد يعتبره البعض هدرا للوقت، و إنما في حقيقة األمر هو يعتب

عندما نضمن تنفيذ اإلجراءات على الوجه المطلوب و نقلل من نسبة االنحرافات و

.األخطاء المرتكبة، و لنا تجربة كافية في اإلصالحات السابقة

و يعود هذا في اعتقادنا إلى نقص الوعي لدى المسؤولين و عدم التقييم الجيد لمدى

وى االقتصاد و خطورة اإلجراءات و السلوكات أهمية القطاع الفالحي و وزنه على مست

االرتجالية الالمسؤولة التي قد تضعف من فعالية اإلصالحات االقتصادية بشكل عام و

Page 168: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

141

على تنظيم مستثمرات فالحية جماعية و 19-87يرتكز قانون . الزراعية بشكل خاص

ة من ثالثة فردية تشكل المزارع االشتراكية حيث تتكون المستثمرة الفالحية الجماعي

، و هذا يؤكد على استقاللية و حرية )1(منتجين فالحين أو أكثر و باختيار متبادل فيما بينهم

أعضاء المجموعة في تكوين المستثمرة الفالحية الجماعية، تفاديا للنزاعات التي قد تظهر

عند انضمام أعضاء إلى المجموعة ينعدم التوافق فيما بينهم، حيث يؤثر ذلك ال محالة

على استمرار المستثمرة و أدائها االقتصادي، غير أنه عمليا سوف نكتشف تدخل جهات

معينة و فرضها ألعضاء المجموعة و هذا تجاوز للقانون الذي يستوجب الجزاء و العقاب

و عند اتفاق مجموعة معينة على إنشاء مستثمرة جماعية فالحية، يجب عليهم . الصارم

كوين الجماعة إلى المصالح المعنية، حيث تقوم هذه األخيرة تقديم عقد تصريحي يتضمن ت

بتسليم عقد إداري للمعنيين يحدد قطعة األرض التي يمارسون عليها حقهم في االنتفاع

)2(.الدائم على الشيوع و بحصص متساوية

حيث يعطي هذا اإلجراء الطابع اإلداري الرسمي لقيام المستثمرة و ممارسة

منوط بها، بحيث ال يكون تكوين المجموعات الفالحية بطريقة عشوائية نشاطها اإلنتاجي ال

و تضمن بذلك المجموعة ملكيتها لحق االنتفاع الدائم على األراضي الممنوحة لها و هذا

تثبيتا لحقوق المنتجين على هذه األراضي من جهة و من جهة أخرى قصد الوفاء

تنتظر منهم انتعاش القطاع الفالحي بشكل بالتزاماتهم و واجباتهم إزاء هذه السلطة التي

.عام

)3(:حيث يتعين على منتجي المستثمرات الفالحية الجماعية القيام بما يلي

.إنتاج الخيرات خدمة لألمة و االقتصاد الوطني -

.تحسين اإلنتاج و اإلنتاجية بصفة متواصلة -

.عصرنة أساليب و وسائل اإلنتاج -

.19- 87 ا,@/��ن &>11 أ�]? ا,$/دة )1( .19- 87 &> ا,@/��ن 12 أ�]? ا,$/دة )2( .19- 87 &> ا,@/��ن 16 ا,$/دة )3(

Page 169: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

142

ة الملقاة على عاتق المستثمرات الفالحية الجماعية و هذا يجعلنا ندرك ثقل المسؤولي

، حيث عجزت اإلصالحات السابقة إلى حد كبير في 19-87و الفردية من خالل قانون

.تحملها

كما يتوجب على أعضاء المستثمرة استغالل كل األراضي استغالال أمثال بصفة

لى التجاوزات الخطيرة جماعية و المحافظة على طابعها الفالحي، هنا ينبغي اإلشارة إ

التي عرفتها هاتين النقطتين كما سيوضح الحقا، كما يتوجب على أعضاء المجموعة تنفيذ

و لقد أعطى . كل عمل من شأنه أن يزيد من قيمة األرض و المستثمرة ككل و إنتاجيتها

ائمين و هذا القانون األولوية في تكوين المستثمرات الفالحية الجماعية و الفردية للعمال الد

غيرهم من مستخدمي تأطير المستثمرات الفالحية القائمة عند تاريخ إصدار هذا القانون،

ثم يأتي في المرتبة الثانية و الثالثة األشخاص الذين يمارسون مهنة مهندسين و تقنيين

و هنا ينبغي الوقوف عند هذا . )1(فالحيين و عمال موسميين و كذا الفالحين الشباب

ذي يمنح االمتياز للعمال الدائمين و بذلك يمكنهم من االستحواذ على األراضي اإلجراء ال

الجيدة و الخصبة باإلضافة للممتلكات األخرى، بينما تؤول األراضي المهمشة و ذات

النوعية الرديئة لبقية الفئات المشار إليها، و هذا يعتبر إجراء غير منصف بحيث يعطي

ينما تكاد تنعدم للعمال الموسميين و الشباب و المهندسين و فرص أكبر للعمال الدائمين ب

و ندرك أهمية هذا اإلجراء و خطورته عندما نعلم بأن العمال الدائمين على . التقنيين

دراية تامة بنوعية األراضي و أخصبها و من ثم اختيارهم سوف ينصب بدرجة عالية

ذا فإنه ما يتبقى لبقية الفئات يمثل ضف إلى إمكانية اختيار بعضهم البعض و هك. عليها

.أراضي من الدرجة الثانية و حتى من الدرجة الثالثة

و 19-87و من خالل قراءتنا لهذا اإلجراء الذي تضمنته المادة العاشرة من القانون

تتكون األراضي المشار إليها في المادة األولى من " مقارنته بما تنص عليه المادة الثالثة

ن و كذا الوسائل األخرى المتعلقة بها، في شكل مستثمرات فالحية جماعية هذا القانو

متجانسة تتطابق مساحتها مع عدد المنتجين الذين تتألف منهم الجماعة و قدرتهم على

".العمل و مع مناهج اإلنتاج المتوفرة و قدرات األراضي

.19- 87 أ�]? ا,$/دة ا,#/;?ة &> 2/��ن )1(

Page 170: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

143

ية متجانسة و هنا نطرح تساؤل هل يمكن أن يتحقق تكوين مستثمرات فالحية جماع

تتطابق مساحتها مع عدد المنتجين الذين يشكلون هذه المستثمرة في ظل منح األولوية للفئة

في اختيار األرض و كذلك تقاسم تركة القطاع الفالحي ) العمال الدائمين(األولى

من مختلف الوسائل و التجهيزات الفالحية التي سوف تحرم منها بقية ) DAS(االشتراكي

الفالحية المكونة من المرتبة الثانية و الثالثة، و هذا ما آلت إليه العديد من المستثمرات

المستثمرات الفالحية الجماعية و الفردية، إذ اقتصر نصيبها على حيازة أراضي ذات

نوعية رديئة و دون عتاد مما صعب عليها المهمة اإلنتاجية الموكلة إليها، حيث ذكر

بأن هؤالء المستفيدون واجهوا منذ البداية مشاكل عديدة، فقد األستاذ شعباني في هذا الشأن

شرعوا في عمل األرض بأيد فارغة و جيوب خاوية، فال عتاد يستصلحون و يعملون به

.أراضيهم، و ال أموال يشترون بها عوامل اإلنتاج التي تساعد في خدمة مستثمراتهم

التخلي عن المستثمرات و هذا ما نجده يترجم في فيما بعد عمليات اإلهمال و

الفالحية بعد عجز أصحابها على إنعاش تلك المستثمرات الموزعة عليهم بطريقة غير

-87عادية، و هذا كان عامال أساسيا في عدم تحقق األهداف المسطرة من خالل قانون

بل نالحظ بأن النقائص تتكرر و تتوالى و هنا يقودنا الحديث عن مدى نجاعة قانون . 19

. باعتباره إصالح لما آل إليه القطاع الفالحي العمومي87-19

و لتنفيذ اإلجراءات السابقة الذكر أعطيت صالحيات تنفيذ عملية إعادة تنظيم

:المستثمرات الفالحية إلى لجان داخلية و أخرى تقنية محلية

هي لجان مؤقتة تعمل على ضمان استمرارية إدارة و تسيير : اللجان الداخلية )1

في الفترة االنتقالية و ذلك حتى تنتهي عملية إعادة التنظيم، كما المزارع

استندت لها مهام توزيع األراضي و التجهيزات و المعدات و الهياكل األساسية

بين المجموعات المكونة طبقا لهذا القانون، و بالتالي فإنه سوف يكون لهذه

ط في المزارع النشاةاللجان دور مزدوج و فعال فهي تحافظ على استمراري

.الفالحية االشتراكية من جهة

Page 171: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

144

و من جهة أخرى تعمل على تطبيق و تنفيذ إجراءات مرحلة إعادة التنظيم، إذ

تتولى تحديد الكيفية التي يجب أن تستخدم في استعمال الهياكل و التجهيزات

كما تساهم هذه . بصفة مشتركة بحيث تكون هذه األخيرة غير قابلة للتوزيع

. اقتراح قائمة المستفيدين و تقديم المساعدة للجان التقنية المحليةاللجان في

: )1(و هي تتواجد على مستوى الوالية و تتكون من: اللجان التقنية المحلية )2

االتحاد الوطني للفالحين الجزائريين و مصالح المالية و مصالح الفالحة و

.مصالح مسح األراضي و قاضيا أو موثقا

:ما يليو تتلخص مهامها في

اإلشراف على تكوين و تنصيب اللجان الداخلية إلعادة تنظيم الجماعات •

.الجديدة

.ضبط قائمة الجماعات اإلضافية و المترشحين لالستفادة الفردية •

.الجرد المادي لوسائل اإلنتاج التي تتكون منها أمالك المزارع •

ال تتحول تقديم المساعدة للجان الداخلية و الجماعات الجديدة بشرط أن •

.المساعدة إلى تدخل

اإلشراف على توزيع األراضي و وسائل اإلنتاج األخرى و تحرير محاضر •

.تكوين المستثمرات الجديدة

التفاوض مع الجماعات في حاالت االختالف على توزيع األراضي و وسائل •

.اإلنتاج

لتقارير المشاركة في عمليات رسم الحدود و التقييم المالي للممتلكات و تقديم ا •

.عن مدى تقدم العمليات المختلفة

على جملة من النتائج التي 19-87و لقد أسفرت هذه اإلجراءات التطبيقية لقانون

.نتعرض لها من خالل ما يلي

.39"?ي &?=BC/� D صC راkC ا,6 )1(

Page 172: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

145

.تقييم عملية إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية: المطلب الرابع

: إلى19-87 قانون لقد أدت عملية إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية وفق آليات

تكوين مستثمرات فالحية جماعية و فردية من خالل تجزئة المزارع االشتراكية إذ -

إلى غاية )EAC( مستثمرة فالحية جماعية 19.108بلغ عدد المستثمرات الفالحية

هكتارا، و 1.813.964 تربعت على مساحة إجمالية قدرت ب 1988 أفريل 30

شخصا، أما عدد المستثمرات الفالحية الفردية 136.670قد بلغ عدد المستفيدين

(EAI) 1( مستثمرة1.462 فقد بلغ( وحسب هذه المعطيات يمكن أن نستخلص أن ،

قد وفق إلى حد ما في تقليص المساحة الفالحية إذ بلغ متوسط 19-87قانون

هكتار بعدما كانت في المزارع 95مساحة المستثمرة الجماعية الواحدة حوالي

. هكتار800 و 700 تتراوح بين (DAS)الحية االشتراكية الف

مستثمرة 51.762 ليبلغ 1993و لقد تطور عدد المستثمرات الفالحية مع نهاية

2.059.348فالحية جماعية و فردية موزعة على مساحة إجمالية تقدر ب

و من خالل هذه اإلحصائيات ندرك مدى نجاح هذا اإلصالح في القضاء . )2(هكتار

مزرعة فالحية اشتراكية إلى 3.429لى المساحات الكبيرة إذ تم تحويل حوالي ع

مستثمرة فالحية جماعية و فردية مع األخذ بعين االعتبار المزارع التي 51.762

.لم تصلها عملية إعادة التنظيم بعد

و بهذه المعايير نجد أن المستثمرات الفالحية الجماعية من حيث المساحة أصبحت

من شكل المزارع األوروبية قبل االستقالل، لكن هنا ينبغي اإلشارة إلى تساؤل تقترب

. هام

هل هذه المزارع الجديدة قادرة على تحقيق مستويات اإلنتاج و اإلنتاجية المطلوبة

و كذلك مدى تحسن أساليب التسيير و . منها في ظل تجاوز مشكل كبر المساحة الزراعية

اإلدارة فيها؟

�BC/� D=?& 4 ص )1(/+#; c"5/$72 إ�. 40 راkC زC"?ي &?=BC/� D ص )2(

Page 173: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

146

تم إنشاء نوع جديد من المستثمرات الفالحية لم يعرفه 19-87 بموجب قانون

القطاع الفالحي سابقا، و هي المستثمرات الفالحية العائلية و هذا تبعا للحرية التي يعطيها

القانون ألعضاء المستثمرة في اختيار بعضهم فنجد في هذه الحالة أن األب يختار أبنائه أو

.إنتاجية زراعية تابعة لعائلة واحدةأقاربه و بالتالي تتشكل وحدات

خصوصا أنه حدد الحد -غير أن هذا قد يطرح مشكال عندما يكون أفراد العائلة محدودا

و مساحة المزارع كبيرة خاصة من ناحية –األدنى حسب هذا القانون بثالثة أشخاص

الفالحة بأنه و قد بينت التحقيقات التي قامت بها وزارة. التسيير و التحكم في المستثمرة

. هكتار13وصل متوسط المساحة الزراعية للمستثمرات الفردية إلى

ارتفاع مساحة أراضي القطاع الخاص على حساب مساحة أرض القطاع العام،

ألف هكتار، بينما أصبح القطاع الخاص يستحوذ 100حيث انخفضت هذه األخيرة بحوالي

)1(.احة الصالحة للزراعة من إجمالي المس% 60على مساحة تتجاوز نسبة

و هذا االنتقال في نسبة استحواذ القطاع الخاص على المساحة الصالحة للزراعة

على خوصصة القطاع الزراعي من خالل تنازل الدولة 19-87كان بفضل تشجيع قانون

على كل ممتلكاتها في القطاع الفالحي ما عدا األرض التي تبقى ملكا للدولة، إذ نجد في

سنوات أصبح القطاع يتصدر المرتبة األولى في القطاع الزراعي من ) 6(ستة حوالي

حيث المساحة، إذ يمتلك أجود األراضي التي كانت بحوزة المزارع الفالحية االشتراكية،

، حيث يستثني من مجال 19-87و ما تبقى للقطاع العام هو ما تم إنشائه في تطبيق قانون

تابعة لألمالك الوطنية الملحقة للهيئات و المؤسسات من تطبيق هذا القانون األراضي ال

.إنجاز المهام الموكلة لها

:ينطبق هذا اإلجراء الخصوص على ما يأتي

.المزارع النموذجية -

.مؤسسات التكوين و البحث -

)1( � D=?& ي?"Cز kCص را BC/ 40

Page 174: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

147

)1(.معاهد التنمية -

مزرعة التي تشغل نسبة 165 عدد المزارع النموذجية ب 1995حيث قدر في سنة

، و هذا يقودنا إلى %1,8 من إجمالي المساحة الصالحة للزراعة و المقدرة ب ضئيلة جدا

القول بأن مصير تنمية و تطوير القطاع الزراعي أصبح بين القطاع الخاص، و ما بقي

.للدولة إال اإلشراف العام و التوجيه عن بعد

نتاجية إلى رفع إنتاج و إ19-87أما فيما يخص اإلنتاج الزراعي، يهدف قانون

القطاع الزراعي، فنجد أنه من غير الممكن أن نحكم بشكل مطلق على تحسين إنتاج و

إنتاجية القطاع الزراعي، كما أننا ال يمكن أن نحمل العبء كامال على اإلصالح بحيث

.هناك عوامل أخرى كان لها األثر الكبير في تحديد مستويات اإلنتاج تلك

بها اإلنتاج الزراعي تتمثل في التذبذب و التباين الكبير غير أن هناك ميزة أساسية يتميز

.19، 18، 17في مستويات اإلنتاج من سنة ألخرى وفق ما يوضحه الجدول رقم

حيث تبعا للمعطيات المقدمة من خالل الجداول يتضح التباين الشديد في كمية

ن الزيادة في اإلنتاج اإلنتاج من سنة ألخرى، إذ ال يمكننا الحكم بنمو مستويات اإلنتاج أل

لمحصول من المحاصيل الزراعية حدثت في السنة و كأنها زيادة عرضية و غير

مخططة، بحيث تحقق السنة التي تليها تراجعا و هذا يظهر جليا خاصة بالنسبة لمنتوج

ب ) 17أنظر الجدول رقم ( قدرت كمية اإلنتاج 75/76الحبوب، فخالل موسم

. قنطار11.450.090 ب 76/77ا قدرت كمية اإلنتاج للموسم قنطار، بينم23.131.860

50فعند مقارنة هاتين الكميتين نجد أن قيمة التراجع تقدر بحوالي نصف الكمية أي نسبة

و هنا ينبغي أن نتساءل عن ما هي العوامل التي تضافرت حتى تحقق هذا االنخفاض %

تحسين طفيف في 78/79 و 77/78الكبير؟ بينما نسجل في المواسم الموالية لذلك

. مستوى اإلنتاج

��ن 4 ا,$/دة )1(/19- 87 &> 2.

Page 175: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

148

)17(الجدول رقم

.76/79تطور اإلنتاج السنوي و المتوسط ألهم المنتجات الزراعية خالل الفترة

قنطار: الوحدة

اإلنتاج السنوي السنوات

أهم المنتجات

75/76 76/77 77/78 78/79

متوسط اإلنتاج السنوي

16.535.132 16.198.080 15.385.500 11.425.090 23.131.860 الحبوب

البقول

649.347,5 531.650 664.530 646.640 754.570 الجافة

10.592.065 11.638.650 10.339.860 10.344.530 10.045.220 الخضر

4.810.725 4.540.130 4.475.060 5.019.080 5.208.630 الحمضيات

الزراعات

1.467.245 1.752.940 1.493.960 1.394.400 1.227.680 الصناعية

1.646.875 2.080.310 1.961.180 1.175.720 1.370.290 التمورSource :ONS , Rétrospective statistique 1970-2002, édition 2005

Page 176: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

149

)18(الجدول رقم

.83/86لفترة تطور اإلنتاج السنوي و المتوسط ألهم المنتجات الزراعية خالل ا

قنطار: الوحدة

اإلنتاج السنوي السنوات

أهم المنتجات

82/83 83/84 84/85 85/86

متوسط اإلنتاج السنوي

20.195.795 24.024.090 29.175.790 14.603.680 12.979.620 الحبوب

البقول

515.580 678.760 573.200 449.340 361.020 الجافة

18.583.558 23.391.070 21.820.380 15.462.174 13.660.610 الخضر

2.595.095 2.531.310 2.440.760 2.854.060 2.554.250 الحمضيات

الزراعات

1.612.010 1.781.950 1.393.610 1.320.890 1.951.590 الصناعية

1.879.802,5 1.888.280 1.988.370 1.827.170 1.815.390 التمورSource :ONS , Rétrospective statistique 1970-2002, édition 2005

Page 177: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

150

)19(الجدول رقم

.91/94تطور اإلنتاج السنوي و المتوسط ألهم المنتجات الزراعية خالل الفترة

قنطار: الوحدة

اإلنتاج السنوي السنوات

أهم المنتجات

90/91 91/92 92/93 93/94

متوسط اإلنتاج السنوي

23.881.835 9.634.200 14.520.970 33.289.140 38.083.030 الحبوب

البقول

532.122,5 382.970 481.470 633.860 630.190 الجافة

28.845.312,5 25.706.200 29.638.050 30.665.210 29.371.790 الخضر

3.555.705 3.759.900 3.608.330 3.618.890 3.235.700 الحمضيات

الزراعات

3.880.145 4.590.930 5.368.100 3.272.170 2.289.380 الصناعية

2.621.007,5 3.171.840 2.616.120 2.605.150 2.090.920 التمورSource :ONS , Rétrospective statistique 1970-2002, édition 2005

رغم آليات الثورة 75/76إال أنه بقي بعيدا عن ذلك المستوى المحقق في موسم

الزراعية و هذا تأكيد آخر عن عدم قدرة الثورة الزراعية التحكم في القطاع الزراعي، أما

بالنسبة لبقية المنتجات نجد أنها عر فت نوعا من االستقرار في كمية اإلنتاج إذ أن معدل

مانينيات و كان ضعيفا و نفس الشيء نجده يحدث في فترة الث) ايجابي أم سلبي(التغير فيها

38.083.030 90/91كذلك في فترة التسعينيات، إذ بلغت كمية إنتاج الحبوب في موسم

، كما قدر انتاج البقول الجافة في 9.634.200 إلى 93/94قنطار و وصلت في موسم

.382.970 إلى 93/94 قنطار ليصل خالل موسم 630.190 90/91موسم

Page 178: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

151

ية تشهد تقلبات عديدة و متنوعة ال يمكن و هذا يجعلنا نقول أن الزراعة الجزائر

من خاللها تحقيق استقرار زراعي، فإذا حدث تطور فقد ال يكون تطورا مستمرا و قد

يتبعه تراجعا و هذا ما نالحظه خاصة بالنسبة للحبوب، التذبذبات في مستويات اإلنتاج من

عية الجزائرية و جهة نحمل الجزء األكبر منها اإلصالحات المتبعة في السياسة الزرا

بالخصوص إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية إذ استمرت التذبذبات في كمية إنتاج

المحاصيل الزراعية و ظل يعاني القطاع الزراعي من األوضاع غير المستقرة، الشيء

الذي ال يسمح ببناء استراتيجية زراعية خاصة في مجال الحبوب تكون أبعادها تحقيق

. و تخفيض حجم الواردات الغذائيةاالكتفاء الذاتي

و نرى عدم االستقرار في مختلف الفترات، و يرجع ذلك إلى طبيعة السياسة

، التي تتسم بالمحدودية و ضيق )اإلصالحات المطبقة خالل كل فترة(الزراعية المنتهجة

و األفق و عدم التناسق و التكامل فيما بينها، إذ يأتي كل إصالح و كأنه يلغي ضمنيا أ

عالنيا اإلصالحات السابقة، حيث ال نجد هناك تواصل و استمرارية و هذا ا أدى إلى

.وقوع انحرافات في القطاع الزراعي

غير أن هناك جزء آخر تتحمله عوامل أخرى و أهمها العوامل المناخية و الطبيعية

حيث ال زالت الزراعة الجزائرية بشكل عام و زراعة الحبوب و بعض الخضروات

شكل خاص تحت رحمة السماء، فهي تنتظر كل سنة كمية األمطار المتساقطة سواء ب

.كانت قليلة أو كثيرة و على إثرها تتحدد كميات اإلنتاج

فاختالف المناخ من سنة ألخرى سواء فيما يخص األمطار المتساقطة أو شدة

تغير كميات الرياح أو الحرارة، فكلها تؤثر على زراعة الحبوب و زراعات أخرى، حيث

األمطار المتساقطة من سنة ألخرى و من فصل آلخر و سقوط األمطار في أوقات غير

مالئمة للمزروعات مثل سقوطها خالل بداية موسم الحصاد، يؤخر بداية حملة الحصاد

باإلضافة إلى إتالف كميات معتبرة منها من جراء األمطار، و من جهة أخرى هطول

ي فصل الشتاء و قلتها في فصل الربيع، بينما نجد من جهة ثالثة األمطار بكميات معتبرة ف

و هذه العوامل كلها تأثر على كميات . سقوط األمطار أثناء بداية حملة الحرث و البذر

Page 179: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

152

اإلنتاج الزراعي بشكل سلبي، فال يجب أن نعتقد بأن قلة األمطار فقط هي المسؤولة عن

ا بانتظام في الفصول كذلك من شأنه أن يؤدي قلة اإلنتاج بل كثرة األمطار و عدم سقوطه

.إلى تخفيض كميات اإلنتاج من سنة ألخرى

و مما سبق نستخلص أن الزراعة الجزائرية خاصة منها زراعة الحبوب لم تدخل

عليها تقنيات السقي الحديثة، بل نذهب إلى أبعد من ذلك أن زراعة الحبوب في الجزائر ال

كما أن أواخر . ي، بل تعتمد كليا على سقي السماءتخضع لعملية السقي االصطناع

الثمانينيات بدأت تعرف الجزائر مناخا جافا اشتد كثيرا في بعض السنوات مما جعل الدولة

تمنع الري العمومي خالل فصل الصيف بحجة نقص المياه، و استمر هذا المنع في معظم

لى البقول الجافة و الخضر التي المناطق الزراعية إلى يومنا هذا مما أثر سلبا خاصة ع

كانت تنتشر كثيرا لدى الفالحين الصغار عند تواجد الري العمومي، حيث كان اإلنتاج يسد

و لكن هذا . احتياجات العائلة، و في كثير من األحيان يحقق فائض يوجه نحو السوق

ن أخرى اإلجراء زاد في هجرة الفالحين ألراضيهم و ترك مهنة الفالحة و تعويضها بمه

.كالتجارة و الصناعة

لكن أمام كل هذه العوامل ال ينبغي أن ننسى أثر المساحة الصالحة للزراعة على

كميات اإلنتاج، إذ تعتبر محدودة إلى حد كبير و لم تساهم اإلصالحات السابقة أو الحالية

و خاصة األراضي المخصصة لزراعة الحبوب حيث تعتبر هذه الزراعة . في توسيعها

تراتيجية بالنسبة لالقتصاد الوطني، حيث تتربع الجزائر على مساحة إجمالية تقدر ب اس

بعد ثالث (1990 هكتار، بينما األراضي المخصصة للزراعة في سنة 238.174.100

، و %7,6 هكتار و هو ما يعادل 39.592.860قدرت ب ) 19-87سنوات من إصالح

لزراعة الحبوب في الجزائر تقدر ب هي نسبة ضئيلة جدا بينما المساحة المخصصة

، فكيف بإمكاننا أن %5,97 و هو ما يعادل نسبة 1990 هكتار في سنة 2.365.440

مليون 33نعتمد على هذه النسبة المنخفضة لمواجهة استهالك بلد يزيد عدد سكانه عن

. نسمة

Page 180: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

153

و يضاف إلى ما سبق عوامل أخرى ذات طابع طبيعي و اقتصادي و إنساني، فنجد

أن األراضي الجزائرية تتنوع بين األراضي السهلية و شبه السهلية و أراضي الهضاب،

أراضي جبلية و أراضي شبه جبلية و الصحراء و هذا التنوع يساهم في محدودية اإلنتاج

الزراعي، باإلضافة إلى عامل الجودة و نوعية هذه األراضي و المكونات العضوية التي

مال ايجابيا لتطور اإلنتاج الزراعي، خاصة أمام ارتفاع تكلفة تحتويها و التي تعتبر عا

تغذية األراضي بالمدخالت األساسية من أجل تحسين إنتاجية األراضي، فكل هذه العوامل

.ساهمت في تحقيق تلك الوضعية الزراعية التي آل إليها القطاع الزراعي الجزائري

ية كغيرها من اإلصالحات التي و باعتبار أن إعادة تنظيم المستثمرات الفالح

باشرتها الدولة في القطاع الزراعي فإنها ال تخلو من بعض السلبيات التي حالت دون

:تحقيق األهداف المنتظرة و تنمية القطاع الزراعي و ندرج أهمها فيما يلي

تكوين مستثمرات فالحية متباينة من حيث مساحة و نوعية األراضي، باإلضافة −

في مستوى التأهيل ألعضاء المستثمرة الفالحية، إذ تعطي المادة إلى االختالف

األولوية للعمال الدائمين و غيرهم من مستخدمي 19-87العاشرة من القانون

حيث هذه المادة مكنتهم من االستحواذ على . تأطير المستثمرات الفالحية القائمة

ازة حيث لم يبقى أجود األراضي و أخصبها باإلضافة إلى وسائل اإلنتاج الممت

للمستفيدين من المرتبة الثانية و الثالثة إال األراضي األقل جودة و الهامشية التي

يقع أغلبها في مناطق معزولة باإلضافة إلى العتاد المهتلك و غير القابل

.لالستخدام

عدم احترام بنود المادة الثالثة من القانون، إذ تحث على تشكيل مستثمرات فالحية −

سة تتطابق مساحتها مع عدد المنتجين الذين تتألف منها الجماعة و قدرتهم متجان

على العمل، و مع مناهج اإلنتاج المتوفرة و قدرات األراضي، حيث أفضى القانون

على تكوين مستثمرات غير متجانسة أو فردية تتجاوز مساحتها قدرات أعضاءها،

Page 181: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

154

حات السابقة، كما أنه بموجب ولقد ظل هذا المعيار صعب المنال عبر كافة اإلصال

.هذا القانون تم تكوين مستثمرات فالحية بدون عتاد

بقاء مساحات زراعية معطلة عن أي استغالل، و ذلك بسبب الصعوبات التي −

اعترضت المستفيدين من تلك المستثمرات حيث تم استفادتهم من أراضي غير

نية حتى تصبح مهيأة صالحة للزراعة و تتطلب إمكانيات مادية و بشرية و تق

.للزراعة، و هذا ما يفتقر إليه المستفيدون

هكتار من األراضي الموزعة التي بقيت بدون استغالل 128.000حيث تم إحصاء −

)1(. والية من واليات الجزائر بسبب نقص اإلمكانيات28على مستوى

خدمة مما أسفر عن ظهور العديد من عمليات التنازل عن تلك المستثمرات و ترك

األرض و هجرة الفالحة بسبب الصعوبات األنفة الذكر، و في هذا الصدد أفاد

حالة تنازل على المستوى الوطني 1671تقرير عن وزارة الفالحة بأنه تم إحصاء

.1988في نهاية سنة

الحرية و االستقاللية المعطاة بموجب هذا القانون في تكوين و تسيير و إدارة −

، أدت بهذه المستثمرات إلى التخلي عن تطبيق المخطط المستثمرات الفالحية

الزراعي من جهة و من جهة ثانية التخلي عن استعمال معايير مدخالت اإلنتاج

إذ ) التسيير الذاتي، و الثورة الزراعية(التي كان معمول بها في الفترات السابقة

ج عنه عدم أصبح المستفيدون يكتفون بالحد األدنى من تعظيم األرباح مما نت

استعمال المدخالت الضرورية لألرض و المحاصيل الزراعية كاألسمدة و

.المبيدات

غياب الحرية و االستقاللية في تكوين و إدارة هذه المستثمرات الفالحية التي نص −

ال يحق ألحد أن يتدخل في إدارة و تسيير المستثمرات الفالحية " عليها القانون إذ

و تعد كل مخالفة لألحكام المنصوص عليها أعاله تسييرا الفردية أو الجماعية،

�BC/� D=?& 4 ص )1(/+#; c"5/$75 إ�.

Page 182: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

155

فعليا و يترتب عليها تطبيق قواعد المسؤولية المدنية و الجزائية المنصوص عليها

)1(".في هذا المجال

حيث سجلت العديد من التجاوزات في هذا المجال، إذ تم تكوين مستثمرات فالحية

ت التابعة للقطاع الزراعي و كذا فرض و تحديد أعضائها بتدخل مباشر من اإلدارا

استمرارية لألسلوب المركزي في إدارة القطاع (أنماط تسيير معينة عليها

، و هذا ما ينعكس سلبا على استمرار تلك المستثمرات إذ تواجه عراقيل )الزراعي

تحول دون تحقيق أهدافها بسبب ظهور النزاعات و االختالفات بين أعضاء هذه

تيجة أنهم لم يختاروا أنفسهم بأنفسهم، حيث يعتبر القانون التوافق و المستثمرات ن

.االنسجام فيما بين أعضاء المجموعة شرط ضروري الستمرارها و تحقيق أهدافها

ال 19-87غياب مخطط لتأطير و تكوين قوة العمل في القطاع الفالحي ألن قانون −

مكونين في منظومة التكوين يعترف بالعقود التكوينية التي كانت تربط الطلبة ال

إذ تستوجب تلك العقود ضمان تعيين الطلبة بعد التخرج . الفالحي بوزارة الفالحة

في المصالح الفالحية بشكل عام و المستثمرات الفالحية بشكل خاص حتى

.يجسدون دراساتهم النظرية في الميدان الفالحي

ي كان معمول بها قبل صدور إلغاء الدورات التدريبية و التكوينية اإللزامية الت −

، إذ ال نجد أية مادة فيه تلزم أعضاء المستثمرات الفالحية الجماعية 19-87قانون

أو الفردية بتحديد فترات تدريبية، نجد أن هذا اإلجراء جاء مناقضا لألهداف

المسطرة لهذا القانون، حيث كيف يمكن ضمان رفع اإلنتاج و اإلنتاجية و استغالل

عالية كبيرة في غياب عملية رسكلة و تجديد للمعارف و الخبرات التي األراضي بف

يحتاجها الفالح، خاصة وأن الزراعة في مطلع التسعينات نجدها تتطلب أساليب

.زراعية متطورة تختلف عن تلك التي كان معمول بها في التنظيمات السابقة

و الواجبات إذ من حيث الحقوق 19- 87تساوي اإلطارات و العمال أمام قانون −

يسمح هذا القانون إلطارات المصالح الفالحية باالنخراط في المستثمرات الفالحية

.19- 87 &> ا,@/��ن ر72 43 ا,$/دة )1(

Page 183: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

156

إلى جانب العمال الفالحين مما جعل أعضاء المستثمرة ينقسمون إلى رؤساء و

مرؤوسين، إذ بقيت لدى اإلطارات نظرة المسؤول اتجاه بقية الفالحين و ذلك حتى

، إذ معرفتهم بالقوانين و اإلجراءات اإلدارية غير يغطون جهلهم لفنون الزراعة

كافية لممارسة مهنة الفالحة التي تحتاج إلى أيادي الفالحين و خبرتهم الميدانية، و

ما زاد من هذه الوضعية هو بساطة العمال الفالحين و جهلهم للقراءة و الكتابة، و

ن األحيان إلى هدر بالتالي جهلهم آلليات هذا اإلصالح الذي أدى في الكثير م

.حقوقهم و استغاللهم من طرف اإلطارات

عدم استفادة نسبة كبيرة من المستثمرات الفالحية الجماعية أو الفردية المكونة في −

من العقود اإلدارية التي تثبت امتالكهم لحق االنتفاع الدائم 19-87إطار قانون

، و هذا 14 و المادة 13ألصحابها على تلك األراضي طبقا لما تنص عليه المادة

بدوره كان يمثل عائقا كبيرا يعترض استمرار و تطور المستثمرات الفالحية، إذ

كانت تتوفر على فرص لتحقيق األرباح من خالل عقد تعامالت و صفقات تمكن

المستثمرات من استغالل فرص تموينية و تمويلية و حتى تسويقية و لقد بلغت

من مجموع المستثمرات % 80متلك عقودا إدارية إلى نسبة المستثمرات التي ال ت

.المكونة

االستفادات غير الشرعية من تكوين مستثمرات فالحية و في هذا الصدد قد تم −

خرق لقانون في مادته العاشرة، إذ حددت األشخاص الذين يشملهم القانون لكن

هات المكلفة بشكل غير دقيق مما نتج عنه وجود العديد من الثغرات استغلتها الج

بعملية التوزيع، حيث تم توزيع األراضي على أشخاص غير معنيون بهذه

االستفادات، حيث استفاد عدة أشخاص من قطاعات اقتصادية مختلفة غير القطاع

فهناك مستفيدون ليست لهم عالقة نهائيا . الزراعي من هذه المستثمرات الفالحية

حالة استفادة غير 3.831تم إحصاء بالنشاط الفالحي و ال بخدمة األرض، حيث

، و هو رقم مذهل يعبر عن مدى )1(1991قانونية في نهاية شهر فيفري في سنة

�BC/� D=?& 4 ص )1(/+#; c"5/$84 إ�.

Page 184: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

157

خطورة التجاوزات التي وقعت في عملية التوزيع من جهة، و من جهة أخرى عن

عجز السلطات المسؤولة على القطاع على المتابعة و فرض الرقابة الشديدة كما

األساليب الردعية التي تحد من انتشار مثل هذه التجاوزات، نسجل غياب تطبيق

خاصة عندما نعلم أن العديد من االستفادات غير القانونية كانت من وراء تواطؤ

اإلدارات و المصالح الفالحية التي كانت تنبؤ بالفساد اإلداري الذي أصبح يعمر

.تلك اإلدارات

يتمثل في االستفادات الوهمية و يضاف إلى هذا التجاوز، تجاوز من نوع آخر

.وضم قوائم االستفادة ألناس أموات و غير موجودين أصال

قابلية حصص أعضاء المستثمرة الفالحية الجماعية للتنازل أو النقل طبقا لما تنص −

، و هذا فتح الباب واسعا خاصة في اآلونة األخيرة أمام مافيا 23عليه المادة

عمليات التنازل التي كانت في شكل بيع ضمني، إذ العقار؛ حيث تم عقد العديد من

التي تنص على أنه ال يمكن التنازل عن 24هذه العمليات لم تحترم نص المادة

الحصة إال لصالح عمال القطاع الفالحي و تعطي األولوية في هذا االطار للشباب

لجماعية، و الذين استفادوا من تكوين فالحي و للعاملين ضمن المستثمرة الفالحية ا

ذلك ضمانا لبقاء أراضي المستثمرات الفالحية في دائرة االستغالل الفالحي و عدم

تحويلها عن الطابع الفالحي لها أين تتوفر فيها مقومات الزراعة، غير أن عمليات

و التي ازداد انتشارها مع 19-87التي تمت بعد صدور قانون ) التنازل(البيع

لم نقل كلها مخالفة للقانون، حيث استفاد منها فمعظمها إن2000مطلع سنة

أشخاص من القطاعات االقتصادية األخرى ال عالقة لهم بالقطاع الزراعي و ال

حيث أصبحوا يتسارعون إلبرام . بمهنة الفالحة، و معظمهم أصحاب نفوذ و سلطة

عقود التنازل و إغراء أصحاب المستثمرات الفالحية بعرض مبالغ ضخمة

على بيع حق االنتفاع الدائم الذي منحتهم إياه الدولة، إذ تطالعنا الصحف لتشجيعهم

الجدد األراضي الفالحية من قبل المشترواليومية باستمرار على حجم التعدي على

Page 185: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

158

و تحصى لنا في كل مرة حجم الملفات الخاصة بالتعدي على األراضي الفالحية

.التي هي أمام منصة القضاء

قضية تتعلق 2520لخبر أن مصالح الدرك حققت في أكثر من حيث جاء في جريدة ا

7237 قضية في واليات غرب البالد و 5872بالعقار الفالحي في واليات الوسط فقط و

600في شرقها، حيث أنه في والية الجزائر لوحدها تم تحرير محاضر تتعلق ب

. )1(مستثمرة فالحية

ذي مس أراضي المستثمرات الفالحية، حيث تبين لنا هذه األرقام حجم التعدي ال

كما أن هذا النوع من التحقيقات يواجه صعوبات كبيرة على أرض الواقع أهمها المشاكل

األمنية في عدد من المناطق كوالية بومرداس، التي تحد من عمل هذه الفرق و كذلك عدم

تلك التحقيقات إمكانية االتصال باألشخاص المعنيين بسبب مقرات إقامتهم، و لقد أسفرت

على إحصاء مخالفات تتعلق بالبناء دون ترخيص على أراضي المستثمرات الفالحية و

.تحويل مساحات زراعية تابعة لمستثمرات فالحية عن طابعها الفالحي

بينما وصل عدد المتابعين بالتعدي على العقار الفالحي في عشر بلديات بوهران

اب مخالفات تتعلق باحتالل عقارات ذات طابع منهم يشترك مجملهم في ارتك674إلى

و المثير لالنتباه . فالحي و تحويلها عن وجهتها األصلية فضال عن البناء بدون رخصة

في حالة التعدي التي وقعت ببلديتي مرسى الحجاج و عين الترك و تخص المستثمرة

وجود عدة هياكل و ، إذ تفاجأ أعوان الدرك أثناء زيارتهم للمستثمرة ب)1(الجماعية رقم

بناءات في الجزء الكبير للمستثمرة المخصص لالستغالل الفالحي من بينها مشاريع

سكنات اجتماعية، فضال عن متوسطة و مقبرة رغم أن مجموع المستفيدون من هذه

)2(.المستثمرة الجماعية لم يتنازلوا عن حق االستغالل

الظاهرة أين كان المستفيدون و هنا نطرح العديد من التساؤالت التي تخص هذه

أثناء تشييد هذه البنايات، و من الجهة التي رخصت بإنجاز هذه المشاريع خصوصا و أن

هذه المشاريع ذات طابع عمومي، و أين هي مسؤولية مصالح وزارة الفالحة في حماية

.11/02/2006 =?�!ة ا,m+? ,"�م )1( .25/12/2005 =?�!ة ا,m+? ,"�م )2(

Page 186: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

159

ملفات إذ ال يكفي تقديم شكاوى أو القيام بتحقيقات و تقديم . األراضي الصالحة للزراعة

أمام العدالة بل ينبغي وضع مثل هذه الملفات ضمن االنشغال األول للعدالة و وضعها

ضمن القضايا االستعجالية، و اإلسراع في إصدار األحكام بحجم الجريمة المرتكبة في

حق االقتصاد الوطني بشكل عام و القطاع الزراعي بشكل خاص، حيث يجب اتخاذ

باسترجاع األراضي المسلوبة من القطاع و تحد من إجراءات عقابية رادعة، تسمح

عمليات التعدي على العقار الفالحي التي نراها تزداد يوما بعد يوم، لكن يبقى أملنا في

بالملفات الحساسة" ذلك ضعيفا عندما نعلم أنه من ضمن تلك الملفات هناك ملفات تسمى

.فوذ و سلطةإذ تخص أناسا ال ينبغي المس بهم باعتبارهم أصحاب ن"

و إلى جانب هذا التعدي من طرف الخواص نجد أنه حتى الدولة تعتدي بطريقتها

، حيث تقيم مشاريع سكنية و أخرى "للضرورة أحكام" على المستثمرات الفالحية بحجة

تربوية ثقافية و حتى ثكنات عسكرية و شق طرقات على أراضي فالحية خصبة من

فالحية جماعية أو فردية و كيف ال و هي المالك لحق الدرجة األولى تعود لمستثمرات

.الرقبة و التصرف في أراضي القطاع الزراعي

هكتار 100حيث جاء في جريدة الخبر بأن الحكومة قامت بتخصيص أكثر من

و تخص المناطق بلديات بئر . لبناء ثمانية آالف و حدة سكنية في الجهة الجنوبية للعاصمة

د الشبل و تسالة المرجة، كما أن هناك مشروع إلنجاز مليون وحدة التوتة و براقي، أوال

، حيث مثل هذه القرارات نجدها تتجاوز وزارة )1(سكنية في اطار برنامج الحكومة العام

حيث ذكرت . الفالحة صاحبة قرار التنازل عن األراضي الفالحية و أراضي سهل متيجة

يفية أن ضرورة تحقيق الحكومة لبرامجها مصادر مسؤولة بوزارة الفالحة و التنمية الر

.حتى و إن كان ذلك يخص أراضي فالحية خصبة " الممنوعات" يستدعي تجاوز بعض

و هنا نقف أمام التناقض الصريح في السياسة العامة التي تتبعها الحكومة، فمن

جهة نجدها تنظر إلى القطاع الزراعي على أنه قطاع استراتيجي، حيث تبنى من خالله

السياسة التنموية للبالد فهي تحث على ضرورة تخفيض الواردات الغذائية و إنعاش

و تضع ذلك ضمن أولوياتها و تقوم بتحقيقات في مجال . الزراعة الجزائرية و عصرنتها

.13/03/2006 =?�!ة ا,m+? ,"�م )1(

Page 187: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

160

التعدي على أراضي القطاع الزراعي و إلى جانب كل هذه المجهودات تقوم الحكومة من

.ي على أراضي المستثمرات الفالحيةخالل هيئاتها المختلفة بالتعد

أي سياسة زراعية تتبعها الدولة الجزائرية؟ و أي برامج تنموية : و هنا نتساءل

و هكذا نجد أن سياسة . تسعى إلى تحقيقها في ظل هدر األراضي الصالحة للزراعة؟

إذ تعالج الدولة في معالجة المشاكل االقتصادية و االجتماعية تمتاز بعدم الرشد و العقالنية

فيا ترى ما هو مستقبل الزراعة في الجزائر في . أزمة معينة بخلق أزمات أصعب و أعقد

ظل السلوكات غير المسؤولة و ضيقة األفق ؟

و في رأينا أن هذه االنحرافات و التجاوزات الخطيرة المرتكبة خالل إعادة تنظيم

سرع الكبير في تطبيق قانون المستثمرات الفالحية مردها إلى عامل رئيسي يتمثل في الت

، إذ شرع في التطبيق قبل صدور القانون و هذا ما لم يحدث على مستوى 87-19

القطاعات االقتصادية األخرى، حيث لم تعطى الفترة الكافية لفهم آليات هذا القانون و

ية أبعاده، ضف إلى ذلك الفترة الوجيزة التي إستغرقها تنفيذ هذا القانون إذ انتهت مع نها

، و هكذا كانت الفترة المستغرقة حوالي سنة، مع العلم أننا ندرك حجم التعقيد 1988سنة

الذي كان موجودا في القطاع الزراعي من خالل التجارب الفاشلة و تراكم النتائج السلبية

.على القطاع

و ما 19-87فمن خالل تحليلنا إلصالح القطاع الزراعي المطبق بموجب القانون

ليه من سلبيات و ايجابيات ندرك أنه أغفل جوانب هامة متعلقة بالقطاع الزراعي ينطوي ع

في الجزائر، مما نتج عنه سلبيات عديدة حالت دون تحقيق األهداف المسطرة له رغم

البرنامج الطموح الذي تضمنه من خالل مواده، وبذلك كان يجب على الدولة و الجهات

و الذي 19-87الح و تعيد النظر فيما حدده قانون المسؤولة أن تقيم حصيلة ذلك اإلص

.كان ال يتالءم مع وضعية القطاع الزراعي

و بالتالي كان من الضروري إتباع هذا القانون بإصالحات جزئية تسد الثغرات التي

25-90تضمنها و تتجاوز النتائج السلبية المحققة، و هذا ما نقف عليه من خالل قانون

.العقاري و قوانين أخرىالمتضمن التوجيه

Page 188: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

161

:المبحث الثالث

.25-90إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية من خالل قانون رقم

:تمهيد

يعد أول إصالح من هذا النوع من مجال القطاع الزراعي 19-87إن قانون رقم

ترتبت عليه عدة نقائص لم تسمح ببلوغ األهداف التي وجد من أجلها، و من أجل تدارك

المتضمن التوجيه العقاري الذي حاول إعادة مفهوم 25-90ثغرات جاء قانون رقم تلك ال

.محددا لألمالك العقارية الذي ظل غامضا في القانون السابق

دوافع و أهداف قانون التوجيه العقاري: المطلب األول

إن القطاع الزراعي الجزائري عاش العديد من التجارب التي كان لها أثر سلبي

ر القطاع من التسيير الذاتي إلى الثورة الزراعية ثم إعادة الهيكلة إلى إعادة على تطو

تنظيم المستثمرات الفالحية و يعد اإلصالح األخير نقطة تحول اإلصالحات التي عرفها

القطاع و ذلك بتوجهه نحو خوصصة القطاع الزراعي، رغم أن هذه الخوصصة لم تكن

يد من التجاوزات التي مست القطاع في أهم شيء معلنة و أسفر هذا اإلصالح عن العد

يرتكز عليه و هو األرض، يضاف إلى ذلك عدم قدرة هذا التنظيم على بلوغ األهداف

المسطرة رغم البرنامج الطموح الذي كان يتضمنه، و أمام هذا الوضع كان ال بد من

ن أجل تحقيق و محاولة تداركها م19-87إعادة النظر في النقائص التي صاحبت قانون

المتضمن التوجيه 25-90قطاع زراعي عصري، و على هذا األساس جاء قانون

فما هي آليات هذا القانون و دوافعه و أهدافه ؟. العقاري

:دوافع قانون التوجيه العقاري -1

المتضمن التوجيه العقاري، جاء على إثر النتائج السلبية التي تم 25-90إن قانون

، حيث 19- 87من إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية من خالل قانون تحقيقها بعد سنتين

ظهرت العديد من الثغرات في مواد هذا القانون التي استغلت فيما بعد في تفسيرات عديدة

أضرت بالقطاع الزراعي، و أدت بهذا القانون إلى الخروج عن مسلكه الصحيح مما أسفر

Page 189: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

162

زراعة واعية في مجال تنمية و تطوير عن عدم بلوغ األهداف المسطرة و تحقيق

و نوجز أهم الدوافع التي أدت بالسلطة إلى مباشرة هذا اإلصالح . الزراعة الجزائرية

: فيما يلي19-87الجزئي و المتمم إلصالح

بقاء العديد من المساحات الزراعية دون استغالل أو استغالل غير كامل بسبب -

دين من المستثمرات الفالحية، إذ لم يستطيع اإلهمال و الالمباالة من طرف المستفي

تحفيزهم على االستثمار في األراضي والمحافظة على طابعها 19- 87قانون

الفالحي و تحسين مردودها، حيث امتالك المستفيدين لحق االنتفاع الدائم لألرض

ى كان غير كافي لتوعيتهم بأهمية القطاع و الرهانات الكبيرة المعلقة عليه، إذ اكتف

العديد من المستفيدين بما تجود به األراضي الفالحية دون إدخال تحسينات عليها أو

.مباشرة استثمارات فيها كحفر اآلبار، و إيصال الكهرباء، و تكثيف الزراعات فيها

لكننا نرى أن هذه الوضعية باإلضافة إلى مساهمة المستفيدين فيها، إال أن للدولة و

كبر فيها نتيجة عدم الرقابة و المتابعة لعمل تلك مصالح الفالحة الضلع األ

المستثمرات، هذا من جهة و من جهة ثانية عدم وفاء الدولة بالتزاماتها اتجاه

المستفيدين خاصة من حيث تسليمهم لعقود إدارية تثبت حيازتهم لحق االنتفاع الدائم

ون و كل هذه و بشكل عام عدم سهر الدولة على تطبيق بنود هذا القان. )1(لألرض

العوامل أدت إلى تردي وضعية القطاع الزراعي في الجزائر، مما كان يستوجب

.خوص إصالحات تكميلية أخرى

و معظم األهداف التي سطرتها الدولة عند إصدارها 19-87عدم تحقيق قانون -

لهذا القانون إذ بقيت عبارة عن مساعي بعيدة المنال عن الزراعة الجزائرية و

.ت لزراعة غير الزراعة الجزائريةكأنها أعد

و المتعلق بمفهوم الحرية و استخدامها، 43الفهم الخاطىء للمستفيدين لنص المادة -

و مفهوم االستقاللية المقصود من هذه المادة و التي كانت تعني االبتعاد عن الطابع

المركزي و الضغوطات اإلدارية الممارسة على مزارع الدولة، حيث يكون

.19- 87ن � &> 2/�12 أ�]? ا,$/دة )1(

Page 190: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

163

يد المسؤول األول على إدارة و تسيير شؤون المستثمرة الفالحية جماعية المستف

كانت أم فردية، حيث تم ترجمة هذه الحرية و االستقاللية بالعبث باألراضي

الفالحية و إهمالها و إلحاق الضرر بها مما انعكس سلبا على إنتاجية القطاع

.الزراعي

، إذ حدثت العديد من التجاوزات 43ة عدم التزام مصالح الفالحية بتطبيق نص الماد -

التي كانت في شكل تدخالت مباشرة و غير مباشرة في تكوين و إدارة المستثمرات

.الفالحية

التقسيمات غير الرسمية للمستثمرات الفالحية الجماعية التي أدت إلى تجزئة العقار -

10الفالحي إلى مساحات صغيرة إذ وصلت مساحة المستثمرات إلى أقل من

هكتار، و هذا كان عائقا أمام الزراعات االستراتيجية التي تتطلب مساحات

و نرى أن التقسيم ناتج عن عدم التفاهم بين أعضاء المستثمرة . متوسطة و كبيرة

الجماعية و عدم قدرة األعضاء على العمل الجماعي، إذ تطغى على الفرد األنانية

ك االختالفات التي كانت موجودة و الميل إلى العمل الفردي خصوصا عندما ندر

).المستثمرة الواحدة تضم إطارات و عمال(بين األعضاء على المستوى التأهيلي

فكل هذه األسباب و باإلضافة إلى تلك السلبيات المذكورة من خالل تقييم إعادة

المتضمن التوجيه 25-90تنظيم المستثمرات الفالحية كانت كافية إلصدار قانون

.العقاري

:أهداف قانون التوجيه العقاري -2

:إن المتأمل لمضمون هذا القانون يجد أنه يهدف إلى تحقيق الغايات التالية

تحديد و تضييق األمالك العقارية العمومية و الخاصة و ضبط إجراءات استغاللها .1

.و التعامل معها

ال حماية المستثمرات الفالحية الواقعة في األراضي الخصبة جدا أو الخصبة و .2

يسمح بالبناء عليها بعد الحصول على رخصة حسب األشكال و الشروط التي

.تحددها األحكام التشريعية المتعلقة بالتعمير و حق البناء

Page 191: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

164

وقف عمليات تحويل األراضي الزراعية عن طابعها الفالحي، إذ توكل هذه العملية .3

ى صنف للقانون حيث يكون الوحيد الذي يرخص تحويل األراضي الفالحية إل

، حيث سجلت قبل صدور القانون حاالت عديدة من )1(األراضي القابلة للتعمير

أشكال التعدي الناجمة عن التوسع الحضري و الصناعي الشيء الذي تسبب في

هكتار من 10.000 هكتار من األراضي الفالحية منها 250.000ضياع حوالي

دي هو ذلك التعدي الذي ، و أحسن دليل على حاالت التع)2(األراضي المسقية

تعرضت له أراضي متيجة قبل و بعد صدور القانون، مما يؤكد فقدان التشريع

.الجزائري للصرامة و التطبيق الفعلي و هذا بطبيعة الحال له أسباب كذلك

وضع جميع األراضي الفالحية حيز االستغالل وضمان االستثمار الفعلي و المباشر .4

مكانتها بالنسبة للقطاع الزراعي، إذ تعتبر القاعدة فيها نظرا ألهمية األرض و

األساسية التي يرتكز عليها القطاع و بذلك يسمح لألرض بأداء وظيفتها االقتصادية

و االجتماعية المنوطة بها، حيث يعتبر هذا القانون عدم استثمار هذه األراضي هو

.)3(عبارة عن عمل تعسفي يعيق التنمية الزراعية

إذ يعد هذا القانون . ه يتوجب على كل مالك لعقار استغالل أرضهو من ثم فإن

كل قطعة أرض فالحية بشهرة " األراضي الزراعية غير المستثمرة على أنها

علنية أنها لم تستغل استغالال فالحيا فعليا مدة موسمين فالحين متعاقبين على األقل

غالل جميع األراضي ، و هذه المادة توضح اهتمام القانون بضرورة است)4("

الزراعية و عدم السماح باإلهمال و الالمباالة التي عانى منها القطاع الزراعي

. سنة30طيلة حوالي

و تجسيدا لفعالية هذا القانون قام المشرع الجزائري بإدراج إجراء قانوني ذو

طبيعة جزائية، إذ أنه إذا ثبت عدم استثمار أرض فالحية ينذر صاحبها حتى يقوم

.25-90 &> ا,@/��ن 36 ا,$/دة )1(�O �~0~4 ا.02~1/دي ا,~��<4 )2(/S& ي و?~F6اQ,ع ا,6را5~4 ا/~U@,ت ا/~�/S&ر�~/,� &/=~08"?، =/&#~� 1997-1987&+?وك آ��48، إ ،

.12 ص 1998ا,6Qاj#& ،?F! ا,#*�م ا.102/د�� .25- 90 &> ا,@/��ن 48 ا,$/دة )3( .25- 90 &> ا,@/��ن 49 أ�]? ا,$/دة )4(

Page 192: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

165

باستثمارها، في حالة بقاء هذه األرض دون استثمار لمدة سنة واحدة تتدخل الهيئات

:)1(العمومية الممثلة للدولة باإلجراءات التالية

وضع األرض حيز االستثمار لحساب و على نفقة المالك أو الحائز الظاهر إذا كان −

.المالك الحقيقي غير معروف

.أو عرض األرض للتأجير −

.ا كانت خصبة جدا أو خصبةأو بيعها إذ −

نجد أن اإلجراء األول و الثاني يطبقان فقط في 52و من خالل استقرائنا للمادة

حالة العجز المؤقت لصاحبها و ما عدا ذلك تطبيق إجراءات البيع إذ تقوم بعملية المعاينة

ير نسبة الفعلية للمستثمرات الفالحية هيئة معتمدة خاصة تكون مؤهلة عمليا و تقنيا لتقد

.عجز المستثمرات

غير أن المالحظ في عملية سير هذا القانون بأنه منذ صدوره لم تسجل أية حالة

من الحاالت األنفة الذكر، و يرجع في اعتقادنا ذلك إلى تماطل الجهات المخول لها قانونا

قول بأن تكوين تلك الهيئات المعتمدة إذ لم تتواجد على مستوى الواقع، و هذا يجرنا إلى ال

هذا القانون إلى حد كبير بقي مجرد حبر على ورق بحيث كان هناك إصالح من الناحية

النظرية و الشكلية، غير أنه ميدانيا بقي القطاع يعاني من مجموعة من المشاكل بسبب

.ذلك

إعادة النظر فيما تم القضاء به من خالل التنظيمات السابقة خاصة تلك المتعلقة .5

خواص بموجب قانون الثورة الزراعية أو األراضي المتبرع بها بتأميم أراضي ال

و القيام بتوزيع األراضي الفالحية على 19-87للدولة، إذ بعد صدور قانون

األفراد قام أصحابها بالمطالبة بأراضيهم ألنهم يرون بأنهم أولى بها و عندما وافقوا

نها تدخل في إطار المصلحة على عملية التأميم أو التبرع فإنها كانت جبرية، كما أ

لكن بعد إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية أصبح الوضع مختلف و . العامة للدولة

.25- 90 &> ا,@/��ن 51 ا,$/دة )1(

Page 193: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

166

و بالتالي نجد أن هذا . تعالت أصوات أصحاب تلك األراضي المطالبة باسترجاعها

.القانون حاول تسوية تلك النزاعات العقارية الناجمة عن ذلك

.لتوجيه العقاريمضمون قانون ا: المطلب الثاني

، يتضمن التوجيه العقاري 1990 نوفمبر 18 المؤرخ في 25-90إن القانون رقم

حيث ينصب مضمون هذا القانون بالدرجة األولى على تحديد مفهوم األمالك العقارية

.الذي ظل غامضا طيلة الفترات السابقة

ات العقارية غير فاألمالك العقارية في مفهوم هذا القانون هي كل األراضي و الثرو

و جاء هذا التحديد بناءا على سياسات التعمير العمومية و الخاصة التي مست . )1(المبنية

.العقار الفالحي حيث تم التالعب بمفهوم األمالك العقارية وفق أساليب مختلفة

كما أن هذا القانون يحدد القوام التقني و النظام القانوني لألمالك العقارية و أدوات

إذ ألول مرة يصدر قانون بهذه الكيفية . )2(ل الدولة و الجماعات و الهيئات العموميةتدخ

الذي من خالله يتم تحديد نوع و طبيعة األراضي التي تكون األمالك العقارية، و نرى

هذا التحديد ضروري و هام جدا إذ يمكن بناءا على الدراسات التقنية لألراضي تحديد نوع

بغي زراعتها في أراضي دون أخرى، و هذا له أثر ايجابي على المزروعات التي ين

، 19-87في حين أن هذه العملية لم يكن معمول بها في إطار قانون . مردودية المزارع

فقامت الدولة بتوزيع األراضي على المستفيدين دون معرفة التركيبة العضوية و الوظيفية

ية مثل األراضي السهبية، فهو يحدد لتلك األراضي فتم زراعة أراضي ضعيفة المردود

األراضي الفالحية و األراضي ذات الوجهة الفالحية، حيث تعتبر في نظر هذا القانون كل

أرض تنتج بتدخل اإلنسان سنويا أو خالل عدة سنوات إنتاجا يستهلكه البشر أو الحيوان أو

ديد تصنيف يستهلك في الصناعة استهالكا مباشرا أو بعد تحويله، كما يتضمن تح

األراضي إلى أراضي خصبة جدا و أراضي خصبة و متوسطة الخصوبة و ضعيفة

.25- 90 &> ا,@/��ن 02 ا,$/دة )1(

.25- 90 &> ا,@/��ن 01 ا,$/دة )21

Page 194: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

167

، و لقد جاء هذا التحديد الدقيق ألصناف األراضي بناءا على ضوابط تخص )1(الخصوبة

.التربة و االنحدار و المناخ و السقي حيث كانت تلك المعايير غير معمول بها سابقا

:حية و ذات الوجهة الفالحية تضمن أيضا تحديدو باإلضافة إلى األراضي الفال

.األراضي الرعوية و األراضي ذات الوجهة الرعوية −

.األراضي الغابية و األراضي ذات الوجهة الغابية −

.المساحات الحلفائية −

.األراضي الصحراوية −

.األراضي العامرة و األراضي القابلة للتعمير −

ة الثمانينات حيث ازداد زحف االسمنت إذ عرفت هذه األخيرة تعسفا كبيرا في فتر

على األراضي الصالحة للزراعة في غياب مقاييس تحدد األراضي العامرة و القابلة

.للتعمير

و يضاف إلى ما سبق، المساحات و المواقع المحمية، األمالك الوطنية، األمالك

.الخاصة و األمالك الوقفية

المتضمن التوجيه 25-90نون كما ينبغي اإلشارة إلى أهم إجراء تضمنه قا

العقاري و المتمثل في إلغاء قانون الثورة الزراعية، حيث نجد من خالل هذا القانون

المشرع يتراجع بشكل صريح عن االختيار االشتراكي بكل ما يحمله من قيم و معتقدات و

ليين، أنظمة قانونية، إذ تجسد هذا التوجيه خاصة في رد األراضي المؤممة لمالكها األص

تستبعد من الصندوق الوطني " من الباب الثالث من القانون 76حيث جاء في المادة

للثورة الزراعية األراضي الفالحية أو األراضي ذات الوجهة الفالحية التي حافظت على

الذين لهم الجنسية نطابعها الفالحي و تبقى ملكا لمالكها األصليين، أي األشخاص الطبيعيي

، و نرى أن هذا اإلجراء كان جزئيا إلى حد كبير، إذ ظلت تلك األراضي و "...الجزائرية

منذ تأميمها طبقا لقانون الثورة الزراعية تثير العديد من المشاكل، و قد ازدادت حدتها بعد

حيث أصبح مالكها األصليين يطالبون باسترجاعها، إذ بلغ عدد 19-87صدور قانون

.25- 90 &> ا,@/��ن 6، 5، 4 أ�]? ا,$�اد )1 (

Page 195: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

168

23.571ادة أراضيهم المؤممة في إطار الثورة الزراعية المؤممين الذين يطالبون باستع

، كما أن التحقيقات التي قامت بها مصالح )1(1990 أكتوبر 20فالحا و هذا إلى غاية

الفالحة تؤكد أن نسبة كبيرة من األراضي المؤممة و التي تم ضمها ألراضي الصندوق

دة و بذلك فهي تمثل إحدى الوطني للثورة الزراعية بقيت دون استغالل لفترات عدي

العوائق التي تعترض تنمية القطاع الزراعي خصوصا و أن المساحة الصالحة للزراعة ال

. مليون هكتار كأحسن تقدير40تتجاوز

فمن خالل وقوفنا على مضمون قانون التوجيه العقاري نجد أنه تضمن عملية

، بحيث حاول المشرع 19-87متممة لعملية الخوصصة التي شرع فيها من خالل قانون

الجزائري تدارك بعض الثغرات القانونية التي كانت وراء عدم تحقيق أهداف اإلصالحات

السابقة، إذ يتضمن برنامجا طموحا يمكن من خالله إنعاش و تنمية القطاع الزراعي في

أو ال تكمن فقط في التشريع (*)الجزائر، غير أنه في اعتقادنا أن مشكلة القطاع الزراعي

في رصد اإلعتمادات المالية أو توفير اإلمكانيات المادية األخرى، فهي متعلقة باإلضافة

إلى العوامل السابقة بعامل أساسي و هام تتوقف عليه نجاعة كل إصالح زراعي و يتمثل

في كيفية تطبيق اإلجراءات المنصوص عليها في التشريع المعمول به من قبل المنفذين

و كذلك األطراف الذين يشملهم هذا التشريع، فإن لم تحترم القواعد ) مصالح الفالحة(

القانونية في عملية التطبيق و إن لم تكن هناك مراقبة مستمرة لمدى االلتزام باإلجراءات

المنصوص عليها في القانون، فكل ذلك يمثل عائقا كبيرا يحول دون بلوغ األهداف

.المسطرة

توجيه العقاري ينبغي اإلشارة إلى خاصية هامة و بعد تحليلنا لمضمون قانون ال

لم تتوفر في القوانين السابقة المتعلقة بالقطاع الزراعي، كون أن 25-90انفرد بها قانون

هذا القانون ليس قانون فالحي صرف ألنه يتناول الوعاء العقاري ككل المبني و غير

�BC/� D=?& ،4 ص )1(/+#; c"5/$101 إ�.

.10/د�� اI^?ى وC b0Y/42 ا,@U/5/ت ا.2 (*)

Page 196: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

169

غير أنه خصص جزءا هاما . لالمبني الفالحي و العمراني، فهو تنظيم عقاري كلي و شام

.)1(منه للعقار الفالحي

.تقييم قانون التوجيه العقاري: المطلب الثالث

المتضمن إعادة 19- 87إن قانون التوجيه العقاري باعتباره قانون متمم لقانون

تنظيم المستثمرات الفالحية، فهو جاء من أجل القضاء على الثغرات التي تضمنها و التي

غير أن نتائج هذا القانون لم تكن معتبرة حيث تم التقليل . إليها ضمن أهدافهتم اإلشارة

من أهميتها نتيجة المشاكل الكبيرة التي ظهرت عقب تطبيق القانون و الذي نشير إلى

أهمها فيما بعد، أما في مجال النتائج المحققة فإن القانون في أغلب إجراءاته بقي عبارة

حيث . إجراء األراضي المؤممة الذي أثار العديد من المشاكلعن حبر على ورق باستثناء

شمل القانون استرجاع الكثير من أراضي الفالحين المالكين، فحسب معطيات وزارة

، )2( مالك استعادوا ملكية أراضيهم22.366 من الحاالت و ذلك بعدد %98الفالحة فإن

تي يطالب أصحابها باستعادتها ال كما أن اإلحصائيات تشير إلى أن األراضي المؤممة ال

و هذه . )3( من المساحة الصالحة للزراعة على المستوى الوطني %6تساوي سوى

النسبة الضئيلة تؤكد أن عملية التأميم لم تطبق بكيفية عادلة على جميع أراضي الخواص

اعة و و نحن نعلم النسبة الهامة التي يمتلكها القطاع الخاص من المساحة الصالحة للزر

من المساحة الكلية الصالحة للزراعة موزعة على أكثر من % 58,9التي تقدر بحوالي

أي سبع سنوات بعد تطبيق قانون الثورة 1978 مالك، و هذا في سنة 730.862

.الزراعية

و تضاف إلى تلك النتيجة، نتيجة أجرى تتمثل في كون أن هذا القانون حقق نوعا

فادات من شهادة الحيازة التي لم تطبق كثيرا من خالل قانون ما توسعا في توزيع االست

13.262 لوحظ بقاء 1994 جوان من سنة 30 و الجدير بالذكر، أنه و إلى غاية 87-19

.�Q5 237 ا,BC/� D=?& ،4,'"Q ص )1(، &#j! ا,#*�م ا.102/د��، 1997- 1996ر�/,� ا,$/=08"? ) درا�� Y/,� ا,6QاF?( ا,U/ه?، إ;S/,"� ا,4O c"HZ0 ا,6را�5 ا,6و�0?) 2(

.162=/&#� ا,6QاF?، ص �BC/� D=?& ،4 ص )3(/+#; c"5/$101 إ�.

Page 197: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

170

، )1( من العدد اإلجمالي للمستثمرات%26,5مستثمرة لم تستلم عقودها، و هي تمثل نسبة

ت التي ظهرت نتيجة تطبيق هذا و تبقى عملية تسليم العقود محدودة بسبب النزاعا

اإلجراء، حيث تزامن مع رد األراضي المؤممة ألصحابها و الذين يملكون عقود ملكية

.أصلية

كغيره من القوانين التي تداولت على مسار حياة القطاع 25-90و بما أن قانون

:الزراعي، فإنه لم يخلو من بعض السلبيات و التي نذكر أهمها فيما يلي

من 76ة رد األراضي المؤممة إلى أصحابها المطبقة بموجب المادة إن عملي −

طرحت العديد من المشاكل كون هذا اإلجراء من ناحية القانون 25-90القانون

إجراء جزئي إذ شملت عملية االسترجاع فقط األراضي المؤممة و لم تشمل

ية االسترجاع كما أن عمل. األراضي المتبرع بها في إطار قانون الثورة الزراعية

ارتبطت بعملية تعويض المالك من جهة على السنوات التي حرموا فيها من

استغالل أراضيهم و من جهة أخرى تعويض المستفيدين عن التنازل لصالح

المالك األصلين، غير أن المبالغ لم تكن محددة في هذا القانون و تم تحديدها

حيث يحدد 04/01/1994خ في المؤر92/06بمرسوم تنفيذي فيما بعد تحت رقم

التعويض على أساس معايير مالية و زمنية كمدة االستغالل الفعلي و مميزات

.)2(األرض

فهذا القانون كان يفتقد إلى الضوابط الدقيقة التي يتم بموجبها إرجاع األراضي إلى

:مالكها و هذا ما جعله يصطدم بالعديد من الحاالت و يتمثل أهمها في

حالة األراضي المستغلة بموجب عقود شرعية الذين استفادوا منها : ولىالحالة األ

، و في هذا الصدد حدد القانون عملية إعادة األراضي إلى 19-87بموجب قانون

أصحابها ال يجب أن تؤدي إلى إعادة النظر في فعالية المستثمرة الفالحية القائمة، و في

.)3( أراضي أو وسائل ماليةهذه الحالة يقدم تعويض عادل و منصف في شكل

)1( =?& ،4�/+#; c"5/$ص إ� BC/� D108. .04/01/1994 ا,$tرخ 4O 92/06 أ�]? ا,$?��م ا,G"E>0ي ر72 )2( .25- 90 &> ا,@/��ن 76 ا,$/دة )3(

Page 198: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

171

فالمشرع الجزائري بوضعه لهذا الشرط فهو يدرك جيدا وضعية المستثمرات

الفالحية و مدى فعاليتها، فلو أخذ بمعيار إعادة النظر في فعالية المستثمرة الفالحية

.الستوجب ذلك جميع المستثمرات الفالحية التي ترجع أراضيها إلى عملية التأميم

شكل الذي أصبح مطروحا آنذاك هو عدم قبول المالك األصلين غير أن الم

للتعويض، سواء المتمثل في منحهم أراضي أخرى أو مبالغ مالية، حيث يرون أن هذه

التعويضات ال تعبر عن القيمة المادية و المعنوية لألراضي المسلوبة منها في إطار عملية

لهم القادمة، فهم ال يتنازلون عنها نظير حيث يعتبرونها إرث تاريخي لهم و ألجيا. التأميم

أي مقابل، كما أن تلك األراضي المؤممة تقع في مناطق إقامتهم و في كثير من األحيان

فإن قبلوا بالتعويض فسوف يحصلون على أراضي في مناطق أخرى . مجاورة لسكناتهم

مة من أجود باإلضافة إلى نوعية األراضي حيث تعتبر األراضي المؤم. بعيدة و معزولة

في حين األراضي التي سوف تمنح لهم ) خصبة جدا أو متوسطة الخصوبة(األراضي

.19-87تمثل بقايا عملية التوزيع التي كانت بموجب قانون

حالة األراضي المستغلة بموجب عقود شرعية في شكل استفادات : الحالة الثانية

ألراضي إلى أصحابها على أن تعطي من القانون فإنه يتم إعادة ا78فطبقا للمادة . فردية

األولية للمستفيدين، و ذلك بإدماجهم في المستثمرات الفالحية المكونة من خالل اإلصالح

السابق كلما سمحت الظروف بذلك، و إما أن يستفيد أصحابها من تخصيص آخر، و في

:هذا المجال ظهرت العديد من المشاكل يتمثل أهمها

قيام بعمليات التنازل لصالح مالكها األصليين، ألنه امتناع المستفيدون عن ال −

بموجب هذا القانون يعد التنازل كأنه اختيار و يتم اللجوء إليه عند فشل محاولة

و هذا أدى بالعديد من المستفيدين إلى التماطل في . التعويض المادي و المالي

.عملية التنازل و عدم القيام بها

ليا بين المستفيدين و المالك األصليين و المتعلقة حالة عدم التوافق التي ظهرت ج −

المنشآت األساسية و األغراس " باألصول المتنازل عنها، حيث جاء في القانون أن

ذات القيمة و التجهيزات التي أنجزت منذ التأميم في األراضي المعنية بأحكام

Page 199: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

172

صليين بمقابل أعاله مكتسبة لصاحبها و يمكن أن يتنازل عنها للمالك األ75المادة

، و هنا يظهر اإلشكال خاصة بالنسبة للمستفيد الذي ينظر إلى ما أنجزه )1(مالي

على تلك األراضي على أنه استثمار طويل المدى يصعب تقديره من الناحية

خاصة إذا تعلق األمر بأغراس أو عمليات تجهيز و تهيئة، بينما المالك . المالية

.يمة األرض المجردةينظر إلى التعويض انطالقا من ق

و يضاف إلى ما سبق تعقيد إجراءات التنفيذ القضائي لعملية التنازل في حالة

.توافق األطراف

القاضي 18-83حالة األراضي التي وزعت بموجب قانون : الحالة الثالثة

تستبعد من " بأنه 25-90باكتساب الملكية عن طريق االستصالح، حيث يقضي قانون

ني للثورة الزراعية األراضي الفالحية أو األراضي ذات الوجهة الفالحية الصندوق الوط

نالتي حافظت على طابعها الفالحي، و تبقى ملكا لمالكها األصليين، األشخاص الطبيعيي

:الذين لهم الجنسية الجزائرية شريطة ما يلي

18- 83أن تكون المساحات المعنية قد تم استصالحها فعليا في إطار القانون -

المتعلق بحيازة الملكية العقارية الفالحية عن 1983 أكتوبر سنة 13المؤرخ في

)2(".طريق االستصالح

اإلشكال غير مطروح في حالة األراضي التي لم يتم استصالحها، بينما يظهر

اإلشكال بحدة في حالة األراضي التي تم استصالحها حيث يقضي القانون بإعطاء مالكها

ت في شكل أراضي أخرى أو تعويضات مالية، بينما المالك المستفيدين األصليين تعويضا

يتم تعويضهم بأراضي أخرى أو يستفيدون من تخصيص 18-83منها في إطار قانون

.آخر، و هذا في حالة قبول تنازلهم عن األراضي ألصحابها

)3(.و في هذا اإلشكال نجد أنه تظهر نفس المشاكل المطروحة في الحالة األولى

.25- 90 &> ا,@/��ن 77 ا,$/دة )1( .25- 90 &> ا,@/��ن 76 &/دة )2( . &> ا�I?و59�Y أ�]? ا,E1%� ر72 )3(

Page 200: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

173

و تخص حالة األراضي التي فقدت طابعها الفالحي، فاألراضي التي تم إدماجها :الحالة الرابعة

حيث ال يمكن التنازل عن هذه األراضي ألنه تم . في قطاعات اقتصادية أخرى كالتعمير مثال

يقضي 25-90تغيير وجهتها الفالحية، و أصبحت أراضي مبنية و في هذه الحالة فإن قانون

المالك األصليين بنفس أشكال التعويض السابقة الذكر، و هذا بطبيعة الحال يطرح بتعويض

.نفس المشاكل السابقة

و باإلضافة إلى هذه المشاكل المتعلقة بأراضي الملك الخاص التي أممت في إطار

الثورة الزراعية، ظهرت هناك مشاكل أخرى تخص أراضي العرش و البلديات أو التابعة

نيستفيد الشاغلو" بأنه 25-90 من القانون 85فتقضي المادة . اليات أو الدولةألمالك الو

األصليون ألراضي البلديات أو العائدة ألمالك الواليات أو الدولة و أراضي العرش الفالحية قبل

تطبيق الثورة الزراعية أولويا من تخصيص فردي على األراضي الزائدة المتوفرة، و ذلك في

".19-87لدولة عن الحقوق العينية العقارية وفق قانون إطار تنازل ا

و من خالل هذه المادة نالحظ التناقض الصارخ بين اإلصالحات الزراعية، فمن جهة

كل اإلصالحات كان هدفها القضاء على المساحات الزراعية الزائدة التي تفوق طاقة عمل

تضمن تنازل الدولة 19-87 قانون كما أن. أصحابها، و حتى ال تبقى مهملة و بدون استغالل

عن حق االنتفاع الدائم على جميع األراضي التي تملكها فحسب ظننا أن عمليات إعادة الهيكلة

.التي شهدها القطاع الزراعي لم تترك أراضي زائدة تنطبق عليها هذه المادة

عمليات رد و في األخير ينبغي اإلشارة إلى أن هذا القانون كان محدودا جدا، حيث أن

)1(:األراضي لم تكن مطلقة و إنما كانت مقيدة بشروط معينة أهمها

.أن ال يكون مالكها األصليون قد سلكوا سلوكا معاديا لحرب التحرير الوطني -

أن ال تكون المساحات المعينة منسوبة إلى صاحبها الرئيسي و ورثائه من الدرجة -

.األولى

نون هي فقط األراضي المؤممة، في حين لم يشمل كما أن األراضي التي مسها هذا القا

األراضي التي وضعت تحت حماية الدولة و األراضي المتبرع بها و التي تفطن لها المشرع

.26-95الجزائري من خالل األمر رقم

.25- 90 &> ا,@/��ن 76 أ�]? ا,$/دة )1(

Page 201: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

174

:المبحث الرابع

.مكانة العقار الفالحي في القطاع الخاص من خالل اإلصالحات

:تمهيد

ر القطاع الزراعي ترتبط بمدى تكفل الدولة بالقطاع بشقيه العام و إن تنمية و تطوي

الخاص، غير أن المتتبع لمسار اإلصالح الزراعي يرى اهتمام هذه األخيرة ارتكز

بالدرجة األولى على القطاع الفالحي العمومي، بحيث تم إهمال شبة كلي للقطاع الفالحي

ن األراضي الزراعية، و من خالل ذلك الخاص رغم استحواذه على نسبة ال بأس بها م

نتطرق إلى تحديد واقع العقار الفالحي في ظل اإلصالح الزراعي و المشاكل التي يعاني

.منها

Page 202: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

175

.واقع العقار الفالحي في ظل اإلصالح الزراعي: المطلب األول

ع الفالحي نالحظ من خالل دراستنا لسياسات اإلصالح الزراعي التي مر بها القطا

أنها اهتمت بنسبة كبيرة بالقطاع الفالحي العمومي، فكل التدابير و اإلجراءات خصت

األراضي الزراعية العمومية، و بقيت ملكيات األراضي الزراعية الخاصة بعيدة عن تلك

اإلجراءات و التدابير المتخذة في مجال العقار الفالحي، و بتصفح اإلحصاءات المستقاة

ثلثي األراضي الصالحة ) 2/3(جد أن القطاع الخاص كان يستحوذ على من الواقع ن

للزراعة، و هو بذلك يحوز على نسبة أكبر من نسبة القطاع العام، و لقد كان العقار

:الفالحي الخاص غداة االستقالل يعاني من عدة مشاكل، يتمثل أهمها في ما يلي

الشاسعة التي تفوق طاقة وجود عدد كبير من الملكيات الزراعية ذات المساحة -

ملكية زراعية تزيد مساحة كل 16.500إدارة و عمل أصحابها، إذ قدرت بنحو

من مجموع أراضي القطاع %25هكتارا، و تمثل نسبة ) 50(منها عن خمسين

.)1(الخاص

من المالك الخواص التي ال تتجاوز مساحة ملكيتهم %50بينما يوجد ما يزيد عن

. ملكية صغيرة310.000تقدر بحوالي هكتارات و هي 5

نسبة كبيرة من األراضي الزراعية تعود ملكيتها إلى أشخاص ال يمارسون مهنة -

الفالحة أو حضاريون، يوكلون زراعة أراضيهم إلى الفالحين الصغار و يكتفون

.فقط بالحصول على الريع العقاري

إلى إهمال المساحات انتشار ظاهرة التغيب عن األرض بمختلف أشكاله، مما أدى -

.الزراعية هامة

و لقد تضرر القطاع الخاص بإجراءات الثورة الزراعية، التي مست مباشرة الملكيات

:الزراعية الخاصة و ذلك من خالل

. تحديد الملكيات الكبيرة-

. تأميم ملكيات المتغيبين-

.23 راkC ا,C6"?ي، &?=BC/� D، ص )1(

Page 203: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

176

فالحيازة غير و استعملت هذه اإلجراءات كمبرر للهجوم على أمالك القطاع الخاص،

كافية للمحافظة على حق الملكية، بل ال بد من ممارسة فعلية لالنتفاع و االستغالل المباشر

لتلك الملكيات، بحيث غياب هذه الممارسة ينجر عنه سقوط حق الملكية، إما بسبب التغيب

.عن األرض أو اإلهمال المتعمد من طرف المالك األصلي لها

صة عند وجود جزء من الملكية يكون فائضا عن قدرات كما يسقط حق الملكية الخا

المالك األصلي، و هذا اإلجراء ال يهدف إلى إلغاء الملكية و إنما تضييقها بما يتوافق و

إمكانيات المالك، حتى ال تكون هناك عمليات استغالل للفالحين الصغار الذين ال يملكون

.أرض

.و الجدول التالي يعطينا أكثر تفصيل لذلك

)20(الجدول رقم

.حدود التملك في إطار الثورة الزراعية

الحد األقصى الحد األدنى نوعية األرض

أراضي جرداء

مسقية

هكتار5 هكتار0,5

أراضي جرداء غير

مسقية

هكتار110 هكتار5

أراضي خصبة

مسقية

هكتار35 إلى 3,5من هكتار10,5 إلى 9,5من

أراضي خصبة غير

مسقية

هكتار45 إلى 4,5من هكتار11,5ى إل4من

نخلة250 نخلة20 أشجار النخيل

.50عجة الجياللي، مرجع سابق، ص: المصدر

Page 204: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

177

فمن خالل هذا الجدول نالحظ حدود التملك التي جاءت في إطار قانون الثورة

الزراعية بناءا على نوعية األرض، بحيث يوضح الحدود الدنيا و القصوى للتملك في

الخاص تبعا لإلجراءات المنصوص عليها في القانون، و هذا كان له انعكاس سلبي القطاع

هكتار، أي ما 1.458.260على مساحة القطاع الخاص بحيث تم اقتطاع مساحة قدرها

. من مجموع مساحة القطاع الخاص% 25يقارب نسبة

و عند مقارنة أراضي القطاع الخاص بأراضي القطاع العام، نجد أن معظم

راضي الملكيات الخاصة هي أراضي من الدرجة الثانية، سواء من حيث موقعها أ

فكثير منها ينتشر في المناطق الجبلية ذات المسالك الوعرة و منطقة الهضاب –الجغرافي

.، أو من حيث درجة خصوبتها فهي تفتقر للمكونات الضرورية لمتطلبات الزراعة-العليا

يات الخاصة التي عرفها القطاع الفالحي الخاص فعملية التحديد و التأميم للملك

بموجب قانون الثورة الزراعية، قضت على المقومات الرئيسية إلقامة قطاع زراعي

خاص متطور و عصري، يعمل بموازاة مع القطاع العام من أجل تحقيق البرامج و

.السياسات التنموية

التي اعترضت تطبيق قانون تعتبر عملية التحديد و التأميم من العمليات الرئيسية

، أين بدأ أصحاب األراضي )المتضمن إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية (87/19رقم

.المؤممة بالمطالبة بها

و في األخير نجد أن العقار الفالحي الخاص يستحوذ على مكانة هامة في القطاع الفالحي

أهمل من قبل الدولة و لم بشكل عام، سواء من حيث المساحة أو نسبة اإلنتاج، غير أنه

.تكن هناك سياسة للتكفل بمشاكله، خاصة ما تعلق بملكية العقار

.المشاكل التي تعترض العقار الفالحي الخاص: المطلب الثاني

:من أهم الصعوبات التي اعترضت العقار الفالحي الخاص، نجد

Page 205: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

178

بل مشكلة الميراث، حيث هناك مساحات زراعية شاسعة غير مستغلة من ق .1

و لم اأصحابها بسبب عدم اتفاق الورثة على توزيعها، كما أن هناك ورثة توفو

.يحصلوا على أراضيهم، مما يصعب إمكانية توريث تلك األراضي

انعدام عقود الملكية لبعض أراضي القطاع الخاص، بسبب قدم تلك الملكيات، حيث .2

.هناك ملكيات هامة غير معروفة لدى أصحابها

لقطاع الخاص إلى ملكيات صغيرة بين أفراد العائلة جعلها غير تجزئة أراضي ا .3

قابلة لزراعة المنتوجات اإلستراتيجية كالحبوب بمختلف أنواعها و بعض

.الخضروات

عدم استخدام المكننة الزراعية الحديثة بسبب صغر المساحة من جهة و من جهة .4

. منهاثانية بسبب ارتفاع تكاليفها مقارنة بالعائد المتحصل عليه

تفشي ظاهرة البيع ألراضي القطاع الخاص، خاصة في ظل ارتفاع أسعار العقار، .5

و طغيان الجانب المادي على األفراد هذا من جهة، و من جهة ثانية أن أصحاب

هذه األراضي تحصلوا عليها عن طريق الميراث، فهم لم يتعبوا و لم يكافحوا من

.ل التخلي عنهاأجل اكتسابها، الشيء الذي يجعل من السه

تحويل األراضي الزراعية الخاصة إلى بنايات و متاجر و أماكن لممارسة أنشطة .6

.صناعية و تجارية

وجود أراضي غير مستغلة بسبب بعدها عن أصحابها، فهي توجد في مناطق .7

.خارجة عن منطقة إقامة أصحابها

تيجة أن عدم استغالل األراضي الزراعية و تحويلها عن طبيعتها أو بيعها ن .8

.أصحابها ليست لهم عالقة بالنشاط الزراع، فهم ال يمارسوا مهنة الفالحي

و من أجل الحد من هذه المشاكل ال بد على الدولة أن تقوم بوضع سياسة عقارية تتكفل

:بالعقار الفالحي الخاص، بحيث تعمل على

.إصدار عقود لجميع الملكيات الخاصة �

.راعية و غير الزراعيةتحديد طبيعة ملكيات الخاصة الز �

Page 206: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

179

.وضع الملكيات الزراعية الخاصة حيز االستغالل �

.توفير الدعم المادي و المالي ألصحاب الملكيات الزراعية الخاصة �

.منع تحويل األراضي الزراعية عن طبيعتها �

وضع قوانين عملية من أجل الفصل في عملية توزيع األراضي على الورثة في �

.آجال محددة

.خريطة العقار الفالحي العام و الخاصإعادة رسم �

Page 207: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

180

:الخالصة

و 1980إن اإلصالحات التي شهدها القطاع الزراعي خالل الفترة الممتدة بين

تهدف إلى هيكلة القطاع عن طريق التوجه بشكل تدريجي نحو خوصصة الزراعة 1990

لقطاع الخاص، حيث كان هذا الجزائرية، من خالل تخلي الدولة عن المزارع لصالح ا

المبدأ غير قابل للنقاش في المراحل السابقة و اعتبار ذلك مساس بسيادة الدولة، غير أنه

أمام السلبيات و النقائص الكثيرة المسجلة في مرحلة التسيير الذاتي و الثورة الزراعية كان

فترة الثمانيات البد من إعادة النظر في تنظيم القطاع الفالحي بشكل دقيق، خاصة أن

شهدت تحوالت اقتصادية على الصعيد الدولي، فكانت البداية من خالل إعادة هيكلة

القطاع الفالحي العمومي التي كانت تهدف إلى تكوين مزارع فالحية اشتراكية قابلة للحياة

غير أن هذا . اقتصاديا و تجاوز مختلف النقائص المشار إليها في المراحل السابقة

لم يحقق تقدما كبيرا في القطاع الزراعي، إذ لم يستطيع بلوغ األهداف المسطرة اإلصالح

مزرعة و زيادة المساحة الصالحة للزراعة من خالل قانون 5000له، و أهمها تحقيق

المتضمن 19-87، ليأتي بعده إصالح عن طريق قانون رقم 18-83االستصالح رقم

ل تنازل الدولة عن حق االنتفاع الدائم على إعادة تنظيم المستثمرات الفالحية من خال

مجمل األراضي التي تتألف منها المستثمرة، و كان هذا اإلصالح خطوة هامة في مسار

القطاع الفالحي الجزائري، حيث تركت الدولة استغالل المزارع العمومية لصالح عمال و

عاد عن المركزية إطارات القطاع، و بذلك تخلصت من عبء تسيير تلك المزارع و االبت

و قد . في تسيير شؤون القطاع الفالحي التي كانت تمثل عائقا كبيرا في عملية االستغالل

تم إنشاء مستثمرات فالحية جماعية و أخرى فردية عرفت العديد من المشاكل بسبب عدم

مما أدى إلى إنشاء . وضوح كيفيات ضبط تلك المستثمرات و انعدام الرقابة عليها

فالحية غير متجانسة سواءا من حيث المساحة، أو من حيث األعضاء المكونة مستثمرات

كما أن هذا اإلصالح لم يستطيع تغيير نظرة الفالحين إلى األمالك الزراعية العمومية . لها

و اعتبروها أمالك تابعة للدولة و ما هم إال عمال يتمتعون بحق االستغالل المؤقت، و ال

Page 208: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

1980عد اإلصالحات العقارية الفالحية الرامية لخوصصة القطاع الفالحي العمومي ب: الفصل الرابع

181

و ذلك انعكس في صورة االستغالل غير الكافي " ملك البايلك"زالت تسيطر عليهم فكرة

.للمستثمرات الفالحية

كما نتج عن ذلك العديد من عمليات التسيب و اإلهمال التي مست المستثمرات

الفالحية، نظرا لعجز هذا اإلصالح عن تحديد العالقة و بشكل واضح و دقيق بين الفالح

25-90اعي، ليأتي بعد ذلك قانون رقم و األرض التي هي أساس كل إصالح زر

المتضمن التوجيه العقاري محاوال التكفل بالعقار الفالحي، غير أن هذا القانون لم يخص

العقار الفالحي فحسب و إنما شمل العقار بصفة عامة، و هو كغيره من القوانين الزراعية

.لعقارية الفالحيةواجه العديد من الصعوبات في مجال التطبيق بسب تشعب التركيبة ا

Page 209: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

184

اإلنتاج الزراعي وتحقيق األمن الغذائي في الجزائر

Page 210: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

185

: تمهيد

يعتبر الغذاء من أهم الحاجات األساسية التي تضمن بقاء و استمرار الحياة، و

من جهة و من جهة ثانية، يعد الغذاء مقوم أساسي من مقومات تحفظ كرامة اإلنسان، هذا

التنمية و التقدم في كافة المجتمعات، إذ أصبحت اليوم الدول تسيطر على العالم و تفرض

هيمنتها عليه من خالل امتالكها للغذاء، ألنه أصبح لهذا األخير بالغ األثر في نمو

مية قدراتها في امتالك الغذاء و التحكم الشعوب و تحررها، فاتجهت الدول المتقدمة لتن

فيه، فأصبحت تواجه به امتالك الدول العربية للنفط إذ ازدادت أهمية الغذاء على

المستوى العالمي، حيث تستخدمه الدول المتقدمة كأداة ضغط على الدول النامية، التي

زداد بذلك تبعيتها تزداد معاناتها يوما بعد يوم في توفير السلع الغذائية األساسية، و ت

للدول المتقدمة، و الجزائر بلد من هذه البلدان ترتفع وارداتها بشكل مستمر من السلع

الغذائية الرئيسية، و يأتي في مقدمتها الحبوب بمختلف أصنافها و البقول باإلضافة إلى

ات المنتجات الحيوانية، كاللحوم و األلبان و مشتقاتها إذ تعتبر هذه السلع من المنتج

الواسعة االستهالك التي تكون الوجبة الغذائية للفرد الجزائري، فيزداد الطلب عليها بشكل

مستمر و في المقابل اإلنتاج المحلي منها في تراجع و تذبذب دائم ال يستقر على وتيرة

إذ ال يمكن تلبية االحتياجات الغذائية من هذه المنتجات انطالقا من اإلنتاج المحلي . ما

بقى دون مستوى الطلب، و في هذا الصدد، نجد أن المسؤولية تلقى أوال على عاتق الذي ي

القطاع الزراعي باعتباره القطاع األول الذي تتوافق طبيعة نشاطه مع طبيعة الحاجات

.الغذائية و في مرحلة أولى ينبغي عليه محاولة تحقيق نسبة أكبر من االكتفاء الذاتي

ات االقتصادية األخرى، يمكن تحقيق مستويات أمن و بتضافر جهود بقية القطاع

غذائي مقبولة تمكن الدولة من االستقرار و تحقيق الرفاهية االقتصادية و االجتماعية،

و الذي ال نراه يتحقق إال من خالل . التي يطمح إليها األفراد و الدولة على حد سواء

يات إنتاج أهم السلع تشخيص حالة األمن الغذائي الجزائري، و الوقوف عند مستو

الغذائية، غير أن المنتجات الزراعية عديدة و متنوعة، و نقتصر في دراستنا على أهمها

الذي يأتي في المراتب األولى على مستوى الغذاء من جهة، و من جهة ثانية المنتجات

Page 211: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

186

التي لها ثقل في وزن الواردات الجزائرية، و نركز على نوعين رئيسيين من اإلنتاج

.باتي و الحيوانيالن

كما نتطرق إلى مدى مساهمة الناتج الزراعي ضمن الناتج المحلي اإلجمالي من

:خالل

.اإلنتاج و الناتج الزراعي في الجزائر: المبحث األول

.اإلنتاج الزراعي و مدى تغطيته للطلب الوطني على الغذاء: المبحث الثاني

Page 212: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

187

:المبحث األول

.الناتج الزراعي في الجزائراإلنتاج و

:تمهيد

يعد اإلنتاج الزراعي بنوعيه النباتي و الحيواني من أهم المنتجات التي يعتمد عليها

المستهلك الجزائري، و يأتي إنتاج الحبوب بمختلف أصنافه في المرتبة األولى ضمن

ذات أصل نباتي اإلنتاج النباتي، حيث ما يميز الوجبة الغذائية للمستهلك الجزائري أنها

.بنسبة كبيرة و تقل فيها نسبة اإلنتاج الحيواني

.تطور اإلنتاج النباتي و الحيواني: المطلب األول

تحليل تطور اإلنتاج النباتي له أهمية كبيرة على مستوى االقتصاد الوطني بصفة

عامة و على مستوى القطاع الزراعي بصفة خاصة، و بسبب تنوع اإلنتاج النباتي و

.لحيواني سوف تقتصر الدراسة على تحليل أهم المنتجات من النوعينا

:أهم المنتجات النباتية -1

يعد اإلنتاج النباتي من أهم المنتجات األساسية التي تكون الوجبة الغذائية للفرد، فنجد

نسبة كبيرة من مكونات الغذاء مصدرها نباتي، و ذلك عكس ما نجده في الدول المتقدمـة

. بنسبة كبيرة على اإلنتاج الحيوانيالتي تعتمد

و المالحظ في الجزائر أن البيئة التي نشأ فيها الفرد و ثقافته االستهالكية جعلته فـي

طلب متزايد لإلنتاج النباتي أكثر من اإلنتاج الحيواني، غير أن مـا يميـز هـذا اإلنتـاج

.وسم آلخرالتذبذب و التباين في كميات اإلنتاج و مستويات اإلنتاجية من م

و نالحظ هذا االختالف ليس وليد العقد الحالي، و إنما نجده يطبع اإلنتاج الزراعـي

و لعل أهم األسباب التي جعلته على هـذا الحـال . بشقيه النباتي و الحيواني منذ أمد بعيد

:تتمثل فيما يلي

Page 213: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

188

ارتباط الزراعة الجزائرية بكمية األمطار المتساقطة، فمعظم هـذه الزراعـة هـي −

مطرية، و نسبة قليلة منها تخضع لعملية الري الذي نجده في أغلبـه يعتمـد علـى

.أساليب تقليدية

تقلص المساحة الصالحة للزراعة خاصة منها األراضي الخـصبة، بفعـل عوامـل −

طبيعية و أخرى بشرية، تتمثل في االنجراف و التصحر، زحف االسـمنت خاصـة

جود و أخصب األراضي التي كانت تنـتج في منطقة متيجة، التي تعد أراضيها من أ

.أهم المزروعات الرئيسية

هجرة الفالحين و تخليهم عن خدمة األرض، و االتجـاه إلـى قطـاع الـصناعة و −

التجارة، نتيجة أن األجور في القطاع الزراعي هي أجور متدنية و غير مجزية، مما

.أدى إلى إهمال مساحات زراعية

ة بعد إقبال الدولة على رفع الدعم على الوسـائل و ارتفاع تكلفة خدمة األرض خاص −

المواد الفالحية المستعملة في مختلف المجاالت الزراعية، مما انعكس سـلبا علـى

.استخدامها

فكل هذه العوامل و غيرها، كان لها بالغ األثر في تحديد مستويات اإلنتاج من سـنة

يتمكن القطـاع الزراعـي و إذ لم . ألخرى، الشيء الذي انعكس في مظاهر عجز غذائي

باألخص اإلنتاج النباتي من مواكبة النمو المتزايد في الطلب على المنتجات الزراعيـة و

استدعى األمر االتجاه نحو العالم الخارجي الستيراد ما عجز عن توفيره اإلنتاج المحلـي،

لة تنوء بحملها و بذلك ازداد حجم التبعية الغذائية و ارتفعت فاتورة الغذاء و أصبحت الدو

. مليار دوالر سنويا2إذ تتجاوز

Page 214: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

189

:تحليل تطور إنتاج الحبوب -1-1

تعد الحبوب من المنتجات األساسية التي تكون الوجبة الغذائية للفرد الجزائـري، إذ

تعتبر مصدرا أساسيا للسعرات الحرارية و البروتينات، كما أنها تتصدر قائمة المنتجـات

. إستراتيجية على المستوى الوطنيالنباتية و تمثل منتوجات

غير أن طبيعة استهالك الفرد الجزائري تختلف عن طبيعة استهالك الفرد األوروبي،

فهذا األخير نجده يستهلك هذا المنتوج في شكل مشتقات للحبوب و هو بذلك يمثل استهالكا

ة للغذاء على ، و يعتمد في توفير المكونات األساسي %90غير مباشر و الذي يقدر بحوالي

اإلنتاج الحيواني، غير أن الفرد الجزائري يعتمد على االستهالك المباشر لمادة الحبوب و

جزائريين يستهلكون كمية ) 10(حسب دراسة قام بها الديوان الوطني للحبوب، فإن عشر

، و هذه األرقام تـدل مـدى )1( فرنسي 80 أمريكي أو 205من الحبوب تعادل ما يستهلكه

الفرد الجزائري على الحبوب، و المكانة الهامة التي تحتلها في وجبته الغذائيـة، و اعتماد

يرجع ذلك إلى التباين في الثقافة االستهالكية من جهة و من جهة ثانية إلى مستوى دخول

األفراد و ضعف قدرتهم الشرائية، األمر الذي يجعل مادة الحبوب بمختلف أنواعها تأخـذ

لهم و ال يكون لهم المجال في اختيار منتجـات أخـرى تعـوض الحصة األكبر من دخو

.حاجاتهم للحبوب كمنتوجات اللحوم بمختلف أنواعها و األلبان و مشتقاتها

و لقد أوضحت دراسات قامت بها المنظمة العالمية للتغذيـة، أن الفـرد األمريكـي

شر، بينمـا كلغ من الحبوب في شكل مشتقات، و هو استهالك غير مبا 800يستهلك نحو

بحـوالي - قمح الصلب و قمح اللين -الفرد الجزائري يقدر استهالكه المباشر من الحبوب

. كلغ185

و نظرا إلى األهمية الكبيرة التي يحتلها منتوج الحبوب في الجزائر، عملت الدولـة

الجزائرية على وضع إستراتيجية زراعية هدفها األساسي رفع إنتاج و إنتاجيـة الهكتـار

د من هذا المنتوج، خاصة و أن هذه المادة تكلف الدولة سنويا مبالغ ضخمة بالعملـة الواح

مليون دوالر أمريكي، و هذه القيمة في 1398,78 بحوالي 2004الصعبة قدرت في سنة

.�Y 112;"> آ$/ل، ر�/,� &/=BC/� D=?& ،?"08 ص )1(

Page 215: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

190

تزايد مع ارتفاع أسعار هذا المنتوج في بورصة الحبوب العالمية األمر الذي يجعل الدولة

برة لتوفير احتياجات السكان و هذا في ظل تراجع معـدالت تخصص إمكانيات مالية معت

.اإلنتاج المحلي و تذبذبها من سنة ألخرى

أن المنتجات الزراعية تعرف تذبذبا من سنة ألخرى ) 21(حيث يوضح الجدول رقم

و 1945تارة بالزيادة، و تارة أخرى بالنقصان، حيث توضح اإلحصائيات أنه منذ سـنة

1948ارتفاعا تدريجيا عندما نقارن كميات اإلنتاج خالل الـسنوات إنتاج الحبوب يعرف

، فنجد أنه حدث تطورا ايجابي إلنتاج الحبوب، غير أن هذا التطور خالل 1954حتى سنة

نجده غير منتظم و يأخذ االتجاه الموجب و كذلك االتجاه السالب، ) 1964-1945(الفترة

ألف قنطار، يليه بعد ذلك انخفاض فـي 23990 تم تحقيق إنتاج يقدر ب 1952ففي سنة

ألف قنطار، محدثا بذلك تراجعا قدره 19577السنة الموالية، حيث قدرت كمية اإلنتاج ب

ألف قنطار، و هي كمية معتبرة يفقدها اإلنتاج الوطني، و هذا التباين في كميـات 4413

.اإلنتاج نجده السمة العامة التي ميزت إنتاج الحبوب

Page 216: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

191

)21(لجدول رقما

.المنتوجات األساسية الزراعية

لتر.ألف ه/ ألف قنطار : الوحدة

المنتوجات السنوات الحبوب

القمح الصلب

القمح اللين

خرطال شعيرمنتوجات أخرى

المجموع التبغ البطاطس

زيت الزيتون

الخمر

1945 1608 826 1138 432 38 4042 650 42 81 8934

1946 5391 3132 5143 1243 83 14983 897 168 74 8230

1947 3731 1464 2726 625 59 8605 1213 161 147 8082

1948 6418 2651 7423 1172 105 17769 1641 211 165 12470

1949 6769 2697 8904 1424 83 19880 1798 199 128 14412

1950 7428 3186 8042 1517 98 20271 2224 194 164 14219

1951 6211 2522 5601 1294 113 15741 2460 186 175 13743

1952 8667 3250 10432 1424 217 23990 2471 213 249 12218

1953 7954 3053 7225 1148 194 19577 2423 295 289 18288

1954 9630 4288 9352 1106 185 24561 2529 201 258 19247

1955 6261 3798 6928 916 262 21165 2227 197 291 14388

1956 10891 4466 10227 974 264 26822 2500 82 227 18619

1957 9818 3773 6162 770 217 20740 2427 148 252 15286

1958 8295 3033 7836 476 211 14851 2331 123 184 13827

1959 8478 2615 6461 604 199 18057 2676 165 184 18600

1960 11625 3466 8470 492 196 24249 2594 152 199 18850

1961 5250 1595 2350 232 95 9522 2443 28 149 15632

1962 11757 3302 7977 232 95 9522 2443 28 149 12277

1963 12682 3215 6911 164 82 23053 2062 85 149 12575

1964 8912 2290 2957 164 82 23053 2062 85 149 10477

Source: ONS annuaire statistique de l'Algérie, 1956-1957, 1963-1964, Pg93, Pg97

Page 217: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

192

)22(الجدول رقم

.94-93 إلى 92- 91اإلنتاج النباتي للمواسم من

قنطار : الوحدة

94-93 93-92 92-91 المواد

9.634.200 14.520.970 33.289.140 الحبوب

382.970 481.470 633.860 بقول جافة

25.706.200 29.638.050 30.665.210 اعات بقوليةزر

4.950.930 5.368.100 3.272.170 زراعات صناعية

5.466.530 6.449.510 10.718.320 كأل طبيعي و اصطناعي

3.759.900 3.608.330 3.618.890 الحمضيات

HL( 409.570 443.640 134.410(كروم الخمر

1.703.600 2.060.730 2.655.200 أشجار الزيتون

457.320 2.616.120 2.605.150 أشجار الثمار

457.320 852.150 864.240 أشجار التين

2.505.400 3.146.560 2.581.430 )نواة و حبوب(فواكه

.168، ص17 رقم 1996الديوان الوطني لإلحصائيات، المجموعة اإلحصائية السنوية للجزائر لسنة : المصدر

لمواسم الزراعية يحدث ارتفاع شديد أو انخفاض حاد في كميـة كما نجد في بعض ا

اإلنتاج لدرجة أنه ال يمكن المقارنة بين الكميات المحققة خالل موسمين متعاقبين، و يظهر

).22(ذلك جليا من خالل الجدول رقم

قنطار، بينما 33.289.140، تم إنتاج كمية معتبرة جدا قدرت ب 92-91ففي موسم

قنطار، غير أنه حـدث انخفـاض 38.074.880قدرت كمية اإلنتاج ب 91-90موسم

14.520.970، حيث بلغت الكمية المنتجة 92-92معتبر يقارب نصف اإلنتاج في موسم

9.634.200، إذ بلغـت كميـة اإلنتـاج 94-93قنطار ليتبعه انخفاض موالي في موسم

Page 218: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

193

، %56,37-تقـدر ب 92-91 و موسـم 93-92قنطار، فكانت نسبة التغير بين موسم

.، و هي نسب تغير سالبة%33,65-بينما في الموسم الموالي قدرت ب

و من خالل كميات اإلنتاج هذه و نسب التغير المتباينة جدا و التـي تتـراوح بـين

االرتفاع و االنخفاض، نجد إن الجزائر تفتقد لسياسة زراعية محكمة في مجال الحبوب، إذ

ذه ضمان استقرار و وفرة دائمة و مستمرة لمادة الحبوب، الشيء ال يمكن لوتيرة اإلنتاج ه

الذي ينعكس سلبا على الميزان التجاري الغذائي، فتتغير واردات الدولة من منتوج الحبوب

و . تبعا لعاملين و هما مستوى اإلنتاج المحلي غير المستقر، و معدل نمو السكان المتزايد

ر التنبؤ بمستويات اإلنتاج المحلي من جهـة، و هذا يجعل من الصعب على أصحاب القرا

.واردات الدولة من هذا المنتوج مستقبال

.97-86و يوضح الشكل التالي تذبذب إنتاج الحبوب خالل الفترة

)01(الشكل رقم

.97-86تطور إنتاج الحبوب خالل الفترة

Source: ONS Données statistique indice de la production agricole 1986-1995 N°235, ONS Annuaire statistique N°14-15-16-17 et 18 l'agriculture par les chiffres 1996-1997 Septembre 1997.

38

07

4 8

80

33

27

9 3

20

14

51

7 7

20

8 6

93

40

0

16

24

7 1

70

9 6

32

35

0

21

39

1 1

20

49

00

0 0

00

20

01

6 1

00

10

33

7 4

10

20

62

4 0

90

24

00

7 6

70

0

10 000 000

20 000 000

30 000 000

40 000 000

50 000 000

60 000 000

86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97

اإلنتاج

����ر

السنوات

Page 219: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

194

من خالل تحليل إنتاج الحبوب، يتضح أن زراعة الحبوب في الجزائر تعد زراعـة

ثل زراعة مطرية، و بالتالي مـستويات اإلنتـاج نجـدها إستراتيجية، غير أن معظمها تم

فعدم استقرار وتيـرة اإلنتـاج . تتحدد تبعا لكميات تساقط األمطار و مدى انتظام معدالتها

يرجع أساسا إلى العوامل المناخية، و كذلك الطبيعة فإذا كانت هذه الظروف مواتية انعكس

بالنسبة لسنة ) 1(ظه من خالل الشكل رقم ذلك ايجابيا على كميات اإلنتاج، و هذا ما نالح

أما إذا كانت الظروف المناخية غير مواتية، فتنعكس سلبا . )1(2001 و 91-92-96-98

و 97-94-90على كميات اإلنتاج و هذا ما نالحظه من خالل الـشكل بالنـسبة لـسنة

ة ألخـرى، ، و هذا ما يفسر من جهة التباين الشديد في مستويات اإلنتاج من سن )2(2000

فمختلف كميات األمطار المتساقطة حتى في نفس السنة من فصل آلخر، و فـي فـصول

تسقط األمطار في أوقات غير مالئمة للمزروعات كسقوطها في مواسم الحصاد، أو عـدم

سقوطها في فترة البذر و الحرث، مما يجعل هذه البذور عرضة للتناثر و التقاطها من قبل

.الحرث عن موعدهاالطيور و تأخر عملية

فال ينبغي أن نعتقد أن قلة األمطار هي المسؤولة فقط عن قلة اإلنتاج، و إنما كـذلك

كثرتها و عدم انتظامها، من شأنها أن تؤثر تأثيرا كبيرا في تحديد كميات اإلنتاج، فقد بلـغ

28,25 ملـم، 219,5 على التوالي 96 و 95-94معدل تساقط األمطار الشهري لسنوات

ملم، فمن خالل مالحظـة هـذه 1376 كمية 2004 ملم، بينما بلغ في سنة 22,58، ملم

المعدالت نجدها شديدة التغير، و هذا يجعلنا نقول أن سقوط األمطار بكميات معتبرة غيـر

كافي لرفع كميات إنتاج الحبوب، فقد تكون الكميات المتساقطة معتبرة، لكن إذا كانت غير

ليتها في تحسين مستويات اإلنتاج و تصبح تضر باإلنتاج أكثـر منتظمة فذلك يقلل من فعا

مما تنفعه، فهذه العوامل كلها تؤثر على زراعة الحبوب و مستويات إنتاجهـا، ألن هـذه

األخيرة لم تدخل عليها تقنيات الري الحديثة، التي تجعل زراعة الحبوب زراعـة مرويـة

ف بمناخ شبه جاف على العموم، و قد أكثر منها زراعة مطرية، خاصة و أن الجزائر تعر

يكون في بعض الفترات مناخا جافا، و هذا نجده سببا رئيسيا دفع بالفالحين إلـى التخلـي

) .24( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1( ) .24( أ�]? ا,Q!ول ر72 )2(

Page 220: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

195

عن زراعة الحبوب و عن الفالحة بشكل عام، ألنها أصبحت بفعـل عوامـل مناخيـة و

فـي طبيعية محفوفة بعدة مخاطر، و لنا شواهد عديدة في السنوات األخيرة، و ما حـدث

من فيضانات و انجراف التربة و رياح رمليـة، أدت إلـى إتـالف 2006/2007موسم

.كميات معتبرة من محاصيل زراعية كالحبوب و رؤوس أغنام و بقر

Page 221: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

196

)23(الجدول رقم هكتار: الوحدة . توزيع المساحات المزروعة

المعدل 01-2000 2000-1999 99-1998 98-1997 97-1996 96-1995 95-1994 94-1993 93-1992 92-1991 91-1990 90-1989 89-1988 النوع

1.051.757 1.112.180 544.470 889.090 1.707.240 590.920 1.585.500 1.175.860 683.640 972.660 1.332.720 1.201.120 867.940 1.009.500 القمح الصلب

470.005 724.230 282.100 483.310 869.910 234.320 693.000 504.860 208.960 282.760 515.290 528.320 319.880 463.130 القمح اللين

829.526 515.690 215.630 468.960 939.210 264.840 1.282.500 824.170 361.080 652.630 1.558.050 1.555.670 1.095.120 1.050.290 الشعير

69.638 49.700 14.660 46.990 58.640 25.210 102.000 73.740 32.650 50.680 122.480 132.200 82.080 113.260 خرطال

265 400 430 240 180 120 260 260 410 180 290 260 140 280 الذرة

108 200 120 20 20 30 40 30 0 20 80 130 280 430 ذرة بيضاء

2.421.299 2.402.400 1.057.410 1.888.610 3.575.200 1.115.440 3.663.300 2.578.920 1.286.740 1.952.930 3.529.910 3.417.700 2.365.440 2.636.890 المجموع

)24(الجدول رقم قنطار: الوحدة . توزيع المنتوجات

المعدل 01-2000 2000-1999 99-1998 98-1997 97-1996 96-1995 95-1994 94-1993 93-1992 92-1991 91-1990 90-1989 89-1988 النوع

10.129.239 12.388.650 4.863.340 9.000.000 15.000.000 4.554.640 20.345.700 11.886.700 5.624.280 7.960.650 13.455.310 12.917.890 5.549.460 8.133.490 القمح الصلب

4.511.119 8.003.480 2.740.270 5.700.000 7.800.000 2.060.500 9.480.340 3.112.500 1.515.630 2.204.380 4.912.210 5.775.990 1951.340 3.388.180 القمح اللين

7.690.470 5.746.540 81.700 5.100.000 7.000.000 1.908.920 18.002.220 5.849.800 2.340.670 4.080.230 13.982.900 18.099.580 8.333.560 7.898.820 الشعير

529.418 436.610 15.560 400.000 450.000 168.150 1.171.740 531.000 152.040 272.460 928.900 1.281.420 412.810 595.610 خرطال

5.261 10.870 8.340 5.370 3.100 2.570 4.460 4.190 1.850 2.250 6.620 5.000 2.310 4.240 الذرة

3.072 5.550 9.342.080 540 490 1.200 590 380 0 1.000 3.200 3.150 4.640 10.850 ذرة بيضاء

22.868.579 26.591.700 9.342.080 20.205.910 30.253.590 8.695.980 49.005.050 21.384.570 9.634.200 14.520.970 33.289.140 38.083.030 16.254.120 20.031.190 المجموع

)25(الجدول رقم. ارهكت/قنطار:الوحدة . توزيع المردودية

المعدل 01-2000 2000-1999 99-1998 98-1997 97-1996 96-1995 95-1994 94-1993 93-1992 92-1991 91-1990 90-1989 89-1988 النوع

9,6 11,1 8,9 10,1 8,8 7,7 12,8 10,1 8,2 8,2 10,1 10,8 6,4 8,1 القمح الصلب

9,6 11,1 9,7 11,8 9,0 8,8 13,7 6,2 7,3 7,8 9,5 10,9 6,1 7,3 القمح اللين

9,3 11,1 7,6 10,9 7,5 7,2 14,0 7,1 6,5 6,3 9,0 11,6 7,6 7,5 الشعير

7,6 8,8 5,6 8,5 7,7 6,7 11,5 7,2 4,7 5,4 7,5 9,7 5,0 5,3 خرطال

19,8 27,2 36,2 22,4 17,2 21,4 17,2 16,1 4,5 12,5 22,8 19,2 16,5 15,1 الذرة

28,5 27,8 69,5 27,0 24,5 40,0 14,8 12,7 - 50,0 40,0 24,2 16,6 25,2 ذرة بيضاء

9,4 11,1 8,8 10,7 8,5 7,8 13,4 8,3 7,5 7,4 9,4 11,1 6,9 7,6 المجموع

.29P, 2005Février 119 Collection statistique N°: Source

Page 222: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

197

)02(الشكل رقم

2001-1989توزيع معدل المساحات للحبوب ما بين

Source: Collection statistique N0119 P30.

و يضاف إلى العوامل السابقة عامل آخر ال يقل أهمية عنها، و المتمثل في المساحة

الزراعية المخصصة لزراعة الحبوب، التي نجدها مساحة ضئيلة جدا و تمتاز بالتذبـذب

أن متوسط المساحة المخصصة لزراعة ) 23(من موسم آلخر، حيث يوضح الجدول رقم

هكتار، و نجدها في بعض 2.421.299 يقدر ب 2001 إلى 1989خالل الفترة الحبوب

هكتار، و 1.057.410 قدرت ب 2000السنوات تصل إلى أقل من ذلك بكثير، ففي سنة

هكتار، إذا ما قورنت مع 3.663.300هذه المساحة نجدها في أحسن السنوات ال تتجاوز

، و )1(ن إجمالي المساحة المستعملة للفالحة م %10المساحة الكلية نجدها ال تتجاوز نسبة

و هي نسبة ضئيلة جدا ال تمكن مـن تحقيـق %4 و %3تصل بعض المواسم إلى نحو

كميات إنتاج معتبرة، خاصة إذا أخذنا في االعتبار تنوع األراضي الجزائرية بين المناطق

الصحراء، و هـذا السهلية و شبه السهلية، و أراضي الهضاب و الجبلية و شبه الجبلية و

.يعتبر عامال آخر يحد من مساحة األراضي الزراعية المخصصة لزراعة الحبوب

) .26( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

X*1,ا k$243,4%

2,9%

?"#;34,3%

k$2 ا,*">19,4%

خرطال

Page 223: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

198

إنتاج الحبوب حيث نجد أن متوسط ة، ضعف مردودي )25(و يظهر لنا الجدول رقم

قنطار في الهكتار، حيث بلغت أدنى مستوى 9،4 ال تتجاوز 2001-1989إنتاجية الفترة

لها

)26(الجدول رقم

زيع العام لألراضي المستعملة للزراعة للموسم الفالحيالتو

. ألهم المنتجات الزراعية89/90 إلى 87/88 من

هكتار : الوحدة

مــواســـم المنتوجات

87/88 88/89 89/90

2.365.440 2.636.890 1.805.730 الحبوب

877.570 1.062.950 1.122.550 زراعات نباتية أخرى

3.243.010 3.699.840 2.928.280 المجموع

3.838.110 3.398.000 4.142.440 أراضي مستريحة

101.890 105.640 110.830 الكروم

452.310 437.680 430.470 الحدائق

26.060 34.340 23.210 مروج طبيعية

31.015.280 31.053.430 31.151.165 مروج و مجاري

916.200 993.190 979.680 أراضي االستغالالت الزراعية غير المنتجة

39.592.860 39.722.120 39.766.560 المساحة الكلية

.167، ص15 رقم 1991الديوان الوطني لإلحصائيات، المجموعة اإلحصائية السنوية للجزائر لسنة : المصدر

Page 224: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

199

)27(الجدول رقم

.93/94 إلى 91/92ن التوزيع العام لألراضي المستعملة حسب المنتجات للموسم الفالحي م

هكتار : الوحدة

مــواســـم المنتوجات

91/92 92/93 93/94

1.286.740 1.958.930 3.529.910 الحبوب

907.360 882.660 949.460 زراعات نباتية أخرى

2.194.100 2.841.590 4.479.370 المجموع

5.282.450 4.690.940 3.082.570 أراضي مستريحة

78.830 79.880 83.150 الكروم

450.290 450.550 448.900 الحدائق

36.940 32.710 32.050 مروج طبيعية

31.596.770 30.765.230 30.738.690 مروج و مجاري

957.350 947.380 949.230 أراضي االستغالالت الزراعية غير المنتجة

40.596.730 39.808.280 39.913.960 المساحة الكلية

.153، ص17 رقم 1996يوان الوطني لإلحصائيات، المجموعة اإلحصائية السنوية للجزائر لسنة الد: المصدر

قنطار في الهكتار، بينما كانت أعلى قيمة لها هي تلك المحققة فـي 6,9 بنحو 90في سنة

هكتار، غير أن معدالت إنتاجية الحبوب بقيـت تمتـاز / ق 13,4، أين بلغت نحو 96سنة

ف من سنة ألخرى، فتارة ترتفع و تارة أخرى تنخفض، و ذلك راجـع بالتذبذب و االختال

إلى اختالف المساحة المخصصة لزراعة الحبوب من سنة ألخـرى، و عامـل األمطـار

و إضافة إلى ما سبق، نجد أن مستويات اإلنتاجية المحققـة . المتساقطة بشكل غير منتظم

ت الضرورية في عمليـة تهيئـة و تتأثر من جهة أخرى بعامل التسميد و إدخال التحسينا

زراعة األرض و اختبار البذور المحسنة، و إخضاعها لالختبارات العملية، حيث كل هذه

، حيث أصـبح 19-87العمليات تم التخلي عنها من طرف الفالحين خصوصا بعد قانون

ة الفالح غير ملزم باستخدام األسمدة المختلفة، و تراجعت عملية تـسليم األسـمدة بالنـسب

قنطار في موسم 1.318.487 إلى 86/87 قنطار خالل موسم 2.315.104للمركبات من

تم رفع الدعم كليا عن القطاع الزراعي مما جعل عمليـة 87، خاصة و أن بعد 94)1(/93

)28( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

Page 225: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

200

التسميد و تغذية األرض بمختلف المكونات الضرورية لتحسين اإلنتاج كما و نوعا عمليـة

الحاالت إمكانيات الفالحين، الشيء الذي دفعهم إلى التخلـي مكلفة جدا تفوق في كثير من

عنها تدريجيا و أصبحوا يبحثون عن تعظيم أرباحهم بشتى الطرق، حتى و لو كان ذلـك

و هي في كـل . على حساب األرض، إذ ينظر إليها على أنها وسيلة لتحقيق األرباح فقط

ترة المؤقتة و لم يصبح الفالح ينظـر الحاالت ملكا للدولة، فينبغي استنزافها خالل تلك الف

إلى الزراعة خاصة الحبوب على أنها استثمار حقيقي البد من تنميته و تطويره بل العكس

فكل فالح يجني الغلة وراء األخرى و في ظرف قصير، فزراعة الحبوب تمتـاز بـدورة

بحـث عـن ، و اتجه الكـل ي )تدخل الدولة (إنتاج طويلة و بعملية تسويق نوعا ما معقدة

الزراعة غير المكلفة و قصيرة الدورة اإلنتاجية و دخل مصطلح التجارة كفن يطبع النشاط

.الزراعي و غابت في ظلها المقومات الحقيقة للزراعة العصرية المتطورة

)28(الجدول رقم

.93/94 إلى 86/87تطور التسليم اإلجمالي لألسمدة للمواسم الفالحية من

قنطار : الوحدة

البوتاس الفوسفات األزوت المركبات لمواسما

% قنطار % قنطار % قنطار % قنطار1986/87 2.315.104 40,9 1.760.470 32.6 1.274.723 23,6 49.042 0,9 1987/88 1.922.841 43,0 1.464.910 32.7 1.071.524 23,9 15.938 0,4 1988/89 1.707.802 50,5 1.007.173 29.8 643.423 19,0 23.553 0,7 1989/90 1.451.089 53,7 760.697 28.2 471.409 17,4 18.729 0,7 1990/91 1.371.743 50,0 1.017.676 37.1 333.729 12,2 18.916 0,7 1991/92 1.221.931 55,4 746.408 33.8 224.347 10,2 13.377 0,6 1992/93 1.552.525 51,3 1.061.229 35.1 408.534 13,5 2.255 0,1 1993/94 1.318.487 49,3 1.018.727 38.1 335.993 12,5 3.607 0,1 .158، ص17 رقم 1996الديوان الوطني لإلحصائيات، المجموعة اإلحصائية السنوية للجزائر لسنة : المصدر

Page 226: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

201

و الشيء الذي زاد من تراجع زراعة الحبوب هي التقسيمات التي مست المـساحات

حيث تم تقسيم األراضي الزراعيـة ذات 19-87قانون رقم الزراعية الشاسعة، بموجب

المساحات الكبيرة التي كانت تستجيب لزراعة الحبوب إلى مساحات صغيرة فـي شـكل

مستثمرات فالحية جماعية، و التي هي بدورها فيما بعد تم تقسيمها إلى أجـزاء صـغيرة

) 29(نا الجدول رقم بطريقة غير رسمية و كذلك مستثمرات فالحية فردية، حيث يوضح ل

. عدد المستثمرات الفالحية الجماعية منها و الفردية و المساحة المخصـصة لكـل منهـا

مستثمرة 29.399 يقدر ب 2000-1994فمتوسط عدد المستثمرات الفالحية خالل الفترة

. هكتار1.833.616تغطي مساحة متوسطة تقدر بحوالي

هو أن مساحة المـستثمرات الفالحيـة و السؤال الذي ينبغي طرحه في هذا الصدد

فهل نـضمن . الجماعية تعتبر مساحة كبيرة مقارنة بمساحة المستثمرات الفالحية الفردية

تخصيصها كليا إلى زراعة الحبوب و نحن نعلم التقسيمات غير الرسمية و المنازعات بين

رات الفالحية، إذ أعضاء المستثمرة الواحدة و قلة اإلمكانيات و انعدامها في بعض المستثم

وجد البعض أنفسهم أمام أراضي بدون و سائل استغالل مما دفعهم إلى تأجيرهـا، و فـي

اآلونة األخيرة انتشرت ظاهرة التنازل و تحويل األراضي الزراعية عن نشاطها الطبيعي،

.و سهول متيجة دليل كافي عن ما أصاب الزراعة الجزائرية خاصة منها زراعة الحبوب

Page 227: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

202

)29(الجدول رقم

تقسيم المستثمرات الفالحية الجماعية و الفردية

.2000-94حسب الهيكل القانوني ما بين الفترة

هكتار: الوحدة

08/12/1987 المؤرخ في 19-87المستثمرات تبعا لقانون رقم المؤرخ في 19-87المستثمرات األخرى تبعا لقانون رقم

08/12/1987 مستثمرات السنة

فالحية الجماعية

المساحة )هكتار(

مستثمرات فالحية الفردية

المساحة )هكتار(

مستثمرات فالحية الجماعية

المساحة )هكتار(

مستثمرات فالحية الفردية

المساحة )هكتار(

1994 29.468 1.828.788 22.162 245.565 766 96.594 29.621 212.264

1995 28.762 1.832.464 22.575 248.213 787 99.242 30.505 216.577

1996 29.505 1.835.240 22.962 250.722 779 105.950 32.541 238.914

1997 29.656 1.836.137 23.480 252.992 767 105.503 32.164 234.156

1998 29.487 1.837.817 23.871 255.067 751 105.447 31.092 235.164

1999 29.496 1.836.140 23.883 254.299 810 109.82 31.441 234.398

2000 29.417 1.828.723 24.622 262.697 1.031 123.013 32.041 236.580

229.722 31.344 106.476 813 252.236 23.365 1.833.616 29.399 المعدل

.16Pg, 2005 février 119ONS collection statistique N° : Source

:تحليل تطور إنتاج البقول الجافة -1-2

ل البقول الجافة المرتبة الثانية من حيث األهمية في قائمة اإلنتاج النباتي، و هـي تحت

مكون أساسي من مكونات الوجبة الغذائية للفرد الجزائري، كما أنها تشكل عبئا ثقيال على

الميزان التجاري الزراعي، حيث تمثل نسبة كبيرة مـن الـواردات الزراعيـة، و رغـم

يتميز بالضعف من جهة و من جهة ثانيـة بالتذبـذب مـن سـنة أهميتها، إال أن إنتاجها

سنة تراوح إنتـاج البقـول 12أنه على مدار ) 30(ألخرى، حيث يوضح لنا الجدول رقم

قنطـار كحـد 678.670 و 1988 قنطار كمستوى أدنى في سنة 3.444.480الجافة ب

هالكي المطلـوب، ، و هذه الكميات تبقى كميات دون المستوى االست 1986أقصى في سنة

فهي ال تسدد احتياجات السكان من هذه المادة األساسية و التـي تمثـل مـصدرا حيويـا

.للحصول على المغذيات الضرورية للجسم

Page 228: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

203

يوضح مدى تذبذب كميات اإلنتاج التي يحققها اإلنتاج المحلـي ) 30(و الجدول رقم

، و 1986-1994الفتـرة فتارة نجده يحقق ارتفاعا نسبيا و مستثمرا مثل ما حدث خالل

تارة أخرى نجده يرتفع مرة و تنخفض مرة أخرى، فقد وصلت كمية اإلنتـاج فـي سـنة

. قنطار276.360 ب 2001 قنطار 276.360 إلى 1997

فزراعة البقول الجافة ال تحظى بمساحة زراعية معتبرة، إذ ال يتجـاوز متوسـطها

راوح مساحتها خالل هذه الفترة هكتار، حيث تت 98.760 نحو 2001-1989خالل الفترة

، و هي أدنى مساحة بينما قدرت مساحة البقول الجافة 2001 هكتار في سنة 59.470بين

هكتار و هي أعلى مساحة مخصـصة لزراعـة البقـول . 111.23 نحو 1994في سنة

من إجمـالي المـساحة المخصـصة %5، و هي تمثل بذلك نسبة تقدر بحوالي )1(الجافة

من جهـة و ةباتية، وهي نسبة ضئيلة جدا بمقارنة بالمساحة الصالحة للزراعللزراعات الن

من جهة ثانية بالنسبة ألهمية منتوجات البقول الجافة في الوجبة الغذائية للفرد الجزائـري،

و بذلك نجد أن هذه المساحة ال تمكن من تغطية الطلـب علـى هـذا المنتـوج الواسـع

.االستهالك

)30(الجدول رقم

.95-84إنتاج البقول الجافة خالل الفترة تطور

قنطار: الوحدة

السنوات متوسط إنتاج الفترة 1987 1986 1985 1984 المنتوج

592.978 670.610 678.760 573.190 449.340 البقول الجافة

السنوات متوسط إنتاج الفترة 1911 1990 1989 1988 المنتوج

451.132,5 630190 350.890 478970 344.480 البقول الجافة

السنوات متوسط إنتاج الفترة 1995 1994 1993 1992 المنتوج

478.170 414.380 382.970 481470 633.860 البقول الجافة

Source : ONS anniaire statistique N° 14-15-16-17- et 18.

).31( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

Page 229: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

204

)31(الجدول رقم هكتار : الوحدة " البقول الجافة"ساحات المزروعة توزيع الم

المعدل 01-2000 2000-1999 99-1998 98-1997 97-1996 96-1995 95-1994 94-1993 93-1992 92-1991 91-1990 90-1989 89-1988 النوع

43.467 31.450 34.250 340.890 36.630 37.780 45.560 51.950 49.820 47.050 48.470 48.100 46.160 52.960 الفول

8.698 6570 7.170 6.460 7.790 8.180 8.220 13.710 11.940 9.160 9.420 8.910 7.440 8.110 الجلبان الجاف

1.699 920 690 980 1.150 1.440 1.370 1.510 1.970 1.810 1.540 1.950 3.530 3.230 العدس 34.328 19.290 19.480 27.720 29.550 30.810 33.240 37.860 46.000 41.590 41.840 44.530 33.560 40.800 الحمص

1.176 1.180 1.280 1.740 1.850 1.400 1.200 590 990 980 900 850 1.010 1.320 فصولياء

391 60 270 620 540 340 690 360 510 290 250 190 450 510 جلبانة

89.760 59.470 63.140 72.410 77.510 79.950 90.280 105.980 111.230 100.880 102.420 104.530 92.150 106.930 المجموع

)32(الجدول رقم قنطار: الوحدة " البقول الجافة"توزيع المنتوجات

المعدل 01-2000 2000-1999 99-1998 98-1997 97-1996 96-1995 95-1994 94-1993 93-1992 92-1991 91-1990 90-1989 89-1988 النوع

220.932 212.300 128.950 217.060 213.520 90.670 369.590 214.540 191.450 203.010 311.510 325.700 162.250 231.570 الفول

30.082 36.740 15.930 30.040 35.480 12.950 46.620 34.110 28.190 14.830 43.470 47.190 22.460 23.050 الجلبان الجاف

6.468 4.580 1.940 3.670 6.010 4.340 8.390 4.540 4.580 7.810 8.930 9.500 7.730 12.060 العدس

178.756 123.120 66.610 130.700 181.430 161.580 244.780 157.250 153.940 248.870 261.320 241.870 147.720 204.640 حمصال 6.333 7.340 4.190 6.390 10.760 6.460 5.610 3.080 3.440 5.860 6.960 4.870 8.760 5.580 فصولياء

1.832 280 1.020 3.790 3.270 360 5.010 860 1.370 1.090 1.670 1.060 1.970 2.070 جلبانة

444.403 384.360 218.640 394.650 450.500 276.360 680.000 414.380 382.970 481.470 633.860 630.190 350.890 478.970 المجموع

)33(الجدول رقم ارهكت/قنطار: الوحدة " جافةالبقول ال" توزيع المردودية

المعدل 01-2000 2000-1999 99-1998 98-1997 97-1996 96-1995 95-1994 94-1993 93-1992 92-1991 91-1990 90-1989 89-1988 النوع

5,1 6,8 3,8 6,2 5,8 2,4 8,1 4,1 3,8 4,3 6,4 6,8 3,5 4,4 الفول

3,5 5,6 2,2 4,7 4,6 1,6 5,7 2,5 2,4 1,6 4,6 5,3 3,0 2,8 الجلبان الجاف 3,8 5,0 2,8 3,7 5,2 3,0 6,1 3,0 2,3 4,3 5,8 4,9 2,2 3,7 العدس

5,2 6,4 3,4 4,7 6,1 5,2 7,4 4,2 3,3 6,0 6,2 5,4 4,4 5,0 الحمص

5,4 6,2 3,3 5,4 5,8 4,6 4,7 5,2 3,5 6,0 7,7 5,7 8,7 4,2 فصولياء

4,7 4,7 3,8 6,1 6,1 1,1 7,3 2,4 2,7 3,8 6,7 5,6 4,4 4,1 جلبانة 5,0 6,5 3,5 5,5 5,8 3,5 7,5 3,9 3,4 4,8 6,2 6,0 3,8 4,5 المجموع

.31P, 2005Février 119 Collection statistique N°: Source

Page 230: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

205

)03(الشكل رقم

2001-1989احات للبقول ما بين توزيع معدل المس

Source: Collection statistique N0119 P32.

و تعد البقول الجافة منتوجا ضروريا و أساسيا لتحقيق توازن على مستوى الوجبـة

.الغذائية، و ذلك نظرا لما يوفره من عناصر صحية غذائية لجسم اإلنسان

ـ أما من ناحية اإلنتاج، فإن البقول الج مطريـة ةافة شأنها شأن الحبوب، فهي زارع

تخضع للظروف المناخية، فتكون جيدة تارة و ضعيفة تارة أخرى و ال تستقر على حـال،

، و هي تعتبر سنة مناخيـة مالئمـة 1996فكانت أعلى كمية إنتاج تلك المحققة في سنة

انخفاض شـديد قنطار، بينما السنة الموالية مباشرة، كان 680.000للزراعة، حيث بلغت

قنطار و أدنى كمية منتجة بعد تلك المحققة في سـنة 276.360إذ قدرت كمية اإلنتاج ب

2001-89 قنطار، حيث كان متوسط إنتاج الفتـرة 218.640، و التي قدرت ب 2000

.)1( قنطار444.403نحو

و على العموم تبقى زراعة البقول الجافـة دون المـستوى المطلـوب الـذي يفـي

جات السوق الوطنية، على هذه المنتجات خصوصا و أن عدد الـسكان فـي تزايـد باحتيا

مستمر، و هذا يجعلها بعيدة عن تحقيق األهداف التنموية و في مقدمتها تطـوير زراعـة

.البقول و تقليص حجم استيرادها و العمل على تحقيق االكتفاء الذاتي منها

).32( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

O/)~~~�,"/ء 1,30

|$Y

38,20

ا,#!س

1,90

=*+~/ن ا,Q~/ف 9,70

ا,�Eل

48,40

Page 231: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

206

ة إلى العوامل الـسابقة إلـى ضـعف كما أن قلة إنتاج البقول يرجع كذلك باإلضاف

، أن إنتاجية الهكتار الواحد من البقـول )33(مردودية الهكتار، حيث يوضح الجدول رقم

، 1994ه في سـنة / ق 7,5 و 2000ه كحد أدنى و المسجل في سنة / ق 3,5تتراوح بين

فة، ه، و هي إنتاجيـة ضـعي / ق 5حيث يبلغ متوسط إنتاجية الهكتار خالل هذه الفترة نحو

حيث نجد المتحكم األساسي فيها الظروف المناخية و ليس زيادة المدخالت مـن عمليـة

تسميد و غيرها، التي تؤدي إلى رفع مردودية الهكتار نتيجة زيادة كميات اإلنتاج بمعـدل

أكبر من زيادة المدخالت، كما لوحظ تحوالت الفالحين نحو زراعة الخصر المختلفة فـي

ليهم عن زراعة البقول الجافة تحت تأثير عامل األسعار المجزية التي اآلونة األخيرة و تخ

.أصبح من الصعب تحقيقها على مستوى هذه األخيرة

كما أن فتح السوق الجزائرية أمام األسواق العالميـة خاصـة منهـا األوروبيـة، و

مود أمام انضمام الجزائر لعدة اتفاقيات تجارية دولية جعل الفالحين غير قادرين على الص

حدة المنافسة الخارجية، إذ أصبحت المنتوجات المستوردة أقل تكلفـة مـن المنتوجـات

المنتجة محليا مما أدى إلى تحقيق خسائر معتبرة للفالحين، و هـذا كـان مبـررا كافيـا

لزراعات أخرى أكثر ربحا و أسرع إنتاجا لتميزها بدورات إنتاج قصيرة، مما يزيد مـن

.صة و أن زراعة البقول الجافة تتميز بمدة نضج طويلةفرص الربح فيها خا

و ال تختلف زراعة البقول الجافة عن زراعة الحبوب في مجال السقي، فهي لم يكن

.لها الحظ في إدخال أساليب الري الحديثة

و كل هذه العوامل و غيرها، أدت إلى رسم خريطة اإلنتاج التي هي عليها، و البـد

خطورة الوضع بالنسبة لهذه المزروعات و عليها التدخل من أجـل على السلطات أن تعي

وقف التدهور المستمر لمستويات اإلنتاج و اإلنتاجية، خاصة أنها أصبحت تكلف الدولـة

مليـون دج، نتيجـة ارتفـاع 8.575,7مبالغ مالية معتبرة، تتجاوز في بعض الـسنوات

لك بوضع سياسة زراعية تنموية بعيدة أسعارها الدولية و زيادة الطلب العالمي عليها، و ذ

.األفق في مجال الزراعات النباتية و في مقدمتها الزراعات اإلستراتيجية

Page 232: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

207

:أهم المنتجات الحيوانية -2

:تحليل تطور إنتاج اللحوم -2-1

تعد اللحوم الحمراء منتوجا ذو أهمية كبيرة على مستوى التركيبة الغذائية للمستهلك،

ات اإلنسان من البروتينات و الـدهون، و تتـصدر قائمـة فهي مصدر أساسي لتلبية حاج

.اإلنتاج الحيواني

كما أن الدراسات االقتصادية أثبتت الجدوى االقتصادية لتربية الماشية، كونها تسمح

.بتحديد الثروة على المستوى االقتصادي

مرتبـة و مصادر إنتاج اللحوم الحمراء في الجزائر يرتكز على األبقار و الغنم في ال

. األولى، ليأتي بعدها الماعز و اإلبل و الخيل

، نالحظ تطور عدد الرؤوس، فبالنسبة لألبقار نجد أن )34(و من خالل الجدول رقم

قـدر عـدد 1989 يتميز بالتذبذب، ففي سـنة 2001-1989عدد الرؤوس خالل الفترة

رأس 1.392.700 رأس، لينخفض في السنة الموالية إلى 1.405.330رؤوس األبقار ب

، أين 1999، و لم تعرف نموا موجبا مستمرا إال بعد سنة %0,9بمعدل تغير سالب بنحو

رأس بعدما كان في السنوات السابقة ال يتجاوز في أحسنها 1.579.653بلغ عدد الرؤوس

، حيث قدر عدد 2001 رأس و استمر هذا التطور االيجابي إلى غاية سنة 1.4005.330

رأس، إذ هذه السنوات الثالثة األخيرة زادت من تحسن متوسط 1.613.027الرؤوس ب

رأس، غير أن هذا 1.374.618، حيث يقدر ب 2001-1989عدد الرؤوس خالل الفترة

.العدد يعتبر عددا إجماليا لرؤوس األبقار سواءا كانت منتجة للحوم أم األلبان

مليـون رأس، 22ر مـن و يبلغ عدد الرؤوس اإلجمالية من مختلف الحيوانات أكث

رأس و تعود المساهمة الكبيرة 22.041.461حيث بلغ متوسط عدد الرؤوس خالل الفترة

من إجمالي عـدد الحيوانـات، إذ بلـغ %80إلى رؤوس الغنم التي تقدر مساهمتها بنحو

، بينما الماعز يأتي في المرتبة الثانية من )1( مليون رأس 17,6متوسط عددها خالل الفترة

، في حين كانـت مـساهمة %12,8 مساهمته في عدد الرؤوس اإلجمالية و تقدر ب حيث

).34( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

Page 233: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

208

يوزع بين اإلبل و الخيل، و هي تحتل %1، بينما الباقي و المقدر ب %6,2األبقار ال تتجاوز

.المراتب األخيرة من حيث األهمية

ـ ) 04(و يوضح لنا الشكل رقم د توزيع متوسط عدد الرؤوس حسب كل نوع، و بذلك نج

أن األغنام تأتي في المرتبة األولى من حيث عدد الحيوانات، و تليها الماعز ثم األبقار لكن على

العموم فإن عدد الحيوانات عرف تحسنا في السنوات األخيرة، و ذلك بسبب الدعم الذي وفرتـه

أن الدولة من خالل المخطط الفالحي، غير أنها تبقى بعيدة عن المستويات المطلوبة خاصـة و

تربية المواشي في الجزائر تعرف عدة صعوبات، أهمها يتمثل في طبيعة المناخ الـصعبة مـن

أمطار غزيرة و رياح رملية عاصفة، تؤدي سنويا إلى هالك عدد كبير من الحيوانات، كـذلك

التي تعتمد فـي معظمهـا علـى ) مربي المواشي (البيئة غير المستقرة التي يعيش فيها الموال

مما يؤدي إلى هالك عدد من الرؤوس خاصة تلك الفتية و ذلك بحثا عـن الكـأل، و الترحال،

يضاف إلى ذلك تخلي بعض الفالحين عن تربية المواشي، خاصة األبقـار و األغنـام بـسبب

ارتفاع أسعار األعالف، خاصة و أن بعض المواسم اتسمت بإنتاج ضعيف لألعشاب خاصة في

و هذه الوضعية انعكست سلبا على كميـة . في تربية المواشي المناطق التي تعرف نشاطا كبيرا

إنتاج اللحوم الحمراء، و استهالكها من طرف الفرد الجزائري، فالزال استهالك اللحوم الحمراء

مرتبط بالمناسبات و األعياد الدينية بالسنة لشريحة كبيرة من مجتمعنا، ألن سـعر الكيلـوغرام

أن ) 35( دج، فنالحظ من خالل الجدول رقم 850 دج حتى 700الواحد منه يتراوح في حدود

و 1989 طن كأدنى كمية إنتاج مسجلة في سـنة 235.100إنتاج اللحوم الحمراء يتراوح بين

، إذ أن متوسط إنتاج (*) طن 312.000 و المقدرة ب 1999أقصاها كانت تلك المسجلة في سنة

ذه الكمية تبقى ضعيفة و بعيـدة عـن طن، و ه 284.661,5 يقدر بنحو 2001-1989الفترة

مستوى الكميات المطلوبة لتغطي الطلب المحلي على هذا المنتوج، خاصة و أن وتيـرة نمـو

السكان في تزايد مستمر بالمقابل تدهور القدرة الشرائية لألفراد، مما يجعل اسـتهالك اللحـوم

و كيـف ال و أن الفـرد الحمراء بالنسبة لفئة كبيرة من أفراد المجتمع، ضـربا مـن الخيـال

.الجزائري أصبح يطمح لتلبية غذاء أسرته بالدرجة األولى من الخبز و الحليب

(*) �"$S,9 اGا=#� ه?& R$l !@, .

Page 234: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

209

)34(الجدول رقم عدد رؤوس الحيوانات

رأس: الوحدة المعدل 2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 1992 1991 1990 1989 األصناف

1.374.618 1.613.027 1.595.259 1.579.653 1.317.240 1.255.410 1.227.940 1.266.620 1.269.130 1.313.820 1.333.730 1.300.180 1.392.700 1.405.330 بقر

17.633.845 17.298.786 17.615.928 17.988.480 17.948.940 17.387.000 17.565.400 17.301.560 17.841.840 18.664.640 17.722.780 16.891.180 17.697.350 17.316.100 غنم

2.817.921 3.129.400 3.026.731 3.061.660 3.256.580 3.121.500 2.894.770 2.779.790 2.543.790 2.683.310 2.775.130 2.484.540 2.471.990 2.403.780 عنز

152.139 245.484 234.170 217.370 154.310 150.870 136.000 126.350 114.120 114.380 114.300 126.270 122.450 121.730 االبل

62.938 42.342 43.828 45.980 45.990 52.370 60.000 62.160 66.510 72.800 76.940 82.260 81.020 86.000 الخيل

22.041.461 22.329.039 22.515.916 22.893.143 22.723.060 21.967.150 21.884.110 21.536.480 21.835.390 22.848.950 22.022.880 20.884.430 21.765.510 21.332.940 المجموع

Source: Collection statistique N°119 Février 2005, P55.

)04(الشكل رقم

2001-1989توزيع متوسط عدد الرؤوس الحيوانات خالل الفترة

Source: Collection statistique N0119 P55.

c"m,ا0,30%

ا,+@?6,20%

cC.ا0,70%

ا,$/6512,80%

7>H,ا80,00%

Page 235: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

210

، يوضح لنا التحسن الطفيف الذي عرفه إنتاج اللحوم الحمـراء، )04(و الشكل رقم

غير أنه ال يسمح بتغطية احتياجات السكان منه، باإلضافة إلى ذلك أن هذا المستوى مـن

اإلنتاج جعل أسعارها مرتفعة جدا، خاصة إذا ما قورنت بأسعار اللحوم الحمراء في بقيـة

غير أنه في السنوات األخيـرة تراجـع إنتـاج اللحـوم . و تونس الدول العربية كمصر

طن في 285.880 إلى 2002، فقد وصل في سنة 2000الحمراء، خاصة ابتدءا من سنة

، رغم أن الجزائر من )1( طن 607.140حين قدرت كمية اإلنتاج لنفس السنة في مصر ب

.حيث المساحة و المناخ تعتبر أحسن بكثير من مصر

لة اإلنتاج إلى تراجع معدالت الذبح على المستوى الوطني بسبب قلة عدد و تر جع ق

، و انخفاض أوزانها بسبب انخفاض معدالت اإلخصاب، مما انعكس سلبا على )2(الرؤوس

تكاثر قطيع الماشية و عدم استيراد السالالت الجيدة التي يكون لها مـردود كبيـر علـى

استيراد السالالت خاصة من البقر في السنوات مستوى إنتاج اللحوم الحمراء، حيث توقف

األخيرة من طرف الدولة، و ما بقي فقط بعض عمليات االستيراد البسيطة التي يقوم بهـا

و يضاف إلى ذلك العوامل المناخية السابقة الذكر، التي أثرت سلبا علـى نمـو . الخواص

.عدد الرؤوس

ابقة و المتمثل في إقبـال تجـار غير أن هناك عامال آخر ال يقل أهمية عن تلك الس

اللحوم على ذبح أنثى أنواع البقر أو الغنم، و لهذه العملية بالغ األثـر فـي تكـاثر عـدد

الرؤوس و زيادة معدالت اإلنتاج سواء لحوم أو ألبان، و هذا في غياب الجهات المسؤولة

ال تصلح لحومها عن مراقبة األرباح إذ نجد هناك ذبائح تتم على مستوى المذابح العمومية

.لالستهالك

.BC/� D=?& ،14 ص2004 ا,$<]$� ا,#?C"� ,*0<$"� ا,6راl ،�"5@?�? أوW/ع اI&> ا,GHا4F ا,#?4C ,#/م )1( ).34( أ�]? ا,Q!ول ر72 )2(

Page 236: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

211

)35(الجدول رقم . 2001- 1989 إنتاج اللحوم خالل الفترة

طن: الوحدة 2001 2000 1999 1998 1997 1996 1995 1994 1993 1992 1991 1990 1989 األصناف

256.000 306.000 312.000 300.000 298.000 309.000 299.600 295.200 295.200 290.000 260.000 244.500 235.100 لحوم حمراء

121.050 120.256 106.572 160.000 105.000 93.400 190.000 219.000 199.000 189.000 222.800 211.000 231.000 لحوم بيضاء

163.721 158.359 155.873 12.000 105.000 110.000 405.00 105.700 101.600 122.900 115.600 110.000 97.000 حليب

216 283 272 220 190 171 264 230 210 207 254 278 280 البيض

1.639 1.054 1.183 1.500 1.100 2.500 1.800 2.800 1.800 1.132 2.000 500 1.200 العسل

18.146 17.709 17.131 21.600 20.000 22.000 21.000 22.000 21.900 20.200 20.100 19.400 20.000 صوف

Source: Collection statistique N°119 Février 2005, P61.

)05(الشكل رقم

2001-1989إنتاج اللحوم الحمراء و البيضاء خالل الفترة

Source: Collection statistique N0119, Op.cit P61. 0

50

100

150

200

250

300

350

�م ��ء�

�م ���اء�

أ�� ��

Page 237: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

212

األخيرة إلى فتح السوق الجزائرية أمام األسواق األوروبية و اتجهت الدولة في اآلونة

للحوم سعيا منها لتغطية العجز على مستوى هذا المنتوج، و ذلك في شكل لحـوم مجمـدة

.التي يقل مردودها على المستوى الغذائي

غير أنه يجب على الدولة و كافة السلطات المعنية، أن تسعى إلـى رفـع اإلنتـاج

تماشى و احتياجات السوق الوطنية، و بالتالي تخفيض قيمة الـواردات المحلي، و جعله ي

من مختلف أنواع اللحوم و عوض استيراد اللحوم المجمدة يتم اسـتيراد الـسالالت ذات

النوعية الجيدة، و التي تكون مخصصة إلنتاج اللحم و تزيد من وفرة هذا المنتوج بتقـديم

دهم من سنة ألخرى، بسبب المشاكل المذكورة الدعم الضروري للمربين الذين يتراجع عد

آنفا، و هذا لن يتحقق إال من خالل رد االعتبار لتربية الماشية و التكفل الحقيقي من طرف

الدولة، بانشغاالت المربين عن طريق وضع إستراتيجية غايتها تحقيق االكتفاء الذاتي مـن

الجزائـري، و وضـع مراقبـة منتوج اللحوم و بأسعار مقبولة، تكون في متناول الفـرد

.صارمة على عمليات الذبح للحد من التجاوزات التي تمس الثروة الحيوانية ببالدنا

و كذلك فرض رقابة شديدة على مستوى الحدود، حيث أصبحت الحدود الجزائريـة

.خاصة من المغربية و التونسية معبرا استراتيجيا لقطيع الماشية

وقوف أمام عمليات الحرث و البناء التي تتم في المناطق كما يجب على مصالح الفالحة ال

.الرعوية

لكن كل هذه الجهود ينبغي أن تدعم بتوفير مختلف أنواع األعالف التي لهـا األثـر

المباشر في زيادة اإلنتاج، باإلضافة إلى توفير األدوية و اللقاحـات الـضرورة لحمايـة

.ام بهاالحيوانات من األمراض و إلزام المربين بالقي

غير أنه ينبغي اإلشارة إلى انتشار ظاهرة غير اقتصادية في مجال تربية المواشـي،

هي أنه في سنوات الجفاف ترتفع كمية اللحوم المنتجة بفعل ارتفاع معدالت الـذبح مـن

جراء توجه الزبون إلى بيع جزء هام من قطيع الماشية إلى تجار اللحوم بـسبب ارتفـاع

تكون األعشاب قليلة و مرتفعة الثمن، و كـذلك ارتفـاع األعـالف تكاليف التربية، حيث

خاصة تلك المستوردة، و لذلك فعند تحسن إنتاج اللحوم في سنة من الـسنوات ال يعتبـر

Page 238: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

213

تطور ايجابي في جميع الحاالت، بل أن ظاهرة في حقيقة األمـر مـا هـي إال فقـدان و

.كثر من ايجابيتها لجزء هام من الثروة الحيوانية سلبياتها أفاستنزا

أن المساهمة الكبيرة في إنتاج اللحوم الحمراء، ) 06(و نالحظ من خالل الشكل رقم

و ترجع %54,7تعود في المرتبة األولى إلى األغنام، حيث يقدر متوسط إنتاج األغنام ب

فة هذه النسبة إلى انتشار تربية األغنام بشكل واسع على التراب الوطني، كما أنها غير مكل

و ال تتطلب رؤوس أموال كبيرة مقارنة بتربية األبقار، كمـا أن الطلـب علـى اللحـوم

الحمراء المتأتية من الغنم، نجده أكبر من لحوم األبقار، و ذلك ألنه مـن عـادات الفـرد

كما أن عدد رؤوس األغنام يمثل نسبة . الجزائري استهالك لحوم الغنم أكثر من لحم البقر

. الرؤوس و أغلبها منتج للحوم من إجمالي عدد80%

بينما تأتي لحوم األبقار في المرتبة الثانية من حيث اإلنتاج، حيث تقـدر نـسبتها ب

، رغم أن تربيتها حسب عدد الرؤوس يأخذ المرتبة الثالثة، و هذا راجع إلى أن %)1(34,9

للحم يحتـل رأس البقر يزن أكثر من رأس الغنم أو الماعز، في حين أن إنتاج الماعز من ا

المرتبة الثالثة، كون هذه األخيرة تعتبر إلى حد ما هزيلة و ضـعيفة اإلنتاجيـة و تقـدر

. و الباقي يتوزع بين اإلبل و الخيل%8,6نسبتها ب

ا

).05( أ�]? ا,cSZ ر72 )1(

Page 239: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

214

)06(لشكل رقم

2001-1989توزيع متوسط إنتاج اللحوم الحمراء حسب كل نوع خالل الفترة

Source: Collection statistique N0119 , Op.cit P63.

:تحليل تطور إنتاج اللحوم البيضاء -2-2

اللحوم البيضاء في الجزائر تعد واسعة االستهالك مقارنة باللحوم الحمراء، و ذلـك

لتناسب أسعارها نوعا ما مع القدرة الشرائية، غير أن اللحوم البيضاء في الجزائر تفتقـد

على طيور الدواجن و في السنوات األخيرة بدأ االتجـاه للتنوع، فهي ترتكز بدرجة أكبر

.إلى الطيور الديك الهندي

-1989تطور إنتاج اللحوم البيضاء خـالل الفتـرة ) 35(و يوضح لنا الجدول رقم

، و هي تمثل أدنى كمية إنتـاج، و 1996 طن في سنة 93.400، حيث تراوح بين 2001

طـن، و بتتبـع إنتـاج 231.000قدر ب و ت 1989أقصى كمية إنتاج المسجلة في سنة

اللحوم البيضاء خالل الفترة نجد أنها تمتاز بالتذبذب من سنة ألخرى، تارة بالزيادة و تارة

. طن166.775بالنقصان، و هذا ما جعل متوسط إنتاج الفترة يستقر في حدود

ـ 1997و لقد تحسن إنتاج اللحوم البيضاء تدريجيا ابتدءا من سنة نة ، ليبلـغ فـي س

طن، و هي أقل بكثير من تلك المسجلة في بداية عقد التسعينيات، 152.000 قيمة 2003

7>g54,7%

?@C34,9%

c"^0,7%

cCإ1,1%

6>58,6%

Page 240: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

215

و هذا دليل على تدهور إنتاج اللحوم البيضاء في الجزائر رغم التحـسينات المـسجلة، إذ

يبقى بعيدا عن إمكانيات تحقيق االكتفاء الذاتي، كما أن مستويات اإلنتاج األخيـرة التـي

اللحوم البيضاء ال يعبر عن األهداف التي سطرتها الدولة على مـستوى وصل إليها إنتاج

برنامج التنمية الزراعية، خاصة و نحن ندرك أن للدواجن وظيفتين أساسيتين تتمثل فـي

بالنـسبة 2003إنتاج اللحوم البيضاء و إنتاج البيض، حيث لم يتجاوز معدل التغير لسنة

يفة جدا تنم عن مدى ضـعف قطـاع اللحـوم ، و هي نسبة ضع %0,6 نسبة 2002لسنة

إذ ال زالت تربية الدواجن تواجه عدة صعوبات تحد مـن ارتفـاع . البيضاء في الجزائر

مستوى إنتاجها و هذا ما جعل نصيب الفرد من اللحوم البيضاء ينخفض حيث لم يتجـاوز

. كلغ للفرد0,5

لحوم البيضاء كما هو محدد و من أهم العراقيل التي لم تسمح بتنمية و تطوير إنتاج ال

:في البرامج الفالحية التنموية، نجد

تأثير الظروف المناخية خاصة منها ارتفاع درجة الحرارة و ارتفاع درجة البـرودة −

التي تؤدي إلى إتالف عدد هائل من الطيور، خاصة في ظل انعدام أو قلة الوسائل و

.مةالتجهيزات، التي تسمح بتوفير ظروف التربية المالئ

قلة اإلمكانيات المالية و المادية التي يمتلكها المربون، خاصة و أن تربية الـدواجن −

نشاط مكلف بسبب ارتفاع أسعار التجهيزات و كذلك أسعار مـواد التغذيـة لهـا و

.األدوية، و هي في معظمها مستوردة

إلـى اعتماد أغلب المربون على طرق تربية تقليدية، كما أن الكثير منهم يفتقـدون −

.الخبرة و التكوين في مجال تربية الدواجن و رعايتها الصحية

كلـغ، و ذلـك 1ارتفاع معدالت ذبح الطيور الصغيرة، إذ ال يتجاوز متوسط وزنها −

يكون بدافع تحقيق الربح السريع، و تجنب تكاليف إضافية خاصة في حالة انتـشار

.بعض األمراض

ـ − ة تعويـضها مـن خـالل اإلخـصاب و قف استيراد الفراخ من الخارج و محاول

.االصطناعي المحلي الذي يتسم بضعف نسب نجاحه

Page 241: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

216

تركيز نسبة كبيرة من المربين على تربية الطيور المنتجة للبيض أكثر من الطيـور −

المنتجة للحوم، و ذلك كون أن البيض منتوجا واسع االستهالك، و يدر عائـد أكبـر

.بالنسبة للمربين

:بتحليل تطور إنتاج الحلي -2-3

يعد الحليب منتوجا أساسيا ضمن الوجبة الغذائية للفرد الجزائري، بحيـث يـستهلك

بصفة دائمة و مستمرة و على مدار السنة و هو يتميز بالتذبذب، حيث يوضح الجدول رقم

مستويات إنتاج الحليب المتباينة من سنة ألخرى، حيث تراوحـت خـالل الفتـرة ) 50(

ب 1989تر كحد أدنـى، و المـسجل فـي سـنة ل 103 × 97.000 بين 1989-2001

. لتر كحد أقصى103 × 163.721

بدأ يعرف إنتاج الحليب تحـسنا ملحوظـا، إذ 1989و المالحظ انه ابتدءا من سنة

%3,4 ب 2001استمر التطور االيجابي له من سنة ألخرى و قدر معدل التغيـر لـسنة

ن حاجة السوق الوطنية لهذه المـادة ، غير أن هذا النمو يبقى بعيدا ع 2000مقارنة بسنة

هكتل، بحيث ما تزال مـادة الحليـب 0,4األساسية، و لم يتجاوز نصيب الفرد منها قيمة

تظهر بشكل متنامي في قيمة الواردات الغذائية و تحمل الدولة فـاتورة ماليـة معتبـرة،

رتفاعـا خاصة و أنه في اآلونة األخيرة عرفت أسعارها على مستوى السوق الوطنيـة ا

كبيرا بسبب زيادة الطلب العالمي عليها، و ارتفاع أسـعار المـواد األوليـة لـصناعتها

التي تزيد من أسعارها الداخلية، حيـث وصـلت الكميـة دباإلضافة إلى تكاليف االستيرا

طن، ويمكن حصر أهم العوامل التـي 200.000 إلى أكثر من 2001المستوردة في سنة

:يب و تراجعه في النقاط التاليةأدت إلى ضعف إنتاج الحل

تعرض نسبة كبيرة من األبقار المنتجة للحليب إلى الوفاة من جهـة بـسبب نقـص −

التغذية و انتشار األمراض في ظل انعدام الرعاية الصحية المطلوبة، و مـن جهـة

.ثانية تعرضها للذبح خاصة عند عمر التوالد

التكيف و التأقلم مع البيئة و المنـاخ عدم قدرة السالالت المستوردة من األبقار على −

دون إجراء دراسات مسبقة للبيئة التي نشأت دالجزائري، حيث تمت عملية االستيرا

Page 242: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

217

فيها تلك السالالت و مدى توافقها مع الظروف المعيشية في الجزائر، و أثـر ذلـك

.سلبا على إنتاجية األبقار من منتوج الحليب

.صطناعي، إذ لم تسمح بتنمية انتاج الحليبضعف معدالت اإلخصاب الطبيعي و اال −

تحول الفالحين الخواص عن تربية األبقار بسبب ارتفاع التكاليف، كما أنها تتطلـب −

رؤوس أموال كبيرة خاصة في غياب الدعم المالي من طرف الدولـة، نتيجـة أن

هؤالء الفالحين غير مسجلين بصفة منتظمة في نشاط تربية األبقار، و يضاف إلـى

ذا العامل عامل آخر يتمثل في طبيعة الظروف المناخية التي أصبحت في اآلونـة ه

األخيرة تعرف تقلبات شديدة في شكل جفاف في بعض المنـاطق و عـدم انتظـام

سقوطها خالل السنة، الشيء الذي يؤدي إلى نقص الغذاء و ارتفاع أثمانه، خاصة و

انية، مما يقلص المـساحات أن المساحات الرعوية أصبحت ضمن المخططات العمر

.الزراعية الخضراء المنتجة لمختلف أنواع األعشاب

و للحد من هذه العوامل، يجب على الدولة وضع سياسة واضحة المعالم و محـددة

األهداف تضمن تنمية و تطوير إنتاج الحليب في الجزائر هذه المادة الـضرورية لحيـاة

المحلية و رفـع مردوديتهـا بتـوفير األغذيـة اإلنسان، و ذلك من خالل التكفل باألبقار

الصحية الالزمة و بأسعار تتماشى و قدرة المربين و توفير الرعاية الصحية مـن أجـل

.تقليص معدل الوفيات

كما تعمل على استيراد سالالت األبقار ذات النوعية الجيدة و الغزيـرة الحليـب، و

رار عطائها و توفير الدعم المالي الضروري توفير المناخ و البيئة المالئمة لحياتها و استم

لتربية األبقار الحلوب، و إعطاء تحفيزات مالية و مادية من أجل جلب األفراد لممارسـة

هذا النشاط، و بذلك يتم تدريجيا تحسين مستوى إنتاج الحليـب، و يـتم تقلـيص حجـم

يمكن توجيهه إلـى الواردات من هذه المادة و بذلك توفر الدولة رصيد من العملة الصعبة

.مختلف مجاالت التنمية

Page 243: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

218

.مساهمة الناتج الزراعي في تلبية الطلب على السلع الغذائية: المطلب الثاني

إن قياس مدى مساهمة الناتج الزراعي في تلبية الطلب على السلع الغذائية، يعتبر

ة نموه كما من المؤشرات الهامة التي تسمح بتحديد مدى فعالية القطاع الزراعي و درج

.يعبر عن اإلمكانات الزراعية المادية و الطبيعية التي تملكها الدولة

:الناتج الزراعي و مساهمته في الناتج الداخلي اإلجمالي -1

يعتبر الناتج الزراعي مؤشرا هاما و ذو داللة كبيرة عن صحة القطاع الزراعي، إذ

زراعي من الدرجة األولى، تملك كل دولة تسعى إلى نمو ناتجها الزراعي، و الجزائر بلد

.مقومات زراعية هامة، و قامت ببذل جهود عبر مختلف سياسات اإلصالحات

و لقد اتسم الناتج الزراعي بمساهمته المنخفضة على مستوى الناتج المحلـي اإلجمـالي،

في أحسن المواسم الزراعية، و يرجع ذلـك إلـى ضـعف %10حيث لم تتجاوز نسبته

8.265 2003ة و تراجعها من سنة ألخرى، فهي لم تتجاوز في سـنة المساحة المزروع

و بتتبع مسار الناتج الزراعي، نجد أنـه . هكتار، و من جهة ثانية تذبذب اإلنتاج الزراعي

، و هذا تأكيد على عدم فعالية نظام التـسيير )1973(اتسم بالركود حتى بداية السبعينيات

ن أجل التكفل بالقطاع الزراعي، و هكذا نجـد ضـياع الذاتي آنذاك الذي تبنيه الجزائر م

.لثروات الوطن في إصالحات لم يكن لها مردودا اقتصادي

بينما خالل فترة السبعينات و منتصف الثمانينات عرف الناتج الزراعي نموا بسيطا

في السنة، و هو دون معدل النمـو الـديمغرافي المقـدر ب %2,4 و %2,2تراوح بين

إذ أن هذا المعـدل ال . )1(%6 بلغ معدل نمو الطلب على المواد الغذائية ، في حين 3,2%

يسمح بتغطية الطلب على السلع الغذائية، و لقد استمرت هذه الفجوة حتـى التـسعينات و

أن مساهمة الناتج الزراعي اإلجمالي ) 31(بداية عقد األلفين، حيث يوضح لنا الجدول رقم

2003 و لم تتحسن خالل سنة %9,1 تقدر ب 2002 سنة في الناتج المحلي اإلجمالي في

، و هذا يجعلنـا نقـول أن فـي هـذه %9,1 نسبة 2004، حيث بلغت في سنة 2004و

السنوات الناتج الزراعي عرف ركودا و تراجعا عن الفتـرات الـسابقة بـسبب تراجـع

.253 راkC ا,C6"?ي، &?=BC/� D، ص )1(

Page 244: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

219

الذي حاول خوصـصة القطـاع 19-87مردودية القطاع الزراعي، خاصة بعد إصالح

لفالحي، و كان له انعكاسات سلبية على مستوى المساحة الزراعية خاصة تلك المساحات ا

الشاسعة التي كانت مخصصة للزراعات اإلستراتيجية كالحبوب و البقول، و تجلى ذلـك

في مظاهر التذبذب التي عرفتها مستويات اإلنتاج الزراعي بشقيه النباتي و الحيواني، فلم

هكتار، و تتجه هـذه المـساحة نحـو 0,2المساحات الزراعية يتجاوز نصيب الفرد من

.االنخفاض، إذ استمر معدل نمو السكان على هذه الوتيرة في السنوات القادمة

فنجد أن اإلصالحات األخيرة لم تكن بوسعها بلوغ أهداف التنمية الزراعية، خاصة

ر متنـامي فـي قائمـة عندما نعلم أن الواردات الزراعية الغذائية منها استمرت في ظهو

الواردات الجزائرية، و ازداد مستوى التبعية الغذائية نحو الخارج و بعدما كانت الجزائـر

في العقود الماضية مخزون أوروبا من الحبوب والسلع الغذائية المختلفة أصبح اليوم أهم و

ر كان محل أكبر مستورد للسلع الغذائية من أوروبا، و هذا ألن القطاع الزراعي في الجزائ

تجارب إصالح دون األخذ بعين االعتبار المتطلبات الحقيقية لتنمية و تطوير هذا القطاع و

دون أخذ خصوصية القطاع الزراعي الجزائري و طبيعته، و هذا جعل الدولة تضيع أكثر

من ثالثين سنة في جهود تنموية ال طائل منها، و تخصيص اعتمادات مالية معتبـرة مـن

بالزراعة الجزائرية و عصرنتها، غير أنه في األخير لم تتمكن هذه الجهود أجل النهوض

حتى من إقامة قاعدة متينة يعتمد عليها في وضع أي إستراتيجية زراعية، و الزال الفـرد

.الجزائري يأتي غذاؤه عبر البحار و المحيطات

التـي و نالحظ أن الوضعية التي آل إليها القطاع الزراعي و مختلف التجـاوزات

مسته خاصة في مجال العقار الفالحي الذي أصبح فضاءا خصبا لكافة األنشطة، ما عـدا

النشاط الفالحي، و كأن مكونات هذه األراضي تغيرت عبر السنين و األراضي التي كانت

تنتج في سنوات الستينات آالف األطنان من الحبوب و مختلـف المزروعـات أصـابتها

.رة على القيام بالدورة اإلنتاجيةالشيخوخة و أصبحت غير قاد

، تطور القيمة المضافة الزراعيـة علـى مـستوى )36(و يوضح لنا الجدول رقم

االقتصاد الوطني، حيث نالحظ أن القيمة المضافة الزراعية حققت نموا مـستمرا خـالل

Page 245: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

220

مليـون دج بمعـدل 423.951 قيمـة 2001، حيث بلغت في سنة 2001-1989الفترة

2001، في حين بلغت القيمة المضافة اإلجمالية في سـنة %19,2در ب متوسط سنوي يق

، و لقد كانـت %21,9 مليون دج، مسجلة بذلك معدل نمو يقدر ب 3.478.853,5مقدار

مساهمة القيمة المضافة الزراعية في اإلنتاج الزراعي الخام مرتفعة، حيث تراوحت خالل

اجع بالدرجـة األولـى إلـى ارتفـاع ، و هذا االرتفاع ر %83,9 و %79,2الفترة بين

األسعار، مما يقلل من أهمية هذا النمو، خاصة على المستوى االقتصادي مقارنة بمعـدل

.النمو الديمغرافي ومعدل القدرة الشرائية

فعند مقارنة نسبة مساهمة القيمة المضافة الزراعية بالنسبة للناتج الداخلي الخام، نجد

، كما نجدها %10,5ها منخفضة، إذ لم تتجاوز في المتوسط أن هذه األخيرة كانت مساهمت

متذبذبة من سنة ألخرى، و ذلك بسبب عدم استقرار ظروف القطاع الزراعي خاصة على

مستوى اإلنتاج و اإلنتاجية التي تظل تتحكم فيها الظروف المناخية السائدة و في مقـدمتها

ل السنة، غيـر أن هـذا ال يلغـي كميات األمطار المتساقطة و مدى انتظامها خالل فصو

التحسن في كمية اإلنتاج الزراعي، لكن نراه يبقى بعيدا عن تلبية االحتياجات الوطنيـة، و

.ذلك ما نراه فيما بعد ينعكس في شكل فجوات غذائية

Page 246: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

221

)36(الجدول رقم . القتصاد الوطني القيمة المضافة الزراعية على مستوى ا

مليون دج: لوحدةا 1989 1990 1991 1992 1993 1994 1995 1996 1997 1998 1999 2000 2001

اإلنتاج الخام الزراعي )PBA(

61.709,2 74.748,4 104.619,0 149.196,0 158.226,0 180.173,0 240.309,0 350.816,0 288.845,0 397.330,0 441.204,0 425.583,7 518.493,4

القيمة المضافة الزراعية )VAA(

51.633,2 62.725,4 87.307,0 128.416,0 131.102,0 145.615,0 196.560,0 277.843,0 240.407,0 324.846,0 359.666,0 346.171,4 423.951,0

القيمة المضافة اإلجمالية (VA)

324.045,0 429.305,7 679.792,3 838.623,8 919.331,4 1.155.644,0 1568.787,1 2.047.685,9 2.215.176,4 2.197.079,2 2.575.883,4 3.424.252,9 3.478.853,5

اإلنتاج الداخلي الخام الوطني

422.043,0 554.388,1 862.132,8 1.074.695,8 1.189.724,9 1.487.403,6 2.004.994,7 2.570.280,9 2.780.168,0 2.810.168,0 3.215.125,1 4.078.675,3 4.235.730,7

VAAنسبة /PBA( % ) 83.7 83.9 83,4 86,1 82,8 80,8 81,8 79,2 83,2 81,7 81,5 81,3 81,8

VAA/VA (%) 15,9 14,6 12,8 15,3 14,2 12,6 12,5 13,5 10,9 14,8 13,9 10,1 12,2

VAA/PIB (%) 12,2 11,3 10,1 11,9 11,0 9,8 9,8 10,8 8,6 11,5 11,2 8,5 10,0

Source: Collection statistique N°119 Février 2005, op.cit P84.

Page 247: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

222

:نصيب الفرد من الناتج الزراعي -2

يعتبر نصيب الفرد من الناتج الزراعي، مؤشرا لقياس مدى نجاعة القطاع الزراعي

و قدرته على تغطية االحتياجات االستهالكية من الغذاء لألفراد، بحيث تـراوح نـصيب

221 دوالر أمريكـي و 142 بـين 2004-2000ي خالل الفترة الفرد من الناتج الزراع

، و ال يأخذ دائما االتجاه الموجـب، )1(دوالر أمريكي، حيث نجده متباين من سنة ألخرى

، غير أنه %14,0 نجده قد حقق نموا بمعدل يقدر ب 2000 بسنة 2001فعند مقارنة سنة

أمريكي، حيث كان معـدل التغيـر دوالر 6في السنة الموالية مباشرة حقق تراجعا بقيمة

.% 3,7 -سالب بنسبة

، يظهر أن متوسط نصيب الفرد من الناتج الزراعـي )31(و من خالل الجدول رقم

.للفرد/ دوالر220ال يزال بعيدا عن المتوسط العربي و العالمي، و الذي يقدر ب

الـدول و عند مقارنة نصيب الفرد الجزائري من الناتج الزراعي مع نظيره فـي

المغاربية كتونس و المغرب، نجد أن في تونس يحقق مستويات أعلى تصل إلـى حـدود

، حيث متوسط نصيب الفرد من الناتج الزراعي 2004للفرد، و ذلك في سنة / دوالر 371

للفرد و هو يفوق المتوسط العربـي و / دوالر 287 وصل إلى 2004-2000خالل الفترة

.العالمي

محقق في الجزائر إلى المساهمة البسيطة للناتج الزراعـي و يرجع ذلك المستوى ال

ضمن الناتج المحلي اإلجمالي، حيث نجد المساهمة الكبيرة تعود إلى قطاعات اقتـصادية

أخرى و في المرتبة األولى، قطاع المحروقات الذي يعتبر المـصدر األساسـي للنـاتج

.الوطني

)1( � ).31(]? ا,Q!ول ر72 أ

Page 248: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

223

:المبحث الثاني

.ية للطلب الوطني على الغذاءاإلنتاج الزراعي و مدى تغط

:تمهيد

لإلنتاج الزراعي أهمية بالغة في تغطية الطلب الوطني على الغذاء، باعتباره

المصدر األول، فاإلنتاج الزراعي يعمل على توفير الحاجات الغذائية ألفراد المجتمع و

لما أدى ذلك كلما كانت نسبة تغطية اإلنتاج الزراعي للطلب الوطني على الغذاء مرتفعة ك

إلى تقليص الفجوة الغذائية و توفير رصيد من العملة األجنبية يمكن استغالله في مجال

االستثمار الزراعي، و مجاالت أخرى يكون االقتصاد الوطني بحاجة إليها، و حتى نقف

على مدى نسبة التغطية لتلك البد من تحليل تطور كل من الواردات و الصادرات

.الغذائيةالزراعية منها و

.تطور الواردات الزراعية و الغذائية: المطلب األول

إن حجم الواردات الزراعية و الغذائية يأخذ اتجاه متزايد من سنة ألخرى، و ذلك

نتيجة زيادة الطلب على الغذاء بمعدل أكبر من معدل نمو اإلنتاج، نتيجة أن حجم اإلنتاج

.لكلي على السلع الغذائيةالزراعي يكون منخفضا مقارنة بحجم الطلب ا

:تحليل تطور الواردات الزراعية -1

قامت الجزائر و منذ االستقالل بمباشرة إصالحات على كافة مستويات النشاط

االقتصادي، و باألخص في مجال القطاع الزراعي التي كانت تهدف في مجملها إلى

صاد الوطني من خالل تحسين إنتاج و إنتاجية النشاط الزراعي، و رفع مساهمته في االقت

رفع قدرته على تلبية احتياجات األفراد من المنتوجات الزراعية، و بالخصوص السلع

الغذائية، و يتم بذلك تقليص حجم الواردات الزراعية و تنمية الصادرات، و الحد من

التبعية الغذائية، و تحقيق معدالت مقبولة من االكتفاء الذاتي، خاصة من المنتوجات

ية األساسية، غير أنه مع كل ما بذل من جهد في سبيل ذلك يبقى بعيدا عن األهداف الغذائ

%10المسطرة، إذ نالحظ مساهمة القطاع الزراعي في الناتج الوطني، لم تتعدى حوالي

Page 249: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

224

كما أن اتجاه الواردات نحو االرتفاع بدى واضحا، خاصة في السنوات األخيرة، حيث كان

من %14الواردات الزراعية، إذ تمثل في المتوسط نحو هناك ارتفاع تدريجي لقيمة

ب 2001-1992، حيث قدرت أدنى قيمة لها خالل الفترة )1(إجمالي الواردات الجزائرية

في حين بلغت أقصى %10,5، و هو ما يقارب نسبة 93 مليون دج في سنة 21.465,3

راعية في النمو، و لقد استمرت الواردات الز1994 مسجلة في سنة %16,7نسبة معدل

مليون 102.648,4 و 110.311,6 على التوالي 2001 و 2000حيث بلغت في سنتي

دج، و نمو قيمة الواردات يرجع أساسا إلى قلة اإلنتاج الوطني و عجز القطاع الزراعي

على سد احتياجات السوق المحلية، كما تشهد المنتوجات الزراعية ارتفاع في مستوى

.ق الدولية نتيجة ارتفاع الطلب العالميأسعارها في األسوا

و لقد ازداد عبء الدولة على مستوى الواردات الزراعية، و أصبحت تكلفها بالعملة

4.773,20 و 3.560,56 على التوالي ما قيمة 2004 و 2003الصعبة خالل سنتي

و %25مليون دوالر أمريكي، و بذلك نجد أن نسبة الواردات الزراعية بلغت نحو

26%)2(.

و بالمقابل نجد أنه خصصت اعتمادات مالية معتبرة من أجل النهوض بالقطاع الزراعي و

تنميته، و بذلك فإن خسارة الدولة كانت مرتين، األولى عندما قامت بإنفاق أموال في

جهود تنموية و مخططات إنمائية، لم تحقق و لم تبلغ األهداف المبرمجة، نتيجة أن تلك

طبعها االتجاه اإليديولوجي و أغلبها كان نابعا من إرادة سياسية و في اإلصالحات كان ي

مختلف فترات اإلصالحات، كانت تظهر كشعارات براقة يجب الترويج لها بشكل أو

بآخر، و لم تكن مبنية على دراسة اقتصادية علمية تأخذ بعين االعتبار واقع و متطلبات

.الزراعة في الجزائر

: الغذائيةتحليل تطور الواردات -2

إن عجز اإلنتاج الزراعي المحلي عن مواكبة الطلب المتزايد على المنتوجات

الغذائية خاصة في ظل تذبذب مستويات اإلنتاج و تراجعها في أغلب الفترات، من جهة و

)1( ?[� )7(ا,$*%B ر72 أ .06 و ر72 05 أ�]? ا,$*%B ر72 )2(

Page 250: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

225

من جهة ثانية، استمرار ارتفاع معدل النمو السكاني، حيث اعتمدت الجزائر بنسبة أكبر

في توفير احتياجات السوق الوطنية من المنتوجات الغذائية، و على السوق الخارجية

ساعدها في ذلك استمرار ارتفاع عائدات الدولة من الصادرات النفطية، بسبب ارتفاع

ب 73-70أسعارها العالمية، حيث بلغ متوسط كلفة الواردات الغذائية خالل الفترة

، حيث بلغ )1( مليون دج51.057,4 إلى 94-90 مليون دج، ليصل خالل الفترة 924,8

و أمام هذه الوضعية لم يعد بإمكان في حوالي عشرون سنة %55معدل التغير نحو

الجزائر أن تنتج محليا كل ما تحتاج إليه من سلع غذائية لسد حاجة األفراد و أصبح

مفهوم االكتفاء الذاتي مصطلح بعيد المنال، و يصعب تحقيقه بتلك المستويات من اإلنتاج

الزراعي، و أصبحت الدولة بعدما كان شعارها االكتفاء الذاتي تبحث و تنادي فقط بتحقيق

األمن الغذائي و تحولت سياسة الدولة على هذا النحو، و قلة اهتمامها بالقطاع الزراعي،

و لم تأتي اإلصالحات المتتالية بإجابة محددة، لماذا اإلصالح الزراعي؟ هل من أجل

ر مختلف و قنوات االتصال، أم من أجل إيجاد مبرر لتبديد المال العام؟تداول األخبار عب

و لقد ازداد الوضع سوءا، خاصة في العقدين األخيرين، حيث بلغت نسبة الواردات

1.935,93، إذ كلفت الدولة مقدار %65,5 ب 2001-1997الغذائية المتوسط الفترة

على التوالي و تقدر ب 2004 و 2003 مليون دوالر أمريكي، لترتفع هذه النسبة في سنة

، ارتفاع هذه النسبة يؤكد على تراجع إنتاج القطاع الزراعي و عجزه )2(%72 و 73%

على تلبية االحتياجات الغذائية على مستوى السوق المحلية، و بذلك تراجع لنسب االكتفاء

.الذاتي

بوب بمختلف حيث يعود الوزن األكبر في الواردات الغذائية إلى مجموعة الح

أصنافها، و المتمثلة في القمح بنوعيه الصلب و اللين، و الذرة و األرز و الشعير، حيث

ألف طن، في حين 2.174,85 كمية تقدر ب 2001- 1997بلغ متوسط إنتاج الفترة

ألف طن، و قدر مستوى 7.418,32قدرت كمية الواردات خالل نفس الفترة ب

ألف طن، و بذلك كانت نسبة التبعية 9.592,68االستهالك من مجموعة الحبوب ب

.259 راkC ا,C6"?ي، &?=BC/� D، ص )1( .06 و ر72 05أ�]? ا,$*%B ر72 )2(

Page 251: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

226

في حين لم تتجاوز نسبة االكتفاء الذاتي من %77,3الغذائية في مجال الحبوب تقدر بنحو

، و هي نسبة ضعيفة جدا مقارنة بنسبة الواردات، و هذا )1(%22,67هذه المادة نسبة

توفير غذائها، و يقلل من العالمية في مجال قيجعل الجزائر مرتبطة بشكل مباشر باألسوا

.سيادة الدولة و قدرتها االقتصادية

، حيث يوضح الجدول رقم 2003بينما تحسنت نسبة االكتفاء الذاتي قليال خالل سنة

ألف طن، في حين بلغت الواردات من الحبوب 42.265,96، أن كمية اإلنتاج بلغت )38(

دوالر، و بلغ المتاح لالستهالك مليون 1.141,75 ألف طن بقيمة 6.954,74لتلك السنة

ألف طن، و عند مقارنة كمية اإلنتاج بالنسبة للطلب نجد أن نسبة االكتفاء 11.220,68ب

، و )2(2004 في سنة %36، و تراجعت هذه النسبة إلى حدود %38الذاتي لم تتجاوز

إلى ألف طن، األمر الذي أدى 4.032,80ذلك بسبب تراجع كمية اإلنتاج التي قدرت ب

. ألف طن38,7ارتفاع الواردات نحو

).37( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1( ).39( أ�]? ا,Q!ول ر72 )2(

Page 252: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

236

)37(الجدول رقم .2001-1997الموازين السلعية للمجموعات الغذائية الرئيسية في الجزائر خالل الفترة

.ألف طن: الكمية. مليون دوالر أمريكي: القيمة

الميزان الواردات الصادرات اإلنتاج البيان

قيمة كمية قيمة كمية قيمة كميةالمتاح لالستهالك

نسبة االكتفاء )%(الذاتي

22,67 9.592,68 1.053,07 7.417,83 1.053,08 7.418,32 0,01 0,49 2.174,85 )جملة(مجموعة الحبوب 98,84 1.610,59 739,90 18,63 739,90 18,92 0,00 0,29 1.591,96 القمح و الدقيق

0,03 1.865,40 194,93 1.864,90 194,93 1.864,90 - 0,50 الذرة الشامية 59,61 18,28 59,61 18,28 59,61 - - األرز

54,21 1.005,76 51,47 460,56 51,47 460,56 - 545,20 الشعير 91,98 1.134,73 37,84 90,99 37,93 91,38 0,09 0,39 1.043,74 البطاطس

18,77 183.73 94,48 149,25 95,68 150,35 0,20 1,10 34,48 جملة الباقوليات 99,42 2.708,63 2,91 15,64 3,06 15,76 0,15 0,12 2.692,99 جملة الخضر 92,48 1.762,00 31,04 132,44 46,82 143,38 15,78 10,94 1.629,56 جملة الفاكهة

851,81 247,15 851,81 247,15 851,81 - - )مكرر(السكر

0,35 445,67 247,05 444,09 249,02 446,89 1,97 2,80 1,58 جملة الزيوت و الشحوم 95,82 505,72 41,88 21,14 41,92 21,15 0,04 0,01 484,58 جملة اللحوم

93,70 328,03 41,73 20,65 41,77 20,66 0,04 0,01 307,38 لحوم حمراء 99,72 177,69 0,15 0,49 0,15 0,49 - 177,20 لحوم بيضاء

91,91 104,39 3,25 8,44 6,62 9,48 3,37 1,04 95,95 األسماك 100,00 107,39 0,00 0,00 - - - 107,39 البيض

43,36 2.994,95 476,15 1.696,38 477,12 1.700,76 0,97 4,38 1.298,57 األلبان و منتجاتها

2.235,82 2.258,40 22,58 الجملة . السنوي لإلحصائيات الزراعية العربية المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب: المصدر

Page 253: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

237

)38(الجدول رقم .2003الموازين السلعية للمجموعات الغذائية الرئيسية في الجزائر خالل سنة

.ألف طن: الكمية. مليون دوالر أمريكي: القيمة

الميزان الواردات الصادرات اإلنتاج البيان

قيمة كمية قيمة كمية قيمة كميةالمتاح لالستهالك

نسبة االكتفاء )%(الذاتي

38,02 11.220,68 1.141,74 6.954,72 1.141,75 6.954,74 0,01 0,002 4.265,96 )جملة(مجموعة الحبوب 36,35 8.157,05 680,92 5.192,20 680,92 5.192,20 0,00 0,00 2.964,85 القمح و الدقيق

0,04 1.544,82 211,77 1.544,21 211,77 1.544,21 - - 0,61 الذرة الشامية - 60,21 19,93 60,21 19,93 60,21 - - - األرز

93,12 1312,28 7,94 90,30 7,94 90,30 - - 1.221,98 الشعير 94,91 1.980,84 48,46 100,92 48,58 101,89 0,12 0,97 1.879,92 البطاطس

25,39 227,44 98,95 169,69 98,99 172,70 0,04 3,01 57,75 جملة الباقوليات 99,77 2.844,18 0,15 6,68 0,88 7,23 0,73 0,55 2.837,50 جملة الخضر 90,88 2.965,15 83,15 270,42 99,96 280,74 16,54 10,32 2.694,73 جملة الفاكهة

- 871,08 222,09 871,42 222,09 871,08 - - - )مكرر(السكر

6,62 688,95 360,75 612,51 362,70 614,19 1,95 1,68 43,44 جملة الزيوت و الشحوم 91,29 488,07 88,52 42,49 88,57 42,50 0,05 0,01 445,58 جملة اللحوم

87,69 334,81 88,23 41,23 88,28 41,24 0,05 0,01 293,58 لحوم حمراء 99,18 153,26 0,29 1,26 0,29 1,26 - - 152,00 لحوم بيضاء

83,90 123,70 15,47 19,91 15,47 19,91 - - 103,79 األسماك 100,00 165,00 0,00 0,00 - - - - 165,00 البيض

47,67 3.331,05 515,74 1.743,05 517,65 1.754,83 1,91 11,78 1.588,00 األلبان و منتجاتها

2.575,02 2.596,37 21,35 الجملة . السنوي لإلحصائيات الزراعية العربية المنظمة العربية للتنمية الزراعية، الكتاب: المصدر

Page 254: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

238

)39(الجدول رقم .2004الموازين السلعية للمجموعات الغذائية الرئيسية في الجزائر خالل سنة

.ألف طن: الكمية. مليون دوالر أمريكي: القيمة

الميزان الواردات الصادرات اإلنتاج البيان

قيمة كمية قيمة كمية قيمة كميةالمتاح لالستهالك

نسبة االكتفاء )%(الذاتي

36,60 11.019,06 1.398,78 6.986,26 1.400,90 6.993,44 2,12 7,18 4.032,80 )جملة(مجموعة الحبوب 35,11 7.778,20 1.046,58 5.047,50 1.048,30 5.054,12 1,72 6,62 2.730,70 القمح و الدقيق

0,04 1.791,20 298,35 1.790,35 298,35 1.790,35 - - 0,70 الذرة الشامية - 71,62 29,19 71,62 29,19 71,62 - - - األرز

96,95 1.249,76 4,87 38,16 4,87 38,16 - - 1.211,60 الشعير 94,47 2.007,22 55,90 111,02 55,93 111,18 0,03 0,16 1.896,20 البطاطس

26,96 215,59 100,59 157,47 100,59 157,47 (..) (..) 58,12 جملة الباقوليات 98,69 3.993,21 18,64 52,41 20,84 54,88 2,20 2,47 3.940,80 جملة الخضر 90,27 2.917,57 111,46 283,84 126,01 292,35 14,55 8,51 2.633,73 جملة الفاكهة

- 1.027,57 257,22 1.027,57 257,22 1.027,57 - - - )مكرر(السكر

7,88 1.321,98 787,97 1.217,76 795,03 1.223,20 7,06 5,44 104,22 شحومجملة الزيوت و ال 83,80 533,27 179,73 86,39 179,74 86,39 0,01 0,00 446,88 جملة اللحوم

77,56 378,52 179,19 84,94 179,20 84,94 0,01 (..) 293,58 لحوم حمراء 99,06 154,75 0,59 1,45 0,54 1,45 - - 153,30 لحوم بيضاء

82,89 125,21 14,96 21,42 23,15 22,96 8,19 1,54 103,79 األسماك 100,00 181,42 0,00 0,00 - - - - 181,42 البيض

45,19 3.782,20 809,66 2.073,10 815,20 2.082,12 5,54 9,02 1.709,10 األلبان و منتجاتها

3.734,91 3.774,61 39,70 الجملة .العربية للتنمية الزراعية، الكتاب السنوي لإلحصائيات الزراعية العربية المنظمة : المصدر

Page 255: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

239

و من خالل هذه المعطيات، نجد أن مجموعة الحبوب تحتل مركز الصدارة ضمن

قائمة الواردات الغذائية، و تأتي بعدها في المرتبة الثانية مجموعة البقول، التي بلغت كمية

بقيمة مالية تقدر ب 2001-1997الل الفترة ألف طن خ150,35الواردات منها ب

183,73 مليون دوالر أمريكي، في حين بلغ إجمالي الطلب على هذا المنتوج ب 95,68

، لتتحسن هذه النسبة قليال في سنة )1(%18,77ألف طن، و لم تتجاوز نسبة االكتفاء الذاتي

جع لقلة إنتاج ، و هذا را)2(%26,96 و %25,95 لتبلغ على التوالي 2004 و 2003

البقول و تخلي الفالحين عن زراعتها بسبب دورتها اإلنتاجية الطويلة، و كذلك صعوبة

التحكم في زراعتها في ظل الظروف المناخية شبه الجافة و المتذبذبة من فصل آلخر و

من سنة ألخرى، و تأتي بعدها األلبان و منتجاتها، حيث بلغت كمية إنتاجها خالل الفترة

ألف 1.298,57 ألف طن، في حين قدرت كمية اإلنتاج ب 1.700,76 ب 1997-2001

، بينما تطورت هذه النسبة قليال %43,36طن، و لم تتجاوز نسبة االكتفاء الذاتي منها

%45,19 ألف طن، بينما في سنة تراجعت نسبة االكتفاء الذاتي إلى 1.588,00حيث بلغ

ألف طن، و لكن نالحظ خالل هذه السنة 1.709,10رغم تحسن كمية اإلنتاج التي بلغت

.)3( ألف طن3.782,20ارتفاع الطلب على هذه المنتوجات، إذ وصل إلى

في حين منتوجات اللحوم كانت نسبة االكتفاء الذاتي أحسن بكثير من المنتوجات

تراجعت نسبة 2004، و في سنة %91,29 نسبة 2003السابقة، حيث بلغت في سنة

، بسبب ارتفاع كمية االستهالك، حيث بلغ معدل النمو %)4(83,80تي إلى االكتفاء الذا

و ثبات في مستوى اإلنتاج، األمر الذي أدى إلى ارتفاع كمية الواردات من اللحوم 9,2%

ألف طن، حيث قدرت بحوالي الضعف، غير أن هذه النسب من 43,89و المقدرة ب

بعين االعتبار، أن هذا المنتوج يعتبر كسلعة االكتفاء الذاتي ينبغي عند تحليلها أن نأخذ

كمالية بالنسبة لمعظم شرائح المجتمع بسبب ضعف القدرة الشرائية، لألفراد و انخفاض

مستويات دخولهم بالمقابل نجد أن أسعار هذه المنتوجات خاصة منها اللحوم الحمراء،

).37( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1( .b*5 ا,�0ا,4) 39(و ) 38(ر72 أ�]? ا,Q!ول )2( ).39( أ�]? ا,Q!ول ر72 )3( .b*5 ا,�0ا,4) 39(و ) 38( أ�]? ا,Q!ول ر72 )4(

Page 256: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

240

جميع األفراد الذين تمتاز باالرتفاع في السوق المحلية، مما يجعلها ليست في متناول

يرغبون في استهالك هذه المادة الحيوية في الوجبة الغذائية، و بالتالي فإن هذه النسب ال

تعبر لنا فعليا عن القصور الفعلي في المنتوجات الحيوانية، و الدليل على ذلك أن

المركبات الغذائية مصدرها األساسي اإلنتاج النباتي سواء في الدول العربية أو في

الجزائر، و هذا يعني أن الفرد الجزائري لم يصل إلى درجة اإلشباع من هذا المنتوج و لم

يدخل ضمن هيكل متطلباته الغذائية اليومية، و يحاول أن يغطي هذا النقص من خالل

مضاعفة استهالكه للحبوب و منتجات أخرى تكون أقل تكلفة من اللحوم، في حين نجد

الذي يعتمد في توفير المركبات الغذائية األساسية بنسبة كبيرة العكس عند الفرد األوروبي

.على اإلنتاج الحيواني

:تطور الوزن النسبي للواردات الغذائية -3

أن الوزن النسبي لكلفة الواردات الغذائية ) 40(يظهر لنا من خالل الجدول رقم

بة الواردات ضمن إجمالي الواردات، أخذ في الزيادة من فترة ألخرى، حيث انتقلت نس

خالل الفترة %17,4 إلى %13,3من ) 73-70(الغذائية من الواردات الكلية في الفترة

، و في الفترة %18,5أين بلغ ) 84-80(، ليتواصل هذا االرتفاع في الفترة )74-77(

.%23,95ب ) 2001-97( و في الفترة %25,7قدرت بـ ) 90-97(

الغذائية أخذت في الزيادة خالل الفترة و على العموم، فإن نسبة تكلفة الواردات

، و ذلك نتيجة قصور اإلنتاج المحلي على مواكبة التطور الحاصل في 1970-2001

الطلب على المواد الغذائية، إذ معدل نمو الطلب على السلع الغذائية أكبر من معدل نمو

توى االستهالك، إنتاج الغذاء، و نتج عن ذلك وجود فجوة غذائية بين اإلنتاج المحلي و مس

و تلجأ الدولة إلى األسواق العالمية و هي تعتبر أهم مستورد على مستوى هذه السوق من

أجل تغطية ذلك العجز، حتى يتم تقليص عجز الميزان التجاري، و ساعدها في ذلك

استمرار ارتفاع أسعار البترول، حيث تأتي المواد النفطية في المرتبة األولى في قائمة

.%97 الجزائرية بحوالي الصادرات

Page 257: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

241

و يتضح مما سبق أن مساهمة القطاع الزراعي في تلبية االحتياجات المحلية من

السلع الغذائية تبقى محدودة و بعيدة عن مستويات تحقيق االكتفاء الذاتي، خاصة بالنسبة

ألهم المنتجات الرئيسية و الواسعة االستهالك، و التي تمثل عبأ على االقتصاد الوطني،

الطلب العالمي دحيث تحمله سنويا ميزانية ثقيلة جدا خاصة في السنوات األخيرة أين ازدا

.على الغذاء مما أدى إلى ارتفاع أسعارها

و القطاع الزراعي الجزائري باإلمكانيات التي يتوفر عليها، إذا ما استغل بطريقة

ة اإلنتاج الزراعي المحلي، عقالنية و تم التكفل حقيقة بمشاكل القطاع، يكون بإمكانه زياد

األمر الذي يسمح بتقليص حجم الواردات الغذائية و توفير رصيد هام من العملة الصعبة،

.يمكن استثماره في مجاالت التنمية المختلفة

)40(الجدول رقم

.2001-1970نسب تطور الوزن النسبي للواردات الغذائية خالل الفترة

. مليون دج: الوحدة

-1970 السنويالمتوسط 1973

1974-1977

1980-1984

1985-1989

1990-1994

1997- 2001 (*)

1.935,93 51.057,4 12.235,1 8.890,4 4.054,4 924,8 الواردات الغذائية

8.082,40 198.723,4 48,107,2 47,944,4 23.302,8 6.950,8 الواردات الكلية

نسبة الواردات الغذائية من الواردات الكلية

13,3 17,4 18,5 25,5 25,7 23,95

.261 رابح الزبيري، مرجع سابق، ص - 1994-1970السنوات : المصدر . الكتاب السنوي لإلحصائيات الزراعية العربية، المنظمة العربية للتنمية الزراعية- 2001-1997السنوات

.تطور الصادرات الزراعية و الغذائية: المطلب الثاني

صادرات الزراعية و الغذائية لن يكون بمستوى تطور الواردات الزراعية إن تطور ال

الغذائية، ألن نسبة الصادرات الكلية ضئيلة جدا، إذ تعود النسبة األكبر إلى القطاع

المحروقات، كما أن الجزائر تعد مستوردا هاما في مجال السلع الغذائية في السوق

.ة ال تتعدى بعض المنتجاتاألوروبية، في حين أن صادراتها الزراعي

.&*"�ن دو.ر أ&?�4S: ا,�Y!ة (*)

Page 258: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

242

:تحليل تطور الصادرات الزراعية -1

إن للصادرات دور كبير خاصة في الدول النامية التي تزيد فيها وتيرة االستيراد، و

تظهر أهميتها من خالل تقدير حجم الدخل الوطني كميا، من حيث ارتفاع نسبة مساهمتها

قتصاد بزيادة أهمية قطاع التصدير في الداخل و كيفيا من حيث تأثيرها على تركيب اال

.)1(فيه

كما تظهر أهميتها من خالل فتح أسواق جديدة و منافذ خارجية لإلنتاج المحلي،

الذي عادة يعاني من صعوبات التسويق على مستوى السوق الداخلية بسبب عجز هذه

. و الفواكه كافة الكميات المنتجة مثل ما نجده بالنسبة لسوق التمورباألخيرة على استيعا

و إضافة إلى ما سبق، تظهر أهمية بالغة للصادرات كونها مصدر أساسي لتوفير

العملة الصعبة الضرورية لتمويل عمليات االستيراد، التي يكون االقتصاد الوطني بحاجة

إليها، خاصة الغذائية منها، بحيث تسمح بتحقيق األمن الغذائي الذي يظل حلما يراود

.منها الجزائرالدول النامية و

غير أن الحديث عن الصادرات الزراعية، يقل أهمية عن الواردات، كون أن

مساهمة الصادرات الزراعية ضمن إجمالي الصادرات الجزائرية تبقى ضعيفة جدا، بحيث

، كما أنها تمتاز بالتذبذب الشديد من سنة ألخرى الرتباطها بالعوامل التي %1لم تتجاوز

تاج الزراعي بشكل عام، خاصة في اآلونة األخيرة أين شهد تراجعا في تؤثر سلبا على اإلن

مستويات اإلنتاج و اإلنتاجية التي لم تصبح قادرة على مواجهة شدة المنافسة بسبب فتح

السوق الجزائرية أمام األسواق األوروبية، و بعدما كانت هذه السوق ممون رئيسي

ية، فبلغ متوسط قيمة الصادرات الزراعية ألوروبا أصبحت سوقا خصبة للتجارة األوروب

مليون دج بمساهمة متوسطة على مستوى 2.315,77 2001-1992خالل الفترة

، فنالحظ أن أدنى مساهمة هي تلك المسجلة في )2(%0,03الصادرات الكلية تقدر بنسبة

, 1995 في سنة %0,8، بينما أقصاها قدرت ب %0,1 المقدرة ب 2001-2000سنتي

نجد أن الصادرات الزراعية أخذت في التراجع عما كانت عليه في العقود و بذلك

.262 راkC ا,C6"?ي، &?=BC/� D، ص )1( .08 أ�]? ا,$*%B ر72 )2(

Page 259: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

243

الماضية، و ذلك بسبب تخلي الدولة عن المنتوجات الزراعية المعدة أساسا لألسواق

األجنبية خاصة بعد االستقالل، إذ اعتبرت من مخلفات الزراعة االستعمارية، باإلضافة

تكاليف الباهظة التي أصبحت السمة األساسية إلى المشاكل و اإلجراءات المعقدة و ال

.لعمليات التصدير

:تحليل تطور الصادرات الغذائية -2

الغذائية تراجعا منذ االستقالل، حيث يوضح لنا الجدول رقم تلقد عرفت الصادرا

أن هذه األخيرة قد أخذت في التراجع، حيث انخفضت حصتها النسبية في إجمالي ) 41(

خالل الفترة %0,4 إلى 1973- 1970 خالل الفترة %13والي عائدات الصادرات من ح

، و هذا االنخفاض راجع إلى تحول المنتجين عن الزراعات الغذائية المعدة 1990-1994

أساسا للتصدير نتيجة ارتفاع التكاليف و تعقد اإلجراءات، و من جهة ثانية نقص الدعم

.ها في هذا المجالالموجه للصادرات الغذائية، حيث تخلت الدولة عن دور

و بقي التصدير يخص عدد قليل جدا من المنتجات كالتمور، التي أصبحت في اآلونة

أخيرة تعرف صعوبات كبيرة في تصديرها لألسواق األوروبية و بعض الخضر و الفواكه

.التي تعرف الجزائر فيها معدالت اكتفاء مرتفعة

ر الزراعية و في مقدمتها كما يرجع االنخفاض إلى ارتفاع قيمة الصادرات غي

الصادرات النفطية التي عرفت نمو معتبرا، خاصة في هذه السنوات األخيرة نتيجة ارتفاع

أسعارها الدولية بسبب زيادة الطلب العالمي عليها، و ركزت الجزائر بنسبة كبيرة في

ألخرى، صادراتها على قطاع المحروقات نتيجة ارتفاع عائداته مقارنة مع بقية القطاعات ا

على اإليرادات البترولية، و %97إذ نجد أن االقتصاد الوطني يعتمد بنسبة تقدر بحوالي

هذا يعتبر مؤشر خطير على تحقيق التوازن االقتصادي، إذ أن أي اضطراب على مستوى

األسعار الدولية، سوف يخلق أزمة نتيجة أن النفقات العمومية مرتبطة بشكل رئيسي

هذا يجعل أن أي سياسة تنموية تنتهجها الدولة مرهونة بمدى بمورد واحد فقط، و

.استقرارا األسعار العالمية لهذه المادة، و استمرار غزارة عائداتها

Page 260: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

244

)41(الجدول رقم

.1994-1970تطور الوزن النسبي للصادرات الغذائية خالل الفترة

. مليون دج: الوحدة

-1970 المتوسط السنوي1973

1974-1977

1980-1984

1985-1989

1990-1994

951,5 198,1 348,6 632,5 736,3 صادرات غذائية

22.206,27 48.801,9 60.088,6 21.429,8 5.630,5 مجموع الصادرات

نسبة الصادرات الغذائية من الصادرات الكلية

13,1 3 0,6 0,4 0,4

.264رابح الزبيري، مرجع سابق، ص : المصدر

من %0,2ي السنوات األخيرة لم تتجاوز نسبة الصادرات الغذائية معدل و نالحظ ف

، و هذه النسبة دليل على تواصل انخفاض 2004 و 2003إجمالي الصادرات خالل سنتي

الصادرات الغذائية، إذ أصبحت عديمة التأثير نسبيا على مستوى االقتصاد الوطني، و ذلك

عادة هيكلة الصادرات الجزائرية و تنويعها، و يرجع إلى عدم تحقيق فعالية على مستوى إ

في هذا الصدد نقول أن الثروة النفطية التي تزخر بها الجزائر كانت إلى حد ما عائقا أمام

تنمية و تطوير الصادرات غير النفطية و أولها الصادرات الزراعية خاصة و أن الجزائر

راعة العصرية المتطورة، لكن بلد زراعي بالدرجة األولى يتوفر على كافة مقومات الز

يبقى بحاجة لوضع إستراتيجية تنموية تكون حقيقية مدركة لطبيعة المشاكل التي يعاني

منها القطاع الزراعي، و إن تحقق ذلك يكون ثروة دائمة تضاهي ثروة البترول المحكوم

.عليها بالزوال

Page 261: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

245

.ق األمن الغذائياإلصالحات العقارية و تأثيرها على تحقي: المطلب الثالث

أغلب اإلصالحات الزراعية التي مست العقار الفالحي لم يكن لها األثر البالغ في

تحسين اإلنتاج الزراعي و رفع قدرة القطاع الزراعي على تغطية الطلب على الغذاء،

كون تلك اإلصالحات لم تبلغ األهداف المسطرة لها بسبب كثرة المشاكل و االنحرافات

في التطبيق، و في هذا اإلطار نقوم بتحليل أثر اإلصالحات العقارية على التي عرفتها

.تحقيق األمن الغذائي

:أثر اإلصالحات العقارية على تنمية اإلنتاج الزراعي -1

الحظنا من التحاليل السابقة، أن مستويات إنتاج القطاع الزراعي ظلت بعيدة و دون

اإلنتاج لمعدالت نمو الطلب على السلع تلبية الطلب عليها نتيجة عدم مسايرة معدالت

الغذائية، و من أهم العقبات التي مازالت تعترض تنمية و تطوير إنتاج و إنتاجية القطاع

الزراعي، هي مشكلة العقار الفالحي، التي ظل يعاني منها منذ االستقالل، و لم تعرف

يا، إال أننا نراها محددا تكفل حقيقي بها، و كل اإلصالحات التي مرت اعتبرتها عامال ثانو

رئيسيا لتطوير اإلنتاج الزراعي و رفع مستوى أداء القطاع على مستوى االقتصاد

.الوطني

ففي نظام التسيير الذاتي، كانت الملكية تعود للدولة، و الفالح يعمل أجيرا و بقي

تم الحال على ذلك حتى أهم إصالح و الذي أخذ منحا مغايرا لإلصالحات السابقة، حيث

الذي قام بإنشاء 19-87التوجه نحو خوصصة القطاع الزراعي من خالل إصالح

، و تم توزيع )EAI(و مستثمرات فالحية فردية ) EAC(مستثمرات فالحية جماعية

تركة القطاع الزراعي و ما تبقي منه بعد سلسلة اإلصالحات التي عرفها على مدار

كثيرا من وتيرة و نمط اإلنتاج الزراعي، سنة، حيث تلك اإلصالحات لم تغير25حوالي

كما أنها لم تسمح بتوسيع األراضي الزراعية و صيانتها ألن تلك اإلصالحات تخلت عن

مبدأ الربط بين الفالح و األرض و أهملت في كل مرة المسألة العقارية التي نعتقد أنها

لتي تعترضه، فال الركيزة األساسية لتطوير القطاع و هي أساس حل مختلف المشاكل ا

إصالح زراعي بدون إدراج المسألة العقارية كأولى األولويات، و بالرجوع إلى قانون

Page 262: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

246

المستثمرات الفالحية الذي حاول أن يمس تلك المشكلة، لكن من بعيد جدا، إذ احتفظت

الدولة بحق الملكية على جميع أراضي القطاع و قامت بتوزيع حق االنتفاع الدائم على

ن في الفالحة في شكل مستثمرات فالحية جماعية و فردية، و تم تقسيم المساحات المشتغلي

الشاسعة التي كانت تنتج الحبوب بمختلف أنواعها و البقول إلى مساحات صغيرة في كثير

من الحاالت أصبحت ال تستجيب لتلك الزراعات اإلستراتيجية، إذ بلغ متوسط عدد

مستثمرة جماعية تتربع 29.399 بنحو 2000-1994المستثمرات الفالحية خالل الفترة

هكتار للمستثمرة، بينما 62 هكتار بمعدل 1.833.616على مساحة متوسطة تقدر ب

مستثمرة فردية، تغطي 23.365المستثمرات الفالحية الفردية بلغ متوسط عددها ب

ات التي هكتار للمستثمرة، و معظم التشريع11، بمعدل )1( هكتار252.936مساحة تبلغ

، كانت تعبر عن مدى التناقضات و الغموض و 1987-1962عرفها قطاع الفالحة من

التغيرات الفجائية في االتجاه، فنجد االنتقال من نظام التسيير الذاتي إلى نظام الثورة

الزراعية، إلى إعادة الهيكلة إلى قانون المستثمرات الفالحية، و كل هذه المراحل زادت

الحة و الفالحين، و كانت عقبة أمام تقدم القطاع الزراعي و عصرنته، و من معاناة الف

الوضعية التي آل إليها تعبر عن عدم وجود دراسة عميقة لمشاكل القطاع تستند إلى أسس

علمية اقتصادية يكون بإمكانها التكفل بمشاكله، فاإلصالحات السابقة كانت إصالحات

، 19-87ي تعيق الزراعة الجزائرية و إصالح سطحية لم تمس حقيقة جوهر المشكل الت

رغم اختالف طبيعة توجهاته مقارنة مع اإلصالحات السابقة، حيث حاول استهداف نمط

االستثمار الجماعي لألراضي و امتالك فردي لوسائل اإلنتاج، إال أنه لم يوفق في تغيير

و تنتج عن ذلك تقسيم ذهنية الفالح و رغبته الشديدة في استثمار األرض لحسابه الخاص،

غير رسمي ألراضي المستثمرات الفالحية الجماعية، و تم تجزئة األراضي الزراعية إلى

مساحات صغيرة تنعدم فيها مقومات الزراعات الرئيسية ذات الطابع االستراتيجي، و في

ظل غياب عملية الرقابة من قبل الدولة، تم إهمال تلك األراضي و عدم قيام المستفيدين

بتأدية واجباتهم وفق ما ينص عليه القانون، و هذا كله أدى إلى اتساع الهوة بين الفالح و

).36( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

Page 263: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

247

األرض، الشيء الذي أدى إلى انفصاله عنها تدريجيا، إذ لم تصبح لها مكانة عنده و لم

يعد يعتبرها ملكا له، بل دائما في نظره هي ملك للدولة، و ما هو إال مستفيد بشكل مؤقت

لها، لذلك أصبح يبحث عن السبل التي تزيد من تعظيم ربحيته منها و استنزافها من استغال

بطريقة غير عقالنية و كل ما يهمه هو ما يأخذه في المدى القصير منها، مقابل أن ال

يعطيها أي شيء، ألن ذلك يزيد من تكاليفه و ينقص من أرباحه، فلم يعد يرغب في

فير التغذية الصحية لها، و في هذا اإلطار شهدت صيانة األرض و المحافظة عليها و تو

األراضي الزراعية العديد من التجاوزات التي كان لها األثر الكبير لما وصل إليه القطاع،

حيث تم تحويل األراضي الزراعية لنشاطات أخرى غير فالحية كاألنشطة الصناعية و

ينبغي اإلشارة إلى أن مسؤولية التجارية و العمرانية، و مختلف األشغال العمومية و هنا

التعدي على األراضي الفالحية ال يتحملها المستفيدون فقط و إنما تتحملها الدولة كذلك،

حيث أصبحت هي بدورها تقيم مشاريع مختلفة على أراضي زراعية خصبة و شعارها

كة و الشيء يقف أمام رغبة الدولة، كيف ال و هي المال" للضرورة أحكام" في ذلك أن

لتلك األراضي فأصبحت تشيد العمارات و المصانع و الثكنات و الطرقات بدافع تنمية تلك

القطاعات و أي تنمية ننتظرها و نحن نقضي على األراضي الزراعية التي هي مصدر

.الثروة الحقيقية

كما أن المشرع في تشريعاته ركز بشكل أكبر على القطاع العمومي، إذ أهمل

المساحة الوطنية الصالحة ) 2/3(وزة القطاع الخاص و التي تمثل ثلثي األراضي التي بح

.)1(للفالحة

و كل ذلك أدى إلى عدم إرساء أسس لتنمية زراعية متكاملة و متوازنة تتضافر فيها

جهود القطاع العام و الخاص، هدفها األساسي عصرنة القطاع الزراعي و جعله يتماشى

يمكن بلوغ ذلك إال بحل مسألة العقار الفالحي، و تحديد و متطلبات السوق الوطنية، و ال

العالقة بين الفالح و األرض، حيث يجب أن تكون هناك روابط متينة يكفلها القانون بين

.األرض و المستثمر

.12، ص 1998/دي و ا.=0$/45، 5?ض �Yل ا,#@/ر ا,4Y'E ا,$Q*: ا,��<4 ا.102 )1(

Page 264: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

248

:الحلول المقترحة لعصرنة الزراعة الجزائرية -2

و االنتقادات نالحظ في السنوات األخيرة كثرة النقاش حول مشكلة العقار الفالحي

سنة لم يستطيع أن 40الكبيرة التي أصبحت توجه لهذا القطاع، كونه على مدار أكثر من

يحقق جملة المخططات التنموية، إذ ظل بعيدا عن تجسيد األهداف المبرمجة و يرجع ذلك

إلى النقائص العديدة التي تضمنتها مراحل اإلصالح سواء على المستوى التشريعي أو

وى التنفيذي، و اتخذت جهات عدة من الزراعة منبرا للوصول إلى أطماع على المست

شخصية و المناورة بها في كل مناسبة كلما اتجهت فئة أخرى إلى المناداة بضرورة غلق

النقاش حول المسألة العقارية، إذ رأت أنه ال يمكن تعميم عملية تمليك األراضي و أمام

نبغي الفصل في قضية العقار الفالحي، حسب األهداف هذا التباين في الرؤى و المقاصد، ي

المراد تحقيقها، كما أنه ال يجب اعتبار عملية الخوصصة التي شرع فيها من خالل قانون

، إال كوسيلة من الوسائل المستخدمة من أجل تحقيق سياسة تنموية على مستوى 87-19

رسيخ استقرار نمط القطاع الفالحي تكون واضحة و محددة المعالم و تتمكن من ت

المستثمرات الفالحية و تعزيزها، و بذلك نكون بصدد بناء هيكل قاعدي زراعي يستجيب

:لمتطلبات اقتصاد متطور، و حتى يتحقق ذلك نقترح العمليات التالية

وقف كافة أساليب التعدي المستهدفة لألراضي الزراعية و فرض إجراءات صارمة و .1

من يحاول المساس باألراضي الزراعية، و تحويلها عن عقوبات شديدة الوطئة على كل

لكن حتى يتحقق ذلك البد أن تكون . نشاطها الرئيسي أو الضرر بها من خالل إهمالها

الدولة هي التي تعطي المثل في ذلك بحيث توقف ما تقوم به على مستوى األراضي

.الزراعية، و تبحث عن تنفيذ مشاريعها بعيدا عن األراضي الفالحية

إعادة النظر في التشريع الزراعي، بحيث يتم إقامة عالقة قانونية دائمة و مستثمرة بين .2

.األرض و الفالح و ترقيته إلى مستوى المستثمر

وضع تحفيزات مادية من أجل استصالح المزيد من األراضي الزراعية، و ينبغي أن .3

مساحة الصالحة للزراعة ، الذي لم يؤدي إلى زيادة ال18-83نأخذ العبرة من قانون رقم

.التي كان من المنتظر تحقيقها

Page 265: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

249

تسوية كافة النزاعات و المشاكل القائمة على مستوى المستثمرات الفالحية الجماعية و .4

.الفردية و كل األراضي التابعة للقطاع الزراعي

توحيد مجموع النصوص المتعلقة بالقانون العقاري السيما القانون المدني، قانون التوجيه .5

.)1(العقاري، قانون أمالك الدولة، و القانون المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة العامة

توفير شروط الشفافية فيما يخص انتقال األراضي الفالحية بين األشخاص كبضاعة .6

اقتصادية، و هذا مهما كان استعمالها النهائي و القضاء على معامالت البيع و الشراء

عملية تحويل ملكية و المزرعة إلى تحرير عقد رسمي و إنشاء الخفية، و إخضاع كل

سوق عقارية قارة على تحسين هيكلة القاعدة العقارية للمستثمرات، و إنشاء محاكم

.)2(خاصة للمنازعات العقارية

في تتمكين أصحاب المستثمرات الفالحية من عقود رسمية و تحفيزهم على االستثمارا .7

يل الضروري من خالل القروض المتنوعة التي تتالءم و طبيعة الزراعة، و توفير التمو

النشاط الزراعي، بحيث يتم إنشاء بنوك زراعية خاصة تستجيب لمتطلبات التمويل

.الفالحي

وضع سياسة مائية فعالة، ألن ال مجال لتحقيق أمن غذائي و تنمية زراعية في غياب .8

ثرت سلبا على الغذاء و أمن مائي، خاصة و أن الجزائر شهدت سنوات جفاف أ

.الزراعة

وضع سياسة إلعمار األرياف ووقف الهجرة الريفية و تحسين الظروف المعيشية من .9

.خالل توفير مرافق الحياة الضرورية

.14 ا,$Q*: ا,��<4 ا.102/دي و ا.=BC/� D=?& ،45/$0، ص )1(�E: ا,$?=D ا,BC/8، ص )2( 14.

Page 266: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

اإلنتاج الزراعي و تحقيق األمن الغذائي في الجزائر:الخامسالفصل

250

:خالصة الفصل

من خالل دراستنا لحالة األمن الغذائي في الجزائر، يتضح أن اإلنتاج الزراعي ال

لذاتي، خاصة في أهم المنتجات الغذائية الرئيسية و المتمثلة في يسمح حتى بتحقيق االكتفاء ا

الحبوب و البقول الجافة و اللحوم و الحليب، و هي سلع غذائية يزيد الطلب عليها بشكل دائم

.و انخفاض مستويات إنتاجها، يعني حتما التوجه إلى االستيراد

معتبرة يجدر بنا تخصيصها و كما الحظنا أن االستيراد يحمل الدولة سنويا تكاليف

لعمليات تنمية تزيد من مردودية االقتصاد الوطني، حيث الحظنا أن الواردات الغذائية أخذت

في االرتفاع و ازداد وزنها في قائمة الواردات الجزائرية، و بالمقابل وجدنا تراجع للصادرات

جدا من حيث أنواعها الغذائية خاصة في السنوات األخيرة، كما أن هذه الصادرات محدودة

ألنه لم تكن هناك سياسة فعالة لتنويع الصادرات الزراعية، خاصة في بعض المنتجات

الزراعية التي تتالءم ظروف زراعتها مع طبيعة المناخ الجزائري، و ذلك حتى ترفع من

مساهمة الصادرات الغذائية في تغطية الواردات الغذائية، تدريجيا و بسياسة محكمة تمكن من

.تقليص حجم التبعية الغذائية و تنمية االقتصاد الوطني

Page 267: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

251

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية

Page 268: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

252

: تمهيد

يعيش العالم العديد من التغيرات الدولية بفعل التقدم و التطورات التكنولوجية التي

تواجه تحدي كبير يتمثل في أزمة الغذاء و ارتفاع غير أن هذه التحوالت تظل . يشهدها

عدد الفقراء في العالم، فتعتبر هذه األخيرة من المعضالت الهامة التي فرضت نفسها أمام

800المجتمع الدولي، حيث يبلغ الذين يعانون من نقص التغذية المزمن اليوم حوالي

.)1(س سنوات مليون طفل ال يزيد عمرهم عن خم200مليون شخص من بينهم

فأي تقدم يحرزه العالم أمام تلك البطون الجائعة، و أي تقدم هذا الذي ال يستطيع

إخراج العالم من دائرة الفقر، و على هذا األساس ينبغي البحث بشكل عميق في مشكلة

الغذاء و الوقوف على السبل التي من شأنها أن تسمح بالوصول إلى األمن الغذائي

فهذه األزمة تخص جميع الدول بما فيها المتقدمة و المتخلفة، و . عربيالعالمي و كذا ال

.حتى يتسنى لنا ذلك نعالج المباحث التالية

)1( BZ&د ،!�I0+� اS& ،��"+,و ا ��GH0,اء و اGH,ا,<@?ي، �5,$"/ت ا b>#& 2003 63، ص.

Page 269: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

253

:المبحث األول

.ماهية الغذاء

:تمهيد

يعتبر الغذاء من أهم الحاجات األساسية لحياة اإلنسان فبدونه تتعرض حياته

لإلنسان من الغذاء أمر ال غنى عنه، ليس فقط من للخطر، و إشباع الحاجات األساسية

الناحية اإلنسانية و لكن أيضا لتحقيق التنمية و التقدم في كافة المجتمعات اإلنسانية، و

مشكلة الغذاء ليست مشكلة حديثة فقد ظهرت في مختلف المجتمعات عبر العصور نتيجة

. بالنسبة لهذه الحاجاتلعدم التوازن بين الحاجات المتعددة و الموارد المحدودة

.مفهوم مشكلة الغذاء: المطلب األول

لقد استقطبت مسألة التنمية الزراعية و الغذاء اهتماما كبيرا سواءا على المـستوى

و ليس منبع هذا االهتمام أن الغـذاء يـشكل . العربي أو الدولي خاصة في اآلونة األخيرة

شل هذه الجهـود فـي تجـاوز المـشكلة جوهر صراع اإلنسان من أجل البقاء، بل لعل ف

الغذائية التي يعاني منها العالم زاد من ضرورة تقييم و مراجعة هذه الجهود، فكان الغـذاء

و الزال أحد أهم عناصر الحاجات األساسية الكبرى في العالم و باألخص الدول الناميـة،

القـضايا العالميـة إذ تحتل مشكلة الغذاء المرتبة األولى في العالم حيث نجدها تتـصدر

الكبرى كالطاقة، و التضخم و السكان و التلوث و يرجع ظهور أزمة الغذاء عالميـا إلـى

مطلع السبعينيات، حيث شهد العالم نقص المعروض من الحبوب بشكل كبير و انخفـاض

.المخزون منها عالميا، حيث شدت أنظار العالم إلى قضية األمن الغذائي

ومازالت االنشغال األكبر و المحوري لمعظم البلدان الفقيـرة كما أن التنمية كانت

حيث ال يمكن الفصل بين التنمية الزراعية و الغذاء إذ أن تحقيق جهـود تنمويـة فعالـة

.مرهون بتحقيق مستويات غذائية مقبولة

فمنذ البدايات األولى للمجتمع كان اإلنسان يبحث بوسائل بدائية بسيطة على تـوفير

راد أسرته المسؤولون منه كون هذا الغذاء يمثل حاجـة فيزيولوجيـة ال يمكـن الغذاء ألف

Page 270: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

254

فكان مع مرور الزمن يـسعى جاهـدا إلخـضاع . االستغناء عنها في أي مكان أو زمان

الطبيعة لتوفير حاجياته الغذائية بكل الطرق و األساليب خاصة األرض التي تعد المصدر

.األساسي إلنتاجها

الفنية التي ينتجها العلم من أجل استغالل أكثر عقالنية لهـذا فكان يدخل األساليب

المردود الهام، و يتمكن من مضاعفة إنتاجيته و جعلها تتماشى و وتيرة الطلب المتزايـدة

.ألفراد المجتمع كما و نوعا

فكانت المشكلة الرئيسية التي شغلت البشر، هي مشكلة الغذاء و سـبل تـوفيره، و

هامة أين عانى فيها شعوب العـالم المختلفـة المعاصر يزودنا بمحطات التاريخ القديم و

ويالت الجوع و التي كانت الكثير منها في مستوى الحروب الكبيرة المدمرة التي تقـضي

على األخضر و اليابس، و منها المجاعة األولى التي عرفها التاريخ في مصر التي كـان

.)1(متوالياتسببها توقف النيل عن الفيضان سبع سنوات

حيث خلفت دمارا كبيرا في أوساط الشعب المصري ألن النيـل يعتبـر المـصدر

األساسي للزراعة في مصر أين تصب فيه األنهار الرئيسية، و عدم جريانه يولـد فقـدان

المياه سواءا للزراعة أو للصناعة و كذلك للشرب خصوصا و أن مصر بلد يتميـز بقلـة

.سقوط األمطار

وب أخرى مجاعات كبيرة كمجاعة الصين و روسيا و الهند و كذلك كما عرفت شع

.موريتانيا و الصومال و دول أخرى

و بالرجوع إلى الفكر االقتصادي نجد أن مشكلة الغذاء قد تنبه إليها المفكرون منـذ

للعالقة بين حجم السكان 1789القدم، حيث أشار توماس مالتس في كتابه عن السكان عام

الغذائية، حيث توصل في تحليله إلى أن الغذاء يتزايد حسب متوالية عددية بينما و المشكلة

.عدد السكان يتزايد حسب متوالية هندسية

.و اعتبر هذا التحليل أساس االختالل الحاصل بين حجم االستهالك و حجم اإلنتاج

)1( 4E,/^ 4*5 "&ا,6را�5 و أز�"C?#,4 ا,!ول اO اءGH,دآ�0را9 دو,�، آ*"� ا,#*�م ا.102/د�� و 5*�م ا,80""?، =/&#� " � ا �Yأ�?و

،?F6اQ,22، ص1999ا.

Page 271: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

255

ء بالنسبة للعدد إذ أصبح العالم في الوقت الراهن يواجه مشكلة حادة تتعلق بعدم كفاية الغذا

15أن حـوالي ) F.A.O(المتزايد من سكان العالم حيث قدرت منظمة التغذية و الزراعة

السكان يعانون 1/2 من سكان العالم ال يحصلون على القدر الكافي من الطعام كما أن %

مليون نسمة ال يحـصلون علـى القـدر 540 أو % 15من سوء التغذية و هذا يعني أن

طعام، و أن حوالي مليار و ثمان مائة مليون نسمة ال يحصلون على الكميات الكافي من ال

. )1(المناسبة من الفيتامينات و البروتينات و المعادن و غيرها من العناصر الضرورية

2005و قامت لجنة األمن الغذائي العالمي في دورتها الحادية و الثالثـون لعـام

عدد البلدان التي تواجه نقصا 2005 في مارس بإحصاء نقاط الجوع الساخنة، حيث قدرت

فـي 5الشرق األدنـى، / في آسيا 7 في إفريقيا و 23 بلدا منها 36غذائيا في العالم بـ

و كانت األسباب الشائعة هي النزاعات األهليـة و سـوء . في أوروبا 1أمريكا الالتينية،

الغربية و كارثة تـسونامي األحوال الجوية، كما أن ظهور الجراد الصحراوي في إفريقيا

األخيرة في جنوب شرق آسيا كانت لها نتائج خطيرة على األمن الغذائي و رفع مـستوى

.الفقر في العالم

فاستمرار ظاهرة الجوع و نقص الغذاء، هي من الظواهر التي تحط مـن كرامـة

وجل لإلنـسان، اإلنسان و تحرمه من حقه في الحياة الكريمة و اآلمنة التي أرادها اهللا عز

و استمرار هذا الوضع ينبأ بحدوث كارثة عالمية يكون ضحيتها اإلنسان و تشكل خطـرا

.كبيرا على السلم االجتماعي الدولي

.مفهوم الغذاء: المطلب الثاني

يعتبر الغذاء من العناصر األساسية و الحاجات الـضرورية التـي تـضمن بقـاء

تمع أنصب جهد اإلنسان على تأمين حاجياته الغذائيـة اإلنسان، و منذ البدايات األولى للمج

التي تمكنه من استهالك كميات كافية من السعرات الحرارية غير أن اإلنسان في حـاالت

كثيرة خاصة في الدول النامية يجد أن غذائه يحتوي على الحد األدنـى مـن الـسعرات

.135، اS�e<!ر��، ا,@/ه?ة ص1975دار ا,Q/&#/ت ا,$1?�� " ا,$�ارد ا.102/د��" &%$! 5+! ا,Q5 6�6#"$� و _^?ون )1(

Page 272: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

256

األساسية لجسم اإلنسان حتـى الحرارية، إذ هذه الكمية ال تشكل القدر الكافي من العناصر

كما نجد أن اإلنسان في كثير من األحيـان يـستهلك كميـات . ينمو بشكل سليم و متوازن

كبيرة من الغذاء و لكنها تكون فقيرة من حيث المكونات األساسية التي يحتاج إليها الجسم،

ية، إذ يـوفر فاإلنسان يحتاج إلى استهالك غذاء سليم و صحي يفيده من الناحية الفيزيولوج

:)1(التوازن الحيوي لإلنسان و يتكون من المكونات األساسية التالية

، األمالح المعدنية بنسبة % 12، الدهون بنسبة %17، البروتين بنسبة %63الماء بنسبة

.% 1، السكريات % 7

فهذه العناصر أساسية لتحقيق وجبة غذائية متكاملة يستفيد الجسم منها و يكون بذلك

درا على أداء وظائفه بشكل جيد، حيث نالحظ في عالمنا اليوم العديد من الشعوب التـي قا

تعاني من نقص الغذاء و في حاالت كثيرة نجدها تعاني من سوء التغذية، حيث ال يكـون

بوسع الفرد تناول السعرات الحرارية و البروتينات الضرورية لنمو الجسم و البقاء علـى

غرام من البروتينات و ال 40دنى المطلوب منها ال ينبغي إن يقل عن قيد الحياة، فالحد األ

. وحدة2300يجب أن تنخفض السعرات الحرارية

.مفهوم سوء التغذية و أسباب نقص الغذاء: المطلب الثالث

إن نقص الغذاء و سوء التغذية من العوامل المؤثرة على البنية االجتماعية و

. مما يجعلها تدور في حلقة مفرغةاالقتصادية للبلدان النامية،

فالفقر يجعل األفراد يأخذون كميات ضئيلة من الغذاء و بنوعية سيئة تنعكس سلبا

على صحة األفراد، و بالتالي على حجم و نوعية اليد العاملة و بذلك تزيد من درجة الفقر

.في تلك البلدان

:مفهوم سوء التغذية -1

م سوء التغذية يتم اإلشارة إلى نقص الغـذاء و في كثير من الدراسات في تحليل مفهو

ذلك نتيجة العالقة بينهما، غير أن المفهومان ينتهيان إلى عدم تزويد الجسم باالحتياجـات

.الضرورية من الطاقة و البروتينات

.BC/� D=?& 29 ص 4E,/^ 4*5، أ�?و�Y دآ�0را9، )1(

Page 273: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

257

فيفهم من نقص التغذية أن استهالك الغذاء أقل من الحد الضروري لسد حاجة الجسد مـن

بينما سوء التغذية ينتج عن نقص العناصر الغذائيـة . ذائية األساسية الطاقة و العناصر الغ

مثل األمالح و الفيتامينات و الكربوهيدرات و الدهون و البروتينات الذي يؤدى إلى وضع

.)1(صحي متدهور يعيق امتصاص الغذاء و اإلفادة منه بصورة مناسبة في الجسم

أداء وظائفه و افتقـار الجـسم حيث هذا الوضع غير الصحي للجسم ال يسمح له ب

للوجبات الغذائية الصحية المعتدلة تتولد عنه اإلصابة بأمراض اإلعاقة و التخلف في النمو

العام للجسم و للنمو العقلي، و ضعف الرؤيا أو انعدامها و هذا ما يعاني منه مئات ماليين

الغذائية لألغذية أصبح البشر في الوقت الحالي، إذ يؤكد خبراء التغذية أن معرفة الخواص

ضروري أكثر من ذي قبل، و ذلك نتيجة التزايد المستمر لعدد الجائعين فـي العـالم، إذ

. مليون نسمة يصارعون من أجل البقاء بسبب الجوع800هناك ما يقارب من

و كان يعتقد أن المشكلة الرئيسية لسوء التغذية في البلدان النامية لم تكن نقصا في

اقة و الحريرات، بل كانت االفتقـار إلـى البـروتين الغـذائي و المعـادن استهالك الط

.)2(الضرورية و الفيتامينات

و من هذا المنطلق كان محور السياسات الغذائية في هذه الدول تشجيع األفـراد و

توعيتهم بضرورة تنويع غذائهم و التركيز علـى اسـتهالك الغـذاء الغنـي بالمكونـات

. إليها الجسمالضرورية التي يحتاج

و تعد مشكلة سوء التغذية من المشكالت الرئيسية التي أصبح العالم يواجهها بسبب

الفقر الكبير، إذ هناك أكثر من بليون شخص محرومين من االحتياجات األساسية فمن بين

منهم إلى المرافـق % 60 بليون شخص يعيشون في البلدان النامية يفتقر ما يقارب 4,8

% 20 تقريبا يستطيعون الحصول على المياه النظيفة و حوالي 1/3اسية، و الصحية األس

.)3(ال يحصلون على ما يكفي من الطاقة الغذائية و البروتين

:أسباب نقص الغذاء -2

.63 &#> ا,<@?ي، &?=BC/� D، ص )1()2( �~O/@0,رات وزارة ا�Z~>& ،�~"&/>,4 ا,+*!ان اO �"54، ا,8"/�/ت ا,6را�/jZ,اه"7 �%4 ا?Cر�/ - إ�~�- BZ~&ا,#<~�ان . 431، ص1997 د

- Agricultural policies in developing countries - FRANK Ellisا0S*, 4*(I/ب )3( Q& ت ا,0#*"$"�، ا,#!د/&!m,رات و ا/$P0�.47 ص2006 =��*"� 8*� درا�/ت ا102/د��، &?آ6 ا,+1"?ة ,*+%�ث و ا.

Page 274: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

258

ترجع عدم الوفرة المطلقة للغذاء في العالم لعدد من األسباب التي تجعل الطلب علـى

و ذلك ينعكس في مظاهر الفقر و سوء التغذيـة الغذاء أكبر من المعروض منه في العالم،

:و ذلك نتيجة ما يلي

:أسباب زيادة الطلب على الغذاء - أ

النمو السكاني، و يعتبر هذا عامل ديمغرافي إذ نجد عدد الـسكان ينمـو بـوتيرة .1

متسارعة أكبر من معدل نمو الغذاء، و هذا ما يجعل عدد كبيـر مـن البـشر ال

غذاء، إذ قدر معدل نمو السكان على مستوى العـالم يحصلون على ما يكفيهم من ال

مقابل زيادة في معدل الناتج المحلي اإلجمالي على مستوى 2004 سنة %1,21ب

.)1(% 1,12العالم بنحو

إذ أدى تزايد عدد السكان إلى انخفاض نصيب الفرد من المساحة المزروعة علـى

.المستوى العالمي

يجـب أن ) FAO( الزراعة لألمم المتحدة منظمة األغذية و و وفقا ألرقام

يتضاعف اإلنتاج العالمي من الغذاء لتوفير األمن الغذائي لسكان العالم المتوقـع أن

، و ما يزيد من تعقد هذه المـشكلة 2025 مليار بحلول عام 7,8يصل عددهم إلى

ماليين هكتار من األراضي نتيجة لتسارع و تدهور 7-5ضياع ما يقدر ب حوالي

.)2(رض و سرعة التحول العمراني في العالماأل

و المالحظ في الدول النامية أن تزايد عدد السكان أصبح يفوق بكثير موارد

األرض التي تمتلكها هذه الدول، و هذا ما يزيد في معانـاة شـعوبها مـن نقـص

فزيادة عدد السكان أمام محدودية المـوارد الغذائيـة يـؤدي ال . المتاحات الغذائية

لة إلى الفقر و انتشار األمراض و األوبئة بسبب نقص الغذاء، كما يؤثر علـى محا

مستوى األجور إذ يدفعها إلى التدني إلى حد الكفاف، و ينعكس ذلك سـلبا علـى

.مستوى العملية االستثمارية

.1، ا,$<]$� ا,#?C"� ,*0<$"� و ا,6را�5، =/&#� ا,!ول ا,#?C"�، صl2004@?�? أوW/ع اI&> ا,GHا4F ا,#?4C ,#/م )1( .54، ص8ث و ا.�P0$/رات و ا,m!&/ت ا,0#*"$"�، ا,#!د &Q*� درا�/ت ا102/د��، &?آ6 ا,+1"?ة ,*+%� )2(

Page 275: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

259

و في هذا الصدد، يعتبر عامل النمو السكاني عامال أساسيا لزيـادة الطلـب

لل يحدث نتيجة عدم قدرة المعروض مـن الغـذاء علـى على الغذاء، غير أن الخ

مواكبة الزيادة المستمرة في عدد السكان، و يظهر ذلك جليا خاصـة فـي الـدول

النامية و باألخص منها اإلسالمية التي كانت تـرفض خـالل عقـد الـستينيات و

السبعينيات و حتى الثمانينات عملية تحديد النسل بسبب اعتراضـه مـع التـشريع

غير أنه و مع مرور الزمن و معاناتها من ويالت الجوع و عدم قدرتها . المياإلس

على توفير الغذاء للعدد المتزايد، أصبحت تبحث في السبل التي تمكنها مـن الحـد

من النمو السكاني ألنه إذ استمر الوضع على ما هو عليه سيقبل العالم بشكل عام و

.ية يكون سببها الغذاءالعالم الثالث بشكل خاص على كارثة إنسان

زيادة الدخول في كثير من المناطق في الدول التي أتيحت لها مـوارد إنتاجيـة و .2

خاصة الدول المنتجة للبترول، حيث ينجر عنه ارتفاع قدرة الفـرد الـشرائية، إذ

يصبح يطلب المزيد من الغذاء و هذا يعتبر سببا آخر يؤدى إلى زيادة الطلب على

. حالة نقص الغذاءالغذاء و تنجز عنه

عدم مسايرة عرض السلع الغذائية في الدول اإلسالمية للزيادة في طلبهـا و هـذا .3

سببه ضعف الموارد و عدم استغاللها بشكل عقالني، مما يزيد من الفجـوة بـين

.العرض و الطلب على السلع الغذائية في هذه الدول

ء و معـدل نمـو اإلنتـاج أسباب اختالل التوازن بين الطلب اإلجمالي على الغذا - ب

:الغذائي

اختالل التوازن بين الموارد البشرية و بين الموارد الزراعية التي تمثـل مـصدر .1

اإلنتاج الزراعي، أي توفير الغذاء حيث ينجم عن ذلك عدم قدرة الموارد الزراعية

عن مسايرة وتيرة النمو في معدل الموارد البشرية، حيث تنشأ فجوة بـين الطلـب

ذاء الناتج عن الزيادة في الموارد البشرية و اإلمكانات الغذائية الناتجة عن على الغ

.محدودية الموارد الزراعية

Page 276: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

260

و هذا ما ينعكس في صورة اختالل بين الطلب اإلجمالي على الغذاء و معدل نمـو

.اإلنتاج الغذائي

عدم توفير التمويل الضروري لالستثمار في القطاع الزراعي خاصة فـي بعـض .2

ول العربية باعتبار هذا األخير المورد األساسي لغذاء اإلنسان، حيـث نجـد أن الد

االتجاه كان ينصب بشكل كبير على االستثمارات في القطاع الصناعي، و إهمـال

القطاع الزراعي، األمر الذي يحد من تحقيق التنمية الزراعية فـي تلـك الـدول

بني بالدرجة األولى على مدى ، و ذلك ألن أي قرار استثماري يكون م )كالجزائر(

.توفر مصادر التمويل

افتقار القطاع الزراعي إلى األساليب التكنولوجية الحديثة التي مـن شـأنها رفـع .3

الكفاءة اإلنتاجية لهذا القطاع و يكون بإمكانه مسايرة التطور الحاصل في الطلـب

.على الغذاء

ع الزراعي و التـي تـدفعهم العمال في القطا انقص الحوافز المادية التي يتقاضاه .4

لزيادة اإلنتاج و تحسين نوعيته عكس ما نجده في القطاعات االقتصادية األخرى إذ

ممـا أدى . تعطى حوافر مادية و أخرى معنوية ترفع من الطاقة اإلنتاجية للعمـال

إلى أن العائد من انتشار رؤوس األموال في الزراعة أقل مـن عوائـد قطاعـات

.التنمية األخرى

نلمس ذلك من خالل بطئ وتيرة التوسـع فـي مـشروعات استـصالح و

األراضي، أي التنمية األفقية و الدليل على ذلك ما حدث في القطاع الزراعي فـي

، الذي لم يحقق األهداف المخططة له 18-83الجزائر من خالل قانون االستصالح

طني، باإلضافة إلى بالمقابل ضياع أموال معتبرة دون أن يستفيد منها االقتصاد الو

عدة أخطاء سجلت في هذا المجال في مختلف الدول العربية و اإلفريقية كتـسعير

المحاصيل، ضريبة األراضي الزراعية و نظام التسويق الزراعي، و يضاف إلـى

.هذا العالقة بين المالك و المستأجر في الدول التي كانت تتبع نظام االستئجار

Page 277: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

261

عدم مسايرة المعروض من السلع الغذائية مـع المطلـوب هذه األسباب كلها أدت إلى

، و )Food Gap(منها، و هذا ما يؤدي إلى ظهور الفجوة الغذائية أو النقص في الغـذاء

التي تعبر عن الفرق بين االستهالك الفعلي المتزايد من السلع الغذائية و بين اإلنتاج الفعلي

نات المحلية على توفير الكميات الـضرورية و أمام هذا العجز لإلمكا . المحلي لهذه السلع

من الغذاء لتغطية االستهالك تبحث الدول في اتجاه آخر لسد الفجوة الغذائية و المتمثل في

من أجل توفير السلع الغذائية المطلوبة الستهالك األفراد، غيـر أن ذلـك دعملية االستيرا

:تعترضه عقبات، يتمثل أهمها فيما يلي

.ت األجنبية خاصة في الدول الناميةعدم كفاية العمال •

.مشكل االستدانة •

سياسة الدول المتقدمة المنتجة للغذاء التي ال ترغب في منح الغذاء الـالزم لتلـك •

الدول بالكميات و النوعية المطلوبة حتى تبقى تهيمن عليها، و بالتالي التحكم فـي

).سياسة الواليات المتحدة األمريكية(العالم

Page 278: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

262

:المبحث الثاني

. األمن الغذائي و بعض المفاهيم األساسية

:تمهيد

يحتل مفهوم األمن الغذائي أهمية كبيرة و مكانة متقدمة عند رسم سياسة الغذاء ألي

دولة، حيث يشير هذا المفهوم إلى مدى قدرة موارد االقتصاد الوطني على توفير الحاجات

من الغذائي يظهر في صورة فجوة غذائية و انخفاض الغذائية ألفراد المجتمع، و غياب األ

.في نسب االكتفاء الذاتي و من ثم ينتج تدهور لمستوى غذاء السكان

.مختلف مفاهيم األمن الغذائي: المطلب األول

لقد تعددت جوانب األمن الغذائي و من ثم تعددت مفاهيمه، إذ يعتبر الغذاء من أهم

تضمن له تحقيق توازنه الفيزيولوجي، و من ثـم يمكنـه الحاجات األساسية لإلنسان التي

أداء وظائفه بفعالية أكبر، و منذ بداية اإلنسانية كان اهتمام اإلنسان بضرورة توفير ما يسد

حاجته من الغذاء، و كان آنذاك االعتماد بشكل كلي على ما تجود بـه األرض و انعـدام

د قطعت الدول المتقدمة أشواطا كبيرة فـي الوسائل المتطورة لتمكنه من تنوع غذائه، و لق

تأمين غذائها، في حين مازالت الكثير من الدول النامية تعاني من عدم قدرتها على تحقيق

و لهذا . ذلك، إذ يتوقف معدل النمو االقتصادي على معدل النمو النسبي لإلنتاج و السكان

السكان، و أخرى لزيادة اإلنتـاج قوة لزيادة عدد . يعتبر التقدم االقتصادي سباق بين قوتين

فإذا تزايد السكان بمعدل أكبر فإن حصة الفرد من اإلنتـاج الكلـي تـنخفض، و إذا زاد

.)1(اإلنتاج بمعدل أكبر فإننا نحصل على التقدم االقتصادي

إن مفهوم األمن الغذائي لم يستخدم إال في عقد السبعينيات من القرن الحالي، حيث

و النامي على السواء نقصا كبيرا في إنتاج و مخزون السلع الغذائية، و شهد العالم المتقدم

^/,! ا,D+8 ا,<Q/ر و ��ر ا,!�> &> إ�0?اQ"l"� اI&> ا,GHا�Z>& ،4Fرات =/&#� X*Y، آ*"� ا,6را5~� &!�?�~� ا,X~0S و ا,$U+�5~/ت )1(

�"#&/Q,7، ص1994ا.

Page 279: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

263

لقد ساءت أوضاع بعض الدول كالدول العربية إذ ازدادت درجة تبعيتها للخارج في تأمين

.حصولها ما يقي بسد الفجوة بين إنتاجها المحلي من السلع الغذائية و حاجات السكان منها

أنه يعني تأمين حصول أفراد المجتمـع علـى مـا و من ثم عرف األمن الغذائي ب

يلزمهم من احتياجات غذائية أساسية يحددها على التغذية من الموارد النباتية و الحيوانيـة

مع ضمان توفير حد أدنى من تلك االحتياجات بالكم و الكيف الضروريين الستمرار حياة

.)1(األفراد في حدود دخولهم المتاحة

ف، نستنتج أن األمن الغذائي يعني ضرورة تـوفير الحاجـات من خالل هذا التعري

األساسية الضرورية من الغذاء لجميع أفراد المجتمع، إذ ال تقتصر هذه المهمة فقط علـى

. الموارد المحلية أي اإلنتاج المحلي للبلد بل يتعدى ذلك إلى التبادل الدولي

ت الـضرورية لـه مـن كما يقتضي هذا التعريف، أن يتوفر الغذاء على المكونا

سعرات حرارية و بروتينات و أن ال تقل عن الحد األدنى، إذ األمن الغذائي ال يتمثل فـي

توفير أي غذاء و مهما كانت مكوناته بل يجب أن يكون هذا الغذاء صحيا يضمن استمرار

.حياة األفراد تبعا لدخولهم

تاج له من الغـذاء و بـذلك فاألمن الغذائي ال يعني أن تقوم الدولة بإنتاج كل ما تح

.تنغلق على نفسها و تنعزل عن العالم، و بالتالي ال تكون هناك مبادالت تجارية دولية

و إنما يرتكز مفهوم األمن الغذائي على أن تنتج الدولة أكبر قدر ممكن مما تحتاجه

ة لتلـك من غذاء بطريقة اقتصادية تتميز برشادة اقتصادية تراعي من خاللها الميزة النسبي

الدولة في إنتاج السلع الغذائية التي تحتاجها في حدود ما تملكه من موارد و مقومات، كما

يجب أن تتمتع منتجاتها بقدرة تنافسية عالية مع المنتجات األجنبية، بحيث يمكنها أن تتوفر

صادرات زراعية و غير زراعية لتحقيق رصيد معتبر من العمالت األجنبية يمكنها مـن

اد حاجياتها من الموارد الغذائية التي ال تتوافر لها منها ميزة نسبية في إنتاجهـا، و استير

بذلك يمكنها أن توفر لجميع أفراد المجتمع الغذاء الضروري و الكافي كمـا و نوعـا، و

بذلك تسود عدالة غذائية بين أفراد المجتمع في حدود الدخول المتاحة، غيـر أن مـسألة

)1( >C م �#? ا,1?ف/[�، دآ�0را4O 9 ا.02~1/د، =/&#~� ا,26~/زق، ..X8 ا.آE0/ء ا,Gا4l ^"?�� 5+! ا,0E/ح 5+! ا,#6�6 &%$�د، �2'5

.7، ص 1995آ*"� ا,Q0/رة 782 ا.102/د

Page 280: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

264

بغي أن تتوقف عند هذا الحد، بل يجب أن تكـون بـصورة دائمـة و األمن الغذائي ال ين

إذ باإلضافة إلى ما سبق يتطلب توفير مخزون كافي من السلع الغذائية ال يجـب . مستمرة

أن تقل عن مدة زمنية محدودة، حيث حددها خبراء التنمية الزراعية بأن ال تقل عن ثالثة

. أشهر و ذلك لمواجهة الظروف الطارئة

توفير الغذاء "د عرفت المنظمة العربية للتنمية الزراعية األمن الغذائي على أنه و لق

بالكمية و النوعية الالزمتين للنشاط و الحيوية و بصورة مستمرة لكل أفراد األمة اعتمـادا

على اإلنتاج المحلي أوال، و على أساس الميزة النسبية إلنتاج السلع الغذائية لكل قطـر، و

.)1(طنين باألسعار التي تتناسب مع دخولهم و إمكانياتهم الماديةإتاحته للموا

حيث يؤكد هذا التعريف باإلضافة إلى العناصر السابقة على ضرورة إتاحة الغذاء

باألسعار التي تناسب دخول األفراد و مقدرتهم المادية، فال جدوى من إتاحة غذاء يكـون

لك يتنافى و مفهوم األمن الغذائي إذ ال يضمن ليس في متناول المقدرة التكليفية لهم، ألن ذ

حصول جميع األفراد في كل األوقات على حاجاتهم من السلع الغذائية، و لذلك على الدول

في سياستها لتحقيق األمن الغذائي عليها أن تراعي دخول األفراد و تضع سياسة أسـعار

.للسلع الغذائية تسمح لكل أفراد المجتمع الحصول عليها

ن هذا المنطلق فإن جهود الدولة تبقى محدودة، إذ لم تأخذ ذلك الجانب كـون و م

هذا المتاح من الغذاء ال يعد سلعا كمالية إن توفر الدخل المتاح يمكن للفـرد اقتناؤهـا و

استهالكها، و إنما يعد ضرورة البد في جميع الحاالت و مهما كانت ظـروف الحـصول

الحياة و ضمان جسم سليم له يتطلب ذلك الكم و الكيـف عليها ألن بقاء اإلنسان على قيد

كما تعد نوعية الغذاء شرط ضروري لكي يتحصل الجسم على حاجياته مـن . من الغذاء

.البروتينات و الفيتامينات

و لقد أصدرت لجنة األمن الغذائي بمنظمة األغذية و الزراعة في الدورة الحاديـة

األمن الغذائي، ينص علـى أن هـدف األمـن ميثاق 1987عشر التي عقدت في أبريل

الغذائي هو ضمان أن يكون جميع األفراد في جميع األوقات في موقف يمكنهم من إنتـاج

)1( �~"$>0*, �~"C?#,ر�~� ا,!و,"~�، ا,$<]$~� ا/Q0,و ا �~"F/$,ا,$~�ارد ا c~� 4~O 4~C?#,4 اFاGH,ا <&Iل ا�Y �"5ا,8"/�/ت ا,6را ،c$5 �@*Y

.9?ة، ص ا,6را5"�، =/&#� ا,!ول ا,#?C"�، ا,@/ه

Page 281: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

265

أو شراء السلع الغذائية التي يحتاجونها، و ذلك عن طريق زيـادة الطلـب الفعـال بـين

.)1(الطبقات الفقيرة بغية زيادة فرص حصولهم على اإلمدادات الغذائية

و نجد هذا التعريف يؤكد بدوره على ضرورة توفر الغذاء لجميع أفراد المجتمع و

في جميع األوقات، أي غير منقطع، كما يشير إلى أن األمن الغذائي يزيـد مـن الطلـب

.الفعال خاصة بين الفقراء

و باإلضافة إلى التعاريف السابقة لألمن الغذائي هناك مفاهيم أخرى تتمثـل فيمـا

:يلي

ا لتعريف األمم المتحدة فإن األمن الغذائي يعني ضمان أن تتاح لجميـع أفـراد طبق .1

المجتمع في كل األوقات فرص الوصول من الناحية المادية و االقتصادية معا إلى

سـعر حـراري يوميـا 2200احتياجاتهم من األغذية األساسية، و التي تتمثل في

رام من البروتين لكل كيلو غرام من غ 0,75إضافة إلى المغذيات الدقيقة و المقدرة

.)2(الوزن يوميا للبالغين

قدرة المجتمع على توفير احتياجات التغذية األساسية ألفراد " يقصد باألمن الغذائي .2

ت بانتظام، و يتم توفير احتياجـا تالمجتمع و ضمان الحد األدنى من تلك االحتياجا

ة مـن عائـد الـصادرات يمكـن الغذاء إما بإنتاجها محليا أو توفير حصيلة كافي

استخدامها في استيراد ما يلزم لـسد الـنقص فـي اإلنتـاج المحلـي مـن هـذه

.)3(االحتياجات

:و من خالل هذه التعاريف نجد أن األمن الغذائي يركز على مقومات تتمثل في

.توفر حد أدنى من اإلمدادات الغذائية الضرورية

.7 ^"?�� 5+! ا,0E/ح 5+! ا,#6�6 &%$�د، &?=BC/� D، ص )1(، &#j! ا,Um0"� ا,@�&O ،4+?ا�? p2 �8*� 113/�/ ا,Um0"� و ا,0<$"� ا,6را�5 ا,4O ��?1$ &�ا=�j ا,@?ن ا,�اY! و ا,#Z?ون ر72 )2(

.2، ص 1998)3( 4FاGH,ا <&Iا �"Q"lل إ�0?ا�Y �11m0$,ا,@�&"� ا :,/Q$,ول، ا,@/ه?ة اI6ء اQ,9، ص1982، ا.

Page 282: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

266

جتمع لتمكينهم من الحـصول علـى مـا توفر اإلمكانات االقتصادية ألفراد الم - أ

.يحتاجونه من السلع الغذائية

إعطاء األولوية لإلمكانات المحلية فـي إنتـاج الحـد األدنـى مـن األغذيـة - ب

.اإلستراتيجية

.أن هناك مخزون سلعي كافي لمواجهة الظروف الطارئة - ت

.توفر رصيد من العمالت األجنبية الستيراد باقي السلع الغذائية - ث

لفت التعاريف، إال أننا نجدها تصب في نفس االتجاه و تتفق في مـضمونها و مهما اخت

على جوهر مفهوم األمن الغذائي، حيث توصل ذوي االختصاص في هذا المفهـوم إلـى

وصول السلع الغذائية "أعطاء التعريف الشامل المتعارف عليه دوليا و هو يعرف على أنه

تكون آمنة و مغذية العتبارها كحاجة إنـسانية، الكافية للحياة الضرورية لإلنسان على أن

.)1("بل باعتبارها حقا إنسانيا للبشرية

و مما سبق نستخلص أن األمن الغذائي هو دالة تابعة لمتغيرين أساسيين هما عنـصر

.الغذاء المتاح و عنصر إمكانية الحصول على هذا الغذاء

فـي كـل األوقـات علـى إذ أن الوفرة ال تعني بالضرورة حصول جميع األفراد و

الحاجيات األساسية من السلع الغذائية، فنجد أن توفير الغذاء يكون باالعتمـاد أوال علـى

اإلنتاج المحلي، و في هذا الصدد نجد أن القطاع الزراعي يتحمل المسؤولية األكبـر فـي

يكفـي ذلك، كونه المدخل األساسي لقطاع الصناعات الغذائية، ثم االتجاه نحو استيراد ما

لسد الحاجيات الغذائية للمجتمع و التي عجز عنها اإلنتاج المحلي، و هذا يتطلـب تعبئـة

األرصدة النقدية من العمالت األجنبية و لن يتحقق ذلك إال من خالل توفير حصيلة كافيـة

.من عوائد الصادرات

يكون اإلنتـاج فاألمن الغذائي ال يعني الكف عن االستيراد و االستغناء عن التبادل، بل أن

المحلي متاحا أكبر من االستيراد الخارجي ألن عملية االستمرار في االسـتيراد يتطلـب

.توفير فوائض بشكل دائم و مستمر

)1( �~~#&/= �~~�GgI7 ا~~[� إ&~~/م إ&~~/م X8~~Y ا,<+~~4 ا,0<~~�ع ا,+"�,~~�=4 و اI&~~> ا,G~~HاC 4F!و,~~� اe&~~/رات ا,#?C"~~� ا,$0%~~!ة، &%/W~~? آ*"~~�

�>� ،<"#,/C ،ا,$0%!ة �"C?#,رات ا/&e2004ا.

Page 283: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

267

.أبعاد األمن الغذائي: المطلب الثاني

مشكلة الغذاء أصبحت في ظهور متنامي خاصة في اآلونة األخيـرة، خاصـة إذ أخـذنا

يها باألخص عندما ندرك أن األمن الغذائي يمثـل عنـصرا مختلف األبعاد التي نسعى إل

أساسيا من مقومات األمن االستراتيجي الوطني، حيث نجده يضاهي في أهميتـه مفهـوم

:االستقالل السياسي و تتمثل هذه األبعاد فيما يلي

:البعد السياسي -1

غذائية، يعتبر الغذاء سالح استراتيجي تستخدمه مجموعة الدول التي تملك الموارد ال

حيث تستخدم هذه األخيرة حاجة الدول النامية أو الفقيرة و التـي ال تملـك اإلمكانيـات

إلنتاج السلع الغذائية من أجل الضغط عليها و التأثير على توجيه قراراتها، حتى تظـل

تابعة لها، إذ كيف على الدول التي ال تملك تحقيق سلعها الغذائيـة أن تملـك سـيادتها

ظهر ذلك جليا من خالل تحكم الدول المتقدمـة فـي المحاصـيل الغذائيـة و ي . الوطنية

. الرئيسية كالقمح، و الذرة، فهي المحدد الرئيسي لكمياتها العالمية، و كـذلك ألسـعارها

فنجد عدد محدود جدا من الدول الغنية تحتكر السوق الدولية لهذه المحاصيل و بذلك نجد

على الموارد الغذائية، فهي تستخدم الـدول التـي أن الدول المتقدمة من خالل سيطرتها

تكون بحاجة إلى هذا الغذاء كأداة فعالة لتحقيق مصالحها و أغراضها الـسياسية عبـر

و هنا ينبغي اإلشارة إلى أن الدول العربية التي تملك أكبر احتياطي عالمي . أنحاء العالم

ن له أثر كبير في تحقيق إستراتيجية من النفط رغم ارتفاع أسعاره العالمية، إال أنه لم يك

تنموية لتلك الدول، و ذلك ألن معظم هذه اإليرادات من العمالت األجنبية توجه الستيراد

.السلع الغذائية

Page 284: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

268

:البعد االقتصادي -2

تمثل الواردات عبئا ثقيال على الدول النامية نتيجة عجزها عن الوفاء باحتياجـات

.)1(محلية، مما دفعها إلى االستيراد من األسواق العالميةالطلب المحلي من مصادرها ال

فهذه الواردات تمثل ضغطا شديدا على ميزان مدفوعات الـدول الناميـة، حيـث

.يجعلها موضع عجز و مستمر في معظم تلك الدول

كما أن عملية استيراد السلع الغذائية، تمثل سببا رئيسيا في ارتفاع األسعار نتيجـة

رد بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية في السوق العالمية، و يترتب عليه التضخم المستو

اضطرار الحكومات في الدول النامية إلى دعم أسـعار الـسلع الغذائيـة فـي الـسوق

.)2(المحلية

:البعد االجتماعي -3

إن األمن الغذائي ال يخلو من اآلثار االجتماعية المتولدة عنه، إذ نجـده يـرتبط

ستقرار لتلك المجتمعات و ضمان مستقبل آمـن مـن االضـطرابات و بمدى تحقيق اال

التقلبات في كميات السلع الغذائية الضرورية لحياة المجتمع، فيعتبر الفرد مقوم أساسـي

من مقومات التنمية االقتصادية و االجتماعية، فإذا كانت المجتمعات تعاني مـن عجـز

اء و المطلوب منه، فيؤدي ذلـك إلـى الغذاء نتيجة وجود فجوة بين المعروض من الغذ

التأثير على سلوكات األفراد و تصرفاتهم االجتماعية،و يتجلى ذلك في تدهور الوضـع

.االجتماعي، و هذا له بالغ األثر على جهود التنمية بمختف أنواعها

.االكتفاء الذاتي و الفجوة الغذائية: المطلب الثالث

فهوم األمـن الغـذائي دون التطـرق إلـى ال يمكن التطرق إلى دراسة و تحليل م

:المفاهيم األساسية المرتبطة به و المتفاعلة بعوامله و المتمثلة فيما يلي

,$4 و دور ا,$<]$/ت B"@%l 4O اI&> ا,GHا4F، وآ/,� ا,~�زارة ,*#'2~/ت إدارة ا,!را�/ت ا.102/د��، درا�� SZ& <5*� ا,GHاء ا,#/ )1( .5، ص1982ا,6را5"� ا,m/ر="�، وزارة ا,6راO ،�5+?ا�?

.10 ^"?�� 5+! ا,0E/ح 5+! ا,#6�6 &%$�د، &?=BC/� D، ص )2(

Page 285: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

269

:مفهوم االكتفاء الذاتي -1

إن مفهوم االكتفاء الذاتي يختلف عن مفهوم األمن الغذائي، إذ أن هذا األخير يعد

تستطيع أن توفره اإلمكانات أوسع و أشمل من األول، حيث يرتكز هذا المفهوم على ما

الوطنية المحلية من سلع غذائية، حيث يقيس قدرة االقتصاد على توفير الحاجات الغذائية

فقط انطالقا من الموارد الذاتية للبلد، و بصياغة أخرى نعني باالكتفاء الذاتي أن المجتمع

تغذية أفراد المجتمع و يأكل ما ينتج أو ينتج ما يأكل، و هذا تأكيد على االعتماد الذاتي في

عند مقارنة هذا المفهوم مع األمن الغذائي نجد أن تحقيق نسبة معتبرة من االكتفاء الذاتي

فاالكتفاء الذاتي، هو قدرة . تعتبر شرط ضروري و أساسي لبلوغ مستوى األمن الغذائي

ية في إنتاج المجتمع على تحقيق االعتماد الكامل على النفس و الموارد و اإلمكانيات الذات

االحتياجات الغذائية محليا، و من ثم فهو يعني األمن الغذائي الذاتي دون حاجة إلى

.)1(اآلخرين

حيث تبعا لهذا المفهوم، تكثف الدولة جهودها من أجل تنمية القدرات و اإلمكانيات

جوء إلى المحلية لالقتصاد حتى تكون قادرة على تغطية االحتياجات الغذائية لبلد ما دون الل

األسواق الدولية، غير أن هذا المفهوم نجده يرتبط ارتباطا عضويا بالمتغيرات الدولية، إذ

ال يمكن أن نتصور في ظل تحقيق نسبة من االكتفاء الذاتي تكون هناك مقاطعة كلية مع

العالم الخارجي، ألن تنمية الموارد الذاتية للبلد بشكل أو بآخر نجدها مرتبطة إلى حد ما

.لعالقات الدولية ألي بلدبا

و نستنتج في األخير من هذا التحليل، أن تحقيق األمن الغذائي قد يكون أيسر من

تحقيق االكتفاء الذاتي الغذائي، ألن هذا األخير يتطلب استخدام عقالني و رشيد للموارد و

الدول توجيهها لتنمية الطاقات اإلنتاجية المحلية و هذا ما يصعب تحقيقه في كثير من

.النامية

BC/� D=?& ،4E,/^ 4*5 25، ص )1(

Page 286: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

270

:مفهوم الفجوة الغذائية -2

إن الفجوة الغذائية هي عبارة عن التعبير الكمي لمشكلة الغذاء الناتجة عن عجز

الطاقات المحلية في توفير هذه الكمية لتغطية النقص في االحتياجات الغذائية، و عادة يتم

ختلف عن الفجوة التغذوية، سدادها عن طريق االستيراد، و بذلك نجد أن الفجوة الغذائية ت

إذ أن هذه األخيرة تعبر عن القصور في مكونات التغذية المتمثلة في مختلف البروتينات

الغذائية الضرورية للمحافظة على الوظائف البيولوجية للفرد، و بذلك نجدها تهتم بالجانب

.النوعي للمشكلة و ليس بالجانب الكمي

د ما بالفرق بين اإلنتاج المحلي و االستهالك المحلي من فالفجوة الغذائية تقاس في اقتصا«

السلع الغذائية، و من ثم فهي تعكس مقدار العجز المحلي للسلع الغذائية عن تلبية

.)1(»احتياجات السكان منها

و بناءا عليه، نجد أن الفجوة الغذائية تتأثر بمتغيرين أساسين و هما اإلنتاج المحلي

فزيادة األول مع ثبات حجم الطلب يؤدي حتما إلى تقليص هذه و االستهالك المحلي،

الفجوة، بينما زيادة االستهالك مع ثبات حجم اإلنتاج أو زيادته بنسبة أقل من زيادة

.االستهالك يؤدي إلى اتساع حجم الفجوة الغذائية

)1( BC/� D=?& ،0/ح 5+! ا,#6�6 &%$�دE,12، ص ^"?�� 5+! ا.

Page 287: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

271

:المبحث الثالث

. اإلنتاج و الناتج الزراعي العربي

:تمهيد

ع الزراعي من األنشطة الرئيسية الهامة في معظم الدول العربية، و ذلك يعد القطا

من حيث مساهمته في تكوين الناتج المحلي اإلجمالي و كذا استحواذه على نسبة هامة من

القوى العاملة و هذا يجعلـه مـصدر من إجمالي %30القوى العاملة التي تقدر بحوالي

إلى ذلك أنه يعتبـر مـصدرا رئيـسيا لتـوفير معيشة نسبة كبيرة من السكان، و يضاف

مدخالت القطاعات الصناعية خاصة الصناعات التحويلية كالصناعات الغذائية و صناعات

النسيج و مهما يكن من أمر فإنه تبقى من أولويات القطاع الزراعي توفر الغذاء للسكان و

: خالل العناصر التاليةهذا يؤدي بنا إلى دراسة و تحليل اإلنتاج و الناتج الزراعي من

.اإلنتاج الزراعي في الدول العربية: المطلب األول

يحتل مفهوم األمن الغذائي أهمية كبيرة و مكانة متقدمة عند رسم سياسة الغذاء ألي

دولة، حيث يشير هذا المفهوم إلى مدى قدرة موارد االقتصاد الوطني على توفير الحاجات

غياب األمن الغذائي يظهر في صورة فجوة غذائية و انخفاض الغذائية ألفراد المجتمع، و

.في نسب االكتفاء الذاتي و من ثم ينتج تدهور لمستوى غذاء السكان

:الموارد الزراعية -1

إن تحليل اإلنتاج الزراعي و مستويات الغذاء في الدول العربية يستدعي الوقـوف

:تقسم إلى ثالثة موارد رئيسيةعلى ما هو متاح من موارد زراعية في هذه البلدان و

:األراضي الزراعية .1.1

يعتبر مورد األراضي من الموارد الرئيسية األولى التي تأتي في مقدمـة المـوارد

الزراعية باعتبار أن األرض هي المحدد األساسي لطاقة إنتاج القطاع الزراعي، حيث

ألف هكتار في حين 1.406.146,23نجد أن المساحة اإلجمالية للدول العربية تقدر ب

Page 288: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

272

، و )42( حسب الجـدول 2003 ألف نسمة في سنة 303.297,8يقدر عدد السكان ب

هكتـار و هـي 4,64هذا يجعل نصيب الفرد العربي من المساحة الجغرافية يقدر ب

. مساحة ضئيلة إذا ما قورنت بنصيب الفرد في بعض البلدان أو على المستوى العالمي

حة الجغرافية في البلدان العربية يتميز بالتذبذب الشديد من فنجد نصيب الفرد من المسا

فيتراوح نصيب الفـرد . و ينعدم فيها عدالة التوزيع بالنسبة لمورد األرض . بلد آلخر

هكتار، ليأتي 0,10من أدنى مستوى و هو ذلك المحقق في دولة البحرين و المقدر ب

. هكتار0,23بعدها دولة لبنان ب

Page 289: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

273

)42(الجدول رقم

.2003عدد السكان الكلي و المساحة الجغرافية و المزروعة عام

باأللف هكتار: باأللف نسمة المساحة: عدد السكان

)هكتار(نصيب الفرد من المساحة الدولة

إجمالي عدد

السكان

المساحة

الجغرافية

المساحة

المزروعة الجغرافية )1(المزروعة

0,07 1,67 400,00 8928,72 5339,50 األردن

0,07 2,26 247,83 8360,00 3700,35 اإلمارات

0,01 0,10 4,56 70,66 689,42 البحرين

0,32 1,64 5190,29 16230,00 9889,40 تونس

0,27 7,54 8458,68 238174,10 31600,00 الجزائر

0,00 3,52 0,41 2320,00 658,43 جيبوتي

0,19 9,55 4357,00 214969,00 22521,50 السعودية

0,58 7,43 19578,72 250000,00 33647,96 السودان

0,31 1,04 5478,30 18518,00 17765,00 سوريا

0,14 5,63 1634,00 63766,00 11320,00 الصومال

0,27 1,66 6942,75 43505,25 26178,00 العراق

0,03 14,70 69,44 30950,00 2105,20 عمان

0,05 0,17 180,80 620,70 3737,90 فلسطين

0,04 1,58 27,12 1143,00 724,00 قطر

0,00 0,72 8,81 17881,80 2484,33 الكويت

0,06 0,23 272,00 1040,00 4500,00 لبنان

0,47 31,00 2644,00 175954,00 5675,34 )2(ليبيا

0,05 1,46 3407,55 100160,00 68648,00 )3(مصر

0,31 2,39 9311,50 71085,00 29761,50 المغرب

0,10 37,59 282,29 103070,00 2742,03 موريتانيا

0,09 2,83 1668,79 55500,00 19610,00 اليمن

0,23 4,64 70164,84 1406146,23 303297,86 الجملة

،2005 لعام 25الكتاب السنوي لإلحصائيات الزراعية العربية، المجلد : المصدر . جامعة الدول العربية، المنظمة العربية للتنمية الزراعية

. ا,�Y/8$ ا,$6روc$Zl �5 أ�p/ ا,�Y/8$ ا,$0?وآ� )1( . ا,�Y/8$ ا,$6روc$Zl . �5 ا,�Y/8$ ا,$0?وآ�)3( ،)2(

Page 290: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

274

)43(الجدول رقم

.2004عدد السكان الكلي و المساحة الجغرافية و المزروعة عام

باأللف هكتار: باأللف نسمة المساحة: عدد السكان

)هكتار( الفرد من المساحةنصيب الدولة

إجمالي عدد

السكان

المساحة

الجغرافية

المساحة

المزروعة الجغرافية )1(المزروعة

0,06 1,67 307,52 8928,72 5350,00 األردن

0,06 2,13 247,83 8360,00 3925,63 اإلمارات

0,01 0,10 4,33 70,66 707,00 البحرين

0,52 1,64 5164,16 16230,00 9910,87 تونس

0,25 7,37 8196,82 238174,10 32312,00 الجزائر

0,00 3,46 0,41 2320,00 699,68 جيبوتي

0,19 9,48 4357,00 214969,00 22673,00 السعودية

0,57 7,24 19678,26 250000,00 34512,00 السودان

0,31 1,04 5525,60 18518,00 17793,00 سوريا

0,15 5,58 1750,00 63766,00 11420,00 الصومال

0,25 1,60 6829,50 43505,25 27140,00 العراق

0,03 13,22 81,65 30950,00 2340,82 عمان

0,05 0,16 182,10 620,70 3920,00 فلسطين

0,04 1,54 27,10 1143,00 744,03 قطر

0,00 0,68 8,81 1781,80 2611,53 الكويت

0,06 0,23 268,00 1040,00 4560,81 لبنان

0,45 29,96 2644,00 175945,00 5872,90 )2(ليبيا

0,05 1,43 3477,03 100160,00 69993,00 )3(صر م

0,30 2,38 8935,30 71085,00 29892,00 المغرب

0,10 36,51 282,29 103070,00 2823,06 موريتانيا

0,08 2,81 1609,48 55500,00 19720,00 اليمن

0,23 4,55 69577,19 1406146,23 308891,23 الجملة

،2005 لعام 25ي لإلحصائيات الزراعية العربية، المجلد الكتاب السنو: المصدر .امعة الدول العربية، المنظمة العربية للتنمية الزراعية

. ا,�Y/8$ ا,$6روc$Zl �5 أ�p/ ا,�Y/8$ ا,$0?وآ� )1( . ا,�Y/8$ ا,$6روc$Zl . �5 ا,�Y/8$ ا,$0?وآ�)3( ،)2(

Page 291: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

275

هكتار و بعدها في 37,59بينما أعلى قيمة هي تلك المحققة في دولة موريتانيا ب

به الرئيسي التباين هكتار، و هذا التباين و االختالف من بلد آلخر سب 31,00دولة ليبيا ب

الشديد في حجم السكان من قطر آلخر، فال نجد تناسب بين عدد السكان و مساحة الرقعة

.الجغرافية

بينما األراضي الزراعية تقدر مساحتها الكلية بما فيها المزروعة و المتروكـة ب

، و هي تمثل بـذلك نـسبة )42( ألف هكتار حسب ما يوضحه الجدول رقم 70164,84

حيث قدر نصيب الفرد من المساحة المزروعـة . من إجمالي المساحة العربية %5 حوالي

هكتار و هي مساحة منخفضة جدا و يصل في بعض البلدان إلى 0,23 ب 2004في سنة

هكتار في البحرين و في كل من الكويت و جيبوتي تكون معدومة نهائيـا، و ذلـك 0,01

ففي الكويت تمثـل . ضة جدا في المساحة الكلية لضئالة المساحة الزراعية و نسبتها المنخف

)1(.%0,49 ب 2003نسبة المساحة الزراعية من إجمالي المساحة الكلية في سنة

69577,19 نسجل انخفاضا للمساحة المزروعة حيث قدرت ب 2004و في سنة

، مما أثر )2( ألف هكتار 587,65 يقدر ب 2003ألف هكتار مسجلة بذلك تراجعا عن سنة

2003 هكتار في سـنة 4,64ا على نصيب الفرد من المساحة الكلية حيث تراجع من سلب

، بينما تراجع نصيب الفرد من المساحة المزروعة إلـى 2004 هكتار في سنة 4,55إلى

. هكتار0,22حوالي

من % 24,7 مليون هكتار مشكلة بذلك نحو 16,7بينما المساحة المتروكة قدرت بحوالي

.)3(لزراعيةجملة األراضي ا

و لقد تراجع متوسط نصيب الفرد من األراضي الزراعية في الوطن العربي مـن

حـسب 2004 هكتار في عام 0,22 هكتار في بداية التسعينيات إلى حوالي 0,25حوالي

:ما يوضحه الجدول التالي

)42( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1( ).Q)43!ول ر72 أ�]? ا, )2()3( ?�?@l �"50<$"� ا,6را*, �"C?#,4 ,#/م ، ا,$<]$� اFاGH,ا <&Iع ا/W12ص 2004 أو.

Page 292: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

276

)44(الجدول رقم

.استخدامات األراضي في الوطن العربي و العالم

ألف هكتار:المساحة المستخدمة

الوطن العربي2004*

العالم2003

نصيب الفرد من األراضي )هكتار(المزروعة

البيان المساحة

نسبة األراضي المزروعة

المساحةنسبة من األراضي المزروعة

الوطن العربي

العالم

0,04 0,04 17,80 273052,00 24,20 12734,305 األراضي المروية

0,21 0,13 82,20 125903,80 75,80 39931,095 األراضي المطرية

0,25 0,17 100,00 1532090,00 100,00 52665,40 األراضي المزروعة

17307,48 األراضي المتروكة

0,22 69972,88 األراضي الزراعية

، 2004تقرير أوضاع األمن الغذائي العربي لعام : المصدر .13نمية الزراعية، جامعة الدول العربية، ص المنظمة العربية للت

من خالل هذا الجدول يتضح أن الزراعة العربية في معظمهـا زراعـة مطريـة،

تعتمد نسبة كبيرة على كميات األمطار المتساقطة مما يجعل مستويات اإلنتـاج الزراعـي

خطـر مرتبطة مباشرة بالظروف المناخية، و هذا يجعل الزراعة العربية فـي دائـرة ال

خصوصا عندما نعلم أن معظم مساحة البلدان العربية تقع في بيئات جافة و شـبه جافـة،

.مما يجعلها محدودة يصعب زيادتها نتيجة لما تتطلبه من إمكانيات لعملية االستصالح

ألف هكتار مـشكلة بـذلك 39931,095حيث تقدر مساحة األراضي المطرية ب

2003، في حين بلغت هذه النسبة في سـنة )1(2004 في سنة %75,82نسبة تقدر بنحو

و هذه نسبة عالية جدا إذا ما قورنت بنسبة األراضي المروية و التي تقدر %82,2حوالي

، و هذا تأكيد آخـر %24,2 نسبة 2004 بينما بلغت في عام %17,8 ب 2003في سنة

يجعلها متذبذبة على مدى اعتماد الزراعة في الوطن العربي على ما تجود به السماء، مما

.و غير مستقرة

).44( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

Page 293: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

277

و يضاف إلى ذلك أن األراضي الزراعية العربية غير مستغلة بشكل كامل، حيـث

و هـذا %24,73 بنحو 2004نجد منها نسبة هائلة متروكة دون استغالل قدرت في سنة

يجعل القطاع الزراعي يحرم سنويا من استغالل أراضي قابلة للزراعة لسبب من األسباب

يحرم االعتماد العربي من استغالل طاقات إنتاجية متاحة تمكن من التوسـع فـي و ذلك

.توفير غذائه و تقليص الفجوة الغذائية العربية

و نستخلص بأن الزراعة العربية تظل تواجه بشدة تقلبات األمطار و تذبذبها مـن

و هـذا . موسم آلخر، و عدم انتظار الهبوط الفصلي و الشهري في ظل الموسم الواحـد

.يعرض اإلنتاج النباتي و تؤثر سلبا على مردودية القطاع الزراعي العربي

0,04أما من حيث نصيب الفرد من األراضي المروية نجده يكاد ينعدم إذ يقدر ب

هكتـار بالنـسبة لـسنة 0,21هكتار، بينما نصيب الفرد من األراضي المطرية يقدر ب

ألراضي المزروعة قد عرفت تراجعا بالمقارنة و في هذا المجال نجد أن مساحة ا . 2004

ألف هكتـار حيـث 64819، حيث قدرت مساحة األراضي الزراعية ب 2001مع سنة

12153,6خسر الوطن العربي مساحة هامة من األراضي الزراعية بلغـت مـستوى ب

، و انعكس هذا التراجع على مستوى مساحة األراضي المطرية و كذلك المروية، )1(هكتار

2001ما أدى إلى تراجع نصيب الفرد من األراضي خاصة المطرية، حيث بلغ في سنة م

و من جهة أخرى نالحـظ , هكتار 0,13 قدرت ب 2004 هكتار بينما في سنة 0,18نحو

نوع من الثبات على مستوى نصيب الفرد من األراضي المروية التي تبقى خالل الفتـرة

. هكتار0,04 في حدود 2001-2004

).45( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

Page 294: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

278

)45(الجدول رقم

.2001استخدامات األراضي الزراعية في الوطن العربي و العالم عام

ألف هكتار: المساحة

الوطن العربي العالمنصيب الفرد من األراضي

)هكتار( البيان

المساحةنسبة من األراضي المزروعة

المساحةنسبة من األراضي المزروعة

العالمالوطن العربي

0,22 2,19 100,00 64819 100,00 13425432 المزروعةمساحة األراضي

0,04 0,04 18,12 11744 2,02 271689 األراضي المروية

0,18 2,15 81,88 53075 97,98 13153743 األراضي المطرية

الزراعية، ، المنظمة العربية للتنمية 2002 لسنة 22الكتاب السنوي لإلحصائيات الزراعية العربية، المجلد رقم : المصدر . الدول العربيةجامعة

:الموارد المائية . 1-2

تعتبر الموارد المائية ثاني أهم الموارد الزراعية في البلدان العربية، كون أن هناك

إذ توفير األراضي . ارتباط وثيق بين إنتاج و إنتاجية القطاع الزراعي و المورد المائي

لتنمية و تطوير اإلنتاج الزراعي ألن هذه األراضي من أجل استغاللها يبقى غير كافي

و إدخالها في العملية اإلنتاجية تتطلب توفير المياه سواء عن طريق كميات األمطـار

المتساقطة و التي ال يكون للفرد دخل في تحديد معدلها ألنها من هبة اهللا عز وجل، أو

. الجوفيةعن طريق حفر اآلبار و استغالل المياه

و من خالل الجدول التالي يتضح نصيب األقاليم في الدول العربية مـن األمطـار

.السنوية

Page 295: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

279

)46(الجدول رقم

.نصيب األقاليم في الدول العربية من األمطار السنوية

نسبة مئوية السنة / 3مليار م اإلقليـم

57,3 1308 حوض النيل و القرن اإلفريقي

25,7 588 ربيالمغــرب العــــــ

9,2 211 شبــه الجزيـرة العربــة

7,8 178 المشــرق العربـــــي

100 2285 المــجــمــــــوع

. ، صندوق النقد العربي2005التقرير االقتصادي العربي الموحد : المصدر www.amf.org.ae: العنوان االلكتروني

حيث يسود هذه , دان العربية تعتبر ضئيلة جدا إن كمية األمطار التي تهطل على البل

2285الدول المناخ الجاف وشبه الجاف و انخفاض معدالت سقوط األمطار إذ تقدر بنحو

%2، و تعتبر كمية منخفضة جدا إذ ال تتجاوز نسبة 2004 في السنة خالل سنة 3مليار م

).46(من إجمالي األمطار العام حسب الجدول رقم

الل الجدول أن هناك تذبذب في كمية السقوط إذ يستحوذ حـوض كما نالحظ من خ

النيل و القرن اإلفريقي على أكبر نسبة تتجاوز كمية الهطول في مجموع األقاليم الثالثـة

و يأتي المغرب العربي في المرتبة الثانية مـن حيـث %57,3األخرى، حيث بلغ نسبيا

لنسبة الباقية بين كل من شبه الجزيـرة لتتوزع ا %25,7كمية األمطار و التي تقدر بنسبة

فمن خالل هذه النسب نجد هناك تبـاين . %7,8 ثم المشرق العربي ب %9,2العربية ب

شديد بين إقليم و آخر، و تظهر حدة هذا التباين أكثر عند المقارنة بـين مجمـوع الـدول

ى التوالي العربية إذ كانت أدنى كمية هطول سنوي من نصيب دولة فلسطين و األردن عل

بينما الكمية األكبر كانت من نـصيب دولـة الـسودان بنحـو 3 مليار م 8,5، 3 مليار م 8

، و هذا التفاوت في النسب من جهة، و ضعف كمية األمطار المتساقطة 3 مليار م 1094,4

على الدول العربية بالمقارنة مع الكمية العالمية و كذلك مساحة الوطن العربي من جهـة

لزراعة العربية تعاني من مشكلة الموارد المائية خصوصا عنـدما نعلـم أن ثانية، يجعل ا

نسبة كبيرة من األراضي تعتمد في زراعتها على الكميات المتهاطلة من األمطار، و هـذا

Page 296: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

280

يدخل المنطقة العربية دائرة العجز المائي بسبب عامل هام يتمثل في عدم تمكـن البلـدان

الكميات المتساقطة إذ تتسرب نـسبة هائلـة منهـا دون العربية من استغالل عقالني لتلك

مـن %5حيث يبلغ معدل الفاقد من كمية مياه األمطار نتيجة التبخر حـوالي . استغاللها

مجموع الكميات المتساقطة، كما يبلغ االنسياب السطحي من كميـات األمطـار حـوالي

ية عبـر الطرقـات و ، و ذلك بسبب عدم وضع وصيانة المسالك المائ )1( 3 مليار م 1,3%

.الوديان التي تسمح بتجميعها و تنظيمها ضمن القنوات الكبرى المؤدية إلى السدود

338أما فيما يخص الموارد المائية العربية السطحية و الجوفية فتقـدر بحـوالي

، أما النصف )2( 3 م 173، أي ما يقدر ب %51 غير أن المستغل منها ال يتجاوز 3مليار م

. عرضة للهدر و الضياعالباقي فيكون

كما تتوزع مياه األنهار في الدول العربية بشكل غير متـوازن إذ يتركـز الجـزء

و الـسودان %26 و العراق ب %34األكبر منها في ثالث دول عربية، و هي مصر ب

)3(.3 مليار م296، إذ تقدر كميات المياه المتوفرة سنويا بنحو %11ب

ي مياه الجريان السطحي في الدول العربية حوالي و يتمثل نصيب وحدة المساحة ف

كما يبلغ متوسط نصيب . كمتوسط عالمي 2كلم/ثانية/ لتر 9,67 مقابل 2كلم/ثانية/ لتر 0,75

و هذه األرقام و النسب تؤكد مدى خطـورة الوضـع . )4( 3 م 7100الفرد العالمي حوالي

من مائي، إذ يشترط في الـدول المائي في الدول العربية، حيث نجدها تعاني من حالة الالأ

العربية من أجل تحقيق أمن غذائي البد كخطوة أساسية أن تتمكن من تحقيق أمن مـائي و

ذلك لدور و أهمية الماء في الحياة االقتصادية و االجتماعية فيستخدم في مجاالت عديـدة

فة إلـى أهمها لالستهالك اإلنساني، حيث يعتبر من المكونات األساسية للغـذاء باإلضـا

.استخدامه الواسع في مجال الزراعة ثم الصناعة بمختلف فروعها

و على الدول العربية أن تعيد النظر في سياستها المائيـة بحيـث تقـوم بإعـداد

مخططات مائية على المدى الطويل، من أجل تحقيق مستويات مقبولة من األمـن المـائي

)1( 4C?#,8<� ، ا,0@?�? )<!وق ا,<@! ا, !Y�$,4 اC?#,5، ص 2005 ا.102/دي ا. )2( C?#,ا,0@?�? ا.102/دي ا !Y�$,ص 8,2005<� 4 ا ،BC/8,ا D=?$,ا :E� ،5. )3( !Y�$,4 اC?#,ص 8,2005<� ا,0@?�? ا.102/دي ا ،BC/8,ا D=?$,ا :E� ،5. )4( !Y�$,4 اC?#,ص 8,2005<� ا,0@?�? ا.102/دي ا ،BC/8,ا D=?$,ا :E� ،5.

Page 297: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

281

أن كميـات ) 47( الجدول رقـم حيث يوضح . تكون في مستوى تحديات الطلب المستقبلي

كما يوضـح . 3 مليار م 378 حوالي 2030الطلب على المياه في الدول العربية حتى عام

هذا الجدول حدة الفجوة المائية المتوقعة بين العرض و الطلب و التي تتحـول فـي ظـل

المائي العقود القادمة إلى عجز مائي حقيقي ما لم تستعد هذه الدول للتزايد المتوقع للطلب

العربي، و ذلك من خالل تجنيد كافة اإلمكانات المتاحة من أجل مضاعفة هذا المورد الهام

و استغالله بطريقة اقتصادية رشيدة من خالل إدخال التقنيات و األساليب العلمية المتطورة

.في تسيير و استخدام المياه في الدول العربية

)47(الجدول رقم

.في الدول العربيةتوقعات الطلب على المساه

3مليار م: الوحدة

الزراعة السنةالشرب و االستعماالت الصناعية و األهلية

اإلجمالي

2000 320 18 338

2010 354 29 383

2020 369 40 409

2030 378 58 436 .6، المنظمة العربية للتنمية الزراعية ص2005التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة : المصدر

:القوي العاملة في الزراعة . 1-3

إن أكبر مشكلة تبقى تواجد القطاع الزراعي هي مشكلة هجرة اليـد العاملـة مـن

األخرى، بسبب هجرة المجتمعات الريفية ةالقطاع الزراعي إلى بقية القطاعات االقتصادي

مليون عامل و 33 بحوالي 2003إلى المدن، حيث قدرت القوى العاملة الزراعية في عام

من إجمالي القوى العاملة في القطاعات االقتـصادية األخـرى %29,5و ما يقابل نحو ه

، مسجال القطاع الزراعي بذلك انخفاضـا يقـدر )1(1995 في سنة %35مقارنة بحوالي

في حجم العمالة الزراعية و ذلك في غضون ثمانية سنوات، و يرجع سـبب %5,5بنسبة

ستوى األجور في القطـاع الزراعـي، و ارتفـاع االنخفاض بالدرجة األولى إلى تدني م

)1( !Y�$,4 اC?#,8,2005<� ا,0@?�? ا.102/دي اBC/8,ا D=?$,ا :E� .7، ص ،

Page 298: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

282

كما أن الزراعة العربية . مستوى البطالة المقنعة نتيجة للطبيعة الموسمية لإلنتاج الزراعي

أكثرها زراعة مطرية بحيث العامل يعمل فقط في فترات زمنية محدودة، إذ معظم شهور

زادت مـن تـسرب اليـد السنة يكون فيها عاطل عن العمل و كل هذه العوامل و غيرها

العاملة من القطاع الزراعي نحو قطاعات اقتصادية تتميز إلى حد ما باالستقرار النـسبي

في مجال التشغيل، كما أنها تعطي مستويات أجور أعلى من تلك المعطـاة فـي القطـاع

.الزراعي

كما يواجه القطاع الزراعي على مستوى العمالة عامل هام يتمثل في إشكالية تأهيل

اليد العاملة الزراعية، حيث نسبة كبيرة من القوى العاملة الزراعيـة ال تتمتـع بمـستوى

تأهيل و تكوين عاليين، إذ غالبيتها أيدي عاملة بسيطة ال تتقن استخدام التقنيـات الحديثـة

سواء على مستوى اآلالت و التجهيزات الزراعية، أو علـى مـستوى أسـاليب تغذيـة

.نمية السالالت الزراعية الجيدة و كيفية اختبار نوعيتهااألراضي و الحفاظ على ت

:مستوى اإلنتاج النباتي و الحيواني -2

تتمثل في مجموعات غذائية رئيسية و تشمل الحبوب، الـسكر و : اإلنتاج النباتي -2-1

الزيوت النباتية، و هي تتميز بمستويات إنتاج متدنية في الدول العربية، وتـنعكس

الذاتي حيث نجد الدول العربيـة، فـي ء معدالت االكتفا سلبا تلك المستويات على

إذ تلجأ لتغطية هذا الـنقص إلـى %50أحسن ظروفها المناخية ال تتجاوز نسبة

االعتماد على استيراد هذه السلع الغذائية و هذا ما يفسر الظهور المتنـامي لهـذه

. المجموعة في قائمة الواردات الغذائية العربية

موعة مجموعة الحبوب، إذ تعتمد الدول العربيـة علـى و يتصدر هذه المج

الحبوب كمصدر رئيس للغذاء، و هذا يجعل هـذه المجموعـة ضـمن أولويـات

الزراعة العربية مساحة و إنتاجا، رغم أنها ال تزال بعيدة عـن مجـال معـدالت

.مقبولة من االكتفاء الذاتي على المستوى العربي

بة اإلنتاج العربي إلى اإلنتاج العـالمي و من خالل الشكل التالي تتضح نس

.2001-2000لمجموعات غذائية منخفضة اإلنتاج، خالل سنتي

Page 299: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

283

)07(الشكل رقم

.2001-2000نسبة اإلنتاج العربي إلى اإلنتاج العالمي غذائية منخفضة اإلنتاج الفترة

.2006-03-15تاريخ االطالع org.odadd.aoad.www: العنوان االلكتروني: المصدر

.2000نسبة اإلنتاج لعام .2001نسبة اإلنتاج لعام

%2,3، أن اإلنتاج العربي من الحبوب لم يتجاوز نسبة )07(و يشير الشكل رقم

مليون طن 47,2، حيث قدرت كمية اإلنتاج بنحو )من اإلنتاج العالمي ( 2001في سنة

، حيث ارتفع 2000و هذه الكمية تعتبر كمية ضعيفة جدا رغم أن هناك تحسن عن سنة

و ذلك يرجع أساسا إلى األحوال المناخية المواتية 2001 في سنة %22اإلنتاج بحوالي

خاصة في الدول التي تعتمد الزراعة فيها 2001التي رافقت موسم إنتاج الحبوب لسنة

.ة و يأتي في مقدمتها دول المغرب العربيعلى كميات األمطار المتساقط

إذ ذلك لم يغير األمر كثيرا و بقيت نسبة اإلنتاج العربي من الحبوب منخفضة و

ال تستجيب لنسبة التغير في الطلب المتزايد على هذه المادة األساسية في الوجبة الغذائية

.العربية

2001را خالل سنة و نفس الشيء يقال على إنتاج القمح الذي عرف نموا معتب

، 2000 عن سنة %26 مليون طن مسجال بذلك زيادة تقدر بحوالي 21,1حيث بلغ نحو

نسبة %اإلنتاج

1,9

2,9

1,9

1,5

2,3

3,6

1,9

1,4

0

0,5

1

1,5

2

2,5

3

3,5

4

المحاصيل الحبوب القمح السكر الزيوت النباتية

Page 300: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

284

من اإلنتاج العالمي للقمـح فـي %2,9 من اإلنتاج العالمي عوض %3,6و تمثل نسبة

.2000سنة

بينما ظلت كل الزيوت النباتية و منتوج السكر تعرف نوع من االستقرار النسبي

المتدنية، حيث بلغت نسبة إنتاج السكر العربي إلـى اإلنتـاج العـالمي عند المستويات

مـن %1,5، بينما الزيوت النباتية لم تتجاوز نسبة 2001 و 2000 خالل سنتي 1,9%

، و هـي فـي %1,4 إلى نسبة 2001 لتتراجع في سنة 2000اإلنتاج العالمي في سنة

عربية نحو التطور حيث ال يحقـق جميع الحاالت نسبة منخفضة تدفع الفجوة الغذائية ال

. من االحتياجات%35اإلنتاج العربي للسكر سوى

و لقد ظل التذبذب و االنخفاض السمتان التان طبعتا مستويات اإلنتاج الزراعـي

).8(من المحاصيل الزراعية الرئيسية مثل ما يوضحه الشكل رقم

)08(الشكل رقم

ية الرئيسية في الدول العربيةتطور اإلنتاج الزراعي من المحاصيل الزراع

.2004-2003 لعامي

.9التقرير االقتصادي العربي الموحد، صندوق النقد العربي، ص: المصدر

.2003نسبة اإلنتاج لعام .2004نسبة اإلنتاج لعام

المحاصيل

54,6

42,3

25,6

31,3

96,5

47,7

43,9

28,4

32,3

8,55,6

0

10

20

30

40

50

60

���� %ا����ج

المحاصيل الفواكه الخضروات الحبوب البذور الزيتية السكرية

الدرنيات

Page 301: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

285

قـد 2004، نجد أن معظم محاصيل الحبوب في سنة )8(و من خالل الشكل رقم

% 14,7، إذ سجل إنتاج القمح انخفاضا بنـسبة 2003سجلت انخفاضا بالمقارنة مع سنة

، و %3،7 و المساحة المحـصولية بنـسبة % 11,5و السبب في ذلك تراجع الغلة بنسبة

ارتكز ذلك االنخفاض في عدد من الدول العربية المنتجة للقمح مثل المغرب و سـوريا و

و % 42,5 بسبب انخفاض الغلة بنـسبة %46شعير بنسبة تونس، كما انخفض إنتاج ال

كما سجلت المحاصيل المطرية األخرى تطورات متباينة وفق مـا . كان معظمه في سوريا

.يوضحه الجدول التالي

)48(الجدول رقم

.2004تطور إنتاج المحاصيل الزراعية في الدول العربية لعام

.نسبة مئوية: الوحدة

اإلنتاج المحصولمساحة ال

المحصولية اإلنتاج المحصول الغلة

المساحة المحصولية

الغلة

17,2 - 5,4 12,7 - البذور الزيتية 21,0 - 10,6 12,6 - الحبوب

28,6 19,1 - 4,0 الخضروات 11,5 - 3,7 14,7 - القمح

6,4 0,6 7,0 الفواكه 42,5 - 6,1 46,0 - الشعير

2,0 - 11,2 9,0 األلياف 0,9 - 5,2 6,0 - الدرنيات

2,6 0,8 3,9 المحاصيل السكرية 10,0 - 4,0 6,4 - البقوليات

10، صندوق النقد العربي ص2005التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة : المصدر

و على العموم نالحظ أن معظم المحاصيل الزراعية قد سجلت تراجعا خالل سـنة

يبقى اإلنتاج الزراعي يعاني من ظـاهرة ، و ذلك ناتج عن تراجع متوسط الغلة و 2004

التقلب و عدم االستقرار، و على البلدان العربية وضـع اسـتراتيجيات تجعـل القطـاع

.الزراعي أكثر استقرارا و أكثر استجابة للحاجيات الغذائية لهذه الدول

Page 302: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

286

:اإلنتاج الحيواني -2-2

التباين بين األقطـار تتسم نظم تربية الثروة الحيوانية في الدول العربية بالتنوع و

العربية، حيث يرتكز نظام تربية المواشي في عدد من الدول العربية على الرعي

المتنقل الذي يمارسه البدو الرحل بحثا عن العشب و الغذاء، خاصة في المنـاطق

الصحراوية و شبه الصحراوية، و هذا النظام له انعكاسات سـلبية علـى الثـروة

ذ يجعلها عرضة لإلجهاد من خالل التنقـل المـستمر مـن إ. الحيوانية و إنتاجها

منطقة ألخرى، و كذلك عرضه لألمراض التي تلتقطها من بيئة إلى أخرى، كمـا

أن تنقل قطيع الحيوانات في ظروف مناخية متباينة و صعبة سوف يـؤدي إلـى

باإلضافة إلى نقص الغذاء على مستوى المراعي التـي . انخفاض معدالت نموها

رها تخضع لعامل المناخ و يتوقف إنتاجها على مدى مالءمـة الظـروف هي بدو

المناخية السائدة و يضاف إلى ذلك عامل اإلهمال و سوء استغالل المراعي خاصة

و أنها تدخل ضمن الملكية العامة إذ تتجلى فيها ظاهرة الرعي المبكر، و الحمولة

ة الدواجن و الحيوانات نجـده الزائدة و غياب الدورة الرعوية، كما أن انتشار تربي

بكثرة على مستوى الحيازات الزراعية الصغيرة، و تعتبر تربية المواشـي وفقـا

.لنظام اإلنتاج الكبير المتخصص و المكثف و الحديث محدودة االنتشار

و تشهد سلع اإلنتاج الحيواني تطورا ملحوظا في إنتاجهـا خـالل الفتـرة

، و ذلك يرجع إلى انتهـاج )49( رقم حسب ما يوضحه الجدول 2004 و 1995

الدول العربية أسلوبين األول يعتمد على التوسع األفقي من خالل العمل على زيادة

، بينما يرتكز األسلوب الثاني على زيادة اإلنتاج الحيواني من اللحم تعدد الحيوانا

:و اللبن و الصوف و البيض، و يظهر ذلك من خالل الجدول التالي

Page 303: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

287

)49(ول رقمالجد

2004-2000 و 1995تطور اإلنتاج الحيواني في الوطن العربي

.نسبة مئوية: الوحدة

2004 2003 2002 2001 2000 1995 البياننسبة التغيير

%السنوي1995-2004

%نسبة التغيير 2003-2004

1,1 - 4,3 6,738 6,811 6,853 6,506 6,361 4,626 اللحوم

1,9 - 3,8 4,072 4,151 3,918 3,844 3,923 2,908 لحوم حمراء

0,2 - 5,0 2,666 2,660 2,935 2,665 2,438 1,718 لحوم بيضاء

7,4 - 2,6 20,077 21,685 20,488 19,521 18,721 15,907 األلبان

6,5 - 4,4 1,243 1,329 1,365 1,169 1,118 8,41 البيض

.المنظمة العربية للتنمية الزراعية: المصدر

Page 304: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

288

يظهر اإلنتاج الحيواني قد عرف تزايدا ملحوظا ) 49(فمن خالل الجدول التالي رقم

، و ذلك في مختلف أنواعه، حيـث ارتفـع عـدد الوحـدات 2003-1995خالل الفترة

مليـون رأس عـام 93,4 إلى حـوالي 2004 مليون رأس عام 74الحيوانية من حوالي

ال يوضـح ) 49(ن الجـدول رقـم غير أ , )1(%3، أي بمعدل نمو سنوي يقدر ب 2004

الزيادة في عدد الرؤوس على مستوى اإلنتاج، إذ نجد أن كميات اإلنتاج الحيـواني لـسنة

قد تراجعت و السبب في ذلك يرجع إلى الظروف المناخية و الجفـاف و ضـعف 2004

يات اإلمكانيات التنموية و سوء التسيير على مستوى هذا النشاط لقلة الخبرة و المعرفة بتقن

.التربية

و للدول العربية إمكانات لتطوير نوعية المواشي و أعدادها و زيادة قـدرتها علـى

اإلخصاب و التناسل، و تحسين كفاءتها اإلنتاجية بشرط توفير متطلبات التربية المالئمة و

بطرق حديثة و لن يتحقق ذلك إال من خالل توفير التغذية الصحية الكافيـة و المـستديمة

و مـن . ستمر على مدار السنة، و على أسـس علميـة و اقتـصادية مدروسـة بشكل م

الضروري تأهيل األفراد الذين يمارسون هذه األنشطة و االعتماد على الطـرق العلميـة

الحديثة لعملية التهجين بين السالالت الجيدة ذات اإلنتاج الوفير و السالالت الضعيفة ذات

.اإلنتاج المنخفض

.الناتج الزراعي العربي: المطلب الثاني

يعتبر الناتج الزراعي العربي مؤشرا هاما لقياس درجة األداء االقتصادي للقطاع

.الزراعي العربي، فهو يدخل كمكون أساسي من مكونات الناتج المحلي اإلجمالي

:الناتج المحلي اإلجمالي -1

يعتمـد هـذا يعتبر الناتج المحلي اإلجمالي مؤشرا هاما لقياس نمو االقتصاد، حيث

األخير على تحديد مساهمة كل قطاع اقتصادي في تكوين هذا النـاتج و بالنـسبة للـدول

870، إذ قدر ب 2004العربية نجد أن هذا المؤشر قد عرف ارتفاعا ال بأس به في سنة

)1( �>8, !Y�$,4 اC?#,ص 2005 ا,0@?�? ا.102/دي ا BC/� D=?& ،11.

Page 305: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

289

مليار 751 مقدار 2003، حيث بلغ سنة )50(مليار دوالر حسب ما يوضحه الجدول رقم

لعـام %11,3 مقارنة بـ % 15,8عدل نمو باألسعار الجارية بنحو دوالر محققا بذلك م

بـدأ 2002، و من خالل مالحظتنا للجدول نجد أن الناتج اإلجمالي ابتداء من سنة 2003

751 إلى 2002 مليار دوالر في سنة 674,8يعرف ارتفاعا مستمرا حيث انتقل من قيمة

%11,3باألسعار الجارية قـدر بــ محققا بذلك معدل نمو 2003مليار دوالر في سنة

و يرجع هذا النمو المنخفض نتيجة %1,8بالمقارنة مع السنة الماضية أين بلغ معدل النمو

%2,9-، حيـث قـدر ب 2001التراجع الذي حققه الناتج المحلي اإلجمالي فـي سـنة

.باألسعار الجارية

)50(الجدول رقم

.2004-2000ل الفترة الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية خال

)%(معدل النمو السنوي السنوات

الناتج المحلي اإلجمالي 2000باألسعار الثابتة لعام باألسعار الجارية )مليار دوالر(

2000 682,7 15,6 5,0

2001 662,9 - 2,9 1,9

2002 674,8 1,8 2,3

2003 751,0 11,3 6,1

2004 870,0 15,8 6,7

.14، صندوق النقد العربي ص2005ير االقتصادي العربي الموحد لسنة التقر: المصدر

إلى ارتفـاع 2002و يرجع ذلك النمو في الناتج المحلي اإلجمالي ابتداء من سنة

عوائد الصادرات النفطية بسبب ارتفاع أسعارها العالمية، و بذلك سـاهمت فـي ارتفـاع

درة للنفط، مما سمح لهذه الدول بالتوسع في إيرادات الموازنات العامة للدول العربية المص

و دفع عجلة التنمية لمختلف القطاعات االقتـصادية، كمـا أن . سياسة اإلنفاق االستثماري

Page 306: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

290

هذه اآلونة تزامنت مع استمرار تطبيق اإلصالحات االقتصادية و فتح المجال أمام القطاع

. الخاص و اعتباره أحد المحاور األساسية لتحقيق التنمية

فكل ذلك أدى إلى تحسين األداء االقتصادي العربي في معظـم الـدول العربيـة،

خاصة منها التي تملك ثروات نفطية معتبرة، حيث بلغ أقصى معدل نمو للنـاتج المحلـي

% 20,0 و % 20,6 مليـار و 24,7 قيمـة 2004اإلجمالي باألسعار الجارية في سنة

.قطرعلى التوالي في كل من الجزائر، الكويت و

و لقد استمرت العديد من الدول العربية في تطبيق سياسات اإلصالح مـن أجـل جعـل

تواكب التحوالت الدولية، و رفع قدرتها على مواجهـة المـشاكل التنمويـة ااقتصادياته

ظلت تعيق المسارات التنموية العربية و أهمها مشكلة البطالة، و اعتمـاد األساسية و التي

ع مصادر الدخل، و تنويع هيكلة الـصادات العربيـة ممـا يجعـل نسبة كبيرة على تنوي

العربية األكثر عرضة لألزمات االقتصادية ألن بقائهـا واسـتمرار نموهـا تاالقتصاديا

، و هذا يقودنا إلى القول أنـه رغـم امرهون باستقرار األسعار العالمية للنفط و ارتفاعه

، إال أن غالبية الدول لم تـتمكن مـن )1(ولارتفاع معدالت النمو االقتصادي العام لهذه الد

، حيـث لـم ةتحقيق خطوات تنموية معتبرة تجعلها قادرة على مواجهة التحديات المستقبلي

تحقق انجازات هامة في مجال تطوير التعليم و التدريب و البحث العلمي، حيث أصـبحت

رقي إلى مصاف الدول هذه األخيرة من الوسائل الضرورية التي تمكن الدول العربية من ال

المتقدمة من خالل قدرتها على مواكبة التطور الحاصل في أساليب و نوعية طرق اإلنتاج

.و كذلك فيما يتعلق بطرق اإلدارة الحديثة و طرق التسويق

:الناتج الزراعي العربي -2

الناتج الزراعي مكون رئيسي من مكونات الناتج المحلي اإلجمالي، و لقد الحظنا مـن

قد عرف النـاتج المحلـي اإلجمـالي 2002أنه ابتداءا من سنة ) 50( الجدول رقم خالل

ارتفاعا مستمرا و يرجع سبب االرتفاع إلى نسبة النمو التي حققها الناتج الزراعي خـالل

).51( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

Page 307: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

291

تظهر المساهمة المتنامية للناتج الزراعـي فـي ) 51(فمن خالل الجدول رقم . تلك الفترة

، حيث قدرت قيمة الناتج الزراعي في سنة 2004حتى 1995فترة الناتج اإلجمالي خالل ال

، ولقـد %9,5 مليون دوالر، محققة بذلك نسبة مساهمة تقـدر ب 45,150 بقيمة 1995

و 2003استمر هذا االرتفاع على مستوى الناتج الزراعي ليصل على التوالي فـي سـنة

أن نـسبة المـساهمة مليون دوالر، غيـر 67,062 مليون دوالر و 62,702 إلى 2004

شهدت تراجعا خالل العامين األخيرين و ذلك ألن نسبة الزيادة في الناتج المحلي اإلجمالي

كانت أكبر من نسبة الزيادة في الناتج الزراعي، مما جعل مساهمة الناتج الزراعـي فـي

و %8,3 على التـوالي تقـدر ب 2004 و 2003الناتج المحلي اإلجمالي بالنسبة لسنتي

سجل انخفاضا عـن سـنة 2004 باألسعار الجارية، كما أن الناتج الزراعي لسنة 7,7%

، كما يطبع الناتج الزراعي التذبذب و التغير من بلد عربي إلى آخر و من ثم نجـد 2003

تباين في مساهمة الناتج الزراعي في الناتج المحلي اإلجمالي على مستوى الدول العربية،

أن قيمة الناتج الزراعي للدول العربية كانت تتـراوح بـين )52(حيث يبين الجدول رقم

مليون دوالر بالنسبة لدولـة قطـر، و أقـصاها 55 و تقدر ب 2004أدنى قيمة في سنة

مليون دوالر، مما يجعل مساهمة الناتج الزراعـي 7784كانت في الجزائر و قدرت ب

في قطر لـسنة %0,2 إلى متباينة و شديدة التفاوت من دولة ألخرى، فوصلت أدنى نسبة

باألسعار الجارية و أعلى نسبة مساهمة سـجلتها دولـة الـسودان، و قـدرت ب 2004

و يعكس التباين في األهمية النسبية للناتج الزراعي في الدول العربية حالة عـدم 37,8%

التوازن القطاعي، إذ هناك دول محدودة اإلمكانيات الزراعية مما يجعل القطاع الزراعـي

ل أهميته بالنسبة لتلك الدول، في حين هناك دول أخرى يلعب القطاع الزراعـي فيهـا تق

دورا رئيسيا، و ترجع النسب العالية المحققة في بعض الدول إلى جودة الموسم الزراعـي

بسبب وفرة األمطار و خصوصا و نحن نعلم أن معظم الزراعة العربيـة هـي زراعـة

ل مساهمة الناتج الزراعي تتوقف على مدى مالئمـة مطرية في المقام األول، و هذا يجع

أما إذا . المناخ، فإذا توفرت األمطار بشكل منتظم انعكس ذلك إيجابا على الناتج الزراعي

تميز الموسم بنقص األمطار أو هطولها بشكل غير منتظم و في أوقات ال توافـق عمليـة

Page 308: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

292

مما يؤدي إلى تذبذبه و تراجعه الزرع أو الجني، فينعكس ذلك سلبا على الناتج الزراعي،

.في مختلف السنوات و الدول

)51(الجدول رقم

.2004-2000الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية خالل الفترة

.نسبة مئوية/ مليون دوالر: الوحدة

2004 2003 2002 2001 2000 1995 البيانمعدل النمو

%السنوي 95-2004

معدل النمو %السنوي 2004

لناتج المحلي ا 15,8 6,8 870,041 751,037 674,817 662,863 682,726 477,477 اإلجمالي

7,0 4,5 67,062 62,702 57,901 58,101 56,503 45,150 الناتج الزراعي

نسبة الناتج الزراعي إلى الناتج

المحلي اإلجمالي9,5 8,3 8,8 8,6 8,3 7,7

.2، صندوق النقد العربي ص2005الموحد لسنة التقرير االقتصادي العربي : المصدر

Page 309: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

293

)52(الجدول رقم

).2004-2002خالل الفترة (الناتج المحلي اإلجمالي و الناتج الزراعي باألسعار التجارية

.مليون دوالر: الوحدة

الناتج الزراعي االحتمالي الناتج المحلي اإلجمالي الدول

2002 2003 2004 2002 2003 2004 160,00 10 515,00 11 210,00 252,00 276,00 561,00 9 األردن

645,00 88 833,00 103 479,00 2 492,00 2 750,00 2 694,00 75 اإلمارات

606,00 9 067,00 11 57,00 61,00 66,00 448,00 8 البحرين

903,00 26 253,00 29 380,00 2 240,00 3 682,00 3 143,00 23 تونس

011,00 68 800,00 84 236,00 5 589,00 6 784,00 7 941,00 56 لجزائرا

625,00 662,00 18,00 19,00 20,00 592,00 جيبوتي

573,00 214 558,00 250 627,00 9 721,00 9 917,00 9 551,00 188 السعودية

121,00 19 019,00 22 144,00 6 164,00 7 334,00 8 475,00 16 السودان

680,00 21 501,00 23 197,00 5 380,00 5 416,00 5 669,00 20 سوريا

300,00 1 304,00 1 976,00 973,00 835,00 301,00 1 الصومال

900,00 19 700,00 33 760,00 2 006,00 2 191,00 3 800,00 26 العراق

698,00 21 824,00 24 412,00 423,00 421,00 304,00 20 عمان

921,30 3 744,98 3 349,00 480,78 363,86 779,70 3 فلسطين

701,00 23 451,00 28 50,00 55,00 55,00 707,00 19 قطر

195,00 46 719,00 55 197,00 217,00 238,00 111,00 38 الكويت

123,00 18 754,00 19 357,00 1 415,00 1 542,00 1 376,00 17 لبنان

358,00 24 609,00 27 062,00 1 066,00 1 184,00 1 360,00 19 ليبيا

495,00 81 491,00 78 204,00 13 718,00 12 133,00 11 710,00 85 مصر

813,00 43 031,00 50 820,00 5 048,00 8 037,00 9 094,00 36 المغرب

164,00 1 346,00 1 185,00 219,00 234,00 988,00 موريتانيا

266,00 11 908,00 12 507,00 1 615,00 1 782,00 1 292,00 10 اليمن

258,30 756 089,98 875 227,00 59 153,78 64 260,86 68 896,70 679 الجملة

.المنظمة العربية للتنمية الزراعية-،جامعة الدول العربية2005 لعام 25الكتاب السنوي لإلحصائيات الزراعية، المجلد : المصدر

Page 310: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

294

:نصيب الفرد من الناتج الزراعي -3

نجد أن متوسط نصيب الفرد من الناتج الزراعي فـي عـام )52(من الجدول رقم

للفرد، حيث عرف ارتفاعا نسبيا عن السنة الماضـية، / دوالر 226 قد بلغ حوالي 2004

و بالرجوع إلى التسعينيات فقد بلغ متوسط نصيب الفرد مـن . للفرد/ دوالر 216قدر ب

ستوى منخفض بالمقارنـة للفرد، و هو م / دوالر 189 قيمة 1995الناتج الزراعي في عام

، حيث يوضح متوسط نصيب الفرد من الناتج الزراعي مـدى 2000مع مستوى سنوات

كفاءة القطاع و قدرته على سد االحتياجات االستهالكية من الغذاء ألفراد الدولـة، و مـن

، يتضح التباين في متوسط نصيب الفرد من الناتج الزراعي فيما )53(خالل الجدول رقم

ول العربية، حيث نجده في بعض الدول يكون مرتفعا، بحيث يتجاوز نظيره علـى بين الد

للفـرد، / دوالر 630المستوى العربي و حتى العالمي و ذلك في كل من اإلمارات بقيمـة

371للفـرد، تـونس بقيمـة / دوالر 339للفرد، لبنان بقيمة / دوالر 440السعودية بقيمة

، بينما يكون منخفضا جدا في الدول األخرى إذ لم 2004للفرد و ذلك بالنسبة لسنة /دوالر

للفـرد / دوالر 26للفرد و كان أدنى مستوى محقق في جيبوتي بقيمة / دوالر 100يتجاوز

للفرد، في حين كانـت مـستويات متوسـطة / دوالر 52 و األردن بقيمة 2004في سنة

.ليبياللفرد في كل من مصر، عمان، العراق، / دوالر200 و 100تتراوح ما بين

نصيب الفـرد 2004 و 2003و على العموم نستخلص من الجدول أن بين عامي

من الناتج الزراعي قد عرفت تراجعا و بمعدالت تغير نسبي متفاوتة في معظـم الـدول

العربية على سبيل المثال سورية، قطر، مصر، السعودية، و هذا يشير إلى تراجع قـدرة

مما ينعكس في صـورة . جات االستهالكية من الغذاء القطاع الزراعي على توفير االحتيا

.فجوة غذائية و عجز األفراد في الحصول على غذاء كامل كما و نوعا

Page 311: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

295

)53(الجدول رقم

).2004-2000 و 1995( نصيب الفرد من الناتج الزراعي في الدول العربية

.دوالر: الوحدة

"دوالر " نصيب الفرد من الناتج الزراعي الدول

1995 2000 2001 2002 2003 2004

226 216 204 210 209 189 مجموع الدول العربية

52 48 41 35 35 58 األردن

330 617 660 692 759 509 اإلمارات

93 89 85 90 95 89 البحرين

371 328 244 241 251 229 تونس

221 192 156 162 142 146 الجزائر

26 26 25 25 25 24 جيبوتي

440 442 448 454 456 465 ديةالسعو

248 218 190 168 150 80 السودان

301 306 303 307 286 327 سوريا

118 76 108 112 88 124 العراق

186 182 162 165 162 180 عمان

83 87 80 114 116 163 قطر

90 87 81 67 62 58 الكويت

399 368 355 334 342 249 لبنان

185 171 176 396 499 554 ليبيا

162 189 200 214 240 166 مصر

295 267 196 181 161 183 المغرب

78 76 66 66 70 108 موريتانيا

86 80 77 78 73 67 اليمن

.، صندوق النقد العربي2005التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة : المصدر

Page 312: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

296

:نصيب الفرد من االستهالك -4

يه العائلي و الحكومي، فالزال نصيب الفرد منـه فيما يخص مستويات االستهالك بشق

و يعتبر متوسط نصيب الفرد من االسـتهالك العـائلي . منخفضا في غالبية الدول العربية

على ما ينفقه األفراد على الغذاء و اللباس و المسكن و الصحة، و التعلـيم و الترفيـه و

بأقـل 2004المتوسط في عام ، حيث قدر هذا )1(غيرها من المتطلبات االستهالكية للفرد

دوالر في اليوم، و ذلك في كل من جيبوتي و السودان و موريتانيا و اليمن حـسب 2من

مـن إجمـالي %19,6، إذ يشكل سكان هذه الدول حوالي )54(ما يوضحه الجدول رقم

دوالر 6 دوالر و أقل من 2سكان الدول العربية، بينما يتراوح هذا المتوسط بين أكثر من

ي كل من األردن و تونس، الجزائر، سوريا، العراق، ليبيا، مصر و المغـرب و الـذي ف

من إجمالي سكان الدول العربية، بينما باقي الدول يتـراوح %67,9يشكل سكانها حوالي

دوالر في اليوم مثل اإلمارات، البحرين، 33 دوالر و 9متوسط نصيب الفرد فيها ما بين

.إلخ... عمان، قطر،

لتالي فإن معظم الدول العربية تعرف مستويات متدنية من متوسط نصيب الفرد مـن و با

.اإلنفاق االستهالكي العائلي

أما متوسط نصيب الفرد من اإلنفاق االستهالكي الحكومي فهو يعبر عن قيمـة الخـدمات

االستهالكية الجماعية التي تقدمها الحكومة إلى المجتمـع ككـل كالـضمان االجتمـاعي،

.)2(ة العمومية و الخدمات الثقافيةالصح

نجد أن متوسط نصيب الفرد من االستهالك الحكومي في ) 54(و من الجدول رقم

دوالر في اليوم بالنسبة للدول العربية، و ينقسم إلى ثالثـة 1,45 يقدر بحوالي 2004عام

أقل من دوالر و 1فئات أقل من دوالر واحد في اليوم و نجده في تسعة دول، و أكبر من

دوالر للفرد في اليوم في أربعة دول و الباقي من الدول يتراوح متوسط نصيب الفـرد 5

. دوالر للفرد في اليوم19,21 دوالر و 6,80فيها بين حوالي

22، نفس المرجع السابق، ص التقرير االقتصادي العربي الموحد )1( .23، نفس المرجع السابق، صالتقرير االقتصادي العربي الموحد )2(

Page 313: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

297

و هذه المستويات المنخفضة على العموم من متوسط نصيب الفرد من االستهالك بشقيه

إذ يجب علـى . بية احتياجاتهم االستهالكية المعيشية العائلي و الحكومي تعكس حاجة األفراد لتل

الدول العربية بذل جهود أكبر من أجل توفير المناخ المالئم لجذب و تفعيل االستثمارات الخاصة

و المحلية و األجنبية من أجل المساهمة في تمويل التنمية االقتصادية، و رفع معدالت اإلنتاج و

.تهالك و االدخار معاالدخول و من ثم رفع مستويات االس

)54(الجدول رقم

.2004متوسط نصيب الفرد من االستهالك في عام .دوالر في اليوم: الوحدة

متوسط نصيب الفرد من

االستهالك الحكومي االستهالك العائلي متوسط الدول العربية

الدول3,69 1,45

1,36 4,64 ناألرد

8,25 32,89 اإلمارات

7,37 16,28 لبحرينا

1,28 5,06 تونس

0,96 2,54 الجزائر

0,64 1,95 جيبوتي

7,13 8,96 السعودية

0,08 1,52 السودان

0,50 2,27 سوريا

0,82 2,49 العراق

6,80 13,20 عمان

19,21 20,50 قطر

12,14 21,81 الكويت

4,35 10,95 لبنان

2,08 5,67 ليبيا

0,39 2,20 مصر

0,94 3,02 المغرب

0,24 0,98 موريتانيا

0,26 1,02 اليمن

.23 صندوق النقد العربي، ص.2005التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة : المصدر

Page 314: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

298

لرابعالمبحث ا

.التجارة الخارجية و الفجوة الغذائية العربية

:تمهيد

واءا من ناحية إن لقطاع التجارة الخارجية أهمية كبيرة بالنسبة للدول العربية س

الصادرات أو من ناحية الواردات، و يعتبر قطاع التجارة الخارجية قطاعا مسؤوال على

توفير السلع الغذائية للسكان عند عجز اإلنتاج المحلي على مواجهة احتياجات األفراد من

فاالستيراد مرتبط . الغذاء، حيث يتم استيراد تلك السلع من الدول التي تحقق فائضا فيها

أساسا بمدى قدرة االقتصاد الوطني على توفير رصيد من العملة األجنبية يسمح للدولة

.بتلبية احتياجاتها من السلع الغذائية و يقع ذلك على عاتق الصادرات

.التجارة الخارجية للدول العربية: المطلب األول

ة، سواءا من التجارة الخارجية العربية تحتل موقعا هاما على مستوى التجارة العالمي

حيث الصادرات العربية خاصة النفطية منها، أو من حيث الواردات فهي تأخذ موقعا

:استراتيجيا في السوق العالمية و يظهر ذلك من خالل ما يلي

:صادرات السلع و الخدمات -1

، فإن قيمة صادرات السلع 2005بناء على التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة

2003 مليار دوالر في سنة 339,6العربية ككل قد ارتفعت من حوالي و الخدمات للدول

، محدثـة بـذلك نـسبة تغيـر تقـدر ب 2004 مليار دوالر في عام 426,5إلى حوالي

، في حين ارتفعت نسبة صادرات السلع و الخدمات إلى الناتج المحلي اإلجمالي 26,70%

، و 2004 في عـام %49ي إلى حوال 2003 في عام %44,8للدول العربية من حوالي

يرجع هذا التحسن في قيمة الصادرات أساسا إلى ارتفاع عوائد الصادرات النفطية نتيجـة

Page 315: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

299

ارتفاع الطلب العالمي على هذه السلع، حيث تشكل الصادرات النفطية النسبة األكبر مـن

.)1(صادرات الدول العربية

ية جهودا معتبرة من أجل تنويـع باإلضافة إلى أنه في السنوات األخيرة بذلت الدول العرب

هيكل صادراتها و فتح مجال أكبر للصادرات غير نفطيـة، و تـشجيع االسـتثمار فـي

مشروعات اإلنتاج و الخدمات الموجهة للتصدير لزيادة رصيد هذه الدول مـن العمـالت

.األجنبية

)09(الشكل رقم

.الصادرات النفطية و الصادرات غير النفطية للدول العربي

.25 صندوق النقد العربي ص ،2005التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة : المصدر .صادرات نفطية

.صادرات غير نفطية

).9( أ�]? ا,cSZ ر72 )1(

مليار دوالر

0

50

100

150

200

250

300

2002 السنوات 2000 2001 2003 2004

Page 316: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

300

:واردات السلع و الخدمات -2

إن قيمة واردات السلع و الخدمات للدول العربية في تزايد مستمر، حيث بلغت فـي

مليـار دوالر فـي سـنة 257,3ر دوالر مقارنة بحوالي مليا 308,8 حوالي 2004عام

، بينما تبلغ نسبة إجمالي واردات الـسلع و %20,1 مسجلة بذلك نسبة نمو تقدر ب 2003

.%35,5 حوالي 2004الخدمات إلى إجمالي الناتج المحلي للدول العربية في عام

و الخدمات إلـى فنجد أن نسبة إجمالي واردات السلع ىأما بأخذ كل دولة على إحد

فـي %66,9 في السودان و حـوالي %20,9إجمالي الناتج المحلي تتراوح بين حوالي

.األردن

و يرجع هذا التباين في النسب إلى اختالف درجات اعتماد اقتصاديات الدول العربية

على الواردات لتغطية احتياجاتها االستثمارية و و االستهالكية، و يضاف إلى ذلك تبـاين

. العمالت األجنبية الضرورية لتلبية تلك االحتياجاتتوافر

:الواردات و الصادرات الزراعية -3

، حيـث يوضـح 1995لقد سجلت الواردات الزراعية العربية نموا معتبرا منذ سنة

تقـدر بنـسبة 2003أن الواردات الزراعية قد سجلت زيادة في عـام ) 55(الجدول رقم

هذا النمو المتزايد للواردات الزراعية يؤكد اسـتمرار ، و 2002 بالمقارنة مع سنة 1,9%

عجز الدول العربية عن تلبية احتياجاتها من الموارد الزراعية عن طريق اإلنتاج المحلي،

و هذا يزيد من اتساع الفجوة في الموارد الزراعية للدول العربيـة، و بالمقابـل نجـد أن

، في حـين سـجل %8,8زيادة بنسبة الصادرات الزراعية قد سجلت خالل الفترة نفسها

مليون دوالر ليصل 17711، حيث قدر ب 1995الميزان التجاري عجزا متناميا من سنة

مليون دوالر، مسجال بذلك نموا يقـدر 23069 إلى 2000بعد خمس سنوات أي في سنة

و هي نسبة معتبرة تزيد من درجة تبعية الدول العربية للعالم الخارجي فـي %30,25ب

6911ال الموارد الزراعية، حيث في هذه الفترة الصادرات الزراعية لم تتجاوز قيمة مج

.مليون دوالر

Page 317: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

301

)55(الجدول رقم

).2003-2000 و 1995(الصادرات و الواردات الزراعية العربية

.نسبة مئوية/ مليون دوالر: الوحدة

2003 2002 2001 2000 1995 البيانمعدل النمو

%السنوي 95-2003

عدل النمو م %السنوي 2003

8,8 4,6 8,221 7,553 6,805 6,911 5,746 الصادرات الزراعية

1,9 3,1 30,048 29,485 27,377 29,980 23,457 الواردات الزراعية

نسبة الصادرات إلى 27,4 25,6 24,9 23,1 24,5 )%(الواردات

الميزان التجاري 23,069 - 17,711 - الزراعي

- 20,572

- 21,932

- 21,827

2,6 - 0,5

.13، صندوق النقد العربي ص 2005التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة : المصدر

Page 318: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

302

)56(الجدول رقم

).2004و 2003 و 2001-1997(صادرات و واردات الدول العربية

.مليون دوالر: الوحدة

البيانمتوسط الفترة

1997-2001 ����

2003 ����

2004 ����

%معدل التغير ����بالنسبة����

%معدل التغير2004

20,7 22,28 325584,65 269598,96 220459,92 الصادرات الكلية

15,79 12,68 - 213735,14 184585,42 211381,11 الواردات الكلية

نسبة الصادرات إلى - - 152,3 146,05 104,3 )%(الواردات

الميزان التجاري 31,5 836,4 111849,51 85013,54 9078,81 الكلي

29,34 4,18 - 10317,71 7976,75 8324,75 الصادرات الزراعية

19,59 12,21 - 35614,01 29781,96 33927,28 الواردات الزراعية

نسبة الزراعية إلى الواردات )%(الزراعة

24,54 26,78 28,97 - -

الميزان التجاري 16 - 14,83 - 25296,3 - 21805,21 - 25602,59 - الزراعي

23,16 5,5 - 6728,11 5462,55 5780,01 الصادرات الغذائية

13,24 10,83 - 27754,24 24507,49 27280,89 الواردات الغذائية

نسبة الصادرات الغذائية إلى

الواردات الغذائية 21,18 22,28 24,24 - -

الميزان التجاري 10,4 - 11,42 - 21026,13 - 19044.94 - 21500,88 - الغذائي

.6 إلى 1من إعداد الباحث بناءا على المالحق من : المصدر

Page 319: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

303

، حيث عرفـت الـصادرات 2001غير أن الوضع تحسن قليال نوعا ما بعد سنة

حققت 2000 ، بينما الواردات الزراعية مقارنة بسنة %1,5الزراعية تراجعا قدر بنسبة

إلى تراجع العجز في الميزان التجاري الزراعي ، و هذا ما أدى %8,6تراجعا قدر بنسبة

، غير أن نسبة الصادرات إلى الواردات بقيت في 20572- قيمة 2001حيث بلغ في سنة

و %27,4 إلـى %24,9 من 2003 و 2001تزايد مستمر إذ انتقلت خالل الفترة ما بين

8221يمـة ق 2003ذلك راجع إلى التحسن في الصادرات الزراعية التي بلغت في سنة

مليون دوالر، و ذلك بسبب 5746 تقدر بحوالي 1995مليون دوالر بعد ما كانت في سنة

%64,4ارتفاع عوائد الصادرات الزراعية العربية و كان ذلك في كل من السعودية بنسبة

بينما كل من سورية و عمان و المغـرب %15,8 و مصر بنسبة %15,9و تونس بنسبة

%0,1 بالمقارنة مع السنة السابقة تراوح بين 2003اجعا في سنة و السودان قد سجلت تر

و المقـدرة 2003 و 1995، كما أن ارتفاع الواردات الزراعية ما بين سـنة %22,1و

و هي تمثل زيادة معتبرة في %28,09 مليون دوالر بمعدل نمو يقدر بنسبة 6591بقيمة

لواردات في كل من الـسعودية بنـسبة الواردات الزراعية العربية و مردها إلى ارتفاع ا

، بينما دول أخرى كاألردن و الـصومال %1,7 و لبنان %3,5 و الجزائر بنسبة 12,7%

فـي %27,2 سجلت فـي قطـر و %2,1و قطر و اليمن حققت زيادة تراوحت ما بين

.األردن

و بزيادة قيمة الصادرات الزراعية بمعدل أكبر من معدل النمو في قيمة الـواردات

لزراعية، أدى ذلك إلى زيادة نسبة تغطية الصادرات الزراعية للواردات الزراعية مـن ا

بمعدل نمو يقـدر ب )1(2003 في سنة %27,4 إلى نحو 2002 في سنة %25,6حوالي

1,8%.

تطور الصادرات و الواردات الزراعيـة العربيـة ) 10(و يوضح لنا الشكل رقم

.2003-2000 و 1995 و 1990خالل الفترة

).55( أ�]? ا,Q!ول ر72 )1(

Page 320: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

304

)10(الشكل رقم

.2003-2000 و 1995 و 1990الصادرات و الواردات الزراعية العربية

.14التقرير االقتصادي العربي الموحد، مرجع سابق، ص: المصدر

.الواردات الزراعية

.الصادرات الزراعية

من خالل هذا الشكل يتضح مدى انخفاض الصادرات الزراعية العربيـة، حيـث

مليـار دوالر، 10 مليار دوالر و 5بقيت محصورة في مجال ضيق جدا يتراوح ما بين

مليـار 8، و تقدر بحـوالي 2003حيث سجلت أقصى قيمة للصادرات الزراعية في عام

دوالر و بالمقابل نجد أن قيمة الواردات الزراعية العربية أخذت في الزيادة ابتدءا من سنة

و 2003يار لتصل إلى أقصى قيمة لها و المسجلة في سنة مل 21 أين قدرت بنحو 1990

. مليار دوالر30المقدرة بحوالي

و من خالل هذا الشكل يتضح التباين في العجز من سنة ألخرى و يرجع ذلك إلى

2003تفاوت العجز من دولة ألخرى، حيث قدرت نسبة العجز في السعودية فـي عـام

لدول العربية، و تليها في المرتبة الثانية الجزائـر من إجمالي العجز في ا %25,2بحوالي

مليار دوالر

منحنى الواردات الزراعية

الصادراتمنحنى الزراعية

0

5

10

15

20

25

30

35

1990 1995 2000 2001 2002 2003

Page 321: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

305

، و هذه النـسب %)1(7,8 و العراق %8,2 و مصر %9,7 ثم اإلمارات ب %15,7ب

تجعل الدول العربية تواجه تحديات صعبة بحيث تزداد تبعيتها نحو العالم الخارجي، ممـا

لها هذه الوضعية تخـضع االقتصادية و السياسية، إذ تجع ايؤثر سلبا على مجاالت قراراته

أكثر لتوجيهات الدول المصدرة لتلك الواردات، باإلضافة إلى قيود الهيئات و المنظمـات

.الدولية كونها تتعامل مع العالم من مركز ضعف

و ينبغي على الدول العربية النهوض باقتصادياتها خاصة منها ما تعلـق بالقطـاع

ي حجم الطلب على المنتجات الزراعيـة، و الزراعي و جعله يساير التغيرات الحاصلة ف

ذلك لن يتأتى إال من خالل عصرنة القطاع الزراعي العربي و جعله يتماشى و التحوالت

االقتصادية و التكنولوجية التي يخضع لها االقتصاد العالمي، بحيث يفتح هذا القطاع أمـام

العربيـة أال وهـي االستثمار الخاص، و دعمه و حل أكبر مشكلة تبقى تواجه الزراعـة

مشكلة الحيازة و طرق التسيير التقليدية التي تقف عائقا أمام تطوير إنتاج و إنتاجية هـذا

.القطاع الحيوي

:الواردات و الصادرات من السلع الغذائية -4

مليـون 27754،24 حـوالي 2004لقد بلغت الواردات من السلع الغذائية في عام

يوضح العبـئ ) 56( القيمة فنجد أن الجدول رقم من حيث %13،24بمعدل تغير يقدر ب

الكبير للواردات الغذائية الذي تتحمله الدولة العربية فهي في تزايد مـستمر، و لقـد بلـغ

حيث بلغت نسبة مساهمة الصادرات إلـى 27280,89 حوالي 2001-97متوسط الفترة

ادرات الغذائيـة ، و هي نسبة ضـئيلة، فالـص %21,18الواردات الغذائية في تلك الفترة

و الزالـت تتبـوأ %24,24 نـسبة 2004العربية تعتبر محدودة و لم تتجاوز في عـام

مجموعة الحبوب مركز الصدارة في قائمة الواردات من السلع الغذائية المستوردة، بحيث

.تعتبر الدول العربية من أكبر الدول في العالم المستوردة لمادة الحبوب بمختلف أنواعها

.BC/� D=?& ،14، ص2005 ا,0@!�? ا.102/دي ا,#?4C ا,$�Y! ,#/م )1(

Page 322: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

306

من القيمة اإلجمالية، و يتصدر القمح %40ل قيمة الحبوب المستوردة أكبر من حيث تشك

من القيمة اإلجمالية لها%40مجموعة الحبوب، حيث شكل حوالي

)11(الشكل رقم

.2003هيكل الواردات العربية من السلع الغذائية الرئيسية عام

.15 سابق، صالتقرير االقتصادي العربي الموحد، مرجع: المصدر

)12(الشكل رقم

.2004التوزيع النسبي لسلع سلة الغذاء في الوطن العربي عام

.40، ص2004تقرير أوضاع األمن الغذائي العربي لعام . المنظمة العربية للتنمية الزراعية: المصدر

ا,%+�ب و ا,+/�2,"/ت% 64/jl/=/0>& ن و/+,Iا

% 14

,%�م % 1

�S? ^/م% 8

أ^?ى%9

�"l/+�ز��ت %4

ا,%+�ب 42,8

?pm,ا18,0

اI,+/ن13,1

�jآ/E,ا12,1

ا,*%�م3,5

أ^?ي7,1

:�/U+,ا3,4

Page 323: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

307

)13(الشكل رقم

و العالم عام 2004متوسط نصيب الفرد من السلع الغذائية في الوطن العربي عام

2002.

.41، ص2004تقرير أوضاع األمن الغذائي العربي لعام . المنظمة العربية للتنمية الزراعية: لمصدر

هيكل الواردات العربية، من السلع الغذائيـة الرئيـسية ) 11(يوضح لنا الشكل رقم

الـواردات العربيـة بعـد حيث تحتل مجموعة األلبان و منتجاتها المرتبة الثانية ضـمن

و شكلت واردات الـسعودية و %14 حوالي 2003الحبوب، حيث بلغت نسبتها في عام

مصر و الجزائر حوالي نصف قيمة الواردات الغذائية العربية، بينمـا سـجلت الزيـوت

من القيمة، و ذلك بسبب ارتفاع أسعارها عالميا في حين أن %10,6النباتية زيادة بنسبة

)1(.%3,9سجلت تراجعا يقدر بنسبة كمياتها

.15ص، &?=BC/� D، 2005 ا,0@!�? ا.102/دي ا,#?4C ا,$�Y! ,#/م )1(

0

50

100

150

200

250

300

350

ببو

لحا

يرشع

ال

محالق

تليا

قوالب

يةبات

النت

يولز

ا

كرلس

اان

أللبا

ك ما

ألسا

اءمر

لحم ا

حوالل

السلع

ى عل

د ر

لف ا

بصي

نط

سو

مت /

امعال

Page 324: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

308

عجـزا 2004أن الميزان التجاري الغذائي حقق في عام ) 56(و يتضح من الجدول رقم

.%10,4- يقدر بنسبة 2003 مليون دوالر مسجال بذلك نموا عن سنة 21026,13يقدر ب

فرغم تحسن أسعار النفط التي مكنت من ارتفاع الصادرات الكلية و التي حققـت معـدل

و هي نسبة مرتفعة عن نسبة تغير الواردات، مما أدى إلى تحقيـق %20تغيـر يقدر بحوالي

، إال أن الـواردات %31,5فائض على مستوى الميزان التجاري الكلي قدرت نسبة التغير ب

كانت مرتفعة إذ سجلت زيادة على مستوى الكمية و كذلك زيادة من حيث 2004الغذائية لسنة

سبب في ذلك يرجع الرتفاع استهالك الدول العربية من جهة و من جهة ثانية ارتفاع القيمة، و ال

.أسعار السلع الغذائية نسبيا على مستوى العالم

أن سلع الحبوب تشكل الثقل الوزني األكبر في سـلة ) 12(و يتضح من خالل الشكل رقم

األلبان و الفاكهة على ثم %18، و تأتي بعدها الخضر بنسبة %42,8الغذاء، حيث تقدر بنحو

و تأتي بعدها اللحوم و البطاطس، أما فيما يخص استهالك الفـرد %12,1 و %13,1التوالي

من السلع الغذائية فإن معدل نصيب الفرد في الوطن العربي يفوق نظيره على مستوى العالم في

ا يقل معدل نصيب الفرد السلع الغذائية بما فيها القمح و الشعير إضافة إلى السكر و األلبان بينم

.)1(بالنسبة لسلع البقوليات و الزيوت النباتية و اللحوم

أن هناك استقرار للمتوسط اليومي لنصيب الفـرد ) 57(و يتضح من خالل الجدول رقم

، حيـث قـدر 2002-2001من السعرات الحرارية و البروتين و الدهون، فيما بين عـامين

غرام من الدهون، و عند 82 غرام من البروتين و 78 سعرة حرارية و حوالي 2881بحوالي

مقارنته بالمتوسط العام للعالم فإن نصيب المستهلك في الوطن العربي من السعرات الحرارية و

.البروتين و الدهون يفوق نصيب المستهلك على المستوى العالمي

في الـوطن أن المستهلك ) 57(أما فيما يخص مصادر تلك المكونات فيتضح من الجدول

سعرا حراريا، مـشكلة بـذلك حـوالي 2436العربي يعتمد على المصادر النباتية لتوفير نحو

، بينمـا نحـو 2002 من االحتياجات اليومية من السعرات الحرارية بالنـسبة لـسنة 84,5%

من االحتياجات اليوميـة للفـرد مـن %68,3 غرام من البروتين مسجال بذلك نسبة 53,5%

من احتياجاته من الدهون، بينما المصادر الحيوانية مساهمتها فـي %69,8حوالي البروتين، و

).13( أ�]? ا,cSZ ر72 )1(

Page 325: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

309

توفير االحتياجات اليومية من السعرات الحرارية و البروتين و الدهون كانت ضئيلة نوعا مـا،

على التوالي من االحتياجات اليومية للفرد في %30,2 و %31,7 و %15,5إذ قدرت بحوالي

بذلك تشكل مساهمة أقل من مساهمة المصادر الحيوانية في توفير الغذاء الدول العربية، و هي

.على المستوى العالمي

)57( الجدول رقم

متوسط نصيب الفرد اليومي من السعرات الحرارية و البروتين و الدهون في الوطن العربي و العالم

.2002-2001خالل عامين

عالم عام نسبة من ال2002 %

نسبة المكون عام المصدر % 2002

المكون 2002 2001 الغذائي

الحيواني النباتي %

الوطن العربي

15,5 84,5 102,7 2881 2881 سعرات جملــة

31,7 68,3 104,0 78,3 79,3 بروتين

30,2 69,8 106,5 82,5 82,1 دهون

100 104,3 2436 252,1 سعرات نبــاتي

100 114,8 53,5 54,8 بروتين

100 134,9 57,6 54,9 دهون

100 95,1 445,2 38,9 سعرات حيـواني

100 86,4 24,8 25,8 بروتين

100 71,6 24,9 26,2 دهون

العــالــم

16,7 83,3 100,0 2804 2807 سعرات جملــة

38,1 61,9 100,0 75,3 76 بروتين

44,9 55,1 100,0 77,5 76,3 دهون

100,0 100,0 2336 2347 سعرات ينبــات

100,0 100,0 46,6 47,9 بروتين

100,0 100,0 42,7 42,2 دهون

100,0 100,0 46,8 460 سعرات حيـواني

100,0 100,0 28,8 28 بروتين

100,0 100,0 34,8 34,1 دهون

.42ية للتنمية الزراعية ص، المنظمة العرب2004تقرير أوضاع األمن الغذائي العربي لعام : المصدر

Page 326: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

310

.الفجوة الغذائية و اآلفاق المستقبلية لألمن الغذائي العربي: المطلب الثاني

تراجع اإلنتاج الزراعي و عدم قدرته على تلبية الحاجات الغذائية للسكان ينجم عنه

فجوة غذائية تتحمل الدول العربية عبئا بشكل متزايد، حيث سجلت مستويات عجز مرتفعة

. بعض السلع الغذائية الرئيسيةفي

: الفجوة الغذائية -1

لقد أدى تخلف القطاع الزراعي العربي و عدم مواكبته لمعدالت النمـو الـسكاني و

زيادة الطلب على السلع الغذائية إلى وجود عجز متفاقم في الغذاء بلغ مستويات مرتفعـة

ب و القمح، إذ بلغـت نـسبة في بعض السلع الغذائية األساسية، و تأتي في مقدمتها الحبو

، و ذلـك أثـر )1( على التوالي%58 و %55االعتماد على استيرادها من الخارج حوالي

2003سلبا على األمن الغذائي و يظهر ذلك من خالل زيادة قيمة الفجوة الغذائيـة عـام

مليار دوالر و يتضح من خالل هذه القيمة أن الدول العربية تابعة غـذائيا 14,6بحوالي

بنسبة كبيرة إلى الدول األوروبية خاصة في مجال السلع الغذائية الرئيسية و هذا مؤشـر

سلبي يقلل من قدرة الدول العربية و قوتها االقتصادية باعتبارها ال تتحكم في غـذائها إال

و هذه النسبة تقلل من سيادة الدول العربية على المستوى العالمي، كون أن %50بحوالي

ح استراتيجي له انعكاسات قد تكون أكبر في عالمنا اليوم من األسلحة المتطورة الغذاء سال

.في العالم

تطور الحجم الكمي للفجوة الغذائية العربية لمجموعـات ) 14(و يوضح الشكل رقم

، ويظهر منه زيادة استهالك الحبـوب، حيـث 2003-1995السلع األساسية خالل الفترة

مليون طـن 45 إلى 1995 مليون طن في سنة 32,4من تطور صافي الواردات للحبوب

مليون طن فـي سـنة 70,1، و بالمقابل ارتفع استهالك الدول العربية من 2003في عام

مليون طن، و هي زيادة معتبرة تثقل ميزان المدفوعات للدول العربية، 92,8 إلى 1995

ات االستهالك في عام في تغطية احتياج %53حيث مساهمة اإلنتاج العربي تتجاوز نسبة

و السبب في ذلك يعـود %51,5 إلى حوالي 2003، لتتراجع هذه النسبة في عام 1995

.16 ا,0@?�? ا.102/دي ا,#?4C ا,$�BC/� D=?& ،!Y ص )1(

Page 327: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

311

إلى الزيادة المستمرة لعدد السكان بمعدل يفوق معدل زيادة اإلنتاج و انعكـس ذلـك فـي

حيـث . االعتماد أكثر على االستيراد في توفير هذه السلعة األساسية على مستوى الغـذاء

مـن إجمـالي قيمـة %47,9 حوالي 2003يمة الفجوة في مجموعة الحبوب عام تمثل ق

الفجوة الغذائية و يأتي القمح في مقدمة سلع الحبوب ذات الفجوة المرتفعة، إذ يمثل حوالي

من القيمة اإلجمالية للفجـوة %20,2 من قيمة مجموعة الحبوب، بينما يمثل نحو 42,1%

. الغذائية

أن قيمة الفجوة الغذائية لمجموعة السلع الغذائيـة ) 14( رقم و يظهر من خالل الشكل

األخرى تتفاوت فيما بينها من سلعة إلى أخرى، إذ تمثل قيمة الفجوة في األلبـان حـوالي

، ويظهر لنا الـشكل التـالي %10,2 ثم الزيوت و الشحوم %12,3 تليها اللحوم 16,7%

.تطور قيمة الفجوة الغذائية في الدول العربية

)14(الشكل رقم

.تطور قيمة الفجوة الغذائية في الدول العربية

.17التقرير االقتصادي العربي الموحد، مرجع سابق، ص: المصدر

0

2

4

6

8

10

12

14

16

1995 2000 2001 2002 2003

��ر دو�ر

Page 328: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

312

:جهود الدول العربية في مجال األمن الغذائي -2

لقد تعددت جهود الدول العربية المبذولة من أجل تعزيز مسارات األمن الغـذائي، و قـد

ة اإلنتاج و عرض توزيع و توفير الغذاء، بنـاء المخـزون االسـتراتيجي و شملت زياد

مخزون الطوارئ من السلع الغذائية، و توفير الغذاء للمنـاطق و المجموعـات الـسكانية

.األكثر تعرضا للنقص الغذائي

:زيادة إنتاج و عرض الغذاء -2-1

إنتـاج و لقد تجسدت الجهود المبذولة من طرف الدول العربية في مجـال زيـادة

130عرض الغذاء، فقامت األردن بتبني إستراتيجية وطنية للتنمية الزراعية و التي شمل

مشروعا لتحقيق مجموعة من األهداف االقتصادية و البيئيـة، تـضمنت تـوفير المنـاخ

المناسب لالستثمار في القطاع الزراعي، و رفع إنتاجيته و العمل على المحافظـة علـى

. المائية و الغطاء النباتيالموارد األرضية و

و في الجزائر تعمل السياسة الزراعية على مساعدة الفالحين للتوجه نحو إنتاج سلع

زراعية بنوعية جيدة، و استعمال وسائل و تقنيات إنتاج جديدة للمحاصـيل الزراعيـة و

.الثورة الحيوانية المبنية على أسس علمية هدفها تطوير اإلنتاج

االكتفاء الذاتي في إنتاج المحاصـيل الغذائيـة اإلسـتراتيجية و و في سوريا تحقق

، كمـا حققـت )1(خاصة محصول القمح و البقوليات و الخضر و الفواكه و زيت الزيتون

السياسات اإلنتاجية الزراعية مرحلة متقدمة في إنتاج الغذاء مع توفر فائض يمكن تصديره

.إلى األسواق المجاورة

)2(: زيت الزيتونتجربة سوريا في إنتاج •

: عملت سوريا على تطوير إنتاج زيت الزيتون من خالل عدة محاور، اشتملت

زيادة المساحات المزروعة و التوسع الرأسي و تطوير كفاءة التـصنيع، و قـد −

2002 ألف هكتار عام 501ازدادت المساحة المزروعة من الزيتون حيث بلغت

.%4,5بزيادة قدرها و 1965 ألف هكتار عام 124بدال عن

)1( �� �C?Ql ?[� .ر�/ 4O إ�0/ج ز�R ا,�0�6ن أ .70 ا,0@?�? ا.102/دي ا,#?4C ا,$�BC/� D=?& ،!Y، ص )2(

Page 329: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

313

بدال عن 2000 مليون شجرة عام 71زيادة عدد األشجار المزروعة، حيث بلغت −

.1970 مليون شجرة عام 17

ألف طن 941 إلى 1970 ألف طنا عام 85زيادة اإلنتاج حيث تطور اإلنتاج من −

.%7,8 و بزيادة سنوية قدرها 2002عام

مـن %76 من الزيتون البعـل، و %110زيادة اإلنتاجية، حيث بلغت اإلنتاجية −

.الزيتون المروي

-75زيادة الكمية المنتجة من زيت الزيتون، حيث استخدمت نسبة تراوحت بـين −

من الثمار في إنتاج زيت الزيتون و تستخدم النسبة الباقية كزيتون مائـدة، 85%

ألـف 194-165 ألف طن سـنويا و 95-85تراوحت جملة إنتاج الزيتون بين

.طن

3000لغ الطاقة التخزينية للشركات و معامل الفلترة و التعبئة لزيت الزيتـون و تب

طن و تخزين في خزانات سانلس استيل، و بلغ عدد معاصر الزيتون في سـوريا

طـن ثمـار 12325 و تبلغ مجمل طاقاتها اإلنتاجيـة 2001 معصرة عام 828

المكـابس معاصـر %34اليوم و تشكل معاصر الطرد المركزي حوالي /زيتون

. من إجمالي عدد المعاصر66%

، تستهدف تحقيق 2004بينما في مصر فقد تم وضع إستراتيجية في سبتمبر من عام

أعلى عائد محصولي من الموارد الزراعية خاصة بالنسبة للحبوب و البـروتين و تعمـل

بتوجيـه الدولة على تعبئة الموارد الزراعية و تخصيصها بدرجة عالية من الكفاءة و تقوم

االستثمارات، بحيث تعطي أولوية لمشروعات التوسع في إنتاج محاصيل األمن الغذائي، و

زيادة نسبة التغطية من البذور المحسنة، كما تعمل على تضييق الفجوة من السلع الغذائيـة

و حماية الموارد و تحسين السالالت و توفير األعالف الحيوانية، و يظهر ذلك من خالل

.وسع األفقي في بمصرمشروع الت

Page 330: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

314

:في مجال توزيع و توفير الغذاء -2-2

في اإلمارات يتم استيراد ما يكفي لسد االحتياجات الغذائية بجانب المنتج المحلـي

الذي يوجه مباشرة لألسواق، حيث يتمكن األفراد الحصول على احتياجاتهم مـن الغـذاء

.باألسعار المناسبة التي تتوافق مع مستويات دخولهم

ي تونس تتوجه السياسات و البرامج الزراعية نحو توفير المزيد من السلع الغذائية و ف

الرئيسية و ضمان حصول المستهلكين عليها بشكل دائم و مستمر، و قد عملت على زيادة

معدالت إنتاج و إنتاجية المنتجات النباتية، و طبقت في هذا الصدد تجربـة فـي مجـال

.ذي أدى إلى سهولة حفظ و توزيع هذه السلع الهامةالتسويق التعاوني لأللبان ال

)1(:تجربة تونس في التسويق التعاوني لأللبان •

تمثل عملية تجميع الحليب حلقة الربط بين المنتجين و المصنعين، وقد لعبت دورا -

.هاما في تطوير إنتاج الحليب في تونس

لـة إلـى جانـب ساهم ديوان تربية الماشية و توفير المرعى بتونس مساهمة فاع -

.المؤسسات األخرى في انجاز شبكة تجميع الحليب

مركز بطاقة ألف لتر يوميا، حتى وصلت نحو 11تطورت شبكة التجميع من نحو -

. مليون لتر يوميا1,7 مركزا بطاقة تقدر بنحو 274

.يتم تبريد الحليب على مستوى المزرعة -

. العربييتم التركيز على االهتمام بجودة الحليب على المستوى -

تم توفير الدعم الالزم القتناء التجهيزات الضرورية للتبريـد و النقـل و مراقبـة -

.الجودة

.يتم ربط السعر بمستوى جودة الحليب -

. وحدة مراقبة مخبرية لجودة الحليب على مستوى المراكز125تم إنشاء -

.تم تطوير و تجهيز أساطيل النقل -

.72 ا,0@?�? ا.102/دي ا,#?4C ا,$�BC/� D=?& ،!Y، ص )1(

Page 331: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

315

:مخزون الطوارئفي مجال بناء المخزون االستراتيجي و -2-3

تهدف هذه العملية إلى بناء مخزون يمكن من انسياب و تدفق السلع الغذائية الرئيسية

.بسهولة نحو المستهلكين و مواجهة األزمات الغذائية التي قد تحدث في األسواق المحلية

في هذا المجال، نجد في الجزائر سياسة المخزون االستراتيجي تعد واحدة من مجموعـة

ات األساسية لضمان األمن الغذائي، حيث تمتلك الجزائر مخزونا سنويا من القمـح السياس

، حيث تـستخدمه الدولـة لمواجـه )1( مليون طن 1,2بنوعيه الصلب و اللين، يصل إلى

الطوارئ و الفترات التي تنفذ فيها اإلمدادات الغذائية، و عادة يكون هذا المخـزون يفـي

.ن ستة أشهراحتياجات السكان لمدة ال تقل ع

في السودان تم وضع خطة تهدف إلى بناء مخزون من الذرة الرفيعة خـالل ثـالث

من جملـة %12,5، حيث تعادل نحو 2004 ألف طن في عام 600سنوات ليبلغ حوالي

، كما تعمل الدولة علـى شـراء )2( ألف طن سنويا 200االستهالك السنوي، و ذلك بواقع

مالية و تعمل على نقلها من مناطق الوفرة إلى منـاطق كميات المخزون بواسطة وزارة ال

.العجز، و تحقيق عدالة في التوزيع للسلع الغذائية

:الحصول على الغذاء -2-4

لقد بذلت الدول العربية جهودا من أجل توفير السلع الغذائية، كما و نوعـا ألفـراد

وء التغذيـة، إذ المجتمع و في هذا الصدد، قامت األردن بإعداد دراسة لجيوب الفقر و س

منطقة حيث أعطت أولوية كبيرة فـي التنميـة لهـذه ) 20(على إثرها تم تحديد عشرين

المناطق، كما قام التحالف الوطني لتحقيق األمن الغذائي بإعداد مشاريع تنمويـة فيهـا، و

كان أول مشروع بتمويل من المنظمة العربية للتنمية الزراعية، كما تبقى الجهود سـارية

ل إيجاد مصادر تمويل مختلفة محلية و خارجية من أجل تنفيذ تلك المشاريع علـى من أج

.مستوى هذه المناطق

بينما في المغرب، لعبت البرامج الوطنية و خاصة البـرامج ذات الطـابع االجتمـاعي و

االقتصادي الهادفة إلى محاربة األمية و الحد من الفقر، و النهوض بالمنـاطق النائيـة و

.BC/� D=?& ،74 ص l 2004@?�? أوW/ع اI&> ا,GHا4F ا,#?4C ,#/م )1( .BC/� D=74 ص ، &?l 2004@?�? أوW/ع اI&> ا,GHا4F ا,#?4C ,#/م )2(

Page 332: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

316

من خالل توفير الخدمات االجتماعية األساسية من الكهرباء و مرافـق صـحية و الريفية

تحسين ظروف المعيشة للسكان و مستويات دخولهم، و من ثم ترتفع قـدراتهم للحـصول

.على الغذاء

:الرقابة على الغذاء و حماية المستهلك -2-5

حيث يمكـن إن عملية توفير الغذاء ينبغي أن تخضع للمعايير و النوعية و الكمية،

للفرد الحصول على العناصر الغذائية الضرورية الواجب توفرها في الغذاء من بروتين و

دهون و معادن و فيتامينات، حتى يتحصل المستهلك على غذاء سليم، و هذا األخير يجب

أن يكون خاليا من جميع الملوثات، إذ يجب المحافظة على البيئة التي ينتج فيها الغـذاء و

. ى مراقبتها بشكل دائمالعمل عل

فقد تغيرت العديد من الخصائص الطبيعية للكثيـر مـن أنـواع األغذيـة نتيجـة

لالستعمال غير المقنن للمبيدات الكيميائية و مختلف المواد األخرى، كـالمواد الملونـة و

.المواد الحافظة

من حمايـة فالرقابة على األغذية تعد من أهم الوسائل التي تحقق سالمة الغـذاء، و تـض

المستهلك و تتمثل المقومات األساسية للرقابة الغذائية في وضع القوانين و التـشريعات و

المواصفات القياسية و األجهزة الفنية القائمة على التفتيش و أجهزة المختبرات و التوعيـة

.و الرقابة الذاتية التي يقوم بها المستهلكون أنفسهم

خاصة بالتوعية الغذائية و حمايـة المـستهلك، ففي السودان تم وضع إستراتيجية

تتضمن عدة جوانب منها، جانب الثقافة الغذائية و جانب التـدريب و الرقابـة، و نظـام

الرقابة الغذائية في السودان نظام متعدد تتكاثف فيه جهود مختلف الوزارات باإلضافة إلى

.جمعية حماية المستهلك السودانية

تنفيذ برامج تهدف إلى تحسين مـستويات التغذيـة و و في تونس تواصل الحكومة

األمن الغذائي، حيث تم وضع خطة تهتم بمجاالت المدخالت الفالحية من بذور و شـتالت

و مبيدات و غيرها، و إرساء نظام تثبيت و متابعة الحالة الصحية للمنتجات الفالحيـة و

ال حمايـة و مراقبـة جـودة إرساء شبكة لتبادل المعلومات بين مختلف المتدخلين في مج

.المدخالت الفالحية

Page 333: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

317

فمما سبق، نجد أن جهود الدول العربية قد تعددت و تنوعت في مجـال تحقيـق األمـن

الغذائي، إال أن هذه الجهود تبقى غير كافية و تتطلب تعزيزات أكبر خاصة و أننا نالحظ

معدل النمو السكاني في بعـض في اآلونة األخيرة زيادة الفجوة الغذائية العربية، و ارتفاع

الدول، و تراجع معدالت إنتاج السلع الغذائية في أغلب البلدان العربية، مما يستدعي وضع

إستراتيجية غذائية بعيدة المدى تتضافر فيها جميع جهود الدول العربيـة و المنظمـات و

ل الحاضـرة و الهيئات العربية و الدولية المهتمة بقضية الغذاء، حتى يتم حمايـة األجيـا

المستقبلية من نقص الغذاء و انتشار األمراض المزمنة المتعلقة بسوء التغذية و بالتالي يتم

.المحافظة على بقاء الحياة اإلنسانية

Page 334: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

مشكلة األمن الغذائي في الدول العربية: السادسالفصل

318

:الخالصة

يعتبر الغذاء من أهم القضايا األساسية التي أصبحت تشغل العالم، و مشكلة الغـذاء

ها تظهر بحدة على مستوى الدول العربية التي تبقى تتصدر قائمـة مشكلة عالمية، غير أن

. الدول المستوردة للسلع الغذائية

و يظهر من التحاليل السابقة أن الفجوة الغذائية تتفاقم من سنة ألخرى، نتيجة عجز

الدول العربية عن سد احتياجاتها الغذائية عن طريق اإلنتاج المحلي، و السبب فـي ذلـك

عاتها االقتصادية خاصة منها الدول العربية تبحث عن تحقيق األمـن الغـذائي قصور قطا

أكثر من االكتفاء الذاتي، و ساعدها في ذلك ارتفاع قيمة صادراتها في السنوات األخيـرة،

باعتبار معظم الدول العربية هي دول مصدرة للنفط و تحقيق هذا المنتوج أسـعار دوليـة

ع إيرادات هذه الدول مما جعلها تحقق فوائض، غيـر أنـه مرتفعة، ساعد كثيرا في ارتفا

لوحظ إلى حقيقة هذا الفائض نجد أن مصدره األساسي هو السلع النفطيـة، بينمـا علـى

مستوى الميزان التجاري أن الميزان التجاري الغذائي نجدها قد حققت عجزا، و هذا لكون

يتها الغذائية نحـو الـدول العالميـة البلدان العربية تستهلك أكثر مما تنتج، حيث تزداد تبع

المنتجة للغذاء، مما ينعكس سلبا على استقرارها الداخلي، و ينبغي على هذه الـدول بـذل

المزيد من المجهودات في مجال اإلنتاج و التصدير و التحكم في معدالت نمو السكان حتى

.تستطيع أن تقلص من الفجوة الغذائية و تنخفض درجة تبعيتها الغذائية

و في النهاية، نقول أن تحقيق األمن الغذائي العربي مشروط بتحسين أداء القطـاع

الزراعي و الرفع من اإلنتاجية الزراعية العربية و حتى يتم ذلك البد مـن العمـل علـى

كسب التكنولوجيا الزراعية و االهتمام بالتقدم العلمي و إدخالها في كافة مجاالت القطـاع

.وير األساليب الزراعية و بالتالي عصرنة القطاع الزراعي العربيالزراعي، من أجل تط

Page 335: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

321

Page 336: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

322

:الخاتمة العامة

يعتبر القطاع الزراعي من القطاعات الهامة في االقتصاد الوطني، و ذلك لما يوفره

عـن من مدخالت لبقية القطاعات األخرى، باإلضافة إلى أنه القطاع األول المسؤول

و حتى يستطيع أن يحقق ذلك البد مـن اسـتغالل . توفير االحتياجات الغذائية للسكان

عقالني وجيد لموارد هذا القطاع، كما يجب التكفل بكافة الصعوبات التـي تعتـرض

مساره التنموي و التي نجد في مقدمتها مشكلة العقار الفالحي التـي طالمـا شـهدت

و العقـار بـصفة خاصـة، غيـر أن تلـك إصالحات متوالية، شملت القطاع ككل

اإلصالحات لم تكن عميقة النظر و لم ترتكز على دراسة معمقة للمشاكل التي يعـاني

منها هذا العقار الشيء الذي لم يسمح برسم معالم سياسة واضحة تحدد مكانة العقـار

سـنة مـن 40في القطاع الزراعي و آليات االستثمار فيه، حيث على مدار أكثر من

لتحوالت و التغيرات التي مست القطاع لم يتم الوصول إلى تحديد العالقة بين األرض ا

و الفالح أو المشتغل، إذ هذه األخيرة في اإلصالح الزراعي الجزائري بقيت تطـرح

تساؤالت عديدة دون إعطاء أي تفسير لها، ألن اإلصالحات كانت سطحية، حيث جاء

ي شهدها االقتصاد الوطني التي كـان يغلـب معظمها في سياق سياسات اإلصالح الت

عليها الطابع السياسي أكثر منه اقتصادي أو اجتماعي، و هذا مـا أدى إلـى تـدهور

إنتاجية القطاع الزراعي في الجزائر من فترة إصالح إلى أخرى نتيجة غياب التنسيق

إصالح و التقييم و االستمرارية في سياسات اإلصالح، كيف ال و نحن نالحظ بأن كل

يأتي إللغاء اإلصالح السابق و إحداث القطيعة مع جميع القرارات التي يـتم اتخاذهـا

سابقا دون إعطاء مبررات، لذلك أصبحنا نقوم باإلصالح من أجل اإلصالح فقـط، و

إهدار موارد مالية معتبرة لمسارات تنمية لم تتحقق، و لم يكن لها الفعالية على مستوى

ء الذي أدى إلى زيادة استيراد المواد الغذائية من سنة ألخرى، مردودية القطاع، الشي

و بعد ما كانت الجزائر مخزن الحبوب ألوروبا أصحبت أكبر مـستورد للحبـوب و

.انقلبت الموازين على المنطقة العربية و باألخص الجزائر

يـة فالجزائر من خالل آخر اإلصالحات و المتمثلة في إعادة تنظيم المستثمرات الفالح

و مختلف القوانين التي تبعته، أرادت منح فرصـة أكبـر 87/19عن طريق قانون رقم

Page 337: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

323

للقطاع الخاص، حيث قامت بالتنازل عن أراضي القطاع العام لصالح الفالحين المشتغلين

في الزراعة، فتم منحهم حق االنتفاع الدائم من أراضي الدولة مقابل دفع إتاوات رمزيـة

اإلجراء تكون الدولة الجزائرية قد خطـت خطـوة جريئـة فـي و بهذا . لخزينة الدولة

اإلصالحات الزراعية، حيث تم التراجع عن المبادئ األساسية للنظام االشتراكي، غير أن

إذ بقي الفهم السائد أن األرض هي ملك للدولة و . هذا اإلجراء لم يفلح في مجال الزراعة

ذا األساس نجد أن الفالحين المستفيدين لم و على ه . مهما طال الزمن فيأتي يوم وتستردها

يحاولوا بذل مجهودات كبيرة في مجال االستثمار و تهيئة هذه األراضـي، ألن المـستقبل

لديهم يظل غامضا خاصة عندما نعلم أن فئة كبيرة من المستفيدين لم يحصلوا على عقـود

رات غير زراعيـة، االستغالل، كما أن عملية تجزئة األراضي العمومية تمت على اعتبا

حيث استحوذت فئة اإلطارات و أصحاب النفوذ على األراضي الخـصبة و الممتـازة و

كذلك على العتاد الجيد، بينما تم توزيع الباقي على العمال الفالحين، كمـا كانـت هنـاك

استفادات دون أراضي إذ تحصلوا فقط على العتاد وكان معظمه في وضعية متـدهورة و

كما استفاد آخرون من أراضي غير قابلة للزراعة مباشرة بل تتطلـب . ةبحاجة إلى صيان

وتبعا لتلك العوامل أصبح الفالح يكتفي بالحد األدنى . تهيئة، و ذلك يستوجب توفير أموال

لالستغالل، وتخلى معظم الفالحين تدريجيا عن االهتمام باألراضي و حسن استغاللها من

الفالح مجبرا على استخدام األسمدة الضرورية ابتـداء خالل عملية تسميدها، إذ لم يصبح

من العمل بهذا القانون، و ذلك كان له بالغ األثر على إنتاجية األراضي الزراعية و مـع

مرور الزمن و حسب رغبة األفراد في الكسب السريع و طغيان المـادة علـى الحيـاة

الكسب السهلة و دون تعـب، االقتصادية و االجتماعية، بدأ الفالحون يبحثون عن وسائل

فعمل األرض يستغرق مدة زمنية حتى يعطي ثماره، كما يتطلب جهـد كبيـر و يكلـف

صاحبه أموال معتبرة، و في ظل غياب رقابة مصالح الفالحة التي كان يجب عليها متابعة

عمل تلك المستثمرات الفالحية، و جد هؤالء في عملية التنازل مبتغاهم الذي يبحثون عنه

سجلت انحرافات خطيرة في القطاع الزراعي، حيث تم تحويـل مـساحات هامـة عـن ف

نشاطها العادي، كما شرع العديد من الفالحين المستفيدين في عمليات التنازل مقابل مبالغ

أغراهم بها رجال األعمال و أصحاب المال و النفوذ، فأصبحت الجرائد تطلعنا يوميا عن

Page 338: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

324

ستخدامها ألغراض غير فالحية ونشاهد يوميـا عمليـات عمليات سطو على العقارات و ا

تشييد لمصانع و متاجر و عمارات و شق الطرق سواء من قبل الخواص و حتى من قبل

و هذه العملية تعتبر جريمة في حق اإلنسانية و فـي حـق . الدولة على أراضي زراعية

فظتـه علـى األرض األجيال القادمة، ألن مصدر حياة اإلنسان و بقائه مرهون بمدى محا

التي تعد مصدرا أساسيا لغذائه، فهي المنتج األول لغذاء البشرية خاصة و أننا في عـصر

تزداد فيه مشكلة الغذاء حدة، فاإلشكال الذي أصبح في الوقت الراهن يفرض نفـسه هـو

كيف نؤمن غذاء الشعوب خاصة في الدول النامية، التي تعرف اتساع فجوتها الغذائية في

يد عدد السكان بنسب أعلى من نسب تزايد المتاحات الغذائية، و الجزائر بلد مـن ظل تزا

البلدان التي تعاني من اختالل في توازنها الغذائي، فهي تعتمد بشكل أكبر في توفيره على

عملية االستيراد، و هذا نتيجة عجز اإلنتاج المحلي علـى تـوفير االحتياجـات الغذائيـة

وفير أرصدة بالعمالت الصعبة بشكل دائم و مستمر، غيـر أن و يستوجب ذلك ت . للسكان

ذلك ال يمكن ضمانه بالنسبة القتصاد الجزائر الذي يعتمد بشكل كلي في تـصديره علـى

مادة المحروقات و تعتبر هذه المادة المصدر الوحيد لجلب العمالت الصعبة، و هذا يزيـد

ادة تخـضع لتقلبـات األسـواق من خطورة الوضع خاصة عندما نعلم أن أسعار هذه الم

و لضمان غذاء متوازن ألفراد المجتمع . الدولية من جهة و من جهة ثانية فهي ثروة زائلة

البد من رد االعتبار لقطاع الزراعة، و جعل مساهمته فعالة في مجـال تحقيـق األمـن

:الغذائي، و ذلك من خالل جملة من التدابير يتمثل أهمها فيما يلي

.ت الغذائية خاصة الحبوب بمختلف أنواعهاتكثيف الزراعا •

إعادة النظر في قانون المستثمرات الفالحية و تحديد العالقة بين الفالح و األرض •

عن طريق تأجير األراضي للفالحين الراغبين في االشتغال بالنـشاط الفالحـي، و

حرص الدولة على مراقبة المستأجرين، و منعهم من تحويل األراضي الزراعيـة

نشاطها الطبيعي و العمل على تطبيق شعار األرض لمـن يخـدمها، و لـيس عن

.األرض لمن يتاجر بها

Page 339: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

325

قيام الدولة من خالل أجهزة العدالة بمتابعة الفالحين الذين قـاموا بالتنـازل عـن •

األراضي الفالحية، و تطبيق عقوبات صارمة عليهم، و العمـل علـى اسـترجاع

.أمالك الدولة المتنازل عنها

الدولة عن التعدي على األراضي الزراعية، و ينبغي أن يكون اتجاه الدولة في كف •

إقامة المشاريع المختلفة على األراضي غير الصالحة للزراعة، حتى تعطى بـذلك

.المثل األعلى للمحافظة على القطاع الزراعي

دعم الفالحة بكافة المستلزمات الضرورية حتى يكون بإمكانها تلبيـة االحتياجـات •

.الغذائية للسكان

رسم سياسة زراعية تعتمد بالدرجة األولى علـى تكثيـف الزراعـات الغذائيـة •

الضرورية للسوق المحلية من جهة، و من جهة ثانية تكثيف الزراعات التي تجلب

العمالت الصعبة و التي تكون معدة للتصدير، خاصة تلك التي كانت منتشرة غداة

.االستقالل

زائرية خارج المحروقات، فالجزائر ليست فقط آبار للنفط بـل تنويع الصادرات الج •

هي كذلك أرض خصبة ألنشطة زراعية و حتى سياحية يمكن االسـتثمار فيهـا و

.تحقيق موارد مالية تكون في مستوى اإليرادات البترولية

توفير المياه من خالل إتباع سياسة ري محكمة و عقالنية تسمح باسـتغالل جيـد •

ئية التي هي أساس النشاط الزراعي، خاصة في ظل تذبذب األمطـار للموارد الما

.من سنة ألخرى، ألنه ال يتحقق األمن الغذائي بدون أمن مائي

توعية المجتمع بأهمية الغذاء و العمل على إرساء ثقافة غذائيـة تـسمح بتحقيـق •

.مستويات غذائية مقبولة من خالل ترشيد سياسات االستهالك

. األمن الغذائي و جعله من أولى األولويات في عملية التنميةرسم سياسة لتحقيق •

ترقية الزراعة الصحراوية و حث األفراد على االستثمار في مجال االستصالح، و •

.ذلك بإعطاء امتيازات حقيقية تجلب المستثمرين أكثر للمناطق الصحراوية

Page 340: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

326

ي عملية البـذر العمل على إدخال التكنولوجيات الحديثة في مجال الزراعة سواء ف •

أو السقي حتى ترفع من إنتاجية القطاع، و تسمح بعصرنة الزراعة الجزائرية التي

.تطمح إلى تحقيق أمن غذائي

التأكيد على إقامة مخطط لتغذية األرض مـن خـالل عمليـة التـسميد و تـوفير •

المدخالت الضرورية لها، و جعلها إجبارية على كل فالح من جهة، و مـن جهـة

الدولة توفيرها بالكم و النوعية الجيدة و باألسـعار المناسـبة لمقـدرة أخرى على

.الفالحين

وضع سياسة تمويلية تتوافق و طبيعة القطاع الزراعـي فلطالمـا كانـت العقبـة •

األساسية للفالح تتمثل في نقص و انعدام التمويل، حيث تقوم الدولة بإجبار البنـوك

يل معين، باإلضافة إلى إنشاء صناديق على تمويل أنشطة زراعية وفق مخطط تمو

.لالستثمار الزراعي

حث األفراد و رجال األعمال إلقامة مؤسسات صغيرة و متوسـطة فـي النـشاط •

الزراعي، و تستفيد بذلك من االمتيازات الممنوحة إلقامة المؤسسات الـصغيرة و

يـة أو المتوسطة، إذ أن هذا النوع من المؤسسات ال يقتصر على النشاطات الحرف

.الخدمات

القيام بوضع سياسة تسويقية تكفل تصريف المخرجات الزراعية بـشكل متـوازن •

على المستوى الوطني و بأسعار اقتصادية تعود بالمنفعة على الفالح و على جميع

.األطراف المتدخلة في العملية

تكلف العمل على رفع معدالت االكتفاء الذاتي من المنتوجات الغذائية األساسية التي •

.الدولة سنويا قيمة مالية معتبرة

مسؤولية تحقيق األمن الغذائي ال يخص فقط القطاع الزراعي، بل هـي مـسؤولية •

جميع القطاعات االقتصادية الوطنية، و ينبغي أن تتكاثف جميع الجهـود دولـة و

.مجتمع من أجل جعل الدولة بمنأى عن مشكلة الغذاء

Page 341: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

327

Page 342: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

328

:المراجع باللغة العربية �

:الكتب •

-سـوريا -السياسات الزراعية في البلدان النامية، منشورات وزارة التقافة : إبراهيم يحي الشهاني 1997دمشق

شرح قانون المستثمرات الفالحية، الطبعة األولى، طبع الديوان لألشـغال : بن رقية يوسف 2001التربوية

اع التقليدي و التناقضات الهيكلية في الزراعة بـالجزائر تجديـده و القط: حسن بهلول .1976نظام دمجه في الثورة الزراعية، الجزائر

نقل الملكية العقارية، دار هومة للطباعة و النـشر و التوزيـع الجزائـر : حمدي باشا عمر2000

منشورات جامعة حلـب، كليـة الزراعـة من إستراتيجية األمن الغذائي، : خالد السبع النجار و نور الدين 1994مديرية الكتب و المطبوعات الجامعية

، 2005التقرير االقتصادي العربي الموحد لسنة صندوق النقد العربي

الزراعة العربية، المعالم الرئيسية للبنيان االقتصادي الزراعي العربـي، : زكي محمود شبانة 1967دار المعارف، مصر

اقتصاديات اإلصالح الزراعي، الطبعة العاني، بغداد، الطبعة األولى، سنة : مطر الداهريعبد الوهاب 1970.

.1979تكوين التخلف في الجزائر، مطبعة أحمد زبانة، الجزائر : عبد اللطيف بن أشنهو أزمة العقار الفالحي و مقترحات تسويته، دار الخلدونية: عجة الجياللي في قانون الثورة الزراعيةمحاضرات : عمر صدوق

اقتصاديات األراضي ،اقتصاد زراعي منشورات جامعـة حلـب كليـة : عبد الغني عبد اللطيف 1996-1995الزراعة مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية سوريا

ب المجلس الوطني للثقافة و الفنون و اآلدا –األمن الغذائي للوطن العربي : محمد السيد عبد السالم 1998 الكويت –

التسيير الذاتي في التجربة الجزائرية و في التجارب العالمية، دار النـشر : محمد السويدي 1986المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر

االقتصاد الزراعي، مركز التعليم المفتوح، كلية الزراعة، جامعـة عـين : محمود صادق العظيمي .2000شمس، سنة

جيمـة و محمد عبد العزيـز ع آخرون

، اإلسكندرية، القاهرة1975دار الجامعات المصرية " الموارد االقتصادية:

،2003عولميات الغذاء و التغذية و البيئة، مكتبة األسد، دمشق : معنى النقري

Page 343: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

329

:أطروحات و الرسائل الجامعية •

دكتوراه دولة، كلية آثار التوجه نحو خوصصة القطاع الفالحي العمومي، : إسماعيل شعباني

,1998العلوم اإلقتصادية و علوم التسيير، جامعة الجزائر،

خيرية عبد الفتاح عبد العزيـز

محمود

، دكتوراه في االقتصاد، ..عالقة نظام سعر الصرف بنسب االكتفاء الذاتي :

،1995جامعة الزقازق، كلية التجارة قسم االقتصاد

الزراعة بالجزائر وآثارها على تطوره، أطروحـة اإلصالحات في قطاع : رابح زبيري

دكتوراه دولة ، كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير جامعـة الجزائـر،

1996,

أطروحة دكتوراه دولة، كليـة " الزراعة و أزمة الغذاء في الدول العربية : علي خالفي

1999العلوم االقتصادية و علوم التسيير، جامعة الجزائر،

دراسة اقتصادية لالستعماالت البديلـة دكتـوراه فـي قـسم االقتـصاد : محمود سعيدصالح

1992الزراعي كلية الزراعة جامعة عين شمس القاهرة

-1987تحليل تطور اإلنتاج و اإلنتاجية الزراعية بالجزائر خالل الفتـرة : حوشين كمال

التـسيير جامعـة رسالة ماجستير، كلية العلوم االقتصادية وعلـوم 1997

.2001الجزائر سنة

رسـالة ماجـستير ) دراسة حالة الجزائـر (إشكالية التشغيل في الزراعة : زويتر الطاهر

1998كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير، جامعة الجزائر1996-1997

ة رسالة ماجستير التغيرات الهيكلية في أنماط وأحجام الحيازات الزراعي : عزة محمود عبد القادر غزالة

2003 مصر-قسم االقتصاد الزراعي، كلية الزراعة، جامعة عين الشمس

إمكانات القطاع الزراعي الجزائري و مكانته في االقتـصادي الـوطني : كويسي مبروك

، رسالة ماجستير، ،كلية العلوم االقتصادية وعلـوم التـسيير 1987-1997

1998جامعة الجزائر

Page 344: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

330

:ت رسميةقوانين و مقررا •

.02الجريدة الرسمية، قانون الثورة الزراعية، العدد .1

.09 المادة 1983 ديسمبر 13 الموافق ل 724-83 المرسوم 51الرسمية العدد .2

.77، 76، 51، 49، 48، 36، 3، 2، 1 المادة 25-90القانون .3

. المتضمن قانون الثورة الزراعية71/73 من األمر 22المادة .4

.724-83م رقم من المرسو21المادة .5

.04/01/1994 المؤرخ في 92/06المرسوم التنفيذي رقم .6

، المنظمـة العربيـة للتنميـة و 2004تقرير أوضاع األمن الغذائي العربي لعـام .7

.الزراعة، جامعة الدول العربية

.25/12/2005جريدة الخبر ليوم .8

.11/02/2006جريدة الخبر ليوم .9

.13/03/2006جريدة الخبر ليوم .10

يتضمن إنشاء مزارع الدولة و 1982 جانفي 16 المؤرخ في 19-82رقم مرسوم .11

.2-1تحديد قانونها األساسي النموذجي، المادة

، 16، 12، 11، 10، 6، 04، المادة 1987 ديسمبر 8 المؤرخ في 19-87قانون .12

17 ،43 .

:الدوريات و الوثائق العلمية •

ء العالمي و دور المنظمات في إدارة الدراسات االقتصادية، دراسة عن مشكلة الغذا .1

تحقيق األمن الغذائي، وكالة الوزارة للعالقات الزراعية الخارجية، وزارة الزراعة،

.1982فبراير

المجالس القومية المتخصصة حول إستراتيجية األمـن الغـذائي، الجـزء األول، .2

1982القاهرة

Page 345: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

331

ظل الموارد المائية حلقة عمل، السياسات الزراعية حول األمن الغذائي العربي في .3

و التجارية الدولية، المنظمة العربية للتنمية الزراعية، جامعـة الـدول العربيـة،

القاهرة

إمام إمام حسب النبي التنوع البيولوجي و األمن الغذائي بدولة اإلمـارات العربيـة .4

المتحدة، محاضر كلية نظم األغذية جامعة اإلمارات العربية المتحدة، بالعين، سـنة

2004

مجلة دراسات اقتصادية، مركز البصيرة للبحـوث و االسـتثمارات و الخـدمات .5

8التعليمية، العدد

سلسة قضايا التخطيط و التنمية الزراعة المصرية في مواجهة القـرن الواحـد و .6

1998، معهد التخطيط القومي، فبراير 113العشرون رقم

ـ .7 تثمارات و الخـدمات مجلة دراسات اقتصادية، مركز البصيرة للبحـوث و االس

.2006 جويلية 8التعليمية، العدد

1998المجلس الوطني االقتصادي و االجتماعي، عرض حول العقار الفالحي .8

حزب جبهة التحرير الوطني، إدراك التسيير الذاتي، اللجنة المركزيـة للتوجيـه، .9

.ميثاق الثورة الزراعية

األمـن الغـذائي العربـي لعـام المنظمة العربية للتنمية الزراعية، تقرير أوضاع .10

2004.

Page 346: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

332

:المراجع باللغة الفرنسية �

1. Bedrani. S L’agriculture Algérienne depuis 1966 .O.P.U. Alger 1981

2. Benamrane Djilali "Agriculture et développement en Algérie SNED

3. Benissad. M.E Les reformes économiques en Algérie O.P.U. Alger, 1993

4. chaulet Claudine "La mitidja autogérée", enquête sur les exploitations

autogérées agricoles d’une région d’Algérie 1968-1970 , travail du centre

national de recherches en économie et sociologie rurales I.N.R.A,

M.A.R.A. Bu.ALGER.

5. Rétrospective statique 1970-2002 édition 2005 O.N.S

6. ONS annuaire statistique de l'Algérie N° 14, P 144 et collections

statistiques N°28

7. Annuaire statistique, le l'Algérie neuvième volume 1956-1957. Service

de statistique générale

8. Annuaire statistique de l'Algérie troisième volume 1961. Direction

générale du plan des études économiques

9. Annuaire statistique de l'Algérie décembre 1969. Direction générale du

plan des études économiques

10. Annuaire statistique de l'Algérie N°1 1964,

11. Annuaire statistique de l'Algérie N°3 1961

12. Annuaire statistique de l'Algérie N°2 1966/1967

13. Annuaire statistique de l'Algérie 1964-1967, nouvelle série N°2,

direction générale du plan et des études économique 1969

14. Collection statistique N°119 Février 2005.

Page 347: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

333

Page 348: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

334

عنوان الجدول رقم الجدول

1969البنية الهيكلية للملكية الزراعية قبل و بعد قانون اإلصالح عام )1(

1870 كانون األول 31المساحة التي تأثرت بتطبيق قرار مجلس الشيوخ في )2(

عدد العمليات انتزاع الملكية حسب مختلف اآلليات )3(

1927 كانون األول 31طبيق هذا القانون حتى نتائج ت )4(

1934-1927تطور عملية الفرنسة ما بين )5(

توزيع المساحات الزراعية في القطاع المسير ذاتيا )6(

1965-1939تطور المساحة المستعملة للزراعة خالل الفترة )7(

.توزيع المساحات الزراعية في القطاع المسير ذاتيا )8(

.1966-1953جات الزراعية األساسية في الجزائر خالل الفترة المنتو )9(

دود الملكية الزراعية حسب نوعية األرض في القطاع الخاص )10(

.1976التنازالت عن اإلستفادات لسنة )11(

مكانة القطاع الخاص بعد الثورة الزراعية )12(

االستثمارات الفالحية المخططة )13(

1980-1973لغذائية ما بين الفترة نسبة التبعية ا )14(

1995-06-30حصيلة حيازة الملكية العقارية باالستصالح في )15(

)1985-1978(تطور مردود أهم المنتجات في القطاعين العمومي و الخاص )16(

76/79تطور اإلنتاج السنوي و المتوسط ألهم المنتجات الزراعية خالل الفترة )17(

.83/86اج السنوي و المتوسط ألهم المنتجات الزراعية خالل الفترة تطور اإلنت )18(

.91/94تطور اإلنتاج السنوي و المتوسط ألهم المنتجات الزراعية خالل الفترة )19(

حدود التملك في إطار الثورة الزراعية )20(

المنتوجات األساسية الزراعية )21(

.94-93لى إ92-91اإلنتاج النباتي للمواسم من )22(

توزيع المساحات المزروعة )23(

توزيع المنتوجات )24(

توزيع المردودية )25(

التوزيع العام لألراضي المستعملة للزراعة للموسم الفالحي )26(

Page 349: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

335

ألهم المنتجات الزراعية89/92 إلى 87/88 من

)27( 91/92مـن التوزيع العام لألراضي المستعملة حسب المنتجات للموسم الفالحي

.93/94إلى

.93/94 إلى 86/87تطور التسليم اإلجمالي لألسمدة للمواسم الفالحية من )28(

)29( تقسيم المستثمرات الفالحية الجماعية و الفردية حسب الهيكل القانوني مـا بـين

.2000-94الفترة

.95-84تطور إنتاج البقول الجافة خالل الفترة )30(

"البقول الجافة"ت المزروعة توزيع المساحا )31(

"البقول الجافة"توزيع المنتوجات )32(

"البقول الجافة"توزيع المردودية )33(

عدد رؤوس الحيوانات )34(

2001-1989إنتاج اللحوم خالل الفترة )35(

.القيمة المضافة الزراعية على مستوى االقتصاد الوطني )36(

)37( ات الغذائية الرئيسية في الجزائر الموازين السلعية للمجموع

.2001-1997خالل الفترة .2003الموازين السلعية للمجموعات الغذائية الرئيسية في الجزائر خالل سنة )38(

.2004الموازين السلعية للمجموعات الغذائية الرئيسية في الجزائر خالل سنة )39(

.2001-1970خالل الفترة نسب تطور الوزن النسبي للواردات الغذائية )40(

.1994-1970تطور الوزن النسبي للصادرات الغذائية خالل الفترة )41(

2003عدد السكان الكلي و المساحة الجغرافية و المزروعة عام )42(

2004عدد السكان الكلي و المساحة الجغرافية و المزروعة عام )43(

العالماستخدامات األراضي في الوطن العربي و )44(

2001استخدامات األراضي الزراعية في الوطن العربي و العالم عام )45(

نصيب األقاليم في الدول العربية من األمطار السنوية )46(

توقعات الطلب على المياه في الدول العربية )47(

2004تطور إنتاج المحاصيل الزراعية في الدول العربية لعام )48(

2004-2000 و 1995ج الحيواني في الوطن العربي تطور اإلنتا )49(

2004-2000الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية خالل الفترة )50(

Page 350: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

336

.2004-2000الناتج المحلي اإلجمالي للدول العربية خالل الفترة )51(

)52( خـالل الفتـرة (الناتج المحلي اإلجمالي و الناتج الزراعي باألسـعار التجاريـة

2002-2004.(

)2004-2000 و 1995( نصيب الفرد من الناتج الزراعي في الدول العربية )53(

.2004متوسط نصيب الفرد من االستهالك في عام )54(

).2003-2000 و 1995(صادرات و واردات الزراعية العربية )55(

)2004و 2003 و 2001-1997(الصادرات و الواردات الدول العربية )56(

)57( متوسط نصيب الفرد اليومي من السعرات الحرارية و البروتين و الـدهون فـي

.2002-2001الوطن العربي و العالم خالل عامين

Page 351: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

337

Page 352: ﺭﻴﻴﺴﺘﻝﺍ ﻡﻭﻠﻋ ﻭ ﺔﻴﺩﺎﺼﺘﻗﻻﺍ …biblio.univ-alger.dz/jspui/bitstream/1635/8542/1/HAOU...ﻭ ﻲـﻤﺃ : ﻥ ﻴﻤﻴﺭﻜﻝﺍ ﻥﻴﺩﻝﺍﻭﻝﺍ

338

عنوان الشكل رقم الشكل

.97-86تطور إنتاج الحبوب خالل الفترة )1(

2001-1989المساحات للحبوب ما بين توزيع معدل )2(

2001-1989توزيع معدل المساحات للبقول ما بين )3(

2001-1989توزيع متوسط عدد الرؤوس الحيوانات خالل الفترة )4(

2001-1989إنتاج اللحوم الحمراء و البيضاء خالل الفترة )5(

2001-1989فترة توزيع متوسط إنتاج اللحوم الحمراء حسب كل نوع خالل ال )6(

-2000نسبة اإلنتاج العربي إلى اإلنتاج العالمي غذائية منخفضة اإلنتاج الفتـرة )7(2001

)8( تطور اإلنتاج الزراعي من المحاصيل الزراعية الرئيسية فـي الـدول العربيـة

.2004-2003لعامي

الصادرات النفطية و الصادرات غير النفطية للدول العربي )9(

)10( و 1995 و 1990صادرات و الـصادرات و الـواردات الزراعيـة العربيـة ال

2000-2003.

.2003هيكل الواردات العربية من السلع الغذائية الرئيسية عام )11(

.2004التوزيع النسبي لسلع سلة الغذاء في الوطن العربي عام )12(

)13( و العالم عام 2004عام متوسط نصيب الفرد من السلع الغذائية في الوطن العربي

2002.

.تطور قيمة الفجوة الغذائية في الدول العربية )14(