دراسة تقوميية ملشروع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

ولالفصل الدراسي األ

ـه١٤٣٧/ـه١٤٣٦

ب

ج

: قال اهللا تعاىل

} ~ � ¡ الفرقان

مستخلص الرســــــــــــــــــالة

د

.دراسة تقويمية لمشروع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي راسة:عنوان الد

ـ ومفهوم الريادة في الفكر الغربي، تحليل األسس الفلسفية ل ىهدفت الدراسة إل مشـروع ىالتعرف عل(للمشاريع) في التعليم الثانوي كما وضعته منظمة األمم المتحـدة للتربيـة والعلـم والثقافـة، التعليم للريادة

تصـور مقتـرح وضع إلى ، ووجهة نظر التربية اإلسالمية في مشروع التعليم للريادة ىالتعرف أيضا علو لتطبيق التعليم للريادة في المرحلة الثانوية بالمملكة العربية السعودية.

(للمشاريع) كما هو في الفكـر دراسة مشروع التعليم للريادة في واستخدمت الباحثة المنهج الوصفيفي استقراء اآليات القرآنية واألحاديث النبويـة المطهـرة وأدبيـات التربيـة االستنباطي والمنهج الغربي،

التعلـيم وأسـس ومقومـات أهدافومفهوم إلى لوصول وبذل أقصى جهد عقلي ونفسي بهدف ااإلسالمية وفق رؤية تربوية إسالمية. هطبيقوآليات تللريادة

الدراسة وتضمن المقدمة وموضوع ىإل : كان مدخالولجاءت الدراسة في خمسة فصول؛ الفصل األ، والتعليـق عليهـا وأهدافها وأهميتها ومنهجها وحدودها ومصطلحاتها والدراسات السابقة وأسئلتهاالدراسة

الفصـل الثالـث مفهوم الريادة في الفكر الغربـي، وتنـاول ل اإلطار الفلسفي : فكان عنالفصل الثانيوأما الفصل الرابـع ، وكان في منظمة األمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ومنظمة العمل ادةمشروع التعليم للري

فتناول تطبيق مشـروع التعلـيم الخامس لالفصالتعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي، وأما مفهوم عن للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية.

عدة نتائج كان من أبرزها: ىتوصلت الدراسة إل

يادة من منظور تربوي إسالمي هي اكتساب عادات جديدة في التفكير لتقديم كل مـا هـو جديـد الر -١ ومتميز من أعمال دعوية أو فكرية أو تطوعية أو تجارية.

٢- للريادة من منظور تربوي إسالمي في بناء شخصية إسـالمية قـادرة علـى مواجهـة عليمسهم التي التحديات المستمرة.

أي ي بغض النظر عن الطبيعة واالتجـاه التشغيل الذات أي عمل يتضمن ربي هيالريادة في الفكر الغ -٣ بإطالق الحرية للفرد والنشاط الذي يقوم به.

الريادة في الفكر الغربي تتوافق مع الرأسمالية في ملكية الريادي للموارد اإلنتاجية ملكية خاصة وفـي -٤ الحرية التامة في استخدام ممتلكاته.

ي الفكر الغربي مع الفلسفة الطبيعية التي ترى أن تتاح الفرصة للمتعلم لكي ينشأ حر، تتوافق الريادة ف -٥وترفض سيطرة الدولة على التعليم، وتؤكد على أن يكون اإلشراف لهيئـات متعاونـة مـع اآلبـاء،

ويكون دور المعلم هو توفير الفرص للطالب لتنمية طبيعته الخيرة. يعزز روح الريادة، من خالل بذل الكثير مـن الذي سلطنة عمانيم في نظام التعليمكن االستفادة من -٦

الجهود لتحسين وتطوير المناهج وتقديم التوجيه المهني للطالب حسب مستوياتهم التعليميـة، وتقـديم التخطيط للمستقبل.على مواهبهم وقدراتهم على التعرف على أنشطة للطالب لمساعدتهم

إهـــــــــــــداء

ه

q سـتمر يف أإىل أن للعلـم ويسـعى دائـام روح والدي يرمحه اهللا، فقد كان دائام حمبا إىل يف تقديم كل الدعم سواء كان معنويا يوما مواصلة التعلم وعدم التوقف، فلم يتوان

، وتيسري كل املصاعب وتسهيل كـل السـبل لكـي أهنـل مـن العلـم النـافع أو ماديا ىل أعـىل املراتـب، فاسـأل اهللا العـيل العظـيم أن للوصـول إ وأصعد الدرجات العال

الدرجات العليا من اجلنة.يف سكنهيq بالتوفيق والنجـاح واحلصـول ومل تكل من الدعاء دائام والديت التي مل تتوان يوما إىل

حتاج إليه، وتشـجيعها املسـتمر ملواصـلة الـتعلم، أعىل الدرجات العليا، وتوفري ما م أن يطيل يف عمرها وأن يمدها اهللا بالصحة والعافيـة، وهـو سأل اهللا العيل العظيأف

عىل كل يشء قدير.q ألهلهزوجي الغايل إىل بنايت احلبيبات.و، الذي كان خريا

شكــــــــر وتقديـــــر

و

فيه، كام ينبغي جلالل وجهـه وعظـيم سـلطانه، وهللا الشـكر أوال احلمد هللا، محدا كثريا مباركا

عىل حسن توفيقه وكريم عونه وعىلوأخريا وفتح به عيل من العلم النافع، وعىل ما ذلل من ما من ج من اهلموم، والصالة والسالم عىل أرشف األنبياء واملرسلني سيدنا حممد وعىل آله الصعاب وفر

وصحبه أمجعني. باجلميل، أتقدم بالشكر والتقدير واالمتنا من العرفان بالفضل، وإقرارا ن إىل أستاذيت انطالقا

عتيبة، التي أمدتني بالقوة والتشجيع، فحمدا هللا أن حممد حسن ومرشفتي، الدكتورة / آمال يف نور العلم. متأللئا يرسها يف دريب ويرس هبا أمري، واسأل اهللا أن يطيل يف عمرها لتبقى نرباسا

بن معتوق ور/ بكريالدكتمعايل األستاذ وأتقدم بالشكر جلامعة أم القرى ممثلة يف رئيسها املطريف، بن مصلح بن صالح الدكتور/ عيل سعادة عساس، وعميد كلية الرتبية بن بكري

، حممد يوسف التويمبن الدكتور/ خالد األستاذ رئيس قسم الرتبية اإلسالمية واملقارنةسعادة ولكل ما حكمي، بنت صالح حمسن ووكيلة قسم الرتبية اإلسالمية واملقارنة الدكتورة/ حنان

قدموه من مساعدة ومساندة مكنتني من امليض بخطى ثابتة يف مسرية التعليم.األستاذ الدكتو/ صالح سعادة جلنة املناقشة املوقرين،عضوي أستاذيوالشكر موصول إىل

عىل ما الدكتورة/ حياة بنت عبد العزيز بن حممد نياز،سعادة بن حييى الدويس الزهراين، و تكبدوه من عناء يف مة. قراءة الدراسة وإثرائها بمقرتحاهتم القي

وبكل معاين احلب والوفاء أتقدم بخالص الشكر والعرفان إىل أفراد أرسيت، عىل وقوفهم بجانبي ودعواهتم الصادقة، فجزاهم اهللا عني كل خري.

ـــــة المحتويــــــــاتقائمـــــــــــــ

ز

رقم الصفحة وعـــــاملوض

د ------------------------------ ةالعربياللغة بالدراسة مستخلص هـ ------------------------------------------- إهداء

و ------------------------------------------ شكر وتقدير ز ---------------------------------------- قائمة املحتويات

الفصل األول اإلطار العام للدراسة

٢ ----------------------------------------- ةـــــــاملقدم ٧ ---------------------------------- ة ـــــوع الدراســـــموض ٩ ---------------------------------- ةــــــساة الدرـــــــأسئل ١٠ --------------------------------- ةــــــداف الدراســـــأه ١٠ -------------------------------- ة ـــــــة الدراســـــــأمهي ١١ -------------------------------- ةــــدود الدراســـــــــح ١١ -------------------------------- ةـــــلدراسج اـــــــــمنه

١٢ -------------------------------- ةـــــات الدراســمصطلح ١٣ ---------------------------------- ات السابقةـــــــالدراس

١٣ -------------------- دراسات ذات صلة بتطوير التعليم الثانوي – أوال ١٧ ------------------------- دراسات ذات صلة بتعليم الريادة – ثانيا

٢٣ ------------------------------ الدراسات السابقةعىل التعقيب

ـــــة المحتويــــــــاتقائمـــــــــــــ

ح

رقم الصفحة وعـــــاملوض

الفصل الثاين م الريادة يف الفكر الغريبفهواإلطار الفلسفي مل

٢٦ ------------------------------------------ :متهيـــــد ٢٦ ------------ وأمهيتها Entrepreneurship الريادة تعريفاملبحث األول:

٢٦ ---------------------------------------- مفهوم الريادة ٢٨ --------------------------------------- مفهوم الريادي

٣٠ ----------------------------------- ترمجة مصطلح الريادة ٣٣ ------------------------------ الريادةفلسفة املبحث الثاين:

٣٣ ----------------------------------- النظام الرأساميل -أوال ٣٤ ------------------------------ تعريف النظام الرأساميل -١ ٣٤ -------------------------------- الرأساميلنشأة النظام -٢ ٣٥ ----------------------- العوامل التي أدت لظهور الرأساملية -٣ ٣٦ -------------------- األسس التي يرتكز عليها النظام الرأساميل -٤ ٣٧ ----------------------------- خصائص النظام الرأساميل -٥ ٣٩ ---------------------- سامت التعليم يف املجتمعات الرأساملية -٦

٤٢ ----------------------------------- الفلسفة الطبيعية -ثانيا ٤٣ ----------------------------- منطلقات الفلسفة الطبيعية -١ ٤٤ ----------------------- االجتاهات الرتبوية للفلسفة الطبيعية -٢ ٤٦ ------------------------- ريقة التعليم يف الفلسفة الطبيعيةط -٣

٤٧ ------------------ ظهور الريادة إىل أدتالعوامل التي :املبحث الثالث ٥٠ ------------------- وخصائص الريادي دور الريادي املبحث الرابع:

ـــــة المحتويــــــــاتقائمـــــــــــــ

ط

رقم الصفحة املوضـــــوع

٥٠ ------------------------------------- دور الريادي -أوال ٥١ ---------------------------------- خصائص الريادي -ثانيا

٥٤ --------------------- والرفض القبولالريادة بني ا :املبحث اخلامس الفصل الثالث

يف منظمة األمم املتحدة ومنظمة العمل الدولية يف املرحلة الثانوية مرشوع التعليم للريادة ٦٠ ------------------------------------------- متهيــــد ٦٢ ------------------------- لريادةمفهوم التعليم ل :األول املبحث

٦٢ -------------------------------- تعريف التعليم للريادة -أوال ٦٥ ------------- للمشاريع)يف املرحلة الثانوية(أمهية تطبيق التعليم للريادة -ثانيا ٦٧ --------- (للمشاريع) رشوع التعليم للريادةوصف تفصييل مل :بحث الثاين امل ٦٧ ------------------------------------ أهداف الريادة -أوال ٧٠ --------------------------- أهداف مرشوع التعليم للريادة –ثانيا ٧١ -------------------------- املبادئ التوجيهية للتعليم للريادة -ثالثا

٧٣ ------------ التعليم للريادة يف املرحلة الثانوية اجلهات الداعمة ملرشوع -رابعا ٧٤ ----------------------------------- رشوع حماور امل -خامسا ٧٥ ----------------------- طريقة ربط الريادة باملناهج التعليمية -سادسا ٧٦ ---------------------------------- أساليب التدريس -سابعا

٧٨ ----------------------------- لمعلمالتدريب املستمر ل -ثامنا يف (للمشاريع)العوامل التي أدت إىل إدخال التعليم للريادة :املبحث الثالث ٧٩ ---------------------------- واسهاماته ومتطلباته التعليم الثانوي

٧٩ -يف التعليم الثانوي (للمشاريع) إىل إدخال التعليم للريادةالعوامل التي أدت -أوال ٨١ ------- يف التعليم الثانوي (للمشاريع) التعليم للريادةمرشوع اسهامات -ثانيا

ـــــة المحتويــــــــاتقائمـــــــــــــ

ي

رقم الصفحة املوضـــــوع

٨٢ --------------- متطلبات تطبيق مرشوع التعليم للريادة (للمشاريع) -ثالثا ت بفكرة مرشوع التعليم للريادةأخذ جتارب بعض الدول التي الرابع: املبحث

٨٥ --------------------------------------- )(للمشاريع ٨٥ ------------------------------------ الدول األجنبية -أوال

٨٥ ------------------------------------ جتربة أسرتاليا -١ ٨٧ ------------------------- جتربة الواليات املتحدة األمريكية -٢ ٨٩ ------------------------------------ جتربة النرويج -٣ ٩٢ ------------------------------------ الدول العربية -ثانيا

٩٢ -------------------------- اململكة األردنية اهلاشميةجتربة -١ ٩٥ ------------------------------------- جتربة تونس -٢ ٩٨ ---------------------------- ة مرص العربيةيمجهورجتربة -٣امنجتربة س -٤ ١٠٠ --------------------------------- لطنة ع

١٠٣ ---------------------- جتربة اململكة العربية السعودية -٥

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٠٩ ------------------------------------------ دــــمتهي ١١٠ ---------- لريادة من منظور تربوي إسالميالتعليم لمفهوم :املبحث األول

١١٠ ----------------------------------- : مصطلح الريادةأوال ١١٤ ---------------------------------- مصطلح املبادرة -ثانيا ١١٦ ---------------------------------- مصطلح املبادأة -ثالثا

١١٩ ------------------- من منظور تربوي إسالمي التعليم للريادة -رابعا

ـــــة المحتويــــــــاتقائمـــــــــــــ

ك

رقم الصفحة املوضـــــوع

١٢٦ ------------------------------ أمهية التعليم للريادة -خامسا ١٢٧ ----------- للريادة من منظور تربوي إسالمي عليمطبيعة الت :املبحث الثاين ١٣٢ --------للريادة من منظور تربوي إسالمي عليمخصائص الت :املبحث الثالث ١٤٢ ------------- مقومات التعليم للريادة من منظور إسالمي :بعاملبحث الرا

١٤٢ ------------------------------- القسم األول: مقومات إهلية ١٥١ ------------------------------- القسم الثاين: مقومات ذاتية

الفصل اخلامس تطبيق مرشوع التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالميةتصور مقرتح ل

١٥٨ ------------------------------------------ متهيد ١٥٩ ----------------------------- نتائج الدراسة :املبحث األول ١٦٢ ---------- للريادة من منظور تربوي إسالمي عليمأهداف الت املبحث الثاين:

١٦٤ -------------------------------- اهلدف األول: هدف ديني ١٦٤ ------------------------ تكوين روح العقيدة اإلسالمية الصحيحة

١٦٦ ------------------------------- اهلدف الثاين: هدف أخالقي ١٦٦ --------------------- الريادي تكوين روح األخالق اإلسالمية لدى

١٦٩ -------------------------------- اهلدف الثالث: هدف عقيل ١٦٩ ----------------------- الريادي تكوين روح اإلبداع لدى -١ ١٧٢ ----------------------- الريادي ىنظيم لدتكوين روح الت -٢ ١٧٣ ------------------------ الرياديى توسيع قاعدة الفهم لد-٣

١٧٤ ------------------------------ شخيص هدفاهلدف الرابع: ١٧٤ ---------------------- الريادي تكوين النظرة املستقبلية لدى -١ ١٧٦ ----------------------- املستمر الذايت للتعلم الريادي إعداد -٢

ـــــة المحتويــــــــاتقائمـــــــــــــ

ل

رقم الصفحة املوضـــــوع

١٧٨ ---------------- تكوين القدرة عىل التغيري والتغري لدى الريادي -٣ ١٨١ ----------------------------- عي اجتام هدفمس: اهلدف اخلا

١٨١ ---------------------------- تكوين العالقات اإلنسانية -١ ١٨٣ ----------------- تكوين روح التآلف بني أفراد املجتمع الريادي -٢ ١٨٥ ----------------------- تكوين روح التشاور لدى الريادي -٣

١٨٦ ------------------------------ : هدف علميالسادساهلدف ١٨٦ --------------------------- الريادي تكوين الروح العلمية لدى

١٨٨ ------------------------------- هدف عميل -اهلدف السابع ١٨٨ ------------------------- الريادي تكوين فقه الواقع لدى -١ ١٨٩ ------------------- لدى الريادي تكوين روح احلامسة واملثابرة -٢ ١٩٠ ------------------- روح اجلودة واإلتقان لدى الرياديتكوين -٣

١٩٢ ----------- أسس التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي :لثالثا املبحث ١٩٢ ------------- عالقة العبودية القائمة بني الريادي واخلالق -األساس األول ١٩٣ ------------- ي والكونعالقة التسخري القائمة بني الرياد -األساس الثاين

١٩٥ ----------- عالقة العدل واإلحسان بني اإلنسان واإلنسان -األساس الثالث ١٩٧ ----------- عالقة االبتالء القائمة بني الريادي واحلياة الدنيا -األساس الرابع

١٩٩ --- ولية واجلزاء القائمة بني الريادي واحلياة اآلخرةؤعالقة املس -األساس اخلامس ٢٠١ ------ للريادة من منظور تربوي إسالمي آليات تطبيق التعليم :رابعاملبحث ال

٢٠١ --------------- من منظور تربوي إسالمي للريادة عليمأساليب الت -أوال ٢٠٢ ------------------------------- أسلوب احلوار واملناقشة -١

٢٠٤ ---------------------------------- أساليب تعلم العلم -٢

٣- ٢٠٨ ------------------------------------ لأسلوب التخي

ـــــة المحتويــــــــاتقائمـــــــــــــ

م

رقم الصفحة املوضـــــوع

٢٠٩ ------------------------------------ أسلوب القدوة -٤

٢١١ ------------------------------- أسلوب املامرسة العملية -٥

٢١٣ --------------------------- وب الرتبية باآليات الكونيةأسل -٦

٢١٤ ---------------------------------- أسلوب الرحالت -٧ ٢١٥ ------------------------------- وسائل الرتبية للريادة -ثانيا

٢١٥ ----------------------------------------- الوحي -١ ٢١٦ ---------------------------------------- احلواس -٢ ٢١٦ ----------------------------------- العمليات العقلية -٣

٢٢٠ --------------------------- للريادة عليميات التاسرتاتيج -ثالثا ٢٢٠ ------------------------------ ية حل املشكالتاسرتاتيج -١ ٢٢٣ ---------------------------------- ية املرشوعاسرتاتيج -٢ ٢٢٤ -------------------------------- فية االكتشااسرتاتيج -٣ ٢٢٦ -------------------------------- ية اختاذ القراراسرتاتيج -٤

٢٢٩ --------------------------------- املصادر واملراجعقائمة تخلص الدراسة باللغة اإلنجليزيةمس

q q q q q q q q

q

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٢

ار العام للدراسةـــاإلط

معرفته، وأشـهد أن ال إلـه إال ، وأوضح السبيل إىلاحلمد هللا الذي ريض لنا اإلسالم دينا

:أما بعد وحيه...عىل عبده ورسوله وأمينه r اهللا وحده ال رشيك له، وأشهد أن حممدا لكـل يشء، قـال إن القرآن الكريم جاء لرتبية اإلنسان يف مجيع اجلوانب، وأنزله اهللا تبيانا

? =< > ; : 9 87 6 5 4 3 2 1 0 /] :تعـــــاىل

@ A B C D E F G H I Z ـــل ـــورة النح ]١٦[سوقد بني لنا يف هذا القرآن كل علم وكل يشء، وقال :قال ابن مسعود«): هـ١٤٠١يقول ابن كثري(

جماهد: كل حالل وح كل علم عىل اشتملواشمل فإن القرآن رام، وقول ابن مسعود يف ذلك أعمنافع من خربة ما قد سبق وعلم ما سيأيت، وحكم كل حالل وحرام، وما الناس إليـه حمتـاجون يف

.)١(»ر دنياهم ودينهم، ومعاشهم ومعادهمأمجانب القرآن الكريم هناك السنة النبوية وهي جمال واسع السـتنباط الـدروس ودائام إىل

اعتبار أنـه املـريب عىل ، rوالتوجيهات التي حيتاج إليها الناس يف مجيع أحواهلم من حياة الرسول رتبية الناس تربية إسالمية صحيحة.واملعلم والقدوة الذي أرسله اهللا لتبليغ الرسالة ول

ن منهم مجاعة متميزة بعقيدهتا rوقد استطاع الرسول أن يريب عددا من أصحابه، ويكو ليس له مثيل يف تاريخ البرشية، ووصل تهيف احلياة، وقد نجحت تربيوسلوكها وهدفها نجاحا

يف ى لغها الفالسفة واملصلحون حتغاية من الرفعة والسمو مل يب بمجتمع املدينة يف واقع احلياة إىلما تستطيعه الرتبية وفق منهج القرآن من تغيري عىل األماين واخليال، ودل نجاحه يف رسالته

.٧١٩هـ، ص١٤٠١، بريوت، دار الفكر، تفسري القرآن العظيمإسامعيل بن عمر بن كثري، )١(

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٣

1 0 / .] :اآلفاق. قال تعاىلى أسم لألنفس، وسمو باملجتمع ورفعة بالبرشية إىل

2 3 4 5 6 7 8 :9 ; < = > ? @ BA C D E F G Z فكانت خري أمة ٣ [سورة آل عمران [

يف األرض، بام قدمت من مبادئ وقيم ومثل عليا مطبقة يف عامل الواقع، ليقدموا بذلك صورة يلتقي فيها املثال والواقع، فال تكاد تعرف من روعة العظمة الصادقة أهيام الواقع وأهيام املثال

يف مجيع املجاالت، لقد كان ذلك هو الثمرة اجلنية لل عىل رتبية اإلسالمية يف أفكانت رائدة حقا .)١(صورها وأغىل

لقد حققت األمة اإلسالمية الريادة عندما انبثقت تربيتهـا مـن عقيـدة التوحيـد، وكـان والـذي يليـق ى املسـتو هدفها هو الوصول لغايتني أساسيتني؛ هي: بقاء اإلنسان واالرتقاء بـه إىل

اإلنسـان وباحليـاة الـدنيا واآلخـرة. بمكانته يف الوجود من خالل عالقاته باخلـالق وبـالكون وبأسـاس عـىل وحتققت الريادة للفرد واملجتمع عندما كان التفاضل يف املجتمـع اإلسـالمي قـائم

ولية الفرد عن نفسه وأرسته ؤالتي عليهم، مس ولياتؤاالستقامة ونفع اخللق وحتمل املسوى التقوالنتيجـة هـي املـودة واألخـوة البذل والعطـاء فكانـت عىل قامت العالقات ى وعن جمتمعه، حت

ثار اآلن يف املجتمعات املعارصة من دعوات تطالب بحقوق اإلنسان ،والتواصل، وهو عكس ما ي ينتج عنه يتطور هذا األخذ إىلى األمر الذي يدفع اإلنسان لألخذ فقط حت ورصاعا أن يكون هنبا

قطع العالقات اإلنسانية.تكامل عىل ت الرتبية اإلسالميةرتكزا تتحقق إذا إن الريادة من منظور تربوي إسالمي

؛ مظهر الشعائر وثمرته التوازن النفيس، واملظهر )٢(التي ذكرها الكيالين مظاهر العبادة الثالثة

.٢٥١م، ص١٩٩٣هـ / ١٤١٤دار الرشوق، ، القاهرة،١ج ،١٤، طمنهج الرتبية اإلسالميةحممد قطب، )١(

م، ١٩٩٨هــ/ ١٤١٩بـريوت: مؤسسـة الريـان، ،١ط ،فلسفة الرتبية اإلسـالمية ،ماجد عرسان الكيالين )٢( .٨٧ص

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٤

االجتامعي وثمرته التطبيق العميل، ومظهر الكون وثمرته القناعة العقلية، فكانت املحصلة النفوس واالستقامة يف السلوك والعالقات وبالتايل النهائية لعمل هذه املظاهر هي اليقني يف

حتقيق التقدم والريادة يف األفكار واألعامل، وعندما أخذ املسلمون بالفصل بني هذه املظاهر بدأ التقهقر واالهنيار يلحق باملجتمع اإلسالمي.

-السبيل املثـعىل -يف املجال االقتصادي ولقد حقق املجتمع اإلسالمي التقدم والريادةدون القيم التي يوفرها الـدين اإلسـالمي يصـبح إلسالمية الثابتة يف معامالته، فتمسكه بالقيم اب

انعدام الضمري وعدم العدالة والتجاوزات، مما حيـد مـن املال يف حد ذاته غاية، ومن ثم يفيض إىلوية هي التي باقي األجيال، فالترشيعات السامعىل التقدم والرقي ملعظم األفراد ثم يرسي ى مستو

ال تزول قدم بن «قال: rبن مسعود عن النبي اعن الكتساب املال وإنفاقه، ى تضبط وتعطي معنيسأل عن مخس عن عمره فيم أفناه وعن شبابه فيم أبـاله ومالـه ى آدم يوم القيامة من عند ربه حت

. )١( »من أين اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيام علمدما امتثل املسلمون ألمر اهللا بالعمل والسعي يف مجيـع املجـاالت أيضا حتققت الريادة عن

التي حيتاجها املجتمع سواء كانت زراعية أو صناعية أو تعليمية وغريها كام جاء يف اآلية الكريمـة [4 5 6 7 8 9 : ; < = > @? A B C Z ــك ــورة املل [س

املقـدام بـن معـد يكـرب الكسب بأيدهيم، عـن عىل املسلمني r ] ومن خالل حث الرسول٦٧عـىل ما كسب الرجل كسبا أطيب من عمل يده وما أنفق الرجل « قال: rالزبيدي عن رسول اهللا

.)٢( »نفسه وأهله وولده وخادمه فهو صدقة

األعامل املبادرة والتقدم إىل الريادة عندما وجهه إىلعىل اإلسالم املسلم ى وقد رب

، حتقيـق: أمحـد حممـد شـاكر ياجلامع الصحيح سـنن الرتمـذحممد بن عيسى أبو عيسى الرتمذي السلمي، )١( .٦١٢،صريوت، دار إحياء الرتاث العريبب ،٤ج وآخرون،

بريوت، دار الفكر، ،٢ج، حتقيق: حممد فؤاد عبد الباقي،سنن ابن ماجةحممد بن يزيد أبو عبداهللا القزويني، )٢( .٧٢٣ص

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٥

لوح الفرصة لعمل ينفع صاحبه وغريه من الناس دون واملسارعة عند ظهور احلاجة أو عندما ت c d e f g h i j k l] :انتظار تقدم اآلخرين فقال تعاىل

m n o p rq s t u v w yx z { | } ~ Z املسابقة واملسارعة باألعامل الصاحلة، فعن عىل الصحابة rالرسول ى ] ورب٥٧[سورة احلديد

فقال .يدخل اجلنة سبعون ألفا من أمتي بغري حساب «نه قال: أ rي قال: عن النب tهريرة أيبيل فقال سبقك عكاشة يا رسول اهللا ادع اهللا أن جيعلني منهم فدعا فقال رجل آخر ادع اهللا تعاىل

.)١( »هبا عكاشة

ز األمة اإلسالمية يف القرون األوىل وجعلها رائدة يف كل املجاالت، أن أبناءهـا والذي ميقوة اإلرادة التي أهلتهم وأكسبتهم مهارات تتناسب مع ظروف املجتمـع واحتياجاتـه، عىل تربوا

عاقب إرادته يف أمر ممكن احلصـول قـال عىل وألمهية اإلرادة فقد بني اهللا عز وجل أن اإلنسان سي ].٢١سورة األنبياء [ µ Z ´ ³ ² ± °] :اهللا تعاىل

الرؤية املستقبلية، فام كان مرشوع كتابة القرآن عىل املسلمون يف القرون األوىلى أيضا ترب للمستقبل. أيضا تم تربية الصحابة tبكر الصديق ى يف عهد أب الرؤيـة املسـتقبلية عـىل إال حتسبا

من خالل القصص القرآنية التي كانت تتناول املـايض ألخـذ العظـة والعـربة، والقصـص التـي الـذي كانـت لديـه رؤيـة مسـتقبلية rصة سيدنا يوسف تتناول التخطيط املستقبيل كام جاء يف ق

لألزمة االقتصادية التي ستمر هبا مرص. أن تتبوأ مكـان الصـدارة والريـادة عنـدما شـهدت يف واستطاعت األمة اإلسالمية أيضا

احلضارات السابقة هلا، وأخذ ما يستدعيه تطور املجتمع اإلسـالمي عىل عصور االزدهار انفتاحا يلبي حاجاته، وإخضاع كل ما يعرض هلا للنظر والبحث واالنتقاء.آنذاك وما

زمـريل ، خالـد السـبع ، حتقيـق: فـواز أمحـدسـنن الـدارميعبداهللا بن عبـد الـرمحن أبـو حممـد الـدارمي، )١( .٤٢٢،صهـ١٤٠٧بريوت، دار الكتاب العريب، ،٢ج،١العلمي،ط

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٦

كانـت هنـاك لقـد ، واهيم التـي ظهـرت حـديثامن املفـفإنه مصطلح الريادةورغم قدم دعوات لتطبيق هذا املفهوم من خالل مرشوع تم وضعه من قبل منظامت األمم املتحدة، ولتطبيقه

عـىل التعـرف /أمـرين: األولعـىل جلديد سيسـاعد ال بد من دراسته؛ ألن دراسة هذا املرشوع اعوامل اخللل وتشخيصـه عىل التعرف /مكامن اخلري وأصوله وتنميتها واالستفادة منها، والثاين

ال بد أن يكـون هـذا االنفتـاح إذا أراد املجتمع االنفتاح عىل الثقافات األخرى وحتديد عالجه، و بعقيدة اإلسالم، ألن ذلك سيساعد حتقيق األهداف البعيدة التي يعمل اإلسـالم مـن عىلمرتبطا

.)١(عبادة اهللا وحدهعىل أجلها وهي توحيد اإلنسانية واجتامعها فال مانع من التفكري يف اجتاهات جديدة تتالءم مع التحديات الراهنة يف العامل ومتكنه مـن

تنميـة اإلنسـان، إىلى أوضـاع تعليميـة بنـاءة تسـع التقدم املنشود، وإىل العبور بقوة وبرسعة إىلمواجهة التحديات التي تقف يف سبيل تقدم املجتمع واألمة اإلسـالمية. عىل ا بحيث يصبح قادر

حيفـظ لبلـورة فهـم إسـالمي ولكن التغيري املطلوب يكـون هبضـم األفكـار اجلديـدة وحتليلهـا املستقبل. يمكن العبور من خالله إىلللمجتمع هويته وأصالته و

كار أو املشاريع اجلديدة مرشوع توجيه الطالب يف املرحلة الثانوية إىل من هذه األفو وقبل تطبيق هذا املرشوع ينبغي دراسته وتوجيهه بام يتناسب مع عقيدة املجتمع، الريادة لألعامل،

. ومن هذا ز من املعرفة والتوجيهات اإلهليةكنو حيث يوجد يف القرآن الكريم والسنة املطهرةل الدراسة أحد التطورات التي يشهدها جمال التعليم، املتمثل يف مرشوع التعليم املنطلق ستتناو

للريادة ؛ لتقويمه وفق رؤية تربوية إسالمية.

.٢٤٤ -٦٣، دار ابن كثري، بريوت، ص تطور مفهوم النظرية الرتبوية اإلسالميةماجد عرسان الكيالين، )١(

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٧

النهوض، وهم السبيل الوحيـد لنهضـتها وتقـدمها، الشباب هم عامد األمة وطريقها إىل

فإن األمة ستكون مهددة باالهنيـار، فهـم أمـل املسـتقبل فإذا صلحوا صلحت األمة وإذا فسدوا مجيع املستويات العلمية واملادية واحلضارية، يقول حممد عىل الذي تنتظره األمة كي ترتقي وتتقدم

هدف معني وأخذه مأخذ اجلـد، ومـن أجـل ذلـك عىل الشباب قوة خطرية إذا جتمع «: )١(قطب بتمييـع هـذا الشـباب، وإتالفـه وإشـاعة التفاهـة كان اهتامم وحرص األعداء منذ وقـت مبكـر

.»هدف معني ويأخذه مأخذ اجلدعىل واالنحالل يف كيانه، لكي ال يتجمع يف يوم من األيام حسن تربيتهم وتعليمهم وتوجيـه عىل ومن هنا وجبت العناية بمرحلة الشباب واحلرص

رعة واإلقدام والشـجاعة واجلـرأة طاقاهتم إلجياد فرص عمل مناسبة، وتنمية روح املبادرة واملسا اختاذ القرار السليم يف الوقت املناسب يف إطار القيم واملبادئ اإلسالمية.عىل

فرتض أن يتم تطوير التعليم الثانوي بحيث يقـدم للمجتمـع خمرجـات من هذا املنطلق يوير التعلـيم تتوافق مع احتياجاته وتسهم يف تقدمه، فالدول املتقدمة تتنـافس اليـوم يف جمـال تطـ

إعادة تنظـيم نظـم التعلـيم هبـا، ألن التغـريات تلجأ الدول عرب أرجاء العامل إىل «الثانوي، حيث التعلـيم يف كـل مكـان باعتبـاره الطريقـة االجتامعية واالقتصادية الرسيعة جتري بقوة، وينظر إىل

.)٢( »الرئيسة ملنح األفراد القدرة ملجاهبة هذه التغرياتعض الدول املتقدمة إلصالح التعلـيم وتبنـي أنـامط جديـدة مـن ضـمنها ولقد اجتهت ب

األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة للـدول العربيـة منظمة مرشوع التعليم للريادة الذي قدمته تعزيز احرتام الذات والثقـة بـالنفس والتوظيـف الـذايت، وتعزيـز السـلوكيات والذي هيدف إىل

.٣٨٦م، ص١٩٨٨، مؤسسة املدينة للصحافة، ٢ط ،واقعنا املعارصحممد قطب، )١(

القـاهرة، )،١٣٠، جملة مستقبليات، العدد("الح التعليم الثانوي يف املغرب حتديات وآمالإص"حياة دين، )٢( . ٢٩٧م، ص٢٠٠٤ ه، يونيومطبوعات اليونسك مركز

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٨

رجم مصطلح)١(للمشاركة يف تنمية املجتمع الطالب ير مهاراتملهارات العملية، وتطووا . وقد ت)Entrepreneurshipالريادة، املبـادرة، واملبـادأة، عدة مصطلحات منها: ) باللغة العربية إىل

إنشاء مرشوع، والعمل احلر. ف علامء الغرب الريادة بأهنا زيادة إىلى وتسع إنشاء مشاريع تتميز باإلبداع :وقد عر

ف ريتشارد كانتيلون اإلنتاج والربح املادي دون أية ضوابط أو قيود دينية وأخالقية، فعر)RichardCantillon) الريادة (Entrepreneurship( بأهنا: أي عمل يتضمن تشغيال ذاتيا

هي إنشاء مرشوع خاص يتحمل ذلك أن الريادةى . معن)٢(بغض النظر عن الطبيعة أو االجتاهيته ويتخذ قراراته بنفسه وأن هدفه األساس هو الربح املادي، والتشغيل مسؤولصاحب املرشوع

الذايت يعني ملكية الفرد للمرشوع وتشغيله له، وبغض النظر عن الطبيعة واالجتاه يعني إطالق احلرية للفرد يف النشاط الذي يقوم به، وهذا يتوافق مع النظام الرأساميل الذي يمتلك فيه األفراد

عات املوارد اإلنتاجية من أدوات ومعدات ومباين وما هو موجود يف الطبيعة من أرض أو اجلام ومعادن ملكية خاصة، كام هلم احلق يف استخدام مواردهم بأية طريقة يروهنا مناسبة، باإلضافة إىلاإلنسان نفسه وما لديه من موهبة ومقدرة، فالنظام الرأساميل هو نظام املرشوع احلر أو نظام

.)٣(قتصاد الفردي أو نظام املبادرة الفرديةاالأن يكون وعندما تنادي منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة الدول العربية إىل

الطالب وتأدية ما هو مطلوب ى التعليم يف الدول للريادة فإن ذلك يعني؛ تأكيد النزعة املادية لد

، نحـو ثقافـة للريـادة يف القـرن الواحـد والعرشـين، مكتـب منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافـة )١( .٢٧م، ص٢٠١٠ل العربية، بريوت، الطبعة العربية، اليونسكو اإلقليمي للرتبية يف الدو

)، نحـو سياسـات لتعزيـز الريـادة بـني الشـباب يف معهد أبحاث السياسات االقتصادية الفلسطيني (ماس )٢( .١٨م، ص ٢٠٠٧الضفة الغربية وقطاع غزة، القدس ورام اهللا،

، الريـاض، سـعود امللـك جامعة –ملكتبات ، عامدة شؤون االنظم االقتصادية املعارصةحممد حامد عبد اهللا، )٣( .١٦ ص، م١٩٨٧/ هـ١٤٠٧

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٩

عض الفلسفات التي ظهرت يف القرن الثامن عرش منهم بطريقة آلية، وهذه الدعوة تتوافق مع بيتم تطبيق هذا املرشوع يف املجتمعات ى والتاسع عرش امليالدي كالفلسفة الطبيعية. وحت

اإلسالمية جيب دراسة األسس الفلسفية التي يقوم عليها هذا املرشوع، والعنارص التي يتكون ومبادئ الدين اإلسالمي، وكيفية تطبيقها توافقها وانسجامها مع قيم ى منها املرشوع، ومعرفة مد

من خالل أهداف وأسس وآليات.دث تغيريومن هذا املنطلق فإ يف نظامه التعليمي، ال بد أن حيفظ هذا ا ذا أراد املجتمع أن حي

التقدم والريادة الشاملة يف مجيع املجاالت يف إطار من القـيم التغيري هوية املجتمع، وأن يدفعه إىل، فالوحي هو املصدر األول واألساس يف توجيه الرتبيـة اإلسـالمية ألنـه املنبـع الـذي اإلسالمية

يستمد منه املجتمع توجيهاته، وقيمه، ومبادئه، وترشيعاته فهو بذلك املرجعية لكل نشاط تعليمي لذلك ؛ ول اإلسالميةاألص تربوي جديد. فتأكيد اهلوية الثقافية للفرد واملجتمع يكون بالعودة إىل

انت هذه الدراسة ملحاولة جتلية هذا املرشوع ومعرفة كيفية االسـتفادة منـه وفـق رؤيـة تربويـة ك بام يتوافق مع عقيدة وقيم املجتمع اإلسالمي. يمكن تطبيقهى إسالمية حت

تبلور موضوع الدراسة يف األسئلة التالية:يف ضوء ما سبق

فهوم الريادة يف الفكر الغريب؟ما اإلطار الفلسفي مل -١ ؟منظمة األمم املتحدة(للمشاريع) يف ز مالمح مرشوع التعليم للريادةما أبر -٢

؟وجهة نظر الرتبية اإلسالمية حول مرشوع التعليم للريادةما -٣

تطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربويـة إسـالمية يف التعلـيم الثـانوي ما التصور املقرتح ل -٤ ية السعودية؟باململكة العرب

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٠

الدراسة لتحقيق األهداف التالية: سعت

حتليل األسس الفلسفية ملفهوم الريادة يف الفكر الغريب. -١ منظمة األمم املتحدة.ع) يف (للمشاريرشوع التعليم للريادة مل حتليلية دراسة -٢

.لريادةسالمية حول التعليم لإلوجهة نظر الرتبية اعىل التعرف -٣

لتطبيق التعليم للريادة يف املرحلة الثانوية باململكة العربيـة السـعودية تصور مقرتح وضع -٤ . وفق رؤية تربوية إسالمية

تنبع أمهية املوضوع من ارتباطه بالوحي فترشف الدراسة برشف املصدر، األمر الذي -١

مفهوم الريادة يف القرآن الكريم والسنة املطهرة. يتطلب بذل املزيد من اجلهد الستقصاءعترب -٢ طورات العاملية سواء كانت اقتصادية أو رضورة يف ضوء الت دراسة مصطلح جديد ي

، والتي متثل حتديات تقف أمام التعليم، الذي يقع عليه مسئولية إعداد الطالب اجتامعية ملثل هذه التطورات.

عد هذه الدراسة األوىل -٣ التي ستتناول تقويم مرشوع -حسب علم الباحثة -ا من نوعه تالتعليم للريادة، والتي من املمكن أن تسهم يف تأصيل تربيتنا وتعليمنا تأصيال إسالميا،

حيقق األصالة التي نرجوها يف هذا العرص.

مرحلـة عـىل تتضح أمهية الدراسة من أمهية املرحلة العمرية التـي يتناوهلـا؛ حيـث يركـز -٤حتقيــق عـىل ا حيتاجـه يف تلـك املرحلـة مـن مهـارات ومعـارف تسـاعدهم الشـباب ومـ طموحاهتم.

تنفيـذ السياسـة عـىل ني والقـائمني سؤولتكمن أمهية الدراسة كذلك؛ يف كوهنا قد تفيد امل -٥أسس تربوية إسالمية تتواكب عىل قائمة مشاريع تعليمية جديدة، استحداثالتعليمية يف

مع طبيعة املجتمع اإلسالمي.

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١١

دراسـة للريـادة يف الفكـر الغـريب، وحتليل مرشوع التعلـيم و دراسة الدراسة يف ددتحت

التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي، ووضع رؤية تربويـة إسـالمية للتعلـيم للريـادةفكرة -لـيم للريـادةومقومـات التع -أهداف التعليم للريادة(من خالل حتديد خاصة باملرحلة الثانوية

ــن ــادة) وم ــيم للري ــس التعل ــقوأس ــات التطبي ــد آلي ــالل حتدي ــاليب( خ ــائلال -األس -وس يات).سرتاتيجاال

الباحثة املناهج التالية: استخدمتيف جــاء اســة مرشــوع التعلــيم للريــادة كــام يف در: تســتخدمه الباحثــة املــنهج الوصــفي -١

ف ذوقـان ناولت املوضوع يف البيئة الدولية والعربيـةدراسات واألدبيات التي تال ، ويعـردراسة الواقع أو الظاهرة كـام توجـد يف عىل أسلوب يعتمد «بأنه عبيدات املنهج الوصفي

كميا أو تعبريا كيفيا ، ويعرب عنها تعبريا دقيقا . )١( »الواقع، وهيتم بوصفها وصفا ( املايض الفعل من مأخوذ ةاللغ يف االستنباط: االستنباطي املنهج -٢ ط ب يقال« ). ن ط ب ن املـاء

طا وطا نب ب ـع : ون ب هـا اسـتخرجت إذا: البئـر نبطـت، ن m l ] :تعـاىل وقولـه ،ماءo n Z )إذا: الفقيــه واســتنبط يســتخرجونه، أي ،)٨٣آيــة: النســاء ســورة

بذل«: بأنه االصطالح يف اطاالستنب عرف وقد. )٢(»واجتهاده بفهمه الباطن الفقه استنبط مدعمـة تربويـة مبـادئ استخراج هبدف النصوص، دراسة عند ونفيس عقيل جهد أقىص دقائق استخراج« اإلسالمية بالرشيعة العلم أهل اصطالح يف وهو، )٣(»الواضحة باألدلة

ار أسامة للنرش والتوزيـع،د الرياض، ،البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبهذوقان عبيدات وآخرون، )١( .٢٤٧هـ، ص ١٤١٩

.١٢ص ،٥ج بريوت، العلمية، املكتبة ،التمييز ذوي بصائر بآدي،ا الفريوز )٢( .٤٣ص هـ،١٤١٢ جدة، الرشوق، دار ،٦ط ،األبحاث كتابة يف املرشد وآخرون، الحص الرمحن عبد )٣(

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٢

بـه قامـت مـا وهـو ،)١(»حممـد نبيـه وسنة وجل عز اهللا آيات من احلكمة وحقائق املعاينــةالبا ــني حث ــتخراج ح ــوم اس ــيم مفه ــادة التعل ــه للري ــداف ومقومات ــس واأله واألس

والسنة املطهرة. اآليات القرآنية من واالسرتاتيجيات

النحو التايل:عىل مصطلحات الدراسة ددتحت

ة عن عملية مجع وتصنيف وحتليل وتفسري بيانات أو معلومات كمية أو كيفي« هوالتقويم: -١ .)٢(»ظاهرة أو موقف، واستخدامها يف إصدار حكم أو قرار

واقع ضمن بيئة العمل، ووضع ترمجة األحالم واألفكار إىلعىل قدرة الفرد « هي الريادة: -٢ .)٣(»أهداف والسعي لتحقيقها، واملبادرة يف صنع الفرص واقتناصها

فه بتشارد وتولوز :التعليم للريادة -٣ عر مـن أسـاليب التعلـيم النظـامي جمموعـة «بأنه )٤(ويإعالم وتدريب وتعليم أي فرد يرغـب باملشـاركة يف التنميـة االقتصـادية عىل الذي يقوم

تعزيز الوعي الريادي وتأسيس مشـاريع األعـامل االجتامعية من خالل مرشوع هيدف إىل .»أو تطوير مشاريع األعامل الصغرية

ف الباحثة الدراسة التقويمية ملرشوع التعليم للريـادة مـن منظـور تربـوي إسـالمي وتعر اجرائيا مصـطلح الريـادة واألسـس بأهنا عملية مجع وتصـنيف وحتليـل وتفسـري :تعريفا

.١٥ ص هـ،١٤١٣ مرص، األمانة، مطبعة ،والسنة الكتاب من االستنباط سبل سعد، حممود )١(، القاهرة، دار الثقافة للطباعة والنرش، أساسيات املنهج وتنظيامتهحممد عزت عبد املوجود وآخرون، )٢(

. ١٥٤م، ص١٩٧٧برنـامج تنميـة -، تكييف وتطوير بناء القدرات وخدمات تطوير األعـاملحاضنة العقبة لألعامل الصغرى )٣(

. ٥م، ص٢٠٠٨املجتمعات املحلية، مؤسسة نور احلسني، ، نحـو ثقافـة للريـادة يف القـرن الواحـد والعرشـون،نقال عن منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة )٤(

.٢١م، ص ٢٠١٠، ليونسكو اإلقليمي للرتبية يف الدول العربية، بريوت، الطبعة العربيةمكتب ا

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٣

أهداف ومبادئ وحماور ومتطلبات مرشـوع التعلـيم للريـادة الفلسفية التي انطلق منها، وبيـة والعلـم ل ما جاء يف دراسة منظمـة األمـم املتحـدة للرتومدى قبوله ورفضه من خال

؛ لتتم االسـتفادة ويف أدبيات االقتصاد والرتبية اإلسالمية ومنظمة العمل الدولية والثقافة من املرشوع وفق رؤية تربوية إسالمية.

ظمة األمم املتحدة للرتبية تم طرحه من قبل من اجديد االدراسة احلالية مرشوع تتناول

التعليم للريادةدراسات عربية تناولت ، وعند البحث عنظمة العمل الدوليةومن م والثقافةوالعل ،(املشاريع)دراسات تناولت الريادة يف جمال األعاملى حسب علم الباحثة سو امل يكن متوفر

فإن وبام أن املرشوع هيدف إىل تطوير التعليم وكان هذا أحد الصعوبات التي واجهتها الباحثة،واجتهت املرحلة الثانوية، يف وبالتحديد تناول دراسات اهتمت بتطوير التعليم الباحثة اجتهت إىل

عدد من هناككان ف هذا االجتاه يف جمال التعليم، يف أجنبية الباحثة إىل البحث عن دراساتالدراسات التي تناولت التعليم للريادة، وفيام ييل عرض للدراسات السابقة العربية واألجنبية من

األقدم. األحدث إىل

– عـىل تعرض الباحثة ألهم الدراسات السابقة ذات الصلة بتطوير التعليم الثانوي، وذلك

النحو التايل:حتديـد مفهـوم املهـارات : هـدفت الدراسـة إىل)١(م) ٢٠١٠هـ/ ١٤٣١( دراسة اجلديبي -١

ية اكتساهبا وأساليب تنميتها، ومعرفـة أهـم التحـديات احلياتية وأبرز قوائمها احلديثة وأمه

تصور مقرتح لتنمية املهارات احلياتية لدى طالب املرحلة الثانويـة رأفت بن حممد عيل بن عبد اهللا اجلديبي، )١(جامعـة أم القـرى، كليـة ، هدكتـورا رسالة ،يف ضوء التحديات واالجتاهات املعارصة. رؤية تربوية إسالمية

هـ.١٤٣١، قسم الرتبية اإلسالمية واملقارنةالرتبية،

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٤

املعارصة التي تواجه املجتمع اإلسالمي بوجه عام وطالب املرحلة الثانوية بوجـه خـاص، بيان اجلهـود إىل كذلكهدفت كاموكيفية التعامل معها يف ظل توجيهات الرتبية اإلسالمية،

ياتية عـرب جتـارب تطـويره وأنواعـه املختلفـة، احلالية للتعليم الثانوي يف تنمية املهارات احلمهـارات (وتقديم تصور مقرتح لتنمية املهارات احلياتية لطـالب املرحلـة الثانويـة؛ وهـي

يف) التقنيـة واسـتخدام اليـدوي العمل مهارات – التفكري مهارات –التواصل االجتامعي .الوصفي املنهج باحثال استخدم وقد. إسالمية تربوية وبرؤية املعارصة التحديات ضوء

توصلت إليها الدراسـة أن العـامل يواجـه حتـديات خمتلفـة هلـا تأثرياهتـا ومن النتائج التي طالب املرحلة الثانوية خصوصا. أيضا توصلت الدراسة إىلعىل املجتمع عموما وعىل الواضحة

نظامت الدوليـة تنـادي بـه املـ أساسـيا مطلبـا ى املهـارات احلياتيـة أضـحعـىل أن التعليم املبنـي السـواء، وهـو عـىل إليه الدول الغنية والفقـرية ى واملؤسسات الرتبوية والتعليمية املختلفة وتسع

غـري املحـدود. ومـن طلب العديد مـن التضـحيات والـدعم يكلف الكثري من اجلهد واملال، ويتاملهـارات خالل استعراض جتارب الدول يف جمال تطبيق تعليم املهارات احلياتية وجـد أن تعلـيم

األدلـة -الـربامج التدريبيـة -املنـاهج الدراسـيةيتم من خـالل ثالثـة مـداخل رئيسـة (احلياتية ى ثرائيـة تعنـإأنشطة علميـة وعمليـة ة تفتقر إىلاإلرشادية). ووجدت الدراسة أن املرحلة الثانوي

الطالب.ى بتعليم وتنمية املهارات احلياتية لدأمهيـة التجديـد عـىل التعـرف هدفت الدراسـة إىل: )١(م)٢٠٠٩هـ/١٤٣٠( دراسة نصري -٢

والتطوير يف املدرسة الثانوية ودواعيه، وإيضاح نامذج من صـيغ التطـوير والتجديـد التـي تناولت املدرسة الثانوية، وحتديد مفهوم مدرسة املسـتقبل وبيـان سـامهتا وركائزهـا وبيـان

الباحـث اسـتخدموملسـتقبل. للمدرسة الثانوية يف ضوء مالمح مدرسـة ا املقرتحالتطوير أن خمرجات الطـالب التعليميـة واملـنهج إىلالدراسة املنهج الوصفي الوثائقي، وتوصلت

ماجستري، جامعة أم رسالة تطوير املدرسة الثانوية يف ضوء مالمح مدرسة املستقبل،مازن بن صالح نصري، )١( م.٢٠٠٩هـ/ ١٤٣٠القرى، كلية الرتبية، قسم الرتبية اإلسالمية واملقارنة،

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٥

جودة عىل يات التدريس ودور املعلم وتوظيف التقنية من أهم القضايا التي تؤثر اسرتاتيجووير أن تطـ مشكالت تعليميـة، وأيضـا توصـلت إىل التعليم الثانوي وقد يؤدي ضعفها إىل

ا جلوانـب العمليـة التعليميـة بـدء يؤيت ثامره ال بـد أن يكـون شـامال ى املدرسة الثانوية حتباملعلم واملنهج واملـتعلم قياس املنتج النهائي وتقويمه مرورا إىل بالنظام التعليمي ووصوال

تقبل حمـدود األثـر، وأن مدرسـة املسـ والبيئة املدرسية والقيادة، وإال أصبح التطوير قارصا حتسني خمرجات التعليم وجتويـد العمليـات التعليميـة وإعـداد املـتعلم ملواجهـة هتدف إىل

املستقبل، ومن أهم ركائزها القيـادة الرتبويـة، املـتعلم، املـنهج، املعلـم، البيئـة املدرسـية، القياس والتقويم، النشاط الطالب واإلرشاد األرسي.

مفهـوم السياسـة عىل التعرف الدراسة إىل: هدفت )١(م)٢٠٠٨هـ/١٤٢٨( دراسة األملعي -٣التعليمية وأمهيتها وأهدافها ومراحل صياغتها، واإلطار العام لسياسة التعلـيم يف اململكـة

تنفيذها، وثبات وتطوير عىل وبنائها واجلهات املرشفة عليها، وخصائصها واجلهات املرشفة ز أبـرعـىل التعليم العام، مع التعرف السياسة التعليمية ودورها يف الرؤية املستقبلية لتطوير

االجتاهات والنامذج العامليـة يف السياسـات التعليميـة، وأثـر سياسـة التعلـيم يف مواكبتهـا واقرتاح املرتكزات واآلليات والوسائل لتفعيل سياسة التعليم وفق رؤية تسـهم يف تطـوير

التعلـيم يف اململكـة مـن التعليم العام واملساعدة يف حتقيق مستويات تعليمية متميزة متكـنتفعيـل التعلـيم العـام ى دخول السباق العلمي والرتبوي مع الدول املتقدمة ومعرفـة مـد

، املســحي. اســتخدم الباحــث املــنهج الوصــفي اإللكــرتوينللجــودة الشــاملة والتعلــيم أن سياسة التعليم يف اململكة العربية السعودية تنفرد عن السياسـات وتوصلت الدراسة إىل

أغلـب االجتاهـات العامليـة املعـارصة، عىل تعليمية العاملية بعدد من املميزات مع اشتامهلا التغيـري وإنـام حتتـاج للتفعيـل يف امليـدان الرتبـوي، وأهنا سياسة مستقرة وليست بحاجة إىل

، تفعيـل سياسـة التعلـيم يف اململكـة العربيـة السـعودية ملواكبـة االجتاهـات العامليـة األملعي عيل عبده عيل )١(ــارصة، ــوراه املع ــالة دكت ــة، رس ــالمية واملقارن ــة اإلس ــم الرتبي ــة، قس ــة الرتبي ــرى، كلي ــة أم الق ، جامع

م.٢٠٠٨هـ/١٤٢٨

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٦

تقاين، وقـد تضـمنت مـواد إأساس عىل ت اشتملوتعترب اجلودة الشاملة مبدأ إسالمي وقد ، وحيقـق اإللكـرتوينمية مواد تدعو الستخدام التكنولوجيا ومنهـا التعلـيم السياسة التعلي

.اإللكرتوينالتعليم العام وبدرجة فاعلة أغلب متطلبات اجلودة الشاملة والتعليم

إبراز دور املدرسة الثانوية يف : هدفت الدراسة إىل)١( م)٢٠٠٧هـ/١٤٢٧( دراسة البرشي -٤تلبية متطلبات كل قطاعـات عىل ا قادر ا ومنتج ا صاحل ا ، ليكون إنساناملستقبلإعداد طالب

النشاط البرشي التي سينخرط هبا مستقبال، وحيقق النجـاح فيهـا سـواء كـان يف مواصـلة احلكومي أو اخلاص) أو يف حياتـه االجتامعيـة بشـكل عـام. ( تعليمه أو انخراطه يف العمل

أن مواجهة التحديات املعارصة واستخدم الباحث املنهج الوصفي، وتوصلت الدراسة إىلثـامر الفكـر عـىل تنطلق من ثوابتنا اإلسالمية وهويتنا الثقافية مع مراعاة االنفتاح بعقالنية

توصلت كام .ب العلمية الرائدةوالعطاء اإلنساين املفيد والتجار أن الواقع الرتبوي إىلأيضاتياجات وتعزيـز اإلجيابيـات، أبرز االح عىللنقد والتشخيص املستمر للوقوف ا بحاجة إىل

عـدة معيار ألهم الكفايات الرضـورية لطالـب املسـتقبل، وتـم تقسـيمه إىل وتوصلت إىل؛ هي الكفايات الشخصية واألدائية واإلدارية واالجتامعية والوقائية والرتوحييـة، ؤرشاتم

سيلة لتطـوير أداء املدرسة الثانوية من خالل ركائزها املهمة يعترب وى أيضا االرتقاء بمستو العملية الرتبوية التعليمية، ويسهم يف تكوين وإعداد طالب املستقبل.

صـياغة رؤيـة مسـتقبلية هـدفت الدراسـة إىل :)٢(م)٢٠٠٦هـ/ ١٤٢٦(دراسة القحطاين -٥ى نظام التعليم الثانوي للبنني يف اململكة العربية السعودية من خالل حتليـل رؤ بنيةلتطوير

ب املسـتقبل يف ظـل التحـديات دور املدرسة الثانويـة يف إعـداد طالـعايش بن عطية عبد املعطي البرشي، )١(ــارصة ــوراهاملع ــالة دكت ــة، ،رس ــالمية واملقارن ــة اإلس ــم الرتبي ــة، قس ــة الرتبي ــرى، كلي ــة أم الق ، جامع

م.٢٠٠٧هـ/١٤٢٧رؤية مستقبلية لتطوير بنية نظام التعليم الثانوي للبنني باململكـة العربيـة مصلح بن سعيد مبارك القحطاين، )٢(

قسم الرتبيـة اإلسـالمية ، جامعة أم القرى، كلية الرتبية،هدكتورا رسالة، لعامليةالسعودية يف ضوء اخلربات ا .م٢٠٠٦هـ/ ١٤٢٦ واملقارنة،

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٧

املهتمني بشؤون التعليم الثانوي، ومن ثم صـياغة التصـور املسـتقبيل اخلرباء واملختصني و لبنية هذا النظام ووضع آليات مقرتحة لتنفيذه.

االسترشاف)، وأسلوب دلفي هبدف الوصـول ( اتبعت الدراسة منهج التحليل املستقبيلن لقـائهم أو تنسـيقهم الرؤية املستقبلية لبنية نظام التعليم الثانوي للبنـني دوعىل إمجاع اخلرباء إىل

فيام بينهم، من خالل استخدام سلسلة من االستبيانات املصممة لذلك.إبقـاء التخصـص يف التعلـيم الثـانوي عـىل إمجاع خرباء الدراسـة توصلت الدراسة إىلو

أن النموذج املالئـم للتعلـيم الثـانوي هـو عىل للبنني باململكة العربية السعودية، وإمجاعهم أيضا أمهية توفر مجيـع بـرامج انتظـام الطـالب يف التعلـيم عىل درسة الشاملة، وأمجعوا أيضا نموذج املرضورة االستفادة من بعـض عىل التفرغ الكامل، التفرغ اجلزئي، االنتساب) كام أمجعوا ( الثانوي

إطالـة سـنوات التعلـيم األسـايس لتشـمل التعلـيم الثـانويعىل أنواع التعليم عن بعد وأمجعوا ة مجيع مراحل التعليم العام). إلزامي(

– النحـو عـىل ، وذلـك بالتعليم للريـادة السابقة ذات الصلة الدراسات بعضتعرض الباحثة ل

التايل:عىل تأثري تعليم ريادة األعامل يف املدارس الثانوية " عنوانب )١( م)٢٠١٥( دراسة اندرسون -٦

البحـث يف آثـار تعلـيم ريـادة األعـامل ها هواهلدف منوجاء "يع طويلة األجلأداء املشارأداء املشاريع طويلة األجل. وقد قارنت الدراسة جممـوع تعـداد عىل خالل املرحلة الثانوية يف ثالثة أفواج طالب) ٢١١٧٥٤(ية السويديني والذين بلغ عددهم طالب املدارس الثانو

)1( Elert, N. , Andersson, F. W. , & Wennberg, K. (2015,March). The impact of entrepreneurship education in high school onlong-term entrepreneurial performance. Journal of Economic Behavior & Organzation, 111, 209-223

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٨

لتطوير مهارات طالب املـدارس مـع عينـة مطابقـة لتدريبياسويدية من خرجيي الربنامج ستة عرش عاما بعد التخرج، وذلك من أجل النظـر ى ألفراد مماثلة، وتتابعهم ملدة تصل حت

النحـو عـىل وتبني من خالل البيانات ثالث نتائج يف ريادة األعامل. ى يف ميوهلم طويلة املد التايل:

نامج التدريبي يف تطوير مهـارات طـالب املـدارس لقد تم التحقق من تأثري مشاركة الرب )أ ميول األفراد من أجل البدء بعمل جديد يف وقت الحق يف حياهتم.عىل الثانوية

تأثري مشاركة الربنامج التدريبي لتطوير مهارات طالب املـدارس الثانويـة عىل تم الرتكيز )ب دخل املشاريع رشيطة بدء الفرد بعمل جديد.عىل

االعتبار تـأثري مشـاركة الربنـامج التـدريبي لتطـوير مهـارات طـالب تم الوضع يف عني )ج بقاء الرشكة.عىل املدارس الثانوية

ليس اجلميـع مهيـأ ألن يكـون مـن ذوي أصـحاب « عنوانب )١( م)٢٠١٢كورنني (دراسة -٧يف ريـادة األعـامل والقـدرات التعليمى : كيفية بناء معلمي املدارس الفنلندية ملعن»املشاريع

استكشاف كيفية بنـاء جمموعـة مـن معلمـي إىل هدفت الدراسة ،التالميذى علقة هبا لداملتكيفيـة إنتـاجهم للصـفات التعليم يف ريادة األعامل، باإلضـافة إىلى املدارس الفنلندية ملعن

ستة عرش مقابلة مـع معلمـني جراءاوقام الباحث باملتعلقة بقدرات التالميذ يف مقابالهتم. )، وقد أجريت هذه املقابالت يف سـت مـدارس ذكور وإناث( الفنلندية شاملني للمدارس

يف رشق فنلندا، ويعمل املعلمـون الـذين شـاركوا ساحةمتوسطتي املخمتلفة تقع يف بلدتني السادسـة ى حتـ ةثة عرشالد، ويدرسوا التالميذ من عمر الثمدرسني للموايف البحث طوعا والتاسـع يف املدرسـة الشـاملة التـي تـرتاوح مـدة ، وأيضا يف عامهم السابع والثامن ةعرش

ى بينت الدراسـة أن املعلمـني يف الواقـع قـد فرسـوا معنـوقد الدراسة فيها تسع سنوات.

)1( Korhonen, M., Komulainen, K., & Raty, H. (2012)."Not everyone is cut out to be the entrepreneur type": How finish school teachers construct the meaning of entrepreneurship education and the related abilities of the pupils. Scandinavian journal of educational, 56(1), 1-19

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

١٩

: التعليم يف ريادة األعامل يف املدرسة الشاملة من سلسـلتني مرتابطتـني مـن املعـاين؛ األوىلاخلاص بريـادة األعـامل اخلارجيـة، ى عناخلاص بريادة األعامل الداخلية، والثانية: املى املعن

ى وهبذا الشكل فإهنم قد أظهروا فرقا بني أهداف تعزيز السلوك واملوقف القوي والبارز لدذلـك، فقـد عـىل الطالب وبني هدف إعداد التالميذ لكي يصبحوا رجال أعامل. وعـالوة

عىل قد تم االتفاق ذلك ف ، وباإلضافة إىللصيف التالميذ كرجال أعامجراء توإتبني أنه تم أن توصيف املعلمني لقدرات التالميذ املتعلقة بالريادة يف األعامل قد تم إحداثه، واسـتبعد املعلمون التنافس الدرايس والسلوك املطيع من إمكانات صاحب العمل، فـإهنم بـدال مـن

يـةالشخصية الفريدة من نوعها والقدرات غري األكاديمعىل ذلك قد قاموا بتسليط الضوء أن املعلمني قد قيموا إمكانات الطـالب ليصـبحوا رجـال وقد أظهرت النتائجالفطرية). (

أعامل عن طريق املنطق الذي يتشابك مع الفهم املؤسيس للمدرسة حول القدرات، وحول مفهوم النزعة الفردية املرسخة يف عقل الطالب اجليد، إن هـدف تطـوير سـلوك ومواقـف

ر فإن هدف تعزيز التنمية االجتامعية واجلامعية من خـالل تعلـيم آخى الفرد القوية أو بمعنالريادة يف األعامل لذلك األمر، ال يمثل هدف تعليمي أكثر حيـادا أو أقـل سـيطرة أو أقـل

سياسة من هدف تشجيع الريادة يف األعامل التجارية.األعـامل مرحلـة مـا بعـد التقيـيم لربنـامج ريـادة " بعنـوان )١( م)٢٠١٢( دراسة داوكت -٨

تقييم خرجيي برنامج املؤسسة الوطنية لتعلـيم هدفت الدراسة إىلو " للشباب داخل املدينةريادة األعامل بعد سنوات من انتهاء الربنامج يف املدارس داخـل مدينـة لـوس أنجلـوس.

يف شامل ولقد شارك سبعة وعرشين من أصل مئة ومخسني خريج يف مقابلتني شبه منظمتنيورنيا، أو يف مقابالت هاتفية شبه منظمة للخرجيني يف األماكن البعيدة وذلك وجنوب كاليف

أرشطـة ومـن ثـم حتويلهـا إىلعـىل باستخدام األسئلة نفسها، وقد تـم تسـجيل البيانـات

)1( Doucet, L.(2012). Post-evaluation of on entrepreneurship program for

inner-city youth. Pepperdine university, CA,united states.

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٢٠

وأظهـرت نصوص، وبعد ذلك تم ترميزها باستخدام تقنيات التحليل النـوعي التقليديـة. %) وبـدء ١٠٠( السابقني بإكامل املدرسـة الثانويـة أن الربنامج شجع مجيع الطالب النتائج

%)، والتخلص من اخلوف من التحدث أمام اجلمهور وتعزيز االحرتام ١٠٠( عمل جتاريئـة مـن اخلـرجيني بـاألعامل وكان قد بدأ تسـعة وثامنـون بامل%)، ٦٩( الذايت والثقة بالنفس

أن أصبحوا أصحاب أعامل، وأشـار التجارية أثناء أو بعد انتهاء الربنامج، وتابعوا ذلك إىل عن قراراهتم، وكان هناك خريج سؤولأن الربنامج كان وحده امل أكثر من نصف هؤالء إىل

عـىل بأيـة أعـامل. وعـالوة آ، واثنان آخران مل يبـدءقد بدأ يف عملية تنمية األعامل التجاريةربنامج للقرارات األكثـر كيفية تعزيز األنشطة يف العىل وتكرارا ذلك، علق اخلرجيون مرارا

األعامل املدرسية، الـربط مـع األرسة واسـتكامل املشـاريع، عىل ، بام يف ذلك الرتكيز نضجا ية القـرارات الشخصـية مسؤولوانتقل صنع القرارات اخلاصة بالطالب لدهيم باجتاه قبول

عية، ووضع واإلجراءات والعواقب. وشملت املعارف واملهارات املكتسبة اقتناء املنح اجلامامليزانيات وتوفري املال واالعرتاف باخلسائر املالية، ودفع الفواتري يف الوقت املحدد، واختـاذ

زاد التقدير الذايت اخليارات املالية من االختيارات، وأخريا كشف اخلرجيون أن الربنامج قد ية الذاتية لدهيم.سؤولجيايب وزاد ثقتهم بأنفسهم وعزز حس املإلدهيم بشكل

سعت ، "اج ريادة أعامل املدارس الثانويةنتائج منه " عنوانب )١( م)٢٠١١داوكت (دراسة -٩ ا وطنيـ ا تقييم مرحلة خرجيي شبكة تعليم الريادة يف األعامل، والتي تعترب برناجم إىل الدراسة

باحـثاسـتخدم الويف املدارس الثانوية لتعزيز املهارات واملعرفة اخلاصة بريـادة األعـامل. البيانات الديموغرافية الشخصية الكمية مع بيانات املقابلة النوعية، خمتلطة، فجمع ليبأسا

أن خرجيي برنامج شبكة تعليم الريادة يف األعامل قد أدركوا العديـد إىل وتوصلت الدراسة% منهم ظن أن الربنامج قد علمهم كيف يمكنهم أن يصبحوا أكثر ١٨من نتائج التعلم؛ فـ

)1( Doucet,L. & Hiatt-Michael,D.B. (2011,April 8-12). Outcomes of high school Entrepreneurship Curriculum. Paper Presented at the American

Educational research association, New Orleans, USA.

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٢١

% مـن ١٣% منهم ظن أن الربنامج قد أوجـد عقليـة جديـدة، وقـال ١٦، واإجيابية ونضجاملشاركني أن اخلطابة هي املعرفة أو املهارة التي اكتسبوها من برنامج شبكة تعليم الريادة يف

اهتاممات اخلرجيني يف عىل األعامل. وفيام يتعلق بتأثري برنامج شبكة تعليم الريادة يف األعامل عامل، فقد أفاد ثلث املستطلعني أهنم كانوا مهتمني ملتابعة مهنـة ريـادة أن يكونوا أصحاب أ

% من املشاركني بأن برنامج شبكة تعلـيم ٦٩ذلك فقد أفاد عىل األعامل يف الكلية، وعالوة أثنـاء الـتخلص مـن اخلـوفعىل تصورهم الذايت وساعدهم عىل الريادة يف األعامل قد أثر

وقدم هلـم عقليـة حمفـزة والتـي جعلـت إرادهتـم قويـة، اخلطابة)،اجلمهور( التحدث أمامكيفيـة حتقيـق التـوازن يف وأظهرت هلم كيفية اختاذ املبادرة ألن يكونوا قادة، باإلضـافة إىل

% منهم الربنامج بأنه قـد غـرس يف نفوسـهم حـس املثـابرة ورسعـة ١٣حياهتم، ووصف عـىل األعـامل قـد سـاعدهم % منهم أن برنامج شبكة تعليم الريادة يف٨الترصف، واعتقد

عـىل إجراء التغيريات يف العامل عىل أشخاص ذوي حس باهلدف وأهنم قادرون حتويلهم إىلالرغم من صغر سنهم، وذكر اخلرجيون أن تقديرهم لـذاهتم قـد زاد، وذلـك ألن حصـص

الربنامج كانت هادفة وتفاعلية ومكافئة جلهودهم.قييم تصورات ريادة األعامل للمتعلمني يف املدارس ت " بعنوان )١(م) ٢٠١١( ماهديادراسة -١٠

فهـم أفضـل ملشـاريع إىلهـدفت الدراسـة و " بيرتماريتسبورغ، كوازولوناتـالالثانوية يفالشباب بني الطالب يف املدارس الثانوية يف بيرتماريتسبورغ، يف حماولة لتحديد خصائصهم

وعام إذا كانت املدرسة ونوع اجلنس قبل تنظيم املشاريع، وفهمهم األسايس لريادة األعامل، والبيئة األرسية تؤثر يف السلوك الوليد للريادة يف األعامل بني طالب املدارس، باإلضافة إىل

الباحـث واسـتخدمالبحث يف احتاملية بدء املشـاركني بمشـاريعهم اخلاصـة يف املسـتقبل. ومـن أجـل مجـع ئة ومخسة وسبعني مـن طـالب املـدارس مـن مخسـة مـدارس، استبيان مل

)1( Mahadea, D. , Ramroop, S. , & Zewotir, T. (2011). Assessing Entrepreneurship perceptions of high school learners in pietermaritzburg, Kwazulu-Natal. Journal of Economic and Management. Sciences, 14, 66-78

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٢٢

املعلومات ذات الصلة بالبحث فقد تم اختيـار مخـس مـدارس ثانويـة عشـوائية يف وسـط(كوازولوناتال)، وقد متت عملية مجع البيانات عن طريق بيرتماريتسبورغ) عاصمة إقليم(

من أسئلة ذات أجوبة حمددة، ومن مقابالت ومن استخدام االستبيانات التي تتألف أساسا وقد أظهرت النتائجالبيانات باستخدام احلزمة اإلحصائية للعلوم االجتامعية. ثم تم حتليل

أن نوع اجلنس واخللفية العرقيـة ووجـود القـدوة واكتسـاب املهـارات الشخصـية إلدارة املغامرة يف عمل رشكـة ميل الفرد إىلعىل مة تؤثر همعامل اخلاصة هي عبارة عن عوامل األ

قـدرة ذوي البرشـة السـمراءالطـالب ى ستقبل، ويعتـرب لـدصغرية للتوظيف الذايت يف املالذكور ى ، وتبني أنه لدىترصف أكرب للدخول يف األعامل التجارية من املجموعات األخر

احتاملية أكرب للبدء بمشاريعهم اخلاصة من اإلناث، كام أن أصحاب املشاريع املحتملـني ال ألعامل، فـيمكن زيـادة تـوفري املشـاريع يأتون بالرضورة من عائالت ذات خلفية يف جمال ا

بالبدء برشكات ومشاريع خاصـة، املحددةالفعالة إذا قام املزيد من الشباب ذوي املهارات م يف حتديد ميل املتعلم ليصبح صاحب عمل خاص، هم ا دور تؤديإن املجموعات العرقية

جيايب بشكل أكرب لكي الترصف اإلعىل القدرة ذوي البرشة السمراءاملتعلمني ى فقد كان لدمجاعـات يصبحوا أصحاب مشاريع أعامل خاصة مقارنة مع املتعلمـني الـذين ينتمـون إىل

ذلك فإن نوع املدرسة أو البيئة التعليمية التي يتعرض هلا الفـرد ، باإلضافة إىلىعرقية أخر ل اخلاصة.جتاه املشاريع واألعاماملتعلم ميل ى يف حتديد ما إذا كان لد ا حموري ا دور تؤدي

لريـادة يف ا ةاجلامعـي لتحسـني الوحـد دور العمـل "عنوان ب )١( م)٢٠١١( دراسة سكليل -١١ئي ضـمن نهج البنـاأسـاس الـعـىل األعامل املستخدمة يف املدارس الثانوية املهنية والتقنية

إجراء بحث من أجل تطوير وحدة جديدة للريادة عت الدراسة إىلوس "سياق شامل قربص

)1( Sakalli, B. (2011). An investigation on the role of team work to improve current entrepreneurship module used in vocational and technical high schools basedon aconstructivist approach within the north Cyprus context, Middlesex university, London, united kingdom.

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٢٣

شـاملمن خالل حتسني الوحدة احلالية يف املدارس الثانويـة املهنيـة والتقنيـة يف يف األعامل بجمع البيانات من خالل إجراء مقابالت شبه منظمة واستبيانات باحثال وقد قامقربص.

اإلجـراءات ووثائق، وكام أنه تم استخدام مذكرات وسجل خلربات الباحث باإلضافة إىلالتي تم احلصـول عليهـا مـن خـالل املقـابالت شـبه تائجوقد أظهرت النخالل العملية.

املنظمة وجود نقص يف الوحدة احلالية للقضايا التي تتعلق بشامل قربص وريـادة األعـامل، ذلك أظهرت نتـائج االسـتبيانات أنـه ينبغـي أن تشـمل الوحـدة املزيـد مـن باإلضافة إىل

الضغط والتصغري والتوجيـه عىلاملعلومات حول املهارات الثالث لصاحب العمل القدرة نحو املستقبل والتوجه نحو الفرص واألحداث، ويف النهاية فإن الباحث قد أعـاد تصـميم

بـأن العمـل بتعـاون مـع ا الوحدة من خالل النظر يف عمل قاعدة فلسـفية، وقـدم اقرتاحـة يف عوامل النجـاح احلاسـم من يعدانواجلمع بني النظرية واملامرسة الصلةاملوظفني ذوي

طرح االبتكارات والتغيريات.

كيفية التعامـل مـع أهنا تناولت هـ) يف ١٤٣٠الدراسة احلالية مع دراسة اجلديبي (اتفقت املهارات احلياتية التي تتطلبهـا الريـادةوالتحديات املعارصة التي تواجه طالب املرحلة الثانوية،

عي والتفكـري والعمـل، أيضـا تتشـابه يف املـنهج املسـتخدم حيـث تـم كمهارة التواصل االجتامهـ) يف تنـاول صـيغ التطـوير والتجديـد يف ١٤٣٠مع دراسة نصري(و استخدام املنهج الوصفي.

املدرسة الثانوية، كتقديم تصور مقرتح لتطوير املدرسة الثانوية يف ضوء مالمح مدرسة املسـتقبل.أمهية تفعيل السياسة التعليميـة وفـق رؤيـة تسـهم يف تطـوير هـ) يف١٤٢٨مع دراسة األملعي (و

التعليم العام وتسـاعد يف حتقيـق مسـتويات تعليميـة متميـزة متكـن التعلـيم يف اململكـة العربيـة مـع دراسـة البرشـي . والسعودية من دخـول السـباق العلمـي والرتبـوي مـع الـدول املتقدمـة

وحيقـق النجـاح ا ومنتجـ ا صـاحل ا بل ليكون إنسانهـ) يف االهتامم بإعداد الطالب للمستق١٤٢٧( يف كلتــا، وتــم اســتخدم املــنهج الوصــفي ســواء يف التعلــيم أو العمــل أو يف احليــاة االجتامعيــة

هـ) يف أمهية تطوير نظام التعلـيم الثـانوي مـن خـالل ١٤٢٦( مع دراسة القحطاينالدراستني. و

اإلطـــــــــــــــــار العـــام للدراســـة الفصل األول

٢٤

ووضع اآلليات للتنفيذ. صياغة تصور مستقبيل لبيئة نظام التعليم الثانوي

م Doucet,L. & Hiatt-Michael,D.Bدراسة الدراسة احلالية عن ختتلفو يف أهنـا تقـيخرجيي برنامج تعليم ريادة األعامل يف املرحلة الثانوية الذي عزز املهارات واملعرفة اخلاصة بريادة

يف أهنا بحثـت Elert,N.,Andersson,F.W.,&Wennberg,Kدراسة عنوكام ختتلف األعامل.عـن و أداء املشـاريع طويلـة األجـل.عىل أيضا يف آثار تعليم ريادة األعامل خالل املرحلة الثانوية

حتديد خصائص الشـباب يف أهنا اجتهت إىل Mahadea,D.,Ramroop,S.,&Zewotir,Tدراسة تـأثري ى فهمهـم لريـادة األعـامل، ومـدى يف املرحلة الثانوية من خالل تنظيمهم للمشاريع ومـد

اسـتعداد الطـالب ى اجلنس والبيئة املدرسية واألرسة يف سلوك املبتدئني يف ريادة األعـامل، ومـد & ,.Korhonen, M., Komulainen, Kدراسـة عـنو للبدء بمشاريعهم اخلاصة يف املستقبل.

Raty, H ى عنـاكتشاف كيفية بناء جمموعة من املعلمـني يف املـدارس الفنلنديـة مل يف أهنا سعت إىلتطوير وحدة جديدة للريـادة يف أهنا سعت إىل Sakalli, Bدراسة عنو التعليم يف ريادة األعامل.

يف األعامل من خالل حتسني الوحدة املوجودة يف املدارس الثانوية املهنية والتقنية يف شامل قربص.مت خرجيي برنامج املؤسسة الوطنية لتعليم ر Doucet, Lدراسة عنو يادة األعامل بعد يف أهنا قي

. أنجلوسسنوات من انتهاء الربنامج يف مدارس لوس كون الدراسـة احلاليـة يف التي تم تناوهلا الدراسة احلالية عن الدراسات السابقةانفردت ووكيفيـة األمم املتحدة للرتبية والعلـم والثقافـةيف منظمة تقويم مرشوع التعليم للريادة سعت إىل

ؤية تربوية إسالمية.االستفادة منه وفق ر

فهوم الريادة اإلطار الفلسفي مل يف الفكر الغربي

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٢٦

ادة يف الفكر الغربيـــفهوم الرياإلطار الفلسفي مل

عـىل هناك خلط كبري بني املصـطلحات املتداولـة وبـني الواقـع املعـاش الـذي ال يـدلل ال.ال تفقد هذه املفاهيم معناها الصحيح ينبغي حتري الدقة عند تناوهلا يف أي جمى وجودها، وحت

ونة يادة الذي تم تداوله بكثرة يف اآلمفهوم الراحلايل الفصل يف وعليه فإن الباحثة تناولتاألخرية وذلك كام جاء يف الفكر الغريب، وكام تناوله بعض املفكرين العرب، من حيث معرفة

ظهور الريادة عىل مهيتها، وعالقتها بالرأساملية والعوامل التي ساعدت الريادة وأى معن من قبل املجتمع حولأو اعرتاض قبوال ى تطبيقها، وما إذا كان قد الق إىلى سعتألهداف التي وا ا

.طبيقه يف التعليم الثانوي باململكة العربية السعوديةإمكانية ت

تعريف الريادة

Entrepreneurship

تعمل ألول مرة يف اللغة ساوقد )قديم Entrepreneurship(الريادة مصطلح ل ى ، وقد تضمن املفهوم آنذاك معنامليالدي الفرنسية يف بداية القرن السادس عرش املخاطرة وحتم

طلق الذين ينظمون هذه احلمالت عىل الصعاب التي رافقت محالت االستكشاف العسكري فأ، ثم دخل )رياديونال(ويقودوهنا أو يديرون مشاريع كبرية كبناء احلصون والقالع واجلسور

بل االقتصادي مفهوم الريادة إىل النشاطات االقتصادية يف القرن الثامن عرش امليالدي من ق

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٢٧

.)١(Richard Cantillonااليرلندي ريتشارد كانتيلون ف ريتشارد كانتيلون الريادة بأهناوقد بغض النظر عـن ذاتيا : أي عمل يتضمن تشغيال عر

أن ى حيقق املنفعة الشخصية، ويتكيـف مـع جمتمعـه. فهـو يـرى وذلك حت ،)٢(الطبيعة أو االجتاه . )٣(جوهر عملية التكيف هو مبدأ املنفعة الشخصية الذي هو القوة املحركة حلدوث هذا التكيف

هي إنشاء مرشوع أو عمل خاص يتحمل صاحب املرشوع ذلك أن الريادةى معنس هو الربح املادي. ولفظ تشغيل ذايت يعني يته ويتخذ قراراته بنفسه وأن هدفه األسامسؤول

ملكية الفرد للمرشوع وتشغيله له، وعبارة بغض النظر عن الطبيعة واالجتاه يعني إطالق احلرية فه (عبد اهللا للفرد يف النشاط الذي يقوم به، وهذا يتوافق مع النظام الرأساميل عر الذي ي

فرد املوارد اإلنتاجية ملكية خاصة مع م) بأنه النظام الذي يمتلك فيه ال١٩٨٧هـ/١٤٠٧االحتفاظ بحقه يف استخدام ممتلكاته ومواهبه وطاقاته بالطريقة التي حتقق رغباته الذاتية، فهو

.)٤(نظام املرشوع احلر الذي تسبب يف إثراء طبقة أصحاب رؤوس األموال وإفقار األغلبية ف روبرت هيزرج الريادة بأهنا إجيويف نفس السياق ي اد يشء ما خيتلف ذي قيمة، من عر

خالل التوفر عىل املرشوع واالنخراط فيه، وبذل اجلهود والعطاء وتقدير أمهية الوقت، واألخذ ، من أجل احلصول عىل باالعتبار املخاطر املالية والنفسية واالجتامعية املصاحبة هلذا املرشوع

.)٥(مكافآت مالية جمزية وحتقيق اإلشباع الشخيص الذايت

، كليـة أثر تطبيق تكنولوجيا املعلومات يف حتقيق ريـادة املـنظامت احلديثـة بونوة شعيب، وخلوط عواطف، )١( .٢، ص معة أيب بكر بلقايد تلمساناالعلوم االقتصادية والعلوم التجارية، ج

.١٨، ص )، مرجع سابقمعهد أبحاث السياسات االقتصادية الفلسطيني (ماس )٢()٣( http://freeeconomicresearch.wordpress.com بتاريخ )السـاعةهـ)٤/١٢/١٤٣٤ ،

م).٧( .١٦ص ،مرجع سابق ،املعارصة االقتصادية النظم حممد حامد عبد اهللا، )٤(

ــال )٥( ــارك، نق ــوض مب ــدي ع ــن جم ــادي ع ــيم الري ــة والتعل ــة الريادي ــب ١، طالرتبي ــامل الكت ــد، ع ، إرب .١٠م، ص٢٠١١هـ/١٤٣٢احلديث،

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٢٨

ف االقتصادي األمريكي جوزيف شومبيرت بأنه الريادي Joseph Schumpeter عردث تغيريا . )١(يف األسواق من خالل تنفيذ أو ترسيخ معادالت جديدة الشخص املبدع الذي حي

سوق، عن هنم يقومون بتعطيل حالة التوازن للني بوكالء للتدمري اخلالق، حيث إويصف الرياديكبرية وحيتكرون األسواق ملدة جديدة حيصدون من ورائها أرباحا ريق طرح منتجات ابتكاريةط

معينة، فالريادي بسبب دوره التجديدي واالبتكاري يتحكم يف الدورات التجارية والتطور . )٢(االقتصادي

االحتكار عن طريق تشجيع املنظمون إىلى وهذه هي فلسفة الفكر الرأساميل؛ حيث يسعالتقنية ويرتقي بكفاءة املوارد ى لبحث عن اليشء الذي يزيد االبتكارات ويرفع مستوا

املستخدمة، فمن وظائف النظام الرأساميل هو دفع عجلة االخرتاع واالبتكار وهو ما جعل النظام . )٣(الرأساميل رائدا يف هذا املجال

عد راد مرشوع من املرشوعات نفواملقصود باالحتكار ا ،الرأساملية االحتكار من عيوب ويذلـك أن املحتكـر عـىل بعمل إنتاج معني به، حيث ال يستطيع مرشوع آخر منافسته فيه، ويرتتب

ومـن مسـاوئ االحتكـار أن ق من حيث حتديد األسعار والكميـات.السوعىل يستطيع السيطرة حتقيق أرباحـه حتديد حجم اإلنتاج وحرمان السوق من السلعة لرفع أسعارها و املحتكر يلجأ إىل

موال، ويؤدي استغالل املستهلكني لصالح أصحاب رؤوس األ االحتكارية، فاالحتكار يؤدي إىل .)٤(سوء استغالل املوارد أيضا إىل

.١٨معهد أبحاث السياسات االقتصادية (ماس)، مرجع سابق، ص )١(

.٤٩٨فؤاد نجيب الشيخ، حيي ملحم، وجدان حممد العكاليك، مرجع سابق، ص )٢( .٢٧مرجع سابق، ص ،، حممد حامد عبد اهللا )٣()٤( )http://www.hrdiscussion.com/hr39838.html موقــع املنتــدى العــريب إلدارة املــوارد (

.هـ١٦/٣/١٤٣٦البرشية، بتاريخ

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٢٩

الذي يقود كل املعامالت يف السوق مشرتيا هو املبادر كانتيلون والريادي يف رأي ريتشاردر حمدد ويبيع بسـعر غـري مؤكـد يف املسـتقبل، من املنتجني، وبائعا للمستهلكني، فهو يشرتي بسع

.)١(ويتميز الريادي عن غريه بقدرته عىل حتمل اخلسائر املستقبلية، والتعامل مع الظروف الغامضةف بيرت دراكر بأنه الشخص الذي يستطيع أن جيعل الريادي Peter Druckerوعر

.)٢(إنتاجية مما سبق عىل املصادر االقتصادية أالعالية تتحقق يف النظام الرأساميل من خالل تطبيق امللكية اخلاصة وحرية واإلنتاجية

زيادة اإلنتاج وتشجع كل عىل النشاط االقتصادي؛ فامللكية اخلاصة مهمة يف الرأساملية ألهنا حتفز تنميته، وامللكية اخلاصة يف عىل أن يستغله يف أكثر املجاالت عائدا كام وحيرص من يمتلك موردا

سوء توزيع الدخل والثروة، أيضا يف النظام الرأساميل بدون قيود األمر الذي يؤدي إىل النظامالرأساميل هناك حرية يف النشاط االقتصادي للمنظم أو العامل، فكل فرد يستطيع حتديد حاجاته

لزيادة دخله من ى ، فهو دائام يسعىورغباته بنفسه بصورة أفضل مما أن حتدده له أي جهة أخرلزيادة ى عمله أو أي مورد اقتصادي آخر يقع حتت ترصفه كمنتج، ويف الوقت ذاته يسعطاقة

السلع واخلدمات كمستهلك، فمن خالل حرية النشاط االقتصادي يصل عىل منفعته مما ينفقه بني الريادة والرأساملية فكالمها متاما . فالعالقة واضحة)٣(معييش ممكنى مستوعىل أ املجتمع إىل

تقديم اجلديد واملميز وحتقيق األرباح ويتطلبان احلرية التامة وامللكية اخلاصة. إىلى يسعف كال من النجار والعيل ( بأنه هو الذي يملك طرقا م) الريادي٢٠١٠هـ/١٤٣٠ويعر

جديدة يف تضييق الفجوة بني املعرفة واحلاجات املختلفة للسوق واملجتمع، فهو من يأخذ روح سهم يف حتقيق أهداف املبادرة والتحرك وخي ، يضيف من خالله قيمة، وي نشئ عمال جديدا اطر وي

صاحبات األعـامل الرياديـات يف األردن: سـامت فؤاد نجيب الشيخ، حيي ملحم، وجدان حممد العكاليك، )١( .٤٩٨م، ص ٢٠٠٩)، ٤)، عدد(٥ألعامل، جملد(، املجلة األردنية يف إدارة اوخصائص

.١٨معهد أبحاث السياسات االقتصادية الفلسطيني (ماس)، مرجع سابق، ص )٢(

.٢٦ -٢٣مرجع سابق، ص ،املعارصة االقتصادية النظم حممد حامد عبد اهللا، )٣(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٠

.)١(التنمية االقتصادية واالجتامعية

يف اللغة العربية ال يزال غري حمدد، فقد تغريت ترمجة املصطلح مصطلح الريادةترمجة )Entrepreneurship (م ثم مقاول ثم حتولت يف للعربية ثالث مرات فقد كان ت تعني منظ

الريادة. ومن الرتمجات التي اقرتحت هلذا املصطلح: الريادة، التسعينيات من القرن العرشين إىلوصف الشخص بأنه املبادر، والرائد، املبادرة، املبادأة، إنشاء مرشوع، العمل احلر، وباملقابل ي

.)٢(ريءواملبادئ، واملنشئ، واملخاطر، واملبدع، واجلال أن هناك جدال )٣() ٢٠١٠هـ/١٤٣١ويذكر كال من أمحد الشميمري ووفاء املبرييك (

حول التعريـب الصـحيح للكلمـة مـن يسـميها روح هنـاك ، ف)Entrepreneurship(يزال قائامأن املرجـع يف يريانو، أخرى تسميها العصامية، وثالثة تطلق عليها املبادأة نظروجهات ، واملبادرةا التعريب هو الكليات العلمية واملتخصصون يف هذا املجال ولـيس املامرسـني لـه واملبـادرين هذ

لتطبيقه. وإذا غابت املرجعية التنظيمية لرواد األعامل واملنشآت الصـغرية عـىل مسـتوى الـوطن، هي يف األصـل )Entrepreneurship(فيجب أال تغيب معها املرجعية العلمية هلذا العلم. فكلمة

وهــي يف كــل ، مــة فرنســية تعنــي الشــخص الــذي يبــارش أو يرشــع يف إنشــاء عمــل جتــاريكلوكان من أبرز التوصـيات األكاديميـة ، املصطلحات الغربية مرتبطة بإنشاء األعامل واملرشوعات

للمتخصصني املشاركني يف املؤمتر الدويل األول لريادة األعامل الذي انعقد يف جامعة امللك سعود وتعريـف ،بريـادة األعـامل )Entrepreneurship(، االتفاق عىل تعريـف كلمـة م)٢٠٠٩( عام

والتوزيـع، للنرشـ احلامـد دار ،الصـغرية األعامل وإدارة الريادة ،فايز مجعة النجار، عبد الستار حممد العيل )١(ن، .٣٠، ص م٢٠١٠/هـ١٤٣١ عام

ز األمري سلامن لريادة مركالرياض، ، ١، طريادة األعاملأمحد عبد الرمحن الشميمريي، وفاء نارص املبرييك، )٢( .٢٣م، ص٢٠١٠هـ / ١٤٣١، األعامل

.٢٣سابق، صالرجع امل )٣(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣١

الريادة بأهنا إنشاء عمل حر يتسم باإلبداع ويتصف باملخاطرة. ويتضح من املفاهيم السابقة ما ييل:

الدافع الفردي واملنفعة الفردية، وهذا هو جـوهر فلسـفة الرأسـاملية عىل تركز أن الريادة - .التي تنادي بذلك

االجتامعية، تكالر أنه األساس يف التقدم وحل املشاعتباعىل اجلانب املادي عىل الرتكيز - .Joseph Schumpeter كام جاء يف تعريف شومبيرت

ربح.عىل استغالل املوارد املتاحة بأي وسيلة وطريقة لتحقيق أ -

الريادي هو املبدع والقائد الذي يقود املرشوع. -

-بغض النظـر( اخلارجية وهذا واضح من استخدام مصطلحضعف الرقابة الداخلية أو - فدور الفرد يفوق دور الدولة يف توجيه احلياة االقتصادية. )يتحكم

جتاهل اجلانب األخالقي يف النشاط االقتصادي، حيث يعمل الفـرد يف بيئـة يسـود فيهـا - تسامح.اجلشع واألنانية بدال من أن يعمل يف جو ميلء بمشاعر األخوة والتعاطف وال

ف كـال مـن النجـار وهناك تعريفات تناولـت الريـادة بصـورة أكثـر شـموال، فقـد عـراالخـتالف والتنويـع، والطـرق عـىل بأهنا عملية تعتمد الريادة: )١(م) ٢٠١٠هـ/١٤٣١والعيل(

تـأمني منتجـات النامذج والعادات املتبعة. إذ يمكن من خالهلا الوصـول إىلعىل اجلديدة، وليس تباع ما يفعله اآلخرون، إنام هو عمـل ياء، فهي ليست النسخ املطابق أو العمل األش وطرق فريدة جديد وفريد.

واقع ضمن بيئـة العمـل، ترمجة األحالم واألفكار إىلعىل تعني أيضا قدرة الفرد والريادة .)٢(والسعي لتحقيقها، واملبادرة يف صنع الفرص واقتناصها ووضع األهداف

.٢٨ص مرجع سابق، عبد الستار حممد العيل،فايز مجعة النجار، )١(

، كيف تؤسس مرشوعك اخلاص، حاضنة العقبـة لألعـامل الصـغرى، برنـامج تنميـة مؤسسة نور احلسني )٢( .٤م، ص٢٠٠٨املجتمعات املحلية،

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٢

لف عـن املفـاهيم السـابقة الـذكر يف عموميتهـا وعـدم حتديـد نوعيـة وهذه املفاهيم ختت :ربح مادي كهدف من وراء إنشاء املرشوع، حيث تضمنت ما ييلعىل املرشوعات وحتديد أ

مبادرة الفرد ملعرفة احتياجات املجتمع كمصدر لألفكار اجلديدة. -

واقع. ترمجة األفكار إىلعىل قدرة الفرد -

النامذج املتبعة.االبتعاد عن التقليد و -

الوصول ملنتجات جديدة أو خدمات جديدة أو طرق جديدة. -

أن الفـرد وهذه التعريفات األخرية تناولت الريادة بشكل أشمل وأوسع، فهـي تشـري إىلسهم من خالل مبادراته العملية يف حتقيق احتياجات املجتمع، وترمجة األفكار إىل واقع وتقـديم ي

أو أفكـار جديـدة بقـدر اإلمكـان عـن التقليـد؛ وذلـك للوصـول إىل كل ما هو جديد واالبتعادؤكد أن الريادة ال تقترصـ فقـط عـىل العمـل احلـر منتجات جديدة أو خدمات جديدة، وهذا ما يوانشاء املشاريع وإنام تكون يف أي جمال حيقق النفع والفائدة للفـرد واملجتمـع، وهـذا مـا حتتاجـه

لريادة.املجتمعات اإلسالمية لتحقيق ا

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٣

فلسفة الريادة

بـني الريـادة ا وتالزمـ ا اتضح عند تناول مصطلح الريادة يف الفكر الغريب أن هناك توافقـتنـاول الرأسـاملية ونشـأهتا يف هـذا املبحـث تـم، لـذلك والفلسفة التي ترتكز عليها والرأساملية

التقارب ى ملعرفة مد ؛كزت عليها وخصائصهاظهورها واملبادئ التي ارت والعوامل التي أدت إىلالطبيعيـة ومنطلقاهتـا واجتاهاهتـا رأساملية وشـكل التعلـيم الرأسـاميل، والفلسـفة بني الريادة وال

الرتبوية وطرق التعليم فيها.

حة اإلنتاج إباعىل احلرية املطلقة وعىل النظام الرأساميل هو نظام االقتصاد احلر الذي يقوم االحتكـار وإباحـة االمـتالك، تشـكيل رؤوس األمـوال وإىل وامللكية اإلنتاجية التـي تـؤدي إىل

أن املصلحة الشخصية هي ضـامن املصـلحة االجتامعيـة تطبيق هذا النظام يزعمون والداعني إىلاحلريـة العامة، وأن التنافس احلر يزود املنتجني واملتـاجرين واملسـتهلكني أقسـاط متسـاوية مـن

. )١(االقتصادية تكفي لتحقيق العدل يف جمال التجارة واإلنتاج وحجة الرأسامليني يف ذلك أن صاحب املرشوع يف املجتمع الرأساميل دائام يف سباق لألخذ

باقي املرشوعات قد ى بكل فكرة أو حتسني جديد يف اإلنتاج يمكنه من اإلنتاج بنفقة أقل، فإذا رأقية يف مجيـع حيـتفظ باألسـبى جديـدة، وذلـك حتـى عـن فكـرة أخـر حلقت بـه، اجتـه للبحـثتضـمن بقاء لألصلح، وهـذه املنافسـة سال املنافسة احلرة يف الرأساملية املرشوعات، بذلك تضمناملنظرون يف الرأساملية أنه ال داعي إلرهاق صاحب املرشوع برتبيـة ى مصلحة املجتمع، لذلك ير

بإتقـان السـلع وجودهتـا الروحية، فمصـلحته اخلاصـة كفيلـة القيمعىل أخالقية معينة وتعويده

.٧٥م، ص ١٩٨١، بريوت، دار الكتاب اللبناين، ٢، طاإلسالم ومشكالت العرصمصطفى الرافعي، )١(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٤

، وهذا يتوافـق )١(وكذلك بحفظ مصلحة املجتمع، ما دام أنه يعيش يف جمتمع حر يسوده التنافس مع مفهوم الريادة الذي تم تناوله يف املبحث األول.

ساملية ألن الفرد بوسعه أن يمتلك ما ، وسميت رأالعامل دولهو نظام اقتصادي لكثري من ألهنا تسمح للناس بأن يبارشوا ية العمل التجاري واالقتصاد احلر؛وتشجع الرأساملية حر ،يريد

من التدخل والتحكم -حد كبري إىل -أنشطتهم االقتصادية بصورة مبارشة ومتحررةيف القرن الثامن عرش م الريادة الذي بدأت الدعوة إليه، وهذا يتوافق مع مفهو)٢(احلكوميف دوب امليالدي، عر املنتجات م) الرأساملية بأهنا تسد حاجات اجلامعات اإلنسانية إىل٢٠٠٣(وي

.)٣(من خالل املشاريع

بعد قيام الثورة الزراعية والصناعية يف القرن الثامن عرش امليالدي، مل تـتمكن مؤسسـات واكبة آثار هذه الثورات، وخاصة تدخل الدولة يف احلياة االقتصادية، األمـر النظام التجاري من م

عـىل استبدال مؤسسـات االقتصـاد املوجـودة بمؤسسـات جديـدة تكـون قـادرة الذي دفع إىلاستيعاب ما أفرزته الثورتان، واستطاع اإلنتاج الزراعي أن يتجه نحـو اإلنتـاج مـن أجـل البيـع

كتفاء الذايت، نتج عن ذلك حتوالت اقتصادية واجتامعية كبـرية، وقـد من اإلنتاج لال والربح بدال

-٢٧٣، ص م١٩٨١هــ/١٤٠١بريوت، دار التعارف للمطبوعات، ،١٤ط، اقتصادناحممد باقر الصدر، )١(٢٧٤.

، الريـاض، مكتبـة العبيكـان، ١، طمعجـم املصـطلحات االقتصـادية واإلسـالميةعيل بن حممد اجلمعـة، )٢( .٧١م، ص ٢٠٠٠هـ/ ١٤٢١

ء ، اإلسـكندرية، دار الوفـا١، طدراسات يف تطور الرأسـامليةمورس دوب، تعريب: رؤوف عباس حامد، )٣( .٢٣لدنيا الطباعة والنرش، ص

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٥

حتريـر التجـارة الداخليـة أسـاس أفكـار آدم سـميث، التـي تـدعو إىلعـىل قام النظام الرأساميل واخلارجية من كل القيود وعدم تدخل الدولة يف احليـاة االقتصـادية إال بـام يكفـل محايـة امللكيـة

.)١(اخلاصة ظام الرأساميل بعدم االستقرار االقتصادي، وارتبط أيضا بسوء توزيـع الـدخل ارتبط النو

والثروة مما نتج عنه اضطرابات اجتامعية، فتنبأ الكثري باهنيار هذا النظـام ولكنـه مل حيـدث ذلـك، فبعد احلرب العاملية الثانية متكن من ختطي كثري من األزمات التي كانت هتدد استمراره، ونجح يف

نتاج السلع واخلدمات وازدهرت االخرتاعـات وتقـدمت التقنيـة احلديثـة، كـام يف أملانيـا زيادة إوفرنسا واليابان حيث متكنت هذه الدول من زيادة رسعة نمو اإلنتـاج وأسرتاليا وإيطالياالغربية

. )٢(ومعدالت االستهالك عن السابق

لقرن الثامن عرش امليالدي، كان بسبب عدة عوامل من هذه العوامل ظهور الرأساملية يف ا -:)٣(ما ييل

املدن، وبالتايل حدوث زيـادة يف إىل املة؛ بسبب هجرة الناس من الريفكثرة األيدي الع -١ عدد السكان، مما تسبب يف انتشار البطالة.

ء والتكسـب ومجـع من بيعهم، فمنهم من متكن من االختفا املدن خوفا هروب الرقيق إىل -٢ املال وتوفريه والتنافس عليه وذلك كله حتت مظلة احلرية الفردية.

مطالبة الناس باالستقالل عن نفوذ سادة اإلقطاع، بعد استفادهتم من احلركة الصناعية من -٣

.١٨حممد حامد عبداهللا، مرجع سابق، ص )١(

.١٩سابق، ص الرجع امل )٢(

، جدة، الدار ودورها يف املجتمعات وموقف املسلم منها، املذاهب الفكرية املعارصةغالب بن عيل عواجي، )٣( .٦٥٤م، ص ٢٠١٠هـ/١٤٣١، ١العرصية للطباعة والنرش والتوزيع، ج

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٦

آالت وأدوات.

تشجيع احلكام ومساندهتم للتجار وإعطائهم احلرية يف التملك. -٤

املدن، إىلى من القرالذين هاجروا يف أيدي بعض املهاجرين انتشار البطالة وتوفر املالفاملطالبات باالستقاللية والتحرر من نظام اإلقطاع، كل هذه الظروف تتشابه مع الواقع الذي و

تعيشه املجتمعات يف الوقت احلارض، فقد انترشت يف الوقت احلارض البطالة وظهور القطاع ده يف تنفيذ املشاريع، واملطالبات باحلرية كل هذه اخلاص الذي يمتلك األموال التي تساع

لرأساملية احلديثة أو الريادة.جتديد الدعوة لعىل العوامل ساعدت

أسس رئيسة، متيزه عن غـريه مـن األنظمـة االقتصـادية ةثالثعىل يرتكز النظام الرأساميل -:)١(، وهي كام ييل ىاألخر

لكل عنارص اإلنتـاج، ودور الدولـةالسامح للملكية اخلاصة ى مبدأ امللكية اخلاصة: بمعن -١ ينحرص فقط يف حفظ امللكية اخلاصة.

ات كام يريد، ويسـتطيع ما يملكه من إمكان استثامرل فرد : يعني ذلك أن لكاالستثامرمبدأ -٢ تنمية ثروته بالطريقة التي يريد.

أن لكل فرد احلريـة يف اإلنفـاق مـن مالـه حسـب حاجتـه مبدأ االستهالك: وذلك يعني -٣ورغباته، وهو الذي خيتار نوع السلعة التي يستهلكها، ولكن ذلك ال يمنع الدولة من منع

بعض السلع التي ترض املصلحة العامة كاستهالك املخدرات.

شـغيل للمشاريع) من حريـة تامـة يف ت(ومجيع هذه املبادئ تقوم عليها الريادة لألعامل أو ا يملكه وتنميته واستهالكه دون أية ضوابط.الريادي أو (رجل األعامل) مل

.٢٥٥ -٢٥٤صمرجع سابق، حممد باقر الصدر، )١(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٧

كـام اخلصـائص املميـزة للريـادة تـايلبال يتسم هبا النظام الرأساميل، وهيهناك خصائص ، من هذه اخلصائص ما ييل:اتضح من مفهومها يف الفكر الغريب

اليقني املطلق بعامل احلس، والثقة املطلقـة يف عىل سفة مادية تقوم فلسفة النظام الرأساميل فل -١ .)١(املادة التي يتكون منها هذا العامل، واإلنكار املطلق ملا وراء العامل املادي من عوامل الغيب

النظام الرأساميل ال يعرتف بالدين فهو يفصل الدين عن شـؤون احليـاة وقضـاياها، فهـو -٢لإلنسان وسري هذه احلياة جيب أن يكون نفعيا حمضا ال شأن للـدين يعترب احلياة نفعا جمردا

.)٢(به

اإلنسان أن يضع بنفسه ولنفسـه نظـام حياتـه، يف إطـار احلريـات عىل هذا النظام أن ى ير -٣وحرية امللكية، وهذه احلريات هي حرية الرأي، احلرية الشخصية، ،األربعة حرية العقيدة .)٣(قوام النظام الرأساميل

قر اخلضوع إال ملقتضيات اقتصـادية أو اجتامعيـة أو قوميـة -٤ جوهرهـاالنظام الرأساميل ال يربح بـأي وسـيلة وطريقـة، فـالتزود باملعرفـة عىل احلقيقي هو الرفاهية من خالل حتقيق أ

.)٤(املادية والرفاهية يرادف الرتقي اإلنساين الروحي واملعنوي

النحو الذي يسعده عىل أن يستعمل حقه احلرية الشخصية حق طبيعي للفرد، فعليه -٥ويرضيه وحيقق له املنفعة الفردية، فللفرد أن حيصل من السعادة ما يشاء وكيف يشاء سواء

.٢٩م، ص٢٠٠٦هـ/١٤٢٧، جدة، كنوز املعرفة، ٢، طمذاهب فكرية معارصةحممود حممد مزروعة، )١( .) ٧٢-٧١( ، صمرجع سابق، اإلسالم ومشكالت العرصمصطفى الرافعي، )٢(

.٧٢املرجع السابق، ص )٣(

، ندوة بعنوان (خصائص الفكر اإلسالمي االقتصـادي ٣عبود، طحممد عمر زبري، أمحد النجار، املهدي بن )٤(اللقـاء الثـاين للنـدوة العامليـة ، )ويف معركة التنميـة االقتصـادية واأليدولوجيةودورها يف املعركة الفكرية

ذي ٣ -ذي القعـدة ٢٣)، يف الفـرتة مـن (للشباب اإلسالمي بعنوان (من قضايا الفكر اإلسالمي املعـارص .١٥٩م، ص١٩٨٤هـ/ ١٤٠٤هـ)، ١٣٩٣احلجة عام

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٨

بطريق اإلثراء غري املحدود أو بطريق االستمتاع غري املحدود، فيحقق املصلحة الشخصية .)١(التي هي خري ضامن للمصلحة االجتامعية العامة

عىل م الرأساميل حلرية امللكية والتي تعني االقتصاد احلر، واالقتصاد احلر يقوم يدعو النظا -٦تشكيل إباحة اإلنتاج وإباحة امللكية اإلنتاجية التي تفيض إىلعىل مبدأ احلرية املطلقة و .)٢(االحتكار رؤوس األموال وإىل

عات والنظم اإلنسان يف هذا النظام هو مصدر الترشيع والتقنني، فاألحكام والترشي -٧هذا األساس كل يشء خيضع ألهوائه وشهواته فكل عىل والقوانني كلها من وضعه، و

.)٣(مرغوب هو حالل

النظام الرأساميل خايل من األخالق والقيم جمرد من املبادئ، فالقيم واألخالق معنوية -٨لعدل ليست مادية، فال صلة بني املادة والقيم، كقيمة احلق واخلري والرب واإلحسان وا

.)٤(والصدق

احلق واحلقيقة نسبية ال يوجد حق ثابت وال حقيقة حمددة متفق عليهـا، ألن اإلنسـان هـو -٩مرجع كل يشء ومصدر كل حقيقة، فام يراه باألمس باطال يراه اليوم حقا، فاإلنسـان هـو

.)٥(املقياس الوحيد للحقيقة

يث يلتزم النظام االقتصادي مع النظام االقتصادي يف اإلسالم؛ حوكل ما سبق ال يتوافق عـىل يف املجتمع اإلسالمي العقيدة كمنهج وكأسلوب، فريتكز النظـام االقتصـادي يف اإلسـالم

.٧٥ -٧٤مرجع سابق، ص ،العرص ومشكالت اإلسالممصطفى الرافعي، )١( .٧٥ق، ص برجع الساامل )٢(

.٣١مرجع سابق، ص، معارصة فكرية مذاهبحممود حممد مزروعة، )٣(

.٣١رجع السابق، صامل )٤(

.٣٢ص مرجع السابق،، معارصة فكرية مذاهب مزروعة، حممد حممود )٥(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٣٩

:)١(أسس متيزه عن غريه من األنظمة الوضعية، وهذه األسس هي كام ييل ،مبدأ امللكية املزدوجة: أي أن امللكية هلا عدة أشكال، فهناك ملكية خاصة، وملكيـة عامـة -١

وملكية دولة، ولكل نوع من هذه األنواع إجراءات خاصة هبا.

مبدأ احلرية املنضبطة: يسمح اإلسالم لألفراد بمامرسة حريـاهتم ولكـن ضـمن ضـوابط -٢القيم اإلسـالمية ويظهـر ذلـك عىل ذاتية وضوابط خارجية؛ الذاتية التي تنتج من التنشئة

ة متثل أحكام الرشـع التـي تضـبط يف دفع الناس للزكاة بدافع شخيص، واخلارجي واضحا سلوك األفراد.

مبدأ العدالة االجتامعية: يمكن حتقيق العدالـة االجتامعيـة يف اإلسـالم مـن خـالل نظـام -٣التكافل االجتامعي والتوازن االجتامعي، والذي عىل توزيع الثروة يف املجتمع الذي يرتكز

حتقق باملؤاخاة بني املهاجرين واألنصار.

لقد كان للنظام الرأساميل تـأثري واضـح يف التعلـيم، جعلـه يتميـز بعـدة سـامت يف تلـك

هـذه أبـرزاملجتمعات التي طبقت النظام الرأساميل وهي عبارة عن خطوط عريضـة عامـة، مـن السامت ما ييل:

يف املجتمعــات يــة يف وضــع السياســة التعليمالشــعب : يشــرتك عالقــة الدولــة بــالتعليم -١ية الشعبية تعترب من دعـائم التقـدم سؤولاملجتمع، واملعىل ، وال تفرضها الدولة الرأساملية

ية الشعبية عـن التعلـيم ال تعنـي سـلبية سؤولالتعليمي الذي حققته هذه املجتمعات، واملعاتقـه، والدولـة تتـدخل يف حـال عـىل ية امللقاة سؤولالدولة، وإنام تعني حتمل الشعب امل

. من الرضـوري وجـود سـلطة )٢(ياهتامسؤولأحست بعجز السلطات املحلية عن القيام ب

.٣٠٣ -٢٩٥مرجع سابق، ص اقتصادنا،حممد باقر الصدر، )١(

، القـاهرة، دار الفكـر العـريب، ٣، طمدخل لدراسة الرتبية املقارنة والرتبية، األيديولوجياعبد الغني عبود، )٢( .٢١٦-٢١٥م، ص ١٩٨٠

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٠

تضـمن تكـافؤ الفـرص التعليميـة ى عريضة للرتبية والتعلـيم حتـ ا مركزية تضع خطوطمن وجود إدارة مرنة أيضا بني األفراد، ولكن ال بد ااجتامعي اللجميع وبالتايل حتقق متاسك

احتياجات املنطقة والسياسة العامة للتعليم. التوفيق بنيعىل فعالة تعمل

هيتم التعليم يف املجتمعات الرأساملية بالعلوم االهتامم بالعلوم والتكنولوجيا: -٢د والرشكات، إليه األفراى الوسيلة لتحقيق الربح الذي يسع والتكنولوجيا؛ وذلك ألهنام

املراكز االجتامعية ىل عأيضا الوسيلة للفرد إلجياد العمل األفضل، وللحصول وألهنامأيضا األساس الذي تقوم عليه املنافسة األفضل وذلك لتحقيق املكانة االجتامعية، وألهنام

.)١(جنب مع عملية اإلنتاج بني األفراد والرشكات، فعملية الفكر والرأي تسري جنبا إىل

س : يوجـد يف املجتمعـات الرأسـاملية مـداروجود املدارس اخلاصة ومـدارس الطوائـف -٣للطوائف الدينية ومدارس خاصـة أي حـرة يـديرها األفـراد واجلامعـات وهـي بجانـب

هم التعليم الـذي اء مطلق احلرية يف أن يتعلم أبناؤاملدارس العامة، إذ بوجودها يكون لآلب. وتعتقد الباحثة أن املـدارس اخلاصـة ال حتقـق مبـدأ )٢(يتوافق مع ميوهلم واستعداداهتم

ص حـدوث تفـاوت يف الفـر تؤدي إىل قد العكس فهيعىل ية وإنام تكافؤ الفرص التعليمأفراد املجتمع، حيث ستكون هناك طبقات متميزة يف تعليمها التعليمية التي حيصل عليها

قـد ختصصات نادرة متوفرة يف املدارس اخلاصة دون املدارس احلكومية؛ مما عىل وحاصلة ينشأ عنه متييز طبقي.

ويـل التعلـيم يف الـدول الرأسـاملية حسـب الظـروف السياسـية : خيتلف متمتويل التعليم -٤تقـدم احلكومـة الفيدراليـة لواليات املتحدة األمريكيةواالقتصادية لكل دولة، فمثال يف ا

مساعدات للواليات من أجل رفع مستوى الرتبية هبدف انشاء مدارس زراعية وصـناعية

.٢٢٠رجع سابق، ص م ،املقارنة الرتبية لدراسة مدخل ،والرتبية األيديولوجيا عبود، الغني عبد )١(

، القاهرة، مكتبة األنجلـو ٢، دراسة يف املقارنة، طاالجتاهات الرتبوية املعارصةعرفات عبد العزيز سليامن، )٢( .٣٥٦م، ص ١٩٧٩املرصية،

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤١

األقاليم، حيث توفر حكومة كـل واليـة يف اسرتاليا فالتعليم مسؤولية الدولة و، و)١(عليامتويل املدارس احلكومية واخلاصة وتنظيمها داخل املنطقة التـي حتـت إدارهتـا، وتسـاعد

.)٢(احلكومة االحتادية يف التمويل ولكن ال تشارك يف وضع املناهج الدراسية

لزامية بشـكل : توفر الدول الرأساملية التعليم من خالل املرحلة اإلتوفري املرحلة اإللزامية -٥كايف من حيث الكم والكيف؛ فتتميز الدول الرأساملية بطول مرحلـة التعلـيم اإللزامـي،

) ١٠( اطوهلـى تعدي) سنة كام يف الواليات املتحدة األمريكية، بينام ال ١٢( حيث تصل إىلسنوات يف االحتاد السوفيتي، أما مـن ناحيـة الكيـف فهنـاك جهـود مبذولـة مـن حيـث

ومـن خـالل التجـارب التـي متـت يف ،متت وتتم يف الرتبية وعلـم الـنفسالبحوث التي هبدف حتسني العملية الرتبوية وتنمية الفرد من خالهلا ليكـون ؛املرحلة االبتدائية والثانوية

.)٣(التفكري واملناقشة احلرة عىل وقدرة ا ووعي وفهام ا أكثر إجيابية وأكثر نشاط

تعمل كوحدة مسـتقلة قائمـة واجلامعة يف الدول الرأساملية : املدرسة والكلية االستقاللية -٦تنمية الشخصية الفردية تنمية علمية، وهذا يفرس إىلى ؛ ألن الدول الرأساملية تسعبنفسها

مطلـوب؛ التنوع يف التعلـيمال شك أن و. )٤( املدارس يف املجتمعات الرأسامليةالتنوع يف تياجات املختلفة التـي متيـز كـل منطقـة عـن ألن املناطق ختتلف من حيث الطبيعة واالح

وهكذاال بد ختصصات ختتلف عن املناطق الساحلية ، فاملناطق الزراعية حتتاج إىلىاألخر أن يكون توافق بني خمرجات التعليم واحتياجات املجتمع.

، ١، طالرتبية املقارنـة ونظـم التعلـيم يف بلـدان العـامل املتقـدمبيومي حممد ضحاوي، حممد ابراهيم خاطر، )١( .١٤٠م، ص ٢٠١٥الفكر العريب، القاهرة، دار

)٢( )https://ar.wikipedia.org (/م٢ الساعة هـ١٤٣٧-٣-٦ تاريخ.

.٢٢٤عبد الغني عبود، مرجع سابق، ص )٣( .٢٢٨مرجع سابق، ص ،املقارنة الرتبية لدراسة مدخل والرتبية، األيديولوجيا عبد الغني عبود، )٤(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٢

عية التي سادت يف فرنسا النظام الرأساميل هو نظام ناتج عن ظهور الفلسفة الطبيوملا كان رأت الباحثة أن تتناول تلك الفلسفة باحلديث عن منطلقاهتا يف القرن الثامن عرش امليالدي،

واجتاهاهتا الرتبوية وطرق التعليم فيها بإجياز.أن اإلنسان حر يف كل ترصفاته، يفعل ما يشاء بعيدا عن تعاليم الفلسفة الطبيعية ى تر الفردية عىل ري كبري يف القرن الثامن عرش امليالدي، فقد كانت تؤكد وقد كان هلا تأث الدين،

واحلقوق الشخصية والعدالة واملساواة واحلرية.تنمو ى أصحاب هذه الفلسفة أن تقوم الرتبية بتهيئة الفرص للطبيعة اإلنسانية حتى يرو

ولد وهو مزود بقدرات فطرية ينبغي أن رتم وأن يتم تنميتها وفق قوانني الطبيعة، ألن اإلنسان ي حتفالسبب ليس بفعل الطبيعة واخلربة وإنام بعيدا عن املجتمع والناس، وإذا ظهر أي انحراف عليه

أساس عىل االستقاللية عىل تربية الطالب عىل هي بفعل املجتمع والناس. وتشجع هذه الفلسفة التعليم هليئات تتعاون مع عىلالتعليم، ويكون اإلرشاف عىل احلكم الذايت ورفض سيطرة الدولة

.)١(اآلباءحياة وذلك ألن الفلسفة الطبيعية ترفع من شأن الطبيعة املادية والبرشية، وتدعو إىل

تنظيم املجتمع وإعادة بناء الدين بام يتوافق مع طبيعة البرش، وتؤمن بالعواطف الطبيعة، وإىلة، لذلك تروبحقوق العامة والعطف عليهم، وتؤمن أيضا بطبيعة اإلنسا وجوب تربية ى ن اخلري

.)٢(الطفل بام يتفق مع طبيعته وميوله وحاجاته احلارضة، ومع قوانني الطبيعة

ن، مجعية عـامل املطـابع التعاونيـة، ، ع١، طأسس الرتبيةإبراهيم نارص، )١( -٩٤م، ص ١٩٨٨هــ/ ١٤٠٨ام٩٥.

م، ١٩٨٧، ليبيا، الدار العربية للكتاب، ٤، طتطور النظريات واألفكار الرتبويةعمر حممد التومي الشيباين، )٢( .١٥٤ص

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٣

:)١(هناك عدة منطلقات تنطلق منها الفلسفة الطبيعية، من هذه املنطلقات ما ييل بطبعه يترصى طبيعة اإلنسان خرية؛ بمعن )أ ف بانسجام مع الطبيعة، ألن أن اإلنسان خري

الطبيعة هي التي زودته بالغرائز والرغبات وفتحت أمامه املجال إلشباعها وحتقيق السعادة، لذلك تطالب بحريته.

فاحلياة االجتامعية تقوم ،أن يبتعد اإلنسان عن احلياة االجتامعيةى فردية اإلنسان؛ بمعن )ب لناس وفق العقد الذي وضعه جان جاك الظلم وعدم املساواة، وأن يكون اجتامع اعىل

هذا العقد فيه أن يكون هناك التزام بني الدولة والناس، حيث بمقتىضى روسو والذي ير إليها. أن حتقق أهدافهم التي يتطلعونعىل تكون الدولة حريصة

، قيمة اخلربة املبارشة والتعلم باحلواس؛ وتركز عليها يف تربية الطفل يف السنوات األوىل )ج أفضل من استخدام الكتب واألفكار املجردة. ا أنههيلك يف رأوذ

اجلانب عىل أن يكون الرتكيز يف تنمية جوانب اإلنسان ى اجلانب الوجداين؛ فال تر )د من مواجهة يمكنه سليام الفكري فقط، وإنام ال بد من تنمية املشاعر والوجدان نموا

املواقف يف احلياة.

اليدوي مهم من أجل اكتساب املتعلم احرتام العمل أن العمل ى العمل اليدوي؛ تر )ه اليدوي.

الرتبية هي احلياة؛ ما دامت الرتبية مستمرة طوال احلياة، وال بد أن تكون الرتبية مطابقة )و نشاطه عىل حترير طاقات اإلنسان وتقليل القيود املفروضة عىل لطبيعة الطفل، وأن تعمل

وإشباع حاجاته.

ن، دار الرشوق للنرش والتوزيع، ١، طفلسفة الرتبيةعبد الكريم عيل سعيد اليامين، )١( -٨٥م، ص ٢٠٠٤، عام٨٦.

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٤

ليب واملناهج جيب أن تكون مناسبة ملرحلة النمو التي يمر هبا األهداف والطرق واألسا )ز اإلنسان.

الرحالت من أفضل الوسائل لتوسعة أفق الطالب العقيل وتزيد من معرفته للشعوب )ح املختلفة وتغري من اجتاهاته ومفاهيمه نحو الشعوب وهتذب أخالقه ويأخذ العرب من

ها.أخطائ

ليها النظام الرأساميل وبالتايل ترتكز عليها الريادة، الفلسفة الطبيعية التي يرتكز ع فإنالعمل اليدوي واجلانب عىل تطالب بحرية الفرد وباستقالله عن املجتمع، وتطالب بأمهية الرتكيز

يمكنه من مواجهة املواقف يف احلياة، وبالنسبة للتعليم ري باإلضافة للجانب الوجداين الذيالفكأن استخدام أسلوب الرحلة أهم أسلوب ى بيعة نمو اإلنسان، وترأمهية مالئمة املناهج لطى تر

لتوسيع أفق الطالب وهتذيب أخالقهم.

تتجه الفلسفة الطبيعية يف أهدافها وأنامطها وحمتواها ومؤسساهتا وطرق تعليمها كام :)١(ييلخريية اإلنسان وفضائله عىل املحافظة الفلسفة الطبيعية إىلى : تسعأهداف الرتبية )أ

الطبيعية، وإعادة تشكيل املجتمع بالشكل الذي حيقق املصالح احلقيقة لكل أعضاء املجتمع.

: الرتبية الطبيعية هي تربية ليربالية وليست مهنية متخصصة؛ ألن التخصص نمط الرتبية )ب اجلسمية والصحية يف الرتبيةعىل فيه زيادة لتبعية األفراد وإخضاعهم لآلخرين، ركزت

الثانية اخلامسة، ويف املرحلة الثانية من سن اخلامسة إىل من سن امليالد إىل السنوات األوىل

م، ٢٠٠٤هــ/ ١٤٢٤، القاهرة، عامل الكتـب، ١، طفصول يف تاريخ الرتبيةعبد املجيد عبد التواب شيحة، )١( .٢١٩ -٢١٧ص

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٥

اجلانب األخالقي عن طريق اخلربة والتجربة، واملرحلة الثالثة عىل عرشة يكون الرتكيز ية ملكات اخلامسة عرش يكون االهتامم باجلانب العقيل وتنم من سن الثانية عرشة إىل

، واملرحلة الرابعة االهتامم باجلانب الديني والعاطفي.ةالطالب العقلي

م من الظواهر ى : يرالرتبيةى حمتو )ج روسو جتنب املقررات الدراسية املألوفة، والتعلالطبيعية، وتدريب حواس األطفال، واملنهج املقرتح يتألف من أنشطة حسية وحركية

القومية أكثر من اللغات األجنبية.االهتامم باللغة إىل كاجلري والتسلق والزراعة، ودعا

أمهية األرسة، واالهتامم باملعلم وإعداده تربويا من خالل عىل : تؤكد املؤسسات التعليمية )د تزويده بخصائص كل مرحلة من مراحل نمو اإلنسان وطريقة التعامل معها.

فري الفرص للطالب لتنمية طبيعته توعىل رص دوره تاملعلم يف الفلسفة الطبيعية يق املعلم: )ه ، ال يمكن أن )١(اخلرية، فالطبيعة هي املعلم للطالب، واملعلم شاهد حمايد يف تربية الطالب

فضل أن يكون موجها ا حمايد ا يكون شاهد ومتابعا، وإال ما الفائدة من ومرشدا وإنام ي وجوده.

ة أن الطالب بريء تعمل الطبيعة : من وجهة نظر هذه الفلسفالطالب يف الفلسفة الطبيعية )و يف دولة فعاال افيكون عضو ا إبعاده عن تأثري املجتمع، وتتيح له الفرصة لكي ينشأ حرعىل

تربية حواس الطالب واخلربات احلسية واالهتامم بحاجاته عىل حرة، وتؤكد هذه الفلسفة لفرص للطالب يف الوقت احلارض، وإعداده للحياة قبل إعداده للمهنة، وهتيئة كل ا

نموه واملرحلة العمرية يف عملية ى مستوى ما حوله من حمسوسات وأن يراععىل إلطالعه .)٢(التعليم

ن، دار املنــاهج للنرشــ والتوزيــع، ١،طأســس الرتبيــة احلديثــة ونظــم التعلــيمحمســن عــيل عطيــة، )١( ، عــام . ١٢٦م، ص ٢٠١٠هـ/١٤٣٠

.١٢٧ سابق، صالرجع امل )٢(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٦

:)١(عدة مبادئ يف التعليم، كام ييل عىل تعتمد الفلسفة الطبيعية أن احلاجـات الطبيعيـة ى مبدأ النمو: أي نمو اإلنسان الطبيعـي، فالفلسـفة الطبيعيـة تـر )أ

النمو؛ ألن تلبية احلاجـات تتطلـب القيـام بأنشـطة إلشـباع عىل لإلنسان هي التي حتفزه سهم يف بنـاء معرفتـه، وبالتـايل حـدث نمـو عىل حاجاته، فإذا قام بالنشاط حصل خربة ت

وظيفة املعلم هنا هي إثارة احلاجات الطبيعية عند الطالب، فيكـون دورهومعريف طبيعي، فقط توجيه النمو الطبيعي للطالب.

أن ينشـط عـىل أن يتم توفري كل الفرص املهمة التي تساعد الطالـب ى مبدأ النشاط: بمعن )ب القيـام بالعمـل بنفسـه عـىل ويعلم نفسه بنفسه، فيكون دور املعلم هـو تشـجيع الطالـب

واكتشاف األشياء أيضا بنفسه.

ردية الطالب، وأن تتكيف الرتبية مـع الطالـب فعىل مبدأ الفردية: الفلسفة الطبيعية تؤكد )ج التكيف مع الرتبية السائدة، وال يـتم صـهر شخصـية الطالـب يف االلتـزام عىل هوال جترب

من حاجات املجتمع. ى االجتامعي، فحاجات الطالب أسم

.١٢٨-١٢٧مرجع سابق، ص ،التعليم ونظم احلديثة الرتبية أسس حمسن عيل عطية، )١(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٧

ظهور الريادة ىالعوامل التي أدت إل

يف القـرن جتددت الدعوة هلا مرة أخرى عرش امليالدي،ن الثامن بعد ظهور الريادة يف القر :)١(، من هذه العوامل ما ييلن يف الغرب؛ وذلك لوجود عدة عواملاحلادي والعرشي

نجازاتـه إرائد األعامل كبطل وأن إىل : ينظر األوربيون واألمريكيونرواد األعامل كأبطال -١تذ هبا.ى هي نامذج حي

ب نحو االستثامر يف العمل احلر، حيث أدركت مؤسسات التعليم: لقد وجه التعليم الطال -٢درس يف اجلامعات والكليـات يف ظـل التعليم العايل أن الريادة يمكن أن تكون ختصصا ي

تقليص حجم املنشآت وحمدودية الفرص الوظيفية.

التطور التكنولوجي: يف السابق مل يكن باستطاعة املنشآت الصغرية االستفادة مـن التقنيـة -٣فسة املرشوعات الكبرية بسبب التكلفة الكبرية، أما اآلن فقد أصبحت التقنية يف متناول ملنا

املرشوعات الصغرية وبتكاليف معقولة يمكن للرواد أن يامرسوا أنشطتهم من منازهلم.

مـن املعلومـات يف مجيـع غري حمدود أتاح كام اإلنرتنتالتجارة اإللكرتونية: رسعة انتشار -٤ من الفرص لريـادة األعـامل، فالتجـارة اإللكرتونيـة ا كبري ا مما وفر عددأنحاء العامل، جدا

ضخمة من االستثامر، كخدمات السفر والكتب والنرش . اتنمو برسعة كبرية مما يتيح فرص

طاعـات ذات التـأثري التحول نحو االقتصاد اخلدمي: أصبح اقتصاد اخلدمات من أكرب الق -٥، حيث إ ز بانخفاض تكلفة التأسيس، لذا أصبحت من أكثر املشاريع ن اخلدمات تتميعامليا

رواد األعامل، خاصة أن الكثري من هذه املشاريع ال تتطلب تقنية عالية.ى شعبية لد

العوامل التـي دعمـت ظهـور الريـادة يف الغـرب هـو نظـرة املجتمـع مما سبق يتبني أنو

. ٢٩ -٢٨أمحد عبد الرمحن الشميمري، وفاء نارص املبرييك، مرجع سابق، ص )١(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٨

االهتامم باجلانـب االقتصـادي تعليم إىلتوجيه الوأنه نموذج فريد جيب االقتداء به، عىل للريادي وزيـادة متناول اجلميـع، قلة تكاليف األجهزة التقنية التي أصبحت يفوودعم األعامل التجارية،

التحول مـن إنتـاج السـلع إىلوونمو التجارة اإللكرتونية، اإلنرتنتفرص العمل لرسعة انتشار إنتاج اخلدمات.

وتنمية الريادة كاألرسة، وتوفر خـدمات عامـة تشجيععىل وهناك أيضا عوامل ساعدت حيـدد كـال مـن الشـميمري والطرق، وأهم عامـل تـوافر الفـرص، حيـث كاملواصالت ى أخر

:)١(ثالثة عوامل هي مثلث ريادة األعامل، وهي كالتايل م)٢٠١٠هـ/١٤٣١( واملبرييكاحلـر، افـة العمـلثق الثقافة والقيم االجتامعية: فهناك بيئات اجتامعية تشـجع وتـدفع إىل -١

األطفال مفهوم املبادرة واإلبداع مثل املخاطرة واالخـرتاع فاألرسة يمكن أن ترسخ لدىولدهيم تطلع ودافعية إلنشاء أعامل خاصة هبم، تـوفري هـذه االستقاللية، فينشأ األطفال و

من خالل البيئة يمثل بيئة أكثر قابلية لبناء اقتصاد قوي. ويمكن حتقيق بيئة استثامر مالئمة تنمية املهارات عىل التعليم الذي يساعد العديد من العوامل والعنارص املهمة والتي منها:

والسامت، ومؤسسات ومنظامت القطاع العام املحلية غري اهلادفة للربح ومنظامت األعامل وجملس الغرف التجارية هلا دور يف تنمية نشاط العمل احلر يف املجتمع مـن خـالل تـوفري

يم والتدريب واحلاضنات ومن خالل تسهيل إجياد الفرص والـدعم ملـالك املنشـآت التعلالصغرية يف املجتمع، والنظام والقانون الذي يـدعم املشـاريع الصـغرية يف بدايـة نشـأهتا

لتحقيق النجاح واالستمرارية.

عىل ر وممارسة العمل احلعىل توفر البنية التحتية ونظام املعلومات يساعد إمكانيات البيئة: -٢التطور واملنافسة بفعالية يف السـوق املحـيل والـدويل كاملواصـالت والطـرق واخلـدمات

املساندة واملعلومات املتوفرة عن السوق املحيل والدويل خاصة.

.٢٦ -٢٥أمحد عبد الرمحن الشميمري، وفاء نارص املبرييك، مرجع السابق، ص )١(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٤٩

إجياد الفرص: من العوامل التي تشجع مفهوم الريـادة يف املجتمـع إجيـاد الفرصـة الـذي -٣مثلـث ريـادة ى ص، هـذه العوامـل الثالثـة تسـميشمل الرائد أو املالك واملـوارد والفـر

األعامل.

هـا كاألرسة التي تنمي يف نفـوس أبنائ األعامل احلرةعىل فوجود البيئة الداعمة واملشجعة حب املبادرة واالستقاللية والتحفيز إلنشاء األعامل اخلاصة هبم، والتعليم ومنظامت القطاع العام

يئة من بنية حتتية ونظم معلومات تعترب كلهـا عوامـل مسـاعدة املحلية غري الربحية، وإمكانات الب الريادة.عىل تطبيق الريادة، ووجود الرائد املالك للمرشوع واملوارد والفرص يشجع عىل

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥٠

خصائص الرياديدور الريادي و

لتي متيزه عـن غـريه يتناول هذا املبحث الدور املتوقع من الريادي القيام به، واخلصائص ا بدوره يف املجتمع.ومتكنه من القيام

ة، لذلك فهناك أدوار كثرية يقـوم بحب املبادرة والتقدم للعمل بدوافع ذاتي الريادي يتميز .هبا لتحقيق أهدافه عدد من األدوار التي من املتوقع أن يقوم هبا )١(فورمني بيك وستيفروس وقوديلوقد ذكر

-الريادي، من ضمن هذه األدوار ما ييل: يف البحث عن -١ إنشاء أسواق جديدة؛ ألن الريادي تكون لديه رغبة يف أن يكون مبدعا

الفرص املتميزة.

اكتشاف مصادر جديدة للموارد، فالريـادي يعمـل عـىل اكتشـاف مصـادر جديـدة -٢ .للموارد وذلك لتحسني أداء الرشكات

؛ أي لدهيم القدرة عـىل جتميـع وحتريـك رأس املـال وذلـك حتريك املوارد الرأساملية -٣ أو توسيع أعامل موجودة أصال. إلنشاء أعامل جديدة

تقديم تكنولوجيا جديدة؛ أي أهنم يعملـوا عـىل بنـاء صـناعات جديـدة ومنتجـات -٤ جديدة .

اجياد فرص عمل جديدة؛ حيث يقدم أصحاب املرشوعات الريادية فرص عمل. -٥

حال قيام الريادي هبذه األدوار فإن ذلك سيسهم يف احلد من البطالـة، ترى الباحثة أنه يف وسيكون له مردود اجتامعي واقتصادي كبري عىل املجتمع.

، املـؤمتر عليم الريادي مدخل لتحقيق االستقرار االقتصادي واألمن االجتامعيالتنقال عن أيمن عادل عيد، )١( .١٦٦-١٦٥م، ص ٢٠١٤السعودي الدويل جلمعيات ومراكز ريادة األعامل،

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥١

يتمتع الريادي بخصائص متيزه عن غريه وتؤهله للتقدم بأعامل أو مشاريع متميزة ونافعـة -له وملجتمعه، من هذه اخلصائص ما ييل:

من أجل حتقيقـه، ولكـي حيقـق ذلـك عليـه أن يتحمـل يسعى لالنجاز ويكافحالريادي

من نفسه قادر عىل االستقالل ،الصعاب أن تكون لديـه نظـرة ويف نفس الوقت ،وأن يكون واثقا والنظـر إىل الواقـعخرين وجتارهبم السـابقة من خالل االستفادة من خربات اآل شاملة ومتكاملة

واحتياجاته ليتمكن من وضع رؤية للمستقبل، وأن يسري وفـق جـدول زمنـي تـم وضـعه وفـق مراحل حمددة يعمل عىل تنفيذها.

:)١(من أهم اخلصائص الشخصية التي يتصف هبا الريادي، ما ييل اإلنجاز: عند الريادي دافع إلشـباع هـذه احلاجـة بدرجـة عاليـة؛ ألنـه خيتـار احلاجة إىل )أ

توفر له النجاح يف عمله الذي يتصف بالتحدي واألهداف الصعبة ليحقـق الظروف التي هبا درجة عالية من القبول.

ل الغموض: الريادي يتمتع بخصائص نفسية تساعده )ب غري متأثر اأن يكون شخصعىل حتمعـىل وعدم التأكد؛ ألن الظروف غامضة ومعقدة فهذه ميزة األعـامل الرياديـة، ف بالفوىض

ل املخاطرة املحسوبة.الريادي حتم

اهتاممه بالوقت: الريادي شخص غري صبور مستعجل، يريد إنجاز األعامل برسعة، فهـو )ج العمل. من ينتهز اللحظة إلنجاز أكرب قدر ممكن

قياس خصائص الريادة لدى طلبـة الدراسـات العليـا يف إدارة األعـامل حممد جودت نارص، غسا العمري، )١(، العـدد الرابـع، ٢٧لة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونيـة، املجلـد ، جموأثرها يف األعامل الريادية

.١٤٨م، ص ٢٠١١

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥٢

كسب املزيد من العمالء، والتعامل بدقة الثقة بالنفس: الريادي لديه ثقة بالنفس تقوده إىل )د مع التفاصيل واالستمرار يف العمل.

اآلخـرين؛ لـذلك عـىل لالستقالل وعدم االعـتامد ى الرغبة يف االستقاللية: الريادي يسع )ه .)١(للعمل يف املنظامت الكبرية لثقتهم العالية يف أنفسهم فهم ال يندفعون

باملردود املايل، تتالزم نظرتـهالنظرة املستقبلية: الريادي يتطلع دائام نحو املستقبل والتفكري )و .)٢(ادية جتاه األعامل التي يامرسهالة العقالنية واالعتيالتفاؤلية مع احلا

عىل الريادي أن يمتلك عدد من املهارات كمهارة الكتابة الفعالة التـي حيتاجهـا يف كتابـة

حسـن التنظـيم، التقارير واخلطابات، وأيضا عليه اتقان مهارة اإلنصات واإلصغاء لآلخـرين، و ت السلوكية.وغريها من املهارا

:)٣(السلوكية للريادي، ما ييل من املهاراتسـخرها لصـالح أعاملـه، فبـائع )أ املهارات التقنية: الريادي يتمتـع بقـدرات تقنيـة عاليـة ي

ترويج مبيعاته.عىل السيارات يمتلك قدرات ومهارات تقنية تساعده

ة املاليـة والبرشـية بكفـاءة إدارة موارد املنظمعىل ا املهارات التفاعلية: الريادي يكون قادر )ب االتصـال ونقـل املعلومـات ومناقشـة القـرارات يف حـال أراد إعطـاء عالية، وحيتاج إىل

الصالحيات الالزمة إلدارة النشاط لغريه.

.١٩م، ص٢٠٠٦ د(م)، د(ن)،،املشاريع الصغرية والريادةبالل خلف السكارنة، )١(

.١٩سابق، ص الرجع امل )٢(

.٢٠سابق، ص الرجع امل )٣(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥٣

:)١(، ما ييل من املهارات اإلدارية التي يتصف هبا الريادي

ين عالقات إنسـانية مـع مرؤوسـيه وزمالئـه تكومهارة الريادي يمتلكمهارات إنسانية: )أ االحـرتام والثقـة بـالنفس واالهـتامم عـىل وذلك خلدمة املرشوع، وتقوم هذه العالقـات

بالعاملني ومشكالهتم خارج املرشوع.

املناقشة العلميـة وحتليـل املشـكالت واختـاذ عىل امهارات فكرية: أن يكون الريادي قادر )ب القرارات.

الريادي خربة ودرايـة باملسـائل الفنيـة املتعلقـة باإلنتـاج ى تكون لدمهارات فنية: أي أن )ج والبيع والرشاء والتخزين والتمويل.

مجيع اخلصائص السابقة مهمـة ألي إنسـان يرغـب يف أن يتقـدم بعمـل متميـز يف جمـال تسـهم يف تطـوير ختصصه، ويمكن اكتساب هذه املهارات من خالل االلتحاق بدورات تدريبيـة

وذاته ويتمكن من خالهلا حتقيق أهدافه التي يسـعى إليهـا، كـدورة تعزيـز الثقـة بـالنفس قدراته ودورة مهارات االتصال وغريها من الدورات التدريبية.

.٢١مرجع سابق، ص ،والريادة الصغرية املشاريع بالل خلف السكارنة، )١(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥٤

والرفض القبولالريادة بين

تطبيق الريادة حيقق للرائد امتالك مرشوع وزيادة االستثامر مستقبال، ولكن هناك من ال عدة صعوبات تواجه ريادة األعامل. يفضل االجتاه نحو االستثامر املستقبيل وذلك بسبب

:)١(ما ييل التي تواجه تطبيق الريادة يمكن تناول بعض منها، وهي كامالصعوبات

دخل كاف، حيث إن عىل عدم استقرار الدخل: إنشاء املرشوع ال يضمن حصول الرائد -١سب إال بحدود ضئيلة خاصة يف بداية املرشوع، بعض املرشوعات الصغرية ال تك

فاستقرار الدخل واستمراريته ال يمكن ضامنه كام يف الوظائف الثابتة.

الرائد أن يضع عدة عىل ؛ لذا املخاطرة: نسبة الفشل للمشاريع الصغرية مرتفعة جدا -٢ التعايش مع الفشل.عىل احتامالت تساعده

ستثامر يتطلب العمل من الريادي ساعات عمل جادة ساعات العمل الطويلة: يف بداية اال -٣اد للتنازل عن اإلجازة مقابل استمرارهم العمل وحتقيق يف وطويلة، فقد يضطر الرو

الدخل املناسب.

نفسه يف إدارة عىل املعاناة من ضغط العمل: الذي يزيد من الضغط النفيس للرائد اعتامده -٤ية لآلخرين سؤولال يرغب يف تفويض السلطة واملية كاملة ؛ ألنه سؤولاملرشوع وحتمله امل لو كانوا أكفاء.ى من املوظفني حت

، ملواجهة العوائق ا تأسيس أي مرشوع يتطلب تضحية كبرية وصرب :اإلحباط -٥عترب شعورا خاصة وأن النتائج املرضية متوقعا والصعوبات، فالشعور باإلحباط والقلق ي

ال تأيت برسعة.

.٣٣-٣٢أمحد عبد الرمحن الشميمري، وفاء نارص املبرييك، مرجع سابق، ص )١(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥٥

ؤيد تطب التـي حتققهـا الريـادة، مـن هـذه واإلجيابيـاتللفوائـد وذلـك يقهـا وهناك من ي :)١(ما ييل اإلجيابيات

و إليـه ـح للرائد االستقاللية والفرصـة لتحقيـق مـا يصبــاالستقاللية: ملكية مرشوع تتي -١ وحيلم به.

متميزة خمتلفة عن اآلخـرين، يف حـال افرصة للتميز: من خالل الريادة حيقق الرائد أهداف -٢ اقتصادي الئق.ى األهداف االجتامعية والرغبة يف حياة معيشية بمستومجع بني

اد األعامل يف استثامراهتم فرصة للتعبـري عـن الـذات وحتقيـق -٣ حتقيق الطموحات: جيد رو الذات، فامتالك املرشوع يمنحهم الشعور بالقوة والتمكن.

دوافع إلنشائها.رباح: فاألرباح التي متنحها املشاريع من أهم الاألتحقيق لفرصة -٤

االقتصاد الوطني.عىل فرصة للمسامهة يف املجتمع: مشاريع االستثامر املحلية هلا أثر -٥

: إنشاء املشاريع يساعد الرائد يف تقديم عمل له ولآلخرين.ىإجياد فرص عمل أخر -٦

فرص إجياد خالل من) للمشاريع(لألعامل الريادة حتقيق املمكن منوترى الباحثة أنه ، حال سيكون ولكن ب،للشبا عمل مرة البطالة مشكلة ستظهر سنوات مرورعدة وبعد مؤقتا

املتميزين، األعامل رجال وهي املخرجات من معينة نوعية لتخريج التعليم توجيه نتيجة أخرى احلكومية بالدوائر يلتحقون ملوظفني بحاجة دولة كل كانت حيث الدول نشأة بداية يف حدث كام التغريات مع يتوافق إعدادا املتعلمني إعداد عدم وهي ستتكرر فاملشكلة تعليم؛ال لنرش معلمني أو

وقوة املسؤولية وحتمل واالستقاللية الثقة بناء خالل من فيمكن سنوات، عدة كل تستجد التي عىل سيساعدهم التعلم كيفية وتعليمهم الفرص، بتهيئة وذلك الطالب لدى وااللتزام اإلرادة أو جتارية مرشوعات بإنشاء واملبادرة التقدم عىل وتساعدهم تواجههم، يالت املشكالت حل

بمرشوع يتقدم مثال كالطبيب ختصصه أو عمله جمال يف إنسان كل هبا يقوم مرشوعات أو خريية

.٣١-٣٠سابق، ص الرجع امل )١(

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥٦

مجيع يف رياديني هناك يكون وهكذا وجمتمعه، نفسه هبا وينفع املستمرة التغريات مع يتوافق متميز بتحقيق يكون إنام مادي ربح أعىل حتقيق جمرد هو املرشوعات من اهلدف ونيك فال املجاالت،

يف بالثقة ويشعر نفسه أمام احرتامه اإلنسان فيكسب الشخيص املستوى عىل ورضاه أوال اهللا رضا وحتقيق األرض عامرة وهي خلقه من الغاية لتحقيق ذلك وكل املجتمع، مستوى وعىل إمكاناته . امعيةواجل الفردية املصالح

طالبا أو موظفا كان سواء جمال أي يف املتميزة املشاريع بإنشاء يبادر أن يستطيع فالريادي الستغالل هييئه الذي بالشكل إعداده تم إذا عمله، نطاق يف كال املسجد مجاعة أو أرسة كانت أوخر ما عترب الذي اإلسالمي املنهج وفق ذلك ويكون األرض، هذه يف له س لكل كامال منهجا ي

أو روحيا أو اجتامعيا أو سياسيا أو اقتصاديا نشاطا كان سواء الفرد، حلياة الالزمة النشاطات جانب حساب عىل نشاطه من جانبا يغفل فال كلية نظرة الريادي لإلنسان ينظر ألنه أخالقيا، وليس وجل زع اهللا تعاليم من مستمدة قيمية منظومة من إطار يف تعمل األنشطة هذه ومجيع آخر، .البرش صنع من

ح ـأن مصطل للباحثة حــيتضل ــذا الفصــه يف هــم عرضــا تـالل مــن خــوم، وإنام ترجع جذوره إىل )Entrepreneurship( ادةــالري القرن الثامن ليس مصطلحا جديدا

باالقتصاد اهتامم العامل تركيز إىلى التي تسعو ت العوملة يف ظهوره،سامه حيث ،يالدي،املعرش االقتصاد وحتقيق الربحية واملنفعة أكثر من اهتاممه باألخالق والقيم اإلنسانية، وتوجيه الدول إىل

فهناك لعديد من املشكالت،يق النمو وحل ااحلر واالندماج يف النظام الرأساميل كوسيلة لتحقع وحتقق متاسكه حترر الفرد من القيم التي تربطه باملجتم التي تدعو إىل عودة للرأساملية

واستقراره، وربطه بالقيم املادية كزيادة اإلنتاج وزيادة االستهالك واالحتكار واحلرية املطلقة، قدر األعامل بحسب نتائجها املادية وما ى ، وذلك بدعوحتققه من مصالح ومكاسب لألفرادفت

حل مشكلة الفقر وإجياد فرص عمل للعاطلني.

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥٧

تلبيـة عـىل ه التعليم لتطبيق الريادة أو الرأساملية التي تقترص إذا تم توجيترى الباحثة أنه وينـتج عـن ذلـك نمـو قـد ، فإنـهىاحلاجات األخـر احلاجات املادية لإلنسان دون االلتفات إىلاالنحراف أو األرباح، مما قد يدفعه إىلعىل لو حققت أى شخصية غري سوية ال تشعر بالسعادة حت

حتقيـق هبدف وذلك عن األبناءاملستمرانشغال الوالدين ، فلعصبيةاإلصابة باألمراض النفسية واشـعر األبنـاء وعدم مراقبتهم أو التقرب من أبنـائهم املرتفع، املادي الكسب ملعرفـة مشـاكلهم، ي

ؤكده حممد عمـر شـابرابالوحدة وقد يرتتب عىل هذا الشعور العديد من املشكالت )١(. وهذا ما ي

ن من حتقيق معـدل عىل أن الرتكيز ى م) حيث ير٢٠١١هـ/١٤٣٢( مك اجلانب االقتصادي قد يالطويـل قـد ال تصـبح ى املدعىل القصري، غري أن استدامة ذلك النمو ى املدعىل ولكن عىل نمو أ

ممكنة بسبب التفكك األرسي وجنوح األحـداث واجلريمـة واالضـطرابات االجتامعيـة، وهـذا مزيـد مـن عات السياسة واملجتمـع ويف هنايـة املطـاف إىلكل قطا إىل االنحدار قد ينتقل تدرجييا

تدهور احلضارة اإلسالمية. األفـراد إىل تـدعوجتاهل أحد مساوئ النظام الرأسـاميل التـي ترى الباحثة أنه ال يمكنو

ممارسة احلريات بغري قيد وال ضابط وترتك هلم حرية البحث عن السـعادة مـن أي طريـق وبأيـة حلريات يمنحها اإلسالم لألفراد ولكنها حريـة ملتزمـة بـالقيم التـي تضـبطها وسيلة، بينام هذه ا

غـرس يف الطفـل منـذ نشـأته وجتعل منها أداة خري ونفع للفرد وللمجتمع، فهناك رقابة داخليـة تعـىل وهي اخلوف من اهللا، وهناك رقابة خارجية من ويل األمر تنطلق من تقـديم مصـلحة العـام

اخلاص.ؤكد الرافعي املال يف نظر اإلسالم هو ملك هللا يترصـف بـه اإلنسـان يف م) بأن ١٩٨١( وي

، وإن أساء الترصف سواء بالبخل أو التبذير حدود املصلحة العامة أوال، ثم املصلحة اخلاصة ثانيا

، ترمجـة: حممـود أمحـد مهـدي، املعهـد الرؤية اإلسالمية للتنمية يف ضوء مقاصد الرشيعةحممد عمر شابرا، )١( .٧٩م، ص ٢٠١١هـ / ١٤٣٢ع يف العامل العريب، العاملي للفكر اإلسالمي، بريوت، مكتبة التوزي

الفصل الثاني اإلطار الفلسفي لمفهوم الريادة في الفكر الغربي

٥٨

الدولة مصادرة املال وإعادة توزيع الثروة العامـة حسـب عىل أو سوء االستعامل أوجب اإلسالم حلاجات املجتمع ولسلطة خاضعا . فتقييد حرية امللكية للفرد جتعله دائام )١(وال املقتضيات واألح

الدولة.

. ٨١مرجع سابق، ص ،اإلسالم وحتديات العرصمصطفى الرافعي، )١(

مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) يف ملنظمتي األمم التعليم الثانوي طبقا

املتحدة ومنظمة العمل الدولية

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٠

يف املرحلة الثانوية يف منظمة األمم مشروع التعليم للريادة

املتحدة ومنظمة العمل الدولية

غريات زيادة أعداد السـكان عدة تغريات من ضمن هذه الت يف الوقت الراهن يشهد العامل ظهور مشكلة البطالة نتج عن هذه التغريات ولقد ا، وتبدل األنظمة االقتصادية يف الدول وإنتاجه

وانعدام فرص العمل املنتجة، األمر الذي دفع بعض منظامت األمم املتحدة كمنظمـة اليونسـكو بـاعتامد طـرق جديـدة تناول مشكلة توظيف الشباب، حيث أوصـت ومنظمة العمل الدولية إىل

عامل العمل، وقامت للتنمية االقتصادية واالجتامعية، وتوفري الدعم الالزم للشباب إلعدادهم إىلنحـو ثقافـة ( بإجراء دراسات حول املوضوع وكان من ضـمن هـذه الدراسـات دراسـة بعنـوان

املـدارس للريادة يف القـرن الواحـد والعرشـين، حتفيـز الـروح الرياديـة مـن خـالل التعلـيم يفدور الريادة يف توفري فرص العمل وحتقيـق الـربح واحلـد مـن ذه الدراسةهتناولت ،)١(الثانوية)

خـالل التعليم للريادة التي تم حتديدهاالفقر، وتناولت أيضا عنارص أو برامج الريادة أو مرشوع م والعمـل القيام بالدراسة، وبينت الدراسة أنه ال يوجـد نمـوذج واحـد وفريـد، فطـرق التعلـي

بـني الـذكور واإلنـاث وبـني املنـاطق ى واملشاريع متفاوتة بشكل ملفت بني جمتمع وآخـر، وحتـ الريفية واحلرضية.

أيضا بينت الدراسة أنه ال يمكن تقييم نجاح عنارص أو برامج التعليم للريـادة واألعـاملريـادة وبـرامج التوظيـف (املشاريع)؛ ألنه ال تتوفر الدراسات الكافية ملتابعة خرجيـي التعلـيم لل

، مرجع سـابق ،نحو ثقافة للريادة يف القرن الواحد والعرشونمنظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، )١( .م٢٠١٠

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦١

م مد يف جمتمعاهتم. واقتصاديا وثقافيا اندماجهم اجتامعيا ى الذايت التي تقيأن نتـائج بـرامج التعلـيم للريـادة ولألعـامل عـىل كذلك بينت الدراسة أنه هناك توافـق

واجهـة إعداد الشباب مل توفري فرص عمل باإلضافة إىلعىل (املشاريع) يف املرحلة الثانوية، تعمل واملدن.ى صعوبات احلياة يف القر

كل نظام تعليمي أن خيتار نمـوذج التعلـيم املناسـب عىل أنه ينبغي وتوصلت الدراسة إىل، وأن العنـارص التـي جـاءت يف الدراسـة حتياجات املعارصة للتعليم الثانوياالله، وذلك لتلبية

النوع من التعليم.حتفيز التفكري حول كيفية استفادة الدول من هذا إىلى تسع لالعتامد عىل وثيقة منظمة األمم يتناول الفصل احلايلو حتليل مرشوع التعليم للريادة وفقا

، باإلضافة إىل الرجوع لألدبيات واملراجـع املتحدة للرتبية والعلم والثقافة ومنظمة العمل الدوليةالتي ختدم املوضوع.

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٢

ميتهوأه لريادةمفهوم التعليم ل

ف بتشارد وتولوز جمموعـة مـن أسـاليب التعلـيم النظـامي « :التعليم للريادة بأنه )١(عرإعالم وتدريب وتعليم أي فرد يرغب باملشاركة يف التنمية االقتصادية االجتامعيـة عىل الذي يقوم

اريع األعـامل أو تطـوير مشـاريع تعزيز الوعي الريادي وتأسيس مش من خالل مرشوع هيدف إىل .»األعامل الصغرية

ويتضح من خالل هذا التعريف عدة نقاط توردها الباحثة فيام ييل:عملية التعليم والتدريب يف تنمية املهارات الالزمـة عىل قرص مؤسسات التعليم النظامي -١

لتطبيق مرشوع الريادة يف التعليم.

قيق أهداف التعليم للريادة.استخدام أساليب التعليم النظامي يف حت -٢

القيام بعملية تعليم وتدريب؛ وذلك يعني الربط بني النظرية والتطبيق. -٣

القيام بمشاريع صغرية أمر اختياري، فهناك حرية للتعلم عىل عملية التعليم والتدريب -٤ذلك، وذلك يعني حتديد فئة معينة ليتم تدريبها، ألن الشخصية اإلنسانية عىل والتدريب

ى مكتسبة من البيئة التي يعيش فيها الفرد، حيث يرى ع ملكونات موروثة وأخرختضمكن أن يتحقق من خالل )٢(م)٢٠١٠هـ/١٤٣١الشميمري ( نجاح األعامل ي أن

طلق عليهم املبادرون ( )Entrepreneursأشخاص يملكون صفات وسامت حمددة ي

،نحـو ثقافـة للريـادة يف القـرن الواحـد والعرشـونلم والثقافة، نقال عن منظمة األمم املتحدة للرتبية والع )١( .٢١، ص مرجع سابق

.٢٤، ص مرجع سابقأمحد عبد الرمحن الشميمريي، وفاء نارص املبرييك، )٢(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٣

العلمية واخلربة العملية التي حيث يولدون هبا، ويتم تنميتها من خالل صقلها بالرؤيةمواكبة عىل متكنهم من حتقيق طموحاهتم وأهدافهم وآماهلم، ومن خالل قدرهتم

التطورات التكنولوجية.

تعزيز الوعي بالريادة. هيدف تطبيق مرشوع التعليم للريادة أو للمشاريع إىل -٥

طويرها.إليها املرشوع أيضا تأسيس مشاريع صغرية أو تى من األهداف التي يسع -٦

أمهية ع جتاهلتعليم وتدريب األفراد كيفية تأسيس املشاريع أو تطويرها، معىل الرتكيز -٧ؤكد ذلك الكيالين (غرس القيم التي توجه سلو م) حيث ١٩٨٨هـ/١٤٠٨ك األفراد، وي

إخراج الفرد املنتج واملستهلك، فبالنسبة للفرد عىل حيرص يف الفكر الغريب أن التعليمى يرهي تعليم املهارات ذات العالقة الوسيلة األوىل، خالل وسيلتني تم هتيئته مناملنتج ي

املقررات العلمية واملهنية، عىل بالعمل كالقراءة واحلساب وحسن احلديث والرتكيز ولكن يف املقابل قللت من الدراسات املتعلقة بإنسانية اإلنسان وأخالقه وأمهلت

تنمية االجتاهات والعادات الرضورية لألداء هي والوسيلة الثانيةالدراسات الدينية، أداء الواجبات املدرسية وعدم التأخري يف احلضور عىل الوظيفي الفعال كتدريب املتعلمني

اإلنجاز الرسيع والطاعة واحليوية، وهذا أمر مرغوب يف أداء عىل يف الوقت املحدد واإلعالنات يئته من خاللهتعىل فعملت أما الفرد املستهلكاألعامل بجودة وإتقان،

إجياد الفرد إىلى عالم والتي متارس الرتبية االستهالكية وتسعالتجارية يف وسائل اإل .)١(املستهلك

هناك من يرى أن التعليم الريادي يساعد الفرد عىل اتقان مهارة تتطلبها الريادة وهي مهارة حل وف ريادي بأنه: العملية أو سلسلة من هاينز التعليم الاملشكالت من خالل املامرسة، فعر

ــد عرســان الكــيالين، )١( ــداف الرتبيــة اإلســالميةماج ــة املنــورة، مكتبــة دار الــرتاث، ٢، طأه ، املدين . ١٤٤-١٣٢م، ١٩٨٨هـ/١٤٠٨

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٤

ر معرفته ومهاراته وقيمه، وإدراك متكني الفرد ليستوعب ويدرك ويطوالنشاطات التي هتدف إىلن الفرد اكتساب أن تلك العملية ببساطة ال تتعلق بحقل أو نشاط معريف معني، ولكنها متك

ة واسعة من املشكالت، مهارة حتليل املشكالت بأسلوب إبداعي من خالل التعرض لتشكيل .)١(والتي جيب عليه تعريفها وحتليلها وإجياد احللول املناسبة هلا

خاصـة ينبغي توضيح بعض املصطلحات، فهم فكرة املرشوع بشكل أكرب ولكي يتحقق :وأن هذه املصطلحات سيأيت ذكرها يف سياقات وصف املرشوع، من هذه املصطلحات

نطاق صغري عىل من املرشوعات التي تقوم باإلنتاج ةعهو جممو: ؛ التوظيف الذايتمصطلح )أ مـن األيـدي العاملـة، دأو متوسط وتستخدم رؤوس أموال صغرية وتوظف عد ا حمـدودا

اد املبادرين من املستثمرين الصغار أو الشـباب أصـحاب املواهـب، مـن ترأسها طبقة الرو .)٢(االلتقاء بني الفرص واملقاولني الذين يكتشفوهنا ويستغلوهنا

أن الريـاديون هـم رجـال األعـامل منظمة األمم املتحدة دراسة ى تر :الرياديونمصطلح؛ )ب أصحاب األفكار، الذين يقتنصوا الفرص ليولدوا منها قيمة أو رفاهية يف املجتمع، وذلـك من خالل توفري منتج أو خدمة جديدة تلبي حاجات غري مستجابة، أو مـن خـالل متابعـة

ديدة أو أكثر فاعلية. فرجال األعامل يبحثون عن كل ما يتغري أو تـربز نشاط قائم بطريقة جحتقيـق أفكـارهم، وذلـك بعـد تـوفريهم إليه احلاجة ويفتقر إليه املجتمع، ثـم يبـادروا إىل

لرجـال ر. فية ومواجهـة املخـاطسـؤولللموارد الالزمة، مثبتني بذلك تفوقهم يف حتمـل اململجتمع وذلك لتميزهم بمهارة القيادة وحـل املشـكالت دور مهم يف ااألعامل أو الرياديني

واملرونة التي يبدوهنا يف تقبل خمتلف أنواع االبتكارات التـي هـي أسـاس التقـدم والنمـو،

ــارك، )١( ــوض مب ــدي ع ــن جم ــال ع ــادينق ــيم الري ــة والتعل ــة الريادي ــب ١، طالرتبي ــامل الكت ــد، ع ، إرب .٨١م، ص٢٠١١هـ/١٤٣٢احلديث،

اسرتاتيجيات وآليات دعم وتنميـة املرشـوعات املتناهيـة الصـغر والصـغرية صالح الدين حسن السييس، )٢( .٣٢م، ص٢٠٠٩، دار الفكر العريب، واملتوسطة

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٥

يف فالريادة تشكل قوة دافعة للتقدم واملجتمع، ويتم بذلك وضع مستقبل اقتصاد املجتمـع .)١( عهدة رجال األعامل أو الرياديني

غـري نظام االقتصـاد احلرتصـبح القطاعات االقتصادية يف الدول النامية أو املنتقلة إىلإن بالتايل فإن أمامهم سـلوك أحـد الطـرق، إمـا ،إجياد فرص عمل كافية لتاركي املدرسةعىل قادرة

قطاع غري نظامي لتأمني الـرزق، أو القبـول بعمـل حمـدود ابتكار نشاط خاص إلنتاج الدخل يف هـا يف بـانكوك حصـائية تـم إجراؤإل اج الدخل، ووفقـا الدخل، أو البحث عن فر ص عمل إلنت

نظامي، الغري يكتسبون عيشهم من خالل القطاع % من العاطلني عن العمل٨٧أظهرت أن نسبة مل ينل أي قسط منه، وكذلك يف اهلنـد وبـنجالديش بقليل من التعليم أو إال وغالبية هؤالء مل حيظ

%، فاملرشـوعات ٤٠نظـامي تبلـغ الغري اكستان نسبة التوظيف يف القطاع والنيبال وب وإندونيسياالصغرية هي اخليار الوحيد املقبول إلنتاج الدخل وتوفري العمل، ويمكن حتقيق ذلك مـن خـالل

الذايت التي توفر الوسائل املناسبة للشـباب لبنـاء يات التوظيفاسرتاتيجالتعليم للريادة، وتطبيق .)٢(مستقبله

وترجع أمهية تطبيق مرشوع التعليم للريادة لدورها املهم يف عملية التنمية االجتامعية واالقتصادية من خالل ما ييل :

سهم يف رفع مستوى اإلنتاجية يف مجيع األعامل واألنشطة -١ .أن تطبيق املرشوع سي

يف القـرن الواحـد نحو ثقافة للريادةم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، ومنظمة العمل الدولية، منظمة األم )١( .٥، مرجع سابق، صوالعرشين

ة يف القـرن نحـو ثقافـة للريـادمنظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، ومنظمة العمل الدولية، انظر: )٢( ترصف.، ب٨-٧مرجع سابق، ص ، الواحد والعرشين

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٦

سهم يف خلق -٢ فرص عمل جديدة يف جمال الصناعة واخلدمات وغريها. ي

سهم يف تنويع اإلنتاج وذلك لتباين جماالت إبداع الرياديني يف التكنولوجيا أو الصناعة -٣ ي أو اخلدمات.

زيادة القدرة عىل املنافسة من خالل معرفة البيئة املحلية واخلارجية وتطوير أساليب -٤ العمل من خالهلا.

من الدول املتقدمة إىل الدول النامية أو القيام بابتكارات تكنولوجية نقل التكنولوجيا -٥ جديدة.

احداث تغيريات يف املشاريع االقتصادية القائمة لتكون أكثر ريادية. -٦

اجياد أسواق جديدة من خالل وجود أفراد لدهيم الرغبة والقدرة إلشباع احتياجاهتم -٧ .)١(باستغالل الفرص يف السوق واجياد عمالء جدد

.، بترصف١٢-٢٠، ص، مرجع سابقالرتبية الريادية والتعليم الرياديجمدي عوض مبارك، )١(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٧

(للمشاريع) مشروع التعليم للريادةوصف تفصيلي ل

هناك تفـاوت يف إجـراءات وجد نموذج واحد يمكن تطبيقه، ألنذكرت الدراسة أنه ال يكل نظـام تعليمـي أن خيتـار النمـوذج الـذي عىل آخر، ف التعليم والعمل واملشاريع من جمتمع إىل

رص التي تناولتها الدراسة هي لتحفيز التفكري حول كيفية توصـل يناسبه ويلبي احتياجاته، والعنا حتديد النموذج األفضل. الدول إىلومنظمة العمل الدولية ملرشوع املقرتح من منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافةاو

ع من خالل ما جاء يف دراسة اليونسكو مـتوضحه الباحثة والتي توصلت إليه من خالل الدراسة :عىل النحو التايل االستعانة ببعض املراجع العربية

، وهي كالتايل: عدة أهداف للريادة )١(وضع الشميمري تسعى الريادة إىل استقاللية الفرد وحتقيق ما يصبو إليه. -١

حتقيق أهداف متميزة خمتلفة عن اآلخرين. -٢

يعلمون أن حدود نجاحهم هو إبداعهم حتقيق الطموحات وحتقيق الذات؛ ألن الرياديني -٣ وامتالكهم لألعامل الذي يمنحهم الشعور بالقوة والتمكن.

حتقيق األرباح التي متنحها املشاريع، فاحلصول عىل األعامل ليس هو الدافع الوحيد ملعظم -٤رواد األعامل. وترى الباحثة أنه يف حال تطبيق هذا اهلـدف ينبغـي مراعـاة قـيم وعقيـدة

لق من املجتمع فال يكون اهلدف األول لإلنسان هو الربح املادي وإنام حتقيق الغاية التي خ أجلها اإلنسان وهي عامرة األرض.

.٣١-٣٠أمحد عبد الرمحن الشميمري، وفاء نارص املبرييك، مرجع سابق، ص )١(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٨

املسامهة يف تنمية املجتمع، فالرواد يدركون أمهية االستثامر املحيل وماله من دور يف تنميـة -٥ االقتصاد الوطني.

فرص عمل لآلخرين.إجياد فرص عمل أخرى، فالرائد قادر عىل إجياد -٦

واملالحظ أن هذه األهداف تركز عـىل بنـاء الثقـة عنـد الطالـب ليكـون مسـتقال، حمققـا ألهدافه وطموحاته التي تكون متميزة عن أهداف اآلخـرين، مـن خـالل احلصـول عـىل عمـل ه وحتقيق الربح، واملسامهة يف تنمية املجتمع من خالل املشاريع التي ينشئها الرواد وما تـوفره هـذ

سـهم يف حـال تطبيقهـا إىل إخـراج أفـراد املشاريع من فرص عمل لآلخرين. وهذه األهـداف تمتميزين يف مجيع املجاالت وليس يف العمل احلرفقط، وهو مـا تـدعوا إليـه الرشـيعة اإلسـالمية وسيتضح هذا التقارب يف الفصل اخلامس عند تناول أهداف التعليم للريادة من منظـور تربـوي

إسالمي. أهدافا للريادة مقاربة لألهداف السابقة، من هذه األهداف مـا )١(وقد وضع النجار والعيل

ييل: تأمني الدخل الكايف والرخاء للشخص وحتقيق الذات للريادي وعائلته. -١

تطوير وظائف جديدة وتقليل مستوى البطالة يف املجتمع. -٢

الـذي سـيؤدي إىل ظهـور إطالق أنامط جديدة من السلع واملنتجات واخلـدمات؛ األمـر -٣ أسواق جديدة.

تقليل الفجوات املوجودة يف اقتصاديات البلدان. -٤

تأسيس منظامت األعامل عـىل خمتلـف مسـتوياهتا وأحجامهـا القـادرة عـىل الـدخول إىل -٥ األسواق العاملية.

الحظ من هذه األهداف أن الريادة تسعى لتحقيق الربح، وحتقيق الذات والطموح أيضا ي

.٢٧فايز مجعة النجار، عبد الستار حممد العيل، مرجع سابق، ص )١(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٦٩

خالل أهدافه املتميزة التي تسعى إلنتاج خمتلف، لتحقيق التقارب بني اقتصـاد الـدول، للفرد من وال يقترص األمر عىل األفراد وإنام عىل تأسيس منظامت أعامل عاملية.

ومن خالل استعراض أهداف الريادة نخلص إىل اآليت:، وهـذا األمـ -١ وإبداعا سـهم يف انشـاء امتالك الرياديني ملشاريعهم يزيدهم قوة ومتكنا ر سي

أفراد يتميزوا بشخصيات قوية قادرة عىل اختاذ القرار.

تشجيع األفراد واملجموعات عىل االستقاللية ألهنا متكن مـن حتديـد األهـداف وتوجيـه -٢ القدرات لتحقيق الطموحات.

زيادة الدخل وحتقيق الرفاهية يتحقق من خالل امللكية اخلاصة التـي تشـجع عـىل حريـة -٣قتصادي للفرد، فمن يمتلك له احلق يف اختيار النشاط الذي حيقق له أعىل عائد النشاط اال

اقتصادي، ولكن كمجتمع إسـالمي ينبغـي مراعـاة مصـلحة االخـرين وعـدم اإلرضار هبدف احلصول عىل أعىل ربح.

املسامهة يف تنمية املجتمع من خالل توظيف أصحاب املوارد ما يمتلكونه من أرض ومال -٤ ريع استثامرية تعود بالنفع عىل املجتمع بام توفره من فرص عمل للشباب.وغريه يف مشا

ال توفر فرص وظيفية فقط وإنام تسعى لتحقيق أرباح مادية. -٥

التشجيع عىل االبتكار واإلبداع واكتشـاف املواهـب مـن خـالل تطـوير املهـارات التـي -٦ ستساعده يف حتقيق ذاته وطموحاته.

تطبيقهـا يف األمـم املتحـدة إىل منظمـةى دة التـي تسـعمن خالل ما سبق يتضح أن الريـاسهمون أعامل إعداد رجال إىلهتدف التعليم الثانوي ى يف التنمية االقتصـادية للمجتمـع، وقـو ي

احلد من الفقر من خـالل تـوفري أيضا إىل يادة دخلها وحتقيق الرفاهية، وهتدفزعىل ة قادرة عاملتوجيه التعليم لالهتامم باجلانـب إىلى لصغرية، فهي تسعفرص عمل منتجة عند إنشاء املشاريع ا

االقتصادي واالجتامعي فقط.

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٠

–

الدراسة أنه يمكن تطبيق عنارص مرشوع التعليم للريادة أو للمشاريع يف خمتلف ى ترمهارات عىل تركز الدول مع االختالف يف املحاور التي يركز عليها الربنامج، فهناك دول

املواقف األكثر ريادية عىل التي تساعدهم يف إنشاء مشاريع خاصة هبم، ودول تركز الطالبية أوسع نطاقا للتنمية، اسرتاتيجة، واملرشوع بشكل عام هو جزء من مع ظروف خمتلفى وتتامش :)١(املرشوع لتحقيق األهداف التالية ىويسع

.اللتعلم تكون أكثر إبداع تطوير طرق -١

النفس واملواقف اإلجيابية للطالبتعزيز احرتام الذات والثقة ب -٢

تعزيز السلوكيات واملهارات واملواقف التي تؤهل الطالب للدخول يف سوق العمـل ويف -٣ التقدم املهني.

لالندماج يف املجتمع واملشاركة يف عملية التنمية. السلوكيات التي تؤهل الطالب تطوير -٤

يف االسـتدامة االجتامعيـة والبيئيـة يف إجيـايباملسامهة بشـكل عىلتعزيز قدرات الطالب -٥ املجتمع.

-م) أيضا أهداف للتعليم الريادي، وهي كام ييل:٢٠١٤وقد حدد أيمن عيد ( قدرة املتعلم عىل حتقيق انجازاته الشخصية. تعزيز -١

حتسني قدرة املتعلم عىل املسامهة يف خدمة املجتمع. -٢

ح خالل مراحل عمله الوظيفي.إعداد املتعلم لتحقيق النجا -٣

رفع قدرة املتعلم عىل التخطيط املستقبيل. -٤

القـرن يف للريـادة ثقافـة نحـو الدولية، العمل ومنظمة والثقافة، والعلم للرتبية املتحدة األمم منظمةانظر: )١( ، بترصف٢٧سابق، ص امرجع والعرشين الواحد

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧١

.)١(العمل عىل دعم طموحات املتعلم -٥

شخصية عىل تركز للريادة من خالل عرض األهداف السابقة يتضح أن أهداف التعليموخـالل اجلانب العلمـي مـن عىل الطالب ومهاراته العملية واملهنية والعلمية واالجتامعية؛ فرتكز

م ليكون الطالب أكثر إبداعا، و خـالل تعزيـز ثقـة اجلانـب الشخيصـ مـنعىل تطوير طرق التعل، واجلانب العميل واملهني من خـالل والتي ستسهم يف حتقيق انجازاته واحرتم ذاته بنفسه الطالب

، حتـى حيقـق النجـاح يف مراحـل عملـه تنمية املهارات والسلوكيات التي حيتاجها سوق العملانب االجتامعي من خالل تعزيـز السـلوكيات التـي تؤهـل الطالـب لالنـدماج يف املجتمـع واجل

، ومجيـع هـذه األهـداف تعتـرب رضورة لـيس إلعـداد يف خدمة جمتمعـه إجيايبواملشاركة بشكل ر عىل اإلنتاج يف مجيع املجاالت، وهـذا الطالب ليكونوا رجال أعامل فقط وإنام إلعداد إنسان قاد

.ه اإلسالم حتى يتمكن اإلنسان من عامرة األرضما يدعوا إلي

توصلت الدراسة التي قامت هبا املنظمتان باستخالص عدد من املبـادئ التوجيهيـة مـن :)٢(نتائج الدراسات اإلحصائية التي شملت برامج التعليم، وكانت املبادئ التالية

حتديد مواهب الطالب من سن مبكرة وذلك لتحقيق التقدم يف جمال إىليوجه هذا املرشوع -١ م الذي تتوقف عليه عملية التنمية.التعلي

تعزيز مسارات الطالب سواء نحو التوظيف أو املشاركة االجتامعية ويوجه أيضا إىل -٢ فعالة من خالل مناهج مرنة وشاملة. ال

، املـؤمتر التعلـيم الريـادي، مـدخل لتحقيـق االسـتقرار االقتصـادي واألمـن االجتامعـيأيمن عادل عيد، )١( .١٥٤م، ص٢٠١٤السعودي الدويل جلمعيات ومراكز ريادة األعامل،

ة يف القـرن نحـو ثقافـة للريـادمنظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، ومنظمة العمل الدولية، انظر: )٢( ، بترصف.٢٩-٢٨، مرجع سابق، ص الواحد والعرشين

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٢

الل تطبيق خلفياهتم الثقافية من خعىل أنفسهم وعىل تأهيل الطالب لالعتامد يوجه إىل -٣ التعلم التجريبي.

التحتية للمجتمع من خالل تعزيز ةإجياد حلول ملشاكل البيئة والبني يوجه املرشوع إىل -٤ عملية التطبيق يف الواقع.

ية واالستقاللية من خالل التوجيه واإلرشاد سؤولتعزيز الثقة بالنفس وحتمل امل يوجه إىل -٥ ية التعليم وباألخص املعلم. يف عملنيسؤولمن قبل امل

الل وجود القدوة تعزيز تطلعات الطالب وبث روح احلامس فيهم من خ إىل يدعو أيضا و -٦ الصاحلة.

اضطالع كل عضو يف العملية التعليمة بالدور املطلوب منه من خالل التزام يوجه إىلو -٧م.املعلم بدور الوسيط والتزام الطالب بعملية التعل

هم األمور التي يوجه إليها املرشوع هو التواصل بني الطالب واملجتمع لتكون من أو -٨وذلك يتم بعملية التقييم املستمر للمناهج ؛مشاركتهم فعالة ومؤثرة يف تنمية املجتمع

ا للتغريات التي حتدث بشكل مستمر.مسايرهتى ومعرفة مد

ألخالقي الذي ينبغي أن يوجه إليه اجلانب الروحي وا أغفلتهذه املبادئ املالحظ أنولكن عترب أساس لتطبيق املرشوع ال سيام وأهنا ترى أن ذلك قد يعوق عملية تطبيق مهام ااملرشوع ويتعيق تطبيق املرشوع املنظمتان أن من العوائق التي التي قامت هبالدراسة املرشوع، فقد أكدت ا

لريادة أو للمشاريع والقيم التي أثبتت أثرها يف تردد الكثري هو الربط بني التعليم ل ا وتكون سبب(للمشاريع) هو ا يدل عىل أن التعليم للريادة، هذ)١(العديد من املجتمعات يف العامل عىل السلبي

تعليم رأساميل يرتكز عىل الفصل بني املادة والقيم.

.٨٧سابق، ص الرجع امل )١(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٣

-:)١(ما ييل املرحلة الثانوية، من هذه اجلهاتهم يف تنفيذ املرشوع يفتس دة جهاتهناك ع: تقدم منظمة اليونسكو املساعدة للعديد من الـدول الناميـة، كورشـة املساعدات الدولية -١

البدء بتطوير مـواد إىل م)، وقد كانت هتدف٢٠٠٣يا (العمل التي نظمتها يف لوساكا بزامبمن خطـة طويلـة ا، وتشكل الورشة جزء)للمشاريع(عليم للريادة أوالتدريب اخلاصة بالت

األمد يف املدارس الثانوية يف جمال إصالح املناهج. وقد قامت الـدول املشـاركة، بعـرض أوراق عمل حددت فيها املشاريع الريادية املختلفـة اجلـاري تنفيـذها، ولكنهـا مل تسـلط

تي اعرتضتها، وتم وضع خطوط عريضة النجاحات واإلخفاقات والعوائق العىل الضوء التعلـيم للريـادة كجـزء مـن ، من هذه التوجيهات األساسـية احلاجـة إىلمن التوجيهات

سياسات واضحة من قبـل احلكومـات مناهج التعليم الثانوي العادي، واحلاجة أيضا إىل حول التعليم للريادة ودوره يف احلـد مـن الفقـر. أيضـا قـدمت منظمـة العمـل الدوليـة

عامل األعـامل) هيـدف الربنـامج إىل تعرف إىل KABمساعدات من خالل تقديم برنامج (املسامهة يف إجياد ثقافة ريادية يف بلد أو جمتمع، من خالل تعزيز الوعي بني الشـباب حـول

الفرص والتحديات يف جمال الريادة والتوظيف الذايت .

ت بإصالحات يف التعليم التقني : ذكرت الدراسة أن هناك دول قامالسياسات الوطنية -٢ يف التعليم، ودول قليلة أعدت تقبل مفهوم الريادةعىل واملهني، ساعدت الطالب

سياسات واضحة وشاملة لتعزيز الريادة والتوظيف الذايت يف التعليم الثانوي، وهناك م القائم إىلى دول تسع ع، املدرسة بشكل مبارش مع عامل العمل واملشاريعىل ربط التعل

وقد سجلت هذه الدول انطالقة أرسع من غريها يف إصالح التعليم الثانوي ضمن تعزيز املشاريع وتنمية االقتصاد املحيل، هذا األمر إصالحات أكثر شموال هتدف إىل

، بترصف.٣٨ -٢٩سابق، ص الرجع انظر: امل )١(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٤

يتطلب تعاون وتنسيق بني وزارات التعليم والتجارة والصناعة ووزارة الشؤون ة.س ورشكات األعامل وغرف التجاراالجتامعية، وأيضا التعاون بني املدار

رشكات بني القطاع اخلاص والتعليم، حيث تتوىل : املشاركة تكونكةت املشاراتفاقيا -٣رجال األعامل املحليون يف مشاركة أيضا ،األعامل رعاية دورات دراسية بشكل مبارش

جمالس استشارية، وتقديم فرص عمل، وتسهم أيضا رشكات القطاع اخلاص يف حتقيق ع.تكارات مثرية لالهتامم وختدم املجتماب

أنه يمكن تنفيذ املرشوع من التي أجرهتا املنظمتان دراسةيتضح من خالل ما جاء يف السهم يف خالل االستعانة بام تقدمه املنظامت الدولية من دراسات وجتارب للدول وورش عمل ت

ثقافة املجتمع وعقيدته، فهم املرشوع وتطبيقه، وذلك وفق رؤيتها التي ستكون بعيدة عن تؤدي سأن مشاركة القطاع اخلاص باإلضافة إىلض رشوطها التي تريد تطبيقها، وتستطيع أن تفر

إذا مل تكن هناك ضوابط ورشوط ملشاركته.وذلك املجتمع، عىل سيطرته إىل فرض

التعليم مرشوع أنمن خالل استقراء دراسة منظمة األمم األمم املتحدة يتضح -: )١( عدة حماور يتضمن اريع)(للمشللريادةحمو األمية االقتصادية والبيئية من خالل التوعية بأمهية املشـاريع وتأثريهـا املحور األول: -

تكالأولية حـول املشـفعل ذلك من خالل وجود معلومات نالبيئة املحلية، ويمكعىل تنميـة االقتصـادية، يـادة واملشـاريع يف الالبيئية والسياسـية ومعلومـات حـول أمهيـة الر

حلية والبيئة الصناعية لكل منطقة.ية التنمية االقتصادية املاسرتاتيجومعلومات حول

عـىل من حماور املرشوع أيضا اكتساب املهارات الالزمة إلنشاء مرشوع خاص، كالقـدرة -

القـرن يف للريـادة ثقافـة نحـو الدولية، العمل ومنظمة والثقافة، والعلم للرتبية املتحدة األمم منظمة انظر: )١( ، بترصف.٤٨-٤٧ص مرجع سابق، ، والعرشين الواحد

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٥

إدارة املرشوع عىل احتياجات السوق واملجتمع، والقدرة عىل اختيار وحتديد الفرص بناء داد محلة تسويقية وحتمل املخاطرة.وتقييم السوق وإع

رجال األعامل أو ب مهارات الريادة االجتامعية التي متكن أيضا من حماور املرشوع اكتسا - املجتمع وتغيريه وحتقيق مصاحله. رؤية الفرص التي تسهم يف تنمية وحتسني منالرياديني

هارات التوظيـف؛ كمهـارة التواصـل وتعلـم أساسـيات ومن حماور املرشوع اكتساب م -لومــات واالتصــاالت والعمــل احلســاب وحــل املشــكالت واســتعامل تكنولوجيــا املع

اجلامعي.

االنـدماج االقتصـادي عـىل أيضا من املحـاور اكتسـاب مهـارات احليـاة التـي تسـاعد -عـىل التطبيـق و عـىلالتعبري عن النفس والقدرة عىل اإلبداع وعىل واالجتامعي؛ كالقدرة

إصدار األحكام. عىل التعاون مع اآلخرين والقدرة

حول جانب واحد وهو اجلانب االقتصادي واالجتامعي وهـذا يتوافـق مـع كل املحاور تدورو العمل احلر وإنشـاء املشـاريع الصـغرية عىل املفهوم الرأساميل للريادة يف الفكر الغريب الذي يركز

العمل احلر كحل عىل هذا املجال وتشجيع الشباب مانع من االجتاه إىل الووذلك لتحقيق الربح، ملشكلة البطالة ولكن ال بد من أن يكون العمل احلـر وفـق ضـوابط إسـالمية، وأيضـا ال يمكـن اختزال الريادة يف اجلانب االقتصادي فاملعلم يمكن أن يكون رياديا يف عملـه بمبادراتـه الفريـدة

ق مع التغريات املستمرة، وواملتميزة والتي تتواف يف جمـال كذلك الطبيب واملهندس واملوظف كـل وذلك وفق مفهوم الريادة يف اإلسالم. اعمله يستطيع أن يكون ريادي

كيفيـة أن هناك اخـتالف بـني املـدارس يف توصلت الدراسة التي قامت هبا املنظمتان إىل ) يف املناهج التعليمية، وتتحقق الروابط بعدة أساليب:(للمشاريعيادةدخال التعليم للرإ

) كموضوع حمدد يف املنهج النظامي.(للمشاريعللريادة إدخال التعليم -

ن بمفهـوم الريـادة، كنشـاط خـارج - إعادة توجيه املواضيع املختلفة بحيث تندمج وتتلـو

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٦

الصف مثل مبادرة مجع األموال.

التعليم للمشاريع.ى جمموعة من املواضيع حتت مسمالتقاء -

أنه يمكن إدخال مفهوم الريادة لألعامل أو للمشـاريع كموضـوع حمـدد يف ى والباحثة ترال يـتم توجيـه ى املنهج النظامي أفضل من توجيه مجيع املواضيع نحو حتقيق الريادة؛ وذلـك حتـ

، أو أن تكـون السـنة األوىل يف املرحلـة م نحو اجتاه واحد وهو العمـل احلـرمجيع خمرجات التعليالثانوية شاملة لعدة مسارات مهنية جتارية وتقنية، ومن السنة الثانية يبدأ الطالب باالجتاه إىل أحـد

بعد مساعدته من قبل املرشـدين يف حتديـد مواهبـه نية أو التجارية أو التقنية، وذلكاملسارات امله ومعرفة قدراته وإمكاناته.

ثبت الدراسة وجود نموذج عاملي ألساليب التعليم للريادة، غري أن هناك عدد من مل تالربامج أثبت أن نجاحه كان بسبب ما يوفره من أساليب تعليم مرنة تأخذ بعني االعتبار أساليب

م املفضلة لد :من أساليب التعليم للريادة أو للمشاريع ما ييلوالطالب، ى التعل: حياول املعلمون من خالل التعليم املبارش إيصال املفاهيم سلوب النشاط الصفيأ -١

واالستعداد للعمل يف املجتمع. واملبادئ األساسية وذلك ملحو األمية االقتصادية والبيئية،، ومرشوعات عمل مفصلة ضمن جمموعات تضع فرضياتويتم من خالل املناقشات

ا املجتمع أو حول مرشوع صغري. وأن يقدموا تقريرحول مشكلة تنفيذية أو تنظيمية يف وات عن املرشوع، بذلك تتحقق الفرصة للطالب بتطبيق النظريات واملفاهيم واألد

أي استخدام ؛ )١(مهارات التواصل الشفوي واملكتوب تنميةوالتقنيات التي تعلموها، واال ويع طريقة االستكشاف التي يكون فيها دور املتعلم فع دافعية يف مواجهة مل بونشطا

يف القـرن الواحـد نحو ثقافة للريادةمنظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، ومنظمة العمل الدولية، )١( .٥٩ -٥٢، مرجع سابق، والعرشين

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٧

ويتفاعل مع املواقف للكشف عن املفاهيم عرض عليه، وحياول حلها،املشكلة التي ت للتعلم . )١(واملبادئ بنفسه، ويكون دور املعلم منظام وميرسا

جتعلهم التي ممارسة الطالب لألعامل : هيدف هذا األسلوب إىلأسلوب لعب األدوار -٢هذا سيساعدهم وااللتزام باملشاركة، عىل جاح املرشوع وية نمسؤولحتمل عىل يتدربون

م. أي يكون التعليم بلعب األدوار أي عىل أن يكونوا أعضاء فاعلني يف عملية التعليترصف املتعلم كام لو كان يقوم بدور رجل األعامل يف الواقع ويناضل من أجل الكسب،

اهدة واملتابعة الدقيقة ألفعال وتتطلب هذه الطريقة من املتعلم االنتباه اجليد واملشيتمكن من حماكاهتا، وهي من األساليب اجليدة لتحفيز ى ونشاطات رجال األعامل حت

إعداد عىل حيث تعمل . العمل بمرونة املتعلمني وإثارهتم وتنمية اخليال املبدع وتدفع إىلواقع عميل املتعلم وهتيئته للحياة خارج املدرسة، فيقوم برتمجة ما تعلمه نظريا إىل

املتعلم الثقة بنفسه ى العمل واإلنتاج. فتنمي لدعىل ملموس، وتشجعه هذه الطريقة ية.سؤولاإلبداع وحتمل املعىل وحب العمل وتشجعه

: أي يشارك الطالب يف برامج وطنية ترعاها وزارات التعليم بالتعاون املشاركةأسلوب -٣للريادة، ولتأكيد أثرها يف حياة األرسة مع القطاع اخلاص، وذلك لتعزيز التفوق يف التعليم

واملجتمع.

بتقديم املشورة هم أصحاب مشاريع األعامل، يقومون : املرشدونرشدونوجود امل -٤والنصح حول النواحي التقنية واملالية والتسويقية والقانونية والتأمني للطالب وذلك

دريب وتعليم الطالب أرض الواقع، وقد يقوم املرشدون بتعىل ليستفيدوا من جتارهبم وتقديم استشارات يف جمال األعامل.

ن، دار املسـرية للنرشـ والتوزيـع ٦، ططرائق التدريس العامةد مرعي، حممد حممود احليلة، توفيق أمح )١( ، عـام .١٥١م، ص ٢٠١٣هـ/١٤٣٤والطباعة،

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٨

عدد من مشاريع األعامل عىل الت ميدانية أن يقوم الطالب برحى : بمعنامليدانية الرحالت -٥ جتربة مرشوعات واقعية، هذه الرحالتواملنظامت، فذلك يتيح هلم الفرصة ملراقبة و

مهارات وسلوكيات تؤهلهم إلدارة تسمح هلم بالتفاعل مع املدراء واملوظفني، واكتساب املشاريع.

: تتم املشاركة من خالل شبكات األعامل املحلية والدولية باإلنرتنـت، شبكات التواصل -٦ .)١(ية، وتسهل عملية التبادل الثقايف اكتساب معارف اقتصادية عاملعىل تساعد الطالب

مكن هلذه األساليب أن تسهم يف تكوين الريادي عمومـا يف أي جمـال، وهـي مطلوبـة ويومهمة ملواجهة التغريات التي حتدث باستمرار، والتي ينتج عنها مشكالت تعيـق عمليـة التقـدم

للفرد وللمجتمع.

نجاح أي مرشوع تعليمي مرتبط بنوعية التدريب املقدم للمعلم، لذلك تعتمد الـدول إن التـي تقـوم عليهـا املهمة الركائز املعلم من، ف)٢(مستمر للمعلم عملية تطوير وتدريب مهني عىل

يف ظل عدم وجود املعلم املؤهل والكفء لن تتحقق أهـداف التعلـيم للريـادة، وعملية التعليم، ترمجة فعلية يف الواقـع، ولو كان هناك منهج متميز فاملنهج ما هو إال كتاب خمطوط حيتاج إىلى حت

هو املعلم الذي يقوم بدور املرشد واملوجه لعملية تطبيق ما يف املنهج. والذي يقوم هبذا الدور

يف القـرن نحـو ثقافـة للريـادةمنظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، ومنظمة العمل الدولية، انظر: )١( ، بترصف.٨٣ -٤٣، مرجع سابق، الواحد والعرشين

.٥٩سابق، ص الرجع امل )٢(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٧٩

إدخال التعليم للريادة في التعليم الثانويى العوامل التي أدت إل

ومتطلباته وإسهامات المشروع

يتناول هذا املبحـث بعـض العوامـل التـي أدت إىل إدخـال التعلـيم للريـادة يف التعلـيم ي يقدمها املرشوع للفرد واملجتمع، ومتطلبات إدخال التعليم للريادة يف ي، واالسهامات التالثانو

التعليم الثانوي. العوامل التي أدت إىل إدخال التعليم للريادة يف التعليم الثانوي -أوال

م والثقافة الدول إلدخال التعليم للريادة وتطوير األمم املتحدة للرتبية والعل دعت منظمة :)١(هارات الريادية يف صلب التعليم الثانوي استجابة لعدة عوامل، من هذه العوامل ما ييلامل

: تعترب املرحلة الثانوية من أهم املراحل حيث يبدأ إعداد الطلبة للعمل والعيش يف املجتمع -١الشباب فيها باختاذ قرارات متعلقة بكيفية توجيه مواهبهم ومهاراهتم وطاقاهتم للـدخول

فرتض أن يتم توجيهيف سوق م ملسارات تعليمية تعـزز مهـاراهتم األكاديميـة هالعمل، ويواملهنية، ففاعلية التعليم الثانوي يف القرن احلادي والعرشين مرهون بتوفري توازن ما بـني

اعتامد طرق تعليمية لذلك كانت دعوة اليونسكو إىلالتعليم األكاديمي وتطوير املهارات، :ذلك من خاللشاملة وكاملة ويتم

خـالل عـدم وذلـك مـن تضمني مهارات مواجهة التغريات االقتصادية وأنـامط العمـل -املعلومـات وحتليلهـا ، وإنام ال بد مـن تعلـم كيفيـة النفـاذ إىلاالكتفاء بمعرفة املعلوماتمعارف جديدة، مثل مهارات العمل األساسية كتعلم احلساب واستخدامها وحتويلها إىل

يف القـرن الواحـد نحو ثقافة للريادةمنظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، ومنظمة العمل الدولية، )١( .٢٠ – ١٦، مرجع سابق، ص والعرشين

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٠

شكالت واإلبداع وتنمية املهارات الشخصية كـاحرتام الـذات، وتنميـة ومهارات حل املتكوين العالقات والعمل اجلامعي، وتنميـة املهـارات عىل املهارات االجتامعية كالتحفيز

القيادية.

التي متكن الطالب من التفاعل مـع املجتمـع وفهـم وتضمني مهارات العيش يف املجتمع -ــ ــالب إىلى معن ــل الط ــة، وتؤه ــ الوطني ــات ى إدراك معن ــب والواجب ــوق واملطال احلقيات االجتامعية؛ ألن ذلك سيساعد الشباب يف إرشاكهم يف إجياد حلول مبتكـرة سؤولوامل

دون اإلرضار بـاملوارد جتمـع واإلسـهام يف تقـدم املجتمـع الرفاهيـة يف املى لرفع مستو الطبيعية.

من أهم هذه التحديات ما انوي، ي تقف يف وجه التعليم الثمن العوامل أيضا التحديات الت -٢ ييل:

دون املهارات األساسـية للقـراءة والكتابـة الرضـورية للـتعلم، أو عـدم نجاح الطالب - عمل الئق.عىل قابليتهم للتدريب والتوظيف واحلصول

تفاوت املوارد املالية الالزمة إلجيـاد أمـاكن كافيـة يف املدرسـة تسـتوعب العـدد املتزايـد - للمتعلمني.

أعداد كافية من املعلمني املؤهلني واألكفاء. قار إىلاالفت -

عض عدم توفري خيارات دراسية مرنة للشباب، وللذين توقفوا عن الدراسة والتحقوا بـب - بحاجة للتعليم الثانوي لتأمني عمل ثابت. النشاطات املدرة للدخل ويكونون

واالجتامعية.والتطورات االقتصادية عدم الرتابط بني تدريب الطالب أكاديميا -

العوائق التـي تعرتضـهم يف منـازهلم، والتـي تصـيبهم باإلحبـاط نتيجـة بـ تأثر الطالب - الدورات املتكررة من الفشل مما يتسبب بتولد االعتقاد بالفشل املسبق لدهيم.

يتحقق التقدم ال بد أن يكـون هنـاك قـدر مـن املرونـة يف ى : حتحتقيق التقدممن العوامل -٣يات املبتكـرة التـي تتوافـق مـع تنـوع سرتاتيجاالى انوي، ورفع مستوأساليب التعليم الث

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨١

وزارات الرتبية والتعليم التعاون مع القطاع عىل ظروف التعليم واالحتياجات البرشية، ومة جلميع األفراد. اخلاص هبدف حتقيق نتائج قي

يـادة، هـو الدعوة لتطبيق مفهوم التعليم للر األسباب التي أدت إىلمما سبق يتضح أن من إعداد الطالب للعمل من خالل تعليم التعلم، وذلك باستخدام طريقة حل املشـكالت والـتعلم

ن الطالب من التفاعل مع املجتمع وإجياد فرص عمل ورفع مستو مك الرفاهية ى التعاوين الذي يبات؛ يف املجتمع دون اإلرضار بالبيئة. ومن األسباب أيضا ما يواجه التعليم الثـانوي مـن صـعو

كقلة املوارد املالية وعدم كفاءة بعض املعلمني، وضعف ارتباط التعلـيم بـالتطورات االقتصـادية افتقاد الرابطة بـني املدرسـة واملنـزل، للتعـرف وواالجتامعية، وقلة اخليارات الدراسية للطالب،

خمرجـات غـري وجود البيئة التي يعيش فيها الطالب، وكل ذلك يؤدي يف هناية األمر إىلعىل أكثر عاملة فاعلة يف نجاح املشاريع.ى مؤهلة ألن تقوم بدور رجال األعامل، أو أن تكون قو

:في التعليم الثانوي مشروع التعليم للريادة أو للمشاريعإسهامات -ثانيا

ذكرت الدراسة أن تطبيق مرشوع التعليم للريادة أو للمشاريع يف املرحلة الثانوية سيكون سهمحيث ات، له عدة إسهام م وتطوير أداء املعلمني ويف التنمية االقتصادية سي يف عملية التعل

سهم يف إكساب املتعلمني مهارات احلياة العملية كالتفكري النقدي وحل ى واالجتامعية؛ بمعن أنه يزيادة التحفيز وااللتزام وتقدير الذات والثقة بالنفس املشكالت والتواصل، التي تؤدي إىل

كسب املتعلمني الالزم ة ملامرسة األعامل بعد املرحلة الثانوية، من إسهامات التعليم للريادة أنه يؤهلهم ليكونوا أكثر فاعلية ومرونة يف أسواق املهارة والكفاءة أثناء تنفيذ املشاريع األمر الذي ي

سهم يف إخراج أفراد يتمتعونالع امل هلا تأثري أع بالطموح يف حتويل األفكار املبتكرة إىل مل، يسهم يف توفري فرص للمعلمني إلقامة عالقات واضح وملموس يف التنمية االقتصادية، أيضا يجديدة مع زمالئهم ومع الطالب ومع املجتمع نتيجة مشاركتهم للطالب يف القيام باملرشوعات،

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٢

سهم يف حل مشكالت املجتمع وأيضا زاد فهمهم ووعيهم ملهنة التعليم، أ .)١(يضا يم) أن التعليم للريادة سيكون له عدة إسهامات، من هذه ٢٠١٤يرى أيمن عيد(و

-اإلسهامات ما ييل:مكن من حتمل أعباء النمو -١ يصنع قادة املستقبل الفادرين عىل اإلبداع واالبتكار الذي ي

االقتصادي القومي واملعريف ملواكبة التوجهات العاملية.

كسب العاملني يف املؤسسات مهارات -٢ ناردة متكنهم من زيادة معدل نمو املبيعات.ي

سهم يف تطوير منتجات جديدة. -٣ ي

سهم يف امتالك املتعلمني أفكار مرشوعات أعامل جتارية، والتي ختدم التوجه نحو -٤ ي بناء جمتمع املعرفة.

سهم يف التغلب عىل مشكلة البطالة. -٥ ي

قق االستقرار االقتصادي من خالل التحول من ارتكاز االق -٦ تصاد عىل عدد حمدود حي من أصحاب رؤوس املوال إىل امتالك أكرب عدد من أفراد املجتمع للثروة.

سهم يف حتويل اإلفكار إىل مشاريع، بام حيقق قيمة ومتيز عىل املستوى القومي والعاملي -٧ ي .)٢(ع املعرفةويدعم االجتاه نحو جمتم

ع) (للمشاريت تطبيق مشروع التعليم للريادةمتطلبا -ثالثا

هناك عدد من املتطلبات التي تساعد عىل حتقيق أهداف التعليم للريادة بكفـاءة وفعاليـة، تتمثل هذه املتطلبات يف ما ييل:

افـة للريـادة، مرجـع منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، ومنظمة العمل الدوليـة، نحـو ثقانظر: )١( بترصف. ٦٦ -٦١سابق، ص

، مرجع سـابق، مدخل لتحقيق االستقرار االقتصادي واألمن االجتامعيأيمن عادل عيد، التعليم الريادي، )٢( .١٥٦-١٥٥ص

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٣

توفري البنية التحتية: كتوفري قاعات جمهزة بـأجهزة احلاسـب وأجهـزة عـرض الرشـائح، -١مـل مـع املحتـوى والربجميات التي توفرالتطبيقات العمليـة والتدريبيـة التـي تيرسـ التعا

الريادي.

املوارد البرشية املؤهلة والقادرة عىل استخدام وتطبيـق اسـرتاتيجيات متقدمـة يف الريـادة -٢ واستخدام تكنولوجيا املعلومات.

البيئة املمكنة التي تدعم خطوات تنفيذ برامج التعليم للريادة وأهدافه، وتستمد هذه البيئة -٣رتبويني واألكاديميني ومتخذي القرار واملـواطن من خالل وعي فئات املجتمع كالقادة ال

العادي.

االستفادة من التجارب العاملية يف عملية التطبيق واملامرسة. -٤

االستجابة للتحديات التي تفرضها طبيعة العرص عىل التعليم الريـادي، والتكيـف معهـا -٥ .)١(قدر اإلمكان

لطالب الـراغبني يف التوظيـف ليكون التدريبعملية لريادة وبرامج التعليم ل الربط بني -٦ الذايت أو اعتامد الريادة كخيار مهني مقبول ال بـد أن يسـري التعلـيم والتـدريب جنبـا إىل

جنب.

بإمكان رجال السياسة املحليني أن يكون هلم دور بـارز يف ف ،وجود قيادات حملية حكومية -٧يف املناطق الريفيـة معاجلة الفقروتشغيل عجلة االبتكار والتجديد يف التخطيط التعليمي،

واحلرضية، واملسامهة يف التنمية املستدامة.

ية بني املدارس واملنظامت املحلية غري احلكومية والقطـاع اخلـاص سرتاتيجاال املشاركات -٨تسهم يف تعزيز دور التعليم الثانوي للتنمية املحلية ولتلبية احتياجات املجتمـع وسـوق س

العمل.

تقديم نامذج الريادة بكافة أشكاهلا، وتفسري عىل قادرين بني الاملر من خالل توعيةالمحالت -٩

.١٠٣-١٠٢جمدي عوض مبارك، الرتبية الريادية والتعليم الريادي، مرجع سابق، ص )١(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٤

فمـثال بنـك ،إجيابية، واملجتمع الدويل والقطاع اخلاص هلم دور كبري يف محـالت التوعيـةالوعي بني عامة الناس، ويف الواليات املتحـدة ى رفع مستوعىل التنمية األمريكي يساعد

أمهية التعلـيم للريـادة يف التعلـيم عىل املدارس إطالع مدراء تضاعفت اجلهود الرامية إىل وورش العمل والدورات التدريبية. الثانوي، من خالل املؤمترات

، فكثري من املـدارس أمر مكلف التعليم للريادة برامجإعداد وتنفيذ ألنه؛ التمويل الكايف -١٠ا وأمريكـا اإلمكانات الالزمة كتدريب املعلمني، فقد حاولت مدارس يف أوروبـ تفتقر إىل

الوطنية. التمويل من خالل املشاركاتالشاملية بناء وتعزيز

تربز احلاجة هلا أكثر يف املناطق الريفية النائيـة، ويـتم ذلـك واستخدام شبكات التواصل، -١١اد األعامل .)١(عن طريق تبادل أفضل األساليب يف حتديد وإرشاد ومتابعة رو

املهـارات عـىل تللريادة أو للمشاريع ركـزأن عنارص مرشوع التعليم مما سبق يالحظ والعمـل، ولكنـه التي تتعلق باجلانب املعريف واملهني وهذا أمر مهم إلعداد الطـالب لالنتقـال إىل

توافق مع فلسفة املجتمـع وهذا ي أغفل املهارات املتعلقة باجلانب الروحي واألخالقي والعاطفي،ملنافسة االقتصادية، تحقيق الربح وزيادة اإلنتاج واالغريب، حيث يسعى التعليم يف الدول الغربية ل

مـن حاجـة إنسـانية هـدفها م)٢٠٠٣هـ/١٤٢٤( مفيدة إبراهيمى فتحول التعليم بذلك كام تر . )٢(خدمة نفعية هدفها مادي إنساين معنوي إىل

والعلم والثقافة، ومنظمة العمل الدولية، نحو ثقافة للريادة يف القـرن الواحـد منظمة األمم املتحدة للرتبية )١( ، بترصف.٧٨-٦٧والعرشين، مرجع سابق، ص

. ١٣٢،ص مرجع سابقمفيدة حممد إبراهيم، )٢(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٥

تجارب بعض الدول التي أخذت بفكرة

)(للمشاريع روع التعليم للريادةمش

حاولت الباحثة استخالص بعض جتارب الدول التي طبقت التعليم للريـادة يف التعلـيم والتي تناولتها دراسة منظمة اليونسكو ومنظمة العمل الدولية، مستعينة ببعض املراجـع ،الثانوي

حاولـت البحـث عـن تفاصـيل أكثـر عـن هـذه تلك الدول، كـامللتعرف عىل طبيعة التعليم يف فلم يتسـنى هلـا ذلـك، ويف املبحـث احلـايل سـتعرض الباحثـة قع األلكرتونية،التجارب من املوا

تنـاول جتـارب بعـض الـدول األجنبيـة وبعـض ت التي أمكنها اإلطالع عليهـا، حيـثالتجارب دراسات احلالة التي تم إجراءها يف بعض الدول العربية.

ة كاملة وهي القارة اخلامسة من قارات الكرة األرضية اخلمس، تم حتتل قار أسرتاليادولة

. تعتـرب يف مقدمـة اإلنجليـزاكتشافها تقريبا يف أواخر القرن السابع عرش امليالدي، وسكاهنا مـن الدول املنتجة للغذاء؛ لذلك تعتمد دول العامل عليها يف إنتاج الغذاء الـرئيس كـالقمح واللحـوم

واألغذية املصنعة.

لتعليم الثانوي يف أسرتاليا:يعة اطبيستطيع الطالب يف هذه املرحلة أن خيتار مواد دراسية من عدة برامج، وذلك كجـزء مـن الدراسة وأحد هذه الربامج التعليم الفني والتدريب، ومن برامج التعليم الفنـي؛ اإللكرتونيـات

هـارات املكتبيـة، والتسـويق والبناء واإلنشاءات ومهـارات االتصـال، واألعـامل اهلندسـية، واملوتطبق املدارس عدد مـن قبال والضيافة، وتقنية املعلومات.والصناعات الريفية ومهارات االست

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٦

برامج التعليم الفني مثل التعليم املهني والـوظيفي والتعلـيم اخلـاص بمواقـع العمـل والتعلـيم حو إعداد الشباب لالنتقال اخلاص بإنشاء املؤسسات والرشكات، ويتم توجيه الدراسات املهنية ن

هذه الـربامج هنـاك بـرامج تـدريب يف مواقـع موقع العمل، باإلضافة إىل من املرحلة الثانوية إىل .)١(شهادة معرتف هبا عىل العمل سواء كانت مصانع أو وظائف إدارية واحلصول

:)للمشاريع(يف تطبيق التعليم للريادة أسرتالياجهود التدريب املهني التي تسمح لطالب املرحلة الثانوية باملشاركة يف مبادرة التعليم و تم وضع

اجلهات املختصة بالتدريب العام واخلاص، كام تتيح هلم ى دروس تعليم مهني يف املدرسة، أو لداملجال لدمج العمل والتعليم املهني العام بدوام كامل أو جزئي، فيتخرج الطالب بمؤهالت

عزز توفر الفرص ة الثانشهاد التدريب املهني باإلضافة إىلكاملة أو جزئية من التعليم و وية، مما يمن استكامل ما اكتسبوه من أرصدة متكنهم هم للمرحلة الثانوية، إضافة إىلبعد إهنائ للطالب

من التعليم والتدريب املهني. حيتل التعليم للمشاريع مرتبة عىل مؤهالت أعىل تعليمية للحصول هداف الوطنية للتعليم يف القرن الواحد والعرشين، بعد أن تبناه املجلس الصدارة يف الئحة األ

سه يف إطار ١٩٩٩الوزاري اخلاص بالتعليم والتوظيف والتدريب وشؤون الشباب عام م، ثم كرم أطلقت ٢٠٠٢م، وعام ٢٠٠١العمل حول التعليم املهني يف املدارس الذي أطلق عام

مرشوع بحث عميل يف (يستمر عامني حيمل عنوان ايب برناجمالكومنولث للتعليم والعلوم والتدرإعداد وتوثيق طرق مبتكرة وأفضل عىل مساعدة املدارس التعليم للمشاريع) هيدف إىل

.)٢() مدرسة يف املرشوع ١٩٤املامرسات يف التعليم للمشاريع، وقد شاركت (بتزويـد املـدارس يقوم املجلس الوزاري للتعليم والتوظيف والتدريب وشؤون الشباب

ن، دار املسـرية للنرشـ والتوزيـع ١ط، نظـم الرتبيـة والتعلـيم يف العـاملعبد اللطيف بن حسني فرج، )١( ، عـام .٤٦٧، ص م٢٠٠٥هـ/١٤٢٦اعة، والطب

مرجـع ،نحو ثقافـة للريـادة يف القـرن الواحـد والعرشـين منظمة األمم املتحدة للرتبية واللعلوم والثقافة، )٢( .٣٤سابق، ص

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٧

ني واملعلمني يف املدارس االبتدائية والثانويـة، تتضـمن مسؤولبمجموعة موارد للتطوير املهني للاملجموعات؛ املدرسة الريادية والتعليم للريادة يف املدارس االبتدائية، والتعليم للريادة يف املدارس

يتمكنوا مـن مسـاعدة ى ارس حتاملد ومديريدعم املعلمني ، هتدف إىل)PDFالثانوية يف صيغة (تطوير وفهم ماهية األعامل وكل ما ينطـوي عليـه العمـل يف القطـاع اخلـاص أو يف عىل الشباب

وقد استفاد املعلمون من املامرسات الريادية فقد أجريـت مقـابالت مـع بعـض .منظمة اجتامعية هذه الطريقة عنرص قوة، البحث الفاعل يف التعليم للريادة) فوجدوا يف( املعلمني يف إطار مرشوع

طـرف عـىل ألهنا تستدعي منهم التفاعل مع الطالب خارج إطار العالقات التقليدية التي تقـوم د وآخر متلق، ويشري مد م املعدة هلذا املرشوع إىلى مزو ى نمو مستو اندماج املعلمني مع أطر التعل

. )١(الفهم املهني لدهيم

القرن ى والية، وقد كان التعليم فيها حتمخسني أكثر من تضم الواليات املتحدة األمريكية

دولة تتبـع التاسع عرش امليالدي ال هيتم باملواد املهنية رغم حدوث الثورة الصناعية، وذلك ألن الواملسـاواة ون التعليم، وإليامن املجتمع بأمهية التعليم يف ضامن احلرية سياسة عدم التدخل يف شؤ

.)٢(واحلكم الذايت والتفوق، ظهرت الفلسفة الربامجاتية والتي طبقتها يف التعليم

أهداف التعليم الثانوي يف الواليات املتحدة األمريكية: :)٣(ة عن صياغة التعليم الثانوي األهداف التالية سؤولحددت اللجنة امل

ية( اللغات، الرياضيات، الدراسات إكساب األحداث املعارف األساسية يف املواضيع التال -١ اإلنسانية، والصحة، والفنون اجلميلة، والتدبري املنزيل).

.٦٢ -٥٩ سابق، صالرجع امل )١(

.٣٦٢-٣٦١عبد اللطيف بن حسني فرج، نظم الرتبية والتعليم يف العامل، مرجع سابق، ص )٢(

١٣٨يف بلدان العامل املتقدم/ مرجع سابق، ص الرتبية املقارنة ونظم التعليممي حممد ضحاوي بيو )٣(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٨

هتيئة مواطنني قادرين يدركون حقوقهم ومسؤولياهتم وواجباهتم. -٢

تعليم القيم الروحية واألخالقية. -٣

تنمية شعور سليم مشرتك بالوالء ملبادئ الديمقراطية واإليامن به. -٤

ام بعمل منتج وإعدادهم ملهنة مفيدة.تعليم الطالب القي -٥

مساعدة الطالب عىل اكتشاف مواهبهم وقدراهتم. -٦

:)للمشاريع(تطبيق التعليم للريادة جهود الواليات املتحدة األمريكية يفال، م الفع يسـتهدف طلبـة املـدارس يف لتم إطالق برنامج الريادة الريفية من خالل التعل

فيـة تفتقـر تعليم بالتنمية االقتصادية الريفية؛ ألن املجتمعـات الرياملناطق الريفية، وذلك لربط الأدوار حيوية يف املجتمعات املحلية والنشاطات االقتصادية، وهذه املبادرة ب لألفراد املؤهلني للقيام

ستغل يف االقتصاد املحيل عىل تساعد الشباب .)١(حتديد فرصة عمل أو اقتناص الفرص التي مل تمكن من خال إعـداد خطـة عمـل، والبـدء عـىل ل النشاطات الصفية مساعدة الطـالب ي

يتهيئـوا لالنتقـال للمشـاريع احلقيقيـة. ى بمرشوع عمل خاص هبم وذلك خالل دراستهم، حتـسهم املدارس يف تعزيز حـس التوظيـف لـد إثبـات أنفسـهم عـىل الطـالب وقـدرهتم ى بذلك ت

) متخـرج مـن ٤٠٠( شـملت راسة بحثيةكأعضاء ناجحني ومنتجني يف املجتمع، وقد أظهرت دبرنامج الريادة الريفية أن مشاريع األعامل التي طبقت مل تستمر فقط وإنام توسعت لتحقـق نسـبة

) ماليـني دوالر، كـام أسـهمت يف إجيـاد فـرص عمـل جديـدة، ٦( مبيعات وصل جمموعهـا إىلج الريادة الريفيـة بعـد أن معدل استمرار املشاريع التي انطلقت من برنامى وأظهرت دراسة أخر

%). وقد قام الطالب بدراسـات بحثيـة جمتمعيـة ٩٢-٩١( تأسيسها قد بلغ نسبةعىل ) أعوام ٧(مشاريع األعامل، وإذا تم حتديد خطـط األعـامل، حتديد االحتياجات التي قد ترشد إىل هتدف إىل

صة اكتسـاب املفـاهيم تم توفري األموال وبناء مركز ملرشوع العمل، األمر الذي يمنح الطالب فر

مرجـع نحو ثقافـة للريـادة يف القـرن الواحـد والعرشـين، منظمة األمم املتحدة للرتبية واللعلوم والثقافة، )١( ، بترصف.٤٣سابق، ص

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٨٩

ص هبم، لقد نجح الربنامج يف اكسـاب يات الرضورية المتالك مرشوع عمل خاسؤولومعرفة امل ا وقد أطلقت مجعية خدمة الشباب بأمريكـا صـندوق. املهارات املناسبة للتوظيف الذايتالشباب اد األعامل الشباب، وهي مسابقة سنوية ا اجتامعي مسـاعدة إىلى الدولـة، تسـعى مسـتوعـىل لرو

اد األعـامل الشباب بأموال إلطالق مشاريع أعامهلم وإىل تنمية مهاراهتم القيادية واإلداريـة، ورومنحة دراسية ملدة ثالثـة أعـوام بـام يف ذلـك عىل الذين يقع عليهم االختيار حيصلون االجتامعيني

.)١(ضورهم ملؤمتر منحة معيشية ملدة سنتان ومنح برنامج مساعدة كمبيوتر وتغطية نفقات ح

التعليم الثانوي يف النرويج:طبيعة

مسارات هي دراسات عامة ومهنية ودراسات جتارية، غري ةتتضمن املدرسة الثانوية ثالثاجتاه إىلى أن التغريات التي واجهت املجتمع النروجيي وما ترتب عليه من ارتفاع سن العمل، أد

) سنة ملواصلة تعليمهم بالتعليم ١٨-١٦( عليمية لألفراد ما بنيتوفري فرص ت احلكومة إىلالثانوي، وتوفري فرص تعليمية للكبار بعد سن العرشين ملواصلة تعليمهم بالتعليم الثانوي أو من

. فتم الرشوع يف تنفيذ خطة إصالح )٢(يرغب يف حتسني درجاته قبل االلتحاق بالتعليم العايل ) سنة ١٩-١٦( م) فأصبح سائر الشباب الذين ترتاوح أعامرهم بني١٩٩٤التعليم الثانوي عام (

ؤهلهم لتلقي التعليم العايل أو املهني، وحيق ؛ يحيق هلم تلقي التعليم الثانوي ملدة ثالث سنواتاللتحاق هبا، وأصبح الدورات التعليمية األساسية التي يطلبون اى للشباب التسجيل يف إحد

.)٣(ن التعليم املهني التأهل ملواصلة تعليمهم يف اجلامعات والكليات الذين خيتارو سهال للطالب

.٧٢ -٤٤ سابق، صالرجع املانظر: )١()، بتــاريخ Enseignement et formation, BlogArchiveيف النــرويج، (موقــع التعلــيم )٢(

م.٦:٣٥هـ) الساعة ٢٥/٣/١٤٣٦()٣( )www1.umn.edu/humanrts/Arabic/CESCR113) هـــــ) ٢٥/٣/١٤٣٦) بتــــاريخ

م.٧الساعة

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٠

تعزيز الريادة يف التعليم النروجيي:عدة أعوام، وقـد ى مدعىل اعتمدت النرويج التعليم للريادة يف عدد من املدارس الثانوية

كتسـب بـالتطبيق العمـيل. ويعنـي ذلـك أنـه ي عـىل نبغـي أثبتت التجارب أن املهارات غالبا ما تالطالب أن يتعلموا من خالل وضع أفكارهم اخلاصة حيز التنفيذ يف جمال األعامل، وهكذا يقـوم

ية إعداد خطة عمل يتم إعدادها للمشاريع الصغرية اخلاصـة هبـم، حتـت مسؤولالطالب بتحمل .)١(إرشاف ومراقبة املعلمني ومستشاري األعامل

امبيا الثانوية خوض جتربة مرشـوع جتريبـي قررت مدارس النرويج الثانوية ومدارس زولة تشتمل ااملقصود منه أن يشكل إطار العنارص األساسـية للنمـوذج عىل لتجربة نسخة حملية معد

النروجيي، وبالتحديد مواد التعليم والتدريب واملامرسات املتعلقة بتدريب املتعلمـني، واملفـرتض سهم هذا املرشوع يف تعزيز كفاءات املدار س واملعلمني النروجييني يف جمـال التعلـيم للريـادة، أن ي

نتيجة توسيع آفاق رؤاهم حـول كيفيـة تطبيـق األفكـار الرياديـة يف سـياقات اجتامعيـة خمتلفـة، فرتض أيضا أن تكتسب املدارس واملعلمون يف زامبيا اخلـربة واألفكـار الالزمـة حـول كيفيـة وي

توقع أن يـتم تبـادل املعـارف ى زامبيا، ومن جهة أخر تعليم مفهوم الريادة املدرسية املتكاملة يف يواملهارات حول البنية االقتصادية واالجتامعية والفرص املتاحـة لبنـاء الشـبكات بـني واخلربات

قام احتاد التجـارة والصـناعة بـالنرويج بـدعم مجعيـة رجـال األعـامل قد و .الطالب املشاركوناجلمعية بدعم ى املدارس الثانوية، وحتظ ى طالبداع لدالشباب، هبدف تعزيز ثقافة الريادة واإلب

عدد من الرياديني من رجال األعامل النروجييني ويرتأسها رئيس احتاد التجارة والصـناعة، تقـدم اجلـامعي، وأن ى الثانويـة واملسـتو عة من املفاهيم التعليمية لطالب املـدارسهذه اجلمعية جممو

للطـالب مشـاهدهتم إال مـن ى لوجه، ألنـه قـد ال يتسـن يلتقي الطالب مع رجال األعامل وجها

مرجع ن،نحو ثقافة للريادة يف القرن الواحد والعرشي منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلوم والثقافة، )١( ، بترصف.٣٠سابق، ص

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩١

صفحات اجلرائد، فهذه اللقاءات تشكل مصدر إهلام هلم، املـدارس ترحـب عىل خالل التلفاز أو إليه اجلمعيـة لنرشـ ى بالقطاع اخلاص، ويف املقابل الرشكات هتتم بالنظام التعليمي، وهذا ما تسع

. )١(ثقافة الريادة واإلبداع امت وزارة الرتبية والتعليم والبحوث ووزارة التجارة والصناعة ووزارة احلكم ق أيضا

الفرص، حقق النجاح) عىل اطلع ( ية وطنية بعنواناسرتاتيجحيل والتنمية اإلقليمية بإعداد املية سرتاتيجج كموضوع حموري، واستهدفت هذه االهبدف تعزيز تعليم ريادة األعامل يف النروي

تعليم من خمتلف مراحل النظام التعليمي، وتم حتميل أصحاب املؤسسات المسؤويلخرباء وية بإرشاف مديرية التعليم والتدريب ووزارة الرتبية والتعليم سرتاتيجية تنفيذ االمسؤولالتعليمية

أهنم قدموا خطة عمل شاملة للرشكاء الذين يدعمون ريادة األعامل والبحوث، باإلضافة إىل ه اخلطة ما ييل:التعليمية، تضمنت هذ

تفاصيل ومقرتحات لتعزيز التعاون بني املدارس وقطاع الرشكات والصناعات املحلية. -

اختاذ التدابري الالزمة لتطوير بيئات تعلم مناسبة ملفاهيم ريادة األعامل. -

ةلتعزيز املعرفة يف قطاع التعليم من خالل إضافة مواد تعليمي اجديد اقدمت نموذج - عامل وتنمية املشاريع.مرتبطة بريادة األ

اختاذ التدابري الالزمة لتقليل نسبة الترسب يف التعليم الثانوي. -

.)٢(يف خطة العمل أمهية تدريب املعلمني هدف رئيسعىل التأكيد -

مرجع سابق، ، والعرشين الواحد القرن يف للريادة ثقافة نحو والثقافة، والعلوم للرتبية املتحدة األمم منظمة)١( ، بترصف.٣٩ -٣٠ ص

. إعداد الشباب العـريب لسـوق العمـل، اسـرتاتيجية املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم، إنجاز العرب )٢( .٥٣يف قطاع التعليم العريب، ص ٢١ج ريادة األعامل ومهارات القرن الإلدرا

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٢

مبذولة لـدمج ريـادة األعـامل يف ا أن هناك جهود )١(مؤسسة إنجاز العرب ذكرت دراسةالثـانوي، ولكنهـا جهـود ى رسية يف الوطن العريب بدءا من ريـاض األطفـال وحتـالصفوف املد

عشوائية وجمزأة، حيث ال توجد أي وزارة للرتبية والتعليم لدهيا سياسة رسمية أو برنامج وطنـي املؤسسة أن إدماج ريـادة األعـامل يف نظـم التعلـيم ى يف الوطن العريب باستثناء سلطنة عامن، وتر

اد األعـامل أصـحاب ى ض األطفال وحتابتداء من ريا الثانوي سيسهم يف إعـداد املزيـد مـن رواملشاريع العرب الشباب، وتعزيز تبني العقلية الرياديـة ومهـارات الريـادة يف بيئـة العمـل، وأنـه مكن حتقيق ذلك من خالل تأسيس كيان وطني رائد يتمتع بوالية وصالحيات مستقلة لتعمـيم ي

وسوف تعرض الباحثة فيام ييل لتجربة اململكة األردنية اهلاشمية وتونس .)٢( تعليم ريادة األعامل ومرص وسلطنة عامن.

:)٣( مها نيمن مسارين رئيسيباألردن يتألف التعليم الثانوي

ة قاعدة ثقافية عامة مشـرتكة وثقافـة متخصصـعىل يقوم و: مسار التعليم الثانوي الشامل -١ أكاديمية أو مهنية.

اإلعداد والتدريب املهني.عىل : يقوم مسار التعليم الثانوي التطبيقي -٢

مؤسسة إنجاز العرب هي منظمة غري حكومية يف الوطن العريب تسهم يف احلد من بطالة الشباب يف املنطقة، )١(القطـاع مـن وتطبق املؤسسة نموذج من خالل القطاعني العام واخلـاص، حيـث تقـوم جمموعـة متطوعـة

طبيق مناهج املؤسسة املوجهة للشباب داخل الصفوف املدرسية. اخلاص بت

ية اسـرتاتيج. إعداد الشباب العـريب لسـوق العمـل، املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم، إنجاز العرب )٢( .١٤٥يف قطاع التعليم العريب، مرجع سابق، ص ٢١إلدراج ريادة األعامل ومهارات القرن ال

، اململكة األردنية اهلاشمية.الرتبية والتعليمموقع وزارة )٣(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٣

إن توافر املسارات األكاديمية واملهنية املتعددة يف التعليم الثانوي تتيح إمكانية التجـاوب لواقع ال السامت األساسية للتعليم للريادة، ولكن يف اى مع الفروق بني املتعلمني، التي تعترب إحد

يبدو أن هناك استثامر من الطالب جيدوا أنفسهم يف ا لتنوع املسارات، خاصة وأن هناك عدد كاف .)١(مسارات ال يفضلوهنا وذلك مع غياب خدمات فعالة للتوجيه واإلرشاد

أهداف التعليم الثانوي يف األردن:عـىل م يف هذه املرحلـة يلتحق الطالب يف هذه املرحلة وفق قدراهتم وميوهلم ويقوم التعلي

تقديم خربات ثقافية وعلمية ومهنية متخصصة تلبي حاجات املجتمع األردين القائمة أو املنتظرة .)٢(مواصلة التعليم العايل أو االلتحاق بمجاالت العملعىل يساعد الطالب ى بمستو

أن أهـم أسـلوب السـتيعاب مرامـي التعلـيم إىلتوصل م) ٢٠١٠( دراسة املرصي ويفريادة يف التعليم الثانوي األكاديمي هو أن يتخلل هـذا التعلـيم املباحـث وأسـاليب التـدريس لل

املختلفة، ويبث فيها املهارات احلياتية والتوجهات العقلية التي تتضمن اإلبداع والريادة واملبادرة .)٣(وحل املشكلة والتفكري الناقد وغري ذلك

و مسار يتضمن عدة خيارات متخصصة كالصـناعية أما بالنسبة للتعليم الثانوي املهني فهوالزراعية والفندقية واالقتصاد املنزيل، ويتم تنفيذ هذا النوع من التعليم بموجب نظامني؛ النظام املدريس وتتواله وزارة الرتبية والتعليم حيث يتم تطبيق مجيع العنـارص التطبيقيـة أو معظمهـا يف

م التعلـيم الثـانوي التطبيقـي التعـاوين وتتـواله مؤسسـة املشاغل والورش املدرسية، وهناك نظا

والتقريـر اإلقليمـي منذر املرصي، دراسات حالة عن الدول العربية (األردن، تونس، سلطنة عامن، مرص) )١() Stratrealمرشـوع مشـرتك بـني اليونسـكو ومؤسسـة (والتوليفي، التعليم للريادة يف الدول العربيـة،

. ١٥م، ص ٢٠١٠/ نيسان أبريلتحدة للرتبية والعلم والثقافة، منظمة األمم امل الربيطانية، موقع وزارة الرتبية والتعليم يف اململكة األردنية اهلاشمية. )٢(

(األردن، تونس، سلطنة عامن، مرص) والتقريـر اإلقليمـي منذر املرصي، دراسات حالة عن الدول العربية )٣( .١٥والتوليفي، مرجع سابق، ص

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٤

مستقلة هي مؤسسة التدريب املهني حيث يتم تطبيق اجلزء األكرب من الدراسة التطبيقية يف مواقع يتيح هذا النظام التعاوين املجال بشـكل أفضـل والعمل كاملصانع والفنادق واملزارع وغري ذلك،

يادة وذلك ألن املتعلمني يتعرضون للبيئـة املدرسـية وبيئـة الستيعاب بعض متطلبات التعليم للرموقع العمل يف وقت واحد، هذا األمر يسهم يف تزويد املتعلمني باملعلومات واملهـارات الالزمـة

املهـارات ذات العالقة بالتشـغيل الـذايت وإنشـاء املشـاريع الصـغرية التـي تتسـم بحاجتهـا إىلمن التعليم يستوعب مهارات أكثر من التعليم للريادة عن طريق واالجتاهات الريادية، فهذا النوع

بناء قنوات اتصال مع مواقع العمل وعن طريق تضـمني مهـارات الريـادة والتشـغيل الـذايت يف .)١(التعليم

يف األردن: مبادرات تطبيق مرشوع التعليم للريادةبتمويـل مـن مجعيـة م) ممثلة يف منظمة إنجاز، وذلـك٢٠٠٣( انطلقت مبادرة وطنية عامالعاملـة للـذين ى إنجاز لتعزيز الريـادة وإعـداد القـو منظمة ى(إنقاذ األطفال) األمريكية، تسع

ن ويف املنـاطق ٢٤-١٤ترتاوح أعامرهم ما بني ( ) سنة، وقد تم إطالق الربنـامج يف مـدارس عـامن٢٢٠م) استفاد من الربنامج حوايل (٢٠٠٤يف عام (والفقرية. يتمحـور املـنهج ) شـاب يف عـام

حول االقتصاد الشخيص واقتصاد األعامل والريادة والقيادة والدراسات اخلاصة بخدمة املجتمع التي تسهم يف تعزيز التفكـري اإلبـداعي واالبتكـار يف حـل املشـكالت التـي تواجـه املتعلمـني،

عمـل الربنـامج وبالتعاون مع وزارة الرتبية ومراكز التدريب املهني واملتطوعني تم توسيع نطـاق ن إىل عمم لينتقل من عام . وقد قدمت أمريكا منحـة )٢(إربد والعقبة عىل معان والزرقاء، وسوف ي

مبتدئـة وذاتيـة االسـتمرار يف إنجـاز) منظامت ٧) دوالر أمريكي لتطوير (١.٠٠٠.٠٠٠بقيمة (

.١٥سابق،صالرجع امل )١(

مرجـع ،نحو ثقافـة للريـادة يف القـرن الواحـد والعرشـين منظمة األمم املتحدة للرتبية واللعلوم والثقافة، )٢( .٤٦سابق، ص

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٥

ا ال يقل عـن ) طالب يف املدارس الثانوية، بإمتام م٩٨.٢٤٠الرشق األوسط، سمح ذلك حلوايل (برنامج واحد من أصل الربامج العرشين لإلنجاز املبتدئ، هبدف فهم املبـادئ األساسـية مليـادين

.)١(األعامل واالقتصاد والريادة من الرغم من أن كثريا عىل أنه م) إىل٢٠١٠( توصلت دراسة احلالة التي قام هبا املرصيو

أخوذة بعني االعتبار كجزء مـن النظـام التعليمـي أو العنارص واألبعاد املتعلقة بالتعليم للريادة موحمـدد األبعـاد للتعلـيم شـامال كجهود ومدخالت من خـارج النظـام التعليمـي، إال أن نظامـا

ختلل مجيع املكونات واملدخالت والعمليات املتعلقة بالنظـام التعليمـي عىل اوالريادة يكون قادر ام التعليمي األردين؛ لذلك أوصت الدراسة بأن تتـوىلغري مأخوذ باالعتبار بشكل مالئم يف النظ

وزارة الرتبية والتعليم والتعليم العايل والبحث العلمي والعمل تبنـي التعلـيم للريـادة كمفهـوم املـدخالت والعمليـات املختلفـة للنظـام التعليمـي عىل شامل ومتعدد اجلوانب بحيث ينعكس

.)٢(والتدريبي

شـعبة آداب يـدرس سنوات) وتنقسم الدراسة فيـه إىل ٤ثانوي يف تونس (مدة التعليم ال

فيها الطالب املواد األدبية واإلنسانية واللغات األجنبية، وشعبة الرياضـيات والعلـوم ويـدرس علمـون وكيـف تفيها الطالب الرياضيات واملواد العلمية، يتعلم الطالب يف هذه املرحلة كيـف ي

: )٣(مع اآلخرين، وهتدف هذه املرحلة إىل يعيشونيعملون وكيف يكونون وكيف تنمية قدرات الطالب بطريقة تربز شخصياهتم وحتقق فكرة التنمية املتوازنة. -١

.٤٦سابق، ص الرجع امل )١( .٢٤منذر املرصي، مرجع سابق، ص )٢(

ن، دار ١عوملـة، طعبد اللطيف حسني فرج، نظم الرتبية والتعليم يف الوطن العـريب مـا قبـل وبعـد ال )٣( ، عـام .٦٧م، ص٢٠٠٨احلامد للنرش والتوزيع،

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٦

تكوين اإلطارات املتوسطة الفنية وغري الفنية ملواجهة احتياجات املجتمع. -٢

طـارات ذات مواصلة التعليم العايل وتنميتها لتوفري اإلعىل الكشف عن املواهب القادرة -٣ اإلعداد العايل.

أيضا هناك التعليم الثانوي التقني واملهني:هي معاهد تعليم يلتحق هبا الطالب بعد إهنائهم للمرحلة األساسية وهتدف هذه املعاهـد

الدمج بني اإلعداد النظري عىل الب ملزاولة النشاط املهني بعد خترجهم وهو يعتمد لطإعداد ا إىلريقة تسمح بمامرسة العمل املنتج بعد التخرج مبارشة أو مواصـلة الدراسـة واملامرسة العملية بط

شـعبة التقنيـة االقتصـادية لـإلدارة وشـعبة ، وتنقسم هذه املرحلـة إىلأعىلى مستو للوصول إىل .)١(التقنية االقتصادية املرصفية وشعبة التقنية احلرفية

تعزيز التعليم للريادة يف التعليم النظامي:م إىل ٢٠٠٣دويل لتقييم الطالب) من عام (الربنامج ال PISA( نس يف برنامجشاركت تو

سنة) ١٥( هذا الربنامج لتقييم اكتساب الطالب الذين تكون أعامرهم يف حدودى م) يسع٢٠٠٦للمعرفة وملهارهتم يف القراءة والرياضيات والكتابة العلمية الرضورية للحياة اليومية يف هناية

عدة بلدان لزامي يف الدول األعضاء يف منظمة التعاون والتنمية باإلضافة إىلمرحلة التعليم اإل .)٢(ى أخر

تعزيز التعليم للريادة يف التعليم غري النظامي: : الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل املستقل) يف تنمية روح املبادرة باتباع طريقتني(سامهت -أوال

.٦٨سابق، صالرجع امل )١(

حممد اجلمني، دراسات حالة عن الدول العربية (األردن، تونس، سلطنة عـامن، مرصـ)والتقرير اإلقليمـي )٢() Stratrealمرشـوع مشـرتك بـني اليونسـكو ومؤسسـة (والتوليفي، التعليم للريادة يف الدول العربيـة،

.٣٤م، ص ٢٠١٠، منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، ابريل/ نيسان الربيطانية

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٧

التـدريب عـن طريـق عـىل : يعتمـد التكـوينتكوين املبـادريناملؤسسات و طريقة عمل -١املامرسة والتدخل امليداين، فيتمكن املشارك من تقييم شخصـيته وقدراتـه الذاتيـة وخيتـار

، ويبحث املشـارك بنفسـه عـن املعلومـة الالزمـة ي ينوي الدخول فيهبنفسه املرشوع الذفية التسويق والنتـائج وكي ثم يقوم بنفسه بإعداد خمطط العمللتقييم قابلية انجاز املرشوع

واجلوانب االقتصادية والتنظيمية واملالية.

نجـازه لتمكنـه مـنكرة مرشوع يريـد إنشئ مرشوعك: تستهدف من كان لديه فطريقة أ -٢طـة بمراحـل ، واإلحانجازه، وإعداد خمطـط العمـلابلية إإعداد دراسة املرشوع وتقييم ق

.)١(نجاز اإل

عامل بتونس): األعامل برنامج كاب (تعرف إىل -ثانيا املسـامهة يف إجيـاد ثقافـة وضعت منظمة العمل الدولية برنامج كـاب، الـذي هيـدف إىل

الريادة وتشجيع روح املبادرة يف التدريب املهني والتعليم الثانوي والعايل، وقد بدأ هذا الربنـامج ب املهني والتقنـي، م). تم تطبيق هذا الربنامج يف التعليم األسايس والثانوي والتدري٢٠٠٣( عام

جامعات عدد الطالب ) ٤) مدرسة ثانوية، و(٢٥للتكوين املهني، و( ا ) مركز٢٥فشمل التطبيق ( .)٢() طالب ١٠٠٠( املشاركني فيها

م) لواقع التعليم التونيس فقد ٢٠١٠ومن خالل دراسة احلالة التي قام هبا اجلمني (يف جمال التعليم للريادة من الناحية مهام أن تونس قد قطعت شوطا توصل يف دراسته إىل

القانونية التي متهد ةم) األرضي٢٠٠٢( الترشيعية، حيث يمثل القانون التوجيهي للتعليم عام لنرش التعليم الريادي وإدر الدراسة ذلك فقد أوصتعىل اجه يف الربامج التعليمية، وبناء

قوانني التي ختص التعليم الريادي بالرشوع يف أقرب وقت يف الرتمجة الفعلية للترشيعات وال

.٣٦سابق، صالرجع امل )١(

.٣٧سابق، صالرجع امل )٢(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٨

م) للتعليم، عرب بلورة خطة واضحة عملية شاملة وحمكمة ٢٠٠٢( وخاصة القانون التوجيهيإلدراج التعليم الريادي يف الربامج الرسمية للتعليم األسايس والثانوي والتدريب املهني

. )١(والتقني

شهادة إمتام التعليم بمرحلة عىل احلصول املرصي تعليم الثانوييشرتط القبول بمرحلة ال

عد عىل التعليم األسايس، ويتوزع الطالب نوعيني رئيسني من التعليم الثانوي؛ تعليم ثانوي عام يتوفري عاملة فنية مدربة يف املجال الصناعي الطالب للتعليم اجلامعي، وتعليم ثانوي فني هيدف إىل

الطلبـة للحيـاة بجانـب يف مرص إىل إعـدادهتدف مرحلة التعليم الثانوي وي، والزراعي والتجارإعدادهم للتعلـيم العـايل، ـو املشـاركة يف احليـاة العامـة، والتأكيـد عـىل ترسـيخ القـيم الدينيـة والسلوكية والقومية، باإلضافة إىل إعـداد فئـة الفنـي يف جمـاالت الصـناعة والزراعـة والتجـارة

.)٢(وافدارة واخلدمات تطبيق التعليم للريادة يف مرص:

ات من القرن العرشين مع إعادة يبدأ التخطيط لتشجيع العمل احلر يف مرص يف السبعينم) وتسارعت اجلهود يف أواخر ١٩٧٣( هيكلة االقتصاد كأحد املخرجات اإلجيابية حلرب

.)٣(ات بمساعدة دولية وما زالت مستمرة يات والتسعينيالثامنين

.٤٠ص سابق،الرجع امل )١(

، مرجـع تقـدمالرتبية املقارنة ونظم النعلـيم يف بلـدان العـامل املبيومي حممد ضحاوي، حممد إبراهيم خاطر، )٢( .١١٤سابق، ص

أبو بكر بدوي، دراسات حالة عن الدول العربية (األردن، تونس، سلطنة عامن، مرصـ)والتقرير اإلقليمـي )٣() Stratrealمرشـوع مشـرتك بـني اليونسـكو ومؤسسـة (والتوليفي، التعليم للريادة يف الدول العربية،

.٧٨والثقافة، مرجع سابق، ص، منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم الربيطانية

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

٩٩

مسـؤويلني يف قطاعات التعليم وغريهم مـن سؤولغم من اعرتاف العاملني واملالرعىل ورسـمي الغري د الكبرية يف التعليم والتدريب الرغم من اجلهوعىل التنمية بأمهية التعليم للريادة، و

متطلبـات عـىل يف املدارس واملعاهد والكليات، إال أنه ال زالت مناهج التعليم الرسمي ال حتتوي التعلـيم للريـادة مـن خـالل التعلـيم ادة، فـالطالب ال يتلقـونام يتعلق بـالتعليم للريـرسمية في

ى الرسمي، وإنام يتم من خالل توجهات غري رسمية واتفاقيات بني الوزارات واجلهـات األخـر .)١(املتعاونة كمنظمة العمل الدولية والوكالة الكندية الدولية للتنمية

:)٢( يف مرص من خالل عدة مبادراتوقد تم تطبيق التعليم للريادة عامل األعـامل) (تعرف إىل مبادرة منظمة العمل الدولية؛ حيث قدمت برنامج كاب -أوال

كافة املتعلمني لزيادة وعيهم عن العمل الريادي، فقدمت برامج تعاون متتـد بـني يتم توجيهه إىل أشهر وعامني).٦(

؛ هتـدف إىلالبرشية التابع ملنظمة العمـل العربيـة مبادرة املركز العريب لتنمية املوارد -ثانياتنمية فرص الريادة واملبادرة يف العامل العريب، من حيث حتديد معـايري مطلـوب توفرهـا يف الفـرد لتحقيق النجاح يف عمله الريادي، وقد تم دراسة هذه املعـايري مـن قبـل فريـق مـن اخلـرباء وتـم

ه املراحل بمعرفة عامل األعامل واملرشـوعات الصـغري مراحل) رئيسة، اهتمت هذ ٤( تقسيمها إىلواملتوسطة، وبإنشاء املرشوعات، وبإدارهتا وتطويرها، وتم وفقا لذلك حتديد مـنهج تـدريبي تـم

برنامج تدريبي، ثم إعداد وجتريب املواد التعليمية املطـورة، ومـن ثـم توزيـع النسـخة حتويله إىل .تنفيذ الربنامجعىل عريب، ومن ثم التخطيط لتدريب املدربني األخرية أثناء انعقاد مؤمتر العمل ال

إعـادة هيكلـة النظـام التعليمـي م) إىل٢٠١٠( توصلت الدراسة التي قـام هبـا بـدويولتشجيع اإلبداع والتفكري املستقل وذلك بمراجعة املناهج يف مراحل التعليم األسايس والثانوي،

.٨٠سابق، صالرجع امل )١(

.٩٠سابق، صالرجع امل )٢(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

١٠٠

لريادي يف املدارس، ودمج فصول العمل الريـادي يف والتعجيل بالتوسع يف تدريس مواد العمل ابرامج ومقررات التعليم الفني، وتشجيع تقديم توجيه وإرشاد ملسـرية احليـاة العمليـة لألفـراد،

أن هناك نسبة ال بأس هبا يف التعليم للريادة تقدمه مـنظامت غـري حكوميـة وجهـات وتوصل إىل يف مقدمي برامج التعليم للريادة إال أن عـددا غري رسمية، وبالرغم من التنوعى ومؤسسات أخر

من املتخصصني يرون انعدام التنسيق بني هذه اجلهات، وبالتايل ضياع املوارد يف تصـميم وإنتـاج ية متكاملة لتحديد الرؤية الوطنية للتعليم اسرتاتيج برامج تعليمية متشاهبة، فهناك حاجة ماسة إىل

.)١(ة معا لتحقيق هذه الرؤية للريادة وربط معظم اجلهات املشارك

امن جماين حت سـنة دراسـية) التعلـيم األسـايس ١٢إكامل (ى التعليم احلكومي يف سلطنة ع

االستمرار يف تنمية املهارات عرش سنوات وبعد األسايس سنتني، هيدف التعليم بعد األسايس إىلالطالب بام هييئهم ليكونوا أعضـاء فـاعلني يف ى األساسية ومهارات العمل والتخطيط املهني لد

.)٢(د التعليم األسايس ن فرص التعليم والتدريب والعمل بعاالستفادة معىل املجتمع، قادرين تعزيز الريادة يف التعليم العامين:

م) أن من أهداف التعليم الثانوي تنمية التفكـري والقـدرات ٢٠١٠( دراسة الغساينى تركن الطالب من حل املشـكالت وتوظيـف التفكـري العلمـي يف حـاالت واقعيـة املختلفة التي مت

اختاذ القرار املناسب، وأن الترشيعات اخلاصة بالتدريب املهني والتعليم التقنـي تعـزز وصوال إىلالقة بالريادة من هذه الصفات التعليم للريادة، كالترشيع الذي حيدد صفات اخلرجيني، والتي هلا ع

التطبيـق يف بيئـة العمـل عـىل ا خرجيو التعلـيم الفنـي والتقنـي أن يكونـوا قـادرين يتمتع هب التي

.٨٥مرجع سابق، صأبو بكر بدوي، )١(ـامن )٢( ) Embassy of Oman- cultural Division-Washington,DC( موقـع سـلطنة ع

.)م١١هـ) الساعة(٢٨/٣/١٤٣٦بتاريخ (

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

١٠١

التفكـري الناقـد والتحليـل وحـل عـىل للمعارف واملهارات التي اكتسبوها، وأن يكونوا قادرين التحديات من عدة زوايا وحتليلها بأسـلوب املشكالت األمر الذي سيؤهل املتخرج ألن ينظر إىل

عرض وتطبيق مهاراهتم الريادية، األمر عىل ن م قادرواد احللول املناسبة، وأهنعلمي ومنطقي إلجيسهم يف إعداد الطالب لفرص التعليم العايل وفرص سوق العمل بشكل أفضل .)١(الذي ي

:مبادرات تطبيق التعليم للريادةاألسـايس : تركـز املنـاهج يف التعلـيم مبادرة التعليم للريـادة يف املنـاهج املدرسـية -أوال

املهـارات عـىل إعداد الطالب حلياة منتجة، وقد ركزت املناهج بشكل كبري عىل والتعليم الثانوي احلياتية مثل مهارات التفكري النقدي واإلبـداعي، وإدارة الوقـت ومهـارات الـتعلم الـذايت، ممـا

يـادة، وتـم النفس يتسـم بالنشـاط واملبـادرة والرعىل االعتامد عىل تكوين جيل قادر عىل يساعد تزويد املواد بمجموعة من القيم االجتامعية والبيئية مثل االسـتخدام األمثـل للمـوارد الطبيعيـة والتقدير اجلاميل واملهارات املوسيقية، وشملت املناهج أخالقيات العمل مثـل الصـدق واألمانـة

عامل احلرف واألجيابية نحو الفريق واالجتاهات اإلوتقدير الذات واآلخرين وإتقان العمل وروح .)٢(اليدوية

: يقوم هـذا املركـز بتـوفري التوجيـه املهنـي للطـالب املركز الوطني للتوجيه املهني -ثانيا ٥٠٠( ن عمل، وكـل مدرسـة يقـل عـدد طالهبـا عـنعحسب مستوياهتم التعليمية وللباحثني

٥٠٠ا عـن (طالب) يكون فيها أخصائي توجيه مهني واحد، ويف املدارس التي يزيد عدد طالهبـطالب) يوجد أكثر من أخصائي للتوجيه املهني. من مهام املركـز واملكاتـب التابعـة يف حمافظـات ومناطق السلطنة بتقديم التدريب ألخصائيي التوجيه املهني بمختلف املـدارس؛ لتمكيـنهم مـن

ربية (األردن، تونس، سلطنة عامن، مرص)والتقرير اإلقليمي أمحد الغساين، دراسات حالة عن الدول الع )١(

) Stratrealمرشوع مشرتك بني اليونسكو ومؤسسة (والتوليفي، التعليم للريادة يف الدول العربية، .٤٧منظمة األمم املتحدة للرتبية والعلم والثقافة، مرجع سابق، ص الربيطانية،

.٥٠ص سابق،الرجع امل )٢(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

١٠٢

ل، وتقـدم التعليم العايل أو سوق العمـ مساعدة الطالب خالل املرحلة االنتقالية من املدرسة إىلالتخطـيط عـىل مـواهبهم وقـدراهتم عـىل التعـرف عـىل أنشطة توجيه مهني ملسـاعدة الطـالب

ملستقبلهم، وتشمل أنشطة التوجيه املهنـي اختـاذ القـرارات وخطـوات النجـاح والثقـة بـالنفس والنظرة اإلجيابية للحياة والدراسة يف التعليم العايل وإقامة املشاريع الصغرية، ومهارات العـرضالناجح ومهارات تنظيم وإنجاز امللف الوظيفي للطالب، أيضا يقـوم املركـز بإصـدار الكتيبـات واملنشورات واألدلة التـي تـدعم الطـالب للتخطـيط ملسـتقبلهم الـدرايس واملهنـي وتزويـدهم

مسارك املهني) للصف العارش واحلـادي عرشـ والثـاين عرشـ ( بمهارات الريادة، من هذه األدلةامليول املهنية والسامت الشخصية) وتعرف آخر هو( حوارات التوجيه املهني، ودليلوالذي يدعم

سـامهتم اخلاصـة وذلـك لتطويرهـا عـىل الطالب بآليات تنظيم مشاريع ريادية من خالل التعرف .)١(ولتنفيذ املشاريع الريادية

مهنيـة يف : تقدم مراكز التدريب املهنـي ثـالث مسـتوياتالتعليم والتدريب املهني -ثالثا يف التعلـيم األسـايس بالسـنة األوىلرشثالث سنوات، يلتحق الطالب الذين أكملوا الصف العا

من برنامج التدريب، والذين أكملـوا الصـف احلـادي عرشـ والثـاين عرشـ يف التعلـيم الثـانوي سمح للطالـعىل فيلتحقوا بالسنة الثانية باملركز، ولتعزيز فرص حصول الطالب ب وظائف فإنه ي

مكنهم العودة إىل مقاعـد بالتوقف عن الدراسة بعد إكامل أي من املستويات املهنية املطروحة، وي .)٢(الدراسة بعد اكتساب اخلربة العملية، ويف هذا تدعيم للفكر الريادي

أن النظام التعليمـي يف السـلطنة يعـزز روح م) إىل٢٠١٠( توصلت دراسة الغساينوقد لكثري من اجلهود لتحسني نظام التعليم وتطوير املناهج وإطـالق املبـادرات الريادة، وأنه تم بذل ا

تعليم أسايس ، وتعليم ثانوي نتج عنه مزيج متوازن اجلديدة، وأن إعادة هيكلة النظام املدريس إىل

.٥١بق، صساالرجع امل )١(

.٥٢ص مرجع سابق،أمحد الغساين، )٢(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

١٠٣

من املبادرات التي تشجع التعليم للريادة، وقد شمل ذلك التحول التدرجيي نحـو الالمركزيـة يف نحـو حتول يف عقليات من يدير املدارس حيث أصـبحوا أكثـر انفتاحـا إىلى رس مما أدإدارة املدا

الرغم من كـل هـذه التحسـينات إال أنـه مل يـتم تقيـيم أثرهـا عىل دعم روح الريادة يف التعليم، و .)١(دورها يف هتيئة الشباب لالنخراط يف سوق العمل عىل للتعرف عن قرب

يةجتربة اململكة العربية السعود-٥بالنسبة للتعليم السعودي فقد وجه اهتاممه للمرحلة اثانوية ، ووضع هلا أهـداف تتوافـق

مع فلسفة املجتمع املنطلقة من القرآن الكريم والسنة املطهرة.الحظ أن أهداف التعليم الثانوي تدور حول ثالثـة حمـاور؛ األول هـو اسـتكامل نمـو وي

الثاين هو إعداد الطالب ملواجهة احليـاة، الثالـث هـو الطالب يف إطار متناسق ومتكامل ومتزن، .)٢(إعداد الطالب ملواصلة التعليم العايل

ولكن عىل الرغم من أصالة أهداف التعليم الثانوي وشموليتها إال أهنا تفتقد إىل التطبيـق م) أن األهداف جـاءت يف عبـارات شـاملة ٢٠٠٤هـ/١٤٢٥السنبل ( هذا ما يؤكدهويف الواقع

ة تستوعب املايض واحلارض ومتتد للمستقبل، وأهنا جتمع بني األصالة والتجديد، لكن هـذه ومقنناألهداف تتطلب عملية تربوية معقدة وخطة حمكمة تنتقل من حتديد الغايات ورسم األهداف إىل تبني طرق الوصول إىل حتقيق هذه األهداف، إذا تم ذلك فسوف يتمكن املسؤولون عن الرتبية يف

ة العربية السعودية من صناعة املستقبل صناعة علمية منظمة بأسـاليب التخطـيط العلمـي اململك .)٣(املعارصة

.٦٤-٦٢سابق، صالرجع امل )١(، الريـاض، دار اخلرجيـي للنرشـ والتوزيـع، ٧، طنظـام التعلـيم يف اململكـةعبد العزيز السنبل وآخـرون، )٢(

.٢١٢م، ص ٢٠٠٤هـ/ ١٤٢٥

.٥٦٢سابق، ص الرجع امل )٣(

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

١٠٤

-تطبيق التعليم للريادة:مبادرات هو أحد برامج مدينة امللك عبد العزيز للعلـوم والتقنيـة، وقـد تأسـس عـام برنامج بادر: –أوال

لتقنية، من خالل تبني جمموعـة مـن اخلـدمات الربنامج إىل تنمية املتاجرة ا م، ويسعى هذا٢٠٠٧التي تشمل ريادة األعامل واالبتكار وتأسيس احلاضنات، ومن اإلدارات التي يتضمنها الربنـامج إدارة دعم ريادة األعامل التقنية؛ تسعى هذه اإلدارة إلجياد وعي بريادة األعـامل التقنيـة وتشـجع

تسعى هـذه افـدارة للتنسـيق والتعـاون مـع خمتلـف عىل ثقافة العمل احلروتسويق التقنية، أيضا اجلهات احلكومية واخلاصة لتطوير ريادة األعامل التقنية واملسامهة يف إعداد جيل متميز مـن رواد

، وإقامة اتفاقيات األعامل التقنية، وبناء الكفاءات املهنية املتخصصة يف جماالت اقتصاديات املعرفةة يف جمال ريادة األعامل التقنية، ومجيع هذه األهداف حتققهـا مع جامعات ومنظامت دولية هلا خرب

من خالل إقامة محالت توعية بريادة العامل وبرامج تطوير مهارات رواد األعامل وبـرامج تعزيـز املهارات الريادية للباحثني، ومن خالل برامج تطـوير مهـارات العـاملني يف املجـاالت املرتبطـة

الـربامج، ويعمـل برنـاج بـادر يف الريـاض وجـدة واخلـرج وعنيـزة بريادة األعامل وغريها من لكن الباحثة ترى أن نشاط هذا الربنامج غري ملموس يف الواقع وخاصة يف مـدارس .)١(والدمام

، هذا فضال عن قرصه عىل مناطق معينة دون األخرى.التعليم العام وبالتحديد املرحلة الثانوية وورلدوايــد اتشــيفمنت جونيــوروهــي امتــداد ملؤسســة :)٢(برنــامج إنجــاز الســعودية -ثانيــا

)®Junior Achievement Worldwide غـري ) حبث تعترب أكرب مؤسسـة تعليميـة عامليـام، وهي متخصصـة يف تـدريب ١٩١٩هادفة للربح، تأسست يف الواليات املتحدة األمريكية عام

تقوم عىل ية، وذلك من خالل برامج الطالب لسوق العمل وإطالق املشاريع اخلاصة واملعرفة املال

)١( mission-https://www.badir.com.sa/ar/about/vision هـــــ١٤٣٧-٣-٥ تــــاريخ م. ٨ الساعة

)٢( saudi.org-http://www.injaz م.٩ الساعة هـ١٤٣٧ -٣-٥ تاريخ

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

١٠٥

عد مؤسسة انجاز السعودية أيضـا جـزء مـن انجـاز العـرب يف التجربة ونقل اخلربات العملية، تاألردن. يسعى هذا الربنامج لتعزيز مستقبل الشباب السعودي وإعدادهم لالنضـامم إىل اقتصـاد

ة أركان رئيسية وهي: االستعدادية قائم عىل املعرفة من خالل تقديم عدة مبادرات ترتكز عىل ثالثللعمل، والثقافة املاليـة، وريـادة األعـامل ، وتتضـمن سـبعة مفـاهيم أساسـية هـي: االقتصـاد، االستعدادية لسوق العمل، وأخالقيات العمل، واألعامل الريادية، واملفاهيم املاليـة، واملواطنـة.

زارة الرتبية والتعلـيم واجلامعـات ويعمل برنامج انجاز السعودية مع رشكات القطاع اخلاص وو واملتطوعني.

الثانويـة خلرجيـي التـدريب لتوفري: يسعى الربنامج التدرج خلرجيي املرحلة الثانويةبرنامج -ثالثا أرامكـو يف األكاديميـة مسـتوياهتم بحسـب خمتلفـة بوظـائف لاللتحـاق وإعدادهم السعوديني لضـامن الالزمة والوظيفية األكاديمية ملهاراتا عىل الطالب تدريب وذلك من خالل ،السعودية ما عادةالوظيفي و املسار حسب ختتلف للربنامج الزمنية الفرتة، واملستقبلية وظائفهم يف نجاحهم الكمبيوتر، ومهارات والرياضيات اإلنجليزية اللغة األكاديمي التدريب ويشمل ،عامني تستغرق له يتبع الذي الوظيفي املسار عىل يعتمدف الوظيفية اتاملهار عىل التدريبأما ،والسالمة والصحة التدريب مسارات حتديد يتمو .املشارك ، "قيـاس" العامـة القـدرات اختبـار مسـتوى عـىل بنـاء يـتم السـعودية، أرامكـو لـدى القبول اختباراتومن خالل الثانوية للمرحلة الرتاكمي واملعدلومـن ثـم يلتحـق .ملهـارات املتـدرب املناسـبني يبالتدر ومسار اإلنجليزية اللغة مستوى حتديد

، املسارات التدريبية املتاحـة املتدرب بعد ذلك بالتدريب الذي يكسبه مهارات أكاديمية ووظيفيةللمتدرب موظف أعامل مكتبية، مشغل آالت النفط والغاز، فني صيانة أدوات، رجـل اإلطفـاء،

ام معادن، فني صيانة تكييف اهلواء، فني رجل األمن الصناعي، ميكانيكي حفر، وفني معادن، حلتوافق مع طبيعة عمل رشكة أرامكـو وطبيعـة املنطقـة ي. وترى الباحثة أن هذا الربنامج )١(كهرباء

)١( tp://www.saudiaramco.comht ص ٩:٣٠ الساعة هـ١٤٣٧-٣-١٣ بتاريخ.

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

١٠٦

سهم يف تأهيل الشباب ملامرسة األعـامل املهنيـة والـربط الرشقية التي تتسم بوجود النفط، حيث يوممكـن أن يكـون بجانـب هـذا الربنـامج التعليم، بني احتياجات سوق العمل يف تلك املنطقة و

سهم يف إعداد الشباب يف تلك املنطقة لالستفادة من الثروة البحرية وغريها مـن الـربامج برامج تالتي تتوافق مع طبيعة املنطقة، وخالصة القول أن يتم دراسة احتياجات كل منطقة وكيفية ربطها

سهم يف إعداد املخرجات ا ملؤهلة. بالتعليم حتى ي

الحظ من خالل استعراض جتارب الدول ما ييل: يمكن االستفادأنه - سـرتاليا والتـي سـمحت فيهـا لطـالب املرحلـة الثانويـة ة من جتربة أي

يف املدرسة أو لـدى اجلهـات املختصـة بالتـدريب، أو باملشاركة يف دروس التعليم املهنيم بدوام كامل أو جزئي، ليتخرج الطالب وإتاحة املجال لدمج العمل والتعليم املهني العا

هـذا بمؤهالت كاملة أو جزئية من التعليم والتدريب املهني باإلضافة إىل شهادة الثانوية، تساعد املدارس عـىل إعـداد والتطبيق، وهناك برامج ملدة سنتني التوجه يربط بني النظرية

ربط بني التعلـيم والتـدريب وتوثيق طرق مبتكرة يف التعليم للمشاريع، ترى الباحثة أن ال .أمر مهم

مكن االستفادة - من جتربة الواليات املتحدة املريكيـة يف أن يـتم توجيـه النشـاطات أيضا يها الالصفية يف املدارس خلدمة األحياء عـد ؛ بحيث يقوم الطالب بإجراء دراسات بحثية ي

توجد فيـه املدرسـة، ، هتدف إىل حتديد احتياجات احلي الذينيمعلالطالب بمساعدة املبتكـرة وخطـة لتطبيقهـا، بـذلك يتـدرب الطـالب عـىل التفكـري املويتم وضـع احللـول

تمع ومن ثم حتويل األفكار إىل مشاريع.باحتياجات املج

متيز التعليم للريادة يف النـرويج بالتنسـيق بـني وزارة الرتبيـة والتعلـيم ووزارة الصـناعة - .خمرجات التعليم وسوق العملوالتجارة، وهذا أمر مهم للربط بني

بالنسبة للدول العربية فكانت دراسات حالـة توصـلت مـن خالهلـا إىل الـدعوة لتفعيـل -

الفصل الثالث مشروع التعليم للريادة (للمشاريع) في منظمة األمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية

١٠٧

التعليم للريادة يف التعليم الثانوي، كاألردن ومرص وتونس.

الطـالب متيزت سلطنة عامن برتكيز املناهج يف التعلـيم األسـايس والثـانوي عـىل إعـداد -كساب الطالب املهارات احلياتية مثـل مهـارة التفكـري النقـدي إ للحياة املنتجة من خالل

سهم مجيعها يف إعداد جيل قـادر واإلبداعي، ومهارة إدارة الوقت والتعلم الذايت، والتي ت عىل االعتامد عىل النفس ويتسم بالنشاط واملبادرة والريادة.

امن بإنشاء مركز وطني للتوجيـه املهنـي يف ا - لتعلـيم الثـانوي؛ يـوفر أيضا متيزت سلطنة عاألنشطة املساعدة للطالب عىل التعرف عىل مواهبهم وقدراهتم عىل التخطيط ملسـتقبهم، وتشمل أنشطة التوجيه املهني اختاذ القرارات وخطوات النجاح والثقة بالنفس، والنظـرة

ن ريع الصـغرية، وغريهـا مـاإلجيابية للحياة والدراسة يف التعلـيم العـايل، وإقامـة املشـااملهارات، ومهم وجود مثل هـذه املراكـز يف مرحلـة التعلـيم الثـانوي السـعودي؛ ألهنـا

وجيهه ملا يتناسب مع هذه القدرات.م تستساعد الطالب يف حتديد مواهبه وقدراته ومن ث

الحظ - أن هناك حماوالت لتعليم وتدريب الطـالب يف املرحلـة العربية من جتارب الدول يوفق ما جاء يف دراسة منظمة اليونسكو ومنظمة العمـل اريع الصغريةالثانوية للقيام باملش

، وذلك يعني توجيه خمرجات التعليم الثانوي للعمل احلر، كحل ملشـكلة البطالـة الدوليةيف حال اإليـامن هبـذا احلـل ال بـد أن يسـبق عمليـة لكن الدول، و ي تعاين منها معظمالت

.ما سيتم تناوله يف الفصل القادم جتمع، وهذاامل التطبيق ألي مرشوع دراسته وفق عقيدة

التعليم للريادة من منظور

تربوي إسالمي

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٠٩

التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

لقد أحدثت الدعوة اإلسالمية تغيريات يف مجيع املجاالت السياسية واالقتصادية بط يسري وفق إنسان منض واالجتامعية، ومتكنت من إخراج اإلنسان من سيطرة نزعاته وأهوائه إىل

منهج واضح وأهداف حمددة ووسائل يستعني هبا.إحداث التجديد يف التي أحدثتها الدعوة اإلسالميةوقد كان اهلدف من هذه التغيريات

اآلراء واملعتقدات، ويف نظم احلياة وقوانينها ويف األنامط السلوكية؛ لتصبح صاحلة لتحقيق ، حياة يتحقق فيها الرخاء عن طريق الكفاية اإلنتاجية السعادة لإلنسان يف حياته الدنيا واآلخرة

والعدالة االجتامعية، والوسيلة لتحقيق ذلك لن تكون األفكار القديمة وال الوسائل القديمة وإنام أن تبعث يف اإلنسان القوة واحليوية ووسائل علمية آلية قادرة عىل ال بد من أفكار جديدة قادرة

.)١(د الكفاية اإلنتاجية ثم حتقيق العدالة االجتامعية إحداث التنمية لبلوغ حعىل دث تغيريات مقبولة ال تتعارض م ع الثوابت، فاإلسالم يتقبل األفكار اجلديدة التي حت

ودعت إليها ،هم يف حتقيق النفع للفرد وللمجتمع، ومن األفكار اجلديدة التي ظهرت حديثاوتسيادة وذلك حلل العديد من املشكالت التي تعاين منها املنظامت الغربية هو أن يكون التعليم للر

املجتمعات الغربية، ولكن مدلول هذا املفهوم له معان وتوجهات يف الفكر الغريب تناولتها الباحثة يف الفصل الثاين خيتلف عن مدلول هذا املفهوم يف الفكر اإلسالمي والذي سيتضح يف

يادة يف املعاجم اللغوية وما اتفق عليه العلامء، فسيتم تناول مفهوم التعليم للر هذا الفصل، وتوضيح طبيعة التعليم للريادة من منظور إسالمي، وخصائص ووظائف التعليم للريادة.

، بـريوت، املؤسسـة العربيـة للدراسـات ١، طالقرآن ومشـكالت حياتنـا املعـارصةحممد أمحد خلف اهللا، )١( .٤٨م، ص ١٩٨٢والنرش،

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٠

لريادة من منظور تربوي إسالميالتعليم لمفهوم

عربية يف اللغة ال )Entrepreneurship(جاء يف الفصل الثاين أنه تم ترمجة مصطلح كام للفهم واإلحاطة باإلضافة للريادة إىل عدة معاين منها: املبادرة واملبادأة، رأت الباحثة تعريفها طلبا

، وهذا ما تم تناوله يف هذا املبحث باإلضافة إىل مفهوم التعليم للريادة بالعالقة بني املصطلحات من منظور تربوي إسالمي، وأمهية التعليم للريادة.

ل س ر : مصدر فعل الرائد، والرائد: الذي ي د و يف التامس جاء يف لسان العرب لفظ الرة وطلب الكأل ع ج الن اد. ويف حديث عيل و يف صفة الصحابة رضوان اهللا عليهم ،t ، واجلمع ر

دلة أي يدخلون وخيرجون أ ادا و طالبني للعلم ملتمسني للحلم من عنده أمجعني: يدخلون ربرص هلم الكأل ومساقط الغيث، داة للناس. وأصل الرائد الذي يتقدم القوم ي وخيرجون أدلة ه، هو مجع رائد، أي نرود اخلري والدين ألهلنا. ورجل ة نا قوم راد ويف حديث وفد عبد القيس: إ

: بمعن قال: بعثنا رائى راد ل، وي ع يرود الكأل واملنزل ويرتاد. واملعنرائد، وهو ف ي ينظر ى دا واحد أ .)١(ويطلب وخيتار أفضله

اد ورادة )٢(م)١٩٩٢وجاء أيضا يف املعاجم احلديثة كمعجم الرائد ( و د: مجع ر ائ ، الر عن مكان فيه ماء وعشب ينزلونه. ورائدون، وهو الرسول الذي يتقدم القوم بحثا

.١، ص ٣، بريوت، دار صادر، ج١،طلسان العربحممد بن مكرم بن منظور، )١(

.٣٧٧م، ص ١٩٩٢، دار العلم للماليني، بريوت، ٧، طالرائد ،جربان مسعود )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١١

يأخذ بزمام املبادرة والطلب والتقدم للقيام بتمهيد الطريق؛ الريادي هو الشخص الذي فلغريه بعد تعلمه واكتسابه وتقييم الوضع الذي سينتقل إليه ليسري الناس خلفه، فيكون مرشدا

اخلربة يف اختيار ما هو أفضل، فيتميز عن غريه بمبادرته يف التقدم.فرس اجلبري ( برص لقومه ما ال يبرصونه اللغوي بأنه اإلنسان ى املعن م)٢٠١٤وي الذي ي

بأنفسهم، والذي يتقدم قومه الستطالع احلال، وخيتار هلم أنسب البدائل من اخليارات املتاحة، .)١(وينبئهم بام يكون عليه شأهنم مستقبال من خالل استطالعه ونظره

ف الباحثة العمل الريادي بأنه عر هورها متطلبات األعامل املتوقع ظعىل التعرف :وت مستقبال، واالستعداد املناسب هلا، واختيار األصلح للفرد واملجتمع.

من خالل ما سبق يتضح أن مصطلح الريادة يف اللغة يتضمن ما ييل: و الطلب والتقدم للعمل وبذل اجلهد ملعرفة ما هو أنسب للمستقبل. -

ية اجتامعية.مسؤولية فردية ومسؤولحتمل املتقدم والطالب -

خربة يستفيد منها املتقدم والطالب ويستفيد منها املجتمع.عىل أو املتقدم حصول الطالب -

ف بكار عر هو سائد عىل توطني النفس :م) الريادة بأهنا٢٠١٢هـ/١٤٣٣( ي االنفصال عاموذلك يعني اكتساب عادات جديدة يف التفكري وبلورة الرؤية والتواصل مع الناس؛ فهي آثار

.)٢(الصفوف عىل نتائج وتأثري وتقدم ويعني ذلك أن الريادة يف معاجم اللغة ويف الفكر اإلسالمي تدور حول اكتساب الريادي

، الرياض، مركز نـامء ١، طالفقه االرتيدي (نظرات يف الفقه املسترشف للمستقبل)هاين بن عبد اهللا اجلبري، )١( .١٣م، ص ٢٠١٤هـ/١٤٣٥للبحوث واالستشارات،

، الريـاض، دار وجـوه للنرشـ ١، ط خيصـقطار التقدم، مبـادئ وأسـاليب للتغيـري الشعبد الكريم بكار، )٢( .٣٦ -٣٥م، ص ٢٠١٢هـ/ ١٤٣٣والتوزيع،

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٢

، وهذا املفهوم خيتلف أو عمال أو قوال ا ألنامط جديدة يف التفكري لتقديم يشء جديد قد يكون فكر العمل احلر أو يف جانب واحد وهو عن مفهوم الريادة يف الفكر الغريب الذي حرص الريادة يف

اجلانب االقتصادي. عر ضيف إىلوف بوعيه ورؤيته وبجده، ويقود ويبأنه الذي يتقدم الصف ف الرائدوي ؤثر وي

.)١(احلياة الكثري من األشياء اجلميلة والعظيمة ما ييل:يتضمن التعريف االصطالحي وعىل هذا فإن

الريادة هي التقدم والقيادة. -

يم وإضافة كل ما هو جديد ومتميز.تقد -

إحداث التأثري والتغيري. -

جتارب جديدة. الرائد طرق جديدة يف التفكري نتيجة دخولاكتساب -

ية الفردية واالجتامعية.سؤولحتمل امل -

التواصل مع اآلخرين. عىل العمل - : )٢(أن من آثار وتأثريات الريادة ما ييل م)٢٠١٢هـ/١٤٣٣بكار( ىير و

إنشاء جمموعة دعوية أو فكرية أو تطوعية أو جتارية وقيادة املجموعة عىل لرائد أن يعمل ا - بكفاءة، وأن يستفيد من التحديات التي تواجهه والتي تصقل شخصية القائد.

يف التخفيف من نين املسارعيمن حياته، وذلك من صفات املبادر ا أن جيعل التطوع جزء - التي تواجه املجتمع. األزمات

نجاحه، عىل والعمل ا أو جتاري ا أو خريي ا سواء كان فكري ،للرائد مرشوع خاصأن يكون - صفوف املتميزين. لينقله من صفوف الناس العاديني إىل

.٣٥ -٣٤سابق، ص الرجع امل )١(

.٣٧رجع السابق، صامل )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٣

سد رؤيته للمستقبل واالهتامم هبذا اهلدف.ى أن يكون لد - الرائد هدف كبري جي

وهناك من ربط الريادة بجانب حم نوال ياسني فتدد كالريادة التعليمية، فقد عرخصائص وإمكانات وضيحملفكر أو املصلح أو احلاكم بت: قيام اهـ) الريادة التعليمية بأهنا١٤٣٥(

أن فعل أو طريق أو مؤسسة. ولبتكار اال ومن ثم ،بالنظر هلذه اإلمكانات نظرة ناقدةالواقع، ونقل أمهية عىل مفكر تتم هذه العملية يف إطار فريد من االبتكار ومن خالل قدرة نفسية وعقلية لل

جتديدها قواهم، و مجععىل قدرة الاملواطنني والعاملني معه، ومن خالل عامةل إليهما يدعو الطريق اجلديد وإقامة املؤسسة التي تفتح أفق املستقبل وتسمح وسلوكلتحقيق الفعل الرائد،

.)١(بالتطور والنموالتعليم التميز والتقدم يف جمال يتضح من التعريف السابق أن املفكر واملصلح إذا أراد

:أنعليه التواصل مع اآلخرين ومعرفة احتياجات املجتمع، وقادر عىل ، قادر يتمتع بعقلية املفكر -

اإلقناع بالتغيريات التي تسهم يف حتقيق الريادة والتقدم.عىل الواقع دراسة دقيقة وفاحصة لإلمكانات املوجودة. يدرس -

ض باإلمكانات املوجودة ويدفعها للنمو والتطور.إجياد ابتكار ينهعىل يعمل -

وتعرض الباحثة فيام يل ملصطلحات ذات صلة بمصطلح الريادة، وتقوم برشحها وتفسريها، وهي عىل النحو التايل:

)١( )https://uqu.edu.sa) ٨:٢٢هـ)، الساعة ١٤٣٥-٣-١٠)، بتاريخ.

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٤

إىل )١(وأصل املبادرة يف لسان العرب ت ر د : أرسعت، اليش الفعل بدر: ب ورا د ب ر د ب ء أ. ه ل ه: عاج ر د ب ر غريه إليه ي د وب ة ر ت إليه. وتبادر القوم: أرسعوا. وبادر اليشء مباد ر وكذلك باد

إذن املبادرة يف اللغة هي اإلرساع واملسابقة للقيام بالعمل .وضدها اإلبطاء هي التقدم فيام جيوز أن يتقدم فيه وهي حممودة، املبادرة يف االصطالح:

وهو مذموم، والعجلة التقدم فيام ال ينبغي أن يتقدم فيه وهي مذمومة، وضدها األناة وهي .)٢(حممودة

رتجم إىل وأيضا هي املسابقة إىل أو فعال، ناجتة عن انفعال ذايت، ي أو قوال عمل اخلري فكرا، وقد تكون أو تتقي به رشا املبادرة صادرة من اإلنسان بإرادة مثمر لصالح األمة تضيف به خريا

شخص بعينه، وإنام عىل للقيام بواجب عام غري متعني ى ذاتية أو تستجيب نفسه لطلب جهة أخرمتاح لكل املتسابقني الراغبني، والرشع يطلب من اإلنسان السعي الدائم للتفكري اإلجيايب املنتج

يتصف بالسبق والتفرد مع الريادة وفق رؤية إسالمية. وهذا يتوافق )٣(عمال أو موقفا % $ # " !] :ذلك كام يف قوله تعاىل وقد وجه القرآن الكريم إىل

& ' ( ) * + , - Z وقوله ]٣ عمران [سورة آل c d e f g h i j k l m n o p] :تعاىل

rq s t u v w yx z { | } ~ Z ٥٧[سورة احلديد[

.٣٤٠، ص ١جبن منظور، مرجع سابق، حمم بن مكرم )١(هـــ، ١٤٣٤/ ٣/ ١١) بتــاريخ: http://articles.islamweb.netموقــع مقــاالت إســالم ويــب ( )٢(

.م٦:٥٨الساعة ) )٣( khalas.org-http://www.al م٨:٤٤هـ، الساعة ١٤٣٥-٣-١٥)، بتاريخ.

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٥

من سن يف « قال: rرشيف عن املنذر بن جرير عن أبيه عن النبي وكام جاء يف احلديث الاإلسالم سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل هبا بعده من غري أن ينقص من أجورهم يشء، ومن سن يف اإلسالم سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل هبا بعده من غري أن ينقص من

.)١( »أوزارهم يشءرسول عىل ذلك حديث لويد ،من أكثر الصحابة تسابقا t أبى بكر الصديقوقد كان

من أصبح منكم اليوم صائام، قال أبو بكر: أنا، «: rعن أيب هريرة قال: قال رسول اهللا ، rاهللا ، قال أبو بكر: أنا، قال: من شهد منكم اليوم جنازة، قال أبو بكر: قال: من عاد منكم اليوم مريضا

مسكينا، قال أبو بكر: أنا، قال النبي ما اجتمعت هذه اخلصال يف رجل أنا، قال: من أطعم اليوم . )٢( »يف يوم إال دخل اجلنة

يتضمن تعريف املبادرة يف االصطالح ما ييل: أو قوال أو عمال. التقدم واملسابقة واملسارعة إىل - اخلري سواء كان فكرا

يف من جهة ما.التقدم واملسابقة قد يكون بدافع ذايت أو استجابة لتكل -

أن يتصف العمل أو القول أو الفكر بالتفرد. -

.٣٥٧، ص٤مرص، مؤسسة قرطبة، ج مسند اإلمام أمحد بن حنبل،أمحد بن حنبل أبو عبد اهللا الشيباين، )١(، بـريوت، دار ٣، حتقيـق: حممـد فـؤاد عبـدالباقي، طاألدب املفردحممد بن إسامعيل أبو عبد اهللا البخاري، )٢(

.١٨١٨، ص ١م، ج١٩٩٨هـ/١٤٠٩البشائر اإلسالمية،

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٦

دئ: هو الذي أنشأ األشياء ب وجل امل واملبادأة هي مصدر للفعل بدأ، وبدأ: يف أسامء اهللا عز ل : فعل اليشء أو ء د من غري سابق مثال. والب .)١(واخرتعها ابتداء

. ونشأ: أنشأه اهللا: خلقه. أ د : ب ر ط م ي اب وأنشأ اهللا اخللق أي ابتدأ خلقهم، وأنشأ السح: أي ابتدأه ها، وأنشأ شيئا ناء : بدأ ب . أي أن املبادأة هي البدء واإلنشاء لعمل جديد.)٢(وأنشأ دارا

االقرتاح أو يدفع الفرد إىل : التوجه اإلجيايب يف احلياة، وامليل الذياملبادأة بشكل عام هي لغريه، ويرتبط هبذه السمة سامت أخر العمل ابتداء احلسم، عىل ، هي الشجاعة والقدرة ىوسبقا

.)٣(توقع االحتامالت وابتكار الوسائل الكفيلة بمواجهتها عىل ورسعة الترصف والقدرة فشا ذكر ى ساء، حتمن الرجال والن قال ابن إسحاق: ثم دخل الناس يف اإلسالم أرساال

أن يصدع بام جاءه منه، وأن يبادي rاإلسالم بمكة وحتدث به. ثم إن اهللا عز وجل أمر رسوله أن أمره اهللا تعاىل أمره واسترت به إىل rرسول اهللا ى الناس بأمره وأن يدعو إليه؛ وكان بني ما أخف

.)٤(بإظهار دينه ثالث سنني من مبعثه ما ييل:يتضمن تعريف املبادأة اصط الحا

االجتاه اإلجيايب للعمل. -

املسابقة والبدء بعمل أو تقديم مقرتح. -

.٢٦، ص١مرجع سابق، ج بن منظور،م حممد بن مكر )١(

.١٧٠سابق، ص الرجع ملا )٢()٣( )http://www.moqatel.com/ م٧:٣٩هـ، الساعة ١٤٣٥ -٣ -١٦)، بتاريخ.

هــ، السـاعة ١٤٣٥ -٣ -١٥)، بتـاريخ //:web.netlibrary.islamhttpموقع املكتبة اإلسالمية،( )٤(٩:٤٤.

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٧

اختاذ القرار وحسم املوقف.عىل تتطلب الشجاعة والقدرة -

توقع االحتامالت املمكن حدوثها، وابتكار الوسائل ملواجهتها. - : يتضح من خالل استعراض تعريف مصطلح الريادة واملصطلحات املرادفة هلا ما ييلو

أهنا تعني مجيعها الطلب والتقدم واملسابقة للبدء بالعمل أو القول أو الفكر. -

أن يتصف العمل أو القول أو الفكرة بالتميز والتفرد، فيتم تقديم كل ما هو جديد - ومتميز.

اختاذ القرار وحسم عىل ية الفردية واالجتامعية، والشجاعة والقدرة سؤولتتطلب حتمل امل - املوقف.

لتواصل مع اآلخرين.تتطلب ا - التقدم واملسابقة قد تكون بدافع ذايت أو استجابة لتكليف من جهة ما. -

االجتاه اإلجيايب للعمل. -

توقع االحتامالت املمكن حدوثها، وابتكار الوسائل ملواجهتها. -

اكتساب طرق جديدة يف التفكري نتيجة دخوله جتارب جديدة، وبالتايل حدوث التأثري - والتغيري.ز األمة املجتمع اإلسالمي، فاهللا سبحانه وتعاىلعىل ا جديد ا يز والتفرد ليس أمروالتم مي

بلتها وبرشائعها املصدقة لرشائع الديانات اإلسالمية املستخلفة بشخصيتها املستقلة، فقد ميزها بقجود السابقة واملهيمنة عليها، وميزها بمنهجها اجلامع الشامل املتميز، وميزها بتصور خاص للو

واحلياة، وميزها بأهداف واهتاممات تتفق مع شخصيتها، وأيضا براية حتمل اسم اهللا وحده، ، قال اهللا )١(وميزها بأهنا األمة الوسط التي أخرجها اهللا للناس لتحمل أمانة العقيدة وتراثها

A B C D FE G @ ? < = > ; :] :تعاىل

.١٢٩ -١٣٢م، ص ١٩٨٧هـ/ ١٤٠٧، بريوت، دار الرشوق، ١، مج يف ظالل القرآنسيد قطب، )١(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٨

H I J K L M N O P Q R S T VU W X Y Z [

\ ] _^ ` a b c ed f g h i j k Z ٢ورة البقرة [س[ : ; > =< ? M :التميز يف قوله تعاىلعىل أيضا حث اهللا املسلمني

P O N M L K J IH G F E D C B A@L فاهللا ٢[سورة البقرة [عىل حي إليهم باالستقامة يرصف املسلمني عن االستامع لليهود واالنشغال بتوجيهاهتم، ويو

اخلري ال يشغلهم طريقهم اخلاص ووجهتهم اخلاصة، فلكل فريق وجهته، وليستبق املسلمون إىلعىل اهللا وأن اهللا اخلريات مع تذكر أن مرجعهم إىل العمل واالستباق إىل عنه شاغل، فيرصفهم إىل

.)١(كل يشء قدير ازدهار األمة اإلسالمية وتقديم كل ما هو وقد استطاع املسلم حتقيق الريادة يف عصور

تدبر توجيهات اجلانب الديني قدم مرشوع إسالمي متميز وفريد عندما متميز وجديد، ففيالقرآن الكريم والسنة املطهرة والتزم بام جاء فيهام واقرتن العلم بالعمل، ومتيز بأخالقه حني ختلق

ا القرآن واستطاع املسلمون أن يقدموا مرشوع الذي كان خلقه rبالقرآن الكريم أسوة بالرسول دوا علميا بام قدموا من اخرتاعات ا أخالقي ساهم يف نرش الدعوة اإلسالمية، ومتيزوا وتفر

للمجتمع املثايل من خالل حتمل اوأبحاث علمية جديدة، ويف اجلانب االجتامعي قدموا نموذج وة املسلمني احلربية.ية والتعاون واالحتاد والذي كان سببا يف قسؤولامل

مما سبق مكن للباحثة التوصل لتعريف الريادة من منظور إسالمي بأهنا: هي أوانطالقايف املجال الديني أو العلمي أو االجتامعي أو وع يتسم بالتميز واجلدةاملبادرة والتقدم للبدء بمرش

لق من أجلها ا أسس عىل إلنسان، ويرتكز االقتصادي أو السيايس؛ حيقق الغاية واألهداف التي خعىل الرتبية اإلسالمية، بحيث يلبي احتياجات الفرد واملجتمع وحيقق التقدم يف مجيع املجاالت

الفرد واجلامعة ويف احلياة الدنيا واآلخرة. ى مستو

.١٣٠٦رجع السابق، ص امل )١(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١١٩

مكن الوصول ملفهوم واضح وحمدد ملفهوم التعليم للر يادة، من خالل استعراض مفهوم يم والرتبية. التعليم والتعل

، عىل هو عملية قصدية يقوم هبا املعلم ملساعدة املتعلم التعليم: حتسني تعليمه كام وكيفا إىل تنمية اجلانب العقيل أو املعريف للفرد، ومتكينه من اكتساب وهي عملية هتدف أساسا

. )١(زمة لدرايته بصنعة أو حرفة ما أو بعلم أو بفن ما املعلومات واملعارف واملهارات الالاملعلم يف تنمية اجلانب العقيل واملعريف للمتعلم، عىل ية تقع سؤولوذلك يعني أن امل

ومساعدته يف اكتساب املعارف واملهارات التي يتطلبها أي علم أو حرفة ما.ف التعليم أيضا بأنه عر عىل سية، التي تساعد املتعلم : توفري الرشوط املادية والنفوي

التفاعل النشط مع عنارص البيئة التعليمية يف املوقف التعليمي، واكتساب اخلربة واملعارف .)٢(واملهارات واالجتاهات والقيم التي حيتاج إليها املتعلم وتناسبه، وذلك بأبسط الطرق

تعلم يف اكتساب أيضا يتفق هذا التعريف مع التعريف السابق يف أنه يتم مساعدة امل املعارف واملهارات والقيم التي تتوافق مع احتياجات املتعلم.

: وهو أنه تصميم مقصود أو م)٢٠١٣هـ/١٤٣٤ملرعي واحليلة (وهناك تعريف آخر ؤدي ذلك إىل م التي يرشف هندسة للموقف التعليمي بطريقة ما، بحيث ي تعلم أو إدارة التعل

أن يتم التعليم بطريقة يتم وضعها مسبقا، بحيث تؤدي يف النهاية يعني وذلك .)٣(عليها املدرس وهو حدوث التعلم حتت إرشاف املعلم. حتقيق اهلدف الرئيس إىل

-٨٨م، ص(١٩٧٧، القاهرة، مكتبة األنجلو املرصـية، علم النفس الرتبويحطب، آمال صادق، فؤاد أبو )١(٨٩(.

.٢١، ص مرجع سابقتوفيق أمحد مرعي، وحممد حممود احليلة، )٢(

.٢١السابق، ص املرجع )٣(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٠

ف التعليم أيضا بأنه عر املتعلم العقلية ونشاطه ى : عملية حفز واستثارة لقووهناك من يم، وأن التعليم اجليد يكفل أثر التدريب الذايت، وهتيئة الظروف املناسبة التي متكن املتعلم من التع ل

م وتطبيق املبادئ العامة التي يكتسبها املتعلم .)١(ومواقف مشاهبة ى جماالت أخرعىل والتعلأي أن يقوم املعلم باستثارة عقل املتعلم ونشاطه، وتوفري اإلمكانات الالزمة حلدوث

كسب املتعلم امل م، وأن التعليم اجليد هو الذي ي مكن تطبيقها يف التعل هارات الالزمة التي ي الواقع.

م نتيجة عملية التعليم وحمصلة هلا، فقيام من خالل التعريفات السابقة يتضح و أن التعلحدوث نمو يف عىل املتعلم بأداء سلوك معني مل يكن يستطيع القيام به قبل عملية التعليم يدل

م، أما إذا تركز التعليم معارفه أو مهاراته أو قدراته أو اجتاهاته وبال حفظ عىل تايل حدوث التعلاملعارف واملعلومات هبدف اجتياز االختبار ثم نسيان ما تعلمه هذا يعني عدم حدوث عملية

م. التعلم م تبني األمم أجياهلا، التي تتوىل إن التعل ال يف حياة كل جمتمع، فعن طريق التعل له أثر فع

م فيام بعد مقدرات جمتمعاهتا، خرج قوى املستوعىل فإذا كان التعل عىل برشية ى املطلوب فإنه سي عال من املهارة واخلربة يف خمتلف املجاالت.ى مستو

األسلوب أو الكيفية التي يوجه هبا عىل يركز حيقق التعليم أهدافه جيب أن ى لذلك حتهمة املعلم هي هتيئة اجلو املعلم نشاط املتعلمني توجيها يمكنهم من أن يتعلموا بأنفسهم، فتكون م

قاس أمهية التعليمي وتوجيه نشاط املتعلمني وشخصياهتم، ثم تقويم نتائج هذا النشاط، كام تإليه ى اهلدف الذي ترق لتمكني املتعلمني من الوصول إىلى استغالل املحتوى التعليم بمد

. وبذلك يتحقق التعلم.)٢(دراستهم للامدة

ن، دار الفكر، ، طرق تعليم التفكري لألطفالعبدالكريم اخلاليلة، وعفاف اللبابيدي )١( .١٠م، ص١٩٩٠، عام

.٢٥توفيق أمحد مرعي، وحممد حممود احليلة، مرجع سابق، ص )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢١

م: ام يشكل بب أو مهارات أو اجتاهات أو قيم، ب املتعلم ألساليهو عملية اكتسا فالتعلشخصيته وأسلوب حياته وتعامله مع نشاطاهتا املختلفة، وقد حيدث بصورة شعورية ومقصودة م أو بصورة غري شعورية وال مقصودة من خالل معايشة مواقف من خالل نشاط مقصود للتعل

.)١(احلياة املختلفة ف كال من كا عر م بأنه٢٠٠٦( مل وأمحدوي مكن أن نقيسه م) التعل : تغري يف سلوك الفرد ي

نتيجة التحسن يف أدائه، وهو تغري حيدث نتيجة تعرض الفرد ملواقف يف البيئة اخلارجية تثري فيه الرغبة للسيطرة عليها والتمكن منها، وال يتحقق هذا إال نتيجة مروره بعدد من اخلربات يامرس

حل التحكم يف املوقف املعني أو الوصول إىل من النشاط، ويصل يف النهاية إىلأثناءها أنواعا .)٢(بالنسبة له

م هو ممارسة النشاط الذايت الذي يبذله املتعلم، واخلربة التي يقوم عىل : عملية تقوم والتعلنواحي من نفسه وتعدل سلوكه وتؤثر يف نتائج تصبح جزءا هبا املتعلم نفسه هي التي تؤدي إىل

سهم يف تكوين الريادي وفق الرؤية )٣(شخصيته املختلفة م هبذه الصورة سي . وحتقيق التعل اإلسالمية.

م يتضمن ما ييل: يتضح مما سبق أن التعلمرور املتعلم بعدد من اخلربات أو املواقف يامرس أثناءها عدة أنواع من األنشطة -

بمساعدة املعلم.

و مهارات أو اجتاهات أو قيم.اكتساب املتعلم ألساليب أ -

يف سلوك املتعلم، وتشكيل شخصيته. - حدوث تغري

.١٢٠م، مرجع سابق، ص مفيدة حممد إبراهي )١(

، الريـاض، دار ٣، طعلم الـنفس الرتبـوي يف ضـوء اإلسـالمفادية كامل محام، وعيل أمحد سيد مصطفى، )٢( .٨٠م، ص ٢٠٠٦هـ/ ١٤٢٧الزهراء للنرش والتوزيع،

.١٣٦م، ص ١٩٧١، القاهرة، عامل الكتب، ، التعلمإبراهيم وجيه حممود )٣(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٢

م من خالل طريقة تعامله مع النشاطات األخر - التي تواجهه ى يمكن قياس حدوث التعل يف احلياة، وكيفية التوصل للحلول املناسبة.

م للريادي يف عدة نقاط :)١(ويمكن تلخيص أمهية حدوث التعلم -١ التي تصادفه. تكالحل املشعىل يف سلوك الفرد، يساعده يعني تعديال أن التعل

يتعلم الريادي تعديل سلوكه الكتساب خربة معرفية تزيد من نمـوه وفهمـه للعـامل الـذي -٢ البيئة وتسخريها خلدمته.عىل زيادة قدرته للسيطرة حييط به، وبالتايل يؤدي إىل

عدل سلوكه لتحقيق مزي -٣ من التكيف للبيئة الطبيعية واالجتامعية. ا ديتعلم الريادي كيف ي

يف جمتمع له خصـائص أن يعيش سعيدا عىل واجتاهات وقيام تساعده يتعلم الريادي ميوال -٤ثقافية وحضارية ومادية معينة؛ ألن هذه امليول والقيم واالجتاهات هي التي تعطي حياتـه

.ىيف هذا املجتمع معنم حيقق عدد عىل من النتائج، التي تسهم يف إجياد الرياديني القادرين ا وأيضا تطبيق التعل

م واملجتمع، سؤولحتمل امل من هذه النتائج وية والتقدم بأعامل متميزة تتوافق مع احتياجات املتعل :)٢(ما ييل :يف املجال املعريف -

م هي عملية تنظيم اخلربة عن طريق كشف عالقاتكوين املعاين واملفاهيم -١ ت : فعملية التعلوداللة وتنمية هذه العالقات. واخلربة تنمو بمالحظة املميزات اخلاصة ى جديدة ذات معن رئيس ؤديه الشبه واالختالف، وبالتايل تباألشياء وأوج يف اكتساب املفاهيم. ا اخلربة دورا

: التفكـري هـو إعـادة تنظـيم اخلـربات التـي تـم اكتساب طرق التفكري وحل املشـكالت -٢ق التذكر، يف كل جديد يناسب املوقف الذي يواجهه الكـائن احلـي، اسرتجاعها عن طري

.٨٣سيد مصطفى، مرجع سابق، صفادية كامل محام، وعيل أمحد )١(

.)٩٨ -٩١( رجع السابق، صامل )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٣

التخيل كأحالم اليقظة واأللعاب والتفكري نوعان نوع حر غري موجه نسبيا وهو أقرب إىلحـل أو ابتكـار يشء نـافع اإلهيامية. والنوع اآلخر هو التفكـري املوجـه الـذي هيـدف إىل

قسمني: وينقسم هذا النوع إىل

أو تقويمي: يستخدم لفحص رأي معني، ينتهي بإصدار األحكام تفكري نقدي - أ واملوازنة بني موضوعني أو أكثر للمفاضلة بينهام.

قيمة، والعمل االبتكاري اويستخدم إلنتاج يشء جديد ذ تفكري إبداعي أو ابتكاري: - ب، أو اكتشاف عالقات جديدة أو الوصول إىل معينا يتضمن اخرتاع يشء خيدم غرضا

كسب الريادي كيفية التعرف حل للم م ي املشكالت وكيفية عىل شكالت. فالتعل التوصل للحلول.

يف املجال الوجداين: -

صاحبه جتعله يستجيب ى : يتضمن االجتاه حالة تأهب واستعداد لداكتساب االجتاهاتى بطريقة معينة رسيعة دون تفكري أو تردد إزاء هذا املوضوع الذي يرتبط عادة بشعور داخيل لد

الفرد يتضمن ارتباط بعض املعرفة بموقف معني.

يف املجال السلوكي: -

: تتضح املهارة عندما يقوم الفرد بعمل مألوف يتكون من سلسلة اكتساب املهارات كثريا فأي سلوك يتصف بالتكرار ويتكون من ،معقدة من احلركات التي تم التدريب عليها تدريبا

هي مهارة حركية.سلسلة من األعامل املعقدة التي ي تم أداؤها بطريقة ثابتة نسبيا

م م غري املقصود واملقصود :ومن أنواع التعل :التعلم غري املقصود : يتعرض فيه املتعلم ملواقف يتعلم من خالهلا بعض املعارف التي مل التعل

مها ضعيف هيدف إىل .)١( اونسياهنا رسيع اتعلمها أصال، هذه املعارف يكون تعل

.١٣١فادية كامل محام، وعيل أمحد سيد مصطفى، مرجع السابق، ص )١(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٤

م الذايت، والقيم م املدريسوالتعل م املقصود]: هو إكساب املتعلمني مهارات التعل [التعلف ف وإعادة التكي واملهارات التي تسهم يف حتسني نوعية احلياة، وإكساب املتعلمني مهارات التكي

، هذا النوع من)١(مع املتغريات املتسارعة وحل املشكالت وقيم احلوار والتعايش والتسامح سهم يف إجياد الرياديني. م هو الذي ي التعل

م املقصود وغري لكن هناك عملية أوسع وأشمل وتضم كل نشاطات التعليم والتعلسهم يف إجياد الرياديني بشكل أفضل يتوافق مع قيم املجتمع اإلسالمي؛ مكن أن ت املقصود، وي

ليقوم تعلمالفرص التي تساعد امل ي توفريهذه العملية هي عملية الرتبية للريادة والتي تعن .)٢(باكتشاف ذاته وتنمية قدراته وتشكيل شخصيته من مجيع جوانبها املعرفية والعاطفية واملهنية

ركز الحظ أن هذا التعريف ي م، وينحرص دور املعلم عىل وي م يف حدوث عملية التعل املتعلم باملعارف واملهارات والقيم التي تس اعده يف اكتشاف قدراته، وتوفري الفرص التي يف تزويد املتعل

من خالهلا يتم التعلم، وتوجيه وإرشاف ومتابعة املعلم لكل نشاطات املتعلم.ف عطية بأهنا: متكني الفرد من النمو الشامل املتوازن الرتبيةم) ٢٠١٠هـ/١٤٣٠( وعر

التكيف االجتامعي، جلميع جماالت شخصيته، واكتساب العادات السليمة يف التفكري والتعلم وواحرتام القيم االجتامعية واألنظمة والترشيعات التي تنظم السلوك االجتامعي والعالقات بني

املصلحة ية الفردية واالجتامعية، واإلخالص يف العمل والنظر إىلسؤولالناس، وحتمل املمكن من )٣(الشخصية يف إطار املصلحة العامة يات ريادية.الل هذه العملية إجياد شخصخ، ي

إعداد الفرد ألن حييا حياة سعيدة يف ترمي إىل ؛أن الرتبية عملية منظمة هادفةى وهو ير ،ما يلزم لتنمية الفرد جسمياعىل بموجب برامج حتتوي ،املجتمع والبيئة والعرص الذي يعيش فيه

، الرتبية والتعليم يف الوطن العريب عىل مشـارف القـرن احلـادي والعرشـينعبد العزيز بن عبد اهللا السنبل، )١( .١١٤م، ص ٢٠٠٤هـ/ ١٤٢٥الرياض، دار املريخ للنرش،

.١٣٧مفيدة حممد إبراهيم، مرجع سابق، ص )٢(

.٢٧، ص مرجع سابقحمسن عيل عطية، )٣(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٥

بشكل متوازن ،ووجدانيا ،وعقليا ،طط هلاوعمليات تدريس وتعليم وتدريب خم .واجتامعيا ،وتعاوهنا مع األرسة ،حتت إرشاف املؤسسات التعليمية ،بقصد تزويد الفرد باخلربات املربية

أساس حاجات الفرد عىل وتقوم .ومؤسساته االجتامعية والسياسية واإلعالمية ،واملجتمع .)١(واملجتمع الذي يعيش فيه ومتطلبات العرص ومستجداته

ما ييل: )٢(سن عيل عطية ومن اخلربات املربية التي حددها حمسهم يف - م من معارف ومعلومات وطرق للتفكري ت خربات عقلية: أي ما يكتسبه املتعل

التنمية العقلية.

م من قدرة - سهم يفعىل خربات مهارية: أي ما يكتسبه املتعل تنمية األداء العميل الذي ي قدراته اجلسمية.

من قيم وعادات مرغوب فيها تسهم يف خربات أخالقية وقيمية: وهو ما يكتسبه الفرد - تنظيم سلوكه االجتامعي وضبطه.

: وهي كل ما يتعلق باجتاهات املتعلم نحو األشياء واألشخاص وجدانيةخربات - وكرها. واألعامل حبا

م من كيفية التعامل مع اآلخرين، وكل ما جيعله - خربات اجتامعية: هو ما يكتسبه املتعل ي يعيش فيه.منسجام مع املجتمع الذ

اجلانب عىل وكام هو متعارف عليه يف أدبيات الرتبية والتعليم أن مصطلح التعليم يقترص من التعليم لح الرتبية للريادة بدال الباحثة استخدام مصطى املعريف أو العقيل للمتعلم، فرت

.للريادة ، إىل)٣(يج العربيةويشري تقرير اللجنة املكلفة باسترشاف مستقبل العمل الرتبوي لدول اخلل

.٢٦ -٢٥سابق، صمرجع حمسن عيل عطية، )١(

.٢٦رجع السابق، ص امل )٢(

، وثيقة استرشاف مستقبل العمل الرتبوي يف الـدول األعضـاء بمكتـب مكتب الرتبية العريب لدول اخلليج )٣( . ٥٨م، ص ٢٠٠٠ة العريب لدول اخلليج، الرياض، الرتبي

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٦

النمو إىل أنه ينبغي للرتبية املستقبلية املنشودة أن تتصف بخصائص تلبي حاجات اإلنسانالشخيص واالجتامعي، والكفاية االقتصادية واإلنتاجية، والوعي واملشاركة والفكر النقدي،

بالبيئة وفرص حتسني نوعية حياته، وذلك بحسب أمهيتها ونوعها، دون اإلرضار باآلخرين و الطبيعية واالجتامعية.

)١( وذلك ؛ن األمهية بمكانإسالمية يف الوقت احلارض م تطبيق الريادة وفق رؤية تربوية

من للريادة عليمتي تظهر باستمرار، فأمهية التمواجهة التحديات العىل عدم قدرة اإلنسان ل ا:أهن تضح يفتمنظور تربوي إسالمي

لق من أجلها خالصة لوجه اهللا. إلنسانتسهم يف إعداد ا -١ ألداء الوظيفة التي خ

مواجهة التحديات يف أي عىل مثالية متطورة قادرة بصورة سلماملتسهم يف بناء شخصية -٢ وقت دون اإلخالل باجلانب األخالقي.

واالقتصادية املادية والروحية واالجتامعية ريادييف حتقيق التوازن بني حاجات ال تسهم -٣ والسياسية.

بذاته وبخالقه وبالكون وباحلياة الدنيا رياديهم يف تكوين صورة إجيابية لعالقة التس -٤ وباآلخرة.

، الريـاض، مكتبـة ١، طالرتبية اإلسالمية من املفهوم إىل التطبيقأمحد كامل الرشيدي، فاطمة محد الرديني، )١( . ٣١-٣٠م، ص٢٠٠٥هـ/١٤٢٦الرشد،

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٧

طبيعة التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

إن التغريات الرسيعة وما تفرزه من مواقف ومشكالت جعلت مهمة الرتبية تزداد تتطلبها عملية التنمية الشاملة، ة عن تكوين اإلنسان ذي النوعية الراقية التيمسؤولا تعقيدا؛ ألهن

والتي تتوافق مع مبادئ الرشيعة اإلسالمية.الحظ أن املتعلمني يفتقروو املعلومات التي توظيفعىل القدرة بعد خترجهم إىل نالذي ي

أو قرارات سليمة، وتقترص خربهتم يف اختيارات اكتسبوها أثناء عملية التعليم يف التوصل إىلاحلجج تذكر املعلومات، األمر الذي ينتج عنه التشدد يف الرأي وعدم االستناد يف آرائهم إىل

والرباهني يف احلوار واملناقشة، وأيضا العجز عن التعامل مع التغريات اجلديدة التي تواجه الفرد .)١(واملجتمع

ؤكد النجار السبب يف حدوث ذلك هو أن انفصال العملية أن م)٢٠٠٦هـ/١٤٢٧( ويوانشغاهلا بقضايا جتريدية نظرية ونسيان وظيفتها االتعليمية عن جمتمعاهتا وعن مشكالهتمة الكثريين ءعدم موا ذلك إىلى ياته يف احلياة، فأدمسؤولاألساسية يف إعداد اإلنسان لينهض ب

استخدام عىل م، وعدم قدرهتمت جمتمعاهتمن خرجيي املعاهد التعليمية بمختلف أنواعها حلاجا .)٢(مواجهة التغرياتعىل ممن معلومات وعدم قدرهت وهما اكتسب

وقد أسهم هذا االنفصال يف نرش مفاهيم االستهالك وتراجع اإلنتاجية وبالتايل قصور بح النظام الرتبوي عن حتقيق حاجات املجتمع وتوقعاته املادية واملعنوية وتوقعات أفراده، فأص

ن، دار الفكـر،٦، مفـاهيم وتطبيقـات، طتعلـيم التفكـريفتحي عبـد الـرمحن جـروان، )١( هــ/ ١٤٣٤ ، عـام . ٢١م، ص ٢٠١٣

هــ ١٤٢٧، القاهرة، مكتبة وهبة، ١، طنظرات يف أزمة التعليم املعارص وحلوهلا اإلسالميةزغلول النجار، )٢( .٤٩م، ص ٢٠٠٦/

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٨

مواجهة التحديات الراهنة واملستقبلية التي تواجه املجتمع كالرتاجع عىل النظام الرتبوي غري قادر باع وغياب اإلبداع والفقر وتلوث البيئة والبطالة ت والغزو الثقايف وضياع اهلوية واالاألخالقي

. )١(املتزايدة نوع حمدد من التعليم عىل أن الرتكيز م)١٩٩٥( وقد أكد مركز دراسات الوحدة العربية

، ىصات أخرصالنقص يف ختعىل ت معينة وأبقت اصصبطالة بعض اخلرجيني يف خت إىلى أداستجابة النظام ضعفحساب التعليم الفني، وعىل وذلك بسبب غلبة التعليم األكاديمي

.)٢(صات املطلوبةصختلالعاملة يف اى التعليمي الحتياجات القطاعات االقتصادية من القوذلك فقط، وإنام ال بد من معرفة كيفية استخدام املعرفة وتطبيقها، عىل وال يقترص األمر

ريات اجلديدة التكيف مع التغعىل والتعامل مع عملية الرتبية كعملية مستمرة مع اإلنسان تساعده للريادة تعليم املتعلم كيف يتعلم وكيف عليمطلوب من التفامللذلك و .التي تظهر باستمرار

الرياديني بصورة ى فكر، من خالل توفري الفرص املناسبة لتطوير وحتسني مهارات التفكري لدي .)٣(التكيف مع متطلبات احلياة املتغرية باستمرارعىل منظمة وهادفة لتساعدهم للريادة هي هتيئة املتعلمني لعامل متغري، فإن هذه التهيئة ال تتحقق عليموملا كانت وظيفة الت

املعلومات يف أذهان املتعلمني وختويفهم باالختبارات، بقدر ما ينبغي هلا أن من خالل صب تعزيز قيم االنتامء ملجتمعهم وأمتهم ووطنهم، وتنمية مهارات التعلم الذايت والبحث تتوجه إىل

العلمي وحل املشكالت، وإكساب املتعلمني مهارات احلياة، وتنمية اجتاهاهتم نحو العلم ة، فهي التي ستمكنهم من مواصلة تعليمهم بشكل متواصل ومستمر، واملعرفة والقراء

.٢٨مفيدة حممد إبراهيم، مرجع سابق، ص )١(

لفكريـة التـي نظمتهـا ، التنمية البرشية يف الـوطن العـريب، بحـوث النـدوة امركز دراسات الوحدة العربية )٢((األسـكوا) وبرنـامج األمانة العامة بجامعة الدول العربية واللجنة االقتصادية واالجتامعيـة لغـرب آسـيا

.٢٦٧م، ص١٩٩٥األمم املتحدة اإلنامئي، بريوت،

. ٢٦فتحي عبد الرمحن جروان، مرجع سابق، ص )٣(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٢٩

وتعويدهم النظام واحرتام الوقت والعمل بروح الفريق، وتنمية قدراهتم املبدعة من خالل غرس كل متعلم، وتشجيع مواهبه وهواياته وتوفري املناخ املناسب لذلك، وتشجيع ى قيم اإلبداع لد

.)١(ية املبكرة، واحرتام حرية املتعلم وقبول رأيه وتصوراته البحث العلمي يف املراحل العلمرضورة عىل التجارب الدولية فإنه جيد أن هذه التجارب تؤكد وإذا نظر اإلنسان إىل

االبتعاد عن الطرق التقليدية يف التعليم املتمركز حول احلفظ والتلقني، وإحالهلا بطرائق احلوار والنقاش وحل املشكالت، وتستند إىل الفهم والنقد والتحليلعىل وأساليب تركز

م الذايت التي متكن من مواصلة من اكتساب مهارات وأدوات التعلوالبحث بام يمكن الدارسنيأمهية نرش القيم اإلنسانية العاملية املتمثلة يف التسامح والتعايش والتفاهم احلياة، وإىلى تعلمه مد

أمهية تشجيع املبادرات اهلوية، وإىلعىل ة واحلوار واملحافظة ـداع واملنافسـاملتبادل، ونرش قيم اإلباع ـاملدرسة أو املجتمع املحيل أو القطى مستوعىل الشخيص أو ى املستوعىل الريادية سواء

مما هييئ لإلبداعات الواعدة أن تنمو وترتعرع بام خيدم الصالح ومعنويا اخلاص ومؤازرهتا ماديا .)٢(امـالع

كر وترى أنه تتفق الباحو يمكن مواجهة التغيريات التي يشهدها العامل، ال ى حتثة مع ما ذمكنهم من التكيف مع التغريات التي تستجد من وقت إىل ريادينيبد من هتيئة ال آخر، بشكل ي

وبالتايل فمن األفضل تزويدهم باملعارف وتنمية القيم واألخالق وتكوين العقلية الناقدة وهتيئة املرحلة املتوسطة إىل بالتدرج من املرحلة االبتدائية إىل ،يةسؤولب لتحمل املالفرص للطالبام يتناسب مع خصائص النمو يف كل مرحلة، ليكون هناك خمرجات تستطيع ،املرحلة الثانوية .غريات التي حتدث باستمرارالتكيف مع الت القرآن الكريم الفرص لإلنسان للتعلم أوقد هي

، الوطن العريب عىل مشـارف القـرن احلـادي والعرشـين، الرتبية والتعليم يفعبد العزيز بن عبد اهللا السنبل )١( .٣١١-٣١٠، ص مرجع سابق

. ٢٩٧-٢٩٦سابق، الرجع امل )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٠

:سخري كل يشء يف هذا الكون له واالنتفاع به من غري إرضار قال اهللا تعاىلوالعمل من خالل ت[Æ Ç È É Ê Ë Ì Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô Õ Ö × Ø Ù

Ú Û Ü Ý Þ àß á â ã ä å æ ç Z ى ] وحت٤٥[سورة اجلاثيةن الرتاث من االحتفاظ بام هو جيد م ة ال بد لهللريادة التغريات والتحديات اجلديد عليمواجه التي

قوم بغرس أفكار وعادات ومعارف يتنشئة األجيال عليه، وبجانب ذلك وخربات املايض وال تتعارض مع الثوابت، فنجاح اإلنسان واملجتمع هاالفة ملا هو سائد، ولكنجديدة قد تكون خم

ن بناء إنساعىل فيام يطمح إليه من استعادة الصدارة وموقع الريادة مرهون بقدرة هذه األفكار احلفاظ عىل أساس متني من التعامل اليقظ مع الثوابت واملتغريات، بحيث تعمل عىل املستقبل

العطاء والتعايش مع عىل هويته ويف نفس الوقت تعد اإلنسان املبتكر واملتمكن والقادر عىل العرص. ؤكد بشارة( ميول مةءمالعىل أكثر قدرة بام جيعله تطوير التعليم ينبغي م) عىل أنه٢٠٠وي

واستعداداته وقدراته، وتلبية احتياجات التنمية الشاملة التي تتطور باستمرار، من خالل رياديال بدعة يف كل فرد، ويف الوقت نفسه غرس وتنمية الطاقات امل سهم يف تطوير املجتمع ومتاسكه يف ي

.)١(ظل ظاهرة العوملةة يف لتنمية من األمور احليويباحتياجات ا وحتسني نوعيته وربطه عليمفعملية جتويد الت

إعداد األجيال لقبول التغيريات الكثيفة القادمة عىل ال تقترص عليمالوقت احلارض، ومهمة التجانب املقاومة الشديدة والتكيف معها فحسب، وإنام السيطرة عليها واستخراج خري ما فيها، إىل

.)٢(للسيئ والضار منها

ندوة املعامل األساسية للمؤسسـات املدرسـية يف القـرن احلـادي جربائيل بشارة، املعلم يف مدرسة املستقبل، )١( .٧م، ص ٢٠٠٠حة، ، املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم، الدووالعرشين

ار، )٢( دمشـق، دار القلـم، ،٣ط ،املسلمون بني التحـدي واملواجهـة: حـول الرتبيـة والتعلـيمعبد الكريم بك .١٩ص م،٢٠١١هـ/١٤٣٢

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣١

اإل فس والروح والشعور بشكل متوازن ياء كيل للعقل والنإح اليوم بحاجة إىلنسان إنعىل واستثامر كل طاقاته، مع املحافظة يه ويمكن حتقيق ذلك من خالل زيادة فاعلية التعلم لد

أن عىل ، والرتكيز خريناآلوبني هإشاعة روح املشاركة والتعاون بين كرامته وحريته، باإلضافة إىل .)١(يف نفسه وإثراء شخصيتهيتحمل املزيد من املسؤولية يف تثق

عىل وحريته وإجيابيته وإبداعه وتشجيعه ريادياستقاللية العىل املحافظة فمن الرضوريوبسلوك هذا املسلك سيتمكن من عامرة األرض وحتقيق اهلدف الذي ؛املبادرات اخلرية والنافعة

لق تكوين سيؤدي إىل يإسالمتربوي من منظور للريادة عليممن أجله اإلنسان. فتطبيق الت خمواجهة التحديات التي تواجهه يف عىل التكيف والتغيري واإلبداع، قادر عىل جيل ريادي قادر

املستقبل.

.٣٥٦، صسابقاملرجع ال )١(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٢

خصائص التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

ق من نظرة اإلسالم بخصائص تنبثمن منظور تربوي إسالمي للريادة عليمتميز التي :من أهم هذه اخلصائص ما ييلووالكون واحلياة، إلنسانلالشاملة

-] :، كام يف قوله تعاىلالرؤية املستقبليةعىل : حث القرآن الكريم مستقبلية عمليةأنه -١

. / 0 1 2 3 4 5 76 8 :9 ; < = > ? @ Z يا أهيا الذين :املؤمنني باملوعظة احلسنة فقال ] خاطب سبحانه وتعاىل٥٩[سورة احلرش

آمنوا اتقوا عقاب اهللا بفعل ما أمركم به وترك ما هناكم عنه، ولتنظر نفس أي يشء قدمت ، واهللا يدعو اإلنسان إىل)١(املستقبل بالغدى من األعامل ليوم القيامة، وكانت العرب تكن

اإلنسان أن معظم التحوالت التي تتم يف ى يف اخللق؛ لري التفكر والنظر يف سنن اهللا تعاىلمعطيات املايض واحلارض، األمر الذي يدفعه لدراستها واالستعداد عىل ياة قائمة هذه احل

ويكون ذلك من خالل تنمية قدرته والتعليم للريادة يساعد عىل تشكيل املستقبل ،)٢(هلا اأن يكون إنسان التخيل والتصور بعد النظر والتأمل يف سنن اهللا، فذلك سيدفعه إىلعىل

األمل والتفاؤل والعمل للمستقبل. بلية، فهي تربية تدفع إىلله توقعات مستق اطموح

يفعل، وهو الذي سيتمكن من حتقيق سؤولاإلنسان احلر هو امل :استقاللية عمليةأنه -٢ عاميحقق فقط ل ةرضور تنحو إبداعي. إن بناء الشخصية احلرة املستقلة ليسعىل ذاته

ر االقتصادي يف ظل الثورة املعلوماتية، ملقتضيات التطو ة أيضا رضوروهي اإلنسان ذاته،

دار ، بـريوت حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، فتح القدير اجلامع بني فني الرواية والدراية من علم التفسري )١( .٢٠٥، ص٥، جالفكر

.٣٥هاين بن عبد اهللا اجلبري، مرجع سابق، ص )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٣

صناعة، بعد الادي للعيش بشكل صحيح يف جمتمع مافلكي تنجح املدارس يف إعداد الريباالختيارات حمل نظام يلءملجتمع ينبغي أن حيل النظام امليف ذلك ا دور منتج وليكون له. فاحلرية )١(الليته وحريته حرية االختيار، أي نظام حيرتم ذاتية الفرد ويدعم استق يفتقر إىل

أهنا حق طبيعي عىل هي وسيلة حتقيق خالفة اإلنسان؛ لذلك اهتم اإلسالم هبا ونظر إليها احلياة الكريمة ى التكليف ومعنى ورضوري، وأن تعطيلها يف اإلنسان يتناقض مع معن

، )٢(اإلنسانية يف اإلنسان كمخلوق متميز عن سائر املخلوقاتى ويتعارض مع معن q r s t u v] :للتحرر كام جاء يف قوله تعاىل التوحيد هو الصورة املثىلو

w x y z { | } �~ ¡ ¢ £ ¤ ¥ Z فرس ]٣ عمران [سورة آل ويمن كل قيد لرهبا حمررا سيد قطب هذه اآلية بأن امرأة عمران جعلت ما يف بطنها خالصا

إال من كان كله ومن كل رشك ومن كل حق ألحد غري اهللا سبحانه وتعاىل ، فام يتحرر حقا إىل من العبودية لكل أحد ولكل يشء وهذا هو خملصا هللا وفارا اهللا بجملته، ناجيا

ى اهلوعىل . واحلرية يف الرتبية اإلسالمية بخاصة هي حترير لعقل املسلم وثورة )٣(التحرروفتح أبواب آلراء الغري، ومن ثم فهي دعوة للتجديد واالبتكارى والتقليد األعم

.)٤(اإلبداع

وعليه فإن املجتمع الريادي إذا أراد أن حيقق هنضة حضارية فليس أمامه إال التقدم

م، ١٩٩٦، ٢، ترمجة لبنى الريدي، القـاهرة، اهليئـة املرصـية العامـة للكتـاب، جحتول السلطةألفني توفلر، )١( .)١٦٧ -١٦٥ص(

م، ص ٢٠٠٩التوزيـع، ، كفر الشيخ، العلم واإليامن للنرش و١، طاحلرية وتعليم املستقبلعواطف يونس، )٢(٣٧.

.٣٩٢سيد قطب، مرجع سابق، ص )٣(

.٣٥عواطف يونس، مرجع سابق، ص )٤(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٤

باملبادرات املتميزة والفريدة النابعة من ذاته، فتحقيق الريادة ال يتم عن طريق االسترياد أو عن وعيه بأمهية االس تقاللية يف الوصول التقليد وإنام يكون نابع من داخل املجتمع معربا

عىل للريادة، هذا ال يعني عدم االستفادة من جتارب اآلخرين ولكن ينبغي املحافظة الثقافة اخلاصة للمجتمع ومعتقداته وقيمه ولغته.

العىل قومي :تعاونية عمليةأنه -٣ نتج ،وجود حلقة نقاش يتم فيها التواصل الفع فالكل ي يتم تبادهلا ومن ثم تصحيحها العمل املشرتك وتبادل عىل واإلضافة إليها. فالرتبية أفكارا

م كيفية الوصول إىلوفكار، املفاهيم واأل حل حمتمل ملشكلة معينة هو عىل إمجاع تعلالتعاون عىل . وقد حث القرآن الكريم )١(األساس يف إعداد الرياديني للحياة يف املستقبل

¾ ½ ¼ « µ ¸¶ ¹ º ´ ³ ²] :كام جاء يف قوله تعاىل

À¿ Á Â Ã ÅÄ Æ Ç È É Ê Ë Ì Í Î Ï Z سورة] هللا، من غري هو ]٣٤سبأ خاصا وال عصبية، ى وجاء يف تفسري ابن كثري أن تقوموا قياما

أي: ن،بعضكم بعضا، ثم يتفكروفيسأل بعضكم بعضا: هل بمحمد من جنون؟ فينصح ن شأنه إن أشكل عليه ، ويسأل غريه من الناس عr ينظر الرجل لنفسه يف أمر حممد

، هنا داللة عىل أن يقدم كل واحد ما لديه من رأي ونصيحة فيتم تبادل )٢(ويتفكر يف ذلك اآلراء واألفكار ومن ثم الوصول لنتيجة أو قرار.

االشرتاك بني الرياديني يف اآلراء واخلربات عىل تعاونية قائمة يكون التعليم عمليةفالرتكيز وإضافة األفكار عىل ساعد يشة والتعديل، وضها للنقد واملناقوالبحوث، وعر

التذكر أو حفظ ما ينساه بعض أفراد عىل ساعد وياالستنتاجات، واملعلومات واختبار

، جملـة العرب يف القرن احلادي والعرشـين، تربيـة ماضـوية وحتـديات غـري قابلـة للتنبـؤحممد جواد رضا، )١( .٥٩م، ص ١٩٩٨مركز دراسات الوحدة العربية، ، بريوت،٢٣٠املستقبل العريب، العدد

.٥٤٤، ص٣مرجع سابق، جإسامعيل بن عمر بن كثري، )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٥

التعاون تزود الريادي مهارات اجتامعية تواصلية تفاعلية عىل ، والرتبية )١(املجموعة سهم يف تفعيل دوره اإلنتاجي مثل مهارات التواصل والتع التعاون عىل اون، أيضا الرتبية تمواجهة التحديات بأفكار عىل حتقق الوحدة بني الرياديني وبالتايل القوة، ومن ثم اإلقدام

جديدة ومتميزة، بينام الفرقة بينهم تضعف وحدهتم وختوفهم من التقدم بأي مبادرات. دونناك نظر فليس ه تطبيقيال واجلانب نظريال اجلانب يشمل: أي تكاملية عمليةأنه -٤

دون نظر، فلن يستفيد الريادي من معلوماته النظرية التي تطبيق، وليس هناك تطبيق اكتسبها إذا مل يطبقها يف الواقع، وقد قرن القرآن الكريم القول بالعمل يف كثري من اآليات

+ * ( ) ' & % $ # " !] :فقال اهللا تعاىل, - . / 0 1 2 3 4 Z أي ٤١[سورة فصلت [

إله غري التوحيد ومل يلتفتوا إىلعىل أن الذين قالوا ربنا اهللا وحده ال رشيك له، ثم استقاموا االستقامة إخالص العمل هللا، وقال احلسن ى اهللا، قال مجاعة من الصحابة والتابعني معن

ا وفاق معىل عملوا يوقال الثور ،أمر اهللا فعملوا بطاعته واجتنبوا معصيتهعىل استقاموا التنمية واالرتقاء بالذات اإلنسانية بشكل كامل وشامل عىل ، وال بد من العمل )٢(قالوا

شمولية النظر وتعددية جماالت عىل رياديا وانفعاال وجسدا، وتدريب العقال وروح مع الرتبية القرآنية كام يف )٣(االهتامم بالظاهرة ككلعىل الرؤية، وتعويده ، وذلك انسجاما

> ; : 9 87 6 5 4 3 2 1 0 /] :قوله تعاىل

>= ? @ A B C D E F G H I Z

هــ/ ١٤٣٠، الريـاض، دار الزهـراء للنرشـ والتوزيـع، ١، طالرتبية وقضايا العرصـسالمة صابر العطار، )١( .٢٠٨م، ص ٢٠٠٩

.٥١٥، ص٤حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، ج )٢(

.٧٦، ص الرتبية وقضايا العرصسالمة صابر العطار، )٣(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٦

. وهذا من كامل أمتك تشهد عليهم باخلري والرشعىل ] وجئنا بك شهيدا ١٦[سورة النحل أعامل أمته، عىل طالعا من غريه اأمته، ألنه أعظم عىل أن كل رسول يشهد عدل اهللا تعاىل

ويف أحكام ،يف أصول الدين وفروعه ءل يشتبيانا لكباإلضافة للكتاب الذي هو بألفاظ واضحة ومعان ،وكل ما حيتاج إليه العباد، فهو مبني فيه أتم تبيني ،الدارين .)١(جلية

م نفسه، أي مبدأ التعليم الذايت أو عىل قوم أي ي: مستمرة عملية أنه -٥ عل قدرة اإلنسان أن ي أن يكون اهلدف األساسى بمعن ،م النظاميية التعليمسؤولالتعلم الذايت، فالتعليم الذايت

الذات يف التعليم قبل أن عىل مرحلة االعتامد للتعليم النظامي هو توصيل الرياديني إىلوجه ذاته يرتكوا املدرسة، والتي عندها يستطيع الريادي أن يصل إىل مصادر املعرفة وأن يقومها ويستفيد من التقويم يف تعديل أهدافه، وأ ن يكتسب الرغبة املستديمة يف إليها وي

مواصلة التعلم، وبذلك يكون للريادي الفرصة للمشاركة الفعالة يف جوانب العملية .)٢(ذاته، وبإرشاف وتوجيه من املعلم عىل التعليمية معتمدا

م، بمعنعىل أي تربية الريادي م كيفية التعل إعداد الرياديني للتأمل الفكري، ى تعل، واإلسهام الفاعل يف املجتمع، أي أن يتعلم الريادي كيف يتعلم من والتذوق اجلاميل

خالل املساقات األكاديمية املختلفة، ودراسة بعض أنامط التفسري السائدة والتعليق عىل الرتاث الفكري فقط وإنام البد من الرتكيز أيضا عىل عليها، فال يكون الرتكيز

شكالت، وكيف ينجز املهام، وكيف يتعلم الكيف، أي كيف يبدع اإلنسان وكيف حيدد املمن املايض يف رسم معامل املستقبل، واألنشطة التي تساعد يف حتقيق ذلك هي املرشوعات

حتقيـق: ابـن عثيمـني، بـريوت، ،تيسري الكريم الرمحن يف تفسري كالم املنانعبد الرمحن بن نارص السعدي، )١( .٤٤٧، ص١ج م،٢٠٠٠هـ/١٤٢١مؤسسة الرسالة،

مـؤمتر عبد الفتاح حجاج، رؤية مستقبلية إلعداد املعلم العريب يف ضوء حتديات القرن احلادي والعرشـين، )٢( ٩.م، ص١٩٩٥، كلية الرتبية، جامعة اإلمارات العربية املتحدة، املجلد األول، عريبتربية الغد يف العامل ال

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٧

الفردية واجلامعية، وأساليب التقويم، والبحث العلمي، وأساليب التعبري الفني املختلفة، .)١(والقراءة والكتابة واملحادثة واحلساب

ملبادرات املتميزة ال تتوقف عند حتققها، بل ال بد من املحافظة عليها وعملية التقدم باوحتقيق املزيد منها، فتكون الريادة عملية مستمرة وهذه االستمرارية تكون مستغرقة حلياة األفراد واملجتمعات، أي أن األفراد يستنفذون أعامرهم من أجل حتقيق التقدم والريادة

يف املجتمع، وإذا توقف جيل عن ذلك فإن ذلك سيؤدي ومن أجل نقل ذلك ملن خيلفهم حدوث خلل لعملية التقدم وبالتايل ستكون النتيجة تراجع املجتمع وختلفه كام حدث إىل

يف املجتمع اإلسالمي بعد عصور االزدهار، حيث كان السبب عدم التقدم بمبادرات . )٢(وأعامل متميزة وفريدة

إخضاع التعرف واالستنتاج، وتدفع إىلعىل القدرة : أي أهنا تنمي ناقدة عمليةأنه -٦صدقها وبالتايل معرفة ى املعلومات املتعلمة للتحليل والفرز والتمحيص، ملعرفة مد

. وتربية التفكري الناقد تكشف خطأ معلومة ما، أو )٣(األفكار السليمة من اخلاطئة ة، وفيه سلب وإجياب، تناقضها مع غريها من خالل األدلة والرباهني النقلية والعقلي

عىل وأكثر أحواله يف بيان السلب من األمور واألحوال، واآليات القرآنية تريب اإلنسان التفكري الناقد الذي يربط بني األحوال واألحكام والقضايا ليخرج من خالل ذلك بحكم صحيح وموقف سليم، يتوافق مع الفطرة والعقل يف القضايا الرشعية املتعلقة باحلالل

، ترمجـة حسـني عبـد اجتاهات جديدة للتعليم والتعلم عىل أساس مشاركة الطلبة يف التعليمجوزيف كاتز، )١(

.)٥٨-٤٩م، ص(١٩٨٧الفتاح، ويوسف عليان، األردن، مركز الكتاب األردين،

)، وزارة ٩٨( ، قطـر كتـاب األمـة، العـدد١، طعلـيم وإشـكالية التنميـةتاليم اهلنـداوي، حسن بن إبـراه )٢( .)٨٠-٧٩م، ص (٢٠٠٤هـ/١٤٢٤األوقاف والشؤون اإلسالمية،

سنية حممد عبد الرمحن الشافعي، رؤية مقرتحة لتنمية مهارات املتلقي األمثل للرسالة اإلعالمية اجلامهرييـة )٣(املؤمتر العلمي السنوي الرابع عرشـ لرابطـة الرتبيـة املدرسية، التعليم واإلعالم، باستخدام وسائل اإلعالم

.٥٦١م، ص ١٩٩٤، احلديثة باالشرتاك مع كلية الرتبية جامعة عني شمس

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٨

، )١(واحلرام، أو يتوافق مع العقل يف القضايا املادية التي تتطلب االجتهاد البرشي املجرد إعامل العقل والتفكري الناقد يف بيان ضالل معتقدات عىل وقد حث القرآن الكريم

$ # " !] :املرشكني وتناقضاهتا من خالل التأمل يف قوله تعاىل% '& ( ) * + , - . / 0 1 2 43 5

6 7 8 9 : <; = > ? @ Z سورة احلـج]هذا مثل رضبه اهللا؛ لقبح عبادة األوثان وبيان نقصان عقول من عبدها وضعف ]٢٢

وبصرية، علام سيزدادوناجلميع، ووجه اخلطاب للمؤمنني والكفار، فاملؤمنون م والكافرون ستقوم عليهم احلجة، وعندما رضب املثل طلب منهم أن يلقوا إليه أسامعه

عليه، وأن ال يصادف منهم قلوبا الهية وأسامعا معرضة، بل أن ى وأن يفهموا ما احتو .)٢( يلقوا إليه القلوب واألسامع

، من خالل إجياد دافعية رياديحترير الطاقة املنتجة للعىل يعمل: أي منتجة عمليةأنه -٧ة املختلفة يف املشاركة بإجيابية وحب ورغبة أكيدة يف املسامهعىل اإلنجاز، واإلقبال

فرض إرادته، وهذا يتطلب عىل االرتفاع بمكانة املجتمع، وتدعيم استقالله وقدرته ، ، لينطلق من هذا الوعي إىلواعيا إنسانا املامرسة وذلك إلثراء الذات عمال وفكرا وإنتاجا

فال وجود مثمر دون وجود إنتاج، وال وجود منتج مع شخصية سلبية ال مبالية، فاملجتمعاالختيار عىل إنسان إجيايب فاعل مشارك متواصل منتج له رؤية وقادر بحاجة إىلفز ال)٣(والفعل رك عىل ريادي، والذي حي العمل واإلجيابية، إدراكه بأنه خملوق مكرم، مما حي

a b c d ` _ ] :قال تعاىل ةيسؤولامل حتمل طاقاته الكامنة، ويدفعه إىل

، ١، مكـة املكرمـة،طمنهجية التفكري العلمي يف القرآن الكريم وتطبيقاهتا الرتبويـةخليل عبد اهللا احلدري، )١( . ١٧٣م، ص ٢٠٠٥هـ/١٤٢٥د للنرش والتوزيع، دار عامل الفوائ

.٥٤٦، ص ١، جمرجع سابقعبد الرمحن بن نارص السعدي، )٢(

.٧٩سالمة صابر العطار، مرجع سابق، ص )٣(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٣٩

e f g h i j k l m n o p Z

لربهم وفاجرهم، أي كرمناهم شامال ] كرم اهللا بني آدم قاطبة تكريام ١٧[سورة اإلرساء ه والتمكن من الصناعات ما يف األرض والتمتع بعىل مكنياملعتدلة والت بالصورة والقامة

فحق عليهم أن يشكروا هذه النعم وال يكفروها ويستعملوا قواهم يف حتصيل ،وغري ذلك . )١(قة ويرفضوا ما هم عليه من الرشك العقائد احل

تدعيم الثقافة العربية اإلسالمية املعارصة من خالل جتديد عىل عمل ت: أي أصيلة عمليةأنه -٨احرتام كرامة اإلنسان وحريته وحقه يف القيم األصيلة الدافعة إىلعىل الثقافة مع املحافظة كالتامسعىل املحافظة عىل عمل توالتعليم واحلياة الكريمة، وأن املشاركة واالتصال

العرص، وغرس القيم عىل بالتسامح وتشجيع التنوع واالنفتاح تحىلتاالجتامعي، وأن القيم األصيلة عىل ، فاملحافظة )٢(التغريب أو الذوبان يف اآلخرى اإلنسانية ومقاومة دعاو

اجهه، أفضل السلوك للتعامل مع أي موقف أو مشكلة تو إىل الريادي ترشد اإلنسانالتمسك بام جاء فيه من قيم واالتعاظ واالعتبار من قصص والقرآن الكريم يرشدنا إىل

À Á Â ÄÃ Å Æ Ç È ¿ ¾ ½] :السابقني قال تعاىل

É Ê Ë Ì Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô Õ Z قصص قصص الرسل ومن بعثوا إليه من األمم أو ىف لقد كان يف ]١٢ف [سورة يوس

صة من اجلهل الفكرة والبصرية املخل :عربة ألويل األلباب، والعربة يهيوسف وإخوته وأب ،الطرف املجهول العبور من الطرف املعلوم إىلى وقيل هي نوع من االعتبار وه ،واحلرية

وأولوا األلباب هم ذوو العقول السليمة الذين يعتربون بعقوهلم فيدرون ما فيه مصالح هي و، عليه من اإلخباريات املطابقة للواقع اشتملا م وإنام كان هذا القصص عربة ملدينه

.١٨٦، ص٥أيب السعود حممد بن حممد العامدي، مرجع سابق، ج )١(

.٨١سالمة صابر العطار، مرجع سابق، ص )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤٠

.)١(يف الدنيا هيتدي به كل من أراد اهللا هدايتهى هد

كل ى التفكري املبدع والنشاط اإلبداعي موجودة لدعىل : إن القدرة إبداعية عمليةأنه -٩من الناس، إنام هي خاصية إنسانية عامة ى الناس، فهي صفة ال ختتص هبا فئة دون أخر

توافر العديد من املتغريات مثل: ى كل الناس بدرجات خمتلفة تبعا ملدى جد لدتورضاه عنها، ى إحساس الفرد نفسه بقيمة إنجازه وأمهيته، وفكرة اإلنسان عن ذاته ومد

، ويمكن حتقيق ذلك من خالل إمعان )٢(وثقته يف نفسه، واملناخ العام الذي ينشأ فيه الفرد وهناك آيات ،اإلبداع والتميز ون الذي سيأخذ بيد املتعلم إىلالنظر والتدبر يف هذا الك

f g h i j k l m n] :النظر كام يف قوله تعاىلعىل قرآنية حتث

o p q r s t u v w x y z { | } ~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ §¦ ¨ © ª « ¬ ¯® ° ± ² ³ µ ¶ Z إىل انظروا نظر فكر واعتباراملعنى: أي ]٦[سورة األنعام

وآيات يستدل هبا وقت إطالعه، ووقت نضجه وإيناعه. فإن يف ذلك عربا ،النخل إذا أثمر رمحة اهللاعىل وسعة إحسانه وج و ه وكامل اقتداره وعنايته بعباده. ولكن ليس كل أحد د

ى يعترب ويتفكر، وليس كل من تفكر أدرك املعن االنتفاع باآليات د تعاىلاملقصود. وهلذا قيالتفكر كل بمقتضياته ولوازمه، العمعىل ن حيملهم ما معهم من اإليامن واملؤمن، فنيباملؤمن

.)٣(ورشعا وفطرة د منها وما تدل عليه عقال يف آيات اهللا، واالستنتاج منها ما يرا

ملرونة ملواجهة املستقبل، واكتساب اعىل رياديساعد اليللريادة بأنه عليمتسم التيف عد ي

. ٦١، ص٣لشوكاين، مرجع سابق، جحممد بن عيل بن حممد ا )١(

مركـز ابـن خلـدون ،١جملة مستقبل الرتبية العربيـة، العـدد ،بني اإلبداع واإلتباعأمحد املهدي عبد احلليم، )٢( .٨٩م، ص ١٩٩٥للدراسات اإلنامئية بالتعاون مع جامعة حلوان، القاهرة،

.٢٦٧، ١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )٣(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤١

حيرتم ذاتية الفرد ويدعم استقالليته، تربوي الشخصية احلرة املستقلة املنضبطة من خالل نظام تسم يتتوافق مع قدرات املتعلم. أيضا وذلك بوضع نظام يتمتع بوجود اخليارات املتعددة التي

م كيفية الوصول إىليبأنه ينة، كام حل حمتمل ملشكلة مع وجه للعمل املشرتك وتبادل األفكار وتعلتتكامل فيها النظرية والتطبيق وتشمل الذات اإلنسانية كاملة، وأن ال يكون هناك متييز عمليةأنه

الذات يف عىل مرحلة االعتامد إىل رياديبية والتعليم، ويف توصيل البني الناس يف توفري الرت حت الوصول إىل حترير عىل التعليم ملعيأن د واملجتمع الريادة ال بد حيقق الفرى املعرفة. أيضا

وحب بإجيابيةاملشاركة عىل واإلقبال اإلنجازمن خالل إجياد دافعية رياديالطاقة املنتجة للية نمر املتميزة والفريدة، ومن خالل تورغبة أكيدة يف املسامهة يف تنمية املجتمع باملشاريع واألفكا

اإلسالمية.القيم عىل أن يتم كل ذلك يف إطار املحافظة عىل اإلبداع،

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤٢

للريادة من منظور تربوي إسالمي عليممقومات الت

اد هناك مقومات تساعد ومتكن الريادي من حتقيق الريادة والتميز والتي حققها الرواملسلمون يف عصور االزدهار، ويمكن تصنيف املقومات إىل قسمني، القسم األول مقومات

طلق عليها مقومات إهلية، والقسم الثاين مقومات مسخرة من اهللا سبحانه وتعاىل وي مكن أن يطلق مكن أن ي تصدر من ذات اإلنسان وتساعده يف حتقيق التقدم والريادة يف شتى املجاالت وي

من التفصيل.عليها مقومات شخصية، وفيام ييل تعرض الباحثة لكال القسمني عىل نحو

التي سخرها اهللا للريادي لتحقيق الريادة ما ييل:من املقومات

يف عامرة لتفكر والتأمل واالنتفاع به : إن كل ما يف الكون مسخر لإلنسان، للنظر واالكون -١األرض، فللكون مهمتان مهمة تعريفية ومهمة نفعية، النظر والتفكر هي مهمة تعريفية

والتفكر يصل اإلنسان إىل معرفة واالستفادة من مكونات الكون هي مهمة نفعية، بالنظر اخلالق فتزداد اخلشية ويزداد اإلقبال عىل اخلالق، وهذه العبادة من أرقى العبادات ألهنا

Z Y ] \ [ ] :، قال اهللا تعاىل)١(تضع اإلنسان أمام عظمة اهللا

k j i h g f e d c b a _ y x w v u t s r q p o n m l zZ

املقصود عىل هبا ليستدلوا واألرض الساموات خلق يف يتفكرون أي] ٣ نعمرا آل سورة[ عرفوا هبا تفكروا فإذا العارفني اهللا أولياء صفات من عبادة التفكر أن عىل هذا ودل منها،

ن، مؤسســة الفرســان للنرشــ والتوزيــع، ١، ط، مقومــات التكليــفمــد راتــب النابليســحم )١( ، عــام .٢٥م، ص ٢٠١٣هـ/١٤٣٤

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤٣

، وإنام خلقه لالنتفاع )١(سبحانك باطال هذا خلقت ما ربنا فيقولون عبثا خيلقها مل اهللا أنالرتكيز عىل االنتفاع بعيدا عن مهمة املعرفة، ألن ذلك سيؤدي وعامرة األرض، وال يمكن

العمران كيف عدة ميادين واتفوق الذينإىل االستبداد والطغيان يف األرض، كام فعل قوم عاد هذا التفوق املادي النفعي كان بعيدا عن معرفة اهللا فكانت النتيجة التكرب ، ولكن واملنشآت

] :م باملرصاد فقال اهللا تعاىلواالستبداد، ولكن كان اهللا هل ] \ [ Z s r qp o n m l k j i h g fe d c b a _

u tZ ]الغريب املجتمع يف اآلن تتكرر الصورة هذه إن] ٤١ فصلت سورة عن معرفة اهللا، فكانت النتيجة ابعيد هبرع يف االستفادة واالنتفاع من الكون ولكن الذي

اض النفسية، وهذا ما ال ينبغي أن حيدث يف املجتمع اإلسالمي الكوارث الطبيعية واألمرالذي عليه أن يعرف اهللا من خالل عبادة النظر والتأمل يف الكون ومن خالل االنتفاع بام يف

أسوة حسنة كام جاء يف احلديث rحياة طيبة، ولنا يف رسول اهللا االكون ماديا ليحيهالل خري ورشد «كان إذا رأى اهلالل قال: rنبي أنه بلغه أن ال tالرشيف، عن ابن قتادة

هالل خري ورشد هالل خري ورشد آمنت بالذي خلقك ثالث مرات، ثم يقول احلمد هللا أي هالل بركة وهداية إىل القيام بعبادة اهللا )٢( »بشهر كذا وجاء بشهر كذا الذي ذهب

نفع يف الدنيا، فوظيفة االنتفاع ، واملقصود هبالل خري ورشد أي: أنه يرشد إىل اهللا وي)٣(تعاىلقاس عىل وقتية يف الدنيا فقط، أما وظيفة التعريف فهي مستمرة يف الدنيا ويف اآلخرة، وي

.)٤(ذلك كل ما هو مسخر لإلنسان

.١٦١، ص١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )١(

. ٣٢٤، ص٤جمرجع سابق، ، سنن أيب داودسليامن بن األشعث أبو داود السجستاين األزدي، )٢(

دار الكتـب العلميـة، ، بـريوت،٢، طرشح سـنن أيب داودآبادي، عـون املعبـود حممد شمس احلق العظيم )٣( .٢٩٥، ص١٣م، ج١٩٩٥

.٣٦-٣٠مرجع سابق، ص ، حممد راتب النابليس )٤(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤٤

تحقيق الريادة يقتيض معرفة اهللا من خالل النظر والتفكر يف الكون واالنتفاع بكل ما هو فيصل الريادي إىل نتيجة عليه األخذ باألسباب. فالسنن مسخر لعامرة األرض، وأيضا لكي

كافأ ومجيع األمور يف احلياة مبنية عىل السببية، الكونية مبنية عىل أساس السببية، فمن يعمل يوالريادي حتى يصل إىل التقدم والريادة يف مجيع املجاالت عليه القيام بأمرين؛ مها اكتشاف

ا للحصول عىل النتائج، وبذلك سيتحقق التطور يف العلوم األسباب ومعرفتها بدقة، والعمل هبن احتياجات احلياة الطيبة ؤم واإلسالم يرفض .واملعارف واالبتكارات، واإلبداع يف كل ما ي

تعطيل األسباب؛ ألن التكليف يقتيض األخذ باألسباب وعدم االنتظار للمعجزات واخلوارق، الصناعي حيتاج إىل علم ووعي وخربة، وجودة املحصول فرزق اإلنسان حيتاج إىل عمل واإلنتاج

.)١(حتتاج خلدمة ورعاية والعلم حيتاج أيضا إىل التعلم: يعترب اإلسالم العقل من أهم املقومات التي تؤهل الريادي لالستخالف يف لعقلا -٢

األرض، فهو مناط التكليف وحمور الثواب والعقاب، وقد قرر علامء املسلمني أن العقل هو ساس النقل، فثبوت وجود اهللا يعتمد عىل العقل، وصدق النبوة ثبت بالعقل، ومن فقد أ

ولد متكامال وإنام حمدود ثم ينمو ويقوى أو يرتاجع العقل فقد التكليف، والعقل ال يخدم وحسب الوسائل ويضعف حسب الظروف املحيطة وحسب منهج التفكري املست

ليصل لدرجة النبوغ وذلك عقله ىل بيئة قد يرتقي لو انتقل من بيئة إ نساناملتاحة، فاإل حسب االهتامم بتنميته وتطويره

العاقل هو الذي تكون لديه مهارات عقلية تساعده عىل القيام بعملية التفكري نسانواإلالعلمي من إحساس ثم وعي ثم تعرف فتحليل ثم اكتشاف، إذا متكن الريادي من هذه املهارات

كلة أو باملوقف والوصول إىل احلل وبالتايل سيكون حكيام بسلوكه خبريا استطاع اإلحاطة باملشبموضوعه وهذا ما حتتاجه الشخصية الريادية؛ لذلك من املهم تدريب القدرات العقلية،

، بترصف١١٨د رجب األسمر، مرجع سابق، ص أمح )١(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤٥

فحدوث فشل يف عملية تربية وتدريب العمليات العقلية سينتج عنها إنسان ال يستطيع مواجهة ون يف حرية من أمره ألنه يقف عند مرحلة اإلحساس التغيريات التي ستحدث، حيث سيك

باملشكلة فقط وغري قادر عىل االنتقال للمرحلة التي تليها، وبالتايل ستحدث أحد هذه احلاالت يف قراراته، أو أنه يستسلم للموقف أو التحديات التي أمامه، اومتخبط ما أنه يكون منفعالإ

اه إىل املجتمع، الذي سيكون متخلفا غائبا عام يدور واألثر لن يقترص عىل اإلنسان وإنام يتعدحوله، وذلك كله بسبب عدم تدريب العمليات العقلية عىل االستفادة باملوجودات املحيطة به

! " # $ % ] :، فيكون اإلنسان كام يف قوله تعاىل)١(واملسخرة له لالنتفاع هبا

; : 9 87 6 5 4 3 2 1 0 / . - , + * ) (' & B A @ ? >= <Z ]أنشأنا وبثثنا جلهنم كثريا من اجلن أي ] ٧ األعراف سورة

واإلنس صارت البهائم أحسن حالة منهم، ألهنم هلم قلوب ال يصل إليها فقه وال علم إال جمرد قيام احلجة، وهلم أعني ال يبرصون هبا ما ينفعهم بل أهنم فقدوا منفعتها وفائدهتا، وهلم آذان ال

كالبهائم التي فقدت العقول وهؤالء آثروا ما ا سامعا يصل معناه إىل قلوهبم، فأولئكيسمعون هبيفنى عىل ما يبقى فسلبوا خاصية العقل، بل هم أضل من البهائم ألن البهائم مستعملة فيام خلقت

.)٢( له، فلها أذهان تدرك هبا مرضهتا من منفعتها، فلذلك كانت أحسن حاال منهمت العقلية املبدعة وعدم االقتصار عىل قدرة احلفظ واالستظهار فقط تنمية القدراإن

سيؤدي إىل وجود خمرجات قادرة عىل النقاش والتحليل والتطبيق والوصول للحل عند مواجهة املشكالت واملواقف، وسيؤدي إىل التميز يف اختيار الطرق التي توصله إىل ما يريد لنفسه

.وملجتمعهسيقود إىل معرفة اهللا وبالتايل ستقود هذه املعرفة لالنتفاع بام هو فالعقل الناضج هو الذي

، بترصف٧٢-٧١ماجد عرسان الكيالين، أهداف الرتبية اإلسالمية، مرجع سابق، ص )١( .٣٠٩، ص١د الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، جعب )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤٦

مسخر لإلنسان ولألخذ باألسباب، وذلك لتحقيق الريادة والتقدم وحتقيق السعادة لإلنسان يف الدنيا ويف اآلخرة.

هلمت يف فطرهتا إدراك طريق الفجور الفطرة -٣ : النفس اإلنسانية منذ تكوينها وتسويتها أسمى وطريق ا درك به النفس اخلري من الرش، ي لتقوى، وهذا هو احلس األخالقي الذي ت

هذا احلس الضمري األخالقي، فإذا كان الضمري األخالقي أو احلس األخالقي للريادي نقياسليام من العلل واألمراض فإنه يستطيع أن حيس بفضائل األخالق وحماسن السلوك،

برذائل األخالق ومسا وئ السلوك؛ ألن النفوس جبلت عىل حب اخلري وحيس أيضا .)١(والعدل والتسامح والعفة وعىل كره الظلم والبغي والفساد

هتم باجلسم وأمهل النفس، والنفس اإلنسانية بحاجة إىل معرفة اهللا عز اواملجتمع الغريب وجل وطاعته؛ لذلك من املهم أن يعرف الريادي خصائص نفسه، فمن خصائص النفس أهنا

اإلرساء سورة[ R Q P ON M L K J SZ ] :قال تعاىل ،ولةعجمثل دعائه لربه ،له يستجاب أن حيب ال بام الضجر عند وولده نفسه عىل الرجل دعاء وهو] ١٧

فلو استجاب اهللا دعاءه عىل نفسه بالرش ،باخلري لنفسه وألهله كطلب العافية والرزق ونحومها: مطبوعا عىل العجلة ومن يمحة، وكان اإلنسان عجوال أهلك لكنه مل يستجب تفضال منه ور .)٢(عجلته أنه يسأل الرش كام يسأل اخلري

أن ال يعيش يف املايض فقط وال يهعلو، يف حتقيق أهدافه عجوالعىل الريادي أن اليكون فيعيش يف احلارض فقط ولكن عليه أن يعيش للمستقبل وهو كسب رضا اهللا ودخول اجلنة. إن أن عىل الريادي وتعني رة هي طريق ملعرفة احلق والباطل ومتييز اخلري والرش واحلسن والقبيح،الفطالفطرة السليمة تعني فاهللا، معصية من واضطراهبا اهللا لطاعة راحتها خالل من اهللا طريق يف السري

.٧٠ -٦٩حممد راتب النابليس، مرجع سابق، ص )١( .٢١١، ص٣مرجع سابق، ج حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤٧

.الريادي عىل التمييز بني أعامل اخلري والرش التي تسهم يف تقدم وريادة الفرد واملجتمعنبوية جاءت يف القرآن الكريم والسنة ال ينواهالوامر واأل من : هو جمموعةالترشيع -٤

عترب منهجاملطهرة، ملواجهة يسري عليه ااملشكالت التي يرتدد يف قبوهلا الريادي، فالترشيع يويساعده يف قبول األفكار واألعامل التي ال يرفضها الترشيع. واملحافظة عىل الترشيع هو

يف حالة نقل نص ال بد من التأكد من و الريادي وتقدمه وريادته وسعادته،سبب رقي صحته، ويف حالة تقديم رأي عليه دعمه بالدليل العقيل والنقيل، والواقعي والفطري، فعىل

خاصة يف أمور العقيدة، قال ؛الريادي أن يتعود عىل عدم قبول القضايا واآلراء دون دليلZ Y X W ]\ [ ^ _ ` VU T S R Q P a ] :تعاىل

c bZ يقول تعاىل لرسوله ١٢[سورة يوسف [r آمرا له أن خيرب الناس أنهذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته وهي الدعوة إىل شهادة أن ال إله إال اهللا وحده ال رشيك له يدعو إىل اهللا هبا عىل بصرية من ذلك ويقني وبرهان هو وكل من اتبعه، أن يدعو

.)١( عىل بصرية ويقني وبرهان عقيل ورشعي rا دعا إليه رسول اهللا إىل م

إن االهتامم بصحة النصوص والرجوع إىل الكتاب والسنة يقود إىل وحدة املجتمع الريادي وقوته وتقدمه، يف حني أن اآلراء املنحرفة تسبب متزق العالقات وإضعاف املجتمع

وبالتايل ختلفه ومجوده. وانشغاله يف اجلدال واالهتامات املتبادلة

: أودع اهللا يف كل إنسان شهوات ووضع ضوابط هلا، هذه الضوابط هي التي الشهوة -٥سرتقى باإلنسان ليكون رياديا، فإذا أوقف شهوته سريتقي وإذا اتبعها سريتقي أيضا؛ بمعنى أن كل إنسان حيب املال ولكن إذا امتنع عن أخذ املال احلرام سريتقي الريادي بنفسه

p ] :، قال اهللا تعاىل)٢(، وإذا كسب املال بالطرق املرشوعة فإنه سريتقي شاكراصابرا

.٤٩٦، ص٢مرجع سابق، ج إسامعيل بن عمر بن كثري، )١(

.١٢٤حممد راتب النابليس، مرجع سابق، ص )٢(

الفصل الرابعور تربوي إسالميالتعليم للريادة من منظ

١٤٨

| { z y x w v u t s r q « ª © § ¦¥ ¤ £ ¢ ¡� ~ }Z

هيد للناس يف الدنيا وتوجيه رغباهتم إىل ما عند اهللا زين للناس فيها تز] ٣ عمران آل سورة[

سبحانه وتعاىل إثر بيان عدم نفعها للكفار الذين كانوا يتعززون هبا، ومعنى الشهوة نزوع

فيها كأهنا نفس النفس إىل ما تريده والتعبري بالشهوات مبالغة يف كوهنا مشتهاة مرغوبا

ليس فيام عدده من شهوات ه، وفيه داللة عىل أنالشهوات أو إيذانا باهنامك النفس يف حبها

، عن أيب هريرة )١(ترغيب فيام عند اهللا عز وجل من النعيم املقيم عاقبة محيدة، وإنام فيه

اللهم أصلح يل ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح يل «: يقول كان رسول اهللا : قال

دنياي التي فيها معايش وأصلح يل آخريت التي فيها معادى و جعل احلياة زيادة يل يف كل ا

خري و جعل املوت راحة يل من كل رشا «) ٢(.

ضبط الشهوات يساعد الريادي يف عدم التعجل يف أقواله وأفعاله، وأن يكون هدفه عند

سيساعده يف إصدار قرارات سليمة تتفق مع القيام بأي عمل هو ابتغاء ما عند اهللا، األمر الذي

. مصلحة الفرد واملجتمع، وحتقيق التقدم والريادة يف مجيع املجاالت

واستنهاض مهته املقومات التي تسهم يف االرتقاء بإنسانية الرياديىحدإهي : احلرية -٦

..واستثامر مواهبهوطاقاته اإلنتاجية وإطالق قدراته الفكرية املتميزة

داخلية وخارجية حتول دون احلرية املطلقة؛ بالنسبة ضوابط بقيدة الريادي مولكن حرية

فتتمثل يف قدرات الفرد العقلية واجلسمية التي حتدد حريته وتنظمها بشكل ضوابط الداخليةلل

أما املحددات اخلارجية فتتمثل يف أحكام الرشع والقوانني ،ه االستمتاع هبا يف حدود املعقوليمكن

.)٣(واألعراف

. ١٤ ، ص ٢ أيب السعود حممد بن حممد العامدي، مرجع سابق، ج )١ (

. ٢٠٨٧ ، ص ٤ ، ج مرجع سابق مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي النيسابوري، )٢ (

. ٢٦٥ مرجع سابق، أمحد رجب األسمر، )٣ (

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٤٩

سبة بالن، فمثال لبعض احلريات كحرية االعتقاد والفكر والتعبري إجيابيةلإلسالم نظرة و ترتقيهادفة إجيابيةلريادي املسلم حرية رأي منضبطة ومنظمة لحلرية التعبري فقد أتاح اإلسالم

هر باحلق ، كام حدث يف غزوة بدر عندما أبدى اخلباب بن املنذر رأيه جتبالرأي و تسامىبالفكر وت يف املكان الذي نزل فيه املسلمون.

قيم العمل الذي يرغب فيه، وإال ملا حوسب إن اهللا أعطى الريادي حرية االختيار ليكلف به وال ري فيام مل ي لف به خيتار أي الطريقني شاء، ومس اإلنسان عىل عمله، فاإلنسان خمري فيام كلد فيه، وهذا التسيري يف صالح اختيار للريادي هبا كاختيار األم واألب واملكان والعرص الذي و

/ 0 1 2 3 ] :ن اإلنسان خمري كام يف قوله تعاىل.وهناك أدلة نقلية تؤكد أ)١(اإلنسان

FE D C B A @ ? > =< ; : 9 8 7 6 5 4 W V U T S R Q P O NM L K J I H GZ ]سورة

القضاء ب اهللا أحل ما وحتريمهم رشكهم عىل سيحتجون املرشكني أن اهللا، من إخبار هذا] ٦ األنعامملة لكل يشء من اخلري والرش حجة هلم يف دفع اللوم عنهم، فلو والقدر، وجيعلون مشيئة اهللا الشا

. إن حرية االختيار التي )٢(كانت حجة صحيحة لدفعت عنهم العقاب وملا أحل اهللا هبم العذابكفلها اهللا للريادي تساعده عىل اختيار ما حيقق التقدم والريادة له وللمجتمع من أفكار وأعامل

تعاليم الرشيعة اإلسالمية، وعليه أن يعي أنه سيحاسب عىل كل قول متميزة وفريدة متوافقة مع أو عمل يقوم به.

، واستثامره لوقتالريادي لمن املهم استثامرو ل،: الوقت عند الريادي أغىل من املاالوقت -٧حقق له أقرص عائد ممكن وإجيابيةيكون بتحكم الريادي يف الوقت بمهارة ، األمر الذي سي

إدارة الوقت بشكل فعال يعني أن الريادي يدير نفسه وعبادته وعمله فى، من املوارد األخر

.١٣٧ -١٣٥حممد راتب النابليس، مرجع سابق، ص )١(

.٢٧٨، ص١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٥٠

« ¼ ] :قال تعاىل حتديد أهدافه والسعي لتحقيقها، من خاللإدارة فعالة، كل أمورهو

Ç Æ Å Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½Z بمعنى أي ٦٧[سورة امللك [نتكس قلبه فصار احلق عنده الرجلني أهدى؟ من كان تائها يف الضالل، غارقا يف الكفر قد ا

له، عامال يميش عىل الرصاط املستقيم يف باحلق مؤثرا باطال والباطل حقا؟ أو من كان عاملا أقواله وأعامله ومجيع أحواله؟ فبمجرد النظر إىل حال الرجلني يعلم الفرق من املهتدي ومن

نعمتان : «rل النبي قال: قا t، عن بن عباس)١(الضال واألحوال أكرب شاهد من األقوالال تزول قدم و ،، فالوقت مسؤولية كبرية)٢(»مغبون فيهام كثري من الناس الصحة والفراغ

سأل عن عمره فيام أفناه. وقد عرف النبي قيمة الوقت فاستطاع rعبد يوم القيامة حتى يؤسس دولة جيال فريدا متميزا أن يريب ، وأن ي ية األمم طوالت عجزت بق، وأن ينجز بمثاليا

ه.، كل ذلك تم يف وقت وجيز حتدى فيه كل الصعوبات والعوائق التي واجهتحتقيقهاعن

وإذا استطاع اإلنسان استثامر الوقت يف العمل الصالح أطال عمره بعد موته فيحيا بعد إن مما يلحق املؤمن من عمله وحسناته بعد : «rقال: قال رسول اهللا tموته، عن أيب هريرة

البن السبيل بناه أو بيتا أو مسجدا ،ورثه ومصحفا ،تركه صاحلا وولدا ،علمه ونرشه موته علام إدارة ف .)٣( »أو صدقة أخرجها من ماله يف صحته وحياته يلحقه من بعد موته ،أجراه أو هنرا ،بناه

ة الوقت بطريقة إجيابية وفعالة ستساعد الريادي عىل حتقيق أكرب عدد من األهداف املرسوم آخر يسهم يف حتقيق التقدم والريادة. إنجازالرسيع واملتقن، لينتقل إىل اإلنجازوبالتايل مما سبق يتضح أن هناك مقومات سخرها اهللا لإلنسان تساعده يف تقديم أفكار وأعامل و

متميزة وفريدة، فالكون مسخر لإلنسان للنظر فيه والتأمل والتدبر ملعرفة اهللا ولالنتفاع بام فيه،

.٨٧٧، ص١الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، جعبد )١(

.٢٣٥٧، ص٥حممد بن إسامعيل أبو عبداهللا البخاري، اجلامع الصحيح املخترص، مرجع سابق، ج )٢( . ٨٨، ص١، جمرجع سابق، سنن ابن ماجهحممد بن يزيد أبو عبداهللا القزويني، )٣(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٥١

والعقل الناضج الذي أودعه اهللا يف اإلنسان ملواجهة التحديات والعوائق ومعاجلتها باحلكمة واالنتفاع باملوجودات التي حتيط باإلنسان، باإلضافة إىل الفطرة السليمة والنقية التي متيز اخلري

بوهلا أو من الرش، والترشيع الذي يساعد اإلنسان يف مواجهة املواقف واآلراء التي يرتدد يف قرفضها، وضبط الشهوات التي ترقى باإلنسان إىل املكانة التي فضله اهللا هبا عىل غريه من املخلوقات، وحرية االختيار وعدم جربه عىل أمور ال يستطيع فعلها أو ال تنفعه يف الدنيا واآلخرة، والوقت الذي سخره اهللا لإلنسان وأقسم به يف القرآن ألمهيته، وحسن استغالله

استثامره سيساعده عىل حتقيق التقدم والريادة يف مجيع املجاالت. و

من املقومات التي تنبثق من ذات الريادي وقد تسهم البيئة املحيطة يف تنميتها وبالتايل

تساعد يف حتقيق الريادة ما ييل:ادي وعي باهلدف من : أي أن يكون لدى الريالوعي بمقصود الشارع من االستخالف -١

اد أسوة حسنة اوحافز ايكون دافعلخلقه، له للعمل وبذل اجلهد، ولنا يف الصحابة الروال، كان دافعا هلم لتحقيق التقدم والريادة لقوا من أجله وعي فع فوعيهم باهلدف الذي خ

لشارع والتميز والتفرد عن بقية األمم، ووعيهم مل يقترص عىل العلم النظري فقط بمقصود اÈ Ç Æ Å Ä Ã Â ] :وإنام كان العلم مرتبط بالعمل، قال اهللا تعاىل

Ì Ë Ê ÉZ من االستخالف إنام هو ظهور واملقصود ] ١٠[سورة يونسوأما األعامل السيئة فبمعزل من أن تصدر عنهم ال سيام ،الكيفيات احلسنة لألعامل الصاحلة

ار .)١(شاهدوا آثار بعضهابعد ما سمعوا أخبار القرون املهلكة و ويرى بكم) أنه بالرغم من انتشار املعرفة وتدفق املعلومات يف كل اجتاه، إال أن ٢٠١١هـ/١٤٣٢(

١٢٧ص، ٤أيب السعود حممد بن حممد العامدي، مرجع سابق، ج )١(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٥٢

البصائر يتكوين الوعي لدى اجليل اجلديد يزداد ضعفا، ويقل بالتايل تكوين احلكامء وذوعن دائرة األهداف النافذة، والسبب يرجع إىل أن الكثري من األنشطة الرتبوية ابتعدت

.)١(الكربى من االستخالف

: الطموح سيدفع الريادي باستمرار لتحسني وتطوير معرفته، وحتصيل أكثر ما الطموح -٢، قال سيستمر يف العمل إىل ما الهناية ايل، ومن كان لديه طموح عوالعمل يمكن من العلم

! " # $% & ' ) ( * + , - ./ 0 ] :اهللا تعاىل

4 3 2 1Z ]٢٠ طـه رةسو[. و من الرياديني ال يعرفون إمكاناهتم وقدراهتم التي يمكن تطويرها لتحقيق كثري

الطموحات وجعلها أكثر عقالنية وواقعية، و هذه توجيه يف أيت دور املربنيطموحاهتم، هنا ي ذلك ألن ويصلوا إليه؛ تشجيع الرياديني بام يمكن أن يبلغوه ول ا جديد ا وحافز ا د لدهيم دافعسي

إن :فيام يروي عن ربه تبارك وتعاىل قال rعن رسول اهللا tبن عباس اعن إىل املستقبل، نظرللاهللا كتب احلسنات والسيئات ثم بني ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها اهللا عنده حسنة كاملة

اف كثرية وإن هم هبا فعملها كتبها اهللا عز وجل عنده عرش حسنات إىل سبعامئة ضعف إىل أضعوإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها اهللا عنده حسنة كاملة وإن هم هبا فعملها كتبها اهللا سيئة

، يتبني من هذا احلديث التحفيز عىل عمل اخلري ألن فيه مضاعفة لألجر.)٢(واحدة: إن التقدم يف مجيع املجاالت سيؤدي إىل ظهور بعض البحث العلميهتامم باال -٣

علمية إلجياد الدراسات البحوث واجراء ال من خاللجب مواجهتها املشكالت، التي يتوالعقلية التي استثامر ما يف الكون، واإلمكانات يمكن احللول املناسبة هلا، وبالبحث العلمي

ن.وهبها اهللا لإلنسا

ار، )١( .٢١م، ص ٢٠١١هـ/ ١٤٣٢، دمشق، دار القلم، ٣، طحول الرتبية والتعليمعبد الكريم بك

.١١٨، ص١مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي النيسابوري، مرجع سابق، ج )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٥٣

والبحث العلمي سيهيئ للمجتمع طاقات وكفاءات جتعلها تعتمد عىل ذاهتا، فالريادة ال عن التبعية واالعتامد عىل تتحقق إال إذا كانت هناك استقاللية واعتامد عىل الذات بعيدا

. )١(اآلخرينالبحث العلمي أحد املقومات التي ستسهم يف تطوير املجتمع الريادي واالرتقاء به وحل ف

مشكالته املختلفة، و سيؤدي بالتايل إىل حتقيق هنضة علمية متميزة، حيقق هبا الفرد واملجتمع ة املنشودة.الرياد

واألثر الذي يرتكه هذا العمل يف إلنسانة هي العمل الذي يقوم به ا: اخلرباخلربات املربية -٤؛ فعىل وعمال النفس، فاخلربة احلقيقية هي التي تشمل علام إعامل عقله نساناإلمعا

اخلربة املربية تساعد يف توليد أفكار ووتوظيف حواسه لتكوين خربة مربية نافعة. يقات جديدة تسهم يف حل املشكالت وتقدم املجتمع، بخالف األفكار النظرية التي وتطبسهم يف جتلية احلقائق والنظريات والقوانني وإنام تتحول إىل جمرد كالم منمق جيعل ال ت

.)٢(التفكري معه مستحيل وغري رضوري

ن من اكتشاف قوانني ا ك لكون وتسخري ما فيه من اخلربات املربية اخلربات الكونية التي متمن خريات، ومتكن من اكتشاف علوم طبيعية متجددة بتجدد املعرفة وتراكم االكتشافات الكونية. وهناك اخلربات االجتامعية التي تتكون من تفاعل الفرد مع خربات املايض واحلارض

تفادة منها يف واملستقبل، وثمرة هذا التفاعل هو اهتداء اإلنسان إىل سنن االجتامع البرشي واالستسخري القدرات والطاقات اإلنسانية لتقويم املايض واحلارض وصياغة املستقبل. وهناك أيضا

والقرآن الكريم ،اخلربات الدينية التي توجه مسرية الفرد واملجتمع اجتاه التقدم والريادة والتميزطور الديني واستنباط دعا إىل النظر يف األمم السابقة والسري يف األرض للوقوف عىل حركة الت

.١٤٧حسن بن إبراهيم اهلنداوي، مرجع سابق، ص )١( ، بترصف٨٩ -٨٧ة، مرجع سابق، ص اإلسالمي ماجد عرسان الكيالين، أهداف الرتبية )٢(

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٥٤

y x w v u t s ] :، قال تعاىل)١(التوجيهات الالزمة لعبور املستقبل

© ¨ § ¦ ¥ ¤ £ ¢¡ � ~ } | {zZ ]ولقد]. ٢٩ العنكبوت سورة م الطبيعية والفلكية العلو يف البحث إىل اجتهوا عندما االزدهار عصور يف الريادة املسلمون حقق

يف الرتاث اإلنساين ، وأيضا اجتهوا إىل التفاعل مع احلارض وحتديد معامل واالجتامعية والبحث تباع، انتهت عملية الرتبية املستقبل، وعندما توقفوا عن القيام هبذه اجلهود واجتهوا إىل التقليد واال

ة إىل االقتصار عىل وظيفة املعلم يف الرواية والرسد ومهمة املتعلم االستامع واحلفظ، فكانت النتيجخالية من التفكري العلمي ال تسهم بتقديم أفكار ومشاريع أو حلول للتحديات التي تظهر عقوال

.)٢(باستمرار، وال ينتج عنها تطبيقات وليس هلا تأثري مستقبيل عىل اخلربات التاليةيف الوقت الذي أوىل فيه الغرب االهتامم باخلربة املربية يف براجمه وأنشطته ووفر هلا البيئة

ا من رياض األطفال واملرحلة االبتدائية حتى الدراسات اجلامعية، لتي تساعد عىل نضوجها ابتداءلكن مشكلة اخلربة املربية يف الغرب أهنا أمهلت اخلربة الدينية مما نتج عنه أزمة روحية يعاين منها و

القية أدى ذلك الفرد يف الغرب، ففصل اخلربات الكونية واالجتامعية عن اخلربات الدينية واألخ .)٣(إىل فصل الوسائل عن الغايات التي توفرها اخلربات الدينية واألخالقية

اإلنسان مثال غضب فال: املسؤولية تكون عن األقوال واألعامل اإلرادية، حتمل املسؤولية -٥غري مسؤول عنه وإنام هو مسؤول عن الترصفات الناجتة عن الغضب، واملسؤولية يف

حتمل الريادي أمانة القيام بمسؤولية عامرة األرض، وهي شاملة لكل اإلسالم تنطلق مننشاط يف احلياة وعىل عدة مستويات؛ فالفرد مسؤول عن نفسه وعن ضمريه وعقله وفكره وقوله وعمله يف أي اجتاه يوجههام، هذه املسؤولية تقتيض منه تطوير ذاته ليتحمل

،بترصف٩٥-٩٤سابق، ص الرجع امل )١(

.٩٦مرجع سابق، ص ، اإلسالمية الرتبية أهداف الكيالين، عرسان ماجد )٢(

.١٤٣ -٩٩سابق، ص الرجع امل )٣(

الفصل الرابعور تربوي إسالميالتعليم للريادة من منظ

١٥٥

مسؤولياهتا يف احلياة ألهنا خلقت هلدف حمدد وهو عامرة األرض، مسؤولية الفرد عن غريه

وعىل اإلنسان أن يعي احلدود الفاصلة بني اختياره وإرادته وبني . ألنه يعيش يف جمتمع

مكتسب بإرادته، فهو بحكم إجباره وإكراهه وبني ما هو فطري ال إرادة له فيها وما هو

. )١( طليقا وليس حرا جمربا فطرته ليس مسريا

حتمل املسؤولية عن األعامل التي يقوم هبا الريادي، واالعرتاف باخلطأ الذي يقع فيه أحد

للريادة، وقد جاء يف القرآن الكريم اعرتاف امرأة العزيز بام فعلته ليوسف فقال عليممقومات الت

´ Ç ÆÅ Ä Ã Â Á À ¿ ¾ ½¼ » º ¹ ¸ ¶ µ ] :اهللا تعاىل

Ó Ò Ñ Ð Ï Î Í Ì Ë Ê É È ÔZ] ١٢سورة يوسف [

بعد خفائه ثم أوضحت وظهر احلقتبنيف ، عىل نفسها باملراودة لهتقر أامرأة العزيزأن واملعنى

.)٢(أنا راودته عن نفسه ومل تقع منه املراودة يل أصال وإنه ملن الصادقني: ذلك بقوهلا

وحتمل املسؤولية عن اخلطأ قد بلغ يف عرص الصحابة مبلغا عظيام يندر وجوده اآلن ومن

الصور التي كانت موجودة قصة املرأة الغامدية، فعن عمران بن حصني أن امرأة من جهين ة أتت

نبي اهللا وهي حبىل من الزنى فقالت يا نبي اهللا أصبت حدا فأقمه عيل فدعا نبي اهللا وليها

فقال أحسن إليها فإذا وضعت فائتني هبا ففعل فأمر هبا نبي اهللا ، فشكت عليها ثياهبا ثم أمر هبا

فرمجت ثم صىل عليها فقال له عمر تصيل عليها يا نبي اهللا وقد زنت فقال لقد تابت توبة لو ؟

قسمت بني سبعني من أهل املدين ة لوسعتهم وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بن فسها هللا

تعاىل حتمل املسؤولية يف العطاء والتغيري، و، ترصفاته وترصفات اآلخرينمراقبةريادي عىل ال. )٣(

.حيقق الريادة له وللمجتمعذلك حتى و

. ٢٨٢ - ٢٨ أمحد رجب األسمر، مرجع سابق، ص )١ (

. ٣٤ ، ص ٣ حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، مرجع سابق، ج )٢ (

. ١٣٢٤ ، ص ٣ مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي النيسابوري، مرجع سابق، ج )٣ (

الفصل الرابع التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

١٥٦

: اإلرادة هي قوة الرغبة واالختيار التي توجه الريادي نحو قصد معني، وهي دةاإلراقوة -٦قوة باعثة ينتج منها امليل إىل اليشء احلسن والنفور من اليشء السيئ، ولإلرادة مستويات بعضها أسايس وبعضها فرعي؛ فهناك إرادة اإلنسان للغذاء وذلك لبقاء اجلسم، وإرادة

نوع اإلنساين، وإرادة العقيدة والقيم لالرتقاء اإلنساين، وعىل اإلنسان للنكاح لبقاء العىل إرادة والتعليمالرتبية عملية الريادي أن جيمع بني هذه اإلرادات؛ ألنه إذا اقترصت

نسانفقط دون االرتقاء فسينتاب اإلالطعام والنكاح والنجاح أي كانت تسعى للبقاء املادية وزيادة الدخل وثقافة االستهالك هي القلق وعدم االستقرار، وستجعل الرفاهية

إنسانيته وال يرتقي نسان، وبالتايل سيفقد اإلنسانف التي تتحرك نحوها إرادة اإلاألهداللمبادرة والتقدم هي التي ستدفع الرياديتنمية اإلرادة القوية و.)١(بنفسه وبمجتمعه

بأعامل فريدة ومتميزة.البيئة املحيطة، أن الوعي عززهالذاتية أو التي تيتضح من خالل استعراض املقومات ا

بمقاصد املرشع من استخالف اإلنسان سيدفع لعامرة األرض واستثامر ما فيه، فدرجة الوعي بالدافع الديني أو العقدي مرتبطة بدرجة اجلهد املبذول يف العمل، وأن الطموح العلمي سيسهم

رج املجتمع من ختلفه العلمي وانحطاطه املعريف وفقدانه سيؤدي إىل يف إحداث ثورة علمية ختإعراض اإلنسان عن القراءة واإلطالع والبحث وعدم تقديم األفكار واألعامل املتميزة، أيضا من

البحث العلمي الذي سيهيئ للمجتمع طاقات هتامم باملقومات املساعدة عىل حتقيق الريادة االلتبعية واالعتامد عىل اآلخرين وبالتايل حتقق الريادة وكفاءات جتعلها تعتمد عىل ذاهتا وتبتعد عن ا

والتقدم، أيضا اخلربة املربية تساعد يف توليد أفكار وتطبيقات جديدة تسهم يف حل املشكالت وتقدم املجتمع وريادته، وحتمل املسؤولية تساعد الفرد واملجتمع عىل العطاء والنمو والتقدم،

ي ينتج عنها امليل إىل اليشء احلسن والنفور من األمور السيئة هي القوة الباعثة الت قوة اإلرادةو .فاإلرادة القوية هي الدافعة للمبادرة والتقدم بأعامل فريدة ومتميزة

.١٠٥ -١٠١ماجد عرسان الكيالين، أهداف الرتبية اإلسالمية، مرجع سابق، ص )١(

تصور مقرتح لتطبيق التعليم

للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٥٨

تطبيق مشروع التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية

م عىل سـيدنا حممـد احلمد هللا عىل إحسانه، والشكر عىل توفيقه وامتنانه، والصالة والسال وعىل آله وصحبه أمجعني.

لقد حاولت الباحثة بكل ما أوتيت من جهد البحـث يف موضـوع يتسـم باجلـدة، فكـان التوفيق من اهللا عز وجل يف الوصول إىل مرشوع التعليم للريادة الذي تم طرحه من قبـل منظمـة

ل العربيـة إىل تطبيقـه، فتمـت األمم املتحدة ومنظمة العمل الدولية، وقد دعت املنظمتـان الـدو لتطبيـق بعض الدراسات التي اجتهت إىل دراسة حالـة الـنظم التعليميـة يف تلـك الـدول، سـعيااملرشوع، األمر الذي دفع الباحثة إىل االجتاه لدراسة املرشوع دراسة تقويمية مـن منظـور تربـوي

وعنارص املرشوع، ومن ثم التعرف إسالمي؛ ملعرفة اإلطار الفلسفي ملفهوم الريادة، وحتليل حماور عىل وجهة نظر الرتبية اإلسالمية يف التعليم للريادة، وحماولـة الوصـول لتصـور مقـرتح لتطبيـق

مرشوع التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية يف ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة. لوجهه الك ريم، وأن يغفر يل ما وقع مني من اسأل اهللا العيل القدير أن جيعله عمال خالصا

فمـن اهللا سـبحانه وتعـاىل وبتوفيقـه، ومـا كـان مـن خطـأ فمـن نفيسـ خطأ، فام كان منه صوابا والشيطان، فاسأل اهللا التوفيق والسداد.

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٥٩

نتائج الدراسة

من خالل استقراء أدبيات الرتبية اإلسالمية تعرض الباحثة أهـداف حتقـق الريـادة وفـقرؤية تربوي إسالمية، واألسس التي ترتكز عليها الريادة، وآليات للتطبيق، وذلك يف ضوء عـدد

، وهي كام ييل:من النتائج التي توصلت إليها الدراسة الريادة يف الفكر الغريب هي التشغيل الذايت بغض النظر عن الطبيعة واالجتاه. -١القرن الثامن عرش مع العوامل التي أدت تشابه العوامل التي أدت إىل ظهور الرأساملية يف -٢

إىل الدعوة إىل تطبيق الريادة مرة أخرى يف القرن الواحد والعرشين، وهي انتشـار البطالـة وقلة فرص العمل.

ترتكز الريادة يف الفكر الغريب عىل نفس األسـس التـي يرتكـز عليهـا النظـام الرأسـاميل، -٣مبدأ االستغالل لكل ما يملكـه اإلنسـان مـن فكالمها يرتكزان عىل مبدأ امللكية اخلاصة و إمكانيات لزيادة الدخل ومبدأ احلرية التامة.

تتوافق الريادة يف الفكر الغريب مع الفلسفة الطبيعية التي ترى أن تتـاح الفرصـة للمـتعلم -٤لكي ينشأ حر، وترفض سيطرة الدولة عىل التعليم، وتؤكد عىل أن يكون اإلرشاف هليئات

باء، ويكون دور املعلم هو توفري الفرص للطالب لتنمية طبيعته اخلرية.متعاونة مع اآل اختزال مفهوم الريادة يف الفكر الغريب يف اجلانب االقتصادي فقط. -٥مكن اعتامد الريادة يف التعليم كحل مؤقت ملشكلة البطالة؛ ألنه بعد عدة سنوات ستظهر -٦ ي

وهو العمل احلر. املشكلة مرة أخرى نتيجة الرتكيز عىل ختصص واحدأمهلت املبادئ التوجيهية ملرشوع التعليم للريادة اجلانب الروحي واألخالقي الذي ينبغي -٧

مهام لتطبيق املرشوع. أن يكون أساسا

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٠

عزز روح الريادة، حيث تم بذل الكثري من اجلهود لتحسـني -٨ نظام التعليم يف سلطنة عامن ي ادرات اجلديدة.نظام التعليم وتطوير املناهج وإطالق املب

الريادة من منظور تربوي إسالمي هي اكتساب عادات جديدة يف التفكري لتقـديم كـل مـا -٩ هو جديد ومتميز من أعامل دعوية أو فكرية أو تطوعية أو جتارية.

يتطلب حتقيق الريادة حتمل املسـؤولية الفرديـة واالجتامعيـة يف اختـاذ القـرار املناسـب يف -١٠ التوقيت املناسب.

سهم -١١ التعليم للريادة من منظور تربوي إسـالمي يف بنـاء شخصـية إسـالمية قـادرة عـىل ي مواجهة التحديات املستمرة.

التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي يساعد الريادي عىل اكتساب املرونة يف مواجهة -١٢ك املستقبل واحلرية املنضبطة من خالل توفري اخليارات، ويوجه الريادي إىل العمل املشـرت

وتبادل األفكار والتكامـل والشـمول للـذات اإلنسـانية، وتوصـيل الريـادي إىل مرحلـة االعتامد عىل الذات، وتعمل عىل حترير طاقته اإلنتاجية، وتربيته عـىل اإلبـداع واملحافظـة

عىل القيم األصيلة.تقدم وريادة املجتمع وشعور الرياديني باستحقاقهم للعمـل مـرتبط بـرقيهم األخالقـي، -١٣

املجتمعات التي وجدت طريقها إىل الرقي املادي ستعاين من االنحرافات األخالقية ما مل فجتد طريقها إىل الرقي األخالقي، الذي ينرش األمن والطمأنينة بني أفراد املجتمـع ويعـزز

الثقة بينهم ويرسخ تعاطفهم وتعاوهنم.عن طريق التكيـف مـع املحـيط إن حتقيق الريادة للفرد واملجتمع ال تتم بالكم املعريف وال -١٤

الذي يعيش فيه فحسب؛ ألن هناك حتديات تظهر يف كل وقت واملطلـوب مواجهـة هـذه التحديات عن طريق التفكري الناقد الذي يسـاعد يف وضـع رؤيـة مسـتقبلية تتوافـق مـع

التطورات.

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦١

من االسرتتيجيات املستخدمة يف إعـداد الريـاديني اسـرتاتيجية االكتشـاف التـي تسـاعد -١٥الريادي عىل اكتشاف املعلومات واملعارف بنفسه، وإعادة تنظيم املعلومات املتـوفرة لديـه

تنظيام يساعده عىل رؤية عالقات جديدة بينها مل تكن معروفة قبل االكتشاف.عد رياديـا -١٦ من االسرتاتيجيات املستخدمة يف إعداد الرياديني اسرتاتيجية اختاذ القرار التي ت

مرنة مبتعدة عـن اجلمـود وأحاديـة الـرأي، مـن خـالل قيامـه بجمـع ذا عقلية منفتحة واملعلومات املوثقة وحتليلها ومعاجلتها بطريقة علمية، ومن ثم عليـه حسـن تقـدير البـديل

واختاذ القرار السليم.

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٢

م للريادة من منظور تربوي إسالميأهداف التعلي

حدد اهللا سبحانه وتعاىل لق من أجلها اإلنسان، وهي العبودية اخلالصة الغاية التي خ[سورة C D E F G H I Z] لوجهه الكريم، مصداقا لقوله تعاىل

] هذه الغاية التي خلق اهللا اجلن واإلنس هلا، وبعث مجيع الرسل يدعون إليها، ٥١الذاريات .انت عبادته أكملاملعرفة باهللا، فكلام ازداد العبد معرفة بربه، كعىل وإمتام العبادة متوقف

والعبادة هللا هلا جانبان جانب عبادة اهللا وحده، واجلانب اآلخر خدمة عباد اهللا لوجه اهللا، ويسمو وينال رضا اهللا. واإلسالم جيعل قيمة العمل وخدمة املسلم حقيق هذين اجلانبني يرتقيبت

إعداد فهو بحاجة إىلالرقي والتقدم إىل إلنسانا يصلى عبادة اهللا، وحتى عباد اهللا يف مستوتربية اإلرادة القوية التي هبا يستطيع القيام بمهمة االستخالف وعامرة خاص ونشأة خاصة وإىل

. ليتمكن من تقديم األعامل الفريدة واملتميزة يف مجيع املجاالت، والتي تسهم يف جتسيد )١(األرض عملية التقدم والريادة للفرد واملجتمع.

عىل أداء العبادة بجانبيها فإن األمر يتطلب وجود قوة تساعده يتمكن الريادي منى وحتنظرية وتكمن إحدامهام) قوتان ١٩٨٧هـ/١٤٠٧( ذلك، ولإلنسان كام يقول حممود شلتوت

عملية وتكمن فاعليتها أيضا يف القيام بام ، والقوة الثانيةما هي عليهعىل فاعليتها يف معرفة احلقائق ذلك يف الدنيا واآلخرة، ول نسان تتحقق السعادة لإلنية، وهبذه القوتن الشؤون يف احلياينبغي م

، فهناك تكاليف تتطلب العلم وتكاليف تتطلب العمل،نيالقوت نيأتت التكاليف متوافقة مع هات . )٢(ذلك يف اآليات القرآنية التي جتمع بني اإليامن والعمل ويتجىل

م، ٢٠٠٣هــ/ ١٤٢٤، الريـاض، دار عـامل الكتـب، ٣، طأهداف الرتبية اإلسالمية وغايتهامقداد ياجلن، )١( .٤٠ص

.٥٢م، ص ١٩٨٧هـ: ١٤٠٧، القاهرة، دار الرشوق، ١٤، طاإلسالم عقيدة ورشيعةشلتوت، حممود )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٣

لق ألداء الش لق أيضا للعمل ويتضح مما سبق أن الريادي مل خي عائر التعبدية فقط، وإنام خ] ٨٤[سورة االنشقاق A B C D E F G H I Z] :والكدح قال تعاىل

اللقاء أي ى لقاء ربك واملالقاة بمعن نك كادح أي عامل ناصب يف معيشتك إىلأية اآلى ومعن .)١(ربك بعملك ى تلق

العمل بالصالح، وقد أتت آيات ربه بعمله فال بد من ارتباط ى وبام أن اإلنسان سيلق [ \ ] Y Z] :كثرية تدعو للعمل الصالح يف القرآن الكريم، منها قوله تعاىل

_ ` a b c ed f g h i j k l Z سورة](من ى] هذا رشوع يف ترغيب كل مؤمن يف كل عمل صالح وتعميم للوعد، ومعن١٦النحل

باحلياة الطيبة،الصالح ملن عمل ذلك العمل عمل صاحلا) أي عمل كان، ثم ذكر سبحانه اجلزاءوقد وقع اخلالف يف احلياة الطيبة بامذا تكون، فقيل بالرزق احلالل، وقيل بالقناعة وقيل بالتوفيق

وقيل احلياة الطيبة هي حياة اجلنة وقيل السعادة، وقيل هي املعرفة وهي االستغناء عن ،الطاعة إىل .)٢(يف احلياة الدنيااهللا وهذا اخللق واالفتقار إىل

فضل أن ال يقترص العمل الصالح و اجلانب عىل املواعظ واخلطب العامة أي الرتكيز عىل يالنظري، وإنام ال بد أن يكون العمل الصالح هو الرتمجة العملية للعالقات التي حددهتا فلسفة

العالقات يف تناول هذه وسيتم الرتبية اإلسالمية بني الريادي واخلالق والكون واحلياة واآلخرة، .أسس التعليم للريادة

الحظ مما سبق أمهية ارتباط العمل الريادي بالصالح وشموليته، وهذا أمر مهم يف و يأن تكون الريادة هي العمل احلر وذلك عىل الوقت احلارض، الذي تركز فيه الفلسفة الغربية

نة النبوية جيد أهنام ال توجهان الريادي بمفهومها اخلاص، واملتتبع لتوجيهات القرآن الكريم والس

.٤٠٦، ص ٥ج، مرجع سابقحممد بن عيل بن حممد الشوكاين، )١(

.١٩٣، ص٣سابق، جالرجع امل )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٤

عمل بعينه وتركز عليه دون غريه من األعامل، وإنام الدعوة فيهام شاملة ملامرسة العمل التي إىلتتطلبه حاجة الفرد واملجتمع ويتوافق مع قدراته، وذلك لالرتقاء بالفرد وباملجتمع ولتحقيق

متتع األفراد واملجتمعات اإلسالمية باالستقاللية، الكفاية اإلنتاجية، األمر الذي سيرتتب عليه حتقيق التقدم والريادة وأن وتفردها ومتيزها يف كافة جماالت العمل، وبالتايل سيقودها بالتأكيد إىل

حياة طيبة يف الدنيا بطاعة اهللا وبالرزق احلالل والسعادة، ويف اآلخرة بدخول اجلنة. ىحتياجتاه حمدد أو جمال حمدد كالعمل احلر أو ة والتعليم إىلوبالتايل ال يمكن توجيه الرتبيكام فعلت الرتبية يف الغرب، وإنام ال بد من إعداد ى الصناعي أو غريه من املجاالت األخر

نطلق التعامل مع التغيريات الرسيعة يف احتياجات الفرد واملجتمع. من هذا املعىل الريادي القادر التعامل عىل دة لتنمية استعدادات الرياديني لكي يصبحوا قادرين للريا عليمالتى سعينبغي أن يي

. ومستقبال مع مشكالت احلياة املعقدة حارضاومن ثم املسلم السري بالريادي عىل لذلك من املهم أن تكون هناك أهداف تربوية قادرة

اإلسالمية باملجتمع يف طريق التقدم والريادة. ومن خالل استقراء الباحثة ألهداف الرتبيةتستحق أن تكون هلا األولوية والتقديم يف حتقيق الريادة؛ بسبب ما ا أن هناك أهداف توصلت إىل

بناء إنسان ريادي يمتلك من الطاقات التي متكنه من مواجهة عىل تنطوي عليه من قدرة من حياة اإلنسان واملجتمعات، فهي منطلقة عىل التغيريات والتحديات التي تطرأ باستمرار

عقيدته ومن واقع اإلنسان وحاجاته ويف نفس الوقت مل هتمل القيم اإلنسانية، وتتميز بالوضوح وتوردها الباحثة فيام ييل: أساليب ووسائل تربوية؛ ويمكن ترمجتها إىل

حتقيق اهلدف الديني من خالل: إىل وفق رؤية تربوية إسالمية للريادة عليمالت يسعى

ذلك يلزم املؤمن األخذ اإليامن باهللا يقتيض اإليامن بأن اهللا هو مسبب األسباب ومع

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٥

ونية لينتفع هبا اهللا سن السنن الكففض السلبية والتواكل والضعف؛ اإليامن يرألن ؛باألسبابالفرد واملجتمع، وأن ال يكونوا عالة فهمها واستيعاهبا واستثامرها لصالحعىل ناملؤمنون ويعملو

دون عمل س اإليامن، فال وجود ملؤمن صالح العمل الصالح هو مقياو .ما ينتجه غريهمعىل .)١(صالح جيلب النفع له وملجتمعه ويدفع به الرضر وأن يكون ذلك كله خالصا لوجه اهللا

تمع إجيايب رياديجم إذا حتقق اإليامن حتول املجتمع املؤمن إىلف بذاته قوي عزيز مكتفتفهم التصدي ألعدائه، ولن يتحقق ذلك بالقول وإنام بالتعمق العلمي الذي يصل إىلعىل قادر

نقل املؤمن الريادي من االنفعال دقائق العلوم وحقائقها الثابتة وأرسار الكون، فاإليامن هيدف إىلى ا ماديا ومعنويا، وذلك حتالعلم والعمل، ألن اإلنسان مستخلف يف األرض لعامرهت فقط إىل

¤ £ ¢ ¡ � ~ {] : ، قال اهللا تعاىل)٢(حيقق التقدم والريادة والرقي الشامل ¥ ¦ § ¨ © ª « ¬ ® ¯ ° ± ² ³ ´ µ ¶ Z سورة]عىل وعلم أوالده اخلري ورباهم نفق أمواله يف سبيل اهللا تعاىلأذي ] املؤمن الصالح ال٣٤سبأ

وهم يف غرفات اجلنة آمنون من مجيع ، فام فوقها م الواحدة عرشا ، تضاعف هلم حسناهتالصالح اآليةالعمل املقرتن بالصالح، ويف االستسالم والتكاسل وإنام إىل إىل اإليامن ال يدعوف. )٣(هاملكاريف تربية اإلنسان اإلنفاق يف وجوه اخلري أو بتقدم قد يكون العمل بالتقدم واملبادرة يف السابقة

حتقيق يصلوا إىلى بية راقية ومتميزة تؤهلهم للقيام بام أوجبه اهللا عليهم من الطاعات، حته ترئأبنا التقدم والريادة ومن ثم السعادة يف الدنيا ودخول اجلنة يف اآلخرة.

مكن تكوين روح العقيدة اإلسالمية الصحيحة من خالل القيام بعدة أمور، هي وي -كالتايل:

ن، دار الفرقـان للنرشـ والت١، طفلسفة الرتبية يف اإلسالم انتامء وارتقـاءأمحد رجب األسمر، )١( وزيـع، ، عـام .٢٠٦م، ص ١٩٩٧هـ/١٤١٧

. ٢٠٧سابق، ص الرجع امل )٢(

.١٣٧، ص٧جمرجع سابق، أيب السعود حممد بن حممد العامدي، )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٦

من خالل تشجيع األرسة ألبناءها وحتديد لكريم وحفظه وتدبره؛ االهتامم بتالوة القرآن ا -١ وقت لالجتامع ومدارسة عدد من اآليات وتدبرها، وكذلك من خالل الصحبة الصاحلة.

ربط االكتشافات العلمية بقدرة اخلالق، والنظر يف ب والتفكر يف خملوقات اهللا؛ ويكونالنظر -٢ انه.الكون واالستدالل منه عىل عظمة اخلالق سبح

تعويد األرسة أبناءها عىل حضور ويكون باملداومة عىل حضورحلقات الذكر والوعظ؛ -٣كر فيها. حلقات الذكر يف املساجد ومناقشة ما ذ

إحضار الكتب والقصص التي تتضمن سري الصاحلني، مدارسة سري السلف؛ من خالل -٤ وتشجيع املربني لألبناء عىل قراءهتا واالستفادة منها.

مكن تثبيت وغرس العقيدة وجود مربني مطبقني ملا أمر اهللا به، ة الصاحلة؛ بوجود القدو -٥ ي يف نفوس األبناء.

خالل احرتام ما أمر اهللا به من عبادات من عىل أداء الفرائض املطلوبة يف أوقاهتا، والرتكيز -٦ .حسن األداء والدقة يف العمل

ية عقول وقلوب املتعلمني ، وتنقباطنالمع ظاهرالتطابق ب وذلكاإلخالص احلث عىل -٧ ة. من الشوائب التي تشوب صورة وسلوكيات العبادات املرشوع

مكن حتقيق اهلدف األخالقي من خالل: ي

اضلة، فكم بقاء األمة الريادية وتقدمها وريادهتا مرتبط بتخلق شعوهبا باألخالق الفإن ون ؤت باألخالق الفاضلة وطبقتها يف شتقدمت وارتقت عندما متسك من أمم سادت وشعوب

قتد أفرادها عن القيم الفاضلة هبا، وكم من أمم تدهورت عندما ختىلى حياهتا وأصبحت نامذج ي النشء ومتابعتهم يفى واألخالق النبيلة؛ لذلك ال بد من تكوين القيم األخالقية الفاضلة لد

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٧

.)١(التمسك هباهبا ولكنها ال ناملعرفة باألخالق الفاضلة وينادوولكن قد يكون هناك أفراد لدهيم

اجلانب النظري فقط دون تطبيق، عىل تتجاوز ألسنتهم، فاملشكلة تكمن أيضا يف اقتصار األخالق ويكون لذلك ال بد من تكوين األخالق الفاضلة بحيث يمكن تطبيقها يف مجيع جماالت احلياة،

سهمو ناملجتمع رياديني يتخلقوى لد يف تقديم كل ما هو متميز ونافع هلم نباألخالق الفاضلة ي وللمجتمع.

:)٢( مراحل الريادي من خالل أربعى ويمكن تكوين القيم األخالقية الفاضلة لد هتيئة الريادي الكتساب اخللق احلسن: -١

للمريب إكساب ى يتسنى ة، وذلك حتالتهيئة يمكن حتقيقها من خالل املودة وكسب الثق 2 1 0 ./ - , + * (] :اخللق احلسن والتخيل عن اخللق الذميم، قال تعاىل

3 4 5 6 87 9 : ; < = > @? A B C D FE G H I J K Z هللا عليهم ا : برمحة اهللا للرسول وألصحابه من أي ]٣ة آل عمران [سور

ن هلم خلقه فاجتمعوا عليه وأحبوه ض هلم جناحه ورقأن أالن هلم جانبه وخف قه عليهم وحس، فاألخالق احلسنة جتذب الناس ، ولو كنت يسء اخللق وقايس القلب لنفروا منكوامتثلوا أمره

تنفر دين اهللا وترغبهم فيه مع ما لصاحبه من املدح والثواب اخلاص، أما األخالق السيئة فإهنا إىلذم والعقاب اخلاص، فهذا الرسول املعصوم يقول اهللا له مع ما لصاحبها من ال نالناس عن الدي

.)٣(ما يقول فكيف بغريه ؟

، القـاهرة، عـامل الكتـب، الرتبية األخالقية، سلسلة تربية األبناء واآلباء يف اإلسالمسعيد إسامعيل القايض، )١( .٢١م، ص ٢٠١٣

.٣٣ -٢٩سابق، ص رجع مسعيد اسامعيل القايض، )٢(

.١٥٤، ص١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٨

إقناع الريادي باخللق احلسن: -٢

يتمكن املريب من إقناع الريادي بخلق معني ال بد من استخدام احلكمة واستعامل ى حت، وإنام عليه أن احلجج والرباهني، وأن ال يكتفي املريب بإلقاء الكالم وتوجيه املواعظ والنصائح

النتائج املراد الوصول إليها يف تفكري مقنع يتفق مع عقل الريادي، يقوم باالنتقال من املقدمات إىلالتخيل عن اخللق الذميم قال عىل يتمكن من غرس اخللق املطلوب يف الريادي ومساعدته ى حت

¦ ¥ ¤ ¢£ ¡ � ~ |{ } v w x y z] :تعاىل

§ ¨ © ª ¬« ® ° ± Z تدعو كل املعنى أن ] ١٦[سورة النحلعلم ال باجلهل حسب حاله وفهمه وقبوله وانقياده، ومن احلكمة أن تكون الدعوة بالعىل واحد

األذهان والفهم، وبام يكون قبوله أتم وبالرفق واللني، فإن هم، وباألقرب إىلوالبدء باألهم فامللنهي املقرون بالرتغيب وعظة احلسنة، وهو األمر واالدعوة بامل انقاد باحلكمة، وإال فينتقل معه إىل

الباطل فيجادل بالتي هي أن ما هو عليه حق أو كان داعية إىلى ، فإن كان املدعو يروالرتهيبالستجابته عقال ونقال؛ من ذلك االحتجاج عليه باألدلة ى أحسن، وهي الطرق التي تكون أدعخصام أو مشامتة صود، وأن ال تؤدي املجادلة إىلحصول املق التي كان يعتقدها، فإنه أقرب إىل

.)١( تذهب بمقصودها وال حتصل الفائدة منها تكوين العاطفة عند الريادي نحو اخللق احلسن: -٣

الريادي يتم تكوين عاطفة حب لدىلة يف املرحلة الثالثة يف تكوين األخالق الفاضاعدة الفقهية أن درء املفاسد مقدم وتعلق بخلق حسن، وعاطفة كره نحو خلق ذميم، وجاء يف الق

جلب املصالح؛ لذلك ال بد من البدء بتكوين عاطفة الكره نحو اخللق الذميم أوال، كالعاق عىل لوالديه يطلب منه أوال الكف عن هذا اخللق الذميم، فإذا توفق يف ذلك تم غرس خلق الرب

واإلحسان.

.٤٥٢، ص١سابق، جال رجعامل )١(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٦٩

دي:املامرسة والتطبيق العميل للخلق احلسن عند الريا -٤

املراحل السابقة غري جمدية إذا مل يتم تطبيق هذه املرحلة وهي مرحلة املامرسة، فال يكفي املعرفة فيف القول والفعل، اريادي أمينمعرفة خلق األمانة وفضله مثال، وإنام ال بد أن يكون ال

اليب وأسلوب القدوة من األس .يصاحب هذه املعرفة تطبيق وممارسةباخللق غري كافية إذا مل املامرسة والتطبيق.عىل املهمة يف التشجيع

رقي املجتمع وريادته وشعور الرياديني باستحقاقهم للعمل واجلد واالجتهاد مرتبط فإن بال أمهية ما مل جتد ى الرقي املادي ستبق برقي األخالق، واملجتمعات التي وجدت سبيلها إىل

عزز الثقة بينهم ويرسخ الرقي األخالقي، الذي ينرش األمن وال سبيلها إىل طمأنينة بني الناس وي . )١(تعاطفهم وترامحهم وتعاوهنماملنشود من التقدم والريادة إال إذا ترسخت األخالق ى املستو ال يمكن الوصول إىل

ى أخالقيات من يتعامل معهم فال خيش الرياديني، بحيث يطمئن مجيع الناس إىلى الفاضلة لدوالكذب، وإنام تكون هناك ثقة متبادلة ويتم تغليب دوافع اخلري والعدل الغدر واخليانة والتزوير

واحلق بدل دوافع املنفعة والربح. إن األخالق الفاضلة ال يمكن أن تضبط بالقانون وإنام تضبط بضوابط داخلية تنبع من أعامق اإلنسان.

ويمكن حتقيق اهلدف العقيل من خالل عدة أمور:

هو البحث عن طرق جديدة، واستخدام أفكار متميزة الرياديأساس اإلبداع عند نتج نامذج جديدة ،للوصول حللول مبتكرة، ويمكن حتقيق ذلك عن طريق اخليال فاخليال ي

. ٤٠٨أمحد رجب األسمر، مرجع سابق، ص )١(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٠

.)١(ام هو سائدومبتكرات متميزة ختتلف عكيز أو جماهدة النفس أو التضحية أو الشعور يتطلب التدريب أو الرت تكوين اإلبداعو

ية، ويتطلب جتاوز املعوقات كضعف الثقة يف النفس، وكاإلرساع يف تقبل األفكار سؤولبامل .)٢(التغيري والتجديد إىل والتبعية لآلخرين، وكضآلة املحصول املعريف، ويتطلب السعي دائام

همة يف تكوين شخصية التي تعترب م، وينبغي تكوين هذه الروح منذ سنوات العمر األوىلوالذكاء يتأثر بالبيئة والرتبية والغذاء، ومن هنا يأيت أمهية دور األرسة يف تكوين ؛الطفل وذكائه

هذه الروح، ودور املعلم الذي ال يقل أمهية عن دور األرسة، حيث يستطيع تنمية اخليال عن . بتكوين روح اإلبداع )٣(لعميلطريق دراسة األدب والقصص والشعر، وعن طريق النشاط ا

سيتمكن الريادي من معايشة ظروف العرص الذي يعيش فيه واستيعاب املتغريات والتفاعل معها بفاعلية واقتدار.

الريادي:ى طرق تكوين روح اإلبداع لد :)٤(تنمية روح اإلبداع تتطلب عدة أمور، من أمهها ما ييل

وجودها عند الريادي هو رضا اهللا سبحانه وتعاىل الدوافع التي ينبغيى ؛ أرقوجود الدافع )أ حييا اإلنسان حياة كريمة ويستطيع ى وحتقيق الغاية من اخللق، واإلتيان بيشء جديد حت

ولد مع وقدر اإلخالص هللا يكون التوفيق. عىل مشكالته، وعىل التغلب مكن أن ي الدافع يسيتمتع هبا يف الدنيا، وتذكر الريادي ويدعمه باستمرار من خالل تذكر الفوائد التي

الثواب الذي سيناله يف اآلخرة.

، مركـز دراسـات نحو فلسفة تربوية عربية، الفلسفة الرتبوية ومسـتقبل الـوطن العـريبعبداهللا عبد الدائم، )١( ، بترصف.٣٢٠م، ص ٢٠٠٠، بريوت، ٢، طالوحدة العربية

ار، )٢( .٧٧م، ص٢٠١٠هـ/ ١٤٣١، الرياض، دار وجوه للنرش والتوزيع، ٢، طتكوين املفكرعبد الكريم بك

.٣٢٢ -٣٢١نحو فلسفة تربوية عربية، مرجع سابق، ص عبد اهللا عبد الدائم، )٣(ار، تكوين املفكر، مرجع سابق، ص )٤( بترصف.، ٨٨ -٨٤عبد الكريم بك

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧١

ال بد من توفر الرتكيز واالهتامم، إذا اهتم الريادي بيشء فإنه يركز الرتكيز واالهتامم؛ )ب يشء استنفر كل طاقاته لالهتامم بكل ما يتعلق به، وهيتم الريادي بام عىل عليه، وإذا ركز

كتب من ما حوله عىل طالع رق؛ األول القراءة واالل عدة طيريد أن يبدع فيه من خالوأفكار جديدة، الثاين سؤال املختصني ومناقشتهم، أيضا من خالل التفكر والتأمل وتسجيل اخلواطر، ومن خالل حتديد ما يريده بالضبط وهو اإلتيان بيشء جديد، ومن

املبدعني خالل ختيل املكافأة التي سيحصل عليها، ومن خالل االستفادة من سري واألساليب التي استخدموها.

الريادي الذي يريد أن يبدع االعتقاد بأن معظم ما هو موجود من أعامل عىل ؛سعة املجال )ج مكنه أن يقدم أفكار وطرق إبداعية، وذلك يف أي وجد بطريقة تقليدية، وأنه ي مكن أن ي ي

حياول أن يقوم بالتدريس ياملعلم الرياد مثال ه، فجمال هو موجود فيه، ويف أي يشء يملكمكن أن يامرس عمله يف أي جمال بطرق إبداعية، غري مسبوقة،بطرق إبداعية فأي ريادي ي

جمال واحد وهو املجال عىل الريادي يف الفكر الغريب الذي يقترص ى وذلك ال يتفق مع معن االقتصادي.

بحفظ مرتبة االهتامم اء من اإلبداع يتطلب من الريادي االرتق تعامل خاص مع املعرفة؛ )د مرتبة الفهم والتحليل واالستنباط والتوظيف النجاح يف االختبار إىلجمرد واملعلومات

الريادي املبدع أن يعرف كيف يستثمر املعرفة يف خدمة عىل اجلديد للمعرفة املتاحة، فة اآلخرين، وهناك عدة طرق لالستثامر من هذه الطرق؛ أن يسأل الريادي نفسه ما الفائد

بعض املراجع عىل العملية من املعلومة اجلديدة التي توصل إليها، أيضا عليه أن يطلع متابعة وعليه حضور الدورات والندوات واملؤمترات، واملصادر التي تتعلق باملوضوع،

ي عندما ترتاكم أخبار اإلبداعات واالخرتاعات، وعليه أيضا االنتباه لألفكار الصغرية الت من فكرة بسيطة، كقانون اجلاذبية الميزةمت ا تقدم أفكار انتبه إليها ثم أضافها ذي نشأ أوال

.وتوصل يف النهاية إىل قانون متت إضافته للمعرفة إىل أفكار سابقة لديه

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٢

احرتام النظام واالنضباط ال والتنظيم يشمل احرتام النظام واالنضباط يف مجيع األمور، تباع املنهج العلمي يف البحث، ويشمل امن خالل فكراليشمل أيضا العمل وإنامعىل ترص يق

ية سؤولالفرق بني احلق والواجب واحلرية واملاإلنسان كأن يعي ياةاحل أيضا االعتدال والتوازن يف .)١(وهكذا

واالنضباط هو لزوم اليشء وحبسه، والضبط لزوم يشء ال يفارقه يف كل يشء، وضبط يشء حفظه باحلزم، وضبط النفس يكون بحبسها عن الرش وإلزامها باخلري مع الصرب، وهو ما ال

عرف بتزكية النفس .)٢(ي؛ ألنه يساعد نسانالئم النطالق اإلبداع عند اإلللتنظيم واالنضباط دور يف توفري املناخ امل

واالنتقال وفق رؤية تنظيم مجيع املعطيات املمكنة والتي تضع أمامه كل االحتامالت للسريعىل .)٣(واضحة وشاملة ملا هو موجود يف الواقع وما ينبغي أن يكون

احرتام النظام باعتباره قيمة سلوكية عىل وتعاليم وتوجيهات الدين اإلسالمي حتث سلوك إجيايب يف احلياة اليومية، من خالل احرتام الريادي لذاته والتزامه اجتامعية، وقد حولته إىل

والعبث، وأن يكون قدوة حسنة لآلخرين يف القول والعمل والبعد عن الفوىض الصواب يف يف املجتمع نظاملتزامه بالا

يرتقي اإلنسان ويتقدم وحيقق الريادة عليه بضبط النفس، واالنضباط روح ى وحتاإلسالم فالصالة صورة من صور االنضباط من خالل ضبط الوقت واحلركات واألقوال، أيضا

، بترصف.٢٣٣ -٢٣٢ة عربية، مرجع سابق، ص نحو فلسفة تربوي عبداهللا عبد الدائم، )١(

.٣٤٠، ص ٧، جمرجع سابق، بن منظوربن مكرم حممد )٢(

، بترصف.٣٣٣سابق، ص مرجع ، عربية تربوية فلسفة نحو الدائم، عبد اهللا عبد )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٣

د اإلنسان الصيام يع االنضباط يف الوقت والعمل والقول، والزكاة فيها انضباط بوقت حمدد عىل و وبمقدار حمدد، وكذلك احلج فيه انضباط يف الوقت واملكان واألعامل.

الرياديني يف ميدان الرتبية والتعليم، من ى ويمكن تكوين روح النظام واالنضباط لد -، ما ييل:خالل

املشاركة ملتعلمني ان طريق مرشوعات مشرتكة تكلف املدرسة ع العملية؛املامرسة -١حه من خالهلا كيفية التنظيم واالنضباط الذي تتبعه املدرسة وما يقرت نفيها، يتعلمو

.هم يف حتقيق النظام واالنضباطالرياديني أنفسهم من أفكار تس

.يف إدارة املؤسسات املدرسية املتعلمني إرشاك -٢

.يادية للريادينيإسناد بعض املهام الق -٣

.)١(املشاركة يف خدمة املجتمع املحيل وإشاعة النظام فيه -٤رتيب احرتام النظام واالنضباط سيساعدهم يف ترتيب األفكار، وتعىل تعلمنيتدريب امل

عىل مواصلة التعلم والتعرف عىل رؤية األمور بشكل أفضل، والتحفيز األولويات يف العمل و ري املناخ املناسب لإلبداع وتقديم أفكار وأعامل متميزة. املستجدات، وبالتايل توف

وجود أسس فكرية ومنهجية صحيحة يقوم ألهنا ستؤدي إىلمهمة؛ الفهم تعترب سعةعليها االختالف، مما سينتج عنه حالة من التسامح والتعاطف يف حالة االختالف، وتعاون

.)٢(تفاق ومشاركة يف حالة اال -ما ييل: الريادي من خاللى يستطيع املريب توسيع قاعدة الفهم لدو

، وذلك يتم بتقديم عدد من اآلراء املختلفة يف موضوع واحد، ومن ثم ملرنا فكرتكوين ال -١

. ٣٣٣سابق، ص الرجع امل )١(

ار، )٢( .٨٨مرجع سابق، ص حول الرتبية والتعليم، عبدالكريم بك

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٤

كيفية االستفادة من هذه اآلراء املختلفة يف وضع رؤية خاصة به، فيكون عىل تدريب عقله التفكري املنطقي والبحث عىل املالحظة الدقيقة، وعىل قل الريادي بذلك قد قام بتدريب ع

عىل تثقيف نفسه ويف نفس الوقت دربه عىل املقارنة، وعىل عن احلجة والدليل، ودربه القيام هبذا وإصدار احلكم واختاذ القرار املناسب بشأن املوضوع املطروح للمناقشة،

سهم ستيعاب مجيع التوقعات املحتمل حدوثها رؤية األمور بشكل واضح وايف العمل سي .التفاعل مع التغرياتعىل يف املستقبل، ويكون يف النهاية ريادي قادر

يف موضعها املناسب من املعرفة كاملة، وأن ال يغفل املتعلم التي توصل إليها ةعرفوضع امل -٢حكام واختاذ إصدار األ أن هناك معرفة جيهلها ومل يصل إليها ليأخذها بعني االعتبار عند

.)١( القرارات

إن سعة فهم الريادي للحياة بكل ما فيها من تعقيدات يف ضوء املنهج الرباين ويف ضوء اخلربة مكن حتقيق الريادة. املكتسبة، سوف جتعل اخليال معقوال ويمكن تطبيقه وبالتايل ي

من خالل إنجاز عدة شخصيةلتحقيق أهداف ةوفق رؤية تربوية إسالمي للريادة تعليمالى سعي أمور:

ى املستقبلية وبث العقلية التخطيطية لدنظرة ذلك من خالل إشاعة روح ال يكون :)٢(املستقبلية والعقلية التخطيطية تعني عدة أمور نظرةالريادي، وال

رض مرشد له يف املستقبل، وإنام عليه أن يعيد أن ال يكتفي الريادي بجعل املايض واحلا -١

، بترصف.٩٠ -٨٩سابق، ص الرجع امل )١(

.٣٣٠ -٣٢٩عبد اهللا عبد الدائم، نحو فلسفة تربوية عربية، مرجع السابق، ص )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٥

صياغة املايض واحلارض بام يتناسب مع حاجات املستقبل.

تعني أن ال يكتفي الريادي بالتفكري يف اليوم الذي يعيش فيه فقط، وإنام عليه أن يفكر يف -٢ املستقبل وخيطط له.

لتايل سيكون هناك تعني أن يعي الريادي أن هناك تغيريات ستحدث يف املستقبل، وبا -٣ ذلك. عىل فجوة بني احلارض وما سيحدث يف املستقبل، وأن يستخلص النتائج املرتتبة

اكتشاف ما سيحمله املستقبل. عىل الريادي ى تعني تنمية قدرة املبادرة لد -٤

مايض قريش وما فعلته به وبالصحابة األسوة احلسنة عندما نظر إىل rاهللا ولنا يف رسولمر له وللصحابة والذي مل يتغري، ونظر ألمهية تكوين دولة متكنهم من مواجهة والضعف املست

من يصدقه ويسانده يف نرش اإلسالم، فبدأ يف وضع خطة حمكمة مستعينا قريش، فقرر اهلجرة إىل ا وحتقيق هدف مستقبيل وهو تكوين دولة إسالمية تكون منطلق ،إلنجاح هذا العمل تعاىل باهللا

من خالل عدة إعداد الصحابة ملا سيحدث يف املستقبل، عىل سالمية، وقد عمل لنرش الدعوة اإلام سيحدث هلم يف املستقبل وما هم بفاعلني، فعن أنس بن مالك عن أسيد أحاديث حتدث فيها ع

:قال ،أن رجال من األنصار، قال: يا رسول اهللا أال تستعملني كام استعملت فالنا tبن حضري .)١(احلوضعىل تلقوين ى صربوا حتستلقون بعدي أثرة فا

مكن تكوين النظرة املستقبلية لد الريادي منذ الصغر ويف مجيع مراحل حياته، وذلك ى وينجاز مقرر درايس، أو القيام إيقوم به، كالقيام برحلة أو التخطيط يف كل عمل عىل بالتدريب

التوقعات واملفاجآت التي االستعداد لكلعىل بمرشوع تربوي أو اإلعداد لالمتحان، والتدريب .)٢(قد حتدث

، حتقيـق: مصـطفى ديـب ٣، طاجلامع الصـحيح املخترصـحممد بن إسامعيل أبو عبداهللا البخاري اجلعفي، )١( .١٣٨١، ص٣م، ج ١٩٨٧هـ/ ١٤٠٧دار ابن كثري، البغا، بريوت،

.٣٣٠عبداهللا عبد الدائم، نحو فلسفة تربوية عربية، مرجع سابق، ص )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٦

السري يف احلياة بخطوات عىل التخطيط للمستقبل يساعد الرياديني عىل التدريب فعىل مدروسة وإجياد حلول لتحديات متوقع حدوثها واختاذ القرارات املناسبة، مما يساعدهم

ل املجاالت. حتقيق األهداف املرسومة بتميز واقتدار وحتقيق التقدم والريادة يف ك

ى التعلم الذايت يتطلب القيام بعدة خطوات، من هذه اخلطوات بناء العقل املفكر لدشكالت، الريادي وحتفيزه للتعلم الذايت املستمر، وبناء الثقة بالنفس واعتامد الذات يف حل امل

:)١( افيام ييل يتم تناوهلوتوفري الفرص للريادي؛ وتتكرر عمليات التفكر وإعامل واخلربات بازدياد التجارب :بناء العقل املفكر للريادي )أ

يصبح التفكري عادة يكتسبها الريادي، ويتمكن بالتايل من التفكر يف نفسه ويف ى العقل حتبدعة ومتميزة إجياد طرق معىل فيعمل ؛املجتمع، فيعرف متطلباته ومتطلبات جمتمعه

لذلك فإن هذه املتطلبات، وهذه املتطلبات ختتلف من منطقة إىل أخرى؛وفري توصله لتتوفري حتديات وخربات مناسبة للعقل يف القرى وبعض املدن مؤسسات الرتبية عىل

ليعمل وفق ظروف اإلنسان وبيئته الطبيعية واالجتامعية، بحيث توفر نشاطات متثل النشاطات الرتفيهية مثل األلعاب حتديات للريادي تستدعي منه التفكري ملعاجلتها، ك

واملسابقات بحيث تتكامل هذه النشاطات فيام بينها وتتوافق مع ظروف الريادي وبيئته.

حوافز التعلم داخلية تنبع من داخل الريادي رغبة :التعلم الذايت املستمرعىل حفز الريادي )ب ادي كاألرسة يف العمل وحتقيق هدف معني، وخارجية تكون من املحيط اخلارجي للري

واملدرسة، لكال النوعني تأثري ولكن تأثري احلافز اخلارجي حمدد ومؤقت ينتهي بانتهاء عملية الرتبية عىل ف احلافز، أما تأثري احلافز الداخيل فمستمر ألنه يصدر من داخل الريادي،

بناء احلوافز الداخلية وتدعيمها بشكل جيعل التعلم هو املكافأة الوحيدة والتعليم

، بترصف.١٨٣-١٦٦، ص مرجع سابقمفيدة حممد إبراهيم، )١(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٧

لريادي، وهذه مهمة مؤسسات الرتبية كاألرسة فالريادي جيد فيها متعة يف التعلم وله لية استمرارية غرس حب التعلم مسؤولالتعلم وتعليم نفسه، أيضا املدرسة عليها عىل قدرة

ومساعدته يف ذلك، واالبتعاد عن املحبطات التي تبعد الريادي عن التعلم، ومن هذه املحبطات:

ال حيث ا جتمع، فإن ذلك يسبب له إحباطيتعلمه الريادي بحياته يف املربط ما ضعف -١وجد ترابط بني ما يتعلمه يف املدرسة وما يعيشه يف واقع احلياة. ي

املتوقع من الريادي قدراته فإنه اإلنجازتوازن التوقعات مع القدرات، إذا فاق قلة -٢ كره. سيصاب باإلحباط ويتحول حبه للتعلم إىل

ازن بني طبقات املجتمع، فتوفري كل أسباب احلياة الكريمة يف طبقة املرتفني، التو ضعف -٣مؤسسات الرتبية كاألرسة احلد من ترف عىل سيحبط الدوافع الذاتية لطبقة املحرومني، ف

األبناء وإرسافهم ومن األنامط االستهالكية التي ال مربر هلا، وأن تريب فيهم القيم التي التعلم والعمل واإلنتاج هو اهلدف، وليس االستهالك هو اهلدف جتعل اجلد واملثابرة يف

مؤسسات الرتبية هلا دور مهم يف بناء احلوافز الداخلية فإن عموماوإليه، ى الذي تسع .هللتعلم واستمرار الرغبة في

إىل عملية الرتبية والتعليمى ال بد أن تسع الريادي واعتامد الذات:ى بناء الثقة بالنفس لد )ج ليع املتعلم دإعدا قي فكر وي علم نفسه وي دافه وخيتار م نفسه وما حوله وحيدد أهرف كيف ي

دقق يف سلبياهتا والوسائل التي حتققها حللها وي أفضل له جيابياهتا ليبني مستقبالإ، فيوملجتمعه، وأن يعرف كيف يتعامل مع التقنيات احلديثة بعيدا عن االستهالك ساعيا

كن الريادي من اإلنجاز اجليد دون تعزيز الثقة بالنفس ا.لتطويرها ولتحسينه هي التي متالغرور الذي يرض بالرغبة يف العمل وبذل اجلهد، ويف حالة عدم ثقة أن تصل به إىل

الشعور بالعجز والنقص وبالتايل عدم التقدم بأعامل فريدة الريادي بنفسه سيؤدي به إىل ومتميزة حيقق هبا السبق والريادة.

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٨

، من خالل مناقشة األبناء توفري الفرص للتعلماألرسة عىل : وفري الفرص للتعلمت )د التعلم، ومن خالل إرشاكهم يف اختيار عىل والقراءة هلم، واختيار اللعب التي تساعد

ألن يتعلم الريادي؛ مثل زيارة األماكن الوسائل لقضاء وقت الفراغ والتي توفر جماالاهتم وإرشادهم، ممارسة هوايعىل قع األثرية، وتشجيعهم ذات الطبيعة املميزة واملوا

استفادهتم من معلومة فيام يرون ويسمعون، وإجابة أسئلتهم بشكل يؤدي إىل تهمومناقشمن خالل إرشاك ومل يعرفوها أو البحث عن معلومة من أجل إجياد اإلجابة الصحيحة،

يتعلم منها الريادي كيفية اث تعترب فرصها يف األعامل املنزلية التي يقوم هبا اآلباء، حيئأبناحل املشكالت التي تواجههم يف احلياة، واملدرسة تستطيع املسامهة يف توفري الفرص من خالل تنظيم دورات متخصصة ملستجدات التقنية الرضورية التي حيتاجها الريادي

مكنها أيضا توفري فرص تعلم من خالل تسهيل إجراءات واملجتمع، واملكتبات العامة ي الدخول واالستفادة من خدماهتا.

أن يعيد النظر يف تعلمملتتطلب عملية التغيري من اوالتغيري سنة من سنن اهللا يف الكون، يواكب التحديات التي ى النظر يف متطلباته حت أن يعيداملجتمع ومن يرتقي بنفسه، ى أفكاره حت

~ p q r s t u v w x y {z | }] : ظهر باستمرار، قال اهللا تعاىلت

� ¡ ¢ £ ¤ ¥ §¦ ¨ © ª « ¬ ® ¯ ±° ² ³ ´ µ ¶ ¸ ¹ Z يغريوا ما بأنفسهم من ى ] أي أن اهللا ال يغري ما بقوم من النعمة والعافية حت١٣[سورة الرعد

أضدادها، وإذا أراد اهللا فطر الناس عليها إىلاألعامل الصاحلة أو ملكاهتا التي هي فطرة اهللا التي فال مرد له، وما هلم من دونه من وال: أي ييل أمرهم ويدفع عنهم السوء الذي أراده بقوم سوءا

أن إنكار البعث واستعجال السيئة وأهنم عىل اهللا هبم بام قدمت أيدهيم من تغيري ما هبم، وفيه داللة

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٧٩

. )١(وعذابه تحقوا لذلك حلول غضب اهللا تعاىلغريوا ما بأنفسهم من الفطرة واسوذلك يعني أن يكون التغيري لألحسن، وقد رضب اهللا مثال ملجتمعات تغريت لألحسن

به الرسل، وهناك جمتمعات مل تغري ما كانت تتباع ما جاءامنهج اهللا وعىل وذلك نتيجة سريها r s t u v w x y] :عليه من ضالل، قال اهللا تعاىل

z { | } �~ ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ § ¨ © ª « ¬ ® ¯ °Z أي: ولوال أن ]٢[سورة البقرة

بدل بعض الناس الذين يبارشون أسباب الرش والفساد ببعض آخر منهم وهم الذين يكفوهنم عن ذلك ويردوهنم عنه، لفسدت األرض: أي لتغلب أهل الفساد عليها وأحدثوا الرشور التي

.)٢(هتلك احلرث والنسلألنـه إذا صـلحت الـنفس يف الفـرد ؛سلوب التغيري الذي يبـدأ مـن الفـردإلسالم أيتبع ا

أصبحت مستعدة للتغيري، ويكون ذلك باحلوار اهلادئ املتزن الذي خياطب العقـل والضـمري، إن التغيـري ى ذلك يضمن استمرارية التغيري، فلن يكون هناك استمرار إذا مل يكن هناك اقتناع بجدو

كلـى قابلية األفـراد واسـتطاعتهم لـذلك حتـى لتغيري ينبغي مراعاة مدوأفضليته، وعند ا ف ال يملو .)٣(ما ال يطيقون فتفشل عملية التقدم والتميز نالناس أكثر من وسعهم أو حي

االنفعـال والتكيـف مـع أن ال يكتفوا بعىل تربية الرياديني ويمكن حتقيق ذلك من خاللصـناعة عـىل تـربيتهم ى أيضا وتوجيهه الوجهة الصحيحة، بمعنالتغيري وإنام ال بد من التأثري فيه

.٩ص ،٥ج ، مرجع سابق،إرشاد العقل السليم إىل مزايا القرآن الكريمأيب السعود حممد بن حممد العامدي، )١(

.٩ص

، مرجـع حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، فتح القدير اجلامع بني فني الروايـة والدرايـة مـن علـم التفسـري )٢( .٢٦٦، ص١جسابق،

، سلسـلة دوريـة تصـدر عـن وزارة التعليم وإشـكالية التنميـة، كتـاب األمـةحسن بن إبراهيم اهلنداوي، )٣( .٧٩م، ص ٢٠٠٤هـ/ ١٤٢٤)، ٩٨األوقاف والشؤون اإلسالمية، قطر، العدد (

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٠

البتعـاد عـنبتعاد عن اجلمود والبطالـة وااال التغيري وتوجيهها، األمر الذي سيقود الرياديني إىلالنظـر مـن خـالل التفكـري الناقـد يكـون و ،واالبتعاد عن التقليد االضطرابات النفسية واخللقية

.)١(الواعيم) أن تغيـري ٢٠١٢هــ/ ١٤٣٤( بكـار ذكروي ا وقد يكون مادي ا معنويد يكون والتغيري ق

الريادي عىل صرب ومثابرة وعزيمة، ف العادات والسلوكيات واملفاهيم أي التغيري املعنوي حيتاج إىلبالقليـل، وأن الفـرص أمامـه صعبة أو عوائق أن يسـتمر وال يـرىض ا أن يعي أنه إذا واجه ظروف

ي جمال.لالرتقاء والتقدم يف أويسهم يف عملية التغيـري عليـه القيـام بعـدة متميزا يستطيع الفرد أن يكون رياديا ى وحت

: )٢(أمور، من هذه األمور rبشؤونه اخلاصة قدر اإلمكان، وقد كان النبي : أي أن يقوماآلخرينعىل تقليل االعتامد )أ

اجلهـاد كـام عـىل وبايعهم املوتعىل وربام بايعهم ،أال يفرواعىل يبايع أصحابه يف احلرب التوحيد والتـزام طاعـة عىل اهلجرة قبل الفتح وبايعهم عىل اإلسالم وبايعهم عىل بايعهم

اهللا ورسوله وبايع نفرا من أصحابه أال يسألوا الناس شيئا وكان السـوط يسـقط مـن يـد .)٣(أحدهم فينزل عن دابته فيأخذه وال يقول ألحد ناولني إياه

)ب الرائد طموح عال، فالرواد تتعاظم طموحـاهتم يف الظـروف ى كون لد: أن يطموح عالاخلضوع هلا، وبسبب رؤيتهم لفرص ال يراها غريهم، ومن عىل الصعبة بسبب اعرتاضهم

الذي قال: إن يل نفسا تواقـة، وإهنـا مل تعـط »عمر بن عبد العزيز«أصحاب اهلمم العالية دكني الراجز قال: أتيت عمر بـن عبـد ه، فعنما هو أفضل من شيئا من الدنيا إال تاقت إىل

.٣٢٤، مرجع سابق، ص نحو فلسفة تربوية عربيةعبد اهللا عبد الدائم، )١(

، بترصف.٣٧ -٣٤، مرجع سابق، ص قطار التقدمعبد الكريم بكار، )٢(

، حتقيـق: شـعيب ١٤،طزاد املعـاد يف هـدي خـري العبـادحممد بن أيب بكـر أيـوب الزرعـي أبـو عبـد اهللا، )٣( . ٩٥، ص٣م، ج ١٩٨٦هـ/ ١٤٠٧د القادر األرناؤوط، بريوت، مؤسسة الرسالة، عب -األرناؤوط

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨١

اقة، تو العزيز بعد ما استخلف أستنجز منه وعدا كان وعدنيه، فقال يل: يا دكني إن يل نفسااجلنة. وما رزأت اخلالفة، فلام نلتهم تاقت إىل األمارة، فلام نلتهم تاقت إىل مل تزل تتوق إىل

، وما عندي إال أل ـام شـئت. وهـو يضـحك. من أموال املسلمني شيئا فا درهم، فـاخرت أهيفقلت: يا أمري املؤمنني، قليلك خري من كثري غريك، ويقال قليلك خـري مـن كبـري غـريك، ألفا وقال: خذهم بارك اهللا لك فيهم. فابتعت هبم إبـال وسـقتهم فاخرت يل أنت. فدفع إيل

.)١(ني اهللا ما ترونرزقى اهللا يف أذناهبم بالربكة بدعوته حتى البادية، فرم إىل

ذكية تفتح جمـاالت ا : امتالك هذه الروح يعني أن ينتج اإلنسان أفكارامتالك روح املبادرة )ج الناس. ى غري الطرق املعتادة لد جديدة ا خمتلفة، وأن يسلك طرق

مـن شخصـية حتقيق أهـداف إىلى سعيأن وفق رؤية تربوية إسالمية للريادة تعليمالعىل فعـىل تكـوين القـدرةللتعلم الذايت املستمر، و هوإعداد لدى الريادي ظرة مستقبليةخالل تكوين ن

يف الوقـوع بيتجنـى وتوجيهه من خالل نظرة ناقدة وواعيـة، وذلـك حتـ لدى الريادي التغيريمن مواجهة التغيريات الرسيعة، األمـر الـذي سيسـهم يف ارتقـاء مفاجآت غري متوقعة، ويتمكن

ق الريادة واألفضلية.الفرد واملجتمع وحتقي

جتامعي من خالل ما ييل: االدف اهلحتقيق للريادة إىل عليمالتى سعي

العالقات اإلنسانية مهمة ورضورية يف حياة الريـادي، ألهنـا ترفـع مـن الـروح املعنويـة طلباتـه تمـع املختلفـة، وألهنـا تسـهم يف تـوفري متالالزمة له يف عملية التكيف مع مكونـات املج

األمن واالسـتقرار هم يف إشباع حاجات الريادي النفسية، كاحلاجة إىلاألساسية، وأيضا ألهنا تس

.٩٩، ص١، د(ت)، جعيون األخبارأبو حممد عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري، )١(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٢

العمل والنجاح واإلنتاج، وحاجته لتعزيز ثقته بنفسه. وتطبيقها يف داخل املؤسسات واحلاجة إىلراد املجتمع وتبادل الثقة بينهم، ورفع الروح املعنوية التي حتفز الرتبوية له آثار إجيابية يف متاسك أف

.)١(حتسني العمل واألداء، وبالتايل زيادة الكفاءة اإلنتاجية يف أي جمالعىل الريادي :)٢(ويمكن حتقيق ذلك بعدة أساليب ووسائل من أمهها

تباع املبادئ والقيم األخالقية اإلسالمية يف األقوال واألفعال.ا -

يامن القوي بقيمة كل فرد من أفراد اجلامعة.اإل -

االحرتام املتبادل بني أفراد املؤسسة الرتبوية، واحرتام آرائهم ورغباهتم. -

املساواة يف املعاملة الطيبة والعادلة وتوفري اجلو املناسب لرفع الروح املعنوية. -

احلكمة ضبط النفس يف مواجهة األخطاء وعدم االنتقام من اآلخرين، وتصحيحها ب - واملوعظة احلسنة .

يتمكن الفرد من اإلنتاج .ى مراعاة الفروق الفردية حت -

قته باخلالق من خالل عال ؛جوانبهاى وقد أعد اإلسالم الريادي للعالقات اإلنسانية بشتشعره ذيوذلك بذكره هللا ال Ú Û Ü Ý] :األمن واالطمئنان قال اهللا تعاىلب ي

Þ àß á â ã ä å æ Z وتسكن القلوب أي تستقر ]١٣ ة الرعد[سوربذكر اهللا، بكالمه املعجز الذي ال ريب فيه، أال بذكر اهللا وحده تطمئن القلوب دون غريه من األمور التي متيل إليها النفوس، وقيل تطمئن قلوهبم بذكر رمحته ومغفرته بعد القلق واالضطراب

من فإذا قة الفرد باملجتمع عالومن خالل ،)٣(من خشيته يف سلوكه كان مقبوال كان مهذبا

ن، مؤسسة محادة للدراسات اجلامعية والنرشـ ١ط ،قضايا معارصة يف أصول الرتبية حممد عيل القضاة، )١( ، عام ، بترصف.٣٠٩-٣٠٤، ص م٣٠١١والتوزيع،

.٣٠١سابق، ص الرجع امل )٢(

.٢٠، ص٥أيب السعود حممد بن حممد العامدي، مرجع سابق، ج )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٣

)١(اجلامعة É Ê Ë Ì Í Î Ï Ð ÒÑ Ó Ô Õ Ö × Ø] :فقال اهللا تعاىل ،

Ù Ú Û Ü Ý Þ ß áà â ã ä å æ ç Z سورة لقامن]٣١[.

مكن القول أن ومن هنا لتكوين ى سعيأن وفق رؤية تربوية إسالمية للريادة عليمالتعىل يية وفق منهج اهللا بني األفراد؛ ألمهيتها يف توفري الظروف املالئمة للريادي للمبـادرة عالقات إنسان

بتقديم كل ما هو متميز وفريد ليحقق لنفسه وملجتمعه التقدم يف مجيع املجاالت.

شعرفيها الناس أن بعضهم املجتمعات الريادية متحابة ومتآخية تتالشى فيها األحقاد، ويأولياء بعض، وأن قوة أحدهم قوة له، وقـد وصـف اهللا سـبحانه وتعـاىل النـاس يف املجتمعـات

i h g fe d c b a ] :الريادية يف قولـه تعـاىل

x wv u t sr q p o n m l k j| { z y Z معنى بعضهم أولياء بعـض أي: ويذكر الشوكاين أن ]٩[سورة التوبة

متحدة يف التودد واملحبة والتعاطف، بسبب ما مجعهم من أمر الدين وضمهم من اإليـامن قلوهبم t. عـن أيب هريـرة )٢( باهللا، ثم ببني أوصافهم احلميدة كام بني أوصاف من قبلهم مـن املنـافقني

ال حتاسدوا وال تناجشوا وال تباغضوا وال تدابروا وال يبع بعضكم عىل « :rقال: قال رسول اهللا التقـوى هـا ،بعض وكونوا عباد اهللا إخوانا، املسلم أخو املسلم ال يظلمه وال خيذله وال حيقره بيع

كـل املسـلم عـىل ،هنا ويشري إىل صدره ثالث مرات بحسب امرئ من الرش أن حيقر أخاه املسلم

ــل، )١( ــرمحن احلقي ــد ال ــن عب ــدريس ســليامن ب ــات اإلنســانية يف املجــال امل ــوي للعالق ــق الرتب ، ٣، طالتطبي . ٢٧، ص م١٩٩٦هـ/١٤١٧الرياض،

. ٣٨١، ص٢اين، مرجع سابق، جحممد بن عيل بن حممد الشوك )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٤

.)١( »املسلم حرام دمه وماله وعرضهلريادي واملجتمع وعدم تقدمه، ال بـد هم يف تأخر ااخلالفات والعداوات التي تسال تنترش ى حتو

:)٢(من تكوين التآلف بني الناس، ويمكن حتقيق ذلك من خالل حمبة الناس، عن أيب املحبة: إذا تغلغلت حمبة اهللا ورسوله يف نفوس املؤمنني، انتقلت إىل )أ

تؤمنوا وال ى والذي نفيس بيده ال تدخلوا اجلنة حت« rقال: قال رسول اهللا tهريرة عىل حتابوا أفال أدلكم ى ا حتتؤمنو .)٣( »إذا فعلتموه حتاببتم أفشوا السالم أمر

يف بناء املجتمع هو املآخاة بني املهاجرين واألنصـار، rاألخوة: أول عمل قام به الرسول )ب ، رست فيه روح األخـوة، فسـمت فيـه احليـاة وارتقـت امتآلف اريادي اوذلك ليبني جمتمع

إياكم والظن فإن الظـن أكـذب احلـديث « قال: rالنبي عن tوتقدمت، عن أيب هريرة ــاد اهللا ــوا عب ــدابروا وال تباغضــوا وكون ــدوا وال ت وال حتسســوا وال جتسســوا وال حتاس

.)٤(»إخواناويمكن تكوين روح التآلف يف املجتمع الريادي من خـالل العمـل يف فريـق واسـتخدام

الرتابط والتضـامن واحلـوار والتفاعـل ىل عطريقة املرشوعات؛ ألن هذه الطرق تدرب الرياديني املصلحة الفردية، أيضـا عىل تقديم املصلحة املشرتكة عىل عمل معني، و إنجازوالتسامح من أجل

يمكن احلد من انتشار الكره لآلخرين والتعصب من خالل االبتعاد عن التنافس الذميم يف احلياة نفسـه ال بالقيـاس إىل م الطالب بالقيـاس إىلتباع أساليب من التقويم جوهرها تقوياو ،املدرسية

.١٩٨٦، ص٤، ج ، مرجع سابقمسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي النيسابوري )١(

، بترصف.٢١٨ -٢١٦األسمر، مرجع سابق، ص أمحد رجب )٢(

، د(ط)، حتقيـق: حممـد حميـي الـدين عبـد سنن أيب داودسليامن بن األشعث أبو داود السجستاين األزدي، )٣( .٣٥٠، ص٤الفكر، د(ت)،ج احلميد دار

.٢٢٥٣، ص٥، مرجع سابق، جاجلامع الصحيح املخترصحممد بن إسامعيل أبو عبداهللا البخاري، )٤(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٥

.)١(غريه، ومتابعة نموه وتقدمه

، ىأخذ اإلسالم بمبدأ املشاركة يف مجيع أمور احلياة املتغرية واملستجدة عن طريـق الشـور i j k l] :، قال اهللا تعـاىلىوقد سميت سورة كاملة يف القرآن الكريم بالشور

m n o p q r s t Z األنصــار الـــذين أي: ]٤٢ى [ســورة الشــور وأمـرهم ،وأقاموا ما أوجبه علـيهم مـن فريضـة الصـالة rالرسول ما دعاهم إليه إىل اجابوستا

، فـالربط بـني )٢(بيـنهم أي: يتشـاورون فـيام بيـنهم وال يعجلـون وال ينفـردون بـالرأيى شور .)٣(ىأمهية الشورعىل يدل ىاالستجابة هللا وإقامة الصالة والشور

تكريم احرتام اإلسالم للعقل، وأهنا من مقتىضعىل فضيلة إنسانية، وهي تأكيد ى الشوراهللا لإلنسان، وهي مظهر من مظاهر املساواة وحرية الرأي واالعرتاف بشخصية الريادي، وهي

وتبادل من خالل عرض املشكالت العامة تطريق وحدة املجتمع الريادي ووحدة املشكالمعرفة الصواب، وباملشاورة يستفيد الريادي من جهود سبيل إىلى الرأي واحلوار. والشور

.)٤(اآلخرين وخرباهتم التي اكتسبوها وبالتايل يتجه للخري يف مجيع أموره وحيقق التقدم والريادة ذ القرار يف املجتمع الريادي يوطد الثقة يف اجتاهني؛ يف سلطة اختاى إن األخذ بمبدأ الشور

ما يتوصل إليه مجهور الناس يف أنه الصالح هلم، والثقة يف القرار ذاته عىل التي تصدر قراراهتا بناء جمموعة مـن النـاس وإنـام صـدر عـن ى حيث مل يصدر بشكل عفوي أو عشوائي يتحكم فيه هو

يف كثـري مـن ى الشـور rجمموعة من أهل الرأي والفكر واالختصاص، وقـد مـارس الرسـول

.٣٢٨ -٣٢٧عبد اهللا عبد الدائم، نحو فلسفة تربوية عربية، مرجع سابق، ص )١(

.٥٤٠، ص٤حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، مرجع سابق، ج )٢(

. ٢٧٠مرجع سابق، ص أمحد رجب األسمر، )٣(

.٦م، ص١٩٨٠، بريوت، املكتبة العرصية، الشورى وأثرها يف الديمقراطيةعبد احلميد األنصاري، )٤(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٦

واقف كام حدث يف غزوة بدر عندما استشار أصحابه يف اخلروج وذلك للفارق الكبري يف العدد امل . )١(بدرى بني املسلمني واملرشكني، واستشارته يف أرس

احلوار والتعبري عىل النقد وعىل الرياديني ينبغي تدريبهم ى ولتكوين روح التشاور لدملدريس والنشاطات الالصفية كاملحارضات الرصيح بام جيول يف نفوسهم، من خالل املنهج ا

. )٢(اعتبار أن روح احلرية الفردية واجلامعية متالزمان عىل والندوات، بحيث ترتكز هذه الطرق تكوين العالقات اإلنسانية وروح التآلف والتشاور داخل املجتمعات الريادية سينعكس ف

تقديم كل ما هو نافع عىل اكون حافزبالطمأنينة وراحة البال ومن ثم ست ريادينيفسية النعىل ومتميز للفرد واملجتمع وبالتايل حتقيق التقدم والريادة.

حتقيق اهلدف العلمي من خالل: للريادة إىل عليمالتى سعي

يريات والتجديدات موقفا تكوين الروح العلمية يعني تكوين عقلية منهجية تقف من التغ، فتقبل أو ترفض عن وعي .الريادية الشخصية حتتاجه ما وهذا،)٣(راشدا

لتسخري كل ما يف االروح العلمية تعني أن يتخذ اإلنسان العلم وقوانينه ومنهجه طريق .)٤(عامرة األرضعىل الكون خلدمة اإلنسان وإعانته

ريادي وجود مهة عالية، وعقل منفتح الى تكوين الروح العلمية لدعىل ومما يساعد قوة وبحوث علمية جادة، وهنا يأيت دور املريب يف حماولته حتويل دور الريادي من قوة متلقية إىل

. ٢٧٢أمحد رجب األسمر، مرجع سابق، ص )١(

.٣٤٥عبد اهللا عبد الدائم، نحو فلسفة تربوية عربية، مرجع سابق، ص )٢(

.٩٠يم، مرجع سابق، صعبد الكريم بكار، حول الرتبية والتعل )٣( .٣٣٤عبد اهللا عبد الدائم، نحو فلسفة تربوية عربية، مرجع سابق، ص )٤(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٧

معرفة عن طريق الفهم والنقد، األمر الذي سيسهم يف تكوين فعالة هتضم املعلومات وحتوهلا إىل الريادي،ى العقلية املنهجية أو الروح العلمية لد أداة الذاكرة إىلعىل ل العلم من عبء وحيو .)١(تبعث النشاط الفكري واهلمة العالية

بمنتجات احلضارة تعلمني، كتعريف املالروح العلمية وهناك وسائل تساعد يف تكوينأهم مظاهر احلياة العلمية يف عىل العلمية التقنية وتوضيح أصوهلا ومعناها، وكذلك إطالعهم

سها املؤسسات املتقدمة يف امليادين الصناعية والزراعية واإلدارية وغريها، رأعىل جمتمعهم وطرائق البحث العلمي ومناهجه يف مجيع مراحل الدراسة، وال بد أن تتم عن عىل والتدريب

.)٢(طريق ممارسة البحث العلمي ممارسة فعلية مكن تكوين الروح العلمية من ٢٠٠٤هـ/١٤٢٤( اهلنداويى وير خالل نرش م) أنه ي

نرش الوعي بأمهية ، عن طريقالعلم بني أبناء املجتمع الريادي، ويتم نرش العلم بالتوعية العلميةأن يترصف األفراد تلقائيا يف من ثقافة املجتمع، وأن يستمر إىل ا يصبح جزءى العلم يف التنمية حت

ضة املجتمع ورقيه املجتمع معربين عن وعيهم وإدراكهم ألمهية العلم وقيمة التعليم يف هنوتقدمه، وهذه مهمة مراكز البحث العلمي املتممة ملهمة التعليم النظامي، إذا سامهت املؤسسات

ن خالل حتقيق التقدم والتميز م إىلى يف نرش الروح العلمية سينتج بال شك جمتمع ريادي يسع، أيضا يتم نرش الفريدةطالعه ومعرفته التي تساعده يف تقديم األفكار واألعامل املتميزة واسعة

الذي ينبع من داخل الريادي، ويمكن حتقيقه من للتعلم أيالتشويق الداخيل العلم عن طريق الريادي واملجتمع، ومن خالل التوعية بأمهية عىل خالل التوعية بأمهية التعلم والفائدة التي تعود

وبث الروح األخالقية تعلموال الرتغيب يف العلمي املسلم باألخالق الفاضلة، فحتيل الرياد، العلمي للريادي وملجتمعه الذي من خالله سيحقق التقدم والريادةى سيسمو ويرتقي باملستو

ار، حول الرتبية والتعليم، مرجع سابق، ص )١( ، بترصف.٩٨ -٩٧عبد الكريم بك

.٣٣٦عبد اهللا عبد الدائم، نحو فلسفة تربوية عربية، مرجع سابق، ص )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٨

خلفاء املسلمني وأمراءهم أمهية حيث أدرك إنشاء املكتبات العامةويمكن نرش العلم عن طريق دارس التي قاموا بتأسيسها، املكتبات يف نرش العلم، فقاموا بإنشاء مكتبات عامة يف املساجد وامل

لباحثني ل إنشاء مكتبات تكون مفتوحة لتعليم ومراكز البحث العلميمؤسسات اعىل لذلك هلم يف دراساهتم وأبحاثهم ، وأن توفر هلم من الكتب واملراجع ما يكون عونا لعامة الناسو

. )١(وتعلمهم ملنهجية، فالذي يملك الريادي يعني تأسيس العقلية اى تكوين الروح العلمية لدف

راشدا هدي ىلبصرية ويرفض ع ىل، ويقبل ما يقبله عن التغيرياتم شخصية علمية سيقف موقفا هذه الشخصية. ووعي، والتقدم والريادة يف مجيع املجاالت حتتاج إىل

تكوين اهلدف العميل من خالل: للريادة إىل عليمالتى سعي

سلم الريادة، وهو يعني أن يمتلك الفهم امتالك الريادي مهارات فقه الواقع يرتقي به إىلوالوعي للواقع هبدف تطويره وإصالحه وحل مشكالته واالرتقاء به، وبمقدار متكن الريادي من

.)٢(تشخيص الواقع وحتديد مالحمه ومشاكله بقدر ما سيحقق الريادة مكن ت -:)٣(كوين فقه الواقع من خالل ما ييلي

القيم املعلنة لدى الناس.أساس عىل نحو مبارش وليس عىل قراءة الواقع )أ

التي تنظم عالقة اإلنسان باخلالق وباخللق، سيسهم التطبيق يف لنظم والقواننيتطبيق ا )ب اري، حتسني األوضاع االقتصادية للريادي وللمجتمع وذلك ملحاربة الفساد املايل واإلد

.١٢٣مرجع سابق، ص ، التنمية وإشكالية لتعليماحسن بن إبراهيم اهلنداوي، )١(

ار، )٢( ،بترصف.١٣٥ -١١١صمرجع سابق، ، تكوين املفكرعبد الكريم بك

،بترصف.١٢٠سابق، ص الرجع امل )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٨٩

الريادي بالتفاؤل وبالكرامة نتيجة انتشار ى هذا فضال عن الشعور الذي سيتولد لد العدل واملساواة يف التطبيق.

رتكيزه كحتجب عقله عن رؤية الواقع فيتخبط يف التعامل معه، العوائق التي االبتعاد عن )ج م امتالكه عدباليأس من التقدم، حساساإلاملايض أكثر من اهتاممه باملستقبل، وعىل .ةواضح اأهداف

املناهج الدراسية إدخال العمل اليدوي واملهني والفني إىلعىل القيام باألعامل ال يقترص تكوين الربط بني الدراسات النظرية وبني الدراسات التطبيقية وإنام يتجاوز ذلك إىلعىل وال

لالستمرار وتقديم كل ما هو متميز وفريد. ا حافزروح احلامسة واملثابرة، التي تكون أن قيام الريادي بأي عمل ال يتطلب فقط تكوين املهارات والقدرات العملية ى بمعن

إليه وتقدر عليه، ويكون ى واملهنية، بل يتطلب تكوين اجتاهات ومواقف تقدر قيمة العمل وتسعاقتصادية وغريها، وال بد ماجتامعية أ مية أثقاف مميادين احلياة سواء كانت فكرية أهذا يف خمتلف

روح وب اجلاد وبذل اجلهد بدل الكسل والعجز. فكل ميدان حيتاج إىلؤالعمل الدعىل أن حتث بذل اجلهد، مدركة أن طريق التقدم والتميز يتطلب التعب واجلهد عىل العمل وقادرة متشوقة إىل

رك أن تنمية طاقاته هو عمل موصول يكاد والصرب، وممارسة اجلهد والعمل جتعل اإلنسان يدذاته بحيث يعبئ أكمل ى يف حياته سيتحدى يكون بال حد، وأنه عندما يواجه التحديات الكرب

عىل طاقاهتا، وبالتايل سيدرك أنه قادر .)١(جعل املستحيل ممكنا وبام أن التحديات والتغيريات التي تواجه املجتمعات مستمرة، فاألمر يتطلب تدريب

عدوا أنفسهم للحياة اجلديدة، ويكون ذلك من خالل تعويدهم عىل الرياديني االلتزام عىل أن يمن أشكال االستمرار يف بذل اجلهد ومكافحة األهواء، بالتعاليم اإلسالمية التي تعترب شكالروا والصحابة رضوان اهللا عليهم ثاب، األهداف التي رسمها فباجلهد واملثابرة سيصل املتعلم إىل

.٣٣٨ -٣٣٧عبد اهللا عبد الدائم، نحو فلسفة تربوية عربية، مرجع سابق، ص )١(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٩٠

نوتفوق أعدائهم، فكانوا ال يسألو وبذلوا اجلهد يف نرش الدين، مع قلة وحمدودية إمكاناهتمهلم من مهام، وإنام كانوا يدعمون أرواحهم املتوثبة بثقة غري حمدودة بتوفيق اهللا ى أنفسهم عام تبق

ريب يف نفوس هلم، فكانوا رياديني متميزين يف كل أعامهلم التي أنجزوها، فينبغي أن يغرس املتقدير العمل عىل األهداف وتربيتهم الرياديني عدم البحث عن الطرق السهلة يف الوصول إىل

لو كانت نتائجه حمدودة أو غري منظورة يف البداية، ودفعهم لبذل اجلهد والسري وسرب ى الشاق حتقوي امتالك حاسة استشعار مواطن القصور واخللل عىل الطرق املسدودة فذلك سيساعدهم وسي

التفوق يف الفهم واخليال والتحليل احلامس واملثابرة سيؤدي بالرياديني إىلروح بث ، فعزائمهموالرتكيب والربط وبالتايل ظهور العباقرة، فتميز العباقرة ليس يف الذكاء ولكن يف مثابرهتم

ومحاسهم املستمر يف % ٩٩% إهلام و١هنا ل عن العبقرية أجاهبم بأئتنمية املعرفة، فأديسون عندما س .)١(مثابرة وبذل جهد، فالتقدم والتميز والريادة هو وليد احلامس واملثابرة وبذل اجلهد املستمر

جتويد وإتقان األعامل وتقديمها بشكل متميز يتطلب استقامة فكرية ونفسية، ويتطلب الكم، أكثر مناستبدال اجليد بالرديء واالهتامم بالكيف يتمى تقاليد اجتامعية راسخة؛ حت

ن من إنتاج أجهزة وقف هدر املوارد ويمك ، وإنتاج عالية الكفاءة واقتصاديةاالهتامم بالنوع ي .)٢(أفكار متميزة توفر الوقت واجلهد وتقدم األعامل بشكل متميز وخمتلف

× Ò Ó Ô Õ Ö] تعاىلاإلتقان يف العمل قال عىل وقد حث القرآن الكريم Ø ÚÙ Û Ü Ý Þ ß áà â ã ä å æ Z أي انظروا ]٢٧النمل [سورة

.)٣(الذي أتقن كل يشء الذي أحكمه، يقال رجل متقن أي: حاذق باألشياءى صنع اهللا، ومعن

ار، عبدالكريم )١( ، بترصف.٨٠ -٧٨سابق، ص ع مرج ،والتعليم الرتبية حول بك

.١٠٠سابق، ص الرجع امل )٢(

حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، فتح القدير اجلامع بني فني الروايـة والدرايـة مـن علـم التفسـري، مرجـع )٣( .١٥٥، ص٤سابق، ج

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٩١

رتقي بعقلية الريادي ومهاراته وما يأن وفق رؤية تربوية إسالمية للريادة عليمالتعىل وتقديم األفضل واألجود ها إىلئرسة التي يتوجب عليها توجيه أبناجهد من خالل األيبذله من

كلفوا به، وأيضا ما ينبغي املعلم مراجعة أعامل طالبه وإرشادهم إىلعىل واألحسن يف كل عمل ياألعامل املتقنة ووضع مواصفات عالية عىل هم يف التشجيع تكون عليه، واملجتمع عليه أن يس أن

.)١(، ونرش ثقافة اجلودة بني أبناء املجتمع تمتابعة تطبيق املواصفايف كل يشء واجلودة وفق رؤية تربوية إسالمية للريادة عليمأن الت من خالل ما جاء يف هذا املبحثيتضح و

إعداد الريادي املؤمن العامل املتخلق باألخالق اإلسالمية املبدع واملنظم والناظر إىل إىلى سعيوالقادر املستقبل بعقلية ختطيطية، واعية وناقدة واملتعمق يف فهم املعرفة، والناظر إىل األمور نظرة

تكوين عىل التغيري والقابل للتغري، والقادر عىل التعلم الذايت واالستمرار يف ذلك، والقادر عىل ويتشاور معهم، ولديه شخصية علمية تقف من التغريات اآلخرينعالقات إنسانية ويتعاون مع

تقبل عن بصرية وترفض عن وعي، وشخصية عملية تقرأ الواقع، وال متتلك اناضج اموقفإليه ى مهارات العمل فقط وإنام متتلك بجانب ذلك اجتاهات ومواقف تقدر قيمة العمل وتسع

هذه األهداف ستسهم يف إنقديم أعامل متميزة ومتقنة، وتقدر عليه وذلك يف مجيع املجاالت وتاملبادرة بتقديم كل ما هو متميز وفريد يف مجيع جماالت عىل الرياديني القادرين إعداد جيل من

احلياة.حتقيق أهداف إنسانية إىلى سعإذا حتقق ذلك فإن ذلك يعني أن عملية الرتبية والتعليم ست

ختص الريادي وتعتمد حريته وإراداته وجهده لرفع مستواه الروحي والعقيل والعلمي تقدم املجتمع وريادته، وهي بذلك ختتلف عىل دي بشكل متوازن ينعكس أثره واالجتامعي واملا

لتحقيق أهداف مادية نفعية.ى عن أهداف التعليم للريادة يف املجتمع الغريب التي تسع

ار، حول الرتبية والتعليم، مرجع سابق، ص )١( .١٠١عبد الكريم بك

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٩٢

أسس التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

لهعل من اإلنتاجيلريادة باملفهوم الغريب التعليم ل ، بحيث إذا توفرت زيادة ج املادي مقياسايف اإلنتاج حتققت الريادة، وإذا انتفت اإلنتاجية والربح انتفت الريادة، إن هذا املفهوم حرص طاقات اإلنسان املتنوعة يف طاقة واحدة وهي الطاقة املادية املتمثلة يف اإلنتاج والربح واالستهالك

.وذلك لتحقيق الريادةيمكن تطبيقه يف املجتمع اإلسالمي، سليام هذا املقياس وهو اإلنتاج والربح ليس مقياسا

عترب متامشيا ا باهر ا ألنه إذا كان قد حقق نجاح مع النظرة ومنسجام يف املجتمع الغريب فذلك ألنه ي ختالف يدعو، هذا االمعن نظرة اإلسال الغربية للكون واإلنسان واحلياة، والتي ختتلف متاما

للكون مع املنظور اإلسالمي ى لريادة بام يتامشل التعليم تطبيق مفهوم املجتمع اإلسالمي إىلالذي يتناول أسس التعليم للريادة من منظور تربوي ملبحثهذا ا جاءواإلنسان واحلياة، لذلك

إسالمي.سان باخلالق عالقة اإلنعىل لريادة يف املنظور الرتبوي اإلسالمي التعليم لرتكز يو

وبالكون وباحلياة الدنيا وباآلخرة، وفيام ييل سيتم تناول كل عالقة بالتفصيل.

تدريب اإلنسان عىل العبادة التي تشمل يقوم التعليم للريادة من منظور تربوي إسالميوأمهيتها عريف اإلنسان بالعالقات االجتامعية وكيفية ممارستهاعىل أداء الشعائر التعبدية، وعىل ت

الكون واملخلوقات ومشاهدة دالئل عظمة يف نرش األمن واالستقرار، وتوجيهه إىل النظر يفم االنتفاع بام سخره اهللا، وحتقيق هذه ه ومن ثاخلالق سبحانه وتعاىل؛ ليصل إىل معرفة اخلالق وحمبت

ه تكون جمتمع ريادي متميز يف دينه وأخالقه وعالقاته مع اآلخرين العبادة شاملة سينتج عن ومنتج.

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٩٣

اج النظر يف الكون واالستفادة منه يف عملية االنتعىل اقترصفقد يف الغرب التعليم أما فق مع طبيعة وهذا ال يتوا ،دون االهتامم باجلانب الروحي الذي يوجه سلوك اإلنسان ويضبطه

.اإلنسان وتكوينهمما نتج ، بالعمل واإلنتاج حدوث اضطرابات يف عالقة العبودية هذا البعدرتب عىل تقد و

املوجهات وانعدام بالفوىض تتصف اجتامعية وفئة بالسلبية تتصف متدينة ظهورفئة عنه .)١(السلوكية للموجهات أيضا تفتقر التي االستهالكية باملادية تتصف مهنية وفئة السلوكية،حتقيق العبادة التي تشمل إقامة الشعائر التعبدية وإقامة عىل وم قيللريادة عليمالتف

ومعرفة السنن الكونية واالستفادة منها يف عامرة األرض. ،العالقات االجتامعية املنضبطةفته بالسنن الكونية ،القيام بالشعائر التعبدية إذا وجهت الريادي إىل تعليم للريادةال وعر

ته لدراستها وحتليلها واإلحاطة هبا، فإن الريادي سريسخ يف العلم وسنن االجتامع البرشي ووجه واالجتاه للعمل واإلنتاج.بنعم اهللا عليه فيزيد حبه هللا وطاعته له،

تحقيق الريادة والتقدم يتطلب توثيق العالقة بني اإلنسان الريادي واخلالق، وتوجيه كل فوالعقاب الذي أعده اهللا لعباده، وبالغاية التي أعامل اإلنسان خالصة لوجه اهللا، وتذكريه بالثواب

لق من أجلها اإلنسان، فتكون دافع له لتقديم كل ما هو متميز وفريد ونافع له وللمجتمع. ا خ

السنن عالقة الريادي بالكون تكون من جانبني؛ األول أن يتأمل الريادي وينظر يفقدرة اهللا ووحدانيته، والثاين أن يستثمر الريادي ما يف عىل الكونية ألخذ العظة والعربة والداللة

الكون وينتفع به لعامرة األرض، فالعالقة هي عالقة نظر وتعرف وانتفاع وليست عالقة قهر .)٢(وخوف وعداء

، بترصف.١٢١-٨٠سابق، ص مرجع فة الرتبية اإلسالميةماجد عرسان الكيالين، فلس )١(

، الكويت، دار األرقم للنرشـ والتوزيـع، التصور اإلسالمي للكون واحلياة واإلنسانعثامن مجعان ضمريية، )٢( .١١١د(ت)، ص

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٩٤

، فالعلم والقوانني والتسخري التسخري يزداد بازدياد العلم واملعرفة بقوانني اهللا يف اخللقمرتبطة ببعض، العلم هو معرفة القانون، والقانون هو األداة التي خلقها اهللا إلعطاء األوامر للكون، والتسخري هو نتيجة التطبيق للقانون، فالعلم والفهم واملعرفة بالقوانني رشط مهم

.)١(الستخدام مظاهر الكون يف تطبيقات نافعة لإلنسان :يات التي تبني وجود عالقة التسخري بني اإلنسان الريادي والكون قوله تعاىلومن اآل

[< = > ? @ A B C ED F G H I J K L M N O P Q Z وقوله تعاىل ]٤٠[سورة غافر ،: [h i j k

l m n o p q r s t vu w x zy { | } ~ � Z ٤٠ [سورة غافر[.

العمل، وذلك عىل التحدي واستثارة العقل وعىل عالقة التسخري هي عالقة قائمةالكتشاف الدقة يف الكون وقدرة اهللا يف خلقه، وإعادة البناء والرتكيب يف إطار ما حيقق الغاية التي

.)٢(خلق من أجلها اإلنسان والكون هالت التي زود اهللا الريادي هبا،تتحقق عالقة التسخري من خالل حسن استغالل املؤ

السنن حتويل يف تساعده جسمية؛ ومهارات عقلية بقدرات الريادي متتع، للتعلم إلنسانا قابليةك يواجهه ما تذليل ويف حياته أمور تسيري يف املجتمع منها يستفيد وصناعات تطبيقات إىل الكونية

السمع والبرص كأداةومن خالل حسن استخدام األدوات املناسبة؛ وصعوبات، عوائق من .)٣(ملعرفة قوانني الكون؛ وذلك والعقل

داته العقلية نمي قدرات الريادي واستعداي من منظور تربوي إسالمي للريادة تعليمال

.١٢٥ماجد عرسان الكيالين، فلسفة الرتبية اإلسالمية، مرجع سابق، ص )١(

ات اخلطيب وآخرو )٢( .٨٠، ص مرجع سابق، نحممد شح

.١٣٢ماجد عرسان الكيالين، فلسفة الرتبية اإلسالمية، مرجع سابق، ص )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٩٥

الربط بني عىل دربه ياستخدام السمع والبرص والعقل، و حسنعىل دربه يومهارته اجلسمية، و آيات اهللا يف الكتاب ويف الكون.

سهم مكن أن ي :)١(ما ييل من خالل سخرييف حتقيق عالقة الت عليمالتوي باالستمتاع بكل ما هو مسخر له. ملتعلمتوعية ا -١

توعيته أيضا بآيات اهللا الكونية يف احلركة واالنتظام، فذلك سينري بصريته ويوجه انتباهه -٢ لدقة اهللا يف الصنع والعمل.

دون ينتفع بخريات الكون ى الكون؛ حتتربط بينه وبني للعالقة التي تعلمتوجيه امل -٣ اإلرضار به وبمكوناته.

للبحث والتنقيب عن خريات الكون وحسن استغالهلا واالستفادة تعلمحتفيز عقل امل -٤ منها.

كل ما يف الكون مسخر لإلنسانتمكن التعليم من حتقيق ذلك سيكون تعليام رياديا، فإذا توعمل اع املستخلف يف األرض، وهو مؤهل للتحكم يف املوجودات بفكر منفتح وعلم و الريادي هادف.

حالة التقدم احلضاري، ويفالعدل تكون ثمرته عىل قيام العالقة بني اإلنسان واإلنسان املجتمعات التي ينترش فيها العدل واحلضاري وبالتايل التبعية لآلخرين، الغياب يكون التخلف

لإلنسان لتقديم األعامل املتميزة والفريدة، وبالتايل املسامهة يف عملية البناء تتوفر فيها الفرصواإلنتاج يف مجيع املجاالت وحتقيق الريادة. أما املجتمعات التي خيتفي فيها العدل تكون نتيجته

غريه ويفتقد احلرية واالستقالل، فمن عىل هيمنة اإلنسان اجلاهل العاجز الذي يعيش عالة اإلنتاج وحتقيق االستقاللية وعدم عىل ل العدل التقدم يف العلم واملعرفة والقدرة صفات أه

.١٣٠-١٢٩، ص مرجع سابقأمحد كامل الرشيدي، فاطمة محد الرديني، )١(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٩٦

.)١(اآلخرين وحسن التخطيط والتدبري عىل االعتامد إن تطبيق العدل يضمن وصول مجيع احلقوق ألصحاهبا، وبالتايل يعيش اإلنسان آمنا

جتمع الذي حفظ حقوقه، فيدفعه ذلك ، مما ينتج عنه تعميق الشعور باالنتامء والوالء للممطمئنا نسان العدل تقديم التضحيات يف العمل للرفع من شأنه وتقدمه، ويف املقابل إذا فقد اإل إىل

، فال تكون هناك فقده للحامس واإلخالص يف العمل، فينتج عن ذلك سينترش الظلم والقهر .)٢(رغبة ودافع للتضحية والعمل واملبادرة باألعامل املتميزة

ل يضمن انتشار األمن واالستقرار، حيث يأمن اإلنسان عىل دمه وماله دبيق العفتطسيكون هناك جمتمعات قوية تعيش بحرية وعرضه، وحيفظ كرامته وحريته وفكره، إذا حتقق ذلك

ل ضعف النفوس إىل قوة، والقوة هي التي تصنع النرص، مرتبطة فقط بخالقها، فالعدل حيو .)٣(ضارة والتقدم والريادةوالنرص هو الذي يصنع احل

بالنسبة لعالقة اإلحسان هي مطلوبة يف مجيع األحوال فهي مطلوبة يف اخلصومات ويف الفرد واجلامعة، فثمرة اإلحسان حمبة ى مستوعىل اجلدال ويف العالقات سواء سياسية أو اقتصادية

س مهم لتحقيق الريادة اهللا والتمكني يف األرض وبالتايل الريادة والتقدم، فاإلحسان هو مقيا .)٤(والتقدم

عىل عمل ي ينبغي أن من منظور تربوي إسالمي الذي للريادة عليمالتمن هنا يأيت دور تنمية االستعدادات النفسية والعقلية التي جتسد العدل واإلحسان يف ميادين احلياة والسلوك

P Q R S T VU W X Y] :والعالقات االجتامعية ورفع قيمته، قال تعاىل

[Z \ ] _ a b Z وهذا من لطفه بعباده حيث ١٧[سورة اإلرساء [

، بترصف.١٤٦ية اإلسالمية، مرجع سابق، ص ماجد عرسان الكيالين، فلسفة الرتب )١(

، بترصف.٢٢١-٢٢٠، صمرجع سابقأمحد رجب األسمر، )٢(

. ٢٢٢-٢٢١سابق، ص الرجع امل )٣(

. ١٥١ماجد عرسان الكيالين، فلسفة الرتبية اإلسالمية، مرجع سابق، ص )٤(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

١٩٧

أمرهم بأحسن األخالق واألعامل واألقوال املوجبة للسعادة يف الدنيا واآلخرة، والقول احلسن عملية .إذا رسخت )١(داع لكل خلق مجيل وعمل صالح فإن من ملك لسانه ملك مجيع أمره

عالقة العدل واإلحسان يف أصوهلا وأهدافها وتطبيقاهتا سواء كانت للريادة الرتبية والتعليماجتامعية أو اقتصادية أو سياسية أو علمية، سيختفي الظلم وحيقق الفرد واملجتمع الريادة والتقدم

املجاالت. مجيع يف

الء لقدرات اإلنسان، وامتحان يف مجيع ما يقوم به، واالمتحان حيتاج إىليف احلياة الدنيا ابت .)٢(جهد ومثابرة، فاحلياة الدنيا دار ابتالء وعمل

استخدام موقف ما سيلجأ إىلاإلنسان واجهإذا ؛ فاالبتالء خربة مربية لإلنسانيعترب وساليب اخلاطئة التي أدت ملا ، فإذا أخطأ فإنه سيعرف األوقفاملهذا أساليب معينة للتعامل مع

.ونفسيا واجتامعيا اإلنسان عقليا ى الرش، فيرتقو اخلري بني تمييزالعىل هيساعدو وصل إليه، الختالف قدراهتم، واالبتالء خيتلف بني الناس هذا االختالف يف االستعدادات تبعا

عداد الرياديني حسب للريادة أن تويل االهتامم والعناية بإ عليمالتعىل والقدرات يفرض مواجهة االبتالء وعدم التوقف من استعداداهتم العقلية والنفسية واجلسمية، ليتمكنوا

واملسامهة يف حتقيق الريادة. واالستمرار يف العمل واالستسالم الحظ أن مفهوم االبتالء مل يأخذ االهتامم الذي يس ، األمر تحقه يف مؤسسات الرتبيةلكن ي

،ىتنظر لالبتالء نظرة ختتلف عن األخر، بحيث أن كل فئة هور فئات من الناسظ إىلى الذي أد :)٣(مسريهتا يف احلياة، من هذه الفئات ما ييل عىل كان هلذه النظرة تأثري و

٤٦٠، ص١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )١(

.٦١عثامن مجعان ضمريية، مرجع سابق، ص )٢(

. ٢٠٥ -٢٠٢مية، مرجع سابق، ص ماجد عرسان الكيالين، فلسفة الرتبية اإلسال )٣(

تصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية الفصل الخامس

١٩٨

أن االبتالء يكون بالرش، فاختارت أن تستسلم للرش، منتظرة ى وهي تر: املستضعفةالفئة -١

ملعجزة تنقذها مما أصاهبا، فهذه الفئة شوهت بعض املفاهيم كمفهوم الصرب، فبدل أن

الذل والفقر واهلزيمة، ومفهوم الزهد عىل مقاومة الرش أصبح الصرب عىل يكون الصرب

عجز الفقراء واملتقاعسني عن ياء الباذلني للامل والنفس إىلحتول من زهد األغنياء واألقو

.العمل

أن االبتالء يكون باخلري فقط، وقد وقعت ضحية الرتف ى وهي تر: الفئة املرتفة -٢

اقتصادية، وشوهت بعض مكانت اجتامعية أأيات سواء سؤولوالرفاهية، وحتللت من امل

فيام آتاهم اهللا الدار الدنيا ونسوا ما تتطلبه املعاين التي جاءت يف اآليات القرآنية، فابتغوا

أن عالقة اإلنسان باحلياة الدنيا هي عالقة استمتاع ى احلياة اآلخرة من بذل وإنفاق، فرت

.واستهالك

تربية إرادة الريادي لألخذ باألسباب عىل أن تقوم عملية الرتبية والتعليمإن املطلوب من

ودفع اجلهل بالعلم، وتعريفه بأرضار االستسالم للرش وذلك لدفع الرش، كدفع الفقر بالعمل

.والتقاعس عن العمل

العقل من منحه اهللابام االمتحان، و االبتالءية الجتيازسؤولالريادي حتمل املعىل و

اإلنسانعىل واالمتحان وأداء املسؤولية حتمل يساعده عىل ما واإلرادة وأدوات العلم واملعرفة،

يستمتع وينتفع بام سخره اهللا من نعم يف طاعة اهللا ورضاه، وأن يعلم أن أن يعلم كيفالريادي

p q r s] : يف حد ذاهتا، قال اهللا تعاىلااحلياة الدنيا هي متاع مؤقت وليست هدف

t u v w x y z { | } ~ ¡� ¢ £ ¤ ¦¥ § © ª « Z ]٣ عمرانسورة آل[ .

تصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية الفصل الخامس

١٩٩

عن مسؤول وغريه غريه، وعن نفسه عن مسؤول فالفرد شاملة، اإلسالم يف املسؤولية

أمور كل يف ترصف أو فعل أو قول لكل شاملة وهي الكل، عن مسؤول والكل وعنه، نفسه

Á Â Ã Ä Å Æ ÈÇ É Ê Ë Ì Í Î Ï Ð] :قال اهللا تعاىلاحلياة،

ÒÑZ ] بن عمر عن بن مسعود اعن وكام جاء يف احلديث الرشيف ]١٧سورة اإلرساء

عن النبي ال تزول قدم بن آدم يوم القيامة من عن د ربه حت«: قال يسأل عن مخس عن ى

عمره فيم أفن اه وعن شبابه فيم أباله وماله من أي ن اكتسبه وفيم أنفقه وماذا عمل فيام علم «)١(.

ية احلق مسؤولحتمل عىل نسان والعطاء، فينبغي تربية اإلالبذلعىل تقوميةسؤولاملإن

ال توجه سالمية إلا له وهو األخذ، فالرتبية الذي عليه وهو البذل والعطاء، وليس احلق الذي

يات التي عليهم جتاه مسؤولالتي عليهم، وإنام ينبغي أن توجههم لل للبحث عن احلقوق ناسال

عىل الفرد واألرسة واملجتمع واإلنسانية، وهلذه الرتبية ستكون آثار عظيمة؛ فالعالقات التي تقوم

عىل قائمة ال العالقات أمان واالستقرار، البذل والعطاء سينتج عنها املودة واإلخاء وانتشار األم

هنب ورصاع وبالتايل انتشار احلسد واجلرائم، وانشغال يتطور إىلبل يتوقف األخذ الذي ال

،عن علقمة بن وائل بن حجر عن أبيه )٢(اإلنسان عن العلم والعمل وحتقيق الريادة قال

سمعت رسول اهللا ورجل سأله فقال أرأيت إن كان علين ا أمراء يمن عو: نا حقن ا ويسألونا حقهم

اسمعوا وأطيعوا فإنام عليهم ما محلوا وعليكم ما محلتم« : فقال رسول اهللا ففي هذا .)٣(»

.وانتظار اجلزاء يوم احلساباحلديث حث عىل العطاء والبذل

أمحـد حممـد شـاكر : ، حتقيـق اجلامع الصحيح سـنن الرتمـذي حممد بن عيسى أبو عيسى الرتمذي السلمي، )١ (

. ٦١٢ ، ص ٤ رتاث العريب، ج وآخرون، بريوت، دار إحياء ال

. ، بترصف ٢٢١ - ٢٢٠ سالمية، مرجع سابق، ص ماجد عرسان الكيالين، فلسفة الرتبية اإل )٢ (

. ٤٨٨ ، ص ٤ حممد بن عيسى أبو عيسى الرتمذي السلمي، مرجع سابق، ج )٣ (

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠٠

جتاه ياته مسؤولتوجيه الريادي نحو عىل قوم ي من منظور تربوي إسالمي للريادة تعليمفالته يف احلياة الدنيا يامسؤولنفسه واآلخرين، وانتظار اجلزاء بالنعيم يف اجلنة، أو التخيل عن القيام ب

]١٥[سورة احلجر Z - ,+ *] :فيكون اجلزاء بالنار يف الدار اآلخرة قال اهللا تعاىل .)١(أي عام كانوا يعملون يف الدنيا من األعامل التي حياسبون عليها ويسألون عنها

ية دورها الفاعل يف املجتمع الريادي وتتجه به نحو األفضل، عليها سؤولتؤدي املى وحتباستمرار نحو األفضل يف كل شؤون احلياة، والفاعلية تقتيض من تجهةتتصف بالفاعلية امل أن

عمل عقله وفكره ويستثمر خرباته ومعرفته لريتقي باألداء واإلنجاز من الناحية الريادي أن يالكمية وحتسينه وجتويده من الناحية النوعية، هذه الفاعلية هي أساس التميز والتنافس بني

. )٢(فراد، وإذا كان اجلهد غري متكافئ فليعلم اإلنسان أن اجلزاء يف احلياة اآلخرة األيتضح مما سبق أن مجيع األسس التي تشمل العالقات بني اإلنسان الريادي واخلالق والكون واحلياة الدنيا والدار اآلخرة يف ضوء الرشيعة اإلسالمية، تقدم قواعد سلوكية جتعل حياة

، وتعد بالتايل التفكري املنطقي السليمعىل للدقة والنظام واألخالق الفاضلة، وتربيه ال الريادي مثا يتميز ببعد يف الرؤية وعمق يف التفكري. ا متقدم ا ريادي ا جمتمع

.١٤٣ص ٣حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، مرجع سابق، ج، )١( ، بترصف.٢٨٤د رجب األسمر، مرجع سابق، ص أمح )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠١

آليات تطبيق التعليم للريادة من منظور تربوي إسالمي

سهم يف حتقيق من منظور تربوي إسالمي للريادة تعليمود آليات متنوعة يف تطبيق الوج ي : )١(ما ييل

ال خيرس ى ؛ بحيث يتعلم وهو يف حالة استعداد تام حتتعلمالتوازن املتكامل لشخصية امل -١ وقته وجهده فيام ال ينفع.

درجات الفهم والرتكيز املطلوب، والبعد عن اخلمول والنفور من املادة عىل أ الوصول إىل -٢ العلمية.

قال: tعن أيب هريرة r ما جاء به الرسول وذلك لتحقيقاألخالق، مكارم الوصول إىل -٣ .)٢( »إنام بعثت ألمتم مكارم األخالق«: rقال رسول اهللا

مكن للتنمية الع -٤ واختيار ما عليمستفادة من أساليب التاال متعلمزيمة واإلرادة، حيث ي تقوية عزيمته وتنهض به مهته ملواصلة التعلم.عىل يساعده

متعلماليب التي تناسب إمكانات كل لبعد عن صدأ القلوب والعقول من خالل األسا -٥ دون أن يصيب الضعف قدراته.

دثه يف مجيع جماالت احلياة، نظرا للتغريات التي حتدث يف العامل كل يوم والتأثري الذي حتن من االستفادة منها أول معها بأساليب فإنه البد من التعام تقلص من آثارها السلبية. متك

.٢٥٧، صمرجع سابقأمحد كامل الرشيدي، فاطمة محد الرديني، )١(

، ، حتقيق: حممد عبـد القـادر عطـاسنن البيهقي الكربىكر البيهقي، أمحد بن احلسني بن عيل بن موسى أبو ب )٢( . ١٩١، ص١٠م، ج١٩٩٤هـ/ ١٤١٤مكة املكرمة، مكتبة دار الباز،

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠٢

اهلدف املحدد يف أقل وقت وأيرس واألسلوب هو الطريقة التي تساعد يف الوصول إىلفضل استخدام أكثر من أسلوب وذلك لتفاوت القدرات للرياديني. جهد، وي

سالمي ال بد أن تعتمد يف للريادة من منظور تربوي إ عليمتتحقق أهداف التى وحت القرآن الكريم والسنة النبوية املطهرة، وأن تستفيد من تعاليم الدين اإلسالمي،عىل أساليبها

هم يف تنفيذ أهدافها، من أمهها ما ييل:وهناك أساليب متعددة يمكن أن تس أسلوب احلوار واملناقشة: -١

ويكون الدور األول فيها واملتعلمريب التي تكون بني امل املحادثةعىل يرتكز هذا األسلوب تكون قبل البدء يف احلوار وتتطلب حتديد املرحلة األوىلثالث مراحل؛ عىل للمريب، يقوم احلوار

املرحلة الثانية، تعلمنير واملناقشة وحتديد دور املاملوضوع ودور املريب هنا هو حتديد أسئلة احلوا نظيم عملية احلوار وتوجيه األسئلة واالستامع إىلتكون أثناء احلوار وتتطلب حتديد األهداف وت

بإجراء متعلمنييقوم هبا املريب و واملرحلة الثالثةتلخيص أهم النتائج، ، وتوجيههم إىلتعلمنيامل .)١(تقييم شامل للتأكد من حتقق األهداف

واألسئلة يف احلوار عند صياغتها ينبغي أن تتجه إىل سأل التعمق يف فهم األمور التي يعنها واستخالص العرب منها، أيضا أن تكون األسئلة غري معقدة يف صياغتها ومعانيها، أن تكون

هتم، وأن تشجع األسئلة ومشكال تعلمنيدرس، ربط األسئلة بحياة املاألسئلة مالئمة ألهداف الوتصوير التفكري وإعامل العقل، وأن يستخدم رضب األمثلة والتشبيه لزيادة الفهم عىل تعلمنيامل

.)٢(ى املعنإثارة العقل والفكر وقد جاء يف القرآن الكريم الكثري من احلوارات التي هتدف إىل

ن، دار اليـازوري العلميـة للنرشـ والتوزيـع، األساليب احلديثة يف التعلـيم والـتعلم،حيي حممد نبهان، )١( عـام .٨٨م، ص٢٠١٢

.١٨١ص ، ، مرجع سابقأمحد احلمد )٢(

تصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية الفصل الخامس

٢٠٣

وقومه يف قصة ذبح ى ذي دار بني موسسبيل املثال احلوار العىل منها ،املعلومة للوصول إىل

| } p q r s t u v w x zy] :، فجاء يف قوله تعاىلالبقرة

~} � ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ § © ª « ¬ ® ¯ ±° ² ³ ´ µ ¶ ¸ ¹ º » ¼ ½ ¿¾ À Á Â Ã Ä Å Æ Ç È É Ê ÌË

Í Î Ï Ð Ñ Ò Ó Ô Õ Ö × Z ] أيضا ]٢البقرة سورة

معرفة يف كثري من تعليامته، هبدف إثارة االنتباه والتشويق إىلهذا األسلوب استخدم الرسول

حواراته باألدلة والرباهني، كام جاء يف إعامل العقل ملعرفة اجلواب، مدعامعىل اجلواب، واحلض

عن أيب هريرة احلديث أن رسول اهللا أتدرون م«: قال املفلس قالوا املفلس فين ن ا من ال

درهم له وال متاع فقال إن املفلس من أمتي يأيت يوم القيامة بصالة وصيام وزكاة ويأيت قد شتم

هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا ورضب هذا فيعط هذا من حسن اته وهذا من ى

حسن اته فإن فنيت حسن اته قبل أن يقىض ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح يف

.)١( » الن ار

بداء ما الصحابة الفرصة يف اإلجابة وإى أعطيتضح من احلديث السابق أن الرسول

طيهم احلرية يف إبداء آرائهم العلمية يف حواره مع اآلخرين، فهو يع لدهيم، وهو قدوة لكل مرب

عىل ما يريد، فيشجع الرياديني بزمام فكرهم إىل يف املعرفة، وإظهار ما جيول يف خواطرهم، آخذا

.بذل اجلهد احلوار واملناقشة والتسابق إىل

كيف يرتب وينظم تعلمزيادة الفهم، وتعلم املعىل يساعد استخدام هذا األسلوب و

تعلمنيفقرات، فإذا وجه املريب املرتتيب الكلامت وتنظيم اجلمل وتسلسل الويسلسل أفكاره، ك

جماالت املعرفة وعلومها، فإهنمى كيفية استخدام ما تعلموه من مادة املوضوع يف شت إىل

. ١٩٩٧ ، ص ٤ مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي النيسابوري، مرجع سابق، ج )١ (

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠٤

دو . )١(التفكري يف كل ما يواجههم من أفكار ومشكالت نسيعتمدون أسلوب احلوار ويتعواكتساب مهارات االتصال كمهارة االستامع والكالم وإدارة عىل يساعد هذا األسلوب و

التحدث يف موضوعات علممتضا استخدام هذا األسلوب للاحلوار والنظام يف احلوار، يتيح أيد املهتمه فيشعر بأمهية التعل عو احرتام آراء اآلخرين، وإظهار دوره عىل تعلميم يف حياته، أيضا ي

. )٢(اإلجيايب يف املسامهة يف إجياد احللول ومناقشة القضايا املهمةنحو احلق واخلري عن طريق تعلماألسلوب له فائدة يف توجيه املأيضا استخدام هذا

الريادي، ى تزكية العواطف النبيلة لدعىل ستخدام اإلقناع العقيل واملنطق يف أي قضية مما يساعد ا .)٣(التحكم يف العواطف واالبتعاد عن العصبيةعىل تعلمويف تربية امل

أساليب تعلم العلم: -٢

العلم ينمي العقل ويربيه وينري فيه روح اإلبداع والبحث العلمي الواعي واملحقق .وريادة وحقق تقدما بمهنته أو ختصصه ازداد تألقا وعلام ، وكلام ازداد الريادي معرفة للريادة

بدع الريادي يف العلم والتعلم عليه االستعانة بعدة أساليب، منها ما ييلى وحت :)٤(ي املجهول، ومن املحسوس إىل من املعلوم إىل تعلم؛ يقوم املريب بنقل املأسلوب االستقراء )أ

الكل، غري امللموس، وذلك بالتدرج يف االنتقال من اجلزء إىل ن امللموس إىلاملعنوي وميتمكن من خالل ى التعميم، وحت من االنتقال من احلقائق اجلزئية إىل تعلميتمكن املى حت

استنباط املبدأ العام أو القاعدة الكلية. استقرائه للحقائق اجلزئية إىل

ن، دار جريـر ١، طاألساليب الرتبوية والوسائل التعليميـة يف القـرآن الكـريمشاهر ذيب أبو رشيخ، )١( ، عـام .١٣٣م، ص ٢٠٠٥هـ/ ١٤٢٥للنرش والتوزيع،

.٩٢حيي حممد نبهان، مرجع سابق، ص )٢(

.١٧٢صمرجع سابق، صالح سامل باقارش، عبد اهللا حممود السبحي، )٣(

، املدينة املنـورة، مكتبـة دار الزمـان للنرشـ ١، طالرتبية اإلبداعية يف املنهج اإلسالميخالد حامد احلازمي، )٤( .٦٧ -٦٤م، ص٢٠٠٥هـ/١٤٢٦والتوزيع،

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠٥

جزئياهتا من القاعدة إىل تعلمينتقل املريب بذهن امل؛ الطريقة الكلية أو أسلوب التحليل )ب اجلزء، كعرض حادثة تارخيية بشكل كامل ثم االنتقال إىل األصلية، ومن الكل إىل

من م) مثاال ٢٠٠٥هـ/١٤٢٥( عنارصها بالتحليل والتفسري، وقد رضب أبو رشيخ K L M] اىلقال اهللا تع ؛القرآن الكريم يوضح الطريقة الكلية أو أسلوب التحليل

N O P Q R S T U V W X Y Z تضمنت هذه ]٩٦[سورة العلقالقراءة الكلية والتفكر العام بكل خملوقات اهللا يف الكون، اآليات مقدمة كلية تدعو إىل

وبعد القراءة الكلية ملا يف الكون ستثبت يف ذهن املتلقي احلقيقة الكلية، ويف هذا تدرج التفكر والقراءة يف أهم أجزاء الصورة لكلية بكل أجزائها إىلبالعقل البرشي من الصورة ا

.)١(العنارص يبدأ من الكل إىل وهو بدء خلق اإلنسان من علق، فكان حتليال ،الكلية

من العلوم واملهارات، ا ؛ ال ينحرص يف األدلة واألحكام الرشعية بل يشمل كثريالقياس )ج تشاهبة ببعضها البعض، إذا كان هناك ربط وقياس األمور املعىل يساعد هذا األسلوب

علة جامعة بني املقيس واملقاس عليه.

؛ عملية احلفظ جتعل العلم يف متناول احلافظ يسري معه أين كان، يفيد احلفظ يف احلفظ )د التحليل عىل تدريب احلافظة وتقوية ملكة احلفظ مع رسعة االسرتجاع، وهو يعني

رتباط مبارش بالكتاب، وقد اهتم السلف باحلفظ واالستنتاج والقياس واالستقراء دون اوبينوا أمهيته يف كسب العلم، ولكن ال بد من مالزمة احلفظ الفهم السليم الذي ينتج عنه

اإلبداع املعريف. الوعي وحسن اإلدراك عند الريادي واالرتقاء الذي يقود إىل

عىل تعلمقراءة تساعد املقراءة؛ ألن ال: أول ما نزل من القرآن الكريم األمر بالالقراءة )ه بالكلامت واجلمل تعلمفة املاكتساب املعرفة، وإثارة الرغبة يف الكتابة، فبالقراءة تزداد معر

.تعلماملى تكوين إحساس لغوي لدعىل والعبارات املستخدمة يف الكتابة، فتساعد بالتايل

.٩٧شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )١(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠٦

روءة، وتساعده يف حتليل ما وتفيد القراءة يف زيادة رسعته يف القراءة مع إدراكه املعاين املقيقرأ والتفكر فيه، مما يزيد من حصيلته اللغوية والفكرية، نتيجة التأمل يف العبارات

¶ µ ³] :، قال اهللا تعاىل)١(والرتاكيب املتنوعة وإجراء املقارنة بينها

¸ ¹ º » ¼ ½ ¾ ¿ À Á Â Ã Ä Z سورة]كون باللسان ويكون هبام، وهو أكمل أنواع يكون بالقلب وي الذكر هللا تعاىل ]٧األعراف

خملصا خاليا، حممدا وغريه بذكر ربه يف نفسهالذكر وأحواله، فأمر اهللا عبده ورسوله . )٢(ألنواع الذكر مكررا لسانالترضعا ب

تشمل الشكل امليكانيكي وهي االستجابات وللقراءة عمليتان متصلتان؛ األوىلى ثانية تشمل اجلانب العقيل التي يتم عن طريقها تفسري املعنالفسيولوجية ملا هو مكتوب، وال

التفكري واالستنتاج وبالتايل تصبح القراءة عملية تفكري معقدة وليست عىل وحتتوي هذه العملية .)٣(جمرد معرفة الكلامت املطبوعة

ال بد من وجود من منظور تربوي إسالمي للريادة عليمحتقق القراءة أهداف التى وحتغبة، والتفهم العميق لكل كلمة ونقدها، وهي تتطور مع نمو اإلنسان وتطوره الثقايف، فقراءة الر

الطفل يف املرحلة االبتدائية تتوقف عند حدود النص الذي يتلقاه كام هو، أما يف املراحل التالية ال .)٤(املقروء ى بد أن تكون القراءة واعية وناقدة للمحتو

الكتابة والقلم والنون كأحد احلروف لكريم آيات تشري إىل؛ جاء يف القرآن االكتابة )و القلم نعمة من اهللا عز ]٩٦[سورة العلق Z [ \ ] Z] األبجدية، قال تعاىل

.١٣٠ -١٠٢ص سابق، الرجع امل )١(

.٣١٤، ص١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )٢(

، القاهرة، دار الثقافة للنرشـ ٣، طأساسيات تعليم اللغة العربية والرتبية الدينيةفتحي عيل يونس وآخرون، )٣( .١٧٠م، ص ١٩٩٨والتوزيع،

.١٦١مفيدة حممد إبراهيم، مرجع سابق، ص )٤(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠٧

كامل كرمه، بأنه علم عىل وجل عظيمة؛ ألنه لوال ذلك مل يقم دين ومل يصلح عيش فدل فضل علم الكتابة ملا فيه إىلونبه نور العلم عباده ما مل يعلموا ونقلهم من ظلمة اجلهل إىل

من املنافع العظيمة التي ال حييط هبا إال هو، وما دونت العلوم وال قيدت احلكم وال ضبطت أخبار األولني وال كتب اهللا املنزلة إال بالكتابة، ولوال هي ما استقامت أمور

فقد أقسم به فقال ، وألمهيته )١(ألنه يقلم أي يقطع قلام ى الدين وال أمور الدنيا وسمبالقلم، وهو اسم يقسم تعاىل ]٦٨[سورة القلم ZY [ \ ] ^ Z] :تعاىل

بالعقل r الرسول من عىلوأن اهللا جنس شامل لألقالم، التي تكتب هبا أنواع العلوم، الكامل والرأي اجلزل والكالم الفصل الذي هو أحسن ما جرت به األقالم وسطره األنام

N O P Q R S UT V W] :ويف قوله .)٢( الدنياوهذا هو السعادة يف

X Y Z Z أحيسبون أنا ال نسمع ما يرسون به يف أنفسهم ]٤٣[سورة الزخرفنسمع ذلك ونعمل يف مكان خال وما يتناجون به فيام بينهم، بىل أو ما يتحادثون به رسا

لكتابة مرحلة تالية ، وا)٣(به، ورسلنا لدهيم يكتبون مجيع ما يصدر عنهم من قول أو فعلعىل يف التعرف تعلمامل للقراءة، تفيد الكتابة يف تعزيز اإلحساس باجلملة، وتفيد أيضا

الفهم والتحليل والنقد ملا عىل اهلدف أو الفكرة التي يريد توصيلها لآلخر، فهي تشجعه .)٤(هؤيقر

اكتساب عىل ويساعده من الكلامت واجلمل، ا كثري تعلمباالستامع يتعلم امل ؛)٥(االستامع )ز

.٤٦٨، ص٥الشوكاين، مرجع سابق، ج حممد بن عيل بن حممد )١(

.٨٧٨، ص١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )٢( .٥٦٦، ص٤حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، مرجع سابق، ج )٣(

.٩٩شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )٤(

.١٠٩-١٠٨سابق، ص الرجع امل )٥(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠٨

معرفة لغوية وأدبية وعلمية، ويثري لديه الرغبة يف القراءة السليمة والكتابة املبدعة، فهو ª ©] :يساعد يف تكوين اإلحساس اللغوي واإلدراك العلمي، قال اهللا تعاىل

« ¬ ® ¯ ° ± ² Z فاالستامع للقرآن ]٧[سورة األعرافمن حيث اإلدراك واملعرفة واالستجابة أكثر من أساليب بتدبر وتفكر له تأثري يف النفس

بعد اختياره حلمل الرسالة باالستعداد u ىيف الرتبية والتعليم، وقد أمر اهللا موسى أخرلق % $ # " !] : عليه قال تعاىلى والتهيؤ لالستامع للوحي الذي سي

&Z يأوح ألق سمعك للذيفأي: ختريتك واصطفيتك من الناس، ]٢٠[سورة طـه .)١(ه وعامد الدعوة اإلسالميةؤإليك، ألنه أصل الدين ومبد

أسلوب التخيل: -٣

اخليال هو نشاط نفيس حتدث خالله عمليات تركيب ودمج بني مكونات الذاكرة واإلدراك وبني الصور العقلية التي تشكلت من خالل خرباته السابقة، وتكون نواتج ذلك كله

.)٢(تكوينات وأشكال عقلية جديدة وظائف اخليال:

:)٣(وظائف اخليال يف ما ييل تتجىل للصور احلسية التي كانت موضوع التفكري. تعلم: تظهر يف استعادة املوظيفة اسرتجاعية -١

.٥٠٣، ص١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )١(

، القـاهرة، دراسـات يف حـب االسـتطالع واإلبـداع واخليـالشاكر عبد احلميد، وعبـد اللطيـف خليفـة، )٢( .١٢٥م، ص٢٠٠٠منشورات دار غريب،

الذايت والسامت االبتكارية املصاحبة للتفكري متعدد األبعاد لـدى طـالب جمدي عبد الكريم حبيب، التفكري )٣( .٥٩م، ص ١٩٩٧)، ٤١-٤٠( ورات اهليئة املرصية للكتاب، العدد، القاهرة، منشاملرحلة اجلامعية

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٠٩

الرغم عىل تركيب وإنتاج صور ال توجد يف الواقع عىل تعلم: وهي قدرة املةوظيفة ابتكاري -٢ لكنها تتصف باجلدة والفائدة.من أن عنارصها ومكوناهتا مستمدة من الواقع، و

A B C D E F @ ? <] :هذا األسلوب يف قوله تعاىل يتجىل

G H I J K L M N O P Q R S T U V W X ZY [ \ ] ^ _ a b Z وهذا ]٢[سورة البقرة

مثله من صدقة أو غريها ثم عمل أعامال تفسده، ف املثل مرضوب ملن عمل عمال لوجه اهللا تعاىلأصحاب ، خياطب اهللا سبحانه وتعاىل)١(كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات

العقول، ويطلب منهم أن يتخيلوا ذلك، هذا التخيل ينشط العقل يف إدراك أن ما يف احلياة زائل واإلنشاء، ويف حال حتدث مثل زوال الثامر، ويمكن تطبيق هذا األسلوب يف دروس التعبري

ويفيد أيضا هبه القيادية واللغوية واألدبية،عن طموحاته، سيفيد استخدامه يف صقل موا علمتامل .)٢(يف نظم القصائد وإجراء التجارب العلمية، يفيد يف ربط املايض باحلارض واملستقبل

أسلوب القدوة: -٤

أسلوب القدوة يف تربية أصحابه، فكان قدوة يف أخالقه ويف نفسه وأهله rاتبع الرسول كريادي متثل قدوة تربوية متكاملة r ويف كل ما يقول ويفعل، لقد كانت شخصية الرسول

اجلوانب.، فاملريب عامل تعلمنيواألخالقية يف املأسلوب القدوة يستخدم يف تثبيت املبادئ الدينية

ال يف غرس االجتاهات الصحيحة، والتمسك بالدين ومبادئه، عن طريق التزامه بالقول فع .)٣( والعمل

.١١٤ص ١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )١( .١٧٩شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )٢(

ــواين، )٣( ــاعي احلل ــر رف ــة عم ــالمفتحي ــوء اإلس ــارصة يف ض ــة املع ــاليب الرتبي ــدة ألس ــة ناق ، ١، طدراس .٩٦م، ص ١٩٨٣هـ/١٤٠٣

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢١٠

رتجم من احلرب والورق إىل واملنهج ال يتحول إىل سلوك وترصفات، ولقد حقيقة إذا مل يحقيقة ليتبعه الناس، فوضع علم اهللا عندما وضع املنهج القرآين أنه ال بد من برش حيمله وحيوله إىل

ن قدوة الصورة احلية املرتمجة للمنهج القرآين، وبعثه اهللا ليكو rاهللا يف شخصية الرسول Á Â Ã Ä Å Æ Ç È É Ê Ë Ì Í Î Ï] :، قال تعاىل)١(للناس

Ð ÒÑ Z حيث حرض اهليجاء بنفسه الكريمة، وبارش موقف احلرب ]٣٣[سورة األحزابوهو الرشيف الكامل والبطل الباسل، فتأسوا به يف هذا األمر وغريه، واألسوة نوعان: أسوة

، فإن املتأيس به سالك الطريق املوصل إىلrة يف الرسول حسنة وأسوة سيئة، فاألسوة احلسنكرامة اهللا وهو الرصاط املستقيم، وأما األسوة بغريه إذا خالفه فهو األسوة السيئة، كقول املرشكني

آثارهم مقتدون، وهذه األسوة عىل أمة وإنا عىل حني دعتهم الرسل للتأيس هبم، إنا وجدنا آباءنا وفق هلا من كان يرجو اهللا واليوم اآلخر، فإن ما معه من اإليامن واخلوف من احلسنة إنام يسلكها وي

rالتأيس بالرسول عىل اهللا ورجاء ثوابه وخوف عقابه حيثه )٢(.

، من هذه ياملقتد هناك عدة أشكال ينتقل من خالهلا التأثري إىل صور تأثري القدوة: :)٣(األشكال، ما ييل

اتصاف املريب بصفات تدفع اآلخرين إىلى مدعىل التأثري تأثري غري مقصود: يرتكز هذا )أ ى تقليده كاإلخالص واألمانة، بمعن أمام اهللا يف كل مسؤولعليه أن يعلم أنه أن كل مرببه وبالتايل زاد تأثريه تعلمفإذا كان كذلك زاد إعجاب امل ما يتبعه الناس وأن يتنبه لسلوكه،

يف نفسه.

ثري متعمدا، كالقائد يف املعركة الذي يتقدم الصفوف ليبث تأثري مقصود: أي يكون التأ )ب

.١٧٤م، ص ٢٠١١هـ/ ١٤٢٣، القاهرة، دار ابن اجلوزي، ١، طالرتبية عىل منهج أهل السنةأمحد فريد، )١(

.٦٦١، ص١عبد الرمحن بن نارص السعدي، مرجع سابق، ج )٢(

.١٧٥-١٧٤أمحد فريد، الرتبية عىل منهج أهل السنة، مرجع سابق، ص )٣(

تصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية الفصل الخامس

٢١١

الشجاعة واإلقدام يف نفوس املقاتلني، والتعليم حيدث باالقتداء، فالصحابة تعلموا من

دوة حيث علمهم الصالة من خالل االقتداء به، فعن أيب قالبة قال حدثنا بالقالرسول

مالك أتين ا إىل ونحن شببة متقاربون فأقمن ا عن ده عرشين يوما وليلة وكان رسول النبي

رحيام رفيقا فلام ظن أنا قد اشتهين ا أ اهللا هلن ا أو قد اشتقن ا سألن ا عمن تركن ا بعدنا

فأخربناه قال ارجعوا إىل« : أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها

أو ال أحفظها وصلوا كام رأيتموين أصيل فإذا حرض ت الصالة فليؤذن لكم أحدكم

وليؤمكم أكربكم « )١(.

املريب عدم االكتفاء بالتلقني، ألنه لن يطبق اآلخرين إذا مل يطبق، فالرتبية بالقدوة عىل ف

املعاين املجردة ن ال يدركونووك وترقيته نحو األفضل، فالرياديهي أساس تقويم أي فكر أو سل

هبا بمجرد االستامع إليها، فاملبادرة بتقديم األعامل املتميزة والفريدة يف أي جمال نقتنعووال ي

يتطلب وجود قدوة صاحلة يف األخالق الفاضلة والسمعة احلسنة واملعاملة الطيبة وتتصف

.باإلجيابية واملثابرة يف العمل

:أسلوب املامرسة العملية -٥

إذا مل يامرسه ويصبح عادة لديه، وهذا يتطلب اين مع ا ال يمكنه أن يتعلم سلوكتعلمامل

الربط بني الفكرة والعمل وعدم االكتفاء فقط باملعرفة اللفظية، وهلذا األسلوب عدة فوائد؛ من

أمهها إتقان العمل والتقليل من حدوث األخطاء، والشعور بالراحة والطمأنينة الناجتة من

.)٢(التطبيق

رسعة التغيري يف االجتاه نحو ممارسة بعض األعامل حاجة إىل يف الوقت احلارض بتعلموامل

حتقيق ذلك من خالل مشكالت كثرية هتدد الفرد واملجتمع، ويمكنعىل واملهن، وذلك للقضاء

يثبت ما تعلمه يف القلب والعقل، ى فرصة للمامرسة والتجريب ملا يتعلمه، حتتعلمإعطاء امل

. ٢٢٦ ، ص ١ حممد بن إسامعيل أبو عبداهللا البخاري،اجلامع الصحيح املخترص، مرجع سابق، ج )١ (

. ١٧٥ صالح سامل با قارش، عبداهللا حممود السبحي، مرجع سابق، ص )٢ (

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢١٢

شعر املتعلم بقلة فائدته ومن ثم إمهاله ونسيانه .)١(والتعليم النظري يعىل وال الوعظ فقط عىل أخالق الريادي وأداء عباداته وبناء عالقاته االجتامعية ال تقوم

ن احلفظ، وإنام حتتاج أيضا إىل د الريادي ى العالقات، وحتى املامرسة لتتكون األخالق ولتب يتعوالتعاون والتضحية من أجل مصلحة اجلامعة، فإن ذلك يتطلب ممارسة عىل ضبط النفس وعىل

كل مسلم عىل . وقد جاء هذا األسلوب يف القرآن الكريم عندما وضع فرائض واجبة وعمال k l m n o p] ، فقال تعاىل:وانتقد الذين آمنوا لعدم تطبيق أقواهلم لقيام هبا،ا

q r s t u v w x y z { | } Z ى املعن )]٦١[سورة الصف املامرسة والعمل.عىل ، هذه تربية لإلنسان )٢(هو أن قوهلم ماال يفعلون مقت خالص عند اهللا

فيه من آداب وأهداف وأحكام، ثم مترين تدبر القرآن وما جاء عىل وقد حرص الصحابة شغلوا أنفسهم وعقوهلم باللغو من القول، فاملامرسة والعمل سامهت عىل جوارحهم العمل، فلم ي

.)٣(من اهلجرة الصفات، كان هلم دور مرشف يف القرون األوىلى يف تكوين رياديني بأسمأسئلة من واقع احلياة ليتأكد من املامرسة من خالل إلقاءعىل تعلمنياملريب تربية املعىل ف

. )٤(إمكانية التطبيق عمليا يف مواقف معينة ى مدتربية صاحلة قوامها التطبيق العميل الفعال، ال عليمالتعملية الرتبية وكون تى لذلك حت

مكن تطبيق ما تعلموه يف نبد أن هتتم بربط ما يتعلمه الرياديني بالواقع الذي يعيشو ه، وكيف ي التي تواجههم يف حياهتم. املواقف

تربية سلوكية عملية ال تكتفي بالقول وإنام من منظور تربوي إسالمي هو للريادة تعليمفالاملريب ربط العلم بالعمل، ألن الدين اإلسالمي هيتم بالعلم عىل العمل واملامرسة، فعىل تركز

.٢٤٠-٢٣٩أمحد كامل الرشيدي، فاطمة محد الرديني، مرجع سابق، ص )١(

.٢٤٢، ص٨أيب السعود حممد بن حممد العامدي، مرجع سابق، ج )٢(

.١١٩، ص جع سابقمرفتحية عمر رفاعي احللواين، )٣(

.١٨٨سابق، صالرجع امل )٤(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢١٣

النظري والتطبيقات العملية للعلم.

ة: أسلوب الرتبية باآليات الكوني -٦

تأملها وتدبرها والتفكر هبا، وهي موجودة يف اآليات الكونية التي جتذب القلوب إىلى مستو دراستها ومالحظتها، وحتتاج االستفادة منها إىل إىل تعلمامل األنفس، وتدعو الكون ويف

، ويشري القرآن الكريم )١(مناسب من احلس املرهف والتفتح العقيل وطلب احلق وصفاء النفس À Á Â Ã Ä Å Æ] :النظر يف اآليات الكونية كام جاء يف قوله تعاىل إىلÇ È É Ì ËÊ Í Î Ï Ð Ò Ñ Ó ÔZ أي ]٤١صلت [سورة ف

من rحقيقته وكونه من عند اهللا، يف اآلفاق هو ما أخربهم به النبي عىل سنرهيم آياتنا الدالة هو القرآن أو اإلسالم والتوحيد يتبني هلم بذلك أنى ، حتدث اآلتية وآثار النوازل املاضيةاحلوا .)٢(مجيع األشياءعىل شهيد ، ومل يكفهم يف ذلك أنه تعاىلاحلق

عىل يريب هذا األسلوب عقل الريادي وسمعه وبرصه وحواسه باآليات، فرييب عقله .معرفة مسبب األسباب واستخدام احلواس للوصول إىل تدقيق النظرعىل حسن اإلدراك والبرص

:)٣(ألسلوب عدة عنارص نفسية وتربوية هي كالتايل يتطلب هذا ا إيقاظ حسه باجلامل والتناسق والتفتح، وذلك لتكوين خربات جديدة تعلميتطلب من امل )أ

بعض األرسار والنظم عىل عن الكون، فيعرض مشاهد من الكون واالستدالل والسنن.

)ب التساؤل عن رس هذه القوانني والنظم وعن منظمها.يتطلب أيضا

-٣١م، ص ١٩٨٩هــ/ ١٤٠٩دمشق، دار الفكر املعـارص، ١، طالرتبية باآلياتعبد الرمحن النحالوي، )١(٣٢.

.١٩، ص٨أيب السعود حممد بن حممد العامدي، مرجع سابق، ج )٢(

.٣٨ -٣٧الرتبية باآليات، مرجع سابق، ص ، عبد الرمحن النحالوي )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢١٤

للوصول بعقله، واخلضوع بمشاعره إىل املتعلم تكوين نظرة شاملة كلية تدعو تطلبي )ج معرفة خالق الكون ومدبر أموره.

السلوك املطلوب نحو اخلالق بتوحيده وعبادته والعمل برشيعته. إىل تطلب التحفيزي )د

صحة عىل تعلميريب امل عليمفكر يف اآليات الكونية يف التاستخدام أسلوب النظر والتالتوجه وسعة النظر واتساع األفق والتفكري وزيادة اإليامن، وحسن االستنتاج واالستنباط

.)١(وسالمة التحليل والتفسري وربط األسباب باملسببات وهذا ما تتطلبه الريادة واملبادرة :أسلوب الرحالت -٧

ألنه يقوم ، من منظور تربوي إسالمي للريادة عليمحتقيق أهداف الت هذا األسلوب مهم يف .ىبتزويد الرياديني بخربات تعليمية ال يمكن احلصول عليها باألساليب األخر

تتحقق الفائدة املرجوة من استخدام هذا األسلوب ال بد من وضع أهداف حمددة ى وحت واضحة للرحلة يمكن حتقيقها، وأن تستخدم يف حال صعوبة الوصول للمعرفة داخل الفصل

التي يقوم هبا ى التخطيط والتنظيم للرحلة للتكامل مع األنشطة األخر الدرايس، أيضا من املهمأثناء دراسة موضوع معني، وقد استخدم القرآن الكريم هذا األسلوب يف رحلة تعلماملريب واملحيث كان هناك هدف واضح وحمدد وهو املسجد األقىص من املسجد احلرام إىل rالرسول

بني األماكن املقدسة لديانات التوحيد، لقد كان اهلدف الربط و ىالربط بني عقائد التوحيد الكرب ا تعليمي ا من الرحالت قبل البعثة للعيش والصيد والرعي، أما بعد البعثة فقد أصبحت أسلوب

= > ; : 9] :، فجاء يف قوله تعاىل)٢(يسري فيه املتعلم وفق خطة واضحة وحمددة

> ? @ A B C Z ل يا حممد هلؤالء أي: ق ]٦[سورة األنعاماملستهزئني سافروا يف األرض وانظروا آثار من كان قبلكم لتعرفوا ما حل هبم من العقوبات،

، بترصف.٦٠ -٥٩ص ، مرجع سابق، خالد حامد احلازمي )١(

.١٢٤شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢١٥

.)١(وكيف كانت عاقبتهم بعد ما كانوا فيه من النعيم العظيم الذي يفوق ما أنتم فيهرحلة والسري يف األرض لالستطالع والتفكر والنظر واالعتبار الدعوة للقيام ب يف األحداث والتي تظهر واضحة يف اآلثار، هذا األسلوب تفادة بمعرفة سنن اهللا تعاىلواالس

كسب الريادي خربات تساعده يض واحلارض، ومتكنه من تقديم تكوين رؤية واضحة للامعىل سي مستقبلية. ىرؤ

من للريادة عليمنها لتحقق أهداف التة فيام بيوسائل الرتبية للريادة ال بد أن تكون متكاملاحلياة للريادي، والعقل الناضج للريادي هو ية، فالوحي هو الذي حيدد غامنظور تربوي إسالمي

، واحلواس السليمة املدربة للريادي ة من وجودهحتقيق الغاي الذي يبحث يف الوسائل املوصلة إىل، فتكون النتيجة حتقيق الريادة يف وتنفذ عقلهي التي تنقل الصور املشاهدة واخلربات الالزمة لل

، وفيام ييل عرض هذه الوسائل:مجيع املجاالتخلالصة الوحي اإلهلي ا جامع ا : أرسل اهللا الرسول للبرش كافة وأنزل عليه كتابالوحي -١

بيان خصائص الذات اإلهلية وصفاهتا ونواحي الغيب التي وهو القرآن الكريم، متضمنا اإلنسان ى الذي جيب أن يسععىل ء احلس ووراء الكون املشهود، واملثل األتكمن فيام ورا

نه يف القرآن كام بادر الصحابة وتقدموا عىل حتقيقه إىل األرض وفق منهج اهللا الذي بي، وخالل القرون املاضية مل لتحقيقه فكان التميز الذي متيزوا به يف القرون اهلجرية األوىل

بني ما جاء يف القرآن ى تناقض بشأن احلقائق العلمية الكربيتمكن أي عامل إثبات أي .)٢(الكريم وما أثبته العلم احلديث

صادقة عن عامل الغيب، ويطلب من ا أخبار متعلمالوحي بثالث وظائف؛ يقدم لل يقومدد مسارات عقل وحواس امل عقله وحواسه التيقن من صدق هذه األخبار. يف عامل تعلموحي

.١٠٢، ص٢حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، مرجع سابق، ج )١(

. ٣٥٦أمحد رجب األسمر، مرجع سابق، ص )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢١٦

.)١(من الوهم واخلرافات تعلميقوم الوحي بتنقية خربات امل من انحرافهام. أيضا الغيب خوفا ر دور حواس امل احلواس: -٢ االستفادة من سنن اهللا يف املعرفة ويوجهها إىل تعلماإلسالم يقد

يف حتصيل املعارف تعلموهي وسيلة مهمة يستخدمها امل يف الكون ويف األنفس،تصبح ى أدلة وبراهني حت بة عن طريقها معرفة ظنية وحتتاج إىلواكتساهبا، واملعرفة املكتس

.)٢(يقينية

الكشف والتعرف، وفهم احلق والوصول إىلعىل تعلماحلواس وسائل علمية تساعد املالعلم اليقني، وقد اختص اهللا حاسة السمع والبرص؛ ألهنام تقتبسان األفكار من العامل اخلارجي

احلق واليقني، فوظيفة كامدة للتفكري واالستدالل للوصول إىلوتقدماهنا للقلب أو العقل تقدم لعقل أهنا أن تكون للتمييز بني األشكال واألشياء وتسميتها بأسامئها، إىلى احلواس تتعد

. )٣( معقوال املعروضة حال تكالحل املشعىل رؤية جديدة تساعده تعلماملالعمليات تعلميستخدم املى علم، وحتتشارك احلواس العمليات العقلية يف حدوث الت

يات العقلية واحلواس بشكل حيقق التعاون لماس يف التعلم ال بد من مترين العالعقلية واحلو .)٤(التعلم األفضل إىل تعلمللوصول باملوالتكامل بينهام

عقل احلقيقية للى الريادة هتتم بالعمليات العقلية املختلفة؛ ألهنا اجلدو :العمليات العقلية -٣ من هذه العمليات ما ييل: ،ال قيمة لهالعقل دوهنا يغدو و

حتقيق الفرد واملجتمع للريادة والتقدم ال يتم عن طريق الكم املعريف الذي :التفكري الناقد )أ عن وإنام يتحصل عليه الريادي، وال عن طريق التكيف مع املحيط الذي يعيش فيه،

تساعده يف وضع رؤية مستقبلية تتوافق مع تنمية مهارات التفكري الناقد التي طريق

.٢٥١ماجد عرسان الكيالين، فلسفة الرتبية اإلسالمية، مرجع سابق، ص )١(

. ٣٥٨أمحد رجب األسمر، مرجع سابق، ص )٢( .٥٢-٥٠عبد الرمحن النحالوي، الرتبية باآليات، مرجع سابق،ص )٣(

.١٥٨هيم، مرجع سابق، ص رامفيدة حممد إب )٤(

تصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية الفصل الخامس

٢١٧

وقد . التطورات العلمية واالقتصادية، وبالتايل يستطيع اختاذ القرارات املناسبة ملواجهتها

" !] :ناقد يف كثري من اآليات كام يف قوله تعاىلالتفكري العىل حث القرآن

# $ % '& ( ) * + , - . / 0 1 2 43 5 6 7 8 9 : <; = > ? @ Z ] سورة

وتسري مثالى مستغربة أو قصة بديعة رائعة حقيقة بأن تسم بني لكم حاال: أي]٢٢احلـج

عنهم من ى ريد بذلك ما حكيف األمصار، أو جعل هللا مثل أي مثل يف استحقاق العبادة وأ

، ويمكن تعليم )١(للمثل نفسه استامع تدبر وتفكر: عبادهتم لألصنام، فاستمعوا له أي

:)٢(مواصفات هذه البيئة كام ييلو . الناقد من خالل بيئة تعزز ذلكمهارات التفكري

.أن هتيئ الفرص للتعامل مع حاالت من احلياة الواقعية أو تطرح مواقف واقعية -

.تعلم حول امل اكون فيها التعليم متمركزأن ي -

.تعلمنين وتفاعل بني املعلمني واملأن يكون فيها تعاو -

.راء اآلخرينآري عن رأيه والدفاع عنه واحرتام للتعبمتعلمأن تتيح الفرص لل -

. أن تشجع االكتشاف واالستقصاء وحب املعرفة -

ام عمليات عقلية كالتحليل أن هتيئ األجواء ملامرسة أنشطة وتدريبات تستدعي استخد -

. تعلمرنة هبدف االرتقاء بتفكري املوالرتكيب والنقد واملقا

يات الرضورية لتعليم التفكري سرتاتيجهتيئة املريب وتزويده باملعارف واملهارات واال -

. لديه نحو تعلم وتعليم هذا النوع من التفكرياإلجيابيةالناقد، وتنمية االجتاهات

يع التغري؛ ألهنا التفكري الناقد مهمة ورضورية يف هذا العامل الرسإذن تنمية مهارات

بفاعلية يف املجتمع، وأيضا تكسبهم التجارب املختلفة التي واأن يشاركعىل تعلمنيتساعد امل

. ١٢٠ ، ص ٦ السعود حممد بن حممد العامدي، مرجع سابق، ج أيب )١ (

. ٢٥٠ حممد عيل القضاة، مرجع سابق، ص )٢ (

تصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربوية إسالمية الفصل الخامس

٢١٨

متكنهم من التكيف مع واقعهم وهتيؤهم للنجاح يف املستقبل، وبالتايل وتزيد من الثقة بالنفس

هلم فرص النمو والتطور اختاذ القرارات املناسبة، أيضا تتيحعىل لمنيتع تعزز من قدرة امل

.املجاالت مجيع يف الريادة تتطلبه ما ، وهذا)١( واإلبداع

ربط العمل الذي يقوم عىل تعلمه العملية العقلية يساعد امل استخدام هذ: التفكري الغائي )ب

العامل الرشعي والكوين به بالغاية التي خلق من أجلها؛ ألن توحد الغايات بني

واالقتصادي والسيايس واإلعالمي سيضبط احلياة ويوجهها وجهة واحدة اجتاه هدف

الفرد واملجتمع، بعكس ما تقدم ، وهو ما سيؤدي إىلواحد هو رضا اهللا سبحانه وتعاىل

املادية وهناك من يتجه إىل هو موجود اآلن من اختالف يف التوجهات، فهناك من يتجه إىل

.)٢(، وكانت النتيجة التخلف والتدهورىواهل

األدلة ودقة االستدالل وربط األسباب عىل ترتكز هذه العملية العقلية : التفكري املنطقي )ج

$ # " !] هذه العملية يف قصة ذو القرنني يف اآليات الكريمة بالنتائج، وتتجىل

% & ' ( ) * + , - . Z ] التمكني هنا هو ]١٨سورة الكهف

ى األول جعله قادرا وقويا ومعنى درة ومتهيد األسباب، يقال مكنه ومكن له ومعنالق

: كام يف قوله عز وعال مكناهم يف األرض ما مل نمكن لكم أي ،الثاين جعل له قدرة وقوة

أنواع الترصفات فيها ما مل عىل واألسباب واآلالت ى جعلناهم قادرين من حيث القو

املال واالستظهار بالعدد واألسباب فكأنه قيل ما مل نجعله لكم من القوة والسعة يف

اهللا ذا القرنني إىلى ، فقد هد)٣(ذلك فيهاعىل نمكنكم فيها أي ما مل نجعلكم قادرين

. ٢٥٢ مرجع سابق، ص ، حممد عيل القضاة )١ (

، مكـة املكرمـة، ١ ، ط منهجية التفكري العلمي يف القرآن الكريم وتطبيقاهتا الرتبويـة خليل عبداهللا احلدري، )٢ (

. ١٦١ م، ص ٢٠٠٥ / هـ ١٤٢٥ والتوزيع، دار عامل الفوائد للنرش

. ٢٤١ ، ص ٥ أيب السعود حممد بن حممد العامدي، مرجع سابق، ج )٣ (

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢١٩

انكشفت له األسباب ى التفكري املنطقي بالعمل باألدلة والتدقيق يف االستدالل، حتتاه اخلري والعلم والتمكني يف آبمجرد ربط األسباب بالنتائج فقد ففهمها وتتبعها، و

.)١(األرض

عن بدالالت جتذهبم تعلمنيقي عن طريق إثارة تفكري امليمكن تنمية التفكري املنط اعلمي ا، وعن طريق ترتيب األفكار واملوضوعات ترتيب)٢(مسبباهتا ومن ربط األسباب بالنتائج

.)٣(نتيجة علمية صحيحة مقنعة يصل إىلى حسب األولويات حتمن خالل دراسة الواقع تعلماملى يمكن تنمية التفكري املستقبيل لد التفكري املستقبيل: )د

بتحليل األحداث من تعلمحتكم مسرية احلياة، فيقوم املوحتليله يف ضوء سنن اهللا التي أمأفعال الناس وترصفاهتم، عىل خالل السنن الربانية املبنية أكانوا أفرادا مجاعات، سواء

استرشاف أحداث املستقبل؛ ألهنا ال تتبدل وال عىل والسنن االجتامعية هي التي تساعد يستطيع أن يسترشف تعلمحدوثها، وامل ن الناس ما يربرما وقع مى تتحول وحتدث مت

املستقبل يف ضوء ما حدث لألفراد واملجتمعات السابقة، وأيضا من خالل الدراسات العلمية التي قد ختطئ وقد تصيب؛ ألن املجتمعات التي يتم إجراء الدراسة عليها ليست

ندق عندما املستقبل يف غزوة اخل rمواد جامدة يصدق فيها التنبؤ، وقد استرشف النبي من ى رأ ا رضب الصخرة التي اعرتضت املسلمني أثناء احلفر، فأضاءت الرضبة نور

.)٤(وقيرص، وبرشهم بالفتح لفارس والروم ى خالله قصور كرسعن طريق دراسة املوقف أو املشكلة تعلماملى تنمية التفكري الشمويل لد: )٥(التفكري الشمويل هـ)

.١٥٤يخ، مرجع سابق، ص شاهر ذيب أبو رش )١(

.١٥٤سابق، ص الرجع امل )٢(

.١٨٠-١٧٩خليل عبداهللا احلدري، مرجع سابق، ص )٣(

.١٧٢-١٦٢سابق، ص الرجع امل )٤(

.١٧٧سابق، ص الرجع امل )٥(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢٠

أمهية ادية واملعنوية والزمنية واملكانية، وقد نبه القرآن إىلدراسة شاملة جلميع اجلوانب امل :، قال تعاىلاوصائب يكون القرار سليامى اإلحاطة باملوقف إحاطة كاملة وليست جزئية حت

[µ ¶ ¸ ¹ º » ¼ ½ ¿¾ À Á Â Ã ÅÄ Æ Ç È É Ê Ë Z ة حاطأن التكذيب منهم وقع قبل اإلى واملعن ]١٠[سورة يونس

عليه من حكاية ما سلف من أخبار اشتملول إليه من صدق ما ؤبعلمه وقبل أن يعرفوا ما يالرسل املتقدمني واألمم السابقني، ومن حكايات ما سيحدث من األمور املستقبلة التي أخرب عنها قبل كوهنا أو قبل أن يفهموه حق الفهم وتتعقله عقوهلم، فإهنم لو تدبروه كلية

أنه كالم عىل عليه من األمور الدالة أبلغ داللة اشتملينبغي وعرفوا ما كام التدبر لفهموه .)١(اهللا

سوبة، تسري ية خطة أو تدبري يتضمن نقالت ومسارات حمددة وحماسرتاتيجتعني كلمة .)٢(املستقبلية، بكل ثقة وكفاية نحو أهدافها عملية الرتبية والتعليموفقها

يات التي تسهم يف حتقيق الريادة يف أي جمال يلبي احتياجات سرتاتيجوهناك عدد من اال لق من أجلها، من هذه اال الفرد واملجتمع الريادي ويتجه به إىل يات سرتاتيجحتقيق الغاية التي خ

ما ييل: ية حل املشكالت:اسرتاتيج -١

الستحضار تعلموعة األساليب التي يستخدمها املهي جمم ية حل املشكالتاسرتاتيج .)٣(املعلومات باملوقف أو املشكلة وفهمها، ليتمكن من بناء خطط للحل ومن ثم تقييمها

.٤٤٦، ص٢حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، مرجع سابق، ج )١( .٥٣٨-٥٣٧، ص مرجع سابقأمحد رجب األسمر، )٢(

.٧٨، ص مرجع سابقي حممد نبهان، حي )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢١

ية بعدة عوامل بعض هذه العوامل يتعلق بطبيعة املشكلة؛ كسهولتها سرتاتيجتتأثر هذه االوهلا، وبعضها يتعلق بطبيعة من يستخدم توفر املعلومات حى أو صعوبتها أو وضوحها أو مد

ألفته لطبيعة ى ية نفسه كخرباته أو قدراته أو أساليب تفكريه أو دافعيته أو مدسرتاتيجهذه اال . )١(املثابرة وحتمل الغموضعىل قدرته ى املشكلة أو مد

االقرتاب من الواقع حيث املشكالت عىل تعلمية يساعد املسرتاتيجاستخدام هذه االالتفكري والبحث عن احللول للمشكالت، واستخدام هذه انية واالجتامعية، والتي تدفع إىلاإلنسكشف احلقائق التي توضح أبعاد املشكلة وحتدد أطر عىل ية هييئ الريادي للعمل اجلاد سرتاتيجاال

ع ية واالشرتاك مسؤولالتفكري املنطقي، وتنمي فيه روح التعاون وحتمل املعىل احلل، أيضا تساعد عىل اآلخرين يف العمل، وتنمي فيه احلس النقدي حيث يتقبل االنتقادات واالقرتاحات، وتدربه

. )٢(طريقة مواجهة التحديات املستمرة يف احلياة بصورة إجيابية ية يف تربية أصحابه، فقد كان يوجه عقوهلم حلل سرتاتيجهذه اال rوقد استخدم الرسول

يف إجياد حل لدعوة الناس نويتناقشو نعندما جعلهم يفكروا نص، كام فعل مشكلة مل يرد فيه .)٣(للصالة، وبعد االجتهاد توصلوا حلل املشكلة

تباع ا ية من خاللسرتاتيجالريادي عند مواجهته ألي مشكلة استخدام هذه االعىل و !] احلل، يمكن استنباطها من اآليات القرآنية يف سورة األنعام خطوات معينة للوصول إىل

" # $ % & ' ( *) + , - . / 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9 : ; < = > ? @ BA C D

FE G H I J K L M N O P Q R S UT V W X Y Z [

.٤٥٥م، ص ١٩٩٨، بريوت، مؤسسة الرسالة، ٩، طعلم النفس الرتبويعبداملجيد نشوايت، )١(

.٧٩ -٧٨حيي حممد نبهان، مرجع سابق، ص )٢(

. ٩١فتحية عمر رفاعي احللواين، مرجع سابق، ص )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢٢

\ ] _ ` a b c d e f g h i kj l m n o p q r s t u v w x y z { }| ~ � ¡ ¢ £ Z ٦[سورة األنعام[

:)١(ي كام ييلية حل املشكالت هاسرتاتيجخطوات وببطالن عبادة األصنام، uالشعور بوجود مشكلة؛ فقد شعر إبراهيم -اخلطوة األوىل

ألن اإلنسان هو الذي صنعها فتساءل كيف يعبد شيئا صنعه بيده.بالنظر والتفكري يف أرسار u مجع البيانات حول املشكلة؛ بدأ إبراهيم -اخلطوة الثانية احلقيقة، وكيف يثبت خطأ ما كان عليه قومه. ت توصله إىلمعلوما الكون لعله هيتدي إىليف وضع الفروض uوضع الفروض وتقويمها؛ اجتهد إبراهيم -اخلطوة الثالثة

يف السامء ئا مضي ا كوكبى شتد الظالم رأافكان أول فرض عندما أقبل الليل وواختبار صحتها، ستبعده لعدم مالئمته، ووضع الفرض الثاين فقال هذا هو اإلله، ولكن عندما تغري ومل يعد ظاهرا ا

وهو أن القمر هو اإلله فلام غاب ولعدم توافقه مع صفات اإلله استبعده أيضا، ثم كان الفرض الثالث وهو أن الشمس هي اإلله وثبت خطأ هذا الفرض أيضا، فاستبعد مجيع الفروض التي

لكواكب يف السامء واملخلوقات فرض جديد يقول أن اإلله هو الذي خلق ا وضعها، وتوصل إىل وجود خالق يستحق العبادة وحده.عىل األرض، وهو مدبر سريها، وهي إذن دليل عىل التي

التحقق من صحة الفروض؛ حتقق من خالل املشاهدات اليقينية -اخلطوة الرابعة وجوده.عىل للمخلوقات التي تؤكد كلها و حمور العملية الرتبوية التعليمية أثناء ه تعلمية يكون املسرتاتيجعند استخدام هذه اال

ية، ودور املريب هو املراقبة والتوجيه واإلرشاد نحو اهلدف املحدد. سرتاتيجتطبيق هذه اال

.١٥٣-١٥٠شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )١(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢٣

، وهذا أمر مهم لكل ريادي.)١( يسهم يف ربط الفكر بالعمل املنظمية سرتاتيجاستخدام هذه اال ية املرشوع:اسرتاتيج -٢

لتحقيق أهداف مرغوبة وحمددة يف ظروف تشبه احلياة علمتاملرشوع هو نشاط ينفذه املد تطبيق هذه اال املشاركة مع اآلخرين إذا عىل البحث املنظم، وعىل تعلمية املسرتاتيجالعادية، يعو

عد املا فردي ا والتنافس إذا كان مرشوع ا مجاعي ا كان مرشوع وهتيئه للحياة ألنه يرتجم ما تعلم، وتالعمل والنشاط الذايت واإلنتاج، وتعديل عىل تعلموتعزز قدرة امل ،اقع عميلو تعلمه نظريا إىل

تعلمية، وتنمي يف املسؤولالتعلم واملبادأة يف العمل وحتمل املعىل سلوكه نحو األفضل، وحتفزه . )٢(اليقظة العقلية وسعة الفكر والفعاليات اإلبداعية

2 1 0 / . - , + * ( ) ' & %] :قال اهللا تعاىل

3 4 5 6 7 8 9 : ; < = > ? @ A B C D E F G H I J K L M N O P Q R S T U V W X Y Z [ \ ] ^ _ ` a b c d e f g h i j k l m n

o p q r s t u v w x y z { | } ~ � ¡ ¢ £ ¤ ¥ ¦ § ¨ © Z ٦٨[سورة القلم[

حرمان تناولت هذه اآليات قصة أصحاب اجلنة؛ فقد وضعوا خطة مرشوع هتدف إىلتنفيذ عىل الفقراء واملساكني من حقهم يف الصدقة يف البستان الذي ورثوه عن والدهم، وعزموا

خطة املرشوع ولكن ألن مرشوعهم كان خيالف الفطرة البرشية وخيالف أمر اهللا فقد فشل عندما . لذلك ينبغي احلرص عند القيام بأي مرشوع أن يكون هدفه يتوافق )٣(هللا العذاب أرسل عليهم ا

.١٥٢سابق، ص الرجع امل )١(

.١٠٠ -٩٩حيي حممد نبهان، مرجع سابق، ص )٢(

.١٠٦شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )٣(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢٤

.لتحقيق الريادة للفرد وللمجتمعى مع الفطرة اإلنسانية وأن يسعمكن تصنيف املرشوعات إىل عدة تصنيفات؛ فهناك مرشوعات بنائية يغلب عليها وي

هبا، ومرشوعات املشكالت هتدف إىلالتمتع اجلانب العميل، ومرشوعات استمتاعية هتدف إىلحل مشكلة ما سواء كانت فكرية أو غري ذلك، ومرشوعات مهارية هتدف لتعلم بعض املهارات،

. )١(بعض املعرفةعىل ومرشوعات معرفية هتدف للحصول :)٢(ية بعدة خطوات، هي كالتايل سرتاتيجمتر اال

الدينية واالجتامعية تعلمجات امل؛ وال بد أن يلبي حااختيار املرشوع -اخلطوة األوىليف اختيار املرشوع، ويكون دور املريب املوجه واملرشد الدور الرئيس متعلمة وغريها، وللوالعلمي

واملساعد يف تقديم االقرتاحات.تصميم املرشوع؛ يعني وضع خطة تتضمن تفاصيل التنفيذ من حيث -اخلطوة الثانية

التكلفة واملكان والزمان.العمل ومعاجلة القضايا وفق اخلطة املصممة، تعلمالتنفيذ؛ حيث يبدأ امل -الثالثةاخلطوة

املريب التوجيه أثناء التنفيذ.عىل ومن اخلطة، يقوم جزءا تعلمتائج والتقدير؛ كلام أنجز املالنعىل احلكم -اخلطوة الرابعة

طرق للتحسني. بتقويمه لتجنب األخطاء التي وقع فيها يف املراحل التالية واقرتاح ية االكتشاف: اسرتاتيج -٣

ليكتشف التنظيامت والتعميامت واحللول، عن طريق توجيهات تعلماالكتشاف يوجه امل .)٣(وإرشادات املريب أثناء املوقف التعليمي

.٧٨، ص مرجع سابقتوفيق أمحد مرعي، حممد حممود احليلة، )١(

.١٠٧ -١٠٦شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )٢(

، جامعـة عـني شـمس، العـددكليـة الرتبيـةجملـة نظلة حسن خرض، نظرية مقرتحة يف تعليم الرياضيات، )٣( .٩٠٦م، ص ١٩٧٩)، ٢٥(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢٥

ممارسة املريب املعلومات واملعارف باإلضافة إىلعىل احلصول وهيدف االكتشاف إىلواملعارف، حيث يكتشف املعلومات طريقة الوصول إىلعىل ز للتفكري العلمي، ويتم الرتكي

مل يكن موجودا جديدا شيئا تعلمأن يكتشف امل املعلومات واملعارف بنفسه، فليس رشطا تعلمامل جديدا العمليات العقلية التي يقوم هبا الريادي ليكتشف شيئا عىل من قبل، وإنام االكتشاف يرتكز

.)١(الصف أو املدرسة بالنسبة له ولزمالئه يف ية االكتشافاسرتاتيجمزايا

:)٢(ية ما ييل سرتاتيجمن أهم مزايا هذه االزيادة الدافعية ؛ مما يؤدي إىلىأخر بعد التقدم من خطوة إىل متعلملل ا مستمر ا تقدم تعزيز -١

.وليس خارجيا داخليا تعلماملى والرغبة يف االستمرار فيكون التعزيز لد

قلل من ظا -٢ هرة النسيان وجيعل املادة قابلة للفهم واالستيعاب.ي

التعلم الذايت. ويوجهه إىل تعلماملى يزيد من الثقة لد -٣

تعلم كيف يتعلم.عىل تعلميساعد امل -٤

النفس.عىل االستقاللية واالعتامد تعلماملى ينمي لد -٥يساعد نظيام إعادة تنظيم املعلومات املتوفرة لديه ت تعلمية من املسرتاتيجتتطلب هذه اال

رؤية عالقات جديدة بينها، مل تكن معروفة قبل االكتشاف، يف حال استخدام هذه عىل النقد والتوقع، عىل ا العقلية يف املعرفة حيث يصبح قادر تعلمية فإهنا ستزيد قدرة املسرتاتيجاال

عىل تعلمدرة املالتعليمي، وتزيد من ق ورؤية العالقات والتمييز بني العنارص التي يشملها املوقفمكن استنباط هذه اال ية من اآليات سرتاتيجتذكر املعلومات واستبقائها مدة أطول يف ذاكرته، ي

، الريـاض، مكتبـة امللـك فهـد، ٢العـام، ط تدريس العلوم يف التعليمعامر الشهراين، سعيد حممد السعيد، )١( .٢٥٨م، ص٢٠٠٤

، القـاهرة، دار الفكـر طرق وأسـاليب واسـرتاتيجيات حديثـة يف تـدريس العلـومأمحد النجدي وآخرون، )٢( .١٦٠-١٥٩م، ص ٢٠٠٣العريب،

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢٦

µ ¸¶ ¹ ´ ³ ² ± ° ¯] )١(القرآنية من سورة األعراف

º » ¼ ½ ¾ ¿ À Á Â ÄÃ Å Æ Ç È ÊÉ Ë Ì Í Î ÐÏ Ñ Ò Ó Ô ÖÕ × Ø Ù Ú Û Ü Ý Þ Z املرشكني هذه اآليات الكريمة يوجه اهللا سبحانه وتعاىليف ]٧ورة األعراف [س

به من عبادة آهلة ليس هلا أرجل متيش هبا وليس هلا يد تبطش نا يقومولالكتشاف بأنفسهم خطأ م نهي أضعف منهم، فيسأهلم كيف يعبدوهبا، وليس هلا أعني تبرص هبا، أي أن ما يعبدونه من آهلة

أن يكتشفوا ما هم فيه من ضالل. فلو أهنم أعادوا ترتيب إىلما هو دوهنم يف اخللق، فيدعوهم اكتشاف جديد مل يعرفوه من قبل، وتنظيم ما يشاهدونه ثم فكروا فيه بعمق فإهنم سيصلون إىل

االستنصار فإن مل يستجيبوا فقد أصابوا وعليهم التأكد من صحة االكتشاف بدعوة اآلهلة إىل احلقيقة يف االكتشاف. :)٢(ية بعدة خطوات، هي كام ييل سرتاتيجمتر هذه اال

والتي تعلماملى املعلومات املتوفرة؛ من خالل استدعاء املعلومات السابقة لدعىل التعرف )أ .أو تعميام ا هدف الدرس سواء كانت قاعدة أو قانون ستساعده يف التوصل إىل

ن خالل طرح م تعلمنيي؛ وذلك بإجراء حوار مع املإدراكى تنظيم املعلومات يف معن )ب أسئلة استنتاجيه أو افرتاضية.

مواقف جديدة أو اختبارها أو تطبيقها يف مواقف معينة؛ كالوصول إىل االنطالق إىل )ج بذلك اكتشفوا احلقيقة بأنفسهم. نعدة بتعبري الريادي اخلاص فيكونوصياغة قانون أو قا

ية اختاذ القرار: اسرتاتيج -٤

بتحديد تملة لتحقيق أهداف حمددة مصحوبا القرار هو االختيار بني عدة بدائل حم

.١٤١-١٤٠شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )١(

.١٤١-١٤٠شاهر ذيب أبو رشيخ، مرجع سابق، ص )٢(

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢٧

.)١(إجراءات التنفيذ واختاذ القرار هو العملية التي تتمحور حول املفاضلة واالختيار بني الوسائل البديلة التي

.)٢(قدر من الفاعلية والكفاية حتقيق األهداف بأقىصعىل تساعد القيام بجمع معلومات موثقة من حتديد بدائل ممكنة للحل، عليه تعلميتمكن املى وحت

وحتليلها ومعاجلتها بطريقة علمية، وعليه أيضا حسن تقدير النتائج للبديل. إن اختاذ القرار ال يمكن أن يكتسبه اإلنسان بالتعليم فقط أي من خالل حمارضة أو درس وإنام باملامرسة والتجربة،

تعلمنياملعىل ختيار؛ لذلك فإن بصواب الرأي ودقة اال نفكبار السن وأصحاب التجربة يتميزووإن ى مشورة من هم أكرب سنا يف كثري من القضايا، أيضا اختاذ قرار أفضل من عدم اختاذه حت

كانت القرارات خاطئة؛ ألن عدم اختاذ القرار قد يصيب اإلنسان بالعجز والشلل يف مواجهة وتضيع الفرص دون املشكالت واألحداث، وبالتايل يكون اإلنسان غري منجز ويمر الوقت

كسب اإلنسان جرأة وشجاعة ويتيح له فرصة للتقويم بعد حتقيق أي انجازات، اختاذ القرار يعندما اختذ قراره الشجاع بمحاربة من امتنع عن أداء الزكاة tاخلطأ، كام فعل أبو بكر الصديق

بالصالة فاختذ القرار ما لديه من علم بأمهية أداء الزكاة واقرتاهناعىل وكان هذا القرار بناء عن تعلممتفتحة مرنة؛ أي أن يبتعد املعقلية املناسب يف الوقت املناسب، واختاذ القرار حيتاج إىل

ولد األفكار التي جتيل له احللول، إن اجلمود وأحادية الرأي ويتيح لعقله أن ينظر يف اآلفاق ويعة والتقويم الذي يساعد يف قبول القرار أو اختاذ القرار هو بداية الطريق الذي سيمر بعملية املتاب

r أيضا تطبيق اختاذ القرار يف غزوة أحد عندما اختذ الرسول . ويتجىل)٣(إجراء تعديالت عليه

.٢٨٨م، ص١٩٩٢، بريوت، الدار اجلامعية، أصول علم اإلدارة العامةعبد الغني بسيوين عبد اهللا، )١(

، بريوت، منشورات ية والوظيفة العامة واإلصالح اإلداريالعملية اإلدار -اإلدارة العامةطارق املجذوب، )٢( .٤٩٩م، ص ٢٠٠٣احللبي احلقوقية،

ن، زمـزم نـارشون ١، طمهارات الـتعلم والتفكـريخليل بن إبراهيم احلوجيي، حممد سلامن اخلزاعلة، )٣( ،عـام .١٧٣م، ص ٢٠١٢هـ/١٤٣٣وموزعون،

ية إسالمية الفصل الخامستصور مقترح لتطبيق التعليم للريادة وفق رؤية تربو

٢٢٨

اجلبل وطلب منهم أن حيسنوا التقدير وخيتاروا البديل الذي وضعه يف حال عىل بوضع رماة اقراراملسلمني إن تركوا املكان الذي عىل ن هناك خطورة انتهت املعركة بعدم ترك أماكنهم ألنه يعلم أ

وضعهم فيه. :)١(ية اختاذ القرار بعدة خطوات، هي كالتايل اسرتاتيجمتر

حتديد اهلدف بوضوح. )أ

بعدد كبري من اإلمكانيات، التي يستخلص منها القرار املناسب. تعلمأن يفكر امل )ب

اختاذه، أي قياس كل إمكانية وما أن يفكر يف اإلجيابيات والسلبيات للقرار الذي سيتم )ج مناسبتها أو غري مناسبتها.ى ينتج عنها ومد

تقويم كل ما سبق من مراحل، ومعرفة ما تم إضافته أو تغيريه ثم يتم اختاذ القرار، ويف )د حال عدم اختاذ القرار املناسب يمكن القيام بفحص جديد.

:)٢( ما ييل يات يتلخص يفسرتاتيجدور املريب يف حال استخدام هذه االوحتفيزهم للتعامل مع املعلومات واملعارف واملشكالت التي تواجههم، تعلمنيدعم امل -١

وتقييم أفكارهم ومسامهاهتم.

التفكري يف جتارهبم.عىل تعلمنيتشجيع امل -٢

ومراجعة الفروض واالستنتاجات. تعلمنيرصد تقدم امل -٣

ألفكار أو العمل بصورة تعاونية.ومساعدهتم لتبادل ا تعلمنيتوفري جو من الثقة بني امل -٤

.١٧٣سابق، صالرجع امل )١(

اإللكرتونيـة، اسرتاتيجية التعلم القائم عىل االستقصاء يف بيئـات الـتعلمين املحمدي، مروة حممد مجال الد )٢( م.٢٠١٤)، ١٤جملة التعليم اإللكرتوين، العدد(

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٢٩

عـــادر واملراجـــاملصقائمة

القرآن الكريم. -١ بـريوت، ،إرشاد العقل السليم إىل مزايا القـرآن الكـريمالسعود حممد بن حممد العامدي، وأب -٢

.دار إحياء الرتاث العريب

، بـريوت، دار ٢، طصحيح مسلم برشح النوويري النووي، أبو زكريا حييى بن رشف بن م -٣ .هـ١٣٩٢إحياء الرتاث العريب،

.١، د(ت)، د(ط)، جعيون األخبارأبو حممد عبد اهللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري، -٤، حتقيق: حممد عبد ، سنن البيهقي الكربىأمحد بن احلسني بن عيل بن موسى أبو بكر البيهقي -٥

.االقادر عط .، مرص، مؤسسة قرطبةمسند اإلمام أمحد بن حنبلأمحد بن حنبل أبو عبد اهللا الشيباين، -٦ .هـ١٤٠١، بريوت، دار الفكر، ، تفسري القرآن العظيمإسامعيل بن عمر بن كثري -٧

، حتقيق صـالح حممـد اخليمـي، ونـذير تعليم املتعلم طريق التعلمبرهان الدين الزرنوجي، -٨ .م١٩٨٥مشق، دار ابن كثري، محدان، د

، د(ط)، حتقيق: حممد حميـي سنن أيب داودسليامن بن األشعث أبو داود السجستاين األزدي، -٩ .الدين عبد احلميد دار الفكر، د(ت)

.م١٩٨٧هـ/ ١٤٠٧، بريوت، دار الرشوق، ١، مج يف ظالل القرآنسيد قطب، -١٠

، حتقيـق: ابـن كريم الرمحن يف تفسـري كـالم املنـانتيسري العبد الرمحن بن نارص السعدي، -١١ .م٢٠٠٠هـ/١٤٢١عثيمني، بريوت مؤسسة الرسالة،

، حتقيق: فواز أمحـد زمـريل ، خالـد سنن الدارميعبداهللا بن عبد الرمحن أبو حممد الدارمي، -١٢ .هـ١٤٠٧، بريوت، دار الكتاب العريب، ١السبع العلمي،ط

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٠

، حتقيق: ١٤ط ،زاد املعاد يف هدي خري العبادعي أبو عبد اهللا، حممد بن أيب بكر أيوب الزر -١٣ ١٩٨٦هـ/ ١٤٠٧عبد القادر األرناؤوط، بريوت، مؤسسة الرسالة، -شعيب األرناؤوط

.٣م، ج، ٣، حتقيق: حممد فؤاد عبـدالباقي، طاألدب املفردحممد بن إسامعيل أبو عبد اهللا البخاري، -١٤

.م١٩٩٨هـ/١٤٠٩ية، بريوت، دار البشائر اإلسالم

، حتقيـق: ٣، طاجلامع الصـحيح املخترصـحممد بن إسامعيل أبو عبداهللا البخاري اجلعفي، -١٥ .م ١٩٨٧هـ/ ١٤٠٧مصطفى ديب البغا، بريوت، دار ابن كثري،

، حتقيـق: املسـتدرك عـىل الصـحيحنيحممد بن عبد اهللا أبو عبد اهللا احلـاكم النيسـابوري، -١٦ .م١٩٩٠هـ/ ١٤١١، بريوت، دار الكتب العلمية، ١عطا، ط مصطفى عبد الباقي

حممد بن عيل بن حممد الشوكاين، فتح القدير اجلامع بني فنـي الروايـة والدرايـة مـن علـم -١٧ ).التفسري، بريوت، دار الفكر، د(ت

، حتقيق: أمحد اجلامع الصحيح سنن الرتمذيحممد بن عيسى أبو عيسى الرتمذي السلمي، -١٨ .شاكر وآخرون، بريوت، دار إحياء الرتاث العريبحممد

، حققه: حممد فؤاد عبد الباقي، بريوت، ، سنن ابن ماجةحممد بن يزيد أبو عبد اهللا القزويني -١٩ دار الفكر.

دار ، بريوت،٢، طرشح سنن أيب داود ،حممد شمس احلق العظيم آبادي، عون املعبود -٢٠ .١٣م، ج١٩٩٥الكتب العلمية،

د(ط)، حتقيـق: حممـد صحيح مسلم، مسلم بن احلجاج أبو احلسني القشريي النيسابوري، -٢١ م.١٩٨٦، ص٤فؤاد عبد الباقي، بريوت، دار إحياء الرتاث العريب، ج

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣١

.م١٩٩٢، دار العلم للماليني، بريوت، ٧، طالرائدجربان مسعود، -٢٢، الريـاض، مكتبـة ١، طمعجم املصطلحات االقتصادية واإلسالميةة، عيل بن حممد اجلمع -٢٣

.م٢٠٠٠هـ/ ١٤٢١العبيكان،

.، بريوت، دار صادر١ط ،لسان العربحممد بن مكرم بن منظور، -٢٤

هـ .١٤١٤، دار الكتب العلمية، بريوت، لبنان، ١،طخمتار الصحاححممد الرازي، -٢٥

إبراهيم أمحد، دراسات يف الرتبية املقارنة ونظم التعلـيم مـن منظـور إداري، اإلسـكندرية، -٢٦ .م٢٠٠٠املعارف احلديثة،

ن، مجعيـة عـامل املطـابع التعاونيـة، ١، طأسـس الرتبيـةإبراهيم نارص، -٢٧ هــ/ ١٤٠٨، عـام .م١٩٨٨

.م١٩٧١، القاهرة، عامل الكتب، ، التعلمإبراهيم وجيه حممود -٢٨هــ/ ١٤٢٣، الرياض، دار إشـبيليا للنرشـ والتوزيـع، ١، طالرتبية اإلسالميةأمحد احلمد، -٢٩

.م٢٠٠٢

، القـاهرة، طرق وأساليب واسرتاتيجيات حديثة يف تدريس العلومأمحد النجدي وآخرون، -٣٠ .م٢٠٠٣دار الفكر العريب،

ن، دار الفرقان للنرش ١، طتقاءفلسفة الرتبية يف اإلسالم انتامء وارأمحد رجب األسمر، -٣١ ، عام .م١٩٩٧هـ/١٤١٧والتوزيع،

، مركز األمري سلامن ١، طريادة األعاملأمحد عبد الرمحن الشميمريي، وفاء نارص املبرييك، -٣٢ م .٢٠١٠هـ / ١٤٣١لريادة األعامل، الرياض،

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٢

هــ/ ١٤٢٣زي، ، القـاهرة، دار ابـن اجلـو١، طالرتبية عىل مـنهج أهـل السـنةأمحد فريد، -٣٣ .م٢٠١١

، ١، طالرتبية اإلسالمية من املفهـوم إىل التطبيـقأمحد كامل الرشيدي، فاطمة محد الرديني، -٣٤ م.٢٠٠٥هـ/١٤٢٦الرياض، مكتبة الرشد،

، دار الكتـاب اللبنـاين، بـريوت، ٢، طعـىل مائـدة القـرآن، ديـن ودولـةأمحد حممد مجـال، -٣٥ هـ .١٣٩٣

، ترمجة عبد الوارث سـعيد، لمة املعرفة: املبادئ العامة وخطة العملأسإسامعيل الفاروقي، -٣٦ .م١٩٨٤الكويت، دار البحوث العلمية للنرش والتوزيع،

، ٢، ترمجة لبنى الريدي، القاهرة، اهليئة املرصية العامة للكتاب، جحتول السلطةألفني توفلر، -٣٧ .م١٩٩٦

،االجتامعي واألمن االقتصادي االستقرار يقلتحق مدخل الريادي التعليم عيد، عادل أيمن -٣٨ م٢٠١٤ األعامل، ريادة ومراكز جلمعيات الدويل السعودي املؤمتر

.م٢٠٠٦، املشاريع الصغرية والريادةبالل خلف السكارنة، -٣٩

أثر تطبيق تكنولوجيا املعلومات يف حتقيق ريادة املـنظامت بونوة شعيب، وخلوط عواطف، -٤٠علوم االقتصـادية والعلـوم التجاريـة، جامعـة أيب بكـر بلقايـد تلمسـان، ، كلية الاحلديثة .د(ت)

العـامل بلـدان يف التعلـيم ونظـم املقارنة الرتبية خاطر، ابراهيم حممد ضحاوي، حممد بيومي -٤١ م،٢٠١٥ العريب، الفكر دار القاهرة، ،١ط ،املتقدم

القـاهرة، مكتبـة النهضـة املرصـية، ، الرتبية املقارنة ونظـم التعلـيم ،بيومي حممد ضحاوي -٤٢ .م١٩٩٨

ن، دار املسـرية ٦، ططرائق التدريس العامـةتوفيق أمحد مرعي، وحممد حممود احليلة، -٤٣ ، عـام .م٢٠١٣هـ/ ١٤٣٤للنرش والتوزيع والطباعة،

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٣

، اجتاهات جديدة للتعليم والتعلم عـىل أسـاس مشـاركة الطلبـة يف التعلـيمجوزيف كاتز، -٤٤ .م١٩٨٧عبد الفتاح، ويوسف عليان، األردن، مركز الكتاب األردين، ترمجة حسني

، املدينة املنـورة، مكتبـة دار ١، طالرتبية اإلبداعية يف املنهج اإلسالميخالد حامد احلازمي، -٤٥ .م٢٠٠٥هـ/١٤٢٦الزمان للنرش والتوزيع،

ن، ١، طلتفكـريمهارات الـتعلم واخليل بن إبراهيم احلوجيي، حممد سلامن اخلزاعلة، -٤٦ ،عـام .م٢٠١٢هـ/١٤٣٣زمزم نارشون وموزعون،

، مكـة منهجية التفكري العلمي يف القرآن الكريم وتطبيقاهتا الرتبويةخليل عبد اهللا احلدري، -٤٧ .م٢٠٠٥هـ/١٤٢٥، دار عامل الفوائد للنرش والتوزيع، ١ط املكرمة،

، دار أسـامة للنرشـ وأسـاليبه البحث العلمي ومفهومـه وأدواتـهذوقان عبيدات وآخرون، -٤٨ .هـ١٤١٩والتوزيع، الرياض،

، الرياض، دار الرشـيد للنرشـ مفهوم املساواة يف اإلسالم دراسة مقارنةرشاد حسن خليل، -٤٩ .هـ ١٣٩٣والتوزيع،

، القـاهرة، مكتبـة ١، طنظرات يف أزمة التعليم املعارص وحلوهلا اإلسالميةزغلول النجار، -٥٠ .م٢٠٠٦ هـ /١٤٢٧وهبة،

، سلسلة تربية األبناء واآلباء يف اإلسالم، القاهرة، الرتبية األخالقيةسعيد إسامعيل القايض، -٥١ .م٢٠١٣عامل الكتب،

عـامل .، سلسلة تربيـة األبنـاء واآلبـاء يف اإلسـالمالرتبية العقائديةسعيد إسامعيل القايض، -٥٢ م.٢٠١٣الكتب،

ــيل، -٥٣ ــامعيل ع ــعيد إس ــور احلضــاس ــةالتط ــد، ١، طري للرتبي ــة الرش ــاض، مكتب ، الري .م٢٠٠٦هـ/١٤٢٧

، الرياض، دار الزهراء للنرشـ والتوزيـع، ١، طالرتبية وقضايا العرصسالمة صابر العطار، -٥٤ .م٢٠٠٩هـ/ ١٤٣٠

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٤

، التطبيق الرتبوي للعالقـات اإلنسـانية يف املجـال املـدريسسليامن بن عبد الرمحن احلقيل، -٥٥ .م١٩٩٦/ هـ١٤١٧، الرياض، ٣ط

، دراسات يف حب االستطالع واإلبـداع واخليـالشاكر عبد احلميد، وعبد اللطيف خليفة، -٥٦ .م٢٠٠٠القاهرة، منشورات دار غريب،

ن، ١، طاألساليب الرتبوية والوسائل التعليمية يف القرآن الكريمشاهر ذيب أبو رشيخ، -٥٧ ، عام .م٢٠٠٥هـ/ ١٤٢٥دار جرير للنرش والتوزيع،

، ٤، طأصـول الرتبيـة العامـة واإلسـالميةصالح سامل باقارش، عبد اهللا حممـود السـبحي، -٥٨ .م٢٠٠٦هـ/١٤٢٧حائل، دار األندلس للنرش والتوزيع،

صالح الدين حسن السييس، اسرتاتيجيات وآليات دعم وتنمية املرشوعات املتناهية الصغر -٥٩ .م٢٠٠٩والصغرية واملتوسطة، دار الفكر العريب،

العملية اإلدارية والوظيفة العامـة واإلصـالح اإلداري، -طارق املجذوب، اإلدارة العامة -٦٠ .م٢٠٠٣بريوت، منشورات احللبي احلقوقية،

، الرياض، مكتبة ٢، طتدريس العلوم يف التعليم العامعامر الشهراين، سعيد حممد السعيد، -٦١ .م٢٠٠٤امللك فهد،

، اإلسـكندرية، دار يف التنميـة البديلـة: دراسـات وقضـايا، عبد الباسط حممد عبد املعطـي -٦٢ .م١٩٩٠املعرفة اجلامعية،

، بــريوت، املكتبـة العرصــية، الشـورى وأثرهــا يف الديمقراطيـةعبـد احلميـد األنصــاري، -٦٣ .م١٩٨٠

هـ١٤١٢ جدة، الرشوق، دار ،٦ط ،األبحاث كتابة يف املرشد وآخرون، صالح الرمحن عبد-٦٤

صياغة للمنطق وأصول « ضوابط املعرفة وأصول االستدالل واملناظرةن امليداين، عبد الرمح -٦٥ .هـ١٤٠١، دار العلم، دمشق، بريوت، ٢ط ،»البحث متمشية مع الفكر اإلسالمي

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٥

هــ/ ١٤٠٩دمشـق، دار الفكـر املعـارص، ١، طالرتبيـة باآليـاتعبد الرمحن النحالوي، -٦٦ .م١٩٨٩

، الريـاض، دار اخلرجيـي للنرشـ ٧، طنظام التعليم يف اململكة، عبد العزيز السنبل وآخرون -٦٧ .م٢٠٠٤هـ/ ١٤٢٥والتوزيع،

الرتبية والتعليم يف الوطن العريب عىل مشارف القرن احلـادي عبد العزيز بن عبد اهللا السنبل، -٦٨ .م٢٠٠٤هـ/ ١٤٢٥، الرياض، دار املريخ للنرش، والعرشين

.م١٩٩٢، بريوت، الدار اجلامعية، صول علم اإلدارة العامةأعبد الغني بسيوين عبد اهللا، -٦٩

، القـاهرة، دار ٣، طوالرتبية، مدخل لدراسة الرتبية املقارنـة األيديولوجياعبد الغني عبود، -٧٠ .م١٩٨٠الفكر العريب،

، دمشـق، ٣، طاملسلمون بني التحدي واملواجهة: حول الرتبيـة والتعلـيمعبد الكريم بكار، -٧١ .م٢٠١١هـ / ١٤٣٢لم، دار الق

، الريـاض، دار ١، ط قطار التقدم، مبادئ وأسـاليب للتغيـري الشخيصـعبد الكريم بكار، -٧٢ .م٢٠١٢هـ/ ١٤٣٣وجوه للنرش والتوزيع،

ار، -٧٣ هــ/ ١٤٣١، الرياض، دار وجوه للنرشـ والتوزيـع، ٢، طتكوين املفكرعبد الكريم بك .م٢٠١٠

ار، -٧٤ .م٢٠١١هـ/ ١٤٣٢، دمشق، دار القلم، ٣، طية والتعليمحول الرتبعبد الكريم بك

ن، دار الرشـوق للنرشـ والتوزيـع، ١، طفلسفة الرتبيةعبد الكريم عيل سعيد اليامين، -٧٥ ، عـام .م٢٠٠٤

ن، دار املسـرية للنرشـ ١، طنظم الرتبية والتعليم يف العاملعبد اللطيف بن حسني عبود، -٧٦ ، عام .٤٦٧، ص م٢٠٠٥ـ/ه١٤٢٦والتوزيع والطباعة،

، ١، طنظم الرتبية والتعليم يف الوطن العريب ما قبل وبعد العوملـةعبد اللطيف حسني فرج، -٧٧ن، دار احلامد للنرش والتوزيع، .م٢٠٠٨عام

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٦

، القـاهرة، عـامل الكتـب، ١، طفصـول يف تـاريخ الرتبيـةعبد املجيد عبد التـواب شـيحة، -٧٨ .م٢٠٠٤هـ/ ١٤٢٤

ن، دار الفكـر، ، طرق تعليم التفكري لألطفـالاليلة، وعفاف اللبابيديعبدالكريم اخل -٧٩ ، عـام .م١٩٩٠

: الثقافـة العربيـة دور الرتبية والثقافة يف بنـاء حضـارة إنسـانية جديـدة عبداهللا عبد الدائم، -٨٠ .م١٩٨٧اإلسالمية بني صدام الثقافات وتفاعلها، بريوت، دار الطليعة،

، حو فلسفة تربوية عربية، الفلسفة الرتبويـة ومسـتقبل الـوطن العـريبنعبداهللا عبد الدائم، -٨١ .م ٢٠٠٠، بريوت، ٢مركز دراسات الوحدة العربية، ط

.م١٩٩٨، بريوت، مؤسسة الرسالة، ٩، طعلم النفس الرتبويعبداملجيد نشوايت، -٨٢

ار األرقـم ، الكويـت، دالتصور اإلسالمي للكون واحلياة واإلنسـانعثامن مجعان ضمريية، -٨٣ .للنرش والتوزيع، د(ت)

، القـاهرة، ٢، دراسة يف املقارنة، طاالجتاهات الرتبوية املعارصةعرفات عبد العزيز سليامن، -٨٤ .م١٩٧٩مكتبة األنجلو املرصية،

، ليبيـا، الـدار العربيـة ٤، طتطور النظريات واألفكار الرتبويةعمر حممد التومي الشيباين، -٨٥ .م١٩٨٧للكتاب،

، كفر الشيخ، العلم واإليامن للنرش والتوزيع، ١، طاحلرية وتعليم املستقبلعواطف يونس، -٨٦ .م٢٠٠٩

بريوت، ،١، طمن التعليم إىل العمل تدريب وتوظيف الشبابعيسى بن حسن األنصاري، -٨٧ .م٢٠٠٨ املؤسسة العربية للدراسات والنرش،

ودورها يف املجتمعات وموقـف املسـلم ، ةاملذاهب الفكرية املعارصغالب بن عيل عواجي، -٨٨ .م٢٠١٠هـ/١٤٣١، جدة، الدار العرصية للطباعة والنرش والتوزيع، منها

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٧

، القـاهرة، مكتبـة األنجلـو املرصـية، علم الـنفس الرتبـويحطب، آمال صادق، فؤاد أبو -٨٩ .م١٩٧٧

، ٣، طإلسـالمعلم النفس الرتبـوي يف ضـوء افادية كامل محام، وعيل أمحد سيد مصطفى، -٩٠ .م٢٠٠٦هـ/ ١٤٢٧الرياض، دار الزهراء للنرش والتوزيع،

، دار احلامد للنرش الريادة وإدارة األعامل الصغريةفايز مجعة النجار، عبد الستار حممد العيل، -٩١ن، .م٢٠١٠هـ/١٤٣١والتوزيع، عام

ن٦، مفـاهيم وتطبيقـات، طتعلـيم التفكـريفتحي عبد الرمحن جروان، -٩٢ ، دار الفكـر، ، عـام .م٢٠١٣هـ/ ١٤٣٤

، القـاهرة، ٣، طأساسيات تعليم اللغة العربية والرتبية الدينيـةفتحي عيل يونس وآخرون، -٩٣ .م١٩٩٨دار الثقافة للنرش والتوزيع،

، ١فتحية عمر رفاعي احللواين، دراسة ناقدة ألساليب الرتبية املعارصة يف ضوء اإلسالم، ط -٩٤ .م١٩٨٣هـ/١٤٠٣

ــة اإلســالميةد عرســان الكســالين، ماجــ -٩٥ ــان،فلســفة الرتبي ١ط ، بــريوت، مؤسســة الري .م١٩٩٨هـ/١٤١٩

، املدينة املنورة، مكتبـة دار الـرتاث، ٢، طأهداف الرتبية اإلسالميةماجد عرسان الكيالين، -٩٦ .م١٩٨٨هـ/ ١٤٠٨

بـن كثـري، بـريوت، ، دار اتطور مفهوم النظرية الرتبوية اإلسـالميةماجد عرسان الكيالين، -٩٧ .(د.ت)

ن، دار املنـاهج للنرشـ ١، طأسـس الرتبيـة احلديثـة ونظـم التعلـيمحمسن عيل عطية، -٩٨ ، عـام .م٢٠١٠هـ/ ١٤٣٠والتوزيع،

، بـريوت، املؤسسـة العربيـة ١، طالقرآن ومشكالت حياتنا املعارصةحممد أمحد خلف اهللا، -٩٩ م.١٩٨٢للدراسات والنرش،

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٨

/ ١٤٠١، بــريوت، دار التعــارف للمطبوعــات، ١٤، طاقتصــادنادر، حممــد بــاقر الصــ -١٠٠ .م١٩٨١

امللـك جامعـة –، عامدة شؤون املكتبات النظم االقتصادية املعارصةحممد حامد عبد اهللا، -١٠١ م.١٩٨٧/ هـ١٤٠٧، الرياض، سعود

ن، مؤسسة الفرسان للنرش والتوزيـ١، ط، مقومات التكليفحممد راتب النابليس -١٠٢ ع، ، عام .م ٢٠١٣هـ/١٤٣٤

الرتبيـة اإلسـالمية والتنميـة أصول الرتبيـة اإلسـالمية،حممد شحات اخلطيب وآخرون، -١٠٣هـ/ ١٤١٥، الرياض، دار اخلرجيي للنرش والتوزيع، ١، طالشاملة للمجتمعات اإلسالمية

.م ١٩٩٥الثقافـة ، القـاهرة، دارأساسـيات املـنهج وتنظيامتـهحممد عزت عبد املوجود وآخـرون، -١٠٤

.م١٩٧٧للطباعة والنرش،

ن، مؤسسة محادة للدراسات ١، طقضايا معارصة يف أصول الرتبيةحممد عيل القضاة، -١٠٥ ، عام .م٢٠١١اجلامعية والنرش والتوزيع، دار اليازودي،

، ترمجة: حممـود أمحـد الرؤية اإلسالمية للتنمية يف ضوء مقاصد الرشيعةحممد عمر شابرا، -١٠٦ملعهـد العـاملي للفكـر اإلسـالمي، بـريوت، مكتبـة التوزيـع يف العـامل العــريب، مهـدي، ا

.م ٢٠١١هـ / ١٤٣٢

.١هـ، ج١٤٠٧، الصدف ببلرشز، كراتيش، قواعد الفقهحممد عميم اإلحسان الربكتي، -١٠٧

م، ١٩٩٣هـ / ١٤١٤، دار الرشوق، القاهرة، ١٤، طمنهج الرتبية اإلسالميةحممد قطب، -١٠٨ .١ج

.م ١٩٨٨، مؤسسة املدينة للصحافة، ٢ط ،واقعنا املعارصمد قطب، حم -١٠٩

.م١٩٩٤، القاهرة، عامل الكتب، ، تاريخ الرتبية يف الرشق والغربحممد منري مريس -١١٠ .هـ١٤١٣ مرص، األمانة، مطبعة ،والسنة الكتاب من االستنباط سبل سعد، حممود-١١١

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٣٩

: هــ ١٤٠٧ ، القـاهرة، دار الـرشوق، ١٤ ، ط اإلسـالم عقيـدة ورشيعـة حممود شـلتوت، - ١١٢

. م ١٩٨٧

، جــدة، كنــوز املعرفــة، ٢ ، ط مــذاهب فكريــة معــارصة حممــود حممــد مزروعــة، - ١١٣

. م ٢٠٠٦ / هـ ١٤٢٧

، بـريوت، دار الكتـاب اللبنـاين، ٢ ، ط م ومـشكالت العـرص اإلسـال مصطفى الرافعـي، - ١١٤

. م ١٩٨١

، عـامن، دار جمـدالوي ١ ، ط دور الرتبية يف مـستقبل الـوطن العـريب مفيدة حممد إبراهيم، - ١١٥

. م ٢٠٠٣ / هـ ١٤٢٤ للنرش والتوزيع،

، الريــاض، دار عــامل الكتــب، ٣ ، ط أهــداف الرتبيــة اإلســالمية وغايتهــا مقــداد يــاجلن، - ١١٦

. م ٢٠٠٣ / هـ ١٤٢٤

بـريوت، دار الرحيـاين للطباعـة ١ ، ط جوانب الرتبية اإلسـالمية األساسـية مقداد ياجلن، - ١١٧

. م ١٩٨٦ / هـ ١٤٠٦ والنرش،

ــب - ١١٨ ــورس دوب، تعري ــد، : م ــاس حام ــاملية رؤوف عب ــور الرأس ــات يف تط ، ١ ، ط دراس

. اإلسكندرية، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنرش

، ١ ، ط ) نظـرات يف الفقـه املستـرشف للمـستقبل ( الفقه االرتيدي بري، هاين بن عبد اهللا اجل - ١١٩

. م ٢٠١٤ / هـ ١٤٣٥ الرياض، مركز نامء للبحوث واالستشارات،

، القاهرة، مكتبة األنجلو ٢ ، ط املدخل يف الرتبية املقارنة وهيب سمعان، حممد منري مريس، - ١٢٠

. م ١٩٧٤ املرصية،

عامن، دار اليازوري العلمية للنرش التعليم والتعلم، األساليب احلديثة يف حيي حممد نبهان، - ١٢١

. م ٢٠١٢ والتوزيع،

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٤٠

أمحد النجار، املقومات اإلسالمية االقتصادية ملواجهـة التحـديات األيدولوجيـة، بحـث - ١٢٢

اإلسـالمي من قضايا الفكـر « مقدم للقاء الثاين للندوة العاملية للشباب اإلسالمي بعنوان

. هـ ١٤٠٤ ، الرياض، » املعارص

سنية حممد عبد الرمحن الشافعي، رؤية مقرتحة لتنمية مهـارات املتلقـي األمثـل للرسـالة - ١٢٣

املـؤمتر اإلعالمية اجلامهريية باسـتخدام وسـائل اإلعـالم املدرسـية، التعلـيم واإلعـالم،

اك مع كلية الرتبية جامعـة عـني العلمي السنوي الرابع عرش لرابطة الرتبية احلديثة باالشرت

. م ١٩٩٤ ، شمس

عبد الفتاح حجاج، رؤية مستقبلية إلعداد املعلم العريب يف ضوء حتديات القـرن احلـادي - ١٢٤

، كليـة الرتبيـة، جامعـة اإلمـارات العربيـة مؤمتر تربية الغد يف العـامل العـريب والعرشين،

. م ١٩٩٥ املتحدة، املجلد األول،

املحتــوى اإلنــساين - فلــسفة الرتبيــة يف القــرن احلــادي والعــرشين حممـد جــواد رضــا، - ١٢٥

نحو رؤية مستقبلية يف الوطن العـريب واحلضاري واالجتامعي للتعليم يف البلدان العربية،

. م ١٩٩٨- ٦- ٣ ، اجتامع خرباء، مسقط، دراسات مرجعية

ص الفكـر خـصائ ( ، نـدوة بعنـوان ٣ حممد عمر زبري، أمحد النجار، املهدي بـن عبـود، ط - ١٢٦

ويف معركـة التنميـة واأليدولوجيـة اإلسالمي االقتصادي ودورهـا يف املعركـة الفكريـة

مـن قـضايا الفكـر ( اللقاء الثاين للندوة العاملية للـشباب اإلسـالمي بعنـوان االقتصادية،

، ) هــ ١٣٩٣ ذي احلجـة عـام ٣ - ذي القعـدة ٢٣ ( ، يف الفـرتة مـن ) اإلسالمي املعـارص

. م ١٩٨٤ / هـ ١٤٠٤

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٤١

، ١ جملـة مـستقبل الرتبيـة العربيـة، العـدد ، تباع بني اإلبداع واال أمحد املهدي عبد احلليم، - ١٢٧

. م ١٩٩٥ مركز ابن خلدون للدراسات اإلنامئية بالتعاون مع جامعة حلوان، القاهرة،

ــة ت ال حــسن بــن إبــراهيم اهلنــداوي، - ١٢٨ ة، ، قطــر كتــاب األمــ ١ ، ط علــيم وإشــكالية التنمي

. م ٢٠٠٤ / هـ ١٤٢٤ ، وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية، ) ٩٨ ( العدد

جملـة مـستقبليات، ، » إصـالح التعلـيم الثـانوي يف املغـرب حتـديات وآمـال « حياة دين، - ١٢٩

. م ٢٠٠٤ ه مطبوعات اليونسكو، القاهرة، يوني ، مركز ) ١٣٠ ( العدد

األعامل الرياديات يف صاحبات فؤاد نجيب الشيخ، حيي ملحم، وجدان حممد العكاليك، - ١٣٠

ــة يف إدارة األعــامل، جملــد ســامت وخــصائص : األردن ، ) ٤ ( ، عــدد ) ٥ ( ، املجلــة األردني

. م ٢٠٠٩

، السنة ٢٢ رسالة اخلليج العريب، العدد الرتبية اإلسالمية والتنمية، عيل خليل أبو العينني، - ١٣١

. هـ ١٤٠٧ السابعة،

امت االبتكاريـة املـصاحبة للتفكـري متعـدد التفكري الذايت والس جمدي عبد الكريم حبيب، - ١٣٢

، القـاهرة، منـشورات اهليئـة املـرصية للكتـاب، األبعاد لـدى طـالب املرحلـة اجلامعيـة

. م ١٩٩٧ ، ) ٤١- ٤٠ ( العدد

الكتــب عــامل إربــد، ، ١ ط ، الريــادي والتعلــيم الرياديــة الرتبيــة مبــارك، عــوض جمــدي - ١٣٣

م ٢٠١١ / هـ ١٤٣٢ احلديث،

. م ٢٠١٤ ، مايو ) ٢٢٩ ( ، العدد يم الثانوي يتحول للنظام الفصيل التعل جملة املعرفة، - ١٣٤

نجـازات وتطلعـات إ تطـوير التعلـيم العـام يف اململكـة العربيـة الـسعودية جملة املعرفة، - ١٣٥

. م ٢٠١٣ يناير / هـ ١٤٣٤ ، صفر ) ٢١٤ ( ، العدد وحتديات

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٤٢

ت غـري قابلـة العرب يف القرن احلادي والعرشين، تربية ماضوية وحتديا حممد جواد رضا، - ١٣٦

مركـز دراسـات الوحـدة العربيـة، ، بـريوت، ٢٣٠ جملة املستقبل العـريب، العـدد للتنبؤ،

. م ١٩٩٨

اسرتاتيجية الـتعلم القـائم عـىل االستقـصاء يف بيئـات مروة حممد مجال الدين املحمدي، - ١٣٧

. م ٢٠١٤ ، ) ١٤ ( جملة التعليم اإللكرتوين، العدد اإللكرتونية، التعلم

قياس خصائص الريادة لدى طلبة الدراسات العليا يف نارص، غسا العمري، حممد جودت - ١٣٨

، جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية، إدارة األعامل وأثرها يف األعامل الريادية

. م ٢٠١١ ، العدد الرابع، ٢٧ املجلد

جامعـة عـني ، جملـة كليـة الرتبيـة، نظرية مقرتحة يف تعليم الرياضيات نظلة حسن خرض، - ١٣٩

. م ١٩٧٩ ، ) ٢٥ ( شمس، العدد

تصور مقرتح لتنمية املهارات احلياتية لدى طالب أفت بن حممد عيل بن عبد اهللا اجلديبي، ر - ١٤٠

رسـالة رؤية تربويـة إسـالمية، . املرحلة الثانوية يف ضوء التحديات واالجتاهات املعارصة

. هـ ١٤٣١ ، قسم الرتبية اإلسالمية واملقارنة الرتبية، ، جامعة أم القرى، كلية ه دكتورا

دور املدرسة الثانوية يف إعداد طالب املستقبل يف ظل عايش بن عطية عبد املعطي البرشي، - ١٤١

، جامعـة أم القـرى، كليـة الرتبيـة، قـسم الرتبيـة ، رسـالة دكتـوراه التحديات املعـارصة

. م ٢٠٠٧ / هـ ١٤٢٧ اإلسالمية واملقارنة،

، تفعيـل سياسـة التعلـيم يف اململكـة العربيـة الـسعودية ملواكبـة يل عبـده عـيل األملعـي ع - ١٤٢

، جامعة أم القرى، كلية الرتبية، قـسم الرتبيـة ه رسالة دكتورا االجتاهات العاملية املعارصة،

. م ٢٠٠٨ / هـ ١٤٢٨ اإلسالمية واملقارنة،

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٤٣

رسـالة ح مدرسـة املـستقبل، تطوير املدرسة الثانوية يف ضوء مالم مازن بن صالح نصري، - ١٤٣

ماجستري غري منشور، جامعة أم القرى، كلية الرتبية، قـسم الرتبيـة اإلسـالمية واملقارنـة،

. م ٢٠٠٩ / هـ ١٤٣٠

رؤية مستقبلية لتطوير بنية نظام التعليم الثانوي للبنـني مصلح بن سعيد مبارك القحطاين، - ١٤٤

، جامعـة أم القـرى، ه ، رسـالة دكتـورا ية باململكة العربية السعودية يف ضوء اخلربات العامل

. م ٢٠٠٦ / هـ ١٤٢٦ قسم الرتبية اإلسالمية واملقارنة، كلية الرتبية،

) األردن، تونس، سلطنة عـامن، مـرص ( أبو بكر بدوي، دراسات حالة عن الدول العربية - ١٤٥

مـرشوع مـشرتك بـني ول العربيـة، والتقرير اإلقليمي والتوليفي، التعليم للريـادة يف الـد

الربيطانيـة، منظمـة األمـم املتحـدة للرتبيـة والعلـم )Stratreal ( اليونسكو ومؤسـسة

. والثقافة

األردن، تــونس، ســلطنة عــامن، ( أمحــد الغــساين، دراســات حالــة عــن الــدول العربيــة - ١٤٦

رشوع مشرتك بني م والتقرير اإلقليمي والتوليفي، التعليم للريادة يف الدول العربية، ) مرص

الربيطانيـة، منظمـة األمـم املتحـدة للرتبيـة والعلـم )Stratreal ( اليونسكو ومؤسـسة

. والثقافة

إعـداد الـشباب العـريب لـسوق . إنجاز العرب، املنظمة العربية للرتبية والثقافـة والعلـوم - ١٤٧

. يم العريب يف قطاع التعل ٢١ العمل، اسرتاتيجية إلدراج ريادة األعامل ومهارات القرن ال

، توسيع الفرص املتاحة للشباب وبناء قدراتـه، برنـامج يس . البنك الدويل، واشنطن دي - ١٤٨

). ت ( ، القاهرة، الدار الدولية لالستثامرات الثقافية،د عمل جديد للتعليم الثانوي

يف ندوة املعامل األساسية للمؤسسات املدرسية جربائيل بشارة، املعلم يف مدرسة املستقبل، - ١٤٩

. م ٢٠٠٠ ، املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم، الدوحة، القرن احلادي والعرشين

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٤٤

وثيقة سياسة التعليم يف اململكة العـريب الـسعودية، البـاب اللجنة العليا لسياسة التعليم، - ١٥٠

. ) ١٠٧- ٩٤ ( الثالث، الفصل اخلامس، املواد من

األردن، تــونس، ســلطنة عــامن، ( ربيــة حممــد اجلمنــي، دراســات حالــة عــن الــدول الع - ١٥١

مرشوع مشرتك بني والتقرير اإلقليمي والتوليفي، التعليم للريادة يف الدول العربية، ) مرص

الربيطانيـة، منظمـة األمـم املتحـدة للرتبيـة والعلـم )Stratreal ( اليونسكو ومؤسـسة

. م ٢٠١٠ نيسان / بريل أ والثقافة،

، بحوث النـدوة الفكريـة نمية البرشية يف الوطن العريب مركز دراسات الوحدة العربية، الت - ١٥٢

التي نظمتها األمانة العامة بجامعة الدول العربية واللجنة االقتصادية واالجتامعية لغرب

. م ١٩٩٥ وبرنامج األمم املتحدة اإلنامئي، بريوت، ) األسكوا ( آسيا

ات لتعزيز الريادة بني ، نحو سياس ) ماس ( معهد أبحاث السياسات االقتصادية الفلسطيني - ١٥٣

. م ٢٠٠٧ الشباب يف الضفة الغربية وقطاع غزة، القدس ورام اهللا،

، وثيقة استرشاف مـستقبل العمـل الرتبـوي يف الـدول مكتب الرتبية العريب لدول اخلليج - ١٥٤

. م ٢٠٠٠ األعضاء بمكتب الرتبية العريب لدول اخلليج، الرياض،

األردن، تــونس، ســلطنة عــامن، ( لــدول العربيــة منـذر املــرصي، دراســات حالــة عــن ا - ١٥٥

مرشوع مشرتك بني والتقرير اإلقليمي والتوليفي، التعليم للريادة يف الدول العربية، ) مرص

الربيطانيـة، منظمـة األمـم املتحـدة للرتبيـة والعلـم )Stratreal ( اليونسكو ومؤسـسة

. م ٢٠١٠ نيسان / أبريل ، والثقافة

، نحـو ثقافـة للريـادة يف القـرن الواحـد رتبيـة والعلـم والثقافـة منظمة األمـم املتحـدة لل - ١٥٦

والعرشين، مكتب اليونسكو اإلقليمي للرتبية يف الدول العربية، بريوت، الطبعة العربيـة،

. م ٢٠١٠

، التقريـر اخلتـامي، املـؤمتر األول لـوزراء الرتبيـة املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم - ١٥٧

. ) م ١٩٩٨ ديسمرب ٦ - ٥ ( العرب، طرابلس، والتعليم واملعارف

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٤٥

، التقريـر اخلتـامي، املـؤمتر األول لـوزراء الرتبيـة املنظمة العربية للرتبية والثقافة والعلوم - ١٥٨

. ) م ٢٠٠٠ يوليه ٣٠- ٢٩ ( والتعليم واملعارف العرب، دمشق،

حاضـنة ، ، تكييف وتطوير بناء القدرات وخـدمات تطـوير األعـامل مؤسسة نور احلسني - ١٥٩

. م ٢٠٠٨ برنامج تنمية املجتمعات املحلية، العقبة لألعامل الصغرى،

، كيف تؤسس مرشوعك اخلاص، حاضنة العقبة لألعامل الـصغرى، مؤسسة نور احلسني - ١٦٠

. م ٢٠٠٨ برنامج تنمية املجتمعات املحلية،

161- Elert, N. , Andersson, F. W. , & Wennberg, K. (2015,March). The

impact of entrepreneurship education in high school onlong-term entrepreneurial performance. Journal of Economic Behavior & Organzation, 111, 209-223

162- Korhonen, M., Komulainen, K., & Raty, H. (2012)."Not everyone is cut out to be the entrepreneur type": How finish school teachers construct the meaning of entrepreneurship education and the related abilities of the pupils. Scandinavian journal of educational, 56(1), 1-19

163- Doucet, L.(2012). Post-evaluation of on entrepreneurship program for

inner-city youth. Pepperdine university, CA,united states. 164- Doucet,L. & Hiatt-Michael,D.B. (2011,April 8-12). Outcomes of high

school Entrepreneurship Curriculum. Paper Presented at the

American Educational research association, New Orleans, USA. 165- Mahadea, D. , Ramroop, S. , & Zewotir, T. (2011). Assessing

entrepreneurship perceptions of high school learners in pietermaritzburg, Kwazulu-Natal. Journal of Economic and Management. Sciences, 14, 66-78

166- Sakalli, B. (2011). An investigation on the role of team work to improve current entrepreneurship module used in vocational and technical high

قائمة المصــــــــــادر والمراجــــــــع

٢٤٦

schools basedon aconstructivist approach within the north Cyprus

context, Middlesex university, London, united kingdom.

، )Enseignement et formation, BlogArchive ( موقـع التعلـيم يف النـرويج، - ١٦٧

. ) ٦:٣٥ ( الساعة ) هـ ١٤٣٦ / ٣ / ٢٥ ( بتاريخ

هــ، ١٤٣٥ - ٣ - ١٥ بتاريخ ، )http://library.islamweb.net ( موقع املكتبة اإلسالمية، - ١٦٨

. ) ٩:٤٤ ( الساعة

: ريةـ موقع املنتدى العريب إلدارة املوارد البش - ١٦٩

١٧٠ - ) http://www.hrdiscussion.com/hr39838.html ( هـ ١٤٣٦ / ٣ / ١٦ ، بتاريخ .

: موقع سلطنة عامن - ١٧١

) Embassy of Oman- cultural Division-Washington,DC ( ــاريخ بت

. ) م ١١ ( الساعة ) هـ ١٤٣٦ / ٣ / ٢٨ (

ــب - ١٧٢ ــالم وي ــاالت إس ــع مق ــاريخ ) http://articles.islamweb.net ( موق / ٣ / ١١ : بت

) م ٦:٥٨ ( هـ، الساعة ١٤٣٤

. موقع وزارة الرتبية والتعليم يف اململكة األردنية اهلاشمية - ١٧٣

١٧٤ - ) http://www.moqatel.com/ ( م ٧:٣٩ هـ، الساعة ١٤٣٥ - ٣ - ١٦ ، بتاريخ .

١٧٥ - ) https://uqu.edu.sa( بتاريخ ، ) م ٨:٢٢ ( ، الساعة ) هـ ١٤٣٥- ٣- ١٠ ( .

١٧٦ - ) www1.umn.edu/humanrts/Arabic/CESCR113(

. ) م ٧ ( الساعة ) هـ ١٤٣٦ / ٣ / ٢٥ ( بتاريخ

١٧٧ - http://freeeconomicresearch.wordpress.com

. ) م ٧ ( الساعة ) هـ ١٤٣٤ / ١٢ / ٤ ( بتاريخ

١٧٨ - ) http://www.al-khalas.org( هـ، الساعة ١٤٣٥- ٣- ١٥ ، بتاريخ ) م ٨:٤٤ ( .

Abstract

Title of Study: An Evaluation Study for a project of Education for Leadership from an Islamic Educational Perspective.

The study aimed at analyzing philosophical foundations of the concept of leadership in western thought, and at identifying the project of Education for Leadership (for projects) in secondary education as developed by the united nations educational, scientific and cultural organization (UNESCO), and also recognize the point of view of Islamic education in the project of Leadership for education, and to make a conceptual proposal for the application of education for Leadership at the secondary level in Saudi Arabia.

The researcher used the descriptive method in the study of the project of leadership for education (for projects) as it is in western thought, inductive and curriculum in the extrapolation of verses and traditions of the prophet and the literature of Islamic education to reach an overall conclusion about the concept of leadership for education according to Islamic educational vision, and approach deductive to search for evidence from the holy Quran and traditions of the prophet that achieve the objectives and the principles and elements of leadership education and mechanisms of application.

The study came in five chapters; the first chapter: was an introduction to the study and included the introduction, and subject of the study and its questions, its objectives and its importance and its approach and its borders and terminology and previous studies and comment on them, and the second chapter was about the philosophical frame of the concept of leadership in western thought, and the third chapter, was about the project of leadership for education in the united nations educational, scientific and cultural organization (UNESCO) and the organization of labor, and the fourth chapter was about the concept of leadership for education from an Islamic educational perspective, and the fifth chapter dealt with the application of leadership for education project in accordance with the Islamic Educational vision. The study found several results, the most important was the following: 1. Leadership from Islamic educational perspective are acquiring new habits of thinking to

provide all that is new and distinct from intellectual or voluntary or commercial deeds. 2. Contribute to leadership for education from an Islamic perspective to create Islamic

personality able to face the ongoing challenges. 3. Leadership in western thought is the self-employment regardless of the nature and

direction. 4. Leadership in western thought are compatible with capitalism in the leading

ownership of productive resources in the private ownership of full freedom in the use of his property.

5. Leadership for education in the united nations organization means the use of formal education methods in promoting awareness of leadership and establishing businesses or develop it in teachers.

6. Leaders in the project of leadership for education developed by the united nations organization are business owners who ideas opportunists to achieve welfare through providing a distinctive product or service.

7. It is possible to take advantage of the education system in the sultanate of Oman which promotes leadership, through a lot of efforts to improve and develop the curriculum and provide professional guidance to students according to their educational levels, and provide activities for students to help them recognize their talents and their abilities to plan for the future.

Ministry of Education Umm AlQura universit

Faculty of Education Department of Islamic Education and Comparison

An Evaluation Study for a project

of Education for Leadership From an Islamic

Educational Perspective

Supplementary requirements for Degree of Doctorate - Major

(Islamic Principles of Education)

Prepared by

Student / NOOR ABDULLAH OWEIDH AL-OTAIBI

Academic ID (43170068)

Under Supervision of

Dr. / AMAL MOHAMMED HASSAN OTAIBAH

Participant Professor of Islamic Principles of Education

First semester

1436 /1437 H