167
اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﻭﺍﻟﺒﺤﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻡ ﻭﺯﺍﺭﺓ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﺝﺎﻡﻌﺔ- اﻟﺤﻘﻮق آﻠﻴﺔ- رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ ﻡﺎﺝﺴﺘﻴﺮ اﻟﺠﻨﺎ اﻟﻌﻠﻮم و ﺋﻴﺔ: اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ إﻋﺪاد اﻟﺪآﺘﻮر اﻷﺳﺘﺎذ إﺵﺮاف: ﺡﻨﺎن ﻳﻌﻘﻮب ﺏﻦ زﻋﻼﻧﻲ اﻟﻤﺠﻴﺪ ﻋﺒﺪ: اﻟﻠﺠﻨﺔ أﻋﻀﺎء أ د ﺳﻠﻴﻤﺎن اﷲ ﻋﺒﺪ أ ﺡﻮرﻳﺔ ﻡﺎدوﻧﻲ: اﻟﺠﺎﻡﻌﻴﺔ اﻟﺴﻨﺔ2003 - 2004 ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋــﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﺮﻛﻴـﺔ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﻴﺔ

ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

  • Upload
    others

  • View
    14

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي

جامعة الجزائر- آلية الحقوق-

ماجستير في القانون الجنائي رسالة

ئية و العلوم الجنا

:إشراف األستاذ الدآتور إعداد الطالبة:

عبد المجيد زعالني بن يعقوب حنان

أعضاء اللجنة:

عبد اهللا سليماندأمادوني حورية أ

2004-2003 السنة الجامعية:

ــات التوجهات الجديدة في المنازع الجزائية الجمركيـة

Page 2: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

مقدمــــــة

األولى، و يفسر ذلك بإرادة المشرع إستعمال هذا بالدرجة القانون الجمركي قانونا جزائيا يعتبر

إدارة الجمارك تطبيقها و التي تهدف أساسا تتولىترام النصوص التي كأداة لضمان إحالقانونيالنظام

) الدولية و مراقبة حركة رؤوس األموال من و إلى الخارجالتجارةتنظيم (إلى حماية اإلقتصاد الداخلي

والتصدير بالموارد المالية بواسطة الضرائب المفروضة على عمليات اإلستيراد العامةتغذية الخزينة

للقيام بالمهام األخرى غير المالية كحماية الصحة و األمن العمومية مساعدة الهيئات اإلدارية كذاو

.)1(إلخ... البيئة،و التراث الثقافي المستهلك،والعمومي،و

بالمادة الجمركية بإعتبار كل مخالفة المتعلقة تتجسد هذه األهداف في النصوص القانونية و

قانون الجمارك عليهامة التي تتولى إدارة الجمارك تطبيقها جريمة يعاقب للنصوص و األنظأوخرق . ماجعل هذا القانون يصنف ضمن القوانين الجنائية الخاصةهو أحكامه الخاصة، و في) 2(

إلى طبيعة المصلحة محل الحماية، و ال إلى فقط جع في الحقيقة، فإن هذا التصنيف ال يرو

القوانين جرائم:" العقوبات، وإنما يكمن الضابط في أنقانونلجرائم خارج مجرد وجود هذا النوع من ا

تستقل في أحكامها إلعتبارات معينة وال ) بما في ذلك القانون الجمركي (الصحيحالخاصة بالمعني

لكنها عليه قانون العقوبات العام إال استثناءا و بالذات عند النقص فيه أو إلى اإلحالة ألحكامتخضع

في األحكام ال اإلستقاللفبدون هذا . األصل تخضع ألحكامها المستقلة التي تتضمنها نصوصهابحسب

يكون إلصباغ هذه الصفة عليها اليكون لخروجها عن القسم الخاص في قانون العقوبات من مبرر و

.)3("أية داللة علمية

ق بشروط قيام المسؤولية سواء فيما يتعلالجمارك تعتبر الخصوصية التي يتميز بها قانون و

شديد من طرف الكثير من رجال الفقه، فيجد البعض أن نقدالجنائية فيه أو في نتائجها موضوع

وكامال Sacro-Saint العام الذي يعتبرونه مقدسا القانوناإلختالف والتعارض مع مبادئ

Intengible مصطنعاركي التجريم في التشريعات الخاصة بما في ذلك القانون الجميجعل

Artificielle، مؤقتا Provisoire حتى إتفاقيا و Conventionnelle )4(.

(1) Alain Cazarre, l’organisation de la douane, R.F.F.P, 1983 N°3 - P 89.

Page 3: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

عام شعبان26 في خالمؤر07/79القانون رقم ( من قانون الجمارك الجزائري مكرر240 و" د "فقرة 5المواد ) 2( غشت 22 الموافق1419 عام الثاني ربيع29 في مؤرخ10/98 رقم بالقانون و المتمم المعدل1979 سنة يوليو21 لـ الموافق1399 ).61 ر عدد ج1998سنة

.4 ص ،1973 القاهرة العربية،عبد المهيمن بكر، الجرائم المضّرة بالمصلحة العامة، دار النهضة ) 3((4) R.Legros, l’influence des lois particulières sur le droit pénal général, R S C, 1968,p233.

إلى القول بأن التجريم في الميدان الجمركي يشكل عملية تشريعية األخر يتجه البعض كما

.)1( لظاهرة إجرامية فعلية مواجهةمصطنعة و ليس

يشكل تعبيرا عن ظواهر إجرامية حقيقية وإن يالجمرك في الحقيقة، فإن القانون الجزائي و

من غير الممكن تطابقه بصفة كلية مع القانون العام و ذلك تجعلكانت له خصوصية تفرض نفسها و

محل الحماية، فالقانون العام يعتبر في أصله إبتكارا فقهيا تمثل في خلق المصلحةنظرا إلختالف طبيعة

)2( العقوباتي كل الجرائم الخاصة المنصوص عليها في قانون عامة و مجردة تجد التطبيق فقواعد

و حرمه المسكن و الجسم سالمة كحماية Morale traditionnelle عن أخالقيات تقليدية تعبر والتي

التقليدي لم يكن بإستطاعة األخالقيو نظرا لذلك اإلرتباط الكبير بالمفهوم . إلخ... حق اإلمتالك

فرض خلق تشريعات خاصة تعبر عن متطلبات مما )3(هة أشكال اإلجرام الحديث األحكام العامة مواج

.الحماية اإلجتماعية المعاصرة

حيث لم يصبح القانون العام جامعا مانعا جديدة بهذا التطور أخذ التشريع الجزائي صورة و

. فيها قانون الجماركبما )4(وإنما نواة تحيط به القوانين الخاصة

طبيعة مصطنعة لعدم ارتباطها بالمفهوم ذاتمعظم الفقه يرى أن الجرائم الجمركية إذا كان و

والتتصادم بالشعور العام مما قد يجعل مرتكب هذا األخالقكونها التتعارض مع ) التقليدي(األخالقي

من التعاطف بين الناس و حتى بين القضاة الذين يعتبرون أن جرائمبنوعالنوع من الجرائم يستفيد

أن اإلجرام في إال ،)5 ( بكثير على المستوى اإلجتماعي من الجرائم الجمركيةأخطرالقانون العام

فهو يهدد بنية الدولة ذاتها و العامالميدان الجمركي ال يخلو من خطورة تمس على صعيد أكبر النظام

ن غير صعوبة حقيقية شك أن النظام الذي يستطيع ماليحد من ثقة المجتمع في هياكله اإلقتصادية، و

سنوات و يستسلم أمام إجرام الياقات البيضاء التي تمارس عدةحبس سارق بسيط عدة أشهر و حتى

و ما يترتب عليها من خطورة أكبر و أعم من خطورة جريمة الجبائي،بشكل خاص جرائم التهرب

.)6(" المساواة أمام القانونلمبادئالسرقةال يستجيب

(1) M.DELMAS MARTY, criminalisation et infractions financières, économiques et sociales, R S C 1977,p 509. (2) R.VOUIN, droit pénal spécial, Dalloz, Paris, 1971, P 4. (3) R.LEGROS, Art Precité . (4) M..MASSE, infraction contre l’ordre financier, RSC, 1985, p 589.

Page 4: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و المتمم المعدل10/98 الجديد في أحكام قانون القضاءوأحسن بوسقيعة، المنازعات الجمرآية على ضوء الفقه و إجتهاد ) 5( .4 ص ،1998 أهراسسوقلقانون الجمارك، دار الحكمة،

:ر هذه الخاصية الجرائم الجبائية و الجرائم اإلقتصادية أنظفي وتشتركJean- François RENUCCI, Droit Pénal Economique, MASSON/ARMAND COLIN, Paris, 1996, p 7 : « par leur nature, les infractions économiquesne peuvent etre considérées comme des délits naturels: il s’agit de délits artificiels qui, en soi ne heurtent pas les sentiments humains les plus profonds ». (6) M.DELMAS.MARTY, Art Précité.

لما يتجه إليه البعض للقول بالطابع المصطنع للجرائم الجمركية، خالفا من ذلك كله و يتبين

يقية يستند المشرع في مكافحتها إلى نصوص خاصة تتوافق و متطلبات الحماية حقالجرائمفإن هذه

. و اإلقتصادية المعاصرةاإلجتماعية

العامة أمرا صعبا فإن خروجه عنه وكثرة القواعد أنه و إن كان تطابق هذا القانون مع غير

بات السياسة الجنائية التي العام عرف تطورا يتساير مع متطلفالقانونإستثناءاته ال يكون دون خطورة،

في شك إلى تحقيق مبدأ العدالة و المساواة و إحترام الحقوق و الحريات الفردية، و ال فأكثرتتجه أكثر

. عن هذه الغايةاإلنفصالأن عزلة القانون الجمركي و إنفصاله عن القواعد العامة أدى بالضرورة إلى

-و التي تبرر مركزه ضمن القوانين الجزائية- نالقانو الحماية الذي خلق ألجله هذا فضرورة

الجنائي الحديث بإعتبار أن الشخص المتابع من أجل جريمة القانونال يجب أن تتعارض مع مبادئ

هذه مضمون من أفراد القانون العام لضمانات في المتابعة سواء من حيث فردجمركية يستحق كأي

.إجراءاتها أو في المتابعة

الجمركي تتمثل في صعوبة قبوله للتطور الجزائيلك كله، بأن مشكلة القانون يتبين من ذو

فعالية الحماية القانونية لإلقتصاد الداخلي و ضمان حقوق بينبشكل سليم و فعال لتحقيق الموازنة

تستحق أن يثار حولها النقاش و أن هذا المظهر الصعوبةوما من شك في أن هذه . األفرادوحريات

ومن هنا تستخلص كل األهمية التي يكتسيها بحث هذا . نقدايستوجبلبي للقانون الجمركي الس

بصدد محاولة تشريعية إلختراق هذا المجال حيث يطرح التعديل األخير يتمالموضوع خاصة وأنه

التشريع الحالي من هذه الموازنة، خاصة و موقع من سؤال حول أكثر )1( الجزائري الجماركلقانون

تأتي في إطار إحداث التي و1979 منذ صدوره سنة الجماركه يعتبر أول مراجعة كاملة لقانون أن

. إقتصاد السوق و العولمة اإلقتصادية علىالقطيعة مع النظام اإلشتراكي و التسيير الموجه و اإلنفتاح

طلق الذي ينعكس فرضية التخفيف من النظام الحمائي المالتعديلو تحمل كل هذه العوامل التي رافقت

في إعتناق قواعد صارمة موروثة عن النظام الفرنسي القديم من عهد الجزائيةعلى صعيد األحكام

كولبير

اإلقتصادية و الذي عرف بعد ذلك تطورا كبيرا ناتجا أساسا عن التغيير في المعطيات نابوليون و

الجمركية تقريب األحكام الجزائية سمحت بإعطاء ضمانات أكبر لألشخاص المتابعين جزائيا والتي و

. )2(من القواعد العامة

Page 5: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المعدل و المتمم ،61 ر عدد ج1998 سنةغشت22 ل الموافق1419 عام الثاني في ربيع المؤرخ10/98 قانون رقم بموجب (1)

.ك المتضمن قانون الجمارو1979 سنة يوليو21 لالموافق1399 عام شعبان26 في المؤرخ07/79للقانون رقم حد آبير في إحداث القطيعة مع النظام القديم و إلىو ال شك أن إنضمام فرنسا إلى السوق األوروبية المشترآة قد ساهم ) 2(

: أنظر في ذلكن، يميز هذا القانوآانالتخلي عن الطابع الصارم الذي C. BERR ET TREMEAU, Le Droit Douanier, ECONOMICA, Paris, 1988, N° 22, p 16.

وتقييم الجديد هذا البحث دراسة أهم ما جاء به القانون عبر على هذا األساس، فإننا سنحاول و

تشدد هذا القانون مثلما منما إذا كان هذا التعديل يعبر عن توجه جديد أو تطور من أجل اإلنقاص

لجزائري ذاته الذي جعل إليه المشرع ايأملتصبو إليه معظم التشريعات الجمركية المعاصرة و مثلما

اإلقتصاديين، و هم فئة األشخاص المحتكين للمتعاملينمن أولويات هذا التعديل إعطاء ضمانات أكبر

كذا تحقيق اإلنسجام بين قانون الجمارك والنظام القانوني وبصفة مستمرة مع إدارة الجمارك،

.)1( الدستور رأسهالجزائري بوجه عام و على

تأكيد خصوصيات القانون الجزائي بين : التاليةكالية هذا البحث في العبارات نطرح إشوبذلك

الفردية، ما هو موقع التشريع الجزائري بعد التعديل؟الحرياتالجمركي و إحترام الحقوق و

: المنهجية و الخطة التاليتينوفق هي اإلشكالية التي سنحاول معالجتها تلك

: البحث منهجية

نتمكن من حتى )2( تحليل المضمون منهج اإلعتماد على إخترنا الموضوع فقد ةلطبيع نظرا

من القانون الجديد بطريقة موضوعية و ذلك من خالل معرفة جوهر التعديل و التمكن أحكامدراسة

، هي رداءة األولى: و في الحقيقة، فإن الطريقة التحليلية تصطدم بمشكلتين أساسيتين. إدراك فلسفته

و الثانية ،)3( الجبائية ككل بالمادةاغة في النصوص القانونية المتعلقة بالمادة الجمركية أو األحرى الصي

الذي تتميز به عروض األسباب ) أحيانا أكثر من النص ذاته( الوجيز و الغامض األسلوبهي

Exposés des motifs القديمةلذلك فإن عملية المقارنة بين النصوص . بالنصوص المعدلةالملحقة

من أجل معرفة نية المشرع و الهدف الذي يصبو إليه المتبع الجديدة تبدو ضرورية لتعزيز المنهج و

. بالغرض المطلوبتفي ما إذا كانت اآلليات القانونية المتبعة و

فإن هذه الدراسةال تنطوي فقط على النصوص التي تم تعديلها و إنما كذلك بعض لإلشارة، و

. محددةقانونيةتم اإلحتفاظ بها كونها تعكس إستقرار نظرة المشرع فيما يتعلق بنقطة التي األحكام

. المتمم لقانون الجماركو المعدل1998 غشت22 في المؤرخ10/98مقدمة عرض األسباب لقانون ) 1( .193 ص ،1989 المنار، األردن، مكتبة" العلمي، البحث مناهج"ج ع بخوسو ب، الذنييات ) 2(

Page 6: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

(3) P.Marchessou « L’interprétation des textes fiscaux », Ed Economica, Paris 1980 - P 27 « la difficulté d’appréhension est aggravée par la médiocre qualité de rédaction des textes fiscaux ».

يصعب التعرض لكل جوانبها بالدقة التي واسعةمادة إذا كانت مادة المنازعات الجمركية و

األبعاد لتشمل )1( ذلك توسيع قدر اإلمكان دائرة المقارنة رغميتطلبها البحث العلمي، فإننا حاولنا

المتابعة القضائية و غير (، و األبعاد الشكلية )الجريمة و المسؤولية(المهمة و هي األبعاد الموضوعية

. من إدراك فلسفة التعديلننتمكحتى ) القضائية

Comparaison" المقارنة األنية طريقة إعتماد في كل نقطة من هذه النقاط على مع

simultanée "عليه التشريع الجزائري قبل التعديل و موقف التشريع الفرنسي في كل كان ما بتحديد

.مسألة

كذلك عدم اإلكتفاء بإجراء مقارنة داخلية يتعين) عيوبمن مزايا و ( أجل تقييم هذا التعديل فمن

بإعتباره الفرنسي وهو القانون أال )2( خارجي مع نظام قانوني أخر صعيدو إنما نقل هذه المقارنة إلى

في السعي لتحقيق الموازنة يعتمدهاالمصدر المادي و التاريخي األساسي لقانونناو معرفة الحلول التي

. الفرديةالحرياتإحترام الحقوق و بين حماية المصلحة العامة و

لإلشكالية المطروحة فإن غاية هذا البحث هي معرفة ما يسمح به هذا طبقا : البحث خطة

ضمانات للشخص المتابع من اجل جريمة جمركية على غرار أي شخص أخر إعطاءالتعديل من

يتعلق بمضمون هذه المتابعة أو في أجل جريمة من جرائم القانون العام سواء فيمامنمعني بمتابعة

إجراءاتها؟

: قسمين على هذا األساس، فقد قسمنا البحث إلى و

القواعد ( الجمارك فيما يتعلق بمضمون المتابعة قانونيتعلق بدراسة تعديالت : األول القسم

): الموضوعية

لتوقيع المرتكبة للمتهم أن مضمون المتابعة في القانون الجزائي يتعلق بإسناد الجريمةبما و

و الجزاء و تناولنا المسؤوليةالجريمة، : الجزاء عليه، فإننا أدرجنا في هذا القسم العناصر الثالث التالية

.كل عنصر في فصل

Page 7: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

: قانون الجمارك فيما يتعلق بإجراءات المتابعة تعديالتيتعلق بدراسة : الثاني القسم

إجراءاتابعة بشقيها المتابعة القضائية و المصالحة التي تعتبر هذا القسم إجراءات المفي نتناول

.بديال و من ثم تكون دراسة هذا القسم في فصلين ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) L.J Constantinesco « Traite de droit compare ». tome II, la méthode comprative, librerie générale de droit et de jurisprudence, Paris, 1974, P 279: « pour obtenir des résultats pertinents sur le plan de la comparaison, il faut éviter de limiter les termes à comparer à des particules juridiques élémentaires trop étroites ». (2) Idem, p291: « la comparaison élargit l’horizon scientifique des juristes nationaux et leur permet de libérer le droit national de l’emprise étouffante de la conception et de la dogmatique traditionnelle le droit national se trouve ainsi relativisé, c’est à dire réduit à ce qu’il est en réalité. tant que le juriste national reste enfermé dans son seul monde juridique, il a tendance à prendre les solutions de son droit comme les seules possibles, les seules logiques ou les seules valables ».

قواعد التجريم : األول الفصل

La structure de l’infraction الجمركية في هذا الفصل إلى بنية الجريمة نتعرض

douanière المادية، حيث يكفي لقيام الجريمة الجمركية توافر بطبيعتها تتميز حسب األصل التي

. في حين ال يشترط توافر الركن المعنويالماديالركنيين الشرعي و

في هذا الجانب و معرفة ما إذا كان الجمارككذا نحاول دراسة أهم ما جاء به قانون هو

للجريمة الجمركية، و قبل ذلك نتعرض لتحليل الماديةالتعديل الجاري عليه قد غير من الطبيعة

أعادو في هذا الجانب، نالحظ مبدئيا أن المشروع قد . التعديلهذاالصياغة الجديدة التي جاء بها

عن مدى التساؤل يقود مما تصنيف الجرائم الجمركية والنظر في صياغة األحكام المتعلقة بتكييف

ال" الذي مفاده بالنص أنه احتفظ غير) المبحث األول(استجابة الصياغة الحالية لمبدأ الشرعية الجنائية

المبحث ( الجمركية للجريمة يعكس استقرار البنية الماديةمما" تبرئه المخالف استنادا إلى نتيتهيجوز

).الثاني

مدى استجابة الصيغة الحالية لمبدأ الشرعية الجنائية: األول المبحث

بتكييف الجرائم الجمركية تتميز بالتبسيط و الخاصة المؤكد أن الصياغة الحالية للنصوص من

و إن تم االحتفاظ حيث أعيدت صياغة هذه النصوص بصفة كلية التعديل،الوضوح مما كانت عليه قبل

.التجريمبنفس السياسة في

و المكاتب ج تتناول جميع أشكال الجنح التي تتم معاينتها داخل 325 الجنح، أصبحت المادة مجال ففي

قبل التعديل التي كانت جق 330المراكز الجمركية و كذا العقوبة المقررة لها مستخلفة في ذلك المادة

. لتحديد العقوبة المقررةيليهاق ج و ما 324حكام المواد تتناول هذه الجرائم و تحيل إل

ق ج بعدما كانت تتناولها 324 المادة هو أصبحت صور التهريب محددة في نص واحد و كما

.ق ج329 إلى 327نصوص عدة من المادة

Page 8: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

5 تبسيط تصنيف المخالفات بتقسيمها إلى عل في مجال المخالفات عمل التعديل الجديد و

المواد من ( فئتين كل منهما كل منهما إلى درجات إلىفاوتة الجسامة بعدما كانت مقسمة درجات مت

). ق ج323 إلى 319

نقص مشكلة كان هذا التعديل يسعى إلى تحقيق الوضوح في النصوص الجزائية، غير أنه يطرح إذا و

مبدأ هام و أساسي و ايسودهاستجابته لمقتضيات مبدأ الشرعية، فمن المعلوم أن التشريعات الجنائية

من خطر التجريم و العقاب بغير أداة اإلنسانهو مبدأ شرعية الجرائم و العقوبات و الهدف منه حماية

وحدها بتحديد األفعال التي تعد جرائم و بيان التشريعيةو اختصاص السلطة . تشريعية و هو القانون

نوعها أو مقدارها و يعد من أهم الضمانات تحديد العقوبات المقررة لها سواء من حيثو أركانها

.)1( لحماية الحريات الفرديةاألساسية

عن القاعدة المذكورة إذ حدد قانون ظاهرة أن التشريع الجمركي و إن لم يخرج في غير

لمخالفتها، إال أنه بالتمعن في أحكام هذا القانون المقررةالجمارك الجرائم و تضمن أيضا الجزاءات

ال المطلب ( استعمال النصوص الواسعة و التعريفات العامة : من زاويتينالمبدأر خرق لهذا نجد مظاه

و فضال عن ذلك يالحظ أن ) المطلب الثاني( كذا إصدار ما يعرف بالنصوص على بياض و) األول

).المطلب الثاني( القضاء في رقابة شرعية النصوص اإلدارية يتسم بمحدوديته دور

استعمال النصوص الواسعة و التعريفات العامة:األول المطلب

سالف الذكر إلى 10- 98 بمقتضى القانون تعديلها المشروع في الكثير من النصوص بعد لجأ

322 إلى 319المواد ( الصيغ المرنة الواسعة في التجريم ذاتاستخدام التعريفات العامة و النصوص

).ج. ق 325ج و كذا المادة . ق

319المواد من ( تشكل مخالفات جمركية ألفعالالمشرع في هذه النصوص قائمة قد أورد و

" الخصوص على" مسبوقة بعبارة ) ج. ق325 المادة( و أخرى جنحا جمركية ) ج . ق 322إلى

"En particulier" " Notamment "مما. )2( كانت النصوص المعدلة تعتمد على صياغة الحصربعدما

للعناصر التي وفقارك للقضاة أو باألصح إلدارة الجمارك سلطة تكملة هذه القائمة يوحي بأن المشرع ت

.)3(تشترطها ديباجة كل نص

1 .236، ص 1997 النهضة العربية، القاهرة، دار" في القانون الجنائيالمساواة" أمد شوقي أبو خطوة - 2 . ق ج قبل التعديل330 و 322، 321، 320، 319 أنظر المواد - 3 - Circulaire n ° 5573/DGD/ D220 du 30/11/98 concernant la qualification et la répression des infractions douanières au regard de la loi 98-10 du 21/08/1998, p 3/ « l’insertion dans les nouvelles rédactions des articles 319, 320, 321, 322 et 325 CD des termes » « notamment « et en « en particulier » laisse entendre que les listes

Page 9: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ديباجات هذه النصوص نجد أن المشرع اعتبر كل خرق و مخالفة للقوانين و األنظمة على فباإلضافة

أو من غير هذه األصناف التي ببضائع سواء كانت محظورة أو خاضعة للرسم المرتفع تتعلقالتي

ال الجمارك في المكاتب و المراكز الجمركية جريمة يعاقب عليها القانون، و باعتبار أن إدارة تضبط

في ملحقاته و أوتتولى فقط اإلشراف على حسن تطبيق األحكام المنصوص عليها في قانون الجمارك

غير مباشر في السياسة أور بشكل مباشر إنما أيضا تلك الصادرة عن مختلف الهياكل التي لها دو

نظر لميول اإلدارة إلى اعتبار كل حالة ال تتماشى مع النصوص التي تصدرها و ،)4(االقتصادية للدولة

المتعلقة بالعمليات و )5( بمختلف هياكلها و خاصة منها الجبائية بصفة مستمرة و مكثفةالتنفيذيةالهيئة

اللجوء إلى الصياغة العامة في التجريم يدعم بال شك فإن )6(جزائيةالجمركية جريمة تستلزم متابعة

األفراد و المتعاملين االقتصاديين خاصة دون اشتراط أن يكون الفعل حقبعض المتابعات المجحفة في

.)7( بصفة دقيقة و واضحة في نصوص التجريممحدداالمتابع ألجله

يواجه المرونة المبالغ فيها أحيانا بإعتماد الفرنسي عليه صعيد القضاء يالحظ أن القضاء و

مفاده وضع حدود ضيقة للحاالت التي تبرر الذي L’interprétation stricteمبدأ التفسير الضيق

.متابعة جزائية

بمناسبة)8(1984-12 -03 بتاريخ الفرنسية من ذلك القرار الصادر عن محكمة النقض و

ملحقا تصريحا سليما و 1980رد قدم في جويلية من سنة مرفوعة من طرف اإلدارة ضد مستودعوى

، و هو 1979 سنةبكل الوثائق الالزمة مع طلب اإلعفاء من الرسوم طبقا لما تقتضيه تعليمه صادرة d’infractions énumérées au niveau de ces articles ne sont pas exhaustives : d’autres faits délictueux peuvent y être ajoutés s’ils répondent aux conditions fixées par le chapeaux de l’article en question » 4 -C. BERR ET H. TREMEAU , le droit douanier, ed ECONOMICA , Paris, 1988 op cit N° 100, p75 : « il ne fait pas de doute qu’il n’existe de politique douanière qu’en concours avec d’autres telle que la politique agricole, celle du développement industriel et de manière générale avec la politique commerciale d’un état ». 5 - P.MARCHESSOU « l’interprétation des textes fiscaux » E.Economica, Paris 1980, p 25 : « la complexité de la législation fiscale s’explique par l’inflation législative particulièrement sensible à cette branche de droit et par la technicité intrinsèque du droit fiscal ». 6 - MASSE, ‘infraction contre l’ordre financier R.S.C1985. p 589. 7 - Voir circulaire N° 5573/DGD/ D 220 récité. 8 - Cass. Crim du 03/12/1984, Bull N° 380.

Page 10: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أشهر من ذلك بعدما تبين بعدالطلب الذي صادقت عليه إدارة الجمارك، غير أن هذه األخيرة تراجعت

العمل بأحكام النص السالف الذكر تعليق مفادها 1980بتاريخ مارس لها وجود تعليمه أخرى صادرة

تبعا لذلك رفعت . الموظف الذي منح اإلعفاءطرفو المجهولة من ) 1979التعليمة الصادرة في (

الفقرة الرابعة من قانون الجمارك الفرنسي من 426 المادةاإلدارة دعوى ضد المستورد على أساس

. الحصول على إعفاء كلي أو جزئي من دفع الرسومإلىيهدف أجل تصريح مزور أو فعل

هو القرار الذي صادقت عليه محكمة النقض و أن هيئة االستئناف رفضت إدانة المتهم إال

أو جهل أو تواطؤ مصالح الجمارك ال تعفي خطأ " كانالتي اعتبرت بأنه إذا ) الغرفة الجزائية(

وجود تصريح مزور أو فعل يهدف للحصول إثبات" أنه يتعين إال" الجزائيةالمصرح من المسؤولية

االكتفاء بتجريم كل عدم االمتياز المذكور و هو العنصر األساسي و الجوهري من أجل اإلدانة و على

". التنظيممعالحاالت التي ال تتوافق

عديد من موقف مشابه في قضائنا للحد الوجود من المؤسف أننا ال نعثر على ما يدل على و

، و )الفرع األول( اإلدارة عن طريق التعليمات اإلدارية مارسهاالمتابعات الجزائية غير المبررة التي

في كثير من األحيان لفرض قراءتها و تحريف المدلول الحقيقي لهذه اإلدارةهو الدور الذي تستغله

).الفرع الثاني(النصوص

نية لتفسير النصوص القانونيةالتعليمات اإلدارية وسيلة تق: األول الفرع

تشريعية ( األصل إلى تفسير القواعد القانونية بحسب التعليمات و المناشير اإلدارية تهدف إن

الجبائي بالكثافة و التعقيد، و ذلك من أجل توضيح نقطة الميدانالتي تتميز في ) كانت أو تنظيمية

رة على نصوص قانون الجمارك للتأكد من و اللبس عليها و تكفي نظالغموضقانونية معينة و رفع

الذي التقنيةبالوسائل ) و منها إدارة الجمارك( و تمتاز اإلدارة الجبائية . لهذا المجالذاتهفتح المشرع

بين النصوص و المتعاملين بها و ذلك نظرا للحضور الدائم التي تشهده الوسيط بدور بالقيامتسمح لها

اللجانواء كانت تنظيمية باعتبارها تتكفل بتحريرها و مناقشتها أمام هذه النصوص ستحضيربمناسبة

الذي يأخذ صفة النصالمختصة على مستوى الوزارة التي تتبنى هذا النص، أو تشريعيه، بإعتبار أن

.)9( من طرف اإلدارةإليهاالقانون يعتق في معظمه األحكام المتضمنة في المشروع المقدم

9 المديرية ( الجمارك امقترح عليه من طرف وزارة المالية قانونلى ذلك اعتناق المجلس الشعبي الوطني بصفة شبه كلية مشروع الدليل عو -

).1996العامة للجمارك ديسمبر Voir aussi P-MARCHESSOU , op cit p 28.

Page 11: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و ال تندرج ضمن النصوص القانونية قانونيةمات اإلدارية ال تحظى بقيمة مبدئيا فإن التعليو

ال تضيف شيئا للقاعدة المراد تفسيرها و ال موضوعي من منظور - و كما سبق تحديده-بإعتبارها

منعدمة القوة اإللزامية، و من منظور عضوي، فإن صدورها يجعلهاتخلق مراكز قانونية جديدة مما

النصوص يجعلها من باب أولى ال تؤثر في رسم معالم الجريمة استصدارك سلطة عن هيئة ال تمل

الذي يؤكده القضاء بصفة مستمرة حيث تم التذكير في أكثر من مناسبة على المبدأالجمركية و هو

.)10( القوة القانونية للتعليمات اإلداريةإنعدام

حماية األبعاد الثالثة للمتابعة ضمانا لالقضاء يعتبر هذا الموقف المأخوذ به من طرف و

مبدأ الشرعية ( و هي ضمان سيادة القانون ) بمختلف أشكالهاالقضائيةأو باألحرى للمتابعة (الجزائية

حقوق األفراد، و استقاللية القاضي من كل تأثير أو توجيه من طرف اإلدارة في حماية، و )الجنائية

. القواعد القانونيةتفسير

القواعد القانونية الذي تقوم به اإلدارة عن فتفسيرمبدأ ال يمكن أخذه بشكل مطلق أن هذا الغير

وضع حاجب إلي أدت)11( بصفة كثيفة و غير منظمةتصدرهاطريق التعليمات و المناشير التي

(ECRAN) النص و المتعاملين به و هو الحاجز الذي يؤدي في كثير من األحيان إلى تحريف بين

.اد تفسير النص المرمحتوى

كما سبق تحديده فإن الرقابة القضائية تبقى جد المسألة رغم أن موقف القضاء مستقر في هذه و

. الشرعية، كما سنرى الحقالمبدأمحدودة في مواجهة هذا الخرق

دور التعليمات اإلدارية في تحريف نصوص التجريم: الثاني الفرع

القانونية فإنها كثيرا ما تتجاوز هذا القواعدير كان دور اإلدارة يقتصر أساسا على تفسإذا

مضمون القاعدة التي تعتبرها إما ضعيفة و ال تفي تعديلاإلطار و تذهب بطريقة غير مباشرة إلى

10 -« la circulaire ne saurait constituer une source de droit pénal ». (cass crim du 28/11/1972/ bull n° 363). (cass crim du 03/01/1978, bull crim n°2). 11 صادرة باللغة ( ج ق 320، 319 عن المديرية العامة للجمارك المتعلقة بكيفية تطبيق أحكام المواد الصادرة على سبيل المثال التعليمات -

.تتبةالخاصة بمخالفة عدم االلتزام بالتعهدات المك) الفرنسية

.21/01/1985 المؤرخة في 220م / م ع ج/ 604 التعليمة رقم -1

.14/03/1997 المؤرخة في 220م / ديوان / 6797 التعليمة رقم -2

.08/12/1997 المؤرخة في 220م / ديوان / 164 التعليمة رقم -3

.24/12/1997 المؤرخة في 220م / ديوان / 173 التعليمة رقم -4

).4 و 3الملغية للتعلميتين السابقتين الهامش (27/04/1998 المؤرخة في 200م / م ع ج / 90 التعليمة رقم -5

.15/05/1999 في المؤرخة 200م / م ع ج / 167 التعليمة رقم -6

Page 12: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أو على العكس فقد تتدخل من أجل التقليل من حدة بعض القواعد التي منهابسياسة الردع التي ترجوها

.تراها صارمة

المقررة من طرف المشرع غير كافية لتحقيق العقوبةة األولى فقد تعتبر بأن للحالفبالنسبة

و كمثال فقد ذهبت اإلدارة بموجب تعليمة تهدف إلى توجيه . تشديدهاالغاية المرجوة منها فتعمل على

تطبيق األحكام الجزائية المتعلقة بقانون الجمارك الجديد اعتبار وسائل كيفيةمختلف مصالحها حول

تهدف إلى تغطية الغش في حالة إكتشاف البضائع موضوع الغش في تجويفات داخل ببضائعقل الن

عقوبةج . ق325 و ذلك للتمكن من مصادرتها بعدما حذف القانون الجديد بموجب المادة المركبة

و المراكز المكاتبمصادرة وسيلة النقل من العقوبات المقررة للجرائم التي تتم معاينتها داخل

.)12(مركيةالج

مصادرة البضائع التي تخفي الغش مجرد على أكثر من ذلك فقد إعتبرت بأن عدم النص و

في" السهو" بالتهريب، و قد عملت على تدارك هذا المتعلقة ق ج 328 صياغة أحكام المادة في" سهو«

.)13(كذلكتعليمة إدارية

عاينة و متابعة الجرائم الجمركية بمالمكلفين بال شك فإن اعتماد مختلف مصالح الجمارك و

. شرعية العقوباتلمبدأ" صارخا" خرقا يشكل )14( بالنسبة لهماإللزاميعلى هذه التعليمات ذات الطابع

الحق حفظفقد يلجأ المشرع إلى النص على أحكام صارمة ) و هي الحالة العكسية( الثانية الحالة أما

يبدو أن المشرع الجزائري قد و ،)15(از بنوع من المرونةلإلدارة في تفسير هذه األحكام بصفة تمت

عدم األخذ بالنية في الجرائم الجمركية مبدأاعتمد على هذه السياسة خاصة في التقليل من صرامة

سائقي سيارات األجرة ( إعفاء السائقين العموميين ذلكو من . في بعض الحاالت) ق ج281المادة (

م ع / 119 في حالة إثبات حسن نيتهم و ذلك بموجب التعليمة رقم كلية من المسؤولية بصفة) بالتحديد

(12 ) La circulaire N° : 5573/DGD/D du 30/11/98 : « Dans ce cas de figure (marchandise de fraude dissimulées à bord d’un véhicule). Le véhicule sera considéré comme étant une marchandise qui a servi a masquer la fraude donc passible de confiscation au même titre que les objets de fraude ». (13 ) Circulaire N° 2073/DGD/D211 du 13/05/200, concernant les difficultés rencontrées dans l’application de l’article 328 CD : « La confiscation des marchandises, ayant servi à masquer la fraude a été omise et cette omission est d’ordre rédactionnelle.

.(rectificatif) الرسمية الجريدة تصحيح السهو بالطرق القانونية الصحيحة و ذلك باللجوء إلى التصحيح المنشور في ممكنا كان و(14 ) MARCHESSOU « L’interprétation des textes fiscaux » opcit, p 44 : « Le respect de l’autorité hiérarchique assure certainement l’audience de cette interprétation auprès des agents ». (15 ) IDEM- p 71.

Page 13: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

فترة 303 الجاري العمل بها لحد اآلن في حين تنص المادة 14/10/1991 في المؤرخة 220م / ج

نتطرق إلى هذا الموضوع بالتفصيل ( ج على اإلعفاء في هذه الحالة من عقوبة الحبس فقط .ق من 2

و إذا كان هذا التفسير يخدم مصلحة المعني بالمتابعة حسن النية ). الجمركيةريمة عند دراسة مادية الج

. يهدم قاعدة الشرعية الجنائية باعتباره يشكل خرقا صريحا لنص تشريعيشكفإنه بال

سردنا بعضها على سبيل االستدالل تعكس التي من ذلك كله أن التعليمات اإلدارية يستخلص

إلى تعديل أحكام النصوص القانونية المجرمة بشكل ال تهدفارسات اإلدارة التي الفعالية الحالية لمم

األفراد تحت غطاء التفسير الذي تبرره الصياغة الواسعة للنصوص مصلحةيخدم في كثير من األحيان

.الجزائية

الذي يشكو ته القانون الجزائي الجمركي الوحيد ال يشكل اعتماد الصياغة الواسعة العيب و

اعتماد ما يعرف بالنصوص على ( للهيئة التنفيذية صالحياتهفتنازل المشرع بصفة صريحة لجزء من

. من صور عدم الشرعيةأخرىيعتبر كذلك صورة ) بياض

)Formule en blanc( إصدار ما يعرف بالنصوص على بياض: الثاني المطلب

" ما يسمى ط بالنصوص على بياض اعتماد في التعديل األخير لم يغير في سياسة المشرع إن

للسلطة التنفيذية في تحديد األفعال التي ينطبق عليها العناية االكتفاء بالنص على العقوبات و ترك أي

كجريمة ( من ذلك االعتماد على القواعد التنظيمية من أجل تحديد بعض الجرائم و )16(وصف التجريم

).ةجنحة أو مخالف ( )17(أو تقدير جسامتها) التهريب

دور النصوص التنظيمية في تحديد جرائم التهريب: األول الفرع

و 221 تهريبا و من بينها خرق أحكام المواد تعتبرج على األفعال التي . ق 324 المادة نصت

و . البضائع الخاضعة لرخصة المرور أو الحساسة للتهريببحيازةج المتعلقة على التوالي . ق226

على إحالة السلطة التشريعية لدورها في استصدار القواعد المجرمة إلى ليالد ق ج 324تعتبر المادة

236 شوقي أبو خطوة، المرجع السابق، ص أمد ) 16(

Voir aussi, J Leaute « criminologie et science pénitentiaire ». thèmis, Paris, 1972, p 177. الجمارك لقانون المعدل و المتمم 10-98ه و اجتهاد القضاء و الجديد في أحكام قانون ضوء الفقفي الجمركية المنازعات" بوسقيعه أحسن ) 17(

يليها و ما 15، ص 1998 دار الحكمة، سوق أهراس، –"

Page 14: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

قرارات ق ج محددة بموجب 221 و 226 باعتبار أن البضائع المذكورة في المادتين التنفيذيةالسلطة

.)18(وزارية

يبقى من صالحيات الهيئة التنفيذية يؤثر فيالذي بال شك فإن تعديل مضمون هذه القرارات و

حالة كان يجرمها القانون دون أن يكون للسلطة التشريعية إنهاءخلق الحالة المجرمة أو على العكس

، الخاصة بهذه الحاالتالجنائيةدور في رسم السياسة

)19(1987(/08/07 المؤرخ في 87/502 كان األمر كذلك في فرنسا إلى غاية صدور القانون رقم قد و

نوع المشرع ق ج، بحيث عين 226 ق ج التي تقابل المادة 215دة بموجبه تم تعديل نص الماالذي

و على اآلداب العامة العموميينالبضائع الخطيرة على الصحة و األمن ( البضائع الحساسة للتهريب

يضر بالمصالح المشروعة للتجارة سريأو المحظورة و التي تكون محل تيار غش دولي أو سوق

عند وضعه قائمة هذه البضائع فنص على الخزينةابة على وزير كما فرض المشرع رق) الشرعية

كل سنة عن التعديالت التي يكون قد أدخلها على القائمة نهايةإرساله وجوبا تقريرا إلى البرلمان في

.)20(الجاريةالمذكورة خالل السنة

و استطاع الجمركيةة الشكل إستعاد المشرع الفرنسي سلطاته في رسم السياسة الجنائية في المادبهذا و

.بذلك تجاوز االنتقادات الموجهة له في هذا الجانب

دور النصوص التنظيمية في تكييف الجرائم الجمركية: الثاني الفرع

)1994 نوفمبر سنة 30 الموافق لـ 1415 جمادى الثانية عام 26 في مؤرخقرار ( بالبضائع الحساسة للتهريب بانسبة ) 18(

الملغي ألحكام القرار 1999 لسنة فبراير 23 الموافق لـ 1419 ذي القعدة عام 7قرار مؤرخ في ( لخاضعة لرخصة التنقل اللبضائع بالنسبة

).1991 يناير 2الوزاري المشترك المؤرخ في : المواطنين و اإلدارة الجبائية و الجمركية، أنظر في ذلكبين قد جاء هذا القانون لتحسين العالقات و) 19(

C.BERR et TREMEAU . op,cit N° 590-1 page 416, 417. .122 بوسقيعة ، المرجع السابق، ص أسن )20(

Page 15: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

الجريمة الجمركية و اعتبارها إما مخالفة تصنيف طبيعة البضاعة عنصرا أساسيا في تعتبر

ق 321فيما عدا أحكام المادة ( الخاضعة للرسم المرتفع غيرفيما يتعلق البضائع غير المحظورة أو

. جنحة فيما يخص البضائع المحظورة أو الخاضعة للرسم المرتفعاو )21()ج

من بين نوعين 1998ق ج تعديلها بموجب قانون 21 يخص البضائع المحظورة، تميز المادة فيما و

:الحظر

أو استيرادهايتعلق األمر بالبضائع الممنوع المحظورة عند االستيراد أو التصدير و البضائع -

). ق ج1 فقرة 21المادة ( تصديرها

جمركتها المحظورة عند الجمركة و هي البضائع التي يجوز استيرادها و تصديرها غير أن البضائع -

و ال تعد هذه ). جق 2 فقرة 21المادة ( موقوفة على تقديم رخصة أو شهادة أو إتمام إجراءات خاصة

خالل عملية الفحص أنها لم تكن تبين ق ج محظورة إال إذ 2 فقرتها 21لبضائع طبقا ألحكام المادة ا

أنها كانت مقدمة عن طريق رخصة أو شهادة أومصحوبة بسند قانوني أو شهادة أو ترخيص قانوني

. القانونية الخاصةاإلجراءاتغير مطابقة أو إذا لم تتم مراعاة

نسبتهالرسم المرتفع فهي البضائع الخاضعة للحقوق و الرسوم التي تتجاوز الخاضعة لالبضائع أما

الجزائري المشرعو في هذه الحالة أيضا فإن . اإلجمالية قيمة اتفاقية يحددها كل تشريع على حدى

. تحديد جسامة الجريمةسلطةأعطى سلطة تحديد مفهوم هذا التصنيف إلى الهيئة التنفيذية و بالتبعية

الخاضعة للرسم المرتفع فقد كانت البضائع من هذا النوع محددة بموجب قرار للبضائع ةفبالنسب

هذا في الحقيقة، فإن هذه القائمة التي تضمنها القرار لم تكن جامعة لكل البضائع من و. )22(وزاري

والرسومالصنف مما خلق بعض الصعوبات في تكييف الجرائم المتعلقة بالبضائع التي يفوق مجموع

غير المنصوص عليها في القرار المذكور، و و %45الحقوق المطبقة عليها عند االستيراد أكثر من

اإلشكال إلغاء هذا القرار و االكتفاء بالتعريف العام المنصوص عليه في هذاقد اعتمد من أجل تفادي

.)23(من قانون الجمارك) د( فقرة 4 المادةأحكام

أكثر تعقيدا إذ أن تصنيف البضائع المعنية مشاكلى فتح الباب إلى أن هذه السياسة أدت إلغير

الخاضع لها هذه التعريفة لعملية تقنية معقدة مفادها البحث عن رقم يخضعبجريمة جمركية أصبح

فقرة أ 5المادة ( المرتكبة من طرف المسافر و هو كل شخص يدخل اإلقليم الجمركي أو يخرج منه الكاذبة تعتبر مثال التصريحات التي - 21

. عليها بعقوبة المصادرة فقطمعاقبرسم المرتفع مخالفة المتعلقة بالبضائع المحظورة أو الخاضعة لل–) ق ج .1992 يناير 22 الموافق لـ 1412 رجب عام 29 مؤرخ في قرار 22 مع" %45البضائع الخاضعة للحقوق و الرسوم التي تتجاوز نسبتها اإلجمالي: للرسمالمرتفعةمن قانون الجمارك البضائع ) د( فقرة 4 المادة 23

. قانون الجمارك في ظل التعديل الجديدمن مكرر 7القرار المذكور جاء بصفة ضمنية و تابعة إللغاء المادة اإلشارة أن إلغاء

Page 16: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

طريق معادلة ال تخلو كذلك من عن، و إحتساب )تصنيفها في نظام التعريفة الجمركية( البضاعة

.عليهاالية للحقوق و الرسوم المطبقة التعقيد النسبة اإلجم

الغير مختصين في عمليات التخليص الجمارك العملية المعقدة حتى بالنسبة لموظفي هذه

الذين يجدون أنفسهم في معظم الحاالت األفرادالجمركي أدت على خلق وضعية مجحفة في حق

المعاينة و المتابعة بصفة شبه الجمارك المكلفين بأعوانمعرضين لعقوبات صارمة ناتجة عن تجنيح

. لطبيعة البضاعةبالنظر فيها حاالت يعتبرها القانون محالفات بسيطة بماتلقائية لكل أعمال التهريب

في مقدار العقوبة المقررة لمخالفة الفارق من أجل إدراك خطورة ذلك، يكفي مالحظة و

لجنحة المقررة تلك و) رة البضاعةدج مع مصاد10.000غرامة قدرها : ق ج323المادة (التهريب

أربعة أضعاف قيمة قدرهامن هذا النوع و التي تصل في حالة استعمال وسيلة النقل إلى غرامة

) ( سنوات5( شهرا 60 مدتها الحبسالبضاعة و وسيلة النقل مع مصادرتها و أكثر من ذلك عقوبة

). ق ج329 إلى 326المواد من

عليه في أغلب األحيان قضاة الموضوع يصادقأ في التكييف من المؤسف أن هذا الخطو

البضاعة لتحديد بناء عليها نوع الجريمة الجمركية طبيعةبمجرد إثبات وقائع التهريب دون التحقق ن

.)24( لقلة تحكم القضاء في المسائل التقنية الخاصة بالمادة الجمركيةنظرا، و ذلك )جنحة أو مخالفة(

باعتبار أن مفهوم الحظر في صورته المحظورةبة للبضائع من صنف نفس األمر بالنسو

إلجراءات إدارية خاصة أو رخصة صادرة عن معينةالنسبية خاصة يتمثل في إخضاع بضاعة

و أمام هذا المفهوم ) ق ج2 فقرة 21المادة ( به العمل الجاريالوزراء المختصين طبقا للتشريع

. ما يفصل بصفة واضحة المخالفة عن الجنحة الجمركيةتحديدالمطاطي و غير المستقر يصعب

في ذلك إدارة الجمارك تشارك بقسط وافر و مهم بما من ذلك كله، بأن الهيئة التنفيذية نستنتج

و لمواجهة ذلك تبقى السلطة ،" الشرعية الجنائيةلمبدأ" خرقا يشكلفي رسم السياسة الجنائية و هو ما

في القيودي حماية الحقوق الفردية و إن كانت هذه األخيرة تعرف بعض الضمان الوحيد فالقضائية

.ممارسة هذه المهمة

دور القضاء الجزائي في رقابة شرعية النصوص اإلدارية: الثالث المطلب

في تقدير شرعية النصوص اإلدارية مهما الجزائي محكمة النقض الفرنسية بسلطة القاضي تقر

فقرة 111خذ قانون العقوبات بعد ذلك بهذا المبدأ بشكل موسع في المادة قد أو. )25(كانت طبيعتها

5)26(.

الدعوى دليال على ذلك كثرة الطعون أمام المحكمة العليا ضد القرارات الفاصلة في يكفي، و 118 بوسقيعة، المرجع السابق، ص أحسن ) 24(

.40، ص 1992نظر مجلة الجمارك عدد خاص مارس الجبائية بسبب خرق قانون الجمارك، أ

Page 17: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

اعتبار التعليمات و المناشير أساسا شرعيا عدم إذا كان القضاء في الجزائر مستقرا على و

بها القاضي من أجل بناء قناعته الشخصية، فإنه ال يوجد يسانسللمتابعة و اعتمادها كعناصر مادية

شرعية النصوص التنظيمية من طرف القاضي الجزائي بل على العكس فإنه لمناقشةمنا أمثلة حسب عل

إن كان في بعض األحيان يعمد إلى وضع إطار ضيق لدور هذه و ،)27( بصفة مطلقةبهايتقيد

.)28(النصوص في التجريم

اسة التجريم في النصوص اإلدارية في رسم سيتأثير نالحظ أن دور الرقابة القضائية في دفع و

: التاليةلألسبابالميدان الجمركي محدود و ذلك

المطروحة القضاء ال يدخل إال بصفة عارضة لتقدير شرعية تعليمة معينة و في حدود القضايا أن -1

اإلدارة من ترسمهأمامه كون أن عددا ال يستهان به من القضايا تحال إلى المصالحة وفقا لما

.)29(جزاءات

ختصاص القاضي الجزائي في إلغاء هذه النصوص حيث يتقلص دوره في إزاحة النصوص اعدم -2

و حتى اتجاه الغير من المتابعة الجزائية عند ثبوت عدم شرعيتها لتظل صالحة الفعالية اتجاه المذكورة

.)30(نفس المتهم في حالة قيام متابعة أخرى من نفس النوع ضده

(25 ) « Le juge pénal a tous pouvoirs pour apprécier la légalité des actes administratives pénalement sanctionnés tous réglementaires qu’individuels ourvu qu’ils ne soit pas nécessaire de les interpréter » (crim 21/12/1961/ Bull. rim N° :551). (26 ) Le juge pénal apprécie la légalité de l’acte administratif « réglementaire ou individuel, lorsque de cet examen depend la solution du procés pénal, il interprète cet acte » (article 111-5 code pénal).

القضائي للمنازعات الجمركية، االجتهادمصنف ( III ع ج م ق 17/03/1997 في المؤرخ 143390ل مثال القرار رقم نأخذ على سبيو ) 27(

أجلمن ( اعتبرت المحكمة العليا بأن القرار القضائي الذي أعفى المتهم من المسؤولية حيث، )1998المديرية العامة للجمارك، العدد الثاني،

21/01/1991 القرار الوزاري المشترك المؤرخ في من 05بناء على األسباب لم ترد في المادة ) بدون رخصةجريمة حيازة و تنقل المواشي

.غير مؤسس و يستدعي النقض مباشرة نجد بأن القائمة الواردة 26/01/1991 الجمارك و القرار الوزاري المؤرخ في قانون من 328 و 220،326 إلى المواد بالرجوع ) 28(

للنطاق الجمركي إال برخصة مكتوبة من إدارة الجمارك لم البريةالوزاري و التي تحدد البضائع التي ال يجوز تنقلها داخل المنطقة بعد القرار

و إذا كان الملحق . األصليةالقائمةو إذا لوحظ ذكر الجلود في الملحق، فإنه من الثابت أنها لم تذكر في .... البضائعتورد الجلود ضمن هذه

مؤرخ في 146645 رقم قرار" و هذا ما طبقه القضاة و هو التطبيق السليم للقانون . القائمةهيابق للقائمة األصلية فإننا نأخذ بأصل و غير مط

). المشار إليه في الهامش السابقالمرجعنفس ( IIIق .م.ج. ع12/05/1997 المكتتبة المتعلقة بالعقوبات لجريمة عدم االلتزام بالتعهدات 27/04/1998 المؤرخة في 200/ م ع ج / 90 سبيل المثال التعليمة رقم على ) 29(

).الصادرة باللغة الفرنسية( (30 ) J.D. WILFRID « Le principe de la légalité criminelle et d’application de la loi pénale dans le temps ». Juris, cl : pénal : « s’ul est régulier, le reglement n’est pas annulé ar le juge pénal (crim 7/11/1908 BULL crim

Page 18: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

صرامة منول تفسير مسألة معينة و التي تهدف أساسا إلى التقليل توجه القضاء و اإلدارة حتوافق -3

القانونية من أجل القاعدةقاعدة تشريعية معينة أو بعبارة أخرى إشتراك هاتين الهيئتين في تجاوز

.)31(إعطاء مركز أفضل للشخص المتابع قضائيا

مبدأره بصفة كاملة مع نقول بأن التعديل الجديد لقانون الجمارك ال يتوافق في جوهكخالصة و

.تشريعيةالشرعية الجنائية و إن كان يبدو كذلك في ظاهره على األقل و قد اتخذته هيئة

و األسلوب المعتمدين من طرف الصياغة يظهر عدم احترام مبدأ الشرعية خاصة في و

نت تتميز عوض الصياغة الدقيقة التي كاالواسعةفاعتماد الصياغات . المشرع في النصوص الجديدة

المشرع في التوسيع في دائرة التجريم، و هذه السياسة في نيةبها نصوص التجريم قبل التعديل تعكس

يفرض تدخل اإلدارة بشكل )32( حقوق األفراد لعدم إمكانية حصر أبعادهاحمايةحد ذاتها تراجعا في

ى إعطاء دور هام و أدى إلالذيبصفة مستمرة من أجل تفسير هذه النصوص الواسعة، و هو األمر

.الجمركيةأساسي لإلدارة في رسم السياسة الجنائية في المادة

و العقوبة فإنه و باإلعتماد على هيئة أخرى التجريم إذا كان المشرع يبقى في الظاهر سيد و

جزائيا فهو بال شك يتنازل لها عن جزء كبير من سلطاته، عليهامن أجل تحديد األفعال المعاقب

على الحريات الفردية و ال يمكن للسلطة التنفيذية االضطالع بهذه المهمة القيودتشريع وحده وضع فال

.ال تشكل المصدر المباشر لإلدارة الشعبية) السلطة التنفيذية (باعتبارها

N° :427) pour cause de séparation de pouvoir , mais il est seulement ecarté des débats dans l’affaire considérée : il pourrait donc toujours servir pour d’autres poursuites contre des tiers et même contre l’interessé ».

و التي تتضمن إعفاء الناقل العمومي حسن 14/01/1991 المؤرخ في 200م / م ع ج / 119 ذلك أحكام التعليمية رقم على أهم مثال و ( 31(

الحاالت و رفض النطق بمصادرة وسيلة النقل و هو هذه من المسؤولية بصفة مطلقة و ذلك بناء على توجه القضاء في إيعاد مسؤوليته في النية

. المذكورةالتعليمةرة بصريح العبارة في ما تم اإلشا

. إال إذا ارتكب هذا األخير خطأ شخصياالعمومي المحكمة العليا هذا الموقف حيث أشارت بصفة ضمنية بأنه ال يمكن مساءلة الناقل أكدت قد و

.III غ ج م ق 23/06/1997 مؤرخ في 148624 رقم قرار -

.III ج م ق غ1997/ 07/07 مؤرخ في 149469 رقم قرار -

.III غ ج م ق14/04/1998 مؤرخ في 156686 رقم قرار -

).1998، 2العدد في مصنف االجتهاد القضائي في المنازعات الجمركية، المديرية العامة للجمارك، مذكورةقرارات ((32 )J.D. WILFRID art. précité « le législateur est en effet en partie l’artisan de son propre abaissement n’ayant pas craint à divers occasions d’adapter des rédactions imprécises… ce phénomène qui peut s’expliquer par un désir de parvenir à une répression optimal a fini par dénaturer les fonctions incrimininatrices du pouvoir législatif pour devenir synonyme de répression aveugle aux horizons illimitées »

Page 19: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

الجرائم و هو األسلوب الذي يتحدد بمقتضاه بوصف أن استخدام أسلوب اإلحالة فيما يتعلق كما

يحمل في طياته مخاطر عدم ) أو قانون جنائي خاص (العقوباترم خارج نطاق قانون النشاط المج

من فكل" و التفويض الواسع من جانب السلطة التشريعية إلى اإلدارة الوضوحالدقة و االفتقار إلى

.)33(" المحظور و النتيجة المحظورة يجب أن يتحدد بقدر اإلمكان بواسطة قانون العقوباتالنشاط

خاصة في القانون الجزائي بصفةر خطورة الصياغة الواسعة و أسلوب اإلحالة تظهو

تتولى إدارة الجمارك تطبيقها كاف لقيام التيالجمركي، باعتبار أن مجرد خرق القوانين و األنظمة

استحالة اإللمام بكل هذه القواعد نظرا للتضخم الذي رغمالجريمة دون اشتراط توفر القص و ذلك

.)34(الجمركية التنظيم في المادة يشكو منه

احتفاظ الجريمة الجمركية بالبنية المادية: الثاني المبحث

بمقتضاه ال يجوز للقاضي تبرئة الذي شك في أن احتفاظ المشرع الجزائري بالنص ال

لجريمة الجمركية و دليل على تمسكه بالبنية المادية ل) ج ق 1/ 281المادة (المخالفين استنادا إلى نيتهم

صرامة هذا الموقف الذي يكاد يختزل كل صور األجحاف في حق منانعدام اإلرادة في التقليل

العقوباتأعمال المؤتمر الدولي الثالث عشر لقانون ( و مبادئ قانون العقوبات االقتصادي بمفهوم الثامنة من توصيات القسم الثاني التوصية ) 33(

.238،239 خطوة، المرجع السابق، ص أبوذكرها أحمد شوقي ). 1984 أكتوبر 7 إلى 1الذي عقد في القاهرة من الفترة . و عالقته بالمسؤولية الجنائيةالقانونفي هذا الجانب في الجزء المخصص للغلط في ما تم تخصيصه أنظر ( 34)

Page 20: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

رغم االنتقادات الموجهة من طرف رجال لفقه و دعوة العديد منهم إلى هذااألشخاص المتابعين و

.)35( هذه المسألةفيإعادة النظر

أحكاما تتعلق بتطبيق الظروف ) ق ج281 المادة ( إذا كان المشرع قد أدرج في نفس النصو

الجمارك إال أن ذلك ال يغير في بنية الجريمة الجمركية قانونالمخففة التي لم تكن معروفة من قبل في

ال تمس إال العقوبة المقررة دون التعديل في طابع الجريمة زيادة على ) المخففةالظروف (باعتبارها

.)36( بفكرة حسن النية ترتبط بالضرورةالكونها

الجمركية الموقف السلبي الوحيد الذي ورثه للجريمة ال يشكل عدم التغير في البنية المادية و

، فاعتماد القوة القاهرة كسبب وحيد لإلعفاء من )الطلب األول(التعديل األخير لقانون الجمارك

طورة التي يتميز بها القانون إدراج صور أخرى لمواجهة الصرامة و الخمحاولةالمسؤولية و عدم

فإنو أكثر من ذلك ) المطلب الثاني( هذا المجال يعتبر من أهم مآخذ القانون الجديد فيالجمركي

بعنصر النية مما االعتدادالتعديل األخير قد ألغى معظم الحاالت التي كان يتطلب فيها القانون صراحة

دائرة االستثناءات التي تتطلب بتقليصكية و ذلك يعكس إرادة المشرع في فرض مادية الجريمة الجمر

).المطلب الثالث(إثبات القصد في بعض الجرائم

هيئة الطبيعة المادية للجريمة الجمركية: األول المطلب

الوحيد الذي تم بموجبه استبعاد الركن المعنوي القانوني القانون الجزائي الجمركي النظام يعتبر

على احترام الحصولو ذلك ناتج عن رغبة المشرع في ) ق ج281المادة (بحظر قانوني صريح

أن مجرد خرق هذا التنظيم كاف لقيام الجريمة دون اشتراط توفر حيث ،)37(دقيق للتنظيم الجمركي

3 بتاريخ الخبر من قانون الجمارك دراسة صادرة في جزئين جريدة 282 إعادة النظر في المادة ضرورة مقال عبد المجيد زعالني، أنظر ) 35(

.1997 أفريل 6و

، 1992 القانونية، االقتصادية و السياسية، للعلومى قانون الجمارك الجزائرية، المجلة الجزائرية سعيد يوسف محمد يوسف، مآخذ عل، كذلك و

.296، ص 2 و 1العدد 36 (F) Chapard, les circonstances atténuantes (encyclopédie DALLOZ, II , 1967) Voir aussi arret crim du 14 mars 1983 (JCP, 1983, IV, 173) : « N’ayant pas a être justifiées les circonstances atténuantes ne sont pas réservées qu’aux prévenus de bonne foi ».

. في هذا الموضوع في القسم المخصص للجزاءدراسته فيما يخص الظروف المخففة أنظر ما تم و37 - JP Marty « les délits materiels » RSC 1982 . P 41.

Page 21: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

معظم الفقه للقول باسحالة اعتبار الجرائم الجمركية جرائم مادية محضة نظرا اتجاهو رغم . القصد

نساند الرأي فإننا )38(صر اإلسناد فيها أي وجود اإلدراك و الوعي لدى مرتكب الجريمة عنوجودللزوم

La structure deالجريمةالذي يؤكد هذه الصفة المادية بإعتبار أن اإلسناد ال يرتبط بهيكل

l’infraction 39 المسؤوليةتطبيق توفره في كل الجرائم إنما بشروط لوجوب.

المادي للجريمة الجمركية، فصياغة للطابع ق ج السند الوحيد 281 ال تشكل المادة و

التي بالرغم من تنوعها إال أنه يمكن تقسيمها إلى طائفتين و )40(النصوص المجرمة تؤكد هذا الطابع

.)41( اإلهمال الجمركيجرائمجرانم القواعد العامة و

جرائم القواعد العامة الجمركية: األول الفرع

عدا تلك التي ورد بشأن ركنها المعنوي كم ماصورة معظم الجرائم الجمركية تجمع هذه الو

الجرائم المادية هي جريمة التهريب و التصريح نماذجخاص تضمنه نص التجريم ذاته، و أهم

في هذه الجرائم تقوم المسؤولية بمجرد خرق القوانين و التنظيمات التي تتولى إدارة و ،)42(المزور

. لقيام الجريمةكافا، فمجرد عدم االمتثال إلى االلتزامات الخاصة بالعمليات الجمركية تطبيقهالجمارك

عملية االستيراد أو التصدير، و أثناءو أول هذه االلتزامات هو المرور على مكاتب و مراكز الجمارك

ي اقتياد يشكل عملية تهريب، كما أنه ال يكفااللتزامكل تصرف يكون نتيجة التغاضي ماديا من هذا

يتعين أن تكون هذه البضائع موضوع تصريح مفصل كامل و بلالبضائع إلى المراكز الجمركية

خطأ أو إغفال و إن لم يؤثر على الحقوق و الرسوم الواجبة كلصحيح ، وعلى هذا األساس فإن

) ق ج319المادة ( إجراءات الخطر كاف لقيام الجريمة الجمركية منالتطبيق أو على إجراء

قرينة على وجود عنصر الخطأ، فمجرد تحمل يرى القضاء الفرنسي أن كل هذه األعمال و

القاهرة و ثبوت مادية الفعل كافية الفتراض وجود القوةغياب موانع اإلسناد كالجنون أو اإلكراه أو

.43بالجريمةالوعي و اإلرادة في القيام

38 - VOIR Berr et Tremeau opcit N° 647 page 460 et 461 –JP Marty , art précité.

: ككلالعقوبات في ذلك راجع إلى التداخل بين مفهومي المسؤولية و الركن المعنوي في قانون السبب و Voir JH Robert « l’histoire des éléments de l’infraction » RSC. 1977. P 269. « L’extrème difficulté….est de placer la frontière entre ce qui sépare l’élément moral et a théorie de la responsabilité pénale ».

100-145ص / 1998 الجمركي، رسالة دكتوراه جامعة الجزائر، العقوبات المجيد زعالني، خصوصيات قانون عبد 3940 - PH Deguardia « l’élément intentionnel dans les infractions douanièe »RSC 1990,N° 5, p 487.

.147 عن عبد المجيد زعالني، المرجع السابق، ص التقسيم هذا أخذ 4142 - Berr et Tremar opcit N° 647 p 460. 43 - PH. DE GUARDIA, art récité : « la cour de cassation continue de présumer l’existance de la volonté d’enfreindre la prohibition légale à partir du seul fait que l’élément matériel est établi ».

Page 22: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

تي التحتمل إثبات العكس، ففي كل هذه هذه القرينة في طبيعتها القاطعة الخطورة تكمن و

الجمارك المسؤولية بمجرد خرق التزام قانوني دون أن يكون على النيابة العامة أو إدارة تقوماالالت

. بإثارة حسن نيتهالجنائيةإثبات نية الغش و دون أن يكون باستطاعته الشخص المتابع نفس مسؤوليته

صور اإلهمال الجمركي: الثانيالفرع

الجمارك فيما يتعلق بهذه الجرائم مفهوم المسؤولية الموضوعية حيث ال يشترط قانون يعتمد

عنه، مجرم لجرائم القواعد العامة إثبات المساهمة الشخصية للشخص المتابع أو صدور فعل خالفا

نة عن ممارسة مهالناجمةفتكون مسؤولية الجنائية قائمة ضد أشخاص محددين سلفا بناء على صفتهم

).الحيازة(معينة أو عن وضعية ما

الجمارك على هذه الفئة من األشخاص الذين يعتبرهم بحكم صفتهم فاعلين قانون ينص و

ق 304المادة (و ربان السفن و قائدوا المراكب الجوية ) ق ج303المادة ( الحائزون همرئيسين و

ق 308المادة (و المتعهدون ) ق ج307 و 306المواد (و المصرحون و الوكالء لدى الجمارك ). ج

).ج

مهنتهم أو حيازتهم للبضاعة طبيعة تجمع كل هذه الحاالت في اعتبار هؤالء األشخاص بموجب و

حيث أن مجرد ضبط هذه البضائع في حالة غير بمهامهم،ملزمين بواجب الحيطة و الحذر أثناء قيامهم

عنه قيام مسؤوليتهم الجنائية و ذلك حتى و إن لم تثبت مما ينجم االلتزامشرعية دليل على إخاللهم بهذا

. في الغشالشخصيةمشاركتهم

اإلهمال و عدم االحتياط و ذلك عمال قرينة على هذا األساس، فإن المسؤولية الجنائية قائمة هنا على و

صورة خاصة في الجمركية، و تأخذ هذه القرينة بالمادةعلى تحقيق أهداف السياسة الجنائية الخاصة

.44le risqué ur على أساس المخاطرالمسؤوليةهذا المجال حيث تتسع لتقارب مفهوم

المرتكبة على متن هذه المراكب و المخالفات ربان السفينة أو قائد المركبة الجوية عن كل فمسؤولية

و إن كانت يرالغ حمولتها و التي تنتج ليس فقط عن فعله الشخصي و إنما كذلك فعل كانتذلك مهما 44 PH . DE GUARDIA art précité.

Page 23: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المصرح أو الوكيل عن المخالفات التي تضبط في التصريحات الجمركية مسؤولية ال إرادية، و بصفة

ذلك حتى و 45 التي يقومون بها لدى الجمارك و إن كانت ناتجة عن توجيهات موكليهمالعملياتأو في

راقبة تم القيام بها عند المرسل إثر عملية مأو 46 يتم اكتشاف الغش إال بناء على خبرة تقنية لمو إن

أن القانون ال يسمح بحيث بأن الخطأ يأخذ صورة خاصة بالنسبة لمحترفي التجارة الدولية تبين 47إليه

. المسؤوليةمنلهم بأي عذر لإلفالت

يحكم قواعد مساءلة الحائز باعتبار أن الحيازة في المادة الجمركية تأخذ مدلوال المنطق نفس و

تتوفر لديه الحيازة بالمفهوم أو 48ال يشترط أن يكون الحائز مالكا للبضاعة محل الغش فواسعا،

ال يشترط أن تكون كما 51 حتى من غير علمهأو 50 أنه قد أصبح حائزا بناء على التزامأو 49المدني

حائزا لهذه البضاعة الشخص الذي فيعتبر à corps ou à mainالحيازة مباشرة للبضاعة محل الغش

بسند أو بغير سند، المالك، المستأجر، الحارس سواءغل المكان الذي توجد فيه البضاعة المذكورة يش

. الشخص المكلف بقيادة المركبةنقلهاأو الشاغر بصفة مادية، و في حالة

عدم وجود البضاعة على المتهم بصفة مباشرة حالة على هذا األساس، فإن الحيازة تسند في و

البضاعة محل الغش فيها، و في حالة عدم التعرف عليه عثورس المكان أو المركبة التي تم إلى حار

45 Cass crim 2 février 1950 (doc cont N° 913 ) : « la mission des cpmmissionnaires en douane agrées ne consiste pas seulement à reproduire les termes de la déclaration faite ar leur commenttants mais à faire une déclaration régulière après avoir effectu é les vérifications nécessaires ».

لدى الجمارك تسمح له عن طريق مراقبة المعتمد التقنية للوكيل المؤهالت بأن الفرنسية على هذا األساس فقد اعتبرت محكمة النقض و 46

البضائع و مصدر قيمة أو من الخبراء بتحديد بصفة دقيقة موكله التي كان من الممكن له طلبها من عند التوجيهاتالبضائع و الوثائق و كذا

2159: Crim 11 avril 1940 BC N°. 47 -Crim 20 oct 1947, doc cont N°805. 48 Cass crim 19 fevrier 1948, bull crim N° : 819. 49 Cass crim 19 dec 1946, doc cont N° 787. 50 Cass crim 29 janvier 1948, doc cont N° 817 51 cass crim 17 mai 1933, doc cont N° 722.

Page 24: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

فإن المسؤولية تقع على المالك و يكون ) بدون أي شخص على متنهامعزولوجود المركبة في مكان (

.)52( بأن حق االستغالل قد انتقل إلى شخص آخر وقت ارتكاب الجريمةإثباتعلى هذا األخير

في مجال الجرائم الجمركية و احتفاظ هذه الجنائيةمام هذا المفهوم الموسع للمسؤولية أو

المنتظر إدراك المشرع للمشاكل التي تطرحها هذه النصوص من منالجرائم ببنيتها المادية فقد كان

صارمة ألشخاص لم تثبت مساهمتهم الشخصية في الفعل المجرم و عقوباتناحية الواقع لفرض

اإلعفاء الخاصة التي ال تشكل في نظرنا إضعافا لسياسة حماية المصلحة حاالتة إدراج بعض محاول

متطلبات يبدو أن المشرع يعتبرها األولوية المطلقة و تتوافق في نفس الوقت مع أدنى التيالعامة

فظ بمفهوم و ظل يحتاالنشغاالتالعدالة و اإلنصاف، إال أنه من المؤسف أن المشرع لم يلتفت إلى هذه

.القوة القاهرة كسبب وحيد لإلعفاء من المسؤولية

ضيق مجال انتقاء المسؤولية: الثاني المطلب

الجنائية الخاصة بالمادة الجمركية المسؤولية في هذه النقطة إلى حاالت انتقاء نتعرض

لإلعفاء و هو إن كان هذا األخير ال يعرف إال سببا وحيدا و )53(المنصوص عليها في قانون الجمارك

المشرع لم يستفذ من فرصة مراجعة هذا القانون من أجل إحداث تطور بأنو نالحظ . القوة القاهرة

282 الغلط القاهر أو حتى القيام بخطوة جزئية في هذا المجال بإلغاء أحكام المادة نظريةفعلي بإعتاق

حتى تتوافق 1987 جويلية 8انون الفرنسي بموجب قالجمارك ج قبل التعديل مثلما آل إليه قانون ق

.)54( منهاالمرجوةسياسة التعديل مع التطلعات

La force majeurالقوة القاهرة : األول الفرع

52 - Cass Crim 20 janv 1947, doc cont N° 864.

صعب التصور في الشرعي الجنائية عديدة، إال أن معظمها و خاصة ما يرتبط منها بالجريمة كالدفاع المسؤولية كانت أسباب انتقاء إذا- 53

لذلك سنتعرض في هذا الجزء ألسباب اإلعفاء المرتبطة ) 145 ص السابق،أنظر عبد المجيد زعالني، المرجع (مجال الجريمة الجمركية

. نظرا لتحققها في كل الجرائم بما في ذلك الجرائم الجمركيةلمسؤوليةلبالجانب المعنوي يسعى إلى تجسيد دولة القانون بمنح ضمانات للمتعاملين ) 10-98قانون ( جاء في مقدمة عرض أسباب أن قانون الجمارك الجديد فقد - 54

. بوجه عامالمتابعيناالقتصاديين و األفراد

Page 25: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

في مصدرها إال و هي ال تتميز عنها المادي القوة القاهرة صورة من صور اإلكراه تعتبر

مخالفة إرادة الفاعل و ترغمه على و غير البشري من حيث أنها تعتبر قوة خارجية تعدمالطبيعي

.)55(القانون و يضاف إلى ذلك عدم قابليتها للدفع و التوقع

من كل نص المشرع الجزائري على القوة القاهرة كسبب لإلعفاء من المسؤولية الجنائية في قد و

. من قانون الجمارك305، 225، 64، 56المواد

جواز رسو السفن التي تقوم برحالت دولية عدم من قانون الجمارك على56 تنص المادة حيث

. ماعدا في حالة القوة القاهرة المثبتة قانوناالجماركإال في الموانئ التي يوجد فيها مكتب

. قاهرةأسباب على منع تفريغ البضائع أو إلقائها أثناء الرحلة إال في حالة وجود 64 المادة نصت كما

في يشكل ق ج حيث اعتبرت أن القوة القاهرة أو الحادث الذي 225 الشيء فيما يتعلق بالمادة نفس و

المدة المحددة في والحقيقة صورة من صور القوة القاهرة سببا لإلعفاء من واجب االلتزام بالمسلك

.رخصة التنقل

السفينة بصفة كلية من المسؤولية في ربان ق ج تنص على إعفاء 305 أخيرا فإن المادة و

. قبل تدخل إدارة جزائرية مختصةالسفينةئر كبيرة حتمت تغيير اتجاه حالة وجود خسا

في الجزائر لتوضيح مفهوم القوة القاهرة و قضائي إذا كان في حد علمنا ال يوجد اجتهاد و

جد صارمة في هذه المسألة حيث تشرط عدم إسناد الحدث الفرنسيةرسم حدودها، فإن المحكمة النقض

. من طرف هذا األخير بصفة مطلقةدفعه إلى الفاعل و استحالة

النقض الفرنسية من قبيل القوة القاهرة لمحكمة في هذا السياق، اعتبرت الغرفة الجنائية و

إلى الجمارك عند أول طلب بعد أن أثبت حدث السرقة بتقديمهاسرقة مواشي كان صاحبها قد التزم

.)56(بضبط الفاعل و إدانته

نهر أدى إلى إغالق المعبر و جعله غير فيضانمن قبيل القوة القاهرة اعتبرت أيضا كما

.)57( بالمرور عليه لتقديمها إلى أول مكتب جمركيالتزمصالح لمرور المواشي كان صاحبها قد 55 - Berr et tremeau op cit N° 655 page 466. 56 - Cass Crim 14 juil 1951 Doc Cont N° 971. 57 - Cass Crim 01 juil 1943, RJD 1945, III, 25.

Page 26: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

كون أن البضاعة : حاالت القوة القاهرةمن أنها و من جهة أخرى رفضت اعتبار حالة غير

وجود مسافرين على متن و )58( طرف طباخهمنمتهم دون علمه محل الغش و ضعت في أمتعة ال

جهل أو )59( المذكورةللبضاعةسيارة تنقل بضائع محل الغش دون علمهم بالطبيعة غير الشرعية

بأنه ال يمكن الفرنسيةالشخص محتوى الطرد المرسل إليه، و في هذا الصدد اعتبرت محكمة النقض

باعتباره و قد أصبح حائزا فلم الحشيش الشخص طردا يحتوي مادة إثارة القوة القاهرة في حالة تلقي

الحاالت التي ال تتوافق مع قواعد العدل و هذه. )60(الطرديكن في حالة استحالة مطلقة لمعرفة محتوى

. غير كاف لإلعفاء من المسؤولية الجنائيةالقاهرةاإلنصاف تؤكد بأن مفهوم القوة

Erreur Invincible الغلط القاهر : الثاني الفرع

ذلك الغلط الذي ال يمكن تجنبه بقدر من بأنه محكمة النقض الفرنسية الغلط القاهر عرفت

هذا النوع من الغلط يترب و ،)61( و هو يعتقد مشروعيتهفعلهالفحص و الحذر فيكون الفاعل قد ارتكب

ب اإلعفاء من المسؤولية غير أنه أسبامنمن القوة القاهرة فاعتباره صورة من اإلكراه و بالتالي سببا

يعدم إرادة صاحبه، بل هو ناتج عن خطأ صادر خارجييظل مميزا عنها كونه ال يتطلب وجود حدث

رغم القيام باألبحاث الالزمة لذلك أو حتى باإلستعانة تجنبهمن هذا األخير لم يكن في استطاعته

.)62(بالغير

في القانون يفيد صاحبه متى كانت له صفة قاهر أو على هذا األساس، فإن هذا الغلط الماديو

.)63( كانت تابعة للقانون الجنائي العام أو الخاصسواءو ذلك مهما كانت طبيعة الجريمة

من قانون الجمارك 3 فقرة 399 في المادة القاهر قد اعتنق المشرع الفرنسي نظرية الغلط و

أو التي بمقتضاها ال يمكن أن تسند المصلحة 17/12/1958الفرنسي بمقتضى األمر الصادر بتاريخ

58 - Cass Crim 19 Mai 1926, Doc cont N° 576 59 - Cass Crim 3 Fev 1949 doc cont N° 368. 60 - Cass Crim 25 jan 1982, G c p 82 ed G IV 132. 61 - Cass Crim 24-11-1980. Bull Crim N° 313. 62 - R.Legros. Art, précité. 63 - JP. Courturrier « l’erreur de droit invincible en matière pénale » RSC, 1968. p 553.

Page 27: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أو تبعا للغلط القاهر، و إن كان يتعلق األمر هنا بنص الضرورةفي الغش لمن عمل في ظل حالة

فال مانع من التفسير الواسع في هذا الصدد و جعل الغلط القاهر سببا عاما الغشخاص باإلستفادة من

.)64( من المسؤولية الجنائيةلإلعفاء

من صور اإلعفاء من المسؤولية حتى الصورة نالحظ أن المشرع الجزائري ظل يجهل هذه و

الصرامة الخاصة التي يتميز بها القانون الجمركي في مواجهةبعد التعديل على الرغم من أهميتها في

وظا في عودته هذه النظرية صراحة تشكل بالنسبة للقانون الجمركي تقدما ملحفإعتناق" نظرته لإلذناب

جد على مهم القواعد العامة إذا ال شك في أن قبول الغلط و لو بصفة قاهر أمر في د ذاته لتطبيق

.)65(" الجمركي بوجه عامللقانونصعيد السلطة التقديرية للقاضي الذي ال تخفى عنه القساوة المميزة

خاصة أين بصفة المجال الجمركي أهمية اعتناق نظرية الغلط و بالتحديد الغلط في القانون فيتظهر و

هو الشأن في مجال الجرائم التقليدية، و سبق و أن أشرنا إلى ما كما يكفي الضمير وحده كمرشد ال

تعقيد ناشئ عن كثرة التشريعات و سرعة تغييرها و عدم كفاية أساليب اإلعالم منتتميز به النصوص

.)66(بها

يجعلها سببا للتعقيد إن لم نقل الغموض في ماأن يخص ظاهرة تعدد النصوص، فال شك ففيما

مصادر التجريم حيث أن عددا كبيرا من هذه النصوص ال تنوعالقانون الجمركي هو كونها ناتجة عن

أن يتخذه نص التجريم آال و هو القانون بل تصدر في شكل تنظيمات المفروضتتقيد بالشكل الذي من

و يمكن القول بأن هذا التعدد و التنوع في النصوص . عليمات صورة مناشير أو تمجردتأخذ أحيانا

بسرعة تتميز كاف ألن يوقع المخاطبين بها في الغلط، إضافة إلى ذلك فإن هذه التنظيمات الجمركية

باجته الكبيرة إلى التكييف يتميز )67(تغييرها ، فالمجال الجمركي كالمجال االقتصادي بوجه عام

. و الكالية و غيرها مما يؤدي إلى عدم استقرار التشريعاالقتصاديةلبات المستمر لنصوصه مع المتط

بصياغة الواضح أن التقلب السريع للنصوص تحت ضغط العوامل المختلفة المذكورة ال يسمح من و

يجعل مهمة ممانصوص واضحة و ال تترك وقتا كافيا إلقامة التناسق بين هذه النصوص و سابقاتها

للغاية و يؤدي بالتالي صعبةري المفعول و بالمعنى الذي أن يعطيه إياه المشرع اكتشاف النص السا

عرضة للتغيير في هذا الميدان األكثرإلى انتشار ظاهرة الوقوع في الغلط السيما، و أن النصوص

إلى علم المخاطبين بها إال من خالل تصلفمعظم هذه النصوص ال . متميزة بنقص اإلعالم بها

ال تستبعد أن تكون ذاتها سببا قد يوقع المتعامل معهم التيوظفين الذين يتم التعامل معهم و توجيهات الم

.في الغلط 64 - JM Gonnard JC P Annexe 1997. Douanes, la responsabilité et la solidarité. N° 140 et 81.

.166 زعالني، المرجع السابق، ص المجيد عبد - 65 . الجنائيةالشرعية تم تخصيصه في هذه المسألة في الجزء الخاص بمدى استجابة الصياغة الحالية لمبدأ ما أنظر - 66

67 (JF) RENUCCI. Opcit , p 8 : « Le droit pénal économique…. Est particulièrement instable et variable. C’est un droit temporaire et de circonstance. Le droit pénal économique a de plus, tendance à tous régir et dans les moindre détails, ce qui tend à favoriser une inflation législative dangereuse pour la matière elle-même ».

Page 28: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

في صريحة ما يتميز به القانون الجمركي من تعقيد تظهر أهمية اعتناق نظرية الغلط بصفة أمام و

غير القضائي القانون خاصة و أن االجتهاد

يتميز ما ،)68( اإلعفاء من المسؤولية الجنائية بوجه عامأسبابمستقر في اعتماد هذه النظرية كسبب من

.)69(به االجتهاد القضائي في هذه المسألة من صرامة في المجال الجمركي

المسؤولية خطوة لظهور اختالف األراء ول هذه النظرية إال أن اعتماد الغلط القاهر شكل أولرغم و

القانون الجزائي الجمركي الفرنسي و التي سمحت بعد في La responsabilité moraleالمعنوية

.)70( النية كسبب من أسباب اإلعفاء من المسؤولية الجنائيةبحسنذلك األخذ

حسن نية كسبب من أسباب اإلعفاء من المسؤولية: الثالث الفرع

29 استبعاد حسن النية بصدور قانون قاعدةكي الفرنسي بشأن تطور التشريع الجمربدأ

من قانون الجمارك بعدما كانت قاعدة عدم جواز مسامحة 369 عدل المادة الذي )71(1977ديسمبر

هذا نيته مطبقة في القانون الفرنسي بمقتضى نص المادة المذكورة بكيفية شبه مطلقة و علىالمخالف

ببراءة الجانح للنطق، و إذا كان حسن النية بمقتضى هذا التعديل ال يكفي لفترة زمنية تزيد عن قرنين

8 الفرنسي بموجب قانون التشريعو قد ذهب بعد ذلك . إال أنه سمح إفادة صاحبه بالظروف المخففة

من 2 فقرة 369 التخلي مطلقا عن قاعدة استبعاد حسن النية بإلغاء أحكام المادة إلى 198772جويلية

.جمارك القانون

صفتها المادية ال أن باعتبار)73( الجمركيةالجريمة رغم أن هذا التعديل لم يغير في طبيعة و

ككل، غير أنه أدى إلى إدراج التجريمترجع فقط إلى المادة السالفة الذكر و إنما إلى صياغة نصوص

68 - JP. Couturrier ; art récité.

النقضو لقد اعتبرت محكمة . 167 السابق، ص المرجع و كذلك عبد المجيد زعالني، 399 المرجع السابق، ص يوسقيعة أحسن - 69

:الفرنسية أن الغلط القاهر ال يعفي من المسؤولية« En matière douanière ni l’erreur ni la faute ni la complaisance des agents de l’administration des douanes ne sont une excuse pour le prévenu et ne constituent pas une cause d’exonération de responsabilité » (Vass Crim 2mars 1950 bull crim n° 78.23 mai 1959 bull crim n° 270 – 13 mars 1974 bull crim n° 107) « L’erreur de fait ou le droit commise par le contrevenant lui-même n’est pas non plus une cause d’exoration de responsabilité » (Vass crim 22/ mars 1946 doc n°772). 70 - JM Gonnard, JC. Annexe 1997. V° Douanes Responsabilité et solidarité. N° 140 et 81. 71 - Loi n° 77-1453 du 29/12/1977. « accordant des garanties de procédures aux contribuables en matière fiscale et douanière » JO du 30/14/1977. 72 - Loi N° 87-502 (JO du 9/07/1987). 73 - Berr et Tremeau opcit N° 645 p 459 : « La reforme de 1987 loin d’être négligeable ne porte que sur le problème précis. De l’exonération de responsabilité du délinquant qui n’est pas à l’évidence à confondre avec celui de l’exigence d’un élément moral ».

Page 29: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

رمة و صعبة اإلثبات أسباب اإلعفاء الصايجاوزحسن النية كسبب من أسباب اإلعفاء من المسؤولية

.)74(المسؤوليةالتي كان المتهم مقيدا بها لإلفالت من

يكن ليلزم النيابة العامة أو اإلدارة إثبات الغش لم على هذا األساس ، فإن هذا التعديل و إن و

مفترضة، غير أنها و خالفا لما كانت في السابق غير مطلقة و قابلة األخيرةلدى المتهم حيث تبقى هذه

أكدتهو هذا ما . و تسمح بذلك استعادة القاضي لسلطاته في تقدير نية الغش لدى المتهمالعكسثبات إل

للجرائممحكمة النقض الفرنسية بحيث اعتبرت أن القانون الجديد لم يدخل أي ركن معنوي

.)75(الجمركية

ء الجريمة أكبر في هذا المجال بإعطابتطوير إذا كان معظم الفقه يتجه إلى المطالبة و

التعديل الذي جرى على القانون الفرنسي فإن )76(المعنويالجمركية بنية كاملة باشتراط توفر الركن

و الخطير لطبيعة المسؤولية الجزائية في الجريمة البالييشكل خطوة هامة في اإلنقاض من الطابع

.الجمركية

بالتحديد عند المراجعة قانون هذه المسألة إلى قد كان على التشريع الجزائري اإللتفات و

التي مفادها أن ال يجوز مسامحة المخالف إستنادا إلى السابق ق ج 282الجمارك بإلغاء نص المادة

لتحقيق الموازنة الفعالة بين قواعد العدالة و اإلنصاف و الواقعية من جهة و كافيانيته، و قد كان ذلك

كسبب النيةغاء النص المذكور يسمح باعتماد عنصر فإل: على المصالح العامة من جهة أخرىالحرص

الجمركية التي خلقت للجريمةمن أسباب اإلعفاء من المسؤولية الجنائية دون التأثير في البنية المادية

المتابعات المجحفة غير المنطقية و باستبعادأساسا لحماية هذه المصالح ، كما تسمح في نفس الوقت

. لديهم نية الغش بصفة كليةتنعدمألشخاص الذين غير اإلنسانية بالنسبة ل

تقليص حاالت تطلب القصد: الثالث المطلب

أفصح فيها صراحة عن ضرورة إثبات الحاالت المشرع الجزائري قبل التعديل عددا من أورد

ج ق 319المادة ( بعض الجرائم الخاصة إلى فباإلضافةالقصد عند مرتكب الجريمة إلمكان معاقبته،

المخالف علم صفة العون الجمركي عند رفضه االمتثال لطلب التوقف فيالتي تشترط ") و"فترة 74 - Berr et Tremeau opcit N°652 . p 465 : « le caractère invincible de l’erreur ne devrait lus être exigé lorsque le prévenu se propose de démontrer son absence d’intention frauduleuse ». 75 - Crim 7 dec 1977. Gaz pal 1988. I. 287 note dou cet. 76 - Berr et Tremeau opcit N° 656 page 49. (PH) DE guardia art précité, (CH) DE Guardia « l’article 23 de la loi du 09 juillet 1987 un nouveau code de douanes » Gaz pal 1987.

Page 30: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

، فإن االشتراك في الجرائم ) ق ج48المادة ( طلب االطالع على الوثائق أو) ق ج43المادة (

بات المنفد الرئيسي المستوجب اإلثبات، إضافة إلى بعض الحاالت التي يتطلب فيها إثكانالجمركية

قانونية إذ ال مكانةو إذا كانت معظم هذه األوضاع ال تحتل في الميدان الجمركي إال . استثناءاالقصد

أن وجودها في إال )77( الخاصةاألحكاميتم اللجوء عمليا إليها عندما ال يعدو من غير الممكن تطبيق

طلق و خلق مساحة الستثناءات مبشكلهذا القانون كان دليال على عدم اعتماد الصفة المادية للجريمة

.هذه القاعدة

هذه االستثناءات بإلغاء معظم الحاالت التي دائرة من الغريب أن التعديل الجديد قد قلص من و

331 ق ج المتعلقة باإلشتراك و كذا المادة 311 و 309 الموادتشترط وجود القصد حيث ألغيت أحكام

. ق ج

كونه صار مختزال في مفهوم االستفادة القصدتوجب توفر بهذا الشكل لم يعد االشتراك يسو

كل الجرائم المنصوص عليها في قانون أصبحت )79( ق ج331 أنه و بإلغاء المادة كما ،)78(من الغش

و باألخص المنصوص عليها ) ق ج318المادة ( الجنحالجمارك جرائم مادية و أصبحت المحاولة في

قبل التعديل الذي يشترط تطلب ) 9(و ) 7( فقرة 330 المادة توافقتي ال) و(و ) د( فقرة 325في المادة

الوحيد لهذه القاعدة، و إن كان األخذ بالقصد ضيقا في هذه الحالة االستثناءالقصد في صورة هدف

في مجرمة أن معظم األفعال التي يمكن اعتبارها من منظور القانون العام أعماال تحضيرية كونكذلك

كمثال على ذلك حيازة بضائع حساسة و ،)80(ركي و تأخذ بالتالي صورة الجريمة المستقلةالتشريع الجم

في قانون الجمارك دون حاجة إلثبات قصد الحائز لذاتهللتهريب بالقرب من الدود، فهذا الفعل مجرم

.الخارجتهريب البضائع المذكورة إلى

ريع الجزائري الزال مستمر في مقاومة التشأن من خالل ما استعرضناه في هذا الجزء نستنتج

الجنائي الحديث ككل و القانون الجزائي الجمركي بوجه القانونتيارات التطور التي أخذت ترتسم في

ق ج بعد التعديل و 281 على قاعدة استبعاد حسن النية بموجب المادة بالتأكيدخاص و ذلك ليس

.بات القصد بصفة استثنائية بتقليص الحاالت التي كانت تتطلب إثإنماحسب و

و أحكام ) ق ج 310المادة ( الغش ق ج استبدل بمفهوم االستفادة من 309 للقواعد العامة المنصوص عليها في المادة طبقا فاإلشتراك - 77

حيث اشترك بضائع العلم بطبيعتها غير الشرعية ال تلجأ إليها عادة إدارة الجمارك الذي ق ج التي تشترط من أجل متابعة الشخص 311المادة

). القصدوجودفعل الحيازة الذي ال يشترط ( ق ج 303العتماد في المتابعة على نص المادة تفضل ا .باإلشتراك التي أدت إلى استخالص هذه النتيجة في القسم المخصص لتعديل األحكام الخاصة األسباب أنظر - 78التشريعية أو التنظيمية التي تتضمن حظر التصدير أو مخالفة لألحكام كل تصديرا لبضائع محضورة بدون تصريح تعد: " ق ج331 المادة - 79

...." القيام باإلجراءات الخاصة عندما يرتكب الغش أو يحاول ارتكابهعلىتعليق التصدير Berr et Tremeau , ocit n° 634, p 452: و كذلك 180 زعالني المرجع السابق، ص المجيد عبد - 80

Page 31: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ال يحمل أية عالمة للمرونة أدت إلى إعطاء شكل بشكل هذه الطالقة في عدم االعتداد بالنية و

. قانون الجمارك كما سنرى في الفصل الثانيفيخاص لنظام المسؤولية الجنائية

قواعد المسؤولية الجنائية: الثانيالفصل

الجرائم الجمركية قواعد المسؤولية المقررة في القانون العام، و تبعا لذلك يوقع ىعل تطبق

. على كل من ساهم مساهمة مباشرة أو غير مباشرة في ارتكاب الجريمةالجزاء

Page 32: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

التي ما يميز القانون الجمركي هو النطاق الموسع الذي يميز المسؤولية الجنائية فيه و أن غير

كان المنطلق هو المسؤولية الشخصية للمرتكب فإذا ،)81(ة الجزائية التقليديةتتجاوز نظام المسؤولي

أو أشخاص شخص كل يحاول تجاوز هذا الفعل ليطال القانونالمباشر للجريمة الجمركية، فإن

من أجل تعجيز كل عمل ذلكساهموا في تحقيق هذه الجريمة و إيقاع الجزاء عليهم، و يذهب أكثر من

قرائن إدانة صارمة تجاه كل من وضع عمليات الغش حيث يقيم المسؤولية عن طريق من شأنه تسهيل

. الغش، إلى تسهيل فعل المخالفينوراءأدى إهمالهم، و دون أن بحثوا عن تحقيق منفعة من

المسؤولية: يمكن تقسيم المسؤولية الجزائرية في القانون الجزائي الجمركي إلى فئتينبذلك و

. و عدم االحتياطاإلهمالاس المساهمة في الجريمة و المسؤولية القائمة على قرينة القائمة على أس

أن المشرع لم يحدث أي تعديل في هذا الجانب الذي يشكل أساس القانون الجزائي يالحظ و

المبحث( حيث لم تكن النصوص الخاصة بالمسؤولية إال موضوع إعادة صياغة ال غير الجمركي

المبحث ( عندهاورد في مجال االشتراك بعض التعديالت التي يتعين الوقوف ، في حين )األول

).الثاني

استقرار المبادئ العامة: األولالمبحث

الجمركية يقوم من حيث الجرائم تحديده، فإن نظام المسؤولية الجزائية في مجال سبق كما

د العامة، لكنه حرصا على مصالح عليها في القواعالمنصوصالمبدأ على قواعد المساهمة الجنائية

يأخذ شكال موسعا يتعدى هذه القواعد لتصبح المسؤولية الجنائية المسؤوليةالخزينة العامة، فإن مفهوم

و أحيانا أخرى على أساس ) المطلب األول( الجمارك أحيانا على أساس المساهمةقانونقائمة في

التي تعتبر أحد البراءة مما يؤثر بدون شك على قرينة )المطلب الثاني( اإلهمال و عدم االحتياط قرينة

).المطلب الثالث(المبادئ األساسية للقانون الجنائي

في الجريمةالمساهمةالمسؤولية القائمة على أساس : األولالمطلب

يقع الجزاء على كل من ساهم أو حاول المساهمة بصفة مباشرة أو غير مباشرة في أن األصل

الجمركية، و يكون الفعل غير المشروع هو صلة اإلسناد الرابطة بين الفاعل و ريمةالجارتكاب

. و في هذا الجانب تسند المسؤولية طبقا للقانون العام إلى الفاعل و الشريكالجريمة

و ظهور مفاهيم جديدة كالمسؤولية عن فعل المجال القانون العام في هذا لتطور نظرا تقل بدأت يرى بعض المؤلفين أن هذه الخصوصيةو 81

: أنظر في ذلك،الغير، و المسؤولية عن الجرائم االقتصادية C/berr et Tremeau opcit N° 668 page 475.

Page 33: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و تعرف . المادية التي تكتسي طابعا إجراميا في التشريع الجمركيباألعمال من قام فهو : الفاعلأما*

ارتكاب على ع الفاعل بأنه من ساهم مساهمة مباشرة في تنفيذ الجريمة و حرضق 41المادة

. أو إساءة استعمال السلطة أو الوالية أو التحايل أو التدليس اإلجراميالتهديدالفعل بالهبة أو الوعد أو

عال معنويا في تنفيذ الجريمة و إما فامباشرة يكون الفاعل إما فاعال ماديا يساهم مساهمة هكذا و

على مرتكب الجريمة الجمركية و على من كشف له المفهومو ينطبق هذا . حرض على ارتكابها

.)82(الطريق لذلك

لم يشارك اشتراكا مباشرا في ارتكاب الجريمة و لكنه من" ق ع بأنه 42 المادة تعرفه : الشريكأما*

أو المنفذة المسهلةفعال التحضيرية أو بكل الطرق أو عاون الفاعل أو الفاعلين على ارتكاب األساعد

إعتاد أن يقدم مسكنا أو ملجأ او من" ق ع 43 يأخذ حكم لشريك حسب المادة و" لها مع علمه بذلك

الذين يمارسون اللصوصية أو العنف ضد أمن الدولة أو األشرارمكانا لالجتماع لواحد أو أكثر من

".علمه بسلوكه اإلجرامي أو األموال مع األشخاصاألمن العام أو ضد

:صورتين بهذا يأخذ فعل االشتراك في التشريع الجزائري و

. المساعدة على ارتكاب الجريمة-

. إخفاء األشرار-

من إذا كان جائزا للشريك في جريمة جمركية الدفع بحسن النية بالرغم ما يطرح اإلشكال حول و

يعاقب على الجهة أخرى كذلك فإن القانون العام تميز هذه الجريمة بالصيفة المادية من جهة و من

الجمركي؟المجالفهل يمكن تطبيق هذه األحكام في . االشتراك في المخالفة على اإلطالق

في فرنسا على وجوب تطبيق األحكام العامة حيث قضى بضرورة إثبات القضاء استقر

ستبعاد معاقبة الشريك عندما تكتسي قضى أيضا باو )83( في الجريمة الجمركيةالشريكمسؤولية

.)84(الجريمة الجمركية طابع المخالفة

).371ص / المرجع السابق : ذكره أبو سيعة (23/02/1998 المؤرخ في 156742 رقم قرار - 82

83 - Cass Crim 14 avril 1982 Bull. Crim N° 87. 84 -- Cass Crim 27 octobre Bull. Crim N° 284.

Page 34: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

خالل ذلك يتبين عدم استجابة النظرية الكالسيكية لالشتراك لكل متطلبات القمع في من و

سهر التي الجمركي، فنظرية االشتراك تتميز بمجالها الضيق المدد في نصوص القانون و المجال

ألشكال بدقةو يظهر ذلك من خالل تحديد القانون . نقض كل محاولة لتجاوزهاالقضاء على إحترامها ب

يتعارض مع االمتناعالمساهمة المادية للشريك، حيث يشترط ضرورة إثبات نشاط إيجابي، فمجرد

هذا النشاط سابقا أو معاصرا يكونمختلف مظاهر الركن المادي كما حددها القانون ، كما يشترط أن

على تمام الجريمة من حكم قواعد االشتراك، و الالحقةيمة، مما يخرج أعمال المساهمة الرتكاب الجر

العامة لالشتراك و إن كانت ال تمنع من عقاب بعض المساهمين في القواعدهذه الحدود التي تتضمنها

بعض شركاء فيه إال أنها ال تسمح في كثير من الحاالت بتسليط العقاب علىباعتبارهمالغش الجمركي

لمتطلبات القمع بكفاية الحقيقيين من هذا الغش مما يجعل القواعد العامة ال تستجيب المستفيدين

.)85(الجمركي

جهة أخرى، فإن وجوب توفر القصد لدى الشريك في الجريمة الجمركية من شأنه إدخال من و

التي األساسيةالمبادئ من التناقض في بنية القانون الجمركي بوجه عام، فمن المعلوم أن أحد نوع

أن مثل هذا المبدأ يفقد كثيرا شكيكرسها هذا القانون تتمثل بالذات في استبعاد حسن نية المتهم، و ال

العامة نظرا للدور النشيط الذي يلعبه للقواعدمن قوته لو اكتفى المشرع باألخذ باالشتراك طبقا

.الجمركيةالمساهمون الثانوييون في الجرائم

ذات األثر السلبي على تحقيق قمع فعال في النتائج من المشرع الجمركي في تفادي كل هذه رغبةو

نظرية في االشتراك خاصة في المجال الجمركي تم تطويرها بعيدالميدان الجمركي تم تكوين منذ زمن

ا إلى ما هو معروف بنظرية االستفادة من الغش التي سنتناول مضمونهوصلتبصفة مستمرة إلى أن

. المخصص ألحكام االشتراكالقسمبالتفصيل في

اإلهمال و عدم االحتياطقرينةالمسؤولية الجنائية القائمة على : الثانيالمطلب

على أساس المسؤولية عن طريق هذا النظام من المسؤولية المكمل لنظام المشرع يهدف

بعض الشخاص التي ال تتوفر لديهم نية إهمالمنالمساهمة عزل مرتكبي الغش و منعهم من االستفادة

.الغش

.75 المجيد زعالني، المرجع السابق ص عبد 85

Page 35: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

خطر توقيع عليهم الحيطة و الحذر، فإن القانون قد خيم بواجب من أجل إرغام هؤالء بااللتزام و

. المباشرة في أعمال الغشالشخصيةالجزاء نتيجة إخاللهم بهذا االلتزام دون حاجة إلثبات مساهمتهم

بمعامالت بالنسبة لبعض المحترفين الذين يرتبط نشاطهم كان لهذه القرينة ما يبرزهاإذا و

الفرع ( المتعلقة بمهنتهم للمخاطرالتجارة الدولية، الذين يفترض فيهم كمساعدي إدارة الجمارك إدراكهم

أن هذا الشكل من المسؤولية يعتبر صارما بصفة غير مبررة ألشخاص عاديين إليهم إال) األول

).الفرع الثاني(جرد حيازتهم العرضية للبضاعة موضوع الغش العمل المجرم لممسؤولية

مهنيانشاطااألشخاص المسؤولون بحكم ممارستهم : األولالفرع

الجمارك بعض األشخاص المسؤولية الجزائية سواء كان ذلك ناتج عن فعلهم قانون يحمل

ل، و يمكن التمييز بين فعل مستخدميهم، أو فعل أشخاص آخرين ترتبط بهم عالقات العمأوالشخصي

. األشخاص بسب ممارستهم لنشاطهم بصفة دائمة أو بصفة عرضيةهؤالء

السفن و قادة المراكب الجوية و الوكالء ربابنة هم و : األشخاص المسؤولون بحكم نشاطهم الدائم-أ

.لدى الجمارك

بنة السفن مهما كانت ج على أن ربا. ق 304 المادة تنص : ربابنة السفن و قادة المراكب الجوية-1

جميع أشكال السهو و المعلومات غير الصيحة التي عنحمولتها، و قادة المراكب الجوية مسؤولون

التي تقوم مقامها، و بصفة عامة عن كل المخالفات الوثائقتضبط في التصريحات الموجودة و

. و المراكب الجويةالسفنالمرتكبة على متن هذه

بأن ربان السفينة مسؤول عن المخالفات المرتكبة على متن هذا اإلطار، قضىفي و

)86(السفينة

: الوكالء لدى الجمارك-2

الوكيل المعتمد لدى الجمارك بأنه شخص مؤهل قانونا لممارسة مهنة إتمام تعريف يمكن

سهايمار الجمركية و خاصة التصريح المفصل لحساب الغير و يتعلق األمر بمهنة تقليدية الشكليات

78 في المواد المتمثلةشخص مختص في مجال التقنية الجمركية تنظمها مجموعة من األحكام القانونية

.388 ذكره أحسن بوسيعة، المرجع السابق، ص 3ق . م. ج. غ24/02/1997 المؤرخ في 143910 رقم قرار - 86

Page 36: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

الذي يحدد شروط 1999 أوت 16 المؤرخ في 197-99ج و كذا المرسوم التنفيذي رقم . ق81إلى

.)87(ممارسة مهنة الوكيل المعتمد لدى الجمارك و كيفيتها

ل المعتمد لدى الجمارك يتميز عن غيره من المتدخلين في مجال اإلشارة بأن الوكيتجدر و

الذين يمثلهم الغير الدولي للبضائع إذ أن مهمته محددة بدقة و تتمثل في جمركة البضائع لحساب العبور

مواجهة موكليه و خاصة في فيلهذا الغرض تمثيال كليا مما يترتب عنه تحمله بااللتزامات دقيقة

ج على أن الوكالء لدى . ق307 المادة تنصمارك التي يعتبر من مساعديها، و لذلك مواجهة إدارة الج

أن تسند يجب" و تضيف ذات المادة جمارك لدى البهاالجمارك مسؤولون عن العمليات التي يقومون

". التي تضبط في التصريحات الجمركيةالمخالفاتإليهم مسؤولية ارتكاب

دأ الوكيل لدى الجمارك عند المخالفات تضبط في طبق القضاء بكل صرامة مبقد و

.الجمركيةالتصريحات

ال الوكيل لدى الجمارك مهمة" هذا اإلطار استقرت محكمة النقض الفرنسية على أن في و

بعد صحيحتتمثل في نقل حرفيا عبارات تصريحات التابع فحسب، بل تتمثل أيضا في تقديم تصريح

قد كان هذا التفسير و. )88(بع و ذلك بالقيام بالمراجعات الالزمةالتأكد من صحة تصريحات التا

من طرف الفقه الذي يرى في شديدالقضائي لنظام مسؤولية الوكيل المعتمد لدى الجمارك موضوع نقد

الخطأ أو اإلخالل بواجب الحيطة و علىذلك صورة من صور المسؤولية الموضوعية التي تعتمد

.)89(أساس المخاطرالحذر و إنما قائمة على

اعتمدت المحكمة العليا في الجزائر نفس المبدأ حيث قضت بقيام مسؤولية الوكيل لدى قد و

)90 ( عن جميع المخالفات التي تضبط في التصريحات الجمركيةالجمارك

. الموضوعنفس، المتضمن تنظيم 1994 مارس 5 المؤرخ في 53-94 منه المرسوم السابق رقم 28 المادة فيلمرسوم قد ألغى هذا او - 87

88 - Cass . Crim 8 avril 1897 (doc. Cont N° 345) – cass crim 2 février 1959 (doc. Cont N° 915). 89 - C. Berr et H. Tremeau op cit N° 697 ages 492-493.

)منشور. غ ( 3 غ ج م ق 17/03/1997 المؤرخ في 143399 رقمر قرا- 90

).منشور. غ ( 3 غ ج م ق 07/09/1999 المؤرخ في 201268 رقم قرار

Page 37: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

جانب األشخاص المسؤولين جزائيا بحكم ممارستهم نشاطا بصفة دائمة يوجد في قانون إلى و

. فئة أخرى من األشخاص تقوم مسؤوليتهم على ممارسة بعض األنشطة بصفة عرضيةركالجما

: جزائيا بحكم ممارستهم بعض األنشطة بصفة عرضيةالمسؤولون األشخاص -ب

. هم المتعهدون و المصرحون لدى الجماركو

لى ضمان الشخص الذي يحرر التعهد باسمه، و يهدف هذا التعهد إبالمتعهد يقصد :المتعهدون -1

التي تقع على عاتق المستفيد من نظام من النظم االقتصادية الجمركية المنصوص بااللتزاماتالوفاء

و القبول الجمركيج و ما يليها، و تتمثل في نظام العبور و المستودع . مكرر ق115 في المادة عليها

و التصدير المؤقت و لجمركيةاالمؤقت و إعادة التموين باإلعفاء و المصانع الموضوعة تحت المراقبة

كذا تدابير الحظر ذات الطابع االقتصادي وتسمح هذه النظم باالستفادة من تعليق الحقوق و الرسوم

.الخاضع لها

ج في إطار النظم المذكورة أعاله تغطية البضائع الموضوعة تحت . ق117 المادة توجب و

التيهدا مكفوال يتمثل في سند اإلعفاء بالكفالة هذه النظم و ذلك بأن يكتتب المستفيد منها تعإحدى

احترام عدمتهدف إلى ضمان مبلغ الرسوم و الحقوق و تحصيل الغرامات المحتملة المنجزة عن

).ج. ق119المادة ( االلتزامات المكتتبة

الوفاء المسؤولية الجزائية للمتعهد عن مسؤولية المصرح لدى الجمارك، فإذا لم يتم تختلف و

الجمارك إنما لدىالتعهدات الموقعة ال تقع التبعة الجزائية عن هذا اإلخالل على عاتق المصرح ب

). ق ج308المادة ( الموكل علىيتحملها المتعهد، إال أن مسؤولية هذا األخير ال تحول دون رجوعه

في تنص 1998 ق ج قبل إلغائها بموجب قانون 77 المادة كانت : لدى الجماركالمصرحون-2

لدى الوكالءالفصل الخاص بالتصريح المفصل عن فئة المصرحين لدى الجمارك كفئة مميزة عن

التصريح الجمركي علىالجمارك، و قد عرفت المادة المذكورة المصرح على أنه الشخص الذي يوقع

ر صاحب الجمارك كان يخيالقانونأو الذي يوقع باسمه هذا التصريح، و يستفاد من خالل ذلك أن

قد الذي عن البضائع المستوردة أو المصدرة بنفسه أو بواسطة غيره بالتصريحالبضاعة بين أن يقوم

. منهبوكالةيكون وكيال معتمدا لدى الجمارك أو أي شخص آخر يتصرف بالنيابة عنه أو

Page 38: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ات التصريح لدى الجمارك بنفسه يتحمل هو بنفسها لمسؤولية الجزائية عن المخالفقدم فإذا

المخالفات تبعة في التصريح بصفاه فاعال أصليا، أما إذا كلف غيره بهذه المهمة فيتحمل الغير الواردة

. آخروكلالمرتكبة سواء كان وكيال معتمدا لدى الجمارك كما سبق تحديده أو أي

مسؤولية المصرح حتى و إن اقتصر دوره على تنفيذ تعليمات الموكل كما هي بدون تقوم و

.)92( ال يجوز له الدفع بعدم صحة الوكالة لمخالفتها النظام العامكما )91( أو نقصانزيادة

78 و إضافة المادة 78 مع تعديل نص المادة 1998 بموجب قانون 77 نص المادة بإلغائه و

يكون المشرع قد حصر مهمة التصريح بالبضاعة في صاحبها أو في وكيل معتمد لدى مكررة

وكيال يكن من مقدور صاحب البضاعة توكيل غيره بالقيام بهذه المهمة إذا لم بحيث لم يعدالجمارك

و خروجا عن قواعد التجاريمعتمدا لدى الجمارك، و إذا كان البعض يرى في ذلك تضيقا في النشاط

مسؤولية المصح قرينة أن هذا التعديل قد يفسر في رغبة المشرع إسناد إال )93(المعامالت التجارية

الحيطة و الحذر، و إبعاد أشخاص آخرين بواجبة إلى أشخاص يشترط فيهم مبدئيا االلتزام القاطع

على التصريح وفقا لتوجيهات موكلهم و الذين يجهلون التوقيعيقتصر دورهم في إطار وكالة مدنية في

. الجمركةعمليةااللتزامات الناشئة عن

لى ممارسة نشاط مهني متعلق بالعمليات عالقائمة الجنائية المسؤولية الواقع، فإن في و

حقوق الخزينة العامة أكثر مما تعتمد على السياسة حمايةالجمركية تقوم على إرادة المشرع في

فإن عقوبة الحبس ال تطبق في هذه الحاالت إال في حالة لذلك ،)94( العامالقانونالعقابية المعروفة في

.)95(ا عن مسؤولية جزائية ناقصة من نوع خاص البعض هنيتكلمارتكابهم لخطأ شخصي، حيث

لجأ المشرع الجمركي إلى هذا النوع من اإلعفاءات للتلطيف من شدة قانون الجمارك و لد و

المراكب قادة إزاء فئة األشخاص الذين يمارسون نشاطا مهنيا بصفة دائمة مثل ربابنة السفن و قساوته

ق 303 طبقا ألحكام المادة حائزينالعموميين الذين و إن كانوا و الوكالء لدى الجمارك و كذا الناقلين

المذكورة سابقا حيث يستشف من قراءة أحكام األولىج فإن صفتهم كمحترفين تجعلهم يقاربون الفئة

أصحاب المركبات المخصصة لنقل األشخاص أو البضائع العموميينالقضاء أن المقصود بالناقلين

الوسيلة المستعملة سواء كانت قطارا أو طائرة أو باخرة أو حافلة أو ةطبيعبأجر بصرف النظر عن

. خاصةسيارةشاحنة أو

91 - Cass. Req 6 novembre 1922 doc cont N° 545. 92 - Cass. Req 14 décembre 1907 Bull. Crim N° 508. 93 - C.BERR et H. TREMEAU op cit N° 697 page 493.

.380ص / المرجع السابق / بوسقيعة أحسن - 94 .394 ص المرجع، نفس - 95

Page 39: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ق 304/2 ق ج بالنسبة للناقل العمومي و أعوانه و المادة 303/2 الشكل أوقفت المادة بهذا و

عقوبة قتطبي للوكالء لدى الجمارك 307ج بالنسبة لربابنة السفن و قادة المراكب الجوية و المادة

)96(الحبس على كل منهم على إرتكابه خطأ شخصيا

المواد المذكورة على عدم النص على تعريف دقيق للخطأ الشخصي حيث اقتصرت تتفق و

شخصيا صورة الخطأ الشخصي تتمثل في المساهمة ن ق ج على تناول صورة م307 و 303 المادتان

الجمركية، في االلتزاماتب كليا أو جزئيا من أو بواسطة مستخدم في تصرفات مكنت الغير من التهر

. الخطأ الشخصي304حين لم تعرف المادة

عدم ورود تعريف دقيق للخطأ الشخصي في قانون الجمارك أهم ما تركه المشرع يعتبر و

المحكمةو في هذا اإلطار، نقضت . من سلطة تقديرية بعد ما جرده منها تجريدا شبه كليللقاضي

97( قد ارتكبهيكون قضى على ناقل عمومي بعقوبة حبس دون إبراز الخطأ الشخصي الذي العليا قرارا.(

دج 1000.00 بغرامة جزائية قدرها عمومي قد نقضت أيضا و لنفس السبب قرارا قضى على ناقل و

قرارها بكون الغرامة المقضى بها حلت محل العليارغم عدم الحكم عليه بالحبس و قد سببت المحكمة

.)98(ع. من ق53 طبقا ألحكام المادة المخففةس إثر إفادة المتهم بالظروف الحب

على حالتين يعفى فيهما ربابنة السفن من كل مسؤولية 305 قانو الجمارك في المادة نص كما

المنصوص و حصر مجال تطبيق هذا اإلعفاء في نوع خاص من الجرائم الجمركية و هي تلك جزائية

و المتعلقة ألعمال الجديد من ق ج 325 منه قبل التعديل، و التي تقابلها المادة 330عليها في المادة

ببضائع محظورة أو خاضعة لرسم المتعلقةاالستيراد أو التصدير بدون تصريح التي تدعى الجنح

عمليات الفحص أو المراقبة و الواردة أثناءمرتفع التي تضبط في المكاتب و المراكز الجمركية

البضائع المحظورة المكتشفة على متن السفن الموجودة في هي من نفس المادة و 2ديد في الفقرة بالتح

. بها في بيانات الشحن أو غير المذكورة في وثائق النقليصرححدود المواني التي لم

طرف الناقل سببا إلعفائه من من أن المحكمة العليا اعتبرت في الكثير من قراراتها على أن عدم ارتكاب خطأ شخصي يالحظ و - 96

.بالركن الشرعي في الجريمة الجمركية القسم المخصص الجانبالمسؤولية بصفة كلية، أنظر ما تم تخصيصه في هذا ).394/ ذكر بوسقيعة المرجع السابق ص (3 ق م ج غ 12/05/197 المؤرخ في 148261 رقم قرار 97 ).نفس المرجع، نفس الصفحة (3 غ ج م ق 30/10/1996 المؤرخ في 130292 رقم قرار - 98

Page 40: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ق ج يعفى ربابنة السفن من المسؤولية الجزائية عن هذه الجرائم 305 أحكام المادة بمقتضى و

:لتين و هما حافي

. إذا تم اكتشاف المرتكب الحقيقي-

السفينة د حتمت تغيير اتجاه السفينة قبل تدخل يومية إذا كات الخسار كبيرة التي أثبتت و قيدت في -

.اإلدارة الجزائرية

الحالة األخيرة صورة من صور القوة القاهرة التي تعفي طبقا للقواعد العامة من تعتبر و

ق 305 المادة من 1ان نوع الجريمة و تبقى بذلك الحالة المنصوص عليها في الفقرة أيا كالمسؤولية

.)99(المسؤوليةج السبب الخاص الوحيد الذي يتضمنه قانون الجمارك الجزائري لإلعفاء من

العرضية للبضاعة محل الغش التي تشكل الحيازة على خالف ذلك تتميز المسؤولية القائمة على و

اإلهمال و عدم االحتياط بطابعها القاطع الذي ال يعرف قرينة المسؤولية القائمة على صورة ثانية من

. إال القوة القاهرة كما سيأتي عرضهاإلعفاءأي مظهر من مظاهر

للبضاعة محل الغشالعرضيةاألشخاص المسؤولون بحكم حيازتهم : الثانيالفرع

و يقصد : ج كل شخص يحوز بضائع محل الغش. ق303 عن الغش حسب المادة مسئوال يعتبر

الحيازة ذهب إليه القضاء مجرد اإلحراز المادي ال الحيازة بالمعنى الحقيقي حيث تقوم كمابالحيازة

قضى في فرنسا بقيام الحيازة و. )100("سواء تمت عن طريق الملكية أو عن طريق آخر كالوكالة مثال

األصل أن المالك يعد حائزا و. )102( ملكية البضائعال و)101(و لو لم تكن للفاعل الحيازة المدنية

التصرح، و كتصحيح الجمركية بالمادةيد من الصور اإلعفاء الخاصة خالف قانون الجمارك الفرنسي، الذي يتناول العدعلى و ذلك - 99

أنظر في ذلكك. و قائدي الطائراتالسفن عن الغش إلى جانب أسباب اإلعفاء الخاصة بالناقلين العموميين و ربابنة التبليغ- jm Gonnard - JCP Annexes V° Douanes (responsabilité et solidarité) fascicule 40.6 1997 N° 145 à 150.

).منشور. غ (III غ ج م ق 23/02/1998 المؤرخ في 157707 رقم قرار - 100101 - Crim 11 Octobre 1972 D. 1972 Somm 7. 102 -Crim 19 février 1948 doc. Con N° 819.

Page 41: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المؤقت أو النهائي، و هذا ما انتهت إليه التنازلللبضاعة ما لم يثبت تنقل الحيازة لغيره عن طريق

الذي أعربت فيه عن هذا الموقف بشكل و )23/02/1998103 فيالمحكمة العليا في قرارها الصادر

الغش ق ج يعد مسؤوال عن 303 أنه بمقتضى المادة حيث" فيه نعرض أهم ما جاءواضحمفصل و

الشيءكل شخص يحوز بضائع محل غش و يقصد بالحائز الشخص المنوط به بأي صفة كانت رقابة

كونه صاحب بحكمو حراسته و حيث أنه إذا كان مفهوم الحائز يخص مالك الشيء بالدرجة األولى

المسؤولية إذا أثبت أن من التحلل حراسته فباستطاعته المالك حق االستغالل و توليه رقابة الشيء و

أو البيع الشيء أو حراسته انتقلت إلى الغير بالتنازل عنه سواء بصفة نهائية عن طريق علىالرقابة

و متى كان ذلك، أنهالهبة أو بصفة مؤقتة عن طريق اإليجار أو الوكالة أو عند االستخدام، و حيث

عليه على أساس أنه تنازل المدعى الذين قضوا بعدم قيام المخالفة الجمركية في حق فإن قضاة المجلس

المدرج ضمن أوراق الدعوى، و من ثم الوكالةعن السيارة محل الغش لغيره كما نبين ذلك من عقد

- 324-303-284-282: الجمارك السيما الموادقانونقضوا طلبات إدارة الجمارك لم يخالفوا

".ج. من ق330/13

عن الحالة التي يضبط فيها اشيء محل الغش لدى المتهم أو بين يديه، هناك حاالت فضال و

: تتحقق فيها الحيازة المجرمة في قانون الجمارك و هماأخرى

. البضائع في حالة إيداع-

. البضائع في وضع التنقل-

حقيقي للبضاعة هو ذلك الشخص الذي اعتبار الحائز العلى القضاء جرى : في حالة إيداعالبضائع -أ

األماكن التي أودعت بها البضاعة سواءا أكان ذلك عن طريق الملكية استغالليتمتع بحق استغالل بق

. أو الشغل المؤقت أو الحراسةاإليجارأو

لقيام الحيازة المعاقب عنها في قانون الجمارك أن يكون مكان اإليداع ملكية خاصة، يشترط و

العام، و يتعين في للدومينال تقوم الحيازة إذا كان المكان مفتوحا للعامة مثل األماكن التابعة من ثم و

).1( إليه في الهامش المشار القرار - 103

Page 42: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

الفاعل الحقيقي و إثبات و إسناد المسؤولية عنهذه الحالة على إدارة الجمارك و النيابة العامة البحث

.)104(له

نقل البضائع محل الغش على قائدي الجزائية للحائز أثناء المسؤولية تقع : في حالة تنقلالبضائع – ب

رقابة المركبة و لو لم يكن مالكا كانت بوجه عام كل شخص يتعين عليه بأية صفة و )105(المراكب

تبدأ و ،)107( أن مفهوم الحائز ال ينطبق على من يقتصر دوره على مساعدة السائقغير ،)106(لها

.)108(تسليمهاقل إلى غاية مسؤولية الناقل منذ شحن البضاعة الذي يعد عمال أوليا للن

القاهرة، كما يجوز للمالك التحلل من المسؤولية القوة ال يعفى الناقل من المسؤولية إال في حالة و

.)109(بإثبات ضياع وسيلة النقل

لم تكن هناك أدلة ضد الحائز و لم تثبت إذا قد سلم القضاء بمسؤولية الحائز حتى في حالة ما و

.)110(اب الجريمةمشاركته الشخصية في ارتك

: للحائزالجريمة بذلك يكون المشرع قد جاء بقرينة مزدوجة إلسناد و

تعفي من إثبات المساهمة في ارتكاب الفعل الحيازة قرينة إسناد مادية للجريمة حيث أن مجرد معاينة -

.المجرم

ئي يتمثل في بالضرورة على وجود خطا جزاتنطوي قرينة إسناد معنوية للجريمة، حيث ان الحيازة -

. من المسؤولية إال في حالة القوة القاهرةالحائزو ال يعفى . عدم االحتياط و اإلهمال

في القانون الجزائي الجمركيالجنائيةقرينة البراءة و نظام المسؤولية : الثالثالمطلب

: و أن رأينا على نظام مزدوجسبق المسؤولية الجنائية في المادة الجمركية كما تقوم

عموما للقواعد أحكامها قائمة على أساس المساهمة في الجريمة الجمركية و تخضع مسؤولية •

.العامة

لألحكام الخاصة التي الفئة قائمة على قرينة اإلهمال و عدم االحتياط، و تخضع هذه مسؤولية •

.يتضمنها قانون الجمارك ذاته 104 - Cass .Crim 15 janvier 1948 – doc. Cont N° 815. 105 - Cass. Ch réunies 21 janvier 1985 D.P 1985, 1 page 217.

. سالف الذكر22/03/1984 مؤرخ في قرار - 106 ).385 المرجع السابق ، ص بوسقيعة،ذكره ( III غ ح م ق 25/05/1998 مؤرخ في 158684 رقم قرار - 107 ). نفس الصفحةابق،السالمرجع ( III غ ج م ق18/07/1993 المؤرخ في 97027 رقم قرار - 108 ).المرجع السابق، نفس الصفحة ( IV م ق ج غ 17/04/1994 المؤرخ في 107314 رقم قرار 109

).382المرجع السابق،ص ( 22/03/1984 مؤرخ في 30282 قرار رقم األعلى المجلس - 110

Page 43: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

العامة إال بصفة جد استثنائية، حيث تكتفي لألحكام نالحظ أن النظام الثاني هو السائد و ال يلجأ و

طريق اللجوء إلى قرائن اإلدانة عن Le responsable apparantاإلدارة بمتابعة المسؤول الظاهر

التي توفر عليها إلزامية إثبات المساهمة الشخصية للشخص والمنصوص عليها في قانون الجمارك

يتابع الشخص الذي يحوز بضاعة أجنبية حساسة عمل مجرم، و هكذامنالمتابع فيما ينسب إليه

كذلك الشخص الذي يحوز بضاعة خاضعة لرخصة و ،)111( حيازتها الشرعيةتثبتللتهريب دون وثائق

أساس جريمة التهريب رغم عدم إثبات العناصر المادية لهذه على 112التنقل دون وثائق الالزمة قانونا

و تصدير البضائع دون المرور بالمكاتب و المراكز الجمركية عملية استيراد أفيالجريمة و التي تتمثل

و دون الشخصية ان المشرع اعتبر مجرد حيازة هذا النوع من بضائع بكميات تفوق الحاجيات بإعتبار

.)113(الوثائق التي تثبت حيازتها الشرعية قرينة على التهريب

رهم مسؤولين جزائيا بناءا على هذه على فئة من المهنيين و اعتباالمشرع بنفس الشكل كذلك، نص و

. و أن رأيناسبقالصفة كما

إدارة الجمارك تطبيقها يعتبر جريمة معاقب تتولى بشكل عام، فإن كل خرق لألنظمة و القوانين التي و

مخالفة هذه األحكام رغم العلم بها أو باألصح مع افتراض العلم فيعليها قانونا، و يتمثل عنصر الخطأ

حيث من استحالة اإللمام بكل هذه النصوص رغم" يعذر أحد بجهل القانونال " قاعدةتي تميلها بها و ال

.الواقع

مخالفة لقرينة البراءة التي تقتضي الجمركي تشكل قرائن اإلدانة التي تعتبر جوهر القانون الجزائي و

.)114(إدانتهأن يعتبر شخص بريئا حتى تثبت جهة قضائية

. ق ج226 المادة أنظر - 111 . ق ج و ما يليها220 المادة أنظر - 112 . ق ج324 المادة أنظر - 113 إلعالن 9 المبادئ األساسية للقانون الجنائي، و نجدها بهذه العبارة الصريحة في المادة أحد نص على هذه القرينة التي تعتبر في الحقيقة قد 114

، و كذلك 1948 ديسمبر 10 اإلنسان المؤرخ في لحقوق العالمي من اإلعالن 11 و قد تناولتها بعد ذلك المادة 1789حقوق اإلنسان و المواطن

الذي تمت المصادقة 1966 مستوانا في الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان على منها، و 2 فقرة 6االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان في المادة

).45دة الما ( 1996 نوفمبر 26 استفتاء، و الدستور الجزائري المعدل و المصادق عليه في 1985 جوان 28- 24 نيروبي من مؤثمرعليه في

Page 44: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

بعدم توافق األحكام الخاصة بمسؤولية المتهمينلمنظور، فقد تم الدفع من طرف بعض من هذا او

مع قرينة البراءة ) الجنائية الخاصة بممارسة بعض المهنالمسؤوليةو التي يمكن تعميمها على (الحائز

من االتفاقيات األوربية لحقوق اإلنسان و التي تسمو بحكم2 فقرة 6 المادةالمنصوص عليها في

أن هذا غير. )115( الفرنسية عليها على كل القوانين الداخلية بما في ذلك قانون الجماركالدولةمصادقة

اللتان ،)117( محكمة النقض الفرنسيةو ،)116(الدفع قد رفض من طرف المحكمة األوربية لحقوق اإلنسان

كانت هذه متىاإلدانة اعتبرتا أن االتفاقية المذكورة ال تحظر بصفة مطلقة نظام القرائن القانونية

المجتمع، و الصحة و سياسةاألخيرة ضرورية لحماية األنظمة التي تحدثها الدولة في مختلف شؤون

.إلخ، و تراعى حقوق الدفاع...االقتصاد

الجمركية بطابع متالش يستلزم اعتماد نظام الجريمة يعتبر هذا الموقف القضائي مبررا بما تتميز به و

هو ما يحقق في القانون الفرنسي و ،)118( قابلة إلثبات العكساألخيرةة متى كانت هذه األدلة القانوني

ق ج الفرنسي 369 من المادة 2 الفقرة ،1987119 جويلية 28 من قانون 23الذي ألغى بموجب المادة

و هذا اإللغاء و إن لم يؤثر على بنية الجريمة نيته،الذي تقضي بعدم جواز مسامحة المخالفة على

أوجه االتهام و تقديم دفوعه أمام القضاء، بعدما كان ذلك محظورا مناقشةلجمركية، فقد مكن المتهم من ا

.بصفة مطلقة

فقد بقي مخالفا لما تقتضيه قرينة البراءة الجزائري بالنسبة لنظام المسؤولية الجزائية في القانون أما

.بات العكس إال في حالة القوة القاهرة الغير قابل إلثالمطلقالحتفاظ قرائن اإلدانة بطابعها

الجديد يبقى منطويا على قدر من المخالفة التعديل على هذا األساس ، فإن قانون الجمارك حتى بعد و

. منه التي تقضي باعتبار الشخص بريئا حتى تثبت إدانته45ألحكام الدستور و بالتحديد المادة

ن هذه الزاوية إلى التطلعات التي حددها المشرع في مقدمة ال يستجيب مالتعديل من ثم فإن هذا و

و الجمارك المرفقة بالنص الذي يتضمنه و المتمثلة في تحقيق االنسجام بين قانون األسبابعرض

.الدستور

115 - Alain Lestoumeaud entre la paille et l’eau. Gaz pal 1986. voir aussi J/M GONNARD. Art précit N° 12-42 et 80. 116 - C.E.D.H. 7 oct 1988. R.S.C 1989. 167. obs/ Tectegen. 117 - Cass Crim 21 fev 1983. J.C.¨P 1984 ed. E.I 13487. N° 30. Cass. Crim 10 fev 1992. JM GONNARD. Art précité N° 80. 118 - hilope Merle, les présomptions légales en droit pénal. Thèse . LGDJ. Paris 1970. P71 : « Ce système (présomptions légales) ar son role préventif , qui est essentiel et son caractère très souple ne peut qu’être approuvé ».

.ذكره سبق - 119

Page 45: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

في أحكام االشتراكالتعديلمظاهر : الثانيالمبحث

ن تعديل في ميدان المسؤولية الجنائية ورد مما يالحظ من خالل اإلطالع على القانون الجديد أن أهم و

: فيالتعديليتعلق بأحكام االشتراك، و تظهر مواطن

. العامة في االشتراكاألحكام التخلي على تطبيق -1

. ق ج310 المادة التعديل في صياغة -2

. الالحق في الغشالتدخل التعديل في أحكام -3

لالشتراك تطبيق القواعد العامة عنالتخلي : األولالمطلب

و 42المواد ( تحيل إلى القواعد العامة لإلشتراك كانت ق ج الي 309 التعديل الجديد أحكام المادة ألغى

الجمارك عن هذا النظام القانوني و االكتفاء بأحكام االستفادة من قانونفهل معنى ذلك تخلي ) ق ع43

الغش؟

على أن اإلشتراك الذي كان منصوصا صبالن المشرع هذا اإللغاء في عرض األسباب المرفق فسر

. ال يوجد ما يبرره في قانون الجماركأنهعليه في هذه المادة متعلق بالقانون العام و

:تفسيرين يحمل هذا الموقف و

" الضمنية" بأن اإلحالة الصريحة غير ضرورية و اكتفى بنوع من اإلحالة اعتبرهو أن المشرع : األول

حلها إلى القواعد العامة، في عدم وجود حكم خاص بشأن مسألة ما يرجع تقضي بأنه في حالةالتي

حيث كانت تحيل خطأ إلى نص المادة المنتقدة ق ج ذات الصياغة 309مفضال بذلك إلغاء نص المادة

ق ع التي تنص 44 الجمركية البحتة عوض المادة الجرائم ق ع الذي ال يجد مجاال لتطبيقه في 43

398 هذا االعتقاد ما جاء في القانون الفرنسي و بالتحديد المادة يعززاإلشتراك، و على العقوبات في

و 6 فقرة 121 ق ج الجزائري الذي يحيل إلى أحكام المادة 309 الذي تقابل المادة الجماركمن قانون

.)120( عليهالمقررة من قانون العقوبات الفرنسي التي تتناول تحديد مفهوم االشتراك و العقوبة 7

إلى الصواب، هو أن المشرع قد أراد التخلي نهائيا على نظام االشتراك األقربو هو في رأينا : الثاني

اعتبارات القواعد العامة و االكتفاء بأحكام االستفادة من الغش و يؤكد هذا التفسير فيالمنصوص

:عديدة

ات الجمركية على اإلحالة الصريحة اعتمد في كافة األحكام الخاصة بالمنازعقد فنجد أوال أن المشرع -

مكرر ق ج التي تنص 318 و ذلك إما بتحديد النصوص المحال عليها كنص المادة العامة،على القواعد

و ،)121( ق عمن 30 أنه تعد كل محاولة الرتكاب جنحة جمركية كالجنحة ذاتها طبقا ألحكام المادة على

. و ما يليها105 االنتقادات أنظر، عبد المجيد زعالني، المرجع السابق، ص هذه حول - 120 كان على المشرع اإلحالة على نص أنه ق ع تنص على الشروع في الجناية و 30 أن هذه اإلحالة خاطئة، باعتبار أن المادة إلىو يشير - 121

. مكرر ق ج318 تتوافق أحكامها مع المادة التية و ق ع التي تتضمن الشروع في الجنح31المادة

Page 46: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

التصريحات والجمركية التي تحيل حجية االعترافات ق ج المتعلقة بحجية المحاضر 254كذلك المادة

إلى أحكام المادة المحاضر ق ج، كما أحيلت جميع إجراءات الطعن بالتزوير ضد هذه 213إلى المادة

53 أحال المشرع إلى أحكام المادة ج ق 281و في المادة . من ق ج257 ق ج و ذلك في المادة 536

. الحبسعقوباتمخففة في ق ع فيما يتعلق بتطبيق الظروف ال

تحديد نصوص بالذات، و كمثال على ذلك دون يستعمل المشرع كذلك اإلحالة إلى القانون العام و

ق ج المتعلقة باألحكام 292 أو المادة الجمركية مكرر ق ج، المتعلقة بتقادم الجزاءات 293المادة

.الخاصة باإلكراه البدني

يخص االشتراك ال يستقيم مع السياسة فيماود إحالة ضمنية على هذا األساس، فإن فرضية وجو

األخرى و التي تعتمد على اإلحالة الصريحة في كل األحكامالمتبعة من طرف المشرع التي نجدها في

. هذه القواعد العامة في مسألة محددةتطبيقمرة يرى فيها المشرع ضرورة

كل مصطلح يفيد االشتراك حيث تم تغيير أن المشرع عمد على حذفنالحظ و من جهة أخرى ، -

المخصص لمسؤولية المساهمين الثانويين من الشركاء في الغش و المستفيدين منه الخامسعنوان القسم

".الغش من المستفيدين" إلى"

ق ج الخاصة بالتضامن في دفع الجزاءات المالية التي كانت تنص 317 المادة اعتبرت صياغة كما

الجمركية يعتبر أصحاب البضائع محل الغش و كذلك الشركاء ) الجرائم( المخالفات مجالنه في على أ

الصياغة إلى...." من هذا القانون متضامنين311 و 310 و 309 المستفيدون من الغش بمفهوم و

غش حسب و المستفيدون من الالغش مجال المخالفات الجمركية، يعتبر مالكو البضائع محل في: " التالية

...".متضامنين من هذا القانون 310مفهوم المادة

مستفيدا من الغش، و إذا كان هذا الشريك قد جاء في عرض األسباب المرفق بهذا النص اعتبار و

من الغش تستلزم في حدود معينة تطبيق نفس الشروط االستفادةالموقف يحمل جانبا من الحقيقة كون أن

Page 47: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و إن كانت تتميز بمرونة تسمح لها أنها ،غير)122( طبقا للقواعد العامةلشريكاالمتطلبة لقيام مسؤولية

الكالسيكية لالشتراك إال أ، هذه األخيرة تحتوي النظريةبتجاوز الحدود الضيقة التي تتقيد في إطارها

بأن نظام االستفادة من الغش و هذا ما يجعل احتواءها فيها و القول عليهاعلى مكونة معنوية ال تتوفر

. صورة من صور االستفادة من الغش أمرا غير وارد من الناحية القانونيةيعتبراالشتراك

ق ج و تتعلق هذه المادة 331 االشتراك المنصوص عليه في المادة المشرع إلى ذلك ألغى إضافة

ية لبضائع محظورة دون تصريح التي تقضي بعد تعريف هذه الجريمة في فقرتها الثانالتصديربأعمال

نحو بلد آخر تصديرها تصدر بضائع نحو بلد معين مستثنى من حظر الخروج ثم يعاد عندما: " يليبما

يحدد في الفقرة التالية و و" تصريحباشتراك المصدر، تطبق على هذا األخير عقوبات التصريح بدون

لتصدير نحو المقصد حسب مفهوم الفقرة السابقة كون اباالشتراك يقصد و: " األخيرة مفهوم االشتراك

المرسل األول و تبعا لتعلماته و أنه قد حصل على منفعة أو كان على علم منالنهائي قد تم بتحريض

". التصدير المخططة عند التصديرإعادةبعملية

: يقوم في حالتينج ق 331 على هذا األساس، فإن االشتراك حسب المادة و

.ماته مع حصوله على منفعة و تبعا لتعلالمصدرإما بتحريض من طرف -

. إعادة التصدير المخططة عند التصديربعملية أو كونه على علم -

كانتا تعتبران من صور االشتراك طبقا للقواعد العامة حيث كان المحرض الحالتين األصل أن كال و

ة ق ج الذي كان ساري المفعول وقت صدور قانون الجمارك سن41 طبقا لنص المادة شريكايعتبر

عمال )123(1982 فيفري 13، إال أنه تعدل فيما بعد حيث اعتبر التحريض الموصوف منذ قانون 1997

و بهذا التعليمات،من أعمال المساهمة األصلية في حين استغنى تماما عن اإلشارة إلى عبارة إعطاء

كون" ه الثانية ج إال في صورتق 331الشكل لم يعد االشتراك طبقا للقواعد العامة مجسدا في المادة

نحو المقصد النهائي التصدير" أما الصورة األولى ". المخططةالمصدر على علم بعملية إعادة التصدير

من االستفادة تقترب أكثر من مفهوم فإنها" مع حصوله على منفعة ما من هذه العمليةلتعلماتهقد تم

.الغش

بموجب القانون الجديد يمثل دليال آخر على ج ق 331ن إلغاء أحام المادة ‘ مهما يكن من أمر، فو

.الجماركالتخلي عن نظام االشتراك في قانون

تعتمد بصفة أساسية اإلدارة يجعل)124( تحديدهسبق إذا كان اإلطار الضيق الذي يميز هذا النظام كما و

ا النظام إال عند استحالة تطبيق هذالعامةعلى نظام االستفادة من الغش و ال تلجأ إلى األحكام

122 JM GONNARD. JCP Annexe V° Douanes. Fascicule 40. Responsabilité et solidarité. N° 74 et 77.

).1982 سنة 7ج ر عدد ( يعدل و يتمم قانون العقوبات 1982 فيفري 16 المؤرخ في 04-82 قانون - 123 .الفصل من هذا األول المبحث - 124

Page 48: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أن التخلي على نظام االشتراك يؤدي إلى عدم اشتراط إثبات القصد لدى المساهمين إال ،)125(الخاص

. و يقلص من المجال الذي كان يشترط فيه القصد بصفة استثنائيةالثانويين

ق ج310 صياغة المادة فيالتعديل : الثانيالمطلب

العامة في تحديد صفة المستفيد من بالصياغة )126( المشرع الجزائري خالفا للمشرع الفرنسياكتفى

المتابعة إثبات االستفادة المباشرة ضد أي شخص سلطاتالغش، و يترتب على ذلك أن يقع على عاتق

الفرنسي بالنسبة لمن ال تنطبق عليهم قرينة االستفادة من الغش القانونيتهم بذلك، كما هو الشأن في

.)127( فيهعليهاالمنصوص

هذه السلطات بإمكانية توجيه االتهام و تتمتعل عبء اإلثبات الذي تتحمله سلطات المتابعة مقابو

ق ج 310 حاالت ال تكاد تكون محدودة، فطبقا للمادة فيإلثبات االستفادة المباشرة ضد أي شخص

يعتبر لجوءو...." الذين شاركوا بصفة ما في جنحة جمركيةاألشخاص" يعتبر مستفيدا من الغش

الصياغة عالمة على إرادته قمع مختلف حاالت المساهمة في الغش الجمركي بغض هذهالمشرع إلى

. المراحل التي تتدخل فيها هذه المساهمة و عن الوسائل و الكيفيات التي تتم بهاعنالنظر

التهريب سابقا على توضيح هذا المفهوم، و هكذا قضى بأن المحرض على الفرنسي قد عمل القضاء و

كذلك و)128( من بضاعة نادرة يصعب الحصول عليها يعد مستفيدا مباشرا من الغشالتموينبغرض

المهربين إلى الدود و القيام بعملية مرافقة أو)129(إعارة وسيلة نقل من اجل القيام بنقل البضاعة المهربة

.)131(فيدا مباشرة منه اعتبر مسير الشركة الذي ساهم في مخطط الغش مستكما. )130(الترصد لمصالحهم

125 - JM GONNARD J.C.P. Annexex V° Douanes. 1997. Fascicule N° 4. Responsabilité et solidarité N° 122. 126 -Aricle 399 Paragraphe 2 . a sont réputés intéressés les entrepreneurs membres d’entreprises, assureurs assurés, bailleurs de fond, propriétaire de marchandises… » 127 - « … et, en général, ceux qui ont un intérêt direct à la fraude » Article précité. 128 - Crim 22/11/1918 D 1979. 200. 129 - Crim 22/07/1948. Doc. Cont, N° 840. 130 Crim 2/05/1952. Doc. COJN° 1004. 131 -Crim 20/05/1969 JCP 1970. II. 16 .288.

Page 49: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

مباشرة من الغش و لم يوضح قانون الجمارك الكيفية التي تتم بها يستفاد اشترط المشرع أن كما

و في غياب ذلك يقع عبء إثبات االستفادة المباشرة من الغش على عاتق إدارة الغش،االستفادة من

هذه يشترط أن يكون شكل و في هذا اإلطار، اعتبرت محكمة النقض الفرنسية، أنه ال. الجمارك

تتحقق كما ،)133( ال يشترط أن تكون المنفعة شخصيةو ،)132(االستفادة نقدية، فقد تكون معنوية كذلك

)134(االستفادة من الغش حتى في حالة الوعد بالفائدة

حتى و إن لم يضبط رفقة األشخاص اآلخرين، فهو الطاعن" العليا أن المحكمة في الجزائر اعتبرت و

من الواردة من الغش، حيث أنه لم يقدم ما يثبت عكس ما اتهم به من خالل التصريحات دمستفي

.)135(األشخاص الذين ضبطوا و األدلة الموجودة في الملف

على صيغة تركيبية للجمع بين هاتين الصفتين حيث جاء في نص المادة اعتمد نالحظ أن المشرع قد و

في ارتكابه ساهموا من نفس الغش الذين أي" من هذا الغشو الذين يستفيدون مباشرة".... ق ج 310

.بكيفية ما كما سبق تحديده

، إال أنه قد عدل في الجرائم 310 التركيبية في النص الجديد للمادة الصيغة قد احتفظ المشرع بهذه و

التهريب بعدما مسؤولية المستفيد من الغش، و ذلك باختصار صورة المساهمة في جنحفيهاالتي تقوم

من هذا يفهمو إذا كان . بموجب التعديل الجديد أعمال المساهمة في جنح استيراد بدون تصريحألغيت

تكييف الجرائم الجمركية فإن ذلك في )136(الحذف إزالة كل ما يشير إلى عبارة االستيراد بدون تصريح

132 - Cass – crim, 22/06/1950. Doc . Cont N° 936. 133 - Cass . Crim 13/02/1964. Bull . Crim N° 53. 134 - T.Corr,Perpignan 4/02/1948. Doc . Cont N° 756.

).2000، 3 االجتهاد القضائي في المنازعات الجمرآيةن م ع ج العددمصنف( غ ج م ق 21/07/97 المؤرخ في 122177 قرار رقم - 135: IV و المراكز الجمركية كما جاء في مقدمة عرض األسباب ص المكاتب فضل المشرع تغييرها بعبارة الجرائم المضبوطة داخل حيث - 136

و عليه .... ق ج 330 بغير دقة أنها استيراد بدون تصريح طبقا للمادة المكيفة) الجرائم(ييف الصحيح للمخالفات انه من الضروري التكيتضح"

و الوثائق الخاضعة للمراقبة الجمركية البضائع من حيث الواقع و القانون مخالفات مكتشفة من قبل أعوان الجمارك بمناسبة فحص تمثلفإنها

"ركيةفي المكاتب و المراكز الجم

Page 50: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

في الجنح المضبوطة داخل المكاتب من الغشاالستفادةيؤدي بالضرورة إلى االمتناع عن تطبيق مفهوم

أن المشرع لم يتفطن إلى إدراجها عوض مصطلح استيراد بدون باعتبار) 137(و المراكز الجمركية

. ق ج قبل التعديل310 عليه في المادة المنصوصتصريح

ق ج هو تقليص مفهوم استفادة من الغش و جعله 310 الالحق على المادة التعديل عليه تكون آثار و

في عليهافي جنح التهريب المنصوص ) و بالتالي االشتراك الذي أراده المشرع مندمجا فيها( قتصرا م

. و ما يليها من قانون الجمارك326المواد

مع ما تتطلبه السياسة العقابية في مواجهة أشكال اإلجرام الجمركي الحديث الجديدة تتعارض الصياغة و

يتعين تسليط الضوء على الجرائم الخاصة بالمكاتب مع أنه) 138( التحديد في أكثر من مناسبةتمحيث

باعتبارها جرائم يستعمل فيها المدبرون وسائل تقنية عالية لخرق القوانين المسؤوليةتوسيع في دائرة

من االستفادة مما يجعلها أخطر من جرائم التهريب العادية، و عليه كان من المفروض أن يجد الجمركية

. هذه الجرائم أكثر من جرائم التهريبالغش دوره في

الالحق في الغش بعد التعديلالتدخلأحكام : الثالثالمطلب

إلغائها بموجب التعديل الجديد تنص على حاالت ثالث يعد فيها الشخص قبل ق ج 311 المادة كانت

: بحكم القانونالغشمستفيدا من

مظهرا الصورة تشكل هذه و :قاب عن دراية منح مرتكبي الغش إمكانية اإلفالت من العمحاولة -1

من الغش، و تضم هذه االستفادة الحد من التفاصيل لتحديد أشكال دفةآخر من خطة المشرع المسته

عليها المشرع الفرنسي بتغطية تصرفات عبرالصياغة كل أعمال المساعدة الالحقة بما فيها التي

.)139( من العقاب لمرتكبي الغشفالتاإلمرتكبي الغش و التي يتحقق بها منح إمكانية

. قبل التعديلج ق 330/2 ق ج التي تقابل المادة 325 عليها في المادة المنصوص - 137 .1992 الجمارك، عدد خاص، مارس مجلة - 138

Voir aussi M.DE GOUARDIA : « un droit pénal très spécial : le droit pénal douanier » J/CP 1974. Voir aussi M. Masse , art précité RSC 1989 : « il faut bien comprendre que les grandes fraudes douanières dites de formes intellectuelle, les marchandises ne franchissent plus clandestinement les frontières elles sont régulièrement déclarées aux postes de douanes mais les déclarations et justificatifs sont fausses…. Et il faut le plus souvent poursuivre les instigateurs hors de France ».

التهرب الجبائي الممارسة داخل المراكز أعمال القانونية المخصصة في ظل التعديل الجديد غير كافية لمواجهة كافة المساهمين في تبقى هكذا و

.الجمركية و التي أخذت أبعاد جد خطيرة

: و كذلك2000 نوفمبر 22 و 21 بتاريخ 552 و 551 الوارد في هذه المسألة في جريدة اليوم العدد التحقيق أنظر« La grande arnaque au port d’Alger, des conteneurs bourés de pierres ». Journal LIBERTE du 02/02/2001.

139 - Art399, paragraphe 2. du code des Douanes.

Page 51: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المساعدة المقدمة الحقا لمرتكبيه كل عمل أساس أن يدخل تحت تكييف االستفادة من الغش على فيمكن

اإلفالت من العقاب حيث كيف القضاء على هذا األساس إمكانيةكان يكون القصد منه منح هذا الخير

وكيل معتمد لدى الجمارك لتصريح كاذب خالل تغطية ،)140( الغشمرتكبيحيلولة شخص دون توقيف

المطلقة إلجراء تفتيش منزلي مع إثارة السكن قصد السماح المعارضة ،)141(عمليات التحقيق الجمركي

.)143( حجز البضائعمعارضة ،)142(للجانح بالهروب

تنفيذ بسلوك إيجابي يتمثل في بدء في الالفاعل ق ج قبل التعديل أن يقوم 311 يشترط في المادة و

الجنائية على أساس االمتناع إال إذا ترتب على هذا االمتناع المسؤوليةفطبقا للقواعد العامة ال تقوم

. ال يشترط أن يكون هذا السلوك قد حقق النتيجة المرجوةو )144( على عاتق الممتنعيقعخرق التزام

نشيركون البضائع مهربة و يشترط القانون لذلك أن تو : ما عن درايةبمكان حيازة بضائع مهربة -2

.إلى أن المقصود بالحيازة مجرد اإلحراز كما سبق تحديده

من مستوردة في هذا االتجاه قضى في فرنسا بأن شراء بضائع و :دراية شراء بضائع مهربة عن -3

أن الشراء تم عن ثبتالخارج مصدرة عن طريق التهريب يعد فعال مكونا لالستفادة من الغش متى

في هذا السياق قضى في فرنسا أنه ال يكفي أن تكون البضائع محل اإلخفاء ناتجة عن و ،)145(دراية

. يجب أن يكون مصدرها تهريبا أو استيرادا بدون تصريحبل ،)146( من القانون العامجنحة

أو حاز بضائع مهربة دون أن تثبت سوء نيته ال يتحلل من المسؤولية اشترى أن الشخص الذي إال

ق ج، و لتطبيق هذه المادة يكفي إثبات أن البضائع 312 أجل ذلك وضع المشرع المادة منئية و الجنا

بها و التصريح حازها المتهمون بالغش أو اشتروها بعد استيرادها عن طريق التهريب أو بدون التي

لزمة بإثبات المتابعة مسلطاتو طبقا لهذا النص ال تكون . تتجاوز كمياتها حاجات استهالكهم العائلي

ق 311 الواجب إثباتها في حالة المادة الشرطانالقصد و ال بإثبات أن الجريمة الرئيسية جنحة و هما

ق ج 312 التي هي في حالة المادة المطبقة يظهر الفرق أيضا بين النصين على صعيد العقوبات و

ق ج 322 تنحصر وفقا لنص المادة الثانية، و التيللفئةمجرد عقوبات المخالفات من الدرجة الثانية

. دج2000 مصادرة البضائع المتنازع فيها و غرامة قدرها في) قبل التعديل(الفقرة األولى 140 - Cahamdery. 16 fevrier 1950. Doc . Con N° 918. 141 - Crim 22 Avril 1970. 3 cN° 142. 142 - Cahamdery. 16 fevrier 1950. précité. 143 -Crim 16/07/1958. Doc . Cont N° 1273. 144 - La largeur le droit pénal . Dalloz . Paris. 17ème ed, 1999. p81. 145 - Cas Crim 17/11/1965. Bull. CrimN° 236. 146 Cas . crim 30/10/1978. Bull. Crim N° 291.

Page 52: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ج لتنسجم مع األحكام المعدلة في القانون ق 312 نالحظ أن المشرع لم يتفطن إلى تعديل المادة و

و هو . انية لم تعد موجودة في ظل هذا القانون الجديد الفئة الثالثانيةالجديد باعتبار أن المخالفات الدرجة

ق ج، و 312 ق ج ف التي تقابل المادة 400 وقع فيه المشرع الفرنسي في المادة الذينفس الخطأ

المادة بموجبالتي تم إلغاؤها ) مخالفات من الدرجة الرابعة( ق ج 410 تحيل إلى أحكام المادة التي

بناء على ذلك لم تعد األفعال المحددة في و. )147( 08/07/1987خ في المؤر87/502 من قانون 25/1

و هو نفس األثر الذي ينتج عن الصياغة الحالية . القانونيةالناحية ق ج ف معاقب عليها من 400المادة

. ق ج312للمادة

ا جاء في ق ج، و حسبم311 كذلك أحكام المادة الجديد نالحظ أن المشرع قد ألغى في ظل القانون كما

هذه الصورة من االستفادة من الغش مندمجة في أحكام المادة فإنعرض األسباب المرفق بهذا النص

االحتفاظ بهذا النص، و يعني ذلك جعل التدخل الالحق في الغش صورة عدم ق ج و هو ما يبرر 310

. اشتراط علم الفاعل بوجود الغشدون" بصفة ما في الغشالمساهمة" من صور

حماية حقوق األفراد فيما يتعلق بأحكام المسؤولية في" صارخا" الشك أن هذا الموقف يعتبر تراجعا و

أو الناحية القانونية باعتبار أن التدخل الالحق ال يتوافق مع أحكام القواعد العامة منكما أنه غير جائز

في القانون لكونه صورة بالنص عليه صراحةو ،)148(نظام االستفادة من الغش إال إذا تم عن دراية

.استثنائية في االشتراك

ق ج كما 310 يمكن التسليم بأدراج المساهمة الالحقة في أحكام المادة ال بناء على هذين العاملين و

أحكام بإلغاء و إنما القول بأن نظام التدخل الالحق قد ألغى في قانون الجمارك الجديد المشرعذهب إليه

. ق ج311المادة

إللغاء من صور المساهمة الثانوية صورة أن حيازة و شراء البضائع المهربة لم يعد يشكل كما

عقيما القانونية ق ج الذي يجعله من الناحية 312 المذكور أعاله و لعدم التصحيح في نص المادة النص

.إللغاء األحكام الجزائية الخاصة به

األول إدماج كل صور المشاركة في مظهرين،تراك أخذ بذلك نستخلص بأن التعديل في أحكام االشو

ق ج و 331-311-309 ق ج و إلغاء أحكام المواد 310 المادةمفهوم االستفادة من الغش طبقا ألحكام

و بذلك يكون التعديل معيبا في كل جوانبه . من الغش على جنح التهريباالستفادةالثاني تقليص نظام

. ذكرهسبق 147

148 - J.M Gonnard. Art prec. N° 116. voir aussi BERR ET TREMEAU , N° 691. p 488.

Page 53: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

من مطلقةهر التراجع عن حماية حقوق األفراد عنصر القصد بصفة يشكل مظهرا من مظاباعتباره

و قد . أخرىجهةالمشاركة من جهة و لعدم قدرته على حماية حقوق الخزينة نظرا لحصر نطاقه من

االحتفاظ باألحكام الخاصة القانونيةكان من األجدر حسب رأينا من أجل تحقيق الغايتين من الناحية

اعتناق أسباب انتقاء المسؤولية التي سبق عرضها معلمنصوص عليها قبل التعديل باالشتراك التي كان ا

الذين تنعدم لديهم نية الغش و ذلك مهما كان شكل مساهمتهم األشخاصو التي تسمح بدفع اإلدانة عن

.في الغش

في حماية الجزائري المظهر الوحيد للتراجعالجمارك ال يعتبر نظام المسؤولية الجنائية في قانون و

نظام جزائي صارم و شديد بشكل ال يتوافق تماما مع الصفة المادية فاعتمادالحقوق و الحريات الفردية،

.الحماية من مظاهر اإلخالل بهذه آخر مظهرا يعتبر )149(الجمركيةللجريمة

الجزاءقواعد : الثالثالفصل

ال و ،)150( و يوقعه القضاء على المجرمانونالق العقوبة على أنها جزاء جنائي يقرره تعرف

لمخالفة أحكام المقررةيخرج الجزاء في الميدان الجمركي عن هذا المفهوم باعتباره يشكل النتيجة

العقوبات المعروفة في يستعيرالقانون الجمركي، غير أنه يتميز بطابعه الخاص و إن كان في ظاهره

. صادرةالقانون العام كالحبس و الغرامة و الم

149 - M.DELMAS . MARTY , les chemins de la répression, lecture du code pénal, PUF, Paris , 1980, p 158.

ص 1995 ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر الجزاء الجنائي،: الثانيالجزء) / القسم العام(شرح قانون العقوبات الجزائري / اهللا عبد - 150

417.

Page 54: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

اقترابهاألولى هي الطبيعة المزدوجة للجزاء الجمركي و : الخاص يتجسد من زاويتينالطابع هذا و

من زاوية صرامتهو كذا قساوته و ) ق ج قبل التعديل25المادة ( من صفة التعويض المدني

سب ظروف يمنع أي تدخل من طرف القضاء في تقدير الجزاء المناسب لكل مخالف ححيث )151(أخرى

في التخفيض من ق ج قبل التعديل تنص على عدم جواز 281 الجرمية باعتبار أن المادة ارتكاب

.الجزاءات الجمركية

الفردية تنافي تماما ما يتميز به القانون العام من احترام الحقوق و الحريات الخصائص المؤكد أن هذه و

و على هذا القانونء و مبدأ المساواة أمام بضمان تطبيق مبدأين أساسين و هما مبدأ شخصية الجزا

الحالية للجزاء الجمركي الطبيعةاألساس، نتساءل عن جديد قانون الجمارك في هذا المجال من حيث

).المبحث األول( بعد التعديل الجزاءاتو قبل ذلك نتعرض إلى تقدير هذه ) المبحث الثاني(

انون الجمارك الجديد الجمركية في قالجزاءاتتقدير : األولالمبحث

تحديده إلى صفته الجامدة المشددة و هذه سبق االنتقادات الموجهة للجزاء الجمركي تعود كما أهم

العام الذي تقوم على مبدأ التكافؤ و التناسب و االبتعاد القانونالصفة جعلته يبتعد عن مفهوم العقوبة في

. تبررها حكمة الجزاءالعن القساوة التي

الجمركي أوال العتباره من أهم صور الجزاء على هذا األساس نتطرق لمظاهر التعديل في مقدار و

المجال نالحظ أن المشرع قد عدل في مقدار معظم هذه هذاو في . التأثير في طبيعته القانونية ككل

يض من ق ج التي بمقتضاها ال يجوز التخف281 ألغى نص المادة كما، )المطلب األول(الجزاءات

، إضافة إلى إدخال نظام الظروف المخففة في القانون الجزائي )المطلب الثاني(الجزاءات الجمركية

).المطلب الثالث(الجمركي

في ظل قانون الجمارك الجديدالماليةالجزاءات : األولالمطلب

151 - JF DURAND JCP – annexe V° douanes fascicule 6 (le régime des peines) : « Nous sommes en présence d’un système législatif ancien et même vétuste caractérisé par deux traits : la séverité des peines et la rigidité de leur application qui portent la marque de la législation de COLBERT et de NAPOLEON » / Intervention de Marc Lauriol. Député a l’assemblée natinale / séance 22 juin 1977. JO deb Ass natio 23/06/1977- p 4068.

Page 55: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ار الالحقة بحسب أهدافها إلى الجزاءات المتعلقة بجسامة األضرالجمركية تقسيم الجزاءات يمكن

بشخصو إلى الجزاءات المتعلقة ) الغرامة و المصادرة( و هي الجزاءات المالية العموميةبالجزئية

سحب االعتماد ( السالبة لبعض الحقوق زاءاتو الج) الحبس(المجرم و هي الجزاءات السالبة للحرية

بشكل كلي إال أن الشخصية ، و إذا لم يكن باستطاعة المشرع تجاهل الجزاءات)الوكالء لدى الجمارك

ال تتميز عن - بالتحديد عقوبة الحبسنقصدمكانتها محدودة للغاية في المجال الجمركي، كما أنها و

فإننا سنستعرض بصفة أساسية للفئة األولى من الجزاءات و لذلكمثيالتها التي يحكم بها القانون العام،

:هي الجزاءات التالية

ماليةالالغرامة : األولالفرع

الجمركية و يقصد بها إلزام المحكوم عليه بأن المخالفات الغرامة عقوبة أصلية في مواد الجنح و تعتبر

مقدرا في الحكم و في هذا األساس يتوافق مفهوم الغرامة في المادة مبلغايدفع إلى خزينة الدولة

نها تتميز عنها من حيث الغرامة المنصوص عليها في قانون العقوبات، غير أمفهومالجمركية مع

.)152( التي تقترب من التعويضات المدنيةطبيعتها

أسلوب الغرامة المحددة : أجل تحديد قيمة الغرامة الجمركية إلى أسلوبينمن يلجأ المشرع الجزائري و

Amende fixe من النوع هي الغرامة المحددة قيمتها سالفا من طرف المشرع، و يوجد هذا و

، و الغرامة )ج من ق 323 و 322 و 319المواد ( مجال المخالفات الجمركية الغرامات خاصة في

هي بحسب الحاالت إما قيمة المرجعيةالنسبية التي تتحدد بنسبة معينة من قيمة مرجعية ما و هذه القيمة

، و إما قيمة الحقوق ) من ق ج328 إلى 325 منالمواد ( البضاعة محل الغش و المستعملة في الغش

). ق ج320المادة ( منهالرسوم المتغاضي عنها أو المتملص و ا

الغرامة و ذلك على خالف المشرع الفرنسي تقدير يالحظ أن المشرع قد احتفظ بهذا األسلوب في و

نظام جديد لم يكن إدخال )153( 29/12/1977 في المؤرخ 1456-77الذي اعتمد بموجب قانون رقم

بين غرامة قدرها واحدة القيمة يتراوحمثل في وضع د أدنى و أقصى معروفا في المادة الجمركية يت

مجاال للقاضي الجزائي الستعمال سلطته في تقدير بذلكالمرجعية المحددة أعاله و ثالث أضعافها تاركا

المشرع الجزائري عن أسلوب الصياغة الجامدة على الرغم من يستغنىالجزاء المناسبة، في حين لم

أننا نالحظ أنه قد لجأ في بعض الحاالت إلى التقليل من جسامة الجزاء بشكل غير. ةعيوبها الشديد

.463ص المرجع السابق ، / سليمان اهللا عبد - 152

Voir Aussi JM GONNARD « les peines en matière correctionnelle peines privatives de droit et de liberté amende » - JC pénal / tome 01.

153 - Loi N° 77-1453 du 29/12/1977 « accordant des garanties de procédure aux contribuables en matière fiscale et douanière / JO du 30/10/1977/ p 6279.

Page 56: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ضبطها يتم نوعا ما مع طبيعة الجريمة حيث خفض في مقدار الغرامة المقررة للجرائم التي يتناسب

المرتفع إلى مرة للرسمداخل المكاتب و المراكز الجمركية المتعلقة بالبضائع المحظورة و الخاضعة

ألعمال التهريب بعدما كانت المادة المقررةواحدة قيمة البضاعة محل الغش مميزا بينها و بين الجزاء

كما خفض في . المقرر للجريمتين على الرغم من تباينهماالجزاء ق ج بل التعديل تعادل مبدئيا في 324

المتغاض أو المتملص ق ج، إلة ضعف قيمة الرسوم و الحقوق320 المادة فيمقدار الغرامة المقررة

. القانون يفرض إلى جانب هذه الغرامة دفع مبلغ قيمته مقدار هذه الرسومكانمنها بعدما

المظهر الوحيد لتناسب الجزاء مع تعتبر )154( ق ج321 استثناءا، فإن الصياغة الجديدة إلحكام المادة و

في الحالة التي ال تتعدى إالسافرين نص هذه المادة ال يطبق بالنسبة للمكانصفة المخالف، فبعد أن

دج الذي تم رفعه إلى 20.000 قيمةمحل الغش ) بصفة نسبية( فيها قيمة البضائع المحظورة

من ق ج قبل التعديد، 324 ألحكام المادة إخضاعهم مع 1997دج بموجب قانون المالية لسنة 30.000

و جعل المعيار ) قيمة البضاعة(لهذا الضابط الجديد بحذفه التعديلفي حالة تجاوز هذه القيمة ، جاء

عدم التصريح بالبضاعة الخاضعة للرسم المرتفع و المحظورة ما ( نفس الفعل بينالوحيد في التمييز

المحترف أو )155(يكمن في صفة المخالف مسافر بسيط) ق ج / 21 عليها في المادة المنصوصعدا

في حين ) ق ج321المادة (ألول عقوبة المصادرة فقط على اتقعلعمليات االستيراد و التصدير حيث

و بذلك ) ق ج325المادة ( مع دفع غرامة قدرها قيمة البضائع المصادرة العقوبةيخضع الثاني لنفس

ق ج صورة ألخذ المشرع بالمعيار المؤسس على صفة و الشخص الذي يرتكب 321 المادةتعتبر

.جد نسبية و إن كان ذلك بصورة معزولة و الجريمة

المصادرة: الثانيالفرع

بأنها األيلولة النهائية للدولة لمال أو المصادرة منه 15 قانون العقوبات في المادة يعرف

عملية نزع ملكية المال جبرا عن صاحبه بغير مقابل و إضافة تشكلالمجموعة أموال معينة و هي بذلك

.العامةإلى ملك الخزينة

عقوبة رادعة من حيث أنها تضرب الجاني فهي: ون العام ثالث وظائف أساسية للمصادرة في القانو

األشياء الخطيرة و غير المشروعة و تأخذ باستعادةفي جوهر نشاطه اإلجرامي، كما تسمح للدولة

أو الخاضعة لرسم مرتفع و عندما ال المحظورةتعد المخالفات من الدرجة الثالثة، المخالفات التي تتعلق بالبضائع : ق ج321 المادة - 154

على الخصوص ألحكام الفقرة السابقة المخالفات األتية تخضعيعاقب عليها القانون بصرامة أكبر و

. المزورة من طرف المسافرينالتصريحات /ج المؤرخة في 77 فئة المسافرين بموجب تعليمة رقم من" الترابنديست" إلى أنه قد تم استبعاد الفئة التي يطلق عليها العامة اإلشارة مع - 155

أنظر –متعاملي التجارة الدولية ق ج مثلهم مثل 325 تخضع على هذا األساس ألحكام المادة و الصادرة باللغة الفرنسية، 21/09/1999

.249عبد المجيد زعالني، المرجع السابق ص / انتقادات

Page 57: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

فهي تسمح تعويض المتضرر من الجريمة عن طريق استثنائيةبالتالي تدابير األمن، و أخيرا و بصفة

156، منه من طرف الجانحتزعت النية لألشياء التي انحسن استرداد المالك الحكم بإعادة

يرسم لها أهدافا أخرى من شأنها وحدها المالي في القانون الجمركي فإن المنظور الخاص للجزاء أما

و لذلك فهي تكتسي أساسا صفة الجزاء األصلية و القانونأن تجعل المصادرة تحقق متطلبات هذا

. من ق ج و ذلك بصفة استثنائية329 طبقا لما تقتضيه المادة تكميليةكون عقوبة الوجوبية و ت

: معينةجرائم المصادرة كجزاء لكل الجرائم بل حصرها في على لم ينص قانون الجمارك و

برمتها و تكون فيها جزاء أساسيا بصرف النظر عن طبيعة الجريمة و الجمركية في الجنح فتطبق

حين قصر المشرع تطبيق المصادقة في مجال المحالفات على مخالفات الدرجة فيدرجة خطورتها

. من ق ج323 إلى 321 و الخامسة المنصوص عليها في المواد الرابعةالثالثة و

، 157 جوهر النشاط اإلجرامي و محركهكونها تطبق المصادرة أساسا على البضائع محل الغش و

شأنه تسهيل عملية الغش أي وسائل الغش و التي منكل شيء كما أنها تطال أيضا في ظروف معينة

. التي تخفي الغش و وسائل النقلالبضائعحددها القانون في نوعين و هي

بديل نقدي يعادل قيمة األشياء القابلة لهذا شكل األصل أن تكون المصادرة عينا و قد تكون أيضا في و

المحكمة بناء على طلب من إدارة تصدر: " التي تنص من ق ج 336اإلجراء طبقا لما تقتضيه المادة

". مبلغ يعادل قيمة األشياء القابلة للمصادرة ليحل محلهابدفعالجمارك الحكم

العامة عن األضرار التي أصابتها من جراء الخزينة تعتبر المصادرة بمقابل وسيلة فعالة في تعويض و

غش عينا لعدم حجزها أو إذا تم حجزها لكن المصادرة المحلالغش حينما يتعذر مصادرة البضاعة

. لكون هذه البضاعة قد أصابها تلف مثالالمطلوبالعينية ال تفي بالغرض

المصادرة في قانون الجمارك و التي اعتنقها بها يؤكد هذا النظام صفة التعويض المدني التي تتميز و

.)158(أحكامهالقانون العام استثناء في بعض

156 W .JEAND DIER « peine en matières criminelle et correctionnelle » ( confiscation spéciale ). JC penal. Tome 1. 157 BERR et TREMEAU / Op. cit. N° 731 p522.

. و ما يليها287ني، المرجع السابق ص زعالالمجيد عبد - 158

Page 58: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أو بمقابل يخضع لالختيار الذي تعبر عنه عينية ق ج أن شكل المصادرة 336ان يفه من المادة كإذا

القضاء ال يعترف لإلدارة بهذه السلطة، فباإلضافة إلى حاالت محددة ال أن غير)159(اإلدارة في طلبها

مجهولين كأن يكون محل المصادرة أشياء محجوزة على– حق االختيار بشكل مطلق اإلدارةتملك فيها

لقلة أهمية نظرا في الحالة التي يتم فيها الحجز على أفراد معلومين و لكن لم يكونوا محل مالحقة أو

عند وفاة مرتكب الجريمة قبل التركة ق ج و كذا المصادرة الموجهة ضد 288األشياء المحجوزة المادة

ة بمقابل إال في حالة تعذر ال تتم المصادرأنه من ق ج 261صدور حكم نهائي حيث تقتضي المادة

بأن االجتهاد القضائي عندنا مستقر على أنه ال يمكن األمر تحديد فإنه يتعين -القيام بالمصادرة العينة

في حين يعتبر القضاء الفرنسي أن ، 160 البضائع إال في حالة تعذر مصادرتهاقيمةبدفع مبلغ يعادل

الوضعينبل ال بد لتطبيقها أن تكون البضاعة في إحدى المتعلقة بالمصادرة بمقاالجماركأحكام قانون

aient été" أنه قد تم حجزها فعال أو" n’aient pu être saisis"فإما أنه لم يكن من الممكن حجزها

saisis "161 مقابل المصادرة طلب اختيار اإلدارة مع.

المصادرة حيث عرفت هذه مست مجالقد نالحظ أن أهم التعديالت الخاصة في مجال الجزاء و

:قبلاألخيرة بعض أوجه التخفيف مما كانت عليه من

بعدما كانت ) ق ج328المادة ( النقل في الجنح من الدرجة الرابعة وسيلة فحصرت عقوبة مصادرة -

. بدون تميزهالجنحتطبق على كل

: و التي بموجبها) لتعديلقبل ا( ق ج 324 بالعبارة المحددة في المادة يحتفظ كما أن المشرع لم -

أو المستفيدين الشركاءالتي كانت قد استعملت للمراقبة أو للترصيد من قبل ) وسائل النقل( تلك تصادر"

".من الغش

.287 السابق، ص المرجع نفس - 159 بدفع مبلغ يعادل قيمتها ليحل محل األمر ق ج فإنه إن تعذرت مصادرة البضاعة المهربة القابلة للمصادرة فإنه يتم 336 المادة حسب - 160

، العدد 2000 المنازعات الجمركية ، م ع ج، فيلقضائي االجتهاد ا( III غ ج م ق 21/07/97 مؤرخ في 135681 رقم قرار" المصادرة

الحكم بغرامة الموضوع فعندما ال يمكن مصادرة وسيلة النقل المستعملة في هذه الحالة على قضاة النقلو نفس الشيء بالنسبة لوسيلة ) الثالث

مؤرخ في 177530 و قرار رقم ،IIIق غ ج م 04/11/97 في مؤرخ 137231تساوي قيمة وسيلة النقل غير المحجوزة ، قرار رقم

).المرجع السابق( غ الجنايات 24/03/98

161 - BERR et TREMEAU / op cité N° - p 526.

Page 59: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

فقط في نقل البضائع موضوع الغش؟ المستعملة معنى ذلك أن تتقلص المصادرة على وسائل النقل فهل

" ق ج، غير أنه و تطبيقا لمبدأ 324 أحكام المادة التعديلبعد ال يوجد اجتهاد قضائي يؤكد هذا الموقف

بمصادرةبعد التعديل و االكتفاء ( ق ج 328 التفسير الضيق ألحكام المادة يتعين" بنص عقوبة إال ال

.وسائل نقل بضائع الغش دون غيرها

ة المصادرة ق ج عقوب322 المصادرة المنصوص عليها في المادة عقوبة كما أضيفت إلى جانب -

بين الموجودة" أو" و ما يليها من قانون الجمارك و يشير لفظ 16 ألحكام المادة وفقابمقابل قيمتها

يشترط اللجوء إلى الهاتين العقوبتين إعطاء السلطة للقاضي في اختيار أنسب هذه األشكال، و

.162المصادرة بمقابل في هذه الحالة طلبا مسبقا من اإلدارة

الناقل العمومي من مصادرة وسيلة النقل إال في حالة ارتكابه لخطأ المشرعا، فقد أعفى و أخير-

ق ج، و 336 على األشخاص المتابعين دفع ما يعادل قيمتها وفقا ألحكام المادة الحكمشخصي مع

246 المادة ذلك من خالل التعديالت الطارئة في اإلجراءات األولية المتعلقة بالحجز حيث نصت يتضح

صاحبها دون اشتراط إلىعلى عدم جواز حجز وسيلة النقل العمومية، و إرجاعها ) بعد التعديل(ق ج

معه تطبيق عقوبة المصادرة يستحيلدفع كفالة كما كان معموال به من قبل، و هو األمر الذي

.)163(العينية

هذه العقوبة، بحيث من الصفة الشخصية لنوع ق ج سمح بإعطاء 246 نالحظ أن تعديل نص المادة و

. مع استرجاع المالك حسن النية لوسيلة النقلالحقيقيينتوقع على شكل غرامة نقدية على الفاعلين

المالية المقررة لبعض الجرائم من الجزاءات إذا كانت التعديالت الطارئة على مختلف و

ق ج التي 281 المادة فهل أن إلغاء نصالجزاءات،غرامات أو مصادرات ال تؤثر في طبيعة هذه

الجزاءات المالية و إدراج الظروف المخففة في هذه المادة بعد منبمقتضاها ال يجوز للقاضي التخفيض

للقاضي في تقدير الجزاء في المادة الجمركية؟سلطةالتعديل أثر في منح

ق ج في تقدير الجزاء281 نص المادة إلغاءتأثير : الثانيالمطلب

جواز التخفيض في الجزاءات المالية من طرف عدمالجديد بصفة كلية النص الذي مفاده التعديل حذف

إلغاء شكلي لنص طالما كان موضوع نقد شديد دون مجردالقضاة، غير أن ذلك ال يعدو أن يكون

اشترطت من أجل قبول المصادرة الذكر السالفة 30/11/1998 المؤرخة في 220م / م ع ج/5573 إلى أن التعليمة رقم اإلشارة مع - 162

. ق ج ما يليها مع دفع الحقوق و الرسوم الجمركية109لجمركية طبقا للمادة بمقابل استيغاء إجراءات ام ع / 91 به العمل بموجب التعليمة رقم جاري إلى أن التعديل الجاري في هذه النقطة جاء ليعطي صبغة شبه قانونية لما كان اإلشارة مع - 163

. بمسؤولية سائقي األجرةالمتعلقة السالفة الذكر 200م / ج

Page 60: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

الذي يستبعد كل تدخل للقاضي في تقدير الجزاء المناسب و الجمركيالتغيير في فلسفة القانون الجزائي

المشرع بالصياغة الجامدة التي تحدد بمقتضاها الجزاء و التي تترك مجاال احتفاظبين ذلك من خالل ت

وفقا لما هو حسابية سطحيا للقاضي الذي يتقلص دوره و ينحصر في مجرد القيام بعمليات و" ضيقا"

.مقرر لكل جريمة

وذلك على خالف القاضي – ملزم أكثر من ذلك فإن القاضي الجزائري حسب االجتهاد القضائي و

بالقيمة المحددة – أساسا لحساب الغرامات تعتبرالفرنسي الذي يتمتع بسلطة تقدير قيمة البضائع و التي

.164 أمامهالخصوممن طرف اإلدارة ما لم ينازع فيها

رعية تستجيب لمبدأ الشرعية حيث تضمن ميزة االحترام الدقيق لمبدأ الشالجامدة إذا كانت الصياغة و

مبدأ صميم أن العلم المسبق بالجزاء الذي يتعرض له المخالف بكيفية واضحة و دقيقة من باعتبار

تماما عن المساواة الفعلية بعيدة )165(الشرعية، غير أنها ال تشكل في حقيقتها إال صورة لمساواة شكلية

ريق اعتناق الصياغة المرنة الحديث عن طالعقوباتالتي يصبو إليها االتجاه التشريعي العام في قانون

. حدود ما ينص عليه القانونفيتسمح للقاضي اختيار الجزاء األنسب

المخففة في تغيير الجزاءالظروفدور : الثالثالمطلب

و الوقائع التي تأخذ الجاني بالرأفة مع تخفيف الظروف كل: " الظروف المخففة على أنهاتعرف

.)166(بالجريمة الجزاء عليه حالة اقترانها

ق 281 التعديل األخير في نص المادة بموجب قد أدخل هذا المفهوم في قانون الجمارك الجزائري و

التي يستفاد فيها بهذا التخفيف و تركتها بذلك لتقدير الحاالتج و يشار إلى أن هذه األخيرة لم تحدد

.24/02/97 مؤرخ في 140301 رقم قرار ،III غ ج م ق 24/11/97 مؤرخ في 153165 رقم قرار - 164

منصف االجتهاد القضائي في عن). ( نفس الغرفة (02/02/99 مؤرخ في 180122، قرار رقم 28/07/97 مؤرخ في 150473 رقم قرار

).2000المنازعات الجمركية، م ع ج، العد الثالث، 165 (JM) GONNARD , art précité.

/ الفكر العربي، القاهرة ، تاريخ الطبع غير وارددار" المشددة و المخففة في قانون العقوبات فقها و قضاءالظروف" البغال حسن سيد - 166

.211و ص / 11ص

Page 61: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

يتعلق بمادية العمل كما: " تتناول المشرع نظام الظروف القضائية التياعتمادالقاضي مما يدل على

و مرتكبيه في ذاته و شخص المجرم الذي ارتكب هذا العمل، كذلك كل ما أحاط ذلك العمل و اإلجرامي

بالظروف المادية و تسميتهالمجني عليه من المالبسات و الظروف بال استثناء و هذا ما اصطلح على

في االستطاعة بيانها و ال ليسالظروف التي الظروف الشخصية المكونة من تلك المالبسات و

.)167(حصرها

في تقدير الجزاء المناسب وفقا للظروف السلطة قد استقر القضاء في فرنسا على إعطاء القاضي هذه و

قد اعتنق التشريع بعد تعديل قانون و ،)168( حكمه بالتخفيفيتسببالمحيطة بالوقائع دون أن يكون ملزما

.)170( من قانون العقوبات24 فقرة 132بدأ بشكل عام بموجب المادة المهذا )169(العقوبات

نفس على )171( األحكام، كما اتجه القضاءهذه ق ع على 53 في القانون الجزائري، فد نصت المادة و

.ما استقر عليه القضاء الفرنسي

طرف التخفيف لعدم حصرها منظروف إذا كان القاضي يملك هذه السلطة الواسعة في تقدير و

الظروف؟المشرع فإلى أي حد يمكنه تعديل الجزاء وفقا لهذه

يتبين أن المشرع قد استعاد سلطته في تحديد الذكر، ق ج السالفة 281 على أحكام المادة باإلطالع

: المخففة و حصره في مجالينبالظروفالجزاء المقرر في حالة األخذ

. قانون العقوباتمن 53ا ألحكام المادة يخص عقوبات الحبس، تخفيض الجزاء وفقفيما -1

. وسائل النقلمصادرة يخص الجزاءات الجبائية إعفاء المخالفين من فيما -2

فال يعدو األمر إال أن يكون مجرد تكرار لما كان يجري به العمل من قبل، األولى، فيما يتعلق بالحالة و

بالتالي القول يمكنام القانون العام و ال أن الجزاءات السالبة للحرية تخضع بشكل كامل ألحكباعتبار

.بوجود تعديل في هذا الجانب

حصر التخفيف في اإلعفاء من مصادرة وسيلة قد فيما يتعلق بالجزاءات الجبائية، نجد أن المشرع و

االستفادة من ظروف التخفيف إال في حاالت التهريب يمكنالنقل، و على األساس نستنتج أنه ال

.الجزاء ق ج باعتبارها المادة الوحيدة التي تنص على هذا 328 عليها في المادة منصوصال )172(المشدد

.21 نفس المرجع ، ص - 167

168 - Cass crim du 14 mars 1983 (JCP, 1983, IV, 173). 169 - Loi du 19 juillet 1993. fixant l’entrée en vigueur du nouveau code pénal ( 1 mars 1994). 170 -« Le juge prononce les peines et fixe leur régime en fonction des circonstances de l’infraction et de la personnalité de son auteur ».

.495، ذكرها عبد اهللا سليمان المرجع السابق، ص 206الغرفة الجنائية، ص قرارات، مجموعة 1981 نزفمبر 26 صادر بتاريخ قرار 171

Page 62: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

صور التخفيف للعقوبة الجبائية في حد بعض يشكل هذا النص الذي حاول عن طريقه المشرع إدخال و

مة منها مرتكب أخطر الجرائم الجمركية وهي جرييستفيدذاته خرقا لمبدأ المساواة، إذ كيف يعقل أن

التهريب البسيط مثال؟كجريمة ال تمنح لمرتكبي الجرائم األقل خطورة والتهريب المشدد

توافق نظرية الظروف المخففة مع النظام عدم السبب في خلق هذه النتيجة غير المنطقية إلى يعود

الظروف الجمارك الجزائري، فأمام استحالة تطبيق قانونالجامد الذي يميز الجزاءات المالية في

إلى ) الظروف المخففة( متفظة بطابعها الجامد، نقل المشرع مجالها بقيتالمخففة على الغرامات طالما

ال يمكن في أغلب األحيان اإلعفاء من مصادرة البضائع محل الغش العتبارها جسم ألنهو . المصادرة

مما النقل،ديد وسيلة و محركها ، فقد قلص تطبيق هذه الظروف على وسائل الغش و بالتحالجريمة

.الجزائرييفسر الدور السطحي الذي تلعبه نظرية الظروف المخففة في التشريع الجمركي

الجمركية، فإن نظرية الظروف المخففة ال للجزاءات نظرا لعدم مراجعة المشرع للطبيعة الجامدة و

في منح الثقة للقاضي في تقدير تتطلب أساسا إرادة من المشرع باعتبارهاتجد مكانا في قانون الجمارك،

. و هو ما ال نجده حاليا في األحكام الجزائية الجمركيةاألنسبالعقوبة

في حاالت منح االستفادة من الظروف المخففة المنصوص عليها كذلك تظهر عدم المساواة كما

بالبضائع المحظورة حظرا الثانية، فقد تم استبعادها في الجرائم المتعلقةالفقرة ق ج 281في المادة

شخص متجاهال األمر الذي يعكس ارتباط المشرع بشكل مطلق بمادية العمل اإلجرامي في ذاته مطلقا

وجود البضاعة تماماالجانح فال يستفيد مثال من الظروف المخففة الحائز حسن النية الذي يجهل

.)173(المحظورة في مركبته

العائد، و يشكل ذلك مظهرا آخر من مظاهر المجرمظروف استثنى من االستفادة من هذه الكما

المواد ( الحديثة بما في ذلك قانون العقوبات الجزائري التشريعاتاإلخالل بالمساواة ، فإذا كانت معظم

العود ظرفا مشددا للعقوبة فإن قانون الجمارك بعد التعديل يقلص أثره تعتبر) ق ج59 إلى 54من

).جنحة من الدرجة الرابعة (الجمركية ق ج حيث تعتبر أقصى درجات الجريمة 328 إلى جسامة الجزاء المقررة لها المادة بالنظر و ذلك - 172 المادية للجريمة الجمركية فقد كان من للبنيةإلشارة إليه عند التطرق حسن النية ال يمنع من قيام مسؤولية الحائز كما سبق اكان فإذا - 173

.التخفيف احتراما لقواعد اإلنصاف و اإلنسانية اعتماد هذا الجانب الشخصي لالستفادة من ظروف والمالئم و عمال على تخفيف هذه القساوة

Page 63: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

فيالظروف المخففة فقط مساويا من حيث المبدأ بينه و بين المجرم المبتدئ من االستفادةعلى عدم

تجاهل أخرىحالة إذا لم يرى القاضي مبرر إلفادة هذا األخير من التخفيف، و هو ما يبين مرة

.المشرع للمعيار الشخصي في تقدير الجزاء

الجديد ال يكاد يكون إال في قانون الجمارك المخففة على هذا األساس، فإن اعتماد الظروف و

و بالتالي ال يمكن التكلم عن توجه قانوني جديد من أجل الحد الجزاءإضافة سطحية ال تؤثر في مقدار

التي يتميز بها الجزاء في المجال الجمركي و التي تشكل موضوع شديد من الصارمةمن الطبيعة الجد

.الفقهطرف

مع السياسة الحماية شبه المطلقة نهائياالقطع مرة أخرى نستشف عدم جرأة المشرع على و

تعديالت بإجراء قانون الجمارك على الرغم من تغير المعطيات االقتصادية الحالية و اكتفائه تميز التي

بموجب قانون عمالقةصورية في مجال الجزاء، و ذلك على خالف التشريع الفرنسي الذي حقق قفزة

منذ أكثر من عشرين سنة 01 فقرة 319 المادة )174( 1977ر ديسمب29 المؤرخ في 77-1453رقم

:التاليو ذلك بتطبيق الظروف المخففة بالشكل

. المالية إلى ثلث الحد األدنى للغرامة المقررة للجريمةالغرامات من التخفيض -1

ع د استعملت إلخفاء البضائاألخيرة النقل بشرط أن ال تكون هذه وسيلة مصادرة من اإلعفاء -2

.موضع الغش

. البضائع التي ساعدت على إخفاء الغشمصادرة من اإلعفاء -3

. الذي يحل المصادرة إلى الثلثالمبلغ تخفيض -4

. الجمركية كما سنرى في ما سيأتيالمالية قد ساهم ذلك في إعطاء صورة جديدة لطبيعة الجزاءات و

الجمركيالطبيعة القانونية للجزاء : الثانيالمبحث

كثير المالية من أهم الجزاءات المقررة للجرائم الجمركية حيث يلجأ المشرع في اتالجزاء تعد

سياسة عقابية التشددمن األحيان إلى فرض عقوبات مالية شديدة لقمع الجرائم الجمركية، و يعكس هذا

أن الدافع الرتكاب الجرائم باعتبارمحددة تهدف إلى ضرب المجرم في ذمته المالية بصفة مؤلمة

. إليهاإلشارة سبق - 174

Page 64: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

إضافة إلى ذلك فإن األفعال تلحق بال شك أضرار المشروع،لجمركية يكون دائما الطمع و الربح غير ا

. بتغطيتهاالجزاءاتللخزينة العامة تتكفل هذه

هي حماية حقوق الخزينة متجاهلة بصفة شبه الجزاءات على هذا األساس، فإن األولوية المطلقة لهذه و

أهداف السياسة العقابية المحددة في القانون العام، فإذا كانت عن كلية شخصية الجاني، مبتعدة بذلك

تخضع لمبدأ الشرعية من حيث أنها محددة ضمن نصوص قانونية فإنها ال المصادرةالغرامة و

األخرى التي يقوم عليها الجزاء الجنائي و هي شخصية الجزاء و المساواة أمام للمبادءتستجيب

.القانون

جزاء الذي يقتضي أن ال يوقع هذا األخير إال على مرتكب الجريمة ال يجد الشخصية فمبدأ

مسؤوليتهم في الغرامة كونها تتعدى شخص المجرم الفعلي لتطبق على أشخاص تفترض قيام التطبيق

المسؤول المدني يتحملهاالجنائية دون أن يشترط إثبات مساهمتهم الشخصية في الفعل المجرم، كما

لهذا الجزاء فهي تتعدى شخص الفاعل الماليةع الجانح، و أخيرا فإنه و نظرا للطبيعة بصفة تضامنية م

.لتطال عائلته بصفة مادية مباشرة

المصادرة و نظرا لطبيعتها العينية فهي تتعلق البضاعة دون االعتداد بشخص أن كما

األخيرلمالك أو كان هذا توقع المصادرة أحيانا حتى و إن لم يتم متابعة احيث ) 175(المالك

).ج ق 261المادة ( يتحملها الورثة في حالة انقضاء الدعوى الجنائية بوفاة المتهم كما ،)176(مجهوال

كانت طبيعتها الجامدة تجعلها خاضعة لمبدأ الشرعية فإذا تتنافى الجزاءات المالية مع مبدأ المساواة، و

تتعارض مع مبدأ المساواة في الواقع فإنها )177(نونية المساواة القالشروطبصفة مطلقة مستجيبة بذلك

و بهذا تكون أقل إيالما لألثرياء منهم لألشخاص الجاني،كونها ال تأخذ بعين االعتبار موارد

175 - Cass Cham reunies 26 avril 1961 (Bull crim N°223), Cass crim 21 octobre 1965 (bull crim N° 205). 176 - 29 juin 1938 (Bull Crim N° 330) – 23 Novembre 1981 (Bull Crim N° 310)

ق ج إذا 326تطبق المادة ) السابقالمرجع( غرفة الجنح و المخالفات قسم الثالث، 02/12/1997 المؤرخ في 143258 رقم قرار كذلك و

فإنها الرتكاب الجريمة و أيا كان صاحبها سواء شارك شخصيا في الجريمة أو لم يشارك استعملتت البضائع قد تم حجزها على متن سيارة كان

.معرضة للمصادرة .245 زعالني، المرجع السابق، ص المجيد عبد - 177

Page 65: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

يظهر هذا اإلخالل بمبدأ المساواة بصفة أساسية في عدم إمكانية تدخل القاضي من و ،)178(البسطاء

.)179(وف الغرامة وفقا لهذه الظرتقديرأجل

مبدأ التضامن في الجزاءات الجمركية يمثل مظهرا آخر من مظاهر اإلخالل بالمساواة أن كما

تحمل أحد المتهمين أو حتى إمكانية )180( من حيث أثاره إذ يقتضي بدافع حماية حقوق الخزينةخاصة

المالية المقررة للعقوباتة القيمة اإلجماليدفع الوفاءنظرا لقدرته على ) المسؤول المدني(الغير

. على باقي المسؤولين أمام القضاء المدنيرجوعهمع ) ق ج317المادة (

في فإن الجزاءات المالية المقررة في المادة الجمركية ال تتوافق مع وظائف العقوبة بذلك و

العامة، و ةالخزينالقانون الجنائي الحديث المرتبطة بشخص الجانح و إنما تهدف إلى حماية حقوق

و الترهيب بالنص التخويفصورة جزائية باعتمادها على سياسة : تأخذ هذه الحماية صورة مزدوجة

التالعب بالقوانين من أجل محاولةعلى عقوبات مالية عالية تكبح كل إرادة على االنحراف أو

178 -J M GONNARD « peines en matière correctionnelles ( peines privatives de droit et de liberté/ amende) JC pénal N°1.

تقريب صفة الغرامة من مبدأ إلى تدارك هذا العيب الذي يميز الغرامة بشكل عام لجأ المشرع الفرنسي بموجب تعديلين أجل و من - 179

:المساواة

على أن مقدار الغرامة ال بالنصلعقوبات من قانون ا11 تم تعديل صياغة المادة 11/07/1975 المؤرخ في 624-75 رقم القانون فبموجب

". مداخيل و أعباء المخالفيناالعتباريتحدد فقط وفقا لظروف الجريمة و إنما باألخذ بعين

أيام" كرس على أساسه نظام الذي 10/06/1983 المؤرخ في 466-83 جاء به القانون الفرنسي كان بموجب القانون رقم تعديل آخر و

2000 يوما بغرامة يومية أقصاها 360 يتجاوز ال تقسم القيمة اإلجمالية للغرامة المحددة على عدد محدد من أيام يث Jour amende" غرامات

فقرة 132 و المادة 25 و 9، 5 فقرة 131" المدانين، فيما يتعلق نظام أيام غرامات أنظر الموادمصاريففف، باألخذ بعين االعتبار مداخيل و

.J.Larguir, le droit pénal général Dalloz, 17ème ed , 1999, page 129: ق ع فرنسي و كذلك28180 -Voir circulaire N° 302/DGD/CAB/ D230 du juin 1998 « l’exécution des décisions de justice amendes solidaires » : « La solidarité des condamnations offre à l’administration des douanes de meilleurs chances de recouvrement de l’intégralité des pénalité prononcées ».

Page 66: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ن هذه صارمة بمجرد الخروج عبصفة مع تطبيق هذه الجزاءات -الحصول على ربح غير مشروع

، كما تأخذ هذه الحماية صورة مدنية -)المحاولة(القوانين و إن لم يكن ذلك بصفة إرادية أو فعلية

على ما لحق الخزينة العامة من ضرر ناتج عن التملص م تعويضاباعتبارها تشكل بطابعها المالي

.المقررةدفع الحقوق و الرسوم

جعلتتشريع الجمركي إلى اعتماد أليات قانونية أجل تحقيق هذه الحماية المزدوجة لجأ المن و

المدني، و هو الطابعالجزاءات المالية في هذا الميدان تأخذ طابعا خاصا يجمع بين الطابع الجزائي و

Mixte et وهجن مختلطما أقره فريق هام من الفقه حيث اعتبر الجزاءات الجمركية ذات طابع

hybride 181(يض المدني بين صفة الجزاء و التعويجمع(.

ما أهم الرغم من الترحاب الذي لقيه هذا الموقف الفقهي، فإنه لم يسلم من االنتقادات و على و

خالف كبير سواء منوجه له من نقد أنه يجمع بين العقوبة و التعويض في جزاء واحد رغم ما بينهما

.من حيث األساس أو من حيث الغاية

الموقف أنه أضفى على تناقض األحكام صبغة النظرية،فبدال عن ذلك يؤخذ على هذافضال و

هذا التكييف، على أن يصل الفقه إلى التكييف القانوني للغرامة الجمركية ثم يرتب النتائج العملية من

النظرية دون إبراز حدود التفرقة حولهافإنه أخذ بالنتائج التي انتهى إليها القانون و القضاء ثم نسخ

االختالف فيما بين أنصار هذا االتجاه في تغليب صفة عن أخرى ، فمنهم من يغلب عم )182(بينهما

تعكسه على العقوبة، و منهم من يغلب صفة العقوبة على التعويض، و ذلك بحسب ما التعويضصفة

ما سنراه هذاالسياسة المتبعة في كل تشريع و بحسب التطور الذي قد يحصل على هذا األخير، و

ثم في القانون ) المطلب األول( الطبيعة القانونية للجزاءات المالية في القانون الفرنسي خالل دراسة

).المطلب الثاني(الجزائري قبل و بعد التعديل

في القانون الفرنسيالماليةالطبيعة القانونية للجزاءات : األولالمطلب

181 BOUZAR et PINATEL. Traité de droit pénal et crimonologie, 2ème ed. I II, N° 1020 et 1056. Merle et VITU traité de droit criminel, N° 708, ed cujas 3ème ed, 1978. M. DE GOURDIA. Un droit pénal très spécial le droit pénal douanier, JCP 1974, 12652, CBERR et H TERMEAU op cit N° 719 p 512 M.MASSE Art Précité.

. البعض بأن الجزاءات الجمرآية ذات طابع جزائي محضاعتبر حين فيVoir CHAUVEAU et F.HELIE. théorie du code pénal, titre I, P 210.

. الجزاءاتلهذه إتجه العض اآلخر إلى القول بالطابع المدني وMerlin, organisation et législation douanières, 1971 publication de l’école nationale des douanes . Neuilly , p 135.

.307 المرجع السابق، ص سقيعة، بو - 182

Page 67: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ء كان قد استقر على إال أن القضاالجزاءات، ينص المشرع الفرنسي على طبيعة هذه لم

الجزاءات و إن كان ال يفصل فيها إال فهذه ،)183(المدنيةإعتبارها ذات طابع مزدوج مع تغليب الصفة

و هو ما يفسر . عن ضرر الحق بالخزينة العامةناشئةمن طرف الجهات القضائية الجزائية فهي

ء، و تعبر عن هذه القاعدة عدم جواز تخفيضها من طرف القضاوالصفة التضامنية التي تتميز بها

الفرنسي التي كانت تنص على عدم جواز التخفيض في الحقوق و الجمارك من قانون 329المادة

و لم يكتف المشرع فقط بمنع القضاة . أو األمر باستعمالها على حساب اإلدارةالغراماتالمصادرات و

التي ومخالفة قاعدة المنع هذه تخفيض الحقوق و الجزاءات بل ذهب إلى حد ترتيب جزاء على من

.في تتمثل في مسألة القضاة بصفة شخصية

من المستوحاة" احتفظ القانون الجمركي الفرنسي إلى وقت قريب بهذه القاعدة الباليةقد و

يترجم عدم الثقة التي الذيذكريات التنافس الذي كان قائما بين أعوان اإلدارة و قضاة البرلمان و

.)184(" و البرلمانالملكيةالقة الرابطة في ظل النظام بين السلطات كانت تميز الع

عمم تطبيق الظروف المخففة و وقف الذي )185( 1951 فيفري 11 لم يؤثر القانون الصادر بتاريخ و

على التقليل من صرامة الجزاءات الجمركية العامةالتنفيذ بالنسبة للعقوبات المطبقة في كل القواعد

وفق التنفيذ و الظروف ( أنه ال يمكن تطبيق هذه القواعد فرنسار االجتهاد القضائي في حيث اعتب

الجزاءات المالية ذات العتبار )187( تلك المتعلقة بعقوبة الحبسعدا ما)186(الجمركيةفي المادة ) المخففة

.صفة مدنية

)188( 29/12/1977 المؤرخ في 1453-77 أضفى التعديل الحاصل بموجب قانون رقم قد و

شخصية جديدة لهذه الجزاءات بإعطائها طابعا شخصيا يتناسب مع ظروف ارتكاب الجريمة و صورة

183 - 11 Juin 1949 (Bull CrimN°208), 2 Oct 1975 (Bull crim N° 220). 184 - JF DURAND art prec N° 35. 185 - J O 13 février et rectifié 7 avril 1951 (JCP. 1951. III. 15380 et rectifié 15987). 186 - Cass Crim 27 fev 1947, doc cont n° 791) ; cass crim 15 nov 1951 (D 1951 38) et note sous nimes 11 juil et 6 octob 1951 (JCP 51 11 6596). 187 Cass crim 22 dec 1892 (DP. 93. 1. 151)

. إليهاإلشارة سبق - 188

Page 68: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

في تقدير الجامدةالجانح و قد مهد المشرع لهذه الغاية بقاعدة هامة تمثلت في التخلي عن الصياغة

و األقصى تاركا الحدين األدنىبتدحديد استبدالها بصياغة مرنة، يقوم على أساسها المشرع و الجزاء

و يقدر الحد األدنى بغرامة قدرها مرة واحدة . اإلطارللقاضي سلطة تقدير الجزاء المبرر وسط هذا

بثالثة أضعاف هذه القيمة، مع اإلشارة إلى أنه تم اإلنقاض من األقصىقيمة البضائع المحجوزة والحد

التشريع الفرنسي الجديد بارتباط يتميزو. )189( 1987 جويلية 8 بموجب قانون الضعفهذا الحد إلى

المالي الذي تغلب عليه طابع العقوبة و المبالغ المستحقة الجزاءالجزاء بشخصية الجانح و بالتمييز بين

.للخزينة

ارتباط الجزاء بشخصية الجانح: األولالفرع

: ارتباط الجزاء بشخصية الجانح مظهرينيأخذ

قانون رقم ( يضاعف الحد األقصى العقوبة المقررة الحالةهذه في و تشديد الجزاء في حالة العود-أ

، و يعتبر عائدين المخالفين الذين يقومون خالل خمس )1 فقرة8 المادة و 2 فقرة 7، المادة 77-1453

أو اإلدانة النهائية بعد سريان هذا القانون بارتكاب جريمة أخرى معاقب المصالحةسنوات التي تلي

. من قانون الجمارك الفرنسي414 و 413، 412، 411، 410 في المواد عليها

من القانون السالف الذكر، و قد تم إدراج هذين 1 فقرة 8 و المادة 2 فقرة 7 ذلك بموجب المادتين و

، 1978 جوان 21 المؤرخ في 712-78بموجب قرار رقم ) 370المادة (النصين في قانون الجمارك

التعديل بطابعه العام حيث ال يشترط أن تكون لهذا وفقا الجمركية و ذلك يتميز العود في المادة

و إنما يكفي أن تكون من ضمن الجرائم ) العود الخاص( للجريمة األولى مماثلةالجريمة الالحقة

اإلشارة أن مع ،)190( من ق ج الفرنسي412 و المادة 414 إلى 410 في المواد من عليهاالمنصوص

تأديتهم لمهامهم إال في أثناءال يطبق على الوكالء المعتمدين لدى الجمارك هذا التشديد في الجزاء

).الفرنسي فقرة ق ج 370المادة (حالة ارتكاب خطأ شخصي

189 - Loi N° 87 – 502 (JO du 09/07/1987).

العود في المادة الجمركية و كذا االنتقادات الموجه لها، أنظرطبيعة حول - 190BERR et TERMEAU, op cit N° 727/2. p517 et 518.

Page 69: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ق 369/1 لما تقتضيه أحكام امادة طبقا المخففة تخيف الجزاء عن طريق إدخال نظام الظروف -ب

المخصص لمظاهر التعديل في مقدار الجزاء القسمج الفرنسي، و قد سبق التطرق لهذه النقطة في

.الجمركي

المستحقة للخزينة العامةالمبالغالتمييز بين الجزاءات المالية و : الثانيالفرع

، الفقرة األخيرة منه على أنه و بغض النظر عن 7 التعديل بموجب المادة قانون ينص حيث

و تشير الجمركيةأو المتصل عليها من الجريمة الجنائية، يأمر القاضي دفع القيمة المغشوشة الغرامات

إعفاء المخالف من دفع للمحاكم ال يمكن بأنه" ق ج فرنسي 4 فقرة 319الصياغة الجديدة للمادة

القضائية ملزمة بالنطق إلى جانب الجزاءات الجهات بذلك تكون و" المبالغ المغشوشة أو المتملص منها

.المالية بدفع قيمة هذه المبالغ

ق ج في ظل القانون القديم المتعلقة 411 ذلك تجديدا كامال باعتبار أن المادة يعتبر و

في التجديد من الدرجة الثانية كانت وحدها تنص على هذا الدفع المزدوج و يظهر هذا بالمخالفات

.)191(التمييز بين مفهوم العقوبة الجبائية و التعويض

في السابق الذكر قد ساهم 1977 الذي تم بموجب قانون سنة هذا األساس، فإن التعديلعلى و

هذا ما اتجهت و ،)192(تغليب الطابع الجزائي للعقوبات المالية دون محو صفة كلية طابعها المزدوج

إذا و: " أنه )193( 1983 جانفي 31إليه محكمة النقض الفرنسية حيث اعتبرت في قرارها الصادر في

جزائي و مدني إال أنه مزدوجنصوص عليها في قانون الجمارك ذات طابع كانت الجزاءات المالية الم 191 Idem n° 727.4 p519. J F DURAND art préc n° 96. 192 -. J F DURAND art préc n°13 et 42.

: أنظرالجمركية جانب من الفقه أن الصفة الجزائية البحثة أصبحت تميز بصفة كلية الغرامات يجد كماBERR et TREMEAU op cit n° 727 /4 P 520 « dés lors en effet que la réparation du préjudice causé au trésor doit nécessairement être ordonné qu’elle que soit l’essence des poursuites répressives, il devient radicalement impossible de soutenir que l’amende puisse avoir le moindre fonction réparatrice ».

. هذا الموقف القضائي بشدة، أنظرانتقد و د - 193DOUCET, note sous cass crim 31 janvier 1983, Gaz pal, 1984, I sommaire 97 : « le caractère mixte des amendes douanières et fiscales a crée régime désagréablement ambigu nous ramenant presque à la préhistoire de droit criminel.

Page 70: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أن المشرع قصد تغليب الطابع 1977 ديسمبر 29 و ما يليها من قانون 7يستنتج من خالل المواد

".الجزائي على الطابع التعويضي

ديسمبر 12بموجب قرار آخر لها صادر في ) محكمة النقض( جهة أخرى فقد حددت من و

جزائية التعويض عن الضرر الالحق بالدولة و ال تشكل فقط عقوبات طابع" الغرامات لهذه أن 1983

". من قانون العقوبات5بمفهوم المادة

الذي التشريعي نستنتج أن الطبيعة القانونية للعقوبات المالية قد تغيرت في ظل التطور بذلك، و

إلى تغليب الصفة المدنية تميل المزدوجن فبعدما كانت عرفته فرنسا و إن كانت الزالت تحتفظ بطابعها

الطابع الجزائي باعتناق أهداف بهيمنة تتميز 1977أصبحت بفعل التعديل الذي تم بموجب قانون

متغير هام لمعادلة تقدير الجزاء و هو شخص بإضافةالسياسة العقابية الدحيثة في المادة الجمركية

.الجانح

طبيعة في التشريع الفرنسي، فما هو موقف القانون الجزائري في تحديد كان األمر كذلكإن و

.الجزاءات الجمركية؟

ي القانون الجزائريالجمركيةالطبيعة القانونية للجزاءات : الثانيالمطلب

المشرع الجزائري فيما يخص الطبيعة القانونية للجزاءات الجمركية من التقرير موقف تطور

التزام إلى 1998ابع المدني لهذه الجزاءات قبل تعديل قانون الجمارك بموجب قانون بالطصراحة

.الصمت بعد تعديل هذا القانون

1998 الجمارك بموجب قانون قانونطبيعة الجزاءات المالية قبل تعديل : األولالفرع

الجمركية في فقرتها الرابعة و الخيرة تنص تشكل الغرامات و المصادرات259 المادة كانت

الصفة إضفاء تجدر اإلشارة أنه لم يتم و" عليها بموجب هذا القانون تعويضات مدنية المنصوص

كانت تكتسي حيث 1979المدنية للمصادرة إال بصفة الحقة عن صدر قانون الجمارك في سنة

من 81دة بمقتضى الماالمذكورالغرامات الجمركية وحدها هذه الصفة، و قد تم إضافة مصادرة النص

Page 71: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ذلك لمواجهة اتجاه قضائي كان يعتبر المصادرة عقوبة في غياب و )194( 1987قانون المالية لسنة

.)195( ذلكخالفحاجز قانوني يقضي

الحقيقة، فإن إسناد الطابع التعويضي لهذه الجزاءات بمقتضى هذا النص لم ينفي في و

المرنة الصياغةجمركية و الدليل على ذلك بجوهرها كعقوبات تطبق على مرتكبي الجرائم الاحتفاظها

الغرامات و المصادرات وصف تفادى المشرع في النص المذكور فقد" التي جاء بها النص ذاته

جاء فيها أن هذه الجزاءات تشكل مرنةالجمركية بأنها تعويضات مدنية مكتفيا في هذا الوصف بصيغة

.)196("تعويضات مدنية

وجة للجزاءات الجمركية من خالل المصطالت المستعملة في هذه الطبيعة المزدتظهر و

جزائية بالصفة القانونية و كذا األحكام المطبقة على هذه الجزاءات التي تؤكد على تمتعها النصوص

.كذلك

المالية المصطلحات المستعملة، نالحظ أن المشرع استعار األنواع التقليدية للعقوبات خالل فمن

للتعبير عنها المصطلحاتو اعتمد على نفس ) الغرامة و المصادرة(ف القواعد العامة المعروفة ي

.)197(الجزاءاتباإلضافة إلى ذلك استعمل مصطلح العقوبات للداللة على هذه

جهة أخرى، فقد استعمل المشرع للتعبير عن كيفية الحكم بالغرامة و المصادرة من و

. ق ج326 إلى 319مواد ذلك في الو" يعاقب" عبارة الجمركية

تميل يخص األحكام المطبقة نجد أن مجموعة منها و التي تحكم جزئيا نظامها القانوني فيما و

:إلى إعطاء الطابع الجزائي لهذه الجزاءات و من هذه األحكام

.1986نة س55 ج ر عدد 1987، المتضمن قانون المالية لسنة 26/12/1986 المؤرخ في 15/86 رقم القانون - 194 .311 زعالني، المرجع السابق، ص المجيد عبد - 195 .310 ، ص السابق المرجع - 196 . ق ج قبل التعديل340 و 339 فقرة األولى و 293- 281 المواد أنظر - 197

Page 72: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ق 272المادة ( في الجرائم الجمركية للفصل اختصاص الجهات القضائية الجزائية دون غيرها -1

).ج

فقرة 318 ضررا يستوجب التعويض المادة يسبب المعاقبة على الشروع و حيث أن هذا األخير ال -2

ق ج فيما يخص المخالفات حيث تنص على 1 فقرة 320 المادة ق ج، فيما يتعلق بالجنح و استثناءا 2

إدارة الجمارك المخالفات ألحكام القوانين و األنظمة التي تتولىالثانيةأنه تشكل مخالفات من الدرجة

. يكون الهدف من هذه المخالفات هو التملص من دفع مبلغ رسم ما أو إعاقة تحصيلهعندماتطبيقها

: يكون لهذا التشديد عالقة ما بحجم الضررأن تشديد الجزاءات الجمركية في بعض الحاالت دون -3

يتغير مقداره بتغير إن تحقق ال يمكن أنالجمركيةفمن المؤكد أن الضرر الناتج عن الجريمة

وسائل معينة ما دام حجم البضاعة محل الغش هو نفسه استعمالاألشخاص المساهمين في الجريمة أو

326 و 325 خالفا ذلك إلى تشديد الجزاء في الحالتين بمقتضى المادتين ذهبو نالحظ أن المشرع قد

.التواليق ج على

المقررة ضد مرتكب الجريمة الجمركية في للغرامةثة تطبيق مبدأ شخصية الجزاء بمنع تحمل الور-4

المادة ( بدفع مبلغ يحل محل مصادرة األشياء محل الغش االكتفاءحالة وفاته قبل صدور حكم نهائي و

). ق ج261

المادة ( لرفع للدعوى في القانون العام على الجنح و المخالفات الجمركية المقررة تقديم مدة التقادم -5

تحكم التيفي ظل الشروط (و كذا أجال تقادم العقوبة المقررة للجنح التابعة للقانون العام ) جق 266

). ق جأخيرة فقرة 293المادة (على الغرامات و المصادرات الجمركية ) التعويضات المدنية

م قانون تنفيذ الجزاءات المالية طبقا ألحكايمكن من ق ج تنص على أنه 393 و أخيرا، فإن المادة -6

اإلحالة إذن خضوع اإلكراه البدني في المجال الجمركي كلية هذهاإلجراءات الجزائية و يترتب على

. و ما يليها من قانون اإلجراءات الجزائية599 عليها في المواد المنصوصإلى القواعد العامة

و )198(عويضات مدنية الجزاءات المالية تيعتبر يتبين من خالل ذلك كله، أن المشرع الجزائري لم و

ما يعتبر نفيإنما قصد إعطاء الغلبة للطابع التعويضي قصد تحقيق حماية أكثر لمصالح الخزينة دون

.310بوسقيعة، المرجع السابق ص . لما ذهب إليه أ خالفا و هذا - 198

Page 73: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

" من ق ج 4 فقرة 259جوهريا في الجزاء الجمركي أي طابعه الجزائي حيث يشكل نص المادة

ناتج عن الطابع التعويضي نظام تطبيق يعتمد عليه القضاء في كل مرة تظهر فيها الحاجة إلى سالحا

.)199("للغرامة الجمركية

كعدم اعتمد فعال القضاء على نص المادة السالفة الذكر الستبعاد أحكام قانون العقوبات قد و

استبعد على نفس األساس تطبيق الظروف المخففة على كما. )200(تطبيق القانون الجديد األقل شدة

خذ بقاعدة عدم جواز الجمع بين الجزاءات في حالة وجود عدم األإلى إضافة)201(الغرامات الجمركية

الجمركية و جريمة أخرى من القانون العام أو قانون جزائي خاص الجريمةارتباط صوري بين

.)202(آخر

تطور قضاء المحكمة العليا نحو تغليب الطبيعة المزدوجة للغرامات الجمركية بعد ما قد و

لها صادر من ق ج حيث قضت في قرار 4 الفقرة 259في لنص المادة تستند إلى التفسير الحركانت

الضرر الالحق عن بأن الغرامة الجمركية تتسم بصفة الجزاء و صفة التعويض 03/01/1993بتاريخ

المبلغ المالي المحكوم بأن" 30/12/1996 اعتبرت في قرار آخر صادر في كما )203(بالخزينة العامة

العام، و القانوندارة الجمارك ليس تعويضا مدنيا عاديا يخضع تحديده لقواعد بناء على طلبات إ.... به

في قانون محددةإنما هو غرامة جمركية ذات طابع جبائي يخضع تحديدها قواعد خاصة

فيما يخص المصادرة فقد رفضت المحكمة العليا النطق بها مرتين في مجال الجرائم و". )204(الجمارك

.)205(الطابع التعويضي البحث نازعة عنها المزدوجة

غ ( 29/01/1995 الصادر في قرارهاحة، و قد أكدت هذا الموقف المحكمة العليا في زعالني، المرجع السابق، نفس الصفالمجيد عبد - 199

الجمركية تشكل تعويضات الغرامات ق ج تنص فعال على أن 259 كانت المادة إذا" حيث أوضحت أنه ) ، غير منشور97020 رقم ،IIIج م،

".كل تعويضات مدينة و بين أن تكون تعويضات مدنية بين أن تششتانفإنها لم تقل صراحة بأنها تعويضات مدنية و . مدنية ).55 ، ص 1992مجلة الجمارك، عدد خاص، مارس ( 2 غ ج 14/04/1987 المؤرخ في 39896 رقم قرار - 200 ).53نفس المرجع ص (، 06/11/1984 المؤرخ في 32741 رقم قرار - 201 القضائي في المنازعات الجمركية، م ع ج، العدد االجتهادمصنف ( III ع ج م ق 02/02/1999 المؤرخ في 191129 رقم قرار - 202

.)2000الثالث، .256 ص 3 العدد 1994 سنة القضائية المجلة III غ ج م ق 85084 رقم قرار - 203 ).غير منشور( III غ ج م ق 141061 رقم قرار - 204 ).منشورغير ( III، غ ج م ق 29/01/1985 المؤرخ في 34888 رقم قرار - 205

Page 74: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

هذا األساس، نستنتج بأن الجزاءات المالية تتميز في ظل قانون الجمارك الجمارك على و

4 فقرة 259 الطابع المدني بصريح نص المادة تغليب بطابع مزدوج مع 1998 تعديل قبل الجزائري

لعقوبات الجمركية في القانون التي كانت تتميز بها االقانونيةمن ق ج و تأخذ بذلك نفس الطبيعة

.1977 ديسمبر 29 التعديل بموجب قانون قبلالفرنسي

الوسائل كانت العوامل االقتصادية المرتبطة بتلك الحقبة الزمنية عامال للتشبث بكل إذا و

قد ساهم في تطوير المعطياتالقانونية التي كان من شأنها تدعيم السياسة الحمائية، فهل أن تغير هذه

. بطبيعة الجزاءات الجمركيةالمتعلقة األقل من حيث أثاره على قانوننا

التعديلطبيعة الجزاءات المالية بعد : الثانيالفرع

هو حذف كل إشارة إلى الطبيعة المدنية 1998 ما ميز التعديل الناجم بموجب قانون أهم من

االعتمادءات؟ في الحقيقة ال يمكن المالية فهل يعني ذلك حذف هذه الصفة من هذه الجزاللجزاءات

و المصادرة إذ للغرامة القانونية ق ج الستنتاج تغيير في الطبيعة 259على الصياغة الحالية للمادة

الجمركية بما في ذلك التشريع الفرنسي لم تنص بصفة صريحة على طبيعة التشريعاتأن معظم

الخاصة القانونهذا السؤال في األحكام المعدلة في المالية لذلك يتعين التمعن لإلجابة على العقوبات

.بهذه المسألة و كذا موقف القضاء إثر هذا التعديل

التشريع الحالي و على الرغم من بأن المؤكد من : طبيعة الجزاءات المالية في التشريع الحالي– أ

لتطورات الناجمة على طبيعة بقي بعيدا من االدوليةالتغير في المعطيات االقتصادية الداخلية و

بذلك قانون الجمارك الجزائري بعد التعديل رافضا للحلول يستمرالجزاءات الجمركية بوجه عام، و

رغم كون هذا األخير المصدر المادي و التاريخي األساسي لقانوننا، كما الفرنسيالتي أتى بها التشريع

لم يعد التيمن الصرامة الشديدة للعقوبات الجمركية إلى ابتكار حلول قانونية من شأنها الحد يسعىلم

إليها السياسة الجنائية التيلها ما يبررها و إعطائها صورة تتوافق مع متطلبات العدالة و اإلنصاف

.الحديثة

الذي مفاده ال يجوز التخفيض ) قبل التعديل( من ق ج 281 من إلغاء نص المادة الرغم فعلى

دون تدخل ائال أن الصياغة الجامدة التي يتميز بها أسلوب تحديد الغرامة يقف المالية إالالجزاءاتمن

ال يجد إال مكانا ضيقا في المخففةكما أن نظام الظروف . القاضي لتقدير الجزاء المناسبة لكل قضية

Page 75: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

يجعل له دورا صوريا مما ،)206( أكثر مما يخدمهالمساواةقانوننا الجمركي و يعارض مبدأ العدالة و

.في تفريد الجزاءات الجمركية

ذلك نجد في نصوص متفرقة بعض بوادر التقرب من الصفة الجزائية و منها مقابل و

ق 2 الفقرة 259المادة ()207( العامة في مباشرة الدعاوي المتعلقة بالجزاءات الجبائيةالنيابةاختصاص

و المصادرات الجمركية ماتالغرا من ق ج مكرر التي تنص على أن 293، و كذا أحكام المادة )ج

شروط المطبقة على عقوبات الجنح في القانون العام و حذف ما يتعلق تطبيق اآلجالتتقادم بنفس

نصت المادة حيثنظام التقادم المدني في هذه النقطة، و كذا إعطاء المصادرة طابعا أكثر شخصية

مع ) الناقل( النية حسن قيمتها للمالك ق ج على رفع اليد عن وسيلة النقل بدون كفالة أو إيداع246

و بصفة استثنائية . ق ج336 المادة إلحكامتحمل المخالفين الحقيقيين دفع بديل المصادرة نقدا وفقا

بين الجزاء المقرر للجرائم المرتكبة من طرف على للتفرقةفإن القانون يضع صفة الجانح معيارا

البضاعة (رغم وحدة طبيعة ) ق ج325المادة (رة الدولية محترف التجاو) ق ج321المادة (المسافر

).التصريح المزور(و وحدة الفعل المجرم ) للرسم المرتفعخاضعةالمحظورة أو

معاكسة، نجد أن القانون الصادر بعد التعديل استرجع بعض األنظمة التي تغلب بصورة و

ق 265المادة () 208(لمصالحة بعد صدور حكم نهائي المدنية البحتة للعقوبات الجبائية كنظام االطبيعة

).ج فقرة األخيرة

على يقوم ، فإن التعديل الناجم على مختلف األحكام المتعلقة بالجزاءات الجبائية الذي هكذا و

حقيقي في تغيرحركة مد و جزر بين صور التطور المتواضع و التراجع ال تسمح بالقول بوجود

للتطور في هذا المجال، تشريعيةجزاءات و ال يعكس أصال نية حقيقية أو إرادة الطبيعة الخاصة لهذه ال

المالية بعد التعديل؟الجزاءاتفهل نجد في موقف القضاء إجابة لتحديد طبيعة

: موقف القضاء-ب

ق ج كأساس 4 – 259 العليا كما سبق و أن رأينا صراحة على نص المادة المحكمة اعتمدت

وعدت بموجبه بعض قواعد قانون العقوبات كعدم جواز تطبيق القانون األقل شدة استبالذيلقائها

. اإلشارة إليه في الجزء المخصص لمظاهر التعديل في مقدار الجزاءسبقكما - 206 . ما تم تخصيصه لهذه المسألة في القسم الثاني من البحثأنظر - 207 . تم تخصيصه لهذه المسألة في القسم الثاني من البحثما أنظر - 208

Page 76: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

التعدد ( أخرالجمع بين الجزاءات في حالة خضوع الفعل إلى أحكام قانون الجمارك و قانون جزائي

).الصوري للجرائم

القانونيةر الرغم من االنتقادات التي وجهت إلى هذا النص إال أن من مزاياه تحديد اآلثاعلى و

ثابت مؤسس على نص قضائيالناجمة عن تغليب الطابع المدني للعقوبات الجمركية، فمسايرة الجتهاد

المسائل دون إشكال فال يؤخذ مثال بعضهذه المادة كان يمكن استخالص النتائج القانونية فيما يخص

مكن أن يؤثر على الجزاءات إجراءات العفو ال يأنبعذر صغر السن للتخفيض من مقدار الجزاء، كما

.صراحةالجمركية إال في حالة النص عليها

ق ج على هذه األحكام؟ و إذا كانت النصوص القانونية 4-259 تأثير تعديل المادة هو فما

القانونية فما أثارها الحالية ال تسمح بتحديد الطبيعة الحالية للجزاءات الجمركية و استخالص بصيغتها

في هذه المسألة؟هو موقف القضاء

القضاء ظل مستقرا في هذه النقطة حيث ال تزال المحكمة العليا تقر استنادا على أن نالحظ

ذلك و )209( المادة المذكورة أن إدارة الجمارك طرف مدني و إن الجزاءات تشكل تعويضاتأحكام

.رغم حذف كل عبارة تشير إلى ذلك بموجب التعديل الجديد

)210( ق ج بصياغتها السابقة قد كانت عائقا لتغير موقف القضاء4-259 المادة كانتإذا و

تظل إذ بأن حذف هذه الفقرة لم يكن ليساهم في رسم اجتهاد قضائي جديد في هذا المجال فيبدو

عن طريق اإلحالة القديمالمحكمة العليا تتشبث بقضائها السابق بل أحيانا و بكل غرابة بأحكام القانون

ال نرى بالتالي وجود مساهمة للقضاء في تطوير قانون الجمارك على و ،)211(ية لنصوص ملغاةالحرف

الجمارك بصفتها طرفا مدنيا، إدارةمجلس أن يدرس طلبات على الكان) " غير منشور (04/04/2000 المؤرخ في 399205 رقم قرار - 209

المؤرخ في 240697، قرار رقم 24/04/2000 المؤرخ في 220976 قرار رقم كذلك و ،"فإن استئنافها ينصب على التعويضات فقط

)IIIغير منشورين، قرارات صادرة عن غ ج م ق (13/03/2001 .345 زعالني، المرجع السابق، ص المجيد عبد - 210 . جواز التخفيض من الجزاءات الجمركيةعدملتدعيم قاعدة ) قبل التعديل المالغاة( ق ج 281 ذلك االستناد على أحكام المادة صور و من - 211

).غير منشور (III غ ج م ق 13/03/2001 المؤرخ في في 231077 رقم قرار

Page 77: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المستقر الجديد يفتح له المجال لذلك، كما ال نرى تحوال في االجتهاد القضائي التعديلالرغم من أن

No bis in الجزاءاتعلى استبعاد المبادئ األساسية لقانون العقوبات و خاصة منها عدم الجمع بين

idem دخول قانون الجمارك من تطبيق القانون الجديد األقل شدة و ذلك بعد ما يقارب أربع سنوات و

.المعدل حيز التنفيذ

: قاعدة عدم الجمع بين العقوبات-1

concours idéalو نقصد حالة التعدد الصوري : بقاعدة عدم الجمع بين الجزاءاتيتعلق فيما

بكل وضوح معتمدا التعديلرائم أخرى، فقد أرسى قانون الجمارك نظامه قبل جرائم جمركية و جبين

: " ق ج، التي تنص340 المادة بموجبمبدأ الحفاظ في جميع الحاالت على المصالح المالية للخزينة

المصاحبة ) الجرائم( القانون تكون المخالفات هذا اإلخالل بالعقوبات المالية التي ينص عليها دون

". مالحقة و حكم و عقاب طبقا للقانون العاممحل... الجمركية) الجرائم(ات للمخالف

.)212( للجزاءات المالية في الميدان الجمركيالتعويضي دعم القضاء هذا الموقف مستندا على الطابع و

التغير في إلى )213( ق ج 340 أحكام المادة إلغاء ق ج و ال 4-259 لم يؤدي تغير أحكام المادة و

القانون العام و عقوباتقف القضاء في هذا المجال حيث ال زال يؤكد عن ضرورة الجمع بين مو

يستثنى من ذلك جريمة الصرف حيث لم و )214(الجزاءات الجمركية و ذلك نظرا لطبيعتها التعويضية

.المسألةتعرف المحكمة العليا موقفا مستقرا في هذه

الجزاءاتع بين جرائم التنظيم النقدي و مبدأ عدم الجم-2

.)منشورغير (III غ ج م ق 13/03/2001 المؤرخ في 231481 رقم قرار

: و قانون الجماركالصحة ازدواجية المتابعة في اإلنجاز بالمخدرات طبقا لقانون أقر حيث - 212

).1996، 1 القضائي في المنازعات الجمركية، م ع ج، العدد االجتهادمصنف (III غ ج م ق 21/06/1992 المؤرخ في 86005 رقم قرار

).المرجعنفس (III غ ج م ق 06/11/1984 المؤرخ في 32537 رقم قرار

).المرجعنفس (III غ ج م ق 01/07/1986 المؤرخ في 38256 رقم قرار تعدد بحاالت ق ج المتعلقة 339 المشرع من إلغاء هذه المادة مع اإلبقاء على أحكام المادة إليه يتناول عرض األسباب الهدف الذي يصبو لم 213

الجمع بين الجزاءات خاصة و أن قانون الجمارك لم يعد يعتبرها مبدأ التخلي على الجرائم المنصوص عليها في قانون الجمارك، فهل يعني ذلك

مدني؟ذات طابع ) صراحة( المالي الجمارك في التعويضاإلدارة موقف القضاء في اعتبار المخدرات من البضائع المحظورة و حيازتها تعطي الحق استقر و هكذ - 214

)3مصنف االجتهاد القضائي في المنازعات الجمركية، م ع ج، العدد ( III ج م ق و غ22/02/99 مؤرخ في 195577 رقم قرار

Page 78: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المتعلق بقمع مخالفة التشريع و 1996 جويلية 9 المؤرخ في 22-96 المر رقم صدور قبل

هذه الجرائم كانت )215( الخاصين بالصرف و حركة رؤوس األموال من و إلى الخارجالتنظيم

التي تم إلغاؤها و( مكرر من قانون العقوبات 426 إلى 424منصوص ومعاقب عليها بموجب

بإضفاء" مزدوجا" تكييفا إعطائها، و قد استقر القضاء على ) من هذا األمر11حة بمقتضى المادة صرا

.)216(صفة الجريمة الجمركية على هاته الجرائم

29/01/1985قرارين بتاريخ ) المحكمة العليا ( أنه عرف تراجعا نسبيا بإصدار المجلس األعلى غير جريمة جسمريمة مخالفة التنظيم التنفيدي عندما تكون قيمة فيهما برفض ازدواجية جيقضي) 217(

تقع تت طائلة الجريمةدج، و في هذه الحالة يرى المجلس األعلى أن 30.000.00مساويا أو أقل من

.قانون العقوبات وحده

لم تعد ) 11 و 6السيما المادتين (09/07/1996 المؤرخ في 96-22 األمر رقم بصدور و

96-22 حيث المتابعة و الجزاء لألمر رقم منريمة مزدوجة بل أصبحت تخضع جالصرف جريمة

الواقع أن صياغة هذه المادة لم تأخذ بعين االعتبار ما ووحده بغض النظر عن كل األحكام المخالفة،

الذي جعل البعض يقول بأن القانون الجديد األمر ق ج قبل تعديلها و هو 259 عليه المادة تنصكانت

هذا النقاش لم يعد أن )218(و يعتبر كاتب. الصرفجريمةعلق بالصرف أبقى على ازدواجية المت

لم يعد هنالك ما يبرر حيث ق ج، 340 و إلغاء المادة 259مجدي بعد ما تم تعديل نص المادة

.ازدواجية هذه الجريمة

.1996 يوليو سنة 10 الموافق لـ 1417 صفر عام 24 بتاريخ 43 الجريدة الرسمية رقم في ادر - 215 : مخالفة التنظيم النقدي تتولد عنها دعويانالجريمة إن - 216

ق ج 259 إدارة الجمارك طبقا للمادة تباشرها من قانون العقوبات و دعوى مالية 425طبقا للمادة ... تباشرها النيابة العامةعمومية دعوى"

" ما لحقها من حرمان و ما فاتها من كسبجراءقصد الحكم لها بالتعويض للخزينة العامة

).1996 م ع ج، العدد األول، كية،الجمرمصنف االجتهاد القضائي في المنازعات ( غ الجنايات 09/10/1990 مؤرخ في 67341 رقم قرار ).52 ص 1992مجلة الجمارك عدد خاص مارس ( 34888 و ملف رقم 34887 ملف رقم - 217 .362 المرجع السابق ص بوسقيعة، أحسن 218

Page 79: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

يجوز تطبيق مواد حيث اعتبر من جهة بأنه الالشأن أن القضاء لم يعرف موقفا مستقرا في هذا إال

.)220( أقر من جهة أخرى ازدواجية الجريمةو )219(قانون الجمارك في هذه الحالة

: تطبيق القانون الجديد األقل شدة-3

4-259 تطبيق القانون الجديد األقل شدة و ذلك استنادا لما كانت تقتضيه المادة القضاء استبعد

بتطبيق من ق ع 2على اعتماد على أحكام المادة أن تعديل هذه المادة يقود من جديد فهل )221(ق ج

في تعليمته إدارية الموقفالقانون الجديد بصفة رجعية في حالة ما إذا كان أقل شدة؟ تم اعتناق هذا

أنه لم يجد تطبيقا فعليا في أرض الواقع و ظل مبدأ إال )222( 10-98خاصة بتحليل جديد قانون رقم

. ظل القانون القديمفي بالنسبة للجرائم التي تمت معاينتها بقامطعدم رجعية القوانين الجمركية

أهمية هذه المسألة خاصة و أن القانون الجديد يتميز بتخفيف معظم الجزاءات تظهر و

بصفة صريحة الجمارك عليها قبل التعديل، و لم تبد المحكمة العليا رأيها بعد تعديل قانون المنصوص

ضمنه إثارة هذا الوجه من طرف المتهم تمت )223(2001 مارس 13في غير أنه يحظرنا قرار مؤرخ

العليا إال أن هذه األخيرة لم تؤسس قرار الرفض المحكمةالطاعن و على الرغم من رفضه من طرف

بإثارة الطبيعية المدنية للعقوبات الجمركية و إنما لكون أن قانون ج ق 4 – 259على أحكام المادة

المعدل ينصرف إلى نفس األحكام فيما يتعلق 1998 و 1979التوالي سنتي علىالجمارك المؤرخ

فيما موقفه فهل يمكن من خالل ذلك االستنتاج بأن القضاء قد راجع ،" من طرف المتهمالمثارةالنقطة

يخص رجعية القوانين األقل شدة في الميدان الجمركي؟

ات التي شهدها القانون و اقترابه من اتجه إليه القضاء في فرنسا تحت تأثير التطورما هذا

المكتسبة العامة، فبعدما كان هذا المبدأ مستبعدا بشكل كلي اعتمادا على فكرة الحقوق القواعد

إلى تعميم القاعدة على كافة النصوص انتهى )225( االجتهاد القضائي تطورا مستمراعرف )224(لإلدارة

حين لم يعرف االجتهاد في. )226(ثر على األحكام الجزائية تؤالتيالقانونية بما فيها االتفاقيات الدولية

ثالث، القضائي في المنازعات الجمركية، م ع ج، العدد الاالجتهادمصنف (III غ ج م ق 25/01/1999 مؤرخ في 180580 رقم قرار - 219

2000.(

).المرجع السابق( غ ج 29/06/1999 مؤرخ في 182952 رقم قرار - 220 و لكن تشكل تعويضات مدنية، فإن جزائية الجبائية و المصادرات المنصوص عليها في قانون الجمارك ال تشكل عقوبات الغرامات أن - 221

"العقوبات من قانون 2 خالفا للمبدأ القانوني المنصوص عليه في المادة أقل شدة و هذاكانتالنصوص المقررة لها ليس أثر راجعيا حتى و لو

المؤرخ 47780، قرار رقم 11/11/1992 بتاريخ 39898، الغرفة اإلدارية و كذلك قرار رقم 10/10/1993 المؤرخ في 84708 رقم قرار

).1998، 2 ع ج، العدد في المنازعات الجمركية ، مالقضائيمصنف االجتهاد ( IIغ ج / 31/05/1988في ).سبق عرضها( اللغة الفرنسية 30/11/1998 غ المؤرخ في 220م / م ع ج / 5573 رقم - 222 ).غير منشور (III ق 238279 رقم ملف - 223

224 - Cass Crim du 12/03/1984 (Bull N° 100). .339 و 338 زعالني، المرجع السابق ص المجيد عبد - 225

226 - J LARGUIER, op cité p 231.

Page 80: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

التي ق ج 4- 259 المادة صياغةالقضائي في الجزائر تحوال في ظل القانون الجديد رغم تعديل

. في تطوير موقف القضاءعائقاكانت تعتبر

ا المجال بأن التعديالت التي طرأت في هذنقول كخالصة لهذا الفصل الخاص بالجزاءات الجمركية و

غير أنها ال تمس النظام القانوني الذي يميز الجزاء الجزاءاتقد ساهمت في التخفيض في أغلب هذه

ق ج التي بمقتضاها ال يجوز التخفيض من الجزاءات المالية و 281 المادةالجمركي، فإلغاء أحكام

نظرا الحتفاظها بطابعها المخففة لم يؤد إلى التقليل من صرامة هذه الجزاءات الظروفإدراج مفهوم

. و للمجال الضيق جدا الذي يمارس فيه نظام التخفيفالجامد

ق ج لم يساهم في تقريب هذه الجزاءات من 4-259 أخرى، فإن إلغاء أحكام المادة جهة من

كونها ال زالت الحديثة القانون العام أو التغيير من طبيعتها لتعارض أهدافها السياسة الجنائية مبادئ

بصفة شبه كلية شخصية متجاهلةحتفظة بصورة حمائية متمركزة بشكل مطلق على المصلحة العامة م

.الفاعل

هذا األساس، ال نستشف وجود نية حقيقية المشرع أو حتى للقضاء للتغيير في طبيعة على و

الحفاظ على في في المادة الجمركية بل على العكس فإن أحكام القانون الجديد تعتبر عن إرادة الجزاء

نطاق المسؤولية الجنائية اتساعطابعة الحمائي المطلق الذي يزيد من خطورته ما سبق و ان رأيناه من

.في هذه المادة

الجزائي الجمركي من حيث القانونتعديالت : الثانيالقسم إجراءات المتابعة

Page 81: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ديل الحاصل في القواعد الموضوعية للقانون خالل دراستنا للقسم األول أن التعمن تبين

بمضمون الجمركي ال يعكس إرادة المشرع في إفادة المتهم بضمانات إضافية فيما يتعلق الجزائي

المتابعة ، فما هو الشأن إذن فيما يتعلق بإجراءات المتابعة؟

سلطةهو إعطاء أن أهم الضمانات المخولة للفرد أثناء مرحلة المتابعة الجزائية المعروف من

القانون يعرفمحايدة و هي القضاء مهمة تقدير المسندة للمتهم و تقرير الجزاء المناسب له، و

و في بعض األحيان ضيقاالجمركي أهم خصوصياته في هذا المجال كونه ال يعطي للقاضي إال دورا

نب ذلك فإن هذه األخيرة تمتلك إلى جافيها،شكليا في المتابعة القضائية التي تتميز بهيمنة دور اإلدارة

إدارية بعيدة عن أية رقابة قضائية تتمثل في إجراءاتإلى جانب اإلجراءات القضائية حق ممارسة

و بين المتهم، فإلى أي حد مس التعديل هذه الخصوصيات؟بينهاالمصالحة إلنهاء النزاع القائم

المتابعة القضائية و المصالحة : إليهمارالمشا التحقق من ذلك من خالل استعراض اإلجرائين سنحاول

.الجمركية و ذلك في فصلين متتاليين

Page 82: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المتابعة القضائية: األولالفصل

في أن أبرز خصوصيات القانون الجزائي الجمركي تتمثل في تقليص دور القاضي في شك ال

فيها يمنع المعنويالمادية، و انعدام الركن فاحتفاظ هذه الجرائم ببنيتها : في الجرائم الجمركيةالفصل

المجرم و تقرير بناء على ذلك الفعلكل تدخل للقاضي في تقدير الحالة الذهنية للفاعل وقت ارتكاب

.مدى تحقق مسئوليته الجنائية

من اعتماد القانون الجديد نفس األسلوب الجامد في تحديد العقوبات يعتبر مظهرا آخر أن كما

.ية سلطة القاضي في تقدير الجزاء المناسبمظاهر صور

في المهيمن إلى ذلك احتفاظ هذا القانون باألحكام التي تعطى إلدارة الجمارك المركز يضاف و

القاضي في تكوين حريةفإذا كان األصل في المواد الجزائية : معاينة و إثبات الجريمة الجمركية

في قبول أو استبعاد أي دليل و السلطةون له بموجبه كل عقيدته عمال بمبدأ االقتناع الشخصي الذي يك

212 المعروضة عليه طبقا لما تقتضيه أحكام المادة األدلةتمتعه كذلك بسلطة تقديرية كاملة في تقدير

فإن قانون الجمارك يلزم القاضي التقيد بما جاء في المحاضر الجزائية،من قانون اإلجراءات

أن، كما ال يمكن له ) من قانون الجمارك254المادة (عن فيها إال بالتزوير يجوز الطالالجمركية التي

Page 83: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

قانون من 255يقبل طلبات البطالن ضد هذه المحاضر إال في حدود ما تنص عليه المادة

.)227(الجمارك

مقابل يتقدم الشخص المتابع أمام القضاء محاصرا بكل القرائن المدينة له و ال يملك بذلك و

هذا األساس علىكانيات ضئيلة، و في حاالت كثيرة منعدمة للدفاع عن نفسه، و تبقى ذلك إال إم

عقيمة أمام - أقوى صورةعلى و بكل ما يحيطها من ضمانات تكفل تحقيق العدالة -المتابعة القضائية

المجحفة في نظام قانوني مستقر اإلداناتهذه األحكام الخاصة في حماية الشخص من خطورة بعض

.المطلقةعل حماية الخزينة العامة األولية على ج

الفردية، لم يكن في مجال المتابعة تعديل يسمح بتحقيق ضمان أكبر للحقوق و الحريات إذا و

ق 259 نص المادة فيإال أن المشرع قد وضع بعض التعديالت التي يتعين الوقوف عندها، فبالتأمل

:ج بعد التعديل نالحظ ما يلي

الغرامات و المصادرات تشكل تعويضات أن" من النص القديم الذي مفاده الرابعة الفقرةحذف -1

طرف" بعبارة تغيرها و" الجمارك طرف مدنيإدارة" كذا العبارة التي تنص على أن و" مدنية

".Partie d’officeتلقائي

يجعل الدعوى بعدما كان النص القديمالعامة مباشرة الدعوى الجبائية من طرف النيابة جواز -2

.وحدهاالجبائية من اختصاص إدارة الجمارك

).المبحث األول( الطبيعة القانونية للدعوى الجبائية تديد - أ

).المبحث الثاني ( الجبائية حدود اختصاص النيابة العامة في الدعوى تعيين - ب

)228(الجبائيةالطبيعة القانونية للدعوى : األولالمبحث

يعتبر من قبيل الدراسة النظرية المجردة بل النية للدعوى الجبائية الطبيعة القانوتحديد إن

الجمارك لم يحدد إجراءات خاصة في متابعة الجرائم الجمركية و فقانونيمثل إشكاال عمليا حقيقيان

252 و المادة 250 إلى 244 من المواد و في 242 و 241 أن تراعى اإلجراءات المنصوص عليها في المادتين يجب" ق ج 255 المادة - 227

أن تقبل المحاكم أشكاال أخرى من البطالن ضد المحاضر الجمركية الناتجة عن عدم يمكنمن هذا القانون، و ذلك تحت طائلة البطالن و ال

". هذه اإلجراءاتمراعاة الدعوى" قد أثرنا مصطلح و" الجمركيةالدعوى " أو" الماليةالدعوى" للدعوى التي تباشر ها إلدارة الجمارك أمام القضاء، تسميات هناك - 228

. المصطلح الوارد في قانون الجماركالعتباره" الجبائية

Page 84: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ق ج على أن القضاء الجزائي مختص دون غيره في الفصل في 272 نص المادة فياكتفى باإلشارة

محيال بذلك إجراءات المتابعة إلى األحكام العامة المنصوص عليها في قانون الجمركيةالجريمة

. الجزائيةاإلجراءات

: من الدعوىنوعين بالرجوع إلى هذا القانون نجده ال يعرف إال و

: ، و تستمد صفة العمومية من أمرين)إ ج. ق 29المادة (العامة النيابة تباشرها :دعوى عمومية*

هي المختصة بمباشرتها و هي من أجهزة الدولة العامة، و الثاني أن الغاية العامةيابة األول هو أن الن

عن بالدفاع ليس الحصول على نفع ذاتي من الحكم بشيء معين و إنما تتحدد هذه الغاية مباشرتهامن

.)229(بالبراءةمصلحة المجتمع و الحصول على حكم يحقق العدالة سواء كان باإلدانة أم

المدني المتمثل في الشخص الطبيعي أو المعنوي المتضرر الطرف يباشرها :مدنية تبعيةدعوى *

).ج. إ . ق 3 و 2المواد ( بالتعويض عن هذا الضرر للمطالبةمباشرة من الجريمة

قوية الشتراك المصدر أنشأ قانون اإلجراءات بين الدعويين العمومية و المدنية روابط نظرا و

بطريق التبعية الجنائيةباح للمضرور من الجريمة أن يقيم دعواه المدنية أمام المحكمة فأ: متعددة

لها شروط خاصة حتى إذا توافرتللدعوى العمومية، كما أباح له أن يحرك الدعوى الجنائية متى

الجزائية للطرف المتضرر اختيار هذا اإلجراءاتكانت النيابة قد حفظت الدعوى، و قد أعطى قانون

في هذه الحالة أوجب إيقاف الفصل في الدعوى المدنية إلى والطريق أو اللجوء إلى القضاء المدني،

و إذا كان التشريع قد أعطى للقاضي الجزائي ). ج.إ. ق4المادة (الجنائيةحين الفصل في الدعوى

السبب و في الدعوى المدنية على الرغم من تميزها عن الدعوى العمومية فيالفصلاالختصاص في

الجريمة و عن فذلك راجع العتبارات كثيرة تميلها سرعة البت في القضايا المدنية الناشئة الموضوع

في عدم تضارب العدالةفي القدرة على الحكم فيها وفقا لظروف الدعوى، إضافة إلى مصلحة جهاز

.)230(األحكام الصادرة في دعاوي تتحد في مصدر الحق المنشئ لها

.64 الطبعة غير وارد، ص تاريخي، دار الفكر العربي، القاهرة، اإلجراءات الجنائية في التشريع المصر: سالمةمحمد مأمون - 229 .284 ص السابق، المرجع - 230

Page 85: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

إجراء الجزائيلفقه و كذلك القضاء على التذكير بأن ممارسة الدعوى المدنية أمام القضاء ااستقر وقد

إمكانية لجوء الطرف المتضرر لتوفر )231(استثنائي يستلزم حصره في إطار ضيق وسط قيود محددة

. المدنية الستيفاء حقوقهالقضائيةللطريق األصلي و هو المتابعة أمام الجهات

ففي أي منهما يمكن إدراج الدعويين،عرضناه من تعريف بخصائص كل من من خالل ما استو

الدعوى الجبائية التي تمارسها إدارة الجمارك؟

الجماركقانونطبيعة الدعوى الجبائية قبل تعديل : األولالمطلب

ج قبل تعديلها صراحة على اعتبار إدارة الجمارك طرفا مدنيا أمام . ق259 المادة نصت

.قضائية الجزائية و على اعتبار الغرامات و المصادرات تعويضات مدنية الالجهات

كان سيستدعي تطبيق هذا النص آخذ إدارة الجمارك مركز الطرف المدني العادي قد و

المدنية الدعوى بتطبيق الجزاءات المالية على هذا األساس بكل األحكام المتعلقة بمباشرة للمطالبة

حتما إلى إعاقة سير ذلكي قانون اإلجراءات الجزائية، و قد كان يؤدي التبعية المنصوص عليها ف

. المدنية أمام القضاء الجزائيالدعوىالدعوى الجبائية نظرا للقيود الكثيرة الواردة على ممارسة

المدنية للمطالبة بحقه في التعويض كما سبق المحاكم كان الطرف المدني العادي يملك الرجوع إلى فإذا

إال الطريق الجزائي للمطالبة بتوقيع الجزاءات المالية، طبقا لما تملكه، فإن إدارة الجمارك ال ذكر

لذلك تدخل القضاء بإعطائها صفة الطرف المدني الممتاز الذي و ،)232( ق ج272 المادةتنص عليه

. تعمل على حماية حقوق الخزينةعموميةيتوافق مع مركزها كإدارة

ال إدارة الجمارك طرف مدني من نوع خاص أن" العليا قي قرار بها أوضحت المحكمةقد و

الضرر بتوافر ق ج خاصة ما يتعلق منها 3 و 2تنطبق عليه الشروط المنصوص عليها في المادتين

من الحصول على الرسوم العامةافتراض حرمان الخزينة .... و يكفي لتبرير طلبها للغرامة الجبائية

.)233("المقررة قانونا

231 - J. PRADEL et H.VARINARD. Les grands arrêts du droit criminel. 2ème édiion.T2 ; le procès, la sanction, p 35.

في اإلجراءات الجنائية، الطبعة الهامةالمشكالت العملية : وف عبيد عبد الرء-289المرجع السابق، ص : مأمون محمد سالمةكذلك انظر

.يلي و ما 675، الجزء األول، ص 1973الثانية، الجمركية المثارة عن طريق المسائلتنظر الهيئة التي تبت في القضايا الجزائية في المخالفات الجمركية و كل : ق ج272 المادة - 232

". أو التابعة أو المرتبطة بجنحة من اختصاص القانون العامالمقرونةخالفات الجمركية استثنائي، و تنظر أيضا في الم الصادر بتاريخ 139983 رقم القرار، و كذلك )قرار غير منشور) (الغرفة الجبائية (08/11/1994 الصادر بتاريخ 125896 رقم قرار - 233

).غير منشور(IIIق .م.ج. غ22/12/1997الصادر بتاريخ 155494، و القرار رقم ) غير منشور(IIIق .م.ج. غ30/12/1996

Page 86: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

اجتهاد االمتيازات التي خصت بها اإلدارة في تحريك و مباشرة الدعوى الجبائية بموجب من و

نتيجة لعدم فيهقضائي ثابت إعطائها الحق في رفع معارضة في قرار لم تذكر ضمن أطراف الدعوى

لمشار القاضي في حالة عدم حضور اإلدارة رغم استدعائها بالطلبات االتزام و)234(تكليفها بالحضور

استقرت المحكمة العليا على قبول طعن كما ،)235( و عدم اعتبارها تاركة لدعواهاالمحضرإليها في

ج ال تجيز .إ. ق496/1 بالرغم من أن المادة بالبراءةإدارة الجمارك بالنقض في القرارات القاضية

ة في غياب ضعن غرفة االتهام القاضية باألوجه للمتابعقراراتللطرف المدني الطعن بالنقض في

.)236(النيابة

حذى بذلك القضاء في الجزائر حذو القضاء الفرنسي في إعطاء مركز ممتاز لإلدارة في قد و

الدعوى القضائية التي و إن كانت تتأسس على مستوى المحاكم الجزائية كطرف مدني فإن المتابعة

.)237(التي تمارسها ال يكن مقارنتها بالدعوى المدنية الصرفة

تطور بعد ذلك االجتهاد القضائي الفرنسي إلى د تقريب الدعوى الجبائية من الدعوى قد و

خاص و إبعادها عن الدعوى المدنية، بل حتى إلى اعتبارها دعوى عمومية ذات طابع العمومية

Action publique de nature spéciale )238( هو الموقف الذي أكده المشرع بعد ذلك في ة

. سيتم التطرق إليه الحقاكما )239( 1977 ديسمبر 29تم بموجب قانون التعديل الذي

للدعوىج أشكاال في تحديد الطبيعة القانونية .ق259 التعديل الذي تم على نص المادة يطرح و

نزع كل عبارة وفهل أن التغيير في صياغة المادة المذكورة . الجمركية في قانون الجمارك الجدي

الصفة المدنية نهائيا لهذه نزعني للدعوى الجبائية دليل على نية المشرع في تشير إلى الطابع المد

الدعوى؟

غير (IIIق .م.ج. غ10/07/1990 المؤرخ في 60389، قرار رقم )منشورغير (IIIق .م.ج. غ18/07/1993 امؤرخ 94610 رقم قرار - 234

).منشور ).م ع ج، العدد الثالثمصنف االجتهاد القضائي في المنازعات الجمركية ، (ج . ع25/05/1999 مؤرخ في 200756 تم قرار 235أنظر في هذا ). غير منشور(IIIق .م.ج. غ23/03/1998 المؤرخ 152967، قرار رقم 12/05/1997 المؤرخ 145686 رقم قرار - 236

بوجه المواد الجزائية في القرارات الصادرة بالبراءة و األحكام في جواز الطعن بالنقض من جانب الطرف المدني مدى" بوسقيعة" الصدد

.3 العدد 1994 بوجه خاص، المجلة القضائية لسنة الجمركيةعام و في المادة 237 - « L’action de la douane ne peut être ni assimilée à l’action civile ni confondue avec celle-ci » (cass-crim 5 janvier 1967. Bull. crim N°9). 238 - Cass . Crim 4 jiullet 1973,Bull, crime N° 34. Voir M.DECGUARDIA: Un droit énal trés special: le droit penal douanier” JCP 1974.

. سبق ذكره- 239

Page 87: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

من قانون الجمارك الجزائري على طبيعة الدعوى 259تأثير الصياغة الجديدة للمادة : الثانيالمطلب

الجبائية

تنص على ق ج بحذف الفقرة الرابعة التي259 في التعديل الجديد صياغة المادة المشرع أعاد

الجمارك الغرامات و المصادرات تعويضات مدنية و نزع العبارة التي تنص على اعتبار إدارة أن

.طرفا مدنيا أمام المحاكم الجزائية و استبدالها بصفة الطرف التلقائي

أجل فهم نية المشرع من هذا التعديل، يتعين الوقوف على عرض األسباب المرفق بهذه من و

العامة النيابة ق ج تسمح لممثل 259 الصياغة الجديدة للمادة إن: " نص على ما يلي التي تالمادة

. الخزينةحقوقممارسة الدعوى الجبائية بصفة تبعية للدعوى العمومية من أجل حماية

الدعوى التي في جهة أخرى، يمكن إلدراك الجمارك أن تكون طرفا تلقائيا و لصالحها من و

". حقوقا محدودةالمدنية األطراف، تملك تقام من طرف النيابة

مركزا أن يستخلص من خالل قراءة القرة التالية أن المشرع قد أراد إعطاء اإلدارة يمكن و

على هذا التفسير، نجزمقريبا من مركز النيابة العامة في الخصومة الجبائي غير أننا ال نستطيع أن

ق ج فهما صحيحا 259 فهم المادة لنا نفسه ال تسمح فالطبيعة الغامضة التي جاء فيها عرض األسباب

.و يعكس بصفة واضحة قصد المشرع من هذا التعديل

هذا األساس، نضطر للجوء إلى مصدر النص الستخالص مغزاه الحقيقي، و باإلطالع على و

المادةنص نجدها مقتبسة بصفة حرفية من 2 و 1 ق ج الفقرة 259 الجديدة لنص المادة الصياغةعلى

29/12/1977 و الذي تاله قانون 23/12/1960 تعديلها بموجب قانون بعد )240( ق ج الفرنسي 343

ضمن مجموعة من التعديالت التي تهدف إلى منح ضمانات ي اإلجراءات التعديلو يدخل هذا

Loi accordant des garantie de procédure في المواد الجبائية و الجمركية للجبايةللخاضعين

aux contribuables en matière fiscale et douanière.

هذه التعديالت في اشتراك القضاء في بعض المهام التي كانت من اختصاص اإلدارة تتمثل و

المصالحة بتدخل السلطة القضائية في رقابة إدراءات المصالحة بعد تحريك الدعوى و إلغاء وحدها

كذلك، و إنهاء لجنة القضاءبنظام التخفيض بالعقوبات الخاضعة لرقابة بعد الحكم النهائي و استبدالها

240 - Article 343 CD français : « 1- L’article pour l’application des peines est exercée par le ministère public ».

Page 88: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

إلى جانب ذلك ساهم قانون و ،)241(ذات التشكيلة شبه القضائية إلبداء الرأي في المصالحة

.)242( الجزائية عليهاالطبيعة في إعطاء صورة جديدة للجزاءات المالية بإضافة 29/12/1977

تعمل في التغيير في طبيعة الدعوى الجبائية من دعوى مدنية ساهمت كل هذه التعديالتقد و

Action pénalعلى مباشرتها اإلدارة كطرف مدني ممتاز إلى دعوة عمومية ذات طابع خاص

spécial أصلية لمساعدة للسلطة بصفة النيابة العامة بالتبعية مع الدعوى العمومية أو اإلدارة تمارسها

Ministère public كنيابة عامة متخصصة أو auxiliaire de la répressionالجزائية

spécialisé )243(.

فيما أهمية هذا التكييف في إعطاء اإلدارة مركزا مماثال لمركز النيابة العامة خاصة تظهر و

فهو ال يخلو لإلدارةيتعلق بطرق استعمال الطعن و هو أمر الذي و إن كان يمنح بعض االمتيازات

المتعلقة بالمخالفات وفق نفس األحكامبهذه الصفة تمنح اإلدارة حق استئناف جميع من المصاعب، ف

كذلك جميع األوامر الصادرة عن قاضي التحقيق، كما تمنح و ،)244(الشروط المخصصة لنيابة العامة

اإلدارة

إال)245(ام بالنقض ضد القرارات الصادرة عن غرفة االتهام وإن لم يطعن فيها النائب العالطعن حق

التحقيقساعة من تاريخ صدور أمر قضائي 24رفع االستئناف في أجل : تلتزم ومن جهة أخرىأنها

.) 246(باألمر أيام الممنوحة لها سابقا و التي يبدأ احتسابها من تاريخ تبليغها 3عوض

ق ج الفرنسي كما 343 مقتبسة من أحكام المادة 2 و 1 ق ج الفقرة 259 كانت المادة إذا و

إدارة فإعطاء ذكرهن فال يمكن أن نستخلص منها النتائج نفسها التي وصل إليها القانون الفرنسي، سبق

ق ج فرنسي فحسب و 343الجمارك مركزا متشابها بمركز النيابة العامة ال يجده مصدره في المادة

حتى في ظل الجزائريالقانونإنما يعود إلى تطور اجتهاد قضائي مدعم بمراجعة تشريعية يستمر

.التعديل األخير برفضها

. الجزائي الجمركي في مجال المصالحةالقانون في الجزء الخاص بدراسة تعديالت أنظر ما تم تخصيصه في هذا الموضوع- 241 . في الجزء الخاص بطبيعة الجزاءات المالية في القانون الفرنسيعرضه سبق - 242

243 - C. BERR et H. TREMEAU . op cit n° 807 p 570. 244 - Cass. Crim , 6 novembre 1973. Bull . crime n° 401. 245 Cass.crim 5 Janvier 1967.Bull.crime N°9 246 - Cass. Crim 4 juillet 1973. Bull ; crime N° 316.

Page 89: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و ق ج للنيابة العامة ممارسة الدعوى الجبائية 259 المشرع قد أجاز بمقتضى المادة كان فإذا

نزع عن إدارة الجمارك صفة الطرف المدني، و عن الغرامات و المصادرة الجمركية صفة

العامة بقدر ما النيابةتقترب من مركز المدنية مما يبعث على االعتقاد بأن إدارة الجمارك التعويضات

أن تحديد الطبيعة القانونية للدعوة الجبائية من جهة أخرى هو إال ،)247(المدنيتبتعد عن مركز الطرف

بما أن هذه الجزاءات الزالت و ،)248( للغرامات و المصادرات الجمركيةالقانونيةتحصيل للطبيعة

بالضرورة إلى عدم التغيير في طبيعة يؤديدني، فإن ذلك تحتفظ في ظل القانون الجديد بطابعها الم

.الدعوى الجبائية

من خالل ذلك أن التشريع غير واضح في تحديد الطبيعة الدعوة الجمركية، فما هو يتبين و

القضاء؟موقف

ق ج حيث الزالت المحكمة العليا 259 موقف القضاء لم يتأثر بتعديل نص المادة أن يبدو

على اعتبار إدارة الجمارك طرفا و )249( العمومية مستقلة تماما على الدعوى الجبائيةالدعوىر تعتب

أن: " القرارات األخرى اعتبر ت المحكمة العليا مثالففي. )250(مدنيا ممتاز في ممارسة هذه الدعوة

بالنسبة كطرف مدني أمام محكمة أول درجة التي أصدرت حكما غيابياتتأسسإدارة الجمارك و إن لم

.)251("ج. ق259 أن تأسس كطرف مدني في أي مرحلة كانت طبقا للمادة إلدارةلها، فيمكن

المعدل و المتسم لقانون الجمارك، 10-98المنازعات الجمركية في الضوء الفقه و القضاء و الجديد في أحكام القانون : بوسقيعو أحسن - 247

.254، ص 1998دار الحكمة ، سوق أهراس، Voir aussi C.Berr et H tremeau . op cit n° 807. p 570 : « le ministère publique et habilité a exercer l’action fiscale à la place de l’adminisration des douanes, ce qui serait inconcevable si l’action fiscale avait la nature d’une véritable action civile ».

.211المرجع السابق، ص : بوسقيعةحسن أ- 248العدد . ج. ع. م) في المنازاعت الجمركيةالقضائيمصنف االجتهاد ( IIIق .م. ج . غ 14/12/1998 المؤرخ في 186955 رقم قرار - 249

3 ،2000(.

).المرجعنفس (IIIق .م. ج. غ 02/02/99 المؤرخ في 173453 رقم قرار . سبق اإلشارة إليه25/5/99 المؤرخ 200746 رقم قرار - 250 ).غير منشور (IIIق .م. ج. ، غ 7/11/2000 المرخ في 221965 رقم قرار - 251

Page 90: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المحكمة أنه و لو ثبت فرضا بأن إدارة الجمارك لم يسبق لها أن قدمت طلباتها أمام أقرت كما

يا من اعتبار العلالمحكمة، فال تعبر طلباتها أمام المجلس طلبات جديدة و ذلك ما استقر عليه اجتهاد

إلدارة الجمارك طريق آخر لمطالبة ليسإدارة الجمارك طرفا مدنيا غير عادي من جهة و كذلك ألنه

.)252(بحقوقها غير الجهات القضائية الجزائية

من القانون الجمارك 259 هذا األساس، نستخلص بأن حذف كل عبارة في نص المادة على و

الطبيعة فيائية، ال يعني إعادة نظر المشرع أو حتى القضاء إلى الطابع المدني للدعوى الجبتشير

.القانونية لهذه الدعوة

المالية لطبيعتها المدنية، و احتفاظ القضاء بموقفه باعتبار إدارة الجمارك الجزءات فاحتفاظ

ن ظل قانوفي مدنيا له ببعض امتيازات دليل على استقرار الطبيعة القانونية للدعوى الجبائية طرفا

.الجمارك الجديد على أنه دعوة مدنية من نوع خاص

فيما يتعلق عدم احتفاظ المشرع بهذه الصفة بصريح النص، فإن ذلك راجع إلى عدم أما و

النقطة هذهو تشكل . مع إمكانية ممارسة هذه الدعوة بصفة تبعية من طرف النيابة العامةتوافقها

. في مجال المتابعة القضائيةاألخيرة إشكاال آخر يطرحه التعديل الجديد

الجبائيةدور النيابة العامة في الدعوة : الثانيالمبحث

ممارسة اإلضافات التي جاء بها القانون الجديد إنشاء االختصاص للنيابة العامة في أهم من

ذا و على هالهيئة،الدعوى الجبائية، و باستثناء شرط تبعية هذه الدعوى الجمركية من طرف هذه

الدعوى و كذا أهم اإلشكاالت هذهاألساس نحاول أن نستعرض في هذا المبحث دور النيابة العامة في

. الواقعفيالتي قد تحول دون الممارسة لهذا الدور بصفة فعلية

الجبائيةاختصاص النيابة العامة في الدعوى : األولالمطلب

الدعوى العمومية عن الدعوى الجبائية و استقاللية االجتهاد القضائي في الجزائر مبدأ كرس

:التاليةرتب على هذا المبدأ النتائج

. ج. غ 9/1/2001 المؤرخ في 225025، قرار رقم )غير منشور( IIIق .م. ج. غ 24/4/2000 المؤرخ في 220976 رقم قرار - 252

).غير منشور (IIIق .م

Page 91: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

على الدعوى الجبائية حيث استقرت المحكمة العامة عدم تأثير الطعون المرفوعة من طرف النيابة -1

ا العامة النعدام الصفة أو المصلحة عندما يتعلق الطعن بمالنيابةالعليا على التصريح بعدم قبول طعن

مقابل ذلك ال أثر الستئناف إدارة الجمارك أو طعنها و. )253( فحسبالجبائيةقضى فيه في الدعوى

.بالنقض على الدعوى العمومية

على الدعوى الجبائية فيجوز إلدارة الجمارك العمومية عدم تطبيق قاعدة سبق الفصل في الدعوى -2

الشيء المقتضى فيه في الدعوى صدور حكم حائز لقوة حالةمباشرة الدعوى الجبائية في

إذا كانت الدعوى العمومية قد انقضت لكون الحكم و" قررت المحكمة العليا بأنه حيث )254(العمومية

زالت ما بالبراءة قد حاز لقوة الشيء المقضي فيه في الدعوى العمومية فإن الدعوى الجباية القضائي

المجلس أن يفصلوا قضاةكور، و عليه يتعين على قائمة بحكم استئناف إدارة الجمارك في الحكم المذ

". في الدعوى الجبائية

إدانته بجريمة من القانون العام أو من قانون سبق في نفس السياق، يجوز إلدارة الجمارك متابعة من و

).255( يدان من أجلها في الحكم السابقلمخاص آخر عن جريمة جمركية متى ثبت أنه

ق ج قبل التعديل أن النيابة العامة و إدارة الجمارك 259المادة من نص هذه يستفاذ و

عقوبة بين األدوار في تحريك المتابعات القضائية في مجال الجنح الجمركية لكونها تجمع تتقاسمان

.الحبس و الغرامات و المصادرات

الجزائية المتمثلة من أجل تطبيق العقوبةالعموميةفتختص النيابة العامة بتحريك و مباشرة الدعوى *

.في الحبس

. تطبيق الجزاءات اجبائيةإلىو تختص اإلدارة في الدعوى الجبائية التي تهدف *

تقتصر على الغرامة و المصادرة فال تتولد عنها إال لهاأما المخالفات و طالما أن الجزاءات المقررة *

. إدارة الجمارك دون سواهاتباشرهادعوى جبائية تحركها و

المؤرخ في 143802،قرر رقم 15/05/1995 المؤرخ في 148134،قرار رقم 09/10/1994المؤرخ في 1220740 رقم قرار 253

202 بوسقيعة ، المرجع السابق ،ص ذكرها IVق،م،ج،قرار صادره عن غ ( 28/09/1997 في المؤرخ 151425،قرار رقم 12/05/1997

.( المؤرخ في 148834، قرار رقم 28/07/1997 في المؤرخ 119939، قرار رقم 17/04/1994 المؤرخ في 107307 رقم قرار - 254

عن 24/04/2000 المؤرخ في 220976وكذلك قرار رقم ) المرجع ،نفس IVق،م،ج،قرار صادره عن غ ( 28/07/1997

،منشور،غ.IVق،م،ج،غ

،نفس IVق،م،ج، الصادرين عن عن غ23/03/1998 المؤرخ في 154311 رقم، قرار 17/03/1997 المؤرخ في 140841 رقم قرار 255

).204المرجع، ص

Page 92: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

حيث أجاز االستقاللية لمبدأ" تلطيفا" أضاف التعديل الجديد ضمن نفس النص استثناء أو قد و

.العموميةللنيابة العامة ممارسة الدعوى الجبائية بالتبعية للدعوى

إجراء استثنائي في متابعة الجرائم الجبائية بما أن منح االختصاص للنيابة العامة في الدعوى و

259 القيود، و أول هذه القيود ما نصت عليها المادة منذا االختصاص بجملة الجمركية، فقد أحيط ه

تبعية هذه الدعوى للدعوى العمومية، و على هذا األساس يستبعد دور إلزاميةج ذاتها و هو . ق2فقرة

اليةالم في تحريك الدعوى الجبائية بالنسبة للمخالفات الجمركية المعاقب عليها بالجزاءات العامةالنيابة

قانون جنائي خاص أوفقط، إال في حالة ارتباطها بجنحة جمركية أو بجريمة من جرائم القانون العام

.)256(آخر

بأن دور يفيد" exercer" يقابلها بالنص الفرنسي مصطلح و" تمارس" إلى أن مصطلح نشير و

إجراءاتها في ذلك استعمال جميعالنيابة العامة ال ينحصر على تحريك الدعوى الجبائية و إنما مباشرة

.الجمركيطرق الطعن ضد األحكام و القرارات المخالفة للقانون

هذا التفسير ما استقر عليه االجتهاد القضائي الفرنسي، حيث اعتبرت محكمة النقض يدعم و

مة قد النيابة العاان بما و" أنه 12/11/1996 في قرارها الصادر عن الغرفة الجنائية بتاريخ الفرنسية

العمومية، و أن إدارة الجمارك الدعوىباشرت أمام قضاة الدرجة األولى الدعوى الجبائية بالتبعية مع

لم تفصل إال في الجانب الجزائي، فإن قضاة الدرجة المحكمةلم تتدخل في المناقشات ، و باعتبار أن

صل في الدعوى الجبائية متى وكيل الجمهورية للحكم كله، ملزمة بالفاستئنافالثانية، و بناء على

". في ذلكالمحكمةقضت

فتح النيابة العامة التي تطالب أن " 03/06/1991 في قرار آخر صادر بتاريخ اعتبرت كما

الدعوى تبعيةتحقيق ابتدائي في جريمة جمركية و ال تستأنف أمر اإلحالة، تمارس تلقائيا بصفة

.)257("ء أول درجةالجبائية مع الدعوى العمومية أمام قضا

حضرت إدارة الجمارك أمام المحكمة و كانت طرفا في الدعوى، فال يجوز للنيابة إذا أما

لم تستأنف اإلدارة فإذا مباشرة الدعوى الجبائية و سيعاد في هذه الحالة تطبيق مبدأ االستقاللية، العامة

ال يكون له أثر على الدعوى الجبائية و العموميةالحكم فإن استئناف النيابة العامة ينحصر في الدعوى

256 - C. BERR et H. TREMEAU , op cit n° 0 809, p 573. 257 - Crim. Partielle, 3 juillet 1991 (j.c.p 1991 II, p IV. 357).

Page 93: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

امام المحكمة و لم ترفع استئنافها في الميعاد القانوني فال الجماركو كذلك الحال إذا حضرت إدارة

.)258(" أي أثر على استئناف كمن حيث قبوله شكالالنيابةيكون الستئناف

ق ذكره، في حين حسب كل هذه األحكام مصدرها في االجتهاد القضائي الفرنسي كما سبتجد و

للعقباتج في الجزائر، و ال شك أن ذلك راجع . ق2 / 259 تطبيقا قضائيا ألحكام المادة علمنا،

.القانونية التي تحول دون مباشرة النيابة بصفة فعلية للدعوى الجبائية

العامة للدعوى الجبائيةالنيابةالعقبات التي تواجه ممارسة : الثانيالمطلب

و الفرنسي التي تتدخل فيها النيابة لممارسة الدعوى الجبائية قليلة للغاية في النظام الحاالت إن

تخصها بصفة التيذلك نظرا لحرص إدارة الجمارك على حماية حقوق الخزينة بمتابعة كل القضايا

.)259(مباشرة

الجبائية في النظام الجزائري حسب علمنا مثال على مباشرة النيابة العامة للدعوى اليوجد و

لم إنو في الحقيقة، فإن صعوبة، و . 22/08/1998 ونج بموجب قان. ق259 تعديل نص المادة منذ

الدائم إلدارة في الحضورتقل استحالة تدخل النيابة العامة في هذه الدعوى ليس باألمر الغريب أمام

ات المضمون التقني ذ) الفرع األول(الخصومة الجنائية كصاحبه االختصاص األصلي في هذه الدعوى

).الفرع الثاني(

الجبائيةالدعوىهيمنة إدارة الجمارك في مباشرة : األولالفرع

مصالح كما سبق و أن ذكرناه، باعتبارها تمثل السلطة العمومية المعنية بحماية اإلدارة تحرص

على الصرفبجريمة الخزينة العامة في القضايا الجمركية و في بعض الحاالت القضايا المتعلقة

هذا الحرص بأحكام القانونو يدعم . الحضور الدائم أمام القضاء و متابعة هذه القضايا بصفة مباشرة

حضورها بصفة فعلية أمام القضاء تعذرخاصة تضمن إعطاء اإلدارة دورا دائما و تلقائيا، و إن

.لتمثيل حقوق الخزينة

.259-258المرجع السابق ص : بوسقيعة ظاحسن - 258

259 - C.BERR et H TREMEAU , op cit n° 809 p 573.

Page 94: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ي تخول للنيابة العامة سلطة ممارسة الدعوى ق ج الت259 من المادة 2 الفقرة جاب فإلى

من نفس األخيرةتنص الفقرة . بالتبعية للدعوى العمومية، و ذلك طبعا في حالة غياب اإلدارةالجبائية

و ،" تحركها النيابة العامة و لصالحهاالتي تلقائيا في جميع الدعاوى طرفا" المادة على اعتبار اإلدارة

بالرغم من عدم حضور اإلدارة لجهلها وجود دعوى ملزمة القضائية يستخلص من ذلك أن الهيئات

و ال يستقيم . تلقائيا في هذه الدعوى و الفصل بالتالي لصالحهاطرفامتعلقة بجريمة جمركية اعتبارها

ج الناصة على هذه األحكام و التي يعتمدها القضاء مع . ق259 من المادة األخيرةتطبيق الفقرة

.النيابة العامة للدعوى الجبائية في هذه الدعوى ممارسة إمكانية

هذه ق ج التي تلزم على 260 إلى ذذلك احتفاظ قانون الجمارك الجديد بأحكام المادة يضاف و

التي تحصلت المعلومات بكل" الجهات القضائية، بما في ذلك النيابة العامة اطالع إدارة الجمارك

أو أية محاولة يكون الهدف جمركيةفتراض وجود مخالفة عليها و التي من شأنها أن تحصل على ا

بدعوى مدنية أو تجارية، أو بتحقيق حتى األمرمكنها أو نتيجتها ارتكاب مخالفة جمركية سواء تعلق

و يهدف هذا النص أساسا إلى ضمان متابعة اإلدارة لكل ". الدعوىلو انتهى بعدم وجود وجه إلقامة

.بمعاينتها مباشرة لم تقم إنالقضايا تخصها و

تعتبر شك في أن كل هذه األحكام التي تسعى إلى دعم دور اإلدارة في المتابعة القضائية ال و

.حاجزا قانونيا يحول دون إعطاء دور فعلي للنيابة في الدعوى الجبائية

الطابع التقني للدعوى الجبائية: الثانيالفرع

هياألولى : ع التقني المميز لهذه الدعوى و ذلك من ناحيتين دور النيابة بالطابفعالية تصطدم

اإلدارة تطبيقها و تتولىأن أساس المتابعة في المادة الجمركية يكمن في خرق القوانين و األنظمة التي

يتعذر فيه إلمام جهة غير مختصة بصفة كاملة بكل العناصر بشكل )260(التي تتميز بالكثافة و التعقيد

. بشرعية الجرائم الجمركيةالخاصذه المسألة في الجزء في هتخصيصه تم ما أنظر - 260

Page 95: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

فيستعصي مثال على النيابة العامة تصنيف . الجريمة الجمركيةتكييف تكوين و التي تساهم في

أو الخاضعة للرسم المرتفع أو من غير هذه األصناف لتحديد نوع المحظورةالبضاعة محل الغش

.و الجزاء المترتب عليها) جنحة أو مخالفة(الجريمة

معظممالية منها خاصة الستنادها في ناحية قانونية تظهر صعوبة تحديد هذه الجزاءات المن و

منها أو المتملصالجرائم الجمركية على القيمة المرجعية للبضاعة محل الغش أو الحقوق و الرسوم

.)261(المتغاضى عنها

الواجب أخذها في االعتبار في حساب القيمةج على أن . ق337 في هذا المجال نصت المادة و

من هذا القانون مزيدة بالحقوق و الرسوم الواجب 16 المادةفي العقوبات هي القيمة المنصوص عليها

و عندما يتعذر تحديد مبلغ الحقوق و الرسوم المستحقة فعال أو . ذلكيخالفأداؤها ما لم ينص على ما

العام المطبقة القانون" للبضائع المتنازع فيها يتم تصفية الغرامات على أساس تعريفه الحقيقيةالقيمة

معدل القيمة المذكورة حسبمن البضائع من نوع واحد الذي يخضع ألعلى رسم و ذلك على صنف

)262(في اإلحصاءات الجمركية األخيرة

شك أن في الطابع اتقني لهذه العملية قد ساهم في تكوين اجتهاد قضائي مستقر على ال و

ال يتدخل و )263(ج. ق16 التقييم من اختصاص إدارة الجمارك وحدها استنادا لنص المادة اعتبار

).264( الخبرةإلىالقاضي إال عند اعتراض المتهم لهذه القيمة و له في هذه الحالة أن يلجأ

القضاة سلطة مطلقة في تحديد قيمة البضاعة منح خالفا لذلك استقرت محكمة النقض الفرنسية على و

ة، فله حسب الظروف إما و الغرامة البديلة للمصادرالجمركيةمحل الغش كأساس الحتساب الغرامة

إما أن يتبنى التقديرات و ،)265( المتنازع فيها الواردة في محضر الجماركغيرأن يستند إلى البيانات

إما أن يحدد مباشرة مبلغ الغرامة وفقا للثابت في و ،)266(المقترحة من قبل إدارة الجمارك في طلباتها

.الجمارك من قانون 328و 327، 322،325،326، 320 المواد أنظر - 261 نصا من 14و قد نظم قانون الجمارك هذا التقييم في . عن طريق الغشالمستوردةج تتعلق بتقييم البضائع . ق337 نشير إلى أن المادة و - 262

. و ما يليها275 ص السابق، المرجعمما يعكس الطابع التقني المعقد لهذا التقييم، أنظر أحسن بوسقيعة، ) 16(مكرر 16 إلى 16المادة ..III غ ج م ق 24/02/1997 مؤرخ في 140307 رقم قرار 263

..III غ ج م ق 28/07/1997 مؤرخ في 150473 رقم قرار

..III غ ج م ق 02/02/1999 مؤرخ في 180122 رقم قرار

)2000، 3 القضائي في المنازعات الجمركية المديرية العامة للجمارك، العدد االجتهادمصنف ( ).منشورغير . (.III غ ج م ق 16/07/1995 مؤرخ في 118935 رقم ر قرا- 264

إدارة الجمارك و للعدالة في عدة ملتقيات جمعت طرحها تحديد الخبير المختص في هذه المسائل من أهم اإلشكاليات العملية التي تم يعتبر و

. العليابالمحكمة 1997آخها المجرىى في جويلية 265 - Cass . crim. 20/01/1971. Bull. crime n° 100. 266 - Cass.Crim. 07/01/1965. Doc . Cont N° 1504.

Page 96: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أن يكونوا ملزمين ببيان دون )267(ر في الجلسة التي تدوالمناقشاتاألوراق حسب معطيات التحقيق و

.األسس التي استدلوا عليها

ذلك يملك القاضي سلطة تقديرية في تقرير الجزاء المالي المناسب أو التخفيض إلى باإلضافة

. السالف الذكر1977 ديسمبر 29 ما توافرت الظروف المخففة وفقا لما قرره قانون إذامنه

لذي يسترجع فيه القاضي كل سلطاته في تقدير العوامل المساهمة في ظل هذا النظام افي و

إليها اإلشارة الجزاء ال تطرح ممارسة النيابة العامة للدعوى الجبائية نفس المشكالت السابق تحديد

يلجأ ممثل النيابة من إذ القيمةعلى األقل على صعيد تحديد القيمة إذ يلجأ ممثل النيابة من أجل معرفة

المرجعية للبضاعة محل الغش مثال لما استخلصه من أوراق الملف و من القيمةمعرفة أجل

. المعامالت حسب السوق و يحدد بناء على ذلك طلباته التي يطرحها أمام المحكمةأوالتصريحات

تصور إمكانية تقديم ممثل النيابة في الجزائر لطلبات مؤسسة فيما يتعلق بالدعوى يصعب و

بصفة إلزامية الغرامة و ق ج الذي يربط بصريح العبارة 337 وجود نص المادة معالجبائية

. و اجتهاد قضائي مستقر في جعل اتقييم من اختصاص اإلدارةالجمارك،الجمركية بالقيمة لدى

ج قد سمحت بإعطاء صيغة تشريعية للمبدأ . ق259 نقول بأن إعادة صياغة المادة كخالصة و

عبارة تشير كل استقاللية الدعوى الجبائية على الدعوى العمومية، كما أن إلغاء المستقر علىالقضائي

الجزاءات على هذهإلى اعتبار الجزاءات المالية تعويضات مدنية يتوافق مع المنطق لعدم احتواء

.الصفة المدنية فقط

مع مجمل األحكام ضيتعار الجبائية للدعوى أن النص على إمكانية ممارسة النيابة العامة إال

: عليها في قانون الجمارك لالعتبارات التاليةالمنصوص

الجبائية من دعوى مدنية ذات طابع خاص الدعوى يؤدي هذا اإلجراء إلى إعادة النظر في طبيعة -1

بالضرورة على على مركز إدارة الجمارك التي تصبح ذلكإلى نوع من الدعوى العمومية، و يؤثر

الدعوى الجبائية في ظل اإلجراءات و تمارس" العامة مكررالنيابة" نوعا من على هذا األساس

لها النيابة العامة، و هذا أمر يستعصي تطبيقه من الناحية العملية لعدم توفر تخضعالشروط التي

267 - Cass.Crim28/03/1995. Doc . Cont N°1953.

Page 97: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ت بإجراءاالقيام على اإلمكانيات التي تتمتع بها النيابة في مرحلة التقاضي و يتعذر لها بذلك اإلدارة

.الطعن في اآلجال الممنوحة للنيابة العامة

كون أن قانون الجمارك ذاته قد خصص الخزينة كما أن هذا اإلجراء غير ضروري لحماية حقوق -2

. بصفة تلقائية في كل القضايا اتي تخصهاتمثيلهابعض األحكام التي تضمن صور اإلدارة و

يجعل تدخل النيابة العامة لتقديم طلبات الجبائيةى و في األخير، فإن الطابع التقني لموضوع الدعو-3

. تتابعها أمرا مستعصيا نوعا ماالتيمحددة فيما يخص الجرائم الجمركية

القانون في نستنتج أنه ال يوجد ما يبرر إدراج ممارسة النيابة العامة الدعوى الجبائية بالتالي و

النهائي الذي يؤكد الحكمع نظام المصالحة بعد ال تتوافق م– و هذا هو األهم –الجديد باعتبارها

التي تمت في مجال المصالحة التعديالت و الذي يشكل أهم -الطابع المدني للجزاءات الجمركية

.الجمركية

Page 98: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المصالحة الجمركية: الفصل الثاني

تابعة القضائية مع إضافة بعض األحكام الجديدة احتفظ القانون الجديد بمبدأ المصالحة كبديل عن الم

من قانون الجمارك و ذلك بتوسيع نطاق المصالحة 265على المادة 10/98من قانون 16بموجب المادة

إلى ما بعد صدور الحكم النهائي و تحديد إختصاص مختلف اللجان بموجب نفس المادة بعدما كانت

.محددة بنصوص تنظيمية

نتعرض في هذا الفصل إلى المبادئ األساسية التي تحكم المصالحة بوجه و على هذا األساس،

).المبحث الثاني(ثم نعرض أهم ما جاء به القانون الجديد ) المبحث األول(عام

إستقرار المبادئ العامة: المبحث األول

سواء فيما يالحظ أن المبادئ األساسية التي تحكم المصالحة الجمركية تتميز بنوع من اإلستقرار

).المطلب الثاني(أو نظامها القانوني ) المطلب األول(يخص مفهوم

مفهوم المصالحة: المطلب األول

تطور النظرة للمصالحة بوجه عام: الفرع األول

من قانون الجمارك بنفس الصياغة تقريبا التي كانت عليها قبل التعديل حيث 265احتفظت المادة

القضائية في ردع الجرائم الجمركية مع إمكانية منح المصالحة في حالة تنص على أولوية المتابعة

.صدور طلب من األشخاص المتابعين

Page 99: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

كوسيلة إلنهاء -الحديث نسبيا-و يكون بذلك قانون الجمارك قد استقر على اعتماد هذا النظام

ل بها معظم فإذا كانت المصالحة في األصل مؤسسة قديمة تعم: المنازعات الجزائية الجمركية

لتحل محل التسوية 1996التشريعات الجمركية، فإنه لم يتم إدخالها في التشريع الجزائري إال في سنة

.اإلدارية

و ال شك أن هذا التأخر راجع أساسا إلى عدم استقرار نظرة المشرع الجزائري لها في المجال الجنائي

ان يعتبر أن المصالحة حينما ينص عليها ك)1(فعند صدور قانون اإلجراءات الجزائية . بوجه عام

القانون صراحة يمكن أن تكون سببا من أسباب انقضاء الدعوى العمومية، و من ذلك المصالحة في

من قانون الجمارك الفرنسي المعمول به 350المادة الجمركية التي كانت تنص عليها صراحة المادة

.)2(آنذاك في الجزائر

________________________________________________________________ .1966سنة 48، جريدة رسمية عدد 1966يونيو 8المؤرخ في 155/66 بموجب األمر رقم (1)

.1979 و استمر به العمل إلى غاية صدور قانون الجمارك سنة 1962 ديسمبر 31 بمقتضى قانون (2)

بإلغاء فقرتها الثالثة التي كانت تنص على هذه من قانون اإلجراءات الجزائية6إال أن تعديل المادة

أنـه ال يـجـوز بأي وجه من الوجوه أن تنقضي «األحكام، و إضافة فقرة أخرى جـاء فـيـها

أحدث تغييرا جذريا في منظور المصالحة الجمركية و خاصة من حيث )1(» الدعوى بالمصالحة

لحة ذات أثر إال على الدعوى المالية و لم يعد من آثارها على الدعوى العمومية، حيث لم تعد المصا

.ج امتداد آثارها للدعوى العمومية.ا. ق6الممكن في ظل تطبيق نص المادة

و بصدور قانون الجمارك الجزائري بين المشرع موقفه إزاء المصالحة التي بالرغم من أهميتها لم

و لحل التناقض لجأ . آنذاك بشكل مطلقيكن من الممكن اإلحتفاظ بها في ظل نظام قانوني يرفضها

بتقنية قانونية " و يتعلق األمر" التسوية اإلدارية"المشرع إلى إيجاد مؤسسة بديلة أطلق عليها اسم

أخرى لتسوية النزاعات الجمركية الجزائية إداريا ال يمكن اللجوء إليها إال بصفة استثنائية و في حدود

".)2(طابع التفاوضي الذي تتميز به المصالحة ضيقة و بشروط تنزع عنها تماما ال

و تتلخص هذه الشروط أساسا في إلتزام طالب التسوية اإلدارية دفع مجمل العقوبات المالية

.)3(المقررة والمصاريف و كذا اإللتزامات الجمركية المرتبطة بالجريمة

Page 100: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ير العمل بهذه المؤسسة أدت إلى إال أن النصوص التنظيمية الصادرة لتحديد كيفية إنشاء و تسي

متعلق 1983/01/25قرار مؤرخ في : و تتمثل هذه النصوص فيما يلي . التعديل في الكثير من جوانبها

المحدد لقائمة األشخاص المؤهلين 1983/01/31بإنشاء و تنظيم لجان التسوية و القرار المؤرخ في

الصادرة عن المدير العام 1983/05/02ة في المؤرخ1299إلجراء هذه التسوية و كذا التعليمة رقم

وأخيرا فقد سمحت تعليمة أخرى صادرة بعد ذلك في . للجمارك و المنظمة إلجراءاتها

المحددة لكيفية احتساب المبالغ الواجبة الدفع بعض التخفيضات، و إنهاء 204تحت رقم 1985/01/21

.رةبالتالي التزام دفع القيمة اإلجمالية للغرامات المقر

و على ضوء هذه النصوص، تطورت صورة التسوية اإلدارية لتطابق بصفة شبه كلية نظام

.المصالحة

________________________________________________________________

__ .لجزائيةالمتمم و المعدل لقانون اإلجراءات ا1975يونيو 17المؤرخ في 46/75 تم هذا التعديل بموجب األمر رقم (1)

.476 ص -المرجع السابق : عبد المجيد زعالني (2)

.17، ص 1996المتابعة في المادة الجمركية، مجلة الجمارك، عدد خاص، الجزائر ، مارس : أحسن بوسقيعة (3)

Page 101: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و قد تزامنت هذه الممارسات مع حدوث تطور تشريعي آخر في اتجاه العودة فيما يتعلق بأسباب

مومية إلى ما كان معموال به في ظل قانون اإلجراءات الجزائية في صيغته األولى، انقضاء الدعوى الع

أن تنقضي الدعوى العمومية " في صياغتها الجديدة6و بذلك صار جائزا طبقا للفقرة الرابعة من المادة

".بالمصالحة إذا كان القانون يجيزها صراحة

لغموض الذي بقي يحيط مصير الدعوى العمومية و لكن هذا التعديل لم يكن من شأنه وحده إزالة ا

في حالة إجراء تسوية إدارية، فهذا المصطلح الذي بقي قانون الجمارك محتفظا به لم يكن يسمح على

األقل نظريا باعتباره مصالحة ترتب عنه كامل آثارها، فكان الزما أن يتدخل المشرع من جديد لحسم

هذه المسألة، وهذا ما تم فعال، فقد تخلى المشرع عن مصطلح الموقف وإزالة الغموض نهائيا عن

حيث لم )1(التسوية اإلدارية واعتمد من جديد مصطلح المصالحة و إن جاء ذلك بكثير من التأخير

.)2(1992يتم إدخال المصالحة في قانون الجمارك إال في سنة

بل دخلت من النافذة الضيقة و تحت لم تدخل من الباب الواسع) المصالحة( أنها )3(و يرى كاتب

حراسة مشددة بدليل تزامنها مع تشديد العقوبات المالية لجريمة التهريب المشدد التي بلغت ستة

و يجد نفس الكاتب في ذلك دليال على بقاء الحاجز النفسي اتجاه هذه . أضعاف قيمة األشياء المصادرة

و مهما يكن من أمر فإن المصالحة . و اإليديولوجيةالمؤسسة على الرغم من سقوط الحواجز القانونية

قد استطاعت أن تفرض وجودها في القانون الجمركي الجزائري حيث يبدو جليا أن المشرع استقر

.نهائيا على اإلحتفاظ بهذه المؤسسة

و في الحقيقة، فإن المصالحة من حيث المبدأ ال يمكن اإلستغناء عنها لما تمتاز به من فعالية

حقيق المصلحة العامة، فهي تسمح بحصول الخزينة العامة على مستحقاتها فورا بأقل التكاليف كما لت

تساهم في تخفيف العبء على القضاء، فال تخضع بالتالي للفصل و المعالجة القضائية إال القضايا

.)4(الهامة و الدقيقة

_____________________________________________________________

____ .477 ص -المرجع السابق : عبد المجيد زعالني (1)

.1992المتضمن قانون المالية لسنة 1991/12/18المؤرخ في 25/91 بموجب القانون رقم (2)

.1993المصالحة الجمركية، دراسة غير منشورة، سوق أهراس، : احسن بوسقيعة (3)4- C.BERR et TREMEAU, op cité n° 839, p586.

Page 102: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

، حيث يرى الكاتب أن عامل الفعالية يشكل المبرر الحاسم 410لك عبد المجيد زعالني، المرجع السابق، ص و كذ

لوجود نظام المصالحة خالفا للمبررات التقليدية المؤسسة على العامل التاريخي و الطابع التعويضي للجزاءات الجمركية

.و ما يليها404انظر نفس المرجع ص -حول هذه المبررات

Page 103: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

الجدول الفقهي حول طبيعة المصالحة الجمركية : الفرع الثاني

على مستوى آخر تثير المصالحة الجمركية جدال واسعا في األوساط الفقهية و القضائية يتمحور

.أساسا حول الطبيعة القانونية لهذه المصالحة

حة المدنية، و يعتمد في المصالحة الجمركية نوعا من المصال)1(فيرى أصحاب النظرية الكالسيكية

موقفهم على كونها مؤسسة وفقا لما هو معمول به في القانون المدني على اتفاق كل من الطرفين على

التنازل في استعمال بعض الحقوق للحصول مقابل ذلك على امتيازات معينة، أما فيما يتعلق محل

نظرية إلى طبيعة عقد المصالحة الصلح الذي تحدده اإلدارة بصفة منفردة فقد أرجعها أصحاب هذه ال

.ذاته الذي يعتبرعقد إذعان تكون فيه اإلدارة الطرف األقوى

الذي يعيب عليها عدم األخذ )M.BOITARD )2و قد انتقدت هذه النظرية من طرف الكاتب بواتار

بعين اإلعتبار األثر األساسي للمصالحة و هو انقضاء الدعوى العمومية في حين ال يتعدى أثر

.لمصالحة المدنية الحقوق الخاصةا

كما أن القول أنها تحمل طابع عقد اإلذعان لما تتمتع به اإلدارة من سلطات استثنائية مقابل وضعية

الضعف التي غالبا ما يوجد فيها طالب المصالحة هو قول مردود حسب نفس الكاتب، فإذا كان الطرف

التي تملي عليه على األقل لعدم استغنائه عما يقدم الضعيف في عقد اإلذعان ال يملك مناقشة الشروط

له من إيجاب، فإن طالب المصالحة غير مضطر للجوء إليها إال من يمكن أن تقاضيه اإلدارة بسبب

جريمة جمركية تم إثباتها مبدئيا، بل و يملك من يكون في هذا الوضع أن ال يذعن لشروط اإلدارة على

.يكون أسوأ في حالة عرض القضية على العدالةاألقل حينما يتأكد أن وضعه لن

و مهما يكن من أمر، فإن فشل المصالحة يؤدي إلى إحالة المنازعة أمام السلطة القضائية التي ال

و أمكانية اإلختيار هذه تجعل بال شك طالب المصالحة في موقف )3(توجد حماية أقوى مما يقررها

.مختلف مع الطرف الضعيف في عقد اإلذعان

و أمام هذا اإلنتقاد جاءت النظرية الحديثة من أجل إعطاء نظرة فقهية مغايرة للمصالحة الجمركية،

يحل محل العقوبة تفرضها " جزاء إداريا" الذي يعتبرها )M.BOITARD )4بواتار .ومن أصحابها م

".اإلدارة ويقبلها الجانح

________________________________________________________________

_______________ (1) E.ALLIX ET L.ROUX cités par Melle Noura LIMAN « La transaction Douanière » in colloque de « Droit pénal douanier » Tunis 19-21 Février 1987.

Page 104: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

(2) IDEM. .418المرجع السابق ، ص : عبد المجيد زعالني (3)

(4) M.BOITARD « La transaction Pénale en Droit Français » R.S.C. 1941, p 151..

و قد رد عليه أن المصالحة ال تحتوي على خصائص القرار اإلداري بمفهومه التقليدي باعتبارها

.تتمتع بحجية الشيء المقضي فيه و ال يمكن بالتالي أن تكون موضوع إبطال أو تعديل

اد اإلختصاص فيها و تقديرها ضمن نوع من الدعوى كما يعتبر البعض أنها تدخل فيما يتعلق إسن

الجنائية كما أن أثرها المقضي للدعوى العمومية و خاصيتها التعويضية و الجزائية تحدد طبيعتها

".)1(كعقوبة خاصة موقعة من طرف إدارة عمومية

ب و يبين من خالل ما سبق أن معظم الفقهاء يعترفون بالجانب القمعي للمصالحة حيث يذه

. )2(البعض، وهم أقلية، إلى اعتبارها جزءا جنائيا خاصا، في حين يعتبرها األغلبية جزءا إداريا

غير أن هذا المنظور الضيق ال يكف إلستيعاب جميع خصائص المصالحة الجمركية مما يستلزم توسيع

إجراء إداري "النظرة للوقوف على مضمونها الحقيقي و في ذلك نعتنق تعريف المصالحة على أنها

قمعي يرخص القانون بإتخاذه في المجال الجمركي كبديل عن المتابعة الجزائية في شكل اتفاق يلتزم

بمقتضاه طالب المصالحة سداد مبلغ من المال إلى خزانة الدولة تحدده اإلدارة على أساس الجزاءات

".)3(المالية المنصوص عليها في القانون

ة من معرفة الطبيعة القانونية للمصالحة الجمركية هو تحديد جميع جوانبها و في الحقيقة، فإن الغاي

الدالة على أصالة هذا النظام القانوني المستمدة من صفتها كتقنية مرنة لتسوية النزاعات الجمركية

فإبرامها في قالب تعاقدي يسمح استرجاع الجانح امكانية التفاوض و ان: خارج النظام العقابي التقليدي

كان ذلك في حدود ضيقة مع اإلدارة ، غير أن هذه الميزة ال تسمح، كما سبق عرضه ، بإدراجها

بشكل كامل في إطار الحرية التاقدية بإعتبار أن غاية المصالحة تبقى دائما قمع الجريمة الجمركية

.ليالمرتكبة ذلك ما سنراه من خالل إستعراض النظام القانوني للمصالحة في المطلب الموا

________________________________________________________________

_______________ (1) F.BOULAN « La transaction douanière » in études de droit pénal douanier, puf 1968,

page 238.

Page 105: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ة بوجه عام و في المادة الجمركية حول كل هذه النظريات ، أنظرأحسن بوسقيعة ، المصالحة في المواد الجزائي(2)

. و ما يليها239، ص 2001ت ، الجزائر ،.أ.و.بوجه خاص ، د

.431المرجع السابق ، ص : عبد المجيد زعالني (3)

النظام القانوني للمصالحة: المطلب الثاني

يتناول هذا النظام بالنظر إلى المصالحة من جانبيها التعاقدي و القمعي

الجانب التعاقدي للمصالحة : ول الفرع األتخضع المصالحة فيما يتعلق بإجراء إنعقادها أو في تنفيذها إلى أحكام القانون العام في مجال

فحتى تكون المصالحة قانونية و منتجة آلثارها يتعين لها اإلستجابة إلى شروط ).القانون المدني(العقود

.موضوعية وإجرائية

: الشروط الموضوعية-أ :تتمثل الشروط الموضوعية فيما يلي

. أن يتم اإلتفاق مع من له الحق في المصالحة-

. أن يكون موضوع اإلتفاق جريمة قابلة للمصالحة-

:و نستعرض بشئ من التفصيل محتوى كل من الشرطين

: أن يتم اإلتفاق مع من له الحق في المصالحة1-

فالمصالحة ليست حقا : ل بين المتهم و إدارة الجمارك يشترط لقيام المصالحة وجود رضا متباد

أن تفرضها على المتهم بقرار منها ، كما أنها غير ملزمة بقبولها بناء ) اإلدارة(ألي منهما ، فال تملك

.على طلبه و للمتهم حق إعتماد هذا الطريق القانوني أو إتباع طريق المتابعة القضائية

من القواعد العامة و إنما يجد أساسا قانونيا واضحا في المادة و شرط التراضي ال يستمد فقط

يرخص إلدارة الجمارك " ق ج التي تؤكد هذه الصفة بشكل صريح حيث تنص في فقرتها الثانية 265

".إجراء مصالحة مع األسخاص المتابعين بسبب المخالفات الجمركية بناء على طلبهم

يكون صادرا من األطراف المؤهلة لذلك فيكون و من أجل إكتمال شرط التراضي ينبغي أن

.الموظف الذي أجرى المصالحة مع المتهم مختصا و يكون المتهم مؤهال إلجراء المصالحة

: موظفو اإلدارة المختصون بمباشرة المصالحة 1-

Page 106: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

يجب أن يكون الموظف الذي أبرم المصالحة مع المتهم هو الموظف المختص قانونا ذلك أن صحة

ة مشروط بمدى إختصاص ممثل إدارة الجمارك و من ثم تبطل المصالحة التي يجريها المصالح

و يكون هذا اإلختصاص تدريجيا و محددا بحسب . موظف غير مختص أو تجاوزحدود إختصاصه

.)1(أهمية القضية وجسامة الجريمة المثبتة

___________________________________________________________________________

____

,F . BOULAN, Op cit 236 و في ذلك تشابه مع أساس اإلختصاص بين الجهات القضائية الجزائية ، أنظر (1)

و إذا إستقر قانون الجمارك الجديد على هذا المبدأ فإن مجال اإلختصاص المحدد لكل قئة هو

.)1(ذا الجانب موضوع تعديل جديد ضمن مجموعة التعديالت الحاصلة في ه

:األشخاص المصرح لهم التصالح مع إدارة الجمارك 2-

من قانون الجمارك إجراء المصالحة مع كل شخص متابع 265من الناحية القانونية ترخص المادة يطلب ذلك و يأخذ نص هذه المادة مدلوال واسع ليشمل كل شخص يمكن مساءلته عن الجريمة و لو ) 2(

.)3(مالية فقط من حيث نتائجها ال

وفي مقدمة من يشملهم هذا النص المعنيون بالمتابعة الجزائية وهم الجانحون و يحق لهم جميعا

.طلب المصالحة ال فرق في ذلك بينالفاعل و الشريك و المستفيد من الغش

كما يمكن أن يستفيد من المصالحة المسؤولون المدنيون ، مالكو بضائع الغش و وسائل النقل

.تعملة و الكفالءالمس

و يشترط في كل من يتقدم بطلب المصالحة من هؤالء األشخاص أن تتوفر لديه أهلية التصالح

واألهلية التصالح، واألهلية المطلوبة في المصالحة الجمركية شبيهة بتلك المطلوبة في الصلح المدني

ال يثور إشكال، فالقاعدة أن تكون المصالحة فإذا كان المتصالح بالغا راشدا ف. والتجاري وقانون األسرة

صحيحة متى أبرمت معه، أما إذا كان المتصالح بالغا إعترضه عارض من عوارض األهلية أو قاصرا

، فإن القانون ال يحظر التصالح معهما و إنما يشترط أن يحل محله في إجراء المصالحة ولي أو وصي

.ما يليها من قانون األسرةو 81أو مقدم حسب الحالت وفقا لنص المادة

و يمكن للوكيل أيضا أن يجري مصالحة باسم المخالف و يشترط القانون المدني في هذه الحالة

).573المادة ( وكالة خاصة

Page 107: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

كما يجيز القانون التجاري لوكيل التفليسة التصالح في كافة المنازعات التي تعني جماعة الدائنين و ذلك

، و يمكن أيضا لمسير الشركة ذات المسؤولية المحدودة )270المادة (نتدب بإذن خاص من القاضي الم

.أن يتصالح بإسم الشركة

________________________________________________________________

_______________ .لحة أنظر ما تم تخصيصه في هذه النقطة في الجزء المخصص لجديد قانون الجمارك في مجال المصا(1)

الذي يعتبر أكثر دقة " متابع"ج قبل التعديل بمصطلح . ق265المذكور من نص المادة " مالحق" تم استبدال مصطلح (2)

.« poursuivies » الفرنسة من الناحيةالقانونية ويقابل مصطلح الوارد في النص باللغة3 - C. BERR et H, TREMEAU : op cité N° 843 page 588.

Page 108: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

األساس كما سبق تحديده أن لكل شخص متابع الحق في طلب المصالحة فذلك ال يعني و إذا كان

فباإلضافة إلى السلطة التقديرية الواسعة التي تتمتع بها اإلدارة . أن يستفيد منها تلقائيا كل من يطلبها

إن لها لمنح المصالحة اعتمادا على الظروف الموضوعية المرتبطة بالجريمة الجمركية المرتكبة ، ف

.كذلك سلطة رفض التصالح بصفة قطعية مع بعض األفراد إستنادا لمعطيات شخصية محضة

و يرفض بذلك حق إجراء المصالحة مع المتهم العائد و محترفو الغش الجمركي، و في ظل

مع. إلخ.. موظفو القوة العمومية كموظفي الجمارك و الشرطة و الدرك و العسكريين )1(القانون الجديد

المالحظة أن الفئة األخيرة تم استبعادها من دائرة األشخاص المعنيين بالمصالحة دون اشتراط ارتباط

وظيفتهم بتسهيل ارتكاب الجريمة المرتكبة ، و على هذا األساس جرى العمل على رفض اإلستفادة

دية الجانح لمهامه من المصالحة لمجرد تحقق هذه الصفة ، و إن لم ترتكب الجريمة المذكورة أثناء تأ

.و الشك أن في هذا التعميم منا في لمبدأ المساواة أمام القانون.

و إذا كانت المصالحة الجمركية في النظام الجزائري ال يعرف إال طرفين وهما الشخص المتابع

جاري في واإلدارة مع هيمنة هذه األخيرة في فرض الشروط الواجب اتباعها، وتأخذ بموجب التعديل ال

. نظاما جديدا يسمح بتدخل بعض السلطات من أجل إبداء الرأي فيها )2(1977ديسمبر 29

من قانون الجمارك 350و أول هذه السلطات هي السلطة القضائية حيث نصت أحكام المادة

الفرنسي في فقرتها الرابعة بعد التعديل على وجوب حصول الموافقة من طرف سلطة قضائية قبل عقد

صالحة في حالة ما إذا كانت القضية مطروحة أمامها وذلك خالفا للنظام الجزائري ، أين تكتفي الم

اإلدارة بإعالم الهيئة القضائية بصفة الحقة بعد إتمام جميع إجراءات المصالحة من أجل طلب إيقاف

.المتابعة

فقة إلى النيابة من قانون الجمارك الفرنسي سلطة إصدار قرار الموا350و يرجع حسب المادة

أما إذا كانت ذات .عمومية و جبائية : العامة إذا كانت الجريمة المتابع من أجلها المتهم منشأة لدعوتين

.)3(طبيعة جبائية فقط فيعود اإلختصاص إلى رئيس الهيئة القضائية

________________________________________________________________

_______________ 1- Note N°303/DGD/D200 du 31/07/99, Concernant le calcul des pénalités dans le cadre d’un réglement transactionnel conformément aux nouvelles dispositions du code des douanes,

Page 109: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

Circulaire N° 353/DGD/D220 du 19/09/99, fixant les modalités d’application de l’article 265 CD. . سبق ذكره (2)

غير أن القانون لم يحدد الطبيعة القانونية لهذه القرارات و الئية أو قضائية ، كما لم ينص على إمكانية الطعن فيها (3)

C.BERR et,H, TREMEAU: ، أنظر في ذلك

و بموجب نفس التـعـديـل اسـتـخـلـفت لـجـنـة الـمـنـازعـات الـجـنـائـيـة و

ـرف الجـمـركـيـة و الصــ

Comité du Contentieux Fiscal, Douanier et des Changes المكونة من إطارات سامية و قضاة

اللجان العروفة في التشريع السابق ذات التشكيلية اإلدارية المصرفة و التي ) ق ج فرنسي260المادة (

ي حول طلبات المصالحة المتعلقة الزال يحتفظ يها القانون الجزائري ، و تتكفل هذه اللجنة بإبداء الرأ

.بالقضايا الهامة الخاضعة الختصاص المدير العام ووزير المالية

ال يشكل في الحقيقة إصالحا فعليا و اليهدد المركز ) في القانون الفرنسي (غير أن هذا التعديل

تشكيلة شبه قضائية المهيمن الذي تتمتع به اإلدارة أثناء عملية المصالحة فإن أفضى القانون الجديد

للجنة فهي ال تتناسب مع سلطاتها الفعلية بإعتبار أن الرأي الذي تدليه هذه اللجنة غير ملزم لإلدارة كما

أن الطبيعة غير وجاهية التي تميز إجراءاتها ال تسمح بتحقيق ضمانات الدفاع الالزمة لطالب

.)1(المصالحة

ائية يتميز خالفا لذلك بطابع إلزامي تجاه اإلدارة فإن و إذا كان القرار الصادر عن الهيئة القض

و ال Principe de la transaction السلطة الرقابية التي يتمتع بها محدودة في النظر في مبدأ المصالحة

.)2(تملك اإلطالع أو مناقشة مضمونها مما يشكك في فعالية هذه الرقابة

الفرنسي من أجل مواصلة اإلصالح في هذا الجانب و و يبدو أن هذه االنتقادات لم تقنع المشرع

تبقى بذلك هيمنة اإلدارة الميزة األساسية للمصالحة الجمركية التي ال تملك فقط سلطة اختيار

.األشخاص الذين يستفيدون من هذا اإلجراء و إنما تحديد مضمون هذه المصالحة كذلك

من قانون الجمارك الجزائري و التي 260دة و خارج الحدود القانونية المنصوص عليها في الما

أساسها أن يكون محل االتفاق جريمة قابلة للمصالحة ، تتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية واسعة في تحديد

.هذا المحل الذي يعتبر أحد الشروط الموضوعية الكتمال عقد المصالحة

Page 110: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

________________________________________________________________

_______________ 1 - Idem, N° 844, page 591.

Aussi DE GUARDIA (CHARLES ) « la transaction en droit douanier français »in colloque droit pénal douanier, Tunis 19-21 février 1987.

2 - C.BERR et H.TREMEAU, P.P.Cit N° 839, Page 587.

Page 111: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

:فاق جريمة قابلة للمصالحةأن يكون محل االت 2 -

من قانون 265إذا كانت القاعدة أن كل الجرائم الجمركية تقبل المصالحة فقد أوردت المادة

الجمارك في فقرتها الثالثة استثناء لهذه القاعدة بنصها صراحة على عدم جواز المصالحة في طائفة

اد و التصدير حسب مفهوم الفقرة األولى من الجرائم هي تلك المتعلقة بالبضائع المحظورة عند االستير

و يدخل ضمن هذا الصنف البضائع التي يمنع استيرادها و . من قانون الجمارك 21من المادة

تصديرها منعا باتا و التي تتمثل أساسا في البضائع المتضمنة عالمات منشأ مزورة أو التي منشؤها بلد

و المؤلفات و الصور و الرسوم المخالفة لآلداب محل مقاطعة أو حظر تجاري إضافة إلى النشريات

.العامة

السالفة الذكر صنف آخر من البضائع يوقف 200م/م ع ج/303كما أدخلت التعليمة اإلدارية رقم

استيرادها او تصديرها على ترخيص من السلطات المختصة وفقا لشروط معينة و هو الحظر الذي

.طلح الحظر الجزئي قبل تعديلها بمص21كانت تعبر المادة

و يتبين من هنا تقليصا في مجال المصالحة في ظل القانون الجديد ، فبعدما كانت مستثناة من هذا

وسع من هذه اإلستثناءات لتشمل البضائع المحظورة )1(اإلجراء البضائع المحظورة حظرا مطلقا

.)2(رات و األسلحة الحربية بشكل جزئي في حين لم يكن القانون يستبعد من هذه الفئة إال المخد

و لهذا يمنع إجراء المصالحة في الجرائم المتعلقة بجميع أنواع البضائع إذا ما تم استيرادها بكمية

Domiciliation Bancaireتجارية بدون احترام اإلجراءات القانونية المسبقة كعدم تقديم سند توطين بنكي

.)3( أو في حالة تقديم سند مزور

أخرى عمدت اإلدارة إلى إستبعاد بعض البضائع من مآل المصالحة كالمواد المعتمدة من و من جهة

.)4(طرف الدولة وكذا المواشي

___________________________________________________________ انتقاد نظرا لصعوبة موضوع " أو أية بضاعة أخرى محظورا حظرا مطلقا" فاذا كانت العبارة المستعملة قبل التعديل (1)

، فإن البضائع 443أنظر عبد المجيد زعالني ، المرجع السابق ص . تحديد هذا المفهوم المعروف بطابعه المطاطي

المحظورة حظرا جزئيا تعرف مضمونا أكثر مرونة ، إذ يكفي أن يكون استيراد أو تصدير بضاعة معلق على شرط أو

.سته في هذه النقطة في القسم األول من البحث أنظر ماتم درا.قيد النتحالها هذه الصفة

التي تعتبر بحسب طبيعتها بضائع محظورة حظرا جزئيا و ليس مطلقا حسبما يمكن فهمه من الصياغة السابقة (2)

.ق ج 265للمادة 3- Note N°303/DGD/D200 du 31/07/99 concernant les circulaires générales pour le calcul des pénalités dans le cadr d’un règlement transactionnel conformément aux nouvelles dispositions

du code des douanes.

Page 112: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

4- Circulaire N° 353/DD/CAB/D220 DU 19/09/99Fixant les modalités d’application de l’article 265 du code des douanes relative aux transactions douanières.

Page 113: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و نرى مرة أخرى التناقض الذي تشكو منه السياسة الجمركية في مجال المنازعات، فإذا تم

التذكير في أكثر من مناسبة في ملتقيات و ندوات على ضرورة تطوير المصالحة نجد من جهة أخرى

.تضيقا في إطارها العام لتبقى المتابعة القضائية أهم وسيلة إلنهاء المنازعات الجمركية

يما يخص مقابل المصالحة فإن القانون لم يحدد بصفة صريحة أبعادها إال أنها و حسب أما ف

المفهوم العام تنحصر في الجزاءات المالية المترتبة على ارتكاب الجريمة دون غيرها من المبالغ التي

كن يمكن أن نكون مستحقة لإلدارة على أي سبيل كان، و هكذا فإن نطاق ممارسة حق المصالحة ال يم

ألن أي تجاوز يكون خرقا لمبدأ شرعية العقوبة، أو أن ) 1(بأية حال أن يتجاوز قيمة هذه الجزاءات

يتقلص ليشمل التنازل عن الحقوق و الرسوم الجمركية ذلك أن الضريبة كما هو معروف تشكل بالنسبة

رة تحظى بسلطة تقديرية أما خارج هذا اإلطار، فإن اإلدا. )2(ال رجعة فيه إطالقا " مكتسبا"للدولة حقا

.)3(واسعة في تحديد مقابل المصالحة في ظل السرية اإلدارية الكاملة

و من أجل تفادي اتهامها بالتحكم و حفاظا على مصلحة الخزينة تمارس اإلدارة هذه السلطة ضمن

كمية ك: مجموعة من الضوابط التي تتقيد بها في تقدير خطورة الفعل و جسامة الضرر الناتج عنه

البضاعة ووسائل الغش المستعملة و ظروف معاينته سواء باستعمال وسائل المراقبة البسيطة أو البحث

.)4(المعمق،وكذلك شخصية الجانح و حالته الذهنية أثناء ارتكاب الجريمة

و نجد بذلك أن اإلدارة تقتبس السلطة التقديرية التي نزعتها من قبل للقاضي الجزائي في تقدير

.قوبات المناسبةالع

و إذا كان القاضي الجزائي حسب القواعد العامة يمارس هذه السلطة ضمن ضوابط محددة تهدف

في مجملها حماية الحريات و الحقوق الفردية و المتمثلة أساسا في الضمانات اإلجرائية المؤسسة على

.مقيدة بشروط شكلية كما سيأتي فإن المصالحة غير )5(العالنية والشفاهية و الوجاهية و حق الطعن

________________________________________________________________

_______________ (1) C.BERR et H.TREMEAU.Op cité n° 846, page 593.

.439المرجع السابق، ص : عبد المجيد زعالني ) 2((3) C.BERR et H.TREMEAU.Op cité n° 846, page 593.

(4) Note n° 303/DGD/D200 du 31/07/99 précitée.

Page 114: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و ما 75، ص 1989اإلقتناع الشخصي للقاضي الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، : زبدة مسعود ) 5(

.يليها

Page 115: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

:الشروط اإلجرائية للمصالحة -ب

ة حيث ال يشترط األصل أنه ال توجد شكليات معينة يخضع إليها الطرفان في إبرام عقد المصالح

.القانون أن يكون الطلب شفويا أو مكتوبا كما ال يشترط فيه صيغة أو عبارة معينة

كما أن طلب المصالحة الجمركية غير مقيد بميعاد معين إذ يجيزه قانون في أي وقت بعد ارتكاب

أجل محدود أو كما ال تلتزم اإلدارة بدورها بالرد في) 1(الجريمة سواء قبل أو بعد صدور حكم نهائي

.بالرد بوجه عام

و في هذه الحالة فان سكوت اإلدارة ال يعبر عن القبول بل العكس الذي يجب أن يفهم منه، فإذا

كان تطبيق القواعد العامة يؤدي إلى اعتبار السكوت في بعض الحاالت بمثابة قبول باإليجاب إال أن

ارة من سلطة بشأنه تتعارض مع تطبيق هذه طبيعة اتفاق المصالحة الجمركية و ما تتمتع به اإلد

.)2(القواعد

و إذا كان القانون ال يشترط إجراءات شكلية معينة، فان خصوصية المصالحة الجمركية فيما يتعلق

باإليجاب و القبول الالزمين إلتمامها يلزم تدخل اإلدارة من أجل تنظيم اإلتفاق الذي ال يأخذه شكله

.مراحلالنهائي إال بعد قطع عدة

فمن أجل أن تأخذ المصالحة صفتها النهائية، يتعين قبولها من طرف السلطات المختصة و في

انتظار ذلك عمدت اإلدارة على خلق شكل آخر للمصالحة و المعروف بالمصالحة المؤقتة يأخذ صفة

مل و ال مشروع يبرم بين طالب المصالحة و الموظفين من الدرجة األقل تتناول بنود اإلتفاق المحت

تكتسي طابع المصالحة النهائية إال بعد المصادقة عليها من طرف السلطة اإلدارية المختصة، أما إذا

تدخلت هذه السلطة بتعديل المبلغ المتفق عليه بالدفع فأن تصديقها على اإلتفاق ال يعطيه شكال نهائيا إذ

الجديد أو رفض ما اقترح عليه مما يبقى المجال مفتوحا أمام مقدم الطلب لقبولها على أساس المبلغ

.يترتب عنه عودة كل طرف للوضع الذي كان عليه قبل الشروع في تبادل اإليجاب و القبول

و لم ينص التنظيم الوزاري من قبل على هذا الصنف من المصالحات الذي كان يعتبر من قبيل

الذي يحدد إنشاء 1999أوت 16في المؤرخ 99-195المعامالت اإلدارية، إال أن المرسوم التنفيذي رقم

قد نص على المصالحة المؤقتة ) 5(في مادة ) ج.ق4/265المادة (لجان المصالحة و تشكيلها و سيرها

كإجراء مسبق إلتمام المصالحات الخاضعة لرأي اللجان الوطنية و المحلية كما تشترط كذلك إرفاق هذا

.تحقة من مبلغ الغرامة المس%25اإلرجاء بكفالة بنسبة

________________________________________________________________

______________

Page 116: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

يحصر المصالحة في ميعاد محدد و هو قبل صدور 1998 في حين كان قانون الجمارك قبل التعديل بموجب قانون (1)

.الحكم النهائي

.463 عبد المجيد زعالني، المرجع السابق ، ص (2)

Page 117: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ت هذه القاعدة معمول بها فيما يخص جميع طلبات المصالحة إال أن النص التنظيمي قد و إذا كان

.سمح بإعطاء المصالحة المؤقتة صيغة قانونية بعدما كانت من قبل الممارسات اإلدارية

و بعد الموافقة الالحقة بين المتصالح و الهيئة المختصة تصير المصالحة نهائية، و تتضمن هذه

ي تحرر في شكل محضر مقابل الصلح المتفق عليه و كذلك األسماء و صفات و مواطن المصالحة الت

األطراف و تاريخ إبرامه الموافق لتاريخ الموافقة النهائية لإلدارة باإلضافة إلى تحريرها في عدد من

و باكتمال شروطها الشكلية و الموضوعية تصبح المصالحة . )1(النسخ األصلية بحسب األطراف

. للجانبين وال يمكن التحرر منها إال بناء على أسباب محددةملزمة

:تنفيذ المصالحة -)ج

يعتبر الطابع اإللزامي للمصالحة أهم النتائج المستوحاة من طبيعتها التعاقدية، فوفقا لألحكام العامة

إبطالها إال في و ال يمكن بالتالي) 1(المنصوص عليها في القانون المدني تكتسي المصالحة طابعا قطعيا

).2(إطار ضيق

:الطبيعة اإللزامية للمصالحة 1-

يلتزم المتصالح بدفع المبلغ المحدد فور إبرام عقد المصالحة و في حالة امتناعه عن ذلك، فإن

.)2(اإلدارة تملك اللجوء إلى دعوى التنفيذ أو دعوى الفسخ

المطالبة بالجزاءات التصالحية ألن فإذا اختارت اإلدارة الطريق األول، فال يكون أمامها إال

طريق التنفيذ الخاص الذي تتمتع به و : الدعوى العمومية تكون قد انقضت، و لإلدارة في ذلك خيارين

إال أن اإلدارة تلجأ عموما إلى األسلوب األول المنصوص عليه في . هو اإلكراه وطريق القانون العام

.من قانون الجمارك262المادة

توفي المستفيد من المصالحة قبل تسديد المبلغ المتفق عليه يجوز إلدارة الجمارك أن تباشر أما إذا

).ج.ق1مكرر 293المادة (دعوى قضائية ضد التركة لتحصيل مستحقاتها

و تجدر اإلشارة إلى انه جرى العمل من أجل تفادي ما قد ينجم من مشاكل و صعوبات اشتراط

بالكامل قبل اتمام الصلح أو على األقل الحصول على الضمانات حصول ادارة الجمارك على حقها

الكافية التي تؤمن لها استفاء المقابل المتفق عليه في الوقت المحدد و ذلك رغم خلو التشريع على هذا

.الشرط

________________________________________________________________

_______________

Page 118: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

.463المرجع السابق، ص : الني عبد المجيد زع(1)-Voir aussi C.Berr et H.Tremeau, O.P cit n° 847, Page 594.

.من القانون المدني119 أنظر المادة (2)

Page 119: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أما اذا اختارت اإلدارة الطريق الثاني، أي دعوى الفسخ، فإن المصالحة تصبح في هذه الحالة كأن

في الدعوى الجبائية أنها لم تنقضي و بالتالي يمكن مباشرتها لم تكن تطبيقا لمبدأ رجعية الفسخ فيفترض

.ما لم يدركها التقادم

و من جهة اإلدارة ، فان تنفيذ المصالحة يحمل التزاما مزدوجا أوله رفع اليد عن البضائع

المحجوزة، اذا تضمن اإلتفاق هذا اإللتزام مع شرط استيفاء الحقوق و الرسوم واجبة األداء، كما تلتزم

فور استالمها مقابل المصالحة التدخل أمام الجهات القضائية في حالة مباشرة الدعوى من أجل طلب

الفصل بانقضائها مع طلب اإلفراج عن المستفيد من المصالحة في حالة وجوده رهن الحبس بسبب

.)1(الجريمة الجمركية موضوع المتابعة

:عوارض التنفيذ 2-

بشكل صحيح على غرار المصالحة المدنية طابعا قطعيا و تكتسب المصالحة عند اتمامها

الذي ذهب ) 2052المادة (يستخلص هذا الطابع القطعي من نص صريح في القانون المدني الفرنسي

و على الرغم من عدم وجود نص مماثل فإنه يستخلص من . إلى تشبيه المصالحة بالحكم القضائي

.)2( الجزائري أنها تتميز بنفس الطابع من القانون المدني462خالل أحكام المادة

و قد طبق القضاء الفرنسي هذه المبادئ في المجال الجمركي، و هكذا قرر تطبيقا لمبدأ عدم

أو لتجاوز مقابل الصلح ) 3(الرجوع في المصالحة عدم تأثير الغلط في القانون إلنعدام الجريمة

أما فيما يتعلق بالغلط في الحساب فإن القانون . ةعلى صحة عقد المصالح) 4(العقوبات المقررة قانونا

و ال يتعين بناء على . ينص على تصحيح مثل هذه األخطاء )5(2058المدني الفرنسي بموجب المادة

.)6(ذلك إال ستناد إلى هذا السبب لطلب البطالن

المسائل فال و من الواضح أن القضاء الجزائري ال يبدو أن باإلمكان أن يختلف موقفه في مثل هذه

يستعبد إذن أن يصل إلى نفس النتائج إذا عرضت عليه مثلها ما دام يطبق نصوصا مماثلة لتلك التي

.)7(طبقها القضاء الفرنسي

________________________________________________________________

_______________ المتعلقة باستيفاء اإلجراءات أمام السلطة القضائية في 1995/01/04المؤرخة في 200م/د/م ع ج/29 التعليمة رقم (1)

.المصالحة بالنسبة للقضايا المطروحة أمام العدالة

...".ينهي الصلح النزاعات التي يتناولها"م، .ق462 المادة (2)(3) Cass req, 20/12/1881, 1882, I.334.

(4) Cass req, 15/05/1923, Doc, cont, 558. م الجزائري و فيما يتعلق الغلط في القانون فال يعتبر كذلك سببا لبطالن الصلح بصريح نص .ق84المادة تقابلها (5)

.م.ق465المادة (6) C. BERR et H.TREMEAU.O.P cit n° 850, page 595.

Page 120: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

.469المرجع السابق ص : عبد المجيد زعالني (7)

Page 121: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

سباب بطالن المصالحة فانه يمكن طلب و من جهة أخرى إن قانون الجمارك و إن لم ينص على ا

البطالن طبقا لما تقتضيه القواعد العامة في بطالن العقود، لعدم أهلية الطرف المتصالح أو نظرا

لطبيعة العقد، عدم اختصاص ممثل اإلدارة، أو لوجود أحد عيوب الرضا كاإلكراه أو التدليس أما الغبن

، و في هذا االتجاه قضي في فرنسا بإمكانية )1(جه عام فال يمكن تصوره في المصالحات الجزائية بو

التصريح ببطالن المصالحة إذا أثبت أن اإلدارة هددت المخالف بتوقيع عقوبات ال توجد أصال في

القانون أو أعلى من العقوبة المحددة قانونا في حين قضي بعدم توفر اإلكراه في حالة تهديد اإلدارة

. النيابة من أجل المتابعة قضائيا إذا لم يتصالح معهاالمخالف بإحالة القضية على

و من جهتها، فإن اإلدارة يمكنها طلب البطالن إذا أثبتت أن المتصالح استعمل مناورات لخداع

اإلدارة كأن يدعي أنه معسر و يقدم إثباتات لذلك شهادة احتجاج مزورة أو كضمان كفيل معسر أو

.)2(نها غير ذلكعقارات مرهونة و يقر فيما بعد أ

و اذا تم النطق بالبطالن، فان أثر البطالن يمتد إلى مجمل عقد المصالحة كما يمكنه في حالة

من القانون 466/2أخرى أن ال تؤثر إال على جزء منها دون جزء آخركما تقتضيه أحكام المادة

أمام اإلدارة فما هي حجية و إذا كان هذا الجزء يتمثل في اعتراف المتهم بارتكاب المخالفة) 3(المدني

.هذا اإلعتراف إذا أنكره أمام القضاء ؟

و تظهر أهمية هذا السؤال في بيان تأثير المصالحة على مآل المتابعة القضائية و مدى اعتمادها

كوسيلة إلثبات اإلدانة حيث يعتبر جانب من الفقه أن المتهم الذي يوافق على المصالحة ال ينازع في

، إلى جانب ذلك هناك رأي آخر يذهب في اتجاه )4( إليه و إنما يقبل ذلك ضمنيا على األقلنسبة الجريمة

عكسي و ينفي أن تقوم رابطة ما بين المصالحة و اإلعتراف بالجريمة الذي ينبغي أن يكون صريحا

.)5(قطعيا

________________________________________________________________

_______________ .170أحسن بوسقيعة، المرجع السابق ص (1)

(2) Cass. civ du 19/01/1959. Doc, cont N° 1294. ال يسري إذا ثبت من عبارات ) العقد كله(على أن هذا الحكم بطالن "من القانون المدني الجزائري 2/466 المادة(3)

". العقد مستقلة بعضها عن بعضالعقد أو من قرائن األحوال أن المتعاقدين قد اتفقا على أن أجزاء

Page 122: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أحسن بوسقيعة أن هذا اإلستثناء ال يوجد مجاال لتطبيقه في المصالحة الجمركية المبرمة بين اإلدارة مع -و يحدد

. ج يحول دون ذلك .ق316مجموعة من األشخاص إرتكبوا الغش نفسه، ألن مبدأ التضامن المنصوص عليه في المادة

.181مرجع السابق ، ص أحسن بوسقيعة، ال-أنظر د4- C.BERR et H.TREMEAU.O.P Cit n° 850, Page 595.

المرجع السابق، . جريمة التهريب الجمركي في ضوء الفقه و القضاء ، ذكره عبد المجيد زعالني: محمد نجيب (5)

.471ص

Page 123: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

السابق صدوره أما القضاء الفرنسي فيقرر أن البطالن ال يمنع القاضي من األستناد إلى اإلعتراف

، و ال يستخلص بالضرورة )1(من المتهم عند تكوين اقتناعه شرط أن يكون هذا اإلعتراف قد تم فعال

.)2(من مجرد قبول المتهم التصالح

و خارج الحاالت التي تؤدي إلى انعدام تنفيذ المصالحة، فإن هذه األخيرة تبقى مرتبة آلثارها و

.و ما يمثل الجانب القمعي للمصالحةأهمها إنقضاء الدعوى العمومية و ه

الجانب القمعي للمصالحة : الفرع الثاني

إن األثر األساسي للمصالحة بالنسبة للمتهم هو انقضاء الدعوى العمومية و محو آثارها و بموجب

التعديل الجديد فإن هذا األثر ينحصر في حالة عقدها بعد صدور حكم نهائي على الدعوى الجبائية و ال

.)3(مس الحكم الصادر في الدعوى العمومية ذاته ت

و تؤدي المصالحة إذا تمت قبل صدور الحكم النهائي إلى انقضاء الدعوى العمومية و ذلك في أية

مرحلة تكون عليها الدعوى، فإذا كانت القضية على مستوى النيابة تتوقف الدعوى العمومية، و إذا

أمر باألوجه للمتابعة بسبب انعقاد المصالحة، أما إذا كانت كانت أمام قاضي التحقيق يتعين إصدار

القضية أمام المحكمة العليا يرفض الطعن، وفي حالة وجود المتهم رهن الحبس اإلحتياطي يخلي سبيله

.)4(بمجرد انعقاد المصالحة

إلى و يشترط لتحقيق ذلك أن تكون المصالحة نهائية فمجرد اإلفصاح عن نية المصالحة ال يرقى

أما المصالحة المؤقتة فال تؤدي إال إليقاف . )5(درجة اإلجراء الذي يضع حدا للمالحقة المقررة قانونا

.)6(المتابعة إلى حين فصل السلطة اإلدارية المختصة في طلب التصالح

و ال تشكل المصالحة النهائية عائقا أمام المتابعات التي قد تمارسها اإلدارة ضد األشخاص

. من الفاعلين و الشركاء الذين لم يتعاقدوا معهااآلخرين

________________________________________________________________

_______________ (1) Crim, 15 juin 1944. Doc. cont N°727 , crim 27 mai 1948 doc.contN°558.

(2) Crim 18 Février 1981.J.C.P 1981 IV.394. .ا سيتم تخصيصه في هذا الموضوع في الجزء الخاص بجديد قانون الجمارك في مجال المصالحة أنظر م(3)

.، السالفة الذكر1995/01/03المؤرخ في 200م/د/م ع ح/29 مذكرة رقم (4)

.غير منشور2001/05/23المؤرخ في 234449 قرار رقم (5)

Page 124: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

.المذكورة أعاله200م/د/م ع ج/29 مذكرة رقم (6)

Page 125: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ا المبدأ قضي في فرنسا في عدة مناسبات على تحمل األشخاص المتابعين جزائيا غير وتبعا لهذ

.)1(المتصالحين دفع العقوبات المالية بالتضامن

وبصفة استثنائية ، فإن أثر المصالحة يمتد إلى الكفالء و المسؤولين المدنيين اآلخرين باعتبار أن

ئيسي و بالتالي فال غرابة أن يكون مصيرهم في مسئوليتهم تستمد مصدرها المباشر من الفاعل الر

.الدعوى مرتبطا بمصير هذا األخير

و ال تطبق المصالحة إال لما جاءت ألجله صراحة ، وبذلك تستبعد منها الجرائم الجمركية

المرتبطة والتي لم يتضمنها االتفاق ، كما ال يمتد حق ممارستها على الجرائم المنصوص عليها

.لقانونخارج هذا ا

و نتيجة لذلك ، فإن المصالحة في الجرائم المزدوجة أو المرتبطة ينحصر في الجريمة الجمركية

التي يتم التصالح بشأنها و ال ينصرف إلى جريمة القانون العام و هذا ما استقر عليه قضاء المحكمة

إعتبرت هذه الهيئة العليا صراحة ، ففيما يتعلق بجريمة تصدير بعض المواد بطريقة غير شرعية ،

أن المصالحة التي تقدم بالنسبة للجريمة الجمركية ال تنصرف آثارها إلى الجريمة المنصوص عليها "

.)2"(مكرر من قانون العقوبات 173في المادة

كما اعتمدت نفس الموقف فيما يخص جريمة استيراد مركبة بوثائق مزورة حيث قضت أن

فقرة الثانية و ما يليها يؤدي إلى انقضاء الدعوى 265ا ألحكام المادة المصالحة الجمركية التي تتم وفق

من قانون اإلجراءات الجزائية غير أن هذا األثر ينحصر في الجريمة 6العمومية طبقا لنص المادة

الجمركية و ال ينصرف إلى الجرائم األخرى في حالة تعدد األوصاف أو ارتباط الجريمة الجمركية

.)3(القانون العام أو القانون الخاص بجريمة أخرى من

________________________________________________________________

_______________ (1) J.FDURAND, J.C.P Annexe douanes, fasciculé7, le régime des peines, N° 329.

طرف احسن بوسقيعة ، المرجع السابق ، مذكور منIIIغ ج م ت 1994/11/06المؤرخ في 122072 قرار رقم (2)

.232ص

. ، المرجع السابق ، نفس الصفحةIIIق .م.ج.غ1997/03/17الصادر بتاريخ 142037 قرار رقم (3)

مع اإلشارة إلى أن محكمة النقض الفرنسية رفضت الفصل في جريمة إهانة موظف عمومي المنصوص و المعاقب في

ج التي تمت المصالحة فيها بكون .ق53 نفس الجريمة المنصوص عليها في المادة من قانون العقوبات و هي40المادة

.أن نفس الوقائع التي تجمع األطراف ال يمكنها أن تكون موضوع متابعة تحت تكييف قانوني آخرVoir cass.crim du 07/03/1984.M.MASSE, Infraction contre l’ordre financier, RSC 1985, p

589.

Page 126: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا
Page 127: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ر في األخير أنه نظرا لهذه اآلثار الهامة و تفاديا لبعض المواقف غير العادلة كأن يستفيد من ونشي

المصالحة المتهم الرئيسي و يتحمل شريكه أو الفاعل الثانوي تبعة الفعل اإلجرامي كله ينبغي أن تتحلى

فضلية للمتهمين الذين إدارة الجمارك بالحذر و اليقظة عند تقرير المصالحة و ذلك بمنع األسبقية و األ

.)1(لعبوا دورا ثانويا في مسرح الجريمة

تلك هي األحكام العامة التي استقر عليها قانون الجمارك الجديد و التي لم تكن موضوع تغير فعلي

.ونستعرض فيما يلي جديد هذا القانون في مجال المصالحة

حةاألحكام الجديدة في مجال المصال : المبحث الثاني

المطلب األول (من أهم ما جاء به القانون الجديد األخد بنظام المصالحة بعد صدور حكم نهائي

).المطلب الثاني(إضافة إلى تحديد اختصاص اللجان في إبداء الرأي في المصالحة )

إدخال نظام المصالحة بعد صدور الحكم النهائي: المطلب األول

ائي عن مبادئ المصالحة الجمركية التي تم التعرض إليها ال تخرج المصالحة بعد الحكم النه

.باسهاب فيما سبق و إن كانت تتميز ببعض الخصوصيات التي نتطرأ إليها اآلن

و يشكل هذا النظام في الحقيقة عودة إلى ما كان عليه العمل قبل صدور قانون الجمارك سنة

جزائر آنذاك على إمكانية إجراء المصالحة حيث كان ينص قانون الجمارك الفرنسي المطبق في ال1979

قبل و بعد صدور حكم حائز لقوة الشيء المقضي فيه على أن ال تكون للحالة األخيرة أي أثر على

.)2(العقوبات الجسدية التي يستمر تنفيذها ضد المحكوم عليه طبقا للقواعد العامة

في الفقرة األخيرة )3(ا بصفة صريحةوقد استرجع قانون الجمارك الجديد هذه األحكام بعد هجره

عندما تجري المصالحة بعد صدور الحكم النهائي ال يترتب أي أثر على "التي تنص 265من المادة

".العقوبات السالبة للجرية و الغرامات الجزائية و المصاريف األخرى

________________________________________________________________

_______________ (1) C.BERR et H. TREMEAU, O.P. cit, N° 844, P589.

.1977 ديسمبر 29من قانون الجمارك الفرنسي قبل التعديل بموجب قانون 3و 2 فقرة 350 المادة (2)

Page 128: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

، جريدة رسمية عدد 1982المتضمن قانون المالية سنة 1982ديسمبر 30المؤرخ في 14/82 بمقتضى القانون رقم (3)

ال يجوز أن تتدخل المصالحة إال قبل صدور القرار : "ج .ق265و الذي أدخل فقرة خامسة في المادة 1982، سنة 57

".القضائي الذي يكتسب قوة الشيء المحكوم فيه

من قانون الجمارك الفرنسي 3فقرة 350و تختلف أحكام هذا النص على ما تصمنته المادة

لحة المبرمة بعد صدور الحكم النهائي ، فلم يستبعد الممعمول به سابقا فيما يخص تحديد مجال المصا

هذا األخير إال العقوبات الجسدية كما سبق توضيحه مما أدى إلى طرح بعض التساؤالت في تحديد أثر

بأنه ) 1(هذه المصالحة على العقوبات الجزائية األخرى و خاصة منها الغرامات، و يرى في ذلك كاتب

ق في القانون الجزائي ، فإن هذه الصيغة تمكن اإلدارة من ترتيب جميع و تطبيقا لمبدأ التفسير الضي

.آثار المصالحة على كافة العقوبات المالية بما فيما ذلك الغرامات الجزائية

ج ، أن المشرع قد استثنى من المصالحة .ق8فقرة 265و يستخلص حين اإلطالع على أحكام المادة

ة للحرية و بالحتحديد عقوبة الحبس المحكوم بها عند الفصل في بعد الحكم النهائي العقوبات السالب

، و كذلك العقوبات من هذا النوع و السجن و ) ج و ما يليها . ق325المواد ( الجنح الجمركية

الغرامات الجزائية المنطوق بها عند عند الفصل في جريمة من جرائم القانون العام أو قانون جنائي

ريمة الجمركية كما استثنى من مجال هذه المصالحة ما حددها المشرع خاص آخر المرتبطة بالج

. بمصطلح المصاريف األخرى التي تدل بدون شك عن المصاريف القضائية

و يستدل من ذلك أن المشرع قصداستبعاد كل األحكام النهائية الصادرة في الدعوى العمومية من

خصص بعض العقوبات بالذات فإن ذلك راجع ربما مجال المصالحة بعد الحكم النهائي و إذا كان قد

ج الفرنسي السابق كما سبق .ق350إلى البحث عن الدقة و اإلبتعاد عن الصيغة المعتمدة في نص المادة

.و أن رأينا

و نجد أنه كان من األجدر على المشرع التحديد أن المصالحة تخص العقوبات المالية المتعلقة

ار أن الصياغة الحالية أغفلت بعض العقوبات التي و إن لم ينص عليها قانون بالجرائم الجمركية باعتب

الجمارك يمكن أن ينطق عند الفصل في الجرائم المرتبطة بها و منها العقوبات الجسدية المحظة و

كذلك العقوبات التبعية والتكميلة و الغرامات الجبائية، فما مصير هذه العقوبات في إبرام مصالحة

.ة بعد صدور حكم نهائي جمركي

Page 129: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ففيما يخص عقوبة اإلعدام التي قد ينطق بها في الجنايات المرتبطة بالجرائم الجمركية ، فإنه من

ناحية المنطق ال يمكن أن تأثر عليها المصالحة الجمركية و إن لم تنص على ذلك صراحة المادة

رجة و هي العقوبات السالبة للحرية ، فمن من قانون الجمارك إذ أنه تم استبعاد العقوبات األقل د8/265

.البديهي أن يستبعد هذه العقوبة التي تعتبر من أقصى العقوبات على اإلطالق

________________________________________________________________

_______________ 1 - F.BOULAN, op cit, p239 et suite.

Page 130: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

لتبعية و التكميلية فإنها مرتبطة وجودا و عدما بالعقوبات األصلية، و أما فيما يتعلق بالعقوبات ا

على هذا األساس فان استمرار وجود العقوبات الجزائية يؤدي بالضرورة إلى بقاء العقوبات التابعة لها

.)1(و بالتالي عدم تأثير المصالحة عليها بالتبعية

المقررة في جرائم الصرف و التي ال يمكن و أخيرا، فإن العقوبات الجبائية و خاصة منها تلك

إدراجها ضمن الغرامات الجزائية نظرا الختالف الطبيعة و المصدر، تتميز بأحكام خاصة في

المصالحة مختلفة عن أحكام المصالحة الجمركية و إن كانت إدارة الجمارك مؤهلة إلبرام المصالحة

.فيما يخصها

عمل على توسيع نطاق المصالحة الجمركية إلى ما بعد و من خالل ما سبق، يتبين بأن المشرع

صدور الحكم النهائي، و ال شك بأن لهذا الموقف مبرراته التي تستلزمها ضرورة تحقيق الفعالية في

حصول الخزينة العامة لمستحقاتها التي ال تضمنها العقوبات المالية الباهضة المفصول فيها الستحالة

فبمنح المصالحة بعد الحكم النهائي تستطيع اإلدارة . من طرف المتهمتسديدها في معظم األحيان

استيفاء حقوقها وفقا إلمكانية طالب المصالحة بدال من ضياع هذه الحقوق بالكامل لعدم توافق العقوبات

.المالية مع ذمة المحكوم عليه

قضي فيه ؟و لكن هل أن مبررات هذه التقنية القانونية تسمح بخرق مبدأ قوة الشئ الم

للحقيقة بالنسبة لما فصل فيه، "إن قوة الشئ المقضي فيه، و التي بمقتضاها يصير الحكم عنوانا

تجد تبريرا لها في ضرورة العمل على توفر الثبات و اإلستقرار القانوني في المجتمع إضافة لذلك فإن

وظيفته المانعة من إرتكاب إستقرار األحكام النهائية يساعد القانون الجزائي بشكل عام على تحقيق

الجرائم إذ أن شعور المخاطب بأحكام القانون بأن مخالفته ستؤدي في النهاية إلى صدور حكم بات غير

، و ال شك في أن إعتماد نظام )2(قابل لإللغاء أو التعديل تجعله يتردد قبل اإلقدام على إرتكاب الجريمة

.ذه األهدافالمصالحة بعد الحكم النهائي من شأنه هدم ه

يبرر بعض الفقه ذلك في القول بأن اإلدارة عند قبولها إبرام المصالحة بعد صدور حكم نهائي

فإنها ال تعارض أساس هذا الحكم لكنها تقبل التخفيض من حقوقها المقررة فيه كدائنة عندما يتبين لها

.)3( المالية المحكوم عليه بأنها مبالغة بالنظر إلى مقدار الضرر الالحق أو بالنسبة لإلمكانيات

________________________________________________________________

_______________

Page 131: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

.478و 476المرجع السابق ، ص : عبد اهللا سليمان ) 1(

.264-265مأمون محمد سالمة، المرجع السابق ، ص .م) 2((3) F.BOULAN, O.P.Cit, p247.

فإن المصالحة بعد الحكم النهائي و باعتبارها ال تستهدف إال الجزاءات و على هذا األساس ،

المالية فهي تعتبر نوعا من المصالحة المدنية، فعلى غرار حق المصالحة المخولة للطرف المدني فيما

للقانون المدني الفرنسي يمكن 2046يتعلق بالحقوق المدنية الناجمة عن الجريمة طبقا ألحكام المادة

.)1(رة إبرام المصالحة فيما يتعلق الجزاءات المالية لإلدا

كما يرى البعض أنها تشكل نوعا من التخفيض في العقوبات يسري عليها قواعد القانون المدني

.)2(الخاصة بتخفيض قيمة الدين

و باعتماد نظام المصالحة بعد الحكم النهائي يكون المشرع الجزائري قد اتخذ اتجاها معاكسا

يع الفرنسي، فبعدما كان هذا األخير يقر إمكانية إبرام هذا النوع من التصالح وفقا لنص المادة للتشر

ديسمبر 29ج تراجع عن هذا الموقف بمنعه بشكل كلي بموجب التعديل الذي تم في .ق3/350

ا ،و يعود السبب في ذلك إلى رغبة المشرع في تحقيق اإلنسجام بين جميع األحكام التي يخصه)3(1977

)4(التعديل، حيث كان الزما بعد إعطاء صبغة جديدة للجزاءات الجمركية و تقريبها من القانون العام

إلغاء نظام المصالحة بعد الحكم النهائي التي تعبر عن الطبيعة المدنية لهذه الجزاءات بشكل قاطع كما

.سبق تحديده

يمنحها هذا النوع من المصالحة و من إال أن المشرع الفرنسي لم يكن ليجهل الحلول الفعلية التي

أجل ذلك خلق نظاما جديدا يحقق الغاية نفسها و ينسجم مع الطبيعة الحالية للجزاء الجمركي و هو نظام

الذي يقارب من حيث أحكامه نظام العفو La remise des peines fiscalesتخفيض العقوبات الجبائية

.المعمول به في القانون العام

- و ليس شكال من أشكال المصالحة-هذا التخفيض كقرار تتخذه اإلدارة بصفة انفرادية و يظهر

مكرر، 390المادة (بناء على أسباب محددة خاضعة لتقدير اإلدارة و أهمها الحالة المالية للمحكوم عليه

ائية غير أن هذا القرار ال يصبح نهائيا إال بعد الموافقة عليه من طرف الجهة القض). ج فرنسي.ق

المصدرة للحكم النهائي الممثلة في رئيسها إثر عملية المراقبة لكل الجوانب المتعلقة بهذا التخفيض و

ذلك خالفا لما هو معمول به في المصالحة قبل صدور الحكم النهائي حيث ال تملك السلطة القضائية إال

.)5(النظر في مبدأ المصالحة دون مضمونه

Page 132: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

________________________________________________________________

_______________ (1)Idem, p239.

(2)Melle NORA LIMAM, art précité. . سبق ذكره(3)

.أنظر ما تمت دراسته حول الطبيعة القانونية للجزاءات الجمركية في القانون الفرنسي(4)(5) C.Berr et H.Tremeau, O.P. Cit n° 854, p 597.

Page 133: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

رنة بهذا الموقف ، نجد أن المشرع الجزائري لم يضع ضمن أولوياته ضرورة توحيد و مقا

األحكام الجزائية المنصوص عليه في قانون الجمارك الجديد حيث أعطى كما سبق ذكره صورة جديدة

مما قد يوحي إلى إعادة النظر في ) ج.ق259المادة (للدعوى الجمركية بتقريبها من الدعوى العمومية

الجزاءات الجمركية و بالمقابل كرس ضمن نفس التعديل نظام المصالحة بعد الحكم النهائي الذي طبيعة

.يؤكد كما سبق تحديده الصبغة المدنية المحضة لهذه الجزاءات

و يعتبر ذلك دليال آخر على عدم اعتماد المشرع سياسة موحدة تعرب عن توجه خاص بإعادة

لجزائري ككل، و انما أراد اعطاء حلول متفرقة لكل مسألة على النظر في فلسفة القانون الجمارك ا

.حدى مؤكدا بذلك الطابع الخاص و المتضارب لهذا القانون

في هذا اإلطار، نالحظ كذلك تدخل الهيئة اإلدارية عن طريق التنظيم في تقليص مجال تطبيق

القرار المحدد لقائمة المسؤولين من 6و 5حيث يستخلص من أحكام المادة . المصالحة بعد الحكم النهائي

انه ال يمكن لرؤساء المفتشيات الرئيسية و رؤساء المراكز ابرام هذا )1(المؤهلين إلجراء المصالحة

.النوع من المصالحات

ج و بالتالي مساسا بمبدأ .ق8/265و تشكل هذه األحكام اضافة إلى كونها تناقض ما جاء في المادة

أ المساواة أمام القانون، إذ كيف يستفيد من امكانية المصالحة بعد صدور تدرج القوانين، خرقا لمبد

الحكم النهائي األشخاص المحكوم عليهم بعقوبات أشد و يحرم من هذا اإلجراء األشخاص اآلخرين

.ج؟.د200.000التي ال تتعدى مبلغ الحقوق و الرسوم المتملص منها بسبب جريمة جمركية

ى دراسة اختصاص مختلف الهيئات اإلدارية في المصالحة وفقا لما يقتضيه و يقودنا هذا التساؤل إل

.القانون الجديد

السلطات اإلدارية المختصة إلبرام المصالحة في ظل القانون : المطلب الثاني

الجديد

من قانون الجمارك بعد تعديلها على أنه يرخص إلدارة الجمارك إجراء المصلحة 265تنص المادة

شخاص المتابعين بسبب الجرائم الجمركية بناء على طلبهم ، و نالحظ من خالل هذا النص أن مع األ

المشرع منح حق المصالحة إلدارة الجمارك مباشرة بدال من وزير المالية كما كانت تقتضيه المادة

.المذكورة سابقا

Page 134: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

________________________________________________________________

_______________

يحدد قائمة مسؤولي إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المصالحة مع 1999يونيو سنة 22قرار وزاري مؤرخ في (1)

.األشخاص المتابعين بسبب المخالفات الجمركية

و يشكل هذا التعديل تكريسا للممارسة الميدانية التي أثبتت صعوبة تطبيق هذا النص على أرض

ود المصالحة حيث كانت المصالحة تبرم من قبل إدارة الجمارك بشكل من التفويض الواقع لكثرة عق

و قد دعم التنظيم الذي ضبط جدول اختصاصات . العام الكامل و المسبق من قبل وزير المالية

مسؤولي إدارة الجمارك هذه الممارسة الميدانية فلم يتضمن أية إشارة إلى اختصاص الوزير المكلف

.)1(ي هذا المجال بالمالية ف

غير أنه و من جهة أخرى ، فقد احتفظ وزير المالية مقابل هذا بصالحية تعيين مسؤولي الجمارك

المؤهلين إلجراء المصالحة بقرار منه كما نصت عليه المادة نفسها ، إضافة إلى ذلك فقد تم تحديد

كانت محددتا عن طريق بموجب نفس النص مستويات اختصاص اللجان الوطنية و المحلية بعدما

.التنظيم الذي أحيلت عليه المسائل المتعلقة بتشكيل هذه اللجان

و خارج هذه األحكام ، فإن القانون الجديد احتفظ بنفس المنظور في إسناد االختصاص إلبرام

المصالحة حيث ال تزال اللجان المؤسسة البراء الرأي في بعض طلبات المصالحة ذات تشكيلة إدارية

حضة و إن وجد بعض التغيير في صفة المسؤولين المكونين لها ، و نفس الشيء بالنسبة للمسؤولين م

.المؤهلين إلبرام المصالحة

كما إحتفظ في ظل القانون الجديد بالمعيار الزدوج في رسم حدود االختصاص التي تميز كل سلطة

رتكبة و المنصوص عليها في المادة إدارية عن أخرى و هو المعيار المؤسس على خطورة الجرائم الم

ج قبل التعديل المتعلقة بالتهريب المرتكب بوسائل النقل وكذا المبالغ .ق326ج التي تقابل المادة .ق328

التي خسرتها الخزينة من جراء الغش و المعبر عنها بالحقوق و الرسوم المتغاضى عنها و المتملص

.منها

نصوص التنظيمية إحداث بعض التعديالت في المسائل ذات وضمن هذا اإلطار العام ، أرادت ال

.الطبيعة التقنية يتعين الوقوف عندها باعتبارها قد ألغت األحكام المعمول بها قبل التعديل

Page 135: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

________________________________________________________________

_______________ يحدد قائمة مسئولي إدارة الجمارك المؤهلين للموافقة في المصالحات 1994 يونيو سنة 8 قرار وزاري مؤرخ في (1)

يتضمن حدود اختصاص 1994جوان 8مؤرخ في 129 مقرر رقم -لألشخاص المتابعين بسبب مخلفات جمركية

.سلطات اإلدارة الجمركية المؤهلة لمنح مصالحات جمركية

Page 136: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

لحة في ظل القانون الجديدالمسؤولين المؤهلين للموافقة على المصا: الفرع األول حددت قا ئمة مسؤولي إدارة الجمارك المؤهلين إلجراء المصالحة بقرار وزاري مؤرخ في

:ج كما يلي .ق265للمادة 2تطبيقا للفقرة 1999يونيو 22

. المدير العام للجمارك-1

. المديرون الجهويون للجمارك-2

. رؤساء مفتشيات أقسام الجمارك -3

.تشيات الرئيسية رؤساء المف-4

. رؤساء المراكز-5

وبذلك فإن التنظيم قد سحب االختصاص إلجراء المصالحة لكل من مدير المنازعات الذي كان

.يتمتع بنفس حدود االختصاص مع المدير العام للجمارك و قابضي الجمارك و كذا ضباط المراقبة

رار ذاته بعدما كان محددا و قد وزع االختصاص بين مختلف هؤالء المسؤولين بموجب الق

بشكل تدريجي تتوافق فيه أهمية المبالغ التي تحدد ) 1(بمقتضى مقرر صادر عن المدير العام للجمارك

.على أساسها اختصاص كل سلطة إدارية

و بذلك يعود حق الموافقة على المصالحة بالنسبة للقضايا األكثر خطورة و أهمية إلى المدير العام

سواء قبل أو بعد الحكم النهائي 1999يونيو 22من القرار الوزاري المؤرخ في 3لمادة للجمارك طبقا ل

ويمارس هذا االختصاص في جميع الجرائم الجمركية المرتكبة من قادة السفن و الطائرات و

المسافرين أو عندما يكون مبلغ الحقوق و الرسوم المتملص منها و المتعاضى عندها يقل عن

أما إذا كانت الجرائم المرتكبة من أشخاص آخرين عندما يكون مبلغ . د ج أويساويه500.000,00

د ج فان ممارسة حق الموافقة يكون مقيدا بأخد رأي 100.000,00الحقوق و الرسوم مغشوشة يفوق

.اللجنة الوطنية التي تشارك في إعداد القرار النهائي كما سنتعرض إليه في حينه

الجهويون المصالحة قبل و بعد الحكم النهائي دون أخذ رأي اللجنة المحلية كما يجري المديرون

في جميع الجرائم الجمركية المرتكبة من قادة السفن و الطائرات و المسافرين أو عندما يكون مبلغ

ج أو يساويه، و بعد أخذ .د500.000الحقوق والرسوم المتملص منها أو المتقاضى عنها يقل عن

ج بإستثناء تلك .د500.000جنة المذكورة، عندما يكون مبلغ الحقوق و الرسوم المغشوشة يفوق رأي الل

). من القرار الوزاري سالف الذكر4المادة (ج .ق328المنصوص عليها في المادة

________________________________________________________________

_______________

Page 137: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

1994/02/08بتاريخ 129م للجمارك الصادر تحت رقم مقرر المدير العا (1)

أما باقي المسؤولين األدنى درجة السالف ذكرهم فانه ال يجوز لهم إجراء المصالحة إال قبل صدور

و ال تتدخل لجان المصالحة هنا . و ما يليها من نفس القرار5الحكم النهائي وفقا لما تقتضيه المواد

.ية القضايا التي يشملها هذا اإلجراءنظرا لقلة أهم

و على الرغم من أن تحديد االختصاص في منح المصالحة عن طريق القرار الوزاري يعطى لهذه

إال أن مضمون هذا القرار يعاني من التناقضات )1(المسألة قوة قانونية أفضل مما كانت عليه من قبل

.اللذان ميزتا المقرر المنضم لها سابقاوالفراغات بالمقارنة مع الدقة و الوضوح

و يظهر التناقض في منح المدير العام و المدراء الجهويين نفس السلطة في إبرام المصالحة فيما

يخص الجرائم المرتكبة من قادة السفن أو الطائرات أو المسافرين أو تلك التي تكون فيها مبلغ الحقوق

و أكثر من ذلك فقد أعطى القرار . ج أو دونه.د500.000ها و الرسوم المتملص منها أو المتقاضى عن

الوزاري السالف الذكر للمدراء الجهويين اختصاصا يتعدى اإلختصاص المخول للمدير العام بمنحهم

سلطة الموافقة على المصالحات المتعلقة بالقضايا التي تتعدى فيها قيمة الضرائب المغشوشة

.ج بعد أخذ رأي اللجنة المحلية. د1.000.000ج و تقل عن .د500.000

و قد تفطنت إدارة الجمارك لهذا الخطأ الذي يناقض األساس الذي تعتمده في توزيع االختصاص

عوض )2(وفقا للتدرج الرئاسي، إال أنها عملت على تدارك هذا الخطأ بواسطة تعليمة إدارية داخلية

يبقى بذلك التصحيح الوارد بموجب ألفات نظر الوزارة الوصية من أجل إصدار قرار تصحيحي ل

.)4( منعدم الصفة القانونية )3(التعليمة المذكورة

ج .ق328و يالحظ كذلك وجود نزاع قانوني فيما يخص الجرائم المنصوص عليها في المادة

ج حيث استثنيت .د1.000.000ج و .د500.000عندما تتراوح قيمة الضرائب موضوع الغش بينها بين

و لم . رائم التي تمنح فيه المصالحة من طرف المدير الجهوي بعد أخذ رأي اللجنة المحليةمن دائرة الج

فهل يمكن للمدير العام طبقا لمبدأ . يسند فيها اإلختصاص ألي سلطة ادارية كانت في هذا القرار

.التصدي إجراء المصالحة في هذا النوع من القضايا ؟

________________________________________________________________

_______________ السالف الذكر و قد كان المدير العام ينفرد وفقا لهذا المقرر 1994/06/08المؤرخ في 129 بموجب المقرر رقم (1)

.450أنظر عبد المجيد زعالني، المرجع السابق، ص . بسلطة ضبط حدود اختصاصات مختلف الموظفين(2) Circulaire n° 353/DGD/CAB/D220 du 19/09/1999 précitée.

:التي نصت على أن المدير العام مختص بالموافقة على المصالحات بالشكل اآلتي (3)

دون أي اللجنة الوطنية في القضايا المرتكبة من طرف قادة السفن و الطائرات و المسافرين عندما يكون مبلغ -

.أو ال يقل عنهج .د1.000.000الضرائب، موضوع الغش ، مساويا لـ

Page 138: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ج .د500.000 و باستعمال حق التصدي في كل القضايا التي تتراوح مبلغ الخسارة بالنسبة للخزينة من -

يونيو 22من القرار الوزاري المؤرخ في 3مع اإلحتفاظ بما جاء في الفقرة األخيرة من المادة . ج.د1.000.000إلى

.دون تغير1999

.ر التعليمات اإلدارية في تحريف النصوص القانونيةأنظر ما سبق تحديده فيما يخص دو(4)نالحظ أن ادارة الجمارك ذهبت بموجب التعليمة السالفة الذكر، و نظرا للصيغة التي جاء فيها

ج .ق328، الى اخراج الجرائم المنصوص عليها في المادة 1999 يونيو 22القرار الوزاري المؤرخ في

ائرة المصالحة بصفة كلية، مما يدل على عدم األخذ بمبدأ التصدي ضمن القيم المشار اليها أعاله من د

.)1(بشكل كامل خالفا لما قد يفهم من خالل اإلطالع على األحكام المعمول بها قبل التعديل

و نستخلص من ذلك أن القانون الجديد ال يزال يعتمد من اجل تحديد اختصاص مختلف السلطات

لحة إالحالة على نص تنظيمي يشكو كما سبق و ان رأينا من بعض اإلدارية في الموافقة على المصا

ج، نفسها توزيع اإلختصاص . ق265غير انه و بصفة استثنائية، قد تناول في أحكام المادة . النقائض

.بين اللجنتين المحلي و الوطنية و ان أحال تشكيلية هذه اللجان بدورها إلى التنظيم

بإبداء الرأي في المصالحة في ظل القانون الجديداللجان المكلفة: الفرع الثاني

ج قبل التعديل تنص على إخضاع بعض طلبات المصالحة لرأي لجنة وطنية . ق265كانت المادة

أو جهوية حسب طبيعة الجريمة و مبلغ الحقوق المغشوشة أو المغفلة محيلة المسائل المتعلقة بإنشاء و

.تشكيل وسير هذه اللجان إلى التنظيم

قرارا يتعلق باحداث لجنة وطنية )2(1983جانفي 5و تطبيقا لهذا النص أصدر وزير المالية بتاريخ اسندت لهذا مهمة فحص طلبات المصالحة و خول لها حق في ابداء الرأي فيها )4(ولجان جهوية ) 3(

.ضمن شروط معينة

ج، مع إدراج المسائل .ق265 المادة و قد احتفظ القانون الجديد بنفس المبدأ في الفقرة الرابعة من

الخاصة بتحديد و توزيع اإلختصاص بين هذه اللجان ضمن نفس النص، و تعكس هذه اإلضافة تعزيز

المشرع للعناية التي يوليها لهذا الجانب نظرا ألهميته، فبعدما كان يحدد اإلطار العام لإلختصاص

ل التوضيحات الرقمية لتحديد دور هذه اللجان محيال تفاصيله للنصوص التنظيمية، فضل المشرع تناو

.)5(في النص التشريعي الجديد ذاته تاركا تنظيم المسائل الخاصة بتشكيل وسير هذه اللجان

________________________________________________________________

_______________ .450 عبد المجيد زعالني، المرجع السابق ، ص (1)

المعدل بمقتضى قرار 1993 سنة 39ر رقم .ج1993/02/13المعدل المقتضى قرار رقم 1983سنة 19ر عدد . ج(2)

.1994سنة 55ر و عدد .ج1994/06/08

Page 139: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و تشكل من المدير العام للجمارك أو ممثله رئيسا و من عضوية كل من مدير المنازعات مدير التشريع و التنظيم (3)

. و الجبائية ، مدير مكافحة الغش و يقوم بدور المقرر فيها نائب مدير المنازعاتوالتقنيات الجمركية، مدير القيمة

المدير الجهوي المساعد المكلف بتسيير النشاط الجمركي رئيسا و من : و تتشكل من المدير الجهوي أو ممثله (4)

لمكلف بتسيير النشاط الجمركي عضوية رؤساء مكاتب التشريع و التنظيم و الوثائق التابعين للمدير الجهوي المساعد ا

.في هذه اللجنة رئيس مكتب المنازعات التابع للمدير الجهوي

.يحدد انشاء لجان المصالحة و تشكيلها و سيرها1999/08/16المؤرخ في 99-195 مرسوم تنفيذي رقم (5)تحديد و نجد أنه كان من األجدر إدراج هذه المسائل في النص التشريعي ذاته نظرا ألهميتها في

.مآل المصالحة كما سنستعرضه الحقا

:و نتناول فيما يلي شروط عمل لجان المصالحة و طبيعة رأي هذه اللجان في ظل القانون الجديد

:شروط عمل لجان المصالحة في ظل القانون الجديد -أ

المغفلة تخضع طلبات المصالحة المتعلقة بالقضايا التي تتجاوز فيها قيمة الضرائب المغشوشة أو

فتكون اللجنة الوطنية مختصة عندما يفوق مبلغ الحقوق الرسوم . ج لرأي لجان المصالحة. د500.000

في حين يرجع اإلختصاص للجان المحلية إلبداء ) . ج.د1.000.000(المتعاضى عنها أو المتملص منها

صوص عليها في المادة رايها في طلبات المصالحة المتعلقة بالمخالفات الجمركية، ما عدا تلك المن

ج و التي ال .د500.000ج عندما يفوق مبلغ الحقوق و الرسوم المتغاضي عنها أوالمتملص منها .ق328

.ج.د1.000.000تتجاوز

في حين ال يلزم رأي اللجان المذكورة عندما يكون المسؤول عن الجريمة قائد السفينة أو المركب

.الجوي أو مسافر

أن المشرع قد حدد دور هذه اللجان في القضايا الهامة بالنظر الى قيمة و يالحظ من خالل ذلك ،

وال نرى سببا . الضرر الالحق بالخزينة العامة اال الجرائم المرتكبة من بعض المهنيين و المسافرين

.إلخراج هذه الفئة من دائرة اختصاص اللجان

لمصالحة لرأي لجنة وطنية أو ج الذي يخضع ا.ق265و خالفا للمبدأ المنصوص عليه في المادة

لجان محلية حسب طبيعة المخالفة و مبلغ الحقوق و الرسوم المتعاضي عنها، فان المعيار األساسي في

تحديد اإلختصاص يتمثل في مبلغ الضرائب المغشوشة أو المغفلة ، أما المعيار الخاص بطبيعة

يث سوى المشرع بين جريمة التهريب، و الجريمة، فقد تم هجره بصفة شبه كلية في القانون الحديد ح

.الجرائم األخرى فيما يتعلق بتحديد اختصاص اللجان المحلية ضمن الحدود المشار اليها أعاله

و نشير الى أن القانون الجديد قد وسع في دائرة اختصاص لجان المصالحة بالتخفيض في الحد

.)1(األدنى للمبالغ المحددة لها

Page 140: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

________________________________________________________________

_______________ و يكون بالتالي تدخل اللجنة المحلية الزما في القضايا التي تزيد فيها قيمة الرسوم المغشوشة أو المغفلة (1)

السالف 1994/06/08ج في حين ال يسند اإلختصاص لهذه اللجنة طبقا لما كان يقتضيه القرار المؤرخ في .د500.000

ج أو .د700.000ج إال عندما تتجاوز هذا المبالغ .ق326الذكر بما يخص الجرائم المنصوص عليها في المادة

.بالنسبة للجرائم األخرى900.000

بنفس الصفة اإلدارية التي كانت ) 1(فقد احتفظ القانون الجديد : أما فيما يتعلق تشكيلية هذه اللجان

ن عدم توافق هذه التشكيلة مع متطلبات الحياد المرجوة من إدخال هذه تميز بها من قبل بالرغم م

.الهيئات في المصالحة

و أكثر من التشكيلة اإلدارية المحضة التي تميزها، يترأس هذه اللجان نفس األشخاص المؤهلين

ن للموافقة على المصالحة و هو عامل يؤدي بال شك إلى إضعاف دور هذه اللجان التي ال يستبعد أ

المدير العام للجمارك و المدير ( ترى عملها موجها بحكم حضور المسؤولين السابق ذكرهما

.)2(و اللذان يعرفان الملفات المعروضة عليها اكثر من غيرهما من األعضاء)الجهوي

و يتبين من خالل ذلك أن المشرع لم يحدث اال تغييرات سطحية في هذه المسألة متجاهال ضرورة

يلة هذه اللجان بصفة جوهرية لضمان تحقيق لالستقاللية و الحياد الالزمين لممارسة مراجعة تشك

دورها بصفة فعلية و ذلك على خالف المشرع الفرنسي الذي أعطى اللجنة المنوط بها إبداء الرأي في

.)3(المصالحة مظهرا شبه قضائي

حتفظت بنفس النظام المعمول به أما فيما يتعلق بسير لجان المصالحة فتجدر االشارة إلى أنها ا

و ذلك بعد اإلشعار المسبق ألعضائها و افادتهم )4(سابقا حيث تجتمع دوريا باستدعاء من رئيسها

، و يصح اإلجتماع بحضور تلقى األعضاء و )5(بالمعلومات الضرورية التي تسمح لهم بأداء مهمتهم

و ال يشترط أن يكون هذا الرأي مسببا كما كان )6(تدلي اللجنة رأيها بعد المداولة بأغلبية الحاضرين

.)7(ينص على ذلك صراحة التنظيم

________________________________________________________________

_______________ .المشار إليه سابقا1999/08/16المؤرخ في 99-195 مرسوم تنفيذي رقم (1)

.455ق، ص عبد المجيد زعالني، المرجع الساب(2)

Page 141: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

المحدد تشكيل اللجنة و شروط سيرها، أنظر ما تم 1978/06/12المؤرخ في 78-635 و ذلك بمقتضى المرسوم رقم (3)

.تخصيصه في هذا الجانب في القسم الخاص باألطراف المصالحة

الذكر و هو السالف99-195من المرسوم التنفيذي رقم 7على األقل مرة واحدة في الشهر وفقا لما تقتضيه المادة (4)

.1983/01/25من قرار 6نفس ما تضمنه المادة

من المرسوم التنفيذي 8المادة (أيام على األقل من تاريخ اإلجتماع 5 و يبلغ أعضاء اللجنة بهذه المعلومات قبل (5)

).1983/01/25 من قرار 8المادة ( أيام 3مع اإلشارة إلى أن المدة المحددة للتبليغ كانت ) السالف الذكر

).من المرسوم التنفيذي السالف الذكر9المادة ( و في حالة تعادل األصوات يكون صوت الرئيس مرجحا (6)

.السالف الذكر1983/01/25 من قرار 9 المادة (7)

و إذا كان إخطار لجان المصالحة من طرف المسؤول المؤهل للموافقة على المصالحة في كل

بيا، فإن السؤال يبقى مطروحا حول طبيعة الرأي الصادر الحاالت التي تكون مختصة فيها أمرا وجو

عن هذه اللجان خاصة و أن النصوص الجديدة عملت على إلغاء صفة القرار الذي كان التنظيم يعطيه

.من قبل للرأي الذي تبديه هذه اللجان

:طبيعة راي لجان المصالحة في ظل القانون الجديد -ب

الحد من سلطة هذه اللجان في مهمة البت في طلبات المصالحة يبدو أن التعديل الجديد عمل على

:و ذلك من عدة أوجه

فباإلبقاء على الصفة اإلدارية المحضة و بنفس التشكيلة التي كانت عليها هذه اللجان قبل *

.التعديل يشكك في فعاليتها النعدام االستقاللية و هو األمر الذي لم يكن القانون الجديد ليجهله

ما أن إلغاء شرط تسبيب القرارات الصادرة عن هذه اللجان السابق ذكرها يؤدي بال شك ك*

سواء فيما يتعلق حماية مصلحة الخزينة أو ) 1(إلى ضرب أهم الضمانات التي كان يحققها هذا الشرط

.مقدمي طلبات المصالحة ذاتهم

رط صراحة وجوب كون و أخيرا و األهم ، فان التنظيم الجديد قد ألغى النص الذي اشت*

و استبدله ) 2("مطابقة لقرار اللجنة"المصالحة التي يوافق عليها مسؤول الجمارك المرخص له بذلك

على أساس آراء اللجان ما يجب "بأحكام جديدة مفادها أن يقرر المسؤولون المؤهلون إلجراء المصالحة

.)3(" تخصيصه لطلبات المصالحة

.لجان المصالحة و تحويلها من هيئات مقررة إلى هيئات استشارية؟فهل يعنى ذلك تغيير في دور

نستخلص من خالل ما سبق تغييرا في طبيعة اآلراء الصادرة عن هذه اللجان، فبعدما كانت هذه

األخيرة ذات سلطة واسعة في البت في طلبات المصالحة لم يصبح لها ضمن التنظيم الجديد إال دورا

.ظف المؤهل إجراء المصالحة عند إصدار قرارهاستشاريا يستأنس به المو

Page 142: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

من المؤكد أن الصياغة التي جاء بها النص سابق الذكر ال تدع أي مجال للشك في ذلك، حيث

استعاد الموظف المؤهل إلجراء المصالحة سلطاته في تقرير مآل المصالحة مستأنسا براي اللجنة

.المختصة

________________________________________________________________

_______________

.453 عبد المجيد زعالني، المرجع السابق ، ص (1)

.1983/01/25 من القرار المؤرخ في 11 المادة (2)

.السابق الذكر1999/08/19المؤرخ في 99-195من المرسوم التنفيذي رقم 11 المادة (3)

Page 143: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

أنه في حالة رفض طلب المصالحة فإن )1(الي له إال أنه يفهم من خالل ما جاء في النص المو

رأي اللجنة ملزم في هذه الحالة فقط الموظف المؤهل إلجراء المصالحة بإعتبار أن رفض الطلب من

كضمان عن ) 2(طرفها يؤدي إلى إحالة القضية أمام الجهات القضائية المختصة مع أخذ المبلغ المودع

.العقوبات المستحقة

الغير La retention هذا اإلجراء األخير الذي يعتبر شكال من أشكال اإلحتجاز و يشار إلى أن

فاإلحتجاز الجمركي يمس الحقوق . المنصوص عليه في التنظيم السابق منافيا للمبادئ األساسية للقانون

والحريات الفردية مما يجعله إجراء في غاية الخطورة لذا فهو يسند إلى شروط منصوص عليها على

و خارج هذه الشروط ال يجوز ) 3(سبيل الحصر في النص التشريعي المتمثل في قانون الجمارك ذاته

.للتنظيم ان يقرر اتخاذ هذا اإلجراء التحفظي في مجال المصالحة

و نستخلص من كل ما سبق، بأن مجمل التعديالت الطارئة في مجال المصالحة تهدف أساسا إلى

.لخزينة متجاهلة بصفة كلية مركز طالب المصالحةتحقيق حماية أكبر لحقوق ا

فاعتماد نظام المصالحة الجمركية كبديل عن المتابعة القضائية و اإلرادة الدائمة إلدارة الجمارك

كان يستلزم تعزيزه بالضمانات األساسية لحماية الحقوق و ) 4(في تطوير و تكثيف العمل بهذا النظام

.الحريات الفردية

قيق هذه الضمانات تعتمد إجراءات المتابعة على أسس ثالث و هي الشرعية و استقاللية فمن أجل تح

وحياد القاضي، و احترام حق الدفاع، و المفروض أن تتحقق هذه األسس في المصالحة إلمكانية التكلم

.عن إجراء بديل عن المتابعة القضائية

________________________________________________________________

_______________ من نفس المرسوم التي تنص في حالة رفض الطلب من اللجنة المبلغ المودع كضمان عن العقوبات إلى 12المادة (1)

.حين التسوية النهائية للقضية

).من نفس المرسوم5المادة ( من مبلغ الغرامات المستحقة % 25 المقدرة بـ (2)

.ج. ق250و 241 بمقتضى المادتين (3)

من مجموع القضايا النزاعية الجمركية %95 حيث تشكل القضايا التي تمت تسويتها عن طريق المصالحة لنسبة (4)

و نالحظ مقابل ذلك تصاعد عدد القضايا المحالة و المساواة عند طريق F.Boulan op cité, p 247: في فرنسا أنظر

: من مجموع القضايا النزاعية انظر %82، 1994ا النزاعية سنة من مجموع القضاي%70المصالحة في الجزائر

Page 144: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

Bilan de l’activité douanière direction générale des douanes 1994 et aussi bilan de l’année 1999 direction centrale du contentieux, DGD.

شريع و ذلك نظرا للصلة الوثيقة فيقتضى مبدأ الشرعية أن تجد القواعد اإلجراءية مصدرها في الت

.)1(التي بينها و بين القواعد الموضوعية بحيث تعتبر الشرعية اإلجرائية امتدادا للشرعية الموضوعية

لم يحتوى إال على المبادئ ) ج. ق265المادة (و خالفا لذلك فان نص التشريع المتعلق بالمصالحة

تتدخل عن طريقه الهيئة التنفيذية الممثلة في وزارة المالية و العامة محيال أهم المسائل إلى التنظيم التي

.بصفة تبعية اإلداة بكل ثقلها لفرض شروطها في مجال المصالحة

على إخراج من مجال المصالحة البضائع المخطورة خطرا نسبيا )2(و بهذا الشكل عملت اإلدارة

ضائع المخطورة خطرا مطلقا حسب ما تقتضيه ج الفقرة الثالثة إال الب.ق265في حين لم تستثني المادة

المحال إليها، و بنفس الطريقة منع من إجراء المصالحة بعض األشخاص بسبب 1ج الفقرة .ق21المادة

ممارستهم لوظائف معينة و إن لم ترتكب الجريمة الجمركية أثناء تأدية وظائفهم أو كان لهذه األخيرة

.دور في تسهيل عملية الغش

لتنظيم على منع إجراء المصالحة بعد صدور حكم نهائي في القضايا التي يعود فيها كما عمل ا

اإلختصاص لرؤساء مفتشيات أقسام الجمارك و رؤساء المراكز و هي القضايا التي تكون فيها مبلغ

و أجازها بالنسبة ) 3(أو يساويه500.000الحقوق و الرسوم المتعاضى عنها أو المتملص منها أقل من

، رغم أن النص التشريعي )4(ايا التي تكون فيها األضرار الالحقة بالخزينة العامة أكبر قدراللقض

قانون الجمارك قد أقر نظام المصالحة بعد صدور حكم نهائي بصفة 8ج فقرة .ق265المتمثل في المادة

وسيلة الستيفاء عامة دون قيد أو شرط، و يعكس ذلك نظره الهيئة التنفيذية لهذا النظام الذي ترى فيه

حقوقها حينما يستعصى عليها تنفيذ الغرامات المالية المحكوم بها في القضايا الهامة في حين ال ترى

ضرورة اللجوء إلى المصالحة بعد صدور الحكم النهائي بالنسبة للقضايا األقل أهمية لضمان تحقيق

دني امتثال المحكوم عليه للعقوبات طرق التنفيذ المعهودة في معظم األحيان و من أهمها اإلكراه الب

.المالية المفصول فيها من طرف القضاء دون حاجة إلى اإلنقاص من قيمتها

________________________________________________________________

_______________

القاهرة تاريخ الطبع غيروارد، مأمون محمد سالمة، اإلجراءات الجنائية في التشريع المصري، دار الفكر العربي(1)

.28ص (2) Note n° 303/DGD/D200 du 31/07/1999, Précitée.

Page 145: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

.السالف الذكر1999/06/22و ما يليها من قرار 5المواد (3)

.من نفس القرار المشار إليه في الهامش السابق4إلى 3 المواد من (4)

Page 146: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ابق ذكره بأن هذا الشكل من أشكال و إذا كان يفهم من خالل ما جاء في النص التشريعي الس

المصالحة يمثل فرصة جديدة للشخص المتابع بتوسيع إمكانية اللجوء إلى المصالحة في أي وقت كان

سواء قبل أو بعد صدور الحكم النهائي و إفادته بنوع من العفو الجزئي الذي يسمح بالتخفيض من

تفرض عن طريق التنظيم اعتماد هذا النوع من العقوبات المالية الصارمة إال أن الهيئة التنفيذية

المصالحة كوسيلة لضمان تحصيل مستحقات الخزينة ال غير، فتمنع من اإلستفادة من التخفيض

األشخاص الذين ارتكبوا جرائم أقل خطورة بالنظر إلى مقدار الضرر الالحق بالخزينة و تمنح حق

ن ارتكبوا جرائم أشد و أخطر و هو ما يعتبر مظهرا المصالحة بعد صدور الحكم النهائي للمخالفين الذي

.آخر من مظاهر خرق مبدأ المساواة

وأكثرمن ذلك، فإن التنظيم عمل على إعطاء أكبر قدر ممكن من الضمانات لإلدارة بتقريرحقها في

احتجاز المبلغ المودع من طرف طالب المصالحة في حالة رفض طلبه كضمان إلستيفاء العقوبات

.)1(لمقررة ا

و نشير إلى عدم قانونية هذا النص باعتباره ينظم إجراءا تحفيظيا يمس مباشرة بحقوق األفراد مما

.يجعله من إختصاص التشريع وحده

و على هذا األساس، نستخلص بأن المصالحة في ظل القانون الجديد ال تستجيب لمبدأ الشرعية

نصوص صادرة أساسا من طرف اإلدارة التي تشكل الجنائية باعتبار أن أهم أحكامها منظمه في

الطرف اآلخر في المصالحة، و هو ما يفسر خلو هذه النصوص من أدنى حماية لحقوق الشخص

.المتابع

فإذا كان . و ال يظهر تحكم اإلدارة في تنظيم إجراءات المصالحة فحسب بل في البت فيها كذلك

حماية الحقوق و الحريات الفردية و يبرر إسناده لسلطة حياد واستقاللية القضاء عامال أساسيا ل

تقديرية واسعه للبت في القضايا الجزائية المعروضة أمامه فإن اإلدارة تتمتع بنفس هذه السلطة عند

فصلها في طلبات المصالحة المطروحة عليها و إن كان دورها المؤرخ كحكم و طرف في آن واحد ال

.طلوبةيسمح لها بتحقيق النزاهة الم

و لم يكن المشرع ليجهل خطورة هذا األمر إال أنه لم يفرض أي رقابة فعلية على القرارات التي

، مكتفيا برقابة إدارية قليلة الفعالية كما سبق )2(تبها اإلدارة خالفا لما ذهب إليه التشريع الفرنسي

.)3(ذكره

Page 147: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

________________________________________________________________

_______________

.السالف الذكر1999 أوت 16المؤرخ في 99-195من المرسوم التنفيذي رقم 16 المادة (1)

.1977ديسمبر 29 بمقتضى قانون (2)

.انظر ما تم تخصيصه في الجزء الخاص بدور لجان المصالحة في قانون الجمارك الجزائري(3)

المطالبة به، تمارس اإلدارة سلطتها التقديرية الواسعة و من المنطق أن المصالحة ال تعد حقا يمكن

.دون االعتداد باحترام أهم اإلجراءات الكفيلة بحماية حقوق الدفاع التي تضمنها المتابعة القضائية

و يتجسد حق الدفاع في القواعد العامة بااللتزام و جاهية اإلجراءات بطرح الدليل المستند عليه

لسة و بحضور الشخص المتابع لتمكينه من مناقشته و تقديم دفوعه عن طريق إلتخاذ القرار في الج

.)1(المرافعة الشفوية

ببعض هذه 1997ديسمبر 29و قد أخد قانون الجمارك الفرنسي في التعديل الجاري بموجب قانون

".ببعض النقائص كما سبق تحديده"األحكام و إن كان مشوبا

من ) 4(دفاع، تشرط القواعد العامة ضرورة تسبب الحكم الجزائيو دائما في إطاراحترام حقوق ال

و يعتبر تسبيب األحكام الجزائية من أهم الضمانات بالنسبة للخصوم إذ تتيح لهم . أجل إخضاعه للطعن

التعرف على السند الذي اعتمده القاضي لألخذ بوجه نظر دون األخرى، فإذا لم يقتنعوا بها تظلموا منها

.)3(لجائزةبطرق الطعن ا

و ظل قانون الجمارك الجزائري بعد التعديل خاليا من أي إجراء يهدف إلى ضمان الحقوق الدفاع

فبعد تقديمه للطلب ال يمكن له اإلمتثال أمام الجهة المختصة . للشخص الذي يطلب إجراء للمصالحة

كما أن . ير مآل هذا الطلبلتقديم دفوعه الشكلية أو توضيحاته حول المسائل التي قد تبدو هامة في تقد

.كما ال تلزم بتسبيب القرار الذي تتخذه". اإلدارة غير ملزمة بالرد ضمن أجال محددة أو بالرد أصال

و نستخلص من خالل دراستنا لمختلف أحكام المصالحة في قانون الجمارك الجديد أن التعديالت

حية ال تغير من صفة التدبير اإلداري الحاصلة بموجب هذا القانون ال تعدوا أن تكون تعديالت سط

.الذي كان و ال يزال يميز نظام المصالحة في التشريع الجزائري

Page 148: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

________________________________________________________________

_______________

الفكر العربي، القاهرة الطبعة رؤوف عبيد، المشكالت العملية الهامة في اإلجراءات الجنائية، الجزء األول، دار. د(1)

.و ما يليها472، ص 1973الثانية،

.قانون اإلجراءات الجزائية الجزائرية379 المادة (2)

.86زبدة مسعود، المرجع السابق، ص (3)

الــــخــــاتــــمــــــــة

أوت 22 في المؤرخ98-10تناولنا في هذا البحث دراسة قانون الجمارك بعد تعديله بموجب قانون

، و قد حاولنا فيه معالجة هذا القانون ليس من خالل عناصره الذاتية التي تميزه عن القانون العام 1998

.فقط و إنما من منظور إنعكاساته على الحقوق و الحريات الفردية

و يطرح هذا الموضوع نفسه خاصة و أن التعديل جاء في إطار تكييف التشريع الجمركي مع

إلقتصادية الجديدة التي قوامها اإلنفتاح على إقتصاد السوق و العولمة اإلقتصادية و إحداث المعطيات ا

القطيعة مع األنظمة المتصلة بمرحلة اإلقتصاد اإلشتراكي و ما ساده من تخطيط و امتياز للقطاع العام

.واحتكار التجارة الخارجية

زائية الجمركية قد جاء ضمن مراجعة كاملة و إذا كان تعديل األحكام الخاصة بالمنازعات الج

لقانون الجمارك، إال أن هذه األحكام تمثل بالشك الشاهد األمثل عن مدى تحقيق التطلعات المرجوة من

:التعديل والتي كانت أهم محاورها

.تجسيد دولة القانون بمنح ضمانات إضافية للمتعاملين اإلقتصاديين*

.اهيم الجمركية مع التشريعات الوطنية و أولها الدستورإنسجام األحكام و المف*

و تعكس هذه التطلعات مبدئيا توجهات جديدة في محال المنازعات الجزائية الجمركية لتحقيق

حماية أكبر لمن يكونون محل متابعة على رأسهم المتعاملين اإلقتصاديين بإعتبارهم يشكلون فئة األفراد

فة مستمرة، و التخلي عن الطابع الشاذ و البالي الذي يميز هذا القانون و المحتكة بإدارة الجمارك بص

Page 149: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

محاولة تنسيقه مع النظام القانوني الوطني و طبعا النص األساسي فيه أي الدستور و ما يحمله من

.ضمانات لألشخاص المتابعين جزائيا

و أن التعديالت التي طرأت و لذلك فقد اعتبرنا منذ البداية أن السؤال األساسي المطروح علينا ه

على األحكام الجزائية تعبر فعال عن هذه التطلعات ؟ و بعبارة أخرى ما هو موقع التشريع الحالي بين

.تأكيد لما يمثل خصوصية القانون الجمركي أو حماية أكثر للحقوق و الحريات الفردية ؟

Page 150: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

نا كل اإلنتقادات الموجهة للقانون لإلجابة على هذه اإلشكالية إنطلقنا من فكرة تختزل حسب رأي

فإذا كنا نعترف لهذا القانون بخصوصياته التي تبررها طبيعة المادة التي ينظمها و : الجزائي الجمركي

التي تجعل تطابقه مع القانون العام أمرا غير وارد، إال أنه و بمنظور إحترام الحقوق و حريات األفراد

ع من أجل جريمة جمركية نفس الضمانات التي يحضى بها فإن المفروض أن يكون ألي شخص متاب

أي فرد متابع في جريمة من جرائم القانون العام، سواء من حيث موضوع هذه المتابعة أو في

.إجراءاتها

و قد كانت هذه الفكرة قوام الخطة التي إخترناها للموضوع، حيث تعرضنا في القسم األول منه

ائي الجمركي من حيث القواعد الموضوعية و تناولنا فيه كل ما يمثل هذه لدراسة تعديالت القانون الجز

.التجريم ، و المسؤولية الجنائية و الجزاء: القواعد

و تعرضنا في القسم الثاني لدراسة تعديالت القانون الجزائي الجمركي من حيث القواعد

لمخالف ، المكونة من قواعد المتابعة وهي قواعد المتابعة الكفيلة بتوقيع الجزاء على ا: اإلجرائية

القضائية و ما تتميز به في المادة الجمركية و بديل هذه المتابعة المتمثل في المصالحة و التي تشكل

.أهم خصوصية لهذا القانون

و في الحقيقة، فإن إختيار خطة للموضوع كان أصعب ما واجهنا في هذا البحث و قد إستقرينا

ات ألنها تضفي حسب رأينا قدرا من اإلنسجام و المنطق و الوحدة للموضوع على هذه الخطة بالذ

كونها تسمح بعرض كل جوانب قانون الجمارك الذي يتميز بالتشعب و التعقيد، و من جهة أخرى فإن

يعبر عن نظرة جديدة " محددا"دراستنا للقانون الجديد تبين أن التعديالت التي طرأت ال تعكس توجها

ادة، و إنما نالحظ أن المشرع قد أعطى حلو ال متفرقة لمختلف المسائل القانونية، مما ينتج في هذه الم

عنه خلق أحكام غير متناسقة و متضاربة في بعض األحيان، ال تسمح لنا بإختزال كل التعديالت

ها الطارئة على قانون الجمارك في محاوره األساسية ، لذلك فقد تكلمنا هنا عن توجهات و ليس توج

.واحدا في القانون الجديد

فمن خالل دراستنا لتعديالت القانون الجزائي الجمركي من حيث قواعده الموضوعية تبين لنا

إحتفاظ المشرع بكل ما يشكل خصوصية هذا القانون حيث نالحظ إستقرار األحكام الخاصة بالجريمة

ائم بالبنية المادية، و كذا إستقرار النظام الجمركية بإعتماد نفس السياسة في التجريم و إحتفاظ هذه الجر

القانوني للجزاء و المسؤولية مع إضفاء بعض التعديالت التي سعت إلى إعطاء بعض الوضوح

Page 151: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

لألحكام الجزائية و إدخال نظام الظروف المخففة في الجزاءات الجمركية و كذلك التخفيض في معظم

.هذه الجزاءات

Page 152: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

جعة هذا القانون إعتماد الصياغات الواسعة في األحكام غير أن المشرع قد عمل عند مرا

الجزائية مما يعكس نية المشرع في التوسيع من دائرة التجريم، و هذه سياسة تعتبر في حد ذاتها

تراجعا في محال حماية حقوق األفراد لعدم إمكانية حصرها فضال لمما لها من أثر سلبي على صعيد

.المبادئ القانونية

تفاظ الجريمة الجمركية ببنيتها المادية، فإن مجرد خرق القوانين و األنظمة التي و نظرا إلح

تتولى إدارة الجمارك تطبيقها تشكل جريمة جمركية على رغم ما يميز هذه النصوص من تعقيد ناشئ

عن كثرة هذه النصوص و سرعة تغييرها و عدم كفاية أساليب اإلعالم بها، مما كان يستوجب إحتراما

ى متطلبات العدالة و األنصاف إدراج الغلط القاهر و خاصة الغلط في القانون كسبب من أسباب ألدن

إنتفاء المسؤولية الجنائية على األقل بتوفر شروط معنية، و لم يستفد المشرع من فرصة مراجعة هذا

.القانون و ظل يعتمد على القوة القاهرة كسبب وحيد إلنتفاء المسؤولية

ظ الجزاءات المالية بطبيعتها الجامدة جعل نظام الظروف المخففة قليل الفعالية في كما أن إحتفا

.مواجهة الطبيعة الصارمة لهذه الجزاءات

و في مجال المسؤولية الجنائية، نجد أن المشرع قد إختزل كل صور المساهمة الثانوية في

وص عليه في القواعد العامة و كذا نظرية اإلستفادة من الغش و ذلك بعد إلغاء نظام اإلشتراك المنص

و هذا الموقف زيادة على إعتباره . ج.ق311أحكام التدخل الالحق في الغش المنصوص عليه في المادة

تراجعا في حماية حقوق األفراد لحذفه عنصر القصد بصفة مطلقة من المشاركة، فهوال يخلو من

إلختزال صور اإلستفادة من الغش في جنح غرابه لكونه عديم الفعالية في حماية المصلحة العامة،

.التهريب دون غيرها من الجرائم التي أصبحت تتميز بخطورة أكبر من جرائم التهريب التقليدية

و فيما يتعلق بإجراءات المتابعة، فيالحظ أن عدم وجود تعديل فعلي في القواعد اإلجرائية جعلت

بل التعديل و المتمثل في هيمنة اإلدارة سواء على القانون الجديد يرث أهم مآخذ قانون الجمارك ق

.مستوى المتابعة القضائية أو المصالحة

و قد الحظنا في هذا الجزء أهم مظاهر التضارب في أحكام القانون الجديد حيث أعطى للنيابة

حتفاظ العامة سلطة مباشرة الدعوى الجبائية بالتبعية مع الدعوى العمومية، و هو أمر ال يستقيم مع إ

الجزاءات الجبائية بالصفة المدنية كما ال يستقيم كذلك مع إعتماد نظام المصالحة بعد صدور حكم نهائي

.ضمن نفس التعديل و التي تؤكد الطابع المدني لهذه الجزاءات

Page 153: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

، الذي إسترجعه المشرع بعد ) المصالحة بعد صدور حكم نهائي( و يشكل هذا النظام ذاته

افا بعدم فعالية النظام الجامد و الصارم الذي يميز العقوبات المالية إلستحالة وفاء هجره سابقا، إعتر

الشخص المدان في معظم الحاالت بهذه المبالغ التي تصل إلى قيم خيالية، و التي أجبرت اإلدارة على

.إعادة النظر فيها بواسطة المصالحة

الذي تحظي في إطاره اإلدارة بسلطة كما أن اإلعتراف الواسع بنظام المصالحة بشكل عام و

تقديرية واسعة في تحديد الجزاء المالي بناء على معطيات أغلبها شخصية و على رأسها حسن نية

المتهم و دوره في الجريمة الجمركية موضوع المتابعة، و كذا ظروفه المادية و الحيز الهام الذي

و الذي تسعى اإلدارة الجمارك لتطويره، دليل في أصبح يأخذه هذا النظام في متابعةالجرائم الجمركية

.حد ذاته على عدم ضرورة اإلحتفاظ بالطبيعة الجامدة التي تميز هذا القانون

و تبعا لذلك فقد كان من المرغوب فيه تحويل قدر من السلطات الواسعة التي تتمتع بها اإلدارة

الكفيل بحماية المصلحة العامة و حقوق و إلى السلطة القضائية التي تعتبر حقيقة الطرف المحايد

.حريات األفراد على حد سواء

لكن لم يكن هذا المظهر ليبرز بالصورة المطلوبة فيما أجراه المشرع من تعديالت مما يدفعنا إلى

أن نستنتج، من خالل كل ما سبق عدم إستجابة التعديالت الحاصلة على مختلف األحكام الجزائية

رت وجود القانون الجديد و التي كان من المفروض أن تعكس التحول السياسي و لألهداف التي بر

يشكل إعادة نظر في 98-10اإلقتصادي بأحداث القطيعة مع النظام السابق، إذ ال يمكن القول بأن قانون

قانون الجمارك الجزائري أو إصالحا جذريا لهذا القانون إلحتفاظه بكل ما يشكل خصوصية هذا النظام

قانوني الذي يخالف أحكام الدستور فيما يمثل جوهر الضمانات األساسية لحماية الفرد في المجال ال

.الجزائي و هي قرينة البراءة

و على هذا األساس ، نستخلص عدم توافق هذا التعديل مع التطلعات المرجوة منه المحددة في

.له محتفظا بطابعه الشاذ و الجامدقائمة عرض األسباب المرفق به، حيث يبقى هذا القانون في مجم

Page 154: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

و ال نجد تفسيرا لهذا الجمود إال في عدم الثقة التي تبديها اإلدارة تجاه هيكل القضاء و تعتبر هذه

الظاهرة حقيقة معاصرة و ليست أحد رواسب أو مخلفات القانون القديم الموروث عن النظام الفرنسي

.السابق

يبرره نظرا لعدم تحكم القاضي الجزائي في هذه المادة و ذلك و نعترف أن لهذا الموقف ما

، وهو ما قد يفسر إلى حد ما هيمنة اإلدارة التي ترى في )1(بإعتراف أحد المفكرين من سلك القضاء

.نفسها الحامي الوحيد للمصالح اإلحتماعية و اإلقتصادية و الجبائية في المجال الجمركي

داب الضمني للمشرع، في كل ما يتعلق بالمسائل التقنية للهيئة و يعزز هذه الهيمنة، اإلنت

قد اعتنق بصفة كلية مشروع قانون ) المجلس الشعبي الوطني (اإلدارية، حيث الحظنا بأن البرلمان

الجمارك المعدل المقترح عليه من طرف الحكومة ، و هو تقريبا نفس المشروع الذي تم إعداده من

.جماركطرف المديرية العامة لل

كما يرجع جمود قانون الجمارك الجزائري إلى غياب مساهمة القضاء في تطوير هذا القانون و

إنعدام وجود إجتهاد قضائي حقيقي في هذه المادة، على خالف النظام الفرنسي أين ساعد اإلجتهاد

.)2(القضائي على تطوير هذا القانون في جوانب متعددة فيه

اء في الجزائر مسايرا لموقف اإلدارة، و لم يفرض قراءة مستقلة لهذا و خالفا لذلك، ظل القض

القانون رغم سقوط كل الحواجز القانونية التي كانت تمنع تدخله في هذه المادة و أهمها إعادة صياغة

ج كانت تعتبر الغرامات و المصادرات ذات طبيعة مدنية، و قد سبق و أن رأينا أن .ق259المادة

، و ال 1979ائي ال يزال مستقرا في ما آل إليه و ذلك منذ صدور قانون الجمارك سنة اإلجتهاد القض

يقدم حلوال قضائية لبعض اإلشكاالت التي يطرحها القانون الجديد كتطبيق القانون األصلح للمتهم

ع خاصة أنه قد تم بموجب القانون الجديد التخفيض في معظم .ق259بمناسبة تعديل صياغة المادة

ج التي كانت تمثل اإلستثناء .ق340زاءات، و كذلك قاعدة عدم الجمع بين العقوبات بعد إلغاء المادة الج

القانوني لهذه القاعدة بالنص على وجوب الجمع بين العقوبات بالنسبة للجرائم المرتبطة و المزدوجة مع

.الجرائم الجمركية

Page 155: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

_______________________________________________________________________________

المعدل 98-10أحسن بوسقيعة ، المنازعات الجمكريكة على ضوء الفقه و إجتهاد القضاء و الجديد في أحكام قانون (1)

.118لقانون الجمارك ، دار الحكمة ، سوق أهراس ، ص (2) URBINO, Soulier, l’évolution de la jurisprudence en matière douanière, GAZ, Pal 1987, I,

450.

وظل بذلك على الرغم من ما اإلجتهاد القضائي له بمعناه الحقيقي غائبا من دور ال يستهان به

في تطوير القانون الجمركي، و يكفي دليال على ذلك التخفيف في مسؤولية الناقل العمومي في القانون

ب دون كفالة ، و إخراجه من الخصومة الجبائية الجديد برفع اليد عن وسيلة النقل المستعملة في التهري

و ذلك مسايرة لموقف قضائي ثابت في عدم متابعة الناقل العمومي ، إال في حالة إرتكابه خطأ شخصيا

، وقد كان للقضاء أن يلعب دورا أكثر أهمية خاصة فيما يتعلق حاالت اإلعفاء من المسؤولية بإعتناق

لها تطبيقا فعليا رغم ضرورة إعتناقها في القانون الجمركي ولعدم نظرية الغلط القاهر التي النرى

.)1(كفاية نظرية القوة القاهرة في هذه المادة

و في إعتقادنا ، فإن إنشاء قضاء متخصص في المجال الجمركي و الجبائي بصفة عامة يسمح

لقضاء المتخصص كاف على األمد البعيد بتطوير القانون الجزائي الجمركي إذ أن مجرد وجود هذا ا

و على صعيد آخر ، يسمح . لهدم كل القيود التي تبرر هيمنة اإلدارة في الفصل في القضايا الجمركية

برسم إجتهاد قضائي كفيل بتحقيق الموازنة بين المصلحة العامة و الحقوق و الحريات الفردية و الذي

.سيلقى حتما صدى في التشريع الجمركي في المستقبل

Page 156: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

________________________________________________________________ (1) PHILIPPE Merle, O.P^.Cit, N°133 et P137 à 139.

المراجـــــع باللغـــــة العربيـــــــة: أوال

-Iكتــب أطروحـــــات و مقـــاالت :

.1997ن الجنائي، دار النهضة العربية القاهرة، أحمد شوقي أبو خطوة، المساواة في القانو*

أحسن بوسقيعة، المنازعات الجمركية على ضوء الفقه وإجتهاد القضاء و الجديد في أحكام قانون *

.1998 المعدل و المتمم لقانون الجمارك، دار الحكمة، سوق أهراس، 10-98

في المادة الجمركية بوجه خاص، أحسن بوسقيعة، المصالحة في المواد الجزائية بوجه عام و*

.2001ت، .أ.و.د

.1993أحسن بوسقيعة، المصالحة الجمركية، سوق أهراس، *

أحسن بوسقيعة، مدى جواز الطعن بالنقض من جانب الطرف المدني في األحكام و القرارات *

جلة القضائية الصادرة بالبراءة في المواد الجزائية بوجه عام وفي المادة الجمركية بوجه خاص، الم

.307 ، ص 3، العدد 1994لسنة

سيد حسن البغال، الظروف المشددة و المخففة في قانون العقوبات فقها و قضاءا، دار الفكر العربي، *

.القاهرة، تاريخ الطبع غير وارد

الجزء الثاني، الجزاء الجنائي، ) القسم العام(عبد اهللا سليمان، شرح قانون العقوبات الجزائري *

.1995ج، الجزائر، .م.د

Page 157: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

عبد الرؤوف عبيد، المشكالت العملية الهامة في اإلجراءات الجنائية، الجزء األول، دار الفكر *

.1973العربي، القاهرة، الطبعة الثانية،

عبد المجيد زعالني، خصوصيات قانون العقوبات الجمركي، رسالة دكتوراه، جامعة الجزائر، *

1998.

ني، الركن المعنوي في الجرائم الجمركية، المجلة الجزائرية للعلوم القانونية عبد المجيد زعال*

.502، ص 3، العدد 1996اإلقتصادية و السياسية،

من قانون الجمارك، دراسة صادرة في 282عبد المجيد زعالني، ضرورة إعادة النظر في المادة *

.1997 أفريل 6 و 3جريدة الخبر بتاريخ

.1973ن بكر، الجرائم المضرة بالمصلحة العامة، دار النهضة العربية، القاهرة، عبد المهي*

مامون محمد سالمة، اإلجراءات الجزائية في التشريع المصري، دار الفكر العربي، القاهرة، تاريخ *

.الطبع غير وارد

.1989ائر، زبدة مسعود، اإلقتناع الشخصي للقاضي الجزائري، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجز*

II -وثائـــــــــق :

.1992مجلة الجمارك، عدد خاص، مارس *

، 1996 ، 1مصنف اإلجتهاد القضائي في المنازعات الجمركية، المديرية العامة للجمارك، العدد *

.2000 ، 3 ، العدد 1998 ، 2العدد

Page 158: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

سيـــةالمراجـــــع باللغـــــة الفرن: ثانيا

I- OUVRAGES ET THESES:

* BERR (C/J) TREMEAU (H), le droit douanier. ed. économica, Paris, 1988.

* BOUZAT (P) PINATEL (J), traité de droit pénal et criminologie, DALLOZ, Paris, Tome 1,

droit pénal général, 1970.

* CHEVEAU (A) et F. HELIE (F), théorie du code pénal, I.L.G.J, titre I, 6eme ed, 1887.

* DELMAS Marty (M), les chemins de la répression, lecture du code pénal, PUF, Paris, 1980.

* LARGUIER (J), le droit pénal général, DALLOZ, Paris, 17 eme ed, 1999.

* LEAUTE (J), criminologie et sciences pénitentiaires, thèmes, Paris, 1972.

* MARCHESS OU (P), l’ interprétation des textes fiscaux. ed, économica, Paris, 1980.

* MERLE (P), les présomptions légales en droit pénal, thèse, NANCY, 1968, L.G.D.J, 1970.

* MERLE (R), et VITU (A), traité de droit criminel, ed. cujas Tome 1, droit pénal général,

4eme ed, 1981.

Page 159: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

* PRADEL (J) et VARINARD (H), les grands arrets du droit criminel, Tome, le procès et la

sanction, 2eme ed, Paris, 1989.

* RENUCCI (JF), le droit pénal économique, MASSON/ARMAND COLIN, Paris, 1996.

* VOUIN (R), le droit pénal spécial, DALLOZ, Paris, 1971.

II- ARTICLES ET NOTES:

* BOITARD (M), la transaction pénale en droit français, R.S.C, 1941, p 151.

* BOUTAN (F), la transaction douanière, une étude du droit pénal douanier, PUF, 1968.

* CAZARRE (A), l’organisation de la douane, R.F.F.P, 1983, N° 3.

* CHAPARD (F), les circonstances attenuantes, ENCY, DALLOZ, 1967.

* COUTURIER (J.P), l’erreur de droit invincible en matière pénale, R.S.C, 1968, p 553.

* DEGUARDIA (CH), l’article 23 de la loi du 08/07/0987, un nouveau code des douanes,

GAZ, PAL, 1987.

* DEGUARDIA (CH), la transaction en droit douanier français, un colloque de droit pénal

douanier, Tunis, 13-21 Février 1987.

* DEGUARDIA (M), un droit pénal très spécial, le droit douanier, J.C.P, 1974, I, 2652.

* DEGUARDIA (PH), l’élément internationnel dans les infractions douanières, R.S.C, N° 3,

1990, p 487.

* DELMAS MARTY (M), criminalisation et infractions financières, économiques et sociales,

R.S.C, 1977, p 509.

* DOUCET, note sous cass.crim 31 Janvier 1983, GAZ,PAL, 1984, I, sommaire 1997.

* DURAND (JF), J.C, pénal annexes, V° douanes responsabilité et solidarité et régimes des

peines, fascicule 6 et 7, 1987.

* GONNARD (JM) J.C pénal annexes, V° douanes la responsabilité et la solidarité, 1997.

* GONNARD (JM) J.C pénal, les peines en matière correctionnelle: les peines privatives de

droit et de libérté- amende.

* JEAN DIDIER (W) J.C pénal, le principe de la légalité criminelle et application de la loi pénale dans le temps.

* JEAN DIDIER (W) J.C pénal, peines en matière criminelle et correctionnelle (confiscation

spéciale).

* LEGROS (R), l’influence des lois particulières sur le droit pénal général, R.S.C1968, P 233.

* LESTOUR NEAUD (A), entre la paille et l’eau, GAZ.PAL 1986. D, p 411.

* LIMAM (N), la transaction douanière, un colloque de droit pénal douanier, Tunis, 13-21

Février, 1987.

Page 160: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

* MARTY (JP), les délits matériels, R.S.C 1982, p 41.

* MASS (M), les infractions contre l’ordre financier, R.S.C, 1985, p 589.

* MASS (M), les infractions contre l’ordre financier, R.S.C, 1989, p 125.

* MERLIN, organisation et législation douanière, publication de l’Ecole Nationale des

Douanes 1971.

* ROBERT (JH), l’histoire des éléments de l’infraction, R.S.C, 1977, p 269. * URBINO SOULIER, l’évolution de la jurisprudence de la chambre criminelle de la cour de

cassation sur l’application des dispositions repressives du code des douanes, GAZ.PAL, 1987,

I, 450.

الفهــــــــــــــــــــــرس

ص ........................................................................................ مقدمة 1

تعديالت القانون الجزائي الجمركي : القسم األول

ص ................................................................... من حيث القواعد الموضوعية6

ص ................................................................. قواعد التجريم : الفصل األول8

Page 161: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

إستجابة الصياغة الحالية لمبدأ مدى: المبحث األول

ص ................................................................................ الشرعية الجنائية8

إستعمال النصوص الواسعة :المطلب األول

ص ........... ...................................................................و التعريفات العامة9

التعليمات اإلدارية وسيلة تقنية : الفرع األول

ص ...................................................................... لتفسير النصوص القانونية11

دور التعليمات اإلدارية في : الفرع الثاني

ص .................................. .....................................تحريف نصوص التجريم13

ص ........................................ يعرف بالنصوص على بياض إصدار ما: المطلب الثاني14

ص ......... ........................دور النصوص التنظيمية في تحديد جرائم التهريب: الفرع األول15

ص .............................. في تكييف الجرائم الجمركية ظيميةدور النصوص التن: الثانيالفرع 16

دور القضاء الجزائي في رقابة:المطلب الثالث

ص ..................................................................... شرعية النصوص اإلدارية18

ص ............. ............................مادية إحتفاظ الجريمة الجمركية بالبنية ال:المبحث الثاني21

ص .................... ......................هيمنة الطبيعة المادية للجريمة الجمركية: المطلب األول22

ص ................................ ....................جرائم القواعد العامة الجمركية: الفرع األول22 ص ....................... ....................................صور اإلهمال الجمركي: ع الثانيالفر23

ص ................................................... ضيق مجال إنتفاء المسؤولية: المطلب الثاني25

Page 162: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

.................................... ...................................القوة القاهرة: الفرع األول

26صص ...................................................................... الغلط القاهر: الفرع الثاني

27 حسن النية كسبب من أسباب : الفرع الثالث

ص .................... ......................................................اإلعفاء من المسؤولية29

ص .................................................... تقليص حاالت تطلب القصد: المطلب الثاني31

ص ...................................................... قواعد المسؤولية الجنائية: الفصل الثاني33

ص ......................................................... .إستقرار المبادئ العامة: المبحث األول33

المسؤولية القائمة على أساس:المطلب األول

ص .......................................................................... المساهمة في الجريمة34

المسؤولية الجنائية القائمة على:المطلب الثاني

ص ................................................................. اإلهمال و عدم اإلحتياط قرينة36

األشخاص المسؤولون بحكم : الفرع األول

ص .......................................................................... ممارستهم نشاطا مهنيا36 ص ................................................... نشاطهم الدائماألشخاص المسؤولون بحكم-أ

36 ص .......................................................... ربانة السفن و قادة المراكب الجوية-1

36 ص ...... ................................................................الوكالء لدى الجمارك -2

37 األشخاص المسؤولون جزائيا بحكم -ب

ص ....................................................... ممارستهم بعض األنشطة بصفة عرضية38 ص ................................................................................... المتعهدون1-38 ص ................................................................... لجمارك المصرحون لدى ا2-39

Page 163: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

األشخاص المسؤولون بحكم : الفرع الثاني

ص ......................................................... حيازتهم العرضية للبضاعة محل الغش42 ص .................................................. ....................البضائع في حالة إيداع -أ

43 ص ..................................................................... البضائع في حالة تنقل -ب43

قرينة البراءة و نظام المسؤولية الجنائية:المطلب الثالث

ص .............................................. .................... في القانون الجزائي الجمركي44

ص ............................................. مظاهر التعديل في أحكام اإلشتراك: المبحث الثاني46

ص ..................................... التخلي عن تطبيق القواعد العامة لإلشتراك:المطلب األول46

ص ............................. من قانون الجمارك310 التعديل في صياغة المادة :لثانيالمطلب ا49

ص ..................................... أحكام التدخل الالحق في الغش بعد التعديل: المطلب الثالث52

ص .................. ...............................................قواعد الجزاء: الفصل الثالث55

تقدير الجزاءات الجمركية في: المبحث األول

ص ......................................................................... قانون الجمارك الجديد55

الجزاءات المالية في ظل :المطلب األول

ص ......................................... .................................قانون الجمارك الجديد56

ص .................................................................... الغرامة المالية: الفرع األول56

ص ......................................................................... المصادرة: الفرع الثاني58

من قانون الجمارك281 تأثير إلغاء المادة : الثانيالمطلب

Page 164: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ص ............................................................................... في تقدير الجزاء61

دور الظروف المخففة في : المطلب الثالث

ص ........................... ..................................................تغيير مقدار الجزاء62

ص .............................................. الطبيعة القانونية للجزاء الجمركي: المبحث الثاني65

الطبيعة القانونية للجزاءات المالية :المطلب األول

ص ..................... ........................................................في القانون الفرنسي68

ص ................................................... إرتباط الجزاء بشخصية الجانح: الفرع األول69 ص ................................................................ تشديد الجزاء في حالة العود -أ

69 ص ................................... م الظروف المخففةتخفيف الجزاء عن طريق إدخال نظا -ب70

التمييز بين الجزاءات المالية : الفرع الثاني

ص ............................................................... والمبالغ المستحقة للخزينة العامة70

الطبيعة القانونية للجزاءات الجمركية :المطلب الثاني

ص ........................................................................... القانون الجزائريفي72

طبيعة الجزاءات المالية قبل تعديل:الفرع األول

ص .......................................................... 1998 قانون الجمارك بموجب قانون 72

ص ............................................... طبيعة الجزاءات المالية بعد التعديل: الفرع الثاني75 ص ................................................. طبيعة الجزاءات المالية في التشريع الحالي -أ

76 ص .................... .........................................................موقف القضاء -ب77 ص ................................................................... قاعدة الجمع بين العقوبات1-78

Page 165: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ص ....................................... جرائم التنظيم النقدي ومبدأ عدم الجمع بين الجزاءات2-79 ص ............................................................. طبيعة القانون الجديد األقل شدة3-80

تعديالت القانون الجزائي الجمركي: القسم الثاني

ص ..................................................................... من حيث إجراءات المتابعة82

ص .................................................. ............. المتابعة القضائية:الفصل األول84

ص ........................................ الطبيعة القانونية الحالية للدعوى الجبائية: المبحث األول85

طبيعة الدعوى الجبائية قبل :المطلب األول

ص .................................... .......................................تعديل قانون الجمارك86

من 259 تأثير الصياغة الجديدة للمادة :المطلب الثاني

ص .............. .............................قانون الجمارك الجزائري على طبيعة الدعوى الجبائية88

ص ........................... ................دور النيابة العامة في الدعوى الجبائية: المبحث الثاني92

ص ..................... ................. إختصاص النيابة العامة في الدعوى الجبائية:المطلب األول92

ص ....... .................النيابة العامة للدعوى الجبائية التي تواجه ممارسةالعقبات :المطلب الثاني94

ص ........ ..........................الدعوى الجبائية دارة الجمارك في مباشرةهيمنة إ: الفرع األول95

ص ................... ..................................الطابع التقني للدعوى الجبائية: الفرع الثاني96

ص ........... .................................................المصالحة الجمركية: الفصل الثاني99

ص .......................................................... إستقرار المبادئ العامة: المبحث األول99

ص ................................................................ مفهوم المصالحة:المطلب األول99

Page 166: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ص ............................................. ...ه عام بوجتطور النظرة للمصالحة : الفرع األول99

ص ................................... الجدل الفقهي حول طبيعة المصالحة الجمركية : الفرع الثاني102

ص ............. ......................................... النظام القانوني للمصالحة:المطلب الثاني104

ص ...................................................... الجانب التعاقدي للمصالحة: الفرع األول104 ص ....................................................................... الشروط الموضوعية -أ

104 ص ................................. .............. أن يتم اإلتفاق مع من له الحق في المصالحة1-

104 ص ...............................................موظفو اإلدارة المختصون بمباشرة المصالحة*

104 ص ........................................ األشخاص المصرح لهم التصالح مع إدارة الجمارك*

105 ص .............................................. ابلة للمصالحة أن يكون محل اإلتفاق جريمة ق2-

108 ص ............................................................. الشروط اإلجرائية للمصالحة -ب

110 ص........................................................................... تنفيذ المصالحة -ج

111 ص ................................................................ الطبيعة اإللزامية للمصالحة1-

111 ص ............................................................................ عوارض التنفيذ2-

112 ص ........................................ ................الجانب القمعي للمصالحة: الفرع الثاني

114 ص .......................................... األحكام الجديدة في مجال المصالحة: المبحث الثاني

116 ص ............................... إدخال نظام المصالحة بعد صدور الحكم النهائي:المطلب األول

116 لطات اإلدارية المختصة إلبرام المصالحة الس:المطلب الثاني

Page 167: ﺔﻴﺒﻌﺸﻟا ﺔﻴﻃاﺮﻘﻤﻳﺪﻟا …ﻢﻤﺘﻤﻟا و لﺪﻌﻤﻟا ،61 دﺪﻋ ر ج1998ﺔﻨﺳ ﺖﺸﻏ22 ل ﻖﻓاﻮﻤﻟا1419 مﺎﻋ ﻲﻧﺎﺜﻟا

ص ......................................................................... في ظل القانون الجديد120

المسؤولون المؤهلون للموافقة على المصالحة : الفرع األول

ص ............................... ..........................................في ظل القانون الجديد122

اللجان المكلفة بإبداء الرأي في المصالحة: الفرع الثاني

ص ........................................................................ في ظل القانون الجديد 124 ص ..................... ..................شروط عمل لجان المصالحة في ظل القانون الجديد -أ

125 ص ....................................... طبيعة رأي لجان المصالحة في ظل القانون الجديد -ب

127

ص ...................................................................................... خاتمة 133

ص ..................................................... ......................قائمة المراجع 138