483
اﻷﺣﻜﺎم أﺻﻮل ﻓﻲ اﻹﺣﻜﺎم اﻷﺣﻜﺎم أﺻﻮل ﻓﻲ اﻹﺣﻜﺎم اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺸﻜﺎة ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺸﻜﺎة ﻣﻜﺘﺒﺔ اﻷﺣﻜﺎم أﺻﻮل ﻓﻲ اﻹﺣﻜﺎم اﻷﺣﻜﺎم أﺻﻮل ﻓﻲ اﻹﺣﻜﺎم اﻟﺪﻳﻦ ﺳﻴﻒ اﻟﺪﻳﻦ ﺳﻴﻒ اﻵﻣﺪي اﻵﻣﺪي، اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻔﻘﻪ أﺻﻮل ﻓﻲ آﺘﺎب وﺗﻌﺮﻳﻔﻪ اﻟﻌﻠﻢ هﺬا ﻟﻤﻔﻬﻮم اﻟﻤﺼﻨﻒ ﻓﻴﻪ ﻋﺮض اﻟﺤﻜﻢ وﺣﻘﻴﻘﺔ، اﻟﻠﻔﻆ وأﻧﻮاع، وﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻓﻴﻪ واﻟﻤﺤﻜﻮم وأﻗﺴﺎﻣﻪ اﻟﺸﺮﻋﻲ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻷدﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﻜﻠﻢ ﺛﻢ ﻋﻠﻴﻪ، واﻟﻤﺤﻜﻮم: اﻟﻜﺘﺎب واﻹﺟﻤﺎع واﻟﺴﻨﺔ،. وﺗﻜﻠﻢ أ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ اﻷﻣﻮر ﻣﻦ وﻏﻴﺮهﺎ ﺑﻬﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ وﻣﺎ اﻷﺧﺒﺎر ﻋﻦ ﻳﻀﺎ وهﺬﻩ اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺄﺻﻮل اﻟﺤﻮاﺷﻲ ﺑﻌﺾ وﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻀﺒﻮﻃﺔ ﻃﺒﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺸﻜﺎة ﻣﻜﺘﺒﺔ وﺗﺮﺗﻴﺐ وﺗﻨﺴﻴﻖ ﻧﺴﺦ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻣﺸﻜﺎة ﻣﻜﺘﺒﺔ وﺗﺮﺗﻴﺐ وﺗﻨﺴﻴﻖ ﻧﺴﺦ اﻷوﻟﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﻔﻘﻪ أﺻﻮل ﻣﻔﻬﻮم ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ و اﺳﺘﻤﺪادﻩ ﻣﻨﻪ وﻣﺎ ﻣﺴﺎﺋﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻨﻪ اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﻓﻴﻪ وﻣﺎ وﻏﺎﻳﺘﻪ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ وﺗﻌﺮﻳﻒ ﻣﺒﺎدﻳﻪ ﺗﺼﻮﻳﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﺨﻮض ﻗﺒﻞ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﺑﺪ وﻣﺎ. ﻟﻴﻜﻮن اﻟﺮﺳﻢ أو ﺑﺎﻟﺤﺪ أوﻻ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻳﺘﺼﻮر أن اﻟﻌﻠﻮم ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺣﺎول ﻣﻦ آﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻓﻨﻘﻮل أﺣﻮاﻟﻪ ﻋﻦ اﻟﻌﻠﻢ ذﻟﻚ ﻓﻲ ﻳﺒﺤﺚ اﻟﺬي اﻟﺸﻲء وهﻮ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ ﻳﻌﺮف وأن ﻳﻄﻠﺒﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﺼﻴﺮة ﻋﻠﻰ هﻮ وﻣﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﻟﻪ ﺗﻤﻴﻴﺰا ﻟﻪ اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﻋﺒﺜﺎ ﺳﻌﻴﻪ ﻳﻜﻮن ﺣﺘﻰ ﺗﺤﺼﻴﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻘﺼﻮدة اﻟﻐﺎﻳﺔ إﺳﻨﺎدﻩ ﻟﺼﺤﺔ اﺳﺘﻤﺪادﻩ ﻣﻨﻪ وﻣﺎ ﻃﻠﺒﻬﺎ ﻟﺘﺼﻮر ﻣﺴﺎﺋﻠﻪ هﻲ اﻟﺘﻲ اﻷﺣﻮال ﻣﻦ ﻓﻴﻪ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ وﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﻨﺎء ﻹﻣﻜﺎن ﻓﻴﻪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﺑﺪ اﻟﺘﻲ ﻣﺒﺎدﻳﻪ ﻳﺘﺼﻮر وأن إﻟﻴﻪ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ روم ﻋﻨﺪ. ﻓﻨﻘﻮل اﻟﻔﻘﻪ أﺻﻮل ﻣﻔﻬﻮم أﻣﺎ: أ أﻋﻠﻢ هﻮ ﻣﻀﺎف ﻣﻦ ﻣﺆﻟﻒ ﻗﻮل اﻟﻔﻘﻪ أﺻﻮل اﻟﻘﺎﺋﻞ ﻗﻮل ن ﻳﺠﺐ أﻧﻪ ﺟﺮم ﻓﻼ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﻀﺎف ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻗﺒﻞ اﻟﻤﻀﺎف ﻧﻌﺮف وﻟﻦ اﻟﻔﻘﻪ هﻮ إﻟﻴﻪ وﻣﻀﺎف اﻷﺻﻮل اﻟﻔﻘﻪ أﻣﺎ ﺛﺎﻧﻴﺎ اﻷﺻﻮل ﻣﻌﻨﻰ ﺛﻢ أوﻻ اﻟﻔﻘﻪ ﻣﻌﻨﻰ ﺗﻌﺮﻳﻒ: ﻗﻮﻟﻪ وﻣﻨﻪ اﻟﻔﻬﻢ ﻋﻦ ﻋﺒﺎرة اﻟﻠﻐﺔ ﻓﻔﻲ ﺗﻌﺎﻟﻰ" : ﺗﻘﻮل ﻣﻤﺎ آﺜﻴﺮا ﻧﻔﻘﻪ ﻣﺎ" أي: ﺗﻌﺎﻟﻰ وﻗﻮﻟﻪ ﻧﻔﻬﻢ" : ﺗﺴﺒﻴﺤﻬﻢ ﺗﻔﻘﻬﻮن وﻟﻜﻦ" أي اﻟﻌﺮب وﺗﻘﻮل ﺗﻔﻬﻤﻮن: ﻓﻬﻤﺘﻪ أي آﻼﻣﻚ ﻓﻘﻬﺖ. وﻗﻴﻞ: ﺗﻬﻴﺌﻪ ﺟﻬﺔ ﻣﻦ اﻟﺬهﻦ ﺟﻮدة ﻋﻦ ﻋﺒﺎرة اﻟﻔﻬﻢ إذ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻣﻐﺎﻳﺮ اﻟﻔﻬﻢ أن واﻷﺷﺒﻪ اﻟﻌﻠﻢ هﻮ وأﻣﺎ اﻟﻔﻄﻦ آﺎﻟﻌﺎﻣﻲ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻪ اﻟﻤﺘﺼﻒ ﻳﻜﻦ ﻟﻢ وإن اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﺮد ﻣﺎ آﻞ ﻻﻗﺘﻨﺎص اﻟﻌﻠﻢ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﻓﻬﻢ آﻞ وﻟﻴﺲ ﻓﻬﻢ ﻋﺎﻟﻢ ﻓﻜﻞ هﺬا وﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺐ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻓﺴﻴﺄﺗﻲ. اﻟﻔﺮوﻋﻴﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻦ ﺑﺠﻤﻠﺔ اﻟﺤﺎﺻﻞ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻣﺨﺼﻮص اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻤﺘﺸﺮﻋﻴﻦ ﻋﺮف وﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﺳﻢ ﺑﺈﻃﻼق ﺗﺠﻮز وإن ﻓﺈﻧﻪ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم اﻟﻈﻦ ﻋﻦ اﺣﺘﺮاز ﻓﺎﻟﻌﻠﻢ واﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ اﻟﻌﺎﻣ اﻟﻌﺮف ﻓﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﻠﻢ أو ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻔﻘﻪ ﺑﻞ واﻷﺻﻮﻟﻲ اﻟﻠﻐﻮي اﻟﻌﺮف ﻓﻲ ﻓﻘﻬﺎ ﻓﻠﻴﺲ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ اﻷﺣﻜﺎم ﻣﻦ ﺑﺠﻤﻠﺔ وﻗﻮﻟﻨﺎ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﻇﻨﻴﺔ آﺎﻧﺖ وإن اﻟﻘﻄﻌﻲ اﻹدراك ﻋﻠﻰ ﺑﻨﺎء ﺑﻬﺎ ﻓﻘﻬﺎ ﻋﺮﻓﻬﻢ ﻓﻲ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﺈﻧﻪ ﻏﻴﺮ اﻻﺛﻨﻴﻦ أو اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ اﺣﺘﺮاز. ﺑﺎﻷﺣﻜﺎم ﻧﻘﻞ ﻟﻢ وإﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮن أن ﻣﻨﻪ وﻳﻠﺰم اﻷﺣﻜﺎم ﺑﺠﻤﻠﺔ اﻟﻌﻠﻢ هﻮ اﻟﻔﻘﻪ ﺑﻜﻮن ﻳﺸﻌﺮ ذﻟﻚ ن اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ آﺎﻷﻣﻮر ﺑﺸﺮﻋﻲ ﻟﻴﺲ ﻋﻤﺎ اﺣﺘﺮاز اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ وﻗﻮﻟﻨﺎ آﺬﻟﻚ وﻟﻴﺲ ﻓﻘﻬﺎ ذﻟﻚ دون ﺑﻤﺎ اﻟﻌﻠﻢ اﻟﻌﺮف ﻓﻲ ﻓﻘﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺠﺠﺎ اﻷدﻟﺔ أﻧﻮاع ﺑﻜﻮن اﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ اﺣﺘﺮاز اﻟﻔﺮوﻋﻴﺔ وﻗﻮﻟﻨﺎ واﻟﺤﺴﻴﺔ آﺎن وإن اﻷﺻﻮﻟﻲ واﻻﺳﺘﺪﻻل ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ وﻗﻮﻟﻨﺎ ﻓﺮوﻋﻲ ﻏﻴﺮ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﻧﻈﺮﻳﺎ ﺷﺮﻋﻴﺎ ﺣﻜﻤﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮم

مﺎﻜﺣﻷا لﻮﺻأ ﻲﻓ مﺎﻜﺣﻹاslc.gov.lb/cms/assets/library/shariaa/1/1-5/01.pdfﺔﻴﻣﻼﺳﻹا ةﺎﻜﺸﻣ ﺔﺒﺘﻜﻣ مﺎﻜﺣﻷا لﻮﺻأ

  • Upload
    others

  • View
    7

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    اآلمدي اآلمدي سيف الدين سيف الدين عرض فيه المصنف لمفهوم هذا العلم وتعريفه آتاب في أصول الفقه اإلسالمي ،

    الشرعي وأقسامه والمحكوم فيه وموضوعه ، وأنواع اللفظ ، وحقيقة الحكموتكلم . والسنة، واإلجماع الكتاب: والمحكوم عليه، ثم تكلم عن األدلة الشرعية

    بأصول الفقه وهذه يضا عن األخبار وما يتعلق بها وغيرها من األمور المتعلقةأ طبعة مضبوطة وعليها بعض الحواشي

    نسخ وتنسيق وترتيب مكتبة مشكاة اإلسالمية نسخ وتنسيق وترتيب مكتبة مشكاة اإلسالمية

    القاعدة األولى في تحقيق مفهوم أصول الفقه

    تصوير مباديه وتعريف موضوعه وغايته وما فيه من البحث عنه من مسائله وما منه استمداده و . وما ال بد من سبق معرفته قبل الخوض فيه

    فنقول حق على آل من حاول تحصيل علم من العلوم أن يتصور معناه أوًال بالحد أو الرسم ليكون على بصيرة فيما يطلبه وأن يعرف موضوعه وهو الشيء الذي يبحث في ذلك العلم عن أحواله

    الغاية المقصودة من تحصيله حتى ال يكون سعيه عبثًا العارضة له تمييزًا له عن غيره وما هو وما عنه البحث فيه من األحوال التي هي مسائله لتصور طلبها وما منه استمداده لصحة إسناده

    .عند روم تحقيقه إليه وأن يتصور مباديه التي ال بد من سبق معرفتها فيه إلمكان البناء عليهان قول القائل أصول الفقه قول مؤلف من مضاف هو أعلم أ: أما مفهوم أصول الفقه فنقول

    األصول ومضاف إليه هو الفقه ولن نعرف المضاف قبل معرفة المضاف إليه فال جرم أنه يجب ففي اللغة عبارة عن الفهم ومنه قوله : تعريف معنى الفقه أوًال ثم معنى األصول ثانيًا أما الفقه

    أي ال " ولكن ال تفقهون تسبيحهم: "نفهم وقوله تعالىال : أي" ما نفقه آثيرًا مما تقول: "تعالى .فقهت آالمك أي فهمته: تفهمون وتقول العرب

    هو العلم واألشبه أن الفهم مغاير للعلم إذ الفهم عبارة عن جودة الذهن من جهة تهيئه : وقيلالعلم القتناص آل ما يرد عليه من المطالب وإن لم يكن المتصف به عالمًا آالعامي الفطن وأما

    .فسيأتي تحقيقه عن قريب وعلى هذا فكل عالم فهم وليس آل فهم عالمًاوفي عرف المتشرعين الفقه مخصوص بالعلم الحاصل بجملة من األحكام الشرعية الفروعية

    بالنظر واالستدالل فالعلم احتراز عن الظن باألحكام الشرعية فإنه وإن تجوز بإطالق اسم الفقه ي فليس فقهًا في العرف اللغوي واألصولي بل الفقه العلم بها أو العلم بالعمل عليه في العرف العام

    بها بناء على اإلدراك القطعي وإن آانت ظنية في نفسها وقولنا بجملة من األحكام الشرعية .احتراز عن العلم بالحكم الواحد أو االثنين ال غير فإنه ال يسمى في عرفهم فقهًا

    ن ذلك يشعر بكون الفقه هو العلم بجملة األحكام ويلزم منه أن ال يكون وإنما لم نقل باألحكام ألالعلم بما دون ذلك فقهًا وليس آذلك وقولنا الشرعية احتراز عما ليس بشرعي آاألمور العقلية والحسية وقولنا الفروعية احتراز عن العلم بكون أنواع األدلة حججًا فإنه ليس فقهًا في العرف

    المعلوم حكمًا شرعيًا نظريًا لكونه غير فروعي وقولنا بالنظر واالستدالل األصولي وإن آان

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    احتراز عن علم اهللا تعالى بذلك وعلم جبريل والنبي عليه السالم فيما علمه بالوحي فإن علمهم .بذلك ال يكون فقهًا في العرف األصولي إذ ليس طريق العلم في حقهم بذلك النظر واالستدالل

    هي : ه فاعلم أن أصل آل شيء هو ما يستند تحقيق ذلك الشيء إليه فأصول الفقهوأما أصول الفقأدلة الفقه وجهات دالالتها على األحكام الشرعية وآيفية حال المستدل بها من جهة الجملة ال من

    .جهة التفصيل بخالف األدلة الخاصة المستعملة في آحاد المسائل الخاصةموضوع آل علم هو الشيء الذي يبحث في ذلك العلم عن وأما موضوع أصول الفقه فاعلم أن

    أحواله العارضة لذاته ولما آانت مباحث األصوليين في علم األصول ال تخرج عن أحوال األدلة الموصلة إلى األحكام الشرعية المبحوث عنها فيه وأقسامها واختالف مراتبها وآيفية استثمار

    .هي موضوع علم األصول األحكام الشرعية عنها على وجه آلي آانتوأما غاية علم األصول فالوصول إلى معرفة األحكام الشرعية التي هي مناط السعادة الدنيوية واألخروية وأما مسائله فهي أحوال األدلة المبحوث عنها فيه مما عرفناه وأما ما منه استمداده

    العلم بكون أدلة األحكام مفيدة لها أما علم الكالم فلتوقف : فعلم الكالم والعربية واألحكام الشرعيةشرعًا على معرفة اهللا تعالى وصفاته وصدق رسوله فيما جاء به وغير ذلك مما ال يعرف في

    غير علم الكالم وأما علم العربية فلتوقف معرفة دالالت األدلة اللفظية من الكتاب والسنة وأقوال ن جهة الحقيقة والمجاز والعموم أهل الحل والعقد من األمة على معرفة موضوعاتها لغة م

    والخصوص واإلطالق والتقييد والحذف واإلضمار والمنطوق والمفهوم واالقتضاء واإلشارة .والتنبيه واإليماء وغيره مما ال يعرف في غير علم العربية

    بد وأما األحكام الشرعية فمن جهة أن الناظر في هذا العلم إنما ينظر في أدلة األحكام الشرعية فال أن يكون عالمًا بحقائق األحكام ليتصور القصد إلى إثباتها ونفيها وأن يتمكن بذلك من إيضاح

    .المسائل بضرب األمثلة وآثرة الشواهد ويتأهل بالبحث فيها للنظر واالستداللوال نقول إن استمداده من وجود هذه األحكام ونفيها في آحاد المسائل فإنها من هذه الجهة ألثبت

    .ير أدلتها فلو توقفت األدلة على معرفتها من هذه الجهة آان دورًا ممتنعًالها بغوأما مبادئه فاعلم أن مبادئ آل علم هي التصورات والتصديقات المسلمة في ذلك العلم وهي غير مبرهنة فيه لتوقف مسائل ذلك العلم عليها وسواء آانت مسلمة في نفسها آمبادئ العلم األعلى أو

    ي نفسها بل مقبولة على سبيل المصادرة أو الوضع على أن تبرهن في علم أعلى من غير مسلمة ف .ذلك العلم وما هذه المبادئ في علم األصول؟

    قد عرف أن استمداد علم أصول الفقه إنما هو من علم الكالم والعربية واألحكام الشرعية : فنقول : مبدأ قسمًا فمبادئه غير خارجة عن هذه األقسام الثالثة فلنرسم في آل

    القسم األول في المبادئ الكالمية

    اعلم أنه لما آانت أصول الفقه هي أدلة الفقه وآان الكالم فيها مما يحوج إلى معرفة الدليل : فنقولوانقسامه إلى ما يفيد العلم أو الظن وآان ذلك مما ال يتم دون النظر دعت الحاجة إلى تعريف

    .ن من جهة التحديد والتصوير ال غيرمعنى الدليل والنظر والعلم والظأما الدليل فقد يطلق في اللغة بمعنى الدال وهو الناصب للدليل وقيل هو الذاآر للدليل وقد يطلق

    على ما فيه داللة وإرشاد وهذا هو المسمى دليًال في عرف الفقهاء وسواء آان موصًال إلى علم أو وما أوصل إلى الظن فيخصون اسم الدليل بما ظن واألصوليون يفرقون بين ما أوصل إلى العلم .أوصل إلى العلم واسم األمارة بما أوصل إلى الظن

    أنه الذي يمكن أن يتوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب : وعلى هذا فحده على أصول الفقهاء .خبري

    ن آونه فالقيد األول احتراز عما لم يتوصل به إلى المطلوب لعدم النظر فيه فإنه ال يخرج بذلك عدليًال لما آان التوصل به ممكنًا والقيد الثاني احتراز عما إذا آان الناظر في الدليل بنظر فاسد

    .والثالث احتراز عن الحد الموصل إلى العلم التصوري وهو عام للقاطع والظنيفهو ما يمكن التوصل به إلى العلم بمطلوب خبري وهو منقسم : وأما حده على العرف األصولي

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    .عقلي محض وسمعي محض ومرآب من األمرينإلى العالم مؤلف وآل مؤلف حادث فيلزم عنه العالم : فاألول آقولنا في الداللة على حدوث العالم

    .حادث .والثاني آالنصوص من الكتاب والسنة واإلجماع والقياس آما يأتي تحقيقه

    آل "سكر حرام لقوله عليه السالم النبيذ مسكر وآل م: والثالث آقولنا في الداللة على تحريم النبيذ .فيلزم عنه النبيذ حرام" مسكر حرام

    وأما النظر فإنه قد يطلق في اللغة بمعنى االنتظار وبمعنى الرؤية بالعين والرأفة والرحمة .والمقابلة والتفكر واالعتبار وهذا االعتبار األخير هو المسمى بالنظر في عرف المتكلمين

    .هو الفكر الذي يطلب به من قام به علمًا أو ظنًا: في حده وقد قال القاضي أبو بكروقد احترز بقوله يطلب به عن الحياة وسائر الصفات المشروطة بالحياة فإنها ال يطلب بها ذلك

    وإن آان من قامت به يطلبه وقصد بقوله علمًا أو ظنًا التعميم للعلم والظن ليكون الحد جامعًا وهو بر عنه بعبارة أخرى ال يتجه عليها من اإلشكاليات ما قد يتجه على حسن غير أنه يمكن أن يع

    النظر عبارة عن التصرف بالعقل في : عبارة القاضي على ما بيناه في أبكار األفكار وهو أن يقالاألمور السابقة بالعلم والظن للمناسبة للمطلوب بتأليف خاص قصدًا لتحصيل ما ليس حاصًال في

    المتضمن للتصور والتصديق والقاطع والظني وهو منقسم إلى ما وقف العقل وهو عام للنظر الناظر فيه على وجه داللة الدليل على المطلوب فيكون صحيحًا وإلى ما ليس آذلك فيكون فاسدًا وشرط وجوده مطلقًا وانتفاء أضداده من النوم والغفلة والموت وحصول العلم بالمطلوب وغير

    .ذلكالمتكلمون في تحديده فمنهم من زعم أنه ال سبيل إلى تحديده لكن اختلف وأما العلم فقد اختلف

    بيان طريق تعريفه إنما هو بالقسمة والمثال آإمام الحرمين والغزالي وهو : فمنهم من قال: هؤالءغير سديد فإن القسمة إن لم تكن مفيدة لتمييزه عما سواه فليست معرفة له وإن آانت مميزة له عما

    .نى للتحديد بالرسم سوى هذاسواه فال معومنهم من زعم أن العلم بالعلم ضروري غير نظري ألن آل ما سوى العلم ال يعلم إال بالعلم فلو علم بالغير آان دورًا وألن آل أحد يعلم وجود نفسه ضرورة والعلم أحد تصورات هذا التصديق

    توقف غير العلم على العلم من فكان ضروريًا وهو أيضًا غير سديد أما الوجه األول فألن جهة جهة آون العلم إدراآًا له وتوقف العلم على الغير ال من جهة آون ذلك الغير إدراآًا للعمل بل من

    جهة آونه صفة مميزة له عما سواه ومع اختالف جهة التوقف فال دور وأما الوجه الثاني فهو ية وليس آذلك ألن القضية مبني على أن تصورات القضية الضرورية ال بد وأن تكون ضرور

    الضرورية هي التي يصدق العقل بها بعد تصور مفرداتها من غير توقف بعد تصور المفردات .على نظر واستدالل وسواء آانت التصورات ضرورية أو نظرية

    ومنهم من سلك في تعريفه التحديد وقد ذآر في ذلك حدود آثيرة أبطلناها في أبكار األفكار العلم عبارة عن صفة يحصل بها لنفس المتصف بها التميز بين حقائق : أن يقال والمختار في ذلك

    .المعاني الكلية حصوًال ال يتطرق إليه احتمال نقيضهفقولنا صفة آالجنس له ولغيره من الصفات وقولنا يحصل بها التميز احتراز عن الحياة وسائر

    تراز عن اإلدراآات الجزئية فإنها إنما الصفات المشروطة بالحياة وقولنا بين حقائق الكليات احتميز بين المحسوسات الجزئية دون األمور الكلية وإن سلكنا مذهب الشيخ أبي الحسن في أن

    .اإلدراآات نوع من العلم لم نحتج إلى التقييد بالكلياتوهو منقسم إلى قديم ال أول لوجوده وإلى حادث بعد العدم والحادث ينقسم إلى ضروري وهو

    لم الحادث الذي ال قدرة للمكلف على تحصيله بنظر واستدالل فقولنا العلم الحادث احتراز عن الععلم اهللا تعالى وقولنا ال قدرة للمكلف على تحصيله بنظر واستدالل احتراز عن العلم النظري

    .والنظري هو العلم الذي تضمنه الصحيح .لى اآلخر من غير قطعوأما الظن فعبارة عن ترجح أحد االحتمالين في النفس ع

    القسم الثاني

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    في المبادئ اللغويةآنا بينا فيما تقدم وجه استمداد األصول من اللغة فال بد من تعريف المبادئ المأخوذة منها ولنقدم

    اعلم أنه لما آان نوع اإلنسان أشرف موجود في عالم السفليات لكونه : على ذلك مقدمة فنقولالتي هي أجل المطلوبات وأسنى المرغوبات بما خصه اهللا به من العقل مخلوقًا لمعرفة اهللا تعالى

    الذي به إدراك المعقوالت والمميز بين حقائق الموجودات على ما قال عليه السالم حكاية عن ربه ".آنت آنزًا لم أعرف فخلقت خلقًا ألعرف به"

    مستندة إلى القضايا ولما آان هذا المقصود ال يتم دون االطالع على المقدمات النظرية الالضرورية المتوسل بها إلى مطلوباته وتحقيق ما جاء به وآان آل واحد ال يستقل بتحصيل

    معارفه بنفسه وحده دون معين ومساعد له من نوعه دعت الحاجة إلى نصب دالئل يتوصل بها ما آل واحد إلى معرفة ما في ضمير اآلخر من المعلومات المعينة له في تحقيق غرضه وأخف

    يكون من ذلك ما آان من األفعال االختيارية وأخف من ذلك ما آان منها ال يفتقر إلى اآلالت واألدوات وال فيه ضرر االزدحام وال بقاء له مع االستغناء عنه وهو مقدور عليه في آل األوقات من غير مشقة وال نصب وذلك هو ما يترآب من المقاطع الصوتية التي خص بها نوع اإلنسان

    .دون سائر أنواع الحيوان عناية من اهللا تعالى بهومن اختالف ترآيبات المقاطع الصوتية حدثت الدالئل الكالمية والعبارات اللغوية وهي إما أن ال

    .تكون موضوعة لمعنى أو هي موضوعةوالقسم األول مهمل ال اعتبار به والثاني يستدعي النظر في أنواعه وابتداء وضعه وطريق

    .فهذان أصالن ال بد من النظر فيهما معرفته األصل األول ?

    في أنواعهوهي نوعان وذلك ألنه إما أن يكون اللفظ الدال بالوضع مفردًا أو مرآبًا النوع األول في المفرد

    .وفيه ستة فصول الفصل األول

    في حقيقته

    فظ اإلنسان فإن إذ أما حقيقته فهو ما دل بالوضع على معنى وال جزء له يدل على شيء أصًال آلمن قولنا إنسان وإن دلت على الشرطية فليست إذ ذاك جزءًا من لفظ اإلنسان وحيث آانت جزءًا

    من لفظ اإلنسان لم تكن شرطية ألن دالالت األلفاظ ليست لذواتها بل هي تابعة لقصد المتكلم لى هذا فعبد اهللا وإرادته ونعلم أن المتكلم حيث جعل إن شرطية لم يقصد جعلها غير شرطية وع

    إن جعل علمًا على شخص آان مفردًا وإن قصد به النسبة إلى اهللا تعالى بالعبودية آان مرآبًا .لداللة أجزائه على أجزاء معناه

    الفصل الثاني في أقسام داللته

    وهو إما أن تكون داللته لفظية أو غير لفظية واللفظية إما أن تعتبر بالنسبة إلى آمال المعنى فاألول داللة المطابقة آداللة لفظ اإلنسان على معناه والثاني : ضوع له اللفظ أو إلى بعضهالمو

    داللة التضمن آداللة لفظ اإلنسان على ما في معناه من الحيوان أو الناطق والمطابقة أعم من .التضمن لجواز أن يكون المدلول بسيطًا ال جزء له

    ي أن يكون اللفظ له معنى وذلك المعنى له الزم من خارج وأما غير اللفظية فهي داللة االلتزام وهفعند فهم مدلول اللفظ من اللفظ ينتقل الذهن من مدلول اللفظ إلى الزمه ولو قدر عدم هذا االنتقال الذهني لما آان ذلك الالزم مفهومًا وداللة االلتزام وإن شارآت داللة التضمن في افتقارهما إلى

    ي االلتزام والجزء في داللة التضمن غير أنه في التضمن لتعريف آون نظر عقلي يعرف الالزم فالجزء داخًال في مدلول اللفظ وفي االلتزام لتعريف آونه خارجًا عن مدلول اللفظ فلذلك آانت

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    داللة التضمن لفظية بخالف داللة االلتزام وداللة االلتزام مساوية لداللة المطابقة ضرورة امتناع .المطابق عن الزم وأعم من داللة التضمن لجواز أن يكون الالزم لما ال جزء له خلو مدلول اللفظ

    الفصل الثالث في أقسام المفرد

    .وهو إما أن يصح جعله أحد جزأي القضية الخبرية التي هي ذات جزأين فقط أو ال يصحول فهو فإن آان األول فإما أن يصح ترآب القضية الخبرية من جنسه أو ال يصح فإن آان األ

    .االسم وإن آان الثاني فهو الفعل وأما قسيم القسم األول فهو الحرفوال يلزم على ما ذآرناه األسماء النواقص آالذي والتي والمضمرات آهو وهي حيث إنه ال يمكن

    .جعلها أحد جزأي القضية الخبرية عند تجردها وال ترآب القضية الخبرية منهاجردها فالنواقص عند تعينها بالصلة ال يمتنع ذلك منها وآذلك ألنها وإن تعذر ذلك فيها عند ت

    .المضمرات عند إضافتها إلى المظهرات بخالف الحروف الفصل الرابع

    في االسموهو ما دل على معنى في نفسه وال يلزم منه الزمان الخارج عن معناه لبنيته ثم ال يخلو إما أن

    مسماه إما أن يكون واحدًا أو متعددًا فإن آان واحدًا فإن آان واحدًا ف: يكون واحدًا أو متعددًا .فمفهومه منقسم على وجوه

    أنه إما أن يكون بحيث يصح أن يشترك في مفهومه آثيرون أو ال يصح فإن آان : القسمة األولىاألول فهو آلي وسواء وقعت فيه الشرآة بالفعل إما بين أشخاص متناهية آاسم الكوآب أو غير

    اإلنسان أو لم تقع إما لمانع من خارج آاسم العالم والشمس والقمر أو بحكم االتفاق متناهية آاسم .آاسم عناق مغرب أو جبل من ذهب

    وهو إما أن يكون صفة أو ال يكون صفة والصفة آالعالم والقادر وما ليس بصفة إما أن يكون اء ال اختالف في مدلوله عينا آاإلنسان والفرس وإما معنى آالعلم والجهل وما آان من هذه األسم

    بشدة وال ضعف وال تقدم وتأخر فهو المتواطئ آلفظ اإلنسان والفرس وإال فمشكك آلفظ الوجود .واألبيض

    .وعلى آل تقدير إما أن يكون ذاتيًا للمشترآات فيه أو عرضيًافإما أن فإن آان األول : فإن آان ذاتيًا فالمشترآات فيه إما أن تكون مختلفة بالذوات أو بالعرض

    يقال عليها في جواب ما هي فهو الجنس أو ال يقال آذلك فهو ذاتي مشترك إما جنس جنس أو فصل جنس وإن آانت مختلفة بالعرض فإما أن يقال عليها في جواب ما أو ال واألول هو النوع

    .والثاني هو فصل النوع .ام وإال فهو الخاصةوإن آان عرضيًا فإن آانت المشترآات مختلفة بالذوات فهو العرض الع

    وأما إن آان مفهومه غير صالح الشتراك آثيرين فيه فهو الجزئي وهو إما أن ال يكون فيه تأليف .أو فيه

    فإن لم يكن مرتجًال فإما أن ال يكون منقوًال آزيد : واألول إما أن ال يكون مرتجًال أو هو مرتجل . توعمرو أو هو منقول والمنقول إما عن اسم أو فعل أو صو

    فإن آان األول فإما عن اسم عين آأسد وعقاب أو اسم معنى آفضل أو اسم صفة آحاتم وإن آان الثاني فإما عن ماض آشمر أو مضارع آتغلب أو فعل أمر آاصمت وإن آان الثالث آببه وإن

    .آان مرتجًال وهو أن ال يكون بينه وبين ما نقل عنه مناسبة آحمدانين مضافين آعبد اهللا أو غير مضافين وأحدهما عامل في اآلخر أو وإن آان مؤلفًا فإما من اسم

    غير عامل واألول آتسمية بعض الناس زيد منطلق والثاني آبعلبك وحضرموت وإما من فعلين آقام قعد وإما من حرفين آتسميته إنما وإما من اسم وفعل نحو تأبط شرًا وإما من حرف واسم

    .ميته قام عليآتسميته بزيد وإما من فعل وحرف آتسوأما إن آان االسم واحدًا والمسمى مختلفًا فإما أن يكون موضوعًا على الكل حقيقة بالوضع األول

    .أو هو مستعار في بعضها

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    للسواد والبياض أو غير : فإن آان األول فهو المشترك وسواء آانت المسميات متباينة آالجوناألشخاص بطريق العلمية وأطلقناه عليه متباينة آما إذا أطلقنا اسم األسود على شخص من

    بطريق االشتقاق من السواد القائم به فإن مدلوله عند آونه علمًا إنما هو ذات الشخص ومدلوله عند آونه مشتقًا الذات مع الصفة وهي السواد فالذات التي هي مدلول العلم جزء من مدلول اللفظ

    .إن آان الثاني فهو المجازيالمشتق ومدلول اللفظ المشتق وصف لمدلول العلم ووأما إن آان االسم متعددًا فإما أن يكون المسمى متحدًا أو متعددًا فإن آان متحدًا فتلك هي األسماء

    المترادفة آالبهتر والبحتر للقصير وإن آان المسمى متعددًا فتلك هي األسماء المتباينة آاإلنسان .والفرس

    ى اختلف الناس في اللفظ المشترك هل له وجود في اللغة مسائل هذه القسمة ثالث المسألة األول .فأثبته قوم ونفاه آخرون والمختار جوازه ووقوعه

    أما الجواز العقلي فهو أنه ال يمتنع عقًال أن يضع واحد من أهل اللغة لفظًا واحدًا على معنيين ضع إحدى القبيلتين مختلفين بالوضع األول على طريق البدل ويوافقه عليه الباقون أو أن يتفق و

    لالسم على معنى حقيقة ووضع األخرى له بازاء معنى آخر من غير شعور لكل واحدة بما وضعته األخرى ثم يشتهر الوضعان ويخفى سببه وهو األشبه ولو قدر ذلك لما لزم من فرض

    .وقوعه محال عقًالالشيء لغيره آيف وإن وضع اللفظ تابع لغرض الواضع والواضع آما أنه قد يقصد تعريف

    مفصًال فقد يقصد تعريفه مجمًال غير مفصل إما ألنه علمه آذلك ولم يعلمه مفصًال أو لمحذور .يتعلق بالتفصيل دون اإلجمال فال يبعد لهذه الفائدة منهم وضع لفظ يدل عليه من غير تفصيل

    ة مع أن المسميات وأما بيان الوقوع فقد قال قوم إنه لو لم تكن األلفاظ المشترآة واقعة في اللغغير متناهية واألسماء متناهية ضرورة ترآبها من الحروف المتناهية لخلت أآثر المسميات عن األلفاظ الدالة عليها مع دعو الحاجة إليها وهو ممتنع وغير سديد من حيث إن األسماء وإن آانت

    حصل من تضاعيف مرآبة من الحروف المتناهية فال يلزم أن تكون متناهية إال أن يكون ما يالترآيبات متناهية وهو غير مسلم وإن آانت األسماء متناهية فال نسلم أن المسميات المتضادة

    والمختلفة وهي التي يكون اللفظ مشترآًا بالنسبة إليها غير متناهية وإن آانت غير متناهية غير أن بالوضع وما ال وضع األسماء على مسمياتها مشروط بكون آل واحد من المسميات مقصودًا

    نهاية له مما يستحيل فيه ذلك ولئن سلمنا أنه غير ممتنع ولكن ال يلزم من ذلك الوضع ولهذا فإن آثيرًا من المعاني لم تضع العرب بازائها ألفاظًا تدل عليها ال بطريق االشتراك وال التفصيل

    لغة اسم القرء على أطلق أهل ال: آأنواع الروائح وآثير من الصفات وقال أبو الحسين البصري .الطهر والحيض وهما ضدان فدل على وقوع االسم المشترك في اللغة

    القول بكونه مشترآًا غير منقول عن أهل الوضع بل غاية المنقول اتحاد االسم : ولقائل أن يقولوتعدد المسمى ولعله أطلق عليهما باعتبار معنى واحد مشترك بينهما ال باعتبار اختالف حقيقتهما

    .أنه حقيقة في أحدهما مجاز في اآلخر وإن خفي موضع الحقيقة والمجاز وهذا هو األولى أوأما بالنظر إلى االحتمال األول فلما فيه من نفي التجوز واالشتراك وأما بالنظر إلى االحتمال

    .الثاني فألن التجوز أولى من االشتراك آما يأتي في موضعه

    اع الكل على إطالق اسم الموجود على القديم والحادث حقيقة واألقرب في ذلك أن يقال اتفق إجمولو آان مجازًا في أحدهما لصح نفيه إذ هو أمارة المجاز وهو ممتنع وعند ذلك فإما أن يكون اسم

    فإن آان األول فال يخفى أن : الموجود داًال على ذات الرب تعالى أو على صفة زائدة على ذاتهها لما سواها من الموجودات الحادثة وإال لوجب االشتراك بينها وبين ذات الرب تعالى مخالفة بذات

    ما شارآها في معناها في الوجوب ضرورة التساوي في مفهوم الذات وهو محال وإن آان مدلول اسم الوجود صفة زائدة على ذات الرب تعالى فإما أن يكون المفهوم منه هو المفهوم من اسم

    ه واألول يلزم منه أن يكون مسمى الوجود في الممكن واجبًا لذاته الوجود في الحوادث وإما خالفضرورة أن وجود الباري تعالى واجب لذاته أو أن يكون وجود الرب ممكنًا ضرورة إمكان

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    .وجود ما سوى اهللا تعالى وهو محال وإن آان الثاني لزم منه االشتراك وهو المطلوبلتفاهم وذلك غير متحقق مع االشتراك من حيث أن فإن قيل المقصود من وضع األلفاظ إنما هو ا

    فهم المدلول منه ضرورة تساوي النسبة غير معلوم من اللفظ والقرائن فقد تظهر وقد تخفى .وبتقدير خفائها يختل المقصود من الوضع وهو الفهم

    يره قلنا وإن اختل فهم التفصيل على ما ذآروه فال يختل معه الفهم في جهة الجملة آما سبق تقروليس فهم التفصيل لغة من الضروريات بدليل وضع أسماء األجناس فإنها ال تفيد تفاصيل ما

    تحتها وإن سلمنا أن الفائدة المطلوبة إنما هي فهم التفصيل فإنما يمنع ذلك من وضع األلفاظ المشترآة أن لو لم تكن مفيدة لجميع مدلوالتها بطريق العموم وليس آذلك على ما ذهب إليه

    .لقاضي والشافعي رضي اهللا عنه آما سيأتي تحقيقها: وإذا عرف وقوع االشتراك لغة فهو أيضًا واقع في آالم اهللا تعالى والدليل عليه قوله تعالى

    فإنه مشترك بين إقبال الليل وإدباره وهما ضدان هكذا ذآره صاحب " والليل إذا عسعس" .الصحاح

    آان المقصود منه اإلفهام فإن وجد معه البيان فهو وما يقوله المانع لذلك من أن المشترك إنتطويل من غير فائدة وإن لم يوجد فقد فات المقصود وإن لم يكن المقصود منه اإلفهام فهو عبث .وهو قبيح فوجب صيانة آالم اهللا عنه فهو مبني على الحسن والقبح الذاتي العقلي وسيأتي إبطاله

    اضي أبي بكر أن المشترك نوع من أنواع العموم والعام غير آيف وقد بينا أن مذهب الشافعي والقممتنع في آالم اهللا تعالى وبتقدير عدم عمومه فال يمتنع أن يكون في الخطاب به فائدة لنيل الثواب

    باالستعداد المتثاله بتقدير بيانه بظهور دليل يدل على تعيين البعض وإبطال جميع األقسام سوى .الواحد منهالثانية قد ظن في أشياء أنها مشترآة وهي متواطئة وفي أشياء أنها متواطئة وهي مشترآة المسألة ا

    أما األول فكقولنا مبدأ للنقطة واآلن فإنه لما اختلف الموضوع المنسوب إليه وهو الزمان والخط آل ظن االشتراك في اسم المبدأ وليس آذلك فإن إطالق اسم المبدأ عليهما إنما آان بالنظر إلى أن

    واحد منهما أول لشيء ال من حيث هو أول للزمان أو الخط وهو من هذا الوجه متواطئ وليس .بمشترك

    وأما الثاني فكقولنا خمري للون الشبيه بلون الخمر وللعنب باعتبار أنه يؤول إلى الخمر وللدواء مر ظن أنه إذا آان يسكر آالخمر أو أن الخمر جزء منه فإنه لما اتحد المنسوب إليه وهو الخ

    متواطئ وليس آذلك فإن اسم الخمري وإن اتحد المنسوب إليه إنما آان بسبب النسب المختلفة إليه ومع االختالف فال تواطؤ نعم لو أطلق اسم الخمري في هذه الصور باعتبار ما وقع به االشتراك

    .من عموم النسبة وقطع النظر عن خصوصياتها آان متواطئًاالناس إلى امتناع وقوع الترادف في اللغة مصيرًا منهم إلى أن األصل عند الثالثة ذهب شذوذ من

    تعدد األسماء تعدد المسميات واختصاص آل اسم بمسمى غير مسمى اآلخر إنه يلزم من اتحاد المسمى تعطيل فائدة أحد اللفظين لحصولها : األول: وبيانه من أربعة أوجهاد المسمى فهو نادر بالنسبة إلى المسمى المتعدد بتعدد األسماء إنه لو قيل باتح: باللفظ اآلخر الثاني

    وغلبة استعمال األسماء بازاء المسميات المتعددة تدل على أنه أقرب إلى تحصيل مقصود أهل : الوضع من وضعهم فاستعمال األلفاظ المتعددة فيما هو على خالف الغالب خالف األصل الثالث

    د أخف من حفظ االسمين واألصل إنما هو التزام أعظم المشقتين إن المؤونة في حفظ االسم الواحإنه إذا اتحد االسم دعت حاجة الكل إلى معرفته مع خفة المؤونة : لتحصيل أعظم الفائدتين الرابع

    بين أن : في حفظه فعمت فائدة التخاطب به وال آذلك إذا تعددت األسماء فإن آل واحد على أمرينلبعض منها واألول شاق جدًا وقلما يتفق ذلك والثاني فيلزم منه يحفظ مجموع األسماء أو ا

    .اإلخالل بفائدة التخاطب لجواز اختصاص آل واحد بمعرفة اسم ال يعرفه اآلخروجوابه أن يقال ال سبيل إلى إنكار الجواز العقلي فإنه ال يمتنع عقًال أن يضع واحد لفظين على

    إحدى القبيلتين أحد االسمين على مسمى وتضع مسمى واحد ثم يتفق الكل عليه أو أن تضعاألخرى له اسمًا آخر من غير شعور آل قبيلة بوضع األخرى ثم يشيع الوضعان بعد بذلك آيف

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    .وإن ذلك جائز بل واقع بالنظر إلى لغتين ضرورة فكان جائزًا بالنظر إلى قبيلتيننه يلزم منه التوسعة في اللغة وتكثير قولهم في الوجه األول ال فائدة في أحد االسمين ليس آذلك فإ

    الطرق المفيدة للمطلوب فيكون أقرب إلى الوصول إليه حيث إنه ال يلزم من تعذر حصول أحد الطريقين تعذر اآلخر بخالف ما إذا اتحد الطريق وقد يتعلق به فوائد أخر في النظم والنثر

    والمطابقة والخفة في النطق به بمساعدة أحد اللفظين في الحرف الروي ووزن البيت والجناس .إلى غير ذلك من المقاصد المطلوبة ألرباب األدب وأهل الفصاحة

    وما ذآروه في الوجه الثاني فغير مانع من وقوع الترادف بدليل األسماء المشترآة والمجازية وما ى آل ذآروه في الوجه الثالث فإنما يلزم المحذور منه وهو زيادة مؤونة الحفظ إن لو وظف عل

    واحد حفظ جميع المترادفات وليس آذلك بل هو مخير في حفظ الكل أو البعض مع ما فيه من .الفائدة التي ذآرناها

    وعن الوجه الرابع أنه ملغى بالترادف في لغتين آيف وإنه يلزم من اإلخالل بالترادف اإلخالل ف في اللغة ما نقل عن بما ذآرناه من المقاصد أوًال وهو محذور ثم الدليل على وقوع التراد

    العرب من قولهم الصهلب والشوذب من أسماء الطويل والبهتر والبحتر من أسماء القصير إلى غير ذلك وال دليل على امتناع ذلك حتى يتبع ما يقوله من يتعسف في هذا الباب في بيان اختالف

    شهر بيانًا لألخفى وهو المدلوالت لكنه ربما خفي بعض األلفاظ المترادفة وظهر البعض فيجعل األ .الحد اللفظي

    وقد ظن بأسماء أنها مترادفة وهي متباينة وذلك عندما إذا آانت األسماء لموضوع واحد باعتبار صفاته المختلفة آالسيف والصارم والهندي أو باعتبار صفته وصفة صفته آالناطق والفصيح

    .وليس آذلكدف ال يزيد مرادفه إيضاحًا وال يشترط تقدم ويفارق المرادف المؤآد من جهة أن اللفظ المرا

    أحدهما على اآلخر وال يرادف الشيء بنفسه بخالف المؤآد والتابع في اللفظ فمخالف لهما فإنه ال حس بسن وشيطان ليطان : بد وأن يكون على وزن المتبوع وأنه قد ال يفيد معنى أصًال آقولهم

    .ما أدري ما هو: ولهم بسن فقالسألت أبا حاتم عن معنى ق: ولهذا قال ابن دريدالقسمة الثانية االسم ينقسم إلى ظاهر ومضمر وما بينهما وذلك ألنه إما أن يقصد به البيان مع

    .االختصار أو ال مع االختصار فاألول هو الظاهر .فاألول هو المضمر والثاني ما بينهما: والثاني إما أن ال يقصد معه التنبيه أو يقصد

    إما أن ال يكون آخره ألفًا وال ياء قبلها آسرة أو يكون فاألول هو االسم : ظاهرفأما االسم الالصحيح فإن دخله حرآة الجر مع التنوين فهو المنصرف آزيد وعمرو وإن لم يكن آذلك فهو

    .غير منصرف آأحمد وإبراهيمي وإن آان والثاني هو المعتل فإن آان في آخره ياء قبلها آسرة فهو المنقوص آالقاضي والداع

    في آخره ألف فهو المقصور آالدنيا واألخرى وإن آان في آخره همزة قبلها ألف فهو الممدود .آالرداء والكساء

    أنا ونحن وهو وهي ونحوه والمتصل : والمنفصل نحو: وأما المضمر فهو إما منفصل وإما متصل .فعلت وفعلنا وما بينهما فهو اسم اإلشارة: نحو

    ذا وذان وذين وأوالء : فاألول نحو: فردًا ليس معه تنبيه وال خطاب أو يكونوهو إما أن يكون م

    هذا وهذان وإن وجد معه الخطاب : وأما إن آان غير مفرد فإن وجد معه التنبيه ال غير فنحو .ذاك وذانك وإن اجتمعا معه فنحو هذاك وهاتيك: فنحو

    أحرف أصول نفيًا لإلجحاف عنه مع ثم ما آان من األسماء الظاهرة فال يكون من أقل من ثالثة يد ودم وأب وأخ ونحوه مما حذف منه : قوته بالنسبة إلى الفعل والحرف إال فيما شذ من قولهم

    .الحرف الثالثوما آان من األسماء المضمرة متصًال آان من حرف واحد آالتاء من فعلت وإن آان منفصًال فال

    نحو هو وهي وآذلك ما آان من : على اآلخريكون من أقل من حرفين يبتدأ بأحدهما ويوقف

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    أسماء اإلشارة فال يكون من أقل من حرفين أيضًا نحو ذا وذي ونحوه وبالجملة فإما أن يدل على .شيء بعينه أو ال بعينه

    فاألول هو المعرفة آأسماء األعالم والمضمرات والمبهمات آأسماء اإلشارة والموصوالت وما .أضيف إلى أحد هذه المعارف والثاني هو النكرة آإنسان وفرسدخل عليه الم التعريف وما

    .وما ألحق بآخره من األسماء ياء مشددة مكسور ما قبلها فهو المنسوب آالهاشمي والمكي ونحوهالقسمة الثالثة االسم ينقسم إلى ما هو حقيقة ومجاز أما الحقيقة فهي في اللغة مأخوذة من الحق

    و نقيض الباطل ومنه يقال حق الشيء حقه ويقال حقيقة الشيء أي والحق هو الثابت الالزم وهأي " ٧١الزمر " "ولكن حقت آلمة العذاب على الكافرين"ذاته الثابتة الالزمة ومنه قوله تعالى

    .أي واجب علي" ١٠٥األعراف " "حقيق على أن ال أقول"وجبت وآذلك قوله تعالى ء الحقيقية قد يطلقها األصوليون على لغوية وأما في اصطالح األصوليين فاعلم أن األسما

    .وشرعيةواللغوية تنقسم إلى وضعية وعرفية والكالم إنما هو في الحقيقة الوضعية فلنعرفها ثم نعود إلى

    باقي األقسام وقد ذآر فيها حدود واهية يستغنى عن تضييع الزمان بذآرها والحق في ذلك أن يقال وال في اللغة آاألسد المستعمل في الحيوان الشجاع العريض هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أ

    .األعالي واإلنسان في الحيوان الناطقوأما الحقيقة العرفية اللغوية فهي اللفظ المستعمل فيما وضع له بعرف االستعمال اللغوي وهي

    األول أن يكون االسم قد وضع لمعنى عام ثم يخصص بعرف استعمال أهل اللغة ببعض : قسمانمسمياته آاختصاص لفظ الدابة بذوات األربع عرفًا وإن آان في أصل اللغة لكل ما دب وذلك إما

    .لسرعة دبيبه أو آثرة مشاهدته أو آثرة استعماله أو غير ذلكالثاني أن يكون االسم في أصل اللغة بمعنى ثم يشتهر في عرف استعمالهم بالمجاز الخارج عن

    هم من اللفظ عند إطالقه غيره آاسم الغائط فإنه وإن آان في الموضوع اللغوي بحيث إنه ال يفأصل اللغة للموضع المطمئن من األرض غير أنه قد اشتهر في عرفهم بالخارج المستقدر من اإلنسان حتى إنه ال يفهم من ذلك اللفظ عند إطالقه غيره ويمكن أن يكون شهرة استعمال لفظ

    لكثرة مباشرته وغلبة التخاطب به مع االستنكاف من الغائط من الخارج المستقذر من اإلنسان .ذآر االسم الخاص به لنفرة الطباع عنه فكنوا عنه بالزمه أو لمعنى آخر

    وأما الحقيقة الشرعية فهي استعمال االسم الشرعي فيما آان موضوعًا له أوًال في الشرع وسواء روفان لهم غير أنهم لم يضعوا ذلك آان االسم الشرعي ومسماه ال يعرفهما أهل اللغة أو هما مع

    االسم لذلك المعنى أو عرفوا المعنى آاسم الصالة والحج والزآاة ونحوه وآذلك اسم اإليمان .والكفر لكن ربما خصت هذه باألسماء الدينية

    الحقيقة هي اللفظ المستعمل : وإن شئت أن تحد الحقيقة على وجه يعم جميع هذه االعتبارات قلت .أوًال في االصطالح الذي به التخاطب فإنه جامع مانعفيما وضع له

    وأما المجاز فمأخوذ في اللغة من الجواز وهو االنتقال من حال إلى حال ومنه يقال جاز فالن من .جهة آذا إلى جهة آذا

    وهو مخصوص في اصطالح األصوليين بانتقال اللفظ من جهة الحقيقة إلى غيرها وقبل النظر تعلم أن المجاز قد يكون لصرف اللفظ عن الحقيقة الوضعية وعن العرفية في تحديده يجب أن

    .والشرعية إلى غيرها آما آانت الحقيقة منقسمة إلى وضعية وعرفية وشرعية

    من اعتقد آون المجاز وضعيًا قال في حد المجاز في اللغة الوضعية هو اللفظ : وعند هذا نقولله أوًال في اللغة لما بينهما من التعلق ومن لم يعتقد المتواضع على استعماله في غير ما وضع

    آونه وضعيًا أبقى الحد بحاله وأبدل المتواضع عليه بالمستعمل وعلى هذا فال يخفى حد التجوز .عن الحقيقة العرفية والشرعية

    وإن أردت التحديد على وجه يعم الجميع قلت هو اللفظ المتواضع على استعماله أو المستعمل في ما وضع له أوًال في االصطالح الذي به المخاطبة لما بينهما من التعلق ونعني بالتعلق بين غير

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    محل الحقيقة والمجاز أن يكون محل التجوز مشابهًا لمحل الحقيقة في شكله وصورته آإطالق اسم اإلنسان على المصور على الحائط أو في صفة ظاهرة في محل الحقيقة آإطالق اسم األسد

    نسان الشتراآهما في صفة الشجاعة ال في صفة البخر لخفائها أو ألنه آان حقيقة آإطالق على اإلاسم العبد على المعتق أو ألنه يؤول إليه في الغالب آتسمية العصير خمرًا أو أنه مجاور له في

    .جرى النهر والميزاب ونحوه: الغالب آقولهمه وإنما قيدنا الحد باللفظ ألن الكالم إنما وجميع جهات التجوز وإن تعددت غير خارجة عما ذآرنا

    هو في المجاز اللفظي ال مطلقًا وبقولنا المتواضع على استعماله أو المستعمل في غير ما وضع له أوًال تمييزًا له عن الحقيقة وبقولنا لما بينهما من التعلق ألنه لو لم يكن آذلك آان ذلك االستعمال

    .آًا ال مجازًاابتداء وضع آخر وآان اللفظ مشترفإن قيل ما ذآرتموه من الحد غير جامع ألنه يخرج منه التجوز بتخصيص االسم ببعض مدلوالته

    في اللغة آتخصيص لفظ الدابة بذوات األربع فإنه مجاز وهو غير مستعمل في غير ما وضع له ة الكاف في أوًال لدخول ذوات األربع في المدلول األصلي ويلزم منه أيضًا خروج التجوز بزياد

    فإنه مجاز وهو غير مستعمل في إفادة شيء أصًال " ١١الشورى " "ليس آمثله شيء"قوله ويخرج أيضًا منه التجوز بلفظ األسد عن اإلنسان حالة قصد تعظيمه وإنما يحصل تعظيمه بتقدير

    ال يكون آونه أسدًا ال بمجرد إطالق اسم األسد عليه بدليل ما إذا جعل علمًا له ومدلوله إذ ذاك غير ما وضع له أوًال وتدخل فيه الحقيقة العرفية آلفظ الغائط وإن آان اللفظ مستعمًال في غير

    .موضوعه أوًال والحقيقة من حيث هي حقيقة ال تكون مجازًاأما اإلشكال األول فمندفع ألنه ال يخفى أن حقيقة المطلق مخالفة لحقيقة المقيد من حيث هما : قلنا

    لفظ الدابة حقيقة في مطلق دابة فاستعماله في الدابة المقيدة على الخصوص يكون آذلك فإذا آان فليست " ليس آمثله شيء"استعماًال له في غير ما وضع له أوًال وأما الكاف في قوله تعالى ليس لمثله مثل وهو مثل لمثله : مستعملة لالسمية آوضعها في اللغة وال للتشبيه وإال آان معناها

    ًا فكانت مستعملة ال فيما وضعت له في اللغة أوًال فكانت داخلة في الحد وأما التعبير فكان تناقضبلفظ األسد عن اإلنسان تعظيمًا له فليس لتقدير مسمى األسد الحقيقي فيه بل لمشارآته له في

    صفته من الشجاعة والحقيقة العرفية وإن آانت حقيقة بالنظر إلى تواضع أهل العرف عليها فال عن آونها مجازًا بالنسبة إلى استعمال اللفظ في غير ما وضع له أوًال وال تناقض وإذا تخرج

    عرف معنى الحقيقة والمجاز فمهما ورد لفظ في معنى وتردد بين القسمين فقد يعرف آونه حقيقة ومجازًا بالنقل عن أهل اللغة وإن لم يكن نقل فقد يعرف آونه مجازًا بصحة نفيه في نفس األمر

    رف آونه حقيقة بعدم ذلك ولهذا فإنه يصح أن يقال لمن سمي من الناس حمارًا لبالدته أنه ويع .ليس بحمار وال يصح أن يقال إنه ليس بإنسان في نفس األمر لما آان حقيقة فيه

    ومنها أن يكون المدلول مما يتبادر إلى الفهم من إطالق اللفظ من غير قرينة مع عدم العلم بكونه .ف غيره من المدلوالت فالمتبادر إلى الفهم هو الحقيقة وغيره هو المجازمجازًا بخال

    فإن قيل هذا ال يطرد في المجاز المنقول حيث إنه يسبق إلى الفهم من اللفظ دون حقيقته فاألمر فيهما بالضد مما ذآرتموه وينتقض أيضًا باللفظ المشترك فإنه حقيقة في مدلوالته مع عدم تبادر

    .الفهم عند إطالقه شيء منها إلى

    قلنا أما األول فمندفع وذلك ألن اللفظ الوارد إذا تبادر مدلوله إلى الذهن عند إطالقه فإن علم آونه مجازًا فهو غير وارد على ما ذآرناه وإن لم يعلم فالظاهر أنه يكون حقيقة فيه الختصاص ذلك

    للفظ المشترك فإن قلنا إنه عام في بالحقيقة في الغالب وإدراج النادر تحت الغالب أولى وأما اجميع محامله فقد اندفع اإلشكال وإن قلنا إنه ال يتناول إال واحدًا من مدلوالته على طريق البدل

    فهو حقيقة في الواحد على البدل ال في الواحد عينًا والذي هو حقيقة فيه فهو متبادر إلى الفهم عند بادر إلى الفهم وهو الواحد المعين غير حقيقة فيه وفيه إطالقه وهو الواحد على البدل والذي لم يت

    .دقةومنها أن ال يكون اللفظ مطردًا في مدلوله مع عدم ورود المنع من أهل اللغة والشارع من

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    .االطراد وذلك آتسمية الرجل الطويل نخلة إذ هو غير مطرد في آل طويلحقيقة في الكريم والفاضل حقيقة في عدم االطراد ال يدل على التجوز فإن اسم السخي: فإن قيل

    العالم وهذان المدلوالن موجودان في حق اهللا تعالى وال يقال له سخي وال فاضل وآذلك اسم القارورة حقيقة في الزجاجة المخصوصة لكونها مقرًا للمائعات وهذا المعنى موجود في الجرة

    ل على الحقيقة لجواز اطراد بعض والكوز وال يسمى قارورة وإن سلمنا ذلك ولكن االطراد ال يد .المجازات وعدم االطراد في بعضها آما ذآرتموه فال يلزم منه التعميم

    أما اإلشكال األول فقد اندفع بقولنا إذا لم يوجد مانع شرعي وال لغوي وفيما أورد من الصور : قلنان االطراد دليل الحقيقة قد وجد المنع ولواله لكان االسم مطردًا فيها وأما الثاني فإنا ال ندعي أ

    .ليلزم ما قيل بل المدعى أن عدم االطراد دليل المجازومنها أن يكون االسم قد اتفق على آونه حقيقة في غير المسمى المذآور وجمعه مخالف لجمع

    المسمى المذآور فنعلم أنه مجاز فيه وذلك آإطالق اسم األمر على القول المخصوص وعلى " وما أمر فرعون برشيد"وقوله تعالى " ٥٠القمر " "وما أمرنا إال واحدة"الفعل في قوله تعالى

    فإن جمعه في جهة الحقيقة أوامر وفي الفعل أمور وال نقول إن المجاز ال يجمع " ٩٧هود "والحقيقة تجمع آما ذآر بعضهم إذ اإلجماع منعقد على التجوز بلفظ الحمار عن البليد مع صحة

    .اران وحمرتثنيته وجمعه حيث يقال حمفإن قيل اختالف الجمع ال يدل على التجوز في المسمى المذآور لجواز أن يكون حقيقة فيه

    الجمع إنما هو لالسم ال للمسمى فاختالفه ال يكون : واختالف الجمع بسبب اختالف المسمى قلنا .مؤثرًا في اختالف الجمع

    عها منها اسم مع عدم ورود ومنها أن يكون االسم موضوعًا لصفة وال يصح أن يشتق لموضوالمنع من االشتقاق فيدل على آونه مجازًا وذلك آإطالق اسم األمر على الفعل فإنه ال يشتق لمن قام به منه اسم اآلمر بخالف اسم القارورة فإنه ال يطلق على الكوز والجرة بطريق االشتقاق من

    الزجاجة المخصوصة لورود المنع قرار المائع فيه مع آون اسم القرار فيه حقيقة آما اشتق في .من أهل اللغة فيه

    ال نسلم عدم : هذا ينتقض باسم الرائحة القائمة بالجسم فإنه حقيقة مع عدم االشتقاق قلنا: فإن قيل .االشتقاق فإنه يصح أن يقال للجسم الذي قامت به الرائحة متروحفة إليه فيتعين أن يكون مجازًا في ومنها أن يكون االسم مضافًا إلى شيء حقيقة وهو متعذر اإلضا

    ".٨٣يوسف " واسأل القرية"شيء آخر وذلك آقوله تعالى ال يدل ذلك على آونه مجازًا في الغير لجواز أن يكون مشترآًا وتعذر حمل اللفظ : فإن قيل

    .المشترك على بعض محامله ال يوجب جعله مجازًا في الباقيهو خالف األصل والمجاز وإن آان على خالف األصل هذا مبني على القول باالشتراك و: قلنا

    مهما : إال أن المحذور فيه أدنى من محذور االشتراك على ما يأتي فكان أولى وعلى هذا نقولثبت آون اللفظ حقيقة في بعض المعاني لزم أن يكون مجازًا فيما عداه إذا لم يكن بينهما معنى

    .تواطئمشترك يصلح أن يكون مدلوًال للفظ بطريق الومنها أن يكون قد ألف من أهل اللغة أنهم إذا استعملوا لفظًا بازاء معنى أطلقوه إطالقًا وإذا

    استعملوه بازاء غيره قرنوا به قرينة فيدل ذلك على آونه حقيقة فيما أطلقوه مجازًا في الغير وذلك اك في الحقيقة دون ألن وضع الكالم للمعنى إنما آان ليكتفي به في الداللة واألصل أن يكون ذ

    .المجاز لكونها أغلب في االستعمال

    ومنها أنه إذا آان اللفظ حقيقة في معنى ولذلك المعنى متعلق فإطالقه بازاء ما ليس له ذلك المتعلق يدل على آونه مجازًا فيه آإطالق اسم القدرة على الصفة المؤثرة في اإليجاد فإن لها

    .في قولهم انظر إلى قدرة اهللا ال مقدور لهامقدورًا وإطالقها على المخلوقات قيل التعلق ليس من توابع آون اللفظ حقيقيًا بل من توابع المسمى وال يلزم من اختالف : فإن

    المسمى إذا آان االسم في أحدهما حقيقة أن يكون مجازًا في اآلخر لجواز االشتراك فجوابه ما

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    .سبقيتوقف إطالقه عليه على تعلقه بمسمى ذلك االسم في ومنها أن يكون االسم الموضوع لمعنى مما

    .موضع آخر وال آذلك بالعكس فيعلم أن المتوقف مجاز واآلخر غير مجازوتشترك الحقيقة والمجاز في امتناع اتصاف أسماء األعالم بهما آزيد وعمرو وذلك ألن الحقيقة

    المجاز في غير ما وضع له أوًال على ما تقدم إنما تكون عند استعمال اللفظ فيما وضع له أوًال ووذلك يستدعي آون االسم الحقيقي والمجازي في وضع اللغة موضوعًا لشيء قبل هذا االستعمال

    في وضع اللغة وأسماء األعالم ليست آذلك فإن مستعملها لم يستعملها فيما وضعه أهل اللغة له مجازًا وعلى هذا فاأللفاظ أوًال وال في غيره ألنها لم تكن من وضعهم فال تكون حقيقة وال

    الموضوعة أوًال في ابتداء الوضع في اللغة ال توصف بكونها حقيقة وال مجازًا وإال آانت موضوعة قبل ذلك الوضع وهو خالف الفرض وآذلك آل وضع ابتدائي حتى األسماء المخترعة

    ًا باستعمالها بعد ابتداء ألرباب الحرف والصناعات ألدواتهم وآالتهم وإنما تصير حقيقة ومجازذلك وبهذا يعلم بطالن قول من قال إن آل مجاز له حقيقة وال عكس وذلك ألن غاية المجاز أن يكون مستعمًال في غير ما وضع له أوًال وما وضع له اللفظ أوًال ليس حقيقة وال مجازًا على ما

    لفظ المستعمل فيما وضع عرف وبالنظر إلى ما حققناه في معنى الحقيقة والمجاز يعلم أن تسمية الله أوًال حقيقة وإن آان حقيقة بالنظر إلى األمر العرفي غير أنه مجاز بالنظر إلى آونه منقوًال من

    .الوجوب والثبوت الذي هو مدلول الحقيقة أوًال في اللغة على ما سبق تحقيقهألول فإنه ال يخلو وتشترك الحقيقة والمجاز أيضًا أن آل ما آان من آالم العرب ما عدا الوضع ا

    .عن الحقيقة والمجاز معا بل ال بد من أحدهما فيهالمسألة األولى في األسماء الشرعية وال شك في إمكانها إذ ال إحالة في : مسائل هذه القسمة خمس

    وضع الشارع اسمًا من أسماء أهل اللغة أو من غير أسمائهم على معنى يعرفونه أو ال يعرفونه لم سمائهم فإن دالالت األسماء على المعاني ليست لذواتها وال االسم واجب للمعنى يكن موضوعًا أل

    بدليل انتفاء االسم قبل التسمية وجواز إبدال اسم البياض بالسواد في ابتداء الوضع وآما في أسماء .األعالم واألسماء الموضوعة ألرباب الحرف والصناعات ألدواتهم وآالتهم

    تًا في الوقوع والحجاج هاهنا مفروض فيما استعمله الشارع من أسماء أهل وإنما الخالف نفيًا وإثبااللغة آلفظ الصوم والصالة هل خرج به عن وضعهم أم ال فمنع القاضي أبو بكر من ذلك وأثبته

    .المعتزلة والخوارج والفقهاءتلك األول أن الشارع لو فعل ذلك لزمه تعريف األمة بالتوقيف نقل: احتج القاضي بمسلكين

    األسامي وإال آان مكلفًا لهم بفهم مراده من تلك األسماء وهم ال يفهمونه وهو تكليف بما ال يطاق والتوقيف الوارد في مثل هذه األمور ال بد وأن يكون متواترًا لعدم قيام الحجة باآلحاد فيها وال

    بما ال يطاق وهو فاسد تواتر وهذه الحجة غير مرضية أما أوًال فألنها مبنية على امتناع التكليف على ما عرف من أصول أصحابنا القائلين بخالفه في هذه المسألة وإن آان ذلك ممتنعًا عند

    المعتزلة وبتقدير امتناع التكليف بما ال يطاق إنما يكون هذا تكليفًا بما ال يطاق إذ لو آلفهم بفهمها .قبل تفهيمهم وليس آذلك

    نسلم وما المانع أن يكون تفهيمهم بالتكرير والقرائن المتضافرة قوله التفهيم إنما يكون بالنقل ال مرة بعد مرة آما يفعل الوالدان بالولد الصغير واألخرس في تعريفه لما في ضميره لغيره

    .باإلشارة

    المسلك الثاني أن هذه األلفاظ قد اشتمل عليها القرآن فلو آانت مفيدة لغير مدلوالتها في اللغة لما سان أهل اللغة آما لو قال أآرم العلماء وأراد به الجهال أو الفقراء وذلك ألن آون آانت من ل

    اللفظ عربيًا ليس لذاته وصورته بل لداللته على ما وضعه أهل اللغة بازائه وإال آانت جميع ألفاظهم قبل التواضع عليها عربية وهو ممتنع ويلزم من ذلك أن ال يكون القرآن عربيًا وهو على

    " بلسان عربي مبين"وقوله تعالى " ٣الزخرف " إنا جعلناه قرآنًا عربيًا"قوله تعالى خالف وذلك ممتنع " ٤إبراهيم " "وما أرسلنا من رسول إال بلسان قومه: "وقوله تعالى" ١٩٥الشعراء "

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    ال أسلم أنه يلزم من ذلك خروج القرآن عن آونه : وهذا المسلك ضعيف أيضًا إذ لقائل أن يقولفإن قيل ألنه إذا آان مشتمًال على ما ليس بعربي فما بعضه عربي وبعضه غير عربي ال عربيًا

    ال نسلم داللة : يكون آله عربيًا وفي ذلك مخالفة ظواهر النصوص المذآورة فيمكن أن يقالالنصوص على آون القرآن بكليته عربيًا ألن القرآن قد يطلق على السورة الواحدة منه بل على

    هذا قرآن واألصل في : دة آما يطلق على الكل ولهذا يصح أن يقال للسورة الواحدةاآلية الواحقرأت الناقة لبنها في ضرعها إذا : اإلطالق الحقيقة وألن القرآن مأخوذ من الجمع ومنه يقال

    جمعته وقرأت الماء في الحوض أي جمعته والسورة الواحدة فيها معنى الجمع لتألفها من حروف فصح إطالق القرآن عليها غايته أنا خالفنا هذا في غير الكتاب العزيز فوجب وآلمات وآيات

    العمل بمقتضى هذا األصل في الكتاب وبعضه وألنه لو حلف أنه ال يقرأ القرآن فقرأ سورة منه حنث ولو لم يكن قرآنًا لما حنث وإذا آان آذلك فليس الحمل على الكل أولى من البعض وعند ذلك

    .البعض الذي ليس فيه غير العربيةأمكن حمله على أجمعت األمة على أن اهللا تعالى لم ينزل إال قرآنًا واحدًا فلو آان البعض قرآنًا والكل : فإن قيل

    قرآنًا لزمت التثنية في القرآن وهو خالف اإلجماع وإذا لم يكن القرآن إال واحدًا تعين أن يكون هو .الكل ضرورة اإلجماع على تسميته قرآنًا

    أجمعت األمة على أن اهللا تعالى لم ينزل إال قرآنًا واحدًا بمعنى أنه لم ينزل غير هذا القرآن : لناق .أو بمعنى أن المجموع قرآن وبعضه ليس بقرآن األول مسلم والثاني ممنوع

    ما ذآرتموه من الدليل على آون بعض القرآن قرآنًا معارض بما يدل على أنه ليس : فإن قيل .هذا بعض القرآن: قول القائل عن السورة واآلية بقرآن وهو صحة

    المراد به إنما هو بعض الجملة المسماة بالقرآن وليس في ذلك ما يدل على أن البعض ليس : قلنابقرآن حقيقة فإن جزء الشيء إذا شارك آله في معناه آان مشارآًا له في اسمه ولهذا يقال إن

    ء ماء الشتراك الكل والبعض في المعنى المسمى بعض اللحم لحم وبعض العظم عظم وبعض المابذلك االسم وإنما يمتنع ذلك فيما آان البعض فيه غير مشارك للكل في المعنى المسمى بذلك االسم

    بعض العشرة عشرة وبعض المائة مائة وبعض الرغيف رغيف وبعض الدار دار : ولهذا ال يقالن فيه من القسم الثاني دون األول فهو غير الزم إلى غير ذلك وعند ذلك فما لم يبينوا آون ما نح

    وإن سلمنا التعارض من آل وجه فليس القول بالنفي أولى من القول باإلثبات وعلى المستدل الترجيح وإن سلمنا داللة النصوص على آون القرآن بجملته عربيًا لكن بجهة الحقيقة أو المجاز

    ب منه العربية يسمى عربيًا وإن آان فيه ما ليس األول ممنوع والثاني مسلم وذلك ألن ما الغالبعربي آما يسمى الزنجي أسود وإن آان بعضه اليسير مبيضًا آأسنانه وشحمة عينيه والرومي

    أبيض وإن آان البعض اليسير منه أسود آالناظر من عينيه وآذل البيت من الشعر بالفارسية .العربية يسمى فارسيًا وإن آان مشتمًال على آلمات يسيرة من

    ويدل على هذا التجوز ما اشتمل عليه القرآن من الحروف المعجمة في أوائل السور فإنها ليست

    من لغة العرب في شيء وأيضًا فإن القرآن قد اشتمل على عبادات غير معلومة للعرب فال لقرآن يتصور التعبير عنها في لغتهم فال بد لها من أسماء تدل عليها غير عربية وأيضًا فإن ا

    وأراد به صالتكم وليس " ١٤٣البقرة " "وما آان اهللا ليضيع إيمانكم"مشتمل على قوله تعالى " ٤٣البقرة " أقيموا الصالة"اإليمان في اللغة بمعنى الصالة بل بمعنى التصديق وعلى قوله

    والصالة في اللغة بمعنى الدعاء وفي الشرع عبارة عن األفعال المخصوصة وعلى قوله تعالى والزآاة في اللغة عبارة عن النماء والزيادة وفي الشرع عبارة عن " ٤٣البقرة " "وآتوا الزآاة"

    والصوم في "١٣٨البقرة " "آتب عليكم الصيام: "وجوب أداء مال مخصوص وعلى قوله تعالىاللغة عبارة عن مطلق إمساك وفي الشرع عبارة عن إمساك مخصوص بل وقد يطلق الصوم في

    " وهللا على الناس حج البيت: "ة ال إمساك فيها آحالة الناسي أآًال وعلى قوله تعالىالشرع في حالوالحج في اللغة عبارة عن مطلق قصد وفي الشرع عبارة عن القصد إلى مكان " ٩٧آل عمران "

    .مخصوص

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    .وهذا آله يدل على اشتمال القرآن على ما ليس بعربي فكان إطالق اسم العربي عليه مجازًاأما الحروف المعجمة التي في أوائل السور فهي أسماؤها وأما العبادات الحادثة فمن : فإن قيل

    حيث إنها أفعال محسوسة معلومة للعرب ومسماة بأسماء خاصة لها لغة غير أن الشرع اعتبرها في الثواب والعقاب عليها بتقدير الفعل أو الترك وليس في ذلك ما يدل على اشتمال القرآن على ما

    وما آان اهللا "بعربي وأما اآليات المذآورة فهي محمولة على مدلوالتها لغة أما قوله تعالى ليس البقرة " "أقيموا الصالة"فالمراد به تصديقكم بالصالة وقوله تعالى " ١٤٣البقرة " "ليضيع إيمانكم

    راد من فالمراد به النمو والم" ٤٣البقرة " وآتوا الزآاة"فالمراد به الدعاء وآذلك قوله " ٤٣الصوم اإلمساك ومن الحج القصد غير أن الشارع شرط في إجزائها وصحتها شرعًا ضم غيرها

    إليها وليس في ذلك ما يدل على تغيير الوضع اللغوي وإن سلمنا دخول هذه الشروط في مسمى هذه األسماء لكن بطريق المجاز أما في الصالة فمن جهة أن الدعاء جزؤها والشيء قد يسمى

    : جزئه ومنه قول الشاعرباسم التقـدم فهال تال حاميم قبل يناشدني حاميم والرمح شاجر

    وأراد به القرآن فسماه باسم جزئه وآذلك الكالم في الصوم والزآاة والحج ويمكن أن يقال بأن تسمية الصوم الخاص وآذلك الزآاة والحج واإليمان من باب التصرف بتخصيص االسم ببعض

    ا في لفظ الدابة والشارع له والية هذا التصرف آما ألهل اللغة ويخص الصالة أن مسمياته لغة آمأفعالها إنما سميت صالة لكونها مما يتبع بها فعل اإلمام فإن التالي للسابق من الخيل يسمى مصليًا

    لكونه تابعًا ويخص الزآاة أن تسمية الواجب زآاة باسم سببه والتجوز باسم السبب عن المسبب .لغة والمجاز من اللغة ال من غيرها جائزأما الحروف فإنها إذا آانت أسماء آلحاد السور فهي أعالم لها وليست لغوية فقد اشتمل : قلنا

    القرآن على ما ليس من لغة العرب وما ذآروه في العبادات الحادثة في الشرع فإنما يصح أن لو ا عليه ويدل على هذا اإلطالق ما ذآر من لم تكن قد أطلق عليها أسماء لم تكن العرب قد أطلقته

    غير أن الشارع شرط في إجزائها : إن هذه األسماء محمولة على موضوعاتها لغة: اآليات قولهمشروطًا ال تصح بدونها فإن مسمى الصالة في اللغة هو الدعاء وقد يطلق اسم الصالة على

    دعاء في الصالة حتى يأتي به وبتقدير األفعال التي ال دعاء فيها آصالة األخرس الذي ال يفهم الأن يكون الدعاء متحققًا فليس هو المسمى بالصالة وحده ودليله أنه يصح أن يقال إنه في الصالة : حالة آونه غير داع ولم آان هو المسمى بالصالة ال غير لصح عند فراغه من الدعاء أن يقال

    وأن ال يسمى الشخص مصليًا حالة عدم عاد إلى الصالة : خرج من الصالة وإذا عاد إليه يقال .الدعاء مع تلبسه بباقي األفعال وآل ذلك خالف اإلجماع

    األصل في اإلطالق الحقيقة : تسمية هذه األفعال بهذه األسماء إنما هو بطريق المجاز قلنا: قولهم .إن الدعاء جزء من هذه األفعال والشيء قد يسمى باسم جزئه: قولهماألول ممنوع والثاني مسلم ولهذا فإن العشرة ال تسمى خمسة : ض األجزاءآل جزء أو بع: قلنا

    . وال الكل جزءًا وإن آان بعضه يسمى جزءًا إلى أمثلة آثيرة ال تحصىوليس القول بأن ما نحن فيه من القبيل الجائز أولى من غيره وإن سلمنا صحة ذلك تجوزًا ولكن

    .لفظ القرآن على حقيقته أولى من العكس ليس القول بالتجوز في هذه األسماء وإجراءبل ما ذآرناه أولى فإن ما ذآرتموه يلزم منه النقل وتغيير اللغة فيستدعي ثبوت أصل : فإن قيل

    الوضع وإثبات وضع آخر والوضع اللغوي ال يفتقر إلى شيء آخر وال يلزم منه تغيير فكان أولى .وإدراج ما نحن فيه تحت األغلب أغلب وأيضًا فإن الغالب من األوضاع البقاء ال التغيير

    بل جانب الخصم أولى لما فيه من ارتكاب مجاز واحد وما ذآرتموه ففيه ارتكاب مجازات : قلناآثيرة فكان أولى وعلى هذا فقد اندفع قولهم بالتجوز بجهة التخصيص أيضًا وما ذآروه من تسمية

    ه أن ال تسمى صالة اإلمام والمنفرد صالة لعدم أفعال الصالة لما فيها من المتابعة لإلمام فيلزم منهذا المعنى فيها وقولهم في الزآاة أن الواجب سمي زآاة باسم سببه تجوزًا فيلزم عليه أن ال تصح

    تسميته زآاة عند عدم النماء في المال وإن آان النماء حاصًال فالتجوز باسم السبب عن المسبب

  • مكتبة مشكاة اإلسالمية مكتبة مشكاة اإلسالمية اإلحكام في أصول األحكاماإلحكام في أصول األحكام

    والثاني مسلم ولهذا فإنه ال يصح تسمية الصيد : ل ممنوعاألو: جائز مطلقًا أو في بعض األسبابشبكة وإن آان نصبها سببًا له وال يسمى االبن أبًا وإن آان األب سببًا له وآذلك ال يسمى العالم

    إلهًا وإن آان اإلله تعالى سببًا له إلى غير ذلك من النظائر وعند ذلك فليس القول بأن ما نحن فيه .لى من غيرهمن قبيل التجوز به أو

    وأما المعتزلة فقد احتجوا بما سبق من اآليات وبقولهم إن اإليمان في اللغة هو التصديق وفي اإليمان بضع وسبعون بابًا أعالها شهادة أن "الشرع يطلق على غير التصديق ويدل عليه السالم

    ليس بتصديق وأيضًا سمي إماطة األذى إيمانًا و" ال إله إال اهللا وأدناها إماطة األذى عن الطريقوما "فإن الدين في الشرع عبارة عن فعل العبادات وإقامة الصالة وإيتاء الزآاة بدليل قوله تعالى

    فكان " ٥البينة " "وذلك دين القيمة"إلى آخر اآلية ثم قال " أمروا إال ليعبدوا اهللا مخلصين له الدينآل عمران " "إن الدين عند اهللا اإلسالم"راجعًا إلى آل المذآور والدين هو اإلسالم لقوله تعالى

    .واإلسالم هو اإليمان فيكون اإليمان في الشرع هو فعل العبادات" ١٩ودليل آون اإليمان هو اإلسالم إنه لو آان اإليمان غير اإلسالم لما آان مقبوًال من صاحبه لقوله

    أيضًا فإنه استثنى المسلمين و" ٨٥آل عمران " "ومن يبتغ غير اإلسالم دينًا فلن يقبل منه"تعالى فأخرجنا من آان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من "من المؤمنين في قوله تعالى

    واألصل أن يكون المستثنى من جنس المستثنى منه وأيضًا قوله تعالى " ٥٣الذاريات " المسلمينلى بيت المقدس وأيضًا فإن قاطع وأراد به الصالة إ" ١٤٣البقرة " "وما آان اهللا ليضيع إيمانكم"

    ولهم في اآلخرة عذاب "الطريق وإن آان مصدقًا فليس بمؤمن ألنه يدخل النار بقوله تعالى ربنا إنك من "والداخل في النار مخزي لقوله تعالى حكاية عن أهل النار " ١١٤البقرة " "عظيم

    ك والمؤمن غير مخزي لقوله مع التقرير لهم على ذل" ١٩٢آل عمران " "تدخل النار فقد أخزيتهوأيضًا فإن المكلف يوصف بكونه " ٨التحريم " "يوم ال يخزي اهللا النبي والذين أمنوا معه"تعالى

    مؤمنًا حالة آونه غافًال عن التصديق بالنوم وغيره وأيضًا فإنه لو آان اإليمان في الشرع هو له تعالى مؤمنًا والمصدق باهللا اإليمان اللغوي أي التصديق لسمي في الشرع المصدق بشريك اإل

    .مع إنكار الرسالة مؤمنًا إلى نظائرهأما اآليات السابق ذآرها فيمكن أن يقال في جوابها إن إطالق اسم الصالة : ولقائل أن يقول

    والزآاة والصوم والحج إنما آان بطريق المجاز على ما سبق والمجاز غير خارج عن اللغة ريق إيمانا أمكن أن يكون لكونه دليًال على اإليمان فعبر باسم وتسمية إماطة األذى عن الط

    .المدلول عن الدال وهو أيضًا جهة من جهات التجوزإال أنه يلزم منه التغيير ومخالفة الوضع اللغوي فيتقابالن : األصل إنما هو الحقيقة قلنا: فإن قيل

    .وليس أحدهما أولى من اآلخر لما سبق

    قل لم تؤمنوا ولكن قولوا "اإلسالم بما ذآروه فهو معارض بقوله تعالى وقولهم إن اإليمان هوولو اتحدا لما صح هذا القول وليس أحدهما أولى من اآلخر بل الترجيح " ١٤الحجرات " "أسلمنا

    للتغاير نظرًا إلى أن األصل عند تعدد األسماء تعدد المسميات ولئال يلزم منه التغيير في الوضع " ١٨٣البقرة " "وما آان اهللا ليضيع إيمانكم"ذآروه من االستثناء وقوله تعالى وبهذا يندفع ما

    فالمراد به التصديق بالصالة ال نفس الصالة فال تغيير وإن آان المراد به الصالة غير أن الصالة .لما آانت تدل على التصديق سميت باسم مدلولها وذلك مجاز من وضع اللغة

    ال يتناول آل مؤمن بل من " ٨التحريم " "اهللا النبي والذين آمنوا معهيوم ال يخزي : "وقوله تعالىآمن مع النبي عليه السالم وهو صريح في ذلك وأولئك لم يصدر منهم ما دل صدر اآلية عليه من

    الحراب هللا ورسوله والسعي في األرض بالفساد الذي أوجب دخول النار في اآلية وال يلزم من .لنبي نفيه عن غيرهنفي الخزي عمن آمن مع ا

    وقولهم إن المكلف يوصف باإليمان حالة آون�