الجمھورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية

وزارة التعليم العالي و البحث العلمي

-تلمسان –أبو بكر بلقايد جامعة

كلية العلوم ا.قتصادية و التجارية و علوم التسيير

إطارة الماجستير في مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شھاد مدرسة الدكتوراه

العامة تسيير المالية :خصصت

الشفافية كأداة لتسيير المالية العامة

: البروفسور تحت إشراف :من إعداد الطالبة

محمد الزين باركة اطمةساجي ف

:لجنة المناقشةأعضاء

ا ـرئيس ة تلمسان جامع أستاذ محاضرـــي ة علـــبوھن. د

مشرفا جامعة تلمسان أستاذ التعليم العالي محمد الزين د باركة.أ

ممتحنا جامعة تلمسان أستاذة محاضرة بوشيخي عائشة . د

ممتحنا جامعة تلمسان ستاذة محاضرة أ عشعاشي وسيلة . د

2011 - 2010السنة الجامعية

.امحلد � ا'ي أعانين عىل إجناز هذا البحث، و ال يسعين إال أن أجسد � شكرا و محدا عىل توفيقه

عىل توجهياته القمية و محمد الزين 1ركة محمد الزين 1ركة محمد الزين 1ركة محمد الزين 1ركة الربوفسور املرشف األسـتاذأخص 1لشكر و /متنان و التقدير

.لك ما بذF من Eد

حضورمه ملناقشة بقبوهلم و ا'ين رشفوT املناقشةاء جلنة كام أتوجه 1لشكر إىل األساتذة األفاضل أعض

.املذكرةهذه

مل يبخل عيل و ال يفوتين أن أتقدم بعظمي الشكر و وافر /متنان إىل عبد الرمحن عبد القادر ا'ي

.و املساعدة قبل و أثناء إعداد هذا البحث ،السؤال و و تشجيعه، بدمعه،

لك أساتذة تصادية و علوم التسـيري جبامعة أيب بكر بلقايد تلمسان، و ق إىل لك أساتذة لكية العلوم /

.امعة ابن خzون تيارتلكية العلوم اإلنسانية و /جvعية جب

.إىل لك إطارات و عامل وزارة املالية عىل املساعدة و حسن /سـتقبال

، و وقته، و دعائه، و لك إىل لك من وقف معنا و دمعنا من بعيد أو قريب عىل إجناز هذا البحث جبهده

.لكمة طيّبة يف إجناز هذا العمل املتواضع

....و هللا املوفقو هللا املوفقو هللا املوفقو هللا املوفق

.الغاليني حفظهام هللا زيدين رضاهام جناحا و عزما وا�يإىل من يرافقين دعاؤهام دوما و ي

.رعامه هللا و حفظهم �سني،محمد، أرشف األعزاء إىل إخويت

.سا� و احلاج قدور عائ�، و لك أطال هللا يف معرهام العزيزين جدايإىل

.خاليت و أخيت األسـتاذة نفيسة إىل

.لنا معي مفتاح حسان رعاه هللا األبأن يكون مبثابة إىل من أىب إال

.و عائالهتم ، نعمية، خاليدةفاطمة، كرمية، فاطمة، مجي�: إىل لك صديقايت الغاليات

".تسـيري املالية العامة " إىل لك الزمالء و الزميالت يف مدرسة ا�كتوراه

.إىل لك من تسعه ذاكريت و مل تسعه مذكريت

.إىل لك هؤالء أهدي هذا العمل املتواضع

ةةةةفاطميفاطميفاطميفاطميسا� سا� سا� سا�

بسم هللا الرمحن الرحميبسم هللا الرمحن الرحميبسم هللا الرمحن الرحميبسم هللا الرمحن الرحمي

))))علمي احلكميعلمي احلكميعلمي احلكميعلمي احلكميسـبحانك ال عمل لنا إال ما علمتنا إنك أنت السـبحانك ال عمل لنا إال ما علمتنا إنك أنت السـبحانك ال عمل لنا إال ما علمتنا إنك أنت السـبحانك ال عمل لنا إال ما علمتنا إنك أنت ال((((

صدق هللا العظمي صدق هللا العظمي صدق هللا العظمي صدق هللا العظمي

امللخص

إن احلديث عن املالية العامة يف الوقت احلايل يركز بصفة جوهرية على الشفافية يف األداء، ألا

وسيلة و غاية من ضمن ما تعنيه الوضوح و حسن التنظيم و حق اجلميع يف املسائلة بشىت الطرق اليت

ة الرأي و التعبري، و احلصول على يكفلها له القانون، و هي حمصلة مل األداء الدميقراطي من حري

.املعلومات و سيادة القانون و استقالل القضاء، و شيوع ثقافة رافضة للفساد و مناهضة له

كما أن فعالية املالية العامة تستدعي عدد من املعايري أمهها الشفافية و مشاركة اجلمهور يف صنع

.جاهدة من أجل ترسيخ معايري و مبادئ الشفافية القرارات، و هذا ما تراه املؤسسات الدولية اليت تعمل

لذا تسعى اجلزائر لتحقيق الشفافية يف تسيري األموال العمومية و يتجلى هذا من خالل القوانني و

التشريعات الداعية حملاربة الفساد و نشر الشفافية اليت قامت بإصدارها يف اآلونة األخرية، لكن بالرغم

على ورق، و ربأا تبقى حمدودة لغياب التطبيق الفعلي هلذه القوانني و بقائها حمن اجلهود املبذولة إال

هذا ما نلمسه من خالل النتائج اليت حتصلت عليها من طرف املنظمات الدولية الناشطة يف تعزيز

الشفافية و مكافحة الفساد مثل منظمة الشفافية الدولية، و مشروع شراكة امليزانية الدويل، و البنك

ية احلكم و مدى شفافية املالية العاملي و صندوق النقد الدويل، اليت نرى من خالل تقاريرها حول نوع

العامة يف اجلزائر أن الفساد قد تغلغل يف مؤسسات الدولة بالرغم من أن اجلزائر من أوائل الدول اليت

صادقت على االتفاقية األممية حملاربة الفساد، و أن احلكومة تزود اجلمهور مبعلومات قليلة جدا حول

لذا يتوجب . الية خالل السنة و عدم فعالية الرقابة و التدقيق املايلامليزانية العامة للدولة و نشاطاا امل

.على احلكومة أن تقوم بإعادة النظر يف قوانينها و حتديثها مبا يتماشى مع املتطلبات الدولية

:الكلمات املفتاحية

.الشفافية، األموال العمومية، امليزانية العامة، الفساد، احلكم الرشيد

Résume

En ces temps actuels, dès qu’on parle des finances publiques, on évoque d’une

façon essentielle la transparence dans l’exécution. Ceci s’explique par la clarté, la

bonne organisation et le droit d’un tout chacun de savoir par les diverses manières qui

lui sont garanties par la loi. C’est la résultante de l’exercice politique, de la liberté

d’opinion et d’expression, du droit de l’accès à l’information de la souveraineté de la

loi et du rejet de la culture de la corruption et de la nécessité de la combattre.

L’efficacité et l’efficience des finances publiques exige un certain nombre de

normes dont les plus importantes sont la transparence et la participation des citoyens

au processus décisionnel. C’est ce que constatent les institutions internationales qui

œuvrent pour l’instauration de normes et de principes de la transparence . Par

conséquent, l’Algérie cherche à atteindre un degré élevé de transparence dans la

gestion des fonds publics, ceci se reflète par la législation et les lois promulguées ces

derniers temps et qui appellent à la lutte contre la corruption et à la promotion de la

transparence. Mais en dépit des efforts consentis, la promotion de la transparence est

ralentie par l’absence d’application effective de ces lois qui ne survivent que sur le

papier. C’est ce qui apparait clairement sur l’analyse des résultats obtenus par les

institutions internationales qui activent pour la promotion de la transparence et dans

la lutte contre la corruption, telles que : Transparency International , Le Projet du

budget du partenariat international , la Banque Mondiale et le FMI et dont les résultats

des rapports sur la qualité de la gouvernance et l’étendue de la transparence des

finances publiques en Algérie montrent que la corruption s’est généralisée dans toutes

les institutions de l’état , malgré que l’Algérie est parmi les premiers pays qui ont ratifié

la convention des Nations Unies pour combattre la corruption . Ces rapports ont

montré aussi que le gouvernement ne fournit au public que très peu d’information sur

le budget de l’état et de ses activités financières annuelles et que le contrôle des

finances manque de beaucoup d’efficacité. Il incombe donc à l’état de réexaminer les

lois, de les actualiser et de les mettre en conformité avec les exigences internationales.

MOTS CLES : Transparence, finances publiques , budget , corruption , bonne

gouvernance .

Abstract

In these current times, as soon as one speaks of public finances, one evokes in

an essential way the transparency in the execution. This is explained by clearness, the

good organization and the right of a whole each one to know by the various

manners which are guaranteed to him by the law. It is the resultant of the political

exercise, of the freedom of thought and expression, of the right of access to

information of the sovereignty of the law and rejection of the culture of corruption

and need for fighting it.

The effectiveness and the efficiency of public finances require a certain number

of standards of which most important are the transparency and the participation of

citizens in the decision-making process. It is what the international institutions note

which work for the introduction of standards and principles of the transparency

consequently, Algeria seeks to reach a high degree of transparency in the

management of the public funds, this is reflected by the legislation and the laws

promulgated lately and which call with the fight against corruption and promotion

of the transparency . But in spite as of authorized efforts, the promotion of the

transparency is slowed down by the absence of effective application of these laws

which survive only on paper. It is what appears clearly on the analysis of the results

obtained by the international institutions which activate for promotion of the

transparency and in the fight against corruption, such as: International Transparency,

the Project of the Budget of the international partnership, the world Bank and the

IMF and whose results of the reports on the quality of the governorship and the

extent of the transparency of public finances in Algeria show that corruption spread

in all the institutions of the state, although Algeria is among the first countries which

ratified the convention of the United National to fight corruption.

These reports also showed that the government provides to the public only

very little information on the budget of the state and its annual financial activities and

that the control of finances misses of much effectiveness. It thus falls at the state to

re-examine the laws, to bring up to date them and to put them in accordance with

the international requirement.

KEY WORDS: Transparency, public finances, budget, corruption, good

governance.

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

فهرس احملتويات

الصفحة العنــــــــــــــــــــــــــــــوان

كراتـــــــالتش

اإلهــــــــداء

امللخصات باللغات الثالث

رســــــــالفه

قائمة اجلداول و األشكال

أ ـ ح ةـــــاملقدمة العام

متهيد

أسس املالية العامة :املبحث األول

ما هية املالية العمومية :ولاملطلب األ �

تعريف املالية العمومية -1

خصائص املالية العامة -2

مفاهيم متعلقة باملالية العامة :املطلب الثاين �

وظائف املالية العامة -1

مظاهر املالية العامة -2

01

02

02

02

05

07

07

08

عموميات حول املالية العامة و الشفافية :الفصل األول

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

مصادر املالية العامة -3

عناصر املالية العامة :املطلب الثالث �

النفقات العامة -1

اإليرادات العامة -2

امليزانية العامة -3

أساسيات امليزانية: املبحث الثاين

دورة امليزانية :املطلب األول �

مراحل إعداد امليزانية -1

احلساب اخلتامي وامليزانية العامة -2

تقييم تنفيذ امليزانية -3

التحديات اليت تواجه إعداد امليزانية العامة :املطلب الثاين �

يديولوجيات مشكالت تتعلق بتحديد اإل -1

ت تتعلق بإعداد امليزانية العامةمشكال -2

باملصادقة على امليزانيات العامةمشكالت تتعلق -3

انيات العامة ومتابعتها وتقييمهامشكالت تتعلق بتنفيذ امليز -4

إعداد احلساب اخلتاميمشكالت تتعلق ب -5

08

09

09

11

12

14

14

14

16

17

19

19

20

22

22

23

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

نظام امليزانية السليمعناصر :املطلب الثالث �

اإلطار القانوين -1

عرض شامل للميزانية -2

تقديرات دقيقة ويف الوقت املناسبمعلومات و -3

الشفافية و املشاركة -4

مفهوم الشفافية ومضامينها :املبحث الثالث

ماهية الشفافية :املطلب األول �

نشأة الشفافية -1

مفهوم الشفافية -2

أنواع الشفافية -3

تطبيق الشفافية أمهية :املطلب الثاين �

أمهية الشفافية -1

فوائد تطبيق الشفافية -2

عوامل بناء جمتمع شفاف -3

املشكالت اليت تعترض اإلصالح والشفافية -4

مضامني الشفافية :املطلب الثالث �

24

25

26

26

27

28

28

28

29

32

34

34

35

35

37

38

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

لشبكة النظمية للشفافيةا -1

خالصة

38

44

متهيد

حمددات الشفافية: املبحث األول

وضوح األدوار واملسؤوليات :املطلب األول �

نطاق القطاع احلكومي -1

إطار إدارة املالية العامة -2

إتاحة املعلومات للجمهور :املطلب الثاين �

تقدمي معلومات شاملة عن أنشطة املالية العامة -1

االلتزامات املتعلقة بالنشر -2

عالنية إعداد امليزانية و تنفيذها و اإلبالغ بنتائجه :املطلب الثالث �

وثائق امليزانية -1

عرض امليزانية -2

إجراءات تنفيذ امليزانية -3

اإلبالغ ببيانات املالية العامة -4

45

46

46

46

50

53

53

59

60

60

64

65

68

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة: الفصل الثاين

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

ضمانات صحة البيانات :املطلب الرابع �

معايري جودة البيانات -1

يف بيانات املالية العامةالتدقيق العام واملستقل -2

الشفافية يف إعداد و تنفيذ امليزانية :املبحث الثاين

تقارير امليزانية الرئيسية :املطلب األول �

تقرير ما قبل إعداد امليزانية -1

التقارير الشهرية -2

تقرير منتصف العام -3

تقرير اية السنة -4

تقرير ما قبل االنتخابات -5

التقرير بعيد األمد -6

النقاط احملددة يف التقارير :املطلب الثاين �

الفرضيات االقتصادية -1

النفقات الضريبية -2

املوجودات و املطلوبات املالية -3

املوجودات غري املالية -4

70

70

72

75

75

76

77

77

78

79

79

80

80

80

81

82

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

خمصصات رواتب املتقاعدين -5

خمصصات الطوارئ -6

الرقابة و املسائلة :املطلب الثالث �

ةالسياسات احملاسبي -1

النظم و املسؤولية -2

تدقيق احلسابات -3

الرقابة العامة و تدقيق الربملان -4

املؤسسات الناشطة يف تعزيز الشفافية :املبحث الثالث

منظمة الشفافية الدولية :املطلب األول �

تعريف منظمة الشفافية الدولية -1

أهداف منظمة الشفافية الدولية -2

دور املنظمة يف تعزيز الشفافية -3

صندوق النقد الدويل :املطلب الثاين �

تعريف صندوق النقد الدويل -1

أهداف ومهام صندوق النقد الدويل -2

82

82

83

83

84

84

84

86

86

86

87

88

89

89

90

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

جتربة صندوق النقد الدويل مع الشفافية -3

البنك الدويل :املطلب الثالث �

تعريف البنك الدويل -1

أهداف البنك الدويل -2

مع الشفافيةجتربة البنك الدويل -3

خالصة

91

94

94

94

95

96

متهيد

دورة امليزانية يف اجلزائر :املبحث األول

وضع و إعالن و مناقشة ميزانية الدولة :املطلب األول �

إعداد امليزانية -1

مناقشة مشروع قانون املالية -2

مرحلة إقرار امليزانية -3

ائرالرقابة على املالية العامة يف اجلز :املطلب الثاين �

الرقابة اإلدارية -1

97

98

98

98

99

99

101

101

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر: الفصل الثالث

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

الرقابة القضائية لس احملاسبة - 2

الرقابة السياسية - 3

مشاكل املالية العامة يف اجلزائر :املطلب الثالث �

الوثائق املساندة للميزانية -1

املناقشة احملدودة لقانون املالية من طرف الربملان -2

ملانية عن طريق التنظيمإمكانية تعديل املصادقة الرب -3

جتميد احلكومة لرقابة الربملان على تنفيذ امليزانية العامة -4

تقرير جملس احملاسبة -5

تقارير املنظمات الدولية حول شفافية املالية العامة يف اجلزائر :املبحث الثاين

مشروع شراكة امليزانيات املفتوحة :ولاملطلب األ �

الدويلملشروع شراكة امليزانية 2006مسح -1

2008لسنة مؤشر امليزانية املفتوحة -2

منظمة الشفافية الدولية :املطلب الثاين �

صندوق النقد الدويل و البنك العاملي :املطلب الثالث �

صندوق النقد الدويل -1

البنك الدويل -2

104

106

108

108

110

110

112

114

116

116

118

121

132

136

136

137

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

ة من طرف اجلزائر لتعزيز الشفافيةاجلهود املبذول :املبحث الثالث

واقع تسيري امليزانية العامة :املطلب األول �

القوانني و التشريعات الداعمة للشفافية :املطلب الثاين �

املواد الواردة يف الدستور -1

القوانني و املراسيم -2

القوانني قيد الدراسة -3

خالصة

140

140

146

146

148

150

152

153 اخلامتة العامة

162 مة املراجعقائ

قائمة اجلداول

الصفحة وانــــــــــــــــــــــــــــالعن الرقم

113 قوانني ضبط امليزانية 01

118 2006نتائج األداء على مؤشر مشروع شراكة امليزانية الدويل لسنة 02

120 وثائق امليزانية األساسية املتوفرة للجمهور يف اجلزائر 03

122 2008على مؤشر مشروع شراكة امليزانية الدويل لسنة نتائج األداء 04

05 العالقة بني درجة االعتمادية على املساعدات اخلارجية و نتائج مسح مشروع

شراكة امليزانية الدويل124

126العالقة بني االعتمادية على املوارد الطبيعية و نتائج مشروع شراكة امليزانية 06

الفهرس الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة

الدويل

129 يف اجلزائر املعلنة زانيةوثائق املي 07

08 نتائج اجلزائر و الدول العربية يف مؤشر مدركات الفساد ملنظمة الشفافية

2009 – 2007الدولية خالل الفترة 133

140 امليزانية يف اجلزائر 09

:قائمة األشكال

الصفحة وانـــــــــــــــــــــــــــالعن الرقم

29 جوهر الشفافية 01

38 مضامني الشفافية 02

41 العالقة العكسية بني الشفافية و الفساد 03

76 وثائق امليزانية 04

05 – 2006منحىن نتائج األداء على مؤشر مشروع شراكة امليزانية الدويل جلوليت

2008 131

املقدمة العامة الية العامة الشفافية كأداة لتسيري امل

~ أ ~

هذه احلاجات تنقسم من إشباعهاحاجات متعددة و متجددة يعمل دائما على لإلنسان

، و حاجات عن طريق النشاط اخلاص إشباعهاحاجات فردية يتم : قسمني إىل إشباعهاحيث

و يف آخر إىلاهليئات العامة، هذه احلاجات ختتلف من بلد إىل بإشباعهايعهد " عامة " مجاعية

يف البلد الواحد تبعا الختالف الفلسفة و السياسة االقتصادية و االجتماعية نفس الوقت ختتلف

للدولة، و متثل هذه احلاجات حمور النشاط املايل و االقتصادي للدولة، و يتمثل هذا النشاط يف

عامة إيراداتالعام يتطلب حصول الدولة على باإلنفاققيام الدولة بالنفقات العامة و للقيام

العامة يتعني باإليراداتكايف و الالزم لتغطية هذه النفقات، و ملقابلة النفقات العامة بالقدر ال

التنظيمي هلذه الكميات اإلطارتضع برناجما حمددا تتضمنه وثيقة تكون مبثابة أنعلى الدولة

لعاكسة ا املرآةتعترب األخرية، هذه "امليزانية العامة " املالية، هذه الوثيقة يصطلح على تسميتها

األداةو أهم أدوات التخطيط املايل كوا و املعرب الصادق ألهدافها، للمالية العامة للدولة،

املوارد و عملية اليت حتدد أهداف احلكومة و سياساا و براجمها يف كيفية استغالل األساسية

.توزيعها

ة و االقتصادية و مبادئ يتم من خالهلا رسم السياسات املالي أسستقوم امليزانية على

و خطوات معينة تلتزم السلطة التنفيذية بإجراءاتعموما إعدادهاللدولة كما مير حتضريها و

.بتتبعها مراعية بذلك القواعد اليت يقرها علم املالية العامة

احلديث عن املالية العامة يف الوقت احلايل يركز بصفة جوهرية على الشفافية يف إن

ة و مستدامة و أهم شرط لتنمية شامل األساسيةلشفافية هي احد الدعائم ا أن، باعتبار األداء

ضروريا لسالمة املالية العامة و فعاليتها، فالشفافية غاية تسعى كل أمرا أاد، أي يشللحكم الر

مسائلة فعالة من خالل إىلدولة بلوغها و وسيلة لتحقيق مبادئ الدميقراطية نظرا ألا تقود

املقدمة العامة الية العامة الشفافية كأداة لتسيري امل

~ ب ~

ن شفافية املالية ، و كذلك من شأعدال و كفاءة أكثر أنظمةشفة مما يؤدي الوضوح و املكا

.العامة أن تعزز ثقة املواطنني حبكومتهم

امليزانية من العوامل الضرورية اليت متكن اجلمهور إعدادكما تعد الشفافية يف مجيع مراحل

به امليزانية العامة للدولة بوجه عام من مراقبة احلكومة و حماسبتها، و مقدار الشفافية الذي تتسم

جنب مع حمور فعالية إىلاملالية العامة جنبا إدارةللحكم على حسن األساسيةاملعايري إحدى

.السياسة املالية و كذلك سالمتها

يف خمتلف األخريةمتناميا يف السنوات باهتماماحظيت أاالشفافية جند ألمهية و نظرا

املناقشات أن حيث، البلدان الغنية و الفقرية على حد السواء، بلدان العامل الشرقي و الغريب

منظمة الشفافية الدولية تأسيسمع بدأت األصعدةتطبيقها على خمتلف آفاقحول الشفافية و

حيث أن ، السابقني يف البنك الدويل املسئولنيمن طرف بترايغن احد كبار بأملانيا 1993سنة

من الفساد و نشر الشفافية و ذلك من خالل قياس درجة جهودها للحد تكرس هذه املنظمة

.احملللني و االقتصاديني يف البلد أراءعلى مسح احلكم يف البالد اعتمادا

لصندوق بالشفافية من خالل املناقشات االجتماعية السنوية االهتمامكذلك يتجلى هذا

جانب جهود منظمة التعاون االقتصادي و التنمية يف إىلالنقد الدويل و تقارير البنك الدويل،

.اجيابية على املالية العامة للدولة أثارهذا الشأن، خصوصا ما هلذه الظاهرة من

هذه املؤسسات املالية الدولية تقوم بنشر معايري و حمددات تضمن سالمة املالية العامة كما

شجع حصول اجلمهور على املعلومات املتعلقة بامليزانية خالل مجيع مراحل السنة املالية، نظرا ت

أمر يعد ألن احلصول على املعلومات الشاملة و الواضحة و يف الوقت املناسب حول امليزانية

ة يف أساسي لقيام اجلمهور باملشاركة الواعية يف عملية امليزانية، فاملشاركة و املسائل و ضروري

املقدمة العامة الية العامة الشفافية كأداة لتسيري امل

~ ج ~

الوقاية من الفساد و نشر الشفافية، و هو أساليبمن ماتسيري الشؤون املالية للدولة و التحلي

.يف نفس الوقت أحد دعائم احلكم الرشيد ميثلما

:الرئيسي حول التساؤلمن هنا يثور

ظل ظل ظل ظل ما مدى شفافية املالية العامة يفما مدى شفافية املالية العامة يفما مدى شفافية املالية العامة يفما مدى شفافية املالية العامة يف الية العامة؟ والية العامة؟ والية العامة؟ والية العامة؟ وكيف ميكن تعزيز الشفافية يف تسـيري املكيف ميكن تعزيز الشفافية يف تسـيري املكيف ميكن تعزيز الشفافية يف تسـيري املكيف ميكن تعزيز الشفافية يف تسـيري امل

النظام املزياين اجلزائري احلايل؟النظام املزياين اجلزائري احلايل؟النظام املزياين اجلزائري احلايل؟النظام املزياين اجلزائري احلايل؟

و يشتق من صميم هذا السؤال الرئيسي أسئلة فرعية أخرى تتمحور و تدور الدراسة

:شكال و مضمونا و حتليال يف اإلجابة عليها و منها

ما هو مفهوم املالية العامة و مما تتكون؟ �

ما هي املشاكل اليت تعاين منها املالية العامة؟ �

؟إعدادهانية؟ و كيف يتم امليزا ماهية �

أنواعها؟ يهماما هي الشفافية و �

ما هي معايري و حمددات الشفافية و ما هي شروط تطبيقها؟ �

ما هي عالقة الشفافية باملفاهيم األخرى املرتبطة ا؟ �

ما هي أهم املنظمات و املؤسسات الناشطة يف تعزيز الشفافية؟ و كيف تقوم بذلك؟ �

لية العامة بالشفافية؟تتسم املا أنكيف ميكن �

ما هي وضعية املالية العامة يف اجلزائر، و ما هي املشاكل اليت تعاين منها؟ �

ما هي نقائص امليزانية العامة يف اجلزائر؟ �

هل ميكن تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة يف اجلزائر؟ �

املقدمة العامة الية العامة الشفافية كأداة لتسيري امل

~ د ~

دى صحة الفرضيات مر تقودنا معاجلة اإلشكالية الرئيسية و األسئلة الفرعية إىل اختبا

:التالية

.الشفافية أمر ضروري لسالمة املالية العامة و الوقاية من الفساد �

واضحة إجراءات، العمل على ضمان األمانةتتحقق الشفافية عن طريق االنفتاح و �

و معلنة، و االلتزام بسياسة واضحة للنشر و التعهد بتوفري املعلومات الصحيحة للجمهور بأعلى

.من الدقة و بشكل يسمح باملسائلةمستوى

ما هو إال نتيجة مباشرة للفساد و غياب الشفافية ن اخلرق الذي يصيب ميزانية الدولة إ �

.يف النظام الضرييب، و النظام املصريف، و عدم وجود نظام رقايب نزيه

احلر يف العصر الذي االقتصاد أعمدةاعتبارها تشكل احد أهم إىلتعود أمهية الشفافية �

تأخذ به السلطة وفقا للنظام األساسي للدولة، كما متثل أمهية إستراتيجية يتطلبها عصر

.املعلومات

مرتبطة بشكل أساسي يف عدم وجود ،مشاكل تتعلق مباليتها العامةتعاين اجلزائر من �

.و ليس يف نقص القوانني اإلصالحرغبة يف

:أمهية البحث

:يفتكمن أمهية البحث

.من مزايا و اجيابيات للمالية العامة األخريةحماولة معاجلة موضوع الشفافية و ما توفره هذه �

لنشر مبادئ احلكم األساسية األدواتعلى الدور املتنامي للشفافية كأحد التأكيدحماولة �

.الرشيد

.حماولة الوقوف على املشاكل و التحديات اليت تواجه اعتماد نظام مايل شفاف �

املقدمة العامة الية العامة الشفافية كأداة لتسيري امل

~ ه ~

اء املكتبة العلمية ببحث جديد يكون يف متناول باحثني آخرين يف املستقبل إلجناز إثر �

. دراسات أخرى مكملة

:أهداف البحث

كما يهدف هذا البحث من خالل احملاور اليت جاءت فيه إىل حتديد معوقات و إمكانية

مسامهة يف زيادة فعالية و جماالت االستفادة من تطبيق مفاهيم الشفافية يف املالية العامة و ذلك لل

.املالية العامة و حل مشاكلها

:أسباب اختيار املوضوع

:يعود اختيارنا هلذا املوضوع لعدة أسباب نذكر منها

الدراسات اليت تناولت هذا املوضوع و كمسامهة متواضعة منا رأينا أن نكتب يف هذا ندرة �

.املوضوع

ول موضوعني هامني مها املالية العامةأمهية املوضوع بالنسبة لتخصصنا خاصة أنه يتنا �

.و الشفافية

امليل إىل اخلوض يف املواضيع احلديثة اليت تعرف تطورات و حتوالت متالحقة، باعتبار أن �

.الشفافية موضوع الساعة

.إمياننا الكبري ملا ميكن أن تلعبه الشفافية و املشاركة يف نشر مبادئ الدميقراطية �

:منهجية البحث

ف البحث و يف ضوء طبيعته و أمهيته و مفاهيمه و فروضه و حدوده، و حىت هلدحتقيقا

صحة الفرضيات املذكورة اختبارعلى أسئلة البحث و اإلملام بكل جوانبه، و اإلجابةنستطيع

املقدمة العامة الية العامة الشفافية كأداة لتسيري امل

~ و ~

يف معاجلتنا هلذا البحث على مزيج بني املنهج اعتمدناسابقا يف ضوء ما يتوفر لنا من بيانات،

.املقارناملنهج الوصفي التحليلي و

فقد مت استعمال املنهج الوصفي بسرد خمتلف املفاهيم املتعلقة باملالية العامة و امليزانية �

.صورة للوضع احلايل لتسيري املالية العامة يف اجلزائر إعطاءو الشفافية، و كذا

املتعلقة املنهج التحليلي مت استعماله من خالل حتليل خمتلف املعطيات و التقارير و النتائج �

.مبدى شفافية املالية العامة يف اجلزائر و نوعية احلكم فيها

املنهج املقارن و ذلك من خالل مقارنة النتائج املتحصل عليها يف اجلزائر مع بعض الدول �

.لعربية و كذا مقارنة نتائج اجلزائر خالل السنوات املتوفر فيها النتائجا

:ه الدراسة على بعض األساليب التاليةو متاشيا مع هذه املناهج اعتمدنا يف هذ

الذي يعتمد على املراجع املختلفة مثل الكتب و الدوريات: أسلوب البحث األكادميي �

.و الدراسات املقدمة يف هذا املوضوع و املقاالت و امللتقيات و االت

.أسلوب البحث املعلومايت عن طريق شبكة االنترنيت �

ة مبكافحة الفساد و تنظيم املالية العامة و احملاسبة العمومية القوانني و التشريعات ذات الصل �

.يف اجلزائر

زيارة وزارة املالية و إجراء مقابالت و ذلك عند : األسلوب امليداين و املقابالت الشخصية �

آراءهممع بعض املسئولني الذين الختصاصهم عالقة مباشرة مبوضوع البحث لالستفادة من

.و خربام

املقدمة العامة الية العامة الشفافية كأداة لتسيري امل

~ ز ~

:املفتاحية املصطلحات

.الشفافية، األموال العمومية، امليزانية، الفساد، احلكم الرشيد

:صعوبات الدراسة

واجهت عملية اجناز هذا البحث صعوبات عديدة فهناك ندرة يف املراجع بالعربية اليت

تتناول موضوع الشفافية بشكل عام و شفافية املالية العامة بشكل خاص، و حىت و إن وجدت

.جع باللغة األجنبية فهي قليلة مع صعوبات التعامل مع بعض املصطلحات األجنبيةهذه املرا

:حمتويات الدراسة

على صول، مث نتائج الدراسة والتوصياتتتضمن هذه الدراسة مقدمة عامة يتبعها ثالثة ف

:النحو التايل

اسة على قمنا بتسليط الدرحيث عموميات حول املالية العامة و الشفافية، : الفصل األول

: خمتلف املفاهيم املتعلقة بكل من الشفافية و املالية العامة، من خالل ثالثة مباحث و هي

.أسس املالية العامة: املبحث األول

.أساسيات امليزانية: املبحث الثاين

.مفهوم الشفافية و مضامينها: املبحث الثالث

يف هذا الفصل قمنا بدراسة حمددات ة، تعزيز الشفافية يف تسيري امليزانية العام: الفصل الثاين

توفريها و كذا نوعية التقارير و مواقيت النشر و معايري الشفافية من خالل الوثائق الواجب

:و حيتوي هذا الفصل على املباحث التالية. و النقاط احملددة فيها

.الشفافية حمددات: املبحث األول

املقدمة العامة الية العامة الشفافية كأداة لتسيري امل

~ ح ~

.يزانيةالشفافية يف إعداد و تنفيذ امل: املبحث الثاين

.املؤسسات الناشطة يف تعزيز الشفافية: املبحث الثالث

تناولنا وضعية املالية العامة يف يف هذا الفصل واقع تسيري املالية يف اجلزائر، : الفصل الثالث

القانونية املتعلقة النصوصو عرض دورة امليزانية العامة يف اجلزائر إىل التطرقاجلزائر من خالل

سبة العمومية و جهود اجلزائر يف تعزيز الشفافية و احلد من انتشار العامة و احملا بتسيري املالية

وكذا حتليل النتائج و التقارير الصادرة عن خمتلف املنظمات الناشطة يف جمال تعزيز الفساد

:تناولنا هذه العناصر من خالل املباحث التالية، الشفافية و احلد من الفساد

.مليزانية العامة يف اجلزائردورة ا: املبحث األول

.تقارير املنظمات الدولية حول املالية العامة يف اجلزائر: املبحث الثاين

.اجلهود املبذولة من طرف اجلزائر لتعزيز الشفافية: املبحث الثالث

.و آفاق البحث أما اخلامتة فقد تضمنت خالصة للدراسة مشغوفة ببعض النتائج و التوصيات

عرض و دراسة و حتليل اختيار و يف اهللا الكرمي أن نكون قد وفقنا من جورن األخريو يف

.هذا املوضوع

أسس المالية العامةأسس المالية العامةأسس المالية العامةأسس المالية العامة: : : : المبحث األولالمبحث األولالمبحث األولالمبحث األول

أساسيات الميزانيةأساسيات الميزانيةأساسيات الميزانيةأساسيات الميزانية: : : : المبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثاني

مفهوم الشفافية و مضامينهامفهوم الشفافية و مضامينهامفهوم الشفافية و مضامينهامفهوم الشفافية و مضامينها: : : : المبحث الثالثالمبحث الثالثالمبحث الثالثالمبحث الثالث

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 1 ~

يبحث علم املالية العامة يف األساليب الفنية اليت تتبعها الدولة فيما يتعلق بنفقاا و

و ميزانياا العامة، خيصص جانب كبري من علم املالية العامة لدراسة كيفية املختلفة إيراداا

ة خمتلف عناصر املالية العامة استخداما هادفا من أجل حتقيق أغراض معينة مرسوم استخدام

احلامسة على كل اتمعات الوطنية و لعلم أمهية كبرية بسبب أثارها هلذا أصبح ، حيثمقدما

يف كل ااالت، كما تشكل أحد الرهانات الكربى للنشاط العمومي يف كوا تعكس

.جمموع خيارات اتمع

هداف الدولة و تتجسد املالية العامة يف امليزانية العامة للدولة ألا املعرب الصادق أل و

ألا حتدد و هي البيان الشامل ألموال احلكومة كوا أهم أدوات التخطيط املايل، سياساا،

الوسيلة الرئيسية لتحقيق رقابة السلطة تعترب ماك .كيفية استغالل املوارد و كيفية و توزيعها

لة و ضمان حسن التشريعية على أداء السلطة التنفيذية لوظائفها و تنظيميها ملوارد الدو

.استخدامها

تتخذ الشفافية كمبدأ يف تنفيذ و لضمان فعالية و جناعة عمل السلطة التنفيذية جيب أن

تعتمد على الوضوح التام يف اختاذ القرارات و رسم اخلطط و السياسات امهامها، نظرا أل

ع املمارسات و عرضها على اجلهات املعنية مبراقبة أداء احلكومة نيابة عن الشعب و خضو

:لذا تبادر إىل أذهاننا السؤال التايل .اإلدارية و السياسية للمحاسبة و املراقبة املستمرة

ف تتجسد؟ و ما هية الشفافية و ما يه أنواعها و فيا تمتثل ف تتجسد؟ و ما هية الشفافية و ما يه أنواعها و فيا تمتثل ف تتجسد؟ و ما هية الشفافية و ما يه أنواعها و فيا تمتثل ف تتجسد؟ و ما هية الشفافية و ما يه أنواعها و فيا تمتثل وووو املالية العامةاملالية العامةاملالية العامةاملالية العامة ةةةةما هيما هيما هيما هي

؟؟؟؟أمهيهتاأمهيهتاأمهيهتاأمهيهتا

:النقاط التالية نتناول يف هذا الفصل املتكون من ثالثة مباحث لإلجابة على هذا السؤال

أسس املالية العامة؛: املبحث األول �

أساسيات امليزانية؛: املبحث الثاين �

.هامفهوم الشفافية و مضامين: املبحث الثالث �

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 2 ~

:املبحث األول

أسس املالية العامة

ارتبط مفهوم املالية العامة يف تطوره ارتباطا وثيقا بتطور دور الدولة، فبعد أن كان

: ي مقتصرا على البعد املايل احملاسيب، أصبح هلا يف الفكر احلديث أبعادا متعددةاملفهوم التقليد

.اقتصادية، اجتماعية، مالية وغريها

ويرجع هذا التحول يف مفهوم ومضمون املالية العامة أساسا إىل حدوث حتوالت

د أن كان جوهرية يف الفكر االقتصادي الليربايل جتاه دور الدولة يف النشاط االقتصادي، فبع

دورها حياديا أصبح إجيابيا، وبعد أن كان التوازن يف امليزانية العامة للدولة ضروريا، أصبح

ال أمهية له يف الفكر احلديث، كما أن املفهوم اجلديد للمالية العامة يشيد بأمهية النفقة

.ترشيدهاالعمومية والعمل على

طرق إىل تعريفها و إيضاح أهم اخلصائص اليت يتميز يدعونا بيان ما هية املالية العامة الت

.ا علم املالية العامة

:تعريف املالية العمومية - 1

:1املالية العامة من كلمتني إحدامهامصطلح تكون ي

أي املمتلكات و الديون و اليت تعين اجلانب الدائن، و يتمثل " الذمة املالية "و تعين : املالية

.رادت و اجلانب املدين و يتمثل يف االلتزامات و الديونيف املداخيل و االي

.08، ص 2003نشر و التوزيع عنابة اجلزائر، ، دار العلوم لل"املالية العامة " د يسري أبو العالء، .د حممد الصغري بعلي، أ.أ - 1

ماهية املالية العمومية :املطلب األول

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 3 ~

ص مالية السلطات العامة أي األشخاص املعنوية العامة القائمة خت بأافتعين : أما العامة

، و لذا جتمع هذه املعاين كلمة ميزانية الدولة مبا حتويه من نفقات و و املوجودة بالدولة

.إيرادات

الدولة وظائفتطور الفكري املايل و االقتصادي، وتعدد نأو يف التعريف اللغوي جند

ميكن أن نعرف املالية العمومية بطريقتني وفق حيث .1علم املالية يفتعارصاحبه تعدد

:منهجني

العلم الذي يبحث الوسائل اليت حتصل ا الدولة على اإليرادات : لتعريف الكالسيكيا

. 2ذلك على األفراد نوتوزيع العبء الناتج ع العامة الالزمة لتغطية النفقات العامة

ما نالحظه يف هذا التعريف أنه ال خيرج عن إطار األفكار التقليدية اليت ركزت عليها

:النظرية الكالسيكية املتمثلة يف

العرض خيلق الطلب املساوي له؛ �

؛ة انتقال عوامل اإلنتاج واألسعارحري �

اد واالستثمار؛ومعدل الفائدة حيقق املساواة بني األفر �

احلياة االقتصادية واالجتماعية، ألن قوانني السوق سوف وعلى الدولة أن ال تتدخل يف �

.املالية العامة احملايدةمسي بـوهذا ما .حتقق التوازن يف االقتصاد القومي

يعرف علم املالية العامة على أنه ذلك العلم الذي يدرس اإليرادات :التعريف احلديث

نفقات العامة واملوازنة العامة، وتوجيهها واستخدامها يف حتقيق األهداف املنبثقة عن العامة وال

.3الفلسفة االقتصادية واالجتماعية والسياسية اليت تتبناها الدولة

.14، ص 2009، مؤسسة شباب اجلامعة، " املالية العامة اقتصادأساسيات يف "، د خبابة عبد اللطيف - 1 .15، ص 2005، دار وائل للنشر، الطبعة الثانية، " أسس املالية العامة " ،أمحد زهري شامية. خالد شحادة خطيب، د. د - 2 .16ع السابق ذكره، ص املرج - 3

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 4 ~

أن علم املالية العامة يتناول البحث يف جمالني رئيسيني : من خالل هذا ميكن القول

:مها

.املالية باألدواتة و القانونية ملختلف القرارات املتعلقة األوجه االقتصادية و االجتماعي �

معينة اقتصادية و اجتماعية فضال عن أهدافاملالية بقصد حتقيق األدواتاستخدام �

. 1اهلدف املايل

ما ميكن مالحظته يف هذا التعريف أنه أعطى أهداف جديدة للمالية العامة حيث أصبح هذا

:العلم يهتم بـ

؛حماربة التضخم �

تكوين احتياطي ملواجهة أعباء غري متوقعة؛ �

.إعادة توزيع الدخل والثروة �

مما تقدم يتضح أن علم املالية العامة هو ذلك العلم الذي يدرس القواعد املنظمة

هذه ، وهو ذلك النشاط الذي تبذله ةللنشاط املايل للهيئات العمومية ومؤسسات الدول

أجل الوصول إىل إشباع نالضرورية الالزمة إلنفاقها ماهليئات يف سبيل احلصول على املوارد

.2احلاجات العامة

العلم الذي يبحث يف كيفية استخدام األدوات املالية من نفقات عامة و هو ذلك

وإيرادات عامة وموازنة عامة باجتاه حتقيق أهداف الدولة النابعة من فلسفتها السياسية

. 3واالجتماعية واالقتصادية

.37، ص 2008زيع عمان، تو، دار زهران للنشر و ال"مالية الدولة " عادل فليح العلي، . د - 1

. 34، ص 2005، ديوان املطبوعات اجلامعية، الطبعة الثانية، " اقتصاديات املالية العامة " حممد عباس حمرزي،. أ - 2 .08، ص 2008األردن، الطبعة األوىل، -، دار أسامة للنشر والتوزيع عمان "عامة اإلدارة املالية ال" ، مصطفى الفار. د - 3

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 5 ~

:ئص املالية العامةخصا - 2

املالية العامة يف الدول املتقدمة: أوال

باء العامة وتوزيعها على األفرادمل تعد البلدان تم بتحديد األع 1929بعد أزمة سنة

بل يبحث إضافة إىل ذلك على كيفية استخدام العبء املايل، وتقوم املالية العامة يف الدول

:املتقدمة على األسس التالية

زن بني النفقات العامة واإليرادات العامة مل يعد اهلدف، بل أصبح اهلدف هو حتقيق التوا �

.امليزانية العامة التوازن االقتصادي واالجتماعي ولو على حساب التوازن املايل أو احلسايب يف

لها الدولة عمالعامة والنفقات العامة جزءا من الكميات االقتصادية الكلية، تست اإليرادات �

.التدخل واملسامهة يف حتقيق األهداف االقتصادية واالجتماعية والسياسية اجلديدة من أجل

العامة ملعاجلة الدورات والتقلبات االقتصادية، وذلك بامليزانيةإمكانية أخذ الدولة �

لتغطية العجز يف سنوات االنكماش املتحقق يف سنوات االزدهار اإليراداتبتخصيص فائض

.1والكساد االقتصادي

لية العامة يف دول العامل الثالثاملا: ثانيا

للتعرف على املالية العامة يف الدول النامية وأهدافها يتطلب األمر التعرف بإجياز على

:2ذه الدول واملتمثلة يف أهم اخلصائص االقتصادية

؛عهن الدخل القومي فضال عن سوء توزياخنفاض نصيب الفرد م �

لى ذلك واخنفاض امليل احلدي لالدخار مما يترتب ع دي لالستهالكحلارتفاع امليل ا �

؛اخنفاض مستويات االستثمار

تعتمد على " أحادية اجلانب" تابعة اتصاف اقتصاديات الدول النامية بأا اقتصاديات �

؛ترياد السلع االستهالكية واآلالتتصدير املواد األولية واخلامات واس

.37- 36مرجع سبق ذكره، ص ،" أسس املالية العامة " ،أمحد زهري شامية. خالد شحادة خطيب، د. د - 1 .27-26، ص 2007، ألوىلشر والتوزيع عمان، الطبعة ادار ميسرة للن ،" اقتصاديات املالية العامة " هدى العزاوي،. د - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 6 ~

.لية والنقديةالسوق املا ضعف األجهزة املصرفية وختلف �

:1كما أا تتميز كذلك بـ

إال بنسبة ضئيلة جدا من الناتج القومي اإلمجايل مع عدم مسامهة القطاع الصناعي �

؛واخلفيفة وليس الصناعات الثقيلة االعتماد على الصناعات التحويلية

؛نسبة عالية من الناتج القوميحيتل القطاع الزراعي �

عامل، إذ جند أكثر من نظام إنتاجي يف نفس الوقت، عدم وجود نظام اقتصادي واضح امل �

بعض خصائص النظام الرأمسايل إىل جانب بعض خصائص النظام لفهو نظام خليط خيضع

؛اخل...خصائص النظام القبلي أو الرعوي أو اإلقطاعيو االشتراكي

ة االقتصادية اعتماد هذه الدول على املساعدات املالية والفنية اخلارجية مما أدى إىل التبعي �

. والسياسية للخارج

بعد التعرف على بعض خصائص الدول النامية، ميكننا اآلن التطرق إىل خصائص

:2املالية العامة يف هذه الدول واملتمثلة يف

العامة مقارنة بالدول الرأمسالية املتقدمة وذلك لضيق مصادر امليزانيةصغر حجم �

.جمال اإلنفاقاإليرادات وبالتايل لعدم التوسع يف

العامة، والذي يعود ألكثر من سبب، منها سوء استخدام املال امليزانيةالعجز املستمر يف �

العام و الرقابة على اإلنفاق يف أكثر احلاالت، واالعتماد على القروض اخلارجية وبالتايل

ل االعتماد االلتزام بسداد أقساط هذه القروض والفوائد املترتبة عليها والذي ال يتم من خال

. العامة امليزانيةعلى املشاريع اإلنتاجية بل على حساب بنود

.35، ص 2009دار صفاء للنشر والتوزيع، الطبعة األوىل، ،" املالية العامة "طارق احلاج، . د - 1 .37، ص السابق ذكره املرجع - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 7 ~

ة مبجموعة من املفاهيم احمليطة به بغرض توسيع علم املالية العام طمن العلوم يرتب كغريه

وظائف :يفأساسا املتمثلة لذا تطرقنا إىل بعضها و ،الفهم و اإلملام و اإلحاطة بكل جوانبه

و مصادر و كذا مظاهر ،ة العامة اليت من خالهلا نتمكن من معرفة أمهية علم املالية العامةاملالي

.املالية العامة لتوضيح أن املالية العامة علم خيضع لقواعد و مبادئ تنظمه

:وظائف املالية العامة - 1

خالل إعادة توزيع الدخل القومي بشكل حيقق العدالة العامة والتوازن االجتماعي من �

واحلياة الكرمية توفري األمان و كذلك االقتصادية وتشجيع االستثمار،تنفيذ خطط السياسات

؛جلميع املواطنني

؛لرفاهية للدولة وزيادة إيرادااتوفري ا �

حتقيق االستقرار االقتصادي وحماربة املشكالت االقتصادية ومن أمهها حماربة الفقر �

؛إلصالحلة، أي أا أداة لسياسة اوالبطا

خمتلف اجلوانب التطوير والتنمية الشاملة، حيث تسعى إىل حتقيق أهداف خمتلفة يف �

؛1املادية واملعنوية

حتقيق العدالة االجتماعية وذلك ، و داة لتوجه حركة االقتصاد الوطيناملالية العامة أ �

.2بإعادة توزيعها للثروات

.09-08مرجع سبق ذكره، ص ،"اإلدارة املالية العامة " مصطفى الفار، . د - 1 .12، ص 1968، جامعة بغداد، مطبعة سليمان، الطبعة الثالثة، سنة "مة والتشريع املايل مبادئ املالية العا" هاشم اجلعفري، . د - 2

مفاهيم متعلقة باملالية العامة: املطلب الثاين

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 8 ~

:مظاهر املالية العامة - 2

:1امة على مظهرين اثننيتقتصر املالية الع

تستند املالية العامة على خالف املالية اخلاصة على امللكية اجلماعية :املظهر القانوين �

لوسائل اإلنتاج، جزئية كانت أو كلية كما أن تنظيماا ختتلف يف درجة خضوعها

الل للدولة، كما ختتلف شكل إدارا وفقا لطبيعة أهدافها أو لظروف إنشاءها من استغ

مباشر إىل استغالل مايل إىل امتياز مينح حقه إىل شركات خاصة أو استقالل خمتلط إال أن

القاسم املشترك يف مجيع هذه التنظيمات هو خضوعها لسلطة الدولة بصورة مباشرة أو غري

مباشرة، ويتجلى ذلك من خالل حتديد هدفها بواسطة الدولة وفقا ملا يتطلبه أمر إشباع

.عامة حىت ولو متتع بعضها باالستقالل املايل واإلدارياحلاجات ال

تتوقف الضوابط اليت ختضع هلا املالية العامة، على طبيعة الشكل :املظهر التنظيمي �

كمها، فعندما يكون األمر يتعلق باملرافق العامة وهي بصدد أن تؤدي حي ذيالقانوين ال

ة، ومن مث تسري عليها قواعد القانون خدمات فإا تعترب جزءا ال يتجزأ من اإلدارة العام

ز إلنتاج السلع العام، أما إذا كنا أمام جمموعة من الوحدات االقتصادية اليت تعترب مبثابة مراك

فإا ختضع يف تنظيمها وتسيريها إىل ما تقرره القوانني " املشروعات العامة" واخلدمات املادية

.يع وفقا لقواعد وأسس ينظمها علم االقتصاداالقتصادية اليت تنظم عمليات اإلنتاج والتوز

:مصادر املالية العامة - 3

:2تتمثل مصادر املالية العامة فيما يلي

يضع الدستور املبادئ األساسية للمالية العامة، فعلى سبيل : املصادر الدستورية 1 – 3

املشاركة يف مساواة اجلميع أمام الضرائب،" 64املثال يف اجلزائر ينص الدستور يف املادة

الية من ضرائب بقانون وحتدث األعباء امل ةاألعباء العامة حسب املقدرة، الضريبة حمدد

.16، ص مرجع سبق ذكره ،" أساسيات يف اقتصاد املالية العامة " خبابة عبد اللطيف،. د - 1 .24ص ،نفس املرجع - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 9 ~

إن التصويت على امليزانية من اختصاص : "120كما تنص املادة ، "ورسوم بأثر فوري

."الربملان

والنفقات متثل قوانني املالية املصدر األكرب، إذ تفصل اإليرادات : املصادر التشريعية 2 – 3

مبا يشبع احلاجات العامة للمجتمع يف كل ااالت ومادامت احلاجات العامة تتغري يف فترات

تكميلي ملواجهة الظروف قصرية، يصدر قانون املالية كل سنة على أن يليه قانون مالية

يف املؤرخ 84/17تعتمد أساسا على قانون اجلزائر ، فعلى سبيل املثالاملستجدة

املتعلق 17/08/1990يف املؤرخ 90/21املتعلق باحملاسبة العمومية، وقانون 07/07/1984

.بقوانني املالية

.وهي املراسيم املتخذة تطبيقا لقوانني املالية: املراسيم التنظيمية 3 - 3

تتكون املالية العامة من النفقات العامة و اإليرادات العامة و مها يتصالن بالكميات

العامة وهي اإلطار التنظيمي هلذه امليزانيةزمة ألداء الوظيفة املالية للدولة، و املالية الال

.1الكميات املالية

:النفقات العامة - 1

تعرف النفقات العامة بصورة رئيسية بأا مبلغ نقدي يقوم بدفعه شخص عام من أجل

سنقوم امة يلزم توافرهاثالثة عناصر للنفقة الع، من هذا التعريف نستنتج 2إشباع حاجة عامة

: 3فيما يليبتوضيحها

، ص 2007سرية للنشر و التوزيع و الطباعة، الطبعة األوىل، ، دار امل" اقتصاديات املالية العامة "هدى عزاوي، .د حممد طاقة، د.أ - 1

21. دار مسرية للنشر و التوزيع و الطباعة، الطبعة األوىل، ،" مبادئ املالية العامة "زكريا أمحد عزام، . حممود حسني الوادي، د. د - 2

.117، ص 2007 .287، ص 2008للنشر و التوزيع و الطباعة، دار املسرية ،" أصول املوازنة العامة "حممد شاكر عصفور، - 3

عناصر املالية العامة: املطلب الثالث

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 10 ~

احلكومي يف الوقت احلايل الشكل النقدي اإلنفاقيتخذ :الشكل النقدي للنفقة العامة �

.فالدولة تدفع نقودا مقابل حصوهلا على السلع و اخلدمات اليت حتتاج إليها

لدولة هنا الوزارات تتوىل الدولة عملية اإلنفاق، و يقصد با: صدور النفقة عن هيئة عامة �

و املصاحل، و املؤسسات العامة و غريها من األجهزة احلكومية اليت ترصد هلا الدولة

، تقوم بإنفاقها لتقدمي خدمات للمواطنني و حلمايتهم و لتوفري ميزانيتهاإعتمادات مالية يف

.الرفاهية هلم

ات العامة، و يقصد إن الغرض من اإلنفاق العام هو إشباع احلاج: هدف النفقة العامة �

هنا باحلاجات العامة مجيع األعمال و اخلدمات اليت حتقق إشباعها منفعة مجاعية، و يدخل

.القيام ا ضمن واجبات الدولة

لتزام، التصفية، و األمر رئيسية هي االمراحل بأربعة مير تنفيذ النفقات العمومية و يف اجلزائر

.1بالصرف أو حترير احلوالت، و الدفع

لتزاما ئ هيئة عمومية ما أو تثبت عليها اااللتزام هو التصرف الذي مبقتضاه تنش :اللتزاما �

.2ينتج عنه عبء

تسمح التصفية بالتحقيق على أساس الوثائق احلسابية و حتديد املبلغ الصحيح :التصفية �

:و التصفية تتم على عمليتني متفرقتني و متكاملتني ،3للنفقات العمومية

o بالنفقة االلتزاملشروط خلدمة من طرف الدائن و مطابقة هذا األداء إثبات أداء ا.

o ق يف أداء اخلدمةيالتحقضبط مبلغ النفقة على أساس اإلثباتات اليت متت أثناء.

.باحملاسبة العموميةاملتعلق 1990-08-15 ـالصادر ب 21- 90من القانون 15املادة - 1

.من نفس القانون 19املادة - 2 .من نفس القانون 20املادة - 3

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 11 ~

الذي يأمر مبوجبه دفع النفقات اإلجراءو يعد :األمر بالصرف أو حترير احلوالة �

وجبه األمر للمحاسب العمومي املخصص أي أنه عبارة عن قرار إداري يعطي مب .1العمومية

.النفقة املصفاةلدفع

.2يعد الدفع اإلجراء الذي يتم مبوجبه إبراء الدين العمومي :الدفع �

: و لتنفيذ النفقات العمومية جيب أن حيترم شرطني أساسني

أي أن نفقات اهليئات العمومية جيب أن " توفر اإلعتمادات " :الشرط الشكلي �

.اإلعتمادات املربرة استعمالميزانيتها، و ترتكز على تكون مقدرة يف

.تواجد الدين على عاتق الدولة :الشرط املوضوعي �

: العامة اإليرادات - 2

اليت حتصل عليها الدولة يف شكل االقتصاديةالعامة بأا املوارد اإليراداتتعرف

ت العامة و تعترب جزء هام تدفقات نقدية من أجل تغطية النفقات العامة دف إشباع احلاجا

حتصل الدولة على املوارد املالية الالزمة لتغطية النفقات . 3و مكمل لتمويل اإلنفاق العام

أساسا من الدخل القومي يف حدود املقدرة املالية القومية أو من اخلارج عند عدم العامة

.كفاية هذه املوارد ملواجهة متطلبات اإلنفاق العام

.يرادات العمومية يف ثالث مراحل هي اإلثبات و التصفية و التحصيلو يتم تنفيذ اإل

التشريعية و التنظيمية لألحكامحيث يتم تكريس حق الدائن العمومي طبقا : اإلثبات �

.4سارية املفعول بعد التحقق من وجود الواقعة املنشئة حلق الدائن العمومي

.21- 90القانون من 21املادة - 1 .نفس القانون من 22املادة - 2

.52مرجع سبق ذكره، ص ،" مبادئ املالية العامة "زكريا أمحد العزام، . ني الوادي، دحممد حس. د - 3 .21- 90من القانون 16املادة - 4

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 12 ~

لفائدة دين العمومي القابل للتحصيل ، يتم حتديد مبلغ الاإلثباتبعد عملية : التصفية �

. 1الدائن العمومي و األمر بتحصيلها

أي إدماج احلقوق . 2و هو اإلجراء الذي يتم مبوجبه إبراء الديون العمومية :التحصيل �

الشرعية مبراعاة الشرطني رإطاصيل اإليرادات جيب أن يتم يف املالية يف اخلزينة العمومية، و حت

:التاليني

o أن يكون مستحق أي واجب األداء الدين جيب.

o الدين ال جيب أن يكون متقادم.

:العامةامليزانية - 3

الدولة العامة عن فترة زمنية مقبلة، سنة إيراداتامليزانية هي توقع و إجازة لنفقات و

:4يتضمن هذا التعريف العناصر التالية. 3يف املعتاد، تعرب عن أهدافها االقتصادية و املالية

اليت تشمل الربامج للدولة اإلنفاقفهي تتضمن مجيع أوجه :خطة مالية للدولة زانيةاملي �

من متويلهاوسائل و ا خالل السنة املالية القادمة،تنفيذه احلكومةو املشاريع اليت تنوي

العامة ينظر إليها بأا األداة التمويلية امليزانيةللدولة، و بذلك فإن اإليراداتخمتلف مصادر

. ة التنمية الشاملة للبالدخلط

وناليت تتك اإليراداتإن جداول النفقات و جداول :الصفة التقديرية للميزانية العامة �

هي إال أرقام تقريبية و تقديرات متوقعة لنفقات الدولة و منها وثيقة امليزانية العامة ما

.إيراداا

.21- 90القانون من 17املادة - 1 .نفس القانون من 18املادة - 2

.247ر، ص دون سنة النش، الدار اجلامعية، " مبادئ املالية العامة "وض اهللا، زينب حسني ع. د - 3 .04مرجع سبق ذكره، ص ، " أصول املوازنة العامة "حممد شاكر عصفور، - 4

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 13 ~

ة واحدة يف معظم دول العامل، و العامة ملدة سن يزانيةحتضر امل: العامة امليزانيةسنوية �

.أقل أو أطول من سنةهنالك إمكانية لوضع ميزانية ملدة

فال بد من أن تعرض على السلطة يزانيةيذ املقبل البدء يف تنف: اإلنفاقإجازة اجلباية و �

.التشريعية يف البالد للموافقة عليها و إجازا

تتضمن :جتماعية اليت تتبناها الدولةامليزانية العامة تعكس األهداف االقتصادية و اال �

امليزانية العامة برامج ومشاريع ستنفذ خالل السنة املالية املقبلة و أحيانا السنوات املالية اليت

تتلوها و تكون تلك الربامج و املشاريع مدرجة ضمن خطة التنمية للدولة و يؤدي تنفيذها

.ولة و تعترب أداة تساعد يف حتقيقهاإىل حتقيق األهداف االقتصادية و االجتماعية للد

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 14 ~

:املبحث الثاين

امليزانيةأساسيات

ال خترج عن كوا امليزانيةالعامة، و ميزانيتهااملالية العامة هي مالية الدولة املتجسدة يف

بيان للنفقات واإليرادات العامة الالزمة لتحقيق أهداف الدولة عامة سواء كانت

...ية، اجتماعية، ثقافية، سياسيةاقتصاد

تتشكل امليزانية من اإليرادات والنفقات النهائية للدولة احملددة سنويا مبوجب قانون

. 1املعمول ا التنظيميةاملالية واملوزعة وفق األحكام التشريعية و

سية اليت العامة للدولة من أهم أدوات التخطيط املايل،كوا األداة األسا امليزانيةوتعد

حتدد أهداف احلكومة وسياستها وبراجمها يف كيفية استغالل املوارد وعملية توزيعها أي أا

املرآة العاكسة ملختلف السياسات االقتصادية واالجتماعية واملالية للدولة، وتقع على عاتق

.السلطة التشريعية باعتبارها ممثال للشعب

:امليزانيةمراحل إعداد - 1

حضري واإلعداد أي مرحلة الت :مراحل 4يف دورة مستمرة فيها امليزانيةت عمليا رمت

املراجعة امليزانية، تنفيذ امليزانية، أي إصدار قانون امليزانيةمرحلة اعتماد امليزانية، صياغة

.والتقييم

. املتعلق بقوانني املالية 1984جويلية 07املؤرخ يف 17- 84من قانون 06املادة -1

دورة امليزانية: املطلب األول

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 15 ~

:عدادمرحلة التحضري واإل 1 – 1

ة التنفيذية على حنو مالئم بصفة خاصة من قبل السلط للميزانيةتتم الصياغة األولية

. 1للظروف االقتصادية اليت متر ا كل دولة

:" اإلقرار" مرحلة اعتماد امليزانية 2 – 1

اليت قامت السلطة امليزانيةعندما تتم مناقشة امليزانيةوتأيت املرحلة الثانية من دورة

. 2بناهاالتنفيذية بإعدادها من قبل السلطة التشريعية، مث إصدار قانون يت

:امليزانيةتنفيذ 3 – 1

العامة للدولة أهم مرحلة وأكثرها خطورة حيث تباشر امليزانيةتعترب مرحلة تنفيذ

اجلهات املعنية بعقد النفقة وصرفها ودفعها إىل مستحقيها يف احلدود القانونية وفقا لالعتماد

اإلجراءات دات، وتتم هذهإليراامليزانية العامة، وكذلك تبدأ عملية حتصيل ااملخصص يف

نفسه أو قوانني املالية األخرى، وتتوىل امليزانيةوفق معايري وقواعد قانونية سواء حددها قانون

. 3وزارة املالية باعتبارها عضوا من أعضاء السلطة التنفيذية مهمة التنفيذ

:الرقابة على تنفيذ امليزانية 4 – 1

اليت تقوم ا أجهزة متعددة بغية التأكد من تعترب الرقابة إحدى الوظائف األساسية

إخاللحتقيق النشاط املايل للدولة غاياته، حسبما حتدد يف امليزانية العامة دون إسراف أو

.4حفاظا على حسن سري اإلدارة احلكومية ماليا، وحفاظا على األموال العامة

وازنة يف الدول العربية، دون سنة دراسة مقارنة إلعداد و إقرار و تنفيذ امل، " املوازنات العامة يف الدول العربية " ،عدنان حمسن ظاهر - 1

.46ص النشر، .26، ص 2001، ديسمرب " املشروع الدويل للموازنة "الدليل اإلرشادي ألعمال املوازنة للمنظمات غري احلكومية، - 2 .129نفس املرجع، ص - 3 .319ره، ص مرجع سبق ذك ،"أسس املالية العامة " أمحد زهري شامية،. خالد شحاذة اخلطيب، د. د - 4

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 16 ~

:العامة امليزانيةاحلساب اخلتامي و - 2

:اخلتامي تعريف احلساب 1 – 2

يعرف احلساب اخلتامي للدولة على أنه سجل حسايب تفصيلي تسجل فيه كافة املبالغ

، وخالل فترة زمنية ماضية عادة راديةياإلاليت قامت الدولة بإنفاقها فعليا على خمتلف املصادر

.1سنة

يعد ووجه الشبه بني احلساب اخلتامي وميزانية الدولة يتمثل يف أن الفترة الزمنية اليت

الدولة، ويتوجب على ميزانيةنها احلساب اخلتامي تعادل متاما الفترة الزمنية اليت تعد عنها ع

.أن يكون لديها حساب ختامي ميزانيةكل

الواردة باحلساب اخلتامي ومدلوالت ومسميات تلك التقسيمات كما أن التقسيمات

باإلضافة إىل ما سبق فإن كال منهما يتم الدولة مبيزانيةيتعني أن تتماثل متاما مع تلك الواردة

.اعتماده من السلطة التشريعية املختصة

تعترب تقديرات خلطة عمل سابقة ألواا يف امليزانيةأما الفرق بينهما فيتمثل يف أن

بداية الدورة املرسومة، أما احلساب اخلتامي فهو ختام الدورة حيلل ويدرس احلسابات

مبقارنتها مع التنبؤات املسجلة يف امليزانية العامة من نفقات احلقيقية اليت وقعت فعال

. 2وإيرادات يف فترة زمنية سابقة

:فائدة إعداد احلساب اخلتامي 2 – 2

مبا أن احلساب اخلتامي للدولة ميثل النتيجة النهائية ملا مت صرفه من نفقات، وما مت

وهلذه اإليرادات، مما حيدد ما حتقق من حتصيله من إيرادات مقارنة مبا مت رصده لتلك النفقات

اجلامعية للطباعة والنشر، لبنان، بدون سنة نشر، ص ، اجلزء األول، الدار" مقدمة يف االقتصاد العام " ،سعيد عبد العزيز عثمان. د - 1

112. يد،قدي عبد ا. حتت إشراف د ، رسالة ماجستري، فرع ختطيط،" التخطيط وترشيد االختيارات املوازنية " ،عبد احلميد بن ناصر - 2

.6ص ،1998-1997 جامعة اجلزائر، معهد العلوم االقتصادية، السنة اجلامعية

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 17 ~

ما نتج من عجز يف اية ذلك العام، ميكن أن حنصر الفوائد املتوقعة من إعداده فيما وفائض أ

:يلي

أداة من أدوات الرقابة على النشاط احلكومي، فمن خالل البيانات الواردة فيه تتأكد �

جازته السلطة التشريعية من ا أقرته وأالسلطة التنفيذية مب التزامالسلطة التشريعية من مدى

؛نفقات

يعد وسيلة ملتابعة ما أعدته السلطة التشريعية من برامج وسياسات تتعلق بنفقات الدولة �

؛اداا من خمتلف املصادر الفعليةوإير

؛ف ونقاط القوة يف األداء احلكومييعترب وسيلة الكتشاف نقاط الضع �

العامة يف السنوات املقبلة، وبالتايل من املتوقع أن ةامليزانييساعد على تصويب تقديرات �

؛1امليزانيةتقل احتماالت اخلطأ يف تقديرات

تساعد احلسابات اخلتامية على كشف التغريات اليت اعترضت نواحي التنفيذ خالل �

السنة واملخالفات املالية اليت ارتكبت واخللل احملاسيب فيمكن فيما بعد أن يوضع على ضوئها

.وسياسات اإلصالح خطط

تظهر احلسابات اخلتامية اإليراد احلقيقي لكل ضريبة وكذلك الرسوم وإيرادات �

.2رسم سياسة ضريبية أو سياسية مالية مالئمة رد األخرى ويفيد ذلك يفااخلدمات واملو

:يزانيةتقييم تنفيذ امل - 3

اليت ترتبت على يعرف التقييم على أنه معرفة ما حدث للموارد احلكومية، واملنافع

استخدامها، والتقييم ميكن أن نتصوره كجزء من التغذية االسترجاعية أي من خالل رفع

.113ص مرجع سبق ذكره، ،" مقدمة يف االقتصاد العام " ،سعيد عبد العزيز عثمان. د - 1 .56، ص مرجع سبق ذكره، " مالية الدولة " ،عادل فليح علي. د - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 18 ~

التقارير عن حالة النقود، ومدى حتقيق اإلجنازات واملعوقات اليت تعترض الطريق، ومما يساعد

.1املخططني وصانعي السياسة على التعلم من املاضي واختاذ اخلطوات التصحيحية

ييم يتضمن مراجعة حسابات تكاليف األعمال، ومقارنتها مبا كان مقدرافالتق

هلا، وكذلك مراجعة نتائج األعمال، والعائد منها ومقارنتها مبا كان مستهدفا منها، وميتد

التقييم ليشمل قياس املنفعة اليت تكون قد عادت على اتمع من تنفيذ الربامج واملشروعات

.2العامة امليزانيةالعامة املدرجة يف

:ويتناول تقييم األداء احلكومي اجلوانب التالية

ية لكل نشاط من األنشطة إعداد دراسات تقنينية عن التكاليف النمطية أو املعيار �

؛احلكومية

للوقوف على تكلفة إجناز كل متابعة ما مت تنفيذه من أعمال وأنشطة وبرامج حكومية، �

؛منها

وحدات احلكومية املختلفة على إجناز األعمال اليت يف نطاق حتديد مدى قدرة وكفاءة ال �

اختصاصها، ومن مث مدى قدرا على حتقيق األهداف، ويتم ذلك من خالل مقارنة النفقات

هذه املقارنة ميكن وحدة حكومية بالنفقات النمطية السابق حتديدها، فمن خالل الفعلية لكل

؛ديد وسوء استخدام للمواردبف أي تاكتشا

وضع جمموعة من االقتراحات ميكن من خالهلا زيادة كفاءة األداء يف خمتلف الوحدات �

.3احلكومية سواء اليت تتوىل جباية األموال العامة أو اليت تتوىل تنفيذ برامج اإلنفاق احلكومي

:وهناك متطلبان أساسيان للتقييم مها

املعلومات اجليدة؛ �

، سلسلة البحوث والدراسات 1987، " املوازنات احلكومية يف الدول النامية " ،اإلدارية، عمان منشورات املنظمة العربية للعلوم - 1

.139، ص 319العدد .326، مرجع سبق ذكره، ص " أسس املالية العامة " ،أمحد زهري شامية. خالد شحاذة اخلطيب، د. د - 2 .193، مرجع سبق ذكره، ص " مقدمة يف االقتصاد العام " ،سعيد عبد العزيز عثمان. د - 3

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 19 ~

.املقيمون اجليدون �

دقيقة، وحديثة، : مفيدة وجيدة جيب أن تتمتع ذه الصفات ولكي تكون املعلومات

وحمايدة وموثوقة وميكن تربيرها، ومجعت وفق قاعدة ثابتة تسمح باملقارنة ومتعلقة باملوضوع

.قيد البحث

أما الصفات املطلوبة يف املقيم فهي االستقاللية، اخلربة، املوضوعية يف جمال معني،

ته على الوصول إىل البيانات والقدرة على شرح أفكاره ونضوج الفكر، واللباقة ومقدر

.1وضوح بسهولة و

تواجه الدول العربية والنامية جمموعة كبرية من املشكالت والتحديات تنعكس بصورة

:العامة للدولة وأهم هذه املشكالت امليزانية مباشرة أو غري مباشرة على

.العامة امليزانيةترتكز عليها نظم مشكالت تتعلق بتحديد اإليديولوجيات اليت - 1

.العامة بإعداد امليزانيةمشكالت تتعلق - 2

.العامة ت تتعلق باملصادقة على امليزانياتمشكال - 3

.العامة ومتابعتها وتقييمها مشكالت تتعلق بتنفيذ امليزانيات - 4

.مشكالت تتعلق بإعداد احلساب اخلتامي - 5

:فصيلوسنقوم بتناول كل مشكلة بالت

:العامة امليزانيةمشكالت تتعلق بتحديد اإليديولوجيات اليت ترتكز عليها نظم - 1

صف بالشمول اء فكري معني يتنتمإن الدول النامية تفتقر إىل أي اجتاه سياسي أو أي ا

إذ ،يصلح أن يكون هاديا ومرشدا لتحديد األهداف العامة للمجتمع والثبات واالستمرارية

.146، ص ، مرجع سبق ذكره"املوازنات احلكومية يف الدول النامية " منشورات املنظمة العربية للعلوم اإلدارية، عمان، - 1

ية العامةالتحديات اليت تواجه إعداد امليزان: املطلب الثاين

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 20 ~

املدروس، ومن عدم االستقرار يف السياسات ري غريخبط يف دوامات من التغيجند معظمها يت

املالية واالقتصادية املتالحقة واملتكررة واليت متيل تارة إىل اليمني وتارة إىل اليسار، ويف كل

العامة امليزانية صياغةهذه األوضاع تنعدم الرؤيا متاما أمام املخططني واملشرفني على

.1للدولة

:العامة امليزانيةبإعداد شكالت تتعلق م - 2

وتقدير النفقاتتقدير : العامة يعتمد على ثالث نشاطات رئيسية هي مليزانيةإن إعداد ا

بشكل متوازن يواجه الكثري من زن بينهما، إال أن إعداد امليزانيةاإليرادات وحماولة خلق التوا

:املشاكل منها

دية بوجه عام، وتدين نتيجة لضعف البنية االقتصا قلة املوارد املالية يف الدول النامية �

القومي، وغريها من األسباب اليت تنعكس بصورة سلبية على إيرادات مستوى الدخل

.الدولة

مما ينعكس سلبيا العامة للميزانية تعدد وتنوع األجهزة اليت تتوىل إعداد املشروع النهائي �

والنفقات بشكل منطقي وصحيح مما يساعد واقعية تقدر فيها اإليرادات على إعداد ميزانية

. 2على اختاذ القرارات الصحيحة، والواقعية اليت تساهم يف التنمية بشكل أفضل

امية ويتمثل ذلك بصورة عدم املقدرة على معرفة القدر املتاح من املوارد بالدول الن �

:مشكلتني فرعيتني مهاأساسية يف

نات وتبويبها وتنظيمها وحفظها وتداوهلا مما عدم القدرة على مجع املعلومات والبيا �

.عن حتصيل املعلومات الالزمة لذلك امليزانياتيؤدي إىل عجز املشرفني على إعداد

نشر والتوزيع ، درا املسرية لل" إدارة املوازنات العامة بني النظرية والتطبيق " ،عكشةالوائل . ، أفيصل مراد. سليمان اللوزي، د. د. أ - 1

. 181، ص 1997والطباعة، عمان، الطبعة األوىل، .179-178، ص نفس املرجع - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 21 ~

قادرة على القيام و جهاز إدارة مالية كفء عدم املقدرة على بناء جهاز ضرييب أ �

موارد جديدة قادرة على بتحصيل مجيع اإليرادات العامة باملقادير والنسب احلقيقية، أو تنمية

تغطية االحتياجات املتزايدة إضافة إىل تفشي الرشوة والفساد اإلداري بني العاملني يف هذه

. 1األجهزة

رة يف النفقات احلكومية وما يرافق إنفاقها من ضعف يف درجة العقالنية مالزيادة املست �

ألكثر نفعا وتلبية احتياجات والرشد، حبيث أا ال تتجه يف معظم احلاالت حنو ااالت ا

.الذات األساسية منهاباالقتصاد واتمع وأفراده و

تطلع دول و ،أدى إىل انتشار األفكار احلديثة حول الدميقراطية اتساع واجبات الدولة �

العامل الثالث إىل ممارسة احلياة املترفة اليت يتمتع ا سكان الدول الصناعية مما جعل الدول يف

لثالث حباجة إىل مبالغ كبرية حتصل عليها يف شكل قروض بفوائد عالية مما يترتب العامل ا

ميزانياتم للال يف توازن البناء العالعليها أعباء مالية ضخمة ويؤدي ذلك إىل حصول خ

. 2العامة يف هذه الدول

القصور الواضح والشديد يف تنفيذ امليزانية سواء ما يتصل منه بتحصيل اإليرادات أو �

األمانة واحلرص ودية اجلصرف النفقات ودفعها بسبب ضعف كفاءة جهات التنفيذ وضعف

.اليت ترافق قيامها بعمليات تنفيذ امليزانية

قوم به من مهام رقابية سواء ما تألجهزة الرقابية وضعف فاعلية ما ضعف كفاءة ا �

ابة اخلارجية وحىت الرقابة أو الرق ،يتصل منها برقابة السلطة التشريعية، أو بالرقابة الداخلية

.3املستقلة منها نتيجة ضعف توفر القدرات واخلربات والتخصصات لديها

املنظمة العربية ، جامعة الدول العربية" دورة املوازنة العامة ومشكالا يف الدول النامية " ،علي العريب، د عبد املعطي عساف. د - 1

.58-57، ص 310، العدد 1986األردن، - ة الشرق األوسط للطباعة، عمان شرك البحوث و الدراسات إدارة ،اإلداريةللعلوم ، مرجع سبق ذكره، ص " إدارة املوازنات العامة بني النظرية والتطبيق " ،وائل العكشة. فيصل مراد، أ. سليمان اللوزي، د. د. أ - 2

181. .328-327، ص 2008الطبعة األوىل، عامل الكتاب احلديث عمان، ،"املالية العامة " فليح حسن خلف،. د - 3

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 22 ~

:العامة باملصادقة على امليزانيات مشكالت تتعلق - 3

:العامة بالدول النامية نذكر منها امليزانيةهناك عدة مشكالت تتعلق باملصادقة على

امليزانيةعية القيام بأي تعديل يف مشروع نص الدستور على عدم إجازة االس التشري �

العامة دون موافقة احلكومة؛

يتيح لألجهزة الاملايل مما مالعامة حىت قرب اية العا امليزانيةتأخري تقدمي مشروع �

بعمق قبل التصويت عليه؛ امليزانيةمشروع التشريعية الوقت الالزم لدراسة

لية وسط أعضاء االس التشريعية؛ندرة الكفاءات ذوي الدراية باألمور املا �

العامة؛ امليزانيةالتدخل السيئ لألجهزة التنفيذية يف عمليات االقتراح على مشروعات �

عدم موضوعية االجتماع الذي يدور حول سياسة الدولة وتقديراا املالية حني عرض �

ال يفهمون العامة للمجالس التشريعية ذلك ألن كثريا من النواب امليزانياتمشروعات

.1بالضبط ما يدور يف معظم اجللسات وال يهتمون عادة باملصلحة العامة

:العامة ومتابعتها وتقييمها امليزانياتمشكالت تتعلق بتنفيذ - 4

املختلقة إال بعد امليزانيةويل املوظف احلق بالتصرف يف األموال املرصودة يف بنود عدم خت �

.لدائرة املعنيةالرجوع إىل أعلى سلطة بالوزارة أو ا

عن مجع ولةمسؤعامالت املالية نظرا ألن وزارة املالية البطء الشديد يف إجناز امل �

؛صرف فيها إضافة إىل صالحيات أخرىاإليرادات ومراقبة الت

؛القوانني وتضارا التحجر واجلمود يف إجراءات إجناز املعامالت املالية نتيجة كثرة �

ق على املعامالت املالية، ألن أي تصديقات بالصرف التخوف من حتمل مسؤولية التصدي �

؛ىل اام املوظف املسؤول بالفسادتعارض مع اللوائح أو النظم القائمة رمبا تؤدي إت

؛امليزانيةدم التقيد ببنود الصرف املصدق عليها يف قانون ع �

.65، مرجع سبق ذكره، ص " دورة املوازنة العامة ومشكالا يف الدول النامية "،عبد املعطي عساف. علي العريب، د. د - 1

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 23 ~

خالل السنة نيةعتمدة إلدارم يف بنود امليزاعدم شد املسؤولني أثناء تعاملهم مع املبالغ امل �

.1املالية املقرر أن يتم فيها الصرف

فيما خيص الرقابة كما سبق ذكره فإن األجهزة التشريعية هي أجهزة ضعيفة للغاية

ويعترب وجودها رمزيا فقط، ويرجع أمر الرقابة الذاتية إىل السلطات السياسية والتنفيذية مما

ما يف عملية ا ال تلعب دورا مؤثرا ومهأدى إىل تسرب الفساد السياسي واإلداري، كما أ

املسائلة العامة عن أي مظهر من مظاهر الفساد والتالعب باملال العام، كما أن أجهزة تعبئة

دودة جدا يف الرقابة على امليزانيةالرأي العام هي أيضا أجهزة ضعيفة للغاية وذات فعالية حم

.العامة

:مشكالت تتعلق بإعداد احلساب اخلتامي - 5

هو األداة األساسية اليت تساعد اجلهات املسؤولة الذكر احلساب اخلتامي كما أسلفنا

العامة وتنفيذها للعام املايل املنصرم، ويواجه املسؤولني يف امليزانيةعلى تقييم جتربة إعداد

:إعداد احلساب اخلتامي عدة مشكالت نوجزها فيما يلي

الكفاءة املطلوبة إلعداد احلسابات اخلتامية وفق قلة اإلطارات املدربة اليت متلك القدرة و �

؛وجيهات الصادرة من وزارة املاليةالت

غموض التوجيهات الصادرة من وزارة املالية إىل اجلهات احلكومية األخرى فيما خيص �

؛قضها وتضارا من عام آلخرإعداد احلسابات اخلتامية وأحيانا تنا

سابات اخلتامية يف خمتلف الوزارات على عرض عدم مقدرة اجلهات اليت تقوم بإعداد احل �

؛العامة امليزانيةاملشكالت واملعوقات اليت تعترض سبيل تنفيذ

اخلتامية هات وزارة املالية فيا خيص إعداد احلساباتيعدم تقيد اجلهات احلكومية بتوج �

إجراءات مما يفقد احلسابات النمطية املطلوبة اليت تساعد املسؤولني بوزارة املالية على

؛أداء اجلهاز اإلداري عرب السنني التحليالت املالية واملقارنات الالزمة لتقييم

.66ص ،املرجع السابق ذكره، "دورة املوازنة العامة ومشكالا يف الدول النامية " عبد املعطي عساف،. علي العريب، د. د - 1

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 24 ~

ساعد يف إعداد يف األوقات املناسبة اليت تتعليماا عدم التزام وزارة املالية بإصدار �

؛احلسابات اخلتامية

ة وجملس يم وزارة املالية عن إعداد احلسابات اخلتامية حسب تعالعجز اجلهات املسؤول �

؛احملاسبة

؛املرافقة للحساب اخلتامي ∗عجز اجلهات املسؤولة عن إعداد املذكرة التفسريية �

العامة دون أخذ اإلذن من وزارة املالية امليزانيةكثرة املناقالت بني خمتلف أبواب وبنود �

؛لدولةالعامة ل امليزانيةمما يدل على وجود قدر كبري من التسيب وعدم االنضباط أثناء تنفيذ

؛حلسابات اجلارية دون مربر موضوعيتضخم حسابات واألمانات والعهد وا �

عدم تنفيذ وزارة املالية وديوان احملاسبة ببعض التوجيهات اليت يصدرها للجهات �

.1بتلك التوجيهات األخرى مما جيعل هذه األخرية تستخفاحلكومية

اليت ال تعمل بكفاءة، أو امليزانيةت املمكن التغلب على املشكالت املتعلقة بعمليا من

ديد وإصالح في بعض احلاالت يتطلب األمر جتف ،ق بوجود نظم سيئة إلدارة امليزانيةاليت تتعل

يف غالبية األحيان يتطلب األمر تغيريا شامال للمنظومة وبعض احللقات الضعيفة يف املنظومة

الة لالسترشاد ا، وعند التعامل مع بكاملها وتطبيق قوانني جديدة لتكون مبثابة قواعد فع

على العناصر يقومالسليم والذي امليزانيةهذه املسائل، جيب األخذ يف احلسبان أصل نظام

:التالية

حتتوي على شرحا وافيا لألهداف اليت مت إجنازها واليت مل يتم إجنازها مع توضيح األسباب مع بيان إيرادات :املذكرة التفسريية ∗

.ومصروفات الدولة الفعلية خالل العام املنصرم، كما حيتوي على حسابات التسوية .70، مرجع سبق ذكره، ص " العامة ومشكالا يف الدول الناميةدورة املوازنة " ،عسافعبد املعطي . علي العريب، د. د - 1

عناصر نظام امليزانية السليم: املطلب الثالث

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 25 ~

؛ا يتضمن عملية املراجعة والرقابةإطار قانوين لتحديد دور ومسؤوليات املؤسسات مب - 1

؛لحكومةب كافة العمليات املالية لشاملة تستوع ميزانية - 2

؛تقديرات دقيقة ويف الوقت املناسبمعلومات و - 3

تتميز بالشفافية وتسمح مبشاركة فعالة من قبل اتمع املدين امليزانيةعملية إعداد - 4

. 1والسلطة التشريعية

:اإلطار القانوين - 1

سليم ميزانيةوجود إطار قانوين شامل من املكونات األساسية يف أي نظام

األساسية يف ميكن أن يكون هذا اإلطار عبارة عن جزء من املستندات القانونيةوقوي،

الدولة كالدستور أو ميكن إجياده من خالل تشريعات أخرى، ومن األهداف األساسية

:لإلطار القانوين

، حيث أنه يضمن قيام السلطة التشريعية امليزانيةضمان وضع ضوابط كافية يف نظام �

سلطة ملراجعة املستقلة بدورها، ويقف حائال أمام السيطرة الكاملة للومؤسسات التدقيق وا

؛التنفيذية على نظام امليزانية

، وهي من التشريعية والتنفيذية يف امليزانيةح دور ومسؤوليات كل من السلطتني يوضت �

؛األساسية لتسهيل عملية املسائلة األمور

وإدارة ر املتعلق بوضع امليزانيةاح القواعد واللوائح لتوجيه عملية اختاذ القريوضت �

.2اإليرادات احلكومية واإلنفاق العام

.31املرجع السابق ذكره، ص ، "دورة املوازنة العامة ومشكالا يف الدول النامية " عبد املعطي عساف،. علي العريب، د. د - 1 .32، ص نفس املرجع - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 26 ~

:عرض شامل للميزانية - 2

جيب أن تغطي امليزانية جممل العلميات املالية للدولة، حيث تشمل كافة النفقات

الدولة مجيع إيراداا، ومجيع نفقاا دون ، أي أنه يتوجب أن تشمل ميزانية1واإليرادات

تقاص بني أي إيراد من إيرادات الدولة، وأي أوأو سهو، ودون إجراء أي خصم إخفاء

.2نفقة من نفقاا

:3ف األساسية للعرض الشامل للميزانيةومن األهدا

؛ابة على كافة اإليرادات والنفقاتأعمال الرق يفالسلطة التشريعية ةساعدم �

؛ا يف خدمات عامة معينةالستخدامه ناقشات حول ختصيص املوارد النادرةتسهيل امل �

؛تقدمي بيانات تغطي عدة سنوات ناضم �

تقييم مقترحات و قارنة ملعرض مستويات النفقات واإليرادات الفعلية ميثل معايري مهمة �

.امليزانية

:دة يف الوقت املناسبداملعلومات والتقديرات الدقيقة واملناسبة واحمل - 3

العناصر الضرورية ها يف الوقت املناسب منتعترب املعلومات الدقيقة اليت يتم توفري

:السليم، وتكمن أمهيتها فيما يلي لنظام امليزانية

؛امليزانيةاملعلومات اليت تتسم باجلودة تعترب هامة بالنسبة لكافة مراحل دورة �

امليزانيةكما أا ضرورية لتحديد نوع وحجم اخلدمات العامة اليت متول من خالل �

ى حتقيق األهداف املرجوة للسياسة؛ق هذه املخصصات علوحتديد تأثري إنفا

1- Programme des nations unies pour le dèvloppement, “ Parlement, Budget et Genre

“, Guide Pratique à l'usage des parlementaires n° 06, UNIFEM, 2004, P5 .281، مرجع سبق ذكره، ص " أسس املالية العامة " ،أمحد زهري شامية. خالد شحادة اخلطيب، د. د - 2 .33، مرجع سبق ذكره، ص "وع الدويل للموازنة املشر" الدليل اإلرشادي ألعمال املوازنة للمنظمات غري احلكومية، - 3

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 27 ~

أيضا إىل أن تعتمد على تقديرات دقيقة بصورة معقولة للموارد امليزانيةكما حتتاج �

.1املتاحة

الشفافية واملشاركة - 4

كل املعلومات املالئمة واملهمة ألخذ قرارات امليزانية املناسبة جيب أن تكون متوفرة يف

، ألن الشفافية واملشاركة تعكس طبيعة 2ال وبطريقة منظمة ويف الوقت املرادشكل سهل املن

.امليزانيةاإلدارة الرشيدة يف اتمع، وهي قمة العملية الدميقراطية لوضع

تنظم اإليرادات اخلاصة بامليزانية ميكن أن تدعمها القوانني اليت يزانيةإن شفافية امل

.قيق واملراجعةوإعداد التقارير االقتصادية والتد

أن يدعم لكنه ال يضمن بالضرورة مشاركة نظام شفاف إلعداد امليزانيةوميكن ل

، لكن الشفافية احلقيقية ال تتعلق دين باملسائل املتعلقة بامليزانيةالسلطة التشريعية واتمع امل

بتوافر املعلومات فحسب ولكنها مهمة بالنسبة للجدل العام وصياغة السياسات وهكذا فإنه

من املفيد أن نفكر يف الشفافية واملشاركة معا، ألن أحد أهداف الشفافية خلق املزيد من

.املشاركة

يقها بصورة كاملة بدون العملية ويف الواقع أن العديد من أهداف الشفافية ال ميكن حتق

.التكميلية املتمثلة يف مشاركة السلطة التشريعية والشعب

بصفة عامة الشفافية واملشاركة ميكنهما املساعدة يف ضمان إمكانية حتقيق العناصر

سليم ألقصى قدرات هلا، ألن املواطن املشارك واملطلع ميثل أداة أخرى يزانيةاألخرى لنظام م

ويؤدي املزيد من املشاركة إىل تعميق النقاش وييسر .امليزانيةوالفحص لنظام للمراجعة

.3عملية الوصول إىل توافق اآلراء داخل اتمع حول املفاضالت الصعبة

.35، ص ذكره املرجع السابق ، "املشروع الدويل للموازنة " الدليل اإلرشادي ألعمال املوازنة للمنظمات غري احلكومية، - 12 - Programme des nations unies pour le dèvloppement, “ Parlement, Budget et

Genre “, op_cit P5. .36- 35، مرجع سبق ذكره، ص " املشروع الدويل للموازنة" الدليل اإلرشادي ألعمال املوازنة للمنظمات غري احلكومية، - 3

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 28 ~

:الثالثاملبحث

مفهوم الشفافية ومضامينها

مة أو الدولكثر احلديث يف الوقت احلاضر يف اتمعات املختلفة سواء الدول املتقد

العلنية فيما يتعلق بأهداف ومضامني السياسات وصياغتها ضمنالنامية عن الشفافية، واليت ت

يف هذا اجلزء من البحث لذا نصرا أساسيا يف اإلدارة الرشيدة،وتطبيقها، كما أا تشكل ع

.سنتطرق إىل مفاهيم املتعلقة بالشفافية

ماهريي، و كذا ظهور أجهزة اإلعالم انتشار معايري الدميقراطية، و زيادة الوعي اجل

املستقلة، كلها متغريات عملت جمتمعة للضغط على احلكومة لنشر املعلومات و اختاذ

الشفافية كمبدأ يف التعامل، و هذا ما سنعرفه من خالل التطرق إىل نشأة الشفافية و خمتلف

. و كذا أنواعها تعاريفها

:نشأة الشفافية - 1

الثانية وتوسع البريوقراطية احلكومية يف كثري من األقطار، ومع بعد احلرب العاملية

ظهور الشركات واملنظمات احلكومية الدولية الكبرية جاءت جتمعات جديدة من القوة اليت

كانت قادرة على حجب املعلومات عن اتمع واملؤسسات مما أثر ذلك يف حيام

.ومصاحلهم

ظهور وارتفاع درجة التعقد والسرية الذي ويف نفس الوقت أدت احلرب الباردة إىل

أثر على الوضع التقليدي للشفافية يف الواليات املتحدة األمريكية، وبعدها جاء قانون حرية

.1974وقوي بإصالحات يف سنة 1966املعلومات األمريكي سنة

ماهية الشفافية: املطلب األول

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 29 ~

ولكن االنفجار احلقيقي للمطالبة العاملية بالشفافية جاء يف التسعينات من القرن

، واليت يقع مقرها يف 1993، يف ماي سنة بتأسيس منظمة الشفافية الدولية ، وذلك1املاضي

برلني أملانيا وتعمل هذه املنظمة على مكافحة الفساد يف العديد من الدول واألقاليم باتساع

. 2العامل كله

وتقوم هذه املنظمة غري احلكومية مبهمة توسيع فرص مسائلة احلكومات لغرض تقييد

لفساد احمللي والدويل، أما املبادئ اليت ترتكز عليها فإا تتلخص يف أن خماطر الفساد تتعدى ا

.3حدود احلاالت الفردية، لذلك فإن املسؤولية عامة ومشتركة حملاربة الفساد

:مفهوم الشفافية - 2

استحوذ مفهوم الشفافية اهتمام العديد من السياسيني واالقتصاديني واإلداريني

تربويني بسبب التطورات الفكرية واإلدارية والتقنية ونتيجة لذلك تعددت تعريفات وال

الشفافية ومضامينها إال أن مجيع التعريفات تدعو إىل جوهر واحد يرتبط بعمليات أربعة

.4املصداقية، اإلفصاح، الوضوح، املشاركة: هي

الشفافية جوهر): 1(الشكل

.65ص مرجع سبق ذكره ،"الشفافية و القيادة يف اإلدارة " أمحد فتحي أبو كرمي، : املصدر

.51، ص 2009، دار حامد للنشر والتوزيع، الطبعة األوىل، " الشفافية والقيادة يف اإلدارة " ،أمحد فتحي أبو كرمي. د - 1

الفساد " ة اليت نظمها مركز الدراسات الوحدة العربية بالتعاون مع املعهد السويدي باإلسكندريةحبوث ومناقشات الندوة الفكري - 2

.549، ص 2004، الطبعة األوىل، بريوت، ديسمرب " واحلكم الصاحل يف البالد العربية

العربية اإلماراتالشارقة، –ية مصر العربية ، مجهوراهرةالق ، املنظمة العربية للتنمية اإلداريةالنزاهة والشفافية واإلدارة العربية - 3

.712، ص 2006، املتحدة

. 65، ص ذكره املرجع السابق، "الشفافية والقيادة يف اإلدارة " أمحد فتحي أبو كرمي،. د - 4

المشاركة الوضوح ا فصاح المصداقية

الشفافية

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 30 ~

تعريف مبفردة الشفافية نبدأ باملصطلحات اللغوية إليضاح املعىن ارد للكلمة، مث للو

للمفردة اهلادفة لبناء سياسات أفضل ية التخصصية ملننتقل بعده إىل عرض املصطلحات الع

.وأكثر نزاهة

اخلفة ورقة احلال، أو يف اللغة العربية تعين " شفف" رفالشفافية لغة استنادا إىل اجلذ

" شف"الشيء القليل، مجع أشفاف، أو الشيء الرقيق الذي يرى ما خلفه طبقا لتفسري معىن

.ايلغو

أو الشيء "Obvious"الوضوح "Transparency"ويف اللغة اإلجنليزية فتعين مفردة

. 1اجللي أي أا تعين كل ما ميكن استيعابه وفهمه بسهولة أو ما يتيسر استيضاحه واكتشافه

أما إذا انتقلنا إىل املفهوم اللغوي ملفردة الشفافية باعتبارها أسلوبا علميا ملكافحة

:2الدارسني طبقا للتقسيمات التاليةالفساد، فنجد أكثر من تفسري للمفردة اليت تناولتها رؤى

التفسري من زاوية صنع السياسة العامة وتنفيذها: أوال

حسب هذا التفسري تعرف الشفافية على أا آلية الكشف عن الفساد، وأن يكون

اإلعالن واإلعالم من جانب الدولة عن أنشطتها كافة يف التخطيط والتنفيذ، أي أن الدولة

ياستها والتعويل على دور املواطن يف املشاركة بصنع تلك السياسة يف ملزمة باإلعالن عن س

.إطار من الشفافية والتعاون بغية الوصول باألهداف إىل غاياا

التفسري من زاوية مبدأ فصل السلطات: ثانيا

هنا يتم تفسري الشفافية على أا التمييز بوضوح بني القطاع احلكومي وباقي

دد األدوار السياسية واإلدارية داخل احلكومة، وأن يتم بوضوح وفق القطاعات ومبوجبها حت

الفساد " كندريةباإلسبالتعاون مع املعهد السويدي العربية الوحدةحبوث و مناقشات الندوة الفكرية اليت نظمها مركز دراسات - 1

. 140مرجع سبق ذكره، ص ، " واحلكم الصاحل يف البالد العربية

.141، ص نفس املرجع - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 31 ~

احلكومة، وكذلك مستوياتآلية يطلع عليها اجلمهور حتديد توزيع املسؤوليات بني خمتلف

.توزيعها بني كل من السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية

التفسري من زاوية دراسات املالية العامة: ثالثا

حمور هذا اجلانب من جوانب تفسري لعاملياصندوق النقد الدويل والبنك تعد دراسات

معىن الشفافية حيث عرفت الشفافية بأا االنفتاح على مجهور فيما يتعلق يكل ووظائف

سياسات املالية العامة، وحسابات القطاع العام، الذي من شأنه القطاع احلكومي، ونوايا

من قبل السليمةاقية، وحشد تأييد أقوى للسياسات االقتصادية تعزيز املساءلة وتثبيت املصد

مجهور على علم مبجريات األمور، مع األخذ باالعتبار أن انعدام الشفافية يؤدي إىل تزعزع

.االستقرار، وعدم الكفاءة، واالفتقار إىل العدالة

ن عنظيم وية أي دولة باحنراف يف التوهنا يتم اإلشارة إىل أنه إذا ما أصيبت ميزان

املسار القومي فستصبح األمور فيها على حافة اهلاوية، مما يعطي الشفافية أمهية قصوى يف

سياسات املالية العامة، وحسابات القطاع العام، عرب آليات املشاركة بني ا ضمان نواي

اجلمهور والدولة يف تنظيمها وحسن اإلشراف عليها، منعا للسرية اليت تشوب الكثري من

الفساد بشكل أو بآخر يف البلدان استئصالاملالية العامة، واملفضية يف الغالب إىل سياسات

.اليت حتيط ماليتها العامة بذلك السياج من الكتمان

التفسري من زاوية األخالقية السياسية: رابعا

تعد الشفافية السياسية املرادف ألخالقية احلياة السياسية الواجب أن يتمتع ا

:ويرضى عنها احملكومون، وتقوم على ثالثة ركائزاحلكام،

.أن تكون املعلومة ميسرة ومتاحة للجمهور: األوىل

.أن تكون املعلومة وثيقة الصلة باملوضوع: الثانية

. توخي الدقة واحلداثة والشمول يف تلك املعلومة: الثالثة

:اللشفافية على أ شامل بعد عرض هذه التفسريات ميكن إعطاء تعريف

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 32 ~

الوضوح التام يف اختاذ القرارات ورسم اخلطط والسياسات وعرضها على اجلهات

املعنية مبراقبة أداء احلكومة نيابة عن الشعب وخضوع املمارسات اإلدارية والسياسية

ة، أي أن الشفافية تتضمن وضوح التشريعات ودقة األعمال املستمرللمحاسبة واملراقبة

تباع تعليمات وممارسات إدارية واضحة وسهلة للوصول إىل املنجزة داخل التنظيمات وإ

. 1اختاذ قرارات على درجة كبرية من املوضوعية والدقة والوضوح

أي أن الشفافية يقصد ا كشف احلقائق و النقاش العام احلر حول تلك احلقائق و

تلك احلقائق ضرورة إطالع األعضاء و املواطنني و اجلهات املتاحة و املهتمني على تفاصيل

و مناقشة السياسات املختلفة بطرق متاحة للجميع و الكشف الذايت، و يرتبط بالشفافية

.االستعداد للمسائلة واحملاسبة

:أنواع الشفافية - 3

من خالل النظر إىل تعريف الشفافية فإننا نلمس نوعني من الشفافية نستطيع التعرف

.ارجيةعليهما، الشفافية الداخلية والشفافية اخل

:الشفافية اخلارجية 1 – 3

ترتبط الشفافية اخلارجية ألي منظمة كانت باحمليط اخلارجي هلا، حيث يفترض على

:أن تقوم مبا يلي املنظمة

نشر املعلومات الصحيحة والدقيقة عن خدماا؛ �

ما ميكن أن يعترضها من عقبات وإخفاقات يف أدائها؛نشر �

.رهاتقبل النقد اإلجيايب وتصحيح مسا �

وحترص على الدقة ألن املنظمة املنفتحة اليت تستخدم قنوات اتصال مناسبة ومتنوعة،

وعدم التعامل بسرية مع مجيع األطراف . واملصداقية وحجم املعلومات اليت يتوجب نشرها

.15، ص 2007، دار كنوز املعرفة، عمان، الطبعة األوىل، " اإلدارة بالشفافية " ،سعيد علي الراشدي. د - 1

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 33 ~

وضوح نظام االتصال فيها، وتبدي االهتمام للمشاركة، ذات العالقة، وتتميز بانفتاح و

. 1تع بدرجة شفافية عاليةتعترب منظمات تتم

:وللشفافية اخلارجية متطلبات أمهها

الوصول املفتوح للعامة إىل املعلومات ومتكينهم من املشاركة يف صناعة القرارات؛ �

تبادل وتدفق املعلومات داخل وخارج املنظمة؛ �

بالعامة وفهم احتياجام واهتمامام وإجياد الطرق حلل املشكالت القيادات اختالط �

.اليت يواجهوا

:الشفافية الداخلية 2 – 3

تضمن الشفافية الداخلية أكرب وضوح للحسابات العمومية وتسهل املراقبة عليها ونشر

.2القوانني احلديثة اليت تقود إىل تقوية تطبيق قواعد القانون ونشر جو دميقراطي يف املنظمة

املنظمة، وتوفري املعلومات وتعين الشفافية الداخلية التدفق احلر للمعلومات داخل

الضرورية لكل مستوى حسب متطلبات العمل ولقيام املستخدمون مبسؤوليام وإشراكهم

واملرونة الالزمة من خالل تبين مبدأ الدميقراطية ،سياساتيف صناعة القرارات ورسم ال

.والتعامل بنزاهة على املسؤوليات كافة

ا والوقت املناسب أمر حاسم وضروري يعترب حجم املعلومات اليت جيب املشاركة

لذلك فااللتزام بالشفافية الداخلية ال يتم فقط من خالل مناقشة األفكار بل أيضا من خالل

.3الصورة الكلية الواضحة وبشكل صريح مع املستخدمني

ما تستخلصه أن كال من الشفافية الداخلية والشفافية اخلارجية مكمل

ية الداخلية تعىن بالبيئة الداخلية للمنظمة، أما الشفافية اخلارجية فتعىن بالبيئة لآلخر، فالشفاف

.99، مرجع سبق ذكره، ص " الشفافية والقيادة يف اإلدارة " ،أمحد فتحي أبو كرمي. د - 1

2 - Revue Française de Finances Publiques, “ Transparence et Finances Publiques “,

n°40, L. G. D. J, 1992, P 132.

.102، مرجع سبق ذكره، ص " الشفافية والقيادة يف اإلدارة " ،فتحي أمحد أبو كرمي. د - 3

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 34 ~

اخلارجية واحمليط الذي تتعامل معه املنظمة، وهناك ارتباط بني هذين الشقني وكل منهما

. ينعكس على حتقيق أهداف املنظمةيؤثر يف اآلخر وبالتايل

تتمتع بصحة اجيابية و بدرجة إنتاج منظمة يإن املنظمة اليت تتمتع بشفافية حقيقية ه

و غريها من النتائج عالية ذات خواص نوعية و كمية تتناسب مع حاجاا و متطلباا،

أمهية تطبيق الشفافية من تقدمي لذا ارتأينا يف هذا املطلب االجيابية اليت تعود على املنظمة

.حتقق لنا جمتمعا يتمتع بالشفافية خالل التعرض لفوائدها و أمهيتها و كذا العوامل اليت

أمهية الشفافية - 1

مبا أن الشفافية تكمن يف أا قناة مفتوحة لالتصال بني أصحاب املصلحة واملسؤولني فإا

:1متكن من

حتقيق املصلحة العامة؛ �

املساعدة يف اختاذ القرارات الصحيحة؛ �

فساد بكل أشكاله؛توفري النجاح واالستمرارية ألية منظمة تريد مكافحة ال �

تسهيل جذب االستثمارات وتشجيعها؛ �

إنعاش السوق املايل؛ �

إزالة العوائق البريوقراطية والروتينية وذلك بتحقيق الدميقراطية واملسائلة وضمان جناحها �

والوصول إىل ما يعرف بالنظام املفتوح؛

أداة هامة حملاربة الفساد وتقليل الغموض؛ �

عامل استقرار سياسي قوي؛ �

.16مرجع سبق ذكره، ص ،" بالشفافية اإلدارة " ،سعيد علي الراشدي. د - 1

أمهية تطبيق الشفافية: املطلب الثاين

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 35 ~

ي مسألة حمورية يف عملية التنمية؛سهيل عمليات تقييم األداء وهت �

.متكن املعنيني التأثري على القرارات املتعلقة م وهلا أثر على حيام �

الذي يتمتع بالشفافية هو جمتمع يعيش درجة مرتفعة اتمع ه فعالما نستنتجه هو أن

.من الرقي والنزاهة واحلضارة

:افيةفوائد تطبيق الشف - 2

:1يترتب على تطبيق الشفافية العديد من اآلثار اإلجيابية وميكن حصر أمهها فيا يلي

تقليل الصالحيات الواسعة يف اختاذ القرارات وذلك لتخفيف درجة املركزية؛ �

وضوح النتائج حيث يتم احملاسبة على التجاوزات ترسيخ قيم التعاون وتضافر اجلهود و �

اذ القرارات اجلماعية؛بشكل مجاعي من خالل اخت

العمل على اختيار القيادات اإلدارية ذات القدرة على أخذ القرارات النزيهة واألمانة �

واملوضوعية واالنتماء والوالء للمنظمة وللصاحل العام؛

إظهار نقاط القوة والضعف وحتديد االحنرافات والعمل على تصحيحها األمر الذي يعين �

ات العمل؛املزيد من الشفافية يف بيئ

متتع األفراد باالستقاللية يعزز الرقابة الذاتية مما جيعل أعماهلم أكثر شفافية ومصداقية؛ �

.العمل على تغيري الثقافة التنظيمية السائدة �

:عوامل بناء جمتمع شفاف - 3

مفهوم الشفافية أصبح ضروريا لسالمة املالية العامة وحسن التحكم واإلدارة والنزاهة

ب مراعاة عوامل ومتطلبات ميكن إيضاحها ساد، ولتطبيق هذا املفهوم أصبح جيفواحلد من ال

: 2كما يلي

.18-17، ص ، مرجع سبق ذكره "اإلدارة بالشفافية " سعيد علي الراشدي،. د - 1

.28، ص نفس املرجع - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 36 ~

تعزيز قيمة الصدق يف حياتنا من خالل تأكيد أن الشفافية ليست متطلبا فقط بل هي �

قيمة ملتزمة تالزما أكيدا مبفاهيمنا التربوية والسياسية واألخالق والدميقراطية، وقبل ذلك

ا التارخيية والوطنية وليست حكرا على مجاعة وطنية دون أخرى وعلى هي جزء من قيمن

.تنظيم سياسي دون آخر

تعزيز بناء الدميقراطية يف حياتنا على مستوى الفرد واجلماعة، ألن الشفافية تتطلب �

وجود روح الدميقراطية يف املمارسات العملية يف احلياة اليومية، ومنح املواطن كامل حقوقه

يف عملية صنع القرار على كافة األصعدة، وأهم من ذلك اطالعه بصدق وأمهها حقه

وشفافية على املكونات الرقمية اليت تلعب دورا أساسيا يف عملية صنع القرار سواء

.االقتصادي أو السياسي أو حىت االجتماعي

� ا انتهاج الشفافية يف القوانني واإلجراءات من خالل مراجعتها ومعاجلة نصوصها وفقرا

.الغامضة وتوضيحها وإعالا للناس واملوظفني

جتاه السلطة كأحد الضمانات االتأكيد على أن احملاسبة هي حق من حقوق املواطنني �

.األساسية لتعزيز الدميقراطية يف اتمع وبناء الشفافية

جيب أن تكون كل املرافق واملؤسسات اليت تدير الشأن العام شفافة تعكس ما جيري �

.معروفة ومتاحة للبحث واملساءلة والنقاشحبيث تكون كل احلقائق بداخلها

توفري سيادة القانون والفصل بني السلطات، واحلفاظ على حق حرية احلصول على �

املعلومة وفق األطر القانونية، واحترام حقوق املواطن على اختالفها من أهم األسس اليت

.لشفافيةيعتمد عليها يف بناء بيئة سليمة للممارسة وا

.التعيني يف الوظائف على أساس الكفاءة املطلقة �

.تعزيز دور أجهزة الرقابة املالية واإلدارية مع تعزيز دور اإلعالم الشفاف �

وما جيدر التنويه له هو أن الشفافية هي الوضوح وعدم وضع أقنعة وأن االنفالت من

قراطية صناعة وطنية ال جيب وأن الدمي ،الضوابط والتحلل من األخالق ليس الطريق السليم

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 37 ~

وأن ،أن تضع املواطن ضمن مصطلحاا بل أن ختضع مصطلحاا ملصلحة الوطن واملواطن

احملبة هي أساس التعامل مع اآلخرين على املستوى اجلزئي والكلي، وأن العمل اجلماعي هو

.األبعد مدى يف ظهور نتائجه لكنه األكثر متانة ودميومة واقتصادية وإنتاجية

الشيء الذي جيب التأكيد عليه هو أن الشفافية املطلوبة هي صناعة وطنية ضمن ورشة

عمل وطنية يساهم فيها اجلميع ويقصد جناح رب عمل واحد هو الوطن، دون أن تكون

براءة اختراع الشفافية حكر على أي جهة مهما كانت قوا التمثيلية ومميزاا السلطوية

.1والسياسية

:اليت تعترض اإلصالح والشفافية املشكالت - 4

قد تواجه جهود مكافحة الفساد ونشر الشفافية ج اإلصالحيةعلى الرغم من الربام

: 2تعثرا لألسباب التالية

طويل قبل البدء املوروثات السلبية من األنظمة السابقة واليت تتطلب معاجلة ملدى �

بالنهوض باتمع؛

التنفيذ بسبب ضخامة األهداف اليت تسعى عدم حتديد األولويات ووضع خطط صعبة �

ق فيما بينها؛لتنفيذها وبعثرة اجلهود الرامية لإلصالح وعدم التنسي

.النظرة السلبية للمال العام وعدم وجود احلماس الكايف لتبين منهج اإلصالح �

.32، مرجع سبق ذكره، ص "فية اإلدارة بالشفا" سعيد علي الراشدي، . د - 1

. 143، مرجع سبق ذكره، ص " الشفافية والقيادة يف اإلدارة " ،أمحد فتحي أبو كرمي - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 38 ~

ارتبط مفهوم الشفافية مبفاهيم أخرى ذات صلة وأكثرها شيوعا وترددا من حيث

باط مبفهوم الشفافية هو الفساد، املسائلة، والدميقراطية وهناك ارتباط آخر ملفهوم االرت

.1الشفافية بقضايا النزاهة، والثقة والتمكني، بشكل مباشر أو غري مباشر

.وسنقوم بعرض كل من هذه املفاهيم وعالقتها بالشفافية على حدى

.مضامني الشفافية ):2(الشكل رقم فيةالشبكة النظمية للشفا - 1

.72مرجع سبق ذكره، ص ،"الشفافية و القيادة يف اإلدارة " ، أمحد أبو كرمي. د :املصدر

.72ص ، ، مرجع سبق ذكره "الشفافية والقيادة يف اإلدارة " أمحد فتحي أبو كرمي، - 1

مضامني الشفافية: املطلب الثالث

حتقيق املسائلة

الشفافية

الثقة حماربة الفساد

التمكني النزاهة

النظام الدميقراطي

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 39 ~

:املسائلة و الشفافية 1 – 1

ميكن أن نعرف املسائلة على أا الطلب من املسؤولني تقدمي التوضيحات الالزمة

ألصحاب املصلحة حول كيفية استخدام صالحيام وتصريف واجبام، واألخذ

قبول املسؤولية عن الفشل وعدم ليت توجه هلم وتلبية املتطلبات املطلوبة منهم واباالنتقادات

:، وتتطلب املسائلة1الكفاءة أو عن اخلداع والغش

وجود نظام ملراقبة وضبط أداء املسؤولني احلكوميني واملؤسسات احلكومية خصوصا من �

حيث النوعية وعدم الكفاءة أو العجز وإساءة استعمال املوارد؛

بة والتدقيق وجلباية اإليرادات وجود نظم صارمة لإلدارة والوكالة املالية وللمحاس �

ملخالفات املالية واإلدارية من أجل اق حبق مرتكيب سوم، جنبا إىل جنب مع عقوبات تطبوالر

؛ءة وأكثر إنصاف من أشكال اإلدارةإحراز شكل أكثر كفا

جيب أن يكون صناع القرار يف احلكومة والقطاع اخلاص واتمع املدين قابلني للمسائلة �

.هور، فضال عن مسؤوليتهم أمام أصحاب املصلحة يف املؤسسات املختلفةمن قبل اجلم

وللمساءلة أساليب وإجراءات منظمة عرب قنوات ال ينبغي للفرد بصفته الشخصية القيام

.بأعبائها من باب املساءلة

وجند املساءلة يف ثالث مستويات على املستوى التنفيذي، على املستوى التشريعي، وعلى

. 2ستوى القضائيامل

ويقصد ا مسؤولية اجلهاز احلكومي التنفيذي عن حماسبة نفسه عرب :املساءلة التنفيذية -1

سبل إدارية، ووسائل تضبط العمل اإلداري لتضمن سالمة اجلهاز التنفيذي، كاستخدام

.20، مرجع سبق ذكره، ص " اإلدارة بالشفافية " ،سعيد علي الراشدي. د - 1

، مذكرة " دراسة اقتصادية حتليلية يقتصادالفساد االقتصادي وإشكالية احلكم الراشد وعالقتهما بالنمو اال " ،سهيلة أمنصوران - 2

، ص 2006 - 2005، و علوم التسيري جامعة اجلزائر، كلية العلوم االقتصادية هر حممد امي،حتت إشراف الدكتور طوا ماجستري،

171.

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 40 ~

واستخدام برامج التوعية، أو فتح قنوات االتصال مع اجلمهور إليصال التدابري الوقائية،

.وتهص

واحدة من أعرق آليات املساءلة يف النظم تعد املساءلة التشريعية :املساءلة التشريعية -2

ومعارضتها د احلكومة، والرقابة عليهايالدميقراطية، حينما يلعب الربملان دورا مهما يف تقي

بداية من لسلطةمي، ذلك إن للربملان ايف أحيان كثرية لضمان استقامة سري العمل احلكو

ما يقره من قوانني يف حتديد اإلطار القانوين لشكل احلكومة فضال عن آليات ضمن

.أخرى

تشكل املساءلة القضائية ركنا أساسيا من أركان ضبط عمل اجلهاز :املساءلة القضائية -3

احلكومي وغري احلكومي، وحبكم وجودها كمقابل للسلطتني التشريعية والتنفيذية متتاز

عن امتالكها سلطة اإلرغام لتنفيذ أحكامها مما جيعلها السلطة عنهما باالستقاللية، فضال

األكثر كفاية يف الكشف عن طبيعة اخلروقات اليت تشوب عمل السلطتني التشريعية

.والتنفيذية

ما نستخلصه من تعريفنا للمساءلة أن هذه األخرية والشفافية مفهومان مرتبطان يعزز

القرار، وال ميكن أن تكون الشفافية هدفا حبد ذاا كل منهما اآلخر، وخاصة يف جمال صنع

لية احملاسبة واملساءلة، كما أن احملاسبة موإمنا هي وسيلة من الوسائل اليت تساعد يف ع

واملساءلة ال ميكن أن تتم بصورة فعالة ومناسبة دون ممارسة الشفافية، حيث أنه من خالل

وحرية تدفق املعلومات للمجتمع الداخلي الوضوح واملكاشفة يف كافة األعمال اإلدارية

.1واخلارجي للمؤسسة ميكن بناء نظام للمساءلة يتسم بنتائج إجيابية

:الشفافية و الفساد 2 – 1

، و حرية اخلاصةحلساب املصلحة استغالهلاالسلطة أو استخدامالفساد هو إساءة

سلوك عن متطلبات الواجبات يف ال احنرافالقرارات يف غياب املسائلة، و اختاذالتقدير يف

.77، مرجع سبق ذكره، ص " الشفافية والقيادة يف اإلدارة "،أمحد فتحي أبو كرمي. د - 1

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 41 ~

السلطة، و االحنراف عن معايري السلوك الستخدامو السرية الالقانونية اإلساءةالرمسية، و

يستمد الفساد قوته و .االجتماعي و إحلاق الضرر باملصلحة العامة حلساب املصلحة اخلاصة

اعد على إستئصال من الغموض و عدم الوضوح و مبا أن الشفافية تقلل من الغموض فإا تس

.الفساد و هذه غايتها القصوى

هنا نلمس التعارض بني مفهوم الشفافية مع مفهوم الفساد، و أن العالقة القائمة بينهما هي

إمكانية حماربة الفساد و احلد منه و السيطرة ارتفعتعالقة عكسية فكلما زادت الشفافية

الشفافية، أي أنه كلما توسعت انعدامأو يشري إىل اخنفاضمعدل الفساد ارتفاععليه، و

.دائرة الشفافية تقلصت دائرة الفساد

:ية و الفساد بواسطة الشكل التايلميكن أن نوضح العالقة العكسية بني الشفاف

.العالقة العكسية بني الشفافية و الفساد): 03(الشكل رقم

.81 ، ص مرجع سبق ذكره ،"و القيادة يف اإلدارة الشفافية "، أمحد فتحي أبو كرمي. د :املصدر

:الشفافية والدميقراطية 3 – 1

النظام الدميقراطي يقوم على احلرية والتعددية واحترام حقوق املواطنني والدميقراطية يف

ي يدعم و يعزز النظام الدميقراط أبسط صورها هي حرية التعبري واملشاركة، ووجود الشفافية

وجتدرتمرتبطة ارتباطا وثيقا بالدميقراطية فكلما تعمقت فالشفافية. و يعمل على تطويره

واضحة، وال ميكن تأسيسها وتأصيلها يف نفوس الدميقراطية، كلما كانت الشفافية واسعة و

األفراد يف كافة املستويات اإلدارية دون انتشار روحانية الدميقراطية، ألن الدميقراطية تضمن

اجتاه الفساد

نطاق اخللو

من الفساد

نطاق

الفساد

اجتاه الشفافية

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 42 ~

ونية الوصول إىل املعلومات من خالل القوانني واألنظمة والتعليمات، ومن خالل توفر قان

إذن فالشفافية مظهر ،1الشفافية يف القوانني واإلجراءات نصل إىل املمارسات الدميقراطية

. حيوي وحجر أساس للدميقراطية واالزدهار وضمان األمن

:الشفافية والنزاهة 4 – 1

املفروض تواجدها يف جمال العمل والسلوكياتالقيم واملعتقدات عرف النزاهة بأا ت

العام واخلاص وهي املقدرة على األداء بأمانة مع احترام الذات واحترام اآلخرين ومن خالل

:ظ على النزاهةاتيح واألساليب للحفومن أهم املفا. وضع أنظمة النزاهة ميكن احتواء الفساد

املعايري؛وتعريف األهداف والقيم و حتديد �

؛غرس اإلحساس باحلرفية �

ذات للعاملني، واحلث على النزاهة؛وضع مستوى احترام ال �

؛األمانة والقول احلقيقة �

وضع مصلحة اجلماعة أوال، وحماربة الفساد، والتشاركية، واحترام اآلخرين ومتكينهم �

أن الدالة على من حتمل مسؤوليام، والثقة م، واالنفتاح، وغريها من املضامني األخالقية

.2النزاهة هي انعكاس لدرجة الشفافية اليت يتمتع ا الفرد واملنظمة ككل

. ما نستخلصه هو أن لكل من الشفافية والنزاهة نفس املضامني وكالمها يكمل اآلخر

:الشفافية والثقة والتمكني 5 – 1

ة وقول احلقيقةال يوجد تعريف واحد شامل للثقة من معانيها األمان :بالنسبة للثقة

الوضوح واإلمجاع حول ما خيلق النجاح، ووصول مفتوح إىل : وبنية الثقة هلا متطلبات مثل

:ومن مزايا الثقة. املعلومات من قبل العامة

حتسني العالقات الشخصية؛ �

.83مرجع سبق ذكره، ص ،" الشفافية والقيادة يف اإلدارة "، ي أبو كرميأمحد فتح. د - 1

.88، ص نفس املرجع - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 43 ~

االنفتاح؛ �

.تعزيز الشعور بالرضا �

الثقة بني لق مفهوم الشفافية مرتبط بشكل معقد بالثقة، حيث تعمل الشفافية على خ

.1ختلق جمتمع يستمع الفرد باالنضمام إليه واملشاركة فيه املعنيني، وبيئة الثقة

ميكن أن نعرف التمكني على أنه التفويض واملشاركة املوظفني وتعزيز الشعور :التمكني

تزويدهم باملعلومات و إزالة العوائق و الذاتية بني أعضاء املنظمة من خالل بالكفاءة

املسؤوليات الكاملة للعاملني و يف صناعة القرار، كما أنه تفويض للصالحيات وإشراكهم

حتقيق منحهم احلرية الكاملة ألداء العمل بطريقتهم اخلاصة مبا ميكنهم من توجيه األرقام و

.املرؤوسني األرباح، أي أنه تقاسم للسلطة بني القادة و

:من مستلزمات التمكني و

درجة عالية من الثقة؛ �

دفق حر للمعلومات؛ت �

إلبداع لدى األفراد داخل ا مما يعزز روح املبادرة و، مشاركة فاعلة يف صناعة القرارات �

.املؤسسة

املؤسسة للسماح ملن هلم أما على املستوى اخلارجي فيتطلب األمر نشر املعلومات عن

فصاح وهذا كله يتطلب توفر درجة عالية من اإل املنظمة لالطالع عليها، و مصلحة يف

.2هذا جوهر الشفافية املصداقية و املشاركة و الوضوح و

.92، ص ، املرجع السابق ذكره " الشفافية و القيادة يف اإلدارة" أمحد فتحي أبو كرمي، . د - 1

.97نفس املرجع، ص - 2

عموميات حول املالية العامة و الشفافية الفصل األول

~ 44 ~

ما ميكن استخالصه مما سبق أن مفهوم املالية العامة ارتبط ارتباطا وثيقا بتطور الدولة

فبعد أن كانت مالية الدولة حمايدة و ال تقتصر سوى على البعد املايل و احملاسيب، أصبحت

. ة، و سياسيةية، و اجتماعيلعب دورا يف أبعاد متعددة اقتصاديف الفكر احلديث إجيابية و ت

كما أن خصائصها تتمايز بني البلدان املتقدمة و بلدان العامل الثالث نظرا إىل اختالف

علم املالية العامة هو ذلك أنخصائص و مميزات كل بلد، لكن كال االجتاهني يتفقان على

مة للنشاط املايل للهيئات العمومية و مؤسسات الدولة، و هو العلم الذي يدرس القواعد املنظ

ذلك النشاط الذي تبذله اهليئات يف سبيل احلصول على املوارد الضرورية الالزمة إلنفاقها من

اليت و تعترب امليزانية العامة املرآة العاكسة للمالية العامة للدولة. جات العامةأجل إشباع احلا

العمومية، كما متثل السياسة االقتصادية اإليراداتو العمومية ي للنفقات تعترب االيطار التنظيم

.الرئيسية اليت تطبقها احلكومة

يف الدول النامية تتعرض امليزانية إىل عدة مشاكل ختتلف من بلد إىل آخر تبعا لطبيعة

ميكن و طبيعة النظام السياسي يف البلد، هذه املشاكل ية و االجتماعيةالسياسة االقتصاد

التغلب عليها إما بالعمل بكفاءة يف وجود نظام جيد إلدارة امليزانية، أو بإصالح بعض

أهم عنصر جيب العمل به هو . احللقات الضعيفة و أحيانا يتطلب األمر تغيري كامل للقوانني

القرارات، ألن الشفافية تساعد على كشف احلقائق و اختاذالعمل بشفافية و املشاركة يف

املتاحة و اجلهاتو املواطنني و األعضاءحول تلك احلقائق، و إطالع العام احلر النقاش

أناملهتمني على تفاصيل احلقائق و مناقشة السياسات املختلفة بطريقة متاحة للجميع، كما

للشفافية وزيادة الشفافية متكن املسامهة يف حتسني القدرة على املسائلة و احلد من الفساد،

يف ضمان نوايا سياسات املالية العامة و حسابات القطاع العام، و حيثما توجد قصوى أمهية

ة األسباب املؤديالشفافية توجد الدميقراطية، احملاسبة، املسائلة، النزاهة ، الثقة، و تنعدم كل

.الفساد إىل

محددات الشفافيةمحددات الشفافيةمحددات الشفافيةمحددات الشفافية: : : : المبحث األولالمبحث األولالمبحث األولالمبحث األول

الشفافية في إعداد و تنفيذ الميزانيةالشفافية في إعداد و تنفيذ الميزانيةالشفافية في إعداد و تنفيذ الميزانيةالشفافية في إعداد و تنفيذ الميزانية: : : : المبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثاني

المؤسسات الناشطة في تعزيز الشفافيةالمؤسسات الناشطة في تعزيز الشفافيةالمؤسسات الناشطة في تعزيز الشفافيةالمؤسسات الناشطة في تعزيز الشفافية ::::المبحث الثالثالمبحث الثالثالمبحث الثالثالمبحث الثالث

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 45 ~

تعترب امليزانية البنية اليت يتم على أساسها صنع القرار و املسائلة يف احلكومة و هي أداة

، كما األجلذات أمهية كبرية يف تعزيز منو االقتصاد القائم على السوق و االستدامة املالية طويلة

تعترب أهم وثيقة تصدرها احلكومة حول سياساا، حيث يتم فيها صياغة أحداث هذه

إال إذا كانت تتمتع ال ميكن اعتبار امليزانية كذلك و. سياسات بعبارات حمددة بدقة و وضوحال

، ألن الشفافية عنصرا و العالنية اإلفصاحبشفافية من حيث نشر املعلومات و توفر الوثائق و

مفهوم الشفافية يف الوقت احلايل كثر احلديث عنه يف أنجند حيث . الرشيدة اإلدارةأساسيا يف

مجيع اتمعات يف الدول النامية و الدول املتقدمة على حد السواء، و أن مؤسسات و منظمات

و نشر مبادئها منها صندوق النقد الدويل، و البنك تنشط يف تعزيز الشفافية عديدة دولية

العاملي، و منظمة الشفافية الدولية، و غريها من املؤسسات و املنظمات الدولية احلكومية و غري

.حكومية الناشطة يف هذا اال

و تعزيزها يف تسيري األموال صنع القرارات املالية للدولة، لتحقيق الشفافية و املشاركة يف

العمومية يتوجب احترام جمموعة من املعايري و احملددات اليت تدعو إىل املمارسات اليت تؤدي إىل

.سالمة و فعالية املالية العامة

:حاولنا يف هذا الفصل اإلجابة على التساؤل التايلو من هذا املنطلق

؟؟؟؟ما يه احملددات و املعايري اليت جيب إتباعها من أجل ضامن الشفافية يف تسـيري املزيانية العامةما يه احملددات و املعايري اليت جيب إتباعها من أجل ضامن الشفافية يف تسـيري املزيانية العامةما يه احملددات و املعايري اليت جيب إتباعها من أجل ضامن الشفافية يف تسـيري املزيانية العامةما يه احملددات و املعايري اليت جيب إتباعها من أجل ضامن الشفافية يف تسـيري املزيانية العامة

و كيف تسعى املؤسسات الناشطة يف هذا ا0ال إىل ذ,؟و كيف تسعى املؤسسات الناشطة يف هذا ا0ال إىل ذ,؟و كيف تسعى املؤسسات الناشطة يف هذا ا0ال إىل ذ,؟و كيف تسعى املؤسسات الناشطة يف هذا ا0ال إىل ذ,؟

:وفق املباحث التاليةالفصل هذا و لإلجابة على هذا اإلشكال قسمنا

حمددات الشفافية؛: بحث األولامل

الشفافية يف إعداد وتنفيذ امليزانية؛: املبحث الثاين

.املؤسسات الناشطة يف تعزيز الشفافية: املبحث الثالث

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 46 ~

:املبحث األول

حمددات الشفافية

يتضمن هذا املبحث إطار شامل لشفافية املالية العامة و يركز على وضوح األدوار و

.الشفافية يف عملية إعداد امليزانية، و إتاحة املعلومات لالطالع العام املسؤوليات، و توخي

جيعـل كـل مبسؤوليته والدور املكلف به الكل على علم جو يكون فيهإن العمل يف

األدوار و املسـؤوليات و ملعرفة الكيفية اليت يتم ا توضـيح و شفافية، واحد يعمل بإخالص

:لى العناصر التاليةتوجب علينا تسليط الضوء ع

وضوح هيكل احلكومة ووظائفها؛ �

وضوح املسؤوليات املختلفة للحكومة ومسؤوليات فروعها؛ �

وضع آليات واضحة لتنسيق وإدارة األنشطة اليت تتم داخل امليزانية وخارجها؛ �

وضع ترتيبات تتضح من خالهلا العالقات بني احلكومة وهيئات القطاع العام غري �

؛احلكومية

؛1م مشاركة احلكومة يف القطاع اخلاص بالوضوحاتسا �

.وتتعلق املبادئ واملمارسات يف هذا الصدد بنطاق القطاع احلكومي وإطار إدارة املالية العامة

:وميكنطاق القطاع احل - 1

جيب التمييز بني القطاع احلكومي وباقي القطاع العام، وبينه وبـني بـاقي قطاعـات

وهنـا . قطاع العام واضحة ومعلنة للجمهورسياسات واإلدارة داخل الاالقتصاد وأن تكون ال

.152، مرجع سبق ذكره، ص "الشفافية والقيادة يف اإلدارة " أمحد فتحي أبو كرمي، . د - 1

وضوح األدوار واملسؤوليات: املطلب األول

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 47 ~

املسـؤوليات داخـل القطـاع توزيـع ، هيكل القطاع احلكومي ووظائفه: ميكن أن منيز بني

، قطاع احلكومي وباقي القطاع العامالعالقة بني ال، سيق األنشطة احلكومية وإداراتن، احلكومي

.مشاركة احلكومة يف القطاع اخلاص

:هيكل القطاع احلكومي ووظائفه 1 – 1

تقدمي خـدمات : وظائف احلكومة هي الوظائف املتعلقة بتنفيذ السياسة العامة عن طريق

وهي متول أساسا من الضرائب وغريها من اجلبايات ،غري سوقية، إعادة توزيع الدخل والثروات

القطاع احلكومي ووظائفه هيكل حتديد ، و يعد اإللزامية املفروضة على القطاعات غري احلكومية

شرط أساسي من شروط شفافية املالية العامة، ويضم هذا القطاع مجيع املؤسسات اليت بوضوح

تؤدي وظائف تضطلع ا احلكومة كنشاط رئيسي، ومن مث فإن القطاع ينبغي أن يشمل مجيع

خارج امليزانيـة الوحدات احلكومية على املستوى القومي ودون القومي، مبا يف ذلك األموال

وكذلك مجيع املؤسسات غري هادفة للربح وختضع لسيطرة وحدات حكومية وحتصـل علـى

.التمويل منها بصفة رئيسية

أن يتم نشر جدول جيب ولتحقيق قدر من الوضوح يف وصف هيكل القطاع احلكومي،

قطاعـات ف المؤسسي يبني هيكل احلكومة وباقي القطاع العام، وكذا التقيد التـام بتعـاري

.1يف نظام احلسابات القوميةاالقتصادية

توزيع املسؤوليات داخل القطاع احلكومي 2 – 1

جيب أن يتم بشكل واضح توزيع املسؤوليات بني خمتلف مستويات احلكومة، وكـذلك

:وتقتضي الشفافية. والتشريعية والقضائيةتوزيعها بني السلطات التنفيذية

دوار املختلفة داخل القطاع احلكومي؛وضع حدود فاصلة وواضحة بني األ �

حتديد توزيع الصالحيات الضريبية ومسؤوليات اإلنفاق بني خمتلف مستويات احلكومة؛ �

فرباير 28ارة شؤون املالية العامة مبوافقة السيد بيترس هيلر ، إعداد وإد"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل - 1

2001.

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 48 ~

حتديد دور كل من السلطتني التنفيذية والتشريعية فيما يتعلق باملالية العامة؛ �

عليها، ينبغي أن تكون الصالحيات واملسؤوليات قائمة على مبادئ مستقرة أو صيغ متفق �

بوضوح؛أو كليهما معا، وأن يتم النص عليها

ممارسة الصالحيات واملسؤوليات بطريقة علنية ومنسقة؛ �

.حتديد أدوار خمتلف السلطات احلكومية فيما يتعلق بإدارة املالية العامة �

:تنسيق األنشطة احلكومية وإدارا 3 – 1

كزية والوزارة اليت تتوىل اإلنفاق مـن تعد قضية تنظيم املسؤوليات فيما بني الوزارات املر

جيب وضع آليات واضحة لذا بني القضايا الرئيسية ألا تضمن الرقابة الكافية على املالية العامة

.تتم داخل امليزانية وخارجها لتنسيق وإدارة األنشطة اليت

م امليزانية كذلك تعترب الطريقة اليت يتم ا تعريف امليزانية أمرا حامسا، حيث يقتصر مفهو

ادات السنوية لألموال اليت ختصصها السلطة التشريعية، وهـذا معلى التقديرات اخلاصة باالعت

ليات قد مأنواع عديدة من الع: ذلك أن ضئيلة من معامالت املالية العامةالتعريف يعرب عن نسبة

ج عمليات خـار "ات تسمى تتم خارج حدود عملية ختصيص االعتمادات السنوية وهي عملي

أموال الضمان االجتماعي، منفصلة : كما أن بعض األموال اخلارجة عن امليزانية مثل، "امليزانية

، انية إىل األموال خارج امليزانيـة عن املال العام للحكومة وكثريا ما تتم حتويالت من أموال امليز

:ولضمان الشفافية فإنه من الضروري

نضباط اليت ختضع هلا اعتمادات امليزانية؛أن ختضع أموال خارج امليزانية لنفس درجة اال �

وضع قواعد ونظم للمساءلة عن إدارة صناديق االعتمادات خارج امليزانية وعمليات �

؛احملاسبة واملراقبة املتعلقة ا

وبالنسبة للميزانية احمللية والنفقات املمولة من اخلارج جيب إدماج املصروفات املمولة من �

رارات امليزانية واإلبالغ عنها؛اخلارج يف عملية اختاذ ق

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 49 ~

جيب أن ختضع مجيع أنشطة املالية العامة للمراجعة وحتديد األولويات باعتبارها جزءا من �

. عملية امليزانية، وينبغي أن تكون متاحة للفحص من قبل السلطة التشريعية واجلمهور

:العالقات بني احلكومة وباقي القطاع العام 4 – 1

ومة وهيئات القطاع العام غري احلكومية جيب أن تكون قائمـة علـى العالقات بني احلك

ترتيبات واضحة وينبغي بوجه عام أن تقوم احلكومة العامة أو هيئات القطاع العام خارج نطاق

.احلكومة بتنفيذ مسؤوليات املالية العامة مبقتضى ترتيبات صرحية ومعدة

احلكومة والبنك املركزي:أوال

بأنشطة تتسم بطابع شبه النقدية، وقد يقوم ي بتحقيق أهداف السياسة يقوم البنك املركز

املالية العامة، ومن املمكن للحكومات أن تستخدم عمليات البنك املركزي كبديل لإلجراءات

تقييم املركـز عنداملباشرة يف جمال املالية العامة، ومن البديهي أنه ينبغي أن توضع يف االعتبار

.مةالكلي للمالية العا

حلكومة واملؤسسات العامة املاليةا: ثانيا

تنشأ املؤسسات املالية لتقدمي مساعدات هلا طابع شبه املالية العامة ويشترط عليها لتحقيق

خدمات غري التجارية اليت تطلب للير السنوية هلذه املؤسسات شفافية املالية العامة أن تشري التقار

.منها احلكومة تقدميها

:ة ومؤسسات األعمال العامة غري املاليةحلكوما: اثالث

تتقاضى مقابلها عدة أسعار مة غري املالية خدمات غري جتاريةتقدم مؤسسات األعمال العا

فئـات ول من خالل اإلعانات التعويضية املتبادلة بـني متتقل عن مستوى استرداد التكلفة، و

أو عن طريق االقتراض، وأحيانا تقـوم خسائر ممولة من امليزانية ويلتحاملستهلكني املختلفة أو ب

هذه املؤسسات بفرض أسعار مبالغ فيها مث تقوم بتحويل األرباح فوق العاديـة املتحققـة إىل

مؤسسات أخرى أو إىل امليزانية، ويؤدي هذا إىل خلط بني مسؤوليات احلكومة يف جمال املالية

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 50 ~

و مـن الشـروط .إىل الشفافية العامة، وجيعل العالقات بني احلكومة وهذه املؤسسات تفتقر

: يقتضي احترام الشروط التالية شفافية املالية العامةلضمان األساسية

أن تشري التقارير السنوية ملؤسسات األعمال العامة غري املالية للخدمات غري التجارية الـيت �

.تطلب احلكومة منها تقدميها

تنفيذها طبقـا ة للتأكد من أن تكون خصخصة األصول احلكومية خاضعة ملراجعة مستقل �

للقانون، و من تقييم املؤسسات املعنية تقييما سليما و من وجـود منافسـة بـني املتقـدمني

بالعطاءات، كما ينبغي اإلفصاح عن تعويضات املشترين و إدراجها يف بيـان عـن اخلصـوم

.االحتمالية

:مشاركة احلكومة يف باقي قطاعات االقتصاد 5 – 1

ة مع القطاع اخلاص بطرق شىت، والواقع أن شفافية العمليات احلكوميـة تتفاعل احلكوم

لذا ، ستكون حمدودة النفع ما مل يكن هناك وضوح يف مجيع أشكال التفاعل مع القطاع اخلاص

مشاركة احلكومة يف القطاع اخلاص ينبغي أن تتم على حنو علين وصريح وباالستناد إىل قواعد

.زييوإجراءات واضحة تطبق دون مت

:إطار إدارة املالية العامة - 2

امليزانيـة أنشـطة داري واضح إلدارة املالية العامة فيما خيص جيب وضع إطار قانوين وإ

.املعايري األخالقية للسلوك، الضرائبوأنشطة خارج امليزانية،

:أنشطة امليزانية وأنشطة خارج امليزانية 1 – 2

وانني شاملة فيمـا خيـص امليزانيـة غي أن خيضع لقأي التزام أو إنفاق األموال العامة ينب

ية تتوقف على قـوة سـندها ولقواعد إدارية متاحة ملن يريد اإلطالع عليها، ألن فعالية امليزان

.وعلى القواعد التنظيمية واملمارسات اإلدارية املساندة هلا القانوين

:ولضمان شفافية املالية العامة يف هذا اال ينبغي

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 51 ~

عـامالت املومشولية امليزانية حيث تغطي كـل وال العامة ال يكون إال بقانونمإنفاق األ �

؛احلكومية

وزير املالية جيب أن يتمتع بالسـلطة و ينبغي أن تظهر بالقيمة اإلمجاليةمعامالت امليزانية �

الفعلية إلدارة امليزانية؛

وال اليت تقـوم صيل أو استخدام األمأن توضع موضع مساءلة عن حتينبغي كل هيئة معنية �

بتحصيلها؛

.وضع شروط واضحة وصارمة الستخدام أموال الطوارئ أو االحتياطات �

:عرض الضرائب 2 – 2

الضريبة فريضة مالية نقدية تستأديها الدولة جربا من األفراد بدون مقابل ـدف متويـل

ن حتقيـق ، و لضـما 1نفقاا العامة و حتقيق األهداف النابعة من مضمون فلسفتها السياسـية

:2الشفافية فيها يتوجب مراعاة مايلي

خمتلف الضرائب والرسوم واألتعاب واملصاريف إىل أساس قانوين صريح؛استناد �

االطالع على القوانني واللوائح الضريبية وفهمها؛ سهولة �

.معايري واضحة لالسترشاد ا عند اختاذ أي إجراء إداري تقديري بشأن تطبيقها وجود �

:وين الصريح لكافة الضرائباألساس القان �

سد القانون مبدأ عدم فرض أية ضريبة دون االستناد إىل أساس قانوين واضح، ومـن جي

:أجل حتقيق شفافية املالية العامة يف هذا اال ينبغي

فرض الضرائب جيب أن يكون مبوجب سلطة القانون؛ �

رائية؛بنات إالتطبيق اإلداري للقوانني الضريبية ينبغي أن يكون خاضعا لضما �

وضع اإلطار القانوين للضرائب بشكل يعكس السياسة املطبقة والقدرات اإلدارية املتاحة؛ �

. 91، ص 2007، دار حامد للنشر و التوزيع عمان، الطبعة األوىل "املالية العامة و التشريع الضرييب " عادل فليح علي، . د - 1

.مرجع سبق ذكره ،"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 2

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 52 ~

ة بالتفسري ينبغي أن تكون القوانني الضريبية والقواعد التنظيمية وغريها من الوثائق املتعلق �

متاحة للجمهور لإلطالع عليها؛يبياإلداري للقانون الضر

. جيب مواصلة حتديثهاوم إدارة الضرائب عادة بإصدارها يت تقالتعليمات والكتيبات ال �

:وضوح معايري التطبيق اإلداري �

:لتحقيق الشفافية يف هذا اال ينبغي العمل على ما يلي

على جداول زمنية للدفع بالتقسيط وضع أحكام مناسبة لتسوية القضايا الضريبية واالتفاق �

؛إسقاط املبالغ غري قابلة للتحصيلو

القوانني الضريبية جيب أن حتدد بوضوح صالحيات اإلدارة الضريبية يف صورة مبادئ �

صيل يف صلب سة املتبعة بدال من إدراجها بالتفتوجيهية إدارية وبيانات وقرارات عن السيا

القوانني الضريبية؛

إدارة الضرائب جيب أن تنظم بشكل يقلل فرص التواطؤ بني املمولني ومأموري الضرائب؛ �

.نظم للمراجعة احملاسبية الداخليةإنشاء �

:املعايري األخالقية للسلوك 3 – 2

املعايري األخالقية لسلوك املوظفني العموميني ينبغي أن تكون واضحة ومعلنـة مبـا فيـه

:الكفاية، ولتحقيق الشفافية يف املالية العامة ينبغي

أن خيضعوا ملدونة قواعد السلوك املوظفون الرمسيون الذي يتعاملون مع األموال العامة ينبغي �

حتظر أي سلوك حييد عن القواعد األخالقية؛

إعالن كاف للمعايري األخالقية األساسية وتوفري البيئة املساندة الالزمة مبا يف ذلك اإلطار �

القانوين، وإجراءات واضحة لكشف املخالفات وااللتزام السياسي والتشجيع الفعال للسلوك

.األخالقي

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 53 ~

اتمـع يف أي فرد ك املعلومات اليت قد حيصل عليها لومات املتوفرة للجمهور هي تلاملع

املعلومات اليت تتـوفر مـن و هيلعامة اليت تصدر الوثيقة، من خالل تقدمي طلب إىل السلطة ا

خالل إجراءات حمددة جيدا، و الـيت تضـمن النشـر املتـزامن للوثـائق العامـة جلميـع

جيب التنويه إىل أنـه ، وثائق اليت تتوفر عند الطلب فقطافة إىل املعلومات أو الاألطراف، باإلض

للمواطنني حق االطالع ومعرفة املعلومات كاملة على النشاط احلـايل واملاضـي واملشـاريع

، حيث جيب أن تتاح للجمهور معلومات كاملة وشـافية عـن أنشـطة 1املستقبلية للحكومة

عامة، كذلك على احلكومة أن تنشر معلومات كاملة على مسـتوى احلكومة يف جمال املالية ال

ديوا وأصوهلا املالية واملكونات اليت تتكون منها، وكذلك جيب التعهد بنشر معلومات املاليـة

:3ومن السمات املميزة لشفافية املالية العامة يف هذا الصدد. 2العامة يف حينها

الية العامة؛أن تتاح املعلومات شاملة للجمهور عن امل �

.االلتزامات املتعلقة بالنشر �

:تقدمي معلومات شاملة عن أنشطة املالية العامة - 1

جيب إتاحة املعلومات كاملة عن أنشطة احلكومة السابقة واحلالية واملتوقعة يف جمال املالية

تـائج املعلومات عـن الن امليزانيات السنوية وتقدمين تقدمي معلومات فيما خيص العامة، ويتضم

الـدين واألصـول ، نفقات الضريبية وأنشطة شـبه ماليـة اخلصوم االحتمالية وال، والتوقعات

.املركز املوحد للحكومة العامة، املالية

1 - Programme des nations unies pour le développement, “ Parlement, Budget et

Genre “, op.cit.p 05

.152، مرجع سبق ذكره، ص "الشفافية والقيادة يف اإلدارة "أمحد فتحي أبو كرمي، . د - 2

.، مرجع سبق ذكره"املالية العامة النسخة املعدلة لدليل شفافية" صندوق النقد الدويل، - 3

إتاحة املعلومات للجمهور: املطلب الثاين

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 54 ~

:تغطية امليزانيات السنوية وتقدمي املعلومات عن النتائج والتوقعات 1 – 1

تغطية امليزانية السنوية: أوال

:ا خيص امليزانية السنوية جيب العمل على ما يليلضمان شفافية املالية العامة فيم

جيب وثائق امليزانية واحلسابات اخلتامية وغريها من تقارير املالية العامة املقدمة إىل اجلمهور �

؛ء كانت داخل امليزانية أو خارجهاسوا أن تغطي مجيع أنشطة احلكومة

اسة املالية العامة؛نشر املركز املايل املوحد للحكومة باعتباره حمور رئيسي لسي �

تقدمي بيانات تفصيلية عن مجيع األموال خارج امليزانية؛ �

؛هليئات املستقلة التابعة للحكومةينبغي أن تتضمن وثائق امليزانية معلومات عن أنشطة ا �

ينبغي أن حتدد يف ميزانية احلكومة أي منح أو حتويالت تتلقاها اهليئات املستقلة التابعة �

للحكومة؛

. اإلبالغ بإمجايل مصروفاا وإيرادااكما يتعني �

النتائج والتوقعات: ثانيا

:1لضمان شفافية املالية العامة جيب مراعاة ما يلي

تتضمنها امليزانية السنوية فيما يتعلق بنتائج متاثل املعلومات اليت جيب تقدمي معلومات �

يزانية الرئيسية للسنتني التاليتني السنتني املاليتني السابقتني باإلضافة إىل توقعات عن جممالت امل

للميزانية املعنية؛

جيب تقدمي معلومات عن أداء املالية العامة السابق يف امليزانية السنوية أو يف وثيقة أخرى من �

وثائق امليزانية بغية احلصول على صورة أكثر تكامال للوضع الراهن للمالية العامة؛

رات امليزانية األصلية واملعدلة للسنتني السابقتني على جيب تقدمي مع امليزانية السنوية تقدي �

تيجة الفعلية غري متاحة؛نامليزانية املقدمة باإلضافة إىل النتيجة الفعلية أو املتوقعة إذا كانت ال

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 55 ~

املعلومات ينبغي أن تشمل كال من جممالت امليزانية الرئيسية ومعلومات أكثر تفصيال عن �

عن املعلومات املتعلقة بالنتائج؛امالت الفرعية، واإلفصاح

وجيب اإلفصاح عن أية تغيريات تتم بني سنة وأخرى مع شرح أسباب هذه التغيريات؛ �

وثائق امليزانية جيب أن تتضمن توقعات عن أهم جممالت امليزانية يف السنتني التاليتني �

. للميزانية املقدمة

:شبه املالية العامةاخلصوم االحتمالية والنفقات الضريبية وأنشطة 2 – 1

ينبغي أن تتضمن وثائق امليزانية بيانات تصف طبيعة اخلصـوم االحتماليـة والنفقـات

.الضريبية وأنشطة شبه املالية العامة اخلاصة باحلكومة ودالالا بالنسبة للمالية العامة

اخلصوم االحتمالية:أوال

هي إذا وقع حادث معني، و ة دفعهاهي تكاليف يتعني على احلكوم ∗اخلصوم االحتمالية

التزام حمتمل ينشأ عن أحداث سابقة وال هي وال تسجل باعتبارها خصوما حىت ذلك احلني،

يتأكد إال بوقوع أو عدم وقوع حدث أو أحداث مستقبلية غري مؤكدة ال ختضع متاما لسيطرة

. املؤسسة املعنية أي أا التزام حاضر ينشأ عن أحداث سابقة

:عملية إدارة املالية العامة بسبب االحتماليةم وتعقد اخلصو

عدم التيقن من أثارها على املالية العامة؛ �

.ال ختضع لالنضباط الذي ختضع له امليزانية �

ومن الشروط األساسية لتحقيق شفافية املالية العامة والقضاء علـى خمـاطر اخلصـوم

:1ما يلي االحتمالية

هي كل من ضمانات احلكومية، التعويضات، رأس املال الذي مل يطلب بعد، والدعاوى القانونية املرفوعة ضد :اخلصوم االحتمالية - ∗

. احلكومة

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " ندوق النقد الدويل، ص - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 56 ~

يف امليزانية السنوية ويف تقرير منتصف السنة الذي ضرورة اإلفصاح عن اخلصوم االحتمالية �

يقدم إىل السلطة التشريعية ويف احلسابات اخلتامية؛

تصنيف اخلصوم االحتمالية حسب الفئات األساسية؛ �

اإلفصاح عن املعلومات اخلاصة مبطالبات الوفاء باخلصوم االحتمالية اليت سبق استحقاقها �

.على احلكومة

ريبيةالنفقات الض: ثانيا

ة، بصورة ائيـة فريضة مالية يدفعها الفرد جربا إىل الدولة أو اهليئات العامة احمللي الضريبة

.1مسامهة منه يف التكاليف واألعباء العامة، دون أن يعود عليه نفع خاص مقابل دفع الضريبة

:2أما النفقات الضريبية فهي تشمل

اإلعفاءات من الوعاء الضرييب؛ �

ة من الدخل اإلمجايل؛البدالت املخصوم �

القيود الضريبية الدائنة املخصومة من االلتزامات الضريبية؛ �

ختفيضات معدالت الضريبة؛ �

.تأجيل دفع الضرائب �

قد تؤدي إىل إهدار خطري للشفافية ألا ال تتطلب بعد تطبيقها احلصول هذه النفقات

على هذا اخلطر وحتقيق شفافية على املوافقة السنوية الرمسية من السلطة التشريعية، وللتغلب

:3املالية العامة جيب العمل مبا يلي

ملها احلكومة؛تضمن وثائق امليزانية بيانا بأهم النفقات الضريبية اليت تتح �

هذه البيانات إىل هدف السياسة الذي حيقق كل خمصص ومدته واملستفيدين منه؛ إشارة �

.14، ص 2003، دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع، الطبعة الثالثة، "اقتصاديات اجلباية والضرائب " حممد عباس حمرزي، - 1 . ، مرجع سبق ذكره"الية العامة النسخة املعدلة لدليل شفافية امل" صندوق النقد الدويل، - 2 .املرجع السابق ذكره - 3

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 57 ~

.ر كمي للنفقات الضريبية الرئيسيةإجراء تقدي �

أنشطة شبه املالية العامة: الثاث

األنشطة شبه املالية العامة تتم عن طريـق البنـك املركـزي، واملؤسسـات العامـة

املالية، واملؤسسات األعمال العامة غري املالية، وتتم غالبا بقرار إداري فحسب وال تسـجل يف

لعامة بافتقارها إىل الشـفافية، ولتعزيـز امليزانيات أو تقارير امليزانية، وتتميز أنشطة شبه املالية ا

:الشفافية فيها جيب العمل مبا يلي

وثائق امليزانية بيانا بأنشطة شبه املالية العامة، يبني الغرض من كل نشاط يف إطار تضمن �

السياسة املطبقة ومدته، واملستفيدين واملستهدفني منه؛

ركزي، واملؤسسات العامةإتاحة االطالع العام على البيانات املالية للبنك امل �

املالية، ومؤسسات األعمال غري املالية بعد مراجعتها بواسطة جهة تدقيق حماسيب مستقلة وذلك

بعد فترة وجيزة من اية كل سنة مالية؛

اليت أنشطة غري متعلقة بالسياسة النقديةالتقرير السنوي للبنك املركزي إىل أي إشارة �

عن احلكومة؛يضطلع ا نيابة

على األقل نوعا يحوجيب أن تتضمن املعلومات عن أنشطة املالية العامة، معلومات كافية تت �

من التقدير للتأثري الذي ميكن أن يقع على املالية العامة نتيجة لكل نشاط شبيه بأنشطة املالية

.العامة

الدين العام واألصول املالية: رابعا

احلكومة نتيجة استدانتها من املؤسسات أو األفراد، وينشـأ على عاتق الدين العاميترتب

هذا الدين عندما ال تستطيع احلكومة تغطية كل نفقاا باإليرادات، فيحدث لـديها عجـز يف

العامة، ولتغطية هذا العجز تلجأ إىل االقتراض سواء من املؤسسات أو أفراد من داخـل امليزانية

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 58 ~

ية وهو ما يعرف بالدين الـداخلي، أو االقتـراض مـن البلد وذلك بإصدار السندات احلكوم

.1املؤسسات واهليئات املالية والبنوك األجنبية وهو ما يعرف بالدين اخلارجي

لتمويل األصول املالية هي األصول املتاحة للحكومة لتسديد اخلصوم، أو التعهدات أو أما

نشر بانتظام معلومات كاملة علـى على احلكومة أن ت، يف هذا اإلطار أنشطة معينة يف املستقبل

مستوى ديوا وأصوهلا املالية واملكونات اليت تتألف منها، ولضان شفافية املالية العامة ينبغـي

:2العمل مبا يلي

تقدمي معلومات سليمة عن اخلصوم واألصول املالية حىت يتسىن للحكومة تقييم قدرا على �

متويل أنشطتها وخدمة ديوا؛

.اإليرادات اليت جيب حتصيلها يف املستقبل للوفاء جبميع التزاماا القائمةتقدير مبلغ �

:املركز املوحد للحكومة العامة 4 – 1

عندما يكون هناك عدد كبري من مستويات احلكومة دون القومية، ينبغي نشر مركزهـا

فافية املاليـة العامة، ولتحقيق ش امع من حيث املالية العامة وكذلك املركز املوحد للحكومة

:العامة جيب

نشر مركز املالية العامة امع ملستويات احلكومة دون القومية ومركز املالية العامة املوحد �

للحكومة العامة؛

أنشطتها خارج امليزانية، وديوا، وأصوهلا عن مة باإلبالغ عالنية احلكو مؤسسات قيام �

أنشطة شبه املالية العامة اليت تقوم ا املؤسسات املالية وخصومها االحتمالية ونفقاا الضريبية و

.العامة املالية ومؤسسات األعمال العامة غري املالية اخلاضعة لسيطرا

.249ص ،2008، دار اخللدونية، "دليلك يف االقتصاد " ،أحممدحممد الطيب . بلعزوز بن علي، أ. د - 1

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 2

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 59 ~

:االلتزامات املتعلقة بالنشر - 2

، و حتديـد التعهد بالنشـر من خالل ت املالية العامة يف حينها جيب التعهد بنشر معلوما

.1توقيت النشر

:بالنشرالتعهد 1 – 2

احلكومة من أجل بناء املصـداقية على اخلاصة باملالية العامة التزام قانوين نشر املعلومات

.ويشترط إتاحة طائفة واسعة من معلومات املالية العامة

توقيت النشر 2 – 2

املالية العامة للجمهـور، ووفقـا وضعية الزمنية لنشر عن اجلداولجيب اإلعالن مسبقا

:شر البيانات يشترطللنظام العام لن

اإلعالن مسبقا عن جداول النشر للسنة التالية حبيث يتحدد التاريخ الذي ال ينبغي جتاوزه �

لنشر التقارير السنوية ونطاقا زمنيا لنشر التقارير األكثر تواترا؛

وجيب على احلكومة أن تتعهد بنشر تقارير وبيانات املالية العامة لكل األطراف املعنية يف �

. وقتنفس ال

. مرجع سبق ذكره، "النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " دويل، صندوق النقد ال - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 60 ~

الوحيدة لسياسة املالية األساسية األداةتكاد أن تكون العامة للدولة نظرا ألن امليزانية

العامة فإن عملية إعداد امليزانية و ما تشمل عليه من معلومات تقدم معها تعترب عامال أساسيا

نية و تنفيذها أي توفر امليزا إعدادلتحقيق شفافية املالية العامة، لذا جيب مراعاة العلنية يف

إجراءات ، كيفية عرضها، وثائق امليزانيةبيتضمن هذا اجلزء وخيتص ، واملعلومات دون عناء

.1اإلبالغ بنتائجها، تنفيذها

:وثائق امليزانية - 1

:وثائق امليزانية ينبغي أن تتضمن

حتديد أهداف سياسة املالية العامة؛ �

قواعد املالية العامة؛ �

الكلي؛ إطار االقتصاد �

أساس السياسة االقتصادية الذي تستند إليه امليزانية؛ �

أهم املخاطر اليت ميكن حتديدها فيما يتصل باملالية العامة؛ �

:أهداف سياسة املالية العامة وإمكانية استمرارها 1 – 1

جيب توضيح إطار امليزانية السنوية يف بيان حيدد أهداف سياسة املالية العامة مع تقريـر

.ية استمرارهاإمكان

أهداف سياسة املالية العامة :أوال

الضروري وضع امليزانية يف إطار أكثـر رغم املنظور السنوي الذي تتسم به امليزانية من

اتساعا من سنة، وكذلك من املهم إصدار بيان واضح عن األهداف العريضة لسياسـة املاليـة

:إىل ب أن يشار يف وثائق امليزانيةو جي ،2العامة وإمكانية استمرارها على املدى الطويل

. مرجع سبق ذكره ،"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1 .نفس املرجع - 2

عالنية إعداد امليزانية و تنفيذها و اإلبالغ بنتائجها: املطلب الثالث

عالنية إعداد امليزانية وتنفيذها واإلبالغ بنتائجها: املطلب الثالث

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 61 ~

للحكومة فيما خيص الشاملةمدى اتساق امليزانية السنوية للحكومة املركزية مع األهداف �

.احلكومة أو القطاع العام، والعجز على املدى األطول، وأهداف الديون ةمالي

:أهداف سياسة املالية العامة جيبولتحقيق فعالية

عد عرض امليزانية السنوية بشهر على األكثر، يتضمن نوايا تقدمي تقرير مسبق قبل مو �

احلكومة على املدى املتوسط بشأن االقتصاد واملالية العامة، ويلقي الضوء على إمجايل اإليرادات

؛والنفقات والعجز أو الفائض والديون

على األقلة املالية بثالثة أشهر تقدمي مشروع امليزانية إىل اهليئة التشريعية قبل بدء السن �

.واعتماد امليزانية قبل بدء السنة املالية

حتليل إمكانية استمرار املالية العامة: ثانيا

دت إىل تراكم الديون إىل حد مفرطتصبح سياسة املالية العامة غري قابلة لالستمرار إذا أ

اعدة عـن وهي احلالة اليت تنشأ فيها احلاجة إىل تغيري يف السياسة اجلارية، ومن الصعب وضع ق

:فرط الدين وخاصة فرط الدين إىل إمجايل الناتج احمللي، علما أن نسبة الدين بعينها متثل

ديد استقرار االقتصاد الكلي؛ �

فقدان مصداقية سياسة املالية العامة؛ �

.أن تسفر إىل ارتفاع أسعار الفائدة، وغريها من النتائج �

:1اع ما يليولضمان استمرارية سياسة املالية العامة جيب إتب

سنوات لتقدير مدى إمكانية استمرارية سياسة املالية العامة، 5نشر تقرير طويل األجل كل �

مع إمكانية النشر مبعدل تواتر أكرب إذا كانت هناك تغيريات كبرية يف سياسات اإليرادات

والنفقات؛

.رهمرجع سبق ذك، "النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 62 ~

مي سيناريوهات عرض االفتراضات اليت يستند إليها التحليل مع تقد على هذا التقرير احتواء �

بديلة، باإلضافة إىل أخذ الدين العام يف االعتبار؛

األخذ باحلسبان االلتزامات اليت تتعهد ا السياسات املتبعة واليت يترتب عليها أثار مالية يف �

املستقبل؛

تستبعد من توقعات األخذ يف احلسبان أيضا ظهور التزامات جديدة منشئة للديون اليت �

.اخلصوم االحتمالية: ملعتادة مثلاملالية العامة ا

:قواعد املالية العامة 2 – 1

قواعد املالية العامة هي أشكال متفق عليها مبوجب القانون عادة لفـرض قيـود علـى

:اإلجراءات اليت تتخذها احلكومة فيما يتعلق بسياسة املالية العامة، ومن أمثلة هذه القواعد

ض من جانب احلكومة؛شرط توازن امليزانية أو حدود االقترا �

االقتراض العام جيب أال يفوق االستثمار العام؛ �

؛معايري التقارب يف جمال املالية العامة طبقا ملعاهدة ماسترخيت �

الشفافية ألن ،ومن الضروري حتديد أية قاعدة تعتمدها احلكومة وصياغتها بشكل واضح �

دة ومدى كفاية اإلبالغ مقارنة بالوضوح الذي جيب أن يتسم به تعريف القاعترتبط املطروحة

.1بالشروط احملدد يف القاعدة

:إطار االقتصاد الكلي 3 – 1

إعداد امليزانية السنوية وتقدميها جيب أن يكون يف إطار اقتصاد كلي يتسـم بالشـمول

وينبغي تقدمي ، يها امليزانيةواالتساق الكلي، كما جيب تقدمي االفتراضات األساسية اليت ترتكز عل

وميكن عي يشكل جزءا من وثائق امليزانيةلومات املتعلقة بإطار االقتصاد الكلي يف تقرير مرجاملع

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 63 ~

اجلمع بني هذه املعلومات ومناقشة أهداف سياسة املالية العامة وإمكانية استمرار املالية العامة يف

.1تقرير واحد يتناول اآلفاق املستقبلية للمالية العامة واالقتصاد

:لسياسات اجلديدةتعيني ا 4 – 1

السياسات اجلديدة اليت يتم إدراجها يف امليزانية السنوية جيب وصفها وصفا واضحا، ألن

قيق رة وسياستها اجلديدة مبا يف ذلـك احلسـاب الـد مالوصف الواضح لربامج احلكومة املست

.ةيلتحقيق انضباط امليزانللتكلفة يعترب عنصرا حيويا

دة يف السياسة الضريبية وسياسـة تماملعن يصف التغريات ويتعني على احلكومة إدراج بيا

اإلنفاق وآثارها املتوقعة على املالية العامة كجزء من وثائق امليزانية ويسـمح هـذا اإلجـراء

بالتحديد الواضح للعوامل اليت تؤدي إىل احنراف نتائج امليزانية عن مسار اإلنفاق املخطط ومن

.2اسة املالية العامةمث حتسني املساءلة بشأن تنفيذ سي

:أهم خماطر املالية العامة 5 – 1

و ،جيب على قدر اإلمكان حتديد أهم خماطر امليزانية السنوية والتعبري عنها بشكل كمـي

:النقاط اليت جيب تغطيتها يف بيان خماطر املالية العامة ما يلي

ادية اليت تتعرض هلا املالية امليزانية السنوية بيانا يتضمن معلومات عن كافة املخاطر امل إرفاق �

العامة وحتديدها قدر املستطاع مع ذكر االعتمادات اليت ختصص يف احتياطي الطوارئ بامليزانية

ملواجهة املخاطر؛

:خاطر مع حتليلها حسب الفئات التاليةالبيان على املعلومات املتعلقة بامل احتواء �

ها التوقعات؛التغريات يف االفتراضات الرئيسية اليت تستند إلي �

اخلصوم االحتمالية؛ �

.عدم التأكد من حجم التزامات معينة على جانب النفقات �

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1 .نفس املرجع - 2

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 64 ~

:عرض امليزانية - 2

بيانات امليزانية جيب أن تكون مصنفة بشكل يتيسر معه حتليل السياسة ويعمل على تعزيز

شـرات مؤ، أهداف الربامج، تصنيف البيانات جيب أن يكون العرض سليما يفمبدأ املساواة، و

.1املركز املايل للحكومة

تصنيف البيانات 1 – 2

:من الشروط األساسية لضمان شفافية املالية العامة يف هذا اال

بني اإليرادات والنفقات والتمويلاإلبالغ ببيانات امليزانية على أساس إمجايل مع التمييز �

ة؛وتصنيف النفقات على أساس الفئة االقتصادية والوظيفية واإلداري

تصنيف بيانات األنشطة املدرجة يف امليزانية بنفس األسلوب؛ �

يتعني أن تكون معامالت امليزانية قابلة للمراجعة من منظور تأثريها االقتصادي، وشكل �

االعتمادات والرقابة اإلدارية، والغرض من هذه املعامالت؛

تتوافق مع طريقة إنتاج تطوير معايري اإلبالغ املايل والتصنيف احملاسيب للحكومة، بطريقة �

اإلبالغ احتياجاتالتقارير اإلحصائية حبيث يكون هناك نظام معلومات موحد يستطيع تلبية

.اسيب واإلبالغ ببيانات املالية العامةاحمل

:أهداف الربامج 2 – 2

دف هو النتيجة املرجوة من برنامج ما، و يشترط فيه أن يكون قابال للقياس و حمـدد اهل

عادة ما يأيت يف شكل إعالن، ينبغي تتبعه، و حيدد معايري تقييمه، و يشترط يف حتديد اآلجال، و

اهلدف الدقة، لتجنب التأويالت املختلفة و من مميزات اهلدف أيضا، انه البد أن يكون ممكـن

الـيت ال تأخـذ بعـني االعتبـار العراقيـل املمكنـة اإلجناز، فال داعي لتحديد األهـداف

.، مرجع سبق ذكره"ة العامة النسخة املعدلة لدليل شفافية املالي" صندوق النقد الدويل، - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 65 ~

ه، و جيب حتديد من البداية نتو البد أن يكون قابل للمراجعة من طرف اجلهة اليت تب و الكائنة،

. 1الوسائل و السلطات الضرورية ملتابعته

أهـم الـربامج و على احلكومة أن تعرض بيان بأهم األهداف اليت تسعى إىل حتقيقهاو

يزانية واحلسابات مرتبطة بأهداف النشاط ولتحقيق الشفافية واملساءلة يتعني أن تكون امل. املنجزة

.احلكومي ونتائجه بدال من ارتباطها بالبنود اليت تنفق عليها األموال

:مؤشرات املركز املايل للحكومة 3 – 2

موجزا ملركز املالية العامة قياسيا للحكومة العامة جيب أن يكون مؤشرا الرصيد اإلمجايل

الرصيد : رى للمالية العامة، حيثما كان ذلك مالئما مثليف احلكومة وجيب إكماله مبؤشرات أخ

.التشغيلي، أو الرصيد اهليكلي، أو الرصيد األساسي

:امليزانية ذإجراءات تنفي - 3

تنفيذ ومتابعة النفقات املعتمدة وإجراءات حتصيل اإليرادات ينبغـي أن حتـدد إجراءات

املشـتريات ، النظام احملاسيب علىالتركيز جيبو زانية ومتابعتها وفيما يتعلق بتنفيذ املي. بوضوح

.2إدارة الضريبة، ة للحساباتياملراجعة الداخل ،والتوظيف

:النظام احملاسيب 1 – 3

النظام احملاسيب جيب أن يكون شامل ومتكامل، وأن ميثل هذا النظام أساسا موثوقا لتنظيم

:الية العامةومن الشروط األساسية لتحقيق شفافية امل. املدفوعات املتأخرة

النظم احملاسبية على نظم راسخة للرقابة الداخلية لضمان حتقيق أهداف اإلدارة؛ارتكاز �

رصد وتسجيل املعلومات يف مرحلة التعهد بااللتزام؛ �

إصدار تقارير عن املدفوعات املتأخرة؛ �

، حتت إشراف 38من إعداد طلبة السنة الرابعة، فرع اقتصاد و مالية الدفعة ، "حسابات التخصيص اخلاص " مذكرة احللقة الدراسية - 1

. 61، ص 2005 – 2004األستاذ رابح حممدي، املدرسة الوطنية لإلدارة، السنة اجلامعية .مرجع سبق ذكره ،"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة "صندوق النقد الدويل، - 2

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 66 ~

تغطية كافة املعامالت املمولة خارجيا يف الوقت املناسب مع االحتفاظ بسجالت عن �

.ساعدات العينيةامل

:املشتريات والتوظيف 2 – 3

إجراءات املشتريات والتوظيف جيب أن تستند إىل معايري موحدة، وأن تـتمكن مجيـع

.1األطراف املعنية من االطالع عليها

املشتريات وتقدمي العطاءات: أوال

ضمان عالنية والشفافية لتعاقد على شراء السلع واخلدمات جيب أن يكون عملية تتسم بال �

الفساد إىل أدىن حد ممكن واستخدام األموال العامة بشكل مالئم؛ صرالوصول بف

للعطاءات واملناقصات يف حالة العقود اليت يتجاوز حجمها مستوى مالئمة اتيوضع آل �

حديا معينا؛

كما ينبغي أن تتمتع القواعد التنظيمية اخلاصة باملشتريات صالحيات مستقلة للجنة أو �

. بالعطاءات واملناقصات مع اشتراط أن تكون قرارات هذه اللجنة قابلة للتدقيقالس املعين

التوظيف: ثانيا

إجراءات التوظيف يف القطاع العام جيب أن تكون حمددة بوضوح ومتاحة ملن يود االطالع �

عليها؛

نشر أية قواعد تنظيمية تتعلق بالتوظيف والرواتب يف كافة جماالت اخلدمة العامة؛ �

إلعالن عن الوظائف الشاغرة واختيار شاغليها عن طريق مسابقات تستند إىل معايري جيب ا �

.انتقائية واضحة التحديد

.مرجع سبق ذكره ،"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 67 ~

:1املراجعة الداخلة للحسابات 3 – 3

من جانب اهليئات احلكومية تعترب أحد خطوط الدفاع األوىل املراجعة الداخلية الفعالة إن

تنفيذ امليزانية جيب أن خيضع ملراجعة ، لذا فإن العامةدام أو سوء إدارة األموال ضد إساءة استخ

:وفقا للشروط التالية ات قابلة للمراجعةحماسبية داخلية، وأن تكون هذه اإلجراء

جعة الداخلية على أسس سليمة للرقابة الداخلية؛اجيب أن تقوم املر �

ها جهات ستخدمتقبل مراجعني داخليني يوفر مادة قيمة ميكن أن احلسابات منتدقيق �

املراجعة اخلارجية للتأكد من االلتزام بالقواعد املالية؛

التأكد من وجود املراجعة الداخلية وفاعليتها عن طريق اشتراط وصف إجراءاا بوضوح �

.يتيح للجمهور فهمها باإلضافة إىل اشتراط السماح ملراجعي احلسابات اخلارجية بالنظر فيها

:2إدارة الضريبة 4 – 3

و لتحقيق ذلك جيـب مراعـاة العامة اليةامل استقرار إىللضريبية السليمة تؤدي ا اإلدارة

:مايلي

توفري احلماية القانونية ملصلحة الضرائب الوطنية ضد أي توجه سياسي، وجيب على هذه �

املصلحة تقدمي تقارير دورية منتظمة عن أنشطتها للجمهور؛

ة؛ينبغي أن تتصف إدارة الضرائب بالعدل واحملايد �

ني رؤساء مصلحة الضرائب جيب أن يكون من املسائل اليت ينظمها القانون؛يتع �

عملية حتصيل الضرائب جيب أن تكون علنية ولتحقيق هذه الغاية جيب على اهليئات �

املختصة بتحصيل اإليرادات تقدمي تقرير سنوي يف املوعد املناسب عن أنشطتها خالل العام إىل

.نب البيانات املتعلقة باألداءالسلطة التشريعية وإىل جا

.مرجع سبق ذكره ،"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1 .نفس املرجع - 2

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 68 ~

:1اإلبالغ ببيانات املالية العامة - 4

اجلمهور، ويـتعني بيانات املالية العامة جيب أن تبلغ على حنو منتظم إىل اهليئة التشريعية و

.نتائج الربامج، احلسابات اخلتامية ،مليزانية وعمليات خارج امليزانيةنتائج عمليات ااإلشهار ب

:عمليات امليزانية وعمليات خارج امليزانيةنتائج 1 – 4

اإلدارة الفعالة للمالية العامة على االنتظام واحلداثة، وحسن توقيـت املعلومـات فتتوق

املتعلقة مبركز املالية العامة للحكومة وموثوقيتها وتقدميها خالل السنة، حيـث جيـب علـى

اهليئة التشريعية كما جيـب نشـر عن تطورات امليزانية إىلاحلكومة تقدمي تقرير نصف سنوي

العـام تقارير أخرى أكثر تواتر مبعدل ربع سنوي على األقل، وجيب أن يشمل تقرير منتصف

متضمنا مقارنات بني مجيـع البنـود الرئيسـية حتليل شامل لتنفيذ امليزانية عن امليزانية على

ة و تقديرات منتصف السـنة لإليرادات و النفقات و التمويل من ناحية، و أرقام السنة السابق

ميزانية السـنة للميزانية من ناحية أخرى، و جيب أيضا أن يتم حتديث التوقعات اخلاصة بنتائج

.املالية اجلارية و حتديد العوامل الرئيسية املتسببة يف تباعد التقديرات امليزانية عن نتائجها املتوقعة

:2ومن الشروط األساسية لشفافية املالية العامة

تقدمي تقرير إىل اهليئة التشريعية يف غضون ثالثة أشهر من منتصف السنة، يتضمن حتديث �

التوقعات اخلاصة بنتائج ميزانية السنة املالية اجلارية؛

حتديد مناط املساءلة بشأن رد الفعل املالئم إزاء الظروف االقتصادية أو املالية املتغرية؛ �

احلكومة وأصوهلا املالية؛ النشر السنوي للتفاصيل املتعلقة بديون �

:مل املعلومات اخلاصة بالديون علىتوجيب أن تش

رصيد الدين القائم عن السنة اجلارية والسنتني السابقتني، وتكاليف خدمة الدين من �

نفس الفترة؛

. ، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1 .نفس املرجع - 2

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 69 ~

إصدار تقرير ربع سنوي عن ديون احلكومة وكذا توقعات خدمة الديون متوسطة �

وطويلة األجل؛

توقعة للديون قصرية األجل جيب اإلبالغ ا دائما على أساس ربع سداد املالعملية �

.سنوي

:احلسابات اخلتامية 2 – 4

احلساب اخلتامي للدولة عبارة عن كشف مسجل فيه كافة املبالغ الفعلية الـيت أنفقتـها

ا الدولة وكافة املبالغ الفعلية اليت قامت الدولة بتحصيلها خالل السنة املنتهيـة متبعـا يف هـذ

:2ولضمان شفافية املالية العامة ينبغي. 1الدولة ميزانيةالتسجيل نفس الترتيبات املتبعة يف

إىل السلطة التشريعية يف غضون سنة من اية السنة اخلتامية للميزانية ساباتاحلتقدمي �

املالية؛

؛النص يف قانون املالية على النطاق الذي تغطيه احلسابات اخلتامية وتوقيت تقدميها �

األسباب الرئيسية لالحنراف عن االعتمادات األصلية؛احلسابات اخلتامية توضيح �

أي تغيريات طرأت خالل حأخذ احلسابات اخلتامية نفس النسق املتبع يف امليزانية وأن توض �

السنة على امليزانية األصلية اليت أقرا السلطة التشريعية؛

.اليتني السابقتنيعلى معلومات مقارنة عن السنتني امل اشتماهلا �

:نتائج الربامج 3 – 4

الربنامج هو توليفة بني الوسائل و األهداف، و تقييم تأثري كل منهما على اآلخر، و كذا

التكاليف املباشرة و غري املباشرة و اآلثار املترتبة عنها، وقياس الربامج يكون من خالل قيـاس

. 3النتائج و األهداف املسطرة مسبقا

.162، مرجع سبق ذكره، ص " املالية العامة " طارق احلاج،. د - 1 .مرجع سبق ذكره ،"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 2

.61، من إعداد طلبة السنة الرابعة فرع اقتصاد و مالية، مرجع سبق ذكره، ص "حسابات التخصيص اخلاص " ة احللقة الدراسية، مذكر - 3

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 70 ~

:1فافية املالية العامة جيب التقيد مبا يليتحقيق شو ل

تقدمي بيان حيدد أهداف الربامج الرئيسية املدرجة يف امليزانية؛ �

متابعة خمرجات ونتائج برامج احلكومة؛ �

تقدمي وصف وتقييم للنتائج احملققة باملقارنة باألهداف احملددة للربامج املعنية يف وثائق �

شهرا من اية السنة؛ 12 غضون امليزانية إىل السلطة التشريعية يف

.تقدمي معلومات مقارنة عن السنتني املاليتني السابقتني �

أن ، و ودة املقبولـة مستوفية ملعايري اجل، أن تكون بيانات املالية العامة جيب هذا القسميف

يت تستند ال االقتصاد الكليتعكس بيانات امليزانية االجتاهات يف اإليرادات واإلنفاق وتطورات

جيب أن ختضع معلومات املالية العامة للفحص من جانب أطراف مستقلة من خـالل و ،إليها

منح االستقاللية املؤسسية إلحدى اهليئات اإلحصائية الوطنية حىت يتسىن هلا ، و خرباء مستقلني

.2التحقق من جودة بيانات املالية العامة املتوفرة

التدقيق العام واملستقل يف بيانات املالية ، دة البياناتمعايري جو وينصب االهتمام هنا على

. 3العامة

:معايري جودة البيانات - 1

بيانات و ذلك من خالل ملعايري املقبولة جلودة البياناتجيب أن تفي بيانات املالية العامة با

.ضمانات جودة البيانات، األساس احملاسيب، امليزانية

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1 .152مرجع سبق ذكره، ص ،"ارة الشفافية والقيادة يف اإلد" أمحد فتحي أبو كرمي،. د - 2

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 3

ضمانات صحة البيانات: املطلب الرابع

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 71 ~

بيانات امليزانية 1 – 1

يزانية اليت تعمل كأداة فعالة إلدارة املالية العامة تستلزم من البداية أن تكون توقعات ن املإ

جيب أن تعـرب لذا اإليرادات وتقديرات النفقات اليت تستند إليها على مستوى عال من اجلودة

عن االجتاهات األخرية لإليرادات والنفقات وتطورات االقتصاد الكلـي الـيت بيانات امليزانية

تكتسب التوقعات الواقعية لإليرادات أمهية حيث تند إليها، والتزامات السياسة احملددة بدقة،تس

ية العامة نظـرا لصـعوبة خاصة ألن األخطاء الصغرية ميكن أن تترك أثرا كبريا على رصيد املال

وعلى جانب النفقات فإن موثوقية التقديرات تتوقف على الدقة املتناهية يف حسـاب التعديل،

. التكاليف وعلى آليات الرقابة الفعالة أكثر مما تتوقف على عملية التنبؤ ذاا

:1ومن الشروط األساسية لشفافية املالية العامة

ات وتقديرات النفقات يف تقرير مرجعي يعد درايتقدمي معلومات موجزة بشأن توقعات اإل �

جزءا من وثائق امليزانية؛

.أجل التدقيق املستقلة مساندة من إتاحة معلومات تفصيلي �

:األساس احملاسيب 2 – 1

املتبع واملعـايري ∗امليزانية السنوية واحلسابات اخلتامية جيب أن تشري إىل األساس احملاسيب

:ومن الشروط األساسية لشفافية املالية العامة. إعداد بيانات امليزانية وعرضهااملستخدمة يف

مت إتباعها؛إىل املعايري احملاسبية اليت اإلشارة �

اإلشارة إىل السياسات احلكومية املعمول ا؛ �

والسياسات أن يكون موضع املسائلة داخل احلكومة واضحا فيما يتعلق بوضع املعايري �

.∗∗احملاسبية

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1 .األساس النقدي، أساس االستحقاق، األساس املعدل: اهناك ثالثة أنواع من األسس احملاسبية املتعارف عليه - ∗ .السياسات احملاسبية هي املبادئ و األسس و األعراف و القواعد املعتمدة يف إعداد الكشوف املالية و تقدميها - ∗∗

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 72 ~

:ضمانات جودة البيانات 3 – 1

ا إن كل من التصنيف ونطاق التغطية واحلداثة واالنتظام هي جوانب تتعلق جبودة البيانات، وهن

:و جيب مراعاة مايلي فقهااجيب التأكيد على اتساق بيانات املالية العامة وتو

توفري ضمانات حمددة جلودة بيانات املالية العامة؛ �

اإلشارة بصفة خاصة إذا ما كانت البيانات الواردة يف تقارير املالية العامة متسقة داخليا �

ادر أخرى؛ومتت مطابقتها بالبيانات ذات الصلة املستمدة من مص

التزام عام بنشر بيانات املالية العامة يف الوقت املناسب؛ وجود �

.وضع معايري صرحية تضمن بالفعل ارتفاع مستوى اجلودة يف بيانات املالية العامة �

:ومن الشروط األساسية جلودة البيانات

متناسقة مع أن تكون البيئة القانونية واملؤسسية بيئة دائمة لإلحصاءات، وأن تكون املوارد �

اإلحصاءات، وأن يعترف باجلودة باعتبارها حجر الزاوية يف العمل اإلحصائي؛

أن يكون التمكني املهين من املبادئ اليت تسترشد ا السياسات واملمارسات اإلحصائية �

.وأن تتسم السياسات واملمارسات اإلحصائية بالشفافية وتستهدي مبعايري أخالقية

:ستقل يف بيانات املالية العامةالتدقيق العام وامل - 2

املراجعـة احملاسـبية ع للتدقيق املستقل، وهذا يكون يفبيانات املالية العامة جيب أن ختض

.صحة إحصاءات املالية العامة، التقييم املستقل لتوقعات املالية العامة واالقتصاد الكلي، املستقلة

:املراجعة احملاسبية املستقلة 1 – 2

هيئة وطنية ملراجعة احلسابات أو هيئة مماثلة مستقلة عن السلطة اتتوهلت مراجعة احلسابا

ات مسؤولية تقدمي تقارير حديثة إىل السلطة التشريعية واجلمهور حول صحة احلساب هلا التنفيذية

مراجع احلسابات يقـوم .يئة تتم إنشاؤها مبقتضى القانونوهذه اهل، احلكومية من الناحية املالية

املراجعة القانونية للحسابات باإلعراب عن رأيه يف بيان خطي يوضح ما توصل إليه بعد إكمال

:لألمور التاليةمن نتائج، بعد أن يطمئن

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 73 ~

البيانات املالية قد مت إعدادها باستخدام قواعد حماسبية مقبولة؛ �

البيانات مستوفية للشروط والقواعد القانونية؛ �

تتفق مع ما يعمله مراجع احلسابات عن املصلحة الصورة اليت تقدمها البيانات املالية �

احلكومية اخلاضعة للمراجعة؛

.مجيع املسائل املتعلقة بالبيانات املالية يتم اإلفصاح عنها بالقدر الكايف �

:1ومن الشروط األساسية لتحقيق شفافية املالية العامة

إزاء أية نتائج سلبية وجود آليات قائمة تعمل على ضمان اختاذ اإلجراءات العالجية الالزمة �

تصل إليها تقارير املراجعة اخلارجية؛

آليات إجراءات لتوفري درجة من اإلشراف التشريعي أكرب من املعتاد على عمل وجود �

مكتب املراجعة وهذا لضمان عدم قيام السلطة التنفيذية بتعطيل فعالية هيئة املراجعة الوطنية عن

مويل الكايف هلا، أو التحكم يف عدد العاملني فيها، أو التراخي يف دراسة طريق عدم توفري الت

تقاريرها؛

.جعة اخلارجية للحسابات متفقة مع املعايري الدوليةجيب أن تكون معايري ممارسة املرا �

:التقييم املستقل لتوقعات املالية العامة واالقتصاد الكلي 2 – 2

لتحليلي لتوقعات االقتصاد الكلي واملالية العامة ا يعد نشر املعلومات التفصيلية عن األساس

مبثابة خطوة أوىل ضرورية لتسيري إجراء التقييم املستقل واملناقشة العامة ملدى جودة التوقعـات

:لذا جيب احترام الشروط التالية

دعوة خرباء مستقلني لتقييم توقعات املالية العامة وتوقعات االقتصاد الكلي اليت تستند إليها �

باإلضافة إىل مجيع االفتراضات األساسية؛

.، مرجع سبق ذكره"النسخة املعدلة لدليل شفايف املالية العامة " صندوق النقد الدويل، - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 74 ~

توقعات املالية العامة جيب أن تستند إىل توقعات اقتصادية متماسكة ومنسجمة، وأن تكون �

على درجة عالية من اجلودة؛

مرجعي كجزء من وثائق امليزانية؛ يف تقريرويتعني إدراج هذه املعلومات بشكل موجز �

.فصيال جيب أن تكون متاحة علنا ملن يطلبهاأما املعلومات املساندة واألكثر ت �

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 75 ~

:املبحث الثاين

شفافية يف إعداد و تنفيذ امليزانيةال

إن الشفافية تشكل عنصرا أساسيا يف اإلدارة الرشيدة، ألا تعين العلنية فيما يتعلق

رب أهم وثيقة تصدرها تعت امليزانيةبأهداف و مضامني السياسات و صياغاا و تطبيقاا، و

احلكومات حول سياساا حيث يتم فيها صياغة أهداف هذه السياسات بعبارات حمددة و بدقة

تعين اإلفصاح عن كافة املعلومات املالية امليزانيةووضوح، و بالتايل فإن الشفافية يف إعداد

. بأسلوب منهجي و يف الوقت املناسب بامليزانيةاملتعلقة

ن عندما يتم وضع مسودة امليزانية م الصياغة: أربعة مراحلبامليزانية إعداد عملية متر

لس من قبل ا إقرارهاعندما تتم مناقشة امليزانية و املوافقة ،قبل الفرع التنفيذي من احلكومة

م التقيي ،حصيل اإليرادات و عمليات اإلنفاقيتم تطبيق خطط امليزانية لت حني التنفيذ ،التشريعي

.امليزانية، و كذلك تقييم األداء تقييم اإلنفاق من حيث توافقه مع خطط يف وقت و الرقابة

كما أن وثائق امليزانية هي الوثائق األساسية اليت حتاسب عليها احلكومة، و جيب أن تقدم

.1بأسلوب سهل و مفهوم للجمهور

ب إعدادها يف كل مرحة من يوضح الشكل أدناه أي من وثائق امليزانية الثمانية الرئيسية جي

.مراحل امليزانية

www.openbudgetindex.org/initiative2008 -1

الرئيسية امليزانيةتقارير : املطلب األول

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 76 ~

وثائق امليزانية): 4(الشكل

2008www.openbudgetindex.org/initiative :املصدر

نة املالية خالل السالرئيسية اليت جيب أن تقدمها احلكومات امليزانيةتقارير بعرضسنقوم

من مشاريع ضمن امليزانية الدولة و مدى اجناز امليزانيةإىل اجلمهور و ذلك ملعرفة مدى شفافية

.حمتواها العام املقترحة و

:1تقرير ما قبل إعداد امليزانية - 1

امليزانيةيف تشجيع احلوار حول األرقام الكلية يف امليزانيةيساهم تقرير ما قبل إعداد

نفسها، و للميزانية، و هو بذلك يساهم يف خلق توقعات مالئمة االقتصادمع ارتباطهاو كيفية

:جيب

؛امليزانيةى األقل من تقدمي مشروع أن ينشر هذا التقرير قبل شهر عل �

www.openbudgetidex.org/files/oecdBestPraticsArabic.pdf -1

الصياغة .تقرير ما قبل الميزانية •ية الفرع مشروع ميزان •

.التشريعي

التقييم و التدقيق

.تقرير التدقيق و الرقابة •

التنفيذ .تقارير خ ل السنة • .مراجعة منتصف العام • .تقرير نھاية السنة •

الموافقة

الميزانية قيد التنفيذ • ميزانية المواطن •

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 77 ~

و الضريبية للحكومة على املدى البعيد االقتصاديةأن يعرض بوضوح أهداف السياسات �

ل؛ املاليتني التاليتني على األقاملقبلة و يف السنتني امليزانيةو الضريبية يف االقتصاديةو يبني مراميها

.و الدين نفقات و العجز أو الفائضأن يلقي الضوء على املستوى اإلمجايل لإليرادات و ال �

:1التقارير الشهرية - 2

، و تتضمن مقادير اإليرادات و امليزانيةتظهر التقارير الشهرية عملية التقدم يف تطبيق

تقارير، ومن أجل النفقات يف كل شهر و يف الفترة اليت مرت من العام حىت تاريخ إعداد ال

:ضمان فعالية هذه التقارير جيب

؛أسابيع من اية كل شهر) 4(أن تصدر يف غضون أربعة �

ادات و نفقات شهرية للفترة مقارنة األرقام الصادرة يف هذه التقارير مبا هو متوقع من إير �

؛نفسها

؛ديل على اخلطة األصلية بشكل مفصلتبيان أي تع �

متوقع ما كانخمتصرة، ويف حال حدوث تباين كبري بني شروحاع ترافق البيانات الرقمية م �

؛جيب أن يقدم شرح مفصل لذلك ما مت اجنازهو

كما جيب تقدمي معلومات إضافية ) وزارة أو هيئة(يتم التصنيف حسب الوحدات اإلدارية �

.و الوظيفي االقتصاديحول التصنيف

:تقرير منتصف العام - 3

فكرة شاملة حىت تارخيـه أو كما يسمى مراجعة نصف السنة، يقدم تقرير منتصف العام

للسنة اجلارية و للسنتني املاليتني التاليتني امليزانيةمبا فيها تصور حمدث عن أداء امليزانية عن تنفيذ

على سبيل املثال ، تغري غري متوقع يف سعر النفط و الغـاز ميكـن أن يـؤدي إىل على األقل

www.openbudgetidex.org/files/oecdBestPraticsArabic.pdf - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 78 ~

، و لضمان نتائج إجيابية رية يف اإليرادات يف البلدان الغنية ذه املواردتراجعات أو ارتفاعات كب

:جيب العمل مبا يلي

؛ية النصف األول من السنة املاليةأسابيع من ا )6(أن يصدر التقرير يف غضون ستة �

و اإلعالن عن التأثري الذي ميكن أن اليت تستند إليها امليزانية االقتصاديةمراجعة الفرضيات �

لفه تغيري الفرضيات على امليزانية؛خي

أن يتضمن مناقشة شاملة للموجودات و املطلوبات املالية للحكومة، و املوجودات غري �

صصات رواتب املتقاعدين و الطوارئ؛املالية و خم

أن تترك أثرا ماديا اإلفصاح عن تأثري أي قرار حكومي، أو أية ظروف أخرى من شأا �

.على امليزانية

:السنةرير اية تق - 4

يلخص الوضع يف اية السنة املالية ، أو ما يسمى باحلساب اخلتامي،السنةإن تقرير اية

و النفقـات اإليراداتوثيقة املسائلة األساسية للحكومة، و يظهر مدى االلتزام مبستوى و هو

حيتم إظهاره مخالل العا األصلية جرى امليزانية، و أي تعديل على امليزانيةاليت أقرها الربملان يف

.على حنو مفصل

:1و حىت يكون هلذا التقرير أثر جيب العمل مبا يلي

أشهر من اية السنة املالية؛ )6(غضون ستة أن يصدر يف �

أن تتضمن الوثائق املتعلقة به معلومات عن األداء غري املايل متضمنا ما أمكن مقارنة أهداف �

مت إجنازها؛النتائج الفعلية اليت األداء مع

و النفقات خالل العام املنصرم، و تقدمي علومات مقارنة مبستوى اإليرادات تقدمي م �

رنة مشاة عن األداء غري املايل؛معلومات مقا

www.openbudgetindex.org/fils/oecdBestPraticsArabic.pdf - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 79 ~

ستخدمني عرض بيانات النفقات بصيغ إمجالية و اقتطاع الدخل املخصص و تكاليف امل �

بشكل واضح وعلى حنو مفصل؛

هات اإلدارية، و تقدمي معلومات إضافية لتصنيف النفقات عرض بيانات اإلنفاق حسب اجل �

املستويات االقتصادية و الوظيفية؛حسب

أن يتضمن مناقشة شاملة للموجودات و املطلوبات املالية للحكومة و األصول غري املالية �

.و خمصصات رواتب املوظفني و خمصصات الطوارئ

ة نشرها بصفة مستمرة لضمان فعالية إىل جانب هذه التقارير اليت جيب على احلكوم �

:املالية العامة و شفافيتها يوجد تقارير أخرى هي ملزمة بنشرها و هي

:تقرير ما قبل االنتخابات - 5

يساهم تقرير ما قبل االنتخابات يف إلقاء الضوء على الوضع العام ملالية احلكومة قبيل

اخبني و يساهم يف حتفيز النقاش العام االنتخابات، و من شأن هذا أن يعزز إطالع مجهور الن

.حول هذه املسألة

ا ذكون هلييتضمنها تقرير منتصف العام، و ل و يتضمن هذا التقرير املعلومات نفسها اليت

:1التقرير الفعالية املرجوة من حتضريه جيب

عد االنتخابات بأسبوعني كحد أدىن؛أن يصدر قبل مو �

.ذه التقاريرإعطاء عناية خاصة لضمان نزاهة مثل ه �

:التقرير بعيد األمد - 6

علـى املـدى لالسـتمرار يقيم التقرير بعيد األمد قابلية السياسات احلكومية احلاليـة

على األقل، أو عند حدوث تغـريات كـربى يف سنوات )5(الطويل، وهو يصدر كل مخسة

التغيري الدميغرايف علـى انعكاساتاألساسية، كما يقيم هذا التقرير اإليراداتبرامج اإلنفاق أو

www.openbudgetindex.org/fils/oecdBestPraticsArabic.pdf - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 80 ~

مثل التبدالت العمرية للسكان و التطورات األخرى احملتملـة علـى املـدى البعيـد امليزانية

). سنة 10-40(

اسية اليت يستند إليها التقريـر توضيح كافة الفرضيات األس تقرير جيب مراعاةيف هذا ال

.املعقولة السيناريوهاتكذلك عرض عدد من و

تناول يف هذا املطلب النقاط احملددة اليت جيب أن تكشفها التقارير مبا فيها معلومـات سن

.عن األداء املايل و غري املايل

:االقتصاديةالفرضيات - 1

االقتصـادية عن الفرضـيات االحنرافاخلطر املايل الرئيسي الذي يهدد أي حكومة هو

و عـدم االقتصـادية مان فعالية الفرضـيات ، و لضامليزانية ية اليت بنيت على أساسهااألساس

:1االحنراف عنها ينبغي إتباع مايلي

عن كافة الفرضيات االقتصادية بوضوح، و هذا يتضمن توقعات منو الناتج احمللي اإلفصاح �

و تركيبة هذا الناتج و معديل العمالة و البطالة، و احلساب اجلاري و معدالت التضخم اإلمجايل

؛"سة النقدية السيا" و الفائدة

.امليزانيةإجراء حتليل احلساسية حول أثر تغريات املؤشرات االقتصادية األساسية على �

:النفقات الضريبية - 2

الضريبية جراء املعاملة التفضيلية اإليراداتالنفقات الضريبية هي التكلفة اليت تنعكس على

:2جيب امليزانيةريبية على نفقات الضاليت تعامل ا نشاطات معينة، و لكي ال تأثر ال

؛امليزانيةعن القيمة املقدرة من النفقات الضريبية األساسية كمعلومات إضافية يف اإلفصاح �

ic.pdfwww.openbudgetindex.org/fils/oecdBestPraticsArab -1

2- www.openbudgetindex.org/fils/oecdBestPraticsArabic.pdf

النقاط احملددة يف التقارير: املطلب الثاين

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 81 ~

دمج ما ميكن من مناقشة النفقات الضريبية بالنسبة لقطاعات وظيفية معينة مع مناقشة �

اخليارات الصحيحة بشأن القرارات اختاذالنفقات العامة لتلك القطاعات بغرض املساعدة على

.لميزانيةل

:املوجودات واملطلوبات املالية - 3

:1يلي يف هذا اخلصوص جيب مراعاة ما

تقريري منتصف و اية و يف و املوجودات املالية يف امليزانية اإلفصاح عن كافة املطلوبات �

العام؛

تعلقة ا؛الشهرية و الوثائق امل الشهري يف التقارير االفتراضياإلفصاح عن النشاط �

حسب فئة العملة اليت حيسب ا الدين، و حسب البيانات اليت االقتراضتصنيف عمليات �

دد عند الطلب؛و هل يس متغرية،الدين، و هل الدين بفائدة ثابتة أو استحقاقتظهر تواريخ

تصنيف املوجودات املالية وفق بنودها األساسية، مبا فيها النقدية و األوراق املالية �

و القروض املقدمة إىل جهات أخرى؛ يف املشاريع االستثماراتو

لكل مشروع على حدى؛ تفصيل االستثمارات �

يعكس طبيعة تلك تقييد القروض املقدمة إىل اهليئات األخرى وفقا لبنودها الرئيسية و مبا �

القروض؛

ط القصور يف كل بند حسب توارخيها؛اإلفصاح عن نقا �

ملالية حسب قيمة السوق؛ملوجودات اتقييم ا �

ود املسبقة و صفقات مبادلة الدين؛اإلفصاح عن أدوات إدارة الدين مثل العق �

الصرف على لتبيان أثر تغيري معدالت الفائدة و أسعار امليزانيةالقيام بتحليل احلساسية يف �

.تكاليف التمويل

oecdBestPraticsArabic.pdfwww.openbudgetindex.org/fils/ - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 82 ~

:املوجودات غري املالية - 4

:1جيب مراعاة مايلي

؛املالية مثل العقارات و املعدات جودات غرياإلفصاح عن املو �

.اإلفصاح التام عن طرق تقدير املوجودات و تقدير اإلهتالكات �

:خمصصات رواتب املتقاعدين - 5

الفارق بني املنافع املتراكمة النامجة عن خدمة صافية و املسـامهات عرب عنتاملخصصات

:2مايلي اعاةمرهنا جيب اليت قدمتها احلكومة لقاء هذه املنافع،

منتصف العام و تقرير ، و يف تقريري امليزانية اإلفصاح عن خمصصات رواتب املتقاعدين يف �

اية العام؛

ين؛اإلفصاح عن الفرضيات األساسية للدراسات اليت حتكم خمصصات رواتب املتقاعد �

.وقتقدير قيمة كل املوجودات ذات العالقة برواتب املوظفني التقاعدية وفقا لقيمة الس �

:خمصصات الطوارئ - 6

بأحداث مستقبلية امليزانية خمصصات الطوارئ هي تلك املخصصات اليت يرتبط تأثريها يف

:3قد حتدث و قد ال حتدث، و هنا جيب العمل مبا يلي

م و يف و يف تقرير منتصف العا امليزانيةاإلفصاح عن كل املخصصات الطارئة املهمة يف �

البيانات املالية السنوية؛

ا الرئيسية مبا يشري و تصنيفها وفقا لبنوده ملخصصات الطوارئالكشف عن املقدار الكلي �

إىل طبيعتها؛

www.openbudgetindex.org/fils/oecdBestPraticsArabic.pdf - 1

budgetindex.org/fils/oecdBestPraticsArabic.pdfwww.open - 2

www.openbudgetindex.org/fils/oecdBestPraticsArabic.pdf - 3

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 83 ~

اإلفصاح عن املعلومات املتعلقة جبوانب القصور يف كل بند حسب تارخيها، ويف احلاالت �

.اليت ال ميكن فيها تقدير خمصصات الطوارئ كميا جيب وضعها يف قائمة و تصنيفها

نا هي الرقابة احملاسبية املتعلقة بفحص أنظمة الرقابة الداخلية و البيانات هاملقصودة الرقابة

و املستندات و احلسابات و الدفاتر اخلاصة بالوحدة االقتصادية، و التأكد من نتائج أعماهلا وفقا

.1، و تشمل هذه الرقابة الفحص و التحقيق و التقريرةللقواعد و املبادئ احملاسبية السليم

حيث أن الرقابة املالية هي املسائلة املالية اليت تقوم ا سلطة أو هيئة متخصصة هلا الصالحيات

حتليلها من حيث الكاملة يف املراجعة و الفحص املوضوعي لنفقات و موارد الدولة لتحقيقها و

قـت املناسـب و االقتصاد و الكفاءة و الفاعلية لتقييمها ماليا و تقوميها إداريا و قانونيا يف الو

.2لةبالتكلفة املعقو

و فيما يلي تقدمي للعناصر اليت تضمن الرقابة و املسائلة الفعالة و ضمان جودة و وحـدة

.التقارير

:3السياسات احملاسبية - 1

عن السياسات احملاسبية ذات الصلة؛جيب أن يرفق كل تقرير مبوجز �

إعداد التقارير، و أن يفصح عن أي يف املطبق حتدد هذه السياسات أساس احملاسبة أنجيب �

مارسات احملاسبية املقبولة عموما؛عن امل احنراف

ية نفسها يف كل التقارير املالية؛السياسات احملاسب استخدامجيب �

.32، ص 2005ة للنشر و التوزيع، الطبعة األوىل، ، جهين"الرقابة املالية يف القطاع احلكومي " أكرم إبراهيم محاد، . د - 1

، دار الكتب و الوثائق القومية، "الرقابة املالية على األموال العامة ، يف مواجهة األنشطة غري املشروعة " علي أنور العسكري، . د - 2

.159، ص 2008

www.openbudgetindex.org/fils/OECDBestPraticsArabic.pdf - 3

لةالرقابة واملسائ: املطلب الثالث

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 84 ~

األمر تغيريا يف السياسات احملاسبية، جيب اإلفصاح عن طبيعة التغيري و عن استدعىإذا �

ذلك عمليا، تعديل املعلومات عن فترات التقارير أسبابه بشكل كامل، و جيب عندما يكون

.السابقة بشكل يسمح باملقارنة بني الفترات اليت تغطيها التقارير

:1النظم و املسؤولية - 2

ي، مبا فيه تدقيق احلساب الداخلياملايل الداخل الضبطجيب وضع نظام فعال لعمليات �

رير؛ة املعلومات الواردة يف التقاو ذلك لضمان نزاه

و جيب أن حيتوي كل تقرير على تصرح باملسؤولية من جانب وزير املالية و املوظف �

كومية ذات األثر املايل املسؤول عن إعداد التقرير، و يصادق الوزير على أن كل القرارات احل

على امليزانية متضمنة يف التقرير؛

املهنية لديها يف آلراءاأفضل استخدمتعلى أن وزارة املالية املسؤولو يصادق املوظف �

.إعداد التقارير

:2تدقيق احلسابات - 3

دقيق جيب أن تقوم مؤسسة عليا لتدقيق احلسابات بتدقيق حسابات تقرير اية العام مع ت �

احلسابات املقبولة بشكل عام؛

.ساب اليت تعدها املؤسسة املذكورةتقارير كشف احل يف و جيب أن يدقق الربملان �

:3امة و تدقيق الربملانالرقابة الع - 4

جيب أن يتاح للربملان الفرصة و املوارد الالزمة لدراسة أي تقرير مايل دراسة فاعلة عندما �

؛جيد ذلك ضروريا

www.openbudgetindex.org/fils/OECDBestPraticsArabic.pdf - 1

www.openbudgetindex.org/fils/OECDBestPraticsArabic.pdf - 2

www.openbudgetindex.org/fils/OECDBestPraticsArabic.pdf - 3

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 85 ~

مفهومة للمواطنني و ملالية بشكل فعال جعل عملية امليزانيةوزارة اجيب أن تشجع �

.املنظمات غري احلكومية

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 86 ~

:املبحث الثالث

املؤسسات الناشطة يف تعزيز الشفافية

بأملانيا، و ازداد 1993ظهر االهتمام بالشفافية مع تأسيس منظمة الشفافية الدولية سنة

صندوق النقد الدويل املمارسات السليمة يف جمال املالية العامة لاالهتمام ا منذ إعالن ميثاق

جمال املالية العامة، نذكر منها الشفافية يف ، فقد اختذت عدد من املبادرات املعنية ب2001سنة

” Best Pratiques For Budget Transparency “أفضل املمارسات املتعلقة بشفافية امليزانية

ة بشفافية الصناعات ، و املبادرة املعني2001الصادر عن منظمة التعاون االقتصادي و التنمية يف

و هي مبادرة متعددة األطراف تعاجل قضايا شفافية ، 2002الصادر يف “ EITT “االستخراجية

إيرادات املوارد الطبيعية يف البلدان الغنية باملوارد، و مبادرة امليزانية املفتوحة

“Open Budget Initiative “، لتقييم املعلومات املتاحة للمواطنني يف أهم وثائق امليزانية.

:الدوليةمنظمة الشفافية تعريف - 1

منظمة الشفافية الدولية هي مؤسسة دولية غري حكومية مستقلة ال تتبع أي حزب

1993 ماي من سنة سياسي، تعىن بتحقيق الشفافية ومكافحة الفساد، تأسست هذه املنظمة يف

من قبل شخصيات خبلفيات سياسية متنوعة ويرأس هذه املنظمة بأملانيا كمؤسسة غري رحبية،

بلدا من خالل فروع وطنية وإقليمية، هذه الفروع 80ن وتعمل اآلن يف أكثر من السيد بيترايغ

هي اليت تعمل على حتقيق أهداف املنظمة يف مكافحة الفساد، وهي اليت تنتخب الرئيس العام

لى تنسيق بني الفروع وعلى عللمنظمة بشكل دوري ويعترب مقرها الرئيسي يف برلني ويعمل

منظمة الشفافية الدولية: املطلب األول

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 87 ~

اهلدف األساسي .1حول السبل األجنع لتحقيق األهداف اآلراءوتبادل عقد املؤمترات الدولية

.و تطوير وسائل حماربته هلذه املنظمة هو أن تكون حمايدة و تقوم مبحاربة الفساد

:أهداف منظمة الشفافية الدولية - 2

:2تعمل منظمة الشفافية الدولية على حتقيق جمموعة من األهداف أمهها

مل ويأيت ذلك من خالل القضاء على ظاهرة الفساد والرشوة، والع :األهداف اإلنسانية �

على مكافحة تبعات هذه الظاهرة؛

ل على القضاء على الرشوة من خالل التوعية وإعداد جمتمع عميق يعم: األهداف األخالقية �

والفساد؛

رية العمل على تقليص الرشوة وظواهر الفساد اليت ترافق الصفقات التجا: األهداف العملية �

.والعمل على احليلولة دون وقوع الناس باستعماهلا

كما تسعى منظمة الشفافية الدولية إىل التصدي للفساد التجاري يف العامل وفضح ممارسات

.الفاسدين ورموز الفساد، وإىل الضغط على احلكومات جلعل قراراا وعملياا اإلدارية شفافة

جزر "وا يف ما أمسته يحيألفراد الراغبني يف أن وتعمل هذه املؤسسة على مساعدة الدول وا

بعد انتشار الفساد اإلداري واملايل وعجز املؤسسات املعنية ،" النظام الوطين للنزاهة، النزاهة

.على حماربته

وهي حركة حمبة للخري والسالم واإلصالح االجتماعي وحركة دميقراطية أخالقية كون

.يشوه الدميقراطيةالفساد يشوه نزاهة اتمع وقيمه و

وتدعو منظمة الشفافية الدولية احلكومات إىل التعاون مع القطاع اخلاص واتمع املدين

لزيادة اجلهود املبذولة يف مكافحة الفساد وحتقيق احلكومة وتبين اجلهود السياسية السائدة

ات والنفقات درايإلاب كافة املعلومات املتعلقةملكافحة الفساد ومتكني األفراد من االطالع على

.149، مرجع سبق ذكره، ص "شفافية والقيادة يف اإلدارةال" أمحد فتحي أبو كرمي،. د - 1 .150نفس املرجع ، ص - 2

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 88 ~

العامة، والدمج بني زيادة املساعدات املالية ودعم جهود إصالحية يف الدول املتلقية للدعم

وتقليل املساعدات املشروطة باعتبارها تقلل من الفرص احمللية، ومن التحكم يف جوامع

. 1املساعدات

:الشفافيةيف تعزيز نظمةدور امل - 3

ة إستراتيجية مكونة من عدة عناصر لتحقيق أهدافها تتمثل تبنت منظمة الشفافية الدولي

: 2يف

احلكومات، اتمع املدين : بناء حتالفات على املستوى احمللي واإلقليمي والعاملي تضم �

حماربة الفساد الداخلي واخلارجي؛ والقطاع اخلاص من أجل

يق مهمتها؛تنظيم ودعم الفروع احمللية للمنظمة لتحق �

صميم وتنفيذ نظم النزاهة الفعالة؛ت املساعدة يف �

جتميع ونشر املعلومات وزيادة الوعي العام باألضرار املهلكة للفساد على اإلنسان والتنمية �

؛"خاصة يف الدول ذات الدخل املنخفض"االقتصادية

.توفري وسائل لقياس مستوى الفساد وأدلة إجراءات ملكافحة الفساد �

:3ثالث مؤشرات حول الفساد هي 1995منذ عام ويصدر عن املنظمة

مؤشر مدركات الفساد؛ �

القطاعات الفساد يف قطاع معني من لالتقرير العاملي الشامل عن الفساد ويركز على عام �

احليوية يف خمتلف الدول؛

.مؤشر دفع الرشوة �

.89، ص 2007، الدار اجلامعية اإلسكندرية "عوملة الفساد وفساد العوملة منهج نظري و عملي " محدي عبد العظيم،. د.أ - 1

حبوث وأوراق عمل، امللتقى ،"املدين ودوره يف دعم النزاهة والشفافية اتمع" املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، أعمال املؤمترات، - 2

، 2007ة يف مايو العريب الرابع ملنظمات اتمع املدين ودوره يف دعم النزاهة والشفافية يف الوطن العريب املنعقد يف عمان باململكة األردنية اهلامشي

.03أروى حسن، ص . أ: إعداد.فية الدوليةأساليب غري تقليدية يف مكافحة الفساد، منظمة الشفا .91، مرجع سبق ذكره، ص "عوملة الفساد وفساد العوملة"محدي عبد العظيم، . د. أ - 3

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 89 ~

مدركات الفساد مؤشر :أوال

من خالل مجع بيانات تقوم منظمة الشفافية الدولية سنويا بإصدار مؤشر إدراك الفساد

املسح اإلحصائي اليت تقوم به سبع مؤسسات مستقلة حول تصورات الفساد يف دولة ما استنادا

واحملليني من تلك الدول، وال يتضمن تصنيف الدول حسب األكادميينيإىل أراء رجال األعمال

ث سنوات على مؤشر إدراك الفساد أي دولة دون أن يتم فيها إجراء املسح اإلحصائي ملدة ثال

.، يعتمد هذا املؤشر على دراسات عديدة، و يعرف هذا املؤشر بدقته1األقل

مؤشر امليل لدفع الرشوة :ثانيا

يستند هذا املؤشر على دراسة خاصة خبمسة عشر دولة من الدول اليت ترتفع فيها

أسواق معدالت التجارة واالستثمار مع الشركات متعددة اجلنسيات، وهي الدول اليت متثل

أكثر ارتباط بالتجارة الدولية، يهتم هذا املؤشر بقياس مدى ميل شركات الدول التصديرية

الكربى يف العامل لدفع الرشوة إىل املسؤولني يف القطاع العام، ويشمل املؤشر أيضا مدى ميل

وب الشركات احمللية الستخدام الرشوة، وتعتمد املنظمة يف هذا اخلصوص على نتائج مجعية جال

.2الدولية كلما اقترب هذا املؤشر من الصفر دل على زيادة ميل الشركات إىل الرشوة

:صندوق النقد الدويل تعريف - 1

إن صندوق النقد الدويل مؤسسة دولية يتمتع بشخصية اعتبارية ذات حصانة خاصة

امة نظام يرمي إىل دعم استقرار أسعار الصندوق واحملافظة على التعابري املنظمة له وإق

فيه وتطوير التعاون الدويل يف ااالت النقدية االختاللللمدفوعات متعددة األطراف لتصحيح

.712، مرجع سبق ذكره، ص "النزاهة والشفافية واإلدارة العربية " املنظمة العربية للتنمية اإلدارية، - 1 .715نفس املرجع، ص - 2

صندوق النقد الدويل: املطلب الثاين

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 90 ~

، وهو منظمة دولية معنية مبكافحة الفساد والترويج للحكم الصاحل، وال توجد أي 1واملالية

منظمة عاملية تتمتع بنفس قدرة صندوق النقد الدويل على التدخل يف تشكيل السياسات

الداخلية للدول األعضاء ويف الرقابة عليها، وذلك يف جمال ختصصه واملتعلقة بالنواحي

فإا تعترف ذا األخري قالصندواالقتصادية واملالية، فحني تقرر الدول االنضمام إىل عضوية

صراحة بكامل صالحياته الرقابية اليت ينص عليها نظامه التأسيسي لتمكينه من اإلشراف على

سات االقتصادية واملالية والرقابة عليها ومتابعتها داخل الدول األعضاء وعلى الصعيد السيا

.2العاملي ككل

:أهداف ومهام صندوق النقد الدويل - 2

:3ميكن حتديد األهداف اليت تنص على إنشاء الصندوق فيما يلي

دائمة يئ سبل تشجيع وتنمية التعاون الدويل يف ااالت النقدية واملالية، بواسطة هيئة �

قة باجلانب املايل والنقدي للدول؛التشاور والتآزر بغية الوصول إىل حلول للمشاكل املتعل

نشر التوسع والنمو املتوازن يف التجارة اخلارجية، وبالتايل اإلسهام يف حتقيق مستويات �

نتاجية لدى مرتفعة من العمالة والدخل احلقيقي واحملافظة عليها من خالل تطوير املوارد اإل

ني حرية تبادل العمالت بني الدول؛الدول األعضاء وتأم

بني الدول األعضاءتشجيع استقرار أسعار الصرف واحملافظة على ترتيبات صرف منظمة �

؛∗وجتنب التخفيف التنافسي يف قيم العمالت وبالتايل االحتفاظ بقاعدة الذهب

فيما يتعلق باملعامالت اجلارية بني املساعدة على إقامة نظام مدفوعات متعددة األطراف �

ة لنمو التجارة العاملية؛قلف املعرالدول األعضاء مع إلغاء القيود املفروضة على عمليات الصر

.50، ص 2008، دار هومة، اجلزائر، "سياسة اإلصالح االقتصادي يف اجلزائر واملؤسسات املالية الدولية " بن شهرة،مدين . د.أ - 1حبوث ومناقشات الندوة الفكرية اليت نظمها، مركز دراسات الوحدة العربية بالتعاون مع " الفساد واحلكم الصاحل يف البالد العربية، - 2

.553، مرجع سبق ذكره، ص "ية املعهد السويدي باإلسكندر .51- 50مرجع سبق ذكره، ص ، "سياسة اإلصالح االقتصادي يف اجلزائر واملؤسسات املالية الدولية " مدين بن شهرة، . د.أ - 3

.حتديد قيمة العملة على أساس الذهب أو على أساس الدوالر األمريكي :قاعدة الذهب ∗

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 91 ~

توفري الثقة لدى البلدان األعضاء عن طريق وضع املوارد العامة للصندوق حتت تصرفهم �

يف حاالت وجود ا ممدفوعمتعددة لتصحيح موازين محايةبشكل مؤقت ضمن إطار شروط

.عجز مؤقت دون اللجوء إىل إجراءات مضرة بالرخاء والنمو االقتصاد الوطين والدويل

مما تقدم خنلص إىل أن أهداف الصندوق تتجسد يف امتصاص األزمات النقدية على

الصعيد الدويل واحلفاظ على النظامني النقدي واملايل الدوليني وصيانة النظام العاملي احلايل

.وترسيخ مبادئه

:جتربة صندوق النقد الدويل مع الشفافية - 3

اخلمسني الذي عقد اجتماعهاأقرت اللجنة املؤقتة لس حمافظي صندوق النقد الدويل يف

إعالن " ميثاق املمارسات السليمة يف جمال شفافية املالية العامة 1998أفريل 16يف واشنطن يف

استجابة لإلمجاع الواضح يف اآلراء على أن حسن ممارسة ، وقد قامت اللجنة بذلك"مبادئ

السلطات حيتل أمهية حيوية فيتحقق استقرار االقتصاد الكلي و الوصول إىل منو يتسم بنوعية

حسن ممارسة السلطات عالية املستوى، و أن شفافية املالية العامة هي عنصر أساسي من عناصر

املسؤولني عن تصميم سياسات املالية العامة و تنفيذها و تقتضي شفافية املالية العامة إخضاع

ذلك من سياسات أكثر قوة و مصداقية على صعيد املسائلة، و من املفترض أن ما يتبعملزيد من

املالية العامة سوف حيظى بتأييد اجلمهور، و أن يؤدي إىل حتسني فرص الوصول إىل أسواق املال

و لزيادة التركيز على ضمان تقدمي .1واتر األزمات و شدااحمللية و الدولية و إىل احلد من ت

يتعني إعطاء املزيد من أفضل املعلومات االقتصادية و املالية املتاحة للصندوق و األسواق،

أضيف إىل امليثاق ملالية العامة، و بناءا على ذلك االهتمام إىل نوعية البيانات يف جمال شفافية ا

السليمة املتعلقة حتديدا بنوعية بيانات املالية العامة، مث نشرت قسم جديد يتضمن املمارسات

عكس التعديالت اليت أدخلت على امليثاق، و ال يزال التعريف األصلي حبيث تالنسخة احلالية

مصر، -القاهرة ،"آليات مكافحة الفساد و الرشوة يف األجهزة احلكومية العربية " أعمال املؤمترات،املنظمة العربية للتنمية اإلدارية - 1

. 151، ص 2010

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 92 ~

و وظائفه لشفافية املالية العامة الذي يؤكد على إطالع اجلمهور على هيكل القطاع احلكومي

ها سياسات املالية العامة، و حسابات القطاع العام و التوقعات اخلاصة و النوايا اليت تستند إلي

:، و يقوم الدليل على مبادئ الشفافية األربعة التالية1هو األساس الذي يرتكز عليه امليثاق

داخل احلكومة، و العالقة بني القطاع احلكومي و باقي وضوح األدوار واملسؤوليات �

؛ قطاعات االقتصاد

عامة يف أوقات يتم حتديدها بوضوح و عالنية إعداد امليزانية لومات للجمهورإتاحة املع �

؛بنتائجها كما يشمل نوعية املعلومات اإلبالغالعامة و تنفيذها و

اليت تتاح للجمهور؛ضمانات السالمة و صحة املعلومات �

.التدقيق املستقل ملعلومات املالية العامة �

التالية الالزمة ا الصندوق ميكن استخالص القواعد وبالرجوع إىل الدراسات اليت قام

:2لتحقيق الشفافية

حتضري وتنفيذ شفاف للنفقات العمومية: أوال

ندرج يف إطار فرضيات يشري صندوق النقد الدويل إىل أن حتضري امليزانية جيب أن ي

أن أنظمة السياسة امليزانية إذومعطيات اقتصادية واضحة ومعلن عنها، وحتديد واضح ألهداف

إعالم امليزانية احلالية قائمة أساسا على منطق التكلف يف حني تبقى صامتة اجتاه النتائج األمر

ال يوجد أي معلومات حقيقية دقيقة حول ى نوعية القرارات العمومية ألنه الذي يؤثر سلبا عل

ت كاملة حول أنظمة امليزانية للدولة أن حتتوي على معلومافائدة االعتمادات، كما جيب على

، مرجع سبق ذكره، "آليات مكافحة الفساد و الرشوة يف األجهزة احلكومية العربية " املنظمة العربية للتنمية اإلدارية أعمال مؤمترات، - 1

.152ص 71 من إعداد طلبة السنة الرابعة فرع اقتصاد و مالية، مرجع سبق ذكره، ص ،"حسابات التخصيص اخلاص " حللقة الدراسية، مذكرة ا - 2

– 73 .

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 93 ~

األهداف املراد حتقيقها، وجيب أن يتم التنفيذ وفقا لقواعد وإجراءات حمددة مسبقا مع العمل

.على تنظيم الصفقات العمومية وضمان نزاهتها

قواعد توزيع االختصاص وحوض: ثانيا

وهذا فيما يتعلق بالعالقة بني القطاع العمومي والقطاع اخلاص وتوزيع االختصاص داخل

اع العمومي نفسه، وتدخل السلطة العمومية يف االقتصاد عن طريق التشريع واملؤسسات القط

.العمومية جيب أن يكون قائم على قواعد واضحة وإجراءات ال متييز فيها

وبصورة واضحة خاصة توزيع ∗ويتم توزيع مسؤوليات امليزانية بني الكيانات العمومية

نها، كما ينبغي وضع تعريف دقيق لدور املؤسسات الصالحيات النفقات واإليرادات فيما بي

ة بينها يف خصوص املسائل املاليةالعمومية املختلفة كالربملان واحلكومة وحتديد العالقات القائم

. أمهية الربملان يف اال املايلعلى صندوق النقد الدويلويؤكد

ت العمومية اخلارجة عن امليزانية إىل ضرورة احلد والتقليل من النفقا صندوق النقد الدويلويشري

.، وذلك إلعادة االعتبار إىل مبدأ الوحدة∗∗العامة للدولة

حتليل بيانات امليزانية على املدى املتوسطي والطويل: ثالثا

إن مبدأ السنوية املعمول به يف املالية العمومية التقليدية ال يسمح بتقييم فعالية السياسات

مليزانية على املدى ا حتضري دراسات و داف األمر الذي يتطلب إجراءاأله العمومية ومدى حتقيق

.الطويل

وجود الرقابة اخلارجية: رابعا

الدول بوضع قواعد وأسس تسمح بإجياد مؤسسات للرقابة صندوق النقد الدويل يلزم

ت اخلارجية مستقلة عن السلطة التقليدية ويقوم تعيينها من طرف الربملان، تضطلع تلك املؤسسا

.راءات الداخلية للرقابة والتسيريبرقابة أموال احلسابات العمومية كما تقوم بتقييم اإلج

.هي الدولة، اجلماعات العمومية، الضمان االجتماعي الكيانات العمومية - ∗

.امليزانيات امللحقة، ومسامهات األفراد، وشبه اجلباية يقصد ا حسابات التخصيص اخلاص، نفقات عمومية اخلارجة عن امليزانية - ∗∗

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 94 ~

:البنك الدويل تعريف - 1

إنشاء البنك الدويل جاء متزامنا مع إنشاء صندوق النقد الدويل، كإدارة مسؤولة عن

للدولنظام دويل مانح للقروض طويلة األجل ولتشجيع حركة االستثمارات الدولية

األعضاء، واليت تساعد يف عمليات التعمري والبناء القتصادياا اليت دمرا احلرب وحتفيز

وتشجيع اإلمكانات واملوارد اإلنتاجية يف الدول النامية باختاذ سياسات اإلصالح اهليكلي وبدأ

.19461البنك الدويل أعماله يف سنة

:أهداف البنك الدويل - 2

:2البنك الدويل فيما يليميكن تلخيص أهداف

إعادة بناء اقتصاديات الدول األعضاء، وذلك بتوفري رؤوس األموال لالستثمارات اإلنتاجية �

سواء يف صورة قروض أو استثمارات أجنبية بغرض زيادة مستويات التنمية االقتصادية ورفع

دالت النمو االقتصادي؛مع

قا للشروط التجارية يف أقاليم الدول التشجيع على االستثمار الدويل لتحقيق النمو وف �

األعضاء وتقدمي املساعدة للتحول من اقتصاديات احلرب إىل اقتصاديات السالم، والعمل على

دول العامل الثالث باقتصاد السوق؛ربط

تشجيع االستثمارات الدولية لتنمية املوارد اإلنتاجية للدول األعضاء دف الوصول إىل �

ل واحملافظة على توازن املدفوعات؛ة للتجارة الدولية يف األجل الطويمرحلة النمو املتوازن

إجراء عملية تصنيف املشروعات االقتصادية األكثر نفعا من أجل إعطائها األولوية يف �

؛االستثماريةاالنتفاع من القروض والتسهيالت

.66، مرجع سبق ذكره، ص "سياسة اإلصالح االقتصادي يف اجلزائر و املؤسسات املالية الدولية " مدين بن شهرة، . د .أ - 1 .67نفس املرجع، ص - 2

البنك الدويل: املطلب الثالث

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 95 ~

ضمان تشجيع االستثمارات األجنبية اخلاصة عن طريق املسامهة يف القروض أو �

ويل بشروط معقولة ألغراض جيرا القطاع اخلاص وذلك بتقدمي التمالستثمارات األخرى ا

.إنتاجية

:الشفافية معجتربة البنك الدويل - 3

يف السنوات األخرية اتسع نطاق شفافية البنك الدويل، إذ أصبحت بياناته ووثائقه

الفرص يأاملساءلة، واليت التحليلية متاحة على مواقع االنترنت، وهناك العديد من آليات

لآلخرين ملساءلة البنك الدويل، وهناك إدارة خاصة تقوم بعمليات التقييم من حيث التأثري

التنموي، واألداء جلميع عمليات البنك اإلقراضية، فضال عن سياسات البنك وعمليات، ويف

راض السنوي لنتائج سياق املكاشفة املتعلقة بسياسة البنك أصبح البنك منفتحا أمام االستع

وإلدارة تقييم العمليات، كذلك أنشأ الس التنفيذي هيئة للتفتيش هلا صالحيات يف التقييم

إجراء تقييم مبدئي لوقائع أية شكوى تقدمها أية مجاعة، وهذا ميثل حتوال حنو املسائلة أمام

.1مجاعات غري حكومية

.163ذكره، ص مرجع سبق ،"الشفافية والقيادة يف اإلدارة " أمحد فتحي أبو كرمي،. د - 1

تعزيز الشفافية يف تسيري املالية العامة ين الفصل الثا

~ 96 ~

تشري إىل سهولة إطالع العامة على املعلومات نستخلص مما سبق أن شفافية امليزانية

لضمان و الدقيقة و الشاملة و املفيدة عن األنشطة املالية للحكومة و يف الوقت املناسب،

األدواروضوح : و مراعاة املعايري التالية احترامات امليزانية يتوجب مناقشة املواطنني يف مشارك

العامة، و ضرورة املالية أنشطةبيانات اخلاصة و املسؤوليات داخل احلكومة، ضرورة عرض الب

إعداد امليزانية و تنفيذها و رفع التقارير بأسلوب واضح و ال بد من خضوع البيانات املالية

األساسيةتقوم بنشر التقارير أنو على احلكومة .أجل تأكيد سالمتها مستقلة منجلهات

انية قبل بداية السنة املالية من خالل جعل أن تقوم بتفعيل امليزاخلاصة بامليزانية حيث جيب

لخص مبسط للميزانية ر احلكومة أيضا منشامليزانية قيد التنفيذ متاحة للعموم، و جيب أن ت

وثائق ينبغي أن تنشرها ة للجمهور بشكل واسع، و هناكلتكون امليزانية مفهوم ااملوافق عليه

، مراجعة نصف "و فصلية شهرية أ" لسنة و هي تقارير خالل ااحلكومة خالل تنفيذ امليزانية

كما ينبغي أن تقوم هيئة مستقلة عن اهليئة التنفيذية القيام بإصدار ،السنة، تقرير اية السنة

.تقرير تدقيق احلسابات السنوي

مؤسسات أنالرشيدة جند اإلدارة قواعدنظرا لألمهية البالغة للشفافية يف إرساء مبادئ و

و املالية و مناقشتهاالقرارات اختاذاملواطنني يف مشاركةتفعيل تركز على مالية دولية كثرية

العام لضمان اإلنفاقو خاصة املناقشات اليت تدور حول البيانات املالية،نشر املعلومات و

ميثاق املمارسات السليمة يف جمال شفافية املالية الصادر عن األمثلةمن هذه ،الرشيدة اإلدارة

FMI كما جند أن ء من التفصيليتناول موضوعات املالية العامة بشيو الذي ،OECD قامت

بإصدار مطبوعة عن أفضل املمارسات يف جمال شفافية امليزانية و الذي حيدد التقارير األساسية

اخلاصة بامليزانية و اليت جيب على احلكومة أن تقوم بنشرها و ما جيب أن يتضمن يف هذه

تقوم بقياس الفساد ار مؤشراتتقوم سنويا بإصد منظمة الشفافية الدولية ما جند أنالتقارير، ك

.يف قطاع معني داخل البالد

مة في الجزائرمة في الجزائرمة في الجزائرمة في الجزائردورة الميزانية العادورة الميزانية العادورة الميزانية العادورة الميزانية العا: : : : المبحث األولالمبحث األولالمبحث األولالمبحث األول

تقارير المنظمات الدولية حول تقارير المنظمات الدولية حول تقارير المنظمات الدولية حول تقارير المنظمات الدولية حول : : : : المبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثانيالمبحث الثاني

شفافية المالية العامة في الجزائرشفافية المالية العامة في الجزائرشفافية المالية العامة في الجزائرشفافية المالية العامة في الجزائر

جهود الجزائر لتعزيز الشفافيةجهود الجزائر لتعزيز الشفافيةجهود الجزائر لتعزيز الشفافيةجهود الجزائر لتعزيز الشفافية ::::المبحث الثالثالمبحث الثالثالمبحث الثالثالمبحث الثالث

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 97 ~

إن امليزانية العامة للدولة ماهي إال اخلطة املالية اليت يتم على أساسها اختاذ القرارات

اخلاصة بالنفقات العامة للدولة و إيراداا العامة خالل فترة الحقة، أي أا متثل برناجما ماليا

نية العامة للدولة يتضمن السياسات املالية و األهداف اليت تسعى الدولة لتحقيقها، و ختضع امليزا

خمتلفة من الرقابة قصد التحقق من التزام اهليئات العامة و أجهزة السلطة التنفيذية ألنواع

بأحكام و قواعد القانون املتعلق بامليزانية حفاظا على األموال العامة و حسن استعماهلا منعا

.للتبذير و التبديد و االختالس

نية، و املشاركة العامة يف مناقشات امليزانية، و درجة و إلثارة النقاش حول شفافية امليزا

صدقية و موثوقية مؤسسات امليزانية، وتطوير مشاركة اتمع املدين يف عملية امليزانية، و جعل

أنظمة امليزانية أكثر شفافية و مصداقية، جند عدة مؤسسات تعمل على قياس مدى شفافية

.هة احلكم فيامليزانية يف البالد و قياس درجة نزاه

تشريعات و قواعد و قوانني متصلة بالرقابة و إىل وضعتسعى احلكومة اجلزائرية لذا

:التايل السؤال تبادر إىل أذهاننامن هنا . مكافحة الفساداحملاسبة و املسائلة، و

؟؟؟؟ مدى الزتام اجلزائر مبعايري الشفافية ا�ولية و ما هو واقع تسـيري املالية العمومية فهيامدى الزتام اجلزائر مبعايري الشفافية ا�ولية و ما هو واقع تسـيري املالية العمومية فهيامدى الزتام اجلزائر مبعايري الشفافية ا�ولية و ما هو واقع تسـيري املالية العمومية فهيامدى الزتام اجلزائر مبعايري الشفافية ا�ولية و ما هو واقع تسـيري املالية العمومية فهيا ماماماما

:املباحث التالية إىلقمنا بتقسيم هذا الفصل اولة اإلجابة على هذا التساؤل حملو

؛دورة امليزانية يف اجلزائر: املبحث األول

تقارير املنظمات الدولية حول مدى شفافية املالية العامة يف اجلزائر؛: املبحث الثاين

.اجلهود املبذولة لتعزيز الشفافية: املبحث الثالث

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 98 ~

:األولاملبحث

دورة امليزانية العامة يف اجلزائر

اإلنفاقلدراسة املالية العامة للدولة إذ أا تشمل بنود األساسيةمتثل امليزانية الوثيقة

امليزانية مات اليت تقدمها ملواطنيها، و من مث تعتربو كيفية توزيع موارد الدولة على خمتلف اخلد

، ومتر امليزانية مبراحل متداخلة و متعاقبة متبعة يف لعامة و جوهرهاالعامة للدولة قلب املالية ا

مجيع األنظمة املالية للدول، و نظرا الرتباط امليزانية مبجموعة من املتغريات االقتصادية و

االجتماعية و السياسية فإا تتعرض موعة من املشاكل اليت تنعكس سلبا على امليزانية و

ا ما سنتطرق إليه من خالل عرض دورة امليزانية يف اجلزائر بالتطرق إىل تضعف فعاليتها، و هذ

.اليت تعاينخمتلف مراحل إعداد امليزانية و أهم املشاكل

:إعداد امليزانية - 1

االجتاه السائد يف خمتلف األنظمة أن إعداد امليزانية و التحضري األويل هلا يتم مبعرفة

ا تتمتع ا من إمكانيات و وسائل تسمح هلا بذلك، و يف اجلزائر السلطة التنفيذية، نظرا مل

السلطة التنفيذية، كون هذه اختصاصمسؤولية إعداد و حتضري امليزانية العامة للدولة هي من

للدولة، حيث يقوم كل قطاع حكومي بإعداد االقتصاديةالسلطة هي اليت حتدد السياسة

عليه من إيرادات خالل السنة املالية املطلوب يتوقع أن حيصل تقديراته ملا يلزمه من نفقات و ما

إعداد ميزانيتها وتتوىل وزارة املالية فحص تقديرات القطاعات احلكومية املختلفة و تنقيحها أو

وضع و إعالن و مناقشة ميزانية الدولة:املطلب األول

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 99 ~

(∗)يسمى مشروع قانون املالية 1تعديلها مث تنسيقها يف مشروع واحد متكامل مليزانية الدولة

بتحصيل املوارد العمومية و املتعلقة باالقتراحاتتعلق األول حيتوي على قسمني منفصلني ي

يقترح الثاين املبلغ اإلمجايل لإلعتمادات، إضافة إىل التمييز بني األحكام التشريعية الدائمة و

.األحكام اليت هلا طابع وقيت على أن يكتسب كل حكم مقترح مل حتدد فترة تطبيقه طابعا دائما

:املالية مناقشة مشروع قانون - 2

مرفقا جبميع الوثائق املرتبطة به إىل مكتب رئيس بعد إيداع احلكومة ملشروع قانون املالية

بإحالته إىل ،الية للمجلسخري طبقا للقوانني و األنظمة احلالس الشعيب الوطين يقوم هذا األ

من خالهلا رزنامة متهيدية تضبط اجتماعاتاليت تستهل عملها بعقد (∗∗)جلنة املالية و امليزانية

إىل السيد وزير االستماعختصصه إىل اجتماعاأشغاهلا و منهجية عملها، و بعدها تعقد اللجنة

املالية الذي يقوم بتقدمي شرح مفصل ملضمون قانون املالية، مث تقوم اللجنة بدراسة أحكام

تقوم بإعداد و بعدها املشروع يليها مناقشة امليزانيات القطاعية املقترحة يف مشروع القانون،

أعضاء اللجنة و تعديالم ليتم عرض انشغاالتحتليل ملشروع القانون و تقرير متهيدي يتضمن

.اللجنة من تعديالت على السيد وزير املالية اقترحتهكل ما

:مرحلة إقرار امليزانية - 3

لوزراء برئاسة يعرض املشروع التمهيدي للميزانية على جملس احلكومة مث يرفع إىل جملس ا

رئيس اجلمهورية، و بعد املوافقة على مشروع قانون امليزانية حيال هذا املشروع على الربملان

، مث يرسل بعد ذلك إىل 2إبتداءا من تاريخ إيداعه ايوم 75ليتم التصويت عليه يف مدة أقصاها

األجل احملدد ، يف حالة عدم املصادقة عليه يفيوم 20جملس األمة للمصادقة عليه خالل أجل

.46دراسة مقارنة، مرجع سبق ذكره، ص ،"املوازنات العامة يف الدول العربية " عدنان حمسن ظاهر، . أ - 1 .الوثيقة الرمسية التشريعية إلجناز امليزانية و بالتايل ال ميكن اعتماد و تنفيذ امليزانية إال من خالل قوانني املالية وه اليةقانون امل - (∗)

هي اللجنة املختصة هلا صالحية دراسة و مناقشة قانون املالية السنوي و إدخال جلنة املالية و امليزانية بالس الشعيب الوطين - (∗∗)

.ت اليت تراها مناسبة و هذا قبل عرض املشروع على لنواب للمناقشة و إقرارالتعديال

.1996دستور من 120املادة - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 100 ~

املتعلق 84/17سابقا، يصدر رئيس اجلمهورية مشروع احلكومة بأمر، كما يشري القانون

بقوانني املالية يف حالة عدم متكن الربملان العتبارات معينة من املصادقة على قانون امليزانية قبل

املصادقة على قانون يف حالة ما إذا كان تاريخ": إىل مايلي 69بداية السنة حينما نص يف مادته

.املالية للسنة املعنية ال يسمح بتطبيق أحكامه عند تاريخ أول يناير من السنة املالية املعتربة

: يواصل مؤقتا تنفيذ إيرادات و نفقات امليزانية العامة للدولة حسب الشروط التالية -1

ل ا تطبيقا بالنسبة إىل اإليرادات طبقا للشروط و النسب و كيفيات التحصيل املعمو ) أ

.لقانون املالية السابق

من مبلغ االعتمادات املفتوحة بالنسبة إىل السنة 1/12بالنسبة لنفقات التسيري يف حدود ) ب

.املالية للميزانية السابقة و ذلك شهريا و ملدة ثالثة أشهر

بالنسبة إىل اعتمادات االستثمار و يف حدود ربع احلصة املالية املخصصة لكل قطاع و ) ت

.كل مسري كما تنتج عن توزيع اعتمادات الدفع املتعلق باملخطط السنوي للسنة املالية السابقةل

حكام ذات الطابع التشريعي و املطبقة على يواصل تنفيذ مشاريع امليزانية امللحقة و األ -2

السنة لخزينة طبقا لألحكام التشريعية و التنظيمية اليت تسريها قبل بداية لاحلسابات اخلاصة

". ملالية اجلديدة للميزانيةا

قانون إطارمشروع ميزانية الدولة ليصدر هذا النص ضمن اعتمادو ذا تنتهي مرحلة

.1يوقع عليه رئيس اجلمهورية أناملالية يف اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية بعد

لنفقات ذات نفقات التسيري و او بعد صدور قانون املالية السنوي يشرع فورا يف توزيع

الطابع النهائي للمخطط السنوي و ذلك عن طريق التنظيم وفقا للتوزيع احملدد يف قانون املالية

.وزاريةحسب كل دائرة

.105-104 ص، مرجع سبق ذكره" املالية العامة " د يسري أبو العال، .د حممد الصغري بعلي، أ.أ - 1

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 101 ~

حد أ إىللدراسة الرقابة على تنفيذ العمليات املالية للهيئات العمومية، ميكن الرجوع

، من حيث املوضوع ميكن املنظور منها حسب الزاوية التصنيفات العديدة ملختلف أنواع الرقابة

عن هذه املعامالت، ومن املسئولنيرقابة على املعامالت أو رقابة على األشخاص إىلتقسمها

على مباشرة التنفيذ و رقابة تتقدم مسبقةحيث تاريخ إجراء الرقابة ميكن تقسيمها إىل رقابة

ليت متارس الرقابة ميكن تقسيمها إىل رقابة او من حيث السلطة ،أثناء فترة التنفيذ و رقابة بعدية

: لتصنيف املتمثل يفيف حبثنا تطرقنا إىل ا. 1إدارية، و رقابة قضائية، و رقابة سياسية أو برملانية

.الرقابة اإلدارية، و الرقابة القضائية، و الرقابة السياسية

:الرقابة اإلدارية - 1

من قبل إدارات اهليئات لرقابة اليت متارس هو خمتلف أنواع ا اإلداريةاملقصود بالرقابة

أو من قبل إدارات أخرى السيما تلك التابعة لوزارة املالية و بواسطة موظفني ،العمومية نفسها

أو موظفني آخرين تكون من بني صالحيام ممارسة بعض أعمال الرقابة على ،متخصصني

معرضة أكثر من اإليرادات للمخالفات و تنفيذ العمليات املالية، و تطبق على النفقات باعتبارها

.2االحنرافات من طرف األعوان املكلفني بتنفيذها

.الرقابة املالية القبلية، و رقابة املفتشية العامة للماليةو ميكن حصر أهم أنواعها يف

:الرقابة املالية القبلية 1 – 1

على النفقات امللتزم ا، مراقبة و تسمى أيضا مراقبة االلتزام بالنفقات و جند فيها الرقابة

.ض اهليئات املتخصصةعاحملاسب العمومي على اآلمر بالصرف، و املراقبة املطبقة من طرف ب

.348، ص 2005نشورات احلليب احلقوقية، الطبعة األوىل، م ،"املوازنة العامة للدولة، دراسة مقارنة " عبد اللطيف قطيش، - 1

.134، ص 2003 دار اهلدى للطباعة و النشر و التوزيع، طبعة ثانية منقحة، "احملاسبة العمومية " حممد مسعي، - 2

الرقابة على املالية العامة يف اجلزائر: املطلب الثاين

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 102 ~

راقبة النفقات امللتزم ام: أوال

الرقابة اسماملخالفات املالية لذلك يطلق عليها ارتكابهذا النوع من الرقابة مينع

.قب املايل مبساعدة مراقبني ماليني مساعدين يعينهم مجيعا وزير املاليةفل ا املراو يتك ،الوقائية

تطبق هذه الرقابة على ميزانية املؤسسات و اإلدارات التابعة للدولة و امليزانيات امللحقة و على

احلسابات اخلاصة للخزينة و ميزانيات الواليات و ميزانيات املؤسسات العمومية ذات الطابع

.1اإلداري

حملاسب العمومي على اآلمر بالصرفمراقبة ا: انياث

يعترب هذا النوع من الرقابة خالصة تطبيق مبدأ الفصل بني طبيعة مهمة اآلمر بالصرف و

القوانني مع احملاسب العمومي، هنا يقوم احملاسب العمومي مبراجعة تطابق عمل اآلمر بالصرف

، وذلك وفقا للشروط أو حتصيل أي إيراد و التنظيمات املعمول ا و ذلك قبل صرف أي نفقة

املتعلق 15/08/1990 ـالصادر ب 21-90من القانون رقم 36-35املنصوص عليها يف املواد

يتعني على احملاسب العمومي قبل التكفل : " على مايلي 35تنص املادة ، حيث بقوانني املالية

أن هذا األخري مرخص له بسندات اإليرادات اليت يصدرها اآلمر بالصرف أن يتحقق من

و فضال عن ذلك، جيب على الصعيد املادي انني و األنظمة بتحصيل اإليراداتمبوجب القو

". ذا عناصر اخلصم اليت يتوفر عليهامراقبة صحة إلغاءات سندات اإليرادات و التسويات، و ك

نفقة أن يتحقق جيب على احملاسب العمومي قبل قبوله ألية : " على مايلي 36تنص املادة كما

: مما يلي

؛ و األنظمة املعمول امطابقة العملية مع القوانني �

؛صفة اآلمر بالصرف أو املفوض له �

؛شرعية عملية تصفية النفقات �

؛توفر االعتمادات �

.على االلتزام بالنفقاتاملتعلق بالرقابة القبلية و 14/11/1992املؤرخ يف 414- 92املرسوم التنفيذي رقم من 07- 06-05املواد - 1

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 103 ~

؛تسقط آجاهلا أو أا حمل معارضة أن الديون مل �

؛الطابع االبرائي للدفع �

القوانني و األنظمة املعمول ا؛تأشريات عمليات املراقبة اليت نصت عليها �

". الصحة القانونية للمكسب االبرائي �

الشروط املنصوص عليها يف القانون يقوم احملاسب بدفع النفقات أو االلتزام استوىفإذا

خطأ ميس شرعية النفقة العمومية احملاسب العمومي اكتشف، أما إذا اإليراداتالتكفل بسندات

النفقة و يعلم اآلمر بالصرف عن طريق مذكرة كتابية حمددا فيها فعليه أن يوقف عملية دفع

أسباب الرفض مرتكزا بذلك على القوانني و التنظيمات ليقوم اآلمر بالصرف بالتسوية املشار

بالصرف يف حالة الرفض النهائي للنفقة أن يستعمل إجراء لآلمركما ميكن .عليها يف املذكرة

األمر، و جيب أن يتضمن 1يذ النفقة و هو ما يسمى بالتسخريآخر و لكن حتت مسؤوليته بتنف

ع يف كل عملية يطلب من احملاسب أن يدف" :سباب املربرة لذلك عبارةعلى األ بالتسخري زيادة

و يف حالة امتثال احملاسب العمومي للتسخري تربأ ذمته من املسؤولية ، 2" إنفاق مرفوض دفعها

يوم مع 15سل حينئذ تقرير إىل الوزير املكلف باملالية خالل ير أنالشخصية و املالية و عليه

. 3ذكر األسباب الداعية للرفض

الرقابة من طرف اهليئات املتخصصة: ثالثا

: مية جندمن بني اهليئات املتخصصة يف الرقابة على األموال العمو

اآلمرين تراقب مشاريع الصفقات العمومية املثبتة من طرف :جلنة الصفقات العمومية ����

.بالصرف، كفاءات اللجان متنوعة حسب عتبة الصفقة العمومية و اإلدارة اليت تتبناها

متارس رقابة قبلية على كل العقود املتعلقة بتسيري الوسائل :مفتش الوظيف العمومي ����

.و كذا قرارات التعيني و احلركات و اية أو توقيف العالقة املهنيةالبشرية

.بإجراء تسخري اآلمرين بالصرف للمحاسبني و املتعلق 07/09/1991املؤرخ يف 314 – 91 من الرسوم التنفيذي رقم 01املادة - 1 .من نفس املرسوم 02املادة - 2 .باحملاسبة العموميةواملتعلق 17/07/1990املؤرخ يف 21 - 90 القانون رقممن 48املادة - 3

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 104 ~

:ة العامة للماليةرقابة املفتشي 2 – 1

الرقابة على التسيري املايل و احملاسيب يف مصاحل الدولة متارس املفتشية العامة للمالية

، كما أا تقوم على أساس معلومات متوفرة و تكون هذه و اجلماعات العمومية الالمركزية

مستندات اإلثبات أو املراقبة عن طريق فرق التفتيش و ذلك على أساس الوثائق من حسابات و

أما املهام املتعلقة بالدراسات أو يف عني املكان كما جترى املعاينات و التحقيقات بصورة فجائية

و تتمحور هذه الرقابة حول شروط تطبيق ،1اخلربات احملتملة تكون موضوع تبليغ مسبق

هلا أثر مايل يف اهليئاتيكون أو األحكام التشريعية و التنظيمية اليت التشريع املايل و احملاسيب

استعمالو شروط تسيري و انتظامهاو املصاحل املعنية، و صحة احملاسبة و سالمتها و

2.االعتمادات و الوسائل، و سري الرقابة الداخلية لتلك املصاحل

بعد انتهاء عملية الرقابة يقدم املفتشون تقرير كتايب يشمل كافة مالحظام و تقييمام

لية و كفاية تسيري املصلحة أو اهليئة املراقبة أو اخلاضعة للتقومي االقتصادي و املايلحول فعا

يقدم التقرير إىل السيد وزير .التدابري اليت من شأا حتسني ذلك التسيري و نتائجه اقتراحو كذا

.املالية الذي يقرر ما جيب أن يتخذ من إجراءات و تدابري شأن تقارير املفتشية

:الرقابة القضائية لس احملاسبة - 2

توجد ضمن البناء املؤسسايت ملعظم الدول املعاصرة جهاز أعلى للرقابة املالية، و بغض

تسميته و تنظيمه و صالحياته من بلد إىل آخر، فإن ما مييز جملس احملاسبة اختالفالنظر عن

بالسلطات و الصالحيات الواسعة عن غريه من هيئات يف الدولة هو متتعه باالستقالل و تزويده

ا اجلهاز يف جملس و يف اجلزائر يتمثل هذ .للقيام برقابة بعدية فعالة على تسيري األموال العمومية

مالية الدولة و اجلماعات احمللية، اهليئات العمومية و املؤسسات مبراقبة احملاسبة، يكلف

بة إىل تشجيع االستعمال جملس احملاس ، و دف الرقابة اليت ميارسهااالقتصادية بكل أنواعها

. املفتشية العامة للماليةبإنشاء و املتعلق 01/03/1980املؤرخ يف 05 - 80 املرسوممن 05املادة - 1

.144، مرجع سبق ذكره، ص "احملاسبة العمومية " حممد مسعي - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 105 ~

العقالين لألموال العمومية، وال تباشر هذه الرقابة إال بعد التنفيذ النهائي لعمليات الفعال و

صرف النفقات العمومية و حتصيل اإليرادات العمومية، كما متتد الرقابة لتشمل أعمال عشرة

مراجعة احلسابات، رقابة : قابة إىلتنقسم هذه الر، و عموما 1سنوات سابقة من حيث املدة

.االنضباط امليزاين و املايل، و رقابة نوعية التسيري

:مراجعة احلسابات 1 – 2

تتمثل هذه الرقابة يف إلزام احملاسبني العموميني املعنيني بتقدمي حسابات تسيريهم إىل الس

هم مباشرة أو من قبل قبل و اليت تلخص جممل العمليات املنفذة من كل سنة مالية،بعد اية

يلي ذلك تدقيق تلك احلسابات حيث يتم التحقيق أوال من أا الوكالء التابعني هلم،احملاسبني

أي التقييد الصحيح هلذه العملياتتتضمن كل العمليات املنفذة خالل السنة املالية املعنية

و خمتلف الوثائق املتعلقة اإلثباتو أرصدا، مث يتم فحص تلك العمليات بالرجوع إىل سندات

هنا حيق لس . و امليزانية الناحيتني القانونيةو ذلك للتأكد من شرعيتها و صحتها املالية من ا

احملاسبة االطالع على الوثائق اليت تسهل رقابة العمليات املالية و احملاسبية، و له سلطة االستماع

.2اضعة لرقابتهإىل أي عون يف اجلماعات و اهليئات اخل

: رقابة االنضباط امليزاين و املايل 2 – 2

و املؤسسات و املرافق اإلقليميةتعين مراقبة الس لتسيري مصاحل الدولة و اجلماعات

أو لشروط استعمال االعتمادات أو املساعدات املالية اليت متنحها الدولة و اجلماعات العمومية

يف جمال تسيري رى، و التأكد من احترام قواعد االنضباطليمية، أو أي هيئة عمومية أخاإلق

.3بتحميل مسؤوليةة و خيتص الس وفق الشروط احملددة ذا األمر و املالي ةامليزاني

.املعدل للقوانني املتعلقة مبجلس احملاسبة 17/07/1995الصادر ب 20 - 95األمر رقم من 90املادة - 1 .152 – 151، مرجع سبق ذكره، ص "احملاسبة العمومية " حممد مسعي، - 2

.95/20القانون رقم من 87املادة - 3

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 106 ~

: رقابة نوعية التسيري 3 – 2

:مايليو تشمل األداءو تسمى كذلك رقابة

لتأكد من وجود آليات و تقييم قواعد تنظيم وعمل اهليئات اخلاضعة لرقابة الس و ا �

.1رقابية داخلية موثوقة إجراءات

املرافق شروط منح اإلعانات و املساعدات املالية من طرف الدولة و اجلماعات اإلقليمية و �

و التأكد من مدى مطابقة استعماهلا مع الغايات اليت منحت من و اهليئات اخلاضعة لرقابته

.2أجلها

اليت تلجأ إىل التربعات العمومية قصد التأكد من اهليئات املوارد اليت جتمعها استعمال �

.3مطابقة صرف تلك املوارد مع األهداف املتوخاة من هذه التربعات

و املخططات و الربامج و التدابري اليت األعمالكما يشارك جملس احملاسبة يف تقييم فعالية �

و هليئات العمومية اخلاضعة لرقابتها أوقامت ا بطريقة مباشرة أو غري مباشرة مؤسسات الدولة

اليت بادرت ا السلطات العمومية على املستويني االقتصادي و املايل بغية حتقيق أهداف

.4املصلحة الوطنية

:الرقابة السياسية - 3

مفهوم الرقابة السياسية يشري إىل ممارسة الربملان لسلطاته الرقابية العامة على احلكومة

ينها حقه يف االطالع على كل ما يتعلق بوضعية املالية العامة يف الدولة كما أن و اليت من ب

األخرية ميكن هذه صالحيات االس الشعبية للجماعات احمللية يف مراقبة تنفيذ ميزانيات

.إدراجها أيضا ضمن الرقابة السياسية

.95/20القانون رقم من 69املادة - 1 .القانون نفس من 70املادة - 2 .من نفس القانون 71املادة - 3 .القانون نفس من 72املادة - 4

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 107 ~

: رقابة الربملان 1 – 3

ميزانية الدولة، و تدرج الرقابة أثناء تنفيذ امليزانية تطبق الرقابة الربملانية أثناء و بعد تنفيذ

املكتوبة و الشفوية، كما ميكن للربملان يف األسئلةيف مراقبة النشاط العام للحكومة من خالل

بالزيادة إىل اللجنة يف القضايا ذات املصلحة العامة أي وقت إنشاء جلان التحقيق و املراقبة

ن احلكومة ملزمة أثناء عرض مشاريع قوانني املالية أو املكملة أو إذلك ف إىل باإلضافة .املالية

الربملان عن حالة تنفيذ امليزانية املقرر تكميلها إىلاملعدلة بتقدمي املعلومات و التوضيحات الالزمة

.1أو تعديلها

الرقابة الالحقة فإا تتمثل من جهة يف تقدمي احلكومة لكل غرفة من الربملان عرض أما

ميزانية السنة املالية املنقضية، و من جهة إطاراليت أقرا يف املالية االعتمادات استعمال عن

القانون .تضمن تسوية تلك امليزانيةالذي يقانون التصويت من قبل كل غرفة على أخرى ال

قة اليت الذي يشكل الوثي الذي يضبط ائيا امليزانية العامة للدولة املنفذة هو قانون ضبط امليزانية

اخلاصة بكل يتم مبقتضاها تنفيذ قانون املالية و عند االقتضاء قوانني املالية التكميلية أو املعدلة

ن رقابة الربملان على تنفيذ امليزانية تبقى فعاليتها مرهونة إىل حد أ ما ميكن قوله هو ،2سنة مالية

.م الرقابية على أعمال احلكومةبعيد مبدى فعالية أعضائه يف ممارسة سلطام النيابية و صالحيا

: رقابة االس الشعبية احمللية 2 – 3

رقابة االس احمللية تكون بتطبيق رقابة دائمة على الوالة و رؤساء البلديات و ذلك يف

املتعلقة باجلماعات احمللية، و تتمثل أساسا يف مناقشة احلسابات األنظمةايطار القوانني و

بالصرف بعد اختتام كل سنة مالية، حيث تقوم بالتحقيق األمرينا من طرف املقدمة هل اإلدارية

من قبل احملاسبني املعنيني امليزانية و نتائجها مع تلك املنفذة إطارمن توافق العمليات املنفذة يف

ء التسويات الالزمة عند االقتضاء، مث تبث االس ومن مطابقتها لترخيصات امليزانية و إجرا

.1996الدستور من 161املادة - 1 .17- 84من القانون 05املادة - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 108 ~

احمللية يف مطابقة احلسابات اإلدارية مبداوالت اليت من شأا أن تتضمن املالحظات اليت الشعبية

فق بنسخ احلسابات املودعة لدى يكون أعضاء تلك االس قد سجلوها على تنفيذ امليزانية، وتر

.1لس احملاسبةجم

، و 2005مارس لقد قام املدير التنفيذي لصندوق النقد الدويل بزيارة إىل اجلزائر يف

إىل ضرورة العمل يف نفس الوقت اعترف بالنتائج اإلجيابية اليت مت التوصل إليها، إال أنه أشار

ر لدور الربملان و إعالم على حتقيق فعالية و شفافية النظام امليزاين اجلزائري و إعادة االعتبا

نقوم بالتطرق إليهامل يعطي املدير التنفيذي هذه املالحظة لو مل يرى نقائص س.2اجلمهور

:ما يلييف

:الوثائق املساندة للميزانية - 1

يشري ميثاق صندوق النقد الدويل املتعلق بإرساء مبدأ الشفافية يف تسيري املالية العامة إىل

ضرورة مشول الوثائق املساندة للميزانية كشوفا خمتلفة مثل كشوف األموال خارج امليزانية و

و وثائق ت املستقلة، و أنشطة شبه املالية العامة، و خماطر املالية العامة كشوف أموال اهليئا

مرجعية مثل الوثائق اخلاصة بتوقعات املالية العامة و التوقعات االقتصادية، لكن يف اجلزائر تطرح

بالرغم من أن املشرع نص على إرفاق قانون املالية و مسألة الوثائق املرفقة مشاكل جدية،

:3ثائق التاليةللسنة بالو

.تقرير تفسريي للتوازن االقتصادي و املايل و النتائج احملصل عليها و آفاق املستقبل �

: ملحقات تفسريية تبني خاصة مايلي �

.160 – 159 ، مرجع سبق ذكره، ص"احملاسبة العمومية " حممد مسعي، - 1 .73 ، من إعداد طلبة السنة الرابعة فرع اقتصاد و مالية، مرجع سبق ذكره، ص"حسابات التخصيص اخلاص " مذكرة احللقة الدراسية، - 2

.84/17من القانون رقم 68املادة - 3

مشاكل املالية العامة يف اجلزائر: املطلب الثالث

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 109 ~

تلك املتعلقة باإلجراءات السيما ،مات حسب كل صنف من أصناف الضرائبالتقيي �

؛ىصل الناجتة عن موارد أخرو بصفة عامة، تقديرات احلوا ،اجلديدة

بتقييم حول توزيع نفقات التسيري ملصاحل الدولة حسب كل فصل املرفوقة عند االقتضاء �

تطور تكاليف اخلدمات؛

للمخطط السنوي حسب كل قطاع؛توزيع النفقات ذات الطابع �

للمؤسسات العمومية حسب كل قطاع؛ توزيع رخص متويل االستثمارات املخططة �

املكشوفات املقررة هلذه مبلغ اإليرادات و النفقات و قائمة احلسابات اخلاصة للخزينة تبني �

احلسابات؛

.القائمة الكاملة للرسوم شبه اجلبائية �

املايل و التقرير أماوثائق صعبة احلصول خاصة فيما يتعلق بامللحقات التفسريية، الهذه

يت يتم فال يتضمن اإلطار االقتصادي الذي تندرج فيه حسابات التخصيص اخلاص ال االقتصادي

ا صندوق النقد الدويل، ذا اليت جاء القواعدكما تضمنته فتحها و ذلك على املدى الطويل

الوثائق املالية يف اجلزائر غائبة متاما عن جمال اإلعالم القانوين، و بالتايل فإن الصدد نشري إىل أن

من ذلك فإنه ميكن الصحافة تشكل األداة الوحيدة لإلطالع على ميزانية الدولة و على العكس

متناول أعضاء الربملانالقول بأن هذا النوع من الوثائق حىت و إن وجدت فعال فإا تبقى يف

جممعات امليزانية ال تكون حمل نشر و ليست يف متناول ة فقط، إذ أن الوثائق املتضمنة و احلكوم

لذي ب نشرها، األمر ااجلمهور، بل هي على العكس من ذلك تعد من أسرار الدولة اليت ال جي

يز بلدان العامل الثالث و من بينها اجلزائر و اليت كانت إىل زمن يعكس ثقافة عدم الثقة اليت مت

إىل أن املؤسسات الدولية تعترف اإلشارةقريب سائدة يف بلدان متقدمة كفرنسا، و هنا جتدر

وفر أية معلومات حول كما أنه ال تت .1من و الدفاعاألبسر الدولة يف حاالت حمدودة جدا ك

1 - Benoit Chevauchez,“ le Fonds Monétaire International et la transparence budgétaire ? “,

Revue Française De Finances Publiques, “ La taxe professionnelle: quel avenir ? “, N 67, LGDJ,

Septembre 1999, P 230.

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 110 ~

احلسابات اخلاصة باخلزينة ماعدا مبالغ االعتمادات املخصصة من طرف امليزانية العامة لفائدة

لتخصيص اخلاص تنقضي صالحية الربملان يف مراقبة حسابات ا أنكما . حسابات التخصيص

يل االعتمادات حيث انه ميكن بعدها للحكومة تعدمن املصادقة على قانون املالية، عند انتهائه

املصادق عليها كما ميكن هلا شل الرقابة الربملانية على تنفيذ قانون املالية و ذلك مبجرد امتناعها

.عن تقدمي مشروع قانون ضبط امليزانية

:املناقشة احملدودة لقانون املالية من طرف الربملان - 2

ن دور الربملان فيه يبقى ضعيفا أ اليت يكتسبها قانون املالية إالبالرغم من األمهية البالغة

:1حىت بعد مرحلة اإلعداد لألسباب التالية

؛انون املالية تتم برعاية احلكومةدراسة ق �

يوما، حيث 75الربملان مقيد بفاصل زمين للمصادقة على مشروع قانون املالية أقصاه �

ما إبتداءا من يو 47يف مدة أقصاها يصوت الس الشعيب الوطين على مشروع قانون املالية

؛يوم 20على النص املصوت عليه خالل أجل األمةتاريخ إيداعه و يصادق جملس

إصدار رئيس اجلمهورية ملشروع قانون املالية بأمر له قوة قانون املالية يف حالة عدم �

؛2املصادقة على مشروع قانون املالية من طرف الربملان يف األجل احملدد

حاجزا مينع معارضة مشروع قانون املالية، و بالتايل فمناقشة مشروع تعترب األغلبية الربملانية �

؛ية و هي مناقشة من أجل املناقشةالية من كل أمهخقانون املالية من طرف الربملان تظهر

.لقة مبمارسة الوظيفة املاليةعدم كفاية النصوص القانونية املتع �

:نظيمإمكانية تعديل املصادقة الربملانية عن طريق الت - 3

دقة على سقف النفقات اإن صالحيات الربملان يف ما خيص توزيع االعتمادات تنتهي باملص

املرخص ا، و بتوزيعها حسب الوزارات بالنسبة لنفقات التسيري، و حسب القطاعات بالنسبة

، دار اخللدونية القبة " 1996نوفمرب 28بعد التعديل الدستوري لـ - احلكومة و الربملان العالقة الوظيفية بني " عقيلة خرباشي، - 1

.161القدمية اجلزائر، دون ذكر سنة النشر، ص

.1996من دستور 120/08املادة - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 111 ~

أما التوزيع املفصل داخل كل دائرة وزارية أو قطاع يتم عن طريق مراسيم لنفقات التجهيز،

التوزيع املقرر يف املشكل يف هذا هو متكن السلطة التنفيذية من تعديل هذا أنذية، غري تنفي

ما تقرر مبوجب قانون املالية " األشكالقانون املالية يف أي وقت شاءت، و عمال مببدأ توازي

عليه املادة نصتحسب ما " إال مبوجب قانون تكميلي لقانون املاليةال ميكن تعديله أو تكميله

يف املشرع ناقض نفسه عندما رخص أن، غري املتعلق بقوانني املالية 84/17من القانون 04

ن هذا املبدأ و مكنها من تعديل التوزيع املقرر يف قانون املالية عاخلروج نفس القانون للحكومة

لها، حيث يسمح قانون املالية التكميلي حتوي أونقل االعتمادات إجراءباستخدام األصلي

اليت أقرها الربملان يف قانون املالية الرئيسي املاليةللحكومة بإجراء تغيريات على االعتمادات

، و ال تكاد ختلو سنة مالية 1للتغريات اليت ال يتعرض هلا مشروع قانون املاليةدف االستجابة

من هو التخفيف اإلجراءاتوإن كان اهلدف من هذه من مشروع لقانون املالية التكميلي،

نوع من املرونة يف التسيري إال أنه يشكل مساسا مببدأ التخصيص يف إدخالحدة املصادقة و

نفس القانون كما تضمن .يترتب عنها ختفيض فعالية املصادقة الربملانية على امليزانية النفقات

أن ابات التخصيص اخلاص، حيث جاء فيهانتهاكات أخرى لسلطة الربملان و رقابته على حس

أي الرصيد، تكون حمل نقل فوارق املسجلة عند اية السنة املالية بني اإليرادات و النفقاتال

قوانني املالية على خالف مل تنص ية و ذلك لفائدة نفس احلساب، ماإىل السنة املالية املوال تلقائي

لرصيد ل أخرى يص هو إمكانية النقل من سنة إىلأن املبدأ يف حسابات التخص ، حيث2ذلك

املتبقي على عكس امليزانية العامة للدولة، و هو ما يعد مساسا مببدأ السنوية و بالتايل حيد من

و أمهية املصادقة الربملانية، خاصة إذا علمنا أن املبالغ املمكن نقلها غري حمددة عن مدى فعالية

فإنه ميكن كما أنه إذا كشف التنفيذ عن حتصيل إيرادات تفوق تلك املتوقعة، . طريق القانون

الزيادة يف النفقات مبقدار يتناسب و الفائض يف اإليرادات، و ذلك عن طريق التنظيم و يف

.17 - 84من القانون رقم 36، 33، 32املواد - 1

.من نفس القانون 57املادة - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 112 ~

غياب كامل لرقابة السلطة التشريعية، و قد تلجأ احلكومة إىل تقدير غري دقيق لإليرادات

sous-estimer لالستفادة من هذا النص، و هو ما يتعارض مع مبدأ الدقةsincérité يف

و باملقابل فإن الكشف أثناء التنفيذ عن إيرادات أقل من تلك .ير اإليرادات و النفقاتتقد

املسجل خالل السنة املالية املتوقعة يؤدي إىل الترخيص مبكشوف عن طريق التنظيم، و العجز

يتم تغطيته من امليزانية العامة، و هذا مشكل يف حد ذاته حيث أن الترخيص بالعجز عن طريق

و هلذا كان من يعد أمرا خطريا، خاصة بالنظر إىل الطرق اليت يتم ا متويل العجز التنظيم

.1األجدر إشراك السلطة التشريعية يف اختاذ القرار

:ى تنفيذ امليزانية العامةجتميد احلكومة لرقابة الربملان عل - 4

ن للمجتمع املديننعلم أن السلطة التشريعية متثل الشعب، وغالبا ما تعترب أفضل نقطة ميك

، ولكن فعالية هذا النمط من مشاركة الشعب تعتمد على قوة فيها التأثري على عملية امليزانية

.السلطة التشريعية

، وعادة ما متنع الدساتري إنفاق يزانيةالسلطة التشريعية متتلك قوة هائلة تتعلق بعملية امل :نظريا

يعية، وميكن أن تستعمل مناقشات السلطة األموال العامة بدون تفويض من السلطة التشر

وتعزز . التشريعية بصالحيات تسمح هلا باستدعاء شهود خرباء وأعضاء باحلكومة لتقدمي األدلة

.ريعية بالقدرة على تعديل امليزانيةهذه الصالحيات بصورة كبرية عندما تتمتع السلطة التش

:منها التشريعية وامل تقود السلطةفهناك عدة ع :أما يف الواقع العملي

قد يؤدي النظام السياسي و املمارسات السياسية إىل احلد من تأثري السلطة التشريعية على �

.امليزانية

التشريعية غالبا ما تقيد دور السلطة التشريعية، فقد متنح السلطة األحكامااليطار القانوين و �

.بإجراء تغيريات طفيفة فقطالتشريعية وقتا حمدودا ملراجعة امليزانية أو قد يسمح هلا

1 - Revue Française De Finances Publiques, “ la maitrise des dépenses publiques “, n 77,

L.G.D.J Paris 2001, p 33-37.

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 113 ~

و اخلربات األفرادتواجه السلطة التشريعية معوقات غالبا بسبب عدم توفر العدد الكايف من �

طة التشريعية بقدر كاف من الصالحيات فإا لن تكون بامليزانية، و إذا مل تتمتع السل املتعلقة

.1تقادرة على تقييم مقترحات امليزانية و التوصية ببعض التعديال

نص على تقدمي احلكومة عرضا 160و على الرغم من أن الدستور يف مادته يف اجلزائر

اختتاماالعتمادات املالية لكل غرفة من الربملان، و كذلك تشري هذه املادة أن استخدامعن

السنة املالية يكون بالتصويت على قانون تسوية امليزانية من طرف الربملان، إال أن الربملان ال

ة كبريةامليزانية ميتاز بأمهي ضبطيزال جيهل هذا األسلوب من الرقابة بالرغم من أن قانون

لس الشعيب على قانوا و هي أول سنة صادق ا 1978ما يالحظ هو منذ دورة ،2جدا

مل تعرض احلكومة على الربملان سوى مشاريع قوانني ضبط امليزانية بالنسبة لألربع للمالية،

، و إبتداءا من السنة 1981 ،1980 ،1979، 1978دورة : وىل من حياة الربملانسنوات األ

امتنعت احلكومة و لغاية اليوم من طرح مشاريع قوانني ضبط امليزانية على الربملان 1982املالية

فحرمته بذلك من استخدام حقه يف الرقابة على كيفية استخدام األموال العامة، أما بالنسبة

لعرض مع تأخر كبري بع اليت حظيت بعرض هذه املشاريع على الربملان وقع هذا اللسنوات األر

و اجلدول التايل يتضمن قوانني ضبط امليزانية اليت مت . 3فعالية هذه الرقابة مما أدى إىل إضعاف

:إعدادها

.قوانني ضبط امليزانية ):01(اجلدول رقم

1981 1980 1979 1987 الدورة

ةقانون ضبط امليزاني 02 – 80رقم

09/02/1980

04 – 84رقم

07/02/1984

10 – 85رقم

26/12/1985 02 – 87رقم

.30مرجع سبق ذكره، ص ،"املنظمات غري احلكومية ألعمالالدليل اإلرشادي " املشروع الدويل للموازنة - 1

مرجع سبق ذكره، ، " 1996نوفمرب 28بعد التعديل الدستوري لـ -ومة و الربملان العالقة الوظيفية بني احلك" عقيلة خرباشي، - 2

.166ص

.78، من إعداد طلبة السنة الرابعة فرع اقتصاد و مالية، مرجع سبق ذكره، ص "حسابات التخصيص اخلاص " مذكرة احللقة الدراسية، - 3

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 114 ~

اجلريدة الرمسية 1980سنة

07:العدد

: العدد 1984سنة

02

: العدد 1985سنة

57

: العدد 1987سنة

04

سبع سنوات مخس سنوات مخس سنوات سنتان الفارق الزمين

، و مالية اقتصادمن إعداد طلبة السنة الرابعة فرع ،"ت التخصيص اخلاص اباحس" ية، مذكرة احللقة الدراس :املصدر

.79 مرجع سبق ذكره، ص

:تقرير جملس احملاسبة - 5

على تسعى اهليئات العليا اخلاصة بالرقابة على األموال العمومية ملختلف بلدان العامل

تكثيف اجلهود من حيث إجراء مؤمترات دولية و تشجيع الدراسات يف جمال الرقابة على

األموال العمومية بغية الوصول إىل تطوير أكثر للرقابة و تقنياا و ضمان االستعمال اجليد و

الفعال لألموال العمومية، غري أنه و لألسف الشديد السلطات اجلزائرية تصادق على إجراءات

إضعاف دور جملس احملاسبة الوطين، الذي ميكن أن يكون أداة شريعية و تنظيمية دف إىل ت

فعالة يف تشكيل احلجر األساسي للتشجيع على تسيري مايل جدي، فال يوجد نظام قانوين

واضح لس احملاسبة يكفل تنسيقا أكرب فيما بينه و بني اهليئة التشريعية فعلى الرغم من أن املادة

ىل أن جملس احملاسبة يعد تقريرا تشري إ 17/07/1995املؤرخ يف 95/20رقم األمرمن 16

املعاينات التقريرهذا يبني ،رئيس اجلمهوريةحول أعمال الرقابة اليت قام ا و يرسله إىل سنويا

ت و املالحظات و التقييمات الرئيسية النامجة عن أشغال حتريات جملس احملاسبة، مرفقة بالتوصيا

اليت يرى أنه جيب تقدميها و كذلك ردود املسؤولني و املمثلني القانونيني و السلطات الوصية

ة اجلزائرية ينشر هذا التقرير كليا أو جزئيا يف اجلريدة الرمسية للجمهوري. املعنية املرتبطة بذلك

.تشريعيةئة اليرسل جملس احملاسبة نسخة من هذا التقرير إىل اهلي و، الدميقراطية الشعبية

األمر ،ير و ال تسلم نسخة منه للربملانإال أن الواقع ينبأ خبالف ذلك إذ ال يتم نشر التقر

الذي يستلزم إعادة النظر يف النظام القانوين لس احملاسبة و جعله حتت إشراف اهليئة

قضاة التشريعية، كما هو معمول به يف األنظمة الدميقراطية يف العامل و لإلشارة فقد طالب

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 115 ~

للهيئة اليت ينتمون إليها و متكينهم من نشر االعتباربإعادة 2005جملس احملاسبة يف شهر أفريل

.1التقارير اليت يعدوا

.79، من إعداد طلبة السنة الرابعة فرع اقتصاد و مالية، مرجع سبق ذكره، ص "حسابات التخصيص اخلاص " مذكرة احللقة الدراسية، - 1

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 116 ~

:املبحث الثاين

جلزائرتقارير املنظمات الدولية حول مدى شفافية املالية العامة يف ا

يتطلب ترسيخ العقالين للموارد و تعظيم منفعتها املؤسسات الدولية أن التسيري ترى جل

قواعد احلكم الرشيد، و أن هذا األخري هو ممارسة السلطة بطريقة تستجيب لعدد من املعايري

وعية احلكم يف و ن لعل أمهها الفعالية و الشفافية، تقوم هذه املنظمات بقياس درجة الشفافية

هذه املنظمات لذا الدول ختضع للمعاينة من طرف ، و اجلزائر كغريها من خمتلف دول العامل

و اكتفينا . ارتأينا ختصيص هذا اجلزء لدراسة تقارير الصادرة يف هذا شأن بالنسبة للجزائر

بدراسة تقارير مشروع شراكة امليزانية الدويل، و منظمة الشفافية الدولية، و صندوق النقد

. الدويل و البنك العاملي

كجزء من مركز أولويات امليزانية و 1997مشروع امليزانية الدويل عام تأسس

السياسات، و هو منظمة أحباث غري رحبية و غري حزبية تتخذ من واشنطن العاصمة مقرا هلا، و

دف إىل دعم منظمات اتمع املدين اليت تم بتعزيز نتائج و مسارات امليزانية العامة يف خمتلف

.1أرجاء العامل

قام مشروع شراكة امليزانية الدويل بتأسيس مسح امليزانية من اجل مساعدة اتمع املدين

املصداقية يف و و الباحثني و الصحفيني يف الدول املشاركة الدفاع عن املزيد من الشفافية

و كان القصد من إجراء مسح امليزانية املفتوحة إثارة نقاش عام حول شفافية . يزانياتامل

www.openbudgetindex.org/ContrySummaryAlgeriaArabic.pdf -1

مشروع شراكة امليزانيات املفتوحة :املطلب األول

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 117 ~

.1نية، و املشاركة العامة يف مناقشات امليزانية، و درجة صدقية و موثوقية مؤسسات امليزانيةامليزا

املعلومات املتعلقة إىلأن للجمهور احلق يف الوصول افتراضيبدأ مسح امليزانية املفتوحة من

مد مسح امليزانية املفتوحة على و يعت ،العامة األموالبالكيفية اليت يتم ا ختصيص و استخدام

كل دولة خالل كل من املراحل يفمفصلة تشكل دليل إرشادي لباحثي اتمع املدين استبانه

األربعة لعملية امليزانية و اليت تساعد يف تقييم املعلومات اليت ينبغي توفريها للجمهور يف كل

حساب خالل كل مرحلة من لل مرحلة، و كذلك تقييم و حتديد ممارسات امليزانية القابلة

الدويل بتزويد كل باحث أو امليزانية، و يف هذا الصدد قام مشروع شراكة 2مراحل سنة امليزانية

منظمة حبثية يف كل من اخلمسة و مثانني دولة باستبانة املسح كما زودهم بدليل عن استبانة

شفافية امليزانية : ئيسينياهتمام ريرتكز استبيان املسح على موضوعي ،املفتوحةامليزانية

، تقيم أسئلة االستبانة املعلومات املتوفرة للجمهور و اليت تصدرها احلكومة 3و مؤسسات الرقابة

على حمتويات و دقة و توقيت صدور الوثائق الثمانية األسئلةاملركزية، و تركز العديد من هذه

ملعايري املمارسة اجليدة املقبولة بشكل عام يف أن تصدرها وفقاالرئيسية اليت ينبغي على كل دولة

، و تغطي استبانة امليزانية املفتوحة∗املالية للقطاع العام، كما يتضمن موازنة املواطنني اإلدارة

إضافية منها عناصر تتعلق بالرقابة التشريعية مثل إذا ما كان الس التشريعي يعقد مواضيع أيضا

، و تبحث يف دور مكتب التدقيق و الرقابة الوطنية املستقلة يف حول امليزانية استماعجلسات

.4الدولة و اليت تعرف أيضا يئة التدقيق و الرقابة العليا

تغطي 2008و جولة 2006مت تطبيق أداة املسح يف جولتني منفصلتني من البحث جولة

د أول نسخة إلعدا 2006، 2005كل منهما فترة سنتني، حيث مت حتليل بيانات من عامي

www.openbudgetindex.org/initiative2006 - 1 www.openbudgetindex.org/fils/MethodologyArabic1.pdf : من موقع املنهجية: أ –ملحق - 2

:من موقع ، التقرير النهائي2008ة لعام زنات املفتوحة تغيري يف نوعية احلياة، مسح املوازنة املفتوحاملوا - 3

/fils/fullReportArabic/pdfwww.openbudgetindex.org

.اخلاصة بالضرائب و املصاريفهي نسخة مبسطة من امليزانية دف إىل زيادة الفهم اجلماهريي خلطط احلكومة :ميزانية املواطنني ∗ www.openbudgetindex.org/fils/MethodologyArabic1.pdf :هجية من موقعاملن :أ –ملحق - 4

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 118 ~

املقدمة اإلجاباتمت تصنيف البلدان وفق نتائج 20061منشورة من مؤشر امليزانية املفتوحة يف

املتعلقة باملعلومات اليت ميكن احلصول األسئلةامليزانية املفتوحة و هي استبانةسؤال من 91عن

.عليها من وثائق امليزانية الرئيسية اليت جيب أن تنشرها مجيع احلكومات

:ملشروع شراكة امليزانية الدويل 2006مسح - 1

:على النحو التايلحسب النتائج املتحصل عليها قد مت تصنيف الدول

.2006 مشروع شراكة امليزانية الدويل لسنة األداء على مؤشرنتائج ):02(اجلدول رقم

اململكة املتحدة

الواليات املتحدة

سلوفينيا

جنوب إفريقيا

فرنسا

ندةنيوزيل

توفر معلومات

واسعة

للمواطنني

رومانيا

كوريا اجلنوبية

السويد

النرويج

بريو

بولونيا

بوتسوانا

الربازيل

مجهورية التشيك

تقدم معلومات

هامة للمواطنني

سرييالنكا

تنزانيا

تركيا

املكسيك

ناميبيا

باكستان

غينيا اجلديدة

الفلبني

روسيا

اهلند

إندونيسيا

األردن

انكازاخست

كينيا

ماالوي

بلغاريا

كولومبيا

كوستاريكا

كرواتيا

غانا

غواتيماال

تقدم بعض

املعلومات

للمواطنني

زامبيا جورجيا

هندوراس

بنغالدش

الكامريون

ألبانيا

تقدم احلد

من دىناأل

www.openbudgetindex.org/fils/MethodologyArabic1pdf :من موقع املنهجية: أ –امللحق - 1

الجزائر

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 119 ~

نيبال

أوغندة

اإلكوادور

السلفادور

جنتنياأل

األرجنتني

أذربيجان

املعلومات

للمواطنني

فيتنام

ملغربا

نيكاراغوا

نيجرييا

تشاد

مصر

منغوليا

أنغوال

بوليفيا

بوركينافاسو

نادرا ما تقدم

أو ال تقدم

معلومات

إطالقا

للمواطنني

6Arabic.pdfwww.OpenBudgetindex.org/fils/openbudgetindex200 :املصدر

ما يستخلص من هذا اجلدول هو أن املمارسات املالية للشفافية ممكنة يف البلدان النامية

كما يف البلدان املتطورة ألن عدم نشر أو االمتناع عن النشر هو بسبب رغبة الدولة يف ذلك

ئمة ميكنها أن ، أي أن الدول اليت أتت يف أسفل القاو ليس لعدم قدرا على إنتاج املعلومات

.تدخل حتسينات على ممارسة الشفافية خالل فترة وجيزة و بتكاليف زهيدة

ري من الدول انه كال من السلطتني التنفيذية و ثانه يبدو يف ك إىل اإلجاباتكما تشري

اجلمهور فرصة املشاركة يف مسار امليزانية املفتوحة و تزويده بإعطاءالتشريعية ال تلتزم

لكافية حول هذا املسار، و عدد كبري من البلدان ال يعقد جلسات برملانية ملناقشة باملعلومات ا

.امليزانية

نقاط ضعف أساسية و شائعة فيما يتعلق باملؤسسات نع 2006كما يكشف مسح

اخلارجية لتدقيق احلسابات املستعملة يف البلدان املدروسة، حيث ال يوجد تدقيق خارجي على

.دون وجود مؤسسة عليا مستقلة و قوية لتدقيق احلساباتلطة التنفيذية املالية للس اإلدارة

من املعلومات األدىنحسب هذا املسح مت تصنيف اجلزائر ضمن الدول اليت تقدم احلد

األساسيةنظرا ألن اجلزائر تفتقر لتلبية معظم املتطلبات " تقدم معلومات ضئيلة " للمواطنني

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 120 ~

نقطة 28حيث حققت اجلزائر . 1ر احلكومة املعلومات اليت تنتجهاإلنتاج امليزانية كما ال تنش

الذي يقيم مقدار املعلومات اليت تقدم 2006نقطة يف دليل امليزانية املفتوحة 100من أصل

للمواطنني يف وثائق امليزانية السبع الرئيسية اليت جيب أن تصدرها مجيع احلكومات خالل سنة

:للميزانية يف اجلزائر األساسيةالتايل وضعية الوثائق يبني لنا اجلدول. 2امليزانية

يف اجلزائر وثائق امليزانية األساسية املتوفرة للجمهور ):03(اجلدول رقم

توفر وثيقة امليزانية

معدة لالستخدام الداخلي فقط وال تنشر للجمهور تصريح ما قبل امليزانية

يف متناول اجلمهور امليزانية املقترحة من قبل السلطة التنفيذية

ال يتم إعدادها ميزانية املواطن

معدة لالستخدام الداخلي فقط وال تنشر للجمهور تقارير خالل العام

معدة لالستخدام الداخلي فقط وال تنشر للجمهور مراجعة منتصف العام

يف متناول اجلمهور تقارير اية العام

لي فقط وال تنشر للجمهورمعدة لالستخدام الداخ تقرير مدقق احلسابات

www.openbudgetindx.org/CountrySummaryAlgeria1.pdf :املصدر

أن اجلزائر تضع امليزانية املقترحة من قبل السلطة ما ميكن مالحظته من خالل اجلدول

ميكنها أن تقوم بتحسني أداءها ذلك حيث ناول اجلمهور لكن مع بعض التحفظ التنفيذية يف مت

.أن هذه الوثيقة تعترب من أهم الوثائق اليت تنشر خالل سنة امليزانية

إيراداااجلزائر ال تقدم للمواطنني خالل سنة امليزانية تقارير دورية عن نفقاا و أنكما

بالرغم من أن خالل العام، و ال تعد مراجعة منتصف العامو ديوا و ذلك لعدم نشرها لتقارير

www.openbudgtindex.org/fils/PrincipalResultArabic.pdf :من موقع النتائج الرئيسية - 1

.pdfwww.openbudgetindx.org/CountrySummaryAlgeria1 :، من موقع2006دليل املوازنة املفتوحة –اجلزائر - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 121 ~

أن إضافة إىلنشر هاذين التقريرين من شأنه أن يعزز املسائلة العامة إىل حد كبري يف اجلزائر

ما ميكن توقعه يف النصف الثاين مراجعة منتصف العام تزود املواطنني بأحدث املعلومات حول

احملدد و يفتقر هذا التقرير إىل ال يتم إعداده يف وقته اية السنة تقرير كما أن من سنة امليزانية،

التفاصيل الضرورية اليت تسهل املقارنات بني ما أقره الس التشريعي و النتائج الفعلية، كما أن

عما إذا مت تطبيق ال تقدم أية معلومات وتقارير تدقيق احلسابات للجمهور اجلزائر ال تنشر

.1احلسابات بنجاح دققتوصيات تقرير م

:2008لسنة ر امليزانية املفتوحةمؤش - 2

مؤشر امليزانية املفتوحة بإنشاءقام مشروع شراكة امليزانية الدويل 2008يف مسح سنة

وذلك لقياس مدى االلتزام الكلي للدول " Open Budget Index OBI " ∗2008لعام

ل إتاحة إمكانية إجراء مقارنات بني الدول و قد مت بالشفافية، و كذا من أجاخلمسة و الثمانني

:يزانية الدويل حسب اجلدول التايلتوزيع عالمات مؤشر امل

www.openbudgetindx.org/CountrySummaryAlgeria1.pdf :، من موقع2006دليل املوازنة املفتوحة –اجلزائر - 1صص مؤشر امليزانية املفتوحة جمموع عالمات لكل دولة استنادا إىل حجم املعلومات اليت توفرها للجمهور خالل عملية امليزانية و يعطي خي - ∗

سؤال تتضمنها االستبانة و تركز هذه األسئلة على 91، يقوم على إجابات جمموعة فرعية تتكون من 100إىل 0هذا املؤشر جمموعا للدول من

.وثائق امليزانية الرئيسية مدى توفر

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 122 ~

.OBI 2008 األداء على نتائج ):04(اجلدول رقم

على مؤشر األداء

امليزانية املفتوحة عدد البلدان

معدل العالمات

على مؤشر

امليزانية املفتوحة

البلدان

املةمعلومات ش

– 81العالمات من (

100 (

5 86 فرنسا، نيوزلندا، جنوب إفريقيا، اململكة

.املتحدة، الواليات املتحدة

معلومات وافرة

61العالمات من (

– 100 (

12 68

الربازيل، مجهورية التشيك، أملانيا، بوتسوانا،

النرويج، البريو، بولندا، رومانيا، سلوفينيا،

.يالنكا، السويدكوريا اجلنوبية، سري

بعض املعلومات

41العالمات من (

- 60 (

27 51

بنغالدش، البوسنة و اهلرسك، ، األرجنتني

كوستاريكا، كرواتيا، بلغاريا، كولومبيا،

مصر، جورجيا، غانا، غواتيماال، اهلند،

، املكسيك، مقو نياإندونيسيا، األردن، كينيا،

، الفلبني، ناميبيا، نيبال، بابوا غينيا اجلديدة

، أوكرانياروسيا، الصرب، تركيا، أوغندا،

.زامبيا

معلومات باحلد

األدىن

21العالمات من (

– 40 (

16 34

ألبانيا، أذربيجان، اإلكوادور، السلفادور،

كازاخستان، لبنان، مالوي، ماليزيا، منغوليا،

املغرب، النيجر، الباكستان، تنزنيا، ترينيداد و

.توباغو، فنزويال

شحيحة أو ال

معلومات

– 0العالمات من (

20 (

25 7

بوليفيا، ، أنغوال، أفغانستان،

بوركينا فاسو، كمبوديا، الكامريون، تشاد،

الصني، مجهورية الدومينيكان، غينيا االستوائية،

فيجي، اهلندوراس، مجهورية قرغيزيا، ساوتومي

الجزائر

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 123 ~

السنغال، برنسيب، اململكة العربية السعودية،

.السودان، فيتنام، اليمن

39 85 اموع الكلي

:املصدر

- la Revue Economia “Esprit d’entreprendre. Es – tu là ? “, n° 7,

Novembre 2009 – Février 2010, Maroc, p 18

www.openbudgetindex.org/fils/FullReportArabic/pdf -

، تفشل الغالبية الساحقة من الدول املدروسة يف 2008وفقا ملؤشر امليزانية املفتوحة لعام

تبني لنا أن مخسة دول لشفافية امليزانية، حيث أن وفقا هلذا اجلدول ي الوفاء بالشروط األساسية

اليت مشلها املسح هي اليت تتيح للجمهور االطالع على قدر فقط من الدول اخلمسة و الثمانني

12كما تقدم . شامل من املعلومات على النحو الذي تتطلبه إدارة األموال العامة بشكل عام

.دولة أخرى معلومات وفرية للجمهور

ة فقد سجلت جماميع متدنية على مؤشر امليزانيةأما الدول الثماين و الستني املتبقي

أو احلد األدىن منها املفتوحة، حيث أنه سبعة و عشرين من هذه الدول تقدم بعض املعلومات

حول ميزانيات حكوماا و أنشطتها املالية هذه الدول إما تفشل يف جعل بعض وثائق امليزانية

دولة 16تنشرها تكون مفتقرة إىل تفاصيل هامة، و الرئيسية متاحة للعموم، أو أن الوثائق اليت

الدول اخلمسة و العشرين الباقية فهي تقدم معلومات أمامن املعلومات، األدىنتقدم احلد

معلومات، ففي هذه الدول ال يطلع اجلمهور حىت على مشروع أيال تقدم أوشحيحة جدا

ق عليه السلطة التشريعية، كما جند اجلمهور امليزانية الذي تقدمه السلطة التنفيذية قبل أن تصاد

مراحل الصياغة و املوافقة يف عملية امليزانية حبيث حيصل على امليزانية إىلحمروما من أي مدخل

.1واقع كأمرالسنوية

www.openbudgetindex.org/fils/FullReportArabic/pdf :املوازنات املفتوحة تغيري يف نوعية احلياة، من موقع - 1

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 124 ~

ت شحيحة أو ال تقدم أي يف هذا املسح مت تصنيف اجلزائر ضمن الدول اليت تقدم معلوما

أنية ال جتعل مشروع ميزانية اهليئة التنفيذية متوفر للعموم، كما ن احلكومة اجلزائرمعلومات أل

اإلنفاقاجلمهور ال حيصل على صورة شاملة عن خطط احلكومة لتحصيل و جباية الضرائب و

ن و االقتراض خالل السنة أل اإليراداتو مجع اإلنفاقللسنة التالية و كذلك من الصعب تعقب

.تقارير التنفيذ ال يتم نشرها

نه هناك عالقة اجيابية بني جمموع عالمات الدول على أيبني مؤشر امليزانية املفتوحة كما

مؤشر امليزانية املفتوحة و بني مستوى دخوهلا، ذلك أن الدول اليت تسجل معدالت عالية هي

من الدول ذوات الدخول اليت تتمتع مبستوى عال من الدخل نسبيا و الدول اليت سجلت

هي الدول اليت لديها مستوى منخفض من الدخل نسبيا إال يف حاالت معدالت منخفضة

.نادرة

االعتماد بكثافة على إىل كما متيل الدول ذات األداء السيء على مؤشر امليزانية أيضا

حيث أن حال الشفافية تسوء أكثر مصادر كبرية من املساعدات اخلارجية لتمويل إنفاقها العام

:املساعدات كما يتبني يف اجلدول التايل كلما زادت االعتمادية على

.OBI 2008العالقة بني االعتماد على املساعدات و نتائج مسح ):05(اجلدول رقم

درجة االعتمادية

املساعداتعلى

عدد

البلدان

معدل

العالمات

على مؤشر

امليزانية

املفتوحة

البلدان

مرتفعة

% 10> املساعدات

من الدخل القومي

.اإلمجايل

18 22

البوسنة و اهلرسك، بوركينا فاسو، كولومبيا، تشاد،

مجهورية الكونغو الدميقراطية، غانا، اهلندوراس،

مجهورية قرغيزيا، ليبرييا، مالوي، منغوليا،

، أوغندانيكاراغوا، النيجر، رواندا، السنغال، تنزانيا،

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 125 ~

.زامبيا

متوسطة

% 5>املساعدات

من الدخل القومي

اإلمجايل

12 28

جورجيا، ون،رينغوال، بوليفيا، الكامألبانيا، أ

األردن، مقدونيا، نيبال، نيجرييا، بابوا غينيا

.اجلديدة، السودان، فيتنام

منخفضة

% 5 < املساعدات

اإلمجايلمن الدخل

45 45

، اذرجيان، بنغالدش، األرجنتني ،

بوتسوانا، الربازيل، بلغاريا، الصني، كولومبيا،

ستاريكا، كورواتيا، مجهورية التشيك، مجهورية كو

، مصر، السلفادور، غينيا اإلكوادورالدومنيكان،

االستوائية، فيجي، غواتيماال، اهلند، اندونيسيا،

كازاخستان، كينيا، لبنان، ماليزيا، املكسيك،

، الباكستان، البريو، الفلبني، بولندا، ناميبيااملغرب،

سلوفينيا، جنوب السعودية،رومانيا، روسيا،

إفريقيا، كوريا اجلنوبية، سرييالنكا، تايلندا، ترينيداد

.و توباغو، تركيا، أوكرانيا، فنزويال، اليمن

32 85 اموع

c/pdfwww.openbudgetingdex.org/fils/FullReportArabi :املصدر

املعتمدة على عوائد النفط و الغاز أن الدول 2008امليزانية املفتوحة لعام أكد مؤشر كما

أن تكون أقل شفافية، و يبني لنا اجلدول التايل معدل الدول ذات املوارد الطبيعية إىلمتيل

:الكبرية على مؤشر امليزانية املفتوحة

اجلزائر

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 126 ~

"OBI 2008"اد على املوارد الطبيعية و نتائج العالقة بني االعتم ):06(اجلدول رقم

طبيعة االعتمادية على

املوارد الطبيعية

عدد

البلدان

معدل العالمات

على مؤشر

امليزانية املفتوحة

البلدان

:املعادن

الفحم، النحاس، (

املاس، الذهب، البترول،

)أو احلديد / الفضة و

12 44

ورية بوتسوانا، مجهورية الدومينيكان، مجه

، قرغيزيا، األردنالكونغو، غانا، اندونيسيا،

بابوا غينيا اجلديدة، ،ليبرييا، منغوليا، ناميبيا

.البريو، جنوب إفريقيا، زامبيا

23 21 اهلدروكربونات

، أنغوال، أذربيجان، بوليفيا،

الكامرون، تشاد، كولومبيا، اإلكوادور، غينيا

كسيك، نيجرييا، كازاخستان، امل االستوائية،

النرويج، روسيا، ساوتومي برنسيب، السعودية،

.السودان، ترينيداد و توباغو، فنزويال، اليمن

31 34 اموع

www.openbudgetindex.org/fils/FullReportArabic/pdf :املصدر

من الدول املنتجة للبترول و الغاز، و 21الشفافية خطري بشكل خاص يف إىلإن االفتقار

، و هو ما يعترب رقما متدنيا جدا مقارنة مع املعدل الكلي لكامل مؤشر 23اليت سجلت معدل

ةاملصدر األساسي لإليرادات العاماجلباية البترولية شكلتحيث .391امليزانية املفتوحة البالغ

يقلل من شفافية يف متويل خزينة الدولة فإا تبقى موردا تهارغم أمهي لكن و يف هذه الدول،

.امليزانية العامة للدولة

1 www.openbudgetindex.org/fils/FullReportArabic/pdf :حلياة، من موقعاملوازنات املفتوحة تغيري يف نوعية ا -

اجلزائر

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 127 ~

السياسي يف البالد يتأثر بالنظاممستوى الشفافية أنكما كشف مؤشر امليزانية املفتوحة

ات تسعة من بني الدول راطيفعلى سبيل املثال تصف وحدة املعلومات االقتصادية اخلاصة بالدميق

وافرة و شاملة عن امليزانية على أا دميقراطية، و تعترب مثانية تقدم معلومات عشر اليتالسبعة

منها دميقراطيات متوسطة، و يف املقابل يصنف مؤشر الوحدة نفسها اثنان من بني اخلمسة

دميقراطيات أامات على و العشرين دولة ممن تقدم معلومات شحيحة أو ال تقدم أي معلو

أاتعاين من بعض العيوب، و يف ستة دول على أا أنظمة هجينة، و مخسة عشر دولة على

. 1استبدادية و هناك دولة واحدة ليست مصنفة أنظمة

عن أن مستوى الشفافية يف مرحلة 2008كما كشف مؤشر امليزانية املفتوحة لعام

ابات يظل فقريا ففي سبعة و عشرين دولة ممن يضمها مسح امليزانية تقييم امليزانية و تدقيق احلس

ال يتم حىت إعداد التدقيق املايل و الرقابة على اجلمهور مطلقا، و يف ستة 2008املفتوحة لعام

دول ال يتم إعداد حىت تقارير التدقيق املايل مطلقا، و مع ذلك تقوم واحد و عشرين دولة بنشر

. 2ة و تنتمي تلك الدول إىل بيئات خمتلفة و متنوعةتقارير التدقيق شامل

أن عملية صياغة امليزانية تعترب شبه مغلقة يف 2008كما أكد مؤشر امليزانية املفتوحة لعام

نه ثالثني دولة فقط جتعل بيان ما قبل امليزانية متاحا أعظم الدول املشمولة باملسح، حيث م

دولة الباقية أي بيانات ملا قبل امليزانية علىللجمهور بينما ال تنشر مخسة و مخسني

معظم الدول ال تقدم أنبوضوح عن 2008، كما يكشف مؤشر امليزانية لعام اإلطالق

االخنراط يف مرحلة صياغة عملية امليزانية و هذا ما حيرم للجمهورمعلومات كافية للسماح

ت الرئيسية اليت تقوم عليها امليزانيةحول االفتراضا مداخالتاجلمهور من فرص هامة لتقدمي

، كما كشف مؤشر امليزانية ةالرئيسي األولوياتو قضايا السياسة الكلية الرئيسية ووضع

1 - kekic, Laza, “ The Economist Intelligence Unit’s Index of Democracy ”, downloaded from http:

2009x 2007v3.pdf on7 JanuaryIndepdf/democracywww.economist.com/media/ //

: ، التقرير النهائي من موقع2008تغيري يف نوعية احلياة، مسح امليزانية املفتوحة لعام : املوازنات املفتوحة - 2

www.openbudgetindex.org/fils/FullReportArabic/pdf

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 128 ~

املفتوحة أيضا أن واحد و مثانني من الدول املشمولة باملسح جتعل امليزانية متاحة للعموم مبجرد

جعل أنعليها، بالرغم من املوافقحىت امليزانية املوافقة عليها، و يف البلدان الباقية ال يتم نشر

نه طاملا يتم نشر امليزانية قيد التنفيذ يكون من أ إذاجيايب، أمرامليزانية قيد التنفيذ متوفر للعموم

مثانية أنحد ما يف مراقبة الكيفية اليت يتم ا تنفيذ امليزانية، كما إىلاملمكن للجمهور املشاركة

ال تنشر ميزانية املواطنني 2008الدول اليت مشلها مؤشر امليزانية املفتوحة لعام و ستني دولة من

كرب فهما أ أو اليت تنش مشوال ملعلومات امليزانية أكثرجل توزيع هامة من أ أداة أارغم

تلطا املتعلق مبعلومات تنفيذ امليزانية كان خم األداء، كما أن يف عملية امليزانية أوسع إشراكاو

و لكنه ضعيف و متدين يف جممله ففيما تنشر عشرين دولة ثالث تقارير ذات الصلة تنشر تسعة

قريرا واحدا من بني هذه التقاريرو ثالثني دولة تقريرين فقط، و تنشر مخسة عشر دولة ت

يزانية تنفيذ امل تقارير مرحلةمن أيعشر دولة من بينها اجلزائر ال تعلن عن إحدىو هناك

.1اإلطالقللجمهور على

املفتوحة عن أن احلكومة تزود اجلمهور ف جمموع نقاطها يف امليزانيةكشجلزائر يف ا

مبعلومات قليلة جدا حول امليزانية املركزية للحكومة و نشاطاا املالية خالل السنة اليت تغطيها

91بعد احتساب معدل اإلجابات عن امليزانية و هو ما يترك املواطنني بال معلومات تقريبا،

و اليت تتصل باملعلومات املتضمنة يف وثائق امليزانية الرئيسية مت سؤال من إستبانة امليزانية املفتوحة

:نظرا النعدام أغلب وثائق امليزانية كما هو مبني يف اجلدول التايل 2 %1إعطاء اجلزائر نسبة

: ع، من موق، التقرير النهائي2008املوازنات املفتوحة تغيري يف نوعية احلياة، مسح امليزانية املفتوحة لعام - 1

www.openbudgetindex.org/fils/FullReportArabic/pdf : ، من موقع" لنة يف الوثائق العامةاملعلومات املعاجلزائر، " 2008مؤشر املوازنة املفتوحة - 2

www.openbudgetindex.org/fils/CSAlgeriaArabic.pdf

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 129 ~

يف اجلزائر علنةاملوثائق امليزانية ):07(اجلدول رقم

ال بيان ما قبل املوازنة

ال مشروع امليزانية

ال ميزانية املواطنني

نعم امليزانية املعمول ا

ال التقارير الصادرة خالل السنة

ال مراجعة منتصف السنة

ال تقرير اية السنة

AdobeReader-www.openbudgetindex.org/Algeiaopenbudget.pdf: املصدر

كما أن العضو املكلف بدراسة مستوى الشفافية يف اجلزائر الربوفسور حممد الزين باركة

لة عن بالده فيما خيص مؤشر امليزانية املفتوحة يشري من جامعة تلمسان أشار إىل أن النتائج احملص

إىل أن احلكومة ال تنشر تقريبا أي معلومة عن امليزانية و النشاطات املالية للجمهور خالل السنة

للمواطنني ما يعين أم امليزانيةاملالية، كما صرح الربوفسور باركة أن اجلزائر ال توفر مشروع

خلطط احلكومة املتعلقة باستيفاء الضرائب و اإلنفاق خالل السنة ال حيصلون على صورة شاملة

.1التالية باإلضافة إىل ذلك من الصعب تعقب اإلنفاق و مجع اإليرادات و االقتراض خالل العام

ن اجلزائر ال تنشر تقارير بداية السنة املالية كما هو مبني يف اجلدول، على الرغم من أن إ

زز املصداقية العامة للحكومة كوا تقدم معلومات عن الكيفية اليت نشر مثل هذه الوثائق يع

.وفقا هلا خالل السنة امليزانيةجيري تطبيق

1 - Le quotidien d’Oran n° 4300 de Lundi 02 Février 2009، " Transparence budgétaire: l’ Algérie

en bas de tableau " par Djamel. B.

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 130 ~

كما أوضح نفس احملقق أنه من الصعب تقييم أداء امليزانية عند انتهاء السنة املالية إذ ال

ه امليزانية و ما مت إنفاقه يتم نشر تقرير اية السنة، مما حيول دون عقد مقارنات بني ما أقرت

وال تقدم أي معلومات عما إذا كان ،و مجعه فعليا، كما أا ال تعلن تقارير مراجعة احلسابات

.جيري تطبيق توصيات جلنة تدقيق احلسابات بشكل ناجح و فعال

و أوضح كذلك أن الوصول إىل املعلومات املفصلة عن امليزانية الالزمة من اجل معرفة

تقدم احلكومة يف اجناز نشاط أو مشروع معني حمدود جدا، بالرغم من انه ميكن الوصول مدى

إىل معلومات يف املوقع االلكتروين لوزارة املالية إال أن اجلزائر مل تقم بتثمني حق الوصول إىل

.املعلومات احلكومية يف قوانينها

عقد جلسات استماع علنية كذلك يبني الربوفسور باركة أن الس التشريعي ال يقوم ب

بالرغم أن زيادة فرص مشاركة املواطنني يف النقاشات ،حول امليزانية يشارك فيها اجلمهور

.1حول امليزانية من شأنه أن جيعل امليزانية العامة أكثر انفتاحا

– 2006مؤشر امليزانية خالل السنتني األداء على نوضح تطور س ملنحىناهذا من خالل

2008.

1 - Le quotidien d’Oran n° 4300 de Lundi 02 Février 2009، " Transparence budgétaire:

l’ Algérie en bas de tableau " par Djamel. B.

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 131 ~

.2008، 2006ؤشر امليزانية املفتوحة جلوليت منتائج ):05(لشكل ا

0

10

20

30

40

50

60

70

80

90

100قيا

ري إف

بنو

ج

اناتو

وسب

نياكي

داغن

أو

اناغ

بياام

ز

بيامي

نا

صرم

نيازا

تان

ي�و

م

بغر

لما

جرلني

ا

رياجي

ني

سو فا

ينارك

بو

ادتش

ونير

املك

ا

�غو

أن

اليغ

سينال

ريايبي

ل

ئرزا

لجا

2006مؤشر

2008مؤشر

:املصدر

-on-perfarmance-africas-general/99-networking/11-sbo.org/fr/e-www.cabri

index-budget-open-the

هو أن الحظناهمتوقع اجلزائر مع بعض الدول، و ما لنا يتضح من خالل هذا املنحىن

الفاسد اإلنفاقي يف تدهور، هذا االفتقار إىل الشفافية يشجع على شفافية امليزانية يف اجلزائر ه

اجلزائر ال تقوم بإشراك املواطنني يف مناقشة امليزانية وال ف. و املنطوي على اهلدر متناسبو غري

حيث أن اجلمهور ال يتمتع بقابلية الوصول إىل املعلومات الشاملة و يف تعقد جلسات استماع

، كما أا ال تنشر أي من لالزمة للمشاركة الفعالة يف عملية امليزانية،الوقت املناسب، و ا

الوثائق الرئيسية املرافقة للميزانية، وال متتلك جهاز فعال مستقل يقوم بالرقابة العليا املستقلة غري

جملس احملاسبة، و ال تقوم بنشر قانون ضبط امليزانية الذي يعترب وثيقة أساسية لضبط فعالية كل

.قة مصروفة و هذا ما حيرم السلطة التشريعية من ممارسة حقها الرقايب على امليزانيةنف

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 132 ~

ميكن للجزائر أن حتسن من شفافية ميزانيتها بكلفة قليلة و ذلك عن طريق جعل و لكن

معلومات امليزانية اليت تنتجها يف متناول اجلمهور، ألن دول عديدة حسنت من شفافيتها خالل

.ولتني بالدراسةالسنتني املشم

منظمة الشفافية الدولية هي منظمة أهلية رائدة يف جمال مكافحة الفساد و ترسيخ مبادئ

يصدر عن منظمة الشفافية الدولية مؤشر مدركات الفساد يقيس هذا املؤشر مستويات الشفافية

مال و احملللني يف كما يقدم حملة آنية آلراء رجال األع الفساد يف القطاع العام يف بلد معني،

و هو مؤشر مركب يعتمد على الدراسات االستقصائية الدولة للعام احلايل أو السنوات املاضية،

هذا العدد " دولة 180و حيتوي مؤشر مدركات الفساد على و املسوحات التجارية املتخصصة

ىل إ) فاسد جدا ( مرتبة على مقياس من الصفر" 2009، 2008، 2007هو نفسه لسنة

تسعى منظمة الشفافية الدولية جاهدة لضمان أن املصادر املستخدمة و ،)نظيف جدا ( عشرة

، هذا مت إجرائها بنزاهة تامة االستقصاءاتدرجات اجلودة و أن من أعلى يف هذا القياس هي

تكلف منظمة الشفافية الدولية األستاذ الدكتور يوهان غراف المبسدروف من جامعةو

اجلدول .بإصدار جدول مؤشر مدركات الفساد ،هو باحث و مستشار للمنظمة و ،باساو

.2009إىل 2007التايل يبني لنا مستوى الفساد يف الدول العربية يف الفترة من

منظمة الشفافية الدولية: الثاين املطلب

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 133 ~

لنتائج اجلزائر و الدول العربية يف مؤشر منظمة الشفافية الدولية خال ):08(اجلدول رقم

2009- 2007الفترة

2009 و 2008، 2007يف مؤشر الشفافية للسنوات ائر و الدول العربية نتائج اجلز

السنة

الدول

2007 2008 2009

الدرجة

10من

الترتيب

دوليا

الترتيب

عربيا

الدرجة

10من

الترتيب

دوليا

الترتيب

عربيا

الدرجة

10من

الترتيب

دوليا

الترتيب

عربيا

1 22 7.0 1 28 6.5 1 32 6.0 قطر

2 30 6.5 2 35 5.9 2 34 5.7 اراتاإلم

3 39 5.5 3 41 5.5 4 53 4.7 عمان

4 46 5.1 4 43 5.4 3 46 5.0 البحرين

5 49 5.0 5 47 5.1 5 53 4.7 األردن

7 65 4.2 6 62 4.4 7 61 4.2 تونس

8 66 4.1 7 65 4.3 6 60 4.3 الكويت

9 89 3.3 8 80 3.5 8 72 3.5 املغرب

6 63 4.3 8 80 3.5 9 79 3.4 السعودية

10 111 2.8 10 92 3.2 10 99 3.0 اجلزائر

13 130 2.5 11 102 3.0 10 99 3.0 لبنان

10 111 2.8 12 115 2.8 12 105 2.9 مصر

13 130 2.5 13 126 2.6 13 131 2.5 ليبيا

15 154 2.1 14 141 2.3 14 131 2.5 اليمن

12 126 2.6 15 147 2.1 15 138 2.4 سوريا

16 176 1.5 16 173 1.6 16 172 1.8 السودان

16 176 1.5 17 178 1.3 17 178 1.5 العراق

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 134 ~

18 180 1.1 18 180 1.0 18 179 1.4 الصومال

:املصدر

http://www.transparency.org/policy_research/surveys_indices/cpi/2009/cpi_200

----9_table

indices/cpi/2008/cpi_200http://www.transparency.org/policy_research/surveys_

8_table

http://www.transparency.org/policy_research/surveys_indices/cpi/2007

ليمن و إيران و هو أن الدول اليت تعاين من بيئة سياسية و أمنية مضطربة مثل اما نالحظه

فيها الفساد، كما أن هذه الدول العراق تأيت يف مقدمة الدول اليت تقل فيها الشفافية و ينتشر

آليات مالئمة للمسائلة، كما نرى اعتمادتواجه حتديات بناء مؤسسات متينة و شفافة مع

تزال تعاين من بلدان أخرى مثل املغرب و مصر و لبنان و كذا اجلزائر ينظر إليها على أا ال

درجة عالية من الفساد على الرغم من أن حكوماا تعلن حماربتها للفساد بشكل كبري باعتباره

أمام جهود التنمية و قضية تعزيز الشفافية و النزاهة و املسائلة يف القطاعات العامة عائقا رئيسيا

ملراتب الدنيا و تشمل البلدان غري املستقرة و الغارقة يف النزاعات ا، كما شغلت و اخلاصة

. و العراق و السودان أفغانستانمال الصو

من قبل منظمة الشفافية 2005بالنسبة للجزائر فنالحظ أا حصلت على أسوأ نقطة منذ

رتبة يف التصنيف السنوي ملقياس الفساد يف منظمة الشفافية 20الدولية، حيث أا ضيعت قرابة

و مل 2009يف سنة 111املرتبة إىل 2008سنة 92ملرتبة الدولية و ذلك بعد أن تدرجت من ا

تعين مبفهوم سلم التنقيط ملنظمة و هي عالمة 10من 3.2حتصل اجلزائر سوى على نقطة

، و ذا اجلزائر وجدت نفسها يف 1الشفافية الدولية أن الفساد ينخر كامل مؤسسات الدولة

، يف 111الرتبة األخرىمصر اليت احتلت هي نفس الترتيب مع جيبويت و املايل و متعادلة مع

ى نفس الوقت الذي تقدمت فيه تونس و املغرب يف ميدان حماربة الفساد مل تتقدم اجلزائر سو

.18/11/2009 الصادرة بتاريخ 5822 اخلرب اجلزائرية العدد رقم - 1

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 135 ~

األخرىسوريا، اليمن و العراق بينما حققت أغلبية الدول العربية على ليبيا و موريتانيا، لبنان،

نأالتراجع يفسر ب هذا سيوية،اآلو األمريكية و حىت للدول املتقدمة األوروبية مراتب منافسة

اجلهود املبذولة من طرف الدولة حملاربة الفساد و نشر الشفافية حىت بعد املصادقة على االتفاقية

السياسية املطلوبة يف اإلرادة، كما أن السلطة ال متلك األممية حملاربة الفساد مازالت حمدودة

.ؤسساتالتصدي للفساد الذي ينخر جسم امل

حجاج رئيس اجلمعية الوطنية ملكافحة الفساد اليت تشكل فرع يلجيالكما يرى السيد

ملنظمة الشفافية الدولية باجلزائر أن مسألة مكافحة الفساد و نشر الشفافية و تعزيز سبل املسائلة

الدولة يف مكافحته، حيث أن اجلزائر توجد ضمن الدول إرادةلتناقص تزيد صعوبة نظرا

بالرغم من أا 2003عن تطبيق االتفاقية الدولية ملكافحة الفساد املصادق عليها سنة متنعة امل

قة على االتفاقية، كما أوضح يف نفس االيطارأن اجلزائر رفضت قدوم خرباء من الدول املصاد

يت د باالتفاقية و ميكانيزمات تطبيقها الاملتحدة بصدد متابعة مدى تقدم التقي األممدوليني من

األمميةمع االتفاقية تكون قد وضعت من أجل ذلك، و يرى كذلك تراجع كبري يف سري اجلزائر

.1تحبسبه حق املواطن يف حرية احلصول على املعلوما أمهلتحملاربة الفساد لكوا

و املعايري املتبعة لديها منظمة الشفافية الدولية تبين تقاريرها من خالل الرصد املستمر أنمبا

عن مجيع املصروفات يف امليزانية العامة و عدم اعتماد اإلفصاحالتراجع هو بعدم أنتقادنا باع

و أموال النفط كلها ألالستقراراالتفاقية الدولية ملكافحة الفساد، كما أن قلة الشفافية و

.الفساد متغريات تزيد من حدة

ري و املهم حتديد يف هذا الصدد أشارت مديرة املنظمة هوكيت البيل أنه من الضرو

ااالت اليت أعاق فيها الفساد أصول احلكم اجليد و املسائلة و الشفافية، و أضافت أن القضاء

اهليئات التشريعية بدورها يف فرض رقابة اضطالععلى الفساد و نشر مبادئ الشفافية يتطلب

ة القانون و مكافح قوية على املؤسسات و تويل اهليئات القضائية و الرقابية و وكاالت تنفيذ

.24/09/2009الصادرة بتاريخ 5767 اخلرب اجلزائرية العدد رقم - 1

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 136 ~

الفساد مهامها بشكل جيد و مستقل، كما أشارت إىل أنه هناك حاجة إىل اعتماد الشفافية يف

صرف امليزانيات العامة و توفر فضاء مستقل لإلعالم لكي يؤدي دوره الرقايب ووجود جمتمع

.1طمدين نش

صندوق النقد الدويل - 1

حول مدى شفافية 2005ر أصدره يف فيفري لقد أشار صندوق النقد الدويل يف تقري

من القانون العضوي املتعلق بقوانني 68خالفا ألحكام املادة " النظام امليزاين اجلزائري إىل أنه

املالية، فإنه ال تتوفر أية معلومات حول حسابات التخصيص اخلاصة باخلزينة، ما عدا

.2" حسابات التخصيص اخلاص اإلعتمادات املخصصة من طرف امليزانية العامة لفائدة

اجلزائر من التوسع يف أبواب 22/12/2007كما حذرت بعثة صندوق النقد الدويل يف

، و أشار ممثل صندوق النقد الدويل يف ذي يعرض البالد إىل تفاقم التضخمامليزانية األمر ال

اليت " فقات العمومية ترشيد الن" اجلزائر إىل ضرورة ضمان النوعية و الفعالية يف النفقات العامة

و دعم املؤسسات العامة بدال من االجتماعيةيذهب القسم األكرب منها حاليا إىل املساعدات

و ثروات، و صرح بأن خطة دعم النمو لن يكون هلا أثار دائمة إال وظائفيف إجياد استثمارها

قل الدولة يف إذا حتسنت البىن التحتية و الرأمسال البشري يف البالد من دون زيادة ث

االقتصادية دف تعزيز اقتصاد سوق مفتوح ذلك اإلصالحاتمواصلة إىلاالقتصاد، كما دعا

لضمان شفافية و نزاهة يف املعامالت االقتصادية و املالية ما ينتج عنه كسب ثقة املواطنني

c&cid=1001http://www.belaquood.net/help.php?lng=Arabi -1

. 75، ص مرجع سبق ذكره من إعداد طلبة السنة الرابعة فرع نقود و مالية،، "حسابات التخصيص اخلاص " مذكرة احللقة الدراسية - 2

صندوق النقد الدويل و البنك العاملي: املطلب الثالث

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 137 ~

ى أن الوضع املايل كما شدد ممثل صندوق النقد الدويل عل .و إرساء مبادئ و قواعد الشفافية

.1اخلارجي يتعزز أكثر مع مستوى أكرب من االحتياطي الرمسي

كما أشار كريستيان دوران أحد أعضاء الوفد أنه مت إحراز تقدم إثر توصيات صندوق

فيما يتعلق بتخصيص املصارف العامة و حتسني بيئة 2003النقد الدويل و البنك العاملي يف

املايل غري يل، و تعديل السيولة من مصادر النفط و حتفيز القطاع عمل القطاع املصريف و املا

املصريف، جتدر اإلشارة إىل أن هذا التقدم يف اال املصريف يرجع كذلك إىل اإلصالحات

10 – 90من خالل تعديل قانون النقد و القرض 2001البنكية اليت قامت ا اجلزائر يف

كزي يف مراقبة البنوك التجارية و املؤسسات املالية حيث أعطى صالحيات جديدة للبنك املر

بسبب اهلزة 2003التابعة للقطاع املصريف، و كذا التعديل الذي طرأ على هذا القانون يف سنة

.2اليت أثارها بنك اخلليفة يف الساحة املالية باجلزائر

أنهر يوما ما يستخلص من خالل تصرحيات الوفد الذي قام بزيارة اجلزائر ملدة مخسة عش

اإلصالحات و وض باقتصادها و ذلك من خالل حتقق جناحات يف جمال أنميكن للجزائر

ترشيد النفقات العمومية و ضمان فعاليتها من خالل املراقبة الدائمة و املستمرة و مسائلة

يسوده روح املسؤولية و سؤولني على أمهية العمل يف جو املسريين و العمل على حتسيس امل

. مل بشفافية يف املعامالت املاليةالع

:البنك الدويل - 2

يرى السيد حممد محيدوش حملل اقتصادي جزائري و خبري لدى البنك الدويل أن وجود

ثغرات يف القوانني تقف دون إرساء نظام اقتصادي و مايل شفاف، و أضاف أن اخللل يكمن

:يف نقطتني أساسيتني مها

املوارد املالية بطريقة غري شرعية؛ استغاللالذي يؤدي إىل قانون تسيري املؤسسات احلايل �

007http://www.arabic.business.maktoob.com/newdetail2 - 1

http://www.arabic.business.maktoob.com/newdetail2007 - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 138 ~

غياب نظام ضرييب فعال ميكن من معرفة ممتلكات األفراد، و ال سيما املسريين يف �

املؤسسات االقتصادية، و هذا الشيء يتسبب يف التالعب باملال العام و فقدان الشفافية، و أن

.دد من األشخاص املوجودين يف البالدتعديل هاذين القانونني يتضارب مع مصاحل ع

و يشري عدد من احملللني ذه املؤسسة املالية الدولية إىل أن ظاهرة الفساد و الرشوة و

املشاريع الكربى انطلقت أنيف اجلزائر مؤخرا بعد ازدادالشفافية يف املعامالت املالية انعدام

ة يف ظل الغياب التام للرقابة الفعالة على التحتية و اليت رصدت هلا أموال طائل بالبىناخلاصة

املسائلة املالية للمسريين و املسؤولني عن انعدامعليها، و اإلنفاقتنفيذ هذه املشاريع و كيفية

إىل محيدوشيف هذا السياق يشري . العمومية باألموالتنفيذ هذه املشاريع، مما تسبب بالتالعب

العمومية، و الدعم للشركات اخلاصة اليت ؤسساتاملأنه جيب التحكم يف حجم النفقات يف

مليار دوالر خالل السنوات 50مليار دوالر يف اية التسعينات إىل أكثر من 10من ارتفعت

فقد املواطن حيث التالعب باملال العام صار سائدا يف اجلزائر الرقابة النعدام نظرا .األخرية

باستمراراليت حتدث اإلضراباتحتجاجات العنيفة و العادي ثقته يف الدولة و هذا ما تترمجه اال

.1يف عدد من املناطق يف اجلزائر

مست اجلهاز اإلصالحاتبالرغم من احلكومة اجلزائرية باشرت منذ سنوات العديد من

القضائي، و بعض التشريعات املرتبطة بقوانني االستثمار و تسيري املؤسسات العمومية، و حماربة

أنمراقيب البنك الدويل يرون أناملايل و القوانني املنظمة له، إال النظامح الفساد، و إصال

اإلستراتيجيةاجلزائر حباجة إىل إصالحات جذرية، معتربون أن الفساد بات داخل املؤسسات

.للدولة

صرح السيد محيدوش بأنه ال توجد إرادة حقيقة للمضي يف اإلصالحات، بل هناك إرادة

.ترقيعات

07http://www.arabic.business.maktoob.com/newdetail20 - 1

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 139 ~

النظام االقتصادي و املايل يف خبري البنك الدويل لدى اجلزائر أنلص من تصريح ما يستخ

:اجلزائر يتسم بالغموض و انعدام الشفافية و انتشار الفساد و ذلك لألسباب التالية

مسائلة املسريين للمال العام، سواء كانوا منفذين للمشاريع العمومية أو و رقابة انعدام �

.ة للدولة، وهذا ما يؤدي إىل عدم فعالية النفقات العموميةمزانية العامسؤولني عن تسيري املي

عدم رغبة احلكومة يف القيام بإصالحات جذرية متس مجيع القطاعات و تساعد على نشر �

.ن نزاهة و شفافية و دميقراطيةمبادئ احلكم الصاحل م

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 140 ~

:الثالثاملبحث

الشفافيةلتعزيز اجلهود املبذولة من طرف اجلزائر

من بعض بعد أن قمنا بدراسة كيفية تسيري امليزانية يف اجلزائر و أهم التقارير الصادرة

شفافية، يكون من الطبيعي أن ننتقل إىل دراسة واقع عن مستوى ال املؤسسات و اهليئات الدولية

سيري امليزانية يف تسيري امليزانية العامة يف اجلزائر و ذلك بعرض استجواب يبني لنا واقع ت

اجلزائر، و كذا أهم القوانني و التشريعات اليت قامت بإصدارها اجلزائر من أجل حتقيق الشفافية

.يف تسيري األموال العمومية و احلد من الفساد

ملعرفة واقع تسيري امليزانية العامة يف اجلزائر وأهم النقاط اليت يرتكز عليها و معرفة مدى

بالقوانني و األنظمة كان علينا القيام بزيارة وزارة املالية و طرح جمموعة من األسئلة االلتزام

:على املدير العام للميزانية الذي كانت أجوبته على الشكل التايل

.امليزانية يف اجلزائر ):09(اجلدول رقم

األجوبة اليت تقدميها األسئلة اليت مت طرحها

حلسابات اخلتامية بالنسبة لوثائق امليزانية و ا

إىلو غريها من التقارير املالية العامة املقدمة

؟اجلمهور، هل تغطي مجيع أنشطة احلكومة

قانون املالية يتم فيه عرض مجيع االعتمادات

و جتدونه يف املوقع االلكتروين لوزارة املالية،

املشكل ليس يف املعلومة و إمنا يف حتليل هذه

.املعلومة

وقعات كيف يتم تقدميها؟النتائج و الت

قبل اية السنة املالية جتمع التوقعات،

اإليرادات مفصلة حسب كل قطاع وزاري

.بينما النفقات تقدم دون التعليق عليها

واقع تسيري امليزانية العامة: املطلب األول

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 141 ~

هل تتعهد احلكومة بنشر املعلومات حول

املالية العامة، و ما هي املواقيت؟

يف هذا الصدد قامت احلكومة اجلزائرية

حول االلتزام بنشر املعلومات بتوقيع اتفاقية

.2009مع صندوق النقد الدويل يف أفريل

و النتائج أم باألهدافالعامة مرتبطة امليزانية

؟بالبنود اليت تنفق عليها

باألهداف نوعا ما، ألن األهداف ال حتدد

ال يوجد قياس " جيدا و ال تتابع ميدانيا

"لنجاعة و فعالية النفقة

امليزانية و النتائج؟هل يوجد ربط بني

نظريا فقط، ولكن مؤخرا مت إنشاء

الصندوق الوطين للتجهيز و التنمية من

خالله كل مشروع خيضع لعملية تقييم اليت

تظهر األهداف و ما مدى نسبة النجاح و

.التكاليف

هل تستعمل مؤشرات لقياس مركز املالية

للحكومة؟ اإلمجايلالعامة غري الرصيد

ة للعجز يتم قياسه بالنسبة للناتج مثال بالنسب

.الداخلي اخلام

ما هو األساس احملاسيب املستعمل يف تقييد

احلسابات؟

األساس املستعمل حاليا هو األساس

.النقدي

التوظيف هل يتم على أساس الكفاءة و

القدرات، و الترقيات كيف تتم؟

يتم التوظيف على أساس امتحان من طرف

ت إشراف وزارة الوظيف العمومي حت

.التعليم العايل

هل ختضع امليزانية ملراجعة حماسبية داخلية و

هل تتاح للجمهور؟

املراجعة اليت ختضع هلا امليزانية هي مراجعة

.جملس احملاسبة

ما مدى التزام احلكومة بنشر وثائق امليزانية؟

الرصيد امللخص لعمليات امليزانية كان يتم

انضمام اجلزائر رمسيا نشره سنويا، و منذ

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 142 ~

إىل نظام نشر املعلومات مع صندوق النقد

الدويل سيتم نشر الرصيد امللخص لعمليات

.امليزانية شهريا

مىت يتم عرض امليزانية على اهليئة التشريعية؟

و مىت يتم االعتماد؟

مع قرابة : يتم هذا اإلجراء على النحو التايل

ن أكتوبر تذهب اللجا أو شهري سبتمرب ،

، و يف "الربملان "إىل الس الشعيب الوطين

شهر ديسمرب ميضي الرئيس على مشروع

.قانون املالية

ماذا عن قانون ضبط امليزانية املنصوص عليه

و كذا 1996من دستور 160يف املادة

املتعلق 84/17من القانون ) 68 ( املادة

در بتاريخ االصبقوانني املالية

؟17/07/1984

و 1982انون مل يتم نشره منذ سنة الق

ذلك لعدم متكننا من قياس فعالية و جناعة

.كل دينار مصروف

نتائج الربامج الرئيسية املربجمة يف امليزانية

كيف يتم اإلفصاح عنها؟

جملس احملاسبة و املفتشية " هيئات املراقبة

هي اليت تقوم " العامة للمالية و الربملان

.ربإعداد هذه التقاري

هل تعرب امليزانية عن االجتاهات األخرية

لإليرادات و النفقات وتطورات االقتصاد

إليها؟ تالكلي اليت استند

.مبدئيا نعم

ما هي املعايري احملاسبية املستخدمة؟ وما هي

السياسة احملاسبية املستعملة؟

مع نوع من IFRSمعايري اجلديدة

.التخوف

الراجعة هل توجد هيئة مستقلة تقوم مب

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 143 ~

احلسابات غري جملس احملاسبة؟

ما رأيك يف مبدأ سنوية امليزانية؟لكن ما جاء به القانون العضوي مبدأ عاملي

.أحسن" تعدد السنوات " اجلديد

هل يوجد خطوات حتسني و حتديث

للقوانني مبا يعكس االحتياجات و

االهتمامات املتغرية للمجتمع؟

ثال اهليكل يوجد بعض حماوالت التجديد م

.اجلديد للميزانية

ما هي إسهامات احلكومة يف جعل عملية

للمواطنني و املنظمات غري امليزانية مفهومة

احلكومية؟

نظام نشر املعلومات التابع يفاخنراط اجلزائر

لصندوق النقد الدويل دليل قاطع على نية

احلكومة يف جعل عملية امليزانية مفهومة

.للجميع

ر وثائق امليزانية الثمانية؟ما مدى توفالوثيقة الوحيدة املتوفرة هي امليزانية املعمول

.ا

هل يتم اإلفصاح عن النفقات الضريبية و

املوجودات و املطلوبات املالية، املوجودات

غري املالية، خمصصات املتقاعدين، خمصصات

الطوارئ؟

.إذا ما مت اإلفصاح عنها سوف تقع فوضى

" الفعالية و النجاعة " اء امليزاين لألدبالنسبة

هل يتم قياسه؟

حني يتم إعداد قانون ضبط امليزانية نتكلم

.عن الفعالية و النجاعة

ما مصري تقارير جملس احملاسبة و املفتشية

العامة للمالية؟ و ما مدى فعاليتها؟

ترسل هذه التقارير إىل وزير املالية لينظر

له فإنه فيها و إذا استدعى األمر تدخ

.يتدخل

.نعم ميزانية شاملة؟ بقانونيتم اإلنفاقهل

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 144 ~

هل يتمتع وزير املالية بالسلطة الفعلية إلدارة

امليزانية؟

الوزير بصالحيات و لكن كل شيء يف

.احلدود

.يوجد نقص هل كل اهليئات ختضع للمسائلة؟

ما هي الشروط املوضوعة الستخدام أموال

الطوارئ؟ .شروط عقالنية

هل ختضع اجلزائر لبعض القواعد املفروضة

من طرف اهليئات الدولية؟ و ماذا تعين لكم

معاهدة ماسترخيت؟

لسنا معنيني مبعاهدة ماسترخيت و ال ختضع

.اجلزائر لقواعد دولية

عند تعريفكم للعجز كيف يتم حسابه؟اإليرادات العمومية و هو الفرق بني جمموع

.النفقات العمومية

.من إعداد الطالبة: املصدر

هو أن اجلزائر تسعى نوعا ما لتطبيق الشفافية كمبدأ يف تسيري املالية استخالصهما يتم

النقد الدويل املتعلقة املربمة مع صندوق 2009أفريل اتفاقيةالعامة و هذا ما نلمسه من خالل

بالتعهد بنشر املعلومات و كذا إنشاء الصندوق الوطين للتجهيز و التنمية على مستوى وزارة

املالية املكلف مبتابعة املشاريع حيث ختضع كل املشاريع لعملية التقييم حيث يبني أهداف

إىلليف مت الوصول املشروع على مجيع األصعدة و كذا توضيح نسبة النجاح احملققة و بأي تكا

، كما أن وضعية عمليات اخلزينة يتم نشرها حاليا شهريا بعدما كانت تنشرهذه النتائج

اجلزائر حاليا تقوم مبحاولة تطبيق القانون العضوي اجلديد املتعلق بقوانني املالية أنسنويا، كما

ن املنتظر تطبيقه مع سنة و ذلك عن طريق حتديث امليزانية هذا القانون ال يزال قيد الدراسة و م

: ن أهم مبادئ هذا القانونم 2012

.إستراجتية متعددة السنوات �

. حتسني الشفافية أي تدخل أكثر للربملان يف جمال الترخيصات و مراقبة النفقات �

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 145 ~

ىل حتقيق إزيادة الفعالية أي حرية أكثر و مسؤولية أكرب للفاعلني اإلداريني و توجيههم �

.ميزانية النتائج

عن الشفافية يف تسيري أمواهلا اجلزائر ال تزال بعيدة أنلكن من جانب آخر نقول

العمومية ألا ال تقوم حىت بنشر وثائق امليزانية و التقارير املالية غري قانون املالية الذي تنشره يف

مل يتم نشره املوقع االلكتروين لوزارة املالية، وما هو مالحظ للجميع هو أن قانون ضبط امليزانية

و يقوم إنفاقهبالرغم من أنه عن طريقه يتم التحقق من فعالية كل دينار مت 1982منذ سنة

هذا يعين أنه هناك غياب للتدقيق و الرقابة الفعالة و عدم وجود كذلك بتعزيز مصداقية احلكومة

بة الربملانية و هيئات رقابية فعالة، بالرغم من أن عدم نشر هذا القانون يؤثر على جناعة الرقا

قانون ضبطحرمان اهليئة التشريعية من استعمال حقها الدستوري املتمثل يف املصادقة على

مليزانية بعد اية كل سنة مالية و مسائلة اهليئة التنفيذية عن سبب االختالل بني النفقات املتوقعة ا

". االجنازات " يف امليزانية و بني النفقات احلقيقية

لنفقات الضريبية و املوجودات و املطلوبات املالية و املوجودات غري مالية و كما أن ا

عنها خوفا من وقوع فوضى و اإلفصاحخمصصات املتقاعدين و خمصصات الطوارئ ال يتم

، كما أن تقارير كل من جملس األجور، و عدم قيام توازن يف توزيع ذلك لعدم مصداقيتها

الية ليس هلا أي قوة تنفيذية، كما أن مسائلة اهليئات العامة ال تزال احملاسبة و املفتشية العامة للم

ناقصة و منعدمة يف أحيان كثرية و ذلك بسبب احلصانة على الرغم من أن املسائلة تعزز الثقة و

انه إالمعاهدة نشر املعلومات إىلاجلزائر رمسيا انضمامو على الرغم من . املصداقية يف احلكومة

وقع وزارة املالية لن جتد سوى االت اليت تصدرها الوزارة بصفة دورية، و هذا يف زيارتك مل

العمومية األموالفأين هي الشفافية املطبقة يف تسيري .هو احلال بالنسبة جلميع الوزارات الباقية

؟يف اجلزائر و الغموض حيوم حول كل امليادين

فة املعلومات املالية املتعلقة بامليزانية فالشفافية يف إعداد امليزانية تعين اإلفصاح عن كا

بأسلوب منهجي و سليم و يف التوقيت املناسب، كما أن نشر املعلومات اخلاصة بامليزانية جيب

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 146 ~

أن يكون التزاما قانونيا على احلكومة، و حتدد فيه توقيت النشر و اجلهات اليت توجه إليها، يعد

انية و اجلزائر تفتقد هلذا الشرط ألنه ال يتم نشر هذا الشرط شرطا أساسيا لضمان شفافية امليز

سوى مشروع امليزانية املعمول ا و ال يتم النشر إال بعد موافقة اهليئة التشريعية على مشروع

قانون املالية للسنة املالية القادمة و ال تعقد جلسات استماع يف الربملان كما ال يشارك اجلمهور

.يف إعداد امليزانية

ذات أبعاد األوجهالفساد ظاهرة متعددة انتشارو و النزاهة ظاهرة غياب الشفافيةتعترب

و سياسية كما أنه ظاهرة ممتدة توجد يف كل اتمعات النامية و املتقدمة اقتصاديةو اجتماعية

يف هذا االيطار أصدر املشرع ،فترات زمنية متواصلة أو متباعدة بدرجات متفاوتة و على

تنظيم العمل يف العديد من القطاعات مثل قانون إىلالعديد من التشريعات اليت دف اجلزائري

.البنك املركزي، قانون الضرائب، قانون الصفقات العمومية و غريها من ااالت و القطاعات

نظم رقابية و جوانب تنظيمية و ذلك من أجل حتقيق الغرض وضع حترص هذه التشريعات على

ما أصدر املشرع عددا من التشريعات ذات الطابع الرقايب و التنظيمي لكيفية املرجو منها، ك

إدارة األموال و ممتلكات الدولة و محايتها ضد أعمال الفساد، من أهم هذه التشريعات القانون

د ااملتعلق بالوقاية من الفس 20/02/2006املوافق ل 1427حمرم 21مؤرخ يف 01 – 06رقم

.على الشفافية و النزاهة 1996عدة مواد من دستور و مكافحته، كما تنص

:املواد الواردة يف الدستور - 1

ي تدعم الرقابة و الشفافية يستوي على قمة التنظيم التشريعي نصوص من الدستور اجلزائر

: ذلك إىلأهم املواد اليت تدعو و

عن تقريرالربملان على تقدمي احلكومة لكل غرفة من اتنص :1996 من دستور 160املادة

،زم احلكومة على تقدمي االعتماداتاملشرع يف هذه املادة يل، املبالغ املعتمدة يف امليزانيةاستخدام

التشريعات الداعمة للشفافيةالقوانني و : طلب الثاينامل

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 147 ~

أن اختتام السنة املالية يكون بالتصويت على إىل أعالهاملذكور القانونمن الثانيةو تشري الفقرة

لتمكني السلطة التشريعية امليزانية ضبطانون قانون تسوية امليزانية من طرف الربملان أي تقدمي ق

الغاية من الرقابة على ألن ،املالية من طرف السلطة التنفيذيةمن مراقبة استعمال االعتمادات

اإلجازة اليت أعطاها الربملان للحكومة يف احترامأكد من تالتنفيذ امليزانية بصورة عامة هو ال

احلكومة بعد إقفال السنة قق هذه عن طريق إلزام و صرف النفقات، و تتح اإليراداتجباية

بتقدمي حساب " نفقات، إيرادات " املالية، و بعد التنفيذ الفعلي و النهائي لكل العمليات املالية

، و ما مت صرفه من إيراداتختامي للسلطة التشريعية تبني فيه ما مت حتصله فعال من

.1بامليزانية العامة نفقات، و مدى مطابقة كل هذا مع ما ورد

على إعطاء احلق و احلرية تنص هذه املادة و يف نفس االيطار :1996من دستور 161املادة

. يف إنشاء جلان تكون مهمتها التحقيق يف املصاحل العامة للدولة الربملانلغرف

أن إعطاء احلق للمؤسسات الرقابية يف التحقيق من تدعو إىل: 1996من دستور 162املادة

رتهقالسلطة التنفيذية قامت باستعمال االعتمادات املالية املقررة يف امليزانية العامة حسب ما أ

و رخصت به السلطة التشريعية، تضمن الرقابة املستقلة السيطرة على سوء استخدام األموال

.العمومية و التالعب ا

إجراء رقابة بعدية ةمهم نص على تأسيس جملس للمحاسبةت :1996من دستور 170املادة

مالية الدولة و اجلماعات احمللية و لضبطاملخولة األخريةمستقلة لألموال العمومية، و هو اجلهة

رئيس إىلمالية اجلمعيات التعاونية و اخلدمات العامة، يرفع جملس احملاسبة تقريره السنوي

تسليم 1995الصادر يف يوليو 20 – 95 يالرئاس األمرمن 16اجلمهورية، كما تشترط املادة

ما .الس الشعيب الوطين و يتم نشرها جزئيا يف اجلريدة الرمسية إىلنسخة عن هذا التقرير

لدستور اجلزائري أن املشرع اجلزائري يعطي للمجلس الشعيب الوطين ايالحظه متصفح

،مرجع سبق ذكره، " 1996نوفمرب 28بعد التعديل الدستوري لـ - العالقة الوظيفية بني احلكومة و الربملان " شي، خرباعقيلة - 1

. 168ص

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 148 ~

املادة ( ئلة الشفوية األسئلة املكتوبة و األس: صالحيات رقابية ميارسها وفق الكيفيات التالية

، مراقبة استعمال االعتمادات )من الدستور 131املادة ( ، االستجوابات )من الدستور 134

.، و كذا إنشاء جلان حتقيق) 160املادة ( اليت صوت عليها و املوافقة على برامج احلكومة

:املراسيمو القوانني - 2

قوانني ذات الطابع الرقايب و لقد أصدر املشرع اجلزائري كذلك عدة مراسيم و

:من تلك التشريعات الفساد والدولة و محايتها ضد أعمال يمي لكيفية إدارة أمالكالتنظ

فيفري سنة 20 ـاملوافق ل 1427حمرم عام 21املؤرخ يف 01 – 06لقانون رقم ا -

افحة الفساد اليت املتحدة ملك األممتعد اتفاقية :، املتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته2006

و وقعتها 31/10/2003املؤرخ يف 58/04اجلمعية العامة للمنظمة الدولية بقرارها رقم أقرا

هذه أول وثيقة شاملة ملكافحة الفساد، وقعت اجلزائر على ،1من بينها اجلزائردولة 123

ت برنامج فخامة ألن حماربة الفساد و نشر مبادئ الدميقراطية و الشفافية من أولويا االتفاقية

06/01حتت رقم ميالد أول قانون حديث إىلأدت هذه االتفاقية لقد رئيس اجلمهورية،

: 2إىل، يهدف هذا القانون املتعلق بالوقاية من الفساد و مكافحته 20/02/2006بتاريخ

؛الوقاية من الفساد و مكافحته إىلدعم التدابري الرامية �

؛يف تسيري القطاعني العام و اخلاصشفافية ملسؤولية و الاتعزيز النزاهة و �

التعاون الدويل و املساعدة التقنية من أجل الوقاية من الفساد و مكافحته، مبا تسهيل و دعم �

.املوجودات استرداديف ذلك

اسية و سري املؤسسات شفافية احلياة السي نضمت تدابري وقائيةهذا القانون جاءت يفكما

شخاص املكلفني مبهمة ذات النفع العام، توجب على املوظف صون كرامة األالعمومية و

العمومي التصريح مبمتلكاته و أن يكون هذا التصريح خالل الشهر الذي يعقب تاريخ تنصيب

.مصادقة اجلزائر على اتفاقية األمم املتحدة ملكافحة الفساداملتضمن 19/04/2004املؤرخ يف 04/128املرسوم الرئاسي رقم - 1 .08/03/2006 ـالصادر ب 14اجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية، العدد - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 149 ~

املوظف يف وظيفته أو بداية عهدته االنتخابية، و حيدد فور كل زيادة معتربة يف الذمة املالية

مت ا التصريح األول، كما جيب التصريح باملمتلكات عند للموظف العمومي بنفس الكيفية اليت

إن هذا اإلجراء ال يشكل انتهاك حلرمة احلياة اخلاصة . اية العهدة االنتخابية أو انتهاء اخلدمة

للمنتخب أو املوظف العمومي بل هو إجراء يقصد به ترسيخ مبدأ الشفافية يف تويل املسؤوليات

.1ألموال العموميةو ضمانا لعدم انتهاك حرمة ا

اال اخلصب الذي ينمو و يتكاثر فيه الفساد و تنعدم فيه باعتبار الصفقات العموميةو

بصفة عمدية استغالهلاالشفافية بصفة مضطردة لعالقتها املباشرة بصرف املال العام من جهة و

الوطنية املصاحل حسابمن طرف اجلهات املتعاقدة للحصول على معامالت بأقل تكلفة على

. األرباحقيمة الصفقة عند حساب نسبة إىلمقابل خدمات مالية نسبية تضاف يف اية املطاف

هذا يف و إدراكا منه ملا ميكن أن تلحقه مثل هذه املعامالت باالقتصاد الوطين فرض املشرع

ية و التسيري جمملها على مفهوم الشفافية و املنافسة الشريفة و املوضوع تركز يفالقانون ترتيبات

، هذا فضال عن إضفاء الشفافية يف إدارة العقالين للمال العام وفقا لإلجراءات املعمول ا

و تبسيط اإلجراءات اإلدارية خصوصا على مستوى القواعد املتعلقة بإعداد الشؤون العامة

و حصوله أحسن الربامج اختيارلضمان مسامهة اتمع املدين يف ، 2ميزانية الدولة و تنفيذها

زم املشرع العمومية فقد ألو إضفاء شفافية على تسيري األموال على املعلومات الالزمة لذلك

اهليئات و اإلدارات العمومية اعتماد إجراءات و قواعد متكن اجلمهور احلصول على معلومات

يتسىن تتعلق بتنظيمها و سريها و كيفية اختاذ القرارات فيها، تبسيط اإلجراءات اإلدارية حىت

للمجتمع املدين إستوعاا، نشر معلومات حتسيسية عن خماطر الفساد يف اإلدارة العمومية من

.صرفات اليت تسيء للمصاحل الوطنيةأجل تفادي الت

.مكافحته بالوقاية من الفساد واملتعلق 20/02/2006املؤرخ يف 01 – 06من القانون رقم 04املادة - 1 .من نفس القانون 15، 10، 09ملواد ا - 2

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 150 ~

طاع سامهة املعايري احملاسبية املعمول ا يف القم إىلو يدعو هذا القانون يف نفس اال

.عزيز الشفافية يف إدارة األموال العموميةت واخلاص يف الوقاية من الفساد

الذي وسع من صالحيات اهليئة العامة للتفتيش :28/02/2008الرئاسي الصادر يف األمر -

املايل، ديوان احملاسبة احلكومي، و هذا يف جمال تأديب القائمني على املشاريع االقتصادية

. 1كومية و شركات القطاع العاماحل

املشرع يف هذا أنجند :املتعلق بقوانني املالية 07/07/1984خ يف املؤر 84/17القانون -

للمالية العامة و يرى يف هذا القانون أن الرقابة املالية تكتسي أمهية القانون حدد القواعد املنظمة

بالغة يف تسيري األموال العمومية و نظرا ألمهية قانون ضبط امليزانية يف حتقيق أكرب فعالية للرقابة

بأنه الوثيقة اليت يثبت مبقتضاها تنفيذ قانون املالية و عند " عرفه هذا القانون أن لية جند املا

، و لتمكني الربملان من ممارسة 2" االقتضاء قوانني املالية التكميلية أو املعدلة اخلاصة بكل سنة

عند تقدمي رقابته عن علم و دراية بالكيفية اليت مت ا التنفيذ، أوجب املشرع على احلكومة

: 3مشروع ضبط امليزانية للربملان أن ترفقه بتقارير و بيانات توضيحية نذكر منها على اخلصوص

تقرير تفسريي يربز شروط تنفيذ امليزانية العامة للدولة للسنة املعتربة، و جدول تنفيذ

.و رخص متويل االستثمارات املخططةاالعتمادات املصوت عليها

:اسةالقوانني قيد الدر - 3

على اجلانب اآلخر، جاري العمل على مناقشة عدد من مشاريع القوانني الداعمة للشفافية

:و النزاهة و هي

يسمح هذا القانون للربملانيني :12/03/2008على مشروع قانون يف مصادقة اجلزائر -

الشفافية مبسائلة احلكومة عن صرف األموال العامة، يعد هذا القانون نقلة نوعية يف جمال إضفاء

حسابات دقيقة أن هذا القانون يلزم احلكومة و الوزارات بتقدمي العمومية، حيث يف تسيري املالية

pogar.org/arabic/countries/theme.aspx?t=13&cid=1top-http://www.undp - 1

.84/17من القانون رقم 05املادة - 2 .من نفس القانون 76املادة - 3

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 151 ~

عن كيفية صرف األموال العمومية و من مثة تقوية الرقابة الربملانية ألن هذا القانون يلزم

لزم أيضا الوزارات احلكومة تقدمي كل سنة قانون ضبط امليزانية أمام الس الشعيب الوطين كما ي

بإطالع النواب بكل املعطيات اخلاصة مبدى تقدم صرف امليزانية، هذا القانون ينهي رب اهليئة

العمومية األموالالتنفيذية من تقدمي حسابات حول تسيري امليزانية و سيمكن النواب من مراقبة

.و وجهة املال العام

ام العام لنشر البيانات التابع لصندوق النقد بدأت اجلزائر باالشتراك يف النظ :2009أفريل -

الدويل، كما أا تشترك مع هذا الصندوق و مع البنك الدويل يف نشر تقارير التقييد باملعايري و

.1القواعد اخلاصة بشفافية السياسة النقدية و املالية و الشفافية الضريبية و الرقابة املصرفية

يف ك الدويل حاليا بتمويل مشروع حتديث امليزانية العامةيقوم البن :حتديث امليزانية العامة -

و هلذا املشروع عدة أهداف نذكر 2012يبدأ العمل ذا املشروع إبتداءا من سنة اجلزائر،

:2منه

؛تسهيل ترشيد النفقات العمومية �

؛ري املعلومة و التحاليل املناسبةتسهيل االختيارات اإلستراجتية بتوف �

ياسية و يزانية العامة من أجل إرساء نقاشات موضحة اختيارات السحتسني شفافية امل �

؛االقتصادية و االجتماعية

. تعزيز الرقابة على التنفيذ و حتسني األداء يف حتقيق سياسات االستثمار املسجلة يف امليزانية �

إنشاء الصندوق الوطين للتنمية و التطوير -

.طين للفسادمبادرة السلطة التنفيذية إلنشاء املرصد الو -

pogar.org/arabic/countries/theme.aspx?cid=1&t=12top-http://www.undp -1 2 - www.mf.gov.dz

واقع تسيري املالية العامة يف اجلزائر الفصل الثالث

~ 152 ~

إعداد املتمثلة يف يتم تنفيذ امليزانية العامة يف اجلزائر كغريها من الدول يف أربعة مراحل

و مناقشة مشروع قانون املالية، مث تأيت مرحلة إقرار امليزانية و تنفيذها، و بعدها تأيت مرحلة

لفة من الرقابة، و لكن فعالية هذه املراقبة حيث خيضع تنفيذ امليزانية يف اجلزائر إىل أنواع خمت

حيث جند . الرقابة تبقى حمدودة نظرا للمشاكل و الصعوبات اليت تواجه املالية العامة يف اجلزائر

يبني نوعية الوثائق 84/17أن اجلزائر ال توفر الوثائق املساندة لقانون املالية برغم من أن قانون

الحقة بسبب امتناع احلكومة عن تقدمي مشروع الواجب تقدميها، و كذلك انعدام الرقابة ال

، كل هذه التحديات و غريها قانون ضبط امليزانية، و عدم فعالية رقابة املستقلة لس احملاسبة

.تقف دون حتقيق فعالية يف سياسة املالية العامة للدولة

ات جند أن مشروع شراكة امليزانية الدويل صنف اجلزائر ضمن الدول اليت توفر معلوم

قليلة جدا حول امليزانية املركزية للحكومة و عن نشاطاا املالية خالل السنة اليت تغطيها امليزانية

فقط و و هذا األمر يترك املواطنني بال معلومات تقريبا، فاجلزائر تقوم بنشر امليزانية املعمول ا

.الباقية مل وثائق امليزانية

جدا على مؤشر مدركات الفساد ملنظمة تدنيةمكما جند اجلزائر قد حققت مستويات

نقطة من 2.8 دولة و حتصلت على 180من ضمن 111الشفافية الدولية حيث احتلت املركز

و هذا يدل على فشل سياسات حماربة الفساد و التهاون يف تطبيق القوانني و األنظمة و 10

.املراقبة الفعالة لتسيري املصاحل العامة

بعيدة عن الشفافية و اإلدارة الرشيدة بالرغم من ريها تترك اجلزائرهذه األسباب و غ

.اجلهود املبذولة لتحقيق الشفافية و مشاركة املواطنني يف مناقشة القرارات العامة

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 153 ~

ارتبط مفهوم املالية العامة ارتبطا وثيقا بتطور دور الدولة يف النشاط االقتصادي من

الضرورية الالزمة لتغطية اإليراداتو بوظائفهااملالية املترتبة عليها للقيام األعباءحيث

الدولةنفقات لفكر التقليدي كان جمرد مفهوم حسايب لنفقاا، حيث جند أن املالية العامة يف ا

، و مقيدا بتحقيق قاعديت توازن امليزانية و احلياد املايل لنشاط الدولة، و بذلك خال و إيراداا

بعد اقتصادي و اجتماعي نظرا للقيود اليت كانت موضوعة على أيمفهوم املالية العامة من

إليهاتلجأ املالية اليت األساليبو األدواتكل أصبحتنشاط الدولة، أما يف الفكر احلديث

هامة تعتمد عليها الدولة يف وظيفية أدواتيف جانب النفقات، أو اإليراداتسواء يف جانب

، من هذا أيضااتمع مبختلف اجتاهاا االقتصادية و االجتماعية بل و السياسية أهدافحتقيق

نشاط املنطلق ميكن تعريف علم املالية العامة على أنه ذلك العلم الذي يبحث و يدرس يف

أهدافنفاقي لتحقيق و اإل اإلرادياألساليب املالية بشقيها الدولة عندما تستخدم الوسائل و

.اهاا االقتصادية و االجتماعيةاتمع مبختلف اجت

من خالل برنامج معني و واضح يوضع لفترة زمنيةنفقاا و إيراداا تسيطر الدولة على

تدعى امليزانية و تعترب املرآة العاكسة ملالية الدولة و املعرب تكون سنة، األحيانحمددة يف غالب

املتعلق 17 – 84حيث جند أن القانون الصادق و املوجه ألهداف السياسة العامة للدولة،

و النفقات اإليراداتقوانني املالية يف مادته السادسة عرف امليزانية على أا وثيقة تتشكل من ب

و التنظيمية التشريعية األحكامسنويا مبوجب قانون املالية و املوزعة وفق النهائية للدولة احملددة

امليزانية وسيلة احلكومة لتحقيق برناجمها، فهي يف أناملعمول ا، من هذا التعريف يتجلى لنا

وثيقة مالية أو جدول حماسيب يبني احملتوى املايل للميزانية الذي يشمل تقديرات النفقات األساس

إىل أنواع خمتلفة من جهة و اهليئات اليت تتوىل هذا اإلنفاق من جهة أخرى مع تقسيمها العامة

.كما تتضمن تقديرات اإليراد العام مع توضيح مصادره املختلفة

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 154 ~

و حتضري و تنفيذ ميزانياا العامة، هذه إعدادحتديات يف جماالت غالبية الدول تواجه

تصحيح احللقات الضعيفة يف املنظومة أو تغيري شامل بواسطة إماالتغلب عليها ميكن املشاكل

يف احلسبان نظام امليزانية السليم الذي األخذللمنظومة و تطبيق قوانني فعالة لالسترشاد ا، مع

قانوين حيدد املسؤوليات، تغطية امليزانية جممل إطاروضع :من العناصر أمهها جمموعةيقوم على

امليزانية يف جو من إعدادفري معلومات دقيقة و يف الوقت املناسب، العمليات املالية للدولة، تو

عنصر نظرا أهمو تعترب الشفافية .الشفافية و املشاركة الفعالة للجمهور و السلطة التشريعية

.اليت يتطلبها عصر املعلومات اإلستراتيجية ألمهيتها

يني و االقتصادينيو نظرا ألن مفهوم الشفافية استحوذ اهتمام العديد من السياس

و التقنية و نتيجة لذلك تعددت اإلدارية و اإلداريني و التربويني بسبب التطورات الفكرية و

التدفق احلر أن الشفافية هي التعريفات الشفافية و مضامينها إال أن مجيع التعريفات ترى

املعلومات املتعلقة ي خلق بيئة تكون فيهاأللمعلومات بني اصحاب السلطة و املواطنني،

من خالل النشر يف الوقت احلالية متاحة و منظورة و مفهومة األعمالبالظروف و القرارات و

:و تتحقق الشفافية من خالل. ذوي العالقة األطرافاملناسب و االنفتاح لكل

".التشريعية، التنفيذية، القضائية " بدأ فصل السلطات الثالث م �

و إدارةملواطن باستمرار على سري ااحلكومة و املواطن، و اطالع قيام شراكة حقيقية بني �

.تدبري شؤون اتمع يف ااالت كافة

على املديناملواطنني و اهليئات اتمع تساعدتشريع قوانني إىل إظافة القانونسيادة مبدأ �

.كشف الفساد

املسائلة و أمام األبواب الدميقراطية اليت توفر الفرص املالئمة ملمارسة الشفافية و تفتح �

.احملاسبة

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 155 ~

وجود أنظمة رقابية تم بتعزيز مفاهيم الشفافية و مكافحة الفساد، و أن تقوم بإصدار �

.تقارير دورية حول عمل احلكومة و أن تكون هذه التقارير سهلة التداول

ة املتعلقة أا اإلفصاح عن كافة املعلومات املاليو تعرف الشفافية يف املالية العامة على

بامليزانية بأسلوب منهجي سليم و يف التوقيت املناسب، و جيب أن يكون نشر املعلومات

اخلاصة باملالية العامة التزاما قانونيا على احلكومة و حتدد فيه توقيت النشر و مدى تفصيله

.و اجلهات اليت توجه إليها

احلكومة يف أنشطةن ة و موثوقة بشأشامل تقتضي شفافية املالية العامة توفري معلوماتو

و بالتايل تقليص يف تسليط الضوء على املخاطر احملتملة تساهم املاضي و احلاضر و املستقبل،

:و تقوم على احملددات التالية .و احلد من شدا األزماتحدوث

ني ارستني رئيسيتني فيما يتعلق بالتمييز الواضح بممتشمل : و املسؤوليات األدواروضوح �

.املالية العامة إدارةقانوين واضح ينظم إطارالتجارية و وجود األنشطةاحلكومية و األنشطة

امليزانية إعداداملتعلقة بعالنية األساسيةو تتناول املمارسات :عالنية عمليات امليزانية �

.و تنفيذها و مراقبتها

عن املالية العامة و تتضمن تؤكد نشر معلومات شاملة :املعلومات لالطالع العام إتاحة �

ملاليةايف تقارير أووثائق امليزانية يف قائمة كاملة باملعلومات املطلوب توافرها و اليت قد تتوفر

.العامة األخرى

املالية معلومات إخضاعجبودة بيانات املالية العامة و ضرورة املتعلقة: ضمانات املوضوعية �

.ستقلمفحص إىلالعامة

مبادئ و معايري الشفافية و معرفة مدى مشاركة اجلمهور يف امليزانية من أجل ترسيخ

العديد من املؤسسات املالية الدولية تقوم بقياس مدى شفافية املالية أنالعامة جند

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 156 ~

جند صندوق النقد الدويل، و منظمة الشفافية األمثلةالعامة، و درجة نزاهة احلكم من هذه

.اكة امليزانية الدويلالدولية، و مشروع شر

:اختبار الفرضيات

إن شفافية املالية العامة هي شرط أساسي لسالمة السياسة املالية و االقتصادية حيث أن �

نشر وثيقة امليزانية بوضوح و يف املوعد املناسب تعزز ثقة املواطنني يف حكومتهم، أما

و سوء ختصيص املوارد و تفاقم املمارسات اليت ال تتسم بالشفافية تؤدي إىل عدم االستقرار

.عدم املساواة

الشفافية هي حمصلة جممل األداء الدميقراطي من حرية الرأي و التعبري، و حرية احلصول �

على املعلومات، و سيادة القانون و استقالل القضاء و احلفاظ على اهليئة، و شيوع ثقافة رافضة

.للفساد و مناهضة له

يف اجلزائر ليس بسبب نقص يف التشريعات و القوانني أو عدم املستوى املتدين للشفافية �

القدرة على حتمل نفقات إنتاج املعلومات إمنا السبب راجع إىل عدم الرغبة يف نشر املعلومات

. و االنغالق

:و من خالل دراستنا توصلنا إىل جمموعة من النتائج أمهها :نتائج البحث

الشفافية، حيث تتسم بالغموض، هذا ما جتلى من مبدأ عن املالية العامة يف اجلزائر بعيدة �

.الشأن من خمتلف املنظماتخالل التقارير الصادرة يف هذا

تغلغل يف مؤسسات الدولة حيث أن اجلزائر بالنسبة ملنظمة الشفافية الدولية رأت أن الفساد �

، 2009و 2008رتبة بني سنيت 20و ضيعت قرابة 2005حتصلت على أسوأ نقطة منذ سنة

حتصلت على 2009أما يف سنة 97يف الرتبة 2008سنة 10من 3حيث حتصلت على عالمة

، تفسر هذا التراجع بأن اجلهود املبذولة من طرف الدولة حملاربة الفساد و 111 الرتبة يف 2.8

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 157 ~

كما أن الفساد ما زالت حمدودة، حملاربة األمميةنشر الشفافية حىت بعد املصادقة على االتفاقية

.يف مؤسساااإلرادة السياسية املطلوبة يف التصدي للفساد الذي تغلغل السلطة ال متلك

املعلومات املتوفرة قلة حيث جند أن .اجلزائر ال تفصح عن كامل مصروفات امليزانية العامة �

و يف اختاذ السياسات و أموال النفط كلها متغريات تزيد من حدة الفساد ألالستقرارو للعامة

.انعدام الشفافية

عن أن احلكومة يكشف و بالنسبة ملشروع شراكة امليزانية الدويل فان جمموع نقاط اجلزائر �

مبعلومات قليلة جدا حول امليزانية العامة للدولة و نشاطاا املالية خالل السنة اليت تزود اجلمهور

أن احلكومة موثوقة يف إدارا العتبارتغطيها امليزانية و هو ما يترك املواطنني بال معلومات

، حيث حتصلت اجلزائر لألموال العامة، و تفتقر لتلبية معظم املتطلبات األساسية إلنتاج امليزانية

اجلزائر ال تقوم بعقد جلسات علنية حول فأغلب وثائق امليزانية النعدامو ذلك %1على نسبة

تساعد على معرفة فصلة عن امليزانية اليتملعلومات املامليزانية يشارك فيها اجلمهور، كما أن ا

التقدم يف إجناز املشاريع حمدودة جدا، تقرير اية السنة ال يتم نشره و كذا تقارير مراجعة

النتائج احملققة و إيضاحاملسطرة مع األهدافاحلسابات ال يعلن عنها، مما يعيق مقارنة

.النقائص، و إعطاء النصائح لتحسني الفعالية

يرجع هذا املستوى إىل و ستوى الشفافية يف تسيري املالية العامة يف اجلزائر ضعيف،مإن �

:جمموعة من املشاكل املوضحة يف مايلي

هلة املقدمة له من أجل املناقشة؛دور الربملان الضعيف يف مناقشة قانون املالية نظرا لضيق امل �

ادقة الربملانية عن طريق التنظيم؛إمكانية تعديل املص �

وبة احلصول على الوثائق املرافقة للميزانية العامة للدولة، حيث أا غائبة متاما عن جمال صع �

متناول أعضاء الربملان و احلكومة؛اإلعالم القانوين و إن وجدت تبقى يف

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 158 ~

ب عدم تقدمي قانون ضبط جتميد احلكومة لرقابة الربملان على تنفيذ امليزانية العامة بسب �

امليزانية؛

، كما ال تسلم نسخة منه جملس احملاسبة الوطين بسبب عدم نشر تقريره إضعاف دور �

للربملان؛

عدم وجود قدر كاف من الشفافية يف مراحل إعداد امليزانية؛ �

افتقار إعداد امليزانية للمرونة و هو ما حيد من قدرة الوزارات على تنفيذ املشاريع بكفاءة؛ �

املتعلقة شاركة اجلمهور يف مناقشة القراراتعدم حتديد جلان استماع مستقلة، و انعدام م �

.بسياسة املالية العامة

منذ سنوات عديدة باشرت إصالحاتتعي اجلزائر متاما واقع تسيري أمواهلا العمومية لذا �

اجلهاز القضائي و بعض التشريعات املرتبطة بقانون االستثمار و تسيري املؤسسات مست

جند نصوص من الدستور اجلزائري حيث، ام الصفقات العموميةالعمومية و القوانني املتعلقة بإبر

اليت تنص على إلزامية تقدمي عرض عن 160تدعم الرقابة و املسائلة و الشفافية منها املادة

االعتمادات املالية للحكومة عند اية السنة املالية، كما جند عدة مراسيم ذات الطابع الوقائي و

موال العامة و تعزيز الشفافية فيها و محايتها ضد أعمال الفساد التنظيمي لكيفية إدارة األ

الذي وسع من صالحيات اهليئات العامة 20/02/2008األمر الرئاسي الصادر يف : منها

باالشتراك يف 2009كما قامت اجلزائر يف أفريل و ديوان احملاسبة احلكومي، للتفتيش املايل

ع لصندوق النقد الدويل، و هي حاليا يف صدد اجناز مشروع النظام العام لنشر البيانات التاب

لتحديث املالية العامة من أهم حماوره توسيع نطاق الرقابة الربملانية و تعزيز الشفافية و مشاركة

و كذا .اجلمهور يف القرارات املالية و القضاء على النقائص احلالية إلعداد امليزانية و تنفيذها

املتعلق بالوقاية من الفساد و 20/08/2006املؤرخ يف 01 – 06لقانون رقم ل إصدارها

.حتهمكاف

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 159 ~

:و املقترحات التوصيات

حتسني الشفافية على ضوء النتائج اليت توصل إليها البحث نضع بعض التوصيات دف

:فيما يلي هاو جنمل أمهوالفعالية يف املالية العامة

جيب و الدين اإليراداتو مجع باإلنفاقتعلقة امل اإلجراءاتالس التشريعي على ةصادقم �

.قبل بدء السلطة التنفيذية العمل ا أن يتم

املنتظرة و غريها من اإليراداتجيب تقدمي مجيع املشروعات املتعلقة بالنفقات السنوية و �

الس التشريعي ضمن مشروع ميزانية واحد و تفصيلي تقدمه إىلالنشاطات املالية احلكومية

.سلطة التنفيذيةال

تصدر وثائق خالل السنة املالية من اجل تقدمي صورة شاملة و حمدثة عن أنعلى احلكومة �

.نشاطات احلكومة

خالل أوتؤثر على امليزانية يف السنة املالية اجلارية أنالنشاطات احلكومية اليت ميكن �

.وثائق امليزانية تكون معلنة بالكامل يف أنالسنوات امليزانية املقبلة من الضروري

نيفها ضمن بنود رئيسية تعكس الكشف عن املبالغ الكلية لاللتزامات الطارئة و تص �

.طبيعتها

دمج النفقات الضريبية يف مناقشات النفقات العامة لدى مراجعة امليزانية و حتديد مصادر �

.املساعدات بوضوح

تكون أنن اجلمهور و اكرب قدر ممكن م إىلاجناز ميزانية املواطن مع ضمان وصوهلا �

.مفهومة و سهلة التناول من قبلهم

امليزانية لتمكني الس التشريعي و غريه ممن يراقبون إصدارمسبقا عن موعد االعالن �

.عملية امليزانية من التحضري ملناقشتها و مراجعتها جيدا

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 160 ~

ن تقدم بأسلوب وثائق امليزانية هي الوثائق األساسية اليت حتاسب عليها احلكومة لذا جيب أ �

.سهل و مفهوم من قبل طيف واسع من اجلمهور الذي يشكل الس التشريعي و عامة الناس

ال بد من تصنيف توقعات امليزانية و عرضها حبيث تسهل حتليل السياسات و تعزيز �

.الشفافية

و خططها و مدخالت امليزانية جيب أن يكون هناك روابط واضحة بني سياسات احلكومة �

من حيث أهدافهايعرب الشرح املوافق للميزانية بوضوح عن أن، و جيب األداءائج و نت

.املدخالت و االهداف اليت جيب حتقيقها و النتائج القابلة للقياس

تقدمي مشروع امليزانية للربملان قبل مهلة كافية ليتمكن الربملان من دراستها بشكل �

ة أشهر قبل بدء السنة املالية، و جيب على الربملان أن جيد، على أن ال تقل هذه املهلة عن ثالث

.يصادق على امليزانية قبل بداية السنة املالية

جيب أن تضم امليزانية إطار متوسط األجل يوضح فيه التطورات املستقبلية لإليرادات �

.و النفقات

:ما يلية مراعاعلى احلكومة لتحقيق الشفافية يف املالية العامة يتوجب و عموما

القانوين لنظام امليزانية، نظم اإلطار: ـفيما يتعلق ب مشوليتهاحتسني شفافية امليزانية و �

و الدولية، األجنبيةخارج امليزانية، املعونات اإلنفاقاحملاسبة و التصنيف و رفع التقارير،

.اإلنفاق الضرييبالتخطيط و التنفيذ،

، استخدام ختطيط امليزانية من اجل لإلنفاق الربملان اقبةمر: حتسني القدرة يف ااالت التالية �

امليزانية إدارةاليت تتعدى مهمة احملاسبة، التخطيط للميزانية من اجل حتسني التنفيذ، غراضاأل

.عدة سنوات إىلتستمر

.مبكافحة الفسادعملية امليزانية بأهداف التنمية و كذا ربط �

.مليزانيةاطالع اتمع املدين على إجراءات ا �

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة اخلامتة العامة

~ 161 ~

و الصدق و املسائلة هذه و الوضوح الدقة األمانةو أخريا نقول إن االنفتاح و النزاهة و

.املتغريات جمتمعة من شأا أن حتقق الشفافية

:الدراسة أفاق

يف ختام حبثنا نقترح جمموعة من املواضيع اليت تعترب كبحوث مستقبلية ارتأينا أن تكون

:ن اإلثراء و التجديد نذكر مايليإشكاليات رئيسية للمزيد م

.الشفافية يف اإليرادات بالنسبة للبلدان املعتمدة على املوارد الطبيعية يف إيراداا العامة

.الشفافية و تأثري املنظمات الدولية على التعزيز الدميقراطي

.شفافية املالية العامة و دورها يف حرية املعلومات

.ملالية العامة يف اجلزائرحنو حتسني شفافية و فعالية ا

.الشفافية االقتصادية و دورها يف سالمة املالية العامة

. مالية اجلماعات احمللية تسيري الشفافية يف

ويف اخلتام نرجو من اهللا عز وجل أن نكون قد وفقنا يف توفري أكرب قدر من املعلومات

.مل، واهللا ويلّ التوفيقاليت استفدنا منها حنن، ويستفيد منها من يطلع على هذا الع

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة قائمة املراجع

~ 162 ~

الكتب باللغة العربية �

– د للنشر والتوزيع، دار حام" الشفافية والقيادة يف اإلدارة " ،أمحد فتحي أبو كرمي. د .1

.2009 ، الطبعة األوىلعمان ،األردن

- ة للنشر والتوزيع، جهين" الرقابة املالية يف القطاع احلكومي " ،أكرم إبراهيم محاد. د .2

.2005 ، الطبعة األوىلعمان

.2008، دار اخللدونية " دليلك يف االقتصاد" ، حممدحممد الطيب . زوز بن علي، أبلع. د .3

، الدار " و عمليعوملة الفساد وفساد العوملة، منهج نظري " ،محدي عبد العظيم. د .4

.2007اإلسكندرية اجلامعية

ر، ، دار وائل للنش" أسس املالية العامة" أمحد زهري شامية، . طيب، داخلخالد شحادة . د .5

.2005الطبعة الثانية

، مؤسسة شباب اجلامعة" أساسيات يف اقتصاد املالية العامة " ،اهللاخبابة عبد . د .6

.2009 االسكندرية،

. ، الدار اجلامعية، دون سنة النشر" مبادئ املالية العامة" زينب حسني عوض اهللا، . د .7

، الدار اجلامعية اجلزء األول ،" مقدمة يف االقتصاد العام " ،سعيد عبد العزيز عثمان. د .8

.دون سنة نشر ، لبنان للنشر والطباعة

عمان، الطبعة األوىل ، دار كنوز املعرفة" اإلدارة بالشفافية " ،سعيد علي الراشدي. د .9

2007.

إدارة املوازنات العامة بني " ،وائل عكشة. فيصل مراد، أ. لوزي، دد سليمان الّ.أ .10

.1997 عمان، الطبعة األوىل - ملسرية للنشر والتوزيع والطباعةا، دار " النظرية والتطبيق

.2009 األوىل، دار صفاء للنشر و التوزيع، الطبعة " املالية العامة" طارق احلاج، . د .11

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة قائمة املراجع

~ 163 ~

.2008عمان، ، دار زهران للنشر والتوزيع " مالية الدولة " ،عادل فليح علي. د .12

، دار حامد للنشر و التوزيع " تشريع الضرييباملالية العامة و ال" عادل فليح علي، . د .13

.2007عمان، الطبعة األوىل

احلليب ، منشورات" )دراسة مقارنة(املوازنة العامة للدولة " ،عبد اللطيف قطيش .14

.2005 احلقوقية، الطبعة األوىل

ول إعداد ح، دراسة مقارنة "املوازنات العامة يف الدول العربية" ،عدنان حمسن ظاهر .15

.، دون سنة النشراملوازنة يف الدول العربية و مراقبة تنفيذ تنفيذر ووإقرا

عد التعديل الدستوري ب –العالقة الوظيفية بني احلكومة و الربملان " عقيلة اخلرباشي، .16

.ر اخللدونية القبة القدمية اجلزائر، دون سنة النشرا، د" 1996رب منوف 28لـ

لية على األموال العامة يف مواجهة األنشطة غري الرقابة املا " ،علي أنور العسكري. د .17

.2008، مكتبة بستان املعرفة طباعة و نشر و توزيع الكتب، " املشروعة

الطبعة ،عمان األردن – ، عامل الكتاب احلديث" لعامةاملالية ا " ،فليح حسن خلف. د .18

.2008 األوىل

، دار العلوم للنشر و التوزيع، " امةاملالية الع" د يسري أبو العال، .د حممد الصغري بعلي، أ.أ .19

.2003اجلزائر –عنابة

، دار املسرية للنشر و التوزيع و الطباعة، " العامة املوازنةأصول " عصفور، حممد شاكر .20

2008.

، دار املسرية للنشر " اقتصاديات املالية العامة "، هدى العزاوي. حممد طاقة، د. د. أ .21

.2007 ، الطبعة األوىليعوالتوز

طبوعات اجلامعية، الطبعة ، ديوان امل" اقتصاديات املالية العامة " ،حممد عباس حمرزي .22

.2005 الثانية

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة قائمة املراجع

~ 164 ~

والنشر ، درا هومة للطباعة " اقتصاديات اجلباية والضرائب " ،حممد عباس حمرزي .23

.2003 والتوزيع، الطبعة الثالثة

النشر و التوزيع، طبعة ثانية ، دار اهلدى للطباعة و " احملاسبة العمومية" حممد مسعي، .24

.2003منقحة

، دار املسرية "مبادئ املالية العامة "زكريا أمحد عزام، . حممود حسني الوادي، د. د .25

.2008للنشر و التوزيع و الطباعة،

ائر و املؤسسات املالية سياسة اإلصالح االقتصادي يف اجلز" مدين بن شهرة، . د.أ .26

.2008ر اجلزائ مةهو، دار " الدولية

األردن، - دار أسامة للنشر والتوزيع، عمان ،" اإلدارة املالية العامة " ،مصطفى الفار. د .27

.2008 الطبعة األوىل

ة بغداد مطبعة ، جامع" مبادئ املالية العامة و التشريع املايل" هاشم اجلعفري، . د .28

. 1968ة ثالثسليمان، الطبعة ال

، دار ميسرة للنشر و التوزيع عمان، " لية العامةاقتصاديات املا" هدى العزاوي، . د .29

.2007الطبعة األوىل

املراجع باللغة األجنبية �

30. François Deruel, Jaques Buisson “ Finances Publiques

Budget et pouvoir financière “, 13 édition Dalloz 2001.

31. la documentation française n° 316, Regards sur

l’actualité, “ LOLF : ce qui change “ Décembre, 2005.

32. la Revue Economia, n° 7, “Esprit d’entreprendre. Es – tu

là ? “, Novembre 2009 – Février 2010, Maroc.

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة قائمة املراجع

~ 165 ~

33. Programme des nations unies pour le développement,

“ Parlement, Budget, et genre “, Guide pratique à l’usage des

parlementaires n° 06, 2004 UNIFEM.

34. Revue Française de Finances publiques, n° 40, “ transparence

et finances publiques “, L.G.D.J, 1992.

35. Revue Française de Finances Publiques, n° 67, “ la Taxe

professionnelle quel avenir “, L.G.D.J, Septembre 1999.

36. Revue Française De Finances Publiques, n° 77, “ la maitrise

des dépenses publiques “, L.G.D.J , Paris 2001.

37. Revue Française de Finances Publiques, n° 97, “ la LOLF et La

Ve République “, L.G.D.J Mars 2007.

38. Le quotidien d’Oran n° 4300 de Lundi 02 Février 2009،

"Transparence budgétaire: l’ Algérie en bas de tableau " par

Djamel. B.

األطروحات واملذكرات �

د وعالقتهما بالنمو شاد االقتصادي وإشكالية احلكم الرالفسا " ،أمنصوران سهيلة .39

الدكتورإشراف حتت ماجستري، مذكرة، " االقتصادي، دراسة اقتصادية حتليلية، حالة اجلزائر

السنة اجلامعية اجلزائر، كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيري،جامعة ، امي طواهر حممد

2005 - 2006.

التنمية االجتماعية التغيري املؤسسايت، احلكم الراشد و" زاوي أمحد صديق، .40

جامعة تلمسان رسالة ماجستري ختصص اقتصاد التنمية، ، " - اجلزائرحالة -واالقتصادية

.2009 – 2008اجلامعية السنة

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة قائمة املراجع

~ 166 ~

جامعة دراسة حالة -ارات املوازنية التخطيط وترشيد االختي " ،عبد احلميد بن ناصر .41

رسالة ماجستري، جامعة اجلزائر، معهد ، عبد ايد قدي الدكتور إشراف حتت ، " - اجلزائر

1998- 1997، فرع ختطيط العلوم االقتصادية

، من إعداد طلبة السنة الرابعة " خصيص اخلاصت التاباحس" مذكرة احللقة الدراسية، .42

املدرسة الوطنية لإلدارة األستاذ رابح حممدي،، حتت إشراف 38فرع إقتصاد و مالية الدفعة

.2005 - 2004السنة اجلامعية

نفقات التسيري –مشروع حتديث نظام امليزانية يف اجلزائر " مذكرة احللقة الدراسية، .43

د طلبة السنة الرابعة ختصص اقتصاد و مالية فرع امليزانية، حتت من إعدا، " – 2007لسنة

.2008 – 2007إشراف األستاذ رابح حممدي، املدرسة الوطنية لإلدارة، السنة اجلامعية

الندوات وامللتقيات �

، " املوازنات احلكومية يف الدول النامية "، املنظمة العربية للعلوم اإلدارية منشورات .44

.1987سنة 319العدد عمان، لدراساتلبحوث واا سلسلة

اتمع املدين ودوره يف دعم النزاهة " ل مؤمتراتأعمااملنظمة العربية للتنمية اإلدارية .45

حبوث وأوراق عمل، امللتقى العريب الرابع ملنظمات اتمع املدين ودوره يف دعم ،" والشفافية

.2007يف عمان باململكة األردنية اهلامشية يف مايو النزاهة والشفافية يف الوطن العريب، املنعقد

حبوث ومناقشات الندوة الفكرية اليت ، "الفساد واحلكم الصاحل يف البالد العربية " .46

الطبعة األوىل ، ن مع املعهد السويدي باإلسكندريةنظمها مركز دراسات الوحدة العربية بالتعاو

.2004، ديسمرب بريوت

ة القاهرة، مجهورية ، املنظمة العربية للتنمية اإلداري" اإلدارة العربيةالنزاهة والشفافية و" .47

.2006الشارقة، اإلمارات العربية املتحدة، - مصر العربية

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة قائمة املراجع

~ 167 ~

مكافحة الفساد و الرشوة يف آليات" املؤمترات، أعمال اإلداريةالعربية للتنمية ملنظمةا .48

.2010مصر، -ة القاهر ،" هزة احلكومية العربيةجاأل

االت والدوريات �

، املشروع الدويل للموازنة، الدليل اإلرشادي ألعمال املوازنة للمنظمات غري احلكومية .49

.2001ديسمرب من إعداد مركز أولويات املوازنة والسياسات

، إعداد و إدارة " النسخة املعدلة لدليل شفافية املالية العامة" صندوق النقد الدويل، .50

.2001فيفري 28وافقة السيد بيترس هيلر شؤون املالية العامة مب

.18/11/2009 الصادرة بتاريخ 5822اخلرب اجلزائرية العدد رقم .51

. 24/09/2009الصادرة بتاريخ 5767اخلرب اجلزائرية العدد رقم .52

القوانني و التشريعات �

.1996دستور اجلزائري لسنة .53

إنشاء املفتشية ـاملتعلق بو 01/03/1980املؤرخ يف 05 – 80املرسوم التنفيذي رقم .54

.العامة للمالية

.قوانني املاليةـو املتعلق ب 07/07/1984املؤرخ يف 17 - 84م قانون رق .55

.احملاسبة العموميةـو املتعلق ب 15/08/1990املؤرخ يف 21 - 90قانون رقم .56

إجراء تسخري ـو املتعلق ب 07/09/1991املؤرخ يف 314 – 91 املرسوم التنفيذي رقم .57

.اآلمرين بالصرف للمحاسبني

الرقابة القبلية ـاملتعلق ب 14/11/1992املؤرخ يف 414 – 92املرسوم التنفيذي رقم .58

.على االلتزام بالنفقات

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة قائمة املراجع

~ 168 ~

املعدل للقوانني املتعلقة مبجلس 17/07/1995املؤرخ يف 20 - 95القانون رقم .59

.احملاسبة

املتضمن مصادقة اجلزائر 19/04/2004املؤرخ يف 128 – 04 املرسوم الرئاسي رقم .60

.الفساد ملكافحةاملتحدة األممعلى اتفاقية

الوقاية من الفساد و ـب املتعلقو 2006فيفري 20املؤرخ يف 01 – 06القانون رقم .61

.مكافحته

بـ الصادر 14الشعبية العدد الدميقراطيةاجلريدة الرمسية للجمهورية اجلزائرية .62

08/03/2006.

مواقع انترنت @

63. www.openbudgetindex.org : موقع مشروع شراكة املوازنة الدويل

64. www.openbudgetindex.org/initiative2008

65. www.openbudgetindex.org/initiative2006

66. www.openbudgetindex.org/fils/oecdBestPratic:Arabic.pdf

67. www.openbudgetindex.org/fils/fullReportArabic/pdf

68. www.openbudgetindex.org/fils/Methology/Arabic1.pdf

69. www.OpenBudgetindex.org/fils/openbudgetindex2006Arabic.p

df

70. www.openbudgetindex.org/fils/PrincipalResultArabic.pdf

71. www.openbudgetindex.org/fils/CSAlgeriaArabic.pdf

72. www.openbudgetindx.org/CountrySummaryAlgeria1.pdf

73. www.economist.com/media/

الشفافية كأداة لتسيري املالية العامة قائمة املراجع

~ 169 ~

74. www.cabri-sbo.org/fr/e-networking/11-general/99-africas-

perfarmance-on-the-open-budget-index

75. www.transparency.org/policy_research/surveys_indices/cpi/2009

/cpi_2009_table-

76. www.transparency.org/policy_research/surveys_indices/cpi/2008

/cpi_2008_table

77. www.transparency.org/policy_research/surveys_indices/cpi/2007

78. www.imf.org/eternel/np/rosc/indfiscal.html :موقع صندوق النقد الدويل

79. www.mf.gov.dz : موقع وزارة املالية

80. www.undp_pogar.org/arabic/countries/theme.aspx?t=13&cid=1t

op

81. www.undp_pogar.org/arabic/countries/theme.aspx?cid=1&t=12t

op

82. www.belaquood.net/help.php?lng=Arabic&cid=1001

83. www.arabic.business.maktoob.com/newdetail2007

امللخص

إن احلديث عن املالية العامة يركز بصفة جوهرية على الشفافية يف األداء، فهي وسيلة و غاية من ضمن ما

تعنيه الوضوح و حسن التنظيم، كما تعد أحد الدعائم األساسية لتنمية مستدامة و أهم شرط للحكم الرشيد، و

.أمرا ضروريا لسالمة املالية العامة

ألمهيتها جند أن اجلزائر تسعى إىل بلوغها من أجل القضاء على الغموض الذي مييز تسيري األموال و نظرا

.العمومية فيها، و نلمس ذلك من خالل القوانني و التشريعات اليت أصدرا

.الشفافية، األموال العمومية، امليزانية، الفساد، احلكم الرشيد :الكلمات املفتاحية

: Résumé

La transparence dans les finances publiques se caractérise principalement par

la clarté et la performance dans l’exécution. C’est en même temps un moyen et

un but dans le sens de la clarté et de la bonne organisation. La transparence est aussi

l’un des fondements essentiels pour le développement durable et la plus importante

condition pour la bonne gouvernance et est nécessaire pour la sécurité des finances

publiques. En raison de son importance nous trouvons que l’Algérie œuvre pour

atteindre à l’effet de l’éliminer, l’incertitude qui caractérise la gestion des fonds

publics, ceci se traduit par les lois et la législation en vigueur.

MOTS CLES : Transparence, fonds publiques, budget, corruption, bonne

gouvernance.

Abstract:

Transparency in public finances is mainly characterized by clarity and

performance in implementation. It is both a means and a goal in the sense of clarity

and good organization. Transparency is also an essential foundation for sustainable

development and the most important condition for good governance and is

necessary for the safety of public finances. Because of its importance we find that

Algeria is working to achieve the effect of eliminating the uncertainty that

characterizes the management of public funds, it translates into laws and legislation.

KEY WORDS: Transparency, public finance, budget, corruption , good

governance