حن ن باماروس التو سوريا فير الثوريليسار اتيا-ر الشعبروني: فصائل تحراد إلكت اعدغوايورو لمدن بات ا عصابا حربس دوبريهجي ري

tomapus.pdf

Embed Size (px)

Citation preview

نحن التوباماروس

اعداد إلكتروني: فصائل تحرر الشعب-تيار اليسار الثوري في سوريا

حرب عصابات المدن باألوروغواي

ريجيس دوبريه

اعداد إليكتروني: فصائل تحرر الشعب-تيار اليسار الثوري في سوريا

يتضمن هذا الكراس فصوال عدة منتقاة من كتاب“نحن التوباماروس” الصادر عن دار ابن خلدون سبتمرب 1972، والذي ألفه أعضاء مجهولون من منظمة “التوباماروس”

مع دراسة بقلم ريجيس دوبريه.ويحكي هذا الكتاب عن تجربة حركة حرب عصابات املدن باألوروغواي.

3

مقدمة

إن أفضل نظرية يف الثورة هي تلك التي تنبع من األعامل الثورية.

من أجل هذا، قبل أعضاء مجهولو االسم من منظمة “التوباماروس” بأن يرووا لنا يف هذا

الكتاب، الرواية الحقيقية والدقيقة لبعض األعامل التي قامت بها مظمتهم. وقد أكملوا

هذه الرواية بعرض ملناهج العمل وللمبادئ التنظيمية يف خطوطها العريضة.

إن تجربة التوباماروس مل تنته بعد، إال أنها أصبحت، منذ اآلن، غنية بالدروس عن منط

جديد يف النضال.

لهذا السبب الوحيد، فإن التوباماروس يعتربون بأنه ليس من السابق ألوانه ألن ينقلوا

تجاربهم إىل منظامت ثورية جديدة ميكنها أن تستفيد منها بعد أن تكيفها مع واقع

بالدها السيايس.

أما بالنسبة للذين ال يجدون أي فائدة ترجى من هذه التجربة، فإن هذا الكتاب يكتسب

قيمة الرواية التاريخية.

تكتيك حرب العصابات داخل المدن

لقد كان اللجوء الواسع إلى حرب العصابات داخل المدن كأسلوب للنضال المسلح لمواجهة قبل المدن، داخل العصابات لحرب يكن لم األزمنة. كل في واقعا أمرا التفوق بالغة قوى الثورة الصينية، سوى فائدة تكتيكية محض. ذلك أن هذه الثورة قد أولتها أهمية” إستراتيجية الثورة في أما النضال. من طويلة مرحلة الحرب خالل ثقل كل تتحمل بجعلها عسكرية” دورا يلعب المسلح النضال من صيغة فقط تشكل ال المدن عصابات حرب فإن الكوبية، مساندة فبدون الجماهير.. لتسييس الرئيسية األداة أيضا ولكنها تكتيكيا” “إستراتيجيا- شعبية ال يمكن أن تكون هناك حرب عصابات. وحرب العصابات بصفتها أداة للثورة تسعى وراء أهداف سياسية بالدرجة األولى، وذلك، بالضبط، المرحلة الطويلة التي تحاول فيها كسب هذه كان دائما مفهوم المساندة. إن هذا المفهوم لحرب العصابات كأداة “إستراتيجية- سياسية” “حركة التحرر الوطني” ]التوباماروس[ لدور حرب عصابات المدن. ولكن هذا لم يمنع حركة حرب العصابات من العمل على صعيد عسكري محض. بل على العكس، فإنها تطبق العناصر

التكتيكية إلستراتيجية سياسية وعسكرية في هذا المجال المحدد )المجال العسكري(.إن حرب العصابات هي أساسا حرب إنهاك Harcélement. وبما أن هدفها األساسي هو قلب

ميزان القوى، فإنها تالحق هدفين تكتيكيين: أن تنمو، وأن تضعف العدو.سياسي بطابع يتسم الثاني والهدف سياسية، طبيعة ذات أسس على يرتكز األول الهدف العدو يضعف إنه العصابات. حرب وتكتيك إستراتيجية أركان من ركن واإلنهاك وعسكري. ليس فقط ألنه يهدف إلى القضاء على قواه الحية، ولكن أيضا ألنه يضعف من معنوياته ويحدد الظروف الموضوعية والذاتية للثورة. وبما أنه بإمكان حرب العصابات أن يكون لها عدة أهداف، فإننا نشهد تضعضع الجهاز الحكومي بكامله. فقوى القمع والجهاز القضائي والصحافة المأجورة، يمنع وهذا باستمرار، مهددة نفسها تجد مآربه تنفيذ في ويساعده النظام يدعم ما وكل

الحكومة الرجعية من ممارسة سلطتها بحرية.هناك سلطة ثورية موازية تتعايش مع السلطة الرسمية.

اختيار الوسائل التكتيكية لتحقيق اإلستراتيجية

وبالتالي العدو، عمليا، في متناولها. المدن هو وجود كل أهداف إن ما يميز حرب عصابات

4

قدرتها على الضرب بشكل مفاجئ. فمن السهل مثال، بالنسبة إلى حرب عصابات المدن، أن تقضي في كمين على مجموعة من األعداء، في حين أن هذا النمط من العمليات يشكل لخطر معرضون السلطة، عمالء كل إن الريفية. العصابات إلى حرب بالنسبة صعبة مهمة الوقوع في كمين تنصبه منظمة عصابات مدن. فوسائل المواصالت، والمنئآت اإلستراتيجية وكل شيء في متناول متفجرات حركة حرب عصابات المدن التي قد ال تتردد في التضحية تمييز بدون تستعمل ال التواباماروس منظمة أن إال أهدافها. إلى للوصول بشرية بأرواح إن العدوة. األهداف داخل موقها بحكم متناولها في هي التي الوسائل هذه اتفق وكيفما عملها مرتبط بأهدافها اإلستراتيجية )العسكرية والسياسية(. ينبغي عليها مثال أال تضع، في نفس الوقت، كل قواها في المعركة حتى ال تضر باستمراريتها في الزمان، كما ينبغي عليها أال تستعجل القيام بعمليات دموية أكثر من اللزوم في فترات ال يكون فيها الشعب مستاء

كفاية من الحكومة أو ساخطا على جرائمها.التكتيكية. الوسائل اختيار لتحديد زمن- أي في للتطبيق قابلة عامة- قاعدة هناك ليس بقدر الثورية الظروف تهيئة مرحلة في )المتطرفة( الجذرية الوسائل استعمال الخطأ من ما هو خطأ، كذلك، التخلي عنها في حاالت العنف أو خالل مرحلة تحديد الصراع. إن كل حرب عصابات تقاتل عمليا بين السكان، وباتصال مباشر مع الجماهير، وبصورة خاصة، حرب التكتيكية وكل عمل الوسائل تنفيذ إن كل خطأ في المدن هي حرب سياسية. عصابات ال تتضح أهدافه يمكن أن يؤدي إلى تأخير كبير في تحقيق األهداف اإلستراتيجية العليا. إن اختيار الوسائل التكتيكية يقتضي، إذن، تقديرا صحيحا للظروف االجتماعية- السياسية والجغرافية وغيرها وذلك حتى ال تنقلب ضد األهداف المنشودة، إن اختيار الوسائل التكتيكية

يرتبط بالزمان والمكان.إن حركة التحرر الوطني “التوباماروس” قد اختبرت في بالدها وسائل تكتيكية واستخلصت

منها عدة استنتاجات.

1( التخريب

ينبغي لينا أن نميز بين ثالثة أنماط من التخريب:أ( التخريب الذي يهدف إلى تدميرأداة عمل، ويسبب فقدان الوظيفة لعدد كبير من العمال

ويلحق ضررا بطبقة هامة من السكانب( التخريب الذي ال يصيب إال رأسماليا منعزال أو الحكومة دون أن يؤثر مباشرة في الشعب.

5

ج( تخريب المنشآت العسكرية.الثانية والثالثة مقبولة من السكان أكثر من األولى. التخريب البديهي أن تكون أشكال من ولكن بصورة عامة إن التخريب، مهما كانت طبيعته، ليس مقبوال من السكان كما هي مقبولة مرحلة في بعد دخلت قد العصابات حرب تكون ال عندما األخرى الثوري العمل وسائل تكتيكية. العدوة ألسباب األهداف تدمير كل فيها يبرر اتي المرحلة الشاملة، هذه المعركة فيصبح عندئذ واضحا أننا بقطعنا الخطوط الهاتفية أو الكهربائية وبتفجيرنا للخطوط الحديدية وندمر التبعثر، الخصم على نرغم عليها، تمر أن العدو ينبغي على جيوش التي للجسور أو الذي تأخذ فيه حرب الوقت الخ… وهذا هو العسكرية بعض األهداف اإلستراتيجية والقواعد إذ يصبح تتكرر في حالة حدوث غزو خارجي الظاهرة العصابات منعطفا مثيرا. ونفس هذه أن ينبغي الحاالت، وحتى في ظروف كهذه، والشرعية. وفي كل الوسيلة األخيرة التخريب يكون التخريب متكيفا مع هدفه أي أن يكون له االتساع واالستمرارية الضروريين لضعضعة الخطوط قطع السلبي من اإلنهاك، مرحلة في معين صعيد على أحيانا، يبدو وقد العدو. الهاتفية أو الكهربائية وتدمير الخطوط الحديدية… إذ إن السلطات تستطيع أن تصلح العطل أو يمكن أن تبدو هذه العمليات للشعب كأعمال رعاع ليس لها أي هدف إستراتيجي، وقد العصابات أعاد إصالح منفعة عامة كان رجال األحيان بمظهر من الحكومة في بعض تظهر قد حرموا السكان منها. إن الشعب يقبل األعمال التخريبية التي ال تلحق ضررا إال بالحكومة وبالقوات المسلحة أو برأسمالي منعزل مثال كاألعمال التخريبية التي تستهدف األبنية العامة واإلنشاءات العسكرية ومراكز الشرطة ومخازن البضائع المصنعة الخ… إن فائدة هذه األنماط من التخريب تكمن في أنها توضح رفض الضرر المباشر المباشر وهي تكون مقبولة بقدر ما تكون األهداف موضحة. علينا أن نشير إلى ناحيتين سلبيتين ثانويتين للتخريب: إنه يعطي “كإرهابيين” العصابات رجال تصوير إلى تسعى التي وللصحافة للحكومة إضافية أسلحة )لتفادي مناورة السلطة هذه، ينبغي أن يأخذ التخريب شكل عملية كوماندو في الوصول إلى الهدف قبل تدميره(، وفي معظم الحاالت ال يمكن القيام بأعمال تخريب دون تهديد ما يجاور الهدف )األبنية على األرجح( مما ثثير، في مجمل السكان، شعورا بالخوف إزاء العماليات التي

يقوم بها رجال العصابات.ينبغي أن توضح عمليات التخريب على أفضل ما يكون بواسطة الدعاية. من هنا ضرورة الجهاز المناسب الذي يمكن من إعالم السكان ويجابه حملة الصحافة الحكومية التي تسلط األضواء

على المظاهر السلبية لهذا النمط من األعمال.

6

-2 الهجوم على قوات القمع

األكثر التكتيك تطبق أن تشاء، ساعة تستطيع، المدن عصابات حرب فإن سابقا، قلنا كما الكمين إن المسلحة. العدو لقوات الكمائن نصب الريف: عصابات حرب قبل من استعماال من هو السالح من لتجريدها أسرها أو عليها القضاء بهدف المسلحة، لجماعات المنصوب األشكال أفضل تأكيد، بكل هو، القمع قوات على الهجوم إن االستعمال. الشائعة األساليب المباشرة في اإلنهاك. إنه ينال من ركيزة الحكومة ذاتها. ومن الجهاز الذي يجعلها قائمة. إن

التدمير التدريجي للقوات المسلحة يمكن أن يؤدي مباشرة إلى سقوط الحكومة.وبما أن الحرب الثورية هي حرب سياسية، فعلينا أن نقيس نتائج هذا التكتيك قبل الشروع في تطبيقه. فمثال، إذا كان هناك أمل بانتقال قطاع من القوات المسلحة إلى القضية الوطنية، علينا أن نحلل جيدا هذه الحالة الخاصة لنحدد ما إذا كان اإلنهاك سيساعده على ذلك أو على العكس سيقوي ارتباطاته بالحكومة. إن لالنهاك، عندما يطبق في الوسط المديني، تأثيرا نفسيا كبيرا على أعضاء القوات المسلحة: فعندما يصابون هم أنفسهم برصاصات العدو، يعون حقيقة دورهم إلى يذهبون وأحيانا، أجلها. يقتلوا من أن فعال تستحق الحكومة كانت إذا عما ويتساءلون حد االهتمام ببرنامج حرب العصابات ويكتشفون أنهم ليسوا سوى أدوات في خدمة سياسة معينة. ذلك أنهم قد دخلوا، في الحقيقة، في سلك الشرطة أو الجيش ألنهم كانوا بحاجة إلى العمل، وألنهم كانوا يعتقدون بأنهم سيدافعون عن الوطن ويكافحون اإلجرام. وعندما تتوضح الصورة أمامهم، فإن ردات فعلهم الفورية تتخذ أشكاال مختلفة: مطالبات جماعية بزيادة في األجور، وبأوضاع قانونية خاصة، رفض إطاعة بعض األوامر. وبانتقالهم من مرحلة الطاعة السلبية أن بإمكانهم الذي الدور يعون يبدأون المشروطة، الطاعة مرحلة إلى أوليغارشية لحكومة يقوموا به في الصراعات االجتماعية، مما يؤدي إلى إحدى هاتين النتيجتين: إما أنهم يقبلون، كما قلنا، االستمرار في الدفاع عن السلطة األوليغارشية )بعد تصحيح جديد ألجورهم وتحسين ظروف عملهم للقيام بهذه “المهمة القذرة”(، وإما أنهم يرفضون القيام بهذا العمل، ويمكنهم حتى االنتقال إلى حرب العصابات، مما يفكك قوات القمع وفي أقصى الحاالت يقضى عليهم. إال أن فهما سيئا لتكتيك الكمين يمكن أن يمنع مثل هذه العملية. القضية هنا، مرة أخرى، تكمن في تقدير اإلطار السياسي الذي تكلمنا عنه بصدد التخريب: فالكمين الهادف إلى تدمير العدو مجانا في مرحلة ال تتميز بأي “مناخ عنف” وحيث ال يكون الصراع قد تطور بعد إلى حرب أهلية، يؤدي بشكل عام إلى نتائج معاكسة للنتائج المقصودة. فيشعر الجندي والشرطي

7

أنهما ضحايا اعتداء ظالم، فيجرون وراء ردود فعل يمليها عليهم سخطهم وشعورهم باالنتماء إلى مؤسسة ما، ال إخالصهم للنظام. ومن المهم جدا أن نحدد إذا كان أعضاء القوات المسلحة قد أدركوا أنهم يشتركون في حرب أهلية، أو إذا كانوا يعتقدون أنهم يكافحون ضد ناهبي المصارف أو ضد “إرهابيين” تقليديين. عندما يبلغ الصراع المرحلة الدراماتيكية التي تكلمنا عنها، ولم تع القوات المسلحة بأنها تشترك في حرب أهلية، فجب على الهجوم أن يخضغ للتكتيك المسمى رجال إلى التعرض دون العدوة األهداف مهاجمة في يتلخص وهو المباشر”. غير “االقتراب المرحلة- ليس موجها الهجوم- في هذه الذين يدافعون عنها. ذلك أن الجنود إلى أو الشرطة إليهما الهدف الذي يحميانه وبالتالي فالهجوم موجه ضد شخص الجندي أو الشرطي بل ضد ظالمة، الشرطي أو الجندي أمام تبدو أن يمكن بأعمال بقيامنا إننا، مباشرة”. “غير بطريقة لن نحصل على التأثير النفسي المرجو. وأحد أشكال “االقتراب غير المبشر” هو تجريد أعضاء القوات المسلحة من السالح. وبقدر ما تتوفر لهذه العملية كل ضمانات النجاح دون إراقة الدماء التكتيك. إطار هذا أن تدخل في فإنها يمكن وبالمفاجأة( بتفوق عددي كبير االحتالل )مثال ولكن إذا كان هناك مغامرة بأرواح بشرية، تصبح العملية غير سياسية بقدر ما تكون عواقبها غير متناسبة مع أهمية الهدف. وباالختصار، فإن تكتيك “االقتراب غير المباشر” ال يمكن أن يطبق إال إذا كانت األهداف هامة ومحددة، وباإلضافة إلى ذلك، ينبغي أن تكون الوسائل الموضوعة في

خدمة العملية على مستوى الهدف.

-3 األعمال االنتقامية

إذا كانت العملية االنتقامية بمثابة رد على ظلم ارتكبوه، كالتعذيب، أو االغتيال، أو حكم قضائي تعسفي، أو تسريحات كيفية، فإن الرجال الذين يخدمون النظام يفهمون تماما لماذا هوجموا. لحرب األولى المراحل في ذلك كان ولو حتى الثوري العنف أكثر بسهولة يقبل الشعب إن العصابات، إذا كان هذا العنف هو الرد على عمل تعسفي. إن العمل االنتقامي، وهو بذلك أفضل من “االقتراب غير المباشر” يسمح بممارسة ضغط ثوري على الشرطة والجيش وذلك ألن مثل

هذه األعمال لها ما يبررها تماما.باإلضافة إلى ذلك فإن العملية االنتقامية تسمح بنحقيق هدف إستراتيجي آخر: إنها “تقلم أظافر الحكومة”. إن على كل حركة ثورية تملك ما يكفي من االحتياط لمواجهة تصعيد العنف )حيث تملك كل فرص االنتصار إذ أنها قابعة في كمائنها في حين أن العدو مكشوف( أن تفرض قوانينها الخاصة في الحرب من خالل األعمال االنتقامية. عليها أن تكون مستعدة للرد، في كل وقت،

8

وبالسرعة الالزمة، على كل عمل تعسفي من أعمال العدو. عليها إذن أن تحضر مسبقا دراسة جدية لألهداف الممكنة، ولكن ال ينبغي على حرب عصابات المدن أن تكتفي بإيقاف التعذيب واالغتيال طموحا، أكثر أهداف إصابة إلى تسعى أن االنتقامية، األعمال خالل من أيضا تستطيع إنها بل البشعة عن كل األنظمة أو اإلمبريالية وممثلي واألوليغارشية والحكومة والجيش الشرطة معاقبة ثوري مسجون أو مقتول )حتى في المعركة( الخ… معاقبة الشهود والوشاة لتصرحاتهم التي أدانت

الثورييين، معاقبة ممثلي الحكومة والرأسماليين بسبب إجراءاتهم المعادية للمجتمع.وفي الحقيقة، فإن حرب العصابات ال تكتفي “بتقليم أظافر الحكومة” ولكنها تقطع لها يدها تماما. إن هذا الوضع يؤدي إلى مشكالت تعجز الحكومة عن حلها ألنه يمنعها من تطبيق إجراءات معادية

للمجتمع ومن ممارسة القمع، وبذلك فإن األعمال االنتقامية تكون شكال متفوقا في اإلنهاك.علينا أخيرا أن نشير إلى أنه ينبغي على األعمال االنتقامية أن تكون على مستوى األعمال التعسفية التي تسعى إلى معاقبتها. ذلك أن العملية االنتقامية تصبح غير سياسية إذا لم تكن متناسبة مع

الظلم المرتكب.

-4 إلقاء المتفجرات

القنابل العصابات. ذلك أن نتائج سياسية في صالح حرب النمط ال يؤدي إال بصعوبة إلى إن هذا الموقوتة يمكن أن تقضي، في مكان عام، على ضحايا بريئة بين السكان. فإذا كنا نريد أن نسبب خسائر مالية، فمن األفضل احتالل المكان، فهذا يتيح لنا الحصول على نتائج أفضل وتفادي أخطار

عديدة. إذا كنا نريد النيل من أفراد، فمن األفضل أن نخطفهم ونتصرف بشكل مباشر معهم.

-5 االحتجاز والسجن الثوري

إن هذا التكتيك قد استعملته حرب عصابات المدن بشكل محدود. إن عمليات االحتجاز التي تحدث كثيرا من الضجة ما هي إال مثل متواضع عن اإلمكانيات التي ال تحصى التي يقدمها السجن الثوري حيث نستطيع أن نحتفظ، لوقت غير محدد، بأعضاء في الحكومة وبمسؤولين عن القمع، وبممثلي الحكومات األجنبية، واألشخاص الذين يحتلون مراكز أساسية في البالد. فطالما أن هؤالء هم بين

أيدي المنظمة، فإن حياة السجناء السياسيين ليست في خطر والقمع أقل ضراوة.إن عمليات االحتجاز تؤدي إلى خلق تشتت واسع لقوات القمع إذ ينبغي أن تسهر على كل واحد من األفراد الذين يمكن أن يكونوا من ضحايا حركة حرب العصابات في منزله أو في الشارع. إنها

9

ترغم العدو على بذل مجهود كبير وثابت للتفتيش عن أسرى حركة حرب العصابات. كل هذا بدون اعتبار لالبتزاز وللضغوط التي تمارسها في كل مرة تعرض عليها المبادلة.

ويمكن أليضا اللجوء إلى االحتجاز وإلى السجن الثوري ضد أرباب العمل الجشعين الذين يدخلون في نزاع مع موظفيهم.

اتضح من خالل قد االنتقام- عمليات أشكال اعتباره شكال من يمكن الذي الثوري- السجن إن إفشال في مثال كاإلنهاك التقليدية األساليب من غيرها من فعالية أكثر وسيلة أنه الممارسة

مخططات الحكومة.

-6 عمليات التموين

إن حرب عصابات المدن، تحتاج إلى بنية تحتية متينة ةدائمة التجدد أكثر بكثير من حرب عصابات الريف. عليها أن تؤمن المراكز، واألدوات التقنية والتجهيزات الضرورية طالما أن الدعم الشعبي ما بوسائل عليها الحصول المستحيل أنه من وطالما لها تأمينها يستطيع أن بكثير من أضعف زال

شرعية.أما فيما يتعلق بالتسلح، فإن حرب عصابات المدن قد تبنت مبادئ حرب عصابات الريف، أي التزود من العدو. ونظرا لطابع هذا النمط من الصراع فإن المراكز ووسائل النقل هي أدوات إستراتيجية ال

تقل أهمية عن األسلحة.عندما تشرع حركة العصابات باالستعداد للبدء في العمل، ينبغي عليها أن تخطط لمصادرة كميات كبيرة من المال، إذ أنه بالمال يمكن شراء أهم ما تحتاج إليه حرب عصابات المدن أي مراكز آمنة، مشاغل، والتجهيزات التقنية وحتى األسلحة في بعض األحيان. كما أنه من الممكن، باإلضافة إلى

ذلك، التخطيط لمصادرة أدوات إستراتيجية بحد ذاتها كاآلالت والسيارات واألسلحة.إفهام الصعب من يبدو أن يمكن وتنفيذه، للعمل التحضير بين الواقعة االنتقالية المرحلة وفي الشعب أن هذه المصادرات- التي ينفذها عادة المنحرفون والمحكومون قضائيا- هي وسائل شرعية بالنسبة إلى حركة ثورية. إن الشرط الذي يجب احترامه قبل كل شيء لمساعدة الشعب على تفهم هذا على كثيرا والتشديد الدولة. ولمال الرأسماليين لمال إال التعرض عدم هو المصادرات هذه المبدأ عن طريق إعادة المبالغ أو التعويض عن األضرار الناجمة في حال تأثر مصالح العمال بها. كما علينا أن نتبع نفس المبدأ بالنسبة إلى السيارات وغيرها من التجهيزات. وسيفهم الشعب هذه

المصادرات عندما تنتقل حرب العصابات إلى اإلنهاك المباشر بالحكومة.

10

-7 احتالل المنازل )عمليات المداهمة(

إن مداهمة منازل الثوار أسلوب تتبعه السلطة كوسيلة قمع بقدر ما تتيح لها تهديدهم حتى في منازلهم ذاتها من خالل عائالتهم… وتستطيع حركة حرب عصابات المدن أن تطبق نفس األسلوب

ضد أعضاء القمع والحكومة واألوليغارشية وضد األجانب اإلمبرياليين الخ…إن هذا األسلوب التكتيكي يمكن أن يشكل أحد أشكال اإلنهاك الرئيسية. إذ أنه ينقل الحرب حتى إلى منازل أركان الحكومة الهادئة والتي لها حرماتها. فيضطر العدو عندئذ أن يبعثر قواه ليسهر على مئات األهداف كما يضطر األشخاص الذين يشعرون بأنفسهم مهددين إلى نوع من السرية. الزمن ذلك مضى لقد ذاتها. منازلهم داخل حتى تحركهم حرية فتتقيد القلق في العيش إلى السعيد الذي كانت الطغمة الحاكمة ترسل بجنودها ليحاربوا العدو بعيدا عن أراضيها في الغابات في وطريقة االنتقامية، األعمال من يكون شكال أن يمكن المنازل احتالل إن الجبال… في أو إقناع الذين يخدمون الحكومة )شرطة، عسكريون، قضاة( بوهنهم وضعفهم، كما يمكن أن يبين لهم وجود “سلطة موازية” أنشأتها في البالد قوة عسكرية ثانية تسهر على معاقبة الذين ينفذون

األعمال السيئة، وكذلك على معاقبة الذين يدفعونهم لتنفيذها.

-8 عمليات الدعاية المسلحة

إن أفضل وسيلة تشرح فيها حرب العصابات دوافعها هي العمليات المسلحة، مع أنها تلجأ أحيانا وفي اإلذاعة في والبيانات والمنشورات كالصحف، أخرى بوسائل الشعب أمام ذاتها تبرير إلى التلفزيون التي تكون قد قطعت برامجها. إن احتالل محطات اإلذاعة أو التلفزيون إلذاعة البيانات نتائج أعطى الدعاية هذه أشكال من آخر وهناك شكل المسلحة. الدعاية أشكال من هو شكل جيدة، وهو احتالل المعامل وعقد اجتماع مع كامل العاملين فيها من أجل إجراء مناقشة على أن ال يعامل الموظفون المتواطئون مع رب العمل بنفس الطريقة التي عامل بها العمال. كما يمكن أيضا احتالل دور السينما وعرض البيانات على الشاشة أو إذاعة قراءة عنها بواسطة مكبر الصوت أو أيضا توزيع المنشورات للمشاهدين. وهناك أيضا إمكانية االستيالء على سيارات مجهزة بمكبرات للصوت وبينما يكون من في داخلها تحت الحراسة المشددة، تركهم يتوقفون في مكان معين، مع آلة تسجيل وكتابات على األبواب تشير إلى خطر اإلنفجار وذلك لكي نترك للرسالة الوقت الالزم

لتبث.وهناك أنماط أخرى من الدعاية كتوزيع بعض المواد الغذائية المصادرة التي كانت في طريقها إلى

المخازن على فئات معينة ومحتاجة من السكان.

11

ولكن بصورة عامة، إن أفضل “دعاية مسلحة” هي تلك التي تنبع من األعمال العسكرية الكبيرة حيث يتوجب علينا استغالل أقل فرصة إلظهار أيديولوجية حرب العصابات. )مثال المعاملة الحسنة للعمال، باالعتناء بالمرأة التي تصاب بانهيار عصبي الخ…(. إن إعادة مال المستخدمين الذي يكون قد استولي عليه خطأ خالل االستيالء على مال الرأسمالي، والتعويض عن األضرار الالحقة عن غير قصد برجل وضيع الحال، كل هذا يجعل الشعب يفهم أيديولوجية حرب العصابات أفضل من أكثر بياناته بالغة. إن مثل هذا الموقف سيجعل أفراد قوى القمع الممكن كسبهم للقضية الثورية يعون

بأنهم ال يقاتلون ضد منحرفين.من الضروري استعمال الدعاية المسلحة بكثير من التمييز، فحركة حرب العصابات التي تسرف في استعمال العمليات الهادفة إلى الدعاية على حساب األعمال العسكرية األساسية قد تخسر اعتبارها أمام أعين الشعب، ذلك أنها بإعطائها االنطباع بأنها تسعى وراء الدعاية أكثر مما تسعى إلى تحطيم

العدو، قد تحصل على نتيجة معاكسة للنتيجة المنشودة.إن الدعاية المسلحة تكتسب أهمية خاصة في مراحل معينة من حرب العصابات. إنها تتيح مثال للحركة بأن تصبح معروفة في بداية حرب العصابات أو في المراحل التي يكون عليها أن توضح تظهر ال قد إجراءات أو قصوى إجراءات لتبني مضطرة تكون عندما أي الشعب، أمام مواقفها

مواقفها بوضوح وتكون بالتالي صعبة الفهم على الشعب.

دور المرأة

يفرضه الذي السياسي االلتزام بها، الالحق للظلم واعيا اجتماعيا عنصرا بصفتها المرأة، تمارس أقامتها التي الحواجز تجاوز على ويرغمها أعماقها أعمق من االلتزام هذا ويأتيها عليها. الوضع الوعي المرأة عند وينمي يخلق الذي هو ذاته الواقع إن وجهها. في وجنسها وثقافتها تربيتها الثوري. المسار لتنمية المرأة هي مقاتلة بكل ما يمكن أن تعطيه وضرورة أن تصبح ثورية. إن تعطي أن إلى اليوم توصلت قد جهيد جهد بعد الوطني( التحرر )حركة التوباماروس ومنظمة النضال داخل صفوفها وذلك لسبب وحيد هو ضم المسبقة إمكانية المتحررة من أفكارها المرأة كل العناصر القادرة على إنجاح الثورة إليها. ونحن عندما نقول بعد جهد جهيد فذلك ألننا أخذنا بعين االعتبار تطور إمكانية الالتزام السياسي هذه عبر الزمان. إذ أن المرأة لكي تصبح مقاتلة كان

عليها- وما يزال- أن تتخطى أيضا الكثير من الصعوبات.

إن المجتمع الرأسمالي يرغم المرأة على تأدية دور معين يحدد لها تربيتها ومن النادر أن نجد في هذه التربية بعض العناصر القليلة التي يمكن أن تستفيد منها لجعل المرأة المتوسطة في مجتمعنا

12

الجسدية إمكانياتها تنمية تماما نهمل أننا ذلك وعسكرية. سياسية منظمة في بالنضال تقبل ونجعلها خاضعة كلية في حل المشكالت العملية )االقتصادية والعائلية وغيرها…( لآلخرين، وهكذا شيئا فشيئا، نلجم إبداعيتها وروح المبادرة عندها وعدوانيتها.. فتربيتها إذن تقيم أول حاجز يؤخر المرأة أن تكافح ضد تربية وضد ثقافة جعلتاها مجرد متفرجة على وعيها، وبالتالي تحررها. على االلتزام نتخطاها من أجل التي علينا أن تلك أكبر من الصعوبات هي الرجال. وهذه يبنيه تاريخ

السياسي.

إن على المرأة، عندما تكون منضوية في صفوف منظمة سياسية وعسكرية أن تكافح داخل ذاتها لتحطم هذه الموانع الملتصقة بوضعها كامرأة في مجتمع كهذا.

لها أن أريد إذا تربيتها السلبية في النقاط الرجل المرأة أن يتفهم إلى بالنسبة المهم جدا ومن تناضل بطريقة فعالة وأن يكون عملها فعال عمال جماعيا ومنظما بدون أفكار مسبقة وبدون فصل بين مهمات الرجال ومهمات النساء إذا كان هناك سعي لتحقيق التكامل الضروري في كل عمل

ثوري.

وباختصار فإن على المرأة أن تخوض معركتين: األولى ضد تربيتها ذاتها لتعجل في اتخاذها موقفا سياسيا بانضمامها إلى المنظمة، أما الثانية فتكمن في التخلص من نقاط الضعف في تربيتها بشكل

تصبح فيه المالكة الوحيدة لكل وسائلها لكي تخدم الثورة.أمام األخريات.. وحتى ولو كان على الطريق، شيئا فشيئا، انساء قد فتحت العديد من إن تجربة كل مناضلة جديدة أن تخوض هاتين تلمعركتين فإن بإمكاننا أن نؤكد أن مكان المرأة في صفوف حركة التحرر الوطني )التوباماروس( قد حدد تماما. إن نتيجة هاتين العمليتين المتداخلتين هي تقوية التزام المرأة. وهكذا تجدنا أمام امرأة منضبطة، دؤوبة على العمل، ذات حس سليم، أكيدة العمل في واسعة إمكانيات وذات بالشعب االرتباط القمع، شديدة مجابهة في ماهرة نفسها، من السياسي وقد تكون قليلة الجرأة وتنقصها روح المبادرة في المجال العسكري، ولكننا نستطيع أن

نقول بشكل عام أننا أما مقاتلة جيدة.

بما أن القتال داخل المدن يجري داخل المواقع العدوة فإن الممارسة قد أثبتت أنه من المفيد أن تضطلع المرأة المرأة بمهمات معينة. ونستطيع هنا أن نشير إلى بعض هذه المهمات على سبيل

العد ال الحصر:

13

تأمين االتصاالت الالزمة

إنهن واألغراض. الرسائل إيضال في فعاال دورا يلعبن عمل كل في المناضالت أن اتضح لقد المظهر تغييرها حسب يستطعن التي الخ.. والزينة الثياب بواسطة مظاهرهن تكييف يستطعن الذين ينبغي عليهن أن يخالطنهم مما يتيح لهن خداع للناس الجسدي والمستوى االجتماعي قناعاتهن ثمرة التي هي البديهة قوة إليه البريء مضافا المظهر إن مرة. أكثر من القمع رجال والتزامهن قد أعطيا في معظم األحيان الحل للمشكالت التي تثيرها الحياة السرية واتضح أنهما شديدتا الفعالية )وقليلتا التكاليف(. إن هذه األساليب االحتيالية مفيدة جدا بالرغم من أنها معروفة

من العدو. وذلك ألنه ضحية األوهام العميقة المتأصلة فيه حول المرأة.

تأمين غطاء للمراكز

إن وجود المرأة داخل مراكز المنظمة أمر ال غنى عنه أيا كان الحي الذي توجد فيه هذه المراكز. ذلك أن المركز ال بيدو شبيها، من حث المظهر ببقية المراكز التي تحيط به إال بفضل المرأة. إن نشاطها” كربة منزل” يتيح لها القيام باتصال مع الجيران وتحديد األعداء المحتملين بينهم. وهي تدرس، من خالل قيامها بشراء الحاجيات المنزلية، النشاط المضاد في الشارع وتسعى للتحري عما يمكن أن يكون غير طبيعي. كل هذا يمكن من تقوية إجراءات األمن التي هي ليست بالكبيرة

ولكنها مهمة جدا في حرب عصابات المدن.

بصفتهن أعضاء في فرق الخدمة

تستطيع النساء في هذه الفرق، التي هي القاعدة التجهيزية في حرب العصابات، أن يستعملن ما القتال بفضل قدرتهن على الخ. لقد لعبن وما زلن، دورا مهما في المعامل والكليات تعلمنه في

تنفيذ األعمال التي تتطلب الكثير من العناية والصبر.

بصفتهن أعضاء في مجموعات العمال

تكاد ال تخلو كل مجموعات العمل اليوم من امرأة بين أعضائها، ذلك أن التجربة الطويلة قد أثبتت فائدة مثل هذا الوجود. قبل ذلك لم تكن النساء يشتركن إال عرضيا في العمليات العسكرية، ولتنفيذ

14

مهمات محددة.. اما في الوقت الراهن فإنهن يشتركن في تحضير ووضع وتنفيذ الخطة وقد حصلن على تجربة في الميدان العسكري. وبذلك فإنهن يستطعن استغالل صفاتهن الخاصة في العمليات العسكرية. فللحصول على المعلومات الضرورية لوضع خطة العملية تستطيع النساء أحيانا الدخول إلى أماكن معينة بسهولة أكثر من الرجال. والعناية الفائقة التي يولينها عند وضع الخطة ال تقدر

بثمن. أما أثناء تنفيذ العملية فالمرأة جندي جيد ذات حس بالنظام وبالروح الجماعية.

في العمل السياسي

ظهرت مساهمة المرأة في هذا المجال بأشكال مختلفة:

أ- في تنظيم العمل على كل األصعدة سواء أكان عمال داخليا أو عمال في تسييس الجماهير.

وذلك )التوباماروس(، الوطني التحرر حركة في الجدد للمناضلين السياسي التثقيف في ب- بتعليمهم بحماسة ودقة المبادئ األساسية في طريقة تسيير منظمة سرية.

أساسي عنصر دائما بمجرد حضورها، هي المرأة، فإن األهمية، قليل بشيء هذا وليس وأخيرا، في الوحدة والتفاهم بين الثوار. إن الجو الخاص الذي تضفيه المرأة والذي تكلم عنه تشي غيفارا في كتابه “حرب العصابات” يتجلى بأشكال متعددة: بالعناية التي تضعها في تحضير وقعة طعام، بالبوادر الودية التي تهدئ من التوترات الناشئة عن القتال. بحرارتها اإلنسانية التي تساعد الذين الثوري. وفي كثير من األحيان يصبح حنانها وحنان أطفالها التزامهم بها على تعميق يحيطون في النهاية جزءا من العالم الوطني ألولئك الذين يعيشون معها. وهذا الموقف يشكل في النهاية، بقدر ما هو غير مفروض عليها ومقبول منها، أبلغ تعبير عن االلتصاق الكامل للمرأى األورغوانية

بالقضية الثورية.

أهمها خاصة لمميزات المدن عصابات لحرب العمل ووسائل للتنظيم العريضة الخطوط تخضع دون شك: العالقة الجغرافية والحربية الموجودة بين حركات التحرير الوطني والعدو، أي أنها مقيدة بالميدان الذي يتم فيه النضال. فبينما تناضل حركات التحرير في ميدان واسع ومناسب وجب

على العصابات التي تكافح في المدن أن تعمل في حيز ضيق ومشبع بقوى القمع.

15

من الناحية العسكرية الصرفة، تشبه حرب عصابات المدن حالة الجيش الذي تسرب شيئا فشيئا في صفوف العدو. فمن جهة ال يسمح لها هذا الوضع بإقامة قواعد ثابتة، ومن جهة ثانية فإن ذلك

يهيء لها وضعا ممتازا لتشن الغارات والهجمات.ومع أن المناضلين في حرب عصابات المن ال يرتدون زيا موحدا وال إشارات تميز هويتهم، إال في

بعض الظروف الخاصة، وعادة في أوقات محدودة، فهم في وضع مناسب للدفاع والهجوم.تشكل هذه المميزات الخاصة الخطوط العريضة للتنظيم واألوجه الرئيسية “لتكتيك” النضال.

سنشرح هذا األمر بالتفصيل.

في مجال التنظيم:

المشكلة الخطيرة التي يجب مجابهتها هي النسبة المئوية من الخسارة وهي تخضع للقانون التالي: بقدر ما تكون االحتياطات كبيرة والعمل منظم وذكي بقدر ما تقل الخسارة. لكن إذا نشط جهاز قوى القمع وعمل بطريقة فعالة فمن األكيد أن حرب عصابات المدن تتعرض للخسارة أكثر من

أي حركة تحرير أخرى. ولهذا فإن هذه المشكلة تتطلب سلسلة من اإلجراءات:

توزيع المهمات:

المدن عصابات حرب تصبح بدونه إذ المنظمة. في للدفاع والحيوي الرئيسي السالح هو هذا مستحيلة. وهو مماثل من ناحية أهميته في حرب عصابات المدن لألهمية التي لسرعة الحركة ووجود العسس في عصابات الريف. فكل مجموعة وكل قطاع وكل مناضل في المنظمة يجب أن للمناضلين وعناوينهم أو الحقيقي يكون قسما قائما بحد ذاته. إذ تحرم معرفة أو تعريف االسم المنظمة يلزم أن ال تعرف عن أتينا على ذكرها التي الوحدات المنظمة. فكل وحدة من مراكز

أكثر مما هو ضروري.القرارات ال إلى اإلدارة. فعندما تؤخذ بالنسبة القاعدة كما إلى بالنسبة المهمات أهمية ولتوزيع يطلع أعضاء اإلدارة على أسماء المناضلين وال على أماكن سكنهم وتجمعهم. ويمكن أن ال يتعرفوا على المراكز التي يجتمعون فيها. فقد يحدث بعض األحيان أن الرفاق الذين لهم مسؤوليات إدارية

يقتادون معصوبي العينين إلى نقاط التجمع.العمل كجهاز مستقل عن اآلخرين لدرجة أن المنظمة يستطيع اإلدارية الهيئة وكل رفيق من وعناوين هويات عن البسيطة المعلومات بعض إال المنظمة عن تعرف ال ذاتها العليا السلطة

المناضلين والمراكز والفرق.16

الحكمة من هذا االحتراز هي أنه في حال وقوع أحد الرفاق، سواء انتمى إلى اإلدارة أو إلى القاعدة، بين أيدي البوليس ال يمكنه أن يعطي العدو المعلومات الكافية.

إذ البعيد المدى يزيد في سرعته على لكنه القريب، المدى العمل في المهمات سير توزيع يؤخر يوفر على المنظمة ضربات العدو. فقد استفادت الحركة من اختبارات اآلخرين. وإذا كان يبدو للنظرة األولى أن توزيع المهمات يعرقل سير العمل، توصلنا إلى إثبات العكس إذا تمرست المنظمة مع مرور

الزمن على هذا النوع من النظام، وإنها اآلن تتحرك بطواعية كبيرة.

السرية في مرحلة التكوين:

إنه أمر حيوي جدا للحركة أن تكتم سر وجودها في البدء، فالمرحلة األولى من تكوين حرب العصابات عرضة للتجريح والتنكيل. وقد أثبتت التجارب أن أكثر المحاوالت لتنظيم الكفاح قد باءت بالفشل في هذه المرحلة. وبالنتيجة بقدر ما يبقى خبر وجودها مكتوما، بقدر ما تطول المرحلة التي تسير فيها المنظمة بحمى من ضربات قوى القمع. وما أن تصل إلى مستوى أعلى من التنظيم وتكتسب

التجارب وتقيم صالت مع الشعب، يمكنها عندئذ أن تتحمل الضربات القاسية دون أن تتزعزع.

التطوع- التعبئة:

لكي تعوض حرب العصابات الخسائر التي تتعرض لها، تجد في المدن أرضا صالحة للتطوع. خاصة إذا تكللت بالنجاح محاوالتها األولى. ولهذا يجب تشكيل جهاز للمتطوعين يعمل بنشاط وحذر الستعادة الخسائر ومضاعفة عدد المناضلين. يمكن تشبيه المنظمة بخيوط العنكبوت التي تحاك حول النواة األولى المركزية لحرب العصابات لتربطها من جهة مع الطبقات االجتماعية المهمة، ومن جهة ثانية

مع عامة الشعب، وتؤمن بذات الوقت الحماية، والتموين والتطوع.من البديهي القول إن حرب العصابات، بشرط أن يكون خطها السياسي قيما وأعمالها مكللة بالنجاح، يتعاطفون الذين االعتبار أن ليس بعين االعتماد على مساندة متصاعدة. لكن يجب األخذ يمكنها معها سيصبحون مناضلين أو أعضاء في النواة المركزية. طبعا هناك عدة مستويات من االلتزام وعدة التي المساندة تعتمد على كل أشكال أن العصابات بالنتيجة يجب على حرب لكن للتعاون. سبل

تتوفر لها.

االحتياط:

17

االحتياط هو أن ال تستعمل المنظمة كل القوى المتوفرة لديها وأن تحترس عند تنفيذ بعض إلى المنظمة تصل عندما إلزاميا “التكتيك” هذا ويصبح القطاعات. كل في الخطرة المهمات درجة من التطور أي إلى مستوى رفيع من الفعالية والنجاح في النضال. وتفرض هذه الوسيلة نفسها تلقائيا لما يصبح الوسط الذي تتطور فيه والواقع الذي تعمل فيه غير مالئم ألن يعطي

للنضال السري الحجم الذي يجب أن يأخذه: أي عندما يصبح حقل العمل مشبعا.

االستبدال:

منظمات الحركة بشكل يستمر فيه النضال على كل الجبهات، هذا األمر يقوم على “مضاعفة” إذا قضي على عدد كبير منها. ولهذا السبب فإن ج.ت.و. مقسمة إلى فرق وباستطاعة كل منها أن تتولى مسؤولية الحركة ساعات الضيق، ولهذا يعمل فيها عدة أجهزة: جهاز التطوع، الخدمة

التقنية، وأجهزة يطلع فيها الرفاق باالختيار على المهمات اإلدارية.فالمناضلون في غوار المدن على ارتباط باإلدارة وعلى علم بكل مهماتها. فكل رفيق يجب أن يكون قادرا على حمل المشعل شوطا من الطريق، وأن يسلمه لرفيق آخر عندما يداهمه مكروه، دون أن يعرض المنظمة للخطر. وتتبع ذات المقاييس في إعداد المنظمة على جميع المستويات استبداله. يمكن أو جهاز ال مناضل يكون هناك لن التقنية، كما باألسرار ما يتأثر شخص فال فضاعفنا على أساس هذه المبادئ عدة مرات الفرق والوظائف. ويلزم أن يعمم أي اكتشاف يتعلق بالتكتيك أو بالتقنية أو بالتنظيم على جميع أفراد الحركة. ولألسباب ذاتها يجب أن يكون الجسم

اإلداري جماعيا مهما كانت المستويات.آلية، بطريقة رئيسية الذين يشغلون مراكز الرفاق استبدال كل بالحركة قدرتها على ويفترض وأن يكون البديل على علم باألمور السياسية حتى يتابع المهمة الموكلة إليه بدون صعوبة في

الساعة الحرجة.المهم أن ال تكون المنظمة هرما كبيرا مزعزعا بل عدة أهرامات صغيرة يكون كل منها منظمة

صغيرة.

البنية التحتية المادية:

تدريجيا خلقها يجب الجغرافي موقعها إلى نظرا الريف غوار بها تتمتع التي المواتية الشروط

18

في غوار المدن: فيلزم توفير أماكن آمنة نسبيا للنوم ولألكل، وأماكن للعناية بالجرحى، ولعقد االجتماعات، وإلقامة المشاغل والمخازن.

الوجه الظاهري لنضال عصابات المدن: أي عرض القوى، والهزائم واالنتصارات، ال يعادل النضال لتنظيم المخابئ، المواطنين، إليجاد مع العالقات لتوطيد يوم بعد يوما تعانيه الذي القاسي االجتماعات… الخ، يمكن أن نجزم بدون أي تبجح أن القسم األكبر من الطاقات يستهلك في هذه المعارك اليومية الخفية، فحتى تستطيع حفنة من الرفاق تحقيق عملية ما ال تدوم إال بضع دقائق، يقضي عدد كبير من المناضلين أياما وأسابيع إلعداد ذلك… من الطبيعي أن تكون هذه

البنية التحتية متخفية. ولهذا يجب االستعانة بطاقات عديدة وبوسائل ضخمة.التخفي هو من المميزات الرئيسية للنضال في المدن، فإن ضروري لتأمين الحماية للمناضلين،

لآلليات، للمراكز.. الخ.المتنوعة، المخابئ استعمال جدا الضروري من النضال، من حادة مرحلة في ندخل عندما القمع بكل غضبها، تثور قوى لما المناضلين. ألنه بين وتعاونا التخفي مهارة كبيرة ويتطلب ويبدو أن المدينة ستنقلب رأسا على عقب، يجب اللجوء إلى المخابئ، وحفر اآلبار والخنادق

والدهاليز، بكلمة مختصرة إن غوار المدن تتطلب كل يوم مهارة كبيرة في التنظيم.

بعض األجوبة”

تطرح عندنا في األوروغواي وفي كل أميركا الالتينية أسئلة كثيرة عن التوباماروس.على سبيل المثال هاكم بعض األسئلة التي تخطر أوال على البال: لماذا يوجد في األوروغواي

حركة مثل ح. ت. و؟ ما هدفها؟ كيف نشأت؟ وما أبعادها؟نحن في حالة حرب. وطالما أن المرحلة الحالية من هذه الحرب لم تنته بعد ستبقى وقائع األفكار سالحا مخيفا وفعاال. الحرب شاملة، ستكون وأفكار كثيرة سرية، ألنه عندما ستصبح

ولهذا السبب يصعب أحيانا أن نرد عالنية على هذه األسئلة بطريقة تامة ومقنعة.

المظاهر:

“سويسرا األميركية”: هذه هي الصورة التي أوحتها األرغواي وال تزال توحيها لكثير من الناس. نسبة “ديمقراطي” صغير بلد هي األرغواي. في الفالحين من وقليل جبال وال غابات ال وتتمتع بحبوحة، في وتعيش المدن، في متجمعة السكان أكثرية مرتفعة، فيه المتعلمين

19

بتشريع اجتماعي متقدم. في األرغواي طبقة متوسطة مكتفية. “ال شيء يحدث” في األورغواي. إنها “نشاز” أميركا الالتينية.

كل ذلك صحيح إلى درجة ما. لكن هذه الحقيقة كانت واهية أو مجرد مظاهر. هذه المظاهر أوهمت وما تزال توهم الناس في الداخل والخارج. ألن الطبق الحاكمة تحاول بشتى الوسائل أن تحافظ على هذه الصورة لألرغواي أمام المواطنين، وأمام العالم، لتخفي الحقيقة المؤلمة، لتخدع الناس

وتسيطر على الشعب.الرأسمالية شيء عند يبق فلم حادة. منذ سنة 1955 ألزمة تتعرض األرغواي إن الحقيقة في تقدمه للمواطنين. لقد استنزف دمها. فاحتكرت مزارع تربية الدواجن، وشبت الصناعة وتقهقرت.

واألسوأ من ذلك- أو األفضل ال ندري- أنه لم يعد يرجى خير من النظام الحالي. بالنتيجة الحل الوحيد والممكن والذي يظهر يوما بعد يوم جليا هو الثورة، الثورة في كل القطاعات، التغير الجذري لكل القطاعات، فالظروف العالمية العابرة )مثال الحرب( أفسحت في الماضي المجال الزدهار تربية المواشي والصناعة لكن على أسس واهية. ولهذا السبب وصلت األرغواي إلى بحبوحة سمحت لها بإقامة البنية الفوقية التي جعلت منها “نشازا” في أميركا الالتينية. ولما تغير الوضع العالمي، دقت ساعة الحقيقة، عندئذ تعذر على هذا النظام أن يعمر طويال، فقد بدأ يتزعزع، ودنت ساعة انهياره. عنه دافعت التي الحاكمة الطبقة هذه أن االعتبار بعين أخذنا إذا عظيما سيكون االنهيار هذا

واستغلت وأشادت به، هي نفسها اليوم مضطرة إلى إسقاطه لتحافظ على مكانتها.وانهارت أمام أعين الشعب أيضا تلك الصورة البراقة لألرغواي، لن يرضى الشعب بعد اآلن باستغالله،

ودفع الضرائب ليحافظ على امتيازات الطبقة الحاكمة الجائرة والمستبدة.بدأوا المتوسطة الطبقة وحتى والطالب فالعمال جبل، إلى والشعب غابة إلى المدينة وتحولت

يلعبون الدور الذي يلعبه الفالحون في بالد أخرى.نشوء أسباب عن فكرة يعطي ذكره على أتينا الذي الواقع أن االعتبار بعين نأخذ أن يجب

التوباماروس في األرغواي.باختصار يمكن أن نقول أن لألرغواي قوانين خاصة ووضع يميزها عن سائر بلدان أميركا الالتينية والعالم. نحن التوباماروس نخضع لهذا الواقع وبذات الوقت لنا قوانيننا الخاصة لنعمل على ازدهار

حركتنا.

النماذج:بالدنا ألننا عشنا مدة طويلة من للتقليد، وخاصة في الثوار ميل عفوي بين صفوف يوجد عادة الزمن ونوافذنا مشرعة على العالم، متنبهين إلى كل ما يحدث في الخارج من نشاطات إنسانية،

20

الشرفة”. فكان من “على لقد أمضينا- كما يقال- عدة سنين نتبناه ونطوره. ومستعدين أن الطبيعي أن يحاول ثوارنا تقليد تجارب اآلخرين الرائعة. يمكن إرجاع هذا التفاعل إلى الخمول العقلي أو إلى النقص في تقييم الوضع الحالي، أو ألحد هذه االنتصارات… الخ. لكن األكيد أن

هذا التفاعل كان موجودا.يناء إلى الواقع المدعى أنه “نشاز” لبالدنا، والذي خدع الناس لمدة طويلة حتى بين القطاعات المتقدمة بين المواطنين، القت الظاهرة التي تكلمنا عنها حرمات واسعة من التأييد والتعاضد؛ مع الجمهورية اإلسبانية، غواتيماال، كوبا، فيتنام، الدومنيك. ومع كل األسرى والمضطهدين في

بالد العالم.هذا التعاطف مع حركات التحرير في العالم ظاهرة منطقية، بما أنه “ال يحدث شيء في بالدنا” كان من واجبنا أن نساعد كل الذين يناضلون في أي مكان من العالم حيث يمكن “أن يحدث

هناك شيء”.الواضح أن في بالدنا، وكان من شيء في “بدأ يحدث شيء” لما أنه في سنة 1967، ومع السالح النظريات حول ضرورة حمل بعض الوضع، نشطت تغيرات كبيرة ستطرأ على األفق خارج بالدنا، وأسند إلينا دور ثانوي أي دور “القاعدة” الهادئة لرفاق أميركا الالتينية، لكن في تبنينا أننا الظاهرة هو لهذه السلبي الوجه لكن لهم!.. قاعدة وأي هدوء سنقدم الحقيقة أي التعديالت وحتى بعض إدخال بالدنا مع فال تطبيقه الناجحة، وحاولنا الثورات مثال إحدى

بدون تعديالت.في أحسن الحاالت لم يعمل هذا الخطأ إال على شل الطاقات الثورية لمدة طويلة وكان له بعض

األحيان نتائج مأساوية.على وجه العموم، النماذج الثالثة التي اتبعت من قبل الثوار كانت التالية: الثورة الروسية، الثورة باألرغواي. فيه طبقت الذي الترتيب الثورات حسب هذه سنعرض الصينية. والثورة الكوبية

سنتكلم عن النموذج وليس عن الثورة كما حدثت فعليا في التاريخ.

أ- الثور الروسية

ال يزال نموذج الثورة الروسية يطبق حتى اليوم، والذي يقوم على تأسيس حزب صغير منظم، إضرابات، صحيفة، بواسطة العاملة بالطبقة المرتبط الحزب هذا كبيرة، بدقة أعضاؤه يختار النشاط بفضل فشيئا، شيئا ينتشر الخ، تظاهرات… اجتماعات، تصريحات، برلماني، نشاط إثر المواطنين. عندئذ على أكثرية بين العاملة ومن ثم الطبقة بين والعناد، بالصبر المتصف

21

على الحزب يجهز مسبقا، مهيأة مسلحة مفرزة وبمساندة العام واإلضراب والشعارات البيانات، أن هذا وبما االنحطاط. إلى درجة كبيرة من قد وصل بدون صعوبات ألنه ينهار الذي النظام بدون الحاضر الوقت في يطبق أن يعقل ال الحديثة الثورات نماذج بين األقدم هو النموذج

تعديالت. فمن الواجب أن تضاف إليه: الحاجة إلى إقامة جبهة، ومناصرة حرب العصابات.نشأ هذا النموذج وتطور، في ذات الوقت الذي ظهرت فيه الديمقراطية االجتماعية األوروبية في

أوائل هذا العصر نتيجة عوامل تاريخية عديدة، ولهذا تأثر بها وأصبح مشابها لها من عدة وجوه.ويطبق هذا النموذج في أميركا الالتينية عدة قوى سياسية ويسارية لها تنظيم شرعي أوال حسب

الوعي السياسي للبالد.من الواضح أن هذا النموذج ال يتناقض مع واقع بالدنا.

ب- الثورة الكوبية:

تحمل مجموعة صغيرة من الثوار، مستعدة أن تبذل حياتها، السالح، تنظم التموين، واإلعالم، والعمليات، وحمالت التطوع في المدن، فتتحول بذلك إلى بؤرة حربية وسياسية، تذوب فيها كل القوى وتوجه كل أشكال العصيان. وتتطور بدون هوادة إلى أن تصبح جيشا، وتكتسب الشعب،

فتنتصر وتستولي على الحكم.كان لهذا النموذج في اآلونة األخيرة تأثير سلبي، ألنه سيطر على عقول الثوار المتحمسين. واتفق أنه لم يطبق كما حدث واقعيا. فلهذا وسم بطابع السهولة. وقد شل هذا النموذج، خاصة عندنا في األرغواي، الطاقات الثورية، ألن بالدنا تفتقر إلى الغابات والجبال والفالحين، فالنضال على هذه الطريقة مستحيل في األرغواي. وقد أخطأ أنصار هذه الطريقة عندما ردوا كل إمكانيات النضال

الثوري إلى العوامل الجغرافية.

ج- الثورة الصينية:

التالية: الرئيسية العناصر إليها لعض الكوبية، لكن يجب أن يضاف الثورة الصينية الثورة تشبه الحاجة إلى وجود حزب، والعمل السياسي النشيط بين الفالحين، وخلق قواعد مساندة في الريف

لتنتشر الثورة وتنتصر حربيا وسياسيا.نظرا إلى أن الثورة الصينية اعتمدت على وجود الحزب والعمل على جبهة الجماهير، قبل االلتزام باألرغواي. فيه الذي نحن الوضع تغاير من عدة وجوه فإنها الحربي، الصعيد المعركة على في

22

فإذن نحن ال نفكر أن نطبق هذا النموذج على واقع بالدنا.لكن اآلخرين، تجارب من نستخلصها أن يمكن التي التعاليم جانبا نرمي ال إننا باختصار:

بالعكس، نحن ال نرزل إلى ذلك الميل الذي يأخذ القشور ويترك الجوهر.ونحن ال ننتقد أبدا إمكانية تطبيق هذه النماذج- كما هي- في بالد أخرى. لكننا نعلن بصراحة

انها ليست ذات فعالية لبالدنا.وال نشك مطلقا بنزاهة اإلرادة الطيبة لرجال يحاولون تطبيقها، إن عددا منها قد صرع كاألبطال هذه يستغلون كثيرين أناسا نعرف لكننا منها. نستفيد أن يجب مهمة تجارب وراءه وترك النماذج إلعداد نظريات حقيقية تشيد بالجمود. والهدف من ذلك إخفاء عجزهم وقلة إيمانهم ليسلموا دمها تسفك أن الجماهير من آمال العمل عن يكف من ومنهم الشعبية. بالجماهير هم. والبعض أيضا يكتفي بعرض النظريات هربا من النضال الحقيقي. ومنهم من يلفق الحجج، ويبرر تصرفاته بالبيانات النظرية التي هي أشبه بالمخاتالت، ومنهم من يقدم “تحاليل ممتازة

عن الواقع” لكنه عاجز عن العمل.إننا نرفض اتهامات أولئك الذين يدعون إننا ال نعد النظريات، والسبب في ذلك واضح، نحن ال نريد أن نطبق تلك النماذج من الثورات التي أعدها هؤالء الرجال ألننا على يقين أنها ليست إال ترديدا وتحويرا لتجارب اآلخرين. إن لجوء هؤالء إلى نظريات الغير ليس إال مبررا إلخفاء العجز.

وهربا من العمل، وتقيدا بالشكل وإهماال للجوهر، أليس هذا نوع من خداع النفس؟

التحليل الملموس للواقع الملموس

لحركة التحرير الوطني سلسلة من المبادئ التي توجه تصرفاتها. يمكن ألي إنسان أن يعارضها أو يجادلها. لكن هذا ال يصدنا أبدا بأن نضعها دوما وبدون هوادة قيد الممارسة.

تفسح لنا هذه المبادئ المجال بأن نعمل، بأن نضاعف إمكانياتنا، وأن نتقن أكثر فأكثر إعداد المناضلين. كما تعطينا امتيازا خاصا يصعب على أي نظام فكري أن يأخذ به.

هذه الخاصة هي الصفة األكثر قيمة لهذه المبادئ: إن نظريتنا هي باستمرار موضع التجربة في الممارسة التي يمكن أن تبدل فيها. إن مبادئنا ليست ثمرة التأمل ضمن أربعة جدران، لكنها ثمرة النضال بكل ما فيه من انتصارات وهزائم. لم يعد هذه المبادئ مبدع منعزل، لكن مئات من المناضلين في ساحة المعركة. إنها ليس مخططا جامدا، لكنها نظام يتطور باستمرار. إنها

ليست مستوردة، بل بالعكس إنها من صلب حياتنا كما “المتي المرة” هي خاصة األرغواي.

23

اإلرث والتحضير:

نشأت ح. ت. و. عفويا وبدأت بالظهور في أماكن مختلفة في نفس الحقبة أي حوالي سنة 1962. لقد انطلقت من صفوف الحركة النقابية لألرغواي ومن األحزاب السياسية.

لقد ورثت بالدنا من الماضي، حركة نقابية صلبة ذات تراث قديم في الصراع الطبقي، خالفا للحركات في العمال وجه الحاكمة، الطبقة لنفوذ الخاضعة الالتينية أميركا سائر في الموجودة النقابية األورغواي الحركة النقابية التي نشأت وتطورت في بالدنا في أوائل هذا العصر، بفضل نضال العمال

المستمر والمنسق.ال شك أن هذا الوضع فريد من نوعه، نحن التوباماروس من ورثة هذا التقليد المجيد.

تتبع اليسار في األرغواي درب الحركة النقابية في الحقبة التي لم يكن هو بالذات المخطط لهذه الطريق. إن اليسار نشأ وتطول في أوائل هذا العصر وقد أثر على التاريخ السياسي للبالد، وقد كان باإلمكان أن يؤثر أكثر لو لم تتنازعه “باتليسم Battlisme” )حركة إصالحية( بعض األلوية السياسية.

إن تاريخ وتقاليد الحركة اليسارية في بالدنا غنية بالتعاليم المنقوشة بالتضحيات والتناقضات. وقد ورثنا نحن التوباماروس الكثير منها. لقد انطلقنا من اليسار وانفصلنا بعد ذلك عنه، لنكون شخصية

مميزة.يجدر بنا هنا أن نشير إلى األسباب التي أدت إلى االنشقاق والخالف في الرأي: فنحن نعتقد:

-1 أنه من المستحيل أن نصل إلى الحكم بالطرق السلمية.-2 أن الكفاح المسلح المباشر أمر ضروري.

-3 أن الوعي والوحدة تنطلق من العمل.

في البدء كانت هذه المبادئ مقرا غير متجانس لمجموعات مختلفة من المناضلين شعارها “الكلمات تفرق بينما العمل يوحدنا”. فبدأت بالعمل، والعمل وحدها، وهكذا نشأت منظمة ونظرية.

كان العمل والممارسة أسبق من النظرية، عندها قررنا أن يكون التحفظ قاعدة رئيسة في السلوك السياسي، جاء هذا القرار بالنتيجة كردة فعل لكثرة الثرثرة التي تتصف بها بعض حركات التحرير، ووسيلة للترجمة وللتعبير عما يجول في خاطر شعبنا الذي مل الوعود وااللتزامات العابرة. إن لغتنا

ورموزنا وشعارنا هو أن نعمل قبل أن نتكلم وأبدا العكس.ولهذا السبب فضلنا أن يظهر خطنا السياسي عبر أعمالنا. واعتبرنا أن الكفاح المسلح مهمة عملية المسؤولية والهزائم أن االنتصارات التاريخ عبر تعلمنا في لقد الصالونات. وليس مجرد حديث في التي أخذنها على عاتقنا شاقة على الصعيد السياسي والتقني وأصعب مما كنا نتصور. لقد اكتشفنا

24

هذه الصعوبات ووجدنا لها الحل بطريقة واقعية وعملية، وتمت المجابهة بفضل أمرين أساسين:

أوال:

إن المجتمع الذي نشأ ورث عن الماضي طاقات إنتاجية كان لها تأثير رئيسي على بناء المجتمع الجديد. فنحن كمنظمة سياسية ورثنا المجتمع الذي ينهار، طاقات إنتاجية أفسحت لنا، وستفسح التقنية الجوهرية، للكفاح المسلح: )إنتاج السالح والمتفجرات، تزوير لنا المجال لحل المشاكل التي التقنية من العالية الدرجة هذه إن الخ( النقل… وسائل اإلعالم، الطبية، العناية العملة، تنسبها لنا الصحافة البرجوازية ليست ظاهرة غريبة وال أمرا سريا عجيبا، بل هي نتيجة هذا الواقع:

إننا نعيش في بلد مثل األرغواي.لقد تعثر البرجوازيون وخافوا لما اكتشفوا أننا نستعمل هذا أو ذلك العنصر، هذه أو تلك الطريقة أو الوسيلة. ورأوا في ذلك أمرا شيطانيا، ولم يخطر على بالهم أبدا أنهم من الذين ساهموا في خلق

هذه اإلمكانيات التي نستخدمها.ولهذا السبب أيضا ال يعون ولن يعوا لماذا الطالب من الجامعة فوق كل الشبهات ينخرطون بين صفوف مناضلي ج. ت. و. ولماذا االبن الفالني مالحق من البوليس. إن تصرف البرجوازيين هنا

يستدعي سخرية الحركة.

ثانيا:

لقد كرسنا بادئ ذي بدء القسم األكبر من طاقاتنا في حل هذه المشاكل. مما استوجب االنعزال، كانت تلك حقبة السكوت والتخفي والسرية التامة، الحقبة التي تطلبت إيمانا كبيرا بخطنا السياسي يا وجودنا. إخفاء فيها حاولنا حقبة بارعة، نتائج بدون الممل الداخلي العمل حقبة وبالشعب، للتناقض! كيف أن منظمة سياسية ال ترغب أن يعرفها الرأي العام، وجيش ثوري يضرب وال يعلن مسؤوليته عن األحداث أو االنتصارات. الحقبة التي وقف فيها المناضلون أمام القضاء كمتهمين بظنين الحق العام. يا لها من هوة عميقة بين هذا الموقف الجدي الرصين والعمل السري الخفي وبين التفتيش السهل عن المجد، بين موقف تلك المجموعات التي ترفع الشعارات عاليا وتنشر و. فيها ج. ت. التي حققت الحقبة أخيرا القدر. مقر في كالعظام األوان، قبل العنيفة البيانات جهدا كبيرا وهي في الظل، واتهم فيها التوباماروس “أنهم فئة معزولة عن الجماهير”. ليس هذا التهم، إلينا الذين يوجهون اليوم، إن انعزلنا سابقا عن الجماهير عمدا لنتصل بها إننا بصحيح،

نحن على ثقة أنهم لم يكونوا ال في األمس وال اليوم، على عالقة وثيقة بالجماهير.

25

الحلول إيجاد أننا حاولنا األمر في ما مبدأ. كل يوما تكن لم لكنها وواعية، واعية عزلتنا كانت الحركة عبر كل هذه الكفاح حتى سنة 1966، نجحت المرحلة من واستطالت هذه الملموسة. تعاطف رغم العدو وتلقتها من التي سددتها الضربات رغم بالمحافظة على سر وجودها السنين الجماهير الحذر نحوها. لكن في 22 كانون األول/ ديسمبر 1966، انهالت علينا قوى القمع بالضرب بشراسة غريبة. فقد أخذت علما بوجودنا في المرحلة التي كانت بها الحركة ال تزال ضعيفة على قاسية القمع قوى لنا سددتها التي الضربة فجاءت السياسي، الصعيد على كما التنظيم صعيد إلى درجة أنه أصبح من العسير إعادة بناء الحركة. باإلضافة إلى ذلك إن البالد كانت على أبواب من ضعفاء، كنا أننا وبالنتيجة الكاذبة الوعود جراء من الحاكمة الطبقة فيها انتصرت انتخابات

ناحية التنظيم ومن الناحية السياسية، ألننا لم نكن على اتصال بالشعب.لقد كنا عزل، بدون أحصنة، ومقيدين من العدو، كانت ساعة الحقيقة، ساعة الضيق، إذ كان بقدرة حركات من الكبير العدد ضحيتها ذهب كبيرة لمحنة إنها القاضية. الضربات يسدد أن العدو

النضال.الهزائم، وخيبات ولهذا رغم الرفاق، بفضل صالبة ووحدة المحنة انتصروا على التوباماروس لكن األمل التي منيت بها المنظمة، بدت عندنا للمرة األولى القناعة المطلقة أن كل شيء ممكن، ألن

فينا ما يكفي من البطولة ومن روح التضحية لنتابع الطريق.لم ينسحب إال واحد ولهذا السبب عندما عرض على الرفاق االختيار وإمكانية “مغادرة الحركة” إلى نصر إستراتيجي، ألنه منذ ذلك “تكتيكية” للمرة األولى، هزيمة على عشرة فتحولت بذلك، الوقت تطورنا بسرعة كبيرة. لقد قام الحكم بعملية سيئة عندما اكتشف أمرنا واضطهدنا، ألنه كان كمن يضرب على وتد: كل ما كانت الضربات قوية كل ما كانت جذورنا تمتد عميقا بين الجماهير.

الكفاح المسلح:

يوجه هذا المبدأ كفاحنا منذ البدء. لن نتعرض لهذه المسألة إال من بعض النواحي.قد لكن التعجب. لهذا مبررا نجد ال إننا األرغواي. في العنف لشدة الناس من الكثير يتعجب نعذر كل هذا التصرف إذا أخذنا تاريخ األرغواي في السنوات الماضية الذي فشل أن يخفي تماما

“تاريخا” آخر لألرغواي دعاه أحد الزوارة في قصته المشهورة “األرض األرجوازنية”.الشعب هذا “إن ارتيغاس قال جوزف الشعبي. الثوري المسلح الكفاح بالدنا عرفت نشأتها منذ توالت لقد الغايات”. إلى للوصول ضروري النظام ألن حربية مجموعات في تنظم قد المسلح أقل للنضال دفعتها التي األسباب وكانت العصر. هذا أوائل حتى بالدنا في العصيانية الحركات بكثير مما يوجد اليوم من مبررات للنهوض. وكانت األحزاب التقليدية، وليدة الحرب األهلية، هي

26

التي تحرض على العصيان. وإن أكثرية مؤسسيها وممثليهم من المناضلين القدامى سياسيا وحربيا. من المؤسف والمضحك أن نسمع الرؤساء الحاليين لهذه األحزاب يطلقون صرخات الرعب عندما هزه نضالنا، كما لو كان هو النضال األول في بالدنا. بعض األحيان إن الذين جهلة هم األحيان وبعض خبثاء، هم خفية، بطريقة لكن الشعب، مع العنف يستعملون ألنهم ال يعرفون التاريخ الحقيقي لحزبهم، وبعض األحيان أيضا هم جبناء ألنهم يدركون أننا على حق، وأنه لو كان الذين سبقوهم على قيد الحياة النضموا إلى صفوفنا، لكنهم يفضلون

الصمت وإظهار التعجب.األهلية الحرب األخير، العصيان المسلح هذا يكون كفاحنا أن القومية، يجب الناحية من الحاسمة، الحرب النهائية، حرب الشعب، الحرب التي ال يمكن مجابهتها ألنها حرب الجماهير.

من ناحية ثانية غالبا ما نجهل المعنى الحقيقي للكفاح المسلح، لقد كونا مفهوما خاطئا عن الساعة األخيرة، البعض سالح الكفاح، فيعتبره النسق من الذي يجب أن يلعبه هذا الدور

السالح الذي سيسدد الضربة القاضية للنظام.لقد أخذ الكفاح المسلح أثناء برهة من الزمن، كخاتمة للدفع الثوري ولضرب العدو بسرعة. الدور يتلمسوا لم ألنهم التقليدي، العصيان وبين المسلح الكفاح بين البعض خلط فقد

الجديد الذي يلعبه هذا النوع من النضال في كل البلدان النامية.لم يدرك البعض حتى اآلن أن الكفاح المسلح يستطيع أن يجند الجماهير وينظمها ويسيسها ويجمع القوى، ألنهم يجهلون طابعه الخاص بأنه حرب شعبية ومصدر الحزب والسلطة وليس فهو المسلح، للكفاح نحن نسبغه الذي والمحتوى المفهوم بالتأكيد هو هذا أبدا. العكس بنظرنا الشكل الجوهري للنضال، الشكل الذي يجب أن تنضم تحت لوائه كل أوجه النضال.

فمن العبث إذا أن يتهمنا البعض باإلرهاب والفوضى.. الخ.كسب هو األساسي هدفنا أن الحال بطبيعة يجهل الجماهير، نهمل أننا يتهمنا والذي وتنظيم هذه الجماهير للكفاح المسلح. ومن يظن عكس ذلك فليفهم أنه لو لم نتوصل إلى

هذا الهدف لكان قضي علينا منذ زمن طويل.إننا على يقين أن هناك عالقة جدلية وثيقة بين حركات حرب العصابات والجماهير. إذ لمن البالهة بمكان أن يفكر أحد أن حرب العصابات التي خرجت من الظل وتضرب العدو هي

منعزلة عن الجماهير.تمارس حرب العصابات الكفاح المسلح لتكسب الجماهير وتتابع تقدمها. إن بقاءها واستمرارها رهن بهذا الموقف ألنها إذا لم تصل إليه تنتهي بأن تخمد. إن الكفاح المسلح هو في ذات الثورية الوقت جواب وخط سياسي. يقول ماوتسي تونغ “نحن مع القدرة المطلقة للحرب

هذا ليس تصرف سيء بل تصرف حسن، هو أن تكون ماركسيا”.

27

لقد أتقنت ح. ت. و. الكفاح المسلح بالممارسة. نحن أيضا في البدء اختبرنا حرب العصابات في الريف بكا ما فيها من قساوة وشقاء، إلى أن أدركنا أخيرا أن حرب عصابات المدن ممكنة وأخذنا نمارسها. بالحقيقة أنها ممكنة لكنها قاسية ككل الحروب في أي جزء من العالم والشهادة على ذلك

القصة األليمة لحرب عصابات الريف في أميركا الالتينية وحرب الشعب الفيتنامي.إن لحرب عصابات المدن حسنات وسيئات. ولها مميزاتها الخاصة: إنها تناضل في مجال ضيق/ في مجتمع هو واقعيا ليس مجتمع جماهير، في بالد تتآكلها األزمات، لكن إذا نظرنا إلى تاريخ غوار المدن نستنتج أنه يضمن لنا أصداء سياسية ال يمكن أن توفرها أشكال أخرى من حرب العصابات.

يمكن أن يأتي يوم يكتب فيه تاريخ النضال في المدن وتستخلص قوانينه التي ال تزال حتى اآلن التراص الخاص للمنظمات الثورية.

التنظيم

لقد نظمت ج. ت. و. من 7 سنوات. أثناء تلك الحقبة تعرض تنظيمها للتغير تبعا لألوضاع المختلفة. أن ويقين بصراحة ونعلن النظرية، مصدر هي الممارسة إن نقول أن يمكننا الناحية هذه من

الكفاح المسلح هو الذي يحدد التنظيم ويوجهه.حقبة هذه كانت فيدرالية، بنية تأسيسها من األولى المرحلة في الوطنية التحرير لحركة كان والدة وأعطى النظرية العمل بها صاغ التي الحقبة يجمعنا”، والعمل تفرقنا، الكلمات الشعار”

التنظيم.ففي كانون األول/ ديسمبر سنة 1964، أصبحنا على يقين أن هذه الوحدة بدأت تتحقق، ولهذا

قررت عدة مجموعات من “التوباماروس” أن تنصهر وتوحد عملها.بعد ذلك أي في سنة 1965 في شهر حزيران/ يونيو حسمت الحركة وقررت تنظيم هذا االتحاد.

وفي كانون الثاني/ يناير من عام 1966، عرفت الحركة بوضوح بنيتها السياسية والحربية، وأعدت برنامجها الرئيسي وقوانينها العامة، واختارت المسؤولين، ونظمت الخطوط العريضة لستراتيجيتها إذا يجب الحكم، على لالستيالء يهدف كمنظمة الحزب أن بما أيضا: قررت وعندها وتكتيكها. برهنت سنوات، أربع وبعد اآلن المسلح. الكفاح وخاصة النضال أساس على وتطويره تقويته

الممارسة على صحة هذه األقوال.وفي االتفاق الثاني الوطني الذي تم في آذار/ مارس ن عام 1968، قدم تقرير عن الحركة، وتغير المسؤولون، ودعم التنظيم، وخطت اتجاهات جديدة تكتيكية وإستراتيجية، وتبني مبدأ المركزية

الديمقراطية. تشبه المنظمة مدرسة كبيرة تسعى إلى إعداد رجل جديد.

28

الوسيلة تجد أن استطاعت لكنها المتناقضات من نهائيا المنظمة تتحرر لم المرحلة تلك في الفعالية لتذليلها بفضل:

-1 المراقبة المستمر والنقد الذاتي على كل المستويات فكل مواطن ينتسب إلى ج. ت . و. يعرف ماذا ينتظر أن يرى هناك، ويدرك المخاطر التي سيتعرض لها.

-2 النضال. إننا نناضل باستمرار، ولهذا إن حياتنا معرضة للخطر كل مرة نرغب فيها أن نجتمع. هذا األمر يزيل بطريقة آلية الثرثرة والمناقشات العقيمة.

-3 نحن متحدون ليس بنظرية بل بالعمل الذي يتطلب التزاما كليا: ال شك أن االختالف باآلراء وضعت إذا أما أعضائها. بين الوحيد الرابط هي النظرية تكون عندما الحركة يقسم أن يكفي

النظرية موضع التنفيذ فإن ذلك سيولد ديناميكية جديدة تبعث على الوحدة والتفاهم.-4 لم نهمل يوما مسألة السلطة، فالممارسة تضطرنا دوما أن نعيد النظر فيها، األمر الذي يفسح

المجال لتوضيح الرؤية على كل المستويات.-5 على خالف سائر المنظمات، إن منظمتنا تعمل باستمرار، ولهذا فهي ليست بحاجة أن تبرر

تقاعسها بالمزايدات الكالمية.فالمخاطر والحرمان هو ذاته -6 إن اإلدارة في المنظمة جماعية، فليس هناك “بقرات مقدسة”

للجميع. ويشترك المسؤولون بالعمل. إننا نرفض “األدمغة”.-7 إننا نسعى أن يصبح جميع المناضلين بروليتاريين أي أن يمارسوا العمل اليدوي والعقائدي، وإن لم يتعودوا شظف العيش، وذلك لنتجنب التشويه الصادر عن النضال في المدن، وإلزالة النتائج مناضلينا. من كبير عدد منها انطلق التي الصغيرة بالبرجوازية الخاصة الفردية للروح المضرة وإلعداد اإلنسان الجديد، وزيادة الثقة المتبادلة بين الرفاق. وقد أقرت الصحافة البرجوازية نفسها مثل الثورية الحرب “تعمل تونغ ماوتسي يقول الحركة. أعضاء فيه يعيش الذي الشظف بهذا المضاد- للسموم ليس فقط بالنسبة للعدو، بل أيضا بالنسبة إلى صفوفنا إذ تنقيها من كل ما هو

رديء”.

التكتيك

أهمية لها “المظاهر”، دعيناها والتي الفصل، هذا أول في ذكرها على أتينا التي الظاهرة إن رئيسية في توجيه تكتيكنا الحربي والسياسي. ولهذا وجب علينا أن نكون حذرين جدا، خاصة في الكفاح المسلح، نظرا إلى أن هذه الظاهرة تتحكم أيضا بتصرفات العدو الذي كرس من جهته

الشيء الكثير من عنايته الختيار أشكال القمع.

29

لتسييس، نناضل نحن فبينما الشعب، هو المستويات كل على للمعركة الحالي الرأسمال إن وتعبئة، وتنظيم الشعب يسعى اآلخرون إلبقائه في الجهل والحرمان.

فلهذا السبب ال يمكن أن تنطبق في األرغواي النماذج الكالسيكية للحرب.لألرغواي متأصال بعد 60 سنة من السالم والبحبوحة النسبية، أصبح االعتقاد بالطابع “النشاز” في أوساط الشعب، تخفي هذه المظاهر األزمة العميقة التي تجتازها بالدنا، والطابع الديكتاتوري للقمع جديدة بأساليب أخذت قد أنها مع الديكتاتورية، حاولت لقد الحاكمة. الطبقة لسيطرة أكثر فأكثر عنفا وقساوة، أن تلبس قناعا محببا من العقلية الوطنية: المجلس النيابي، الدستور،

“حريات”، ضمانات… الخ.يستدعي هذا القناع السخرية، ألنه قد مزق ولم يبق منه إال بعض الخرق. إن المنظمات الشعبية وخاصة حرب العصابات هي التي نزعت هذا القناع على إثر األزمة التي دفعت الطبقة الحاكمة أن

تكشف عن ديكتاتوريتها.أن وحاولت الممزقة الخرق على الحاكمة الطبقة حافظت كبيرة، أهمية من القناع لهذا وبما قناعا آخر جديدا. فنحن ال تركت وشأنها ستشتري إذا أنه األكيد بألوان جديدة. ومن تصبغها نجهل أهمية هذه المسألة، ولهذا فإن على المنظمات الثورية أن تنتزع العصبة التي تغطي أعين الشعب. بناء على ذلك لن يكون في األرغواي تكنة مونكادو كما حدث في كوبا: األمر الذي جعل أن المناضلون وأكره “وديا” أسلوبا النضال، من األولى المرحلة في تتبنى بالدنا في الحركة يعم الذي والفساد باالحتيال لتشهيرهم العام” الرأي “متهمي إلى األحيان بعض في يتحولوا البالد. ولم يكن من السهل وضع الشعب أما مسألة الحرب الثورية بعد ستسن من السالم. لكن لو رفض الشعب كليا فكرة الكفاح المسلح لكان من العسير جدا على منظمة معبأة بالسالح أن

تضغط يوما على الزناد.حاولنا إقناع الشعب بفكرة الكفاح المسلح، وتوصلنا إلى نتيجة ملموسة، ومن العدل أن نشير هنا، أن هذا األمر كان ممكنا، ألن الشعب كان يعي التناقض في المجتمع. ولهذا أعطى إعالمنا ثماره

بسرعة دون أن نلجأ إلى إسالة الدماء بالقدر الذي لجأت إليه سائر حروب العصابات.على هذا األساس إذا يجب تفسير الخصائص التي تميز تكتيكنا كما تميز تكتيك العدو. إن هذه المعركة التي نحن بصددها سياسية بجوهرها، وهي على شفير أن تنتهي، ألن مرحلة من التاريخ الوطني قد انتهت اآلن. وقد أطلقت حركتنا، بكسبها للمعركة، ديناميكية جديدة. والنتيجة أننا حققنا 11 عملية سنة 1969، كانت لها أصداء كبيرة في الحياة العامة، على هذه العمليات تطوع مئات من المواطنين في الحركة، وحققنا أيضا أكثر من 80 عملية لكن لم يسمع بها الشعب. لقد

30

أخذنا نكتسب أكثر فأكثر مميزات حرب عصابات حقيقية.لقد قطعنا حتى اآلن شوطا كبيرا، ويبقى الكثير.

كلمة أخيرة:

في “نحن ذلك. الحاكمة الطبقة وتعرف األرغواي. في المسلح الكفاح غرس إلى توصلنا لقد حالة حرب” هذا ما يردده المسؤولون السياسيون في الصحف، وفي المجلس النيابي… الخ. ألنه العتراف، رفضوا طويال أن يصرحوا به. لكن يظهر أن فررايرا الدوناتي، وهو سياسي إخصائي في الطبقة الحاكمة، لم يع بعد ما يحدث فعال في البالد ولهذا صرح منذ مدة قريبة قائال “لماذا كل الحق المتهمين، الجزائي كاف وحده الصطياد هؤالء القانون هذه اإلجراءات االستثنائية ما دام

العام”.نعم، إن القانون الجنائي لم يعد يكفي، وذلك بكل بساطة ألننا لسنا بمتهمي الحق العام، بل نحن أيضا السياسي الحربية. وصرح هذا بالوسيلة السياسية ننفذ مهمتنا وإننا حزب سياسي مسلح، في 29 نيسان/ أبريل سنة 1970 قائال “مع أن أسعار الصوف واللحم سجلت انخفاضا كبيرا لم تعرفه منذ سنوات، فإن المنتجين ساندوا الحكومة ألنها تقدم لهم الضمانات السياسية” يا له من تعريف عبقري للوقائع! يا لوضوح الرؤيا! كيف يعقل أن مثل هذا السياسي لم يفهم حتى اآلن ما

يحدث في البالد!لقد وصلنا اآلن إلى درجة رفيعة من التنظيم يصعب فيها هدم الحركة. وأصبحنا على مستوى من الهزائم والتعرض للمخاطر. من الممكن أن يتطور أو يتقهقر نضالنا، الفعالية يمكننا من تحمل

لكن أصبح من المستحيل القضاء علينا.صرح أحد المسؤولين في قوى القمع في كانون الثاني/ يناير سنة 1969 أن للحركة خلية في كل حي من المدينة، وأنه يلزم سنتين أو ثالثة إلزالتها. نقول لهذا المسؤول أنه على خطأ: هذا تحليل بوليسي ونظري للواقع وليس تحليال سياسيا وديناميكيا. يمكننا أن نبرهن لهذا الرجل- مع أنه

قد أزال بعض الخاليا- أن عددها اليوم أكبر مما كان عليه سنة 1969.إننا نعيش اليوم مرحلة من التاريخ تفرض التطور المستمر لحركات حرب العصابات. األمر الذي توصلنا إلى تحقيقه. ورندد مع اباريشيو سارافيا “حتى اآلن هم الرعيان ونحن القطيع فليتحملوا

كل النفقات”.تقدم الحزب كثيرا لدرجة أننا نملك اليوم كل ما نحن بحاجة إليه. لقد أكسبتنا المعارك تجارب في أصبحنا لقد المواطنين. مهمة من قطاعات في عدة منظما وعيا سياسيا قيمة، كما خلقنا

31

مركز سياسي مهم. فقلما تحدث نشاطات عامة ال عالقة لنا فيها مباشرة أو غير مباشرة. فالكثيرون بعض إعطاء إلى تجاهنا موقف اتخاذ إلى االعتبار، بعين أخذنا إلى مضطرين أنفسهم يجدون

اإليضاحات عنا، إلى اتخاذ اإلجراءات نحونا.ال يوجد في األرغواي اليوم نقابة ما إال وبين مناضليها أحد رجال التوباماروس على األقل. ولقد

قدمنا بعض المفاهيم عن غوار المدن لكل األصدقاء الذين يناضلون في أميركا الالتينية.لنر ماذا قال نلسون روكفلير بالنسبة لهذا الموضوع في تقريره الشهير: “صعب قمع هذا النوع من العصيان ويجد الحكم نفسه مضطرا إلى أخذ إجراءات أكثر فأكثر قساوة ليحاربه. ولهذا فإن سلسلة من أعمال العنف، وردات الفعل الحكومية، تميل إلى استقطاب وبلبلة الواقع السياسي، األمر الذي

يؤدي إلى خلق أوضاع مناسبة للحلول الجذرية في القطاعات الكبيرة من البالد”.لقد تطور الكفاح المسلح، فأخذ أشكاال جديدة ومحتوى مختلفا، لقد أصبح جذريا.

إن الذين ينتظرون أن يروا في ثورتنا مجرد تكرار آلي للمراحل المعروفة من الحرب الثورية، هم على ضالل، يخضع الكفاح المسلح في بالدنا لقوانين خاصة. إن تحويل حركة حرب العصابات إلى جيش ال يتصل بمسائل ميتافيزقية محض جغرافية، كما ال يتصل بطبقة بطبقة اجتماعية معينة، بل يخضع دائما وبصورة جوهرية لحاصل ميزان القوى على الصعيد الستراتيجي. يمكن أن يأخذ

هذا الحاصل عدة أشكال وليس من الضروري تلك التي نعرفها.ستصبح الحرب شاملة وستمتد إلى كل القارة. إن هذا األمر ال يتعلق بنا بل بتاريخ أميركا الالتينية وواقعها الحاضر، وبالعدو المشترك: اإلمبريالية، التي تعمل في األرغواي ضد الشعب وضدنا نحن كما عملت في السابق وما زالت تعمل ضد بعض الشعوب الصديقة. فبقدر ما نحن نتطور بقدر ما هي تتصلب. وبقدرتها أن تتدخل بجيوشها أو بجيوش دولية. يبدو أن التدخل الخارجي ضد بالدنا وضد ثورتنا أصبح أمرا وشيكا. لقد حدث ذلك في الماضي ويمكن أن يحدث في المستقبل لكن الشعب في األرغواي سيثور لكرامته حسب تقاليده التاريخية. عندئذ ستصبح الحرب األهلية حربا

وطنية ومن ثم ستعم الحرب كل شعوب أميركا الالتينية.شاملة. بحرب سنجابهها فيتنام. في كمصيرها الالتينية أميركا في مصير لإلمبريالية سيكون سنقلب أثناء هذه الحرب ميزان القوى لمصلحتنا، “فيتنام واحدة” هي مثل كاف، عدة “فيتنامات”

ستكون مقبرة اإلمبريالية.الحرب لكنها ستكون قاسية جدا على شعبنا، بل تكون سهلة، لن الحرب أن هذه الواضح من المستقبل في توحدها أن ستضطر لتسود، الشعوب اإلمبريالية فرقت لقد والنهائية. الحاسمة الكفاح. العظيمة ستبنى من جديد عبر هذا لتحافظ على مصالحها. إن األمة األميركو- التينية ولهذا نردد قول تشي غيفارا “إنه حق أن يتجنب اإلنسان التضحيات غير المجدية. ولهذا السبب

32

إنه ألمر مهم جدا أن ندرك ما هي اإلمكانيات الفعلية التي يمكننا بها تحرير أميركا الالتينية. هل بالحلول السلمية؟.. إن الجواب على هذا السؤال واضح جدا. يمكن أن يكون الوقت الحاضر مؤاتيا أوال للبدء في النضال، لكن ال يجوز لنا أن ننتظر الحصول على الحرية بدون معركة. لن تكون هذه المعركة حرب شوارع، )رشق بالحجارة من جهة وقنابل مسيلة للدموع من جهة أخرى، أو باإلضرابات السلمية-( ولن تكون هذه المعركة حرب شعب ثائر يحطم بيومين أو ثالثة جهاز قوى القمع الذي يمثل النظام، إن نضالنا سيكون طويال وقاسيا، وتتحول جبهة المعركة إلى المالجئ وحرب العصابات، إلى المدن، إلى بيوت المناضلين حيث ستأتي قوى القمع لتفتش عن ضحايا بريئة في عائالتهم، في الريف، حيث سيذبح السكان اآلمنون، في القرى والمدن التي سيهدمها

العدو بالقنابل. ليس هناك حل آخر غير اإلعداد لهذه المعركة وأخذ القرار بمجابتهتا”.

33