Vإدارة العلوم والبحث العلمي

... أغذية الھندسة الوراثیة نحو إستراتیجیة عربیة لحماية المحیط الحیوي لإلنسان

إعداد وجدي عبد الفتاح سواحل. د.أ

رئيس تحرير السلسلة الدولية للهندسة والوراثية والتقنية الحيوية مصر, المركز القومي للبحوث

2

!إلى من يھمه األمرن أبو الهول ـ حارس إذا كنا قد عرفنا قبل أربعة قرون فقط أ

مصر واألمين على سرها والعارف بكل أمورها والشاهد على عصورها ـ هو تمثال على شكل أسد رابض ووجهه هو وجه الملك خفرع صاحب الهرم الثانى وابن ملك مصر العظيم خوفو صاحب الهرم األكبر عجيبة

. ن المعنى الرمزى أكبر من ذلك لكثيرولك. فهذا حقيقى من الناحية التشريحية, الدنيا قديما وحديثافأبو الهول كائن تم تبديل إمكاناته الوراثية باستخدام األطقم الجينية والتراكيب الوراثية الموجودة فى

ئنات افقد تخيل قدماء المصريين فكرة تخليق كائن يجمع بين عديد من صفات الك. كائنات أخرىلى ذلك فيمكن تخيل أن أبو الهول كائن معدل وراثيا وبناء ع. األخرى فى منظومة وتعددية رائعة

متمثال فى وجه خفرع والجينات المسئولة عن ) الذكاء والحكمة(يحمل الصفات الوراثية البشرية ولقد تحولت هذه ".حارس قوى وذكى وحكيم"متمثال فى شكل األسد ليكون لنا فى النهاية ) القوة(

تم 1983فعلى سبيل المثال ال الحصر، فى عام . الهندسة الوراثيةالفكرة الخيالية إلى حقيقة بظهور تم 1986وفى عام . النجاح فى الجمع بين جنس العنز وجنس الخروف وظهور ما يسمى بالعنزروف

إلى البشري تم نقل جين األنسولين1978وفى عام . نقل جين هرمون النمو البشرى إلى الخنزير .إنسان بخاليا فأرخاليا اولة فاشلة لدمج تمت مح1967وفى عام ,البكترياأبو الهول ومن خلفة الوثائق المصرية وبالرغم من أن

قدماء المصريين أن الممثلة فى البرديات يقفون شاهدين على فإن اليونانيين القدماء , أو من تخيلوا الهندسة الوراثية

واألغرب من ذلك أن ,يعتقدون أنهم الرواد فى هذا المجالعلى الكائنات ذات الجينات المعدلة نسبة إلى أحد اآلثار " كيميرا" Chimeraالم الغربى يطلق إسم الع

جزء أسد وجزء ماعز وجزء حية، : اليونانية التى هى عبارة عن حيوان مقسم إلى ثالث أجزاء الهول ـ كان أبولو لذا . ”Sphinx“وكان األجدر أن يطلق على الكائنات المعدلة وراثيا أبو الهول

أنا أول كائن ذات "كاتب األسرار المصرية ـ قد فتح فمه ونطق وتكلم لكان من ضمن ما سيقول ".جينات معدلة فى العالم

3

المحتويات

مقدمة

منشأ وتطور وإنجازات..... ثورة الهندسة الوراثية : الباب األول !و حدين سالح ذ.... تقنية الجينات: الباب الثاني بين تطبيقات الحاضر وتنبؤات المستقبل.... أغذية الهندسة الوراثية : الباب الثالث

من األرز الذهبي إلى نباتات ..... األغذية النباتية : الفصل األول ! البالستيك

من الدجاج عديم الريش إلى .... ة الحيوانية األغذي: الفصل الثاني ! األرنب األخضر

حرب إقتصادية وبيئية جديدة..... أغذية الهندسة الوراثية : الباب الرابع بين المخاوف الصحية والبيئية..... أغذية الهندسة الوراثية : الباب الخامس

إلجراءات الوقائية وا

.الهندسة الوراثيةألغذية لألمان الحيوي عربية إستراتيجية وقائية : الباب السادس المصادر والمراجع العلمية

4

مقدمةال ريب أننا نعيش اليوم فى عصر العلم والمعرفة، والفارق هائل بين العلم والجهل، مثلما هو

تغلغل العلم فى حياة اإلنسان واتساع رقعته على كائن بين النور والظالم ومع ازدياد ل وتنتعش طموحات بل وتتحـول اوجه األرض تتفتح آفاق جديدة أمامه وتصحو آم

األحالم إلى حقائق ويصيح ما كان جنونا من الخيال والهزيان واقعـا حيـا، نعيشـه ركـب فقـد .. ونعايشه وكأنه أمر طبيعى وعادى ال يثير فينا أى دهشة أو غرابـة

اإلنسان الفضاء وابتكر مختلف األجهزة وقرب المسافات وفجر ثورة المعلومـات وابـدع فـى كـل .المجاالت ومازال يأتى ويواصل اإلبهارات حتى يرث اهللا األرض ومن عليها

فى مطلع األلفية الثالثة يرى العلماء أن القرن الثامن عشر هو قرن البخار والتاسع عشـر فالجينـات ـ هو قرن المعلوماتية وين قرن الذرة، أما القرن الحادى والعشرين فقرن الكهرباء والعشر

وذلك بعد كشف الكثير من أسرارها فى مشروع الطاقم الوراثى البشرى ـ والتى تعد بمثابة جسر يعبـر عليـه .البشر نحو اإلرتقاء والتطور فى صفات اإلنسان

عالقتها بهذه الثـورات مـن اإلسـتفادة عاشت البشرية ثورات علمية متعددة، وتباينت فقد القصوى إلى الضرر المفجع، فتطبيقات الذرة تنتشر فى العديد من المجاالت الحيوية والضرورية لإلنسان

واليوم تعـيش البشـرية .ونجازاكى باليابان " بهيروشيما"ولكن هذا لم يمنع تدمير البشر بالقنبلة الذرية وتهـدف " الهندسة الوراثية وأبحاث الجينات"مادة الحياة أنها ثورة أخطر هذه الثورات، وأهمها ثورة

ــ الـذى " مندل"إلى هندسة الطاقم الوراثى للكائنات الحية بتوجيهه ألداء وظائف محددة، وقد كان عاش ومات فقيرا ـ صاحب الفضل األول فى توجيه الفكر البشرى لدراسة

راثيـة المسـئولة عـن كـل هذا المحتوى الوراثى الزاخر بالمعلومات الو كثيـرا " مندل"عمليات النمو والتكوين واألداء الوظيفى للكائن الحى، وتعب

لجمعيـة "لتسجيل خالصات أبحاثه، حيث ألقيت فى وجهه عندما تقدم بهـا م، ثم تقدم بها فى العـام 1865عام " وقتذاك"فى بمدينة برن بالنمسا " التاريخ الطبيعى وعلوم الحياة

من "حيث أعاد اكتشاف قوانين مندل ثالثة " م1900"قبلت على مضض، ثم أهملت حتى عام التالى، و ومنذ ذلك الوقـت " النمسا"وتشير ماك " ألمانيا"كوبنز " هولندا"دى فريز : كل على حده، وهم " العلماء

.أصبح مندل مؤسسا لعلم الوراثةيئية التي تستخدم فالهندسة الواثية هي مجموعة مترابطة من التقنيات الجز

وعلى الرغم من أنها تركت بصماتها في , لتحسين التركيب الوراثي للكائنات الحيةإال أن هناك بعضا من المشاكل التي قد , العديد من المنتجات والصناعات الغذائية

تثيرها مما يتطلب عمل إحتياطيات ضرورية لتقليل ما قد ينشأ عن تطبيقها من وقت الذي يدق فيه القرن الواحد والعشرين أجراس الخطر لينذرنا بالعديد من ففي ال. مشاكل وأضرار

5

الصعوبات لعل أهمها ندرة المياه وهو ما دفع بعلماء التغذية والزراعة لبذل أقصي الجهود إلبتكار جاء الحل في تلك الهبة الربانية الموجودة في , وسائل حديثة لتوفير الغذاء لماليين األفواه الجائعة

فعن طريق الهندسة . ميع الكائنات الحية وهي الجينات التي تحمل الصفات الوراثية من جيل آلخرجفمن المتوقع في القريب أن يكون بين أيدينا نباتات , الوراثية يمكن أن يتم إنتاج نباتات حسب الحاجة

الجينات مهنة فقد أصبحت . تقاوم الحر والبرد والملوحة والجفاف وجميع الظروف البيئية القاسيةهائلة في الثمانينات وإزداد حجمها في التسعينات وأصبحت مهنة القرن الحادي والعشرين حتى يأتي

.حدث علمي يزيحها عن مركز الصدارةلذا في هذا القرص المدمج المكتنز الذي يتكون من ستة أبواب رئيسية

وإستخدامات ومزود بالعديد من الصور التوضيحية الملونة نتناول سويا أسس وتطبيقات وإنجازات الهندسة الوراثية وأساليب إنتاج ومخاطر األغذية المعدلة

كما نستعرض مالمح إلستراتيجية عربية لألمان , جينيا وإجراءات الوقاية منهاالحيوي من منتجات الهندسة الوراثية وكيفية المحافظة على المحيط الحيوي من

.التلوث الوراثيتباع منتجاتها , تتصاعد فيه األصوات محذرة من مخاطر الهندسة الوراثيةففي الوقت الذي

فاألغذية المهندسة , كما أن سلة غذاء العالم ستمتلئ بكل أصناف الغذاء المعدل وراثيا. في األسواقلذا , وهي البشير بثورة غذائية قادمة, وراثيا هي أمل العالم في الحصول على ما يحتاجه من غذاء

ماية هذه الثورة من محاوالت إستغاللها تجاريا حتى تتاح الفرصة للعلم لحل مشاكلها البد من حوالوصول بها إلى أهدافها السامية واإلرتقاء بفوائدها إلى أقصى حد واإلقالل من أضرارها بقدر

. اإلمكان

6

منشأ وتطور وإنجازات..... ثورة الھندسة الوراثیة: الباب األول ________________________________________________________________

بوادر بيولوجية تعتمد إال هو ما إن ما نعيشه حاضرا التقانة الحيوية والهندسة الوراثية، التى يعجز على ثورة

العلمى عن تصورها أو تصور تأثيرها على حضارة الخيال وجوه الحياه اإلنسان، وعلىالصحة والزراعة والصناعة وكل

فى - وألول مرة فى التاريخ -نجح العلماء لقد. على األرضالحياة وهى الجينات، وبالتالى التحكم فى التحكم فى مادة .للكائنات الحية الصفات الوراثية

مجاالت وإنجازات.....الثورة الصناعية الثالثة

م ـ مـــن منظـــور لقــد جــرى العــرف بيــن كثيــر من الـمراقبيــن للعلــتاريخى ـ على أن هنــاك ثــالث ثــورات صــناعية، أو بمعنى أدق ثـورات تقنيـة بـدأت بعصـر

-Superالميكنة ومرت بعصر األوتوماتيكية وانتقلت إلى عصر التقانة الراقية ـ أو كما يقال التقانة المتفوقـة

technology خيرة من القـرن العشـرين والـذى يمكـن أن ـ ذلك العصر الذى نعيشه فى العقود الثالثة األنطلق عليه ـ مجازا ـ الثورة التقنية الثالثة حيث أنه من الصعب أن نضع حدودا فاصلة بين الثورات العمليـة

.التقنية فقد اتخذ التطور التقانى شكال تدريجيا فى اإلرتقاء من مستوى إلى مستوى أفضلد زودت اإلنسان بإمكانيات عضلية وعقلية ممثلـة فـى وإذا كانت الثورة الصناعية األولى ق

الروافع والماكينات، وإذا كانت الثورة الصناعية الثانية قد أعفته مـن القيـام باألعمـال الروتينيـة المكررة فإن الثورة الصناعية الثالثة هى الثورة الخطيـرة التـى سـتفرض السـيادة اإلقتصـادية

كما أدخلت هذه الثـورة بعـدا جديـدا . تكر معطياتها ومقوماتهاوالعسكرية والسياسية للدول التى تح يتزايد ثقله أال وهو القيمة المستحدثة مثل إنتاج شرائح اإللكترونات من سليكون الرمال ومـا تبعهـا

كذلك فرضت هذه الثورة التقنية خصائص النظام العـالمى . من وسائل اتصال ومعلومات وإنسان آلى األسواق الدولية لدول تتجاهل الدور الخطير الذى يلعبه التغييـر التقـانى فـى الجديد، فال مكان فى

التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية، ويمكن القول بأن هناك معانى واستنتاجات لما يتوقع أن يؤول إليـه حال الدول التى تتخلف عن الركب وتخرج من حلبة السباق والتنافس على امتالك العلم والتقانـة ـ

وفى الواقع بدأت تتضح . تعتبر أدوات العصر ـ وتوفر كل الدعائم والمقومات واإلمكانيات لذلك التىمعالم جديدة لتصنيف الدول على أساس قدرتها التقنية بداية من دول العالم األول أو عالم المبـدعين

إلى دول العالم الثالـث أو دول العالم الثانى أو عالم المالحقين والمقلدين، وهبوطا والرواد، وانتقاال إلى .العالم النامى

7

العصر الذى ال نعرف كم من العقود سوف يسـتغرق، . إننا نعيش عصر الثورة التقنية الثالثة العصـر الـذى تزيـد . ذلك ألن األحداث العلمية تتوالى بسرعة مذهلة وآثارها اليكاد يدركها خيـال

م عن انجازات ألوف السنين التى عاشها اإلنسان من انجازات العقد الواحد فيه فى الكيف والكم والقي قبل، ويتكامل مع هذا القول ما يقال أيضا أن عدد العلماء الذين يشتغلون بـالعلم والبحـث والعلمـى والتطوير التقانى فى الوقت الحالى يزيد عددهم على كل الذين أنجبتهم كل الحضارات السابقة وحتـى

أنهم ينفقون من األموال ويستخدمون من اإلمكانيات ما يتضـائل إلـى السبعينات من القرن الحالى، و .جواره كل ما أنفقته اإلنسانية من أموال واستخدمته من كائنات قبل السبعينات

وتتمثل الثورة التقنية الثالثة فى عدد من المجاالت العلمية والتقنية الجديـدة والمسـتخدمة، التمييز الدولى للدول الصناعية المتقدمة نظـرا لإلختبـارات والتى تبذل فيها جهود مكثفة فى مراكز

العملية الهامة التى تنطوى عليها، والتطبيقات التقنية المرتقبة من ورائها والتى يصعب اليوم تصور ويأتى على رأس هذه العلوم علوم اإلتصاالت والمعلومات والتى تضـم . مداها وأثرها على اإلنسانية

المواد الجديدة، ثم صـناعة األدويـة قة والليزر واأللياف الضوئية وتقانة الفضاء، ثم اإللكترونات الدقي .الحيوية والهندسة الوراثيةنية والكيماويات الدقيقة، وأخيرا التق

ة التقانة الحيوية والهندسة الوراثييةما ه

حية، أو بأنها التقني للكائنات ال يمكن أن توصف التقانة الحيوية بأنها التعديل والتحسينالحية الدقيقة أو الكائنات: والهندسية على صناعة المواد بوسائط حيوية مثل تطبيق المبادئ العلمية

الزراعية اإلنزيمات، لتوفير السلع والخدمات التى تشمل المنتجات الخاليا الحيوانية أو النباتية أوحضرات والمست والحيوانية والميكروبية والسمكية، وتصنيع األغذية

عدة فروع علمية واألساس العلمى للتقانة الحيوية يشمل. الطبيةالحيوية، وعلم الوراثة، أهمها بيولوجيا الجزيء والخلية، والكيمياء

النبات، وعلم الحيوان، وعلم المناعة وعلم األحياء الدقيقة، وعلم. وهندسة العمليات، والكمبيوتر وتجهيز البيانات والهندسة الكيميائية،

ما بين عمليات لها تاريخها القديم مثل التخمر وهى تتراوح التقانة الحيوية(إلى الهندسة الوراثية ) التقانةالحيوية التقليدية(

كائن ، أى القدرة على عزل جين من كائن حي ونقله إلى)الجزيئيةتمتلك " جينيا حي آخر، وبذلك يتم تخليق نباتات وحيوانات مهجنة

"غوبة المميزات المر

8

ما هو األساس الذى تقوم عليه الهندسة الوراثية؟

يعيشون على كوكب األرض والذين ال يتشابه اثنان من بين النساء والرجال واألطفال الذين. والكائنات الدقيقة مليارات، وينطبق نفس الشيء على النباتات والحيوانات يزيد عددهم على خمسة

-الجيني المخزون: أو بمعنى أدق-الموجود فى كل الكائنات الحية ائيوذلك التنوع األحيائى الالنهجريجو " وقد ساعدت إعادة اكتشاف قوانين هو حجر األساس الذى تقوم عليه الهندسة الوراثية،

للوراثة فى فترة مبكرة من هذا القرن على زيادة فهم أصل "يوهان مندل االنفصال هذه العملية هىوالظواهر األساسية فى. جوهر التنوع الجينى

الثالث معا تولد فرصا والتغيير ثم إعادة تجميع الجينات، وهذه العملياتفى الماضى ومنذ أكثر من عشرة . الحية للتنوع الجينى الهائل فى الكائنات

التنوع الجيني إلى تمكين اإلنسان من اختيار نباتات آالف سنة أدى وجودأعقب ذلك ثم. من النباتات البرية لزراعتهاالقمح والشعير واألرز :مثل

الذى ينتج بشكل تحسين لهذه المحاصيل عن طريق االنتقاء من التنوعتقنيات التهجين المخطط، ثم أسلوب إدخال التغيرات ومنذ بداية هذا القرن استخدمت. طبيعى

أسلوبا لزيادة نمو -أيضا- وأصبح التهجين. والبيولوجية بهدف تخليق تكوينات جديدة الوراثيةولقد كان التعرف على الجينات لنوع .ظاهرة تعرف بالتنشيط التهجينى المحاصيل والحيوانات، وهى

الذى قدم المواد القزمى فى اليابان ومن األرز فى الصين فى األربعينيات هو من نبات القمح شبهوهكذا . ى أواخر الستينياتالمحصولين فى آسيا ف الخام للثورة الخضراء التى شوهدت فى هذين

والكائنات الدقيقة التى تهم األحيائى هو أساس استمرار تحسين النباتات والحيوانات أصبح التنوع .الزراعة والصناعة والدواء

لقد فتح جيمس واطسون وفرانسيس كريك مجال عندما وصفا التركيب -منذ أربعين عاما- الهندسة الوراثية

جزيء الحمض النووى الريبوزى ل الحلزونى المزدوجانتقل االهتمام إلى دراسة ومنذ ذلك الحين .DNA المختزل

وإلى توحيد األساليب التى األساس الجزيئى للتنوع الجينى،جينية جديدة عن يمكن أن تساعد على تكوين مجموعات

وتقنيات إعادة اتحاد المادة طريق التحكم بالجينات وقد فتحت هذه التقنيات عالما .Cloning الستنساخ الحيوىوا Recombinant DNAالوراثية

معدلة وراثيا، أى تحتوى على مادة وراثية جديدا من الهندسة الوراثية يؤدى إلى إنتاج كائنات حية

DNA بطريقة صناعية من كائن حى آخر غير منتسب إليها أدخلت فيها.

9

ةنشأ وتطور الهندسة الوراثيم: ما هثية كمحصلة طبيعية لثورتين علميتين،جاءت الهندسة الورا

إنزيمات وثورة اكتشاف ،DNA ثورة اكتشاف أسرار المادة الوراثيةفى مواقع DNAالتى تقوم بقص الـ Restriction enzymes التحديد العلماء أن الحمض النووى وبدأت الثورة األولى عندما اكتشف. محددة

DNA عبارة عن (ركيبه الكيميائى اكتشاف ت هو المادة الوراثية، ثمالسكر والفوسفات والقواعد النيتروجينية األربع شريطين متكاملين من

لشريطان شكل الحلزون، وهناك ا، ويأخذ هذان)األدينين والجوانين والسيتوسين والثيامين :وهىالالزمة لةتلتقى كل منها باألخرى، وكل شريط يحمل المعلومات الكام نقاط معينة فى هذين الشريطين

المعلومات الحيوية، التى يؤدى مجموع تفاعلها فى للتحكم فى بناء البروتينات الالزمة لتوجيهثم تبعه اكتشاف أسرار الشفرة .إلى تكوين الكائن الحى وقيامه بوظائفه الحيوية المختلفة النهاية

الوراثية فى لوح المعلوماتلنيتروجينية فى كلمات وجمل تقوم بتخزين ا وهى تتابع القواعد(الوراثية وبذلك. وفك رموزها) اإلنبات حتى الممات، وهى الجينات محفوظ مسئول عن حياة الكائن الحى من

تخليقها معمليا، أو الحصول عليها من استطاع أن يقرأ شفرة كل جين ويتعرف عليها، ثم استطاعالوراثية يقوم ات الجراحةى كائن حي، أو حتى الفيروسات، ثم بعمليأ من DNA استخالص الـ

بإعادة ترتيبها فى شفراتكان لها الفضل فى منشأ وتطور وفيما يلى أهم القفزات واالكتشافات والثورات العلمية التى

.اإلنجازات التى كانت بعيدة حتى عن الخيال الهندسة الوراثية، وكذلك بعض لى نبات البازالء من خالل تجارب ع "جريجور يوهان مندل" أجرى الراهب النمساوى 1866

البيولوجية وتوصل إلى مجموعة من القوانين لتفسير وراثة الخصائص التهجين،عمليات .تنشر فى الكائنات الحية، ولكن نتائج تجاربه لم

قوانين مندل فى علم الوراثة ثم نشرها اكتشافأعاد كل من دى فريز وباستون وآخرون 1900 قد كانت جهود هؤالء العلماء هى الخطوة و. جمعية محلية فى النمساتصدرها دوريةفى

الوراثة، والتى حولت هذا بدأها علماء البيولوجيا فى التطوير المعاصر فى علم األولى التى .العلم إلى علم تجريبى دقيق

.الكروموسومات أن الجينات تقع على" ستون"افترض 1903

.الكروموسومات لجينات تقع علىأن ا" مورجان"أثبتت تجارب 1910

."Gene" "جين"المصطلح العلمى " جوهانسين"اشتق 1911

باللغة األلمانية ."Biotechnologie" "ظهر المصطلح العلمى التقنية البيولوجية 1918

10

. ة الفاكهةلى كروموسومات حشرع أول خريطة للجينات الموجودة" مورجان"أعد 1922 Drosophila ) الالدوروسوفي(

وتعتبر هذه . فى البكتريا Genetic transformation بداية تجارب التحويل الوراثى 1928 .األساس للهندسة الوراثية فى صورتها الحديثة التجارب حجر

Brave new:عالم جديد شجاع" نشرت أول قصة خيال علمى عن الهندسة الوراثية1933

world" الدوس هكسلى"للكاتب."

."Molecular Biology" "البيولوجيا الجزيئية"ظهور المصطلح العلمى 1938

وهى تعرف باسم . الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة التى ربطت" جين لكل إنزيم"ظهور نظرية 1943 ".فعل الجين" نظرية

تتركب من الحمض النووى الريبوزى المختزل أثبت كل من أفرى وكلود وماكارتى أن الجينات1944 DNA.

الطب "و "Chemical engineering لكيميائيةا الهندسة"ظهور المصطلحين العلميين 1948 ."Molecular medicine الجزيئى

.للمادة الوراثية كأساس DNA ور الـأكد كل من هيرشى وكاسى د1952

.ووضعا أول نموذج له DNA اكتشف كل من واطسون وكريك تركيب الـ1953

.األنسولين تحديد تتابع األحماض األمينية لبروتين1958

.mRNA اكتشاف الحمض النووى الريبوزى الرسول1960

-باريس فى معهد جوستاف فى-الخاليا أول محاولة لدمج أطباق خاليا فئران فى حيث قام جورج بارسكى بإدماج

.خاصة مزودة بغذاء معقم

فك رموز الشفرة الوراثية بواسطة جونيد خوران1966

.ومارشال نيرينبرج

.Ligase enzymes اكتشاف إنزيمات الربط1967 .إنسان بخاليا فأر ن من دمج خالياتمكن كل من مارى فايس، هوارد جري

خاص) قص(سميث من اكتشاف أول إنزيم محدد تمكن وارنر أربير ودانيل ناثانس وهاميلتون1970 Restriction enzyme.

Recombinant إلعادة اتحاد المادة الوراثية تمكن كوهين وبوير من وضع أساليب أولية1971 DNA.

.األنسولين ن المسئول عن إنتاجعزل أول جين وهو الجي1973

.وضع أساليب وطرق إلعادة اتحاد المادة الوراثية

.Modern Biotechnology بداية التقنية الحيوية الحديثة

11

.فى البكتريا" جين غريب"ظهور أول تعبير 1974

.فى أمريكا" جينيتيك" إنشاء أول شركة للهندسة الوراثية1977

السوماتوستاتين"هرمون المخ إنتاج أول بروتين آدمى بواسطة البكتريا، وهو Somatostatin".

."E. coli كوالى إشيريشيا"إنتاج األنسولين البشرى من البكتريا 1978

.اكتشاف طرق لتحديد تتابع الشفرة الوراثية

وكانت لكل من كوهين وبوير عن كيفية إعادة اثية،منح أول براءة اختراع فى الهندسة الور1980 .المادة الوراثية اتحاد

.بطرق الهندسة الوراثية فى إنجلترا إنشاء أول مصنع إلنتاج األنسولين اآلدمي1982

لقاحا حيوانيا ضد اإلسهال وهو أول منتج للهندسة الوراثية يجاز تسويقه، وكان .ة الهربىلمعالج "األنتروفيرون"

.أول محاولة ناجحة لنقل الجينات بين الحيوانات

.وظهور ما يسمى بالعنزروف نجاح الجمع بين جنس العنز وجنس الخروف 1983

فى صمم كارى ميليس جهازا لمضاعفة المادة الوراثية .(PCR) المعمل بتفاعل البوليميرز التسلسلي

.ة ناجحة لنقل الجينات إلى نباتأول محاول

Plant النباتية البيولوجيا الجزيئية"ظهور المصطلح العلمى Molecular Biology".

بواسطة أليك DNA fingerprint اكتشاف البصمة الجينية1985 .جيفيرس

.النمو البشرى إنتاج خنزير معدل وراثيا يحمل جين هرمون1986

.المحاكم األمريكية مة الجينية كدليل جنائى فىاستخدام البص1987

.المعدلة وراثيا خارج المعمل أول عملية لتقييم النباتات والكائنات الدقيقة

.أول كائن دقيق معدل وراثيا يجاز تسويقه1988

بواسطة الب شى تسى، Cystic fibrosis عزل الجين المسئول عن مرض التليف الكيسى1989 .كولين سيسوفران

.الجينات فى اإلنسان تمكن ستيفين روسينبيرج من تصميم أول نظام لنقل

.Gene therapy بداية عالج األمراض الوراثية بالجينات

.Hunttington's disease عزل الجين المسئول عن مرض هنتجتون 1993

.للسرطان ينات االنتحارية كعالج ظهور سالح الج 1994

".األرز السوبر" إنتاج أرز مقاوم لآلفات واألمراض أطلق عليه

12

.العالج الجينى لتبقع الجلد الوراثي1995

.العالج الجينى للتحلل الفقاعى الوراثي

.الج للعقمالتبويض كع تصنيع هرمون الغدة النخامية الذى يعمل على تنشيط

.ويلموت باستخدام الخاليا الجنينية استنساخ النعجة ميجان وموراج على يد أيان1996

المسئول عن إنتاج PHA بكوريا من عزل جين تمكن سانج لى بمعهد العلوم والتقنية1997 .لزيادة اإلنتاج E. coli نوع من البكتريا ونقله إلى بكتريا إشيرشيا كوالى بولستر من

باستنساخ تقنية استبدال األجهزة الوراثية "دوللى"تمكن إيان ويلموت من استنساخ النعجة بدون (فى بويضة مفرغة نعجة فنلندية) ثدي(إدماج نواة خلية جسدية من ضرع عن طريق

.أسكتلندية مأخوذة من نعجة) نواة

لواليات المتحدة األمريكية باستخدام استنساخ اثنين من القردة فى مركز بحوث أوريجتون .نفس الصفات الوراثية المجهرى للخاليا الجينية للحصول على نسخ منها تحمل تقنية الفصل

فى استنساخ بقرة أطلقوا عليها اسم أعلنت شركة أمريكية لتربية الحيوانات عن نجاحها Priodial طريق استخدام خاليا عن" يةاستبدال األجهزة الوراث"باستخدام تقنية ، وذلك)جين(

stem يوما30عمره من جنين بقرة .

ينتظم بكل منها ما يقرب من األلف جين، الحصول على فئران تحمل كروموسومات بشرية كاملة وأطلقوا . على األكثر عمليات نقل الجينات ال تتضمن أكثر من جين أو جينين بعد أن كانت

.، وهى كلمة منحوته من كلمتي إنسان وحيوان"المؤنسن لفأرا) "مانى(عليه اسم

إلى) ألفا وبيتاجلوبين(الهيموجلوبين البشري أعلن مايكل ماردين بفرنسا عن نقل جين *

على النبات الكامل وتمكنه من عزل خاليا نبات التبغ والحصول Chloroplast كلوروبالست .باتالهيموجلوبين من بذور وجذور الن وتنقية

.باستخدام تقنية التحوير الوراثى إنتاج السمك الذكرى المتفوق كبير الحجم 1998

.الوراثية إنتاج بعوض غير ممرض باستخدام أساليب الهندسة

.تم تعديل أزهارها وراثيا بداية إنتاج العسل الدوائى عن طريق نباتات1999

.األلغام ثيا للكشف عن مواقعاستنباط نبات تبغ معدل ورا

إنتاج نبات قطن مهندس وراثيا له القدرة على إنتاج البالستيك2000 إنتاج األرز الذهبي المضاد للعمى وذلك عن طريق إدخال جينات لها القدرة على تكوين مادة 2001

.عميالمسئولة عن اإلصابه بال" أ"، وهي المادة األساسية لفيتامين "البيتاكاروتين"اللتين لهما " موسكاد"وأختها " ميل"المزاوجة الجينية بين العنكبوت والماعز وإنتاج النعجة *

. القدرة على إنتاج برتين حرير العنكبوت في حليبهما اإلعالن عن الخريطة الجينية البشرية *

13

. إنتاج نبات سبانخ به جينات من الخنازير2002 بيعية بدون كافيين إنتاج قهوة ط2003

إنتاج أسماك زينه معدلة وراثيا إستنباط نوع من األرز يتحمل الملوحة والجفاف

إستنساخ فأر باستخدام التوالد العذري2004 ض إنجازات الهندسة الوراثيةبع

فتحت الهندسة الوراثية بذلك فرصا ال حدود لها الستخدام

وقد شهدت أعوام. األحيائى التنوعالمخزون الجينى الناتج عن

المبكرة الثمانينيات وأوائل التسعينيات ظهور بعض ثمار التطبيقاتحدث تقدم ففى مجال الزراعة. للهندسة الوراثية فى عدة مجاالت

م، ومنذ 1982 سريع عندما تم تخليق أول نبات مهجن جينيا فى عامإنتاجيتها ةذلك الوقت تم تعديل عشرات من النباتات لزياد

م 1994 وفى. ومقاومتها للفيروسات ومسببات المرض األخرىفى أوربا أجريت مئات من التجارب على النباتات المهجنة جينيا

تقانة المعالجات الحيوية أنتجت التطبيقات المبكرة وفى مجال. وأمريكا الشمالية واليابان وأستراليا . مكنها تنظيف بقع البترول كائنات دقيقة Recombinant DNA اتحاد المادة الوراثية إلعادة

إنتاج هرمونات مثل األنسولين وهرمون النمو، ومواد وفى مجال المستحضرات الطبية تممضاد (الخاليا الليمفاوية، واإلنترفيرون تجلطات الدم، ومواد مسببة لتجلط الدم، ومنبه لتكوين إلذابة

على سبيل ) اشئة عن الفيروسات والبكتريا والطفيلياتمضادة لألمراض الن ، وأمصال)للسرطانوفى مجال ). والبلهارسيا والمالريا ،" C" فيروس االلتهاب الكبدى الوبائى الناشئ عن :المثالوأمصال وعقاقير جديدة، الحيوانى يوجد بالفعل لالستغالل التجارى وسائل للتشخيص، اإلنتاج

الحيوانات المنزلية، وتخصيب فى األنابيب ونقل الجنين فىوإدرار اللبن واألغذية وإعطاء هرمونات النمو لزيادة النمو

استخدمت الحيوانات المهجنة جينيا مثل فأر وقد .المضادة

يحمل جين السرطان البشرى فى المعمل كنموذج مهجن جينيا .للمرض اإلنسانى

وفى مجال اإلنتاج السمكى تم عزل جينات هرمونات سمك السلمون المرقط ونقلها إلى عدد من أنواع نالنمو م .التجارية األخرى األسماك

14

للنشا إلى أما فى مجال الصناعة فقد تم تحويل حيويومحسنات منتجات سكرية، وإنتاج مكسبات طعم ورائحة،

والمواد وعصائر فاكهة معالجة، واستخالص األحماض األمينيةالطحالب والفيتامينات منالغذائية األخرى والمواد الملونة

وإنزيمات كما تم استخالص أطعمة جديدة من التخمر،. الدقيقة .الالكتوز ومهجنات الخميرة صناعة الجبن، ومنتجات األلبان الخالية من

15

سالح ذو حدين .... تقنیة الجینات: الباب الثاني ________________________________________________________________

تعتبر الهندسة الوراثية أداة قوية تحمل فى طياتها . واألمن الغذائى والبيئة كبيرة للطب والزراعة والصناعة آماالتقدمت األبحاث بدرجة كبيرة منذ أواسط السبعينيات حيث

ك ، ومع ذل"ثورة الهندسة الوراثية"انتشار الحديث عن لدرجة أخالقيا وقانونيا: تثير الكثير من المسائل الحساسة فهى

.واجتماعيا، وكذا مسائل متعلقة بمدى أمانها الحيوي

الهندسة الوراثية قادرة على حل مشكالت البشرية من احتياجات استهالكيةفبالرغم من أن

. الطبية والعلمية األمراضومتطلعات من كنوز األرض وثرواتها، باإلضافة إلى تسهيل فهم كثير من القادمة وأدواتها الجديدة وليدة ولكن هناك تخوفات كبيرة من أن تكون شرارات الحروب فى المرات

.شكلتها نظريات واختراعات الهندسة الوراثية هذا العلم، وتكون األدوات واألساليب قد مجاالت الهندسة الوراثية) 1( :الطب الشرعيبصمة الجينات و) أ(

زوجا 23تترتب الجينات في خاليا اإلنسان على والكروموسومات الكروموسومات في نواة الخلية، من

الحمض النووي وبروتينات، وهذه البروتينات مركبة منفي المحافظة على هيكل المادة الوراثية، تلعب دورا هاما

وتوجد . الزيجوت الكامل من خليةالجينات الذي يؤدى إلى تكشف وتكوين الفرد وتنظم نشاط تعبيروتكمن المعلومات الوراثية ألية خلية من . طريق األم بعض الجينات في الميتوكوندريا، وتورث عن

) األدينين: وهبها اهللا للحياة، وهى تتابع القواعد النيتروجينية األربع التي( الشفرة الوراثية تتابع

A ) والجوانين ( G ) والسيتوزين ( C ) الثيامينو ( T )، الوراثية في صورة التي تكون المادة .الوراثية في لوح محفوظ مسئول عن حياة الفرد كلمات وجمل تقوم بتخزين المعلومات

اإلنترون، وينفرد بها كل شخص ة الجينات هي اختالفات في التركيب الوراثي لمنطقةبصم اآلخر من ختالفات من األم وعلى النصفالطفل يحصل على نصف هذه اال تماما وتورث؛ أي أن

خصائص الوالدين، وخصائص مستودع وراثي متسع من األب، ليكون مزيجا وراثيا جديدا يجمع بين . قدامىاألسالف

أنها استطاعت عمل على الرغم من مرور وقت قصير على اكتشاف بصمة الجينات، إالوطبيقي الذي يستخدم حول العالم، وخصوصا في الحاالت الت تحول سريع من البحث األكاديمي إلى العلم

16

قضايا إثبات البنوة، واالغتصاب، :عجزت وسائل الطب الشرعي التقليدية أن تجد لها حال مثل التيوحيث إن نسبة النجاح التي تقدمها الجينات تصل .ضحايا الكوارث وجرائم السطو، والتعرف على

. استخدامها كدليل جنائي المتقدمة مثل أمريكا وبريطانيا علىفقد شجع ذلك الدول %96 إلى حواليوقد تم .الجينات للمواطنين مع بصمة اإلصبع لدى الهيئات القانونية بل إن هناك اتجاها لحفظ بصمة

. الجينات كدليل جنائي الحسم في كثير من القضايا بناء على استخدام بصمة

: الهندسة الوراثية والطب البشرى)ب(

الوراثة، الهندسة الوراثية البشرية هي إحدى الفروع التطبيقية لعلم جديدة تحمل إلى الكائن تهدف إلى إضافة جينات وتعتبر ثورة تقنية جبارة

لحين تجاوز التراكيب الوراثية الحي صفات لم تكن موجودة من قبل،مادة أفضل بقصد إصالح عيب أو خلل في ال الموجودة إلى تراكيب جينية

.الجينية الصفات العامة لألفراد عن طريق إعادة صياغة الخريطة الوراثية أو تحسين

العلماء عن الكون والبشرية خالل وقد أثارت الهندسة الوراثية البشرية تصورات وتوقعاتالوراثي البشري أي ومن األحالم الوراثية التي في طريقها للتحقيق مشروع الطاقم .األلفية المقبلة

إلى مائة ألف جين والذي سيتطلب ما يزيد عن ثالثة سم خرائط الجينات البشرية من خمسين ألفرما حدث في الكيمياء من إن الوصول إلى أسرار األطقم الوراثية يشبه لحد بعيد. دوالر باليين

المؤكد أن هذا المشروع سيزيد من فهمنا للسلوك البشرى ومن. اكتشاف الجدول الدوري للعناصر

لقد . اختبارات لإلرشاد الوراثي والجينات الوراثية في الصحة والمرض، مما يساعد في تصميم جزءا كبيرا وبالرغم من أن. الوراثية البشرية وتقدمت بحوثها وتطبيقاتها بدأت بالفعل ثورة الهندسة

امل مع الجيناتمخيالت العلماء ومعاملهم فقط فإن التع من منجزات هذه الثورة ما زال بعيدا في .األمر البشرية في حاجة إلى ما يحكمه ويفلسفه ويقيده إذا لزم

: الهندسة الوراثية النباتية)ج(

لقد اعتمدت تربية النباتات بالطرق ومتابعة االختالفات التقليدية على مالحظة

لسنوات كل عشيرة، واالنتخاب الوراثية داخل المتشابهة عديدة أو بعمل تهجينات بين النباتات

الحصول على أصناف متميزة في بعض بغرضالطرق التقليدية بالرغم من أن هذه و.الصفات

واألرز والشعير، فقد أجبرت المزارعين على التخلي عن عدد أنتجت أصنافا عالية الغلة من القمح

17

الزراعة إلى وقد أدى هذا التنميط الوراثي في مجال .كبير من األصناف المحلية وقريباتها البرية مختلفة وظروف نمو متباينة، على قدرة المحاصيل التقليدية على التالؤم مع بيئات طبيعية القضاء

.التنوع الوراثي للمحاصيل الزراعية منذ بداية القرن الحالي من% 75فخسرت البشرية حوالي أكثر من ثالثمائة فهناك على األقل مع أن العالم يحفل بأنواع نباتية هائلة لم تستغل بعد؛و

الالتينية، لكنها االستوائية عالية القيمة الغذائية ومفضلة في بلدان أمريكا ألف نوع من الفواكه تقتصر قائمة الفواكه فيها على الثمار الشائعة من حمضيات مجهولة تماما في أمريكا الشمالية، حيث

ساحته عن والية أالسكا األمريكية توجد م تقل" بيرو"وكروم وتفاح وغيرها، فمثال في بلد صغير مثل مستودعا نباتيا هائال تعادل سبعة أضعاف ما في الواليات المتحدة كلها، مشكلة أنواع من النباتات

مكتشفة بعد، وهذا بعض مما تخبئه الطبيعة لنا من ثروات نباتية غير .ينتظر من يرعاه ويستثمرهإال على عدد محدود فقط من األنواع النباتية لى اآلنالبشرية إ في حين ال تحتوي قائمة طعام

الوراثية تهديدا عالميا يحدق يشكل فقدان التنوع هذا أو ما يسمى باندثار الموارد المعروفة، حيث .بالزراعة

الحديثة، ومع التطور المذهل والسريع في شتى المجاالت العلميةالتقليدية المستخدمة ساليبر لذلك المفاهيم واأل كان من الطبيعي أن تتغي

وفاكهة ونباتات طبية وعطرية في تربية النباتات المختلفة من محاصيللالهتمام بحدائق النباتات البرية وطرق رعايتها أو نباتات زينة والعودة

وحفظها، حيث تتركز معظم األبحاث الجارية اآلن في المعاهد ونقلهاالقادرة على ن النباتات والبذوروالمختبرات على إنتاج أنواع جديدة م

للظروف البيئية المحلية، مضاعفة اإلنتاج، والمالئمة في نفس الوقت .وذلك باستخدام الهندسة الوراثية

مقاطع منها وإضافة مقاطع تختص الهندسة الوراثية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحذفو باستخدام اإلمكانيات الوراثية للكائناتالخلية أو الكائن أخرى؛ بغرض إعادة تشكيل أو صياغة

اتجاه جديد في علم الوراثة الحديثة وهو. األخرى المتاحة إلضافة صفات لم تكن موجودة من قبل الوراثة الجزيئية والبيوكيماوية والكيمياء الحيوية والنبات :عدة علوم مثل تبلور نتيجة للتقدم في

التسمية في صياغة أشكال من هذا العلم من منطوقوتنحصر مهمة. وزراعة األنسجة وغيرها تجسيدها في كائنات حية مرغوبة في التطبيق وكذلك في األغراض النظم الوراثية المبتكرة، يتم

.العلمية

كل لحظة من لحظات حياتنا، إن الزراعة وتطوير أبحاثها مشكلة عالمية، تتجدد معطياتهاالدراسة قد يبدو للبعض أنها مشكلة اقتصادية فقط، لكن بعدحدة، و والتطور البشرى الهائل يزيدها

واحد، فما زال النبات على سخائه المعهود تجاه نكتشف أنها مشكلة حيوية وبيئية واجتماعية في آن

18

يكن ليسرق كل ما يقال عن التحول إلى عصر الصناعة أو عصر المعلومات لم اإلنسان، وإنزراعة النبات أيسر وأرخص كثيرا من استزراع إن. الوفي القديماألضواء من النبات ذلك الصديق

إلى متطلبات الزراعة وحجم الخميرة، فضال عن استزراع الخاليا الحيوانية وذلك بالنظر البكتريا أو مساحته هكتار واحد، يمكن أن يحتوى "rye" حقال من الجاودار إن: فمن الطريف ما يقال. اإلنتاجومن هنا لم يكن . حول الشمس من الجذور، وهو مقدار يفوق قطر مدار األرض مليون 300على

.وراثيا باهتمام كبير من جانب العلماء غريبا أن تحظى هندسة النبات الهندسة الوراثية الحيوانية) د(

لقد تطورت التكنولوجيا الحيوية تطورا كبيرا ابتداء من

على أسس علمية ةبدء تعامل اإلنسان مع الكائنات الحيبالطرق التقليدية إلى أن وصلت اآلن إلى تطورها راسخة

بلغ تعامل اإلنسان مع المادة الحية أقصى الحديث، حيثيعرف بتطعيم الجينات ونقلها من كائن إلى درجات الدقة فيما

إلنجازات العلمية الهائلة التي سطعت في اتعتبرو. آخر: آليات بناء البروتين طبيعة المادة الوراثية، كذلك اكتشاف من اكتشافماضيال منتصف القرن

الحيوية لتصل إلى مفهومها الحالي، حيث نتج عن هذه اللبنات األولى في تطور التكنولوجيا

كبير في الكثير من طرق تناول حقائق االكتشافات تطور مذهل في علوم الوراثة، مما أدى إلى تغير المستخدمة في ، وكذلك تطور األساليب البحثية"لحيوان وغيرهماالنبات وا "العلوم األساسية

.وأخيرا ظهور التكنولوجيا الحيوية المتقدمة التكنولوجيا الحيوية بمجاالتها المختلفة،

وقد تطورت التكنولوجيا الحيوية تطورا جذريا منذ أوائلمة متعاظ نشاطاتها بدرجة كان لها آثار السبعينيات واتسعت وتشعبت

بينها إنزيمات ثم جاءت ثورة اإلنزيمات، ومن. في اقتصاديات العالم. النسخ العكسية وغيرها البلمرة وإنزيمات القطع المتخصصة وإنزيمات

الوراثية في مخطط متكامل والتي أسرعت من تداول وتناول المادةالتطور حول حجر زاوية فريد من ويدور هذا. للوصول إلى هدف معين

لتصبح مطوعة بإمكانهم اآلن وضع المادة الوراثية على مائدة العمليات ى أن الوراثييننوعه، وهأو يضاف إليها ويعاد صياغتها بحيث تعبر عن ذاتها للتغيير كما ونوعا، بحيث تحذف منها مقاطع

خالل لوم البيولوجيا تبلور عوهو اتجاه معاصر في.. جديدة، وهو ما يسمى بالتطعيم الجينى بطريقةتحكم المهمته في برمجة أشكال من المناهج المبتكرة، وبمعنى آخر العقود القليلة الماضية، تنحصر

.الطرق األخرى كاالنتخاب والتهجين والتطفير في الصفات بكم وكيف يفوق كثيرا كل ما أعطته كافة

19

التي: األولىلثورة الخضراء ا أولهما هي.. لقد تعرضت مجاالت اإلنتاج الحيواني لثورتين الخضراء التقليدية في تحسين عناصر اإلنتاج الحيواني، ثم الثورة أسفرت عن استخدام الوسائل

المادة الحية فيما التي اعتمدت على التعامل الدقيق مع: الثانيةالخاصة بزيادة يعرف بالهندسة الوراثية إلضافة الجينات

يصية والعالجية التشخ اإلنتاج وإنتاج المستحضرات المناعية .األسماك للحيوان والبرمجة الوراثية لتحسين

:الهندسة الوراثية العسكرية) ه(

الثورات من االستفادة القصوى عاشت البشرية ثورات علمية متعددة، وتباينت عالقتها بهذهنسان، لإل الذرة تنتشر في العديد من المجاالت الحيوية والضرورية إلى الضرر المفجع، فتطبيقات

واليوم تعيش .باليابان" ناجازاكى"و " بهيروشيما" ولكن هذا لم يمنع تدمير البشر بالقنبلة الذريةالهندسة الوراثية وأبحاث "، إنها ثورة "الحياة مادة"البشرية أخطر هذه الثورات وأهمها ثورة

وكنتيجة .ظائف محددةألداء و وتهدف إلى هندسة الطاقم الوراثي للكائنات الحية بتوجيهه "الجيناتفترة تتسابق على معرفة الجديد في هذا العلم عن طبيعية ألهمية هذا العلم بدأت الدول الكبرى منذ

وصلت إليه مراكز أبحاث متعددة وشركات نظم جينية، بل واستخدام أحدث ما طريق إنشاء لمتابعون لما يحدث يرون التقدموا. والنظم الجينية تكنولوجيا الحاسبات في تحليل المعلومات الوراثية

. الذي يسير بمعدل سريع في هذه التكنولوجيا المذهلاالستخدام المفيد أو السيئ فيما يعرف بالحرب سواء فيالتي أصبحت شبحا مخيفا للبشرية، والحقيقة البيولوجية

البيولوجية ارتبط ليس بالتقدم في أن مجال الحربل في تكنولوجيا الصواريخ، ب تكنولوجيا الجينات فحسب

تحميله على ما يوصله ألن الرأس البيولوجي ال بد منالصواريخ تبعا لخطة إلى الهدف؛ ولذلك فهو يحمل على

أيضا الحامل لهذه الرؤوس البيولوجية التي قد تكون قنابل محددة يتحدد على أثرها مدى الصاروخ،

في البيئة أو عوامل مطفرة إلحداث بمجرد انتشارها تفتك بالنظم الحية) مسببات مرضية(يولوجية بولذلك أصبح لكلمة الضمير معنى .مجتمع معين إلضعافه وشل حركة نهضته طفرات سيئة للغاية في

.اإلنسان يعيش مسالما يخدم البشرية وال يضرها خاص في هذا العلم حيث يجعل

20

:لهندسة الوراثية البيئية ا)و(

في السنوات األولى من عمر الهندسة الوراثية للنبات كان

وذلك على تحسين صفات النبات، الهتمام منصبا في المقام األولىلمبيدات بنقل جينات تمكنه من مقاومة اآلفات الحشرية أو الصمود

د يعد مجر أما اآلن فلم. األعشاب، أو تكسبه مناعة ضد األمراضإال مطلبا تقليديا متواضعا في مقابل الطموحات تحسين مقدرة النبات على إنتاج الغذاء واأللياف

أنواع خاصة من زيوت التي تلعب برؤوس العلماء بين يوم وآخر، فمثال أمكن إنتاج العريضةليصنع وراثياالصويا، كما أمكن نجاح العلماء في تحوير النبات التشحيم والزيوت المطهرة في فولالنباتات المهندسة وراثيا مصدرا لبعض اإلنزيمات كذلك أصبحت. البالستيك في بالستيداته الخضراء

يسعى العلماء الستخدام النباتات وفى تطور آخر. الطبيعة الخاصة، والتي تستخدم في الصناعة ذاتالنباتات يقوم الباحثون بهندسةوفى هذا المجال .Phytoremediation فيما يعرف بمداواة البيئة

أما التطور . التربة أو الماء دون أن يتأثر نموه وراثيا إلكسابها القدرة على استئصال الملوثات منوهو ما قد يحل قريبا محل هندسة النبات وراثيا إلنتاج المواد ذات األهمية الطبية، األحدث فهو

يحصل الناس الدافع وراء هذا االتجاه هو الرغبة في أنوكان . لألدوية عمليات التخمير التقليدية .على اللقاحات الواقية مع طعامهم

: الهندسة الوراثية الحفرية)ز(

الحيوانية، سواء أكانت كاملة أم الحفريات مصطلح أطلق على بقايا األحياء النباتية أوالجيولوجية، وذلك قبل ر أو الرواسبالكائن الحي منطبعا أو محفوظا في الصخو ناقصة أو أثرا تركه

باإلنجليزية، وهى مشتقة من الفعل (fossil) ترجمة الكلمة والحفرية هي. ظهور اإلنسان الحديثيستخرج من األرض سواء كان ، وقد كانت تطلق على أي شيء)يحفر(بمعنى fosere الالتيني

.ستعمال حتى القرن السادس عشروساد هذا اال. أو صخريا عضويا أو غير عضوي أو معدنيا

هذه الحفريات، إال أن نظرتهم لها وصادف كثيرا من العلماء من المفكرين والعلماء القدامى مثل .منها اآلن كانت مختلفة عما هو مفهوم

ويتألف جسم الكائنات الحية من خاليا، كل خلية تتكون من

تصبغ، رة داكنة حين خلية هي كرة صغي سيتوبالزم ونواة، والنواة بكلالخلية في كما تحمل .(DNA) وتحمل جزيء المادة الوراثية النووية

أو " الميتوكوندريا" السيتوبالزم خارج النواة مادة وراثية أخرى فيهي Ancient DNA القديمة والمادة الوراثية الحفرية أو. السبحيات

من الحفريات السبحية التي تستخلص المادة الوراثية سواء النووية أو

21

التاريخية على وتستخدم في تفسير العالقات التطورية أو األحداث. نباتية سواء بشرية أو حيوانية أووالجدير . التاريخ البيولوجي للحياة على األرض أساس جزيئي، وذلك من أجل إلقاء الضوء على

.م1984في عام نأول بحث تم نشره في مجال عزل المادة الوراثية الحفرية كا بالذكر أن

مخاطر الهندسة الوراثية) 2(

:رب الجيناتح) أ(ن طرق ع لم يكتف اإلنسان بالكائنات التى تتحور وتتحول إلى كائنات ممرضة، بل أخذ يبحث

فهندسة الجينات كعلم . صناعية لتخليق كائنات ممرضة جديدةد من فكما أمكن استخدامه فى العدي: حدين حديث سالح ذو

استخدامه لتدمير الحياة على المجاالت المفيدة لإلنسان يمكنهذه الجينات سطح هذا الكوكب، حيث يتم خرطنة الجينات، وتطعيم

فى الطاقم الوراثى للبكتريا حيث تورث هذا الطاقم الممرض

بعد ذلك يتم تحميل هذه البكتريا فى .لألجيال الناتجة من انقسامها إطالقها فى مجتمع ما لتخرج البكتريا وتتكاثر وتغزو ، حيث يتم"كبسوالت خاصة" يةحامالت بكتير

.الكائنات الحية لتفتك بها، وهذا يعنى إحداث موت بطيء لمجتمع بأكمله جيناتها الممرضة أجسامالتجارب الحشرات وليست البكتريا فقط هى الكائن الحى المستخدم فى مثل هذه التجارب، فقد شملت

يتم تطعيمه بجينات مرضية محددة بمختلف أنواعها ورتبها، والنباتات وال سيما حبوب القمح، حيثالحبوب المعدة لالستخدام اآلدمي، أو إنتاج نباتات ومبرمجة إلصابة الطاقم الوراثى البشرى فى حالة

م الوراثى للقمح بإكثار اآلفات التى كانت تلقى مقاومة شرسة من الطاق قمح يسمح محتواها الجينىوستفعل ما وذلك يعني أن بكتريا واحدة أو حبة قمح واحدة ستصبح أخطر من مائة طائرة، المحلى،

.ستفشل فيه جيوش جرارة

األخيرة فى يمكن استغالل تطور الهندسة الوراثية والتى قفزت قفزات هائلة فى السنواتوعالية باستخدام الجينات أسلحة ذات تقنياتوذلك بإنتاج. أوجه الشر كما تستغل فى أوجه الخير

ومن الممكن نظريا تطوير .بهم وتوجه ضد جماعات عرقية معينة إلبادتهم أو إلحاق الضررواستخدامها األسلحة البيولوجية، بإضافة بعض الجينات إليها

وإذا تمكن العلماء من لتهاجم جزءا معينا من جسد اإلنسان،ينات التى تميز جماعة عرقية عن أخرى فمن مجموعة الج تحديد

22

طابع عرقى مما يوجب البحث عن وسائل لمنع حدوث ذلك والسيطرة المحتمل إنتاج أسلحة ذات وهذا يؤكد أننا مقدمون على نوع جديد من الحروب. إنتاج أدوية ذات تأثيرات سيئة عليه كما يمكن

وهذا يعنى الصراع ".حرب الجينات"ف بـ يتم التعامل فيه على مستوى الجينات، وهو ما يعر وتوظيفه لتحقيق مصالحها هى فقط الشديد بين الدول المتقدمة المتالك أكبر مخزون حيوى جينى

المجتمع الدولى وقفة لتقنين العمل داخل مراكز بغض النظر عن صالح اإلنسان، مما يستدعي منسان وال تضره، لتكون الحقيبة الجينية األداة إلى نتائج تفيد اإلن بحوث الهندسة الوراثية للوصول

واألمل فى عالج األمراض الوراثية وتوفير. البشرية من ويالت األمراض المستعصية لتخليص .الغذاء لماليين األفراد الجائعة، ال أن تكون أداة لتدمير اإلنسان وآماله

: اإلمبريالية والقرصنة الجينية)ب(

وألول مرة فى -دسة الوراثية فى أن اإلنسان لقد تميزت الهن ألن يطوع المخزون الوراثى الكامن الوسيلة أصبح يمتلك-التاريخ

نباتات أم حيوانات أم كائنات فى جميع الكائنات الحية سواء كانتأو التراكيب دقيقة بما يرضي طموحاته؛ أى أن األطقم الجينية

أن توضع على مائدة العملياتالوراثية لصور الحياة المختلفة يمكن الوراثية لتصبح مطوعة للجراحة الوراثية الستحداث تباينات فى

عن طريق المعروفة، والتى هى نتيجة طبيعية لتطور الحياة بهدف تغيير وظائفها البيولوجية الجيناتصفات وراثية غير إضافة جينات تحمل صفات وراثية جديدة ومرغوبة أو إزالة جينات تحمل

الوراثية للكائن الحى، من هنا يتضح أن كل ذلك يؤدى فى النهاية إلى تبديل اإلمكانات. رغوبةملى التراكيب واألطقم الجينية الموجودة بالمواد الوراثية ع الهندسة الوراثية تعتمد اعتمادا كليا

عملية ا وعلميا، وهىالعلماء أرجاء األرض بحثا عن الكائنات الحية المفيدة طبي لذا يجوب. الطبيعيةجينية تماثل استغالل الثروات ويعتبر البعض هذا األمر إمبريالية". قرصنة الجينات"يسميها النقاد

وتنص معاهدة التنوع البيولوجي على أنه . األصليين المعدنية مقابل عائد ضئيل ألصحاب األرضائد مقابل ما تقوم به الشركات على ع-بوصفهم حراس الطبيعة-البدائيون يجب أن يحصل السكان

الشركات ولكن. والمؤسسات العلمية من تطوير للمنتجات التى تعتمد على موارد تقليدية الدوائيةساهمت بتقديم المادة الخام الدوائية نادرا ما تمرر جزءا من حصتها من األرباح إلى الدول التى

.الجينية

23

:الباب الثالث

بين تطبيقات الحاضر وتنبؤات المستقبل.... أغذية الهندسة الوراثية

24

:الفصل األول

من األرز الذھبي إلي نباتات البالستیك..... األعذية النباتیة ________________________________________________________________

م أصبحت الهندسة الوراثية أحد أهم 1993 نبات مهندس وراثيا في عام مع والدة أولبشكل متنام في زيادة اإلنتاج الزراعي، ويناط بها آمال كبيرة األسلحة التقنية الحديثة التي تستخدم

إنتاج النباتات المهندسة علمية باهرة في مستجدات وقد تحققت . القرن الحادي والعشرين لغزووالدواء وتوفر الوقت والجهد أن تساهم مساهمة كبيرة في إنتاج الكساءالتي من الممكن وراثيا

.واألراضي الزراعية الالزمة إلنتاج الغذاء؛ لمجابهة النمو المطرد في زيادة سكان األرضالتطورات المذهلة والقفزات السريعة في هذا الفصل نطلق العنان لخيالنا لنتعرف على أهم

األرز إال أن هذا ليس خياال؛ ففي المستقبل القريب سنزرع . النباتيةندسة الوراثيةفي مجال الهوسنشاهد نبات , وسنأكل التفاح النباتي بال بذور, الذهبي وسنحصل على البالستيك من النباتات

وسنجني , "طماطم وبطاطس في نبات واحد"وسنرى نبات الطماطس , البطاطس الذي يضئ في الظالم إلي إستيعاب التقنيات الوراثية – نحن العرب –كل ذلك بالطبع يلزمنا . ن شجرة المطاطاألدوية م

.الحديثة وتطبيقاتها للوصول إلي بر األمان وتوفير مستقبل رغد للزراعة العربية وسوء التغذيةمضاد للعمي ... األرز الذهبي) 1(

ويصنف األرز ي دول شرق آسيا،يعتبر األرز الغذاء الرئيسي لمعظم شعوب العالم، وخاصة فوفى إطار البحوث . ألف صنف 14 عالميا إلى عدة أصناف، يصل تعدادها في إحدى الدراسات إلى

توصل الباحثون إلى تطوير نوع جديد منه باستخدام الهندسة المستمرة لزيادة القيمة الغذائية لألرز،؛ وهو )أ(ئية العالية، ويحتوي على فيتامين يتميز بقيمته الغذا ، يطلق علية األرز الذهبيالوراثيةاألرز بصفة أساسية الغذائي الهام، الذي تعاني الكثير من الشعوب الفقيرة والمعتمدة على العنصر

ألف حالة بالعمى 300مليون طفل وإصابة في غذائها من نقصانه الشديد؛ وهو ما يتسبب في وفاة مليون 124 الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين، بحوالي يقدر عدد كما. سنويا على مستوى العالم

. خطيرة أخرى في مختلف أرجاء العالم؛ وهو ما يجعلهم عرضة لإلصابة بالعمى وعاهات طفلمليون طفل، ويعرضهم ألمراض 250يؤثر على صحة نحو ) أ(وتؤكد اإلحصائيات أن نقص فيتامين

.عديدة

مادة المسئول عن إنتاج مادة جينعن طريق نقل الاز إلى هذا اإلنجالباحثون وقد توصل )أ(وهي المادة األساسية لفيتامين ، التي ال غنى للبشر وجميع الثدييات عنها،"البيتا كاروتين"

األرز الذهبي أهمية إنتاج ويكتسب .والمسئولة عن اللون البرتقالي في نبات الجزر إلي نبات األرزمن اإلنتاج العالمي من األرز، باإلضافة إلى أن سكان % 91نحو تي تنتجأكبر في الدول اآلسيوية، ال

25

نوعين من الجينات، تجعلوقد تم أيضا نقل . يعتمدون على األرز في وجباتهم الثالث هذه الدول

ويتم .فقر الدم في العالم األرز أكثر غنى بمادة الحديد، وهو ما يعني التحكم بشكل أكبر في معضلة .هذه الجينات المفيدة إلي القمح والشعير ومحاصيل زراعية أخريحاليا نقل

تطرح بالستيكنباتات ) 2(

إنتاج إنزيم المسئول عن جين عزل الستطاع فريق من الباحثين إكمواد حث النبات على حفظ وتخزين بعض المركبات التي يمكن استخدامهاي

سس الذي يعتبرة علماء نبات األرابيدوبمن وذلك أولية إلنتاج البالستيك، بعض المحاصيلإلي هذا الجين نقل وب". فأر التجارب النباتي"وراثة النبات

ستستطيع النباتات إنتاج وتخزين تلك المركبات دون أن يؤثر هذا على فقد تم نقل جين البالستيك إلي نبات القطن مما سوف يساعد على , فعلي سبيل المثال.النبات صحة

!. نية ال تحتاج إلي مكواة تصميم مالبس قط

أن النباتات التي من المعروف أن البترول هو أساس صناعة كل أنواع البالستيك تقريبا، غيرأنواع جديدة ذات خصائص أكثر تميزا من سيضاف لها هذا الجين سيكون لديها القدرة على صناعة

خدامها في صناعة أنواع على إنتاج مواد أولية يمكن است حيث الشدة أو المرونة، وليس فقطوالبالستيك الذي نستخدمه حاليا ينتج عن .الموجودة نفسها حاليا والمصنعة من البترول البالستيك

كما يطلق ، من البترول ويطلق على تلك السالسل بوليمارات طريق عمل سالسل من مركبات مشتقةكان يعوق إنتاج العلماء آلنوحتى ا ،لجزيئات المفردة المكونة لتلك السالسل مونوماراتا على

المركبات التي يمكن عملها من المونومارات ألنواع متعددة من البالستيك وجود عدد محدود منالنباتات ستحل تلك المشكلة؛ حيث ستمكن العلماء من إنتاج كمية هائلة الموجودة في البترول، إال أن

من البالستيك تحمل أنواع عديدة ومتطورةالمركبات المختلفة التي يمكن استخدامها في إنتاج من .خصائص لم تتوافر في أنواع البالستيك الحالي

كما أن النبات من المواد الكيميائية،كبيرا النباتات مصانع كيميائية مذهلة تنتج عددا تعتبر ويستخدمها في حمايته من الحشرات لديه نظام إلنتاج وتخزين كميات كبيرة من المركبات، والتي

الشمس، ويقوم بإنتاج تلك المركبات عن طريق اتحاد األمراض واألشعة فوق البنفسجية في ضوءو أشكال ثابتة وقابلة للذوبان من هذه المركبات، ويقوم بتخزينها في مكونات بعض الجزيئات إلنتاج

النبات الباحثين هي كيفية حث إال أن المشكلة الحقيقية التي ما زالت تواجه. صغيرة داخل الخلية حتى تصبح عملية إنتاج البالستيك منها قابلة للتنفيذ على إنتاج كميات وفيرة من تلك المركبات؛

أقل فرغم أن البترول من المصادر المحدودة وغير المتجددة فإنه ما زال مصدر .بصورة اقتصادية .تكلفة لمونومارات البالستيك

26

جينيا إلنتاج من الميكروبات المهندسةحث أنواع ولحل هذه المشكلة لجأ العلماء إلي إلنتاج مونومارات "E. coli" "كوالي إي"المونومارات؛ حيث يحاولون حاليا استخدام بكتريا تسمى

وينتظر في . السجاجيد، باإلضافة الستخداماته األخرى لنوع من البالستيك يستخدم في خيوطالبالستيك بخصائصه المتميزة أن يفتح ورة منالمستقبل القريب مع بداية إنتاج تلك األنواع المتط

لم تكن مطروقة من قبل، كما قد نجد أنواع البالستيك المناسبة مجاالت جديدة الستخدامات البالستيكوصمامات األشياء التي لم يكن يناسبها أنواع البالستيك الحالية، مثل صناعة قلوب لصناعة بعض

. صناعية

مضيئة في الظالمبطاطس ) 3(

الكائنات المضيئة المتوهجة في الظالم بعد أن كانت العلماء منذ فترة ليست حلما يداعب خيال الكثير من

تم اإلعالن عن ,بالقصيرة؛ وذلك ألسباب علمية متعددةواالرتواء إنتاج بطاطس تتوهج في الظالم وتطلب السقاية

عند العطش؛ لتعمل كناقوس ينذر المزارعين عند احتياج وقد تم ذلك عن .للماء، وعند إحساسه بالخطر تالنبا

،(GFP) جي إف بي تحوير نبات البطاطس وراثيا بحقنه بجين ينتج بروتينا متوهجا يسمىطريق

وتم استخالص هذا الجين من . البيئي ويتوهج هذا البروتين حال تعرض النبات للضغوط واإلجهادذي يتوهج عادة في حالة شعوره بالخطر وعند مهاجمة ال" فيكتوريا أيكوري"قنديل البحر المضيء

محصولي ذي أهمية اقتصادية قصوى يتوهج في نبات البطاطس المضيء أول نباتويعتبر .األعداءالمحتمل أن ينتج هذا والجيل األول من البطاطس المتوهجة غير معد لالستهالك اآلدمي، فمن .الظالم

. مسببات الحساسية كبعض السموم أوالجين بعض التأثيرات الجانبية، المضيء المتوهج؛ لتقوم بدور ومن المتوقع أن يتم إنتاج نباتات أخرى من هذا النوع

مثل قرب اإلصابة بمرض معين أو تحيق بالمزروعات الحراس وتنذر المزارعين باألخطار التيالنباتات في الوقت المناسب يوسيلة مثلى لركما تعتبر هذه التقنية . بنقص عنصرا ما في التربة

الحد من مشكلة نقص المياه الحادة في القرن الحادي بالكم األمثل من الماء المطلوب لتساهم في ولقد أكدت تجارب سابقة نجاح التحوير الوراثي في .يعتبره العلماء قرن ندرة المياه والعشرين، الذي

الجروح واإلصابة يد من المؤثرات الخارجية، مثلنباتات تتوهج في الظالم حال تعرضها للعد إنتاجالمختبرة بدأت بالتوهج قبل إصابتها بمرض فطري ومما يثير الدهشة، أن بعض النباتات. باألمراض

أن ويرى الوهج الصادر من البطاطس بصعوبة بالعين المجردة، ولكن يمكن .بحوالي أسبوع كاملاستخدام مثل هذه النباتات كجهاز غير يحمل باليد، مما يعضديظهر الوهج جليا باستخدام جهاز ص

27

ومن الممكن أن توزع مثل هذه النباتات مع . تحيق بها إنذار وكناقوس للحماية من المخاطر التيإلى ، مما يؤدي"بذرة واحدة لكل ألف بذرة من البذور العادية"بنسبة ضئيلة المحاصيل المهمة ولو

.على المرض الوقت المناسب لرعاية المحاصيل وللسيطرةسرعة تدخل المزارعين في

....!!نبات الطماطس) 4(

وإنما هو مسمى لنبات .. العنوان ليس فيه خطأ مطبعياألمريكية " ميتشجان"معهد األبحاث بوالية حيث يجري.. جديد

؛ ألنه يجمع بين "طماطس"اسم تجارب إلنتاج نبات جديد يطلق عليهيسعى العلماء إلى ومن الناحية النظرية! ت الطماطم والبطاطسصفا

وخاليا دمج الصفات الوراثية التي تحملها كل من خاليا الطماطموقت واحد، وفي أرض البطاطس إلنتاج النبات الجديد، الذي يمكن من خالله إنتاج محصولين في

ال القدر الذي يستهلكه محصول إ واحدة، وعلى نفس المساحة من األرض، وال يستهلك من المياه .واحد

!!تفاح بناتي) 5(

ويتميز هذا ). بناتي(وراثيا بال بذور أنتج فريق من خبراء الهندسة الوراثية تفاحا معدالوبذلك ينهى العلماء حقبة . المذاق، وكبر حجمه، وخلوه من البذور النوع الجديد من التفاح بلذة

صغير الحجم، األمر التي استمرت لفترة طويلة إلنتاج أنواع من التفاح قليل البذرالعلمية التجاربولعبت الهندسة الوراثية دورا مهما في . نباتيةال الذي يعد نصرا جديدا في مجال الهندسة الوراثية

العنب عديم البذور عديمة البذور، بعد أن أدى النجاح التجاري للثمار عديمة البذور مثل إنتاج الثمار .والتهيئة الصناعية لولع المستهلكين بمثل هذه الثمار سهلة األكل

الحالي، وعندما ولقد تم الحصول على أصناف قليلة من الثمار عديمة البذور في الوقت وتعكس. أغلى من مثيالتها العادية ذات البذور تتوفر مثل هذه األصناف النباتية؛ يحتمل أن تكون

وهجن صعوبات إنتاج ثمار بدون بذور؛ حيث تتطلب في معظم األحوال وجود طفرة، الكلفة العاليةالهرمونات النباتية، وتحتاج عقيمة، أو تتطلب عمالة كثيرة ومعالجة مكثفة للزهور باستخدام

من نبات الكثير من الهجن ثالثية المجموعة الصبغية - على سبيل المثال -األسواق العالمية الثمار سهلة ؛ لتلبي االحتياج المتزايد لمثل هذه)بطيخ بناتي(بطيخا بدون بذور البطيخ، التي تنتج

.األكل، وسهلة التهيئة في أغراض الصناعة والتعليب

28

طماطم تحمي من السرطان) 6(

بطبيعة الحال مفيدة للصحة ألنها تحتوي على الطماطم تفيد في التقليل من أي أضرار يمكن سدةمركبات مقاومة لالك

ومن هذه المواد الكيماوية مادة اسمها .أن تصيب خاليا الجسموقد .باللون األحمرطماطم ليكوبين، وهي المادة التي تلون ال

رتبطت هذه المادة بالصحة الجيدة، فقد أظهرت دراسة أن إ قلل من احتمال اإلصابة بسرطان مرات او اكثر في األسبوع ي10 الطماطمتناول كميات من

بينت تجارب أخرى إن مادة الليكوبين يمكن أن تقلل من و . بالمئة45البروستات بمعدل .وبالتالي من احتمال اإلصابة بأمراض القلب الكوليسترول في الدم،

بثالثة أضعاف كبرأتحتوي على كميات وقد نجح العلماء في إستنباط نوع جديد من الطماطم مما سوف يزيد , وذلك عن طريق نقل جين مشتق من الخميرة إلي نبات الطماطمادة الليكوبينمن م

وهذه ليست أول مرة يؤدي التعديل الوراثي إلى زيادة كمية .من األهمية الصحية لتناول الطماطم فونولفقد تمكن العلماء في السابق من زيادة مركبات مضادة للتأكسد مثل فال, النباتات المغذيات في

.كاروتین بيتاو

شجرة مطاط مهندسة وراثيا إلنتاج بروتينات بشرية) 7(

بشرية إنتاج أول شجرة مطاط مهندسة وراثيا تنتج بروتيناتتم ومن المتوقع أن تعمل شجرة المطاط كمفاعل حيوي. ألغراض عالجية

.بيرةبكميات ك رخيص الثمن، ومتجدد ينتج الدواء، والكيماويات الصناعية هذا اإلنجاز العلمي عن طريق تحوير أشجار المطاط وراثياوقد تم تحقيق

يعطى الذي يستخدم كعالج مغذ) زالل المصل البشري(لتفرز بروتينا بشريا المضادة للمرضى في غرف العناية المركزة، باإلضافة إلى إنتاج األجسام

قد تم عملو. من الشجرةللبكتيريا داخل العصارة اللبنية المستخرجة يتم تعديالت جينية تسمح بإفراز هذه المواد داخل العصارة فقط؛ وال

العديد من الخطط لتعديل أشجار المطاط؛ العلماء تكوينها في أنسجة الشجرة األخرى، وما زال لديو غالية الثمن، ومواد كيماوية تستخدم في صناعة الشامب كي تنتج بروتينات صناعية وعقاقير

.والمنظفات ومعجون األسنان

اللبنية مليلتر من عصارة المطاط300 و100بين مطاط تنتج ما كل شجرة الجدير بالذكر يوم، وإذا كان الهكتار الواحد من ، ويمكن أن تجمع العصارة إما يوما بعد يوم، أو كل)الالتكس(

29

ستؤدي في النهاية إلى تخفيض تكون الغلة كبيرة؛ و شجرة؛ فسوف400األرض يحتوي على حوالي أشجار وبالرغم من تميز. الدوائية والكيماوية والصناعية؛ لتصبح رخيصة الثمن تكلفة المنتجات

تقدر بثمن، ويمكن استغالل المطاط برخص الثمن فمثل هذه األشجار الجديدة المعدلة وراثيا الراج البروتينات الهامة منها، كما يمكن المطاط، بعد استخ العصارة اللبنية بطريقة طبيعية إلنتاج

.جديدة تتميز بإنتاج المطاط بمواصفات صناعية محددة حسب الطلب إنتاج أشجار

30

: الفصل الثاني !من الدجاج عديم الريش إلى األرنب األخضر.... األغذية الحیوانیة

______________________________________ ____________ ليست مجرد مصنع أخبار الهندسة الوراثية تؤكد األحداث أن

الجوانب غموضا وتعقيدا في الحياة فحسب، إنما هي يومية عن أكثربقضايا كثيرة، وهي أيضا مصنع ثروات مصنع آمال عريضة تتصل

اقتحمت فقد .البشر عظيمة تشعل معارك وصراعات جديدة بينياة البشر وفرضت نفسها على هذه الحياة ح الهندسة الوراثية

بغير حدود إلنقاذ البشرية من الذي فتح آفاقا" المنقذ"باعتبارها جاءت لتبقى، فحتى الجوع ومن األمراض الفتاكة، والهندسة الوراثية

. ن العصر الذي نعيشه بعصر الجيناتكبار المتحفظين عليها يصفوى ما يحدث خفية في في هذا الفصل نتجول سويا لنتعرف عل

مختبرات الهندسة الوراثية الحيوانية ونستعرض بعض مشروعات التحوير الوراثي للحيوانات مثل إنتاج بعوض لمحاربة المالريا وإطالة عمر الديدان والدجاج بدون ريش والتزاوج بين العنكبوت

كما . نباط الفأر الذكيوالماعز والحيوانات المضيئة واألسماك كبيرة الحجم وإستنساخ القطط وإستنوضح أنه بالرغم من أن هذه الحيوانات المعدلة وراثيا قد تبدو ظاهريا نوع من العبث والفوضى في

.إال أنها تجارب في كثير من األحيان مفيدة لإلنسان, تبديل الصفات الوراثية للحيوانات بعوض معدل وراثيا لوقف انتشار المالريا) 1(

د من إنتشار مرض المالريا في ظل غياب لقاح يحالمقاومة التي يبديها الطفيلي لالدوية، ومقاومة الحشرات و

-نجح فريق الباحثين برئاسة مارسيلو جيكوبس, للمبيداترزيرف، في كليفالند لورينا في جامعة كاست وسترن

باوهايو في تعديل حشرات بعوض وراثيا لجعلها غير قادرة، نقل الطفيلي المسبب لمرض المختبر، على على االقل في

ويخشى ان يرتفع , وثالثة ماليين انسان سنويا، ال سيما في افريقيا المالريا الذي يقتل ما بين مليون .عدد ضحايا المرض ثالث مرات خالل عشرين سنة

الى االشخاص )بالسموديوم(وتقوم التقنية المستخدمة على منع الحشرات من نقل الطفيلي وينتقل الطفيلي الى الحشرة في طوره الجنيني عندما .مص دمهم الذي تتغذى عليهالذين تلسعهم ل

الف اليرقات الصغيرةآمعاء الحشرة حيث يولد أويعيش الطفيلي في . مصاب تقوم بمص دم شخص

.تلسعه التي تنتقل الى الغدد اللعابية للحشرة ومنها الى الشخص التالي عندما

31

تتحكم بانتاج )جينة(وليد فصيل من البعوض يحمل مورثة لورينا بت-وقام فريق جيكوبسواكدت التجربة ان البعوضات المعدلة .يمنع اليرقات من االنتقال الى اللعاب) ببتيد(حمض اميني

دخال المورثة في إويتم .نقل العدوى من غير المعدلة في% 80وراثيا كانت اقل قدرة بنسبة وفي حال نجاح التجربة طبيعيا، ستتحول البعوضات الى .الجيالالبعوضة بحيث تنتقل وراثيا عبر ا

حيث ينبغي ,ال ان البحث ال يزال يواجه عقبات إ.بدال من كونها ناقال للمرض حشرات غير مؤذيةتصيب االنسان وعلى انواع من البعوض تعيش في البرية ولم يتم توليدها تجربته على المالريا التي

.الطبيعة غير المعروف االثر البيئي لهذه البعوضات لدى اطالقها فيزال أنه ماما ك, المختبر في

المهندسة وراثيا إطالة عمر الديدان ) 2(

معهد ماساشوسيتس في ءتمكن فريق من العلماالمتحدة من إطالة عمر بعض للتكنولوجيا في الواليات

لمعرفة أسرار الشيخوخة لدى الديدان مما قد يوفر مدخالوقد وجد العلماء أن حياة بعض أنواع الطفيليات التي البشر

المستديرة تطول بمقدار خمسين بالمئة عند تسمى بالديدان .الخميرة إليها إدخال جين مضاد للكبر من

أسابيع بإدخال تمكن فريق البحث من إطالة مدة حياة الديدان من أسبوعين إلى ثالثةفقد مدهشة يةالبحثيجة لنتهذه اوتعد . الخميرة المذكور يتضمن جين DNAقطعة مصنعة من حامض

.الواحدة الطفيليات رغم بساطة تركيبها أكثر تعقيدا من الخمائر ذات الخلية عتبار أنفي اإلإذا أخذنا إضافية من الجين إلى الدودة فإن ذلك سيطيل من عمرها نه في حالة إدخال قطعةعتقد العلماء أوي

. أكثركما قد يسرع حث أدلة وراثية توضح أسرار ظاهرة الشيخوخة عند اإلنسانوقد يوفر هذا الب

وتتلخص التجربة بإدخال نسخ إضافية من جين خاص بالخميرة في إنتاج عقاقير تساعد في تأجيلهاويستند ذلك إلى أن الخمائر التي توجد فيها نسختان من ذلك الجين إلى الديدان يدعى سي آي آر

.تلك التي ال يوجد فيها الجين نفسهأمدا أطول من تعيش ويسعى الفريق العلمي إلى إحداث تغيير في التركيب الجيني للفئران لمعرفة ما إذا كان

ما ينطبق على وذلك ألن باإلمكان الحصول على نتائج متشابهة في حيوانات أكثر تطورا من الديدانتميان إلى فرعين متباعدين في شجرة ألنهما ين الخميرة والطفيلي قد ينطبق على جميع الكائنات

تكون مرتبطة بجينات ويعتقد العلماء أن الشيخوخة لدى الكائنات المتطورة بما فيها البشر قد. الحياة . مما قد يوفر مدخال لمعرفة شيخوخة البشر مشابهة للجين موضوع البحث

32

!دجاج بال ريش) 3(

الدجاج أطلق نجح العلماء في إنتاج نوع منويستهدف الجيل الجديد من "دجاج بال ريش " علية

لطيور فيها لعمليات االدجاج البالد الحارة التي تتعرضيؤدي إلى زيادة نفوق سريعة بسبب درجة الحرارة مما

لكن الدجاج الجديد يعاب عليه عدم .أسعار الدجاجأو تربيتها في الحقول المفتوحة صالحيته للبالد الباردة

الذي يستلزم تربيتها بتكلفة برد وهو األمرلتعرضها للطفرة جديدة ويؤكد العلماء أن هذا النوع من الدجاج سيكون .التدفئة عالية تنفق جميعها في عامل

لحوم خالية من الدسم باإلضافة للنمو السريع في عالم صناعة الدواجن لفرصته الكبرى في تربية .فصيلة الريش يف تربيته مقارنة بالدجاج منإنتاج البيض مع انخفاض تكال وزيادة معدل

قبل طرحها باألسواق بأنها ووصف العلماء الدجاجة التي يجرى عليها تأثير معدالت النمو. والبيض من الريش خالية من الدسم تفوق مثيلتها في إنتاج اللحم ستكون كبيرة الحجم عارية تماما

احتياجه للماء كما أنه يتم توجيه طاقة النمو إلى قلةوأرجع العلماء سرعة نمو هذا الجيل من الدجاج .ريشالاللحم خاصة الطاقة المفقودة في تربية في الدجاج إلى

الجدير بالذكر أنه يجري حاليا العديد من األبحاث في مجالي الوراثة وتقنيات التناسل إلنتاج . دجاج معدل وراثيا في المركبات الفضائية

لمزاوجة الجينية بين العنكبوت والماعزا....العنزبوت ) 4(

تختلفان عن غيرهما من النعاج، بل تقدر قيمتهما بأكثر من " موسكاد"وأختها " ميل"النعجة العنكبوت حيث نجح علماء الهندسة الوراثية في تعديلهما وراثيا لتنتجا بروتين حرير وزنهما ذهبا؛

!.الجينية بين العنكبوت والماعز لنهائي للمزاوجةفي حليبهما، وأن العنزتين ما هما إال الناتج ا

عرفها اإلنسان ومن المعروف أن هذا النوع من خيوط العنكبوت يعد أقوى مادة بيولوجيةالعنكبوت أقوى من الفوالذ، وال يفوقها قوة حتى اآلن، وتعتبر الخصالت الحريرية التي تكون نسيج

يع منه إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك ويتمدد الخيط الرف سوى الكوارتز المصهور،، وهو أقوى من "البيوصلب" أو" الفوالذ البيولوجي"أو " الفوالذ الحيوي"العلماء عليه اسم أطلق

رطال للبوصة المربعة، فإذا قدر 300.000احتماله الفوالذ المعدني العادي بعشرين مرة، وتبلغ قوة بكل" جامبو" اإلبهام من خيوط العنكبوت فسيمكنه حمل طائرة بحجم إصبع جدال وجود حبل سميك

معجزة إلهية في وأنثى العنكبوت هي التي تقوم بنسج الخيط، عن طريق آلية هندسية تعتبر .سهولة

33

المجردة مصنوع بالطريقة نفسها التي يصنع حد ذاتها، فخيط العنكبوت الضئيل الذي يظهر أمام العينحيث يتكون الخيط المفرد من عدة خيوط متناهية في الصغر ملتفة حول الصالبة؛بها الكوابل شديدة

العنكبوت من من مليون من البوصة، تنتجه غدد أنثى1وقد يبلغ سمك الخيط الواحد منها بعضها،مغزل فتحات لغدة صغيرة تخرج منها خالل ثالثة مغازل خاصة موجودة أسفل البطن، ويوجد قرب كل

وأثناء هندسة النسيج، تقوم . وهي مادة معظمها من البروتين ي تكون الخيوط الحريرية،المادة التالعناكب التي الخيوط الناتجة من ثالثة مغازل معا لتكوين خصلة قوية ومتينة، وتغزل العنكبوت بجمع

ة من الدائري، وهو قطعة هندسية رائع تعيش خارج المنزل نسيجا معروفا باسم الفلك نسبة إلى شكله .بهي تحت أشعة الضوء في مطلع الفجر الخطوط المتناسقة التي تتألأل بشكل

الهندسة ويمثل الماعز المحور وراثيا دربا جديدا واعدا في حقلالكائنات الوراثية الجديد المثير للجدل، والذي يهدف للتالعب بمورثات

والسالح الكساء والغذاءالحية الستخدامها كمصانع حية إلنتاج الدواء ووراثيا يمكنها إنتاج عدلة الم حيواناتالأن العلماء ويعتقد .إذا لزم األمر

وراثيا على نطاق واسع جدا، وبشكل أكفأ وأكثر رخصا من األحواض األدوية والمواد المهندسةكمصدر للفوالذ استغاللهوفور بدء الماعز في إدرار الحليب فسيمكن . واآلالت الصناعية

سواء في مجال العناية الصحية؛ حيث يمكن الذي سيكون له أبلغ األثر؛) خيوط العنكبوت(البيولوجيمجهرية تصلح للتقطيب في العمليات الجراحية الدقيقة، مثل أن ينتج منها خيوط قوية بسماكة

نسجت حيث إن تلك الخيوط إذاالقرنية، أو في الحماية من الرصاص في المعارك؛ عمليات إصالحالحريرية التي يصل سمكها فهذه الخيوط-بالدقة الكافية تصبح قادرة على صد األعيرة النارية

درع مضاد للرصاص عرفه البشر حتى اآلن فقط تتفوق بثالث مرات على أقوى" ميكرون "3إلىإلى خيوط قوية مجال آخر يحتاجأو في إنتاج األلياف البصرية، أو في أي" كيفالر"والمعروف باسم

.للغاية

من عزل جينات العنكبوت حيث تمكن العلماء، 1992في عام قد بدأ تنفيذ هذه الفكرة والحريري، وقاموا بعد ذلك بالعديد من الدراسات على الغدة الثالثة التي تعد شفرة إنتاج البروتين

تم نقل م 1993وفي عام .ع غدد حليب العنزاتللعناكب؛ ووجدوا أنها متماثلة تقريبا م الحريريةحائك الجرم "من نوع من العنكبوت السام المعروف باسم العنكبوت المسئول عن إنتاج خيوط جين ال

النيجيرية الصغيرة التي تبدأ في ات لعنزتم التوجه بعد ذلك إلى اخاليا جنين الفأر ثم إلي " السماويحية ط من والدتها، وتمتلك غددا ثديية كبيرة تجعل منها آالتأسبوعا فق 13إدرار اللبن في غضون

بخلية الجين حقنذلك عن طريق و. رائعة لضخ الحليب المحتوي على بروتين حرير العنكبوت جين، ليتم 70,000تحتوي على حوالي واحدة لبويضة ماعز لتندمج مع كروموزومات الماعز التي

لعنكبوت الحريرية داخل خاليا الغدد اللبنية، ومن ثم يتم تجميعه فيا في النهاية إفراز بروتين خيوط

34

وبالرغم من أن الحليب الناتج يشبه غيره من .النهاية وتنقيته من حليب النعاج الستخدامه صناعياحيث والرائحة، فإنه يحتوى على كميات كبيرة من بروتين خيط العنكبوت، الحليب في الطعم واللون

استخدامها في غزل تخالص هذا البروتين الثمين على هيئة عجينة بيضاء يمكن واسهترشيحيتم الواقية من الرصاص وإنتاج األلياف خيط أبيض رفيع لصناعة الملبوسات العسكرية خفيفة الوزن

. وغيرهاالبصرية

من الفأر إلي األرنب .... الحيوانات المتوهجة) 5(

وهجا عند تعرضها تحدثالتي جينات نوع من العلماء النقل إلى األرنبة (Jelly Fish )من قنديل البحر لبعض المؤثرات الخارجية

النوعية من الجينات البروتين في مرحلة الجنين، وتنتج هذه" ألبا"تتوهج خالياها ونتيجة لذلك، (GFB) المشع األخضر جي إف بي

ألبا نبةوتبدو األر. مثل قنديل البحر تحت المجهر في الضوء األزرقطبيعية كأي أرنب عادي في الضوء األبيض، ولكن تتوهج عيونها،

علماء أسلوب الحقن المجهري الاستخدم قد و .وفراؤها في الظالم تحت الضوء األزرق وشواربهالجين بروتين مشع معزول من فصيلة قنديل البحر المشع (zygote microinjection) لألجنةومضاعفته بعد أن قاموا بتعديل الجين وتكراره (Aequorea victoria) "أيكوري فيكتوريا" يدعى

إلى خلية بويضة أرنب مخصبة عدة مرات؛ ليصبح أكثر تأثيرا بحيث يظهر توهجا ملحوظا عند نقله ".ألبا"المحورة وراثيا والتي تم تنميتها في النهاية؛ لتنتج األرنبة

المحاوالت إلنتاج كائنات ليشع في الظالم، بل سبقها عديد منأول كائن يحور" ألبا"ال تعد وم في 1997في عام إنتاج فأر محور وراثيا؛ ليتوهج في الظالم ألول مرةفقد تم تتوهج في الظالم،

ليزود العلماء بمعلومات عن بعض العمليات اليابان، وتم استغالل الفأر المحور في األغراض البحثية؛بعض األمراض وطبيعة التعبير الجيني عن طريق استخدام يولوجية، ولدراسة طبيعةالحيوية الب

المتوهجة في اقتفاء أثر بعض الجينات الهامة بطريقة سريعة، حيث يتوهج جينات قنديل البحر .المشع في الظالم في حالة تنشيطه معمليا البروتين

الجينى تمد العلماء بسالح مهم يسمح لهم ومثل هذه التقنية التي تضيف مقدرة اقتفاء األثر كما يمكن استغاللها. لجديدة ومعرفة تأثيرها في التو دون استعمال الجراحة ابمراقبة تأثير العقاقير

للسرطان على سبيل في أساليب العالج الجيني الحديثة بلصق الجينات المشعة مع جينات معالجةفي الصناعة، فلقد تم طرح ف استخدام مثل هذه الجينات المتوهجةويحاول العديد من العلماء توظي

بنسخ بحيث يتدفق منها ماء محمل "برولوم"مسدسات مائية في األسواق عن طريق شركة تدعى تالمسه مع شخص ما، أو أي جسم يحتوي على متكررة من الجينات، ليضيء السائل في حالة

35

ن على تطوير أزهار، وحلوى وأحبار تضيء وتتوهج فيويعمل باحثون آخرون اآل .الكالسيوم .الظالم

!!إنسان في ذكاء الفئران) 6(

في محاولة لتحسين آلية التعلم األساسية في مخ تحسين ذكاء فئران عن طريق فيلماء عالنجح , اإلنسان

مما يفتح الطريق تعديل الجين المسئول عن تكوين الذاكرةنفس العملية في النهاية علي األساس لتطبيق حجرويضع . الذين يعانون من فقدان الذاكرة مساعدة المرضى لاإلنسان

في هذا الصدد، إال أن هناك أسبابا تدعو إلى االعتقاد بأن الفئران والبشر متشابهانوبالرغم من أن .إثبات إمكانية تطبيق التجربة على اإلنسان ال تزال تحتاج إلى

الحيوان تجربة استهدفت تقييم كيف تكون الذاكرة أفضل في مخوقد أعدت الفئران فيتجارب مختلفة، مما يشير بشكل 6الثديي، وكان أداء الفئران المعدلة أفضل من الفئران العادية في

وتبين نتائج البحث أن الفئران .وتكوين الذاكرة واضح إلى أن الجين المعدل مسئول عن عملية التعلمالجين المعدل هو الجين الذي يعرف أن نشاطه ضل من الفئران كبيرة السن، ألناألصغر سنا أف

.والقرود وربما اإلنسان أيضا يضعف مع تقادم السن في الفئرانتقطع طريقا طويال نحو إثبات تكمن في أنهاهذه الدراسة ن أهمية ويعتقد بعض العلماء أ

تكوين المخ للتداعيات العصبية التي تعتبر أساس عن كيفية" قاعدة هيبس"فكرة قديمة تعرف باسم تكمن في تطبيقها الممكن علي اإلنسان هذه الدراسة آخرون أن أهمية يعتقد علماءفي حين , الذاكرة

ذكاء أحد يعرف حتى اآلن ما إذا كانت المعالجة نفسها يمكن أن تجعل اإلنسان أكثر أنه البالرغم من DNA إن تسلسل الحمض النووي: ذلك إلي الحقيقة العلمية التي تقولويستند العلماء في .!؟أم البواسطة العقاقير أو الهندسة لنظيره في اإلنسان مما يوحي بأن تعديله% 98 بنسبة يتطابق الفأرفي

. !!!الوراثية يمكن أيضا أن يجعل اإلنسان أكثر ذكاء معدلة وراثياأسماك ) 7(

بمعدل نمو يبلغ ة من إنتاج أسماك معدلة الجينات، وتتميزتمكن علماء الهندسة الوراثيقريبا ومن المتوقع بدء بيع هذه األسماك للمستهلكين عشرة أضعاف معدل نمو األسماك العادية

.منطقة برينس إدوارد أيالند بكندا بتربية األسماك معدلة الجينات فيات العالمية شركبعض الوتقوم الستهالكها كغذاء، كما أن ألسماك أول لحوم لكائن حي معدل الجيناتومن المتوقع أن توفر هذه ا

تربية أصناف من األسماك مثل السلمون إلى األسلوب المستخدم في إنتاجها سيخفض تكاليف

36

هرمونات النمو الخاصة بنوع منحقن الجينات المسئولة عن إفراز علماء من المكن فقد ت. النصف

ونتيجة . السلمون مأخوذة من نوع آخر من األسماك، داخل أسماكاألسماك وهرمونات محفزة لها شهرا من العمر خمسة أضعاف لذلك بلغ حجم األسماك المعدلة الجينات عند بلوغها ثمانية عشر

. الحجم العاديوقد ثارت اعتراضات حول هذا التجربة الجديدة من قبل القائمين

العلماء ولكن اظ على البيئةاألسماك التقليدية وجماعات الحف على مزارعالتجارب عقيمة وغير قادرة على أن كل األسماك التي أجريت عليهاأكدوا نه من المستحيل أشاروا إلي أغير أن جماعات الحفاظ على البيئة التوالد

أسماك التجارب وتوالدها بين األسماك العادية، وإن ضمان عدم هروبأن هروب سمكة واحدة يعي كما فساد مسار التطور الطبذلك قد يسبب

كاملة من خالل ما أطلق عليه العلماء سيناريو جين معدلة الجينات قد يؤدي إلى القضاء على ساللةالسلمون تتميز أسماك وذلك حيث أن ,كبيرةالبيئية ال مخاطر باإلضافة إلي العديد من الطروادة

رحالت هجرة سنوية تنتهي بالعودة إلىفهي تقطع آالف الكيلومترات في بخصائص فريدة ومعقدة

تطور بدأت منذ هذه القدرة العجيبة خالل رحلةأسماك السلمون اكتسبت د وق مواطنها األصلية .العصر الجليدي قبل ماليين السنين

خالية من مثيرات الحساسيةقطط مستنسخة ) 8(

يقوم العلماء حاليا بالعمل في مشروع علمي إلى إنتاج قطط خالية من ما يثير الجيني يهدف للتكييف

يواجهون مشاكل باقترابهم الحساسية عند البعض ممنستنساخ قطط ال تكون مصدر وذلك عن طريق إ من القطط

.والربو معاناة لمرضى الحساسية

المسبب للحساسيةلبروتينلعلى إبطال تأثير المورث، أو الجين، المنتج تمد المشروع ويع

وستدمج الخاليا المعدلة وراثيا يسبب مشكلة للبشر كبديل له في خاليا القططبوضع مورث آخر ال ,ومن ثم تنمو البويضة الجديدة في رحم أم بديلة مع خاليا بويضات أزيلت مادتها الوراثية

الطريقة يمكن انتاج المزيد وباستنساخ ذكر وأنثى من هذه القطط الخالية من مثيرات الحساسية بهذه . كاثر التقليديمنها بالت

متاحة للبيع ستكون إلى أن مثل هذه القطط غير المثيرة للحساسية ربماويشير العلماء سوف يتم وربما بعدها في وقت ال يزيد على عامين ال أكثر بأسعار تصل إلي ألف دوالر للقطللعامة

على أنه يمثل نظر إليهالمشروع يجب أن ال يهذا أن كما يؤكد العلماء . اللون أو الحجمالتحكم في

37

يمكن القطط غير المثيرة للحساسية حيث أن بداية عهد جديد يشهد إنتاج حيوانات أليفة حسب الطلبالشلل الرعاش االستنساخ العالجي في تطوير عالجات ألمراض مثلأن تستخدم فيما يعرف ب

بروتين يسبب تفاعالتتفرز نوعا من ال التي في جلد القطط الموجودة غدد عن طريق الوالسكريالجلد والدموع لدى بعض الناس حين الحساسية مثل نوبات الربو والعطس وحكةأشكال من ويثير

.اقترابهم منها

38

حرب إقتصادية وبیئیة جديدة .....الجینات الوراثیة :الباب الرابع ________________________________________________________________

للعديد من الشركات " األيادي العابثة"لقد إستطاعت العديد من العالمية متعددة الجنسيات من التخطيط لسرقة كنوز العالم النامي من

صول الوراثية واإلستفادة من تقنية الهندسة الوراثية إلستنباط أنواع األجديدة من النباتات والحيوانات واألدوية واألغذية وطالبت هذه الشركات بإعتبار تلك األصناف الجديدة إختراعات تستحق أن تكون لها

وقد أدرج هذا الموضوع ضمن إتفاقية الجوانب , براءات إختراع جديدة TRIPS" تربس" للملكية الفكرية التي تعرف باسم التجارية

في هذا الباب نستعرض سويا الحرب اإلقتصادية الشرسة بين الدول المتقدمة والدول النامية المتمثل في معاملة منتجات الهندسة –نتناول السيناريو الغربي ,,للسيطرة على الثروة الوراثية

لجني الثمار اإلقتصادية لتقنية الهندسة " الكواليس"اء الذي ينفذ من ور–الوراثية كملكية فكرية كما نلقي الضوء على إعتراضات أنصار البيئة , الوراثية وبالتالي التحكم في أقوات الشعوب

. والجماعات الدينية والمزارعين والدول النامية على منح براءات إختراع لنباتات الهندسة الوراثية تصدير اإلبداع لآلخرين.....حقوق الملكية الفكرية) 1(

اتجهت دول العالم خالل العقدين األخيرين إلى إقامة نظام جديد يقوم على إزالة الحواجز بين وانتهت . الشعوب وخلق سوق عالمية تتحرك فيها السلع والمنتجات والخدمات متحررة من المعوقات

نظمة التجارة العالمية ودخلت وإنشاء م"الجات"جهود تحرير التجارة الدولية إلى وضع اتفاقيات الملكية الفكرية فى إطار هذا التوجه العالمى الجديد ووضعت اتفاقية خاصة لحمايتها هى اتفاقية

كما أصبح لها مجلس خاص يراقب . Trips" تربس"الجوانب التجارية للملكية الفكرية تعرف باسم فى شأنها وبغض النظر عما أثير حول تنفيذها ويقيم آليات خاصة للفصل فى المنازعات التى تثار

فائدة هذه اإلتفاقيات لدول العالم الثالث فإن الذى ال شك فيه أن حقوق الملكية الفكرية أصبحت جزءا من النظام التجارى الدولى الجديد وأن تلك الحقوق صارت تمثل شقا كبيرا من حركة التبادل التجارى

نتظر أن يزيد كلما تقدمت ثورة المعلومات واإلتصاالت الوطنى والدولى على السواء وهو حجم يالملكية "كما أن لقضية .. وكلما تالشت بسببها الحدود بين الدول فى عالم صار أشبه بقرية واحدة

جانبا آخر اليقل أهمية وهو أن تلك الملكية بدخولها فى النظام التجارى الدولى الجديد " الفكريةوهى منافسة سيكون البقاء . النظام من مبادئ المنافسة وقواعدهاأصبحت محكومة بما يخضع هذا

إنتاج "فيها لألصلح واألقوى وستكون العوائد اإلقتصادية إلبداع العقول من نصيب القادرين على . وتصدير ثمراته لآلخرين" اإلبداع

39

"الجات"من معاهدة حفظ األنواع إلي إتفاقية .... الجينات الوراثية ) 2(

من احتمال حدوث مجاعات، نتيجة " عالم الماضى"دى خوف لقد أ نقص الغذاء إلى اإلتجاه إلى األصناف النباتية والحيوانية عالية اإلنتاج

ولكن بظهور تقنية الهندسة الوراثية، التى أعطت . دون اإلهتمام بالنوعيةاإلنسان الوسيلة لتطويع المخزون الوراثى الكامن فى جميع المخلوقات

، وتعديل اإلمكانات الوراثية، وبالتالى برمجة الكائن الحى وفق الحيةتصميمات موضوعة سلفا، وكذلك نتيجة ألخطار استخدام المبيدات الكيميائية، وأزمة الموارد المائية، واحتياجات السوق العالمى لألصناف

ة التى تحمل صفات هامة يبحث عن التراكيب الوراثية واألطقم الجيني" عالم اليوم"عالية الجودة، عاد ـ تضاءل اإلهتمام بها خالل الفترة الماضية ـ مثل تحمل الملوحة والجفاف ومقاومة األمراض

.واآلفاتيبصر بحقائق مخيفة عن " وراء الكواليس"وما يدور " عالم اليوم"لذا فإن الطوف بإرجاء إلمتالك أسرار تقنية الهندسة ذلك العالم الذى سوف تشتد به حدة المنافسة". عالم الغد"مستقبل

، وأحد أركان األمن القومى للدول، والمنافسة "لعالم الغد"الوراثية، التى سوف تعد السالح النووى الدولية للحصول على التراكيب الوراثية المتميزة من المصادر النباتية والحيوانية القادرة على تحقيق

.التفوق اإلقتصادى للحائزين عليها :الحملة المحمومة لجمع المصادر الوراثية ) أ(

لقد أدركت الدول المتقدمة هذه الحقائق مبكرا، فاستطاعت خالل السنوات الماضية جمع الكثير من المصادر الوراثية من أرجاء العالم وباألخص دول الجنوب الفقير

.اقتصاديا والغنى بثرواته الطبيعية من األصول الوراثيةئات األنواع من الفاكهة والخضروات لقد تم جمع م

لكنوز واونباتات الحبوب، وجميعها ذات قيمة غذائية عاليةالمختبئة فى أعماق الغابات الحارة، من نباتات برية صالحة لغذاء اإلنسان أو التى تحتوى على

:يكا الجنوبيةفعلى سبيل المثال ال الحصر فقد تم جمع النباتات اآلتية من بالد أمر. قدرات طبية عالية .الذى ينتج كميات هائلة من الزيت الرخيص" جوجويا"ـ نبات

.المنتجة للسماد الطبيعى" ليوكانيا"ـ شجرة .الذى ينتج درنات مفضلة من فصيلة البطاطس" أوكا"ـ نبات

40

.الذى ينتج حبوبا ذات قيمة غذائية كبيرة" كانيوا"ـ نبات .ة بالبروتينالذى ينتج حبوبا غني" تاروى"ـ نبات .وهو نوع من الحبوب ينمو فى المناطق اإلستوائية المطيرة والصحارى الجافة" أمارانتا"ـ نبات الذى ينتج حبوبا ذات قيمة غذائية كبيرة، ويحتاج إلى نصف كمية المياه التى " تابارى"ـ نبات

.تحتاجها الحبوب األخرى .عته فى المناطق الشحيحة الماء وذات محصول وفيرـ نوع من األذرة غنى جدا بالبروتين وتجود زرا

وهو نبات ينتج بذورا غنية باأللياف وتبشر التجارب التى أجريت عليه بفائدته الكبيرة " شيا"ـ بذور .لمرض السكر وللحد من الكوليسترول

قد تم نوع من محاصيل الحبوب غنى بالبروتين واأللياف و الحديد واألحماض األمينية و" كونيوا"ـ .فعلى سبيل المثال. اإلستيالء على األصول الوراثية من أماكن كثيرة أخرى من العالم .ـ اإلسفنج البحرى الجاميكى الذى يفرز مواد مضادة للسرطان

.التى تعتبر خامة أساسية لتجهيز عقار مضاد للمالريا" كينغ هاو"ـ العشبة الطبية الصينية : استخالص مجموعة شديدة التنوع من المنتجات الكيميائية منها لهندية التى يمكنا" يمن"ـ شجرة

.بدءا بالمبيدات الحشرية وانتهاءا بمعجون األسنان .ـ أحد أنواع األشجار اإلسترالية التى بها مادة كيميائية فد تعالج السرطان

ونات توقف تكاثر فيروس التى تفرز هرم" قطط البحر الخضراء"سم اـ خاليا دم القردة األفريقية المعروفة ب AIDS" اإليدز" المسبب لمرض فقدان المناعة المكتسبة HIV" آى ، فى. أتش"

ومما يؤسف له أن عملية جمع األصول الوراثية تمت فى أغلب األحوال بطرق غير شرعية، وتحت مسميات متعددة، وانتهت إلى الواقع وهو أن دول الشمال الغنى تحتفظ فى خزائنها بكنوز

من المصادر الوراثية فى % 58األصول الوراثية التى وهبها اهللا لدول الجنوب الفقيرة ـ التى تمثل الكون ـ والتى تمثل ميزة نسبية تتمتع بها فى إطار منافسة سوق التجارة العالمية

بين الشمال والجنوب...الجينات معركة ) ب(

ا من التراكيب الوراثية، واستكملت واليوم وبعد أن استوفت الدول المتقدمة احتياجاته استعداداتها من البنوك الوراثية الغنية ومراكز الهندسة الوراثية، ووضعت نظام توثيق براءات

تسجيل براءة اإلختراع (اإلختراع لنتائج األبحاث والمشاريع العلمية وذلك لحمايتها وضمان احتكارها بل الغير إال بموافقة صاحب الشأن، الذى يقدر يحصر استخدامه على صاحبة ويحظر استغالله من ق

" حفظ األنواع"، وبعد معاهدة )على بيع براءة اختراعه للغير وفق الشروط والسعر الذى يحدده بنفسهم، تأتى اتفاقية الجات 1992التى تمخض عنها مؤتمر البيئة لألمم المتحدة فى ريودى جانيرو عام

41

لعالمية لتحظر نقل األصول الوراثية بين الدول بالطرق غير منظمة التجارة ااوالتى تمثلها حاليوبالتالى سيتعزر لكثير من الدول إسترداد مافقدته أو !! الشرعية لكونها أحد حقوق الملكية الفكرية

سلب منها من أصول وراثية وعليها أن تستكمل احتياجاتها فى إطار شرعى يصعب التنبؤ بحسن .نواياه وأبعاده

إختراقات وإكتشافات مذهلة في تقنية الهندسة الوراثية والعلوم البيولوجية أدي فما حدث منففي هذه المناطق توجد غالبية ... إلي التسابق الهائل نحو مناطق الغابات وجبال المناطق اإلستوائية

وإذا كان ربع األدوية والعقاقير األمريكية مكونة من مواد كيميائية . نباتات وحيوانات العالم ألف نوع هي التي 265من نباتات العالم البالغ عددها % 1فإن , نوعا نباتيا40مستخلصة من

ويقوم الباحثون . لذا فإن األسرار البيولوجية موجودة في كل مكان. خضعت إلختبار قدراتها العالجيةلنباتية المجهزون بمعامل متنقلة والحقائب على ظهورهم بجمع عينات مختلفة من الكائنات الحية ا

هذا السباق يشبه الصراع نحو , إن هناك سباقا محموما إلكتشاف األسرار الجينية. والحيوانيةولكنهم يأملون أن يكون ذلك مقدمة إلكتشاف أكبر . وقد يكون اإلكتشاف ضئيال...إكتشاف الذهب

.يجلب لهم الثروة والشهرةنعم إن الجميع يسعون للحصول على قطعة من تلك الثروة

وقد . جينية التي تدور اآلن حرب عالمية شرسة للسيطرة عليهاالتوحدت اآلن الدول الصناعية ضد الدول النامية ووقفت الشركات

بل وقفت , العمالقة متعددة الجنسيات ضد علماء األحياء واإلجتماعفي إطار ذلك الصراع , بعض الحكومات ضد قبائلها في بعض األحيان

عض الدول مثل الهند والصين والبرازيل منع إختراق بيئاتها البيولوجية وتحاول ب. الجيني الرهيبوقد أثار موقف تلك الدول قضية أخري حول من يحق له . خشية سرقتها ونهب إسرارها وكنوزها

وعلي مدى العقود الماضية كانت . ملكية أسرار الكائنات الحية سواء كانت حكومة أو شركة أو عالمكات الزراعية تقوم بتسجيل هذه الموارد دون تقديم أي مقابل للدول التي تم شركات األدوية والشر

وقد قامت العديد من الشركات المحلية والدولية بتسجيل تلك األدوية . إكتشاف تلك الجينات فيهاإذ تعود بعوائد ضخمة على الشركات واألفراد الذين يحتكرون , باسمها وهي عملية إستغاللية هائلة

.يةتلك األدووينظر الكثيرون إلي تلك اإلنتهاكات الخطيرة باعتبارها مثل مرحلة اإلستعمار التقليدي الذي كان يستنزف المواد الخام لدول العالم الثالث ويحرمها من ثرواتها الطبيعية وإذا كانت إتفاقية التنوع

تقوم بإنتاج أدوية البيولوجي تؤكد حق تلك الدول في الحصول على عوائد مادية من الشركات التي وهي معركة تتركز في أحد جوانبها على تعديل , إننا نشاهد اآلن معركة هائلة. من مواردها الطبيعية

فبعض الدول الغربية تريد إعفاء النباتات والحيوانات من حقوق الملكية . قوانين التجارة الدولية

42

إتفاقية التنوع البيولوجي التي تم وتعتبر, بينما ترفض دول العالم النامي ذلك اإلتجاه, الفكرية. ولكن ال يوجد إجماع دولي حولها. م أقرب محاولة دولية لمعالجة تلك المشكلة1992إقرارها عام

ورغم . فأمريكا التي تملك أكبر عدد من معامل وشركات األبحاث الوراثية ترفض توقيع اإلتفاقيةإذ . يمكن تنفيذ التدابير الموجودة بها على أرض الواقعالنوايا الطيبة التي تحفل بها اإلتفاقية فإنه ال

ألنهم ال يحتاجون لتهريب أطنان من النباتات الطبية من دولة , يصعب إعتقال القراصنة البيولوجيينوهكذا . إذ تكفي عينة صغيرة جدا يتم إستخالص السمات الوراثية منها ثم إستنساخها معمليا, ما

وبين دول الجنوب ... فئة بين دول الشمال التي تزداد شراسة وتوحشاتتواصل المواجهة غير المتكا . التي نأمل أال تتراجع أما ذلك الزحف البيولوجي الرهيب

نباتات الهندسة الوراثية كملكية فكرية) 3(

بالرغم من أن حقوق الحماية الدولية بالنسبة للطرق الهندسة الوراثية الغير تقليدية لتربية النباتات كاستخدام أساليب

Trips" تربس" من اتفاقية 27الزالت غير واضحة فإن الفقرة تشير إلى حمايتها عن طريق تسجيل براءات اختراع أو نظام

.وطنى مناسب الموقف األوروبي واألمريكي....براءات اختراع لنباتات الهندسة الوراثية) أ(

واحى العملية فى اكتساب العائد المادى تهتم المؤسسات التجارية اهتماما مباشرا بالنالبتكاراتها حيث أن التحوير الوراثى للنباتات غالى التكلفة والنموذج النمطى للمصاريف الكلية التى

% 80من الميزانية الكلية لألبحاث والباقى % 20تخصصها الشركة إلنتاج نبات معدل وراثيا يتضمن ؤسسات تسعى للحصول على عائد من استثماراتها فى التحوير لذا فإن الم. ينفق على تكاليف اإلنماء

الوراثى يكافئ العائد المتاح فى كل القطاعات التقنية األخرى وتطالب بتعديل نظام البراءات بما يسمح بأن تعامل النباتات المعدلة وراثيا فيما يتعلق باألغراض القانونية بمثل ما تعامل به تماما التقنيات

.ةغير الحيويفبالرغم من أن . وقد بدأت الدول فى الرضوخ لضغوط المؤسسات التجارية والصناعية

م تمنع بوضوح منح براءات اختراع 1973ختراع الصادرة عام اإلتفاقية األوربية لبراءات اإلألصناف النباتات وذلك لمعاملتها معاملة مختلفة عن األشياء غير الحية وكذلك العمليات التى تكون

" باألخالقيات والنظام العام"وهرها بيولوجية كما يجب أال يكون فى استخدام اإلختراع أضرارا فى جفقد قرر المكتب األوروبى للبراءات بميونيخ فى منتصف الثمانينات أن النبات المنفرد ـ مشيرا إلى

عتبر صنفا بل ي" صنف النبات"نباتات الهندسة الوراثية ـ هو مما يقع خارج حدود التعبير بـ

43

كما أن مسودة توجيه . متميزا وبالتالى فال مانع من تسجيل براءة اختراع له حسب شروط اإلتفاقيةالمجموعة األوربية بشأن تسجيل البراءات تقرر رسميا أن أصناف النباتات الموجودة طبيعيا ينبغى

إجازة تسجيل براءة أن تسجل لها براءات اختراع بشرط عدم توصيفها من قبل كما أنها تقترح .للمكونات أو المنتجات النباتية طالما أنها قد أصبحت متاحة كنتيجة لعملية ما من تدخل بشرى

قررت المحكمة العليا للواليات المتحدة أنه بمقتضى القوانين األمريكية يمكن 1980وفى عام ويوجد فى أمريكا . صناعياتسجيل براءة اختراع للنباتات المهندسة وراثيا بشرط أن تكون ناتجا

أربعة أنواع من براءات اإلختراع ـ على األقل ـ فى مجال التكنولوجيا الحيوية النباتية وهم كاآلتى :

براءة اختراع لإلبتكارات • .طرق إنتاج النبات الهجين: مثال

براءة اختراع لصنف نباتى • .لصنفلحماية النبات من قيام شركة أخرى بإعادة تركيب وتربية ا

.براءة اختراع لمجموعة نباتات • .براءة اختراع لجميع أنواع القطن المعدل وراثيا: مثال

.براءة اختراع ألدوات بحثية • .طرق نقل وعزل الجينات والناقل الوراثى والبروتينات والجينات واألجهزة العلمية: مثال

عن القطنريكية األمبعض براءات اإلختراع الممنوحة لشركة أجراسيتس

التاريخ رقم البراءة التكنولوجيا 1991أبريل 5 ,004 ,863 طريقة نقل الجينات باستخدام األجروباكتيرم* 1992يونيو 5 ,120 ,657 طريقة نقل الجينات باستخدام مسدس الجينات* 1992أكتوبر 5 ,159 ,135 جميع أنواع القطن المعدل وراثيا* لى براءات اإلختراع اعتراضات ع)ب(

أنصار البيئة والجماعات الدينية •يعترض أنصار البيئة والجماعات الدينية على منح براءات اختراع للنباتات المهندسة وراثيا

امتالك "حيث أنه ليس للشركات الحق فى احتكار كائنات مهندسة وراثيا فهذا موقف يماثل فى جوهره

44

دة الحية من غير الحية وتخريب للوضع الفريد الذى أضفى على وفيه محو لما يميز الما" الحياة .وليس منتجات أو سلع زراعية" كائنات ذات حس"الحياة حيث يجب أن تصنف النباتات على أنها

المزارعين •

بدأ اإلهتمام بحماية األصناف النباتية الجديدة على المستوى الدولى بعد أن أدركت الدول التى ذا الغرض أن تطبيق هذه القوانين يتطلب التعاون بينها وبعد أن ازدادت ضغوط أصدرت قوانين له

. مربى النباتات لتوفير المزيد من الحماية ألصنافهم النباتية الجديدة بوصفها حافزا لهم على اإلنتاجيت وقد بن1961ترتب على ذلك إصدار اإلتفاقية الدولية لحماية األصناف الجديدة من النباتات عام

وتوفر هذه الحقوق . حقوق مربى النبات على تنظيمات تاريخية طال الزمن بها ومازال لها فعاليتهاولكن كان المزارعون مخولين رسميا بممارسة ما يسمى . حماية للمصالح التجارية لمربى النبات

كما تسمح . بهموهو امتياز يسمح لهم بأن يعيدوا بذر كل وأى من البذور الخاص" إمتياز المزارعين"ويؤدى هذا النظام إلى . هذه اإلتفاقيات باستخدام األصناف ذات الحماية إلنتاج أصناف أخرى محسنة

.حرية التوصل إلى الموارد الوراثية وتبادلها بين علماء البحوثتعتمد حياة الزراعة منذ العصر الحجرى حتى الحديث على استخدام المزارعين لبعض من و

لذا فإن المزارعين ظلوا يعارضون لزمن طويل أى . األخير كبذور للموسم التالىمحصول الموسم نظام يمنح لمربى النبات نفس النوع من حقوق براءة اإلختراع الذى يتاح لمنتجى المصنفات التكنولوجيا غير الحية، ألن تنظيما كهذا سيحرم المزارعين من حقوقهم بالنسبة لذرية ما يخصهم

ذا أصبحت النباتات مما يمكن تسجيل براءات لها، فسيكون من حق الشركة التى تحوز وإ. من نباتاتالبراءة أن ترتب لنفسها حقوقا بالنسبة لكل ذرية للنباتات وسيكون من حقها منع استخدام البذور

وربما يؤدى ذلك إلى قيام منتجى النباتات . التى ادخرت من المحصول أو تقاضى ثمن استخدامهاسة وراثيا إلى إجراء عقود مع المزارعين لتأجير منتجهم وليس بيعة وبذلك يحصلون على المهند

كما قد يؤدى إلى اإلضرار بوضع صغار المزارعين مقارنة بالشركات الزراعية . قدر أكبر من التحكم .الكبيرة وبما تملكه من ميزة تنافسية

الدول النامية •

تراع لنباتات الهندسة الوراثية وذلك لخوفها من تعترض الدول النامية على منح براءة اخقيام الشركات الزراعية الكبرى بجمع عينات من نباتاتها وتسجيل براءات للجينات المهمة ـ كما حدث بالفعل ـ دون أن تعود فوائد هذه البراءات على البالد التى أخذت منها العينات أو على

لتاريخ كله ولذلك لجأت بعض الدول النامية إلى إصدار المزارعين الذين حافظوا عليها على مر ا

45

قوانين تحظر تصدير نباتاتها وتطالب بمناقشة حقوقها على الموارد الوراثية النباتية التى سلبت من .أراضيها أوال

تحديات المستقبل) 4(

فأمريكا . قبلومن استقراء األحداث والتحركات الجارية بالعالم اليوم يمكن توقع تحديات المست تستعد اآلن إلغراق السوق العالمى بالحاصالت الزراعية، بدليل أنها أقلعت عن النظام المعمول به منذ سنوات طويلة لدعم المزراعيين ماليا مقابل عدم زراعة بعض المساحات الزراعية لضمان ثبات

اإلنتاج، أى أن هناك مليون هكتار فى20وسمحت بدخول . أسعار الحاصالت الزراعية فى األسواقعائدا لعشرين مليون هكتار جديدة ستدخل أسواق العالم قريبا ومصانع النسيج بأمريكا تعمل لكامل

وعلى الجانب اآلخر . طاقتها إلستيعاب كل القطن األمريكى بحيث ال يتوفر مخزون فى القطن عالميا زراعية ضخمة من الكرة األرضية فى الشرق األدنى واليابان هناك انجازات

وسعى نشط للحصول على المصادر الوراثية قبل سريان التشريعات بحقوق الملكية الفكرية وتصبح المعلومات المتاحة اليوم سرا محجوبا أو ممنوعا

أى أننا مقدمون على عصر احتكار تقنية الهندسة الوراثية وأسرارها .غدا !وبالتالى عصر التحكم فى أقوات الشعوب

خاتمة )5(

فى الماضى، اعتمدت الثورة الصناعية فى الدول المتقدمة على سلب ونهب المواد الخام من المتقدمة واليوم يعيد التاريخ نفسه مرة أخرى، فثورة الهندسة الوراثية فى الدول . دول العالم الثالث

ح دول العالم الثالث أغنى وبذلك تصب. تقوم على اإلستيالء على المصادر الوراثية من دول العالم الثالث !!شعوب األرض فى المصادر الوراثية والمواد الخام ولكنها أفقر دول العالم إقتصاديا

ولذلك يجب على دول العالم الثالث أن تستيقظ من غفلتها وذلك بوضع اإلستراتيجيات والبرامج الهادفة للمحافظة على باقى كنوزها من األصول الوراثية

وتوفير اإلحتياطات األمنية . تخطط بالفعل لسلبها" أيادى عابثة"إليها قبل أن تمتد .الالزمة للحفاظ على ثروتها الطبيعية والعمل على سرعة استعادة التراكيب الجينية التى سلبت منها

سرعة تحويل البحوث والمعارف العلمية والبيتكنولوجية إلى سلع قابلة الجدير بالذكر أن إعاقة التبادل الحر التقليدى غير الرسمى للمعلومات العلمية ومواد البحث إلي سوف تؤدي للتسويق

الطويل ربما تؤدى هذه التغيرات إلى تأثيرات ضارة فى شئون حماية الصحة العامةوعلى المدى .واإلرتقاء بها

46

:الباب الخامس .... أغذية الھندسة الوراثیة

جراءات الوقائیةبین المخاوف الصحیة والبیئیة واإل________________________________________________________________

الضجة التي يشهدها العالم حاليا حول األغذية النباتية المهندسة وراثيا ربما يكون لها ما يبررها، فالدول تضع شروطا صارمة على إنتاج الغذاء التقليدي، فكيف بها حين تجد نفسها أمام

" . فرانكشتين"وفان جديد من الغذاء الذي وصمه البعض بأنه طعام طالمهم أن هذا األمر ال ينبغي رفضه دون شروط أو ضمانات، فهذا

الغذاء من تداعيات زمن العولمة الذي البد سنأكله آجال إن لم يكن عاجال، فالهندسة الوراثية .الحيوية أو عصر الجينات شئنا أم أبيناية قنهو قرن التحالي وتطبيقاتها جاءت لتبقى، والقرن ال

الصحية والبيئية نتناول مجاالت الهندسة الوراثية النباتية، ونوضح المخاوفالباب في هذه يراه المؤيدون للغذاء المهندس وراثيا وبعض اإلجراءات الوقائية، ونستعرض أوجه الخالف بين ما

جية وقائية لألمان الحيوي لنباتات الهندسة يستند عليه المعارضون، كما نعرض إستراتي وما . الوراثية في العالم العربي

نباتات الهندسة الوراثية ) 1(

في السنوات األولى من عمر الهندسة الوراثية للنبات كان االهتمام منصبا في المقام األولـى أو الصمود لمبيدات على تحسين صفات النبات، وذلك بنقل جينات تمكنه من مقاومة اآلفات الحشرية

أما اآلن فلم يعد مجرد تحسين مقدرة النبات علـى إنتـاج . األعشاب، أو تكسبه مناعة ضد األمراض الغذاء واأللياف إال مطلبا تقليديا متواضعا في مقابل الطموحات العريضة التي تلعب برؤوس العلمـاء

حيم والزيوت المطهرة في فول الصويا، فمثال أمكن إنتاج أنواع خاصة من زيوت التش . بين يوم وآخر كـذلك . كما أمكن نجاح العلماء في تحوير النبات وراثيا ليصنع البالستيك في بالستيداته الخضـراء

أصبحت النباتات المهندسة وراثيا مصدرا لبعض اإلنزيمات ذات الطبيعة الخاصة، والتي تستخدم فـي ام النباتـات فيمـا يعـرف بمـداواة البيئـة وفى تطور آخـر يسـعى العلمـاء السـتخد . الصناعة

Phytoremediation . وفى هذا المجال يقوم الباحثون بهندسة النباتات وراثيا إلكسابها القدرة علـىأما التطور األحدث فهو هندسـة النبـات . استئصال الملوثات من التربة أو الماء دون أن يتأثر نموه

ية، وهو ما قد يحل قريبا محـل عمليـات التخميـر التقليديـة وراثيا إلنتاج المواد ذات األهمية الطب وكان الدافع وراء هذا االتجاه هو الرغبة في أن يحصل الناس على اللقاحات الواقيـة مـع . لألدوية .طعامهم

47

بين مؤيد ومعارض…نباتات الهندسة الوراثية) 2(اء المهندس وراثيـا ومـا قبل أن نبحر لكي نعرف أوجه الخالف بين ما يراه المؤيدون للغذ

يستند عليه المعارضون، ودون الدخول في تفصيالت علمية معقدة علينا أن نعرف أوال حتى تتضـح هى فن التالعب بالمادة الوراثية للكائنات ونقلهـا مـن " الهندسة الوراثية "الصورة أمامنا جميعا أن

األغذية المهندسة وراثيا فسوف تزيد كائن إلى آخر، وبناء على ذلك يرى المؤيدون أنه ال خوف من كمياتها بدرجة كبيرة تنجح معها في إطعام الماليين من األفواه فـي العـالم وتقضـى بـذلك علـى المجاعات في أرجاء المعمورة، كما أن سعرها سيكون في متناول الجميع وسيأكل الفقير قبل الغنـى،

عام بأحجام وألوان أكثر جاذبية ومذاقا منها على كما نجحت الهندسة الوراثية في إنتاج أنواع من الط سبيل المثال ثمار الخيار الكبير، والفلفل ذو اللون األصفر بدال من األخضـر، والكرنـب ذو اللـون البنفسجي، والطماطم التي ال تفسد سريعا، وأغذية أخرى كثيرة تمت هندستها وراثيـا مثـل الخـوخ

لصويا الذي يـدخل فـي صـناعة الهـامبورجر، والشـيكوالتة والعنب والسمك وزيت الذرة وفول ا ويرى المؤيدون أن أضرار التعديالت في الخصائص الوراثية للفواكه والخضراوات . إلخ.. والبطاطس

كما يفتخر المؤيدون بتجاربهم الناجحة في األسماك، . أقل بكثير مما قد يتصوره البعض ويتخوف منه شرى إلى نوع من السمك الذهبى، وكانت النتيجة أن صـغار السـمك فقد نقلوا جين هرمون النمو الب

أصبح حجمها أكبر كثيرا ووصل إلى ضعف الوزن من السمك الذي لم يعالج بهذا الهرمـون، وألنـه ليس من السهل إعطاء السمك هرمون النمو اتجهت البحوث إلى توليد سمك مهجن جينيا، وحتى عام

ومن األوجه المضيئة التـي يراهـا . نوعا 15ي هجنت جينيا إلى وصل عدد أنواع السمك الت 1990المؤيدون لتكنولوجيا الهندسة الوراثية زيادة عدد األنواع واألصـناف النباتيـة القابلـة لالسـتخدام

300 نوع من النباتات القابلة لالستخدام الغذائي يستخدم منها فعال 3500البشرى في الغذاء، فهناك ط إلى النطاق التجاري الواسع، وتستطيع الهندسة الوراثية أن تزيد قائمة النباتـات منها فق 60يصل

ويضيف المؤيدون أن البشر يعتمدون في غذائهم علـى حفنـة مـن . المستخدمة على موائد البشر من الطاقة التي يتعاطونهـا وهـى % 90 محصوال توفر لها وحدها نحو 14المحاصيل ال تزيد على

األرز، الشعير، الشوفان، البطاطس، البطاطا، الكاسافا، قصب السكر، بنجـر السـكر، القمح، الذرة، (وإن إثراء المادة الوراثية لهذه المحاصيل المعـدودة ) فول الصويا، الفول السوداني، الفول، البازالء

وذلك بنقل جينات لها من كائنات أخرى يصبح أمرا ذا أهمية قصوى فى عالج مشكلة الفقر والجـوع .واالنفجار السكاني

كما تتضمن برامج الهندسة الوراثية إنتاج نباتات غذائية قادرة على النمو تحت ظروف مـن الحرارة أو الرطوبة أو الملوحة وتقاوم طبيعيا الحشرات واآلفات واألمراض، كما تهدف إلـى إيجـاد

غنية بالمكونات المغذيـة، نوعيات من الخضر تتميز بالنكهة الممتازة والشكل الفاتح للشهية وتكون على أن تظل محتفظة بصفاتها الطازجة لعدة أسابيع ومن الخطط األخرى للهندسة الوراثية في مجال

48

الغذاء إنتاج لحوم بها نسبة دهون أقل وبيض منخفض الكوليسترول وحبـوب غذائيـة غنيـة فـي ع بعـض األمـراض، وهـذه محتواها من المكونات الخاصة التي قد يكون لها دور في مقاومة أو من

وبيتـا 3المكونات مثل األلياف الذائبة أو غير الذائبة واألحماض الدهنية مـن نوعيـة أوميجـا ـ .كاروتين وغيرها

ولكن يأخذ المعارضون على المؤيدين أنهم اهتموا بوفرة الغذاء وبكبر حجمه وتنوع ألوانـه ولم يذكروا مـدى !! أما صحة اإلنسان فلتذهب إلى الجحيم

تأثير هذا الغذاء المعالج وراثيا على صحة اإلنسان ومـدى فقـد أكـد أحـد علمـاء . خطورته على البيئة المحيطة به

األغذية البريطانيين أن هذا النوع من األطعمة يسبب مخاطر صحية عديدة أهمها إضـعاف الجهـاز ـ ة لطـب الحساسـية المناعى، كما يسبب السرطان، في حين حذر الرئيس السابق للهيئة البريطاني

والبيئة من خطورة الطعام على األجيال المقبلة، ولم تتوقف المظاهرات وردود الفعل الغاضـبة فـي إن تكنولوجيا الهندسـة الوراثيـة تأخـذ : " رأيه بوضوح قائال " األمير تشارلز "فقد أعلن . بريطانيا

ية المسـتهلك والـدفاع عـن كما شنت جمعيات حما". اإلنسان إلى مجال يخص الخالق وال أحد غيره الغذاء الطبيعي حملة ضد األغذية المهجنة جينيا وطالبت سالسل المحالت التجارية الكبرى في أنحاء إنجلترا بوقف بيع هذه األغذية والتي قد تساهم في والدة جيل مشوه ال نعرف مـدى الخطـر الـذي

.يتعرض له في المستقبل

لنباتات الهندسة الوراثیةالمخاوف واإلجراءات الوقائیة ) 3(

التربية التقليدية للنبات تعتمد على نقل وتوليف األطقم الوراثية بأكملها مما يؤدى إلى انتقال الجينات المرغوبة وغير المرغوبة كما أن فرز وانتخاب أنواع جديدة مستقرة وراثيا هو عملية بطيئة

ل تحدث بمعدالت منخفضة جدا حتى عندما جدا وكذلك فإن الطفرات التي تؤدى إلى تحسين المحصوولكن تقنية التحوير الوراثي بأساليب الهندسة الوراثية تتم بدقة شديدة حيث يتم . يتم إحداثها صناعيا

مثل عزل جين مقاومة الحشرات من بكتريا موجودة في (نقل جين من كائن لوضعه في كائن آخر ومنذ إنتاج أول نبات معدل وراثيا عام . ت القطن و الذرةونقله إلى نبا) باسيلس ثورينجينسيس(التربة .م حتى اآلن لم تظهر أخطار واقعية من نتائج تجارب تقرير الصالحية1983

ولكن هناك مخاوف بيئية وصحية بعضها افتراضية ولذا تم وضع الضوابط والنظم واللوائح التي تعديلها وتراقبها الهيئة األمريكية لحماية البيئة تحكم تداول نباتات الهندسة الوراثية قبل وأثناء وبعد

"EPA" بالتعاون مع لجان األمان الحيوي في مراكز األبحاث وبعد ذلك تصرح إدارة الدواء والغذاء . باستخدامها من قبل المستهلك"EDA"األمريكية

49

:المخاوف البيئية واإلستراتيجيات الوقائية) أ( : إنتاج أعشاب بالصدفة*

األخطار االفتراضية للتحوير الوراثي هو أن ننتج بالصدفة أعشاب تنمـو نمـوا عـدوانيا أحدبحيث تمحو األنواع المزروعة وهذا ممكن نظريا ولكن من الناحية العملية فإن الصفة العشـبية فـي

.النباتات هى نتيجة فعل جينات عديدة تعمل معا وبالتالي فهي مما ال يحتمل أن ينتج بغير قصد

: انتقال الجينات إلى األعشاب*نظرا ألن كثير من الصفات الوراثية التي تم أو ينظر في إدخال الجينات المسئولة عنها إلى المحاصيل تعتبر مفيدة لألعشاب ـ مثل مقاومة مبيدات الحشائش والحشرات ـ وكذلك فإن األبحاث

عد وأسرع مما كان يعتقد، فإن هناك خوف من الحديثة تشير إلى أن حبوب اللقاح يمكنها أن تنتقل ألبفعلى سبيل المثال، . انتقال الجينات بواسطة حبوب اللقاح من نبات معدل وراثيا إلى األقارب العشبية

إذا تم انتقال الجين المقاوم لمبيدات األعشاب أو الحشرات من النباتات إلى أقاربها العشبية فسوف وبالرغم من أن هذا . العشبية والحشرات مما يصعب التخلص منهيكون الناتج عشب مقاوم للمبيدات

ليس قاصرا على نباتات الهندسة الوراثية فقط حيث تم رصد أعشاب مقاومة للمبيدات في حقول القمح الغير معدل وراثيا في والية البنجاب بالهند، فقد تم وضع استراتيجيات وقائية لمنع انتقال

: تتضمنالجينات لألقارب العشبية .ـ تعزيز اإلخصاب الذاتي

.ـ إنتاج نباتات ذات عقم ذكري .ـ نقل الجينات المرغوبة إلى الكلوروبالست بدال من النواة

.ـ زراعة النباتات المعدلة وراثيا في أماكن معزولة عن أقاربها العشبية : انتقال الجينات إلى الكائنات الدقيقة في التربة*

ة هو انتقال الجينات من النباتات أحد المخاوف المثارالمعدلة وراثيا إلى الكائنات الدقيقة الموجودة في التربة والتي قد

ولكن األبحاث الحديثة تشير . تؤدى إلى تغيير الفلورا الميكروبيةإلى أن هذا االنتقال ال يحدث وإذا حدث فإن معدله قليل لدرجة

هذه الجينات إلى أحد الفطريات الموجودة فى التربة ولكن يمكن إهمالها وذلك باستثناء إثبات انتقال .بدون تقديم دليل على المستوى الجزيئي

50

:جراءات الوقائيةالمخاوف الصحية واإل) ب(

حيث أن نقل الجينات إلى النباتات يستلزم استخدام الناقل الوراثي أو ما يعرف باسم البالزميد ). سيتوبالزم الخلية بوصفها عوامل ناقلة للمادة الوراثيةوهى أجسام من الحمض النووي تسبح في(

ويحتوى البالزميد باإلضافة إلى الجين المرغوب نقلة على جينات أخرى مقاومة للمضادات الحيوية .مثل جين مقاومة األمبسلين والكاناميسن وجين لمتابعة كفاءة عمل الجين المرغوب

ة مخاوف من انتقالها إلى أمعاء اإلنسان بعدوقد أثارت جينات مقاومة المضادات الحيويمعدة وأمعاء اإلنسان مما يؤدى إلى أن تصبح البكتريا الموجودة فى . تناوله النباتات المعدلة وراثيا

مقاومة للمضادات الحيوية واآلثار المترتبة على ذلك هى فشل المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب في عالج األمراض التي قد تصيب اإلنسان، مما يستدعى البحث عن جيل آخر من المضادات الحيوية

اوف المثارة أيضا أنه حتى وإن لم ومن المخ. وهى عملية شاقة تستغرق وقتا وجهدا وأمواال طائلةيتناول اإلنسان النباتات المعدلة، فهو ال يزال عرضة لدخول هذه الجينات إلى جسمه وغذائه وذلك عن طريق استنشاق حبوب اللقاح الناتجة من هذه النباتات، أو تناول لحوم ومنتجات الحيوانات التي

ل عسل النحل الملوث بحبوب اللقاح المحملة استنشقت حبوب اللقاح المحملة بالجينات أو تناوأي أننا سوف . بالجينات والذي تنقله شغالة النحل من أزهار النباتات المعدلة وراثيا إلى خاليا العسل

.نكون محاصرون بما يسمى بالتلوث الجينىولكن تشير األبحاث الحديثة إلى أنه ال يوجد دليل علمي على أن جين مقاومة األمبسلين

كما تشير . مكن أن ينتقل من النباتات المعدلة وراثيا إلى البكتريا حتى إذا توفرت الظروف المناسبةيمن البكتريا الموجودة في % 30من البكتريا الموجودة في األبقار، % 70األبحاث أيضا إلى أن اومة من البكتريا الموجودة في معدة اإلنسان تحتوى على جين مق% 50الحيوانات المجترة،

) حوالي مليون وربع (610 × 1.2كما تشير األبحاث أيضا إلى أن اإلنسان يتناول يوميا . األمبسلينبكتريا مقاومة للمضاد الحيوي كاناميسن

وبذلك . وخصوصا من السلطة الطازجةفإن افتراضية انتقال جين مقاومة األمبسلين والكاناميسن لإلنسان لن تثير

م أيضا إثبات أن وقدم ت. شيئا جديداالبروتين الناتج من الجين المتابع لكفاءة

ال يوجد ) NPT II(عمل الجين المرغوب له تأثيرات صحية ضارة حيث أنه يتحلل

.بسرعة إلى األحماض األمينية المكونة له

51

الكاناميسن، والنيوميسن (وبالرغم من إثبات أن جينات مقاومة المضادات الحيوية

لها تأثير صحي ضار، فهناك العديد من جينات مقاومة المضادات الحيوية األخرى ليس) واألمبسلين. التي تستخدم في تجارب إنتاج النباتات المعدلة وراثيا مثل هيجروميسن وبليوميسن وجينتاميسن

وحيث أن االحتياج لوجود مثل هذه الجينات على الناقل الوراثي ينحصر فقط في المراحل األولى نباتات المعدلة وراثيا وليس لها فائدة في المنتج النهائي فقد تم استحداث نظام يطلق عليه إلنتاج ال

وذلك . إلزالة هذه الجينات من النباتات المعدلة وراثيا أو على األقل إيقاف نشاطها" المقص الجينى" .لحيويةإلزالة المخاوف الصحية نهائيا وعدم العمل على زيادة مستوى المقاومة للمضادات ا

تسويق المنتجات الغذائية للنباتات المهندسة وراثيا) 4(

من المحتمل أن منتجات أو مكونات الطعام الناتجة من التحوير الوراثي للنباتات سوف يتزايد شيوعها، لذا يلزم متابعة هذه المنتجات أثناء تسويقها وتوزيعها، كما يجب أن يكون التعامل مع

صنع بالهندسة "وراثي في المنتجات الغذائية بأسلوب علني وهذا يعنى كتابة استخدامات التحوير العلى المنتج وذكر الجينات التي تم نقلها ومصادرها وكيفية نقلها وكذلك المكونات الغذائية " الوراثيةوقد يؤدى هذا األسلوب إلى زيادة ثقة المستهلكين وإعطائهم الحق في االختيار وكذلك إلى . للمنتج

كما . دة الوعي العلمى بأساليب وطرق الهندسة الوراثية ودورها في تقديم خدمات ومنافع للبشريةزياأن األسلوب العلني في تسويق منتجات الهندسة الوراثية له أهمية صحية حيث يعانى العديد من

سية لذا البد أن يعرف مرضى الحسا. األفراد من أمراض الحساسية الناتجة من تناول بعض األطعمةفعلى سبيل المثال طماطم منقول إليها جين من جوز . مكونات المنتجات الغذائية قبل أن يتناولونها

.الهند، قد تسبب مشكلة لهؤالء المرضى

52

: الباب السادس الھندسة الوراثیةألغذية إستراتیجیة وقائیة عربیة لألمان الحیوي

___________________________________________________________________ وطفرات وثورات علمية شهدت حضارة اإلنسان وتطوره التقني فى العصر الحديث قفزات

وآثارها ال الحياة البشرية، فاألحداث العلمية تتوالى بسرعة مذهلة، أحدثت تغييرا وتطورا جوهريا فىة اإلعالم، إلى ثورة االتصاالت، إلى ثورة ثور يكاد يدركها خيال؛ فمن ثورة التركيب الذرى، إلى

االصطناعي، ثم إلى ثورة ثورة اإللكترونات، إلى ثورة المعلومات، إلى ثورة الذكاء الفضاء، إلىقليال خير لنا من أن نظل أسرى تراث من األفكار - نحن العرب– ننزعجإنف. الهندسة الوراثية

منصفين مع أنفسنا فال بد تحديات وحقيقته، ولكي نكوندون أن ندرك حجم ما يواجهنا من القديمةالواحد إنها حقبة من الزمن تزيد فيها إنجازات العقد. علمي تقني أن نعرف أننا نعيش في مرحلة تحد

الكبرى على إنجازات ألوف السنين التي من التطورات والتحوالت واالختراعات العلمية التقنيةعديدة في المجتمعات جازات يمكن أن تنتج مفارقات كبيرة تمتد ألجيالذه اإلنه .عاصرتها اإلنسانية

.التي ال تملك أسباب العلمتتطلب من أجل التنمية الوراثية توظيف العرب لصناعة التقنية الحيوية والهندسة إن لذا ف

لك من الكامنة، وذ والرؤية والخيال القتناص الفرص السانحة وترويض المخاطر مزيجا من الواقعية وهو األمر الذي يواجهه العالم. وتطويعها لتحقيق مصالحنا خالل فهم قوانين تقنية الهندسة الوراثية

وبذل الجهود للحوار والمناقشة، قبل أن نتحول العربي بأسئلة عسيرة تحتاج إلى قدح زناد العقول, سبية لمنتجاتنا العربيةالن ومستهلكين، وقبل أن تنهب ثرواتنا الجينية ونفقد الميزة إلى متفرجين

لذا ينبغي أن يخصص العالم العربي اإلستثمارات واألطر , ونتحول إلي ضحية لهذه التكنولوجياوتتوافر لها اإلمكانات , الصعيد الدولي والمؤسسات لتشكيل جماعة علمية عربية متعاونة على

.صناعيةالمادية وفق المعدالت الدولية الراهنة لتتعامل مع هذه الثورة ال

آراء واستطالعات ومظاهرات : الهندسة الوراثيةألغذية األمان الحيوي ) 1(

فبعض . ال يوجد اتفاق في المجتمع العلمى بشأن مدى معقولية المخاوف أو مدى احتمال وقوعهاير العلماء يدافعون نمطيا عن تجاربهم وعن التطبيق التجاري لها مستخدمين بعض الحجج العلمية التي تش

إلى أن المشاكل التي قد تحدث بسبب النباتات المعدلة وراثيا هى أقل مما يحدث بسبب ما ال يحصى من الطفرات العشوائية غير المتعمدة التي وقعت عبر الزمان التطوري وأن . الكائن الحي المعدل وراثيا يتم تحويره بمستوى من الدقة العالية نسبيا

ظار في ارتياح إلى حقيقة أنه لم ينتج أي كما يلفت رجال الصناعة األنكما . ضرر واضح من أي من اإلنطالقات التجريبية التي تمت حتى اآلن

دعا آالن كولينو مدير المعهد الفرنسي ألبحاث الغذاء إلى الثقة في

53

ت النتائج المعملية في هذا المجال وقال إن أضرار التعديالت في الخصائص الوراثية للفواكه والخضراواوالبعض اآلخر من العلماء يحذرون من التأثير الضار . أقل بكثير من التعديالت الناتجة من التربية التقليدية

فقد حذر عدد من العلماء الفرنسيين من مخاطر ما أسموه . للنباتات المعدلة وراثيا حتى ولو كان ضئيالعن طريق الهندسة الوراثية واتهموا معامل بالتالعب في جينات الفواكه والخضراوات التي يأكلها اإلنسان

البحوث الغذائية بأنها تضحي بصحة البشر في سبيل إنتاج فواكه وخضراوات أكبر حجما وأغزر ويقول بيريس اللوند وزير البيئة الفرنسي السابق الذي يقود حملة ضد علماء البيولوجيا . محصوال

وراء الربح السريع والوفير بالتدخل في حجم وشكل والطبيعة إن حياة اإلنسان في خطر بسبب اللهاثالمنتجات الزراعية عن طريق الهندسة الوراثية، وضرب مثال لذلك بالخوخ والعنب والطماطم التي أصبحت ثمارها أكبر حجما ومحصولها

واتهم اللوند التقنيات البيولوجية . أوفر ولكنها فقدت طعمها الطبيعيوقال أن عملية التالعب بالهندسة . ة اإلنسانالحديثة بأنها ستدمر صح

الوراثية في المحاصيل أخطر من القنبلة الذرية كما شنت جمعيات حماية المستهلك والدفاع عن الغذاء الطبيعي حملة ضد األغذية المهجنة بالهندسة الوراثية وطالبت سالسل المحالت التجارية الكبرى في

وجاء اإلنذار الذي وجهته الجمعيات وشاركت فيه منظمات زراعية . بريطانيا بوقف بيع هذه األغذيةوغذائية في بريطانيا في ظل تصاعد الخوف من مخاطر السلع واألغذية المهجنة على صحة اإلنسان على

وذكر بيان لهذه الجمعيات أن على كل المحالت التجارية أن تمنع بيع هذه األغذية . المدى الطويلوذكر البيان أن األمير شارلز ولى عهد بريطانيا " ولوجيا التجارة الغامضة والخطيرةتكن"باعتبارها تمثل

.يدعم حملة حظر األغذية الجينية وأنه دعا إلى نقاش حول هذه القضيةوقد حدث العديد من الخالفات وتباين وجهات النظر وتضارب اآلراء في دول عديدة، فعلى سبيل المثال ال الحصر نظمت مؤسسة االتجاهات االقتصادية األمريكية برئاسة جيرى ريفكند وحملة األغذية

. م1997 أبريل 27 ـ 20في الفترة من " أيام دولية ضد التقنية الحيوية"الطبيعية مظاهرات أطلقت عليها المجر، الهند، ماليزيا، الدنمارك، ( دولة مثل 24 شخص في 200حيث خرجت مجموعات من حوالي

السويد، استراليا، اليابان، أسبانيا، ألمانيا، اليونان، النرويج، بريطانيا، سويسرا، هولندا، كندا، النمسا، كما . في أن األغذية المعدلة وراثيا قد تكون ضارة بالصحة والبيئةوكانت الرسالة الموجهة تتمثل ) أمريكا

م قرار اللجنة التنفيذية لالتحاد األوروبي الذي اتخذ 1997أدان البرلمان األوربي باستراسبورج في أبريل . م والخاص بالسماح باستيراد الذرة المعدلة وراثيا1996في ديسمبر

نبات مقاوم (ماهير ألحد المنتجات المهندسة وراثيا وعن مدى قبول المستهلكين والجمن % 74م بعمل استطالع عن ذلك تبين منه موافقة 1995فقد قام توماس هوبان عام ) للحشراتمن السويديين، % 51من البريطانيين، % 63من اليابانيين، % 69من األمريكيين، % 73الكنديين،

54

% 65كما أشار االستطالع أيضا أن . راء هذا المنتجمن النمساويين على ش% 22من األلمان، % 30من األمريكان يعتبرون منتجات % 21من البريطانيين، % 39من األلمان، % 57من السويديين،

.الهندسة الوراثية خطيرة صحيا األمن الحيوي العربي) 2(

إلى جميع أوجه لحيويةقنية القد امتدت تطبيقات الهندسة الوراثية والتبمفردها بإعداد خطة تنمية نا اليومية؛ مما يصعب معه أن تقوم دولةحيات

الثورة الصناعية لزيادة معدالت إنتاجها القومي اقتصادية لالستفادة من هذهتملك من ولما كانت دول الوطن العربي بما. كفاءات بشرية واستمرارها وبناء

عليها الحفاظ على شكل من أشكال تفرض مقومات وأسس مشتركة ومبادئ وقيم دينية وأخالقيةمستقبلها بينهم لتحقيق التكامل العربي المنشود وخصوصا ما ينعكس على التقارب والتعاون فيما

في خريطة العالم المستقبلية فإن السؤال الذي االقتصادي والحضاري ووجودها بوصفها كيانا مؤثرالقد قامت بعض الدول العربية مثل مصر كله؟أين هو العالم العربي من هذا : اآلن هو يطرح نفسه

للهندسة الوراثية قومية) إستراتيجيات(واألردن وتونس والمغرب بإعداد خطط والسعودية والكويتوالعلوم عام كما قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة. المحلية والتقنية الحيوية بما يوافق ظروفها

الحيوية المتقدمة في العالم العربي باالشتراك مع آلفاق التقنيةم بتنظيم عقد المؤتمر األول 1989دراسة عن وضع الهندسة م تم إقرار1991وفى عام . لمؤسسات والجهات العلمية العربيةا عدد من

.الوراثية في العالم العربيالعربي مطالب بتكثيف الجهود لكن بعد أن فاتنا عصر الذرة والحاسوب والفضاء فإن العالمو

تقنيا عن العالم وعن الوراثية والتقنية الحيوية، ولكي ال نظل جزءا منعزال لكي نلحق بركب الهندسة تحديد أسس االستفادة المثلى عربيا من هذه التقنية، وتحديد ويمكن أن يتم ذلك عن طريق. بعضنا

شرية واإلمكانات المادية األمثل للطاقات الب منطلقاتنا ومبادئنا وأهدافنا وآلياتنا من أجل االستخدام ويمكن أن يتم ذلك باتباع الخطوات اآلتي .المتاحة والتقنية

المتبعة عالميا في مجال جمع المعلومات والبيانات عن الخبرات المكتسبة والممارسات • الحيوية وتوثيقها، وتشخيص فجوات المعرفة واإلدراك، والسعيقنية الهندسة الوراثية والت

وتوطينها، مع عدم والتقانية الحيوية لنقل المعرفة العلمية" عربية"علمية إلى بناء قاعدة .التقنيات المحلية واستخداماتها إهمال عمليات تطوير

.والتدابير الفاعلة المؤثرة عتماد الميزانيات والتعجيل في تطبيق جميع اإلجراءاتإ • .إصدار القوانين واألنظمة والتشريعات الالزمة • .العربي للهندسة الوراثية والتقنية الحيويةإنشاء المركز •

55

تقنیة الحیويةالمركز العربي للھندسة الوراثیة وال

م وجدت الدول األوروبية نفسها متخلفة عن 1945 في عاماألمريكي في مجال بحوث الجسيمات األولية، ولم يكن ركب العلمأي منها منفردة أن تنهض بهذا العبء بسبب تكاليفه باستطاعة

إلنشاء المركز"وقد تعاونت الدول األعضاء . هظة الباالماليةأهم ليصبح ،Cern المعروف باسم سيرن" األوروبي للبحوث النووية

اليابان بسالح غامض ومهلك ال قدرة وكذلك بعد هزيمة. صرح علمي في مجال الجسيمات األوليةنبدأ من جديد في في المعمل، وعلينا أنلقد هزمنا بسالح صنع : "حكيم ياباني لها على مقاومته قال

بأدوات تقنية تمت صناعتها في وبعد أن تلقى العالم العربي الكثير من الهزائم والنكسات ".المعاملللعالم متفرج على هذه األدوات التقنية، فقد حان الوقت ألن يكون المعامل، وتحول إلى مستهلك أو

الهندسة الوراثية والمشاركة في تشكيلها وتطبيقها؛ ثمار تقنية في است- ولو ضئيال -العربي نصيبا الدول الصناعية الكبرى، وال يزداد اتساع الفجوة الحضارية الضخمة التي تباعد بيننا وبين حتى ال

بإقامة ويمكن أن يحدث ذلك. أسس هذه التقنية، وهى الموارد الوراثية سيما أن العالم العربي يمتلكويمكن لهذا المركز أن يقوم باألنشطة العلمية .تقنية الحيويةللهندسة الوراثية والالمركز العربي

:اآلتية

البشرى الجيني، وتقنية الطب نفيذ البحوث األساسية والتطبيقية في مجاالت تقنية الطبت • البروتينية الصيدلية، وتقنية المعالجة الحيوية، والتقنية الشرعي الجيني، وتقنية الهندسة

والحيواني، وتقنية إنتاج الكائنات المعدلة وية البيئية، وتقنية االستنساخ الحيوي النباتيالحي .والتقنية الحيوية البحرية وراثيا،

".الجينات بنك"حماية الموارد الوراثية واستغاللها عن طريق إنشاء • .ذهاوتنفيفي مجال الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية وضع خطط لإلعالم والتعليم • . التقانية الحيويةوضع اإلطار القانوني لحماية الملكية الفكرية •الصناعي والزراعي، مع ترجمة لالستخدام في اإلنتاجتقانية حيوية وضع خرائط استثمارية •

.إنتاجية محددا بها مختلف مؤشرات الجدوى االقتصادية تلك الخرائط إلى مشروعات

ن الحيوي لنباتات الهندسة الوراثيةإستراتيجية وقائية عربية لألما) 3(لقد جاءت الهندسة الوراثية النباتية ومنتجاتها من األغذية والمحاصيل المعدلة وراثيا لتبقى

كما أن التطبيقات المتاحة حاليا والمتوقعة . وهى حقيقة ال ينكرها حتى كبار المتحفظين عليهال المباشرة وغير المباشرة وال يمكن أن تتم مستقبليا، ستؤثر في حياة كل منا بكثير من األشكا

المشاركة المجتمعة السليمة في التوصل إلى قرارات تنظيمية وتشريعية رشيدة، دون وعى ناضج

56

ففي إطار اقتناع علماء التغذية بأن اإلنسان هو . يستند إلى معلومات مدققة تتالفى التهويل والتهوينيف نضمن توفر األمان الحيوي باعتباره بعدا أخالقيا الزما؟ ما يأكل، فكيف يتم ذلك بشكل سليم؟ أي ك

وكيف نتيح الفرصة للمشاركة المجتمعية في التوصل إليه؟ فاألمر يستدعى تضافر جهود المؤسسات اإلعالمية والتعليمية وحماة البيئة وحماية المستهلك

لعلماء المتسمين بالوعي المجتمعي والجهات التشريعية والرقابية، كما يستدعى المشاركة اإليجابية لالناضج، الذي يدفعهم إلى تجاوز تخصصاتهم الضيقة وأداء رسالتهم التنويرية تجاه مجتمعاتهم، ويستدعى أيضا التواصل مع الجهود الدولية والحوار مع مؤسسات اإلنتاج واالستيراد والتصدير،

.لعام هو صالح الجميعوأن يتم ذلك في مناخ هادئ ينطلق من حقيقة أن الصالح اوبما أننا ال نملك الخيار في تناول هذا الطعام الجديد، لماذا ال نبادر إلى دراسة هذه المنتجات وهى لم تزل بعد في عقر دارها، ونستفيد من موجة الرفض التي قوبلت بها حتى في دول مثل ألمانيا

حين نتخذ من اإلجراءات العلمية ما يكفل فقط. واليابان، قبل أن تغزو أسواقنا وتقتحم علينا موائدنالنا سالحا في أيدينا نقر به صالحية أو عدم صالحية هذه األغذية في أسواقنا ، حين ال نملك أن

ويجب أال نهمل رأى المستهلك، بمعنى أال نخدعه ونقدم له الحقائق . نوصد أبوابنا في وجه الجات .ل إقباله عليها عن وعى هو معيار نجاحها أو فشلهافهو في النهاية هدف أي سلعة ومعد. المجردة

لذا يمكن وضع إستراتيجية وقائية عربية لألمان الحيوي لنباتات الهندسة الوراثية ومنتجاتها في الدول العربية تقوم Focal pointsالغذائية ومحاصيلها بحيث تعتمد على إنشاء نقاط تمركز

األغذية المصنعة بطرق الهندسة الوراثية تعتمد على باقتراح خطط للرقابة الصحية على سالمة : النقاط الرئيسية اآلتية

ضرورة التزام منتجي ومستوردي األغذية بتوضيح نوعية المواد الغذائية المحورة وراثيا : أوال على بطاقة عبواتها خاصة في مرحلة تجارة التجزئة لتحقيق مفهوم حماية المستهلك، وإهمال

خداع المستهلك واإلضرار الصحي به ويعتبر ذلك وفقا لقانون مراقبة األغذية أغذية ذلك يعنى .مغشوشة وبالتالي يحظر تداولها

وضع قواعد التحليل والرقابة الصحية المناسبة لتقدير مدى صالحية المنتجات الغذائية : ثانيا دير الصفات الطبيعية المهندسة وراثيا لالستهالك األدمى، وتعتمد هذه القواعد على تق

والكيميائية والبيولوجية للبروتين في األغذية المعدلة وراثيا ومقارنة هذه الصفات مع البروتينات الغذائية المعتادة، مع االهتمام ليس فقط بدراسة تتابع الوحدات األمينية المكونة

تينات بعمليات الهضم في لبروتينات األغذية المعدلة وراثيا، ولكن أيضا بمدى تأثير هذه البروالجسم، ومدى ثباتها تحت الظروف المختلفة للتصنيع الغذائي في حالة عدم تناول األغذية

ويجب االهتمام بتقدير مدى احتمال تسبب بروتينات األغذية . مباشرة على صورتها الطازجةالتي تحدد مدى المعدلة وراثيا في بعض حاالت التعرض للحساسية الغذائية وغيرها من النقاط

57

السالمة الصحية لألغذية المنتجة بالهندسة الوراثية وتطبيق هذه القواعد ال يتم فقط على المكونات البروتينية لألغذية، بل يمتد إلى المكونات األخرى التي تمثل التركيب الرئيسي لألغذية مثل الدهون والنشويات، فضال عن المكونات المؤثرة على صفات جودة وتداول

. األغذية مثل الطعم واللون والرائحةجمع المعلومات عن تفاصيل التغيير والتطوير المحتمل حدوثه في تركيب وصفات األغذية التي : ثالثا

ستنتج بالهندسة الوراثية ومعرفة المصادر التي يتم الحصول منها على الجينات المستخدمة في يل الزراعية والغذائية التي تدرس حاليا بالهندسة وذلك بالنسبة لجميع المحاص. هذه التكنولوجيا

الوراثية، وهدف هذه المعلومات هو المساعدة في صياغة إستراتيجية مبكرة لتطوير قواعد إن إنتاج المحاصيل . التحليل والرقابة الصحية التي ستتعامل فيما بعد مع هذه المنتجات الغذائية

يل المدى تنفذه شركات تهدف إلى الربح وتعتمد على واألغذية المهندسة وراثيا هو مشروع طوونظرا للتكلفة العالية التي تتحملها مثل هذه الشركات . التخطيط ال لشهور بل لسنوات عديدة

فهي تهدف أوال إلى ضرورة ضمان وجود الطلب على تسويق إنتاجها الزراعي والغذائي ومعنى ذلك أن نوعية المحاصيل . ن اآلنالمهندس وراثيا عند التوصل إليه بعد عدة سنوات م

واألغذية التي سوف تنتج بالهندسة الوراثية خالل السنوات القادمة وتفاصيل التعديل المحتمل حدوثه في تركيبها ومكوناتها وصفاتها معروف من اآلن، ضمن خطة عمل الشركات

الحصول على كافة المتخصصة في إنتاج األغذية بتكنولوجيا الهندسة الوراثية، ولذلك فإنالتفاصيل التي تساعد على التخطيط المبكر لقواعد التحليل والرقابة الصحية لألغذية المعدلة وراثيا ليس باألمر الصعب، وسوف يعطى الفرصة الكافية لكي تستعد أجهزة الرقابة الصحية

ن أغذية ومنتجاتها للقيام بدورها المطلوب دائما لضمان السالمة الصحية لما يتناوله المواطن م .المختلفة

وضع استراتيجيات وقائية وموازنة بين الفوائد المحتملة من النباتات المعدلة وراثيا والعواقب : رابعاكما ينبغي توخى الحرص الشديد في محاولة استشراق العثرات . الضارة الغير مطلوبة

العمل وكأن الصعوبات التي يلزم المحتملة واتخاذ الخطوات الالزمة لتجنبها، بدال من مواصلة وكذلك يجب تطبيق اللوائح التنظيمية العامة لتقييم . التغلب عليها هى صعوبات معملية فقط

نباتات الهندسة الوراثية وتتلخص في مراعاة طبيعة النبات والبيئة التي سيدخل فيها وليس ألنه يستحيل حتى ) ى حدةأي كل حالة عل(فقط طريقة إنتاجه وأن يتم التقييم بصورة منفردة

كما يجب إطالق النباتات خطوة بخطوة بمعنى أن يتم اختبار . اآلن أن نطبق مبادئ عامةالمحطات (النباتات المعدلة أوال في المعمل ثم في الصوبات ثم من خالل تجربة ميدانية صغيرة

تلفة وهكذا حتى نصل تعقبها تجربة ميدانية كبيرة ثم تجارب في بيئات مخ) الزراعية التجريبية .إلى مرحلة التسويق

58

المصادر والمراجع العلمیة

59

ــ دائـرة الشـؤون ) 157(الموسوعة الصغيرة " الهندسة الوراثية ) "1985(عبد اإلله صادق الكويتى . د • .بغداد/ الثقافية والنشر

ـ الهيئة المصرية العامـة ) 93(سلسلة العلم والحياة " يناتأسرار علم الج ) "1997(عبد الباسط الجمل . م • .للكتاب

ـ الهيئة ) 104(سلسلة العلم والحياة " التلوث البيئى والهندسة الوراثية) " 1998(على محمد عبد اهللا . د • .المصرية العامة للكتاب

.القاهرة/ المعارف دار-) 644(سلسلة اقرأ " كتابنا الوراثى قراءة فى) " 1999(أحمد مستجير . د •مؤسسة دار الشعب للصحافة والطباعة والنشر " الهندسة الوراثية وتطبيقاتها) "1988(عاصم محمد على . د •

.القاهرة/ ـ المجلس ) 235(سلسلة عالم المعرفة " اإلنسان الحائر بين العلم والخرافة) "1998(عبد المحسن صالح . د •

.كويتالوطنى للثقافة والفنون واآلداب ـ ال .ـ الدار العربية للنشر والتوزيع ـ القاهرة" بيولوجيا ووراثة الخلية) "1991(فتحى محمد عبد التواب . د • الكويت, مؤسسة الكويت للتقدم العلمي, " ثورة الهندسة الوراثية) "م1999(وجدي سواحل . د • .مى والتكنولوجيا ـ القاهرةديمية البحث العلأكا" موسوعة الهندسة الوراثية) "2000(وجدى سواحل . د •

نت، .إسالم أون الين...!!" األرباح أوال..... أغذية الهندسة الوراثية ) "2000(وجدي سواحل . د • .م5/7/2000

• http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/namaa-32/namaa1.asp

14/5/2000نت، . إسالم أون الين!!" إستعمار جديد للدول النامية.... الجينات) "2000(وجدي سواحل . د •• http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/namaa-33/namaa1.asp

" من الزراعة العقيمة إلى ضعف المناعة البشرية: األغذية المهندسة وراثيا) "2000(وجدي سواحل . د •

.م21/3/2000نت، . إسالم أون الين• http://www.islamonline.net/iol-arabic/dowalia/scince21-3-00/scince1.asp

نت،. إسالم أون الين!" تكنولوجيا متقدمة أم خطر غامض؟.... الهندسة الوراثية) "2000(وجدي سواحل . د •

• http://www.islamonline.net/iol-arabic/qadaya/techng.asp ص , 8العدد , مجلة منار اإلسالم " عجائب وغرائب نباتات الهندسة الوراثية) "2001(وجدي سواحل . د •

30-34 العدد , مجلة التقدم العلمي" بين التجارة واإلقتصاد... أغذية الهندسة الوراثية ) "2001(وجدي سواحل . د •

68-64ص , 35

60

ص 1578ـ العدد ) الكويت(مجلة اليقظة " ندسة الوراثيةاألغذية المعالجة باله) "1999(وجدى سواحل . د • .69 ـ 68

83 ص 226ـ العدد ) السعودية(مجلة الفيصل " نباتات األنابيب وتقنية الجينات) "1995(وجدى سواحل . د • .86ـ

Anon, P. (1997) European labeling US soybeans. Biotech Reporter Jan. : 1 - 2

Dale, P.J. (1992). Field performance of transgenic potato plants compared with controls

regenerated from tuber discs and shoot cuttings, Theoretical and Applied Genetics

84: 585 - 591.

Ellstrand, N.C. (1988). Pollen as a vehicle for escape of engineered genes. Trends in

Biotechnology 3: S30 - S32.

Ellstrand, N.C. (1992) Threat of gene escape via hybridization. Outlook on Agriculture

21, 228.

Flavell, R.B., Dart, E., Fuchs, R.L. & Fraley, R.L. (1992) Selectable marker genes: safe

for plants. Bio/Technology 10: 141 - 144.

Habano, T. (1996). Trends in consumer attitudes about biotechnology. J. Food Distrib.

Res. 27: 1 - 10.

Habano, T. (1997) Consumer acceptance of biotechnology: An international perspective.

Nature Biotechnology. 15: 235 - 234.

Hilder, V.A. & Gatehouse, A.M. (1991). Phenotypic cost to plants of an extra gene.

Trangenic Research 1: 54 - 60.

Huttner, S.L. Amtzen, C., Beechy, R. Breuning, G., Nestter, E. Qualst, C. & Vidaver, A.

(1992) Revising oversight of genetically modified plants. Bio/Technology 10: 967 -

971.

Kerlan, M.C., Chevre, A.M. Eber, F. Botterman, J. & Degreet, W. (1991) Risk assessment of gene

transfer from transgenic rapeseed to wild species in optimal conditions. In Rapeseed in a

Changing World, Vol. 4. ed. McGregor, A. pp. 1028 - 1033. Saskatoon, Canada:

Organizing Committee of the Eighth International Rapeseed Congress.

61

Mulongoy, K. (1997). Different perception on the international biosafety protocol

Biotechnology & Development Monitor 31: 17 - 19.

Nielsen, K. Gebhard, F. Smalla, K.; A. and Elsas, J. (1997). Evaluation of possible

horizontal gene transfer from transgenic plants to the soil bacterium

Acinetobacter calcoaceticus BD413. Theor. Appl. Genet. 95: 815 - 821.

Robinson, C. (1997). Genetically modified foods and consumer choice. Trends in food

science & Technology. 8: 982 - 88.

Sawahel WA & Cove D (1992) Gene transfer strategies in Plants. Biotechnology

Advances. 10 : 393-412.

Sawahel WA & Fukui K (1995) Gene cloning in plants : Innovative approaches.

Bio/Techniques 19 : 106-115. Sawahel WA (1997) Plant genetic transformation technology. Daya Publishing house /

India. ISBN 81-7035-175-8

Sawahel WA (1997) Plant genetic engineering : From A to Z . Daya Publishing house /

India. ISBN 81-7035-176-6

Sawahel WA (1994) Transgenic Plants : Performance, Release and Containment. World Journal

of Microbiology & Biotechnology. 10 : 139-144.

Sawahel, W.A. & Cove, D.J. (1992). Gene transfer strategies in plants Biotechnology

Advances 10: 393 - 412.

Sawahel, W (1994) Transgenic plants: performance, Release and containment. World

Journal of Microbiology & Biotechnology. 10: 139-144

Sawahel, W & Hagran, A (2004) Generation of white mold disease-resistant sunflower

plants expressing the human lysozyme gene. Biologia Plantarium. In press

Sawahel, W (2003) Improved performance of transgenic glycinebetaine-accumulating

rice plants under drought stress. Biologia Plantarium. 47:39-44

Sawahel, W (2002) Production of herbicide-resistant transgenic maize plants using

electroporation of seed-derived embryos. Plant Molecular Biology Reporter 3:

303a-303h.

62

Webb, V. and Davies, J. (1994) Accidental release of antibiotic-resistance gene. Trends

in biotechnology. 12: 74 - 75.

Cassper, R . (1992) The biosafety results of field tests of genetically modified plants and

micro-organism, proceedings of the 2nd international symposium, Goslar,

Germany.

Fry, J. and Day, M. (1992) Release of genetically-engineered and other micro-organisms.

Cambridge Univ. Press.

Levy, S. and Miller, R. (1980) Gene transfer in the environment. McGraw-Hill.

Sawahel WA (1997) Plant Genetic Transformation Technology. Daya Publishing

house/India. ISBN 81 - 7035 - 175 - 8.

Sawahel WA (1997) Plant Genetic Engineering : From A to Z. Daya Publishing

house/India. ISBN 81 - 7035 - 176 - 6.

Schmidt, E. and Hankeln, T. (1996). Transgenic organisms DNA and expression of

transgenes. Springer-verlage, Heidelberg.

Syvanen, M. and Kado, C. (1997) Horizontal gene transfer. Chapman & Hall.