الغلاف صفحة

الأدبي للإبداع محفوظ نجيب 1997جائزة

البرغوثي مريدالله رام رأيت

سعيد: إدوار تقديمالعربي الثقافي المركز

مرقمة غير صالبرغوثي مريد

الله رام رأيتالعربي الثقافي المركز

مرقمة غير صالله: رام رأيت الكتاب

البرغوثي: مريد تأليفالرابعة،: 2011الطبعة

: الصفحات 224عدد

21.5x14.5القياس:

: الدولي ISBN: 978-9953-68-341-7الترقيم

محفوظة الحقوق جميعالعربي الثقافي المركز

العربي: الثقافي المركز الناشرالمغرب – البيضاء الدار

: ب. (4006ص سيدنا )42) الأحباس ) الملكي الشارع

303339 0522- 307651 0522هاتف:

305726 522 212فاكس: +

Email: markaz@wanadoo.net.ma

لبنان – بيروت : ب. الحمراء 5158-113ص

المقدسي – بناية جاندارك شارع750507 01 – 352826 01هاتف:

343701 1 961فاكس: +

Email: cca_casa_bey@yahoo.com

مرقمة غير صأ

مقدمةسعيد: ) إدوارد (1بقلم

النفي سنوات بعد العودة قصة يروي الذي مكثفة، بغنائية المشحون المحكم، النص هذاسبتمبر في الغربية الضفة في الله رام إلى كتابة 1996الطويلة أشكال أرفع من واحد هو

. الشاعر البرغوثي مريد كتاب إنه الآن نمتلكها التي الفلسطيني للشتات الوجودية التجربةرضوى من الكتاب، من شتى مواضع في يخبرنا كما والمتزوج المرموق، الفلسطيني

الإنجليزية اللغة يدرسان طالبين كانا إذ الممتازة، المصرية والأكاديمية الروائية عاشورسبعة طوال للافتراق اضطرا زواجهما وخلال الستينات، في القاهرة جامعة في وآدابها

مع وهي بودابست في الفلسطينية التحرير منظمة مكتب في مستشارا هو عاما، عشرعين جامعة في الإنجليزية اللغة قسم في أستاذة تعمل حيث القاهرة في تميم ابنهما

رأيت. ) كتاب إليها يشير الافتراق لهذا السياسية والأسباب شمسمرقمة غير ص هامش

(1 ) هذه( ) أصبحت وقد الله رام رأيت من الإنكليزية للطبعة المقدمة هذه سعيد إداورد كتب. لغات بعدة المختلفة طبعاته في الكتاب هذا من جزءا المقدمة

مرقمة غير ص هامش انتهى

مرقمة غير صب

) عام الغربية الضفة من الشاعر نفي ظروف إلى أيضا يشير كما ، الله وظروف 1966رام. سنة ثلاثين بعد إليها عودته

عام الله رام رأيت صدور العالم 1997عند شملت وواسعة عظيمة بحفاوة واستقبالهالأمريكية الجامعة تمنحها التي الأدبي للإبداع محفوظ نجيب جائزة الكتاب نال كله، العربي

إلى. للإعجاب المثيرة الأنيقة الترجمة هذه حقا الجائزة عليه تشتمل ما وأجمل بالقاهرةتكتب هامة مصرية وناقدة روائية ذاتها وهي سويف، أهداف بها قامت التي الإنجليزية اللغة

.) تجتمع ) أن هام أدبي حدث فهو لهذا الحب وخارطة الشمس عين في بالإنجليزية روايتهاالكلمات بعض أقول أن لي يتاح أن ليسعدني وإنه واحد، غلاف داخل الموهبتان هاتان

( . غياب بعد القدس إلى مشابهة برحلة بنفسي قمت وقد أما العمل لهذا (45كمقدمة سنة والحزن بالأسف، السعادة، تختلط حيث المشاعر من المزيج هذا تماما أعرف فإنني

. العودة هذه مثل تصاحب التي الأخرى والأحاسيس والسخط والدهشةموجع دقيق بشكل يسجل أنه في تكمن البرغوثي مريد كتاب وطزاجة وقوة عظمة إن

الأحاسيس من لدوامة وصفاء وضوحا يمنح أن على قدرته وفي كاملا، العاطفي المزيج هذا . ليست حال، كل على فلسطين، إن الحالات هذه مثل في المرء على تسيطر التي والأفكار

التوحيدية، الديانات تراث وفي المعروفة التواريخ كل في بعمق متوغلة إنها عاديا، مكاناالعشرين القرن في وتعرضت وتزول، تأتي ولون صنف كل من وحضارات غزاة شهدت

مرقمة غير صج

عام معظمهم وتشتت اقتلعوا الذين العرب الأصليين سكانها بين بين ممض 1948لصراع ) دولة ) أقاموا الذين الغالب في الأوربية الأصول ذوي الصهاينة لليهود وافدة سياسية وحركة

عام وفي فلسطين، في عمليا 1967يهودية زالوا وما غزة وقطاع الغربية الضفة احتلوا . شديد موقف أمام اليوم نفسه يجد فلسطيني كل إن هذا يومنا إلى عليها يسيطرون

جديدا اسما اتخذت وقد يراها لكنه يوم ذات موجودة كانت فلسطين أن يدرك فهو الغرابة، . الوطن، إلى العودة فإن بالتالي وتفصيلا جملة فلسطين تنكر جديدة وهوية جديدا وشعبا

. والوطأة بالأسى مفعم إنه نقل لم إن عادي غير أمر الوضع، هذا ظل فيالسلام عملية مضلل بشكل عليه يطلق ما بسبب ممكنة كانت البرغوثي مريد رواية إن ) عرفات) ياسر بقيادة الفلسطينية التحرير منظمة بين مخيف بشكل الخاطئة التسمية هذه

. سبتمبر في بدأت التي الترتيبات فهذه إسرائيل حل 1993ودولة بدون مستمرة تزال ولاأغسطس ) أوائل السطور هذه كتابة لحظة لم( 2000حتى أمريكية، بوساطة تمت والتي

بين ومصالحة سلام إلى ولا الغربية والضفة غزة على حقيقية فلسطينية سيادة إلى تؤد . عام المحتلة المناطق أهالي من الفلسطينيين بعض بعودة سمحت لكنها والعرب اليهود

1967 . الحدود على الوقوف مشهد منها انبثق التي السارة الحقيقية هي وهذه منازلهم إلى.) الله ) رام رأيت كتابه البرغوثي مريد به يفتتح الذي

أنه في المفارقة تكمن بسرعة، البرغوثي يكتشف وكما

مرقمة غير صد

الهاشمية المملكة بين الفاصل الأردن نهر جسر على فلسطينيين ضباط وجود من بالرغم. الأمور بزمام يمسكون الذين هم زالوا ما الإسرائيليين والمجندات الجنود فإن وفلسطين

." " : أن وبوسعه الضفة أهالي من هو كان وإن المكان أسياد هم الآخرون بقوة يلاحظ وكما

حوالي ) الفلسطينيين بقية أن كيف ببلاغة يروي فهو الزيارة بهذه (3,5يقوم نسمة مليونمناطق من لاجئون .1948هم الراهن الوضع ظل في العودة يمكنهم لا وبالتالي

أية في لنا يقدمها لا لكنه السياسة، من قدر البرغوثي كتاب في يكون أن حتمي لأمر إنه . عن ناجم الكتاب في سياسي هو ما كل الأيديولوجية الدوافع أو التجريد قبيل من لحظة

. والرحيل بالإقامة تتعلق بقيود المحاطة الفلسطينيين حياة في الحقيقية المعيشية الأوضاعالسفر وبوسعهم سفر جوازات لديهم مواطنون هم الذين الأرض شعوب لمعظم فبالنسبة

مفروغا أمرا تعد والإقامة السفر مسألة فإن الوقت، طوال هويتهم في تفكير دون بحريةوإن. والذين، لهم، دولة لا الذين الفلسطينيين لدى عظيم بتوتر مشحون أمر هي بينما منه

العربي العالم أرجاء كافة في المنتشرين اللاجئين كملايين سفر جوازات منهم كثير امتلكمقتلعين كونهم وزر يحملون فإنهم والجنوبية، الشمالية والأمريكيتين وأستراليا وأوروبا

. غرباء وبالتاليأن يمكنه لا أو يمكنه أين نوع من بالهموم، حافلا البرغوثي نص جعل الواقع هذا إن

يحدث أن يمكن ماذا كله ذلك من والأقسى يغادر؟ أن عليه ومتى البقاء؟ يمكنه وكم يقيم؟غيابه؟ في

مرقمة غير صهـ

) يرغب ) لا أو يستطيع لا أحدا لأن فرنسا في ضروري وغير قاسيا موتا منيف شقيقه يموت . مرموقة ثقافية شخصيات الوقت طوال الكتاب أجواء في وتحوم المساعدة تقديم في

بأن يذكرنا مما اغتيالا، ماتا الذين العلي ناجي الكاريكاتير ورسام كنفاني غسان كالروائيلا الذي والاختفاء المفاجئ للموت عرضة يظل مرموقا أو موهوبا كان مهما الفلسطيني

. نفسه الوقت في لكنها الكتاب هذا في الحزينة الموجعة النغمة هذه هنا من تفسيره يمكن . لا والتي بالصدق المفعمة وأصالته تفرده الكتاب هذا يعطي ما إن حقا وإيجابية عفية نغمة

. الحياة قوة يؤكد الذي الشعري نسيجه هو العين تخطئهاخطبا يلقى لا فهو المرارة من تخلو كتابة حقا، مدهش وبشكل البرغوثي، كتابة إن

جراء الفلسطينية القيادة شأن من يحط ولا فعلوه، لما الإسرائيليين ضد رنانة تحريضية . يلاحظ عندما طبعا حق على إنه الأرض على وقبلتها عليها وافقت التي الفاضحة الترتيبات

الانسياب ذا الفلسطيني الطبيعي المشهد وتشوه تلطخ المستوطنات أن مرة من أكثر . يزعج لحقائق ملاحظته إلى بالإضافة يفعله ما كل هو هذا لكن الغالب في والجبلي اللطيف

. معها يتعاملوا أن المفترضين السلام صانعيعائلته اسم اشتقاق جذور عن البرغوثي ينقب عندما المفارقة هذه أبدا قليلة ليست إنهاأكبر) هي البرغوثي عائلة أن أعتقد فإنني الأمر هذا حول ثابتة معلومات امتلك لا أني رغم

إلى أفرادها عدد ويصل الإطلاق، على فلسطين في (.25عائلة نسمة ألف

مرقمة غير صو

) عن ) الناجمة التفصيلة وهذه البرغوث من مشتقا يبدو اسمهم أن حقيقة من يتهرب لا إنه. وعذوبة وشجنا إنسانية أكثر بعدا السرد تمنح التواضع

) العودة ) ذروة في للخسارة سجلا كونه في هو الله رام رأيت لكتاب الأساسي التميز إنعلى تضفي التي هي وتفنيدها خساراته لأسباب المستمرة البرغوثي ومقاومة الشمل، ولم

. وتماسكها كثافتها روايته وعلى الملموسة وماديته العميق معناه شعره " ) عسيرا، ) نائيا، مجهولا، حبيبا تحب أن عليها أجيالا خلق البرغوثي، يقول ، الاحتلال

!" كما قصائده في فهو لهذا الأملس وبالرعب النووية وبالرؤوس وبالأسوار بالحراس محاطافلسطين إلى الوصول أجل من الحراس، تجنب إلى الحوائط، تحطيم إلى يسعى نثره في

لمدينة هادئة خضراء ضاحية يوما كانت التي الله رام الله، رام في يجدها والتي تخصه التيباستقلالية تتمتع الفلسطينية المدنية للحياة مركزا الأخيرة السنوات في وأصبحت القدس

. المدينة هذه في النمو مطرد السكان من وعدد الثقافي النشاط من معقول ومقدار نسبيةفقط مجددا، بذاته المشرد الشاعر البرغوثي يلتقي بحيوية وتصويرها اكتشافها يعيد التي

: الغربة من جديدة أشكال في أخرى مرة نفسه ليرمي!" الأبدية " إلى هنا من مقتلعا يصبح حتى الأولى الاقتلاع تجربة يواجه أن المرء يكفي

يحملها التي النشوة ولحظات الفرح من فبالرغم وهكذا،

مرقمة غير صز

. بالضبط هي الشخصية النغمة وهذه العودة لا المنفى يستحضر جوهره في فإنه النص، هذا. الإنجليزية اللغة لقراء سويف أهداف تقدمها التي الممتازة الترجمة عليه حافظت ما

معنى الجديد، بأسلوبه ويعطيها، يؤنسنها بشكل الفلسطينية التجربة لنا يجسد كتاب هذاجديدا.سعيد إدوارد

/ أغسطس آب 2000نيويورك،

مرقمة غير صفارغة

5ص

1

الجسر . نظارتي، إطار إلى جبيني من تنحدر العرق قطرة الجسر على الحرارة شديد الطقس

. . هنا مشهدي أتذكره وما أتوقعه، وما أراه، ما يغلل شامل غبش العدسة على تنحدر ثم

. نهر أقطع أنا ها هنا الى الوصول محاولة في أكثره انقضى عمر، مشاهد فيه تترجرج . . باتجاه. أمشي صغيرة حقيبة الأيسر كتفي على قدمي تحت الخشب طقطقة أسمع الأردن

. . . عالمي وأمامي العالم، ورائي عادية تبدو مشية عادية مشية الغرب***

ثلاثين قبل عمان الى الله رام من طريقي في عبرته أنني الجسر هذا من أتذكره ما آخر . الرابع الدراسي العام إنه القاهرة جامعة في دراستي لاستئناف مصر، إلى ومنها سنة،

. 1966\67والأخير المنتظر تخرجي عامالإثنين . 1967حزيران 5صباح بعده , الامتحان، هذا إلا يبق لم اللاتينية اللغة امتحان

. أنجح، بأن لمنيف بعهدي وفيت أكون ثم المسرح مادة وبعده الرواية، مادة اثنين، بيومين . الامتحانات مرت أولادها من جامعي ولد أول ترى أن في أمي رغبة وحققت

6ص

والترجمة واللغويات الأدبي والنقد الانجليزي والشعر الأوروبية الحضارة تاريخ في السابقة . . رام إلى الجسر، نفس عبر ومنها عمان الى سأعود النتيجة ظهور بعد هانت مفاجآت بدون

اللفتاوي عمارة في بيتنا طلاء في شرعا أنهما الوالدين رسائل من علمت حيث الله .) الشهادة ) بـ لعودتي استعدادا

إطار إلى جبيني من تنحدر العرق قطرة الامتحان، قاعة في الحرارة شديد الطقسورقة. على اللاتينية الكلمات إلى ومنها العدسة، على تنزلق ثم هناك، تتوقف نظارتي . / / هي: هل انفجارات؟ الخارج؟ في الأصوات هذه ما لكن آلتوم آلتا آلتوس الامتحان

. امسح نشبت؟ هل حرب أحاديث كلها السابقة الأيام أحاديث المصري؟ الجيش مناورات. . القاعة لمراقب الإجابة ورقة أسلم مقعدي وأغادر إجاباتي أراجع ورقي، بمنديل نظارتي

بأوراق المغطاة الطاولة على وتتفتت بجواري، تسقط السقف، طلاء من صفراء قشرة . . الخارج إلى أتركه ممتعضا، أعلى إلى ينظر المراقب وبين بيني الطلاب

. بعد بالجامعة التحقت التي العمر المتوسطة زميلتنا عيشة، مدام الآداب كلية درج أهبطفرنسية بلكنة تناديني الجامعي، الحرم نخلات تحت سيارتها في جالسة زوجها، وفاة

وباضطراب: ! . .! ! ة���� غ��� ا�� ة�� غ����� ن��� غ���� ن����� ع��� و�� ت�ل���ات����� ن�ا�� ن����� ة���ا غ����� ق���ا��م���ت��� ب��� ن��غ غ��� ا��ل�� �ن�� م���غ���� ���غ���� م���م ۔

. مذياع في سعيدا سعيد أحمد كان الأيمن سيارتها بباب ممسكا الجذع مائل وقفت . . منها. الواثقة التعليقات دارت الطلبة من عدد حولنا اجتمع عالية والأناشيد السيارة

في. تفارقني لا التي البيليكان الحبر زجاجة على اليمنى يدي قبضة شددت والمتوجسةوقذفت. الهواء، في واسعا قوسا بذراعي رسمت لماذا هذا يومنا حتى أعرف لا الامتحانات

الزجاج شظايا الكحلي ارتطامها مع لتتناثر النخلة، تلك جذع على مصوبا قوة، بكل المحبرةالتي

7ص

. العشب على استقرت

) لن ) وإنني لي تعد لم الله رام إن سعيد أحمد لي قال العرب، صوت إذاعة من هنا، من . . سقطت المدينة إليها أعود

. . . على حصلت وتخرجت نجحت الامتحانات استؤنفت لأسابيع الامتحانات توقفت . عليه أعلق جدار على العثور في وفشلت وآدابها الإنجليزية اللغة قسم من ليسانس

شهادتي. تصريح على الحصول يحاولون الحرب، قامت عندما الوطن خارج وجودهم تصادف من ) عن) أو فلسطين في الأولى الدرجة من أقربائهم طريق عن الوسائل، بكل الشمل لم

. . مجيد أخي فعل كما لا تسل بالعودة غامر والبعض الأحمر الصليب طريق . وصار العودة من الشبان من الآلاف مئات وتمنع السن كبار من لمئات تسمح إسرائيل

نازحين ) )! يسمينا العالم . ذلك منذ للآخرين يحدث الذي الشيء هو الموت أن يشعر المرء كالموت، الغربة

. سواي دائما أظنه كنت الذي الغريب ذلك أصبحت الصيف . الدمغات ويشتري النماذج يملأ الذي هو إقامته تصريح يجدد الذي الشخص هو الغريب

( : . وين. من دائما يسألونه الذي هو والإثباتات البراهين يقدم أن عليه الذي هو والطوابعأو( ) القوم شؤون في الصغيرة التفاصيل تعنيه لا حار؟ عندكم الصيف وهل يسألونه أو الأخ؟

. ) دائما ) لكنه يفرحهم ما يفرحه لا قد عواقبها عليه تقع من أول لكنه الداخلية سياساتهم ) ( . لم لو حتى تظاهروا، إذا المظاهرة في المندس العنصر دائما هو يخافون عندما يخاف

. . الوقت في منها وينفر بها يتعلق بالأمكنة علاقته تنعطب الذي هو اليوم ذلك في بيته يغادرالواحدة. اللحظة في ويعيش صل مت بشكل روايته يروي أن يستطيع لا الذي هو نفسه

من أضغاثا

8ص . . التنسيق على تستعصي ذاكرته العابر خلودها المؤقت، خلودها عنده لحظة لكل اللحظات،

. يحب ولا غموضه، يصون أن على يحرص فيه الصامتة الخفية البقعة تلك في أساسا يعيش . من بدلا يحجبها وكلامه به، المحيطين تهم لا ثانية حياة تفاصيل له الغموض هذا ينتهك من

. . اللطفاء له يقول الذي هو الغريب منه ويفزع يخشاه لكنه الهاتف، رنين يعشق يعلنها أن . .) أو ) غريب لأنه يحتقرونه الذي هو أهلك وبين الثاني وطنك في هنا أنت القوم من

. . الأولى من أقسى والثانية غريب لأنه معه يتعاطفونحزيران من الخامس الإثنين، ذلك ظهيرة .1967في الغربة أصابتني

***

عواصمهم في الغرباء المواطنين من أشباها لي أن لإدراك الكافي بالنضوج كنت هلعصور عبر التوحيدي حيان أبو نظر هل الأجنبي؟ للاحتلال بلدانهم تتعرض أن ودون ذاتها؟

القرن من الثاني النصف في الراهنة غربتنا السحيق، ماضيه في فكتب المستقبل،الأسبق؟ نصفه من الأطول النصف هذا العشرين؟

. أعرف لا . . . المرء يصاب خلص عاد لو حتى الأولى حالاته الى أبدا يعود لا الغريب أن أعرف لكنني

. . . . غربة ذاته بحد الشعر لأن حالا أسوأ والشاعر للإثنين علاج ولا بالربو يصاب كما بالغربة

الجانب في انتظاري أثناء فاجأتني التي السعال نوبة هي هل هنا؟ بالربو أتى الذي ما ) الشرطة ) رجال يسميه كما الآخر الجانب لي يسمح أن قبل طويلة، لساعات الأردني

زمنين؟ بين الفاصل الحد هذا قدماي تلامس بأن الفلسطينية، . بسيارته علاء أخي أوصلني الجسر من الأردني الجانب هذا إلى عمان من وصلت كنت

. من انطلقنا وأمي إلهام زوجته ومعنا

9ص

. آخر هذه العاشرة قبل هنا الى ووصلنا صباحا والربع التاسعة في الشميساني في بيتنا . . عمان الى وعادوا ودعتهم اليها بالوصول لهم يسمح أن يمكن نقطة

. عن الأردني الضابط سألت تماما الجسر حافة عند مقامة انتظار غرفة في جلست . التالية الخطوة

. ) الجسر - ) تقطع وبعدين منهم إشارة تأتينا حتى هنا تنتظر. . الباب الى اتجهت سيطول انتظاري أن أتبين أن قبل الغرفة في الوقت بعض انتظرت

. النهر أتأمل وقفت. . . الطفولة في عرفناه هكذا جدا نحيلا نهرا دائما كان الأردن نهر مجراه ضيق يفاجئني لم

. . الطبيعة ماء بلا نهرا تقريبا ماء بلا نهرا الطوال السنين هذه بعد أصبح أنه المفاجأة . . . سيارة كأنه ساكت نهر الآن هو صوت لمجراه كان مياهه نهب في إسرائيل مع اشتركت

. مرآب في واقفة . . لي قال ترى ما ترى والعين العين أمام كامل بوضوح نفسها تعرض المقابلة الضفة

. هنا بكوا إنهم طويلة غيبة بعد النهر عبروا أصدقاء . أبك لم

. كيف لي ليقول أحد معي يكن لم عيني إلى صدري من الخفيف الخدر ذلك يصعد لم. تلك الانتظار ساعات في وجهي ملامح كانت

. الأخيرة؟ اللحظة في طارئه مشكلة تنشأ بالفعل؟ سأجتازه هل الجسر جسم أتأملعلى بقدمي سأمشي هل المطلوبة؟ الإجراءات في خطأ لي يخترعون هنا؟ من يعيدونني

أمامي؟ المعلنة التلال هذه على الأخرى، الضفةالفلسطينية والأرض الآن عليها أقف التي الأردنية الأرض بين التضاريس في فارق لا

. الجسر من الآخر الجانب على

10ص

!) المحتلة ) الأرض هي إذا هذهعام أواخر في 1979في العرب والكتاب الأدباء اتحاد مؤتمرات أحد في أشارك كنت

. المدينة. الى سيارات موكب في ذهبنا القنيطرة مدينة لزيارة المضيفون أخذنا دمشق . أيدي على القنيطرة له تعرضت الذي الفظيع التدمير شاهدنا قصير وقت بعد ووصلناها

. يدي. مددت الإسرائيلي العلم وراءها يرتفع التي الشائكة الأسلاك بجوار وقفنا الإسرائيليينالمحتل الجانب في البرية الشجيرات إحدى من العلوية بالأفرع وأمسكت السلك، فوق من . وكان مروة، حسين للدكتور وقلت يدي في المضمومة الشجيرة أهز أخذت الجولان من

: مباشرة بجواري يقف! .) ( ) باليد - ) أمسكها أن أستطيع إنني نزار أبو يا المحتلة الأرض هي هذه

الأرض ) كلمة والخطب والكتب والمجلات الجرائد في وتقرأ الإذاعات في تسمع عندما ) وهما تحسبها قمة، مؤتمر بعد قمة ومؤتمر مهرجان، بعد ومهرجانا سنة، بعد سنة المحتلة

. ! الأشكال من شكل بأي اليها للوصول سبيل لا أن تظن الدنيا آخر في! بحق موجودة ملموسة، قريبة، هي كم ترى هل

. . كالمنديل بيدي إمساكها أستطيع إنني. . ومبلولا صامتا الجواب وكان كله الجواب تكون مروة حسين عيني وفي

) ( . إذا؟ المحتلة الأرض هي هذه الأردن نهر من الغربية الضفة إلى اليها، أنظر أنا ها الآنعبارة مجرد ليست أنها من مروة لحسين سنوات منذ قلته ما له لأكرر أحد معي يكن لم

. . والصخور والتلال والحصى التربة وضوح بكل تتمتع العين، تراها إذ إنها، الأنباء نشرات في. أيضا البرية أعشابها ولها حرارتها ودرجة ألوانها لها

11ص

الحواس؟ أمام جسدا تجلت وقد الآن تجريدها على يجرؤ من . ليست الأحزاب برامج في البند ذلك ولا المقاومة، شعر في الحبيبة تلك ليست الآن هي

. كحقل ومرئية كبئر، كعصفور، كعقرب، ملموسة أمامي، تمتد هي ها لغويا مجازا ولا جدالا. الأحذية كآثار الطباشير، من

فقدناها؟ نكن لم لو استثنائيتها هي ما لنفسي قلت. كالأرض أرض هي

. تنغص الإهانة منا انتزاعها في المتجسدة الإهانة نتذكر لكي إلا الأغنيات لها نرفع لا نحن . . الاحتلال فاستمرار الراهنة لجدارتنا بل السالفة، للقداسة ليس نشيدنا المهانين حياة

. الجدارة لهذه يوميا تكذيبا يشكل. . الخليقة نشأة منذ ذاته موضعها في أمامي هي ها

.) ترحل ) لا الأرض لنفسي قلت . . كبرى، بجائزة بالفوز أبلغوه كمن كنت مباشر بشكل أراها فقط انني بعد اليها أصل لم

. بعد يستلمها لم لكنه. . تمر الساعات الأردني الجانب على زلت ما

. . لي بالنسبة جديد لا أن الواضح من الانتظار لقاعة أعود

. . . ومشاهد وتوقيعات أملوحات بتقليبها أتسلى أوراقي أخرج الكرسي على أجلس . .) نظرة ) ألقي التاسع الشعري ديواني إنه الكائنات منطق باسم للنشر أعدها شعرية

. اللحظات هذه في ذهني ت تشت للحقيبة الأوراق وأعيد الأسطر على لها معنى لا مستعجلة. . النصوص على قلقا ينعكس الانتظار قلق أمر أي في واحد، أمر في التركيز من يمنعني

من الإفلات على يوشك الذي النص قيمة في وأتشكك الحماس أفقد مباشرة النشر قبلسيطرتي.

12ص

. بعد حرف بعد حرفا صورة، بعد صورة وتتشكل أصابعي بين تتخلق وهي القصيدة أحب( . فتنة يسمونها التي الراضية اللحظة تلك عندي تنتهي اليقين ويهرب الخوف يبدأ ذلك

.) بالمخلوق الخالق . . لا دلالة لها كانت جيدا أتذكرها حياتي في نشرتها قصيدة أول منذ وحدث ذلك يحدث

. ينسى لا بتاريخ ارتبطت لكنها احددها، أن أستطيع. . الشعر اكتب أنني الأساتذة وبعض الزملاء عرف الجامعة في الرابعة السنة في كنت

. كنت كثيرة، قصائد لدي وشيكة باتت لمصر ومغادرتي نهايتها من تقترب الدراسية السنةسأصبح بالتأكيد وأنني جيدة، قصائد أنها لي تؤكد هي المكتبة، درج على لرضوى بعضها أقرأ

. يوم ذات شاعرامجلة في لنشرها القصائد تلك من واحدة الوهاب عبد فاروق للأستاذ قدمت يوم، وذات

. ) رشدي) رشاد الدكتور القسم رئيس تحريرها يرأس كان التي المسرح. الرعب من أياما قضيت مباشرة ذلك بعد

ضعيف مترددا يعدني أن من خجلت لكني منه أستعيدها أن في يوميا أفكر كنت. الأخيرة. اللحظة في ذلك عن وأعدل فيها رأيه عن أسأله وأكاد الكلية في أراه الشخصية

. أنها الآن وأجزم للنشر تصلح ولا رديئة أنها شعرت يدي من القصيدة تلك خرجت أن بمجرد. بالفعل رديئة كانت

الإثنين الرهيب، اليوم ذلك جاء أن الى الأيام .1967حزيران 5مرت

احتمال لمواجهة استعدادا الخبز أرغفة من يتيسر بما لأتزود الأفران أحد الى ذهبت )! الطويل ) الطابور في وقفت بالضرورة طويلة حربا نظنها كنا الحرب ظروف في اختفائه

انتظارا المتلاطم

13ص

هي. وكتب، ومجلات جرائد بسطة فيه، وقفت الذي المكان بجوار الأرض على كان لدوري .) ( . دفعت المسرح مجلة المجلات عشرات بين رأيت مفتوحة تزال ما صغيرة لمكتبة امتداد : . . . ! .. . قصيدة البرغوثي مريد وجدتها و القصيدة عن بحثا أقلبها أخذت وبسرعة للبائع ثمنها

.) بعيد) جندي الى اعتذار! هذه صدفة أية

! الغريب الصباح هذا في تظهر لي قصيدة أول : الإثنين واضحا الصدور تاريخ كان المجلة غلاف .1967يونية 5على

: . مداعبا أضفت ثم أسلفت ما له رويت الأمر هذا عن يوم ذات صحفي سألني. نضحك - ولم ضحكنا، الشعر؟ كتبت لأنني فلسطين وضاعت العرب انهزم هل ترى

. ثانية الغرفة أغادر . . ما لدي يكن لم المشهد أتأمل النهر وبين بينها القليلة المساحة في لأتمشى أخرج

. التأمل سوى أفعله. ! عقرب والشمس للماء ملاصقة صحراوية أرض

) صحراء ) في الهائمين مرثية أصبحت التي الحزينة الأغنية تلك ، الشمس لعين قولوا . في البال على تعن المكان هذا عن كثيرا تبعد لا شقتي 1967حزيران 19أخرى باب يطرق

. هبط كأنه عانقته والملابس الهيئة غريب ويبدو وجهه الشمس حرقت شخص الزمالك في. ة���� غ�� ذ��ر��ا�� ا��ل��ى���� م���ب�ا��ش����ر���ة��� ������م������ م������

عطا؟ - خالي يا هنا الى وصلت كيف. ممكنا جرى فيما الحديث أصبح قليلا ارتاح أن بعد

. من سيناء صحراء في يوما عشر أربعة يمشي .5ظل يمشي وهو حزيران

14ص

... . الخ - ساعة أول من بالطائرات ولاحقونا أسلحتنا دمروا نحارب لمفي الكويتي الجيش في مدربا للعمل ذهب ثم الأردني الجيش في ضابطا خالي كان

. ال حرب في الستينات الى 67اوائل الحرب في للاشتراك الكويتية الكتيبة مع أرسلوه . . لا وإنهم المصري الجيش وبإمرة دهشور قرب معسكر في الآن إنهم قال مصر جانب

: القادمة الخطوة يعرفون . . شؤون فيطاع يأمر أن له بالنسبة الحياة معنى كخالي متشددا عنيدا شخصا اعرف لم . أعماقه في أنه رغم له، وأولاده وبناته زوجته احترام وحده طريقته على تدار أن يجب بيته

. في القسوة جوانب كل اختفت العجيب، اليوم ذلك في رأيته عندما وحنون عاطفي مخلوق. الصراخ في والرغبة الذهول، الانكسار، الهشاشة، سوى منه يبق لم شخصيته،

. شخص رؤيته القلب ليحزن كافيا هذا وكان غيره، المعركة من العائدين الجنود من أر لم. . الهزيمة فكرة كلها الفكرة تتشخصن لكي تكفي واحد

. . باجتياز لي سيسمحون هل أخرى انتظار دقيقة كل مع يتصاعد توتري النهار انتصفالحد؟ هذا الى تأخروا لماذا الماء؟

! اسمي على ينادي من سمعت الحد، هذا وعند. ة���� - غ��م ا��ل�� و��ا��ق���ط����ع�� ش����ن�ط����ت�ك�� خ��ذ��

***

! أمتار بضعة عن طوله يزيد لا الذي الجسر، على الصغيرة بحقيبتي أمشي أنا ها أخيرا . الغربة من عاما وثلاثين الخشب، من

أمة تقصي أن الداكنة الخشبية القطعة هذه استطاعت كيف

15ص

لها؟ كانت بيوت في قهوتها تناول من بأكملها أجيالا تمنع أن أحلامها؟ عن بأكملهاالمنابذ على توزعنا أن استطاعت كيف الموت؟ ذلك وكل الصبر هذا كل الى رمتنا كيف

الخائفة؟ الوشوشة وأحزاب والخيام . حتى محيطا ولست بحرا لست والأمتار الشأن القليل الجسر أيها أشكرك لا إنني

. حتى الخرافة وغيلان البر ضواري تسكنها جبال سلسلة لست أعذارا أموالك في نلتمس . هذا، غير كوكب على كنت لو الجسر، أيها سأشكرك، كنت دونك والوقاية الغرائز نستدعي

من كنت لو سأشكرك، كنت دقيقة، ثلاثين في القديمة المرسيدس اليها تصل لا بقعة وعلى . المسامير يضعون تعساء، نجارين صنع من لكنك السميك البرتقالي ورعبها البراكين، صنع

. . أخجل هل الصغير الجسر أيها شكرا لك أقول لا الأذن على والسيجارة الشفاه، زوايا في . . أي المشلول كخطوة البعيد أيها الساذج الشاعر كنجوم القريب أيها مني؟ تخجل أم منك؟

. . تسامحني لا وأنت أسامحك لا انني هذا؟ حرج . ة���� ق������م��� ت����ت��� �0خ�������ا��ب��� ا��ل���� م2��� ص���و��

. . الفلسطينية السلطة حسين الملك جسر يسمونه الأردنيون العودة جسر تسميه فيروز . أمي اللنبي جسر بسمونه والتكسي الباصات وسائقو الناس عامة الكرامة معبر تسميه

. : الجسر ببساطة يسمونه طلال ام عمي وامرأة وأبي جدتي وقبلهاصيف صيفا، ثلاثين منذ الأولى للمرة اجتازه صيف 1966الآن إبطاء ودون مباشرة وبعده

1996 .

أثرثر لنفسي، كله عمري وأثرثر أخطو المحرمة، الخشبية العوارض هذه على هنا،. . توقف. وبلا صوت بلا عمري

. مفهوم نسق بلا وتختفي تظهر المتحركة الصور من أوقات

16ص

. . تستعاد وأخرى تتكون صور كالمكوك بجهاتها ترتطم ذاكرة شعثاء، لحياة لقطات. . فوضاها هو شكلها النهائي شكلها يمنحها الذي المونتاج على تستعصي

. . ولغاتهم الآخرين قارات من القادم الشخص أنا ها وأعداء أحباب وجوه غابرة طفولةهي وهذه كتفه، على الصغيرة والحقيبة عينيه على الطبية النظارة ذو الشخص وحدودهم،

. . . عائدا؟ زائرا؟ القصيدة أرض نحو أسير أنا ها عليها خطواتي هي هذه الجسر عوارض ! أدري لا ضيفا؟ مواطنا؟ لاجئا؟

لحظة سيريالية؟ واقعية؟ لحظة اجتماعية؟ أم عاطفية؟ أم سياسية؟ لحظة أهيذهنية؟ أم جسدية؟

. يطقطق الخشب . . لو أتمنى لماذا يبدي ولا يبدي يكشف ولا يكشف الذي الغبش يغلله العمر من مضى ما

! الحقيبة هذه من تخلصت . بين الفاصل الحد هذا في وجوده عن يعتذر كأنه ماء بلا ماء قليل الجسر تحت النهر ماء

. ومأساتين وعقيدتين تاريخين . . . . . الأسنان كوجع مؤلم صحراوي عسكري جيري صخري المشهد

. باللون الإسرائيلي العلم هناك قليلة، أمتار بعد العربية الثورة بألوان هنا الأردني العلم . . . سود صنائعنا بيض تحركهما واحدة هواء ة هب داود نجمة وبينهما والفرات للنيل الأزرق

. . ... الحساب. كفاتورة نثري المشهد لكن البال في عر الش مرابعنا خضر وقائعنا. ة���� غ���م ���ق��� ت����ت��� ت�ط����ق��ط����ق���� ا��ل��خ�������ب��� ��و��ا��ر��ض�����

.) ( . تحضر فجأة خشبيا جسرا يا الأمس حزيران كهواء ويفور يغلي اليوم، حزيران هواء. المرء. يفضل مما مباشرة أكثر الاغنية كلام أغنياتها، من كثير في المألوف غير على فيروز

والعمات والصبايا والجنود والطلاب والحراثين المثقفين وجدان في استقرت كيف

17ص

والثوار؟ والخالاتتعلقهم هو هل الآخرين؟ أفواه من له سماعهم عبر صوتهم لإسماع الناس احتياج هو هل

في عنهم نوابا المتكلمين يعينون الصامتون داخلهم؟ في ما يقول خارجهم من بصوت . أزمنة فقط، البطش أزمنة في المباشر بالشعر يتعلقون الناس عليهم محرم خيالي برلمان

. . لا ويوحي، ويومئ يهمس الذي الشعر والقول الفعل من الحرمان أزمنة الجماعي الخرس . المهمة يحمل ولا يشاء بما يجهر أن بوسعه مواطن حر مواطن إلا يتذوقه أن يستطيع

استعارة. ) العروبة، قمباز فوق ينسخون عندنا الأدبي النقد منظري إن لنفسي قلت لسواه ) يطل اسرائيلي جندي أول هذا الآن؟ خاطري على ترد كيف ومكررة، مموجة هذه القبعة

. . . قامته من أطول لي تبدو بندقيته بلاغية استعارة وليست واقعية قبعة هذه المتدينين بقبعة

تبدأ حيث النهر، من الغربي الجانب على المقامة المنعزلة، غرفته باب على يتكئ هو ها . إسرائيل دولة سلطة

. . باب الى كالناظر إليه نظرت فيه يفكر بما ينبئ لا وجهه مشاعره من التأكد أستطع لممغلق.

. . . التراب على للحظة، أقف، ورائي الجسر أصبح للنهر الغربية الضفة على الآن قدماي)!( ) اليابسة ) على

! ! " : إنها أرض أرض الهلاك شفا على وهم أحدهم صاح الذين كولومبوس بحارة من لست "! ! " : يقبل!". منتصرا جنديا لست وجدتها وجدتها مذهولا صاح الذي أرخميدس لست الأرض

التراب.

. التراب أقبل لم . . أبك لم وأيضا حزينا أكن لم

18ص

. من هناك، من القادمة ابتسامته صورة الشاحب الخلاء هذا في وتختفي تظهر صورته لكنالمشيعون ينتزعني أن قبل عتمته، في الأخير العناق وعانقته بيدي فيه وسدته الذي قبره

: عليها كتبنا شاهدة تحت وحيدا واتركهالبرغوثي* الرازق عبد *1993ـ 1941منيف

***

. خطوات سرت : ة9�� ���ا��ل��ج��ن� و��ج��ه��� ل��ى���� إ��ا ن�ظ����ر������2

( . . . حالتي هذه أم متحفز متوتر إنه لا وملول ضجر موظف وقفة يقف أنه لي بدا للحظة، . ) امثالي الفلسطينيين من آلافا يرى وهو يوميا يقفها روتينية وقفة إنها لا عليه؟ أسقطها أنا . وضعي لكن حياتهم شؤون لقضاء عمان الى يغادرون أو الصيفية زياراتهم بحقائب يمرون

. أوضاعهم عن يختلف : وضع هو بالذات وضعه أن العالم هذا في شخص كل يظن لماذا لنفسي قلت

!) الخسران؟) في حتى آدم بني من سواه عن يتميز أن آدم ابن يريد هل ؟  مختلف

للمرة هنا من أمر أنني ذلك يبرر هل منها؟ التخلص نستطيع لا التي الأنا أنانية هي هلالاحتلال، تحت للمقيمين دائما متاحا ظل الجسر هذا على المرور سنة؟ ثلاثين منذ الأولى

. فشلت الثلاثين، السنوات طوال الشمل لم أو الزيارة تصاريح يحملون الذين وللمغتربين. التصريحين من أي على الحصول  في

يعرف؟ أن أريده ولماذا ذلك؟ يعرف أن له اين من. المرة تماما أسود كان رأسي وشعر سمكا؛ أقل الطبية نظارتي كانت مباشرة، السابقة

. ثقلا أكثر وذاكرتي خفة؛ أكثر كانت  ذكرياتي

19ص

. . عمري مثل في الآن هو لولد والد والد أنا المرة هذه ولدا كنت مباشرة السابقة المرة! مرة لآخر هنا من مررت عندما

  مغادرا هنا من مررت السابقة .  المرة ابني تركت الآن البعيدة الجامعة في لأتعلم وطني. ليتعلم الجامعة نفس في  ورائي

في دوري عن أتساءل الآن الله، رام في حقي في يجادلني أحد يكن لم السابقة المرةينزح ولم يلجأ لم وهو والنازحين اللاجئين سجلات من سأخرجه وهل رؤيتها، في حقه حفظ

الغربة؟ في ولد أنه فعله ما وكل

  .. المناطق؟ المحتلة؟ الأراضي وغزة؟ الضفة وطني؟ وطنهم؟ إلى غربتي من أمر الآنفلسطين؟ اسرائيل؟ الذاتي؟ الحكم والسامرة؟  يهودا

كنت السابقة المرة في هكذا؟ تسميته في الناس يحار واحد بلد كله العالم هذا في هل. . ملتبسة غامضة كلها والأمور ملتبس غامض أنا الآن واضحة كانت والأمور  واضحا

القبعة ذو الجندي .  هذا . بندقيته اللمعان شديدة بندقيته الأقل على الإطلاق على غامضا ليس . . وتركت القصيدة أرض منا أخذت التي هي بندقيته غربتي تاريخ هي الشخصي تاريخي هي

. . . سراب قبضتنا وفي تراب قبضته في الأرض قصيدة  لنا

أخرى، ناحية من ملتبس  لكنه

من حديثا جاء مستوطن أنه أم داخاو؟ من أم هاوزن ساخسن من أبواه جاء هلهل مهاجر؟ روسي منشق هو هل اللاتينية؟ أمريكا إفريقيا؟ شمال أوروبا وسط بروكلين؟

هنا؟ هو لماذا يتأمل أن دون هنا نفسه ووجد هنا ولددولته؟ ضد المتصلة انتفاضاتنا في أو دولته حروب في أحدا منا قتل هل

20ص

له؟ مفر لا الذي العسكري بواجب يقوم أنه أم بتلذذ؟ للقتل مستعد هو هللا عن شيء كل أعلم بالذات؟ هو إنسانيته الفردية؟ إنسانيته امتحن من هناك هل

. . وضعي، عن مختلف وضع في الأحوال كل في وهو احتلال جندي إنه وظيفته إنسانية . الذين الفلسطينيين إنسانية إنسانيتي؟ إلى للانتباه مؤهل هو هل اللحظة هذه في خصوصا

يوم؟ كل اللامعة بندقيته ظل تحت يمرونبين ويقف يده؛ في حقيبة لا ولكن، نفسه، المكان في نفسها، الأرض بقعة في هنا نحن

. الدولية والشرعية الهواء يحركهما إسرائيليين علمين. السيارة - تحضر حتى هنا انتظر

. العربية باللغة قالهاالسيارة؟ - تأخذني أين

. . هناك - كلها الإجراءات الحدود مركز الى. انتظرت

معالم عن سياحية ملصقات وترتيبا، نظافة أكثر توقعتها التي الضيقة، غرفته في . )! في) صمدوا إنهم أسطورتهم تقول المسادة عن ملصق عند طويلا عيناي توقفت إسرائيل

. ) يعلقونها ) لنا رسالتهم هي هذه هل يستسلموا لم لكنهم جميعا أبيدوا حتى مسادة قلعةأنه أم بإيحاءاته الاختيار هذا تعمدوا هل الأبد؟ الى هنا باقون بأنهم يذكرونا حتى البوابة على

سياحي؟ ملصق مجرد: الغرفة أتأمل

. . . . العبرية باللغة جرائد مكسورة اليسرى زاويتها مرآة مستطيلة طاولة قديمان كرسيان . . الحارس عادية حراسة غرفة والقهوة الشاي لإعداد مختصر كهربائي وموقد صغير، مطبخ

! ... منا وطننا يحرس فيها

21ص

. . حديث أي معي يتبادل لم معي سيحقق ظننته) صاغية ) غير أذنا له سأعير كنت أم سأسمعه؟ كنت هل سألني، أو حدثني، لو حتى

رأيتهم الذين أولئك الكرسي؟ هذا على جلست منذ بصمتي تحيط وأصواتهم أسمعه وكيفالعالم عالمين، بين جسر هي التي الغرفة هذه في حولي ليقفوا تباعا، الباب من يدخلون

. قليل عما سأراه الذي والعالم ومواجع، ومباهج وقفات فيه لهم كانت الذيفي هنا؟ بالضبط هنا؟ رعشتها تنشر الأبدي سكوتهم وأصوات له سأصغي كنت هل

دونه؟ استشهدوا أو عنه بعيدا ماتوا الذي المكان. الباب يطرقون لا الموتى

نحيبا أو غناء أشعارها ارتجلت والتي بصرها، الأيام أفقدتها التي الشاعرة جدتي، تدخل . شعر في يرد لم دعاء الفجر، صلاة في دعائها تمتمات أسمع جنازاتها وفي البلد أعراس في

. . وأصغي اللحاف طرف أرفع كنت وحدها بها الخاصة صياغتها هو نثرهم في ولا الناس . تعيد أن منها أطلب للنوم تعود عندما بجوارها وأندس سريري فأترك كلامها لموسيقى

. . الصف في الموسيقى وتلازمني الساخن، النوم إلى معي موسيقاه آخذ السحري دعاءها ) في ) عرفته عدو أول الضرب جدول بلادة من وتجعل المدرسية الدفاتر صفحات على ترن

الطفولة. .) بعينيه ) الصامت، بحنانه يأتي السير وادر بيادر في وراثي خلفتها شاهدة من أبي، يأتي

. نفسه الوقت في بها والراضي الدنيا من الموجوع وهدوئه الضيقتين،أحلامه الأبد إلى ضربوا نواياه، وجمال قلبه جمال كسروا الموت، بدده الذي منيف يدخل

. لأيام ولو الله رام رؤية فيالحازمية يهز لدوي بد لا كان الذي بصوته كنفاني غسان يدخل

22ص

. الأنسولين حقنة يغرس وغسان العمر، النيئ الحارس لهذا سأصغي كنت هل يواريه أن ها كلالتي الملصقات وحدها مكتبه؟ في وبي برضوى أخرى ترحيب ابتسامة ويدبر ذراعه، في

. بالضجة السكون وتؤدب وترعد، تبرق كانت كتفيه خلف الجدار تغطي( : من جيفارا، قبعة على النجمة الزمان هذا يشبه يعد لم الذي الزمان ذلك ملصقات

. ) ( .) السليب(. ) لاسمها وريشته بقلمه تطريز أجلها من لينين، جبين على الأسئلة أجلها . اللاتينية، وأمريكا وإفريقيا آسيا في التحرر لقادة صور إطار في لكنه إطار بلا حصان

. إليها ستقوده ظنناها وكتابات، وصور شعاراتابتعادا؟ ازداد أم عكا إلى قربا الآن غسان ازداد هل أتساءل،

غسان مكتب في الملصقات وتلك المراهق، الجندي هذا غرفة في الملصقات بين أقارن : . أميلكار ومقتطفات نيرودا، لأشعار متسع غسان عالم في متناقضان عالمان بيروت في

أن الروائي بها يحاول التي الشخصية والألوان فانون فرانز وبصيرة لينين وبيريه كابرال،سماء على واسع قزح قوس يقترحه وبما والبرتقالي والمشمشي بالكحلي، الحلم، يرسم

. ! . من مناظر إنها الصور وإلى الجدران إلى أنظر هنا؟ أما والويل بالخسران تنذر كابية ضيقة. . عدوانيا كان المحرمة الحدود بوابة على المكان هذا في وجودها ومعنى سياقها لكن بلادي

. العلي ناجي لي أهداها التي الحجم الكبيرة الصورة أتذكر . نهاية في بيروت في البحر شاطئ على ميامي مطعم في العشاء الى ورضوى دعاني

: وأخرجها سيارته الى اتجه السهرة . .) ولرضوى - ) الك كبير بحجم ثانية مرة رسمتها السفير في قصيدتك مع نزلت اللي هاي

ولتميم. . . البوريفاج فندق إلى وأنا رضوى وعدنا صيدا في بيته الى بسيارته انطلق ثم

23ص

اليمين إلى مستقيمين خطين في جديلتاها تمتد بينما اللوحة، مركز يملأ الطفلة تلك وجهالخلفية. ذات اللوحة، طرفي تلامس شائكة، أسلاك الى الجديلتين ناجي وحول واليسار

. جدا السوداء، . الطازج موته من القديم، موته من قادما العلي ناجي يدخل

. من انفلتت فجأة، التي، صرختي الى أصغي النحيل قوامه وهذا عينيه ضحكة هذه . قوس إلى أنظر وأنا همست لندن ضواحي من ضاحية في قبره أمام أقف وأنا صدري

: هي واحدة بكلمة الترابلا - !

. تمتمة قلتها . . الذي التسع السنوات ذو أسامة، حتى أحد، يسمعها يكد لم لنفسي الداخل إلى قلتها

. أسترد أن أستطع لم لكنني أبيه قبر في معا ونحدق بذراعي، كتفيه وأحيط خلفه أقف كنت. ذلك بعد السكوت

. تنتهي )( أن رفضت لا الـ تلك. كبرت

. ارتفعت . . ممتدة متصلة صرخة أصرخ إنني

معا، يبللنا كان الذي الرذاذ ذلك في هناك، علقت كأنها الهواء، من استردادها عن أعجز. . القيامة يوم الى بالسماء معلقة تظل أن تنوي كأنها ووداد وخالد وليال وجودي وأسامة أنا

ولم تخصنا تكن ولم زرقاء تكن ولم بيضاء تكن لم التي السماء تلك البعيدة، السماء تلك!... ... تكن ولم تعرفنا تكن

: ة���� ك�ت�ف�� ي����ت�ض������ و��ه��و�� ت�ه����ئ�ت� ���� غ0 ل�� ����م������ا��و��ل���� ي�ق��و��ل���� و��د��ا��د�� ش����ق����ق���� �����م��ع��ت���

24ص

. . . رجلينا - على واقفين نظل نقدر شان من إهدأ خوي يا إهدأ مريد يا ألله شان من . فمي أغلقت الإغماءة يشبه ما الى تحولت التي الصرخة من نفسي أسترد وجدتني

: وضعيف متهدج بصوت له أقول وجدتني قليل وبعد بيدي! . إحنا - مش واقف الي هو

. ويمبلدون في بيته الى قبره من عدنا ! المتروكة لوحاته بين أنام كنت فيها لأقيم غرفته لي تقدم أن على عائلته أصرت

. خشبية منصة على المرفوعين ومكتبه كرسيه لحظة كل في أرى الناقصة ومسوداتهالسماء على المطلة النافذة حافة تلامس بحيث السماء حافة ليرفع بنفسه هيأها مستطيلة

. . لها. وضعت إنها وداد قالت مباشرة العالم مواجهة في الزجاج ستائر بلا النافذة والعشب .) ( ) قفزت ) خنقة البرداية ان وبيحس الفضا بيحب لأنه انتزعها ناجي لكن البداية في ستارة

. بالفضاء شغفه تصف أسمعها وأنا أذني إلى قبره عتمة . البيضاء، أوراقه على الصغير، مكتبه على أسبوعا العائلة مع قضيت تلك، غرفته في

) ( . وهو الذئب أكله أسميتها قصيدة وموته ورسوماته حياته عن عنه، شيئا كتبت أقلامه وبأحد . لرسوماته، معرض افتتاح حفل في ذلك بعد ألقيتها جدا الشهيرة لوحاته من واحدة اسم

. العزاوي ضياء العراقي الفنان من مباشر بإشراف لندن، قاعات إحدى في أصدقاؤه نظمه: ينسى لا الذي بالمشهد فوجئت القاعة باب وعلى

ومشاهدة التأبين حفل في للمشاركة القادم الجمهور لاستقبال شبان ثلاثة اصطفالمعرض:

) العلي، ) ناجي الشهيد ابن خالد

25ص

. .) ( كنفاني غسان الشهيد ابن فايز و. .) ( حداد وديع الشهيد ابن هاني و

! أنجبت جنازات أية القاعة، مدخل على أعانقهم وأنا جافا حلقي كان الورد زي شبابرجولتها إلى طفولتهم منها خرجت أنقاض أية الانتباه؟ الشديدة والعيون العالية الأكتاف هذه

القتلة؟ من إذن بلا . أحوالهما عن سألتهما رفيقيه خالد لي قدم

. واللهجة والنبرة أيضا الصوت أسمع أن أردتاليومية الحياة في لا روائي خيال في مشهد وكأنه الليلة تلك في مشهدهم لي بدا

: الباب. عند الناس لاستقبال مستعدا صفا اجتماعهم أمام أتوقف وأنا لنفسي قلت المعتادة

هم المهنئين أو المعزين لاستقبال الوقفة هذه يقفون الذين كان المتوارثة، تقاليدنا في .) اليوم ) يقدمون الشباب هؤلاء أيضا وجهاؤها للفصائل الفصائل ووجهاء العائلات وجهاء

. .) أطيقها ) أكن لم قبلهم، التي، المفردة تلك للوجاهة والطازج، الرائع الجديد، معناهم ) التراب ) تحت تاركا ، القادمة أيامنا شكل من أرتجف وأنا بودابست إلى بعدها عدت

. كله تاريخها في فلسطين أنجبتهم الذين الفنانين أشجع من واحدا البعيد البريطاني***

) النائية ) المعابد عتمة في تومض روبلييف أندريه أيقونات كأنها حولي، وجوههم طافت . غرفته خارج العراء كان ولا معتمة، المسلح الحارس غرفة تكن ولم عشر الثالث القرن في

! أبو. جاء وتسللا؟ خلسة تصيبني حمى بدايات هي أم كهذه قائظة ظهيرة أر لم معتما . منيف جاء أوراقهم من أكبر كانت التي قلوبهم شعر وجاء كمال، وجاء معين وجاء سلمى

. ولا تبين والأصوات والخيالات الوجوه الغرفة يملأ التوجس وعاد وثالثة ثانية وناجي

26ص

. . . . عتمتكم. لي لتغفر تماما وحدي تماما معكم الصوت على أنادي النظرة إلى أنظر تبين! الأصدقاء أيها الخصوصي النهار هذا

***

المحاط الضجر هذا أكل للغائب؟ والغياب الحضور هذا أكل لي؟ التشوش هذا أكلالميت؟ البحر بأملاح

. . أدخل لن الظهيرة هذه وفي عربي بلد أي إلى بسهولة أدخل لم الانتظار على متعود أنا . أيضا بسهولة

. السيارة جاءت . ببطء نحوها اتجهت

ما شيئا قال أنه لي بدا العرى، مفتوح قميصا يرتدي الوجه، أبيض القامة، طويل سائق. . . . تختلط الأمور ابتدأت يهوديا أو عربيا كان إن لتأكدت وإلا كثيرا يتحدث لم العربية باللغة

) ( . هو هل ، إسرائيل؟ في عربي عامل هو هل إسرائيل في العرب العمال عن نقرأ كنا . وبينهم بيننا للتميز تكفي لا وحدها الوجه ملامح العربية؟ يعرف يهودي

. . الحدود مركز الى وصلنا طويلا تساؤلاتي تدم لم. الأردني بالدينار أجرته أخذ

. الفلسطينية الشرطة رأيت هنا المطارات بصالات تذكر واسعة، صالة الى دخلت. الإسرائيلية والشرطة

. غزة وإلى الضفة، إلى الذاهبين بمعاملات الخاصة الشبابيك من صف. كثير خلق

. الإسرائيلية الشرطة أفراد ضيق إليكتروني باب الى تفضي التي الصالة الى دخلتطبق في النقدية، القطع وبعض والمفاتيح كالساعة معدني، هو ما كل أضع أن مني طلبوا

. البلاستيك من

27ص

. . أوراقي طلب استوقفني، مسلح اسرائيلي ضابط أمام مباشرة وجذتني البوابة، عبرت. لي أعادها ثم يقلبها أخذ

: بالسؤال البادئ أكون أن قررت توتري، لمعالجة مني محاولة فيالآن؟ - أذهب أين

. - طبعا الفلسطيني الضابط إلى . قريبة غرفة الى وأشار

الإسرائيلي الضابط لنفس يعطيها ثم يديه بين يقلبها أوراقي يأخذ الفلسطيني الضابط. . الانتظار مني ويطلب الابتسام يتعمد الذي

اين؟ سألته. - طبعا الفلسطيني الضابط عند

. الحالين وفي قليلا ويختفي قليلا يظهر الفلسطيني الضابط الارتباط غرفة في جلست. بوجودي ينشغل لم

. . تماما صامتا طاولته وراء جلس الضابط الذهن شارد كنت. . وحيدا منا كل وكان الغرفة في اثنين كنا

شخص، كل في المتوارية البقعة تلك إلى هناك، الى أنسحب وجدتني الغرفة هذه في . عندما به ألوذ غيره، أحدا يعني ولا المرء يخص اللون غامق فراغ والانطواء الصمت بقعة . الحاجة، عند اشدها تصرفي، تحت سرية ستارة هناك كأن مفهوم غير أو عبثيا الخارج يصبح

تستعصي عندما تلقائي وبشكل بسرعة أشدها عالمي، عن الخارجي العالم فأحجبالطريقة هو حجبها يكون عندما وضوحها، بكامل الانكشاف على وأفكاري ملاحظاتي

. لصيانتها الوحيدة. بأحد أنشغل ولم هنا بشي أنشغل لم

28ص

. أشغل لم منها جزءا الآخرين مع الكلام يكون لا التي الفارغة المساحة تلك دخلت . يستطيع لا موقف في وضعته الاتفاقيات أن الواضح من للرجل المحير بالوضع طويلا نفسي

. من هم، اختصاصهم من والإدارية والجمركية الأمنية الإجراءات كل هنا شيئا يقرر أن معه .) الآخر ) الجانب اختصاص

. الأول الضابط غير ضابط منهم ظهر تقريبا، ساعة بعد

طابع ذات وأسئلته مطبوع نموذج أمامه مدنية، بملابس رجل فيها غرفة إلى اصطحبني . . . ملفا لي يفتح إنه سياسي سؤال أي يسأل لم إحصائي

. حقيبتك على للتعرف الآن اذهب ـ. المتحرك الحزام على الحقيبة لوصول آخر انتظار

غرفة القاعة يمين وعلى مثلي، حقائبهم ينتظرون الذين الجسر بعابري مزدحمة قاعة . تلفزيونات منزلية، أجهزة كرتونية، صناديق منها تفتيشه يقررون ما بتفتيش خاصة

. عندما والأحجام الأشكال كل من وحقائب وحشيات لفائف صوفية، أغطية مراوح، وثلاجات، . الحقائب تفعله ما أحب لا ممكنة حقيبة وأصغر أخف معي أحمل مكان أي الى أسافر

! أعرف. لا عما يبحث موظف على محتوياتها وعرض لفتحها اضطراري وأكره بالمسافربه تكتظ ما محتويات ويتفحصون النايلون قفازات يرتدون وإسرائيليات إسرائيليون

. عنها الإفراج ينتظرون الحاجيات أصحاب الغرفة؛بالرقم الكمبيوتر على الحقائب أرقام روتيني بكسل تضاهي شقراء إسرائيلية مجندة

. يد حقيبة هو لدي ما أن إلى نظرها لافتا سفري، جواز لها قدمت السفر جواز على الملصق . ذلك رغم القاعة وسط في الجاهزة الحقائب بين بالفعل أراها واني فقط، واحدة

29ص

. الانتظار مني طلبت . الحقائب قاعة إلى بالدخول لي أشارت قصير وقت بعد

. . الضخمة البوابة أعبر الصغيرة حقيبتي ألتقطالشارع . . . إلى كله المبنى أغادر

الأبواب بوابة . دخلنا ولكنا يدنا في مفتاح لاالغريب الموت من ولادتنا إلى لاجئين

وجئنا منازلنا كانت التي منازلنا إلى ولاجئينخدوش مباهجنا في

. يهيلا أن يوشك وهو إلا الدمع يراها لا . توقفت ثم خطوتين مشيت

. . عمود في تسري برودة النقطة هذه إلى يصل لم منيف التراب على بقدمي أقف أنا ها . . . كاملا ليس بالأسى الشعور كاملا ليس بالراحة الشعور الفقري

) ( ! إلى وليس البلد الى تفضي التي الجهة من العجيبة الجهة من المنفى بوابة لنا فتحت . ...) الآخرين) بلاد البلاد

. ) ( . الأرض أرض على الأرض تراب على بقدمي أقف

. تحملني بلاديأعناق بزين ذهبي بسلسال المعلقة الذهبية الخريطة ليست اللحظة هذه في فلسطين

. كانت إذا عما بأعناقهن تحيط الخريطة رأيت كلما أتساءل كنت المنافي في النساء ! نساؤنا تفعل كما نحرها على بلدها خريطة تعلق الصينية أو النرويجية أو الكندية المواطنة

: لصديق مرة قلت

30ص

كمصحف - أو كذكرى أو كحلية، السهرة، ثوب على كسلسال فلسطين تختفي عندماخطانا وعن قمصاننا ياقات عن غبارها ونمسح ترابها، على بأحذيتنا نمشي عندما أي ذهبي،

حرها من نتذمر عندما المضجرة، العادية، العابرة، اليومية شؤوننا قضاء الى المستعجلة . حقا منها اقتربنا قد نكون عندئذ طويلا، فيها البقاء رتابة ومن بردها ومن

. . جيدا أنظر اليها المسافر أيها أمامك الآن هي ها***

واضحة صلاحيات يمارس فلسطيني بأول ألتقي للمبنى، المقابل الرصيف علىالحائط: ظل في نصبها صغيرة، طاولة وراء يجلس السن في متقدم نحيل رجل ومفهومة

: مرتفع بصوت علي ينادي حزيران، قيظ ليتقي . . للباص - تذكرة خذ أخ يا هون تعال

." أخ " يا النداء، بهذا عليه ينادى أن من أكثر للمرء موحش هو ما هناك ليس ! ) الأخوة ) تلغي التي العبارة بالتحديد، هي، أخ يا

. لحظة تأملته . . إليه التفت توقفت ثم ثلاث أو خطوتين ابتعدت الأردنية بالعلمة التذكرة ثمن له دفعت

. . . . . شيء جدا عادية مشية أمشي كنت بالضبط أركض لم لا الباص الى ركضت أخرى مرة . يركض كان بداخلي

نذهب أين الى السائق سألت الجسر عابري من بأمثالي امتلأ أن إلى الباص في جلستالآن؟

. أريحا - استراحة الى . الإسرائيلية؟ الأعلام هذه ما لكن، أخيرا فلسطين الى أدخل أنا ها

31ص

. بعد المتكررة الحراسة نقاط على وتختفي تبدو أعلامهم فأرى الباص نافذة من أنظر! أعلامهم تظهر أمتار، بضعة كل

. . يكتمل أن يرفض بالأمان شعور به أعترف أن أريد لا بالانقباض شعور

. . ة���� �����ن� ل����0ت�ف��ا��ر��ق���� ن���ت و��ا��ن�ق��ض��� ن���ت غ���ض غ���م ع���� �0ز��م���ن�� ل���� ر���ر و��ص���و�� ا��ل��ن�ا��ف���ذ��ة��� ل����0ت�ف��ا��ر��ق���ا��ن��� �����ن��ا����9

فندق في الإفطار صالة أمس، فيها كنت كأنني كاملة أستعيدها البطيء، الباص هذا فيالـ بعد مرة لأول كأسرة شملنا فيه م الت الذي .67الكارافان،

صيف للحرب، التالي العام صيف في ذلك . 1968كان الوالدة. الكويت في أعمل كنت . . قطر في ومنيف الأردنية، الجامعة في ومجيد عمان في الوالد الله رام في علاء والصغير

. عمان في جميعا نلتقي أن اتفقنا الأيام، تلك في المتاحة الاتصال وسائل كافة عبر ) أربعة ) أو ثلاثة من وأنيق صغير فندق وهو اللويبدة جبل في الكارافان فندق الى تباعا وصلنا

طوابق. . . متجاورة غرف ثلاث في نزلنا الحرب فرقتنا منذ واخوتي وأبي بأمي لقاء أول ذلك كان

. . النظام في عليه متفقا ليس كأنه يفاجئنا الصباح كان ننم لم بالنوم ترتبط الفنادق . أحد. من توقع غير وعلى منطق بلا ويختفي يظهر كأنه الشمسي

. الصيف ذلك كإفطارات إفطارا أذق لم . الى ننظر كنا الغريبة الشهور تلك كل مضي بعد كلها العائلة مع نهارك تبدأ أن مثير

. كل في نستعيد كأننا المكان نفس في مرة لأول الآخر وجود يكتشف منا الواحد كأن بعضنا . تلك عن يفصح لم منا أحدا أن الغريب الأبناء وبنوة الأخوة وأخوة أبينا، وأبوة أمنا أمومة يوم. . بنا المحيط الهواء في معلقا الفندق هذا في معا فرحنا كان المنطوقة باللغة المشاعر

أن نريد ولا به نشعر

32ص

. . نكتمه. أن جميعا منا المطلوب وكأن الأسرار من سر كأنه نفضحهعابر، اللقاء بأن اليقين معها تحمل كانت ذاتها، بحد الفندق فكرة ذاته، بحد الفندق

. . الأكيد الانفصال من ذعر الى اللقاء تحول الأولى الليلة منذ الانتهاء على ويوشك مؤقت، . بالليمون بدونه، أم الزيتون بزيت لطة الس نطلب هل نتفق نكن لم بالبهجة يختلط التوتر بدأ

. . التوتر تجلي الخروج برامج وفي الخ خشنة يريدها وذاك ناعمة، يريدها هذا بدونه، أموذاك أصلا، الخروج يريد لا وذاك عمان في المقيمين الأقرباء لأحد زيارة يقترح هذا الأكبر؛

. أجواءها أتذكر يومية وطرائف وقفشات فكاهات من يخل لم الأمر ولكن آخر مكانا يقترح . الآن أتذكرها ولا

. الجميع على جدت لقد وأبي أمي وعلى اخوتي على التعرف جددت الكارافان في . . لا الذي بإلحاحه عطا خالي اضطرني غيرها ظروف علي وجدت أعرفها لا استثنائية ظروف

يواصل ان يعقل فلا الصناعية الكلية في عملا وجدت وهناك الكويت الى أسافر أن يرد . . أن الى مؤقت كحل قبلتها أبدا التدريس مهنة أحب لم أيضا تخرجي بعد علي الإنفاق منيف

. الأمور تتضحالـ (. 67منذ بعد ) الآن حتى تتضح لم والأمور الأمور تتضح أن إلى و مؤقت نفعله ما وكل

. . اندفاعي )!( أحاكم ولا باتجاهه مندفع أنا لي واضحا ليس الآن أفعله ما حتى سنة ثلاثين! حاكمناه إذا اندفاعا الاندفاع يكون وهل

نكبة (. 1948في على ) طبيخهم تركوا مؤقت كترتيب المجاورة البلدان الى اللاجئون لجأ ! والقش والصفيح الزنك ومخيمات الخيام في انتشروا ساعات بعد العودة آملين النار

) ( ) ( .) أقاموا) ثم مؤقتا بيروت من ثم مؤقتا عمان من وحاربوا السلاح الفدائيون حمل مؤقتا .) مرحلية ) برامج وضعنا مؤقتا والشام تونس في

33ص

. ) ( ) لنفسه ) من كل قال الخ الخ مؤقتا أوسلو اتفاقية قبلوا إنهم لنا وقالوا مؤقتا للتحرير .) الأمور ) تتضح أن الى ولغيره

. الجيش في كعسكري عمله له يتيح لا الوالد واخواته بأبيه اللحاق على يلح الصغير علاء . الخ احتلالها بعد الضفة الى يذهب أن الأردني

أقرب فكرة التخطيط فكرة تجعل ظروف في الأسرة لحياة التخطيط في الوالدة رغبة . . البدائل تقليب في منهمكة العبث الى

. عيناها والتبعثر الصعوبة تحدي في الرغبة بفعل مضافة حيوية اكتسب المرهق وجههاذروة في حتى الدائمة بيقظتهما تلمعان المثلث، شكل الى الأقرب بشكلهما الخضراوان

. الليل آخر النعاس شيئا المرء يفعل لم لو حتى النهاية في ستسير الأمور أن يشعرك الذي بهدوئه الوالد

. دائما المتسائلة أمي يستفز الذي هدوئه من يزيد الهند حكماء صبر من شيء لتسييرها . حلول عن بالأظافر والباحثة

. الوحيد أنا يضحك عندما إلا قلبه أحوال عن تفصحان لا العميق بسوادهما الضيقتان عيناه . . أمي كعيني خضراء عيون لهم وعلاء ومجيد منيف وضيقهما العينين سواد عنه ورثت الذي

يتجاوز لم وهو الأصغر لأشقائه تربوي بدور يقوم الذي الوسامة الشديد الشاب منيفباستعجال لتقديمها يسارع تضحية وكل بحلها يتبرع عقبة كل عمره، من والعشرين السابعة

. تردد ودون . من حتى والفكاهة المرح اشتقاق في طريقة له طولا ازداد الطول الفارغ مجيديسعى. ) أن يرفض الآن حتى نشره في رغبة دون الشعر ويكتب وينحت يرسم المأساة

. ) الانتباه شديد قلب وله التميز شديد يكتبه ما أن مع للنشرالمحكية، باللهجة الأغاني يكتب الهندسة، تعلم يريد الفلسفة، يعشق الذي الصغير علاء

. العود على العزف يتعلم أن ويريد

34ص

. طفولة علاء حافظ به خاصة وسامة منحاه الأكرت، الإفريقي وشعره للشقرة المائل وجهه . سواده يخالط شعرهم وبياض مثلها على الرجال يحافظ أن يندر

. أمام أطفالا الأربعة الرجال نحن نصبح اللقاء لحظة وفي الترابط علمها الأسرة تبعثر . لأحفادهما آباء أصبحنا أن بعد حتى الوالدين،

. مكانه الى من كل عاد أسبوعين بعدلتجديد الله رام الى تعود ثم الوقت، بعض عمان في وعلاء أبي مع الوالدة تقيم أن اتفقنا

. محتلة بأكملها أصبحت التي فلسطين في الإقامة في حقها تفقد لا حتى وهويتها، تصريحهما

كانت مهما به التفريط ينبغي لا مكسبا الاحتلال تحت ولو المواطنة بحق الاحتفاظ كان . أن. أبدا لها يسمحوا لم لكنهم مواطنة تزال وما هويتها تحمل الوالدة زالت وما الظروف

الشمل " “. لم على ولي لمنيف تحصللمنيف زيارة في الدوحة مدينة في سنوات عشر بعد إلا ذلك بعد كاملة كأسرة نلتق لم

. فرنسا إلى قطر تركه قبل . . تذكرت نوافذه تحت يتصايحون الحمالون أوانه قبل وصل كأنه الباص بتوقف فوجئت

. فلسطين في الأماكن كل بين عموما المسافات قصر . ونزلت حقيبتي حملت

. أريحا استراحة هي هذه***

. البلاد مدن مختلف الى القادمون يتوزع هنا من . وحدها الفلسطينية الأعلام ترتفع هنا

O��ة �����م��ا�� ���ا ت����م��ل��� ا��ل��ت� ���� ا��ل�����ا��ف���ط����ا�����2 ت����ت��� Q���ة ت�ص���ط���� ا��ل��ت��ا��ك�س���� ���� �������ا��ر��ا�����2

35ص

. والقدس غزة، الخليل، طولكرم، جنين، نابلس، الله، رام المدن،. . . تهديدات صراخ راكب على للاستحواذ السائقين شجار يستقبلك المحطات كل في كما

. . بحكمة النزاع يفض شاب فلسطيني شرطي يظهر وجذب شد. الله رام الى السيارة بي تنطلق

. الركاب من سبعة تحمل قديمة مرسيدس سيارة في السائق بجوار أجلس . دفعة وأثرثره عمري أهذي بالفعل أنني أم الخرس أصابه كشخص أبدو السيارة، في

بينما صامتا أو نائما تظنه بالحمى، المصاب يكون كما منها فأكون نفسي مسامع على واحدةحكايات؟ جسده كل

الحديث؟ معهم أتبادل لا لماذا أهلي هؤلاءمغطاة خضراء فلسطين إن الجامعة في المصريين وزميلاتي لزملائي أقول كنت

! أكذب كنت هل وجرداء كالحة جيرية التلال؟ هذه ما البرية، والزهور والأعشاب بالأشجارالى وحولته الجسر سيارات تسلكه الذي الطريق غيرت إسرائيل أن أم آنذاك؟ الناس على

الصبا؟ سنوات في سلكته أنني أذكر لا الذي الكالح الطريق هذا

يأتي عندما لنفسي قلت ضياعها؟ بسبب فلسطين عن مثالية صورة للغرباء قدمت هل! أخرى بلادا له وصفت أنني سيظن هنا الى تميم

لم لكني السنين، امتداد على هكذا الطريق كان إذا عما السائق من أستفسر أن أردت . الخذلان. من وبنوع غامضة بغصة شعرت أفعل

بها المحيطة الزيتون بتلال غسانة دير للناس أصف كنت هل

36ص

المصيف الله، رام لهم أصف كنت أنني أم البلاد؟ تضاريس كل أصف أنني نفسي وأقنعتماما؟ الله رام تشبه فلسطين في بقعة كل أن متوهما الأخضر البديع

وأنا طريقها تواصل السيارة الفلسطينية؟ الأرض ملامح من الكثير أعرف حقا كنت وهل . ألم الإسرائيلي؟ العلم هذا ما السائق يسار وعلى يميني على نافذتها من النظر أواصل

! ) إذا ) المستوطنات هي هذه فترة؟ منذ مناطقنا ندخل. آخر شيء بعينيك تراها وأن شيء، المستوطنات عن المتحدثون يتحدث أن

. والذرائع والاستنكارات والاقتراحات والخطب الندوات معنى بلا سخيفة الإحصائيات كليساوي لا المستوطنات، عن وقرأناه سمعناه ما وكل المفاوضين، وحجج التفاوض وخرائط

. بعينيك مشاهدتها أمام شيئا . سطور في بعضها خلف تصطف ومتكاتفة متلاصقة الأبيض الحجر من متدرجة أبنية

. . هو هذا القرميد سقوفها يغطي بيوت وبعضها عمائر بعضهما أماكنها في راسخة منسقة، . بعيد من الناظرة للعين البادي

ترى؟ يا الداخل من حياتهم شكل هو مايلعب هل هنا؟ الى بهم يؤتى أن قبل أتوا أين من المستوطنة؟ هذه سكان يكون من

هذه خلف الحب يمارسون ونساؤهم رجالهم وهل الأسوار؟ هذه وراء الكرة أطفالهممعبأة يعلقونها هل والرشاشات جنوبهم؟ على والمسدسات ذلك يفعلون هل النوافذ؟

النوم؟ غرفة جدار على وجاهزة . مسلحين إلا نشاهدهم لا التلفزيون على

نخاف؟ الذين نحن أم حقا منا يخافون هل

37ص

كما " " واضحك فاضحك المستوطنات تفكيك كلمة منبر على خطيب من سمعت إذا. . ذاتها. إسرائيل إنها الأطفال بها يلهو التي الميكانو أو الليجو من قلاعا ليست إنها تشتهي

. وقد لنا الذي المكان إنها والذريعة والحيلة والجغرافيا والأيدولوجيا الفكرة إسرائيل إنها. . . . الأرض هذه على اليهودي الميعاد هي الأول شكلهم كتابهم هي المستوطنات لهم جعلوه

. . ذاته الفلسطيني التيه هي المستوطنات غيابنا هي

وإلا المستوطنات لهذه الحقيقي المعنى يجهلون كانوا أوسلو مفاوضي إن لنفسي قلت ! الاتفاقية وقعوا لما

يصبح يحملك، الذي المتآكل النحيل الشارع بأن فتفاجأ يمينا السيارة نافذة من تنظر . صاعدا الطريق، عن ينفصل ما وسرعان بريقا، يزداد اسفلته وأناقة ونعومة اتساعا أكثر

. مستوطنة إلى يفضي أنه فتدرك المباني، فاخرة تلة الى. إليها يؤدي آخر عريضا أنيقا وشارعا ثانية مستوطنة فترى قليل، بعد يسارك إلى تنظر

. وهكذا والعاشرة والرابعة الثالثة ترى ثم . باللغة المرور إشارات على الكتابة أن وتلاحظ مداخلها على ترتفع الإسرائيلية الأعلام

. فقط العبريةبناه؟ من الهول؟ هذا كل أقام من

) لتأكيد ) النهائية النتائج بانتظار نتنياهو بنيامين الليكود زعيم كان الجسر اجتزت عندما . " " . ة���� ا��ل��ع��ر���ب�� إ0 ���ل���ام��� ا��ل���� V���م غ��ر غ��ةو غ���ص ا��ل��ذ����9 ب���ر���ي��ز��� ش����م��ع��و��ن���� ا��ن�ه��� ا��ا ا��ذ�� ا��ل��ع��م��ل��� ح��ز���ب��� ن�ه��� إ��ا ا��ل����0ن�ت�خ��ا��ب�ا�����2 ف��� ���� V���ع ف���و��ز���

كأنه العربية الدول ولجامعة الشريف عمر كأنه ولنسائنا الأيوبي، الدين صلاح وكأنه لرجالنا! قحطان بني من

. يثيرون الليكود بلهاء المستوطنات هذه أرضنا على يبني العمل وحزب جوريون بن منذ . ة��� ل��ك� ي�ب�ن�و��ن��ه�ا�� ة���ة ���ج�����ي� ة���� م���س����ت�و�������ن� ك�ل��� ح��و��ل���� ا��ل���������0ت���ط����ا��ن���، ف��� ���� �������ا�������ت�ه��م��� ح��و��ل���� ا�ا ��ا��ل����� ا�ا و��ض���ج����ج�� ا�ا ل��غ��ط����

38ص

اللص عن الطفولة، أيام في قرأتها التي الخبيثة الحلية بتلك يذكرونني العمل حزب دهاة . سيارة سرق الذي

إنه فيها يقول رقيقة، اعتذار رسالة بداخلها لهم وترك لأصحابها أعادها التالي اليوم فيحبيبته؛ مع للخروج فقط، واحدة لليلة احتاجها أنه حدث، ما كل بل السيارة، سرقة يقصد لم

لصاحب هدية يقدمهما المسرح، الى للدخول بطاقتان وبداخلها الآن، السيارة يعيد إنه . نواياه وحسن لاعتذاره تأكيدا وزوجته، السيارة

. وظرفه العاشق اللص برقة وأعجبا الزوجان ابتسم . المسرح الى بالفعل ذهبا المساء في

كل غيابهما أثناء سرق قد الرائع اللص أن ليكتشفا طبعا الليل من متأخر وقت في عادا ! وهرب منزلهما في ثمين هو ما

. وسيضمن الحديد من بفأس رأسك يهشم وقد الحرير من بشال مجرم يخنقك قد . الحالتين في مصرعك

. الدهاء ثنائية لكن اللص ذلك وحكاية العمل حزب حكاية بين بالطبع تاما ليس التطابق . رموز اسرائيل، في باستمرار، وهناك بداياته منذ الصهيوني المشروع في تمتزج والغباء،

. الواحدة المعادلة طرفي تمثل

. من ويستفيدون الناعم التدبر من يستفيدون الحالتين في يستفيدون هم حدث ومهما . أيضا البلطجة

. والمتطرفون الفترات من فترة في المتطرفين من الحديد لغة يتعلمون المعتدلون . كل في نخسر المنزل، أصحاب ونحن، الأمر اقتضى إذا المعتدلين من الحرير لغة سيتعلون

. الوجوه ’ كل على ونخسر الأحوالسنة؟ بعد سنة الثكنات؟ القلاع؟ المدن؟ هذه كل يقيمون تركناهم كيف

39ص

يرى كان غسانة دير في بيته شرفة من إنه سنوات عدة قبل البرغوثي بشير لي قالدائرة؛ شكل على غسانة بدير تحيط باتت حتى سنة بعد سنة تتزايد المستوطنات أضواء

. مكان كل في انتشروا الطويل صمتنا ظل وفي بالتدريج وانهم ( . تبقى ما كل هي هناك هنا متناثرة النقوش بعض عليها المستوطنات هو السجادة نسيج

. يواصلون( لكنهم منازلنا من خرجوا الأخيرة التفاوضية الترتيبات وفي فلسطين من لنا . وعليك الكثيرة الأمنية الحواجز على ايقافك في الحق ولهم اليها المؤدية الطرقات احتلال

الانصياع. . . حتى بجناحين طائرا ولا ماشيا لا أدخلها أن أو بالعين أراها أن لي يسمح فلم القدس أما

لا حتى معقدة التفافية شوارع عبر غيروه القدس من يمر كان الذي الله رام الى الطريق! السيارة زجاج من نراها

) يمكنك ) جدا مهم شخص بطاقة يحملون الذين من فلسطيني قيادي برفقة فقط ( . إلا القدس لرؤية يأخذك لن للإسرائيليين بالنسبة جدا المهم والشخص القدس الى الذهاب

. .)! القدس الى يصطحبني من أجد لم هو له بالنسبة مهما شخصا أنت كنت إذا***

. ) المهتدي ) حلمي الدكتور بيت يعرف كان إن السائق سألت رفة الش دوار وصلنا عندما : الفور على فقال

! سنين - منذ مات ولكنه . أعرف -

) ) ( . المهتدي ) حلمي الدكتور بيت مقابل بأنه بيته لي وصف حازم أبو لكن أعرف أكن لم : موضحا أضفت ثم

. منه - قريب لبيت رايح أنا

40ص

جديد بيت إلى انتقل ولكنه أيضا سكناها التي اللفتاوي عمارة في يسكن حازم أبو كانالا البيت لعنوان قبلي من ولمنيف لي شرحه كان الذي به المعتنى الوصف ورغم ذلك بعد

أنني الأمر صعوبة من وزاد الوصف، استعادة أستطع لم والتوتر الذهن تشتت بسبب أنني. الظلام حلول بعد الله رام دخلت

: السائق قال. البيت - ماعرفش بس المنارة على عيادته باعرف أنا والله

. بالضبط أقصده الذي البيت عن الخلفي المقعد في الجالسة السيدة سألتني: لها قلت

. حازم - أبو البرغوثي، مغيرة بيت. زوجته اسم عن سألت

: لها قلت." " . الأسرة - إنعاش جمعية في تشتغل البرغوثي فدوى

. . البيت موقع تعرف لا لكنها الجمعية في معا عملا وإنهما تعرفها إنها قالت : للسائق وقال الخلفي المقعد من آخر شخص تدخل

. أعتقد - هناك المنطقة في اسأل وبعدين اليسار الى القادم الشارع من ادخل جرب. هنا من قريب الدكتور بيت

. كانت يدلنا المارة أحد لعل توقفنا ثم قصيرة مسافة وقطعنا يسارا السائق انعطف: . تنادي أصواتا سمعت حتى السيارة توقفت ان ما ليلا والنصف الثامنة الى تشير الساعة

! . هون - احنا إطلع مريد عمو مريد عمو. حولي كانوا البصر لمح في

الوالد؟ - وينتتوقف الجسر سيارات من لسيارة رؤيته بمجرد إنه فدوى قالت

41ص

. ) عمان) في منيف ام ليطمئن الهاتف الى ركض فوقها مرصوصة الركاب حقائب. سالما وصولي من تتأكد حتى الهاتف بجوار بطولة اليوم ستقضي أمي أن متأكدا كنت

. كان الجسر عند ودعتني حين عينيها أمام ماثلة الجسر من لمنيف إعادتهم تجربة زالت ما. واليأس الرجاء ملامح من مزيج وجهها على

منذ الله رام من بهما اتصالي ينتظران القاهرة في وتميم رضوى أن أيضا واثقا وكنتالظهر.

. الظهر - من البرندات على كلنا: عبير ابنتها وقالت

. . الحمد - الثاني الطابق في ووسام وأنا الأول الطابق برندة في وماما بابا مراقبة أبراج. السلامة على لله

. ذراعيه فاتحا حازم أبو هجم. . . نحوي يركض مبتهج صليب يركض صليب الأفقيتين وذراعيه الأبيض بشعره علي هجم

. بيته باتجاه تقريبا الشارع ثلث في أكتافنا التقت: القاهرة في وتميم وبرضوى عمان، في وإلهام وعلاء بزمي اتصلت

. الله - رام في أنا " " " أول " وهي الجدار، على معلقة الأسود، إطارها داخل هناك، كانت حازم أبو برندة وفي

." " : منيف صورة عيناي عليه وقعت ما***

مرقمة غير صفارغة

43ص

2

الله رام هنا. . النافذة بفتح وأسارع أستيقظ الله رام في الأول الصباح

" ؟ - " حازم أبو يا الأنيقة هالبيوت شو . " والبيرة " الله رام على المطل الطويل جبل جبل إلى بيدي أشير وأنا سألت

. مستوطنة - أضاف، ثم

. جاهز - الإفطار قهوة؟ شاي؟ ! رام في إن هكذا؟ السياسة تداهمني ولماذا بالوطن العلاقة لاستئناف بداية من لها يا

! المستوطنات غير أخرى أشياء والبيرة اللهالفرح استدراج الفور على تحاول سنة ثلاثين بعد وشبابك صباك مدينة الى العائد أنت

. الشعير صحن الى الدجاجات تستدرج كما قلبك الىالتجلي؟ على لا المحاولة على يعتمد فرحك يجعل الذي ما

شيئا كله؟ المشهد في مكتمل غير شيئا هناك ان تعرف ألأنك

44ص

الوعد؟ من المتحقق وفي الوعد، في ناقصامثقل؟ ألأنك

بعد؟ الألفة تألف لم ألأنكعنها؟ الاعتذار في أم الرقصة في أنت هل

العازفين؟ على أم المعزوفة على أتعترض . . . مكتفية الله رام تتخذها لن الله رام الأولى الخطوة تتخذ أن بد لا وخبرة تدريب الفرح . . . كما طرقها في ذهبت بعيد عنها والبعيد قريب، منها القريب عاشته بما مكتفية هي بما

. . تلقي أن تنتظر التي هي هل وتحملت تعبت أحيانا أعداؤها لها قدر وكما حينا أهلها لها قدركتفيها؟ الى الآن تلجأ أنك أم كتفيك على برأسها

. . . هو الحب للمرأة ذلك تقول كنت يأخذ منا ومن يعطي منا من فيه نعرف لا ملتبس لقاء . . . افرح دجاجات هي ها حسنا الحب عن حديث هذا والمعطي الآخذ بين الأدوار ارتباك ) الى ) خذوني تقول أنت ها تلقائي؟ استدراج هناك هل التلقائي للاستدراج تستجيب . . . عمارة. إلى فخري ابو خالي دار إلى الإذاعة شارع إلى الإذاعة شارع إلى مدرستي

. أنت. ها مشيتها وطرق سكنتها منازل إلى اسماعيل، ام الحاجة دار إلى خذوني اللفتاوي ) أطراف ) في مقبرة في الآن الراقد منيف يستطعه لم ما ذلك لتمشيها، تعود أن تستطيع

. بعد. فيما أماته الذي هو العودة من منعه بل العودة، من منعه الذي هو ليس موته عمان . أشهر، بضعة بعد المحاولة كرر الانتظار من يوم بعد الجسر من أعادوه سنوات ثلاث قبل

. عن عاجزة الواقعة، تلك على سنوات ثلاث مرور بعد أمي، تزال لا الثانية للمرة فأعادوه . غادرها التي فلسطين الى الدخول على استمات الجسر على معه الأخيرة لحظاتها نسيان

. العمر من عشرة الثامنة في يزال ما وهو الرزق عن بحثا

45ص

منذ الفلسطينية، العائلة في الأكبر الشقيق دور حول تكتب أن يجب كثيرة كتبا إنيبتلى الذي والطفل النصائح وواهب الأسرة ورب والأم والأب الأخ بدور يصاب مراهقته

. . يتفقد الذي الطفل يقتني ولا يعطي الذي الطفل شيء بأي الاستئثار وعدم الآخرين بإيثار. الانتباه فيتقن سنا تكبره رعية

. البوابة هذه الى وصل كان كلها الأسرة حياة في الأعظم الدوي هو المباغت موته. أبدا له تنفتح لم لكنها الأخيرة

. غرفة في المعلقة المرآة لكن قدماه تصلها لن التراب من بقعة على أخطو أنا ها. فيها نظرت عندما هو وجهه عكست الجسر على الانتظار

وخطواته الأمام، الى قليلا المندفع صدره شهدت فيها، مشيت عندما الله، رام شوارعالمستعجلة.

. ة���� ��ل�� ة�� ي�ل�� و��و��ج��ه�ه��� ا��ل��ج��س����ر���، ل��س����ل��ط����ا�����2 و��ر���ا��ق��� ���� ���ا م���ت م��� �ة�� ق��� م���ن�ذ��

. . منيف مشهد هو مشهده المشهد هذا

. . . . بالدخول لأمي سمحوا هنا معه حققوا هنا واستبشر تفاءل هنا خاف هنا انتظر هناومنعوه.

. الى شرقا وهو الله، رام الى غربا رحلتها إكمال على مكرهة هي يفترقا أن عليهما كان هناالثانية يتجاوز لم وهم أشهر ستة بعد مات حيث الفرنسي منفاه الى ومنها عمان،

. عاما والخمسين . : إذا معه أعيدوني الجنود وجوه في صرخت هنا

. . كتفها على وبكى كتفه على بكت هنا. الأخير الوداع ودعته هنا

" " . بيتنا رعد دار نحو جنب الى جنبا سرنا يدي في يده كانت غسانة دير إلى دخلت عندماأصابت. التي الرعشة كانت سنة، ثلاثين منذ الأولى للمرة عتبته اجتزت وعندما القديم

أن دون جسدي

46ص

اليوم ذلك في القبر الى بجثمانه أهبط وأنا غمرتني التي الرعشة ذاتها هي أحد، لها يلتفت. عمان أطراف على تقع مقبرة في والمطر، بالذهول المغمور

. بعد غسانة دير الى أذهب لم . المناسب باليوم وسيخبرونني شعرية، وامسية الأهالي مع لقاء لي يعدون إنهم

. الله رام في الآن أنا***

. ليلا دخلتها . منذ طويلا اليها الطريق . 1967كان شمس أول إلى أمس شمس اول من أمشي وأنا

. أمشي وأنا اليوم. المألوف الموعد في الخجول المتردد لصيفها نفسه يسلم أن يريد لا المعاند، ربيعها

. . . متعمدا، عامدا الذي، بأخضره هوائه في والندى البرد بشهقة بألوانه بكتفيه يزاحم الربيع. الصيف يطالبه كما غامقا يصبح ولم بعد، يكتمل لم

. مذاق الابتدائية الصفوف رائحة المنتفضين، شعارات البراري، هدوء المدن، فوضىالتمييز. يميز الذي والشاطر فرهود وأحمد الحميد عبد صالح أحمد الأستاذ صوت الطباشير

) ( . وكيف اليه؟ نصل؟ لم وصلنا الذي الحال هذا وصف يمكن وكيف الحال من النعت منوهذه جهة، من السياسية والنظريات المتعارضة والآراء الأيدولوجيات بين التمييز يمكن

" أخرى؟ " جهة من ، حازم أبو بيت تجاور التي الهضبة ثلث تغطي التي الخضراء التينةمن دواوين وتسعة العمر، من عاما ثلاثين بعد على تقع التي النافذة هذه من أطل

. البعيدة المقابر صفصاف تحت دمعتها عن العين بعد وعلى الشعر،أمي؛ لي منحته الذي الوحيد العمر مسعى على النافذة من أطل

47ص

.) ولماذا ) تحسبن ولا بـ النفس عزاء والى الغياب درجات أقصى إلى غابوا الذين ومسعىالمراثي؟ ذاكرة تداهمني البهجة نافذة في

. هنا إنهمالنافذة؟ من معي يطلون هل

يعترضون ما على أعترض منه، يسخرون مما أسخر يبهجهم، لما أبتهج أرى، ما يرونعليه؟

: ان الآن ببالي يخطر ما البياض الشديد ورقهم على بأقلامهم أكتب أن أستطيع هلكأفلام خيالا ليسوا واقعي؟ والفدائيين المنتفضين دم وان الواقع، من جزء أيضا الشهداء . الأحياء كان وإذا المنفلوطي تهويمات من ولا ديزني والت اختراع من وليسوا الكارتون

. شبابا يزدادون الشهداء فإن يشيخون . يتحدث الذي اخضرارها الجبلية والمصاعد المهابط أراجيح والصنوبر، السر الله رام

الآخرين الأطفال ان منا طفل كل يرى حيث الأولى مدارسنا الجمال، لغات من لغة بعشرين . . . . . على الآثمة نظراتنا الثانوية الله رام الفرندز الهاشمية المعلمات دار قوة وأكثر سنا أكبر

باليسرى الارتباك وسلة باليمنى الوثوق ة سل يمرجحن اللواتي الإعدادية بنات أسراب . . . ) لي) قال المنارة الصغيرة مقاهينا الينا ينظرن لا وهن الينا ينظرن حين عقولنا يشلفن و

" بها" واستبدلوا المدينة وسط في المرور تخطيط أجل من أزيلت المنارة ان حازم أبو . . الواضحة آثارها الشفاف، وفولاذها الإنتفاضة فل الجدران كتابات الضوئية الإشارات

. الليلكية كالبصمةمن غيري أو أنا أعود أن معنى ما يعودوا؟ لم الذين سيعود أخرى سنة ثلاثين كم بعد

الأفراد؟ . ما وأحياؤنا الآخرين، مقابر في زالوا ما موتانا العودة هي الملايين، عودة هم، عودتهم

. الآخرين حدود على عالقين زالوافي لها مثيل لا التي العجيبة الحدود هذه على الجسر، على

48ص

. الآخرين حدود على وقوفك ذاكرة تداهمك الخمس، القارات . . هم التصريح يمنحونك هم المكان على الأسياد هم الآخرون زال ما هنا؟ الجديد ما

. . . لحدودي متعطش أنا هل تنتظر يجعلونك هم الملفات لك يفتحون هم أوراقك يدققون . . هل الدول وحدود السلوك، وحدود الكتابة، وحدود الجسد، حدود الحدود أكره أنا الخاصة؟

أفضل؟ حدودا ستكون بالضرورة وهل لفلسطين؟ حدودا حقا أريد . الظهر نجوم يرون المواطنون الغريبة الحدود على يشقى الذي هو وحده الغريب ليس

. أوطانهم حدود على أحيانا

. . . لاحقا وسأكرهها حدودا له اريد الآن للوطن حدود لا للأسئلة حدود لا. الله رام عجيبة

. . الى سباقة دائما متجهمة ولا ذكورية مدينة تكن لم الأوجه متعددة الثقافات، متعددة . . منذ التانجو تعلمت فيها غسانة دير في كأني الدبكة شاهدت فيها جديد ترف بكل اللحاق ." " . كتابة أحاول بدأت وفيها الأنقر صالون في البلياردو لعبة تعلمت وفيها المراهقة سنوات

" الوليد. " سينما برامج عبر الخمسينات منذ السينمائي بالفن اهتمامي نشأ وفيها الشعر. ." " " السنة" ورأس بالكريسماس الإحتفال على تعودت، وفيها الجميل و دنيا و

" لتناول " وصبايا شبانا ركب وحديقة مقهى الى نذهب ونحن أبدا فضولية عيون تلاحقنا لموعلى الجميلة أشجاره ظلال في سبليت والبنانا شيك والميلك ملبا والبيتش الشوكالامو

. الأبيض بالحصى المفروشة أرضيته . نتعرف كنا نعوم ومنتزه البيرة ومنتزه الله رام منتزه في وأهالينا أصدقائنا مع سهرنا

وفندق عودة فندق في الأنيقة الموائد على يتحلقون الذين المشاهير بعض ملامح علىيرتدون حرب،

49ص

.) كانت ) الله رام الأرجيلة بخراطيم يمسكون وهم السياسية القضايا ويناقشون الطرابيشالمدينة البيرة، مدينة وكذلك ومنتزهاتها ومقاهيها ومطاعمها شوارعها في النظافة شديدة

. الله لرام التوأم . حياتي في الأولى للمرة المظاهرات عرفت الله رام وفي

. . خبر نا هز المدن وباقي ونابلس القدس أهل وتظاهر بغداد حلف ضد تظاهرنا . أعرف كنت الشورت نرتدي ونحن المظاهرات تلك في عماشة أبو رجاء الطالبة استشهاد

فيه يشك ان دون مكان إلى مكان من لينقلها حذائه في السرية المنشورات يخبئ منيف ان . اللفتاوي عمارة في جارتنا ونزور بشير عمنا ابن على القبض أخبار نتابع وكنا طفل لأنه أحد

. أخباره عن ونسأل لنواسيها بشير امذلك تم عندما طربا ورقصنا الأردني، الجيش وتعريب باشا جلوب طرد أجل من تظاهرنا

. لاحقة سياسية لتطورات نتيجة بالفعل " " : أفهامنا قدر على المسلمون الإخوان و والبعث، الشيوعي، الأحزاب صراعات تابعنا

. الى. الاستماع تلصصنا النابلسي سليمان بحكومة جاءت التي الانتخابات تابعنا كمراهقينيعرض كان العرب صوت الى الاستماع لأن العرب صوت من الناصر عبد جمال خطب

. المساءلة وربما للشبهة الشخصبورسعيد أخبار وتابعنا السويس قناة تأميم الناصر عبد جمال لقرار طربنا الله رام في

. المتحدة. العربية الجمهورية وإعلان ومصر سوريا بين للوحدة رقصنا الله رام في وصمودها . الانفصال إعلان يوم بكينا وفيها

بالقرارات مرة لأول سمعنا وفيها والظافر القاهر بصواريخ القوة أحلام دغدغتنا فيها " يمكن" عما نتساءل الصغار، المدارس طلاب نحن وأصبحنا، مصر في الصادرة الاشتراكية

. المصطلح ذلك يعنيه أن

50ص

" الإنجليزي " الجيش معطف يغير لم الذي الجرائد بائع الحبايب أبو صوت على نصحو كنا: كلها الله رام أرض يلامس قامته عن الفائض وذيله شتاء، أو صيفا يرتديه كان الذي !" " !" " !" الحبايب" أبو أما السنوات، لاحق في احتجبت الثلاث الجرائد فلسطين الجهاد الدفاع

في نحن بيتنا أمام قتلته شظية من يموت أن قدره كان المدينة، عمارات جميع بين فمن. اللفتاوي عمارة

حزيران من الكابي الصباح ذلك في جثته على يهتف 1967عثروا ظل التي والجرائد. الطويل ومعطفه وعينيه وجهه تغطي كاملا عمرا بأسمائها

. أصابته الحبايب أبو يعرفه أحد ولا يعرفه الكل أهله؟ أين الحبايب؟ ابو جاء أين من. آخر مكان أي الى حياته في يغادرها لم التي الله، رام في الغربة أصابته أن بعد الشظية

يا قتلك ومن الجرائد؟ بياع يا بينهما الفارق لك يشرح من الغريب؟ أم المواطن هو هلالعناوين؟ قتلنك أم الشظية قتلتك هل رجل؟

***

معاملة أهلنا عاملنا الغربية الضفة في أننا وعقلنا، كبرنا ان بعد اليوم، نفسر وكيفعام الساحلية وقراهم مدنهم من إسرائيل طردتهم الذين أهلنا نعم أهلنا 1948اللاجئين؟ ،

وقرانا مدننا في للإقامة وجاءوا الثاني جزئه الى الوطن جزء من اضطرارا انتقلوا الذين! ! مهاجرين وأسميناهم لاجئين أسميناهم الجبلية

قرية في حتى العظيم؟ الارتباك هذا لمن يفسر من لنا؟ يعتذر من لهم؟ يعتذر من !" " " إننا " بل لاجئين و مهاجرين نوع من مفردات نسمع طفولتنا في كنا غسانة، كدير صغيرة

! تلك معنى عن الوقت ذلك في أنفسنا نسأل لم كيف استعمالها على وتعودنا ألفناهااستخدامها؟! عن الكبار ينهرنا لم كيف المفردات

***

51ص

وعدم أخطائها، من الضحية حصة رصد في الرغبة تلك أخرى مرة لدي استيقظت هلالخ؟ الإمبريالية أو المستعمر أو الغازي الآخرين، عند الخلل برصد الاكتفاء

مشهد على السماء من الشهب تسقط كما الناس رؤوس على تسقط لا الكوارث ! خلاب طبيعي

. . مكان في الآن قبل هذا قلت هل النظر قصر من حصتنا بالطبع الأخطاء من حصتنا لناآخر؟ وزمان آخر

. . من يقين على ولكني أدري لا الآن؟ أستعيده لماذا سابقا قلته أو ذلك كتبت أنني أذكر ! جريمته من العدو تعفي لا الحقيقة هذه أن رغم خلابا طبيعيا مشهدا دائما نكن لم أننا

. ومنتهاها الشرور أول هي التي الأصلية

. عن يفتش الذي إن الآخرين أخطاء في التحديق هو بشري نشاط أسهل أن أعلم لكنني . ! عن أيضا نحن أخطائنا عن نواجهها انتكاسة كل مع أتساءل ولهذا سواها يجد لن أخطائك

. الى يرقى بحيث بالوطن، بارتباطي الارتقاء على قادرا كنت إن أتساءل أغنيتنا أخطاء . . يبدو فيه أوقاتنا شكل هو وطننا الوقت؟ في أم المكان في يعيش الشاعر هل عنه أغنيتي

. . أكثر المنفى في متاعبي تكن لم قليلا إلا حكمت ناظم أصدق لم الطوية سيئ شخص أنني. . الذابل بمعناه الحنين أطيق ولا أوطانهم في أصدقائي متاعب من

القصيدة مع أتعامل أنني في السبب هو هذا هل بالفكرة؟ التغني بفكرة أضيق هلوالمتوقعة، الشائعة بالرومانسية أخاطبها أن أستطيع لا الصديقة حتى غناء؟ لا بناء بصفتها

. أصدقائي مع الحال وكذلك بمصادقتها أهتم لا نحوي الأولى الخطوات تتخذ لا التي والمرأة. . يرهق ما فيها رأيت إذا العلاقة وأغادر ظهري أدير أن علي السهل من أيضا الرجال من

كثير المعاتبة، كثير المرهق الصديق

52ص

. " " . فهو خطأ على سامحك إذا شيء كل يفهم أن يريد يفسر لا لما تفسيرا يريد اللوم، . نختار نحن القربى، وعلاقات الأسرية العلاقات عكس على خطأ على سامحك أنه يشعرك

. . بالحمق ع تبر هي نظري، في المرهقة، فالصداقة ولذلك اختيارا الصديق . حزب أي الى بالانضمام أبدا أقتنع لم جماعي سياق أي في بسهولة أندرج لا انني كما

. . هذا، كان وربما الفلسطينية التحرير منظمة فصائل من فصيل بأي ألتحق لم اليوم سياسي. فضيلة لا رذيلة وطنه، فقد لشخص

. فقط هذا ليس. الوقت طوال والفصائل الأحزاب تلك من ومبطنة واضحة عروضا قاومت انني بل

. العروض تلك كل عن لعزوفي متفاوتة أثمانا ودفعتتسرهم، وأوصافا وتميزا جدارة فيك يرون لأنهم منك يقتربون أنهم الأمر في الطريف

." وعلى " بك ظنهم حسن على تشكرهم معهم يريدونك وأنهم إليك بحاجة أنهم ويلمحون . التصرف تفضل أنك كيف لهم تشرح ثم مثلك ضعيف لشخص الانتباه في المتمثل كرمهم

. . وهنا طبيعتك تظنه لما مخلصا تظل أن تحب وأنك والأحزاب التنظيمات عن باستقلاليةله قيمة لا كشخص أو بالتحديد، لهم كعدو معك التعامل في يبدأون مباغت فوري وبشكل

. الإطلاق على الاهتمام يستأهل ولافكرة أعرف لا انني أدركوا السياسية الاتجاهات كل من الفردي الصعيد على أصدقاء لي

" " ." عند" بنفسي البندورة كيلو انتخاب حق من بدءا الأشياء، انتخاب في بحقي أؤمن المبايعة . تقرره ما كل إقرار أستطيع لا باسمي يتحدث أو يحكمني من انتخاب الى الخضار بائع

." القبيلة" . الحلال وليس والخطأ الصحيح ليس عندي السلوك معيار

53ص

. ة����ق. ا��ل����� م���ةل ك� ل�� ���� ك�ا��ن��� ل��و�� ح��ت�ى���� م���ه م��ع ت�ب� ���ا و��ل����0 م���ه م����� ع��ر م���ا�� ���ا ل����0 ر�� ق���ب���� ر�� ص�������� ه��ن��ا��ك���� و��ا��ل��ق��ب�`�� ا��ل��ج��م��ا��ل��� ب�ل��� و��ا��ل�����ر���ا��م��� . . ولكن، ورضى باندفاع ارتكابها عن أتورع لا جميلة أخطاء وهناك واتباعه ممارسته في

! الرضى يشوب ما للرضى دائمابداياته تستقر أن قبل الذي ما

انقضى؟ " أعد " لم انني ذاته؟ الحلم داخل في هنا وأنا البال، في الصغيرة الغصة هذه مصدر ما

. إذا. للسياسة عدنا بالضبطكيف عنها؟ إبعاده يمكن هل السياسة؟ من والمقهور الخاسر إعفاء الممكن من هل

ة��� ا��ل��ف�� ل��ه��م��� ف���� ة���ر ي�ع�� ل��م��� ا��ا ���ح�� ���ا ن��� إ��ا ب�ذ��ل��ك��؟�� ب��� غ���ر غ��ع ا��ل�� �0ن�ج��ل��و�������ا��ك�س����و��ن����و��ن���� و��ا��ل���� ا��ل��ف��ر���ا��ن�ك�و��ف���و��ن�����و��ن���� ا��د�� ة��ق م��ن ا��ل�� م��ع ي�ق��ت�ن�!) ( . وقائع بصفتها السياسة عن يتحدثون جيدا السياسة يعرف ولم جيدا،

" " " البشر " عواطف كل يشمل الذي الواقع و الوقائع بين الفرق لهم يشرح لم أحدا كأن .) يتحدثون ) مستقبلها حاضرها، اللحظات، ماضي الأضلاع المثلث الزمان ويشمل ومواقفهم،

. نشرة بصفتها عنها يتحدثون والدول والأحزاب الحكومات قرارات بصفتها السياسة عن! فقط الثامنة الساعة أنباء

. الغائب ومن المائدة حول الحاضر من الإفطار مائدة على العائلة شكل هي السياسة . . هل الفناجين على ويوزعها بكرجها من القهوة يسكب عندما لمن، يشتاق من غاب ولماذالمن هنا؟ المعتادة كراسيهم عن الأبد الى غابوا الذين أولادك أين مثلا؟ افطارك ثمن تملك

مواجهة الى أو الحياة، بها وعدتك مباهج الى لتسارع يلاحقك إيقاع أي الصباح؟ هذا في تحنتكسبها أن تتمنى

54ص

الصوف من كنزة قليلا المائلة بنظارتها تنسج التي الأم هذه أولاد أين فقط؟ المرة هذه ولو . الرائعة عزلتك وأين الناعمة ثرثرتك أين بانتظام يكتب لا الذي للمسافر الكحلي،

. على الملقاة الجريدة فضحته الذي وهمك أين لدقائق ولو الخارجي العالم عن واستغناؤك . عتاب وأي اليوم؟ منحه على تتدرب صغير غفران أي يسارك على الخالي الخيزران كرسي

لك يخرب من وسهرك؟ يقظتك لإفساد بسهره الرائعة أخطاءك يهدد من محوه؟ تتمنىاستورد من السعداء؟ وحراسه خدمه ومهابة سائقه ومهابة منصبه بمهابة اللطيفة تفاهاتك

لك لتحمل البحار مخرت عملاقة سفن أية تايوان؟ من هذه اللامعة الصغيرة الشاي ملعقةالفخمة عماراتهم وبنوا ملايينهم الزهور باعة جمع كيف ستوكهولم؟ من الكاز بابور نكاشة

عن تتخلى لا التي المقابر الى والشقيقات الأمهات تحملها التي الباقات لأطنان بيعهم منعلى الصمت حتى الصمت، أن في السبب عن تساؤلك دموعا؟ أو زهورا أو رذاذا رطوبتها،

. . التي نسياناتك انها المائدة على القهوة فناجين عدد هي السياسة مبلولا يكون المقابر . عن البعد ذلك رغم فيها تحدق لكنك فيها، التحديق تخشى التي وذكرياتك بحضورها تباغتك

. كذلك؟ أليس سياسة أيضا السياسة. . . الوقت نفس في أقصد نعم شيء، كل السياسة نعم شيء، لا السياسة

. . . لاحقا أجوع قد فقط القهوة حازم أبو يا ر سك بدون لا

: لمنيف قال سنوات ثلاث قبل. غسان ابو يا لاستقبالك جاهزة البرندة

واستطعنا حدث إذا بيته في إلا بالإقامة لي أو لمنيف يسمح لن انه بالطلاق يحلف كان. البلاد زيارة

55ص

. البرندة في معلقة الأسود بإطارها منيف صورة هي هاعنهم، غيابه غربة الغربة، في زالوا ما الذين منيف أولاد وغدير، وغادة غسان في أفكر

. هنا عن غيابهم وغربةبعده؟ لهم انتباهي يتقبلون هل

الأشعار؟ يكتب لعم حياتهم في مكان هناك هل ) ومجيد ) أنا نشغله أن يفضلون الذي المكان هم سيقترحون ترى؟ يا جيدا يعرفونني هل

. أن يحبون التي بالطريقة الناس نحب أن علينا أن الحياة علمتني حياتهم في وأمي وعلاء. بها هم نحب

: أبيهم غياب بعد شيء أي قول استطعت منذ لهم قلت . يثقل - ما بمقدار إلا عليكم أثقل ولن احتجتم إذا تتناولونه بيتكم في قاموسا اعتبروني

. مكتبته رف على وهو مالكه، على القاموس***

. فعلت أنها ادركت أسبوع لمدة اجازة في إنها قالت لعملها ذهابها موعد عن فدوى سألت . وجودي الى للانتباه التفرغ قررت لقد والكريمة الأنيقة اللمسة هذه من وتأثرت لأجلي ذلك

. بي للاحتفاء الصامتة طريقتها تلك كانت بيتها في .) بتغيير ) وسارعت يوم كام بعد ولكن فوعدت، العمل إلى بالعودة أقنعها أن حاولت

الموضوع.. غدا- أو الليلة للسلام وستأتي لوصولك فرحت خليل ام

: مداعبا لها قلت ) للمنظمة؟- ) عمار ابو إدارة من أحسن جمعيتكم خليل ام تدير هل

: مبتسمة قالت. خليل- ام الخالة سلامتها على

56ص

.) ( ) جرايدنا - ) نشوف بدنا ؟ حازم أبو يا الجرايد بتجيب كيف

. . . يشوفها - لازم الواحد شغلات فيها مرات يعني. الزعتر ومناقيش بالسمسم كعك ومعه حسام دخل

. . . أقنعه - غلبني يفطر راضي مش مريد . ) وكذلك ) الهوية طلب تقديم أجل من الفلسطينية الداخلية وزارة الى سيأخذني حسام

. تميم لدخول التصريح ! وكعك مدمس وفول حمص ثالث إفطار فيها لفائف ومعه أنيس دخل قليل بعد

. أيضا بالسمسمالأنس؟ - أبو يا كاسة أو فنجان في الشاي تشرب

ة���� ا��ل�� ي�ن�ظ����ر��� و��ل��ك�ن�ه��� ض������ك�ت�ه��� ك�ت�م��� ا�ا ��ب��ث� ي����ا��و��ل���� و��ه��و�� ن���س������ ���ا ا��ل��ى���� ا��ل��ك�ل���ام��� م���و��ج��ه�ا�� ح��ا��ز��م���� ب�و�� ���ا ق���ا��ل��ه�ا�� . . زاد مما فدوى، وضحكة ضحكته تبعتها ضحكتي انفجرت منسي سر بكشف يهدد من بخبث

. الواقعة تلك لهما منا أي يشرح لم يضحك ما سؤاله في فليس وأنيس حسام استغراب من. الضحكة وراء المختبئة الطريفة

مسابقة الثانوية الله رام مدرسة نظمت أن الإعدادي الثالث الصف في وأنا حدث فقد . المدرسة في الحفلات قاعة الى حازم أبو رافقني للشعر الأولى بالجائزة وفزت أدبية

العلمية المجالات شتى في والمتفوقين الفائزين على الجوائز توزيع تم حيث الهاشمية. الخ والرياضية والأدبية

باركر قلم كانت التي جائزته ويستلم المدير ويصافح المسرح الى يصعد فائز كل كان. ذلك إلى وما يد ساعة أو أدبية كتب بضعة أو صغيرة جلدية حقيبة أو مثلا

. الى أشار جائزتي تسليمي من بدلا لكنه المدير صافحت صعدت، اسمي، على نودي ) من ) فجأة ينبثق حازم أبو بـ فإذا اليه، واتجهت المسرح أرضية على ضخم كرتوني صندوق

القاعة

57ص

. المتوقعة غير الداهية هذه حمل في لمساعدتي المسرح الى ويصعدهو يقوم أن على يصر ومشفقا، فخورا حازم، وأبو بقوة؛ ينهمر الخارج في المطر كان

. اللفتاوي عمارة في بيتنا إلى الطريق طوال الصندوق بحملالصندوق يحتويه أن يمكن بما نتكهن وشرعنا ملابسنا من ينقط والماء البيت الى وصلنا

العجيب.وأباريقه بفناجينه الفاخر الصيني من قطعة وأربعين ثمان من مكونا للشاي طاقما كان

. . رقيقة يدوية نقوش وعليه الخ وأطباقهاللفتاوي، عمارة العمارة، نفس في نعيش فنحن مرة، من أكثر حازم أبو زارنا بعدها

. تصادف أن الى مرة كل في المعتادة الزجاجية الكاسات في الشاي له يقدمون وأهليسن ) في الشابتين ابنتيها معها وتصطحب قريباتنا من سيدة بها تقوم زيارة مع عندنا وجوده

)! طبعا الزواج

. . حازم أبو رفض هنا الصالون في الشاي فناجين ودارت الفخم الطاقم ظهر فجأة،وقال:

! الكاسات - قد على خلينا عمي يا احنا: أقصاها الى الدعابة ومضت

! الا - الخزانة من يطلعش وما الرب، عند من كب والدنيا كتفي على أنتعه عال والله! ! ألله إلنا احنا بيستاهلوه اللي كرمال

مكانة نعرف حتى الجائزة فناجين في الشاي يقدم ان كافيا أصبح اليوم ذلك ومن! أمي عند الضيف

الشاي بطقم الاحتفاظ الوالدة تستطع لم الحرب، إثر المتكرر الجغرافي التبعثر ومعالتاريخي.

***

58ص

) لنقدم ) الفلسطينية الداخلية وزارة الى وأن وحسام أنيس وغادرنا حازم أبو من استأذنا! سنة ثلاثين عليها حصولي تأخر والتي المواطنة حق تمنحني التي الشمل لم هوية طلب

) ( ، الرام في الدولي والتعاون التخطيط وزارة في عمله الى بسيارته طريقه أنيس أكمل. الله رام في الأماكن كل إلى دليلي حسام، بصحبة وتركني والقدس، الله رام بين

. . ة���� �����ن� ص������ق��� ���ا و��ل��م��� ا��ل��م��س����ؤ��و��ل���� g����ع ا��ل�������خ�� ���ل��ى���� ن�ا�� ن��ل د��خ��

. . .) كريم ) الوجه، بشوش بيروت أيام منذ الطيب الصديق الرائق الدمث ساجي أبو إنه. . بخير زالا ما أنهما واكتشفا يأس، بعد التقيا كتائهين تعانقنا وجدع وخدوم

.) ساجي - ) أبو يا الناس مع للتعامل أنت اختاروك داموا ما عملهم يحسنون أنهم سأقتنع. صادقا له قلت

. المطلوبة الأوراق له قدمت . الشهادة فلسطين الى بالدخول له تصريح على للحصول ضرورية تميم ميلاد شهادة

. . تبعثها أن رضوى من أطلب أن يجب بحوزتي ليست. جاهزا شيء كل ويكون يومان أو يوم! .) المركز ) ما أدراك وما المركز غادرنا

من ورقة أية لتستخرج النهار، سماء في واقفة الشمس طالما أمي تقف كانت هنا . الدوحة في أبناءها لترى مرة كل في جديدا تصريحا تستخرج الإسرائيلي العسكري الحاكم

فندق في بالجميع تلتقي أو الكويت في أخاها أو بودابست او باريس او بيروت أو القاهرة او. دخولها من الجميع ن تمك إذا بعمان

التي بالزيارة الإذن وطلبات الشمل، لم طلبات لنا قدمت هنا

59ص

. من البشر لآلاف اليومي والشقاء المرمرة موضع هنا مرة كل في ترفض كانت . وصعبة ومتشعبة عالقة مشاكلهم زالت ما الله رام احتلال سنوات طوال الفلسطينيين

منذ إذلالهم محاولات شهد الذي المكان في تستقبلهم ابتسامة يجدون الآن، لكنهم، الحل،1967. الإسرائيلي. الاحتلال قبل نعيما الحياة تكن لم

طريقتنا - على أمورنا نتدبر كنا: . منهم الواحد ويضيف الجميع لك يقول

الاحتلال - ...! لكن. ويسكت

. الموت وفي كلها الحياة في يتدخل إنه طريقتك على أمورك ر تدب من يمنعك الاحتلال . في. يتدخل الطرقات في والمشي والشهوة والغضب والشوق السهر في يتدخل كله

. أو المجاور الخضار سوق كانت سواء منها العودة في ويتدخل الأماكن الى الذهاب. نائية عاصمة أو النوم غرفة أو البحر شاطئ أو الطوارئ مستشفى

) خارج ) البقاء في الجديدة متعتهم هي هنا التقيتهم من كل عنها حدثني متعة أهم. والأصدقاء الأقارب مع فيه المبالغ هر والس الليل، من متأخر وقت الى منازلهم

. . مؤقت بالأمان الشعور مؤقتة هنا الأمور لكن . أو لأيام والخروج الدخول تمنع تشاء وقت أي في تريدها منطقة أية تغلق إسرائيل

.) ( . بين الطرقات على الحواجز تنصب أسباب دائما وهناك الأسباب تزول حتى لشهور . . ) الشعور. ) بالعبرية الحاجز هو المحسوم مرة أول هنا سمعتها المحسوم كلمة المدن

) ( . في كذلك الوقت بعض الى وستظل مستمرة تزال ما النقاشات مؤقت بالحرية الوليد. والمقيم العائد موضوع

شفويا نظاما يزال ما والشعب الجديدة السلطة بين العلاقة نظام

60ص

. السياسة في الحياتية المواقف لكل القوانين كل توضع أن وإلى الوجوه من كثير في. مستمرا والمقيم العائد جدل سيظل الفرد، وحقوق الإنسان وحقوق والاجتماع والاقتصاد

. زيت بير جامعة أساتذة لي قاله ما هذا . إلى خلالهم، ومن لهم، احترامي أقدم أن بالذات معهم هنا الأول لقائي يكون أن أردت

. ولم المتاحة السبل بكل عاقبته المتصورة، السبل بكل الاحتلال عاقبها إذ التي الجامعة هذه . . قبل. الجامعة هذه زرت لقد تحيتي وأقدم وأتذكر، لأتعلم، لأتحدث لا لأصغي ذهبت تنكسر

. لقاءات الغربة في وأساتذتها طلابها ببعض ألتقي كنت غسانة دير رأسي، مسقط أزور أنومفهومهم وبحوثهم وبمؤلفاتهم بوجودهم فرحتي مدى أنقل أن الأيام لي تتح ولم مصادفة،

. الضغط وتحت القاسي الظرف في المتواصل للعمل الإيجابي

منهما وقرب لهما بحب وتشعرني انتباهي تلفت ناصر حنا وعزيمة ناصر تانيا ثقافة كانت . سلطات يد على المتكرر الجامعة إغلاق فترة في ألتقيهما كنت أبدا ذلك عن لهما أعبر ولم

. عمان. الى زياراتهما أو إجازاتهما في أو الاحتلالالمتاح بالقليل أنها عن اسمع ذلك ورغم المادية ومشاكلها الجامعة متاعب بعض أعرف

. ذاتها بتحديث وتقوم جديدة وأبنية وقاعات صروحا تضيف والتبرعات العون أشكال منمن أصبحت وقد القديمة زيت بير مدرسة بعيني أبصر الآن الجميلة التلال هذه على

. بها المعترف العلمية مكانتها لها التي الجامعاتهو أخرى، أحيانا المفهومة وغير أحيانا المفهومة وملابساته والمقيم، العائد موضوع كان

. من بد لا الجامعة أساتذة مع التعارف جلسة في أطول وقتا استغرق الذي الموضوعحساسيات مراعاة

61ص

. المجال هذا في الأخطاء لتجاوز كثيرةوعندما ) البيروتية التونسية الأيام من القادمين المدراء معظم رأيت الوزارات احدى في

الانتفاضة " أسود من إنه بالقول لي أحدهم قدمه والقهوة الشاي بفناجين الساعي دخل)!" الاحتلال دوخوا الذين

ومدرجاتها البيضاء الحجرية ومبانيها وكلياتها حرمها لمشاهدة الجامعة في جولتي في . العلوم كلية مدخل على أقف وجدتني

قاعات إنشاء بتكاليف المتبرعين أسماء عليها حفرت نحاسية لوحة المدخل علىدول من العرب الأعمال رجال وبعض الشتات في الفلسطينيين الأعمال رجال من الدراسة

. أكثرها. وأجهل بعضها أعرف عديدة أسماء رأيت هنا الخليج. اسمه رأيت الأسماء هذه بين

النحاس مربعات على محفورا اسمه ويرى هنا الى الوصول سيستطيع منهم كمكمنيف؟ أبدا، يراه لن منهم وكم الكبيرة؟ اللوحة هذه على المتجاورة

***

غطاء تحت من البادي الطفولي وجهها كان عمان، في بيتنا في سنوات، ثلاث قبل. . النظر مشتتة وعيناها واجما رأسها،

الغريب صمت صامتة العزاء حلقة في جلست ثم باكية، عانقتها والدتي، على سلمت. الموجودين كل عن

: المجاور المقعد في الجالسة قريباتنا إحدى سألتهابنتي؟ - يا المرحوم عرفت وين من

. . . مصاريف - للجامعة يرسل كان بس اسمه باعرف كنت شفته ما عمري بعرفه ما أنا. . . الصبح. اليوم الجريدة في نعيه قرأت تخرجي السنة الرابعة السنة في صرت تعليمي

. الجريدة من العنوان عرفت

62ص

. ذلك بعد آخرين طلاب مع الواقعة وتكررت***

. العتيقة والصور الإيقاعات تلك استعادة أردت تقريبا يوميا الله رام شوارع في تجولتللمكان.

نبحث نروح الجديدة لحظته يعيش جديد مكان الى نصل عندما أننا وغريبا طريفا أليسالماضي، ببقع ملأوها بسلال دنياهم في يدورون أنهم أم جديد؟ للغرباء هل فيه؟ عتيقنا عن

. سلتها تسقط لا اليد لكن تتساقط البقع . سلة المستعجلة أعينهم تلاحظ هل غريبا يرونني الشوارع في المارة كان إن تساءلت

يدي؟ في. المدينة من ذاك أو الجزء هذا الى اصطحبني للسلام وجاء بوصولي سمع صديق كل

. والعبارات والمشاوير الوقائع ذهني في اختلطت أسأل وكنت أسمع وكنت أتحدث كنت . دفعة بأكملها الله رام أستعيد أن أريد كأنني محموما الإيقاع كان حدوثها وترتيب وقائليها

. الخمس حواسي إلى واحدة، . الترتيب ترتيب بلا ذلك كل من أتذكر ما أتذكر الأيام تلك عن الكتابة لحظة في الآن

. مهما ليس. غسانة دير ليوم أتهيأ

. فيها الأول بيتنا إلى للعودة أتهيأ" رعد " دار لرؤية أتهيأ

***

63ص

3

غسانة دير. اسم غسانة دير في بيت لكل

" " . لأن الأوائل، أجدادنا أحد كان رعد أن يبدو دارنا اسم جاء أين من أحد لنا يقل لم . عبد ودار الأطرش ودار صالح دار تجد فأنت لأشخاص منسوبة القرية في الأخرى البيوت

. " " . لنا يقولوا لم كما استثناء كانت رعد دار بـ دارنا تسمية أن أظن ولا الخ السيد ودار العزيزفلسطين في ريفية عائلة أكبر حجمها حيث من يعدونها التي عائلتنا اكتسبت أين من بحسم

." البرغوثي " اسم

. بالجاه والمعتزون والغوث البر من مأخوذ إنه لنا يقولون كانوا بالعائلة المعتزونوأبناؤه هو امتلكها التي الشاسعة والأراضي غوث، اسمه كان الأول جدنا ان قالوا والملكية

. : غوث بر تسمى أصبحت " ومركزها " زيد بني قرى تسمى متجاورة جبلية قرى سبع في يقيمون البرغوثي وآل

." غسانة " دير جميعالن شك بلا وهو طبعا رومانسية وأقل ذلك كل من أبسط الآن لي يبدو المعقول التفسير

" لن " انه كما العائلة وجهاء يرضي

64ص

. .. والطيور: الحيوانات بأسماء العائلات وتسمية شخصيا البرغوث الى نسبة إنه يقنعهم : والديب والجمل والقط الفار الحضارات كل في الأزمان قديم من معروف والحشرات

. الخ والنمر والأسد والفيلالعام أوائل في 1977في العشاء على ضيافتنا في سلمى أبو الراحل الشاعر كان

. . في الأول المولود استقبال تجربة عن يحدثنا وأخذ حاملا رضوى كانت القاهرة في منزلنا . . ان أريد كنت للمولود سنختاره الذي الاسم عن سألني ثم وفريدة مدهشة هي وكم الأسرة

: صادق بتحبب له قلت لكني وأنا، رضوى ببالنا خطرت التي الأسماء بالفعل له أذكر . مؤنث - اسم أنت ذوقك على ولطيف وأنيق رقيق اسم أي لنا اقترح خال، يا شوف

... . تختاره ما هو الاسم يكون بأن وأعدك مذكر واسم . المقبل شقاوة عينيه وفي نحوي استدار ثم التفكير وأطال وعناية بإخلاص يفكر أطرق

: وقال محدثه إدهاش علىكلمة - بعده ستضع كنت إذا مريد سيد يا ولطيف وأنيق رقيق باسم سآتيك أين ومن

!!!" البرغوثي" . . عندما سلبية دائما تكن ولم بلد الى بلد من اختلفت الاسم هذا مع حظوظي لكن

السفر كثرة تقتضي فيه العمل وطبيعة بودابست، في العالمي الشباب اتحاد في عملتمن والأصدقاء الصديقات تداعبني عندما بالسرور أشعر كنت القارات، بين والتنقل

." إلبرجوتيتو " بتسميتي والإيطالية بالإسبانية الناطقين ! انني بل يعجبك لم الذي الاسم ترى حتى سلمى أبو خال يا أنت أين لنفسي أقول كنت

. كما منه، نفورهن وعدم لارتياحهن اطمئناني بعد ولكن معه الاسم بقصة بعضهن حدثت! لغتهم في الاشتقاق قواعد يعرفون الذين الضاد أبناء يفعل

65ص

" هنغارية " صديقة وهي ليللا اصطحبتني صيف ذات للاتحاد مؤتمرا عقدنا حيث هافانا فيوهو البوديغيتو مقهى الى هافانا في طفولتها وعاشت الإسبانية بينها من لغات خمس تتقن

. الموهيتو اسمه مشروبا يقدم المدينة وسط في صغير شعبي مقهىليللا؟ - يا الموهيتو هو وما

. هنا - لتناوله يأتي كان الذي المفضل همنغواي شراب انهرؤوسنا؟ - فوق السقف من المعلق الكرسي ذلك هو وما

: المسرح على دورا تؤدي كأنها وتقول الأحمر قميصها ياقة وتصلح تقف بها فوجئتليشرب - البوديغيتو الى يأتي عندما عليه الجلوس همنغواي اعتاد الذي الكرسي إنه

بأسئلته فيصدعها لطيفة، أمسية الى ليللا سوكا تدعوه الذي البرجوتيتو يجئ ثم الموهيتو! ذلك كل عن

! برافو - : أضفت ثم اللعبة تتطلب كما لها أصفق وأنا قلت

) المطاف؟ - ) نهاية في جميلا اسما البرغوثي اسم أليس: قالت

من - كثيرا أفضل ليس إنه لي فقال معناه عن التميمي سليم سألت كثيرا تفرح لا.) ( . بعوضة أي مثلا موسكيتو

تزايد الى أدى مما العائلة، أبناء غير من بناتهم بزواج يسمحون لا البرغوثي آل كان . عام في فقط الزمن مرور مع لأحد 1963عددهم البرغوثي الصالح عمر العائلة عميد سمح

. شبان أما برغوثيا يكن ولم لها تقدم عريس من ابنته زواج على بالموافقة العائلة افرادالأخرى العائلات بنات من زواجهم لكن أساسا، بناتها من يتزوجوا ان يفضل فكان العائلة

. الوقت طوال به مسموحا كانبفصاحة وينوه هذا بنسبه الاعتزاز أشد معتزا برغوثيا تجد وقد

66ص

" . ابو مثل سواه، تجد وقد افرادها غالبية عند الظل وخفة البديهة وسرعة العائلة لسانوعدم" أراض كملاك البراغثة تصرف على التندر في شديدة متعة يستمتع الذي ، رشاد

. . الحنك لطق خلقوا إنهم لك يقول بأنفسهم يباشرونها التي الأعمال أو بالوظائف اهتمامهمفي مثلا يفكر لم لكنه الخيال، فيها يرمح وأرضا بأكملها، قرى يمتلك كان منهم والبعض

. ! ثالثا برغوثيا وتجد العصر مع يتمشى باتجاه حياته اسلوب تغير لم الثروة وأن سيارة شراء. وهكذا الطرفين على يتندر

. " المناسب " الموعد في رعد دار الى توجهنا. " " متجاورة غرف من الثلاثة أضلاعه تتكون واسع، مربع الفناء ذو كبير بيت ، رعد دار و . أعلى مكان في واقفا كنت إذا القرية ساحة في المقام الجامع حائط من جزء الرابع وضلعه

بالفناء المحيطة المتجاورة الغرف بعدد الاسمنتية القباب من عددا رأيت رعد دار منالمربع.

. الأفرع المترامية الجذع الهائلة الخضاري التين شجرة كانت الفناء وسيدة الدار سيدةالتي ثمارها من يتلذذ لم القرية في واحد شخص يوجد ولا وآباءنا أجدادنا أطعمت التينة تلك

. العجيب لمذاقها مثيل لا

" وتزداد " بالتدريج تنحدر التي الزيتون وحقول الشاسعة البيادر على تطل رعد دار بوابة ." الدير " وعين الدير عين ترويه الذي الخصيب الوادي تكون حتى وتشعبا وعورة مسالكها

. كلها للقرية الرزق ونبع الحكايات ونبع الماء نبع هي ظهرا غسانة دير الى وصلت ووسيم، يعقوب وابو وحسام وأنيس حازم ابو بصحبة

. البوابة امام السيارات بنا وقفت. العتبة تجاوزت

. التينة رأيت الأيمن كتفها وعبر طلال ام عمي امرأة عانقت

67ص

. مكانها عن وغائبة ذاكرتي، في واضحةعمي؟ - امرأة يا التينة قطع من

! الاسمنت من مصطبة رأيت التينة من بدلا . في المحفور موضعها في الأرض بسطح المهيب جذعها التقاء نقطة من مقطوعة التينة

. الفراغ يشغل الفراغ رأيت ذاكرتي . حيث اليمين الى قادتني منهن أي على التعرف أستطع لم اللواتي جاراتها على سلمت

. . العقاب اكتمل رعد دار في لنا كانت التي الغرفة***

رعد؟ دار عن قصتي تريد لا رعد دار هلنحن؟ واللقاء الوداع في نحن هل

أنا؟ أنا هل أنت؟ أنت هلكان؟ حيث الغريب يرجع هل

المكان؟ إلى نفسه يعود وهلدارنا يا

التعب؟ الآخر جبين عن يلم ومن***

. أمي ولدتني هنا. سنوات بأربع إسرائيل دولة مولد قبل ولدت، الغرفة هذه في هنا

. الأربعة، الأركان من تصعد أعمدة على مرفوع العالي سقفها واسعة بيضاء الغرفةبسقوف الشبيه السقف عقدة تشكل التي الدائرية القبة منتصف في العليا أطرافها لتلتقي

. . ومنيف وأمي وأبي عطا ام ستي أعمارنا أوائل عشنا هنا العتيقة والكنائس المساجد

68ص

. وعلاء ومجيد ومريدعمي غرفة الى يفضي باب إنه جدارها؟ في الواطئ الإضافي الباب ذاك فتح من

. من الخمس العائلات من يعد لم طلال ام أرملته دار معا ليصبحا الغرفتين ضم بعد ابراهيم : . برقوق مشمش، مندلينا، عسيلي، تفاح بوملي، بالأشجار كله الفناء زرعت سواها هنا يقيم

" " . يا الثور دار عنا يقولوا البلد أهل سيعود نعنع ثوم بصل بقدونس خس الخضروات وبعض . ( . وعندما وراءه التي القصة أحد يعرف ولا بالفعل رعد، دار أهل لقبنا، هو وهذا عمي امرأة

" " دار " وصرنا النقطتين مسحوا إنهم يقولون أهلنا كان الثور دار أنتم يقول أحدهم نسمع كنا)! الآن". إلى يلاحقنا زال ما اللقب لكن النور

. . من - لا ولدي؟ يا تينها أطعم لمين مات اللي ومات هاجر اللي هاجر وهيشت كبرت . . . قطعتها غلبتني كله الحوش ويوسخ ينشف حتى عليها يظل التين يأكل من ولا يقطف

وارتحت.. الآن رعد دار سكان كل هي طلال أم عمي امرأة

. وحدها تبقى من هم أرملة وأربعون تسع المربع الحوش هذا في عندها يلتقي العصر ساعات وفي

. والمعتقلات القبور بين توزعوا والبنات والأبناء الأزواج غسانة دير في جيلها بنات منفي الأرزاق ومواطن والجامعات الشهداء وسجلات المقاومة وفصائل والأحزاب والمهن

. القاهرة ومن جدة، الى باولو سان ومن عمان، الى كاليغاري من والبعيدة القريبة البلدان. سيبيريا الى ألاسكا ومن فرانسيسكو، سان الى

البعض الويسكي، زجاجة يفارق يكاد لا والبعض الصلاة سجادة يفارق يكاد لا البعض. أبدا يعد ولم الفدائيين مع ذهب والبعض العالم، جامعات في يعلم أو يتعلم

69ص

يعمل من ومنهم ومقاولات، وتجارة وطيران وهندسة طب من المهن، أخذته من منهم . أو والإحسان الصدقات على يتعيش والبعض المتحدة الأمم في والبعض الخليج، دول في

. والاحتيال النصب أو التسول ربما . . إنهم الحقول في يعمل زال ما منهم القادر هنا الجميع دخل مصدر هو والزيتون الزيت

. الأزواج أو الأحفاد أو الأبناء عمل لكن الماضي سنوات طوال كانوا كما ونساء رجالا يعملون. للدخل الأهم المصدر هو الخليج دول في

أصحاب المسافرين مع القرية الى النقود يحولون الكثيرة المغتربات في الغائبونفي البنوك طريق عن أو والخروج الدخول يستطيعون الذين الشمل لم تصاريح أو الهويات

. عمان أو الله رامالوضع تأثر الخليج، حرب بعد الكويت من الفلسطينيين العاملين آلاف طرد إثر

. القرية في الأسر من للعديد الاقتصادي

" الى " عاد الربيع مكتبة أسماها الكويت في صغيرة مكتبة يملك كان الذي حمد ابن ريان . هنا واستقر يملكها أرض في بيتا ليبني عاد الآخر البعض الأغنام تربية في ليعمل غسانة دير

. تزيد ولا تنقص والتي الغربة، في العمل مدخرات على معتمداأنشأوا قد والخاص الحكومي القطاعين في الكويت في العاملون القرية أهالي كان

. " توقف“ الصندوق لكن احتياجا للأكثر مالية مساعدات خلاله من وقدموا غسانة دير صندوق. الجميع رحيل بعد الآن

إعادة عمرها من السبعين في وهي قررت عزم، ذات سيدة وهي سيف، أبو بنت فاطمة. فيه زيتونهم عصر الى الأهالي ليعود طويلة سنوات منذ المتوقف الزيت بابور تشغيل

" مركز “ الى لتحويلها حسام إلى صالح دار من العلوي الجزء في غرفته قدم حازم أبو . من ثلاثة حسام اشترى الكمبيوتر لتعليم

70ص

لي وقال غسانة دير في والصبايا الشباب لتعليم خبيرا وأحضر المستعملة الكمبيوتر أجهزة. الثانية الدورة في الجدد الطلاب لاستقبال ويستعد أسبوعين بعد الأولى الدفعة سيخرج إنه

إسرائيل تعتبرها التي والمناطق القرية محيط في والعمل التعمير من ممنوعون الأهالي. الأمنية ترتيباتها من جزءا

الـ .67بعد حقا مؤلما أمرا الزيتون زيت أشتري أن علي أن اكتشافي كان . القرية أهل من أحد لا بيوتنا في موجودان والزيتون والزيت الحياة، على أعيننا نفتح كنا . . لكن الخ الخليج أو عمان أو الله لرام تبيعهما القرية اليومي للأكل زيتونا أو زيتا يشتريمحتوياتها تنفد لا التي المنزلية والبراميل الجرار إلى والمعصرة الحقول من يجلبونهما أهلها

. التالي الموسم بحلول إلا. . . الخريف مكافأة العروس اطمئنان المسافر هدية هو للفلسطيني بالنسبة الزيتون زيت

. . . الجرار وغرور السنة مساء في الفلاحات زهو القرون عبر العائلة ثروة. بالكيلو أشتريه أن أرفض كنت لأنني بيتي إلى الزيتون زيت أدخل لا كنت القاهرة في

! بالجرة الزيت نزن نحن. السخرية يثير كولا، الكوكا كزجاجات خضراء صغيرة زجاجات في منظره كان

البسيط الأول الذل مارست غسانة، دير الى العودة واستحالت الغربة طالت عندما. الزيتون زيت من كيلو أول البقال من واشتريت جيبي الى يدي مددت عندما والخطير

. بعيدة أصبحت غسانة دير أن بحقيقة ساعتئذ، نفسي، واجهت كأننيأن إلى الشتات سنوات طوال حياتي من اختفى فقد التين أما

71ص

محل من لأشتريه الباكر الصباح في فندقي أغادر كنت أثينا، في الفواكه بائعي عند رأيته. . الفندق في واحدا إفطارا أتناول لم اليومي إفطاري وجعلته قريب

. يقارب بما الواحدة الحبة اشتريت بالحبة التين يبيعون رأيتهم فينا في صيف ذاتولو. الخضارية، رعد دار تينة بحق جريمة ارتكبت انني ولتميم لرضوى قلت ساعتها الدولار! لحم بيت الى لأرسلتني واحدة تين حبة في المبلغ هذا دفعت انني عطا ام ستي عرفت

: رضوى قالتيعني؟ - لحم بيت اشمعنى

! المجانين - مستشفى فيها لأن***

. عدلي لأم العزاء تقديم هو غسانة دير في الأول الواجب كان . . جنود أوجها في الانتفاضة كانت الوقت ذلك في غسانة دير مدرسة في طالب عدلي

. المظاهرة لفض المدرسة يهاجمون إسرائيلالجنود وجه في الخارجية المدرسة بوابة ليغلق امتدادهما على ذراعيه فاتحا يهجم عدلى

. . وعلى. . . العشب وعلى البوابة حديد على الدم الرأس في طلقة الصدر في طلقة . هذا في تماما وحيدة الأبد والى اللحظة تلك منذ لتبقى أمه الى حملوه الذين زملائه قمصان

الكون. . . وعدلى الوحيد ابنها لعدلي وعاشت والزوج والأب الأم فقدت قد سنوات منذ كانت

. البوابة على استشهدفي قرون، أربعة منذ المبنية الدار رعد، لدار الملاصقة الدار غسانة، دير في دار أكبر في

) عدلى) أم مع يقيم لا كلها صالح دار

72ص

. . ذهبوا كلهم آخر مخلوق أي. وحدها

وعينيها المتينتين ويديها الفلاحي بثوبها قديم، حرق أو جرح آثار يحمل الذي بوجهها . ) العشب ) فترى حولك تنظر الاتساع العظيمة الدار قاع في المؤبدة وجلستها الخضراوين

حتى جدرانها، وعلى أقواسها، وعلى العلية، الى ناقصا يصعد إذ الذائب درجها على هائشا. الفاحم الدهري اللون ذات الداخلية الجدران

. العينين نظرات في مغلوبا ووميضا الأمومي؛ والعناق والترحيب الشاي لي قدمت . . الصمت لأن الصمت أطلنا الحديث نطل ولم عدلي، عن أنا وتحدثت منيف عن هي تحدثت

. الاثنين نحن مقدورنا في كان. . منه نحولا أكثر هو من كلها القرية في يكن لم حسين أبو العم والدها ية عل الى نظرت

. محاسب كان وللآخرين لنفسه الحسابية العمليات يجري من وأسرع أبرع الأمي، وهو كان

. لابد النهاية في لحاما يكن لم أنه رغم القرية لحام وكان محاسبا، يكن لم أنه رغم القرية. للأهالي اللحم يبيع أن من لأحد بد ولا الحساب، في موهوبا يكون أن القرية في لأحدفي ذبحه ينوي خروف من المتوقعة حاجتهم عن المضافة في الرجال كل يسأل كان

. . كيلوغرامين أو كيلوغراما يريد وآخر الكلاوي بيت يريد وآخر الزند يريد هذا التالي اليوم. ) قلب ) ظهر عن أصحابها حجزها التي الأوزان ويحفظ ذبيحته من جزء كل بيع الى يطمئن

. كان وإذا كاملا ثمنها ويقبض ليوزعها الساحة الى بها ويخرج الذبيحة يذبح فقط، عندئذ. المدينين قائمة في مؤقت بشكل اسمه، تسجيل الممكن فمن المقربين من الزبون

. منهم بقي وبنتا ولدا عشر أربعة حسين ام الخالة له ولدت

73ص

. . في الطويلة اقامتي أثناء توفي أنه فيبدو هو أما عدلي ام حكمية، هي إحداهن بنات أربع. سنوات بعد إلا بالنبأ أسمع ولم بودابست

. ) ( ) ة9��� ) ل��ؤ�� ف��� ���� ة���� ل��ل��ت��ع��ز���ي�� د��ا��و��د�� د��ا��ر�� ا��ل��ى���� و��ذ��ه��ب�ن�ا�� ص���ا��ل��`�� د��ا��ر�� ���ا��د��ر��ن��ا��

. الشاهدة بجوار مررنا عندما الفاتحة له قرأنا كما القرية مدخل في رصاصهم تلقى لؤي . . . كلها القرية لعويل تركوه بالرصاص رشقوه حجرا رشق دمه موضع في المقامة الاسمنتية

. الإطلاق. على عشرة الثامنة عدلي بلغ ولا لؤي يبلغ لم وذهبوا***

. غسانة دير ساحة في اللقاء موعد الآن حانفي ثقافي مركز أول اليوم سيفتتحون الذين البلد لأهل شعرية قراءات مني يتوقعونومن أمريكا من فلسطين الى حديثا العائدين وحسام أنيس من بمبادرة غسانة، دير تاريخ

. المجاورة. زيد بني قرى أهالي له ودعوا عمان. تماما ملامحه نسيت غسانة دير إلى الطريق

عن تفصلها التي والعشرين السبعة الكيلومترات جانبي على القرى أسماء أتذكر أعد لم . . او طريق او علامة او بيت عن حسام سألني كلما الكذب علمني وحده الخجل الله رام

. . .) أعرف ) أعد لم أعرف أكن لم الحقيقة في أنا أعرف إنني بالقول سارعت واقعةكنت هل أغاني؟ على اللوم أم الشكر أستحق هل أعرفها؟ لا وأنا لبلادي غنيت كيف

الآخرين؟ على نفسي؟ على كثيرا؟ قليلا؟ أكذبتراب الأن الأغنية؟ على الحفاظ نستطع لم لماذا ثم المحبوب؟ نعرف لا ونحن حب أي

الزقاق هذا الى قممها من هبطت الأسطورة لأن أم النشيد؟ سراب من أقوى الواقعالواقعي؟

74ص

مجرد إلى الآن، هي كما لتتحول، فلسطين، قضية عن القداسة نزع في إسرائيل نجحت. ) ( ) الصراع) في الأضعف الطرف إلا عادة يحترمها لا زمنية جداول و إجراءات

التشبث الا له بقي هل الغيابي؟ الحب من النوع هذا إلا مكانه عن للغريب بقي هل ولكنمكلفا؟ أو مضحكا تشبثه بدا مهما بالأغنية

جيلي عرفه الذي القليل حتى تعرف ولا أصلا، الغربة في ولدت كاملة أجيال تفعل وماذافلسطين؟ من

. . ولا إسرائيل في ولدت إسرائيلية أجيالا خلق الذي الطويل الاحتلال الأمر انتهى خلص ( ) عن ) الغرباء الفلسطينيين من أجيالا نفسه الوقت في خلق سواها، وطنا لها تعرف

. تعرف( أن بوسعها أجيالا وأخباره قصته إلا وطنها من تعرف ولا المنفى في ولدت فلسطين . ترتكب ولم تصنع، ولم تزرع لم أجيالا بلادها وتجهل البعيدة المنافي أزقة من زقاق كل

. الطوابين أمام القرفصاء يجلسن جداتنا تر لمن أجيالا بلادها في البسيطة الآدمية أخطاءهاوورعه وعقاله بحطته القرية واعظ تر ولم الزيتون، بزيت نغمسه رغيفا لنا ليقدمن

القرية صبايا على ليتلصص جانبي، كهف في الاختباء في القيس، امرئ د يقل الأزهري،.) الدير ) عين بركة في تماما، عاريات ويغطسن، ملابسهن، يخلعن وهن ونسائها

. الى النظر ليطيل العليق، شجر لفائف في ويخفيها الملابس يسرق الواعظ نعمأحفاده. مجون وحفلات أوروبا ملاهي في عمره طوال المفاتن هذه يرى لن هو مفاتنهن

دني، وسان البيجال في شوبز والسكس الغربي العالم وعواصم لوممبا جامعة في وأولاده! بوسعيد وسيدي بيروت راس مسابح في حتى أو

. . بها، خاص أول مكان بلا وأصواته ورائحته ألوانه تتذكر مكان بلا أجيالا خلق الاحتلال نعمإقامتها في وهي تتذكره

75ص

. من. دمية ملاءته على ينسوا ولم هناك تبلله الطفولة كانت سريرا فيه تتذكر ولا الملفقة . بها يضربون البيضاء، مخداته للسهر، الأهل يخرج إذ يتقاذفوا، ولم الطري الملون القطن

. القلب من ضاحكين بعضهم. . . ! العسير النائي المجهول الحبيب تحب أن عليها أجيالا منا خلق الطويل الاحتلال خلص

. الأملس عب وبالر النووية، وبالرؤوس وبالأسوار، بالحراسة، المحاط .) ( ) انني ) فلسطين فكرة أبناء الى فلسطين أبناء من يحولنا أن استطاع الطويل الاحتلال

واكتشفت والمطلق، المجرد بهتان اكتشفت عندما إلا نفسي أمام مقنعا أكن لم كشاعر . عدالة اكتشفت وعندما تحديدا العين حاسة ونعمة الخمس، الحواس وصدق المجسد دقة

الواقع في صاخبا المشهد كان مهما مذهل بهمس مشهدها تقدم التي الكاميرا، لغة وعبقرية. التاريخ في أو

النشيد، سهولة من المجاراة قصيدة من التخلص أجل من بذله من بد لا كان جهدا بذلت. البدايات رداءة ومن

***

لأهالينا مرافقين الفجر طلوع مع ندى أبو باص أو الفتاح عبد باص في نتزاحم كنا . الغروب قبل ذاته الباص في ونعود حياتهم شؤون من شأن لقضاء الله رام الى الذاهبين

. غسانة دير إلى

ظهر على الحقائب ويرتب الخلف في مثبتا سلما يتسلق المحصل بذلك مبهورا كنت. للسائق المحاذي الباب سلم على الله رام الى الرحلة طوال يقف ثم ملفتة بهمة الباص

) ( ) المصرية ) للهجة تقليدا الكمساري ويسميه يتفلسف والبعض الكونترول نسميه كنا. بها وإعجابا

لدقائق هذه وقفته أقف جعلني الذي ما أدري لا مرة ذات

76ص

ويجعل. الرئتين الى مباشرة يدخل المحصودة، والبيادر التلال من القادم الهواء كان معدودة . ويموج يصفق الأبيض الصيفي قميصي

! محصلا أكون أن حياتي حلم أصبح اللحظة تلك منذأحسد الوقت من لفترة ظللت لكني الباص سلم على تلك وقفتي نعيم أبدا يتكرر لم

) المحصل) . أملأ أن لي يتيح لا الباص زحام في وقوفي أو جلوسي كان الرفيع منصبه مزايا على

كاشفة ثانية، لتتصل الا تنقطع لا سيرنا؛ اتجاه بعكس الراكضة الزيتون حقول بمشهد ناظري . حفظ أستطع ولم الارتفاع المتفاوتة التلال رؤوس على المتناثرة الصغيرة القرى عن

. يمر ان بد لا المسافر ان أتذكره كنت ما كل تفاصيله بكل غسانة ودير الله رام بين الطريق) صالح ) النبي حرش وعلى زيت بيت على

. من اسمه اكتسب الذي الصغير الحرش أما مهمة جامعة أصبحت زيت بير مدرسةيسمونها كبيرة اسرائيلية مستوطنة الآن أصبح إنه حسام لي قال فقد فيه، الشجر كثافة

.) المحيطة) الأراضي من كبيرة مساحات وعلى كله الحرش على إسرائيل استولت حلميش . الى المتفرعة الطريق الأمر وانتهى المستوطنين وأحضرت والمرافق المساكن وبنت به

ومخصصة الفلسطينيين أمام مغلقة للمستوطنات المؤدية الجانبية الطرق ككل الحرش،. وحدهم للإسرائيليين

. ) غسانة ) دير الى الوصول قبل المسافر يراه ما آخر ريما بيت قرية ودخلنا الحرش اجتزنا: لي وقال السيارة حسام أوقف

! . . على - رسم كأنها شوف الجبل راس على كلها بتبين هون من غسانة دار شوف إنزل. كارد بوست

***

. . الماء، عيون الحقول، حولها بما بل ببيوتها القرى ف تعر لا

77ص

لجيل جيل من وتتبدل تتغير التي المتوارثة والقصص والجبال الشعاب الصخرية، الكهوف. كالكتاب ثابتة عجبا، لكنها،

. كله ذلك تمتلك غسانة، دير

. ببيوتها إلا تعرف لا كله ذلك عكس لكنها . لكنها القدس، سور حجارة تشبه ولا بها تذكر لكنها الأهرامات، حجارة تشبه لا حجارة

. ذاتها المقالع من مقدودة. . ومعشوشبة اللون غامقة جدا سميكة حجارة

. ما أبعد وهي رومانسية، بأجواء توحي بيوت قلاعا ليست لكنها القلاع، فكرة فيها بيوت. الرومانسية عن تكون

. . . مئات عمرها بيوت والمتعلم والأمي والذكي الأبله والفقير الغني يسكنها واقعية بيوتالسنوات.

( . . قوس داخل جمله يربط الأبرش محمد كان قباب سقوفها شاسعة أقواس مداخلها). بهزيل هو وما هزيلا الجمل فيبدو صالح دار في البوابة

. . . لم بيوت الطفولة سنوات في جميعا دخلتها بيوت البال على بيوت الجبل على بيوت . . في تنمو التي السميكة، والجدران الاسمنتية القباب هذه أذكر الآن مواضعها أذكر أعد

. في سطوحها ترسمها التي الأقواس شكل دقة بكل وأذكر تلاصقها أذكر الأعشاب شقوقها. العالية الصيف زرقة

. ! ! تصدق؟ - هل ثانية مرة وكبرت طلعت لكنها بالنار حرقتها أنى تصدق مريد.) صالح ) دار الثاني الطابق في غرفته جدار من طالعة نخلة الى يشير وهو حسام قال

. والحقول البيادر على المطل الفضاء الى الصغير سعفها تدلق نخلة! . تصدق - هل رجل يا نخلة

78ص

. السنين مئات وتعيش الحجر في تنبت عجيبة نباتات . السيارة، بنا وقفت حيث المسافة هذه من والبادي الحقيقي تلاصقها لكن مهدمة بيوت

. والمتانة بالتماسك انطباعا يعطي. أكثر اقتربنا

. . في مبنية المدرسة غسانة دير الى الداخل يصادفه ما أول المدرسة عن مررنا . . مشيا إليها يصلون كانوا كلها زيد بني قرى أبناء فيها درس العشرين القرن من العشرينات

. وسيول الوديان يجتازون الحمير على أيضا اليها ويأتون الكيلومترات، لعشرات الأقدام على. فرق لا وأساتذة طلابا الشتاء،

الأمور وأولياء الأساتذة إن قلت لو كلها أوروبا في أحد يصدقني أن مستحيلا كانوالعزلة، للصمت المائل الغريب المفرد أنا مدرستي، في الطلاب ومئات والمدير والسعاة

! البرغوثي اسم ويحملون العائلة نفس من كلهم  كانوا

في ونحن نعلم لم الذي البرغوثي الصالح المعطي عبد الأستاذ الدين مادة درسني هناأواخر في سجن وأنه الحياة، قيد على لينين كان عندما شيوعيا كان أنه الابتدائية الصفوف

! لأبي قريب هو هذا المعطي عبد والأستاذ الشيوعية بتهمة الثلاثينيات أوائل أو العشرينيات. ) حسام ) وشقيقها حازم ابو زوجة فدوى من كل ووالد

) ( ) الولادة ) مكان خانة وفي العالم الى مجيئي شهادة في المكتوبة غسانة دير إذا هذهتاريخ دائما وبجوارها العديدة، والمنابذ المنافي طوال حملتها التي السفر جوازات كل في

.1944/7/8الولادة

سجن ادارة في القاهرة، جامعة ملفات في الوافدين، إدارة في المسجلة غسانة دير. الخليفة ترحيلات وقسم إلى  الأجانب الدخول تأشيرات على الأجنبية باللغات المكتوبة

. البعيدة العواصم

79ص

) الأخ؟ ) وين من أحدهم سألني كلما اسمها أنطق كنت التي هي  هذه

لا منهم والكثير السؤال ذلك على كإجابة بها يقتنع السائلين من قليل كان التي هي هذه. ) بالضرورة ) لديه معلوم مكان بتحديد باله يهدأ حتى الله رام كلمة سماع الى به أصل أن بد

. وتتجسد والوثائق، الأوراق في مكانها مغادرة على توشك الآن هي  ها

. . الضيقة وأسرابها بسناسلها الترابية بشوارعها اللون الغامق القوطي بقوامها تتجسدتجاور وهي حتى التناسل، عن الشائكة ألواحه تكف لا الذي بالصبار المحاطة ومقبرتها

. . . وقبابها بأقواسها الساحة صدر في بمضافتها له مئذنة لا الذي وجامعها والموتى الموتجرتها حاملة عطا أم بستي الماء، وعيون الحقول إلى حراثيها تحمل التي البهائم ورائحة ) علمونا ) التي والأباريق وغسيلنا وطبيخنا عطشنا الى الدير عين من رأسها منتصف علىالمشوي البلدي المسخن تناول من انتهائهم بعد ضيوفنا أيادي على الماء منها نصب كيف

. الطابون  في

. ) الملفات . ) في خانة ولا فكرة، تعد لم غسانة دير  لا

. قليل، بعد تعرفني أن وتوشك أعبرها، وأنا الي تنظر هي ها التجريد من تخرج هي ها. أنيس سيارة محرك يهدأ عندما

عليه وتغلق العمر، من عاما ثلاثين فيه ستضع الذي الواسع القوس تفتح تكاد هي ها. قوسين بين غربتي كل تضع بحيث آخر قوسا

يعرفني لم وطرقاتها، مداخلها في يلعبون أو يتنزهون كانوا الذين الأولاد، كل من ولكن،أحد.

***

. . أن فعلا أردت بها شعرت لكني الخفيفة عشة الر بتلك أشعر أن حقي من يكن لم. أحد يعرفني

80ص

. . يكون عمن اسأل لم أعرفه ولم يعرفني لم وتأمل ببطء يسير الذي الشيخ ذلك حتى. اسأل لم

. : الخ هذا وما هذا من السياح أسئلة رأسك مسقط في تطرح أن سخيفكذلك؟ أليس

***

. . البطيء التقدم والنأي الخسارة أثر الهجران أثر اتضح القرية ساحة من تقدمنا كلما ; هوائيات الكهرباء، غسانة دير إلى دخلت أهلها غياب في وبقانونه بمواقيته الأمكنة إلى يجئشارعين أو شارعا الطازج بسواده يضئ الاسفلت الأسطح، بعض على مرفوعة التلفزيونات

. القرية في. . أكثر أكثر نقترب

. البليغ بخرسها روايتها تروي المهجورة البيوتوالسقوف والمداميك والبوابات الأقواس في والتآكل التهدم هذا أتخيل ان يجب كان

. منذ غسانة دير في الآن أراه الذي الخراب هذا أرى ان قدرت انني بل والأدراج والعتبات . المدينة في المدينة أعاق قد الاحتلال كان إذا الله رام أحوال في المفجع التراجع رأيت

مدينية عناصر اكساب من التاريخي يأسها يكتمل بحيث هكذا القرية يعيق أن الطبيعي فمن . وتنمو بها تغتني

مئذنة أقاموا قد البلد أهل كان إن فسألت القرية عمران نهاية في عالية مئذنة لاحظت. غيره جديدا جامعا بنوا انهم بل حسام لي فقال أخيرا لجامعهم

وعلى صالح دار جدار على واضحة تزال ما الأحمر بالدهان المكتوبة حماس شعارات. رعد دار سور وعلى الجامع حائط

مساحة من مقتطعا جدا، صغيرا جزءا رأيت الساحة في

81ص

. وأنيق متقن بشكل ترميمه تم وقد طويلة سنوات منذ المهدمة القديمة المدرسةالقرية لأهالي حضانة لإقامة المال ببعض تبرعت إيطالية يسارية جمعية أن سمعت كنت

. توجسوا الموقع ملكية في المشاركين بعض فعلا المشروع على وأنفقت الموقع، هذا في . !" له " المتحمسين اتهموا عرقلته حاولوا أهدافه في ارتابوا انهم بل الأمر عواقب من وخافوا

. كثيرة بتهم . الدنيا أرجاء في مبعثرون الورثة الورثة عشرات على موزعة القرية في الملكية

. على الحصول تقريبا المستحيل من أصلا غسانة دير في ميراثا له أن يعرف لا وبعضهم. زيتون حقل أو بيت أو أرض قطعة أي حول الورثة جميع من موحد موقف

المقيمون رأى أن بعد أو الفعلي الترميم نتيجة بعضهم شاهد أن بعد هدأوا أنهم المهم. الجديدة للحضانة جميلة صورا فلسطين خارج منهم

. القرية ساحة إذا هذه

واستقبال والعزاء والعرس السمر في الليلي رجالها وملتقى غسانة دير مضافة هنا. العديدة المهاجر من أو المجاورة القرى من القادم الضيف

فيها يجلس كان التي اليمنى زاويتها من والهال الغامق البن رائحة الفور على انبعثت. راقصة بإيقاعات الخشبي الجرن في القهوة يدق الجبين يوسف

. . . . . تبصرها خيالا لا حجرا الخمس حواسي يدي بين الآن أمامي هي ها المضافة الساحة. سنة ثلاثين منذ مرة لأول عيناي

. ة���� �����ن� م���ا��م��� ���ا ن�ه�ض���و��ا��

82ص

. الفور على ووجوههم البيضاء وحطاتهم وقنابيزهم بقاماتهم نهضوا. يموتوا لم كأنهم نهضوا

. . . أبو خالي إبراهيم عمي أبي كاملين وانبعثوا الغربة، في كتبتهم قصيدة من ترجلوا . . . . . . . أبو. مطيع أبو عزت أبو زهير أبو بشير أبو جودت أبو طالب أبو عودة أبو فخري

. . . . حسين أبو عادل أبو سيف أبو راسم أبو المعتدلأتذكر زلت وما السنين هذه طوال نسيت ما نسيت التي الملونة حصيرتهم على انبعثوا

نقوشها:الكرم، بيت المضافة في بنوا الذين للرجال شهوة

اللئيمة، النكات وبيتقوي، عال كل من التهكم بيت

الجدال، بطول الطويل المساء وبيتالبلاد، كل وأخبار

تحتهم، من الحصيرة كأن! للأمم هيئة

. ينبعثوا لم لكنهم . . الطيبون لا كرهونا الذين ولا أحبونا الذين لا البخيل ولا الكريم ولا الحراث ولا المختار لا

. القساة ولا. . هرمت كلها هرمت وأماكنهم الموت في هرموا

الموتى استعادة في الرغبة الطفولة، سذاجات من خروجي منذ تجاوزت انني المؤكد . ولا كانت كما غسانة دير استرداد أريد لا أنني ماضيهم أو ماضي في عرفتهم كما ليعودوا

. . المسألة لكن الزمن مرور معنى أعلم كنت كما فيها طفولتي استعادة

83ص

. المدن تتعرض أن معنى والأخطر، الأفدح هو وهذا أعلم، إنني ميتافيزيقيا تأملا ليست. للاحتلال والقرى

. هي ها والآن الاحتلال أعاقها التي أحوالها عن الكثير الماضية الأيام في الله رام قالت. ذاته الكلام تقول القرية

) الغمام ) في بالهيام الواقعيين أعتى تغري التي الزمن مرور بعد الزيارة لحظة في حتىهيئة على لاستعادتها شوقا ولا غسانة دير ماضي على أذرفه دمعا لدي أجد لم الرومانسي،

. فيها طفولتي ) يمارسها ) التي الإعاقة مدى في أفكر جعلتني التي هي الاحتلال جريمة عن اسئلة لكن

الإسرائيليون.في الوطن يتحول أن احتلال، أي الاحتلال، مصلحة من بأن المقتنعين من دائما كنت

. .) رموز ) مجرد إلى الرموز من باقة إلى الأصليين سكانه ذاكرة. العصر رحابة الى بمدينتنا نرتفع أو المدينة ملامح إلى بالقرية نرتفع يتركونا لن إنهم

القرية؟ في ونحن المدينة حياة نتمنى نكن ألم صادقين، لنكنرام إلى اللازم، من الأبسط الصغيرة، المحدودة، غسانة، دير من الخروج نتمنى نكن ألم

ونابلس؟ والقدس اللهوبيروت؟ وبغداد ودمشق القاهرة مثل تصبح أن المدن لتلك نتمنى نكن ألم

. دائما الجديد العصر إلى العطش إنه. . جريمته هي وهذه القديمة صورتنا على تركنا الاحتلال

في سنحققه الذي الجميل الغموض من حرمنا بل الواضحة الأمس طوابين يسلبنا لم إنهالغد.

.) ( ) الأبرش ) جمل ولا السباط فاي لاستعادة هنا الى آت لم

84ص

. العزيزة مفقوداته الى الطفل يشتاق كما غسانة دير في الماضي الى أشتاق كنتمتنعما ساحتها، في القرفصاء يجلس هناك، زال ما ماضيها أن رأيت عندما ولكنني

وأقذف بقوامه، أمسك أن وددت لكلب، دمية هيئة على أو أصحابه، نسيه ككلب بالشمس،: له وأقول أحلى، مستقبل الى التالية، أيامه الى الأمام، الى به

! أركض ***

85ص

4

الساحةإسقاط إلا لها شغل لا التي هي ذاتها الحياة بل فنية، موضة نبذها لأن الرومانسية أنبذ لم

. . الواقعية الشديد الواقع تراب نحو دفعا تدفعنا إنها البشر رومانسية. . للسقوط آيل بأنه محكوم الشاعر خيال الوقت يسقطها التي هي وحدها العمائر ليست

. لم الأبد الى ماتوا يموتوا، لم كأنهم كاملين رأيتهم عندما تنهار، كعمارة خيالي يسقط فجأة! . ارتعشتها الآن التي للرعشة معنى لا غيابهم إلا المضافة في يعد

مصر الى بالعودة لي سمح عندما لي حدث بما واردة المقارنة كانت إن تساءلت : الرومانسية احتياجات تلبية أستطع لم عاما عشر سبعة لمدة استمر منع بعد فيها والإقامة

العلم تلقيت فيها مدينة الى العودة هذه من والميلودراما بالدراما المعجبون يتوقعها التي. كثيرة سنوات وعشت وعملت

قوائم من اسمي رفع في أخيرا نجحت السابقة السنوات مساعي أن رضوى أخبرتني )) بلا)) الأسرة مع والإقامة مصر إلى المجيء بوسعي وأن القاهرة مطار في الوصول ترقب

من. مدعوا المغرب، في البيضاء الدار الى للسفر وأستعد عمان في وقتئذ كنت قيود

86ص

الشعر مهرجان في الاشتراك أجل من أجل من العرب والكتاب الأدباء لاتحاد العامة الأمانة . عدد مع المؤتمر لنفس مدعوة أيضا كانت رضوى للمؤتمر مرافقا عادة يعقد الذي العربي

. المصرية الثقافية الأسماء منبالدار فندق في لنلتقي عمان من أنا سفري من يومين قبل القاهرة من سافرت هي

. الأدباء. تعليقات وسط ذراعيها فاردة نحوي واتجهت رضوى انبثقت البهو الى دخلت البيضاء . المغربي الشاي يحتسون المقاعد على المنتشرين

. لفترة زائر ملابس لا دائمة إقامة سيقيم من ملابس فيها المرة هذه كبيرة حقيبتيأسبوعين.

البيت الى أبيه لعودة انتظار حالة في ودخل تقريبا يوم كل بتميم هاتفيا نتصل كنا . فيه والاستقرار

. المؤتمر انتهاء بعد مصر الى العائدة الطائرة ركبنا . . منه انتزعوني الذي البيت إلى يدي من تأخذني كأنها معها أعود رضوى إلى أعود لا أنا

. وبعيد قبيح خريف ذات تميم ومن ومنها. طويل لانتظار أنفسهم هيأوا الجميع أن رغم تماما صبره نفد قد تميم كان الخارج في . لا بتلكؤ يتم شيء كل الملهوف للمسافر الصعبة المطارات من عموما القاهرة مطار

! . حال أية على نظر وجهات إنها لعملهم إتقانا حسبوه ربما بل تلكؤا، مسببوه يراهوالهموم ) الأعراس وكذلك ليلا، تتم العودات كل وغريب، محير أمر ليلا البيت دخلنا

)! . نقائض أطروحة الليل المباهج وأروع والوفيات والاعتقالات واللذة

. في المتفرقة أعمارنا ثرثرنا جفن الثلاثة نحن لنا يغمض لم

87ص

. بيتا لتصبح الليلة تلك في انضمت التي البيوت . غامضا مكانا لي يتضح بدأ الأيام مرور مع

. لاتصل أنت لصالحك الأحداث دولاب يدير زرا الحياة تضغط أن بمجرد فورا تبتهج لا أنن . على محمولة السنوات إن أنت وأنت السنوات عبر طويلا بها المحلوم البهجة نقطة إلى

. أجراس. أية لك تقرع أن دون البطيء فعلها تفعل كتفك . عاد أن بعد أحد منها يعود لا التي العتمة في منيف جسد بيدي وضعت أن بعد أعود

. امتحانات وهي العامة الثانوية لامتحان يستعد تميم أمي على يسيطر الآتي من الخوف . قماطه الشرفة تحت من أحضر كنت فارقته عندما مصر مدارس في تلميذ لكل كابوسيةيمصمص الخامس شهره في وكان الغسيل، حبل عن نوفمبر هواء اسقطه الذي المغسول

الثدي حلمة اقتراب ويراقبون الصوف من بشال المتدثرين المواليد جذل في شفتيه . اللون الشفافة وجوههم من اللون الشفاف

! وصابون الحلاقة ماكينة له اشترينا سنوات ثلاث منذ وشاربه ذقنه يحلق رجل الآن هو . واحدة بنمرة إلا ملابسي عن مقاسها في تختلف لا وملابس الحلاقة

الذي الملموس والحاضر مر الذي العبثي الماضي بين الذاكرة اقسم أن علي كان . وحدنا قراراتنا تحدده لا الذي والمستقبل ذاته بيتنا وفي معهما يتشكل

. مستحيلا راهنة وراحة سابق تعب الى الذاكرة تقسيم كانوالآلة الرياضية والقرارات والفرجار بالمنقلة نرسمها هندسية رقعة ليست الذاكرة

. ميزان. اختل الأكتاف على المحمول الألم بقعة تجاورها السعادة مجد من بقعة الحاسبة. . ذاته بالمقدار ذاته الوقت في ذاته القرب نحتاج الثلاثة نحن منا أي إرادة دون الاحتياج

الماضي باستئناف والشعور الجديدة بالبداية الشعور

88ص

) ( . الشعور يزاحمه البيت الى العودة بوضوح الشعور الجميع لدى يتزاحمان المكسور، . البعيدة الأماكن في بها وللمحيطين للأسرة الجماعي المستقبل بغموض

. ) ( ) وقد ) أيضا العودة غموض نتحمل أن اليوم وعلينا الغربة وضوح نتحمل أن علينا كانتحملنا.

يراها أن المرهف يستطيع أحمال كتفيه وعلى يعود العائد أن اكتشافا، هذا وكان أدركنا، . الميناء ضباب في الظهر محني عتالا يرى كما

. لها وتجد وتسكن تهدأ أن إلى مدها الماضي اهتزازات ستتخذ البطء هو هنا المنشود . عليه تستقر الذي شكلها

. . والسكينة بالراحة الشعور يجعل الذي العزيز البطء الساحر البطء إلى يحتاج هذا . . البطء مباغتة بطريقة ولا واحدة دفعة تتشكل لا الأحاسيس فهذه فينا مهله على يتغلغل . يتطلب وهذا الأول وأصلها الأمور طبيعة اعتباره الى الجديد تعود تلقائية الى يوصلنا الذي

. مهل وعلى وبكثرة بكثافة نعيشه ان . . على ويعتاد معا رؤيتنا يستأنف الذي بيتنا معنا ويتعلمه معا نتعلمه ذلك نتعلم إننا

الشبشب عن نبحث المغلقة نصف والعيون المجعلكة النوم بملابس المتكررة صباحتنا. ننتبه أن دون الأمس ليلة نفدت لأنها القهوة بعض فورا يشتري أن يجب أحدنا أن ونكتشف

الأعوام ومعي عدت عدت، وعندما عاما، عشر سبعة بيتنا الى عودتي رضوى انتظرت . . كلها عشر السبعة الأعوام ومعها كلها عشر، السبعة

ممكن وقت أطول أقضي كنت القاهرة الى بالعودة لي سمح مرة كل وفي ترحيلي منذ . . تحت البنية الكنبة على أتفرج البيت على أتفرج كنت الشارع إلى اغادره أن دون بيتنا في

. تحت الصغير المكتب على التجريدي، الرسم ذات الستائر على الكتب رفوف

89ص

. النصف. تكمل مؤقتة عودة كل كانت الناقصة والجمل القديمة المسودات على النافذة! . . شيء كل شبه الغربة جملة شبه كلها فالغربة الجملة من الثاني

! . شديد ببطء تعود لكنك البصر لمح وفي مباغت، خاطف، بشكل مكانك من يخطفونكالبعيدة الأماكن في أوقاتك بصمت، دائما بصمت، عائدا نفسك على تتفرج أن وتحب

بالمكان الغريب يفعل ما بشأن الغامض فضولها تشبع أن تريد كأنها بعضها على تطل. بالغريب المستعاد المكان يفعله وما المستعاد

. أخرى قصة فلها بالمدينة العلاقة أماطرقها في ذهبت الصداقات الطويلة، غيبتي وفي بدوني شأنه العالم ب رت القاهرة في

. . . إغلاقه تم مقهى تماما أماكنها في ليست لكنها أماكنها في المعالم والمرتجلة المختلفة . . . والطموحات المواقع تكونت الخصومات تكونت الشلل الجديدة مقاهيهم اكتشفوا أصدقاء . تصميمها تم المعتادة وانشغالاتهم للناس اليومية البرامج كثيرا أو قليلا تبدلت والولاءات

. فجأة فيه يتدخل أن جديد وافد أي على يصعب بشكلعنها أعرف لا واضطرارات اختيارات أملتها وتحولات حالات في دخلوا الماضي أصدقاء

شيئا.صار هذا متناقضة، اتجاهات في حظوظهم بهم تقلبت معك مشوارهم بدأوا الذين

يعمل وذاك تحرير، رئيس أصبح هذا غيرها؛ مواهب له فاخترعوا موهبته انتهت وذاك متنفذا،. وهكذا نسيته ورابع نسيك وثالث الخارج، في

جامعة 1973عام في للدكتوراه الدراسة تنوي إنها لتقول رضوى جاءتني . . حي في بيتنا في وبقيت سافرت للفكرة تحمست المتحدة الولايات في ماساتشوستس

. البيت السنتين قرابة المهندسين

90ص

زالوا ما أو الثقافية الحياة في حضورا لأنفسهم كونوا أصدقاء بالأصدقاء، يزدحم كانالى المسرح الى السينما من مجاله، في كل ويحاولون، ذلك الى الطريق يتلمسون

. العام بداية في صدر قد الأول ديواني كان الشعر في وأساسا على 1972الموسيقى وكنت. . تفرقت الصحبة كانت القاهرة الى عدت عندما المصريين المثقفين من كامل بجيل صلة

غير وعلى مصادفة إلا السبعينات أوائل بشلة ألتقي أعد ولم المصائر، باختلاف بالموت،ترتيب.

. الدعابة سبيل وعلى يوم ذات اختلف قد شيء كل أن تجد الماضي صحبة مع اللقاء عندالمطبعة في تساعدنا المزاح دائمة الظل خفيفة مجرية لسيدة قلت وبينها، بيني المعتادة

: بودابست في الاتحاد مجلة منها نصدر التي ." لاستردادهن؟ - " أفعل ماذا جوجا يا هجرني صديقاتي كل

: جوجا قالت اليوم، ذلك منذ أنسها لم إجابة تجيبني بها فإذا ) ( " : إذا - تسخينها يمكن الكرمب الملفوف طبخة يقول شعبي مثل المجر في لدينا

." أبدا يعود لا الأصلي مذاقها لكن بردت، . . ولا خاص بشكل الملفوف أحب لا انني بالفعل ضاع الأيام لتلك الأصلي المذاق ضاع

المجرب، الشعبي الوجدان ان غير الطعام، بمفردات البشر بين العلاقات تشبيه أحب. البشر أحوال تلخيص في مبهر وجدان هو المجتمعات معظم عند والمشترك

) الى ) عودتي في تجسدت ، الفقدان بعد عليه بالمعثور المطلق الابتهاج استحالة ! على. أمشي بأنني الحاد وعيي رغم شغله مواصلة في استمر خيالي ان أدهشني القاهرة

. الطويلة البعد سنوات في لخيالي شغلا كانت التي الأرضعليها؟ أمشي كنت التي للأرصفة معين شكل عليه؟ عثرت الذي هذا في إذا الضائع ما

ذات أسمعها أن انتظرت خطى دعسات والغروبات؟ الشروقات من نوع الإيقاع؟ من نوعموحشة ليلة

91ص

منتصف في أشجار صف صباح؟ ذات لي راقت أشكالا اتخذت الغيم من مشحات فسمعتها؟. . هيهات ولكن والخيط بالإبرة زمنين رتق مسألة دائما، نفسها المسألة إنها ما؟ شارع

! الحركة، عن تكف لا الغيم من قطعة الزمن الصوف أو الكتان من خرقة ليس الزمن . مثلها غائمة وأطرافها

. برود بكل يؤدبك الذي هو الزمن رومانسي، إنك قل. بالواقعية خنا يرت الزمن

***

.) فخري ) ابو خالك قبر هذا . ) التراب ) تحت راقدا الملك هو ها

. . . كوين وأنتوني ديغول الجنرال ملامح من مزيج وجهه في الصوت هادئ الجسم عملاق.) الهيشة ) يسميه كان الذي التمباك أنواع بأسوأ يحشوه كان وإن عرفناه، منذ الغليون يدخن

. لنصف أو ليوم الجديد بالقمباز يتباهى البلد أهالي كل بين الغليون يدخن الذي الوحيد هوالذي العجيب، غليونه شرارات من بشرارة منقورا التالي اليوم في سيكون لأنه فقط، يوم

. شفتيه زاوية يفارق لا : مرة لي قال عندما أدهشني . - ولد يا سعيد لبور راح خالك

: غبيا - سؤالا سألت كأنني فأجابني خالى؟ يا رحت وليش ! سعيد - لبور أروح شان من

" علم " لأنه غسانة، دير خارج زيتوناته أرض ، البيطارة الى ليلة ذات ببارودته انطلق ! يده على صوب لأنه بالشاش ملفوفة بسبابته فعاد الزيتون، يخرطون فيها لصوص بوجود

. في قرشا جيبه في تجد لا الزيتون مواسم في دخله من يعيش

92ص

. خالتي مع منه أصدقائه مع بشاشة أكثر وهو المتاح قليله بكل لكرمه السنة، أوقات معظمفيه، المبالغ حرصها فيه المبالغ كرمه من تعلمت التي فخري ام

اليه فصعدوا نافذته من الصغار الجيران أولاد ودعا البيت، عن غيابها استغل مرة ذات . �ة�� ا�������ت��ب� ذ��ه��ب�و��ا�� ا��ن��� ���ب�ع�� ����0ب� ا��ل���� ا��ل��ى���� ا��ل����0ح��ت��ف��ا��ظ���� ��ل��ى���� خ��ا��ل��ت�� ���� ت�ص���ر��� ا��ل��ت�� ���� ���Vح��ف��ا��د�� ���ا م���ل���اب�س������ ك�ل��� ���ط����ا��ه��م��� ���ا و�� : من كرسي في نفسه وقيد حبلا أحضر عجيب ترتيب الى فاهتدى غضبها من الخوف به

. ملابس وسرقوا هكذا، قيدوه لصوصا أن أفهمها عادت، ولما ينتظر وجلس الكراسيأحفادها!

. نوادر من نادرة الى وتحولت طبعا الرواية عليها تنطل لم ذكية سيدة أيضا كانت لكنهاالأسرة.

. . جواره الى سارت إذا خصوصا ملفت بشكل الحجم صغيرة فخري ام خالتي كانتمعاملة الاسرائيلي الجندي أنهى عمان، من قادمين الله رام الى معا الجسر عبرا عندما

. . انه له فقال قدما المضي على الجندي حثه مكانه في ينتظر ظل لكنه أولا فخري أبو خالي . ) وإلى ) العملاق فخري أبو الخال الى الإسرائيلي نظر خالتي الى وأشار المدام سينتظر

: مكسرة بعربية له قال ثم خالتيالمدام؟ - مع انتي سنة كم

. خواجا - يا سنة خمسين: يبتسم وهو له يقول بالإسرائيلي فاذا

) ( ! حمار - خمارة ! عرفني - فخري، ام يا شايفة

. . أحببته ما قدر جميعا أقربائنا من رجلا أحب لم الكتابة تعلمت منذ رسائله كاتب كنت . والنمسا والأردن السعودية بين وبناته اولاده وتوزع بودابست في وأنا فخري أبو خالي مات

93ص

. والشام والإمارات . أحد بيته في يبق لم

. والتلقائية الكرم أبيه صفات من أخذ فخري كبيرا فخري ابنه على ثم عليه حزني كان . توفي. قليلة سنوات بعد مولي بناته وأصغر زوجته سعاد مع بودابست في زارني والمرح

. تجعل كانت وحده به الخاص اللغوي وقاموسه وقفشاته فكاهاته هناك ودفن السعودية في. الضحك عن يكفون لا محدثيه

الملاصق جداره سقط ودبيكا، وحلاقا فلاحا كان الذي الجبين يوسف دكان هو ها . مدخله يسد الركام يزال ولا بقاياه، على سقفه وسقط للمضافة

. أكثر اقتربنالوز ه بحب يفوز منا طفلا ترى أن تطيق لا كانت التي نظمي أم تملكه الذي اللوز حقل

. عن اعتذارا الرحمة لها أطلب ان لابد كان مقبرة أصبح الضخمة، أشجاره من واحدة : الشهوات قصيدة في المقطع ذلك الى تسللت التي صورتها

فينا، الطفل للصوصية شهوةوجهها التي العجوز بخل نغافل

بالماء، تبلل كعك مثل. حقلها من اللوز نسرق كي

. ترانا لا أن العمر متعة. الهرب في مراجلنا رأتنا، ما إذا منها، وأمتع

هذا، كل من وأمتعواحدا، خيزرانتها استلمت إذا

! وانضرب

94ص

. من الحجرات المتعدد الضخم البيت دخلنا بيته في قليلا نرتاح أن أنيس اقترح الغداء بعدالدخول تمنع تكاد صغيرة كربوة مدلوقا ركامها يزال ما التي المهدمة المنهارة بوابته

والخروج. . ) ( ) تجاوزتا ) السن، في متقاربتان هنا الوحيدتان السيدتان هما زغلولة و شهيمة

. من أقصر زغلولة لكن للقصر المائل حجمهما في متقاربتان أبدا تتزوجا ولم السبعين،

. . الشاسعة الخرابة هذه في يعشن متماثلة متتابعة تجاعيد وجهيهما على قليلا شهيمة ! حالة في سنوات، منذ انهما، الأخرى محادثة منهما أي وترفض لهما، ثالث ولا وحدهما

! دائمة وخصام مقاطعةأقاربنا أمام أشاع إذا عنهما، الشهيرة طرفته حازم ابو اخترع الدار مدخل انهار عندما

! هيلوكوبتر طائرة بواسطة الدار وإلى من وتدخلان تخرجان كانتا السيدتين أن عمان في . كان فيها ليعيش المتهدمة الدار في واحدة غرفة بإصلاح قام أمريكا من أنيس عودة بعد

. الغرفة أرضية على الصدر عاري وتمددت قميصي خلعت مني تمكنا قد والإرهاق الحر. كالمصلوب. الجانبين على مرميتان وذراعاي نائما سقطت الباردة

) الشعرية ) الأمسية حيث الساحة الى للتوجه الجميع استعداد جلبة على صحوتترى؟. يا أقرأ ماذا المنتظرة

! . ورغم ذاته بحد استثناء هي الأمسية وهذه استثناء بدون شعرية أمسية كل سؤال إنهومواجهة المنصة الى صعودي بعد الأخيرة للحظة الخيارات ترك في لعادتي استسلمت ذلك

الناس. . أمام أقرأها أن مني يطلب عندما ولكن محددا الجمهور يكون لا أشعاري أكتب عندما

) ( . . لهم أكتب لم انني اختياراتي يسهل وحده هذا المحدد المتلقي ذلك يصبحون فإنهم الناس . ) كل ) وفي الأوقات كل في الأسلوب هذا اتبعت بالتحديد لهم سأقرأ ولكنني بالتحديد

وبين. بيني المتبادلة الشرارة وكانت الأماكن

95ص

. بها ويشعرون بها وأشعر تتقد الناس . ولعل المغرب وفي تونس وفي عمان وفي القاهرة في تنسى، لا معينة أمسيات أتذكر

. . للشعر الاستماع يردون هل محير اليوم لقاء لكن القصص أجمل من قصة وحده للمغربالاختيار تركت الأصول؟ تقتضيه بما ويقومون بالسلامة العودة تحية يبادلونني أنهم أم فعلا؟

. المضافة مصطبة الى وصعدت الأخيرة للحظة. إذا وجوههم هذه

. الجدات تجلس خلفهم البقاء استطاعوا الذين والأبناء الموت من نجو الذين الشيوخ . كل في الحركة عن يتوقفوا فلم الأطفال أما والأربعون التسع والأرامل والخالات والعمات

! بعض ان يقولان وأنيس حسام مسرح الى قريتهم ساحة تحول من مندهشين الاتجاهاتعام الساحة هذه في الجامع سطح على مسرحية مثلوا القرية تتكرر 1949شباب ولم

. التاريخ ذلك منذ التجربةونساء رجالا واحدا واحدا وصافحتهم للحاضرين توجهت المصطبة الى أصعد ان قبل

.) ( . . . الحنون. يسمونه كانوا أبي يتذكرون وكلهم منيف يتذكر بعضهم يتذكرني بعضهم وأطفالانسياني عن الناجم الحرج من كثيرا جنباني للموقف، وإدراكهما بلباقتهما وحسام، أنيس

. . اسمه نسيت أنني لمسوا من كل الفور على لي قدما والأسماء الوجوه بعض

. . ) ( ) فارع ) وسيم أشقر شاب بحرارة عليه سلمت حسام قال ، العفو أبو ابن العفو هو هذا! . الدهر قبل عفو يا الساحة هذه في أبيك عرس حضرت كأبيه الطول

!... ) العفو - ) أبو ابن انت إذا: كله الغابر المشهد تكون بصر لمحة في

96ص

عرس في الدبكة صف يقود الشفاف الأبيض القميص ذو النحيل الشاب زاكي أبو منير .) الجامع ) ) سطح اتخذن القرية صبايا العفو ابو بعد فيما سيصبح الذي فخري الأكبر شقيقة

. الراقصون للراقصين الشبابة مع ويسحجن الزغاريد ويطلقن منها يغنين لهن، شرفة . الملعون لكن البنات مشاهدة لهم يتيح وضع في ممكن وقت أطول يمكثوا لكي يتحرقون

! ) البنات) شرفة الى بالنظر هو ليستفرد الجامع، جهة الى ظهورهم يبقي أن قرر زاكي أبو. . رقصتهم يقود الذي اللويح إنه وخطواته بقدميه قة معل عيونهم ترك

أول لأقيم الآن فيها أقف التي الساحة هذه في العرس ذلك شاهدت عندما صغيرا كنت) ( . زاكي أبو رقصة استقرت ولماذا كيف بالضبط أعرف لم القرية تاريخ في شعرية أمسية

. ومات الشارقة الى زاكي أبو سافر جميعا أبطالها تشتت رغم ذاكرتي في طويلة سنوات . وبيروت والكويت والقاهرة الله رام الى غسانة دير من الأحداث ورمتني العفو أبو

.) ( . غمزة. قصيدة في كله الغابر المشهد صورت تحديدا بودابست وفي وبودابستغسانة، دير ساحة في وقفت

. : المضافة حائط مباشرة خلفي. : صالح دار يساري على

. : الجامع حائط يميني على. : دارنا سور بالضبط وأمامي

. رعد دار . . . بنظارته، الطويلة، بقامته ذاته هو تذكرا ولا طيفا يكن لم المكان يملأ منيف جسد

. الدراسات لها وضع التي المتهدمة، الساحة هذه في تحديدا الجميل وشعره الأشقر بوجهه. . الجماعية الفنية للعروض ساحة الى يحولها أن أراد إعمارها وإعادة لترميمها والخطط

للأطفال حضانة فيها يقيم وأن للرسامين، ومراسم

97ص

. بهائها الى الأثرية وبواباتها وقبابها أقواسها لاستعادة وخطط الزراعية الفنون لتعليم ومعهداالأول.

وحياتها وزهورها بعتاقتها وسحرتني الفرنسية إيفوار قرية في بصحبته كنت مرة ذات: لي فقال الغنية الفنية

منها - وأجمل إيفوار مثل تصبح أن بها اعتنينا إذا يمكن غسانة دير مريد، يا هكذا تنبهر لاكمان.

. . رثاثه في بقصيدتي أبدأ أن علي يحتم داخلي، في شيء وكل حولي، شيء كل كان نعم. لغتي على محمولا هنا الى أعيده أن أردت. الساحة هذه الى معي أعيده أن أردت

.) منيف ) قصيدة من مقاطع قرأترؤوم رجل

أمه تظلل أمومته ظلت الذي وهوابتسامتها ليرى

كنزتها بصوف يكون أن ويفرغ. حزين خيط ولو

... ... ...

السرو؟ قامته إحناء على جرؤ منالقشعريرة هذه كل بعث على جرؤ من

بكتفيه؟ المحيط الهواء فيللجمال؟ الأخيرة الاستغاثة قتل على جرؤ من

. . . . ) كان ) حزنوا ضحكوا تأثروا أخرى قصيرة وقصائد العامود باب قصيدة قرأت ثم. ومهيمنا طاغيا بوجودهم إحساسي

أوسلو، بفعل أحداثها توقف رغم الانتفاضة، شعارات كانت

98ص

تعلق أن والدهانات للطباشير يمكن ما كل وعلى رعد، دار وعلى الجامع على الحيطان تملأ.) حماس. ) حركة شعارات معظمها به

. والسياسيين السياسة عالم كوارث نحو وتشعبه بفوضاه الخاطر تزاحم. للشعر لقاء اللقاء هذا لكن

المرير الركام مع هنالك ليستقر له يحلو كما النفس في يتكون النفس في ما تركتالمخزون.

. خافت بشكل واو يشير ما قصائدهم في ليكن المرارة من مزيد ينقصهم لا الناس هؤلاء. المطاف نهاية في بالأحياء تستمر الحياة أن الى

) ( ) القصيدة ) وأهديت غمزة قصيدة عليهم وقرأت العفو أبو المرحوم بعرس الأهالي ذكرت:) كان ) أينما زاكي أبو منير الى

العرس في عينها من غمزة! الولد وانجنوالليل الأهل وكأن

بالدبكة الأحزان من المستعيذين الشباب وأكتافوالمختار والخالات والعمات

. أحد لا صاروااللويح، وحده

الليل، كل يرتج منديله فيالمصفى بالضوء خصته التي والبنت

. البلد كل أصبحت

99ص

. آخرها على يمناه مدوثلاثا، مثنى المنديل نفض

وانحنى، رماهم ثم أكتافه على الجن ب ركواعتدل، رماهم ثم ركبته على الجن ركب

لمحا الأرض في تها ثب قدم وتد وأرساها كشاكوش الأعلى الى الأخرى ورمى

كف سحجة على يهوي أن أوشك كلما. سند الناي سحبة من جاءه

الليل بروج أعلى من كالشهوة العتمة يلقف. تماما عينيها ضوء حتى

ويسرى، يمنى ميته من الصدر وشعر الصدر يعرق. تماما ا عمودي الظهر عرق يسري ثم

يخفى، القلب في ما كل خلى القلب وحياءالجلد حزام حتى أكتافه من المبتل الأبيض والقميص

بالعدد تحصى الظهر فقرات خلىهنا مت ولو أخرى غمزة

! للأبد انتظار طال ولو أخرى غمزةلا جمهور مسامع على يلقى عندما مباغت، لامتحان الشعر فيها يتعرض لحظات هناك

: . الأخيرة السنوات في مرتين التجربة لهذه تعرضت خاص بشكل والشعر الأدب يعنيهأمام شعرية لقراءة عمان في للبنات الأهلية المدرسة مديرة النجار هيفاء الصديقة دعتني

. الإعدادية الصفوف بنات المدرسة طالبات

100ص

( . تاريخا. يمتلكن لا ان الطبيعي من العمر من عشرة والسابعة العاشرة بين بنات والثانوية. .) المرة هذه هي الثانية والمرة العمر من المرحلة هذه في الشعر تلقي في ) بالميكروفون؛ ) أمسكت عندما خاطبتهم كما ، وأخوالي أعمامي امام الشعر ألقي انني

تجمعهم والأطفال، والأمي والمتعلم والجدات والأمهات والحراث والراعي المختار أمام. الإطلاق على قبل من شاعر فيها يقف لم التي الساحة هذه

وهدأت قلقي بعض تبدد غسانة دير مضافة في وهنا عمان في الأهلية المدرسة في. نكتب بما المختصين غير الناس علاقة حول عندي هواجس

: لحسام قلت الأمسية ختام في . . الحياتية - تجربته فرد لكل تماما برئ جمهور يوجد لا صديقي يا محايد جمهور يوجد لا

. بسيطة كانت مهما والإنسانيةالحطة يرتدون ريفيين من متتالية صفوف أمام قصائدي ألقي حياتي في مرة لأول

. يقتن. ولم مسرحا حياته في يدخل لم معظمهم الثمانين وابن الثامنة ابن فيهم والعقال. الشعر من واحدا ديوانا

يكتب وكان الخمسينات في المختار ابنة عشق الذي الوهاب، عبد القرية، مجنون إن بل ) كلما ) منه خوفا نرتعد الشديدة ولدهشته الأطفال نحن وكنا المؤثرة، الغزلية قصائد فيها

! الإطلاق على مجنونا يكن لم مجنون، لأنه الدير عين في أو القرية في صادفناهيتزوج ان المعدم، وهو يريد، ذلك عن وفضلا الشعر؛ يقول لأنه إلا بالجنون يوصف لم إنه

! المختار بنت

101ص

. القرية أهل مع الحوار وبدأ الأمسية انتهتمن جاء أذكره، زلت ما الذي السؤال لكن السياسي؛ والوضع والعودة الغربة عن أسئلة

: تقول الخلفية الصفوف من سيدةالبلاد؟ - الى عودتك منذ رأيت ما أجمل هو ما

: وبسرعة صادقا لها قلت. وجوهكم -

. . الغامض بالأسى السرور فيها يختلط انفعالاتي المصطبة عن نزلتالمدرسية ودفاترهم أقلامهم لي يقدمون الأطفال من بعدد محاطا نفسي وجدت فجأة

. المزيج ذلك فيها وعيونهم يتدافعون وكانوا عليها لهم لأوقع منها المقتطعة وأوراقهم. والخجل الشقاوة من الساحر

! إنه قف لي ويقول ينهرني الذي الهاجس ذلك لولا بي؛ ينفرد السرور جعلت لحظة لعلها: ووجعا قسوة الأكثر الهاجس

مريد؟ يا منك غسانة دار تعرفه الذي ماالان؟ أهلك منك يعرفه الذي ما

الإيجابية وصفاتك اختياراتك، معارفك، وجدانك، شكل ومما بك مر مما يعرفونه الذي مااختلط التي لغتك لغتك؟ عن يعرفون ماذا عنهم؟ بعيدا عشتها سنة ثلاثين طوال والسلبية،

وفي والعزلة الصمت وفي القول وفي الذهن في لغتك يخالفهم، وما يشبههم ما فيها . يعرفون لا أعينهم تحت شيبهما الى فوديك سواد من تنتقل لم انت والرضى؟ الخصومة

. الصغيرة عاداتك ولا وصديقاتك اصدقاءكومن المرأة ومن كلها، العائلات فكرة من موقفك سيقرونها؟ هل عاداتك، عرفوا وإذا

لا والسياسة؟ والفن الأدب ومن الجنس

102ص

. تركتهم منذ اكتسبتها التي العيوب ولا منها تخلصت التي العيوب يعرفون . . ) لا ) وتميم رضوى يعرفون لا الحد هذا الى التين شجرة لقطع تأسف لم أنك يحسبون

. غيابهم في عليك جد الذي ما يعرفونفي الساحة هذه يقطع زمان، من يشاهدونه كانوا الذي الابتدائي الأول ابن تعد لم أنت

. الاملاء وحصة الضرب جدول الى طريقهمفردهم؟ الكثيرون يتكر فهل

. . التي ملامحهم كل أيضا أنت تعرفه لا زمن بهم مر لقد أصلا بذلك مطالبين ليسوا هم . أيضا؟ هم يتغيروا ألم بثابتة وماهي ثابتة ملامح هي تتذكرها،

. السياسة في تتحدث عادتها غير على طلال ام. لحماس متحمسون البلد شباب من كثيرا إن لي يقولون

. لا لحظة في ضروريا كان الشجرة قطع أن بد لا مني أكثر التين بشجرة متعلقة طلال ام . . العيش في استمر الذي انا كنت لو ربما بساطة بكل هكذا هنا ولأنها هناك، لأنني اعرفها . وعشت هنا زمنهم عاشوا يدري؟ من بيدي اشجارا قطعت او وزرعت بنيت او لهدمت هنا

. هناك زمنيالزمنين؟ رتق يمكن هل

وكيف؟ . ذلك من لابد

ممكن؟ هو هلمستحيل؟ هو هل

كل دورهم وفي وأعمامهم آبائهم مع يشاهدونني كانوا لو الصغار والبنات الأولاد وهؤلاءكانوا هل سنة، ثلاثين منذ مساء

103ص

غريب؟ كشاعر أوتوجرافاتهم على توقيعي سيطلبون***

. قررت قد اسرائيل حكومة كانت الله رام ال الظلام حلول قبل نعود أن حازم أبو اقترح . العام التوتر حماس عمليات من تخوفا العامة الانتخابات بسبب وصولي منذ الضفة إغلاق

. باليدين لمسه يمكنفتبدو ليلا، أضواؤها توضحها التي بالمستوطنات محاط الله ورام غسانة دير بين الطريق

للعين حتى الحقيقية أحجامها) أ. ) المنطقة نهاية وهي الله، رام مشارف على إيل بيت مستوطنة وأكبرها المستعجلة

. الفلسطيني بالإشراف الخاصة / ) الإسرائيلي ) الفلسطيني الاشراف يعني الذي ب تصنيف تحت واقع الطريق كل

فيه. الفعلية لطة الس أن أي المشترك . والقرى المدن بين الطرق كل بشأم الوضع هو هذا أن لي شرحوا وقد الاسرائيلي للجندي

الفلسطينية.***

) عاما ) ثمانين قضى الذي مطيع أبو عمي مملكة الدير، عين الى الذهاب ممكنا يكن لم ) الماء ) باستقرار تسمح مستوية وسطور حبائل الى السفح ويقسم القنوات ويسقي يبذر

. التربة انجراف وتمنع ) سيف ) أبو بابور الى ويأخذه الزيتون يجول وهو سنوات قبل وفاته حتى القرن أول منذ

. الجرار يملأ زيتا ليعصره: البلاد مناخ في ينمو أن يمكن نبات كل الدير عين في زرع

والزراقيي والصفاري والخرتماني والبياضي والسوادي الخضاري والتين العسيلي التفاحالزعرور. والسفرجل الرمان والبوملي فروت والجريب والليمون والبرتقال والحماضي

والتوت

104ص

والملفوف والقرنبيط والبطاطا وألوانه، بأنواعه والفلفل والخس والبقدونس والثوم والبصل . والسبانخ والملوخية

والميرمية كالخبيزة الشخصية، عنايته بغير تنمو التي البرية الأعشاب يحترم لا كانالغريبة أسماءها يعلمني أن عبثا يحاول كان أنه رغم والخرفيش؛ والمرار والبابونج

الأمراض، شفاء في الأغرب وخصائصها. الماء سيد كان

من قدر بأقل الوادي وكل الجبل كل يروي أن القرية يغادر لم الذي الأمي وهو استطاع . ابنه وصفه الحجم قليل كان الزراعة علوم في داهية مهندس كأنه تبديد، ولا هدر بلا الماء،

" ويتعهدها " يزرعها كان التي المأكولات كل رغم البرتقالة قد ظل بأنه مرة ذات مطيعبرعايته.

. . . شوف - روح فيها وتمرح تسرح الواويات أكل أكلها العليق ولدي يا خربت الدير عينبعينيك.

. . أروح أن أريد لا أرح لم***

. . ) لرأسي ) أخرى مخدة هذه للمسافر آخر بيت هذا حازم أبو بيت في المخدة على رأسيفي هي بالمكان علاقتي

. بالزمن علاقة حقيقتهابلا دائما لأنني أفقده ثم لبرهة أملكه وبعضها فقدته بعضها الوقت من بقع في أعيش أنا

مكان.. ولى شخصي زمن استعادة أحاول إنني

. . هو كما يستعاد شيء لا كاملا يعود غائب لا. . . وقت زمن إنها مكانا ليست الدير عين

فتكذبها جف إنه عيوننا تقول الذي الأخيرة الشتوة بلل

105ص

غروب. في الطفولة منذ المبكر النزيف على وجنوبنا أيدينا عود الذي العليق شوك أحذيتنا) ( . . وقت أريد بل لا الآن؟ عليقة على أتشعبط أن أريد هل أمهاتنا إلى فيه نعود يوم كل

الشعبطة. تستدرج فخاخه وصيادا، فلاحا ابراهيم وعمي طفلا مريد زمن تحديدا هي الدير عين

لعبة في الفائزة أصابعه بين المطاف آخر في لترفرف خضراء، جبال أربعة من طيورها . والأرض السماء

. ة��� ي�ط����م��ئ� و�� ���ن�����م���ا�� ا��ل��ف��خ�� و��ل����0ت�ر���ى��� ���� ة�ب ا��ل����� ت�ر���ى��� ا��ل��ت� ���� ا��ل��ع��ص���ا��ف�����ر��� ��Oب��ا����� ������ ا��ل��ك�ث����ر��� ل�� ���� ي������ر���ح�� ك�ا��ن���في تماما أفهمها لم التي الإضافة الى يسارع كان والعين، بالأذن غبائها رأيت أنني الى

: عمري من السادسة أو الخامسة ! . الفخ - بيشوفو وما الطعم، بيشوفو منهم كثير العصافير زي عمي يا الناس

***

. . ) زمن ) أيضا هي مكانا ليست رعد دار ) والذي ) الفجر ضوء على المقطوف التين مذاق أجل من الفجر صلاة مع النهوض زمن

كالعصفور، ) الفجة من الناضجة الثمرة يميز أحد لا النشيطة العصافير ونقرته الندى شطبه .) والذكاء النباهة من تماما يخلو لا العصفور

الطابون رغيف الى سيف أبو بابور من واللحظة للتو القادم الزيت جرار زمن هي. المدرسة إلى الذهاب قبل يدي في الساخن

) بمجرد ) والذي اللعب، أثناء الجيران ابنة بثدي البريء؟ الفجائي الاحتكاك ذلك وهي . . في ولو الآن، عرفت لقد خلص اليك البراءة تعود ولا البراءة إلى تعود لا به إحساسك

! . ببريء العارف وما الأنثى ثدي ملمس اللهو، هوجة . أوقاتا إلا ليست المشتهاة أماكننا

106ص

. أوقات إنها أجل . المكان هي المسألة تكون الصراع في مهلا، ولكن

. . المكان نعم . المكان في القصة كل

. معنى عن صحفي سألني عندما يأخذون ما عمرك من فيأخذون امتلاكه من يمنعونك . . برخاوة له علاقة لا بالتالي الإرادة كسر انه هذا من قريبا شيئا له قلت لي، بالنسبة الحنين

. والاستحضار الذكرىفقدت لمغادرتها، المتكرر واضطرارنا الشتات ظروف إليها رمتنا التي الأماكن لكثرة

. . متانتها من ويضطرب الهشة العلاقة يفضل الغريب كأن ومغزاها تها ملموسي أماكننا . . . إيقاعه في يعيش الإرادة المكسور يستطيع لا لأنه يتشبث أن يخاف يتشبث لا المشرد

. الخاص الداخلي . . خمر كأنها أخرى حالات إلى أخرى أماكن إلى تحمله انتقال وسائل له بالنسبة الأماكن

. حذاء أو. . بالمسخرة ر يذك جانبا فيها لأن مأساة المتكررة الإقتلاعات نعتبر أن منا الحياة تقبل لا

. . مأساويا جانبا فيها لأن رة متكر كنكتة عليها نتعود أن منا تقبل لا وهي . علينا المقترح الوحيد بالمصير الرضى تعلمنا فقط إنها

. تروضنا . . أرجوحة متعاكسين اتجاهين في حركتها على الأرجوحة راكب يتعود كما التعود تعلمنا

. : والمسخرة المأساة طرفيها من أبعد الى راكبها تحمل لا الحياة . تأرجحه يواصل العالم

. جهتيها على الأفقين يغلل الخفيف الغبش

107ص

. سقط عندما المخبرين من ستة كانوا الكئيب، التاريخي العيد ذلك صبيحة القاهرة، في : رأيتهم لجلبه، وخرجت تميم أقمطة من مبلولا زال ما الذي القماط ذلك الغسيل حبل من

. الدولة أمن مباحث سيارة في مخبرين ستة كانوا : لرضوى قلت

. جاؤوا - ***

مرقمة غير صفارغة

109ص

5

الوقت في الإقامة . البيت الي المساء في أعادوني ثم التحرير مجمع في الجوازات دائرة الى اقتادوني

) ( . الخليفة ترحيلات سجن الى الطريق في الطائرة تذكرة وثمن السفر حقيبة لإحضار . المأساة أرجوحة أخيرة نظرة القاهرة شوارع الى أنظر كنت النهائي، لقرارهم انتظارا

. الستة الرجال القادمة الأيام شكل واهتزاز الجيب سيارة اهتزاز مع بي تهتز والمسخرةأمام الآخرون الخمسة وجلس ملابسي حقيبة أعد وأنا لمراقبتي منهم واحدا خصصوا

. الكنيست في الرئيس خطبة مباشرة الهواء على يشاهدون استئذان وبدون بيتنا تلفزيونولنا؟ ولي، ولرضوى الخمسة الشهور ذي الطفل لهذا الأيام تحمل ماذا

. للجالس قلت معصمي من الكلبشات فكوا الطائرة، في مقعدي في فقط، الطائرة في : ة���� ف���ك�ا��ه�� و��ب��ص���و�����2 ب�ج��و��ا��ر�����9

. افريقيا - يا وداعا

. كما وشاية، ونتيجة وقائيا ترحيلا كان لإسرائيل السادات زيارة لمعارضة فعل بأي أقم لم ! الفلسطينيين الكتاب اتحاد في معنا زميل لفقها عديدة، سنوات بعد تبين

110ص

! ترون كما التبسيط على تستعصي الحياة***

المستحيل من كان ثانية، القاهرة الى عمان إلى بودابست إلى بيروت إلى بغداد ومن . . المعرضة هي أنا إرادتي المكان صاحب ارادة مع تصطدم فيه إرادتي لأن بمكان التشبث

. للانكسار دائما . . حساسيتي في أعيش النفسية مكوناتي في الوقت في أعيش أنا مكان في أعيش لا أنا

. بي الخاصة . الرحيل أصابني المقدس، كتابهم العشرين القرن يهود ر تذك ومنذ واستقرار جبل ابن أنا

. ة9���. ب�ب����و�� ن�ا�� ���ا و��م���ا�� ة9��� ا��ل��ب����و��

/ . والشقق المحطات البيوت في تنقلت أبدا متصلة منزلية مكتبة تكوين أستطيع لم . والمؤقت العابر على وتعودت المفروشة

. ممتلكات من قهوتي فناجين لي ليس القهوة بكرج بأن الشعور ذلك على نفسي روضت . . الصدفة آخر معنى يتخذ منها، فنجان كسر حتى السابق المستأجر مخلفات ومن المالك

نوافذي، ستائر مخدتي، حجم سريري، ملاءات شكل لي تختار التي هي وحدها العقاريةأصابعي، تشاء كما لا الآخر، شاء كما أو شاءت كما هناك كلها الشاي، ملعقة الطبخ، طنجرة

. . تنتقي الصدفة أنتقي لاباستمرار المتغيرة الشرفات على جيرانيوم من ربيته ما كل عن مرة من أكثر تخيلت

ة���ب ���ا��ل�� ج��ل��� ة��ر و�� و��ا��ل�������و��ف���ل�����ر���ا�� و��ا��ل�����ا��ر���������ن�ا�� و��ا��ل��س������ن�ج��و��ن�����و��م���� ا��ل����و��ك��ا�� م���ث��ل��� ا��ل�����ا��خ��ل�������� ن�ب��ا��ت�ا��ت� ���� ������ و��أوراقها. وأغسل ورعايتها تنسيقها في أتفنن البيضاء، السيراميك أصص لها أختار والفوجيروهي البيرة، في المسامات ذي القطني القماش من قطعة أغمس ورقة، ورقة بالبيرة،

أمسح ثم اليسرى يدي في الورقة أضع الكيماوية، المستحضرات من وأرخص أفضلالمدهش اللمعان ذلك عنها يصدر أن إلى اليمنى بيدي المبلول بالقماش سطحها

111ص

إلى فرع ومن أخرى إلى ورقة من أنتقل السيمفونيات، في الختام بضربك يذكرني الذي . توقف بلا الموسيقي الشريط تبث التي التسجيل آلة لها أدير والعناية الحرص بنفس آخر، . رطوبة وملاحظة وفروعها أوراقها بلمس صباحاتي أبدأ البيت خارج وأنا حتى دائرة وأتركها

. ولأنني. الشرفة من أو النافذة من القادم الشمس ضوء نحو انجذابها درجة أراقب تربتهانقطة الى مكانها من أنقلها والإستدارات، والزوايا الأطراف منسجمة تكون أن للنبتة أحب

. الجديد وضعها في أتركها محجوبا كان الذي بجانبها الضوء تواجه لأجعلها للشمس أقربمكانها الى أعيدها ثم فوق، الى الأعلى، الى نموها وأنغام أوراقها إيقاع لضبط تكفي أياما

. الغرفة في المعهود

. وأحيانا المتخصصة المحلات أفضل من أشتريها خاصة بعيدان فروعها بعض أسند أحياناتناسب أتخيلها محددة اتجاهات الى الخيوط وأمدد ترى تكاد لا شفافة خيوط الى أربطها

. والصداقة والهواء الضوء من مزيجا لها وأهيئ وتكبر تنمو وهي النبتة مستقبل! . أغادر . . . دائما وأغادر الشخصية

نباتاتي توزيع حالة في إلا المشاعر، من خال روتيني بشكل الغربة مقتنيات عن أستغني . الحدود نقاط وعلى المطارات في لكنني أتركها أو تركتني التي البلاد أصدقاء على المنزلية

الأيام " " شكل عن وأسأل ورائي ما كل أنسى المؤقتة الفنادق حجرات وفي . المكان. شكل لا الوقت شكل المقبلة

. نظريا المفترض كان حياتك أسلوب الى الفندق يدخل المباغتة، والأسفار المنافي فيللرحيل الوشيك والاستعداد الحال مؤقتية تؤكد معاني من فيها لما الفنادق حياة أكره أن

. . ليس الحال أن الحال واقع من لي تبين ولكن أكرهها أن المجاز يقتضي ربما أخرى مرة . . . على روضني بالمطرح التشبث عدم علمني الفندق الفنادق لحياة ارتحت بالضبط كذلك

. المغادرة فكرة قبول

112ص

. يعفي إنه كفكرة الفندق أحب بدأت آخر الى بلد من القصيرة الأسفار ولكثرة بالتدريج،المرئي في ومفاجآت صغيرة لفصول مسرح نفسه الوقت في ولكنه اللحظة تخليد من

. لا الذي للمدهش معرض أنت الفندق، في الرتيب الحياة لمحيط وتوسيع والمسموع، . الطارئ. بمألوفه مألوفك يكسر الفندق يتكرر

. المؤقتة الخلودات نكهة من شيئا يعطيك الفندق . مجتمعا الفور، على لك، يكون إنه قصير مشوار من عدت كلما الأصدقاء رسائل تستلم

يهتمون الذي من عائلة شبه للتو، إليها وصلت التي الجديدة المدينة أصدقاء من صغيرا. اليوم في ساعات لبضع أو أيام لبضعة بأمرك

. . الاجتماعي الواجب لفخاخ وجود لا لجاره الانتباه الدائم الجار دولة تسقط الفندق في. ." المرتجلة " الساعة في إليه وتعود تغادره التنبلة و الكسل دولة فيه تتمجد الذي المكان إنه

. مصارعيه على مفتوح بيوم إغراء هوالتي التجارية المزهرية ماء عن ولا النباتات، رعاية عن مسؤولا لست الفندق في

. غرفة كل في منها مكررة نسخا يضعون . المعارف على تبديدها في تحتار ضخمة مكتبة تمتلك ولا لفراقها تتألم لا مزهرية هذه

. الآخرين قبل من غالبا له المخطط أو القسري الرحيل قبل والجيرانمن ليست لأنها غرفتك، جدران على المعلقة اللوحات تركك في قسوة أية توجد لا

. الحالات معظم في قبيحة ثانيا، ولأنها، أولا، مقتنياتك***

. مصطبتها على وقفت التي المضافة تأملت. الأول مكاني هو ها

113ص

. يقترضهم خيالي هو أم اخرى مرة تعاودني وأصواتهم المميزة بملامحهم رجالها وجوهفجأة؟ الطويل موتهم من

وفنون الألسنة بهم ألصقتها التي وخصالهم الحقيقة بخصالهم أمامي ويختفون يظهرون . إن يقول عمر الرحيم عبد المرحوم كان فرسانها هم البراغثة إن يقال التي المحببة النميمة

! وبراغثة ومسيحيين مسلمين الله رام فيوالإضافات بالمبالغات فتكسى جيل؛ بعد جيلا لأبنائهم المضافة نوادر ينقلون السن كبار

. معظمها لكن حازم أبو من وبعضها أبي من لي نقل بعضها يتناقلونها من ظل خفة حسب . ما بقدر أحدا يستهدف لا كفاح وأبو والمعتدل كفاح أبو ذكريات في الأصلية برواياته مخزون

. الكبار يجالس لذكائه فكان المعتدل أما ماجد هو ثانيا وخالا سميح يدعي له خالا يستهدف . أبو هو ها المضافة على السعودية في عمله من اجازاته كل ويقضي المبكر شبابه منذ

يتعلق ) ومركزها الحصيرة صدر عن والبعد القرب الحصيرة على ركن إبعد في يجلس عودة: ) أحد من توقع غير وعلى الهادئة الصيف مسامرات إحدى في فيقول فقره او الجالس بثراء

) والذكي؟ - ) الغبي أي التيس بين الناس يميز كيف تعرفون هليزوجه، - ) كي أبيه على المبكر إلحاحه بسبب الكنية هذه منح إنه وقيل طنب؟ أبو يا كيف

) الطويل القضيب هو عندهم والطنب : فقال

. عريضة - لحيته بتكون التيساليمنى يده يرفع كان المضافة صدر في الجالس المختار لكن ذلك، على أحد يعلق لم

! ! كله المجلس فقهقه خلسة لحيته ويتحسس ببطء : مرة لهم قال أنه طرائفه ومن

. نطق - عودة أبو إذا نفاق بلد غسانة دير اهل يا بلدكم والله

114ص

! مسك ريحة بتقولوا ضرط المختار وإذا سمعناش، ما بتقولوا بالدرر " حصل " والذي القرية، شؤون في الغامضة التدابير صاحب المعتدل أبو بسمارك هو وها

إدراك خطورة الى أيضا تشير بل فقط خطورته الى تشير لا جدارة عن الغريب لقبه على . بالذات اللقب هذا عليه أطلقوا الذين

وظلت غسانة دير في الناس على الناس أطلقها كثيرة ألقاب خلفية بالضبط أعرف ولا . أسماء الى فورا تتحول الساخرة والألقاب الكنى كانت الصغار نحن لاستنتاجاتنا متروكة

. للشخص الحقيقي الاسم محل تحل." سلبد " يسمونه ببطء يتحرك أو يتحدث الذي

." الجرن " يسمونه القامة قصير." مغيط " أبو يسمونه القامة الطويل

الثرايد " “. أبو يسمونه الأكول . " وهكذا " طزو يسمونه الهامل

) بأهل ) الألقاب عشرات لصق عن وحده، مسؤول، فهو فخري أبو خالي ابن فخري أما" " " " " مسيلمة. " و السمنة للشديد الدبعي و للضخم الدونم المأثورة ألقابه ومن البلد

. " " من بدلا فخري كان المعنى واضحة وهي المستطيل و الكذب بكثرة المعروف للشخص!" حليب " إنه بالقول يكفي اللؤم، شديد فلانا إن لك يقول أن

!" بازيللا " حبات أربع من مكون غداء إلى دعاه إنه شخصا يتهم مرة قالأنهما يفترقان لا صديقين عن المرة هذه زيارتي في سمعتها التي التشبيهات ألطف ومن

عن ورقة تسحب ان ما الكلينكس مثل

115ص

. فورا الثانية تظهر حتى العلبة " هو " وتزوج فتاة من زهير ابنه زوج الذي منازع بلا غسانة دير داهية زهير، أبو هو وها

." عدلي " الشهيد وأنجب السبعين في وهو ذلك بعد شقيقتها. وخارجها القرية في الأراضي ملاكي أكبر العملاق، وجسده بمهابته سيف أبو هو وها

." " " صاحب " هو تكفا بتاح وأسموها ملبس قرية في أراضيه على مستوطنة اليهود أقام!! . ) سنة ) بستين تصغرة الشام من فتاة تزوج غسانة دير في الزيتون زيت معصرة البابور

. " " ! الذي طلب وأبو الدائم ونعاسه بكرمه جودت أبو هو ها بشهور موته قبل ولدا له وانجبت . الحياة هذه كأن الدهري بصمته مطيع أبو هو وها بفوائد للمحتاجين القروض يقدم كان

) ( . . عن مرة سألتها الحقيقي اسمها هو هذا حاكمة زوجته كانت تعنيه أنها مع تعنيه لا الفانية: والإعتزاز الفخر بنبرة فقالت الكويت في أقربائنا أحد أخبار

. فيديوهات، - مكيفات، غسالات، ثلاجات، عليه يرضى الله فوق، فوق وضعه لله الحمد! ... بيصلحهن مفك بضربة سيارات، راديوهات،

الزنار سلاح وفي التركي الجيش في انخراطه أيام عن يتحدث فخري أبو خالي هو وها . في ويفطر الله رام في اللحام الى يذهب كان وظيفته وراء فخري أم مع وتنقله الأحمر

. تتكون ضحكته لأن الذهبي سنه رغم ضحكة أجمل له وكبدة كبابا الريق وعلى الباكر الصباح. عينيه فس أساسا

. . الوحيدة صورهم ليست لكنها الذاكرة في صورهم هذهعندما أخرى صورا تعطي سوف محاسنهم تبرز التي الزاوية تلك في المركبة الكاميرا

. ينقض ولم انقضى الذي زمانهم وفي فيهم الكثيرة المآخذ تبرز التي الزاوية إلى تنتقل

116ص

يقتادون شتائي صباح ذات نفر قام المضافة زينة هم الذين الرجال هؤلاء بين منمن وطلبوا الجامع إلى وأدخلوهما كلها الساحة عبر الابتدائي الرابع الصف في طفلتين

. القران من سورة تسميع الطفلتين. الطفلتان تلعثمت

المدرسة؟ - في إذا بيعلموكم شو. وأناشيد - ورسم وحساب إملاء

. كانت والثانية المختار، ابنة كانت منهما فواحدة المختار وبيت بيتنا الى بهما عادوا. أمي بعد فيما ستصبح التي البرغوثي، علي محمود سكينة الطفلة

هذه لنا تحكي التي أمي تنساه لن بقرار وغيرهم زهير وأبو المعتدل وأبو مطيع أبو خرجكل في مجددا اللحظة تعيش كأنها والغضب، القهر من حالة في وهي تفاصيلها بأدق الواقعة

. ترويها مرة . " ولم " فقط الابتدائي الرابع الصف حتى البنات تعلم غسانة دير في البنات مدرسة كانت . لأن ولكن فلسطين في المدرسات لقلة ولا أخرى دراسية صفوف إضافة لصعوبة ذلك يكن

" انتظارا " بيوتهن في خزنهن ينبغي نساء القرية نظر في يصبحن الرابع الصف بعد البنات. المدرسة إلى ولو حتى البيت من الخروج عن يتوقفن أن ويجب للعريس،

" أن " وقرر الله رام في للبنات الفرندز مدرسة مدير القرية الى وصل العام ذلك فيحتى دراستهن لإكمال الابتدائي الرابع الصف في المتفوقتين للطالبتين دراسية منحة يقدم . في أي الداخلي القسم في ستقيمان إنهما وقال الله رام في مدرسته في العامة الثانوية

. . اللازمة المصاريف وكل الرعاية كل المدرسة لهما وستقدم الطالبات سكن. الفكرة من المضافة رجال جنون جن

117ص

. البنات - عقول تفسد تبشير مدارس هذه. القران - حفظ البنات من يطلبن لا البلد في المدرسات

! الله - رام الى أخذوهن لو بالك فما. صوابها عن المضافة أخرجت فرحة تعليمهن لإكمال وحماستهن الطفلتين فرحة كانت

. " القران " حفظ في الطفلتين امتحان فكرة الى بسمارك اهتدى. . الدار - في واخزنيها خذيها مفهوم؟ الله رام على تروح ممنوع بنتك عطا، ام يا اسمعي

. مفهوم؟ الساحة في تلعب تظل وممنوع غاسل بنتك. تعليمها إكمال من المختار ابنة لمنع يتدخلوا لم

اسمها القرية لاعتراضات أبواها يكترث لم أخرى طفلة منها بدلا ذهبت فقد أمي أمابعد. بالفعل الثانوية الفرندز شهادة على وحصلت تفوقها واصلت المختار، ابنة أديبة، فوزية . مع تتكيف فلم فوزية أما فلسطين في مرموقة مدرسة مديرة ثم مدرسة وأصبحت ذلك،

. فترة بعد القرية الى وعادت الجديد وضعها

فرصتها نيل من منعها تم التي وحدها هي البرغوثي علي محمود بنت سكينة الطفلة ) ( . . . حاملا جدتي أمها وترك تقريبا سنتان وعمرها والدها مات يتيمة لأنها التعليم في الوحيدة

. وفاته بعد إلا النور ير لم بجنين . تحمل أرملة لرعاية يضطرهم الذي فما الدار من يطردوها أن المتوفى زوجها أهل أراد

ثرية؟ ليست وأيضا جنينا بطنها وفي طفلة حجرها على . . . اللي - ويكون يكرمني الله يمكن مش ألد حتى بس شهر كم الدار في خلوني أرجوكم

ذكر؟ ولد بطني في . بتحملي - ثانية، بنت جبتي إذا معلومك، في يكون بس اتفقنا

118ص

. أهلك دار على وبترجعي والبنتين حالك . . . وبهذه عطا خالي بعد فيما أصبح المولود هذا الله عطا أسمته ذكرا المولود جاء

. . تتجاوز لم كانت الراحل زوجها دار رعد دار في تظل أن لجدتي سمحوا فقط الطريقة . . يتقدمون الشابة الأرملة في الطامعون هجم بمفردها يتيمين ترعى العمر من العشرين

: . عودة أبو لها قال منها الزواج لطلب. برخ - جمل مطرح جمل

) تواصل ) وهي آخرون وطلبها الطلب في يلح وظل الجرن محمود أبو للزواج طلبها كما . . لم ولكنهم بها الاستبداد بوسعهم كان المعاملة وسوء الاضطهاد فابتدأ جميعا رفضهم

. أمي وسكينة عطا خالي اليتيمين لطفليها كلها حياتها تنذر أن على عزمها كسر من يتمكنوا . وتوفيت البصر فقدت الأخيرة سنواتها وفي عاما تسعين من أكثر عطا أم ستي عاشت

.1987عام تقول. ما كل في الخاص أسلوبها ولها الظل خفيفة كانتفي ترعاها بيتنا في طلال ام وكانت المنزل في المعهود ركنها في تجلس كانت يوم ذات

: . طلال لأم ستي قالت مقدمات وبدون وفجأة للعلاج والدتي سفر فترةرتيبة - يا البرندة لي افتحي

عطا؟ - ام يا ليش! منك - وأخلص حالي أرمي بدي

كنت الوقت، ذلك في معنا هي وكانت الكويت في عطا خالي أسرة مع أقمت عندما" . السلام قائلة الصلاة ختام في بوجهها تميل وعندما تراني أن دون تصلي وهي وراءها أقف

وهي" لي قائلة لتضربني يدها مادة فتنتفض خدها على بقبلة أفاجئها عليكم

119ص

: منها الزواج في ونيتي برضوى علاقتي إلى تلمح! صاحباتك - المصريات بوس روح

. . بودابست في في إقامتي أثناء الدنيا عن رحلت زوجها وفاة منذ أبدا تتزوج لم ستيالأخير يومها في

حضنها في الموت جلسودللته عليه، فحنت

. الحكاية له وحكت. واحد وقت في وناما

. الأخير وداعها في أشارك ولم بعيدا كنت وكالعادة***

. المضافة رجال صور من صورة أيضا هذه . . . هذه عن نعم عنها ندافع وأن نحياها أن حقنا من عليها وما لها بما وحياتهم حياتنا إنها . . انتقلت التي ستي أيضا صورنا من صورة هذه مثالية أية من وتخلو أحيانا تقسو التي الحياة

! . " " " من " آخر شعب من كوافدة تعامل كغريبة تعامل رعد دار في لتتزوج العزيز عبد دار من ! عن امتداده يزيد لا اللوز أشجار من صف هي الدارين بين المسافة إن رغم ، آخر كوكب

. متر مائة . دار في البقاء حق منحها في سببا الذكر مولودها كان التي ستي أيضا صورتنا هذه . الأحوال كل في ولكنها الأنثى ابنتها حساب على به الاهتمام في المبالغة أشد بالغت زوجها

التعليم في البنت بحق تتمسك أن من أضعف وبالتأكيد تماما، أمرها على مغلوبة كانت. الله رام الى والسفر

بمدارس أمي التحقت العمر، من الخمسين تجاوزت أن بعد

120ص

. الحياة في قيمة أعظم أن وهو الكبير، درسها لنا ونقلت والتعلم للعلم عطشها لتروي الكبار. . . كلها التضحيات يستحق وانه نحن تعلمينا أي العلم هي الإطلاق على

) ( . صعبة رحلة جبلية، رحلة كتابها وأهدتنا عمان في يوما زيارتنا في طوقان فدوى كانت: . لي تقول بها فوجئت منه انتهت أن بعد الكتاب قرأ من أول أمي وكانت

. . يمه - شفته أنا اللي شافت ما فدوى أصعب رحلتي أنا . أراها أن أجل من أي فقط أجلها من أتعلم أنني أشعر كنت الجامعية سنواتي في

. أنها. الشعور ذلك من وزاد التعاسة لها أجلب لا حتى الفشل من أستحي كنت سعيدة . فتحبهم الاخرين كل أما الأربعة أولادها نحن، هو واحد معنى في حياتها معاني اختصرت

. . . ميزة هي تراها التي العيوب من هذا وكان العالم هم أولادها لنا محبتهم قدر على . بعيدا سافرنا جميعا أننا الموجعة والمفارقة مكان أي الى منا واحد سفر تتحمل لا

. طويلا وسافرنا. . . تتحمل أن عليها وكان الأبد الى سافر عودة بلا سافر وأغلانا أجملنا أما

. وعلى بالضبط تهوى كما فيه الأمور تتم عالما يريحها مرتبا عالما خيالها في ترتب كانت. . وحدها يخصها كوكب الى الخروج تود كأنها تفضلها التي الطريقة

الأرض خارج كوكب الى الخروج تودسواها، من غرفة إلى بالراكضين الممرات تعج حيث

فوضى، الصبح في ة الأسر وحيثمجعلكة، تصحو المخدات وكل

. الوسط في غائص قطنها

121ص

للغداء تفلفله كثيرا كثيرا وأرزا الغسيل جبال اكتظاظ تريد عصرا النار على يفور كبيرا كبيرا شاي وإبريق

. الثرثرات سمسم مفرشها ينقط مساء، للجميع، ومائدةالغائبين تجمع أن الظهر في الثوم رائحة لشهقة تريد

الحاكمين سطوة من أضعف الأم بامية أن ويدهشهاالمساء في فطائرها وأن

الأيادي فيه تنطنط لا شرشف على تجفالأرض تسع وهل

الشتات؟ صباح في مفردا، قهوتها، فنجان الأم تصنع أن قسوةالأرض خارج كوكب الى الخروج تود

الصدر مرفأ الى تؤدي جميعا الجهات حيثالذراعين، خليج ملء

الوداع تعرفان ولا تستقبلان! فقط الرجوع الطائرات من تريد

للعائدين والمطارات! الطائرات تقلع لا ثم بها، تحط

. . . . بيديها تصنع أن أجله من تتعب أن تحب لمن تنتبه أن انتباه شغل عندها والحب . . إتقان من العمر شؤون تدبير الى اليوم شؤون تدبير من تصنعه أن يمكنها ما كل وبجهدها

صنع في القديمة المتروكات واستخدام والتطريز الخياطة إلى مواسمها في المخللاتومنجد ) نجار بعمل فقامت لشيء تصلح لا قديم صالون مقاعد بيديها نجدت جديدة مبهرات

)! جديدة أعادتها معا ومصمم

122ص

وأولادهم زوجاتهم مع الجميع لإقامة يصلح بيت بناء على وحدها، المضنى، إشرافها إلى . المهندس لي قال فيها التحديق من العين تدوخ التي خرائطهم في المهندسين فتناقش

! المطبخ مكان على الهندسية الخرائط واقع من اعترضت إنها البيت بناء على المشرف. . حق - عندها وكان فعلا المطبخ غيرنا

وتسمعها الثورية الجمل تلوك منهن والواحدة الحزبيات المحترفات بعض رأيت كلماضجة دون اليومية حياتنا في امهاتنا تنجزه الذي المادي العمل بثورة إيمانا ازددت تسميعا

. تنظير ودون ) ( ) في ) ودورها والدته عن بونفوا إيف حديث أذهلني جياكومتي حياة سيرة قرأت عندما

: وساحرة. قوية شخصية ذات جياكومتي أنيتا السيدة كانت حياته . . بمجرد " بأكملها حياة تقاليد تصون الصامت المتنبه الحارس هي المركز هي كانت

. . ز تمي الحقائق، تقرر الأشياء، تعرف التي هي كلها الأسرة قوة مصدر هي فقط وجودها . عن. تعبر التي هي يقرره أن عليه الذي وما يحتاجه، أن المرء على الذي ما وتحدد القيم

أو اليومية الشؤون في سواء يطاع، أن يجب أمرا الحالات معظم في فتصبح نظرها وجهة." الكبرى والأزمات المآزق في

ومقدار سنواته، مع يتناسب مستقر جمال إلى بالإضافة الصفات، هذه من كثير أمي فيبهدوء المختبئة التلقائية الأنثوية من

123ص

. صاحبتها وعي عن حتى والمتواريةفترة أطول اطفالا إبقائنا في رغبتها تعكس الجميع على الحماية بسط في رغبتها لكن

ممكنة!. التعجب يثير كان أخرى أحيان في لكنه حينا إعجابنا يثير كان عنادا عنيدة وهي

. الحاسمة القرارات كل لها ترك حياتنا شؤون وإدارة المنزل مقاليد أبي أسلمها . . إلى. الشخصية، هادئ أبي سنة عشرة بخمس يكبرها كان بالموافقة واكتفى والجوهرية . في الفائقة طيبته وساهمت الفوارة ومبادرتها الناري إيقاعها مجاراة معه يستطع لم حد

) ( . . الحنون لقب ينل لم انه هي تقرره ما هو الصواب أن يرى كان وإقرار بسماحة معاملتها. . هي كما بالحياة مقتنعا الهندي بصبره وكان، وديعا كان فقد عبثا

. لطموحها حد فلا أمي أما . أن تتوقع نحن نحققه لم وما أولادها يحققه أن تتوقع تحقيقه من هي تتمكن لم ما

." " . أراد إذا يستطيع المرء أن دائما ثقة على وهي أحفادها يحققهكل على متمردة روحا العمر، من والسبعين الخامسة تجاوزت وقد الآن، إلى تزال وما

. وتبني وتسقي تزرع الصغيرة، وحديقته المنزل في العمل عن تكف ولا اجتماعي تزمت

برواز تخطيط أو هنا صغير مدرج لبناء تحتاجها التي الحجارة بيديها وتنقل الصغيرة الأسوار . . وينمو ويعيش إلا قوار في أو الحديقة في عودا تزرع لا خضراء ويدها هناك الورود لحوض

: .) لك) تقول الحديقة في أشجارها عن تحدثك وعندما ويفرعن.) جاهلة - ) الشجرة هذه

. تثمر أن من سنا أصغر تزال ما أنها أي

124ص

: تقول أو) هبلة - ) شجرة

. إثمارها ويتأخر كبيرة تكون عندماأو السجادة أو الدوالي أو العطرة أو الريحان من شتلة له قدمت عزيز ضيف زارنا كلما

) ( مرة بالفعل فتنمو ، تعالجها و ترعاها كي لها أعادوها بيوتهم، في ذبلت فإذا الجاردينيااخرى.

. لأنه به والتعلق حبه ورثنا فخري أبو الخال تزوجها وحيدة شقيقة عطا أم لستي كان . ستي أخذت الآباء تسلط دون الأب حنان وشقيقها لأمي وقدم جانبها الى طاقته بكل وقف

مسؤولية ويتحمل الأسرتين يرعى الذي هو وكان فخري أم شقيقتها مع وأقامت طفليها. والمرة الحلوة في الجميع

***

. . . أبناء كانوا ذاته الوقت في أقصد الشريرة بحكاياتهم الرائعة بحكايتهم أمامي استيقظوا. وزمانهم خصالهم

في عاليا لتموج البيضاء كوفياتهم يرفعون الأكتاف متشابكي الدبكة حلقة في أراهم كنتشبابة بحة على يرقصون والبخيل، منهم الكريم والحنون، منهم القاسي الساحة، هواء

كأسنان متوازين متشابهين قريتهم، تدخل بعروس أو يزوجونه بشاب فرحين القصب،المشط.

الحكمة باتجاه الطويلة رحلتنا عبر الحياة تعلمنا أن قبل طويلا ننتظر أن علينا وكان! الواقع في تتشابه لا المشط، أسنان حتى أنه والحزن،

***

125ص

6

بابا عمو) ( ) فخري ) أبو خالي دار على لنتفرج حازم أبو بصحبة ذهبت الصباح في

بدكم؟ - شو. مجاورة بناية شرفة من علينا أطل شاب صوت بنا صاح

: حازم أبو أجابه. . أكثر - مش نشوفها بدنا قرايبنا دار هذه

: قال عندما الشاب إجابة استوقفتني! رسمي - ايجار عقد معنا إحنا لكن

بجوار الصغيرة الليمون حديقة المدقوق، الأبيض الحجر الأقواس، ذات الثلاثة الطوابق . منذ لصيانتها تمتد لم يدا ان الواضح من بالصدأ مكسوة كلها اللطيفة الحديدية ببوابتها الدار

1967.

. تفضلوا - . . المكان وغادرنا شكرناه الشاب أضاف

. . في ممتلكاتهم سجلوا كثيرون هنا لديه ما على خائف الكل مفهوم أمر بنوايانا ارتيابهلا حتى أقربائهم بأسماء البلاد

126ص

. التي الفلسطينية والمنازل الأراضي إنقاذ تم هكذا غائبين أملاك أنها بحجة الاحتلال يصادرها . وقلب حراثة من التربة ورعاية الزيتون بغراس الاعتناء تم هكذا الشتات في أصحابها يعمل

. لصادرت والمقيمين المغادرين بين المتبادلة الثقة ولولا الخ وري وتعشيب وتمشيط وثني. شيء كل إسرائيل

أن أساس على الدنيا هذه في يتصرف كان الطرفين من الأفراد بعض فان وللحقيقة. تتحقق لن معجزة الغائب عودة

. في الداخل أهل وزهد وممتلكاتهم مستحقاتهم شؤون متابعة في الغائبين بعض زهد. أحيانا المستحقات بتلك الإيفاء

تعهدات دون الغائبين بحقوق المقيمين والتزام الباهرة، الوفاء قصص جانب وإلىويرفض عليه، اؤتمن ما على بالفعل استولى منهم القليل أن إلا قانونية، توكيلات أو مكتوبة

)! ( . قليل عدد هناك ترون كما التبسيط على تستعصي الحياة الأصلي لصاحبه يعيده أن الآنأو بيوت أو زيتون من الاحتلال، قبل لهم كان بما العائدين مطالبة يخشى المقيمين من

. حمايتها من كنوع فيها السكان بقاء لمجرد الأسعار، بأرخص أجرت شققبيته سجل كان أنه من علي، للسلام جاء من مع جاء الذي باسل أبو قاله ما أذهلني

. دير الى وعاد شمل لم على حصل وعندما السعودية في عمله أثناء أخته باسم له وأرضا مكانا لنفسه يجد ولم هي أبنائها باسم والأرض البيت سجلت شقيقته أن اكتشف غسانة

. . لكن الخسارة كانت ومهما السبب كان أيا الاحتلال لمحاكم يلجأ أن يرضى أحد لا فيه يقيم. الأيام هذه الواحدة العائلة أفراد بين تتزايد الضغائن

مماثلة حالات عن سمعنا مباشرة الاتفاقية بعد فلسطين الى الرجوع في البعض بدأ منذ . فكاهية مسرحية بكتابة يغري الوضع أن قررنا الأصدقاء بعض مع انني حتى باسل أبي لحالة

تبدل حول

127ص

الى سطرا يضيف منا واحد كل وأخذ الجديد للوضع نتيجة نعرفهم الذين الناس بعض مصائر : الآخر يقوله ما

يتعهده - كان الذي الزيتون حقل بإعادة عمه ابن ويطالب غسانة دير الى فلان يعودمعلوم، أجر مقابل

: بهدوء - له يقول مذاقها واستحلى عاما لثلاثين الملكية طعم ذاق الذي صاحبنا لكن. شئت - إذا الحائط في رأسك اضرب او البحر بلط عندي لك شيء لا

. الفور - على قلبية سكتة. فتجن - ميتا زوجها تشاهد الزوجة

. عمهم - ابن فيقتلون أبيهم لموت جنت أمهم يرون الأولادمن - كاملة بصفيحة فينتحر غسانة دير في الشكسبيرية المجزرة هذه يرى العجوز العم

. رأسه على يدلقها الكازدير - القريبة، فالبيادر فالضيوف، فالمضافة، فالبيوت، البيت، أركان الى ينتشر الكاز

. تحترق غسانة ! تحترق - باريس وزن على

. واسع - خيالك: وصاح عمان فيها الثلج أغلق ليلة في الورق نلعب ونحن عوض أبو قال

! طرنيب - : وسألني

الأهلية؟ - الحرب عز في بيروت؟ في طرنيب تلعبوا كنتوا انكم صحيح. . . له - قلت صحيح نعم

! . طرنيب؟ - بتستحوا ما والله***

128ص

سوى الهوية على والذبح الطرقات وحواجز القصف ليالي في نفعله ما نجد لا بالفعل كنا : . به يعتز الذي البستوني الآس أطرنب وأنا للدرهللي أقول الورق لعب

: . ينصره - الله وتدعو صلاتها في السماء الى تنظر الآن لعلها عطا ام ستي على عيني يا! والمصطفى الله جاه بحق يكون ما مطرح الحرام أولاد من ويحميه سكينة ابن مريد

: قائلا الدرهللي فيردالبرد؟ - بها غطا عنده هناك؟ عايش كيف ترى يا دفيان؟ الدرهللي ترى يا تقول أمي لعل

. . اخبار نسمع تا فاطمة يا الراديو ها لنا افتحي كلهم الشباب مع الله وينجيه يحميه الله ! طرنيب . . . الشباب

***

. كل تعداد في علي أبو رسمي مع تباريت ليلة ذات السأم تولد الطويلة الحروب. " " Q���ة ب�ا��ل��ك� ض���ر���ب��ه��� ��9 ���ا ر���ه غ��ع غ��ف غ���ص ل��ك�ل��م������ ا��ل��م��خ��ت�ل��ف������ ا��ل��ف��ل��س����ط�������ن������� ا��ل��ل��ه�ج��ا�����2 ف��� ���� ا��ل�������ع��ب�������� ا��ل��م��ر���ا��د��ف���ا�����2

. يراه أن دون الآخر يخاطب سريره في منا واحد وكل طبعا، مقطوعة الكهرباء كانت . يتذكر بأحدنا فإذا لثوان، ونسكت خير على تصبح لي يقول تذكرناها الا كلمة نترك لم " " : مثلا، كف سنه بالآخر ويصيح مظفرة بحركة وجهه عن اللحاف فيرفع طازجة مفردة

. أخرى مرة الاجتهاد دورة وتبدأولطه ولفه وسنده وهفه وشفه ولاحه ورزعه وقهده جبده على الليلة تلك في أتينا قد كناوناوله وشمطه ومزعه وطجه ولهفه وفقعه ولخه ورقعه وهبده وزاحه وندفه وسفقه ورنه

الخ.. ضده خضتها التي الإبادة حروب كل معه تنفع لم الحجم هائل جرذ الشقة يشاركني كان

. في يقيمون دائما الشخصية أمورهم تدبير في الموهوبون كان سجاد ولا تدفئة بلا والشقةفخمة شقق

129ص

. ة���� ا��ح��ت���ا������� O��ة ك�ه�ر���ب��ا�� �ر�� ة��ل و��م���و�� �م�� �� م���ص���ا�� ل��ه��ا��

. الجميع نصيب من كان التوتر لكنعامه وينهي الأمريكية، للجامعة التابع الطلبة منزل في يسكن الذي علاء الأصغر شقيقي

. الحمرا الى عودته هم حملت زارني إذا يوميا أراه أن الصعب من الهندسة كلية في الأخير . رأسه أصابت عطا خالي ابن فهيم الفاكهاني الى عودتي هم أحمله أن كرهت زرته وإذا

. الا العشرين يتجاوز لم بأيام اصابته بعد واستشهد بيروت، مغادرتي بعد الشياح في شظيةبسنتين.

. الخبر على خالي أطلعوا كيف علمت بعد فيما . الخبر تخفيف محاولا علاء قال الكويت في خالي وكان بيروت من تليفونيا علاء به اتصل

: بالتدريج لتقبله خالي وتمهيد . بس - امبارح طايشة رصاصة صابته فهيم على أطمنك شان من باتصل أنا خالي يا

. بالسلامة بيقوم الله شاء وان طمنونا الدكاترة لله الحمد: هدوء بكل يقول بخالي فإذا

تدفنوه؟ - بدكم وين***

وحملوه تابوت في وضعوه علاء وشقيقي محمود وشقيقه ونجوى إلهام شقيقتاه. هناك الصليبخات مقبرة في دفنوه حيث الكويت الى بالطائرة

***

. من دعوة لتلبية قصير لسفر نستعد كنا المتحدة الولايات في ماساتشوستس أمهرست، ) رضوى ) بحصول احتفالا العشاء الى سد أناديه أن على يصر كان كابلن سيدني البروفيسور

. شقتنا في الهاتف جرس رن عندما بإشرافه الدكتوراه على

130ص

: جدا موجزا منيف صوت جاء. بيروت - في اليوم استشهد فهيم

في ودفنه بيروت في فهيم استشهاد عن أمريكا في معي قطر من يتحدث منيففي وأمي نابلس، في لأمه وجدته غسانة، دير في عطا ام ستي تبليغ وضرورة الكويت

. القاهرة. الى روما عبر للعودة حجزنا نؤكد وأنا ورضوى الأردنفي وحدنا الليلة قضاء من بدلا ثلويل ومايكل وزوجته كابلن بصحبة نكون ان رضوى رأت

. القارة هذه . لإعداد الاستثنائي اجتهادها يعكس إيما أعدته الذي العشاء معنا اللطف غاية في الجميع

. بغرباء يليق أنيق عشاء . . وطأة تخف الأصدقاء مع حق على رضوى وحميم سلس والحديث دافئ عائلي الجو

. الصوت. لكتم ممكن، جهد كل بذلت كابلن بيت في المياه دورة الى تسللت الحزن. للقيء المصاحب

***

. الأمريكية إقامتنا فترة في ولا الأمسية تلك في محزنا شيء كل يكن ولمالأقرب النموذج لمعرفة مناسبة أمريكيين والأفرو الأفارقة الكتاب الى التعرف كان

الأمريكية للمؤسسة المناهض العفي الجو وهو كعرب، والسياسية الثقافية وهمومنا لأجوائناالمهيمنة.

. صباحا وأنا رضوى دعانا حياتي في تناولته إفطار وأغرب أفضل تناولت ثلويل بيت فيالمقلية المانجو من شرائح عن عبارة ماهر، طباخ فهو بنفسه، أعده الذي إفطارنا وكان

. تعرفنا المائدة تلك على والقهوة الأجبان الى بالإضافة المشوي السمك من وشرائح .) آشييبي ) تشينوا على رضوى عرفتني كما السوداء القوة كتاب مؤلف كارمايكل بستوكلي

البديعة الرواية صاحب النيجيري الروائي

131ص

. . ) الايام) تلك في الجامعة في محاضراته يلقي أشيبي وكان وزوجته تتداعى الأشياءعنوانها لي طويلة قصيدة رضوى مع بالإشتراك ترجم فقد ليستر جوليوس الشاعر أما

.) النبع) وحلوة القروي سعيدإنها قال القصيدة ترجمة عليه عرضت رضوى وكانت كابلن، بيت في العشاء على

) يعبد) فهو قصيدة، به يمتدح أن سد يستطيع ما أقصى هذا ان زوجته فقالت ، ويتمانسك. ويتمان والت

. تكن لم القصيدة أن أرى الراهنة بحساسيتي كنت وإن طبعا آنذاك بالزهو شعرت! الإطلاق على الثناء ذلك تستحق

***

) عشت ) التي البيوت عدد النوم قبل أحصي أن حاولت حازم ابو بيت في الليلة تلك في. الثلاثين رقم الى فوصلت فيها

***

وأن عملها، انتهاء بعد علي للسلام ستأتي خليل ام أن فدوى أخبرتني البرندة على . الصباح هذا اتصل البرغوثي بشير أن حازم أبو وأضاف أيضا معها وسيحضر هنا ساجي

. من ليلى وأختها عمان من سوسن ابنتها اتصلت بيته في للعشاء الدعوة للجميع ووجه! الفلسطينيين. بين المقدسة الرابطة هو الرسائل، زمن انقراض بعد التليفون، أمريكا

مسؤولي جيوب في ومتنقلا محمولا بيليفونا فأصبح التليفون تطور وغزة الضفة في . ان علمهم رغم مستفزون إنهم العاديين المواطنين استفزاز يثير بشكل الوليدة السلطةأنواع من نوعا المسألة هذه في وأن وغزة الغربية الضفة في متوفرة غير العادية الخطوط

الاضطرار. . التي البيوت نوعية إثارتهم في تساهم أخرى قرائن أن غير

132ص

. عالية بأسعار يستأجرونها التي تلك حتى أو العامون والمدراء والوكلاء الوزراء يشتريها . غياب مع تتناسب لا التي الشخصية سيادتهم ومظاهر يركبونها التي الفخمة السيارات

. العجيبة أوسلو ترتيبات ضمن عموما الفلسطينيين سيادة مظهر مع ولا الوطنية سيادتهم. السلعة وظيفة في العملي الجانب الى الناس نظر أصيلة النفس قناعة كانت كلما

المسافات لقطع يستخدم حذاء الآخر البعض وعند شخصية منزلة البعض عند فالسيارة. آخر الى مكان من وينقلنا

! البيليفون هو العرب المحدثين عند المكانة وعلو القوة مظاهر آخرمراهق حزام من المسدس يتدلى حيث الشخص إلية على تتجلى الأبهة كانت بيروت في

. الخ الفصيل او الحزب وعضو والموظف والكاتب والصحفي الأهلية الحرب

. والاضافات خصوصا المستقبل في أو الآن سطوتها من شفاء لا ان فيبدو السيارات، أما ) ( : تخلو والذي هوائي بالون سيارته في الذي يستوي فهل سنويا تتطور فيها والكماليات

بنفسه؟ سيارته يسوق الذي والبائس سائق لديه الذي يستوي وهل البالون؟ من سيارته ) من ) صامت جزء في مرت الموضوع؟ هو ما الموضوع خارج هي التي التداعيات هذه كل

) ( ) ( البرندة على حازم ابو و لفدوى أسمعته الذي المغربي للمثل يبدو فيما تمهيدا الثانية،)! ( : ذاق إذا المشتاق من يرحمنا الله يقول والذي***

. . أني أذكر لم لكنني القاهرة في الدراسة زميل ساجي وساجي خليل ام وصلت الظهر بعداللغة قسم وفي الكلية ونفس الجامعة نفس في أننا رغم هناك قليلة مرات إلا به التقيت

الانجليزية

133ص

. ! خلق ساجي والطلابي السياسي للعمل آنذاك وقته معظم يخصص كان أيضا وآدابهااهتمام. على استحوذت التي السرية الحزبية والحياة الطلبة باتحاد مهتما كان للسياسة

. . ذلك في أجاريهم أكن ولم آنذاك القاهرة في كثيرين طلاب. ومراميهم أهدافهم أدرك أكن ولم القاهرة، أيام اهتمام أدنى السياسي للعمل أعر لم

. . . سر ت و تشيكوف على تعرفت منها واستغراق بسعادة المقررة المواد أدرس كنت. الخ الجديد النقد ومدرسة النهضة وعصر اليونانية والحضارة وبزيخت وشكسبير اليوت

. التفعيلية قصيدة كتابة أجرب وبدأت العمودي الشعر كتابة عن مرة لأول تخليت. شهريا مصريا جنيها عشر ثمانية قيمته ما يعمل حيث قطر من لي يحول منيف كان

المعيشية، بالضرورات أفي أن أستطيع المتبقية وبالتسعة للسكن، جنيهات تسع منها أدفعالسيمفوني القاهرة اوركسترا الى للاستماع سبت، يوم كل مساء الأوبرا دار الى أذهب وأن

. ) وقد) الأخرى والمسارح القومي المسرح وارتياد قرشا عشر بتسعة الدخول تذكرة كانتالتي الدولارات أحول لا ان يشترط انه بالجامعة التحاقي بعد الأولى رسالته في لي كتب

: المصرية الرسمية البنوك في إلا منه تصلني . إنك - فورا الله رام الى فستعود السوداء السوق في نقودك تحول أنك يوما علمت إذا

. . أبدا تستقيم فلن بالإلتواء حياتك بدأت وإذا شبابك أول في الآن! فقط عمره من والعشرين الثانية في الرسالة هذه لي كتب عندما منيف كان

***

134ص

) منيف ) الكبير أخوي عن وزملائي زميلاتي أحدث الجامعية دراستي سنوات في كنت . رضوى أطلعت مرة وذات الي المنتظمة رسائله في تصل التي أخباره بعض على وأطلعهم

: المباشر تعليقها فكان له صورة على

! ! ! قدك - ده عجوز، راجل افتكرته الكبير أخوي الكبير أخوي تقول وانت ولد ده بس الله! منك أصغر وشكله

وطفولته بعذوبته احساسها تعزز اليه، وتعرفت تزوجنا عندما بسنوات، ذلك وبعدبثلاث. يكبرني كان منيف المحببة

. عام أريحا في ولد فقد فقط عام 1941سنوات غسانة دير في أنا .1944وولدت

) من ) أكبر كانت التي ومسؤوليته الإنساني ونضجه دوره يعكس لفظا كان الكبير أخويعمره.

***

. النكبة ابن الفلسطيني أنا السياسة الفترة تلك في اهتمامي بعدم أعترف أن من بد لا . الاتحاد مقر في ذلك وكان كطالب إليها دعيت سياسية مناسبات الى مرتين أو مرة ذهبت

الأجواء لتلك أنتمي لا أنني شعرت لكني حسني، جواد شارع في فلسطين لطلبة العام. . التجربة أكرر لم لي تصلح ولا لها أصلح لا وانني مطلقا

المقاومة فصائل وبزوغ الهزيمة ووقوع الأحداث تطور ومع بسنوات، ذلك وبعدبين القاهرة في دراستي سنوات ان أدركت ذاتها 1967و 1963المتعددة، هي كانت

القوميين وحركة فتح من المسلح الفلسطيني الكفاح لمنظمات السري التكوين سنوات . كانوا الذين الطلبة اولئك وان الطلاب اتحاد إطار في يتم كان ذلك وأن وغيرها، العرب

. �ة�� ب� و��ل����0 ���� ة�� �0ه��م�� ا��ل���� ع���� ���ظ������م�� ة��ر م���و�� ���ا ب� ي�ق��و��م���و��ن���� ك�ا��ن�و��ا�� و��ح��ص���ا��ف�������، ة��ر ب����ذ�� ا��ل��س������ا�������������� ن������ط����ت��ه�م��� ���ا ل��ى���� إ��ا ���و��ن��ن� ������� ي�كنت أنني

135ص

. . تلك صورتي على كثيرا وأسفت جبانا أو نظرهم في جدا ساذجا إماوأنخرط توقعاتهم سألبي ترى يا كنت هل به يقومون ما طبيعة أدركت كنت لو وحتى

. أدري لا معهم؟التعرض من به المبالغ الحذر علمتنا أنها هي عليها والدتي لوم يمكن التي العيوب من

. . تخشى كانت البسكليت ركوب اليوم الى نعرف لا أننا لدرجة نوعها كان مهما مخاطر لأية. رجل أو يد كسر في والتسبب عنه أحدنا سقوط

بحيث خلقوا أنهم فدائيين أصبحوا الذين والأقرباء الزملاء لأولئك أنظر كنت ذلك بعد. . البشر من أفضل نوع أنهم بد لا مقوماتها لدي تتوفر لا بينما للبطولة يصلحون

الجبهة في السياسي المكتب في عضوا وأصبح السياسي، عمله واصل ساجي . لرئاسة نفسها حت رش عندما العالم بها سمع خليل ام الخالة والدته ذلك بعد الديمقراطية

. عرفات للرئيس وحيدة منافسة الفلسطينية السلطة . ساجي مع واتفقت ترأسها التي الأسرة إنعاش جمعية مقر الصباح في أزور أن اتفقنا

. نفسه اليوم في الله رام في مسائية جولة في معا نخرج أن ووليد***

. البرغوثي بشير بيت في للعشاء ذهبنا المساء في . أداءنا - نطور أن وعلينا الجحيم الى تقودنا وقد الاستقلال الى تقودنا قد اوسلو طريق

. الثاني المصير تجنب أردنا إذا شيء كل في. بشير يقول

. البلاد في مقيم فهو الجديدة بالأوضاع جيدة معرفة يملك إنه

136ص

وزير أيام قبل وأصبح الفلسطيني الشعب لحزب العام والأمين الطليعة مجلة تحرير ورئيس. الوليدة الفلسطينية السلطة في الصناعة

السهرات هذه مثل في مفر لا ولكن الكلام قليل العادة في وهو هادئ متأمل وجه لبشير . نبيل وابنهما زوجته السهرة في وكان غسانة دير ظرفاء فكاهات شريط استعراض من

. نهى أر لم حازم وأبو وحسام وأنيس وأبناؤها الله رام في المدرسة أيام زميلة نهى وأختهاالـ جنسيات. 67منذ من وأوروبيات فنلنديات من التطوعية نشاطاتها عن أسمع كنت لكنني

. البلاد في التطوعية النشاطات بعض شاركنها عديدة***

ام الحاجة عمارة في لنا جارة كانت التي النابلسية مليحة جاءت التالي اليوم صباح في: . لها قلت الثمانية أولادها من اثنين مع اسماعيل

. مليحة - حجة يا المعتقلات الى للأولاد اليهود جرجرة من ارتحت . . . مليحة - يا وروحي اثنين ويحبسو واحد عن يفرجو زهقت والله ابني يا لله الحمد

. بالزيارة مسموح مش ولا بالزيارة ومسموح حطوهم بلد واي معتقل أي في اسألي . . رأيك؟ شو أحسن الدنيا كانت الانتفاضة أيام وبينك بيني بس عنك بعيد أهلكني الروماتزم

. أحسن - كانت الدنيا بالفعل . هذا - باطل ولا حق منه تاخد بتعرف لا نتنياهو هذا والله جد؟ عن ينسحبو بدهم بالك

. بتعرفوهوش انتو والدين ملعون: بيدها أشاحت منه أحسن بيريز كان إذا سألتها ولما

. بعض - من أنحس الاثنين : ستقول مما لحيائها راجع تردد بعد أضافت ثم

137ص

. حرام - اولاد كلهم. عزها في وهي الإنتفاضة، سنين من سنة ثاني في أبوهم استشهد أولاد ثمانية لمليحة

. . . . الريح - فوق السما في معنوياتنا متحمسين كنا أولها في استشهد انه الله نشكر . . . في مسخوها وطقيت فقعت كان أواخرها في مات لو غيره زي زيه قلت موته تحملت

. على تنبسط الناس شان من ولغوصوها قصد عن فيها لعبوا العظيم والله بنيي يا الآخررأيك؟. شو توقيفها

: بالقول سارعت الشهداء لأسر مالية مساعدات تدفع المنظمة إن لها قلت ولما . . . مع - الله تساعدهم لا الدول بيقولوا لأ وعشرة بيدفعو شهر منتظمة مش المنظمة

. والحمد. مستورة مصاري معهم يكون لما الشهر في دولار خمسين بيعطوا كانوا الجميعلله.

***

للسلام يأتون الذين الضيف، بضيوف المضيف بيت يزدحم أن الحرج يسبب ما أكثر من " " . أبو. يقول كان العسل مثل قلبي على المحبة بدافع والبعض الواجب بدافع البعض عليه

. الليل منتصف قرب علي للسلام يأتي كان الأصدقاء بعض فدوى كلامه على وتثني حازم. اعتادا مما أبعد الى للسهر اضطرارهما من أحرج وكنت أحيانا،

أبو إحساس جرح في أتسبب أن دون أصلا الفنادق موضوع لطرق مناسبة من لابد كانحازم.

" محمود " للقاء الله رام فدق الى لأذهب تاكسي أطلب أن أردت عندما الفرصة حانت. السابق اليوم في عمان من وصل الذي درويش

: له قلت

138ص

" الملخبطة - " ولبرامجي لي أفضل ذلك فسيكون حازم أبو يا الفندق في غرفة وجدت لو. الجميع يريح بشكل تنظيمها يصعب التي والمرتجلة

مجرد عن لهما أعتذر أن علي وتأتي معا حازم وأبو فدوى جنون فجن جملتي أنهيت. ذلك في التفكير

مجلة عودة احتمال بينها كثيرة أمور في وتحدثنا بمحمود والتقيت بالتاكسي ذهبت . " إنعاش" جمعية في خليل ام مع موعدي الى ذهبت ذلك بعد الله رام من للصدور الكرمل

الأسرة.وإعداد وتغليف تعليب حرف، يدوي، تطريز تفصيل، الجمعية، اقسام في جولتي أنهيت

. أسرهم. ويعيلوا يعملوا أن هنا يتعلمون والأسرى والمعتقلين الشهداء وأبناء بنات الأطعمةبها تتبادل التي ذاتها وبالسرعة ذاته بالإيقاع الفضيين برأسيهما تتحركان اليد في السنارتان

. وفرحة مستعجلة قبلات الحب عصفورتاالفرار تريدان كأنهما أو منه الفرار تريدان اللون، رائع خيطا خلفهما تسحبان سنارتان

أو الألوان البهيج الصوفي المفرش أو التكوين البديعة الكنزة رقعة إلى إلا تفران ولا منهالأكتاف وزينة الجسد دفء يحمل الذي الشال

بالغرزة والغرزة باللون اللون تمزج التي بالإبرة تنتقل أخرى، جهة في الفتيات، أصابعيطالب الذي القماش على ويتكاثر وينمو يوم كل يتكامل شكلا تتخذ حتى متصلة لأسابيعالوحدات من الآلف بعشرات مطرزا فلسطينيا ثوبا العمل نهاية في يخرج أن الى المزيد،

. ذاتها الدهشة هي بألوان الملونةبإطارات مرايا الزجاج، من الشمع، من الفضة، من الزيتون، خشب من منحوتات

كل من الوجبات مئات ينتج ضخم مطبخ والنساء، والرجال للأطفال ملابس مطرزة،جهد لتوفير الأصناف

139ص

. . . . . . . تعبيري رقص فرق أناشيد دبكة ناي عود بيانو البيت خارج طرفاها يعمل التي الأسر. . أخرى عديدة تربوية وأنشطة وشعبية ريفية أغاني

من ميزانيتها على وتحصل يحتاجها من تساعد والجمعية سنة ثلاثين من أكثر منذمن المساعدات وبعض والعرب الفلسطينيون الأعمال ورجال الأثرياء يقدمها التي التبرعات

. الاحتلال يد في الله رام سقوط قبل الجمعية أسست قد خليل أم كانت العربية الدول بعضعام .67الإسرائيلي ثلاثة أو بعامين

تستعد الذي الفلسطيني الشعبي التراث متحف بمشاهدة بدأت قد جولتي كانت. خليل ام مكتب في وانتهت أيام بعد لافتتاحه الجمعية

. في الأطفال كورال فرقة الجمعية مقر مغادرتي قبل اللطيفة المفاجأة كانت ثمترافقهم لي، تحية وغنوا رقصوا والعروض، للتدريب قاعة لهم خصصت الذين الجمعية

. . وجميلا مؤثرا المشهد كان البيانو على طرزي السيدةوليس كلها البلاد في الفلسطيني المجتمع اهتمام العريق الأهلي الجهد هذا استقطب

. فحسب والبيرة الله رام في . صغيرة الجمعية بدأت الأطفال لمئات كريم عمل فرص خلق في الجمعية نجحت

على نموذجا وماتزال مبانيها وكبرت مجالاتها فاتسعت وبالتدريج مهل على تنمو وأخذت . وبظروفه به الناس أدرى فهم المحلي الواقع أبناء به يبادر الذي الأهلي النشاط جدوى

. باستمرار المتغيرة وحاجاته***

. قبلها الله رام ليل في وساجي وليد مع المنتظرة الجولة الى خرجت المساء، فيسابقة، جولة في ووسيم يعقوب أبو مع خرجت

140ص

. كان الحالات، كل في مرتين وحدي تجولت كما مرة، من أكثر وحسام أنيس واصطحبنيشلة يظننا مقاهيها أحد في مائدة على نتحدث أو الله رام شوارع في نتجول ونحن يرانا من

. . عليه تبدو مما تعقيدا كثر المسألة عال بصوت نضحك ما لكثرة الأصدقاء من سعيدة

. تفاصيلها لأعرف أكن لم الستينات الله رام وليست التسعينات الله رام اذا هذه. الأصدقاء شروحات بدون المستجدة

. من منزعجون الأصدقاء طويلا فارقها من عين في المدينة شكل يتغير أن الطبيعي من. مكان كل في الشاهقة الاسمنتية العمارات انتشار

والحدائق اللون المشمشي بالقرميد المسقوفة البيوت تلك هي لأهلها بالنسبة الله رامنسميه، كنا كما العشاق شارع او الإذاعة وشارع النوافير، ذات والمتنزهات بها، المحيطة

الفلسطيني الساحل في تنتهي خضراء تلال على والمطل الجانبين، على الباذخة بأشجاره . . سنة انها الانزعاج أشاركهم لم الصافية الليالي في بالعين أضوائه مشاهدة يمكن الذي

. المدينة نمو وثمن التطورونمو مجتمعاتنا ونمو مدننا نمو يوقف لكونه أساسا راجعة الاحتلال على نقمتنا إن بل

. الطبيعي سياقها إعاقة طريق عن الحياة أناقةالثانوية، الله رام مدرسة أماكني، معظم رأيت السابقة والجولات الجولة هذه في

. . القديمة الله رام المتجاورة بأقواسه ممراتها الأغاني، كتاب فيها قرأت التي مكتبتها ملعبها، . . . . منتزه عن سألتهم المنارة الناصر، عبد جمال جامع نابلس طريق الله كنيسة الهوا بطن

. . جديدة تجارية ومحلات عالية عمارة مكانه في قامت راح قالوا نعوموباسم النجار وعادل طنوس فؤاد بيت على التعرف أستطع لم

141ص

الثالثة الجامعية السنة في بالقاهرة الدقي في واسعة شقة معهم تقاسمت الذين خوريالتي العمارة نفس في يسكن كان لأنه الرابع زميلنا النشاشيبي رامي بيت عرفت ولكني

. فخري أبو خالي دار ومقابل البرغوثي الصالح عمر يسكنهاإسلامي، مسيحي نسيجه وشفاف، رحب مجتمع انها الله رام في الجميلة الأمور من

. ومؤسساته ومحلاتها شوارعها بديع تلقائي بشكل الديانتين، أصحاب طقوس فيه تتمازج . رام والأضحى والفصح الفطر وعيد ورمضان السنة ورأس الكريسماس بزينة تتزين كلها

. التي ركب وبوظة الله رام منتزه والمعتقدات والطوائف المذاهب اسئلة تعرف لا الله. إعلانية لوحة على مكتوبة حروفها مشاهدة أو اسمها ذكر بمجرد بها الخاص بمذاقها تحس

. منذ إنه لي قيل المنارة عند اختناقاته وتفكفك بكفاءة المرور تنظم الفلسطينية الشرطةكما الآن عادت النظافة لكن بالمزابل شبيهة المدن أصبحت للبلديات، الاحتلال تعطيل

. اسرائيل لأن شحت الخضرة لكن الله لرام المميزة السمات من سمة دائما عرفناهاالـ منذ المياه .67تسرق تقاوم. الخضرة ذلك، ورغم

. . طويلة حقب إلى كذلك وسيظل ينتهي لا الأحداث بتطورات والتكهن السياسة حديثالمشروع وقف منذ ونسائنا رجالنا عند الجوانية النفس منمنمات الى تسربت السياسة

الى ليدخل ركلها التي الأبواب على ثم الحادة بأظافره نوافذنا زجاج على يدق الصهيوني. الصحراء الى بنا ويلقي كلها الدار غرف

السياسية لمباشرة كافيا مبررا ليس الوضع هذا أن في محدثي مع متفقا كنت . ولاستغراب خارجه ولا الوطن داخل في لا الفلسطيني الشعر في الفكري والانكشاف

. والفلسطينية العربية للكتابة منهما لابد عنصران والسخرية الفكاهة ان قلت الجميع

. بحتة مأساوية كتابة ينتج لا المأساوي واقعنا إن

142ص

! كذلك؟ أليس أيضا أصيل وجغرافي تاريخي هزل في نحنوجماليا فنيا ممتازة نماذج وقدموا المنزلق هذا تجاوزوا الداخل في التشكيليون الفنانون

. فرص انعدام من الشكوى تكررت وخصوصيته العام الوضع املاءات عن التخلي دون . والعالمية العربية الثقافة عن والعزلة البلاد خارج المطبوعة والدواوين الكتب على الاطلاع

. عموما العرب بالكتاب الاحتكاك فرص وغياب . . لأنه المدهشة الحياة نقائض له أحزانه جانب الى مسراته له أيضا مباهجه للفلسطيني

! الثامنة الساعة أنباء نشرة ابن يكون أن قبل حي، كائن . دير من الظرفاء أحد النقائض هذه تلتقي هنا الناس يتناقلها التي الانتفاضة قصص فيدفع في الجبين يوسف القرية حلاق يجادل وكان الخد محروق الطفولة منذ عرفناه غسانة

أقربائه لزيارة الامارات الى سافر فقط، وجهه من واحدا جانبا له يحلق لأنه الأجرة نصف .)! تلك ) كانت خال يا الانتفاضة في احترق وجهه ان كيف لضيوفهم يشرح وأخذ هناك

) من ) الشعبية الانتفاضة لتفرغ فبركوها التي التلفزيونية القيادات من السخرية في طريقتهمحتواها.

) عن ) كوبر قرية من البرغوثي أنيس الصديق أخرجه الذي التسجيلي الفيلم الآن أتذكر. فرحة اسمها بلدهم من الانتفاضة بطلات من رائعة فلاحة

الانتفاضة سنوات امتداد على بالفعل يتكرر أمر من دهشته الاسرائيلي الجندي لها يبديوتصيح الجندي يهاجمن إسرائيل جنود قبل من عليه مقبوضا شابا النساء ترى عندما انه وهو

: منهن واحدة من أكثر ! ابني - اتركوا ابني ابني

: الشاب يجرجر وهو وجهها في الجندي صرخ

143ص

. . ! يالله - هون من إمشي واحد؟ لولد أم مئة واحد؟ لولد أم كم كذابة، روحي : وجهه في صرخت

!! . . أب - مئة له ولد كل اولادكم، مثل مش أم، مئة له عندنا الولد هيك احنا أيوة . الكاملة قصتها لكن تردد بلا التمجيد تستحق الانتفاضة في الفلسطينية المرأة ظاهرة

. بعد تكتب لمفخبأته الفلسطينيين المطاردين أحد منزلها الى لجأ التي السيدة تلك عن أيضا يتحدثون . . عن الجبال في اللائذين المطلوبين وعن أحد به يدري أن دون سنوات سبع منزلها في

العمود تشكل التي الصغيرة اليومية والتضحيات الاجتماعي والتكافل المنزلية الزراعة

. الاطباء يجريها التي السرية والجراحات بالبطولة المثقفين نحن نسميه لم الفقري. المستشفيات داخل من يعتقلوا لا حتى الانتفاضة لمصابي المتطوعون

قروش مقابل إسرائيل مع المتعاونين العملاء ظاهرة عن يتحدثون ذلك جانب وإلى . ولعائلاتهم، لهم آمن مصير تدبير في إسرائيلية مشكلة هناك الآن تافهة امتيازات أو زهيدة

. بذلك لهم تعهدت وقدأجهزة بها تقوم التي والمختزلة الشفوية الليل منتصف محاكمات عن أيضا يتحدثون

. . الفساد مظاهر وعن فيه المبالغ والكسب التجارية العمولات وعن أحيانا الفلسطينية الأمن ( . يضغط والأمل عليهم أملهم ضغط لكن والبناء التعمير إعادة لعمليات المرافق الاقتصادي ) مثل أن الحديث أثناء كثيرة مناسبات في يضيفون يجعلهم الألم يضغط كما صاحبه على

. ستنتهي السلبيات كل إن لهم يقول الأمل البداية في ومتوقعا طبيعيا يعد التجاوزات هذه. الصعبة المرحلة هذه اجتياز بعد

144ص

. منحت التي الأغلبية نفسه الوقت في الحل هذا ضد والناس الحل هذا مع الناس . وحقيقية صحيحة أغلبية عرفات لياسر أصواتها

. تحقيقها تنتظر وهي تاريخية، وعود لها قدمت أغلبية لكنها . أعينهم يغمضوا لم الفلسطينيون انتظار حالة في كله الفلسطيني المجتمع أن الدقيق

بعد. . منهمكة إنها الاطلاق على الواقع هذا تعكس لا الفلسطيني الإعلام وسائل ان أدهشني

!! . فقط الحياة بطقوس مرتبطة الزهور كانت ان أدري ولا بالزهور بتغطيته***

حيثما نصادفهم الذين المارة من الفتاة تلك او الشاب هذا تحية على يرد وليد كان . هذه. أبدا الله رام يغادر لم وهو المسرح في ويعمل العود على ويعزف يغني انه توجهنا

. . . الخ الخ السابق جارنا هذا الرقص فريق في يتدرب شاب هذا المسرحية الفرقة في صبية... . . محيطه ابن أيضا محيطه ابن الفنان أو الكاتب يكون ان قيمة ذلك قيمة عن تحدثنا

أساسا.الغربية ) للغات الترجمة فرص وراء يلهث العربي الكاتب أصبح هذه، العجيبة أيامنا في

! ! العرب( ليعرفه الإنجليز يقرأه يريد كأنه المحلية قيمته لترتفع تحديدا . الآن؟ الشعوب من غيرنا عند ترى يا ذلك يحدث هل المحزن هو المضحك

. منزوعة، يافطاتها طويلة سنوات منذ الأبواب ومغلقة معطلة الثلاث السينما دور . . الكتب تبيع لا المكتبات مظلمة بها المحيطة والحلوى 0والمناطق النثريات بيع الى تحولت

. والألوان الأشكال مختلفة السيارات على الأرقام لوحات البسيطة المدرسية والأدوات . وبالنسبة عربية حروفا وبعضها عبرية مختصرات يحمل بعضها

145ص

. كله ذلك مغزى معرفة الصعب من كان مثلي غشيم لوافد . . وساجي الغوث وكالة في عمله عن يعقوب وأبو المسرحية محاولاته عن وليد تحدث

أنهي أن بعد التأمين، شركات احدى في بوظيفة والتحاقه السياسي العمل اعتزاله عن . المجال هذا في تدريبية دورة

وحولته الثقافة وزارة رممته الذي القرميدي السقف ذي الجميل البيت عن وسيم تحدث ) ومنتدى ) وفنية، مسرحية لفرق مقرا سيكون والذي الثقافي السكاكيني خليل مركز الى

. . البيت لرؤية وأخذوني طوابقه من طابقا الكرمل مجلة وستشغل منقوطة هنا للكتاب***

. هنا مرة لأول الفلسطيني التلفزيون برامج شاهدتالناس، بلاد في كمشردين نفتقدها التي المسميات نصوغ الماضية السنوات طوال كنا

: الخيال باب منالفلسطينية، الجوية الخطوط

الفلسطينية، الشرطةالفلسطيني، التلفزيون

. . الخ الخ الفلسطينية، الحكومة. ! ! الاذاعة وكذلك العربية التلفزيونات ككل شيء كل من مبسوط التلفزيون

: الله رام في الفلسطينية الإذاعة مقر في معي أجريت مقابلة في المذيع سألنيمختلفا؟ - وطنا مختلفا؟ شعبا معجزة؟ شعبا ألسنا

: له قلت ! ! تحارب - الشعوب وكل أوطانها تحب الشعوب كل ماذا وعن بالضبط من عن مختلفون

. الشهداء الأمر اقتضى إذا سبيلها في

146ص

. بمناضلي مكتظة والسجون المعتقلات مكان كل في العادلة قضاياهم أجل من يسقطون . . لسنا لكننا حد بلا تضحيات وقدمنا عانينا لقد طليعتها في العربي والعالم الثالث العالم

. . هي بأوطانهم الناس علاقة الآخرين بلدان وكذلك جميلة بلادنا الآخرين من أسوء ولا أفضل . الوطن صورة بذلك تأثرت وفساد ورشوة نهب علاقات كانت فاذا الفروق تصنع التي

: قلت الناجحة الاذاعة شروط عن سألني ولما. السلطة - عن الابتعاد عليها إن

***

منطق )) بعنوان للنشر أعدها التي النصوص مسودات تصفحت النوم، قبل غرفتي، في. . . ليكن((. بأس لا قلت لكنني الفكاهة الى اللجوء في قليلا أسرفت أنني استوقفني الكائنات

. . . . . . الوقت نفس في أقصد نعم مسخرة إنها نعم مأساة إنها هكذا هي . الواحدة العبارة نفس في يلتقيان والمبكي المضحك كان الحوارات، كل في

. للمأساة الملازمة المسخرة إبصار تتجاهل عينا أصدق لا . أيضا بأيدينا نفعله فيما لا فقط علينا يقع فيما المأساة نصور أن دائما المريح من

. على نسقط اننا جلال بلا لأنها بالملهاة دائما مشوبة المأساة لكن مأساوي الوضعاو. الإغريقية التراجيديا في المأساوي البطل لسقوط المصاحب الدوي ذلك بدون السكت

انتصارات. لنا وتصوره السقوط، معنى تطمس الجهنمية الإعلامية الماكينة الشكسبيريةونهوضا.

(( : في عفن شيء ثمة هملت يقول حيث العتيقة المآسي في متاحا يكن لم ما هذا. الأمر(( وينتهي الدنمارك

147ص

وليام المدعو أن لك يقرر التالي، الصباح في تلفزيونيا أو إذاعيا برنامجا تجد تكن لم إنكعلى الدنمارك في شيء كل وأن الشعب بنضال له علاقة ولا ومغرض تافه رجل شكسبير

! يديه يضع الشمالي الصباح صحف في مقالا تجد ولن الرشيدة قيادتها وخصوصا يرام ماأم السيدة ابن وليام المسكين وجه في صائحا الأمام، الى لسانه ويدلق خاصرتيه، على

وليام: شكسبير؟ - سيد يا البديل هو وما

بمبادرته هو حققه مما أفضل يحقق ان يستطيع لمن سيصفق انه السادات انور يقل ألمالتاريخية؟

! البساطة بهذه مآسيه من تنقذه ببلاغة أوديب للتعيس أين من ! الضاد حرف أوديب لغة في ليس

! عيد أو كرنفال الى الكارثة تحويل يستطيع لا أوديب. حقيقتها على التراجيديا كتب حقيقتها على التراجيديا يكتب أن شكسبير أراد عندما

. وعطيل وماكبث ولير هملت عن تماما مختلفة كتابة كتب الكوميديا يكتب أن أراد وعندما )! نقرأ ) أن مألوفا أصبح بدونها؟ سنفعل كنا ماذا الضاد بنعمة المنفردين نحن لغتنا في

. . . . ذاتها الخطبة في ذاتها الاتفاقية في ذاتها فالواقعة ذاتها الصفحة في والملهاة المأساة . . . وجهنا ملامح وفي المنفى وفي الوطن في والجنازة العرس في والنصر الهزيمة في

. صباح كل الواحداللهجة من الفلسطينيون الرسميون رفع الاسرائيلي، الاجتياح إثر بيروت من الخروج بعد

. ذاته، الشيء فعلوا مباشرة، التالي الوطني المجلس في العام خطابهم في الانتصارية .)! بذلك ) واكتفوا أقصاها الى والنصر، والصمود، المجد، لغة وصعدوا

كان قلته ما أن ظننت المجلس في الثقافية اللجنة اجتماع في

148ص

: الفلسطينية والإعلامية الثقافية للبيروقراطية صادما… : هو انتصارا بوصفها والخسارات الفواجع تصوير أن أولهما، اثنين درسين التاريخ علمنا

. … . يدوم لا ذلك أن هو الثاني، والدرس ممكن أمر : وأضفت

. فهمه - على إطلاقا يساعدنا ولا له، تعرضنا ما على كافيا ردا ليس لأنفسنا التصفيق . ) بمراجعة ) مسموحا يكن ولم والغبطة الرضى بانتهاك مسموحا يكن لم الأيام تلك في

. به مسموحا كان إن متأكدا لست اللحظة هذه حتى إنني بل والنتائج والسلوكيات المقدمات. ) الأيام ) هذه في

. ! قلت ما يصدمهم لم محصن المسيء . يعجبهم لم ولكنه

تقيم سيدة صادفت أتوا، حيث من للعودة المشاركين كل واستعد المجلس انتهى أن بعدبودابست الى عودتي قبل وتميم رضوى الى رسالة إرسال في راغبا وكنت القاهرة في

. معها الرسالة حمل بوسعها أن وقدرت : قالت القاهرة الى سترجع متى سألتها

. يوم كام أروح خليني فرنسا من قريبة إني بما قلت مباشرة للقاهرة رايحة مش أنا . . . بتعرف. انت هناك من فضيات شوية اشتري بدي طالعة روحه الواحد يعني تغيير لباريس

. . . . يعني تغيير الجو حسب باريس في أتأخر ويمكن كثير الفضة بحب أنا****

. مما أكثر منها اقترب السلطة مع تماهى الفلسطينيين المثقفين من الأعظم الجسم . . . المؤيدين من كثير صفاتها مع ويتماثل يقلدها ان له ولذ مقاعدها على ارتاح له ينبغي

تشابهوا والمعارضين

149ص

. . بلا يستمر وجعله ره ويس ذلك من زاد والذي كقبيلة نتصرف زلنا ما النقطة هذه عندالصف في هم خياراتهم كانت مهما الجميع وضعت القضية طبيعة أن حقيقية، مساءلة

. صحيح. وهذا الوطني . أو للموت عرضة والكل مهدد الكل أيضا كضحية إليه النظر يمكن منهم المخطئ فحتى

. يحب وما يحب من فقدان أو الحدود، على الإهانة أو الإصابة،

من الاقتراب عن يختلف القيادة، من المثقف اقتراب بأن دائم إحساس هناك كان . ذاته، الاستثنائي الوضع يعيشان الأمور، تقرر التي وسلطته فالفلسطيني تقليدية حكومة

. الاحتلال تحت أو المنفى في سواء . ة��� ل��ك� ا��ل��ق����ا��د��ة��� ب�ق��ر���ب��� ه��و�� ا��ل��ف��ل��س����ط�������ن� ���� ���Qل��ل��م��ث�ق�� ا��ل��ط����ب���ع�� ���� ا��ل��م��ك�ا��ن��� ن��� ���ا ا��ل��ب�ع��ض���� ى�� ���ا ا��ر��ت�� ر��ب��م��ا�� ب�ل���للفساد الشخصي الاستعداد الى بالإضافة محمودة، عواقب دائما تكن لم الخيار هذا عواقب

. ذاك أو المجال هذا في الأفراد من عدد لدى. . ظهري أدير يسر مالا أرى عندما الانسحاب استسهل أنني فكان الشخصي عيبي أما . على نفسي وضعت كثيرا وحاولت قليلا تحملت لو الأفضل من كان أنه الأيام لي أثبتت وقد

. الثقافة أو السياسة استبداد ملامح من ملمح أي من هربا الهامشالسلطة جانب الجانبين، من السياسيين عند الاستبداد نفس هو المثقفين عند والاستبداد

. : . الموقع في الخلود ذاتها الصفات تتقاسم الطرفين لدى والقيادات المعارضة وجانبحق، على دائما أنهم من المطلق والتيقن مصدرها، كان أيا المساءلة وتحريم بالنقد، الضيق

! هم وحيث هم، كما وجديرون مناسبون ظرفاء، علماء مبدعون،***

150ص

/ . التي الضحية البطل صورة الفدائي صورة هي التحرير منظمة عودة قبل الصورة كانت. والتمجيد التعاطف تستحق

) على ) المباشرة سلطته يمارس أعدائه باشتراطات مكبلا ذاته الفدائي هو ها الآنوالفنون والجمارك والمرور والدكاكين والطلاب والأخوال الأعمام على العادي، المواطن

. للناس يهيئ الذي هو انه كلها الإعلام ووسائل والاستثمارات والمحاكم والضرائب والآداب. والعقيد والعميد والمدير والوكيل الوزير الى والفراش الساعي من العمل، وفرص الوظيفة

ويختار المهدوم ويعمر المكسور يصلح الذي هو والنفوذ، الاجتماعية المكانة يمنح الذي وهو . ويسجنهم أحيانا المواطنين يعتقل انه بل وخصوما أنصارا العريض الشعبي الزحام هذا من

... يعذبهم؟ و ويقاضيهم. أهلنا على تماما جديدة الصورة هذه

بل مفهوما تطورا الفلسطيني المهمات في الانتقال هذا يشكل ان الممكن من كانيناضل أحد فلا الفلسطيني؛ المصير على فعلية سيادة على عنوانا كان لو أيضا، ومطلوبا . المستجدة أوضاعنا في لنا بها المسموح الكاريكاتيرية السيادة لكن للأبد يغني أحد ولا للأبد

. مختلف وقع لها كان الوطنية السلطة قرارات تكبل التي والقيود. . القسوة الشديدة باستحقاقاته يتقدم والواقع تتراجع الأغنية

به مقتنعا ويؤديه عمله يتقن من تجد الأخرى المجالات في كما الثقافي المجال في هنا . إمكاناته كل بإخلاص يضع لكنه الاتفاقية رداءة على يعترض من هنا وجدوى وشرفا جهدا

. المتاح السيئ من سوءا أقل هو ما ليصنع الجديد، الفلسطيني المجتمع تصرف تحتالمواقف بين يتنطنط من تجد الحقيقي، المناضل هذا مثل جانب الى ولكنك،

الفرع الى ليصل كالشمبانزي، والأيدولوجيات

151ص

.) التي ) العمولة وتحديد الفرنسية العطور اختيار يتقن شمبانزي لكنه الغابة شجر من العالي!... ... ... . ) ( . غيرهم أحد ولا زوجته ربما و وأباه وأمه حقيقيا حبا أولاده يحب منها بأقل يرضى لا

! . يعارض ثم يؤيد شمبانزي إنه! معارضا يبدو أن يريد لكنه يؤيد ثم

ويلقي لها مبرر لا التي الزحمة الى يضاف حزبا، أو فصيلا ويشكل تنظيمه عن ينشق ثم! الوحدة روعة حول البليغة مواعظه الناس على

. . كلها، الحالات في لكنه ذاك أمام ويستأسد هذا أمام يتذلل قد يحرد وقد يرضى قد! لنفسه . . . جليلة خدمات تقديم في جدا وبارع جدا موهوب

! . ترون كما التبسيط على تستعصي الحياة***

: ) ومستأذنا ) مداعبا حازم لأبو قلت ! في - وتميم وبرضوى عمان في بالوالدة سأتصل العالمي التليفونات يوم هو اليوم

القاهرة.لدي وان خصوصا المرة هذه أنا أبادر أن وأردت تقريبا يومية مكالمات منهم تلقيت

. أقولها أخبارا. . المسافات عبر إليه المنقولة الأصوات على يعيش تليفونيا إنسانا أصبح الفلسطيني

: الإذاعات الى لجأوا الناس معظم متناول في التليفون يصبح أن قبل" اطمئنوا " اطمئنوا

. المخيف الرائع الهاتف جاء ثمالسنة، آخر اختبار في نجح فلان

152ص

بسيطة، المسألة تقلق لا ولكن المستشفى الى أخذناها فلانة. حياتك في البقية عمره، أعطاك فلان

في مقيم وأنا عمان في والدي بوفاة قطر من منيف أخبرني ليلا والنصف الواحدة فيفي. منيف بوفاة قطر من علاء أخبرني سنوات، سبع بعد ظهرا، والربع الثانية في بودابست

. القاهرة في مقيم وأنا باريس. الهاتف برنين تبدأ كلها كانت الدنيا هذه من حظوظهم وتقلب نحب من كل حياة تفاصيل

. . . بين والاعتذار واللوم والعتب المشاجرات حتى للشوق ورنة للحزن رنة للفرح رنة

. أبدا مثله رنين برعبنا ولم أبدا مثله رنينا نعشق لم الذي الهاتف رنين يفتتحها الفلسطينيين . الوقت نفس في أقصد

تحميه لن الغريب ولكن ذكاؤك، او حظك يحميك وقد الإرهاب، من الحراسة تحميك قد !) التليفون ) إرهاب من العالم في قوة أية

. : الهوية لي وأحضر حازم أبو بيت الى بنفسه ساجي أبو حضر لطيفة أخبار لدي الآن . الشمل لم هوية

تميم - تصريح عشان يوم كام امهلني***

في وتميم ورضوى بودابست في أنا العجيبة، الأيام تلك في حياتنا أمر نتدبر ان علينا كانالقاهرة.

في معي وأقامت الجامعة في عملها من الزوج لمرافقة إجازة على رضوى حصلتلمصنع. تابعة حضانة في ثم نيني ماني عند خاصة، حضانة دار في تميم ألحقنا المجر

/ / سبتمبر. أيلول بداية في عبد 1989للجوارب عواطف صديقتنا بودابست الى وصلت. هناك المؤتمرات أحد في اشتراكها بعد برلين من قادمة لزيارتنا الرحمن،

153ص

. فالقاهرة برلين الى لتسافر بودابست مطار الى أوصلناها ثم يومين معنا قضتاعتقل السادات أن والصحف الإذاعات من الاتجاهات 1536علمنا جميع من وامرأة رجلا

.) التاريخية ) مبادرته بـ إعجابها تبد لم التي السياسية . . بينهم ومن مصر في أصدقائنا كل المتعقلين بين يكون ان طبيعيا كان الأسماء قرأنا

. عواطف اسمالى الوقت بعض معنا للإقامة ودعوتها مصر الى السفر من لتحذيرها بها الاتصال حاولنا

. كان موعدها في عادت لو القاهرة مطار من سيعتقلونها لأنهم الأمور، تطورات تتضح أن . متأخرا الأمر

: الهاتف على طلبناه الذي الفتاح عبد فتحي الصديق صوت جاء . . - فعلا للقاهرة المتجهة الطائرة في الآن إنها سافرت عواطف

: فور السجن الى المطار من اقتيادها تم عواطف الأخبار من المزيد وصلنا يومين بعدوصولها.

علب وخصوصا الحرة السوق من مشترواتها كانت فقد طرافة، من يخل لم الحدث هذاوصافي رشيد وأمنية الزيات لطيفة مثل العنبر زميلات على نعمة السويسرية الشوكولاتة

. الخ وشاهندة النقاش وفريدة كاظم ناز . مصر من الأخبار تتابعت ذلك بعد

أساتذة من مماثلا عددا وينقل عملهم، من صحفيا ستين من أكثر يفصل السادات . رضوى بينهم من التعليم، سلك خارج وظائف الى الجامعات

. السياحة وزارة الى نقلها خبر بودابست في قرأنا

154ص

: لها قلت ! مدام - يا بالشيكل البقشيش سيكون

. الإذاعة من السادات اغتيال خبر تلقينا شهر بعد . . أعمالهم الى والصحفيون الأساتذة يعاد المعتقلين عن الإفراج يتم تتوالى الأحداث

الأصلية. . تميم مدرسة موضوع مناقشة عند الصعب القرار وقت جاء

. اتخذناه . في الثابت بالطرف يلتحق ان يجب تميم ان لرضوى قلت وصائبا صعبا قرارا كان

لكنه. مستأجر بيت القاهرة في ولنا ثابت وجواز ثابت وعمل ثابت وطن لها رضوى الاسرةبيتنا.

. المجر في لا عربي بلد في تعليمه يتلقى أن لتميم نريد أننا ذلك من وأهم. . . سفري وجوازات عملي وكذلك بلد كل في مؤقت وضعي مؤقت هنا وضعي أنا . شمل كان القرار ذلك منذ وبيتنا وبلدها جامعتها مكانها ورضوى رضوى مع مكانه تميم

في ترحيلي منذ صيفا أشهر وثلاثة شتاء أسابيع لثلاثة يلتم الصغيرة أصبح 1977أسرتنا حتى. العامة الثانوية في شابا

صيف إذن 1984في على حصلت مصر، من إبعادي من كاملة سنوات سبع بعد أي. أسبوعين لمدة القاهرة بزيارة

الدولي القاهرة معرض ندوات إطار في شعرية أمسية لإقامة دعوة لي وجهت ذلك بعدللكتاب.

. نادي مقر في قصائدي ألقي ذلك، بعد نفسي، وجدت المعرض لأمسيات دعوتي تكررتحزب وفي الصحفيين نقابة وفي الأتيلييه وفي القاهرة جامعة في التدريس هيئة أعضاء

التجمع.

155ص

طوال بي وألقوا المطار في احتجزوني للقاهرة زياراتي إحدى في أنهم الطريف لكن . ! الحجز غرفة إنها مطبعي خطأ الأمر في ليس لا البيطري الحجز غرفة في كاملة ليلة

. فعلا البيطري

ة���ل )!( ت�ق�� ل��م��� ة2��� ل��ف��ت�ر���ا�� ا��ل��م��ط����ا��ر�� ص���ا��ل������ ن�ع����م��� ف��� ���� ب�ا��ح��ت��ج��ا��ز�����9 ي�س����م�����و��ن���� ص���ب����و��ا�� ���ا ا��ل��ت��ا��ل�������� ا��ل��م��ر���ا�����2 ف��� ����. فعلا بالدخول لي السماح قبل يوم نصف عن تزد ولم ساعات خمس عن

: سنوات بعد الا الخاصة المعاملة تلم سبب لي يتضح لم . بد لا كان دخولي على يتفقوا أن والى ترفض الأمنية والجهات ترحب الثقافية الجهات

. . طبعا الوقت ذلك كل يمر أنمطلع الى أنتظر أن علي مطار 1995كان من دخولي ويصبح توقيفي من يسأموا حتى

. مثلا والطلياني والياباني الألماني كدخول طبيعيا القاهرة***

. الجواب أو السؤال أهمية في ثقة دون عليها وأجيب أسئلة لنفسي أوجه كنتحازم؟ - أبو عند ضيفا أقمت، كما تميم يقيم هل

. ساعتها - معه أكون ان يجب. ضيفين - سنصبح لكننا

بمفرده؟ - مجيئه معنى وما. الله رام في شقة لنا يوفر لم الذي الوضع هذا على يلومنا أن للائم يمكن نظريا

نذكرها والتي حينها في المهمة الصغيرة التفاصيل بعشرات مقرونة الحياة، إملاءات . بناء عادة، تتخذ، المبعثرة الأسر كل قرارات الآن عليه هو ما على الأمر جعلت وننساها،

مختلفة وتكهنات للواقع مختلفة قراءات على وبناء متعددة، أطراف احتياجات على. دائما حكيما ترتيبها يكون لا قد متغيرة أولويات وتحكمها بالمستقبل،

156ص

لأب القاهرة في جوهر شريف الدكتور مستشفى في النيل نهر على ولد الذي هذاوقصتها الكامل غيابها إلا فلسطين من ير لم مصرية، وأم أردني سفر بجواز فلسطيني

الكاملة.. أشهر خمسة عمره كان مصر من ترحيلي تم عندما

ثلاثة عمره كان بودابست في مفروشة شقة في بي للقاء معها رضوى أحضرته وعندما: . يناديني وصار شهرا عشر

عمو - : الأمر له أصحح أن وأحاول أضحك

. . بابا - أنا تميم يا عمو مش أنا: فيناديني

. بابا - عمو***

157ص

7

غربات . . غربات دائما انها واحدة تكون لا الغربة

. . الوقوع عند تطوقه والدائرة يركض الدائرة عليه وتغلق صاحبها على تجتمع غربات. . ) ( ) الوقت ) نفس في أقصد أماكنه عن و أماكنه في المرء يغترب فيها

. . دون يتعالى انه والعابر الراهن على فيتعالى بها التشبث فيحاول ذكرياته عن يغترب. . . نفسه الوقت في أقصد ومتعاليا هشا الناس أمام فيبدو الأكيدة هشاشته إلى ينتبه ان

. الأمر الأبدية إلى هنا من مقتلعا يصبح حتى الأولى الاقتلاع تجربة المرء يواجه أن يكفي . الأمر منتهاه الى النزول يكمل حتى العالي السلم من واحدة درجة عن قدمه تزل ان يشبه : وعلى ارتجالا يصبح ذلك بعد سيرها كل السيادة مقود السائق يد في ينكسر أن يشبه أيضا

. هدى غير. تماما غريبة تعود لا الغريبة المدن أن في تكمن المفارقة لكن

. مع عسرا يقل لكنه بداياته في عسيرا يكون قد يوميا فا تكي الغريب على الحياة تملي. والسنوات الأيام مرور

. مختلفة بأشكال ترشوهم إنها الأحياء تذمر يعجبها لا الحياة

158ص

. الاستثنائية بالظروف القبول ومن الرضى من ومتفاوتةوالمهزوم للخاسر مثله شيء ويحدث والسجين، والغريب، للمنفي، هذا يحدث

السياق. على هؤلاء يتعود المفاجئة العتمة على فشيئا شيئا العين تتعود وكما والمهجور . يراه فإنه الاستثناء على منهم الواحد تعود وإذا الظروف عليهم فرضته الذي الاستثنائي

. الأشكال من بشكل طبيعيا . واحد ليوم خطة وضع حتى القريب أو البعيد لمستقبله التخطيط يستطع لا الغريب

. . حياته ارتجال على يتعود فشيئا شيئا لكنه ما لسبب يتعذر. المياومة وموظفي التراحيل عمال شعور أهله ومستقل بمستقبله شعوره

. طالت مهما قصيرة المحبوب وبين بينه عشرة كل . . ويشتهي دنا كلما وينأى نأى كلما يدنو إنه خائفا ومحبوبا آمنا محبا يكون كيف يعرف

. . . على معلقة ارادته كأن أيضا لغيره هو له بيت كل الوقت نفس في أقصد وموضعيه حالتيهإرادات.

. ) ( .) العالم ) في هنا أي عن غريبا هنا عن غريبا كان شاعرا كان وإذا

لا قد الشخصي لؤلؤه بأن المؤكدة معرفته رغم الشخصي بلؤلؤه لينجو يجاهد إنه. السوق في شيئا يساوي

. والقالب والنمط المألوف عن غربة المعتادة الاجتماعية الصفقة عن غربة غربة، الكتابة . الطبيعة عن غربة الشائعة الخصومة طرق وعن الشائع الحب طرق عن غربة الجاهز،

. . المبايعة فكرة عن وغربة السياسي للحزب الإيمانيةتقول لغة الى المستعملة السائدة اللغة من ليفلت يجاهد الشاعر

159ص

. . نجح فإذا ومحرماتها، تحبيذاتها من القبيلة أظلاف من ليفلت ويجاهد الأولى للمرة نفسها. . الوقت نفس في أقصد غريبا صار حرا، وصار الإفلات في

. حرا يكون ما بمقدار غريبا يكون الشاعر كأنلن الغربات، هذه روحه في تحتشد إذ عموما والأدب بالفن أو بالشعر والممسوس

. . الوطن حتى أحد منها يداويه . فمن إرساله في الخاصة وطريقته العالم استقبال في الخاصة بطريقته يتشبث إنه

إنه يقولون والمألوف، العادة وأهل الجاهزة، الوصفات أصحاب به يستخف أن الحتمي ) ( ) ( ) على) كالمخللات المرصوصة النعوت هذه آخر إلى ، عليه يعتمد لا و ، متقلب ، هوائي

. تليق: لا بسهولة الحياة مع يتعاملون الذين أولئك القلق، يعرفون لا الذين أولئك رفوفهم***

عمره طفل مع علاقة لخلق الدائمة وسيلتي سيكون التليفون بأن أسلم ان علي كان . أن. السفاهة فمن بالمرارة الشعور يستحق حدثا مصر عن إبعادي أعتبر لم لكنني شهور

في او فلسطين في فلسطينية عائلة تنج لم بينما أصابني، عائلي شتات مجرد من أشكو. وأقسى أشد مصائب من الشتات

البيوت نسف حين كل يتكرر كما الذاكرة، مقدمة في تزال ما الزعتر تل مجزرة كانت . . يجدون لا والجرحى والشيوخ بالشباب تتكدس الإسرائيلية والمعتقلات وغزة الضفة في

. مستشفى أي الى الوصول في محظوظين كانوا إذا دواءهمأشعناه، الذي المناخ هو تحمله، يمكن بسيط كثمن لها وتقب المتاعب تجاوز مناخ كان . التخلص على ساعده الذي المناخ وهو فرادى او معا تميم الى تحدثنا كلما وأنا، رضوى

. الحظ سيئ طفل بأنه الشعور من بسرعة،الدائم وميلي القاهرة، في لتميم ورعايتها رضوى، حكمة أما

160ص

عبر مجلجلة طفولية بقهقهة يقابلها كان التي المضحكة، والتعليقات والسخرية للفكاهة. ومريحة مرحة طفولة يعيش أن على ساعدته فقد التليفون،

. لتميم نعيما المجري المنفى وكان

وسط لطيفة عمارة من والأخير الثالث الطابق في صغيرا بيتا سكناه الذي البيت كان . تتجاوز لا مساحته واحدة وحدة يجعلها بحيث سور بها يحيط متشابهة صغيرة عمارات

. مربعا مترا ثمانين .) للبيت ) الزهور تلة اسمها الدانوب نهر على تطل ساحر، جمال ذات تلة على يقع وهو

الجيرانيوم شتلات فيها تتجاوز مستطيلة أصصا المعدني سورها على علقت صغيرة شرفة . قال تميم أن حد الى والعناية الوقت من الكثير أمنحها كنت المكتنزة الحمراء الورود ذات

: مرة لي ( ! هو - الموشكاتلي ماما ومع معي بتقعد ما أكثر بتاعك الموشكاتلي مع بتقعد إنت

.) للجيرانيوم المجرية التسميةرمليان ومربعان أراجيح، تتوسطها التل، انحدار مع تنحدر جدا واسعة حديقة وللبيت

. الحي لأطفال خصيصا أعدا مسيجان . . منهما واحدة تقريبا متلاصقتان الحور أشجار من شاهقتان شجرتان الحديقة وسط في

. وجودهما على يطمئن أن البيت الى وصوله عند تميم به يهتم ما أول أختها من قليلا أقصر. . ليتأملها الصغيرة غرفته شباك الى يسرع كان المألوف مكانهما في

العشب وعلى فروعها وعلى فوقها الأطفال يتكدس تفاح شجرة الحديقة أقصى في ! يأكل، وثالث يلتقط، وذاك يقطف، هذا وأطفالا تفاحا تثمر وكأنها تحتها اللون الفستقي

. اللذيذ بمحصوله فخورا أهله، الى ويركض يحملها، التي النايلون أكياس أو جيوبه يملأ ورابعكما الثلاث العجلات ذات دراجته يقود أن تميم بوسع كان

161ص

. . كنا ذلك، ورغم الحديقة نطاق وفي الكبيرة البوابة داخل دام ما مخاطرة دون له يحلو. والآخر الحين بين عليه فنطمئن المطبخ نافذة من عليه نطل

عنده دقيقة فكل بودابست في السنة نصف إجازة في وجوده أثناء الثلج تساقط إذا أما. الأعياد عيد

لها نذكر أن علينا المنافي حق من إن لنفسي فأقول بودابست له تتيحه ما أرى كنت. الكذب نكره كنا إذا محاسنها بعض

***

هذه على يوميا تطل وأنت المبهج، الطبيعي المشهد هذا في الجميل، البيت هذا فيإن المتلعثم الصوت لك ليقول ليلة ذات هاتفك يرن بالحياة، الفائضة الفستقية الخضرة

. .) لأنك ) القبر إلى تشييعه في المشاركة تستطيع لا أنك تكتشف ساعة نص قبل توفي فلان. . . الخ الخ الدخول من ممنوع لأنك أو إقامة بلا أو فيزا بلا أو سفر جواز بلا

. الهاتف عبر منيف صوت جاءني ليلا والنصف الواحدة في. أبي مات

. رهيبة صرخة على أمي استيقظت للنوم وذهب عشاءه تناول كان أنه ذلك بعد علمت. الأمر وانتهى

. بنفسي أفعله الذي ما أعرف لم . يوم؟ كل حقا يطلع هل بودابست في الصباح عادة هي ما تماما نسيت

يمر، لا حولي والليل) صادقا ) ويكذب يواجعني من حولي لي وليس

روحي، أجل من

162ص

! ألومه حتى هشاشتي يلوم أووبيني، أحبابي بين المسافة أما

! حكومة من أقبح فهي***

. أن قبل نكتة وابن الظل خفيف البديهة سريع كولد تميم شخصية تجلت المدرسة فيمفرداته بعض مرددا السادات أنور الرئيس مقلدا يخطب أنه فاجأنا عمره من الثانية يبلغ

. ) ( ) الآن: ) نسيته مما وغيره اللاااه بسم و حافرمه المأثورة ) يحفظها ) التي النكت من معتبرة بحصيلة بالجيزة الحرية مدرسة من يوم كل يعود كان

. المصريين زملائه من. ! الناصرة - على أرجع لما انساهم أحسن وقلم ورقة اعطوني لحظة لحظة

سنوات قبل القاهرة في زياد توفيق ومع معها سويا ضمتنا سهرة في نائلة استغاثت. المتتابعة للنكت ملخصا تكتب وأخذت

. يحكي ونسائها رجالها من العجائز وأخبار المضافة وقصص غسانة دير نوادر كل يحفظ.) رعد ) دار في ولد كأنه تماما الفلاحية بلهجتهم

. يغفر لن انه كلها الأسرة غضب فاق الخضاري التين شجرة قطع على الحزين غضبةلا لكنه أبدا ثمارها من يأكل ولم بعينيه يرها لم بشجرة فعلته ما المسكينة عمي لامرأة

. بدونها رعد دار يتخيل . ) صورة - ) مكان يعرف أن ويستطيع فيها ما بكل غيابيا حازم أبو يا برندتك يعرف انه

. فيها منيف عمهمصر جمهورية عاصمة بالقاهرة المنيل حي في مرة لأول النور رأى الذي الولد هذا

باللهجة البيت في يخاطبنا والذي العربية

163ص

كأنه لرؤيتها يتحرق العشرين، سنواته طوال شيئا فلسطين من يرى لم والذي المصرية، . بعيد مخيم في اكتهل لاجئ

في ويأتيني السياسية العلوم في المقرر كتابه فيرمي والعتابا الميجانا من أبياتا يكتببإرشادات الشام من رضوى له اشترته الذي بالعود ويمسك العينين منشرح مكتبي غرفة

. ) العجوز ) غسانة دير مغني الحزرق كأنه بالغناء ويبدأ عفش أبو نزيه منعام قرطاج في شعرية بأمسية أشارك أول 1980كنت خليفة ومارسيل أنا له واشترينا

. جربه مارسيل لكن صغيرة دمية بحجم العود وكان سنوات ثلاث عمره كان حياته في عود. المضحك حجمه رغم بالفعل عود إنه وقال التونسية التقليدية الصناعات محل في

أكبر عودا له فصل محمود الأستاذ العود، لآلة مدرسا رضوى له أحضرت القاهرة في . على. الدروس يتلقى زال وما أديب الأستاذ ثم تيمور الأستاذ يد على دروسه واصل ثم قليلا

يديه.: مداعبا له يقول حبيبي إميل كان

! أبوك - زي إرهابي طلعتش ما ليش***

. ) لتميم ) بتصريح نحظى ان قبل تمر ان المتوقع الفترة عن ساجي أبو سؤال عاودت . . من مع السن كبار مع يتساهلون وقد الشبان دخول على الموافقة في يتلكأون انهم فقال

) ( . الرخام على ينكسر قهوة فنجان رنين أذني في رنت الخمسين كلمة الخمسين تجاوزوا. الضيف أصابع تلمسه ان قبل

. . . نفسه الوقت في أقصد وكهل طفل انني قليلا وعشت طويلا عشت انني أشعر***

. الدنيا إلى بتميم نأتي أن قبل سنوات سبع تأخرنا

164ص

عام في !( 1970تزوجنا ولم ) الأمور تتضح حتى الإنجاب مسألة تأجيل البداية منذ وقررنا ! السياسي أو الاقتصادي وضعنا أو العام وضعنا تتضح أن ننتظر التي الأمور هي ما ندري نكن

والدراسي؟ الأدبي أو . سافرت ثم بسنتين زواجنا بعد القاهرة جامعة في للماجستير رسالتها رضوى أكملت

. من كجزء الأفروأمريكي الأدب لدراسة ماساتشوستس أمهرست الى حكومية بعثة في. الجامعي التعليم سلك في مسيرتها

سأله عندما عودة محمد الأستاذ عممها التي اللئيمة القفشة من وأنا رضوى ضحكنا كمفأجابه لا؟ أم أولاد عندنا أصبح وهل أخبارنا عن مصر خارج مرة التقاه مشترك صديق

عودة:! الأوسط - الشرق مشكلة حل بعد ما إلى الخلفة يؤجلوا أن قرروا ومريد رضوى

عام بالدكتوراه عودتها بعد .1975شعرنا الأسري الاستقرار من لنوع حان قد الوقت أنعام في وأجهضت في. 76حملت بتميم ورزقنا حملت من 1977/6/13ثم ترحيلي قبل أي

. أشهر بخمسة مصر . ينسب لا أن الظلم من أن فشعرت الولادة وجع بعيني رأيت متعسرة الولادة كانت

. لنفسه؟ المولود نسبة حق الرجل اغتصب كيف أدري لا الأم إلى الأطفال . زلت ما الوضع ساعات في تتعذب أم رؤية على مؤقت فعل رد مجرد شعوري يكن ولم

. .) ( ) العدل ) هو وهذا والدته ابن هو مولود كل أن الآن إلى أومنتميم تحمل وهي المستشفى باب مغادرين الأولى الخطوات خطونا عندما لرضوى قلت

: فقط يومان وعمره ذراعيها على . سيحمل - أنه حقيقة من شخصي بخجل أشعر لك كله تميم

165ص

. ميلاده شهادة في اسمك دون وحده اسمي***

! كأسرة حجمنا تحديد في حاسم دور السادات أنور المصري للرئيس كان ثم . يكون لا وأن له ثاني لا واحد لولد أبا أظل ان عليه ترتب مصر، من بترحيلي فقراره

بالتمام وبنات أولاد عشرة لي يكون لا أن أو تميم جانب الى مثلا بنت، ولي لرضوى . تعتني! إن الممكن من يكن لم أخرى قارة في ورضوى قارة، في أقيم أصبحت والكمال

. بمفردها وهي واحد طفل من بأكثر***

. . واسم اسمي يضم اللون الأخضر البلاستيك من غلاف الشمل لم هوية إذا الهوية هي هذه. فلسطيني وختم تميم، وكلمة متزوج، وكلمة الله، رام

***

التأشيرات لسهولة له زياراتي تعددت فرنسا في للإقامة قطر من منيف انتقل عندما . غير للمنظمات دولية ندوة في أشارك كنت صيف ذات أقيم حيث بودابست من ولقربه

في منيف ضيافة في وأقمنا وتميم رضوى فاصطحبت فلسطين بشأن جنيف في الحكومية. ) جنيف ) من بالسيارة دقائق عشر مسافة على قرية وهي فونسونو فيجي في منزله

) المرور ) يعني الواحد اليوم في مرات عدة تكرر قد أمر وهو جنيف الى الذهاب لكن . يده من بإشارة الشرطي يكتفي الأحيان من كثير في وسويسرا فرنسا بين الحدود بنقطة

. السفر جواز على عابرة نظرة يلقي ان له يعن وأحيانا طريقه يواصل بأن السيارة لسائق. سبيله في كل ويمضي الركاب، محييا يبتسم ان قبل

166ص

زوجته أقرباء أيضا عنده اجتمع بل منيف عند ضيوفا وحدنا نكن لم الصيف ذلك في. شقيقاتها من واثنتان وأولادهم،

. . جمعناها السفر جوازات وطلب الشرطي تقدم سيارتين في الحدود نقطة من مررنا: العجاب العجب فرأى له وقدمناها

: وجزائرية وأمريكية وسورية أردنية وصوب حدب كل من سفر جوازات يديه بين وجد ) فالكل ) واحدة؛ عائلة من أصحابها أن على تدل وبأسماء أيضا بيليز دولة ومن وبريطانية

) وقد) الاسرائيلي؛ حبيبي إميل سفر وجواز المصري رضوى سفر لجواز بالإضافة ، برغوثيفدعوته جنيف، في ذاتها الفلسطينية الندوة في ليشارك الناصرة، من قادما وقتها وقتها كان

. ) اللغة ) يفهمون الذين من فهمت الفرنجة بلاد في القطايف ليأكل منيف، بيت الى. السفر وثائق من الكوكتيل هذا أحدنا له يشرح أن طلب الرجل أن معنا، ممن الفرنسية

: ضاحكا قاطعه الأمر يشرح أحدهم بدأ وعندما! ! أفهم - ان أريد لا شرح أي أريد لا

. من الفرنسي دهشة لنا انتقلت وقد طريقنا واصلنا جنيف في سعيدا مشوارا لنا وتمنى: أحدهم. قال وضعنا

! جماعة - يا جد عن فضيحة احنا والله***

في الفلسطينية السلطة بدأت الذي الجديد الفلسطيني السفر جواز حتى ولا الهوية هذه لا. الحدود على مشاكلنا سيحل أوسلو اتفاقية بعد إصداره

. الفلسطيني السفر وبجواز الفلسطينية بالهوية الورق على تعترف الدول. فقط الورق على ولكن

167ص

مسبقة موافقة على تحصل أن يجب لحاملها فيقولون المطارات، في الحدود، على أما! . ابدا عليها تحصل لن المسبقة الموافقة وهذه الأمنية الجهات من

سلطة وثائق بحمل لهم مسموح غير الشتات مخيمات في اللاجئين فملايين ذلك ورغم . لهم مسموح غير الذاتي ابداء  الحكم ولا الترشيح ولا بالانتخاب لهم مسموح غير بالعودة

. السياسية المشاركة ولا الرأيالعمل من المخيمات في المقيمين الفلسطينيين بمنع الآن حكومي قرار هناك لبنان في

. 87في ! من بالسفر له يسمح ومن فقط الأحذية وتلميع القمامة جمع بوسعهم ان أي مهنة. اليه بالعودة له يسمح لا لبنان

آلاف منهم الأصل، فلسطيني لاجئ مليون ربع من أكثر على هذا ينطبق أن يعقل هلقبل أي وأربعيناته، القرن ثلاثينات منذ فيه المقيمين من غيرهم وهناك لبنان؟ في ولدوا

الذي، الفلسطيني الذنب غفران من تحرمهم الفلسطينية جذورهم ولكن أصلا، النكبة. يغتفر لا وحده،

يسددون المعدمون المخيمات أبناء وهاهم لبنان، بحق الفلسطينيين بعض أخطأ لقد ! . أيضا الثمن يسدد فلسطين بحق أخطأ من كل وليت يوميا الثمن

والقدس والمستوطنات إنسان، ملايين اربعة أي والنازحين، للاجئين مواضيع إن يقولون . ناقشت جماعة؟ يا إذا العاجل هو ما النهائي الحل مفاوضات الى مؤجلة المصير، وتقرير

. دون العابر، كلامه من اجابته ألتقط آخر عدد وتركني بهم التقيت من معظم مع السؤال هذا. السؤال له أوجه أن

. عن الاحتلال جندي ابتعاد وأن ينتظر الكل أن المؤكد

168ص

. المستقبل في أكثر بابتعاده مباغتا أملا يعطيهم الأمتار، لمئات ولو بيوتهم، . التاريخ في تحديقها من أكثر الجغرافيا في تحدق الأيام هذه في العيون كأن

. ورشة الى تحولت لقد مؤقتا وجودها عن الإعلان ترجئ والأحلام، والصبوات الأشواق . عن عزوفهم برغم الملفت، ولكن والآن هنا عمل ساعة بكل فيها المشتغلون يعنى يوميةمن ظلالا باستمرار، لديهم يلمس المرء أن بها، وضيقهم والمستفيضة الشاملة التحليلات

. المقبلة ومفاجأتها وحيلها إسرائيل بنوايا الارتياب .. بالهواجس مشوب أمل إنه

.) المملى ) الواقع مع ويتكيف بتوتر ينتظر وأكثرهم النصر تعبير يستخدم منهم جدا قليلبصعوبة.

يرون الذين وحدهم هم الجديد الوضع من وفورية مباشرة مادية استفادة المستفيدون . تحفظ بلا عنه ويدافعون والاحتفال، الرقص يستحق انتصارا فيه

وفي الانتفاضة شوارع في وجدوا الذين المثقفين ألسنة على ملفتة تعبيرات سمعتكانت التي الوطنية للذات نادرا تحققا بالتحديد، الأولى سنواتها خلال للناس المبهر الأداء

. التضحيات كل رغم تلقائية بصورة يوميا تتشكل . الرعشة واختفاء المعنى بارتباك شعور هناك

: القدامى جيراننا أحد محمد أبو لي قالأو - بيت أو مدرسة سطوح على صغير فلسطيني علم رفع كان

. النار يطلق رابين جيش كان حياته الشاب يكلف الشوارع، في الكهرباء أسلاك على حتى . ورغم واحد علم رفع يحاول من ويقتل

169ص

. طاولة ورا مكان كل في العلم الآن العلم رفع أجل من الانتفاضة طول الشهداء قدمنا ذلك. وظيفته صغرت مهما موظف كل

الأمر؟ - من الرومانسية غياب يزعجك

. السيادة - من تحرمنا إسرائيل المرفوع العلم يعنيها التي الفعلية السيادة غياب بل . . على شفتهم السيادية الأمر في لنا المرجع هي تزال وما المواصلات وسائل على حتى

وسمعت؟ شفت مش الجسر؟ على الفلسطيني الطرف يفعل ماذا الجسر؟. وسمعت - شفت

: اسرائيل حكومة من قلم بجرة وغزة للضفة المستمرة الإغلاقات عن تحدث . أو- القدس؟ الى الذهاب بإمكانك انه تظن أرادوا إن السفر من القيادات حتى يمنعون

. المصلين يمنعون الانتخابات المرة هذه في وحجتهم مغلقة منطقة أعلنوها غزة؟ الى حتى . . عن يتوقفون لا كمبيوتر وأجهزة وتفتيش حواجز الجمعة يوم حتى الحرم الى الوصول من

. : هنا الأسياد نحن السبل وبكل لنا واحدة رسالة توجيهمحمد؟ - ابو يا أذا غلطة مجيئي كان هل

. . للفلاشا - نتركها يعني الفور على فليرجع يقيم وأن يرجع أن يستطيع من كل بالعكسمن العودة يستطع من ليعد للمستوطنين؟ نتركها هل بروكلين؟ وزعران الروس واليهود

. . ابنوا. قدرتم إذا قراكم في ابنوا الأزرق بالجن بوظيفة، شمل، بلم بتصريح، الخارج. تعالوا عمي يا قال غلطة قال أخي يا فلسطينية مستوطنات: المتحمسة مرافعته واستأنف أخرى من سيجارة أشعلعلى - وافقوا مغمضين؟ الحرام اولاد ان لك قال من بس

170ص

. . والقلم بالورقة حاسبينها تميم أبو يا وحياتك بس العالم أمام عنهم غصبا آلاف بضعة دخول. . القدس ترى لا أن حرام قبله أو الإغلاق بعد جيت ياريتك بس تدخل عرفت إنك مليح

فعلا؟ - مستحيل هو هل . الذاتي - الحكم مناطق بين التنقل منع يعني الإغلاق إسرائيل القدس يعتبرون . إنك. يثبت ما معك كان إذا أو الإسرائيلية التصاريح لأصحاب إلا .V.I.Pوإسرائيل

هيك؟ - وغير. . . وحظك - وانت تهريب بيروحوا ناس في تهريب

: جرسا لي يقرع كأنه قال ثم برهة سكت! تهريب- القدس تزور هالعمر بعد بس

***

. فترى العين تراها التي هي تحديدا الصخرة قبة الرمز قوة الا القدس من العالم يعرف لا. وتكتفي القدس

. العالم قدس هي الصراع القدس السياسة، القدس الديانات، القدس. الناس قدس بقدسنا، معنيا ليس العالم لكن

قدس والمخللات، التوابل حيث الشعبية والأسواق المبلطة والشوارع البيوت قدسالعمرية، والمدرسة الرشيدية، والمدرسة العربية، الكلية

وجبات ثلاث لهم يكفل ما لغة كل من يعرفون الذين السياح، ومترجمي العتالين قدس. اليوم في معقولة

. بالسمسم والكعك والصدف التحف وباعة الزيت خان. المهور الغاليات العرائس وفساتين والمهندس والمحامي والطبيب المكتبة

171ص

. ويشترون يبيعون بفلاحين القرى كل من صباح كل القادمة الباصات مواقفوشارع والجلود، والقلائد التين وسلال والزعتر، والزيتون والزيت البيضاء، الجبنة قدس

. الدين صلاح. دائما المستعجل المؤذن وجارها الراهبة جارتنا

. والأزقة المنزلية النباتات قدس السعف أحد في الطرقات على الماشي السعف. المسقوفة والممرات المبلطة

. ... وطفولتنا وأجسامنا حواسنا قدس هي القدس هذه الغسيل حبال قدس. . ) نحن ) لأنها فيها لأننا قداستها عن غافلين فيها نسير التي القدس هي

الباعة نساوم السوداء أو البنية بأحذيتنا أو بصنادلنا مسرعين أو بطيئين فيها نتجول. العيد ملابس ونشتري

أجسامنا تلامس عندما الغامضة اللذاذة بتلك ونشعر الصيام، وندعي لرمضان نتحوج . القيامة كنيسة ظلام نشاركهن النور سبت في الأوروبيات السائحات أجسام المراهقة

. تنيرها التي البيضاء الشموع معهن ونرفعالى نحتاج لن لأننا بسرعة ننساها التي الصغيرة أوقاتنا قدس العادية، القدس هذهالى صعدت أيدينا من ضاعت كلما برق، والبرق ماء الماء أن كما عادية ولأنها تذكرها،

. السماء. الى الرمز. الرموز تفضل الصراعات كل

. اللاهوت قدس الآن هي الآن القدس. ) وأسطورتها ) بفكرتها القدس، وضع ب معني العالم

. . حياتنا أما دائما ستحيا السماء قدس إن تعنيه فلا حياتنا، وقدس القدس في حياتنا أما. بالزوال فمهددة فيها

172ص

والشرفات والنوافذ الفلسطينية، البيوت وعدد فيها، الفلسطينيين عدد يحددون إنهم . من للسائح يحددون إنهم والأحد الجمعة يوم في المصلين وعدد والحضانات، والمدارس

. يدخل البازارات وأي يسلك، الأزقة وأي هداياه، يشتري أين . عجائز ولا طلابا ولا سائحين دخولها نستطيع لا نحن الآن،

. نرحل ولا فيها نقيم لا الآن. مثلا الإيجارات غلاء بسبب نكرهها ان نستطيع لا الآن

. المرهقة المملة وعواصمهم مدنهم من الناس يتذمر كما منها نتذمر أن نستطيع لا الأن . أن يستطيع من منها السخرية يستطيعون لا أبناءها أن المحتلة المدن في ما أسوأ

القدس؟ مدينة من يسخر. فيها عناويننا على المكاتيب تصلنا لا الآن

. أدراجنا وغبار بيوتنا عناوين أخذوا. وحاراتها وأبوابها ازدحامها أخذوا

حطة، باب حارة في المراهقة خيالاتنا يثير كان الذي السري المبغى ذلك حتى أخذوا. الهند كتماثيل البدينات بغانياته

جراح الشيخ وحي عطا خالي فيه سكن الذي الطور وجبل المطلع، مستشفى أخذوا. يوم ذات فيه سكنا الذي

. الثلاثاء يوم الأخيرة الحصة من ومللهم مكاتبهم فوق التلاميذ تثاؤب أخذوا . أخذوا رشيدة الحجة وابنتها حفيظة الحجة لزيارة طريقها في جدتي خطى أخذوا

البلد ) في الفقيرة وغرفتهما صلاتهما

173ص

. والباصرة(. البرجيس عليها تلعبان كانتا التي الحصيرة أخذوا القديمةالجلد من حذاء لشراء الله رام من خصيصا اليه أسافر كنت الذي الدكان ذلك أخذوا

.) ( ) وبعد ) جعفر حلويات من وكنافة ، زلاطيمو حلويات من بفطائر للعائلة وأعود الممتاز،الله رام في بيتنا الى أعود قروش، خمسة وبأجرة بامية، باص في مترا كيلو عشر ستة

. . القدس من منها، عائد فأنا متباهيا مزهوا . بالسماء متذرعة إسرائيل لأن الغسيل حبال قدس أرى ولن السماء قدس أرى لن الآن

. الأرض احتلت***

. التلفون - على نائل أبو اسمه لك صديق . . . حسام مع ذهبت الله رام منتزه في نتقابل أن اتفقنا للرد أسرعت حازم أبو ناداني

. المكان ازدحام رغم طاولة واختار سبقنا قد فوجدناه

: حسام سأله) ؟ - ) نائل أبو أخ يا الأوضاع شايف كيف

: قال . بعودة - سيسمح أوسلو حسب قالوا تونس في ونحن تردد أي وبلا بسرعة حسمتها أنا

: . . لهم قلت موقفي عن وسألوني الناس بعض . .) مكانه - ) والمعارض هناك مكانه والمنافق هنا يقصد هناك مكانه الموافق اسمعوا،

. في. لأكون أذهب أن عندي فرق ولا سأذهب فانا تشاؤون خانة أي في احسبوني هناك. . . بالفعل وجئت سأذهب أنا السجن في أو الشارع في أو السلطة

: معتذرا فردها سيجارة له قدمت

174ص

. التدخين - تركتنجحت؟ - وكيف

. . صار - الأخيرة السنين في الروثمان أدخن أنى تعرف سجائري تغيير من جدا أتعب أنا. . . كله التدخين تركت طاقتي فوق جدا غالي تونس في الروثمان سعر

. الآن عمله عن حسام سأله. وإيطاليا واثيوبيا الصين لدى لفلسطين سفيرا طويلة لسنوات عمل نائل أبو

: قال . الله - رام في هنا الاجتماعية، الشؤون وزارة في

. عرجنا وبالضرورة لرضوى غرناطة برواية إعجابه أبدى الأدب حديث الى انتقلنا ذلك بعد. . . مدمن وقارئ متميزة ذائقة صاحب فهو الشعر قضايا على

. . ممنوع - كله مجلات ولا جرايد ولا مكتبات ولا كتب لا رجل يا اهلنا عون في يكون اللهدواوينك؟ من شيء معك أدخلت

. الأخيرة - الدواوين من نسخ ثلاث أحضرت. ) مخيلتي ) الى صندوقة مكتبة قفزت فجأة

. على للفرجة أرففها بين وأندس يوميا أدخلها كنت اللفتاوي عمارة من قريبة كانت . آخذ. كنت والاعدادية، الابتدائية الدراسة سنوات في وملمسها وألوانها رائحتها أحب الكتب

الى وأعدته صفحات بضع خلسة منه قرأت شدني فاذا أتصفحه، الأرفف، أحد عن كتابا. التالي اليوم في اليه لأعود مكانه

. السياب شاكر لبدر قصائد وفيه الحديث العربي الشعر من مختارات أول قرأت هكذاأحاول كنت التي العمودية القصائد عن وموسيقاها وشكلها أجوائها لاختلاف فاندهشت

. الأيام تلك في كتابتها

175ص

أتلمس وبدأت والزواج الجنس عن تتحدث وكتب مجلات من صفحات قرأت وهناك. بي يحيط الذي الاجتماعي او العائلي القاموس في ترد لا التي أجوائها خلال من ذكورتي

وروايات السباعي ويوسف الله عبد الحليم عبد ومحمد محفوظ لنجيب روايات أرى كنت . وسيمون سارتر بول وجان همنجواي ارنست وكتب القدوس عبد لإحسان الحجم ضخمة

. . الآداب ومجله ولسون وكولن مورافيا وألبرتو بوفوار دي . جاءني أن إلى الأخضر العشب في خروف كرأس الكتاب في يغوص رأسي أترك كنت

. طاولته الى يدي من وجرني يوم ذات المكتبة صاحب: قال ثم وجهي في برهة حدق

. . معك؟ - وبعدين أنا مني أكثر المكتبة في بتداوم إنك العظيم والله ارحمني أخي يا . ) انني ) له لأظهر الا شيء لا هوجو لفكتور البؤساء واشتريت اليه عدت طويلة أيام بعد

( ) أن ) مع العارية الصور على والفرجة للتسلية مكتبه في أداوم لا وانني وخطير متين قارئ.) طبعا الخفية أغراضي بين من أيضا كان الأمر هذا

. بيتنا في ولكن واحدة، دفعة كله البؤساء كتاب قرأت تلاها الذي والنهار الليلة تلك في. المرة هذه

. سندويشات من ذلك حرمني وقد الشخصي مصروفي من أشتريه كتاب اول هذا كان ) كل ) زواره من كنا الذي اسكندر أبو مطعم من رائحتها تنبعث التي العجيبة الشاورمة

الله رام مساءات في مستقلة نزهة في أننا ونشعر المتكرر، العائلي العشاء لتجنب مساء،البلاد؟. هذه في النكبة منذ انكسرت موهبة كم البديعة

ذبلت؟ مدينة كمأحد؟ يصنها لم دارا كم

176ص

مسرحا؟ كم الله؟ رام في تتأسس ان يمكن كان مكتبة كم. قرى الى مدننا وخسف حالها على الفلسطينية القرية أبقى الاحتلال

. بل الماضي استرداد نريد ولا المدينة مكتبة على بل القرية طابون على نبكي لا إننا. غده بعد الى الغد ودفع المستقبل استرداد

تريد اسرائيل كأن فاعل، بفعل أعيق الطبيعي مستقبلها طرقات في فلسطين اندفاع . العربية المدن لرد تخطط إنها بل اسرائيل لمدينة ريفا كلها الفلسطينية الجماعة تجعل أن

. العبرية للدولة مؤبد ريف كلهاسنة ثلاثين غياب بعد الله، رام في الخضار سوق الحسبة، الى أذهب ان يعقل هل

ولا صناديقهم يتغيروا لم الباعة وكأن سنة ثلاثين منذ رثا كان الذي حالها على فأجدها

كسطح تماما، كانت كما أرضيتها أجد أن يعقل وهل أسعارهم؟ يافطات ولا ملابسهمالملون؟ والعفن والقشور بالبقايا مغطاة اللون، غامقة لزجة، المستنقع،

تشبه تكاد فأجدها الرئيسي، الشارع على المطلة المباني واجهات أتأمل أن يعقل وهلالحسبة؟ أرضية

عنها يتحدثون الجميع ولكن الساحلية والمدن أبيب تل إلى ولا القدس الى أذهب لم. ومنتجعاتها ومصانعها وخضرتها تنسيقها في أوروبا من كقطعة

نركض سنظل أننا ليطمئنوا اللازمة التدابير كل واتخذوا الأمام الى لديهم ما بكل ركضوا. الخلف إلى

. يمكن هنا من هنا، الأذن تسمها كلمة وكل العين تراه مشهد كل مع الحال أتأمل كنتالأفكار سراب على لا الواقع، تراب على ذاتها تبني إنها تجريدا، لا تجسيدا الحقائق تكون ان

المسبقة

167ص

. جسدها الى الفكرة تعود هنا***

. . وافترقنا و الله رام منتزه غادرنا. الأقدام على مشيا البيت إلى حسام بصحبة عدت

. المباشر اتصالها قرية نكهة لها الخضراء والتلال الربوات هذه على الموزعة الله رام . جوا يظل الله رام في الحياة جو لكن مدينة يشكلان معا بأنهما انطباعا يعطي قد بالبيرة

ريفيا. . . معظم فردا فردا بعضها تعرف العائلات الريف علاقات هي هنا ببعضهم الناس علاقات

. العائدين من كبير عدد فيها تجمع أن بعد بالأسماء بعضهم على ينادون طرقاتها في المارةصفات من صفة لها تتخذ بالتدريج بدأت الجديدة، الفلسطينية السلطة مع الشتات من

. للغرباء ملتقى بطبيعتها هي التي المدن، . الأبناء انهم الإطلاق على غرباء ليسوا هنا الغرباء ان البيرة أو الله رام حالة في الملفتفي النكبة منذ الضائعة المدن وأبناء المحيطة، القرى وأبناء الغربة، أصابتهم وقد الغائبون

التمدد, 1948 في الآخذة الضواحي وفي تحديدا هنا والإقامة اليها العودة اختاروا الذين . إنها ثم الطبية وجمال المناخ ولطراوة الاجتماعي الأفق في لبرالية لملامح توخيا التدريجي،

. حرمان لاحتمال مؤقت بديل القدس من والقرب جغرافيا بالقدس تلتصق تكاد. المطاف نهاية منها الفلسطينيين

. أسبوعين بعد عمان الى يسافر قد إنه حسام قالخير؟ -

. . عمان - في العرس يعملوا قرروا سليمان عرسسليمان؟ - أي

. . ! سامة - ابن رجل يا سهى أخت ابن ولو

178ص

. الضفة - في هون عايشين وعروسته سليمان لكن. . . زيارة - إذن ولا تصاريح لا القدس في والده وأهل برة العروس وقرايب وقرايبه خالاته

. الناس لمعظم أسهل عمان في اللقاء! حالة - أما

) ( ) الذي ) هو الغرباء زواج أن أظن كنت بودابست في روبرت من اعتقال تزوجت عندماكنت الذي المكتوم للكدر الوحيد الدواء هو الوطن أن أظن كنت البعيدة، المنافي في يتم

. والمدعوين العريس وعن عني لإخفائه محاولاتها أقرأحزنا؟ أقل فيه المقيمون وهل الأحزان؟ لكل حقا الدواء هو الوطن هل

. العراقيين المهاجرين من عليهم تعرفت من ضمن بودابست في اعتقال على تعرفت: الثاني لقائنا في لي قالت

. . العجيب الاسم هذا عن يسألني يسمعه من كل اسمي على تندرت ما اللي الوحيد انت. . والتفسير للشرح تضطرني ان دون حديثك كملت انت إلا

: مداعبا لها قلت"! ذلك - " رغم الشرح في راغبة أنك يبدو ولكن

. تصادقنا . يتعلق فيما فإنني ذلك الى بالإضافة عادة منها والمفروغ الجاهزة السلوكيات اتجنب أنا

" . مشرقة أنت قابلتها، كلما لها اقول ولا الخارجي مظهرها على اطلاقا أعلق لا بالمرأة. "! الأخرى" " الكليشيهات وبقية الساحر الجمال هذا ما أو اليوم

على وحصلت اعتقال وتخرجت المجر في مكوثنا طال

179ص

. بودابست في الأدبية المجالات لبعض تترجم وكانت السينما مجال في الدكتوراهوعن أشقائها وعن العراق في أمها عن ولي لرضوى تحكي بالساعات تجلس كانت

. بودابست في غربتهااسمه مجري محام من ستتزوج بأنها لتبلغني بسنوات تعرفنا بعد يوم ذات جاءتني

. التي الظروف لشرح أضطرها ولم الزواج مراسيم في عنها وكيلا تريدني وأنها روبرت،من ولتختارني لتزويجها، بالذات لي لتلجأ المجر، في العراقيين زملائها كل لتجاوز دفعتها

. لأمرها وليا الغربة، هذه في تعرفهم من كل بين! الغريب أوضاع أعجب في وجدتني وهكذا

الحادي الحي في الزواج عقود مكتب الى بالورد، زينتها التي سيارتي في اصطحبها . لا لحدث نفسي وأهيئ اللون كحلية رسمية بدلة بارتداء أهتم ووجدتني بودابست في عشر

. ارتدت هي عمره من الثلاثينيات في مازال لشاب يحدث أن النادر ومن بل كثيرا يتكررمن صغيرة باقة حجرها في واحتضنت متخصص، محل من استأجرته الذي العرس فستان

. والصفراء البيضاء الزهورأضوائها على قطرة قطرة يلمع الخفيف المسائي الرذاذ كان بالسيارة انطلقنا عندما

نتبادل. الغربة، في لأزوجها تصطحبني التي واعتقال، لي، شقيقة لا الذي أنا وكنا، الأمامية. للآخر يسديه الذي بالجميل منا كل اعتراف نظرات

العريض الرصيف نقطع ونحن رؤوسنا فوق بشدة ينهمر المطر كان العقود مكتب أمام. القاعة إلى

عيني في لمعت التي للدموع ينتبه ولم المساء ذلك في السعادة بالغ روبرت كان. مباغت بشكل اعتقال

. أكثرها دموعها فاتضحت إلي التفتت

180ص

. يا - شفت بالمطر تتزوجين أحسن القدر من تفور المي تخلي لا لي تقول كانت أمي. تشتي دا مريد،

. كنت صدرها على وشاحا المجري العلم ترتدي كانت التي العقود موثقة أمام جلسنا ! اعتقال صوت في الرعشة لكن فيه وضعت الذي المشهد هذا كل من الضحك في أرغب

. ) ( ) الضحك ) معها ينفع لا حالة الى فورا نقلتني نعم أي إيجان المجرية باللغة تقول وهي. العقد على توقيعي وضعت

. . العدد قليل العرس موكب كان المطاعم أحد في عشاء الى القاعة غادرنا: العشاء على اعتقال سألتني

بالعراق؟ - عراقي عرس شفت انت مريد،***

اعتقال عن سألت نهائيا، منها ارتحلت ان بعد بودابست، إلى بها قمت لاحقه زيارة في. وزرتهما وروبرت

) ( ) باللهجة ) معي وتتحدث بزونة القطة عن تقول التي هانا الوحيدة طفلتهما على عرفاني! ) أورف ) لكارل بورانا كارمينا أحب كنت إن وتسألني الأصيلة العراقية

. كذلك كلها ليست المنفيين أعراس أن جيدا أعرفاعتقال عرس لكن الابتذال، درجة الى واستعراضية باذخة تكون المنافي أعراس بعض ) وجودك ) يسبق تاريخ وبلا تقاليد وبلا عزوة بلا ، قليل بأنك والشعور الوحشة في درسا كان

. والآن هنا

ليفسح التواري في يمعن المكتوم قاسيا، الأذهان في يدور الذي عنه المسكوت كان. . منها بالرغم بل حالتنا بسبب لا فرح لحظة النهاية في اللحظة وكانت المعلن للفرح المجال

! . للقول؟ بحاجة هي كانت أو كنت وهل هذا من شيئا لها أقل لم لكنني

181ص

. هو كفلسطيني وجعي أن علمتني العرب الموجوعين وتجربة بالغرباء يلتقون الغرباء. . فيه أبالغ لا أن وتعلمت كل من جزء

. المكانة تختل المنافي ففي ذاتها الصفات يتقاسمون المنفى عليهم كتب من كل. للشخص المعهودة

. نكرة يصبح المعروف. يبخل الكريم

. ساهما ينظر الظل خفيفإلا له مهنة لا من مهنة إلى تتحول منهم المحظوظين حظوظ حول تحوم التي الشكوك

. الآخرين مراقبةكل كم بهم، تغص وغربا شرقا فيها وتنقلت سنوات وسطها في أقمت التي أوروبا كانت

. . . المنافي هدوء أحد كتابتها يستطيع لا وقد كتابتها أستطيع لا قصة منهم لكل العرب بلدان. . أجسادهم تغادر لا الأوطان للمنفي كاملا يتحقق لا المنشود وأمانها

. الموت لحظة الأخيرة، اللحظة حتىمكة، الس

الصيادين، شباك في وهي حتىتحمل تظل

! البحر رائحةعلى يتم الجهتين في شيء لا الآمنة، المنافي كقصص المجروحة الأوطان قصص إن

. الضحايا هوى) ( ) غسانة ) دير في وأحداثه مناظره صور الذي الجليل عرس خليفي ميشيل فيلم أتذكر

في تتطور الأحداث ولكن وجه، وأكمل أروع على يتم أن له يراد عرس حول يدور والذي . ما على يتم شيء لا أن لنكتشف باستمرار المرجوة للآمال معاكسة اتجاهات

182ص

. الاحتلال واقع ح، المجر الواقع الفيلم، ينسجه الذي كالواقع واقع في يرام. . تستأنف إنها الغصة تنتهي لا المنفى في

. . الذعر من خوف الى يتحول إنه الذعر من نتخلص لا المنفى في

لا المنفية المجموعات فإن محبط، بلده من والهارب محبط بلده من الملفوظ ولأن. ) ( أفرادها بين فيما اليومي التعامل في النرفزة و التوتر تتجنب أن تستطيع

. ذويهم إزاء الساخنة وهواجسهم مشاعرهم البعض بعضهم لتقييم دائما يقظة عيونهمفيبدو عمدا، لتبريدها الواعية محاولاتهم إلا ممكنا أملا لها تجد لا الوطن في المتروكين

. حتى أو ما، لسبب العاطفة تستيقظ وعندما ورهافته طبعه رقة رغم قاسيا منهم الشخص! الحزن من تشاء ما خذ سبب، بلا

الأمور أن يكتشفون فانهم يرام، ما على في الأمور تكن لك وضع من تخلصوا أنهم وكما. يرام ما على تتم لا أيضا المنفى في

***

183ص

8

الشمل لم: يقول حازم وأبو بالضيوف مكتظا لنجده البيت إلى عدنا

. وام - مصر من اتصلوا وتميم رضوى حسام؟ يا أخذته وين عليك قلقنا رجل؟ يا وينك. . بالتليفون واحد من أكثر عنك وسأل مليان والبيت عمان من منيف

لاستكمال تميم ميلاد شهادة عن صورة بالفاكس لي ترسل ان رضوى من طلبت كنت. . . أرسلته أنها دت أك الثقافة وزارة فاكس رقم وأعطيتها به الخاص التصريح طلب

. عليه للحصول ذهبت التالي اليوم صباح فيالوزير إن لي وقيل ووليد الخليلي وعلي شقير ومحمود يخلف يحي بالأصدقاء التقيتالدكتور بينهم من عرفت اشخاص، عدة مع اجتماع في وكان عليه، للسلام فدخلت موجود

.) بالمعارضين ) أهلا مداعبا وقال حياني الذي زيت بير جامعة رئيس ناصر حناومن التطبيع من المصريين المثقفين موقف حول مستفيض نقاش دار الوزارة في

. إسرائيل مع العلاقةالمصريين المثقفين مواقف أجمل من إن قلت فيما

184ص

. هذا في جهودهم نؤيد ان الفلسطينية القضية مصلحة من وان المسألة هذه من موقفهم . معركتهم. يخوضون بذلك هم الموقف هذا في باستمرارهم سعداء نكون وان الاتجاه

التي إسرائيل سياسات وضد ديفيد كامب تبعات ضد ومعركتهم والعربية المصرية الثقافية. هنا فينا تتجبر

عام أوجها بلغت التي العظيمة المصرية الطلابية الحركة أن ننسى لا أن في 1972يجب ) الهندسة ) بكلية الفلسطينية الثورة أنصار جماعة رحم من ولدت القاهرة جامعة اعتصام

. في وسببا المصريين الشباب نضالات محور كانت الفلسطينية القضية وان الجامعة تلك في. والثقافي الفكري وتكوينهم منهم العديدين مصائر تشكيل

لا بينما والسلام، الحرب في الفلسطينيين ضد ضغوطا يمارس كله العالم إن أيضا قلت. . فيرفض وزرائهم رئيس من خطوة نطلب للتفاوض، نذهب إسرائيل على يضغط أحد ) أمرهم) من يملكون لا الذين الصحفيين ولبعض لزوجاتنا أمرنا ونشكو الجلسة ونغادر نحرد

! .... القدس. في لينام التفاوض مائدة يغادر إسرائيل وزراء رئيس السيد بينما شيئاالصعوبة؟ من شيئا العدو يستحق ألا هنا؟ الأصعب الوضع في منا من

. أول يضم أي فضلت لطباعتها أشعاري من مخطوطة لهم أقدم أن الأصدقاء مني طلب. واحدا ديوانا وليس شعري من مختارات الوطن في يصدر لي كتاب

على تعتمد لا فهي كاملة، شبة أو كاملة تكوم بلده وأهل الغربة شاعر بين القطيعة. وشعرا. نثرا والعربية الفلسطينية المؤلفات معظم إدخال تمنع كانت إسرائيل الكتب

الصحف قصاصات

185ص

. الحل من نوعا تشكل كانت المهربة القليلة والكتب العربية والتلفزيونات الإذاعات وبرامجالمختارة القصائد من مجموعة مغادرتي قبل له أترك أن شقير محمود الصديق وعدت

. بنابلس الفاروق دار مع بالتعاون الثقافة وزارة عن وصدرت بالفعل شهور بعد طبعوها وقد. ومكانه أصحابه إلى بعضه أو الصوت مني عاد أخيرا

***

) شهادة ) وأعطيته واهتمامه عنايته على ساجي لأبو شكري وكررت المركز إلى توجهت. تميم ميلاد

. . ما - اول وأنا مصر في أو عمان في وعنوانك تليفونك لي اترك خير الله شاء إن اطمئن. بنفسي بخبرك الموافقة تصل

. . الموافقة؟ - صدور تتوقع متى ولكن طريقي عارف هو أيضا بأنيس تتصل أن بإمكانك . جدا؟ - مستعجل انت تتأخر يمكن

. . التصريح - وصل إذا بكرة عمان الى راجع أنا ثلاثة أو أسبوعين بعد لعمان جاي تميم . الدراسي العام بداية قبل التصريح يوصلنا المهم تميم ومعي الله رام الى سأرجع بسرعة

. عارف انت ما زي الجامعة وراه تميم لأن. وخرجت ودعته

***

. يوم ذات هنا سيعيش تميم

. سريعة صحفية مقابلة لإجراء مقعدي غادرت فينا في ندوة في أشارك كنت يوم ذاتفي المتخصصة لانجر فيليسيا الإسرائيلية المحامية بها فاذا مكاني تجلس سيدة لأجد وعدت

. الفلسطينيين المعتقلين عن الدفاع: فقالت واقفا، رأتني الخلف، الى رأسها أدارت

186ص

! ! النمسا - في ولو حتى الفلسطينيين أماكن احتلال في متخصصون نحن إلهي يالبنان في الفلسطينية المخيمات حرب وصلت حيث الثمانينات من فترة أسوأ في كنا . . وشاتيلا صبرا شهداء بهمجية الفصائل فيها تتحارب متشرذمة المنظمة مراحلها أقذر إلى

. شهداء أيضا لهم وأضيف يناصرهما ومن الفلسطينيين الطرفين ببنادق الثانية للمرة يموتون. . معلن هدف بلا يقتلون الأبرياء البراجنة برج ومن المخيمين من جدد

من قياديان المؤتمر، فندق بهو في واحدة مائدة على جلستين بين استراحة في كناالاتحاد في العربية الشؤون خبير بريماكوف ويفجيني لانغر والسيدة اللبنانية الوطنية الحركة

. السويد من وصديقان السوفييتي. والكلاب القطط أكل بيروت في المخيمات لأهالي حلل لبنان مفتي بأن يخبرنا من جاء

لوضع الإعلام، وسائل عبر أخرى استغاثة مجرد أو حقيقيا الخبر كان إذا مما متأكدا أكن لم . الفائتة الأيام طوال المخيمات في وقع مما التوتر تراكم لكن نهاية بلا بدا الذي للجحيم حد

. أخرى مرة بالمسخرة المأساة باختلاط الشعور ذلك استحضرت والقتل، الاقتتال وعبثية: لفيليسيا قلت

) ؟ - ) بلدكم في لاجئا تقبلينني هل ناس؟ يا نذهب أين .) أشير ) كنت بلدنا الى هي تنظر كيف أعرف أن أريد كأنني التعبير هذا استخدام تعمدت

. في وجودنا عن البراجنة وبرج وشاتيلا صبرا في وجودنا عن إسرائيل مسؤولية الى متهكما . . . في كله مصيرنا شكل وعن الآخرين بلاد في إرادتنا دون وجودنا وعن أصلا مخيمات

. الشتات وفي فلسطين ) تلطم ) أن لنا والمساندة المعروفة لمواقفها نتيجة منها توقعت

187ص

. التقاط في تفشل بها فاذا ضدنا دولتها جرائم عن فتعتذر قليلا عبارتي تتأمل أن مثلا، خديهاكهل وجه على كصفعة مذهلا ردها ويأتيني عبارتي في الهستيرية والنبرة المدوية المرارة

نائم:!! ! بذلك - تسمح لا حكومتنا قوانين لكن ياريت

) ومع ) قضيتنا مع التعاطف في عظيمة صعوبة يجد أنه غير معنا، يتعاطف قد الاسرائيليفلسطين. وفي يعاديه؛ من العدو يشبه وقد بالمغلوب، الغالب رأفة يمارس قد إنه روايتنا

. . . : في أقصد روايتنا والرواية روايته الرواية لنا المكان للعدو المكان واكتمل الشبه تطابق. الوقت نفس

اللاهوت يدير أن أقبل لا لأنني الأرض، في متساويين حقين عن الحديث أقبل لا لكنني. الأرض هذه على السياسية الحياة الأعالي في

في الحق له من حول النظري بالجدال مغرما يوم ذات أكن فلم كله ذلك ورغم. ! وبالقوة. بالإكراه خسرناها لقد للمنطق مباراة في فلسطين نخسر لم فنحن فلسطين

. . اوروبا كرهته نعاديه ولم نكرهه لم اليهودي من نجفل لم فلسطين، نحن كنا عندما . . أدولف كرهه نحن نكرهه ولم وإيزابيللا، فرديناند كرهه نحن نكرهه ولم الوسطى، العصور

. قانون من نفسه وأخرج أخرجنا منه، ونفانا ه كل مكاننا طلب عندما نحن نكرهه ولم هتلر،. . . وضعفاء غرباء صرنا قويا وصار عدوا صار التساوي،

. . وبالجغرافيا بالخيال القوة وبقداسة المقدس بقوة المكان أخذالمكان؟ هذا في تميم حق أحفظ ان أستطيع هل

. ان المهم صيفا عشرين بعد ليدخل ثلاثة، أو صيفين بعد ليدخل الصيف، هذا فليدخل. يوم ذات هنا يعيش أن حقه من يكون

188ص

. عن يختلف الأول مكانه الى العودة يستطيع الذي فالغريب ذلك بعد الغربة اختار لو حتى. نفسه مستشار يكون أن دون لهوا غربته به تلهو الذي ذلك

. ببساطة أننا أم علينا؟ حنانا أكثر كان لعله لنا أبي أبوة وأتذكر لتميم أبوتي الى أنظرالابن؟ أمام حتى الآخر، أمام عاطفته كل إظهار قصد، عن يتجنب، جيل

. أن نريد الصاخبة، العاطفة بكتمان كأننا، آخر نوع من حساسية عن ناجم ب تهر لعله . وعلى الأبناء على ذلك نقترح الأيام مفاجآت مواجهة على والقدرة التحمل نموذج نقترح

. أبنائنا تشجيع عمدا ونتجنب بداخلنا عما التعبير في العملي الجانب نختار كأننا قبلهم أنفسنا. العاطفي الوضوح على

والحديث المداعبة عن أكف أكن لم بودابست مطار في وتميم رضوى أودع كنت عندمارحيلهم وهو جميعا، بالنا يشغل الذي الموضوع في إلا الأمور كل في نسبيا مرتفع بصوت

الوشيك.منيف ودعنا عندما الجميع على الوطأة شديد مشهدا منا ولد لأي أمي أبي وداع كان

وقد قلندية مطار بلاط على أيدينا بين من تسقط بالوالدة فوجئنا قطر، في للعمل المسافر هلعا الصغار، الأولاد نحن لنا، ب سب مما لدقائق، والنطق الوعي وفقدت عليها، أغمي

. وفوضى وارتباكا. قراءتها بعد الاضطراب أتجنب كيف أعرف لا مؤثرة رسائل لي يكتب أبي وكانأمام عنه أتحدث عندما هالا ب تعلقي مدى أتبين ولا ند؛ أو زميل معاملة تميم أعامل

. غيابه وفي الآخرين، أصدقائنايفصح لا والذي يواري، الذي الطابع يغلب رضوى، مع اليومي التخاطب في وحتى

) ( . للأصدقاء ذلك أقول ، الجمالات من مزيج إنها العاطفة عن اللغوية، بالمفرداتولا والصديقات،

189ص

. إصغاء تصبح القصيدة فإن لها شعرية صورة أرسم عندما يوم ذات مباشرة لها قلته أظنني. لمخاطبتها قولا وليست للذات،

غير والإجابات والمداعبات المزاح من أكثر تميم ومع معها اليومي الخطاب في. استفزاز لكنه اللطيف، والاستفزاز المناكفة، حد الى تصل التي المتوقعة

وحقائب الجلدية محافظهم أو جيوبهم في يحبون من بصور يحتفظون للذين أعجب . صغيرة. صور عدة أحضرت مثلا المرة هذه بحت عملي فلسبب ذلك فعلت إن سفرهم

. الهوية بطلب إرفاقها أجل من لتميمالى عادت الستينات أواخر في الأردن في الفدائيين قواعد الزيات لطيفة زارت عندما . وهي قالت هناك؟ الناس وجدت كيف لها قلت منه أعذب أجد لم بوصف تصفهم القاهرة

." طيبون: " أجلاف إنهم تضحك***

رقتنا؟ اللصوص سرق هلإذا؟ سرقها من

. المشوبة الصراحة هذه بكل أتوا أين من الانتفاضة أطفال هم الطيبون الأجلاف الآن،بالخشونة؟

تحفظا وأقل خوفا أقل وجدتهم والأصدقاء، العائلة نطاق في منهم خالطتهم الذين . . على قدرتهم مثلي لشخص مبهرة اليدوية مهاراتهم سنهم مثل في ونحن منا وارتباكا

في أمثالهم من الأطفال قدرة تفوق القصص، ورواية البراهين وسوق والنقاش المحاججة. طبيعية ظروف في تحيا التي البلدان

أهاليهم لأن كذلك هم هل رة؟ مبك مسؤوليات تحملوا لأنهم هل الكثير؟ رأوا لأنهم هلعلى تدريبهم من أخطر بأمور انشغلوا

190ص وذاك حماس، وذاك فتح، هذا لك ويقولون والأحزاب الفصائل في يتحدثون والخزبلة؟ الحياء

. . عليها يتدربون أو الدبكة ويتقنون الوطنية والأناشيد الأغاني يحفظون الخ جبهة، او شيوعي،يوجه رجاء او طلب أول عند يعرفونها، رقصة يرقصوا أو أغنية، لك يغنوا ان في يترددون ولا

مختلفة. حساسية الى أشير أن أريد ولكني عباقرة، أو أفذاذ إنهم أقول أن أريد لا لهم. نحن عشناه كما الطفولة مألوف عن بينا اختلافا

الضرب جدول حتى او مثلا مدرسيا نشيدا لأسمع ضيوفه أمام أحيانا يستدعيني أبي كان ) الهرب ) في برغبة فأشعر ، فنن على تا حل الحجاز في عصفورتان نوع من مقررة قصيدة أو

! كلها الدار من. الموقف ذلك لأتجنب الممكنة الأعذار كل وأخترع

) ( ) لي ) وقال ، حازم أبو جده برندة في الكنبة على بي ملتصقا جلس فقد ، حبوب أما: مقدمات وبدون مباشرة

عمو؟ - يا أغنية لك أغني: لي قال آخر يوم وفي

. . مصاري - معي لك؟ أشتري بتحب شو بسكوت أشتري للدكان رايح أنا ) بعد ) واضاف تصريحاته صحة على لي ليبرهن القصير، بنطلونه جيب من أمواله وأخرج

: شاكرا قبلته أن. جد - كلام باحكي أنا

. اياه؟ - أهديتك لو سعيد بتكون اللي شو لي قل هدية لك أشتري بدي اللي أنا: بسرعة يجيبني به فإذا

. حازم؟ - ابو جدو بيت عند دايما انت لیش عندنا نام تعال ) دعوته ) عن له وحكيت جدا، لطيف ابنه ان يعقوب لأبو قلت

191ص . نظرة الولد إلى ينظر وهو لي فقال الدكان من لي شيء لشراء وحماسه لاستضافتي،

: ة9��� ا��ل��ت�ر���ب��و�� ع�� و��ا��ل��ت�ل��م���� ا��ل��م��س����ت�ت��ر��� إ0 ��ج��ا��ب��� ا��ل���� ب������ ت�م��ز���ج��! ! الأستاذ - مجنن أو ولد ضارب إما بمشكلة، مدرسته من بيرجع يوم كل أزعر ولد هذا

. نعم : الاحتلال طفل حول ألخصه أن أردت ما هذا لعل

. السلوك واقتحامية المشاعر شفافية تجمع التي بة المرك الشخصيةوالجرأة، الفزع

. والغلظة الهشاشة ) مع ) التضامنية والقصائد الحجارة شعر المسمى كام الر ذلك عن مجددا تساءلت

.) الحجارة) أطفالأن من بدلا فيطمسها إنسانية حالة كل من والسهل القريب يأخذ الذي التسطيح إنه

. يمجدها أنه فيها يزعم التي اللحظة نفس في إليها ويسئ يظهرها؛. . السياسي الإنشاء وحصص الفن بين الفارق انه والضحالة العمق بين الأبدي الفرق إنه

نفس في وقعوا الانتفاضة، وعاشوا الاحتلال تحت عاشوا الذين الكتاب أن للنظر واللافتالشعرية مادتهم جوهر الى النفاذ في مثلهم، ففشلوا، الخارج؛ كتاب فيه وقع الذي الخطأ

. الحية تجاربهم يكتبون وهم حتىوفي بالحياة، دقة الأكثر المعرفة شرط في تكمن جوهرها في المسألة إن لنفسي قلت

. مدهش فني عمل يقوم لا سمات وهي فني نضج كل أساس هو الذي الإنساني النضج. المعاشة التجربة عن النظر بغض بدونها،

192ص وليس التجارب بها نتلقى التي الخاصة والحساسية النافذة البصيرة تلك هو المهم

. . الفن إن لنفسي قلت للفن يكفي لا أهميته، على فهذا، فقط الأحداث موقع في التواجد. طماع. الفن متطلب

الذي ما غربتنا؟ كتبنا فهل يشبهوننا، غرباء وعايشنا الآخرين، بلاد في غربتنا عشنا لقدالعالم؟ لها يصغي بأن جديرة بالذات، نحن قصتنا، يجعل

الضفة إلى الغربة أخذتهم الذين والأطفال والنساء الرجال أولئك لقصص يصغي ومن. ) ارض ) كل في موتانا تبعثر لقد ؟ المبتل الأشهب الموت ضفة أحد، منها يعود لا التي الأخرى

ترفض كما جثثا استقبالنا ترفض والعواصم بجثثهم نذهب أين ندري نكن لم أحيان وفي. أحياء استقبالنا

ولو شهداء، البسيط الموت وموتى الاشتياق وموتى السلاح وموتى الغربة موتى كان وإذا العالم من صنعنا أننا ندعي أن لنا فيمكن وردة، شهيد كل وكان صادقة الأشعار كانت

حديقة.***

. الله رام في الأخيرة ليلتي هذهوهي إنجازا وحدها تعد الخطوة هذه ان وشعرت لتميم الشمل لم بتصريح الطلب قدمت

. بالفعل كذلكالأحاديث فيه تختلط والزملاء والجيران والأصدقاء الأهل من بالضيوف مزدحما اليوم مر

. يتكلم الذي لا يسمع، الذي الطرف أكون أن أحاول وأنا. ) سريري ) الى ودخلت الكائنات منطق أوراق أخرجت

. كتاب في مرسومة دائرة كأنه کامل الصمت الغرفة، في. للإصغاء أميل وأنا فترة منذ

) ونبات ) جماد من الكائنات أن على قائم كله الكائنات منطق

193ص

. .) أقوالها ) الى بالإصغاء الاكتفاء هو ودوري تقول التي هي وإنسان وحيوان.) التكوين ) وإعادة الطوفان من اقل لا أمرا البشرية على أقترح كنت الأول ديواني في

! . الحكمة من للتأكد تماما المناسب السن إنه عمري من العشرينات في كنتاليها الذهاب الى عطا خالي اضطرني التي الكويت في ثم الجامعة في الشعر أكتب كنت

ال في التقيته .67عندما . هناك البقاء من اتملص كنت أسرته لرعاية مصر في) ( ) ( . مواقف و الآداب مجلات في نشرت والأدب بالشعر اهتمامي أواصل أن أريد كنت

.) الكاتب) و . كنا القاهرة الى والسفر نهائيا الكويت ترك قرار اتخاذنا في الأكبر الفضل يعود لرضوى

سنة . 1970تزوجنا بيروت الى السفر قررنا نهائيا الكويت غادرنا واحد عام من أقل وبعد. فالقاهرة الإسكندرية الى الباخرة نركب أن قبل أيام، بضعة فيها والبقاء

. الحمراء فندق في نزلنا بيروت في .) العودة ) دار تليفون رقم أخذت الدواوين أحد غلاف من

محمدية؟ - سعيد أحمد الأستاذ ألو،نعم -

.. و - البرغوثي مريد اسمي أنا . بيروت؟ - من بتحكي إنت بالشاعر أهلا يا

: مندهشا لها وقلت الهاتف سماعة على يدي وضعت الغرفة في بجانبي رضوى كانت! بالشاعر - أهلا لي بيقول

ديواني نشر فكرة وطرح للقائه موعد لطلب وطويلة ذكية لمقدمة بحاجة انني أظن كنتصاحبها هو التي المرموقة الدار في الأول

194ص

عاصمة. بيروت، في بي يسمع لم أحدا أن أظن الكويت في المقيم وأنا وكنت ومديرها: . حديثي واصلت ثم العربي النشر

. الحمرا - فندق في أنا. . . معك - هاته دیوان عندك أكيد قهوة فنجان اشرب شرف

يناير في بالفعل وصدر نشره على وافق دقائق من 1972في أخرى نسخة أعطيت كنت . . عليه وضعت لكنها بالفعل رسمته الديوان غلاف لي لتصمم السعودي لمنى المخطوطة

! البرغوثي مريد من بدلا البرغوثي منيف اسماسم أخفي وقد الديوان فظهر الغلاف تصميم إعادة نفسه الدار صاحب يكلف لم بالطبع

. فوقه اسمي وكتب الفضي الحبر من بمستطيل منيف. هذا يومنا الى بعضهما مع ممتزجين الإسمين يقرأ أن المدقق بوسع يزال ما

أو سهت أنها ويبدو بها لقائي قبل تعرفني ولا منيف تعرف كانت منى أن الأمر في ما كل. الأمر عليها اختلط

بعدا وعنده عندي اكتسب العجيبة الصدفة بهذه منيف واسم اسمي امتزاج أن المهم. الغلاف قبح من خفف مما محببا، رمزيا

***

أنام أن أحاول. أنام لا

. هناك من وشذرة هنا من شذرة أكتب . تبدأ عيني وأغمض النور أطفئ عندما ما لمناقشة سريعة تلخيصات عابرة، ملاحظات

. المعتمة الهادئة الغرفة هذه في تعلو العمر ثرثرة

195ص

. وتنتظرنا تنتظرني التي والحياة ت مر التي الحياة عن وصور وأسئلة هواجس. وثقل وطأة الى الليل في يتحول الذي النهار انهماك

. يكتمل لا ولكنه يكتمل بأن يطالب شيء هناك . الأحياء وبين هنا والأحياء هناك الأحياء بين البعد خلفها التي المسافة قياس أحاول

. وهناك هنا والموتى: ) وأقرأ ) الكائنات منطق بمخطوطة أمسك

ليلا، السعيد هو السعيد،ليلا، الشقي هو والشقي،

النهار، أما! أهله فيشغل

. حزن من طويل سطر في أخيرة نقطة أضع وأن قوسين بين الغربة أضع أن أحاول. والعام الشخصي التاريخ التاريخ،

. الفواصل إلا أرى لا ولكني. . بلحظة لحظة وصل أريد معا الأزمنة رتق أريد

. بالكهولة الطفولة وصل . . ما ووصل بالوطن المنفى وصل كله بالغياب كله والحضور بالغائبين الحاضرين وصل

. الآن أراه بالذي تخيلته. معا نمت ولم أرضنا على معا نعش لم اننا

يترنح منيف كان ليلا عشر الحادية في باريس في الشمال قطارات محطة في هناك،. صندوق في ولنا لأمه ليعود نوفمبر صقيع في الرصيف حافة على يسقط أن قبل

يزورهم، بالناس، حياته يحيط أن يحب وكان وللأصدقاء بالأصدقاء عاش الذي هذاأحوالهم عن يسأل يدعوهم، يستقبلهم،

196ص

في غامضا مستوحشا وحيدا موتا مات الأخير، اليوم هذا لمثل نفسه يهيئ كان هل بالهاتف،. ! .) أحد) لا الإطلاق على أحد معه يكن لم الشمال محطة

. 1993نوفمبر 8 رن القاهرة في بيتنا في الغداء مائدة على وأنا وتميم رضوى ثلاثتنا كنا . . قليلة. كلمات يبكي وهو قال الدوحة من يتحدث علاء الأصغر أخي صوت للرد قمت الهاتف

. أذكرها لا جدا. أكتافي في البرودة سرت

. أتذكره لا كلاما قلتعما الوجه مخطوفة وهي تسأل مقعدها من قفزت رضوى أن بوضوح أتذكره ما كل

: لتأكيدها. خطا تحتها وأضع ورقة على كلماتي أكتب كأنني لها قلت حدث. . مات - مات منيف

) نور ) دي الجار محطة في لحادث تعرض انه وقال جنيف من اتصل قد أصدقائه أحد كان . الحياة قيد على زال ما انه لي فقيل شيء أي فهم أحاول وبجنيف ببيته اتصلت باريس في . . بالوالدة أتصل أن قبل التضارب هذا في عشت مات إنه لي قالوا ثم لإنقاذه محاولة وهناك

. . له تعرض حادث بعد فقط مصاب بأنه أبلغوها أنهم أدركت عمان في. بعده تعيش لن أمي إن لرضوى قلت

. . الوفاة نبأ للوالدة يؤكدوا لا أن منهم طلبت الدوحة في وعلاء بمجيد اتصلت. الكارثة من تتيقن عندما بجانبها أكون أن أردت

. نجحنا لو لها قلت المفاجئ الموت من أمي أحمي أن هي الآن مهمتي إن لرضوى قلت. ستعيش فإنها يومين بعد تعيش جعلها في

197ص

. الخبر تلقيها لحظة نتجاوز أن المهم. غريبا تعاملا المأساة مع أتعامل كنت

. فيه أمي مصير عن أبحث منه وخرجت زلزال في رميت كأنيعلى السيطرة على القدرة لي يتيح بما عني بعيدا نفسه الخبر تنحية من تمكنت كأنني

. الأمور زمام. الأمور زمام على يسيطر أن ما لأحد بد لا

. المناسب الرد منها يدير عمليات غرفة الى فجأة، نفسه، فحول فجأة هوجم كمن كنت. الهجوم على

واخوتي وزوجته وغدير، وغادة غسان منيف، أولاد في الجميع، في الهلع بنفس فكرت. واقعيا به القيام الممكن الدور على التركيز من لابد وكان

فورا والسفر فرنسا إلى تأشيرة على يحصلا أن الدوحة في وعلاء مجيد من أولا طلبت . . باريس إلى سافرا مصر من تأشيرة على أنا أحصل ان مستحيلا كان أسرته بجانب ليكونا

. . المطار. في حسام استقبلنا عمان إلى وتميم رضوى مع التالي اليوم في سافرت بالفعل: التفاصيل لنا حكى

. ) بعض ) فيها قضى باريس إلى فونسونو فيجي في بيته من بالقطار سافر منيفالظهر بعد والنصف الرابعة بقطار ليلحق الشمال قطارات محطة إلى توجه ثم الأشغال

. .) المحطة ) في انتظر قطاره موعد عن متأخرا وصل ليل مدينة في اجتماع إلى ليحمله. . الخامسة قطار ساعة نصف بعد التالي القطار ليستقل

رصيف على ملقى الفرنسي البوليس عليه يعثر الليل، منتصف قبل عشر الحادية في)! ؟ ) دما ينزف المحطة

الخامسة؟ قطار يأخذ أن من منعه الذي مايغادرها؟ أن دون ساعات سبع المحطة في أبقاه الذي ما

198ص

اختطف؟ هلالرؤوس؟ حليقي من جدد نازيون او لصوص هاجمه هل

سياسي؟ اغتيال هو هلبع فطمع سنوات منذ يعالجه الكبد في بمرض المصاب وهو مفاجئة لغيبوبة تعرض هل

السرقة؟ بهدف المارة بعض. خافتا رمقا فيه فوجدت إسعاف سيارة جاءت

. . دقائق بعد مات جدوى دون إنقاذه حاولوا . ظنه نازفا مترنحا المقهى يدخل وهو شوهد إنه المحطة في مقهى صاحب قال

. . . الخارج الى دفعه الدخول من منعه مخمورا الجرسون. أخرى مرة الدخول يحاول عاد

. . . ثلاث أو خطوتين مشى التليفون الى الوصول أيضا أراد ربما الاستغاثة أراد أنه يبدو. . الخارج الى بقوة ودفعاه الشابان قام برتغاليان شابان عليها يجلس مائدة على سقط

. المقهى باب من خطوات أربع بعد الأخيرة للمرة سقط. النبرات متعدد بطيء، متقطع، وبشكل باكيا التفاصيل هذه كل يشرح حسام

. بشيء أمي يخبروا لم إنهم قال . جهاد الدكتور إن قال الآن حتى بخير ولكنه بالسيارة لحادث تعرض إنه لها قالوا

. باستمرار يلاحظانها بركات محمد والدكتوراستخدام من منعهن وإنه عمان في المقيمين العائلة نساء بكل مليء بيتنا إن قال

: التعزية عبارات . . . بخبر - متعلقة لكنها أكيد بالكارثة حاسس قلبها تعرف لا وحدها الوالدة يعرفن كلهن

. . طلبك على بناء نخبرها لم أمل أي يعطيها منك

199ص

. مصراعيه على مفتوحا كان الذي بيتنا باب من دخلنا

. . ثيابا يرتدين السيدات بعض حسام وصفه الذي المشهد وجدت الصالون الى نظرت . دخولنا. بمجرد الفاتح الأزرق إلى أقرب ثوبا ترتدي غيبوبة شبع في جالسة أمي سوداء

. تلك في الانهيار تجنبت كيف أدري لا بالنحيب البيت في من جميع انفجر وأنا وتميم رضوىللانهيار. معرضا أعد لم فإنني تحديدا اللحظة تلك في تجنبه في نجحت ولأنني الدقائق

. . أيضا أنا صانني حياتها بحماية وانشغالي أمي على خوفي بعدها . . . عاملت أمي مهما عمان في رضوى وجود كان أخت لها وليس أبدا ببنت ترزق لم أمي . الى رضوى وجود أن أعرف كنت زواجنا بعد الأولى للمرة رأتها منذ الابنة معاملة رضوى

. الكثير لها سيعني تحديدا اللحظات هذه في جوارها. النهاية حتى التماسك على قدرتي في مرتاب وأنا معانقا منها اقتربت

. في - عايش انه نفس فيه انه وبيقولن اسود لابسات لأخوك؟ صار اللي شو يمة لي قل. . . حبيبي يا علي تكذب لا يمة لي بتقول شو يطيب ويمكن المستشفى

. اللحظة هذه عند هنا، أموت حتى كله عمري أصرخ أن أريد كنت. أجيبها كيف أعرف لم

: بشدة تطوقانها ويداي صدري على رأسها أضع وأنا لها أقول وجدتني. . . يمة - أسود البسي عايشة تظلي اوعديني عايشة تظلي اياك بدنا

***

200ص

ومن الشجرة قرية من ولد البعيد، التراب تحت يرقد لندن قرب سري ضاحية في وهناك . السيارة في بجواري يجلس وهو وداد شقيق لي قال العلي ناجي هو معا الحلوة عين مخيم

نتابع ونحن الإنجليزية الغابات عبر متعرجة طويلة طرق الى ويمبلدون من حملتنا التي : المقبرة منطقة على نعثر حتى الخريطة

! مريد - يا هنا الى بنا أتى الذي ما: مصححا له قلت

! ) هنا - ) الى به أتي الذي ما قلأم أولاده من الصغار هم حامله، هو الذي الهم يعرف منا واحد أي يكن لم وصلنا وعندما

! كلها وحكاياتنا كله تاريخنا هم له، صاحب لا الذي همنا أم وداد هم***

) بين ) الحدود على فيشجراد جبل على غابة في المهجورة البئر تلك جوف في وهناك ) المجر ) الى الغربة رمته الذي المرح، الوسيم، الشاب ، لؤي يرقد وتشيكوسلوفايكا المجر . نقطة أعلى في هناك به، ملحق وبار سياحي لمخيم مديرا يعمل أن استطاع أمره فتدبر

. بالأشجار الشاهقة قمته الى سفوحه في نقطة أدنى من المكسو الجبل في. والمعشر الشكل لطيفة مجرية فتاة من تزوج

. جميلين بطفلين منها رزق . على فيعلق بودابست عن مترا كيلو أربعين يبعد الذي مخيمه الى الثلوج تحت نذهب كنا ) من ) المجلوب الحطب نار على قدر في السمك شوربة معا ونصنع مغلق يافطة البار باب

. نلعب. عنده عربي عشاء الى وصديقاتنا أصدقائنا من عددا ندعو أو الورق نلعب الغابةالهائل السفح من الفطر نجمع الثلج، بكرات

201ص

في تساعدنا فيروز، وأغاني الموسيقى أنغام على الوجبات أشهى منه لنعد ونعود الانحدار،. العربية الكلمات بعض تعلمت التي اللطيفة زوجته ذلك

اختفى يوم، ذات الأمريكية المتحدة الولايات في يعمل له بشقيق باللحاق فكر وعندما. أثر أي على له يعثر ولم لؤي

الليل، من متأخر وقت في التلفزيون مشاهدته أثناء الودودة، اللطيفة، زوجته غافلته. الرصاص عليه وأطلقت

. المهجورة البئر تلك في ودفنته روماني شقي بمساعدة الغابة ظلام الى جثته سحبت. السجن )!( وأودعها البوليس اكتشفها ان الى الاسمنت من بكميات جثته غطتالحريص السعيد، المرتاح، الفلسطيني فيه يرون لؤي حياة يرون الذين أصحابنا كان

) حاله ) يدبر أن استطاع الذي الفلسطيني ملابسه، وأناقة طعامه وأناقة علاقاته أناقة على. اليومي وجهده بعرقه المال بعض ويوفر أسرة ويكون

أن ليخبرهم اطمئنانهم إلى ينظر أن الآن السواد الشديد بئره في لؤي يستطيع لن . . . . المحيط الهواء وأن يكذب الحب أن تكذب الوسامة أن يكذب الأمان أن تكذب السعادة

! مهدد هواء بالفلسطيني! : الموت لبنان جنوب من جاء عندما منه هرب ما بالضبط له حملت الغربة

والد درويش، العبد أبو سقط بيروت، مطار في إيست الميدل طائرة سلالم على وهناكفي كاملا أسبوعا بجثته فاحتفظوا قطر في بناته لزيارة طريقه في وهو ميتا منيف، زوجة

. بأهله الاتصال تم حتى الثلاجة. البعيدة البلاد ليالي في يتوقف لا الهاتف ورنين

202ص

على ومكسورا متلعثما صوتا يسمع النعاس، يغالب متوجسا السماعة أحدهم يلتقطفي أو البلد في الرفاق أو الأصدقاء أو الأهل أو الأحباب أحد بموت يخبره الآخر الطرف

كل. وفي أمريكا وفي باريس وفي لندن وفي قبرص وفي تونس وفي أثينا وفي روما البلاد .) ( . في نعم، البائعون كدسه السوق في كالخس الموت أصبح حتى زماننا اليها أوصلنا بقعة

. نهاية وبلا مهابة وبلا الخس تفاهةالفندق، بركة في يستحمون وبناته أولاده أرى وأنا لناجي قلت

هذا - " في وحدهم تركهم بوسعك ويصبح قليلا الأولاد يكبر حتى عليك ينتظرون ليتهمالعالم".

صوت كاتم أي تغري ضده الكراهية وحملة يوم، بعد يوما تتصاعد قتله رائحة كانت. عليه خائفا وكنت المرعبة أجوائها من بالاستفادة

) في ) إصابة من طبيعيا علاجا جودي الصغيرة ابنته لعلاج أسرته مع بودابست في زارني . إلا بعدها أره ولم معا شهرا قضيا صيدا على الإسرائيلية الغارات أثناء لها تعرضت ساقها

! قبره . . . لزيارة شهور، بعد لندن إلى ذهبت عندمابارزة الصدري قفصه وعظام البركة حافة على بجواري ويجلس الشورت يرتدي كان

: سيجارته يده وفي نحوله لفرطسألت - الأبد، والى مرة بسرعة حليتها لكني المسألة، بهذي فكرت مريد، يا تعرف

. . بيدبرو حالي وأدبر أعيش قدرت ذلك ورغم شيء لا مات؟ لما أبوي لي ترك شو نفسي! طز. حالهم

عام الأولى للمرة ناجي .1970عرفت الكويت في . كنت الصغير مكتبه في المساءات بعض أقضي وكنت السياسية جريدة في يعمل كان . قرب عن عرفته للنشر قصائدي من مجموعة أول وأعد الصناعية الكلية في مدرسا أعمل

. تكون كيف أيضا عرفت بالأصابع الموهبة المرء يلمس ان يمكن كيف ورأيت

203ص

! كالتابوت واضحة الشجاعةالتالي اليوم كاريكاتير ليرسم أتركه ثم الشؤون كل في نتحدث الليل معظم نجلس

غدا؟ ترى يا سيرسمه الذي ما لنفسي وأقولالحزين، الضاحك، البسيط، المحتار، الشاب ذلك أن من فأندهش صباحا الجريدة أشتري

. يفعل أن السياسيين المحللين أفصح يستطيع لا كما اليومي مربعه في الدينا لخص قد. لآخر بلد ومن لأخرى سنة من الصداقة واستمرت

العام عنوانها 1980في قصيدة العربية بيروت جامعة في شعري مهرجان ضمن ألقيت ) مزينة) ذلك بعد كاملة صفحة على السفير جريدة ونشرتها العلى ناجي طفل حنظلة

. ناجي بريشة برسومتشتهي كما معد شيء كل هنا

: مقال مقام فلكلالمهرجان ليلة في الصوت مكبرة

! الاغتيال ليلة في الصوت وكاتمة. فعلا الاغتيال ليلة جاءت الليلة هذه من سنوات سبع وبعد

أجازتنا نقضي المجر في البالاطون بحيرة على فندق في وتميم رضوى مع كنتألتقط. بي فإذا الإنجليزية باللغة لندن إذاعة على الراديو وفتحت مبكرا استيقظنا الصيفية

.) مرموق ) فلسطيني رسام عن تتحدث جملة شبة. راح ناجي أن أدركنا الخبر الى الاستماع نكمل أن قبل

. الخبر عن التفاصيل من المزيد نسمع حتى المحطة تنقية نحاول ونحن تميم استيقظسأل:

مالكم؟ - بابا، ماما،. ناجي - عمو قتلوا

***

204ص

يوم ناجي على الرصاص . 22/7/1987أطلق أيامنا وكأن أيضا زواجنا ذكرى بالصدفة وهوالرزنامة لتمزق الغليظة، أصابعها تمد الأحداث وكأن والآخر بعد واحدا مغزاها تفقد الخاصة

. الهواء في الصغيرة أوراقها وترمي منا لكل الخصوصيةالسبت ظهيرة في كثيرة، بسنوات ذلك أجلس 7/1972/ 8قبل كنت ميلادي، عيد وهو

شلبي شفيع رأيت عندما معي، أدبي لقاء تسجيل بعد ماسبيرو في القاهرة إذاعة مبنى في. بيروت في كنفاني غسان باغتيال ليبلغني مسرعا الدرج عن ينزل

.) الأهرام ) في إدريس يوسف الى فياض سليمان مع ذهبتتشييع ساعة مع تتزامن القاهرة في كنفاني لغسان رمزية لجنازة نعد ان نريد اننا له قلنا

. بيروت في جنازته . المحسن عبد والدكتور سرور ونجيب إدريس يوسف ريش مقهى في الظهر بعد اجتمعناوغالي منصور وإبراهيم الكفراوي وسعيد فياض وسليمان الله عبد الطاهر ويحي بدر طه

غسان اغتيال على مر فقد ودقيق، شامل بشكل أذكرهم لا آخرون وكتاب ورضوى شكري! الآن كامل قرن ربع

. الله عبد الطاهر يحي خطط الخمسين يقارب ما الى اليوم ذلك في جميعا عددنا وصل . شارع في ريش من جنازة، هيئة على صامتين مشينا البديع المتقن بخطه اليافطات

الأمن . . . رجال كان وهناك ثروت الخالق عبد شارع في الصحفيين نقابة إلى باشا سليمان. خروجه. ننتظر النقابة حديقة في جميعا وبقينا الداخل الى ادريس يوسف أخذوا بانتظارنا

: محددا سؤالا إدريس ليوسف الضابط وجهالمسيرة؟ - في فلسطينيون معكم كان هل

: يوسف له قال : . عندك - اكتب كلهم شخص الخمسين أسامي لك حاقول انا

205ص

يوسف، إدريس، يوسف إدريس، يوسف إدريس، يوسف إدريس، يوسف إدريس، يوسف . . في لنا لينضم يوسف عاد سبيله في ومضى اللقاء أنهى الكلام عن الضابط أوقفه وهنا

. . ذلك. بعد وتفرقنا حصل ما لنا روي الحديقةيحي أصر التي اليافطات من واحدة على الضحك إلا نستطع لم الحزينة المناسبة ورغم

: وهي كتابتها على الله عبد الطاهر) . كذلك؟ ) أليس الجياد يقتلون إنهم

اليافطة تلك عن وحدثتها فعلناه بما لطيفة الدكتورة وأخبرت البيت الى عدت عندما: وقالت العريضة ضحكتها أطلت

. . تكتبوا - مش بس يا قالوا لما عليكم ضحكوا الشارع في الناس تلاقي تخيبكم خيبةالناس؟ تفهمها حاجة

: قالت إدريس يوسف موقف عن حدثتها وعندما . يعمل - ما لغاية وخايف ومتوتر متلخبط يظل ثم بطولي موقف يتخذ كده يوسف هو

. كده. جت انها كويس لكن عكسهوما نذكر الذي ما غسان؟ يا اليوم بعد ميلاد عيد وأي ناجي؟ يا اليوم بعد زواج عيد أي

! ننسى الذي . يوميا، وتتكاثر تتكرر ومواجعنا فواجعنا الآخرين دون من مثلي فردا تخص لا والمسألة

. كل فينا فتهدم نقيضها، على المناسبة تهبط غيره يوما يمزق يوم كل أصبح حتىالمناسبات.

الزمان أصبح حتى طبقة، فوق طبقة الأوجاع وبتراكم بالعطب رزنامتنا أصيبت. الانقراض ورائحة العلقم، طعم لها التي والفكاهات النقائض، من أضغاثا نفسه الفلسطيني

لا واحدا شيئا تعنى وأصبحت والموضوعي المحايد معناها عن انسلخت معينة أرقام هناك. الوجدان في يتغير

206ص

حزيران في الهزيمة الـ 1967منذ رقم أرى أن لي ممكنا يعد 67لم مرتبطا إلا هذابالهزيمة.

على فندق، في غرفة باب على الأصدقاء، أو الأقرباء أحد هاتف أرقام من جزء في أراهأو سينما تذكرة على العالم، بلدان من بلد أي في الشارع في مارة لسيارة المعدنية اللوحة

أية في منزل او مؤسسة أو مكتب عنوان على مجلة، أو كتاب في صفحة على مسرح،من مطار أي في الالكترونية اللوحة على جوية رحلة رقم أو قطار، مقدمة على مدينة،

. الدنيا مطارات

الرقم كأن والمتغير، الجديد سياقه في يعنيه ما لي، بالنسبة يعني، يعد لم شاخ 67إنهالعائد، الذاهب، المقيم، الغابر، الاثنين حزيران، من الخامس الإثنين ذلك في ولد منذ

. ة���� ا��ل����� ا��ل��م����ت���،

. . الرهيب شكله الأول الصحراوي شكله عند تجمد رقم . . . من الرصاص من الجرانيت من تمثال لرقم الشمع من تمثال بل رقما ليس كأنه

. سوداء قاعة في الأسود، اللوح عن تمحى لا التي الطباشير. . خاص بشكل ألاحظه لكنني المتنوعة صوره في أراه حين أتشاءم ولا منه أتطير لا

. فقط لنفسي ذلك أسجلثم تقفز التي كالدلافين ثانية يغطس ثم عابرة، للحظة الوعي الى اللاوعي من أنقله

. المحيط في تغطس . . . . إنني توتر بأي أشعر لا أحزن لا أرتعش لا استنتاجات أية الى ولا خلاصات أية الى أذهب لا

. . هناك دائما لكنه يعنيني، ولا يعنيني أعرفه، وجه كأنه الخمس بحواسي عليه أتعرف فقط. نرها. لم لو حتى المحيط، أعماق في هناك، ما مكان في الدلافين أن نعرف كما موجود

المعاصرين؟ العرب عند جيلي؟ عند عندي؟ نفسية عقدة حزيران هزيمة هل

207ص

وتغيرت مجازر، ونفذت حروب، ونشبت خطورة، تقل لا وخيبات أحداث بعدها وقعت لقدالـ أن غير والفكرية، السياسية .67اللهجات ذلك كل عن تختلف

. له علاقة لا حدث المعاصر تاريخنا في يقع ولم هذا يومنا الى فواتيرها ندفع زلنا ما نحن.67بالـ

ة���ز �� ���ا م������ ا��ا ���و��ا��ح�� ب�ا��ل��ص������ف������� ق���ا��ب�ل��ت��� ���ن����م���ا�� ب�ا��ل��ق��ا��ه��ر���ة��� �������������ا��ل��م��ه�ن� ح�� ���� ف��� ���� م���ن�ز���ل�� ���� ل��ى���� إ��ا ا�� �ا�� ���ا��ئ� ك�ن�ت���أكتوبر حرب وكانت الله، عبد الطاهر يحي هو الفترة تلك في يومها 1973أصدقائي في

. ولا مضطربا واجما، يراني لكنه ملحوظة نشوة في بجواري يسير وكان الخامس أو الرابع. تلك نشوته أشاركه

: لي وقال مفاجئ بشكل الشارع في وقفمبسوط؟ - مش وشكلك الغراب زي كده عامل مالك

. على - تنتهي لن يحي يا الحرب هذه عليه أنعق أن يستحق ما شايف لأني غراب أنا نعمخير.

الثلاثاء جهاز 16يوم الى جلست فقط، الحرب بداية من أيام عشرة بعد أي أكتوبر،في السادات الرئيس خطاب الى سويا نستمع الزيات لطيفة الدكتورة بيت في التلفزيونتصل التي بالأوسمة المؤثثة العسكرية ته بز يرتدي وهو يقدم به فإذا المصري، الأمة مجلس

!" إسرائيل " مع للسلام مشروعي أسماه ما حزامه، الى. ملفت بشكل الدفرسوار في الثغرة عن الحديث تصاعد التالي اليوم في

الذي المعروف، مسارها الأحداث واتخذت المنطقة؛ في كيسنجر هنري ظهر أيام، بعد. ديفيد كامب اتفاقية إلى ثم إسرائيل، إلى العربية مصر جمهورية رئيس زيارة الى أدى

النحات فيه خلد الذي مصر، نهضة تمثال من متر مائة بعد على الإسرائيلي، العلم وارتفع " ثورة " مختار تزال 1919العظيم ولا

208ص

واضحة واضحة، ثم غامضة النيل نهر مياه الجامعة، كوبري عند اليومي رفيفه تحت تجري. أفكار من الأزرق، وقارها في يجول الذي ما أحد يدري لا غامضة، ثم

قبة القاهرة، جامعة ة قب من فقط متر ثلاثمائة بعد على الاسرائيلي العلم ارتفع . ة���� ب�ع����ن� ���2���ش����ا��ه�� ا��ل��ج��ا��م���ع������، ف��� ���� �����ا��ل��ب��� م���ج��ر���د�� ن�ا�� ���ا و�� ،���ب�ع���� ي�و��م���� ذ��ا�����2 ا��ل��ت� ���� ا��ل��ق��ب����� ذ��ا��ت�ه�ا�� ا��ل��م��ع��ت�ص���م�������

لاي وشواين تيتو بروس وجوزيب نهرو لال جواهر منها ليترجل إليها تتجه السيارات مواكبكراسيها على ويجلسون الرخامي درجها يصعدون الناصر، عبد وجمال نكروما وكوامي

قادم تلميذ وعي الى منها تسربت تنسى لا كلمات ولكن أرها، لم وملفات أوراق وأمامهم. . والحرية والتنمية الاستقلال حول كلمات غسانة دير جبال من

! " الدنمارك " أمير يا كلمات كلمات كلمات . قبة تحت الناصر، عبد جمال قاعة وفي وسياسة وصورة صوتا السادات، أطيق لا كنت

سنة شتاء في القاهرة، . 1972جامعة اعتصامهم, نشاركهم المعتصمين مع ورضوى كنتفي الكراسي على نائمين ليلتنا نقضي النقاش بنا امتد ولو بطوله، النهار أو النهار، من جزءا

. . كل تعامل فالحكومة تلك فعلتي خطورة أدرك أكن ولم التالي النهار مطلع حتى القاعة .) تثير ) الكلمة هذه وكانت مندس كعنصر النوع هذا من نشاط في مصريا ليس من

. هذا يومنا الى سمعتها كلما اشمئزازيالاثنين .24صباح ساعة من بأقل خروجها بعد البيت إلى تعود برضوى فوجئت يناير،

. الطلبة الى لتحملها ليلا بإعدادها قامت سندويتشات ومعها الاعتصام الى سبقتني قد كانت . الأمن، بجنود مطوقة الجامعة إن قالت باستمرار نفسه الشيء يفعلون آخرون وكان

. بعدها الجامعي الحرم الى شخص أي دخول يمنعون

209ص

. السجن الى العربات في وساقتهم المعتصمين، كل اعتقلت الشرطة أن عرفناة���� ا��ل����و��م��� ا��ل��س����ه��ر��� �����ا��ه��ا�� ���ا ا��ل��ت� ���� ����ن��ه�م���، ���ا ب� ا��ل��ن�ا��ق���ل���ا���2 ن�و��ا��ف���ذ�� م������ ي�ن�ظ����ر���و��ن���� و��ا��ل��ط����ا��ل��ب��ا�����2 ا��ل��ط����ل���اب��� ك�ا��ن���الفجر ذلك في النائمة القاهرة شوارع إلى القاعة، كراسي على النوم وإرهاق المتواصل،

": إصحي كلمات ثلاث عليها كتبوا الورق، من قصاصات النوافذ من ينثرون والحزين، الخاسر!" مصر يا

الـ . 67منذ ! سلبية نقلة وراء الى نقلة خاسرة نقلة العربي الشطرنج في الأخيرة والنقلة. إيجابية المقدمات تلك كانت مهما بالمقدمات تنتكس

أيلول الى ذهبنا العدو ضد معا والأردنيون الفلسطينيون خاضها التي الكرامة معركة بعد. أنفسنا ضد

الـ حرب .73بعد ديفيد كامب الى ذهبنا القناة وعبورمنها وأكثر فائدة منها أقل هو ما وقبلنا وعممناها عربناها ديفيد لكامب مناهضتنا بعد

فضيحة.الاقتتال الى البطولي الصمود من التحرير منظمة خرجت للبنان الاسرائيلي الاجتياح بعد

. أعدائها شروط مع والتكيف والاعتدال. أوسلو الى ذهبنا فلسطين أرض على الشعبية الانتفاضة بعد

. الـ منذ الأعداء شروط مع نتكيف !67دائما ونتكيف نتأقلم ونحنالتسوية على أمريكا مخاوف من يهدئ إسرائيل، وزراء رئيس نتانياهو، بنيامين هو وها

ما مع التأقلم على تعودوا لأنهم تشدده، مع سيتأقلمون النهاية في العرب إن بقوله الراهنة! عليهم يفرض

210ص

الـ من معقد أنا .67هل ! . تنته لم حزيران هزيمة لله الكمال معقد أنا نعم ؟الإذاعة، من المظفرة والبيانات الوطنية الأناشيد وتيرة ارتفاع ومع الحرب، أيام ثاني في

. المتطوعين طابور في وقفت الجبهة الى للذهاب التطوع مراكز على الجامعة طلاب تدفق. اسمي وسجلت

: تقول واحدة عبارة وتحته اسمي وعليها خضراء صغيرة بطاقة أعطونييوم " للخدمة "1967يونية 12يستدعى

عبد 9ويوم جمال خطاب أشاهد بالزمالك شقتي في التلفزيون الى جلست يونيةجبهة على ويدور دار مما شيئا نفهم لعلنا الليلة تلك في بشفتيه معلقة كلها والأمة الناصر

. الحرب بداية منذ القتالاسم ) وهو سيزوستريس مدام أسميها كنت التي الشقة صاحبة بجواري جلست

)" وبدينة " ملونة صفراء شقراء امرأة وكانت الخراب الأرض إليوت قصيدة من استعرته. متطرف بشكل

: يقول نسمعه بنا فإذا. لنكسة - تعرضنا اننا

: هكذا ) أذني في ترن تزال وما النون بفتح قالها ونهائيا تماما سيتنحى انه يضيف ثم. الخ( الرسمية مناصبه كل عن نهائيا

. الشارع إلى الباب إلى الصالة من فورا قفزتالشوارع عتمة الى اللحظة نفس في قفزوا الذين البشر ملايين من واحدا نفسي وجدت

. المستقبل وعتمة

انتهائه، قبل وربما مباشرة الخطاب انتهاء بعد خرجت أنا الملايين؟ هذه خرجت متى. . لهم حدث بما المعرفة تكون لحظة في إذا اللحظة نفس في الجميع خرج لقد

الفعل بين الثواني من حتى ولا الدقائق من فجوة هناك تكن لم

211ص

. . . البصر لمح في الشوارع في ينتشر كاملا مجتمعا رأيت والخطوة الأذن بين الفعل وردهدف بلا نطوف كأننا النيل نهر فوق الجسور وعلى الشوارع في بطوله الليل قضينا

. الهدف لنفس جميعا نطوف كأننا أو محدد. التالي اليوم مساء حتى الشوارع في عشنا

مظاهرات ) المؤرخون سماه فيما نشارك كنا أننا عرفنا والسنوات الأيام مرت 9وعندما.10و ) الحكم الى الناصر عبد أعادت التي يونيو

. الموعودة التطوعية للخدمة ذلك بعد يطلبنا لم أحدا أن المهم. الناصر عبد بخطاب الستة الأيام حرب انتهت

. . غموضا ازداد باتضاحه بشرونا وكلما غامضا الناس مستقبل ظلة�ا ���م��و��ض��� ا��ز��د��ا��د�� ث�م��� ا��ل��س����ا��د��ا�����2، ن�و��ر��� ���ا ة��ل ���� ب�ت��و�� ا��ا ���م��و��ض��� ا��ز��د��ا��د�� ث�م��� ا��ل��ن��ا��ص���ر���، ��� ���ب� ب�و��ف���ا��ة��� ة�ا ���م��و��ض��� ا��ز��د��ا��د��

) آخر ) هي رمضان حرب أن بوضوح أعلنت التي ديفيد كامب وباتفاقية رمضان، بحربالحروب!

المخيمات حرب بعد ثم الاجتياح بعد ثم للبنان الإسرائيلي الاجتياح عند غموضا وازداد! ! اللحظة هذه حتى الآن غامضا يزال ما وهو أوسلو بعد ثم

حزيران من الخامس .1967ومنذ الممتدة الهزيمة ظل في الحياتية أمورنا لنتدبر تركنا. بعد تنته لم التي الهزيمة

. الآن الى ويتلوها تلاها لما المحددة العلامة إنها . الـ ان . 67نعم أعلم العمر مقتبل في عشتها أن منذ البال في المستمر الانطباع هي

بالمشاعر العالم أستقبل إنني السبب، لهذا ربما المحترف، السياسي للعمل أصلح لا أنني. السياسية الضرورة تدابير مع يتماشى لا وهذا وبالحدس؛

212ص

. أهتف أن مظاهرة، في سرت إذا أستطيع، لا أنامهما مطلب، أو شعار بأي لأصيح صوتي أرفع لا لكنني لموقفي، إعلانا فيها أشارك قد

. بمضمونه مقتنعا كنتالفكاهية الصور تلك هي المظاهرات، من ذهني في تترسب التي الصور إن بل

. المنتظم الإيقاع ذات بشعاراتهم هاتفين الأكتاف، على للمحمولين

أفواه مجرد إلى المخلصون، الهتافون هؤلاء يتحول إيزنشتين أفلام في يحدث وكماتملأ الغالب، في منتظمة غير بيضاء، أسنان وإلى آخرها، على مفتوحة الاتساع، ضخمة

. كله الذاكرة علآ الوارد المشهدة���� ف��� ف���ت�ث����ر��� ا��ل��م��ظ����ا��ه��ر���ة���، ��Oه��و��ا�� ت�ض���ر���ب��� ا��ل��ت� ���� ا��ل��م��ض���م��و��م�������، ��9����0ي� ا��ل���� و��ق���ب�ض���ا�����2 �0ذ��ر��ع��، ا��ل���� ح��ر���ك������ م���ا�� ���اومن منهم، أسخر أو عليهم، أتهكم انني يظنوا لئلا حولي، هم من يلاحظه أن أستحي ضحكا

. ومعناها الحركات تلك جدية . . شخص لأقرب بها أبوح أسبابي كتمان أستطيع ولا المظاهرة داخل حتى أضحك نعم موقفا يراه أن أو الغريب موقفي يتفهم أن فإما لي، ما ذلك بعد الحظ من ولي يجاورني،

. اللعنة عليه أستحق غريبا، ) بها ) ويطوف الجماهيري، للإعدام التابعة الجيب سيارة يركب توفيق أبو كان عندما

: أبدا يغيرها لا التي عبارته مرددا الفاكهاني، شوارع" الجميل " شهيدنا يا

. ة��� ل��ك� ا��ل��ب����ا��ي����� ف��� ���� ة��ا م���ؤ��ث��ر��� ���ا��ل��م�������ه� ك�ا��ن��� ن��ا��، ة��و ل��ت� ���Vخ��س����ر���ن��ا�� ا��ل��ذ����9 ���ا��ل�������ه���� م���ن�ا��ق���ب��� ت�ع�����ا��د�� ف��� ���� ���ا ��� و��ي��ب� ( ) شهيدنا ) يا الأثيرة، لعبارته توفيق أبو وتكرار الجنازات، تكرار الشهداء، سقوط تكرار

يساعد( وأحيانا والتعود الروتين طابع المأساة على تسبغ تداعيات يجر كان ، الجميل

213ص

. الفكاهة أنواع من غريب بنوع الذهول اختلاط على ! أن المعروف من الجنازات فكاهة الموت، فكاهة من النادر النوع ذلك أقصد نعم

الشجاعة من ظلالا يترك الناس وأعمار السنين عشرات يستهلك الذي الطويل النضال. لها راد لا التي المتاحة المصائر من والسخرية العدمية من ظلالا أيضا يترك ولكنه والتحمل

. السخرية تصبح هنا الأمام الى للتقدم محاولة كل بعد المتواصل التراجع ذلك من ويزيد. المتكرر تعثره رغم المسعى في الاستمرار سايكولوجيا من جزءا

نحن تعودنا، وكما تضحيتهم، تكرار على الشهداء تعود كما الفقد على نفسه هو تعود : وموطنهم فلسطين، المجازي موطنهم إلى نفسه بالصخب تشييعهم على المشيعين،

. القبر: الواقعي . لكنها، الفاكهاني جدران تملأ لهم، التحية وتحمل وجوههم تصور التي الملصقات كانت

. الملصق زاوية أصبحت البعض بعضها على تهجم أخذت الآخر، بعد واحدا الشهداء لتتابعالعديدة الملصقات اتخذت أن الى وهكذا القديم، الملصق ملامح من جانبا تحجب الأحدث،

: تأملته كلما الارتعاش على يبعث شكلا بعضها، فوق والمتراكمة المتجاورة . وكأن عديدة وجوه في متوزع واجد لشهيد شكل الأرجاء واسع واحد لملصق شكل إنه

. كثيف واحد موت الموت كلوالاعتذار، الخجل منا يعل أمرا أصبحت هؤلاء، كل عنها غاب أن بعد الأحياء، حياة كأن

. النشيد على الصمت وتفضيل

من بواجبه القيام في توفيق أبو يتفانى التي المتنقلة الجماهيرية الإذاعة كانت هنا من . . من تداخلا تثير وكانت نسمعها ولا نسمعها وكنا تقول ولا تقول جديدة، جنازة كل عند خلالها

. صمتنا في النقائضكل في الفلسطينيين حياة من يتجزأ لا جزءا الجنازات كانت

214ص

انتفاضاتهم، أيام وفي هدوئهم، أيام في المنافي، في أو الوطن في ضمهم بشري تجمع. بالمذابح المشوب سلامهم أيام وفي حروبهم، أيام وفي

الضحية بصفتهم الإسرائيليين مأساة عن بلاغة، بكل رابين اسحق تحدث عندما ولذلكوفي الأبيض، البيت حديقة في والمشاهدين المستمعين عيون رغرغة وسط المطلقة،

: اليوم ذلك في كلمته طويل، وقت إلى أنسى، لن أنني أدركت كله، العالموالعنف، - الحرب ضحايا نحن

. أبناءهم أمهاتنا فيه تبك لم واحدا شهرا او واحدا عاما نعرف لمفي قصرت كلما بها أحس والتي جيدا، أعرفها التي القشعريرة تلك بدني في وسرت

! : لموتنا روايتنا حتى شيء، كل سلبنا رابين مهمة في فشلت أو جهد . إسرائيلي فرد كل دم الإسرائيلي الدم تحترم بأن الدنيا يطالب كيف يعرف الزعيم هذا

. استثناء بدون . كلها إسرائيل يصور أن واستطاع الإسرائيلي الدمع تحترم بأن الدنيا يطالب كيف يعرف

. نقترفها نحن لجريمة كضحية. الحقائق يقلب

. الترتيب يغير . يمكن وبشكل ببلاغة، يقول ما ويقول الأوسط الشرق في للعنف البادئون وكأننا يصورنا

. وتبنيه تصديقه: اليوم ذلك في رابين اسحق قالها كلمة كل أتذكر زلت ما

215ص

يقتلون - وأصدقائنا إخواننا رأينا بالدماء، ملطخين الحرب، من العائدين الجنود نحن . منهم واحد كل نتذكر اليوم أمهاتهم عيون في النظر عن عاجزين جنازتهم وحضرنا أمامنا،

. ة9�� ���ب� ���ا ب���ب ب����

!) ( : ثانيا من حكايتك إبدأ بسيطة لغوية بحيلة الحقيقة طمس السهل من.) ( . . أولا جرى عما الحديث أهمل لقد بساطة بكل رابين فعله ما هذا نعم

. ) العالم ) ينقلب حتى ثانيا من حكايتك تبدأ أن ويكفي

) البيض ) وبنادق الأصلية، المجرمة هي الحمر الهنود سهام تصبح ثانيا من حكايتك إبدأ! الكاملة الضحية هي

) الفعل ) هو الأبيض الرجل على السود غضب يصبح حتى ثانيا من حكايتك تبدأ أن ويكفية���� ! ا��ل��و��ح�������

! ) البريطانيين ) مآسي عن المسؤول هو غاندي يصبح حتى ثانيا من حكايتك تبدأ أن يكفيإنسانية الى أساء الذي هو المحروق الفيتنامي يصبح حتى ثانيا من حكايتك تبدأ أن يكفي

) ( ) الآلاف! ) حصد الذي بينوشيت رصاص وليس العار هي هارا فكتور أغاني وتصبح النابالم ! سنتياغو استاد في

هو شارون وارييل المجرمة هي عطا أم ستي تصبح حتى ثانيا من حكايتك تبدأ أن يكفيضحيتها!

) هذا ) إزاء تفعله أن الصغيرة الجيب سيارتك بوسع الذي ما ، توفيق أبو عزيزي يا لي قلاللامعقول؟

! ! العالم تبهر إسرائيل قتلة بصفتنا ويقدموننا كضحية دورنا يحتلون الإسرائيليون هم ها : معنا بكرمها

: رابين قال

216ص

وفي - إسرائيل، جيش في كمحارب لي بالنسبة سهلا ليس المبادئ إعلان توقيع إن. الدياسبورا في لليهود ولا إسرائيل، لشعب ولا حروبها

) في ) الغريبة هوايتنا لتفهم استعدادها نادرة، بشهامة تعلن، منازلنا فوق المبنية منازلهم! والذباب الآلهة شتات في المبعثرة المخيمات سكنى

لهدمها بولدوزراتهم يرسلوا ان إليهم ونتوسل منازلنا من يطردونا أن نرجوهم كنا كأننا! أعيننا أمام

) هناك ) غروب ساعة في اجسادنا كومت انها لنا تغفر ياسين دير في الكريمة بنادقهم! يوم ذات

. ) بيروت ) في شهدائنا مقابر تسامح الحربية طائراتهم! ضخم بحجر أحدهم دفها ما إذا للكسر مراهقينا عظام قابلية يسامحون جنودهم

! يكتمل وحتى الصفح وميض الملون، الساخن سكينها على تضفي الضحية، إسرائيل. . لسحرا البيان من وإن مبهر ببيان وصورته، ذلك قالت الوجع،

***

) عزيزي ) يا الجميل شهيدنا أحد يتذكر لم العينين، والمفتوحة المصغية الدنيا، احتفال في!) توفيق) أبو

! نتذكره لم باسمه، الناطقين أهله نحن، حتى

***

217ص

9

ة���� ا��ل����و��م��� ا��ل��ق�����ا��م������� ي�و��م����

. حبر بلا نكتبها جديد، مساء كل التي، لروايتنا الأولية المسودة حياتنا سجل المخدة. . نحن إلا أحد بها يسمع ولا صوت بلا ونحكيها

الذي الظلام في وريه، وتخصيبه وعزقه وتثنيته وحرثه نبشه تم وقد الذاكرة، حقل هييخصنا.

. ظلامه امرئ ولكل. الظلام في حقه امرئ لكل

. القطنية محكمتنا هي المخدة تركيب ولا ترتيب بلا البال على تأتي التي الخربشات هي. الأحكام القاسية الملمس، الناعمة البيضاء،

. المسعى مساء هي المخدة. صوابا وحسبناه ارتكبناه الذي والغلط حينه، في إليه نهتد لم الذي الصواب سؤال

الخسران أو والرضى، النشوة مشاعر الخلائط، فيها تزدحم التي رؤوسنا تستقبل وعندما. عسيرة وأجراسا ضميرا المخدة تصبح أنفسنا، من والحياء

218ص

. دائما لصالحنا ولا أجلنا من ليس ولكن لنا، دائما تقرع أجراس إنها . موعد ينتظر لا الذي ر المبك القيامة يوم ا حي لايزال من لكل الشخصي القيامة يوم

. الأبدية راحتنا إلى الأخير دخولنابه المعتنى الكتمان الا يعرفها لا والتي القانون عليها يحاسب لا التي الصغيرة خطايانا

الأسرار تكتم لا التي المخدات تعرف، التي المخدات ضوء على الليل ظلام في تنتشر جيدا،. النائم عن الدفاع يهمها ولا

القساة ينتهكها التي جدارتنا والاستعجال، التعود أفسدها التي العيون عن الخفي جمالناالاستمرار استطعنا لما ليلة كل هنا نستردها اننا ولولا هنا إلا نستردها لا يوم، كل والظالمون

. . الحياة في اللعبة في. شيئا تدعي لا المخدة

. الواعظ، التقارير، الرسائل، الأرقام، المنابر، الرقيق، الغزل يكذب قد الميكروفون . سرا بصفتها الحقيقة الحقيقة، نسيج من منسوجة المخدة تكذب قد الأم الطبيب، القائد،

. النهار حسابات تواريه قد

. بالخبر له فتاتي الصغيرة مخدته على رأسه يضع لكنه وصدقه نصرا المهزوم ادعى كم . ." " . على هو يجرؤ لم وإن بها ينطق أن دون لنفسه يقولها انتصر لم أنكره وإن حتى اليقين

. ." " : يؤيده قد الملأ أمام المنتصر بمظهر الظهور يعاود قد هذا يا تنتصر لم هي تجرؤ قولهافي. بالنفس، يختلي عندما الباردة عشة الر تلك سيرتعش أيضا البعض هذا لكن البعض

. الملفق تأييده ومساء المحسوبة، مواقفه مساءمن رواية واعتناق بالزهو الشعور الذات، إقرار العمر، جدارة

219ص

وفي الإنساني، الازدحام غبار وفي نهارا، الأكيدة التيقنات هذه كل غيرها، دون الروايات. فرضيات مجرد الى مخداتنا تحولها والصراعات، المنافسة حمى

. رأفة وبلا جيدا تمتحن بان تطالبنا هواجس المخدة***

ولم المخدة على راسي تحت تتشابك يدي أصابع السرير، في ظهري على مستلقيا . هذه في وجود له يعد لم والسقف السقف باتجاه مفتوحتين عيني أبقى الذي ما اعرف

. . . سواي به قصد اختراع كأنه يخصني لا النوم كأن التامة العتمة. الله رام في الاخيرة ليلتي هذه

لها حصر لا أسئلة على المطلة نافذتها وتحت الصغيرة الغرفة هذه في الاخيرة ليلتي. مستوطنة على أيضا والمطلة

***

. أيامي وجعلت أيامي أمام المثول من تمكنت الصغير الخشبي الجسر ذلك بتجاوز كأنني . . . لنفسي ثرثرت سبب بلا منها تفاصيل وأهمل سبب بلا منها تفاصيل ألمس أمامي تمثل

. صامتا يحسبونني وزواري كاملا عمراإلى معطفي جهتي ألم كما شتاتي، ألملم انحنيت وفجأة، علينا، المحرم الجسر عبرت

. الحقل هواء بعثرها التي أوراقه تلميذ يلملم كما أو والتلهف الصقيع من يوم في بعضهما. بعيد من عائد وهو

ذات الدموع، ذات الغضب، ذات الضحك، ذات والليالي النهارات لملمت المخدة علىتقديم أجل من جميعا، لزيارتها واحد عمر يكفي لا التي الرخامية الشواهد وذات العبث،

. والاحترام الصمت

220ص

***

الى ثم فالقاهرة، عمان الى الجسر، الى للعودة استعدادا الصغيرة حقيبتي أهيئ . . الى ثم اسبوع من أقل الرباط في أقضي بالرباط أمسية في شعرا سأقرأ المغرب

. عمان في وعلاء أمي مع الصيف لقضاء وتميم رضوى وبصحبتي لأعود القاهرة

. تميم تصريح سأنتظر عمان في. . . . ذلك بعد الاسئلة كل وسنسأل فيها سيراني سيراها هنا الى معه سأعود

***

عليه جوابا الأيام لي تجد لم سؤالا أسأل وشيك، والصباح نائم، البيت في من وكل الليلة،. المساء هذا حتى

ألوانها؟ الروح يسلب الذي ماالجسد؟ أصاب الغزاة، قصف غير الذي، ما

*****

انتهى

221ص

المحتويات 5الجسر- 1

الله- 2 رام 43هنا

غسانة- 3 63دير

85الساحة- 4

الوقت- 5 في 109الإقامة

بابا- 6 125عمو

157غربات- 7

الشمل- 8 183لم

اليومي- 9 القيامة 217يوم

222ص

نقدية مقتطفات-1 . ) التي ) السمحة النظرة في فريدة حقا فريدة روح عن يصدر الله رام رأيت مريد كتاب

. حياة .... وعصارة قلب ذوب إنه كتاب مجرد ليس الكتاب والأحداث الناس إلى بها ينظر . . الراعي علي د والمنابذ والمنافي المهاجر بين متنقلا المرموق الشاعر قضاها

مريد .2- فذ إنساني عمل إلى التجربة هذه ليحول الفلسطيني عذاب رحلة يحكي عملبعاطفة الوطن ،ويستحضر رومانسية دون لكن ، بحميمية ذكرياته يستدعي البرغوثي

. غزول . فريال د مرارة دون لكن ، مشبوبة

وعناصر 3- الذاتية السيرة عناصر معجب جمالي باقتدار ضمت بنية البرغوثي مريد أقام . تليمة. المنعم عبد د القص

-4 . . . شلبي خيري رائد عظيم بديعالـ 5- في صدر كتاب أهم أعتبره أن عام 49يمكن فلسطين سرقة منذ الأخيرة .1947سنة

كاظم ناز صافي

223ص

قادرة 6- وجعلها الشعراء أجداده عن ورثها والتي الجميلة العربية اللغة امتلك قد هنا الكاتب ... هي والدرامية القصية الشعرية هذه والجميل المعذب الإنساني صدقه تجسد على

. . البحراوي سيد د الصدق شعرية-7 ... كتاب هناك ليس اليوم فلسطينيا المرء يكون أن يعنيه عما الإنجليزية باللغة إفصاح أبلغ

. / ملحق كلارك، بيتر إسرائيل فلسطين في الراهنة الأحداث خلفية الاقتدار بهذا يبين آخرلندن الأدبي، التايمز

الفلسطيني 8- تجريد على الاحتلال قدرة بل ، للاحتلال المادي العنف مجرد الموضوع ليس - .. الأمريكية المتحدة الولايات الجديد مجلة وبمكانه بنفسه تربطه صلة ابسط من

-9 ) لجهود ) ، والمشاعر التجربة تسجيل خلال من ، التحدي على قائم رفض الله رام رأيت - . ) القاهرة) ريبورتر إيجبشيان ذي المضطهد إنسانية لنزع السياسة صناع

-10( ) مشكلة ) عن الكثيرون يتحدث بينما أنه حقيقة في تتجلى الله رام رأيت كتاب أهميةالصمت( . هذا يبدد البرغوثي مسموعين غير عموما صامتين أنفسهم اللاجئون يظل اللاجئين

واشنطن . ريبوت، واشنطن المؤثر الشعري ، الغنائي ، القوي بسرده

مرقمة غير صالغلاف

البرغوثي مريدالله رام رأيت

. وجماليته ولأهميته له، تعريف أحسن لهو الكتاب، هذا به يحظى الذي الاهتمام إن. منه صدرت التي والطبعات الترجمات خلال من الاهتمام هذا ويظهر

: العربية الطبعاتالأولى- 1 الطبعة القاهرة الهلال ، 1997دار الثانية 2006الطبعة

2 – -، ولى أ الطبعة البيضاء الدار بيروت ، العربي الثقافي ثانية، 1998المركز الطبعة ، 2003

3 -، الله رام ، الشروق 2000دار

4 -، القاهرة ، الثقافة لقصور العامة هذا 2002الهيئة

طبعته حيث الإنجليزية منها عديدة لغات إلى الكتاب هذا (A.U.C PRESSترجم القاهرة )ل في طبع وكذلك طبعات، عدة Bloomsbury – LONDONفي ، RANDOM HOUSE –NEW

YORK والإندونيسية والبرتغالية والنرويجية، والهولندية والأسبانية بالفرنسية وطبع ترجم كما . مقدمة أليها أضفيت ثالثة طبعة في طبعه العربي الثقافي المركز ويعيد والصينية والتركية

سعيد إدوارد

العربي الثقافي المركزالناشر

. : ب ص البيضاء (4006الدار سيدنا ) : . ب: ص 5158\ 113بيروت