مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

النبـوية والسـنة الكــريم القـرآن بحوث مـركــزالثاني العالمي العلمي المؤتمر

وعلوم يالوح علوم بين المعرفي التكامل الكون

: بعنوان بحث

القرآنية الله آيات بين التواؤم الكونية وآياته

الدين شرف الطاهر علي. أ.د

م2009 يناير – هـ1430 المحرم

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

1

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

الخالصــةــالة المجيد القـــرآن ــان؛ لبـــني الخاتمة الله رسـ تتسق فيه االنسـ آلياته الكونية الــــدالالت مع الكونية تعــــالى آلياته القرآنية الــــدالاللت

ــة، ــرآني الخطــاب في ويتالزم القرآني ــاز روعة الق دقة مع الرفيع االعج هو الكــون في يجــري وما خلقه، في وأمره الله كالم البديع. فهو االيجاز

وااللتــآم التواؤم إال وفعله وجل عز كالمه بين يكون وفعله. فال سننه منــاغم ــذا روعة واالنتظــام. وتتجلى والتكامل واالنســجام والتن ــواؤم ه الت

واآلفــاق. وذلك االنفس في وآياته القرآن في تعالى آياته بين واالتساق، دالالت في المتفكــرين رؤى وتبلــورت المتــدبرين مــدارك اتســعت كلما وتكــاثر وتباينها االشــياء تغــاير عن القويم بيانه وفهم الحكيم الكتاب هذا

وتنوعها. االسماء وتناظر وتفرعها االحياءــذا في ــاب تضــمنه ما بين المزاوجة عن رؤية البحث ه وحيه في الله كت ســـنن من الكـــون في الله خلق عليه ينطـــوي وما وأحكـــام، هداية من

وإحكام.مقدمة:

ــرآن ــاتم الحكيم الق ــاالت خ ــرية. فهو الى الله رس نزوله منذ البش من تعــالى الله حفظه وزمــان. وقد مكــان كل في انســان لكل خطــاب

وجعله والتبديل التحريف األجيــال، عــبر تتواصل هدايتــه، تنقطع ال خالداــور ــدد كل مع وتتطـ ــال. يتجـ ــاؤه حـ كلما نصوصه دالالت وتتعمق عطـ

ــرين معارف وتطورت المتدبرين آفاق اتسعت في يعتمل ما في المتفكــاثيره تنفعل وما محســوس حــدث من الكــون كلما أنه النفــوس. أي بت ومسالك االشياء بطبائع العلم مدارج في االنساني العقل مدارك ترقت

آي بـدالالت العلم من وضــروب المعرفة من دروب له تكشـفت االحيـاءــاب ــاب العظيم. وهو الكت ــارف، كل على مهيمن شــامل كت متصل المعــه. فهو ينضب ال العطــاء تقتصر ال إذ وجوههــا، بكل للهداية مصــدر معين

ــمل بل وفالحها لتزكيتها االنفس هداية على ــذلك تشـ ــول هداية كـ العقـــدها ــالحها. فهي لرش ــائق لمعرفة هداية وص ــوحي حق هداية هي كما ال الــدين علــوم من اساسا تســتمد الوحي الكون. وحقائق حقائق لمعرفة وتلك هذه بين ولكن الطبيعية، علوم من اساسا تكتسب الكون وحقائق

على ويجيب المقاصد الى يرشد الــوحي من المســتمد تكامــل. فــالعلم المكتسب والعلم المســـتور، بـــالغيب يتعلق ما وكل الســـؤال: لمـــاذا؟

ــف؟ على يجيب ــؤال: كي ــالكون يرتبط ما وكل س المنظــور. وكالهما ب أو تعــارض ودون وانسجام، وتكامل تواؤم في الحقيقة تجليه في يسهم واآليــات القرآنية اآليات بين التواؤم هذا عن وانفصام. والكشف تناقض النص مــدلول بين المزاوجة في رشــيد نهج خالل من يتــأتى إنما الكونية تكون أن يجب المزاوجة الطبيعي. فهذه العلم إليهه يفضي وما القرآني

الكتــاب آلي اقحــام دونما والحكمة والحيطة الدقة من كبيرة درجة على ما غير تحميلها في تهافت أو لمعانيها أعتساف أو داللتها غير في الحكيم

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

2

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــة، ظاهرة عن علمية نظرية لتوافق تحتمل محاولة ذلك عكس أو طبيعي لموافقة بها والــزج طبيعية ظــاهرة عن علمية نظرية عن مفهوم تطويع

العلم ونظريــات أوجــه، حمــال قرآنيــة. فــالقرآن آلية ســطحي فهم فهم بين تكــون إنما القويمة فالمزاوجة للتعــديل. لــذلك قابلة الطــبيعي

حقيقة عن الداللة قطعي وفهم كونية ظــاهرة عن القــرآني للنص سليم وعلوم الوحي علوم بين والتكامل بالتواؤم نعنيه ما الظاهرة. وهذا هذه

تنم الــتي والشــهادة الغيب وحــدة عن يعبر إنما التكامل الطبيعية. وهذاالخالق. وحدانية عن

والشهادة: الغيب عالمي بين الخلق وحدة ما هو بحواسه الطبيعة في يدركه أن يمكن أو االنسان يدركه ما إن بــالحواس إدراكه يســتحيل ما الطبيعة في أن الشــهادة. إال عالم نسميه

أو القاصية الكون أطراف في وجوده بسبب إما مساعدة، وسيلة بأي أو أو الماضي في حدوثه بســبب من اآلن ندركه ما بــان المســتقبل. علمــا

حالته يصف إنما البعيــدة النجوم من الصادر الضوء بوساطة الكون حالةــاض في ــانت وإن الضــوء ألن ذلك ســحيق، م ــيرة ســرعته ك أنها إال كب

بحــدود محــدود الكــون في حولنا من نشــاهده ما فــإن محدودة. وهكــذا حواسـنا. إال طريق عن الحــدود هــذه تجـاوز ويستحيل والمكان، الزمان

خالل من وصــفه يمكن بل عقال، تصــوره يمكن الحــدود هــذه وراء ما أن بحســبه الطــبيعي القانون االمتــداد بحواســنا. هــذا نشــاهده لما امتــداداــالظرف وجــوده ارتباط حيث من نسبي غيب المشاهد للكون العقلي ب

المطلــق، الغيب أو والالم باأللف المعرف الغيب والمكاني. أما الزماني بــالطبع طــبيعي. ولكن قــانون بــأي تفســيره أو وصفه يمكن ال وجود هو

الشــهادة. يشــمل كما الغيب يشــمل الذي الوجود بناموس محكوم فهو ويســمو المــادي الطــبيعي بــالكون يحيط الغيب عــالم أن نجد هــذا ومن إذ الوجــود، عــوالم في مرتبته حيث من بل المكــان حيث من ليس عليه الــدنيا بالسماء يسمى ما وهو المراتب، هذه أدنى هو المادة عالم يصير الشاســع. والعلم الكــون هــذا في ندركه أو نشــاهده مما تحتويه ما بكل ولكن الطــبيعي العلم إطــار في يــدخل ال الدنيا السماء على يعلو ما عن

موات سبع خلق الذي) الله أن منه فهمنا الذي الوحي من يستمد سـ هـــذه من الوجـــود بنـــاء رتب قد [،2 :اآلية الملك ...( ]ســـورةطباقا

في بعض على بعضـــها يســـمو حيث الســـبع الطبقـــات أو الســـماوات الـــدنيا الســـماء من يلينا بما الخلـــق. والعلم في تتحد ولكنها المرتبـــة،

بقصــور وقاصر حواســنا بمحدودية محــدود الطــبيعي العلم في المتمثل متطور ولكنه ادراكنا تعمقت وكلما االدراك، هذا دائرة اتسعت كلما أبدا

الحياة. وفي الطبيعة وفي الكون في يعتمل بما معرفتنا شــمول مع ينســجم الطــبيعي الكــون وتضمنه الغيب عالم سمو إن

العلم وحــدة على يــدل ثم ومن الطــبيعي العلم على وهيمنته الــوحي واحد بأصل ذلك كل وارتبــاط والشــهادة الغيب عالمي بين الخلق وحدة

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

3

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

أال يجب بصــمديتها. وهنا المتمــيزة بأحديتها المتفردة الذات من مستمد بعض إليه ذهب وما السياق هذا في الخلق وحدة من نعنيه ما بين يخلط ومراميها مضــمونها في تتفق ال الوجــود" الــتي "وحدة مقولة من الغالة

العالقة هــذه خالل من فيتنــاول البحث هذا البحث. أما هذا يعالجه ما معــواؤم التوحيدية ــتمد العلم بين الت ــوحي من المس ــموله مع ال والعلم شقصوره. مع الطبيعي

الطبيعي: العلم قصور ظواهر من فيه يحدث وما الطبيعي العالم إلى النظر يمكن هذا من بحســبه ــرا ــبي. ومن لوجــود مظه الطــبيعي العلم يصــير ثم غي ــدخال م الشهادة عالم في يجري ما بحقيقة االعتقاد أن حيث من بالغيب لاليمان

بال الحــدود هــذه وراء يمتد الــذي بالغيب االيمان يستوجب حدوده وتبينحدود.

ــاه ما في أســلفنا كما الطبيعية العلــوم في القصــور أوجه من ذكرن دراسة في المتعمق الباحث فإن الحديثة، النظريات عنها كشفت والتي المادية الغيب. فاألجســام أعتــاب عند نفسه يجد وان البد المادة سلوك

مظـــاهر أو للطاقة اخـــتزان حـــاالت إال ليس – تصـــورها يمكن كما – لقطعة مشــابه نحو على غيبية طبيعة ذي وجود وسط متكاثفة لتكوينات

بخــاره. وهــذه عن تكاثفت ماء قطرة أو مياهه عن تجمدت بحر في ثلجــدها الغيبية الطبيعة ــدأ يعضـ ــدم مبـ ــتيقن عـ ــات في الـ الكمية الطبيعيـ

الــذي الدقيقــة، الجســيمات حالة "التقطــع" في خاصية على المؤسســة( – ) مادية أو موجية – جســيمية ازدواجية خالل من تصوره يمكن غيبي الجسيمات هذه وجود تجعل ال احتماليا والزمان. المكان في قطعيا

الطــبيعي العــالم أن وهي مهمــة، حقيقة عن الكشف يمكن هذا منــور ــات إال ليس المنظ ــالم تجلي ــبي لع ــتور. أي غي ــادة أصل أن مس الم منها صورة عالمنا يمثل والتي التجليات هذه غيبي. ومن وجود ومنشأها

تفاعالت. من فيها يعتمل وما والطبيعة الكون نشأالغيب: تجليات أعظم القرآن في

في فهي المخلوقــات؛ في الدرجة حيث من الغيب تجليــات تتفاوت األجســام بها نعــني الــتي الجمــادات في تتمثل الــدرجات هــذه أدنى

ــذاتها القاصــرة ــؤثر لم ما الحركة عن ب ــؤثر عليها ي ــارجي. وتتجلى م خ من ســلوكها في ينطــوي وما األحيــاء في أكــبر بمستوى الغيبية الطبيعة هــذا درجــات الحيوانيــة. وأبــرز إلى النباتية الحيــاة من متدرجة غرائــز، إدراك في العقل إعمال خاصية من به تفرد بما االنسان خلق هو التجلي نمــاذج لــدى تكــون الغيب تجليات الكون. وأرقى وسنن الطبيعة قوانين

هم بلوغه، العقل يستطيع ال ما لتبليغ الوجود خالق اصطفاهم البشر منــاء ــاالته وحملة الله أنبي ــذين رس ــالم) غيبه على يطلعهم أن يمكن ال عى من إال ،أحدا غيبه على يظهر فال الغيب ــ ول من ارتض (رســ صــلى محمد الخــاتم النبي أتى هؤال رأس [ وعلى27-26: الجن ]سورة

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

4

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

إليه الله أوحى وأروعها التجليـــات هـــذه ذروة وســـلم. وفي عليه الله كتابا الحكيم القرآن شامال المعارف، كل على ومهيمنا أعظم عن معبرا

شـــيء، من فيه الله فـــرط ما الغيب، تجليـــات تعـــالى لمعرفته هاديـــا ذي بخطــاب المجيد الكتــاب هــذا يتسم خلقه. وبهذا في سننه ولمعرفةالبيان. في وإعجازه البرهان في ايجازه عن تنم خصائصالقرآن: خصائصــأي الله كالم ليس ــالقرآن ك ليس كالم. ف ــا ــاه ينتهي خطاب عند معن

ــال في ألفاظه دالالت ــالة معين. ولكنه وقت أو معين مجـ إلى الله رسـ المكونة الجملة ســميت زمــان. لــذلك كل وعــبر مكان كل في البشريةــامى آية أللفاظه ــ ــرقى كلما ويتسع معناها يتن ــ ــاني العقل ت ــ في االنس يقيدوا لم المفسرين فإن ذاته دالالتها. وللسبب استيعاب على مقدراته

الله كالم أن حقيقة وعـوا ألنهم نزولها بأسـباب القــرآن آلي تفســيراتهم عالية درجة على كــانوا انهم واحــد. كما معــني على يقصر أن من أعمق

الكتاب هذا مع التأدب من افادات تفاسيرهم في ورد ما العظيم. فكثيرا ابلغ أعلم. ولعل وقــولهم: الله تعــني، فيما تعــني اآلية قولهم: هذه مثل

االســالم- في هو من وهو – الصــديق بكر ابى عن مــاروي التــأدب صــور أجــاب: إذ النســاء، سـورة في الــواردة الكاللــة، معــنى عن سـئل عندما يكن فــإن برأيي فيها أقول ومن فمــني خطأ يكن وإن اللــه، فمن صــوابا

المعــنى. من المقصــود أفــاد منــه. وقد بريئان ورسوله الشيطان. والله راه. وقد رأي في ابابكر أخالف أن الستحي )ر( قائال: إني عمر به وأخذ بمعــاني واإلحاطة الفهم بعــده. ودرجة من المفســرون هــذا على أجمع

ــادة تزيد ودالالتها اآليات ــذي العلم بزي الله واتقوا) التقــوى مع يزيد ال [.29 :اآلية االنفــال ]ســورة(عليم شيء بكل والله الله ويعلمكم

النـــاس على يلتبس ما بين التفريق في البصـــيرة تفتح التقـــوى أن كماــوا الذين ياأيها) وا إن آمن ( ]ســورةفرقانا لكم يجعــل الله تتقــ

[.29 :اآلية االنفال النــاس كل يناسب الــذكر يفيد ما في فإنه القرآن دالالت عمق ومع الله جعله إذ العقل، مستويات كل ويخاطب د) لفظه في ميســورا ولقــ

رنا ــورةمدكر من فهل للذكر القرآن يس ،17 :اآلية القمر ( ]س [ـ جعله كما نا يس ( ]سورةمبين وقرآن ذكر إال هو إن) مدلوله في بي للــذكر الفهم ميســور تجعله الــتي الله كتــاب في الصــفة [ هذه69 اآلية

االنســان. لبــني الخاتمة الرســالة هو القــرآن يكون للفكر المعنى عميقول على وما) وتبيينها بتبليغها إال الله رســـول يـــؤمر ولم ــ سـ إال الر

لم الســالم عليه فإنه [. لــذلك54 :اآلية النــور ( ]ســورةالمبين البالغ فال محدودة داللة في معناها يقصر ال حتى القرآن آيات تفسير إلى يعمد والتفكر االجتهــاد بــاب بهذا فينغلق تفسيره مخالفة على بعده أحد يجرؤ والحقب. وقد االجيــال تعــاقب مع القــرآن تفاسير تعددت فقد لهذا فيها إن يقــول: أقــراؤ إذ ما بامر تتعلق آلية باالشارة يكتفي السالم عليه كان

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

5

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــذا شــئتم ــذكر ك ــرها وال اآلية وي ــا. فلقد إنما بل يفس ــبي دعى يبلغه الن في . وقــالآية ولو عــني بلغــواوقــال: الــوداع حجة يــوم المؤمــنين

ــه: الموقف أوعى مبلغ ورب الغــائب، منكم الشــاهد فليبلغذات يحملهــا. وقد ممن أكــثر معناها يعي قد آية يبلــغ من أن . أيسامع من

ســـمعوها كما عنه ينقلوها أن ووعوها مقالته إلى اســـتمعوا ممن طلب أن إلى اشارة هذا نقصان. وفي أو زيادة دون المؤمنين من الحقة أجياال

ــفون قد ــرآن في يكتش ــفه لم ما الق ــبقهم من يكتش سر فيه أن كما س زمــان لكل والظروف األحداث على معانيه تنزلت كلما وإعجازه خلوده

ومكان. من عاليه أوردناه وما الله كتاب بها ينفرد التي الصفة هذه ضوء في

وأصل بالشــهادة الغيب وعالقة الوجــود وحقــائق الكونية الله آليات فهمــادة، ــ ــدرك أن يجب الم ــ ــات وأروع أعظم هو الله كالم أن ن ــ غيبه تجلي الحكيم القــرآن خصــائص دراسة بنا يجــدر هــذا للكــون. وعلى وربوبيته

ــيما ــتي س ــبر ال ــازه عن تع ــال في إعج ــوم مج والمعرفة الطبيعية العل حقائقه وثبــوت وحفظه المعرفة هــذه شــموله حيث من وذلك الكونيــة،

ــان كل في وثباتها ــ ــان، كل في وخلودها مك ــ ــال أنه حيث ومن زم ــ مج هــذه إطار في – يمكن واالستقامة. وهنا للهدى وطريق والتفكر للبحث

الجــوانب من العظيم الكتــاب هــذا خصــائص مناقشة – الكونية المعرفةاآلتية:

الكونية: المعرفة شموله أوال: خاصية من محــدودة حالة يمثل إنما المنظــور الكون بأن القول أسلفنا لقد

السنن تصف التي القوانين وأن طبيعته، ندرك أن من أوسع غيبي وجودــاموس من خاصة حالة تمثل إنما الكونية ــذلك ن ــود. ول ــإن الوج العلم ف

يكــون أن يعــدو ال الكــوني من واضح الكليــة. وهــذا المعرفة من جــزءا أخــرى، ناحية من أو والمادة، والزمان المكان بمفاهيم المرتبط قصوره . بهــذاالمعــرفي إدراكه ومــدى األرض وجه على االنســان نشـوء بتــاريخ االنســاني العقل إليه يتوصل ما عن يخــرج ال الطبيعي أو الكوني فالعلم

طنا ما) يقــرر وهو والطبيعــة. والقــرآن الكــون عن حقائق من في فريء من الكتاب [ يــورد38 :اآلية االنعــام ( ]ســورةشــ هــذه من كثــيرا

الكونية الحقــائق العقل يحـرض ذلك سـوى ما وفي تلميحــا، أو تصــريحا الخطـــاب اللـــه. ويـــأتي آيـــات في والنظر والتفكر التـــدبر على ويحثه

عن اخبــار وجــوه؛ ثالثة على الكونية تعــالى بآياته يتعلق ما في القــرآنيــائق ــ ــا، يمكن حق ــ ــائق اختباره ــ ــائق اختبارها اليمكن وحق ــ يمكن وحق

اآلتي: في منها كل لمناقشة وسناتي استنباطهالالختيار: قابلة )أ(حقائق

ــذه ــني وهـ ــار بها نعـ وإثباتها اختبارها يمكن كونية حقيقة عن اإلخبـــالى: ) قوله في كما المراقبة أو بالتجربة ماءتع ــ ــد بنيناها والس بأيي

ــوني السماء [. فاتساع47:اآلية الذاريات ( ]سورةلموسعون وإنا الك ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكامل

هـ1430 الـمـحــرم11-9 م20096

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

وأثبتت والكونيــات الطبيعيــات علمــاء لها توصل حقيقة بالقيــاس حــديثاــرون يكن لم حقيقة الفلكي. وهي ــ من يمكنهم وضع في األوائل المفس

حــدث كما بالتجربة منه االستيقان يمكن ما الحقائق من ادراكها. وهناك من االستشــفاء بشــأن وســلم عليه الله صــلى الرســول حيــاة في حتى

ــتطالق ــتي: ) النحل بعسل البطن اس رجال ــ راب بطونها من يخ ــ شــف ــه مختل ــه ألوان فاء في ــك في إن للناس شــ ــة ذل وم آلي لقــ

البــاحثون هم المتفكــرون [. وهــؤال69:اآلية النحل ( ]ســورةيتفكرونــل، سلوك وفي والطب، والصيدلة والكيمياء األحياء علوم في وفي النح

االســتدواء. في منه االســتفادة كيفية وفي للعســل، الكيمــائي الــتركيب شفاء استعجل من على بقوة وسلم عليه الله صلى الله رسول رد ولقدــكك أخيه ــدة في فتش ــه: العسل فائ بطن وكــذبت الله صــدقبقول

. عسال فاسقه اذهب أخيكلالختبار: قابلة غير )ب(حقائق طــبيعي قــانون من مســتنبطة كونية حقيقة عن اإلخبار بذلك نقصد

فيما العلمية القياســات أو التجربة بطريق صــحتها اختبار يستحيل ولكن – الطبيعة علمــاء به يؤمن العلمــاء الكــون. فهــؤال خلق بداية إزاء – مثال

يصل قد ما قبل الســحيق الماضي في البداية هذه حدوث كيفية يصفونــرين نحو إلى ــون عشـ بليـ ــا ــدثون كما عامـ ــون نهاية عن يتحـ في الكـ

المــادة أن الكونيــات علمــاء لــدى االعتقــاد البعيــد. ويســود المســتقبل - كانت األرض ذلك في - بما الكونية رتقا ــانفتقت مندمجا انفجــار في ف

حيث الصــغر، في متناهية برهة من أكــثر الــزمن من يســتغرق لم هائلــرارة درجة جعلت عظيمة طاقة انطلقت ــوق الح ــون10 تف ــة، بلي درج حـتى الكـوني البنــاء في مطــرد اتســاع مع الزمــان عبر مقدارها تناقص مكونة تتــآلف أن األولية للجســيمات اتــاحت الــبرودة من درجة بلغت

المنظـور الكـون أجـزاء تشـكلت واالتساع البرودة تزايد مع الذرات. ثم وما األرض فيها بما الشمســية للمنظومة باالضــافة ونجــوم مجرات من

ــاء من االرض على ــاة م ــؤها وحي ــذا منش ــاء. ثم ه ــذا أن الم ــون ه الك – بعد يحــدث لم محتوم حراري فناء إلى يؤول أن إلى اتساعه سيواصل

ــدم الخلق بداية يؤكد مما – ذلك على والحمدلله ــون، أزلية وع لو إذ الك كان في حدث قد الحراري الفناء هذا لكان – الماديون يدعي كما – أزليا

يســتنفذ بعــدما الحــراري الفنــاء هــذا يحــدث عندما انه الماضي. ويعتقد انكمــاش يعقبه شــامل خمود يصير االتساع عملية في طاقته كل الكون

بدأ. كما ليعود الكون أجزاء في الداخل إلى وانطواء بداية عن يتحــدث الطبيعة علمــاء بصــحته يــؤمن الــذي النموذج هذا

ــون، ونهاية ــه. ومن عقولنا تحيط ال غيب وكالهما الكـ أن المفارقة بكنهـ الكــوني النمــوذج بهــذا يؤمنون بالخلق كفروا الذين المالحدة من الكثير أولممستقررا: ) يخاطبهم القرآن هو الخلق.فها حقيقة على يدل الذي

ماوات أن كفـــــروا الذين يـــــرى رتقا كانتا واألرض الســـــ

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

7

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــاء من وجعلنا ففتقناهما ــل الم يء ك ــ ــون أفال حي ش (يؤمن ما من داللة اشــمل القرآنية االفــادة هذه أن [إال30:اآلية األنبياء ]سورةــالكون فقط تتعلق ال أنها إذ الكــوني النمــوذج إليه يفضي بالســماء أي ب بين إعجـاز اآلية هـذه سـماواته. وفي بكل كله الوجـود تشـمل بل الدنيا

الحقيقة هــذه رأوا من هم – آمنــوا الــذين وليس – كفــروا الــذين أن منــداء. كما ــدئ كيــف يروا أولمتعــالى: ) بقوله يســتقررهم إبت الله يب

نهاية القــرآن أكد [. حيث19:اآلية العنكبوت ( ]سورةيعيده ثم الخلقــون عمر ــ ــالى: ) بقوله الك ــ ماوات خلقنا ماتع وما واألرض الســـ

بين [ كما3:اآلية االحقاف (. ]سورةمسمى وأجل بالحق إال بينهماماء نطوي يومالكون: ) هذا ينتهي كيف القرآن جل كطي الس الســ (فــاعلين كنا إنا علينا وعــدا نعيــده خلــق أول بدأنا كما للكتبــاء ]ســورة إلى شــيء كل أيلولة القــرآن يؤكد [. كــذلك104:اآلية األنبي

ــه وجهه إال هالك شيء كل هو إال إله الالهالك: ) ــه الحكم ل وإلي كــلتعــالى: ) قوله ذلك [ ومثل88:اآلية القصص (. ]ســورةترجعــون

ــرام الجالل ذو ربك وجه ويبقى ،فان عليها من ( ]ســورةواإلك في وتجعلهم كفروا الذين تتحدى اآليات . وهذه([27-26الرحمن:اآليات

بالخالق. يؤمنوا لم إن ورطةلالستنباط: قابلة )ج( حقائق

في بحقـائق تتعلق لقضـايا إثـارة من اآليـات تتضمنه ما بهذه ونعني ملكـوت في والتفكر والنظر التــدبر إلى وتـدعو بالغيب كماتتعلق الكون

والحيــــــاة. الطبيعة عن علم من ذلك إليه يفضي ما واســــــتنباط الله ينظروا أولمتعــالى: ) قوله مثل التــوجيهي بالخطــاب يــذخر والقرآن

ماوات ملكوت في أو [،185:اآلية األعــراف ( ]سورةواألرض الس كيف فانظروا األرض في سيروا قل تعالى:) قوله ــدأ ــق ب (الخل

خلق كيف تروا ألمتعالى: ) قوله [ وكذلك20:اآلية العنكبوت ]سورةماوات سبع الله وجعــل نــورا فيهن القمــر وجعــل ،طباقا ســ

مس [.16-15:اآليات نوح ( ]سورةسراجا الشــؤال ــ ــموات، خلق عن والس ــ ــبي، أمر وهو الس ــ بوصف مقرونا غي

والعــالم المستور العالم بين تجمع لقضية مثار والقمر، الشمس لطبيعةــرآني المنظــور. والخطــاب ــيرا الق ــار بين يمــزج ما كث الغيب عن اإلخب

ــار ــرة الطبيعة عن واإلخبـ ــاة والفطـ ــوم أنها بحسب والحيـ تتكامل علـــائق عن للكشف ــذا حق ــود. وله ــاب الوج ــامع المصــدر هو الله فكت الج الحــق: يقــول حيث فيهــا، شــيء لكل وتبيــان مناحيهــا، كل في للمعرفة

لنا) رى ورحمــة وهدى شيء لكل تبيانا الكتاب عليك ونز وبشــ[.89:اآلية النحل ( ]سورةللمسلمين

ما للنــاس ويــبين الرســالة يبلغ أن الســالم عليه الرسول وظيفة إنل حسب حولهم من وبالمخلوقات بالخالق بعالقتهم يتصل فيما إليهم نزسول ياأيهاتعالى: ) قوله ( ]ســورةربك من إليــك أنزل ما بلغ الر

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

8

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــدة ،67:اآلية المائ ــالى: ) قوله أو ـ[ ــك وأنزلناتع ــذكر إلي لتبين الل ما للناس ــورةإليهم نز ــإن ذلك مع [ ولكن44:اآلية النحل (. ]س ف بها يقصد الــتي األســئلة على االجابة عن الرســول يصــرف كــان القرآنــاء: ) علم في كســؤالهم طبيعية ظــاهرة شــرح ألونكاألحي عن ويســ

اء فــاعتزلوا أذى هو قل المحيض ( ]ســورةالمحيض في النســــلم عليه الله صلى الرسول يجبهم [ فلم222:اآلية البقرة ما في إال وس

فمــتروك الــرحم داخل للبويضــات يحــدث ما أما دينهم أمر في يفيــدهمــري للعقل ــ ــافه. ومثل البش ــ ــؤالهم ذلك الكتش ــ ــك: علم في س ــ الفل

ــورةوالحج للناس مــواقيت هي قل األهلة عن يسألونك) ( ]س حيـــاتهم في الســـائلين يهم ما في اإلجابة [ فكـــانت189:اآلية البقـــرة

يصـير ثم بـدر إلى الهالل يتحـول كيف أما وعبـادتهم ذلك وعالقة محاقـا على ذلــك. واإلجابة لبيــان الرســول بعث فما والقمــر، األرض بحركــتي

إعمــال في تــرقى كلما االنســان إليها ليتوصل متروكة األسئلة هذه مثل عقله خلقه في الله آيـــات متـــدبرا فيكتشف ملكوتـــه، في ومتفكـــرا

ظواهر. من الكون في ينجم ما وتصف تحكم التي القوانين الجـــامع الكتـــاب وهو القـــرآن، أن إلى الخلـــوص يمكن أوردنا مما

جزء بحسبه الكون علوم يشمل الوجود، لعلوم الوجود. وتــاتي هذا من ا عليها، يدل صريح بوجه إما القرآنية النصوص سياق في الكونية الحقائق

من نستمده ما مقدار فإن الحالتين عنها. وفي ليكشف للعقل بتوجيه أوــدبرنا كلما يزيد القــرآن من كونية حقــائق في النظر انعمنا وكلما آياته ت

الكون. آيات:وديمومته حفظه ثانيا: خاصية وأنه عليها ومهيمن المعرفة ضــروب لكل شــامل القرآن أن حقيقة

أنه يعــني يعلم، لم وما منه علم ما والوجــود الكون بحقائق للعلم مصدرــزمن. وتجــدد مع معينه ينضب ال العطــاء ومتجــدد خالد يفيد العطــاء ال

الله كلمــات في محفوظ الزمان. فهو عبر المتصل لالنسان الله خطابــديل يعتريه ال ــدل الإذ: ) التب ــه مب ــورةلكلمات [27:اآلية الكهف ( ]س

ــتزييف: ) التحريف من ومحفوظ تعالى، ــل يأتيه الوال بين من الباطــه ه من وال يدي ــذا الله أكد [. ولقد42:اآلية فصــلت ( ]ســورةخلفــ ه

لنا نحن إناتعــالى: ) بقوله الحفظ ــذكر نز ــه وإنا ال افظون ل ــ (لح وكالم الزمــان عـبر المخلوقــات حــال تطور [ ومع9:اآلية الحجر ]سورة

حيث: للكون خلقه يتبدل ال مثلما يتبدل ال ثابت الكونية الحقائق عن الله من فيه يجري ما أو [ ،30:اآلية فالروم ( ]سورةالله لخلق تبديل ال)

نة تجد ولنسنة: ) تبــديل الله لسـ وما)[.ــ 32:اآلية الفتح ( ]ســورةا:اآلية يونس ]سورة...(الله دون من يفترى أن القرآن هذا كان:اآلية الواقعت ]سورة(مكنون كتاب في ،كريم لقرآن إنه)ـ[ 37 الــبروج ]ســورة(محفــوظ لــوح في. مجيــد قرآن هو بل)[.ــ 77

ملكوت في لكتابه الله كفله الذي الحفظ لهذا [. واضافة22-21:اآليات ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكامل

هـ1430 الـمـحــرم11-9 م20099

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

قلب ظهر على صــدورهم في يحفظونه من له ســخر فقد الســماواتــودون ــدققون نطقه ويج ــبطها قراءاته وتوثيق حروفه رسم في وي وض

ــه. آياته عــدد إحصــاء وفي كتابته طــرق وفي تالوته في والتفنن وحروفــاك أن تكشف ولقد ــات هن ــذه تحكم عددية عالق ــداد ه في وغيرها االع

به يتفرد عددي اعجاز وهذا ،19 العدد على القسمة يقبل كلها إذ القرآنالله. كتاب

للرساالت: ختمه ثالثا: خاصيةــاس الله وجد أن منذ ــ ــ ــاء فيهم بعث االرض على الن ــ ــ وارسل انبية من وإن)... ومنــذرين مبشرين قوم لكل الهداية يحملون الرسل أم

الرســاالت هــذه [. وكــانت24:اآلية فــاطر ]ســورة(نذير فيها خال إال من درجة البشــرية بلغت أمــة. وما كل مــدارك له تتسع ما قــدر على

وصـــارت النضج انســـان كل حاجة تلــبي الـــتي الله رســـالة لتلقي أهال هاديا محمد بعث وجــدان كل وتخاطب وبشــيرا رســالة بــالقرآن ونــذيرا

خلــوده تمثل الــتي القــرآن في الخاصــية كافة. هذه للناس الخالده الله مكــان كل في للمعرفة عطائه وتجــدد شــموله مع التبــديل من وحفظه يكمن الخاصــية هــذه لالنســان. وفي الخاتمة الله رســالة تجعله وزمــان

ســحره الجــوانب هــذه جوانبــه. ومن تتعدد القرآن إعجازه. وإعجاز سرــاني ــذي البي ــاطب ال ــدر في األول الجيل به خ ــالم. ونحن ص ال هنا اإلس تناولنــا، وسنقصر القــرآني اإلعجــاز جــوانب لكل نتطــرق - كما أساســا

أشرنا منها. الكونية اإلعجازات - على آنفااعجازه: رابعا: خاصية

آيات مع وتناغمها انسجامها يتجلى اللله كتاب في المعجزات اآليات في البشــري العقل تــرقى كلما األنفس خلق وفي الكــون آفاق في اللهــوانين فهم ــرآني النص دالالت فهم في وتعمق الطبيعة ق ــال الق واالنفع

فلم االمر عليهم التبس ممن العقالء يخاطب القرآن يزال يإيقاعاته. والهم وفي اآلفــاق في آياتنا سنريهمالحــق: ) يتــبينوا حتى أنفســه لهم يتبين ــق أن ــف أولم الحـ ه بربك يكـ ــل على أن يء كـ ــ شـ ينظروا أفلممستقررا: ) ويسألهم [،53:اآلية فصلت ( ]سورةشهيد

ماء إلى ــف فوقهم الس (فــروج من لها وما وزيناها بنيناها كي فلينظــرداعيــا: ) خلقه إلى االنســان نظر يلفت أو ،[6ق:اآلية ]سورة

ان ــق مم اإلنســ الله نعمة هو . والعقل[5الطــارق:اآلية ( ]ســورةخل آيــات لفهم بصـيرته وتفتح الطبيعة قـوانين اســتنباط لالنسـان تتيح التي ســنن عن والكشف القــوانين هــذه فهم في التعمق المنزالت. وإن الله جديــدة أبعــاد اكتشــاف إلى يفضي طبيعية ظــواهر من ينجم ما في الله دائــرة تتسع البشــري العقل مقــدارات وبتطور القرآن، آيات معاني في

الــذي هو القــرآن مــنزل الله أن اآليات. والحقيقة هذه لمعاني استيعابه الكتــاب لهذا فهمهم لتعميق فيها يستجد بما العلم المعرفة لطالبي يهب نحو على قرآنية آية األولــون المفســرون فهم الزمان. فربما تقدم كلما

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

10

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــواص علمهم مع آنئذ يتناسب ــياء بخ ــواهر األش ــة، وظ اآلية لكن الطبيع الــذي الجيل يفهمها وقد أعمــق، معــنى منها يتولد أن اليــوم يمكن ذاتها هو المعاني من والمستمر المتجدد الفيض عمقا. وهذا أكثر بصورة يلينا

ــان لــو قلاآلية: ) تعنيه قد ما ر ك د ربي لكلمــات مـدادا البحـ لنفــــه جئنا ولو ربي كلمات تنفد أن قبل البحر ( ]ســورةمــددا بمثل

الــذي الرباني والمنهل القرآني باإلعجاز نعنيه وهوما [109الكهف:اآلية الله رســــول أن ورد ما آخــــذ. وهو منه يكتفي وال منه باألخذ ينتقص ال

تشــبع بأنــه: ال الله كتــاب وصف في عنه عــبر قد وســلم عليه الله صلى الله تحدى عجائبه. لهذا تنقضي وال الرد كثرة على يخلق وال العلماء منه

ــالى ــابين تع ــه: ) في المرت ا ريب في كنتم وإنكالم لنا مم على نز هم . وبالطبع[23البقرة:اآلية ( ]سورةمثله من بسورة فأتوا عبدنا

قــللرسوله: ) تعالى بين كما ذلك في الجن عاضدهم لو حتى عاجزونرآن هذا بمثل يأتوا أن على والجن اإلنس اجتمعت لئن ــ ال الق

ـان ولـــو بمثلـــه يـــأتون ــ هم ك يرا لبعض بعضـــ ــورةظهـــ ( ]سـ.[88االسراء:اآلية

:الكون في القرآن وحقائق القرآن في الكون حقائق العقل لمخاطبة اتســاعه في يتجلى – أســلفنا كما – القــرآن إعجــاز

ــائق. على والتدليل الكشف في العصور مر على المتصلة البشري الحق الكونية الحقيقة ادراك عن بطبيعته قاصر العقل هذا بأن االعتقاد ويجب

يجعله مما النهائية دالالت بكل اإلحاطة عن قاصر أنه مثلما للتطور قابال بأن االعتقاد يجب الزمن. كما مع معانيه أبعاد تتسع الذي القرآن من آية

يفضي ما مع متوافقة تكــون وان البد الصــحة، قطعية الكونيــة، الحقائق بهذه المتعلقة القرآن لنصوص السوي الفهم إليه من الحقائق. وانطالقا آلي صــحيح فهم بمعيــار الكونية النظريات نتائج نقوم أن يمكن فإننا هذا

من صــحته ثبتت بما قرآنية آلية الظــني فهمنا تقــويم يمكن كما القرآن، متبصر فهم خالل من كونية حقيقة اكتشـاف يمكن أنه كونيــة.أي قوانين

من قرآنية آلية أشــمل معــنى وتطوير إدراك يمكن كما قرآنية، لنصوص في الكون حقائق بين المزاوجة قطعية. وبهذه كونية لحقيقة فهم خالل

ــاق ارتياد في المؤمن بصيرة تتفتح الكون في القرآن وحقائق القرآن آف أبلغ عنهـــا. وإن اإلعجـــاز من صـــور واستكشـــاف الكونية المعرفة من

يكون ما هو اإلعجاز هذا معاني ــبر التي الطبيعية بالعلوم متعلقا فيها تختبالقياس. وتنضبط والتجربة بالمراقبة الحقائق صحة

خالل الفرد عند العقل مستويات كل لمخاطبة قابل القرآني والنصــاتي تطــوره ــام بوجه البشــري العقل لمخاطبة قابل هو كما الحي من ع

لصــور األمثلة بعض نسوق ان واألجيال. ويمكن القرون عبر ترقيه خاللــتي القــرآني اإلعجــاز في العقل بتطــور عميقة معــان عنها تكشــفت ال

ــطحي بفهم يكتفي ربما المرء أن هذه الطبيعية. من العلوم مجال أو س – مباشر ــراءة عند – مثال ــ ــالى: ) قوله ق ــ أن على قـــادرين بلىتع

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

11

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

في الخلق روعة تدبر إذا ولكنه ،[4القيامة:اآلية ( ]سورةبنانه نسوي في دقة من البنــان هذا في وما اللمس بحاسة المتعلقة العصبية الخاليا

بين حــتى شخصــين أي عند رسمها يتباين بصمات من االنامل تطبعه ما للتــدليل البنــان تخصــيص في المغــزى لعرفنا األعم، الغالب في التوائم

قرآنه. وفي خلقه في الله إعجاز عظيم هو كم والدركنا الله، قدرة علىــال ــالى: ) قوله قرأنا إذا ذلك ومثـ جر من لكم جعـــل الذيتعـ الشـــ

لكفانا ،[88يس:اآلية ( ]سورةتوقدون منه أنتم فإذا نارا األخضر أنه اآلية. إال لهذه مباشر معنى من يستقى ما يتبــادر أن يمكن لما خالفا

بالخضرة، نعته فإن وقودا، يجعل الذي هو اليابس الشجر أن من للذهن يبدو والذي لفظا يثير وهلة، أول من زائدا أن لنا كــان ما عظيما، تساؤالــبة معرفتنا طريق عن إال عليه نجيب ــ ــوم من المكتس ــ ــات عل ــ الطبيعي

زيت بــأن تفيد العلــوم األرض. فهــذه طبقــات وعلم والكيميــاء واألحيــاءــرة حياتنا في منه تستمد الذي الحجري الفحم أو الغاز أو النفط المعاص يكون قد الطاقة لتوليد وقودا ــور( في الخضراء المادة من ناتجا )اليخض أمد منذ األرض جــوف في هائل ضــغط تحت طمرت التي الشجر أوراق

انما االحــتراق طاقة أن المؤكد من وإال المختصــين، بعض يرى كما بعيد نكتشف ان يمكن هــذا اليخضور. ومن هذا عن تنتج ــدا ومعــنى أعمق بع

ــمل ــوي لما أش ــون ان دون اآلية عليه تنط ــذا في يك ــديث الفهم ه الح منطوقهــا. وقد ظــاهر من يفهم قد ما أو الماضي في فهم ما مع تناقض

قوله في بــرزخ ككلمة قــرآني لفظ عليه ينطــوي ما العقل يســتوعب الــان ال برزخ بينهما. يلتقيان البحرين مرجتعالى: ) ( ]ســورةيبغي

ــرحمن:اآلية ــذه تفهم وربما [18-19ال ــنى الكلمة ه ــاجز بمع مقارنة حاجزا البحرين بين وجعلالقرآني: ) بالنص النمــل:اآلية ( ]ســورةحــ

وهــواآليــة: ) تنص كما متباينة البحــرين في المــاء طبيعة أن ذلك [61اج ملح وهــذا فــرات عــذب هــذا البحرين مرج الذي وجعــل أجــ

وهــذا [52الفرقــان:اآلية (. ]ســورةمحجــورا وحجرا برزخا بينهما البحــرين في المتحــرك المــاء اختالط عــدم إليه يعــزى الــذي هو التباين ضــوء في اآلن تفســيره يمكن الــذي الــبرزخي الحــاجز هــذا عنه فينشأ

هــذا فــإن السائلة. وهكــذا التيارات سلوك تصف التي الجزيئية النظرية كان برزخ لكلمة الجزيئي المفهوم داللته عن كشــفت حــتى فيها مكتنزا

الجزيئية. الطبيعيات القــرآني التعبــير خصــائص من واســعة لمعان الواحد اللفظ واكتناز

ــتي ــة، اول من تكتشف ال ربما وال ــالى: ) قوله ففي وهل ماءتع والســعون وإنا بأييد بنيناها مجــال ،[47الــذاريات:اآلية ( ]ســورةلموســ أييد ومن عنه الحــديث أســلفنا كــوني اتســاع من الله آيــات في للتــدبر تــوازن حفظ في تتضــافر الــتي القــوى محصــلة هي بناءه. فاألييد تحكم

والكهرمغنطيســية التثاقلية القــوى منها بنيانــه. نعــرف وتماسك الكــون

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

12

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

لما أخـــرى قـــوى هنـــاك وربما والضـــعيف، الشـــديد بتفاعليها والنوويةالحديث. العلم يكتشفها

ــاء متماســكة السماوية األجرام تجعل التي هي التثاقلية فالقوة البن األجســـام بفعلها تنجـــذب الـــتي وهي بينهـــا، ما في متوازنة يجعلها كما

ــتقر ــاء كما األرض على فتس ــالى: ) قوله في ج نتع ــل أم األرض جعرارا ي لها وجعــل أنهــارا خاللها وجعــل قـــ ــورةرواســ ( ]سـ

ــل:اآلية ــذه[61النم ــتي هي الرواسي . وه ــوازن تحفظ ال عند األرض ت األرض في وجعلنا أخــرى:) آية في ذكرت والتي نفسها حول دورانها

ي ــورةبهم تميـــد أن رواســـ ــ ــاء:اآلية ( ]س ــ . والرواسي[21األنبي عند الســحب ركــام فينعقد الطقس حالة في تــؤثر التي هي الشامخات

من تجري مطرا السحب وتستحيل وتذوب عليها الثلوج وتتكاثف قممها التي األرض جذب بفعل سفوحها من ينحدر فرات بماء االنهار وتلك هذه

ذلك بيان في تعالى قال كما وجماد حي كل إليها تكفت را االنسان: مذكي فيها وجعلنا. وأمواتا أحياء. كفاتا األرض نجعل ألم) رواســ

ــات ( ]ســورةفراتا مــاء وأسقيناكم شامخات -35المرســالت:اآلي الكــون نظام تحكم التي هي الجذبية التثاقلية القوة أن عرفنا وإذا [37

المنظــورة األجســام وكل والنجــوم الكــواكب تجعل الــتي وهي الشاسع تجعل الــتي هي والمغنطيســية الكهربية القــوة فــإن متزنــة، متماســكة

للمــادة المكونة الذرات كيانــا ما مع الــذرة نــواة تجــاذب بفعل مســتقراــات من حولها ــتقر مثلما الكترونـ ــواكب تسـ بفعل المدارية بافالكها الكـ

بعضها ومع الشمس مع تجاذبها الشمسية. المنظومة في بعضا التي الدقيقة الجسيمات سنجد للمادة الذري البناء داخل غصنا وإذاــتركب ــواة منها ت ــذرة ن ــوة بينها ما في مترابطة ال ــوة هي هائلة بق القالنووية.

أو الجهــاري األجســام عــالم في ســواء الكوني البناء أن نجد وهكذا بها الله فتق الــتي القــوى هــذه بمحصــلة محكــوم المجهرية الجسيمات

اتساعه لها يعزى التي شرحه. وهي أسلفنا كما رتقا، كان أن بعد الكونــ القــرآن يؤكــده الــذي ( كمالموسعون وإنا) في التوكيد ( والمإنا) بـالفلكية. المراقبة تؤكده

البنـــاء عن صـــحتها في الكونيـــات علمـــاء يعتقد الـــتي النظرية إن آنفــا. المــذكورتين واالتســاع االنفتــاق آيــات معــاني عن تخرج ال الكوني

مثال هذا النظرية. وفي هذه تطوير يمكن اآليتين لهاتين فهمنا وبتعميقالكونية. المعرفة حقائق عن للكشف القرآن لقابلية

االنفتــاق آية ضــوء في الطــبيعي العلم إليه توصل ما اســتقرأنا وإذاــون، ان ألفادنا ــذي األرضي كوكبنا فيه بما الكـ ــوم الـ ــاة، عليه تقـ الحيـ

بل بــه، المحيطة والسماء بقية ليشــمل اآلية هــذه لمــدلول واستصــحابا التحــام حالة في جميعها كــانت الوجــود، مــراتب تكمل الــتي الســموات

بجــزء يقــدر الصــغر في فــائق زمن في الشدة هائل بانفجار الله ففتقها ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكامل

هـ1430 الـمـحــرم11-9 م200913

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــون من ــ ــدل الثانية من ملي ــ ــا" التعقيب عليه ت ــ ــالى: قوله في "ف ــ تع(.ففتقناهما)

حرارته وتناقص الكون اتساع وصف في الكونية النظرية وتستطرد لتكوين الذرات تآلفت ثم الذرات مكونة تتآلف أن للجسيمات أتاح الذي

أنه النظرية هــذه األرض. وتفيد فيها بما والكــواكب الســماوية األجــرامــور عملية من مرحلة في ــون خلق تط ــروف ســمحت الك الطبيعية الظ

اتــاح الــذي المــاء لتكــوين الهيدروجين ذرات مع االكسجين ذرات باتحادــاق آية به أخبرت ما األرض. وهذا وجه على الحياة نشوء اكتمل إذ االنفتــالى: ) بقوله نصــها ــل المــاء من وجعلناتع يء ك ( ]ســورةحي شــ

المــاء ونشــوء االنفتــاق بين المنطقي لالرتبــاط . وذلك[30األنبيــاء:اآليةالخلق. عمليات تسلسل خالل من والحياة

التقدير: ودقة التعبير روعةــل خلق واللهالحية: ) الكائنات في األساس المركب هو والماء ك

كتـاب في المـاء ذكر تكـرر ولقد [45النور:اآلية ( ]سورةماء من دابة الله جعلها التي الشاملة النعمة بهذه تذكر معان في أغلبها مرة63 الله

األرضية. الكرة سطح % من71 المياه تغطي بحيث الطبيعة في متاحة وغازيـة. لـذلك وسـائلة صـلبة حاالت، ثالث في الطبيعة في موجود فهو أن مع إلطفائها عامل وانجع الحرائق انتشـــــــــــار من واق أحسن فهو

واالكســجين االشــتعال شــديد الهيــدروجين عنصــري من مركبة جزيئاته الحيــاة. في كثــيرة ووظــائف اســتخدامات عليــه. وللمــاء يســاعد الــذيــؤدي ولكي ــاء ي ــائص من جملة فيه الله أودع الحيوية وظيفته الم الخص

يتبخر كما الســيولة حالة في واسع نطــاق على موجــود الرائعـــة. فهو الجو في ليشــيع ويســتحيل البيئية للحيــاة الضــرورية الرطوبة من قــدرا عندما وجليد وبرد ثلج إلى يتحول أنه كما الغليان حرارة درجة عند بخارا

ــذه الصــفر. وعند إلى حرارته درجة تنخفض ــاء كثافة تقل الدرجة ه الم المتجمد الرائعة الخاصــية هذه السائل. وبفضل سطح على فيطفو ثلجا

المائية األحيــاء تجد السـوائل من غــيره دون المـاء بها يتفرد التي مأمنــا الهواء عن تحجبه الذي الماء، يكون حيث القطبية، المحيطات باطن في

ثلجية، طبقة البارد بالتجمد تزيد المــاء كثافة كــانت لو نســبيا. ذلك دافئاــوف في الحياة على ذلك لقضى السوائل من غيره في الحال هو كما ج

كارثة في ولتسببت بل مياهها كل ولتجمدت والجنوبية، الشمالية البحاراألرض. وجه على والفيضانات الطوفان من

يء كـل إناآيــة: ) عنه عــبرت الــذي الله خلق في االبداع وهذا شـ التقدير: في دقة عن ليكشف [ ،49القمر:اآلية ( ]سورةبقدر خلقناه

. [14المؤمنون:اآلية ( ]سورةالخالقين أحسن الله فتبارك) يبــدو الماء على الحياة وتوقف أمــرا ذلك يــأتي عنــدما انه إال بــديهيا

ــياق في الخلق آية س ــيرا ــاق مراحل من مرحلة إلى مش ــوني االنفت الك أكثر يكون وأكثر كفروا الذين مخاطبة في عمقا لعقولهم. تحديا

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

14

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

تتكــرر الضــالين أو الغــافلين عقــول تتحدى التي األسئلة هذه ومثل أن يمكن حقيقة لتقرر واألرض السموات خلق عن تسألهم القرآن، في

ــل. وقد إليها يتوصل ــذا ظل العق ــدي ه التح ــا ــوح عهد من قائم عليه نــدما الســالم ــه: ) خــاطب عن ــروا ألمقوم ــف ت ــق كي بع الله خل ســ

ــورا فيهن القمــر وجعــل. طباقا سماوات مس وجعــل ن الشــ أســلفنا كما – الســبع . والسماوات[16-15نوح:اآليات ( ]سورةسراجا

الســماء تمثله الــذي المنظــور، المادي كوننا أدناها الوجود مراتب هي –وقمر: شمس ومن بروج من تحتويه بما الدنياماء في جعل الذي تبارك) ــل بروجا الس راجا فيها وجع ســ

ــيرا وقمــرا الســراج هي . والشــمس[61الفرقــان:اآلية ( ]ســورةمن عليها تعتمد الـــتي الطاقة منه وتنبعث الضـــياء منه يشع الـــذي الوهـــاج

هو القمر ســطح على من المنعكس الضوء األرض. أما وجه على الحياة معروفة تكن لم والقمر الشـــمس طبيعة بين الفـــرق النـــور. وحقيقة

بعد إال تفهم لم والــتي اآلية إليه أشــارت الــذي العلمي بالوضــوح قــديمامتأخرة. عصور في الطبيعي العلم تقدم

من جملة عنها تولــدت كونية قضــايا الطــبيعي العلم نــاقش ولقد مــوجزة – الكــون تمــدد إزاء أســلفنا كما – القــرآن إجابة كــانت األسئلةــمة. ومثل وبليغة ــ ــذه وحاس ــ ــايا ه ــ وكيف األرض بخلق يتعلق ما القض عــبر الرواسي هــذه جــذور تتوغل وكيف الرواسي، الجبال عليها تكونت

ــؤدي وكيف االوتاد، تتووغل كما األرضية القشرة في التحكم إلى وزنها ي العلم إليه توصل وتضــطرب. وما تميد أن من حركتها وفي اســتقرارها

نــات آيــات في أوجــزه قد القرآن كان القضايا هذه بشأن الحديث في بيــال. مهادا األرض نجعل ألمتعالى: ) قوله ــادا والجب ( ]ســورةأوت

ماوات خلقالحكيم: ) قوله في . كذلك[7-6النبأ:اآلية عمد بغير السي األرض في وألقى ترونها ــورةبكم تميـــد أن رواســـ ــ (. ]س

االنسان ظل لقد [10لقمان:اآلية األرض حــدود يجهل الزمان من ردحاــاف ما بعد إال كرويتها من يتأكد ولم ــا. ولم طـ ــرو يكتشف حولهـ مفسـ

ــارة: المتضــمن الســؤال في القــرآني اإلعجــاز سر األوائل القــرآن لعب بما واكتفوا ،[30الغاشية:اآلية ( ]سورةسطحت كيف األرض وإلى)

ق:اآلية ( ]ســورةمــددناها واألرضتعالى: ) قوله معنى من لهم ظهرــالى: ) قوله [ أو7 اطا األرض لكم جعـــل واللهتعـ ــورةبســـ (. ]سـ

ألفــوه وبما اآليــات لهذه مباشر معنى من يبدو بما اكتفوا [19نوح:اآلية في المتبصر البصــر. إن مد على ظــاهر األرض ســطح في انبســاط من

ــذه ــات ه ــرى اآلي ــطح أن ي أن يجب موضع كل في المنبسط األرض س يكون الصـفة بهـذه يتمـيز الـذي الوحيد نهاية. والسـطح ال ما إلى ممتدا

النهــار على الليل تكــور يــتيح الــذي الكــروي. وهو السطح هو الهندسية والنهار الليل بتعاقب الطبيعة في نشهده ما نحو على الليل على والنهارراآليــة: ) به تقول ما ووفق ار على الليــل يكو ر النهــ ــو ار ويك النهــ

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

15

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

إلى يشير ما استنباط كذلك ويمكن [5الزمر:اآلية ( ]سورةالليل علىذت إذا حتى...تعــالى: ) قوله من األرض كروية زخرفها األرض أخــ

ينت ليل أمرنا أتاها عليها قــــــادرون أنهم أهلها وظن واز أو ايدا فجعلناها نهــارا أن حصــ ــورة....بــاألمس تغن لم كـ ( ]سـ

للنــاس يــاتي الله [. وأمر50القمــر:اآلية كلمح واحد وقت في جميعــاــالى: ) قوله في كما بالبصر دة إال أمرنا وماتع ر كلمح واحــ (بالبصــ

األرضية. الكرة وجهي عن يعبران اآلية في المذكورين والنهار الليل إذن الفهم هــذا من المســتوحاة العلمية النتيجة هــذه أن نلحظ ان يجدر وهنا

وإلىآيــة: ) فهم في األوائل المفســرون إليه ذهب ما التناقض المتقدمــف األرض طحت كي ــنة دالالتها وتربط معناها تعمق (. بلســ الله بس

القرآني. الخطاب إعجاز عن تكشف كما الطبيعة فيــذه ــفة وه ــوة من ناتجة لألرض الكروية الص ــتي التثاقل ق تجعلها ال الشــمس. حــول ودورانها نفســها حــول دورانها أثناء مستقرة متماسكة

ــأثيرات طبيعية ظــواهر تنجم الــدوران هــذا ومن مــدعاة تكــون بيئية وت وازع هي كما به الموقـــنين عند الكونية وســـننه الله آيـــات في للتـــدبر

ــك: ) من أنفســهم في يعتمل ما في لإلستبصــار آيات األرض وفيذلالذاريات:اآليات ( ]سورةتبصرون أفال أنفسكم وفي. للموقنين

يعقلون: الذين تخاطب إنما الطبيعة ظواهر وكل الخلق [ وآيات30-31ــق في إن) ماوات خل ــ ــل واختالف واألرض الس ار اللي ــ والنه

ع بما البحر في تجري التي والفلك ــزل وما الناس ينفــ الله أنماء من من فيها وبث موتها بعــد األرض بــه فأحيا ماء من الســل ريف دابة ك ــاح وتصــ ي حاب الر ر والســ خ ماء بين المســ الســ

ــون لقوم آليات واألرض . وهــذه[164البقــرة:اآلية ( ]ســورةيعقلوالرشاد. للهداية طريق هي إعجاز من فيها ما مع اآليات

الهداية: في القرآن خامسا: خاصية يفيد الرســاالت خــاتم كونه عن تعــبر التي للمعرفة القرآن شمولية

الشريف. وهذا الحديث أفاد كما بعدنا، ما ونبأ قبلنا ما خبر على إحتواءه وكل حــال كل ليسع وامتــداده الزمــان عــبر معانيه وتجــدد خلوده معنى يجعله واتساعه إعجازه، سر هو ومكان. فخلوده ظرف ــدى: مصدرا لله

وم هي للتي يهدي القرآن هذا إن) [9األســراء:اآلية ( ]ســورةأقــ غــيره في الهــدى ابتغى ومن أمــر، كل في واالرشــاد للهداية طريق فهو

بين الفرقــان وســلم. وهو عليه الله صــلى النــبي حــدثنا كما اللــه، أضلهــدق وبين والباطل الحق ــحة وبين والزيف الص ــير وبين والخطأ الص الخ

ــرام الحالل وبين والشر ــ ــيلة وبين والح ــ ــالح وبين والرذيلة الفض ــ االص للناس هدى) فهو والضــالل، الهدى وبين والغي الرشد وبين واإلفسادــورةوالفرقان الهدى من وبينات ــرة:اآلية ( ]س ال . ومما[185البق

ذلــكهــداهم: ) الله كتــاب في يجــدوا بــان أحــرى المتقين أن فيه ريب وهذه ، [2البقرة:اآلية ( ]سورةللمتقين هدى فيه ريب ال الكتاب

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

16

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

الحق المــنزل الكتــاب هــذا في ويــرون العلم أوتــوا الذين يدركها حقيقة هو ربك من إليك أنزل الذي العلم أوتوا الذين ويرىوالهداية: )

راط إلى ويهدي الحق [.6ســبأ:اآلية ( ]ســورةالحميــد العزيــز صــــوم من علم كل وفي ــون العل ــة. والهداية من وجه يك ــال في الهداي مج

اآلتي: في تكون الكونية العلوم:الكون آيات في والنظر للرؤية العقل [ توجيه1]

الكـــون خلق في التـــدبر على تحث الـــتي باآليـــات حافل القـــرآن التقريــري بالســؤال تبــدأ اآليــات الطبيعة. عشــرات ظواهر في والتفكر

ينظـروا، أولم أفــرأيتم، يـروا، أولم اللـه، أن تر تعالى: ألم قوله في كما لموضــوع طــرح التــوجيهي السـؤال هـذا وغيرهـا. ويعقب ينظرون، أفال

في ظـــاهرة او الفطـــرة ســـنن من بســـنة أو الخلق بقضـــية إما يتعلقالتالية: اآليات بعض نورد القرآني الخطاب لهذا الطبيعة. كمثال

ماوات خلق الله أن ترى ألم) ــالحق واألرض الس ــورةب ( ]س[.19إبراهيم:اآلية

ــروا أولم) ــف ي ــدئ كي ــق الله يب ــده ثم الخل ( ]ســـورةيعي[.19العنكبوت:اآلية

ها األرض نــأتي أنا يروا أولم) ( ]ســورةأطرافها من ننقصــ[.41الرعد:اآلية

ماء من أنزل الله أن ترى ألم) لكه ماء الس في ينـابيع فسـ[31الزمر:اآلية ( ]سورةاألرض

حابا يــزجي الله أن تــرى ألم) ــه يؤلف ثم ســ يجعلــه ثم بين.[43النور:اآلية ( ]سورةركاما المــزن من أنزلتمــوه أأنتم. تشربون الذي الماء أفرأيتم)

[.69-68الواقعة:اآليات ( ]سورةالمنزلون نحن أمــروا أولم) ــوت في ينظ ماوات ملك ــ ]ســورة (واألرض الس

[185األعراف:اآليةماء إلى ينظروا أفلم) وقهم الســ ــف فــ وزيناها بنيناها كي.[6ق:اآلية ( ]سورةفروج من لها وما

الغاشــية:اآلية ( ]ســورةخلقت كيف اإلبل إلى ينظرون أفال)17.]

الخطاب ويكون أحيانا توجيها تعالى: قوله في كما مباشراــل) ــروا قـ ــاذا انظـ ماوات في مـ ــ ( ]ســـورةواألرض السـ

[.101يونس:اآلية كيف فانظروا األرض في سيروا قل) ( ]ســورةالخلق بدأ

[.20العنكبوت:اآليةــر) ان فلينظ ببنا أنا. طعامــه إلى اإلنســ با المــاء صــ (صــ

[.25-24عبس:اآليات ]سورة

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

17

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

( ]ســورةدافــق مــاء من خلق. خلق مم اإلنسان فلينظر) [.6-5الطارق:اآليات

ــروا) ــات ذلكم في إن وينعــه أثمــر إذا ثمــره إلى انظ آلي[.99األنعام:اآلية ]سورة (يؤمنون لقوم

الله: لمعرفة الطريق عليه تنطوي ما عن يكشف الكونية الله آيات في والتفكر النظر إن

عليه ابراهيم ذا هو وتيسير. فها ولطف وتدبير واتقان وتقدير حكمة منا) خلقه آيــات في بــالنظر ربه لمعرفة طريقه يتلمس كــان الســالم فلم

ــر رأى ــال بازغا القم ــذا ق ا........ ربي ه مس رأى فلم ــ الشــات ]سورة(... أكبر هذا ربي هذا قال بازغة ،[.87-77األنعام:اآلي

يكــون حنيفــا. بهــذا وجهه فأســلم الله معرفة إلى المطــاف به بلغ حتي الحقيقة عن للباحثين استن قد السالم عليه ابراهيم منهجا قويما. علمياــذا ــبي، وهو يضل أن من الله عصــمه وهك ــأراه ن الســموات ملكــوت فماوات ملكوت إبراهيم نري وكذلكموقنا: ) وليكون واألرض ــ الس

[.75األنعام:اآلية ]سورة(الموقنين من وليكون واألرض كــذلك هو الله لمعرفة مــدخل هو مثلما الطبيعة ظواهر في والنظر

يمكن الــتي الطبيعية القــوانين والكتشــاف الكونية سننه لمعرفة طريق منها نســتنبط أن يمكن كما االنســانية، الحيــاة وســائل لتطــوير تطبيقها يمكن ما أو يعتمل ما لنا تصف نظريــات إلى يفضي الطبيعة لبنى تصورا

أحداث. من فيها يعتمل ان العظيمة الكتالت ذات األجســام أن تقــرر الحديثة الكونية فالنظرية

الفــراغ كــان كلما كبــيرة كثافتها كــانت الكــون. فكلما هندسة على تؤثر حولها تجعل العالية الكثافة ذات النجــوم فــإن مســتو. لــذلك غير منحنيا قوله إليه أشــار ما هو اإلنعــراج هذا منعرجا. ولعل حولها األجسام مسار

ماء من ينزل وماتعالى: ) ســبأ:اآلية ]ســورة(فيها يعــرج وما الس2.]

هــذه لمواقع تجعل المادة كثيفة النجوم حول الهائلة التثاقل وقوة قوله في بها الله قسم سر تكــون أن يمكن الخلق في خصوصية النجوم

ه. النجــوم بمواقــع أقسم فالتعــالى: ) م وإن تعلمــون لــو لقســ[.76-75الواقعة:اآليات ]سورة(عظيم بعقولنا نتصــورها أن من أكــبر بمســافات النجــوم هذه تباعد أن كما

يمكن الضــخم وضــوحا. والنجم ويزيده القسم هذا سر تفسير يعزز إنما فيتقلص مكوناته تتضــاغط أن – المتعاظمة القــوة هــذه بفعل – ــارا منه

النجم وتنــدمج. وهــذا له المكونة الــذرات أنوية تتالصق حــتى داخله إلى ويســمى النيترونــات، من فقط يتكون داخله إلى وهوى بناؤه انهار الذي لذلك بليــون1.4 تبلغ ممكنة كثافة أعظم له نيترونيا. ؤيكــون نجما طنــا

لجسم جاذبية أقصى جاذبيته الواحــد. وتكــون المكعب الســنتيمتر فيــادي، ــدرة تتجلى حيث م ــالق ق ــوة. وقد من فيه الله أودعه فيما الخ ق

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

18

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

إذا والنجمالنجم: ) ســورة أول في تعــالى قســمه سر ذلك في يكــونــالنجم المقصــود . ولعل[.1النجم:اآلية ]ســورة(هــوى ــذي ب هــوى، ال

ــتي اليمانية الشــعرى ال ــيرا ــالقرب نشــاهدها ما كث ــار كوكبة من ب الجبــورة في ذكرها ورد وقد للزرقة، مائل لونه بضوء متأللئة ذاتها أواخرالس

هآية: ) في عرى رب هو وأن [.49النجم:اآلية ]سورة(الش كانت . إذ نجما لتصبح فانهارت عمالقا من األقــزام. وهي من نجمــا

الضوئية ضوئية. والسنة سنوات8 حوالي منا تبعد إذ إلينا النجوم أقرب نحو مقــدارها بسـرعة عـام لمــدة الضوء يقطعها التي المسافة تساوي

الواحدة. الثانية في كيلومتر الف300 النجم تـــأثير فهم يمكن الكـــون آيـــات في التفكر في واسترســـاال

النجم هــذا يكــون حيث حولــه، الكــوني البنــاء على النيتروني لبنية ثاقبــا اللــه: به أقسم ما فهم في المعنى بهذا نستأنس أن يمكن السماء. وهنا

ماء) ــ ــ (.الثاقب النجم. الطارق ما أدراك وما. والطارق والس[.2-1الطارق:اآليات ]سورة

به استأنس وربما الكون. في سوداء ثقوب بوجود يقولون من أيضا تقلص انه يعتقد نجم هو األســــود والثقب ــبب داخله إلى منهــــارا ــ بس

ال جـذب نقطة فصــار حجمه انعــدم حـتى أجزائه بين المتعاظم التجاذب منهــا، خروجه أو انفالته يمكن ال الضــوء حــتى حولهــا، ما كل تبتلع متنــاه سمييت لذلك أسود. ثقبا

البديع: الكون هذا كلما الكــون آيــات فهم في الطــبيعي العلم تقــدم كلما فإنه وهكــذا

لنا تجلى الكــون بنــاء في بحثنا القــرآن. وكلما آيــات كنــوز لنا تكشــفتــداع ــره، تكامل في االب ــوازن في والحكمة عناص ــواه، ت في والروعة ق تــرى ماخلل: ) يعتريه ال الذي خلقه تناسق في والدقة أحداثه، انسجام

حمـان خلــق في اوت من الر ارجع تفــ ر فــ من تــرى هـل البصـتين البصر ارجع ثم. فطور وهــو خاسئا البصر إليك ينقلب كر القــرآني الخطاب كان لهذا[.4-3الملك:اآليات ]سورة(حسير موجهــا

ــذبين نظر ــاء في للتفكر البعث بحقيقة المكـ وخلقه الكـــون بنـ ــذكرا مـماء إلى ينظروا أفلمالخلــق: ) هــذا روعة في للتبصر المنيبين الســ

وقهم ــ ــف فـ ــروج من لها وما وزيناها بنيناها كيـ واألرض. فـــل من فيها وأنبتنا رواسي فيها وألقينا مددناها .بهيج زوج ك[.8-6الغاشية:اآليات ]سورة(منيب عبد لكل وذكرى تبصرة

في تسود التي الزوجية هذه المحكم الرباني النظام هذا روائع ومن اله أسـبغها مـدلوالتها. فقد شـتى في بـديع تـوازن إلى وتفضي الطبيعة

فطر كما واالنوثــة، الــذكورة خاصيتي في ونبات حيوان من األحياء علىــل ومناألشـــــياء: ) كل عليها ــ يء كـ ــ ــ لعلكم زوجين خلقنا شـ

رون [.49الذاريات:اآلية ]سورة(تذك

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

19

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

قوله في كما كلها األزواج شـــيء" تعـــني "كل أن الواضح ومن ــق الذي سبحانتعالى: ) ا كلها األزواج خل ومن األرض تنبت مم

ا أنفسهم [.26يس:اآلية ]سورة(يعلمون ال ومم المعنى يعلمون" تجعل ال " مما وعبارة الخلق صــنوف كل شــامال الزوجية معــنى المعنويــات. وامتــداد حــتى أو الماديــات عــالم في سواء

صــورها، في والبحث التفكر إلى يــدعو بعد، االنسان يعلمه ال ما ليشمل يمثل أنه كما ــدا ــاز أوجه من واح ــمول عن الله كالم في اإلعج ــذه ش ه

هــذه تجلت علما. ولقد االنسان ازداد كلما انواعها تكشف وعن الزوجية الكهربيــة، الشــحنات زوجية في األشــياء طبــائع في التكاملية الخاصــية

ــيمية االزدواجية وفي ــ ــوء الموجبة – الجس ــ ــادة للض ــ ــام بوجه وللم ــ عــير ومضــادها، ــتي الزوجية أنمــاط من ذلك وغ ولما مجهولة ســتظل ال

. بذلك اآلية تفيد كما البشري العقل يكتشفهاالكونية: الحقائق عن [ الكشف2]

للتفكر االنسان نظر توجية حد عند الهداية مجال في القرآن اليقف ســيما الحقــائق هــذه عن الكشف يتيح ما كثيرا أنه بل الكون حقائق في كخــبر بالتجربة اثباتها أو بها اإلحاطة عن قاصــرا العقل يكــون أمــور في

عن تعــالى قوله في كما أو مناقشــته، اســلفنا الــذي ومآله الكــون نشؤــبيح ــياء: تسـ يء من وإن )األشـ بح إال شـــ ــ ده يسـ ــ ال ولكن بحمـ

بيحهم تفقهون من الــرغم وعلى [.44األســراء:اآلية ( ]ســورةتســ خالل من لألذهــان تقريبه يمكن انه إال التســبيح هــذا طبيعة فهمنا عــدم

ويحكمها للمــادة الذري البناء داخل تعتمل التي الترددية للحركة تصورنا عن التكف الـــتي الســـماوية لألجـــرام الدورية الحركة أو كمي، قـــانونــمتها ــبيحية. كما التكرارية سـ ــترددي النمط نفهم أن يمكن أننا التسـ الـ

المادية. الكائنات بتسبيح اعتقادنا خالل من الحركة لهذهــائق وهنــاك ــرى قرآنية حق ــذا زماننا في – العقل يعجز أخ عن – ه

ــها أن يملك ال ولكنه كنهها ادراك ــديث يدحض ــديث الهدهد كح النمل وح مصصم غــير البشري العقل أن السالم. وحقيقة عليه سليمان قصة في

ســليمان. نبييه به الله اختص ما ســوى اإلنســان، لغة غير لغة الستيعاب كل أفــراد بين للتخــاطب طريقة وجــود الى تشــير العلماء مالحظ أن إال

النمل ممالك لــدى بــديع فطري تنظيم وجود تؤكد كما األحياء من جنســرات، من وغيرها والنحل ــلوك وفي الحش ــور س ــاء الطي المائية واألحي في دابة من وما)اللــه: كالم عنه ماكشف الحيوانــات. وهــذا وســائرــورةأمثـــالكم أمم إال بجناحيـــه يطـــير طـــائر وال األرض ( ]سـ

[.38األنعام:اآليةــرآني نص ثنايا في الكونية الحقــائق تــأتي وقد يمكن أو عرضــا، ق

ذلك مباشــر. ومثــال غــير إخبــار خالل من أو عابر اشارة من استنباطها للنــاس ومنافع شديدا بأسا فية أن من اآلية سياق في ورد الحديد إنزال

ــد وأنزلنا): ــه الحدي ــأس في ديد ب ــافع شــ ــورة(للناس ومن ]س ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكامل

هـ1430 الـمـحــرم11-9 م200920

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

في موجودا يكن لم المعدن هذا أن يفيد ما هذا ففي [..35الحديد:اآلية عليهــا. وإن االنســان لنشــوء الســابقة الحقب إبــان ربما األرض تكــوين الطبيعية خواصه في خصوصية الى يشير الفلزات من غيره دون إفراده هو كما االنســـان لمصـــلحة الطاقة على للحصـــول آلية أداة منه جعلت

)الهموجلــوبين( في اليحمــور يتركب غذائه. فمنه في لتوفيرها ضروريــير عالية بطاقة إال تتركب ال الحديد ذرات ان هنا للنظر الدم. والالفت غ

نزوله يفيد مما األرض في متاحة الكــوكب. ويؤكد هــذا خــارج من مركباــازك أن ذلك ــتي الني ــاقط ال ــاع بال األرض على تتس في ومعظمها انقط

تتكــون تربتها في تســتقر ذرات شــكل الــذي الحديد عنصر من أساســاواالنسان. الحيوان غذاء في عنصر كأهم يدخل ثم النباتات تمتصهمستنبطة:- حقائق

التــدقيق خالل من الطبيعة عن الحقــائق من جملة استنباط ويمكن عن أو أســلفنا كما األرض كروية عن ذلك مثــال القرآنية النصــوص في

الــتي المعركة فيه دارت الذي الموضوع عند حد ألدنى سطحها انخفاض قوله من وذلك م،615 حـــوالي الفـــرس ايـــدي على الـــروم فيها غلب

وم غلبت)تعالى: الــروم:اآليــات ]ســورة...(األرض أدنى في. الر ما من ســطحها عن باالرتفــاع األكســجين قلة اســتنتاج يمكن [.كما2-3

ــدل ــرآني: ).... النص عليه ي ــرد ومنالق له أن ي دره يجعــل يضــ صــيقا عد كأنما حرجا ضــ ماء في يصــ األنعــام:اآلية ]ســورة(....الســ

ســنبله في القمح مثل الحصــاد تــرك ضــرورة أو [..125 من له حفظــا الســـالم: عليه يوسف قـــول من يســـتنبط قد كما واآلفـــات التســـوس

دتم فما....) نبله في فــذروه حصــ ا قليال إال ســ (تــأكلون مم األرض نــأتي إناتعــالى: ) قوله من [.ويمكن47يوســف:اآلية ]ســورة

نستنتج أن [.،44 :األعراف41 الرعد ( ]سورةاطرافها من ننقصها اإلحتبــاس بظــاهرة أو الصــوبي بالتــأثير يســمى وما األرض حرارة تزايد

البحــار ميــاه وارتفاع والثلوج الجليد ذوبان من ذلك يستتبع وما الحراري من األرض انتقاص تفسير ثم من و اليابسة، على وسطوها والمحيطات

عن النــاجم األرض حــرارة تزايد بســبب بالمــاء غمرها بتزايد أطرافهااد ظهرتعــالى: ) قوله أن البيئة. كما تلوث ر البــر في الفســ والبحــبت بما ــ ــدي كس ــذيقهم الناس أي ــوا الذي بعض لي لعلهم عمل

،41الــروم:اآلية ( ]ســورةيرجعون الــذي بــالتلوث تفســيره يمكن [ـ. واألرض الجو يفسد برا غير وأنشطتهم الناس أعمال بعض بسبب وبحرا

الســلوك هــذا عليهم يجره وما الفضيلة وقيم العدل بمباديء المنضبطةرشدهم. إلى يؤوبوا لعلهم أضرار من

خصوصــية عن الكونيــات علم في لحقــائق أخــرى استنباطات وثمة في المــاء جزيئــات تكــون وعن الخــالق، بها أقسم الــتي النجــوم مواقع وغــير األرض على الحيــاة لنشــوء ســابق الكوني البناء تطور من مرحلة

بصحته قطع ما وتواؤم القرآني اإلعجاز سياق في آنفا ناقشناه مما ذلك ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكامل

هـ1430 الـمـحــرم11-9 م200921

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

التوصل فإن القرآني. وبالطبع النص مدلول يفيده ما مع الطبيعي العلم هــذا عن يعــبر إنما القــرآن آيــات في التبصر خالل من كونية حقائق الى

ــبر من المســتنبطة الحقيقة ذلك التواؤم. مثال ــرآني: ) الخ فاليومالقــك ي ــدنك ننج ــون بب ك لمن لتك ــ ــة خلف يــونس:اآلية ( ]ســورةآي

على القــرون عــبر يبقى أن له مقدر فرعون جسد أن على [.والدالة92ــرق من ينج لم أنه من الرغم ــالى قوله حسب الغ ومن فأغرقناه) تع[.103اإلسراء:اآلية (. ]سورةجميعا معه لتحقيق التحنيط كيمياء في المصريين قدماء يبرع أن الله قدر وقد القرن نهاية في الفرعون هذا مومياء اكتشفت إذ القرآنية المعجزة هذه

لم تصحيح هذا وحفظه. وفي القرآن اعجاز على شاهدا لتكون الماضيــرد ــفر في ي ــروج س ــود كتب في الخ ــارى اليه ــرق حادثة ازاء والنص غ

الـذي السـالم عليه عيسى ميالد تـوقيت تصـحيح ذلـك، الفرعون. ومثل ولد أنه الى يشــير ما القــرآن في ان حين في شــتاء، النصارى به يحتفل

ــة: ) مــاتعني حسب رطبا فيه التمر يكــون فصل في إليــك وهــزياآليذع ــة بجــ اقط النخل ــك تســ اإلســراء:اآلية ( ]ســورةجنيا رطبا علي

الشــتاء. وفي في الجــنى الــرطب يثمر ال فلســطين في [.والنخل102 المرضــع. المــرأة لغذاء الرطب جدوى عن صحية فائدة كذلك اآلية هذه تـأتي الحكيم الكتــاب من المسـتمدة التجربـة. والحقـائق تؤكده ما وهو

لعسل الطبية الفائــدة ازاء ذكــره ســبق كما مباشــرة، بصــورة أحياناــل، ــأس من الحديد في ما أو النح ــافع ب ــاس ومن ــور في أو للن خلق تط

دتعــالى: ) قوله في اإلنســان ان خلقنا ولقــ اللة من اإلنســ من ســرار في فجعلنـــاه. طين ة خلقنا ثم. مكين قـــ ة النطفـــ علقـــ

العظام فكسونا عظاما المضغة فخلقنا مضغة العلقة فخلقناأناه ثم لحما ر خلقا أنشــ ــورة.... آخــ ــات ( ]س ــون:اآلي -13المؤمن

ة علم عليه اســتقر ما هو الخلق ألطوار القرآني الترتيب [.وهذا14 األجنــديث. وتتضح ــذا في العلمية الدقة الح ــرآني النص ه ــتخدام من الق إس

األطــوار. وخلق هــذه لتعــاقب الزمــني المــدى تقدير "ثم" و"الفاء" في األرض، عناصر من المكــون والــتراب المــاء من أي الطين، من اإلنسان ومن العناصر هذه من تتركب إنما االنسان جسم خاليا أن يؤكدها حقيقة

علمي. منطق يســنده ال البعث أمر في يرتــاب الــذي فــان الماء. لــذلك تلــك قالوا ،نخرة عظاما كنا أئذا) آية: عنهم حدثتنا كمن شأنه فهذاة إذا ضــرب قد يكـون [ إذ12-11النازعــات:اآلية ( ]ســورةخاسرة كر العظــام هــذه عنها نشــأت التي ذاتها الذرات من مخلوق أنه ونسي مثالــام يحي من قــال خلقه ونسي مثال لنا وضربمرة: ) أول العظ

ة أول أنشأها الذي يحييها قل. رميم وهي خلــق بكل وهو مرــورةعليم ــ ــان [. ولقد79-78يس:اآلية (.]س ــ ــاب ك ــ ــرآني الخط ــ الق

إن الناس ياأيهاالخلـــق: ) حجة على مؤسسا البعث في للمرتـــابينــاكم فإنا البعث من ريب في كنتم ــ ــراب من خلقنـ ــ من ثم تـ

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

22

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــر مخلقة مضغة من ثم علقة من ثم نطفة ة وغي لنبين مخلقــمى أجل إلى نشاء ما األرحام في ونقر لكم رجكم ثم مســ نخــ

حــتى الجــنين لتطــور المسمى [.واألجل5الحج:اآلية ( ]سورة... طفال فــترة أقل تصــير حيث الحكيم الكتــاب من اســتنباطه يمكن طفال يخرج

عليه يدل ما بين المدة في الفرق تمثل أشهر. وهذه ستة للحمل ممكنةاألحقــاف:اآلية ( ]سورةشهرا ثالثون وفصاله وحملهتعالى: ) قولهــدل وما [،15 اله)تعــالى: قوله عليه ي ]ســورة(عــامين في وفصــ

بجـواز قضى قد كــان وجهه الله كرم عليا أن روى [ ولقد14لقمان:اآلية ذلك كان اذا خاصة المدة، هذه المدة هي العامين الزنا. وفترة لحد درءا

ــة: ) اليه ترشد كما الرضاعة التمام الطبيعية عن والوالــداتاآلي يرضــولين أوالدهن اعة يتم أن أراد لمن كــاملين حــ ضــ ــورةالر ( ]س

ــرة:اآلية ــ ــ ــذا333البق ــ ــ من بركة كتابه في أودع قد الله أن نجد [.وهكــدبرنا كلما عقولنا في تفيض المعــاني ــه: ) ت ــابآيات ــاه كت إليــك أنزلن[.29ص:اآلية ( ]سورةآياته ليدبروا مباركوالغيبية: الكونية المعرفة بين العالقة

إكتشــافها يمكن كونية لمعــارف مصــدر القرآن أن نجد سبق ما منــرآني النص أن نصوصــه. إال من اســتنباطا أو مباشــرة إما ــيرا الق ما كث

ومعرفة أبعادهـــا، إلدراك مؤهلة عقولنا التكـــون غيبية معرفة بين يربط أن تــروا ألم) تعــالى: قوله في ماجــاء نحو على اكتسابها يمكن كونيةر الله خ ــ ماوات في ما لكم سـ ــ ــورةاألرض في وما السـ ــ ( ]س

كونية معرفة من نكتســبه أو نراه ان يمكن ما [.فقصارى20لقمان:اآلية الســماوات بقية الدنيا. أما السماء من يلبنا ما أو األرض في ما يتعدى ال

ذلك وراء وما والنـــار الجنة عن علمنا هو كما غيب عن علم عنها فعلمناــود من ــتوعب ال وج ــول او مكانه عقولنا تس ــه. والتطلع ط ما إلى زمان

من بســلطان إال مســتحيل إليها النفــاذ أو العلى الســماوات في يجــرير يااللـــه: ) ــ تطعتم إن واإلنس الجن معش ــ ذوا أن اس ــ من تنفماوات أقطار ذوا واألرض الس ذون ال فانفــ لطان إال تنفــ (بســــرحمن:اآلية ]ســورة من لينفذ ســلطانا الله رســول أوتي [. ولقد33ال

ــه، من بالنبيين فالتقى به عرج حين السماوات أقطار حــال رأى كما قبل من ومنهم النــار، في المعــذبين رأى كما الجنة القيامــة. ورأى يــوم أمته شــهد كما الماضي شــهد قد نبينا فإن الدنيا. بهذا الحياة في بعد يولد لما

اال – للــزمن بحســابنا – تستغرق لم بكاملها الرحلة بأن علما المستقبل،نة كـألف ربك عند يوما وإن ....جــدا. ) اليسير ا ســ (تعــدون مم

ــورة ــ من حولنا ما الدراك فقط مكيفة عقولنا [.. والن47الحج:اآلية ]س يمكن بصــور الغيبية المفــاهيم لنا يمثل القــرآن فإن المحسوسات عالم

ــتيعابها ــة. فالجنة في ما من اسـ ــار أو الطبيعـ الكـــون من نمـــوذج النـ في جــاء العقــاب. وكما او الثــواب مفهــومي أذهاننا الى يقرب الطبيعي

خطر وال ســمعت اذن وال رأت عين مــاال الجنة فيالحـــديث:

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

23

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

هــذا يعطي لمشــاهدها تقريبه في القــرآن فإن . لذلكبشر قلب علىد التي الجنة مثلالمحســوس: ) المثل ون وعــ ار فيها المتقــ أنهــ

ار آسن غير ماء من ار طعمــه يتغير لم لبن من وأنهــ من وأنهــــذة خمــر اربين ل ار للشــ ل من وأنهــ فى عســ ــورة...مصــ ( ]س

[.15محمد:اآليةالطبيعي: العلم وقوانين القرآن وذلك لألذهان تقريبها بغرض تبسيطها يمكن الغيب صور أن وكما

الــتي العامة الســنن فــإن ، الطبيعة صور من يلينا بما تمثيلها طريق عن وصفها. والقوانيين يمكننا حاالت لتناسب تخصيصها يمكن الوجود تحكم النصــوص فــان حلهــا. وهكــذا يمكن معــادالت الى اختزالها يمكن الكلية

عالقــات منها يســتنبط أن يمكن شــاملة مبــاديء عن تعبر التي القرآنية إتســاع من القــرآن وأكــده مناقشــته أســلفنا ما ذلك فهمها. مثال يمكن

أن منذ طبيعية قــوى تــأثير تحت يحــدث ظل الكــوني البنــاء في مستمرة أن) القرآن أكد واألرض. وقد السماوات الله فتق و (جميعا لله القــ

ة ال) وأنه نوعها اختلف مهما [.،165البقرة:اآلية ]سورة (بالله إال قو يكــون إنما حــدث أو تغــير كل أن يعــني [.وهــذا39الكهــف:اآلية ]ســورة

لوصف خصصــناه كونيــة. وإذا بســنة يتعلق عــام مبــدأ . وهذا قوة بفعل - الحركة قـانون على لحصــلنا والزمــان المكــان في يحـدث الذي التغير

الطبيعيــة. العلــوم أسس من واحــدا صار الرياضياتية- الذي صياغته في الله إنأكــد: ) قد القــرآن فإن الناس حال في يحدث الذي التغير وإزاء

وم ما يغير ال هم ما يغيروا حتى بقــ الرعــد:اآلية ( ]ســورةبأنفســ [. وهذا11 من لمجموعة تحــوالت من يجــري ما يفسر عــام مبــدأ أيضــا

الــداخلي التغــير يحــدث أن بعد إال يحــدث ال النــاس حــال الناس. فتغــير في تغــير ذلك على يــترتب ان البد فإنه بفكــرة الناس انفعل فيهم. فإذا

تحول أو ثورة إلى فيؤدي االنفعال هذا يتزايد وقد أنشطتهم، أو سلوكهم حياتهم في كلي العلم مجال في تطبيقه يمكن المبدأ إيجابا. هذا أو سلبا

ســايل جزيئــات من مجموعة حالة في تغــير من يحدث ما إزاء الطبيعيــإذا ــا. ف ــذه انفعلت ما م ــات ه ــدر الجزئي ــإن الحرارية الطاقة من بق ف

المؤثرة الطاقة تجاوزت ما وإذا يتغير، سلوكها حدا انفعالها يــزداد معينا ســخن إذا فإنه الغــاز، الســايل، بخــار. ومثل إلى الســايل فيتحول فتثورــدأ ــير حــتى التحــرك في جزيئاته تب طاقة اكتســبت إذا ثم اوضــاعها تتغ

تتحرك فإنها أكثر حرارية حالتـه. وهـذا فتتغـير الغـاز يتمدد حيث جماعيا التحريك في األول بالمبــدأ يعــرف التغــير هذا وفقه يحدث الذي القانون

أودعه التغيــير في عــام مبــدأ من خاصة حالة يمثل بهــذا الحــراري. وهوــون خلق في الله ــوص في أودعه كما الك ــرآن. أي نص ــانون ان الق الق

يماثل المــادة في الجزيئية التكوينــات في والتحــول التغــير يفسر الــذيــانون ــير يفسر الـــذي القـ والكيانـــات المجتمعـــات في والتحـــول التغـاالنسانية.

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

24

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

العلمي: البحث [ توجيه2] تــارة يــذكرنا الرائعة بالغته ثنايا في القــرآني النص فإن اسلفنا، كما

التفكــير فينا يثـير وتـارة إليها، تفكيرنا نوجه لم لدينا مألوفة بأمور داعيــا ما اكتشــاف وإلى أســرار، من االمــور هــذه عليه تنطــوي ما في للنظر

مجــاالت يفتح الــدعوة هــذه خالل من حقائق. والقرآن من عليه تشتمل ومحكمة رشــيدة غايــات نحو ويصــوبه اإليمــان إطار في العلمي للبحثــات من بجملة ــ ــوابط. والبحث الموجهـ ــ ــذه ظل في العلمي والضـ ــ هـ

ومقاصد الــدين حقائق على ويتأصل العبادة أهداف يلبي إنما الموجهاتالضالل. مزالق عن وينأى الفضيلة بقيم ويلتزم الشرع

في مختلفة بمواضــيع تتعلق للبحث قضــايا يثــير القــرآني والخطاب اإلبل خلق عن األحيــاء علم في ســؤال الطبيعيــة. فهــذا العلوم مجاالتــدى ــائف مواءمة وم ــائها وظ من ذلك وراء وما بها المحيطة للبيئة أعض

تحكم الــتي القــوى عن الكونيــات مجــال في آخر وتقــدير. وســؤال دقةــاء ــوني البن ــؤال من بنا يحيط ما في الك ــماء. وس ــات علم في س طبق الفراغية الهندسة علم في وانتصــابها. وســؤال الجبال نشوء عن األرض

الــتي األسـئلة انقطــاع. هــذه بال الممتد األرض كوكبنا سـطح طبيعة عن اليسر في غاية بأسلوب القرآن يعرضها والدراسة للبحث مواضيع تمثل

ــة: ) والروعة ــل إلى ينظرون أفالالبالغي ــف اإلب وإلى. خلقت كيماء بت كيف الجبال وإلى. رفعت كيف الس ــ األرض وإلى. نص

طحت كيــف ــات- (. ]ســورةســ ــأتي2017الغاشــية:اآلي مواضــيع [.وت في البــاحثين الهتمامــات مســتجيبة القرآنية النصــوص خالل من البحث في كما إقــراري أو إخبــاري، أســلوب في إما المختلفــة، العلــوم فــروعــالى: ) قوله ادا األرض نجعـــل ألمتعـ .أوتـــادا والجبـــال. مهـــ

ا الليل وجعلنا. سباتا نومكم وجعلنا. أزواجا وخلقناكم .لباســراجا وجعلنا ــ اجا سـ رات من وأنزلنا. وه ــ ــاء المعصـ اجا مـ .ثج[.16 -6النبأ:اآليات ( ]سورةألفافا وجنات. ونباتا حبا به لنخرج:باإليمان الطبيعي العلم ارتباط

أن عن بطبيعته قاصر الطـــــبيعي العلم أن ســـــبق ما في بينا لقد الغيب حقــايق على يتأصل أن البد الوجود. لذلك عن الحقيقة كل يعطي يكــون أن إمكــان أوضــحنا المعــارف. كما من غــيره مع يتسق حــتى

خلق في والتفكر التــدبر أن القــرآن. وبما في أصل العلم هــذا لمبــاديء ضرب حقيقتها في الكونية المعرفة فإن الدين، عليها يحث عبادة الكون

اإليمــان ارتبط وخالقه. لذلك الكون برب اإليمان إلى ومولج العبادة من ( ]سورةالعلماء عباده من الله يخشى إنمابالعلم: ) وخشيته بالله

ــاطر:اآلية ــاب أولو [.،28ف ــذين األلب ــذكرون ال ــوالهم كل في الله ي أح إنتعالى: ) قال ويتقونه. حيث فيتدبرونها الكون في تعالى آياته ويرون

ماوات خلق في ــل واختالف واألرض الســ ار اللي ــات والنهــ آليــاب ألولي ــ ــذكرون الذين. اللب ــ ــودا قياما الله ي ــ وعلى وقع

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

25

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ماوات خلـــق في ويتفكرون جنـــوبهم ما ربنا واألرض الســـبـــاطل هـــذا خلقت بحانك ا ــورةالنار عـــذاب فقنا ســـ آل (. ]سـ

لهم الله يجعل المتقــون [.فهــؤالء191-190عمران:اآليــات بين فرقانــا مع الله ذكر قلــوبهم في ويمــتزج والضــالل، الهــدى وبين والباطل الحق

عليه لما خالفا عقـــولهم مع قلـــوبهم فتتنـــاغم اللـــه، خلق في التفكر ولهم بها يفقهـون ال قلـوب لهمالنــاس. فأولئــك: ) من الغافلون

رون ال أعين معون ال آذان ولهم بها يبصــــــ أولئك بها يســــــاألعراف:اآلية ( ]سورةالغافلون هم أولئك أضل هم بل كاألنعام

ــون األرض في يسيروا أفلمهؤالء: ) في الله قال [. وقد179 فتكــوب لهم ــون قل معون آذان أو بها يعقل ــ تعمى ال فإنها بها يس

ار ــ ــوب تعمى ولكن األبصـ دور في التي القلـ ــ ــورةالصـ ــ ( ]س لـــدفع مضـــخة مجـــرد ليس القلب أن إلى يفيد ما [. وهنا46الحج:اآلية

أداة و إدراك وجهــاز معلومــات مســتودع هو بل االنسان جسم في الدم أن عن حديثة ابحــاث نتــائج مع يتــواءم ما ويعقــل. وهــذا المرء بها يفقه خصـــائص ينقل آخر شـــخص قلب مكـــان بزراعته شـــخص قلب نقل

له. المنقول إلى منه المنقولالشـاملة: العبـادة

بديع من الكون ينتظم ما في ويتفكرون األرض في يسيرون فالذينــوبهم تنفعل الله خلق ــذكره قل ــدركون ب خلق ما في والقصد الحكمة وي

ــالى ويحمدونه ــمس، على تع ــه. فالش ــذا آالئ ــراج ه ــاج الس يمثل الوه بضــيائها تبعث إذ األرض على للحيــاة األســاس المصــدر بالطاقة مفعمــا

وتعيــدها البحــار ميــاه تبخر الــتي األرض على يســيل غيثــا فتنبت أنهــاراراجا وجعلناالقــرآن: ) لــذلك نبهنا كما المــروج وتخضر الــزروع ــ ساجا رات من وأنزلنا. وه ــاء المعصـــ اجا مـ رج. ثج ــ ــه لنخـ حبا بـ الطاقة [.وهـــذه16-13النبـــأ:اآلية ( ]ســـورةألفافا وجنات. ونباتا

ــذاء لتستحيل وثمارها أوراقها في النباتات تخزنها السماء من الهابطة غ ما هـــذا الضـــوئي. ولعل التمثيل عملية بوســـاطة واالنســـان للحيـــوان

ــمس) الله قسم سر عن يكشف ــ ــ ــحاها والش ــ ــ ــورةوض ــ ــ ( ]سـ للنظر يوجهنا والحيــاة. والله الطبيعة في وتجلياتها [.أي1الشمس:اآلية

ان فلينظــرورائه: ) من القصد وإلى الطبيعة في يجري ما في اإلنســببنا أنا. طعامــه إلى با المــاء صــ ققنا ثم. صــ ا األرض شــ ق .شــ

دائقا. ونخل وزيتونا. وقضبا وعنبا. حبا فيها فأنبتنا .غلبا وحــ [.فهذا24اعبس:اآلية ( ]سورةوألنعامكم لكم متاعا. وأبا وفاكهة

الله نعمة تعدوا وإناالنسان. ) على نعمه من به الله افاض ما بعض [. لــذلك18النحــل:اآلية ( ]ســورةرحيم لغفور الله إن تحصوها، ال

ما على ربهم يستغفروا أن الله خلق في المتدبرين المؤمنين على يجب في الله أودعها الــــتي النعم هــــذه ادراك عن غفلة من يعــــتريهم قد

ــة، ــذ ولعلهم الطبيع ــرددون عندئ ــوة ي ــوح دع ــالم: ) عليه ن فقلتالس

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

26

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ه ربكم استغفروا ارا كان إن ماء يرسل. غف .مدرارا عليكم الس .أنهارا لكم ويجعل جنات لكم ويجعل وبنين بأموال ويمددكم

ارا لله ترجــون ال لكم ما د. وقــ ــوارا خلقكم وقــ ــروا ألم. أط ت نورا فيهن القمر وجعل. طباقا سماوات سبع الله خلق كيف

مس وجعـــل راجا الشـــ ثم. نباتا األرض من أنبتكم والله. ســـــدكم ــ رجكم فيها يعي ــ ــ ــل والله. إخراجا ويخ ــ األرض لكم جع

[.20-10نوح:اآليات ( ]سورةفجاجا اسبل منها لتسلكوا. بساطا في تعــالى نعمه استشــعار يعني شمولها في الله عبادة مقتضى إن

تنطــوي فيما والنظر مــآل، كل في وجالله عظمته واستحضــار حــال كلــدبير، حكمة من الكونية آياته عليه وتيســير، ولطف وتقــدير، واتقــان وت

هو والطاعــة. وهــذا بالعبودية تعــالى له التســليم إلى بــذلك والخلــوص إال واإلنس الجن خلقت ومااللـــــــه: ) يقـــــــول كما الخلق مقصد

يتــواءم أن على مجبلــون [.فهم56الــذاريات:اآلية ( ]ســورةليعبــدون تعــالى ســننه مع حــركتهم وتنسجم الوجود في الله ناموس مع سلوكهم

ــهالفطــرة: ) في لم ول ــ ماوات في من أس ــ طوعا واألرض الس[.82عمران:اآلية آل ( ]سورةيرجعون وإليه وكرهاالكونية: والحركة التعبدية الشعائر

واإلسالم واإلســالم الخلق، سنة عليه تجبل ما هو كرها أكــثر طوعــا ذكر عن تعــبر التي الشعائر هذه الشعائرالتعبدية. وإن أداء في يتمثل ما

ــكره الله ــ ــتي ارتبطت قد وش ــ ــبة األرض بحرك ــ ــرمين ألظهر بالنس ــ ج عن ينتج وما والقمــر، الشــمس هما منهــا، النــاس يشــاهدهما سماويين

والنهــار: الليل وتعــاقب والشهور السنين كتتابع طبيعية ظواهر من ذلكــارك) ــل الذي تب ماء في جع ــ ــل بروجا الس راجا فيها وجع ــ س

ار الليـل جعـل الذي وهو. منيرا وقمرا ة والنهـ أراد لمن خلفـ [.والمؤمنون62-61الفرقان:اآليات ( ]سورةشكورا أراد أو يذكر أن

آيتــان فهما القمــر، وخسوف الشمس كسوف عند بالصالة الله يذكرون تقــام لــه. وإنما الشــكر تســتوجب الــتي نعمه اوجه ومن الله آيــات من

ــذكره الصــالة ــالى: ) ل الة وأقمتع ــذكري الصــ طــه:اآلية ( ]ســورةل فيهــا: بأدائها المؤمنون يلتزم بمواقيت الشعيرة هذه ارتبطت [.ولقد14

الة إن) ـانت الصـــ ــورةموقوتا كتابا المـــؤمنين على كــ ــ ( ]س دارت كلما مـــرات خمس األذان صـــوت [. وينطلق103النســـاء:اآلية

للعــالمين ويعلن الكــون أرجــاء كل في ليبث نفســها حــول دورة األرض للشــمس: بالنســبة األرض اســتدارت كلما الصــالة التوحيد. وتقــام نداء

الة وأقم) هـود:اآلية ( ]ســورةالليل من وزلفا النهار طرفي الص في وفريضتين النهار، طرفي أحد الشمس، شروق قبل فريضة [.،114

ــزوال، عند من غروبها قبل اآلخر طرفه ــتين ال غسق إلى غروبها بعد وثن الصـــلوات هـــذه أن في واإلعجـــاز الحكمة نلحظ أن يجب الليـــل. وهنا

ــذكورة أوقاتها ولكن خمسة ــرآن في المـ ــة. ذلك القـ ــرآن الن ثالثـ القـ ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكامل

هـ1430 الـمـحــرم11-9 م200927

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــاس لكل خطــاب ــواقعهم كل وفي أحــوالهم جميع في الن الكــرة من م إلى موقع ومن حــال إلى حــال الســنة. فمن فصول سائر وفي األرضية

والعصـــر، الظهر صـــالتي بين الجمع يمكن فصل إلى فصل ومن موقع وقتا يتــداخل كما والمطــر، والمــرض الســفر في والعشــاء، والمغــرب

ــاء المغرب ووقتا شتاء، األرضية الكرة شمال في والعصر الظهر والعشللعابدين. ويسر للعارفين وحكمة مبين إعجاز ذلك صيفا. وفي

بوضع خصــها الله فــإن لــذلك اإلســالم، وعمود الدين عماد والصالةــادات كســائر األرض في تفــرض لم إذ مرمــوق، احتفــال في ولكن العب تقصر حيث األعلى المأل إلى بــالنبي عــرج عنــدما عجيب. وذلك سماويــداد إلى بهذا تشير ولكنها الحدث هذا وصف عن الطبيعة قوانين في امت

ــادات ســائر الصــالة، المــادي. ومثل الكــون ورآء الوجــود األخــرى العب العبــادات أكــثر الصــالة ان الكون. فكما حركة مع فعلها يتساوق تكــرارا

أكــثر الزكــاة فــإن الشــمس مواجهة في نفسها حول األرض دارت كلما وآتواالــزروع: ) حصــاد وعند األنعــام حيــاة في الطبيعة بــدورة ارتباطا

ه كفريضة فأداؤها [.. لذلك141األنعام:اآلية ( ]سورةحصاده يوم حق الشــمس تاخذ الشــمس. وعنــدما حــول مــرة األرض دارت كلما يتكــرر دورانها في واألرض والقمر يكــون الــتي االقــتران حالة بعد معينا، وضعا

والشــــمس األرض بين وضع في القمر فيها يــــتيح لكلتيهما ومحاذيــــا رؤية يمكن األرض، إلى القمر ســطح على من الشــمس ضــياء انعكاس

بين كما والحساب السنين عدد ونعلم الشهور بداية تحدد الهالل. وبذلكمس جعل الذي هوالقرآن: ) لنا دره نـورا والقمـر ضياء الش وقـ

نين عدد لتعلموا منازل [.في5يونس:اآلية ( ]سورةوالحساب الس والنــور الشــمس المنبع من الصــادر الضــياء بين علمي تميــيز اآلية هــذه

ــطح على من المنعكس ــر، سـ أو الجمع تفيد ضـــياء كلمة أن كما القمـــاوت عن المعبرة السبعة بألوانه الضوء بأطياف يعرف ما وهو التعدد تف

نتحــرى الحســاب علمي. وبعلم وإعجــاز دقة هذا وفي الموجية، أطواله الكونية الظاهرة بهذه ترتبط التي الشهور وكل رمضان شهر هالل رؤية إنتعــالى: ) كتابه في جــاء كما عام كل في مرة عشر أثنتي تتكرر التيهور عدة ــاب في شهرا عشر اثنا الله عند الش ــورةالله كت ( ]س

كتــاب في وردت شــهر كلمة ان هنا للنظر الالفت [. ومن26التوبة:اآليةــية. السنة أيام بعدد تكررت اليوم كلمة ذلك ومثل مرة12 الله الشمس

خارج فيه البحث يتسع قد الذي العددي القرآني اإلعجاز من جانب وهذا بــدورة موقــوت رمضــان صــوم فــإن لــذلك الدراسة. وإضافة هذه إطار

الفجــر. والن عند ولالمســاك الغــروب عند لالفطــار نفسها حول األرضــاس، لكل تثبت ال الهالل رؤية ــتركون ال إذ الن واحد ليل في جميعهم يش

االرضــية، الكــرة جــانبي على تختلف مــواقيتهم فــإن واحــدة، ومنطقة نجد هــذا واحد. وفي زمني بميقات الحج فريضة يؤدون جميعهم ولكنهم اإلعجاز ــا ن للناس مــواقيت هي قلاألهلــة: ) عن تعــالى قوله في بي

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

28

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

ــورةوالحج ــيره دون الحج [.. فـــإفراد189االلبقـــرة:اآلية ( ]سـ من غـــادات النــاس لكــون راجع والزكــاة كالصــوم األهلة برؤية المرتبطة العبــون ــدد فال المكرمة مكة هو واحد موضع في يكون ــديهم. أما األهلة تتع ل انحنــاء مع األهلة رؤية فتتعــدد األرض ســطح على المنتشــرين لغــيرهم

لـرأى إذن مسـتويا، السـطح هذا كان لو لتتعدد كانت األرض. وما سطح التفــاوت مختلفــة. وهــذا بزوايا ولكن واحــد، وقت في الهالل الناس كلــور وقت في ــ ــدل األهلة ظه ــ ــدل كما األرض، كروية على ي ــ دقة على ي

فإنه واألرض القمر بــدوران الحج ارتبــاط وإعجازه. ومع القرآني التعبير رمزية الحج مناسك أداء الشــمس. وفي حــول دورانهما مع يتكرر كذلك

أو الطــواف شــعيرة في الشــمس حول الكواكب دوران تحاكي متميزة تكــون الدورانية الحركة وهــذه والمــروة، الصــفا بين الســعي من دائمــا ســمة الســاعة( وهي عقــرب )عكس يســمى فيما الشــمال إلى اليميناألحياء. وسلوك األشياء حركة في الكون في غالبة

تخـــرج الكـــون بحركة ارتباطها في العبـــادات إن القـــول، وخالصة في اللــه. والعبــادة بــذكر منفعلة حيــاة كنف إلى رتيبة حياة من االنسان سلوكه تجعل الشامل معناها الله. سنن مع متناغما

خـاتمــة: الحكيم القــرآن آليــات دالالت من الدراسة هــذه في أوردنا ما كل

ــا، في متدبرين معناها، في متفكرين محتواها، في متبصرين إنما مرماه حيث من متفــرد خطــاب الحكيم. فهو الكتــاب هذا خصائص عن تكشف

ومتمــيز النصــوص هــذه مضــامين في شــامل نصوصه، في محفوظ أنه معناه في المضامين. وبالتأمل هذه عليه تنطوي ما وإدراك فهمها بتجدد

ــزل ما بين المزاوجة صورة تتجلى محتواه في الفكر وإعمال في الله أن المزاوجة هــذه عن يتكشف وما آيــات من الكــون في أودع وما القــرآن

وإعجــاز والتعبــير القــول في إيجاز عن تنم وانسجام وتناغم مواءمة من تبــارك واألمــر الخلق له أال...) والتسيير واألمر والتقدير الخلق في

ــورةالعــالمين رب الله ــراف:اآلية (. ]سـ هو الله [. فكتـــاب54األعـ يهــدي انه وجوههــا. وكما شــتى في للهداية الكامل الجــامع المصــدر والعلــوم. المعــارف من ســواها لما يهــدي كــذلك فإنه الكونية للمعرفة

ــتمد ــون بطبيعة العلم ويس ــرة إما حقائقه وتكشف الك ــاء من مباش تلق أو القرآنية النصــوص ــا. ويتسع اســتنباطا هــذه عن الكشف مجــال منه

المــنزالت الله آيات معاني إدراك في عنها الباحثون تعمق كلما الحقائقــدقيق مع ــات، آياته فهم في الت ــرآن الكوني ينضب وال منهله ينفد ال والق

االنسان اكتسب فكلما معينه، والطبيعة الكون من به يحيط ما عن علما المعجــز. الكتــاب هــذا في جديــدة معــان ادراك عن عقله تفتق والحيــاة

كونية دالئل التنزيل آيات في المتفكرون – هذا زماننا في – يدرك وهكذا بها العلم يكن لم الكــريم. القــرآن مفســري من الصــالح لســلفنا متاحــا

يكتســبون ممن – الله شاء إن – الالحقة األجيال في بعدنا يأتي ولسوف ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكامل

هـ1430 الـمـحــرم11-9 م200929

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

اليــوم. إال ندركه ال ما الكــون وخفايا القــرآن أســرار من ويدركون العلموا) بـــالتقوى مرتبط العلم اكتســـاب إن ــ (الله ويعلمكم الله واتقـ

الكتاب آلم. ذلك) بها الهداية ترتبط مثلما [.،282البقرة:اآلية ]سورة[.1البقرة:اآلية ( ]سورةللمتقين هدى فيه ريب ال

حقيقي تقــدم إلى يقــود الــذي هو بالله الموصــول الكــوني . والعلمالناس. حياة في

اإلســالمية الحضــارة شهدت ولقد إزدهــارا ترعــرع عنــدما ملحوظــا الطبيعة علمـــاء واســـتهدى بالله اإليمـــان أحضـــان في الكـــوني العلم

ــهد الكونية، المعارف شتى في العلماء هؤالء برع بالقرآن. فقد لهم وشالواسعة. وانجازاتهم الرائعة باسهاماتهم التاريخ

يســتمدوا بــأن أســالفهم ســيرة يعيــدوا أن األمة علماء ندعو وأخيرا العلم ويكتسبوا الكونية الله آيات على مفتوحة بعقول القرآن من العلم

ــالتواؤم نعنيه ما القرآنية. وهــذا آياته لدالالت مدركة بعقول الكون من بــديع ــاغم الب ــات بين الرفيع والتن ــوحي إيقاع ــول ال العلم ودالالت المنق

المعقول.

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

30

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

مـراجـع ال :أساسة مراجع أوال

المجيد. -القرآنالجاللين. -تفسير

قطب. لسيد القرآن ظالل -في بــيروت – الكــريم القــرآن الصابوني- دار علي محمد – التفاسير -صفوةهـ.1402

ــرؤوف عبد صبحي إعداد – الكريم القرآن آليات الموضوعي -المعجم الم.1984 هـ1405 – دمشق – الفضيلة دار – عصر

المدمجة. الحاسوبية صخر أقراص على – النبوية األحاديث -معجمالموضوع تكمل للمؤلف وبحوث ثانيا: دراسات

م.1998 يناير6 العدد التأصيل، مجلة وأهدافه، أسسه المعرفة -تأصيل العلمي- والبحث العـــــــالي التعليم وزارة – المعرفة تأصـــــــيل إدارة

الخرطوم- السودان. جامعة مجلة – الكونية العلـــوم مجـــال في القرآنية الخصـــائص -حـــول - أم هـــ1418 المحــرم3 العــدد – اإلســالمية والعلــوم الكــريم القــرآنالسودان. – درمان

العمل حلقة اعمــال من – الطبيعية العلوم ومنهجية اإلسالمي -التأصيلــول العلمية ــايا حـ ــيل قضـ ــوير مركز – المعرفة تأصـ ــرفي التنـ – المعـ

م.2005 مارس – الخرطومــول ــات -ح ــاث مجلة – العلمي البحث أخالقي ــان أبح ــدد – اإليم 11 الع – الخرطــوم – اإليمــان ألبحــاث العــالمي - المركز هـــ1420 شــوال

السودان.–اإليمـان أبحـاث وضــحاها-مجلة الشـمس ضـياء حـول قرآنية -إضاءات

ــدد ــ1426 األول ربيع17 الع ــالمي - المركز هـ ــاث الع ــان ألبح – اإليمالسودان. – الخرطوم

الفقه مجمع مجلة–النظر ورؤية الرؤية نظرية بين رمضــــــــــان -هالل- السودان. الخرطوم هـ1422 األولى السنة األول العدد – اإلسالمي العدد – اإليمان أبحاث والمعقول-مجلة المنقول بين والمعراج -اإلسراء

ــالمي - المركز هــــ1421 األولى جمـــادى12 – اإليمـــان ألبحـــاث العـالسودان. – الخرطوم

أخـرى ثالثا: مراجـع عن صــادر – األردية من مــترجم – خــان الــدين وحيد – يتحــدى -اإلسالم - - لكنو العلمــاء نــدوة – العلمية البحوث دار اإلسالمي، العلمي المجمع

الطبعة – لبنــان – بــيروت للتوزيع المتحــدة الشــركة منشــورات – الهندهـ.1401 الثانية

ــور ــود اإلســـالمي -التصـ ــاري حسن – للوجـ ــير دار – الحيـ للنشر البشـهـ.1409 االردن – عمان – والتوزيع

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

31

مركز اإلسـالميـة والعلـوم الكــريم القــرآن جامعــةـنة الكريم القرآن بحوث النبوية والس

للطباعة النصر - دار المحجــري يحيى – العلم مشكاة في قرآنية -آياتم.1991 – مصر – القاهرة – اإلسالمية

النشر دار – الخطيب ممــدوح محمد – والعــدم الوجــود بين المادة -بنية – لبنـــان – بـــيروت – الرســـالة مؤسسة – االردن – عمـــان – للتوزيعهـ.1416

ــوة ــاول – العظمى -الق ــدي ب ــرجم – زف الثقافة وزارة – االنجليزية من تم.1989 – العراق – بغداد – واالعالم

- The Matter’s Myth, by Paul Davies & John Gribbin الهيئة – المـــــادة اســـــطورة اسم تحت علي، يوسف . علي م ترجمة

م.1998 القاهرة – للكتاب العامة المصرية- La Bible, Le Coran et la Science – Par Maurice Bucaille,

Seghers, 31 Rue Falguière, 75,725 Paris, Cedex 15. المعارف ضوء في المقدسة الكتب بعنوان: دراسة الفرنسية من ترجم

ســبتمبر – مصر – القـــاهرة – الرابعة الطبعة –المعـــارف - دار الحديثة م. 1977

– صنعاء – اإليمان جامعة – الزنداني المجيد عبد الشيخ محاضرات -مناليمن.

ــرات من ــول محاض ــار د. زغل ــاز هيئة – النج ــرآن في العلمي اإلعج الق المكرمة. مكة والسنة،

ينـاير8- 6 من الكون وعلوم الوحي علوم بين المعرفي مؤتمرالتكاملهـ1430 الـمـحــرم11-9 م2009

32