المخالفة بين الوظائف

النحوية دراسة في مشكل

إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب

)ت (ه437القيسي الدكتور سعدالدينبقلم

إبراهيم المصطفى أستاذ النحو والصرف المشارك

بجامعة طيبة-فرع العلا

1

ملخص البحث:ة في حوي يتحدث هذا البحث عن المخالف��ة بين الوظ��ائف الن

صب ودلالته��ا في الأس��ماء والأفع��ال والح��روف، فع والن حالتي الر وهي دراس��ة في كت��اب )مش��كل إع��راب الق��رآن( لمكي بن أبي طالب القيس��ي. فق��د اس��تنبط العلم��اء أوج��ه الإع��راب من تع��دد

ة ووجوهها المختلفة، ف ح��اة إع��رابهمالقراءات القرآني ه الن حين وجما ك��انوا يربط��ون بين الإع��راب والمعنى ربط��ا محكم�ا، وي�رون إنهما شيء واحد لا يمكن الفصل بينهم��ا، وأن المعنى إذا فهم دل أن

ى، ومنبثق عنه.على الإعراب، فالإعراب فرع على المعنة يفي��د وإن مخالف��ة الإع��راب في تحلي��ل الق��راءات القرآنير في تن��وع الدلال��ة، ��ؤث ص��ب، وي ف��ع والن ا جديدا بين الر معنى نحوي حاة عندما رأوا مثلا حوي واضحا في أمثلة الن ويبدو هذا المعنى النص��ب. وق��د أن الأصل في إعراب المصدر النائب عن فعله ه��و النة فع للدلال��ة على أوج��ه بلاغي صب إلى الر يعدل أحيانا من حالة الن

ص. ياق والتركيب ومكانته في الن ولغوية تستفاد من السف��ع أحيان��ا نج��د تح��ولا في ص��ب والر وفي الاختي��ار بين الند م قص�� ركيب لا ينأى بالآية عن الغاية المقصودة بعيدا، فالمتكل الت الموقع الإعرابي بناء على المعنى الوظيفي للاسم المتقدم. ومماة حوي ا على آخر أن هناك علاق��ة بين الظ��اهرة الن يقوي حكما نحوية أثره��ا وأسلوب الفص��ل والوص��ل، فق��د تتخطى الحرك��ة الإعرابي

حوي والوظيفي إلى المشاكلة في بروز التنوع الدلالي. النح���اة في تحلي���ل الق���راءات ن البحث أيض���ا موق���ف الن وبية على الف���رق بين مع���اني الح���روف وتأديته���ا للمع���اني القرآنيمي��يز ة يمكن من خلاله��ا الت تي أدت إلى وظيفة أساسي ة ال الوظيفي بين أنم�اط ال�تراكيب المختلف�ة مما يس�اعد على تحدي�د الجمل�ة،ز الجمل��ة م والمخ��اطب فتمي واصل بين المتكل ونوعها، وطريقة التة، ة، من الطلبي بي عج ة، من الت ة من الاس��تفهامي يغة الإخباري أو الص��

ة. حوي وهذا ما نسميه الوظيفة الن

2

أهداف البحث:واي�ات في الق�راءات-1 بيان الأوج��ه المتع��ددة من تع��دد الر

ظ��ر في ه��ذه ��ك الن واهد عليه��ا، ثم بع��د ذل القرآنية، والشة. حوي الآراء الن

ح��اة-2 ة، وكي��ف يق��دم الن حوي أهمي��ة تحري��ر المس��ألة النة، ومن حوي آراءهم، وكيف يناقشونها، مع ذكر القاع��دة الن

ثم بيان رأي مخالف آخر.حيح من وجه�ة نظ��ر مكي بن-3 ح��وي الص�� اعتماد ال�رأي الن

ة، ن أوج��ه الق��راءات القرآني أبي طالب، وغالبا ما كان يبيب المع��نى ��ا يناس�� ��ك أحلل الق��راءة تحليلا نحوي وبع��د ذل

والمقام.غ��ة-4 حو والتصريف والل الاطلاع على مسائل متنوعة في الن

ه��ا في ظر فيها، والعودة إلى مظان والقراءات، وتدقيق الن كتب أعاريب القرآن غالبا، وكتب القراءات تحديدا وتناول

محيص. الآراء بالدرس والت

منهج البحث:سلكت في هذا البحث منهجين:

ة ثم المنهج الوص��في: عم��دت في��ه إلى جم��ع الم��ادة العلمييلا مفهم��ا، يلها تفص�� يرها وتحليله��ا، واس��تقراء الآراء وتفص�� تفس��

الوظ��ائففدراس��ة الظاهرة " والاهتم��ام بوص��فها وص��فا دقيق��ا.ف��ع صب والر النحوية في الأسماء والأفعال والحروف في حلتي الن

ة " والبن��اء عليهم��ا ك��انت دراس��ة واقعي ر عنه��ا كما دة، ويعب مج��رتائج الصحيحة. وكيفا، بطرق مختلفة للوصول إلى الن

����رت في����ه آراء مكي بن أبي ط����الب اريخي: ذك المنهج التحاة القدماء وبعض المحدثين عن المخالف��ة بين القيسي، وآراء الن

3

ة في الأس��ماء والأفع��ال والح��روف في ح��التي حوي الوظ��ائف النة، حوي حاة بحسب انتماءاتهم الن فع، كما ذكرت آراء الن صب والر النة. للوصول إلى القاعدة الصحيحة، وتحقيق الفائدة لدارسي العربي

خطة البحثقسمت البحث إلى:

ة1 حوي - مقدمة: تحدثت فيها عن أهمية المغايرة بين الوظائف النع صب في الأسماء والأفعال والحروف، ودراس��ة مواض�� فع والن الر وروده في كت��اب )مش��كل إع��راب الق��رآن( لأبي محمد مكي بن

ي ) ت نت قيم��ة البحث، وأهداف��ه،437أبي طالب القيس�� ه���(، وبيومنهجه.

- الموضوع: ويضم ثلاثة مباحث:2القولالأول: بسطت فع، والر صب الن دلالة الأسماء في

تي اس��تنبط منه��ا ة ووجوهه��ا المتنوع��ة ال عن الق��راءات القرآنية العلماء أوجه الإعراب بحسب المعنى، فقيمة الإع��راب تب��دو جلية ال��تي تنتظم الكلم��ات داخ��ل في الإبان��ة عن المع��اني الوظيفي

ة غوي .منظومتها الل

الأفعال، فالفع��ل في العربي��ة ثلاث��ة أن��واع،والثاني: في ا دائم�ا، وفي المض�ارع من�ه م�ا ه�و يأتي الماضي والأمر من��ه مبنيتي ورد فيه��ا، ولكن ياقات ال مبني ومنه ما هو معرب بحسب الس�� م�ا يهمن��ا هن��ا في بحثن��ا كي�ف تغ��اير موقع��ه الإع��رابي بين الرف��عصب في القراءات التي وردت في ) مشكل إع��راب الق��رآن( والن عند مكي، وتعليل هذه القراءات وتحليلها تحليلا لغويا يتناسب م��ع

حاة وتوجيههم. ويشمل حلي��ل الحاج��ة إلى المعنى، آراء الن هنا التم والمخ��اطب ،وتع��دد أوج��ه الق��راءة القرآني��ةو ��المتكل الاهتم��ام ب

وتوجيهها بحسب المعنى والصناعة. في الحروف تح��دثت عن وق��وع الح��روف موق��عوالثالث:

ذي يع��د أح��د بعضها بعض��ا، وه��و م��ا يس��مى بق��انون الاس��تبدال الح��ويلي، وق��د ع��د ذل��ك مظه��را من ح��و الت غي��ير في الن مظ��اهر الت

4

ة، غ��وي، وه��ذه في حقيقته��ا نظ��رة دلالي راء الل مظاهر التن��وع والثواب��ط ة، والتنوع في اس��تعمال الر فحروف المعاني ظاهرة أسلوبية ة للكلام في مجموع��ه مح��دثا ق��وة تعبيري ��برز القيم��ة الجمالي ي

ينفعل بها المتلقي.الخاتمة وأهم النتائج -3

المقدمة:

لاة وأنم التسليم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصد وعلى آله على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محم

وصحبه أجمعين، وبعد.

حاة بالصناعة والمعنى على حوي عند الن وجيه الن ر الت يتأثظر إلى حوي لا بد من الن اختلاف أنواعه. وعند إطلاق الحكم الن

غوي، وإلى المعنى، وإلى موقع الكلمة أو الجملة في البناء اللظر في صحة تذوق عال للنص ومناسبة وروده، كذلك ينبغي الن

ة، ومدى حوي حاة عليها. وما من شك أنالقاعدة الن اعتماد النة، حويين أعطوا المعنى المقام الأول في توجيهاتهم الإعرابي الن

ها منبثقة عن المعنى، ة وجدوا أن وعندما رأوا تعدد الأوجه الإعرابية في وصادرة عنه، وهذا ما وجدناه عند توجيه القراءات القرآني

)مشكل إعراب القرآن( لمكي بن أبي طالب القيسي.

ون بالمعنى عناية كبيرة، ونظروا إليه نظ��رة حوي وقد عني النة،. ��وا علي��ه اختلاف الأوجه الإعرابي دقيقة حين وجهوا إعرابهم، وبن فقد كانوا يربط��ون بين الإع��راب والمعنى ربط��ا محكم��ا، وي��رونهما شيء واحد لا يمكن الفصل بينهم��ا، وأن المعنى إذا فهم دل أن

على الإعراب، فالإعراب فرع على المعنى كما ذكر سيبويه.ح��وي ه��و م��ا وجي��ه الن ذي يعنينا في الت ة حال فإن ال وعلى أيحوية التي أول بها مكي بن أبي طالب ه��ذا نتج عن تلك الأوجه الن

5

ة، وذلك في حركات الإعراب وع من مخالفات القراءات القرآني النة كان لها أثره��ا في توجي��ه وما فيها من تفاوت دلالي ومعان نحوي

الآراء الواردة في القراءات وصورها.ذي تكشف عنه الأجزاء والمعنى الوظيفي هو المعنى ال

حو والدلالة، تي تشمل الأصوات والصرف والن غة، ال ة لل حليلي الت فالمعنى الوظيفي الصرفي معناه وجود ارتباط بين الصيغة

قة ة والدلالة. ومن هذا المعنى نستدل على المعاني المتعل غوي اللة على بالصيغ الدالة على المشتقات كدلالة وزن فاعل في العربي

عدية والحروف ة على الت من قام بالفعل، ومنها المعاني الدالائدة في بعض الصيغ. الز

الفصل الأولفع في الأسماء دلالة النصب والر

ة ال��تي تظهر قيمة الإعراب في الإبانة عن المع��اني الوظيفي تعتور الكلام في منظومته وسياقه، وأثر ذلك في تحديد الدلالة أو

ج��اجي )ت ه���( إلى: "577في تنوعها تقديما أو تأخيرا، وذهب الز أن الأسماء لما كانت تعتورها المعاني، وتكون فاعل��ة أو مفعول��ة،ة على ه���ذه ومض���افا إليه���ا، ولم يكن في ص���ورها وأبنيته���ا أدل المعاني، جعلت حرك��ات الإع��راب فيم��ا تن��بئ عن ه��ذه المع��اني،وا برف�ع زي�د على أن الفع��ل ل�ه، رب زي�د عم�را، ف�دل فق�الوا: ض����ه، وك���ذلك س���ائر وبنص���ب عم���رو على أن الفع���ل واق���ع بسعوا في كلامهم، ويقدموا الفاعل إذا أرادوا ذلك، أو المعاني...ليتة على ��ون الحرك��ات دال المفع��ول عن��د الحاج��ة إلى تقديم��ه، وتك

. 1المعاني"

الإيض��اح في عل��ل النح��و: لأبي القاس��م عب��دالرحمن بت أبي إس��حاق1 ه���(، تحقي��ق: د. م��ازن المب��ارك، دار النف��ائس، ب��يروت،337الزج��اجي )

. 69، ص19796

��ة لحرك��ات وظ��اهرة الإع��راب تتح��دث عن القيم��ة الدلالي الإعراب وعلاقة ذلك بالمعنى، فالإعراب فرع على المعنى، وه��ذا���دل على راحة على أن حرك���ات الإع���راب وح���دها لا ت ينص ص���ة ال�تي تع�تري الكلم�ة داخ�ل س�ياقها، ة أو الدلالي المعاني الوظيفية ه بمعون���ة الق���رائن المقالي ه���ا ف���رع ل���ذلك، ودال من دوال ولكن

ياق. تي تلابس الس ة ال والحاليح��وي ه��و م��ا حلي��ل الن ذي يعنينا في الت ة حال فإن ال وعلى أي نتج عن تلك الأوجه النحوية التي أول بها مكي بن أبي طالب ه��ذاة، وذلك في حركات الإعراب النوع من مخالفات القراءات القرآنية ك��ان له��ا أثره��ا في توجي��ه الآراء من تف��اوت دلالي ومع��ان نحوي

الواردة في القراءات وصورها. وق��د أف��ادت مخالف��ة إع��راب الاس��م في تحلي��ل الق��راءاتر في تن��وع ص��ب، وأث ف��ع والن ا جدي��دا بين الر ة مع��نى نحوي القرآنيح��اة عن��دما رأوا أن حوي في أمثلة الن الدلالة، ظهر هذا المعنى النص��ب. وأورده ائب عن فعل��ه ه��و الن الأصل في إعراب المص��در الن

ه�( تحت: باب ما ينصب من المصادر على إضمار180سيبويه )تفع للدلال��ة على2الفعل غير المستعمل إظهاره . وقد يعدل إلى الر

��ه في كيب ومكانت ياق وال��تر ��ة تس��تفاد من الس�� ة ولغوي أوج��ه بلاغي: )الحم��د( ص. ففي قول��ه ع��ز وج��ل ��داء، و)لل��ه(،3الن رف��ع بالابت

��داء، وه��و4الخ��بر ف��ع هن��ا ه��و الابت . ونحن نعلم أن العام��ل في الر عامل معنوي غير ملفوظ به، وهو خلو الاسم المبتدأ من العواملة. ويج��وز نص��به على المص��در أي مفع��ولا مطلق��ا لفع��ل اللفظي

محذوف تقديره: أحمد الحمد. ف��ع صب إلى الر وتظهر المخالفة في التركيب من قراءة النه العلم��اء عميم، وثبات المعنى واستقراره. وقد تنب للدلالة على الت

ه���(، تحقي��ق عب��د180 الكت��اب: لس��يبويه، عم��رو بن عثم��ان بن قنب ��ر )ت2ه�-1430الس��لام ه��ارون، مكتب��ة الخ��انجي، الق��اهرة، الطبع��ة الخامس��ة،

.311: 1م، 2009 من سورة الفاتحة.1 الآية 3 مش��كل إع��راب الق��رآن: لأبي محم��د مكي بن أبي ط��الب القيس��ي)ت4

ه���،1430ه�(، تحقيق: محمد عثمان، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 437.20م، ص 2009

7

ح���ول وأث���ره ال���دلالي في اس���تقراء كلام س���يبويه، إلى ه���ذا التحاس ) ه�(: " ويق��ال: الحم��د خ��بر،388واستكناه فحواه، فقال الن

وسبيل الخبر أن يفيد، فما الفائدة في هذا؟ والجواب عن هذا، أنفع ففي��ه من المعنى جل الحم��د لل��ه ب��الر سيبويه قال: إذا قال الرذي يرفع الحمد يخبر مثل ما في قوله: حمدت الله حمدا، إلا أن الب الحم��د ذي ينص�� أن الحمد منه، ومن جميع الخلق لله تعالى، وال

.5يخبر أن الحمد منه وحده لله تعالى"ف��ع وتس��تفاد ه��ذه الدلال��ة لل��وجهين من تق��دير عام��ل الربه ��داء، وخ��بره ش�� والنصب، إذ يذهبون إلى أن الحمد مرفوع بالابته من المص��ادر صب بإض��مار فعل��ه على أن الجملة )لله(، وأصله الن��ورد بها الع��رب بأفع��ال مض��مرة في معنى الإخب��ار. وي ال��تي تنص��

مخشري )ت ف��ع538الز ص��ب إلى الر : " الع��دل به��ا عن الن ه�( أن.6على الابتداء للدلالة على ثبات المعنى واستقراره"

ص��ب في ال��تركيب ف��ع والن فالف��ارق ال��دلالي بين وجهي الر م��ا هي أيض��ا يغة الفع��ل إن صب إشعار بالفع��ل، وص�� حوي أن الن النف��ع، فه��و في ج��دد والح��دوث وليس ه��ذا في حال��ة الر إش��عار بالتص��ب فع ثبوت ودلالة على صفة ثابتة، ألا ترى أن المقدر مع الن الر

فع: الحمد ثابت أو مستقر. نحمد الله حمدا، ومع الر

وجاء في قوله تع��الى: )وق��الوا م��ا في بط��ون ه��ذه الأنع��امصب على الح��ال من المض��مر في7خالصة لذكورنا( )خالصة ( بالن

إع�راب الق�رآن: لأبي جعف�ر أحم�د بن محم�د بن إس�ماعيل النح�اس )ت5ه�-1426ه���(، تحقي��ق: د.زه��ير غ��ازي زاه��د، ع��الم الكتب، ب��يروت، 388

وقرأ ابن عيينة ورؤب��ة بن .328-319:�� 1وينظر الكتاب .93م، ص2005 العجاج )الحمد لله( بالنصب، وهي لغة قيس والح��ارث بن س��امة. مختص��ر

. 1في شواذ القراءات لابن خالويه ص الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وج��وه التأوي��ل:6

ه��( ض�بطه538لأبي القاسم ج�ار الل��ه محم�ود بن عم�ر الزمخش�ري )تب��ه: مص��طفى حس��ين أحم��د، دار الكتب العلمي��ة، ب��يروت، وص��ححه ورت

.9: 1م.1987ه�-1407 من سورة الأنعام.139 الآية 78

.9. وخبر " م��ا " )ل��ذكورنا (8قوله: )في بطون( في قراءة قتادة وعن المطوعي )خالصه ( برف��ع الص��اد واله��اء، وبح��ذف التن��وين،

ه مبتدأ، و) لذكورنا ( الخبر. والجملة خبر الموصول .10على أن فع أبلغ في النفس وأك��ثر وض��وحا إن قراءة الجمهور بالرهم فهي للدلال��ة على ثب��وت ه��ذا الأم��ر في نف��وس المتكلمين، لأنموه��ا على الأزواج، ودل على ذل��ك جعلوه��ا خالص��ة لل��ذكور، وحرابة "، م��ة " و" نس�� وجود التاء في آخرها للمبالغة كالهاء في " علافع دلالة أخرى فقد ج�اءت حملا على مع�نى " م�ا " ، لأن وفي الر

ة. المقصود هنا بما في بطون هذه الأنعام الأجنم هن��ا وهم وفي تحليلنا للنص نج��د إش��ارة إلى قص��د المتكل جماعة، فقد أرادوا جعل ذلك الأمر ثابت��ا في ذك��ورهم ونف��وه عنضح بجعل ما في ياق، إذ المعنى يت فع أقرب إلى الس أزواجهم فالرص��ب تح��ول في ال��تركيب لا بطون الأنعام للذكور. وفي اختي��ار الند الموق��ع م قص�� ينأى بالآية عن الغاي��ة المقص��ودة بعي��دا، ف��المتكلص��ب الإعرابي بن��اء على المع��نى ال��وظيفي للاس��م المتق��دم. فالنمير المرف��وع في قول��ه: )في بط��ون (، على الحال ج��اء من الض�� وخ��بر المبت��دأ ال��ذي ه��و " م��ا " ) ل��ذكورنا (، ولا يج��وز أن تتق��دم الحال فيها على العام��ل وه��ذا عن��د س��يبويه إذا لم يكن منص��رفا، كأن تقول: زيد قائما في الدار، لم يجز، وهذا غير منص��رف. وق��د

أجازه الأخفش.هم كم ولعل ومن ذلك أيضا قوله تعالى: )قالوا مع��ذرة إلى رب

قون( فع للدلال��ة11يت . فقد ذهب سيبويه إلى ق��راءة الجمه��ور ب��الر المحتسب في تبيين شواذ القراءات والكشف عنها: لأبي الفتح عثمان بن8

ه�(، تحقيق: علي النجدي ناصف، و د.عب�د الحليم النج��ار، ود.392جني )ته�-1424عبدالفتاح شلبي، المجلس الأعلى للشؤون الإس��لامية بالق��اهرة،

. وهذه ق�راءة ابن عب��اس، والأع�رج وقت��ادة، وس��فيان بن1:232م، 2004حسين. وقرأ الكسائي والأخفش بالرفع.

.179 مشكل إعراب القرآن ص9 إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر: أحمد بن محمد بن عب��د10

ه�(، تحقي��ق: عب��د ال��رحيم الطره��وني، دار1117الغني البنا الدمياطي )ت.551: 1م، 2009ه�-1420الحديث،

من سورة الأعراف. قرأ عيسى وطلحة والكسائي وحفص عن164 الآية 11عاصم بالنصب ، وقرأ الجمهور بالرفع.

9

هم لم يريدوا أن يعتذروا اعتذارا مستأنفا على أن هذا حالهم، " لأنهم قيل لهم: " لم تعظون قوما "؟ قالوا: من أمر ليموا عليه، ولكن

كم " . ولو قال رجل لرج��ل: مع��ذرة إلى12موعظتنا معذرة إلى رب الله وإليك من كذا وكذا يريد اعتذارا لنصب. " وه��ذه من دق��ائق

.13سيبويه ولطائفه التي لا يلحق فيها "د أح��د أم��رين: الأول: ه قص�� والحج��ة في ق��راءة الرف��ع أناهم مع��ذرة فتك��ون خ��برا لمبت��دأ مح��ذوف، والث��اني: موعظتن��ا إيا كان الأمر فإن قراءة النص��ب على يضمر قبل ذلك ما يرفعه. وأيها مفعول مطلق، أو مفعول لأجله أو غ��ير ذل��ك، وه��ذا م��ا ذهب أنؤال من الل��ه -س��بحانه ما جاءت جواب��ا عن س�� إليه أهل النحو ، إنعظ��ون. أو هم بالوع��ظ يت وتعالى- لهم ه��و: لم لم تعظ��وهم؟ فلعل

كم ك، أي: لمعذرة إلى رب .14يكون جوابهم بقولهم: معذرة إلى ربم لمعنى وفي تحليلنا لهذه الآية الكريمة نجد أن إرادة المتكلة أو رفع��ا على ر موقع الكلمة نص��با على المفعولي من المعاني يغي ��ه مفع��ولا ومص��درا الابت��داء. فه��ذه الإرادة ك��انت س��ببا في إثباتة، كم��ا ك��انت س��ببا في منصوبا أحل محل فعله، وجاء بدلا منه مرما ت��دخلت ة أخرى، فكل م مر ة المتكل عده خبرا لمبتدأ مقدر في نيم بالتغيير في رتبة المفعول تقديما أو ت��أخيرا ظه��رت إرادة المتكل في تقدير العنصر المحذوف فيقدر فعلا وم��ا بع��ده منص��وب على

ة، أو يقدر مبتدأ، وما بعده خبر له. المفعولية- ة والفعلي ل���وين بين التعب���يرين-الجمل���ة الاس���مي وه���ذا التم��ا ي��دل على لفت��ة المس��تفاد من تحليلن��ا له��ذه الآي��ة الكريم��ة إنة جعلت البلاغ��يين يبن��ون قاع��دتهم المهمة في الف��رق بين أسلوبيروا أن التعبير بالفعل يدل على التجدد التعبير بالاسم والفعل، فقرة على الثب��ات والاس��تمرار، عب��ير بالاس��مي والحدوث، بينما ي��دل الت يس��توي في ذل��ك المظه��ر والمض��مر تق��ديرا.وأب��ان عب��دالقاهر

ه���( عن ه��ذا الس��ر اللطي��ف في الف��رق بين471الجرج��اني )ت.320: 1 الكتاب 12 .358 إعراب القرآن للنحاس ص13 البي��ان في غ��ريب إع��راب الق��رآن: لأبي البرك��ات عب��دالرحمن بن أبي14

ه���(، تحقي��ق: محم��ود رأفت الجم��ال، الق��اهرة، دار577الوفا الأنب��اري )ت.338: 1م، 2010التوفيقية للتراث،

10

يء : " موضوع الاسم على أن يثبت به المع��نى للش�� التعبيرين بأنوعه من غير أن يقتضي تجدده شيئا بعد شيء، وأما الفعل فموض��

ه يقتضي تجدد المعنى المثبت به شيئا بعد شيء" . 15على أنص��ب روا المخالف��ة بين الن وإذا كان معظم النحويين قد فس�� والرف��ع تبع��ا لتق��دير المح��ذوف في ك��ل منهم��ا من حيث الجمل��ةلامين وا علي��ه مع��نى المفاض��لة بين الس�� ة، وقاس�� ة والفعلي الاسمي

. فالمخالف��ة في16في قول��ه تع��الى: ) ق��الوا س��لاما ق��ال س��لام(ده فائدة بلاغية إض��افة إلى موقعه��ا إعراب السلامين في الآية مرم الق��وم بش��يء، الوظيفي، فانتصاب " سلاما " فجاءت لع��دم تكل

فيحكي كما الأمر بوضوحه، فهو معنى ما تكلمت به الرسل.هيلي )ت وبا: "581 وعند الس�� لام الأول منص�� ه���( ورد الس��

ه ه جعله قولا حسنا وسماه س��لاما، لأن ه لم يقصد الحكاية، ولكن لأن يؤدي معنى الس�لام في رف�ع الوحش�ة ووق�وع الأنس، وحكي عن إبراهيم-عليه السلام- قوله فرفع بالابتداء. وحصل من الف��رق بين الكلامين: في حكاية هذا ورفعه، ونصب ذلك إشارة لطيفة وفائدةة إب��راهيم- شريفة، وهو أن السلام من دين الإسلام، والإس��لام ملباع والاقتداء به، فحكى لن��ا قول��ه، ولم عليه السلام-وقد أمرنا بالاتم��ا الفائ��دة يحك لنا قول أضيافه، إذ لا فائدة في تعريف كيفيته، إن في تبيين قول إبراهيم وكيفية تحيته، ليقع الاقتداء به، وأخ��بر عنقول الأضياف على الجملة لا على التفصيل، وعن ق��ول إب��راهيم-

ا لهذه الحكمة " . 17عليه السلام-مفصلا محكيم��ا يع��ود إلى ت��وخي نستطيع القول: إن مرد هذه الفائ��دة إنحو، لأن " قلت " وما يتصرف عنها ق��د وقعت معنى من معاني الن في كلام العرب على أن يحكى به��ا م��ا ك��ان كلام��ا لا ق��ولا. وبن��اء على ذلك ورد الأول منصوبا في جانب الأضياف، لينبئ عن ترجمةا ك��ان لفظ�ه، إذ لا قولهم بمعناه على تقدير: ق��الوا ق��ولا س��لاما أي

ه�(،471 دلائل الإعجاز: عبدالقاهر بن عبدالرحمن بن محمد الجرجاني)ت15ه�-1404قرأه وعلق عليه محمود محمد شاكر، القاهرة، مكتبة الخ��انجي،

.174م، ص1984 من سورة هود.69 الآية 16 ه���(،581 نتائج الفكر في النح��و: أب��و القاس��م عب��دالرحمن الس��هيلي )ت17

.415م، ص1978د.محمد إبراهيم البنا، منشورات جامعة قار يونس، 11

فائدة في تعري��ف كيفيت��ه، وورد كلام إب��راهيم-علي��ه الس��لام- في رده مرفوعا على سبيل الحكاية بنصه ولفظه، ليقع الاقتداء به.

. يق���رأ18 وقول���ه تع���الى: ) ومن وراء إس���حاق يعق���وب( )يعق��وب( بض��م الب��اء وفتحه��ا، فمن ق��رأ بالض��م ك��ان )بعق��وب( مرفوعا من وجهين، أحدهما: أن يك��ون مبت��دأ، والج��ار والمج��رور قبله خبر له، كقولهم: في الدار زي��د. والث��اني: أن يك��ون مرفوع��ا

19بالجار والمجرور، وهذا مذهب أبي الحسن الأخفش.

، ع نص��ب وج��ر ومن ق��رأ ب��الفتح ج��از أن يك��ون في موض��رناها(، صب من وجهين، أحدهما: بتق��دير فع��ل دل علي��ه )بش�� فالنرناها بإسحاق، ووهبن��ا ل��ه يعق��وب من وراء إس��حاق. وتقديره: بش والثاني: أن يكون معطوفا على موضع قوله: )بإسحاق(، وموضعهصب، كقولهم: مررت بزيد وعمرا، وقول الشاعر: )من الوافر( الننا بشر فأسجح فلسنا بالجب��ال ولا معاوي إن

20الحديدا

ن ح��ال فع بالابتداء جاء ليبي ونجد في تحليل هذه الآية أن الر يعقوب بعد إسحاق-عليهما السلام- فهو وص��ف لحالهم��ا، وأجم��لة الطيب��ة، وحال��ة الرف��ع في بي��ان ذل��ك ما يسعد الإنسان هو الذري أبلغ، فالتسخير والهبة من الله -سبحانه- بإسحاق مق��ابلا يعق��وب.صب ل��� ) يعق��وب ( فهي جعل��ه في موض��ع ج��ر على وأما حالة الن المعطوف قبل��ه )إس��حاق( وه��ذا م��ذهب الكس��ائي وه��و ض��عيف.ع إس��حاق أف��اد مع��نى لطيف��ا وه��و نا حين حملن��اه على موض� ولكن الفص���ل بين المعط���وف والمعط���وف علي���ه بقول���ه: )ومن وراء إسحاق يعقوب( ف��� )يعق��وب ( داخ��ل في البش��ارة إذ إن الع��دولص��ب على فع إلى الن ركيب من الر ة في الت عن الفعلية إلى الاسمي

المحل لإثبات البشارة أيضا وهي صفة مستقرة في الموصوف.

من سورة هود. ق��رأ حم��زة وابن ع��امر وحفص بالنص��ب، وق��رأ71 الآية 18.338الباقون بالرفع. ينظر السبعة في القراءات لابن الجزري ص

.246 مشكل إعراب القرآن ص19 . وموض��ع الش��اهد " ولا67:�� 1 ال��بيت لعقيب��ة الأس��دي. ينظ��ر الكت��اب 20

الحديدا " فقد عطف على الموضع فنصب الحديدا.12

معهم ��ه تع��الى: )ختم الل��ه على قل��وبهم وعلى س�� وفي قول21وعلى أبص���ارهم غش���اوة ولهم ع���ذاب عظيم( .فأما من ق���رأ

ا، وتع��رب حينئ��ذ " غش��اوة " ركيب فعلي بالنص��ب فق��د جع��ل الت مفعولا به بتقدير فعل: وجعل على أبص��ارهم غش��اوة، وه��و فع��ل مضمر كما ذكر مكي بن أبي طالب القيسي، ونسب القراءة إلى

ه قال: وجعل على أبصارهم غشاوة "22عاصم .23، " كأن���ه ���وى ب ه اس���تأنف الكلام مبت���دئا، ون ة لمن رف���ع أن فالحجه ق��ال: وغش��اوة على أبص��ارهم. أخير، فكأن ��الخبر الت ق��ديم، وب الت ومن نصب فق�د أض�مر م�ع ال�واو فعلا عطف�ه على قول�ه تع�الى:��وبهم( وجع��ل على أبص��ارهم غش��اوة، وإض��مار )ختم الله على قل الفعل إذا كان عليه دلي�ل كث�ير مس�تعمل في كلام الع�رب، ومن�ه

قوله: )مجزوء الكامل( يفا دا س��� ورأيت زوج���ك في ال���وغى متقل

24ورمحا

يريد: وحاملا رمحا. وفي تحليلنا له��ذه الآي��ة الكريم��ة ن��رى أن الختم ال��وارد فيما على القلوب والأسماع، لقول��ه القرآن لم يكن على الأبصار، وإن

وفي مواضع كثيرة منه، ولما ك��انت25تعالى: )وختم على قلوبهم(��ه تع��الى: الغشاوة خاصة بالأبصار، وانقطاع معنى الختم عن��د قول )وعلى سمعهم( ق��دم مكي بن أبي ط��الب استحس��انا الرف��ع فيفع عن��ده صب في حالة تقدير فع��ل، ف��الر حالة الاستئناف على الن

من سورة البقرة.7 الآية 21 قراءة النصب رواها المفضل الضبي عن عاصم بعني: غشاوة . وبالضم22

والرفع ق��رأ الحس��ن وزي��د بن علي، وق��رأ أب��و جعف��ر بفتح الغين. ينظ��ر: :1. وينظر إعراب القراءات 67الحجة في القراءات السبع لابن خالويه ص

، 1:349 ، وإتحاف فضلاء البشر 177: 1، والبحر المحيط 61.29 مشكل إعراب القرآن ص23 الحجة في القراءات الس��بع: للإم��ام ابن خالوي��ه، الحس��ين بن أحم��د )ت24

ه�(، تحقي��ق: د. عب��دالعال س��الم مك��رم، مؤسس��ة الرس��الة، ب��يروت،370 . والبيت لعبدالله بن الزبع��رى،67ه. ص1410م- 1990الطبعة الخامسة، .32وهو في شعره ص

من سورة الأنعام.108 الآية 2513

ه أقرب إلى سياق الكلام، ودلال��ة الآي��ة أن " الغش��اوة " أولى، لأنه ق��د ج��اء في الأخ��رى )وختم لم تحم��ل على " ختم " ألا ت��رى أن

.26على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة( فكما لم تحمل في هذه الآية على " ختم " ك��ذلك لا تحم��ل في ه��ذه ال��تي في مس��ألتنا، ف��إذا لم يحمله�ا على الفع��ل " ختم "قطعه��ا عن��ه، وإذا قطعه��ا عن " ختم "ك��انت مرفوع��ة بالابت��داء، وبناء على ذل��ك يك��ون التح��ول في ال��تركيب عم ك��انت علي��ه في نصب " غشاوة " إلى الرفع، إذ تصبح الجملة اسمية و "غش��اوة " مبتدأ مؤخرا، وش��به الجمل��ة الج��ار والمج��رور " على أبص��ارهم "

خبرا مقدما. ة، ص��ب على المفعولي ة، والن ف��ع فيه��ا على الابتدائي وج��اء الر ووقعت المخالفة بين الجملتين على ق��راءة الجمه��ور، فيم��ا ي��رى

ان الأندلسي ) ه�( رأيا مخالفا لما اخت��اره مكي بن أبي745أبو حيف��ع: " ص��ب وتقديم��ه على ق��راءة الر طالب، فق��ال في اختي��ار النة وإس��ناد الجمل��ة ليشمل الكلام الإس��نادين: إس��ناد الجمل��ة الفعلية ت���دل على التج���دد ���ك آك���د، لأن الفعلي ة، فيك���ون ذل الابتدائية أولى، ة تدل على الثبوت، وكان تق��ديم الفعلي والحدوث، والاسمي

.27لأن فيها أن ذلك قد وقع وفرغ منه "ة أو التح��ول في ال��تركيب ة إلى الفعلي فالع��دول عن الاس��ميلغ��وي ره الواقع ال ة يقر صب لإثبات صفة مستقر فع إلى الن من الر��ه تع��الى: ص��ب من قول فع والن ففي تحليلنا لقراءتي " الريح " بالر

هر( يح غدوها شهر ورواحها ش�� ص��ب،28)ولسليمان الر . فاختي��ار النف��ع، ر الواق��ع اللغ��وي الر لم��اذا؟ لأن المق��ام يحتمل��ه فلم يق��ر

من سورة الجاثية.23 الآية 26 البحر المحيط لأبي عبد الله محمد بن يوسف الأندلس��ي الغرن��اطي )ت 27

ه�(، تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود، وعلي محمد معوض، دار الكتب745.49: 1م� 1993ه�- 1413العلمية، بيروت،

من س��ورة س��بأ. ق��رأ الجمه��ور بالنص��ب. وروي أن أب��ا بك��ر12 الآي��ة 28 والمفض��ل عن عاص��م ب��الرفع وك��ذلك ش��عبة. وينظ��ر كت��اب الس��بعة في

ت) البغ��دادي بن مجاهد أب��و بك��ر أحم��د بن موس��ى بن العب��اسالق��راءات: القاهرة،  ه�(324 المعارف، دار ضيف، شوقي د. تحقيق: ه�-1400،

.308: 2، وإتحاف الفضلاء 208: 2، والبدور الزاهرة 527م. ص198014

ف��ع أن ليمان، والر صب هنا بفعل مقدر وتقديره: وس��خرنا لس�� فالنيكون مرفوعا بالابتداء، والجار والمجرور خبره.

��ه يح حملت على التس��خير في قول ووج��ه النص��ب أن ال��ريح تجري بأمره( رنا له الر . فكم��ا حملت هن��ا على29تعالى: ) فسخ

ص��ب التسخير كذلك ينبغي أن تحم��ل هن��ا علي��ه. ومما يق��وي النيح عاصفة( رنا.30قوله: ) ولسليمان الر والنصب يحمل على س��خ

��ه خرت لس��ليمان ج��از أن يق��ال: ل يح إذا س�� ف��ع: أن ال��ر ووجه الرفع على ه��ذا ي��ؤول إلى يح، ف��الر يح، على مع��نى: تس��خير ال��ر ال��ر معنى النص��ب، وكم��ا ق��ال الفارس��ي: " لأن المص��در المق��در في

. 31تقدير الإضافة إلى المفعول به " وكذلك يرى النحاس تقارب معنييها، م��ع تس��ليمه ب��أن فرق��ا لطيف��ا بين ال��وجهين: " ف��إن ق��ال قائل: إذا قلت: أعطيت زي��دا دينارا ولعمرو درهم، فرفعته لم يكن فيه كمع��نى الأول، وج��از أن يكون لم تعطه الدرهم، قي��ل: الأم��ر ك��ذا، ولكن الآي��ة على خلافه لم يس��خرها أح��د غ��ير الل��ه ه قد علم أن هذا من جهة المعنى، لأن

.32جل وعلا " ف��ع- وأما مكي فق��د اخت��ار النص��ب-م��ع تحس��ينه لق��راءة الرخرت ل��ه، ه��ا س�� يح، لأن رنا لسليمان ال��ر فقال: " على إضمار وسخما ملك تسخيرها ب��أمر الل��ه، يق��وي وليس بمالكها على الحقيقة إنيح ليمان ال��ر ص��ب في قول��ه: )ولس�� ص��ب إجم��اعهم على الن الن

.34. فهذا يدل على تسخيرها له في حال عصوفها "33عاصفة(وى( ها لظى نزاعة للش . نزاع��ة: خ��بر إن35وقوله تعالى: ) إن

، و )نزاع��ة( ب��دل من في موض��ع رف��ع، وقي��ل: )لظى( خ��بر إنه��ا( )لظى(، أو رف��ع على إض��مار مبت��دأ، وقي��ل: الض��مير في )إن، للقص��ة، و)لظى( مبت��دأ، و)نزاع��ة( خ��بر لظى، والجمل��ة خ��بر إن

من سورة ص .36 الآية 29 من سورة الأنبياء.81 الآية 30.198: 1 الحجة 31.688 إعراب القرآن ص 32 الآية من سورة الأنبياء33.202: 2 الكشف عن وجوه القراءات 34 من سورة المعارج.16-15 الآيتان 3515

ومن نصب )نزاعة( فعلى الح�ال، وهي ق��راءة حفص عن عاص��م،ه والعامل في )نزاعة ( ما دل عليه الكلام من مع�نى: التلظي، كأن

وى ها تتلظى في حال نزعها للش .36قال: كلا إن��ره مكي بن أبي ط��الب القيس��ي في أما تحليلن��ا لم��ا ذكة ف��ع فلم يظه��ر الع��دول من الاس��مي ص��ب والر قراءة )نزاعة( بالنياق الإس��نادين مع��ا من ة والعكس بل رأينا احتمال الس إلى الفعلي�ه له�ا. وه��ذا ي�دل بوج�ه من الوج�وه على أن الحرك�ة خلال إعرابة ة الأول من مع��ان بلاغي ب على معانيها الوظيفي ة وما يترت الإعرابيياق وح��ده، م��ع الأخ�ذ بق��رائن الأح��وال ثوان أمر مرجعه إلى الس��ة فه��و من " ناعة النحوي حاة فم��رده إلى الص�� الأخرى. وأما رأي الن��ه المع��نى فه��و ما يصلحه ويفسده معناه، فك��ل م��ا ص��لح ب باب إن

د، وكل ما فسد به المعنى فمردود " .37جية في تصور مكي بن أبي طالب حوي وهكذا تأتي المخالفة النة مناسبة للمق��ام، فم��تى ك��ان ة والجملة الفعلي بين الجملة الاسميبوت وجدنا مكيا قوى الأسلوب التركيب مقتضيا التأكيد، وإفادة الثيا إف��ادة التج��دد المصدر بالمس��ند إلي��ه، وم��تى ك��ان الكلام مقتض��

والحدوث قوى الأسلوب المصدر بالفعل. . ففي تحليلن��ا38وفي قوله تعالى: )وامرأته حمال��ة الحطب(

ن��ا-س��بحانه- ف به��ا رب لهذه الآية الكريمة نجد صفة الذم التي وص��ما كانت قد اشتهرت بها، وليست للتخص��يص أو امرأة أبي لهب إنصب على ال��ذم ح��دده الس��ياق التخليص من موصوف غيرها، فالنص��ب " ��ر مكي بن ط��الب أن الن وجاء مطابقا لواقع حالها. وقد ذكفتها ميم��ة، فج��رت ص�� ها ك��انت ق��د اش��تهرت بالن م لها، لأن على الف��ع ذم أيض��ا، لكن ه��و في يص، وفي الر على الذم له��ا لا للتخص�� د إلى أن تزي��دها تعريف��ا بت لم تقص�� ك إذا نص�� ص��ب أبين، لأن الن

. ق��رأ بنص��ب الت��اء بع��د العين، والب��اقون503 مشكل إعراب الق��رآن ص36 ، و651. السبعة في القراءات ص388:� 2بالرفع. بنظر: البدور الزاهرة

335:�� 2، والكش��ف في وج��وه الق��راءات 352والحج��ة لابن خالوي��ه ص.1006. وينظر إعراب القرآن للنحاس ص 492: 2وإتحاف الفضلاء

.311: 4 المقتضب 37 من سورة المسد.4 الآية 3816

دت إلى م��ا قص�� ينا، إذ لم تجر الإع��راب على مث��ل إعرابه��ا، إن وتبي.39ذمها لا لتخصيصها من غيرها بهذه الصفة التي اختصها بها"

ص��ب أن هن��اك علاق��ة بين ه��ذه الظ��اهرة ومما يق��وي النة أثره��ا وأس��لوب الفص��ل والوص�ل، فق��د تخطت الحرك��ة الإعرابيحوي والوظيفي إلى المشاكلة في بروز التنوع ال��دلالي، وذل��ك الن��ه بتحول دلالة ح��رف العط��ف مثلا من دلال��ة النس��ق على م��ا قبل وصلا إلى دلالة القطع والاستئناف فص��لا، وه��ذا التحلي��ل ن�اتج عن

فع، والنصب أوضح. ة في النصب والر المخالفة الإعرابي وفي قول���ه تع���الى: )والموف���ون بعه���دهم إذا عاه���دوا

. نجد في ه��ذه الآي��ة الكريم��ة40والصابرين في البأساء والضراء (ذي أن التابع " والصابرين " خالف النسق الإعرابي تبعا للمعنى الياق م��دحا ك��ان أو ذما، وه��ذا مما ج��رى على س��نن ��ه الس�� يحتملاء ه��ذا الن��وع ��ر الف��ر الع��رب وأس��اليب أهله��ا في الكلام، وق ذكه��ا من ص��فة )من(، ابرين( لأن بت )الص�� الإع��رابي، فق��ال: " ونص��ه ذهب به إلى المدح، ها من صفة اسم واحد، فكأن ما نصبتها لأن وإن، والعرب تعترض من صفات الواح��د إذا تط��اولت بالم��دح أو ال��ذمهم بون بعض الم�دح، فك��أن ف��يرفعون إذا ك��ان الاس��م رفع��ا، وينص��

��ع لأول الكلام" .41ين��وون إخ��راج المنص��وب بم��دح مج��دد غ��ير متبومن ذلك قول الشاعر: )من الكامل(

م الع��داة وآف��ة ذين هم س�� لا يبع��دن ق��ومي الالجزر

بين معاق���د ���رك والطي ازلين بك����ل معت الن42الأزر

.390: 2 الكشف في وجوه القراءات 39 من سورة البقرة.177 الآية 40اء )ت 41 ه�-207 مع��اني الق��رآن: ت��أليف أبي زكري��اء يح��يى بن زي��اد الف��ر

، الق��اهرة،3م(، تحقيق: أحمد يوسف نج��اتي، ومحم��د علي النجار، ط822ه��� -1422مرك��ز تحقي��ق ال��تراث، مطبع��ة دار الكتب والوث��ائق القومي��ة،

.105: 1، م2001 :1 والبيتان للخرنق بنت هفان، من بني قيس بن ثعلبة. ينظر الكتاب 42

.301: 2 . وينظر الخزانة 20217

بوهما م��ا نص�� ��ون "، ورب ب ازلين " و " الطي ما رفعوا " الن ورب.43على المدح

اسخون في العلم ومثل ذلك أيضا في قوله تعالى: )لكن الر��ك، ��ون بم��ا أن��زل إلي��ك وم��ا أن��زل من قبل ��ون يؤمن منهم والمؤمن ��وم ��ون بالل��ه والي ك��اة، والمؤمن ��ون الز لاة والمؤت والمقيمين الص��

. 44الآخر، أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما(ر الإعرابي في الآيتين الكريمتين يدعونا إلى القول غي هذا الت��ان الكلام على نم��ط بأن المخالفة الإعرابي��ة فيهم��ا أبل��غ من جري، فات الكث��يرة في مع��رض الم��دح أو ال��ذم واحد، فحين نذكر الص��ن أن نخ��الف في إعرابه��ا، ولا تك��ون جاري��ة كله��ا على فالأحس��

موصوفها. 45 وفي قوله تعالى: )إن ترني أنا أقل مالا وولدا( نجد تغايرا

ه ج��اء ة كم��ا أن في الإعراب في الاسم " أق��ل" ج��اء منص��وبا م��رلة لا مح��ل له��ا من الإع��راب، " ة أخرى، ف� )أن��ا( فاص�� مرفوعا مر ون والي��اء، وق��رأ ع نص��ب توكي��دا للن ويج��وز أن يك��ون في موض��

فع149عيسى بن عمر )ت ه�( )أن ترني أنا أق��ل من��ك م��الا( ب��الراني، ع المفع��ول الث بجعل أنا مبتدأ وأقل خبره، والجمل��ة في موض�� والمفعول الأول النون والياء، إلا أن الياء حذفت لأن الكسرة تدله��ا الاس��م على الحقيق��ة، د بالغ، وهو الأصل، ولأن عليها، وإثباتها جي

ة" ون جيء بها لعل ما الن .46وإنص��ب، وهي وهن��ا عن��د تحليلن��ا للق��راءتين تج��د أن ق��راءة الن( جعلت فيه��ا " أن��ا " ض��مير فص��ل زائ�د قراءة الجمهور )أن��ا أق��ل للتوكيد، أي صلة، و" أقل " مفعول به ثان للفعل " ترني" ، وه��ذاة، إذ لا خلاف في ذلك أبدا، يتوافق مع المعنى ومع القاعدة النحوياء وأما قراءة عيسى بن عمر وهي قراءة ش��اذة كم�ا ذكره��ا الف��رفع على تقدير مبتدأ مح��ذوف، في كتابه )معاني القرآن( فهي بالر

.105: 1 معاني القرآن 43 من سورة النساء.162 الآية 44.39الآية 45 الكهف سورة منص 46 النحاس جعفر لأبي القرآن .510إعراب

18

أي هي خ��بر، فق��ال: " وإذا رفعت )أق��ل( فهي اس��من والق��راءة.47بهما جائزة"

ونستطيع أن نق��ول في الق��راءتين أن إرادة المتكلم لمع��نىة ر موق�ع الكلم�ة نص�با أو رفع��ا على الخبري من المعاني أحيانا يغي ببا كما هو الحال في الآية مح��ل التحلي��ل، فه��ذه الإرادة ك��انت س�� في إثباته مفعولا به ثانيا للفعل "ترني" كما كانت سببا في جعل��ه خبرا لمبتدأ محذوف فهم من المعنى والس��ياق مع��ان وه��ذا أيض��ا م ��دخل إرادة المتكل م��ا تت ة أخ��رى، فكل م م��ر ة المتكل مقدر في ني قديم أو الت��أخير تت��دخل أيض��ا بالتغيير في رتبة المفعول به في الته في تقدير الوجه الآخر وهو الخبر، وهذا تبع لتل��ك الإرادة، كم��ا أن

فق عليه. تبع للمعنى المت

الفصل الثانيفع في الأفعال دلالة النصب والر

ى " قد ف��ع ي��أتي إع��راب الفع��ل بع��د " حت مخالف��ا بين الرصب، فيختلف نسق الكلام، كما يختل��ف معن��اه أيض��ا، ويظه��ر والنبتم أن ��ه تع��الى: )أم حس�� ا من اختلاف الق��راءة في قول ه��ذا جليتهم البأس��اء ذين من قبلكم مس�� ��ل ال ة ولما ي��أتكم مث ت��دخلوا الجنذين آمنوا معه متى نصر سول وال ى يقول الر والضراء وزلزلوا حت

. 48الله ألا إن نصر الله قريب(ف��ع كم��ا ة الر ح في��ه عل ذهب مكي في هذه الآية م��ذهبا وض��ه فع��ل ق��د ف��ع عن��ده في الفع��ل : " لأن ة الر صب ، فعل ة الن ن عل بي

القرآن 47 المحيط. 145: 2معاني البحر .129: 6وينظر من سورة البقرة. قرأ نافع بالرفع وقرأ الباقون بالنصب ينظ��ر214 الآية 48

.191: 1، وينظر البدور الزاهرة 405: 1إتحاف فضلاء البشر 19

ول س�� ما الخبر عن الح��ال ال��تي ك��ان عليه��ا الر ذهب وانقضى، وإن فيما مضى، فالفعل دال على الحال التي كانوا عليها فيما مض��ى،ى ( داخل���ة على جمل���ة في المع��نى، وهي لا تعم��ل في ف���� )حت الجمل، ويجوز في الكلام أن يرفع ويخبر عن الحال التي هو الآن،ى ى لا يرجونه، أي مرض فيما مضى حت وهو مثل قولك: مرض حتصب هو الآن لا يرجى، فتحكي الحال التي هو عليها، فلا سبيل للن

. 49في هذا المعنى "ى " إذا دل د أن الفعل يرتفع بعد " حت وحكى سيبويه والمبرصال ما قبله به، ولم ينقطع، نحو: سرت فإذا أنا في حال��ة على اتى " بمنزل��ة " إذا " ارت " حت ير، فص�� صل بالس دخول، فالدخول مت��داء فيص��بح دخوله��ا على الأفع��ال وم��ا أش��بهها من أدوات الابت

كدخولها على الأسماء، نحو قول الفرزدق:ل أو ني ك��أن أباه��ا نهش�� ى كليب تسب فيا عجبا حت

50مجاشعم��ا هي هاهن��ا كح��رف من ح��روف ى هن��ا بمنزل��ة إذا، وإن " فحت

51الابتداء "

صب التي رآها مكي فتتلخص في أمرين الأول: ة الن وأما على أدخلها، أن تجعل الدخول غاية لمسيرك، وذلك قولك: سرت حتاصب للفعل هاهنا هو الج��ار ك قلت: سرت إلى أن أدخلها، فالن كأن للاسم إذا كان غاية. فالفعل إذا ك��ان غاي��ة نص��ب وإذا ك��ان غاي��ة

. جرب ى " غاية بمع��نى إلى أن فتنص�� ه جعل " حت والثاني: " فإن بإضمار " أن " وجعل قول الرسول- عليه الصلاة والس�لام- غاي�ة

.69 إعراب القرآن لمكي ص49 دي��ون الف��رزدق، هم��ام بن غ��الب، تحقي��ق: ك��رم البس��تاني، دار ص��ادر،50

ى " ح��رف ابت��داء دخلت419:�� 1م، 1966بيروت، . والشاهد فيه أن " حتة، وهي في حالة رفع بعدها فتكون ابتدائية. على الجملة الاسمي

:�� 3 الكتاب 51 د18 . وينظر المقتضب: لأبي العباس محم��د بن يزي��د الم��بر ،1ه����(، تحقي���ق: حس���ن حم���د، دار الكتب العلمي���ة، ب���يروت، ط285)ت

.343 : 1م، 1999ه�-142020

هم زلزلوا معناه: خوفوا إلى أن يقول الرس��ول، لخوف أصحابه لأن. 52فالفعلان قد مضيا "

ى ذي ينصب الفعل بعد " حت ويرى سيبويه أن الوجه الآخر ال " فأن يكون فعل الزلزل�ة ق��د ك��ان والق��ول لم يكن، " وذل�ك إذا جاءت مثل "كي " ال�تي فيه�ا إض��مار ) أن ( وفي معناه��ا، وذل��ك

ى يأمر لي بشيء " مته حت . 53قولك كل���و جعف���ر النحاس عن أبي عم���رو بن العلاء )ت ونق���ل أب

ه���( لطيف��ة دلالي��ة في الآي��ة الكريم��ة، وهي اختلاف زمن154��وا " فع��ل م��اض، و " يق��ول " فع��ل مض��ارع الفعلين، ف��� " زلزلصب. وهناك لطيف��ة مستقبل، فلما اختلف الزمنان كان الوجه: الن

ه���( ق��ال: إذا تط��اول الفع��ل89أخ��رى نقلت عن الكس��ائي )ت.54الماضي صار بمنزلة المستقبل

ى م��ع الفع��ل المض��ارع، أي: وهن��ا يمكن أن نق��ول: إن حتم، كما جعلته ى يقول( جعلته خالصا للاستقبال إلى زمن التكل ) حت��داء على صب، ثم كانت حرف ابت غاية للزلزلة على ظاهر وجه النة تأتي غالبا للاس��تعظام والاس��تغراب، ى الابتدائي فع. وحت قراءة الردة لاستبعاد وقوع الفعل بعده عادة، وذلك للمبالغة في تصوير ش��

اس. المحنة على النفع جاءت فع أرى قراءة الر صب والر وبالجمع بين قراءتي الن

ى ��واعلى الحكاية، والتقدير: وزلزلوا حت ول وال��ذين آمن س�� قال الري علي��ه معه أو كان من ش��أنه أن يق��ول على جه��ة ال��دعاء والتمنصر، واس��تدعاء الصلاة والسلام، وهذا أمر واقع وممكن تشوفا للنن ه��ذا ��بي وحا، وت ص��ب الأم��ر وض�� له، ورغبة فيه، ثم تأتي قراءة الن

بات وغاية مطلوبها. الث

.69 مشكل إعراب القرآن ص52.17: 3 الكتاب 53.163 إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس ص 5421

��زول من��ه الجب��ال( 55وفي قوله تعالى: )وإن كان مك��رهم لتما جاء من " أن " المضمرة صب إن رأى مكي بن أبي طالب أن الن بع��د لام الجح��ود، ولا يج��وز إظهاره��ا، وأج��از إظه��ار كي بع��د لامصب الجحود، فقال: " من نصب )لتزول( ف� )اللام( لام جحد، والن على إضمار )أن(، ولا يحسن لإظهاره��ا، كم��ا يج��وز ذل��ك م��ع )لام كي(، لأن لام الجحد مع الفعل كالسين م��ع الفع��ل في : س��يقوم،ق بين السين والفعل، إذ هو نفي مستقبل، فكما لا يحسن أن تفرق بين اللام والفع��ل، وتق��ديره: وم��ا ك��ان ن أن تف��ر ك��ذا لا يحس��حق�ير لمك�رهم، أي: ص�غير والت مكرهم لتزول منه الجب��ال على الت هو أضعف وأحقر من ذلك، فالجبال في هذه القراءة تمثي��ل لأم��ر

م- ونبوته ودلائله" بي صلى الله عليه وسل . 56الن

وأما الرفع فجاء في قراءة الكسائي بفتح اللام الأولى وضمانية، فاللام الأولى لام تأكيد على ه��ذه الق��راءة، و)إن( خففت الثرا ذلك: " وإن مخففة من الثقيل��ة ، من الثقيلة، وقال مكي مفس��زول من��ه ��رهم لت ه ك��ان مك والهاء مضمرة مع )أن(، تق��ديره: )وإن��وا من الجبال(، فهذه القراءة تدل على تعظيم مكرهم، وم��ا ارتكب

.57فعلهم"وطريقة مكي في تحليل القراءتين طريقة نافذة -فيما أراه-ر على م��ا إلى ه��دفها، ناجح��ة في تب��يين ص��ور الكلام، إذ لا تقتص�� يرشد المتلقي إلى قيمة التصوير وفحواه، واستشعار ما يوحي به من المعاني، بل لينصرف همه إلى ما ه��و أبع��د منه��ا من غ��رض

يساق له الكلام.

��زول( بفتح اللام46 الآية 55 من س��ورة إب��راهيم. ق��رأ الكس��ائي وح��ده )لت الأولى، وض��م الأخ��يرة، ف��الأولى لام التوكي��د، والأخ��يرة أص��لية لام الفع��ل، وضمتها علامة الفعل. وقرأ الباقون )لتزول( بكسر اللام الأولى، وفتح اللام��زول من�ه الجب��ال. وهي ق�راءة ابن الأخيرة، على معنى: ما كان مك�رهم لت محيصن وعمر وعلي وأبي وعبدالل��ه وأبي س��لمة بن عب��دالرحمن ومجاه��د

،92:�� 2وابن وثاب وابن ج��ريج وابن عب��اس. ينظ��ر إتح��اف فض��لاء البش��ر ، وينظ��ر مع��اني الق��رآن9:�� 2 والب��دور الزاه��رة 363وكت��اب الس��بعة ص

.79: 2للفراء .274 مشكل إعراب القرآن ص56.45: 2. وينظر البيان في غريب القرآن 274 المصدر نفسه ص 5722

ه(311وممن أدرك هذا المساق ببصيرة وتوجيه الزجاج )ت��ون )إن( نافي��ة، فعلى القراءة بكس��ر اللام الأولى وفتح الثاني��ة تكبي- ��ه أم��ر الن ��يزول ب واللام لتوكيد الجحد " أي ما كان مك��رهم ل��وت الجب��ال صلى الله عليه وسلم- وأمر دين الإسلام، وثبوته كثب��زول(، وإن ك��ان مك��رهم يبل��غ في الكي��د إلى اسية، وق��رئ )لت الر

.58إزالة الجبال فإن الله ينصر دينه ومكرهم عنده لا يخفى عليه"ف���ع على وفي كت���اب آخ���ر لمكي بن أبي ط���الب ق���دم الر��ه، وعظم الأم��ر ص��ب معتم��دا في��ه على إيح��اء المع��نى ولطافت النلام الأولى ورفع الثاني��ة وفداحته، فرأى أن قراءة الكسائي بفتح ال اء، مق��دما نا حجة ك��ل فري��ق من الق��ر ، مبي ما جاءت لحدث مهم إنصب هن��ا بخلاف رأي��ه في مش��كل إع��راب الق��رآن، الرفع على النة ذل��ك، فق��ال: " وحجة من فتح اللام الأولى، وض��م را عل ومفس��ه جعل )إن ( في قوله: )وإن ك��ان( مخفف��ة من الثقيل��ة، الثانية، أن��ر، كم��ا دخلت وجع��ل اللام الأولى لام توكي��د، دخلت لتوكي��د الخب )إن( لتوكيد الجملة، والفعل مع لام التوكيد مرف��وع على أص��له إذه لا ناصب معه ولا جازم، واله��اء مض��مرة م��ع )إن(، تق��ديره: وإنلام، كان مكرهم لتزول من��ه الجب��ال، يع��ني أم�ر الن��بي علي��ه الس��

بات" 59والتقدير: مثل الجبال في القوة والثبب فيه��ا ن الس�� ��بي ص��ب لي ��ك إلى رواي�ة الن ثم ينتقل بعد ذل��ك بم��ا يتلاءم م��ع مشيرا إلى المعنى الموافق للقراءة وتفسير ذلم الأولى وفتح ة من كسر اللا ورة، فقال: " وحج ياق العام للس السب الفع��ل ه جعل الأولى لام نفي، لوقوعها بعد نفي، ونص�� انية أن الث بها، والتقدير: وما كان مكرهم لتزول منه الجب��ال... ومع��نى ه��ذه الق��راءة تص��غير مك��رهم وتحق��يره، أي: لم يكن مك��رهم ليزي��ل الجبال، والجبال يراد بها ما ثبت من الح��ق وال��دين والق��رآن. أي:مير في مك��رهم قي��ل ه�و لم يكن مكرهم ليذهب به الح��ق، والض�

ي )ت 58 ر مع�اني الق�رآن وإعراب�ه: لأبي إس�حاق الزج�اج إب�راهيم بن الس� ه،1426ه�(، تحقيق د.عبد الفتاح عبده شلبي، دار الحديث، الق��اهرة، 311

.167: 3م، 2005 الكشف عن وجوه القراءات وعلله�ا وحججه��ا: لأبي محم�د مكي بن أبي59

ه���(، تحقي��ق: د. مح��يي ال��دين رمض��ان، مؤسس��ة437ط��الب القيس��ي)ت.27: 2م، 1984ه�-1404الرسالة، بيروت،

23

لقريش، وقيل هو لمن تقدم بالعتو والكفر من الجبابرة الماضية،ه أبين في المع����نى، ولأن الجماع����ة وكس����ر اللام الاختي����ار لأن

. 60عليه"هم�ا توحي��ان ل��تين ذكرهم�ا مكي فإن وفي تحليلنا للقراءتين اللفظ والمعنى إلى الذهن، واستقص��اء مقام�ات الخط�اب، بتوارد الوران عقي��دة الق��وم وأثره��ا في المتلقين ومي��ولهم، فق��راءة وتص��س��بة للمؤم��نين، باعتب��ار أن الجمه��ور تنفي المك��ر وتحقره بالنن موق��ف الجبال مثل لدين الله وشريعته. وفي الق��راءة الثاني��ة بي��ل الك��افرين ومن ش��ايعهم ووالاهم باعتب��ار أن زوال الجب��ال مث لعظم مكرهم وشدته عند من لم يؤمن، فهي تصف مك��رهم عن��دص��وير بوا أن ك��ل ص��يحة عليهم، فالت من تذبذبت عقي��دتهم وحس��ه اختل��ف ي قائم في الق��راءتين، من المع��نى والإع��راب، ولكن الفنن��ا لمش��اعر الف��ريقين على ه��ذا عفا بتغ��اير التفس��ير، مبي قوة وض��

ذي ينفرد به الذكر الحكيم. حو من الدقة والإيجاز ال النذي يقرض الله ومما جاء على سبيله قوله تعالى: ) من ذا ال

اعفه ل��ه أض��عافا كث��يرة( نا فيض�� . ق��ال مكي: "61قرض��ا حس�� ) فيضاعفه له ( من رفعه عطفه على ما في الصلة، وهو يقرض، ويجوز رفعه على القطع مما قبله، ومن نصبه حمله على العط��فه حمل��ه بالفاء على المعنى دون اللفظ فنصبه، ووجه نص��به ل��ه أن على المعنى، وأضمر بعد الفاء )أن ( ليك��ون م��ع الفع��ل مص��درا،بت الفع��ل فتعطف مص��درا على مص��در، فلما أض��مرت )أن( نص��

."62

فع في " فيضاعفه " لق��وة المع��نى على استحسن مكي الر الاستئناف، والعطف، وجاء الرف��ع عن��ده من وجهين، أح��دهما: أنذي "، وهو الفعل " يقرض " فيك��ون يكون معطوفا على صلة " ال

.28: 2 الكشف عن وجوه القراءات 60 من سورة البقرة. قرأ ن��افع وحم��زة والكس��ائي ب��الألف ورف��ع245 الآية 61

الفاء، وقرأ ابن عامر ويعقوب وعاصم ب��الألف ونص��ب الف��اء. ينظ��ر كت��اب ، وينظر البدور الزاهرة في القراءات العش��ر185السبعة لابن مجاهد ص

.197: 1المتواترة . وينظ��ر الكش��ف عن وج��وه الق��راءات74 مش��كل إع��راب الق��رآن ص 62

.301: 1وعللها وحججها لمكي 24

ذي ". والآخ��ر: أن يك��ون منقطع��ا عما قبل��ه، داخلا في صلة " ال فيكون الفعل عندئذ مرفوع��ا. وأما النص��ب فعلى العط��ف بالف��اءذي يكون من��ه ه قال: من ذا ال حملا على المعنى دون اللفظ، كأن قرض فتضعيف من الله تعالى، فقدر " أن " بعد الفاء ونصب به��ا الفعل، وجعلها مع الفعل في تقدير مصدر، ليعط��ف مص��درا على مصدر، ولا يحسن أن يجعل منصوبا على ظاهر اللفظ في ج��وابم�ا الاس��تفهام، لأن الق�رض -كم�ا ق�ال - ليس مس�تفهما عن�ه، وإنك قلت: أزي��د يقرض��ني لم يج��ز الاستفهام عن فاعل الق��رض، كأنما جاز ه��ا هن��ا حملا على صب على جواب الاستفهام بالفاء، وإن الن

المعنى. ص��ب في ة الن وأرى أن مكيا هنا خالف من قبله في بي��ان علص��ب بس��بب وق��وع الفع��ل الفع��ل " فيض��اعفه " فعن��ده ليس النص��ب في الآي��ة على ج��واب م��ا ج��واز الن جواب��ا للاس��تفهام، وإن الاس��تفهام محم��ول على المع��نى لأن من يق��رض الل��ه، ومن ذاذي يقرض الله سواء في المعنى، فقال: " ولا يحسن أن تجع��ل ال )فيضاعفه( في قراءة من نصب جوابا للاس��تفهام ب��� )الف��اء(، لأنما الاستفهام فاعل الق��رض، ألا ت��رى القرض غير مستفهم عنه، إنك قلت: أزيد يقرضني فأشكره، لم يجز النص��ب على ج��واب لو أن الاستفهام، وجاز الحمل على المعنى، لأن الاستفهام لم يق��ع على

ما وقع على زيد " . 63القرض إن ، )يس��لمون( عن��د64وق��ال تع��الى: )تق��اتلونهم أو يس��لمون(

جاج: هو اس��تئناف، أي: الكسائي عطف على )تقاتلون(، وقال الزص���ب على أو هم يس���لمون، وفي ق���راءة أبي: )أو يس���لموا( بالنى إضمار أن، ومعناه: إلا أن يسلموا، وقال الكسائي: معن��اه: )حت

. 65يسلموا( لم يخرج مكي في توجيه النصب في هذه الآية عن آراء منفع عنده من وجهين، الأول: فع على النصب، فالر سبقه، فقدم الر أن يك��ون معطوف��ا على )تق��اتلونهم(. والث��اني: أن يك��ون الكلام

.75 مشكل إعراب القرآن ص 63 من سورة الفتح.16 الآية 64 .66:�� 3. وينظ��ر مع��اني الق��رآن للف��راء 446 مشكل إعراب القرآن ص 65

.859وإعراب القرآن للنحاس ص 25

مستأنفا، وتقديره: أو هم يسلمون. وأما وجه النصب )أو يسلموا(ى فعلى تقدير " أن " و " أو " بمعنى "إلا "، وقي��ل بمع��نى " حتن المع��نى فع أوف��ق بيان��ا من النص��ب، بوص��فه ي��بي ". ويبدو أن الر بصورة واضحة، وهو آت من معنيين، العطف على ما سبق القتال��ؤدي أو الإسلام، وأما الاستئناف وانقطاع الكلام عن سابقه فه��و ي��دخلون معنى جديدا تقاتلونهم أو هم يسلمون وي��تركون الكف��ر وي

في الإسلام.��ه كن يء إذا أردن��اه أن نق��ول ل ما قولنا لش�� وقال تعالى: )إن

ن66فيكون( اء، وبي . ذك�ر مكي في الآي�ة وج�ه النص�ب على رأي الق�رما جاء عطفا على الفعل في أول الآي��ة " أن ة ذلك، فالنصب إن علم��ا ك��ان اس��تئنافا للكلام، وتق��ديره: كن فه��و ف��ع إن نق��ول " ، والر يك��ون، وإلي��ه أش��ار بقول��ه: " ق��رأ ابن ع��امر والكس�ائي بنص�ب��ه، أي: )فيكون( عطفا على )أن تقول( ومن رفعه قطع��ه مما قبل فهو يكون، وما بعد الفاء يستأنف، ويبعد النصب على ج��واب كن، لأن لفظه لفظ الأمر، ومعن��اه الإخب��ار عن ق��درة الل��ه إذ ليس ثم

ما نقول له كن فهو يكون " .67مأمور أن يفعل شيئا، فالمعنى: فإنحلي��ل الأس��لوبي بين ح��و من الت فالقراءت��ان على ه��ذا النور لن��ا المعنى المقص��ود لق��وة الل��ه - ��ريم تص�� أنساق القرآن الكفع أقرب إلى النفس، وذلك لأن منزلة سبحانه- إذا أراد شيئا، فالر اليقين تدخل نفس المؤمن نتيجة عظمة الله وقدرته على الفعل، والنصب أيضا قريب لأن فيه أيضا موضع تقرير وتحقيق لأمر الل��ه

وقدرته.ة في إع��راب الفع��ل المض��ارع ومن مواضع المخالفة النحوي، نصبا ورفعا وقوعه بعد " أن " الواقعة في س��ياق العلم أو الظن ويبدو ذلك فيما تردد في قراءة الفعل " تكون " من قوله تع��الى:

من س��ورة النح��ل.. ق��رأ ابن ع��امر والكس��ائي بنص��ب الن��ون "40 الآية 66فع. ينظ��ر الب��دور الزاه��رة ، والحج��ة في22:�� 2فيك��ون" والب��اقون ب��الر

والحج��ة في65، وكتاب السبعة ص 211القراءات السبع لابن خالويه ص .354: 1 وإعراب القراءات 389القراءات ص

.282 مشكل إعراب القرآن ص 6726

موا، ثم ت��اب الل��ه عليهم، ثم ��ة، فعم��وا وص�� )وحسبوا ألا تكون فتن .68عموا وصموا، كثير منهم(

ل أس��باب يلا، وعل ل مكي في ه��ذه المس��ألة تفص�� وق��د فص��، ك ��ل فع��ل، ف��اليقين بخلاف الش�� صب بحسب مع��نى ك فع والن الر، فق��ال: " ه ش��ك اني نص��ب لأن ه تأكي��د، وم��ع الث ومع الأول رفع لأن من رفع )تكون( جعل )أن( المخفف��ة من الثقيل��ة، وأض��مر معه��ا��وا، لأن )أن( الهاء، وتكون خبر )أن(، وجعل و)حسبوا( بمعنى أيقن��ه، و)أن( للتأكيد، والتأكيد لا يجوز إلا مع اليقين، فهو نظيره وعديلب، دت مس��د مفع��ولي حس�� ع نص��ب ب��� )حس��ب( وس�� في موض��لة على ه لا تك��ون فتن��ة(. وح��ق )أن( أن تكتب منفص�� تق��ديره: )أن هذا التقدير، لأن )الهاء( المض��مرة تح��ول بين )أن( و)لام لا( فيب )تك��ون( المعنى والتقدير، فيمتن��ع اتص��الها ب��� )اللام(. ومن نص��ك، ب( بمع��نى الش�� جعل )أن( هي الناص��بة للفع��ل، وجع��ل )حس��م��ا هي ها لم يتبعها تأكي��د، لأن )أن( الخفيف��ة ليس��ت للتأكي��د، إن لأن

ك نظير ذلك وعديله " 69لأمر قد يقع وقد لا يقع، فالش

حوي��ون- أن الفع��ل يرتف��ع ومرد هذه الظاهرة-كم��ا يراه��ا النل منزلته، بعد " أن " الواقعة في سياق العلم واليقين، أو ما يتنز بوص��فها مخفف��ة من الثقيل��ة، واس��مها ض��مير الش��أن أو القص��ة المحذوف، وأما إذا وقعت في سياق الظن أو ما يقع موقعه، فإن الفعل بعدها يحتم��ل وجهين اث��نين، الأول: الرف��ع على م��ا س��بق،

والآخر النصب بوصفها مصدرية ناصبة للفعل.فع نا جواز الر وقد ذكر سيبويه الآية الكريمة وعلق عليها، مبي: )وحسبوا ألا تك��ون صب أيضا، فقال: " وقال عز وجل وجواز النه نت أن م��ا حس�� ه لا يقول ذاك. وإن ك قلت : قد حسبت أن فتنة(، كأنك ��ه في علم��ك، وأن ك كم��ا أثبت ك ق��د أثبت ه��ذا في ظن ه��ا هن��ا لأن��ك لم ه ثابت كما كان في العلم، ولولا ذل ك على أن أدخلته في ظن

من سورة المائدة. قرأ أب��و عم��رو وحم��زة والكس��ائي ويعق��وب71 الآية 68 ،304:�� 1وخل��ف برف��ع الن��ون، وق��رأ الب��اقون بالنص��ب. الب��دور الزاه��رة

،133، و والحج��ة في الق��راءات لبن خالوي��ه ص247وكت��اب الس��بعة ص.512: 1وإتحاف الفضلاء

. وينظ��ر الكش��ف في وج��وه الق��راءات150 مشكل إعراب الق��رآن ص 69.416: 1لمكي

27

ه ه، فجرى الظن ها هنا مجرى اليقين، لأن ك ها هنا، ولا أن يحسن أنيت وخفت، فتق��ول: نفيه، وإن شئت نصبت فجعلتهن بمنزلة خش��

.70ظننت أن لا تفعل ذاك"فع أج��ود وأبل��غ في وإذا تأملنا القراءتين وجدنا أن قراءة الرفس، لأن "أن" مخفف���ة من الثقيل���ة، وفع���ل " حس���بت " الن وأخواتها بمنزلة العلم واليقين، وهو شيء ث��ابت، واس��مها ض��ميره " و " لا " نافب���ة" ، والفع���ل الش���أن المح���ذوف، تق���ديره " أنرة " وهي مفس�� "تكون" تام، و" فتنة" فاعله، والجملة خبر ل�" أن لضمير الشأن المحذوف، وعلى هذا " حسب " هن��ا للعلم واليقين لا للشك. وأما قراءة النصب ف��� " أن " عن��ده ناص��بة، دخلت على فعل منفي ب� " لا "، و " لا " لا يمنع أن يعمل ما قبلها فيما بعدها

. من ناصب أو جازم أو جار��وا أه��ؤلاء ذين آمن وعلى هذا يجري قوله تعالى: ) ويق��ول ال

هم لمعكم( موا بالل���ه جه���د أيم���انهم إن ذين أقس��� ف���ع71ال في الره ق��در تق��ديم )أن صب، " من نصب عطفه على المع��نى، كأن والن يأتي( بعد ) عسى( فعطف عليه، إذ معنى: فعسى أن يأتي الل��ه، وعسى الله أن يأتي واحد، فعطف على المعنى، ولو عط��ف على اللفظ على )أن يأتي(، وهو مؤخر بعد )اس��م الل��ه(لم يج��ز، كم��ا يبعد أن تقول: عسى زيد أن يقوم ويأتي عمرو، إذ لا يجوز: عسى عمرو فيحسن كما يحسن، عسى أن يقوم زيد ويأتي عمرو، ول��و كان في الجملة الثانية م��ا يع��ود على الأول لج��از ك��ل ه��ذا، نح��و:��وه عسى أن يقوم زيد ويأتي أبوه، وعسى زيد أن يقوم وي��أتي أب

72كل هذا حسن جائز "ص��ب ورأى في��ه ف��ع على الن وفي موضع آخ��ر ق��دم مكي الر استئنافا وقطعا من الكلام السابق، وم��ع ح��ذف ال��واو في ق��راءة من ق��رأ بغيره��ا لا يج��وز إلا الرف��ع على الاس��تئناف، والاس��تغناء بالض��مير الك��ائن في الجمل��ة الثاني��ة عن ح��رف العط��ف، وق��د

.166: 3 الكتاب 70 من سورة المائدة.53 الآية 71 . قرأ ن��افع، وابن كث��ير، وابن ع��امر، وأب��و146 مشكل إعراب القرآن ص 72

جعفر، بغير واو قبل " يق��ول " والب��اقون ب��الواو. ونص�ب اللام: أب�و عم�رو،.299: 1ويعقوب. والباقون بالرفع. ينظر البدور الزاهرة

28

ف، اختارت الجماعة الرفع، فهو أبين وأبلغ، والنصب بعيد مع التكله جع��ل ال�واو عط��ف جمل�ة على ة من رفع الفعل أن فقال: " وحج فع قراءة من ق��رأ جملة، ثم تعطف مفردا على مفرد، ويقوي الرف��ع على الاس��تئناف، بغ��ير واو، ولا يج��وز م��ع ح��ذف ال��واو إلا الرذي في الجملة الثانية، عن حرف العط��ف، والاستغناء بالضمير، الف ��ترك التكل فع، إذ عليه الجماعة، ولظهور وجه��ه، ول والاختيار الرص��ب من تق��ديم لف��ظ م��ؤخر، ف في الن فيه، كم��ا احتيج إلى التكل وإثب��ات ال��واو وح�ذفها واح�د، وح��ذفها أحب إلي، لأن في ح�ذفها

فع" 73دليلا على قوة الرذي وحين نتامل قراءة الرفع نج��د الراب��ط المعن��وي، وه��و الها ببعض عن الرب��ط الظ��اهر تستغني به الجمل حال التباس بعض��ب هذا الوجه في تحلي��ل ق��راءة الرف��ع هن��ا بالواو أو بغيرها، ويترت على المخالف��ة في الإع��راب ال��ذي يتع��اقب على بعض الق��راءاتف��ع، لا يق��ف تأثيره��ا على الكلم�ة فحذف الواو هن��ا في ق��راءة الرها المفردة فحس��ب، ب��ل يمت��د إلى مواق��ع الجم��ل وعلاق��ات بعض�� ببعض، فهي تأتي بحسب تقدير المعنى والإع��راب بين المش��اركةدا، وإجرائه��ا الإعرابية بوقوع الجمل��ة مما قبله��ا موق��ع المف��رد جي

. حوي أو البياني على الاستئناف النمن ونكون نا رب بآيات نكذب ولا نرد ليتنا )يا تعالى: وقال

ص��ب في الآي��ة الكريم�ة74الم��ؤمنين( ف��ع والن ن مكي وج��ه الر . بي��رد(، الم��ذكورة، ف��رأى أن " من رف��ع الفعلين عطفهم��ا على )نوا ثلاث��ة أش��ياء: أن اه الكفار ي��وم القيام��ة، تمن ه مما تمن ��ه كل وجعلوا أن وا ألا يكونوا قد كذبوا بآيات الل��ه في ال��دنيا، وتمن يردوا، وتمن��ون( على ��وا من المؤم��نين، ويج��وز أن يرف��ع )نك��ذب( و)نك يكونب الفعلين فعلى ي...فأما من نص��� من ���دخلان في الت القط���ع فلا ي��ون الفعلان داخلين في ي غير واجب، فيك ي، لأن التمن جواب التمنص��ب بإض��مار )أن( حملا على فع والن ي كالأول من وجهي الر التمن

. وينظ��ر مع��اني الق��رآن412:� 1 الكشف عن وج��وه الق��راءات لمكي 73.313: 1للفراء.

��ون( ق��رأه حفص وحم��زة ، "27 الآية 74 من سورة الأنعام. )ولا نكذب ونكص��ب، صب، وقرأ ابن عامر وحم��زة وحفص " ويك��ون " بالن ولا نكذب " بالن

ورفعهما الباقون.29

��ون م��ع الفع��ل مص��درا، فتعط��ف مصدر نرد، فأض��مرت )أن( لتك ب��الواو مص��درا على مص��در، تق��ديره: ي��ا ليت لن��ا رد، وانتف��اء منب التك��ذيب، وك��ون من الم��ؤمنين. وأما من رف��ع )نك��ذب(، ونص��ه رف��ع )نك��ذب( على أح��د ال��وجهين الأولين، إما أن ��ون( فإن )ونكصب، أو يكون رفعا على ي فيكون كمعنى الن يكون داخلا في التمن��ون( على ب )ونك ��رد، ونص�� الإثب��ات، أي: ولا نك��ذب رددن��ا أو لم ن

ي" ي، فيكون داخلا في التمن .75جواب التمن

الفصل الثالثفي الحروف

ي )ت ه��وا392ك��ان ابن جن ذين تنب غ��ويين ال ه���( من أوائل اللها تؤدي إلى بيان المنقول وم��ا نق��ل إلى العلاقة بين الحرفين، وأن

ص 75 القرآن إعراب .163-162مشكل

30

ه يكون بمعناه في موضع دون موضع على حسب إليه، فقال: " إنع وعلى �ه، فأما في ك�ل موض� الأحوال الداعية إلي�ه والمس�وغة لك إن أخذت بظاهر هذا الق��ول غفلا هك��ذا، كل حال فلا، ألا ترى أنرت دا لزمك عليه أن تقول: سرت إلى زيد، وأنت تريد: س�� لا مقي

.76معه، وزيد في الفرس، وأنت تريد: عليه"تي تفيد المعاني تقع في مواقع بعض، وه��ذا م��ا فالحروف الح��و غي��ير في الن ذي يع��د من مظ��اهر الت يس��مى بالاس��تبدال، الحويلي، فقال ابن جني أيضا: " اعلم أن الفع��ل إذا ك��ان بمعنى الت فعل آخر، وكان أحدهما يتعدى بحرف، والآخ��ر ب��آخر ف��إن الع��ربسع فتوقع أحد الحرفين موقع صاحبه إيذانا ب��أن ه��ذا الفع��ل قد تت في معنى الآخر، لذلك جيء معه بالحرف المعتاد م��ع م��ا ه��و في

.77معناه"راء والتنوع في أس��اليب لذلك يعد هذا مظهرا من مظاهر الثة في حقيقتها، فحروف المعاني ظ��اهرة ة، وهذه نظرة دلالي العربييلة أثير دائم��ا، فالوس�� ة متع��ددة الت ة، والظواهر الأس��لوبي أس��لوبي الواحدة يمكن أن تؤدي إلى نتائج مختلفة وت��أثيرات متباين��ة، كم��ان��وع في أن الت��أثير الواح��د يمكن أن يتم بوس��ائل متع��ددة. والت ة للكلام في مجموعه محدثا وابط يبرز القيمة الجمالي استعمال الرامع وق��د أش��ار ال��دكتور عبدالس��لام ة ينفع��ل به��ا الس�� قوة تعبيرية ة أس��لوبي ة لخاص�� أثيري ��ه: "إن الطاق��ة الت ��ك بقول المسدي إلى ذلة في نص رت نفس الخاصي ما تكر ا مع تواترها، فكل تتناسب عكسيك��رار يفق��دها ��ك أن الت ة ، مع��نى ذل عفت مقوماته��ا الأس��لوبي ض��

ا" ة تدريجي أثيري .78شحنتها التة ح��اة في تحلي��ل الق��راءات القرآني وق��د انعكس موق��ف النة ال��تي على الفرق بين معاني الحروف وتأديته��ا للمع��اني الوظيفيمي��يز بين أنم��اط ة يمكن من خلاله��ا الت ي أدت إلى وظيف��ة أساس�� ال��تراكيب المختلف��ة مما يس��اعد على تحدي��د الجمل��ة، ونوعه��ا،

ه���(، تحقي��ق: محم��د علي392 الخصائص: ابن جني، أبو الفتح عثمان )ت76.510: 2، م1952النجار، القاهرة، دار الكتب المصرية،

.510: 2 الخصائص 77ة: د.عبدالس��لام المس��دي، ال��دار العربي��ة للكت��اب،78 الأس��لوب والأس��لوبي

.54م، ص1982تونس، 31

ز الجمل���ة أو م والمخ���اطب فتمي ل بين المتكل واص��� وطريق���ة التة، ة، من الطلبي بي عج ة، من الت ة من الاس����تفهامي يغة الإخباري الص����

ة. حوي وهذا ما نسميه الوظيفة الن ومن ذلك ما جاء في قراءة من كسر همزة " أن " الخفيفةدوكم نآن ق��وم أن ص�� كم ش�� وفتحها، من قوله تع��الى: )ولا يج��رمن

��دوا( ر " أن " معن��اه: " إن79عن المسجد الحرام أن تعت . من كس����دوا، فالص��د كم بعض من ص��دكم أن تعت بن وقع ص��د لكم فلا يكس��دوكم(، ��ك أن ح��رف ابن مس��عود: )إن يص�� منتظ��ر. ودل على ذل��ه ��دوا. ومثل ذي فع��ل بكم أولا فلا تعت فالمعتى: إن وقع صد مثل ال

عند سيبويه قول الشاعر: )من الطويل(تا جهارا ولم تغضب لقت��ل أتغضب إن أذنا قتيبة حز

80ابن خازمم��ا معن��اه: إن وق��ع مث��ل ذل��ك وذلك شيء قد كان وق��ع، وإن

رط ما قبله. أتغضب، وجواب الش ومن قرأ بالفتح ف� )أن( في موضع نصب مفعول من أجل��ه، وعليه أتى التفسير، لأن الصد قد كان وق��ع قب��ل ن��زول الآي��ة، لأن الآية نزلت عام الفتح سنة ثمان، وصد المشركون المس��لمين عن، ف��الفتح باب��ه، وعلي��ه ي��دل البيت الحرام عام الحديبية سنة س��ت التفسير والتاريخ، لأن الكسر ي��دل على أم��ر لم يق��ع،والفتح ي��دل

.81على أمر قد وقع وكان وانقضى " وفي تحليلنا لهذه الآية الكريمة نجد أن مكي بن أبي ط��البان الأندلس��ي )ت قد حملها على معنى المستقبل كما تبعه أب��و حي

ه�(، كي يتخلص من الإشكال في حين أن أبا علي الفارس��ي745ي، وتق��دير مكي وأبي377)ت ه���( قبلهم��ا ق��د حمله��ا على المض��

ان: إن وق��ع ص��د في المس��تقبل مث��ل الص��د ال��ذي ك��ان زمن حي من س��ورة المائ��دة. ق��رأ ابن كث��ير وأب��و عم��رو بكس��ر الهم��زة2 الآي��ة 79

، والسبعة في القراءات289:� 1والباقون بالفتح. وينظر: البدور الزاهرة .98، وتيسير الداني لأبي عمرو ص529: 1، وإتحاف الفضلاء 242ص

.161: 3 . وينظر الكتاب 855 ديوان الفرزدق ص80 . وينظ��ر الكش��ف في وج��وه138-137 مش��كل إع��راب الق��رآن ص 81

.405: 1القراءات 32

الحديبية، وهذا تشريع في المستقبل، وليس نزول هذه الآية ع��امرط واضحا. الفتح مجمعا عليه، فعلى هذا يكون الش

ومن ثم فإن كسر همزة " أن " جعل الص��د غ��ير واق��ع، ل��ذاي، حمل على المستقبل، مع أن الفعل الواقع بعدها بصيغة الماض����ك ل ذل ن��ا نعل ق��ان إلا بالمس��تقبل، لكن والش��رط والج��زاء لا يتعلفظ فهو مستقبل في المع��نى، بالمعنى، أي: إن كان ماضيا في الل وهذا جار على كلام العرب، إذ هم ينزلون المنتظ�ر منزل�ة الواق��ع

رط. د أو المسبوق بالش المتيقن في الفعل المجروفي���ق بين الق���راءتين على أن الفتح ج���اء على ويمكن الت تقدير: لأن صدوكم بحجة أن الص��د ق��د ك��ان واقع��ا من الكفار، أوش��ريع ك��ان للمس��تقبل على ق��راءة الكس��ر للمس��تقبل، فك��أن الت

بطلب الكف عن هذا البغض الدافع إلى الاعتداء مستقبلا. حليلين أن فتح الهمزة يكون ملائما لسياق الآية د الت ومما يؤيب، إذ المش��ركون ك��انوا نآن، أي: الغض�� إذا جعلناه��ا تعليلا للش��ة قب��ل ه��ذا ال��وقت، فالأج��دى بهم أن ص��ادين للمس��لمين عن مكلف، يكفوا مستقبلا عن الاعتداء على المشركين لصد كان ق��د س��

فلا يحق لهم ذلك، ولا يحملهم عليه.حو ة ب���الن أي القائل " فالعلم���اء الجل وأن���ا أمي���ل إلى ال���رظر يمنعون القراءة بها لأش��ياء منه��ا: أن ه��ذه الآي��ة والحديث والن نزلت عام الفتح س��نة ثم��ان، وك��ان المش��ركون ص��دوا الم��ؤمنين، فالصد كان قبل الآية، وإذا ق�رئ بالكس�ر عام الحديبية سنة ست

. 82لم يجز أن يكون إلا بعده "ى أنسوكم ذكري، ا حت خذتموهم سخري وفي قوله تعالى: )فاتهم هم بروا أن ��وم بم��ا ص�� ي ج��زيتهم الي وكنتم منهم تض��حكون، إن

، رأى مكي بن أبي ط��الب أن من ق��رأ بفتح هم��زة "83الف��ائزون(ها " في موضع نصب مفعول به ان ل��� ج��زيتهم، تق��ديره: أن " فإني جزيتهم الي��وم بص��برهم الف�وز(، والف�وز: النج��اة، ويج�وز أن )أن

.277 إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس ص82 من س��ورة المؤمن��ون. ق��رأ حم��زة والكس��ائي بكس��ر111-110 الآيت��ان 83

الهمزة والباقون بفتحها.33

ي ج��زيتم ع نص��ب على ح��ذف اللام، أي: أن ( في موض�� تك��ون )أنهم الف��ائزون في علمي، وم��ا تق��دم لهم من حكمي بص��برهم، لأن

"84.ة، و نجد في تحليلنا له��ذه الآي��ة الكريم��ة أن " م��ا " مص��دريه مفعول ث��ان، ويج��وز هم " في موضع نصب ب� "جزيتهم " ، لأن "أن، وتقدير الكلام: أن يكون في موضع نصب على حذف حرف الجرهم الفائزون، و " هم " فصل عند البص��ريين، جزيتهم بصبرهم، لأنين. وهن��ا نس��أل لم��اذا ذهب مكي م��ع ال��رأيين، وعماد عند الكوفي

اني؟ وقدم الأول بفتح الهمزة على الثة تبع��ا للمعنى مق��دما ذل��ك حوي لق��د اخت��ار مكي القاع��دة النياق، فالفعل " جزى " يتعدى إلى مفعولين، ، ويجوز في على السهم "في موض���ع المفع���ول الث���اني ���ون " أن ه���ذه الحال���ة أن يكر فق��د والتق��دير: ج��زيتهم الي��وم بص��برهم الف��وز، وأما من كس��

استأنف وقطع الكلام مما قبله. ص��ب بحجة وا الن هم رفض�� وحين ذهب مكي إلى الكس��ر فلأن أن الفعل " جزيتهم " المتعدي إلى مفعولين ق��د عم�ل في اله�اء،هم هم ما يعمل في منصوبين، فإن عد قوله س��بحانه )أن والجزاء إنه لا الفائزون( منصوبا صار الفعل عاملا في ثلاثة مفاعيل. على أنة جزاء، لأن ذي يجعل الجن اني ال الث، ولا إلى الث حاجة للمفعول الث��ك على م��ا ق��دموه من م��ا ذل ة، إن جزاء الله -سبحانه- عباده بالجن عمل صالح، وما لاقوه من عنت وشدة في الحياة الدنيا، أما جزاء

الله لهم في الآخرة فهو الفوز بنعيمها الدائم، والكرامة الباقية.

ويمكنن��ا الق��ول: إن كس��ر هم��زة " إن " دلي��ل على الإخب��ارد به��ا، وبض��مير الفص��ل "هم " ليك��ون ردا على الك��افرين المؤكع��ذيب ت��ارة وبالاس��تهزاء ذين سخروا من المؤمنين، وآذوهم بالت ال تارة أخرى. فهذه الآيات في مجملها جاءت ردا على استهزاء أبي جه��ل وأص��حابه من أص��حاب رس��ولنا الك��ريم -ص��لى الل��ه علي��همير الفص��ل وكيد ب� "إن " وض�� وسلم- ك� سلمان، فالذهاب إلى الت

.338 مشكل إعراب القرآن ص8434

" هم " هو الأوفق لسياق الآية ومعناها، وذلك لحاجة الإس��لام فيتثبيت أركانه، وحماية أبنائه.

�����ون نحن وفي قول�����ه تع�����الى: )إما أن تلقي وإما أن نكه85الملقين( نجد )أن( في موضع نصب فيهما عند الكوف��يين، كأن

اعر : )من البسيط(86قال: إما أن تفعل الإلقاء، كما قال الشا ��نزلون فإن كوب، فقلنا: تل��ك عادتن��ا أو ت قالوا الر

معشر نزل بعض وأجاز اء. والفر الكسائي رأي وهذا كوب. الر فنصب

ع رف��ع على مع��نى إما ه��و ح��ويين أن تك��ون " أن " في موض�� النالإلقاء.

اء )ت ذي رأى في207وهن��ا يحض��رني م��ا قال��ه الف��ر ه���( ال ح���وي تابع���ا الكلام ح���ذفا، وبن���اء على الح���ذف ص���ار الحكم النى-علي��ه للمعنى ، وفي��ه إعج��از أيض��ا " ف��المعنى ق��ال لهم موس����ه، وه��ذا من معج��ز ��وا آيات كم ولن تبطل كم لن تغلبوا رب السلام- إناس ولا يقدرون علي��ه، ي��أتي ذي لا يأتي مثله في كلام الن القرآن ال

فظ اليسير بجمع المعنى الكثير" .87باللع " أو "، ع " إما " في موض�� والحقيقة هنا أن مكي قد وض��ه " إذا ط��الت الكلم��ة وه��و بمع��نى الت��وهم، والس��بب في ذل��ك أنقت بينهم��ا بش��يء هنال��ك ج��از الت��وهم، كم��ا بعض الطول، أو ف��رقت بينهما ب� " ظالم تقول: أنت ضارب زيد ظالما وأخاه، حين فر

. 88" جاز نصب الأخ، وما قبله مخفوض "رون( ��ل لما جمي��ع ل��دينا محض�� .89وفي قوله تع��الى: )وإن ك

ج��اء عن��د أبي محمد مكي " ) إن ( مخفف��ة من الثقيل��ة، ف��زال��داء، وم��ا بع��ده الخ��بر، عملها لنقصها، فارتفع م��ا بع��دها على الابتتي بمعنى "م��ا" وبين م في خبرها فرقا بين الخفيفة ال ولزمت اللا

من سورة الأعراف.115 الآية 85 دي��وان الأعش��ى، ميم��ون بن قيس: تحقي��ق: د. محم��د محم��د حس��ين،86

.429: 1. وينظر الكتاب 63. ص1950المطبعة النموذجية، القاهرة، .351. وينظر إعراب القرآن ص391: 1 معاني القرآن للفراء 87.390: 1 معاني القرآن 88 من سورة يس.32 الآية 8935

ش�ديد جع�ل )لما( بمعنى: المخففة من الثقيل�ة. وم ق�رأ )لما( بالت(، و)إن( بمعنى: )ما(، وتقديره: )وما كل إلا جميع(، فهو ابتداء )إلا

.90وخبر " في تحليلنا لهذه الآية الكريمة نلاحظ أن " إن " مخفف��ة منه��ا لم تع��د تش��ابه الفع��ل، قيل��ة ، وحين خففت بط��ل عمله��ا لأن الث فجاء ما بعدها مرفوعا على الابتداء، و" لما جميع " خبره، و " مالام في خبره��ا، لتف��رق بينه��ا " زائدة، وتقديره: لجميع، وأدخلت ال وبين " إن " التي بمعنى " ما "، ومن قرأ : )لما جميع ( بالتشديد، فمعناه: "إلا " و " إن " بمعنى " ما "، وتقديره: وما كل إلا جميع، فيكون " كل " مرفوعا بالابتداء، و "جميع " خ��بره، وبط��ل عم��ل

" إن " بدخول " إلا " .

الخاتمةفع صب والر ة في حالتي الن حوي وهكذا وجدنا أن المخالفة النما ت��ؤدي مع��نى آخ��ر إلى ج��انب المع��نى ة إن في القراءات القرآنية ذي بني عليه حكم نحوي، وأيض��ا تع��د المخالف��ات النحوي الأول اللغ��وي، وخاص��ة في تغ��اير الأس��ماء ك النص ال إحدى وسائل تماس��بقه والأفعال والحروف فيبنى على ذلك رأي نحوي مغ��اير لم��ا س��

تبعا لصحة المعنى، وبناء على أوجه القراءة الواردة.

ة أيضا ضرب من التن��وع الأس��لوبي حوي كما أن المخالفة النيغة إلى ح��ول من ص�� غوي، وه��ذا ه��و الت المرتبط أصلا بالتحليل الليغ على المس��تويات يغة في ال��تركيب، وق��د تظه��ر ه��ذه الص�� ص��ة، والمس��توى وتي للهج��ات العربي ة كافة المس��توى الص�� غوي الل ظم جما من الن ��ك منس�� ح��وي والص��رفي وال��دلالي، ووج��دنا ذل الن

القرآني. راء ة أيض��ا مظه��ر من مظ��اهر الث ورأينا أن المخالفة النحوية في حقيقته��ا، ة، وه��ذه نظ��رة دلالي والتن��وع في أس��اليب العربي

.399 مشكل إعراب القرآن ص 9036

ة متع�ددة ة، والظواهر الأس��لوبي فحروف المعاني ظ�اهرة أس�لوبيأثير دائما، فالوسيلة الواحدة يمكن أن تؤدي إلى نت��ائج مختلف��ة الت

وتأثيرات متباينة.أهم النتائج:

ن البحث رأي مكي بن أبي ط���الب في المخالف���ة وق���د بيف��ة من فع��ل واس��م وح��رف، فق��د حوية في بن��اء الجمل��ة المؤل النة ال��تي ظه��رت قيم��ة الإع��راب في الإبان��ة عن المع��اني الوظيفي تعتور الجملة العربية " الفعل، الاس�م، الح�رف " داخ�ل س�ياقها.���ور ظ���اهرة الإع���راب في تي تعت ة ال عبيري وك���ذلك الإمكان���ات التبة على المخالفة في ة في توليد بعض الأوجه الدلالية المترت العربي

ة. الإعراب في القراءات القرآنيا في مراع��اة كما أظهر البحث أن لقرين��ة الإع��راب دورا أولي

ق��ديم والت��أخير والح��ذف وال��ذكر، فك��ان تحليلن��ا للق��راءات التة عن���د مكي ين���درج تحت أم���رين اثنين: الأول: القاع���دة القرآني��ه التق��ديم أو الت��أخير. ذي يوجب ة، وهي الأث��ر الإع��رابي ال حوي الناني: تقارب المعن��يين تق��ديما أو ت��أخيرا. فأحيان��ا ح��ذف بعض والثرورة ��ؤدي بالض�� ة اعتم��ادا على فهم المخ��اطب، ي غوي العناص��ر الل

غوي. رة في البناء الل اعتماد عناصر أخرى مؤثص الع����ربي، ة دراس����ة الن وأهم م����ا في البحث ه����و كيفيغة وكشف أس��رارها، وه��ذا م��ا ك��ان عن��د والدخول إلى أعماق اللة، عري واهد الش�� ة، والش�� مكي في عرضه لدراسة القراءات القرآني من أجل استنباط حكم أو تقعيد قاعدة أو إيضاح مبهم، أو دراس��ة

غامض.

37

:المصادر والمراجع -إتح��اف فض��لاء البش��ر في الق��راءات الأربع��ة عش��ر: أحم��د بن1

ه���(، تحقي��ق: عب��د1117محمد بن عبد الغني البنا ال��دمياطي )تم.2009ه�-1420الرحيم الطرهوني، دار الحديث،

ة: د.عبدالس��لام المس��دي، ال��دار العربي��ة2 - الأس��لوب والأس��لوبيم.1982للكتاب، تونس،

-إع��راب الق��رآن: لأبي جعف��ر أحم��د بن محم��د بن إس��ماعيل3 ه�(، تحقي��ق: د.زه��ير غ��ازي زاه��د، ع��الم الكتب،388النحاس )ت

م. 2005ه�-1426بيروت، -الإيض��اح في عل��ل النح��و: لأبي القاس��م عب��دالرحمن بت أبي4

ه�(، تحقيق: مازن المبارك، دار النف��ائس،337إسحاق الزجاجي )م.1979بيروت،

-البح��ر المحي��ط لأبي عب��د الل��ه محم��د بن يوس��ف الأندلس��ي5 ه�(، تحقي��ق: ع��ادل أحم��د عب��دالموجود، وعلي745الغرناطي )ت

م�.1993ه�- 1413محمد معوض، دار الكتب العلمية، بيروت، -الب��دور الزاه��رة في الق��راءات العش��ر المت��واترة: أب��و حفص6

س��راج ال��دين عم��ر بن زين ال��دين قاس���م بن محم��د بن علي

38

ه���(، تحقي��ق: علي محم��د مع��وض،938الأنص��اري النش��ار )ت وع��ادل أحم��د عب��دالموجود، وأحم��د عيس��ى المعص��راوي، ع��الم

م.200ه�-1421الكتب، بيروت، لبنان، -البيان في غريب إعراب القرآن: لأبي البرك��ات عب��دالرحمن7

ه�(، تحقيق: محمود رأفت الجم��ال،577بن أبي الوفا الأنباري )تم. 2010القاهرة، دار التوفيقية للتراث،

-الحجة في الق��راءات الس��بع: للإم��ام ابن خالوي��ه، الحس��ين بن8 ه���(، تحقي��ق: د. عب��دالعال س��الم مك��رم، مؤسس��ة370أحمد )ت

ه.1410م- 1990الرسالة، بيروت، الطبعة الخامسة، -الحج��ة للق��راء الس��بعة: أب��و علي الفارس��ي، الحس��ن بن عب��د9

ه�(، تحقيق: بدر الدين قهوجي، وبش��ير جويج��اتي،377الغفار)ت مراجعة عبد العزي��ز رب��اح، وأحم��د يوس��ف ال��دقاق، دار الم��أمون

ه�.1407للتراث، دمشق، -خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: عبدالقادر البغدادي )ت10

ه�(، تحقي�ق وش��رح: عبدالس�لام ه��ارون، مكتب��ة الخ��انجي،1093م.1989، 3القاهرة، ط

ه���(، تحقي��ق:392-الخصائص: ابن جني، أب�و الفتح عثم�ان )ت11م. 1952محمد علي النجار، القاهرة، دار الكتب المصرية،

-دلائ����ل الإعج����از: عب����دالقاهر بن عب����دالرحمن بن محم����د12 ه���(، ق��رأه وعلق علي��ه محم��ود محم��د ش��اكر،471الجرج��اني)ت

م. 1984ه�-1404القاهرة، مكتبة الخانجي، -ديوان الأعش��ى، ميم��ون بن قيس: تحقي��ق: د. محم��د محم��د13

.1950حسين، المطبعة النموذجية، القاهرة، -ديون الفرزدق، همام بن غالب، تحقيق: كرم البس��تاني، دار14

م.1966صادر، بيروت، ه���(،180-الكت��اب: لس��يبويه، عم��رو بن عثم��ان بن قنب ��ر )ت15

تحقي��ق عب��د الس�لام ه�ارون، مكتب�ة الخ�انجي، الق�اهرة، الطبع�ةم.2009ه�-1430الخامسة،

39

-كتاب السبعة في الق��راءات: ابن مجاه��د، تحقي��ق: د. ش��وقي16م.1980ه�-1400ضيف، دار المعارف، القاهرة،

-الكش��اف عن حق��ائق غ��وامض التنزي��ل وعي��ون الأقاوي��ل في17 وج���وه التأوي���ل: لأبي القاس���م ج���ار الل���ه محم���ود بن عم���ر

به: مص��طفى حس��ين538الزمخشري )ت ه�( ضبطه وصححه ورتم. 1987ه�-1407أحمد، دار الكتب العلمية، بيروت،

-الكش��ف عن وج��وه الق��راءات وعلله��ا وحججه��ا: لأبي محم��د18 ه�(، تحقيق: د. مح��يي ال��دين437مكي بن أبي طالب القيسي)ت

م.1984ه�-1404رمضان، مؤسسة الرسالة، بيروت، -المحتس��ب في تب��يين ش��واذ الق��راءات والكش��ف عنه��ا: لأبي19

ه�(، تحقيق: علي النجدي ناصف، و392الفتح عثمان بن جني )ت د.عب���د الحليم النج���ار، ود. عب���دالفتاح ش���لبي، المجلس الأعلى

م.2004ه�-1424للشؤون الإسلامية بالقاهرة، - مش��كل إع��راب الق��رآن: لأبي محم��د مكي بن أبي ط��الب20

ه�(، تحقيق: محمد عثمان، مكتبة الثقافة الديني��ة،437القيسي)تم.2009ه�، 1430القاهرة،

د )ت21 ه��(،285- المقتضب: لأبي العباس محمد بن يزي�د الم�بره�-1420،�� 1تحقيق: حسن حمد، دار الكتب العلمي��ة، ب��يروت، ط

م.1999اء )ت22 -معاني القرآن: ت��أليف أبي زكري��اء يح��يى بن زي��اد الف��ر

م(، تحقيق: أحمد يوسف نجاتي، ومحمد علي النجار،822ه�-207 ، القاهرة، مركز تحقيق ال��تراث، مطبع��ة دار الكتب والوث��ائق3ط

.م2001ه� -1422القومية، -مع��اني الق��رآن وإعراب��ه: لأبي إس��حاق الزج��اج إب��راهيم بن23

ي )ت ر ه���(، تحقي��ق د.عب��د الفت��اح عب��ده ش��لبي، دار311الس��م.2005ه، 1426الحديث، القاهرة،

-نتائج الفكر في النحو: أبو القاس��م عب�دالرحمن الس�هيلي )ت24 ه�(، د.محم��د إب��راهيم البن��ا، منش��ورات جامع��ة ق��ار ي��ونس،581

م.1978

40