والتبينييضاح اإل

يف احلديث

الثانوية األزهريةلشهادة ا :إعداد

حسني مصطفي حسني جاد/ أ :إرشاف حتت

حممد عبد املجيد الصاوي عامر/ أعيل حسن حممد حسان/ أ

أي ا:) (أن رجلا سأل النبي عن عبد الله بن عمرو ( إلسـالم خـري ؟ قـال :تطعم الطعام وتقرأ السالم عىل من عرفت ومن مل تعرف (

أبو ذر . والد رشيح(( هو هانئ بن يزيد((

أي خصال اإلسالم خري. أي أعامل اإلسالم خري.

أن تطعم( عىل أنه فعل مضارع مرفوع وهو يف تقدير(. يف حمل رفع خرب ملبتدأ حمذوف .

أن ومـا دخلـت(املصدرية ، فصار الفعل مرفوعا ، و ) أن( حيث حذفت وهذا املصدر يف حمـل رفـع مبتـدأ حمـذوف )) إطعام((يف تأويل مصدر تقديره ) عليه

أن : خـري خـصال اإلسـالم ، )) هو إطعام الطعام(( تقديره

تطعم اخللق الطعام ، مسلمني كانوا أو غري مسلمني وغري آدميني ، فرضا كان اإلطعام . أو سنةحمذوف للتعميم: واملفعول الثاين . الطعام : ل األول املفعو.

الكفارة أو النذر أو السنة لعقيقة وغريها كاألضحية : أسباب إطعام الطعام يف الرشيعة

–

تقرأ بمعنى تقول( .وهو بفتح التاء وضم اهلمزة ) تقرأ(ألنه مفعول به للفعل. (

تقرأ(جار وجمرور متعلق بالفعل( وحذف العائـد مـن ، حمذوف) ري املنصوبوهو الضم( اسم موصول عائده

للعلم به . تقرأ السالم عىل من عرفته ومن مل تعرفه من املسلمني ، حتى وإن علمت أنه

.ال يرد السالم

واخلري لفضلا بني الفرق.

)١(

لكمية يكون بمعنى كثرة الثواب يف مقابلة القلة ، أى أن الفضل يكون من ا .

)يستعمل يف الكمية( اخلري . ( يكون بمعنى النفع يف مقابلة الرش ، أي أن اخلري يكون من الكيفية

)يستعمل يف الكيفية

.....) تطعم الطعام (أي اإلسالم خري ؟ قال ) (ملا سئل ) من سلم املسلمون من لسانه ويده: (أي اإلسالم أفضل ؟ قال : وملا سئل

الواحد السؤال عىل اجلواب اختالف سبب

ريية الختالف السؤال عن األفضلية واخل. ختالف حال السائلني أو السامعني ال.

عن أيب موسى ريض اللهم عنه قال (ورد هذا احلديث يف رواية للبخاري هكذا ]١[ قالوا: يا رسول اهللا أي اإلسالم :

أفضل ؟ قال من سلم املسلمون من لسانه ويده: (

حتذير من خيش منه اإليذاء بيد أو بلسان ، فأرشـد رسـول . إىل الكف عن ذلك اهللا

ترغيب من يرجى منه النفع العام بالفعل والقول ، فأرشـد إىل ذلك تقرأ (وقوله) تطعم (وسلم عليه اهللا صىل بقوله التعبري رس(

.ألن لفظ اإلطعام عام يتناول األكل والرشب والتذوق

ومن مل يطع: (قوله تعاىل مه فإنه مني .يذقه: أي ] ٢٤٩البقرة آية ) [

.وبام أن لفظ اإلطعام عام فيتناول الضيافة وسائر الوالئم وإطعام الفقراء وغريهم

خطابا إىل ألجل أن يتناول سالم من أرسل) وتقرأ(مكان الفعل ) وتسلم) ((مل يقل .أحد يسلم فيه عليه وعىل غريه

النبي ختصيص سبب ) (الـسالم وإفـشاء الطعـام إطعـام صفتي .بالذكر

، فاملكارم املالية تتمثل ملا يف هاتني اخلصلتني من اجلمع بني املكارم املالية واألخالقية

.يف إطعام الطعام ، واملكارم األخالقية تتمل يف إلقاء السالم

، لشدة احلاجة للطعام يف ذلك الوقت ، بسبب ما كانوا فيه من اجلهد وقلة ذات اليد .ولشدة احلاجة للسالم ملا كان يسود بينهم يف الفرقة واخلصام

ملصلحة التأليف بني القلوب . .حث عىل هاتني الصفتني أول ما دخل املدينة أن النبي: ويدل عىل ذلك

املدينة ، وكان أول يشء ملا قدم رسول اهللا: جاء يف حديث عبد اهللا بن سالم ، قال يا أهيا الناس ،: (تكلم به أن قال أفشوا السالم ، وأطعموا الطعام ، وصـلوا والنـاس

نيام ، تدخلوا اجلنة بسالم (

احلديث إليه يرشد ما

.فضل إطعام الطعام يف اإلسالم ، وكونه من أفضل األعامل) ١ .احلث عىل ائتالف القلوب واستجالب مودهتا ) ٢ .جلناح للمسلمني والتواضع احلث عىل خفض ا.) فضل إفشاء السالم ) ٣

؟) أي اإلسالم خري ( بني املراد بقوله :١س من الرجل السائل املذكور يف احلديث ؟ :٢س مل خص إطعام الطعام وإفشاء السالم بالذكر ؟ :٣س عن األفضلية واخلريية ؟ مل اختلف جوابه :٤س .ارشح احلديث بأسلوبك :٥س

.ما يرشد إليه احلديث اذكر بعض :٦س

من صىل صالتنا واستقبل قبلتنـا (: ال رسول اهللاق : قال أنس بن مالك عن ))وأكل ذبيحتنا فذلك املسلم الذي له ذمة اهللا وذمة رسوله فال ختفروا اهللا يف ذمته

––

: بالشهادتنيوفة املتضمنة اإلقرارصيل صالة كصالتنا املعر . : أي القبلة املخصوصة باملسلمني ، وهي الكعبة املرشفة. : عهد اهللا، وعهد رسوله: أمان اهللا ، وأمان رسوله ،أو: أي. : ال ختونوا اهللا ، وال رسوله بتضييع حق املسلم املوصوف : أي.

–

بعد العام ، من ذكر اخلاص تعظيام واهتامما بشأنه .

عىل الصالة ) وأكل ذبيحتنا (مع) واستقبل قبلتنا( أنه عطف. ما والهم عن قبلتهم التي (ذلك ألن اليهود ملا حتولت القبلة شككوا بقوهلم

.وهم الذين يمتنعون من أكل ذبيحتنا ) عليهاكانوا : ، من صيل صالتنا ، ومل ينازع يف أمـر القبلـة

.ومل يمتنع من أكل ذبيحتنا كام فعلوا فذلك هو املسلم مبتدأ ، خرب املبتدأ.

خرب مقدم. مبتدأ مؤخر .

مضاف إليه. للتأكيد ، وإشعارا بأن كال منهام مقصود .

:محى وحفظ،

غدر ونقض .

، تفيد السلب إذا أزلت : ل أشكيت الرج .شكواه

اإلسالم شعائر من القبلة واستقبال الصالة إقامة.

وعهده يبني لنا احلديث أن الذي يظهر منه شعار أهل اإلسالم فهو مسلم ، له أمان اهللا .، وال تستباح حرمته

إقامة الصالة .

استقبال القبلة. أكل ذبيحة املسلمني .

.احلكم عليه بأنه مسلم ) ١ .يكون له أمان اهللا وعهده ) ٢ .بالتايل ال تستباح حرمته ) ٣ .ليس ألحد أن حيكم عليه بالكفر املخرج من امللة ، إال بدليل قاطع ) ٤ .حمظور عىل كل مسلم أن ينقض عهد اهللا فيه ) ٥

.القبلة استقبال يف العلامء آراء : الثانية القضية

اشرتاط استقبال القبلة يف الصالة .

: استقبال عني القبلة للقادر عليه يقينا يف القرب وظنـا يف .وجه ، إال يف موضعني ، سنذكرمها بإذن اهللا تعاىل بعد قليل البعد بالصدر وال

يصيل عىل حسب حاله ويعيد الصالة .

وهي( استقبال جهة القبلة ، وال جيب استقبال عني القبلة ) .الكعبة

، الصالة يف شدة اخلوف أثناء احلـرب فـإن خفـتم (قولـه تعـاىل )فرجاال أو ركبانا، يف النافلة يف السفر عىل الراحلة أنه صىل اهللا عليه وسلم كـان

نـزل ) املفروضـة(عىل راحلته حيث توجهت بـه ، فـإذا حـرض وقـت الـصالة يصىل .فاستقبل القبلة

رسوله (دون)) اهللا ذمة((وسلم عليه اهللا صىل بقوله االكتفاء سبب(.

.)( فار ذمة اهللا تعاىل عدم إخفار ذمة رسولهذلك الستلزام عدم إخ الرشيف احلديث إليه يرشد ما.

أن أمر الناس حممولة عىل الظاهر ، واهللا تعاىل يتوىل الرسائر. ر اإلسالم أن الصالة ، واستقبال القبلة ، واألكل من ذبائح املسلمني من شعائ. استقبال القبلة رشط من رشوط الصالة.

–

–

ذهبت ألنرص هذا الرجل ، فلقيني أبو بكرة: قال حنف بن قيس عن األ فقـالأين تريد ؟ قلت أنرص هذا الرجل ، قال : ارجـع ؛ فـإين سـمعت رسـول اهللا: )(

التقى املسلامن بسيفيهام فالقاتل واملقتول يف النارإذا(( يقول ، فقلت يـا رسـول اهللا )) هذا القاتل فام بال املقتول ؟ إنه كان حريصا عىل قتل صاحبه: ((قال ! ((

، سيد بني متيم األحنف بن قيس التميمي السعدي. أبو بحر البرصي . عند رسول اهللا منزلته دعا له النبي) ( ومل يره.

كان ما وزن عقل األحنف بعقل إال وزنه : سيد قومه ، قال عنه الثوري. تويف بالكوفة سنة سبع وستني.

هو عيل بن أيب طالب . أي رضب كل منهام اآلخر . أي يستحقان دخول النار .

أي يستحق النار لكونه ظاملا . أي ما باله يدخل النار وهو مظلوم ؟ . !

أي أنـه كـان عازمـا .عىل ذلك

حمذوف ، ومل يذكره اكتفاء بام ذكر يف احلديث : ) إذا( جواب. ) إذا التقى املسلامن بسيفيهام فقاتل أحدمها اآلخر . (

الصحابة بني شجر ما وحكم ، النار يف واملقتول القاتل معنى بيان.

.دل هذا احلكم عىل أهنام يستحقان دخول النار

العبارة توحي بذلك ، لكن علامء أهل السنة يرون أنه من اجلائز أن يعفو اهللا عز وجل .عن القاتل واملقتول

ومـن يقتـل مؤمنـا ( أن هذا احلديث تناظره آية من القرآن ، وهي قوله تعـاىل متعمدا فجزا ؤه جهنم خالدا فيها .والقاتل عمدا ليس بالزم أن جيازى ، فهذان مثله )

.يرى املعتزلة أنه جيب عىل اهللا عز وجل عقاب العايص : لكن املعتزلة هلم رأي آخر

. تأويل سائغ إذا كان القتال بغري: حمل احلكم بالنار عىل القاتل واملقتول

قتال الصحابة ريض اهللا عنهم ال يرتتب عليه حكم هـذا احلـديث مـن كـون القاتـل ألن هذا القتال كان عن اجتهاد وظـن لـصالح الـدين ، ، واملقتول يف النار

. ، وللمخطئ أجر ، فكلهم جمتهد مثاب ، واهللا يغفر هلم فللمصيب منهم أجران

أن احلديث عام لكل املسلمني ، حسام ملادة اخلالف . يل بن أيب طالب منع األحنف بن قيس من قتاله مع ع

األحنف ريض اهللا عنه مل يوافق أبا بكرة عىل ما هم به ، بل حرض مع .عيل ريض اهللا عنه باقي حروبه

املعصية عىل العزم حكم.

م عىل املعصية ووطن نفسه عليها أثم عىل اعتقاده وعزمه ، يدل احلديث عىل أن من عز .وإن مل يعملها ، فإذا عملها كتبت معصية أخرى

.هذا احلديث القديس ال ينايف مفهوم حديث الباب ألن ما ورد يف حديث الباب عزم عىل فعل املعـصية ، ومـا ورد يف احلـديث

.القديس هم ، والفرق كبري بني اهلم والعزم

توطني النفس عىل املعصية واإلرصار عىل فعلها . كتبت عليه : زم عليه جمرد العزم بغري تنفيذ معصية ، فإن فعل ما ع

.معصية أخرى التفكري باملعصية من غري أن تستقر يف الذهن .

جمرد اهلم عىل املعصية ال عقوبة عليه ألن اهلم خاطرة ختطر بالذهن .من غري استقرار

أن العزم ال مؤاخذة فيه وإن مل يقع الفعل . ورد يف احلديث فعال ، وهو املواجهة بالسالح ووقوع القتال أن ما.

٢ ال يلزم من كون القاتل واملقتول يف النار أن يكونا يف مرتبة واحدة ، فالقاتل يعذب عىل القتال والقتل ، واملقتول يعذب عىل القتال فقط ، فلم يقع التعـذيب عـىل العـزم

.املجرد الرشيف ديثاحل إليه يرشد ما:

.نصيحة املسلم ألخيه املسلم فيام يعتقد أنه صواب ) ١ .حرمة تقاتل املسلمني بعضهم مع بعض بغري تأويل سائغ ) ٢ .وظن لصالح الدين عنهم بعضهم بعضا كان عن اجتهاد،قتال الصحابة ريض اهللا ) ٣ .به ، ووطن نفسه عليها العقاب عىل من عزم عىل املعصية بقل) ٤

ن محل علينا السالح فليس منام(( قال )( عن النيبعن عبد اهللا بن عمر . ((

أي قاتلنا . ) ( ليخرج ما إذا محل الشخص السالح للحراسة ؛ ألنه حيمله

.هلم ال عليهم املـسلمني إن اسـتباح لـيس مـن: ليس متبعا لطريقتنـا ، أو : أي . ذلك

التعبـري باحلمـل كنايـة عـن .املقاتلة ، أو القتل ؛ للمالزمة الغالبة

امللـة ؛ أطلق ذلك اللفظ دون تقييده باستحالل ذلك ، مع احتامل إرادة أنه ليس عـىل

.خويف تللمبالغة يف الزجر وال

وحرمة ، ونظائرها)) منا ليس ((وسلم عليه اهللا صىل قوله معنى بيان

.املؤمن عىل السالح محل

يف هذا احلديث أنه ليس من املسلمني من استحل قتاهلم وقـتلهم ، ) (يوضح النبي .من حيمل السالح عليهم لقتاهلم به بغري حق أو ليس متبعا طريقتهم كل

ملا يف ذلك من ختويفهم وإدخال الرعب عليهم . وألن من حق املسلم عىل املسلم أن ينـرصه ، ويقاتـل دونـه ، ال أن يرعبـه بحمـل

.ادة قتاله أو قتله السالح عليه إلر

أن ينرصه ، ويقاتل دونه .

قوله ) ()) :من غشنا فليس منا. ((

)) .ليس منا من لطم اخلدود وشق اجليوب((وحديث

من محل علينا السالح فليس منا( محل السالح عىل املسلمني ؛ بدليل (( من غشنا فليس منا( غش املسلمني بأي نوع من أنواع الغش ؛ بدليل( ليس منا من لطم اخلدود وشق اجليوب( لطم اخلدود وشق اجليوب ؛ بدليل(

الرشيف احلديث إليه يرشد ما:

.حتريم قتال املسلمني والتشديد فيه ) ١ .سلم عىل املسلم أن ينرصه ، ويقاتل دونه من حق امل) ٢ .ليس من املسلمني كل من حيمل السالح عليهم ؛ لقتال به بغري حق ) ٣ .النهي عن ختويف املسلمني ، وإدخال الرعب عىل قلوهبم ) ٤

من شهد أن ال إله إال اهللا وحده ال (قال رسول اهللا: قال عن عبادة بن الصامتسـوله وكلمتـه ألقاهـا إىل رشيك له ، وأن حممدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد اهللا ور

) اجلنة عىل ما كان من العملمريم وروح منه، واجلنة حق والنار حق أدخله اهللا

)) وابـن أمتـه.(( األمـة هـي .أوصلها إليها : أي .السيدة مريم عليها السالم

أي ذو روح منه تعاىل ، صدرت بأمره عز وجل سبحانه جلربيل أن نفخ يف درع مريم فحملت منه ، أو ألنه عليه السالم كان حييـي األمـوات أو القلـوب ي

.بإذن اهللا تعاىل ألنه ذو روح من اهللا تعاىل صـدرت ) ١

.بأمره عز وجل سبحانه جلربيل أن ينفخ يف درع مريم فحملت منه . القلوب بإذن اهللا تعاىل كان حييي األموات أوألنه ) ٢

مجلة حالية من قوله )أدخله اهللا اجلنة. (

للعهد .

تعبريه رس ورسوله اهللا عبد بأنه عيسى عن

) ( تقرير وبيان لعبوديته عليه السالم.

د يف إنكارهم رسالة سيدنا عيسى تعريض باليهو وانتامئهم إىل ماال ، .حيل من قذفه وقذف أمه

) ( مبالغـة يف : عن اجلنة والنار بأهنام حق بالرغم مـن أن هـذا اللفـظ مـصدر احلقيقة احلق ؛ تعريضا بمنكري الثواب والعقاب أن اجلنة والنار مها عني.

.تعريضا بمنكري الثواب والعقاب

) ( من شهد أن ال إله ) (( (لقبلة ال خيلدون يف النار ؛ لعموم قولهعىل أن عصاة أهل ا) ١

)).إال اهللا وحده ال رشيك لهعىل ما (() (وأنه تعاىل يعفو عن السيئات قبل التوبة واستيفاء العقوبة ؛ ألن قوله ) ٢

، وال ريب أن العمل غري حاصـل )) أدخله اهللا اجلنة((حال من قوله )) كان من العمل .ل احلاصل حال إدخاله استحقاق ما يناسب عمله من الثواب و العقاب حينئذ ، ب

.ال يفهم من الكالم السابق أنه ال يدخل أحد من العصاة النار عموم العفو ، وعموم العفو ال يستلزم عدم دخـول ألن الالزم من هذا القول

.النار ؛ جلواز أن يعفو عن بعضهم بعد الدخول وقبل استيفاء العذاب

للعهد . إىل الكبائر . ( يدل له نحو حديث أيب ذر قوله) ١ ()وإن زنى وإن رسق. (

.حال ) : عىل ما كان() (أن قوله) ٢ من شهد أن ال إله إال اهللا يدخل اجلنة يف حـال اسـتحقاقه العـذاب بموجـب

.أعامله من الكبائر

حال هذا خمالف للقياس يف دخول اجلنة ، فإن القياس يقتيض أن ال يدخل اجلنة من وإن زنـى وإن () (ملعنى ذهـب أبـو ذر ريض اهللا عنـه يف قولـه، وإىل هذا ا شأنه هذا

) وإن زنى وإن رسق عىل رغم أنف أيب ذر() ( ، ورد بقوله) رسق

: أن صاحب الكبائر ال يدخل اجلنة بـسبب .أبو ذر ريض اهللا عنه : .معاصيه

فرقة املعتزلة ، حيث زعمـوا أنـه الكبرية يف منزلة بني املنزلتني وأنه جيب عىل اهللا عز وجل عقاب العايص ، وأن صاحب

.فاسق الرشيف احلديث إليه يرشد ما:

.شهادة أن ال إله إال اهللا وأن حممدا رسول اهللا أول دعائم اإلسالم ) ١ .اإليامن بأن عيسى عليه السالم عبد اهللا ورسوله وكلمته ) ٢ .اجلنة حق ، وأن النار حق اإليامن بأن ) ٣ .عظيم فضل اهللا تعاىل ، وسعة مغفرته وعفوه ) ٤

–

ج

لن يزال املؤمن يف فسحة مـن دينـه (: ) (قال رسول اهللا : " قال عن ابن عمر )ما مل يصب دما حراما

يزال املؤمن ال ": ويف رواية". "ذنبه من يف فسحة " " فإذا أصاب دما حراما نزع منه احلياء "

أي سعة . يراد هبا قوة رجائه العفو من اهللا تعاىل.

أي يف الدين ، وفيه إشعار بالوعيد عىل قتل املؤمن متعمدا . بغري حق بام يتوعد به الكافر

إىل استبعاد العفو عنه. الذنب ألن الفسحة يف قبوله تعاىل للغفران بالتوبة ، فإذا وقـع القتـل

.ارتفع القبول

بأن يقتل نفسا متعمدا بغري حق.

القتل العمد بغري حق كناية عن .

ه ، ملا أوعد اهللا عىل القتل أن من يقتل نفسا بغري حق ، فإنه يضيق عليه دين) (يبني النبيسعة األعامل الصاحلة حتـى إذا : عمدا بغري حق بام توعد به الكافر ، والفسحة يف الدين

فإذا أصاب ": جاء القتل ضاقت ، ألهنا ال تفي بوزره ، وزاد الطرباين يف معجمه الكبري

يف سعة بسبب ذنبه ، أما إذا أصاب املسلم ذنبا غري القتل كان"دما حراما نزع منه احلياء لقوة رجائه من اهللا تعاىل ، فإذا كان الذنب قتال صار يف ضيق بـسبب ذنبـه ، السـتبعاده

.الرتفاع قبول الغفران بالتوبة : العفو عنه ، فيستمر يف الضيق املذكور ، وقيل

. اهللا عىل القتل عمدا بغري حق بام توعد به الكافرملا أوعد

: ، سعة األعامل الصاحلة ، فإذا جاء القتل ضاقت أن األعامل الصاحلة ال تفي بـوزر القتـل ، بـدليل الروايـة التـي زادهـا

أمـا إذا أصـاب " فإذا أصاب دما حراما نزع منه احليـاء ": يف معجمه الكبري الطربايناملسلم ذنبا غري القتل كان يف سعة بسبب ذنبه ، لقوة رجائه من اهللا تعاىل ، فإذا كان الذنب

.قتال صار يف ضيق بسبب ذنبه ، الستبعاده العفو عنه ، فيستمر يف الضيق املذكور الغفران بالتوبة الرتفاع قبول.

، أنه إذا أصاب املسلم ذنبا غري القتل كالرسقة مثال كـان يف سـعة بـسبب ذنبـه لقوة رجائه من اهللا تعاىل ، أما إذا كان الذنب قتال صار يف ضيق بسبب ذنبـه ،الستبعاده العفو عنه ، فيستمر يف الضيق املذكور . القاتل توبة قبول يف العلامء أراء:

.عدم قبول توبة القاتل ، وهو رأي ابن عمر ريض اهللا عنهام ) ١ .قبول توبته ، كتوبة باقي أصحاب الكبائر ، وهو مذهب اجلمهور ) ٢

احلديث إليه يرشد ما:

.من يقتل نفسا بغري حق فإنه يضيق عليه يف دينه ) ١ .توعد اهللا تعاىل القاتل بغري حق بجهنم التي توعد هبا الكافر ) ٢ .ل سبب للضيق القت) ٣ .قبول توبة القاتل عىل مذهب اجلمهور ) ٤

:اقالو" أمتي يدخلون اجلنة إال من أبى كل":قال) (أن رسول اهللا عن أيب هريرة " من أطاعني دخل اجلنة ومن عصاين فقد أبى ": يا رسول اهللا ، ومن يأبى ؟ قال

أمة اإلجابة

امتنع عن قبول ما جئت به .

انقاد وأذعن ملا جئت به.

" ، معطوف عىل حمذوف عرفنا الذين يدخلون .اجلنة ، والذي أيب ال نعرفه

.أداة من أدوات الرشط ) من(جواب الرشط ، ألن

قوله معنى بيان) : (" أمتي كل ".

أمة الدعوة ، وعليه يكون معنى قولـه" أي " مـن أبـى ) . (كفر بامتناعه من قبول دعوته

أبى من إال " : بقوله املراد ".

أمة اإلجابة ، يعني عصاة املوحدين ، فليس معنى

أنه ال يدخل اجلنـة يف : احلديث أنه ال يدخل اجلنة ، وخيلد يف النار أبدا ، بل يكون معناه .ال مع الطائعني املمتثلني لألمر ، بل يتأخر دخوله أول احل يأبى ومن " : قوله إعراب عىل املرتتب املعنى بيان ".

، معطـوف عـىل حمـذوف عرفنـا الـذين .ه يدخلون اجلنة ، والذي أيب ال نعرف

من عصاين فقد أبى ، فعدل إىل ما ذكره تنبيها به عىل أهنم ماجلنـة ، من أطاعني ، ومتسك بالكتاب والسنة دخـل اعرفوا ذاك وال هذا ،

ومن اتبع هواه ،وزل عن الصواب ، وضل عن الطريق املـستقيم دخـل النـار ، فوضـع . موضعه وضعا للسبب ، موضع املسبب "أيب"

" االعتـصام عة ، فإن املطيـع هـو الـذي يعتـصم بالكتـاب والترصيح بذكر الطا"بالكتاب والسنة

.والسنة ، وجيتنب األهواء والبدع

أن يف احلديث الذي معنا ترصحيا بذكر الطاعة . بالكتاب والسنة ، وجيتنب األهواء والبدع وأن املطيع هو الذي يعتصم.

.وضعا للسبب موضع املسبب احلديث إليه يرشد ما.

.لسنة ، وجيتنب األهواء والبدع املطيع هو الذي يعتصم بالكتاب وا) ١ .وامتثل ألوامره ) (عظم ثواب من أطاع الرسول ) ٢

) .(ألوامره استحقاق العقاب للعصاة الذين مل يذعنوا ) ٣ .بشارة الطائعني باجلنة ونذارة العاصني بالنار ) ٤

لن يدخل أحـدا عملـه (: يقول) (مسعت رسول اهللا : قال هريرة عن أيبال ، وال أنا إال أن يتغمـدين اهللا بفـضل ": وال أنت يا رسول اهللا ؟ قال : اجلنة ، قالوا

إما حمسنا فلعله أن يزداد خريا ، : ورمحة ، فسددوا وقاربوا ، وال يتمنني أحدكم املوت )وإما مسيئا فلعله أن يستعتب

ال ينجيك عملك مع عظيم قدرك.

أي يغمرين ، ويلبسني ، ويسرتين هبا .

الصواب باإلخالص يف العمل : أي اقصدوا السداد ، يعني.

ال تفرطوا فتجهدوا أنفسكم يف العبادة ، لـئال يقـيض بكـم ذلـك امللـل .فترتكوا العمل

أنه إذا نزل به املوت ال يمنع من متنيه رضا بقـضاء اهللا تعـاىل ، وال مـن طلبـه .لذلك

أنـه يطلـب رضـا اهللا : أي يطلب العتبى ، وهو اإلرضاء ، واملراد .تعاىل بالتوبة ، ورد املظامل ، وتدارك ما فاته

فعل مضارع مبني للمعلوم . ) وهو فاعل مؤخر، ) عمله ، الشتامله عىل ضمري يعود عىل املفعول .

"مفعوله الثاين " اجلنة " مفعوله األول مقدم ، و"أحدا .

مبتدأ ، واخلرب حمذوف . " وال أنت يدخلك عملك اجلنة "

مبتدأ ، واخلرب حمذوف أيضا . دا اجلنة عمله ، وال أنا يدخلني عميل اجلنة لن يدخل أح"

. مأخوذ من غمدت السيف " إال أن يتغمدين " مأخوذ من غمدت السيف ) : غمد( أن الفعل.

.ألبسته غمده ، وغشيته به: د فمعناه أما الفعل أغم فيه استعارة تبعية حيث شبه غشيان الرمحة عىل اإلنسان بغشيان الغمـد

.عىل السيف بجامع الوقاية يف كل ، ثم استعري املشبه به للمشبه

.بسة تفيد املال"بفضل"الباء يف لفظة

.الفاء فصيحة ، أي تفصح عن جواب رشط مقدر إذا علمتم ذلك فسددوا .

. بحذف الياء والنون بلفظ النهي " وال يتمن " النفي بمعنى النهي ،

يف املوضعني بمعنى الرجاء املجرد عن التعليل ، وأكثر جميئها للرجـاء إذا كـان "لعل"واتقوا اهللا لعلكم تفلحون(معه تعليل نحو قوله تعاىل سورة البقرة)) ١٨٩ (

وتلك (تعاىل قوله وبني احلديث هذا بني اجلمع اجلنة التي أورثتموها بام كنتم تعملون الدخان سورة)) ٧٢ (

.يدل احلديث الرشيف عىل أن العمل ليس موجبا لدخول اجلنة ، وإنام هو سبب عادي

–

وتلك اجلنة التي أورثتموهـا بـام كنـتم تعملـون(احلديث ال ينايف قوله تعاىل للـسببني ) : اآلتيني

. سبب عادي ألن العمل) ١ألن منازل اجلنة تنال باألعامل ، لتفاوت درجاهتا بحسب تفـاوت األعـامل فتحمـل ) ٢

.اآلية عىل ذلك ، وحيتمل احلديث عىل أصل الدخول أورثتم منازهلا .

)الذين تتوفاهم املالئكـة طيبـني يقولـون سـالم علـيكم ادخلوا اجلنة بام كنتم تعملون ٣٢سورة النحل آية )

ادخلوا منازل اجلنة وقصورها بام كنتم تعملون. ادخلوها بذلك مع رمحة اهللا تعـاىل لكـم ، وتفـضله علـيكم ، ألن انقـسام

، وكذا أصل دخوهلا حيث أهلم العاملني ما نالوا به ذلك ، إذ ال خيلو منازل اجلنة برمحته .يشء من جمازاته عباده من فضله ورمحته

برمحته اهللا يتغمدين أن إال : قوله معنى بيان "

يلبسني اهللا ، ويسرتين ويغشاين بفضله ، ورمحته .

" وال أنا إال أن يتغمدين اهللا بمغفرة ورمحة " ٢ " وال أنا إال أن يتداركني اهللا منه برمحة " ٣ "منكم عمله اجلنة ، وال جيريه من النار ال يدخل أحدا

"، وال أنا ، إال برمحة من اهللا

أي اقصدوا الصواب باإلخالص يف العمل ، وجاء " ولكـن نه قد يفهم من النفي املذكور نفي فائدة العمـل ، فكأنـه أ: ومعنى االستدراك "سددوا أن العمل عالمة عىل وجود الرمحة التي تدخل العامل اجلنة : بل له فائدة ، وهي

، فاعملوا ، واقصدوا بعملكم الصواب إىل اتباع السنة من اإلخـالص ، وغـريه ليقبـل عملكم فتنزل الرمحة

املوت متني عن النهي علة.

تظهر علة النهي عن متني املوت يف احلديث ، بأن حال اإلنسان ال خيلو عن اإلحسان ، أو اإلساءة فإذا كان حمسنا فال يتمنى املوت لعله يزداد إحـسانا عـىل إحـسانه ، فيتـضاعف

أن يندم عىل إساءته ، ويطلب الرضا ثوابه ، وإذا كان مسيئا فال يتمنى املوت أيضا ، لعله .عنه ، فيكون ذلك سببا ملحو سيئاته التي اقرتفها

واملعـصية يف هذا احلديث رد عىل املعتزلة القائلني بأن الطاعة سبب الثواب موجبة لـه ، .سبب العقاب ، موجبة له ، بناء عىل قاعدهتم يف التحسني والتقبيح العقليني

احلديث إليه يرشد ما.

.أن عمل اإلنسان مهام بلغ ال يقابل دخول اجلنة ) ١ .ن غري إفراط ، وال تفريط إرشاد املسلم إىل سلوك طريق الوسط يف العبادة م) ٢ .النهي عن متني املوت لرض نزل به من فقر أو بالء ونحو ذلك من مشاق الدنيا ) ٣ .جواز متني املؤمن للموت إذا خاف فتنة يف دينه ) ٤

ــددت ( :ىل قــال اهللا تعــا) : (قــال رســول اهللا : قــال عــن أيب هريــرة أعلعبادي الصاحلني ما ال عـني رأت ، وال أذن سـمعت ، وال خطـر عـىل قلـب بـرش ،

فال تعلم نفس ما أخفي هلم من قرة أعني جزاء بام كانوا يعملون: (فاقرءوا إن شئتم (

حق اهللا تعاىل ، واخللق القائمني بام وجب عليهم من .

ما ال تبرصه عني .

وال سمعت وصفه أذن .

وال وقع ، وال تومهه قلب برش .

برد اهللا دمعتها ، ألن دمعة الفرح باردة ، وقيل معناه : أقر اهللا عينك ، ومعناه : .بلغك اهللا أمنيتك حتى ترىض هبا نفسك ، وتقر عينك ، فال تسترشف إىل غريه

. وقعت يف سياق النفي ، فأفاد االستغراق " عني " . إما موصولة ، أو موصوفة"ما" ما رأت العيون ، وال عني واحدة منهن .

) ما للظاملني من محيم وال شفيع يطاع ١٨سورة غافر ) ما للظاملني( حيتمل أن ينسحب النفي يف عىل الوصف فقط )

.، فيكون له شفيع ، ولكنه ال يطاع ، أي ال تقبل شفاعته ، وحيتمل أن ينسحب النفي عىل املوصوف وصفته معا ال شفيع فيطاع ، فهو

.مبالغة يف نفي الشفيع ، ألنه كنفيه بنفي الزمه

، فيحتمل هنا نفي الرؤية ، والعني معا ال رؤية ، وال )نفي املوصوف والصفة. (عني نفي املوصوف فقط.( ال رؤية : أو نفى الرؤية فقط ، أي. (

نفي العني. ليـؤذن بـأن

انتفاء املوصوف أمر حمقق ال نزاع فيه ، وبلغ يف حتققه إىل أن صار كالشاهد عـىل نفـي ." وال أذن سمعت ") : يه وسلمصىل اهللا عل (الصفة ،

يوم ال ينفع الظاملني معذرهتم وهلم اللعنـة وهلـم (هذا األسلوب من باب قوله تعاىل سوء الدار ليس ، . ٥٢غافر )

إذ مل حتـصل ثمـرة هلم قلب خيطر ، فجعل انتفاء الصفة دليال عىل انتفاء الذات ، إن يف ذلك لذكرى ملن كان له قلب أو (القلب ، وهي اإلخطار فال قلب كقوله تعاىل

ألقى السمع وهو شهيد ٣٧ق )

تفيد العموم(نكرة يف سياق النفي فتعم.(

موصولة . املجهول ( بفتح الياء بصيغة املايض املبني للمفعول (

ال يعلم الذي أخفاه اهللا تعاىل .

واللذات ما مل يطلع أن اهللا تعاىل ادخر يف اجلنة من النعيم ، واخلريات ، عليـه أحــد مـن اخللــق بطريـق مــن الطـرق ، فــذكر الرؤيـة ، والــسمع ، ألن أكثــر

املحسوسات تدرك هبام ، واإلدراك ببقية احلواس أقل ، وال يكون غالبا إال بعد تقـدم رؤية أو سامع ، ثم زاد أنه مل جيعل ألحد طريقا إىل تومهها بذكر ، أو أن ختطر عىل قلب

.لت عن أن يدركها فكر أو خاطر ، فقد ج

.ألن أكثر املحسوسات تدرك هبام)١ .ألن اإلدراك ببقية احلواس أقل ، وال يكون غالبا إال بعد تقدم رؤية أو سامع ) ٢

طريقا إىل تومهها بذكر ، أو أن ختطر عىل قلب ، فقد جلت عن أن زاد أنه مل جيعل ألحد .بالذكر " البرش " احلديث ختصيص سبب . يدركها فكر أو خاطر

ألهنم الذين ينتفعون بام أعد هلم ، وهيتمون لشانه بباهلم بخالف .املالئكة فال ((تعاىل قوله معنى بيان تعلم نفس أخفي ما قـرة مـن هلم أعـني

جزاء بام كانوا يعملون ((

تعلم نفس ما أخفي اهللا هلؤالء مما تقر به أعينهم يف جنابه يوم القيامة ثوابا هلم فال .عىل أعامهلم التي كانوا يف الدنيا يعملوهنا

احلديث إليه يرشد ما.

.يف احلديث بيان لعظم منزلة اجلنة ) ١ .مل الصالح ، ألنه سبب لدخول اجلنة الرتغيب يف الع) ٢ .أن نعيم اجلنة جيل عن وصف البرش ) ٣

بني أمـرين إال أخـذ )( ما خري رسول اهللا ((عن عائشة رضي اهللا عنها أا قالـت ) (أيرسمها ما مل يكن إثام ، فإن كان إثام كان أبعد الناس منه ، وما انـتقم رسـول اهللا

))إال أن تنتهك حرمة اهللا ، فينتقم هللا هبا لنفسه

ما طلب منه االختيار .

من أمور الدنيا .

اختار .

أسهلهام أداء .

ما مل يكن أيرسمها مفضيا إىل اإلثم .

فإن كان األمر األيرس .

لكن إذا انتهكت .

االنتقام هللا عز وجل ال لنفسه .

فينتقم هللا بسببها .

ليكون أعم ، ليشمل مـا كـان مـن قبـل اهللا تعـاىل ، ومـن قبـل .املخلوقني

، استثناء منقطع : إذا انتهكت حرمة اهللا انترص هللا تعاىل وانتقم .ممن ارتكب ذلك

عليـه اهللا صـىل (النبـي حـق يف نـسبته جيـوز وهل ، اإلثم معنى بيان ).وسلم

يريد يف أمر دنياه . " م ال يكون إال يف أمر اآلخرة فاإلث" ما مل يكن إثام.

كالتخيري بني املجاهدة يف العبادة ، واالقتصاد فيها ، فإن املجاهدة إن كانت بحيث ) ١ .جتر إىل اهلالك ال جتوز

وكالتخيري بني أن يفتح عليه من كنوز األرض ما خيشى من االشتغال به إال يتفرغ ) ٢ .بني أن ال يؤتيه من الدنيا إال الكفاف ، وإن كانت السعة أسهل منهللعبادة ، و

واإلثم عىل هذا أمـر نـسبي ، ال يـراد منـه معنـى .اخلطيئة ، لثبوت العصمة

ذلك غري يوهم عام واجلواب) وسلم عليه اهللا صىل (النبي عفو بيان.

إنكم يا بني عبد املطلب مطـل عفوه عن األعرايب الذي جفا يف رفع صوته ، ، . وعن اآلخر الذي جذبه من حاشية ردائه حتى أثر يف كتفه ، ورقبته

، وعقبة بن أيب معـيط ، انتقم لنفسه حني أمر بقتل عبد اهللا بن خطل ال يقال إنه وغريمها ممن كان يؤذيه ،

.كون حرمات اهللا تعاىل ألهنم مع ذلك كانوا يتنه) ١ . فهو انتهاك ملحارم اهللا تعاىل )) ((اهللا أو أن إيذاءه من حيث هو رسول ) ٢

احلديث إليه يرشد ما.

.من مكارم األخالق )) ((ما كان عليه ) ١ . التشدد احلث عىل ترك األخذ باليشء العسري ، وترك) ٢ .احلث عىل العفو إال يف حقوق اهللا تعاىل ) ٤ .احلث عىل احللم ، واحتامل األذى ) ٣ .الندب إىل األمر باملعروف والنهي عن املنكر ، ما مل يفض إىل ما هو أشد منه ) ٥

يا رسول اهللا ، مـن : فقال ) (جاء رجل إىل رسول اهللا : قال عن أيب هريرة : قال " ثم أمك "ثم من ؟ قال : قال " أمك": أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال

." ثم أبوك " ثم من ؟ ، " ثم أمك " ثم

)(

هو معاوية بن حيدة القشريي .

أفعل تفضيل بمعنى أكثر حقا ، وأعظم برا .

، بفتح الصاد ، مصدر كالصحبة املصاحبة . )(

.األم ثالثا ملزيد حقها ، ولالعتناء بشأهنا ((كرر

. مبتدأ خلرب حمذوف خرب مبتدأ حمذوف ، أو

أحق " مبتدأ ، واخلرب حمذوف ، واجلملة معطوفة عىل مجلة حمذوفة ، ."الناس أمك ، ثم أحق الناس أمك

؟ " ثالثا" احلديث يف األم تكرار سبب ما:

)(

.تستحق عىل ودها النصيب األوفر من الربإشارة إىل أهنا ) ١ .وللحث عىل عدم التهاون يف حقها استنادا عىل ضعفها ، وشدة شفقتها) ٢بل مقتضاه كام قال اإلمام ابن بطال أن يكون هلا ثالث أمثـال مـا لـألب مـن الـرب ) ٣

لصعوبة احلمل ، ثم الوضع ، ثم الرضاع ، والذي ذهب إليه الشافعية أن برمها يكون .سواء

بر األب وبر األم سواء . ، لألم ثالثة أمثال ما لألب من الرب

ــم ) ٢ .تكرار لفظ األم ثالثا يف هذا احلديث ) ١ ــع ، ث ــم الوض ــل ، ث ــصعوبة احلم ل .الرضاع

)(

)( كثرة تعبها عىل ولدها ، وشدة شفقتها عليه ، وكثرة خدمتهاله ، وحتملها املعاناة ، واملشقة يف محله ، ثم وضعه ، ثم إرضاعه ، ثم تربيتـه ، وخدمتـه

.ومتريضه ، وغري ذك من لوازم العناية والرعاية للوالدين الصحبة بحسن املراد:

، طاعة أوامرمها ، والرب هبام ، واإلحسان إليهام ، والدعاء هلام .وإكرام صديقهام ، وغري ذلك

جيب عليه أن يربمها ويطيعهام إال أن يأمرا . بمعصية اهللا

)(

)( أهنام سبب وجود اإلنسان يف هذه احلياة ، ربياهلكـل صغريا ، وقاما عىل رعايته كبريا ، فمن مل يشكرمها بحسن صحبتهام كان جاحدا

.من أحسن إليه من باب أوىل احلديث إليه يرشد ما.

.احلث عىل بر الوالدين ، والقيام بحقومها ، وبخاصة األم ) ١ .إذا كثرت احلقوق رتبت يف األداء عىل حسب أمهيتها ) ٢

.لم ، ليؤدي حق اهللا وحق عباده عىل املسلم أن يسأل أهل الذكر عام ال يع) ٣ .حرص الصحابة رضوان اهللا عليهم عىل تعلم ما ينفعهم من أمر دينهم ، ودنياهم ) ٤

)(

مثل الذي يقرأ القرآن ، وهو حافظ (: قال) (عن عائشة رضي اهللا عنها عن النيبله مع السفر ة الكرام الربرة ، ومثل الذي يقرأ ، وهو يتعاهده ، وهو عليـه شـديد فلـه

)أجران

) (

أي صفته .

. أي ماهر به ال يتوقف فيه ، وال يشق عليه ، جلودة حفظه وإتقانه

ككاتب ، وكتبة ، وهم الرسل ألهنم يسفرون إىل الناس برساالت مجع سافر ، .اهللا تعاىل

: املطيعني.

يضبطه ، ويتفقده ويكرر قراءته حتى ال ينساه .

شاقة ، يقوم بأعبائها مع شدهتا حفظه ، مثل من حياول عبادة لضعف.

أجر القراءة ، وأجر التعب .

. أي حال كونه مع السفرة "الذي"حال من االسم املوصول

. يف الثاين "مثل ما حياول " يف األول ، و " كونه ": مبتدأ ، وخربه حمذوف تقديره مثل الذي يقرأ القرآن ، كونه هو حافظ لـه ، ومثـل الـذي يقـرأ ، حيـاول هـو أن

"يتعاهده

مكانته وبيان بالقرآن املاهر ثواب.

بكونقارئ

أن يكون رفيقا للمالئكة السفرة . تعاىل التصاف بعض املالئكة بحمل كتاب اهللا.

أو أنه عامل بعملهم ، وسالك مسالكهم من حفظه وأدائه إىل املؤمنني ، وكشفه هلم ما يلتبس عليهم

بالقرآن املاهر من أجرا أعظم املشقة صاحب أن توهم دفع:

)(

س املراد ذلك ، بل أجر املاهر أكثر ، ولذا كان مع السفرة ، وملن رجـح ذلـك أن ال لياألجر عىل قدر املشقة ، لكن ال يسلم أن احلافظ املاهر خال من مشقة ، ألنـه ال : يقول

يصري كذلك إال بعد عناء كثري ، ومشقة شديدة غالبا ، إال أن يقـال أراد املـشقة حـال .ثاين ، دون األول التالوة ، وهي حاصلة لل

أن األجر عىل قدر املشقة : إن أجر من يقرأ بمشقة أكثر من أجر املاهر.

أن احلافظ املاهر مل يرص حافظا ماهرا إال بعد مـشقة شـديدة وعنـاء كبـري .لبا ، فاملشقة عند املاهر بالقرآن موجودة غا

يكون أجر املاهر بالقرآن أكثر ، ألن هذه املشقة هي : مشقة احلفظ : لو أريد باملشقة .السبب يف جعله ماهرا بالقرآن

يكون أجر من يقرأ بمشقة أفضل : املشقة حال التالوة : شقة لو أريد بامل. احلديث إليه يرشد ما.

.فضل تالوة القرآن وتعاهده ، واحلث عيه ) ١٢ ( تدبره ، والعمل به ، ال جمرد النطق بألفاظه . .فضل قارئ القرآن سواء أكان ماهرا يف تالوته أم ال ) ٤ .عىل قدر املشقة األجر ) ٣

: مبنكيب ، فقال ) (أخذ رسول اهللا : عن عبد اهللا بن عمر رضي اهللا عنهما قال مـسيت إذا أ": ، وكان ابن عمر ، يقـول " كن يف الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل(

فال تنظر الصباح ، وإذا أصبحت فال تنتظر املساء ، وخذ من صحتك ملرضك ، ومـن )حياتك ملوتك

بمنكبي " " بكرس الكاف ، والباء ، وختفيف الياء ، وضبطه بعـضهم بتـشديدها ، "بمنكبي بلفظ التثنية ، واملنكب " .ع رأس العضد ، والكتف جمتم:

هو من يقدم بلدا ال مسكن له فيها يأوي إليه ، وليس معه أهله .

.هو من يقصد بلدا بعيدا ، وبينه وبينها مسافات بعيدة ، ومل يصله بعد

.،فإنه ال يقيم يف الطريق عابر السبيل، ويقيم فيها ، بخالفالغريب قد يسكن يف القرية

خذ من زمن .

خذ نصيب املوت وما حيصل فيه من عدم العمل يف السقم .

. أن تكون للتخيري ، واإلباحة أو جيوز" بمعنى بل" أو

بقوله التعبري ورس ، وفصاحته) وسلم عليه اهللا صىل (بالغته بيان : "

." غريب كأنك

لفظـة " كأنـك غريـب" ( ،( نعم ، يعد هذا احلديث من جوامع كلمـهجامعة ألنواع النصائح ، إذ الغريب لقلة معرفته بالناس ، قليـل احلـسد ، والعـداوة ، واحلقد ، والنفاق ، والنزاع ، وسائر الرذائل التي منشؤها االختالط باخلالئق ، ولقلـة

واألهل ، والعيال ، وسائر العالئق التي هي تان واملزرعة إقامته ، قليل الدار ، والبس .منشأ االشتغال عن اخلالق

)(

دائام ، وال تقرص يف السري ساعة ، فإنك إن قرصت فيه انقطعت عن املقصود ، أي رسوهلكت عن مفاوز الطريق ، فالعاقل إذا أمسى ال ينتظر الصباح ، وإذا أصبح ال ينتظر املساء ، بل يظن أن أجله يدركه قبل ذلك فيعمل ما يبقى نفعه بعد موته ، ويبادر أيـام

رض قد يطرأ فيمنع من العمل ، فيخشى عىل من فرط صحته بالعمل الصالح ، فإن امل .يف ذلك أن يصل إىل املعاد بغري زاد ، فمن مل ينتهز الفرصة يندم عليها

" ملرضك صحتك من وخذ ": )(

:ل صحتك ، بل ال تقنع به ، وزد عليه بقدر قوتك مادامت رس سريك املعتدل يف حافيك قوة، بحيث يكون ما بك من تلك الزيادة قائام مقام ما قد يفـوت حـال املـرض، والضعف، أو اشتغل يف الصحة بالطاعة ، بحيث لو حصل تقـصري يف املـرض انجـرب

.بذلك )(

املرض عن السري كل القعود ، بل ما أمكنك منه فاجتهـد فيـه ، حتـى ال تقعد يف .تنتهي إىل لقاء اهللا تعاىل وما عنده من الرشاد والفالح ، وإال خبت وخرست

احلديث إليه يرشد ما.

. تعاىل يف اآلخرة احلث عىل الزهد يف الدنيا ، وإيثار ما عند اهللا) ١ .احلض عىل قلة خمالطة اخلالئق ، وقطع العالئق التي تشغل عن اخلالق ) ٢

خماطبة الواحد وإرادة اجلمع ، فاخلطاب لألمة ، ولـيس البـن عمـر ريض اهللا عنـه ) ٣ .وحده

.اغتنام الصحة قبل املرض ، واحلياة قبل املوت ) ٤

) ( )( )(

اللهـم إين أعـوذ بـك مـن (:كـان يقـول ) (ها أن الـنيب عن عائشة رضي اهللا عن الكسل واهلرم ، واملأثم ، واملغرم ، ومن فتنة القرب ، وعذاب القرب ، ومـن فتنـة النـار ،

فقر ، وأعوذ بـك مـن فتنـة وعذاب النار ، ومن رش فتنة الغنى ، وأعوذ بك من فتنة الونق قلبي من اخلطايا كام نقيت اللهم اغسل عني خطاياي بامء الثلج والربد ، الدجال،

اي كـام باعـدت بـني املـرشق الثوب األبيض من الدنس ، وباعـد بينـي وبـني خطايـ )واملغرب

)(

)(تعليام ألمته ، أو عبودية منه .

ألمر مع القدرة عىل عمله ، إيثار لراحة البدن عىل هو التثاقل ، والفتور ، والتواين عن ا .التعب

هو الزيادة يف كرب السن املؤدى إىل ضعف األعضاء .

ما يوجب اإلثم .

أي الدين فيام ال جيوز ، أو فيام جيوز ثم عجز عنه .

من رش ذلك ، وإال فأصل السؤال : هي سؤال منكر ونكري ، واملراديف القرب واقع ال حمالة فال يدعي برفعه ، فيكون عذاب القرب مسببا عن ذلك .

. هو ما يرتتب بعد فتنته عىل املجرمني ، وهو التحري يف اجلواب عند سؤال امللكني

هي سؤال اخلزنة عىل سبيل التوبيخ .

أي أعـوذ بـاهللا أن : ها ، ومعنى االستعاذة من عذاب النـار بعد فتنت .أكون معذبا هبا

. كالبطر والطغيان ورصفه يف الطغيان ، والتفاخر به ، وعدم تأدية الزكاة

ه حاء ، ألن إحدى عينيه ممسوحة ، أو ألنه يمسح األرض أي يقطعها أخر .يف أيام معلومة

أي األعور اخلداع الكذاب ، واملراد به هنا الكذاب املعهود الذي سـيظهر يف .آخر الزمان

ة ، وهي الذنب مجع خطيئ.

بفتح الباء والراء ، حبات الغامم .

الوسخ .

بعد ، مبالغة يف اإلبعاد .

حل بيني وبني اخلطايا حتى ال يبقى هلا .مني اقرتاب بالكلية

، وجماز عن إزالـة الـذنوب ، " نق قلبي" بفتح التاء ، هي تأكيد لقوله السابق وحمو أثرها

فعال "صيغة مبالغة عىل وزن . من الدجل "

)(

أن التقاء املرشق باملغرب مستحيل ، فكأنـه أراد أنـه ال يبقـى لـه مـن .الذنوب أثر بالكلية

الغنى فتنة رش ومن " قوله يف بالرش التعبري رس ". )(

.ألن مرضة الغنى أكثر من مرضة غريه) أ .ال يغفلوا عن مفاسدهأو تغليظا عىل األغنياء حتى ال يغرتوا بغناهم ، و) ب .أو إيامء إىل أن صورة أخواته ال خري فيها بخالف صورته ، فإهنا قد تكون خريا ) ج

.منه) وسلم عليه اهللا صىل (النبي استعاذة ورس الفقر أمثلة : الثانية القضية

)(" أن حيملـه الفقـر : " وأعوذ بك من فتنة الفقـرعىل اكتساب احلرام ، أو التلفظ بكلامت مؤديـة إىل الكفـر ، أو بـأن حيـسد األغنيـاء ، ويطمع يف أمواهلم ، ويتذلل بام يدنس العرض ، وعدم الرضا بام قسم اهللا تعـاىل وغـري

.ذلك مما ال حتمد عاقبته )(

إنام استعاذ )( هو فقر النفس ، ال من قلة املال من الفقر الذي وقد تكون استعاذته من فقر املال ، واملراد الفتنة يف عدم احتامله ، وقلـة

.الرضا به الدجال بفتنة املراد.

هي ما يظهر عىل يديه من اخلوارق للعادة التي يضل هبا من ضعف إيامنه ، كام اشتملت عليه األحاديث الكثرية التي بينت خروجه يف آخر الزمان ، وما يظهر معـه مـن تلـك

.األمور بالذكر والربد الثلج ختصيص سبب .

)(

ألهنام من أنواع املطهرات املنزلة من السامء التي ال يمكن حصول الطهارة الكاملة إال طهرين مـن بأحدمها ، تبيانا ألنواع املغفرة التي ال خيلص من الذنوب إال هبا ،

تي هي من متحيص الذنوب بمثابـة هـذه األنـواع يف إزالـة اخلطايا بأنواع مغفرتك ، ال .األرجاس ، واألدناس ، ورفع اجلنابة ، واألحداث

أن املاء مستعار للغفران ، والثلج والربد للرمحة. )( لشمول أنواع الرمحة بعد املغفرة ، إلطفـاء حـرارة عـذاب

.النار التي هي يف غاية احلرارة ، ألن عذاب النار يقابله الرمحةلغفران شمول الرمحة أي اغسل خطاياي باملاء ، أي اغفرها ، وزد عىل ا.

)(

أنه قصد تعليم أمته. السؤال منه ألمته ، : أن املراد أو " أعوذ بك ألمتي ". أو أنه )( عبودية ، ولزوم خوف اهللا ، وإعظامه سلك طريق التواضع ، وإظهار ال

.واالفتقار إليه احلديث إليه يرشد ما.

.عىل تعليم أمته )( حرص النبي) ١ .إثبات عذاب القرب خالفا ملن نفاه من املعتزلة ) ٢

.تعظيم شأن الدين ، وأنه سبب للوقوع يف اإلثم ) ٣ .حرص املسلم عىل الدعاء بمجامع الدعوات ، وأمهاهتا ) ٤ .الدعاء باملغفرة الشاملة التي متحو الذنوب ، وتنقي القلب نقاء الثوب ) ٥

قدمت عيل أمـي وهـي مـرشكة يف (: عن أمساء بنت أيب بكر رضي اهللا عنهما قالت إن أمي قدمت وهي راغبـة ، : قلت )( فاستفتيت رسول اهللا )(عهد رسول اهللا

)نعم ، صيل أمك : أفأصل أمي ؟ قال

أسامء بنت أيب بكر الصديق ريض اهللا عنهام التيمية القرشية.

ذات النطاقني . أسلمت بعد سبعة عرش إنسانا. وقد عاشت مائة عام هـ بعد مقتل ابنها عبد اهللا بأيام ٧٤أو ٧٣ توفيت سنة ،.

)(

يف املدة التي ما بني صلح احلديبية ، وفتح مكة. أو يف زمنه )(.

راغبة يف بر ابنتها . اهلبات أو مؤملة طامعة يف أن أصلها ، وأحسن إليها ب .أو يف القرب مني ، وجماوريت والتودد . أو راغبة عن ديني .

، أي فسألت السؤال .

صـلة الـرحم ، من الصلة ، وهي العطف والرب واإلحسان وكل ما تكون بـه القطيعة .

مجلة حالية

. منصوب عىل احلال ، وجيوز رفعه عىل أنه خرب املبتدأ

وروده وسبب احلديث قصة.

قدمت قيلة ، وقيل قتيلة بنت عبد العـزى القرشـية عـىل ابنتهـا : ت أيب بكر يف اهلدنة ، وكان أبو بكر طلقها يف اجلاهلية ، هبدايا فأبت أسـامء أن أسامء بن

فاسـتفتته )(تقبل هديتها ، أو تدخلها بيتها وهي مرشكة ، حتى تـسأل رسـول اهللا )( يا رسول اهللا إن أمي قدمت عىل ، ونزلت عندي ، وهي راغبة ، أفأصل

.)كنعم صيل أم )( )أمي ؟ ال ينهاكم اهللا عن الذين مل يقاتلوكم يف الـدين (فأنزل اهللا فيها

ومل خيرجوكم من دياركم أن تربوهم وتقسطوا إليهم إن اهللا حيب املقسطني ٨املمتحنة ) ال ينهاكم عن اإلحسان إىل الكفرة الذين ال يقاتلونكم يف الدين ، كالنساء

.، والضعفة منهم ، كام قال ابن كثري رمحه اهللا تعاىل راغبة " بقوله املراد املعنى ".

راغبة

ذه ، أو راغبة عن ديني معرضة عن اإلسالم ، أو راغبة يف القرب راغبة يف يشء تأخ .مني ، وجماوريت ، والتودد إىل

ألهنا ابتدأت أسامء باهلدية ، ورغبت منها يف املكافأة ، ال اإلسالم ، ألنه مل يقع .يف يشء من الروايات ما يدل عىل إسالمها

" أي يف اإلسالم ، مل يستلزم حصول إسالمها ، فلذا مل يصب " راغبة .من ذكرها يف الصحابة

.ي ، وهجريت كارهة إسالم بامليم " راغمة "يف رواية صحيحة أو ذليلة حمتاجة إىل عطائي . أي هاربة من قومها .

احلديث إليه يرشد ما.

.جواز اهلدية للمرشكني ال سيام إذا كانوا من ذوي القربى ) ١ .ملسلمة مرشوعية صلة الرحم الكافرة كالرحم ا) ٢ .جواز موادعة أهل احلرب ، ومعاملتهم يف زمن اهلدنة ) ٣ .التحري يف أمور الدين ، وسؤال أهل العلم عام ال نعلم ) ٤

)(

إذا نظر أحـدكم إىل مـن فـضل ( ) :(قال رسول اهللا : قال أيب هريرة عن )ل واخللق فلينظر إىل من هو أسفل منهعليه يف املا

زاد عنه يف املال أو اخللق : أي.

بفتح اخلاء املعجمة . الصورة .

اع ، وكل ما يتعلق بزينة احلياة الدنيا األوالد ، واألتب: حيتمل أن يدخل فيه. )(

أي يف املال واخللق .

واجب . ألن هذه اجلملة طلبية لدخول الم األمر عىل الفعل املضارع .

الالم الطلبية( الم األمر. ( األدوات التي جمزوم ، لدخول الم األمر عليه ، والم األمر من

.جتزم فعال واحدا مبني عىل الفتح ألنه ظرف مكان .

.مرفوع عىل أنه خرب ) ٢

والقناعة الرضا بصفة التخلق عىل احلث.

)(

أن ينظر إىل من هو أسفل منه يف هذين األمرين .

ليكون ذلك داعيا إىل الشكر . عليه أال حيتقر أو ينتقص نعمة اهللا تعاىل . : ال رسول اهللاق :قال أيب هريرة عن( ما جاء يف صحيح مسلم )( انظروا إىل

من أسـفل مـنكم وال تنظـروا إىل مـن هـو فـوقكم فهـو أجـدر أن ال تـزدروا نعمـة ) .عليكم اهللا

ال ريب أن الشخص إذا نظر ملن هو أفضل منه يف املال واخللق مل يأمن أن يؤثر : املفسدة .ذلك فيه بازدراء النعمة واحتقارها

أن ينظر إىل من هو أسفل منه ، فريىض بنعمة اهللا تعاىل ، ويسلم بقضائه . ال يكون أحد عىل حال سيئة من الدنيا إال وجد من أهلها مـن

هو أسوأ حاال منه ، فإذا تأمل ذلك علم ان نعمة اهللا تعاىل وصلت إليه دون كثري ممـن ه ، فيعظم اغتباطه بذلك فضل عليه بذلك من غري أمر أوجب .

جيوز للشخص أن ينظر إىل من فضل عليه يف الدين ، لكي يقتدي به . والشاكر الصابر فضل بيان.

عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جد ، قال ه سمعت رسـول اهللا صـىل اهللا عليـه : وسلم يقول خصلتان من كانتا فيه كتبه اهللا صابرا شاكرا ، ومن مل تكونا فيه مل يكتبـه :

صابرا وال شاكرا ، من نظر يف دينه إىل من هو فوقه فاقتدى به ، ومن نظـر يف دنيـاه إىل من هو دونه فحمد اهللا عىل ما فضله به عليه ، كتبه اهللا صابرا شاكرا ، ومن نظر يف دينه

إىل من هو دونه ، ونظر يف دنياه إىل م ن هو فوقه فأسف عىل ما فاته ، مل يكتبه اهللا صابرا وال شاكرا رواه الرتمذي . احلديث إليه يرشد ما .

.نعم اهللا تعاىل يف األنفس ويف اآلفاق ال تعد وال حتيص ) ١ من هو فوقه يف املال واخللق أثر ذلك عليه من نظر إىل) ٢ . .أن ينظر إىل من هو دونه يف املال واخللق : دواء من انتقص نعم اهللا تعاىل واحتقرها ) ٣ .جيب أن ننظر إىل من هو فوقنا يف الدين ؛ لنقتدي به ) ٤ .النهي عن ازدراء النعم واحتقارها وانتقاصها ) ٥

–

إذا كنـتم ثالثـة فـال يتنـاجى ((: قال الـنيب : قال عبد اهللا بن مسعود عن ))ون اآلخر حتى ختتلطوا بالناس أجل أن حيزنهرجالن د

كان يف اللغة قد تكون تامة ، وقد تكون ناقصة ، وعىل هـذا يكـون معنـى بمعنى وجد ، لو كانت تامة :ن كا . بمعنى أصاب ، لو كانت ناقصة .

أي ال يتكلامن رسا منفردين عنه ؛ ألن ذلك يسوؤه . أي خيتلط الثالثة بغريهم ، واحدا كان أو أكثر . من أجل أن يضايقه : أي.

منصوبة عىل أهنا خرب كان . جاء يف رواية ابن عمر )يف هذه الرواية إما أنه ) ثالثة(ولفظ ) إذا كانوا ثالثة

.منصوب ، وإما أنه مرفوع وهو واو (ذا اللفظ بدل من اسم كان عىل أن ه: عىل أنه خرب كان ، والرفع

. إما أن تكون نافية ، وإما أن تكون ناهية ) . اجلامعة يف كانوا ، جـاء بلفـظ اخلـرب

.ومعناه النفي )بلفظ النهي بإسقاط األلف ، ) يتناج.

ال ( أن هذا اللفظ جمزوم بحذف حرف العلة بعـد .بالياء : روي بالتاء ، وقيل . )الناهية

عىل سـبيل : بالياء ) خيتلطوا(عىل سبيل اخلطاب ، أما : بالتاء ) ختتلطوا( أن .الغيبة لالم ، استعملته العرب بحذف من ، وبفتح الالم ، بفتح ا من .أجل

واملصدر املؤول يف حمل جر مضاف إليه ) حزن وأحزن( مشتق من الفعل ،.

العلـة وبيـان ، الثالث أمام نمنفردي اثنني بني رسا التناجي عن النهي

.ذلك من

عن التناجي والتحدث رسا بـني اثنـني منفـردين أمـام هذا احلديث ينهى النبي يف )علة نقلية مذكورة يف احلديث. (نه ، ويسوؤه الثالث ؛ ألن ذلك حيز

إذا اختلط الثالثة بغريهم . أو أذن الثالث هلام هبذا التناجي .

فال يتناجى اثنان إذا كنتم ثالثة( ما رواه أمحد عن نافع عن ابن عمر مرفوعا ، ) .نهدون الثالث إال بإذنه ، فإن ذلك حيز

أن الواحد إذا بقي منفردا ، وتناجى من عداه دونـه ، ربـام ظـن لة أو داهية ، أو أهنم ئاحتقارهم إياه من أن يدخلوه يف نجواهم ، أو أهنم يريدون به غا

.يتكلمون عنه بسوء

.هذا املعنى مأمون عند االختالط ، وعدم إفراده من بني القوم برتك املناجاة

ال جيوز أن يتناجى ثالثة دون واحد ، وال عرشة ؛ ألنه قد هنـى أن يـرتك واحـ د ؛ ألن املعنى يف ترك اجلامعة للواحد كرتك االثنني للواحد ، ومهام وجد املعنى فيه أحلق به يف

.احلكم احلديث إليه يرشد ما.

هني النبي عن التناجي بني اثنني أمام اآلخر. مراعاة النبي رين شعور اآلخ.

تعليم النبي أصحابه رضوان اهللا عليهم األدب ، وحسن اخللق .

–

.

جعـل اهللا الرمحـة مائـة (( يقـول ) ( مسعت رسول الله :قال عن أيب هريرة يف األرض جزءا واحدا ، فمن ذلك جزء ، فأمسك عنده تسعة وتسعني جزءا ، وأنزل

)) . اجلزء يرتاحم اخللق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه

خلق وأوجد . : قدر. يرحم بعضهم بعضا : من التفاعل الذي يشرتك فيه اجلامعة ، أي.

عىل اخليل ، والبغال ، واحلمري . احلافر للفرس كالظلف للشاة ، وهو ما يقابل القدم من اإلنسان .

زائدة ، أو متعلقة بمحذوف ) يف( لعل.

فيه نوع مبالغة ؛ إذ جعلها مظروفا هلا معنى ، بحيث ال يفوت منها يشء

ىل ملا من عىل خلقـه بالرمحـة ، جعلهـا يف مائـة حيتمل أن يكون سبحانه وتعا .وعاء ، فأهبط منها واحدا لألرض

) وأنزل إىل األرض. ( حروف اجلـر يقـوم بعـضها مقـام ) ١

بعض ) .وضع(معنى ) أنزل( الفعل أو فيه تضمني) ٢

أنزل رمحة واحدة منترشو يف مجيع األرض .

)) أنزل منها رمحة واحدة بني اجلن واإلنس والبهائم واهلوام. ((

) مصدرية ) : أن. أن وما دخلت عليه يف تأويل مصدر( خشية اإلصابة. (

التمثيل سبيل عىل احلرص أن بيان.

رمحة اهللا عز وجل غري متناهية ، ال مائة وال مائتني ؛ لكنها عبارة عن القـدرة املتعلقـة بإيصال اخلري ، والقدرة صفة واحدة ، والتعلق غري متن .اه

احلرص مائة عىل سبيل التمثيل ، تسهيال للفهم ، وتقليال ملا عندنا ، وتكثـريا ملـا عنـده .سبحانه وتعاىل

احلديث يف باملائة املراد:

.التكثري واملبالغة : قد يكون املراد باملائة ) ١مل ان تكون املائة مناسبة لعدد درج اجلنة ، واجلنة أعـىل أو يراد هبا احلقيقة ، فيحت) ٢

درجات الرمحة ، فكانت كل رمحة بإزاء درجة ، وقد ثبت أنه ال يدخل أحد اجلنـة إال برمحة اهللا تعاىل ، فمن نالته منها رمحة واحدة ، كان أدنى أهل اجلنة منزلة ، وأعالهم من

.حصلت له مجيع أنواع الرمحة بالذكر الفرس ختصيص رس.

ألن الفرس أقوى وأشـد احليوانـات املألوفـة التـي .يشاهد املخاطبون حركتها مع أوالدها

وملا يف الفرس من اخلفة والرسعة يف التنقل ، ومع ذلك تتجنب أن يـصل الـرضر .منها إىل ولدها

الرتاحم والتعاطف بني اخللق هـو رس جعـل هـذه : رس جعل هذه الرمحة يف األرض .الرمحة يف األرض

)) إن هللا مائـة رمحـة أنـزل منهـا رمحـة ، واح دة بني اجلن واإلنس ، والبهائم ، واهلوام ، فبها يتعاطفون وهبا يرتامحون ، وهبـا ،

تعطف الوحش عىل ولدها فبها تعطف الوالدة عىل ولدها ، ((، ويف حديث سلامن )) والوحش والطري بعضها عىل بعض ((

.ادخر اهللا تعاىل بقية املائة يف اآلخرة تفضال منه سبحانه وتكرما وأخر اهللا تسعا وتـسعني رمحـة يـرحم هبـا عبـاده يـوم ((كام يف احلديث ) ١ ))القيامة

يوم القيامة ، فإذا كان يوم القيامة ، أكملها اهللا وأخر تسعة وتسعني إىل((ويف رواية ) ٢ )) .هبذه الرمحة الرشيف احلديث إليه يرشد ما.

.احلث عىل الرتاحم بني الناس ) ١ .احلث عىل اإليامن باهللا عز وجل ) ٣ .رمحة اهللا تعاىل غري متناهية ، وال حرص هلا ) ٢

.اتساع الرجاء يف الرمحة املدخرة يف اآلخرة ) ٤ .الرتاحم والتعاطف بني املخلوقات جزء من رمحة اهللا تعاىل ) ٥

–

)جـاء أعـر ايب إىل النبـي )(فقـا ، أتقبلـون : ل الصبيان؟ فام نقبلهم ، فقال رسول اهللا )(:أو أملك لك أن نزع اهللا الرمحة من قلب )ك

من يسكن البادية . احلرضي ، وهو من يسكن احلرض . صبية : هو الغالم ، ويقال لألنثى.

وورد يف بعـض الروايـات حـذف هـذه . مهزة االستفهام.

)) فام نقبلهم: (، قال )) فقال نعم. (

لالستفهام اإلنكاري اإلبطايل ، وليست لالستفهام التوبيخي ، خالفا .لبعضهم مقدر بعد اهلمـزة للعطف عىل. ، أأجعـل الرمحـة يف قلبـك

. وأملك لك أن نزع اهللا من قلبك الرمحة

) عىل حذف مضاف ) أن نزع. اهللا تعاىل منه هاع نز ال أقدر أن أجعل الرمحة يف قلبك بعد أن.

يف موضع نصب عىل املفعول ) أن نزع(حمذوفا ، و ) أملك( حيمتل أن يكون مفعول .اد من االستفهام اإلنكاريألجله ، عىل أنه تعليل للنفي املستف

الرمحة يف قلبك ؛ ألن اهللا تعاىل نزعها منك وضع ال أملك. انتفى ملكي لذلك ؛ لنزع اهللا تعاىل إياها من قلبك . أملك( مفعول به عىل حذف مضاف للفعل. (

) مصدرية ، ويقدر مضاف ) أن.

نزع اهللا تعاىل من قلبك الرمحة دفع أملك لك. ) يف موضع نصب مفعول ألجلـه ، عـىل أنـه تعليـل للنفـي املـستفاد مـن ) أن نزع

.بكرس اهلمزة ) إن نزع(ويروى .االستفهام اإلنكاري ) فعل الرشط ، وجواب الرشط حمذوف ) نزع(أداة رشط ، و ) إن. تعاىل من قلبك الرمحة ال أملك ردها لك إن نزع اهللا.

بفـتح اهلمـزة يف الروايـات ) بفتح اهلمزة) أن نزع(رواية ( إهنا .كلها

النبي رمحة بيان )( باألحفاد.

.بأحفاده، وتقبيله هلم ؛ رمحة وشفقة ) ( يبني هذا احلديث الرشيف رمحة النبي

فتعجب من ) احلسن ، واحلسني(أعرايب ذات يوم ، فرآه يقبل حفيديه ) ( جاء النبي، ) نعم) ()أتقبلون الصبيان ؟ : هذا املنظر ، وسأل سؤال املستنكر

ال أقدر أن أجعل الرمحة يف قلبك بعد أن : ) (فام نقبلهم ، فأجابه: فرد األعرايب قائال .نزعها اهللا تعاىل منه

احلديث يف املذكور األعرايب تعيني.

.ريض اهللا عنه) األقرع بن حابس(حيتمل أن يكون هو ) ١أخرجـه أبـو يعـىل املوصـيل يف . ريض اهللا عنه )لعيينة بن حصن(ووقع مثل ذلك ) ٢

.مسنده بسند رجاله ثقات ، أليب الفرج األصبهاين أن قيس بن عاصم دخل عىل النبي) األغاين(ويف كتاب ) ٣

. ة بلفظ حديث عائشة ريض اهللا عنها، وذكر قصة شبيه

.وحيتمل التعدد ) ٤ الرشيف احلديث إليه يرشد ما.

.مرشوعية تقبيل الصبي من باب الرمحة والشفقة ) ١ . احلسن واحلسني )( تقبيل النبي) ٢من ال يرحم ال يرحم ) ٣ .

يقول اهللا تعاىل(( ):(قال النيب : قال عن أيب هريرة أنا عند ظن عبدي يب : ، وأنا معه إذا ذكرين ، فإن ذكرين يف نفسه ذكرته يف نفيس ، وإن ذكرين يف مإل ذكرته يف

مإل خري منهم ، وإن تقرب إيل شربا تقربت إليه ذراعا ، و إن تقرب إيل ذراعـا تقربـت إليه باعا ، وإن أتاين يميش أتيته هرولة ((

إن ظن أين أعفو عنه وأغفر له .، فله ذلك ، وإن ظن العقوبة واملؤاخذة فكذلك

معـه : هي معية خصوصية ، أي .بالرمحة والتوفيق واهلداية والرعاية واإلعانة

وهو معكم (حلديث ليست كاملعية الواردة يف سورة احلديد يف قوله تعاىل املعية يف هذا ا أين ما كنتم واهللا بام تعملون بصري املعية بـالعلم : ألن املعية التي يف هذه اآلية معناها )

واإلحاطة أي بالثواب والرمحة رسا .

.يف مجاعة ، وهم املأل األعىل من املالئكة : أي املراد الكالم عىل حذف مضاف فانتبه(مقدار شرب : أي ( ما بني أعىل اإلهبام ، وأعىل اخلنرص . مقدار ذراع : أي.

ما بني طرف املرفق إىل طرف اإلصبع الوسطى . وليس املقصود حقيقة الذراع ، القرب .

مقدار باع : أي. هو طول ذراعي اإلنسان وعضديه وعرض صدره هو ما بني الكفني إذا

بسطتهام . إرساعا ، وهو ما بني امليش والعدو : أي .

من العبد ، فحسن أن يـأيت ) امليش(، حيث ذكر جماز عىل سبيل املشاكلة)) : هرولة(( .بلفظ يشاكل امليش ، فكانت اهلرولة

والرجاء اخلوف بني املوازنة.

اهللا تبارك وتعاىل رحيم بعباده ، وهو سبحانه عليم بضعفهم وعجزهم ، ومن هنا يبني أنـه إن ظـن العبـد بربـه العفـو عنـه : احلق سبحانه وتعاىل يف هذا احلـديث القـديس

.والغفران فله ذلك ، وإن ظن أن اهللا سيعاقبه فله ظنه ذلك أيضا

قلنا أن العالقة عالقة ترجيح ، واحلديث يوضح أن املؤمن ينبغي أن يكون رجـاؤه يف ثر من خوفه ، لكن أهذه العالقة مطلقة أم مقيدة ؟؟؟؟؟بعض أهل التحقيق قيد اهللا أك

هذه العالقة بالذي حرضته الوفاة ، أي أن الذي حيترض البد أن يكون رجاؤه يف مغفرة ) .أي أن العالقة مقيدة بحالة املوت. (اهللا وعفوه أكثر من خوفه

:فهناك عدة أقوال ) : ياة الدنيويةأي احلالة العادية وهي احل(أما قبل االحتضار االعتدال بني هذين املقامني ، مقـام اخلـوف والرجـاء ، فينبغـي أن جيتهـد : أرجحها

املسلم بقيام وظائف العبادات ، موقنا بأن اهللا تعاىل يقبله ويغفر له ؛ ألنه وعـد بـذلك .وال خيلف امليعاد

رولةواهل والباع بالذراع التعبري رس.

.كناية عن رسعة إجابة اهللا عز وجل ، وقبول توبة العبد ، ولطفه ورمحته) ١

.ومثل لقرب ألطاف اهللا تعاىل من العبد ، إذا تقرب إليه باإلخالص ، والطاعة ) ٢مستحيلة عىل : وأشباهها يف احلقيقة ) الباع واهلرولة(وكذا لفظي ) الذراع(إطالق لفظ

.اهللا سبحانه وتعاىل

.من تقرب إىل اهللا تعاىل بطاعة قليلة جيازيه اهللا تعاىل بمثوبة كثرية ) ١ .كلام زاد العبد يف الطاعة زاد اهللا له يف الثواب ) ٢ .إن أدى العبد الطاعة عىل التأين فإن مثوبة اهللا سبحانه ورمحته تكون أرسع وأقرب ) ٣فإن ذكرين يف (وقد ورد يف هذا احلديث جائز ، ) الذات(عىل ) النفس(إطالق لفظ ) ٤

.فهو إذن رشعي يف إطالق لفظ النفس عىل الذات ) نفسه ذكرته يف نفيس احلديث إليه يرشد ما.

.ينبغي عىل املؤمن أن حيسن الظن بربه ، فيطمع يف رمحته ) ١ . ورمحته وواسع عفوه وكرمه بيان فضل اهللا تعاىل) ٢ .بيان رسعة املثوبة وقرهبا من اإلنسان الطائع ) ٣ .املؤمن يتقلب بني الرجاء واخلوف) ٤

––

مـن أحـب لقـاء اهللا أحـب اهللا (( :قـال ) (عن الـنيب عن عبادة بن الصامت لنكـره إنا : ، قالت عائشة ، أو بعض أزواجه))لقاءه، ومن كره لقاء اهللا كره اهللا لقاءه

ولكن املؤمن إذا حرضه املوت برش برضوان اهللا وكرامته،، ليس ذاك):((املوت، قال فليس يشء أحب إليه مما أمامه ، فأحب لقـاء اهللا وأحـب اهللا لقـاءه، وإن الكـافر إذا

حرض برش بعذاب اهللا وعقوبته،فليس يشء أكره إليه مما أمامه ، كره لقاء اهللا وكره اهللا )لقاءه

ساعة الوفاة .

مما يستقبله بعد املوت .

: رشطية : من هنا. إهنا موصولة .

.من إضافة املصدر للمفعول : نوع اإلضافة

.من إضافة املصدر ملفعوله ، أو لفاعله

) ( .تلذذا بذكره عز وجل ) ٢ .تفخيام وتعظيام ) ١لئال يتحد املبتدأ واخلرب يف الصورة ، فيتوهم عود الـضمري عـىل االسـم املوصـول ) ٣ .، وهذا العود فاسد ) من(

) .املؤمن(ونصب ) لكن(روي بتشديد نون ) ١ ) .املؤمن(ورفع ) لكن(ويف نسخة بتخفيف نون ) ٢

، أو هنا للشك اجلـزم بـأن عائـشة ريض اهللا عنهـا هـي ) إنا لنكره املوت. (

:اشتمل احلديث الذي نحن بصدده عىل أربع قضايا ، نعرضها تفصيال تعاىل اهللا للقاء العبد حمبة بيان.

إيثار اآلخرة عـىل الـدنيا ، وال حيـب : حمبة اللقاء .؛ لكنه يستعد لالرحتال عنها طول القيام فيها

: اللقاء جاء عىل وجوه ، منها

.الرؤية) ١قد((البعث ، قال اهللا تعاىل ) ٢ خرس الذين كذبوا بلقاء حتى اهللا إذا جاءهتم الـساعة

بغتة قالوا حرستنا اي عىل فرطنا ما فيها وهم حيملون أوزارهم عىل ظهورهم أال سـاء يزرون ما .سورة األنعام ))) ٣١ (كان من((املوت ، كقوله تعاىل ) ٣ يرجو لقاء فـإن اهللا أجـل وهـو آلت اهللا الـسميع

العليم .سورة العنكبوت ))) ٥ (

، املصري إىل الدار اآلخرة ، وطلب مـا عنـد اهللا تعـاىل وليس الغرض منه املوت ، ألن كال يكرهه ، فمن ترك الدنيا وأبغضها ، أحب لقاء اهللا

.ا كره لقاء اهللا ، ومن آثرها وركن إليه عبده لقاء اهللا حمبة معنى بيان.

إرادة اخلري له ، وإنعامه عليه .

من أحب لقاء اهللا أخربه اهللا بأن اهللا أحب لقاءه : يؤول باإلخبار ، أي أن مثله .، ومن كره لقاء اهللا أخربه اهللا بأن اهللا كره لقاءه

الباب هذا يف األخرى واألحاديث احلديث هذا بني التوفيق.

املوت ، وليس كذلك ، ألن لقاء اهللا فـرس يف ، ويـدل لـه ... )) ليس ذاك : ((إنا لنكره املوت ، قال (بغري املوت ، احلديث

، لكن ملا كان املوت وسيلة إىل لقاء ) واملوت دون لقاء اهللا(أخرى يف رواية )( قولهاملوت جـرس : ؛ ألنه ال يصل إليه إال باملوت ، وقال بعضهم ) لقاء اهللا(اهللا عرب عنه بـ

.يوصل احلبيب إىل حبيبه

١)) ولكـناملؤمن إذا احترض جاءه البشري من اهللا عز وجل ، فلم يكن يشء أحب إليه من لقاء اهللا

)) .عز وجل ، فأحب اهللا لقاءه ، وأحب لقاء اهللا تبارك وتعاىل٢)) من أحب لقاء اهللا أحب اهللا لقـاءه ، ومـن

: فقالوا ) ما يبكيكم ؟: (فأكب القوم يبكون ، فقال : اهللا كره اهللا لقاءه ، قال كره لقاء

فأما: ليس ذلك ، ولكنه إذا حرض (إنا نكره املوت ، قال كان إن مـن املقـربني ) ٨٨ (فروح ورحيان وجنة نعيم فإذا برش بذلك أحب لقاء اهللا ، واهللا لل)) ٨٩ ( )) .قائه أحب

ويف حديث عائشة عند عبد بن محيد مرفوعا ) ٣ إذا أراد اهللا بعبد خـريا قـيض لـه : (( ملكا قبل موته بعام يسدده ويوفقه حتى يقال مات بخري ما كان عليـه ، فـإذا حـرض :

ورأى ثوابه اش تاقت نفسه، فذلك حني أحب لقاء اهللا وأحب اهللا لقـاءه، وإذا أراد اهللا بعبد رشا قيض اهللا له قبل موته بعام شيطانا فأضله وفتنه حتى يقال مات برش ما كـان

عليه، فإ ذا حرض ورأى ما أعد له من العذاب جزعت نفسه فذلك حني كره لقـاء اهللا وكره اهللا لقاءه ((

اهللا تعاىل ال تدخل يف النهي عن متني املوت ؛ نعم ، يدل هذا احلديث عىل أن حمبة لقاءألهنا ممكنة مع عدم متنيه ، ألن النهي حممـول عـىل حـال احليـاة املـستمرة ، أمـا عنـد

.االحتضار واملعاينة فال تدخل حتت النهي ، بل هي مستحبة احلديث إليه يرشد ما.

. احلث عىل األعامل الصاحلة التي تقرب العبد من ربه )١ .حمبة لقاء اهللا ال تتعارض مع النهي عن متني املوت ) ٢ .اجلزاء من جنس العمل ) ٣

– –

لو كان البن آدم واديان من مال (( :يقول)(مسعت النيب: قال عن ابن عباس البتغى ثالثـا، وال يمـأل جـوف ابـن آدم إال الـرتاب، ويتـوب اهللا عـىل مـن تـاب ((

واد(تثنية. ( للسيل يكون منفذاهو املكان الواسع بني جبلني .

أودية . لطلب واديا ثالثا : أي. وكنى باجلوف هنا عن املوت . البطن. أنه ال يشبع من الدنيا حتى يموت .

أن اهللا يقبل رجوع العبد عن الذنب إذا أقلـع : أي .عنه

كناية عن املوت . حب املال جبل : ك ، فكأنه قال وقعت هذه اجلملة موقع االستدرا

. عليه كل إنسان ، ولكن يمكن هتذيبه بتوفيق اهللا ملن يريد

بيان حمبة اإلنسان للامل حبا شديدا.

)) لو أن ابن آدم أعطي واديا مآلن من ذهب أحب إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا أحب إليه ثالثا وال يسد جوف ابن آدم إال الرتاب ويتوب اهللا

عىل من تاب (( يبني النبي صىل اهللا عليه وسلم أن اإلنسان جمبول عـىل

حب املال حبا شديدا ، وأنه لو رزق بواديني بني جبلني من املـال ، لطلـب ومتنـى أن .يكون له واد ثالث

.ليس املقصود منها احلقيقة ، بل هو كناية عن املوت

ال يشبع اآلدمي من الدنيا حتى : الستلزامه االمتالء من الرتاب ؛ فكأنه قاليموت ، ويمأل جوفه من تراب قربه .

رص عىل الدنيا ذم احل.

ذم احلرص عىل الدنيا ، والتنفري من الـرشه عـىل االزديـاد ؛ .ولذا آثر أكثر السلف الصالح التقليل من الدنيا ، والقناعة والرضا باليسري منها

معناه أن بني آدم جمبولون عىل حب املال ، والسعي : يمكن أن يقاليف طلبه ، وأنه ال يشبع منه إال من عصمه اهللا تعاىل ووفقه إلزالة هذه اجلبلة املركوزة فيه

.عن نفسه ، وقليل ماهم

لإلشعار بأن هذه اجلبلة املركوزة فيه مذمومة ، جارية جمرى الذنب ، وأن إزالتها ممكنة ومـن يـوق شـح نفـسه فأولئـك هـم (، ولكن بتوفيق اهللا تعاىل وتسديده ، قال تعاىل

املفلحو .)ن

، إضافة الشح إىل النفس داللة عىل أهنا غريـزة فيهـا يوق(وبني أن إزالة الشح من النفس بقوله تعاىل فأولئـك (، ورتب عليه قوله تعـاىل )

هم املفلحون (

تلوحيا إىل أنه خملوقا من تراب ، ومن طبع الرتاب القبض ، واليبس ، فيمكن إزالته بأن يمطر اهللا تعاىل عليه السحاب من غامئم توفيقه ؛

والبلد الطيب خيرج نباته بإذن ربه (فيثمر حينئذ الصفات الزكية واخلصال املرضية

والذي خبث ال خيرج إال نكدا كذلك نـرصف اآليـات لقـوم يـشكرون ، فمـن مل ) .يتداركه التوفيق ، وترك وحرصه مل يزدد إال حرصا وهتالكا عىل مجع املال

ويتوب اهللا عىل من تاب( رس التعبري بقوله. (

، ليبني أنه يمكن االستدراك والرجوع، وإن كان ذلك عسريا صعبا عىل النفس

، فـاهللا تعـاىل يقبـل التوبـة مـن لشدة حبها للامل ؛ ولكنه يسري عىل من يرسه اهللا تعاىل .احلرص املذموم ، وغريه من املذمومات ، وهو الذي يوفق للتوبة ويعني عليها

ما يرشد إليه احلديث .

.أن اإلنسان جمبول عىل حب املال ) ١

.أن غريزة حب املال يمكن هتذيبها ) ٢ .حلرص عىل الدنيا ، واالفتتان بمتاعها الزائل ذم ا) ٣ .توفيق اهللا للعبد الطائع الذي يسعى لتهذيب نفسه ) ٤ .احلث عىل القناعة ، وعدم احلرص عىل الدنيا ) ٥

––

ي عام إن اهللا جتاوز ألمت((: قـال )(أن رسول اهللا: عن أيب هريرة رضي اهللا عنه .)) وسوست ، أو حدثت به نفسها ، ما مل تعمل به ، أو تكلم

––

عدم املؤاخذة والعقوبة : أي. هي حديث النفس ، والشيطان بام ال نفع فيه وال خري : الوسوسة. ذي حدثت به بال: أي.

تعمل( أصله تتكلم ، وهو جمزوم ، ألنه معطوف عىل فعل جمزوم. (

عفو اهللا تعاىل وجتاوزه عن األمة املحمدية .

يبني النبي صىل اهللا عليه وسلم رمحة اهللا تعاىل هبذه األمة املحمدية ، بأنه سبحانه جتاوز .ألمته ما حدثت به أنفسها بغري اختيار

ولقد خلقنا اإلنسان ون(لقوله تعاىل علم ما توسوس به نفسه ١٦سورة ق آية ) ما مل تعمل بالذي حدثت به نفسها ، أو تتكلم به .

الـذهني ال أثـر لـه ، أن الوجود بـالوجود القـويل يف القوليات ، والعميل يف العمليات ؛ ألن ما حدثت به النفس ؛ إما ان يتحقق يف اخلارج باللسان ، كالغيبة والنميمة ، والكذب ، والقذف ، وإما أن يتحقق يف اخلارج باجلوارح

.األخرى كالرسقة والزنا ورشب اخلمر والقتل

هو عمل اجلوارح دون حديث النفس . .ال يؤاخذ العبد بحديث النفس ، سواء توطن يف النفس أم مل يتوطن فيها

ما يرشد إليه احلديث .

.فضل اهللا واسع ورمحته بعدم املؤاخذة بحديث النفس ) ١ .عظم مكانة األمة املحمدية ، وعطاء اهللا هلا ؛ ألجل نبيها ) ٢ .عدم العزم عىل املعصية حيول دون الوقوع فيها ) ٣املؤاخذة تقع عىل من عزم عىل املعصية ورشع فيها ، ال من هم هبا ، ومل يتـصل هبـا ) ٤

.ول أو العمل الق

––

يارسول اهللا ، إن يل رضة ، : قالت أن امرأة–عن أمساء بنت أيب بكر لصديق

فهل عيل جناح إن تشبعت من زوجي غري الـذي يعطينـي ؟ فقـال رسـول اهللا )( :املتشبع بام مل يعط كالبس ثويب زور(( . ((

––––

املتكثر بأكثر مما عنده يتجمل ، ويتزين بالباطل . ، بالبناء للمجهول أعطاين ما مل يعطني ، يتجمل بذلك . أي امرأة أخرى لزوجي ، : الرضة إما ألهنا

.إثم أو بأس : أي .ترضها ، أو تريد رضرها هو أن يلبس ثويب وديعة ، أو عارية يظن الناس اهنام له ولباسـهام

تنفري املـرأة عـام ذكـرت .ال يدوم ، فيفتضح كذبه زوجها ورضهتا فتورث بينهام البغضاء خوفا من الفساد بني .

تفعل من الشبع ، واملتشبع .هو الذي يظهر الشبع وليس بشبعان :

عاطي كالتكرب والتصنع بمعنى الت.

١ ( حيث شبه صىل اهللا عليه وسلم املتشبع بام ليس عنده بالبس ثويب زور ،. ٢ ( أي أن ذكر الثوبني كناية عن حاله ومذهبه ، والعرب تكني بالثوب عن ،

.حال البسه

أي ذي زور ، وهو الذي يتزيا بزي أهل الصالح رياء . ألهنام كامللبوسني .

للمتحيل بفضيلة مل يرزقها .

( أن املتحيل بام ليس فيه كمن لبس ثويب زور ، ارتدى بأحدمها واتزر .باآلخر ، فاإلشارة باإلزار والرداء إىل أنه متصف بالزور من رأسه إىل قدمه

، وحيتمل أن تكون التثنية إشارة إىل انه حصل بالتشبع حالتان مذمومتان :شبع به ، وإظهار الباطل فقدان ما يت.

١ شبه صىل اهللا عليه وسلم املتشبع بام ليس عنده بالبس ثويب زور ، ارتدى بأحـدمها فقـدان مـا يتـشبع بـه ، : واتزر باآلخر وحصل له بالتشبع حالتان مـذمومتان ، ومهـا

.وإظهار الباطل

عناه املظهر للشبع وهو جائع ، كاملزور الكاذب املتلـبس بالباطـل ، وشـبه م .بجامع أهنام يغشيان الشخص تشبيها حقيقيا أو ختييليا : الشبع بلبس الثوب

أنـه شـبهها بمـن .أخذ ثوبني لغريه بغري إذنه فلبسهام مظهرا أن له ثيابا ليس مثلها للمظهر له

.الثوبان حمموالن عىل املجاز ، أي أن الثوبني كناية عن حاله ومذهبه ) ٢ : واملعنى عىل من قال بأن لفظ الثوبني جماز أو كناية

. ما مل يكن أنه بمنزلة الكاذب القائل) أ هو الرجل يف احلي تكون له هيئة ، فإذا احتيج إليه يف شهادة زور شهد هبا ، ) ب

.فال يرد ألجل هيئته ، وحسن ثوبه ، فأضيفت شهادة الزور إىل ثوبه ؛ إذ كان بسببها هو أن يلبس قميصا يصل بكمه كام آخر ، يرى أنه البس قميصني : قيل ) ج .

قصة ورود احلديث.

جاءت أسامء بنت أيب بكر الصديق ريض اهللا عـنهام إىل النبـي صـىل اهللا عليـه وسـلم هل جيوز : ، وسألته إن ىل رضة ، وهي أم كلثوم بنت أيب معيط: يارسول اهللا : وقالت

قد مكنها أو أعطاها من ماله أكثر مما ) الزبري بن العوام(هلا أن تظهر لرضهتا أن زوجها

تستحقه ، أو أكثر مما أعطى رضهتا ؛ افتخارا عليها وإهياما هلا أهنا عنده أحظى منها ؟ .فأجاهبا صىل اهللا عليه وسلم باملنع من ذلك

هي عام يشمل الرجل واملرأة بيان أن الن.

، وتتظاهر وتتكاثر بام مل يعطها زوجها ؛ تدعى من احلظوة عند ) أ

.ك غيظ صاحبتها ، وإدخال احلزن عليها زوجها بأكثر مما عنده ، تريد بذل كل من يدعى ما ليس عنده ، يستطيل ، ويتكرب به عىل غـريه مـن ) ب

.خلق اهللا تعاىل : حكم تشبع املرأة عىل رضهتا.

يعطها زوجها حمرم ؛ ألنه شبه بمحرم احلديث يدل عىل أن تشبع املرأة عىل رضهتا بام مل ألنه ترصف يف ملك غريه بغري إذنه ، ورياء ، وأذى للرضة من : ، وإنام كان ذلك حمرما

.نسبة الزوج إىل أنه آثرها عليها وهو مل يفعل ، وكل ذلك حمرم احلديث إليه يرشد ما

.ذم املفتخر بام ليس عنده ) ١ .احلث عىل حسن العرشة ) ٢ .احلث عىل التواضع وحسن اخللق ) ٣

––

قال بينام نحن نصيل مع النبي عن أيب قتادة ) ( إذ سمع جلبة رجال فلام صىل قال ما شأنكم قالوا استعجلنا إىل الصالة قال فال تفعلـوا إذا أتيـتم الـصالة فعلـيكم

بالسكينة فام أدركتم فصلوا وما فاتكم فأمتوا .

احلارث بن ربعي ، وقيل النعامن ، وقيل عمرو . من فضالء الصحابة شهد أحدا وما بعدها وكان .

روي عن أنس وسعيد بن املسيب ، وعطاء بن يسار ، وعبد اهللا بـن ربـاح األنصاري ، وعيل بن رباح ، وعبد اهللا بن معبد الزماين ، وعمرو بن سـليم الزرقـي ،

. وأبو سلمة بن عبد الرمحن ، وابنه عبد اهللا بن أيب قتادة ، ونافع مواله ، وآخرون قال رسـول اهللا : عن إياس بن سلمة عن أبيه قال) : ( خـري

. فرساننا أبو قتادة وخري رجالتنا سلمة بن األكوع

أصواهتم املختلطة حال حركاهتم : أي. أي ما حالكم حيث وقع منكم اجللبة .

فال تفعلوا العجلة واإلرساع : أي. إلتياهنا إذا قصدتم وحتركتم : أي.

بالوقار : أي. فإذا فعلتم ذلك فام أدركتم مع اإلمام فصلوا معه : أي. وما فاتكم من الصالة مع اإلمام فأكملوه وحدكم .

مبتدأ مؤخر : شأنكم . خرب مقدم : ما. طلبنـا العجلـة : اء للطلـب ، أي السني والتـ) ١

وقصدناها ٢ رصنا عجلني .

اسم فعـل أمـر بمعنـى : ، وعليكم ) إذا( الفاء يف جواب .الزموا

الباء زائدة داخلة عىل املفعول به.

) .الرواية التي يف حديث الباب.(فعليكم بالسكينة ) ١ ) .برفع السكينة(عليكم السكينة ) ٢ ) .بنصب السكينة(عليكم السكينة ) ٣

تقدم إعرابه . ، السكينة مبتدأ مؤخر خرب مقدم . بالنصب عىل اإلغراء .

األمر بحضور الصالة بسكينة ووقار.

سمع رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم أصوات وحركات أصحابه يسعون وهيرولـون ما هذه اجللبة : للحاق به يف الصالة ، فلام سلم صىل اهللا عليه وسلم من صالته قال هلم

ال : )(أرسعنا اخلطى لندرك أكـرب قـدر مـن االئـتامم والفـضيلة ، فقـال : ؟ قالوا

دوا ملثلها ، وال تسعوا عند إتيانكم الصالة ، ولكن ائتوها وعليكم اخلشوع والوقار تعويف مشيتكم هلا ، فإن أحدكم حني يذهب إىل املسجد للصالة ، فخطواته كام لو كان يف صالة ، له ثواهبا ، فام أدركتم مع اإلمام فصلوا معه ، وما فاتكم معه فأكملوه بعد سالم

.اإلمام اآلداب التي تراعى عند الصالة.

يف هذا احلديث أمته إىل إتيان الصالة بالسكينة والوقار ، )(يرشد النبي .بالتأين يف احلركات ، واجتناب العبث ) ١كغض البرص ، وخفض الصوت ، وعدم االلتفات : ئة والوقار يكون كذلك يف اهلي) ٢

.، ونحو ذلك بيان آراء الفقهاء يف صالة املسبوق.

أن ما أدركه املأموم مع إمامه هو آخر صالته فيستحب له

اجلهر يف الركعتني األخريتني وقراءة السورة مع الفاحتة حيـث أن لفـظ )قـضوااف( واستدلوا بام ورد يف راوية أخري هلـذا احلـديث يطلق عىل الفائت غالبا القضاء

أموم هو أوهلا لكنه يقيض مثل الذي فاته أن ما أدركه املمن قراءة السورة مع الفاحتة يف الرباعية ، ومل يستحبوا إعادة اجلهر يف األخريتني ، وما

أنفرد به يعد آخرها واستدلوا بقوله م ال يكون إال ألن اإلمتا) فأمتوا ( يف احلديث الذي معنا

. ستدعائه سبق األول لآلخر ال بأن القضاء وإن كـان يطلـق عـىل

عىل معني ) فاقضوا ( الفائت غالبا إال أنه يطلق عىل األداء أيضا ، وحينئذ حتمل راوية .األداء مجعا بني الروايات

–

. أن من أردك الركوع فاته القيام والقراءة أيضا فال يكون قد أدرك الركعة } أن من أدرك اإلمام راكعا فقد أدرك الركعة {

قوله ومل ) زادك اهللا حرصا وال تعـد ( كرة حيث ركع دون الصف أليب ب .يأمره بإعادة تلك الركعة

ما يرشد إليه احلديث.

.صيانة املساجد عن ارتفاع األصوات ؛ لئال تشوش عىل املصلني ) ١ . اإلتيان إليها احلث عىل اخلشوع والوقار فيي الصالة وحني) ٢

.حصول فضيلة صالة اجلامعة بإدراك جزء من الصالة ) ٣ .احلث عىل مراعاة آداب الصالة واملسجد ) ٤

–– –

عن أيب هريرة ) ( قال أوصاين خلييل بثالث ال أدعهن : حتى أموت صـوم ثالثـة أيام من كل شهر وصالة الضحى ونوم عىل وتر . (

––

:أي عهد إيل وأمرين . قلبيالذي ختللت حمبته ، صارت يف باطنه.

: النبي)( )( : إظهارا لغاية عطفه وشفقته.

ال أتركهن . تفيد انتهاء الغاية( إىل أن.(

–

وإما أن ترفـع عـىل أهنـا خـرب ، ) ثالث ( إما أن جتر عىل أهنا بدل منثالث ( إما أن جتر عىل أهنا بدل من . هي صوم ملبتدأ حمذوف ،

. هي صالة وإما أن ترفع عىل أهنا خرب ملبتدأ حمذوف ، ) بتدأ وإما أن ترفع عىل أهنا خرب مل ، ) ثالث ( إما أن جتر عىل أهنا بدل من

. هي نوم حمذوف

بنود الوصية النبوية أليب هريرة.

)(

.صوم ثالثة أيام من كل شهر ) ١ .صالة الضحى ) ٢ .النوم عىل وتر ) ٣

الثالث عرش والرابـع عـرش واخلـامس الثالثة أيام البيض وهي . كل شهر هجريعرش من

جنس الصوم ليدخل يف الصوم الواجبمترين النفس عىل تعويد و -١ . بنشاط ) صيام رمضان ( حتى ينال ثواب الدهر ، ويتحقق ذلك إذا حسبنا أن احلسنة بعرشة أمثاهلا فصيامه -٢

الشهر كله فإذا دام فكأنه صام الدهر كله باإلضافة إيل صيام شهر الثالثة أيام كأنه صام . رمضان

املداومة عىل صالهتا كل يوم . ات ركعتني وهي أقلها أو أربع ركع .

مترين النفس عىل جنس الصالة والصيام ليـدخل يف الواجـب مـنهام بانـرشاح ، -١

ولينجرب ما لعله يقع فيه من نقص . أهنا جتزئ عن الصدقة التي تصبح عىل-٢ مفاصل اإلنسان يف كل يوم وهي ثالثامئـة

وستون مفصال كام أخرجه مسلم من حـديث أيب ذر وقـال فيـه يـصبح عـىل كـل ( : سالمى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة ، وكل حتميد ة صدقة ، وكل هتليلـة

صدقة ، وكل تكبرية صدقة وأمر باملعروف صدقة ، وهني عن املنكر صدقة ، وجيـزئ من ذلك ركعتان يركعهام من الضحى (

لئال يفوت اإلنسان الوتر ليال إن مل يوتر قبـل النـوم إذا . ب النفس فيه الراحة الليل وقت الغفلة والكسل فتطل

ألن أبـا هريـرة كـان خيتـار درس احلديث بالليل عىل التهجد ، فأمره بالضحى بدال من قيام الليل ، وهلذا أمره أال ينـام

.إال عىل وتر ، ومل يأمر بذلك غريه من الصحابة كايب بكر وعمر

بالثالث أليب الدرداء كـام عنـد مـسلم ، وأليب ذر كـام عنـد أيضاووردت وصيته النسائي

لكوهنم فقراء ال مال هلم فوصـاهم بـام يليـق هبـم وهـو : بذلكوسبب اختصاصهمالصوم والصالة ومها من ارشف العبادات البدنيـة ، وملـا علـم أن مـن عـادهتم عـدم

يثـق بـذلك فالتـأخري يف حقـه الوثوق باليقظة ليال وصاهم بالوتر قبل النوم ، أما من .أفضل

ما يرشد إليه احلديث .

.فضل صوم األيام البيض من كل شهر ) ١ .فضل صالة الضحي ) ٢ .فضل النوم عىل وتر ) ٣ .أمهية الوصية باخلري عند األخالء ) ٤

––

من صـام ((: يقول )(مسعت النيب : عن أيب سعيد اخلدري رضي اهللا عنه قال

يوما يف سبيل اهللا بعد اهللا وجهه عن الن )) .ار سبعني خريفا

–

ابتغاء وجه اهللا : اجلهاد ـ أو : أي. ) باعد ( ، أي ذاته كلها .

أى بعد اهللا ذات الشخص عن اهللا ال وجهه فقط . أحد فصول السنة : اخلريف.

أي سبعني سنة : سنة كاملة ، والسبعني خريف.

فضيلة الصوم يف سبيل اهللا .

يرشدنا النبي صىل اهللا عليه وسلم إىل فضيلة الصوم يف سبيل اهللا ، سواء كان يف وقت باعـد بينـه وبـني اجلهاد ، أو يف غريه من املواطن ، وأن جزاء الصائم املخلص أن اهللا ي

.النار مسافة شاسعة

.فضيلة الصوم يف سبيل اهللا ، سواء كان يف وقت اجلهاد ، أو يف غريه من املواطن ) ١ .جزاء الصائم املخلص أن اهللا يباعد بينه وبني النار مسافة شاسعة ) ٢

يف هذا احلديث بيان فضيلة الـصيام يف سـبيل اهللا ، وهـو حممـول : عىل

وال يفوت بالصوم حقا ) ب . من ال يترضر بالصوم ) أ . .وال خيتل بسبب الصوم قتاله وجهاده يف سبيل اهللا ، وال غريه من مهامت غريه ) ب

املباعدة عن النار واملعافاة منها . بيان اجلواب عىل اختالف الروايات يف هذا احلديث .

١) بعد اهللا وجهه عن النار سبعني خريفا. ( وورد يف رواية أيب يعىل من حديث معاذ بن أنس عن النبي صىل اهللا عليه وسلم قال ) ٢من صام يوما يف سبيل اهللا متطوعا يف غري رمضان بعد من (( النار مائة عام سري املضمر

ويف رواية الطرباين عن أيب الدرداء ريض اهللا عنه عن النبي صىل اهللا عليه ) ٣ .)) املجيد )) جعل اهللا بينه وبني النار خندقا كام بني السامء واألرض: ((وسلم قال

تباعـدت منـه : ((ويف رواية من حديث أنس عن النبي صىل اهللا عليه وسـلم قـال ) ٤ )) .م مسرية مخسامئة عامجهن

ي ورد فهي متفق عليها ، والذ) سبعني خريفا(أن املعول واملعتمد عليه هي رواية ) ١ .يف الصحيح أوىل

باألدنى واألقل ، ثم أعلمه باألكثر شيئا فشيئا عـىل )(أو أن اهللا تعاىل أعلم نبيه ) ٢ .التدريج

.أو أن ذلك بحسب اختالف أحوال الصائمني يف كامل الصوم ونقصانه ) ٣

هو الذي يضمر خيله لغزو أو سباق . هو أن يواظب عليها بالعلف حتى تـسمن ، ثـم ال تعلـف إال قوتـا

لتخف . صاحب اجلياد .

مرة أن اهللا تعاىل يباعده من النار مسافة مائة سنةتقطعها اخليـل املـض .اجلياد ركضا

ما يرشد إليه احلديث .

.فضل من صام يوما يف سبيل اهللا تعاىل ) ١ .أن الثواب عام يشمل الصائم املجاهد وغريه ) ٢ .عظم ثواب اجلهاد يف سبيل اهللا تعاىل ) ٣ .ئعني بيان فضل اهللا ورمحته لعباده الطا) ٤

)( ) الصيام جنة فـال يرفـث وال جيهل وإن امرؤ قاتله أو شامته فليقل إين صائم مرتني والذي نفيس بيـده خللـوف فـم

ائم أطيب عند اهللا من ريح املسك يرتك طعامه ورشابه وشهوته من أجيل الصيام يل الص وأنا أجزي به واحلسنة بعرش أمثاهلا (

–––

وقاية وسرتة : أي. ال يفحش الصائم يف الكالم : أي. أي ال يفعل فعل اجلهال ، كالصياح والسخرية . دافعه ونازعه ، : أي شامته

. جاء القتل بمعنى اللعن والعنه ، وقد تغري رائحة فـم الـصائم ؛

.خلالء معدته من الطعام

إما وقاية وسـرتة مـن املعـايص ، ألنـه يكـرس الـشهوة -١ . ويضعفها

. أو وقاية وسرتة من النار ، ألنه إمساك عن الشهوات والنار حمفوفة بالشهوات -٢زم األمرين ، ألنه ملا كف الصائم نفسه عن املعايص يف الدنيا كان سرتا له مـن وفيه تال

.النار فكفت عنه يف اآلخرة ممنـوع : هذه األشياء فعلها

.أكثر تأكيدا: عىل اإلطالق ، لكن املنع منها يف الصوم ) ملن قاتله أو شامته ) : إين صائم ..

بلسانه ، أو بلسانه وقلبه ، أو بقلبـه : إذا سابه أحد ) إين صائم مرتني( ويقول الصائم ... فقط

حتذيرا له من انتهاك حرمة الصائم . ليذكر نفسه لتنكف النفس عن جـواب املـشامتة وانتهـاك حرمـة

.الصيام ألنه إذا قال ذلك أمكن أن يكـف نفـسه عنـه وإال

.دفعه باألخف فاألخف أن يقي صاحبه من أن يؤذي كام يقيه أن يؤذى .

: الشهوة حتتمل معنيني عام والرشاب، والعطف يقتيض املغـايرة ، شهوة اجلامع لعطفها عىل الط

.إذ أنه ال يعطف الشئ عىل نفسه من الطعـام ( رواية : ، وأرصح منه ) ويدع زوجته ( حديث ابن خزيمة

) والرشاب واجلامع الطعام والرشاب ( عىل اخلاص ) جنس الشهوات ( أنه من عطف العام

) .كشهوتني

أسلوب قسم ، كان )( يقسم به كثريا. أقسم هنا تأكيدا . أن نفيس بيد اهللا تعاىل إن شاء أبقاها ، وإن شاء أخذها .

مجلة مستأنفة وقعت موقع البيان ، لسبب احلكم املذكور

يان ملا قبلها أهنا مستأنفة ووقعت موقع الب.

بزيادة الفاء التي تفيد السببية ) فالصيام يل: ( جاء يف بعض الروايات. هـو جمـاز : قيـل

واستعارة ؛ ألنه جرت عادتنا بتقريب الروائح الطيبة منا، فاستعري ذلك لتقريبه من اهللا .اىل تع

فوائد الصوم .

، ) الصوم نـصف الـصرب) : (صىل اهللا عليه وسلم(قوله : الصوم ربع اإليامن ؛ بدليل ) .الصرب نصف اإليامن(وقوله

كرس النفس وقهر الشيطان ، فالشبع هنر يرده الشيطان ، واجلوع هنر يرده الصابرون ) ١ أن الغني يعرف قدر نعمة اهللا تعاىل عليه بإقداره عىل ما منع منه كثري من الفقراء ، ) ٢

.من فضول الطعام والرشاب والنكاح ، فريمحهم ويواسيهم تعريف الصوم لغة ورشعا .

اإلمساك . إمساك عن املفطر مجيع النهار عىل وجه خمصوص .

ة من اهلجرة يف شهر شعبان يف السنة الثاني. خللوف فم الصائم أطيب عنـد اهللا مـن ريـح ( آراء العلامء يف معنى

) .املسك

يكون ذلك يف اآلخرة يف الدنيا كام قال ابن الصالح . :دليل من قال أنه يكون يف اآلخرة

) . أطيب عند اهللا يوم القيامة : ( رواية مسلم والنسائي بلفظ -١خيرج الـصائمون مـن : ( وما رواه أبو الشيخ بإسناد فيه ضعف عن أنس مرفوعا -٢

) . قبورهم يعرفون بريح أفواههم أطيب عند اهللا من ريح املسك : دليل من قال أنه يكون يف الدنيا

: أعطيـتفإن خلوف ) : وهي حمل االستدالل( أمتي يف شهر رمضان نظر اهللا إليهم ، وأما الثانية

) .احلديث ... أفواههم حني يمسون أطيب عند اهللا من ريح املسك

: ١قريب الـروائح الطيبـة ، فاسـتعري بأنه جماز واستعارة ؛ ألنه جرت عادتنا بت

. ذلك لتقريب الصائم من اهللا تعاىل، فهو جرى عىل عادة العرب يف أساليبهم

٢ أطيب معناها أزكى عند اهللا ، ألنه تعاىل ال يوصف بالشم . ٣ ( أن اهللا ال يوصف سبحانه بالشم ، ولكنه يوصـف بأنـه عـامل هبـذا ، وكذلك بقية املدركات املحسوسة يعلمها اهللا عىل ما هي ؛ )الشم( لنوع من اإلدراك ا

)أال يعلم من خلق وهو اللطيف اخلبري: ( ألنه خالقها ؛ قال تعاىل طيبه عند اهللا رضاه به وثناؤه ، ألن استطابة الروائح من صفات احليوان الذي

و ينفر عنه فيستقذره ، واهللا سبحانه منزه عن ذلك له طبع يميل إىل اليشء ؛ فيستطيبه أ .مع أنه يعلم األشياء عىل ما هي عليه

- أنه تعاىل جيزيه يف اآلخرة حني تكون نكهته أطيب من ريح املسك .

.املسك عندنا أو أن صاحب اخللوف ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح -٢

أطيب رحيا عنـد اهللا مـن دم الـشهيد مـع مـا يف ) وهو أثر الصوم(خلوف فم الصائم : أطيب من أثر اجلهاداجلهاد من خماطرة بالنفس هذا صحيح ألن الصوم أثره

) : صىل اهللا عليه وسلم(ألن الصوم أحد أركان اإلسالم اخلمسة املشار إليها بقوله ) ١ ) احلديث .......... بني اإلسالم عىل مخس ( وألن الصوم فرض عني، أما اجلهاد فهو فرض كفاية ، وفرض العني أفـضل مـن ) ٢

.فعي رمحه اهللا فرض الكفاية عىل الراجح ، كام نص عليه الشا

. ئر األعامل ، وليس للصائم فيه حظ ألن الصيام يل من بني سا-١ . أو مل يتعبد به أحد غريي -٢ . أو هو رس بيني وبني عبدي يفعله خالصا لوجهي-٣

) : بفاء السببة ، ) فالصيام بسبب كونه يل أنه يرتك شهوته ألجيل

دليل عىل فضيلته وعظم جزائه ، وقد علم أن : ة اجلزاء عىل الصيام إىل اهللا تعاىل وإضافالكريم إذا توىل اإلعطاء بنفسه كان يف ذلك إشارة إىل عظم ذلـك العطـاء وتفخيمـه

. مضاعفة ففيه اجلزاء من غري عدد وال حساب

وزيـد يف ) احلسنة بعـرش أمثاهلـا(امء عىل أن املراد بالصائم الذي يضاعف له اتفق العلإىل سبعامئة ضعف(املوطأ هو من سلم صيامه من املعـايص ، وإال فلـيس لـه هـذه ) :

.املزية ، بل ينقص ثوابه

وم العموم ص.( االقتصار عىل الكف عن املفطرات ( صوم اخلصوص. ( أن يضم إليه كف اجلوارح عن اآلثام(

صوم خصوص اخلصوص. .( أن يضم إليها كف القلب عن الوساوس( ما يرشد إليه احلديث .

.بيان عظم فضل الصوم واحلث عليه ) ١ .ظم فضل اهللا وكثرة ثوابه بيان لع) ٢ .إن مضاعفة احلسنات تكون ملن سلم صومه من املعايص واآلثام ) ٣

––

عن ابن عباس رضي اهللا عنهما أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم كـان يقـول عنـد اهللا العظيم احلليم ، ال إله إال اهللا رب العرش العظيم ، ال إلـه إال ال إله إال(( :الكرب

)) .اهللا رب السموات ورب األرض رب العرش الكريم

–

هو غم يأخذ النفس ؛ فيحزن القلب ويضايقه .

ذي ال يتـصوره عقـل ، وال حيـيط البالغ أقىص مراتب العظمة ، الـ .بكنهه بصرية

الذي ال يستفزه غضب ، وال حيمله غـيظ عـىل اسـتعجال العقوبـة .واملسارعة إىل االنتقام

صفة للعرش . وهذا اإلعراب هو األوىل. (ب صفة للر . (

وهو أوىل من جعله صفة للعرش .

بيان عظمة الدعاء الوارد يف احلديث .

. الكرب ا حديث جليل ينبغي االعتناء به ، واإلكثار منه عند هذ واألمور العظيمة .

عىل رواية اجلر –م العرش بالعظمة وصف النبي صىل اهللا عليه وسل –

) .ال إله إال اهللا رب العرش العظيم(يف قوله

ألن العرش أعظم األجـسام ، وخلقـه اهللا تعـاىل مظلـة ألهـل .السامء وقبلة للدعاء

ال إلـه إال ( وصف النبي صىل اهللا عليه وسلم العرش بالكرم يف قوله ) .رب السموات ورب األرض رب العرش الكريماهللا

ألن الرمحة تنزل منه ) أ. .أو لنسبة العرش إىل أكرم األكرمني ، وهو اهللا عز وجل ) ب

فتعـاىل اهللا امللـك ( يف سورة املؤمنون وهي قولـه تعـاىل ١١٦ قراءة اآلية رقم احلق ال إله إال هو رب العرش الكريم بـالرفع ) الكـريم(حيث قرئ لفظ ) )١١٦(

.صفة للرب تبارك وتعاىل

ألهنا تستلزم كامل القدرة . ألنه يستلزم كامل الرمحة .

ألنه مناسب لكشف الكرب ، ألنه مقتض للرتبية . العلوي والسفيل بكامل ربوبيته الشاملة للعامل.

ألنه هو سقف املخلوقات وأعظمها .

: أوجبت للقلب حمبة اهللا وإجالله ) أ. فيحصل للقلب من االبتهاج واللذة والرسور ما يدفع عنه أمل الكرب واهلم والغم ) ب

فإذا قابلت بني ضيق الكرب وسعة هذه األوصاف التي تضمنها هذا احلديث : املناسبة وجدته يف غاية املناسبة لتفريج هذا الضيق ، وخـروج القلـب منـه إىل سـعة البهجـة

.والرسور .ملن أرشقت يف قلبه أنوار هذه املعاين ، وبارش قلبه حقائقها : وإنام حتصل هذه األمور

ال وجوابه استشك.

بأنه ذكر يستفتح به الدعاء بكشف كربة ، والذكر ثناء عـىل اهللا عـز وجـل : اجلواب .بجميل صفاته ، وعظيم آالئه ، وجليل أسامئه

–

: إذا بدأ الرجل بالثناء قبل الدعاء استجيب له ، وإذا : كان يقال .بدأ بالدعاء قبل الثناء كان عىل الرجاء

هذا ثناء : سألت سفيان بن عيينة عن هذا ، فقلت لهقال اهللا تعاىل : (بلغك حديث منصور عن مالك بن احلارث أما : فقال ! وليس بدعاء

) .من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلني:

:نعم ، منها

ما رواه أبو داود وصححه ابن حبان من حديث أيب بكرة ريض اهللا عنه قال ) ١ قـال : اللهم رمحتك أرجو ، فال تكلني : دعوات املكروب : (رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم

) .إىل نفيس طرفة عني ، وأصلح يل شأين كله ، ال إله إال أنتعلمني : ما رواه أصحاب السنن إال الرتمذي من حديث أسامء بنت عميس قالت ) ٢

اهللا ، اهللا ريب ال أرشك به : ( عند الكرب رسول اهللا صىل اهللا عليه وسلم كلامت أقوهلن ) .شيئا

ما يرشد إليه احلديث .

.الثناء عىل اهللا عز وجل بام هو أهله : من آداب اذكر والدعاء ) ١ .عظمة اهللا تعاىل تدل عىل متام قدرته ، ومتكن سلطانه ) ٢ .ال إله إال اهللا : ر أفضل الذك) ٣ .االلتجاء إىل اهللا تعاىل يف العرس واليرس والشدة والرخاء ) ٤

الكرب–

)(

)()) كلمتـان حبيبتـان إىلسبحان اهللا وبحمده ، سـبحان اهللا : ن الرمحن ، خفيفتان عىل اللسان ، ثقيلتان يف امليزا

))العظيم

يراد حمبوبية قائلهام . ( للني حروفهام ، وسهولة خـروجهام ، فـالنطق هبـام

. ألنه ليس فيهام من حروف الشدة املعروفة عند أهل العربيةرسيع ، ) . ، والواو ، والياءاأللف(ألنه قد اجتمعت فيهام حروف اللني الثالثة ) ٢ .وباجلملة فاحلروف السهلة اخلفيفة فيها أكثر من العكس ) ٣

: احلقيقة ، فالثقل حقيقي. ولكثرة احلسنات املضاعفة للذاكر هبام )ب.لكثرة األجور املدخرة لقائلهام) أ. جتسمت نفسها ، ألن األعامل الكلام) ١ .٢ ( املوزون صحائف األعامل . تنزيه اهللا تعاىل عام ال يليق به من كل نقص . بمعونتك التي توجب عىل محدك سبحتك ، ال بحويل وال قويت .

حبيبتان إىل الرمحن ، خفيفتان عىل اللسان ، ( خرب مقدم ، وما بعده

. صفة ) : ثقيلتان يف امليزانمة الـشهادة ، من باب إطالق الكلمة عىل الكالم ، ككل

كالمان .

أهنام يف حمل رفع مبتدأ ، ألهنام وإن كانتا منصوبني عىل احلكاية ، فهـام يف .حمل رفع

هللا وبحمـده ، سـبحان اهللا سـبحان ا( رجح بعـض النحـاة أن يكـون .هو اخلرب ) : العظيم ألنه مؤخر لفظا ، واألصل عدم خمالفة اللفظ حمله إال ملوجب يوجبه ، وألنه

.حمط للفائدة بنفسه باخلفة عـىل اللـسان ، ( فإنه إنام يكون حمطا للفائدة باعتبار وصفه

ال باعتبار ذاته ، بل بمالحظة وصفه بام ذكر ) محنوالثقل يف امليزان ، واملحبة للر .

خرب هو األوىل ، وهو مـن قبيـل ..) سبحان اهللا وبحمده ( وهو جعل ) أ .اخلرب املنفرد بال تعدد

العظيمسبحان اهللا(مع عامله املحذوف األول ، و) سبحان اهللا( ألن كال من (مع عامله املحذوف الثاين إنام أريد لفظه ، واجلملة املتعددة إذا أريد لفظهـا فهـي مـن

.قبيل املفرد اجلامد ، ولذا ال تتحمل ضمريا .هو املبتدأ ) سبحان اهللا وبحمده( بل األوىل كون ) ب

باعتبار وصفه بام ذكر هو اخل) كلمتان( ألنه معلوم ، ولفظ رب ، ألنه جمهول ، جيعل املعلوم مبتدأ ، واملجهول خربا : أنه إذا اجتمع معلوم وجمهول.

: ليشوق السامع إىل املبتدأ ، فيكون أوقـع .ن احلاصل بعد الطلب أعز من املنساق بال تعب يف النفس ، وأدخل يف القبول ؛ أل

حبيبة ، بمعنى حمبوبة . إذا ذكر املوصـوف يـستوي فيـه ) مفعول(إذا كان بمعنى ) فعيل( أن صيغة

. رجل قتيل ، وامرأة قتيل ث فال تلحقه تاء التأنيث، املذكر واملؤنفرق بينهام بدخول تاء التأنيث ، : فإن مل يذكر املوصوف قتيل وقتيلة .

-خفيفتـان (اجبـة ، ومناسـبته للفـظ أن التسوية بني املذكر واملؤنث جـائزة ال و) ١ .؛ ألن هذين اللفظني فعيل بمعنى الفاعل ال املفعول ) ثقيلتان

٢ ( هذه التاء لنقل اللفظ من الوصفية إىل اإلسمية .

مـن فيه استعارة ، حيث شبه سهولة جريان الكلمتـني عـىل اللـسان بخفـة املحمـول لقلـة ) سـهلتي اجلـري عـىل اللـسان(بمعنـى ) خفيفتـان(األمتعة ، واشتق من ذلك

.حروفهام ورشاقتهام

–

هو الذي يوزن به يف القيامة أعامل العباد . .وهذا امليزان األصح أنه جسم حمسوس ذو لسان وكفتني

توزن األعامل نفسها أو توزن صحف األعامل أو يوزن ( يف كيفيته أقوال ) .صاحب العملديث من علم البديع املقابلة واملوازنة يف السجع يف هذا اجلزء من احل

.؛ ألنه قابل اخلفة عىل اللسان بالثقل يف امليزان : عـىل (ألجـل املوازنـة بقولـه

) .اللسان

–

) .كلمتان(صفات لقوله

: بالتشديد) سبح(أنه اسم مصدر للفعل ) ١. هو التفعيل ، : إذا كان صحيح الالم ) فعل( ألن قياس مصدر سبح –

. تكريام – تسليام ، كرم –تسبيحا ، سلم ٢ ( أن لفظ )مصدر ) : سبحان.

ألنه سمع له فعل ثالثي . ء املالزمـة هـو مـن األسـام

.لإلضافة ، وقد يفرد إما أن يـضاف للفاعـل ، أو يـضاف للمفعـول ، وإضـافة هـذا اللفـظ

.للمفعول هو املشهور

يمنع من الـرصف للتعريـف وزيـادة ) ١ أ .فهو مرصوف للرضورة ، وهذا وجه ) : سبحانا(، فإن جاء منونا األلف والنون

٢ ( هو بمنزلة : لو جاء هذا اللفظ مرصوفا)إن نوى : ، أي ) قبل وبعدتعريفه بقي عىل حاله ، وإن نكر .أعرب منرصفا :

لفظ منصوب مالزم للنصب بفعل مقدر . سبحت اهللا : هذا اللفظ للمفعول كان املعنى إن أضيف.

) فالتسبيح بمعنى التنزيه ) نزه نفسه.

–

سـبحان اهللا(مع مجلة ) وبحمده(الواو زائدة ، فلفظ ) ١ ( .مجلة واحدة

فذلك مجلتان ) وبحمده سبحته: ( الواو عاطفة ، أي. أسبحه متلبسا بحمدي له ؛ من أجل توفيقه يل للتسبيح : الواو للحال ، أي

.ونحوه متلبـسا : للمالبسة ، واحلمد مـضاف للمفعـول ، أي ) ١

.بحمدي له ٢ أسبحه بحمده : الباء لالستعانة واحلمد مضاف للفاعل ، أي. ٣ أسبح اهللا ، وأثني عليه بحمده : الباء للسببية ، أي.

امي ليجمـع بـني مقـ) : سـبحان اهللا العظـيم–الرمحن (مجع صىل اهللا عليه وسلم بني يرجع إىل اإلنعام واإلحسان ، فيقتـيض الرجـاء ) الرمحن(الرجاء واخلوف ؛ إذ معنى

.يقتيض اخلوف من هيبته تعاىل ) العظيم(و

حبيبتان إىل الرمحن(معنى قوله. (

)( أن قائلهام حمبوب هللا تعاىل .

إيصال اخلري له وتكريمه .

ألن كل اسم منها إنـام يـذكر يف فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا(املكان الالئق به ، كقوله تعاىل ، وملا كان جزاء )

الرمحة ، ذكر يف سياقها االسم املناسب لذلك ، وهو الـرمحن : من يسبح بحمده تعاىل .جل جالله

اعتنـاء بـشأن التـسبيح ؛ لكثـرة املخالفني فيه

١)) : سبحان اهللا ، واحلمد هللا ، : أفضل الكالم

)) .وال إله إال اهللا ، واهللا أكرب هي أفضل الذكر بعد القرآن ، ولذلك كانت غراس اجلنة .

٢) التـسبيح نـصف امليـزان ، واحلمـد ) . إله إال اهللا ليس هلا دون اهللا حجاب حتى ختلص إليهيملؤه ، وال

أن يراد به التسوية بني التـسبيح والتحميـد يف أن كـال ) أ. هذا حيتمل .منهام يأخذ نصف امليزان ، فيمآلن امليزان معا

وأن يراد به تفضيل احلمد عىل التـسبيح ، وأن احلمـد وحـده يمـأل امليـزان ؛ ألن ) بلتسبيح دل عىل التنزيه ، والتحميد دل عليه وعىل احلمد معـا ؛ إذ ال يـستحق احلمـد ا

.املطلق إال من كان مربءا من النقائص فضل الذكر .

( عـن جويريـة بنـت مـا ورد يف صـحيح مـسلم ريض اهللا عنها؛ أن احلارث، أم املؤمنني )( خرج من عندها بكرة، حني صىل الصبح

وهي يف مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال ما زلت عىل احلال : (( التي فارقتك عليها؟ قالت)) نعم، قال النبي: لقد قلت بعدك )): صىل اهللا عليه وسلم

أربع كلامت، ثالث مرات، لو وزنت بام قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان اهللا وبحمده : عدد خلقه، ورضا نفسه وزنة عرشه، ومداد كلامته ((.

أن رسـول ريض اهللا عنه البخاري يف صحيحه من حديث أيب هريرة أخرج اإلمام ) ٢من قال سبحان اهللا وبحمده يف يوم مائة مرة حطـت ((: قال صىل اهللا عليه وسلم اهللا

))خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر

مع جـا(وبني صىل اهللا عليه وسلم أن هذا الـذكر هـو غـرس اجلنـة كـام جـاء يف ) ٣ــذي ــن) الرتم ــسعود ع ــن م ــال اب ــلم :ق ــه وس ــىل اهللا علي ــول اهللا ص ــال رس : ق

وأخـربهم أن يا حممد أقرئ أمتك مني الـسالم: ليلة أرسي يب فقال اهيمإبر لقيت((اجلنة طيبة الرتبة عذبة املاء وأهنا قيعان وأن غراسها سبحان اهللا واحلمد هللا وال إلـه إال

)) اهللا واهللا أكرب

حصول الثواب ملن قال هذه اجلمل متواليـة ، أو متفرقـة ، يف جملـس : ظاهر احلديث .واحد ، أو يف جمالس متفرقة ، يف أول النهار وآخره

أن تكون متوالية .

إن مل يكن من أهل الظاهر أن الفضائل الواردة يف التسبيح ونحوه حتصل لكل ذاكر ، و .الدين والصالح ؛ ألن فضل اهللا تعاىل واسع

جاء ترتيب هذا احلديث عىل أسلوب عظيم ، وهو أن حب الرب سابق ، وذكر العبد .وخفة الذكر عىل لسانه تال ، ثم بني ما فيهام من الثواب العظيم النافع يوم القيامة

رس ختم اإلمام البخاري جامعه الصحيح هبذا احلديث .

: ألنـه آخـر .دعوى أهل اجلنة

دعواهم فيها سبحانك الله: ( قال تعاىل يف سورة يونس م وحتيتهم فيها سالم وآخر دعواهم أن احلمد هللا رب العاملني (

فأهل اجلنة إذا دخلوا اجلنة وعاينوا عظمة اهللا تعاىل وكربياءه ، جمدوه ، ونعتوه بنعوت ت ، اجلالل ، ثم حتييهم املالئكة بالـسالمة مـن اآلفـات ، والفـوز بأصـناف الكرامـا

فحمدوه وأثنوا عليه بصفات اإلكرام .

.الظاهر أن يضاف السالم إىل اهللا تعاىل إكراما ألهل اجلنة ( قوله تعاىل)سالم قوال من رب رحيم يـسلم : ، أي ٥٨ سورة يس آية )

.ة ، مبالغة يف تعظيمهم وإكرامهم عليهم بغري واسط٢ ( عن ما رواه ابن ماجه جابر بن عبد اهللا ، قال قال رسـول : )(: بينا أهل اجلنة(( يف نعيمهم ، إذ سطع هلم نور ، فرفعوا رءوسهم ، فإذا الـرب تبـارك

وتعاىل ، قد أرشف عليهم من فوقهم ، فقال السالم عليكم يا أهل اجلنة ، وذاك قوله : تعاىل سالم قوال من ( رب رحيم قال ) فينظر إليهم ، وينظرون إليه ، وال ينظرون إىل :

يشء من النعيم ما دام ينظر إليهم ، حتى حيتجـب ، ويبقـى نـوره وبركتـه علـيهم يف ديارهم ((

إليه احلديث ما يرشد.

احلث عىل إدامة الذكر باللفظ املذكور ملحبة الرمحن له ، وخفته بالنسبة ملـا يتعلـق ) ١ .بالعمل وثقله بالنسبة إلظهار الثواب

.السجع جائز أ واملنهي عنه ما كان فيه كلفة ) ٢خلرب ؛ ألن املقصود من احلديث األمر بمالزمة إيراد احلكم املرغوب يف فعله بلفظ ا) ٣

.الذكر }١٣٠: طه {) وسبح بحمد ربك(اإلشارة إىل االمتثال بقوله تعاىل ) ٤

سـبحان اهللا – يف امليـزان –خفيفتان عىل اللسان : (اذكر معاين املفردات اآلتية :١س ) .العظيم

؟) لمتان حبيبتان إىل الرمحنك: (ما املقصود من قوله صىل اهللا عليه وسلم : ٢س بالذكر ؟) الرمحن(مل خص النبي صىل اهللا عليه وسلم اسم : ٣س ؟ ) سبحان اهللا وبحمده: (ما معنى قوله صىل اهللا عليه وسلم :٤س ملاذا قدم صىل اهللا عليه وسلم التسبيح عىل التحميد يف هذا احلديث ؟ :٥س ؟) سبحان اهللا العظيم(وملاذا ختم صىل اهللا عليه وسلم بقوله :٦س ؟ ) بحمده(ما نوع الباء يف قوله صىل اهللا عليه وسلم : ٧س . ارشح احلديث بأسلوبك رشحا أدبيا موجزا : ٨س .اذكر بعض ما يرشد إليه احلديث : ٩س