750

Click here to load reader

محمد في المدينة

Embed Size (px)

DESCRIPTION

هذا الكتاب محاولة لسبر أغوار الماضي دون التعرض لضباب الكهانة والمعلومات المغلوطة

Citation preview

Page 1: محمد في المدينة

ــــد� م� ( م�ح� وسلم) عليه الله صلى

المدينة في

المدينة سنوات

نقديــة دراسة

Page 2: محمد في المدينة

الفيشاوى وجدى الدكتور

Page 3: محمد في المدينة

وأبى أمي إلـــى

ي!حان ور� و!ح� ر�

Page 4: محمد في المدينة

مدخل

كتابنا مكة : فى كتبه سنوات ما وكذلك التراث كتب فى جاء ما ناقشنا ،

تلك . فى جاء مما الكثير بحذف وطالبنا النبى حياة من الفترة تلك عن المستشرقون

اإلسالم إلى تسئ تشوهات من إليها وأضيف بها لحق مما بتنقيتها وكذا ، التراثية الكتب

النبى . شخصية وإلى

القاطع بالدليل وأثبتنا ، تامة حيادية فى وناقشناها المستشرقين آراء عرضنا كما

عن – – يكتبون النادرة القلة باستثناء جميعا يكونوا لم إن ، أغلبهم أن Iن البي والبرهان

لما الباطش واالنحياز التعصب بدافع أو ، وحقد أفق ضيق عن أو ، وجهل إلمام عدم

لها . هوية ال دينية ال أو مسيحية أو يهودية إلى ينتمون كانوا سواء ، به يؤمنون

: واحد – – عدائى اتجاه فى عنفا يدفعهم ، إحساسواحد جميعا هؤالء وراء يكون قد

نفوس على الجارفة الربانية وسيطرته نفوذه وقوة اإلسالم تأثير من الخوف وهو أال

جاذبة قدوة فغدVوUا أرواحهم وسمت قلوبهم طVهYرت الذين النفوس أنقياء من معتنقيه

الكنيسة لسلطة طويلة قرون طوال خضعت شعوب على جاذبيتها تأثير Yخشى ي

الغامضة . المستغلقة وطقوسها

من نسخر وال ، أحد على نتهكم وال ، الدين هذا كان أيا ، دين صاحب نهاجم ال نحن

والزندقة . بالكفر أو والعصيان بالمروق أحدا نتهم وال ، أحد

– – ، بالحجة الحجة ونواجه ، بالدليل وYجد إن الدليل ونقابل ، بالرأى الرأى نناقش إننا

والتسامح بالحب والحقد للتعصب ونتصدى ، نواجهه عندما الجهل عن الستار ونزيح

القادرة . العلمية القدرة موقف من ولكن ، المستسلم الضعف مركز من ال ، والغفران

الكتاب : المدينة هذا لكتابنا : سنوات مكمIال يعتبر مكة ، فيه . سنوات سرنا ولقد

لسلطان إال يخضع ال الذى المحايد النزيه النقدى التحليلى العلمى النهج نفس على

الله .

لنا ما ، سلطان صاحب أبدا تملقنا ما ، بعلم يوما تاجرنا ما ، دنيويا كسبا بهذا أردنا ما

يشاء . من الله به يهدى الذى النور ذلك إال نور من

جهدا بذل الذى عرفات محمود األستاذ األديب الروائى العزيز لألخ والتقدير الشكر

الروائى وامتنان اعتزاز بكل نذكر كما ، الحالية صورته فى الكتاب يخرج كى وفيرا

هذا بقيمة إليمانه ، حبا أجهده ما الجهد من بذل الذى شليب أبو فخرى األستاذ األديب

النور . يرى أن على وإصراره العمل

Page 5: محمد في المدينة

التوفيق . ولى والله

الفيشاوى وجدى

طنطا – الكرمتان فيال

26/3/2008

الفيشاوى وجدى الدكتور

القاهرة . .- آداب اإلنجليزى األدب ليسانسفى

القاهرة . .- آداب اإلنجليزى النقد فى ماجستير

إنجلترا- . . . برمنجهام جامعة اإلنجليزي النقد فى دكتوراه

والترجمة- . . اللغات كلية اإلنجليزى النقد أستاذ

له : نشر ما أهم

-. : ) نقدية ) دراسة ، مكة سنوات ص محمد

-. : ) نقدية ) دراسة ، المدينة سنوات ص محمد

نقدية : .- دراسة المسيح تصلبوا ال

نقدية- : . دراسة اإلسرائيلية األساطير فى موسى

مأساوية- : . مسرحية السالم يحب ال اليهودى

مسرحية- : . الفرعون مأساة

. عبثية- : مسرحية أعرفه ال رجل

-. رواية : الهاوية إلى والصعود الجامعة

رواية . : .- الفساد وجه فى بصقة وبغايا منحرفون

رواية : .- الرجال عيون فى الحزن

-. باإلنجليزية : مؤلفة رواية أجنحة بال الطيران

. . : . . ويلز- ستانلى تقديم باإلنجليزية مؤلف نقدية دراسة لورانس هـ Stanley Wellsد

لـ - السابق والمدير أكسفورد بجامعة .The Shakespeare Instituteاألستاذ

- . سمولود : روبرت تقديم باإلنجليزية مؤلف الشكسبيرية التراجيديا فى النقد نقد

Robert Smallwood. برمنجهام بجامعة األستاذ

باإلنجليزية- : . مؤلف لير الملك إلى مدخل

باإلنجليزية- : . مؤلف نقدية دراسات

Page 6: محمد في المدينة

الفيشاوى- . . وجدى الدكتور تقديم باإلنجليزية القصيرة القصص من مختارات

. . : اإلنجليزية- من مترجم بقلمه حياته شو برنارد جورج

األمريكي- : . األدب من مترجمة مسرحية ساخن صفيح فوق قطة

الطبع : تحت

اآللهة- . كتاب

***

األول الفصــل

ـــة األ�م� تكوين

Page 7: محمد في المدينة

األول الفصــل

األمــة تكوين

(1)

المسجد بنـاء

: " حوله " هم لمن عنها قال التى القصواء ناقته بركت حيث المسجد بناء النبى اختار

. Vد ب Uرoم فى الناقة وبركت مأمورة فإنها تشاء حيث تبرك بنى. 1دعوها من يتيمين لغالمين

النبى هجرة قبل المدينة فى لإلسالم دعا من أول ، زرارة بن أسعد كفالة فى كانا النجار

. الجمعة. فيه YجVمIع وي أسلم ومن هو المكان نفس فى يصلى زرارة بن أسعد وكان إليها

. راكد وماء جاهلية وقبور نخل به وكان ، له سقف وال ، جدارا المربد لذلك كان

نبتغي : . : ال فقالوا الثمن اطلبوا أى ، ثامنوني النجار لبنى أى ، لهم قال النبى أن ويروى

. النبى . إن تقول أخرى رواية لكن ثمنا للمكان يأخذوا أن رفضوا الله عند ما إال ثمنا به

ذلك . يعطيهما أن بكر أبا وأمر اليتيمين الغالمين من دنانير بعشرة 2ابتاعه

الماء التخلصمن تم كما ، عظام من بها ما وتغييب القبور ونبش ، النخل تقطيع تم

. للبناء t إعدادا األرض وإصالح الراكد،

، الحجارة معهم حمل ، ألصحابه قدوة يكون كى ، مسجده بناء فى النبى اشترك

، يقول حالهم لسان وكأن ، Yحجم ي أو يتكاسل أو يتأخر أن ذلك بعد منهم ألحد كان وما

أحدهم : ذلك عن عبر كما

Yيعمل والنبى قعدنا xلY لئن المYضVل العمل منا لذاك

يبنون : وهو المسلمون وارتجز

عيشاآلخرة عيشإال والمهاجرة ال األنصار أرحم اللهم

التمر . 1 فيه يجفف موضعجـ 2 ، سعد ص 1ابن ،239.

Page 8: محمد في المدينة

فكان ، الثاني المقطع لكلمات تغييره مع ، األرجوزة كلمات معهم النبى وردد

. واألنصار: المهاجرين ارحم اللهم يقول

الشطر : يغير محمد كان بقولها للكلمات النبى تغيير على أرمسترونج كارين وتعلق

بالكالم : " " يبتعد الذى التعديل وهو ، واألنصار المهاجرين ارحم اللهم فيقول الثاني،

والواقع " " . بالفطرة شاعرا يكن فلم أميا كان محمدا أن يبين مما ، والقافية الوزن عن

القرآن . إعجاز مدي يثبت اللغوية نقصمهارته 3أن

تردد . لذا اليدوي العمل هذا جميعا اعتادوا قريشقد من النبى أصحاب يكن لم

الذى النبى ابنة زوج ، عفان بن عثمان حالة فى بوضوح بدا كما ، االشتراك البعضفى

بحمل المترف جسده يرهق أن له كان فما ، والرفاهية واألناقة والنعيم الثراء حياة تعود

له . . بالنسبة العمل هذا مثل كان األرض بطين الناعمتين يديه يلوث أن أو الحجارة

. مرهقا يبدو

. ياسر بن وعمار طالب أبى بن على بحماسمتقد يعملون الذين مقدمة فى كان

oن . xب الل بحمل أثقلوه وقد شديد بإرهاق ياسر بن عمار شعر ، الجهد كثرة ومن

: ، الله رسول يا قال ، لها يرثي حالة فى وهو ، النبى على ياسر بن عمار دخل

ينفضوفرته : الله رسول فرأيت سلمة أم قالت ، يحملون ال ما على يحملون ، قتلوني

تقتلك . : إنما ، يقتلونك بالذين ليسوا ، سمية ابن ويح يقول وهو t جعدا رجال وكان ، بيده

. الباغية 4الفئة

. بعض يدفع أن حاول كلل دون يعمل ، الدافق حماسه فى ، عمار انطلق

على كبر لكن ، عفان بن عثمان بينهم من وكان ، البناء فى المشاركة إلى المتكاسلين

وهو – – ياسر، بن عمار العمل إلى يستحثه أن tوثراء قريشأصال فى هو من وهو عثمان

تناسى أو نسى وربما ، ياسر وزوجة عمار أم سمية هى ومن ، ياسر هو من جيدا يعرف

نزعة- – . بقايا بعثمان تزال ما كانت المسلمين شهداء أول كانا فقرهما رغم أنهما

مع تعامله فى خافية غير كانت آثارها لكن وهذبها، رققها قد اإلسالم كان وإن ، جاهلية

أن. . إسحق ابن ويروى يكف لم إن ، بالعصا أنفه على بالضرب عمار هدد لقد عمار

سأعرضهذه : ألراني إنى والله ، سمية ابن يا اليوم منذ تقول ما سمعت قد قال عثمان

ألنفك . العصا

3 ، أرمسترونج ص محمدكارين ،233.جـ 4 ، هشام ص 2ابن ،114.

Page 9: محمد في المدينة

يدعوهم – - : ولعمار، لهم ما وقال غضبه ندرة رغم غضب بذلك النبى سمع عندما

وأنفى . عينى بين ما YةVدU ل oج عمارا إن ، النار إلى ويدعونه الجنة 5إلى

األبهة مظاهر من مظهر أى من يخلو بسيطا tبناء كان ، المسجد إقامة تمت

من وسقفه الشجر جذوع من وعواميده ، اللبن الطوب من جدرانه ، المادية والفخامة

بناؤها تم حجرات عدة به ألحقت ، عرضه وكذلك ذراع مائة حوالى طوله ، النخيل زعف

حجرات : . كانت ، هشام ابن يروى وكما والجريد النخل وجذوع اللبن المواد نفس من

أن . رغم بتسع، البداية منذ الغرف عدد هشام ابن حدد لماذا نعرف وال تسعا النبى نساء

بعائشة بنى قد يكن ولم ، سودة هى واحدة زوجة سوى اآلونة تلك فى له يكن لم النبى

بعد .

فى : بابا أبواب ثالثة له وجعل ، المقدس بيت إلى المسجد قبلة النبى جعل

الثالث والباب ، عاتكة باب يدعى الذى الباب وهو ، الرحمة باب له يقال وبابا مؤخره،

. فيه يدخل الذى

. النجار بن Uم غVن بنى فى زيد بن خالد أيوب أبى على النبى نزل المسجد بناء أثناء

مسجده بناء تم حتي أشهر سبعة حوالى أيوب أبى دار عاشفى النبى إن ويقال

عبارة . كان النبى سرير أن ويروى منازله إلى أيوب أبى دار من انتقل عندها وحجراته،

. بال على له خطرا ما وبهرجها الدنيا نعيم ذلك من أكثر ال ، بالليف مشدودة خشبات عن

.

جمعة : خطبة وأول المنبر

وعندما . المسجد فى نخلة جذع إلى مستندا يخطب ، الجمعة خطب إذا النبى كان

: فلو كثروا الناسقد إن الله رسول يا قالوا ، عليه شق قد القيام أن الصحابة بعض رأى

: . : الدارى . تميم له فقال شئتم ما فقال الناس يراك خطبت إذا عليه تقوم شيئا اتخذت

أن فرأوا ذلك فى المسلمين النبى فشاور ؟ بالشام يصنع رأيت كما منبرا لك أعمل أال

. وموقعه ، درجات ثالث ويقال ، ومقعدا درجتين عن عبارة كان المنبر عمل وتم ، يتخذه

الحالى . المنبر نفسموقع هو

مقعده : تبوأ إال المنبر هذا عند آثمة يمين على رجل يحلف ال قال النبى أن ويروى

الجنة : . رياض من روضة ومنبرى بيتى بين ما وقال أخضر، سواك على ولو النار 6من

خطباء منها يتعلم ربما ، بقباء وكانت ، النبى خطبها جمعة خطبة أول هنا نورد

مباالة دون ساعة من أكثر وربما ساعة كالمهم فى يطيلون فال هذه أيامنا فى الجمعة

جـ 5 ، هشام ص 2ابن ،115.جـ 6 ، سعد انظرص 1ابن ،249 -254.

Page 10: محمد في المدينة

اإلطالة هذه كل يتحملون ال وضعاف سن وكبار مرضي من المصلين بين هم بمن

على والسيطرة والتمكن البالغة سمات من الخطيب اعتبرها ربما والتى فيها المبالغ

إلى تكون العكسربما على ، بدليل ذلك كل على هى وما ، المصلين من مستمعيه

. عسر ال يسر والدين المصلين لبعض إيذاء فيها ألن أقرب الحماقة

والله : ، تعلمن ألنفسكم فقدموا ، الناس أيها بعد أما له خطبة أول فى النبى يقول

وليسله ) ( ، ربه له ليقولن ثم ، راع لها ليس غنمه xعنVدV oي ل ثم ، أحدكم ليموتن xنVفVعUليص

عليك، : YلتVضUوأف ماال وآتيتك ، فبلxغك رسولى يأتك ألم دونه يحجبه حاجب وال جYمان UرV ت

يرى فال قYدxامه لينظرن ثم ، شيئا يرى فال وشماال يمينا فلينظرن ؟ لنفسك قدمت فما

. يجد لم ومن ، فليفعل تمرة Iقoشo ب ولو النار من وجهه يقى أن استطاع فمن جهنم غير

عليكم والسالم ، ضعف سبعمائة إلى أمثالها عشر الحسنة تجزى بها فإن ، طيبة فبكلمة

وبركاته . الله 7ورحمه

: ـة ف� الص: أهل

يملكون يكونوا لم الذين الفقراء إليواء المسجد من المسقوف الركن VصIصYخ

يقضى . مدرسة بمثابة الركن هذا كان الص�فxة بأهل فيه نزلوا من وعرف مسكنا،

أغنياء بها تكفل فقد إعالتهم أما ، فيه والتبحر الدين دراسة فى وقتهم xلYج فيه القائمون

اإلسالم . راية رفعوا الذين الفقهاء من جماعة خرج الصفة أهل بين ومن المسلمين

سبق . وكما النبى أحاديث من الكثير عنه Yقل ن الذي هريرة أبو أبرزهم من وكان عاليا،

أثرياء كان ما وكثيرا ، معاشا يتكسبون أو ماال يملكون الصفة أهل يكن لم ، وقلنا

الطعام . لتناول يدعونهم المسلمين

كتابه فى ، الغزالى حامد أبو اإلمام يقول الصفة أهل الدين وعن علوم :إحياء

. فى أنفسهم جمعوا عشائر وال بالمدينة مساكن لهم تكن لم رجل أربعمائه نحو كانوا

زرع إلى يرجعون ال وكانوا ، والربط الزوايا فى وحديثا قديما الصوفية كاجتماع المسجد

وتعلم .. بالعبادة يشتغلون وبالليل ، بالنهار يحتطبون كانوا ، تجارة إلى وال ضرع إلى وال

الناسعلى ويحث يواسيهم وسلم عليه الله صلى الله رسول وكان ، وتالوته القرآن

يبعث .. ، والسعة الجدة أهل على يفرقهم وكان معهم ويأكل ويجلسمعهم ، مواساتهم

ثمانين منهم بيته إلى يحمل معاذ بن سعد وكان ، أربعة اآلخر ومع ثالثة واحد كل مع

8يطعمهم "

جـ 7 ، هشام ص 2ابن ،118.8 ، الغزالى محمد حامد أبو الدين اإلمام علوم ص إحياء الخامس، الجزء ،85 ، القاهرة ، مصر مكتبة ،

1998 .

Page 11: محمد في المدينة

المسجد : فى أفراح�

أن . معناه وهذا فيه بالزواج المسلمين بعض احتفل ، المسجد بناء تم عندما

دينهم أمور فى للتشاور بأصحابه النبى لقاء ودار ، علم ودار ، عبادة دار كان المسجد

دارا كونه جانب إلى ، األمة لتكوين مركزا أصبح أنه أيضا معناه وهذا ، ودنياهم

. االجتماعية للمناسبات

بها تقدمت وقد ، أيمن أم جانب إلى أخرى أمرأة يتزوج أن زيد على النبى اقترح

. بنت زينب من بالزواج عليه يشير بأن النبى يكتف ولم بكثير تكبره وكانت ، السن

زيد . عن نيابة لخطبتها بنفسه هو تقدم بل ، النبى عمة ابنة ، جحش

من كبير قدر على كانت لقد ، الله عبد أخوها رفض كما ، البداية فى زينب رفضت

تعلم . كانت منه الزواج على يغريها ما زيد فى يكن ولم ، هاشمية كانت كما ، الجمال

ما العام شكله فى يكن ولم ، النبى أعتقه أن إلى عبدا حياته بداية فى بيع أنه جيدا

أنه أى ، األنف أفطس ، القامة قصير ، اللون أسمر كان فقد جمالها، شدة مع يتناسب

علمت . عندما لكنها لها زوجا يكون أن تطمح كانت الذى الرجل وسامة من يخلو كان

يعترضا أن لهما كان فما ، أخوها ووافق ، لمشيئته رضخت ، النبى رغبة هى هذه أن

وإعراضها . زيد على زينب لتعالى ، موفقا يكن لم الذى الزواج وتم النبى ارتآه ما على

عنه .

فى زيادة ، النبى أقرباء أحد ، العوام بن الزبير إلى أسماء ابنته بتزويج بكر أبو وقام

النبى . وبين بينه الرابطة وتقوية الصلة توثيق

ذى فى ، أشهر بثمانية المدينة مقدمه بعد ذلك وكان ، بعائشة النبى بنى كما

قد : وكان ، شوال فى أشهر بسبعة المدينة مقدمه بعد آخر قول وفى قول، فى القعدة

. أبيها بيت من عائشة وانتقلت خديجة وفاة بعد سنين بثالث الهجرة قبل بمكة خطبها

منذ عائشة فيها وجدت التى سودة مسكن جانب إلى مسكنها وكان ، زوجها بيت إلى

الزوجة . لهذه بالنسبة كان فقد النبى أما أبدا معها تختلف لم ، حانية ودودا أما البداية

من مع لهوها أو بعرائسها لعبها على يوما يعترض لم ، t بارا وأبا عطوفا زوجا الصغيرة

سنها . مثل فى هن

(2)

األمـة تكوين بداية

Page 12: محمد في المدينة

: المسلمين بين المؤاخاة

أمة أساسه على تقوم مترابط مجتمع قيام من البد أنه النبى رأى المدينة فى

بين والمساواة والعدل الحق دعائم على القائم الله دين نشر يمكنها قوية ناهضة

، تراب من وآدم آلدم الكل ، أسود ألبيضعلى وال أعجمي على لعربى فضل ال ، البشر

وساطة وال الدين فى كهنوت ال ، سواء الله أمام وكالهما حقوق وللمسود حقوق للسيد

. ويناجيه وقت أى فى مباشرة خالقة إلى يلجأ فالمخلوق ، والمخلوق الخالق بين

، نعله ويصلح ، ثوبه ويرتق ، نفسه يخدم فهو ، للجميع قدوة كان بسلوكه والنبى

التحدث يود من كل إلى يتحدث ، يحتاج ما لشراء األسواق إلى ويذهب ، شاته ويحلب

ويعود : المحتاج حاجة ويقضى المساعدة يد يقدم ، مسكين أو أرملة أو أمة إليه

وأصحابه كان ، سلطان عظمة أو ملك أبهة له تكون أن يوما بخاطره ورد ما ، المريض

يسمح ال ، المكان يجد ويجلسحيث شئ فى عليهم يتميز ال مجلسه فى حتى سواء

مكانه . له يخلى أن منهم ألحد

شديد، ارتباك عليه وسيطر رعدة فأخذته يوما النبى يدى بين وقف رجال أن يروى

امرأة : ابن أنا إنما ، جبار وال بملك فلست عليك هVوIن له قال أن إال النبى من كان فما

القديد . تأكل قريشكانت 9من

قرر ، وقوة وتعاطفا ورحمة مودة بينهم ويجعل ، المسلمين صفوف يوجد ولكى

بين . آخي إنه ويقال أخوين أخوين الله فى يتآخوا أن إلى دعاهم ، بينهم يؤاخي أن النبي

وإنكار والمؤاساة الحق على واألنصار المهاجرين بين وآخي ، البعض بعضهم المهاجرين

" وأنزل . " بدر وقعة كانت فلما األرحام ذوى دون الممات بعد التوارث حد إلى الذات

تعالى : " ء� الله Uي Vش IلY oك ب Vه� الل xنo إ oه� الل oابV oت ك فoي VعUض� oب ب Vى وUلV أ UمYهYضUعV ب o حVام Uر

V األ U Yوا وUلY وVأ

oيم� كل " عVل ورجع ، الميراث فى المؤاخاة وانقطعت قبلها كان ما اآلية هذه نسخت

رحمه . ذوى وورثه نسبة إلى 10إنسان

فأغلبهم . معيشتهم وشاركوهم األنصار من آخوهم من بيوت فى المهاجرون عاش

مكة فى يملكون ما تركوا أن بعد ، شيئا يملك ال وربما الكثير يملك ال وهو المدينة قدم

. منها أنفق درهم آالف خمسة عن يزيد ال بكر أبو حمله ما كل وكان كرها أو طوعا

صاحب. وكان ، عفان بن عثمان سوى ثراء على هو من المهاجرين بين يكن لم الكثير

. إن ويقال ، شيئا يملكون كانوا فما ، كثيرون وغيرهم ، وزيد وعلى� حمزة أما وفير مال

جـ 9 ، كثير ابن تفسير ص 1مختصر ،121 جـ 10 ، سعد ص 1ابن ،238.

Page 13: محمد في المدينة

قربة . فى الماء يحمل كان إنه فيقال على� أما الطعام يطلب النبى إلى يوما توجه حمزة

للناس . ويبيعه ظهره على

. عبد أن ويروى األنصار على عالة يكونوا ال كى التجارة إلى المهاجرين بعض إتجه

بن الرحمن عبد وكان ، النبى بينهما آخي ، أخوين كانا الربيع بن وسعد عوف بن الرحمن

، ماله يقاسمه أن سعد عليه فعرض ، شيئا يملك الوفاضال خاوى يثرب وصل قد عوف

الرحمن . عبد بدأ السوق وفى السوق على يدله أن سعد من وطلب عوف ابن فأبى

دائرة يوسع أن مكة تجار كأحد بمهارته واستطاع ، والزبد كالجبن بسيطة أشياء يبيع

تخرج قافلة له وأصبحت ثروة تكوين فى نجح حتى ، تجارته Yنمي ي وأن ، وشرائه بيعه

فعل . ، عوف بن الرحمن عبد فعل وكما المدينة أهل يحتاجه بما محملة وتعود بتجارته

سينجحون . كيف بعد فيما وسنرى والتكوين الطبيعة بحكم تجار وهم مهاجر من أكثر

. وحنقهم اليهود تجار غضب سيثير مما ، المدينة فى لهم بسوق االستقالل فى

ومن ، المهاجرين بعض أن ، سعد وابن الطبرى أمثال من ، الرواة بعض ويذكر

تمكنوا وبذلك ، األنصار أراضى فى بالزراعة أسرهم اشتغلت قد ، وعمر بكر أبو بينهم

معيشتهم . أمور تدبير من

المسجد، فى أغلبهم عاش فقد ، لهم مأوى وال مال ال الذين والمعوزون الفقراء أما

باإلنفاق – – القادرون األثرياء وتكفل ، الص�فxة أهل وأشرنا سبق كما عليهم وأطلق

عليهم .

الزكـاة :

إليها، الحاجة أشد فى المسلمين بعض كان التى الزكاة فرضت اآلونة تلك وفى

يؤتى . وأن البد الصالة يقيم الذى فالمسلم الدين فرائض من جوهرية فريضة أصبحت

. حق : " " . للفقراء المجتمع فى التكافل بدأ وهكذا الزكاة وآتوا الصالة وأقيموا الزكاة

األغنياء . أموال فى معلوم

الزكاة : قانون YجUعVل ي لم الزكاة بفريضة يختص فيما ضيف شوقى الدكتور يقول

األرض - حصيدة فى العشر يزال وال كان إذا ، تحمله المسلمين على يصعب بحيث ثقيال

. التجارة عروض وفى األموال رؤوس فى العشر وربع ، باآلالت تزرع 11التى

أو استعالء دون ، وجهرا سرا ، تطوعا تعطي وهى ، الصدقة كانت الزكاة بجانب

" فالصدقة : " ، أذى يتبعها صدقة من خير ومغفرة معروف قول تجريح أو غطرسة

حتى ، البشر لدى عنها رضاء وال ، الله عند عليها ثواب ال المهانة أو بالمن المصحوبة

11 . ص ، محمد ، ضيف شوقى 168د

Page 14: محمد في المدينة

احتياجهم رغم بها نفوسهم تشقى وقد ، يسعدون ال الصدقة من النوع هذا يتلقون الذين

أفضل . الحالة هذه فى الطيبة والكلمة ، إليها

سرا ذلك فعل ولو ، أردئة من ال عنده ما أفضل من يعطي أن الزكاة مانح وعلى

وحفظا المحتاج كرامة على حفاظا وذلك ، أعظم والثواب عظيما الفضل لكان

. وجهه لماء

Page 15: محمد في المدينة

الصيـام :

فى يتوحد فريضة وهو ، الصيام فYرoض للهجرة الثانية السنة من شعبان شهر فى

أيضا ويتناولونه واحد وقت فى الطعام عن يمسكون فهم ، كامال توحدا المسلمون أدائها

. أوقاتها فى الصالة يؤدون وهو يتوحدون كما تماما واحد، وقت فى

والترك الشئ عن اإلمساك هو ، الصابوني الشيخ يقول كما ، اللغة فى والصوم

هو .. : . الشرع وفى صائم فهو سير أو كالم أو طعام عن ممسك كل عبيدة أبو ويقول له

غروب إلى الفجر طلوع من النية مع ، والجماع والشراب الطعام عن اإلمساك

المحرمات . فى الوقوع وعدم المحظورات باجتناب وكماله الشمس،

من أيام وثالثة عاشوراء يوم فصام المدينة قدم الله رسول إن جبل بن معاذ ويقول

رمضان .. شهر صوم حل وبذلك رمضان فرضشهر وجل عز الله إن ثم ، شهر كل

وينصرفعن يريد من يصومه تطوعا ذلك بعد أصبح الذى عاشوراء يوم صوم محل

عليه . لوم وال يريد ال من صومه

. ويقول يحرقها أى الذنوب يرمض ألنه رمضانا سمى رمضان شهر إن ويقال

وقعت: التى باألزمنة سموها القديمة اللغة عن الشهور أسماء نقلوا لما الزمخشرى

رمضان . فسمي الحر رمض أيام الشهر هذا فوافق 12فيها،

- هو – المحرم بشهر تفتتح التى القمرية السنة فى التاسع الشهر رمضان وشهر

، القرآن فيه أنزل الذى الشهر هو ألنه ذلك ، المسلمين وعند الله عند الشهور أفضل

. وجبصومه لذلك

يصومون – – اليهود وجد قد جبل بن معاذ أشار كما المدينة قدم عندما النبى كان

وآله فرعون فيه الله أهلك الذى اليوم أنه فأخبروه ، ذلك عن فسألهم عاشوراء يوم

أن خالصيجب يوم لهم بالنسبة فهو ، وجبروته فرعون طغيان من وقومه موسى وأنقذ

بموسى . – - : أحق نحن النبى قال الرواة يحكي كما عندها بالصيام الله إلى فيه يتقربوا

عاشوراء . يوم الناسبصوم وأمر منهم

وخروج الطوفان إلى يرجعه فهو ، عاشوراء لصوم آخر سببا يذكر سعد ابن لكن

بنوه : .. ومعه السفينة نوح فركب ، الطوفان Vدxا Vب ت ثم يقول ، الفلك من معه ومن نوح

المحرم، من عاشوراء يوم منها وخرجوا ، رجب من مضين ليال لعشر فيها فركبوا

عاشوراء . يوم صام من صام 13فلذلك

12 ، األحكام الصابوني آيات جـ تفسير ص 1، ،188 -190.جـ 13 ، سعد ص 1ابن ،41.

Page 16: محمد في المدينة

من : يتخذ أن يحاول كان الفترة تلك فى محمدا أن يبدو أرمسترونج كارين تقول

من اإلسالم حرر قليلة بأيام بدر قبل أنه غير المسلمين لحياة نموذجا الدينية اليهود حياة

يوم فى ، قليلة بأيام االنتصار وعقب ، القبلة موضح xر غي حينما القديمة العقيدة عادات

ذلك من بدال وأنه ، إجباريا ليس عاشوراء صوم أن محمد أعلن ، رمضان من التاسع

. صوم وأصبح بدر الخاصفى فرقانهم ذكرى ليحيوا رمضان المسلمون سيصوم

مارسعام فى مرة ألول أدائه مراعاة بدأت والتى الممارسات 625رمضان، أحد ،

اإلسالم . فى 14الخمساألساسية

فى الصوم بدأ قد محمدا أن يدxعون الذين المستشرقين بعض على رده وفى

صيام : أن الواقع فى بدوى الرحمن عبد الدكتور يقول ، اليهود بصيام تشبها المدينة

كان مكة فى إقامته خالل محمدا وأن اإلسالم قبل العرب عند موجودا كان رمضان

اإلسالم . قبل العربية الشعيرة هذه على 15يحافظ

من اإلسالم قبل مكة فى الحنفاء يفعله كان ما إلى هذا بقوله يشير بدوى الدكتور

هناك تكن فلم ، استطاعته حسب كل تقصر أو تطول قد مدة والصوم للعبادة انقطاع

عليه إبراهيم شريعة عليه كانت ما رؤاه حسب يتصور منهم كل كان بل ، محددة شريعة

. ، عام كل من شهرا حراء غار فى وتعبده النبى خلوة عن قبل، من كتبنا ولقد السالم

رمضان . شهر هو الحاالت أغلب فى الشهر 16وكان

.. ، لألمة توحيد صيامه فى األساسية فرائضاإلسالم من فريضة الصوم أصبح

ومتاعها الحياة ماديات فوق جميعا المسلمون فيه يتسامي إلهي قانون بإتباع وذلك

الذى الوقت نفس فى ، لنزواتهم كابحين ، شهواتهم على مسيطرين ، وإغراءاتها

فى . تولد اإلحساس فى المشاركة هذه والمعوزون الفقراء يحس بما فيه يحسون

ويخرج ، إليها حاجة فى هو لمن بالمساعدة يده القادر فيمد ، وحنوا تعاطفا النفوس

اإلسالمي المجتمع يتماسك وبذلك ، الفقير حاجة يسد نفسما برضاء ماله من الغني

ويتوحد .

شأنه . : " جل يقول الفريضة هذه حتمية الكريم القرآن آيات xذoينV وتبين ال �هVا يV أ Vا ي

xامtا . يV أ VونYقx Vت ت UمY xك VعVل ل UمY oك Uل قVب مoن Vينoذx ال عVلVى Vبo Yت ك VمVا ك YامV الصIي YمY Uك Vي عVل Vبo Yت ك U Yوا آمVن

Vينoذx ال وVعVلVى VرVخY أ � xام ي

V أ UنIم فVعoدxة� فVر� Vس عVلVى UوV أ مxرoيضtا Yم مoنك VانV ك فVمVن مxعUدYودVات�

14 ، أرمسترونج ص محمدكارين ،269.15 . ، بدوى الرحمن عبد محمد د عن ص دفاع ،166.كتابنا : 16 مكة –محمد أنظر نقدية –سنوات .دراسة

Page 17: محمد في المدينة

. UمY xك ل Uر� ي Vخ U VصYومYوا ت نV وVأ Yهx ل Uر� ي Vخ VوYهVف ا tرU ي Vخ VعxوVطV ت فVمVن كoين� Uسoم YامVعVط Vة� فoدUي YهV YطoيقYون ي

VونYمV VعUل ت UمY Yنت ك oن ( 184 – 183البقرة" ) : إ

الفطر : زكـاة

منهم مساعدة القادرين على الله أوجبها التى الفطر زكاة فرضت الصيام بعد

أن يجب عيد هو الذى اليوم ذلك فى باالحتياج يشعروا ال كى ، والمحتاجين للفقراء

العناء . لبعض تخفيف الزكاة هذه وفى األغنياء يسعد كما الفقراء به يسعد

العيدين : صالة

. واألضحي : الفطر العيدين بالناسصالة النبى صلى للهجرة الثانية السنة وفى

أذان . بغير الخطبة قبل الصالة وكانت

األذان :

نشأتها بداية فى تزال ما واألمة إليه التوصل تم وكيف األذان موضوع إلى نأتي هنا

بالمدينة. : وسلم عليه الله صلى الله رسول اطمأن لما اسحق ابن يقول وتكوينها

فقامت ، اإلسالم أمر استحكم ، األنصار أمر واجتمع المهاجرين من إخوانه إليه واجتمع

كان .. وقد والحرام الحالل وفرض ، الحدود وقامت ، والصيام الزكاة وفرضت ، الصالة

لحين للصالة إليه الناس يجتمع إنما قدمها حين وسلم عليه الله صلى الله رسول

الذى اليهود كبوق بوقا يجعل أن قدمها حين الله رسول xمVفه ، دعوة بغير مواعيدها

للمسلمين به ليضرب Yحoت فVن بالناقوس الناس أمر ثم ، كرهه ثم ، لصالتهم به يدعون

17للصالة .

يكتفى كان وقد ، األذان أمر فى أصحابه استشار قد النبى إن يقول سعد ابن لكن

النبى : . أصحاب ذكر وقد الناس فيجتمع ، جامعة الصالة منادي ينادي بأن قدومه منذ

الناقوس . بعضهم وقال البوق بعضهم فقال ، للصالة الناس بها يجمعون 18أشياء

أمر من النبى أهم ما أهمه الذى ، الخزرجي زيد بن الله عبد الحضور بين كان

بيته إلى عاد عندما أنه لدرجة التفكير واستغرقه ، بعمق يفكر فأخذ ، واألذان الصالة

رجل . : به مر طائف به طاف المنام فى فنام التفكير وأرهقه ، الطعام يمس أن رفض

قال . : الناقوس؟ هذا أتبيع للرجل الله عبد قال ناقوس يده وفى أخضران ثوبان عليه

الناس: . : لجماعة للصالة به أضرب لكى أبتاعه أن أريد الله عبد قال به تريد ماذا الرجل

الله. : : : تقول أجاب ؟ هو وما الله عبد سأل ؟ ذلك من خير على أدلك أفال الرجل قال

جـ 17 ، هشام ص 2ابن ،128.جـ 18 ، سعد ص 1ابن ،246.

Page 18: محمد في المدينة

، الله إال إله ال أن أشهد ، الله إال إله ال أن أشهد ، أكبر الله ، أكبر الله ، أكبر الله أكبر

على حى ، الصالة على حى ، الله رسول محمدا أن أشهد ، الله رسول محمدا أن أشهد

الله . إال إله ال ، أكبر الله أكبر الله ، الفالح على حى ، الفالح علي حي ، 19الصالة

. قال رأى بالذى وأخبره النبى إلى الليل فى توجه ، الصباح إلي الخرزجي ينتظر لم

وأذن: . بها، يؤذن كى بالل على يلقيها أن منه وطلب الله شاء إن ، حق لرؤيا إنها النبى

خير : الصالة زاد الصبح فى t بالال إن ويقال ، اليوم حتى القائم األذان وهو ، للصالة بالل

الخرزجي . رأى فيما تكن ولم ، النبى فأقرها النوم، من

من لرجل رؤيا يكن لم األذان أن من الرواة بعض ذكره ما هشام ابن وينقل

: . الله صلى النبى ائتمر هشام ابن يقول الله لرسول مباشرا وحيا كان إنما األنصار،

خشبتين يشترى أن يريد عمر فبينما ، للصالة لالجتماع بالناقوس وأصحابه وسلم عليه

للصالة، أذنوا بل الناقوس تجعلوا ال أن المنام فى الخطاب بن عمر رأى إذ للناقوس

صلى النبى جاء وقد ، رأى بالذى ليخبره وسلم عليه الله صلي النبى إلى عمر فذهب

الله صلى الله رسول فقال ، يؤذن بالل إال عمر راع فما ، بذلك الوحي وسلم عليه الله

الوحي : . بذلك سبقك قد بذلك أخبره حين وسلم 20عليه

(3)

األمـة دستـور

. المهاجرون كان ناشئة إسالمية ألمة أسسقوية وضع فى المدينة فى النبى نجح

طاعتهم كانت كما ، عنه نهي ما وتجنب ، الله أوامر تنفيذ فى له عون خير واألنصار

قدوة خير فيه يجدون كانوا فقد ، تردد أو شك دون ، مخلصة صادقة للنبى

مثل . وأفضل

المدينة لكن

. علم وأصحاب كتاب أهل وهم اليهود هناك كان مسلميها على مغلقة تكن لم

. رفضوا من هناك كان كما بديال بغيرها يرتضوا أن الصعب من وعقيدة وفكر وخبرة

ص 19 ، السابق .246المرجعجـ 20 ، هشام ص 2ابن ،129.

Page 19: محمد في المدينة

تظاهروا من هناك كان جانبهم وإلى ، الوثني بالشرك أى ، اآلباء بدين تمسكا اإلسالم

المدينة . فى النفاق بداية كانت وهكذا ، قلوبهم تؤمن ولم اإلسالم باعتناق

، استيعابهم يحاول وأن ، وحكمة صبر فى جميعا هؤالء يواجه أن النبى على كان

موحدة - - . واحدة وأمة ، واحد كيان فى أمكن إن كلها القبائل تندمج بحيث

دولة . ورجل كسياسى النبى دون يبرز ، وغربا شرقا المؤرخون يجمع كما ، هنا

: . رسوال منه أكثر أمة وقائد دولة رجل محمد أصبح المدينة فى جيفرى أ يقول

دين . 21ورجل

تمكن : إذ القدر رفيعة سياسية بموهبة يتمتع محمد كان ارمسترونج كارين وتقول

محمد .. نجاح لكن المجدي غير العنف من وأنقذهم شامال تغييرا أمته أحوال تغيير من

ورفاقه .. للنبى األول االعتبار أن ولوال للعرب نقلها التى الدينية الرؤيا على اعتمد

من .. اآلتي المباشر بالوحي مؤمنا محمد كان البقاء لهم كتب ما للدين كان المقربين

الطبيعية . ملكاته كل يوظف أن أيضا عليه كان لكنه 22الله،

الجهاد على يقتصر يعد لم المدينة فى النبى جهاد أن حسين طه الدكتور ويرى

فى األشياء طبيعة أملته وضع وهو ، واالقتصادية السياسية الناحيتين شمل بل الديني،

لها . : سياسية وحدة لإلسالم تكونت المدينة إلى النبى هاجر منذ يقول هذا وفى المدينة

واآلراء األوثان تجاوز قد األمر قريشأن وأحست الشديد، وبأسها المادية قوتها

نفوس فى t خطرا أعظم يظهر فيما كان آخر شيئ إلى ، القديمة والسنن الموروثة

التجارية والطرق ، الحجاز فى السياسية السيادة وهو ، به يتصل وما الدين قريشمن

الجهاد ... كان والصيف الشتاء فى بتجارتها إليها ترحل كانت التى البالد وبين مكة بين

وسياسيا .. دينيا الجهاد هذا أصبح المدينة إلى انتقل فلما خالصا وثنيا مكة فى

23واقتصاديا .

. المدينة فى القائم الوضع به عالج الذى األسلوب فى كسياسى النبى مقدرة تبدو

من المدينة أهل كل له ويخضع ، األمة به تتوحد نظاما يضع أن المستطاع قدر حاول لقد

إكراه : ال به جاء الذى الدين قبول أحد يفرضعلى أن دون ، ويهود ومشركين مسلمين

. هذا لكن والقهر باإلجبار ال ، الحسنة والموعظة بالحكمة الله إلى والدعوة ، الدين فى

األفراد بين العالقة ينظم عادل لدستور فيه فرد كل يخضع وأن ، يتوحد وأن البد المجتمع

21 A.Jeffery, p.3 ارمسترونج . 22 كارين23 ، حسين الجاهلى طه الشعر ص في ،49.

Page 20: محمد في المدينة

خطر أى من المدينة ويحمي ، المسلمة وغير المسلمة والعشائر القبائل بين وكذلك

. خارجها من أو داخلها من ذلك كان سواء يتهددها

من تعتبر والتى ، كدستور النبى وضعها التى الوثيقة أو الكتاب أهمية تكمن هنا

عن البداية ومنذ تعلن وأنها خاصة ، األديان تاريخ فى المسبوقة وغير النادرة الوثائق

لكم : العقيدة أمور فى معه اختلف ولو حتى لآلخر وقبوله تعصبه وعدم النبى تسامح

اإلسالم . . مبادئ أهم من جوهرى مبدأ هذا دين ولى دينكم

من للمسلمين ما مثل لليهود أن على ، لبسفيه ال بوضوح ، الوثيقة نصت لقد

واالقتصادية االجتماعية النواحي فى واجبات من المسلمين على ما مثل وعليهم حقوق

فى : عليهم يعتدي وال دينهم فى يضارون ال الدينية بحريتهم احتفاظهم مع ، والسياسية

الدستور . : هذا أو الكتاب بنصهذا يختص فيما إسحق ابن يقول 24اعتقادهم

يهود فيه VعVواد واألنصار المهاجرين بين كتابا وسلم عليه الله صلى الله رسول كتب

الله : " بسم لهم وشرط عليهم واشترط ، وأموالهم دينهم على وأقرهم ، وعاهدهم

المؤمنين بين وسلم عليه الله صلى النبى محمد من كتاب هذا الرحيم، الرحمن

من واحدة أمة إنهم ، معهم وجاهد بهم فلحق تبعهم ومن قريشويثرب من والمسلمين

أحكام : - ) من وعادتهم شأنهم على أى ربعتهم قريشعلى من المهاجرون الناس دون

) ( ) يفدون وهم بعض مع بعضهم دياتهم يدفعون أى بينهم يتعاقلون والدماء الديات

المؤمنين ) ( . بين والقسط بالمعروف أسيرهم عانيهم

عانيها- تفدى طائفة وكل ، األولى معاقلهم يتعاقلون ربعتهم على عوف وبنو

المؤمنين . بين والقسط بالمعروف

تفدى- منهم طائفة وكل ، األولى معاقلهم يتعاقلون ربعتهم على ساعدة وبنو

المؤمنين . بين والقسط بالمعروف عانيها

أوس من األنصار بطون من بطن يختصبكل فيما العبارة هذه النبى وكرر

قال : أن إلى ، وخزرج

) بالمعروف- ) يعطوه أن بينهم والعيال بالدين مثقال حا VرUفYم يتركون ال المؤمنين وإن

عقل . أو فداء فى

أو- عدوانا أو إثما أو ظلما ابتغي أو منهم بغي من على المتقين المؤمنين وإن

أحدهم . ولد كان ولو جميعا عليه أيديهم وإن ، المؤمنين بين فسادا

جـ 24 ، هشام ص 2ابن ،119 -123.

Page 21: محمد في المدينة

واحدة- الله ذمة وإن ، مؤمن على كافرا ينصر وال ، كافر فى t مؤمنا مؤمن يقتل وال

الناس: . بعضدون موالى بعضهم المؤمنين وإن ، أدناهم عليهم يجير

وال- مظلومين غير واألسوة النصر له فإن يهود من تبعنا من وإنه

عليهم . متناصر

) لقريشوال- ) t ماال المدينة أهل من شركه على بقى من مشرك يجير ال وإنه

مؤمن . على دونه يحول وال ، نفسا

. ) المقتول- ) ولى يرضي أن إال به قصاص قVوVد� فإنه بينة عن مؤمنا قتل من وإنه

ينصر- أن اآلخر واليوم بالله وآمن الصحيفة هذه فى بما xأقر لمؤمن يحل ال وإنه

وغضبه الله لعنة عليه فإن آواه أو نصره من وإنه ، يؤويه وال محدثا

القيامة . يوم

مع- أمة عوف بنى يهود وإن ، محاربين داموا ما المؤمنين مع ينفقون اليهود وإن

فإنه : وأثم ظلم من إال ، وأنفسهم مواليهم ، دينهم وللمسلمين ، دينهم لليهود المؤمنين

بيته ) ( . وأهل نفسه إال YهUلoك ي oغ يوت ال

بنى ويهود ، الحرث بنى ويهود ، النجار بنى ليهود بالنسبة العبارة نفس النبى ويكرر

ثعلبة . بنى ويهود ، األوس بنى ويهود ، جشم بنى ويهود ، ساعدة

( ) ال- ) أى وسلم عليه الله صلى محمد بإذن إال أحد اليهود من أي منهم يخرج ال إنه

. ) النبى من بإذن إال لقتال منهم أحد يخرج

من- على النصر بينهم وإن ، نفقتهم المسلمين وعلى نفقتهم اليهود على وإن

يأثم ال وإنه ، اإلثم دون والبر والنصيحة النصح بينهم وإن ، الصحيفة هذه أهل حارب

للمظلوم . النصر وإن ، بحليفة أمرؤ

محاربين- . داموا ما المؤمنين مع ينفقون اليهود وإن

الصحيفة- . هذه ألهل جوفها حرام يثرب وإن

. أهلها- . بإذن إال حرمة تجار ال وإنه آثم وال مضار كالنفسغير الجار وإن

مرده- فإن فساده يخاف اشتجار أو حدث من الصحيفة هذه أهل بين كان ما وإنه

وسلم . عليه الله صلى الله رسول محمد وإلى وجل عز الله إلى

. نصرها- من قريشوال تجار ال وإنه

. ويلبونه- . يصالحونه صلح إذا دعوا وإذا يثرب دهم من على النصر بينهم وإن

الكتاب- : . هذا ألهل ما مثل على وأنفسهم مواليهم األوس يهود وإن

وأثم- . ظلم من إال ، آمن قعد ومن آمن المدينة من خرج من وإن

Page 22: محمد في المدينة

ومحمد : ، واتقى بر لمن جار الله وإن النبى يقول الشامل الدستور هذا ختام وفى

الله . رسول

لهم أن ، باليهود يختص فيما ، كامل بوضوح ، الدستور هذا أو ، الكتاب هذا xن بي ولقد

أن عليهم لكن ، العقيدة بحرية الكامل احتفاظهم مع حقوق من جميعا المدينة ألهل ما

من جزء فهم ، المدينة سكان كل على تطبق التى العامة والواجبات بالمبادئ يلتزموا

العام النظام تتعارضمع خاصة أحكام لهم تكون أن المستحيل ومن الناشئة األمة هذه

. الوثيقة عليه نصت الذى

النبى، . أمام ملتزمين أصبحوا قد اليهود أن على الدستور نصهذا الوضوح وبنفس

وأن ، النبى ضد المشركين من غيرها أو قريشا يناصروا أال المدينة مجتمع وأمام

ألنهم الحرب نفقات فى يساهموا وأن ، هوجمت إذا المدينة عن الدفاع فى يشتركوا

حقوقهم سقطت العهد بهذا أخلوا ما فإذا ، أهلها وبين بينهم انفصال ال مجتمعها من جزء

حق من وأصبح ، األمة هذه نسيج من كجزء صفتهم وفقدوا النبى لهم كفلها التى

ذلك . األمر استدعي إذا المدينة من إخراجهم أو وقتلهم محاربتهم المسلمين

حينها، فى عليها يعترضوا لم أنهم بدليل اليهود قبلها وقد ، النصوصواضحة كانت

يعترضوا لم لكنهم ، الرفض أو االعتراض من يمكنهم قوى وضع فى آنذاك كانوا وقد

الملزم . الدستور هذا فى النبى عليه نص بما قبلوا أنهم معناه وهذا يرفضوا، ولم

أنهم على إليهم واإلشارة اليهود على الصحيفة احتواء أن وت مونتجمرى ويرى

. القبائل ذكر عدم لكن بدر معركة قبل تحريرها تم قد الوثيقة أن معناه األمة من جزء

قريظة – – وبني النضير وبنى قينقاع بنى اليهودية الجماعات أكثر تمثل التى الثالث

التى قريظة على القضاء بعد ما فترة إلى تنتمي الحالية صيغتها فى الصحيفة أن يعني

عام صيف فى تماما استئصالها قد . 627تم تكون وأن البد الوثيقة فإن ذلك وعلى م

التاريخ . هذا بعد النهائى شكلها 25أخذت

لم وإن ، اليهودية والعشائر القبائل بأن وت مونتجمرى يقوله ما على الرد ويمكن

" النجار " بنى يهود مثل العربية للعشائر كحلفاء إليها اإلشارة تمت فقد ، باإلسم تذكر

األوس .. ويهود ، ساعدة بنى ويهود ، الحرث بنى ويهود ، النجار لبنى الموالين اليهود أى

المدينة . يهود لكل تضمين هذا وفى

25 Montogmery Watt, Muhammad , Prophet and Statesman,p. 93.

Page 23: محمد في المدينة

قبائل مختلف بين يوحد أن فيه جاء بما حاول الذى دستوره النبى وضع هكذا

عليها وما حقوق من لها لما متفهمة متكاملة وحدة منها يخلق وأن ، وعشائرها المدينة

. . ونذيرا ومبشرا هاديا األمة رأسهذه على هو وكان واجبات من

(4)

األمـة عن الدفـاع

وبال القوة، تناصره وأن البد فالحق ، تحميها قوة الناشئة لألمة يكون وأن البد كان

إال مكانا آمنوا الذين يجد وال الشرك ويسيطر الباطل ويسود الفساد يستشرى قوة

األحد الواحد الله بدين اإليمان مع تماما يتناقض ما وهذا ، األذالء المستضعفين مكان

. الباطل ركب ما إذا عجز فى يرتعدون t ضعافا يكونوا أن للمؤمنين كان وما القادر القوى

. ، النفس عن للدفاع عدتها األمة هذه تعد أن الحتمي من كان ولهذا سيفه وشرع خيله

الله . سبيل فى الموت أو وإباء أمان والعيشفى ، العقيدة وحماية

بالقتـال : اإلذن

أغلبهم د IرYوج وعYذIبوا هينواY وأ اضطYهoدوا أن بعد ديارهم من المهاجرون VجoرUخ

Y أ لقد

النفوس فى ترك قريشفقد بهم فعلته ما ينسوا أن المستحيل من وكان ، يملك مما

ولو . وأظهرت وطغيانها غيها عن وأقلعت رشدها إلى عادت قريشا أن ولو غائرة جراحا

قطعا – إال كانوا ما هاجروا فالذين أهلها من تسحق أن حاولت من مع التسامح من قليال

للمسلمين – .. لبدت قريشذلك فعلت لو أكبادها من

مكة . أهل بنوره الله يشمل أن فى أمل بارقة

أهل من والمشركين باليهود تتصل بدأت ، ذلك العكسمن على ، قريشا لكن

Vى� بY أ بن الله عبد رأسهم وعلى قلوبهم تؤمن ولم نفاقا أسلموا بالذين وكذلك ، المدينة

وأصحابه .. . محمد من عدائى موقف اتخاذ على جميعا تحرضهؤالء أخذت سلول ابن

Page 24: محمد في المدينة

على ملكا سينصب كان الذى ، Vى� بY أ بن الله عبد إلى خطابا أرسلت قريشا إن ويقال

) تقتله : ) أن وعليك ، محمدا تقصد رجلنا آويت لقد فيه تقول ، النبى وصول قبل المدينة

نساءكم .. ونسبى رجالكم نقتل نغزوكم أن نقسم فإننا وإال ، المدينة من تخرجه أو

متاعا . لنا 26فيصبحن

أرسلوا . الشقة بعد رغم بالمسلمين التحرش بدأوا بل ، بذلك القريشيون يكتف لم

، ثمار من تحمله بما األشجار دمروا ، المدينة أطراف على فأغاروا بعضرجالهم

وماشية . أغنام على واستولوا

كي : المسلمين تترك لن قريشا إن وصولها توالى ثم ، النبى إلى األخبار ووصلت

بغية المدينة على بالهجوم ستقوم أخرى قبائل مع بالتحالف لكنها ، سالم فى يعيشوا

عليهم . القضاء

فى وهى المدينة بصحراء تمر مكة تجار فقوافل ، لقريشمخاوفها كان بالطبع

وتصدوا التجارة طريق العترضوا وأصحابه محمد شوكة قويت ولو ، الشام إلى الطريق

- قريب . – فالعهد تنسى وقريشال أحد ماالمهم ذلك فعلوا ولو ، عليها وأغاروا للقوافل

. هؤالء حاول ما فإذا سلبا سلبتهم ، أموالهم من المهاجرين هؤالء أغلب جردت أنها

السترداد بالحق محاولة فهى ، مشروعا عملهم لبدا بالباطل قريش سلبت ما استرداد

: . يعرفه قانون هذا أظلم والبادئ ، بالسن والسن ، بالعين العين بالقهر سلب ما

أحد . ينكره وال ، ويهود ومشركون مسلمون ، الجميع

محاولة في ، المدينة أهل من والمشركين باليهود القريشيين اتصال كان لهذا

المدينة أطراف ومهاجمة النبى بأتباع التحرش كان ولهذا ، المسلمين على لتأليبهم

تنهي ساحقة لضربة وتمهيدا وتخويفا تهديدا ، ونهبه تخريبه يمكن ما كل ونهب وتخريب

وأصحابه . محمد خطر من أهلها مخاوف على قريشوتقضى مشكالت

النفس : " عن دفاعا بالقتال باإلذن الوحي oمYوا ونزل ظYل UمYهx نV oأ ب VونY Vل YقVات ي Vينoذx oل ل Vنoذ

Y أ

Vا . �ن ب Vر Yوا VقYول ي نV أ xالo إ حVق� oرU oغVي ب UمoهoارV دoي مoن خUرoجYوا

Y أ Vينoذx ال VقVدoير� ل UمoهoرUصV ن عVلVى Vهx الل xنo وVإ

Yد oاج VسVمVو VوVات� وVصVل Vع� oي وVب YعoامVوVص UتVمIدYهx ل VعUض� oب ب VعUضVهYم ب Vاسx الن oهx الل YعUفVد VالUوV وVل Yهx الل

عVزoيز� VقVوoي� ل Vهx الل xنo إ Yه YرYنصV ي مVن Yهx الل xن VرYنصV Vي وVل ا tيرo Vث ك oهx الل Yم Uاس فoيهVا YرV YذUك -39الحج" ) : ي

40 .)

: . آية أول أن والصحيح العربى بن بكر أبو ويقول القتال في نزلت آية أول هذه

" : ".. الذين : " الله سبيل فى وقاتلوا نزل ثم يقاتلون للذين أذن الحج آية نزلت

26 A. Husain, p. 25 .

Page 25: محمد في المدينة

"، مكية القتال فى اإلذن آية ألن ، فرضا ذلك بعد أصبح ثم ، إذنا القتال فكان ، يقاتلونكم

متأخرة . مدنية اآلية 27وهذه

عن دفاعا القتال إلى دعا اإلسالم أن ، لبسفيها ال جلية بصورة ، هنا الواضح

ويحاولون الحق دعوة يهددون من وضد ، الله سبيل وفى ، للكرامة النفسوحفظا

تدمير . وال حرق وال UلVة مYث وال انتقام فال ، إليه الدافع بانتهاء القتال وينتهي عليها القضاء

اإلسالم . جوهر هو فالسالم ، إبادة وال

كتاب- – من كثرة له وxج Vر ما إلى ، عابرة بصورة ولو ، اإلشارة تجدر أيضا وهنا

أن من ، الحق بالدين معرفتهم لضعف جهل هو ما وغالبا جهل أو حقد نتيجة ، الغرب

على جاء يفرضما كى الدماء بإراقة ومهددا منذرا ورفعه بالسيف أمسك قد محمدا

هم . وأصحابه محمد كان فقد ، الكالم عكسهذا هو والصحيح ويرفضه يبغضه مجتمع

واالستئصال . باإلبادة دوما المهددين

أى فى وجودها يندر ، اعتداء ال دفاعا ، للقتال سامية مبادئ اإلسالم وضع لقد

المبادئ . : هذه أهم ومن دين أو شريعة

إال -1 إليها اللجوء يتم فال الحرب أما ، اإلسالم فى الحياة دعامة وهو جوهرى السالم

فما ، المنافذ كل وسYدxت السبل كل ضاقت ما إذا القصوى الضرورة حاالت فى

تعني . اإلسالم وكلمة جمعاء للبشرية والسالم السكينة لتوفير إال اإلسالم جاء

وإرادته : " الله لمشيئة ، الطاعة أى ، واالستسالم البشر بين Uالسالم Yوا VعVاوVن وVت

Yيدoد Vش Vه� الل xنo إ Vه� الل U xقYوا وVات oانVوUدYعU وVال o Uم oث اإل عVلVى U Yوا VعVاوVن ت V وVال xقUوVى وVالت IبرU ال عVلVى

oابVقoعU :ال (. 2المائدة". )

2- ، بها االستهانة وعدم حمايتها ويجب ، واحترامها قدرها لها اإلسالم فى الفرد حياة

عليها : " والقضاء بها الفتك VمYونV ال VعUل ي VفUو VسVف م� Vال Vس UلYقVو UمYهU عVن UحVفUاصVف "

: حق(. 89الزخرف) فليسمن الحياة، فى اآلخرين حق اإلنسان احترم وطالما

" : يقتله أن أو عليه يعتدي أن UحVقI أحد oال ب x oال إ Yه� الل Vم xرVح oي xت ال VسUفx الن U Yوا Yل VقUت ت V وVال

VونY VعUقoل ت UمY xك VعVل ل oهo ب UمY وVصxاك UمY oك و( " 151األنعام" ) : ذVل عVلVى ، Vا Uن Vب Vت ك Vكo ذVل oلUجV أ Uنoم

VلV قVت xمVا نV Vأ فVك oضUر

V األ فoي اد� VسVف UوV أ VفUس� ن oرU oغVي ب ا tسUفV ن VلV قVت مVن Yهx ن

V أ Vيلo ائ Vر Uسo إ oي Vن ب

جVمoيعtا Vاسx الن Vا ي UحV أ xمVا نV Vأ فVك VاهVا ي UحV أ UنVمVو جVمoيعtا Vاسx يؤكد( . 32المائدة" ) : الن وهذا

اإلسالم . فى الحياة قداسة

27 ، األحكام الصابوني آيات ص تفسير ،230.

Page 26: محمد في المدينة

حربهم -3 يريد بمن مجتمعهم وفى أنفسهم فى المسلمون VدIدYه ما إذا لكن

مقدورا . قدرا تصبح بل ، اختيارا تصبح ال الحالة هذه فى الحرب فإن وتدميرهم،

هم يكونوا ولم فرضا المسلمين فرضعلى ألنه منه مفر ال الحالة هذه فى القتال

بقتال : " VقVدoير� بادئين ل UمoهoرUصV ن عVلVى Vهx الل xنo وVإ oمYوا ظYل UمYهx نV oأ ب VونY Vل YقVات ي Vينoذx oل ل Vنoذ

Y أ

النفس( . 39الحج" ) : عن دفاعا بالقتال يختص فيما نزلت آية أول وهي ،

المسلمين -4 على االعتداء حالة فى وحتى ، للعدوان اإلسالم في تشرع لم الحرب

أجل من البدائل كل تستنفد أن بعد إال السالح إلى اللجوء عدم يجب ومهاجمتهم

فإن السلم إلى بالجنوح العدو إقناع فى المحاوالت كل فشلت فإذا ، السالم

النبى . طلب لقد اعتداء ال دفاع حرب وهى ، حتمية تصبح الحالة هذه فى الحرب

السالم . أجل من دوما يصلوا وأن الحرب يتمنوا أال أصحابه من

عالمة -5 سيفه ألقى أو ، قتال دون لهم استسلم رجال يقتلوا أال أصحابه النبى أوصى

المقاومة . وعدم الخضوع على

والرهبان . -6 والشيوخ واألطفال النساء قتل النبى Vم xرVح

المسلمين .-7 عند الحرب سلوكيات أهم من يزال وما كان األرواح إزهاق تجنب

خمس . خالل أنه تاريخيا المعلوم ومن الدماء إراقة اإلسالم أهداف فليسمن

وأحد . بدر معارك وفى واحدة دم قطرة ترق لم النبى غزوات من غزوة عشرة

حياة فى الرئيسية المعارك هي إنها بل ، كبيرة معارك وهي ، وحنين واألحزاب

القتلى عدد كان ، و 117قتيال )298النبى المسلمين ( . 181من المشركين من

منذ النبى عهد فى المسلمون خاضها التى المعارك كل فى القتلى عدد كان لقد

نهايتها إلى و 255قتيال )1014بدايتها المسلمين (. 759من العدد وكان المسلمين غير من

الحرب ألسرى ارتكبا 6564اإلجمالى قد كانا اثنين باستثناء جميعا سراحهم إطالق تم ،

. قتلهما فتم السابق فى جرائم

توحيدية ديانة تتبع كى وهدايتها ، األوثان عبادة من العربية الجزيرة تخليصشبه إن

، الضآلة شديدة التضحيات بهذه ، الجاهلية ممارساتها موبقات كل من وتجريدها خالصة

الخالقة . العبقرية أعمال أروع من فذا عمال يعتبر

من " " بالماليين ذكرناهم ما إذا يخجلوا أن ، النبى بدموية يتشدقون الذين وعلى

الحديثة . المدنيات حروب فى إبادتهم تمت الذين البشر

Page 27: محمد في المدينة

سالم :-8 العيشفى يريدون الذين المسالمين اآلدميين على االعتداء اإلسالم Vم xرVح

" VينoدV UمYعUت ال IبoحY ي V ال Vه� الل xنo إ U VدYوا VعUت ت V وVال UمY Vك Yون oل YقVات ي Vينoذx ال oه� الل oيلo ب Vس فoي U Yوا oل وVقVات

: ( .190البقرة" )

وعدم -9 المسلمين وغير المسلمين بين عقدها يتم التى والمواثيق العهود احترام

بنصوصها : " ... جاء ما على يخرج وال يحترمها اآلخر الطرف دام ما ، نقضها

Vون Yرx VذVك ت UمY xك VعVل ل oهo ب Yم وVصxاك UمY oك ذVل U وUفYواV أ oه� الل oدUهVعo ( . 152األنعام " ) وب

ورحمة : " -10 بمودة ومعاملتهم الحرب أسرى قتل عVلVى عدم VامVعxالط VونYمoعUويط

. VالVو اء VزVج UمY مoنك YيدoرY ن Vال oهx الل oهUجVوo ل UمY YطUعoمYك ن xمVا oن إ ا tير oسV وVأ oيمtا Vت وVي tا oين ك Uسoم oهI ب Yح

ا tورY ك Y( . 9-8اإلنسان " ) ش

الحرب : " -11 فى الرغبة عدم وأعلن السالح ألقى ما إذا العدو مقاتلة فإنoعدم

t oيال ب Vس UمoهU Vي عVل UمY Vك ل Yه� الل VلVعVج فVمVا VمV ل xالس YمY Uك Vي oل إ U UقVوUا لV وVأ UمY Yوك oل YقVات ي UمV فVل UمY Yوك ل VزV "اعUت

: 28( .90النساء)

ألصحابه . -12 النبي يقول لهم إذالال األسرى رقاب فى األغالل وضع عن اإلسالم ينهي

وال : . فانيا شيخا تقتلوا ال الله بركة وعلى الله بإسم انطلقوا للقتال خارجون وهو

. المصلحين . .. يحب الله إن وأصلحوا �وا Vغoل ت وال امرأة وال طفال

يفى -13 ما على إال يستولوا أال المقاتلين على وأوجب النهب اإلسالم حرم

ونهي بالحيوان، والفتك األشجار وقطع الزرع إتالف عن نهى كما ، باحتياجاتهم

الجريح . على اإلجهاز عن

سوط ال ، رحمة قوانين هى اإلسالم فى الحرب قوانين أن بوضوح يبدو سبق ومما

. " للعالمين: " رحمة إال أرسلناك وما عذاب

التوراة " " فى جاء وما السامية اإلنسانية التعاليم هذه بين المقارنة تمت ما وإذا

: . التوراتي . النص يقول ومروعا مخيفا بل ، هائال الفرق نجد بالحرب خاصة قوانين من

فوق" قتلوهم مديان وملوك ، ذكر كل Iلوا وقت الرب أمر كما مديان على فتجندوا

وجميع .. بهائمهم جميع ونهبوا وأطفالهم مديان نساء إسرائيل بنو وسبى قتالهم

. وأخذوا . بالنار حصونهم وجميع بمساكنهم مدنهم جميع وأحرقوا أمالكهم وكل مواشيهم

عدد " ) والبهائم الناس من النهب وكل الغنيمة ( . 11-7 : 31كل

28 Afzalur Rahman, Muhammad, Ecycopadia of Seerah, vol. I, The Muslim School Trust, London, 1981, pp. 665- 668.

Page 28: محمد في المدينة

فضربا " " : " الكاملة واإلبادة والحرق القتل على التوراة تنص التثنية سفر وفى

. السيف بحد بهائمها مع فيها ما بكل مYها IحرY وت السيف بحد المدينة تلك سكان تضرب

إلهك للرب كاملة أمتعتها وكل المدينة بالنار وتحرق ساحتها وسط إلى أمتعتها كل تجمع

تثنية " ) بعد تبنى ال األبد إلى تال ( .16-15 : 13فتكون

" " ، للمسيحيين بالنسبة مقدس أيضا وهو المقدس اليهود كتاب عليه نص ما هذا

والمسيحيين اليهود من كال أن أى ، باألناجيل إيمانهم بالتوراة يؤمنون فالمسيحيون

رأفة دون شاملة وإبادة وحرق تدمير من التوراتية الحرب قوانين عليه نصت بما يؤمنون

. وما ، الفعل مقدرة ملكوا كلما حياتهم أطوار كل خالل اليهود فعله ما وهذا رحمة أو

وقتل كامال تدميرا وتدميرها للمدن وهدم جماعية إبادة من اليوم بفلسطين يفعلونه

التى الشيطانية التعاليم ينفذون أنهم على دليل خير ، منهم الرضع حتى األطفال

التوراة . فى نبيهم على أمالها قد الرب أن يعتقدون

عشرات فيها أبادوا التى الصليبية الحروب أثناء أسوأ هو ما المسيحيون فعل ولقد

فى يحاربون أنهم معتقدين ، رحمة أو شفقة دون كاملة إبادة المسلمين من اآلالف

ينفذون . كانوا سالم داعية كان الصليب صاحب أن السفهاء ونسى ، الصليب سبيل

الرب – – . وحي من أنها اليهود اعتقد كما اعتقدوا التى الشيطانية التعاليم

(5)

والسـرايا الغـزوات

تحت" " – – المقاتلين من صغيرة مجموعة هى السيرة كتاب يرى كما السرية

دعت ما إذا تقاتل وأحيانا ، والحراسة لالستطالع تخرج ، النبى يعينه منهم واحد إمرة

للقتال . الحاجة

وربما " " ، المقاتل الجيش رأس على بنفسه النبى فيها يخرج التى فهى الغزوة أما

، النبى يقاتل لم الغزوات أغلب فى أنه هو بالفعل حدث والذى ، يقاتلوا لم وربما قاتلوا

كما المتحاربين الفريقين قدرة عن خارجة ألسباب أو الصلح لعقد أو العدو لفرار ربما

انسحاب إلى أدى مما الريح واشتدت الطبيعة ثارت عندما الخندق غزوة فى حدث

األحزاب .

Page 29: محمد في المدينة

سبعة كان بنفسه غزا التى النبى مغازى عدد أن ، آخرين عن ، سعد ابن ويروى

فيه قاتل ما وكان ، سرية وأربعين سبعا بها بعث التى سراياه وكانت ، غزوة وعشرين

وحنين : وخيبر وقريظة والخندق والمريسيع وأحد القتال بدر غزوات تسع المغازى من

عليه . . لنا اجتمع ما فهذا إنها 29والطائف يقول فكيف ، فقط ثمانية سعد ابن Vدxعد وما

!! ؟ تسع

حمـزة : سرية

سرية أول أن هو ، للقتال نزوعهم وعدم للسلم المسلمين جنوح على يدل ومما

كما بقتال تؤمر لم ، المطلب عبد بن حمزة لعمه لواءها عقد وقد ، بخروجها النبى يأمر

تقاتل . لم أيضا هى ، الحارث بن عبيدة سرية وهى ، تلتها التى السرية أن

من رجال ثالثين فى خرج وقد ، الهجرة من السابع الشهر فى حمزة خروج كان

مع تعاهدوا قد كانوا األنصار ألن ذلك ، أحد األنصار من معهم يخرج ولم ، المهاجرين

المدينة . فى هوجم ما إذا حمايته على النبى

. حمزة وخرج اإلسالم فى عقد لواء أول إنه يقال ، أبيض tلواء لحمزة النبى عقد

طريقها فى الشام من لقريشقادمة t واعترضعيرا األحمر البحر ساحل إلى معه بمن

بين يحدث ولم ، رجل ثالثمائة فى هشام بن جهل أبو القافلة رأس على وكان ، مكة إلى

. t حليفا وكان الجهني عمرو بن مجدي تدخل بسبب كان ذلك إن ويقال قتال الفريقين

المدينة . . إلى معه ومن حمزة وعاد ، مكة إلى معه بمن جهل أبو انصرف للفريقين

الحارث : بن عبيدة سريـة

فى المطلب عبد بن الحارث بن عبيدة سرية خرجت عندما نفسالشئ حدث وقد

رأس . على بالخروج أبيضوأمره لواء له عقد قد النبى وكان للهجرة الثامن الشهر

أصحابه .. من مائتين في وهو حرب بن سفيان أبا فلقى ، المهاجرين من رجال ستين

بن " " سعد أن إال ، قتال الفريقين بين يكن ولم أحياء له يقال بالحجاز ماء على التقوا

عن القوم انصرف ثم ، اإلسالم فى به رمي سهم أول فكان ، بسهم وقاصرمي أبى

30القوم .

ود�ان : غـزوة

أى بها يحدث ولم ، للموادعة كانت ، ودان غزوة وهي النبى غزوات أولى أن كما

عشر. إثنا المدينة فى عليه مضى أن بعد صفر فى الغزوة هذه فى النبى خرج قتال

بينهم .. ليس المهاجريم من جمع صحبه عبادة بن سعد المدينة على واستعمل شهرا،جـ 29 ، سعد ص 2ابن ،5-6. جـ 30 ، هشام ص 2ابن ،224.

Page 30: محمد في المدينة

وهى . " " األبواء النبى بلغ المطلب عبد بن األبيضحمزة اللواء حمل وقد ، أنصارى

عمرو . بن مخشى� وادع وهناك المدينة من ميال ثالثين أو عشرين بعد علي قرية

. ، جمعا عليه يكثروا وال يغزوه وال ضمرة بنى يغزو أال على ، ضمرة بنى سيد ، الضمرى

كتابا . وبينهم بينه وكتب ، عدوا يعينوا 31وال

إلى . هذا وسالم أمان عهد لعقد كان إنما ، لقتال يكن لم الخروج أن نرى هكذا

على قادرة قوة أصبحوا قد المسلمين أن قريشوغيرها من المشركين إشعار جانب

. وأرضها دينها عن والدفاع نفسها حماية

األولي : بـدر

" " ، الفهرى جابر بن ز UرY ك لطلب النبى خروج ، بغزوة هى وما غزوة عليه يطلق ومما

على . جابر بن كرز أغار الهجرة من شهرا عشر ثالثة رأس على األول ربيع شهر فى

فاستاقه . المدينة من أميال ثالثة من يقرب ما بعد على يرعي السرح كان المدينة سرح

. بدر " " ناحية من سفوان له يقال واديا بلغ حتى طلبه فى النبى وخرج ، كرز

على السيرة كتاب ويطلق المدينة إلى النبى وعاد ، يدركه فلم جابر بن كرز وفاته

األولى " " . بدر غزوة عبارة الخروج هذا

أي " " من لقاء بها يكن ولم غزوة اسم السيرة كتاب عليها أطلق لماذا ندري وال

والغنم . اإلبل بعض سرقة فى نجح لصماشية ، سرقة مجرد كانت قتال ساحة فى نوع

. فلم سرق ما يستردوا اللصكى أثر فى وبعضصحبه النبي وخرج الفرار فى ونجح

بدر . مع المساواة قدم على التسمية حيث من تقف ، غزوة هذه تسمي فلماذا يدركوه

؟ المثال سبيل على ، واألحزاب وأحد

بنجحش : الله عبد سرية

ألننا ، وغزوات سرايا من التراث كتب ذكرته ما لكل تفصيليا سردا نقدم لن

لكننا . المجال هذا فى ومتشابهة مكتظة كلها التراث وكتب ، شيئا نضيف لن بتكرارها

اإلسالم . تاريخ فى بارز محوري أثر لها كان التى الفاصلة المعارك على سنركز

نزل ولما ، جدل من أثارته لما ، جحش بن الله عبد سرية إلى اإلشارة تجدر هنا

وحي . من فيها

الثاني – العام من رجب فى األسدى رئاب جحشبن بن الله عبد النبى بعث

. أن – الواقدى ويرى أحد األنصار من ليسفيهم المهاجرين من ثمانية ومعه للهجرة

جـ 31 ، سعد ص 2ابن ،8.

Page 31: محمد في المدينة

. كتب رجال عشر اثني كانوا بل ، ثمانية يكونوا جحشلم بن الله عبد مع خرجوا الذين

ينظر بعدها ، يومين مسيرة بعد إال فيه ينظر أال وأمره جحشكتابا بن الله لعبد النبى

أصحابه . من أحدا يستكره أال بشرط ، به أمر لما ويمضى الخطاب فى

فسر : هذا كتابى فى نظرت إذا فيه فإذا ، الكتاب الله عبد فتح ، يومين مسيرة بعد

أخبارهم . من لنا وتعلم ، قريشا بها فترصد ، والطائف مكة بين نخلة تبلغ حتى

سرية مجرد كانت بل ، لقتال تخرج لم السرية هذه أن الوضوح بمنتهي ، هنا يالحظ

مباح وهذا ، حرب أو لكيد يدبرون كانوا إذا وما مكة أهل أخبار لمعرفة استطالعية

الناشئة . أمتهم وسالمة المسلمين أمن على للحفاظ ، ومطلوب ضرورى بل ، ومشروع

حاليا العالم دول كل فى العمالء والتجسسوتجنيد االستطالع نظم أن أحد ينكر وال

بحد– اإلسالم انتشار بأكذوبة فيه المستشرقون يتشدق الذى الغربي العالم وخصوصا

المعقدة – األجهزة أحدث طريق عن واالقتحام التغلغل من هائلة درجة بلغت قد السيف

بل المئات، بفناء يبالون ال وهم ، الجسدية بالتصفية والجنسوالتهديد المال واستخدام

مبدأ ألى مراعاة دون ، بالدهم أمن وضمان أهدافهم تحقيق سبيل فى البشر من اآلالف

. يخرج ذلك ومع لها خالق وال ضمير ال رأيهم فى السياسة ألن ذلك ، األخالق مبادئ من

األكاذيب وينشرون ويولولون يتصايحون وهم البالد تلك فى المستشرقين بعضسفهاء

هذه " " تنفيذ أثناء قتل قد المشركين من واحدا رجال ألن وقسوته اإلسالم بشاعة عن

لمهمتها . السرية

أن : وسلم عليه الله صلى الله رسول أمرني قد معه جحشلمن بن الله عبد قال

منكم أستكره أن نهانى وقد ، بخبر منهم آتيه حتى قريشا بها أرصد نخلة إلى أمضى

وأما ، فليرجع ذلك كره ومن ، فلينطلق فيها ويرغب الشهادة منكم يريد كان فمن ، أحدا

وسلم . عليه الله صلى الله رسول فماضألمر أنا

أبى بن سعد لكن ، أحد منهم عنه يتخلف لم ، معه جحشومن بن الله عبد ومضى

وبقية الله عبد واستمر ، فتخلفا يعتقبانه كانا لهما بعير أضلهما غزوان بن وقاصوعتبة

بنخلة . نزل حتى أصحابه

بقوله : السرية لهذه النبى تعليمات على وت مونتجمرى يعلق

على للحفاظ محمد اتخذها التى االحتياطات هو القصة هذه فى يالحظ ما أول

يكن . لم ، مغلقة رسالة فى تعليمات السرية قائد بإعطاء يكتف لم إنه الكاملة السرية

لكنه ، خلصائه أقرب من اثنين أو وواحد الرسالة وكاتب نفسه هو سواه بمحتواها يعلم

فى كان النهائى هدفهم أن رغم ، الشرق اتجاه فى نجد طريق عن السرية أرسل

Page 32: محمد في المدينة

يمكنهم . فال المكي التجسس نظام يضلل كى ، شك أدني دون ، ذلك فعل لقد الجنوب

. عليه مقبل هو ما اكتشاف من

قرأوا عندما ، المجموعة أفراد نفوسبعض فى التردد أثار الذى السبب أما

العربى . إن عليه مقدمون هم ما لخطورة إدراكهم بالتأكيد كان فقد محمد، تعليمات

أن دوما يحاول هدوء فى يفكر عندما لكنه ، دمه ويثار ينفعل عندما التهور حد إلى جرئ

. بن الله عبد من يطلب أن إلى محمدا دعا ما هو بالشك وهذا الخطر مكامن يتجنب

واقعة . فإن ذلك وعلى المهمة قبول فى مترددا يراه شخص أى يستكره ال جحشأن

إن . االهتمام تستحق الناقة ركوب يشاركه كان الذى وقاصوصاحبه أبى بن سعد

أدت – وقد السرية عادت أن بعد المدينة إلى وصولهما عند بروايتها قاما التى القصة

انقطعت – وبذلك ، عنهما يبحثان ذهبا وأنهما شردت قد الناقة أن عن بنجاح مهمتها

صدقها .. . فى الشك يمكن القصة هذه المجموعة ببقية 32صلتهما

لقريشتحمل " " غير مرت ، جحشوصحبه بن الله عبد تمركز حيث نخلة فى

الحضرمى بن عمرو فيها ، الطائف من بها قريشقدموا تجارة من وتجارة وأدما زبيبا

المخزوميان المغيرة بن الله عبد بن نوفل وأخوه المغيرة بن الله عبد بن وعثمان

المغيرة . بن هشام مولى Uسان كي ابن والحكم

من . وهو رجب من يوم آخر فى ذلك كان القافلة أمر فى معه ومن الله عبد تشاور

على . وأجمعوا أنفسهم شجعوا ثم ، اإلقدام هابوا وقد قليال ترددوا الحرم األشهر

الدماء . سفك إلى ذلك أدي ولو القافلة على االستيالء قرروا وقد الهجوم

دم أول وكان ، فقتله بسهم الحضرمي بن عمرو التميمي الله عبد بن واقد رمي

. الله عبد بن نوفل ونجح كيسان بن والحكم الله عبد بن عثمان أسر تم المسلمون أراقه

. الفرار فى

العير، خمس للنبى حجز أن بعد ، أصحابه على الغنيمة جحش بن الله عبد وزع

جحش . بن الله عبد يكون الرواية لهذه وطبقا المغانم الخمسمن YفUرVض ي أن قبل وذلك

بن . الله عبد VىIم Yس السرية هذه وفى اإلسالم فى للنبى الخمس فرض من أول هو

المؤمنين . أمير جحش

العير : . وقف الحرام الشهر فى بقتال أمرتكم ما قال ، النبى على قدموا فلما

القوم . أيدى فى سقط ذلك النبى قال فلما شيئا ذلك من يأخذ أن ورفض واألسيرين

32 Montgomery Watt, Muhammad at Madina, p. 6.

Page 33: محمد في المدينة

تؤمروا . : لم ما صنعتم لهم قالوا صنعوا فيما المسلمون وعنفهم ، هلكوا قد أنهم وظنوا

بقتال !!! تؤمروا ولم الحرام الشهر فى وقاتلتم به

وأخذوا : ، الدم فيه فسفكوا ، الحرام الشهر وأصحابه محمد استحل قريش وقالت

بن . : : عمرو الله رسول على بذلك تفائل يهود وقالت الرجال فيه وأسروا ، األموال فيه

" " حضرت : " " الحضرمي و ، الحرب عمرت عمرو الله عبد بن واقد قتله الحضرمي

. " " الحرب وقدت الله عبد بن واقد و 33الحرب،

إذ ، المدينة فى األنصار بعض بين قويا االستياء كان كما قريش، فى الغضب اشتد

ال . النبى أن جميعا هؤالء وفات القتال فيه Vم IرYح شهر مة UرYح انتهك قد النبي أن تصوروا

. بقتال يأمرهم ولم فقط لالستطالع أصحابه أرسل فقد ، حدث بما مطلقا له دخل

إذن : . فلماذا بقتال أمرتكم ما عادوا عندما السرية لرجال صراحة ذلك قال ولقد

ولم ، الرجال من عشرة أو ، ثمانية أخطأ لقد ؟ اإلسالم مبادئ وتهاجم للنبى اللوم يوجه

على . مكة أهل يتباكي لماذا ثم فعلوا ما وزر يتحملوا أن وعليهم ، النبى أوامر ينفذوا

. يراعون وال المقدسات ينتهكون قتالهم فى كانوا أنفسهم وهم الحرام الشهر فى قتيل

الكعبة جوار أعدائهم قتل فى مطلقا يترددون ال كانوا بل ، حرم غير أو حرما أشهرا

!! ؟ الحرام المسجد داخل

رد كان لذا ، القديمة بالعقائد مكة أهل من تمسكا أكثر المدينة أهل كان ربما

فى النهائى قراره يتخذ أن قبل مليا يفكر النبى جعل مما ، قويا حدث ما تجاه فعلهم

) المحرم . ) ، الحجة ذو ، القعدة ذو ، رجب الحرم لألشهر كان لقد والغنيمة السرية شأن

الخروج أو قدرها من بالتقليل اإلسالم يقم ولم القديمة، الوثنية الديانة فى قدسيتها

عليها.

حرمة – – " انتهاك على عزم محمدا أن وت مونتمجري يقول افترضنا لو لكن

الحرام " كان الشهر أنه ذلك فليسمعني ، ذلك صحة على يبرهن ما يوجد ال أنه رغم ،

. يشجبها، التى الوثنية بالديانة مرتبطة كانت رجب شهر قدسية إن مشينا شيئا ينوى

– . " وعلى " لكن األصنام تحطيم مع المساواة قدم على يقف المقدس الشهر وانتهاك

نكون – أن يمكن ال ؟ الغنيمة خمس قبول فى محمد تردد لماذا االفتراض أساسهذا

قريش .. من خائفا كان أنه أو ، أصحابه عن تخلى قد محمدا أن افترضنا ما إذا عادلين

الحرام " " الشهر حرمة انتهاك ضد قويا اإلحساسكان أن وجد أنه هو األمر فى ما كل

يتوقع .. . مما أقوى كان المدينة فى األنصار بعض 34بين

جـ 33 ، ص 2الطبرى ،16.34 Montgomery Watt, Muhammad at Madina ,p.6.

Page 34: محمد في المدينة

بأكملها : " القضية فحسم الوحي قYلU ونزل oيهoف Vال� قoت o ام VرVحU ال oرUه xالش oنVع VكV Yون Vل أ UسV ي

YرV Uب كV أ YهU مoن oهo هUل

V أ Yاج VرUخo وVإ o ام VرVحU ال oدoج UسVمU وVال oهo ب YفUر� وVك oه� الل oيلo ب Vس عVن وVصVد� oير� Vب ك oيهoف Vال� قoت

oه� الل Vندoفقد( . 217البقرة" ) ع ، الحرام الشهر فى قريشيا قتلوا قد المسلمون كان فإن

وأخرجوهم وعذبوهم المسلمين أهانوا فقد ، ذلك من وأشنع أقبح هو قريشما ارتكبت

القتل . من أكبر والفتنة دينهم عن وفتنوهم

من فيه كانوا ما المسلمين عن تعالى الله وفرج األمر بهذا القرآن نزل فلما

عبد . بن عثمان فداء قريشفى إليه وبعثت واألسيرين العير الله قبضرسول الخوف،

سعد : " " يعني ، صاحبانا يقدم حتى نفديكموهما ال النبى فقال ، كيسان بن والحكم الله

" " ، صاحبيكم نقتل تقتلوهما فإن ، عليهما نخشاكم فإنا غزوان، بن وقاصوعتبة أبى بن

رسول .. عند وأقام إسالمه فحسن ، فأسلم كيسان بن الحكم فأما وعتبة سعد فقدم

كافرا . بها فمات بمكة فلحق الله عبد وأما ، شهيدا معونة بئر يوم قتل حتي الله

بن : وعمرو ، المسلمون غنمها ، غنيمة أول هذه وكانت هشام ابن ويقول

من أول كيسان بن والحكم ، الله عبد بن وعثمان ، المسلمون قتله من أول الحضرمي

المسلمون . 35أسر

***

جـ 35 ، هشام ص 2ابن ،242 -243 .

Page 35: محمد في المدينة

الثاني الفصـل

الكبــرى بدر غزوة

Page 36: محمد في المدينة

الثاني الفصــل

الكبـرى بدر غزوة

" " بدر " غزوة وبين بينها التفرقة يتم كى الكبرى بدر غزوة باسم الغزوة هذه عرفت

هذه " . ناقشنا ولقد للغزوات الحقيقى بالمعني غزوة الواقع فى تكن لم التى األولى

. سابقة صفحات فى الحادثة

الثانية بدر غزوة اإلسالم 36أما تاريخ فى فارقة غزوة فهى ، الكبرى بدر غزوة أو ،

والباطل، الحق بين فرقت ألنها ذلك ، الفرقان بيوم يسمي ويومها ، والمسلمين

الدالالت أن ورغم ، وعدة عددا الباطل تفوق رغم منتصرا شامخا قويا الحق أظهرت

ال النبى اتبعت التى القلة تلك أن إلى بوضوح تشير كلها كانت الواقع أرض على المادية

السالح وقوى الكثرة باستعالء المتغطرس القريشى الزحف وجه فى تصمد أن يمكن

. المال ووفرة

القلة تلك أن إلى القاصر تفكيرهم يهدهم لم بل ، قريش طواغيت بخاطر يرد لم

. قوة إلى النبى قيادة تحت تحولوا لقد يملكون ال ما السالح من تملك تواجههم التى

سيوف .. وكأنهم نورانية ببسالة فيقاتلون أجسادهم يحرك إيمانى طوفان هائلة روحية

. بنور وامتأل قلبه آمن من بين هائل والفرق الجذور حتى الباطل يجتثون األرض فى الله

فى فطغي أعماقه فى الخير ينابيع وجفت روحه أظلمت ومن الدنيا على فاستعلى الله

. فكرت ما دماره طغيانه فى وأن هالكه جهله فى أن يدرى ال وهو جهل فى وتجبر عماء

نهج . عن يكون ما أبعد هذا كان يتبع أن أحق الحق أن ، قريشلحظة من الباغية الكثرة

. المتغطرسة القوة

ودوافعها- :1 المعركة تاريخ

الشعبى . : 36 قال النارين بن بدر له يقال حفرها رجل إلى منسوبة ببئر تعرف والمدينة مكة بين محلة هى بدرجـ ) ، كثير ابن تفسير مختصر بدرا يسمي لرجل بئر ص 1بدر ،315.)

Page 37: محمد في المدينة

رمضان . من عشرة سبع صبيحة الجمعة يوم كانت بدر وقعة أن إسحق ابن يري

كيلين بيتى أما ، للهجرة الثاني العام فى كان ذلك أن أن Betty Kelenونضيف فترى

من الخامسعشر الموافق ، رمضان من السادسعشر الجمعة صباح بدأت المعركة

. فى أيام ثالثة يحدد وت مونتجمرى ولكن ميالدية وعشرين وأربع ستمائة مارسعام

، للهجرة الثاني العام من والعشرين والحادي عشر والتاسع عشر السابع هى ، رمضان

. إحداها : فى وقعت بالقول يكتفى ، المعركة وقعت األيام هذه من أى فى يجزم وال

. فى يغير وال ، يمسجوهرها ال أيام أربعة أو بثالثة ، المعركة تاريخ فى واالختالف

هذا على يركزوا لم لها أرخوا الذين أن بدليل ، نتائجها أو مسيرتها من كثير أو قليل

. فهو إسحق ابن برأى األخذ إلى ونميل مناقشته بمجرد حتى يهتموا ولم بل ، االختالف

المجال . هذا فى السلطة الشيخ

أنه – – : محمد تيقن لقد الفاصلة المعارك أول هى كيلين بيتى رأى فى بدر كانت

من الجياع بطون يمأل كى والحسم بالقوة تتسم التى المواقف بعض يتخذ وأن البد

كان . وقد الدين فى إخوانهم إحسان على األبد إلى االعتماد يمكنهم ال إنه المهاجرين

وكان . . السماء من وحي صورة فى لمحمد الحل وجاء الفقراء المزارعين من أغلبهم

ويدعو : يبشر بأن فقط له Vح IرYص مكة فى ومواقفه سياسته فى التغيير بداية الوحي هذا

بالقتال . له أذن فقد المدينة فى أما ، األذى ويتحمل

هذا فى طعامهم على المهاجرون يحصل لن ، آخر بمعني أو ، أخرى كلمات فى

أعدائهم من اقتناصا سيقتنصونه لكنهم ، اليثرييين أصدقائهم من العصيب الوقت

. سوريا إلى مكة من وعودة ذهابا المرور من قوافلهم تنقطع ال الذين القريشيين

ما وهذا ، طريق لصوقاطع بأنه يصفه المستشرقين بعض جعلت هذه محمد خطة

السترداد بها معترف وسيلة كانت زمنه فى القوافل على اإلغارة ألن ذلك ، نؤيده ال

الحياة . العيشومواصلة كسب أو الحقوق

أكثر يريدون ال المهاجرين بأن يجادل أن محمد بإمكان كان فقد ، هذا جانب إلى

وجهة .. يقوي ومما معيشتهم كسب ووسائل ممتلكاتهم من فقدوه تعويضعما من

ولم " " . أحد قبل الغارات فى اشتركوا الذين هم فقط المهاجرين أن هو هذه النظر

المدينة . أهل من أى فيها 37يشترك

37 Betty Kelen, pp. 117- 118.

Page 38: محمد في المدينة

المستشرقين أغلبية منحي تنح ولم للموقف تحليلها فى كيلين بيتى أنصفت لقد

فى قبل من أوضحنا كما ، اإلسالم نبى وعلى اإلسالم على تحاملوا الذين الغرب وكتاب

مكة : كتابنا : سنوات . محمد

المسلمون .. يشعر أن ومتاع أموال من أتباعه فقده بعضما يسترد أن يريد النبى

قد .. .. وأنهم تعود لن أبدا واإلذالل التعذيب أيام أن رجعة وبال ولت قد الهوان سنوات أن

إلعالء .. أرضه فى الله قدر غدوا قد وأنهم الله أعداء ترهب أن على قادرة قوة صاروا

الدين . هذا كلمة

قريش- :2 عير إلى أخرجوا

أبو يقودها الشام إلى متوجهة مكة من خرجت قد كبيرة قافلة أن النبى علم

تقدر ، ألف العير وعدد واألربعين الثالثين بين قريشما أشداء من ويحرسها سفيان

الزمان . ذلك بحسابات هائل مبلغ وهو ، دينار ألف بخمسين حمولتها

. وقد عودتها انتظر يدركها لم لكنه ، الذهاب رحلة فى القافلة اعتراض النبى أراد

: . هذه .. حوله لمن قال الرجال وال ، العير وال ، األموال ال منه تفلت أال على النية عقد

: . خف هشام ابن يروى وكما YمYوها VفIلك Yن ي الله لعل إليها فاخرجوا أموالهم قريشفيها عير

وسلم عليه الله صلى الله رسول أن يظنوا لم ألنهم ذلك بعضهم وثقل بعضهم

. حربا يلقى

على . استعمل أصحابه رأس على ، رمضان من الثامن ، االثنين يوم النبى خرج

. ابن رواه ما هذا بالناس الصالة على مكتوم أم بن عمرو استعمل كما ، لبابة أبا المدينة

المدينة : 38هشام . من خرج وسلم عليه الله صلى الله رسول إن يقول سعد ابن لكن

من شهرا عشر رأستسعة على ، رمضان شهر من خلت ليلة عشرة الثنتي السبت يوم

- - 39مهاجرة . كان المدينة من النبى خروج أن اسحق ابن غير عن فيروى الطبرى أما

رمضان . شهر من خلون ليال 40لثالث

. ذكر النبى مع خرجوا من عدد فى أيضا اختلفوا ، الخروج تاريخ فى اختلفوا وكما

عشر وثالثة ثالثمائة أنهم آخرون وذكر ، نفر وخمسة رجل ثالثمائة كانوا أنهم بعضهم

على آخرون وزاد ، رجال عشر وأربعة ثالثمائة العدد فأصبح البعضواحدا وزاد ، رجال

ثالثمائة : كانوا بالقول البعض واكتفى ، رجال عشر وثمانية ثالثمائة فجعلوهم الزيادة

جـ 38 ، هشام ص 2ابن ،251.جـ 39 ، سعد ص 2ابن ،12. جـ 40 ، ص 2الطبرى ،25.

Page 39: محمد في المدينة

. رجال . : عشر وبضعة رجل ثالثمائة كانوا قالوا فقد السلف عامة أما يزيدوا ولم ، وسبعة

به . األخذ ونفضل حسن قول وهذا

. األوس من كانوا فقد البقية أما رجال وثمانون ثالثة المهاجرين من النبى مع خرج

. بعض وأراد للغزو النبى مع األنصار من جمع فيها يخرج مرة أول هذه وكانت ، والخزرج

ذلك – – فأدرك بالطبع الغنائم أجل من الغزو فى النبى إلى ينضموا أن المشركين

وأبى .

وكان النبى لهم وسمح ، Iنه بي xه لعل الخروج عن واألنصار المهاجرين بعض تخلف

وقد ، مرضها فى رقية زوجته يرعي كى النبى تركه الذى عفان بن عثمان هؤالء أبرز

النبي . عودة قبل ربها والقت المنية وافتها حتى عليها أقام

يعتقبون أربعة أو ثالثة أو اثنين كل ، يعتقبونها فكانوا ، بعيرا سبعين اإلبل كانت

وعلى هو ، بعيرا يعتقب صحابته فى رجل كأي النبى وكان الركوب يتناوبون أى ، بعيرا

. المسير من يعفوه أن يقبل وال شئ فى عنهم يمتاز ال ، حارثة بن وزيد طالب أبى بن

. لألجر : طلبا منكم أقل وال ، قوة منكم أقل لست يقول كان

عمرو : بن للمقداد أحدهما فقط فرسين سوي معهم يكن فلم ، الخيل عن أما

الغنوي . مرثد أبى بن ثد Uلمر واآلخر

. الدار - – عبد بن هاشم بن عYمير بن مYصعVب إلى أبيض وكان باللواء النبى دفع

سعد مع واألخرى طالب أبى بن على مع إحداهما ، سوداوان رايتان أمامه وكان

معاذ . بن

له .. .. يحدث لن تتحسسوتتجسس عيون له كانت النبى بخروج سفيان أبو علم

وأسرت جحشفقتلت بن الله عبد سرية هاجمتهم عندما الحضرمي البن حدث ما

.. . شق أى ، بالعير وساحل بدر طريق تجنب فكره سفيان أبو أعمل العير وساقت

فى .. .. لكنه ونجا معه ومن معه بما أفلت بيسار t بدرا وترك البحر ساحل بجوار طريقه

وتدافع مالها تحمي كى بها قريشيستغيث إلى أرسل الحرص فى وزيادة الوقت نفس

أيدى على القضاء به وحم الحسبان فى يكن لم ما حدث لو ووجودها كرامتها شرف عن

قريشا .. يأتي أن وأمره مكة إلى فبعثه الغفاري عمرو بن ضمضم استأجر المسلمين

أصحابه . . فى لها عرض قد محمدا أن ويخبرهم أموالهم إلى فيستنفرهم

هو ما فداحة على ويدلل ، األنظار يلفت وكي ، مكة إلى سريعا ضمضم خرج

بأعلى وصرخ ، قميصه وشق ، رحله وحول ، أنفه قطع أى بعيره جدع ، به مخبرهم

تحمل : – التى العير أى اللطيمة اللطيمة ، قريش معشر يا بعيره على واقف وهو صوته

Page 40: محمد في المدينة

الغوث – ، تدركوها أن أرى ال ، أصحابه فى محمد لها عرض قد والطيب الحرير

41الغوث !!

أبدا يدر لم بما فؤادها صميم فى طعنت ، حسبانها فى يكن لم بما قريش فوجئت

" " : ، كبرياءها يطعن ، وثرواتها أموالها فى يهددها ، رجالها يخيف مكة طريد بخلدها

فوق من ورؤوستطير تقطع رقاب ذلك دون ، العرب قبائل بين أضحوكة يجعلها

يحيا. زال قريشما والعباسمرابى ، المطلب عبد أو طالب أبو هناك يعد لم أجسادها

لهب . أبى عشيرته كبير ظل فى بينهم

! والالت كال ؟ الحضرمي ابن كعير سفيان أبو يقودها التى العير أن محمد أيظن

لهم . وسUوVست هكذا ذلك غير ليعلمن ، قريش تقدسها التي الكعبة أصنام وكل والعزي

شياطينهم .

يوم .. .. والحسم الحزم يوم هذا للخروج أنفسهم أعدوا قريشوأبطالها قادة

لتجتثه ولكن ، السيف بحد درسا معه ومن محمدا لتعطي ال ، قريشفرصتها فيه وجدت

عبد . . ابن العباس خرج أحد أشرافها من يتخلف لن باقية من لهم تبقى فال معه ومن هو

أبى ولدي وعقيل طالب العباسمعه واصطحب ، النبى ، اخيه ابن ليواجه المطلب

. مكة ربوع فى به ويرابى يتاجر الذى ماله فى إال العباس يفكر لم النبى عم أبناء طالب

فيه . يضار أن الخروج عن تأخر إن خشى والذي

محاولة فى السيرة بعضكتاب يدعي كما ، الخروج العباسعلى أحد يرغم لم

. أرغمه من ألرغم ، فعال إرغامه تم ولو النبى عم سلوك عن الحرج يزيل تعليل إليجاد

لهب . أبو يخرج لم عبدالله ابن وجه فى سيفه ويرفع أيضا هو يخرج كى لهب أبا أخاه

مكانه بعث بأن اكتفي ، محمد ضد المتشددة مواقفه وعن عنه عرف ما كل رغم

أفلس عليه له كانت درهم آالف بأربعة له أربى قد وكان ، المغيرة بن هشام بن العاصى

لهب . أبو وتخلف عنه فخرج ، بعUثه عنه يجزى أن على بها فاستأجره ، 42بها

ابن العاصى وأبو ، خديجة السيدة أخي ابن حزام بن حكيم خرج من مع أيضا وخرج

المغيرة بن هشام بن والعاصى ، بكر أبى بن الكعبة وعبد ، النبى ابنة زينب زوج الربيع

الخطاب . بن عمر خال

جسيما جليال شيخا وكان ، القعود أجمع كان خلف بن أمية أن هشام ابن ويروي

بمجمرة قومه ظهراني بين المسجد جالسفى وهو معيط أبى بن عقبة فأتاه ، ثقيال

قال : ثم يديه بين وضعها حتى ومجمر نار فيها يحملها

جـ 41 ، هشام ص 2ابن ،247. جـ 42 ، هشام ص 2ابن ،247.

Page 41: محمد في المدينة

أمية- . : قال النساء من أنت فإنما استجمر على أبا يا

به- !! جئت ما وقبح الله قبحك

اكتحل : وقال ، ومزود مكحلة له وقدم خلف بن أمية نحو أيضا هو جهل أبو وتقدم

امرأة !! أنت فإنما على أبا يا

الناس . مع وخرج فتجهز ، المهينة السخرية قسوة خلف بن أمية يتحمل ولم

عاتكـة- :3 رؤيا

الذى هشام بن جهل أبى قيادة تحت رجل ألف نحو جيشقوامه مكة من خرج

كى تستوقفه أن من وبدال ، المطلب عبد بنت عاتكة رأتها رؤيا من خروجه قبل سخر

المطلب . عبد بنى بيت وكل محمد علي وسخطه غضبه أثارت قليال األمر يتدبر

هاشم بن المطلب عبد بنت عاتكة إن مكة 43يقال ضمضم قدوم قبل رأت قد

: ، أخي يا له فقالت المطلب عبد بن العباس أخيها إلى فبعثت ، أفزعتها رؤيا ليال بثالث

، ومصيبة شر منها قومك على يدخل أن وتخوفت ، أفظعتني رؤيا الليلة رأيت لقد والله

: : . ثم ، له بعير على أقبل راكبا رأيت قالت ؟ رأيت ما لها قال به أحدثك ما على فاكتم

ثم ، الكعبة ظهر على بعيره به VلV مVث حوله هم فبينما ، يتبعونه والناس المسجد دخل

أبى : .. رأس على بعيره به مثل ثم لمصارعكم غYدر آل يا انفروا أن صوته بأعلى صرخ

بأسفل كانت إذا حتى تهوي فأقبلت ، فأرسلها صخرة أخذ ثم ، بمثلها قبيسفصرخ

فلقه . منه دخلت إال دورها من دار وال مكة بيوت من بيت بقى فما ارفVضxت الجبل

يتوان فلم جهل أبا وصلت قريشحتى بها الناسوتحدثت بين الرؤية أمر انتشر

جهل . أبو يقول لوجه العباسوجها يخاطب وهو المطلب عبد بنى من السخرية عن

! ؟ : النبية هذه فيكم حدثت متى ، المطلب عبد بنى يا الرواية تذكر ما حسب للعباس،

.. : : ، المطلب عبد بنى يا عاتكة رأت التى الرؤيا جهل أبو يرد ؟ ذاك وما العباس ويسأل

: ! قال أنه رؤياها فى عاتكة زعمت ؟ نساؤكم تتنبأ حتى ، رجالكم تتنبأ أن رضيتم أما

وإن فسيكون، حقا قالت ما يكن فإن ، الثالث هذه بكم فسنتربص ، ثالث فى انفروا

بيت أهل أكذب أنكم كتابا عليكم نكتب ، شئ من ذلك من يكن ولم الثالث تمض

العرب . 44فى

كان ما صادمة بصدمة جهل أبو أصيب ، عاتكة رؤيا من الثالث اليوم فى لكن

المشئوم : . بالخبر وجوههم فى وقذف ضمضم ظهر غيره أو هو ليتوقعها

المدينة . 43 إلى وهاجرت بمكة أسلمت ثم ، المغيرة بن أمية أبو الجاهلية فى تزوجهاجـ 44 ، ص 2الطبرى ،23 -24.

Page 42: محمد في المدينة

اإليمانى التكوين من جزء فهى الرؤى ننكر ال ونحن حقيقية الرؤيا هذه تكون قد

تاريخ . فى المتداول الشعبى األدب تراث من جزءا تكون وقد األديان كل فى لألصفياء

، األحاديث من حديث فى مرجع وبال ، القرآن آيات من آية فى بينة بال فهى ، الشعوب

من : وحدثني بقوله رواها من إلى إسحق ابن يشير إذ ، الهوية مجهول ذكرها الذى حتى

أتهم . يتهم . 45ال ال الذى ذلك عن شيئا نعرف ال ونحن

الصلت- :4 بن جهم رؤيا

: بن Uم جYهVي المطلب عبد بنى من أيضا هو رجل أعماق فى عاتكة تغوصكلمات

عقله .. فى تترسب ، وجدانه على تسيطر مناف بن المطلب عبد بن مخرمة بن الصxلت

، المطلب عبد بن الله عبد بن محمد على المعركة مغبة من بخوفه مختلطة الباطن

المعركة قبل جهيم يعلنها جديدة رؤيا فى ويتجسد عاتكة بكلمات الفزع القلق فيختلط

إلى : نظرت إذ واليقظان النائم لبين وإنى النائم يرى فيما رأيت إنى يقول ، مباشرة

وشيبة : ، ربيعه بن عتبة قتل قال ثم ، له بعير ومعه وقف فرسحتى على أقبل قد رجل

ممن رجاال فعدد ، وفالن ، وفالن ، خلف ابن وأمية ، هشام بن الحكم وأبو ، ربيعه بن

، العسكر فى أرسله ثم بعيره لبة فى ضرب رأيته ثم ، قريش أشراف من بدر يوم قتل

فقال . : : ، جهل أبا فبلغت قال دمه من نضUح� أصابه إال العسكر أخبية من خباء بقى فما

التقينا . نحن إن المقتول من غدا سيعلم ، المطلب عبد بني من آخر نبى أيضا 46وهذا

عزيمة بها يثبط أن يريد جهيم وكأن ، مباشرة المعركة قبل الرؤيا هذه خبر انتشر

المسلمين ودماء المشركين من أبنائها دماء تسفك أن دون ، أدراجها قريشفتعود

. أبنائها من أيضا وهم المهاجرين

بدر- :5 إلى قريشتخرج

برسول فوجئوا لكنهم ، المسير وبدأوا والمؤن والعتاد بالسالح جيشقريش تجهز

إنكم : القتال أو الخروج فى لهم حاجة وال بالعير نجا قد أنه يبلغهم سفيان أبى من آخر

. فارجعوا ، الله نجاها فقد ، وأموالكم ورجالكم عيركم لتمنعوا خرجتم إنما

بدر : ) وكان بدرا نرoد حتى نرجع ال والله الجمع يتزعم وكان هشام بن جهل أبو قال

فننحر ( ، ثالثا عليه فنقيم عام كل سوق به لهم تجتمع العرب مواسم من موسما

العرب بنا وتسمع ، القيان علينا وتعزف ، الخمر ونسقى ، الطعام ونطعم ، الجزر

فامضوا . ، بعدها أبدا يهابوننا يزالون فال ، وجمعنا 47وبمسيرنا

جـ 45 ، ص 2الطبرى ،3. جـ 46 ، هشام ص 2ابن ،257. جـ 47 ، هشام ص 2ابن ،258.

Page 43: محمد في المدينة

أصحابه- :6 يستشير النبى

. بثراء العودة من وبدال العير تحمل وما والعير والرجال هو ، ونجا سفيان أبو زاغ

قريشعن : خرجت لقد يتوقعه يكن لم الذى الخبر النبى أتى ، المدينة إلى الغنيمة

. العير نجاة بعد حتى تعود ولن ، عيرها تمنع كى أبيها بكرة

أبى : بن سعد ، العوام بن الزبير ، طالب أبى بن على تستطلع عيونه النبى أرسل

. الخبر .. يلتمسون بدر ماء إلى ذهبوا وقاص

بن : عتبة قريش أشراف صفوة يضم ، واأللف التسعمائة بين ما القادم الجيش

خويلد، بن ونوفل ، حزام بن والحكيم ، هشام بن VخUترoى الب وأبا ، ربيعة بن وشيبة ، ربيعة

بن وزمعة الحرث، بن والنضر ، نوفل بن عدي بن وطعيمة ، نوفل بن عامر بن والحرث

ود . عبد بن وعمرو ، عمرو بن وسهيل ، خلف بن وأمية ، هشام بن جهل وأبا ، األسود

ألقت : قد مكة هذه النبى قال كما أو ، صفوتها بصفوة جادت قد مكة أن معناه هذا

. كبدها أفالذ إليكم

الرجال من معه وما ، لقتال خرج وما مكة حشود مواجهة فى النبى يفعل ماذا

فى عليهم يتفوق عدو لمواجهة وماديا نفسيا إعداد يعدوا لم نفر وبضعة ثالثمائة سوى

! ؟ واالنتقام اإلذالل فى متغطرسة رغبة وتدفعه ، والعدة العدد

. مواجهة ويتجنب المدينة إلى معه بمن يعود هل النفير إال بقى وما ، العير فرت

إال الدين هذا جاء وما ، المسلمين بين بالمهانة اإلحساس النتشر ، فعل لو قريش؟

المؤمنين . من اتبعه من ورفعة اإليمان بقوة مبشرا

. المفر أصبح قتال ساحة فى للباطل الحق مواجهة قريشا يواجه أن النبى على كان

. من بعث وما ، دماء إراقة يريد ال إنه البشر عقول تدركها ال ربانية لحكمه ربما ، منه

السيوف . واستلت والزمان المكان فرضت التى قريشهى لكنها هذا أجل

أغمادها . من

Page 44: محمد في المدينة

حدود خارج القتال على األنصار يعاهده ولم ، األنصار من أغلبها النبى صحبة

ليسوا . لكنهم ، المدينة العدو مادهم إذا والقتال الحماية على بايعوه لقد المدينة

بلدهم . أمن يهدد لم عدو لقتال معه الخروج على مجبرين

خطوته .. يحدد أن قبل حوله هم من يفكر فيما يعرف أن يتأكد أن النبى أراد

ودعوة : . ناشئة وأمة وصحابة نبى مصير إنه خطير جد فالموقف التالية،

عمر .. .. .. قام بعده ومن وأحسن فقال تكلم بكر أبو قام المهاجرين رأس على

رسول . : يا فقال عمرو بن المقداد قام بعدهما من وأحسن وقال بكر أبو قاله ما فأيد

لموسى : إسرائيل بنو قالت كما لك نقول ال والله ، معك فنحن الله أراك لما أمض الله

" معكما" إنا فقاتال وربك أنت اذهب ولكن ، قاعدون ههنا إنا فقاتال وربك أنت فاذهب

) اليمن ) بناحية موضع الغoمVاد oك UرV ب إلي بنا Vت Uسر لو بالحق بعثك فوالذى ، مقاتلون

تبلغه . حتى دونه من معك لجالدنا

. ينتظر لحظات صمت ثم ، له ودعا عمرو بن المقداد على النبى أثني

الناس . سكت لكن

" " : اإلشارة كانت الناس أيها على أشيروا األنصار جهة يلتفت وهو النبى قال هنا

بايعوه . . عندما أنهم ينسى ال إنه أحد منهم تكلم قد يكن ولم األنصار يريد إنه واضحة

إلينا : . وصلت فإذا ، ديارنا إلى تصل حتى ذمامك من Yبرآء إنا الله رسول يا قالوا بالعقبة

. ونساءنا أبناءنا منه نمنع مما نمنعك ذمتنا فى فأنت

معاذ بن سعد لكأنك : 48انبري والله قال ، األوس وزعيم األنصار، راية صاحب ،

أن . : . : وشهدنا ، وصدقناك ، بك آمنا لقد سعد قال أجل النبى قال الله رسول يا تريدنا

، والطاعة السمع على ومواثيقنا عهودنا ذلك على وأعطيناك ، الحق هو به جئت ما

هذا بنا استعرضت لو بالحق بعثك فوالذى ، معك فنحن أردت لما الله رسول يا فأمض

. غدا عدونا بنا تلقى أن نكره وما ، واحد رجل منا تخلف ما معك لخصناه فخضته البحر

بنا فسر ، عينك به تقر ما منا يريك الله لعل ، اللقاء فى صYدxق� ، الحرب فى Yر� لصYب إنا

الله . بركه 49على

: , قد تعالى الله فإن وأبشروا سيروا قال ، سعد كالم سره النبى قلب انشرح

القوم . مصارع إلى أنظر اآلن لكأني والله ، الطائفتين إحدي وعدني

أفعي . 48 عضة من يعاني أنه مدعيا ، عبادة بن تخلفسعدجـ 49 ، هشام ص 2ابن ،254.

Page 45: محمد في المدينة

, ، الله وعد معهم ، المعركة فى وحدهم يكونوا لن الروحي الشحن عملية تمت

الله . إال إله ال راية ترفرف رؤوسهم وفوق ، الله رسول يقف صفوفهم مقدمة وفي

جنده . الله يخذل ولن ، الله جند إنهم

بين – – – قرية وهى الصفراء استقبل حتى اسحق ابن يروى كما النبى ارتحل

فسلك – .. ذفران من ارتحل ثم ان VرoفVذ له يقال واد على اليمين ذات سلك ثم جبلين

xة الدxب لها يقال بلد على منها انحط ثم ، األصافر لها يقال ثنايا إذا.. 50على حتى تحرك ثم

به . نزل بدر من ماء أدنى جاء

الحباب .. وجxه النبى ويستمع ، نظره وجهة الجموح بن المنذر بن الحباب يبدى ، هنا

الله : أنزلكه أمنزال المنزل هذا أرأيت ، الله رسول يا قال ، يستفسر ، سؤاال النبى إلى

الرأى : هو بل النبى قال ؟ والمكيدة والحرب الرأى هو أم ، نتأخر وال نتقدمه أن لنا ليس

والمكيدة . والحرب

بما أشار عندها ، السماء من وحي على tبناء ليس الموقع اختيار أن الحYباب تأكد

النبى جنود من وكجندي لها اإلعداد يتم التى المعركة فرسان كفارسمن ، صوابا يراه

: . الحYباب قال الرأى إبداء فى والشجاعة الحق قول فى للجرأة معلما جاء الذى

فننزله القوم من ماء أدني نأتي بالناسحتى فانهض بمنزل ليس هذا فإن ، الله يارسول

) ( ، القوم نقاتل ثم ، ماء فنملؤه حوضا عليه نبني ثم ، القلب من وراءه ما نفسد نعوIر ثم

. يشربون وال فنشرب

من أبدى ما بحسن ويشعره ، تحدث الذى ذلك على يثني نبوي صفاء فى الرد وجاء

بالرأى. : . أشرت لقد النبى قال رأى

عليه، نزل القوم من ماء أدني أتي إذا حتى فسار ، الناس من معه ومن النبى نهض

نزل الذى القليب على حوضا وبنى ، ماؤها وأفسد ردمت أى ، ت VرIوYغVف بالقYلYب أمر ثم

اآلنية . فيه قذفوا ثم ماء فملئ 51عليه

شقاقفىصفوفقريش- :7

ماذا : أجل من ؟ القتال يكون فعالم العير نجت قريش صفوف فى همهمات سرت

ما هناك هل ؟ اآلخر قتل يريد منهما كل ، أباه واالبن ، ابنه األب يواجه Vمo ل ؟ الدماء تراق

والحراب بالنبل ويرمون السيوف المطلب عبد بنو يستل Vمo ل ؟ السلوك هذا من أبشع هو

أليست ، به يؤمنوا لم ولو حتى ، هذا ومحمد ؟ المطلب عبد بنى أرواح إزهاق يبتغون

بستان فى نبت من اقتالع على زهرة بنى يعمل فلماذا ، إذن ؟ زهرة بنى من أمه

جـ 50 ، ص 2الطبرى ،26. جـ 51 ، هشام ص .2ابن ،260.

Page 46: محمد في المدينة

! لهم مشهود حكماء القوم وبين ، العقالء منطق هذا هل ؟ أبناءها تلتهم قريش ؟ زهرة

! ؟ الشأن وعلو ، الرأى وسؤدد ، العقل برجاحة

وهب بن عمرو بن شريق األخنسبن صوت ارتفع ، أصوات إلي الهمهمات تحولت

وخلصلكم : أموالكم الله نجي قد ، زهرة بنى يا قال ، زهرة لبني حليفا وكان ، الثقفي

وارجعوا جبنها، بي فاجعلوا ، وماله لتمنعوه نفرتكم وإنما ، نوفل بن مخرمة صاحبكم

، جهل أبا يعني ، الرجل هذا يقول ما ال ، Uعة ضVي غير فى تخرجوا بأن لكم حاجة ال فإنه

مطاعا . . فيهم وكان أطاعوه واحد زهرى يشهدها فلم ، 52فرجعوا

خرج بأنه واتهموه عليه بعضقريشفتطاولوا مع طالب أبى بن طالب وتحاور

إن : معنا خرجتم وإن هاشم بنى يا عرفنا لقد والله قالوا ، محمد مع هواه وأن مرغما

رجع . من مع مكة إلى ورجع ، فغضب ، محمد لمع هواكم

الرمال . من كثيب خلف القصوى بالعدوة نزلوا ، جهل أبا قريش سائر اتبعت

بجزائر – – له ابنا لقريش حليفا وكان الغفاري رحضة بن إيماء بن خYفاف لهم أرسل

فى .. يثقون كانوا أبوا ولكنهم ، وسالح برجال يمدهم أن عرضعليهم ، لهم أهداها

مع .. إليه أرسلوا وجهال حمقا ربما ، معه ومن بمحمد ويستخفون ، غرورا ربما ، قوتهم

! : ، الناس نقاتل كنا لئن فلعمرى ، عليك الذى قضيت لقد الرحم وصلتك أن قالوا ، ابنه

من – – بالله ألحد فما محمد يزعم كما الله نقاتل كنا وإن ، عنهم ضعف من بنا ما

53طاقة .

يتنبأون . ، وعي دون ، كانوا وكأنهم

خبر لهم ويقص ، جيشمحمد أخبار يستطلع الجYمVحIي وهب بن غYمVير أرسلوا

. ، النبى عسكر حول يستطيع ما قدر دار ، بفرسه واستجال عمير خرج المسلمين

أخبر .. مدد أو آخر حشد أو كمين هناك ربما ، البعد يمكنه ما أبعد الوادي فى ضرب

أضاف : ثم ، ينقصون أو قليال يزيدون ربما ، رجل ثالثمائة محمد أصحاب عدد أن قومه

الباليا قريش معشر يا رأيت قد الموت 54لكني تحمل يثرب نواضح ، المنايا تحمل

منهم رجل يقتل أن أرى ما والله ، سيوفهم إال ملجأ وال منعة ليسمعهم قوم ، الناقع

؟ ذلك بعد العيش خير فما أعدادهم منا أصابوا فإذا ، منكم رجال يقتل حتى

على .. .. قادم الموت المفزعة الفازعة عمير صيحة كانت المنايا تحمل الباليا

.. أكثر . أو قريشرجال من قتل إذا إال رجل محمد أصحاب من يقتل لن اإلبل أعناق

جـ 52 ، هشام ص 2ابن ،258.جـ 53 ، ص 2الطبرى ،30. 54 . العرب بعض وتقول تموت حتى تسقى وال تعلف فال الميت قبر على تربط الدابة أو الناقة وهى ، بلية جمع

. عليها يحشر البعثسوف يوم صاحبها إن

Page 47: محمد في المدينة

وهو أجله من خرجوا وما وشرفهم دينهم عن دفاعا سيوفهم xموا حك قد محمد أصحاب

واضطهادا . وتجبرا ، واغتصابا عنوة منهم أخذ مما يسير جزء ولو استرداد

مأخذ . Yخoذت أ لقد مرتعب هلع فى يهذى رجل صرخة مجرد عمير صيحة تكن لم

فى . حزام بن حكيم مشى القوم لبعضرؤساء نفوسكبيرة فى أثرها لها وكان ، الجد

فى إنه ، ربيعة بن عتبة هو من يعرف حوله من وكل ، ربيعة بن عتبة أتى الناسحتى

: . أبا يا عتبة يخاطب وهو حكيم قال فرسانها أمجد وفارسمن مطاع قريشسيد

إلى بخير فيها YذUكر ت تزال ال أن إلى لك هل ، فيها المطاع قريشوسيدها كبير إنك الوليد،

: : . ابن عمرو حليفك أمر بالناسوتحمل ترجع قال ؟ حكيم يا ذاك وما قال الدهر آخر

: من . أصيب وما عVقUله xفعلى حليفي هو إنما ، بذلك xعلى أنت فعلت قد قال الحضرمي

الحنظلية . ابن أنت فأت ، 55ماله

- وأوضحنا – سبق كما جحش بن الله عبد سرية قتلته قد الحضرمي بن عمرو كان

أهله يعوض وأن ديتة يدفع أن عتبة واجب من أصبح وبذلك ، xه ولي ربيعة بن عتبة وكان

. له يثأر أن أو ماله من فقد عما

ما .. ماله من الحضرمي ابن ألهل يقدم بالغة حكمة ، حكيم قاله فيما ، عتبة رأى

أو المكيين جيش فى كانوا سواء قريش، أهل من المئات دماء ويحقن ، ويزيد يرضيهم

.. ، الزكية النفوس تعافه قتال هذا نفسها على انقسمت فقريشقد ، المسلمين جيش

الواعية . العقول وترفضه

هشام " " . بن جهل أبو الحنظلية ابن هو بسالم العودة طريق فى الوحيدة العقبة

وربما " .. " . حنظلة بن بة IخرYم بنت أسماء أمه باسم الموقف هذا فى إليه يشير وعتبة

من االستياء من وقدر نفسعتبة فى ضيق على أمه باسم جهل أبى إلى اإلشارة تدل

ما وهذا ، عليها نفوذه وفرض مكة بزعامة النفرد النصر له تم لو الذى جهل أبى موقف

قتال . دون العودة فى الرغبة فيهم ويولد الكثرة نفوس فى المخاوف يثير كان

. الموقف اإلحساسبخطورة عليه يمليه ما إتباع في لحظة ربيعة بن عتبة يتوان لم

محمدا : تلقوا بأن تصنعون ما والله إنكم ، قريش معشر يا قال ، الناسخطيبا فى قام

. إليه، النظر يكره رجل وجه فى ينظر الرجل يزال ال أصبتموه لئن والله شيئا وأصحابه

سائر . وبين محمد بين وخلوا فارجعوا عشيرته من رجال أو ، خاله ابن أو ، عمه ابن قتل

ما . منه تعVرxضوا ولم ألفاكم ذلك غير كان وإن ، أردتم الذى فذلك أصابوه فإن العرب

56تريدون .

جـ 55 ، هشام ص 2ابن ،262.جـ 56 ، هشام ص 2ابن ،263.

Page 48: محمد في المدينة

تسفهوا . : وال نصيحتى تردوا ال بقوله كلماته اختتم بالرجوع الناس على عتبة أشار

رأيى .

. صفوف فى يقاتل الذى ولده مالقاة من بالخوف عتبة اتهم جهل أبى ثائرة ثارت

. ال أن وأقسم ، بالجبن عتبة سفيان أبو اتهم اآلخر منهما أى فيقتل يلتقيا قد ، محمد

. ، داخله فى الشيطان لصوت جهل أبو استمع لقد السيف بحد األمر يحسم حتى يرجع

إلى بعث الرجعة خط الجميع على يقطع ولكى ، والعقل الحكمة لصوت يستمع ولم

. أخيه بثأر الناسمطالبا يستصرخ أن أمره ، واستثاره وحفزه الحضرمي بن عامر

بكل صرخ انتفض، ، قام ، الحضرمي ابن إلى جهل أبى من الشر حمي انتقلت

الجاهلية : !! نعرة سيطرت ، حوله الناسمن أمر اجتمع واعمراه ، واعمراه قواه

بالدماء !! . بدر رمال ترتوي وأن البد واعمراه ، واعمراه ، النفوس ظلمات من منبعثة

. . الحرب تنشب وأن البد كان الناس يذكرها عاد ما ، عتبة كلمات تبخرت

8 : الصفوف- يسوى النبي

. هذا ، الثبات إال عليهم كان ما محاربتهم على أجمع قد العدو أن المسلمون رأى

سبيله فى ويقاتلون عنه يدافعون حق أصحاب وهم ، لقضائه االمتثال من والبد الله قدر

من يملكون ما يملك ال فالعدو وعدته العدو عدد يرهبهم لن ، القتال على أرغموا ما إذا

عباده . عن يتخلى ولن نبيه الله يخذل ولن ، إيمان قوة

آبار من وراءه ما غوروا ثم ، المنذر بن الحباب أشار كما ، الحوض المسلمون بنى

. أن معاذ بن سعد أشار ، الحوض ببناء الحباب أشار وكما العدو يشرب وال يشربوا كي

احتاجها ما إذا يده متناول فى فتكون ، ركائبه عنده YعVد وت فيه عريشيكون للنبي Vى Yبن ي

الضرورة . عند

عندك : : YدoعY ون ، فيه فتكون جريد من عريشا لك نبني الله رسول يا سعد يقول

وإن ، أحببناه مما ذلك كان عدونا على وأظهرنا الله أعزنا فإن ، عدونا نلقى ثم ، ركائبك

عنك تخلف فقد ، قومنا من وراءنا بمن فلحقت ، ركائبك على جلست األخرى كانت

، عنك تخلفوا ما حربا تلقى أنك ظنوا ولو ، منهم حبا لك بأشد نحن ما الله نبى يا أقوام

معك . ويجاهدون يناصحونك ، بهم الله وقد 57يمنعك ، معاذ بن سعد به أشار ما تنفيذ تم

. بالخير له ودعا النبى عليه أثني

عندها . الوادي انبساطة فى وظهرت ، كمنت حيث الكثيب وراء قريشمن تحركت

بخيالئها : أقبلت قريشقد هذه اللهم بالدعاء متوسال السماء إلى يديه النبى رفع

جـ 57 ، ص 2الطبرى ،30.

Page 49: محمد في المدينة

. ) الذى ) فنصرك اللهم رسولك وتكذب طاعتك عن وتمتنع تعاديك تحادك وفخرها

الغداة ) ( . أهلكهم UهYم أحoن اللهم 58وعدتني

وجوده فى وكان ، متراصة صفوف فى للقتال أنفسهم يعدوا أن أتباعه النبى أمر

بعدها ما وقدوة ، قوة بعدها ما قوة ، بنفسه ويعدلها الصفوف يسوى ، جنده أمام

وجل . وال هياب غير الصفوف مقدمة فى يقف النبي ذا هو فها ، قدوة

الذى النبيل والحلم اللطيفة الدعابة من شئ من ، خطورته رغم ، الموقف يخلو وال

عليه . الله صلى الله رسول إن يقول بدر يوم عن إسحق ابن يروى النبى به اتصف

غزية بن بسوxاد فمر ، القوم به يعدل قoدUح� يده وفى بدر يوم أصحابه صفوف عدل وسلم

بالقدح ) ( بطنه فى فطعن ، الصف من متقدم مستنسل وهو النجار بن عدى بنى حليف

بالحق : . : الله بعثك وقد أوجعتني الله رسول يا سواد فقال سواد يا استو وقال ،

وسلم ) (. عليه الله صلى الله رسول فكشف نفسك من اقتصلى أى فأقدني والعدل

؟ . : سواد يا هذا على حملك ما فقال ، بطنه فقبل ، فاعتنقه استقد وقال بطنه عن

يمسجلدك : . أن بك العهد آخر يكون أن فأردت ترى ما حضر ، الله رسول يا قال

. بخير . وسلم عليه الله صلى الله رسول له فدعا جلدى

السماء . إلى يديه رفع بكر أبى صحبه العريشفى إلى عاد للقتال جنده النبي xأعد

يعني : . ) اليوم العصابة هذه تهلك إن اللهم وعدتني ما أنجز اللهم ربه مناشدا

ورائه( . . من بكر وأبو رداؤه سقط حتى كذلك يزل ولم اليوم بعد تعبد ال المسلمين

: . تعالى : الله فأنزل وعدك ما لك الله سينجز ، وأمي أنت بأبى ، الله نبى يا كفاك يقول

" Vينoفoد UرYم oةV oك UمVآلئ ال VنIم VلUف� oأ ب Yم مYمoد�ك Iي Vن أ U. Yم Vك ل VابVجV ت UاسVف UمY xك ب Vر VونY Vغoيث ت UسV ت Uذo " إ

( . 9األنفال) :

إنى : اللهم بدر يوم قبته فى وهو قال النبى أن عباس ابن عن آخر حديث وفى

: !! . قال ثم ، بيده بكر أبو فأخذ اليوم بعد تعبد لم شئت إن اللهم ووعدك عهدك أسألك

ويولون .. : الجمع سيهزم يقول وهو فخرج ربك على ألححت فقد ، الله نبى يا حسبك

. وأمر . أدهي والساعة موعدهم الساعة بل 59الدبر

9: والنصـر- القتـال

فى يندفع وهو قال قريش، صفوف من المخزومي األسد عبد بن األسود خرج

. دونه : ألموتن أو ألهدمنه أو حوضهم من ألشربن خلق بسوء مقترنة بها عرف شراسة

. أراد ولقد قريش تشرب وال منه يشربوا كى المسلمون بناه الذى الحوض يقصد وهو

جـ 58 ، سعد ص 2ابن ،260 -261 .جـ 59 ، ص 2الطبرى ،33.

Page 50: محمد في المدينة

ألثبت ، حاول فيما نجح ولو ، محمد بأصحاب قريش اكتراث عدم يظهر أن هذا بسلوكه

الغمد . – من انتزع ما إذا قريشكلها ترهبه الذى النبى عم حمزة لكن قوله صدق فعال

فوقع – . الحوض، دون وهو ساقة نصف بها أطار سيف بضربه عاجله إليه خرج سيفه

الضربة حمزة فأتبع بقسمه يبر أن يريد الحوض إلى زحف عناد فى لكنه ظهره على

عليه . فقضى ثانية بضربة األولى

بن . عتبة تقدم العرب عادة هى كما ، المبارزة قريشيطلبون فرسان خرج هنا

. من أول خروجه سبب كان وربما عتبة بن الوليد وابنة ربيعة بن شيبة أخية بين ربيعة

التردد تهمه نفسه عن ينفي ولكي ، الحضرمي ابن وليه لمقتل يثأر أن يريد كان أنه خرج

جهل . أبو إليه وجهها التى والجبن

ابنا : ومعوذ عوف هم ، األنصار من فتية ثالثة المسلمين صفوف من إليهم خرج

. غير ، ثبات فى تقدموا رواحه بن الله عبد هو ثالثهم وكان ، عفراء وأمهما ، الحارث

: . . لنا. : : ما قال النزال عتبة رفض األنصار من رهط قالوا ؟ أنتم من عتبة سألهم هيابين

. . على يدل فإنما شئ على السلوك هذا دل وإن قومه من أكفاء يريد إنه حاجة من بكم

مثل فى هو من وجه فى إال سيفه يرفع لن فهو ، أيضا نبله وربما وأنفته عتبة كبرياء

الله !! أسد سوى لها ومن ، وشموخا رسوخا مكانته

.. أكفاء : . الحرث بن عبيدة يا قم ، على يا قم حمزة يا قم بالخروج حمزة النبى أمر

هما . ربيعة ابنى وشيبة عتبة أن ننسى أن يجب وال كرام أكفاء مواجهة فى ، كرام

الطائف، فى بستانهما إلى لجأ عندما عنب عنقود لمحمد يقدم أن خادمهما أمرا اللذان

ربيعة . ابن عتبة أن أيضا ننسى أال ويجب بالحجارة قدميه وأدموا سفاؤها طارده أن بعد

" قريشأن " فرعون حاول عندما ، عليه واعتدي بل ، وقاومه جهل أبا اعترض الذى هو

، مكة شعاب من شعب قريشفى حاصرتهم وقد وأهله محمد إلى الزاد وصول يمنع

ذى . هى وها قتال دون بها قريشويعود عزيمة يثني أن حاول الذى أيضا هو وعتبة

المبارزة . يطلب من أول يكون أن على ترغمه األحداث حتمية

المرسوم القدر طامات من كاسحة كطامة أو بالبصر، كلمح خاطفة لحظة وفى

الحرث بن عبيدة عتبة وأصاب ، الوليد على� وقتل ، شيبة حمزة قتل ، لقريشورجالها

. قتيال . فأردياه عتبة على بسيفيهما وعلى حمزة وكر بعد فيما موته سبب كان بجرح

فارقة . قدرية سويعات فى قريشسقطوا سادة كبار من ثالثة

هناك .. .. .. عاد ما الدماء ثارت بعض من بعضهم دنا الناس الناسعلي وتزاحف

القتال . عن العدول فى أمل

Page 51: محمد في المدينة

لقد . قتال ساحة فى ، الجند رأس على ، الحربى القائد بدور النبى يقوم مرة وألول

هالك من أصحابه ينقذ وكي رسالته سبيل فى عليه وكان ، دفعا ذلك إلى قريش دفعته

موسى . قاتل لقد األنبياء أول ذلك فى كان وما ، المقاتل النبى بدور يقوم أن ، محدق

ورأفته محمد رحمة بين الهائل الفارق مع ، داود كان وكذا ، وقائدا نبيا كان ، قبل من

. فى التدميرية وقسوتهما وداود موسى وعنف يحاربه من معاملة فى عامة بصورة

التوراتي . النص فى جاء كما العدو معاملة

عوج : " ) منه تخف ال معاركه إحدي فى إسرائيل بنى يقود وهو لموسى الرب يقول

. ) فعلت كما به فتفعل وأرضه قومه جميع مع يدك إلى دفعته قد ألنى باشان ملك

يبق . لم حتى قومه وجميع وبنيه فضربوه خشبون فى الساكن األموريين ملك بسيحون

عدد " ) أرضه وملكوا شارد ( . 35-34 : 21له

" : كل داود فجمع النار أتون فى حرقا ويبيدهم بالمناشير أعداءه فيقطع داود أما

.. . رأس على وكان رأسه عن ملكهم تاج وأخذ وأخذها وحاربها xة رoب إلى وذهب الشعب

مناشير. . تحت ووضعهم فيها الذى الشعب وأخرج جدا كثيرة المدينة غنيمة وأخرج داود

عمون . بنى مدن بجميع صنع وهكذا IرYاألج أتون فى هم xرVوأم وفؤوسحديد حديد ونوارج

الثاني " ) صموئيل أورشليم إلى الشعب وجميع داود رجع ( .31-30 : 12ثم

هائلة . إيمانية قوة نفوسهم فى وجوده وبعث جنده وسط القائد النبي تحرك

عظيمة إيمانية قوة محله وحل الخوف ففارقها باليقين قلوبهم امتألت النصر، بحتمية

ويقين . ثبات فى فتقدموا ، وعدته عدده فى العدو تفوق أنستهم

فانضحوهم القوم اكتنفكم وإن ، آمركم حتى ، القائد النبى صاح ، تحملوا ال

. . ) الجبهتين) على القتلى وسقط بالنبل الرمى الفريقان وتبادل بالنبل عنكم أرموهم

قتل ثم ، فقتل بسهم مoي Yر ، الخطاب بن عمر مولى مoهUجVع المسلمين من قتيل أول كان

الحال . فى فسقط نحره سهم أصاب ، النجار بن عدي بنى أحد سراقة بن حارثة

غير ثبات فى فاندفعوا ، المشركين على يحملوا أن أصحابه النبى أمر عندها

، قبل من وعوها ما آفاق إلى المعنوية روحهم من ويرفع يحثهم وسطهم والنبى وجلين،

غير : مقبال محتسبا صابرا فيقتل رجل اليوم يقاتلهم ال بيده نفسمحمد والذي يقول

الجنة . الله أدخله إال مدبر

بخ : ويقول ، يأكلها كان يده فى بتمرات يرمي أن المسلمين بأحد الحماس ويبلغ

رمي ) ( . هؤالء يقتلني أن إال الجنة أدخل أن وبين بينى أفما الفخر عند تقال كلمة بخ

قتل . حتى بطولة فى وقاتل بالتمرات

Page 52: محمد في المدينة

من : الرب يضحك ما الله رسول يا المعمعة وسط وهو النبى يسأل آخر جندي

درعه : . نزع أن إال الجندي من كان فما tt حاسرا العدو فى يده Yه YسUغم النبى ويرد عبده؟

يقاتل . وظل الصفوف اخترق سيفه ظمأ يروى أن يريد وكأنه ضراوة فى وهاجم

قتل . حتى

عمرت قلوب فى يحالن ال والخوف فالجبن ، جبن وال ، تقهقر وال ، اليوم خوف ال

شاهت . : .. شدوا مدويا النبى صوت إليهم ويصل قائدها فى وبثقتها بخالقها بإيمانها

.. بها !! فلفحهم قريشا بها واستقبل الحصباء من حفنة أخذ أن بعد النبى قالها الوجوه

الوجوه !! شاهت

وما .. .. .. الهامات الرؤوسوشق أطار وجال صال المطلب عبد بن حمزة وجال

. أسره تم أن بعد خلف بن أمية ويسأل عدله سيف يحمل الله قضاء وكأنه ، أحد له صمد

وهو: عوف بن الرحمن عبد ويرد ، صدره فى نعامة بريشة VمV المعUل منكم الرجل UنVم

الذى: : ذاك أمية تعليق ويكون ، المطلب عبد بن حمزة ذاك األفاعيل .فعلآسره بنا

يوقفه أن يستطع لم ، المعركة أعالم من أيضا هو كان فقد طالب أبى بن على أما

من . وكان سعيد والعاصبن عمر بن وحرملة رفاعة أبى ابن قتل فيمن قتل ، أحد

ذلك . لكن المغيرة بن هشام العاصبن خاله الخطاب بن عمر يقتل أن للدهشة المثير

. لعمر بالنسبة مستغربا يكن لم

أبا : تقتلوا ال ، العباس تقتلوا ال ، هاشم بنى تقتلوا ال وناهيا محذرا النبى صوت ارتفع

إليه . وأحسنوا آزروه للذين وفاء كان بل ، ألهله محاباة ذلك يكن لم هشام بن البخترى

البختري . أبو كان لقد مكة مشركي مواجهة فى شركهم رغم ساندوه بل ، يؤذوه ولم

أنه رغم ، وآله محمد عن الحصار وفك الصحيفة بنقض طالبوا الذين أولئك رأس على

الناسعنه . أذى يكف أن حاول بل يؤذه لم أبدا لكنه ، يصدقه ولم ، به جاء بما يؤمن لم

بنبل . ونبال بوفاء tوفاء عليه يبقي ان النبى أراد ولقد

رجاال : أن عرفت قد إنى هؤالء شفيع أنه يعلن وهو النبى صوت المسلمون سمع

من . واحدا منكم لقى فمن بقتالنا لهم حاجة ال ها UرY ك خرجواY أ قد وغيرهم هاشم بنى من

ومن . . يقتله فال أسد بن الحرث بن هشام بن البختري أبا لقى ومن يقتله فال هاشم بنى

ها . VرU Vك مYست خرoجY أ فإنما ، يقتله فال الله رسول عم المطلب عبد بن العباس لقى

. أمام يقتل وهو أباه رأى لقد النبى كلمات ربيعة بن عتبة بن حذيفة أبو يستوعب لم

رغم . ، أحد له يشفع ولم بسيفيهما قطعاه ، المعركة بداية فى وعلى� حمزة قتله عينيه

كلمات . منه انفلتت البخترى أبى عن والنبل واألصالة الشهامة فى ليقل يكن لم أنه

Page 53: محمد في المدينة

وإخواننا : وأبناءنا آباءنا أنقتل قال ، بعد يجف لم الذي أبيه بدم مصبوغة محمومة غاضبة

السيف ! !!! xه Uحoمن ألل لقيته لئن والله العباس ونترك ، وعشيرتنا

لو أنه رغم ، السيف يلحمه كى حذيفة أبو صادفه ما ، Yقتل ي لم ، أسيرا العباس Yخoذ أ

. رفضاألسر . فقد البخترى أبو أما كلمات من به فاه ما على ندم ألنه قتله ما قابله

حليف . ، VلVوى� الب زياد بن المجxذر لقية النجاة فرصة سنوح رغم االنحناء رفض شموخة

قد . صاحب معه وكان قتله عن نهى قد النبى أن المجذر أخبره عدي بنى من األنصار

البخترى . . أبو أشار بنفسه ينجو أو يستأسر أن المجذر منه طلب مكة من معه خرج

. : وسيطر : بتاركيه نحن ما ، والله ال المجذر وأجاب ؟ هذا وزميلى وسأل ، صاحبه إلى

قدره يواجه كى صاحبه تاركا ، يستأسر أو ينجو أن فأبى نفسه إباء البخترى أبى على

عنى . : YحVدIث ت ال جميعا، وهو أنا ألموتن ، والله ال قال ، شموخ رفضفى وحده المحتوم

. فاقتتال . القتال إال وأبى الحياة على حرصا زميلى تركت أنى مكة أهل قريشمن نساء

المجذر . 60وقتلة

. تطاع أن يجب كان النبى وكلمات ، عليه يحسب بل ، للمجذر يحسب ال موقف هذا

. يخلى أن المجذر على كان قتله عن ونهي قدره البخترى ألبى نفسه النبى عرف فقد

طمع . قد األعرابى أن الواضح لكن واحد رجل ال رجال عشرة معه كان ولو حتى سبيله،

سلبه . فى

- - ابنه رأسها على ، الفرسان من بكوكبه نفسه قريش طاغية جهل أبو أحاط

بن. عمرو بن معاذ لكن ، أحد إليه يصل أن أى ، إليه Yخلص ي أن الصعب من كان عكرمة

شق . حتفه التصميم هذا فى لقى ولو حتى إليه يصل أن صمم ، هدفه جعله الجموح

. عن . عكرمة دافع ساقه ونصف بقدمه أطاحت ضربة ضربه واجهه حتى نحوه طريقه

يده . طرحت ضربة إليه وجه ، معاذ هاجم ، أبيه

شفا . . على تركه أثبتته ضربة جهل أبا ضرب معاذ عمل عفراء بن مYعوIذ أكمل

وقد. ، جهل أبى عن يبحث مسعود بن الله عبد جاء ثم ، قYتل حتى معوذ وقاتل الموت

على . رجله مسعود ابن وضع رمق آخر فى فوجده ، القتلى بين Vمس Uت Yل ي أن النبى أمر

من قلب فى الرعب يثير كان وقد ، أحد يخشاه عاد ما ، الله أذله وقد جهل أبى عنق

يا . : الله أخزاك هل الطاغية عنق على وقدمه مسعود ابن قال مكة جموع من يشاء

: الله عبد بقدم شعر وعندما ؟ قتلتموه رجل من YدVVمUأع ؟ أخزاني وبماذا قال ؟ الله عدو

لقد : الموت حتى فارقته ما التى الحادة سخريته فى قال ، رقبته على مسعود بن

جـ 60 ، ص 2الطبرى ،34-35.

Page 54: محمد في المدينة

وهلل !! ، جهل أبى رأس مسعود ابن إجتز الغنم xيoعU وVي Yر يا صعبا tقىV ت UرYم Vارتقيت

الله . بحمد مسبحين المسلمون

رباح : بن بالل عذبه الذى وسيده ، كثيرا تعذب ، سابق عبد يلتقى الميدان وفى

على . سYطIرVت وقد ووحشيته خلف بن أمية قسوة أبدا بالل نسى ما خلف بن وأمية

تثني تكاد وهى يحسبضلوعه ، اللحظة تلك حتى ، بالل مازال ، بالسياط ضربا ظهره

نادرة قدرية لحظة ذى هى وها ، صدره فوق الجائمة الهائلة الصخرة ثقل تحت وتنكسر

عذاباته . كل ويتخلصمن ثأره يأخذ كى تناديه وكأنها فجأة تبزغ

حتى بيده وسيفه المعركة خاض بالال أن السيرة تاريخ فى كتبوا بعضمن يدعي

الرحمن . عبد يقف هؤالء مقدمة فى قتله حتى وقاتله فبارزه ، خلف بن أمية واجه

قتله : .. حتى وقاتله ، خلف بن أمية نحو رباح بن بالل اندفع يقول نراه إذ ، الشرقاوى

اآلن ينقشع أخذ الذى المعركة غبار تحت يرقصطربا وهو سيفه على رأسه وحمل

تتراجع . قريش وصفوف يفرون مكة 61وفرسان

الكاتب تحرك بل ، الناقد بعين ينظر ولم ، المؤرخ بقلم الشرقاوى األستاذ يكتب لم

يشر لم بطولة وجسد ، يحدث لم موقفا فمسرح ، خياله وأشعل داخله فى المسرحي

فأبدع . ، المنطق لسلطان يخضع ولم المتقد الحماس دفعه السيرة كتاب من أى إليها

جديد . نوع من شداد بن عنترة

فى وصالبته إيمانه وقوة بورعة واشتهر ، الرسول مؤذن بأنه بالل عرف لقد

استخدام فى ببطولة أو قتال ميدان فى بفروسية يشتهر لم لكنه ، الشرك مقاومة

ولو . . كظله أباه يالزم االبن كان ، على ابنه صحبة فى خلف بن أمية كان لقد السيف

هى هو نهايته كانت وربما ، منهما أى قتل أو ، قتلهما استطاع ما معا االثنين بالل واجه

المجال . هذا فى المنطقي الواقع إلى األقرب

تحريف، أو مبالغة بال الوقائع يعالج الذى التاريخ كتب عليه أجمعت وما ، حدث ما

هو يستسلم أن قرر ، جيشقريشوهزيمته انكسار من تأكد عندما خلف بن أمية أن هو

عبد . رأى وأصحابه محمد ينكرها أن يمكن ال حقوقا لألسير أن جيدا يعلم وهو وولده

أدرعا يحمل وهو ، مكة فى له صديقا كان وقد المسلمين جيش فى ، عوف بن الرحمن

ها . : . : نعم قال معك التى األدراع هذه من خير فأنا xفى لك هل قال ، ناداه استلبها قد

إذن . 62الله

ص 61 ، .186الشرقاويجـ 62 ، هشام ص 2ابن ،272.

Page 55: محمد في المدينة

استأسرا، . لقد ابنه ويد خلف بن أمية بيد وأخذ األدراع عوف بن الرحمن عبد طرح

المنزلة فبقدر ، وأثريائهم القوم سادة من كان إذا خصوصا ثروة الحرب فى واألسير

أمية . قاد ربما ، عوف بن الرحمن عبد بخلد الفكرة هذه تدر لم ربما الدية تكون والثراء

دائما والنبل ، قديم وود سابقة لصداقة tوفاء حياتهما على محافظا وولده خلف بن

. الكبار نفوس فى متأصل

صرخ . عندها الرحمن عبد صحبه فى لمحهما ، وولده أمية حظ سوء من ، بالال لكن

عبد : . حاول نجا إن نجوت ال ، خلف بن أمية الكفر رأس صياحا الدنيا ومأل وولول

واستمر : . . يكترث لم بالال لكن أسيري أنه بالل أى يوقفصراخه أن عوف بن الرحمن

؟ . : السوداء ابن يا أتسمع الرحمن عبد صاح عندها الصراخ 63فى

بن . : أمية الكفر رأس ، الله أنصار يا صوته بأعلى صرخ السوداء ابن يسمع ولم

نجا . . إن نجوت ال خلف

ولده . بيد يكن لم وكذا ، نفسه عن به يدافع كى خلفسيف بن أمية بيد يكن لم

بهما . . أحيط بالسالح طواعية ألقى وقد األسير يقتل أن بخلدهما يدر ولم استأسرا لقد

. ما لكن وولده صاحبه عن يدافع أن الرحمن عبد حاول السيوف وتدافعت جانب كل من

وهو . . بالل وسعد منهما فرغوا حتى هبرا هبروهما ، السيوف تكاثرت شيئا عنهما أغني

معاملة . فى الحق عدالة القديم عذابه أنساه األعزلين األسيرين تمزق السيوف يرى

األسير .

يملك . لم ومن ، النوق ورقاب الجياد أعنة رجالها من بقى من أدار قريش انهزمت

تكن . . لم الطامة حلت لقد النجاة يريد كل ، الريح مسابقا ساقيه أطلق ناقة أو فرسا

من . – عرفوا وقد رجاال يقاتلون ال أنهم إليهم خيل حسبانهم فى الكاسحة الهزيمة هذه

يستطيعون – ال ، بها لهم قبل ال فوقية قوي يقاتلون إنما وعركوه الرجال معدن قبل

يدركون ال إنهم ؟ الكارثة الهزيمة هذه فى السر هو فما وإال ، لها الصمود أو مقاومتها

. . ، النجاة ، الفرار هو واألسلم األسرع والتفكير للتأمل وقت هناك يكن ولم يفهمون وال

. وتدبير موقف يكون وبعدها

. النبى كان يعلمون وهم ثمن ولألسير ، ويأسرون الغنائم يجمعون المسلمون اندفع

. األنصار من وجماعة معاذ بن سعد يحرسه ، العريش باب على وهو الموقف يرقب

: والله . النبي قال الناس يصنع لما كراهية فيه فرأى معاذ بن سعد وجه النبى تأمل

ص 63 ، المرجع .273نفس

Page 56: محمد في المدينة

واقعة : . أول كانت الله رسول يا والله أجل قال ، القوم يصنع ما تكره سعد يا لكأنك

الرجال . استبقاء من xإلى أحب القتل فى اإلثخان فكان ، الشرك بأهل الله أوقعها

أربعة المسلمين من واستشهد ، سبعون منهم Yسر وأ ، سبعون المشركين من قYتل

. نفر ثمانية األنصار ومن ، نفر ستة المهاجرين من ، عشر

) عند ) أحياء أنهم وأعلن حفرة فى أى قليب فى المسلمين شهداء بدفن النبى أمر

قYلYب . فى وتطرح المشركين قتلي جثث تجمع أن وأمر آتاهم بما فرحين ، يرزقون ربهم

فالجسد. ، العراء فى وتتحلل تنتن كى أو ، والكواسر للجوارح طعاما جثثهم يترك لن

حرمته – – . له صاحبه عقيدة كانت مهما اإلنساني

بن أمية جثة باستثناء ، التراب عليها وأهيل ، القلب فى المشركين جثث طرحت

وتفرقت – – انتفخت مقتلة بعد الجثة ألن ذلك جسيما ضخما حياته فى وكان خلف

ما . والحجارة التراب من عليه يلقوا أن النبى أمر لذا تحريكها حاولوا عندما أعضاؤها

. شيئا منها يظهر وال الجثة يغطي ما أي ، Yه Iب YغVي ي

يطل والحزن وجهة من تشع بالكآبة فإذا ، ربيعة بن حذيفة أبى إلى النبى التفت

النبى : . : له قال القليب فى يلقى كى ربيعة بن عتبة أبيه جسد يسحبون كانوا عينيه من

ما . : ، الله نبي يا والله ال حذيفة أبو قال شيئ أبيك أمر من دخلك لعلك ، حذيفة أبا يا

فكنت ، وفضال وحلما رأيا أبى من أعرف كنت ولكنى ، مصرعه فى وال أبى فى شككت

الكفر من عليه مات ما وذكرت ، أصابه ما رأيت فلما ، اإلسالم إلى ذلك يهديه أن أرجو

ذلك . حزنني ، له أرجو كنت الذى 64بعد

سبق كما ، وحلم فضل صاحب أبوه كان فقد ، حق على حذيفة أبو كان ولقد

فى . وقتل ، خوضها يريد كان ما معركة فى فاشترك تمهله لم األيام لكن وأوضحنا

يستطع .. . ولم يتجنبها أن المستطاع قدر حاول حرب

سادة حيثطرح القلب تأمل ، القتال وقع حيث تجول ، الليل جوف فى النبى خرج

خرجوا بل بذلك يكتفوا ولم ، وأخرجوه وآذوه اضطهدوه الذين هؤالء ، وكبراؤها مكة

الجبابرة . : العتاة هاهم والنتيجة إليه يدعو وما لوجوده حدا يضعوا كي كان حيث إلى

التراب . يواريها جثثا

قال : ، النبوة بدء منذ السنين أحداث بمخيلته دارت وقد ، القلب على النبى وقف

: ، الناس وصدقني كذبتموني لنبيكم كنتم النبي بئسعشيرة ، القليب أهل يا

بن .. عتبة يا ، القليب أهل يا الناس ونصرني وقاتلتموني ، الناس وآواني وأخرجتموني

جـ 64 ، ص 2الطبرى ،37.

Page 57: محمد في المدينة

ما .. وجدتم هل هشام بن جهل أبا ويا ، خلف بن أمية ويا ، ربيعة بن شيبة ويا ، ربيعة

حقا . ربى وعدني ما وجدت قد فإنى ؟ حقا ربكم وعدكم

أنتم : : ما قال ؟ xفوا جVي قوما Yنادى أت ، الله رسول يا وسمع حضر بعضمن قال

يجيبوني . أن يستطيعون ال ولكنهم ، منهم أقول لما 65بأسمع

بشريتهم فقدوا ألنهم ، البشر يسمع كما عليه المتعارف بالمعني يسمعون ال إنهم

: ( " فاطر : " القبور فى من بمسمع أنت وما قد( 22بالموت وأن البد أرواحهم لكن ،

يقول . ما أدركتصدق

أهل . إلى رواحه بن الله عبد بعث الله بنصر يبشرهم المدينة أهل إلى النبى أرسل

. " " " وووريت" رقية ماتت وقد البشير وصل السافلة أهل إلى حارثة بن وزيد العالية

الذى عفان بن عثمان زوجها أحزان من يخفف أن أراد البشرى بهذه الله وكأن ، التراب

. األخير مرضها فى يرعاها كى ، النبي من بإذن ، المعركة عن تخلف

. الفرقان . يوم بحق اليوم وسمي المسلمين قريشونصر هزيمة أخبار انتشرت

، العرب جزيرة أنحاء كل فى الله دين انتشار بداية ، البداية هو هذا الفرقان يوم وكان

الله . . قدر كان قوة توقفه ال ، الدنيا أرجاء كل فى ذلك بعد ثم

ال ، عوامل عدة إلى بدر موقعة فى المسلمين نصر أسباب وت مونتمجرى ويعزي

بعض يسجله لما كمثل إليها نشير لكنا ، قبل من ذكرناه عما كثير أو قليل فى تزيد

كانت وإن ، وأساء تحامل الغرب فى Vب Vت ك من فليسكل ، الغرب فى المنصفين الكتاب

موضوعي تجرد فى التاريخ حقائق سجلت التى هى الفكرية الصفوة صفوة من القلة

متحيز . غير

الذى : ر xالمؤز النصر فى ساهمت مجتمعة عوامل عدة وت مونتمجرى يقول

أهمها : ، المسلمون أحرزة

ما .. -1 من البعضنقصعددهم ارتداد فبسبب القريشيين صفوف فى الوحدة نقص

يقرب 950يقرب ما يكن 700أو 600إلى لم ، ينسحبوا لم الذين هؤالء وحتى

كامال . تأييدا جهل أبى سياسة يؤيد أغلبهم

يرجع -2 كان الذي العريض ثرائهم بسبب الحد عن زائدة أنفسهم فى ثقتهم كانت

إلى . هذا العرب جزيرة شبه من الغربى الجزء على الكاملة سيطرتهم إلى جزئيا

وعتادا . عددا يواجهونهم الذين بهؤالء استهانتهم جانب

جـ 65 ، هشام ص 2ابن ،128.

Page 58: محمد في المدينة

عام -3 حوالى منذ جادة معارك خاضوا قد القريشيون يكن أثر 590لم وربما ، م

نعومة . أكثر العيشفأصبحوا رغد فيهم

شبابا -4 المهاجرين أغلب كان بينما ، السن كبار من كبير عدد المشركين بين كان

الجسدية . لياقتهم قمة فى

أفضل . -5 تكتيكي وضع فى المسلمين جعلت الواعية الفاهمة محمد قيادة

العطش . -6 شدة من القريشيون عاني ربما

إليمانهم -7 وذلك ، خوف أدني دون ، مطلقة بشجاعة يحاربون المسلمون كان

وعدوا . فيما الخلود لهم يعني الله سيبل فى والموت الشهادة أو بالنصر

. الجنة: 66به

ونصصراحة ، إيمانهم قوة بسبب بأسهم شدة المسلمين على مونتمجرى ينكر لم

وبقوة . محمد به بشر الذي الدين لنصرة عقيدتهم عن دفاعا يحاربون كانوا أنهم على

إلى تتوق أعماقهم ، أحدا البشر من اليخشون ربانيين محمد أصحاب أصبح إيمانهم

. ، القوة شديد ، الوضوح شديد رد هذا وفى الله سبيل فى أرواحهم رخيصة ، الشهادة

. رخيصوزائل دنيوى متاع سبيل فى كانت بدر معركة أن يدعون من على ، الوقع شديد

األنفــال- :10

." األنفال " كلمة معني نفسر أن أوال نود النقطة هذه شرح فى نسترسل أن قبل

فى الصابوني علي محمد الشيخ ذكره ما إلى هذا تفسيرنا فى آيات نرجع تفسير

النفل : " " ... . " "األحكام وأصل الغنيمة هنا والمراد نفل جمع األنفال يقول حيث ،

الواجبة . الفريضة على زيادة ألنها النافلة صالة ومنه ، الزيادة بالسكون

الكفار : من عنوة أخذ ما الغنيمة بعضهم قال ؟ واحد شئ والفئ الغنيمة هل لكن

. : . . واحد بمعني والفئ الغنيمة وقيل صلح عن أى قتال بغير أخذ ما والفئ الحرب فى

األول . الرأى هو الصحيح الرأى لكن

لليتامي الله ذكره فيما خمسها يصرف التخمسأن تخمسومعني والغنائم

جمهور .. . ورأي الغانمين بين أخماس أربعة وهو الباقي ويوزع السبيل وابن والمساكين

: الذى ألن ذلك ، واحدا سهما الراجل ويعطي الفارسسهمين يعطي أن هو العلماء

فإن ولذلك ، أعظم الحرب فى بالؤه ويكون لفرسه نفقة إلى يحتاج الفرس يركب

وسهما له سهما فأعطي القسمة فى فزاده الناحية هذه راعي الحكيم الشارع

67لفرسه .

66 Montgomery Watt, Muhammad at Madina, p. 13.67 ، األحكام الصابوني آيات جـ تفسير ص 1، ،600.

Page 59: محمد في المدينة

: ، والمؤن والسالح العير مكة من به جاءوا ما وراءهم مخلفين المشركون انهزم

من ، استطاع إن ، بسالم والعودة النجاة إال يهمه ال ، شئ على يلوى ال والفار�

جاء . حيث

لم .. . حربضروس فى غنموه ما أول كبيرة غنيمة أمام أنفسهم المسلمون وجد

إلى : انقسموا اختلفوا لهذا ، نهجها على ويسيرون بها يحتذون سابقة الموقف لهذا يكن

. على كانوا وما لنا هو ، سلب ومن المشركون تركه ما جمع من قال ، فرق ثالث

لنحن : ، أصبتموه ما نحن لوال والله ويطلبونه العدو يقاتلون كانوا الذين قال إذ صواب،

يحرسون . كانوا الذين هؤالء ، ثالث فريق وقال أصبتم ما أصبتم حتى القوم عنكم شغلنا

: ، أكتافهم تعالى الله منحنا إذ العدو نقتل أن رأينا لقد ، منا به بأحق أنتم ما والله النبى

صلى الله رسول على خفنا لكنا ، يمنعه من دونه يكن لم حين المتاع نأخذ أن رأينا ولقد

منا . به بأحق أنتم فما ، دونه فقمنا ، العدو ة xرV ك وسلم عليه 68الله

وإثارة . الخصام يستحق ال غنموه ما فكل ، الحال فى النزاع هذا كل النبى يوقف

والرسول . . : " لله متروك األمر ويطيعوا يسمعوا أن الجميع على كان Uالعداء VمYوا وVاعUل

oينo اك VسVمU وVال VامVى Vت Uي وVال Vى ب UرYقU ال oذoي وVل oولYس xلرo وVل Yه VسYمYخ oه� oل ل xنV فVأ يUء� Vش مIن Yم oمUت غVن xمVا ن

V أ

VقVى Uت ال VمUوV ي oانVق UرYفU ال VمUوV ي Vا Uدoن عVب عVلVى Vا Uن ل VنزV أ وVمVا oه� oالل ب UمY آمVنت UمY Yنت ك oن إ oيلo ب xالس oنU وVاب

قVدoير يUء� Vش IلY ك عVلVى Yه� وVالل oانVعUمVجU كل( . 41األنفال" ) : ال بالتساوى بينهم م xقس هكذا

منه - – أخذ أن بعد ودروع ومعدات ، خيول وعشرة ، اإلبل من وخمسين مائة جمعوه ما

الله . أمر فيما الخمسإلنفاقه

القوم : فارس أتعطي قال ، يستفسر ، بسؤال النبى إلى وقاص أبى بن سعد توجه

إال : Yنصرون ت وهل لطف فى يبتسم وهو النبي ورد ؟ الضعيف يعطي ما مثل الذىيحميهم

؟ 69بضعفائكم

11: األسـري-

كان إذا حتى ، األسرى ومعه المدينة إلى طريقة النبى شق ، الغنائم مشكلة انتهت

المسلمين" " . وعلى عليه الله أفاء وبما بالنصر يهنئ كل ، المسلمون لقيه بالروحاء

جـ 68 ، هشام ص 2ابن ،284.ص 69 ، محمد ، ضيف .216شوقى

Page 60: محمد في المدينة

تهنئوننا – – : الذى ما النصر استخفه وقد سالمة بن سلمة النبي أصحاب أحد قال عندها

أسي . . : " في النبى قال فنحرناها المعلقة كالبدن t Uعا صYل عجائز إال لقينا إن فوالله عليه

قريشورؤساؤها " . أشراف أولئك أى ، المأل أولئك أخي ابن أى

- - ابن عامر بن سيد عمرو بن سهيل السبعين بدر أسرى من المرموقين بين كان

أبى بن وعتبة ، الحرث بن والنصر ، سفيان أبى بن وعمرو ، النبى زوجة سودة عم

زوج الربيع بن العاص وأبى ، النبى عم المطلب عبد بن العباس جانب إلى هؤالء ، معيط

. فى وضعهم رغم ، األسرى معاملة بحسن أوامره النبى أصدر ولقد النبى ابنة زينب

القيود .

. هو " " قتله الذى إن ويقال الحارث بن النضر بقتل أمر الصفراء النبى وصل عندما

. . مكة فى لإلسالم العداء شديد كان أنه هو بقتله األمر فى والسبب طالب أبى بن على

بالغة أكثر نفسه هو أنه إقناعهم محاوال ، الناسالزدرائه ويدعو النبي كالم يسفه كان

وكل ، البعض عليه قصها األولين أساطير إال هو ما محمد به يقول ما وأن ، لسانا وأفصح

القص . ويعيد الرواية يحكي أن هو يفعله ما

ملوك عن الكثير يعرف ، اإلطالع واسع ، األسفار كثير الحارث بن xضUر الن كان

. كان ، الكعبة جوار حديثه من النبى انتهي وكلما أساطير من حولهم نسج الفرسوما

تأثير كل إفساد به يحاول ما الحكايات من ويقصعليهم الناسحوله يجمع النضر ذلك

. جانب . إلي هذا مقاما واألعلى ، صدقا األكثر هو أنه يدعي كان حوله فيمن النبى تركه

وكى . ، الشرك ألهل عبرة قتله فى يكون كي قتله وجب لذا قريش لواء حامل كان أنه

ساما – – سهما ويغدو ، قبل من فعله اعتاد ما فيفعل الحياة له وهبت ما إذا يعود ال

المسلمين . قلوب إلى الوقت طوال موجها

. Yوصف ي هذا عقبة وكان ، معيط أبى بن عقبة هو آخر أسير بقتل النبى أمر بعدها

وفى . ، أخالقي ال تجبر فى إليه وأساء مكة فى النبي اضطهد قريش شياطين من بأنه

النبى عنق على رجله وضع أن يوما إنسانية الال القسوة به بلغت وقد ، وحشى جبروت

سلوكه . كان النبى عينى أمام الرؤيا غامت حتى قواه بكل وضغط ، يصلى ساجد وهو

هذا . نفسه عن الدفاع النبي فيها يستطيع ال لحظة اختار إذ ، والوضاعة بالخسة يتسم

محمد . على القضاء بغية الحرب على المحرضين كبار من كان أنه جانب إلى

Page 61: محمد في المدينة

بين : من محمد يا أتقتلني قال ، بقتله النبى أمر حين ، عقبة أن إسحق ابن ويروي

!! فقتله : . : : : النار النبى قال ؟ محمد يا للصبية فمن عقبة صاح نعم قال قريش؟

طالب . أبى بن على قتله ويقال األنصارى ثابت بن 70عاصم

لحظة : : يستحقان ، النار النبى ورد ، محمد يا للصبية من عقبة صيحة

وتأمل . تفكير

سمعه هل ؟ رواه الذى من ؟ مصدره هو ما ؟ الكالم بهذا إسحق ابن أتي أين من

النبى أشار هل ؟ أحد يكذبهم أن الصعب من ثقة مصدر والصحابة فرواه الصحابة أحد

لمن – – به تحدث هل ؟ قتله قبل عقبة وبين بينه دار قد فعال كان إذا دار ما إلى بنفسه

؟ المسجد فى جلوسحوله وهم للمسلمين به صرح أو العودة طريق فى معه ساروا

هذا . الصحابة من أى ينقل لم رواه بمن يخبرنا وال ، مصدره يذكر ال إسحق ابن

ألنه . ، يحدث لم هذا الناس وتناقله المسلمين بين لشاع بنفسه النبى رواه ولو ، الحوار

يقول - فهو ، عادته هى كما ، عنهم أخذ من أسماء إسحق ابن لذكر حدث قد كان لو

الله – : عبد وحدثني األسارى حيال النبى زوجة موقفسودة ذكر فى المثال سبيل على

قال زراده بن أسعد بن الرحمن عبد بن الله عبد بن يحيى أن ، بكر أبى ... 71بن

. هذا فى أما الرواة أسماء أو اسم يذكر ، عنه ينقل ما أغلب في ، إذن ، إسحق ابن

. أحدا يذكر ال فهو ، النبى يختصبسلوك فيما ، الحساسية شديد ، الدقة الموقفشديد

العلم : : أهل بعض حدثني كما إسحق أبى بن محمد قال يقول الطبرى عنه وينقل

أبى : بن عقبة قتل ، الظبية ق Uبعر كان إذا حتى الله رسول خرج ثم قال ، مكة أهل من

. النار : : قال ، محمد يا للصبية فمن يقتل أن الرسول به أمر حين فقال ، معيط

ال : بالطبع الطبري ؟ مكة أهل من العلم أهل بعض هؤالء هم من هنا والسؤال

أسماء . " لكتب عرف قد ولو ، يعرف ال أيضا هو إسحق وابن لذكر عرف قد ولو ، يعرف

يعرف " . . كان وربما يعرف ال كان أنه والواضح األسماء كل ، مكة أهل من العلم أهل

النبى . عن يكتب إنه يكتب أال له األفضل من كان عندها ، األسماء ذاكرته من تاهت ثم

يدرك أن عليه وكان ، إسرائيل بنى فى بالعشرات المعدودين من نبى عن ال ، الخاتم

يكتب . ما خطورة مقدار

. فما . نصدقه وال برأيه نأخذ ال روايته فى إسحق ابن مع نتفق ال نحن ، حال أية على

مرحلة فى كانوا وربما ، يقاتلوا ولم ، يخطئوا ولم ، يسيئوا لم الذين الصبية ذنب

جاء ما ؟ أبوهم فعل بما مطلقا لهم صلة وال ، حولهم يحدث ما معني يدركون ال الفطرة

جـ 70 ، هشام ص 2ابن ،287.جـ 71 ، هشام ص 2ابن ،287.

Page 62: محمد في المدينة

. كان ما إسحق ابن كتبه ما لله حاشا جهنم نار من بألسنة متلفعا عذاب سوط النبى

المرحمة . نبى عن أبدا يكتب أن يجب

كتاب وأغلب ، كالطبري ، القدامي من السيرة كتاب أغلب أن ، لالستياء المثير

ابن كتبه ما نقلوا ، هيكل حسين محمد الدكتور رأسهم وعلى ، المحدثين من السيرة

رغم األمر وكأن ، تقييم أو تحليل أو دراسة دون أى ، تعليق دون حرفيا نقال إسحق

أو – – قليل فى يعنيهم ال للنبى وأساءوا فيه وبالغوا المستشرقون تلقفه فقد خطورته

المتفيقهين،. بعض أصوات ترتفع ربما إذ ، للسالمة إيثارا ، والصمت بالنقل اكتفوا كثير

. فى جائز وهذا والكفر بالزندقة االتهام لهم موجهين ، بالجهل المتسربلين ، المتشنجين

بالدين . االتجار فيه يتم زمن

تستطع فلم دهشتها أثارت ، غربية كاتبة انتباه بالذات النقطة هذه جذبت لقد

عن " " أحجموا الذين األفاضل عكسمؤرخينا على ، عليها تعلق أن دون تجازوها

يا. : : ألوالدى من قائال يقتله ال كى النبى الرجل استعطف كيلين بيتى تقول التعليق

. : اليسير. وليسمن ، جدل مثار الشهيرة القصة وهذه النار النبى رد وكان محمد

به . يعتد توثيق دون التراث كتب فى وجودها تفسير أيضا الصعب ومن ، 72تصديقها

أظهر إذ ، القسوة بالغ عمال كان األسيرين قتل أن المستشرقين بعض ويرى

أسسوا . عليه tوبناء الدماء إراقة فى رغبة من محمد صدر فى يعتمل ما بوضوح

السيف . بحد نفوذه نشر قد محمدا أن بها يثبتوا أن حاولوا التى الخائبة نظرياتهم

لما التاريخية الخلفية يدرسوا ولم ، الموقف يستوعبوا لم المستشرقون هؤالء

فاضحا. جهال وجهلوا ، األحداث وقعت حيث والمكان الزمان تصور يستطيعوا ولم حدث

الخوض . عن وعجزوا ، الظاهر على حكموا مكة فى وأصحابه بالنبى القريشيان فعله ما

جميعا . األسرى لذبح ، يزعمون كما دمويا النبي كان ولو الحقيقة الستجالء األعماق فى

بالتفصيل . سنشرح كما يفعل لم لكنه ، تفكير أو تردد أدني دون

فى موضوعيا حكما ويصدر الموقف يتفهم من المستشرقين بين من نجد ذلك رغم

: . كان العكس، على ، األسرى بقتل محمد يأمر لم وت مونتجمرى يقول انحياز غير

أبى . بن عقبة الرقيقة اللينة سياسته من استثني لكنه مكة أهل قلوب يكسب أن يريد

ألفها التى القصائد األخصبسبب وعلى ، لمحمد السابق عدائه بسبب أعدم الذى معيط

. " بالد " عن قصصه أن أدعي الذى الحارث بن النضر كذلك أعدم ولقد النبي هجاء فى

القرآن . قصص عن قدرا تقل ال فيها 73فارسوما

72 Betty Kelen, p. 129.73 Montgomery Watt, Muhammad at Madina, p. 12 .

Page 63: محمد في المدينة

بعض قتل من النبى على المستشرقين بعض أخذه ما العقاد يناقشعباسمحمود

، انتهائها بعد المعركة صرعي لرؤية القتال ساحة إلى وخروجه بدر غزوة بعد األسرى

ليس : ألنه ، وأشخاصه وموقعه موضعه إلى بالنظر إال فيه الحكم يصح ال أمر هو بقوله

حالة هى وإنما ، الحروب وجميع األسري جميع فى اإلسالم اتبعه الذى العام بالحكم

فقتل .. نخوة وال مباالة غير فى بهم والتنكيل المسلمين بتعذيب معروفين كانوا أفراد

من أيدى فى وقعوا وقد بالتعذيب المتهمين قصاصكقصاص إال هو إن بدر بعد األسرى

الغالبين . من عقابهم 74يتولى

فى المشركين من فقط اثنين مقتل على والنصارى اليهود كتبه من يتباكون والذين

كتابهم فى جاء ما نسوا ، الدماء سفك إلى يميل بأنه ويتهمونه النبى معارك أول

" " " " " كتاب" وهو الجديد العهد و ، اليهود كتاب وهو ، القديم العهد يضم الذى المقدس

وهؤالء " " .. هؤالء نسى القديم العهد فى جاء بما أيضا يؤمنون الذين المسيحيين

فى عليها فأقدموا ، باقترافها أمرهم قد الرب أن زعموا التى إنسانية الال البشاعات

الرب . – – . ألوامر يقولون كما تنفيذا بشرية ال وحشية

السيف " " : " بحد المدينة تلك سكان تضرب فضربا الرب يقول التثنية سفر فى

ساحتها . وسط إلى أمتعتها كل تجمع السيف بحد بهائمها مع فيها ما بكل مها IحرY وت

بعد " تبنى ال األبد إلى تال فتكون إلهك للرب كاملة أمتعتها وكل المدينة بالنار وتحرق

( . 16-15 : 13تثنية)

" بحد " " " وبضربها عاي إلى بالرجوع إسرائيل جميع الرب يأمر يشوع سفر وفى

ألفا: " عشر اثني ونساء رجال من اليوم ذلك فى سقطوا الذين جميع فكان السيف

.. قول حسب ألنفسهم إسرائيل نهبها المدينة تلك وغنيمة البهائم لكن عاي أهل جميع

. . ومVلoك اليوم هذا إلى خربا أبديا تال وجعلها عاى يشوع وأحرق يشوع به أمر الذى الرب

يشوع " ) المساء وقت إلى الخشبة على علقة ( . 29- 25 : 8عاى

عشر – – إثني بلغوا يدعون كما الرب أمر حسب بقتلهم إسرائيل بنو قام الذين

– - . على صلبه أى ملكها وتعليق ، بأكملها المدينة حرق جانب إلي هذا واحد يوم فى ألفا

الرب .. " ". بأمر هذا كل المدينة باب عند جثته طرح ثم ، المساء حتى الخشبة

" ولم " ، سواء والمسيحيون اليهود به يؤمن الذى المقدس الكتاب فى جاء ما هذا

تم . ألفا عشر إثنا الكاسرة الوحشية هذه مناقشة على كتبتهم من واحد كاتب يجرؤ

بقتل . " " أمر محمدا ألن المقدس الكتاب عبدة يتباكى ذلك ورغم واحد يوم فى قتلهم

ص 74 ، محمد ، العقاد . 51عباسمحمود

Page 64: محمد في المدينة

النبى . . أصدر فقط اثنان لإلسالم وأساءوا المسلمين وأهانوا ، آذوه ممن فقط اثنين

الكتاب . " " " رب عبدة من الرحماء أغضب السلوك هذا لكن لهم عقابا عادال حكما

البشاعات " المغموسفى كتابهم يقرأ غيرهم أحد ال ان يتخيلون بالطبع وهم المقدس

لـ الدموية

الجنود" ". رب

قام نفسما اآلن يعيدون ، الرب باسم القتلة هؤالء ساللة أن األشياء غرائب ومن

راية تحت الرب باسم ، الهمجية الوحشية بنفس ، طويلة قرون منذ ، أجدادهم به

الرب . أن والعشرين الحادي القرن طاغوت ويعلن داود نجمة على القائم الصليب

بن : يشوع فعل كما ، وحرقها المدن دمر فعل ما فعل على فأقدم أوحي بما إليه أوحي

" " ، والنساء الرجال من ألفا عشر إثنا قتل قد يشوع كان وإن القديم العهد فى نون

واألطفال والنساء الرجال من ألف ستمائة من أكثر قتل قد الحديث العصر يشوع فإن

الصليب . راية تحت النهرين بين ما بالد فى جنوده واقترف عام من أقل فى والشيوخ

وإذاللهم . وازدرائهم األسرى تعذيب وسائل البشرية جبين فى وعارا سبة تعتبر جرائم

الرجال : اغتصاب ، األوصال تقطيع ، بالكهرباء الصعق األذهان فى ماثلة تزال ما

الشذوذ ممارسة ، الكالب كما بسالسل رقابهم من الرجال سحب ، والصبية والنساء

.. ، حدث هذا كل المتصهين المسيحي بلدهم فى تعلموه ما حسب أنواعه بكل الجنسى

صراحة " " الجديد اليشوع أعلن لقد ، الصليب راية تحت ، رئيسهم يقول كما ، ويحدث

الرب . راية تحت صليبية بحرب يقوم أنه

الفساد هذا من أكثر والسلوك والفكر العقيدة فى وانحطاط فساد هناك هل

سفاحو والتدمير، والحرق والقتل اإلبادة فى ويبزه بل ، معه ويتبارى واالنحطاط؟

لما . tجزاء فقط اثنين بقتل أمر النبى ألن كتبتهم يتباكي ثم أرضفلسطين فى إسرائيل

القتل . تستحق جرائم من اقترفوه

بالسيف " " كاملة إبادة وإبادتهم أعدائهم بلعن الجنود رب أمرهم كما ، نلعنهم لن

بذور : ألن ذلك طويال تعمر لن سادتها بغى التى اإلمبراطورية تلك إن نقول لكنا ، والنار

أعماقها . فى مغروسة سقوطها

. خيرا . : باألسارى استوصوا معاملتهم بحسن النبى أمر المدينة إلى األسرى وصل

المأكل فى نفسه البعضعلى فضلهم أن لدرجة إكرامهم فى النبى أصحاب وبالغ

وصية اتبعوا ، بالتمر الضرورة عند هم واكتفوا ، عندهم ما بأفضل خصوهم ، والمشرب

Page 65: محمد في المدينة

نصرة فى فاعلة قوة ويصبحوا فيؤمنوا كفروا الذين قلوب تلين أن أمل على النبى

له . عداوتهم فى يستمروا أن من بدال اإلسالم

العاصبن أبا ابنته وزوج ، المطلب عبد بن العباس عمه رأى عندما النبى حزن

يقره ما إلى يرجع حتى قرارا بشأنهما يتخذ لم لكنه ، باألغالل مكبلين ، الربيع

بعد . وحي يخصهم فيما نزل قد يكن ولم ، جميعا األسرى أمر فى المسلمون

مفاجئة موجة فيها أثار قرابتها ذوى من أسير على ، النبي زوج ، سودة حزن لكن

آل . عند كانت النبى وسمعها بخاطرها جال عما باندفاع فعبرت ، الغضب موجات من

استشهدوا . وقد عفراء ابنى ومعوز عوف على مناحتهم فى وتشترك تواسيهم عفراء

. ركن فى عمها، ابن ، عمرو بن سهيل يزيد بأبى فوجئت ، بيتها وصلت وعندما بدر فى

قومه . سيد رأت حين نفسها ملكت ما بحبل عنقه إلى وجمعتا يداه قيدت وقد الغرفة

أال : ، بأيديكم أعطيتم ، يزيد أبا يا صاحت ، المزرية الحالة هذه فى

كراما !! متم

وعلى : الله أعلى سودة يا قال ، الكلمات برنين وفوجئ ، البيت داخل النبى كان

. : . الله رسول يا المفاجأة أرعدتها وقد قالت تحريضا كلماتها فى أن اعتبر ؟ رسوله

أن بحبل عنقه إلى يداه مجموعة يزيد أبا رأيت حين نفسى ملكت ما بالحق بعثك والذى

قلت . ما 75قلت

وهى عائشة معها وبكت ، فبكت سودة على الخوفسيطر أن كيلين بيتى تدعي

هذا . كان وربما أمورها من الكثير فى عليها تعتمد كانت فقد عنها يصفح أن النبى ترجو

أكثر البيت لشئون راعية مجرد سودة تكون أن على فيه Vقoف� Yت أ الذى الوقت هو

زوجة . 76منها

. أن : : يريد كان العفو أو ، الفداء أو القتل األسرى أمر فى أصحابه النبى استشار

: . ، وأهلك قومك ، الله رسول يا بكر أبو قال قراره يتخذ أن قبل آرائهم إلى يستمع

: . ، الله رسول يا قال ، قتلهم وطلب فاشتد عمر أما عليهم يتوب الله xعل ، استبقهم

فى . عمر قاله ما على رواحة بن الله عبد زاد ثم أعناقهم فاضرب ، وكذبوك أخرجوك

. نارا : عليهم أضرم ثم فأدخلهم الحطب كثير واديا انظر ، الله رسول يا قال ، عنفه شدة

والرحمة : بالسماحة يطالب وهو بكر أبى رأى متناقضين رأيين إلى النبى استمع

قال – – : " الذى إبراهيم كمثل النبى قال كما مثله فأصبح ، xهY والعفو oن فVإ oي oعVن Vب ت VفمVن

حoيم� xر غVفYور� Vكx oن فVإ oي عVصVان UنVمVو Iي قال( : " 36إبراهيم " ) : مoن الذى عيسى وكمثل oن، إجـ 75 ، ص 2الطبرى ،39.

76 Betty Kelen, p. 130.

Page 66: محمد في المدينة

YيمoكVحU ال YيزoزVعU ال VنتV أ Vكx oن فVإ UمYهV ل UرoفUغV ت oن وVإ VكYادV ب oع UمYهx oن فVإ UمYهU YعVذIب ( :118المائدة" ) : ت

قدرته . تشاء كما ، يعذبهم أو لهم يغفر ، العباد خلق لمن األمر وترك والمغفرة الرحمة

درجة وتصل بل ، العنف فيحضعلى ، الخطاب بن لعمر وهو ، اآلخر الرأي أما

. النبى يقول هذا وفى بحرقهم المطالبة إلى ، عمر لرأى تأييده فى ، رواحه بابن القسوة

قال: : ، نوح كمثل عمر مثل ا" إن tارx دVي VينoرoافV Uك ال Vنoم oضUرV Uاأل عVلVى UرVذV ت Vال Iب xر"

. : " 26نوح) : قال( موسى وكمثل ، V فVال Uمoهo Yوب قYل عVلVى UدYد UاشVو Uمoهo مUوVالV أ عVلVى UسoمUاط Vا xن ب Vر

Vيمo Vل األ VابVذVعU ال U وYا VرV ي xى ت Vح U Yوا YؤUمoن ( . 88يونس" ) : ي

ما البشر، وتدمير الدماء لسفك متعطشا كان ما ، عمر برأى ليأخذ النبى كان ما

. . المهداة . الرحمة إنه عذاب سوط أو دمار نذير ال ، للعالمين رحمة جاء لقد جاء لهذا

اختار كما ، ثراء من قدر على األسرى أغلب وكان يستطيع لمن الفداء النبى اختار

وكان . للمسلمين كسب عليه المن فى أن يظن كان من أو ماال يملك ال من على xالمن

بن حذافة بن أهيب بن عثمان بن الله عبد بن عمرو عزة أبى النبى عليهم xنVم من بين

لذو : وإني ، مال من مالى عرفت لقد ، الله رسول يا قال ، بنات ذا محتاجا وكان ، جمح

عليه . وأخذ وسلم عليه الله صلى الله رسول عليه xفمن xعلى فامنن ، عيال وذو حاجة

سراحه ) ( وأطلق النبى فأمنه ، أحدا عليه يعين وال يعاديه ال أى أحد عليه يظاهر ال أن

بفضله . . اعترافا النبى يمتدح شعرا عزة أبو وكتب فداء أطلق 77دون أن بعد لكنه

وعاد ، أحد معركة قريشفى مع اشترك ، وعد بما يوف لم ، بعهده نكث سراحه

خيانته . جزاء بقتله النبى أمر عندها أسره وتم ، المسلمين وقتال النبى لمحاربة

وغدره .

عشرة بتعليم منهم واحد كل يقوم أن مقابل األسرى بعض على أيضا النبى xومن

قوامها دولة لقيام Yعد ي كان النبى أن معناه هذا ، والكتابة القراءة المدينة أهل من

والعلم . والقوة اإليمان،

ابنة : زينب زوج ، الربيع بن العاص أبو النبى عليها xمن التى الشخصيات أشهر من

يزوجه. . أن النبى سألت التى هى خديجة السيدة كانت خديجة السيدة أخت وابن النبي

رجال من كان إذ ، قريش فى لمكانته Yجهxفزو ، الوحي عليه ينزل أن قبل وذلك ، زينب

قدر – – يحاول كان xا حYب النبى أن جانب إلى هذا ، وتجارة وأمانة ماال المعدودين مكة

ظل . العاص، أبو يؤمن ولم ، زينب آمنت ، الوحي بعد لكن زوجته إرضاء المستطاع

يزوجوه . أن على ، محمد ابنة يطلق أن منه قريشتطلب إليه وسعت آبائه دين على

جـ 77 ، هشام ص 2ابن ،305.

Page 67: محمد في المدينة

يقال ، النبى بنات بإحدي ارتبط قد وكان لهب أبى ابن إلى سعوا كما ، مكة نساء أفضل

. العاصفرفضفى أبو أما ، قريش إلغراء لهب أبى ابن استجاب كلثوم أم ويقال رقية

من : امرأة بامرأتي لى أن أحب وما ، صاحبتي أفارق ال ، إذا هالله ال قال ، وشمم إباء

قريش .

. فاق حب فى بزوجته العاص أبو تمسك النبى لينساه كان ما ، بالنبل يتسم موقف

يندر ما والحب والنقاء الصفاء من فيها وجد التى بزوجته احتفظ ، قريش إغراءات كل

مثال . كانا ، به وتمسكت فاصطفته ، بها وتمسك اصطفاها أخرى امرأة فى يوجد أن

وهي : ، شركة على هو بينهما يفرق ال أن رأى النبى أن لدرجة والوفاء الصدق فى نادرا

بعد : " نزلت قد التفريق آية تكن لم ، إسالمها YمY على جVاءك oذVا إ Yوا آمVن Vينoذx ال �هVا يV أ Vا ي

VالVف Vات� مYؤUمoن xنYوهYمY oمUت عVل Uنo فVإ xنoهo oيمVان oإ ب YمV عUلV أ Yهx الل xنYوهY ن oحV فVامUت ات� VرoاجVهYم YاتV UمYؤUمoن ال

xنYهV ل Vون� ل oحV ي UمYه VالVو UمYهx ل حoل� xنYه Vال oارxفY Uك ال Vى oل إ xنYوهYعoج UرV ( . 10الممتحنة" ) : ت

. أرسلت الوفى المحب وهو ، تتركه أن لها كان وما ، زوجها بأسر زينب علمت

قالدة . أرسلت بل فقط بالمال تكتف لم لكنها بها المال، أدخلتها قد خديجة كانت ثمينة

. لها . رق عينية أمام خديجة بقالدة النبى فوجئ بها بنى العاصحين أبى على

شديدة . رقة

تثار ال كى ، غيره مع ذلك فعل وقد ، العاص أبى صراح يطلق أن يشأ لم النبى لكن

له . وكان الصIمة بن خoراش العاص أبا أسر الذى كان ابنته بزوج يختص فيما األقاويل

تطلقوا . : أن شئتم إن قال ، الخيار لهم ترك ، حوله من رأى النبى أخذ الفداء فى الحق

عليها . : وردوا فأطلقوه الله رسول يا نعم فقالوا فافعلوا مالها عليها وتردوا أسيرها لها

لها . 78الذى

إلى : تهاجر كى زينب سبيل يخلى أن العاصعهدا ابن على أخذ النبى أن إال

. xمن أن بعد واللحظة التو فى إسالمه العاص أبو يعلن أن النبى أمل كان لقد المدينة

ابنته . تعيش أن المستحب غير من أنه النبي ورأى يفعل لم ولكنه ، وصحبه النبي عليه

فراقه . أن يعلم العاصوهو أبو وافق ونبله رفعته قدر كان مهما وثني زوج مع المسلمة

ووفى " " . وعد لكنه ، أمامه ابنتهما ويحزن معا سيدميهما وزينب

. أبو " " كان شهر بحوالى بدر بعد وذلك ، بزينب يأتيه كى حارثة بن زيد النبي أرسل

أحد . روعها أن بعد ، المدينة إلى زيد بها جاء للرحيل نفسها تعد أن أمرها العاصقد

جـ 78 ، هشام ص 2ابن ،297 .

Page 68: محمد في المدينة

كانت إنها ويقال ، هودجها فى وهى بسهم ، الفهرى األسود بن هبار وهو ، المشركين

بطنها . فى ما فطرحت حامال

أو : األسود بن بهبار ظفرتم إن فيها خرج لمن قال سرية بعث النبي إن ويقال

إسحق ) ( ابن قول حسب قيس، بن نافع هو زينب إلى معه سبق الذى الرجل

: . هذين بتحريق أمرتكم كنت إنى يقول إليهم بعث الغد كان فلما بالنار فحرقوهما

ظفرتم فإن الله إال بالنار يعذب أن ألحد ينبغي ال أنه رأيت ثم ، أخذتموهما إن الرجلين

. فاقتلوهما 79بهما

لم روحيهما لكن ، زوجته وبين بينه اإلسالم فرق أن بعد بمكة العاص أبو أقام

. الشام إلى له تجارة العاصفى أبو خرج الفتح وقبيل اآلخر منهما أى نسى ما ، تفترقا

من . سرية اعترضته ، العودة طريق فى معه أبضعوها لقريش وأموال رجال ومعه

فى . نجح ، الظالم جنح وتحت الفرار فى نجح لكنه ، معه ما فأصابوا المسلمين سرايا

. من صرخت ، المأل على ذلك وأعلنت أجارته فاستجارها ، زوجته حيث إلى الوصول

الربيع . بن العاص أبا أجرت قد إنى الناس أيها الصبح لصالة Iر Yب ك أن بعد النساء صYفxة

بأعلى تعلن وهى النبي بابنة المسلمين بال فما ، أدناهم المسلمين على يجير إنه

إلى . النبى بعث قومه عند وقدره عندها مكانته جيدا يعلمون من أجارت قد أنها صوتها

: . أن . عليهم شئ فعل على يرغمهم لن إنه يستسمحهم العاص أبى مال أصابوا الذين

قال . لهم حق فهو غنموا بما يحتفظوا أن أو ، نفس ورضاء بسماحة أخذوا ما يردوا

. عليه: " وتردوا تحسنوا فإن ماال له أصبتم وقد علمتم حيث xا مoن الرجل هذا إن النبى

به ". أحق فأنتم عليكم أفاء الذى الله فئ فهو أبيتم وإن ، ذلك نحب فإنا له الذى

ذى كل وأعطي مكة إلى به فرحل ، ماله العاص أبى على وردوا النبي لكلمات استجابوا

. ست فراق بعد زوجته النبى عليه ورد المدينة إلى وعاد إسالمه أعلن ثم ، حقه حق

سنين .

. عن يقل وقد ، للقادرين درهم آالف أربعة الفداء وكان أسراها تفدى قريش بدأت

. ارتضاه الذى الفداء قبول وفى الكثير يملكون ال من حالة فى األلف إلى ذلك

اآلية : " نزلت ضo المسلمون، UرV األ فoي VنoخU Yث ي xى ت Vح ى Vر Uس

V أ YهV ل VونY Vك ي نV أ oي� Vب oن ل VانV ك مVا

حVكoيم� عVزoيز� Yه� وVالل Vة Vرoاآلخ YيدoرY ي Yه� وVالل Vا Uي الد�ن VضVرVع VونYيدoرY كما( 67األنفال" ) : ت ، وفيها ،

وجهه على بدت عندما المعركة أثناء معاذ بن سعد أبداه الذي للرأي تأييد ، واضح هو

جـ 79 ، هشام ص 2ابن ،302.

Page 69: محمد في المدينة

اإلثخان . كان المشركين وأسر الغنائم بجمع المسلمين النشغال الرضا عدم عالمات

الرجال . أسر من إليه أحب القتل فى

أنهم : فى ال ، الخطأ كان إذن بقوله الموقف هذا على زهرة أبو محمد اإلمام يعلق

قبل أى ، اإلثخان قبل األسرى أخذوا أنهم فى ولكن ، عليهم منوا أنهم فى وال ، فدوهم

صعبة تكون أو ، أخرى معركة عليهم يثيروا أن يستطيعوا ال حتى ، بالجراح يثقلوهم أن

الله قال كما ، الفداء أو المن ويكون ، األسر يكون ذلك بعد ومن ، القتلى لكثرة عليهم

وتعالى : " YمYوهYمU سبحانه نت VخU ثV أ oذVا إ xى حVت oابVق Iالر Vب UرVضVف وا YرVفV ك Vينoذx ال YمY Vقoيت ل oذا فVإ

هVا Vار VزUوV أ Yب UرVحU ال VعVضV ت xى حVت فoدVاء oمxا وVإ YدUعV ب �ا مVن oمxا فVإ VاقV UوVث ال د�وا YشVف : 80( .4محمد" )

النبي . كان النبي عم المطلب عبد بن العباس كان ، األسرى بين قريش سادة من

. هذه ناقشنا ولقد ها VرU مYك خرج ، القوم بين شاع كما ألنه المعركة أثناء قتله عن نهي قد

عمه . . يكبل أن النبي على عز اليدين موثوق األسرى بين ذا هو وها قبل من النقطة

إلى . يستمع وهو ينام أن يستطع لم ، ممض أرق عليه سيطر األركان أحد فى به ويلقى

قد . : أن أخبرهم م؟ تنا ال مالك الله رسول يا أصحابه سأله وثاقه العباسفى تضور

وثاقه . . العباسففكوا إلى قاموا للنبي وإكراما العباس عمه حال إليه آل ما أحزنه

من للعباس، بالنسبة وكان ، عمرو بن كعب ر VسV الي أبو العباس أسر الذى كان

: . أسرت كيف النبى سأله جسيما العباسضخما كان إذ ضئيال يعتبر الحجم ناحية

بعده : . وال ذلك قبل رأيته ما رجل عليه أعانني اليسر أبو أجاب اليسر؟ أبا يا العباس

كريم : ملك عليه أعانك لقد النبى المالئكة. 81قال موضوع إلى إشارة الكالم هذا وفى

. بعد النقطة وسنناقشهذه بدر معركة فى به قاموا الذى الدور عن يقال وما

بالتفصيل . قليل

التملص العباسحاول لكن ، مال ذو فهو نفسه يفدي أن العباس من النبي طلب

أن . على النبى صمم فخرج استكرهوه القوم لكن اإلسالم دين على أنه والتخلصمدعيا

، فداء دون يطلقه أن النبى على عرضوا المسلمين بعض أن رغم ، الفدية العباس يدفع

رفض . النبى لكن

بن : : عقيل أخيك وابني نفسك أفد عباس يا قاطعة كلمات للعباسفي النبي قال

: . رسول .. يا فقال مال ذو فإنك عمرو بن عتبة وحليفك ، الحارث بن ونوفل طالب أبى

إن . : . بإسالمك أعلم الله النبى قال استكرهوني القوم ولكن ، مسلما كنت إنى الله

نفسك . فافد ، علينا كان فقد أمرك ظاهر فأما به يجزيك فالله حقا تذكر ما يكنجـ 80 ، زهرة ص 2أبو ،572 . جـ 81 ، ص 2الطبري ،572.

Page 70: محمد في المدينة

فدائه فى تحسب أن العباس طلب ، ذهبا أوقية عشرين منه أخذ قد النبى كان

. وحليفه . أخيه وأبني نفسه فدي ، خيار العباسمن أمام يكن لم النبي رفض ثانية ومرة

. العباس إن ويقال دينار ألف ويقال ، ذهب أوقية ثمانين كانت الفدية أن سعد ابن ويروى

حليفه . فداء يدفع أن رفض مكة وصل أن 82بعد

حين : المطلب عبد بن العباس كان يقول خبر الموحية الدالالت ذات األخبار ومن

قميص إال عليه يقدر بيثرب قميصا له وجدوا فما ، قميص له طYلoب األساري فى به قدم

عليه . فكان إياه ألبسه Yبى أ بن الله فى 83عبد النفاق رأس ، أبى بن الله عبد وكان

. وإيمانا تبصرا ال ، ونفاقا خشية بدر نصر بعد إسالمه أعلن قد المدينة،

إلى أهلها دعا المدينة نزل عندما الله رسول أن كثير ابن تفسير مختصر فى ورد

أيها : أبى بن الله عبد له فقال ، القرآن عليهم وقرأ وجل عز أحسن المرءالله ال إنه

فال حقا كان إن تقول فاقصص تؤذنا مما جاءك فمن رحلك الى ارجع ، مجالسنا فى به

بن.. أبى بن الله عبد قال قريش، صناديد به الله فقتل بدرا الله رسول غزا فلما عليه

على : الرسول فبايعوا توجه قد أمر هذا األوثان oوعبدة المشركين من معه ومن سلول

وأسلموا . فبايعوا ، 84اإلسالم

وبين ، والمسلمين المسلمين بين القالقل يثير حياته طوال Yبى أ ابن وظل

ينافق الوقتظل طوال لكنه ، النبي تؤذى التى الشائعات وينشر ، واليهود المسلمين

النبي

مات . حتى

إال ، النبى عم ، المطلب عبد بن العباس يناسب قميصا كلها المدينة فى يجدوا ولم

أبى !! بن الله قميصعبد

محمد عليهم يشتد ال حتى أسراها فداء فى تندفع لن أنها أعلنت قريشا أن رغم

كان . بالدفع قريشوسارع قررته بما يكترث لم البعض أن إال ، الفداء طلب فى ويغالى

، المدينة قدم حتى الليل جوف فى أنسل الذى وداعة أبى بن المطلب هؤالء بين من

. ز . Vكرoم قدم كما أبيه صحبه فى عائدا وكر درهم آالف أربعة دفع األسرى بين أبوه وكان

عمرو . بن سهيل فداء فى األخUيف بن حفص بن

. وكان طالب أبى بن على أسره ، حرب بن سفيان أبى بن عمرو األسرى بين كان

بعض . طلب احتجازه وقت طال مهما فداء دون t مVنا النبى يطلقه أن المستحيل من

جـ 82 ، سعد ص 4ابن ،14.ص 83 ، المرجع .13نفسجـ 84 ، كثير ابن تفسير ص 1مختصر ،344.

Page 71: محمد في المدينة

دمي . : على أيجمع حجته وكانت فرفض ، ولده يفدى أن منه سفيان أبى أصحاب

لهم . بدا ما يمسكوه ، أيديهم فى دعوه ؟ عمرا وأفدى حنظلة قتلوا ومالى؟

شيخ على العدو فرصة له حانت أن إلى بالمدينة محبوسا ولده سفيان أبو ترك

بعد - - . إال أسره يفك ولم بابنه فحبسه عوف بن عمرو بنى أخو النعمان بن سعد مسلم

إليه . وعودته ابنه أسر فك تم أن

المالئكـة- :12 قتـال

ال أنه نرى ، واحدة نقطة إال بدر يوم والمقاتلين بالقتال يختص فيما لنا يتبق لم

الرأى وإبداء ، واع عقالني بمنطق تحليلها وخطورة صعوبتها رغم ، مناقشتها مناصمن

آالفمن .. ثالثة اشتراك عن قيل ما نقصد فيها مواربة ال وصراحة باستنارة فيها

قريش . ضد القتال فى المالئكة

من وتعالى سبحانه الله أنزله ما هو ، بدر يوم المالئكة بخصوص قيل فيما األصل

تعالى : " قوله ومنها ، المؤمنين أزر لشد xة� آيات Vذoل أ UمY نتV وVأ VدUر� oب ب Yه� الل YمY ك VرVصV ن UدVقV وVل

. oةV Vث Vال oث ب Yم �ك ب Vر UمY Yمoدxك ي نV أ UمY Uفoيك Vك ي Vن ل

V أ Vينo UمYؤUمoن oل ل YولYقV ت Uذo إ Vون YرY ك UشV ت UمY xك VعVل ل Vه� الل U xقYوا فVات

. UمY YمUدoدUك ي هVذVا UمoهoرUوVف مIن Yم Yوك تU Vأ وVي U xقYوا Vت وVت U وا Yرo VصUب ت oن إ VلVى ب Vينo ل VنزYم oةV oك UمVآلئ ال VنIم Vف� آال

. xنo VطUمVئ oت وVل UمY Vك ل ى Vر UشY ب x oال إ Yه� الل YهV جVعVل وVمVا VينoمIو VسYم oةV oك UمVآلئ ال VنIم آالف� oة VسUمVخo ب Yم �ك ب Vر

o UحVكoيم ال oيزoزVعU ال oه� الل oندoع Uنoم x oال إ YرUصx الن وVمVا oهo ب Yم Yك Yوب عمران" ) : قYل ( . 126-123آل

يقوم إذ يستسيغه وال العقل يتقبله ماال منها ، التفاسير وتعددت ، األقاويل اختلفت

يبين نوراني روحاني عقالني هو ما ومنها ، للكلمات فيه المبالغ الحرفى التفسير على

طاقة إلى أعماقهم فى تتحول وكيف المؤمنين نفوس فى الربانية الكلمة فعل تأثير

: . يصبح اإليمانية القدرة معجزة هى وهذه البشر طاقة فوق وكأنها تبدو فاعلة وقدرة

فيكون . كن للشئ يقول ربانيا الرجل

: .. عمائم : بدر يوم المالئكة سيماء كانت قال أتهم ال من وحدثني إسحق ابن قال

على� . : أن العلم أهل بعض وحدثني هشام ابن وقال ظهورهم على أرسلوها قد بيضا

يوم : المالئكة ، سيماء وكانت ، العرب تيجان العمائم قال عنه الله رضى طالب أبى ابن

صفراء . عمامة عليه كانت فإنه جبريل إال ، ظهورهم على أرخوها قد بيضا عمائم 85بدر

ولو " " ، يعرف ال نفسه هشام وابن ، هؤالء العلم أهل بعض هم من نعرف ال ونحن

هو . نصدقه أن يتوقع ذلك ومع ، مجهول عن مأخوذ إذن الحديث أسماءهم لذكر عرف

جـ 85 ، هشام ص 2ابن ،274 .

Page 72: محمد في المدينة

عمامة " " وعليه جبريل رأى قد عليا أن يدعون عندما عنهم أخذ الذين العلم أهل وبعض

له . المالزمين بيته أهل وحتى ، يوما جبريل رأى قد أنه نفسه على يذكر لم صفراء

صفراء . عمامة وعليه جبريل رأى قد عليا أن منهم أى عن Vو UرY ي لم حياته طوال

من : واحدا اسما لنا يذكر ال ، أتهم ال من وحدثني يقول عندما إسحق ابن وحتى

يتهم . ال الذين هؤالء أسماء

به . . موثوق غير فهو لذا أسانيد تدعمه وال موثق وغير ، مرسل كالم هذا

غفار بنى من رجل عن ينقل ، المالئكة عن قوله سبق ما إلى إسحق ابن يضيف

مشركان،: ونحن بدر، على بنا يشرف جبل فى أصUعVدUنا حتى لى عم وابن أنا أقبلت قال

دنت : إذ الجبل فى نحن فبينا قال ، ينتهب ما فننهب الدبرة تكون ما على الوقعة ننتظر

عمى ابن فأما ، حيزوم أقدم يقول قائال فسمعت ، الخيل حمحمة فسمعنا ، سحابة منا

تماسكت . ثم ، أهلك فكدت أنا وأما ، مكانة فمات قلبه قناع فانكشف

. أحد : ال غفار؟ بنى من رجل أى غفار بنى من رجل مجهول عن النقل يتم أيضا هنا

. فوق من القادمة الخيل عن يحكي المجهول وهذا نفسه إسحق ابن حتى ، يعرف

!! : اسمه ملك أهو ؟ الحيزوم هذا من حيزوم أقدم يقول الذى ذلك وصوت ، السحاب

اسمه ملك يوجد المالئكة بين أن نسمع مرة أول فهذه ، حقا ملكا كان إن ؟ حيزوم

. ." وهذا" غفار بنى من المجهول ذلك لسان على إال مطلقا ترد لم معلومة هذه حيزوم

" من" ألنه تهويمية إضافة يعتبر ، بعد من وال قبل من يذكر لم الذى الملك الحيزوم

فى . تسبب أنه هو الحيزوم هذا على نأخذه ما كل الرواة من األدعياء بعض تخاريف

. المYفUترoى – – الحيزوم هذا الله سامح النفير أو بالعير يقولون كما له صلة ال رجل موت

السادة . " " . يقول كما ، أعلم والله عليه المفترى أو

بصره ذهب أن بعد قال ، بدرا شهد وكان ، ربيعة بن مالك بن أسيد أبى عن ويحكي

) خرجت: ) الذي جبلين بين انفرج ما عUب Iالش ألريتكم بصرى ومعي ببدر اليوم كنت لو

أتمارى . وال فيه أشك ال ، المالئكة منه

ألتبع : إنى قال ، بدرا شهدوا من بين وكان ، المازني داوود أبى عن أيضا ويحكي

أنه فعرفت سيفى إليه يصل أن قبل رأسه وقع إذ ألضربه بدر يوم المشركين من رجال

غيري . قتله 86قد

إلي : بسيفه ليشير أحدنا وإن بدر يوم رأيتنا لقد يقول من نجد ، الطبرى تاريخ وفى

سيماء . : كانت يقول ومن السيف إليه يصل أن قبل جسده عن رأسه فيقع المشرك

جـ 86 ، هشام ص 2ابن ،273.

Page 73: محمد في المدينة

ولم ، حمرا عمائم حنين ويوم ، ظهورهم فى أرسلوها قد بيضا عمائم بدر يوم المالئكة

. بدر يوم سوى األيام من يوم فى المالئكة تقاتل

تقاتل وهى المالئكة تدخل إلى المشركين هزيمة يعزي من أيضا الطبرى فى ونجد

فالناس . ، الناس على لوم وال طبيعي أمر الحالة هذه فى والهزيمة البلق خيلها على

جيش فى متمثال الله يقاتلون كان إنما ، الناس يقاتلون كانوا ما المعركة هذه فى

عليه . . ينتصروا أن باستطاعتهم كان وما ، الله بقتال لهم قبل ال هم وبالطبع مالئكته

أن : إال كان إن والله يقول ، المعركة فى اشتركوا الذين المشركين أحد يحكي

لمت . ما ذلك مع الله وأيم شاءوا كيف ويأسرون يقتلوننا ، أكتافنا فمنحناهم ، لقيناهم

لها يقوم وال شيئا تليق واألرضما السماء بين بلق خيل على بيضا رجاال لقينا الناس،

المالئكة . : ... . تلك رافع أبو قال 87شئ

، الجيش ميمنة فى كانوا الذين المالئكة عن مشوقة بطريقة فيحكي سعد ابن أما

النبي أمام القلب فى كانوا الذين والمالئكة ، الميسرة من هاجموا الذين والمالئكة

ذهبت : ثم ، أخرى ريح فجاءت ذهبت ثم ، شدة مثلها ير لم ريح وجاءت يقول وحوله،

رسول . مع المالئكة من ألف فى السالم عليه جبريل األولى فكانت أخرى ريح فجاءت

الله رسول ميمنة عن ألف فى السالم عليه ميكائيل والثانية ، وسلم عليه الله صلى الله

. ) ( ) ص) الله رسول ميسرة عن المالئكة من ألف فى إسرافيل والثالثة ، ص

.. والصوف وحمر وصفر خضر أكتافهم بين أرخوها قد عمائم المالئكة سيماء وكان

: . قد المالئكة إن ألصحابه وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال خيلهم نواحي في

. بدر يوم المالئكة وكانت وقالنسهم مغافرهم فى بالصوف فأعلموا ، فسوIموا سوxمت

بلق . خيل 88على

دون بذلك ويكتفى ، المالئكة عن السابقون قاله ما ضيف شوقى الدكتور وينقل

: . بألفين متبعين أى دVفين Uمر المالئكة من بألف وأمدهم يقول تعليق أو تحليل أو شرح

عن .. المسلمين حديث ويكثر عمران آل صورة فى كما آالف خمسة بلغوا حتى آخرين

يشهد وقائل ، السحاب فى الخيل همهمة سمع إنه يقول فقائل ، لهم المالئكة نصرة

وعن . السيف إليه يصل أن قبل يسقط برأسه فإذا ، بسيفه ليضربه كافرا يتبع كان بأنه

أمامه : المشركين من رجل أثر فى يشتد بدر يوم المسلمين من رجل بينما عباس ابن

جـ 87 ، الطبري ص 2انظر ،36 -40 .جـ 88 ، سعد ص 2ابن ،16.

Page 74: محمد في المدينة

: قد هو فإذ ونظرت إليه ووصلت يقول ، مستلقيا المشرك وخر ، بالسوط ضربة سمع إذ

. . بدر يوم إال المالئكة تقاتل ولم بالسيف يضرب كمن وجهه وشق أنفه 89حYطم

نفسه ضيف الدكتور رأى هو ما أما ، األقدمين عن نقال ضيف الدكتور ذكره ما هذا

معروف . . وهو نقل ما جدوي ما إذ له رأى ال ناقد كأستاذ وكأنه ، نعرفه فال ، نقل فيما

تشبع أن درجة إلى المعاد المكرر الكالم من وأصبح ، المئات قبله من نقله وقد جيدا

المالئكة آالف فى رأيه ما ؟ نقل ما نقل أن بعد ضيف الدكتور إضافة هى ما ؟ به الناس

أهل رقاب بها تقطع السيوف وبأيديها العمائم رؤوسها وعلى الخيل ظهور على

وهذه . . موضوعيا حكما يصدر لم ، Iم Yقي ي لم ، يحلل يناقشلم لم له رأى ال ؟ الشرك

النقد . مبادئ أبسط

االقتراب عليه محرم أنه إليه أرضخيل من يقترب أن ضيف الدكتور خشى ربما

تجارة. الدين من يتخذون الذين المتنطعين المتعالمين بعض ثورة خاف ربما منها

. نصبوا بعضمن يتهمه أن خشى وربما الماليين وربما اآلالف ورائها من يكسبون

- ما – أبعد وهم ، الدين يخص ما كل على وحراسا سدنة باألمر تنصيبهم تم أو أنفسهم

ماديات – – فى الغثيان حد إلى والمغرق المتدني الدنيوي بسلوكهم عنه يكونون

يتهمه .. أن خشى ربما الدنيوي قرارا الكسب يصدروا أن أو والكفر، بالزندقة هؤالء

YنفVى " " : ي أصواتهم بأعلى يجعروا أن أو ، دمه يستحلوا أن أو ، زوجته وبين بينه بالتفريق

األرض . من

من " " هائلة درجة على بأنهم العلم رغم ، الكثيرون يخشاهم الذين السدنة هؤالء

بكلمة يمسهم أن أحد يجرؤ ال ، اإلدراكي والتخلف العلمي والقحط المعرفى الخواء

داموا ما حمايته كامل ولهم ، السلطان بالط فى يخدمون ألنهم ذلك ، جهرا سوء

الملهم للسلطان تأييدا وأحكام وتشريعات فتاوى من منهم مطلوب هو ما كل يصدرون

مربحة . المجال هذا فى والفتوي ، أبدا يخطئ ال الذى

الماليين فرفضوا السلطان هامة فوق هاماتهم ارتفعت الذين للمساكين وطوبى

الحرام . فتوى من

حمر : العمائم رؤوسهم وعلى ، آالف الثالثة المقاتلة المالئكة جيش إلى نعود

شرعت وبأيديهم ، البلق الخيل امتطوا وقد ، أكتافهم بين أرخوها ، وصفر وخضر

السيوف .

ص 89 ، محمد ، ضيف . 221شوقى

Page 75: محمد في المدينة

كى . ذلك فعلوا هل عمائم رؤوسها على المالئكة وضعت لماذا بالطبع ندري ال

، عمائم أيضا المشركين رؤوس على يكن ألم ، لكن ؟ مسلمون عرب مالئكة أنهم يثبتوا

من قائل يقول قد ؟ المشركين وعمائم المالئكة عمائم بين األمر يختلط قد وبذلك

استخدامها: حرم ألوان وهى ، وصفرا وخضرا حمرا المالئكة عمائم كانت المتعالمين

يفتي . عندما ولكن ، م xحر الذى ومن Vلxحل الذى من نعرف ال بالطبع المشركين علي

. لكل الجميع يصمت وأن البد ، الفتوى هذه مثل صدور حالة فى ، المتعالم

رجال . عصر

فى الحكمة نعرف وال ، األلوان هذه استخدام وراء الكامن الهدف غامض

- يستخدمها. – أن يجب التى الراية ألوان النصر بعد تكون أن مثال بها أريد هل استخدامها

. . سوداء وإما بيضاء أما المسلمين راية كانت بدر بعد أو قبل هذا يحدث لم ؟ المسلمون

علمي بفتح يبهرنا أنه يتخيل وهو ، صوته بأعلى صارخا ، المتعالمين أحد ينتقض وقد هنا

كانت : .. التى البلق الخيل لون هذا األبيضواألسود نادر

المالئكة !! تمتطيها

كما : - السحاب بين ما الهبوط إلى حاجة فى المالئكة كانت هل نتساءل ونحن

التى – المالئكة عن يختلف المالئكة من النوع هذا هل ؟ الخيل ظهور على البعض يدعي

؟ ورباع وثالث مثني أجنحة ذوى بأنها وصفت

جناح، ستمائة له بأن التراث كتبه بعض وصفه الذى ، السالم عليه ، جبريل كان هل

قد : رمحه ومعه حمراء أنثي فرس على المعركة بعد النبي إلى يأتي أن إلى حاجة فى

الغبار . xته ثني 90عصم

أنثي؟ " " كانت جبريل امتطاها التى الفرس أن اللوذعي اإلخبارى ذلك عرف كيف

. ، إذن ذلك وادعاء التطاول على أحد يجرؤ لن ؟ الحديث ؟ القرآن ؟ مصدره هو ما

من " " يتحقق أن دون ، األخيلة هذه بمثل الكبرى طبقاته صفحات سعد ابن سوxد لماذا

؟ مصادرها سلطة من أو قائلها صدق

نفسه – سعد ابن يذكر كما المعركة بداية فى جاء لقد الفرس؟ جبريل xر غي ولماذا

هل– . ؟ جبريل بها أتي أين من حمراء أنثي فرس على هو اآلن ، أبلق فرس على

الكفار؟ جيش من غنيمة أخذها جبريل أن أم ، السحاب فوق ما من خصيصا له هبطت

جـ 90 ، سعد ص 2ابن ،26.

Page 76: محمد في المدينة

إنما " " . ، فيه باطل ال حق اإلسالمي فالدين دينية هلوسة نقول ال ، هلوسة هذه

عماء فى الكالم هذا ابتلع ممن بعدهم جاء ومن السقيمة العقول أصحاب هلوسة هى

لإلنسان . الله وهبه ما أغلى هو الذى العقل يستخدم أن دون وجهل،

مما تنقيتها يحاولوا لم ، التراث كتب فى جاء ما مناقشة على المتعالمون يجسر لم

" المقدسة " الكتب مصاف إلى العكسرفعوها على ، الدين بجوهر له صلة وال ، فيها جاء

. الوفير الربح ورائها من يجنون التى بضاعتهم ألنها ، وحراسا سدنة أنفسهم من وجعلوا

التوبة، – – سورة فى ، الكريم القرآن أن يتذكرون ال كانوا إن جميعا هؤالء Iر Yذك ون

رؤيتها : " البشرية للعين يمكن ال جنود أنهم على المالئكة إلى Yم� يشير �هV Yث الل VزلV نV أ

وUهVا VرV ت Uمx ل Yودtا ن Yج Vل VنزV وVأ Vينo UمYؤUمoن ال وVعVلVى oهo ول Yس Vر عVلVى YهV Vت oين ك Vوهذا(. 26التوبة" ) : س

المالئكة رأوا أنهم ادعوا الذين خطأ ، شك إليك يرقي ال الذي القاطع بالدليل يثبت

المسلمين . صفوف فى يحاربون وهم العين رأى آالف الثالثة

المسلمين - جيش عدد أصبح ، التراث كتب فى جاء لما طبقا ، حالة أية على

جيش – فى ثمانمائة أو سبعمائة مقابل ، قليال يزيدون وثالثمائة آالف ثالثة وبشرا مالئكة

القريشيين . على لوم وال ، متكافئة غير أصبحت قد المعركة أن معناه هذا المشركين

إن : المعركة تبدأ أن قبل حتى حتمية غدت قد هزيمتهم إن بل ، هزموا ما إذا المشركين

كي ، سماوية سيوف وبأيديهم ، سماوية خيل على ، السماويين بجنده بعث قد الله

طريق . " " عن المعركة فى اشترك قد الله أن معناه وهذا األرض على بشرا يقاتلوا

الله " ". يخوضها قريشبحرب غير أو Uش لقري Vل قoب وال ، مالئكته

كتبنا التى اإلسرائيلية الهلوسات من ، ريب دون ، Yخoذت أ التراثية الخرافات هذه

كتابنا فى باستفاضة اإلسرائيلية عنها األساطير الجنود . " "موسىفى رب كان

اإلسرائيلية . األساطير تروى حسبما ، المختار شعبه وسط دوما يحارب

يدعكم " ال مصر ملك أن أعلم ولكنى الخروج سفر فى العبرانيين إله يقول

. ذلك . وبعد بها أصنع التى عجائبى بكل مصر وأضرب يدى فأمد قوية بيد وال تمضون

خروج " ) - – . 20-19 : 3يطلقكم شعبه( عن نيابة يضرب واضح هو كما هنا والرب

معه ومن لموسى الرب يرسل ، السفر نفس من والعشرين الثالث األصحاح وفى

إلى : " بك وليجئ الطريق فى ليحفظك وجهك أمام مالكا مرسل أنا ها عنه نيابة مالكا

يين .. Iزoرoوالف Iن والحثي األموريين إلى ويجئ أمامك يسير مالكي فإن أعددته الذى المكان

خروج . " ) فأبيدهم Iين واليبوسي Iين والحوي ويحفظ،( . 23-20 : 23والكنعانيين يقود الملك

. " المختار " الشعب أجل من ويدمر يضرب والرب

Page 77: محمد في المدينة

وقد " " بعور، بن Uعام بل إلى ، موآب ملك ، صoف�ور بن باالق يرسل العدد سفر وفى

يده وفى مالكا يرسل الرب لكن ، إسرائيل شعب له ويلعن يحضر أن ، نبوءات له كانت

مالك : " فأبصر بلعام عينى عن الرب كشف تم بلعام يعترضطريق كى مسلول سيف

وجهه " على ساجدا فخر يده فى مسلول وسيفه الطريق فى واقفا الرب

( . 31 : 23عدد)

أمامهم " " نفسه هو ويكون األردن يعبر وهو شعبه الرب يقود التثنية سفر وفى

أكبر : " . شعوبا وتمتلك تدخل لكن األردن عابر اليوم أنت إسرائيل يا اسمع آكلة نارا

العابر .. هو إلهك الرب أن اليوم فأعلم السماء إلى ومحصنة عظيمة ومدنا منك وأعظم

تثنية .. " ) ويذلهم بيدهم هو آكلة نارا (. 3-1 : 9أمامك

مدمرة، ضربة األعداء يضرب ، القتال فى الرب يشارك يشوع معارك إحدي وفى

أمام : " الرب فأزعجهم السماء من عظيمة بحجارة يرميهم بل ، بذلك يكتفي وال

أمام .. من هاربون هم وبينما وطردهم Uعون جب فى عظيمة ضربة وضربهم إسرائيل

يشوع .. .. " ) فماتوا السماء من عظيمة بحجارة الرب رماهم (. 11-10: 10إسرائيل

" " رب " بجبروت متسربلة اإلسرائيلية األساطير تدفقت التوراتي النبع هذا من

من " . تسلم ولم جيل بعد جيال ، الرجال عقول فى وترسبت األلسنة تناقلتها األرباب

قد المالئكة كانت إذا أنه السقيمة العقول لبعض بدا إذ ، التراث بعضكتب لفحاتها

يتساوى حتى ، المسلمين أجل من أيضا تقاتل ال فلماذا ، إسرائيل بنى أجل من قاتلت

بعمائمها الهابطة الله مالئكة فى المجسد الرباني اإلعجاز ميزان فى وهؤالء أولئك

!!! ؟ السحاب بين من وسيوفها وخيلها

المسلمين : جيش إليه المضاف آالف الثالثة المالئكة جيش انتصر الموقعة خالصة

. يدعو ما النصر هذا وليسفى الثمانمائة أو السبعمائة المشركين جيش على ، الثالثمائة

واإلعجاب . الزهو مجرد حتى أو اإلنبهار أو الدهشة إلى

حالة " " فى وهم المالئكة معركة عن كتبوا الذين لهؤالء التساؤالت بعض ونوجه

جماعية " " : دروشة

عدد - وكم المسلمون قتلهم الذين عدد فكم ، المشركين من سبعين قتل تم لقد

؟ المالئكة قتلتهم الذين

-- آالف – خمسة نقول ألن داعي وال آالف ثالثة المالئكة من المقاتلين عدد كان إذا

. هذا ينجح ال فكيف أكثر أو مالكان مشرك كل مواجهة فى كان أنه معناه فهذا

الجيش هذا ينجح لم كيف ؟ مشركا سبعين من أكثر قتل فى الجرار الجيش

Page 78: محمد في المدينة

جيش – – على القضاء فى التراث كتب رواية حسب السماوية بسيوفه الهابط

لله – . – حاشا الله مالئكة نقول وال أولئك اإلخباريين مالئكة هل ؟ بأكمله قريش

؟ القتال على مدربين غير كانوا

قد - ، التراث كتبه من المتدروشين أخيلة اخترعتها التى المالئكة تلك كانت وإذا

القتال فنون فى مهرة غير المعركة حصاد يدل كما وهم ، رجال صورة فى هبطت

ومن– – المالئكة هؤالء من قتل فكم سبعمائة إبادة عن آالف الثالثة عجز بدليل

؟ جرح

فى - وهم بعضهم قتل أى اإلخباريين جيشمالئكة فى إصابات وقعت قد كانت إذا

قتالهم " " حملوا قد الدراويش مالئكة بقية أن أم ؟ دفنهم تم فكيف رجال صورة

؟ السحاب فوق ما إلى بهم وعادوا

- ،t وإجالال إكبارا هذا يعني أال ، قريش لقتال السماء من هبطت قد المالئكة كانت إذا

الذى البشرية تاريخ فى األولى المرة أنها إذ ، قريش لقدر ، تقديسا نقول وال

تشريفمن . هذا البشر من جيشا يقاتل كى سماوية مالئكة جيشمن فيها يهبط

لم . . وجهل غباء وفى ، أحدثوه اإلخباريين لكن المستحيل من بل يحدث أن النادر

لقريش . وتشريف إجالل أكبر هذا أن يدركوا

بعض - عقول صورتها كما المعركة هذه فى النبى أصحاب وفضل دور هو ما ، ثم

؟ التراث كتبة من الحمقى

يوم . " " فى النبى لجيش إهانة أكبر وجهوا الكتبة يدرى أن ودون فضل وال دور ال

بنور . قلوبهم امتألت وقد الفتية سواعدهم تحركها بسيوف رجاله انتصر وقد الفرقان

االعتقاد إلى بعضهم ودفعت المشركين أذهلت نادرة إيمانية بطولة فى فقاتلوا الله

والذ قتل من منهم فقتل ، أمامها الصمود يستحيل بشرية فوق قوى يقاتلون بأنهم

. بالفرار اآلخرون

. قريشفانهزموا تصورات كل فاقت لدرجة ، هائلة اإليماني الصمود قوة كانت لقد

سيل وانهمر ، اإلبداع فى القصاصون وتفنن األساطير ورويت ، الحكايات حكيت وبعدها

اليوم" " " " . يفيضحتى زال ما الذى Iبات المYغي أو الغيبيات

بها وامتألت ، قلوبهم بها ثبتت إيمانية بقوة الثالثمائة المسلمين الله أمد لقد

قد منهم الواحد وكأن ، ومرات مرات قوتهم فتضاعفت ، يقينهم بها وتشبع جوانحهم،

فغدا ، المالئكة من عشر قوة فيه أن حلت من يمكنه ما المقدرة من يملك منهم الواحد

المشركين : " من عشرين أو عشرا Vالo يغلب Uقoت ال عVلVى Vينo UمYؤUمoن ال oضIرVح oي� xب الن �هVا يV أ Vا ي

Page 79: محمد في المدينة

VنIم Uفtا Vل أ U Yوا oب VغUل ي Vة� مIئ Yم مIنك Yن Vك ي oن وVإ oنU Vي Vت مoئ U Yوا oب VغUل ي Vون Yرo صVاب Vون Yر Uشoع UمY مIنك Yن Vك ي oن إ

VونYهVقUفV ي x ال قVوUم� UمYهx نV oأ ب U وا YرVفV ك Vينoذx ( . 65األنفال" ) : ال

، يقاتلون الذين هم والمؤمنون ، القتال على المؤمنين يحرض الذى هو النبي

فى ، مسلم الثالثمائة أن أي ـ ألفين يغلبون به إيمانهم وصدق الله بفضل والمائتان

ال . آالف ثالثة تعداده كان لو حتى المشركين جيش هزيمة بإمكانهم كان النبي، جيش

من . ال ، النبي رجال جيشمن هو ، إذن وانتصر، حارب الذى ثمانمائة أو سبعمائة

اإلخباريون . يقول كما ، المالئكة

. الفرقان . يوم كان ودVوoي� ومغزي معني المؤمنين من القلة هؤالء لنصر كان لهذا

كل فى ولكن ، وحدها العرب جزيرة شبه فى ال ، خفاقة اإلسالم راية انتشار بداية وكان

والسالم . والعدل والمحبة التقوى على القائمة اإلسالم دعوة إليه وصلت مكان

حسن . . أحمد الشيخ المستنير المفكر الجليل للعالم بتعليق النقطة هذه نختتم

بدر : فى المالئكة نزول حول لك ونروى بدر يوم المالئكة قتال عن يقول الذى الباقوري

حيث .. عبده محمد األستاذ إلى ينسبه العلم أهل بعض يكاد ما المسلمين مع وقتالهم

النبي : به خوطب كالم بدء هو إنما ، المؤمنين يثبتوا بأن المالئكة إلى الله وحي إن قال

بالضرب " " األمر فيكون بشري إال الله جعله وما قوله فى للبشرى تتمة ، والمؤمنون

. بأن جزموا الذين المحققون وعليه المالئكة إلى ال المؤمنين إلى موجها اآلية فى

لم .. ، المالئكة قتال على تدل ضعيفة روايات وردت وقد بدر يوم فى تقاتل لم المالئكة

غيرها لترجيح ولو تذكر بأن خليقة يجعلها ولم منها بشئ جرير ابن الجليل اإلمام يعبأ

عليها.

ببعض : يغترون عندما عقولهم العلماء بعض يضع أين أدري وما رشيد السيد قال

قيمة ماله يثبتها وال العقل يردها التى الغريبة الروايات وبعض الظواهر

النقل . من

بدليل ، المالئكة قتال فى ظاهرة اآلية أن إدعائهم فى الصواب عن مبتعدون إنهم

دالة المجال هذا فى وردت التى الضعيفة الروايات من بشئ يعبأ لم جرير ابن اإلمام أن

فراحوا . .. المؤمنين مع حسيا قتاال قاتلوا قد المالئكة أن ولو المالئكة قتال على

بها يفضلون فرية النبي أصحاب من بدر ألهل تكن لم ، بنان كل الكفار من يقطعون

: ) يدريك ) وما عنه الله رضى لعمر ص الله رسول قول يستحقوا حتى ، المؤمنين سائر

غفرت : فقد شئتم ما اعملوا فقال بدر أهل على اطلع قد وجل عز الله لعل عمر يا

لكم .

Page 80: محمد في المدينة

وقلبت التفسير شوهت التى الباطلة الروايات هذه شر يكفينا أن الله نسأل

المالئكة : " إمداد فى يقول تعالى الله كان إذا ، نفسه القرآن نص وخالفت ، الحقائق

الله " جعل بل تقول الروايات وهذه ، قلوبكم به ولتطمئن بشرى إال الله جعله وما

إال قتلهم يمكن لم بدر معركة فى قتلوا الذين السبعين هؤالء وإن ، مقاتلين المالئكة

ألوف أو ألف باجتماع

المالئكة . من

ماال ، بشجاعتهم واإلشادة شأنهم ورفع المشركين تعظيم شأن من هذا فى أن إال

ولم سند لها يصح ال باطلة روايات لتصحيح بعضعقله سلب إذا إال عاقل عن يصدر

عباسذكره ابن عن مرسل حديث فيها ورد وإنما ، حديث الله رسول إلى منها يرفع

سند . بغير وغيره األلوسي

الصحيح فى حتى عنها فرواياته صغيرا كان ألنه بدر غزوة يحضر لم عباس وابن

األحبار كعب وأمثال األحبار كعب عن روى حتى الصحابة غير عن روى وقد ، مرسلة

برواياتهم . يوثق ال 91ممن

يخرس كى هذا يكفى أال ، جليل وشيخ متمكن دارسوفقيه عالم قاله ما هذا

– - السلطان نصبهم أو أنفسهم نصبوا الذين والمتشنجين والمتعالمين المتفيقهين ألسنة

؟ الدين أمور وشرح الفتوى بوابات على وحراسا سدنة

بـدر- :13 آثــار

شبه ربوع كل فى العاصفة انتشار بدر غزوة فى المسلمين انتصار خبر انتشر

بن . . محمد والرهبة الخوف حد البالغ والذهول بالوجوم الجميع أصاب العرب جزيرة

المستضعفون وأتباعه ، والجنون باإلدعاء قريش من المتهم ، الطريد اليتيم ، الله عبد

أبادوا مكة فى المستضعفون هؤالء ، وأذلتهم قريشوأهانتهم بهم نكلت الذين المهانون

. ، وقاصمة فاصلة المعركة كانت بدر فى بالسالح مواجهة أول قريشفى سادة خيرة

بالنسبة . المستحيل كان الخبال حد إلى يصل يكاد بذهول حولها وما كلها مكة أصابت

فى . والرعب الذعر أثار حدث وما حدث قد ولكنه حدث ما يحدث أن لهم

المشركين . قلوب

الله . عبد بن الحيسYمان وتكلم قدم من أول كان النكبة بالخبر مكة صYعoقVت

وشيبة. . : ، ربيعة بن عتبة قتل قال ، الكارثة وقوع أعلن بعينيه شهد من وبثقة الخزاعي

ص 91 ، الباقوري حسن .81-79أحمد

Page 81: محمد في المدينة

ابنا Iه Vب ومYن Uه Yبي ون ، األسود بن وزمعة ، خلف بن وأمية ، هشام بن الحكم وأبو ربيعة، بن

هشام . بن البخترى وأبو ، الحجاج

أن حوله هم بعضمن من طلب بالحoجUر جالسا وكان ، أمية بن صفوان سمعه

بالطبع . السؤال قتل قد أيضا هو أمية بن صفوان كان إن بالخبر جاء الذى ذلك يسألوا

االزدراء . سخرية عن تغاضي الحيسمان لكن بالسخرية المغلف التصديق عدم عن ينم

قتال . . حين وأخاه أباه رأى قد أن وأقسم صفوان إلى أشار السؤال يتضمنها التى

وأخيه، أبيه بثأر يأخذ وأن البد أن أقسم ، حدث ما حقيقة من صفوان تأكد أن بعد

. تجمع ما على ذلك بعد ولتجمع ، قريشأمرها تجمع أن قبل منفردا بالفعل يسرع وأن

األخذ فى الجاهلية غضبته عليه تمليه ما على يقدم أن وعليه يستصرخانه وأخيه أبيه دم

. فيه. الحالة هذه فى بالل قتل أبيه بدم أبدا يكون لن بالل ودم ، بالدم الدم بالثأر

. . " يريح " وبذلك نفسه محمد قتل من البد ، نعم محمد قتل من البد ، للعبد تشريف

يذر، : وال يبقى ال قد بالء فى قادم خطر من وينقذها قريشا يريح ويستريح صفوان

استطاع . وما جرؤ أو ، أحد فعله على يجرؤ لم ما فعل وقد هو ويستريح

بوقت المصاب حلول بعد ، الجYمحي وهب بن عمير إلى أمية بن صفوان تحدث

كان. - – قريشوممن شياطين من شيطانا إسحق ابن يصفه كما عمير وكان قصير

بين . كان وهب ابنه أن جانب إلى هذا بمكة وهو عناء منه ويلقون وأصحابه النبي يؤذي

وثاق ويحل� الفدية يدفع من يأتي أن أمل على ، سراحه يطلق لم ، المدينة فى األسرى

أحد. . يتقدم ولم االسير

عنه يتفتق ما كل ويستخدم ، المدينة إلى عمير يذهب أن على وعمير صفوان اتفق

يقوم . ذلك مقابل ولده إسار وفك محمد قتل من يتمكن حتى ودهاء حيلة من ذهنه

ال ، أوالده وكأنهم ، بقوا ما عياله يرعي أن إلى باإلضافة ، عمير ديون كل بسداد صفوان

بشئ . عليهم يبخل

. . السم . فى وغمسه سيفه عمير شحذ أحد به علم ما الكتمان طي فى االتفاق تم

. . أن بخلدهم دار ما المكر وأجادوا مكروا األمر وينتهي بسيطا كان خدشمهما مجرد

." الماكرين " خير بمكر قورن ما إذا هزيل ضئيل مكرهم

. . فى . عمر الفاروق لمحه سيفه متوشحا المسجد باب على أناخ المدينة عمير قدم

. من : رجاال أمر لشر إال جاء ما وهب بن عمير الله عدو الكلب هذا أدرك البصر لمح

. قريش من القادم ذلك شر ويحذروا تامة يقظه على يكونوا أن النبي حول كانوا األنصار

Page 82: محمد في المدينة

بحمالة : . آخذ وعمر دخل علي� أدخله قال ، الله بقدر الواثق بطمأنينة ، النبي لكن

سبب . . عن النبي سأله شئ فعل باستطاعته كان ما به يحيطون والمسلمون سيفه

. أنه. يعرف النبي وكان يكذب كان األسير ولده أجل من إال جاء ما بأنه أجاب مقدمه

صفوان وبين بينه دار ما بكل علم على كان النبي أن وهو ، بسيط واحد لسبب ، يكذب

. إسالمهم يكتمون مسلمون ، شئ كل ترصد مكة فى عيون للنبي كان أمية بن

العباسبن ننسى أن يجب وال قريش، بذاءات كل وتحملوا إسالمهم أعلنوا ومسلمون

النبي . يتجسسلحساب كان أنه السيرة بعضكتاب اتهمه الذى المطلب عبد

. الماضى فى أساء فقد ، قدميه عند مراقا دمه تخيل تأكيد وبكل عمير أمر افتضح

قتل على اإلقدام محاولة شوهاء جرائم من سبق ما إلى أضاف ثم ، اإلساءة فى وبالغ

حامله . جرم على صدق شاهد ، عنقه فى معلق المسموم وسيفه النبي،

له . . . أطلقوا إسالمه أعلن اعترف االعتراف سوي سبيل من عمير أمام يكن لم

يدعو . . أخذ ثم ، مكة فى به وجهر إسالمه فى صدق إنه ويقال ورحل ولده أخذ أسيره

يديه . " على فأسلم شديدا أذى خالفه من آذي عميرا إن إسحق ابن ويقول اإلسالم إلى

كثيرون ". 92ناس

ليس وهذا ، شديدا أذى خالفه من ويؤذى اإلسالم إلى يدعو كيف بالطبع نعرف وال

هذا . . لكن قريش تفعله كانت عما كثيرا يختلف ال كان بفعله قام ما إن الدين جوهر من

التعليق . . . كثرة مللنا فقد نضيف وال إسحق ابن يقوله ما

من . طلب طالب أبى موت بعد هاشم بنى وسيد النبي عم ، لهب أبا الهزيمة بلغت

مذل ووقوعه هائل فالكرب ، حدث ما حدث كيف يقصعليه أن الحارث بن سفيان أبى

القوم . : لقينا أن إال هو ما والله الصدمة بذهول مسحوقا بدا وقد ، سفيان أبو قال مهين

ما ذلك مع الله وأيم ، شاءوا كيف ويأسروننا شاءوا كيف يقتلوننا أكتافنا فمنحناهم

الناس . 93لمت

. واحد أسبوع خالل زلزالها زلزلت األرضقد وكأن ، وارتعد لهب أبو اهتز

الحمي . قتلته

فى : قريشقتلى من كبير عدد سقط كيلين بيتى تقول ، لهب أبى موت وعن

فى ومكث المعركة في يشترك لم الذى ، محمد عم ، لهب أبى عن أما ، بدر معركة

جـ 92 ، هشام ص 2ابن ،309 . ج 93 ، هشام ص 2ابن ،309.

Page 83: محمد في المدينة

تخلص كى بحياته أودت قد الله يد كانت لو كما ، بالطاعون مات فقد ، مكة

منه . 94محمدا

فيشمتوا . وأصحابه t محمدا يبلغ أال يجب نواحهم كفوا ثم ، قتالها قريشعلى ناحت

. النبي. رسالة وجوهر اإلسالم حقيقة فهم عن عجزوا ألنهم ، لهم خيل هكذا بهم

بن . عتبة ، وأخوها وعمها أبوها قتل لقد عتبة بنت هند عينى فى الدموع تحجرت

ال . وأن زوجها، يقربها ال أن أقسمت ربيعة بن عتبة بن والوليد ربيعة بن وشيبة ربيعة

. الالئى مكة نساء ذلك فى خالفت لقتالها وتنتقم بثأرها تأخذ حتى ، طيب يمسجسدها

أبيك . : على تبكين أال يسألنها هند إلى بعضهن ذهب ولقد القتلى على النواح غلبهن

ويشمت : بنا فيشمتوا وأصحابه محمدا فيبلغ أبكيهم أنا قالت ؟ بيتك وأهل وعمك وأخيك

. نغزوا !! حتى حرام xعلى والدهن وأصحابه محمد من أثأر حتى والله ال الخزرج نساء بنا

محمدا .

ثأري أرى حتى يذهب ال ولكن ، لبكيت قلبى من يذهب الحزن أن أعلم لو والله

وتحرض . سفيان أبى فرش تقرب وال الدهن تقرب ال ومكثت األحبة قتلة من بعيني

أحد . وقعة كانت الناسحتى

لهب أبو ومات كبراؤها قتل أن بعد قريش زعيم أصبح الذى ، سفيان أبو أما

محمدا يغزو حتى ، دهنا يطعم وأال جنابة من ماء يمسرأسه أال نذر فقد ، محموما

. فى . فخرج ، سريعا بقسمة يبر أن أراد طويال يصبر أن يستطع لم ولكنه بالثأر ويأخذ

الليل . جنح تحت ذهب المدينة من اقترب قريشحتى من راكب مائتي فى الحجة ذي

سكوتهم رغم لمحمد الكامن عدائهم مقدار يعرف وهو النضير، بنى يهود إلى وحده

أبو. . انصرف يحدث قد ما مغبة خاف ، له يفتح أن فأبى أخطب بن Vى� حYي باب طرق عليه

وأحاطه به واحتفى فاستقبله ، آنذاك النضير بنى سيد ، كم Uشoم بن xم سال إلى سفيان

وأصحابه . محمد بخبر

لها يقال المدينة من ناحية إلى منهم رجاال بعث ، رفاقه إلى سفيان أبو عاد عندما

. " ثم" لهما حرث فى كانا له وصاحبا األنصار من رجال وقتلوا نخيلها فحرقوا ، العريض

معه . ومن سفيان أبو انصرف

. ما . بالفرار أسرع سفيان أبا لكن سفيان أبى طلب فى فأسرع النبي الخبر وصل

يواجه أن ، حصادها فى الضئيلة السريعة الغزوة هذه فى ، باستطاعته كان وما ، أراد

يتخففوا . كى طرحوها ، معه ومن هو بها تزود التى األزواد تخلصمن لذا وأصحابه النبي

94 .Betty Kelen, p. 134

Page 84: محمد في المدينة

حنطة . " " عن عبارة وهو ، السويق أزوادهم من طرحوه ما أكثر وكان للنجاة طلبا منها

رمق لسد مشبعا زادا يصبح وبذلك ، والسمن والعسل باللبن يخلط مطحون شعير أو

المسافرين .

الغزوة هذه سميت لذا ، يفرون وهم المشركون طرحه ما المسلمون جمع

السويق : . غزوة الخائبة

آثارها . عن أما مكة فى بدر لمعركة آثار لYمسمن بعضما كان ، وقدمناه سبق ما

، وبعدها المعركة قبل النبى من ، والكارهين والمنافقين اليهود وموقف ، المدينة فى

كامال . فصال له نفرد أن فنرى

***

Page 85: محمد في المدينة

الثالث الفصل

د وأح� ب�د!ر بين ما

Page 86: محمد في المدينة

الثالث الفصــل

وأحد بدر بين ما

بدر- :1 بعد أفراح�

. . ياترى . يا من تزويجها وقت حان النبي بنات كانتصغرى العشرين فاطمة بلغت

. ومن الخطاب بن عمر لخطبتها تقدم ؟ الغالية الدرة لهذه زوجا يكون كى النبي يختاره

كل األنصار، وبعض المهاجرين شباب من عدد لها تقدم كما ، بكر أبو يدها طلب بعده

النبي . بيت إلي وباإلنتماء ، الجميلة الزاهرة من بالزواج نفسه يمني

لم : ربما رفضه فى حانيا وكان ، لها تقدموا ممن أى على موافقته النبي يبد لم

– . لينجز يقول كما المناسب الوقت بعد الوقت السماء - .Lingيحن تحدده 95سوف

بيت فى صغره منذ تربى الذى ، طالب أبى بن على ، عمه ابن فى يفكر كان ربما

فاطمة وأصبحت ، الشباب مرحلة بلغت حتى وألفته فألفها فاطمة مع ونشأ ، خديجة

مواجهته الكثرة وتتجنب العدو يخشاه جسورا فارسا على وغدا ، عطرة متفتحة زهرة

القتـال . ميدان فى

مقدرة . يملك ال ، يستطيع ال إنه يتردد لكنه ، النبي ابنة يتزوج أن يود بالتأكيد عVلى�

يدها يطلب ، يتقدم على� . : ،أن يكن لم النبي على oبخاف وماكان واضح السبب يتزوج

. مادي فقر حالة من يعاني كان شيئا لكنها .ديدشيملك ، القول فى مبالغة ليست هذه

من : . يرث ال المسلم له مسموحا يكن لم ، أبيه تركة من شيئا على يرث لم الحقيقة

الشرك . على مات

. . يعينه ما يتكسب عله يعمل على� وخرج بدر غنائم من ناقتين أعطاه النبي شجعه

فى . : فجع لقد يتوقع لم بما يفاجأ به فإذا يوما عاد لكنه عرسه وليمة نفقات على

. ارتاع. الكبد وأخذ الخاصر وبقر منهما كل سنام بقطع قام المطلب عبد بن حمزة ناقتيه

المطلب . : . عبد بن حمزة قالوا هذا فعل من سأل ، رأى ما صدمة ، على

الخمر يشرب ، وطرب لهو بيت فى حمزة كان ، وأخبره النبي إلى على أسرع

. وزيد على يتبعه ، النبى انطلق فعل بما مكترث غير ، القيان إحدي غناء إلى ويستمع

بقوله . : الحرج الموقف البخارى ويصف حمزة به الذى البيت جاء حتى ، حارثة ابن

. عينه محمرة ثمل حمزة فإذا ، فعل فيما حمزة يلوم فطفق ، له فأذن ، النبى استأذن

النظر صعد ثم ، ركبتيه إلى فنظر النظر صعد ثم وسلم عليه الله صلى النبي إلى فنظر

95 .Lings, p. 163

Page 87: محمد في المدينة

ثمل : أنه وسلم عليه الله صلى النبى فعرف ، ألبى عبيد إال أنتم وهل قال ثم ، وجهه إلى

معه . وخرجنا فخرج ، القهقرى عقبيه فنكصعلى ،96

قبل . من حرمت قد تكن ولم مطلقا تحريما الخمر تحريم من البد كان بعدها

. قاطعة بصورة

. قدر النبى ساعدها يدها على طلب من قليلة أسابيع بعد وفاطمة على زواج xتم

التى . االحتياج حالة من يخرج كى طاقته بكل يعمل أن عVلى على كان المستطاع

يتكسب . : على� كان فقرهما على يتغلبا ولكى لينجز يقول الهجرة ظروف عليه فرضتها

وكانت ، الغالل بطحن عملت فقد فاطمة أما ، الناس إلى وحمله اآلبار من الماء بسحب

مبلغة . الكالل منها يبلغ حتى 97تعمل

إال بدر، غزوة فى غيابه أثناء الحياة فارقت التى رقية ابنته على النبي حزن ورغم

عثمان وسر ، كلثوم أم ابنته يتزوج أن عثمان عليه عرض عندما العزاء من شيئا وجد أنه

على حريصا كان وقد ، النبي من له تقديرا ذلك فى وجد إذ بالغا سرورا النبى بموافقة

النبوة . ببيت نسبه صلة تستمر أن

عثمان إلى الخطاب بن عمر ذهب ، كلثوم ألم عثمان خطبة خبر يشيع أن قبل

على . عمرها من عشرة الثامنة فى حفصة كانت حفصة ابنته يزوجه أن عليه عارضا

. والذكاء . والحزم كالكياسة بعضصفاته أبيها عن أخذت وقد الجمال من متميز قدر

الحبشة، . من عودته بعد تزوجها قد حذافة خنيسبن زوجها كان االنفعال سرعة وأيضا

بعدها . وتوفى بدر فى أصيب ثم

بكر أبى إلى مباشرة فتوجه ، المرجوة الموافقة على عثمان من عمر يظفر لم

النبي إلى الذهاب إلى دفعه مما ، الموقف بنفس ووجه لكنه ، حفصة يتزوج أن وعرض

. ، يتوقعه يكن لم بما النبى حضرة فى عمر وفوجئ صاحبيه سلوك إليه يشكو مباشرة

من : مxاY أ أى ، له زوجه حفصة تكون أن بال على له يخطر لم ما النبي عليه عرض

هى . من عثمان ويتزوج ، عثمان من خير هو من حفصة تتزوج هكذا المؤمنين أمهات

علمه . . لسابق كان حفصة عن إعراضه أن بعد فيما ، عمر بكر وأخبرأبو حفصة من خير

عمر . بين ، عارضا كان وقد جفاء من بدا ما تبدد وبذلك لنفسه اختارها قد النبي أن

وعثمان . بكر وأبى

ببيت – – وعلى وعثمان وعمر بكر أبو الصحابة من الصفوة صفوة ارتبط هكذا

النبي . بعد ما فترة فى الخالفة أعالم وكانوا ، النبوة

جـ 96 ، زهرة ص 2أبو ،595. 97. Lings, p. 163

Page 88: محمد في المدينة

زيـد- :2 سرية

فى . الرهبة بأسهم يبعث ، أشداء كمقاتلين المسلمين صيت ذاع بدر انتصار بعد

تجنبا . ، الشام إلى تجارتها طريق تغير قريشأن قررت فقد لذا المشركين قلوب

. طريق تركوا لها التصدى على قادرة تكون أن دون تفرضعليها قد ومعارك لخسائر

الطريق . كان المدينة بشرق مرورا العراق إلى نجد طريق واختاروا األحمر، البحر

لمن البد كان وخطورته ولوعورته ، والماء الزاد من الكثير إلى ويحتاج وشاقا طويال

والدروب . المسالك بكل دراية على خبير بدليل يستعين أن يسلكه

بن فرات من اتخذوا وقد ، أمية بن صفوان إمرة قريشتحت قوافل إحدي خرجت

البضائع . من تحمل كبير، وعددها ، الغير كانت لهم مرشدا وائل بن بكر بنى من حيان

درهم . ألف بمائة يقدر ما والفضة

النبى . يكذب لم المسلمين من عيونه أحد طريق عن النبي إلى القافلة خبر وصل

. النبى وكان المعلوم ميعادها فى الشام إلى طريقها تمرفى قريشلم فعير الخبر،

إلى - - تخرج ومتى الشام إلى قريش تجارة تخرج متى والبيئة النشأة بحكم جيدا يعرف

الطريق. . غيرت قد بالفعل أنها معناه فهذا ، المعلوم ميعادها فى تمر لم أنها وبما اليمن

مائة فى فخرج ، القافلة يعترض كى بالخروج يسرع أن حارثة بن زيد النبي أمر

. األول . جمادي بداية فى ذلك كان أميرا حارثة بن زيد فيها يخرج قافلة أول وهى رجل

الهجرة . من الثالثة السنة فى

المشركون . رآهم أن وما دة UرVالق ماء له يقال نجد من ماء عند القافلة زيد فاجأ

عن . الدفاع فى منهم أى يفكر لم قتال دون بالفرار والذوا عليها وما العير تركوا حتى

الخشية من نوعا لهم يشكل كان بدر بعد للمسلمين فالتصدى ، قريشوأموالها عير

جديد . . خزي بدر قريشفى خزي إلي وأضيف الرعب حد إلى تصل

Yخoذ أ الذى حيان بن فرات باستثناء القوم أعيان وأفلت ، وأحمالها بالعير زيد ظفر

رجال. على تبقى ما ووزع ، النبى أخذه درهم ألف عشرين الخمسحوالى كان أسيرا

النبي . . أطلقه وبعدها إسالمه أعلن فقد األسير أما السرية

3: بعضالكارهين- صغائر

ابن Vى� بY أ بن الله عبد أهلها سيد كان ، للمدينة النبي قدم عندما إنه إسحق ابن يقول

بعده .. وال قبله األوسوالخزرج تجتمع ولم ، اثنان شرفه على اختلف ما العوUفى سلول

قومه ... فى هو األوسرجل فى ومعه اإلسالم جاء حتى الفريقين أحد من رجل على

Page 89: محمد في المدينة

ترهب . .. قد وكان النعمان بن Uفي� صي بن عمرو عبد عامر أبو مطاع األوسشريف من

. . الراهب له يقال وكان المYسYوح ولبس الجاهلية 98فى

عداءه أظهر ، به جاء بما يؤمن لم ، النبي إليه دعا ما مع عامر أبو يتجاوب لم

. الراهب لقب يستحق ال أنه النبي ورأى السماء من الوحي يأتيه محمدا أن وأنكر واضحا

الفاسق . فسماه ،

به؟ : جئت الذى الدين هذا ما سأله ، المدينة قدم حين النبي أتى عامر أبا إن ويقال

إنك : . : . : النبى قال عليها فأنا عامر أبو قال إبراهيم دين بالحنيفية جئت النبي قال

: . ما . : النبى أجاب ليسمنها ما الحنيفية فى محمد يا أدخلت إنك ، بلى قال عليها لست

. : كذلك . بها جئت ما إنك بالنبي يعرض عامر أبو قال نقية بيضاء بها جئت ولكني 99فعلت

ويقال ، رجال عشر خمسة األتباع من ومعه ، النبي مباعدا مكة إلى عامر أبو خرج

خيبر. . فى مكث أنه ويبدو أحد معركة فى النبي قريشضد صفوف فى حارب خمسون

إلى . رحل أيضا هى خضعت وعندما ، الطائف إلى رحل مكة فتح وبعد الوقت بعض

مات . حتى طريدا وحيدا غريبا بها وعاش ، سوريا

: عبد األم ناحية من قريبة سلوك عن االختالف تمام مختلف عامر أبى سلوك كان

. Yبى أ ابن كان عامر أبو فعل كما منهزما المدينة ترك رفض الذى الخزرجي Yبى أ بن الله

. ولقد المدينة رجال من رجل أى هامة هامته تطاول ال ، عالية مكانة صاحب قومه فى

. . لم شئ توقفكل النبي قدوم لوال ، ملكا عليهم يتوجوه كي الخرز قومه له نظم

. النبي حول والتفوا اإلسالم إلى عنه انصرفوا ، ملك غير أو ، ملكا إليه حاجة فى يعودوا

ماال .. أخذ الدخيل الغريب وهو ، Uكا مYل استلبه قد النبي أن Yبى أ البن خيل هكذا

لم النبي أن رغم ، يحتلها أن وشك على أبى ابن كان مكانة واحتل ، يأخذ أن يستحق

. أنا : إنما جبار وال بملك لست وضوح وبكل صراحة ذلك أنكر ، أمير أو ملك أنه يوما يدxع

القديد . تأكل قريشكانت من امرأة 100ابن

. كارها فيه دخل اإلسالم إال أبوا قد قومه رأى عندما لكنه ، النبى على Yبى أ ابن ضغن

يمأل والحقد وضoغUن نفاق عن أسلم ، يؤمن لم لكنه ، مباشرة بدر بعد إسالمه أعلن

قلبه .

. . بدرت المدينة فى النفاق رأس أصبح منافقا كارها ، إذن ، اإلسالم Yبى أ ابن دخل

صبر فى تحمله النبي لكن ، غضبهم وتثير المسلمين وإلى النبي إلى تسئ تصرفات منه

جـ 98 ، هشام ص 2ابن ،216 .جـ 99 ، هشام ص 2ابن ،217.

جـ 100 ، كثير ابن تفسير ص 1مختصر ،121 .

Page 90: محمد في المدينة

غيه . فى أبى ابن وتمادي وبطش لعاقب النبي غير كان ولو ، ويعفو عنه يصفح ، الحليم

النبي لكن أبيه بقتل بنفسه هو يقوم أن النبي عرضعلى الله عبد ابنه أن لدرجة

وبالغ .. . النبي أحسن وبذلك دفنه قبل عليه فصلى مات حتى معاملته يحسن ظل رفض

والنفاق . اإلساءة فى وبالغ وأساء نافق لمن اإلحسان فى

المتغطرسوهو وتكبره أبى ابن لوقاحات مثلين أو بمثل المجال هذا فى نكتفى

وهو ، ملجأ الغضب من يتخذ ال الذى ، الدعوة صاحب هدوء خدعه وقد ، النبي يعامل

الله . إلى يدعو

معه وانطلق ، حمارا وركب ، إليه فانطلق ، أبى بن الله عبد أتيت لو للنبي قيل

أى . : ، عني إليك ووقاحة صفاقة فى أبى ابن قال ، النبي أتاه فلما يمشون المسلمون

لحمار . : والله األنصار من رجل له فقال حمارك نتن آذاني لقد فوالله ، عني وابتعد تنح

. لألنصارى وغضب ، قومه من رجل الله لعبد فغضب ريحا منك أطيب الله رسول

والنعال . واأليدى بالجريد ضرب بينهم فكان ، قومه من 101آخرون

فى مر ، المرض به xألم وقد عبادة بن سعد يعود كى يوما النبى خرج وعندما

.) كان ) حمار عن النبي نزل حصنه YطYمة أ ظل جالسفى وهو Yبى أ بن الله بعبد طريقه

عبد. . . استمع ونذيرا مبشرا ، الله إلى يدعو ، القرآن يتلو أخذ جلس ثم فسلم يركبه

الله : عبد قال ، كالمه من النبي فرغ ما إذا حتى ، ينطق لم ، صمت فى Yبى أ بن الله

هذا !! يا

إلى " " توجه عندما حياء وقلة أدب سوء من هذا يا عبارة فى ما يتصور أن وللقارئ

إنه. : ، هذا يا القول فى يغلظ بل ، العبارة بهذه المتغطرس النفاق رأس يكتفى وال نبي

ومن إياه فحدثه له جاءك فمن بيتك فاجلسفى حقا كان إن ، هذا حديثك من أحسن ال

به . xه VغYت ت فال يأتك لم

الله عبد كلمات آثار وجهه وعلي عبادة بن سعد على دخل ، صمت فى النبي قام

فى . : ألري إنى الله رسول يا والله قال ، النبي وجه في تغيرا عبادة ابن ورأى أبى ابن

. أبى : ابن قال بما أخبره ثم ، أجل النبى قال ، تكرهه شيئا سمعت لكأنك شيئا وجهك

الخرز : له لننظم وإنا بك الله جاءنا لقد فوالله ، به أرفق ، الله رسول يا سعد فقال

ملكا . سلبته قد أنك ليرى وإنه 102لنتوجه

وال : . كبشة أبى ابن بعبارة دوما إليه ويشير النبي يكره المتكبر المنافق ذلك كان

االستهانة محاوال استخفاف فى ، القول بهذا النبي إلى يشير Yبى أ ابن كان لماذا نعرف

101 ، األحكام الصابوني آيات جـ تفسير ص 2، ،477. جـ 102 ، هشام ص 2ابن ،219 -220.

Page 91: محمد في المدينة

فى . " " معروفا نسائيا اسما كان كبشة أن وت مونتجمرى يرى قدره من والتقليل به

صلة . .. أيه على يدل ما وليسهناك مكة فى االسم هذا وجد أن يحدث لم لكن المدينة

. وإطالق بدر معركة فى كمسلم حارب الذى ، محمد مولى كبشة وأبى االسم هذا بين

أبا " كنيته كانت ألمه أجداده أحد أو محمد أبا أن يعني ربما محمد على اإلسم هذا

103كبشة".

استخدمها إذ ، النبي على العبارة هذه أطلق من أول هو أبى بن الله عبد يكن لم

. سأله الروم عظيم هرقل مع له مقابلة بعد ، قال عندما حرب بن سفيان أبو قبله من

أبا : . أن زهرة أبو محمد الشيخ اإلمام ويقرر كبشة أبى ابن أمر oرxأم لقد النبي عن فيها

السعدية حليمة زوج أى ، النبي أرضعت التى المرضع زوج هو أقرب. 104كبشة وهذا

المدينة . فى أو مكة فى سواء ، النبي على العبارة هذه إلطالق تفسير

أن مواتية لحظة أية فى ويحاول النبي يكره ، وأوضحنا سبق كما ، Yبى أ ابن كان

إليهم، مشيرا ، وصلف غرور فى ويعاملهم المهاجرين يكره كان كما ، به زرايته يظهر

هذا " " . فى استمر ولقد لشأنهم وتحقيرا بهم استخفافا الجالليب بـ ، عنهم الحديث عند

حتى ، المسلمين بين الوقيعة ويحاول الشائعات وينشر وينافق يكره ، المشين السلوك

حياته . أيام آخر

الرفعة من كبيرة درجة علي ، جاهليته وفى ، بمقاييسعصره أبى ابن كان ربما

. يوصف, أن المستحيل من أنه إذ كذلك يكن لم بمقاييساإلسالم لكنه والشرف

هم من ويطعم منه هو يطعم ، وفيرا ربحا عليه تدر للبغاء دارا امتلك رجل بالشرف

وال - – الغواني عرق من يأكل ال العوام بين حتى عرضسائد وهذا والشريف ، حوله

النساء . بأثداء يتاجر

الكريمة : " اآلية نزلت ، البغاء على أكرههن ، Yبى أ بن الله لعبد جوار�� ست وفى

يكرههن ومن الدنيا الحياة عرض لتبتغوا VحVص�نا ت أردن إن ، oغاء الب على فتياتكم تكرهوا وال

رحيم غفور إكراههن بعد من الله : فإن هن( . :33النور " ) الست الجوارى إن ويقال

الزنا . على يكرههن أبى ابن كان وأروى ، وعمرة ، وقتيلة ، وأميمة ، ومسيكة ، معاذة

المال . ورائهن من ليستدر

الشيخ - يذكر كما له وتحريمه اإلسالم مقدم وحتى الجاهلية فى العام والبغاء

قسمين- : إلى ينقسم الصابوني

103 Montgomery Watt, Muhammad at Madina, p. 374 .جـ 104 ، زهرة ص 3أبو ،859.

Page 92: محمد في المدينة

المال : األول من كبيرا مبلغا إمائهم على يفرضون كانوا السادة بعض أن

فرضه ما يدفعن أن يمكنهن ال ألنه ، بالفجور يكسبن فكن ، شهر كل فى منهن يتقاضونه

البغاء . يحترفن فكن ، طاهرة بحرفة سادتهم عليهن

الغرفات، : الثاني فى إمائهن من الشابات الفتيات يجلسون كانوا العرب بعض أن

وكانت ، حاجته منهن يقضى أن أراد لمن علما تكون ، رايات أبوابهن على وينصبون

أو . أحداهن أبت فإذا المال ورائهن من يستدرون وكانوا ، المواخير تسمي بيوتهن

ال حتى الحرفة مزاولة على وأكرهها سيدها ضربها الرذيلة هذه ممارسة عن تعففت

. الوفير المال يكسبه كان الذى الخبيث المورد ذلك عنه 105ينقطع

الله عبد يديرها للبغاء دور هناك كانت بالمدينة النبي عهد بداية فى أنه ، هذا معني

يقلل . ما ذلك فى يرون المدينة أهل كان وما أخرى دور هناك كانت وبالطبع ، Yبى أ ابن

. مه xحر حتى ، مألوفا األمر كان وزعامته ورياسته مكانته من ينال أو أبى ابن قدر من

وهو . - معه ومن النبي على تطاول عندما المطلب عبد بن حمزة أن ونعتقد القرآن

اإلسالم – . حرم وبعدها القيان إلى ويستمع الخمر يشرب Yبى أ ابن بيت فى كان سكران

البغاء . وحرم حظر كما ، قاطعا تحريما الخمر

األقاويل . أن إال العرب جزيرة شبه أرجاء كل فى دوى له كان الذى بدر نصر ورغم

، أبى ابن الله عبد رأسهم وعلى والمنافقين المشركين من النبى تالحق ظلت األباطيل

أن الخشية وتملكتهم قوته تزايد وأخافهم النبي انتصار أفزعهم الذين اليهود من وكذلك

أرض فى لوجودهم تهديد هذا وفى ، حولها وما المدينة على وسطوته نفوذه يبسط

أحد . سلطانهم فى ينازعهم أن دون وسيظلون سادتها هم أنهم اعتقدوا

اليهود- :4 أحقاد

بعد النبي كتبها التى العهد وثيقة فى وضعهم وإلى يثرب يهود إلى قبل من أشرنا

المدينة . فى المقام به استقر أن

اليهودية المستعمرات قيام جoعYون UرY ي المؤرخين اغلب أن إلى نشير ، شديد باختصار

. كيفية قاطعة بصورة المحدد وغير الواضح غير من لكنه الميالدي األول القرن إلى

خالصة . عبرانية أصول من كانوا إذا وعما ، يثرب إلى اليهود هؤالء وصول

بعض أثاره ، وطويل كثير جدل محل كانت يثرب يهود بأصل الخاصة النقطة هذه

نقاش . أن وت مونتجمرى ويرى الغرب بعضدول فى األديان ودارسو المستشرقين

105 ، األحكام الصابوني آيات جـ تفسير ص 2، ،196 .

Page 93: محمد في المدينة

يشار التى العربية العشائر بعض هناك وأن خصوصا ، عام اتفاق إلى يصل لم الطرفين

المثال سبيل فعلى ، أحد دهشة اإلشارة هذه تثير وال يهودية عشائر أنها على إليها

وبنى : ، نغيصة وبنى ، جذمع وبني ، معاوية وبنى ، مرثد بنى اليهودية العشائر تتضمن

والثانية " " العربية بلى قبيلة من جزء العشائر هذه أولى أن رغم ، ثعلبة وبنى ، زاعورة

من " " األخيرتين والعشيرتين ، اليمن عرب من جزئ والرابعة والثالثة Uم Vي ل Yس من جزء

غسان . 106عرب

تحت وجدوها يثرب إلى اليمن من أى ، الجنوب من األوسوالخزرج قدم وعندما

حيث من اليهود شأن شأنهم يبلغ لم الذين العرب من قلة وجود رغم ، اليهود سيطرة

أنهم المحتمل ومن ، اليهودي المجتمع فى بسهولة اندمجوا وقد ، والعدد المكانة

ما . إذا الدهشة يثير ما يوجد فال ، عليه وبناء اليهودية الديانة بعضهم واعتنق تزاوجوا

يهودية . عشائر أنها على العربية العشائر بعض إلى اإلشارة تمت

وبنى : ، قريظة بنى كانت ، النبى أيام ، والنفوذ الصيت ذات اليهودية القبائل

أصل . من إنها يقال التى ، الثالث القبائل فى البالغين عدد كان قينقاع وبنى النضير،

وفى : ، وتسعمائة سبعمائة بين ما قريظة بنى فى األلفين عن قليال يزيد ، خالص يهودى

قينقاع . بنى فى تقريبا ومثلهم سبعمائة حوالى النضير بنى

قوية وشائج يوما تربطها لم ، البعض بعضها مع وفاق على القبائل هذه تكن لم

ضد بعاث معركة فى الخزرج إلى قينقاع بنو انحاز إذ ، اجتماعية أو سياسية كانت سواء

فيها انتصر التى المعركة وهى ، النضير وبنى قريظة بنى يهود إليهم انحاز الذين األوس

. . ولقد البعض بعضهم قتل فى ، المعركة أثناء ، اليهود يتردد ولم الخزرج األوسعلى

حتى ، بعدها يتوحدوا فلم ، الطرفين من اليهود نفوس فى المعركة تلك مرارة ترسبت

للنبي . عدائهم فى التوحد إلى الحاجة دعتهم عندما

التجارى . السوق على تسيطر كانت لكنها أرضا تمتلك ال قينقاع بنى قبيلة كانت

يسيطرون . كانوا فقد النضير وبنو قريظة بنو أما الذهب صياغة فيه ما وأبرز بالمدينة

. النخيل زراعة فى منها كبيرة مساحات استثمروا التى الزراعية األراضى أخصب على

المجال . هذا فى ، روادا أى ، كبيرة خبرة أصحاب كانوا أنهم ويبدو

. ، سالحهم وكثرة ثرائهم وفرة فى تكمن كانت ، للعرب بالنسبة آنذاك اليهود قوة

المنيعة . الحصون من به بأس ال عدد جانب إلى هذا السالح صناع أمهر من كانوا إذ

. ) الحرب) حالة فى اختراقها يصعب كقالع ويستخدمونها فيها يعيشون كانوا التى YطYم األ

106 Montgomery Watt, Muhammad at Madina, p. 192 .

Page 94: محمد في المدينة

ثالثة سوى للعرب يكن لم بينما ، الستين من يقرب ما أقاموها التى األطم بلغت وقد

. تقدير أكثر على أطما عشر

فى يستخدمونها كانوا التى األصلية لغتهم جانب إلى العربية يتقنون يثرب يهود كان

. . قيل وقد اليهود لغة يتعلم أن ثابت بن زيد النبي أمر ولقد والتعليمية الدينية األغراض

فأعجبه : عليه فقرأت ، سورة عشرة سبع قرأ وقد ، النجار بنى من هذا زيد عن للنبي

نصف . لى مضى فما ففعلت ، كتابى على آمنهم ما فإني ، يهود كتابة تعلxم فقال ، ذلك

زيد . عن آخر حديث وفى قرأت إليه كتبوا وإذا ، إليهم له اكتب فكنت ، حذفته حتى شهر

أن : : فأخاف قوم إلى اكتب إني وسلم عليه الله صلى النبي لى قال قال ، ثابت بن

. يوما عشر سبعة فى فتعلمتها ، السريانية فتعلم ، ينقصوا أو xعلى 107يزيدوا

معه . يتعاملوا وأن كنبي اليهود يستقبله أن يأمل كان ، المدينة النبي وصل عندما

الذى – – كذلك تنزيل هو نوفل ابن ورقة أخبره كما عليه أنزل فما ، رسالة كصاحب

يتركوا . أن عليهم السهل ليسمن أنه اإلدراك تمام يدرك النبي كان موسى على أنزل

" اجتذابهم" فى ينجح أن فى يأمل كان لكنه ، عليه أنزل ما يتبعوا كى موسى توراة

الحق هو به يقول ما أن إلى واهتدوا أفئدتهم وخشعت قلوبهم النت فربما ، واستمالتهم

الله . عند من

رأس على وكان إسالمهم أعلنوا اليهود من قليلة قلة أن ينكر أن أحد يستطيع ال

إلى . تحولوا أسلمت التى القلة تلك أغلب لكن قينقاع بنى من Vم ال Vس بن الله عبد هؤالء

أنهم ويبدو ، المدينة فى النفاق رأس أبى بن الله عبد درب فى ساروا أن بعد منافقين

أصدقائه . من كانوا

، يهود أحبار أعلم من حبرا ، الحصين واسمه ، الحرث بن Vم ال Vس بن الله عبد كان

بنبوة . – – آمن الحصين إن إسحق ابن يذكر كما ويقال الله عبد النبى سماه أسلم فلما

كان التى اليهود كتب من وزمانه واسمه عرفصفته وقد مقدمة ينتظر وكان محمد

وصل قد أن بيته أهل الحصين أخبر المدينة إلى النبي وصل وعندما دراستها فى متبحرا

إلى وعاد ، وأسلم فسلم النبي إلى خرج ثم ، التوراة فى عندهم مكتوب هو الذى النبى

فأسلموا . اإلسالم إلى فدعاهم بيته أهل

وطلب النبي إلى ذهب وكيف ، يهود عن كتمها وكيف إسالمه قصة الحصين يروى

عن يسألهم كى اليهود أحبار من يستدعيهم عمن ويغيبه بيوته بعض فى Yدخله ي أن منه

ودخل . ، بيوته بعض النبي فأدخله أمرإسالمه يعلموا أن قبل فيهم هو وكيف الحصين

ص 107 ، أمين . 226- 225أحمد

Page 95: محمد في المدينة

فيكم . : . سالم بن الحصين رجل أى النبي وسألهم وسألوه فكلموه النبي على اليهود

: . يا : لهم قال ، الحصين عليهم خرج عندها وعالمنا نا YرU وحVب سيدنا وابن سيدنا قالوا

، الله لرسول إنه لتعلمون إنكم فوالله ، به جاءكم ما واقبلوا الله اتقوا ، يهود معشر

: للنبي .. . الحصين قال كذبت فقالوا وصفته باسمه التوراه فى عندكم مكتوبا تجدونه

وفجور . وكذب غدر أهل YهUت ب قوم أنهم الله رسول يا أخبرك 108ألم

يكن لم إذ ، محمد دين إلى اليهود استمالة فى ، الحصين غير أو ، الحصين ينجح لم

المستحيل . من ويعقوب إسحق ساللة إلى ينتمي ال بنبي اليهود يعترف أن المتوقع من

األمميين بين من يخرج أن رأيهم نبي . ”gentiles“ فى

تلين أن أمل على استمالتهم محاوال إليهم وتودد ، برفق النبي عاملهم ، ذلك رغم

على معهم فيسيروا ، صحابته وإلى إليه أرواحهم وتطمئن ، نفوسهم وتهتدي ، عقولهم

. ، موسى رسالة تتناقضمع ال محمد فرسالة ، عداء أو مناجزة أو مشاكسة بال الدرب

. ، جوهرها جالء على تقوم إنها ، العكس على هدمها أو تقويضدعائمها على تقوم وال

والتمام . الكمال مرحلة إلى بها والوصول ، فيها البشر أفسده ما وتقويم

وقبل مكة فى وهو حتى يصلى كان ، بقبلتهم يختص فيما اليهود مع النبي يختلف لم

فى . يكن ولم الصالة فى له قبلة ، المقدس بيت إلى ووجهه ، يثرب إلى يصل أن

فى االتجاه ألن ذلك ، لهم مقلد أو اليهود يفعله بما متأثر أنه على يدل ما هذا سلوكه

مقصورا يكن ولم ، أيضا المسيحيين بين آنذاك شائعا المقدسكان بيت إلى الصالة

مع . متوحد اإلسالم أن على الداللة هو القبلة نفس اتخاذ من المغزى وكان اليهود على

سماوي . دين من سبقه ما

في الدعوة أمر على يقوم عمير بن مصعب كان ، المدينة إلى النبي وصول قبل

أو موعظه عليهم يلقى للمسلمين جامعا يوما له يحدد أن النبي من طلب وقد ، المدينة

الذى . اليوم وهو ، الجمعة يوم النبي له حدد الصالة تقام أن قبل الدين دروس من درسا

يمكن " " . ما بدأ وهكذا المقدسات من يعتبرونه الذى السبت ليوم اليهود فيه يتجهز

. واليهودية اإلسالم بين أى ، والسبت الجمعة بين تواصل صلة أنه على تفسيره

على وألقى ، مكة فى الجمعة أقام قد النبي أن يثبت قاطع دليل يوجد وال

. مكان سابق فصل فى ذكرنا ولقد المدينة فى فعل كما ، بهم صلى ثم خطبة المسلمين

من . يذكرأى ولم له خطبة أول ونقلنا الهجرة بعد النبي أقامها جمعة صالة أول وزمان

جـ 108 ، هشام ص 2ابن ،138.

Page 96: محمد في المدينة

لنقلوا . ، فعل قد ولو مكة فى الجمعة صالة أقام قد النبي أن المؤرخين أو السيرة كتاب

يحدث . . لم ذلك لكن يقولون ما صدق على وإثباتا دليال الخطبة نص لنا

يكونوا لم مكة فى المسلمين أن ، أرمسترونج كارين أمثال من ، البعض ويدعي

المدينة . إلى وصولهم بعد ولكن فقط والمساء الصباح فى إال الصالة فريضة يؤدون

اليهود . يفعل كما ، الظهر صالة عليهم 109فرضت

طبقا ، أنه يقرر عندما الرأى هذا فى أرمسترونج كارين مع وت مونتمجرى ويتفق

لم . . مكة فى أنه الواضح ومن المسلمين على الظهر فرضتصالة اليهود يمارسه لما

بصالة . القرآن أمر المدينة فى لكن المساء فى وصالة الصباح فى صالة إال هناك يكن

110الظهر.

وتجاهل ، الهجرة قبل حدث بما إلمام عدم على ويدل الخطأ واضح السابق الرأى

ال واجبا الخمسفرضا الصلوات وفرض ، السماء إلى العروج رحلة فى تم بما جهل أو

وهى . ، ثالثة صالة أن يقال فكيف ، الهجرة وقبل مكة فى ذلك كان الدين بدونه يقوم

كالم ؟ اليهود يفعله بما tاحتذاء والمساء الصباح صالتي إلى أضيفت قد ، الظهر صالة

الوحي . صدق ويكذبه المنطق من يخلو

وهو ، عاشوراء يوم بصوم المسلمين أمر النبى أن ننكر أن الممكن ليسمن لكن

عليه : . أطلق وقد تشرين الشهرالسابع من العاشر فى ، اليهود عند الكفارة يوم

" " ، اآلرامية عن معربة يبدو كما والكلمة ، العاشر اليوم أى عاشوراء يوم المسلمون

المسلمين النبي وأمر ، اليهود يفعله ما مع تماشيا يصومونة المدينة أهل بعض وكان

اليهود : " " . من أى ، منهم بموسى أحق نحن قال فكما ، موسى للنبي تكريما بصومه

. واجبا فرضا يعد لم لكنه ، عاشوراء صيام يمنع لم ، رمضان فرضصيام وعندما

سمح ، لهم العداء أو منهم النفور لعدم وإظهارا ، اليهود مع التقارب فى وزيادة

نسائهم : " من والزواج الكتاب أهل طعام تناول الطيبات للمسلمين لكم أجل اليوم

المؤمنات من والمحصنات لهم حل وطعامكم لكم حل الكتاب أوتوا الذين وطعام

غير محصنين أجورهن ءاتيمتوهن إذا قبلكم من الكتاب أوتوا الذين من والمحصنات

من اآلخرة فى وهو عمله حبط فقد باإليمان يكفر ومن أخدان متخذى وال مسفحين

:الخاسرين اليهود( . :5المائدة" ) على حرم بعضما الطعام من المسلمين على م IرYوح

لألوثان ذبح وما خنق وما الخنزير ولحم والميتة المائدة) : الدم سورة ( . 4-3أنظر

ص 109 ، ارمسترونج .224كارين110 Montgomery Watt, Muhammad at Medina, p. 199 .

Page 97: محمد في المدينة

وأن ، واليهود المسلمين بين التجانسواأللفة من نوعا يخلق أن النبي حاول هكذا

بما اليهود آمن فإن ، السماويتين العقيدتين أصحاب بين الشقاق أنواع من نوع أى اليثير

الدين . فى إكراه فال يؤمنوا لم وإن ، إليه يصبوا ما فهذا ، وصدقوه عليه أنزل

وزرعوا ، النبي فكذبوا تمادوا بل ، اإليمان بعدم يكتفوا ولم ، اليهود يؤمن لم

" الذى " الدستور عليه نص والذى عليه وقعوا الذى العهد ونقضوا العداء وأثاروا ، األحقاد

المدينة . أهل كل به يلتزم ميثاقا يكون كي النبي وضعه

يقول . وكما وخانوا وتعالوا وتطاولوا كذبوا ، محمد به جاء بما يؤمنوا أن من وبدال

فوجدوا : ، وليد اإلسالمي والمجتمع أنفسهم إلى اليهود نظر الشريف بن محمود األستاذ

وبأخبار باألنبياء صلة وعلى ، سماوي كتاب وأصحاب ، ثروة وأوفر عددا أكثر أنفسهم

أهدي أنفسهم معتبرين ، دعوته نطاق خارج النبي يجعلهم أن ظنوا لذا ، الغابرة األمم

. بل رايته تحت وانضوائهم دينه فى دخولهم النبي يأمل أن من وأمنع ، تشملهم أن من

رأوه حينما والسيما ، إليهم محمد انضمام ينتظروا أن حقهم من أن يرون كانوا لقد

ال جزءا ذلك ويجعل ، القرآن بلسان وكتبهم بأنبيائهم إيمانه ويعلن قبلتهم إلى يصلى

يتلوه . فيما ذلك ويتلوا ، دعوته من 111يتجزأ

السلوك إلى شديد بحذر نظروا كما ، محمد به جاء الذى بالدين اليهود استخف

قدر . على كانوا لقد المهاجرين باسم وعرفوا ، مكة من معه جاءوا الذين لهؤالء الحياتي

بحكم النخاع حتى تجارا وكانوا ، السلوك فى واالستقامة المعاملة فى الصدق من هائل

والتكوين . الطبيعة

فإذا ، قينقاع بنى اليهود يسيطرعليه كبير واحد سوق غير كلها المدينة فى يكن لم

التجارة أمور فى المصالح أن معناه فهذا السوق نفس فى تجارا محمد أصحاب دخل ما

واستقامة، أمانة واألكثر واألعدل األصدق إلى الميزان مال وربما ، تتضارب قد والمال

اإلسالم . قواعد أبسط هى هذه ، يغررون وال يخدعون وال يرابون ال فالمسلمون

منذ المكتسبة خبرتهم ووظفوا ، واشتروا باعوا ، السوق المهاجرون المكيون دخل

يصبح أن كاد خاص موقع السوق فى لهم وأصبح ، الناس عليهم فأقبل ، أظفارهم نعومة

. مستقلة سوقا

. واليهود المسلمين بين والمال التجارة أمور فى تتضارب المصالح بدأت هكذا

. أهل كأغلب األرض زراعة إلى المهاجرون اتجه ولو الشقاق وازداد الفجوة اتسعت

ص 111 الشريف، بن .47محمود

Page 98: محمد في المدينة

ونافسوهم ثرائهم مصدر فى زاحموهم لكنهم ، قينقاع بنى يهود بهم اكترث ما ، المدينة

. وخطر تهديد مصدر أصبحوا وبذلك ، قوتهم منبع فى

وأصحابه، محمد ضد وعلنا سرا يعملون ، مصالحهم عن دفاعا ، يتحركون اليهود بدأ

المدينة – دستور بنود تمليه لما طبقا النبي مع تعاونوا والذين أسلموا الذين يحرضون

أنهم – مدعين العام، اإلنفاق تكاليف فى أموالهم من يسهموا أال على ارتضوه الذي

المشركين . . من التجار بعض مصالح مع اليهود مصالح والتقت لهم الخير إال اليبغون

الناسعنه وصد بمحاصرته وذلك الجديد السوق هذا تخريب على يعملوا أن على اتفقوا

.

فى النبي إلى مباشرة بصورة موجها كان ، كيده فى الفاجر ، اليهودي العنف لكن

أنهم . يعتقدون كانوا عقيدته جوهر فى وطعنه عجزه إلظهار مستميتة لئيمة محاولة

بل ، محمد ينكره لم قديم دين وأصحاب وأثرياء أقويات فهم ، أرضصلبة على يقفون

كما – المدينة أن كما قرآن من به جاء فيما له وتصديقه به إيمانه أعلن العكس على

دخيل – – – . إال رأيهم فى محمد وما ، مدينتهم كانت يعتقدون

، آياته من ويسخرون القرآن كلمات يشوهون ، اإلسالم على يتآمرون اليهود بدأ

. ، وحوار جدل فى النبي مع دخلوا بازدراء ويعاملونهم المسلمين على ويستعلون

ال أنه يثبتوا أن وخبث لؤم من أعماقهم فى كمن ما وبكل علم من أوتوا ما بكل محاولين

األنبياء . دائرة عن يكون ما أبعد وأنه ، بالنبوة له صلة

. مور جورج يقول الموقف لهذا معالجته توقع : George Mooreفى المدينة فى

أن . توقع وتعاليمهم تعالميه بين الكبير التشابه بسبب وذلك اليهود به يعترف أن محمد

به .. اعترافهم لعدم مقنعا سببا يجد ال إنه الحقة النبوة تراث فى كنبي به يعترفوا

وتوراته . بموسى اعترف قد دام ما وبقرآنه

-" على – " مصرون ، القلوب قساة أنهم أثبتوا مور يؤكد ما هذا اليهود لكن

من . بنوع يشعرون كانوا عربى مسيح أو لنبى عقيدتهم فى مكان ال ، المعصية

تعرضه " " عند ، التوراتي بالتاريخ محمد جهل عن كشفوا كلما الخبيث االستمتاع

رده . وكان سماوي وحي قصصه بأن دعوته داحضين ، التوراتية الشخصيات لقصص

معناه فهذا يقول ما خالف كتبهم ذكرت وإذا ، الحقيقي الجوهر هو يقوله ما أن عليهم

كتابتها " " بإعادة قاموا ما بعد مقدسة عادت ما التي المقدسة كتبهم زيفوا قد أنهم

ألهوائهم . 112طبقا

112 George Moore, p. 402 .

Page 99: محمد في المدينة

" فى " سعة على يدل فإنما شئ علي كالمه دل وإن ، به قال فيما مور نؤيد ونحن

باستفاضة " " شرحنا ولقد القديم العهد لكتاب انحياز وعدم ، الفهم فى وعمق اإلدراك

كتابنا : فى ، واتساع اإلسرائيلية وعمق األساطير اليهود موسىفى زيف كيف ،

الذى المطلق بالنقاء تعد فلم تعاليمها وحوروا معالمها وكيفطمسوا التوراه أحداث

، وقائع من فيها جاء ما بين التناقض وسرى ، سماوى كتاب أى به يتصف أن يجب

امتدت ربما مختلفة عصور وفى متعددة بأقالم كتبت أنها يثبت مما الكالم لغة واختلفت

إلى . يرجع أن الموضوع هذا فى االستزاده يريد لمن ويمكن عام ألف من يقرب ما إلى

كتابنا : من األول اإلسرائيلية الفصل األساطير . موسىفى

: أولئك حتى إنه قائلة ، واليهود محمد بين الشقاق اتساع إلى كيلين بيتى تشير

إلى . يستمعون وهم يبتسمون بدأوا البداية فى الجد مأخذ أخذوه الذين األحيار

يبلغ .. يكاد ، بالغا له لرفضهم حزنه وكان المقدس كتابهم فى جاء لما الغريبة تفسيراته

" : . يا تأتنا لم فج بوضوح له قالوا قريشرسالته رفضت عندما اعتراه الذى القدر نفس

نتبعك .. بأن يقنعنا ما إليك يوحي أنه تدعي وليسفيما ، مرسل نبى أنك يثبت بما محمد

أنه" عليه وأشاروا ، بها يبشر التى الرسالة تلك ينسى أن مصطنع تواضع فى منه طلبوا

. قالوا وكفى ، اليهود به آمن بما ويؤمنوا ، اليهودية يعتنقوا أن وألتباعه له األفضل من

يقول : . مما شئ بأى نعترف ال ووضوح بصراحة إننا المدينة 113لعرب

على . : وت مونتجمرى به يقول ما هذا الوقت مرور مع ود أى له يظهروا لم

نبي . . أنه تماما أنكروا محمد لدعوة وتكذيبهم نقدهم ونشروا عداءهم أظهروا العكس،

نزعاته .. أيضا له كانت األمر هذا لكن ما حد إلى ديني دافع ذلك إلى دافعهم كان ربما

دعوته . نشر فى محمد نجح لو لهم بالنسبة أهميتها فى المرء يشك ال التى السياسية

القوة هم يكونوا كى الفرصة لهم تسنح لن أنه معناة فهذا ، المدينة فى وجوده وترسيخ

.. القوة .. عنصر إلى تفتقد محمد نجاح احتماالت كانت ، بدر معركة قبيل وحتى األعظم

اليهود وشعر ، القوى موازين قلب دVوoى� له كان بدر معركة فى المسلمين انتصار لكن

. الخطر مواجهة سوى أمامهم يعد لم 114أنه

جونستون . Johnstoneويرى كان اآلخر فى الجانبين من جانب كل أمل خاب قد أنه

بمقدمة : تنبأت الذى ، المنتظر المسيح عظيم كنبي اليهود يتقبله أن يأمل محمد

- إبراهيم – شريعة إحياء هو إنما هدفه أن أعلن قد أنه بما يأملون اليهود وكان ، تعاليمهم

. اليهود . يؤمن لن لآلخر الطرفين من أى يخضع ولم طموحاتهم ويخدم دينهم يعتنق أن

113 Betty Kelen , p. 113 .114 Montgomery Watt, Muhammad at Madina, p. 201.

Page 100: محمد في المدينة

. تبدأ أن الحتمي من وكان آخر دين أى محمد يعتنق ولن ، اسحق نسل ليسمن بنبى

معلنة . 115حرب

إال يوقفسعيرها لم التى تلك ، واليهود محمد بين والجدلية العقلية المجاهدة بدأت

بالتفصيل : . بعد فيما سنورد كما والقتال الحرب سعير

دعوته لحصار مستميتة محاولة فى ، ويتعنتونه النبي يسألون اليهود أحبار أخذ

. على . كان بالخطر واإلحساس والبغي والضغUن الحسد ذلك إلى دفعهم عليها والقضاء

، الحقيق أبى بن الربيع بن وكنانة ، كم Uشoم بن وسالم ، أخUطب بن Vي� حYي رأسهؤالء

األشرف . بن وكعب ، الحقيق أبى بن وسالم

بين اإلندساس فرصة لهم تتاح كى نفاقا ، إسالمهم اليهود أحبار بعض أعلن

يكيدون الواقع فى وهم يستفسرون وكأنهم ، ومجادلتهم أخبارهم وتجسس المسلمين

وفى نبيهم وفى أنفسهم فى المسلمين ثقة يهزوا أن يحاولون ، ويضللون ويشككون

يسخر . أن حاول الذى Uت الل�صVي بن زيد كان هؤالء بين من اعتنقوه الذى الدين صدق

خبر . : يأتيه أنه محمد يزعم يهود منافق قال ناقته ضلت عندما النبي من عالنية

. عليه رده كان ، النبي إلى مقولته خبر وصل وعندما ناقته أين اليدرى وهو ، السماء

وإنى : " " ناقته أين يدرى وال السماء خبر يأتيه أنه محمد يزعم قال قائال إن السالم

الله . علمني ما إال أعلم ما 116والله

الله عبد زعامة تحت األوسوالخزرج منافقى إلى انضموا وقد ، يهود منافقوا كان

المسلمين – . من يسخرون ثم ويجادلون يستمعون ، المسجد إلى يحضرون Yبى أ بن

أنهم . انتباهه استرعي ، بالمسجد يوما النبي رصدهم بدينهم ومستهزئين بهم مستخفين

منهم وسرت الهمس، طال ببعض، بعضهم والتصق رؤوسهم تقاربت وقد يتهامسون

الزكية بفطرته أدرك وقد ، المسجد من بإخراجهم النبي أمر عندها ، همهمات كالفحيح

المكان . طهر به يتلوث أال رجسيجب أنهم

به : Yلقى أ ثم وجهه ولطم برجله أحدهم سYحب عنيفا إخراجا المسلمون أخرجهم

لدUمVة صدره فى Yدoم ل ثم أخرج حتى عنيفا قودا لحيته من أحدهم وأقتيد ، المسجد خارج

، المسجد خارج إلى عنف فى ودفع قفاه من أحدهم Yخذ وأ ، ركبتيه على فسقط آذته

وفى . المسجد ساحة عن بعيدا Yلقى أ األرضحتى على رأسه شعر آخرمن وسYحب

البقرة : " سورة صدر فى آيات نزلت المنافقين بالله هؤالء ءامنا ، يقول الناسمن ومن

وما . أنفسهم إال يخدعون وما ءامنوا والذين الله يخدعون بمؤمنين هم وما اآلخر وباليوم

115 Jonhnstone, p. 96.جـ 116 ، هشام ص 2ابن ،149 .

Page 101: محمد في المدينة

معكم... إنا قالوا شياطينهم إلى VوUا خل وإذا ءامنا قالوا ءامنوا الذين لقوا وإذا يشعرون

مستهزءون نحن ( .14-8البقرة" ) : إنما

وتصغيره وتحجيمه إحراجه من البد ، وشأنه محم�دا يتركوا أال اليهود أحبار قرر

قرارة . فى وقر لقد األشهاد رؤوس وعلى نهارا جهارا ، ادعائه وإظهار جهله وإعالن

يتحمل ولن ، مجاراتهم يستطيع لن وأنه ، قوال واألصدق علما، األكثر هم أنهم نفوسهم

يخضع . أن وإما ، ويرحل إليه يدعو عما يكف أن فإما حججهم وقوة منطقهم سطوة

ويتبعهم . لقولهم

بك : وآمنا وصدقناك اتبعناك فعلت فإن عنهن نسألك أربع عن أخبرنا محمد يا قالوا

من.. : . : النطفة وإنما أمه الولد يشبه كيف أخبرنا قالوا لكم بدا عما فاسألوا قال

رقيقة . : صفراء المرأة ونطفة غليظة بيضاء الرجل نطفة أن تعلمون هل قال الرجل

: . . : . تنام قال نومك كيف فأخبرنا نعم اللهم قالوا الشبه لها كان صاحبتها غلبت فأيتهما

: تعلمون . : . هل قال نفسه على إسرائيل م xحر عما فأخبرنا قالوا يقظان وقلبى عيني

الله فعافاه شكوى اشتكي وأنه ولحومها اإلبل ألبان إليه والشراب الطعام أحب كان أنه

لحوم نفسه على فحرم لله شكرا إليه والشراب الطعام أحب نفسه على فحرم منها

وألبانها . اإلبل

سدا يعتبرونه بما يحتفظون كانوا لكنهم ، ينكروه ولم قال لما تصديقهم أظهروا

جبريل : .. : تعلمونه هل قال الروح عن أخبرنا قالوا ، به اإليمان وبين بينهم يحول منيعا

. . يأتي . : إنما ملك وهو عدو لنا هو محمد يا ولكنه نعم اللهم قالوا يأتيني الذى وهو

التبعناك . ذلك ولوال ، الدماء وبسفك بالشدة

البأس شديد عدو وهو ، لهم عدو جبريل أن مدعين جبريل أجل من نبوته أنكروا

كان . الذى إن ؟ ذلك كان ومتى دماءهم جبريل كيفسفك يذكروا ولم دماء سافك

يتورع " " لم الذى الدموي إلههم يهوه كان بل ، جبريل يكن لم إسرائيل بنى دماء يسفك

صYلUب – - شعبا فيهم رأى ألنه ذلك المقدس كتابهم قول حسب باآلالف إبادتهم عن

" : أنتم . إسرائيل لبنى قل لموسى قال قد الرب وكان باإلفناء دوما يهددهم وكان الرقبة

خروج . " ) أفنيتكم وسطكم فى واحدة لحظة صعدت إن الرقبة صYلUب ( .5 : 33شعب

رحيما، ، كريما ، حانيا ال ، مهددا ، ساخطا ، غاضبا إسرائيل إله صوت ويرتفع

وصاياه : " بجميع تعمل أن لتحرص إلهك الرب لصوت تسمع لم إن ناصحا أو ، رؤوفا

تكون . ملعونا وتدركك اللعنات هذه جميع عليك تأتي اليوم بها أوصيك أنا التى وفرائضه

وااللتهاب ... Yرداء والب والحمي IلIبالس الرب يضربك الحقل فى تكون وملعونا المدينة فى

Page 102: محمد في المدينة

فى .. تكتب لم ضربة مرضوكل كل أيضا تفنيك حتى فتتبعك والذبول UحVواللف والجفاف

إليكم ... ليحسن لكم الرب فرح وكما تهUلoك حتى عليك الرب يسلطه الناموسهذا سفر

أنت التى األرض من تأصلون UسY فت ويهلككم ليفنيكم لكم الرب يفرح كذلك ويكثركم

.. ... tوإماء عبيدا ألعدائك هناك فتباعون مصر إلى الرب ويردك لتمتلكها إليها داخل

تثنية " ) يشترى ( .68-15 28وليسمن

هو " " ، إسرائيل إله هو القديم لعهد توراة فى ويفني ، ويبيد ، ويهدد ، يتوعد الذى

بين . " " التى التوراة صفحات كل وفى وسيط أو مساعدة دون بنفسه ذلك يفعل الذى

المدمر " " الجبريل لذلك ذكر يوجد ال ، كتبها قد موسى أن اليهود يدعي والتى أيدينا،

. - - يكذبون كانوا أمناء يكونوا لم النبي مع جدلهم فى اليهود ألسنه على ذكره جاء الذى

وافتراءا . : كذبا اليهود ادعاه بما يعبأ ال كى نبيه قلب بها xت تثب آيات العزة رب ل xونز

للكافرين " عدو الله فإن وميكل وجبريل ورسله ومالئكته لله عدو كان البقرة " ) :من

98 . )

: كنت . عمر قال بجبريل يختص فيما واليهود عمر بين جرت مناظرة إن ويقال

كيف القرآن ومن القرآن تصدق كيف التوراة من فأعجب ، مدراسهم فى اليهود أشهد

أحد : أصحابك من ما الخطاب بن يا قالوا يوم ذات عندهم أنا فبينما ، التوراة يصدق

. : فى . : يرون عما عمر وسألهم وتأتينا تغشانا ألنك قالوا ؟ ذلك ولم قلت منك إلينا أحب

أنه : ... : نعلم إنا ، نعم وعالمهم كبيرهم أجاب ؟ الله رسول أنه ترون هل محمد شأن

: . : . : وأنتم . كيف عمر قال نهلك لم إنا قالوا هلكتم t إذا ويحكم عمر قال الله رسول

قال . : . المالئكة من عدوا لنا إن قالوا تصدقونه وال تتبعونه وال الله رسول أنه تعلمون

.. : . ملك: جبريل إن ميكائيل وسلمنا جبريل عدونا قالوا لUمكم oس ومن عدوكم ومن عمر

الرحمة ملك ميكائيل وإن ، هذا ونحو والعذاب والتشديد واإلعسار والغلظة الفظاظة

قالوا . : : ؟ وجل عز ربهما من منزلتهما وما عمر سأل هذا ونحو والتخفيف والرأفة

بينهما . : والذى إنهما هو إال إله ال فوالذى عمر قال يساره عن واآلخر يمينه عن أحدهما

.. ، ميكائيل عدو يسالم أن لجبريل ينبغي وما سالمهما لمن وسلUم عاداهما لمن لعدو

جبريل . عدو يسالم أن لميكائيل ينبغي 117وما

بل ، النبي اتباع لعدم سببا واتخاذها لجبريل عدائهم مسألة عند اليهود يتوقف لم

إن : الساعة عن أخبرنا تقوم متى الساعة عن سألوه نبوته أمر فى التشكيك فى زيادة

؟ نبيا كنت

جـ 117 ، كثير ابن تفسير مختصر ، ص 1الصابوني ،92 .

Page 103: محمد في المدينة

قيام أو لبعث فيها ذكر ال أيدينا بين التى إسرائيل بنى وتوراة ، الساعة عن يسألونه

: . فيه . جدال ال الذى بالحق جبريل وينزل التعجيز باب من يسألونه ساعة أو

إالهو، " لوقتها يجليها ال ربى عند علمها إنما قل مرساها أيان الساعة عن يسألونك

. . علمها إنما قل عنها حفى كأنك يسألونك بغتة إال تأتيكم ال واألرض السموات فى ثقلت

يعلمون الناسال أكثر ولكن الله ( . 187األعراف " ) : عند

يا : الروح ما يعرفه أن لبشر يمكن ال عما يسألونه التعجيز ومحاولة التعنت وبنفس

ما . عن سألوا لقد يعرفون أيضا هم وال ، يعرف ال محمد وغير ، يعرف ال ومحمد ؟ محمد

أسرار يعرف وال ، الخلق أسرار من سر فالروح ، البشرى اإلدراك نطاق عن خارج هو

الخالق : " سوى من الخلق أوتيتم وما ربي أمر من الروح قل ، الروح عن ويسألونك

قليال إال ( . 85اإلسراء" ) : العلم

. يبتغون ، عالمة يريدون إنهم نبوته يثبت بما جاءهم قد النبي أن اليهود أحبار أنكر

. من بكتاب بالفعل جاءهم ولقد السماء من بكتاب محمد يأتيهم أن يطلبون ، Iنة بي آية

فيه . : " بما وكفروا الكتاب أنكروا نقرؤه بكتاب هذا ما فقالوا ، الله جاءهم عند ولما

فلما كفروا الذين على يستفتحون قبل من وكانوا معهم لما مصدIق الله عند من كتاب

الكافرين على الله فلعنة به كفروا فوا VرVع ما ( .89البقرة" ) : جاءهم

الذين األولين آبائهم عن ورثوه لقد ، طبائعهم عن غريبا هذا سلوكهم يكن لم

لهم أظهره ما وكل أجلهم من فعل ما كل رغم ، وكذبوه وحاوروه موسى نبيهم جادلوا

. لهما : " وقال البرية فى وهرون موسى على إسرائيل بنى جماعة كل فتذمر آيات من

نأكل اللحم قدور عند جالسين كنا إذ أرضمصر فى الرب بيد متنا ليتنا إسرائيل بنوا

بالجوع . " الجمهور هذا كل تميتا كى القفر هذا إلى أخرجتمانا فإنكما للشبع خبزا

( .3 : 16خروج)

ال والسلوى المن لهم يتوفر وعندما ، الطعام أجل من الصراخ هذا كل كان

أعطونا : " وقالوا موسى الشعب فخاصم ويصرخون يتذمون جديد من بل ، يشكرون

الشعب . . وتذمر الرب تجربون لماذا تخاصمونني لماذا موسى لهم فقال لنشرب ماء

.. فصرخ بالعطش ومواشينا وأوالدنا لتميتنا مصر من أصعدتنا لماذا وقالوا موسى على

( " . خروج يرجمونني قليل بعد الشعب بهذا أفعل ماذا قائال الرب إلى (. 4-3: 17موسى

طالبوا . أن ببعضهم الهوس وصل لقد بل موسي نبيهم يرجموا أن وشك على كانوا

أخرجهم . أن بعد ، أرضمصر إلى ثانية بهم يعود كي موسي غير رئيسلهم بتعيين

هذا : " فى متنا ليتنا أو أرضمصر فى متنا ليتنا الجماعة كل لهما وقال منها موسى

Page 104: محمد في المدينة

وأطفالنا . . نساؤنا تصير بالسيف لنسقط األرض هذه إلى الرب بنا أتى ولماذا القفر

. إلى . ونرجع رئيسا نقيم لبعض بعضهم فقال مصر إلى نرجع أن لنا أليسخيرا غنيمة

عدد. " ) إسرائيل بنى جماعة معشر كل أمام وجهيهما على وهرون موسى فسقط مصر

14 : 2-5. )

ممن . يتوقع فماذا ، أساءوا وهكذا وهارون موسى مع إسرائيل بنو تعامل هكذا

آيات . ونزلت يصدقوه ولم به يعترفوا لم نبى مع يتعاملون وهم هؤالء أحفاء أنهم يدعون

وكيف جحدوا وكيف اليهود عاند كيف ، كاشفة Iنة بي كلمات فى ، موضحة الكريم القرآن

الحق : " أنه يعلمون وهم وأنكروا لما كابروا مصدق الله عند من رسول جاءهم ولما

أم ... يعلمون ال كأنهم ظهورهم وراء الله كتب الكتب أوتوا الذين من فريق نبذ معهم

فقد باإليمن الكفر يتبدل ومن قبل من موسى ئل Yس كما رسولكم تسئلوا أن تريدون

السبيل سواء ( .108- 89البقرة" ) : ضل

قاطعة آية لهم يظهر أن منه طالبين ، النبي يجادلون وهم ضاللهم فى اليهود تمادي

كان : إن يريدون التى اآلية نوع هم حددوا بل ، خيارا للرسول يتركوا ولم ، يؤمنوا كى

بن . رافع قال وسيط دون مباشرة إليهم يتحدث أن ربه من فليطلب حقا نبيا محمد

تقول : كما الله من رسوال كنت إن ، محمد يا الواحد بالحرف للنبي اليهودي ريملة Yح

كالمه . نسمع حتى فليكلمنا لله فقل

إليهم !!! يتحدث أن ، أجمعين الخلق رب هو الذى ، محمد رب من يريدون هكذا

يتكلم . . وهو الرب صوت إلى يستمعوا أن السفهاء يريد صوته يسمعهم وأن مباشرة

شرير شعب بأنه الرب وصفه الذى إسرائيل شعب من جديدا جيال يمثلون وكأنهم بدوا

جثثكم : " تسقط القفر هذا فى تذمروا الذين جثث القفر فى تسقط أن وقضى ، متذمر

. على تذمروا الذين فصاعدا سنة عشرين ابن من عددكم حسب منكم المعدودين جميع

( . 29 : 14عدد" )

أن محمدا يتحدون وهم ، كاذب ادعاء فى أوداجهم وانتفخت ، وكابروا تجبروا

أيام . ، إسرائيل بني أن ونسوا كالمه يسمعوا حتى جهرا إليهم يتحدث أن ربه من يطلب

لما . أنه ثم الرب صوت إلى يستمعوا أن تمنوا ، الطلب نفس طلبوا قد كانوا ، موسى

" : وابتعدوا ارتعدوا ، البوق صوت آذانهم فى ودوى يدخIن والجبل والبروق الرعود رأوا

خروج " ) نموت لئال الله معنا يتكلم وال فنسمع معنا أنت تكلم لموسى (. 19-20وقالوا

قوله : " ذلك فى وتعالى سبحانه أو وأنزل الله يكلمنا لوال يعلمون ال الذين وقال

قلوبهم تشابهت قولهم مثل قبلهم من الذين قال كذلك ءاية ( . 118البقرة " ) : تأتينا

Page 105: محمد في المدينة

استعالء – – فى النبي إلى الفoطUيوUني صورى بن الله عبد وهو أحدهم وتحدث

تهتد : . محمد يا فاتبعنا ، عليه نحن ما إال الهدي ما ناصحا يقول ، الدعي

، يفعلون ما ويفعل يؤمنون بما يؤمن أن ، اليهودية محمد يعتنق أن اليهودي أراد

فرد مجرد يصبح وبذلك ، واألحبار الكهنة عليه يفرضها التى والطقوس للتعاليم ويخضع

تجاهل . ، وضيع لؤم فى حساب أى له تحسب وال وزنا له تقيم ال قد جموع وسط

كلمات بوحي وينطق ، وأنصار بمهاجرة محاط نبي إلي يتحدث أنه حقيقة اليهودى

فهو ويزيد يرجح بل ، التوراة فى جاء ما عن محتواها فى جاء ما يقل ال الذى القرآن

التنزيل . ختام

قاطع : " حسم فى وغيرهم اليهود دعوة على وقضى ، الموقف القرآن ولنأنهي

اتبعت ولئن الهدي هو الله هدي إن قل ملتهم تتبع حتى النصرى وال اليهود عنك ترضى

نصير وال ولى من الله من مالك العلم من جاءك الذى بعد ،( "120البقرة" ) : أهواءهم

المشركين من كان وما حنيفا إبراهيم xة مل بل قل تهتدوا نصرى أو هودا كونوا "وقالوا

( . 135البقرة) :

، عيسى أتباع من نصارى وال موسى أتباع من يهودا يكونوا لن معه آمن ومن محمد

أبيهم ملة على إنهم ، األنبياء من وغيرهما وعيسى موسى به جاء لما تصديقهم رغم

وعيسى موسى قبل قومه إلى الله أرسله فقد ، نصرانيا وال يهوديا يكن لم الذى إبراهيم

إذا . إال ، ذاك أو هذا دين إلى ينتمي كان أنه يدعي أن أحد يستطيع وال السنين بمئات

الديانات . وتسلسل األنبياء وظهور األمم بتاريخ جهل على ادعاءه أقام

ملة على الواضح التركيز وهى أال ، األهمية بالغة نقطة عن الحديث بنا يجدر هنا

ونفس الوضوح بنفس يكن لم ذلك أن رغم ، المدنية السور فى إبراهيم ودين إبراهيم

ما كثيرا الذى النبى هو المكية السور فى موسى كان إذ ، المكية السور فى التركيز

إليه . يشار

يفضلون : مكة فى المسلمون كان بقولها النقطة هذه أرمسترونج كارين تؤكد

. محمد ووجد ، المدينة فى بها يتمتع كان التى المكانة شغل إبراهيم لكن موسى النبى

المسلمين . من تبعة ومن النبى كان وتهكمهم اليهود سخرية على الكاملة اإلجابة

.. ) يتضمن ) وال المسلمين أول كان الذى الخالص الحنيف إبراهيم دين روح إلى يرجعون

كانوا .. المسلمين أن ويبدو المدنية السور نزول قبل إبراهيم إلى اإلشارة القرآن

Page 106: محمد في المدينة

كان " " الذى الخالص النقى الدين أى ، الحنيفية الفترة تلك فى دينهم على يطلقون

إبراهيم . 118يتبعه

قدر على مكانا إبراهيم ديانة مفهوم احتل ، واليهود النبى بين المحتدم الجدل فى

أوUلت . لقد اليهود افتراءات لتكذيب نزلت التى المدنية السور فى األهمية من كبير

أكثر – – وضع فى وجعلته وت مونتجمرى يقول كما بموسى بالغا اهتماما المكية الفترة

... ، أنبياء من كثرة بين نبي مجرد ببساطة هو إبراهيم األنبياء بين إبراهيم من أهمية

. أنه إلى القرآن آيات من آية تشير وال دقيقا تحديدا يحددوا لم إليهم أرسل الذين والقوم

من إليهم يرسل لم قوم إلى أرسل قد محمدا أن بوضوح يذكر إذ ، العرب إلى أرسل

رسول : " من قبل نذير من أتهم ما قوما لتنذر ربك من الحق هو بل افتراه يقولون أم

يهتدون لعلهم إليهم ،( " 3السجدة" ) : قبلك أرسلنا وما يدرسونها كتب من ءاتينهم وما

نذير من ( . 44سبإ " ) : قبلك

وبخالف ، األنبياء قائمة فى ، المكية السور فى ، ذكر قد إسماعيل فإن ، وبالمثل

تفاصيل . أية نبوته عن القرآن يذكر ال الكعبة بناء فى أبيه مع اشتراكه عن ذكر ما

أصبح ، المدينة فى اليهود مع الشقاق حدث عندما أنه وت مونتجمرى يعتقد

أبو . أيضا هو كما ، العرب أبو هو الجسدى بالمعني كان لقد عظمي فائدة ذا إبراهيم

ذلك. وعلى ، عيسى على واإلنجيل موسى على التوراة تنزل أن عاشقبل ولقد اليهود

. نصرانيا وال يهوديا ليس فهو

أو اليهود اتباع عن تنهي والمؤمنين محمد إلى القرآن تعاليم فإن عليه tوبناء

الذى . إبراهيم ملة اتباع إنهم السابقتين األمتين عن متميزة أمة ألنهم ذلك ، النصارى

من – – كان وما لله كامال خضوعا خاضعا أى مسلما حنيفا كان بأنه دوما يوصف

من المشركين : " كان وما حنيفا إبراهيم ملة بل قل تهتدوا نصرى أو هودا كونوا وقالوا

( .135البقرة" ) : المشركين

أى " " ، المقدس البيت أقام الذى هو إبراهيم أن المدنية السور آيات وأوضحت

نبيا مكة أهل إلى يرسل أن ربه دعا الذى وهو ، إسماعيل بمساعدة ، مكة فى ، الكعبة

. " " . إبراهيم أبيهم إلى ينتمون بأنهم المسلمين إيمان تعمق وبذلك ساللته من رسوال

على – – قائما أصبح القبلة تغيير تم عندما للصالة قبله مكة اتخاذ فإن ، عليه tوبناء

هائلة . فكرية أيديولوجية 119أساسمن

القبـلة- :5 تحويل

118 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،242.119 Montgomery Watt, Muhammad at Madina, pp. 204- 206 .

Page 107: محمد في المدينة

يتحول أن الكريم القرآن آليات وطاعة األحداث لسير طبقا ، المنطقى من كان

قبل . ذلك xتم الكعبة إلى أى ، إبراهيم أبوهم بناه الذى البيت إلى قبلتهم فى المسلمون

. " إن" ويقال المدينة إلى النبى وصول من شهرا عشر سبعة بعد رجب منتصف فى بدر

أن الهجرة قبل طالب الذى معرور بن البراء قبيلة ، سلمة بنى فى حدث القبلة تغيير

شرحنا . ولقد الكعبة إلى متجه وهو بالفعل وصلى ، المسلمين قبلة هى الكعبة تكون

السابق : كتابنا فى بالتفصيل النقطة مكة .هذه سنوات

صلى وكلما ، يهود قبله عن وجهه الله يصرف أن يود كان النبي أن سعد ابن ويروى

عليه : " فنزلت ، السماء إلى وجهة المقدسرفع بيت فى إلى وجهك تقلب نرى قد

ترضاها قبله فلنولينك الحرام " . السماء المسجد إلى توجيهه وتم ،

Yمoر : أ ثم ، بالمسلمين مسجده فى الظهر من ركعتين ، وسلم عليه الله صلى ويقال

زار . . : بل ويقال المسلمون معه ودار إليه فاستدار الحرام المسجد إلى Yوجxه ي أن

فصنعت سلمة بنى فى معرور بن البراء بن بشر أم ، وسلم عليه الله صلى الله رسول

إلى Yوجxه ي أن Yمoر أ ثم ، ركعتين بأصحابه الله رسول فصلى الظهر وحانت طعاما، له

المسجد فسمى ، الميزاب واستقبل الكعبة إلى فاستدار القبلتين الكعبة ، مسجد

شهرا . عشر رأسسبعة على رجب من للنصف االثنين يوم 120وذلك

فى أهله كان إذ ، قباء مسجد هو القبلتين ذى المسجد أن الصابوني الشيخ ويرى

إن : لهم فقيل ، الكعبة مستدبرين المقدس، لبيت مستقبلين بالمدينة الصبح صالة

ينكر ولم ، داللة طلب غير من الصالة أثناء فى فاستداروا ، الكعبة إلى حولت قد القبلة

القبلتين . بذى مسجدهم وسمي ، عليهم 121النبى

فى ورد ما وكذلك ، سعد ابن فى جاء ما مع يختلف الصابوني الشيخ مختصرورأى

كثير ابن ركعتين : تفسير صلى وقد الله رسول على نزل القبلة تحويل أن يؤكد الذى

يبلغهم فلم قباء أهل وأما ، القبلتين مسجد فسمى ، سلمة بنى مسجد فى الظهر من

التالى . اليوم من الفجر صالة إلى الخبر

الذى معرور بن للبراء تكريما وذلك ، كثير وابن ، سعد ابن برأى األخذ إلى ونميل

قبل ذلك وكان ، الكعبة إلى صالتهم فى المسلمون يتجه أن ، قبل من ذكرنا كما ، طالب

السماوى . التوجيه يصدر أن

خبث فى ، النفاق أهل من كثرة ومعهم اليهود تساءل ، التحول هذا حدث عندما

الله : . : " عند من وحيا الرد ويجئ قبلتهم عن والهم ما الناس لئيم من السفهاء سيقول

جـ 120 ، سعد ص 1ابن ،242. 121 ، ، الصابوني األحكام آيات ص 1جـ تفسير ،126 .

Page 108: محمد في المدينة

. إلى يشاء من يهدي والمغرب المشرق لله قل عليها كانوا التى قبلتهم عن ولهم ما

الرسول . الناسويكون على شهداء لتكونوا وسطا أمة جعلنكم وكذلك مستقيم صرط

. ينقلب ممن الرسول يتبع من لنعلم إال عليها كنت التى القبلة جعلنا وما شهيدا عليكم

الله إن إيمنكم Yضيع لي الله كان وما الله هدي الذين على إال لكبيرة كانت وإن عقبيه على

رحيم لرءوف ( .143- 141البقرة " ) : بالناس

فى ، بدوى الرحمن عبد الدكتور القرآن يورد عن " دفاع أن " تسيهر جولد عUم Vز ،

المدينة فى ألنه اليهود مودة ليكسب أوال الصالة فى قبلة المقدس بيت جعل محمدا

اليهود .. تأييد على يحصل لم ولما ، العالية المكانة ذوى اليهود مساندة على يعتمد كان

مكة . فى الحرام البيت إلى متجها القبلة xر 122غي

الملم العادي القارئ ذلك إلى يتوصل أن ويمكن ، الخطأ واضح السابق الرأى

. بيت النبي اتخذ لقد الناسفهما أبسط من كان ولو حتى ، النبوية السيرة بتاريخ

كانته الذى األوثان مركز عن الجديد بالدين يبتعد كى ، مكة فى وهو ، قبلة المقدس

له . كان وما صنم ثالثمائة من أكثر ، حولها وما بداخلها األصنام كانت فقد آنذاك، الكعبة

المشركون حوxلها التي الكعبة عند األصنام ظالل فى ويسجدوا يركعوا أن وأتباعه هو

األنبياء . قبله المقدسكان بيت أن آنذاك معروفا كان ولقد العربية للوثنية معبد إلى

محمد . قبل

أن المستحيل من كان ، األناجيل تنص وكما أتباعه يؤمن كما ، نفسه المسيح

: " اشتد" ، أروشليم دخوله لحظة ومن المقدس بيت حيث أورشليم أسوار خارج يصلب

ما .. مألوف هو ما فوق ، وحبه وشجاعته رؤاه بعمق ، وحلق ارتفع لقد النفسى توتره

األنبياء .. دم يحتوى الذى الوعاء الروح مدينة له بالنسبة أورشليم وأصبحت ، األحياء بين

ويسيل " " آخرين عن فداء ، بنفسه الوحيد الله ابن يضحي حيث ، والمحراب الرمز ،

123دمه .

يطمع أو اليهود ود يكسب كى ، مكة فى وهو ، أورشليم إلى محمد يتجه لم إذن

بعد إال اليهود مع تعامله يبدأ ولم ، بنفوذهم يعتد يهود مكة فى يكن فلم ، له تأييدهم فى

وكان ، مجتمعها نسيج فى بارزا جزءا يكوIنون اليهود أن وجد حيث المدينة إلى وصوله

حاجة ال فتن تثار ال وكي ، تمزق يحدث ال كى ، تهميشهم أو تجنبهم المستحيل من

. بها للمسلمين

122 ، بدوى الرحمن القرآن عبد عن ص دفاع ،77 . 123 ، كتابنا المسيح انظر تصلبوا ص ال ،166 .

Page 109: محمد في المدينة

الخطوة – – بأنه أرمسترونج كارين تقول كما القبلة تحويل بعضهم وصف لقد

كان المكية القبلة إلى المسلمين فتحول ، وإلهاما إبداعا عداها ما كل تفوق التى الدينية

بل ، الراسخة المجتمعات من مجتمع أى إلى ينتمون ال أنهم ضمنا يعلنون أنهم يعني

. اتجاه فى وسجودهم ركوعهم معني وكان فحسب ذاته الله شطر وجوههم يولون

اليوم .. يعودون أنهم القديمتين التوحيد عقيدتي عن باستقاللها تتسم التى وهى الكعبة،

الكعبة : " بنى الذى الرجل بها يتمتع كان التى النقية الخالصة العقيدة إنى إلى قل

المشركين من كان وما حنيفا إبراهيم ملة قيما دينا مستقيم صراط إلى ربى "هداني

: 124 ( .60األنعام)

قد . محمدا أن أبدا بخلدهم يدر لم يتوقعون ال حيث من Yخذوا وأ اليهود فوجئ

هم - – بأنهم اعترافا نظرهم وجهة من إليها توجهه كان وقد ، قبلتهم عن ينصرف

، منهجهم على ويسيرون خطاهم يترسمون إنما وأتباعه محمدا وبأن ، واألقوم األهدي

: . ووجهه يصلى النبى مقدمات دون حدث ما حدث ثم سبيال ذلك غير إلى يستطعيون وال

إلى نفسالصالة فى فيتحول الرباني األمر يأتيه الصالة وأثناء ، المقدس بيت إلى

المشرفة . الكعبة

يتبع . : لكنه ديننا فى يخالفنا يقول حالهم لسان كان اليهودي االستعالء قيد تحطم

. ، ومحرابه قبلته المقدسهو بيت يصلى وهو يتجه أين إلى عرف ما قبلتنا ولوال ، قبلتنا

هو يكون ال ولم ، نحن نتبعه أن يطلب Vمo فل وصلواته تسابيحه فى ذلك يؤكد نفسه وهو

! ؟ التابعين من واحدا

عليه . السكوت يمكن ال الذى التحدي ضروب من ضربا حدث ما اليهود اعتبر

من واتخذوا ، رسالته صدق فى طعنوا ، محمد لنبوة إنكارهم جامح غضب فى أعلنوا

بيت . أن أعلنوا سماوى كدين اإلسالم أمر الناسفى لتشكيك ذريعة القبلة تحويل

والقداسة النبوة كانت هو فحيث ، بيت األرض أرجاء كل فى يضارعه المقدسال

كان .. الكل ، واألسباط ويعقوب وإسحق إبراهيم ذرية من كان األنبياء مهد وستظل

أحد . الجمع عن خرج ما ، إليه ويصلى البيت يعظم

أول : إنها ، المقدس بيت من أقدم الكعبة المتسائلين بعض تشكك القرآن وحسم

للناس : " وضع للعالمين بيت وهدي مباركا ببكه Vلxذى ل للناس وضع بيت أول آل " ) إن

.96عمران : جدال( وال ذلك فى الشك ، صالتهم الناسفى إليها يتجه أن أولى وهى ،

– - ، قبلته واتخذها إبراهيم بناها قرون عشرة من يقرب بما المقدس بيت قبل الكعبة

124 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،244

Page 110: محمد في المدينة

شطر . " وجهك IلVوVف قبلته إلى يعود وأن البد وكان إبراهيم ملة فأحيا اإلسالم وجاء

عندما " ، األرضجميعا ألهل قبلة النبى اعتبرها وقد ، الكعبة شطر أى الحرام المسجد

األرض : ألهل قبلة والحرم ، الحرم ألهل قبلة والمسجد ، المسجد ألهل قبلة البيت قال

أمتي . من ومغاربها مشارقها 125فى

إلى – – رافع أبى بن ورافع األشرف بن كعب بينهم من اليهود أحبار بعض ذهب

على : أنك تزعم وأنت عليها كنت التى قبلتك عن والك ما ، محمد يا يتساءلون ، النبي

ونصدقك . نتبعك عليها كنت التى قبلتك إلى ارجع ؟ ودينه إبراهيم ملة

طريق . عن أنهم معتقدين شركا ينصبون كانوا تصديقه أو اتباعه ينوون كانوا ما

يهود به يعترف أن وطمعا رغبة فيتراجع براثنهم فى إيقاعه يستطيعون والتضليل الكذب

عدم . عن اإلعالن فى فرصتهم تكون ، يتوقعون ما صح لو وهنا بنبوته إيمانهم ويعلنوا

من . المسلمين قلوب فى الشك وإثارة ، دينه عن فتنته يريدون كانوا وادعائه صدقة

الناس. : " من السفهاء سيقول كيدهم عنه وصارفا النبي قلب مثبتا القرآن ونزل حوله

".. والمغرب المشرق لله قبل عليها كانوا التى قبلتهم عن والهم ما

تعالى " قوله فى كان إيمنكم كما Yضيع لي الله كان على( 143البقرة.." ) : وما ردا

أخبرونا : خبيث لؤم فى قالوا عندما ، المسلمين بين أحباراليهود نشرها التى الترهات

على كانت وإن ، عنه تحولتم فقد هدي على كانت إن ، المقدس بيت إلى صالتكم عن

المسلمون . قال ضاللة على مات فقد عليها مات ومن ، مدة بها الله دنتم فقد ضاللة

مات . : من علي شهادتكم فما قالوا عنه نهي فيما والضاللة به الله أمر فيما الهدي إنما

قبلتنا على فى 126منكم جاء ما هو السؤال المسلمون إليه وجه عندما الرسول رد وكان ؟

الكريمة : " إيمنكم اآلية ليضيع الله كان إلى " ما يصلون وهم آمنوا الذين إيمان أى

المقدس . بيت

الغضب وبلغ ، المسلمين بين والفتنة التفرقة نشربذور فى اليهود آمال خابت

.. نعبدك : أن محمد يا أتريد محمومة ثورة فى اليهود أحد صاح أن لدرجة ، مداه أقصى

؟ مريم بن عيسى النصارى تعبد كما نعبدك أن

. فإذا البشر تأليه منزلق إلى يدفعوه أن مباشر غير إيمائى بأسلوب حاولوا لقد

تغرسنفس ال فلماذا ، إلها منه جعلت أن بعد مريم بن عيسي عبدت قد النصارى كانت

قاطعا كان النبي رد لكن ؟ تدميره عوامل من عامال وتكون ، رأسمحمد فى الفكرة

." أمرني : " وال بعثني بذلك فما غيره، بعبادة آمر أو الله غير أعبد أن الله معاذ ساطعا

125 ، األحكام الصابوني آيات ص تفسير ،111ص 126 الشريف، بن 43محمود

Page 111: محمد في المدينة

" : النبي كلمات مؤكدا الوحي ثم ونزل والنبوة والحكم الكتب الله يؤتيه أن لبشر كان ما

وبما الكتب YعVلIمون ت كنتم بما Iن ربني كونوا ولكن الله دون من لى عبادا للناسكونوا يقول

تدرسون عمران " ) : كنتم ( .79آل

سوق . فى يهود من جمع إلى النبي تحدث بدر معركة فى المسلمين انتصار وبعد

: ، يهود معشر يا قال ، ويكيدون ويمكرون يدبرون بما الكيل فاض وقد ، قينقاع بنى

: . من يغرنك ال ، محمد يا قالوا قريشا به أصاب ما بمثل الله يصيبكم أن قبل أسلموا

قاتلتنا لو والله إنك ، القتال يعرفون ال أغمارا قريشكانوا من نفرا قتلت أنت نفسك

مثلنا . تلق لم وأنك ، الناس نحن أنا 127لعرفت

العقل إلى اللجوء من فبدال ، جديدا منحا والعقائدى الفكرى الحوار اتخذ هكذا

أنا : لعرفت قاتلتنا لو والله إنك السيف باستخدام يهددون اليهود بدأ ، واإلقناع والمنطق

الناس . نحن

ولم ، واالستخفاف بالسخرية المتسمة بنبرته مثيرا ، صريحا واضحا التحدي كان

القتال . حتمية من مهرب هناك يكن

نجران- :6 نصارى وفد

. ، نجران نصارى وقد النبي على قدم يهود وأحبار النبي بين الجدل احتدام إبان

صلى حين مسجده فى النبي على دخلوا ، أشرافهم من عشر أربعة فيهم رجال ستون

: ثياب عليهم كانت ، مثلهم وفدا رأينا ما النبى أصحاب من رآهم بعضمن ويقول العصر

. حانت : وقد األنظار منظرها لجمال الفتة ، األناقة شديدة وأردية Vب� جYب Vرات الحVب

يصلون . . وسلم عليه الله صلى الله رسول مسجد فى فقاموا ، 128صالتهم

دعوهم : . قال النبى لكن ، المسجد فى الصالة من منعهم المسلمين بعض حاول

المشرق . إلى فصلوا

بالدة فى تعتقد التى المتحجرة الخربة العقول بعض تعيه أن نتمني درس هذا

ألنهم نصراني أو يهودي يقربه أال يجب المسجد أن ، بأسرها الدنيا اشمئزاز يثير وتخلف

وهؤالء هؤالء اقتراب أن ونسوا وقدسيته المكان طهر عن يبعد وأن رجسونجسالبد

الصراط إلى هدايتهم بداية تكون ربما ، الدخول فى الرغبة وإبدائهم ، المسجد من

ما . : . أدراك وما النبي مسجد فى النصارى YصVل� Uي فل الدرس النبي أعطي لقد المستقيم

جـ 127 ، هشام ص 2ابن ،179.جـ 128 ، هشام ص 2ابن ،206.

Page 112: محمد في المدينة

هذا . فى وليتعبدوا فليصلوا ، إليها إال الرحال تشد ال ثالث مساجد أحد إنه النبى مسجد

تكون لن المسجد هذا فى فالصالة ، يتعبدوا وأن يصلوا أن لهم شاء ما الطاهر المكان

منهجه كان كما ، الحسنة والموعظة بالحكمة إال تكون لن لهم النبى ودعوة ، لله إال

دوما.

. كما األمر وبدا الحوار فى يهود بعض واشترك ، النبي مع نجران نصارى وفد تحاور

ما . غير آخر دين ألى بإنكارهم اليهود تمسك الثالث السماوية للديانات مجمعا كان لو

اإلسالم نبى به جاء بما اقتنعوا هم وال ، مريم بن بعيسى اعترفوا هم فال ، موسى به جاء

ناقمين. . غضب فى انصرفوا

يقر أن المستحيل من كان إذ ، المسيح طبيعة حول والمسلمون النصارى واختلف

ما . النبي عليهم تال أتباعه يدعي كما ثالثة ثالث أنه أو لله ببنوته أو عيسى بألوهية النبى

وحي : " من وال جاءه الله إال نعبد أال وبينكم بيننا سواء كلمة إلى تعالوا الكتب أهل يا قل

xا بأن اشهدوا فقولوا xوا تول فإن الله دون من أربابا بعضا بعضنا يتخذ وال شيئا به نشرك

عمران " ) : مسلمون ( .64آل

إله، . وابن إله هو رأيهم فى المسيح النبي عليهم تال بما يؤمنوا أن النصارى رفض

خالقه . ووحدانيه بشريته نفوا

الكاذبين : " على الله بلعنة الدعاء وهى ، المالعنة أى ، المباهلة إلى النبي دعاهم

ونساءنا وأبناءكم أبناءنا ندع تعالوا فقل العلم من جاءك ما بعد من فيه حاجك فمن

الكذبين على الله لعنت فنجعل نبتهل ثم وأنفسكم وأنفسنا :ونساءكم عمران " ) آل

61. )

، حق على أنهم من تيقن وعدم ، وخيفة توجسا ، المباهلة قبول النصارى رفض

. إليه : دعوتنا فيما نفعل أن نريد بما نأتيك ثم أمرنا فى ننظر دعنا ، القاسم أبا يا قالوا

: . " " عبد يا قالوا مشورتهم وصاحب القوم أمير العاقب ب خلوا ثم ، عنه فانصرفوا

نبت : وال كبيرهم فبقى قط نبيا قوم VنVالع ما أنه علمتم لقد قال ؟ ترى ماذا ، المسيح

واإلقامة . دينكم إلف إال أبيتم قد كنتم فإن فعلتم إن منكم لالستئصال وإنه ، صغيرهم

فأتوا . بالدكم إلى انصرفوا ثم الرجل فوادعوا صاحبكم فى القول من عليه أنتم ما على

وأن : ، نالعنك أال رأينا قد ، القاسم أبا يا فقالوا ، وسلم عليه الله صلى الله رسول

ديننا . على ونرجع ، دينك على 129نتركك

جـ 129 ، هشام ص 2ابن ،215.

Page 113: محمد في المدينة

أبا - أصحابه أحد معهم أرسل أن ذلك على زاد بل ، سالم فى يرحلون النبي تركهم

أمورهم - . بعض على يعينهم كى الجراح بن عبيدة

أن تدعي التى المتطاولة األلسنة يخرسبعض ما هذا النبى سلوك فى ولعل

وعداء . وبغضاء تعصب دين اإلسالم

قينقاع- : 7 بنى غزوة

استعالء . فى قالوا معه والذين النبى على قينقاع بنى سوق فى اليهود تطاول

أنهم : . - – اإلسرائيلية الخرافات لهم صورت كما اعتقدوا لقد الناس نحن إنا وازدراء

الرب " " أن على المقدس كتابهم تنصكلمات إذ ، المختار وشعبه وأحباؤه الله أبناء هم

وسط : " فى وأسكن إسرائيل إله يقول ، إلها لهم يكون أن واختار شعبا لنفسه اتخذهم

. أرضمصر من أخرجهم الذى إلههم الرب أنا أنى فيعلمون إلها لهم وأكون إسرائيل بنى

( " . خروج إلههم الرب أنا وسطهم فى أن( . 46-45 : 29ألسكن مكتوب التثنية سفر وفى

. الرب : " اختار قد إياك إلهك للرب مقدس أنتشعب بقوله إسرائيل بنى خاطب الرب

فوق ... تكون مباركا ، األرض وجه على الذين الشعوب جميع أخصمن شعبا له لتكون

تثنية " ) الشعوب ( .14-6 : 7جميع

فوق " " بالفعل أنهم يعتقدون جعلتهم التى هى اليهود كتاب فى السابقة العبارات

: يكونوا أن إلهي بفرمان وقرر شعبا لنفسه اختارهم الذى هو الرب ألن ، الشعوب جميع

الناس . هم

، وعصوا انحرفوا عندما وعذبهم بهم Vلx ونك هددهم الذى الرب نفس هو أنه ونسوا

كل : " تعملوا ولم لى تسمعوا لم إن لكن تعاليمه يطيعوا ولم أوامره ينفذوا لم عندما

. بل وصاياى كل عملتم فما أحكامي أنفسكم وكرهت فرائضي رفضتم وإن الوصايا هذه

العينين . تفني tوحمي وسال رعبا عليكم أسلط بكم هذه أعمل فإنى ، ميثاقي نكثتم

.. مبغضوكم عليكم ويتسلط أعدائكم أمام فتنهزمون ضدكم وجهي وأجعل النفس وتتلف

الوبين " ) يطردكم وليسمن ( .17-14 : 26وتهربون

فما . ، شعبا اختارهم الذي الرب على أيضا بل ، فقط نبيهم ليسعلى تمردوا لقد

موسى : " وعلى الله على الشعب وتكلم وبعنف ضربهم أن إال الرب ذلك من كان

الحيات .. الشعب على الرب فأرسل البرية فى لنموت مصر من أصعدتمانا لماذا قائلين

عدد " ) إسرائيل من كثيرون قوم فمات الشعب فلدغت ( .6-5 : 21المحرقة

Page 114: محمد في المدينة

من ، الرقبة صلب عصى شعب أنهم يعلم ألنه وينذرهم موسى النبى ويهددهم

األمم : " بين قليال عددا فتبقون الشعوب فى الرب ويبددكم الشر يفعلوا أن السهل

تثنية " ) إليها الرب يسوقكم ( .27 : 4التى

محمد، – – إلى يستمعوا أن يدعون كما إسرائيل بنى ساللة من ، إذن ، نتوقع كيف

على قطعوه الذى للعهد احتراما وشرف بأمانة يعاملوه أن أو ، بنبتوته يعترفوا وأن

جبريل وينزل ؟ المدينة إلى النبى وصول بعد عليه وافقوا الذى والميثاق أنفسهم

الكاشقة : " الوحي فلم بكلمات قل واحبؤه الله أبنؤا نحن والنصرى اليهود وقالت

يشاء من ويعذب يشاء لمن يغفر خلق ممن بشر أنتم بل بذنوبكم المائدة" ) :يعذبكم

18. )

والحوار . الفكرى بالجدل يكتفوا لم الواقع أرض على عمليا اليهود تحرك

سيفه . المسلم ويرفع فتنة تكون كى ، بينهم الوقيعة وحاولوا للمسلمين كادوا العقائدى

والخالف . القبلية النعرة إثارة محاولين ، األوسوالخزرج بين اندسوا المسلم وجه فى

لقد . جديد من المدينة أرض YغUرoق وت الدماء تراق كى ، بينهم الحرب إلى يؤدى قد الذى

مجلس فى األوسوالخزرج يرى أن ، قيس بن شاس وهو ، يهود شيوخ أحد على Yر Vب ك

بينهم ذات وصالح وجماعتهم ألفتهم من رأى ما غاظه ، وود محبة فى يتحدثون واحد

هى . : ) قيلة Uلة قVي بنى مأل اجتمع قد قال الجاهلية فى بينهم كان الذى بعد ، اإلسالم على

. ) قرار من بها VؤYهم مVل اجتمع إذا معهم مالنا والله ال ، البالد بهذه األنصار أم

فيه اشتعلت الذى باليوم أي ، بعاث بيوم يذكرهم ، بينهم يندس أن يهوديا شابا أمر

فتفاخروا . إثارتهم فى اليهودي نجح الخزرج بهزيمة وانتهت األوسوالخزرج بين الحرب

السالح : : أحدهم صاح أن لدرجة جميعا الفريقان وغضب وتواثبوا ، وتنازعوا ،

السالح !!!

الله : ، المسلمين معشر يا فقال جاءهم حتى ، إليهم فخرج الله رسول ذلك بلغ

وقطع به وأكرمكم لإلسالم الله هداكم أن بعد ، أظهركم بين وأنا الجاهلية oدVعوي بV أ الله،

قلوبكم . بين به Vلxف وأ الكفر من به واستنقذكم الجاهلية أمر عنكم به

من الرجال وعانق ، فبكوا ، عدوهم من وكيد الشيطان من نزعة أنها القوم عرف

بعضا . بعضهم 130األوسوالخزرج

جـ 130 ، هشام ص 2ابن ،184.

Page 115: محمد في المدينة

فى . استمروا ، يتوقفوا لم لكنهم إشعالها اليهود حاول فتنة أول نيران انطفأت

النبي، على بقريشيحرضونهم اتصلوا ، المسلمين بأقدار واستهتارهم وعبثهم كيدهم

الفعل . إلى الكالم تحول ثم ، إليه ويسيئون يذمونه ، بالسوء يذكرونه

حاول , . بالسوق صائغ إلى جلست قينقاع بنى سوق إلى العرب من امرأة توجهت

حيلة . إلى اليهود عمد ، إباء فى رفضت وعندما وجهها كشف على وإجبارها بها العبث

: ، جسدها من جزء تعري قامت فلما ، ظهرها إلى ثوبها طرف عقد وصغار لؤم عن تنم

الذين . بالمسلمين مستنجدة المرأة صرخت ساخرين اليهود وضحك ، سوءتها انكشفت

. ، فقتله اليهودي الصائغ على أحدهم وثب كرامتها على حفاظا نجدتها إلى أسرعوا

بنى . يهود بين الشر يقع أن الحتمي من وكان فقتلوه المسلم على اليهود شد عندها

المسلمين . وبين قينقاع

نبيه : " على الله ال وأنزل الله إن سواء على إليهم Uذo Uب فان خيانة قوم من تخافن وإما

الخائنين بهذه " : يحب إليهم فسار ، قينقاع بنى أخاف أنا قال النبى أن سعد ابن ويروى

عبد. 131اآلية بن حمزة الغزوة هذه فى اللواء حمل لذا ، يهود أشجع أنهم يعلم كان

آنذاك . قريشوالعرب عرفت من أشجع ، المطلب

يوم فى إليهم وخرج ، العVمرى المنذر عبد بن Yبابة ل أبا المدينة على النبى استخلف

خمس . حاصرهم مهاجره من شهرا رأسعشرين على شوال للنصفمن السبت

. بالنبل . رميا حاربوا بها وتحصنوا أطمهم إلى لجأوا القعدة ذى هالل إلى ليلة عشرة

كل . من المسلمون بهم أحاط ، الحصار عليهم النبى شدد جدرانها خلف من والسهام

. النبي حكم على فنزلوا ، مهينا ذليال عجزهم وتبدى ، بالرعب قلوبهم امتألت حتى جانب

االستيالء يتم أن باألموال وأمر ، وثاقهم شد تم أى ، فكتفوا بالرجال النبى أمر

يختص فيما عفوه أصدر فقد والذرية النساء أما ، والمؤمنين ورسوله لله فهى عليها

بهم.

Yبى أ ابن حلفاء كانوا وقد ، الرجال بقتل سيأمر النبى أن Yبى أ بن الله عبد تصور

. توجه ملكا يتوجوه أن ، إليها النبى وصول قبل المدينة أهل مع ، ارتضوا الذين وخلصاءه

أحسن : ، محمد يا الجمع أمام فظاظة فى صاح ، النبى إلى غاضب انفعال فى أبى ابن

. xموالى فى

ال وكأنه مجردا باسمه النبى فنادي ، متناهية وقاحة فى ، أبى ابن تطاول هكذا

محمد . : يا قوله أبى ابن فأعاد ، الغاضب النفاق رأس النبي وتجاهل بنبوته يعترف

جـ 131 ، سعد ص 2ابن ،29.

Page 116: محمد في المدينة

أدخلها . ، متهورة جرأة فى يده أبى ابن مد عندها ، النبى عنه وأعرض موالى فى أحسن

وجذبه . ياقته قبضعلى ، النبى درع جيب فى

رأوا . حتى غضبه اشتد غضبه بسهولة يستثار ال الذى الحليم وهو ، النبى غضب هنا

تحسن : !! . : حتى أرسلك ال ، والله ال النفاق رأس ورد أرسلني ويحك قال ، t Vال ظYل لوجهه

واألسود . ) ( األحمر من منعوني قد دارع وثالثمائة درع بال حاسر أربعمائة موالى فى

الدوائر . يخشى امرؤ والله إنى ؟ واحدة غداة فى 132تحصدهم

ابن : . . حاول هنا المدينة عن بإجالئهم أمر ثم لك هم قال ، الموقف النبي أنهي

تعرض المسلمين أحد لكن ، األمر تنفيذ ويوقف عزمه عن النبى يثني أن جديد من أبى

فشجه . وضربه له

وذهبهم وسالحهم أموالهم تاركين ، وأوالدهم نساءهم مصطحبين قينقاع بنو خرج

بأذUرoعات . فلحقوا ، الصامت بن عبادة المدينة من إخراجهم Vىo وVل يصوغون كانوا الذى

التى " " المعاد بأرض تسمي ما إلى ورحلوا ، بها بقاءهم يظل ولم ، الشام حدود على

. " " المختار الله شعب بـ اليهود كتب تصفهم من ساللة بالعيشفيها يحلم

صياغة . . وآلة كثير وسالح مال بل ، أرض قينقاع لبنى يكن لم الغنائم النبى ع xوز

مما " " وكان ، أصحابه أخماسعلى أربعة ووزع والخمس، اليهودية صفية النبى أخذ

بعد . VسIمYخمسخ أول فكان أرماح وثالثة ، أسياف وثالثة ، Iقسى ثالث سالحهم من أخذ

بدر.

إجالئهم ثم ثرواتهم علي والحصول قينقاع بنى غزو أن المستشرقين بعض ويدعي

، رجل اليهود ومن رجل المسلمين من قتل فقد ، يبرره ما له يكن لم ، المدينة عن

إلى تؤدى حرب إلى تتطور أن ال ، الحد هذا عند األمور تتوقف أن الواجب من وكان

النبي مدينة ال ، هم مدينتهم اعتبروها أن لدرجة طويال فيها أرضعاشوا أناسمن اقتالع

.

األدب أساءوا الذين هم ، بقتال يبدأ ولم بهم يتحرش لم النبى أن هؤالء ونسى

. وليسمن عار العرب عرف فى وهذا ، عربية امرأة سوأة وكشفوا وتحرشوا

الحرب . أن ننسى أال ويجب امرأة أو كان رجال ، فرد بسبب حرب تثار أن المستغرب

هو واحد فرد مقتل بسبب شراراتها اندلعت قد كلها أوروبا شملت التى األولى العالمية

عام النمسا عهد . 1914ولي

جـ 132 ، هشام ص 2ابن ،428 .

Page 117: محمد في المدينة

أحد- :8 وبعد وأحد بدر بين خانوا بعضالذين قتل

بنتمروان- 1 . - عصماء اليهود : - أقذع من ضيف شوقى د يصفها كما كانت

مباالة . ال فى ، شعرها فى عليه وحرضت ، رسالته وعابت النبى هاجمت هجاء

تصف وهى وتواقحها جرأتها جراء من لها يحدث قد بما تكترث ال وكأنها ، واستخفاف

إليه . يدعو لما واحتقارها له ازدرائها على تدل فال شئ على دلت إن بأوصاف النبى

ابنة . : من لى آخoذ� أال قال بهجائها ضاق عندما ، النبى أن إسحق ابن ويروى

النبى . يخلص أن فقرر ، عنده وهو UخVطUمي ال عدى بن Uر عYمVي ذلك فسمع مروان

شرورها . من 133والمسلمين

. بيتها عليها دخل البصر ضرير كان إنه ويقال ، وهدأته الليل ظلمة فى عمير جاءها

. نحي ، بيده جسها صدرها من ترضعه كانت طفل باستثناء ، ناموا وقد أوالدها وحولها

فى . ذلك حدث ظهرها من أنفذه حتي صدرها فى غرسسيفه ثم ، عنها الطفل

الله . رسول مهاجر من شهرا عشر رأستسعة على ، رمضان من الخامسوالعشرين

، بالمدينة النبي مع الصبح صلى ، عصماء قتل أن بعد ، عميرا أن سعد ابن يذكر

على : فهل ، نعم قال ؟ مروان ابنة أقتلت ، وسلم عليه الله صلى ، الله رسول له فقال

من : . سمعت ما أول الكلمة هذه فكانت عنزان فيها ينتطح ال فقال ؟ شئ من ذلك فى

البصير .. . عميرا الله رسول وسماه الله 134رسول

والواقدى " " سعد وابن هشام ابن ساقها التى األسانيد أن محمد موالى يرى

وال مدعومة غير أنها أى ، صحيحة غير أسانيد ، هذه االغتيال واقعة صحة على للتدليل

. نظمت قد ، األوس قبيلة من مرموقة شاعرة وهى ، عصماء أن صحيح إثباتها يمكن

سادة نال ما قاصدة ، السادة من كثير دماء أهرق إنه وقالت ، النبى فيها هجت قصيدة

. .. .. فعلته على هنأة النبى إن وقيل عمير قتلها ، بقسوة قتلت إنها وقيل بدر قريشفى

أوامر " " أصدر النبى أن ذلك على ودليله ، صادقة غير الرواية أن محمد موالى يؤكد هنا

فى فعليا اشتراكا اشتركن ولو حتى ، ظروف أية تحت ، النساء قتل بعدم مشددة

خرجت . عندما أنه وهو قوله يثبتصدق آخر دليال يورد كما المسلمين ضد القتال

جـ 133 ، هشام ص 4ابن ،313. جـ 134 ، سعد ص 2ابن ،313.

Page 118: محمد في المدينة

قتله . من منعهم محاولة زوجته لهم تصدت الحقيق أبى ابن لقتل المسلمين من جماعة

قتل بعدم النبى ألمر احتراما ، يفعلوا لم لكنهم طعنة بمجرد قتلها بإمكانهم كان

135النساء .

عفك- 2 المائة: أبو بلغ كبيرا شيخا ، عوف بن مروان بنى من ، عفك أبو كان

. على وللشعر ، عليه ويحرض النبى ضد الشعر يكتب يهوديا كان العمر من والعشرين

كما . ، حوله لمن فقال ، بأمره النبى ضاق وسلطان سطوة اآلونة تلك فى مستمعية

أن : نذر xعلى عمير؟ بن سالم فقال ؟ الخبيث بهذا لى من إسحق ابن رواية فى جاء

دونه . أموت أو عفك أبا 136أقتل

صائفة . ليلة فى الفرصة له سنحت غرة على يأخذه كى عفك أبا سالم ترصد

بكل . عليه مال ، كبده على السيف وضع ، إليه أسرع بيته بفناء نائما عفك أبا وجد عندما

قتله . ، الفراش فى xخش حتى ثقله

أن عليهم لدخيل سمحوا ألنهم مستمعيه الم ، ضراوة فى النبى عفك أبو هاجم لقد

والباطل الحق بين بالخلط النبى اتهم ، أقدارهم يسير وأن شئونهم على يسيطر

باالحتيال . واتهمه محمد نبوة عفك أبو انكر لقد والملك السلطان إلى وبالسعي

الموت . فاستحق ، الثورة ويؤجج الغضب يثير ما القصائد من ذلك فى نظم واالدعاء

الحالة . هذه فى والحكم له ومحاربته صراحة للنبى عداءه أعلن ألنه ذلك محارب كعدو

شهر رأسعشرين على شوال فى ، قنيقاع بنى غزوة وقبل بدر بعد قتله تم ولقد عادل

النبى . مهاجر من

األشرف- 3 بن من : كعب كانت أمه لكن ، طيئ قبيلة من العرب أبناء أحد كان

بني . قادة أحد يعتبر كان اليهودية أمه قبيلة إلى انتماؤه أصبح وبذلك ، النضير بنى قبيلة

سواء ، بطشهم يخشى الذين البأس وذوى السطوة أصحاب المتميزين ومن ، النضير

بشعره . النبى هجا ولقد شاعرا كان فقد باللسان أو ، فارسا كان فقد بالسيف ذلك كان

ومساجالت . مناقضات لهما وكانت ثابت بن حسان عليه ورد ، مقذعا هجاء

السافلة أهل إلى حارثة بن زيد وقدم بدر أصحاب اصيب لما أنه إسحق ابن يروى

من ... قتل من وقتل وجل عز الله بفتح Uن ي Vبشير العالية أهل إلى رواحة بن الله وعبد

الذين .. : هؤالء قتل t محمدا أن YروUن تV أ الخبر بلغه حين األشرف بن كعب قال المشركين

ص 135 ، محمد .231مواليجـ 136 ، هشام ص 4ابن ،313 .

Page 119: محمد في المدينة

– - وملوك العرب أشراف فهؤالء رواحة بن الله وعبد زيدا يعني ؟ الرجالن هذان يسمي

. ظهرها من األرضخير لبطن القوم هؤالء أصاب محمد كان ألن والله ، 137الناس

أبى بن المطلب على فنزل ، مكة إلى غاضبا رحل ، الخبر صدق من تيقن وعندما

أخذ . ذهب وأينما نزل وحيث وأكرمته به فرحبت ، العيص أبى بنت عاتكة وعنده وداعة

من القليب أصحاب وباكيا النبى هاجيا ، وباكيا هاجيا األشعار وينشد النبى يحرضعلى

قلوبهم .. فى وأجج ، القريشيين حزن إثارة فى نجح بدر معركة فى قتلوا الذين قريش

. ، يقول ما وتزدرى كعبا تهجو قصائده فأطلق ثابت بن حسان يمهله ولم االنتقام رغبة

إلى . العودة على كعب أرغم وهكذا واستضافوه به رحبوا الذين هؤالء من وتسخر

المدينة .

تأليب محاوال وعدوانيته إثارته فى استمر بل ، يهادن ولم يهدأ لم المدينة فى لكنه

به . بلغت بل ، بذلك يكتف ولم معه ومن محمد ضد يتحركوا كى وتحريضهم الجموع

ثم ، فاحشا شعرا فيها فقال الحارث بنت الفضل أم على تطاول أن ووقاحته سفاهته

آذاهم . حتى المسلمين بنساء شبب

عكسذلك على كان ، للعهد حافظا ، أمينا شريفا يهوديا ، إذن ، كعب يكن لم

عند . المشركين حالف إنه ويقال المدينة فى اإلسالم انتشار يسوؤه مستفزا عدوانيا

أنه . معهم وتحالفه المشركين صفوف فى وقوفه ومعني محمد قتال على الكعبة أستار

. . ومن بل ، الطبيعي من وكان المسلمين أمن يهدد خطرا يمثل محاربا أصبح قد

لشره . إتقاء يقتل وأن المحارب يحارب أن الضرورى

تدميرا . وأكثرها فتكا األسلحة أشد من العربية الجزيرة شبه فى الشعر سالح كان

حوله : . من إلى التفت ثم األشرف ابن اكفني اللهم قال ، استياءه النبى YخUف ي لم

الله : . : رسول يا به أنا مسلمة بن محمد فقال آذاني فقد األشرف بابن لى من وقال

ذلك . : . على قدرت إن افعل فقال قاتله 138وأنا

ما إال يشرب وال يأكل ال ثالثا مكث مسلمة بن محمدا أن الطبرى تاريخ فى وجاء

؟ : والشراب الطعام تركت لم له فقال فدعاه ، الله لرسول فذكر ، نفسه به YعلIق ي

قال : . . : . : الجهد عليك إنما النبى قال ال أم به أفى أدرى ال قوال قلت الله رسول يا قال

. : من . حل فى فأنتم لكم بدا ما قولوا قال نقول أن من لنا البد إنه ، الله رسول يا

139ذلك .

ج 137 ، هشام ص 2ابن ،431. جـ 138 ، سعد ص 2ابن ،32. جـ 139 ، .53، 2الطبري

Page 120: محمد في المدينة

به يستطيعون النبى ضد كالما يقولوا أن من لهم البد أى ، نقول أن من لنا البد

الخداع أنواع من نوع وهو ، نفسه وتطمئن إليهم يركن حتى اليهودى ثقة كسب

العدو . مع التعامل فى به المسموح

بن لUكان oس نائلة وأبو بشر بن عباد األوسمنهم من ونفر مسلمة بن محمد اجتمع

الرضاعة . من األشرف بن لكعب أخا نائلة أبو وكان ، معاذ بن أوس بن والحارث سالمة

. الهجرى الثالث العام بداية األول ربيع شهر من عشر الرابع فى ذلك حدث

جلب . فقد المدينة منه تخلصت لو ويتمني محمد بأمر ضائق بأنه كعبا نائلة أبو أخبر

. وأضاف : منه التنحي نريد ونحن قوسواحدة عن ورمتنا العرب حاربتنا البالء أهلها على

لقد , والتضليل الكذب فى اليهودية العملة بنفس اليهودي مع يتعامل وهو ، نائلة أبو

هو دفعه مما ، المدينة عرب أصاب وفقر وجدب قحط حالة فى محمد وجود تسبب

يشاء . ما يرهنوه أن على وتمرا طعاما منه يبتاعوا كى كعب إلى للجوء وبعضصحبه

األشرف : بن كعب صاح ، اليهودي أعماق فى الجشع غريزة نائلة أبو أثار

! !! منذ إسرائيل بنى أعماق فى كامنة هذه الجشع وغريزة أبناءكم ترهنوني ؟ أبناءكم

– - " التوراتية " الحكاية حسب حوله هم من كل مع يتعامل كان الذى التوراتي يعقوب

عيسو . . أخاه ذلك من يستثني ولم متدنية بخسة

منه فيطلب ، عدس طبيخ يعقوب أمام فيجد جائعا مرهقا الحقل من عيسو يعود

عيسو . يدفع أن إما الثمن يقبض أن إال يرفض يعقوب أن إال ، الرمق يسد ما يعطيه أن

من . يطلب إنه ليعقوب بالنسبة ثمن بال شئ فال ، وجهة عن يغرب أو الطعام وجبة ثمن

يعقوب : " وطبخ يطعمه أن مقابل ، الوراثة فى حقه أى ، بكوريته حق يبيعه أن أخيه

هذا . من أطعمني ليعقوب عيسو فقال أعيا قد وهو الحقل من عيسو فأتي طبيخا

ليعقوب .. .. .. بكوريته فباع بكوريتك اليوم بعني يعقوب فقال أعييت قد ألنى األحمر

تكوين . " ) ومضى وقام وشرب فأكل عدس وطعام خبزا عيسو يعقوب -29 : 25فأعطي

34. )

القدر " " – - هذا على األسباط أبو بإسرائيل المسمي التوراتي يعقوب كان وإذا

بقدر " " العرب الجياع بعض طالبة وقد األشرف بن كعب من نتوقع فماذا ، التدني من

من !! عددا يتخذ كى فرصة اليهودي وجدها أبناءكم ؟ يطلبه رهن مقابل وطعام تمر من

طعام . وجبة مقابل عبيدا العرب أبناء

لقد . : قال واقتدار، ذكاء فى اليهودي مع تعامل الحدث مستوى على نائلة أبو كان

فتبيعهم ! بهم آتيك أن أردت وقد ، رأيي مثل على لى أصحابا معي إن تفضحنا أن أردت

Page 121: محمد في المدينة

. ) لوجود ) مهxد هكذا وفاء لك فيه ما السالح Uقة الحل من ونرهنك ، ذلك فى وتحسن

أصحابه . ومع معه السالح

وكان حصنة من إليهم يخرج أن منه طالبا ناداه ، الليل فى كعب إلى نائلة أبو عاد

, لم . لكنه شر بنذر داخلها فى أحست وقد الخروج من امرأته حذرته بعرس عهد حديث

. عليه . حملوا فجأة إليهم أنس حتى وحادثوه معه مشوا إليهم وخرج بتحذيرها يكترث

كان . . وقد النبى بلغوا حتى ، معهم وحملوها رأسه حزوا بل بقتله يكتفوا لم وقتلوه

. بدت . وقد النبى قال الصالة من انتهي أن بعد يديه بين برأسكعب رموا يصلى قائما

الوجوه : ! أفلحت وجهه على االرتياح عالمات

كان . . . غدرا قتله لكن صحيح هذا غدرا قYتل األشرف بن كعب اغتيال تم هكذا

وأهلها . المدينة على الدمار يجلب كى تركه من أفضل

دابر يقطعوا كى المشركين حمية وأثار األعداء صفوف إلى انضم ، هو محارب

وكان . ، محارب لقتل خرجوا محاربون لقتله سرية إليه النبى فأرسل ، المسلمين

ال كى وكتمان سرية فى ضربتهم توجيه من تمكنهم التى الوسيلة يختاروا أن عليهم

فى آنذاك المسلمون كان دم ويراق لنصرته فتهب بأكملها النضير بنى قبيلة ثورة يثيروا

. . ومعترفا لديهم مألوفا كان ما الوسائل من واتخذوا وقتلوه استدرجوه إراقته عن غني

وعدو . ، عدو أنه ، والفعل بالكلمة ، األشرف بن كعب أثبت لقد عصرهم فى له

النفس . . عن دفاعا قتله وجب لذا محارب

الح�قيق- : 4 أبى بن سالم رافع أبو

ال مماثل عمل على اإلقدام ضرورة الخزرج ورأت ، األشرف بن األوسكعب اغتال

عليهم . فضال بها األوسوتذهب تتميز ال كى ، وجرأة قوة يقل

بنى . مع المدينة من طرده بعد عليه القبائل ويثير النبى يؤذى رافع أبو كان

النبى، محاربة على مجاورة أخرى وقبائل يحرضغطفان وأخذ خيبر فى استقر ، النضير

ليأمنوا . المسلمون يكن لم وسالح مال من إليه حاجة فى هم بما يمدهم بأن وعد وقد

وغدره . شره وضراوة لؤمنه

بنى . خزرج من الخمسة الرجال كان وقتله إليه للخروج األنصار من خمسة تطوع

: ، IزاعيYخ بن واألسود ، قتادة وأبو ، Uس Vي Yن أ بن الله وعبد ، عتيك بن الله عبد وهم ، سلمة

عتيك . الله عبد عليهم النبى أمxر ، سنان بن ومسعود

Page 122: محمد في المدينة

. سنة الحجة ذى من الرابع فى خرجت السرية هذه إن بدوى الرحمن عبد د يقول

الهجرة ) من سنة 14-4أربع الحجة تحديد 140 .(4ذى فى أخطأ قد بدوى الدكتور أن ونري

مع يتفق ال الهجرى الرابع العام فى رافع أبى مقتل أن إذ ، السرية هذه خروج تاريخ

أن . نرى لهذا النبى ضد األحزاب ب xحز فيمن كان رافع أبا أن تثبت التى التاريخ حقائق

الذى . بالرأى ونأخذ الهجرة من السادسة السنة فى األحزاب غزوة بعد كان مقتلة

فى سعد ابن الكبرى أورده إلى الطبقات عتيك بن الله عبد سرية خروج حدد عندما

رسول مهاجر من ست سنة رمضام شهر فى بخيبر النضرى الحقيق أبى بن رافع أبى

. 141الله . التاريخ نفس يحدد الذى وت مونتجمرى عن أخذ قد بدوى د أن هـ . 12/4ويبدو

هم فيما مليا وفكروا ، نفوسهم هدأت حتى خيبر فى األنصار من الخمسة كمن

طلبوا . . . امرأته قابلتهم رافع أبى بيت لدخول المناسبة الفرصة تحينوا عليه مقدمون

لكنها . ، بالدخول لهم سمحت الهدايا بعض له ليقدموا إليه بالصعود لهم تسمح أن منها

. ولم . ، بخنجر أحدهم طعنها بالسالح المدججين الخمسة هؤالء منظر روعها فزعت

فى . وهو هاجموه امرأة أو رضيعا يقتلوا أن عن نهاهم النبى ألن ذلك ، عليها يجهز

وعي. . حالة فى كان لو وحتى حوله يدور لما مدرك غير نائما كان إنه يقال فراشه

له طاقة وال السن فى طاعنا كان فقد ، شيئا يفعل أن باستطاعته كان ما كاملة ويقظة

الله . . عبد غرز بأسيافهم جميعا ضربوه أعزل سريره فى وهو رجال خمسة بمواجهة

. . اغتالوه . الذين هرب الحال فى مات أنفذه حتى رافع أبى بطن فى أنيسسيفه بن

أيام . عشرة المهمة هذه استغرقت ، عنهم البحث عن اليهود كف حتى اختبأوا

زارم- : 5 بن ي!ر س�142أ�

لكنه ، مشكم بن سالم اختاروا ، الزعامة أمر فى خيبر يهود تشاور ، رافع أبو قتل

. فقبل زرام بن أسير على األمر عرضوا مخاطر من فيها لما يهود رفضزعامة ، أبى

منهم ويطلب النبى على يحرضهم قبائل من جاورها وما غطفان فى سار ثم ، باإلمارة

لقتاله . االستعداد

بن . . الله عبد أرسل استفحاله قبل الخطر يواجه أسرع وكعادته النبى أمره بلغ

. . الهجرى السادس العام من رمضان فى ذلك كان خيبر إلى نفر ثالثة صحبه فى رواحه

علنا يفعله وما ، تحركاته عن معرفته يمكن ما كل عرف أسير أخبار رواحه ابن تقصى

النبى . . بذلك وبلغ عاد الخفاء فى يدبره وما

140 ، بدوى الرحمن محمد عبد عن ص دفاع ،121 .جـ 141 ، سعد ص 2ابن ،91. زارم : . 142 ابن اليسير اسم تحت إليه فيشير هشام ابن أما ، سعد ابن فى االسم ذكر هكذا

Page 123: محمد في المدينة

والتعامل أسير إلى للسير ، رواحه بن الله عبد رأسهم على رجال ثالثون أنتدب

ولى . . : : ، نعم قال ؟ له جئنا ما نعرضعليك حتى آمنون نحن قالوا عليه قدموا معه

نعم . : . قالوا ذلك مثل 143 منكم

. رواحه بن الله عبد قدم به وعد على وحصل اآلخر من األمان فريق كل طلب

الخروج . من يتمكن حتى خدعة الحديث فى وكان أجله من جاء عما حدثه ألسير العطايا

. . خيبر على ويستعمله إليه يحسن كى إليه يخرج أن يريده النبى أن ادعي خيبر من به

رجل . ثالثين فى معهم خرج له قيل ما تصديق إلى ومال عليه عرض فيما أسير طمع

. ساور خيبر، عن أميال ستة يبعد مكان وهى oبار ث قVرة Uقر وصلوا ما إذا حتى ، يهود من

ثم . المبادرة تكون كى سيفه يستل أن حاول معهم خروجه على وندم أسير الشك

وساقه . فخده فقطع باترة بضربة أنيسعاجلة بن الله عبد لكى ، والخالص الغلبة

شجر " من غليظ بفرع الله عبد يضرب أن ذلك رغم استطاع لكنه بعيره عن سقط

رجل " . باستثناء ، جميعا فقتلوهم أسير أصحاب على المسلمون هم فشجة الشوUحط

. . من تخلصوا أن بعد سالمين عادوا المسلمين من أحد Vل Yقت ي لم الفرار فى نجح واحد

الظالمين. - - . القوم من الرسول أخبرهم كما الله نجاهم وقد أسير

6 : الهذلى- نتيج بن خالد بن سفيان

، للنبى العداء وأضمر شركه على أصر ، مشركا كان لكنه ، يهوديا سفيان يكن لم

أخذ . . قومه ناسمن فى واالها وما Vة ن VرYع فى ينزل كان بسوء يمسه لم النبى أن رغم

أن . . قبل يتخلصمنه أن رأى بتحركاته النبى علم للحرب ويعدها القبائل يجمع

خطره . يستفحل

، سابقين اغتالين فى بنجاح اشترك وقد أنيس، بن الله عبد أحضر النبى إن يقال

. ما ، سفيان أنيسيعرف بن الله عبد يكن لم ويقتله سفيان إلى يذهب أن منه وطلب

سعد . : ابن فى وجاء ، أعرفه حتى لى صفه الله رسول يا للنبى قال قبل من أبدا رآه

. ) الشيطان : ) وذكرت منه ارتعدت وفرقت هبته رأيته إذا له قال النبي 144أن

لخمس – االثنين يوم فى ذلك كان هو حيث سفيان أنيسقاصدا بن الله عبد خرج

كان - إذا حتى الله رسول مهاجر من شهرا وثالثين رأسخمسة على المحرم من خلون

. لوائه " " تحت انضووا ممن األحابيشوآخرون ووراءه يمشى سفيان لقى عرنة ببطن

أنه إليه وخيل ، رعده جسدة فى وسرت هيبته من اهتز ، وتأمله منه اقترب عندما

قبل . من النبى حدثه كما تماما ، الشيطان مواجهة فى بالفعل

جـ 143 ، سعد ص 2ابن ،92.جـ 144 ، سعد ص 2ابن ،51.

Page 124: محمد في المدينة

. – - استخدام قرر الرجال يهاب ال كان نفسه هو وصف كما أنيس بن الله عبد لكن

النبى . استأذن قد كان أنه كما سابقة اغتياالت فى قبل من استخدامها تم وقد الخديعة

من . : : رجل الله عبد أجاب ؟ الرجل من منه اقترب عندما سفيان سأله يتقول أن فى

إنى . . : أجل قال معك ألكون فجئت لمحمد جمعك وعن عنك سمعت خزاعة

له . ألجمع

أن . هو عليه ما كل يده متناول فى أصبح قد هدفه أنيسأن بن الله عبد تأكد

. بحلو ثقته وكسب سفيان مع مشى أجله من خرج ما ينفذ كى الفرصة اختيار يحسن

. ، أنيسمعه ابن وأنسلوجود الحديث سفيان استحلى الكلمات ومعسول الحديث

عاجلة . عندها وناموا الناس وهدأ أصحابه عنه وتفرق خبائه إلى انتهي حتى إليه اطمأن

. . . . عندما . جبل فى غار فى اختبأ بالفرار الذ رأسه قطع قتله سيف أنيسبضربة ابن

قدم حتى نهارا ويتوارى ليال يسير المدينة إلى طريقه شق ، هدأ قد عنه البحث بأن شعر

. فرد . : الوجه أفلح بعبارة استقبله النبى إن ويقال بالمدينة مسجده فى النبي على

ليلة : . . عشرة ثماني السرية تلك فى غيبته وكانت الله رسول يا وجهك أفلح قائال

، خبره وأخبره النبى يدى بين برأسسفيان ألقى أنيس ابن أن سعد ابن يروى

الجنة . : فى بهذه تحضر وقال عصا وأعطاه بيته وأدخله النبى الدكتور. 145فقام ويضيف

البن قال النبى أن ، به نسترشد كى يذكره أن نسى مصدر عن نقال ، بدوى الرحمن عبد

يحمل : لن اليوم هذا وفى القيامة يوم وبينك بينى عالمة هذه العصا يناوله أنيسوهو

الناس . من قليل إال 146عصا

عندما معه وتدفن كنفه فى العصا تلك توضع أن أهله أنيس بن الله عبد أوصى

أجله . يحين

يصعب " " إنه واضحة بصراحة ونقول الحواديت كحكايات تبدو هذه العصا وحكاية

صدقت. ولو ، كامال إنكارا ينكرها العقالني المنطق أن أعلنا ما إذا نبالغ ال وربما تصديقها

أصحاب " من فرقة صيت ولذاع ، أصحابه من المختارين على العصى النبى لوزع

أحد" . يحتاج أن منطقيا المعقول غير من أنه كما القيامة يوم بعصيهم المميزين العصى

النبى . بها يعرفه عالمة له تكون عصا إلى المؤمنين

- - نبوى حديث فى ذكر أى القيامة يوم كعالمات للعصى يرد لم أنه جانب إلى هذا

. ، العصى كانت ولو اإلسرائيليات عن بعيدا ، الحديث أئمة كتب فى واعتمد ذكر مما

القرآن . آيات من واحدة آية فى ولو ذكرها لجاء مؤكدة حقيقة ، القيامة يوم كعالمات

جـ 145 ، سعد ص 2ابن ،51. 146 ، بدوى الرحمن ص محمد عبد ،124 .

Page 125: محمد في المدينة

تكون : ال ولم فقال ، هارون عصا أو موسى عصا األقصوصة هذه كتب من xر تذك وربما

. قاطع دليل يؤكده ال ، افتراض مجرد هذا الحكاية بتأليف قام ثم ، عصا أيضا نحن لنا

العصا . حكاية صحة على قاطعا دليال يقدم أن يرفضه من وعلى رفضه أو قبوله يمكن

عالمة . لهم تكون كى القيامة يوم الناس بعض سيحملها التى

أبىسفيان- : 7 اغتيال محاولة

بن – – سفيان أبو قال سعد وابن الطبرى التراث بعضكتب فى جاء لما طبقا

من : . رجل فجاءه األسواق فى يمشى فإنه محمدا يغتال أحد أال قريش من لنفر حرب

. ويقويه ذلك على سفيان أبو يعينه أن بشرط محمد قتل فى رغبته عن معلنا األعراب

فيما . نجح هو إن بالكثير وأغراه ونفقه بعيرا أعطاه ضالته الرجل فى سفيان أبو وجد

. . النبى عن يسأل أقبل المدينة إلى وصل أيام ستة وبعد ليال الرجل خرج إليه خرج

األشهل . عبد بنى مسجد فى كان وقد ، مكانه على فدلوه

. : . أحاط غدرا ليريد هذا إن حوله لم قال أمره فى ارتاب األعرابى النبي رأى عندما

. الرجل أعده الذى الخنجر يجد به فإذا ، إزارة من حضير بن Uد ي VسY أ جذبه النبى أصحاب به

. يصدقه . أن على النبى من األمان طلب األعرابى يد فى أسقط النبى دم به يريق كى

. سراحة بإطالق وأمر عنه النبى عفا ، له جعل وما سفيان أبى بأمر أخبره ثم ، القول

إسالمه . أعلن الرجل إن ويقال

إلى أسلم بن وسلمة أمية بن عمرو النبى بعث سفيان أبو عليه أقدم لما فعل وكرد

: . منه أصبتما أن لهما قال النبى أن سعد ابن ويروى حرب بن سفيان أبى

فاقتاله . 147غرة

برجل كانت ، بعير صاحبه وليسمع ، له بعير ومعه صاحبه مع أمية بن عمرو خرج

تحكي . - كما عمرو أراد مكة وصال عندما بعيره على يحمله عمر فكان علة هذا صاحبه

أن – منه طلب صاحبه لكن ، به ويفتك سفيان أبى دار إلى مباشرة ينطلق أن روايته

يراه . أن خشية صاحبه اقتراح رفضعمرو ركعتين ويصليا يطوفا ، الكعبة إلى أوال يذهبا

الناس . يخشى متشيطنا فاتكا رجال الجاهلية فى كان وقد أمره فيشيع مكة أهل بعض

ليال . الكعبة إلى الذهاب على للموافقة دفعه مما إلحاحه فى وبالغ ألح صاحبه لكن بأسه

. بمكانه. . قريشا أخبر فعرفه سفيان أبى ابن معاوية لمحه خروجهما وأثناء وصليا طافا

حشدوا . . لخير عمرو يأتي أن المستحيل من أنه على أجمعوا طلبه فى وخرجوا فخافوه

وسلمة . . عمرو وهرب وتجمعوا له

جـ 147 ، سعد ص 2ابن ،194

Page 126: محمد في المدينة

أن بعد سفيان أبى إلى يصل أن عليه المستحيل من كان ، عمرو مهمة فشلت

رجال . وأسر رجال ثالثة قتل أن بعد المدينة إلى والعودة الفرار فى نجح أمره افتضح

نظر . عندما النبى أن ويقال قوسه بوتر األسير إبهام شد وقد ، المدينة إلى معه قاده

دعا . إنه أيضا ويقال نواجذه بدت حتى القوسضحك بوتر مشدود وهو األسير إلى

. بخير أمية ابن 148لعمرو

القارئ يدفع مما ، عليها دليل وال لها سند ال ، مصادرها فى ضعيفة تبدو كما القصة

– . مكة كبير وهو سفيان أبى يلجأ أن المستبعد من أنه جانب إلى هذا تصديقها عدم إلى

ومؤونه – ناقة مقابل محمد من يخلصه كى ، ذكر وال له شأن ال إعرابى إلى وقائدها

هذا . مثل إلى فقاده تفكيره اختل قد سفيان أبا أن جدال افترضنا ولو ببعضمال ووعد

يرسل : السلوك نفس النبى يسلك أن المستحيل فمن ، قدره من يحط الذى السلوك

يقتله . . كى بخنجر رجال إليه سفيان أبو أرسل كما يقتله كى بخنجر رجال سفيان أبى إلى

وسذاجته كاتبها مالمح عن وتعبر ، بالضحالة تتسم كلها والقصة ، مضحك أمر هذا

فى وهو ، لإلسالم مجيدا تاريخا يقدم أنه معتقدا القارئ بعقل واستخفافه الفكرية

لمهاجمة . الحكايات هذه أمثال اإلسالم أعداء استغل لقد مخزية وبطريقة يسئ الواقع

منه . والنيل النبى

الخيانة على القائمة االغتياالت هذه كل ، المثال سبيل على ، جونستون يقول

يذبح . كى ومعروفا محترفا قاتال نفسه هو أرسل لقد بل ، فقط ليسهذا محمد باركها

ذلك . . أن الدليل يقدموا أن دون ، البعض ويدعي مكة فى ، سفيان أبا ، القديم عدوه

محمد . الغتيال سفيان أبو بها قام مماثلة محاولة على فعل رد 149كان

كلها – - تقع لم التراث كتب تحكي كما إحداها على اإلقدام ومجرد االغتياالت هذه

من . . أنه رأينا لكنا حدة على منها كل تاريخ ذكرنا ولقد وأحد بدر بين ما الفترة فى

كى ، إليها دعت التى والدوافع مالبساتها ونبين واحد إطار فى جميعا نضعها أن األفضل

الذين اإلسالم وأعداء المستشرقين بعض ادعاءات على واضح رد ذلك فى يكون

. يغضون الوقت نفس فى لكنهم دماء وسفك اغتياالت دين اإلسالم أن بفكرة يتشدقون

اليهود أيدى على للمسلمين ، اآلن حتى ويحدث ، حدث عما ويتعامون ، الطرف

. بأكملها وبلدان لقرى الكاملة اإلبادة حد بلغ وتدمير وحرق واغتيال قتل من والصليبين

حفاظا ، المسلمين أعداء من خمسة أو أربعة قتل بالفعل تم قد أنه افترضنا وإذا

زالوا – وما فلسطين فى اليهود فعله بما مطلقا يقارن ال فهذا ، ناشئة دولة أمن على

جـ 148 ، ص 2الطبرى ،80. 149 Johnstone, p. 118 .

Page 127: محمد في المدينة

فيها – . وأشعلوا فيها من على المنازل هدموا أن بعد لآلالف وذبح قتل من يفعلون

الذى المسيحي العالم مباركة على حصلوا أن بعد ، بأكملها وقرى مدنا وأبادوا ، النيران

" . الرب " " لتعاليم طبقا واألطفال والشيوخ النساء يحرقون وهم بطوالتهم على هنأهم

."

أحفاد أنهم يدعون عمن ووحشية وضراوة شراسة يقلون ال اليوم الصليب وحملة

إله" " " " . القديم العهد وإله القديم العهد فى جاء بما يؤمنون الصليب حملة يهوذا

الذى الشعب دم هو الدم كان ولو حتى ، الدماء لسفك متعطشدوما حارق مدمر

خروج :" " ) مقدسة وأمة كهنة مملكة لى تكونون أنتم واصطفاه لنفسه (.6 : 19اختاره

ويهدد الرقبة صلب متمردا جاحدا شعبا اصطفى قد أنه يدرك اإلله ذلك فإن ذلك ورغم

" . الطريق : " فى أفنيك لئال الرقبة صلب شعب ألنك وسطك فى أصعد ال فإني يفنيه أن

( .3 " 31خروج)

لحم : أكل إلى يدفعه أن أسوأ هو بما شعبه يهدد أن المنتقم اإللة بهذا األمر ويبلغ

معي :" سلكتم بل لى تسمعون ال بذلك كنتم وإن ويطيع يسمع لم إن وبناته بنية

خطاياكم . أضعافحسب سبعة وأؤدIبكم بالخالفساخطا معكم أسلك فأنا بالخالف

الويين . " ) تأكلون بناتكم ولحم بنيكم لحم ( .29- 27 : 26فتأكلون

بالشعوب شفقه أو رحمة تأخذه أن ، مستوحشمتوحش ، كهذا شعب من نتوقع ال

الشعوب . " " " " كل أكل على يحضهم نفسه هو يعبدون الذى الرب إن األخرى

ال : " إليك يدفع إلهك الرب الذين الشعوب كل وتأكل شفقه أو رحمة دون وتدميرها

تثنية " ) عليهم عيناك (. 16 : 7تشفق

التى " " " " الشعوب بالد فى تدميره يمكن ما كل اليهود يدمر الرب لتعاليم وطبقا

وبحقد ، عابث باستخفافشيطاني ويغتالون ويقتلون يحرقون ، إليهم الرب يدفعها

يؤكد ، األمثلة آالف من واحد مثل مجرد وهو ، ياسين للشيخ واغتيالهم ، ناقم دوني

والشلل بالعمي مريضمصاب رجل هو ، يعرف ال لمن ، ياسين والشيخ ، نقول ما صدق

يهدد . داهما خطرا اليهود فيه وجد ذلك ورغم قدميه على الوقوف يستطيع ال ،

ال . . المتحرك كرسيه فوق وهو صواريخ عدة طائراتهم صواريخ عليه فأطلقوا وجودهم

طائرات . إلى حاجة المريضفى الضرير الشيخ يكن ولم يري وال شئ على يقدر

والذئاب . . الثعالب من ضراوة أكثر أصبح شعب دموية لكنها يموت كى وصواريخ

. المسيح " " أتباع أنهم يدعون الذين الجدد الصليبيون المختار الشعب يهود ويؤازر

عن دفاعا قتلهم تم اليهود من أربعة أو ثالثة ألن المستشرقين من xابهم كت بعض يتباكي

Page 128: محمد في المدينة

كانوا فقد ، وقوعها بالفعل ثبت التى ومؤامرتهم آثامهم من الله لدين وحفظا ناشئة أمة

يجوز ما عليهم وجاز ، معا والسيف بالكلمة أو ، بالسيف أو بالكلمة محاربين

المقاتلين . على

اآلالف عشرات أبادوا الذين وVلY األ الصليبين أحفاد ، الصليب حملة من الجYدYد ونسي

ستمائة " " " " عن يزيد ما أباد قد ، الحرب رئيس ائد الق القس أن ، المسلمين من

أسلحة يملك الحاكم أن فى الشك لمجرد النهرين بين ما بالد فى المسلمين من ألف

. بل . ، بذلك المتغطرس الصليبى يكتف ولم شيئا يملك الحاكم يكن ولم شامل دمار

فوق نفسه الحاكم بتعليق وذلك المسلمين من الماليين مئات وإذالل إهانة على صمم

نحن : أما ، الكباش تنحرون أنت اشمئزاز فى لهم يقول وكأنه ، النحر يوم فى الخشبة

زعمائكم . أكبر من واحدا ننحر الكبس فبدل

أعداءه من انتقاما ، صليبية حرب أنها ، صراحة ، المتصهين الصليبى الرئيس أعلن

وأن" " الرب تعاليم ينفذ بأنه يتباهي وهو ، مسلم مليون نصف من أكثر وأباد الكفرة

رغبة . . المسلمين من اآلالف مئات يذبح وال نفسه تلقاء من يتحرك ال إنه يباركه إلهه

يعصى " " أن المستحيل ومن ، الرب بتعاليم عليه هبط الذى الوحي لكنه ، الذبح فى

تنفيذ . " " فقط يكن لم الرئيسي هدفه أن القس الرئيس يعلن ولم طائع عبد التعاليم

سرقة " " هو األساسى الهدف كان بل ، الصليب أعداء الكفرة ومحاربة الرب تعاليم

بكاملها . . دولة دمر لقد طريق لصوقاطع الصليبى الحاكم النهرين بين ما ثروات ونهب

الصليب . راية تحت ونهبها، أخرى دول تدمير إلى الطريق في وهو ، ونهبها

كتابا " " " " ألف الذى القس للكاهن حفيد هو القس الرئيس أن ننسى أن يجب وال

الحقد يغذيه إنما ، قاطع دليل وال مقنعة حجة تدعمه ال ، اإلسالم ونبى اإلسالم فيه يهاجم

. والغضب . الحقد بميراث مدفوعا الصغير يتحرك أن عجب وال الكراهية وتدفعه

***

Page 129: محمد في المدينة

الرابع الفصـل

ـد أ�ح� غــزوة

Page 130: محمد في المدينة

الرابع الفصــل

أحــد غـزوة

وتخرج- :1 جيشها قريشتعد

وهم . ، القليب أصحاب فى مصابها كان بدر يوم أصيبوا الذى قريشقتالها بكت

دماؤهم . سالت الذين هؤالء القريشيون نسي ما مصاب يعادله ال ، وسادتها أكابرها

الثأر . فى الرغبة وأصدقاء وأبناء وإخوة آباء من أرواحهم وأزهقت أوصالهم وقطعت

وحقد . كراهية من فيها ماكمن النفوسوتحرك فى تعتمل كانت

هيبتها لها تعود وأن البد وامتهنت أهينت التى وسادتها مكة أشراف كرامة

وثارات ، مراق دم إال يوقفه لن المراق الدم على والعويل ، العرب قبائل بين وشموخها

سنون . أو أيام تمحوها ال دفينة عميقة العرب

حمى لهبضحية أبو سقط أن وبعد ، بدر فى الكبار قتل أن بعد لمكة من

ومات . الفجيعة

المسلمين يراوغ أن استطاع الذى هو ، حرب بن سفيان أبى سوى هناك يعد لم

الذى وهو ، والدهاء والذكاء األفق بسعة له المشهود وهو ، تحمله وما بالعير وينجو

فيها تنتصر لم إن فاصلة معركة قيادة فى كله ويكرسدهاءه ويخادع يمكر أن يستطيع

رجاء . أو أمل بال نهايتها هو المرة هذه وضياعها ، قريشتضيع

، رايته تحت وحلفاؤها قريشكلها عشائر ولتتوحد ، سفيان ألبى القيادة لتكن

. ، ربيعة أبى بن الله عبد إليه ذهب إمرته تحت هاماتهم علت مهما الجميع وليعمل

فى لهم كان قريشممن من جمع صحبة فى ، أمية بن وصفوان ، جهل أبى بن وعكرمة

توقف . أن ، تجارة بها نجا التى العير فى له كان من كل ومن ، منه طلبوا مصاب بدر

أحد . . يعترض لم محمد حرب على بها يستعان كى واألموال العير

قريشوعلى : فرسان خيرة إمرته وتحت ، للقيادة سفيان أبو الرجال إعداد بدأ

قريشمن . إلى وانضم وصفوان العاصوعكرمة بن وعمرو الوليد بن خالد رأسهم

الرجال، أشجع من مائة انضم بالطائف ثقيف ومن ، كنانة من مناه عبد قبيلة من أطاعها

األحابيش . من به يستهان ال عدد إلى باإلضافة هذا

Page 131: محمد في المدينة

. هذا نوضح أن المفيد من أنه ونرى األحابيش بأصل يختص فيما غامض شئ هناك

شوقى . . الدكتور يرى المجال هذا كتبوا من آراء اختلفت لقد نستطيع ما الغموضقدر

من – على معهم يد أنهم الجاهلية قريشفى مع تحالفوا جماعة األحابيشهم أن ضيف

باألحابيش – . فسموا ، حبشى يسمى جبل عند 150سواهم

مناة عبد وقبيلة ثقيف من كمجموعة ارمسترونج كارين إليهم ويعتبرهم 151وتشير ،

ويرجع ، مكة حول يعيشون كانوا الذين الصحراء عرب من مجموعة على حسن أبو

فى . مكة أهل وكان بقريش بعيدة قرابة صلة ولهم وخزيمة كنانة إلى بعضهم أصل

األحابيش . بخدمات يستعينون حروبهم

. المينز هـ . : H. Lammensولكن مع اختلفوا الذين المكيين إن يقول آخر رأى له

لذا ، المعارك المتحمسلخوض النوع من محاربين يكونوا لم قاتلوه ثم وعارضوه محمد

فى " " تتكون قوة وهى ، األحابيش قوة على العسكرية شئونهم فى اعتمدوا فقد

يفضلون . ال كانوا الذين البدو من المرتزقة جانب إلى والزنوج الحبشة عبيد من مجملها

لكلمة . " " مرادفة هنا أحابيش فكلمة ذلك وعلى القليل فى إال الطرق اللصوصوقطاع

العبيد" " .

مع يعيشون كانوا مكة عبيد ألن ذلك ، الصواب جانبه قد السابق الرأى أن ونعتقد

كامل . استقالل حالة فى يعيشون كانوا األحابيشفقد أما ذاتها مكة داخل أسيادهم

األحابيشكان . أن جانب إلى هذا يومين مسيرة تقارب مسافة على ، مكة حدود خارج

األحيان أغلب فى حساب لها ويحسب مسموعة كلمة السادة لهؤالء وكان ، سادتهم لهم

.، الحبشة إلى الهجرة وقرر مكة فى السبل به ضاقت عندما بكر أبا أن ننسى أال ويجب

وأجاره مكة إلى وأعادة الدغنة ابن مناف. 152قابلة عبد بن الحارث ابن هو الدغنة وابن

– . . كان لو عبد يجير أن المستحيل ومن األحابيش سيد هو اآلونة تلك فى وكان كنانة بن

تميم – . سادة من سيدا األحابيشعبيدا

والهون – – كنانة بن منات عبد بن الحارث بنو هم هشام ابن يروى كما واألحابيش

تحالفا . أقاموا أنهم هو التسمية وسبب خزاعة من المصطلق وبنو مدركة بن خزيمة بن

باألحابيش . . تسميتهم جاءت هنا من أحباش يسمى واد فى

نجد ) ( ، لها قريش إعداد كيفية عن اآلن نكتب التى أحد الغزوة هذه نهاية وفى

زعيم – - ، سفيان أبا يؤنب القتال فى وأتباعه هو اشترك وقد األحابيش VيUسسيد الحYل

ص 150 ضيف، .289شوقى151 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،279.152 ، كتابنا مكة انظر .سنوات

Page 132: محمد في المدينة

الحال . فى سفيان أبو وتوقف حمزة بجثة يمثل وهو رآه عندما ، جيشها قريشوقائد

على قريشويلومه سيد يواجه أن على جرؤ ما الحليسعبدا كان ولو ، بخطئة واعترف

فعل . ما شناعة

هدد . لقد قريش مواجهة فى حاسما األحابيشموقفا لسيد نجد الحديبية وفى

) العمرة ) الفريضة تأدية من ومنعوه مكة أهل قاتله إن محمد إلى وأتباعه هو باالنضمام

. العبيد . سلوك هو هذا إن يقال أن يمكن ال لقتال جاء وما أجلها من إال مكة قصد ما التى

وتصميم . وقوة شجاعة فى السادة يتحدث كما وتحدث الحليسسيدا كان

األحابيش – – أن االعتقاد إلى وت مونتجمرى يقول كما يدعو ما هناك يوجد ال

. . المينز إن عكسذلك يثبت مما الكثير األدلة من هناك عربا يركز Lammensليسوا

.. الوحيد " " االحتمال ليسهو هذا لكن الحبشة أهل أى حبش من الكلمة اشتقاق على

ال " " " " الرجال من مجموعة ومعناها أحبشة أو أحبش جمع تكون أحابيشقد إن

ليسمعناه . " " فهذا حبش من مشتقة الكلمة كانت لو وحتى واحدة قبيلة إلى ينتمون

خالص . عربى نسل من كانوا ربما زنوجا كانوا الناس هؤالء أن على تدل أن بالضرورى

وبناء . . بشرتهم كانتسمرة هنا ومن زنجيات أو حبشيات أمهات ومن األبوة ناحية من

من جلبهم تم عبيدا األحابيشكانوا بأن االعتقاد إلى يضطرنا ما فليسهناك عليه

153الحبشة .

. السالح . بأفضل مدججون مقاتل آالف ثالثة الجيش عدد بلغ جيشقريش إلى نعود

. مائتي جهز ، الفرسان سفيان أبو ينس ولم بعير آالف ثالثة حملتها فقد المؤن أما

الثنين . الفرسان قيادة وكانت السيوف صليل يخيفها ال فتية جياد صهوات فارسعلى

جهل : أبى بن عكرمة واإلقدام والجرأة بالشجاعة لهما المشهود من

الوليد . بن وخالد

. xمن قد النبى وكان الجمحي الله عبد بن عمرو عزة أبو الشاعر الجيشخرج مع

يظاهر أال شريطة ، عيال وذا فقيرا كان ألنه دية دون وأطلقه أسره فك ، بدر يوم عليه

. واآلن . آمنا وانصرف بالشرط عزة أبو وقبل أخرى مرة أعدائه صفوف فى ويقف عليه

نفسه . على قطعه الذى بالعهد عابئ غير النبى لمحاربة أخرى مرة يخرج ذا هو ها

يقاوم – – . أن عزة أبو يستطع ولم يغنيه أن انتصروا ما إذا xاه من ، أمية بن صفوان أغراه

بشعره، القبائل ويثير كنانة بنى ويدعو تهامه فى يسير وخرج وعد ما نسى ، اإلغراء

محمد . لمحاربة 154يدعوهم

153 Montgomery Watt, Muahmmad at Mecca, p. 165 .جـ 154 ، هشام ص 3ابن ،5 .

Page 133: محمد في المدينة

. ورغم . عمه ثأر مطعم بن ينسجبير لم حمزة قتله ، عدي بن Uمة طYعVي قYتل بدر فى

" كان " وحشى اسمه حبشيا له غالما المقاتلين مع أرسل أنه إال ، الجيش مع يخرج لم أنه

. . حمزة قتل هو إن بالعتق وعده بها يخطئ قلما الحبشة قذف له بحربة القذف يجيد

طعيمة : بعمي محمد عم حمزة قتلت أنت فإن الناس مع أخرج له قال

عتيق . فأنت

مع خرج وما ، المسلمين قتال يعنيه كان وما ، بمحمد شأن الحبشى للعبد كان ما

حريته . . ثمن سيده حدد وقد حرا يصبح أن األكبر همه كان ذلك أجل جيشقريشمن

حمزة : . يغتال أن بالثمن هو وقبل

تريد . إنها وحشى فى بغيتها أيضا هى ، سفيان أبى زوجة ، عتبة بنت هند وجدت

ربيعة . بن شيبة وعمها عتبة بن الوليد وأخيها ربيعة بن عتبة أبيها لمقتل الثأر ، االنتقام

فى الملتهبة النار وتطفئ ، غليلها تشفى ، بأسنانها تلوكه حمزة كبد غير يرضيها لن

. يصمد . لن لها قيمة ال حمزة مواجهة فى فالسيوف ، أملها هى وحشى حربة أحشائها

وحشى . حربة العرب ويخشاه الهامات ويفلق الرقاب يطير فسيفه ، أحد حمزة لسيف

بلUسVمها هى ، وسيفه حمزة ذراع عن تماما والبعيد ، شجرة أو صخرة وراء المختبئ

ضعة . يتجسد الوحشى والغدر ، بالغدر إال الميدان فى أبدا يسقط لن حمزة الشافى

تعرف . ال هي ضمير، أو خلق أو بمبدأ تكترث ال هى العبد هذا حربة فى وقذرا ونذالة

رغبة ، مدمرة شهوة ، عاصف حقد فريسة هى ، الميدان فى الفرسان سلوك عن شيئا

االنتقام . فى مجنونة

: . قالت بها مر أو به مرت كلما وكانت والمال الذهب من بالكثير وحشى هند وعدت

دسمة . . بأبى يكنى وحشى وكان oتف Uواش ف Uاش دVسVمة أبا Uها 155وي

ذلك الجيش، رفقة فى ، النساء أى ، الظxعUن إخراج على أجمعت قريشقد كانت

. خمس بالثأر واألخذ الثبات على وحثهم بدر بقتلى وتذكيرهم المقاتلين حمية إلثارة

عبد بن حمزة قتيل ربيعة بن عتبة بنت هند رأسهن الجيشعلى مع خرجن امرأة عشرة

حكيم. . بأم جهل أبى بن عكرمة وخرج الناس قائد وهو سفيان أبو بها خرج المطلب

بنت بفاطمة المغيرة بن هشام بن الحارث وخرج ، المغيرة بن هشام بن الحارث بنت

أم وهى الثقفية عمير بن مسعود بنت ة Vز Uببر أمية بن صفوان وخرج المغيرة، بن الوليد

وهى الحجاج بن Iه Vب مYن بنت Uطة بري العاص بن عمرو وخرج ، أمية بن صفوان بن الله عبد

Uد هVي Yش بن سعد بنت بسالفة طلحة أبى بن طلحة وخرج ، عمرو بن الله عبد أم

جـ 155 ، هشام ص 2ابن ،6 .

Page 134: محمد في المدينة

بن مصعب أم وهى عYمVير بن عزيز أبى ابنها مع مالك بنت خYناس وخرجت ، األنصارية

. كنانة بن مناه عبد بن الحارث بنى نساء إحدي علقمة بنت عVمYرة وخرجت ، 156عمير

مقدار . لتبيان بعضأسمائهن نذكر أن رأينا قريش نساء من الصفوة صفوة

ذوات من العقائل حرمة امتهان جيشقريشوتم هزم لو الوضع خطورة

والشرف . المكانة

. كان األوسى مالك بن صيفي بن عمرو عبد عامر أبو انضم سفيان أبى لواء وتحت

شباب من خمسون ومعه مباعدا مكة إلى خرج ثم ، العداء وناصبه النبى مع اختلف قد

" الفاسق. " اسم المسلمون عليه وأطلق ، الراهب باسم الجاهلية فى Yعرف ي كان األوس

سابق. . فصل فى بالتفصيل عنه كتبنا ولقد

" " والعزى الالت لـ تمثالين الحجارة آلهه مجمع من معه يأخذ أن سفيان أبو ينس لم

. الحرب يخوض لن إنه بهما يستنصر وكأنه المسلمين ضد يخوضحربه وهو بهما تبركا

يحملون . . وهم إسرائيل بنو يفعله كان بما يذكرنا هذا اآللهة معه ستخوضها بل وحدة

يقاتل " " وسطهم فى الرب أن منهم استشعارا ، المعارك أرض إلى العهد تابوت معهم

– - وسطه . جيشفى يهزم أن اعتقدوا هكذا بالطبع المستحيل ومن معهم

مقاتل . إله

وعند : " أمامهم راحل الرب عهد وتابوت ويقاتلون يرتحلون إسرائيل بنو كان

من مبغضوك ويهرب أعداؤك فلتتبدد رب يا قم يقول موسى كان التابوت ارتحال

(" عدد. إسرائيل ألوف ربوات إلى رب يا ارجع يقول كان حلوله وعند (. 35: 10أمامك

يرسل كان بل ، التابوت غطاء على وهو المختار شعبه بقيادة إسرائيل إله يكتف لم

وإذا : " ونظر عينيه رفع أنه أريحا عند يشوع كان لما وحدث يقاتل كى أيضا رئيسجنده

أو . أنت لنا هل له وقال إليه يشوع فسار بيده مسلول وسيفه قبالته واقف برجل

إلى. . . وجهه على يشوع فسقط أتيت اآلن الرب رئيسجند أنا بل كال فقال ألعدائنا

. VكV نعUل Vع ل Uاخ ليشوع الرب رئيسجند فقال عبده سيدى يكلم بماذا وقال األرضوسجد

كذلك . " يشوع ففعل مقدس هو عليه واقف أنت الذى المكان ألن رجلك من

( .15-13 : 5يشوع)

معه . آلهته حمل ، سفيان أبو فعل ، إسرائيل بنو فعل وكما

أم " " آمنه دفنت حيث األبواء بقرية الجيش مر ، المدينة إلي مكة من الطريق فى

أبا. لكن ، بعظامها تعبث وأن آمنة تنبشقبر أن جاهلية اندفاعه فى هند حاولت النبى

الصفحة . 156 نفس ، المرجع نفس

Page 135: محمد في المدينة

تصبح . قد والتى العرب يألفها لم التى الشناعة هذه مثل على اإلقدام من منعها سفيان

فى حدث بما لها دخل ال آمنة أن أقنعها كما ، سفيان أبى بيت به يوصم عارا بعد فيما

لها صلة وال محمد طفولة فى اآلباء دين على ماتت فقد ، أحد فى يحدث قد وما بدر

. بمسلكه أو بدينه

للهجرة . الثالثة السنة من شوال أول فى المدينة مشارف إلى جيشقريش وصل

. . منه عشر الحادي فى كانت إنها ويقال الشهر منتصف فى الغزوة 157وكانت

مارسعام من عشر الحادي المستشرقون لخروج 625ويحدد تاريخا ميالدية

. لوصولهم تاريخا الشهر نفس من والعشرين الحادي يحددون كما مكة من القريشيين

فى ، الشمال فى وعسكروا العقيق وادي إلى تقدموا حيث ، المدينة مشارف إلى

المدينة " " . من أميال خمسة بعد على أحد لجبل المواجه 158السهل

ثالث : سنة من منه خلون لسبع السبت يوم شوال فى الغزوة كانت الطبرى وفى

ويوم ... " " اليوم ذلك به فأقاموا األربعاء يوم أحد من قريشمنزلها نزلت الهجرة من

أحد . . من عUب Iبالش فأصبح الجمعة صلى حين الله رسول وراح الجمعة الخميسويوم

شعبان . من للنصف السبت يوم 159فالتقوا

أحمد " " – – الشيخ يقول بالمدينة المعروف الجبل وهو أحد كلمة معني وعن

وقد : . هناك أخر جبال عن وانقطاعه لتواجده االسم بهذا سمي ربما الباقورى حسن

. بهذا يريد والرسول ونحبه يحبنا جبل إنه ، وسلم عليه الله صلى ، الله رسول فيه قال

فى التوسع سبيل على مجاوريه وأراد الجبل فأطلق ، األنصار وهم الجبل أهل الحديث

العرب . 160لغة

قد المدينة أهل يكن ولم ، المدينة حقول فى ترعي وخيلها إبلها قريش تركت

. لديهم يكن لم أنه معناه وهذا بأيام جيشها وصول قبل قريشإال تحرك عن سمعوا

ما . كل زراعاتهم لتأمين دفاعات يقيموا أو محاصيلهم يجمعوا كى الوقت من متسع

يستجد لما ترقبا المدينة داخل والتحصن وأغنام ماشية من مالهم جمع هو استطاعوه

أحداث . من

2 : المدينة- فى والمسلمين النبى موقف

العباس أن على اآلراء أغلب وتتفق ، المدينة لغزو جيشقريش بخروج النبى علم

النبى . . إلى بخبرهم كتب الذى هو ، الغزوة هذه فى يشترك لم الذى المطلب عبد ابن

جـ 157 ، زهرة ص 2أبو ،610 .158 ، ارمسترونج ص محمد كارين ،279 .جـ 159 ، ص 2الطبرى ،59. ص 160 ، .99الباقورى

Page 136: محمد في المدينة

النبي إلى العباس كتاب حمل الذى هو الربيع بن سعد أن سعد ابن ويذكر. 161يذكر

، العظيم العدد هذا فى المسير أجمعت وقد قريشا رأي العباسحين أن هيكل الدكتور

، وعديدهم وعدتهم وجمعهم صنيعهم فيه يصف كتابا يكتب أن إلى مدفوعا نفسه وجد

فيدفع أيام ثالثة فى المدينة يبلغ حتى النبى إلى به يسير غفارى رجل إلى به ويدفع

إليه . 162الكتاب

الذى الجرار الجيش هذا بنبأ يعلم يكن لم الرسول إن ضيف شوقى الدكتور ويقول

برسول . إذ للهجرة الثالثة السنة من شوال بأوائل قباء فى هو وبينما لحربه مكة تعده

عمه، من كتاب معه وكان ، بدر غزوة فى ر oسY أ حين أكرمه الذى العباس عمه إليه أرسله

لحربه تأهل الذى المكي الجيش بخبر كتابه فى ينبئه هو فإذا ، ففضه

المسلمين . 163وحرب

المطلب عبد بن العباس من دوما ترد كانت سرية رسائل أن يزعم الشرقاوى لكن

برأس تظفر أن وحرصقريشعلى ، للقتال قريش استعدادات أنباء تحمل ، النبى إلى

القبائل ومحالفة المدينة يهود لمحالفة مكة تجار وسعي ، جميعا ورأسحمزة محمد

المدينة . خارج خيامها تضرب 164التى

كان مكه فى وجوده أن أى ، العباس بعمالة القول إلى المستشرقين أغلب ويميل

محمدا . : إن كيلين بيتى تقول والتجسسلصالحه محمد أهداف خدمة هو منه الهدف

أهل صفوف فى هناك يكمن كان جاسوسا ألن ذلك الجيش، تحرك بخبر مقدما عرف

العباس. . عمه الجاسوسكان ذلك 165مكة

) عشر ) اثني بعد الهجري الثالث بدر لمعركة التالى العام فى أنه جونستون ويذكر

عم " " العباس، أن رغم أحد معركة فى منكرة هزيمة محمد لقى ، بدر نصر من شهرا

حذره يأخذ كى ، المرتقب الهجوم من تحذيرا المناسب الوقت في له أرسل ، محمد

وإمكانيات . قوى من يملك ما بكل مواجهته 166ويحاول

لينجز ، Lingsويتحدث أمره من عجلة فى وهو مكة من خرج الذى الفارس عن

يقطعها مسافة وهى ، فقط أيام ثالثة فى والمدينة مكة بين المسافة يقطع كى

. العباس من الخطاب كان للنبى مختوما خطابا يحمل وهو ، أيام عشرة فى المسافر

جـ 161 ، سعد ص 2ابن ،37. 162 ، ص محمد هيكل ،237.ص 163 .240ضيف،ص 164 ، . 201الشرقاوى

165 Betty Kelen, p. 172 . 166 Johnstone, p. 98 .

Page 137: محمد في المدينة

لغزو الخروج وشك على رجل آالف ثالثة قوامه جيشمكي من أخيه ابن يحذر

167المدينة .

يكتب لم ولو حتى ، به لألخذ نميل رأى وهذا ، بالغزو يفاجأ لم النبى أن معناه هذا

فى يجرى وما مكة أهل تحركات ترصد عيون له كانت النبى ألن ذلك ، العباس إليه

قبل . . من مكة تشهده لم ، جيشكهذا خبر يخفى أن المستحيل من كان قريش

باب . على فوجده إليه توجه بقباء أنه فعرف ، النبى العباسعن رسول سأل

يكتم.. أن النبى منه طلب ، كعب بن أبى عليه العباسقرأه خطاب إليه دفع المسجد

وأخبره . الربيع بن سعد دار النبى قصد المدينة أرجاء فى الفزع ينتشر أن خشية الخبر،

أن الطبيعي من وكان ، الحديث سمعت بالدار امرأة لكن ، العباسواستكمته كتب بما

يتساءلون . الناسوبدأوا وتجمxع الخبر ينتشر

أمر – – يستطلعان الظIفريين فضالة ابنى ومؤنسا أنسا رجاله من اثنين النبى بعث

. من مضين ليال الخميسلخمس ليلة ذلك كان وعدته جيشها عدد وحقيقة قريش،

تركوه . بالعYريضحتى الزرع فى وخيلهم إبلهم xوا خل قد قريشوأنهم بخبر عادا شوال

أن . أرادت وكأنها ، حرمتها ترع ولم المدينة قريشحقول استباحت خضراء ليسبه

األخضر . تدمير على العزم عقدت لقد البداية منذ سطوتها وتجسد قوتها تظهر

السالح . بقوة وفرضجبروتها واليابس،

النبى . إلى عاد الجموح بن المنذر بن الحYباب وهو ، رجالة من بثالث النبى بعث

القتحمها : . اقتحامها أراد لو ، المدينة أبواب جيشقريشعلى طليعة بخبرهم

. الصباح وحتى الليل طوال المدينة تحرس وأن ، السالح الناس يحمل أن النبى أمر

عليهم ، الجمعة ليلة عoدxة فى ، خضير بن وأسيد معاذ بن وسعد عبادة بن سعد وبات

الله . رسول بباب المسجد فى ، السالح

ذا : سيفه وكأن حصينة درع فى كأنه رأى أزعجته رؤيا النبى رأى الليلة تلك فى

بها .. . فأخبر كبشا دoف Uمر وكأنه تذبح بقرا وكأن ، oه Vت ظYب عند من انقصم قد الغفار

فمصيبة : سيفى انفصام وأما ، فالمدينة الحصينة الدرع أما فقال لهم وأولها ، أصحابه

الكتيبة . فكبش كبشا مردف وأما ، أصحابى فى فقتل� xح المYذب البقر وأما نفسى فى

الله . شاء إن الله 168يقتله

عدده مقدار عرفوا وقد ، المكى الجيش مواجهة كيفية فى أصحابه مع النبى تشاور

موقفا. يواجهون أنهم ، والحنكة التجربة ذوى من الكبار وخصوصا ، الجميع أدرك وعدته

167 Lings, p. 172 .جـ 168 ، سعد ص 2ابن ،38 .

Page 138: محمد في المدينة

دولتها على والقضاء المدينة تدمير إلى يؤدى قد وقوة بحكمة يعالج لم إن ، خطرا

الناشئة .

كفة تكون قد ملتحم قتال قريشفى للقاء يخرجوا وأال ، يتحصنوا أن النبى رأى

ما فإذا ، السالح وعدة المقاتلين عدد فى الهائل الفرق بسبب الراجحة هى قريشفيه

بدروبها أدرى المدينة فأهل فيها قتالهم سهل المدينة اقتحام المشركون حاول

خائبين . فيرتدوا الزاد وينفد الحصار يطول وقد ومسالكها

، مجلسحرب اعتباره يمكن فيما حاضرا وكان ، النبى رأى Yبى أ بن الله عبد xد أي

قط : لنا عدو إلى منها خرجنا ما فوالله ، إليهم تخرج وال بالمدينة أقم الله رسول يا قال

أقاموا أقاموا فإن ، الله رسول يا فدعهم ، منه أصبنا إال علينا دخلها وال ، منا أصاب إال

والصبيان النساء ورماهم وجوههم فى الرجال قاتلهم دخلوا وإن ، مجلس بشر

جاؤوا . كما خائبين رجعوا رجعوا وإن ، فوقهم من 169بالحجارة

بن . سعد قال الخروج عدم فى النبى رأى وأيدوا ، Yبى أ ابن رأى إلى الكبار جنح

بأقدامكم : . . إليه تسيرون الموت إلى خارجون فإنكم ، خرجتم إن صراحة معاذ

الخضوع فكرة رفضوا واألنصار المهاجرين رجال من حماسا واألكثر سنا األقل لكن

إلي . البطولة شموخ ودفعهم العزة أخذتهم وأبطال أشداء مقاتلون وفيهم للحصار

نبى . وسطهم وفى اإليمان جماعة وهم الشرك جماعة أمام يجبنوا لن للخروج التحمس

أقدامهم . Iت Yثب ي ال فلم ، بدر فى ونصرهم أمدهم قد الله كان وإذا السماء من إليه يوحي

النصر . يتكرر ال فلم ، النصر حالوة وذاقوا بدر فى وجالوا صالوا لقد أحد فى وينصرهم

فقد عدة أكثر كان وإذا بدر، فى كذلك كان فقد ، عددا أكثر العدو كان وإذا ؟ أخرى مرة

قريشوخيلها . إلبل يسمح وكيف وعظماؤه وكبراؤه سادته oل قYت عندما أيضا كذلك كان

ومأل لالستمتاع نزهة فى وكأنها ، وتدمرها ومزارعها المدينة حقول فى ترعي أن

؟ أحد يردعها وال ، البطون

أعدائنا : إلى بنا أخرج األصوات تعالت ، تهان هكذا وما ، المدينة شأن يهون هكذا ما

!! ، بدرا يشهدوا لم أحداث فتيان وطلب وضعفنا عنهم xا Yن جب أنا يرون ال ، الله رسول يا

الشهادة . فى رغبوا وقد عدوهم إلى بهم يخرج أن النبي من

خصوصا : ، قبل من ذكرناه عما فحواها فى تختلف رواية ذكرت الطبرى تاريخ وفى

ألصحابه : النبى قال الرواية هذه فى جاء لما وطبقا ، Yبى أ بن الله بعبد يتصل فيما

. وقالت . : : األكلب هذه إلى بنا أخرج الله رسول يا فقالوا أصنع ما على أشيروا

جـ 169 ، ص 2الطبرى ،59.

Page 139: محمد في المدينة

رسول : . فدعا فينا وأنت فكيف ، ديارنا فى أتانا قط عدو غلبنا ما الله رسول يا األنصار

رسول – – : يا فقال فاستشاره قبلها قط يدعه ولم سلول ابن أبى بن الله عبد الله

فيقاتلوا . المدينة عليه يدخلوا أن يعجبه الله رسول وكان األكلب هذه إلى بنا أخرج ، الله

: . ، الجنة تحرمني ال الله رسول يا قال األنصارى مالك بن النعمان فأتاه األزقة فى

الله : : إال إله ال أن أشهد بأنى قال ؟ بم له فقال ، الجنة ألدخلن بالحق بعثك فوالذى

الزحف . من أفر ال وأنى ، الله رسول يومئذ . 170وأنك وقتل للقتال الخروج وطلب

ونصحه Yبى أ بن الله بعبد يختص فيما صحيح الطبرى تاريخ فى جاء ما أن نعتقد وال

مع بالخروج النبى على أشار الذى هو كان لو أى ، كذلك ذلك كان فلو ، بالخروج للنبى

قائال : ، الثالثمائة برجاله المعركة بدء قبل غاضبا وانسحب عنه انهزم ما ، أشاروا الذين

وعصاني . أطاعهم

وإيمان عقيدة عن والقتال للخروج دعوا الذين أن الحسبان فى نضع أن ويجب

، دفعهم وربما بل ، وحفزهم ساندهم قد ، المدينة ألمن وصونا الدعوة شرف عن دفاعا

لم الذين وبعض ، مكاسبها ثمار وجنوا فيها اشتركوا وقد بدر غنائم أغرتهم الذين بعض

لذاك . إال الخروج طلبوا وما فطمعوا سمعوا لكنهم بدرا يشهدوا

واألكثر صوتا األعلى هم كانوا إذ ، الكثرة وكأنهم بدوا الخروج طلبوا الذين وألن

للقتال . الخروج وقرر رأيهم على النبى نزل ، حماسا

والمثابرة، والصبر والجهاد بالجد وأمرهم ، وعظهم ثم ، بالناس الجمعة النبى صلى

فلبسألمته بيته دخل وبعدها ، العصر بهم صلى ثم ، صبروا ما النصر لهم أن وأخبرهم

ولبساه . فعمماه معه دخال بكر عمروأبا أن ويقال

معاذ . بن سعد كرر الجدل يهدأ لم ، يتناقشون الناس كان ، النبى خروج انتظار فى

المقاتل : . بخبرة يتحدث كان الموت إلى خارجون أنتم الداللة القاطع تحذيره

عليه . مقدمون هم ما لخطورة المدرك ، المجرب

الخروج : على ، وسلم عليه الله صلى ، الله رسول استكرهتم Uر خYضVي بن Uد Yسي أ قال

. األمر إليه فردوا السماء من إليه ينزل واألمر

ليس . الخوف من شئ تملكهم ، بالخروج مطالبين أصواتهم ارتفعت الذين تردد

ماال اندفاعهم بسبب يحدث وقد ، ورسالة نبى مصير إنه ، وحدهم مصيرهم المصير

درأه . يمكنهم ال وما ، عقباه تحمد

جـ ? 170 ، ص 2الطبرى ،60.

Page 140: محمد في المدينة

وقد . إليه اندفعوا السيف وتقلد واعتم ، الدرع وأظهر لبسألمته وقد النبى خرج

بعد . : . تراجعوا لقد لك بدا ما فاصنع نخالفك أن لنا كان ما قالوا صنعوا ما على ندموا

ومالقاة الخروج مشورتهم على بناء وقرر ، حربه ولبسعده ، عزمه النبى عقد أن

وتكون. الثقة وتفتقد المكانة وتهتز الهيبة فتضيع ، أيضا هو يتردد أن له كان وما العدو

لكن . سمومهم وينفثوا بأحقادهم يتاجروا كى والساخطين والمتآمرين للحاقدين فرصة

يحكم : حتى يضعها أن لبسألمته إذا لنبى ينبغي ال قال ، حسم فى الموقف أنهى النبي

أعدائه . وبين بينه الله

- . . فافعــلوه به أمرتكم ما أنظروا مقدورا قدرا للقتال الخروج أصبح األمر قضى

صبرتم – . ما النصر فلكم الله اسم على وامضوا النبى أضاف

جيشالمسلمين- : 3

إلى : الخزرج ولواء ، حضير بن أسيد إلى األوس لواء دفع ألوية ثالثة النبى عقد

طالب أبى بن على إلى المهاجرين ولواء ، عبادة بن سعد إلى ويقال ، المنذر بن باب Yالح

. كى مكتوم أم بن الله عبد المدينة على استخلف عمير بن مصعب إلى ويقال

بالناس . يصلى

مائة فيهم ، رجل ألف رأسجيشقوامه على قوسه وتنكب فرسه النبى ركب

بن : بردة وفرسألبى النبى فرس فرسان إال الخيل من معهم يكن ولم دارع،

الحارثي . نيار

يأملون كانوا المسلمين ولكن ، والعتاد العدد فى الجيشين بين هائال الفارق كان

أمام . يسيران عبادة بن وسعد معاذ بن سعد وكان قبل من نصرهم كما ، الله نصر فى

الشمال . وعن اليمين والناسعن دارع منهما وكل لحمايته النبى

) ( ، موضع اسم بالشيخين كانوا إذا حتى ، أحد إلي الطريق فى المسلمون تقدم

: ، يهود من Yبى أ ابن حلفاء هؤالء له فقيل ، عنهم سأل ، أهلها يعرف ال بكتيبة النبى أبصر

على . : " الشرك بأهل تستنصروا ال قال القتال فى معه اليهود يشترك أن النبى رفض

Page 141: محمد في المدينة

عن " قتالهم يكون الحالة هذه وفى ، يقاتلوا ثم أوال يؤمنوا أن عليهم كان الشرك أهل

غنيمة . أو خاص مأرب أجل من ال ، وعقيدة إيمان

رفضأن النبى لكن يهود من بحلفائهم يستعينوا أن األنصار رأى اسحق ابن رواية وفى

: تعالى . : بقوله مذكرا ، فيهم لنا حاجة ال قال البداية منذ U "يشتركوا Yوا آمVن Vينoذx ال �هVا يV أ Vا ي

Uنoم VغUضVاء Uب ال oتVدV ب UدVق Uم� oت عVن مVا U وVد�وا t Vاال ب Vخ UمY Vك Yون لU Vأ ي V ال UمY oك دYون مIن tةV oطVان ب U xخoذYوا Vت ت V ال

YرV Uب كV أ UمYه YورYدYص YخUفoي ت وVمVا UمoهoاهVوUف

V عمران" ) : أ ( .118آل

دعوى . عليها أقام التى حجته كانت الناس بثلث أبى بن الله عبد انخزل هنا

وعصاني : .. أطاعهم المسلمين جيش إلي مؤثرة معنوية طعنة بها ووجه االنسحاب،

هاهنا . أنفسنا نقتل عالم ندري ما والله له رأى وال من الولدان وأطاع عصاني

الناس !! أيها

وهم المسلمين يخذلوا أال وأصحابه أبى ابن من حرام بن عمرو بن الله عبد طلب

: . ما تقاتلون أنكم نعلم لو قتال هناك يكون لن أنه أبى ابن رد وكان العدو يواجهون

إال . وأبو عمرو بن الله عبد على استعصوا قتال يكون أن نرى ال ولكنا ، أسلمناكم

! الله . : أعداء الله أبعدكم يتمتم وهو مهموما يعود أن إال بوسعه كان وما عنه اإلنصراف

عنكم . الله 171فسيغني

بعدم . نصح لقد لالندهاش يدعو ال لكنه ، للتساؤل يدعو قد أبى بن الله عبد موقف

- صراحة . - أعلن وأشرنا سبق كما معاذ بن سعد إن بل المدينة أهل وكبار هو الخروج

اعتبر : . ولقد الموت إلى سائرون إنهم الموت سوى له مقابل ال المدينة من الخروج أن

نتائجه يتحملوا أن اتخذوه الذين وعلي ، الصواب جانبه برأى ملزم غير نفسه أبى ابن

يتحملوا . أن الموقف صنعوا الذين وعلي ، نظره وجهه من ، كارثي الوضع وحدهم

الكارثة . نتائج وحدهم

بالنسبة الحياد وموقف ، قريشعداء وبين بينه يكن لم Yبى أ ابن أن جانب إلى هذا

. بعاث معركة فى قبل من حياديا موقفا اتخذ لقد كبير كسب فيه يكون ربما شخصيا له

البارزة الشخصية هو وكان ، القتال بعدم نصح أن بعد ، األوسوالخزرج بين دارت التى

أن على وأجمعوا الخرز صنعوا أن لدرجة ، الجميع احترام كسبت التى تقريبا الوحيدة

أسباب من سببا ذلك كان وربما ، ذلك له لتحقق النبى وجود ولوال ، ملكا يتوجوه

للنبي . عدائه

جـ 171 ، ص 2الطبرى ،60 .

Page 142: محمد في المدينة

يخدم قد ، المشركين من وأعدائه النبى بين الحياد على Yبى أ ابن وقوف ، إذن

عندها . القتال بدأ لو مؤكدة هزيمة رأية فى وهى ، المسلمين هزيمة حالة فى أغراضه

غزو قريشفى فكرت إذا أما ، وهيبته مكانته Yبى أ ابن ويستعيد محمد نفوذ يزول قد

من حلفائه بمساعدة أرضه عن الدفاع يستطيع الحالة هذه فى أبى ابن فإن ، المدينة

قوته بكامل وهو يواجه كي ، التحصينات وأحكم الرجال أعد قد يكون أن بعد ، اليهود

القتال . أنهكه جيشا

. حارثة : وبنى oيمة ل Vس بنى طائفتين فى الضعف روح سرت ، Yبى أ ابن انسحب عندما

قلوبهم . إلى نفذ اليقين نور من شعاعا لكن أتوا حيث من والعودة باالنسحاب هموا

" : تعالى. قوله فيهم ونزل Vالo فثبتوا Uقoت oل ل Vد oاعVقVم Vينo UمYؤUمoن ال YىءIوV Yب ت Vكo هUلV أ Uنoم VتUوVدVغ Uذo وVإ

. oه� الل وVعVلVى �هYمVا oي وVل Yه� وVالل V ال VشUفV ت Vن أ UمY مoنك oانV oفVت طxآئ هVمxت Uذ oيم� عVل مoيع� Vس Yه� وVالل

VونY UمYؤUمoن ال oلx VوVك Vت Uي : فVل عمران" ) ( . 122- 121آل

. يسلكوا أن أصحابه من النبى طلب المسير المسلمون واصل ، حال أية على

لهم عونا يكون الذى الموقع يختاروا أن قريشقبل مع المتعجل الصدام يجنبهم طريقا

. االختيار حسYن ما إذا أصحابها مع تقاتل األحوال أغلب فاألرضفى ، القتال فى

فى نفذ حتى ، أموالهم وبين حارثة بنى ة xرVح فى حارثة بنى أخو خثيمة أبو بهم نفذ

الضرير . المنافق أحس وعندما قيظي بن بع Uرoم يسمى البصر ضرير منافق لرجل أرض

كنت , . : إن ويقول التراب وجوههم فى يحثى غاضبا إليهم خرج أرضه فى بالمسلمين

وقال : ، يده فى تراب من حفنة أخذ ثم ، حائطي تدخل أن لك أحل ال فإني الله رسول

وجهك . بها لضربت محمد يا غيرك بها أصيب ال أنى أعلم أنى لو البعض 172والله حاول

األمر . – - صدور قبل أحدهم أسرع وقد إيذائه بعدم أمرهم ، نهاهم الرسول لكن ، قتله

بالقوسفشجه . فضربة

فى النبى به يسمح أو ليحدث ذلك كان وما ، خاصة ملكية على االعتداء تم لقد

ولم . ، ذلك الضرورة أملت عندما لكن حرمته له الخاص المال ألن ذلك ، عادية ظروف

استباحة تمت ، وسالمته أمنه على حفاظا يسلكه آخر طريق للجيشمن يكن

اعترضصاحبه . ولو حتى ، المحظور

. " " ، الشعب نزل حتى مسالكه اجتاز الفجر ضوء فى أحدا بلغ حتى النبي سار

العدو . مواجهة فى مباشرة وأصبح ، ظهورهم لحماية الجبل إلى وعسكره ظهره وجعل

ردهم . من بين كان القتال فى باالشتراك لهم يسمح ولم السن لصغر ، الصبية بعض xد Vر

جـ 172 ، هشام ص 3ابن ،9.

Page 143: محمد في المدينة

النجار بن مالك بنى أحد ثابت بن وزيد الخطاب بن عمر بن الله وعبد زيد بن أسامة

ابنا . وهما جندب بن مYرة Vوس خديج بن رافع أحاز لكنه حارثة بنى أحد عازب بن والبراء

الجسم قوى مYرة Vس وكان ، الرماية يجيد كان رافعا ألن ذلك ، سنة خمسعشرة

منه . أكبر هو من وربما سنه مثل فى هو من يصرع أن يستطيع

Uبة . ي VسY ن شعرت القتال ميدان إلى مرة ألول المسلمة المرأة خرجت ، Yحد أ وفى

حيث الميدان فى يكون وأن البد مكانها أن خزرجية امرأة وهى ، المازنية كعب بنت

. . أخريات نساء للخروج دفعها الذى الرئيسي السبب هو هذا يكن ولم وولداها زوجها

نسيبة . كانت بيوتهن فى بالبقاء رضين لكنهن ، النبي جيش فى وأوالد أزواج لهن كان

ما طبيعتها فى تجد ولم ، الثانية العقبة بيعة إلى رجال السبعين مع خرجتا امرأتين إحدي

المسلمون . يواجهه الذى كذلك الخطر موقفشديد عن تتخلف يجعلها

، القتال ميدان إلى وتوجهت ماء قربة مألت ، الصباح فى مبكرة نسيبة استيقظت

جانب . وإلى رمحا أو سيفا محاربا تناول قد ، جرح نزف توقف قد ، عطشانا تسقى قد

. سلكه الذى الطريق عن سألت سهام وجعبة وقوسا سيفا معها أخذت الماء قربة

بقليل . المعركة بدأت أن بعد الوصول فى صعوبة تجد ولم ، الجيش

المعركة – ميدان إلى وصلت ، الفكرة نفس راودتها ، سليم أم هى ، أخرى امرأة

. لها – عون خير وكانت ، نسيبة وصول بعد ماء قربة تحمل وهى

أرادوا إذا ، بتعليماته االلتزام من لهم البد أنه لهم أكد ، الرجال صفوف النبى سوxى

نأمره : حتى أحدكم يقاتلن ال عددهم أضعاف أربعة عن جنده عدد يزيد عدو على النصر

بقتال .

. وهو . Uر Vي ب Yج بن الله عبد عليهم Vرxأم الرماة من خمسين الجبل فى شعب على وضع

. . من . : يأتونا ال بالنبل ادفعهم عنا الخيل UضVح ان النبى له قال بيض بثياب يومئذ مYعUلoم

قبلك. . من Vين YؤUت ن ال مكانك فاثبت علينا أو لنا كانت إن خلفنا

فى بأدائه كلفوا الذى الدور أهمية إلدراكه وذلك ، قوله الرماة على النبى أكد

ومن . األمام من ويضربهم حولهم يلتف أن المشركين جيش استطاع لو المعركة

محقا المسلمون فيها يمحق وقد ، الله إال دافع من لها ليس التى الطامة تكون ، الخلف

قد. : " رأيتمونا فإن ، ظهورنا فاحموا هذه مصافكم على قوموا النبى لهم قال مهينا

يجسد . " قاطعا حاسما األمر كان تنصرونا فال نقتل رأيتمونا وإن تشركونا فال غنمنا

أسباب . من سببا وكانوا ، يطيعوا ولم استمعوا لألسف لكنهم والمخاطرة الخطر حجم

الكارثة .

Page 144: محمد في المدينة

العزي عبد بن طلحة أبى بن طلحة له فقيل ، المشركين لواء حامل عن النبى سأل

اللواء . : . يعطي بأن وأمر منهم بالوفاء أحق نحن النبى قال قصى بن الدار عبد بنى من

. طالب أبى بن على مع اللواء وكان ، الدار عبد بنى من أيضا وهو عمير بن مصعب إلى

النبى . يدى بين به وتقدم اللواء مصعب حمل

: ، الشهادة أو النصر القتال فى االستبسال على يحضهم ، يحمسجنده النبى أخذ

قال . ؟ بحقه السيف هذا يأخذ من الله جنة فى خلود هو إنما ، يموتون ال والشهداء

. : . تسابق بحقه السيف هذا يأخذ من قال وثانية السيف هز سيفمشهر وبيده النبى،

إليه . تقدم حتى عنهم أمسكه ، الله رسول بسيف القتال شرف يبتغي كل الرجال إليه

لهم المشهور المغاوير من بطال كان وقد ، ساعدة بنى أخو ة Vش VرVخ بن سoماك دجانة أبو

العدو : : به تضرب أن النبى أجاب ؟ الله رسول يا حقه وما سأل ، الوغي ساحة فى

. النبى . : أعطاه الله رسول يا بحقه آخذه أنا الواثق بصوت دجانة أبو قال ينحني حتى

وعده . وتحقيق أمانته حمل يستطيع من السيف أخذ قد أن يعلم كان السيف،

– – ، كانت إذا ، الحرب عند يختال شجاعا رجال إسحق ابن يحكي كما دجانه أبو كان

السيف . أخذ فلما سيقاتل أنه الناس علم بها فاعتصب حمراء له بعصابة أعلم إذا وكان

. وحين الصفين بين يتبختر جعل ثم ، رأسه بها فعصب تلك عصابته أخرج ، النبى يد من

إال : الله يبغضها لمشية إنها قال ، عادته هى كما ، مختاال يتبختر وهو دجانة أبا النبى رأى

الموطن ". هذا مثل 173فى

، أغمادها من Yزعت ن أن بعد السيوف لمعت وقد ، مواجهة فى الجيشان أصبح

يبلغ . بدر فى لقتاله الثأر يريد فريق للقتال المسلمون وتحفز ، قريش خيل وصهلت

عكرمة ميسرتها وعلى الوليد بن خالد ميمنتها فرسعلى مائتا معهم آالف ثالثة عدده

األرض شرف وعن الله دين عن يدافعون السبعمائة يبلغ يكاد ال وفريق ، جهل أبى ابن

. عليها يعيشون التى

القتــال- : 4

بن . عمرو عبد عامر أبو قريش صفوف من القتال بدأ من أول كان الناس التقى

- أن – بعد ، للنبى ومباعدا مغاضبا المدينة من خرج قد قبل من ذكرنا كما وكان صيفي،

ويقال . ، األوس من غالما خمسون قريشومعه إلى انضم بدعوته إيمانه عدم أعلن

جـ 173 ، هشام ص 3ابن ،11.

Page 145: محمد في المدينة

. ، أحد منهم عليه اختلف ما قومه لقى لو أنه قريشا يعد كان عشر خمسة كانوا

محمد . عن ويتخلون جانبه سيأخذون

نادي . واألحابيش مكة أهل وعبدان أتباعه ومعه الجيشين بين ما عامر أبو تقدم

!! إليه، : لهفة فى سيجرون قومه أن تصور عامر أبو أنا ، األوس معشر يا مoع UسY ي بصوت

بك : الله أنعم ال تتعالى بأصوات فوجئ لكنه ، يديه بين وهم به يأمرهم بما ويقومون

. الحجارة !! من سيل ومعها كالسهام وانطلقت ، كالرعد الكلمات دوت فاسق يا عينا

لقد " " : " يقول وهو عقبيه على فدار ، قسوته الفاسق يتحمل لم الذى القتال وبدأ

شر ". بعدى من قومي 174أصاب

قد : : إنكم ، الدار عبد بنى يا ومحفزا موبخا قال اللواء حملة من سفيان أبو اقترب

يستطيع . لمن اللواء عن يتخلوا أن منهم طلب رأيتم قد ما فأصابنا بدر يوم لواءنا وليتم

زالوا : , . زالت إذا راياتهم قبل الناسمن يؤتي إنما قدره مسئولية تحمل

تمسكهم . ازداد اللواء تسليم الدار عبد بنو رفض ، سفيان أبى تحريضوتوبيخ نجح

التقينا : : إذا غدا ستعلم لواءنا إليك نسلم نحن استنكار فى قالوا ، به

نصنع . كيف

فى . صاح ، اللواء صاحب ، عثمان بن طلحة خرج بالوعد الدار عبد بنو xوبر

: ، النار إلى بسيوفكم يعجلنا الله أن تزعمون إنكم ، محمد أصحاب معشر يا المسلمين

يعجلني أو الجنة إلى بسيفي الله يعجله منكم أحد فهل ، الجنة إلى بسيوفنا ويعجلكم

! النار؟ إلى بسيفه

ضرب . . أحد له يصمد ال على� كان ، الضربات تبادال طالب أبى بن على إليه قام

الله . . : أنشدك صاح عورته انكشفت سقط رجليه أحد أطارت فاصلة ضربة طلحة

فيما ! . . . على� سYئل معه والمسلمون النبى xر كب يقتله لم على تركه عم بن يا والرحم

عورته: . : انكشفت حين ناشدني عمى ابن إن أجاب عليه تجهز أن منعك الذى ما بعد

منه . فاستحييت

بين . من الفرسان أحد تقدم أحد يخطئها ال شخصية من واضحا التحدي ظهر

بكر : !! أبى أبناء أكبر الكعبة عبد كان مقاتل من هل ، عتيق ابن أنا صاح ، العدو صفوف

اإلسالم . اعتناق رفض الذى بكر أبى أسرة من الوحيد وهو ، لعائشة الشقيق واألخ

جـ 174 ، هشام ص 3ابن ،12.

Page 146: محمد في المدينة

ضع . . : النبى منعه ولده لمالقاة للخروج استعد سيفه واستل قوسه بكر أبو ألقى

إليك . . حاجة فى نحن مكانك إلى عد غمدك فى بكر. 175سيفك أبى باستطاعة كان ما

النبى . أمر يخالف أن

عتبة، . . بنت هند رأسهن وعلى قريش، نساء خرجت الوطيس حمى الناس التحم

وينشدن : بالدفوف يضربن ، متعطرات متزينات

بناتطارق نعانـق نحن تقبلوا إن

النمـارق نفـارق ونبسط تدبروا أو

وامiق غير فراق

فى الوسائد نمد أى ، النمارق نفرش النصر حالة فى ، وإغراء ترغيب الكلمات فى

الهزيمة . أى ، الفرار حالة فى أما الرجال لفحولة مكافأة والعناق الحب لحظة انتظار

المتعطرات . الحسناوات من عطاء فال شوق أو حب لقاء هناك يكون فلن ، واالنكسار

المنكسرين . ار xرYالف فى منهن رغبة وال ، للمنهزمين

وتحفيز : وغناء وتشجيع ، الدفوف ضرب القتال أثناء قريش نساء فعلته ما هذا

مقدمة . إلى الصفوف مؤخرة من كالجنيات يزحفن كن واالنتقام للثأر ودعوة ، وإغراء

القتال. . إلى دفعا ويدفعنه به يحطن كن رجل تثاقل وكلما الصفوف

فى وصويحباتها هند دور من جدية أكثر بدور فقمن المسلمين جيش فى النساء أما

بمساعدة . . صمت فى يقمن كن إغراء أو دفوف أو غناء هناك يكن لم المشركين جيش

.. رأس على القتال فى واشتركت سيفا فاستلت مبلغه الحماس بإحداهن وبلغ المقاتلين

يحملن ، ملحان بنت سليم وأم ، المؤمنين أم وعائشة ، النبى ابنة فاطمة كانت ، النساء

خمينة فعلت وكذلك ، ويداوينهم ، الجرحي ويسقين ، ظهورهن على والشراب الطعام

مع وقاتلت سيفا استلت التى فهى ، كعب بنت نسيبة ، عمارة أم أما ، جحش بنت

نسيبة . حجزت المسلمين مقاتلة على اإلعياء عالمات بدت عندما كالرجال المسلمين

، بقوسها المشركين ورمت ، بسيفها الرسول عن تذب وأخذت ، وسطها على ثوبها

اإلسالم . مفاخر من مفخرة جهادها وكان ، العرب نساء بين يندر tبالء أحد يوم وأبلت

بسيف . طعنة أو برمح طعنة بين ما ، جرحا عشر اثنى جرحت أنها البعض 176وذكر

اللواء – – . حمل المشركين لواء صاحب طلحة أبى بن طلحة أسلفنا كما على قتل

العرب . أبطال وبطل الله أسد ، المطلب عبد بن حمزة تلقاه طلحة أبى بن عثمان بعده

أبو . اللواء بحمل أسرع عليه قضى ثم ، وكتفه يده فقطع كاهله على بالسيف ضربة ،

175 Lings, p. 184 .176 . ص ، سالم العزيز عبد السيد . 368د

Page 147: محمد في المدينة

فأدلع . حنجرته أصاب بسهم رماه ، وقاص أبى بن سعد يمهله فلم طلحة أبى بن سعد

فرماه - – طلحة بن مسافع حمله ثم ، فقتله ، الكلب إدالع سعد ابن يقول كما لسانه

ثابت بن عاصم فرماه طلحة أبى بن طلحة بن الحارث حمله ثم ، فقتله ثابت بن عاصم

حمله ثم ، العوام بن الزبير فقتله طلحة أبى بن طلحة بن كالب حمله ثم ، فقتله

حبيل Vر Yش بن أرطأة حمله ثم ، الله عبيد بن طلحة فقتله طلحة أبى بن طلحة الجYالسبن

طالب أبى بن على من 177فقتله غالم حمله إلى اضطر حتى اللواء حملة قتل وتوالى ،

أيضا . هو قتله وتم غلمانهم

، ثابت بن عاصم هو قاتله أن علمت أن بعد ، طلحة بن مYسافع بنت سالفة أقسمت

. . خمرا فيه تشرب أن رأسعاصم من الله أمكنها إن نذرت ولدها ثأر أبدا تنسى ال أن

قريش صفوف يفرقون ، عاصفا إنطالقا والزبير دجانة وأبو وعلى� حمزة انطلق

. . . كانت عتبة بنت هند يقتل أن دجانة أبو كاد أحد لهم صمد ما أبطالها رقاب ويحزون

. حمل . دجانة أبو إليها اتجه هوسمحموم فى حميتهم وتثير ، القتال على الرجال تشجع

. . . . كان يمسها أن دون سيفه سحب امرأة أنها أدرك UلتVوU ول رأسها مفرق على سيفه

امرأة : . به أضرب أن ، وسلم عليه الله صلى ، الله رسول سيف أكرمت النبيل منطقه

هند سلوك فى المتناهية الخسة مع مطلقا تناقضا يتناقض المتسامي النبل هذا

وأراح لقتلها الغيب قلب فى المسطور دجانة أبو أدرك ولو ، حمزة مقتل بعد وزوجها

. . نتمني . : عكسما حدث وما لو نقول وشرورها آثامها من والشهداء المقاتلين

. ، االضطراب توالهم قريشوفرسانها مقاتلي رقاب فى المسلمين سيوف عملت

وعويلهن . النساء سYمعتصرخات القتال وعنف المقاومة شده من يتوقعوه لم لما

. بعير على معهم حملوه الذى قريش صنم سقط والعار المهانة مخافة وولولتهن

على . المؤمنة القلة كأن بدا إسرائيل لبنى المحارب اإلله وكأنه ، وسطهم وجعلوه

المشركة . بالكثرة الهزيمة توقع أن وشك

لينجز حمزة : Lingsويصف المبدع بأسلوب المعركة بداية فى المسلمين بطولة

كانوا .. واألنصار المهاجرين من وآخرون والزبير دجانة وأبو تميزه التى النعامة وريشة

مقاومتهم . . . . أحد باستطاعه ليس كأنه وبدا أمت UتoمV أ الحرب لصيحة حيا تجسيدا

، الصفراء الزبير وعمامة ، الحمراء دجانة أبى وعمامة ، البيضاء على� ريشة كانت

وبالكاد ، خلفها من للصفوف القوة تمنح نصر كأعالم تنتشر ، الخضراء حباب وعمامة

الجيش مقدمة فى يقاتل كان الذى حنظلة سيف من ينجو أن سفيان أبو استطاع

جـ 177 ، سعد ص 2ابن ،41 .

Page 148: محمد في المدينة

ليث " من رجل اندفع عندما بسيفه سفيان أبى هامة يشق أن وشك على كان ، وقلبه

قتله" ثم ، أرضا فأسقطه حنظلة جسد فى وغرسحربته ، األجناب أحد من

ثانية . 178بطعنة

المسلمين- 5 وهزيمة حمزة : مقتل

ورواياتهم آرائهم من قرأناه ما أدق بأسلوب أو ، السيرة وكتاب المؤرخون يجمع

المعركة بداية فى انتصروا قد المسلمين أن على ، ومجلدات كتب من أيدينا بين فيما

. الفرار فى بالفعل وبدأوا انهزموا قد المشركين وأن كاسحا انتصارا

ومكرا tدهاء إال يكن لم وفرارا انهزاما بدا ما وأن ، كذلك يكن لم األمر أن ونرى

عنف. واضحا وبدا المسلمين مقاومة اشتدت عندما ، سفيان أبا نتصور وخديعة

العاص بن عمرو أمثال من قادته دهاة مع خاطفة سرعة فى تشاور وقد استبسالهم،

مع تتواءم خطة ووضعوا ، أمية بن وصفوان جهل أبى بن وعكرمة الوليد بن وخالد

بالهزيمة . التظاهر ، التقهقر على جوهرها فى الخطة تقوم المعركة فى األمور مجريات

عن ويبتعدوا صفوفهم فتتخلخل روية دون وراءهم المسلمون يندفع وبذلك ، واالنسحاب

ومحاصرتهم . حولهم االلتفاف يمكن وبذلك ، ظهورهم يحمون الذين الرماة وعن الجبل

تعالت وقد ، مهللين مكبرين ، xة وoي Vر غير فى اندفعوا ، بالفعل المسلمون وخYدoع

أحد : . . شعار الصيحة كانت أمت ، UتoمV أ صيحاتهم

القتال . فى يشترك لم حربة يده فى حبشى عبد يكمن كان ، الصخور إحدي خلف

مهمة . له كانت ينتصر بمن أو ينهزم بمن ليكترث يكن ولم ، تهمه تكن لم فالمعركة

حمزة . . سوى له هدف ال األداء فى نجح لو مقدما ثمنها يعرف ، محددة

ليس بالتأكيد هو ، وينازله المطلب عبد بن حمزة يواجه أن أبدا العبد فكر ما

سادات . من واجهه ومن ، أحد له يصمد ال حمزة أن واعيا إدراكا يدرك كان بمجنون

من . تصيب كانت وسيفه حمزة وجه إلى نظرة الموت يديه على ذاق قريشوكبرائها

عدم . إلى وجوده ويحول خاطف لمح فى السيف عليه يهوى أن قبل باالنهيار، يواجهه

ينتظر . هو كامن النافذتين بعينيه حمزة يتابع الصخرة خلف الحبشى العبد كان

أو . . مقاتال فارسا يكون أن عبد من يتوقع ال والمواجهة الخروج يستطيع كان ما الفرصة

العبيد . . خلق عن يكون ما أبعد هذا نبيال محاربا

178 Lings, p. 182.

Page 149: محمد في المدينة

– – . الجمل مثل بعد فيما وصفه كما الناس عYرUض فى حمزة رأى الفرصة حانت

. ) كان ) شئ له يقوم ما t هدا بسيفه الناس يهد والسواد الغبرة بين لونه الذى األورق

حمزة . – من اقترب حربته مرمي فى ويكون مكمنة من حمزة يدنو كى ينتظر العبد

إلى – : هلم صاح حمزة رآه فلما ، العزي عبد بن باع Vس المحتوم قدره إلى يسعي وكأنه

. . جسده عن رأسه فصلت ضربة حمزة إليه ووجه البذور مقطعة ابن يا

لحظة . حانت يموت أو أمامه من يفر يواجهه من كل ، هادرا ثائرا حمزة تقدم

إذا . حتى الحرية العبد هز حربته مجال وفى العبد بصر مرمي على مكشوفا فيها أصبح

xة . . Yن ث فى الحربة وقعت يخطئ قلما ، الحبشة قذف يقذف كان دفعها عنها رضى

. . ، نحوه اتجه العبد لمح رجليه بين من خرجت حتى ، والعانة السرة بين ما أى ، حمزة

إلى . : تنحيت ثم حربتى فأخذت جئت مات إذا حتى وأمهلته العبد يقول فوقع غYلoب لكنه

غيره . حاجة بشئ لى يكن ولم ، 179العسكر

. ، العرب قريشوفرسان أبطال ذلك فعل على يقدر لم شهيدا الله أسد سقط

. قدر ، الغدر لحظة حانت عندما ، دمه فى الوضاعة تجرى عبدا لكن

على غدرا حمزة قتل إلى اإلسالم وأعداء المستشرقين من المتعصبون يشير وال

قتل النبى ألن ضجيجا الدنيا ويمألون أصواتهم يرفعون أنهم رغم ، حبشى عبد يد

. يذكر وال بدر قبل ، االمتهان حد إلى ، مكة فى وآذياه بدر فى قاتاله أسيرين

المؤمنين من أتباعه نفوس وتسامي قدره وعظمة اإلسالم جالل أيضا، ، المستشرقون

فى نذر قد كان أنه رغم ، حمزة قاتل عن العفو تم عندما وصفحه الرسول ونبل ، حقا

وعندما . ، صفح هدأ عندما لكنه قدره وجالل بمكانته يليق ثأرا لعمه يثأر أن حزنة ثورة

. عفا قدر

فى – – موقفه عن يتحدث وهو الغدر أعتقه الذى العبد كلمات إلى ولنستمع

رسول . : افتتح إذا حتى أقمت ثم ، أعتقت مكة قدمت لما وحشى يقول النبى مواجهة

وفد خرج فلما ، بها فمكثت ، الطائف إلى هربت مكة ، وسلم عليه الله صلى ، الله

أو اليمن أو بالشام ألحق فقلت ، المذاهب xعلى xت تعي ليسلموا الله رسول إلى الطائف

يقتل : !! ما والله إنه ويحك رجل لى قال إذ همIي من ذلك لفى إنى فوالله ، البالد ببعض

الحق . شهادة وتشهد دينه فى الناسدخل من أحدا

) بشهادة : ) أتشهد رأسه على قائما بى إال النبى أى عUه Yير فلم حكايته حبشى يواصل

ورغم . . . الله رسول محمدا وأن الله إال إله ال أن شهادة أنقذته وحشى نجا هكذا الحق

جـ 179 ، ص 2الطبرى ،66.

Page 150: محمد في المدينة

– - بشاعة . من ينج لم الصفح رغم الغادر العبد لكن عنه الصفح تم ، الجرم بشاعة

كان . . ما قتلته حتى ، ينسى أن يحاول وكأنه ، عبا الخمر يعب ظل بالغدر اإلحساس

. عمر الفاروق قال هكذا ، حمزة قاتل ليدع الله

أن فظنوا جيشقريش، بتقهقر المسلمون VذoخY أ وقد ، القتال ميدان إلى نعود

لضعاف . فرصة كانت فيه الشك أصبح قد هم نصرهم وأن ، انهزموا قد المشركين

أجل من ال ، والسلب الغنيمة أجل من أساسا خرجوا ولمن المسلمين النفوسمن

تصل . ما ويأخذون العسكر ينتهبون وأخذوا سيوفهم أغمدوا واألرض العقيدة عن الدفاع

وقاص .. أبى بن وسعد والزبير وعلى� دجانة ألبى القتال تركوا غنائم من أيديهم إليه

المسلمين .. جيش النفوسفى ضعاف أعناق الطمع لوى األنصار مقاتلة من واألبطال

القتال . . وتركوا ، وينتهبون يجمعون فمالوا ظهورهم وأحنى

حدث . – مهما أماكنهم يتركوا أال النبى أمرهم راميا خمسون الرماة لعاب سال

. ، انتهت قد المعركة أن إليهم وخيل ينتهب الكل رأوا هزيمة أو كان نصرا ، للمسلمين

أنفسهم هم يكونون وال يرون من يغنم وكيف ، الناهبين مع النهب فى يشتركون ال Vمo فVل

تركوا ، تحركوا ثم ، فاهتزوا لهم ووسوس الطمع شيطان تملكهم ؟ الغانمين مع

أميرهم . حاول النفوس صغار إال تهواه ال الذى الدنيوى الحطام لجمع أسرعوا ، أماكنهم

وانطلقوا . . عصوه أطاعوه ما ، يستطع فلم ، انفالتهم على يسيطر أن جبير بن الله عبد

انكشف . . الوليد بن خالد ينتظرها كان التى اللحظة حانت الكارثة حلت هنا

تبقى . . من على بفرسانه شد ظهورهم يحمي من هناك يعد لم الخلف من المسلمون

صاح . . جهل أبى بن عكرمة الهجوم فى تبعه الله عبد أميرهم وقتل فأجالهم الرماة من

.. قد المسلمين حصار أن سفيان أبو أدرك الصيحة ومع المنتصر قريشصيحة فرسان

ولم . . - - كبيرا قبل من ذكرنا كما العدد كان ورجاله هو استدار يده متناول فى أصبح

العشرين . عن يزيد ما منهم قتل قد يكن

! : ياللعزى .. القرشية النصر صيحات أذهلتهم جانب كل من المسلمون حوصر

. الخبال ! . يشبه بما أغلبهم أصيب المسلمون يتحملها أن من أكبر الصدمة كانت يالهبل

. . سيوف كانت جديد من والقتال السيف استالل البعض حاول الفرار البعض حاول

. . فقدان حد إلى الفزع وساد المسلمين على العجز سيطر رقابهم إلى قريشأسرع

. بعض . . سيوف وحصدت العدو قتال من بدال البعض بعضهم قاتل الواعي اإلدراك

على . فحمله ، عمير بن مصعب اللواء حامل Vلo قYت المسلمين بعض أرواح المسلمين

طالب . أبى ابن

Page 151: محمد في المدينة

مصعب مقتل بعد اللواء أخذ الذى أن ، التراث كتب فى ، الخرافات كتبة ويدعي

تقاتل . ولم يومئذ حضرت المالئكة أن ويضيفون ، مصعب صورة فى ملكا 180كان

! ؟ الهزل هذا من لالشمئزاز إثارة أكثر هزل هناك هل

. مصادره " " . عن نقال سعد ابن يقوله ما هذا تقاتل ولم أحد يوم حضرت المالئكة

" " به ويأخذون الرخيص الكالم هذا يقرأون المسلمين علماء و السنون مئات وتمر

ربما . - ، جبنا ربما ، خوفا ربما يسأل أو يتساءل أن منهم أى يجرؤ لم عنه وينقلون

وما – ؟ تقاتل ولم المالئكة حضرت لماذا الكلمة مسئولية تحمل من هربا ربما ، جهال

لتتفرج حضرت هل ؟ له خطر وال قيمة ال حضور وهو الحالة هذه فى المالئكة أهمية

األمر وكأن سالم فى تنصرف ثم المسلمين لجيش المهينة الهزيمة على

؟ شئ فى يهمها ال

وعلى – - التراث كتبة يدعي كما باآلالف بدر يوم هبطت التى المالئكة عن ماذا ثم

: ، كالبرق تلمع سيوف وبأيديها ، وخضر بيضوحمر األلوان كل من عمائم رؤوسها

أحد : يوم مالئكة هل ؟ وميكائيل وإسرافيل جبرائيل المالئكة كبار من ثالثة يقودها

لنا يوضح لم فلماذا ، كذلك األمر كان إذا بدر؟ يوم مالئكة عن كليا اختالفا يختلفون

؟ النوعين بين الفرق التراث كتبة جهابذة

أن – – ، عنهم أخذ الذين هؤالء أو سعد ابن عرف كيف الكلمة لتكرار ومعذرة ثم

. حالة فى يكونوا لم ربما جانبا القتال فى اشتراكهم أمر لننحي ؟ حضرت قد المالئكة

. تزويدهم . يتم لم ربما أو األوامر لهم تصدر لم ربما أو بالقتال لهم تسمح مزاجية

والسيوف . بالعمائم

المالئكة أن يثبتوا كى ، عنهم نقل ومن ، سعد ابن يقدمه الذى الدليل هو ما

؟ يقولون ما بصدق القارئ إقناع يتم كى حضرت،

من قطيع على يقصون أو يكتبون وكأنهم ، برهان وال حجة ال ، دليل وال إثبات ال

. األيام مستقبل فى كالمهم سيقرأون من أن تصوروا وربما شيئا تفقه ال التى الخراف

مناقشته . على الجرأة أنفسهم فى يجدوا لن

حمل ، المسلمين لواء حامل قتل عندما أنه سعد ابن يدعى أن ، ذلك من األدهي

لم !! لماذا ، اللواء بحمل تكرم الذى الملك هذا مصعب صورة فى ملك منه بدال اللواء

على إال منها الخروج يستطع لم حفرة فى مصاب وهو سقط عندما النبى بحمل يتكرم

جـ 180 ، سعد ص 2ابن ،42 .

Page 152: محمد في المدينة

واألكرم األشرف من يكن ألم ؟ طالب أبى بن على وبمساعدة الله عبيد بن طلحة ظهر

؟ اللواء بحمل يكتفي أن من بدال الحفرة من ويخرجه النبى يحمل أن الملك لهذا واألنبل

أن ، اإلنسان به الله كرم الذى ، بالعقل واالستهانة الفكر امتهان فى كارثية األكثر

حضر – – جبريل أن أى ، هناك كان أيضا هو جبريل أن مصادره عن نقال الطبرى يدعي

المعركة .

: Iيo oعVل ل فقال ، قريش مشركي من جماعة أبصر الله رسول إن الطبرى يقول

بن عامر بنى أحد مالك بن شيبة وقتل ، جماعتهم ففرق عليهم فحمل ، عليهم احمل

وأنا : : منى إنه الله رسول فقال ، VلUمواساة ل هذه إن ، الله رسول يا جبريل فقال ، لؤى

منكما : . وأنا جبريل فقال ، 181منه

: والسؤال . شيئا ذلك على يزد ولم ، النبى مع وتحدث المعركة حضر إذن ، جبريل

الهزيمة يشاهد كى ذلك بعد يقف و ، منكما أنا للنبى يقول أن لمجرد هل حضر؟ لماذا

- يقول كما بدر يوم هبط الذى جبريل هو هذا هل ؟ بالمسلمين حلت التي المهينة

وقاتل – مشهر، سيف وبيده جوادا يمتطي وهو ، المالئكة من ألف رأس على اإلخباريون

. بدر فى فعلوه وما السماوية وجنودهما وإسرافيل ميكائيل إلى نشير لن ؟ المشركين

بجبريل . . الطبرى اكتفى أحد فى لهما ذكر فال

التى الحفرة فى الوقوع ويجنبه النبى بيد يأخذ لم فلماذا ، حضر قد جبريل كان وإذا

؟ دمه وأسالت ووجهه رأسه أصابت التى الضربات عنه يدفع لم ولماذا ، فيها سقط

- التراث – كتبة لنا يصفها التى الستمائة أجنحته من واحد جناح طرف ولو ينشر لم لماذا

؟ المشركين أذى يقيه كى النبى حول

" يهلوس . " " " كما ، جبريل هناك يكن لم أحد فى ألنه هذا من شيئا جبريل يفعل لم

عن . دفاعا وقاتلت سيفا أمسكت ، األنصار من امرأة كانت فعلت التى اإلخباريون

النادرة . القلة باستثناء حوله من الجمع فر وقد النبي،

سوي شئ يهمه وال ، شئ على يلوى ال المعركة من فر عفان بن عثمان حتى

. ، توقف قد القتال أن تأكد عندما ظهر وبعدها ، كاملة أيام ثالثة اختفى بنفسه النجاة

. قتيال . عثمان يموت أن القدر غرائب ومن يقتل لن أنه أى ، حياته على خطورة ال وأنه

المنبعجون " " يتشنج ال كى ووضوح بصراحة هذا نقول عندنا ليسمن الكالم هذا

أحد " " عن الئقة غير كلمة يكتب من كل بتكفير تحكم التى الفتاوى وأصحاب تعاليا

زال . أن إلى واختفائه عثمان بفرار قال الذى المقربين غير أو المقربين الصحابة

جـ 181 ، ص 2الطبرى ،65.

Page 153: محمد في المدينة

الناس " " : كان وقد جعفر أبو قال ، الطبرى حديثه أورد الذى جعفر أبو هو الخطر،

عثمان .. بن وسعد ، عثمان بن وعقبة عفان بن عثمان وفر الله رسول عن انهزموا

) ( ) رجعوا) ثم ثالثا به فأقاموا ، المدينة بناحية جبال الجعUلVب بلغوا حتى األنصار من رجالن

الله . رسول 182إلى

، ويتشنجوا يصرخوا أن المتفيقهون المتعالمون أراد فإذا ، التراث كتب كالم هذا

يجرؤون !! كانوا لو ، التراث كتب فى جاء ما ضد وليتظاهروا وليتشنجوا فليصرخوا

: ، العشرات قتل األفاعيل المشركون بهم وفعل وانهزموا المسلمون انكشف

. الفرار استطاع من كل وفر ، المئات وجرح

ابن .. إليه وصل النبى على المباشر للهجوم سانحة فرصتهم المشركون وجد

أنفه فكسر بحجر فرماه ، كنانة بن مناه عبد بن الحارث بني أحد الحارثى قميئة

) ( ) جYرoحت ) oمVت Yل وك ، وجهه في وشجه ، الفم مقدمة فى األربعة أسنانه إحدي Yه Vت ي oاعV ب Yور

شفته .

ابن : عتبة إن يقول العصيب اليوم ذلك فى للنبى حدث ما تفاصيل هشام ابن يروى

السفلى، شفته وجرح السفلى اليمني رباعيته فكسر يومئذ الله رسول وقاصرمى أبى

فدخلت ، وجنته جرح قoمVئة ابن وأن ، جبهته فى شجه هUرoى الز� شهاب بن الله عبد وأن

المغفر حلق من عمل 183حلقتان التى الحفر من حفرة فى الله رسول ووقع ، وجنته فى

. ، النبى بيد طالب أبى بن علي فأخذ يعلمون ال وهم المسلمون فيها ليقع عامر أبو

. . النبى وجه عن الدم سنان بن مالك xومص قائما استوى حتى الله عبيد بن طلحة ورفعه

نزع ثم ، ثنيته فسقطت النبى وجه من الحلقتين إحدي الجراح بن عبيدة أبو ونزع

أسنانه . مقدمة فى الثنيتين ساقط فكان ، األخرى ثنيته فسقطت 184األخرى

خضxبوا : قوم يفلح كيف يقول وهو يمسحه أخذ ، النبى وجه على الدم سال عندما

تعالى : " قوله ونزل ربهم إلى يدعوهم وهو نبيهم وU وجهV أ يUء� Vش oرUم

V األ Vنoم VكV ل VسU Vي ل

VونYمo ظVال UمYهx oن فVإ UمYهV YعVذxب ي UوV أ UمoهU Vي عVل VوبY Vت عمران" ) : ي ( . 128آل

يشري . : رجYل UنVم القوم وغشيه به أحيط وقد النبى صاح الخطر وزاد البالء اشتد

. من . دجانة أبو وجعل جميعا قتلوا حتى دونه فقاتلوا األنصار من خمسة قام نفسه لنا

يتزحزح . ال وهو ، يسيل ودمه ظهره فى يقع النبل كان النبال وقع النبى يقي درعا نفسه

جـ 182 ، ص 2الطبرى ،69.وجهه . 183 على المحارب يلقيه حلق ذو بالدرع شبيهجـ 184 ، هشام ص 3ابن ،27-28.

Page 154: محمد في المدينة

وهو . يشجعه والنبى ، النبى وقاصدون أبى بن سعد ورمي النبى عن دفاعا موقعه عن

وأمي : . أبى فداك ارم يقول ، النبل يناوله

عندما – – . النبى عن دفاعا بالقتال المازنية كعب بنت Vة Uب ي VسY ن عمارة أم قامت

. بالفرار والذوا الرجال أغلب تفرق أن بعد ومهين موقفخطر قلب فى نفسها وجدت

بحد النبى تحمي ، القتال وباشرت سيفا استلت ، ماء فيه سقاء من يديها فى بما ألقت

قد بما عابئة غير ، العدو لضربات األنثوى جسدها معرضة ، النبل وبرمي السيف

سوى . ، الرهيب الدموى اللقاء هذا فى وأسمي أكبر هدف من لها كان ما أنه بدا يصيبها

وواجهت : األبطال كما قاتلت أنها على كلها الدنيا Yشهد ت وتستشهد هد UشV وت هد UشY ت أن

هد .. UشV وت الدين بهذا الوحي عليه نزل الذى الرجل وعن دينها عن دفاعا الرجال صناديد

األكبر .. أملها أما الحياة على حرصا الجبل فى واختبائهم وهروبهم ، الكبار بعض هزيمة

منصوبة ، الهامة مرفوعة وهى االستشهاد فى الرغبة كانت فقد وجائزتها مرادها وغاية

. األخير الرمق حتى الله سبيل فى تقاتل ، العود

، دجانة أبى وفروسية نبل فى هو من آالف الثالثة المشركين صفوف فى يكن لم

رغم . ، امرأة بدم النبى سيف يلوث أن t رافضا عتبة بنت رأسهند عن السيف رفع الذى

أبى . نعل شسع يساوى من حتى أو ، دجانة أبو بينهم يكن لم تفعله كانت ما خطورة

سيوفهم إليها وجهوا ، امرأة بكونها يكترثوا لم ، عمارة أم يرحموا لم لذلك ، دجانة

. بها حل بما عابئة غير وهى ، دمها وسال الجراح إليها خلصت حتى ، وحرابهم وسهامهم

اإلسالمي . التاريخ فى الجهاد مفاخر من مفخرة وصمودها عمارة أم قتال ويعتبر

؟ : محمد أين صارخا ، كالعاصفة اندفع وقد ، الليثي قميئة ابن عمارة أم واجهت

ذراع . : بطولى استبسال فى واجهته عمارة أم اعترضته نجا إن نجوت فال ، عليه دلوني

األسرع . – – هو عمارة أم قالت كما ، الله أقمأه قميئة ابن كان بسيف وسيف ، بذراع

. . شق يهلكها أن الممكن من كان عميقا كبيرا جرحا عاتقها فى أحدث الطعنه توجيه فى

اللحظة . . تلك حتى المسلمين لواء وكان عمير بن مصعب اعترضه النبى نحو طريقه

وجه . . مالح من الشبه قريبة كانت مصعب وجه مالمح أن ويبدو قميئة ابن فقتله معه

!!! : t محمدا قتلت صوته بأعلى صاح ، مصعبا قتل أن بعد قميئة ابن ألن ذلك ، النبى

أتباع : من تبقى من وبين ، المشركين جيش فى األصوات تناقلتها الصيحة انتشرت

محمد : !! قYتل النبى

بعضرجال فى ، عبيدالله بن وطلحة ، الخطاب بن وعمر ، الصديق بكر أبو جلس

، قريش ضربات عن بعيدا ، الجبل جانب فى الصخور فوق ، واألنصار المهاجرين من

Page 155: محمد في المدينة

: . أنتم لماذا أى ؟ يجلسكم ما xضUر الن بن أنس فيهم صاح سالح من بأيديهم ما ألقوا وقد

القاطع : . : رده وكان الله رسول oل قYت أجابوه ؟ المنهزم عجز فى ، جلوسهكذا إذن

مات !! . ما على فموتوا قوموا بعد بالحياة تصنعون ماذا فموتوا قوموا

عليه.

وجدوا وقد ، به آمن ما سبيل فى قتل حتى ، وقاتل العدو على بنفسه أنس ورمي

فقط أخته ، عليه يتعرف أن أحد استطاع وما ، ضربة سبعين من أكثر يومئذ جسدة فى

ببنانه . 185عرفته

مختصر فى كثير جاء ابن فشجxه تفسير بالفعل النبى ضرب قد قميئة ابن أن

قد : . كان وإنما V محمدا قتلت لهم فقال المشركين إلى قميئة ابن ورجع ، رأسه فى

أن واعتقدوا ، الناس كثيرمن قلوب فى ذلك فوقع ، رأسه فى فشجه الله رسول ضرب

ففى .. ، القتال عن وتأخر ووهن ضعف فحصل ذلك عليه وجوزوا قتل قد الله رسول

تعالى : " الله أنزل وU ذلكV أ Vاتxم oن فVإ

V أ Yل Yس الر� oهo Uل قVب مoن UتVلVخ UدVق سYول� Vر x oال إ مYحVمxد� وVمVا

UمY oك عUقVابV أ عVلVى UمY Uت Vب انقVل Vلo عمران" ) : قYت من( .. : 144آل رجال إن أبيه عن نجيح ابن قال

: أن أشعرت فالن يا له فقال دمه فى يتشحط وهو األنصار من رجل على مر المهاجرين

دينكم : . عن فقاتلوا xغ، بل فقد قتل قد محمد كان إن األنصارى فقال ؟ قتل قد 186محمدا

رأى أن إلى ، الهزيمة روح عليهم وسيطرت ، المسلمين بين اليأس حالة استمرت

قيد . على زال ما النبى أن صوته بأعلى صاح عندها عليه وتعرف النبى مالك بن كعب

وأبو . على� أمثال من المسلمين أبطال من ثبت بعضمن حوله التف ، الحال فى الحياة

YعUرVف . ي ال كى ، يصمت أن كعب إلى النبى أشار وزيد دجانة وأبى وطلحة والزبير بكر

األوان . . فوات بعد جاء التحذير لكن جديد من قتله قريشوتحاول وتحاصره مكانة

قريب . مكان فى كمن وقد قريش، مقاتلى أحد الصيحة سمع

جسد عن يبحث خرج وقد خلف بن Vى� بY أ هو ، الصيحة سمع الذى ، المقاتل هذا

كثيرا . . كان النبى بقتل نفسه هو يقوم أن كانت حياته أمنية الموت خبر يؤكد كى النبى

شغل أصبح قد النبى قتل وكأن ، بالقتل فيهدده ، الهجرة قبل ، مكة فى النبى يلقى ما

ويرد : " " .. ، عليه أقتلك يوم كل أعلفه فرسا العوUذ عندي أن ، محمد يا الشاغل حياته

الله : . شاء إن أقتلك أنا بل هدوء فى النبى

نجا : !! إن نجوت ال ، محمد أين صاح ، بالنبى أحاط الذى الجمع نحو Vى� بY أ إتجه

جـ 185 ، هشام ص 3ابن ،31 كثير 186 ابن تفسير جـ مختصر ص 1، ،322.

Page 156: محمد في المدينة

يأذن – – أن النبى من الشرقاوى الرحمن عبد يقول كما والزبير وعمر عبيدة طلب

هو يبارزه أن على وصمم رفض، محمدا لكن ، عنه نيابة خلف بن أبى فيبارز ألحدهم

كل .. جمع ، خلف بن أبى يبارز وانتفضمحمد جراحات من فيه مما الرغم على بنفسه

. ذاك بعد أبى يقم ولم فرسه ظهر على من خلف بن Yبى� بأ ألقت واحدة ضربة فى قوته

تلك . سقطته 187من

من : يتقدم وهو النبى الممتع المسرحي بأسلوبه الموقف الشرقاوى صور هكذا

فى . الحدوث نادرة حالة وهذه يصرعه ثم يقاتله ، األعداء من فارسا يبارز كى حوله

دجانة . - وأبى وعلى حمزة كمبارزات المعروف بالمعني مبارزة أن نعتقد وال النبى حياة

بالفعل – . وقعت قد المثال سبيل على

حوله : لمن قال ، ووعيده Yبى أ تهديد سمع عندما النبى أن هو األمر فى ما كل

اقترب. . عليه وهو النبى يقتل كى يعلفه كان الذى الفرس نفس على أبى كان دعوه

من. . حربة النبى تناول ، الكفاية فيه بما النبى من Yبى أ دنا وعندما ينتظر النبى كان Yبى أ

فى . . بسببها أبى مات القاضية كانت واحدة طعنة بها استقبله ثم الصIمة بن الحرث

بصق . : لو والله يموت أن قبل المشرك القريشى تعليق كان مكة إلى العودة طريق

لقتلني . 188على

صلة ال المدينة أهل أناسمن المسلمين صفوف فى اشترك ، المعركة هذه فى

فى طمعا يخرجوا لم أنهم كما ، محمد به جاء بما إيمان عن يخرجوا لم ، باإلسالم لهم

عن وكذا إليها ينتمون التى األرض عن دفاعا خرجوا إنما ، غنيمة أو نهب أو سلب

ويهود – – محمد بين تم الذى بالعهد التزاما مخيريق حالة فى كما أو ، قومهم أحساب

المدينة .

بينهم الذى بالعهد يذكرهم قومه إلى YحYد أ يوم ، ثعلبة بنى أحد وهو ، مخيريق خرج

علمتم . : لقد والله ، يهود معشر يا لهم قال مخيريق أن هشام ابن فى جاء محمد وبين

سيفه . : : فأخذ ، لكم سبت ال قال ، سبت اليوم إن قالوا لحق عليكم محمد نصر أن

بجيش – - . مخيريق لحق يشاء ما به يفعل لمحمد ماله بكل oل قYت إن وأوصى ، وعلقه

– . هشام وابن سعد ابن أمثال من السيرة بعضكتاب ويذكر قتل حتى وقاتل المسلمين

يهود– : . خير مخيريق قال عندما امتدحه النبى أن

قبل أسلم قد مخيريق أن يعتقدون الذين المؤرخين بعض مع الرأى فى نتفق وال

اليهود . . عن ، المثال سبيل على زهرة أبو محمد اإلمام يكتب أحد معركة فى يقتل أن

ص 187 ، .220الشرقاوىجـ 188 ، هشام ص 3ابن ،33.

Page 157: محمد في المدينة

معه وبعضمن سالم بن الله كعبد ، المدينة إلى النبى حضور عند اإلسالم اعتنقوا الذين

التاريخ : ويذكر ، أحد شدة فى مخلصين أسلموا قليل عدد ومعهم يضيف ثم

مخيريق . 189منهم

لقد . التوفيق جانبه قد ، وفضله لعلمه توقيرنا رغم ، اإلمام أن القول إلى ونميل

ال – – . كالم هذا قتل حتى معه فقاتل الله رسول إلى هشام ابن يقول كما مخيريق غدا

قد . . ولو دليل عليه يوجد ال ما فهذا إسالمه إعالن أما قبل من له عرضنا ، عليه اعتراض

المبشرين المسلمين شهداء من العتبره النبى به عرف قد أو ، النبى أمام إسالمه أعلن

والعبارة. : . يهود خير مخيريق بقوله اكتفى ولما ، اليهود زمره من وألخرجه بالجنه

يهوديته . على مات أنه شديد بوضوح معناها

- إسحق – ابن يقول كما وهو ، مان UزYق كان للقتال خرجوا الذين المشركين ومن

فى . كان حتى الصفوف وتقدم أحد يوم خرج هو ممن يدرى ال ، غريب أى ، oى� تV أ رجل

عند . األعداء وجه فى والثبات والفروسية بالشجاعة مشهورا هذا قزمان كان أولها

سيف. بضربة جميعا يبيدهم أن يريد وكأنه شرسة جيشقريشبضراوة هاجم اللقاء

أحد . . به مر الجراح غلبته ثم ، المشركين من ثمانية أو سبعة وحده قتل إنه قيل واحدة

: . بماذا : قال فابشر قزمان يا اليوم أبليت لقد فقال ، الروح يسلم أن قبل المسلمين

ما . ذلك ولوال قومي أحساب على إال قاتلت إن دين علي قاتلت ما والله إننى ر؟ xشV Yب أ

إذا . . النبى وكان نفسه فقتل كنانته من سهما أخذ الجراح ألم عليه اشتد وعندما قاتلت

النار . أهل لمن إنه يقول ، قزمان له 190ذكر

به . ألصقها التي النفاق صفة عنه تنتفى لذا إسالمه يعلن ولم مشركا قزمان كان

المنافقين أحد كان قزمان أن يدعي الذى هيكل حسين محمد أمثال من الكتاب بعض

اإلسالم . أظهروا 191الذين

كان . رافع بن أميه بن حاطب فهو ، أحد يوم بجالء نفاقه ظهر الذى المنافق أما

وهو قومه دار إلى البعض فحمله ، قاتلة إصابة وأصيب المعركة فى اشترك قد يزيد ابنه

ابن . : يا أبشر بالجنة يبشرونه المسلمين من حضر من حوله التف الموت وشك على

ولده . منظر آلمه السن فى طاعنا شيخا وكان أباه البشرى تعجب لم بالجنة حاطب

حرمل؟ . : من xة oجVن أب ؟ تبشرونه شئ بأى وضيق سخرية فى قال عينيه أمام يموت وهو

جـ 189 ، زهرة ص 2أبو ،624. ج،ـ 190 ، هشام ص 3ابن ،37. 191 ، ص محمدهيكل ،442.

Page 158: محمد في المدينة

رأية . – – فى تم لقد شهيدا سقط ولده بأن يؤمن لم نفسه من الغالم هذا والله Yم ت Uر VرVغ

. به والتغرير ولده خداع

6 : بالقتلى- التمثيل

بالنسبة ، تتكرر أن المستحيل من ، نادرة فرصة أحد فى المسلمين هزيمة كانت

أحبائها أحب قاتل من غليلها تشفى كى ، معاوية وأم سفيان أبى زوج عتبة بنت لهند

من . . وجد عندما القتلى بين جسده عن يبحث من أرسلت المطلب عبد بن حمزة

. . . الكبد الرجل ناولها حمزة كبد طلبت أمرها على tبناء بطنه شق ، حمزة جسد أرسلته

أن . تستطع لم لكنها مضغتها أى والكتها الكبد مزقت وبأسنانها كالضوارى فاهها فتحت

وتلعق . " " كبده تلوك أن بدر بعد أقسمت هكذا ألنها ، حمزة دم لعقت فلفظتها تبتلعها

المسلمين . خليفة معاوية أم ، هى الدم oةVقVعV ل Yسيدة وتستريح نفسها تهدأ حتى ، دمه

طالب أبى بن على اإلمام مقتل إلى األول والدافع الفاعلة واليد المدبر العقل كان الذى

النبى . عم ابن ،

ال " " ، معاوية المؤمنين أمير سيصبح من قريشوأم كبير زوجة ، عتبة بنت هند

التناسلى . . حمزة عضو بقطع تقوم إنها الحد هذا عند لالندهاش 192تتوقف يدعو سلوك

ماذا : ؟ بالذات التناسلى حمزة عضو لماذا التساؤالت من الكثير ويثير واالشمئزاز

وكيف ؟ سنها مثل فى المرأة بالنسبة المقطوع التناسلى العضو قيمة وما ؟ به ستفعل

فكيفسمح ، منه غفلة فى ذلك وفعلت ، سمح قد يكن لم وإن ؟ بذلك زوجها لها سمح

المقاييس بكل يخرج عليه أقدمت ما إن قريش؟ رجاالت من حولها هم من بذلك لها

العرب . وغير ، العرب أعراف كل عن

التناسلى " " بالعضو بالعبث القادم ، المؤمنين أمير وأم ، مكة سيد زوجة تكتف لم

وحثت ، وأذنيه أنفه بقطع أيضا قامت بل ، الجنة شهداء وسيد العرب لفارسفرسان

واتخذت ، حمزة بجثة هى فعلت ما القتلى بجثث يفعلن قريشأن نساء من حضرن من

وأقراطا . قالئد وأنوفهم القتلى آذان من معها ومن هى

بعض الشمئزاز مثيرا ، الدم العقة رأسهن وعلى ، القرشيات النسوة سلوك كان

أن سفيان أبا دفع مما ، والمهين المشين السلوك هذا مثل يألوفوا لم الذين البدو قبائل

وعلى – – المعركة بعد المسلمين بعض يخاطب وهو ، حدث عما مسئوليته عدم يعلن

: . سخطت وما رضيت ما والله ، Uل� مث قتالكم فى كان قد إنه سفيان أبو قال عمر رأسهم

أمرت . وما نهيت وما

192 ، ارمسترونج ص محمد كارين ،282.

Page 159: محمد في المدينة

- – . رأينا في لكنه حدث ما عار من نفسه يبرئ أن سفيان أبو حاول الكلمات بهذه

. لالحتقار مثيرا كان المقتول حمزة جسد تجاه نفسه هو سلوكه ألن ذلك ، صادقا يكن لم

بقدمه حمزة جثة يركل فوجده األحابيش، سيد يومئذ وهو ، xان زب الحليسبن به مر

عYقVق : . ذق تشف� فى يقول وهو ، شدقه فى بالرمح ويطعن

إياه واصفا ، ويسبه شدقه بالرمح ويطعن ، بقدمه النبى عم جثة قريشيركل قائد

يصمد أن أو يواجهه أن الدنئ هذا استطاع ما الحياة قيد على حمزة كان ولو ، بالعاق

شدق إلى يصل أن قبل قلبه الرمح والقتحم ، يمدها أن قبل رجله ولقYطoعت ، أمامه

يقتله. . ولم ، الغدر قتله حمزة يواجهه أن الميدان فارسفى استطاع ما حمزة حمزة

أحد . الوغي ساحة فى

هذا : . كنانة بنى يا قال ، سفيان أبى لسلوك واحتقارة الحليساستياءه يخف لم

. سفيان، أبو فقال فيه روح ال جثة وهو أى ، لحUما ترون ما عمه بابن قريشيصنع سيد

زلة : ! . كانت فإنها عنى اكتمها ويحك العار 193خشية

وانسحابقريش- : 7 القتال توقف

. . ، هدفها إلي وصلت أجله من خرجت فيما نجحت لقد القتال قريش أوقفت

المسلمين . أبطال وبقية بحمزة فعلوه ما غليلها وشفت وانتقمت ، غرضها وحققت

وشك . . على وهو ، سفيان أبو أعلنه ما هذا سجال والحرب بدر بيوم يوم ويزيد يكفى

االنصراف .

، صوته بأعلى صاح ، النبى قتل إشاعة صحة من يتأكد أن الرحيل قبل أراد لكنه

وأجل : : . أعلى الله الجهورى بصوته عمر عليه ورد ، Vل هYب أعUل الجبل صخور يعتلى وهو

وينظر : . إليه يذهب أن عمر النبى أمر عمر يا هلم نادي ، الصوت لمن سفيان أبو عرف

عمر . . له أكد قمئة ابن أعلن كما ، قتل قد محمد كان إذا عما سفيان أبو سأله شأنه ما

قال . : عمر، ليكذب سفيان أبو كان ما سوء يصبه ولم الحياة قيد على زال ما النبى أن

. وأبر قمئة ابن من أصدق عندي أنت

ومن انصرافه لحظة سفيان أبو صاح ، يحسم لم والنصر ، يقتل لم النبى أن وبما

بيننا : : هو نعم قل الرسول به أمر الذى الرد وكان ، القابل للعام بدر موعدكم إن معه

موعد . وبينك

جـ 193 ، هشام ص 3ابن ،44.

Page 160: محمد في المدينة

للقوة . ساحقا مدمرا يكن لم النصر لكن انتصر أن بعد ، وجنده سفيان أبو انسحب

خروج . : من الهدف كان إذا سؤال يثار قد هنا البعض تخيل كما ، وقيادتها اإلسالمية

؟ هدفهم يحققوا أن دون انسحبوا فلماذا ، كامال تدميرا المسلمين تدمير قريشهو

بما المدينة فتدمير ، تحقيقه يصعب كهذا هدفا أن هى ببساطة اإلجابة تكون ربما

جمعت مهما ، مقدراتها كل من أكبر قريشفهو تستطيعه ال عمل فيها من وعلى فيها

ثلث . ومعه انسحب قد Yبى أ بن الله عبد أن ننسى أال ويجب وسالح وعدة رجال من

فلن . ، Yبى أ ابن قاتل وإذا متحفزة كاملة قوتهم زالت وما والسالح العدة الجيشبكامل

يتوج أن يوما كاد التى المدينة عن الدفاع قائد سيصبح وأنه خصوصا ، سهال خصما يكون

، قريش دماء ستكون ما غالبا دماء تراق أن دون منها شبر فى يفرط ولن ، ملكا عليها

YطYمها . وأ وبيوتها أزقتها فى يحاربون كيف جيدا يعرفون المدينة فأهل

يخرجوا لم الذين األوسوالخزرج من عدد هناك كان ، وجيشه Yبى أ ابن وبجانب

المتفرج . موقف فى وهم وتنهب تسلب أن لمدينتهم يسمحوا لن وهؤالء ، للقتال

المدينة على الهجوم أن تعلم قريش وكانت ، هذا يحدث أن المستحيل من كان

مكة إلى العودة يريدون وهم ، النصر نشوة وتضيع ، بالهزيمة تنتهي قد مخاطرة

حكايات مكة يغادر لم من على ويقصون ، يتفاخرون اعتزاز فى مرفوعة ورؤوسهم

أحد . يوم فى البطولة

جاء . كلحظة وعنفوانه قوته أوج فى يكن لم ، المعركة بعد ، جيشقريش أن كما

وعشرون اثنان ويقال ، وعشرون ثالثة منهم قتل أبو 194لقد وهو واحد رجل منهم وأسر

يظاهر أال شريطة سراحه وأطلق النبى عليه فمن بدر فى أسر قد وكان ، الجYمVحي عزة

. . المشركين صفوف فى وقاتل أحد يوم خرج لكنه ضده قتال فى يشترك وال أحدا عليه

محمد : يا على xنoYم قال ، إليه أحسن بمن وغدر يحفظه ولم العهد خان الذى وتوسل

ثم : : . مرتين بمحمد سخرت تقول عارضيك تمسح مكة إلى ترجع ال ، والله ال النبى قال

عنقه . فضرب األقلح أبى بن ثابت بن عاصم به أمر

فى تعد لم الخيل وأن ، كبيرا كان المشركين جرحي عدد أن ذلك إلى أضفنا فإذا

إال اختيار قريشمن أمام يكن لم وأنهكتها، السهام أصابتها أن بعد وحيوتها لياقتها كامل

تعود . أن

. لقد بها يعترفوا ولم بالهزيمة يسلموا لم أنهم إال ، بالء من بالمسلمين حل ما ورغم

حمل علي قادرين أحياء زالوا ما السبعمائة وبقية ، السبعين من يقرب ما منهم قتل

ج 194 ، سعد ص 2ابن ،43.

Page 161: محمد في المدينة

انسحاب . أن كما بينهم زال ما النبى أن تأكدوا أن بعد معنوياتهم ارتفعت وقد السالح،

كانت : ولو ، الكرة معاودة تستطيع وال فعلت بما اكتفت قريش عالمة قريشكان

جيشها . انسحب ما تستطيع

يوم في ، هجرية ثالث سنه شوال من الخامسعشر ، السبت يوم المعركة كانت

، باالنضمام آلخرين يسمح ولم ، فقط معه قاتلوا بمن النبى خرج المعركة غداة األحد

أتي . . . . حيث من كل عاد قتال يحدث لم الجيشان يلتق لم المكي الجيش أثر يقتفى

انهزموا : ولو ينهزموا لم إنهم داللة المسلمين من معه قاتل بمن النبى لخروج كان لكن

. فى االستمرار على القادر تصميم فى يخرجون هاهم لكن بالفرار والذوا األدبار لولوا

الرحيل . . وفضل الموقف أنهي الذى هو العدو لكن القتال

ثالثة جيشقريشلمدة أثر فى معه ومن محمد سير أن ارمسترونج كارين وتدعي

فقد . ، مجد غير كان العزاء ذلك لكن العزاء من كنوع رمزية مطاردة مجرد كان ، أيام

آية : بدر كانت إن وتساءلوا ، أحد بعد شديدة كآبة حالة فى المسلمين معظم كان

ذلك على القرآن ورد ؟ محمد عن تخلى قد الله أن أحد هزيمة تعني للخالصفهل

سوى يلومونة من المسلمين ليسلدي أنه موضحا ، عمران آل سورة فى التساؤل

كانت . " " أحد أن غير الحملة طوال منظمين غير عصاة مشاكسين كانوا فقد ، أنفسهم

فروا" " الذين والجبناء حقا المسلمين بين ميزت فقد ، ذاتها حد فى آية

Yبى . أ ابن 195مع

هذه فى أن يرى الذى الباقورى الشيخ رأى مع أرمسترونج كارين رأى ويتفق

فى : يخلصوا لم ممن غيرهم المسلمين مع لدخل دائما انتصروا لو حكمة الهزيمة

عليهم انتصروا أعداءهم أن لو ثم ، الصادق غير مع الصادق يتميز فلم ، اإلسالم اعتناق

أتباعهم .. ليتميز آخر حينا والنصر حينا الهزيمة المستمرة بهزيمتهم دعوتهم لزالت دائما

المخلصين . غير أتباعهم من 196المخلصون

يغنموا لم وهم ، غنيمة بال نصر فال ، النصر قريشمنقوصة عادت ، حال أية على

فى . اإلمعان تثير ظاهرة وهى أحد أسر يستطيعوا لم وهم ، أسرى بال نصر وال ، شيئا

. محمد . أما يستأسر أن المسلمين من ألى واإلباء الشمم يسمح لم والتأمل التفكير

المعركة – - بعد طاردهم إنه بل ، الحياة قيد على زال فما لقتله قريش خرجت الذى

قوافلهم . أن معناه هذا المدينة على سيطرته يحكم زال وما ، متتالية أيام ثالثة لمدة

195 ، ارمسترونج ص محمد كارين ،282 . ص 196 ، . 100الباقورى

Page 162: محمد في المدينة

فى طريقها شق عن عاجزة ، وستظل ، زالت ما الشمال امبراطوريات إلى التجارية

سالم .

عن . يزيد ما منهم قتل لقد ماحقة ساحقة المسلمين هزيمة تكن لم ، وبالمثل

زال وما ، الكفتان تساوت ، بدر فى المشركين قتلى عدد يقارب عدد ، بقليل السبعين

أن يستحيل التى ، التالية الجولة ينتظر ، صمود فى النبى حول يلتف المسلمين جيش

قريشمرتين . سيف ذبابة من يلدغوا لن ، حدث ما فيها يحدث

القتـلى : دفن

تحديد – يمكن وال والسبعين والثمانية السبعين بين المسلمين قتلى عدد تراوح

وجه – علي ثمانية السيرة وكتاب اإلخباريون ذلك فى اختلف فقد قاطعة بصورة العدد

. حمزة المهاجرين رأسشهداء على كان األنصار من وسبعون المهاجرين من التقريب

- إسحق . – ابن يحكي كما فوجده ، القتلى بين يلتمسه النبى خرج المطلب عبد بن

.. وأذناه أنفه فجدع به Iل ومYث ، كبده عن بطنه بقر وقد الوادي ببطن

فرسان وسيد النبى عم ، بحمزة هذا يفعل أن أبدا يتوقع المسلمين من أحد يكن لم

من . ليسا ودفUعته الغضب سرعة أن رغم ، شديدا غضبا النبى غضب ولقد العرب

العرب . قبائل تنساه لن أبدا انتقاما قريش من باالنتقام هدد إنه ويقال صفاته،

تسع ابن يومئذ وهو أحد يوم قتل وقد ، سنين بأربع النبى من أسن حمزة كان

أرضعتهم . ، الرضاعة من أخوة األسد عبد بن سلمة وأبو والنبى هو كان وخمسين

. " لهب" أبى موالة تويبة

قط شئ إلى ينظر لم منظر إلى فنظر ، استشهد حيث حمزة على النبى وقف

علمت، . : ما كنت فإنك ، عليك الله رحمة فقال ، به Iل مYث وقد إليه ونظر منه لقلبه أوجع

، بعدى من سنة وتكون ، عليك بعدك من حزن ولوال ، للخيرات فعوال للرحم وصوال

YلVن . ألمUث ذلك على والله أما شتى أرواح من الله يحشرك حتى اتركك أن لسرني

مكانك . منهم 197بسبعين

تعالى : " بقوله جبريل oن فنزل Vئ وVل oهo ب Yم Uت عYوقoب مVا oلU oمoث ب U Yوا فVعVاقoب UمY Uت عVاقVب Uنo وVإ

فoي . YكV ت V وVال UمoهU Vي عVل Uن VزUحV ت V وVال oه� oالل ب x oال إ Vك YرU صVب وVمVا Uرo وVاصUب Vرينo Iلصxاب ل Uر� ي Vخ VوYهV ل UمY ت UرV صVب

جـ 197 ، سعد ص 3ابن ،13 -14 .

Page 163: محمد في المدينة

Vون YرY VمUك ي مIمxا Uق� أن( . 127-126النحل" ) : ضVي إال ، اآلية نزول بعد ، النبى على كان وما

. ويصبر ، أراد الذى عن يمسك

ويقال : . اليوم ذلك جنبا كان ألنه حمزة تغسل المالئكة رأيت قال النبى إن ويقال

أن : . علم وعندما أبدا شيئا حمزة لحم من تذوق أن النار على حرم الله إن قال إنه أيضا

الله : : : كان ما قال ، ال قالوا ؟ شيئا منها أكلت سأل ، حمزة كبد من جزءا الكت هندا

. النار حمزة من شيئا 198ليدخل

كفن . تحمل المطلب عبد بنت صفية وجاءت قتلوا حيث ، الشهداء بدفن النبى أمر

كى . أمه يرد أن العوام بن الزبير ولدها من النبى وطلب وأمها ألبيها أخاها وكان ، حمزة

وهى طريقها عن أزاحته لكنها ، حمزة بجثة قريش أحقاد أحدثته ما بشاعة ترى ال

.. ثم : . وصبرت واحتسبت رضيت ولقد الله فى وذلك بأخي Iل مYث قد أن بلغني لقد تقول

له . واستغفرت أخيها على صلت

صالة . . سبعين عليه صلى إنه ويقال حمزة على النبى يصل 199صلى لم إنه ويقال

أى فى المعركة فى مات شهيد على يصل ولم ، أحد شهداء من أى على وال حمزة على

وتضرع دعاء الجنازة وصالة ، األحياء دعاء عن تغنيه شهادته ألن ، الغزوات من غزوة

200واستغفار .

األئمة – – ألن ذلك الفتيا أهل من ولسنا الموضوع هذا فى نفتى أن نستطيع وال

ال حنبل وابن والشافعي مالك ، المجال هذا فى رأى لهم يتفق ولم ، اختلفوا قد أنفسهم

أبو أما ، يغنيه فاستشهاده القتال ميدان فى شهيدا سقط من على الصالة يجيزون

" : ... . السادة لنا سمح لو أعلم والله عكسذلك فيرون الفقهاء من اتبعه ومن حنيفة

وفتاواهم " . أحاديثهم دوما بها يختمون التى تعبيراتهم من واحد باستخدام الفقهاء

. . . فبكي ، القتلي على والنواح البكاء سمع المدينة إلى النبى وعاد الشهداء دفن تم

باب . إلى يذهبن أن نساءهم األنصار بعض أمر له بواكي ال حمزة لكن ، قتيله بيكى كل

لهن . . . دعا الشئ بعض نفسه فارتاحت بكاءهن النبى سمع حمزة ويبكين المسجد

راضيات . فانصرفن ، بيوتهن إلى بالعودة وأمرهن

وبدلن جراحه غسلن ، سيفه ناولها ، زوجاته مع تنتظر فاطمة كانت ، حجراته فى

يستريح . . . أن إلى حاجة فى كان نام فراشه على استلقى ثيابه

جـ 198 ، سعد ص 3ابن ،10.جـ 199 ، سعد ص 3ابن ،16.جـ 200 ، زهرة ص 2ابو ،646.

Page 164: محمد في المدينة

***

الخامس الفصـل

ـد أح� آثـار من

Page 165: محمد في المدينة

الخامس الفصــل

أحــد آثار من

بالمسلمين- :1 واليهود المشركين استخفاف

عودة مكة إلى عادوا أنهم إال ، أحد فى حاسما يكن لم المشركين نصر أن رغم

دبجتها فخار هاالت سبقتهم وقد ، وهيبتها لقريشكبرياءها استردوا الذين األبطال

على : انتصروا ، بدر فى لقتالهم انتقموا لقد الشعراء من المفوهين ألسنة وأذاعتها

هكذا . أبدا بعدها النهوض يستطيعوا لن ضربة المسلمين ضربوا ، ودحروه جيشمحمد

، قريشوبطشها قوة عن العرب قبائل بين أذاعوا وهكذا ، صوروا وهكذا ، تصوروا

هزيمة . إلى إضافة ، والدليل فرسانها وبطولة رجالها وشجاعة وسلطانها ونفوذها

هم : أنهم ولوال ، دمه وسال وجرح أصيب لقد نفسه لمحمد حدث ما هو ، المسلمين

ألم . قتيال أو أسيرا مكة إلى به ألتوا ، نصر من حققوه بما واكتفوا القتال أوقفوا الذين

أى باستطاعه كان ما ؟ أنفه ويجدعوا بجثته ويمثلوا ، قريش فرسان سيد ، حمزة يقتلوا

فلت . قد محمد كان وإن استطاعوا هم لكنهم ، بحمزة هذا يفعل أن العرب فرسان من

أخرى . كرة فى يستطيع لم فهو ، المرة هذه أيديهم من

فى الشعراء وتبارى مكتمل غير نصر بعجيج المتضخمة أخيلتهم لهم صورت هكذا

والدعاة . والحكماء الخطباء هم كانوا اآلونة تلك فى والشعراء قريش بطوالت تصوير

أبى . . ابن هبيرة قال الناس هم كانوا الشعراء الجموع بين المسموعة الكلمة وأصحاب

له : قصيدة فى المخزومي وهب

YحYد أ من Iالحر يوم الفوارس نحن

Page 166: محمد في المدينة

نأتيها نحن فقلنا مVعVد� هابت

Vعرى : ب xالز بن الله عبد وأنشد

سيد كريم من قتلنا بطل كم مقدام الجدين جد ما

.... .... ... ... ... ... ... ... .... ...

أشرافهم من الضIعف فاعتـدل فقتلنا بدر Uل مي وعدلنا

أننـا إال النفــس ألوم المفتعـل ال لفعلنا كررنا لو

أحد : فى المشركين بنصر العاصمفاخرا بن عمرو وترنم

لقاءنا جهال النجار بنو تصUدYق تمنت واألماني Uع ل Vس جنب 201لدى

فجـاءة إال بالشر راعهم تمرق فما األزقة فى كراديسخيل

أرض كل فى البدوية القبائل بين لها دعاية كأبواق قريششعراءها استخدمت

بالرفعة يؤازرها من كل ويغرون ، وقوتها قريشوعظمتها بأمجاد Iرون يذك ، الحجاز

اقتنعت . . وكذا المدينة وشمال شرق قبائل فى بالفعل التأثير تم ولقد الشأن وعلو

شئ – – . فعل على يقدر لن أحد بعد محمدا بأن ضمرة وبنى وغطفان سليم قبائل

. . ، المسلمين بأمر استهانوا الدعاءاتها البدو استجاب دعايتها قريشفى نجحت

المسلمين جيش من سرية بأن سماعهم عند بالرعب تمتلئ قلوبهم كانت أن بعد

أظهروا . . بل ، محمد بتكذيب يكتفون يعودوا لم الحال تغير أرضهم من تقترب

المسلمين . . دماء سفك على ذلك بعد تجرأوا ثم بأمره واستهانتهم به استخفافهم

وقحة . وعالنية جرأة فى والغدر الخديعة أسلوب مستخدمين

من ونشروا الموقف واليهود والمنافقون المشركون استغل المدينة وفى

هى – – . " " بدر كانت إذا محمد أقدام تحت األرض لزلزلة رأيهم فى يكفى ما الشائعات

أحد " " هزيمة عن فماذا ، عبده ونصر جنده أعز قد الله أن على الدالة ، الفارقة العالمة

؟

قريشوحارب " " جانب إلى وقف وأنه ، محمد عن تخلى قد الرب أن معناها هل

- - الرب أن بدر نصر فسروا الذين بمنطق النصر هذا أليسمعني ؟ صفوفها فى بمالئكته

أن يستحقون ال ألنهم عنهم تخلى ثم ، قبل من المسلمين بارك كما ، قريشا بارك قد

كان لو ألنه ، بنبي ليس محمدا أن العقائدى بالمفهوم قريش نصر يدل أال ؟ شعبه يكونوا

!!! ؟ ربه عنه تخلى وما ، هزم ما حقا نبيا

جبل : . 201 اسم سلع

Page 167: محمد في المدينة

المشركين أن إال ، األقوى هو يزال ما كان المدينة فى النبى نفوذ أن ورغم

أحد من عادوا الذين المسلمين بأمر واستهانتهم شماتتهم يخفوا لم واليهود والمنافقين

يوم . قام أن ، Yبى أ بن الله عبد ، النفاق رأس تواقح من وبلغ الجراح تدميه نفسه ونبيهم

رسول : هذا ، الناس أيها يقول خطبته يلقى أن قبل للرسول يقدم YحYد أل التالية الجمعة

روه Iوعز فانصروه ، به وأعزكم به الله أكرمكم أظهركم بين وسلم عليه الله صلى الله

واطيعوا . له واسمعوا

يخطب كى النبى يقوم أن قبل ، جمعة كل الكلمات بهذه يلقى أن أبى ابن تعود لقد

المدينة . . أهل بين وشرف قدر من له كان لما بذلك له مح Yس وقد الناس فى

ثيابه من المسلمون جذبه ، قوله تعود ما يقول كي أحد هزيمة بعد قام عندما لكنه

ومصيبة . النبى بأحزان استخفافه كان ممجوجة وبصورة جليا نفاقه كان فقد ، وأسكتوه

يسمعوا . أن إلى المسلمين يدعو فهو ذلك ورغم الوضوح شديد قتالهم فى المسلمين

الهزيمة عوامل من عامال يكن لم نفسه هو وكأنه ، روه Iويعز وينصروه ، ويطيعوه لنبيهم

لقد : عصاه قد النبى أن تواقح فى معلنا ، الرجال بثلث انخذال فى انسحب عندما

وعصاني !! أطاعهم

كان . االندهاش يتصنع وهو ، الناس رقاب يتخطي ، المسجد من Yبى أ ابن خرج

رجل . منة طلب المسجد يغادر وهو وجهه قسمات على واضحا واالستياء Iنا بي الغضب

غطرسة رفضفى لكنه ، له يستغفر أن النبى من ويطلب تائبا يرجع أن األنصار من

لى : . يستغفر أن ابتغي ما والله قال ، متعالية

ازدراء فى إليهم ويشير استعالء فى مكة أهل من المهاجرين يعامل Yبى أ ابن كان

ذلك " " ازداد وقد ، أمرهم من وتهوينا شأنهم من تقليال الجالليب بكلمة ذكرهم كلما

وتعاليه . . وتطاوله أبى ابن عجرفة من نفسه النبى يسلم ولم أحد هزيمة بعد وضوحا

لينسى . أبى Yبن ا كان وما سابق فصل فى بالتفصيل هذا Yبى أ ابن سلوك عن كتبنا ولقد

ملكا . تتويجه لتم محمد وصول لوال أنه أبدا

أبىسلمة- : 2 سرية

قبائل بين ومكانتهم هيبتهم المسلمون يستعيد كى شيئا يفعل أن النبى على كان

إليه. للسير العدة ويعدون الجموع يجمعون أسد بنى أن بلغه أن فما ذلك وعلى العرب

مقاتليها عدد بلغ سرية لواء له وعقد سلمة أبا إليه دعا حتى ، المدينة فى ومهاجمته

وسعد الجراح بن عبيدة أبو بينهم من كان ، واألنصار المهاجرين من رجال وخمسين مائة

وال العدو VفUجoئوا ي حتى والحذر الحيطة بشدة وأمرهم ، Uر خYضVي ين Uد ي VسY وأ وقاص أبى بن

Page 168: محمد في المدينة

غير . طرقا ويسلك ، نهارا ويتخفى ليال يسير فكان األمر سلمة أبو ونفذ به هم YفVاجأوا ي

مستعدين . غير ورجاله غرة حين على العدو يأخذ به فإذا ، أراد ما له وتحقق مألوفة

لقتال .

من . الرابعة السنة من المحرم فى أحد من شهرين بعد السرية هذه خرجت

أبا. أن ، أسد بنى ضد السرية هذه لقيادة سلمة أبى اختيار من الحكمة كانت الهجرة

وبذلك ، األسدى األسد عبد بن سلمة أبو فهو ، أسد بنى إلى ينتمى كان نفسه سلمه

، oمYوا ل Vس أطاعوا فإن ، والسالم اإلسالم إلى يدعوهم منهم واحدا القوم إلى النبى أرسل

أمره . الله يقضى حتى قوتلوا قاتلوا وإن

فاختاروا ، لقتال مستعدين غير وهم الصباح عVمVاية فى أسد بنى سلمة أبو فاجأ

يملكون . . ما كل خلفهم تركوا جميعا ونجوا ، ناحية كل فى تفرقوا للنجاة طلبا الفرار

عليها . سلمة أبو استولى ، وغنم إبل من

وهاماتهم ، مرفوعة ورايتهم المدينة إلى وعادوا السرية هذه فى المسلمون oم غن

وقد . أسد بنى VعVم ن من الكثير أمامهم ساقوا وقد ، مستبشرة ووجوههم ، منتصبة

المقاتلين هم زالوا فما ، أنفسهم فى ثقتهم من الكثير السرية هذه إليهم أعادت

. كافر أو منافق أو بطشمشرك الله فى يخشون ال الذين األشداء

عشرة من يقرب ما استمرت التى السرية هذه بعد يعشطويال لم سلمة أبا أن إال

بعد . الدم منه فسال عاد ثم ظاهريا التئاما الجرح والتأم ، أحد فى جرح قد كان أيام

توقف دون ينزف الجرح ظل ، النبى أوامر ينفذ وهو سلمة أبو بذله الذى الكبير الجهد

عليه . قضى حتى

، الله قضاء لكنه ، أرسله ما سلمة أبى جرح بخطورة النبى علم قد لو أنه ونعتقد

النفسية – الناحية من كانوا نصرا للمسلمين حقق أن بعد ، شهيدا يموت أن قدره وكان

. إليه - الحاجة أشد فى األقل على

3 : بنتجحش- وزينب سلمة وأم بنتخزيمة زينب النبىمن زواج

. سلمة – – أبى وفاة من أشهر أربعة بعد المغيرة بنت هند سلمة أم النبى تزوج

القبائل بين االرستقراطية بالجماعة تسميته يمكن ما إلى تنتمي مخزومية كانت

وعلى. ، األنثوى نضجها قمة فى أى ، عمرها من والعشرين التاسعة فى كانت العربية

التفكير . في وعمق متوقد بذكاء تميزت ولقد عين تخطئة ال الذى الجمال من قدر

فى خرج كلما معه اصطحابها يفضل النبى جعل مما ، والمشورة الرأى ابداء فى واتزان

خطورة . ذات غزوة

Page 169: محمد في المدينة

. وهي رابعة زوجة لنفسه اتخذ قد ، سلمة أم من زواجه وقبل أحد بعد ، النبى كان

بن الطفيل عند كانت أنها الطبرى ويذكر ، المساكين بأم المعروفة خزيمة بنت زينب

فطلقها بن 202الحارث عبيدة أرملة كانت أنها يؤكد من المؤرخين بين يوجد لكن

بدر . شهيد ، 203الحارث، النبى من زواجها تاريخ من فقط شهور ثمانية بعد توفيت لكنها

حياته . فى ماتت التى خديجة بعد ، الوحيدة الزوجة وكانت

لينجز مات : Lingsيقول عندما خزيمة بنت زينب من النبى بزواج يختص فيما

خزيمة بنت زينب هى ، بكثير السن فى تصغره أرملة ترك عتبة مع مبارزة بعد عبيدة

. اإلسالم قبل ما ، تعرف وكانت والكرم الطيبة من كبير بقدر تتمتع كانت عامر قبيلة من

. هذا . وكان رضى فى وافقت يتزوجها أن النبى عرضعليها عندما المساكين بأم

يقوم أن إلى ، عامر بنى زعيم ، براء أبا دفع الذى هو بالشك الجديد النسب

محمد . 204بزيارة

بنتجحش زينب النبى تزوج ، بالطويلة ليست بمدة ، سلمة بأم النبى زواج بعد

الزواج . هذا وقصة حارثة بن زيد طلقها أن بعد ، المطلب عبد بنت أميمة عمته ابنة

أنها على صوروها الذين المسلمين السيرة بعضكتاب من األقاويل فيها كثرت متشعبة،

هذا . فى المسلمين بعض كتبه ما المستشرقون والتقط ملتهب وغرام جامح حب قصة

على وتصويره النبى لسمعة لإلساءة ضارية محاولة فى ، وحوروه إليه وأضافوا المجال،

ينال أن أراد ما إذا شئ يوقفه وال ، غيره على يحرمه ما لنفسه يحلل شهواني رجل أنه

. أعجبته امرأة

كتابنا : فى بالتفصيل الموضوع هذا ناقشنا مكة لقد هذا. سنوات فى نطيل ولن

عليه نقدم قد ، خاصا بحثا يتطلب الموضوع فهذا ، النبى أزواج عن الكتابة فى الكتاب

. العمر وطال الوقت اتسع لو الله بإذن

أحد " ": " بعد نزلت أربع من الزواج آية أن فoي نعتقد U YقUسoطYوا ت x Vال أ UمY خoفUت Uنo وVإ

U Yوا VعUدoل ت x Vال أ UمY خoفUت Uنo فVإ VاعV ب YرVو VثV Yال وVث Vى Uن مVث اء VسI الن VنIم Yم Vك ل VابVط مVا U فVانكoحYوا VامVى Vت Uي ال

U Yوا VعYول ت x Vال أ Vى VدUن أ Vكo ذVل UمY Yك UمVان يV أ UتV Vك مVل مVا Uو

V أ tةVدoاحVوVكما( . - 3النساء " ) : ف والمعروف

." " - أن معناه هذا أحد معركة فى oلوا قYت مسلما سبعين من يقرب ما أن قبل من ذكرنا

ولمواجهة . آباءهن فقدن الالئى البنات عدد إلى باإلضافة هذا ، كبيرا كان األرامل عدد

البد كان ، المتزوجات غير النساء عدد فى المتوقعة غير الزيادة هذه أى ، الموقف هذا

جـ 202 ، ص 2الطبرى ،80. ص 203 ، هيكل ص 261انظر ، ارمسترونج .287وكارين

204 Lings, p. 201.

Page 170: محمد في المدينة

، يزيد أن للرجل يسمح وال ، ورباع وثالث مثني ، واحدة من بأكثر الزواج الحضعلى من

العدل عدم خاف فإن ، معهن التعامل فى وعادال إعالتهن على قادرا يكون أن بشرط

بواحدة . االكتفاء الحالة هذه فى فعليه بينهن

يتزوج أن الجاهلية فى الرجل بإمكان كان إذ ، قديمة لممارسات حدا اآلية وتضع

يتوقف يجعله ما المتوارثة التقاليد أو األعراف من هناك يكن ولم ، نساء عشر من بأكثر

مع . ، بأربع العدد القرآن حدد النساء من آخر عدد أى نسائه عدد إلي يضيف أن عن

الشرع . علي خروجا تكون الحالة هذه فى ألنها ، الزيادة تجوز وال العدل،

قصرا، ال حضا اآلية هذه فى وجدوا الغربيين الدارسين إن وت مونتجمرى يقول

هذا ، ورابعة ثالثة يتزوج أن على اثنتين او واحدة امرأة عنده الذى الرجل تشجع فهى

الزوجات . لتعدد واضحة حاالت المدينة فى يكن لم أنه إلى 205باإلضافة

والبيئية التاريخية الظروف معرفة إلى ويفتقر قاصر المستشرقين إدعاء

اإلسالم. . قبل اإلسالم وبعد ، اإلسالم قبل موجودا الزوجات تعدد كان لقد والمجتمعية

، عشرا داود وتزوج ، أختين منهن أربعا يعقوب وتزوج اثنتين إبراهيم تزوج طويلة بقرون

قبل . الطائف رجال أحد احتفظ النبى حياة وفى النساء من ألفا امتلك فقد سليمان أما

يحتفظ . من هناك كان ، اإلسالم بعد ، المدينة وفى له زوجات امرأة بثالثين إسالمه

وعاش – آخاه وقد المهاجرين أحد عرضعلى األنصار احد أن بدليل ، زوجة من بأكثر

العرض – . كان له زوجة المهاجرى يتخذها كى زوجاته إحدي YطVلIق ي أن بيته فى معه

المهاجري . من وامتنان إكبار دليل الرفض وكان ، األنصارى من ومودة حب دليل

حفظا – – ، له شروط ووضع الزوجات بتعدد السماح من البد كان إذن أحد بعد

، الرذيلة سوق إلى مدفوعه نفسها وتجد تمتهن ال كى ، لكرامتها وصونا المرأة لعفاف

أحياء فى منتشرة كانت والميسر والخمر المحرمة الجنسية اللذة أماكن وأن خصوصا

Yبى . أ بن الله عبد أن إلى قبل من أشرنا ولقد والمنافقين المشركين بيوت وبين اليهود

. . السلوك هذا كان يسئ ما ذلك فى يجد وال البيوت هذه من بيتا يمتلك كان نفسه

. مطلقا تحريما وحرمه اإلسالم منعه حتى الجاهلية فى مألوفا

بالمسلمين- : 4 الغـدر

الرجيع إال : شهداء ، ورجاله هو غانما سالما وعودته سلمة أبى سرية نجاح رغم

. تحريضا ، والعطايا بالهدايا األعراب أغروا ومؤثرا فاعال كان للقبائل تحريضقريش أن

205 Montgomery Watt. Muhammad at Madina, p. 274 .

Page 171: محمد في المدينة

كى األسرى بشراء مكة أهل بعض وعدهم وقد ، أسرا أو قتال بالمسلمين الغدر على لهم

. المسماة الغدر قصة بدأت هنا من بدر فى لهم قتل بمن يقتلوهم

الرجيع " ". يوم بـ

نجديتان – – بدويتان قبيلتان وهما والقارة عVضVل من وفدا أن التراث كتب تذكر

. يبعث . أن النبي من وطلبوا إسالما فيهم أن الوافدون أدعى أحد بعد النبى على قدم

أتوا . الذين فهم ، خيرا النبى استبشر الدين أمور فى ويفقههم القرآن يعلمهم من معهم

مبشرة بداية مقدمهم يكون أن وتمني ، مكرهين ال راغبين ، مرغمين ال طائعين إليه

نجد . ربوع فى اإلسالم بنشر

: ، Vوoي� الغVن ثد UرVم أبى بم مرثد وهم أصحابه خيرة من رجال ستة معهم النبى أرسل

بن وزيد ، عدى بن Uب Vي ب Yوخ ، األقلح أبى بن ثابت بن وعاصم ، Yثي �لي ال Uر Yكي الب بن وخالد

بن مرثد عليهم النبى وأمxر ، طارق بن الله وعبد ، معاوية بن oنة الدxث

الغنوي . مرثد أبى

سعد . ابن ويذكر النبى مهاجر من شهرا وثالثين رأسست على صفر فى ذلك كان

ستة . يكونوا ولم عشرة كانوا والقارة عضل وفد مع خرجوا الذين 206أن

فهم ، نفوسهم راضية ، قلوبهم مطمئنة ، آمنون وهم الوفد مع النبي أصحاب خرج

أو . ، قريش مال فى طمعا ، لهم يدبر غدرا أن بخلدهم يدر ولم ومعلموه القرآن حملة

– . . ابن يروى كما النبى كان هذيل من لحيان بنى زعيم لمقتل الثأر كان ربما بثأر أخذا

أن – علم أن بعد الهYذلى Vيح Yب ن بن خالد بن سفيان VيUسلقتل Yن أ بن الله عبد أرسل قد سعد

الزعيم . اغتيال أنيسفي بن الله عبد نجح المدينة لمهاجمة الجموع جمع قد الهذلى

، المسجد فى النبى يدى بين وضعها عندما إنه ويقال ، معه وحملها رأسه واجتز الهذلي

الوجه : . أفلح النبى 207قال

. وإذا والغدر الخيانة دعاة من النبى كان فما ، سعد ابن رواية تصديق إلى نميل وال

. أن نعتقد وال ذاتيا سلوكا هذا كان فقد غيله وقتله بالهذلى غدر أنيسقد بن الله عبد كان

إليها . أشرنا التى ، الخائبة الحكاية تلك أيضا نصدق وال النبى من مباشر بأمر كان هذا

أبى الغتيال رجلين أو رجال مكة إلى أرسل قد النبى أن صاحبها يدعي والتى ، قبل من

صاحب . عليه يقدم وال ، والتعقل الحكمة من يخلو كالم هذا داره عقر فى سفيان

. البشر من الماليين مئات اآلن يتبعها سماوية رسالة

جـ 206 ، سعد ص 2ابن ،55.جـ 207 ، سعد ابن ص 2انظر ،51.

Page 172: محمد في المدينة

فى إليه قدم وقد سفيان أبى باغتيال ألمر ، واالغتيال الغدر دعاة من النبى كان ولو

أو . رمح طعنه أو سيف بضربة حياته إنهاء السهل من كان الحديبية صلح بعد المدينة

كما . . حمايته يستطيع من الرجال من حوله يكن ولم المدينة فى وهو سهم انطالقه

شاق . والطريق طويلة والرحلة مكة إلى العودة طريق فى وهو قتلة السهل من كان

سالما . . مكة إلى سفيان أبو وعاد يفعل لم النبى لكن

. لهذيل ماء إلى اصطحبهم الذى الوفد مع النبى أصحاب وصل حال أية على

يتوقعه " " لم الذى الغدر بدأ وهناك الرجيع باسم تعرف ناحية فى ، مكة من بالقرب

. بنو. إليهم خرج للثأر الفرصة تتحين كانت التى هذيال مصاحبوهم عليهم استصرخ أحد

غشوهم . قد السيوف بأيديهم الرجال إال القوم ع Yير فلم لحيان،

. ، الروع الموقفشديد كان سيوفهم استلوا بهم أحيط وقد ، النبى أصحاب فوجئ

تأخذهم . . أن حاولت الغدر جماعة لكن القتال سوى أمامهم يكن لم الخطورة بالغ

. أنهم إلى باإلضافة هذا المسلمين سيوف من أنفسهم على خشية ، قتال دون بالخديعة

: . . ، قتالكم نريد ما والله إنا لهم قالوا قريش تدفعة قد فيما طمعا أحياء يريدونهم كانوا

مكة . أهل من ثمنا بكم نصيب أن نريد إنما

العهد : منا لكم أضافوا ، دناءتهم فى والغدر الخيانة أهل وتمادي

نقتلكم . أال والميثاق

: ، خان مشرك من عهدا يقبل أن رفض فريق فريقين إلى الفقهاء الستة انقسم

. ، مرثد أبى بن ومرثد ، ثابت ابن عاصم الحياة اختيار إلى فمال عزيمته النت وفريق

من : نقبل ال والله قالوا ، سيوفهم استلوا ، عبيد بن �ب ومعت Yكير، الب أبى بن وخالد

. أبدا وعقدا عهدا شهداء .208مشرك جميعا سقطوا حتى وإباء شمم فى قاتلوا

، بأيديهم أعطوا فقد طارق بن الله وعبد ، عدى بن وخبيب ، الدثنة بن زيد أما

. . ليبيعوه . أيضا رأسعاصم أرادوا بالحبال ثالثتهم أيدى المشركون ربط أستأسروا

لتشربن : قتله بعد رأسعاصم على قدرت لئن نذرا نذرت قد سعد بنت سالفة كانت

رأسعاصم . ابنين ويقال ، أحد يوم لها ابنا قتل قد ثابت بن عاصم كان الخمر قحUفoه فى

مع . يبيعوه كى مكة إلى معهم وحمله قطعه األعراب خونة أراد لهذا ثمن لها ، إذا ،

جماعة . : ) Uر الدxب حامت تدبيرهم وأفشلت رجاءهم خيبت القادر الله قدرة لكن األسرى

عن( فعجزوا المشركين وبين بينه حالت ، فمنعته هائلة بأعداد عاصم جثة حول النحل

أرادوا . ما تحقيق

جـ 208 ، سعد ص 2ابن ،55.

Page 173: محمد في المدينة

إال يجب كان ما فعل على أقدم أنه طارق بن الله عبد شعر مكة إلى الطريق فى

مكة . فى نهايته تكون كى ، للبيع وجسده ، لألسر ونفسه ، للقيد يده سلم لقد يفعل

من. . مع يقاتل أن واألكرم األشرف من كان لقد يكون أال يجب كان ما هذا القتل

صاغر وهو ، تقيد كى الشرك ألهل يده أعطى يقال وال ، قتلوا من مع ويقتل ، قاتلوا

قاتلوا . : !! ، هيا وصاح ، سيفه وانتزع قيده فمزق داخله وانفعل نفسه ثارت مستسلم

عنه . تأخروا يقاتلوا لم لألسف لكنهم ، بعطرها صدره وامتأل الجنة ثمار أمامه تبدت وقد

قتلوه . حتى بالحجارة رموه ، وجبنا فزعا

بن . زيد للبيع وعرضاهما ، مكة إلى األعراب خونة بهم وصل فقد ، وزيد خبيب أما

ابتاعه عدى بن وخبيب ، خلف بن أمية بأبيه يقتله كى أمية بن صفوان ابتاعه الدثنة

حبسوهما . بأبيه ليقتله نوفل بن عامر بن الحارث بن عقبة أخته البن إهاب أبى بن ير VجYح

يقتال كى التنعيم إلى أخرجوهما ثم ، الحرم األشهر مرت .حتى

ويقال . هناك يقتل كى التنعيم إلى له مولى مع الدثنة بن زيد أمية بن صفوان بعث

وشئ مفارقة فيه والموقف ، زيد نهاية يشهد كى التنعيم فى قريشاجتمع من جمعا إن

بعد . أى أسير، وهو بدر معركة فى خلف بن أمية قتل لقد االنتباه يسترعيان التشابه من

بن : أمية هو هذا المروعة بصيحته المسلمين جموع عليه ألxب بالال لكن ، استسلم ان

. يغن !! ولم بالسيوف وهبروهما وبولده به المسلمون وأحاط نجا إن نجوت ال ، خلف

مكة . فى له صديقا كان وقد شيئا آسره عنه

القتل . إلى يساق ، واستأسر نفسه سلم أن بعد ، بمكة الدثنة بن زيد ذا هو وها

خرج . فقد زيد أما مقاتال بدر إلى ذهب خلف بن أمية أن فى تكمن المفارقة لكن

ومرشدا . وهاديا معلما به غدروا من مع

لما . تكذيبه يعلن أن منه طلب يقتل أن قبل زيد إلى تقدم سفيان أبا إن ويقال

أن . زيد أبى الحياة له YمUنح ت وعندها ، اآلباء دين إلى ويرتد دعوته ينكر وأن محمد يقول

قدره . . . يواجه أن قرر المطلق الوحي بسلطان المطلق إيمانه أعلن ينكر أو يكذب

: – - أن أتحب زيد يا الله أنشدك قال إسحق ابن يحكي كما سفيان أبو منه تقدم

أهلك . فى وأنك عنقه تضرب مكانك اآلن عندنا 209محمدا

ومن . سفيان ألبى موجعا رده كان عليه واستعلى سفيان أبى تساؤل زيد أنكر

تؤذيه. : شوكه تصيبه فيه الذى مكانه فى اآلن محمدا أن أحب ما والله زيد قال معه

أهلى . جالسفى وأنى

جـ 209 ، هشام ص 3ابن ،164.

Page 174: محمد في المدينة

إلى . . وانضم أمية بن صفوان مولى ، نسطاس قتله زيد حياة انتهت هكذا

الشهداء . موكب

، إهاب أبى بن حYجير موالة ماوية بيت حبسفى قد وكان ، عدى بن Uب Vي ب Yخ أما

على . - عنه يحكي مما المتورعين بعد قرائح أبدعتها قد أن نعتقد حكايات عنه فتحكي

قطفا – بيده فإذا أحد يقربه ال محبسه فى وهو يوما عليه اطلعت ماوية أن المثال سبيل

. ) تلك) فى الله أرض فى كان وما منه يأكل ، الرجل رأس حجم فى عنب من عنقودا

يؤكل . عنب 210األيام

فى عمران ابنة مريم صورة ، تأكيد بكل ، السابقة القصة كتاب مخيلة فى كان

من . : هو تقول ؟ هذا لك أين من يسألها ، رزقا عندها يجد ، زكريا عليها يدخل محرابها

زكريا . . من وبدال محبسه فى خبيب على محرابها فى مريم وتنعكسصورة الله عند

. أتي كما ، رزقه أتاه أوانها هو وما منها يأكل فاكهه ، رزقا خبيب عند فتجد ماوية تدخل

بعد . . فيما أسلمت ماوية أن ويقال الله عند من ، مريم

ذكره ما ، جمالى إبداع عملية مجرد وأنها ، السابقة الرواية صحة عدم يثبت ومما

مولى . موهب بيت حبسفى وإنما ماوية بيت يحبسفى لم خبيبا أن من سعد ابن

: : . يا عندي جعلوه وقد خبيب لى قال موهب قول سعد ابن ويورد عامر بن الحارث

تؤذني : وأن النصب على ذبح ما تجنبنى وأن العذب تسقيني أن t ثالثا إليك أطلب موهب

قتلى . أرادوا 211إذا

عنه . يبتعدوا أن منهم طلب التنعيم إلى به خرجوا ، خبيب قتل وقت حان عندما

. . . الله . . يدي بين وحيدا xر وكب السماء إلى يديه رفع فعلوا الموت قبل سويعات ، قليال

: . . قد . إنا اللهم قال وأوثقوه رفعوه فلما وأحسنهما أتمهما ، ركعتين ركع يصلى بدأ

كانت . ، القاتلة الحربة إليه توجه أن وقبل بنا يصنع ما الغداة فبلغه رسولك رسالة بلغنا

أحدا : . منهم تغادر وال ، بددا واقتلهم ، عددا أحصهم اللهم األخيرة صيحته

، األرضفرقا إلى بأنفسهم ألقوا ، قريش من حضر الذى الجمع الصيحة زلزلت

نجا . جنبه على فارتمي عليه دYعoي إذا الرجل أن يعتقدون كانوا خبيب دعوة من فزعا

عنه . وزلxت

. انضم بارئها إلى الروح انطلقت ، خبيب جسد الحربة اخترقت ، األخيرة الصيحة مع

الشهداء . موكب إلى أيضا هو خبيب

معونة : بئر شهداء

جـ 210 ، هشام ص 3ابن ،165. جـ 211 ، سعد ص 2ابن ،56.

Page 175: محمد في المدينة

أشهر أربعة بعد على ، الهجرة من شهرا وثالثين رأسسته على صفر فى ذلك كان

السبعين " " ويقال األربعين الشهداء هؤالء قصة وتبدأ ، أحد براء 212من أبو قدم عندما ،

ربطته وقد المدينة إلى ، األسنة مالعب باسم المعروف ، جعفر بن مالك بن عامر

كما - الحارث بن عبيدة أرملة خزيمة بنت زينب النبى تزوج عندما نسب صلة بالنبى

. عمير – قبيلة كبير ابنة وكانت وذكرنا سبق

- لكنه اإلسالم فى الدخول رفض ، يستجب فلم ، براء أبى على اإلسالم النبى عرض

اإلسالم – بين حياد موقف فى كأنه بدا أى ، منه نفورا يبد لم إسحق ابن يقول كما

منهما . ألى tعداء يظهر ال ، والشرك

نجد أهل إلى أصحابه من بعضا يرسل أن النبى من طلب أنه األمر فى الغريب لكن

هو . . براء أبى موقف فى الغرابة وجه هو هذا به جاء بما ويؤمنوا له يستجيبوا أن مؤمال

ال من يؤمن أن يتوقع ذلك ومع ، معه المباشر وتعامله بالنبى صلته رغم يؤمن لم نفسه

. آمن لو وإغراءاتها قريشودعايتها لتأثير خاضعون هم ومن ، يروه ولم النبى يعرفون

أن فى ورغبته ، الجديد للدين حماسة على دليل هذا وطلبه ، الرجل صدق لقلنا ، أوال هو

لو . - : ، محمد يا للنبى قال الذى براء األبى هذا لكن العرب قبائل بين الدين هذا ينتشر

كان – لك يستجيبوا أن رجوت أمرك إلى فدعوهم نجد أهل إلى أصحابك من رجاال بعثت

مشركا .

إن ، الصعب من بأنه االعتقاد إلى صاحبه يدفع وأن البد المتزن العقالني والمنطق

. عنه عبر ما وهذا رايته ورفع اإلسالم لنشر يتحمسمشرك أن ، المستحيل من يكن لم

فابعثهم : . : . لهم جار� أنا براء أبى رد وكان نجد أهل عليهم أخشى إنى قال عندما النبى

أمرك . إلي الناس 213فليدعوا

السبعين، . أو ، األربعين النبى ألصحاب إجارته إن وقفة إلى حاجة فى براء أبى رد

بنشر قيامهم وأثناء ذهابهم فى سالمتهم عن كاملة مسئولية مسئول أنه معناها

يمتلك . كان هل ؟ يستطيع براء أبو كان فهل تحين عندما أيضا عودتهم وأثناء ، الدعوة

وهم الدعاة من الجمع هذا حماية من يمكنه ما الشأن ورفعة والمنعة القوة من

فى يشعرون وأصحابه النبى يجعل ما هذا وعده فى كان هل ؟ نجد ربوع فى يتحركون

فى بالثقة جميعا الدعاة يشعر أن الممكن من كان هل ؟ واألمان بالطمأنينة أعماقهم

كلمات

؟ أجارهم مشرك

جـ 212 ، ص 2الطبرى ،81. جـ 213 ، هشام ص 3ابن ،184.

Page 176: محمد في المدينة

يجد : ولم ، الطائف من محزونا عاد عندما النبى مشرك أجار لقد قائل يقول قد

- – . من طالب أبو مات وقد عشيرته بين يجد لم كما إجارته يستطيع من المسلمين بين

ولم ، تعاطفه العباسرغم يفعلها لم ، حمايته عن باإلعالن لقريش التصدى فى يرغب

أخيه ابن لرسالة المنكرين أشد من كان فقد لهب أبو أما ، فتوته رغم حمزة عليها يقدم

أنه . الكعبة أمام المأل على وأعلن عدى بن المطعم تقدم هنا عليه الغاضبين أعنف ومن

فى . وسيوفهم عدى بن المطعم رجال حولهما ومن بيده ومحمد ذلك فعل محمدا أجار

ما . والمنعة القوى من يملك كان لكنه ، مشركا عدى ابن المطعم كان مشرعة أيديهم

ذلك . . شرحنا ولقد ابدا الفضل هذا النبى له ينس ولم الفعل مقدرة من يمكنه

كتابنا : فى مكة بالتفصيل . سنوات

أجاره الذى أن كما ، ورفعة ومكانة قوة ، عدي بن المطعم يكن لم براء أبو لكن

أما ، وحمايته عنه الدفاع سهولة بكل ويمكن جواره يعيشفى واحدا فردا كان المطعم

مساحات فى يتحركوا أن عليهم وكان كبيرا عددا كانوا فقد النبى أصحاب من الدعاة

؟ أجارهم وقد هؤالء كل بحماية براء ألبى فكيف ، شاسعة

ويجدر . الفعل مقدرة يمتلك ال كان لكنه ، الكالم مقدرة يمتلك كان براء أبا أن نرى

وبأصحابه به غدر وقد ، ثابت بن لعاصم ، الصدق بالغة ، الرائعة المقولة هنا نذكر أن بنا

ال : والله عاصم قال ، استسلموا ما إذا القتل بعدم ووعدوهم ، الرجيع يوم األعراب

أبدا . عقUدا وال عهدا مشرك من نقبل

وأن ، تنسى ال كى حفرا المسلمين ذاكرة فى تحفر أن يجب كان المقولة هذه

يوم كان وما ، الرجيع أصحاب كارثة بعد ، تمحي ال كى غوصا أعماقهم تغوصفى

ببعيد . الرجيع

ليس ، المسلمون وحزن ، بهم الغدر قصة وذاعت ، الرجيع أصحاب ذكر انتشر لقد

استخفاف من YحYد أ هزيمة بعد حالهم إليه آل لما أيضا ولكن ، أصحابهم لمقتل فقط

التفكير، . وإطالة ، الحذر توخي يجب كان الناس على أمرهم وهوان بهم األعراب

ضخم – – وبعدد آخر بعث إرسال فى التفكير قبل ، رأيهم ومعرفة الصحابة واستشارة

سالم . وال فيها إسالم ال ، آمنة أرضغير إلى

اإلجارة وأكد ، وعده فى وبالغ ووعد ، إلحاحه فى وزاد ألح براء أبا أن يبدو لكن

– – . هو كله ذلك من براء أبا هدف أن مخطئين نكن لم إن نعتقد وال مسئوليتها وتحمل

لهداية بعث إرسال يطلب أن قبل ، أوال نفسه هو ألسلم وإال ، كلمته وإعالء اإلسالم نشر

Page 177: محمد في المدينة

فى. – – السبعين، أو ، األربعين بهؤالء يستعين أن يعلن ولم براء أبو أراد ربما غيره

قبيلته . فى له المناوئين المنشقين بعض ضد صراعه

النبى . . بعث الحدث سيثبته ما وهذا وعد ما تنفيذ على قادرا براء أبو يكن لم

بن الحارث منهم ، المسلمين خيار من رأسجماعة على الساعدى عمر بن المنذر

، لVمي الس� الصلت بن أسماء بن وعروة ، النجار عدى بنى أخو ملحان بن وحرام الصIمxة،

. بكر أبو مولي فYهيرة بن وعامر ، الخزاعي ورقاء بن Uل YدVي ب بن ونافع

بنى وحرة عامر بني أرض بين ، والمدينة مكة بين أرض وهى معونة بئر حتى ساروا

. ملحان،. بن حVرام هو ، لهم رسوال أرسلوا عندها أقرب Uم Vي ل Yس بنى إلى كانت وإن Uم Vي ل Yس

. نفسه على براء أبو قطعه الذى الجوار عهد وفيه ، الطفيل بن عامر إلى النبي بكتاب

بين النبى xر خي قد ، ملكا النبوة حسب وقد ، سبق فيما ، الطفيل بن عامر وكان

يغزو: أن أو ، للنبى خليفة يكون أن أو ، المدر أهل وله السهل أهل للنبى يكون أن ثالث

. . قدم أن فما ، عليه وبناء طمع مما شئ على النبى من عامر يحصل ولم بغطفان النبى

فى ينظر أن دون ، الحال فى قتله على أقدم حتى ، النبى بكتاب الجليل الصحابى عليه

– . لكنهم عليهم والقضاء المسلمين محاصرة منهم وطلب عامر بنى استصرخ ثم ، كتابه

براء – : . أبى جوار YخUفVر ي ال قالوا ، براء أبي عهد ينقضوا أن أبوا سعد ابن يروى فيما

ورأسوه . . معه نفروا فأجابوه Uوان وذVك t ورعoال xة عYصVي Uم Vي ل Yس من قبائل عليهم فاستصرخ

، فكاثروهم ، بهم وأحاطوا القوم فلقيهم ، أثره فى فأقبلوا حراما القوم واستبطأ

ملحان بن سليم وفيهم ، وسلم عليه الله صلى ، الله رسول أصحاب فقYتل ، فتقاتلوا

يبلغ . : من نجد ال إنا اللهم قالوا بهم أحيط فلما رجال سبعين فى كيسان، بن والحكم

بذلك . جبرائيل فأخبره ، السالم منا فأقرئه غيرك السالم منا 214رسولك

بن كعب إال منهم ينج ولم ، الرجيع أصحاب قتل كما ، غدرا معونة بئر أصحاب قتل

ويومها ، الخندق غزوة فعاشحتى ، رمق وبه الطفيل بن عامر أتباع تركه فقد ، زيد

شهيدا . سقط

من ورجل الضمرى أمية بن عمرو هما ، رجالن معونة بئر أصحاب سرح فى كان

فى غارقة هامدة جثثا صحبهم فوجدا بسرحهما عادا ، عوف بن عمرو بنى من األنصار

خلفته ما يشهدون واقفون الطفيل بن عامر بنى ورجال الطير، فوقها تحوم ، دمائها

فهاجم . . صحبه دون حيا المدينة إلى يعود أن األنصارى على عز المروعة المذبحة

يعتبرها . قد التى النادرة الشجاعة ضروب من ضرب وهذا قتل حتى وقاتل وحده القوم

جـ 214 ، سعد ص 2ابن ،52.

Page 178: محمد في المدينة

. أن ويتوقع بأكمله جيشا بمفرده رجل يهاجم أن العقيم العبث من أنه إذ ، t تهورا البعض

على . . شهيدا يروح أن فضل لقد منطقه هذا يكن لم األنصارى لكن بسيفه الجميع يهزم

مهزوما . منكسرا المدينة إلى يعود أن

دام ما ، عليه تملى الموقف طبيعة وكانت ، أسيرا أخذوه فقد ، أمية بن عمرو أما

. حياته على يبقوا كى إليهم يتوسل أن ، واستسلم صاحبه جانب إلى القتال رفض قد

كانت أنها زعم رقبة عن الطفيل بن عامر أطلقه ، مYضVر من أنه أخبرهم لما إنه ويقال

أمه ناصيته, . 215على جز وإذالله تحقيره فى إمعانا لكنه

غدرا فقتلهما ، عامر بنى من برجلين أمية بن عمرو التقى ، المدينة إلى طريقه فى

. على قدم ثم أصحابه من قYتلوا بعضمن بثأر أخذ قد بذلك أنه معتقدا ، نائمين وهما

النبى أن متصورا ، للعامريين هو وبقتله ، معونة بئر أصحاب بمقتل فأخبره النبى

أمان : ! منى لهما كان قد صنعت بئسما يقول بالنبى فوجئ لكنه فعلته، سيمتدح

. . قومه إلى بديتهما فبعث xهما Vن ألدoي 216وجوار،

شهر لمدة قانتا يظل أن إلى وعمقه حدته دفعته حزنا أصحابه لمقتل النبى حزن

نزل . قد إنه ويقال لحيان وبنى xة وعYصVي وذكوان رoعUل على صبح صالة كل يدعو كامل،

لقينا : أنا قومنا عنا بلغوا Yسى ن أو فع Yر ثم ، زمنا يقرأ ظل ، قرآن معونة بئر أصحاب فى

عنه . ورضينا عنا فرضي ، 217ربنا

: اإلمام . يقول قبل من ذكرناه ما يؤكد زهرة أبو محمد الشيخ لإلمام رأيا هنا ونورد

فى األولى وكانت ، بهم ليغدر ، وسلم عليه الله صلى النبى برسل غدرة ثاني هذه إن

معونة . بئر فى وهذه ، الرجيع يوم

يكن .. : لم لهم فنقول ، الشكل بهذا سهال األمة قائد وهو النبى خداع كان فهل

يحتاط ، البشر كسائر بشر وهو ، وسلم عليه الله صلى الله رسول عن بعيدا الخدع

المخلصيخدع . والكريم ، يخدع أن سبحانه الله فرض وقد ، 218وكفاه

5 : النضيـر- بنى إجالء

بئر . فى بالرجال الغدر وبعد أحد هزيمة بعد المدينة فى المسلمين موقف تدهور

فيهم . طمعت كما ، اليهود بهم واستخف المنافقون بهم استهان الرجيع وعند معونة

نفوذ، وال قوة وال ، بأس وال لهم شوكة ال أصبحوا قد وكأنهم ، المدينة خارج البدو قبائل

انكسارات . من تالها وما أحد هزيمة بعد خسروه بدر نصر بعد كسبوه ما كلجـ 215 ، هشام ص 3ابن ،186.جـ 216 ، هشام ص 2ابن ،53.جـ 217 ، ص 2الطبرى ،83. جـ 218 ، زهرة ص 2أبو ،656.

Page 179: محمد في المدينة

به . وتغرى ، قريش تشجعه الذى الخارجي الخطر أمره وتدبر حوله النبى نظر

إليه السير األفضل من يكون وربما ، وترقبه له اإلعداد ويجب واضح ، إليه وتدفع

سالمتها . . وضمان الداخلية الجبهة بتأمين إال يتأتي لن هذا تحركه قبل عليه والقضاء

الذى . الميثاق نقضوا بالذات النضير بنو العهد يحفظوا ولم قبل من اليهود غدر لقد

تبدت . لقد محمد ضد قريشا يساعدوا أال بنوده أهم من وكان ، النبى وبين بينهم تم

حرب بن سفيان أبا ، مشكم بن سالم ، زعيمهم استقبل عندما واضحة النضير بني خيانة

. ذي فى ذلك كان بدر لهزيمة يثأر كى مقاتل أربعمائة من يقرب رأسما على خرج وقد

التى . الغزوة تلك عن ، قبل من ، بالتفصيل كتبنا ولقد للهجرة الثانية السنة من الحجة

السويق " ". غزوة عليها أطلق

الذين النضير بنى يهود فعله بما التذكير هو ، الغزوة تلك إلى اإلشارة من يهمنا ما

وقد سفيان أبا وأحاط ، المسلمين أسرار مشكم بن سالم ، وقائدهم سيدهم استباح

سفيان . ألبى المسلمين أسرار كشف كان وصحبه محمد عن يعرفه ما بكل غازيا جاء

وتمركزها. القوة ومكامن الضعف بنقاط بالبوح ألنفسهم النضير بنى سمح لقد خيانه

له وتمكين ، عنه خفى بما للعدو إمداد هذا وفي ، المسلمين بمقاتلى يختص فيما

معلومات . من عليه حصل ما على tبناء ، له اإلعداد بعد ، بالبطش

خانوا أن بعد ، العدوان فى لهم شركاء أصبحوا ، قريش مع النضير بنو تورط هكذا

. . الفعل . رد فى النبى يتسرع لم الغدر هذا على النضير بنى معاقبة من البد كان العهد

المناسبة . اللحظة ينتظر كان

من - شهرا وثالثين رأسسبعة على األول ربيع شهر فى قباء إلى النبى توجه

. عامر - لبنى حلفاء وكانوا ، منها مقربة على يعيشون النضير بنو كان حيث مYهاجVره

وعمر بكر أبو فيهم عشرة كان عددهم إن ويقال ، المسلمين كبار بعض معه اصطحب

. Uر حYضVي بن وأسيد وعلى

إلغراءات قريشواستجابتهم مع وتعاونهم النضير بنى بخيانة علم على النبى كان

سنحت ما إذا به للبطش وتحفزهم ، بالمدينة وجوده فى رغبتهم وعدم ، سفيان أبى

دية . . دفع فى مساعدته منهم طلب إليهم ذهب التأكد فى زيادة لكنه الفرصة

منحهما قد النبى أن يعرف ال وهو الضمرى أمية بن عمرو قتلهما اللذين العامريين

. ، الديات دفع فى المسلمين مع اليهود يتعاون أن على المدينة نصدستور لقد جواره

تبعته . من والتنصل عليه اتفق ما على الخروج معناه البند هذا تنفيذ وعدم

Page 180: محمد في المدينة

وابتسامات الكلمات بمعسول واستقبلوه ، ونافقوا ، داهنوا النبى توقعه ما حدث

. : . أحببت ما القاسم أبا يا نفعل قالوا والشر والحقد الضيق وراءها تخفى التى الرياء

بأنهم . . . . . تظاهروا اجتماعهم طال تهامسوا ببعض بعضهم خال تلكأوا يفعلوا ولم قالوا

جنب . ينتظرون جلوس وأصحابه والنبى شيئا يقدموا ولم ، طعام وجبة للنبى يعدون

بيوتهم . من جدار

. . عدوه . مع وتآمروا ، رسالته كذxبوا لقد الغدر ينوون إنهم البنى شكوك تأكدت

ولو ، األشرف بن كعب وشاعرهم سيدهم لمقتل االنتقام فى بالتأكيد يفكرون وهم

نفوسهم . لضغينه شافيا انتقامهم لغدى نفسه النبى قتل فى نجحوا

كيلين بيتى أية Betty Kelenتقول انتهاز يريدون اليهود أن يعلم كان محمدا إن

وصل . بعدما محمد قتل فكرة نفسها القبيلة هذه قريشعلى عرضت ولقد لقتلة فرصة

أنه . . ذلك على زد متصل حديث موضوع اغتياله فى والرغبة الحين ذلك ومنذ المدينة

ذائع : المشهور الشاعر ، األشرف بن كعب قتل إن لقتله كاف مبرر اليهود لدى كان

محمد . شخصية عن تقل ال مهمة شخصية قتل إال عنه ليكفر كان ما ، 219الصيت

يشعر أن دون بالمدينة مسجده إلى عاد هدوء فى ، أصحابه النبى ترك فجأة

انتهوا . . أيضا هم انصرفوا ، غيبته وطالت عليهم أبطأ ولما أتي حيث من عاد أنه أصحابه

. ، عودته وعدم ، انصرافه سبب عن سألوه وعندما المسجد جالسفى وهو إليه

موقف . . اتخاذ من البد وبهم به محدق الخطر ببصيرته وأدركه بعينيه الحظه بما أخبرهم

أنفسهم المسلمون ويجد ، الموقف خطورة تتفاقم أن قبل ، النضير بنى من حاسم

الداخل . من اليهود قبائل بهم تفتك حين على ، الخارج من البدو بقبائل محاصرين

وتكون ، خالص للخالصوال ويسعون ، نجاة وال النجاة المسلمون يطلب قد عندها

القاصمة . الطامة

حكاية إلى نشير أن تجنبنا ، النضير بنى خطورة مدى وتبيان ، للموقف تحليلنا فى

بإلقاء يقتلونه سوف اليهود أن من يحذره السماء من بخبر النبى جاء قد جبريل أن

كتب . – فى المذكورة القصة فهذه جoحxاش بن عمرو لذلك انتدبوا وأنهم ، عليه صخرة

كامل تسليم فى نقال الجميع وينقلها ، حديث أو قديم كتاب منها يخلو وال التراث،

المستحيل – . من لكن الورعين األتقياء جموع إلقناع يكفى ما فيها نقاش دون لمنطقها

هم فال ، صدقها على بالدليل ويطالبون ينكرونها فاليهود ، مسلم غير قارئ بها يقتنع أن

. ويرى النبى قتل حاولوا أنهم القاطع بالدليل عليهم يثبت أن يستطيع أحد وال حجرا ألقوا

219 Betty Kelen , p. 148 .

Page 181: محمد في المدينة

مفتعلة . قصة أنها المستشرقين على 220بعض تحليلنا فى االعتماد إلى دفعنا ما وهذا

مستشرق . أو يهودي أى ينكرها أن يمكن ال التى واألدلة الموضوعي المنطق

ولم بعد، فيما الغدر واضمروا ، قبل من وخانوا ، العهد النضير بنى يهود نقض لقد

مصدر . يظلوا أن ليسمح النبى كان وما آمنة وجودهم فى المسلمين حياة تعد

وتهديد . خطر

: اإليجاز شديدة ، الوضوح شديدة برسالة مسلمة بن محمد إليهم النبى أرسل

. وقد الغدر من به هممتم بما هممتهم وقد ، بها تساكنوني فال البلدة هذه من أخرجوا

عنقه . . ضربت ذلك بعد رؤى فمن عشرا 221أجلتكم

على . الحرب بإعالن قرار اتخاذ فى يتسرع لم صبورا حليما ، كعادته ، النبى كان

فيها تراق ، معارك أو ، وخوضمعركة السالح بحمل أصحابه يأمر لم ، النضير بنى

األوسوبنى . – بين كان وقد األوس من رجال لهم أرسل ، ذلك العكسمن على الدماء

أو – شرا لهم يضمر ال أنفسهم من قريبا رجال أى الخزرج ضد حربهم أيام تحالفا النضير

إلى . . جلوا لو ، بالطبع ، بإمكانهم وكان شرط دون ، سالم فى بالخروج طالبهم عداء

األقل . على منه جزء أو ، نخلهم ثمار ألخذ يعودوا أن قريب مكان أى

عدوه، . مع إنسان يتعامل أن النادر ومن العرض هذا من أكرم هو ما هناك يكن لم

سيرة . تناولوا الذين المستشرقين لكن والصفاء التسامح هذا بكل ، خيانته إثبات بعد

ربما ، العداء على االستعالء فى الشامخة المواقف هذه أمثال إلي يشيرون ال النبى

عمن الكريم الصفح هذا ومنهما ، النبى مآثر ذكر لعدم ميال ربما ، إنكارا ربما ، جهال

إليه . وأساءوا ضده تآمروا

سالم : فى يرحلوا أن لهم األفضل من هل يتحاورون أيام عدة النضير بنى يهود ظل

الثمار تطيب عندما يعودوا أن على ، يملكون ما كل معهم حاملين ، النبى أمرهم كما ،

وهو .. أال واألعنف، األخطر األسلوب يختاروا أن أو ؟ النبى به لهم يسمح ما منها فيأخذوا

وإن ؟ القتال على باألرضواإلصرار والتمسك YطYم األ فى والتحصن السيوف شحذ

هل ؟ وأصحابه محمد مواجهة من يمكنهم ما الطاقة من يمتلكون هل ، القتال اختاروا

يجدون هل ؟ الحصار وطال المسلمون حاصرهم لو يكفى ما والطعام الماء من عندهم

؟ خارجها أو المدينة داخل عربية قبائل من أو قريظة يهود من عونا

: ، دياركم من تخرجوا ال أمرهم يحسمون جعلتهم برسالة Yبى أ بن الله عبد فأجأهم

معكم يدخلون العرب من وغيرهم قومي من ألفين معي فإن حصنكم فى وأقيموا

220 Montgomery Watt, Muhammad at Madina , p.211.جـ 221 ، سعد ص 2ابن ،57.

Page 182: محمد في المدينة

غطفان . من وحلفاؤكم قريظة وتمدكم ، آخرهم عن فيموتون ابن 222حصنكم وعد هكذا

معكم : !! خرجنا أخرجتم وإن ، معكم قاتلنا قوتلتم إن أبى

إليهم انضم ما إذا عليهم يقدر لن محمدا وأن ، وحدهم يكونوا لن أنهم اليهود وجد

القتال : يريد كان إن ، له بدا ما محمد وليفعل ، ديارهم النضير بنى يغادر لن حلفاؤهم

حاربت . . : والمضمون الداللة واضح النبى تعليق وكان العداء إعالن تم هكذا قاتلناه

المسلمون !! . وكبر كبر بعدها يهود

. الصفوف وتقدم النبى راية على� وحمل ، مكتوم أم ابن المدينة على النبى استعمل

مع . مباشر التحام فى ويقاتلوا اليهود يخرج لم الحصار وبدأ ، أطمهم فى اليهود تحصن

برمي . اكتفوا به وعدهم تم الذى المدد وصول حين إلى ذلك أجلوا فقد ، المسلمين

والحجارة . بالنبل المسلمين

فلم . قريظة اعتزلتهم مدد أو نجدة تصلهم لم ، يوما عشر خمسة الحصار طال

من . : رجل العهد ينقض ال قال قريظة بنى عهد صاحب أسد بن كعب إن ويقال Uهم Yعoن ت

حي . وأنا قريظة حلفاؤهم 223بنى لهم يستجب ولم ، عادته هى كما ، Yبى أ ابن وخذلهم

. النصر . من يئسوا عندها غطفان من

أمر ، هم حيث البقاء فى لهم أمل أي علي ويقضي ، يأسهم من النبي يزيد وكى

: . قد محمد يا أن نادوا أبدا هذا يحدث أن توقعوا ما ، وتحريقه النخل بتقطيع المسلمين

وتحريقها . النخيل قطع بال فما ، صنعه من على وتعيبه الفساد عن تنهي 224كنت

الخروج , . : النبى ألمر إذعانهم أعلنوا خالص من لهم كان ما السبل بهم ضاقت

العرض . . نفس هو يكون أن يمكن ال القتال العرضقبل النبى رفض يملكون ما بكل

ثالثة . لكل يكون أن على ، اإلبل تحمل وما دماؤهم ولهم يخرجوا أن عليهم القتال بعد

يتركوه . أن عليهم كان ، السالح حمل النبى عليهم وحرم يزيدون ال ، بعير منهم

على – - دم فيهم يرق لم وأطفاال وشيوخا ، ونساء رجاال ، جميعا النضير بنو خرج

الدفوف . معهم واألموال واألبناء بالنساء استقلوا أنهم إسحق ابن ويروى بعير ستمائة

المغنيات ) ( الجوارى والقيان 225. والمزامير

ازدراء . فى عاداهم ومن عداهم من إلى ينظرون وكبرياء وخيالء زهو فى خرجوا

, وسار . خيبر إلى توجهوا المنتصرون ، العليا الكلمة أصحاب هم وكأنهم ، واستعالء

جـ 222 ، سعد ص 2ابن ،57. جـ 223 ، ص 2الطبرى ،84. جـ 224 ، هشام ص 3ابن ،192.جـ 225 ، هشام ص 3ابن ،193.

Page 183: محمد في المدينة

و . Uق، الحYقVي أبى بن xم ال Vس خيبر فى أشرافهم من استقر ممن وكان الشام إلى بعضهم

بن اليهود . . كنانة بقية لهم ودان ، سادوا هناك أخطب بن Vى� وحYي ، الربيع

) فى ) المسلمون كان ما السالح الحلقة ومن ، الكثير األموال من النضير بنو ترك

. وهب : وقد سيفا وأربعين وثالثمائة ، بيضة وخمسين ، درعا خمسين إليه الحاجة أشد

يتمني التى النادرة السيوف من وكان ، الحقيق أبى ابن سيف معاذ بن سعد النبى

فى . مهرة كانوا وقد ، الخصوبة شديدة النضير بنى أراضى وكانت مقاتل أى حملها

. وشعير . أرضقمح أيضا كانت بل ، فقط نخيل أرض تكن ولم بها والعناية األرض زراعة

المسلمين . على الله أفاء وهكذا

بها النبى خص إنما وأنصار، مهاجرين ، جميعا المسلمين على الغنائم تقسم لم

) وابن ) والمساكين للفقراء عائده ريعه يخصص منها قسما حدد أن بعد ، المهاجرين

المهاجرين. ألن ذلك ، تردد دون جميعا فوافقوا ذلك فى األنصار النبى استشار السبيل

عليهم وكان ، ودورهم وزروعهم أموالهم األنصار يقاسمون كانوا المدينة وصولهم بعد

بها التزم التى المواساة ترفع وبذلك ، يستقلوا أن النضير بنى أموال على الحصول بعد

وأبا . : Uف Vي ن Yح بن سهUل هما رجالن إال األنصار إجماع عن يشذ لم المهاجرين تجاه األنصار

بن . . الحارث إن ويقال النبى وأعطاهما ، فقرهما ذكرا فقد ة Vش VرVخ بن سoماك دجانة

النبى . فأعطاه حاجته ذكر قد أيضا هو كان 226الصمة

كعب، : بن Uر عYمVي بن يامين هما ، غيرهما يسلم لم ، رجالن النضير بنى من أسلم

وأرضهما . أموالهما ضمنا وبذلك ، وهب بن سعد وأبو

الخمر ال : تحريم بحيث ، قاطعا تحريما الخمر تحريم تم النضير، بنى غزوة وبعد

يقربهما : أن ، إليه أنزل وما والرسول بالله آمن ، لمسلم U" يمكن Yوا آمVن Vينoذx ال �هVا يV أ Vا ي

UمY xك VعVل ل YوهY oب Vن ت UاجVف oانVطU ي xالش oلVمVع UنIم رoجUس� YمV ال UزV وVاأل YابVنصV وVاأل Yر oسU UمVي وVال YرUمVخU ال xمVا oن إ

. oر oسU UمVي وVال oرUمVخU ال فoي VغUضVاء Uب وVال VةVاوVدVعU ال YمY Vك Uن Vي ب VعoوقY ي نV أ YانVطU ي xالش YيدoرY ي xمVا oن إ VونYحo YفUل ت

VونYهV م�نت Yم نتV أ UلVهVف oةV الصxال oنVعVو oه� الل oرU ذoك عVن UمY VصYدxك ( .91-90المائدة" ) : وVي

قتـال- : 6 بال غزوات

الرقاع- 1 النبى. . ذات إن إسحق ابن يقول الغزوة هذه تاريخ تحديد فى VفoلY أخت

أما . نجدا غزا تم ، جمادي وبعضشهر ربيع شهرى النضير بني غزوة بعد بالمدينة أقام

ص 226 ، . 112الباقوري

Page 184: محمد في المدينة

الهجرة خمسمن سنة المحرم فى كانت أنها فيقرر سعد 227الواقدى ابن معه ويتفق ،

التاريخ . هذا تحديد فى

وبنى محارب بنى قبيلتي أن يعلمه النبي إلى خبر وصول الغزوة هذه سبب كان

أن . من وبدال المدينة لغزو العدة يعدون وهم ، الجموع جمعوا قد غطفان من ثعلبه

الهيبة . . استرجاع من البد كان إليهم بالخروج هم سارعوا ، الغزاة المسلمون ينتظر

النبى . استخلف النضير بنى إخراج فى المسلمون نجح أن بعد خصوصا ، القوة وإظهار

أربعمائة فى وخرج ، الغفارى ذر أبا ويقال ، عفان بن عثمان المدينة على

أصحابه . من

إنما . : الواقدى يقول الرقاع بذات الغزوة تسمية سبب فى المفسرون اختلف

وبياض سواد به جبل الرقاع ذات به سميت الذى الجبل ألن ، الرقاع ذات سميت

الجبل . بذلك الغزوة فسميت ، مختلفة :228وحمرة تفسيرات عدة هشام ابن سيرة وفى

الموقع : ذلك فى لشجرة وقيل ، راياتهم فيها رقعوا فألنهم الرقاع بذات تسميتها وأما

منهم .. حاجة له من وكل ، تعبدها العرب كانت الشجرة هذه ألن الرقاع ذات لها يقال

: ، فيها الخوف صالة لوقوع الرقاع ذات سميت فقال الداودى وأغرب خرقة، فيها يربط

ما . – – السهيلى قال كما كلها األقوال هذه أصح لكن فيها الصالة لترقيع بذلك فسميت

الله : صلى الله رسول مع خرجنا قال األشعرى موسى أبى عن ومسلم البخارى رواه

وسقطت قدماى ونقب أقدامنا فنقبت ، نعتقبه بعير بيننا نفر ستة ونحن وسلم عليه

من نعصب كنا لما الرقاع ذات غزوة فسميت ، الخرق أرجلنا على نلف فكنا أظفارى

. أرجلنا على 229الخرق

وخاف . . ، القوم القوم ورقب يتوقعه كان ما غطفان من عظيما جمعا النبى لقى

إن . يقول سعد ابن لكن ، إسحق ابن رواه ما هذا قتال بينهم يكن ولم ، الناس الناس

فأخذهن . نسوة إال محالهم فى يجد لم ثعلبة وبنى محارب بني Iمحال وصل أن بعد النبى

يغيروا . أن المسلمون فخاف الصالة وحضرت الجبال رؤوس إلى األعراب وهربت

. صالها . ما أول ذلك فكان الخوف صالة بالمسلمين النبى وصلى الصالة أثناء 230عليهم

فى كانوا الذين جاء ثم ، العدو على مقبلون وطائفة سلxم ثم ركعتين بطائفة صلي

أن . بعد ، بالناس راجعا انصرف ثم سلxم ثم آخريين ركعتين بهم فصلى العدو مواجهة

ليلة . خمسعشرة المدينة عن غاب

جـ 227 ، ص 2الطبرى ،61.جـ 228 ، ص 2الطبرى ،26 .جـ 229 ، هشام ص 3ابن ،214 -215.جـ 230 ، سعد ص 2ابن ،61.

Page 185: محمد في المدينة

النبى . وجد النبى قتل محارب بنى من رجل حاول الغزوة هذه فى إنه ويقال

يا : يقول وهو ، النبى تجاه به ولوح واستله فأخذه بها معلق وسيفه تحتشجرة يستريح

وهو : الرجل قال ؟ منك أخاف وما ، ال سكينة فى النبى أجاب ؟ تخافني أال محمد

قال : النفس، وطمأنينة الروح وبنفسسكينة ؟ مني يمنعك فمن ومهددا ملوحا يقترب

منك : . يمنعني الله النبى

السيف . فأغمد وتهددوه المسلمون به أحاط وقد محاصرا نفسه الرجل وجد

الرجل . . . وخضع يغمده أن قبل الرجل يد من السيفسقط إن ويقال كان حيث وعلقه

سبيله وخلى عنه النبى فعفا ، يقاتله أال على النبى عاهد أنه إال إسالمه يعلن لم أنه ورغم

.

. ومغزي . معني له كان خروجهم لكن قتال دون الغزوة هذه من وصحبه النبى عاد

غطفان قبائل على وفرضوا ، أحد بعد فقدت التى وهيبتهم بعضمكانتهم استعادوا لقد

. ونذيرا تحذيرا الحراك هذا فى وكان المدينة من غزاة االقتراب من ومنعوهم إرادتهم

المعادية . القبائل لبقية

الموعـد- : 2 بدر غزوة

أقام ، الرقاع ذات غزوة من المدينة ، وسلم عليه الله صلى ، الله رسول قدم لما

بدر ) ( إلى أربع سنه شعبان فى خرج ثم ، ورجب الثاني وجمادى األول جمادى بقية بها

نزله . حتى سفيان أبى 231لميعاد

مكة : إلى عائدا ينصرف أن قبل نادي قد ، أحد فى نصره بعد ، سفيان أبو كان

موافقة ) ( . عمر وأعلن فنقتتل بها نلتقى عام بعد الحول رأس بدر وبينكم بيننا الموعد

سفيان . . أبو كان قادمة جولة القتال فى لهم أن تأكدوا وقد المتحاربون افترق النبى

يكتف " " ولم ، فيه قتلوا الذى المكان ذات فى أى ، بدر لقتلى بدر فى ينتقم أن يريد

معركة . فى باالنتصار اعتبارهم رد يريدون المسلمون وكان YحYد أ فى المسلمين بقتلى

YحYد . أ هزيمة األذهان من تمحي

تشجع ال درجة معاناتهم وبلغت الناس حاجة فيه اشتدت ، جدب عام كان العام

فرائضإن . بعشرة وعده وقد ، المأجورين أحد سفيان أبو أرسل لقتال الخروج على

يقدرون ال جمع فى لهم خرجت قد قريشا أن وإيهامهم المسلمين همم تثبيط فى نجح

على . . يحضهم أن حاول يتجهزون وهم بالفعل الناس بين اندس به لهم طاقة وال عليه

قبل . من هزموا كما ، خرجوا لو سيهزمون أنهم مدعيا ، االنهزام روح فيهم ويبث القعود

جـ 231 ، ص 2الطبرى ،87.

Page 186: محمد في المدينة

الدور، بنفس أيضا هو قام قد ، المدينة فى النفاق رأس ، Yبى أ بن الله عبد إن ويقال

نصحهم . لقد قريش للقاء ثانية خرجوا لو لهم يحدث قد مما المسلمين إخافة محاوال

إليه . يستمعوا أن وعليهم فادحة خسارتهم وكانت فهزموا ، برأيه يأخذوا ولم أحد قبل

ويطيعوه . اآلن

فى . . . الجميع أمام أعلن الناس لقاء إلى أسرع حدث بما النبى علم القوم تخاذل

أحد : . معى يخرج لم وإن ألخرجن بيده نفسى والذى قاطع حسم

بالنبى . . . . أحاطوا الرعب عنهم الله أذهب الحماس بينهم سرى الناس تشجع

وعيدها بلغ ومهما قريش، قوة بلغت مهما ناصروه وأنهم عنه يتخلوا لن أنهم أعلنوا

عشرة. . الخيل من معهم ، وخمسمائة ألفا عددهم بلغ المسلمين جيش تجمع وتهديدها

. النضير بنى سالح من غنموه ما بعد ، أفضله السالح ومن ، أفرس

ابن . مع الطبرى يتفق هذا وفى رواحه بن الله عبد المدينة على النبى استخلف

أبى. .232سعد بن الله عبد بن الله عبد المدينة على استخدم إنه يقول إسحق ابن 233لكن

، قوله ويتبعون إسحق ابن عن ، زهرة وأبى هيكل أمثال من ، المحدثون الكتاب ويأخذ

إسحق . ابن على عيال السيرة كتاب كل أن أساس على

ببضائع : المسلمون تاجر سفيان أبو يصل ولم أيام ثمانية ببدر المسملون أقام

حان . وقد ، الناس يتفرق ثم أيام ثمانية لمدة عام كل تقام سوقا بدر وكانت معهم كانت

قتال .234وقتها دون المدينة إلى وعادوا ، تجارتهم وربحت حملوا ما المسلمون فباع

ومعهم القريشيين من ألفين رأس على مكة من بالفعل خرج فقد سفيان أبو أما

لم . لكنه ، نفسه على قطعه لوعد وتحقيقا الوجه لماء حفظا فقط خرج فرسا خمسون

: قال . ، الناس فى ونادي توقف يومين مسيرة بعد فإنه ، ذلك وعلى القتال ينوى يكن

وإن ، اللبن فيه ونشرب الشجر فيه نرعي غVيداق خVصUب عام إال يصلحنا ال فإنه ارجعوا،

فارجعوا . راجع فإني جدب عام هذا الناس .235عامكم ورجع ، سفيان أبو ورجع

، مكة أهل من ساخرة تعليقات مثار معه ومن هو وعودته سفيان أبى خروج كان

نهيتك : ! : قد قائال سفيان أبا أمية بن صفوان وعاتب السويق يشربون خرجوا قالوا

أخلفناهم . قد أن ورأوا علينا اجترؤوا وقد القوم تعد أن يومئذ

جـ 232 ، سعد ص 2ابن جـ. 59، ، ص 2الطبري ،88. جـ 233 ، هشام ص 3ابن ،221.234 . منه تخلو ثمان إلى القعدة ذى لهالل السوق تقامجـ 235 ، سعد ص 2ابن ،60 .

Page 187: محمد في المدينة

صالح فى كانت ، سفيان أبى تخاذل بسبب الجمعين التقاء عدم رغم ، إذن ، الغزوة

إلى السير على مقدرتهم وفى أنفسهم فى ثقتهم من الكثير استردوا الذين المسلمين

أحد . هزيمة آثار الذاكرة من يمحون بدأوا لقد ، انتظاره من بدال العدو

دل- : 3 نـ! الج� دومـة

بلغ . قد أنه سببها فى وقيل للهجرة الخامسة السنة من األول ربيع شهر فى كانت

يسلبونه ، بهم يمر من على الطريق يقطعون كثيرا جمعا الجندل بدومة أن النبى

وترويعها. . المدينة أطراف من االقتراب فى طمعوا قد أنهم جانب إلى هذا وينتهبونه

اعتاد حيث ، قاربها وما نجد أو ، حولها وما مكة ناحية الجندل دومة تكن لم

األحمر البحر بين الطريق منتصف فى ، الشام ناحية كانت لكنها ، القتال المسلمون

فرصة . كانت المدينة من ليلة عشرة ست خمسأو مسير على ، فارس وخليج

أوسع خبرة يكتسبون بذلك ، الروم قيصر يحكمها مناطق من يقتربوا كي للمسلمين

قبل . من القتال فى يقربوها لم بمناطق أكثر ومعرفة

يخص يكن لم أنه معناة وهذا ، الغفارى فYطة UرVع المدينة على النبى استخلف

كان . خزرجيا أو أوسيا أو قريشيا كان سواء أصفيائه من أحدا المدينة على باالستخالف

االعتبارات كل جانبا منحيا باالستخالف جديرا يراه كان من يستخلف النبى

القبلية . أو األسرية

حرارة . . بسبب ربما نهارا ويكمن ليال يسير كان المسلمين من ألف فى النبى خرج

. باألرض خبير ، عذرة بنى من دليل المسلمين مع وكان العدو لمفاجأة وربما ، الجو

ومسالكها . ودروبها

الرعاة، فهاجموا والشاء xعVم الن آثار رأوا ، الجندل دومة من المسلمين اقتراب وعند

الجندل . دومة أهل الخبر وصل وجه كل فى هرب من وهرب أصابوا من منهم وأصابوا

هناك يكن ولم ، t أياما بها فأقام ، أحدا يجد لم بساحتهم النبى نزل وعندما ، فتفرقوا

. للغزو . خروجه من شهر بعد المدينة إلى النبى وعاد قتال

للدولة ورعايته رسالته النبى واصل ، المدينة فى المسلمين أحوال اطمأنت

ال كى ، األخبار ويستطلع العيون يبث كان الوقت نفس فى لكنه ، الناشئة اإلسالمية

يهود . أو قريش من بغدر يفاجأ

Page 188: محمد في المدينة

السادس الفصــل

ي!ب�ر وخ� د�ي!بiي�ة الح� إلى ن!د�ق الخ� من

Page 189: محمد في المدينة

السادس الفصــل

وخيبر الحديبية إلى الخندق من

(1)

الخندق غزوة

اليهــود : دور

سنين فيها أرضعاشوا من طردوا الذين ، النضير بنى ويهود قينقاع بنى يهود

كانت ما ، فيها غيرهم ألحد والحق ووطنهم أرضهم اعتبروها أنهم لدرجة طويلة

. ، طريدا شريدا محمد جاءهم لقد ثأرها تدرك أن دون تهجع أو لتهدأ الحاقدة رؤوسهم

لدعوته يستجيب من يجد المدينة فى به فإذا ، قتله محاولة من هاربا ، قومه من مهانا

الكلمة . صاحب ويصبح فيسود نفوذه وينتشر أتباعه عدد يكثر الموت حتى عنها ويدافع

من . الخروج على ويرغمهم اليهود من عدائيا موقفا يأخذ بل ، بذلك يكتفى وال العليا

بالتأكيد . وهو قريظة بنى سوى الخضراء الواحة أرض فى يهود من يتبق لم المدينة

ال – – . آتية لحظتهم وارتياب شك فى إليه ينظرون وبالتأكيد أيضا وهم ، بهم يتربص

وينتظرون . . لذلك يعدون وهم ريب

وأن البد بالتأكيد والهدف ، يهود معسكر فى التالية ضربته يضرب أن قبل لكن

ما على يحافظوا كى شيئا يفعلوا أن ، يتحركوا أن اليهود على كان ، قريظة بنى يكون

عهدها . سابق إلى مدينتهم ويعيدوا ، ضاع ما ويستردوا ، تبقي

. ، القبائل إلثارة تحركهم بدأ ومنها لهم مقرا خيبر من اتخذوا طردوا الذين أغلب

نهايته . فيها تكون قد بها لمحمد قبل ال لمعركة واإلعداد

الهجري ) الخامس العام نهاية ( .627وفى لليهود الفاعل العلني التحرك بدأ م

رأسهم على زعمائهم من كبار قيادة تحت ، وائل وبنى النضير بنى من مجموعة التقت

Page 190: محمد في المدينة

الحقيق أبى بن وكنانة ، النضرى أخUطب بن Vي� وحYي ، النضرى Uق الحYقVي أبى بن xم ال Vس

محمد . : األحزابضد Yحزxب ت وأن البد قراراهم اتخذوا الوائلى قيس بن وهوذة النضرى،

عليه . بالقضاء إال تنتهي ال معركة وتبدأ ،

كان . الذى حرب بن سفيان أبى رأسهم قريشوعلى بقادة التقوا مكة إلى توجهوا

جاءوا– – . ما هذا ، محمد ضد معركة شأن فى تحدثوا أكبر ثأرا يدرك أن يريد أحد رغم

ما . والسالح المال من يملكون وأنهم ، بها يستهان ال قوة أنهم لقريش أكدوا أجله من

من خيرا تأمل ال التى القبائل وبقية قريشوغطفان خرجت لو محمد هزيمة من يمكنهم

والقسوة . الضراوة وبنفس ، هوادة دون يقاتلوا أن وعدوا عنده لها ثأرا تبغي أو وجوده

، دعوته واجتثاث محمد تدمير يتم حتى ، حروبهم فى السابقون اليهود بها اشتهر التى

األرض : استرجاع بعد ويستريحون ، العرب بالد يريحون ويستريحون يريحون وبذلك

. منها أخرجوا التى

تكاد وال محمد بها جاء التى الدعوة أمر فى تفكر اللحظة تلك قريشحتى كانت

ورثوه . تراث ، متعددة آلهه يعبدون وهم ، واحد إله عبادة إلى يدعو إنه أمرا لها تجزم

. ويتساءلون يفكرون كانوا ؟ صواب على أليسوا ، به وتمسكوا ، عليه وحافظوا اآلباء عن

فى . ينتصرون وهم ، جولة فى ينتصر محمد الهين باألمر كهذا كبير سؤال حسم يكن لم

. الناس، . عنه وتخلى أمره النكشف xا دVعoي كان لو تنتشر ودعوته أنصارا يكسب لكنه جوله

به . جاء بما إيمانا إال اتباعه تزد لم الهزيمة تلك لكن أحد فى هزيمته بعد خصوصا

نصرته . سبيل فى الموت على وتصميما

قالت . بالحقيقة منهم أعرف فهم ، الكتاب أهل من العلم أهل فليسألوا ، إذن

فيه : نختلف أصبحنا بما والعلم األول الكتاب أهل إنكم يهود معشر يا يهود قريشألحبار

؟ . دينه أم خير أفديننا ومحمد نحن

عرفوا التى فراستهم عنهم تخلت قد قريشوقادتها سادة إن القول نستطيع هنا

من وتقلل أقدارهم تمتهن سقطة السؤال بهذا وسقطوا ، به اشتهروا الذى وذكاؤهم بها

يهود . دهاة أمام إدراكهم شأن

. ، أجله من جاءوا ما هذا محمد تدمير يريدون أنهم صراحة اليهود أخبرهم لقد

أعداء توجه ؟ محمد صالح فى بشهادة يدلوا أن يهود دعاة من القريشيون يتوقع فكيف

قريش , . . سقطت هكذا محمد أعداء إلى به جاء الذى الدين عن ، بالسؤال محمد

Page 191: محمد في المدينة

على . أجابوا إثما وأسوأ انحطاطا وأكثر فظاعة أشد كانت يهود أحبار سقطة لكن

منه . : . بالحق أولى وأنتم ، دينه من خير دينكم بل قالوا قريش 236سؤال

أن . أعلنوا لقد إسرائيل لبنى العقائدى التاريخ فى عار وصمة تعتبر اإلجابة هذه

القرآن . ونصوص محمد بها جاء التى التوحيد دعوة من أفضل األوثان وعبادة الشرك

عليهم : " بخافيه كانت ما المجال هذا oذU فى إ YتUوVمU ال VوبYقUعV ي VرVضVح Uذo إ هVدVاء Yش UمY Yنت ك UمV أ

VيلoاعVم Uسo وVإ Vيمoاه VرU oب إ Vكo Vائ آب VهV oل وVإ VكVهV oل إ YدY VعUب ن U Yوا قVال VعUدoي ب مoن VونYدY VعUب ت مVا oيهo Vن oب ل VالVق

VونYمo ل UسYم YهV ل YنUحV وVن وVاحoدtا Vهtا oل إ VقVح Uسo x ،( " 133البقرة" ) : وVإ oال إ VهV oل إ x ال وVاحoد� Vه� oل إ UمY VهYك oل وVإ

Yيمoح xالر YنVمUح xالر VوY( " 163البقرة " ) : ه، Yوم� UقVي ال UحVي� ال VوYه x oال إ VهV oل إ ال Yه� عمران " ) :الل آل

2 )، "VوYه x oال إ VهV oل إ V ال oطUسoقU oال ب t oمVا قVآئ o Uم Uعoل ال U Yوا وUلY وVأ YةV oك Vئ UمVال وVال VوYه x oال إ VهV oل إ V ال Yهx ن

V أ Yه� الل Vدoه Vش

YيمoكVحU ال YيزoزVعU عمران " ) : ال Vا ،( " 18آل Vن Uن Vي ب وVاء Vس VمVة� Vل ك oلVى إ U VوUا VعVال ت oابV oت Uك ال VلUهV أ Vا ي UلYق

oه� الل oونYد مIن tا Vاب ب UرV أ t VعUضا ب Vا VعUضYن ب Vذoخx Vت ي V وVال tا Uئ ي Vش oهo ب Vكoر UشY ن V وVال Vه� الل x oال إ VدY VعUب ن x ال

V أ UمY Vك Uن Vي وVب

VونYمo ل UسYم xا نV oأ ب U هVدYوا Uاش U Yوا فVقYول U xوUا VوVل ت oن عمران" ) : فVإ oنx ،( " 64آل إ U Yوا قVال Vينoذx ال VرVفV ك UدVقx ل

د� oاحVو Vه� oل إ x oال إ Vه� oل إ Uنoم وVمVا Vة� Vث Vال ث Yثo Vال ث Vه� ( . 73المائدة " ) : الل

إلى دعوته فى النبى به وبشر الكريم القرآن فى ذكر مما كثير من أمثلة مجرد هذه

هو . إال إله ال الذى الواحد اإلله عبادة

ال محمد دعوة جوهر أن ، اإلداك تمام ويدركون ، العلم كل يعلمون اليهود كان

عبادة لنبذ ليدعو إال موسى جاء فما ، موسى دعوة جوهر عن كثير أو قليل فى يختلف

ما . هذا لغيره يسجدوا وأال الله إال يعبدوا بأال إسرائيل بنى من أتباعه وليطالب ، األوثان

وحقدهم . كراهيتهم ثورة فى وتجاهلوها اليهود أحبار تناساها التى التوراه نصوص تثبته

عليه . الحق فى وزاد ، موسى به جاء بما إال محمد جاء ما

الرب : " أنا ، قائال الكلمات هذه بجميع الله تكلم خروج سفر فى موسى توراة فى

ال . . أمامي أخرى آلهة لك يكن ال العبودية بيت من أرضمصر من أخرجك الذى إلهك

تحت األرضمن فى وما فوق من السماء فى مما ما صورة وال منحوتا تمثاال لك تصنع

غيور� . . إله إلهك الرب أنا ألنى YدYهن تعUب وال لهن تسجد ال األرض تحت من الماء فى وما

إلى . إحسانا وأصنع مبغضى من والرابع الثالث الجيل فى األبناء فى اآلباء ذنوب أفتقد

. Uرئ . Yب ي ال الرب ألن باطال إلهك الرب باسم تنطق ال وصاياى وحافظى مYحبى� من ألوف

خروج " ) باطال باسمه نطق ( . 7-1 : 20من

جـ 236 ، ص 2الطبرى ،90.

Page 192: محمد في المدينة

ال : إسرائيل بنى بها وأوصى موسى إله بها تكلم التى العشر الوصايا أولى هى هذه

الله . هو واحد بإله إال إيمان تقديسوال وال عبادة ال أنه أى ، أمامي أخرى آلهة لك يكن

أى هناك هل ؟ السابقة القرآنية اآليات فى ذكره وتم محمد دعوة جوهر هو أليسهذا

إلى " " به أوحي الذى القرآن عليه نص وما موسى توراة فى الرب به تكلم فيما اختالف

محمد . رب هو موسى رب ألن ، واحد والدين ، واحد الجوهر ؟ محمد

وال " " : منحوتا تمثاال لك تصنع ال أمرا الرب يصدر ، وتفرده وحدانيته جانب إلى

تعبدهن .. . وال لهن تسجد ال صورة

بترك حولها وما مكة فى الشرك أهل يطالب ألم ؟ هذا أجل من محمد يبعث ألم

دينكم " لكم أكملت اليوم آية تنزل ولم ؟ القهار الواحد لله والسجود األصنام عبادة

الكعبة " داخل ، األصنام كل ، األصنام النبى هدم أن بعد إال نعمتي عليكم وأتممت

حولها . وما

هكذا . : " األصنام وعبادة بالله الشرك يحرم الذى الواضح التوراتي النص ورغم

آلهة . . معي تصنعوا ال معكم تكلمت السماء من أننى رأيتم أنتم إسرائيل لبنى تقول

خروج " ) ذهب آلهة لكم تصنعوا وال لبسفيه(.. 23-22 : 20فضة ال الذى النص هذا رغم

عبادة : أن أى ، دينه من خير دينكم قريشوسادتها لكبار وسادتهم اليهود أحبار يقول

محمد . إليه يدعو الذى التوحيد دين من خير األصنام

، لبسفيه وال عليه اختالف ال الذى الصريح التوراتي بالنص يهود أحبار كفر لقد

آخر؟ . تفسير هناك هل كفرهم وأعلنوا

أغرب . . فمن ، يشين ما كذبهم فى يجدوا لم ولعلهم يكذبون يهود سادة كان ربما

ميثاق هى التى العشر الوصايا فى وجدناه ما هو ، ونصوصها األديان تاريخ فى الغرائب

!! : حالال : الكذب أصبح وهكذا تكذب ال بينها ليسمن العشر الوصايا هذه إسرائيل بنى

يهود . من بعدهم جاء ومن ، إسرائيل لبنى أيضا ومباحا

فى اليهودي التضليل موضحا القرآن ونزل ، فاضحة مشينة اليهود سقطة كانت

" : مبهر وVالطxاغYوتo كشف oتU ب oجU oال ب VونY YؤUمoن ي oابV oت Uك ال VنIم tا Vصoيب ن U Yوا وتY أ Vينoذx ال Vى oل إ VرV ت UمV ل

V أ

. Yه� الل YمYهV VعVن ل Vينoذx ال Vكo Vئ وUلY أ t oيال ب Vس U Yوا آمVن Vينoذx ال Vنoم VهUدVى أ هVؤYالء U وا YرVفV ك Vينoذx oل ل VونY VقYول وVي

ا tيرoصV ن YهV ل VدoجV ت Vن فVل Yه� الل oنVعU Vل ي ( . 51النساء" ) : وVمVن

أفتوا فيما اليهود موقف يدين يهودي لمفكر رأيا هيكل الدكتور يورد المجال هذا فى

كتابه . فى ولفنسون إسرائيل دكتور يقول قريش أمام بالد به فى اليهود تاريخ

يصرحوا: العرب وأال ، الفاحش الخطأ هذا مثل فى يتورطوا أال هؤالء واجب من كان

Page 193: محمد في المدينة

األمر بهم أدي ولو ، اإلسالمي التوحيد من أفضل األصنام عبادة بأن قريش زعماء أمام

التوحيد راية حاملى قرون مدة كانوا الذين إسرائيل بني ألن ، مطالبهم إجابة عدم إلى

من تحصى ال بنكبات نكبوا والذين ، األقدمين اآلباء باسم الوثنية األمم بين العالم فى

وكل .. بحياتهم يضحوا أن واجبهم من كان واحد بإله إيمانهم بسبب واضطهاد تقتيل

xاد . عYب إلى بالتجائهم أنهم عن فضال هذا المشركين يخذلوا أن سبيل فى لديهم عزيز

من بالنفور توصيهم التى التوراة تعاليم ويناقضون أنفسهم يحاربون كانوا إنما األصنام

الخصومة . موقف منهم وبالوقوف األصنام 237أصحاب

وال نستنكره فنحن ، ويستغربه اليهود سلوك يستنكر ولفنسون الدكتور كان وإذا

، موسى نبيهم حياة وفى إسرائيل بنى أيام منذ أى ، البداية منذ ألنهم ذلك ، نستغربه

العقيدة . جوهر وهى الوصايا أول على تمردوا ربوبيته وأنكروا الواحد باإلله كفروا

ضربوا : .. . تعبدهن وال لهن تسجد ال صورة وال منحوتا تمثاال لك تصنع ال التوحيدية

الوصايا . . وأخطر وأهم بأول يكترثوا لم الحائط عرض الرب بكلمات

بمئات وليسبعده ، موسى حياة فى ذلك كان ، له وسجدوا ذهب من عجال صنعوا

طال قد أنه ويدعي ضاللتهم فى البعضعذرا لهم يجد حتى ، السنين بعشرات حتى أو

الرب . تعاليم فنسوا الشقة وبعدت األمد

أو يوما أربعين عن زاد قد غيابه يكن ولم ، ربه يناجي ، الجبل فى موسى وجود أثناء

والمثير . ، األمر فى والغريب وأشركوا موسى به جاء بما إسرائيل بنو كفر ، يقاربها ما

– - ، هارون كبيرهم هو التوراتي النص حسب العجل لهم صنع الذى أن هو ، للسخرية

. ، اسجدوا لهم وقال حوله من إسرائيل بنى وجمع العجل هارون صنع النبى موسى أخو

فسجدوا !!

كما ، الورق فوق إبداعا وصبه تخيله أو بتأليفه نقم ولم ، عندنا ليسمن الكالم هذا

نناقش . ال ونحن فيه الباطل مطلق حق فالقرآن ، الكريم القرآن فى له ذكر ال أنه

بكتابهم . . نناقشهم إنما وحاربوه أنكروه البداية ومنذ به اليؤمنون فهم ، بالقرآن اليهود

الشعب . : " رأى ولما الواحد بالحرف التوراتي النص يقول توراتهم فى جاء بما وندينهم

لنا اصنع قم له وقالوا هرون على الشعب اجتمع الجبل من النزول فى أبطأ موسى أن

وبنيكم .. نسائكم آذان فى التى الذهب أقراط انزعوا هرون لهم فقال أمامنا تسير آلهة

. فقالوا .. مسبوكا عجال وصنعه باألزميل وصوره أيديهم من ذلك فأخذ بها وأتوني وبناتكم

عيد .. غدا وقال هرون ونادي أرضمصر من أصعدتك التى إسرائيل يا آلهتك هذه

237 ، ص محمدهيكل ،267.

Page 194: محمد في المدينة

عن .. . .. سريعا زاغوا شعبك فسد قد ألنه انزل اذهب لموسى الرب فقال للرب

خروج . " ) له وسجدوا مسبوكا عجال لهم صنعوا به أوصيتهم الذى ( .8-1: 32الطريق

، وأشركوا تعاليمه على تمردوا ألنهم صارما عقابا إسرائيل بنى الرب وعاقب

الذى موسى ألمر تنفيذا بالسيف قتلهم تم رجل آالف ثالثة اليوم ذلك فى منهم فسقط

واحد : .. كل واقتلوا فخده على سيفه واحد كل ضعوا لهم وقال الوى بنى جميع جمع

موسى . قول بحسب الوى بنو ففعل قريبة واحد وكل صاحبه واحد وكل أخاه

( . 28-26 : 32خروج)

إسرائيل بنى على بمستغرب منهما أى كان ما ، الصنم وعبادة ، إذن ، الشرك

الخروج . وزمن موسى شعب على هذا يقتصر ولم يهود من ساللتهم على وبالتالى

الموضوع. . هذا وننهي منها واحد مثل بذكر نكتفى ، مختلفة أزمنة عبر امتد بل فقط

، والسلطان والجاه ، والحكمة الملك الله أعطاه ، الملك ، داوود بن سليمان

لم . – " " – المقدس اليهود كتاب يذكر كما هذا سليمان األرض ملوك كل على فتعاظم

إنسانا . يمنح لم ما ومنحه عليه الله أنعم أبيه داود كقلب إلهه الرب مع كامال قلبه يكن

، بربه أشرك ذلك ورغم ، ملكا واألعظم ، ماال واألكثر ، حكمة األعمق هو فأصبح ، غيره

داود . يفعل كان كما تماما يتبعه ولم الشر فعمل ، أخرى آلهة وراء قلبه ومال

على الرب غضب وهكذا ، يعاقبه وأن به أشرك من على الرب يغضب وأن البد كان

سليمان . . معصية ذكر فى التوراتي النص يقول ، عاقبه منحه ما كل رغم سليمان

تراءي : " الذى إسرائيل إله الرب عن مال قلبه ألن سليمان على الرب فغضب وعقابه

الرب . به أوصى ما يحفظ فلم ، أخرى آلهة اليتبع أن األمر هذا فى وأوصاه مرتين له

تمزيقا .. عنك المملكة أمزق فإني عندك ذلك أن أجل من لسليمان الرب فقال

األول " ) الملوك لعبدك ( . 11-9 : 11وأعطيها

عاقب - - وهكذا ، وأشرك يهود توراة تذكر كما الرب حق فى سليمان أخطأ هكذا

بعده . من ملكه فمزق سليمان الرب

خير : دينكم قريش فى الشرك لزعماء خيبر يهود قاله ما نستغرب ال فنحن لهذا

قلوبهم . فى انغرست الشرك بذور ألن صدقا إما قالوها منه بالحق أولى وأنتم دينه من

على القضاء وهو إليه سعوا الذى الهدف يحققوا كى كذبا قالوها أو موسى أيام منذ

ذلك – – : وعلى ، تكذب ال بينها ليسمن قبل من ذكرنا كما العشر والوصايا محمد،

مباح . ، لليهود بالنسبة ، فالكذب

Page 195: محمد في المدينة

ثمار ببعض أغروهم وربما ، قريشواستمالوهم زعماء يهود دهاة استدرج هكذا

سلطانهم وبسط العودة فى نجحوا لو أيضا المدينة بثمار وربما ، ثمارها بكل أو خيبر،

أرضوممتلكات . من فقدوه ما على

سبايا .. xنY سيك عمن ، تلميحا أو ، مباشرة الحديث اليهود ينسى أن يمكن ال والنساء

هذا .. كل وفخار ولذة متعة قريشمن فحول سيجده وما المدينة نساء جميالت من

يطمعون .. .. هل محمد هزيمة بعد الشأن وعلو والنساء والمال الخمر النصر بعد بالطبع

! بعد لكن ، المنال بعيدات يكن لن يهود جميالت أجمل ؟ يهود جميالت أكثر؟ هو فيما

محمد . استئصال

المرة . هذه الضربة حماسهم يخفوا ولم ، يهود أحبار قال بما قريش سادة سعد

باالنضمام . تسارع سوف كثيرة أخرى قبائل ، قريشوحدها تكون ولن قاصمة ستكون

وخيلهم . وأموالهم برجالهم اليهود إلى باإلضافة هذا الغنائم اقتسام يفوتها ال كى للقتال

يمكن . . ال كهذه معركة وخارجها المدينة داخل من ومددا عونا اليهود سيكون وسالحهم

للحرب . . واستعدوا ، عدتهم أعدوا ، نشطوا لهذا قريش تخسرها أن

حرب إلى ودعوهم غطفان إلى خرجوا بل ، بقريشوجيشها يهود أحبار يكتف لم

أكدوا . . ذلك على تابعوهم قد قريشا وأن قريش، وبين بينهم تم بما أحاطوها محمد

ضد – – القتال فى المشتركة القبائل لكل ومددا عونا سيكونون اليهود أى أنهم لهم

: ، Vيم ل Yس ومن ، أشجع ومن ، فزارة بنى ومن ، مرة بنى ومن ، عoيالن قيس من محمد

غطفان . وخضعت ثأره ويريد محمد عند ثأر له من كل ومن ، أسد ومن سعد، بنى ومن

يهود . . مكر ونجح قريش خضعت كما ، واإلغراء والغواية للترغيب

الخنـدق :

من . تبعهم ومن أحابيشهم جمعوا قريش، تجهزت وتآزرت األحزاب استعدت

وحمله – - الندوة دار فى اللواء وعقدوا ، آالف أربعة سعد ابن يروى كما فكانوا ، العرب

معهم " ". قادوا أحد قريشفى لواء يحمل وهو قتل قد أبوه وكان طلحة أبى بن عثمان

حرب بن سفيان أبو يقودهم وخرجوا بعير، وخمسمائة ألف معهم وكان ، فرس ثالثمائة

فزارة وخرجت ، األسدى خويلد بن طلحة يقودهم أسد بنو معهم وخرجت ، أمية بن

Uلة، ي Vخ Yر بن مسعود يقودهم أربعمائة وهم أشجVع وخرجت ، حصن بن Uنة Vي عYي يقودهم

.. فكان غيرهم معهم وخرج ، عوف بن الحارث يقودهم أربعمائة وهم مرة بنو وخرجت

Page 196: محمد في المدينة

، آالف عشرة القبائل من الخندق وافوا الذين القوم جميع

األحزاب . 238وهم

ثالثة – – فى مقسمة مقاتل آالف عشرة قوامها كان ذكرنا كما الغازية القوة

الجيش: أما ، لغطفان فيه القيادة وجيش ، األكبر لقريشوهو فيه القيادة جيش جيوش

لسليم . فيه القيادة فكانت الثالث

بنى فرسان من مجموعة إليه أرسل العباس عمه إن يقال ، بالخبر النبى علم

العدة ويعد أهبته يأخذ أن منه ويطلب ، إليه المتجه الداهم الخطر من يحذره خزاعة،

ينهبون . كانوا العباس رسل إن ويقال القوم يصل أن قبل المدينة عن للدفاع سريعا

هذا . أيام أربعة أو ثالثة من يقرب فيما المدينة وصلوا أن لدرجة ، نهبا بجيادهم األرض

سبعة أو ستة عن يزيد ال فيما تحصيناته ويشيد دفاعاته يقيم أن عليه كان النبى أن معناه

أيام .

أحد " " يوم خرج كما ، والسلم الصالة عليه ، الرسول يخرج أن المستحيل من كان

، الجميع والء يضمن ال وهو ، آالف ثالثة عن اليزيد عددهم كان حوله من المقاتلين فكل

ليضع " ". النبى كان ما أحد فى قبل من تحرك كما ، الجمع ويشق النفاق يتحرك فقد

وهو ، آالف عشرة يواجه وأنه خصوصا ، أخرى مرة الموقف نفس فى معه ومن نفسه

قبل . من العرب مثله يشهد جيشلم

. ، الجيشان يلتحم أال أيضا قرر بل ، فقط ليسهذا بالمدينة يظل أن النبى قرر

العدد أى ، الواقع بمنطق االلتحام هذا ألن ، المشركين وجيش المسلمين جيش

رجال . دخل ولو تقدير أقل على هزيمته أو المسلمين جيش على القضاء معناه ، والعدة

أن الصعب من يكون وربما ، الخراب بها ولحل ، السيف فيها ألعملوا المدينة األحزاب

قائمة . ذلك بعد لها تقوم

محصنة كانت ألنها ذلك ، الصعوبة بالغ أمرا المدينة عن الدفاع استراتيجية تكن لم

هذه : . من بها يحيط كان والغرب والشرق الجنوب جهات ثالث من طبيعية بصورة

بينها ما حراسة السهل من وكان ، البركانية األحجار من ووديان صخور الثالث الجهات

الهجوم . يسهل حيث الشمال فى تقع الرئيسية المشكلة كانت طرق من

واالختراق . المباشر

جـ 238 ، سعد ص 2ابن ،66 .

Page 197: محمد في المدينة

القرار . اتخاذ فى السرعة يتطلب األمر كان وتشاوروا بأصحابه النبى اجتمع

دك ، أدق بأسلوب أو ، دق وشك على واتباعهم وسليم فقريشوغطفان ، وتنفيذه

ذلك . لفعل الفرصة لهم سنحت لو المدينة حصون

الصعب من ويكون ، الفريقين بين حاجزا يكون خندق حفر من البد الشمال فى

العدو . ويرمون أمان فى المسلمون يتحصن الخندق وراء من اختراقه المهاجمين على

وال فيها حصون ال ، منبسطة أرضشاسعة فى أمامهم مكشوف وهو والحجارة بالنبل

خلفه . والكمون به االحتماء يمكن ما وال ، قالع

حقولهم تركوا عندما أحد معركة قبيل حدث الذى الخطأ إلى المسلمون وتنبه

من كانت لو كما وزادا مددا العدو ويستخدمها قريشوخيلها إبل فيها ترعي وثمارهم

. األحزاب . وعلى خيراتها األرضمن وتجريد والمحاصيل الثمار جمع تم الخاصة أمالكه

ولن زاد، من يحملون ما ينفد أن بعد ، أودها يقيم عما لها تبحث أن جيوشها تصل عندما

. أو الهالك مواجهة إال أمامهم يكون لن الحصار طال لو يغيثهم من أو يغيثهم ما يجدوا

قتال . دون بأنفسهم النجاة

معظم . لكن ربه من بإلهام النبى هو كان الخندق فكرة اقترح الذى إن يقال

عمل النبى وأن ، الفارسى سلمان هو الخندق بحفر أشار الذى أن تنصعلى الروايات

بعد . سلمان فيها يشارك غزوة أول هذه وكانت الصحابة رأى أخذ أن بعد بمشورته

. – – . إذا بفارس كنا إنا الله رسول يا الطبرى يروى كما سلمان قال حريته ونيله إسالمه

علينا . خندقنا 239حوصرنا

حبسه . النار يعبدون مجوسا وأهله هو وكان ، أصبهان أهل من فارسيا سلمان كان

بعبادة يقتنع لم لكنه ، فيها ويتبحر المجوسية فى يجتهد كى ، أرضه دoهUقVان وهو ، أبوه

رحلة. فى الشام إلى انطلق ثم ، كنائسها إلى وذهب النصرانية واتبع عليها فخرج النار

أم . إلى ارتحل الشام ومن بعثه أوان حان نبى عن الكثير سمع وقد الحقيقة عن بحث

إلى . به قدم قريظة بنى من يهودي اشتراه ثم يهود من لرجل عبدا بيع حيث القرى

بعدها . ونجح ، فأسلم المدينة إلي النبي وصل حتى نخله فى يعمل سلمان وظل المدينة

من . أى فى يشترك لم فإنه ولذا ، وأحد بدر بعد ذلك كان حريته يشترى أن فى

أن . بعد الخندق معركة فى االشتراك فرصة له حانت عنهما برoقIة غoل Yش ألنه المعركتين

البيت : . أهل منا سلمان النبى قال أن لدرجة ، إسالمه وحسن أسلم

جـ 239 ، ص 2الطبرى ،91 .

Page 198: محمد في المدينة

عمل : أنه كثيرة روايات فى قيل بالخندق يختص فيما العقاد عباسمحمود يقول

منه يهجم أن خيف الذى المنفذ عند الخندق حفر فى الفارسى سلمان بمشورة

القيادة .. أعمال من عمل سلمان مشورة النبى وقبول المدينة على المشركون

أن خليقا كان السالم عليه أنه نعتقد أننا غير ، الكبار القواد سنن من وسنة الرشيدة

، عليها الهجمة إبان فى المدينة أهل من الفارسى سلمان يكن لم لو الخندق بحفر يشير

جميع فى الظهور وحماية الثغور سد إلى االلتفات شديد كان السالم عليه ألنه

240وقعاته .

الجبل . جعل لع Vس جبل سفح فى واألنصار المهاجرين من بصحابته النبى عسكر

على استخلف أن بعد ، الشمالية الجبهة طول على أمامه من الخندق بحفر وأمر ، خلفه

آالف . ثالثة يومئذ المسلمين من معه وكان مكتوم أم بن الله عبد المدينة

وعمل . ، واتساعا عمقا منه تنتهي معين قسم لها مجموعة كل العمل تقسيم تم

. يمسك أن من يمنع ال هذا لكن ، حقا النبى إنه حماسهم من زاد مما العاملين مع النبى

والمثل القدوة فهو ، يفعلون كما الصخر ويفتت ويشقى ويعرق ، وبالمعول بالفأس

. انتهي وما ، الهمم النفوسوقويت اطمأنت ما ذلك غير فعل ولو يتبع أن يجب الذى

أيام . ستة من يقرب ما فى الخندق حفر من المسلمون

ربما ، نفوسهم أناسضعفت هناك كان القوم بين إنه القول من يمنعنا ال هذا لكن

يجلبها قد مكاسب فى ورغبة نفاقا أسلموا عندما ، البدء منذ يالزمهم الضعف هذا كان

. ، العمل من بالضعيف يستترون وجعلوا وتكاسلوا أبطأوا هؤالء النبى اتباع لها

لقضاء ذاهبون بأنهم يتظاهرون وأحيانا ، النبى إذن دون أهليهم إلى ويتسللون

يعودون . وال الحاجة

العدو . وحراب سهام مرمي فى تقع والتى الخندق من القريبة المساكن Yخليت أ

على القادرين غير ، الشيوخ إليها انتقل المنازل من مجموعة تحصين تم المدينة وداخل

ال . الجنوب فى قريظة بنو كان الحراسة عليها وفرضت ، واألطفال والنساء ، القتال

بنوده من بند عن يخرجوا لم والذى النبى مع عقدوه الذى الميثاق رغم ، جانبهم يؤمن

. . بما الغد يأتي وقد الظروف تلك مثل فى ضرورة كان االحتياط لكن اللحظة تلك حتي

أحد . يتوقعه ال

بالفعل هى أو ، المعجزات حد إلى تصل تكاد خارقة أحداث عن التراث كتبة يحكي

بنت . : عمرة أرسلتها التى التمرات تلك المثال سبيل على الخندق حفر أثناء ، معجزات

240 ، ص محمد العقاد ،34.

Page 199: محمد في المدينة

حيث . إلى الطريق فى والفتاة النبى وجود تصادف وأخيها لزوجها غذاء ابنتها مع رواحة

بسط . ثوب فوق وطرحها يديه كفxى مألت ما التى التمرات النبى منها أخذ أمها أمرتها

وأخذوا الخندق أهل كل فاجتمع ، الغداء يتناولوا كى جميعا الخندق أهل دعا ثم له،

الثوب . أطراف من ليسقط وإنه عنه الخندق أهل صدر حتى ، يزيد والتمر يأكلون

مع الخندق حفر فى يعمل كان أنه صاحبها يروى ، النوع نفس من أخرى حكاية

، وشيها بذبحها امرأته أمر ، سمينة غير صغيرة شاة أى ، Uهة وVي Yش عنده وكانت ، النبى

. دعا النهار، آخر الخندق فى العمل انتهاء وعند الشعير خبز من شيئا معها تصنع وأن

أن الخندق أهل كل إلى أمره يصدر بالنبى فإذا ، الطعام يتناول كى بيته إلى النبى

وما . . ، هؤالء كل يطعم أين من مأزق فى نفسه الرجل وجد مضيفه بيت إلى يتوجهوا

: صاح عجز فى ، الواقع األمر أمام ؟ قالئل أفرادا تكفى ال قد سمينة غير شويهة إال ذبح

راجعون . إليه وإنا لله إنا

وأخرجوا : وجلسوجلسوا ، الناس معه وأقبل النبى أقبل الحكاية وتستمر

كل. الناس، أكل بعده ومن ، أكل ثم ، وسمxي فبرxك النبى أمام وضعوها الشويهة

شبعوا . . حتى أجمعون كلهم الخندق أهل أكل آخرون قوم جاء قوم فرغ كلما الناس،

لمزيد . تكفى الشويهة أن 241وبدا

دالة كمعجزات عليها نعتمد وال ، وأمثالها الحكايات لهذه كبيرا وزنا نقيم ال نحن

، النوع هذا من معجزات صاحب أنه أبدا يعلن لم فالنبى ، شأنه وعظم محمد نبوة على

قوة : " " . يملك أنه يوما oعxيد لم إلى يوحي مثلكم بشر إال أنا ما غيره نوع أى من أو

تأكل . كانت مكة من امرأة ابن إال هو ما الكون نواميس بها يغير أن يستطيع خارقة

. من . : جبار وال بملك أنا ما وجبروت سلطان صاحب أو ملك أنه يوما يعلن لم القديد

ما المعجزات من القرآن يذكر ولم ، بمعجزة اإلتيان مقدرة يدعي أن يمكن ال ذلك يذكر

هذه . . إليه أوحي الذى القرآن هى واألخيرة األولى معجزته كانت للنبى ينسب أن يمكن

عيسى معجزات عن النصارى كتب فى جاء ما لتقليد داعي وال ، المطلقة الحقيقة هى

. وما برهانه هى الله بأمر معجزاته وكانت ، عصره لعيسى كان فقد ، السالم عليه

شيئا . قدره من يزيد ال المجال هذا فى النبي إلى ينسب

ومنهج الزمن اختالف رغم ، المسيح يفعله كان ما نهج على هنا القصاصون ينسج

صدقها . وإثبات الرسالة تبليغ

جـ 241 ، هشام ابن ص 3انظر ،233

Page 200: محمد في المدينة

مواجهة " فى يوما نفسه وجد ، يسوع أتباع تزايد عندما أنه اإلنجيلى النص يذكر

أن بيد ، مرضاهم وشفى عليهم تحنن ، واألطفال النساء عدا ما ، رجل آالف خمسة

؟ خالء والموضع بالطعام لهم أين فمن ، الجمع هذا كل إطعام مشكلة واجهوا تالميذه

، به يقتاتون ما ويبتاعوا المجاورة القرى إلى يذهبوا كى ، يصرفهم أن منه طلبوا حينئذ

عندهم : ما كل أن إذ التالميذ ودهش ، ليأكلوا أنتم أعطوهم بسلطان لهم قال لكنه

فأمر : ، هنا إلى بها ائتوني قال يسوع أن إال ، وسمكتين أرغفة خمسة عن اليزيد

نحو نظره ورفع والسمكتين الخمسة األرغفة أخذ ثم ، العشب على يتكئوا أن الجموع

. ، وشبعوا الجميع فأكل للجموع والتالميذ للتالميذ األرغفة وأعطي وكسر وبارك السماء

ما آالف خمسة نحو واآلكلون ، مملوءة قفة عشرة اثنتي الكسر من فضل ما رفعوا ثم

متي " ) واألوالد النساء ( . 21-18 : 14عدا

هناك , كان يسوع معاصرى رأى وفى المعجزة على تعتمد يسوع رسالة كانت

الدينية : الرسالة إثبات يمكن وبهما ، النبوءات وتحقيق ، المعجزات للبرهان أسلوبان

هذين . وتالميذه يسوع استخدم ولقد طبيعية فوق أى ، فوقية قوة من الموحاة

راسخة . عميقة بعقيدة واإلثبات اإلبانة فى األسلوبين

من ودليال ، الرسالة قدسية إلثبات عنها غني ال عالمة تعتبر ، إذن ، المعجزة كانت

عن . : يتخلى أن إما لهما ثالث ال أمرين بين يختار أن يسوع على وكان النبوة أدلة

وأصالتها . صدقها على يبرهن لكي ، المعجزات ببعض يقوم أن أو ، 242رسالته

: والمنطق الفكر على أساسها فى تقوم كانت التى محمد رسالة بجوهر هذا كان ما

وسيلة – ، العقل إلعمال دعوة يتذكرون أفال ، يعلمون أفال ، يتدبرون أفال ، يعقلون أفال

. من - عليه نزل ما سوى للنبى معجزة ال وذكرنا سبق وكما الحقيقة إلى للوصول

.، به YعرIض ن وال ، المجال هذا فى السيرة كتبة أقالم خطته نعارضما ال كنا وإن القرآن

ثانية . نؤكد لكننا والفضيلة الخلق مجال فى تعليمي كدرس األتقياء بعض به ينتفع فقد

معجزات صانع أنه على مطلقا إليه يشار أن يجب ال السالم عليه محمدا أن التأكيد ونعيد

رسالته . . هذه كانت ما الطبيعة لقوى خارقة

الخندق : مواجهة في

آالف ثالثة فى ، خمسهجرية سنة ، القعدة ذى من الثامن االثنين يوم النبى خرج

. عبادة . بن سعد األنصار لواء وحمل ، حارثة بن زيد المهاجرين لواء حمل المسلمين من

الخندق من أخرجوها التى الهائلة األتربة واستخدموا ، خلفظهورهم سلع جبل جعلوا

كتابنا 242 المسيح أنظر تصلبوا الرسالة .ال جوهر ، السادس الفصل ،

Page 201: محمد في المدينة

وقذفهم والحراب للسهام تصويبهم عند به االحتماء يمكن ضخما منحدرا ليقيموا

أن . باستطاعته كان هذا موقعه ومن ، الجبل فوق قيادته موقع النبى أقام الحجارة

. بأكملها الشمالية الجبهة بناظريه يحتوى

أو يوم من أكثر تستغرق لن المعركة أن يعتقدون وهم وحلفاؤهم القريشيون وصل

محمدا يواجهون ال أنفسهم وجدوا عندما مروعة بصدمة أصيبوا لكنهم ، يوم بعض

التى . الدهشة اعترتهم قبل من حروبهم تاريخ فى ألفوه ما خندقا يواجهون بل وجنده،

إلى . . حاجة فى كانوا فتراجعوا ، السهام عليهم انهالت وفجأة تفكيرهم تشل كادت

الموقف . مواجهة كيفية فى يفكروا كى الوقت من مهلة

) تبعهم ) ومن غطفان ونزلت ، مكان اسم دYومVة من األسيال قريشبمجتمع نزلت

قيادة . لهم تكن ولم ، للقتال واضحة خطة أعدوا قد يكونوا لم Yحد أ عند نجد أهل من

تخيلوا . . – – كما الساحق الهجوم من بدال الخندق مواجهة فى آمالهم تبخرت موحدة

السهام عليهم انهمرت وقد ، دفاع موقف فى أنفسهم وجدوا ، الهائلة األعداد هذه بكل

!! . ؟ . ماذا ثم بالسهام الرمي تبادل بدأ والحجارة

وعلى . . فوارسهم مشاهير خرج قريش به تذل ولن غريب عجيب موقف هذا

فلم الجراح وأثبتته بدر يوم جرح قد وكان قيس، أبى بن وYد عبد بن عمرو رأسهم

يعرف . عالمة لنفسه جعل أى ، مYعUلما خرج الخندق يوم كان فلما أحد يوم فى يشترك

يهزم. – - لم أنه إال الرواة بعض يحكي كما عمره من التسعين بلغ قد كان أنه ورغم بها

. ، المخزوميان وهب أبى بن وهبيرة ، جهل أبى بن عكرمة معه وخرج قط مبارزة فى

على . مروا سالحهم كامل فى ، خيلهم على خرجوا مرداس، بن الخطاب بن وضرار

: – – ، للحرب كنانة بنى يا تهيأوا فقالوا إسحق ابن يروى كما كنانة بنى منازل

. ، عليه وقفوا حتى الخندق إلى الخيل بهم وأسرعت اليوم الفرسان من فستعلمون

تكيدها : . العرب كانت ما لمكيدة هذه إن والله قالوا

ضروب من ضربا YرهUفVح اعتبروا ، واالستعالء باالشمئزاز إحساسا الخندق فيهم أثار

. ، القبلية ونزعاتهم عواطفهم كانت لسيف وسيفا لوجه وجها اللقاء من والفزع الجبن

فاقتحموا . الجاهلية بعنهجية العزة أخذتهم عليهم تسيطر التى هى واالنتقام الثأر ورغبة

سدها , . من البد وكان ثغرة كانت منه ضيق مكان فى بخيولهم الخندق

سدوا – – . معه نفر فى نبيه عم وابن فارساإلسالم طالب أبى بن على خرج

صاح . . توقفوا ؟ على� سده بالسيفطريقا يخترق أن باستطاعته ومن الطريق عليهم

Page 202: محمد في المدينة

ثالثا : كررها ؟ مبارز من هل قط مبارزة فى يهزم لم الذى فارسهم ، وYد عبد بن عمرو

وينشد . : يتبخر أخذ أحد إليه يخرج لم وعندما

الندا من YتUحoحY ب مبارز ولقد من هل لجمعهم ء

أنا : قال ، يبارزه أن فى النبى طالب أبى بن على� استأذن ، سعد ابن رواية وفى

: له . برز ثم ، عليه أعنه اللهم وقال ، وعممه سيفه النبى فأعطاه الله رسول يا أبارزه

. قتله أنه فعلمنا وكبر فقتله على وضربه ، Vره غVب بينهما وثارت صاحبه من أحدهما ودنا

عبد . بن نوفل على العوام بن الزبير وحمل خيولهم بهم وظفرت هاربين أصحابه وولى

باثنين . فشقه فضربة بالسيف 243الله

سيفاهما . يلتقى أن قبل ، وYد عبد بن وعمرو على� بين دار حوارا فيذكر الطبرى أما

أخذت : إال خلتين إلى قريش من رجل يدعوك أال الله تعاهد كنت إنك عمرو يا على قال

وإلى : . : رسوله وإلى وجل عز الله إلي أدعوك فإنى على� قال أجل قال ، إحداهما منه

: قال. : : . النزال إلى أدعوك فإنى على رد وكان ، بذلك لى حاجة ال عمرو قال اإلسالم

اقتلك . : . أن أحب والله ولكنى على� قال أقتلك أن أحب ما فوالله ، اخي ابن يا 244ولم

جانب إلى ، وكبرياء ونخوة عصبية صاحب وكان ، عمرو غضب على كلمات أثارت

. بن . عمرو أبى وجهه وضرب وعقره ، فرسه عن نزل غبار له يشق كفارسال شهرته

جيدا يعرف نبيل فارس سلوك ، راجل وعلى� فرسه ظهر فوق وهو عليا يقاتل أن ود عبد

ونحن . لإلسالم ومحاربته شركه رغم له يحسب سلوك وهو ، يواجهه الذى الخصم قدر

انحياز . أو ميل دون موضوعي بأسلوب األحداث نقيم

عصرهما . رجال أشهر من لبطلين ومروعا رائعا المشهد وكان وتجاوال تنازال

يحمل كان واآلخر الشباب عنفوان فى كان أحدهما أن رغم ، قومهما فى وأمجدهما

وكأنه ، وعنفوان وقوة خفه فى يتحرك كان لكنه ، السنين من تسعين أثقال كتفيه على

فيها . وجه كاللمح فرصة ود عبد بن لعمرو وحانت شبابا منه أكثر أو على� شباب مثل فى

لم لكنها ، الرأس وجرحت فاخترقتها بدرقته على تلقاها ، رأسعلى إلي بارقة ضربة

. . أبو محمد الشيخ اإلمام يقول وكما ضربته ووجه الجريح كاألسد على واندفع قاتلة تكن

قتيال . . عمرو سقط خصمة ترقوة على سيف اخترق أبكارا على� ضربات كانت ، زهرة

المسلمون . وكبر

جـ 243 ، سعد ص 2ابن ،68. جـ 244 ، ص 2الطبرى ،94.

Page 203: محمد في المدينة

درعه . : استلبته هل الخطاب بن عمر سأله وجهه تهلل وقد النبى إلى على� عاد

ابن . : فاستحييت ، بسوءته فأتقاني ضربته على� قال منه خير درع للعرب ليس فإنه

أسلبه . أن عمى

ورفضأن على� استعلى ؟ النبل هذا من تساميا أكثر السلوك فى نبل هناك هل

ليس . العرب بين مثله وجود يندر درع أنه علمه رغم ، عمه ابن درع يلتقط كى ينحني

يشهر أن قبل اإلسالم إلى أوال دعاه لهذا ، عمرو قتل يود ال كان عليا إن بل ، فقط هذا

من . على� أمام يكن ولم ، وضاللته بشركه تمسك ، عمرو يستجب ولم ويبارزه سيفه

به. . وابتدأ العدوان اختار الذى هو دام ما ، السيف يرغمه الكلمة تقنعه ال ومن خيار

لكن ، المسلمون يحدده ثمن أى مقابل ود عبد بن عمرو جثه المشركون طلب

مقابل . دون الجثمان تسليم العرضوتم رفض النبى

الذى المغيرة بن الله عبد بن نوفل مقتل عن مختلفا ود عبد بن عمرو مقتل وكان

من : أحسن قتلة العرب معشر يا فقال ، بالحجارة فرموه ، فيه فتورط الخندق اقتحم

أن. . . النبى المشركون وسأل جسده على المسلمون فغلب فقتله على� إليه فنزل هذه

نفس . ووصلهم ، ود عبد بن عمرو حالة فى عرضوه الذى العرض نفس جسده يبيعهم

قد : . كان سفيان أبا إن ويقال به فشأنكم ثمنه وال بجسده لنا حاجة ال النبى قال الرد

المضروب الحصار نتيجة المسلمين احتياج شدة رغم رفضها تم ، اإلبل من مائة عرض

عليهم .

قريظـة : بنى فى الخيانة

التحام يحدث أن دون ، شهورا يطول قد والحصار ، المنال صعب الخندق اقتحام

وليسهناك النفاد وشك على والمؤن وعصفها بردها فى قاسية الطبيعة ، قتال فى

، شحيحا أصبح والخيل اإلبل طعام حتى ، المقاتلين من الهائل العدد لهذا إمداد خطوط

ألسنة – – تلوكها كارثة ستكون قتال دون انسحابها أو حدثت لو األحزاب هزيمة

الركبان .

محمد . . قتال إلى ودفعوها القبائل أثاروا الذين فهم يتحركوا أن اليهود على كان

المدينة . اقتحام يستطعيون ال العجز موقف فى مقاتل آالف عشرة أوالء وهاهم

من يكون وأن البد ، المأساوى الموقف هذا مثل ينهي قد الذى ، الفاعل االقتحام

على . قريظة بنى ويهود ، قريظة بنى يهود الجنوب وفى ، الوحيد المنفذ هو هذا الجنوب

لحفر أدوات من يحتاجونه بما المسلمين أمدوا الذين هم إنهم بل ، النبى مع عهد

Page 204: محمد في المدينة

المسلمين . يمدون كانوا الذين أيضا وهم عندهم موجود هو ما على زيادة ، الخندق

ثم الخندق بحفر المسلمون انشغل أن وبعد الحصار بدء بعد ، الطعام من بالضرورى

عوائلهم . وأود أودهم يقيم ما لكسب السعي من بدال ، القتال بأمور

وتدمير المسلمين إلى منها النفاذ يمكن التى الضعف نقطة هم قريظة بنو

هو . يهود شيوخ من شيخ إلى الدور هذا Yوكoل أ كامال قضاء عليهم والقضاء بل مقاومتهم،

الحقد : بدافع Vي� حYي يتحرك لم ، xضUرى الن أخطب بن Vى� حYي مكرا وأكثرهم دهاء أعمقهم

المعركة . هذه من محمد خروج أن اليقين علم يعلم كان ألنه ولكن فقط والكراهية

لعبوه . الذى الدور اكتشاف تم أن بعد ، اليهود على المبرم القضاء معناه سالما

، قريظة بنى سيد القYرظي أسد بن كعب YطYم أ وصل حتى أخطب بن Vي� حYي خرج

نذير . يعتبرونه كانوا األبواب دونه من أغلقوا ، له يسمح فلم الحصن دخول حيي حاول

له . مoح Yس حتى بها وتوسل اللؤم أساليب كل حيي استخدم خراب وتقدمة شؤم

طام . : ! وببحر ، الدهر بعز جئتك كعب يا ويحك ذراعية بين كعبا يأخذ وهو صاح بالدخول

. ) بمجتمع) أنزلتهم حتى وسادتها قادتها بقريشعلى جئتك أعدادها حصر يصعب جند أى

جانب األسيال بمجتمع أنزلتهم حتى وسادتها قادتها على وبغطفان ، دومة من األسيال

له .. قال معه ومن محمدا نستأصل حتى يبرحوا أال على وعاقدوني عاهدوني قد د، YحY أ

عليه : .. . أنا وما فدعني Vى� حYي يا ويحك الدهر بذل والله جئتني 245كعب

وقد ، عريكته النت حتى ويمنيه ويخادعه ويداوره يحاوره بكعب Vى� حYي يزل فلم

معه يدخل أن ، محمدا يصيبوا ولم قريشوغطفان رجعت لئن وميثاقا عهدا Vي� حYي أعطاه

بينه . كان مما وبرئ عهده أسد بن نقضكعب عندها مصيره ويشاركه حصنه فى

النبى . وبين

تحركاته . العدو على تحصى ، وترصد ترقب عيون له كانت النبى الخبر وصل

اإلسالمية األمة تدمير نتيجته تكون قد تهاون وأقل ، خطير جد فالوضع ، واتصاالته

األحزاب . اجله من وتقدمت اليهود لذلك خطط كما ، واجتثاثها الناشئة

نشر الغرضمنها إشاعة مجرد يكون قد الخبر، صحة من يستوثق أن النبى أراد

يكون وقد ، المسلمين صفوف فى ويأسوفوضى تخاذل من عنه ينتج قد وما الرعب

الخطر لمواجهة معه ومن نفسه النبى يعد وأن البد وعندها صحيحا الخبر

الجنوب . فى الكامن

جـ 245 ، هشام ص 3ابن ،236 .

Page 205: محمد في المدينة

: ، الخزرج سيد عبادة بن وسعد ، األوس سيد معاذ بن سعد السعدين أرسل

. كي قريظة بنى إلى ينطلقوا أن منهم طلب بير Yج بن وخوxات رواحة بن الله عبد ومعهما

أال فعليهم وخانوا العهد نقضوا قد قريظة بنى أن وجدوا فإن ، الخبر حقيقة من يتيقنوا

من ويضعفوا هممهم من ويثبطوا أعضادهم فى يفتوا ال الناسكى بين ذلك يذيعوا

بالقول . يجهروا أن الحالة هذه فى فعليهم للعهد وفاء على وجدوهم إذا أما عزيمتهم

الهمم . وتقوى العزائم تشتد الناسكى بين

فعال . من رأوه وما كالم من سمعوه ما فهالهم قريظة بنى إلي النبى رسل وصل

سخرية فى قريظة بنى أحبار وضحك ، يستفسرون الله رسول عند من جاءوا إنهم قالوا

!! ؟: الله رسول من ؟ الله رسول

. يعترفون ال إنهم أعماقهم أعمق فى الكامن الحقد وأظهروا أنيابهم عن كشروا لقد

أعلنوا : ؟ الطريد الوافد هذا ؟ محمد ؟ الله رسول مVن رسالة صاحب أو كنبى بمحمد

عقد . وال وبينه بينهم عهد ال أنه وقح بوضوح

بحدة معروفا رجال وكان ، أكدوه حتى سمع ما يصدق لم ، معاذ بن دYهشسعد

شاتمهم . ، الموقف مفاجأة يتحمل لم العقيدة بأمور يختص فيما الغيرة وشدة الطبع

ما ، فائدة ال ، المشاتمة معاذة بن سعد أنهي ، شاتموه ، عليه يسكتوا لم ، غضب فى

بكثير . ذلك من أخطر قريظة بنو عليه أقدم

. . . ويهود ، الشمال فى األحزاب جيوش وانتشر الخوف ساد البالء اشتد الغدر تأكد

األبصار . زاغت منهم أسفل ومن فوقهم من العدو أصبح ، الجنوب فى قريظة بنى

. الحناجر القلوب وبلغت

: - كان . – قال قشير بن Iب مYعVت المنافقين أحد تجرأ وتطاول رأسه النفاق رفع

يذهب أن نفسه على يأمن ال اليوم وأحدنا ، وقيصر كسرى كنوز نأكل أن يعدنا محمد

الكذوب ) ( . المنافق كلمات فى واضحة والسخرية حاجته لقضاء أى الغائط إلى

– - من . واالنسحاب الغدر Vتx بي وقد حارثة بنى أحد Iيظيoق بن أوس آخر وقال المكذIب

من : . مإل أمام علنا ذلك قال فنرجع نخرج أن لنا UذVن فأ ، عورة بيوتنا إن القتال ساحة

بعض قلوب فى تغرسه قد وما تخاذل من كلماته تثيره قد بما مكترث غير ، قومه

الفرار . إلى مباشر غير بأسلوب يدعو المنافق كان يأسوإحباط النفوسمن ضعاف

القتال . ساحة من

العصيب : : " الموقف هذا فى المسلمين أصاب ما ، ربانية بالغة فى القرآن ويصور

Vر oاجV ن VحU ال YوبYلYقU ال oتVغV Vل وVب YارVصU بV Uاأل UتVاغ Vز Uذo وVإ UمY مoنك VلVف UسV أ UنoمVو UمY فVوUقoك مIن Yم جVاؤYوك Uذo إ

Page 206: محمد في المدينة

. . YولYقV ي Uذo وVإ دoيدtا Vش tاال VزU زoل Yوا Uزoل ل YزVو VونY UمYؤUمoن ال Vيo Yل Uت اب Vكo Vال هYن Vا Yون الظ�ن oهx oالل ب Vون� VظYن وVت

قVالVت . Uذo وVإ ا tور YرYغ xالo إ YهY ول Yس VرVو Yهx الل Vا وVعVدVن مxا مxرVض� oهoم Yوب قYل فoي Vينoذx وVال VونYقoافV UمYن ال

VونY VقYول ي xيo xب الن YمYهU مIن فVرoيق� YنoذU Vأ ت UسV وVي جoعYوا UارVف UمY Vك ل VامVقYم Vال VبoرU Vث ي VلUه

V أ Vا ي UمYهU مIن oفVة� طxائ

عVاهVدYوا ................ Yوا Vان ك UدVقV وVل ا tار Vرoف xالo إ VونYيدoرY ي oن إ ة� VرUوVعo ب Vيoه وVمVا ة� VرUوVع Vا Vن Yوت Yي ب xنo إ

oن . إ Yار VرoفU ال YمY VنفVعVك ي xن ل قYل tوالYؤ UسVم oهx الل YدUهVع VانV وVك VارV دUبV Uاأل Vون� YوVل ي Vال YلU قVب مoن Vهx الل

................ VونY UمYؤUمoن ال ىV أ Vر Vمxا وVل tيالo قVل xالo إ VونYعx YمVت ت xال oذtا وVإ oلU UقVت ال oو

V أ oتUوVمU ال VنIم Yم ت Uر VرVف

tا oيمVان إ xالo إ UمYهVاد Vز وVمVا YهY ول Yس VرVو Yهx الل VقVدVصVو YهY ول Yس VرVو Yهx الل Vا وVعVدVن مVا هVذVا Yوا قVال Vاب VزUحV Uاأل

. YهV ب UحV ن قVضVى مxن UهYم فVمoن oهU Vي عVل Vهx الل عVاهVدYوا مVا صVدVقYوا رoجVال� Vينo UمYؤUمoن ال Vنoم oيمtا ل UسV وVت

. VبIذVعY وVي UمoهoقUدoصo ب Vينoقoادxالص Yهx الل VيoزUجV oي ل tيالoدU Vب ت Yوا Vدxل ب وVمVا YرoظV Vنت ي مxن UهYم وVمoن

حoيمtا xر ا tورYفVغ VانV ك Vهx الل xنo إ UمoهU Vي عVل VوبY Vت ي UوV أ اء Vش oن إ VينoقoافV UمYن ( .24-10األحزاب" ) : ال

األجواء . هذه مثل فى سرا قريظة بنى خيانة أمر يظل أن المستحيل من كان

فيها . والمبالغة وانتشارها األخبار تناقل يسهل

من : قريطة وبنو فوقهم من األحزاب الرحي دفتى بين أنفسهم المسلمون وجد

إذا قليل المقاتلين وعدد ، وسطهم فى المنافقين وجود كان بله الطين زاد وما تحتهم،

الفتنة إثارة فى المنافقون ينجح وقد ، والجنوب الشمال فى األعداء بعدد قورن ما

المسلمون . بدأ الذى الطعام نقص جانب إلى هذا المسلمين صفوف بين واالنقسام

سوءا . األحوال تزداد أن ، تأكيد بكل ، المتوقع من وكان الوقت مضى مع بوقعه يحسون

ما إذا

. الحصار طال

تصدى التى الفاشلة المحاولة وهى ، الخندق عبور بمحاولة المشركون يكتف لم

هناك . كانت العوام بن الزبير رأسهم على أصحابه من وجمع طالب أبى بن على لها

Yعرف . ي وال قريظة بنى جهة من أي ، الجنوب من النبى منازل القتحام أخرى محاولة

فى نجحوا األحزاب جند من جماعة هم هل ، بالهجوم قام الذى من التحديد وجه على

أن إليهم خيل وقد أنفسهم قريظة بنو به قام أم ، قريظة بنى جهة من المدينة اختراق

مواجهة فى والمسلمون النبى انشغل وقد ، خاطف نصر إلحراز لهم سنحت قد الفرصة

وبنى النضير ببنى حل لما االنتقام القريظيون أراد ربما ؟ الخندق عند المشركين مع

ضد . الحرب فى األحزاب فشلت ما إذا داهما القادم الخطر درأ أرادوا وربما قينقاع

محمد .

Page 207: محمد في المدينة

كانوا الذين ألن ذلك ، والمسلمين النبى منازل على الهجوم فشل ، حال أية على

النبى جاءهم أن إلى المساء وحتى اليوم طوال باستبسال قاتلوا بالحراسة يقومون

عاهدوا ما صدقوا لرجال الخندق عن الدفاع ترك وقد ، الخندق بعضمقاتلى من بمدد

معاذ بن وسعد العوام بن والزبير طالب أبى بن على رأسهم وعلى ، عليه الله

عبادة . بن وسعد

الملهم . ببصيرة النبى رأى ولقد الصعوبة شديد ، التعقيد الموقفشديد كان

. خدعة . : الحرب ومألوف معروف هو وكما الحيلة استخدام من البد أنه القائد وبحنكة

النبى . قرر الذى االتجاه هذا على tوبناء السالح فعله علي يقدر ال ما الخدعة تفعل وقد

حذيفة : بن حصن بن عYيينه غطفان قائدى إلى أرسل ، للخالص محاولة فى يسلكه أن

انسحبا هما إن المدينة ثمار ثلث يعرضعليهما ، ى Iالمز حارثة أبى بن عوف بن والحرث

قد . عندها الخندق مواجهة فى وحدها قريشا تاركين أرضهما إلى وعادا بجنودهما

ووضع ، المسلمين مقاتلي عدد عن ألفا إال قريشاليزيد مقاتلى فعدد ، الكفتان تتساوى

وأقوى . أفضل والموقع التحصينات ناحية من المسلمين

كيف جيدا يعرف ملهم قائد من بارعة حركة كان المدينة ثمار بثلث غطفان إغراء

كانوا . ما أطماعا فيهم أثار لقد ضعفها نقاط على ويضغط البشرية النفس أعماق يسبر

تهامة قريشوأهل فمعهم ، فيها وانتصروا المعركة حاربوا ولو حتى بتحقيقها يحلمون

أجل من جاءت أخرى وجماعات قريظة بنى يهود جانب إلى هذا ، مرة وبنو كنانة وبنو

بأية . يصل لن ؟ الغنائم توزيع تم ما إذا غطفان نصيب هو فما النصر حالة فى الغنيمة

اإلطالق . وجه على نصر هناك يكون ال وقد المدينة ثمار ثلث إلى األحوال من حال

الوفاض . خالية غطفان وتعود

من !! المزيد ويجنبهم الغرور ويرضى التطلعات يثير مقابل هذا المدينة ثمار ثلث

حولهم مراعي فال ، بالهزال تصاب واإلبل والخيل واألغنام ، تنفد المؤن بدأت فقد العناء

جدباء . واألرضجرداء

قتال !! دون ، الحصار وفك لالنسحاب ثمنا ، النصف وربما ، المدينة ثمار ثلث

غريزة . غطفان فى ثارت هكذا أغبياء Uه� Yل ب قوم إال يرفضه وال ، اإلغراء عرضشديد

. . أرسلوا وافقوا العناء يجنبهم الذى الكسب هو بل ، عناء دون السهل والكسب الطمع

رسول . . ينقله العرضشفاهه كان ، كتابا لهم أرسل قد النبى يكن لم بالصلح كتابا

Page 208: محمد في المدينة

يكن لم ، أعدائه صفوف بين يفرق كى الحيلة النبى استخدم ، قبل من ذكرنا كما

، ثمارها من واحدة ثمرة مجرد أو ثلثها أو نصفها غطفان يهب كى المدينة ثمار يملك

الطمع . غريزة وأثار ، فيهم القتال عزيمة xهد هذا بعرضه لكنه

. ترفع . لن تثمر خطته بدأت لقد نفسه اطمأنت غطفان كتاب النبى تسلم وعند

المتوقع . غير السخي العرض هذا وصلها أن بعد بسهم ترمي ولن السيف غطفان

هما . غطفان كتاب عرضعليهما ، عبادة بن وسعد معاذ بن سعد إلى النبى أرسل

ما . يعرف أن يود كان وزرع ثمر من عليها وما ، األرض أصحاب ، األوسوالخزرج سيدا

. هل األنصار؟ تململ هل ؟ العزيمة وهنت هل الحصار طال وقد أعماقهما فى يدور

؟ المدينة أنحاء فى المنتشر الفزع عهم xفز هل ؟ الحياة العيشوصعوبة بضيق ضاقوا

؟ النفاق أهل كلمات نفوسهم فى أثرت هل

أم : ، فنصنعه تحبه أمرا ، الله رسول يا والقائدان السيدان وهما ؟ السعدان قال

؟ لنا تصنعه شيئا أم ، به العمل من لنا البد به الله أمرك شيئا

إدراكهما رغم النفس، على كاملة وسيطرة ، جم أدب فى تساؤلهما يطرحان إنهما

حضرة فى فهما ، ذلك غير يكون أن لسلوكهما كان وما ، بالناس حل الذى البالء لشدة

دار . . ما أن النبى وأوضح به التسليم من الحالة هذه فى فالبد ، وحيا األمر كان إن النبى

والله : ، لكم أصنعه شئ بل قال ، السماء من بوحي يتعلق ال أمر وغطفان مبعوثه بين

اشتدوا ) وكالبوكم قوسواحدة عن رمتكم قد العرب رأيت ألنني إال ذلك أصنع ما

ما ( . أمر إلى شوكتهم من عنكم أكسر أن فأردت جانب كل من عليكم

قد : ، الله رسول يا انفعاله على السيطرة يحاول وهو ، معاذ بن سعد قال عندها

ال وهم نعرفه وال الله نعبد ال األوثان وعبادة بالله الشرك على القوم وهؤالء نحن كنا

الله ) ( أكرمنا أفحين ، أوبيعا ضيوفا نزلوا إذا أى ى Iرoق إال ثمرة منها يأكلوا أن يطمعون

نعطيهم ال والله ، حاجة من بهذا مالنا ؟ أموالنا نعطيهم وبه بك وأعزنا له وهدانا باإلسالم

وذاك : . فأنت النبى قال ، وبينهم بيننا الله يحكم حتى السيف 246إال

، يضعف لم الله بنصر إيمانهم وأن ، تهن لم أصحابه عزيمة أن النبى تأكد هكذا

وديارهم عقيدتهم عن دفاعا االستشهاد أو النصر حتى للقتال االستعداد علي وأنهم

. الحصار طال مهما إرادتهم تفل ولن يلينوا لن وأنهم وثمارهم،

جـ 246 ، هشام ص 3ابن ،239 .

Page 209: محمد في المدينة

إسالمه يشع ولم ، غطفان من أسلموا الذين أحد إلى النبي أوعز أخرى جهة من

به . مسموح وهذا استطاع إن ، بالوقيعة بينهم يسعي أن أى ، القوم بين YخVذIل ي أن بعد،

. التدمير شديد نجح لو وأثره ، الحرب زمن ومباح

فى بالفعل نجح قد ، عامر بن مسعود بن Uم YعVي ن المسمي ، الغطفاني هذا إن ويقال

وبدأ . ، المعرفة حق يعرفونه وكانوا ، قريظة بنى إلى ذهب النبى به كلفه ما تنفيذ

بدأ . – هكذا وغطفان قريشا إن قريشوغطفان تجاه نفوسهم فى الشك بذور يغرس

Vحوxلوا – : ت أن تقدرون ال ، ونساؤكم وأبناؤكم أمواكم فيه بلدكم البلد كأنتم ليسوا حديثه

ظاهرتموهم . وقد ، وأصحابه محمد لحرب جاءوا قد وغطفان قريشا إن غيره إلى منه

) فرصة ) نهزة رأوا فإن ، كأنتم فليسوا ، بغيره ونساؤهم وأموالهم وبلدهم ، عليه

طاقة وال ، ببلدكم الرجل وبين بينكم وخلوا ببالدهم لحقوا ذلك غير كان وإن ، أصابوها

يكونون ، أشرافهم من هYنا Yر منهم تأخذوا حتى القوم مع تقاتلوه فال ، بكم خال إن به لكم

تناجزوه . حتى محمدا معهم تقاتلوا أن على لكم ثقة 247بأيديكم

بمبدأ األخذ ومع المنطق مع يتفق ال ما نعيم كالم فى قريظة بنى سادة يجد لم

النفسية . التركيبة من جزء هذا الحلفاء أقرب فى حتى والشك والحذر الحيطة

بالرأى . : . أشرت لقد له قالوا اليهودية للشخصية

إلى – – قريظة تدرى أن دون وصل حتى ، األولى خطوته فى نجح وقد ، نعيم xانسل

الناصح . صورة فى جميعا جاءهم قريش سادة من قومه بين جالس وهو سفيان أبى

فى . كانوا وقد ، فضولهم أثار عنه يكتموه أن ويرجو خطيرا سرا يحمل الذى األمين

نتيجته إن بل ، ورائه من طائل ال وكأن بدا الذى الحصار طول بسبب متدنية نفسية حالة

. ، عنه يكتموا أن وعدوا خسران بعده ما الذى الخسران هى استمر لو الحتمية

مكنون من خفى ما سماع يبغي الكل ، نعيم بشفتي اآلذان وتعلقت ، األعناق واشرأبت

األسرار .

يهود : معشر أن تعلxموا واثقا متماسكا يبدو أن طاقته قدر يحاول وهو ، نعيم قال

فعلنا، : ما على ندمنا قد إنا إليه أرسلوا وقد ، محمد وبين بينهم صنعوا ما على ندموا قد

أشرافهم من رجاال ، قريشوغطفان من ، القبيلتين من لك نأخذ أن يرضيك فهل

، نستأصلهم حتى منهم بقى من على معك نكون ثم ، أعناقهم فتضرب فنعطيكم

نعم : . أن إليهم فأرسل

جـ 247 ، هشام ص 3ابن ،248.

Page 210: محمد في المدينة

لكن . غطفان مع ذلك مثل وفعل ، الشك بذور نعيم قريشغرس سادة صدور فى

أرسل فقد لذا ، نعيم به قال ما صحة من يتأكد أن أراد ، المعروف بدهائه ، سفيان أبا

لهم يحددون قريشوغطفان من رأسوفد على جهل أبى بن عكرمة قريظة بنى إلى

واإلطالة ، والخيل اإلبل أى ، والحافر الخف وهلك المدة طالت فقد ، القتال لبدء موعدا

من . سبعين يطلبون قريظة ببنى معه ومن عكرمة فوجئ هالك فيها ذلك من أكثر

لن قريشوغطفان بأن وضمانا بأيديهم ثقة يكونوا ، هYنا Yر قريشوغطفان أشراف

أنفسهم قريظة بنو يجد وبذلك ، الحرب منهم نالت ما إذا بالدهم إلى بالعودة يسرعوا

مواجهته . على لهم طاقة ال وهم محمد، مواجهة فى وحدهم

الشاغل . الهم� أصبح االنتقام إرادة فيهم الشك دمر ، الشركاء الحلفاء اختلف هكذا

وحدة أما ، ممكنة خسائر بأقل ويخرج وجوده على يحافظ أن هو منهم فريق لكل

تمهلهم لم التى الرياح أدراج كلها ذهبت فقد ، القرار ووحدة ، القيادة ووحدة الرأى،

الواقع . أرض على

، وأرعدت السماء برقت ، ليال طوال استمرت قسوتها فى شديدة عاصفة هبت

على المقدرة الجميع وفقد ، القدور وانكفأت ، أوتادها اقتلعت وقد الخيام وطارت

الثائرة . الطبيعة مواجهة

أصبحتم : ما والله إنكم ، قريش معشر يا الطبيعة غضبة يجالد وهو سفيان أبو صاح

ما .. الريح شدة من ولقينا قريظة بنو وأخلفتنا ، والخYف� الكراع هلك لقد ، مقام بدار

فإني فارتحلوا ، بناء لنا يستمسك وال ، نار لنا تقوم وال قدر لنا تطمئن ما ، ترون

248مرتحل !!!

، حنين بخفى وعادوا ، حذوهم قريشفحذوا انتوته بما غطفان وسمعت

ثمر . وال شجر ال

البالء . وزال المسلمين عن الغمة وكYشفت ، قتال دون األحزاب تفرقت هكذا

المرعدة – - المبرقة العاصفة هبوب الطبيعية الظاهرة هذه األتقياء بعض ويفسر

وهكذا . األرض جنود من المؤمنين لنصرة هبطت وقد السماء لجنود تجسيد أنها على

األحزاب !! جمع انهزم

على . يجب لكن الوقت بعض المعنوية الروح النفوسويرفع يريح قد كهذا تفسير

صراعهم فى حين كل لنصرتهم السماء من جند هبوط متوقعين يتواكلوا أال المسلمين

ويعد : ، القوة المتالك يسعي من إال ينصر ال الله إن آمالهم تخيب فقد ، أعدائهم مع

جـ 248 ، هشام ص 3ابن ،251 .

Page 211: محمد في المدينة

. فى بالتطوح واكتفوا وتدروشوا تواكلوا قوم ينتصر لن النصر سبيل فى ويقاتل ، نفسه

عنهم . نيابة سيحارب الله أن معتقدين الذكر، حلقات

، ثالثة المشركين من oل قYت شهر، من يقرب ما استمرت التى الغزوة هذه فى

المسلمين من وقتل ، األفذاذ العرب أبطال من يعد كان الذى ود عبد بن عمرو أعظمهم

السادسفقد أما ، مباشرة اإلصابة بعد واستشهدوا أصيبوا خمسة ، بالنبل رميا ستة

غير بدرع الميدان إلى خرج قد وكان ، األنصار األوسوفارس سيد معاذ بن سعد كان

من . رماه إصابته من سهل مما ، عارية كانت كلها فذراعة ، لحمايته تكفى ال سابغة

أصابه : . العرقة ابن وأنا منى خذها سهمه يوجه وهو صاح الذى ، العVرoقVة بن xان حب يدعي

يموت ) حتى ينزف يظل أصيب إذا الذراع فى عرق UحVل األك منه فقطع ذراعه فى السهم

: . األخير ( . : دعاءه دعا ثم النار فى وجهك الله ق xعر السهم ينتزع وهو سعد قال صاحبه

وضعت .. قد كنت وإن اللهم لها فأبقني قريششيئا حرب من أبقيت كنت إن اللهم

قريظة . بنى من عينى xرoقY ت حتى تمتني وال ، شهادة لى فاجعل وبينهم بيننا 249الحرب

سبيل فى مقاتل مؤمن دعاء يستحقها ما االستجابة من وجد سعد دعاء أن ويبدو

مات . . وبعدها قريظة بنى فى الحكم نفسه هو أصدر حتى حياته أيام امتدت فقد الله،

(2)

قريظة بنى غزوة

الغـزو : أسباب

وهلل ، جاءت حيث من وعودتها وتفرقها األحزاب بخيبة الخندق غزوة انتهت

الذين – – : " الله ورد الله بنصر فرحين وبرد وجوع خوف من عانوه ما رغم المسلمون

عزيزا " قويا الله وكان القتال المؤمنين الله وكفى خيرا ينالوا لم بغيظهم كفروا

: ( .25األحزاب)

النفس فيها تهدأ بأيام أنفسهم ومنوا ، السالح وضعوا وقد وأهله داره إلى كل عاد

وقت . حان ما لكن الناس وأحباب والولد الزوجة جوار ، الحياة وتطيب ، الجسد ويرتاح

من : الناس في يؤذن النبى مؤذن ، النداء سمعوا حتى فيه عادوا الذى اليوم نفس ظهر

جـ 249 ، هشام ص 3ابن ،244 .

Page 212: محمد في المدينة

. حملوا وقد ثانية الناس وخرج قريظة بنى فى إال العصر Iين Yصل ي فال ومطيعا سامعا كان

سنة. – – ، الحجة ذى من بقين لسبع األربعاء يوم سعد ابن يروى كما ذلك كان السالح

الهجرة . خمسمن

؟ المتعجلة العجلة هذه ولماذا ؟ حدث ماذا

أرض ملموسعلى دليل من أكثر أثبتها وقد ، واضحة كانت قريظة بنى خيانة

. ، شخصه على وتطاولوا ، النبى مع العهد ونقضوا ، األحزاب مع تحالفوا لقد الواقع

كما . – حدث ما يحدث لم ولو بدعوته واستهزاءهم سخريتهم وأظهروا ، نبوته وأنكروا

– ، خطر مأزق فى أنفسهم المسلمون لوجد ، األحزاب بانسحاب األمر وينتهي أسلفنا

اليهود . أحبار خطط كما عليهم القضاء تم ولربما

عليهم السكوت تم ولو ، والغدر للخيانة وتجسيد ، جاسم خطر ، إذن ، قريظة بنو

وال – – فيها نقاش ال حتمية مسألة كان عليه أقدموا ما جزاء وعقابهم ، خطرهم لزاد

تنته. . . لم قائمة زالت ما والحرب الحرب فى اشتركوا لقد استئصالهم البد كان جدل

خطرا. زال ما قريظة بنى فجمع ، خيبة فى انسحبت قد األحزاب جيوش كانت وإذا بعد

ومطيعا . : سامعا كان من النداء كان لهذا بمحوه وينذر اإلسالمي الوجود يهدد جاسما

السالح . . حملوا وقد ، المسلمون وخرج قريظة بني فى إال العصر فاليصلين

جبـريـل : مسألة

فى رئيسيا عامال يعتبرونه ، أسباب من ذكرنا ما يتضمنه ال ، سببا التراث كتبه ويورد

قريظة . بنى لغزو المفاجئ الخروج

انصرفعن : وسلم عليه الله صلى الله رسول أصبح ولما إسحق ابن يقول

جبريل . أتي الظهر كانت فلما السالح ووضعوا ، والمسلمون المدينة إلى راجعا الخندق

شيئا .. ) يضع أن دون متعمما أى مYعUتجرا وسلم عليه الله صلى الله رسول السالم عليه

) ( ) عليها سرج رoحالة عليها بغلة على استبرق من بعمامة لحيته تحت عمامته من

جبريل : : . : قال نعم قال ؟ الله رسول يا السالح وضعت أوقد فقال ، ديباج من قطيفة

يا يأمرك الله إن ، القوم طلب من إال اآلن رجعت وما بعد السالح المالئكة وضعت فما

بهم . فمزلزل إليهم عامد فإنى ، قريظة بنى إلى بالسير 250محمد

التى والصورة البغلة لون محددا ، عليه ويزيد إسحق ابن قاله ما فيذكر الطبرى أما

بنى : إلى يصل أن قبل بالصورين أصحابه على الله رسول مر جبريل عليها ظهر

خليفة : : بن دoحUية بنا مر قد ، الله رسول يا ، نعم فقالوا ، أحد بكم مر هل فقال قريظة،

جـ 250 ، هشام ص 3ابن ،252.

Page 213: محمد في المدينة

ذلك : الله رسول فقال ، ديباج قطيفة عليها رحالة عليها ، بيضاء بغلة على ، الكلبى

قلوبهم . فى الرعب ويقذف ، حصونهم بهم يزلزل قريظة بنى إلى Yعث ب ، 251جبريل

ال اختالفا والطبرى إسحق ابن مع يختلف نجده سعد ابن صفحات قلبنا ما فإذا

من – – ، للفقهاء بالنسبة لكنه األهمية عديم لنا بالنسبة فهو أهميته قدر تحديد نستطيع

رحاها فى يدور بما وتمتلئ المنابر لها تهتز ربما معارك يثير قد ، التراث حرس

الصفحات . آالف

الثانية . . اإلضافة أما واحدة هذه فرس على أتي إنما ، بغلة على يأت لم جبريل

تحديد – – فى نجح أنه فهى التراث كتب سدنة رأي فى سعد البن نصرا تعتبر قد التى

من : . " أكثر واتساعا عمقا العلم فى تبحر من هناك فهل سوداء إنها جبريل عمامة لون

لنا " – – ووصف جبريل رأي الذى هو سعد ابن يحكي كما هذا الماجشون و ، الماجشون

أرخى : لقد األهمية فى وصف يفوقه ال ما للعمامة وصفه إلى وأضاف ، السوداء عمامته

كتفيه !! بين السوداء عمامته جبريل

أخبرني : ، سلمة أبى بن العزيز عبد أخبرنا ، دYكين بن الفضل أخبرنا سعد ابن يروى

وسلم : عليه الله صلى الله رسول إلي السالم عليه جبريل جاء قال الماجشون عمي

كتفيه .. بين أرخاها قد سوداء عمامة عليه فرس على األحزاب يوم

بل ، وحده يكن لم جبريل أن وهى ، مسبوقة غير أخرى إضافة سعد ابن ويضيف

بعد . : .. السالح وضعنا ما النبى مخاطبا جبريل يقول المالئكة من بجمع مصحوبا كان

قال .. : .. أياما أنظرتهم فلو جهدا أصحابى فى إن النبى فقال قريظة بنى إلى Uانهد

فأدبر : . ، YضVعUضoعنها أل ثم حصونهم فى عليهم هذا فرسى xألدخلن إليهم Uانهد جبريل

. األنصار من غنم بنى زقاق فى الغبار سطع حتى المالئكة من معه ومن 252جبريل

- – ، فرسة أو بغلة كان سواء ، يركب كان وما الرواة يحكيها كما جبريل ومسألة

وشكله ، يرخها لم أو كتفيه بين أرخاها وسواء ، حمراء أو سوداء كانت سواء وعمامته

صورة – – أية أو بالذات الكلبى دحية لماذا نعرف وال الكلبى دحية صورة فى كان سواء

. كثير أو قليل فى تعنينا وال ، بها األخذ إلى نميل ال مسألة ، أخرى

أو الركوبة نوع أو العمامة لون رخيصعن عقيم خوضجدل من يمنعنا ما هذا

فقد . ، المتعالمين السادة من فيه الخوض يحب لمن هذا نترك عليه ظهر الذى الشكل

إلصدار سانحة فرصة وجودها وربما ، عقولهم فارغ من كبيرا حيزا المسائل هذه تشغل

كل . وعلى بغلته أو فرسه أو جبريل عمامة بلون اليؤمن من وتكفير واألحكام الفتاوى

جـ 251 ، ص 2الطبرى ،99 .جـ 252 ، سعد ص 2ابن ،76 -77 .

Page 214: محمد في المدينة

يبتعد أن األفضل ومن ، والحذر الحيطة يتوخي أن المحظورة األرض هذه قدماه تطأ من

للنجاة . طلبا

، تبعوه الذين المالئكة وجمع ، بغلته أو وفرسه وعمامته ، هذه جبريل مسألة لكن

بذلك تأمر كما ، وتدبر وفكر عقله استخدم ما إذا ، أسئلة عدة القارئ نفس فى تثير قد

الكريم . القرآن كلمات

يزلزلوا كن قريظة بنى إلى ذاهبون ، السالح يضعوا لم الذين ، والمالئكة جبريل

أكثر . تثير الوقت نفس فى لكنها ، الخيال تثير جميلة إبداعية صورة هذه حصونهم

سؤال : من

عندما يقاتلون معركة فى كانوا هل ؟ يضعوه ولم السالح المالئكة حمل لماذا

؟ السالح يحملون وهم فيها المالئكة دور ما ؟ الخندق معركة ؟ معركة أية حملوه؟

كم : أى ، المشركين من قتلوا وكم القتال بدأوا متى هذا صح لو ؟ المشركين قاتلوا

من يقتل لم ؟ وأنصارهما قريشوغطفان من المالئكة قتلتهم الذين الذين عدد

قبل . من ذلك ذكرنا ولقد ، المسلمين من قتلهم من معروف ثالثة، سوى المشركين

جبريل رأسهم وعلى بعد تضعه لم الذى السالح تحمل وهى المالئكة فعلت فماذا ، إذن

؟ " " سعد ابن يحكي كما الغبار ثناياه وعلى فرسه على

وتشتت المشركين ترعب كى ، المبرقة المرعدة العاصفة صورة فى جاءوا هل

تضعه لم الذى بالسالح المقصود هو هذا هل ؟ ديارهم إلى خائبين فينهزموا جموعهم،

عمامته استوت وكيف ، العاصفة وسط لجبريل بالنسبة البغلة قيمة وما ؟ بعد المالئكة

؟ كتفيه بين أرخاها التى

: ، جبريل رأسها وعلى بذلك كلفت قد المالئكة مادامت جديد يضافسؤال قد هنا

وقحط رعب من الحصار أهوال كل المسلمون فيه عاني كامال شهرا انتظرت فلماذا

على يجرؤ وال ، الجوع شدة من بطنه على حجرا منهم الواحد ليربط حتى ، وجوع وبرد

؟ الخوف شدة من حاجته لقضاء الذهاب

كما ، قلوبهم فى الرعب ويقذف حصونهم يزلزل كى قريظة بنى إلى ذاهب جبريل

ويقذففى البداية منذ الشرك جيوش معه ومن هو يزلزل لم لماذا ، التراث كتبه يدعي

هاوية إلى يصلوا أن فيه المسلمون كاد كامال شهرا تركهم من بدال ، الرعب قلوبهم

؟ بالله إيمانهم شدة اليأسلوال

Page 215: محمد في المدينة

المكلف الملك فهو ، صغيرة أو كبيرة كل فى السالم عليه ، جبريل ، نقحم أال يجب

حتى أو عنه الحديث عند والحذر الوعي من كبير قدر على نكون أن ويجب ، بالوحي

إليه . اإلشارة مجرد

واالستسالم : الحصـار

إلى برايته طالب أبى بن على وقدم ، مكتوم أم ابن المدينة على النبى استعمل

وقد . . . اليهود أصوات أذنيه صكت الحصون من اقترب بالناس على تقدم قريظة بنى

فى ذلك يفعلون ، الحديث يكون ما بأخبث أزواجه شرف وتطعن النبى تسب تعالت

بما وال ، المسلمين بنبى وال ، المسلمين بجيش يبالون ال وكأنهم متناهية ووقاحة جرأة

وسبايا . أسرى جميعا ووقعوا انهزموا إذا بهم يحل قد

والوقاحة : ، المتناهية الجرأة هذه واتتهم كيف التساؤالت إثارة إلى نعود هنا

كتبة – يقول كما بعد السالح وضعوا ما الذين والمالئكة جبريل سبق وقد ، المتحرشة

حصونهم- - جبريل زلزل هل ؟ قلوبهم فى الرعب ويقذف حصونهم يدك كى التراث

- – - فلم ذلك أكد وقد الرعب قلوبهم فى قذف هل ؟ تتزلزل فلم للنبى وعده حسب

لم – - التراث كتبة يحكي كما الكلبى دحية صورة فى وصلهم عندما هل ؟ يرتعبوا

؟ عمله فبطل به يكترثوا

نطرحها . ونحن إجابات لها يقدم أن أحد يستطيع ال افتراضية بالغية أسئلة هذه

فنقول . نجمع وال ، البعض ونقول التراث كتبة بعض أحيانا يقدمه ما عبثية نبين كى فقط

" العادلة" والموضوعية ، المنصفة العدالة مبدأ عن البعد كل لبعدنا ذلك قلنا ولو ، الكل

التى . تلك أما ومفيد جاد هو مما والكثير الكثير التراث بعضكتب ففى ، المتحيزة غير

السابق – : كتابنا فى وقلنا سبق كما مراجعتها فيجب إليها مكة أشرنا – سنوات

أن . على وسيرته النبى بتاريخ الئقة صورة فى تظهر بحيث صياغتها وإعادة وتنقيتها

السلطة " " فقهاء وعلى ، النفوس أتقياء ، القلوب أنقياء العلماء من جمع بذلك يقوم

لبناء الماليين وربما اآلالف جمع إلى الساعين ، بالفتوى المتسولين بالدين، المتاجرين

. " المجال " هذا عن يبتعدوا أن ، األطيان وشراء العمارات

" " ، األحالم وتفسير الفتاوى إصدار ومحترفى ، البركة كشوف لفقهاء ثانية أقول

المحليات شاشات على ، ممجوجة كريهة وجوها أصبحوا الذين ، النساء حفالت ووعاظ

على ويبيتون التلفزيون أبواب يفارقون ال وكأنهم ، مساء صباح تطالعنا ، والفضائيات

ابتعدوا " " .. جميعا لهؤالء أقول الصراف شباك عطايا فى الغزل قصائد يدبجون ، عتباته

Page 216: محمد في المدينة

، إيمانهم بقوة مدفوعين ، الله وجه إال أصحابه يبتغي ال الذى الجاد العلمي العمل عن

السلطان . موائد فتات على واستعالئهم ، علمهم وارتقاء

من – خطوه بما التراث كتبة بعض إليه أساء الذى السالم عليه جبريل عن أما

هؤالء – - - . كل به فاه ما عن المنزه الوحي حامل وقلنا سبق كما فهو ترهات

صكت . عندما قريظة بنى سفاهات من سمعه وما طالب أبى بن على إلى نعود

النبى لقى حتى بالعودة أسرع ، بيته وأهل النبى على وتطاولهم وسبابهم شتائمهم أذنيه

هو . تأذى بما يتأذى ال حتى سيره يواصل ال وأن ، النبى يتوقف أن هدفه كان بالطريق

ما بهم ويوقعوا قريظة بنى مع يتعاملوا كى المسلمين لجند األمر يترك وأن ، منه

عقاب . من يستحقونه

فارس يقوده ، المسلمين جيش رأوا عندما ، اليهود قلوب إلى يتسلل الخوف بدأ

يجرءوا . ولم ، حصونهم فى وتقوقعوا ، قالعهم فى تحصنوا طالب أبى بن على اإلسالم

فى . قريظة بنى مع دخل قد أخطب بن Vى� حYي وكان المسلمين لمالقاة الخروج على

معه يلقى أن وهو ، عليه عاهده قد كان بما أسد بن لكعب وفاء ، حصونهم من حصن

وها . محمد استئصال فى قوتهما تنجح ولم قريشوغطفان انسحبت إذا المصير نفس

إثم : . من يداه اقترفته ما جزاء ويلقى قدره يواجه أن الفارقة اللحظة حانت قد

معركة فى المسلمين لمواجهة حصونهم من يخرجوا لم قريظة بنى أن وبما

عن . أحجموا عندما صواب على قريظة بنو كان وربما حصارهم النبى قرر فاصلة،

، والتسعمائة السبعمائة بين ما عددهم كان فقد ، المسلمين لمالقاة بسيوفهم الخروج

إلى . فطنوا قد اليهود أن معناه هذا يزيد وربما ، آالف ثالثة من يقرب المسلمين وعدد

الحالة . الحسبان فى يؤخذ وأن البد ، ذلك جانب إلى متكافئة تكون لن المعركة أن

جيوش : اندحرت أن بعد هائلة بقوة يشعرون المسلمون كان فريق لكل النفسية

اليهود أما ، االقتحام عن العجز وعار القدرة عدم خيبة تكللها بالدها إلى وعادت األحزاب

قدم بمن وغدروا خانوا قد بأنهم إلحساسهم ذلك النفسية حاالتهم أحط فى كانوا فقد

انقلبوا أن بعد ألعدائه عونا وكانوا ، وسالم أمان فى يعيشوا بأن والميثاق العهد لهم

آالفمشرك . عشرة يواجه وهو عليه

، نفوسهم إلى الوهن وتسرب إرادتهم ضعفت ، الحصار قريظة بنى على طال

الرعب . حد إلى وصلت حتى تراكمت التى الخوف بأحاسيس تتماوج قلوبهم وبدأت

جاء : وما بمحمد يؤمنوا أن ثالث من واحدة أسد بن كعب سيدهم عرضعليهم هنا

وأبنائهم وأموالهم دمائهم على يأمنوا وبذلك ، النبى هو أنه على ويتبعوه قرآن من به

Page 217: محمد في المدينة

التوراة. . : حكم نفارق ال قالوا مقيت تعصب وفى العرضبشدة هذا Vضoف Yور ونسائهم

غيره . به نستبدل وال أبدا،

عدة من يملكون ما بكل يخرجوا أن كعب عرضعليهم ، القاطع الرفض هذا أمام

الحكم وليكن ، وأصحابه محمدا ويواجهوا ، السالح أجود حوزتهم وفى ، وقتال حرب

واألطفال : . النساء بقتل عليهم أشار والنساء لألطفال فمن قتلنا فإن تساءلوا ، للسيف

انتصروا وإن ، عليه يخشى نسل وراءهم يكون لن هلكوا فإن ، للقتال الخروج قبل

فال . : أحباءهم يقتلوا لن أيضا العرض هذا ورفضوا أطفال وإنجاب نساء اتخاذ يمكنهم

بعدهم . من الحياة فى خير

اقترح – – . المستحيل العرض هو رأينا فى وكان ، واألخير الثالث عرضه كعب قدم

أن الصعب من مباغت بهجوم المسلمين يفاجئوا أن ، سبت ليلة الليلة وكانت ، عليهم

القتال . فيه مقدسيستحيل يوم لليهود بالنسبة السبت أن يعلم فالكل ، أحد يتوقعه

غضب : وهو ، إسرائيل إله غضب به يحل السبت د oفسY ي من باإلجماع العرض ورفض

له . الثبات أو تحمله على يقدرون ال مدمر

هى : " هذه لهم وقال إسرائيل بنى جماعة كل موسى وجمع التوراتي النص يقول

يكون . ففيه السابع اليوم وأما عمل Yعمل ي أيام ستة ، تصنع أن الرب أمر التى الكلمات

خروج . " ) Vل Yقت ي عمال فيه يعمل من كل للرب مقدس عطلة سبت ( . 2-1 : 35لكم

" : ولما التوراه فى جاء ما حسب ، موسى أيام بالفعل الحكم هذا تنفيذ تم ولقد

الذين . فقدمه السبت يوم فى حطبا يحتطب رجال وجدوا البرية فى إسرائيل بنو كان

يقتل .. قتال لموسى الرب فقال الجماعة وكل وهرون موسى إلى حطبا يحتطب وجدوه

خارج. . إلى الجماعة كل فأخرجه المحلة خارج الجماعة كل بحجارة يرجمه الرجل

عدد " ) الرب أمر كما فمات بحجارة ورجموه ( . 33-32 : 15المحلة

حكم على والنزول واالستسالم اإلذعان خيار إال خيار من قريظة بنى أمام يكن لم

على . المدينة فى يخصهم ما وكل وسالحهم أموالهم له يتركوا أن النبى من طلبوا النبى

كبار . من واحد له قدمه وقد ، العرض رفض النبى لكن سالم فى يرحلوا كى يتركهم أن

قبل . من اليهود خيانات كل قريظة بنى خيانة فاقت لقد قيس نباشبن وهو قريظة بنى

وكان . ، فادحا الجرم كان المسلمين على القضاء فى سببا تكون أن الممكن من وكان ،

الجرم . ثقل يعادل الذى العقاب من البد

أبا إليهم يبعث أن النبى من اليهود طلب ، الكارثة المأزق من للخروج محاولة فى

وأرسله . النبى وافق أمرهم فى يستشيروه كى ، األوس من حليفهم ، المنذر بن لبابة

Page 218: محمد في المدينة

الرجال. وحاول ، واألطفال النساء بكاء أصوات تعالت ، محزنا كئيبا المنظر كان إليهم

على ليخفى كان ما قلوبهم به امتألت الذى الفزع لكن Vد الجVل من شئ وإظهار التماسك

نفس . : : . فى لكنه نعم لبابة أبو قال ؟ محمد حكم على ننزل رأيه طلبوا لبابة أبى

الكلمة : ناقضتها التى الحركة معني اليهود وفهم ، حلقه على يده بسيف مر الوقت

الذبح . إنه

مبعوث : اليهودي الزعيم سأل كيلين بيتى تقول يده وحركة لبابة بأبى يختص وفيما

صمت، : : . فى لكن نعم مرتفع بصوت المبعوث قال ؟ لمحمد ونخضع نخرج هل محمد

ال . هذه حركته ومعني رقبته إلى بيده أشار ، واألطفال النساء مرأى عن بعيدا ربما

تم . قد قريظة بنى بذبح القرار أن المسلمون المؤرخون وينكر التراث كتاب يشرحها

تجنبه . يمكن ال االستنتاج هذا لكن ، 253اتخاذه

يشرحها ال لبابة أبى حركة معني أن تدعي عندما ، تأكيد بكل ، كيلين بيتى تخطئ

" الذبح : " إنه صريح بوضوح معناها xن وبي هشام ابن أوردها فقد ، التراث وذكرها. 254كتاب

الذبح : : إنه حلقة إلى بيده لبابة أبو وأشار الداللة بنفس سعد . 255الطبرى ابن ويفسرها

: أرسل : وسلم عليه الله صلى الله رسول إلى أرسلوا ، الحصار عليهم اشتد فلما بقوله

إليهم فأشار أمرهم فى فشاوروه إليهم فأرسله المنذر عبد بن لبابة أبا إلينا

الذبح . إنه 256بيده

قريظة، بنى غزوة وقائع عن تكتب وهى الحقيقة تتحر لم كيلين بيتى أن معناه هذا

على منها تجنيا ، قرأت ما حقيقة إلى تشر ولم قرأتها أو ، التراث كتب تقرأ لم وأنها

وهذا . مسيحيين أو كانوا يهودا المستشرقون يكتبه لما وانحيازا ، المسلمين الكتاب

قيمة من يقلل ، الحقيقة إخفاء تعمد أو الجهل على القائم ، الموضوعي غير االنحياز

كلمات . من يقرأ فيما ثقته المدقق الباحث ويفقد ، والكتاب الكاتب

لبابة – – : أبو عرف كيف سؤال من أكثر أو سؤال يثار قد لبابة بأبى يختص فيما هنا

بذبح مسبقا الحكم صدر هل ؟ الذبح معناه النبى حكم على قريظة بنى يهود نزول أن

تعاطفا لليهود بإبالغه فقام بالحكم لبابة أبو وعرف ، خيانتهم على لهم عقابا ، اليهود

أوضح قد لبابة أبا أن أم ؟ قديم وود حلف من األوسوقريظة بين كان لما وحفظا معهم

الحصار؟ .. طال مهما المقاومة فى ويستمروا يستسلموا ال كى عندياته من ذلك لهم

253 Betty kelen, p. 172 .جـ 254 ، هشام ص 3ابن ،255.جـ 255 ، ص 2الطبرى ،100 .جـ 256 ، سعد ص 2ابن ،74.

Page 219: محمد في المدينة

أبطاال الميدان فى يسقطوا أن األفضل فمن ، مصيرهم هو الذبح كان إذا ألنه ذلك

النعاج . تساق كما الذبح إلى يساقوا أن من بدال بأيديهم وسيوفهم

اعتري ما على قويا الضوء تسلط كاشفة عبارة ، اإلشارة تلت التى لبابة أبى عبارة

االنهيار – – مرحلة إلى فعال به وصل قد يكن لم أن به يصل أن كاد ندم من لبابة أبا

الله . : خYنت قد أنى عرفت حتى مكانها من قدماى زالت ما فوالله لبابة أبو قال النفسى

فيه .. ورسوله الله خنت بلد فى أرى وال ، أبدا قريظة بنى أطأ ال أن الله وأعاهد ورسوله

257أبدا .

النبى، خان قد أنه ، والشك لبسفيها ال ، مباشرة بعبارة لبابة أبو صرح هكذا

التعليق . أو الشرح فى إفاضة إلى يحتاج وال واضح والمعني

نتيجة - خان الذى ذلك يجرؤ لم ، مرتين لبابة أبو أكدها التى الخيانة هذه على وبناء

أن - نهايته فيه يكون قد عقاب من خوفا وربما عليه أقدم ما وفداحة ، باإلثم إحساسه

التوجه . من وبدال ، والخوف باإلثم اإلحساس xله كب بكلمة أمامه ينطق أن أو النبى يواجه

وأصدر . نفسه حاكم لقد أعمدته أحد فى نفسه وربط المسجد إلى انطلق النبى إلى

وهم له المسلمين ازدراء إلى تؤدى قد النفسوالتى على القاسية العقوبة ونفذ الحكم

لبابة . أبى عقاب كان وربما يعرفه ال مصير انتظار فى ، األنعام كما مربوطا يرونه

سيكون أنه خياله له صور عقابا به تجنب ، المتوقد الذكاء ضروب من ضربا لنفسه

وأقسي . أعنف

جاء : " لو إنه أما قال ، لبابة أبى خبر بلغه عندما ، المعهودة بسماحته النبى لكن

وثاقه " . . بفك نفسه النبى وقام ، بعد فيما عنه العفو تم ولقد له الستغفرت

لبنى . مخرج ال ، يوما خمسوعشرين من يقرب ما بلغت الحصار مدة طالت

للنبى مصيرهم تركوا أنهم معناه هذا ، النبى حكم على والنزول االستسالم سوى قريظة

بندا يناقش أن أو شرطا المنهزم الخائن يفرض أن المستحيل فمن ، يشاء كما يحدده

حلفاؤهم . يتدخل أن يأملون كانوا الوقت نفس فى قريظة بنى لكن االستسالم بنود من

إخراج فى ونجحوا الخزرج من جماعة ومعه أبى بن الله عبد تدخل كما ، األوس من

المستطاع . قدر متاعهم من حملوا وقد أحياء المدينة من قينقاع بنى يهود من حلفائهم

شأنا , الخزرج عن يقلون ال إنهم النبى إلى الحديث األوسفى كبار بعض يتردد لم

حالة – – . فى فعل وكما ونصروه أعانوه الذين األنصار جماعة جميعا وهم ، ومكانة

يحكم أن يأملون فإنهم ، أحياء قينقاع بنى يهود من حلفائهم بخروج فسمح الخزرج

جـ 257 ، هشام ص 3ابن ،255.

Page 220: محمد في المدينة

كى ، وعدل حق رأيهم فى فهذا ، قريظة بنى يهود من حلفائهم حالة فى بالمثل

الكفتان . تتساوى

الحكم : يصدر معاذ بن سعد

جماعة – – تخفها لم التى العفو فى القوية الرغبة وأمام ، الموقف هذا مواجهة فى

أن بمعني ، أنفسهم األوس يدى بين قريظة بنى مصير يكون أن النبى اقترح ، األوس

سواء فرد أى حق من يكون وال ، قريظة بنى على حكمه يصدر كى منهم واحدا يختاروا

أو للمناقشة قابل غير يصبح صدوره بعد الحكم أن أى ، يعترض أن يهوديا أو مسلما كان

وافقوا . . الجدال

قريظة . بنى فى القضاء حكم يصدر كى ، األوس سيد ، معاذ بن سعد اختيار تم

موافقتهم عدم أو موافقتهم أن رغم ، قريظة بنى يهود ووافق االختيار، بهذا األوس فرح

هو . يكون قد معاذ بن سعد حكم للبعضأن خيل األحداث واقع من شيئا لتغير تكن لم

وسبهم له ومشاتمهم ، معاذ بن سعد من قريظة بنى يهود موقف ونسوا ، النجاة طوق

للعهد . نقضهم وعدم والئهم من يتأكد كى النبى أرسله عندما ، النبى

أثناء أصابه الذى الجرح من يعالج النبى مسجد فى خيمة فى معاذ بن سعد كان

فحملوه . . بعضقومه أتاه قواه الدم نزيف أوهن وقد بالغة إصابته كانت الخندق غزوة

بينهم . كان بما يذكرونه الطريق طوال ظلوا النبى كان حيث إلى وتوجهوا حمار على

قد وها ، الخزرج مع الطويل صراعهم فى لهم ومؤازرة ومودة تآلف من قريظة وبين

عنه يقل ال وهو ، Yبى أ بن الله عبد فعل كما وليفعل ، الجميل لهم يرد أن لحظة حانت

: . صلى . الله رسول فإن ، مواليك فى أحسن رجاء فى قالوا عمرو أبا يا ومنزلة مكانة

آن . : قد قال بأن اكتفي عليه أكثروا ولما فيهم لتحسن ذلك والك إنما وسلم عليه الله

الئم . لومه الله فى تأخذه أال 258لسعد

قراره . اتخذ قد معاذ بن سعد أن الواضح من كان

: فيهم : أحكم فإنى قال األشهاد رؤوس على أى ، الناس من ومسمع مرأى وعلى

والنساء . الذرارى Yسبى وت ، األموال YقUسVم وت ، الرجال Yقتل ت أن

فوق : من الله بحكم فيهم حكمت لقد الحكم على النبى تعليق كان

سماوات ) ( . أرقعة 259سبعة

جـ 258 ، هشام ص 3ابن ،258.جـ 259 ، ص 2الطبرى ،101.

Page 221: محمد في المدينة

قريظة بنى معاملة سوء بسبب انتابه غضب عن صادرا معاذ بن سعد حكم يكن لم

بمفهوم وعلم دراسة على مبنيا حكما كان لقد ، قبل من ذكرنا كما ، له ومشاتمتهم

ومجادالته . لليهود معايشته نتيجة ، سعد كان التوراتية العدالة وميزان اليهودي الفكر

يحيد . أن دون ، القانون نفس استخدم ولقد وشريعتهم اليهود بقانون علم على ، معهم

توراتهم . . فى جاء بما حاكمهم أنه معناه هذا الحكم إصدار فى ، أنملة قيد عنه

مدينة : " تقرب حين إسرائيل لبنى الرب تعاليم يشرح الذى التوراتي النص يقول

الشعب . فكل لك وفتحت الصلح إلى أجابتك فإن الصلح إلى استدعها تحاربها لكى

حربا . معك عملت بل تسالمك لم وإن لك ويستعبد للتسخير لك يكون فيها الموجود

وأما . ، السيف بحد ذكورها جميع فاضرب يدك إلى إلهك الرب دفعها وإذا فحاصرها

فتغنمها غنيمتها كل المدينة فى ما وكل والبهائم واألطفاء النساء

تثنية " ) ( . 14-10: 20لنفسك

مات . حتى رقأ فما جرحه انفجر ، حكمه سعد أصدر أن وبعد

النبى إن القول يمكن ، قريظة بنى مصير فى وحكما قاضيا معاذ بن سعد باختيار

بين فرقة تسود أو شقاق يحدث ال كي ، الموقف لمعالجة األمثل األسلوب اختار قد

األطراف . . كل وبموافقة صائبا االختيار كان المسلمين وبقية األوس

- - ، حكمه أصدر عندما ، معاذ بن سعد إن االفتراض مجرد حتي أو القول يمكن وال

وحتى . الخيانة من قريظة بنى موقف رصد لقد النبى من ضغط ألى خاضعا كان

آمن . . – – الذى للدين تأكيد بكل والؤه وكان األحداث فى مشاركا قائدا كان السقوط

فتتمزق . للعشيرة بالوالء يعود أن المستحيل من كان الدين بهذا بشر الذى وللنبى به

بمقدم منه تخصلوا والذى الجاهلية أيام كان الذى االقتتال ويعود المسلمين وحدة

كما . اليهودية الشريعة ألحكام وطبقا الخالصة بإرادته أصدره ، إذن ، الحكم اإلسالم

التوراة " ". نص فى جاءت

امرأة . بيت فى حبسهم تم الوثاق xد Yوش ، أيديهم سلموا ، صياصيهم من اليهود نزل

وتكون . أعناقهم فيها تضرب كى ، المدينة سوق فى خنادق عدة حفرت النجار بنى من

من . كل يقتل أن ، معاذ بن سعد حكم تنفيذ عند ، أمر قد النبى كان األخير المثوى لهم

. " عانته" أو ذقنه شعر ونبت الرجولة مرحلة بلغ من كل أى ، اليهود من أنبت

oدت . ن UسY أ قريظة بنى حياة فى اللحظات آخر يرقبون الصحابة كبار مع النبى جلس

طائفة . أى ، أرساال باليهود جيئ العوام بن والزبير طالب أبى بن على إلى التنفيذ عملية

بين . . كان عددهم إن يقال خنادق من حفره تم فيما ويلقون أعناقهم تضرب طائفة بعد

Page 222: محمد في المدينة

سأل . والتسعمائة الثمانمائة بين ما إلى العدد يزيد من وهناك ، والسبعمائة الستمائة

. تعقلون : : ال موطن كل فى كعب قال ؟ بنا يصنع تراه ما كعب يا أسد بن كعب بعضهم

القتل . والله هو ، يرجع ال منكم به ذهب من أنه ترون 260أال

أحد على رحا ألقت إنها قيل ، واحدة امرأة سوى قريظة بنى نساء من يقتل لم

فقتلته . المسلمين

ما كل فى ومنهاجا أسلوبا اتخذناها ، ضافية وموضوعية بإنصاف يقال أن يجب هنا

منهم . يرتعد لم فائقة وشجاعة بالغ بجلد الموت واجهوا قد قريظة بنى يهود إن ، نكتب

واجهوا . ، ذلك العكسمن على للحياة طلبا توسل أو رجاء هناك يكن لم ، ينهار أو أحد

وتعاطف إعجاب استدر وربما ، األنظار ويلفت االنتباه يسترعي وشموخ إباء فى النهاية

جرم . من عليه وأقدموا سبق ما بفداحة له علم ال من

ألم : وقال النبى إليه نظر ، عنقه إلى مجموعتان ويداه أخطب بن IىV بحYي Yتي أ عندما

والله . : أما وعناد صالبه فى أجاب لحظات النبى أمام حيى توقف ؟ حيى يا الله يخزك

على . . أقبل ثم أعدوه ال أجل ولى الموت ذائقة نفس كل عدواتك فى نفسى لمت ما

كتبت : قد وملحمة ، وقدره الله كتاب ، الله بأمر بأس ال إنه ، الناس أيها الناسفقال

إسرائيل بنى عنقه. . 261على فضربت الخندق نحو تقدم الثبات وبنفس

بن oير ب xالز سلوك أظهره ما ، بها التمسك وعدم الحياة في والزهد للثبات آخر مثل

- . الزبير وحكاية عليها واستعلى فرفضها النجاة فرصة له سنحت وقد ، القرظي باطا

بالحياد – التزامنا موضع من أكثر فى أوضحنا وقد ، تروي أن تستحق عدائه رغم

بعض . غضب يثير قد أنه رغم ، البحث فى منهجنا يعيب ال وهذا المنصف الموضوعي

المتعالمين . من المتشنجين

" " ، بعاث معركة يوم الجاهلية فى وكان ، الرحمن عبد أبا يكني باطا بن الزبير كان

يقم . لم أسيرا Yخذ أ شماسعندما قيسبن بن ثابت على xمن قد ، األوسوالخزرج بين

الفرصة . وحانت سبيله خلى ثم ناصيته بجز اكتفى ، استرقاقه او ثابت بقتل الزبير

. Vالكريم Yالكريم يجزى كما ، عنده بيده يجزيه أن ، الجميل يرد كي لثابت

قمم من قمة يعتبر فيها فالحوار ، إسحق ابن رواها كما القصة ننقل أن ونفضل

األدباء : المبدعين من الكثير أسلوب مستواها إلى يرقى ال الذى األدبى اإلبداع

جـ 260 ، ص 2الطبرى ،101 .جـ 261 ، ص 2الطبرى ،101.

Page 223: محمد في المدينة

قد : إنه ، الله رسول يا فقال وسلم عليه الله صلى الله قيسرسول بن ثابت أتى

الله صلى الله رسول فقال ، دمه لى فهب بها أجزيه أن أحببت قد xة مoن على للزبير كانت

لك : . : . فهو دمك لى وهب قد الله رسول إن فقال فأتاه لك هو وسلم عليه

: فقال : الله رسول ثابت فأتى ؟ بالحياة يصنع فماذا ولد وال له أهل ال كبير شيخ قال

قد . : . : فقال فأتاه لك هم قال وولده امرأته لى هب ، الله رسول يا وأمي أنت بأبى

مال . . : ال بالحجاز بيت أهل الزبير فقال لك فهم وولدك أهلك الله رسول لى وهب

: قال . : ، ماله ، الله رسول يا فقال الله رسول ثابت فأتي ذلك على بقاؤهم فما ، لهم

لك . : . فهو مالك الله رسول أعطاني قد فقال ثابت فأتاه لك هو

الشيخ سلوك على قالئل بكلمات نعلق كى ، لحظات إسحق ابن سياق عن نخرج

كان . ، ذلك إلى يرمي كان ما األمر حقيقة فى لكنه ، الحياة ثابت له ضمن لقد اليهودي

وبذلك ، وماله ممتلكاته ويسترجع ، وولده أهله سالمة يضمن أن هو األساسى هدفه

الكفاف . على يعيشون وال إحسانا الناس يسألون ال الكريم والعيش البقاء لهم يضمن

كى إليه سعي الذى هو ثابت إن بل ، يرجوه أو ثابت إلى يتوسل الزبير يكن لم

إليه : . . السابق هو األصل فى كان فضال يسترد كان الكريم يجزى الكريم إن يجزيه

فى ، نفسه أعماق فى يعتمل كان ما ظهر ، وجهه ماء يريق أن دون استرده أن وبعد

حوار . إلى ونعود الحدث مأساوية فيهما تؤثر ولم الشيخوخة منهما تنل لم وحزم صالبة

القرظي . الشيخ اتخذه قرار أى لنرى إسحق ابن

الحي : عذارى فيها يتراءى صينية مرآة وجهه كأن الذى فعل ما ثابت أى الزبير قال

قال : .. : : أخطب؟ بن Vي� حYي والبادى الحاضر سيد فعل فما قال قYتل قال ؟ أسد بن كعب

قريظة .. : . بنى عمرو وبنى قريظة بن كعب بنى يعني ؟ المجلسان فعل فما قال قتل

قتلوا : . ، ذهبوا قال

نهايتها القرظي الشيخ ويضع ، ذروتها إلى الزبير بقصة إسحق ابن يصل هنا

ثابت . : يا أسألك فإنى السيف حد من أمضى بصوت قال حاسم وقرار قاطع بأسلوب

. ثابت فقدمه خير من هؤالء العيشبعد فى ما فوالله ، بالقوم ألحقتني إال عندك بيدى

عنقه . 262فضرب

المرة هذه جسدته ، الحدث مأساوية مواجهة فى وجلدهم اليهود لصمود ثالث مثل

أحد على t رحا ألقت ألنها قتلت التى الوحيدة المرأة وهى ، بالقتل عليها حكم امرأة

من . : يقتل لم قالت ، عائشة المؤمنين ألم الموقف وصف نترك فقتلته المسلمين

جـ 262 ، هشام ص 3ابن ،262-263.

Page 224: محمد في المدينة

ورسول .. ، وبطنا ظهرا وتضحك ، معي YثxحدV ت لعندي إنها والله واحدة امرأة إال نسائهم

قلت : : . : والله أنا قالت ؟ فالنة أين باسمها هاتف هتف إذ ، بالسوق رجالهم يقتل الله

: . : : . : Vقoo UطYل فان قالت أحدثته حدث قالت ؟ ولم قلت Vل Yقت أ قالت ؟ مالك ويلك

عنقها . فضربت بها

ضحك، : نفسوكثرة طيب ، منها عجبنا أنسى ما تقول عائشة المؤمنين أم فكانت

Yقتل . ت أنها عرفت 263وقد

، لبطن ظهرا تضحك وهى رقبتها تقطع حيث إلى القريظية اليهودية ذهبت هكذا

الموت . على فرح فى واستعلت بالحياة استخفت قد وكأنها

عليه أقدمت بما واستعالئهم قريظة بنى يهود بجلد يختص فيما النقطة هذه نختتم

يدفع . ربما قريظة بنى نساء كل بين من لنفسه النبى اصطفاها وقد عمرو بنت ريحانة

من كثير على وفضلها اصطفاها النبى ألن ذلك بنفسها الزهو إلى امرأة أى كهذا موقف

من . : الزواج ترفض حزم ترفضفى لكنها والزواج اإلسالم عليها عارضا ، النساء

وترفضاإلسالم . ، النبى

أخف : – - فهو ملكك فى تتركني بل ، الله رسول يا إسحق ابن يذكر كما قالت

اليهودية . إال وأبت باإلسالم Vعصxت ت قد سباها حين كانت وقد ، فتركها ، وعليك 264على

ملكه فى وهى عنها توفى حتى الله رسول عند ولم 265فكانت اإلسالم تعتنق لم أنها أى ،

الكتبة . بعض يدعي كما ، المؤمنين أمهات من تصبح

الغنـائم :

كل . فاق قريظة بنى حصون فى وYجoد الذى المال وفيرة المرة هذه الغنائم كانت

النبى . وقسم والسالح والثياب واألثاث الطعام جانب إلى هذا ، المسلمين توقعات

- أن بعد الغزو فى اشتركوا الذين المسلمين على وأبناءهم ونساءهم قريظة بنى أموال

الخمس . منها أخرج

زيد – – بن سعد بعث قد النبى أن على أيدينا بين التى التراث كتب وتجمع

وسالحا . خيال بهن له فابتاع نجد إلى قريظة بنى سبايا من بنساء هذا 266األنصارى وينقل

تدقيق . أو بحث ودون ، تمحيص أو فحص دون ، النبى لسيرة خ xأر من كل حرفيا الكالم

هم ضيف، شوقى والدكتور هيكل محمد الدكتور رأسهم وعلى ، المعاصرون الكتاب

جـ 263 ، ص 2الطبرى ،102 .جـ 264 ، هشام ص 3ابن ،264.جـ 265 ، ص 2الطبرى ،103 .جـ 266 ، هشام ابن ، المثال سبيل على ص 3انظر ،264.

Page 225: محمد في المدينة

سؤال : بمجرد أنفسهم يشغلوا لم ، تعليق أو تحليل أو مناقشة دون ، بالنقل اكتفوا أيضا

؟ الرقيق بتجارة اإلسالم سمح وهل ، بالنساء االتجار النبى أباح هل

موضوع – فى السيرة كتاب رأى يعترضعلى ال زهرة أبو محمد الشيخ اإلمام حتى

أن – : على تدل قريظة بنى نساء سبى قصة إن يقول ، عنه ويدافع يتبناه بل النساء بيع

أسروا لو إذ ، بالمثل المعاملة لتكون ، القتال ميدان فى أعدائه على الرق أنشأ قد النبى

يقول : " تعالى والله ، السترقوا المسلمين Uلo من oمoث ب oهU Vي عVل U VدYوا فVاعUت UمY Uك Vي عVل VدVى اعUت oنVمVف

Vينoقx UمYت ال VعVم Vه� الل xنV أ U VمYوا وVاعUل Vه� الل U xقYوا وVات UمY Uك Vي عVل VدVى اعUت إن( . 194البقرة " ) : مVا

غدرا المسلمين بعض أخذوا أنهم ذكرنا فقد ، قتال غير من يسترقون كانوا المشركين

إذا النبى على تثريب فال ، العذاب سوء مكة أهل وسامهم ، المكرمة مكة فى وباعوهم

نجد . من بخيل وباعهن ، سبايا قريظة بنى من 267أخذ

تناولوا . من كل عليه أجمع لو حتى المنطق هذا مع نتفق وال ، الرأى هذا نقبل ال

إسار . وفك العبيد لتحرير النبى Yعث ب لقد محدثين أو قدامي كانوا سواء ، النبى سيرة

أو فرس أجل من ، يهوديات كن ولو حتي ، النخاسة سوق فى النساء لبيع ال ، اإلماء

: . ، سيف وخمسمائة ألفا الكثير السالح من قريظة بنى قالع فى وجد لقد سالح قطعة

ترس . وخمسمائة ، رمح وألفى ، درع وثالثمائة

نساء فى المتاجرة إلى يضطره ملح احتياج موقف فى يكن لم النبى أن معناه هذا

، أخطر أو أكبر قوة أمامه كانت ما ، السالح من مزيد على يحصل كي ، منهزمة قبيلة

فعل . قد أنه البعض يدعي ما فعل إلى يضطر كى ، داهم بخطر تهدده

بما . اليهود عامل بأنه القول أما بعث لهذا وما ، المرحمة نبى بسلوك هذا كان ما

عن كلية تختلف النبى وأخالق ، به يعتد ال قول فهو ، انتصارهم حالة فى سيفعلونه كانوا

التى . الدعوة تميزت ما وإال ، والسلوك الخYلYق فى معهم ليتساوى كان وما اليهود أخالق

. ، وأسمي وأنبل أفضل هو ما كل يمثل كان لقد به بشر الذى الدين انتصر وما بها جاء

وأحقادهم . أعدائه صغائر فوق Iقا مYحل

أبدا - كان ما ، النبوة وهيبة ، الرسالة وجالل ، الدعوة شموخ بكل ، اإلسالم نبى إن

القدامي – . عليه أجمع ولو حتى ، ونسقطه نرفضه إسفاف هذا بالنساء ليتاجر أكدنا كما

زهرة . أبو محمد الشيخ عنه ودافع والمعاصرون

المستشرقين : تباكي

جـ 267 ، زهرة ص 2ابو ،71.

Page 226: محمد في المدينة

الشرق : فى ، كثيرون كتاب يتباكي قريظة بنى موضوع بها نختتم أخيرة نقطة

، عليهم صدر الذى الحكم وقسوة قريظة بنى مصير على ، ومسيحيون يهود ، والغرب

معاملة فى ودمويته اإلسالم نبي قسوة على بها يدللون عالمة ذلك من ويتخذون

األعداء.

ودمويتهم – – ، يهود من وساللتهم إسرائيل بنى فظائع يتناسون أو هؤالء وينسى

إلى . أبدا يشيرون وال يذكرون ال شارون أيام وحتى موسى أيام منذ أعدائهم معاملة فى

شيوخ من فيها بما البلدان وحرق الرجال بذبح تأمر التى ، إسرائيل إله ، الرب تعاليم

أقلها . يكفى والتى ، الوحشية الجرائم بعضهذه إلى أشرنا لقد وحيوان وأطفال ونساء

قبل، . من ذكرناه لما تأكيدا ، آخر مثاال هنا ونضيف اإلنسانية صفة من أصحابها لتجريد

بمن الملك داود فعله لما بالنسبة رحمة يعتبر قريظة لبنى حدث ما أن نوضح ولكى

الواحد . : بالحرف التوراتي النص يقول أعداء من أمامه سقط

عن" . ملكهم تاج وأخذ وأخذها وحاربها xة رoب إلى وذهب الشعب كل داود فجمع

الذى .. .. . الشعب وأخرج جدا كثيرة المدينة غنيمة وأخرج داود رأس على وكان رأسه

. وهكذا IرYاآلج أتون فى هم xوأمر وفؤوسحديد حديد ونوارج مناشير تحت ووضعهم فيها

( " صموئيل . أورشليم إلى الشعب وجميع داود رجع ثم عمون بنى مدن بجميع صنع

( . 31-29 : 12الثاني

الحديد : وبنوارج أحياء وهم بالمناشير قطعهم بأعدائه الملك داود فعله ما هكذا

- . إلى انقلب قد وكأنه ذلك داود صنع ولقد اآلجر أتون نار فى بهم وألقى ، والفؤوس

مدينة – يديه بين من تفلت لم ، عمون بنى مدن بجميع مدمرة شيطانية شخصية

. النار جحيم فى المحترقين بصراخ أو الدماء بأنهار مكترث غير واحدة،

قورن ما إذا الرحمة أعمال من نبيال عمال يعتبر ، حكم من معاذ بن سعد أصدره ما

التوراتي . النص فى داود عليه أقدم بما

على والشرق الغرب ومسيحيين يهود من الصارخون هؤالء يولول لماذا ، ثم

السفاح ساللة تقوم عندما واحدة بكلمة ينطفون وال ، قريظة بنى من قتيل الستمائة

. " ممتلكاتهم" وتدمير المسلمين العرب من اآلالف عشرات بقتل الملك داود التوراتي

فيها ما وبكل بأكملها والقرى المدن حرق ثم ، نهبه يمكن ما كل ونهب زروعهم واقتالع

!! ؟ " " الدموي إسرائيل إله يهوه لتعاليم وطبقا ، الملك داود لسنة اتباعا ، فيها ومن

أبادهم النهرين بين ما بالد فى قتيل ألف ستمائة من أكثر عن هؤالء يكتب ال لماذا

– – " بكتاب" يؤمن إنه ؟ إسرائيل يهود بمساعدة أمريكا يحكم الذى القس الرئيس

Page 227: محمد في المدينة

" على " ، يؤمنون كذلك المسيحيين وكل ، القديم بالعهد المسمي المقدس اليهود

الكنسى . األمريكي فالسفاح ، إذا ليكمله بل الناموس لينقص جاء ما المسيح أن أساس

تعاليم الحديث العصر فى يطبق ، صليبية حربا يشن أنه تبجح فى أعلن الذى ، المتعصب

يتفوق" " " " أن وبشاعاته شناعاته فى ويحاول ، القديم العهد فى الدموى اإلله يهوه

عليه " " . ويزيد ، الملك داوود على

اليهود، من سادتهم رضاء لكسب تحيزا ، الصارخون الحاقدون هؤالء يقول ال لماذا

وتم Yحرقوا وأ ذYبحوا الذين المسلمين من اآلالف مئات عن دفاعا واحدة إنصاف كلمة

علنا عليهم والتبول ، كالكالب وسحبهم بالحبال اآلخر البعض وربط بعضهم اغتصاب

اليهود يد على المسلمين وازدراء وإهانة بإبادة وتفاخرا تباهيا ، الكاميرات وأمام

؟ المسيحيين متعصبى من الجدد وعبيدهم

واالحتقار . لالشمئزاز مثير جميعا موقفهم إن

(3)

المصطلـق بنى غـزوة

لها كان وما أحداث من به ذخرت لما وذلك ، كبيرة أهمية ذات تعتبر الغزوة هذه

أسوئها ومن ، المصطلق بنى وإسالم جويرية من النبى زواج أفضلها من كان ، آثار من

كانت جاهلية عصبيات من أظهرته لما وكذا ، النبى زوج عائشة السيدة عن اإلفك حديث

. واألنصار المهاجرين نفوسبعض فى كامنة تزال ما بقاياها

، Uسيع Yمري ال يسمي لهم بئر حول يعيشون كانوا ، خزاعة من فرع المصطلق بنو

المدينة وبين بينهم وكان ، المدينة غربى شمال ، األحمر البحر شاطئ من مقربة على

يومين . أو ونصف يوم مسيرة

Page 228: محمد في المدينة

سيدهم قيادة تحت المدينة لغزو العدة الناسويعدون يجمعون أنهم النبى علم

Yريده . . ب التقى بأخبارهم يأتيه كى Uب الحYصVي بن Yريدة ب النبى أرسل ضرار أبى بن الحارث

قبل من موفد إليه يتحدث الذى أن الحارث يدرى أن دون وكلمه ضرار أبى بن بالحارث

العدو . بنفسه رأى وقد ، النبى به علم ما صدق مؤكدا Yريده ب وعاد النبى

والعتاد . والعدة

ج ) هشام ابن يروى كما ، الغفارى ذر أبا المدينة على النبى ص 3استخدم ،333. )

ج ) حارثة بن زيد استخلف إنه يقول سعد ابن النبى( . 63،ص2لكن استخلفه من وتحديد

، بمكان األهمية ليسمن واالستقصاء البحث فى والجهد الوقت وإضاعة ، المدينة على

خارجها . أو المدينة داخل ، األحداث تسيير فى فاعل دور منهما ألى يكن لم ألنه ذلك

المهاجرين من كبير عدد ومعه النبى خرج ، الهجرة خمسمن سنة شعبان فى

فى طمعا ، مثلها غزاة فى قط يخرجوا لم الذين ، المنافقين من غفير وجمع ، واألنصار

عشرة . ، الثالثين بلغت خيل على الفرسان من بعدد الجيش وذخر واألسالب الغنيمة

خرجوا . من عدد وبلغ للنبى كانا فرسين جانب إلى ، لألنصار وعشرين للمهاجرين منها

والثمانمائة . السبعمائة بين ما

لكن ، النبى بخبر ويأتيه يتجسس كى رجاله أحد بعث قد ضرار أبى بن الحارث كان

وسيطر الخوف فاعتراه الحارث ذلك بلغ ، وقتله رصده ليتجسستم ذهب الذى ذلك

حوله تجمعوا من أكثر عنه تخلى ، بالفزع حوله هم من أكثر فأصيب الخبر وانتشر ، عليه

لجيش ويتصدوا النبى يواجهوا كى وحدهم وقومه تركوه ، وتفرقوا األخرى القبائل من

المسلمين .

من يحتاجونه بما المصطلق بنى يمد الذى البئر وهو ، المريسيع إلى النبى وصل

تهيأوا . . . وقد أصحابه النبى صف سلمة وأم عائشة معه كانت قبته عليه ضرب ماء

وكان . . عبادة بن سعد إلى األنصار وراية بكر، أبى إلى المهاجرين راية دفع للقتال

للقتال . واستعد ، صعوبته رغم الموقف مواجها ، رجاله صف قد أيضا هو الحارث

اسلموا : اإلسالم إلى معه ومن الحارث داعيا ، القتال بدء قبل النبى منادي نادي

يكن . . لم للنداء أحد يستجب لم وأموالكم أنفسكم تمنعوا الله إال إله ال قولوا ، تسلموا

ليحسم . . . النبل كان ما الوقت بعض بالنبل الفريقان ترامي المعركة بدأت خيار هناك

فحملوا . . يحملوا أن أصحابه النبى أمر المعركة

وفر . . رجال عشرة المصطلق بنى من قتل قاطعة المسلمين جيش ضربات كانت

. . مع وسيقوا الرجال من األسرى كتف أسره تم يستطع لم ومن الفرار استطاع من

Page 229: محمد في المدينة

جويرية ) ( برة بينهن امرأة مائتي من يقرب ما عددهن بلغ الالئى النساء من السبى

والشاء . بعير ألفى اإلبل كانت والشاء xعVم والن الذرية جانب إلى هذا ، القوم سيد بنت

آالف . خمسة

عن األنصار أحد قتله ، صYبابة بن هشام هو ، واحد رجل إال المسلمين من يقتل لم

. وال الدية يستحق القتل من النوع هذا العدو جيش من أنه ظن وقد الخطأ طريق

من أنه إذ ، القتل نية هناك تكن ولم ، قصد وال فيه تعمد ال ألنه القصاص يستحق

ميدان فى عمدا مثله مسلما مسلم يقتل أن ، المستحيل من يكن لم إن ، المستبعد

. العدو مواجهة وفى القتال

اإلسالم . . اعتنق أنه أظهر هشام أخيه بدية مطالبا مكة من صبابة مoقUيسبن قدم

أخى : . دية أطلب وجئت ، مسلما جئتك ، الله رسول يا قال

من . استحقه ما له يسلم أن النبى أمر أحد فيه يجادله لم ، له حق به طالب ما كان

، خالقها بيد القلوب فأسرار ، مكه شقى يبطنه ما يعلم ال بالطبع وهو ، دية

. بشر يعلمها ال

، والغدر الكراهية مشاعر تتماوج قلبه وفى ، يتربص المسلمين بين مoقUيس أقام

مكة . إلى فر ثم ، فقتله أخيه قاتل من تمكن ينتظرها كانت التى اللحظة له حانت حتى

قاتل . : قتل ثم ، وأخذها الدية قبل مضاعفا الجرم أصبح هكذا اإلسالم عن ارتد وقد

شرف – وذا كريما كان لو له واألشرف األكرم من وكان ، القصاص فى له حق وال أخيه

فهى- . ، الثانية جريمته أما وقتل أخذ لكنه ، االنتقام انتوى قد دام ما الدية يقبل أال

كل . ، الجريمتين وعقاب عنه ارتداده ثم ، مرغم غير طواعية اإلسالم اعتناق إعالنه

إهدار . . النبى أعلن الذين بين من وكان مباحا دمه أصبح بذلك دمه إهدار هو ، حدة على

كان . وما وغدر، وخادع كذب لقد الكعبة بأستار تعلقوا ولو حتى ، مكة فتح بعد دمهم

وعدل . . حق والحكم بالموت إال فعل ما على ليؤجر

جاهلية : عصبيات

عصبيات السطح على طفت ، مباشرة المعركة انتهاء وبعد ، الغزوة هذه فى

لم األعماق فى كامنة كانت لكنها ، عليها والقضاء التخلصمنها إلى اإلسالم دعا جاهلية،

Page 230: محمد في المدينة

أسلمنا قالوا الذين ، النفاق أهل بعض سموم من نفثات وحركتها أثارتها وقد ، YستأصVل ت

قلوبهم . تؤمن ولم

المهاجرين من رجل تزاحم حيث ، المصطلق بنى ماء على حدث ما هنا نذكر

صرخ : . الصياح وعال ، فتقاتال ، فتالكما ، فانفعال ، فاحتكا ، تزاحما األنصار من ورجل

أطلxت : : . الصرختين ومع يالكنانة ، يالقريش المهاجري وصاح ، لألنصار يا األنصاري

األوسوالخزرج . " وأقبلت ، السالح حملوا وقد قريشسراعا أقبلت برأسها الفتنة

السالح ". حملوا وقد 268سراعا

كان . ما أعماقهم من بزغ مسلمون أنهم وهؤالء هؤالء نسى طائشة لحظة فى

السيوفمن انتزعوا تفكير أو رؤية ودون ، جاهلية وعصبية عصبى جهل من كامنا

إلراقة فريق كل تحفز وقد ، المهاجرين ضد واألنصار األنصار ضد المهاجرون ، أغمادها

بشر . وما محمد به جاء ما نسوا ، إخاء من بينهم كان ما مارقة سويعة فى ونسوا الدماء

اإلسالم . به

كتابه فى أمين أحمد األستاذ يتساءل ، اإلسالم بعد الجاهلية نزعات فجروعن

ونزعات: اإلسالم الجاهلية تعاليم امxحVت وهل ؟ باإلسالم العرب تأثر حد أى إلى

يأبى واآلراء األديان وتاريخ ، ليسكذلك أن الحق ؟ اإلسالم إلى دخولهم بمجرد الجاهلية

بين كان ما وهذا ، بتاتا يتالشي أن وقل ، والجديد القديم بين فالنزاع ، اإلباء كل ذلك

وتحارب حين إلى حين من تظهر الجاهلية النزعات كانت فقد ، واإلسالم الجاهلية

بعيدا . أمدا كذلك الشأن وظل اإلسالم، 269نزعات

وبعنف . برأسها أطلت اإلسالم تعاليم كل رغم ، إذن ، القبلية النزعة تمت لم

مع . معركتهم بعد نسوا اإلسالم أعداء لقتال متوحدين خرجوا بمن تفتك أن وكادت

يقتل كى السيوف وبأيديهم وتقافزوا ، يسود أن يجب وما ، يكون أن يجب ما العدو

بعضا . بعضهم

المهاجرون : استجاب لمحة فى أرمسترونج كارين تقول الموقف هذا على وتعليقا

على يدل مما ، دقائق البعضفى بعضهم برقاب وأمسكوا القبلى التحدي لذلك واألنصار

فى اإلسالمية األيديولوجية على انتصر لحظة فى أنه وكيف القديم القبلى الوالء قوة

المسلمين . من 270غفلة

جـ 268 ، سعد ص 2ابن ،63 .269 ، أمين اإلسالم أحمد ص فجر ،122 .270 ، ارمسترونج ص محمد كارين ،297.

Page 231: محمد في المدينة

الموقف تهدئة من مكنهم ما الجهد من بذلوا ، الجانبين من العقالء بعض تدخل

من . . برأسه أطل النفاق لكن واألنصارى المهاجري بين الصلح وتم الناس هدأ حتى

الموقف . الستغالل محاولة فى جديد

: qب�ى� أ بن موقفعبدالله

حوله من على وتعاليه كبريائه بشدة معروف وهو ، حدث بما Vى� بY أ بن الله عبد علم

جيش . فى يقاتلون قومه من ورهط ، نفاقه رغم ، خرج قد كان المهاجرين وخاصه

والسباء . األسارى فى أيضا وربما ، واألسالب الغنائم فى طمعا النبى

لألنصار . ليس إهانة فيه حدث ما أن اعتبر غضبه YخUف ي ولم Vى� بY أ بن الله عبد غضب

– - . ، الميزان كفتا واختلت رأيه فى الكيل طفح لقد كلها المدينة ألهل ولكن ، فقط

الغرباء . المهانون هم وكأنهم األرضوأصحابها أهل وأصبح

بالدنا، : فى وكاثرونا نافرونا لقد ؟ فعلوها أوقد حوله فيمن Vى Yب أ بن الله عبد صاح

لئن : . والله أما يأكلك كلبك سمن القائل قال كما قريشإال وجالليب أعYد�نا ما والله

األذل . منها األعز ليخرجن المدينة إلى رجعنا

بأنفسكم . : . فعلتم ما هذا فقال قومه من حضره من على Vى Yب أ ابن أقبل ثم

بأيديكم . ما عنهم أمسكتم لو والله أما أموالكم وقاسمتموهم ، بالدكم أحللتموهم

بالدكم . غير إلى 271لتحولوا

أسرع . منافقا يكن ولم أرقم بن زيد ، أبى ابن كلمات إلى استمعوا بين من كان

عمر . وجود فى ذلك كان سمع ما فقصعليه ، عدوه أمر من انتهي قد وكان ، النبى إلى

عمر . قال الحال فى الفعل رد وسرعة والشدة بالصالبة المعروف وهو ، الخطاب بن

فليقتله : . بشر أبى بن عباد به UرYم النبى مخاطبا

لمجرد ، Yبى أ ابن قتل يكن لم ، مكانة من ماله رغم عمر، برأى ليأخذ النبى كان ما

بين - – للرجل كان فقد ، الهين باألمر ، عنه وبلغت خطورتها كانت مهما قالها كلمات

YتوIجYوه ي أن وشك على كانوا ولقد ، وهيبة احتراما ، خاصة والخزرج ، عامة المدينة أهل

كان . أرقم بن زيد نقلها التى العبارات أن جانب إلى هذا النبى قدم أن لوال ، ملكا عليهم

على له مقدرة ال حدث مجرد أنه أساس على قائلها وتكذيب إنكارها السهل من

محمدا . : أن الناس تحدث إذا عمر يا فكيف لعمر النبى قال الكلمات مدلول استيعاب

بالرحيل !! . أذIن ولكن ال أصحابه، 272يقتل

جـ 271 ، ص 2الطبري ،109.جـ 272 ، هشام ص 3ابن ،335.

Page 232: محمد في المدينة

قال، : . : ما قلت ما بالله حلف قال إنه قيل ما Vى� بY أ ابن أنكر متوقعا كان ما وحدث

نقل . الذى أن بدعوى ، وعظيمهم سيدهم األنصار من حضر من وساند به تكلمت وال

وبرأوه . . عنه دفعوا هكذا الرجل قال ما يحفظ لم غالم مجرد كونه عن يزيد ال الكالم

النبى . . أراد االرتحال فيه المسلمون تعود ما وقت الناسفى ارتحل بالرحيل Yذن أ

يومهم . بالناس مشى يألفوه لم وقت فى به والتعجيل الرحيل بأمر الناس ينشغل أن

نزل ثم ، الشمس آذتهم حتى الظهيرة عز فى ثم ، أصبح حتى وليلتهم ، أمسى حتى

وهدهم . الطويل السير أضناهم نياما وقعوا األرضحتى أجسادهم مست فما ، بالناس

عواقبه . تحمد ال ما تحدث أن كادت التى الفتنة أمر عن فيه هم بما وانشغلوا ، التعب

جعله مما حضير، بن أسيد انتباه ، ميقاته غير فى المفاجئ ، الرحيل هذا استرعي

منكرة : ساعة فى رحت لقد والله ، الله رسول يا مستفسرا ، بحديثه النبى إلى يتوجه

قال . : ما بلغك ما أو وسلم عليه الله صلى الله رسول فقال مثلها فى تروح كنت ما

رجع : : ... إن أنه زعم Yبى أ بن الله عبد قال ؟ الله رسول يا صاحب وأى قال صاحبكم؟

جاءنا ... : : لقد فوالله ؟ به أرفق الله رسول يا قال األذل منها األعز أخرج المدينة إلى

ملكا . استلبته قد أنك ليرى فإنه ، ليتوجوه الخرز له لينظمون قومه وإن بك 273الله

عمر اقتراح البعض إليه ونقل ، أبيه عن صدر بما Yبى أ بن الله عبد بن الله عبد علم

فتنة . من أثير لما حدا يضع أمرا نفسه فى بيت وقد ، النبى إلى الله عبد ذهب بقتله

أنا . " أبيه بقتل هو يقوم أن اقترح نفسه وطمأنينة كرامته له يحفظ الوقت نفس وفى

ورفض " - - .. أبيه قاتل بالثأر أخذا فيقتل نفسه يوما تميل أن خشية ، رأسه إليك أحمل

معنا . : . بقى ما صحبته ونحسن ، به نرفق بل Yبى أ بن الله عبد أحد يقتل لن النبى

وأن النبى إلى يذهب أن منه طلبوا ، Yبى أ ابن على الخناق األنصار بعض ضيق ولقد

فى الصابوني محمد الشيخ يحكي وكما ، فأبى ، بذنبه التفاسير يعترف لوى : صفوة

على : وأشرتم ، فآمنت باإليمان على أشرتم لقد لهم قال ثم ، الرأى لهذا إنكارا رأسه

لمحمد !! بالسجود تأمروني أن إال يبق ولم ، ففعلت مالى زكاة أعطي 274أن

مشارف على وهم الطريق على ألبيه وقف أبى بن الله عبد بن الله عبد إن ويقال

النبى . به ومر األعز هو ومحمد األذل هو بأنه يعترف حتى الدخول من يمنعه ، المدينة

ويحسن به يرفق وأن بل ، وشأنه أباه يترك أن فأمره ، الفارق الموقف هذا فى وهو

بالعفو . اإلهانة وعولجت ، باإلحسان اإلساءة قوبلت وهكذا ظهرانيهم بين دام ما إليه

جـ 273 ، هشام ص 3ابن ،335-336.274 ، الصابوني على التفاسير محمد جـ صفوة ص 18، ،58.

Page 233: محمد في المدينة

شدة " " ومن الجاهلية قدم قديمة انها أى مYنتنة بأنها وصفت فتنة وخمدت ، القادر

اإلسالم " " . طYهUر فى مكان لها يعد ولم أنتنت قدمها

يوما . وعشرين ثمانية الغزوة هذه استغرقت وقد

جويرية : يتزوج النبى

أبى – – " " بن الحارث بنت برة كانت وأشرنا سبق كما المصطلق بنى سبايا بين

بالذات، . النفسواالعتزاز وعزة األخاذ الجمال روعة بين تجمع كانت قومه سيد ، ضرار

فى تنحني أن ورفضت ، الهزيمة رغم هامتها رفعت التى المطاع القائد السيد ابنه فهى

استخذاء .

جمالها فى طمع ما ، المسلمين من الحاجة ذوى من لرجل السهم فى برة وقعت

مال " " من ورائها من يجنيه أن يمكن ما إلى سعي لكنه ، xحة مYال حلوة امرأة كانت وقد

فى . ومكانتها قدرها عرف وقد ، ليحررها كبير المال من مبلغ على كاتبها متاع أو

بكل . المعركة ذهبت فقد الكثير أو القليل المال من تدفع أن باستطاعتها كان ما قومها

، قتل من قتل فقد ، تستعين من ، أهلها من ، منها بالقرب تجد ولم ، القبيلة ملكت ما

بالفرار . الذ نجا ومن أسر، من وأسر

أمرها عليه تعرض النبي إلى توجهت ، أسرها رغم ، الواثقة الحرة خطوات فى

يخيب لن أنه اليقين حد إلى يصل يكاد إيمان قلبها فى وقر وقد ، كتابتها فى وتستعينه

رجاءها .

: . ابنة . . أنا ، الله رسول يا قالت لها أذن الدخول طلبت النبى باب على وقفت

جئتك .. عليك يخف لم ما البالء من أصابني وقد ، قومه سيد ضرار أبى بن الحارث

كتابتي . على أستعينك

سوى يكون لن فيه هى ما على ويعينها حريتها لها يضمن من خير أن رأت هكذا

للتصالح . . . المحب الكريم كرم فيه وجدت حدسها صدق صواب على كانت وقد النبى

والعفو . والصفح

هو : : وما قالت ؟ ذلك من خير فى لك فهل أمرا نفسه فى xت بي وقد النبى لها قال

وأتزوجك : . كتابتك عنك أقضى قال ؟ الله رسول يا

فما ، أخرى زوجة زوجاته إلى يضيف أن هو نفسه فى النبى بيته الذى األمر يكن لم

امرأة مع قرن ربع من يقرب عاشما وقد ، النساء من العدد هذا كل عن أغناه كان

بنت . الصديقة ، لعائشة حبه يخفى كان ما وبعدها مكة نساء سيدة خديجة وهى ، واحدة

الصديق .

Page 234: محمد في المدينة

فكر . قد يكن لم الذى ، الزواج بهذا بكثير ذلك من وأسمي أكبر النبى هدف كان

ونساء – وشيوخا شبابا بأكملها قبيلة يكسب أن يريد كان ، بخاطره ورد وال قبل من فيه

لهم – " " يضمن ، نبيل تواضع فى ، كريم بأسلوب ، األمة إلى جميعا يضمهم وأطفاال

. . أراد ما له وتحقق وكرامتهم حريتهم

لشدة " " ) ( ذلك ، رأتها أن لحظة جويرية برة كرهت عائشة أن يرى من هناك

ال . ، غيور امرأة أنها علي عائشة تصوير ويتم بحسنها النبى يؤخذ أن وخوفها ، جمالها

قلب فى المتميزة مكانتها تفقد ال كى ، النبى من الحسن هذا بكل امرأة تقترب أن تود

زوجها .

صلى : ، الله رسول قسم لما قالت عنها الله رضى عائشة أن إسحق ابن يروى

بن لثابت السهم فى الحرث بنت جويرية وقعت المصطلق بني سبايا ، وسلم عليه الله

ال xحة مYال حلوة امرأة وكانت ، نفسها على فكاتبته ، له عم البن أو ، الشماس ابن قيس

أن ... إال هو ما فوالله كتابتها فى تستعينه الله رسول فأتت ، بنفسه أخذت إال أحد يراها

ما .. وسلم عليه الله صلى منها سيرى أنه وعرفت فكرهتها حجرتي باب على رأيتها

275رأيت.

وهو ، إسحق ابن به قال ولو حتى ، عليه االعتماد أو ، به األخذ إلى نميل ال رأى هذا

على عيال السيرة كتاب كل بأن القائل الرأى بقوة ونؤيد بل ، ننكرها ال سلطة

إسحق . ابن

قاله ما نأخذ وال ، الكلمات مدلول فى ونبحث نفكر وأن البد الوقت نفس فى لكننا

– – ، مناقشتها يجب ال التى المسلمات من أنه على إسحق ابن أنه لمجرد إسحق ابن

– – ، امرأة أنها لمجرد ، كرهتها حتى جويرية رأت أن ما إسحق ابن يقول كما عائشة

منذ . عائشة عليها تربت التى اإلسالم روح عن البعد كل يبعد سلوك هذا مالحة حلوة

وعائشة ، والسلوك بالكلمة النبى إليه يدعو عما تماما يختلف أنه كما ، أظفارها نعومة

Yرسل – – أ وقد ، الكراهية مبادئ البشرية معلم زوجها نبع من لتنهل كانت ما النبى زوج

والسالم . والرحمة المودة مبادئ الناس ليعلم

تعمل ال انفعالية انطباعية بأنها عائشة السيدة تصم إسحق ابن كلمات أن كما

التى . وهى ، بالذات عائشة سلوك كان هكذا ما وكرها حبا ألحاسيسها تخضع بل عقلها،

من إال ويصدق النبى عن يروى أن يستطيع وال ، حديث ألف عن يزيد ما النبى عن روت

. التفكير وسالمة العقل رجاحة من عالية درجة على هو

جـ 275 ، هشام ص 3ابن ،339.

Page 235: محمد في المدينة

النبى أن وهى ، عائشة إلى إسحق ابن ينسبها التى العبارة أن إلى باإلضافة هذا

تأدبا نرغب ال ، إساءة فيها ، ومالحتها حالوتها أى ، عائشة رأت ما جويرية من سيرى

تفاصيلها . الخوضفى أو شرحها فى

االختالف . نحترم ونحن ، الكثيرون معنا يختلف وقد إسحق إبن نرفضحكاية لهذا

أو تشنج أو جعجعة دون ، وإظهارها الحقيقة عن البحث سبيل فى دام ما ، الرأى فى

. " والكفر" بالزندفة االتهام هلوسة

أسلموا . . . , المصاهرة بهذه المصطلق بنو فرح النبى تزوجها جويرية أسلمت

ما . . أطلقوا المسلمين بين الخبر شاع أحباء أصدقاء إلى األمس أعداء تحول هكذا

الله . . رسول أصهار يسترقوا أن لهم كان ما وسبايا أسرى من بأيديهم

. ، جميعا المصطلق بني عتق تم لقد الزواج هذا وراء الكامنة الحكمة تظهر هنا

قوة الدعوة تزداد كى المسلمين صفوف إلى انضموا ، أسلموا ، العرب من دار مائة

العرب . جزيرة شبه فى وانتشارا وهيبة

أعلم : فما ، المصطلق بنى من بيت أهل مائة إياها بتزويجه أعتق لقد عائشة قالت

منها . بركة قومها على أعظم كانت امرأة

كما : ، منها وغيرتها لها كراهيتها عن ال ، جويرية عظمة عن عائشة تحدثت هكذا

. . هذا غير سلوكا منها نتوقع ال التى المؤمنين أم عائشة هى وهذه إسحق ابن يدعي

كان " " إذ ، جويرية وأسماها ، الحارث بنت برة اسم xر غي الذى هو نفسه النبى كان

ومدلوالت . مضامين عنده لألسماء وكانت ، األسماء فى حتى شئ كل فى الحسن يحب

فنزلت ، ماء غير على أصبح قد ، المصطلق بنى غزوة بعد ، عودته عند النبى وكان

" : الماء وجود عدم فى التيمم ترخص التى ، التيمم فVر� آية Vس عVلVى UوV أ ضVى Uرxم Yم Yنت ك oن وVإ

tا Iب طVي صVعoيدtا U VمxمYوا Vي فVت مVاء U VجoدYوا ت UمV فVل اء VسI الن YمY ت UسVمV ال UوV أ oطo UغVائ ال VنIم Yم مxنك حVد�

V أ جVاء UوV أ

YيدoرY ي Vكoن وVل ج� VرVح UنIم Yم Uك Vي عVل VلVعUجV oي ل Yه� الل YيدoرY ي مVا YهU مIن Yم Uدoيك يV وVأ UمY oوYجYوهoك ب U حYوا VسUامVف

Vون YرY ك UشV ت UمY xك VعVل ل UمY Uك Vي عVل YهV oعUمVت ن xمo Yت oي وVل UمY ك VرxهVطY oي ( . 6المائدة" ) : ل

(4)

اإلفــك حديث

Page 236: محمد في المدينة

فيه وجد الذى ، اإلفك حديث كان ، أعقابها وفى المصطلق بنى غزوة توابع من

إحدي ضد واألقاويل اإلشاعات إلثارة مسمومة مادة ، حذوهم حذا ومن ، المنافقون

. – - . النبى بيت وYصoم إذا نفسه النبى سمعة إلى يسئ ما بالطبع هذا وفى النبى أزواج

YستمVع- – ي وكيف ، قدوة يكون وكيف ، النبى ذلك YصVدxق ي فكيف حاولوه ما هذا بالفجور

السيطرة يستطيع ال كان إذا حوله من على يسيطر وكيف ، YطVاع في يأمر وكيف ، إليه

!!! والدنس؟ االنحراف من وصيانتهم بيته أهل على

من كان صغيرة شرارة ولدت تعسة مصادفة وليد كان ، خطورته بكل اإلفك حديث

إلى تحولت حتى فأججوها والحاقدون النفاق أهل فيها نفخ أن لوال تخمد أن الممكن

ثم ، الموقف مواجهة فى النبى حكمة لوال يذر، وال يبقى أال الممكن من كان بركان

، الظالم وأدان المظلوم وبرأ الحق فأظهر بالوحي جبريل نزل عندما السماء عدالة

تفصيال . وفصله الحكم وأصدر

بدايتها . من اإلفك حكاية ولنبدأ

يبعد ال منزال نزل ، المصطلق بنى غزوة من النبى انتهي أن بعد ، العودة طريق فى

بالرحيل . الناس فى أذن ثم ، الليل بعض فيه بات ، المدينة عن كثيرا

نحيفه – - ، الصبا سن فى ، آنذاك وهى ، النبى صحبة فى أسلفنا كما عائشة كانت

أن . عادتها من كان ، الرحيل عند بعد جسدها اللحم يثقل لم ، الوزن خفيفة الجسد

أن ألفوا وقد يأتون وعندما ، لها يرحلون الذين القوم يأتي أن قبل هودجها تجلسفى

بحباله يشدون ، البعير ظهر على ويضعونه يرفعونه ، الهودج بأسفل يأخذون ، فيه تكون

وينطلقون . البعير برأس يأخذون ،

. ، بالذات اللحظة هذه فى الليل الناسبعض استراح ان بعد ، بالرحيل النبى أمر

وجدت ، مرعبة مذهلة نتائجها تكن لم لو تافهة هينة تبدو التى المصادفة تكمن وهنا

يكن . لم حاجتها تقضى الناسكى عن قليال لالبتعاد مضطرة نفسها عائشة السيدة

. أن وإما ، حقها الطبيعة وتعطي نفسها تستر الناسكى عن تبتعد أن إما اختيار هناك

مستحيال . . أمرا لها بالنسبة هذا وكان يحدث أال يجب ما Yحدoث ت

بعدها . تعود سويعات سوى يستغرق لن األمر أن اعتقدت وابتعدت خرجت

الرحيل . . الناسفى بدأ وقد عادت أن بالفعل حدث وقد الناس يرحل أن قبل مسرعة

ويصل ، المألوف مجراها األمور وتأخذ ، تعودت كما ، هودجها تدخل أن الممكن من كان

وكأنه . ، جديد من دورها وتلعب ، ثانية تتدخل الصدفة لكن سالم فى المدينة إلى الكل

علقمها . تتجرع وأن البد كان مريرة وتجربة ، عائشة على كتب قدر

Page 237: محمد في المدينة

يدها وضعت ، هودجها إلى الدخول على وأوشكت حاجتها قضاء بعد وصلت عندما

انسل ، به تعتز كانت ثمين عقد وهو ، يطوقها كان الذى العقد تجد فلم تتحسسرقبتها

تدرى . وال عنقها من

عن باحثة ، كانت حيث إلي بالعودة أسرعت ، للتفكير مهلة نفسها تعطي أن دون

الذى . البحث عملية فى حواسها كل ركزت به تتزين أن دوما تحب كانت الذى عقدها

الناس . . برحيل تشعر لم الوقت بعض استغرق

. شدوه ، فيه أنها ظنوا وقد الهودج حملوا البعير لها يرحلون كانوا الذين القوم جاء

. ، العسكر إلي هى وصلت أن وما المدينة إلى راحلين الجمع مع انطلقوا ، البعير على

هناك . . أحد ال المكان بخلو فوجئت حتى ، عقدها على بالعثور فرحة

، قلبه إلى وأحبهن نفسه إلى وأقربهن ، سنا النبى زوجات أصغر وجدت هكذا

والرمال الليل سوي فيها رفيق ال قاحلة وسطصحراء الليل فى وحيدة نفسها

الرياح . وصفير

لم ، ترتعد لم جسدها ونحافة سنها صغر رغم ، الجأش رابطة ، اإليمان قوية كانت

. ، يديه بين ونشأت عينه على تربت ، النبى زوجة إنها خوف أو اضطراب عليها يسيطر

يفتقدها . وأن البد ومنقذها حافظها الله أن مطلقا إيمانا تؤمن وهى ، تؤذى أو تضار لن

المدينة . إلى سالمة بها والعودة عنها بالبحث يسارعوا وأن البد وعندها ، الناس

تنتظر . ، مكانها فى واضطجعت ، بجلبابها تلففت وهدوء طمأنينة فى

أن عائشة على كتب محتوم كارثى قدر وكأنها ، جديد من الصدفة تتدخل هنا

ويسرعوا . – يفتقدوها وأن البد أنهم اعتقدت الذين القوم يظهر أن من بدال تواجهه

صفوان – هو ، الوسامة من كبير قدر على ، القوام ممشوق شاب يظهر عنها بالبحث

يعتبر وكان فيها وعاش المدينة إلى رحل ، سليم بنى من وهو ، لVمي xالس المYعVطxل بن

أكثر . المدينة فى إليها يتحدث الناس رآه وقد ، عائشة يعرف كان المهاجرين من كواحد

النبى . نساء على الحجاب يضرب أن قبل مرة، من

عن . تخلفت هى العسكر الناسفى مع يبت ولم الركب عن أيضا هو تخلف قد كان

به . خاص ألمر العسكر عن تخلف وهو ، بها خاص ألمر الركب

هناك . غيرهما أحد وال ، الليل وجوف الصحراء قلب فى وحدهما التقيا

. كذلك وهى ، مصادفة إنها نقول ؟ المصادفة هذه من إذهاال أكثر مصادفة هناك هل

ذلك . غير مرضسيقولون قلوبهم فى والذين المغرضين أن فى تكمن كارثيتها لكن

Page 238: محمد في المدينة

بالقوم : . يلحق كى اإلسراع على يحثها ناقته فوق المعطل ابن لمح فى المنظر

. . ، الرمال على مضطجعة امرأة يرى نحوه يتجه سوادا البصر مرمي على يرى فجأة

) ( : . زوجة . . ظعينة الدهشة روعته وقد يصيح وجهها يتأمل يتوقف ثيابها فى متلففة

لراجعون !! . إليه وإنا لله إنا الله رسول

ما . . : عائشة ؟ الله يرحمك خلفك ما سأل دهشته على سيطر نفسه تمالك

بيت. . فى المعهود واإلباء بالصمت المعطل ابن واجهت تتكلم أن لها كان ما تكلمت

النبوة .

. عظم . وال نفسه نسى ما واستأخر أناخة عائشة من البعير قرب المعطل ابن

واتبع . ، جاء بما آمن الذى النبى زوجة ، المؤمنين أمهات إحدي حضرة فى إنه الموقف

عليه . أنزل ما تعاليم

- . كما كانت فقد ، يسيرا سهال لها بالنسبة األمر كان البعير ظهر عائشة اعتلت

. البعير - . برأس صفوان أخذ الحركة سريعة ، الجسد ممشوقة ، الوزن خفيفة ذكرنا

بالناس . اللحاق يحاول مسرعا وانطلق

متلففة : وهى الليل ظلمة فى صفوان عرفها كيف سؤاال الخبثاء بعض يثير قد هنا

وإنا : لله إنا ؟ الله رسول ظعينة رآها أن لحظة صاح لقد ؟ شئ منها اليبدو ، ثيابها فى

يساوره ! لم ، النبى زوجة أنها عرف ، لمح أول من أى ، األولى الوهلة من لراجعون إليه

؟ الثياب لفلفة مواجهة وفى الظلمة وسط فى بسهولة هكذا عرف فكيف شك

: إما التفكير عميق من الكثير تتطلب ال قد ، عليه والرد التساؤل هذا مثل مواجهة

، األشياء تفاصيل واضحة تبدو بنوره الليل القمر يغمر وعندما ، مقمرة كانت الليلة أن

ما . – أبعد مثله لشاب بالنسبة صعبا كان وما الرؤية فوضحت بزغ قد كان الفجر أن وإما

- جسدها أراحت امرأة سواد يرى أن البصر وكالل الشيخوخة عن يكون

الرمال . فوق

كانت . أنها رغم التفسير سهل أيضا فهذا ، النبى زوج ، عائشة أنها عرف كيف أما

يرغم ما وليسهناك ، ثياب أو بحجاب مغطي يكن لم وجهها أن إال ، ثيابها فى متلففة

. ولدى ، لديه مألوفا كان عائشة ووجه وجهها تغطية على إرغاما امرأة

المدينة . أهل

أدرك فما ، بالناس يلحق أن ، األمانة حمل وقد ، المعطل ابن حاول ، حال أية على

الناس .

وحـده : المدينة ودخل

Page 239: محمد في المدينة

األحداث . تصل هنا البعير فوق هودج بال وعائشة ، البعير يقود وحده المدينة ودخل

ذروتها . إلى

عن , : تخلفت عائشة الفحيح وبدأ األفاعي كرؤوس ، اإلفك أهل رؤوس برزت

. . ، أهلها عن غريب رجل صحبة فى عادت الناس وجمع زوجها صحبة فى تعد لم الركب

الليل . من شطرا الصحراء قلب فى معه قضت

النبى من ينال كى فرصته ، األحداث ظاهر عن شاع فيما ، Yبى أ بن الله عبد وجد

عنه . ونقل ، همسا ربما ، تحدث دفين قديم المجال هذا فى وحقده ، بيته وأهل

المه . لقد جهرا قوله ونشروا ، المهاجرين النفوسمن وبعضضعاف المنافقون،

" " وأعلن ، قريش جالليب لـ ازدرائه عن أفصح عندما ، المصطلق بنى بئر عند ، كثيرون

ينكر . أن على مجبرا نفسه ووجد األذل منها األعز ليخرجن المدينة إلى العودة بعد أنه

قال . ما

بعير على المدينة تدخل عائشة ؟ واضح صريح والحدث لومه يستطيع من ، اآلن

همسرأس . - هكذا حدث قد يحدث أال يجب ما مليح الوسامة شديد شاب يقوده

الطهر – إلى يدعوهم جاء الذى النبى بيت أهل من واحدة أحدثته والتى النفاق

والعفاف .

. اختلفوا . . النيران كما الكلمات اضطرمت ان بعد الناس واضطرب العسكر ارتج

استثيرت . . . القديمة الجراح Yكoئت ن االقتتال حد إلى بهم يصل أن األمر كاد اشتجروا

من . ) وهو األشهل عبد بنى أخو حضير بن أسيد قال جديد من الجاهلية القبلية العصبية

من( : إخواننا من يكونوا وإن ، نكفكهم األوس من يكونوا إن الله رسول يا األوس

أعناقهم . . تضرب أن ألهل إنهم فوالله بأمرك فمرنا الخزرج

تضرب . : ال الله لعمر كذبت قال ، الخزرج سيد عبادة بن سعد قام عندها

من!! كانوا ولو ، الخزرج من أنهم عرفت أنك إال المقالة هذه قلت ما والله أما أعناقهم

هذا . قلت ما قومك

المنافقين : . عن تجادل منافق ولكنك ، الله لعمر كذبت أسيد 276قال

حزنه – شدة رغم النبى لكن ، عراك إلى يصل أن كاد حتى ، واحتدم الجدل احتد

خطورة – ومن الملتهب الغضب حدة من يهدئ أن البالغة بحكمته استطاع شاع لما

المتأزم . الموقف

جـ 276 ، ص 2الطبرى ،113.

Page 240: محمد في المدينة

والسيطرة فيها التحكم محاوال النفس، نوازع يجاهد وهو ، المنبر النبى اعتلى

فى . نافيا ، الناس إلى تحدث حكم إصدار فى يتسرع أو يغضب أو ينفعل ال كى عليها،

غير عن ، المهاجرين من وقليل ، األنصار من جمع رددها التى السوء مقالة واثق هدوء

تدقيق . أو تحر دون ، بينة وبال علم

بال : ما ، الناس أيها يظهره أال المستطاع قدر حاول حزن غمره وقد النبى قال

، خيرا إال منهم علمت ما والله ، الحق غير عليهم ويقولون أهلى فى يؤذونني رجال

إال بيوتي من بيتا يدخل وما ، خيرا إال منه علمت ما والله لرجل ذلك ويقولون

معي . 277وهو

بهم رحمة ، الله إلى الناس يشتك ولم ، الناس إلى الناس النبى اشتكي هكذا

الله . غضب من عليهم وخشية

. الحظته ما كل عنها يشاع وما حولها يدور بما تدرى ، وصلت منذ عائشة كانت ما

ويبدو . ويداعبها يالطفها دائما كان تجاهها النبى سلوك فى تغير من واضحا بدا ما هو

رآها . . كلما اكتفى كذلك يعد لم ، عودتها بعد عليه أقبلت كلما بشوشا الوجه باسم

. " شيئا" عليها اليزيد تيكم كيف بـ

الحارث، . : بنت جويرية الجديدة الزوجة إلى سلوكه تغير عائشة عزت البداية فى

من – – . وجفاها النبى هجرها ربما مالحة حلوة امرأة نفسها هى وصفتها كما كانت وقد

وحالوة . طالوة دوما وللجديد ، الجديدة القادمة هذه أجل

وجودها . سيد هجران تتحمل لم القلق واعتراها عائشة على الحيرة سيطرت

هذه . . . لكنه تعود كما ، عليها ويحنو النبى بها يلطف أن توقعت مرضت حياتها وجوهر

لها – - يسمح أن منه تطلب أن رأت ما جفائه من رأت حين دفعها مما ، يفعل لم المرة

النبى . . يعترض لم وتمرضها بها تعتني ، أمها برعاية تحظي كى أبيها بيت إلى باالنتقال

عليك . : . ال قال بأن اكتفى أعراضمرضها أو وعكتها سبب عن يسألها لم

الجسدى الضعف حالة تتخلصمن ، قواها تسترد عائشة بدأت أمها بيت فى

لكنها . أحبابها بأحب تلتقى حيث بيتها إلى بالعودة نفسها تمني ، اعترتها التى والمعنوي

هى . أخبرتها التى ويمسشرفها عنها يشاع بما القريشيات إحدي فاجأتها عندما صعقت

لقبه . ) وهذا مسطح ابنها وكان مناف عبد بن المطلب عبد بن رهم أبى بنت مoسUطVح أم

بنتجحش ( Vة حVمUن أيضا قريش من ومعه ، اإلفك لحديث المروجين أحد عوف واسمه

التى زينب أختها عن نيابة لعائشة تكيد كانت وكأنها ، النبى جحشزوج بنت زينب أخت

جـ 277 ، هشام ص 3ابن ،345.

Page 241: محمد في المدينة

وكان ، سمعته ما كل رغم عائشة ضد واحدة بكلمة تتفوه فلم بدينها الله عصمها

بالخير . إال عائشة تذكر ال وهى نبيال ساميا موقفها

بن – الله عبد رأسها وعلى اإلفك جماعة إلى ينضم أن واالستغراب للدهشة المثير

اإلسالم – . شاعر اعتبره أن لدرجة إليه النبى قربه الذى ، ثابت بن حسان الشاعر Yبى أ

المعطل " " بن ويعرضبصفوان ، قريش جالليب فيها يهجو قصيدة كتب هذا حسان

مضر من العرب من أسلم وكأنه 278وبمن نفسه ويصف ، القديمة اآللهة هجران وينعي ،

المدينة فى الالجئين من ببحر مغردا. 279محاصر يصدح كان الذى ، الشاعر أصبح هكذا

اإلفك . حديث فاعلية فى اإلثم أدوات من أداة النبى بانتصارات

حد لوضع غيره مخرج من هناك يكن لم الذى ، الوحي تأخر وقد حيرة النبى اعترت

البشرى . منطقه استخدام إلى النبى لجأ المدينة أهل نفوس واضطراب النبى لحيرة

بينة . وال ، الظالم االتهام إلى يسارع لم وجد إن اإلدانة دليل أو ، البراءة دليل عن بحثا

الدليل . يملك ال وهو المهين واإليذاء القاهر الظلم إلى أو ، لديه

وزوج : عمه ابن طالب أبى بن على� إليه الناس ألقرب صدره فى يعتمل بما باح

يقارب . أسامة كان النبى قلب فى وولده زيد مكانة نعرف ونحن زيد بن وأسامة ، ابنته

رأيه عن النبى سأله وعندما ، النبى أسرة أفراد من فردا يعتبر وكان ، السن فى عائشة

يا . أهلك يسئ أو يسوء ما منها أو عليها رأى فما ، عائشة على أسامة أثني ، شاع فيما

نفى – – . هكذا والباطل الكذب وهذا ، خيرا إال عليهن نعلم وال أسامة قال الله رسول

يمكن . ال باطل كذب مجرد كونه عن يزيد ال قيل ما عائشة تمسطهر شبهة أية أسامة

إليه . االلتفات عدم ويجب تصديقه

المنطق على يعتمد الذى بالحياد تتسم كلماته كانت فقد ، طالب أبى بن على� أما

وإنك . : . ، لكثير النساء إن الله رسول يا على قال العاطفى االنفعال على ال ، العقالني

تصدقك . . فإنها الجارية وسل تستخلف أن على لقادر

لقد " " . البعض ذهن إلى يتبادر قد كما ، لعائشة إتهاما على� قاله فيما نرى وال

عنه . يسرى وأن ، النبى اشتملت التى الحيرة عبء يخففمن أن اإلمكان قدر حاول

على� . أضاف وقد للنبي زوجة تكون بأن تشرف أن منهن أى وتتمني كثيرات النساء

تصدقك : . فإنها الجارية سل المنصف العقالني بمنطقة

نعرف ال أننا إذ ، بالحيرة النفسإحساسا فى تثير السابقة العبارة فإن ذلك رغم

روايته تمت ما كان إن ، الجارية يسأل أن النبى من على� طلب لماذا التحديد وجه على

جـ 278 ، ص 2الطبرى ،114.279 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،298.

Page 242: محمد في المدينة

هشام ابن سيرة الجارية . 280فى صلة ما كاتبه خيال من إضافة وليسمجرد ، صحيحا

أنه" " ، حذوهم حذا ومن ، المنافقون ادعي ما على تشهد كيف ؟ اإلفك بحديث Uرة ي VرY ب

فى الجارية كانت هل ؟ المدينة إلى الوصول وقبل المصطلق بنى غزوة بعد حدث

أو حسن على نفى أو إثبات شاهد تكون كى ، والعودة الذهاب رحلة فى عائشة، صحبة

سيدتها . صحبة فى هناك كانت الجارية أن السيرة كتاب من أى يذكر لم ؟ سلوكها سوء

من – – ؟ الجارية يسأل أن النبى من طلب عندما إذن يقصد على� كان ماذا

- تثبت – بشهادة تدلى أن منها المطلوب يكون أن المستحيل من يكن لم إن المستبعد

ويثبت العلم ينفى أصال وجودها عدم إن بل ، فيه طرفا تكن ولم تره لم حدثا تنكر أو

يرغم. أن الخطأ ومن ، وباطنه األمر بظاهر جاهل من شهادة تنتزع أن يمكن وال الجهل

باطل . : القانون سدنة يقول وكما باطلة ستكون الحالة هذه فى الشهادة ألن ، عليها

باطل . على قائم هو ما كل

أمر هذا رأينا فى ؟ عامة بصورة سيدتها سلوك عن الجارية Yسأل ت أن على� أراد هل

جارية . عنه تسأل أال ويجب ومستهجن ممجوج

يقول وهو ، شديدا ضربا وضربها الجارية إلى قام عليا أن التراث كتبة بعض ويدعي

الله: !! رسول أصدقى

ويفعل " " ، مبرحا ضربا الشاهدة يضرب القاضى غرابته فى مغرق ، غريب أمر

يستوعبة : " ". أن الممكن من كالم هذا هل على� أقضاكم يوما قال الذى النبى أمام ذلك

بالحكمة جميعا الصحابة بين اشتهر والذى ، قال ما النبى عنه قال الذى على� ؟ عقل

ال . هراء هذا شهادة منها ينتزع كى شديد بضرب ويؤلمها الجارية على يعتدي ، والعدل

الكذب على مرغمة نفسها تجد قد التعذيب وطأة تحت الجارية ألن ، نقره وال به نعترف

سيدتها . فتدين

ربما بحكمه ، كله الموقف من نفسها تخلص أن فى الجارية نجحت ، حال أية على

إال : أعلم ما والله قالت ، النبوة بيت فى وجودها من مكتسبة كانت وربما بها ألهمت

فتنام تحفظه أن فآمرها عجيني أعجن كنت أنى إال ، عائشة على أعيب كنت وما خيرا،

. ) فيأكله ) البيت فى الشاة الداجن فيأتي ، 281عنه

الجارية : نظر وجهه من الحقيقي االتهام وتحدد ، والبراءة بالبساطة تتسم شهادة

إذن . !! ، ذلك على وليحاكموها تنام العجين تحرس أن من بدال عائشة كانت

جـ 280 ، هشام ص 3ابن ،346.جـ 281 ، ص 2الطبرى ،113.

Page 243: محمد في المدينة

لكنه . هواجسه وهدأت قلبه اطمأن وقد ، قولها من ضاحكا تبسم وقد النبى نتخيل

ومنحها ، مواجهتها من البد كان لذا ، عائشة قلب فى مخبأ واليقين ، اليقين يريد كان

الحقيقة . سوى تقول لن وهى ، نفسها عن الدفاع فرصة

بنص علينا هى تقصه كي ، وعائشة النبى بين ، الصعوبة بالغ الموقف هذا ولنترك

كلماتها :

وهى أبكي وأنا ، األنصار من امرأة وعندي ، أبواى وعندي الله رسول على دخل

بلغك : : ماقد كان قد إنه عائشة يا قال ثم ، عليه وأثني الله فجلسفحمد ، معي تبكي

، الله إلى فتوبى الناس يقول مما سوءا قارفت كنت وإن ، الله فاتقى ، الناس قول من

عباده . عن التوبة يقبل الله فإن

. شيئا : أحسمنه ما حتى فقلصدمعي ذلك لى قال أن إال هو ما فوالله قالت

يتكلما . فلم ، وسلم عليه الله صلى الله رسول عنى يجيبا أن أبوي وانتظرت

به يقرأ قرآنا xفى الله Vزل Yن ي أن من شأنا وأصغر نفسى فى أحقر كنت Vا Vن أل الله وأيم

عليه الله صلى الله رسول يرى أن أرجو كنت قد ولكنى ، به ويصلى المساجد فى

فأما ، خبرا يخبر أو ، براءتي من يعلم لما ، عني الله به يكذب شيئا نومه فى وسلم

ذلك . من عندي أحقر كانت Vفسى Vن ل فوالله xفى ينزل قرآن

وسلم : .. عليه الله صلى الله رسول تجيبان أال لهما قلت يتكلمان xأبوى أر لم فلما

نجيبه : .. بماذا ندري ما والله فقاال

الله : : إلى أتوب ال والله قلت ثم فبكيت استعبرت xعلى استعجما أن فلما قالت

منه أنى يعلم والله ، الناس يقول بما أقررت لئن ألعلم إني والله ، أبدا ذكرت مما

اسم .. التمست ثم تصدقونني ال مايقولون أنكرت أنا ولئن ، يكن لم ما ألقولن ، بريئة

والله : : جميل فصبر يوسف أبو قال كما سأقول ولكن فقلت ، أذكره فما يعقوب

تصفون . ما على 282المستعان

، إليه بشكواها وتقدمت ، عليه كليا اعتمادا اعتمدت ، لله أمرها عائشة أسلمت لقد

خذلوها الناسقد بعض كان وإن ، وبراءتها بطهرها عالم� الله أن جازما إيمانا تؤمن وهى

الصمت . . لزمت بعدها أبدا يخذلها لن اإللهي العدل فإن ، إليها وأساءوا

هبط . يتغشاه كان ما الله من النبى تغشى حتى ، كلماتها من عائشة انتهت أن وما

وسادة . رأسه تحت ووضعت بثوبة النبى فسجي ، بالوحي جبريل

جـ 282 ، هشام ص 3ابن ،347.

Page 244: محمد في المدينة

يأتي أن من فرقا زوجته وارتعدت بكر أبا الذعر تملك ، الفارقة اللحظات تلك فى

منها . اهتز وما فزعت ما إنها فتقول عائشة أما الناس أشاع ما يثبتصدق ما الله من

وطهرها . . . خلقها من يخذلها لن أبدا براءتها من لتأكدها ذلك طرف

لحظات دوما يحدث كان كما ، منه يتصبب جلسوالعرق ، النبى عن سرى عندما

يا . : أبشرى قال ، الثغر باسم ، عائشة إلى التفت ، جبينه عن العرق مسح الوحي هبوط

براءتك . الله أنزل فقد عائشة

براءتها تكون أن أبدا تتوقع كانت فما ، عليها به أنعم ما على الله عائشة حمدت

أبدا . حدوثه تتوقع لم ما لكن به ويصلى المساجد فى يتلى قرآن فى الله عند من بوحي

من . بأمر جحش بنت زينب تزوج يوم له قالته ما للنبى عائشة تقل ولم حدث قد

هواك: . فى لك يسارع ربك أرى 283السماء

تعالى : " قوله فى ، والفاحشة اإلفك أهل أشاعه ما القرآن جVاؤYوا أدان Vينoذx ال xنo إ

مxا UهYم مIن امUرoئ� IلY oك ل UمY xك ل Uر� ي Vخ VوYه UلV ب Yم xك ل ا ر� Vش YوهY ب VسUحV ت Vال UمY مIنك Vة� عYصUب oكUفo Uاإلo ب

............... Vينoذx ال xنo إ عVظoيم� عVذVاب� YهV ل UمYهU مoن Yه VرU oب ك VوVلxى ت xذoي وVال o Uم oث Uاإل Vنoم VبVسV Uت اك

Yهx وVالل oة Vرoخ UاآلVو Vا Uي الد�ن فoي oيم� لV أ عVذVاب� UمYهV ل Yوا آمVن Vينoذx ال فoي Yة VشoاحVفU ال Vيع oشV ت Vن أ Vون� ب oحY ي

VونYمV VعUل ت Vال UمY نتV وVأ YمV VعUل " ي

: ( . 19-11النور)

باستطاعة . . . عاد ما اإلفك إدانة تمت قرآن من عليه أنزل ما تال المنبر النبى صعد

ومكانتها . . مكانها إلى عائشة عادت الفتنة انتهت كبره تولى من أقاويل يصدق أن أحد

بالنفس . واعتدادا وصالبة ، قوتها فوق قوة المرة التجربة اكسبتها وقد النبى بيت فى

سنها . مثل فى هى من به تتمتع أن يندر

الذين فى تشيع أن ورغبوا بالفاحشة أفصحوا الذين أولئك معاقبة من البد كان

العقاب : " كيفية القرآني النص حدد وقد Yوا آمنوا، Uت Vأ ي UمV ل xمY ث oاتV UمYحUصVن ال VونYم UرV ي Vينoذx وVال

YمYه Vكo Vئ وUلY وVأ Vدtا ب

V أ tةVادVه Vش UمYهV ل Yوا Vل VقUب ت VالVو tةVدU ل Vج Vينo VمVان ث UمYوهYدo ل UاجVف هVدVاء Yش oةVعV ب UرV oأ ب

VونYق oاسVفU : ال (.4النور" )

حدهم . جحشفضربوا بنت وحمنة ثابت بن وحسان أثاثة بن بمسطح النبى أمر

وهيكل سعد وابن والطبرى هشام ابن أمثال من السيرة كتاب من كبير عدد ويجمع

. شوقى د يتفق وال ، سابقا ذكرنا من على الحد أقام قد النبى أن على ، زهرة وأبى

ص 283 ، الكريم عبد .101خليل

Page 245: محمد في المدينة

حمنة : ) ( وعن مسطح عن أى عنه بدورة الرسول وعفا يقول عندما جميعا معهم ضيف

أبى . بن الله عبد عن وأيضا ، جميعا ثابت بن جحشوحسان 284بنت

من على الحد تطبيق وأنكر ، الجماعة رأى عن خرج قد ضيف شوقى الدكتور ولعل

: يثار قد سؤال على اإلجابة يتجنب كى ، وعفا صفح قد النبى أن معلنا ، إدانتهم ثبتت

أبى بن عبدالله على تطبيقه يتم ولم ، وحسان وحمنه مسطح على الحد تطبيق تم لماذا

بكل صرحت نفسها عائشة السيدة أن ورغم ، الفتنة رأس أنه إلى تشير الدالئل أن رغم

؟ أبى بن الله عبد كبره تولى الذى أن 285وضوح

السؤال . هو هذا ؟ أبى بن الله عبد على الحد يطبق لم لماذا

- - زهرة أبى محمد اإلمام الشيخ باستثناء المحدثين من لهم قرأنا من يتجاهل

تكون كيف يعرفون ال ألنهم ربما ، إليه يلتفتون وال تاما تجاهال السؤال هذا على اإلجابة

ألنهم وربما ، فيه التفكير مشقة يستحق ال السؤال أن يعتقدون ألنهم وربما ، اإلجابة

تعرضهم قد إذ ، فيه الخوض يجب ال فيما الخوض وتحاشوا الحذر جانب اتخذوا

ال " " ، وانحرافا شططا الفقهاء فيه يرى قد رأى عن التعبير صراحة إلى المناقشة

دمهم يصبح وبعدها ، والكفر بالزندقة االتهام سهام لهم توجه وعندها واجتهادا، تقييما

مبادئ عن شيئا يعرف ال جاهل دعي يد على الطرقات أرصفة على يراق وربما مباحا،

القرآن . آيات من واحدة آية يقرأ لم وربما ، اإلسالم

على اإلجابة محاولته فى زهرة أبو محمد اإلمام الشيخ قاله ما إلى نأتي واآلن

عائشة : .. المؤمنين أم إن بل ثالثة من أكثر كانوا اإلفك حديث تحدثوا الذين إن السؤال

على : إال الحد يقم لم فلماذا ، أبى بن الله عبد كبره تولى الذى إن قالت عنها الله رضى

؟ الثالثة هؤالء

قد هؤالء ذكرأن وسلم عليه الله صلى النبى إن ذلك عن الجواب فى ونقول

غيرهم . على الدليل يقم ولم ، تكلموا أنهم على الدليل قام أنه ويظهر بالرمي صرحوا

YحVد ي ال فكيف ، المنافقين رأس كبره تولى الذى إن قالت عائشة المؤمنين أم ولكن

؟ األول اآلثم وهو

على بالتنبيه ، هذا كبر تولى الذى هو ريب بال إنه ذلك على اإلجابة فى ونقول

بلحن الناس فى الخبر ويدس ، بالرمي يصرح أن غير من ، الرمي غيره على هIل VسY ماي

خاصته بين إال الكالم يظهر وال ، يتكلموا أن الناسعلى فيحمل ، تصريح غير من القول

وال ، بالقول يوعزون فهم ، يصرحوا أن غير من إليه األذهان بتوجيه اإلفك يشيعون الذين

ص 284 ضيف، .286شوقىجـ 285 ، هشام ص 3ابن ،345.

Page 246: محمد في المدينة

، يتكلمون وال يستترون المنافقين حال وتلك ، يتكلمون وال ، غيرهم ويدفعون ، يظهرون

، فيهم تتحقق وال ، الحد إقامة شروط غيرهم فى تتحقق وبذلك

أعلم . 286والله

لحديث : الرئيسي المصدر هو Yبى أ بن الله عبد رأيه وأبدى اإلمام الشيخ اجتهد

ومن ألتباعه ذلك ترك ، به يجهر لم لكنه ، إليه األذهان بتوجيه أشاعه الذى وهو اإلفك،

أن . على يجرؤ لم أحدا فإن عليه وبناء الحد تطبيق شروط فيه تتحقق ال وبذلك ، صدقوا

بسوء . يمسه

االجتهاد . ثواب وله ، اجتهادة نحترم ونحن اجتهد لقد اإلمام الشيخ رأى هو هذا

نقول . : وتعليل تفسير من إليه لجأ فيما معه نتفق ال لكننا ، أخطأ أو أصاب سواء

ثمانين - – أبى بن الله عبد جلد المستحيل من يكن لم إن الصعب من كان لقد

فيهم . وكان ، قومه سيد هذا الناس أعين وأمام علنا ، واحدة جلدة حتى أو جلدة،

يتوج – – كى الخرز له ينظمون كانوا أنهم نفسه هو نسى وما نسوا وما ، مهابا عظيما

ملكا .

وبهذه ، االجتماعية المكانة بهذه قومه بين يتمتع شخص على الصعب من كان

أن " " قريش، جالليب إلى بازدراء دوما تشير كانت التى ، المتعالية النفسية التركيبة

بنى . بئر عند صراحة أعلن عندما واستعالئه ترفعه عن عبر لقد بالجلد لحكم يخضع

قريش : وجالليب أعYدxنا ما والله ، بالدنا فى وكاثرونا نافرونا قد ؟ فعلوها أوقد المصطلق

ليخرجن : . رجعنا لئن والله أما يأكلك كلبك سمن األول قال كما إال

األذل . منها األعز

كان . ما العبيد يجلد كما ، يجلد كى ظهره يسلم أن أحد منه يتوقع ال كهذا رجل

فى قومه بين عاش كما ، كبرياء فى يموت كى ويقاتل سيفه يستل أن إال منه يتوقع

الثورة . لحظات وفى سيدهم وهو وحده الساحة فى ليتركوه قومه كان وما كبرياء،

، السنين مئات النفوسمنذ أعماق فى غرست التى القبلية العصبيات تنتفض والغضب

اإلسالم . قيم من حديثا اكتسبته بما مبالية غير

- أبى " " – ابن عليهم أطلق كما قريش جالليب أو المهاجرون لوجد هذا حدث ولو

الحرج . شديد ، الصعوبة موقفشديد فى أنفسهم

أن . ، حكمته وبالغ بصيرته بنقاء ، رأى لذا اإلدراك تمام هذا كل يدرك النبى كان

أن اإليمان الصادق االبن ذلك عرض عندما ، أبى بن الله لعبد قالها التى بعبارته يتمسك

جـ 286 ، زهرة ص 2أبو ،739.

Page 247: محمد في المدينة

ونحسن : به نترفق بل المرحمة نبى قال ، النبى إلى بنفسه رأسه ويحمل أباه يقتل

معنا . بقي ما صحبته

(5)

الحديبيـة صـلح

: مكـة إلى الحنين

.. أبدا !! .. .. تفارقه ال مخيلته عن لحظة تغيب ال إنها مكة يريد النبى محمد مكة

مولده .. .. مهد يوم بعد يوما يزدادان لها وحنينه إليها شوقه هى إليه األرض بالد أحب

. ، طالب أبا والعم ، المطلب عبد الجد لينسى كان ما أحبائه وموطن صباه ومرتع

شموخ وفى مكة صخور صالبة فى جانبه إلى وقفت التى ، مكة نساء سيدة وخديجة

: ..، قدوس عينيه أمام تتألأل زالت ما ، كالبدر الساطعة ، نوفل بن ورقة كلمات جبالها

الناموس جاءه لقد ، خديجة يا صدقتني كنت لئن ، بيده نفسورقة والذى ، قدوس

الغار .. باب على وهو الرباني النور األمة هذه لنبى وإنه ، موسى يأتي كان الذى األكبر

: . وصوت رآه ببصره اتجه وأنى السماء أفق كل عليه يمأل وجبريل حراء جبل قمة فى

وأنت " "... : " ، محمد يا جبريل أنا النبوة بداية محمد يا جبريل أنا ويتردد يرن الملك

الملك ".. .. .. !! جاءه يوم اليوم ذلك ينسى ال يوم الله رسول

بالرعاية .. أولى هم وعشيرته أهله لكنهم ، قريشوقادتها سادة هم القلوب غالظ

يعيشوا .. لن الله نور إلى بأبصارهم المتجهين السالكين درب فى واالستواء والهداية

بآلهة كاذب إيمان ثقل تحت منسحقين ، قادر خالق واحد بإله إيمان بال دوما هكذا

شئ . على تقدر ال جامدة عاجزة وهى بأيديهم وصنعوها بأوهامهم خلقوها حجرية

الجانبين .. .. .. .. على الدم أريق عليه القضاء حاولوا قاتلوه العداء ناصبوه لقد

دعوته .. يائسالستئصال بائس هجوم فى مقاتل آالف بعشرة حاصرون

خائبين . وعادوا

Page 248: محمد في المدينة

يقذف .. .. .. لن السيف يشهر لن فعلوا ما يفعل لن عليه أقدموا ما على يقدم لن

المرسل .. النبى وهو ، اهتدي كمن ضل ومن ، Uمo عVل كمن VلoهVج ليسمن والسهم بالنبل

وليس . .. ، عذاب سوط أبدا يكون لن والمرحمة الرحمة نبى الرحيم الرحمن قبل من

. رسالته .. بجوهر هذا وما ، تكوينه طبيعة هى هذه ما يكون أن بمقدوره

العمـرة : ألداء الخروج

البد . رؤاه تقتحم كانت ليله وفى ، عينيه أمام تتراءي مكة كانتصورة نهاره فى

معه . ومن هو ، قاتلة سهام وبال ، باترة سيوف بال إليهم سيذهب لكنه الذهاب من

إرادة ولتكن ، العمرة وألداء ، السالم أجل من ، سالم فى ، الله حرم إلى سيتوجهون

عبده . الله يخذل ولن الله،

إذ- – ، الباطن العقل مستوى على المشكلة يكابد أرمسترونج كارين تقول كما كان

مارسعام فى النائم 628حدث يرى فيما رأى أن ، الحج لرحلة التقليدي الشهر أثناء ، م

يفعل كما رأسه شعر حلق وقد نفسه رأى فقد ، والنصر للمصالحة رؤيا أو حلما

أن . وبدا يده فى بمفتاحها وممسكا الكعبة فى واقفا ، مالبساإلحرام وارتدي ، الحجاج

اآلية فى ، بعد فيما الله كلمات عنه عبرت الذى النصر فى بالثقة أفعمته قد الرؤيا تلك

القرآن : " من YمU التالية ك VوسYؤ Yر VينoقI ل VحYم Vينo آمoن Yهx الل اء Vش oن إ Vام VرVحU ال Vدoج UسVمU ال xنY ل YخUدV Vت ل

tا قVرoيب Uحtا فVت Vكo ذVل oونYد مoن VلVعVجVف VمYوا VعUل ت UمV ل مVا Vمo فVعVل VونYافVخV ت Vال VينoرIصVقYمVالفتح" ) : و

27.)287

يعدوا أن المسلمين وعلى ، العمرة فريضة ألداء مكة إلى خارج أنه النبى أعلن

بالذهول . . الكثرة أصاب مما ، متوقعة غير فجائية الدعوة كانت معه للخروج أنفسهم

استئصال – " " وحاولت أحد فى المسلمين دماء سفكت التى قريش إلى ذاهب هو

ودون " " – مقدمات دون هكذا ، مالبساإلحرام فى معه ومن هو الخندق فى الدعوة

حتى .. ، بذلك قريش له تسمح أن ، المستحيل من يكن لم إن ، الصعب من استئذان

وحراس .. – – البيت سدنة هم يعتقدون كما إنهم الحرام الشهر فى الدم أريق ولو

بدر .. " " فى وقتل ، أحالمهم وسفه آبائهم دين أنكر قد ومحمد الحجيج وأئمة الكعبة

وعظمائهم . قادتهم صفوة

البعض . لكن واجبة وطاعتهم ، حق األنبياء فرؤي ، النبى أمر المسلمون يخالف لم

قريشاستطاعوا . هاجمتهم ما إذا حتى ، السالح حمل من البد الحذر بتوخي طالب

287 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،317.

Page 249: محمد في المدينة

ألصنام قربانا المشركون يذبحهم حيث إلى يساقوا أن من بدال ، أنفسهم عن الدفاع

: . السيوففى المسافر بسالح إال معه يخرجوا ال أن على أصر النبى لكن وأوثانها مكة

القرب.

لم – – . وعملية سياسية ألسباب وت مونتجمرى يقول كما الفكرة له راقت لقد

وكانت ، مرتفعة تزال ما مكة ألهل المعنوية الروح كانت إذ ، مكة غزو فى يأمل يكن

فاصلة . معركة فى تهزمهم أن من أصغر قوته

هذا . : " " لكن الحج فريضة يؤدى أن أعلنه ما هو بالشك ، الرئيسى هدفه كان

أن .. المحتمل ومن مؤكدة سياسية مضامين له كانت قرار من اتخذه ما على اإلقدام

الحج . " " فريضة أداء إن الرئيسي اهتمامه مجال هى كانت السياسية المضامين هذه

يجد . عربى دين جوهره فى لكنه غريبا دينا ليس اإلسالم أن على بيان أوضح سيكون

محمدا . أن أيضا Yظهر ي أنه كما وجوده وبؤرة مركزه ، الخصوص وجه على مكة، فى

وألتباعه – – له مناسبا يراه لما طبقا بالطبع الصداقة يد لمد استعداد .288على

السادس العام من القعدة ذى فى معتمرا خرج التنفيذ موضع رؤياه النبى وضع

. . المهاجرون التف الليثي الله عبد بن Uلة YمVي ن المدينة على استعمل حربا يريد ال الهجرى،

واألحبة . األهل حيث مكة المهاجرون سيزور كبير وفرح راضية طاعة فى حوله واألنصار

هم . تواقون واألنصار االشتياق بهم وطال الحنين غمرهم وقد ، العتيق البيت وحيث

إبراهيم . عهد منذ الجموع حولها طافت التى الكعبة حول الطواف إلى أيضا

. الكثير . عليه أبطأ االعراب من البوادي أهل وكذا ، حوله من العرب النبى استنفر

قالوا : األعراب؟ يخرج Vمo فل ، وأسالب نهب من مكاسب فى أمل وال ، غنائم هناك ليست

Vمo فل ، قلوبهم تؤمن ولم بألسنتهم أسلموا ، قلوبهم فى اإليمان يدخل لم و أسلمنا

؟ يؤمنون ال وهم يذهبون

من . . معه بمن خرج يرغبوا لم إن فيهم خير ال عنه تخاذل بمن النبى يكترث لم

– . - – . Yبى أ بن الله عبد حتى عنه التخلف فى بعذر إال منهم أى يفكر لم وأنصار مهاجرين

كانت – ما ظاهرة طاعة فى وأتباعه هو النبى مع خرج يوما وتطاول شاكسوعاند الذى

أحد . على لتخفى

العقبة بيعة شهدتا المرأتين سمح كما ، سلمة أم زوجاته من معه النبى اصطحب

عدد . وهو ، واربعمائة ألف حوالى خرجوا لمن اإلجمالى العدد كان معه بالخروج الكبرى

الهدى . من معهم ساقوا رجل سبعمائة كانوا إنهم إسحق ابن يقول اآلراء فيه اختلفت

288 Montgomery Watt , Muhammad at Medina, p. 47.

Page 250: محمد في المدينة

. ، خرجوا من ضمن وكان ، الله عبد بن جابر أما نفر عشرة عن بدنة كل Vة VدVن ب سبعين

مائة : . عشرة أربع الحديبية أصحاب كنا قال يوم 289فقد العدد أن الطبري ويروى

المهاجرين . YمUن ث Vم ل Uأس وكانت ، وثالثمائة ألفا كان 290الشجرة

تحديده ويصعب وخمسمائة وألف وثالثمائة ألف بين يتراوح كان العدد أن معناه هذا

قاطعة . بصورة

أنه الناس ليعلم ، للعمرة أحرم أى ، مالبساإلحرام وارتدي الهدي معه النبى ساق

ومعظما . خاشعا طائعا ، للبيت زائرا مكة إلى توجه إنما ، محاربا خرج ما

السـالح : قريشترفع

. ، النبى وأرسل وترصد ترقب عيون لها كانت فقد ، النبى قريشبخروج علمت

جانب إلى تميل خزاعة كانت وقد قريش، بخبر يأتيه كي خزاعة من له عينا بدوره

من " " كانوا جويرية سيدهم ابنه النبى تزوج الذين المصطلق بنى ألن ذلك النبى،

نسب. . صلة بالنبى تربطهم كانت أنه معناه وهذا خزاعة

حتى ) ( مكة من الشرقى الشمال إلى تقع قرية فان UسYع إلى يصل النبى كاد ما

. األمر : كلفهم مهما مكة بدخول لمحمد يسمحوا لن قريش إليه انتهت بما الخزاعي أتاه

وأصر . الدخول على صمم ما فإذا مهادنا أو ، زائرا أو ، معتمرا أو ، حاجا يدخلها لن

الشهر .. في الدماء تراق عندها Uوة عVن يدخل كى ويقاتل السيف يشهر أن فعليه عليه،

العرب . له يغفره لن جرم وزر محمد ويتحمل الحرام،

المطافيل – – العوذ ومعهم النبى أخبر كما فخرجت قريشبمسيره سمعت لقد

) ( ) نزلوا) وقد ، للقائه تنمروا أى النمور جلود لبسوا وقد واألطفال النساء عن كناية

تقدم ) ( . ولقد أبدا عليهم يدخلها ال الله يعاهدون ، مكة مشارف على موضع طVوtى بذى

فرسان أشد فارسمن رأسمائتي على جهل أبى بن وعكرمة الوليد بن خالد بالفعل

لن : أجله من جاء ما وبين بينه ويحولوا ، معه ومن محمد مسيرة يوقفوا كى ، مكة

للتهلكة . معه ومن نفسه يعرض أو جاء حيث من يعود أن عليه ، مكة يدخل

وتصميم قريش، عليه أقدمت ما على أسى فيه الموقف على النبى تعليق كان

عليهم : ! ماذا ، الحرب أكلتهم قد قريش ويح يا أجله من خرج فيما المضى على قاطع

أظهرني وأن ، أرادوا الذى ذلك كان أصابوني هم فإن ، العرب سائر وبين بينى خلوا لو

! قريش تظن فما قوة وبهم قاتلوا يفعلوا لم وإن ، وافرين اإلسالم فى دخلوا عليهم الله

جـ 289 ، هشام ص 3ابن ،256.جـ 290 ، ص 2الطبرى ،116.

Page 251: محمد في المدينة

هذه تنفرد أو الله YظUهره ي حتى به الله بعثني الذى على أجاهدهم أزال ال فوالله

291السالفة .

لم قتال خوض ودون ، جانبه من حرب إعالن دون ، موقفه بقوة يشعر النبى كان

عليه . أرغم إذا إال ليخوضه كان وما ، له مستعدا يكن ولم ، أجله من يخرج

" مكة " طريد إن ، أبدا لتتوقعه كانت وما ، به فوجئت ، مأزق قريشفى وضع لقد

مالبس – – ارتدي وقد ، العتيق ببيتها يطوف كى مقاتال ال معتمرا إليها العودة قرر قد

صوته – – ارتفع ومعهما السماء إلى يديه رفع وقد والسالم السلم رمز البيضاء اإلحرام

إليه : : وأضاف ، لبيك اللهم لبيك العصور عبر الحجيج ردده طالما الذى التقليدي بالنداء

وابتهال . وخشوع قوة في النداء تردد األصوات حوله من وتعالت ، لبيك لك شريك ال

إنها . مكة دخول من ومنعهم الحجيج على الطريق لقطع فرسانها تبعث قريش

مقدس، قديم موروث ضد جاهلية ضراوة فى وتنقلب ، الحائط عرض باألعراف تضرب

قدسيته . المسلمين قلوب وفى ، مكانته الوثنيين قلوب فى له

. طريق فى لقريشوقوفها جميعا العرب يغفر لن محمد قوة تكمن كانت هنا

محمدا . أحد يلوم لن مقدسة فريضة ألداء مكة دخول من ومنعهم ، مسالمين مسلمين

على . سيقع اللوم كل اللوم صارمة مراعاة القديمة الشعائر راعوا فقد ، معه ومن

قريش . !! ويح يا مكة دخول من الحجيج منعت هى قريشإن عاتق

مكة . محمد يدخل لن وغطرستها صلفها فى وتمادت ، رأسها ركبت قريشا لكن

هذا . . لهم إذالل فيه سيكون عنهم رغما مكة دخول إن والقهر باإلهانة فيشعرهم ، Uوة عVن

العرب . بين قريشوهيبتها مكانة ضياع معناه

والدمار، اإلنكسار هو وعنادها مقاومتها حصاد كان ولو حتى ، بهذا قريش تسمح لن

تستسلم . لن الرماح أسنة على سيكونان الحالة هذه فى والدمار االنكسار ألن ذلك

العير " ". سائق أمام ركبتيها على جاثية قريشوهى

الوليد – – بن وخالد جهل أبى بن عكرمة بقيادة أسلفنا كما قريش فرسان خرج

حالة فى عليهم القضاء أو ، أعقابهم على وردهم المسلمين على الطريق لقطع

سالح . من يكفى ما معهم يحملون ال محمد اتباع أن يعلمون وهم المقاومة،

أمره النبى وأن المسلمين صفوف فى كان الوليد بن خالد أن يدxعي رأى هناك

المدد . يطلب المدينة إلى أرسل وقد ، المشركين جيش لمالقاة بالخروج

جـ 291 ، ص 2الطبرى الموت . .117، عن كناية األخيرة والعبارة ، العنق صفحة هى والسالفة

Page 252: محمد في المدينة

Uفة : Vي ل Yالح ذى إلى وانتهي ، بالهدي النبى خرج لما أنه آخرين عن نقال ، الطبرى يذكر

: ! قال : Yراع ك وال سالح بغير حرب لك هم قوم على تدخل ، الله رسول يا عمر له قال ،

منعوه . مكة من دنا فلما حمله إال سالحا وال كراعا فيها يدع فلم المدينة إلى النبى فبعث

خرج قد جهل أبى بن عكرمة أن عينه فأتاه ، فنزل ، tى مoن أتي حتى فسار ، يدخل أن

قد : ، عمك ابن هذا ، خالد يا الوليد ابن لخالد الله رسول فقال ، خمسمائة فى عليه

الله : – - : سيف سYمي فيومئذ رسوله وسيف الله سيف أنا خالد فقال ، الخيل فى أتاك

فهزمه . عUب Iالش فى عكرمة فلقى ، خيل على فبعثه شئت حيث بى إرم الله رسول يا

فيه : " تعالى الله فأنزل ، مكة حيطان أدخله YمU حتى عVنك UمYهV Uدoي يV أ xفV ك xذoي ال VوYهVو

ا tيرoصV ب VونY VعUمVل ت oمVا ب Yهx الل VانV وVك UمoهU Vي عVل UمY ك VرVفUظV أ UنV أ oدUعV ب مoن Vةx مVك oنUطV oب ب UهYم عVن UمY Vك Uدoي ي

V "وVأ

292( .24الفتح) :

فيه – – . جدال ال Iن بي خطأ يقول كما Uزى أب ابن عن نقال الطبرى ذكره ما

ذلك ، يكون أن له كان وما ، المسلمين صفوف فى آنذاك الوليد بن خالد كان ما

عندما . ، خيبر غزوة وبعد الحديبية صلح بعد خالد أسلم لقد بعد أسلم قد يكن لم ألنه

إسالمهما . العاصوأعلنا بن عمرو صحبة فى المدينة إلى توجه

وما ، معتمرا خرج فقد ، وسالحا عتادا ، مددا المدينة من يطلب لم النبى أن كما

القتال . فيه الله حرم شهر فى يقاتل أن له كان

من : قال أن هو ، قريشالعتراضه فرسان بخروج علم عندما النبى فعله ما كل

رسول : يا أنا أسلم من رجل قال ، بها هYم التى طريقهم غير طريق على بنا يخرج رجل

حتى. 293الله ، واألجساد األقدام تدمي شعابصخورها بين وعرا طريقا بهم سلك

مكة . من أميال تسعة بعد على الحرم طرف وهى الحديبية مهبط إلى وصلوا

الحديبية : فى النـزول

أى " " . : ، الناقة خألت قالوا الحراك فأبت زجروها ، النبى ناقة القصواء بركت هنا

ال . : مكة، عن الفيل حابس حبسها ولكن بخYلYق لها هو وما خألت ما النبى قال حرنت

قال . ثم إياها أعطيتهم إال الرحم صلة فيها يسألونني خطة إلى اليوم قريش تدعوني

من: . : سهما فأخرج ، عليه ينزل ماء من بالوادي ما الله رسول يا له قيل انزلوا للناس

) فى . ) فغرزة القلب تلك من بئر قليب فى به فنزل أصحابه من رجال فأعطاه كنانته

بالرواء . فجاش ، 294جوفه

جـ 292 ، ص 2الطبرى ،117 .جـ 293 ، هشام ص 3ابن ،357.جـ 294 ، ص 3الطبرى ،357.

Page 253: محمد في المدينة

حديبية سميت حدباء طلح شجرة إلى نسبة اإلسم بهذا سميت الحديبية إن ويقال

كله المكان على االسم النطاق. 295وأطلق ذلك فى تقع ، حراما بقعة تعتبر وهى

الدماء . وإراقة القتال فيه ويحرم بمكة يحيط الذى المقدس

قد . أنهم الحديبية وصلوا وقد أدرك المسلمين اعتراضجمع فى خالد ينجح لم

. البقعة فى القتال مخاطرة على اإلقدام قبل وتفكير تدبر من البد الخطر منطقة تجاوزا

مكة . . إلي أدراجه عاد الحرام

مقربة . على وأصحابه محمد ومأزقها ورطتها هى هذه كانت قريش؟ تفعل ماذا

. ، مهددين ، غازين ، مقاتلين جاءوا لو مسالمين معتمرين جاءوا الحرام البيت من

فى الدماء وإراقة القتال وزر محمد وليتحمل ، السيف إلى االحتكام وتم األمر لسهل

وملبيا، . – – داعيا ، محرما جاء طالعهم لسوء لكنه الحرم أرض وفى ، الحرام الشهر

من فيها ما بكل معه ماضيهم صفحة طوى وقد ، وعشيرته ألهله ذراعية فاتحا

وأحزان . آالم

تماما . استبعدت لقد يفكر بدوره أيضا هو محمد وكان ، يفكرون قريش سادة كان

والبصيرة . الثاقب الفكر لصاحب تكون وأن البد هنا الغلبة السيف إلى اللجوء فكرة

المتأزم . الموقف أعماق إلي النافذة

فى . - - الفتنة أمكن وإن الفرقة إحداث اليتم Vمo ل دوره يلعب قريش سادة دهاء بدأ

، وأتباعه أبى بن الله عبد المسلمين وبين ، العسير باألمر هذا ما ؟ المسلمين صفوف

ورفضه وأتباعه هو انسحابه يوم فرقة من Yبى أ بن الله عبد أحدثه ما جيدا يعلمون وهم

أيضا . المرة هذه هو يكون ال لم المسلمين بهزيمة انتهت التى أحد معركة فى االشتراك

؟ المسلمين صفوف شق فى سببا

ثارات . وبينهم بينه ليس ، الود من شئ والقريشيين Yبى أ بن الله عبد بين كان

قريشكلها . ، والسعة الرحب فعلى البيت حول يطوف أن أراد إن إليه أرسلوا

به . وترحب تستضيفه

من . بالرفض رده وصلهم عندما ، الذهول حد إلى بالغة دهشتهم كانت وكم

كارين !! تقول المجال هذا فى محمد قبل أو ، محمد دون يطوف أن المستحيل

من : محمد لمعارضة عاد أنه ورغم ، السابقة آرائه أمر من يكن ومهما أرمسترونج

صالح . مسلم أنه الحديبية فى Yبى أ ابن أثبت فقد ، المستقبل فى 296جديد

295 ، ضيف ص محمدشوقى ،290.296 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،322.

Page 254: محمد في المدينة

وبالرغم : ، السن به تقدم لقد بقوله أبى ابن موقف على وت مونتجمري ويعلق

مسلما الحديبية فى كان أنه إال ، التذمر من شيئا يبدى األحيان بعض فى كان أنه من

قريشمجاملة.. " " به آثرته الذى بالحج هو يقوم رفضعرضقريشأن لقد مخلصا

فى . أبى ابن يستمر لم محمد فيهم بما المسلمين من أى دخول رفضت حين ، له

المناسك بأداء عرضقريش ورفضه الحديبية فى وجوده بدليل محمد، مع خصامه

محمد . 297دون

على تسامي حين مشرفا موقفه وكان ، المسلمين بين هيبته Vى� بY أ ابن استعاد لقد

النبى . طوع عن أاليخرج وقرر ، القديمة أحقاده ونسي نفسه،

الرسـل :

صدره مكنونات معرفة يحاول ، غوره يسبر من محمد إلى ترسل قريشأن قررت

وقوتهم : عزمهم مقدار تقييم يتم كى حوله هم من إلى ويتطلع ، وفكره

من- 1 رجال صحبة فى الخزاعي ورقاء بن Uل YدVي ب المسلمين إلى وصل من أول كان

إليه – – يميلون ، بالنبى نسب صلة على قبل من ذكرنا كما خزاعة وكانت ، خزاعة

جاء . لم مسبقا يعلم وهو ، مجيئة سبب عن وسأله النبى Yديل ب كلم سره ويحفظون

وماجالت . ، حربا يريد أتي ما ، ومعظما زائرا إال للبيت جاء ما أنه النبى له أكد النبى

والختار . ، النصر له يضمن بما لها الستعد الحرب يريد كان ولو أبدا بخاطره الفكرة

الحرام . الشهر غير شهرا

إن : . محمد على تعجلون إنكم قريش معشر يا قريش إلى النبى رسالة Uل YدVي ب نقل

البيت . لهذا زائرا جاء إنما ، لقتال يأت لم محمد

وخاطبوه . وعنفوه اتهموه العكس علي بل Yديل ب قاله بما قريش سادة يكترث لم

كان . محمد اتهام إلى أبدا تميل لن خزاعة أن عقولهم أعماق فى رسخ وقد ، يكره بما

تحدث : . وال أبدا عنوة علينا يدخلها ال فوالله ، قتاال يريد وال جاء كان إن الفيصل قرارهم

العرب . عنا 298بذلك

معه- . 2 ومن محمد فيأخذهم ، خزاعة تخدعهم ربما Yديل ب قول من التأكد أرادوا

حVفUصبن . بن ز VرU مoك أرسلوا قائمة العرب بين لهم تقوم لن وبعدها ، غرة حين على

والغدر . بالمكر يتصف رجل وهو ، األخيف

297 ? Montgomery Watt, Muhammad at Medina , p. 185.جـ 298 ، هشام ص 3ابن ،360.

Page 255: محمد في المدينة

له : .. وقال ، لقاءه أحسن ذلك رغم لكنه غادر رجل هذا قال النبى رآه أن ولحظة

لحرمته : .. معظمين للبيت زوارا جئنا وأصحابه لبديل قبل من قالها التى الكلمات نفس

لقتال . جئنا ما

هذا . كان جدال أو لحوار مجال وال ، نقصان وال زيادة ال ، اختصار فى القول فصل

مزيد . وال جديد ال ، قومه إلى حفص بن مكرز به عاد ما جوهر هو

نوايا- . 3 ويعرف ويناور ويداور ويحاور يتحدث رجال يريدون إنهم قريش تقتنع لم

يومئذ . . وكان ، علقمة Uيسبن Vي ل Yالح اختاروا ذهب من بشئ أفادهم ما وغاياته محمد

وكثيرا ، القتال اشتداد عند المعارك البأسفى بشدة عرفوا قوم وهم األحابيش، سيد

نصرتها . أجل من قريشوقاتلوا جانب أخذوا ما

روحانية ومضة من يخلوا ال كان ، القتال فى وشراسته وثنيته الحليسرغم لكن

حوله . : لمن قال ، عرفه ، قادم وهو النبى رآه بعد الهداية نور مسها ما حائرة تعبدية

يتعبدون . !! . أى يتألهون قوم من هذا إن يراه حتى وجهه فى الهدي ابعثوا

أصوات . أذنيه فى دوت وفجأة أعناقها فى القالئد علقت وقد الهدي الحليس رأى

. لبيك : لك شريك ال لبيك ، لبيك اللهم لبيك يلبون وهم النبى أتباع من ألف عن يزيد ما

والصدى . . الصوت هزه الوادي أرجاء ارتجت

جاء . . . ما حواسه على وسيطر اليقين اخترقه لقد خطوة تقدم ما الحليس توقف

. فاجر . . أو شقى إال ويناجزهم طريقهم فى يقف لن يتعبدون إنهم لقتال القوم هؤالء

عن . أغناه ما وسمع رأى لقد النبى إلى يصل أن دون عاد عقبيه على استدار

معه . الحديث

. إليه . . يتحدث ولم به يلتق لم شئ بينهما دار ما محمد وبين بينه دار ما عن سألوه

. ومن . فليحسويتدبر فؤاد له ومن سمع ما أسماعهم على وردد ، رأى ما قصعليهم

لقتال . . . محمد جاء ما وتأمل إمعان فى فلينظر عينان له ومن ويتعقل فليعمله فكر له

قوله . كاذب ذلك بغير يقول ومن

!! : . لك علم ال أعرابى أنت اجلسفإنما استعالء فى قالوا ووبخوه منه سخروا

: . . على . ما والله ، قريش معشر يا قال وقار فى وقف غضب لكرامته الحليس ثار

والذى . معظما له جاء من الله بيت عن YصVد� أي ، عاقدناكم هذا على وال ، حالفناكم هذا

باألحابيشنفرة xن Vرoألنف أو له جاء ما وبين محمد بين xن� YخVل لت بيده الحليس نفس

واحد . 299رجل

جـ 299 ، هشام ص 3ابن ،361 .

Page 256: محمد في المدينة

طلبوا . . عنه االستغناء الصعب ومن قوى لهم حليف فهو واسترضاءه تهدئته حاولوا

التوصل . استطاعوا فربما وجوهه كافة على األمر YقVلبوا ي كى الوقت بعض يمهلم أن منه

قتال . دون الحليسويرضيهم يرضي ما إلى محمد مع

4 -، شمس عبد بنات من أمه وكانت ، الثقفي مسعود بن عروة أرسلوا المرة هذه

جاءهم وقد ، الوالد منزله فى له وهم الولد منزلة فى لهم بالنسبة كان أنه معناه وهذا

ذلك وعلى ، يواجهونه الذى الموقف بحرج علم عندما لمناصرتهم قومه من أطاعه ومن

بمتهم . عندهم كان فما

غطرسة . فى النبى مع تعامل باللقاء له مoح Yس ، النبى حيث إلى عروة توجه

بأحد. : سمعت فهل ، قومك استأصلت إن أرأيت ، محمد أى قال ما ضمن قال وصلف

من ! وأوشابا وجوها ألري إنى فوالله األخرى تكن وإن قبلك أصله اجتاح العرب من

ويدعوك . يفروا أن t Yقا خYل الناس

الذى بهؤالء مستهينا ، ومؤنبا مستخفا ، وأصحابه النبى على بالهجوم عروة بدأ لقد

نطق . . . ما ألن ذلك ، نتخيله ما هذا نفسه يتمالك لم يستمع بكر أبو كان النبى صاحبوا

الالت . : !! VظUر ب أمصص وغضب استياء فى لعروة قال طبعه من يكن لم انفعال فى به

! ؟ وندعه نفر أنحن

من . يطلب بكر وأبو المرأة فرج فى معروف موضعه والبظر ، ثقيف معبودة الالت

من . . يطلب بكر أبا أن معناه هذا ثقفي وعروة الالت VظUر ب يمصص أن مسعود بن عروة

قبيح . !! كالم آلهته VظUر ب يمصص أن عروة

أو . عقائدى، أو ، سياسى جدل فى يحدث أن يندر قبيح كالم هذا أن ينكر أحد ال نعم

يحدث أن ذلك من واألدهي ، الرفيعة المكانة من الدرجة هذه أناسعلى بين ، اجتماعي

ليتم إال جاء ما أنه تعاليمه فى وأكد أعلن الذى النبى حضرة فى ذلك

األخالق . مكارم

والطبرى هشام ابن كان عليه 300وإن يعلقوا ولم الحوار هذا ذكروا قد وغيرهما

يكون أن تماما نستبعد فإننا ، الكلمات معني فى التمعن دون والسرد بالعنعنات واكتفوا

وماله . بوقته وضحي ، الدعوة بداية منذ النبى الزم لقد إليه نسب بما فاه قد بكر أبا

فأحسن ربه أدبه الذى النبى مؤازرا ، الله دين نصرة سبيل فى بحياته يضحي أن وكاد

يقال . عندما ، الوقت نفس فى ، ومخزيا مضحكا األمر يبدو أال القرآن خلقه وكان تأديبه

! ؟ الكلمات تلك بمثل فاه قد الصديق الصادق إن

جـ 300 ، هشام ابن ص 3انظر جـ 362، ، ص 2والطبرى ،119.

Page 257: محمد في المدينة

جالفة فى النبى مع يتعامل مسعود بن وعروة ، الحوار استمر ، حال أية على

ما . أهمية إلى نظره يلفت كى وجذبها بلحيته أخذ النبى كلم كلما جعل وجرأة وفظاظة

. بينهما كلفة وال للند الند معاملة معه يتعامل للنبى كفء أنه الحضور يشعر وكى ، يقول

كل فاقت بفظاظة ، يشهده وهو ، الموقف مع تعامل المسلمين من رجال لكن

وقد . . الله رأسرسول على وقف شعبة بن المغيرة كان ذلك وجرأته عروة جالفة

بنعل يده المغيرة قرع ، النبى بلحية لألخذ يده مسعود بن عروة xمد وكلما سيفه، أمسك

يتردد : !! لن أنه معناه وهذا إليك تصل ال أن قبل لحيته عن يدك أخIر يقول وهو ، السيف

قطعها . فى

والفظاظة الغلظة في فاقه ، يستحق بما مسعود بن عروة شعبة بن المغيرة عامل

أفظك : ما ضيق فى يصيح عروة جعل مما ، السيف بقرع وتطاوله تبسطه وأوقف ،

ابن !! : : هذا النبى أجاب ؟ محمد يا هذا من النبى يسأل غضب فى اتجه ثم وأغلظك

غسلت . : وهل ، غYدVر أى واضح اشمئزاز فى عروة قال هنا شعبة بن المغيرة أخيك

فى . - جاء كما عروة بها نطق التى األخيرة العبارة هذه وتفسير باألمس إال سوأتك

وأخذ – فقتلهم الجاهلية فى قوما صحب قد كان شعبة بن المغيرة أن هو الطبرى تاريخ

مال : فإنه المال وأما ، قبلنا فقد اإلسالم أما النبى فقال ، فأسلم جاء ثم ، أموالهم

فيه لنا حاجة ال ، . 301غدر ما وهذا األمر وأصلح المقتولين ودي الذي هو عروة إن ويقال

سوأته . غسل أنه بقوله يعنيه

كيلين بيتى عروة Betty Kelenأما أن فتدعي ، آخر نحو على عروة عبارة فتفسر

قريب . وقت حتى مؤخرته له يجفف كان أنه ومعلنا ، العنا أخيه ابن فى صرخ

تاريخ : فى مشهورة الحديبية إن بقولها كله الموقف على كيلين بيتى وتعلق

علي بالديبلوماسية لها الصلة فيها استخدمت التى اللغة لكن ، اإلسالمية الديبلوماسية

اإلطالق . 302وجه

إال – – . يتلق ولم محمد حول يدور ما عن الوقت له سمح ما قدر فكرة عروة كوxن

سبق . من تلقاها التى اإلجابة نفس

ويقال ، وعظمائها سادتها مع وتعامل كثيرة بلدان فى تجول ثريا تاجرا عروة كان

كيف وشهد قرب عن الملوك رأى أنه أى ، والنجاشى وكسرى قيصر على وفد قد إنه

أقوامهم . تعظمهم

جـ 301 ، ص 2الطبرى ،119.302 Betty Kelen, p. 179.

Page 258: محمد في المدينة

ومن . ، د Uش Yر خYطة عرضعليهم قد محمدا أن بوضوح أعلن أصحابه إلى رجع

. . . لقتال جاء ما سالم فى يرحل ثم وأصحابه هو الفريضة يؤدى يقبلوها أن األفضل

رأيت : ما والله مخيلته تفارق تكاد ال صحبه حوله ومن النبى وصورة ، عروة وأضاف

يسلمونه .. ال قوما رأيت ولقد محمدا محمد أصحاب يعظم ما أصحابه يعظمه قط ملكا

رأيكم . وUا Vفر ، أبدا لشئ

، واحد التقريب وجه على والقول ، سبقوه من قاله ما ورغم ، عروة قاله ما رغم

زالت وما ، صدورهم فى تعتمل الشكوك زالت ما ، رأى على القريشيون يستقر لم

وأصحابه . محمد ردع إلى دفعا تدفعهم الجاهلية العنهجية

رسـوال : يرسل النبى

فى . والحسم الحزم من البد وهالميته الموقف لميوعة حدا يضع أن النبى قرر

عدوا منه واتخذوا ، بخصم هو وما خصما منه جعلوا الذين هؤالء مواجهة

بعدو . هو وما

برسالة ، قلوبهم من الشك وينزع روعهم من يهدئ كي ، رسله أول لهم أرسل

من . رجال اختار وتأويلها حولها االلتفاف ويصعب فهمها يسهل واضحة بسيطة مباشرة

ما . : إنه مكة أهل إلى وبعثه له بعير على حمله الخزاعي أمية بن جراش يدعي خزاعة

البعير . عقروا متهورة حماقة فى لألسف لكنهم مسالما معتمرا جاء بل ، غازيا جاء

من الرجل الحليسوأنقذوا رأسهم األحابيشوعلى تدخل أن لوال ، راكبه بقتل وهموا

رسالته . يبلغ أن دون فعاد ، سبيله وخلوا أيديهم بين

جاهلية، غير أو جاهلية كانت سواء ، والتقاليد األعراف كل يخالف قريش فعلته ما

فى أحد يفكر أن المستحيل ومن ، سالم فى ويعود رسالته يبلغ حتى آمن فالرسول

وفى . مكة فى الدم تسفك أن قريشوكادت أخطأت رسالته مضمون كان مهما قتله

. . الذى للموقف نتيجة وحرج وغم هم من تعانيه كانت ما على دليل هذا الحرام الشهر

كان . والسالم اإلسالم راية يرفع وهو مواجهته على وأرغمها النبى فيه أوجدها

هامته . وارتفاع محمد شموخ أمام قاماتهم وتضاؤل بصغرهم يحسون القريشيون

. تخويف حملة فى السالح بكامل رجال خمسين أرسلوا يرعVوYوا لم ذلك رغم لكنهم

جدوى وال فائدة ال أن محمد ويدرك أثره التخويف يحدث أن أمل على ، النبى ألصحاب

المتأزم . الموقف ينتهي وبذلك معه ومن هو فيرحل ، مكة مشارف على انتظاره من

واحدة . دم نقطة تراق أن دون أخذا أخذوا الحملة رجال قريشأن حظ سوء من

الممكن . من كان االستسالم إال أمامهم يكن ولم جانب كل من المسلمون حاصرهم

Page 259: محمد في المدينة

المسلمون . يقدم لم النبى أرسله الذى الرسول قريش أهانت كما إهانتهم أو عقابهم

واستولي . بعضهم فرائص ارتعدت النبى إلى ساقوهم بأن اكتفوا ، ذلك من شئ على

بالحجارة . النبى عسكر رموا ألنهم ذلك ، العقاب يتوقعون كانوا الجميع على الخوف

وقد . . قومهم إلى عادوا سبيلهم وخلى النبى عنهم عفا عندما دهشوا لكنهم والنبل

. : . لقتال محمد جاء ما بليغة الرسالة كانت ألسنتهم الدهشة عقدت

: أشرافقريش إلى مبعوثا عفان بن عثمان

فى قومهم إلى قريش رجال بها عاد التى ، الصامته الرسالة يلحق أن النبى قرر

الموقف . حزم يتم هكذا الصحابة كبار أحد يحملها فاصلة برسالة ، وانكسار أمان

التحديد وجه على يعرفون ال وهم المسلمين على وتطول األيام تمر ال كى وحسمه،

. األمر ينتهي كيف

قوته . فى عمر من أفضل هو من هناك يكن لم الخطاب بن عمر النبى اختار

إلي . . هذا الفريقين لكال الرؤية تتضح وأن البد حتما يديه على وحسمه وحزمه وصالبته

أعمال - – ببعض يقوم كان زهرة أبو محمد اإلمام يقول كما الجاهلية فى أنه جانب

وغيرهم . العرب وبين القبائل بين السفارة

ألنه ذلك ، الذهاب عدم يفضل أنه صراحة أعلن الخطاب بن عمر علىيخاف لكن

ذكرت. قد عمر كلمات أن ولوال ، التصديق عدم درجة إلى االندهاش يثير سلوك نفسه

كهذه كلمات أن صدقنا ما ، األجيال وتناقلتها ، أيدينا بين التى والمراجع المصادر كل فى

مصمما – – ، سيفه شاهرا جاهليته فى يوما خرج الذى وهو ، عمر عن تصدر أن يمكن

بارزه لو يحدث قد ما أو ، جميعا هاشم بنو به يفعله قد بما مكترث غير ، النبى قتل على

سيفه .. استل ما إذا حمزة خطورة قدر تعرف كانت كلها ومكة ، المطلب عبد بن حمزة

يلقاه أن معلنا قريش، طواغيت كل متحديا بيده وسيفه علنا هجرته فى خرج الذى عمر

النبى .. قبل من مبعوثا الذهاب يرفض هذا عمر أمه تثكله أن يريد من كل الجبل خلف

نفسه . على قريشا يخاف ألنه

يقول : السيرة كتاب عمدة وهو ، إسحق ابن ذكره بما التراث كتب عن نقال نكتفى

كعب: بن عدى بنى من وليسبمكة ، نفسى على قريشا أخاف إنى ، الله رسول يا عمر

رجل على أدلك ولكنى ، عليها لUظVتي oوغ إياها قريشعداوتي عرفت وقد ، يمنعني أحد

عفان : . بن عثمان منى بها 303أعز

جـ 303 ، هشام ص 3ابن ،363

Page 260: محمد في المدينة

. كان عمر نظر وجهة النبى وتفهم ، عثمان اختيار فى الصواب عمر يجانب لم

مكانة أمية بنى فى له كانت ، وثرائها مهابتها بكل مكة ارستقراطية إلى ينتمي عثمان

مشهورا . كان أنه جانب إلى هذا قريشبسوء يد إليه تمتد أن معها يصعب ومنعة وعزوة

القتال . إلى الميل أو العنف إلى النزوع وعدم الجانب ولين الخلق بطيب له ومشهودا

سالم – – . سفير اللحظة تلك فى اختياره يمكن من أفضل بالفعل كان

. . أن . طبعه من كان وما اعترضعثمان ما باالختيار أخبره عثمان النبى دعا

. األموي . . العاصى بن سعد بن أبان لقية مكة إلى خرج النبي أصدره أمر يعترضعلى

من . سالما ويعود رسالته يبلغ حتى أبان حماية فى أصبح قد عثمان أن معناه هذا أجاره

جاء . حيث

. بمتهم . . منهم كان وما بغريب عنهم كان ما قريشوأشرافها بزعماء عثمان التقى

عنوة . . . مكة محمد يدخل لن له يستجيبوا لم رسالته تبليغ من انتهي حتى إليه استمعوا

العرب . بين أضحوكة إلى يتحولوا لن

يمنعوه . . لن ، فليطف بالبيت يطوف أن شاء إن خصومة عثمان وبين بينهم ليس

Yبى . أ بن الله عبد قبله رفضمن لقد أجله من جميعا أتوا بما وحده يقوم أن عثمان وأبى

نهج عن يخرج غيرمنقوصولم tوالء أبدى الذى الخزرجي الزعيم رفضه ما يقبل فكيف ،

النبى .

يطوف : حتى ألفعل كنت ما قريش له سمحت وقد ، بالبيت الطواف رفضعثمان

فعل . . ما غير النورين ذو يفعل أن يتوقع أن ألحد كان ما الله رسول به

إلى يعود بأن له تسمح لم ، فرفض بالطواف لعثمان سمحت إذا قريشا لكن

باب . .. من ربما أيام عدة احتبسوه بها كلف التى بالمهمة قام أن بعد النبى عسكر

إلغاظة .. .. وربما والتشاور التفكير إلعادة وربما أمية بنى لشأن إكبارا والتكريم الحفاوة

غضبه . وإثارة محمد

األعراف !! . بكل ضربوا القريشيون الشائعات انتشرت يعد ولم ذهب عثمان

عثمان : !! قتلوا الحائط عرض

الرضـوان : بيعة

Page 261: محمد في المدينة

. دون . يمر لن عثمان قتل المحظور قريشفى وقعت لحديث مجال هناك يعد لم

حتى . . : النبرح باتر حزم فى النبى أعلن خطيئتها قريشثمن تدفع وأن البد عقاب

القوم . نناجز

يريد . ال خوضمعركة على أحدا النبى يرغم ولن ، القتال إنه البيعة إلى الناس دعا

وتقدم . . ، مYرة Vس تحتشجرة النبى وقف النبى ويبايع يده فليمد القتال أراد من خوضها

. . معه ومن نفسه Yبى أ ابن حتى هدرا عثمان دم يضيع لن إصرار فى للمبايعة القوم

الجد . هو واحد رجل إال كله الجمع عن يتخلف لم إنه ويقال وبايعوا أيديهم مدوا ، تقدموا

عن واالختفاء بها التستر محاوال ناقته بإبط التصق ، سلمة بنى أخو قيس بن

الناس . أعين

فى سلمة بنى سيد الجد وكان ، المبايعة قيسعن بن الجد لتخلف النبى فطن

يبايع. . ولم خالف الذى ذلك بعزل قرارا اتخذ النبي أن وت مونتجمرى ويدعي المدينة

محمد : : . قال قيس بن الجد قالوا ؟ سيدكم من سلمة عشيرة من الحضور محمد سأل

. معرور: بن البراء بن بشر إنه ال

مجرد يكون أن أيضا الممكن من لكن ، العشيرة لسيد رسمي عزل هذا يكون ربما

قيس . بن الجد بعزل العشيرة رجال من له للموالين محمد من 304تلميح

" : . الله كلمات ونزلت الشجرة تحت الرضوان بيعة عVنo تمت Yهx الل Vيoض Vر UدVقV ل

UمoهU Vي عVل VةV oين ك xالس Vل VنزV فVأ Uمoهo Yوب قYل فoي مVا Vمo فVعVل oة VرVج xالش VتUحV ت VكV oعYون Vاي Yب ي Uذo إ Vينo UمYؤUمoن ال

tا قVرoيب Uحtا فVت UمYهV Vاب ثV سميت( . 18الفتح" ) : وVأ ، بايعوا الذين عن الله رضى بسبب وربما

الرضوان . بيعة

يبايعون وهم المعتمرون أقسمه الذى القسم بخصوصمضمون اآلراء وتختلف

لكن . شائع غير رأى وهذا ، الموت حتى القتال على بايعوه إنهم قائل فمن النبى،

الموت على يبايعهم لم الله رسول إن تقول الله عبد بن جابر رأسها وعلى األكثرية

يفروا أال على بايعهم أو. 305ولكن هذه على يقسموا لم المعتمرين أن الواقدى ويرى

نفسه " " فى ما يتبع أن النبى بيد أمسك عندما منهم كل أقسم إنما ، .306تلك

األزمة . . ظهوره أنهي بذلك عثمان ظهر حتى المبايعة انتهت أن ما حال أية على

اطمأنت . عثمان عودة ومع أحد حسبان فى تكن لم أحداث بتتابع ذروتها بلغت التى

لقتال . . حاجة هناك عادت ما أغمادها فى السيوف النفوسواستقرت وهدأت القلوب

304 Montgomery Watt , Muhammad at Medina , p. 234.جـ 305 ، هشام ص 3ابن ،364. 306 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،324.

Page 262: محمد في المدينة

الصلـح :

بن حويطب ومعه عمرو بن سهيل ظهر ، صحبته فى يكن لم إن ، عثمان وصول مع

. قررت . لقد الخطر أيام زالت قد أن النبى أدرك عندها حفص بن ومكرز العزى عبد

أراد . : قد قال استبشربمقدمه حتى مقبال سهيال النبى رأى أن فما ، التفاوض قريش

قال . كما األمر وكان ، الرجل هذا بعثوا حين الصلح القوم

. ، والجدل الحوار طال والصلح للمهادنة قريش شروط النبى على عرضسهيل

السانحة بالفرصة الطرفين من كل تمسك مع لكن ، والتراجع والتقدم ، والرد واألخذ

فى . تلخيصها يمكن للصلح شروط إلى التوصل أمكن النهاية وفى والسالم للمصالحة

التالية : النقاط

YحدIث -1 ت ال حتى قريشعنوة على يدخلها وال هذا عامه مكة عن محمد يرجع أن

العرب . عنهم

بها -2 يقيم وأصحابه محمد ودخلها مكة عن القريشيون خرج قابل عام كان إذا أنه

أى ، الراكب سالح سوى السالح من معهم يحملوا أال بشرط ، اليزيد أيام ثالثة

بغيره . لهم يسمح ال القYرYب فى السيوف

وعلى -3 أنفسهم على فيها يأمنون ، سنين الناسعشر عن الحرب توضع أن

بعض . عن بعضهم ويكف ، أموالهم

خيانة . -4 وال ، السيوف بسل غارة ال أى ، إغالل وال إسالل ال أنه

ممن -5 قريشا جاء ومن ، عليهم رده وليه إذن بغير قريش من محمدا أتي من أنه

عليه . يردوه لم محمد مع هم

فى -6 يدخل أن شاء ومن ، فيه دخل وعهده محمد عقد فى يدخل أن أحب من أنه

فيه . دخل قريشوعهدهم عقد

وعهده . محمد عقد فى أنهم وأعلنوا الشرط هذا سماعها حال خزاعة وتواثبت

فقد . بكر بنو أما بالنبى خزاعة تربط كانت التى الوثيقة الصلة إلى قبل من أشرنا ولقد

وخزاعة . بكر بنى بين يكون أن الصعب من كان قريشوعهدهم عقد فى أنهم أعلنوا

قديمة . وثارات عداء بسبب وعهد حلف

غير ، متعسف تحكم وفى وصالبة تشدد فى عمرو بن سهيل قريشأمالها شروط

، قريش تطلبه ما أن وجدوا الذين النبى أصحاب وجوه على ظهر الذى الفعل برد مبال

وزراية . استهانة فيه ، سهيل لسان على

Page 263: محمد في المدينة

لها التصدى يجب إهانة أنه إليه خيل ما الخطاب بن عمر يتحمل لم متوقع هو وكما

النبى . مسمع عن بعيدا جذبه ، بكر أبى إلى الحال فى اتجه أكثر هو بما أو بمثلها وردها

حدة : فى سأله ، معه يتفاوضون والذين

- ! ؟ الله أليسبرسول ، بكر أبا يا

بلى . -

؟ - بالمسلمين أولسنا

بلى . -

؟ - بالمشركين أوليسوا

بلى . -

؟ - ديننا فى الدنية نعطي فعالم

طريقة : ) ( عن تحد ال أى غرزة إلزم ، عمر يا بكر أبى رد أنه وكان أشهد فإني

الله . رسول

الله : . رسول أنه أشهد وأنا عمر قال

والخسيس والصغار الذل هذا لماذا ، تتبدد لم وهواجسه ، تهدأ لم نفسعمر لكن

لماذا ؟ الحق على سطوته الباطل يفرض لماذا قريش؟ عليهم تفرضه األمر من

أوثان عبدة عليهم يمليه لما استكانة فى ويخضعون الموحدون المؤمنون يستذل

األشياء . طبيعة ضد هذا الحجر؟

أن ، تالشت قد فيه والتدبر التأمل حكمة وكأن ، العاصفة انفعالته فى لعمر وبدا

يقتنع . لم وكأنه وبدا عنه التنازل يجب ال عما وتنازل ، قبوله يجب ال بما قبل قد النبى

وجهها . - – التى نفساألسئلة له ووجه النبى إلى اتجه ترو ودون عندها بكر أبو قاله بما

أخالف . : لن ، ورسوله الله عبد أنا واثقة هادئة النبى إجابة وكانت قبل من بكر ألبى

يضيعني !! ولن ، أمره

– – ، الفوالذ كمطرقة أذنيه إلى نفذت أن بعد رأسعمر على الكلمات سقطت

النبى !! . . . حضرة فى إنه وعيه وعاد انفعاله ذهب يجادل عاد ما صمت ينطق فلم

غرزه . يلزم أن ، بكر أبو نصحه كما ، وعليه السماء إرادة تسيره والنبى

أشد .. الكتابة لحظات وكانت عليها االتفاق تم وقد الشروط كتابة وقت حان

الجدل . ساعات من خطورة وأكثر صعوبة

الله : بسم اكتب النبى قال ، عليه يملى ما يكتب كى طالب أبى بن على النبى دعا

الرحيم . الرحمن

Page 264: محمد في المدينة

الرحمن . : !! هو من يعرف ال أنه أى هذا أعرف أل صاح الحال فى اعترضسهيل

المألوفة . : الصيغة وهى ، اللهم باسمك يكتب أن على من طلب به يعترف وال الرحيم

قريش . مشركي لدى

لكنهم . . يرفض أن انتظروا سهيل طلب مع النبى يتجاوب ال أن الحضور توقع

لعلى . النبى قال ألم من وعانوه سبق ما على إيالما زادتهم جديدة بصدمة أصيبوا

: . قال : . إمالئه فى النبى استمر اللهم باسمك اكتب كنهها إدراك عن عجزوا ببساطة

عمرو . بن سهيل الله رسول محمد عليه صالح ما هذا اكتب

شهدت : . لو ، أبيك واسم اسمك اكتب أمسك مستعلية عصبية فى سهيل صاح هنا

بن . : محمد أنا النبى قال ؟ أبيك واسم اسمك عن أفترغب أقاتلك لم الله رسول أنك

. عمرو . : بن سهيل الله عبد بن محمد عليه صالح ما هذا على يا اكتب الله عبد

سلوك . فهم عليهم استعصى الذهول وأنتابهم المسلمين ألسنة الدهشة عقدت

وإذالل. . . مهانة من به أحسوا ما ببشاعة صدموا فقد هم أما رؤاه للنبى كانت النبى

أن دون مكة مشركي شروط كل على البساطة بمنتهي ووافق محمد سلم لماذا

. سالم ، المستضعفين سالم هذا يثار وأن البد كان سؤال ؟ واحدا شرطا عليهم هو يملى

تم . الشروط بهذه إنكارها أو إغفالها أحد اليستطيع واضحة فيه الخسارة ، مكاسب بال

كانت . وقد ، القوافل مهاجمة المسلمين بوسع عاد ما مكة تجارة عن الحصار رفع

مكة . إلى يرد لماذا ثم وأموال عقار من مكة فى تركوه عما يعوضهم لهم رزق مصدر

االستعالء ؟ مرتدا إليها عاد من ترد وترفضقريشأن ، مسلما المدينة إلى هاجر من

الله . " " أسماء من وهى الرحيم الرحمن حتى السوط كوقع السع مؤلم هنا القريشى

محمد . وصفة الصلح صحيفة على بالقلم تخط أن المكي المفاوض رفض الحسني

فرفض يمحوها أن على من النبى وطلب ، بها يعترف ولم عالنية أنكرها ، الله كرسول

! ؟ . الهوان هذا من أكثر هوان أى بنفسه النبى ومحاها ، على

قد : التمرد روح أن ذلك من واألسوأ بقولها الموقف على أرمسترونج كارين تعلق

عمر .. أخبر لكنه كذلك قلقا بكر أبو وكان عمر طاقة من أكبر المعاهدة فكانت ، ظهرت

لترك . يتبعونه صاحب مائة وجد لو أنه بعد فيما عمر وقال محمد فى يثق اليزال أنه

ذهول .. فى يجلسون كانوا الذين المسلمين من العريضة بالقاعدة ناهيك ومضى األمة

المفاجئ . التحول ذلك استيعاب يحاولون وهم ألسنتهم 307عقد

307 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،326.

Page 265: محمد في المدينة

فى جاء ما عن جوهره فى مأخوذ ، الخطاب بن بعمر يختص فيما ، السابق والرأى

الكبري أهل : الطبقات ، وسلم عليه الله صلى ، الله رسول صالح لقد عمر قول من

الله نبى صنع الذى فصنع أميرا xعلى Vرxأم الله نبى أن لو شيئا وأعطاهم صلح على مكة

أطعت . وال له سمعت 308ما

أن عمر يستطع لم ، فيه واإلباء الشمم عاطفة تثور عندما ، الجياش اندفاعه وفى

عمر . يفطن لم مجحفا ظالما له بدا الذى الشرط لهذا النبى قبول فى الحكمة يدرك

أو : استعادته يجب ال مكة إلى ويفر اإلسالم عن يرتد من رؤاه وعمق النبى حكمة إلى

المسلمين . بين بقاءه العكسفإن على رجاء وال فيه خير ال إذ ، به المطالبة مجرد حتى

والفرقة : والضغينة الشك ينشر وقد قريش، يتجسسلصالح قد بالغ ضرر فيه يكون قد

أما . أذاها تجنب يصعب سامة شوكة بقائه من أفضل YعدYه وب ، المسلمين نفوس فى

وسيطالب قريش، على وباال األيام مستقبل فى فسيكون الشرط هذا من األول الجزء

، مهاجرا مكة من خرج من كل إليه يضم أن النبى راجين بإلغائه أنفسهم القريشيون

الفصل . هذا نهاية فى بالتفصيل النقطة هذه وسنوضح

جنـدل : أبى قصة

بن سهيل بن جندل أبو ظهر الوثيقة على التوقيع وقبل ، الصلح شروط كتابة تمت

جندل- - . أبو كان الحديد فى يرسف وهو النبى يفاوض كان الذى الزعيم ذلك ابن عمرو

. عسكر وقصد الفرار فى نجح لكنه أبوه فحبسه اإلسالم اعتنق ، العمر مقتبل فى شابا

حظه سوء من لكن ، المدينة إلى معهم والهجرة إليهم اإلنضمام أمل على المسلمين

أبيه . مواجهة فى نفسه يجد كى جاء أنه

. ، عنيفا شديدا جذبا جذبه ، بتلبيبه وأخذ وجهه علي لطمه ولده على انقضسهيل

: . ، المسلمين معشر يا صوته بأعلى جندل أبو صرخ قريش إلى يرد كى جرا جره ثم

؟ ديني فى يفتنونني المشركين إلى أأرد

وهم . ، قلوبهم فأدمت اإلهانة جروح تعمقت غم على غما المسلمون ازداد

بولده . فتكه وشدة القريشى تجبر أمام بالعجز يشعرون

بصيحة فوجئ لكنه ، أبيه بطش من وينقذه جندل أبا يستخلص أن النبى حاول

سهيل: . : . : قال بعد الكتابة نقض لم إنا النبى قال عليه أقاضيك ما أول هذا سهيل

نافذا . : . سهيل رد وكان لى فأجزه النبى قال أبدا شئ على أصالحك ال إذن فوالله

لك : . بمجيزه أنا ما كالسهم

جـ 308 ، سعد ص 2ابن ،101.

Page 266: محمد في المدينة

جندل، : أبا يا قال عندما ، لرجائهم ومخيبا المسلمين لمشاعر خاذال النبى رد وبدا

قد إنا ، ومخرجا فرجا المستضعفين من معك ولمن لك جاعل الله فإن واحتسب اصبر

، الله عهد وأعطونا ذلك على وأعطيناهم صلحا القوم وبين بيننا عقدنا

بهم . نغدر ال 309وإنا

أبى . من سيفه قائم يدني ، مقامه من يقوم جديد من الخطاب بن عمر ثائرة تثور

له . . سمحت ما يفعل لم جندل أبا لكن أباه ويضرب السيف يأخذ ان أمل على جندل

أمام . ، قريش إلى وعودته ، بخذالنه جندل أبى أمر وانتهي أبيه قتل على يقدم أن نفسه

- ذلك . . بعد عليهم ودخل غم على الناسغما ذلك وزاد المسلمين من وأربعمائة ألف

يهلكون – . كادوا حتى ، عظيم أمر هشام ابن يقول كما

اللحظات . تلك أثناء وثورته غضبه عن معبرا بعد فيما الخطاب بن عمر يقول

يومئذ : . إال أسلمت منذ شككت ما والله 310العصيبة

كنت : أولست شك من داخلة تملك ما يخفى ال سؤاال النبى سأل بأن عمر اكتفي

هذا : . : نأتيه أنا أفأخبرتك أضاف ثم بلى النبى قال ؟ به فنطوف البيت سنأتي أننا تحدثنا

به : . : . ومطوف آتيه فإنك النبى قال ال عمر قال ؟ العام

تم التى الصلح وثيقة ذلك على نصت كما ، عام بعد بالفعل الميعاد تحدد ولقد

أبى بن وعلى� الخطاب بن وعمر الصديق بكر أبو الشهود بين وكان ، عليها التوقيع

حفص . بن وقاصومكرز أبى بن وسعد طالب

صامـت : تمرد

وينحروا : رؤوسهم يحلقوا أن ، إحرامهم من يتحللوا أن المسلمين من النبى طلب

. ثالثا . النبى كررها احلقوا ثم فانحروا قوموا

سيطر . . أماكنهم فى سمروا قد وكأنهم نحر، أحد وال حلق أحد ال أحد يتحرك لم

كانت . . محمد على مكلوم حزن فى كلها العيون تركزت كئيب صمت المكان على

فى . قومه على يسيطر أن النبى يستطع لم إن العصيان لحظات من نادرة لحظة

أبدا . ذلك بعد عليهم يسيطر أن يستطيع فلن ، كهذه فارقة لحظة

لينجز .Lingsيعلق وثالثة : . ثانية األمر أعاد أحد يتحرك لم بقوله الموقف على

أن . بعد لكنهم جانبهم من تمردا يكن لم مذهول مشدوه صمت فى إليه نظروا لكنهم

الشعائرية . الناحية من خاطئ أنه جيدا يعلمون وهم األمر بهذا فوجئوا توقعاتهم خابت

فيما الشئ ونفس ، المقدسة المنطقة فى إال الذبح يصح ال إبراهيم لشريعة فطبقا

جـ 309 ، هشام ص 3ابن ،367.ص 310 ، .140الباقورى

Page 267: محمد في المدينة

. إلى فذهب ، اإلحباط من بشئ النبى الواضح رفضهم أصاب لقد الشعر يختصبقص

حدث . بما سلمة أم وأخبر 311خيمته

- - نطاق فى أى ، الحرم نطاق فى كانت الحديبية أن يعرف ال لعلة أو لينجز ونسى

المقدسة . المنطقة

. كله الموقف رقبت لقد تنتظر سلمة أم كانت حيث خيمته إلى النبى اتجه

وقد . ، هموم من النبى وجه على ما قرأت أحد بها يشعر أن دون حدث ما واستوعبت

؟ : .. يفعل أن عليه ماذا الموقف يواجه كيف سؤال ارتسم

. لها ذكر فكرها واتزان عقلها رصانة في المؤمنين أمهات خيرة من سلمة أم كانت

: . يا . قالت والبشر االطمئنان يغمره ووجهها هدوء فى إليه استمعت الناس من لقيه ما

: ، نعم منطوقة غير بكلمات يتحدث وكأنه ، معبرا الصمت كان ؟ ذلك أتحب ، الله نبى

: . ، بدنتك تنحر حتى كلمة منهم أحدا تكلم ال ثم اخرج قالت كذلك ذلك يكون أن أرجو

فيحلقك . حالقك وتدعو

بين من ومودة حب فى خرجت وقد الصادقة الحكمة كلمات إلى النبى استمع

وعندما " " . صعاب من اكتنفها وما الغزوة هذه فى إليه الناس وأقرب زوجته شفتي

من " " . غزوة هى كانت دماء وسفك حرب غزوة نقصد ال فنحن غزوة كلمة نستخدم

اإلسالم . روح هو الذى والسالم والسلم المودة أجل

أن كاد بقوة أمدته وكأنما ، يقينه كلماتها Vت xت ثب وقد سلمة أم خيمة من النبى خرج

حالقه . . ودعا بدنته نحر منهم أحدا يكلم لم غضب فى الصامت الجمع وسط يفتقدها

مكين. وغضب بالغة بعصبية فعلهم واتسم ، وحلقوا فنحروا قاموا ذلك رأوا فلما فحلقه

غما . بعضا يقتل بعضهم كاد حتى ، بعضا يحلق 312وبعضهم

إنهاء فى الرئيسي السبب كانت مشورتها أن إذ ، به أشارت فيما سلمة أم أصابت

تأثيرها . وعظم قدرها وعلو المرأة مكانة جلى بوضوح Yظهoر ي وهذا المتأزم الموقف

المغرضين بعض ادعاءات Yدحoض ي مما ، اإلسالم صدر وفى النبوة أيام والنفسى الفكرى

يجب – – . وال اإلسالم فى مهانة المرأة أن بالباطل يدعون الذين الغرب أو الشرق فى

فى خديجة السيدة به قامت الذى البطولى الدور ننسى مكة أن . سنوات

أمر ثم ، يوما عشرين ويقال ، يوما عشر بضعة بالحديبية أقام النبى إن يقال

الفتح . : " سورة نزلت والمدينة مكة بين ما الطريق وفى ا بالرحيل tحU فVت VكV ل Vا ن UحV فVت xا oن إ

311 Lings, p. 254.جـ 312 ، ص 2الطبرى ،124.

Page 268: محمد في المدينة

اطtا . Vرoص VكV VهUدoي وVي VكU Vي عVل YهV oعUمVت ن xمo Yت وVي VرxخV Vأ ت وVمVا Vكo ذVنب مoن VمxدVقV ت مVا Yهx الل VكV ل VرoفUغV oي ل tا oين م�ب

Vقoيمtا ت U( . 1الفتح" ) : م�س

: الصلـح ثمـرات

للمعتمرين خيل قريشكما إلمالءات وخضوعا وانكسارا تراجعا الحديبية تكن لم

مكة . " " . فتح هو أكبر لفتح وتمهيدا فتحا كانت ذلك العكسمن على النبى أتباع من

عليه يسيطر وال العاطفة تدفعه ال ، ملهم سياسى بعقلية التفاوض حلقة النبى أدار لقد

لليهود . يتفرغ وبعدها غدرهم من ظهره يحمي قريشكى مع سالما يريد كان االنفعال

وجودهم . خطر من الناشئة اإلسالمية األمة يحمي كى حولها وما خيبر فى

سيكون – - الشروط إجحاف من بدا ما رغم الصلح أن الملهمة ببصيرته يدرك كان

العامين . فى اإلسالم اعتنق إذ توقع ما تحقق ولقد المسلمين لصالح خيرا النهاية فى

يزيد . وربما ، الدعوة بداية منذ أسلم من عدد عددهم أناسفاق للصلح التاليين

قبله – – : فتح اإلسالم فى فYتح فما قوله الزهرى عن المجال هذا فى الطبرى ينقل

ووضعت . . ، الهدنة كانت فلما الناس التقى حيث القتال كان إنما منه أعظم كان

الحديث فى وتفاوضوا ، فالتقوا بعضا بعضهم الناسكلهم وأمن ، أوزارها الحرب

السنتين تينك فى دخل فقد ، فيه دخل إال شيئا يعقل باإلسالم أحد يكلم فلم والمنازعة،

وأكثر . ذلك قبل اإلسالم فى كان ما مثل اإلسالم 313فى

فأصبح " " القبائل نوره وغمر الحديبية بعد انتشر اإلسالم أن محمد موالى ويدعي

الحديبية . صلح فترة فى عليه كان ما أمثال 314عشرة

بن عمرو دهاتها وداهية ، الوليد بن فارسقريشخالد الحديبية بعد أسلم ولقد

بعد . فيما بالتفصيل إسالمهما قصة عن ونكتب ، قهرا ال طوعا أسلما العاص،

، التقريب وجه على مسلم وأربعمائة ألف ومعه الحديبية إلى الرسول رحل لقد

بهذا . ، الحديبية كانت لقد آالف عشرة ومعه مكة لفتح توجه فقط عامين وبعد

فتحا !! ، المعني

الذى عمرو بن سهيل أن ، أيضا وللتأمل بل ، واالستغراب للدهشة المثير ومن

كتابة رفض عندما خصوصا ، المسلمين حفيظة أثارا وغلواء بشدة النبى مع تعامل

فقط اسمه يكتب أن على وصمم ورسوال نبيا بمحمد االعتراف رفض كما البسملةجـ 313 ، ص 2الطبرى ،124.ص 314 ، محمد .170موالى

Page 269: محمد في المدينة

وسقط .. الشام إلى وهاجر بعد فيما أسلم هذا عمرو إليه تضاف صفة أى من مجردا

ومن ، اإلسالم عن يدافعان وهما الخطاب بن عمر خالفة فى جندل أبو وابنه هو شهيدا

اليمامة – – معركة فى مسلما الحديبية صلح حضر قد وكان الله عبد ابنه استشهد قبله

بكر . أبى خالفة 315فى

تضVمxن ، قريش عليه أقدمت الذى ، الصلح هذا أن حقيقة نغفل أن يجب وال

كزعيم . معه تعاملت لقد كنبى به تعترف لم وإن ، لها IندV ك بمحمد مرة ألول اعترافها

تكن ولم ، المنورة المدينة أرض على وسلطانها وسطوتها كيانها لها أمة رأس على

عن " " الخارج ، مكة أهل على المتمرد هاشم بنى غالم كـ إال قبل من به تعترف

أن . عليها وأن ، محمد يقودها إسالمية أمة هناك قريشأن اعترفت أخيرا طوعها

عنه . تحيد وال به تلتزم ميثاق فى بعهد وزعيمها األمة هذه مع تتعامل

- قد – وعي غير أو وعي عن قريشا أن وهى ، واضحة داللة إلى باإلضافة هذا

يقيموا أن المسلمين حق من أصبح وبذلك العرب أديان ضمن دينا باإلسالم اعترفت

رهبة . أو خشية دون ، الحرام بالبيت يطوفوا وأن ، والعمرة الحج شعائر

غضبوا الذين أولئك أدرك لقد ؟ نتائجه هذه كانت صلح فى واإلذالل اإلهانة أين

على يكونوا لم أنهم ، الخطاب بن عمر رأسهم وعلى ، يتمردوا أن وكادوا وتذمروا

ما : بعد فيما قال ، به نطق وما عليه أقدم ما على ندمه فى عمر أن لدرجة ، صواب

تكلمت الذى كالمي مخافة ، يومئذ صنعت الذى من وأعتق وأصلى وأصوم أتصدق زلت

خيرا . يكون أن رجوت حين 316به

.. خيرا الواقع فى كان أغضبهم ما أن المسلمون تيقن الصلح شروط تطبيق عند

مثلين : أو مثال نعطي

النسـاء : رد عدم

يردهن . : هل المسلمون تساءل مؤمنات مهاجرات نسوة المدينة فى النبى جاء

الصلح : . معاهدة النصفى ألن ؟ لماذا ذلك النبى يفعل لن واضحة اإلجابة كانت النبى؟

حل : . فى النبى أصبح فقد عليه tوبناء النساء إلى إشارة أية توجد وال ، الرجال رد واضح

النبى . : " عليه أقدم ما صواب مؤكدة ، فاصلة اآلية ونزلت ردهن xذoينV من ال �هVا يV أ Vا ي

Uنo فVإ xنoهo oيمVان oإ ب YمV عUلV أ Yهx الل xنYوهY ن oحV فVامUت ات� VرoاجVهYم YاتV UمYؤUمoن ال YمY جVاءك oذVا إ Yوا آمVن

xنYهV ل Vون� ل oحV ي UمYه VالVو UمYهx ل حoل� xنYه Vال oارxفY Uك ال Vى oل إ xنYوهYعoج UرV ت VالVف Vات� مYؤUمoن xنYوهYمY oمUت عVل

ص 315 ، .144الباقورىجـ 316 ، هشام ص 3ابن ،366.

Page 270: محمد في المدينة

Yوا ك oسUمY ت VالVو xنYه VورYجY أ xنYوهYمY Uت Vي آت oذVا إ xنYوهYحoنكV ت ن

V أ UمY Uك Vي عVل VاحV ن Yج VالVو نفVقYواV أ مxا YوهYم وVآت

UمY Vك Uن Vي ب YمY VحUك ي oهx الل YمU حYك UمY oك ذVل نفVقYواV أ مVا Yوا ل

V أ UسV Uي وVل UمY نفVقUتV أ مVا Yوا ل

V أ UاسVو oرoافVوV Uك ال o oعoصVم ب

حVكoيم� oيم� عVل Yهx ( . 10الممتحنة" ) : وVالل

بعد ، المدينة إلى معيط أبى بن عقبة بنت كلثوم أم هاجرت فعندما ذلك وعلى

. . xراه ذك لهما يستجب لم النبى لكن بردها يطالبان والوليد عمارة أخواها خرج ، الحديبية

إعادة نصعلى العهد أن هو xرهما ذك ، الحديبية فى نفسه على قطعه الذى بالعهد

النساء . . تهاجر أن قريش بخVلVد دار ما النساء إلعادة ذكر وال فيه إشارة وال الرجال

تتحمل قريشأن وعلي قريش، خطأ هو بل ، النبى ليسبخطأ الحالة هذه فى الخطأ

. أزواجهن Yفلح ي لم الالئى النساء هجرة تتابعت كلثوم أم هجرة وبعد أخطائها وزر

استردادهن . فى

: بصيـر أبى حكاية

دفعها مما الكثير قريشبسببه خسرت الذى الصلح نصوص من اآلخر النص أما

لها يرد أن النبى فيه طالبت الذى الشرط ذاك كان فقد ، ينقضه أن النبى ترجو أن إلى

ستثبت . كما قريش، على وباال الشروط ذلك كان قريش من مسلما إليه ذهب من كل

التالية : السطور فى بإيجاز نوردها التى بصير أبي حكاية ذلك

من بعد فيما أصبح ثم ثقيف إلى األصل فى ينتمي جارية بن Uد ي VسY أ بن عتبة بصير أبو

مهاجرا . وخرج مكة فى وأجاروه كفلوه الذين أولئك مغافلة من تمكن زهرة بنى حلفاء

. طلبوا . . برجلين بعثوا برده يطالبون النبى إلى كتابا أمره يهمهم من بعث المدينة إلى

. بصير أبو ومعهما إال يعودا أال منهما

عنه . عرفته ما هذا بالعهد يوفى أن إال شيئا يفعل أن النبى وسع فى يكن لم

من. . – مكة إلى بصير أبى عودة كانت فقد لذا منه التأكد تمام على كانت وقد قريش

. - مؤكدا أمرا نظرهم وجهه

من الغدر أو الخيانة كانت وما يوما خدعهم فما ، بمحمد ثقتهم فى حق على كانوا

هؤالء . : أعطينا قد إنا ، بصير أبا يا قريش مبعوثي وجود فى بصير ألبى النبى قال طبعه

Page 271: محمد في المدينة

من معك ومن لك جاعل الله وإن ، الغدر ديننا فى لنا يصلح وال ، علمت قد ما القوم

مخرجا . 317المستضعفين

فى . . xت بي قد كان لكنه يعصى أن باستطاعته كان ما النبى كلمات بصير أبو أطاع

بعهده . . . النبى وفى لقد الرجلين مع انطلق يستسلم ولن دينه فى يفتن لن أمرا نفسه

فعل على بصير أبو أقدم ما إذا بشئ إلزامه أو لومه القريشيون يستطيع قريشولن مع

يرضيهم . ال ما

من . . يقرب ما بعد على الشرك موطن إلى يعود لن للخالص وسيلة إيجاد من البد

Uفة " Vي ل Yالح ذى قرية فى يستريحون ورفيقاه بصير أبو جلس ، المدينة جنوب أميال ثمانية

أن". . . طلب الرجلين أحد بسيف الشديد اعجابة أبدى ودهاءه ذكاءه بصير أبو استخدم

له . . بصير أبى بإطراء خYدع وقد السيف الرجل أعطاه روية دون إليه ينظر

قتله . . . الرجل به عال غمده من السيف بصير أبو استل كاللمح لحظة فى

. الغدر . : ديننا فى لنا يصلح ال النبى كلمات نسى به فغدر الرجل استأمنه

صاحبكم . . . قتل حدث بما أخبره النبى حيث إلى عاد هاربا اآلخر الرجل فر

عينيه. . من يقفز والرعب قالها صاحبى

الله . : رسول يا النبى مخاطبا قال المقتول الرجل سيف متوشحا بصير أبو ظهر

منهم . الله أنجانى ثم إليهم ورددتني أسلمتني ، عنك VيoدY وأ ، ذمتك 318وفت

أفراد من فردا يصبح لم بذلك فهو المبعوثين مع رده قد النبى دام ما أنه معناه هذا

المقتول . الرجل دية دفع أو المسفوك الدم مسئولية النبى يتحمل ال وبذلك ، األمة

أصحابه . إلى به يرجع أن الرجل عرضعلى المدينة فى بصير أبي بقاء النبى رفض

صحب . . . لو تأكيد، بكل مصيره إن يرتعد رفضوهو الفزع الرجل على سيطر مكة فى

باإلنصراف . .. وأسرع الرجل قالها قوة لى ليست صاحبه نفسمصير سيكون ، بصير أبا

بحياته . نجا قد أنه يصدق يكاد ال وهو

لو : !! أنه أى رجال معه كان لو حرب xشVحoم مIهY أ ويل بصير أبا يتأمل وهو النبى قال

نارها . ويشعل حربا يوقد أن فى يرتدد لن فإنه الرجال من كاف عدد إليه اجتمع

. – - قريش على وباال تأكيد بكل النار تلك وستكون

فى . العيص، له يقال األحمر البحر ساحل على مكان إلى توجه بصير أبو خرج

خيمته . . نصب هناك الشام إلى مكة تجارة تسلكه الذى الطريق

جـ 317 ، 125، 2الطبرىالصفحة . 318 نفس ، السابق المرجع نفس

Page 272: محمد في المدينة

أيضا وصلتهم كما ، بصير أبى أمر كان ما مكة في المحتبسين المسلمين بلغ

رجال . . إلى حاجة فى بصير أبو إليه ترمي وما الكلمات معني فهموا النبى كلمات

. الرقابة خفxت وقد يتسللون بدأوا وخطر شأن� لقوته وستكون ، قوة سيصبح وعندها

يعلمون . كانوا فقد ، المدينة إلي يتوجهوا لم لكنهم الحديبية صلح بعد عليهم الصارمة

إلى . اجتمع جندل أبو رأسهم على وكان ، بصير أبى إلى مباشرة ذهبوا ، الصلح بشروط

إلى . وصل بصير أبى أتباع عدد إن ويقال رجال سبعين من يقرب ما سهيل بن جندل أبى

رجال . . معه أصبح ثالثمائة

. رجال من يلقاه من كل على الحرب يشن بصير أبو بدأ النبى كلمات وتحققت

يقتلون . ، اعترضوها إال خرجت بعير عن يسمعون ما القوافل طريق قطع قريش،

تجارة . طريق بتأمين يختص فيما ، الحديبية صلح أصبح بذلك األموال ويأخذون الرجال

المسلمين . غضب وأثار ، عليه قريشوأصرت وضعته الذى الشرط له معني ال قريش،

قريش . على وباال انقلب ، الخطاب بن عمر رأسهم وعلى

، الحديبية فى األحداث بها xر سي التى النبى محمد عبقرية األحداث أثبتت هكذا

لقد . . األنبياء سير فى ليسبمستغرب وهذا به المحيطين كل إليها يفطن لم والتي

موسى . بعد من للمسيح حدث كما ، قبل من لموسى 319حدث

Uل : وقت جديد من التجاري طريقها قطUع كارثة مواجهة فى قريشنفسها وجدت هنا

القريشيون . سارع فقد عليه tوبناء العرب بين هيبتها وضياع األموال وفقدان الرجال

أن الرحم بصلة ويناشدونه بالله ويستحلفونه بل ، يرجونه النبى إلى مبعوث بإرسال

ولن . . لقريشبهم حاجة ال أذى لهم وأصبحوا طوعهم عن خرجوا الذين هؤالء يأوى

تهين . أنها توهمت الذى الشرط بنقض طالبت التى قريشهى بردهم يطالبوه

نفسها . تهين بها فإذا ، به المسلمين

بالنسبة - الدعوة لكن المدينة إلى معه ومن هو يدعوه بصير أبى إلى النبى أرسل

. . - إليه أسرع األخيرة بأنفاسه يجود بصير أبو كان األوان فوات بعد وصلت بصير ألبى

يقول . – كما مسجدا الناسهناك وبنى النبى ومصاحبة بالعودة يسعد فلم ، الموت

ودفن – . بصير أبو مات حيث الباقورى شيخنا

بيعة أثناء تحتها النبى وقف التى الشجرة إلى عابرة بإشارة الفصل هذا نختتم

األمر . . أفزع بها للتبرك النبى موت بعد عليها يتوافدون أخذوا الناس إن يقال الرضوان

الناسيصلون أن علم أن بعد خصوصا ، للمؤمنين أميرا أصبح أن بعد ، الخطاب بن عمر

كتابينا : 319 اإلسرائيلية أنظر األساطير المسيح ، موسىفى تصلبوا .وال

Page 273: محمد في المدينة

. . – - بعدها . باقتالعها أمر اإلسالم قبل ما وثنية إلى جهال البعض يعود أن خشى عندها

مكانها . . كان التحديد وجه علي أين يدرى أحد عاد ما الناس نسيها

(6)

خيبـر غـزوة

الغزو : قـرار

ثالثين أو عشرين من يقرب ما بها واستقراره المدينة إلي الحديبية من عودته بعد

أمن . لقد لليهود مكامن من منها قرب وما خيبر لغزو بالناس الخروج النبى قرر ، يوما

إلى . ببصره يتجه أن له آن ولقد سنين لعدة فيه غدر وال اعتداء ال صلح قريشبعقد غدر

لهم . يعد لم يهود من المدينة فى بقى ما لليهود الحقيقية القوة تكمن حيث الشمال

أو . مقاومة فى رغبة بهم تعد ولم ألقدارهم استسلموا ولقد ، قليلة قلة كانوا يذكر خطر

الشمال . فى استقروا فقد النضير وبنى قينقاع بنى يهود من منهم خرج من أما قتال

هذا . بهم خاصة دولة تكوين على يعملون وأخذوا ، خيبر يهود إلى أغلبيتهم وانضمت

وتعرض المدينة أمن تهدد أن الممكن من الشمال فى قوة لليهود أصبح قد أنه معناه

التدمير . شديد لخطر أهلها

: ، أمواله Yخoذت أ ومن ، منهم طYرoد من ثاراتهم اليهود ينسى أن المستحيل من كان

قدوم . قبل كانوا وقد ، كالغرباء أصبحوا المدينة فى بقيت التى القليلة القلة قتل ومن

بقوة حولهم من كل يسوسون ، السالح وصناع والمال األرض أصحاب هم محمد

شاع. - كما بمحمد األمر وصل لقد بل ، قليلة سنين خالل شئ كل فقدوا لكنهم واقتدار

وسالح - . خيل مقابل نجد فى نسائهم ببيع أمر أن بينهم

للقتال إصرار فى تدفعهم عقائدية بقوة مشبعون إنهم ، عقاب دون كله هذا يمر لن

وقالع : وسالح ومؤن مال المادية القوة يملكون أنهم جانب إلى هذا ، الموت حتى

- يهود . – قادة تصور كما وغطفان وإخضاعها مهاجمتها يستحيل أنه إليهم خيل ، محصنة

من تشد جانبهم إلى تقف وأن البد ، عنهم تتخلى لن لمحمد وكراهيتها عدائها بكل

ببعض دوما والءهم يكسبون وهم ، شوكتهم تنكسر بأن تسمح ولن ، وتناصرهم أزرهم

Page 274: محمد في المدينة

أصحابها بتأييد غطفان يغرى ما وفيها الثراء وفيرة الخصوبة شديدة وخيبر ، خيبر خيرات

والوالء . للمساندة الفورى االستعداد وإظهار

منه طلبوا لو الروم قيصر لهم يستجيب أن احتمال هناك ، غطفان إلى باإلضافة

أمرا ودعوته محمد على القضاء ألصبح االحتمال هذا مثل تحقق ولو محمد لحرب مددا

لكن . ، محمد األحزابضد وتحزيب القبائل تأليب فى قبل من نجحوا لقد محتوما

. الطبيعة - – ثورة وهزمتهم الخندق هزمهم قتال دون هYزموا وفصلنا سبق كما األحزاب

نقمة المشركين رؤوس على انصب الله غضب وكأنها للمسلمين تبدت التى القاسية

واالنهزام . بالخيبة فأصابهم ولعنة

عن األنباء وصلتهم أن بعد وضعف وهن قد اإلسالم أن يهود قادة بعض اعتقد لقد

العمرة . ألداء مكة دخول معه ومن محمد استطاعة وعدم المجحفة الحديبية شروط

. واالنتصار للهجوم آن قد الوقت أن أوهامهم لهم صورت

أعماقهم . . فى يعتمل ما وكل يهود أفئدة فى يدور ما كل أدرك رؤاه للنبى كان

والقضاء . - – الجنوب تأمين تم كما الشمال تأمين من البد ترصد عيون أيضا له وكانت

. الخطر مكمن على

: بالجيـش الخروج

يقطعها ميل مائة حوالى عنها وتبعد المدينة من الشرقى الشمال في خيبر كانت

أيام . خمسة فى المسافر

من . . إال معه يخرج لن الهدف هى خيبر للقتال العدة بإعداد أصحابه النبى أمر

شهد

. - - هى . خيبر آمالهم الظاهر فى فيها خابت مسيرة عن تعويضهم من البد كان الحديبية

مغانم . – - الشجرة تحت بايعوا الذين هم الله وعدهم لقد تضيع أال ويجب فرصتهم

فoي كثيرة : " مVا Vمo فVعVل oة VرVج xالش VتUحV ت VكV oعYون Vاي Yب ي Uذo إ Vينo UمYؤUمoن ال oنVع Yهx الل Vيoض Vر UدVقV ل

tا قVرoيب ا tحU فVت UمYهV Vاب ثV وVأ UمoهU Vي عVل VةV oين ك xالس Vل Vنز

V فVأ Uمoهo Yوب xهY . قYل الل VانV وVك VهVا خYذYونU Vأ ي tة Vيرo Vث ك Vمo وVمVغVان

حVكoيمtا ا tيزoزVيكون( . 19-18الفتح " ) : ع وربما ، وعدوا ما هى خيبر ثروات تكون ربما

السيل . أول هى خيبر وتكون وأكثر أكبر هو ما هناك

عند نصيبهم يأخذوا أن أمل على المقاتلين إلى االنضمام األعراب بعض حاول

أصحاب الحديبية أهل إال ينالها لن خيبر غنائم أن لهم أوضح النبى لكن ، الغنائم توزيع

أن – – فعليه الحديبية عن تخلف من أو األعراب من الخروج أراد ومن ، الرضوان بيعة

غنيمة . أو مكسب فى مطمع دون متطوعا فقط للجهاد يخرج

Page 275: محمد في المدينة

يونية ) للهجرة السابع العام ، المحرم من الثاني النصف استعمل ( 628فى م

ألف رأسجيشقوامه على وخرج ، المدينة على الليثي الله عبد بن Vة Uل YمVي ن النبى

أخرى . : وراية ، المنذر بن الحباب إلى راية الرايات وزع فارس ومائتى راجل وأربعمائة

طالب . أبى بن على حمله األبيضفقد النبى لواء أما ، عبادة بن سعد إلى

عددهن – أن ويقال النساء لبعض وسمح ، سلمة أم زوجته معه النبى اصطحب

النبى - . توقع لقد الجرحي ورعاية الماء الجيشلحمل مع بالخروج امرأة عشرين كان

- وحصونهم – شجعانهم األلفمن عن يزيد كبير اليهود فعدد سهلة المعركة تكون أال

التسليح . جيدة القوة شديدة

المسلمون قطع ، والسرعة بالسرية مسيرته اتسمت ، غزواته فى النبى وكعادة

خيبر . حصون على أشرفوا خمس من بدال ، أيام ثالثة فى وخيبر المدينة بين المسافة

: . بهذه المسلمين وصول يتوقع يهود من أحد يكن لم المفاجأة كمنت هنا الفجر عند

التوقيت . هذا وفى السرعة

عملهم إلى متوجهين والزنابيل الفؤوس حملوا وقد الصباح فى يهود عمال خرج

أسرعوا . . يريد حيث إلى يصل أن قبل رعبا سيواجه أنه أحدهم بخلد دار ما اليومي

أى : والخميس، محمد يصيحون وهم ، أفئدتهم على وسيطر الفزع تملكهم وقد بالفرار

: . . ، أكبر الله النبى قال عندها صياحا فملؤوها الحصون إلى ارتدوا والجيش محمد

خيبر !! خربت

الموقع هذا الختيار كان ، وغطفان خيبر بين ، الرجيع له يقال بواد النبى نزل

يستطيعوا : . لن غطفان على الطريق يقطع إنه القتالية الناحية من وضرورته أهميته

كان . . الضاربة قوتهم بكل المسلمين يواجهوا أن أوال عليهم يهود يعين مدد إرسال

ترددوا ، المسلمون كان حيث إلي الوصول قبل لكنهم ، بالفعل خرجوا قد غطفان رجال

فى . وتحركوا ، خطرهم المسلمون أمن بذلك وأموالهم أهليهم على خوفا تراجعوا ثم

أجله . من خرجوا الذى الحقيقى هدفهم إلى ثبات

من . كان tt tماال ماال ويأخذها حصنا حصنا الحصون يهاجم أن النبى على كان

المقدرة . يملكون المسلمون يكن لم واحد وقت فى كلها الحصون مهاجمة المستحيل

ذلك . فعل على

: خيبـر حصـون

- - عدة منطقة كل وفى ، مناطق ثالث ضيف شوقى الدكتور يذكر كما خيبر كانت

النطاة : حصون أربعة بها وكان ، النطاة منطقة األولى المنطقة واسم ، منيعة حصون

Page 276: محمد في المدينة

الثانية المنطقة وفى ، الحصون هذه فى أشداءهم وجعلوا ، والزبير والصعب وناعم

: ، والذرارى النساء المنطقة هذه فى وجعلوا ، والبرئ Vى� بY أ حصنان وبها ، الشق منطقة

الحقيق : ألبى وكان نزار أو القموص حصون ثالث وبها الكتيبة منطقة الثالثة والمنطقة

واشتهرت . ، رؤوسجبال على كانت الحصون تلك وكل والساللم والوطيح ، وولده

ماال .. . وأوفرها سالحا وأكثرها اليهود جموع أقوى من جموعها بأن 320خيبر

القتـال :

القتال فى المسلمين أسلوب وكان ، كامال شهرا وإخضاعها خيبر حصار استغرق

بكامل تفرغوا منه وفرغوا حصن على استولوا ما فإذا ، حصنا حصنا الحصون حصار هو

الفرصة . تسنح ولم ، الحصون بين وحدة هناك تكن لم يليه الذى الحصن لحصار قوتهم

الهجوم . المعركة إلدارة شاملة خطة على ويتفقوا قيادتهم يوحدوا كي خيبر ليهود

عن . فيه من يدافع أن منفردا حصن كل على أصبح توحدهم فرصة على قضى المفاجئ

الحصون . بقية من مساعدة يتوقعوا أن دون وممتلكاتهم حياتهم

أحد قتل الحصن هذا عند ، ناعم حصن هو ومهاجمته حصاره تم حصن أول كان

عند . ، النبى إن ويقال فقتلته t رحا منه عليه ألقيت ، لVمة UسVم بن محمود وهو ، المسلمين

رأس على قائدا يكون كى الصديق بكر ألبى البيضاء رايته أعطي ، الحصن هذا مهاجمة

بعث . التالى اليوم وفى الحصن على االستيالء يستطع ولم ، مجهدا وعاد فقاتل ، الجند

ولم أيضا هو عجز ، مكدودا عاد ثم أيضا هو فقاتل بكر أبى من بدال ، الخطاب بن عمر

يقاتلون . تحصيناتهم خلف من اليهود كان الحصن مواجهة فى شيئا يفعل أن يستطع

الموت . . حتي القتال على النية عقدوا لقد وشراسة باستبسال

الله : يحب رجال غدا الراية YعUطoين أل قال عندها النبى أن إسحاق ابن ويذكر

هذه ... ... : خذ قال ثم أرمد وهو xا علي الله رسول ودعا يديه على الله يفتح ورسوله

عليك . الله يفتح حتى بها فامض الراية

يعودوا .. لن أنهم يشعرون وهم ، المسلمون تبعه النبى راية يحمل وهو علي� خرج

على� . . قيادة تحت إنهم الحصن على االستيالء بعد إال المرة هذه

قمة . من يهودى وجه أطل الحصن تحت حجارة كومة فى الراية على� ركز

: ابن . : : . يذكر كما اليهودي قال طالب أبى بن على أنا قال ؟ أنت من سأل الحصن

يديه – . . على الله فتح حتى على� رجع فما موسى على Yنزل أ وما علوتم 321هشام

ص 320 ضيف، .298شوقىجـ 321 ، هشام ص 3ابن ،386.

Page 277: محمد في المدينة

وبطل " " " " " أحد وبطل بدر بطل قبل من كان كما ، خيبر بطل هو إذن ، على�

القول " . ويمكن الناشئة اإلسالمية األمة مصير حددت التى الكبرى المعارك ، الخندق

فى المظفر وقائده الواقى الباطشودرعه اإلسالم سيف كان وجهه الله كرم عليا إن

مشهود المعارك بها تفتتح كانت التى ومبازراته ، الرسالة تاريخ من الحرجة الفترة هذه

ما . والتاريخ السيرة كتاب من أى ، تجاهلها استطاع أو ، أنكرها وما صيتها ذاع وقد لها

سيفه . اليهود مشاهير من أو المشركين عتاة من كان سواء ، بطل على� وجه فى صمد

الله . قدر وكأنه ، حياة بعده تقوم ال t قVطUعا يقطع كان القاطع

ألحد – - حصاره فى أنه اسحق إبن يحكي كما حوله من أذهلت التى بطوالته ومن

أبواب من بابا على فانتزع ، يده من سVه UرY ت فطرح يهود من رجل ضربه ، خيبر حصون

يتصدي : من كل به يبيد يد فى القاطع السيف يقاتل ظل ، نفسه عن به س xوتر الحصن

تم . وعندما العدو ضربات اتقاء وقوة خفه فى وتحركه الباب تحمل األخرى واليد ، له

ثمانية . إن ويقال يده من على ألقاه ، دور للباب يعد ولم ، الحصن على واالستيالء الفتح

استطاعوا – - . فما قلبه وحاولوا القتال توقف أن بعد الباب ذلك إلى اتجهوا جنده من

على . !! ذراع فى بأسكان وأى تلك قوة أى الذهول وكان الدهشة كانت هنا من

اليهود - أبطال من وهو الحصن صاحب حVب� UرVم خرج الحصون أحد وأمام

وقدرته – . قوته من واثق وهو المبارزة طلب كبرياء فى سيفه استل وقد المعدودين

يرتجز . : متغطرس خيالء فى صوته ارتفع سيفه ومضاء

حVب UرVم أنى خيبر علمت مYجVرxب قد بطل السالح شاكي

أضرب وحينا أحيانا تحـرxب أطعن أقبلت الليوث إذا

YقUـرب ي ال للحمي حماى كان

باترة : بكلمات كلماته على يرد وهو على� اإلسالم ليث له برز

Uدرة حVي أمى سمتني الذى السنـدرة أنا كيل بالسيف أكيلكم

قسـورة شديد بغابات ليث

الهامات أصحاب من بطالن فهذان ، تخفق والقلوب ، يشهد والكل ، تبارزا

يقضى . أن البد كان أمة آمال فيه وتتمحور وعقيدة فكرا يمثل منهما كل ، السامقة

. فاصلة كانت على ضربات الفرار منهما أى تعود فما مفر وال ، اآلخر على أحدهما

الحصن . . . . على المسلمون استولى مرحب سقط الله قدر قاسمة

الجـوع :

Page 278: محمد في المدينة

معهم . يكن لم وأكثر شهر مدة والقتال الحصار يطول أن المسلمون يتوقع لم

النطاة . حصن أمام يقاتلون ظلوا لقد أيام عدة أودهم يقيم كى يكفى ما الطعام من

النساء . حيث الخيام إلى حYمoلوا مقاتال خمسين من أكثر منهم جرح كاملة أيام عشرة

بالدواء . ينتظرن

. فارت . يأكلوها كى األنسية الحYمYر لذبح اضطروا بالجوع شعروا ، الطعام نفد

. . أكل عن نهي قد الله رسول أن ينادي بمن بعث فعلوه بما النبى علم القدور بلحمها

وجوهها . . . على القدور كفأوا الجوع رغم المسلمون أطاع األنسية الحمر لحوم

من : الحبالى إتيان عن أربع عن يومئذ نهاهم النبى أن إسحق ابن قول وفى

المغانم بيع وعن ، السباع من ناب ذى كل أكل وعن ، األهلى الحمار أكل وعن ، السبايا

تقسم . 322حتى

حرم . : لماذا سائل يسأل قد األهلى الحمار لحم بأكل يختص فيما اآلراء اختلفت

تأكل . وال العشب تأكل ، واحد طعامهما أن رغم الخيل لحم وأباح الحمار لحم أكل النبى

! ؟ . السباع من تعد ال أى ناب ذات وليست اللحم

لحم أكل إباحة نفسخطورة فى ليست الفرس لحم أكل إباحة إن قائل يقول قد

كسهم سهم له وكان الحربية المعارك فى كبيرة قيمة ذا الفرس كان فقد الحمار،

أن – – المستحيل من يكن لم إن الصعب من كان فقد لذا ، الغنائم تقسيم الفارسعند

وال . يداينها ما أو القيمة نفس له تكن فلم الحمار أما به يقتات كى الفارسفرسه يذبح

الضرورة دعت ما إذا ذبحه السهل من كان فقد ذلك وعلى ، القسمة عند له حساب

ذلك .

إلى حاجة فى المسلمون كان فقد ، حكمته له كانت ربما خيبر فى تحريمه لكن

ال . حتى بالتحريم النبى أمر وربما العتاد من ثقل وما الخيام وحمل المتاع لنقل حYمYرoهم

أن البد والغنيمة ، القتال أثناء غنيمة المسلمون عليها يستولى التى الحYمYر ذبح يتم

هذه فى ألنها منها ويطعم عليها حصل من نفسه بها يخص أن ال المسلمين بين تقسم

النبى . البعضعن نقل كما ، رجسا أى ، حراما تكون الحالة

رأى وهو ، الخصوص هذا فى كثير ابن الحافظ رأى زهرة أبو محمد اإلمام ويورد

لحم أكل يحرم الذى مالك اإلمام رأى إلى يشير أنه إذ ، لنا بالنسبة لغرابته بالذكر نخصه

الكالب . لحم أكل ويبيح األنسية الحYمYر

جـ 322 ، هشام ص 3ابن ،381.

Page 279: محمد في المدينة

) جمهور : ) مذهب هو الحYمYر أى تحريمها إن تاريخه فى كثير ابن الحافظ يقول

مالك مذهب فى المفارقة من ولعل ، األربعة األئمة مذهب وهو ، وخلفا ، سلفا العلماء

اجتهادا الكلب لحم إباحة فى وله ، الكلب لحم أكل ويبيح ، األنسية الحYمYر لحم يحرم أن

تعالى : " قوله فى صيده أكل أباح الكريم القرآن أن إذ ، بنصقرآني VكVيتصل Yون Vل أ UسV ي

مoمxا xنYهV IمYون YعVل ت Vينo Iب Vل مYك oحoارVوVجU ال VنIم Yم xمUت عVل وVمVا YاتV Iب الطxي YمY Vك ل xلoحY أ UلYق UمYهV ل xلoحY أ مVاذVا

Vه� الل xنo إ Vه� الل U xقYوا وVات oهU Vي عVل oه� الل Vم Uاس U وا YرY وVاذUك UمY Uك Vي عVل VنU ك VسUمV أ مoمxا U Yوا Yل فVك Yه� الل YمY xمVك عVل

oاب VسoحU ال Yيعoر Vويحرم(. : 4المائدة") :س ، صيده يؤكل كيف ذلك فى مالك اإلمام ويقول

323لحمه .

بأن وشعروا ، جهدوا وقد المسلمون بها أحس التى الزاد نقص حالة إلى نعود

. التعويض حاولوا وقد كبير أثر القتالية مقدرتهم على له يكون قد يتهددهم الذى الجوع

النبى . فحرمه األنسى الحمار لحم بأكل

عاد . ما الزاد نفد وقد جهدوا أنهم أخبروه ، النبى إلى أسلم من سهم بنو توجه

إياه . . . يعطيهم شيئا عنده وجدوا ما حاال منهم بأفضل النبى يكن ولم شئ بأيديهم

. الدعاء سوى القتال جانب إلى ، النبى أمام يكن ولم ، ومحيرا حرجا الموقف كان

إياه : أعطيهم شئ بيدى ليس وأن قوة بهم ليست وأن حالهم عرفت قد إنك اللهم قال

. t وودVكا طعاما وأكثرها tغناء عنهم حصونها أعظم عليهم 324فافتح

بعض من علمهم إلى نما وقد ، معاذ بن الصعب حصن يحاصرون المسلمون كان

ال . الذين المستبسلين قتال قاتلوا ومؤونة طعاما خيبر حصون أكثر أنه يهود غلمان

حصنهم . عن يدافعون ، ضراوة فى يقاتلون اليهود كان للحياة طلبا الموت يخشون

يصمدوا – – لم لكنهم وأبطالها بقالعها خيبر اشتهرت وقد األبطال دفاع وممتلكاتهم

طعام . . من خيرات كانت الحصن وفى الحصن سقط المسلمين ضربات أمام طويال

تسد كى وتزيد الشبع حد إلى بالجميع تصل وبكميات ، بال على لهم تخطر لم وشراب

الحصون . بقية على يستولون وهم تالية أيام فى رمقهم

وجدوا كما ، والعتاد السالح من كبيرة كمية المسلمون وجد ، الحصون أحد فى

حصار أثناء بنصبه النبى أمر وقد ، قبل من يستخدموها لم حرب آلة وهو المنجنيق

مقاومة : وكانت افتتاحا خيبر أهل خصون آخر كانا ، اللم والس� الوطيح األخيرين الحصنين

المسلمين . على استعصى وعندما ، أيام عشرة الحصار استمر مستميتة فيهما اليهود

المسلمون . . عليه أقدم ما اليهود شاهد المنجنيق بنصب النبى أمر ، عليهما االستيالءجـ 323 ، زهرة ص 3أبو ،83.جـ 324 ، هشام ص 3ابن ،383.

Page 280: محمد في المدينة

. يكن . لم اليأس عليهم وسيطر الوهن اعتراهم نفوسهم فى المقاومة شوكة انكسرت

االستسالم . سوى أمامهم

الصلـح:

قتال . . . يجدي عاد ما مستحيال يبدو النصر الهالك مصيرهم أن اليهود أيقن

يصمم لم إن ، نجاتهم تكون قد ذلك وفى ، الصلح بعرض يقوموا أن هو الوحيد المخرج

سفك . إلى يميل ال أنه يعرفون كانوا ألنهم ذلك ، مستبعد أمر وهذا إبادتهم على محمد

خيار . أمامه يكن ولم ذلك على أجبر إذا إال ، الدماء

يعاملهم وأن ، عنها يجليهم وال أرضهم فى يبقيهم أن النبى من خيبر أهل طلب

يصبحوا . . لن النبى وافق لها وأعمر غيرهم من بأرضهم أعلم فهم النصف على باألموال

لهم . أعلن النبى لكن ينتجون ما نصف مقابل عليها عاملين مجرد بل ، األرض مالك هم

أخرجناكم : . نخرجكم أن شئنا إذا أنا على لبسفيه ال بوضوح

صمم فلو ، عصره فى متميز طراز من سياسيا كان النبى أن الصلح هذا ويثبت

يكن ولم ، البوار وأصابها سكانها األرضمن لخلت ، طردهم على أصر أو ، قتلهم على

أن . صحيح اليانعة والحدائق الخصبة األراضى تلك كل لزراعة يكفى ما الرجال من عنده

وهى انتظارهم فى كانت أرضهم لكن ، األرضوزراعتها فالحة في مهرة كانوا األنصار

فى ويحصدوا يبذروا كى وممتلكاتهم حقولهم يتركوا أن المعقول غير ومن ، بهم أولى

وفيؤها – – حرب غنيمة فهي ، لهم ملكا بها أقاموا مهما تكون لن أخرى حقول

إلى : هذا ، وانتصروا قاتلوا للذين أخماس واألربعة ، ورسوله لله الخمس للمسلمين

من ضد األمة عن للدفاع مقاتلة جميعا وهم رجاله إلى حاجة فى كان النبى أن جانب

عليها . القضاء ويبغون بها يتربصون

: خيبر أهل معاملة حسن

بهم يوقع ولم ، يجلهم لم ، عليهم أبقى عندما خيبر أهل معاملة النبى أحسن هكذا

عن . – هيكل الدكتور ينقل كما خيبر يهود معاملة النبى إحسان من وكان عقاب أى

صحائفمن - عدة غزوها حين المسلمون غنم ما بين من كان أنه يذكره لم مصدر

حين . الرومان صنيع يصنع ولم لهم بتسليمها النبى فأمر ردها اليهود فطلب ، التوراة

النصارى صنيع صنع هو وال ، بأرجلهم وداسوها المقدسة الكتب وأحرقوا أورشليم فتحوا

التوراة . صحف كذلك أحرقوا األندلسحين فى اليهود اضطهاد حروب 325فى

325 ، محمد هيكل ص حياة ،313 -314.

Page 281: محمد في المدينة

ال : منهن الحبالى إتيان عن نهي عندما كرامتهن اليهود لنساء حفظ النبى أن كما

السالم . عليه أنه كما غيره زرع ماءه يسقى أن اآلخر واليوم بالله يؤمن المرئ يحل

خيبر . يوم المتعة نكاح عن نهي

يعاشرها أن على ، وامرأة رجل بين اتفاق هو ، شديد باختصار ، المتعة وزواج

حال إلي منهما كل ويذهب المدة بانتهاء األمر وينتهي ، معلوم أجر لقاء معلومة لمدة

الشيعة . ) الشيعية المذاهب بعض فى اآلن حتى مباحة أنها ورغم طالق دون سبيله

أنها ( – – أجمعوا قد زهرة أبو الدكتور يذكر كما جميعا السنة فقهاء أن إال ، اإلمامية

القيامة . يوم إلى أبديا تحريما محرمة

فى – – اليحل أنه تخصصه مجال فى باقتدار يكتب وهو زهرة أبو الدكتور ويضيف

متاعا تتخذ إذ للمرأة امتهانا عداه ما يكون الذى ، الزواج إال والمرأة الرجل بين العالقة

الله قال ولقد ، بأجر مستمتعا ويستأجرها ، يرميها ثم يذوقها ، الرجل لبانة لقضاء

سبحانه فقال ، اإليمان بملك أو ، بالزواج إال تحل ال الفروج أن مبينا وتعالى سبحانه

المؤمنين : " وصف فى عYونV . .وتعالى oاشVخ Uمoهo ت VالVص فoي UمYه Vينoذx ال VونY UمYؤUمoن ال VحV فUلV أ UدVق

. . Uمoهoوج YرYفo ل UمYه Vينoذx وVال VونY ل oاعVف oاةV ك xلزo ل UمYه Vينoذx وVال VونYضoرUعYم oوUغx الل oنVع UمYه Vينoذx وVال

VغVى . . Uت اب oنVمVف VينoومY مVل YرU غVي UمYهx oن فVإ UمYهY UمVان يV أ UتV Vك مVل مVا Uأو UمoهoاجVو Uز

V أ عVلVى xالo إ VونYظoافVح

UعVادYون ال YمYه Vكo Vئ وUلY فVأ Vكo ذVل اء VرV( . 7-1المؤمنون " ) : و

من وأن ، اليمين ملك أو ، بالزواج إال الفروج تباح ال أنه فى النصقاطع فهذا

الفروج فى المتعة يتخذ فالذى ، أثيم عاد فهو اليمين ملك أو الزواج غير ابتغي

أثيم . 326عاد

: وتخـلص تؤمن يهودية

إحدي النبى اصطفى عندما ، الغزوة هذه فى وعال اليهودية المرأة قدر جل ولقد

إلنهاء استعداد على أنه الزواج بهذا يعلن أن يريد وكأنه ، له زوجة تكون كى خيبر نساء

كان . فقد ، اليهوديات إحدي بجسد التمتع هو الجوهرى الهدف يكن لم اليهود مع عدائه

- قد نكن لم إن رأينا فى لكنه ، جميالت بينهن وكان ، ويزيد يكفى ما النساء من عنده

نسب – بعالقة خيبر أهل وإرضاء الجراح مداواة يود كان الفهم أخطأنا

وبينهم . بينه

. يثار قد سؤال ؟ اصطفاها التى اليهودية تلك النبى اختار كيف

326 ، زهرة النبيين أبو جـ خاتم ص 3، ،810.

Page 282: محمد في المدينة

. زوجة كانت النضير بنى سيد أخطب بن Vى� حYي ابنة صفية هي اصطفاها التى تلك

، بالزواج عهد حديثة ، عمرها من عشرة السابعة فى ، الحقيق أبى بن الربيع بن لكنانة

القموص " على االستيالء تم عندما السبايا بين Yخذت أ وقد ، الجمال من وافر قدر علي

لها" . عم بنتا ومعها ، الحقيق أبى بنى حصن

مر النبى، حيث إلى مباشرة بهما يتجه أن من وبدال ، أخرى ومعها بصفية بالل جاء

شابتين . بامرأتين ذلك بالل فعل لماذا بالضبط نعرف وال يهود قتلى جثث على أوال بهما

كان . هل القتال وصوالت الحرب بأمور خبرة وال لهما شأن وال ، قوة وال لهما حول ال

وشدة المسلمين قوة مقدار لهما يظهر أن يريد كان هل ؟ بالرعب يصيبهما أن يريد

صفية صاحبة كانت ؟ لهما يجسد أن يريد كان البطولة أنواع من نوع أى ؟ باليهود فتكهم

وكف . لتوقف وإال ، بالل سلوكها أسعد ربما التراب رأسها على وتحثو وتولول تصرخ

يتوقف . لم لكنه ، بفعله قام ما فعل عن

فعليه " " التآويل عتاويل من فاهم هو ومن ، بالل به قام ما فهم علينا يستعصى

– – ، انبعاج أو ، �ج تشن أو تقعر دون ويفهمنا مصطنعا كان ولو حتى تواضع فى يتكرم أن

صراخ . أو ، شتائم أو

أنه " " يتصور وهو ، األقزام انتفاضة أحدهم ينتفض فقد ، تعالما للمنبعجين ونعتذر

مؤذن الجليل الصحابى سلوك تدين كيف ؟ تجرؤ كيف صارخا ، عماليق لساللة ينتمي

نبى : كلمات أدانته ولكن ، نحن xاه أدن ما والله جهال المتشنج على ردنا ويكون ؟ الرسول

. لبالل القاطعة كلماته موجها النبى قال الكثير منه يتعلم لم بالال أن يبدو الذى ، المرحمة

رجالهما: . قتلي على بامرأتين تمر حين بالل يا الرحمة منك Yزoعت أنينبرى 327 أال أتمني

IلYه : , !! يدل كان بل يؤنبه النبى يكن لم فيقول الفتاوى محترفى من المتحذلقين أحد

أنه . المسلمون عرف عندها رداءه عليها ألقى ، خلفه فحيزت بصفية النبى أمر

وقنع . لها النبى اختيار أمام تراجع لكنه ، يريدها الكلبى دحية كان لنفسه اصطفاها قد

النبى . له أعطاهما وقد ، عمها بابنتى

، سببه عن فسألها اخضرار أثر صفية عين فى رأى النبى أن الرواة ويحكي

حجرها، فى وقع قمرا أن ، الربيع بن بكنانة عروس وهى ، المنام فى رأت أنها فأخبرته

فلطم . : ، محمدا الحجاز ملك تمنين أنك إال هذا ما فقال زوجها على رؤياها فعرضت

منها . أثر وبها الله لرسول بها oي Yت فأ ، منها عينها أخضر لطمة 328وجهها

جـ 327 ، هشام ص 3ابن ،388.جـ 328 ، ص 2الطبرى ،137.

Page 283: محمد في المدينة

؟ للنبى زوجة ستصبح أم هى xة ي Iر Yأس ، بصفية يختص فيما ، القوم بعض تساءل

زوجة فهى ستر عليها ألقى إن أنه ، العرب عادات من للموروث طبقا ، يعرفون كانوا

عندما . . صحبته فى وهى خيبر من النبى خروج انتظروا سرية فهى شئ بال خرجت وإن

واضحة . . اإلجابة كانت الناس وبين بينها فحجز تر Yبس أمر ، النبى خرج

ومشطتها جملتها ، مالك أنسبن أم ، Uيحان مoل ابنة سليم أم للعرس أعدتها

وبات . . معه صفيه ودخلت له نصبت قبة النبى دخل الليل كان فلما أمرها من وأصلحت

– - تغدر أن خشية قلق فى حولها ويدور القبة يحرس زيد بن خالد أيوب أبو األنصار أحد

قتل قبله ومن ، زوجها وفيهم قومها قYتل وقد ، باإلسالم عهد حديثة وهى اليهودية به

أبوها.

رفق . النفسية الناحية من اليوم لذلك أعدها قد كان بها يدخل أن قبل النبى لكن

حلم لمجرد بها بطش الذي زوجها من تألفه لم وربما تتوقعه تكن لم بحنو وعاملها بها

وحرض . . األحزاب حزب أبوها زوجها وكذلك أبوها فعله ما لها شرح كما عليه قصته

هدفا وضع لكنه ، ونجا لسلم وسالم هادن ولو ، محمد على القضاء إلى ودعا القبائل

أنواع . من نوعا قتله ويعتبر النبى وقتل الناشئة األمة تدمير وهو عينيه نصب واحدا

. يجب كان ما ال ما أخفى عندما األمانة وخان كذب فقد زوجها عن أما النفس عن الدفاع

يخفيه . أن عليه

. ورغم . إليها الناس أحب أصبح أن لدرجة للنبى أخلصت صفية إسالم حسن ولقد

اكتساب فى نجحت أنها إال ، األمر بداية فى بجفاء معها تعاملتا وحفصه عائشة أن

مخلصة . محبة وظلت ، النبى نساء كل مع وئام فى عاشت حبهما نقل لم إن ، مودتهما

سفيان . أبى بن معاوية عهد فى ماتت األعلى الرفيق إلى روحه صعدت حتى لزوجها

بالبقيع . ودفنت

تم : قد عمها ابن هو الذى زوجها بينما ، بها ودخل تزوجها كيف سائل يسأل قد

عدة . لها أليس ؟ الشرعية الناحية من يجوز هذا هل ؟ أيام عدة منذ قتله

علما وأوسع إلماما منا أكثر فهو زهرة أبى محمد اإلمام الشيخ رأى إلى نرجع هنا

بحيضة . : رحمها استبراء بعد النبى دخل لقد اإلمام يقول الشريعة بأمور يختص فيما

وفاة، عدة تكون عدتها أن وخصوصا ، كافر من عدة ال ألنه ، عدة لها يكن ولم ، تحيضها

يدخل أن يصح ال ولكن ، كافر على حداد وال ، السابق الزوج على لإلحداد تكون وهي

تستبرئ . حتى وسلم عليه الله صلى فتركها ، 329بحامل

جـ 329 ، زهرة ص 3أبو ،793.

Page 284: محمد في المدينة

: وتحقـد تنتقم ويهودية

المرأة . آخر مثال نعطي اآلن وأخلصت أسلمت خيبر من المرأة مثال كانت صفية

تقتل . أن السم باستخدام وحاولت وحقدت نقمت ، خيبر من أيضا هى ، أخرى

صفية عن كليا اختالفا تختلف كانت ، مoشكم بن سالم زوج ، الحارث بنت زينب

أمرها : فسلمت ، روحها واطمأنت نفسها صفت ، أسلمت صفية أخطب بن Vي� حYي ابنة

. ، أيضا هى أبوها قتل التى زينب أما وزوجها أبيها مقتل رغم ، النبى ثم لله صدق فى

حياتها . سمم زعافا سما أعماقها فى والحقد الغضب تحول تغفر تنسولم فلم وزوجها

الذى الرجل من باالنتقام إال منه مخرجا لنفسها تر لم دنيوى جحيم إلى داخلها وأحال

بقومها . فعل وكذا ، ذلك بها فعل

معشر : يا أنتم ضيوفنا بالمودة تظاهرت ، االستسالم مالمح وجهها علي رسمت

هديتنا !! xلوا VقVب ت ، لكم يهدي عندما الهدية تقبلون وأنتم ، المسلمين

الهدية . لتكن فعل صورة فى الحال فى فجسدتها ، فؤادها فى الكلمات دارت

امرأة من له تقدم وهى الهدية يرفض ولن ، والنهي األمر وصاحب القوم سيد فهو للنبى

يهود . ارستقراطية إلى تنتمي

: . النبى؟ . يفضله الشاه لحم من األجزاء أى سألت الجمر على شوتها شاه ذبحت

. وروحا : . . نفسا دمرها الذى السم يمثل الذى القاتل بالسم جاءت الكتف لها قيل

فيها أكثرت فقد يفضلها النبى أن عرفت التى الكتف أما ، الشاه كل ، الشاه سمت

ال حتم الموت وأن ، يقتل الكتف لحم من القليل أقل أن إليها خيل وبذلك ، وزادت السم

منه . مهرب

. أمام خادعة مودة فى وضعتها هديتها تحمل وهى ظاهري خضوع فى تقدمت

فى . فليأكلوا ، يهودية امرأة من مقدمة ، شهية وجبه به أحاط ومن النبى

أعماقها !! من تنطلق تكاد االنتقام وصيحة انصرفت فرح فى خيبر عن وليرحلوا ، هناء

عنها . رغما

ما ، توقف ، مYضغة منها الك ، توقعت وكما لها قيل كما ، الذراع النبى تناول

. . لفظ. الحال فى الشياه لحم على الصغر منذ تربى لقد غريبا الطعم كان أساغها

وهو . . - له صاحب وجه إلى نظر الشك يثير ما اللحم إلى أضيف لقد فمه من المضغة

. . - أشار تغير قد وجهه بلون فإذا وابتلعها مضغة أخذ قد كان معرور بن البراء بن البشر

مسموم . : . أنه ليخبرني العظم هذا أن قال كفوا أن حوله من إلى الكريمة 330بيده

جـ 330 ، هشام ص 3ابن ،390.

Page 285: محمد في المدينة

" " ، النبى معجزات إحدي بأنها األخيرة العبارة المتفيقهين أحد يفسر أن نخشى

ألنه – – يتناوله أن محذرا النبى وخاطب وتكلم نطق قد يزعمون قد كما العظم ألن ذلك

تحرك . والشجر الجبل وأن ، النبى وخاطب تكلم ذئبا أن قبل من زعموا لقد مسموم

بعد – وتوسل بكى المسجد فى الشجرة جذع وأن ، النبى له أشار عندما طائعا وأتى

– - الخندق حصار أثناء النبى باركها تمر حفنة وأن ، النبى يهجره ال لكى المنبر إقامة

ما - منها وتبقى المسلمين جيش إلطعام كافيه إياها مباركته بعد أصبحت الجوع واشتداد

اإلسالم . رسالة لجوهر قيمة ذا شيئا تضيف ال وكلها ، كثير ذلك ومثل ، حاجتهم عن يزيد

ما ذلك له وأكد ، مسمومة الشاه أن اللحم قطعة الك أن بعد النبى xأحس لقد

كله . . والموقف بالفعل بشر مات وقد وابتلعها قطعة الك أن بعد البراء بن بشر اعترى

المعجز من المحتمل بغير فيه والزج والتأويل التفسير من كثير إلى حاجة ليسفى

. اإلعجاز ودالئل

قتله : النضير بنى يهود حاول عندما قبل من جبريل حذره لقد سائل يسأل وقد

راجعا ) وخرج فقام ، القوم أراد بما السماء من الخبر الله رسول فأتي عليه حجر بإلقاء

المدينة ( . المرة 331إلى هذه جبريل يحذره لم فلماذا ، حياته انقاذ تم التحذير لهذا ونتيجة

؟ المسمومة الشاه أمامه وضعت عندما أيضا

للمتفيقهين، . . اإلجابة نترك السؤال على إجابة نملك ال نعلم ال ما علم ندxعي ال

الذى – – . عملهم جوهر هذا والتآويل التفسيرات آالف من تأكيد بكل جعبتهم تخلو ولن

يزعمون . بما لمنطقنا دخل وال ، ويتربحون يتكسبون منه

، إبطاء ودون فورا بقتلها النبى يأمر لم ، وجريمتها الحارث بنت زينب إلى نعود

تمثل كى استدعاها المعهود وعدله بسماحته لكنه ، يديه بين والدليل بينا الجرم كان وقد

بثبات . : : اليهودية أجابت ؟ ذلك على حملك ما ترهيب أو تخويف دون سألها أمامه

نبيا كان إن فقلت ، عليك يخف لم ما قومي من وبلغت ، وعمي وزوجي أبى قتلت

منه . استرحت ملكا كان وأن ، Vر Yخب للنجاة 332فسي أمامها يكن ولم تنكر، ولم اعترفت

سبيل . من بجرمها

وعفا . عنها تجاوز النبى أن قتلت . 333ويقال لقد به األخذ إلى نميل ال رأى وهذا

. ، ظلموها ما به فقتلوها بشر أهل إلى دفعها تم ، Vل Yقت ت أن يجب كان ، البراء بن بشر

القصاص . يتطلب والعدل ، نفسها ظلمت لكن

جـ 331 ، هشام ص 3ابن ،191.جـ 332 ، ص 2الطبرى ،138.333 . الصفحة نفس ، السابق المرجع نفس

Page 286: محمد في المدينة

األخير، مرضمرضه إذا حتى ، النبى جسد فى كامنا ظل السم أثر أن أيضا ويقال

تعوده . ذهبت وقد ، بشر ألم قال أنه YروVى وي السم يحسبسريان بدأ ، وضعفجسده

UهVرى : أب انقطاع وجدت األوان هذا إن ، بشر أم يا فيه توفي الذى مرضه من 334فى

. شهيدا مات قد الله رسول أن يرون المسلمون وكان بخيبر ابنك مع أكلت التى األكلة

النبوة . من الله أكرمه ما 335مع

نصدقها : ال حكاية

بن " " الربيع بن بكنانة oى Yت أ ، الحقيق أبى بنى حصن القموص على االستيالء بعد

إلى العودة طريق فى وتزوجها لنفسه النبى اصطفاها التى صفية زوج ، الحقيق أبى

كنانة . أنكر عنه والمسئول حافظة هو وكان ، النضير بني كنز عن النبى سأله ، المدينة

هناك يعد لم ، يملكون ما كل للنبى قدموا لقد ، مكانه عن أو الكنز عن شيئا يعرف أنه

. – – . هناك كنز ال أن كنانة ادعي كما بساطة بكل معناه وهذا أكثر هو ما

بنى مع رحل حين ثروة من معه أخطب بن Vى� حYي احتمله ما كل عن النبى سأله

منها. : . . تبقى وما والحروب النفقات أذهبتها الثروة ضاعت لقد اإلجابة كانت النضير

إنفاقه . يستحيل بحيث وفيرا والمال قريبا العهد كان فقد ، سمع بما النبى يقتنع لم شئ

من خروجهم منذ حربا يخوضوا لم النضير بنى أن الحسبان فى أخذنا ما إذا كله،

. عليه . والحصول عنه البحث من البد ما مكان فى مكنوز مخبأ تأكيد بكل المال المدينة

للمسلمين . حق فهو

وجدناه : إن أرأيت البوح عدم على وتصميما صالبة فيه وجد وقد لكنانة النبى قال

قد. وكأنه ، تهديد أو بوعيد يكترث لم ، موقفه عن كنانة يتزحزح لم ؟ أأقتلك عندك

نعم . : . قال حوله من على بيهوديته استعلى

غداة . . . كل بها يطيف وكان ، خVرoبة يدخل رآه كنانة بسر باح يهود من رجل جاء

يجدون علهم ، وحفرها الخربة إلى بالذهاب وبعضصحبه العوام بن الزبير النبى أمر

ذهبوا . . مغزى ووراءه معني له يكون وأن البد بها كنانة فطواف ، مخبوءا شيئا فيها

البوح . . . ورفض كنانة كذب لقد الكنز بعض بها وجدوا حفروها

الرواية . فى الحرجة االرتكاز نقطة إلى نأتي هنا

كنانة سلم النبى أن ، المحدثين من نحوهم نحا ومن القدامي السيرة كتاب يجمع

عنده : !! ما تستأصل حتى عذبه قائال ، أمره وأصدر العوام بن الزبير إلى

صاحبه 334 مات انقطع ما إذا القلب فى .عرقجـ 335 ، ص 2الطبرى ،138.

Page 287: محمد في المدينة

لبسيسمح أى ليسفيه ، الوضوح شديد واضح النبى أصدره الذى األمر معني

العبارة . صريح مع يستقيم ال ما التفسيرات من ومنحه وتأويله المعني عنق بلى

فى وهو بتعذيبه النبى أمر ، الصلح عرض أن بعد واستسلم ، وهزم قاتل رجل

على . الرجل قوة حدود فى التعذيب يكن ولم أخفي ما بسر يبوح كى ، االنكسار موقف

الرجل. أشرف ولو حتى ، يكف وال تعذيبه فى ويستمر يعذبه أن الزبير على كان التحمل

. يقدح . . اسحق إبن يحكي كما الزبير فكان عنده ما يستأصل وأن البد ، الهالك على

وسلم عليه الله صلى الله رسول دفعه ثم ، نفسه على أشرف حتى ، صدره فى بزند

مسلمة . بن محمود بأخيه عنقه فضرب مسلمة بن محمد 336إلى

. أعدائه بتعذيب أمر النبى أن ، واقعه وصح ، روايته صدقت لو الكالم هذا معني

معلومات، من لديهم الستخالصما ، واألسرى الخصوم تعذيب مبدأ يصبح عليه tوبناء

المعروف ، اإلسالم نبى الله عبد بن محمد أسسه ورسخ ووضعه بدأه ، t إسالميا t مبدأ

، واألحمر منها األصفر ، الدنيا لكل أى ، للعالمين رحمة أرسل والذى ، المرحمة بنبي

في أعراب من حولها وما القرى أم لعرب وليسفقط ومعتقداتهم أديانهم كانت مهما

متناثرة . خيام

حد إلى الفلسطينيين بتعذيب يقومون عندما اليهود أن ، أيضا ، الكالم هذا معني

الجسدى والتعذيب واإلذالل اإلهانة طرق كل يستخدمون عندما واألمريكان الموت،

كى ، وجوانتانمو وأفغانستان العراق سجون فى tأعداء يعتبرونهم من مع والنفسى

بذلك – - فهم األمريكي اليهودى التصور حسب أسرار من كتموه ما منهم يستخلصوا

مسلم أى يستطيع وال ، الحروب كل فى عليه ومتعارف ومألوف معروف هو ما يفعلون

حاجة– – ليسفى ودليلهم ، واضحة ذلك فى وحجتهم ، يلومهم أن مذهبه كان مهما

نبى : عبدالله بن محمد التعذيب وسائل استخدام فى سبقهم لقد استقصاء أو بحث إلى

حتى : عذبه أسير يهودي إلى يشير وهو جيشه قادة ألحد أمره أصدر عندما ، اإلسالم

عنده !! ما تستأصل

تروى ، ماله على المعتدين أو ، أعدائه بتعذيب أوامر النبى بإصدار يختص فيما

فى ونشك ، نصدقها ال رواية أيضا وهى ، السابقة الرواية من بشاعة أكثر أخرى حكاية

حدوثها . حقيقة

رهط : جاء ومسلم البخارى عن نقال ، زهرة أبو اإلمام يرويها كما الحكاية هي هذه

ذلك، فذكروا ، الله رسول فأتوا المنورة المدينة واجتووا ، فأسلموا ورهينة عكل من

جـ 336 ، هشام ص 3ابن ،389.

Page 288: محمد في المدينة

وكانوا : فذهبوا ، وألبانها أبوالها من فاشربوا باإلبل الحقوا والسالم الصالة عليه فقال

، الله رسول إلى الصريخ فجاء ، اإلبل وسرقوا الراعي قتلوا ثم تعالى الله شاء ما فيها

، بهم أتى الشمسحتى ترتفع وقطع فلم ، بها فأحميتفكواهم بمسامير فأمر

ماتوا حتى يسقون فال يستقون الحرة فى وألقاهم وأرجلهم وفى . أيديهم

. : رواية وفى العطش من بفية األرض يكدم أحدهم رأيت فلقد قال أنه أنس عن رواية

ومسلم أعينهم للبخارى فسمل أمر الله رسول 337 .أن

وسرقوا : الراعي قتلوا األمانة فخانوا النبى إليهن أحسن األعراب من مجموعة

نفسه . – – : النبى وصاعق مروع المتوقع غير على العقاب لكن ، واضحة الجريمة اإلبل

بتقطيع ثانيا أمرا يصدر بل بذلك يكتفي وال ، جلودهم بها وتكوى تحمي بمسامير يأمر

العطش، وشدة الدم نزف شدة من يموتوا كي الهاجرة فى يلقون ثم ، وأرجلهم أيديهم

. ، فظاعة األكثر وهو ، الثالث األمر أما أحد بهم يكترث فال ماء شربة أجل من يصرخون

وفعل – - سبق ما كل بعد أعينهم تسمل أن فهو الرواية تحكي كما النبى أصدره الذى

بهم .

وحشية ، سوoى� إنسان أى عليها يقدم أن المستحيل من ، بشرية ال وحشية هذه

- عليها – يزيد ربما أو منها يقترب بما يأت ولم ، األعراف منها وتتبرأ األخالق تنكرها

تطبيقا المعاصرة األجيال وحتى األولى بدايتهم منذ الزمتهم فقد ، إسرايل بنى سوى

باإلبادة – – ويسعد الدماء بسفك يتلذذ المريضة أخيلتهم اخترعته ربما دموى إله لتعاليم

لنفسه . واصطفاه اختاره أنه ادعوا شعب سيادة أجل من والتدمير 338والحرق

عن ربما ، التراث كتب فى مدسوستين ونعتبرهما ، السابقتين القصتين ننكر نحن

أو " " " " ، النار الفرسعبدة أو ، يهوه عبدة اليهود من باإلسالم تظاهر من طريق

بهدف " " ، الناقم األسود الحقد سوى لهم دين ال ممن أو ، الكواكب عبدة الصابئة

قلبه يخلو متبربر همجي صورة فى وإظهاره النبى سمعة وتدمير اإلسالم إلى اإلساءة

النبى . به يتحلى أن يجب الذى والنبل السماحة من

على للتشنيع خصبة مادة الحكايات هذه أمثال فى الغرب كتاب يجد وبالتأكيد

القصص – تصور كما متبربر همجي نبى فأتباع ، أتباعه وعلى عليه النقمة وإثارة النبى

مثله – أيضا هم يكونوا وأن البد واضح غباء فى التراث كتب تناقلتها والتى المدسوسة

منه . أسوأ غدوUا وربما ، برابرة همج

جـ 337 ، زهرة ص 2أبو ،766.كتابنا : 338 .أنظر اإلسرائيلية األساطير موسىفى

Page 289: محمد في المدينة

وأضاليل سخافات من سبق ما ألمثال قراءتهم على القائم الفهم لهذا وطبقا

المخلوقات من ماليين أنهم بدعوى المسلمين بإبادة المطالب موقفهم بنوا مدسوسة،

معاملة يعاملوا أن ويجب ، متحضر عالم فى للحياة تصلح ال التى المتخلفة الهمجية

اليهود . حاخامات أحد تعبير حسب ، القذرة واألفاعي والذئاب الكالب

ر! . م�أ� بهذا وما النبى كان هكذا ما

سيرته – – فى وافر اليقين حد إلى صادق نقوله وما نقول ما صدق على واألدلة

كتابنا . : وفى الكتاب هذا من سابقة فصول فى فصلناها التى حياته سنواتوأحداث

نذكر . مكة كى فقط ، مختصرة أمثلة بعدة ونكتفى سنين عدة منذ نشره سبق الذى

حقدا وينشرها يرويها المدسوسة األقاصيص بمنكر فتعلق فكرة وضل قلبه غفل من

. وكرها وضغينة

الذين عتاة من وأغلبهم ، السبعين عددهم بلغ وقد ، بدر بأسرى النبى فعل ماذا

بحسن . أمر ؟ له تحقيرهم يخفوا ولم ازدراءهم وأعلنوا ، عليه وتعالوا إليه أساءوا

فى آووهم من أن لدرجة ، إليهم الحديث مجرد فى حتى الغلظة وعدم ، معاملتهم

طلب . أنفسهم على ويؤثرونهم ، طعام من عندهم ما أفضل لهم يقدمون كانوا بيوتهم

القراءة يستطيعون ممن وطلب ، المسلمين فقراء لمساعدة القادرين من الفدية النبى

وأطلق ، المدينة فى المتواجدين المسلمين من عشرة منهم كل YعلIم ي أن والكتابة

تلك . أو هذه على يقدر ال من سراح

فى رغبة وال بربرية وال همجية وال حقد ال ، القادرين وعفو السماحة درسفى

مستشرقين . أو منافقين كانوا سواء ، الحاقدين سفهاء يدعي كما واالنتقام القتل

" " ، قبل من شرحها تم ألسباب المسلمين جيش انكسر عندما أحد غزوة فى

، النبى عم المطلب عبد بن حمزة رأسهم وعلى ، المسلمين قتلي قريشبجثث ومثلت

هل ، وأخيها وعمها أبيها لمقتل انتقاما والكتها كبده أخرجت عتبة بنت هند أن لدرجة

والله : أصحابه بعض قال رفضعندما لقد ؟ األعداء بجثث ومثل نفسالشئ النبى فعل

العرب من أحد يمثلها لم مثلة بهم لنمثلن الدهر من يوما بهم ظفرنا نزل 339لئن وقد ،

تعالى : " Uر� قوله ي Vخ VوYهV ل UمY ت UرV صVب oن Vئ وVل oهo ب Yم Uت عYوقoب مVا oلU oمoث ب U Yوا فVعVاقoب UمY Uت عVاقVب Uنo وVإ

مIمxا . Uق� ضVي فoي YكV ت V وVال UمoهU Vي عVل Uن VزUحV ت V وVال oه� oالل ب x oال إ Vك YرU صVب وVمVا Uرo واصUب Vرينo Iلصxاب ل

Vون YرY VمUك (.127-126النحل.") : ي

جـ 339 ، هشام ص 3ابن ،47.

Page 290: محمد في المدينة

يده، متناول فى الشدقيين دموية هند أصبحت ، له أهلها واستسالم مكة فتح وبعد

سيف، – – بضربة بها يفتك أن أقاصيصمفتراة من عنه يحكي ما صح لو بإمكانه وكان

وأصلح . عفا ذلك من بدال يفعل لم لكنه ، لعمه انتقاما ، شجرة جذع على يصلبها أن أو

الحسنة . والموعظة بالحكمة ربه سبيل إلى ودعا

أو : طفال أو امرأة تقتلوا ال القتال ميادين كافة فى رجاله لقادة النبى تعاليم

تمسوا ال ، ثمرا أو زرعا تتلفوا وال ، شجرا تقطعوا ال ، دير أو صومعة فى عابدا أو شيخا،

الله : !! إال إله ال قال من األعداء من السيف بحد

األجساد بكي يأمر أو ، المال بعض أجل من يهودي بتعذيب يأمر النبى هذا أمثل

؟ نياق عدة أو ناقه أجل من العيون وسمل واألرجل األيدى وتقطيع المحماة بالمسامير

. الفكر النفسمتخلف مريض حاقد أو ، غبى أو دعي إال يتقبله ال افتراء

ال بشعا ويبدو ، السرايا أو الغزوات بعض فى المقاتلين قادة بعض فعله ما أما

زيد . : . حارثة بن زيد فعله ما واحد بمثل نكتفى عنه يسأل ال فالنبى ، رحمة وال فيه رأفه

قرفة أم وأسر فيهم فأصاب ، القرى بوادي فلقيهم ، فزارة بنى إلى جيش فى خرج هذا

فى . المثل بها يضرب ، قومها من بيتشرف فى عجوزا سيدة قرفة أم كانت لها وبنتا

وقعت : . أن بعد زدت ما قرفة أم من أعز كنت لو تقول العرب كانت ، والسؤدد العزة

معاملتها يحسن ولم ، سنها كبر زيد يرحم لم ، أسيرة الشريفة العجوز السيدة هذه

- - عن . وذكرنا سبق كما النبى نهي وقد امرأة لكونها األقل على أو ، قومها فى لمكانتها

ربطهما . ثم حبلين برجليها ربط ، عنيفا قتال زيد قتلها واألطفال والشيوخ النساء قتل

شقاها . حتى بعيرين 340إلى

مجرد . حتى أو آية القتلة هذه على نصت وما اإلسالم فى القتل يكون هكذا ما

القتلة . : . فأحسنوا قتلتم إذا قال نفسه النبى أن جانب إلى هذا القرآن كلمات من كلمة

إجابة . إلى حاجة ليسفى السؤال ؟ زيد أحسن فهل

- قبل – من أوضحنا كما جلية صريحة فهى المجال هذا فى النبى كلمات أما

التجاهل أو الجهل على القائمة االتهامات هذه مثل له وجهوا من كل ألسنة تخرس

عند. عوف بن الرحمن عبد إلي اللواء يسلم أن بالال يأمر وهو النبى يقول المتعمد

وال : ... �وا تغYل ال الله سبيل فى جميعا فاغزوا عوف ابن يا خذه الجندل دومة إلى خروجه

فيكم .. نبيه وسيرة الله عهد فهذا وليدا تقتلوا وال تمثلوا وال 341تغدروا

جـ 340 ، ص 2الطبرى ،127.جـ 341 ، هشام ص 4ابن ،309.

Page 291: محمد في المدينة

للسمع أذنان له من ؟ األكاذيب بباطل المرجفون يتشدق القول هذا أفبعد

كان.. سواء ، األسود الحقد لغثاء رفضه فليعلن منصف فكر من ذرة عنده ومن فليسمع

بشر وما موسى به جاء بما نؤمن فنحن ، يهوديا أو مسيحيا نقول وال ، صهيونيا أو صليبيا

وإيمانهم . . وإيماننا ، وعقيدتهم وعقيدتنا ، وفكرهم فكرنا بين الفرق هو وهذا المسيح به

: فـدك يهود مع الصلح

– – . يعاملهم أن وقلنا سبق كما منه طلبوا ألهلها النبى ومصالحة خيبر إلى نعود

نفس . وعلى شاء متى خيبر من يخرجهم أن علي ، فوافق النصف على األموال فى

الشمال فى تقع غنية صغيرة واحة وهى ، فدك يهود مع قتال دون الصلح تم األساس

للمقاتلين . يحق وال ، للنبى خالصة صارت قد فدك أن معناة وهذا لخيبر الشرقى

قتال . هناك يكن لم ألنه ، وماال وثمرا أرضا ، فيها مما شئ على الحصول

: القرى وادى إلى االتجاه

. يهود أيضا هم وسكانه ، خيبر شمال ويقع ، القرى وادي إلى بجيشه النبى اتجه

النبى . أحكم القتال إال فأبوا الصلح إلى دعاهم ، فرفضوا اإلسالم إلى النبى دعاهم

. . سوى ذلك بعد أمامهم يكن لم فقتلوا للمبارزة رجال منهم خرج الحصار عليهم

. خيبر . . . بنفسشروط الصلح وتم قهرا االستسالم تم فقد الغنائم قسمت االستسالم

تيماء : يهود

أرسلوا . وقد الحجاز من الشرقى الشمال فى يهود معاقل آخر كانت تيماء فى

الذمة أهل على اإلسالم قررها التي الجزية يدفعوا أن على الصلح يطلبون النبى إلى

. خطر هددهم ما إذا عنهم والدفاع حمايتهم مقابل

وتالشى شوكتهم انكسرت ، المسلمين لسلطان الحجاز يهودية كل خضعت بذلك

أية فى منها بالطرد مهددين ، يملكونها أرضال فى يعملون أصبحوا أن بعد ، نفوذهم

القتال . عن والكف الصلح شروط من شرطا هذا كان فقد ، لحظة

فى قال النبى أن بلغه إذ ، الخطاب بن عمر عهد في بالفعل ذلك حدث ولقد

حتى : . ذلك فى ففحصعمر دينان العرب بجزيرة يجتمعن ال فيه Vضo قYب الذى مرضه

. : : إجالئكم فى أذن قد الله أن يهود إلى فأرسل Uت xب الث 342بلغه

من - أصبح كما ، خطرهم من آمنا الشمال وأصبح ، اليهود التخلصمن تم هكذا

بعد – وسالما وأمانا أمنا أكثر بعد فيما سيصبح وكما ، الحديبية صلح بعد الجنوب قبل

المكرمة . مكة فتح ، األكبر الفتح

جـ 342 ، ص 2الطبرى ،141.

Page 292: محمد في المدينة

دعوة : تعارضت لقد بقوله لليهود المأساوية النهاية على وت مونتجمرى يعلق

من إال نبي يظهر أن يمكن وال المختار الله شعب أنهم من اليهود يعتقده ما مع محمد

من. .. يكن لم ربما محمدا يرفضوا أن المدينة يهود على كان النظرة لهذه وطبقا بينهم

رفضمحمد، قرروا قد كانوا أنهم بما لكن ، فعلوا كما اإلسالم من يسخروا أن الضروري

تهديدا . إنكارهم مثل ولقد األقل على الرفضألنفسهم هذا يبرروا وأن البد كان

. . الحزينة األحداث سلسلة بدأت وهكذا تجاهله يمكن ال وسياسيا اجتماعيا

قول . فى إن ثرائهم مقدار حساباته فى يضع ال كان محمدا إن القول يمكن وال

اليهود . لغزو وحيدا سببا األمر هذا من نتخذ أن لكن ذكائه لمقدار خطير تقدير عدم كهذا

بالغ . خطأ فى نقع أننا معناه فهذا ، محض مادي أنه على الدافع نفسر أن أى ، ودحرهم

وضعه دعمت إذ ، لمحمد بالنسبة عظمي فائدة ذات بالتأكيد اليهود ثروة كانت لقد

الجانبين . كال على عقائديا سببا كان للصراع الجوهرى السبب لكن 343المادي،

الحبشة : مهاجرى عودة

من هاجر بمن يعود كى الحبشة إلى الضمرى أمية بن عمرو النبى أرسل

يذكر . – كما سفينتين فى عادوا السنين تلك كل بها وأقام الحبشة أرض إلى المسلمين

جعفر – . بمقدم النبى فرح طالب أبى بن جعفر رأسهم وعلى ، خيبر فتح يوم هشام ابن

أدرى : ما بقوله مشاعر من داخله فى يعتمل عما معبرا ، وقبله احتضنه ، فرح أيما

جعفر . بقدوم أم خيبر بفتح أسر أنا 344بأيهما

حبيبة : أم النبىمن زواج

الحبشة إلى هاجرت قد كانت ، سفيان أبى بنت حبيبة أم كانت عادوا من بين من

فى . الله عبيد لكن حبيبه ابنته ومعهما ، األسدى رئاب جحشبن بن الله عبيد زوجها مع

الذى الدين غير على هناك ومات ، اإلسالم وفارق النصرانية اعتنق الحبشة

أجله . من هاجر

شأنا . كان الزواج هذا أن ونعتقد النبى تزوجها المدينة إلى حبيبة أم عودة وبعد

مزيد إلى حاجة فى النبى يكن فلم ، والجنس الرغبة شئون من ال ، السياسة شئون من

سفيان . . أبى رأسها وعلى بمكة لصلته داعما رباطا الزواج هذا كان النساء من

كان منبرا مرة ألول النبى اتخذ ، الهجري السابع العام وهو ، العام هذا وفى

التاريخ . ذلك ومنذ مستراح أى ومقعدة درجتين من مكونا كان ، عليه الناس يخطب

343 Montgomery Watt, Muhammad at Medina, p. 220.جـ 344 ، هشام ص 3ابن ،414.

Page 293: محمد في المدينة

وصلها التى الدنيا أرجاء كل فى المسلمين مساجد لكل مميزا معلما المنبر أصبح

أهلها . بين وانتشر اإلسالم

المستعمرات بقية واستسالم ، خيبر سقوط إن نقول وفصلنا سبق لما ختاما

حياة فى واليهود المسلمين بين الصراع لنهاية قاطعة وبصورة حيا واقعا xل مث اليهودية،

. صراع . يكن لم وأكبر أشد بقوة سحقهم وتم ، بقوة وقاتلوا وتآمروا عارضوا لقد النبى

ومستقبل . ، دين ضد ودين ، معتقد ضد معتقد صراع كان وسالح ومال ممتلكات

بحق . خيبر كانت األقوى هم ، عقائديا ، المسلمون وكان ، يهودي ماض ضد إسالمي

بدر – – " " مثل كانت إنها المبالغة من شئ مع القول ويمكن ، قاصمة ضربة

فرقانا . أيضا هى

***

Page 294: محمد في المدينة

السابع الفصـل

ــار واالن!تiش� و�ة� الق�

Page 295: محمد في المدينة

السابع الفصــل

واالنتشـار القوة

(1)

القضـاء عمرة

المعنـي :

أن أصحابه النبى أمر حتي ، الهجرى السابع العام من القعدة ذى هالل دخل أن ما

صدوا وقد ، العتيق البيت حول ويطوفوا العمرة يؤدوا كى مكة إلى للذهاب يستعدوا

السادس العام أى ، السابق العام من التوقيت نفس فى منه االقتراب من ومنعوا

الهجرى.

التى - – عمرته مكان هشام ابن يقول كما ألنها القضاء عمرة سميت إنها ويقال

عنها ،. 345صدوه السيرة كتاب أغلب به ويأخذ ، والطبرى سعد ابن الرأى هذا مع ويتفق

فريدا . تفسيرا ويقدم ، الرأى بهذا يأخذ ال الباقورى شيخنا لكن محدثين أو كانوا قدامي

: . ، القضاء عمرة العمرة هذه سميت وإنما الشيخ يقول يرفضه أن للمنطق يمكن ال

عن فيها صد التى العمرة بها قضى وليسألنه ، قريشا عليها قاضى الله رسول ألن

متقبلة .. تامة عمرة كانت بل ، الصد بذلك فسدت قد تكن لم العمرة تلك فإن ، البيت

: ، القضاء وعمرة ، الحديبية عمرة وهى األربع الله رسول عمر فى معدودة وهى

. – – الوداع حجة فى حجه مع عليه الله صلوات قرنها التى والعمرة ، الجعرانة 346وعمرة

ألن : ذلك ، القصاص عمرة العمرة هذه على يطلق من السيرة كتاب بين ونجد

) ( ، ست سنة من الحرام الشهر القعدة ذى فى معه والذين النبى صدوا القريشيين

جـ 345 ، هشام ص 2ابن ،424.ص 346 ، .159الباقورى

Page 296: محمد في المدينة

سنة من فيه صدوه الذى الحرام الشهر فى القعدة ذى فى مكة ودخل فاقتصمنهم

تلك. - – فى الله أنزل بما عباس ابن يقول كما الوصف هذا مصداقيه على ويستدل سبع

" : قرآن من قoصVاص� العمرة YاتVم YرYحU وVال o ام VرVحU ال oرUه xالشo ب Yام VرVحU ال YرUه xالبقرة ) :347 " .الش

194. )

الخـروج :

يتخلف أال على للخروج باالستعداد أصحابه النبى أمر الحجة ذي هالل دخل عندما

مات . – من باستثناء أحد منهم تخلف ما ، جميعا خرجوا بالفعل الحديبية شهد ممن أحد

وأنصارا – .. مهاجرين جميعا ينتظرونه كانوا الذى المشهود اليوم هو فهذا استشهد أو

من فيها ومن وشعابها ووديانها مكة جبال وإلى الحرام البيت إلى شوق فى المهاجرون

فى الليل وسمار ، التجارة رحالت فى الطريق وأصدقاء الدرب ورفاق واألحبة األهل

.. الفؤاد فى ببعيد عهدها كان وما ، اإلسالم قبل ما ، الجاهلية والسهر السمر حفالت

عاد وما اختلفت قد والقيم ، تغيرت قد المواقف كانت وإن ، حنين القلب وفى ذكرى

الدين . هو الدين

طوال ذلك فعلوا وما ، البيت حول الطواف إلى الحنين يشدهم كان أيضا واألنصار

أو الحج حاولوا لو طريقهم فى لتقف أو لتمنعهم كانت ما قريشا أن رغم ، سنين سبع

. المسلمين صفوف فى فرقة تحدث كى وتشجعهم بهم سترحب كانت ربما بل ، العمرة

يدخل أن منه طلبوا عندما الحديبية صلح أيام Vى� بY أ بن الله عبد مع محاولتهم ذكرنا ولقد

ببيتها . ليطوف كان وما ، محمد دون ليدخلها كان ما رفض لكنه ، بالبيت ويطوف مكة

النبى . قبل

فى . كانوا وفرح وابتهاج سرعة فى كانت والتلبية ، وهج له كان ، إذن ، الحنين

إلى ليصل القضاء عمرة فى العدد وزاد ، التقريب وجه على وأربعمائة ألفا الحديبية

الذين. المسلمين من ستمائة من يقرب ما الرضوان بيعة أصحاب إلى انضم لقد ألفين

العقيدة . عمق هممهم وشحذ ، الحنين ودفعهم ، الحب شدهم ، الحديبية يشهدوا لم

عليها . وجعل هديا Vة VدVن ب ستين ساق الغفارى هUم Yر أبا المدينة على النبى استخلف

. ، الحذر باب من ، ورماحا وسيوفا دروعا ، السالح ينس لم األسلمي جندب بن ناجية

وتضرب ، المحرمات أو بالعهود تكترث ال غدرها وقريشفى قريش، غدر يأمن ال فهو

جـ 347 ، هشام ص 3ابن ،424.

Page 297: محمد في المدينة

مائة . - الخيل وقدم ، سعد بن بشير السالح على استعمل الحرام بالشهر الحائط عرض

الله - . عدو ترهب قوة فى المسلمون خرج مسلمة بن محمد وعليها أمامه فرس

خرج فقد بقتال، يبدأ أن أو ، يخوضمعركة أن النبى بخاطر جال ما أنه رغم وعدوهم،

متعبدا . ، مبتهال معتمرا

حفصبن . . بن مكرز أرسلوا بالسالح بجيشمدجج قادم محمد قريشا األمر بلغ

. . قال مكة من مقربة على الظهران مر� وادي فى النبى لقى األمر يستطلع األخيف

. الحرم : فى قومك على بالسالح تدخل بالغدر كبيرا وال صغيرا عرفت ما للنبى مكرز

ال : إنى النبى قال ، القرب فى السيوف ، المسافر بسالح إال تدخل أال لهم شرطت وقد

بسالح . عليهم 348أدخل

بطن فى وذلك رجل مائة فى ، األنصارى خVوUلى بن أوس السالح على النبى خلxف

الشمال، . جهة من مكة نحو ، معه ومن ، تقدم مكة من أميال ثمانية بعد على ، جVجU يأ

لها اهتزت تكبيرة صوت معه ومن سبقه وقد ، الحجون على تطلعه التى الثنية من دخل

لبيك : .. اللهم لبيك قريش قلوب خشيتها من وارتعدت ، الوديان صداها ورددت الجبال

البن .. . النبى قالها وحده األحزاب وهزم جنده وأعز عبده نصر وحده الله إال إله ال

موكب . .. فى ، مدوية مجلجلة الحناجر من انطلقت للناس رواحة ابن وقالها رواحة

مهيب . جليل

سبع انتظاره طال نادر لقاء لحظة فى الوادي قريشتمأل جموع يتوقعون كانوا

رفاق . حتى أو ، األحباب أو ، األصدقاء أو ، األهل من وجدوا ما توقعاتهم خابت ، سنين

تسلقوا . ، خالء مجرد أصبح ، أهله العتيق الوادي هجر أحدا ، األيام سابق فى الطريق

بالحيرة دهشممزوج فى ينظرون كانوا العالية القمم فوق ومن ، الجبال رؤوس

يخبئة .. ما إدراك عن وعجز ، وهواجسمقلقلة ، متضاربة مشاعر واإلعجاب والغضب

قادمة . أيام جوف فى الغيب

ويرقبون ينظرون ، الندوة دار إلى والحذر الفضول قريشدفعها كبار من قليلة قلة

وقد ، غرة على يأخذوا ال كي أعينهم تحت معه ومن محمد يكون أن البد ، ويترصدون

أشد . هواجسهم كانت عاجزون غافلون وهم مكة أيدهم بين من وتضيع الزمام يفلت

أعداءهم . أنهم تخيلوا ممن بهم t فتكا

وهنتهم : وقد قدموا ، وأصحابه محمد هذا جاهلية عجرفة فى همسوا ذلك رغم

امرأ . : الله رحم معه لمن قال إذ ، النبى سمع وصل قد همسهم وكأن يثرب حمى

جـ 348 ، زهرة ص 3أبو ،833.

Page 298: محمد في المدينة

بعض . أدخل أى ، بردائه اضطبع حتى المسجد دخل أن وما قوة نفسه من اليوم أراهم

ثم . قوة دليل األيمن وذراعه منكبه مظهرا ، األيسر به وغطي األيمن إبطه تحت ردائه

األسود الركن بين ما األولى الثالثة األشواط فى وهرول األسود الحجر عند الركن استلم

الناس . : كان عباس ابن ويقول التالية أشواط األربعة فى ومشى ، اليماني والركن

لهذا صنعها إنما وسلم عليه الله صلى الله رسول أن وذلك ، عليهم ليست أنها يظنون

فلزمها الوداع حجة حج إذا حتى ، عنهم بلغه للذى قريش من الحي

بها . السنة 349فمضت

سبعة ، والمروة الصفا بين ، القصواء ناقته علي سعيه النبى بدأ الطواف بعد

وهى. اسماعيل أم هاجر لهرولة تذكرة ، منها شوط كل من جزء فى يهرول كان أشواط

. ونحر . هديه نحر بالنحر النبى أمر ، السعي فرغ أن بعد ، المروة وعند الماء عن تبحث

وحلق . ، رأسه النبى حلق ثم بقرة يذبح أن له رخص بعيرا أو ناقه يجد لم ومن ، الناس

مكة . فيه دخلوا يوم أول فى العمرة مراسيم تمت وبذلك ، الناس

حراسة على معهما قاموا ومن ، سعد بن وبشير مسلمة بن محمد إلى النبى أرسل

محلهم . يحل من أرسل وقد ، العمرة ألداء جميعا يقدموا كى ، والسالح الخيل

قريش : إقدام عدم ورغم ، مكة أجواء ساد الذى والهدوء والسالم السلم رغم لكن

المعتمرين - أن إال ، النبى أصحاب قلوب فى القلق يثير أو الصفو يعكر ما على

ذهبوا - فما ، والغربة بالوحشة االحساس اعتراهم مكة أهل من المهاجرين وخصوصا

رغم . فيه ينزل بيت له فتح ما ، نفسه النبى حتى بأحد األحبة من التقوا وما ، بيت إلى

بين .. له ضربت خيمة عاشفى المطلب عبد بن العباس رأسهم وعلى هاشم بنى وجود

محمد . . يرحل أن بعد إال يعودوا لن والتالل الجبال قمم إلى أهلها مكة هجر لقد الخيام

الحديبية . صلح فى االتفاق عليه نص ما حسب ، مقدمة من أيام ثالثة بعد

للصالة : يؤذن بالل

الله : الكعبة ظهر فوق من الظهر لصالة باألذان بالل صوت ارتفع الغد كان لما

لها.. .. اهتزت ، أخاذة ونورانية مذهل صفاء فى وانتشرت الكلمات دوت أكبر الله أكبر

أصاخوا . ، مكة أهل أعناق اشرأبت األرواح النفوسوتسامت لها وخشعت ، القلوب

!!! ؟ . الكعبة ظهر وفوق مكة فى يحدث الذى هذا ما ذهول فى السمع

الحارقة الرمال فوق ويلقى بالسياط يجلد كان الذى الحبشى العبد هو أليسهذا

!! لهم بدا لقد ليسهو؟ هو وكأنه أصبح وقد هكذا باله ما الشمس؟ لهب تحت مكبال

جـ ? 349 ، هشام ص 3ابن ،425.

Page 299: محمد في المدينة

تحولت قد الداكنة سمرته وكأن ، يقول فيما ذوبا يذوب ، متساميا ساميا ، شامخا قويا

. نور من شعاع إلي خارقة بقدرة

. الظهر " صالة حتى بها وبقي الكعبة إلى دخل محمدا أن هيكل الدكتور ويدعي

تغمرها " . تزال ما األصنام كانت شوقى 350ولقد الدكتور اإلدعاء هذا فى معه ويتفق

فى : يفكر ظل وفيها ، بها وظل الكعبة الله رسول دخل الغد وفى يقول عندما ضيف

وإسماعيل . 351إبراهيم

مرجع أي عن أو أخذ مصدر أى عن ، ضيف الدكتور أو ، هيكل الدكتور لنا يذكر وال

إلى . : – - اإلشارة دون األحوال أغلب فى النقل كتابيهما فى منهجهما هو وهذا نقل

خصوصية. ال ، عامة ملكية إال هو ما التراث كتب فى جاء ما أن اعتقدا ولعلهما المصدر

يبدو . وهكذا أصحابها أسماء بذكر اكتراث دون ، شاء متى ، شاء من منها ينقل فيها

. الفكر صاحب وهو المبدع وهو ، المؤلف هو وكأنه الناقل

ضعاف بين خصوصا ، األدبية السرقات شيوع إلى المنهج هذا اتباع أدي ولقد

وكان . حياء دون بأكملها كتب سرقة تمت أن لدرجة ، الجامعات أساتذة النفوسمن

اسمه – – ووضع المؤلف اسم حذف أن هو المثال سبيل على جامعي أستاذ فعله ما كل

وعلى . الحياء باب من ولو حرفا أو كلمة فيه يغير لم ، الكتاب طبع أعاد ثم مكانه،

التالعب . وتفنن القضاء متاهات يعلم والكل القضاء إلى يلجأ أن ، د oجYو إن المتضرر

تقل ربما عاما الخمسين من يقرب ما والرد األخذ بين القضية تستمر وقد ، بالقوانين

المسروق . قبله ومن السارق رحيل بعد الورثة ينساها وقد ، تزيد وربما قليال

كما – – الظهر، صالة حتى األصنام وسط الكعبة جلسفى وقد ، النبي إلى نعود

جالس . وهو الكعبة فى يفعل محمد كان ماذا هيكل الدكتور يخبرنا لم الكاتبان يدعي

كل . . هو هذا يزيد وال الظهر، صالة حتى بها وبقى دخل إنه بالقول يكتفى األصنام بين

فى. يفكر كان ، تلك جلسته فى ، محمدا أن فيدعي ضيف الدكتور أما شئ

وإسماعيل . إبراهيم

ممن عاقل به يرضى وال ، بساطته كانت مهما فكر، صاحب أى يرفضه كالم هذا

باألصنام . محاط وهو إال وإسماعيل إبراهيم فى لمحمد التفكير Yيحل ألم الدين بهذا آمن

. األمور معه تستقيم ال معلول منطق ؟ جانب كل من

قد أنه يذكر األمانة باب من لكنه ، وضيف هيكل ذكره ما زهرة أبو الشيخ ويكرر

نسكه : " وسلم عليه الله صلى الله رسول قضى لما الواقدي فى جاء الواقدي عن نقل

350 ? ، محمد هيكل ص حياة ،321.351 ? ، ضيف ص محمد شوقي ،323.

Page 300: محمد في المدينة

الشريفة . الكعبة فوق الظهر بالل أذن حتى ، فيه يزل فلم البيت دخل لنا 352، يذكر وال

ربما . ، الواقدى كالم على زهرة أبو يعلق وال األصنام بين جلوسمحمد سبب الواقدي

عقباه . تحمد ال لما يعرضه قد مما ، المحظور مناقشة يريد ال ألنه

الكعبة داخل الظهر صالة حتى الصباح جلسمن قد محمد يكون أن تماما نستبعد

يحاول أو ، يحاورها أو يتأملها وكأنه ، بينها فيما بوضعه راضيا ، قريش بأصنام محاطا

عن . . محمد ابتعد لقد به نأخذ وال ، إليه نميل ال سخف هذا هى ما حقيقة استكشاف

إلى . . يتقرب لم لصنم يسجد لم نبيا الله بعثه حتى شبابه وصدر صباه منذ مكة أصنام

قلب . فى وحيدا الحرة بإرادته يجلس النبوة أفبعد ، قربانا الحجر آللهه يقدم لم وثن

؟ األصنام بين ما الكعبة

فيه . التفكير إثم وتصديقه الموقف تصوير مجرد

ميمونـة : يتزوج النبى

زوجة الفضل أم أخت وهى ، الحارث بنت ميمونه النبى تزوج تلك عمرته فى

النبى . ) xره غي برة واسمها ميمونة كانت الوليد بن خالد وخالة المطلب عبد بن العباس

عمرو ( : بن مسعود مرتين تزوجت ، عمرها من والعشرين السادسة فى ميمونة إلى

عنها . توفى الذى العزى عبد بن هUم Yر أبو ثم ، فارقها الذى الثقفى

فى . " بالنبى لقائه لحظة أسلم العباسقد إن ويقال النبى العباسعلى عرضها

وافق . وقد طويل زمن منذ سرا أسلم قد أنه لمحمد أكد أنه من بالرغم ، العمرة هذه

العودة تلك ويحب ، الهاشميين ويحب ، العباس يحب كان ألنه الزواج هذا على محمد

" مكة مونتجمرى. " " . 353إلى يقول طويلة فترة منذ أسلم العباسقد أن إشاعة وعن

الخالفة : فترة فى يكتبون كانوا الذين المؤرخين بعض من محاولة مجرد إنها وت

قدره . من والتعظيم العباسية لألسرة األكبر الجد شأن إلعالء 354العباسية

عرض وقد ، للمودة وبسطا ، للقلوب تأليفا ميمونة من الزواج علي النبى وافق

- - ، عرسه وليمة يحضروا أن الرحيل منهم يطلب رسوال جاءه عندما مكة أهل على

رفضوا . جفاء فى لكنهم

قريشفى – – من نفر فى العزى عبد بن حويطب إسحق ابن يحكي كما جاءه

مكة من وسلم عليه الله صلى الله رسول بإخراج وكلته قريشقد وكانت ، الثالث اليوم

تركتموني : . : لو عليكم وما النبى قال عنا فاخرج أجلك انقضى قد إنه له فقالوا ،

جـ ? 352 ، زهرة ص 3أبو ،834.353 ? Betty Kelen, p. 198.

354 ? Montgomery Watt, Muhammad at Medina, p. 200.

Page 301: محمد في المدينة

طعامك . : فى لنا حاجة ال قالوا فحضرتموه طعاما لكم وصنعنا أظهركم بين فأعرست

عنا . 355فاخرج

به أتي ما قوة إلي يلجأ ولم ، يعترض لم ، يجادل لم ، بالرحيل المسلمين النبى أمر

يوما . عYرف ما ، المواثيق ويحترم ، بالوعد ويفى ، العهد يراعي كان وسالح خيل من

. غدر حادث عنه ذاع وما ، بالخيانة

هدوء فى مكة يغادرون ، يرحلون معه والذين النبى كان ، الظالم هبوط قبل

على . رافع أبا مواله النبى خلxف قبل قريشمن ألفته ما السير فى ونظام وسكينة

المسلمين . . أمهات من وأصبحت بها بنى حيث بسVرoف رافع أبو بها أتاه وقد ميمونة

نفس فى تدفن أن الهجرة من والخمسين الحادي العام فى موتها عند طلبت ولقد

به . أوصت ما لها وتحقق ، فيه بها النبى بنى الذى المكان

حـمزة : بنت عمارة

عبد بن حمزة الشهداء وسيد الله أسد بنت عمارة تبعته حتى مكة النبى غادر أن ما

وتهجع ، نفسها فيه تطمئن مكان بمكة لها عاد فما ، والهجرة الصحبة تطلب ، المطلب

فى . النبى ينظر حتى فاطمة إلى على أخذها أحباب من حولها عاد ما ، روحها هدوء فى

والحفاظ . برعايتها أولى هو أنه يدعي كل ، رجال ثالث تنازع النبى حضرة وفى أمرها

فى : تربى الذى حارثة بن زيد والشأن المكانة ذوى الكبار من والثالثة ، وصونها عليها

طالب أبى بن وعلى ، لها العم بمنزلة فأصبح حمزة وبين بينه النبى وآخي النبوة بيت

، بها أولى وهو إليه الناس أقرب من فهى وبذلك النبى ابنة فاطمة وزوج عمها ابن وهو

عميس . بنت أسماء لخالتها زوجا وكان طالب أبى بن جعفر فهو الثالث أما

على تنكح ال فالمرأة ، له تجوز وال خالتها زوج لكونه ، لجعفر النبى بها قضى

فيما . . النبى زوجها وقد الرضاعة من أخوين كانا وجعفر حمزة أن جانب إلى هذا خالتها

النبى لكن ، النبى يتزوجها أن اقترح قد كان عليا أن رغم ، سلمة أبى بن سلمة بعد

الرضاعة : . من حمزة أخي ابنة هى إذ لى تحل ال قائال 356رفض

جـ ? 355 ، هشام ص 3ابن ،426.ص ? 356 ضيف، .324شوقى

Page 302: محمد في المدينة

العاص : بن وعمرو الوليد بن خالد إسالم

وأسلم ، النبى ابنة زينب توفيت ، الهجرى الثامن العام ودخول القضاء عمرة بعد

من بقليل نعرض أن ونرى ، العاص بن وعمرو الوليد بن خالد

إسالمهما . حكاية التفصيل

سيفا، فيه أشهروا ما ، فذا معنويا نصرا ، للمسلمين بالنسبة ، القضاء عمرة كانت

وقريشهم ، الوطن هى فمكة ، دم نقطة إراقة فى أبدا فكروا وما ، سهما أطلقوا وما

أكبر . : الله الوحيد سالحهم كان جفاء من القريشيون أظهره ما كل رغم ، واألحبة األهل

طائعين .. .. . أتينا البيت هذا رب يا لبيك اللهم لبيك أكبر الله

فى أتوا وقد أصحابه تقاتل أن أو ، النداء هذا تقاوم قريشأن باستطاعة كان ما

. ، والتالل الجبال رؤوس فوق من المهيب الموكب بتأمل اكتفوا محرمين الحرام الشهر

أيام . ثالثة بعد مكة من معه ومن النبى خرج حتى

هذا وجه فى الوقوف باستطاعتهم عاد ما أنه أعماقهم فى القريشيون أحس

وبدا ، إيمان يعادلة ال الذى الواحد باإلله اإليمان وهذا ، الجارف العقائدى الطوفان

واألوثان - - . األصنام زمن مضى قد أنه مكلومون وهم لبعضهم

كيلين – بيتى تقول كما للجميع العمرة هذه أوضحت ديانة – Betty Kelenولقد أن

فى . يعودوا لم الحرام بالبيت االرتباط أشد مرتبطة ، األعماق حتي عربية ديانة محمد

زد : . مجوسية أو مسيحية أو كانت يهودية الغريبة الديانات أمر فى التفكير إلى حاجة

اآلن : العرب باستطاعة إن الغرابة شديد تغير البعض تفكير فى طرأ قد أنه ذلك على

كتاب : . أهل أنفسهم يسموا 357أن

المدينة : فى النبى إلى ذهبوا مختارين اإلسالم إلى مكة أهل بعض قلوب مالت

لخالد . األصغر الشقيق ، الوليد بن الوليد أسلموا الذين بين من كان الخالصة بإرادتهم

فرسان . خيرة كفارسمن خالد قدر جيدا يعرف وهو ، خالد عن النبى سأله الوليد بن

يأتي . . : بالقول خالد شقيق اكتفى اإلسالم سيوف من سيفا يكسبه أن يود كان مخزوم

إلى . : الله بنور يهتدي حتى خالدا يترك لن قرار نفسه فى xقر قد كان لكنه به الله

النبى . عند لخالد أن معناه هذا ، عنه يسأل النبى أن يعلمه رسالة له أرسل اإلسالم

357 ? Betty Kelen, p. 200.

Page 303: محمد في المدينة

بل ، المشركين بين مكانته عن المسلمين بين مكانته تقل فلن أسلم لو وأنه ، مكانة

ومنعة . وقوة شموخا اإليمان سيزيدها

أم - – ، أسماء أسلمت لقد ، أسلم الذى فقط هو لخالد األصغر األخ الوليد يكن لم

- بنت ميمونة نفسها خالد خالة أصبحت ولقد ، الرسالة بصدق اقتناع عن أيضا هى ، خالد

للنبى – . زوجا الحارث

اشترك . ، القتالى الجانب وهو ، آخر جانب من العائلى الجانب وهو ، جانب من هذا

معركة " " فى واشترك ، حاسما النصر يكن ولم ، محمد ضد أحد معركة فى خالد

قريشفى . مع منكساألعالم ، عائد وهو اعتراه وقد نصر هناك يكن ولم ، الخندق

فى . وهو ، تجنبه فى النبى نجح وعندما النهاية فى ينتصر سوف محمدا أن ، خيبتها

لينجز – يروى كما قنوط فى صاح ، منه النيل عن خالد وعجز الحديبية إلى الطريق

Lings. : – هزيمته يمكن وال معصوم الرجل هذا استسلم قد وصلت 358وكأنه بعدها

من . خالد تيقن عندها العرب من أحد توقعه ما والذى ، المذهل خيبر نصر عن األخبار

هزيمته : !! يمكن ال الرجل هذا قال ما صدق

أنه : خالد يرى عليه للمادة أو للجسد سيطرة ال الذى الروحي العامل يتدخل ثم

وال له مخرج ال وكأنه ، السوار كما كاملة إحاطة األسوار بها تحيط قاحلة أرض فى

له يبدو فجأة ثم والبوار، االضمحالل سوى القحط التيه هذا فى يلقى لن وأنه ، منفذ

واسعة أرضخضراء فى هو فإذا منها نفذ نور طاقة األسوار أحد من انبعثت قد وكأنه

األطراف . مترامية شاسعة

جوهر يدرك أن صورها يتأمل وهو استطاع ، رؤيا إال هو ما رآه ما أن أحسخالد

وكان : . إال شهرين من أكثر القضاء عمرة على يمضى كاد وما لنبى الرجل إن معناها

يديه : . بين إسالمه ويعلن النبى إلى يذهب أن قراره اتخذ قد خالد

منفعة من يخلو ال لإلسالم خالد اعتناق أن يرى السيرة بعضكتاب كان وإذا

متدهورة غدت جاهلية قوة وهجره ، الواعدة الصاعدة القوة باختياره وذلك ، شخصية

بعد !! ، خالد أصبح لقد ذرة مقدار وال ، شيئا خالد قدر من يقلل ال هذا فإن ، متهالكة

ينكرها ال اإلسالمي التاريخ فى ومكانته ، اإلسالم سيوف وأمضى Iأحد من سيفا ، إسالمه

. مكابر إال

، التراث كتب ترويها حكاية فهناك اإلسالم واعتناقه العاص بن عمرو عن أما

عليها . نعلق ثم ، لها تصديقنا عدم رغم نذكرها

358 ? Lings, p. 283.

Page 304: محمد في المدينة

الطبرى تاريخ فى جاء ما حسب ، عمرو عن 359يقول األحزاب مع انصرفنا لما ،

لهم : فقلت ، منى ويسمعون ، رأيى يرون قريشكانوا من رجاال جمعت ، الخندق

منكرا . علوا يعلو محمد أمر ألرى أنى والله تعلمون

على : محمد ظهر فإن ، عنده فنكون النجاشى أرض إلى يرحلوا أن عليهم اقترح

، محمد يدى تحت نكون أن إلينا أحب يديه تحت نكون فألن ، النجاشى عند كنا قومنا

. خير إال منهم يأتينا فال ، عرفوا قد UنVم فنحن قومنا يظهر وأن

بعثه . . وقد ، الضمرى أمية بن عمرو عنده وجدوا عليه قدموا الهدايا له جمعوا

أمية . : بن عمرو هذا ألصحابه عمرو قال وأصحابه طالب أبى بن جعفر شأن فى النبى

فإذا !! عنقه فضربت فأعطانيه ، إياه وسألته النجاشى على دخلت قد لو ، الضمرى

محمد . رسول قتلت حين عنها أجزأت قد أنى قريش رأت ذلك فعلت

عمرو . . . انتهز عندها فأعجبته الهدايا له قدم له سجد النجاشى على دخل

وهو : ، عندك من خرج رجال رأيت قد إنى ، الملك أيها قال ، عادته هى كما الفرصة،

وأخيارنا . أشرافنا من أصاب قد فإنه ، ألقتله فاعطينيه ، لنا عدو رجل رسول

يقال شديدة لطمة عمرو لطم ثم ، شديدا غضبا غضب النجاشى أن الرواية تحكي

األرض به انشقت لو ما الذل من وأصابه ، بثيابه الدم يتلقى فجعل ، أنفه كسرت إنها

– – . ، الملك أيها والله نحن تعبيرنا ال هو تعبيره حسب الذليل قال منه فرقا فيها لدخل

: . الناموس يأتيه رجل رسول أعطيك أن أتسألني قال سألتكه ما هذا تكره أنك ظننت لو

ويحك ! : : قال ؟ هو أكذلك ، الملك أيها عمرو قال لتقتله موسى يأتي كان الذى األكبر

ظهر ! كما خالفه من على وليظهرن ، الحق لعلى والله فإنه واتبعه أطعني عمرو يا

نعم . : . : . قال اإلسالم على له فتبايعني عمرو قال وجنوده فرعون على 360موسى

عنى : فغسل بطست دعا ثم ، اإلسالم على فبايعني ، يدي فبسطت عمرو ويضيف

فألقيتها . بالدم امتألت قد ثيابى وكانت ، ثيابا وكساني ، 361الدم

المدينة . . يريد طريقه شق بعيرا ابتاع السفينة من خرج عندما العودة قرر

إلى. " " . : سألهما طلحة أبى بن وعثمان الوليد بن بخالد التقى الظهران عند المنورة

اذهب : . لنبى الرجل وإن ، المنسم استقام لقد والله واثق بأسلوب خالد قال أين؟

متى !! فحتى أسلم، والله

واالختصار . ? 359 التصرف من شيئ معجـ ? 360 ، ص 2الطبرى ،146جـ ? 361 ، زهرة ص 3أبو ،843

Page 305: محمد في المدينة

خيار، أمامه يكن لم أنه نعتقد أننا رغم ، اإلسالم اختار قد أيضا هو أنه عمرو أعلن

أن عمرو إلى األمر وإصداره ، سال الذى والدم عمرو أنف وكسره النجاشى حكاية وأن

يأتي كان الذى األكبر الناموس يأتيه الذى النبى هو ألنه محمدا ويتبع ويخشع يخضع

الورع .. .. " " خيالهم وزودها األتقياء بعض قريحة أملتها مختلقة حكاية هذه موسى

آيات – من واحدة آية فى يرد لم أنه كما تاريخيا يثبت ما فليسهناك ، والدماء بالهدايا

فعل – . قد ولو األشهاد رؤوس على هكذا وأعلنه اإلسالم اعتنق قد النجاشى أن القرآن

وما . ، يحدث لم لكنه ، حدث قد لو هذا اإلسالم واعتنقت مسيحيتها كل الحبشة لهجرت

- كونها . – عن تزيد ال التراث كتب فى والحكاية اليوم حتى مسيحيتها على الحبشة زالت

وابتداع . تخيل مجرد

برسالة يؤمن كى دمه وإسالة أنفه كسر إلى حاجة العاصفى بن عمرو يكن لم

ولم - – ، اختار الخالصة بإرادته لكنه أحد يرغمه لم أى مرغما يكن لم أنه كما ، محمد

الذى التاجر الداهية لحسابات نتيجة بل ، مطلق إيمان عن اللحظة تلك فى اختياره يكن

الميزان . كفتى إلى التفكير بعميق ينظر

واالندثار . البوار حيث ، التل أسفل إلى األعالى من ينزلق ، يخبو قريش نجم

مداره فى سائر وهو ، بنوره تهتدي كى الكثرة إليه وتزحف ويتألق يعلو محمد نجم

واقتدار . بقوة

أشعة . بالعيشتحت يلزمه ما عمرو منهج وليسفي وتغرب تخبو شمسقريش

فى . وتتألق ، مصالحه بوهجها تنمو مشرقة شمسا يريد إنه لشمسغاربة خابية

ومصالحه . : . مكاسبه وراء يسعي إنه بسيط مباشر بأسلوب ومواهبه أطماعه سطعانها

غارقة . محالة ال أنها األحداث سير من استقرأ فقد قريش، بسفن يتعلق لن

، الدنيوية الذاتية وتطلعاته النفسية تركيبته هي وهذه ، العاص بن عمرو هو هذا

قبل ما فعمرو ، ويطهره اإلسالم يشذبه وأن البد كان الذى ، الجاهلية غرس وهو

. األشياء . طبيعة ضد ألنه ، مستحيل أمر هذا اإلسالم بعد ما عمرو هو ليسهو اإلسالم

بعض " يغضب قد ، العاص بن عمرو عن ، السابق كالمنا فى ، ذكرناه ما أن ندرك

بسطاء " من كثرة وربما ، بعض يثير كى صراخهم فيرتفع المتعالمين من األدعياء

.. .. " " : " زندقة" هذه جليل صحابى عن ، يقال أال ويجب ، يقال ال كالم هذا األتقياء

من " " .. " " .. نقصد معذرة العمياء إجماع عن هو خارج التكفير أتون فى به اقذفوا

من " " مجموعة كونهم عن يزيدون ال وهم العلماء صفة أنفسهم على يطلقون

. ، األالف يكسبون اإليمان صادق من وقلوبهم ، العلم من عقولهم الخاوية ، األدعياء

Page 306: محمد في المدينة

- الحواة " " – كما براعتهم ويظهرون ، الدين باسم تقام حفالت من األالف مئات وربما

يتحدثون أنهم ويدعون ، األحالم يفسرون ، التلفاز شاشات على علنية ندوات فى

أمر عليه أصبح وما الدعوة إليه آلت ما هو هذا وكأن ، الحديث وصحيح القرآن بسلطة

وأكثرها . تخلفا العالم دول أكثر فأصبحوا المسلمين أحوال تدهورت أن عجب وال الدين

مجرد – – أنهم على اليهود رأسهم وعلى األخرى الديانات أصحاب إليهم ينظر ، جهال

والقوة . الحق دين فهو الدين ليسفى العيب وثعابين وأفاعي ديدان ، قذرة حشرات

الدين . بهذا تاجروا فيمن العيب لكن ، والعدل

بكالمنا " " " " األتقياء بعضبسطاء حفيظة أثرنا هل ؟ العلماء األدعياء أغضبنا هل

ربما . ؟ عليه وتعليقنا العاص بن عمرو إلسالم الدافع عن

شيوخ من شيخ كتبها صفحات من رأينا يؤيد بما النقطة هذه نختتم أن نرى لهذا

السلطة وبريق المادة اغراءات فوق تعالوا الذين ، الصادقين المتبحرين ، األجالء العلم

أسلمت . : لو يقول عمرو هذا زهرة أبو محمد اإلمام الشيخ يقول واعتزاز أنفه فى

ويحاول ، المؤمنين على النجاشى ليحرض ببعضقومه يخرج ثم ، أسلم ما قريشكلها

لمصلحته .. كان إسالمه إن نقول لذلك الله عندرسول من رسول قتل من يتمكن أن

يظهر .. ) ( ال رجل عمرو أى إنه ذلك بعد قلبه دخل قد اإلسالم ولعل الدنيوية الشخصية

YحYدا وأ وينجو، بدرا يحضر فهو ، الردي مواطن عن االنحياز لنفسه ويبغى ، الهيجاء فى

أو النظارة من كان بل يقاتل ولم VقUتل ي لم أنه ويظهر ، وينجو والخندق ، وينجو

يدبر ومعاوية طالب أبى بن على الهدي إمام بين القتال فى شأنه كان كما ، المدبرين

البغاة . حرب 362فى

إلى طلحة بن وعثمان ، العاص بن وعمرو ، الوليد بن خالد قدم ، حال أية على

تبعه . . وأسلم فسلم خالد تقدم خيرا به واستبشر بمقدمهم النبى علم وقد ، المدينة

أن : على أبايعك إنى الله رسول يا صفقة يعقد وكأنه التاجر بعقلية تحدث الذي عمرو

تأخر . ما أذكر وال ذنبي من تقدم ما لى 363تغفر

ما غفران على يلح وال ذنبه من تقدم ما النبى له يغفر أن إسالمه مقابل يريد إنه

بعد،. . قلبه آمن قد يكن لم تأخر وما الذنوب من تقدم ما يغفر الذى هو النبى وكأن تأخر

وهو . ، وسماحة بساطة فى النبي ويرد له يغفر كى الله يدعو أن النبى من يطلب كى

وإن : ، قبله ما يجب اإلسالم فإن بايع ، عمرو يا يواجهه الذى ذلك طبيعة جيدا يفهم

قبلها . ما تجب الهجرة

جـ ? 362 ، زهرة ص 3أبو ،844.جـ ? 363 ، ص 2الطبرى ،146.

Page 307: محمد في المدينة

وأسلم . فسلم ، طلحة بن عثمان ، الثالثة ثالث وتقدم

(2)

والحكـام الملوك إلى الرسل

الناس وإعالم ، الدعوة نشر فى يفكر بدأ ، القضاء عمرة من النبي عودة بعد

هناك . يعد لم العرب جزيرة شبه حدود يتخطي واسع نطاق على ، اإلسالم برسالة

أثبت أن بعد فيها القتال إرادة وفترت ، الخندق بعد قواها انهدت قريشفقد من خطر

، الحج إلى ويدعو العمرة يؤدى ، ويقدسه البيت يجل أنه ، القضاء عمرة فى ، محمد

وإسماعيل . إبراهيم عن توارثوها التى العرب شعائر من ويعلى

- – . ، أبوابها وتفتح اليطول قد وقت مسألة إنها للنبى قلقا تثير مكة عادت ما

أقداساإلسالم . قدس تصبح كى ، مكرهة ال ، الله بإذن طائعة

قريش . وإلى عامة العرب إلى سVل UرY ي لم إنه الشمال إلى بعيدا ، ببصره النبى رنا

أن عليه كان وما حولها وما القرى أم إلى أى ، المستشرقين بعض يدعي كما ، خاصة

أى : ) أحمرهم كافة للناس أرسل لقد خاطئ استقراء وهو ، ذلك من أبعد هو لما يتطلع

: ما ( . واضحة صريحة الوحي كلمات كانت ولقد الدنيا بقاع كل فى ، وأسودهم أبيضهم

ليست . – الوحي كلمات أن رغم بكلماته النبى أكده ما وهذا للعالمين رحمة إال أرسلناك

الملوك - إلى يرسل أن انتوى وقد ، الصحابة إلى يتحدث وهو تأكيد إلى حاجة فى

رحمة : YثتoعY ب إنى اإلسالم إلى ويدعونهم الخاتم النبى بأمر يعلمونهم رسال والحكام

الله . يرحمكم عنى فأدوا وكافة،

وأرسل قبل من عيسى المسيح فعل كما ، الرسل يرسل أن النبى قرار قر

الرسل . فيه خرج معين بتاريخ نجزم أن نستطيع وال الله بملكوت يبشرون الحواريين

ذلك . إن قائل فمن ، المؤرخون واختلف السيرة كتاب اختلف النبي رسائل يحملون

واستمر القضاء عمرة بعد كان قائل ومن ، خيبر بعد كان قائل ومن ، الحديبية بعد كان

عمرة . بعد أنه إذ ، به نأخذ ما وهذا وفاته وحتى النبى عاشها التى السنوات امتداد على

. واستقرار وسكينة هدوء فترة بدأت القضاء

دعوة إنها ، صغارا أم كانوا كبارا ، والحكام واألمراء الملوك إلى الرسل سيخرج

كتبة – – من األدعياء بعض يدعي كما البالسيف بالكلمة السالم إلى اإلسالم

Page 308: محمد في المدينة

والموعظة.. : بالحكمة ربك سبيل إلي أدع الكلمات يحملون رسل المستشرقين

أسنة. على واالنتشار بالدموية اإلسالم ، الغرب كتاب من المتعصبين بعض اتهم الحسنة

من تماما طمسوها ربما أو ، تناسوها أو ، الكلمات هذه نسوا ، السيف وحد الرماح

دين إلى واإلساءة التجنى إلى الميل فيهم فتفضح يكتبون فيما تخط ال كى ، أفكارهم

كأنه : عداوة وبينه بينك الذي فإذا أحسن هى بالتى وجادلهم على دعوته جوهر فى يقوم

حميم . ولى

مختومة تكون وأن البد فالرسالة ، رسائله به يختم خاتم للنبى يكون وأن البد كان

خاتم . صنع تم توقيع أو خاتم دون رسالة YعUتمVد ت وال ، بتوقيعه ممهورة أو صاحبها بخاتم

أسطر : . ثالثة فى ، الله رسول محمد كلمات ثالث عليه نقشت فضة من خاتم ، للنبى

: ، وسلم عليه الله صلى الله رسول كان قال أنه الشعبى عن سعد ابن ويروى

مجراها : الله باسم فيها اركبوا عليه نزلت حتى ، اللهم باسمك قريش تكتب كما يكتب

فكتب ، الرحمن ادعوا أو الله ادعو قل عليه نزلت حتى ، الله بسم فكتب ومرساها،

: ، الرحيم الرحمن الله بسم وإنه سليمان من إنه عليه نزلت حتى ، الرحمن الله بسم

الرحيم . الرحمن الله بسم 364فكتب

صلح فى ألنه ، الحديبية صلح قبل نزلت قد تكون وأن البد جميعا اآليات هذه

سهيل " " فرفضها الرحيم الرحمن الله بسم بـ الصلح صيغة يبدأ أن النبي أراد الحديبية

: – - ، الرحيم والأعرف الرحمن أعرف ال يقول وهو قاطعا رفضا أسلفنا كما عمرو بن

الحديبية . صلح بعد بها الوحي نزل قد السابقة اآليات كانت إذا أما اللهم باسمك أكتب

األمر . هذا مناقشة ونترك خطأ الشعبي لسان على سعد ابن أورده ما أن معناه فهذا

بن . سليط النبى بعث ، التراث كتب تحكى وكما الكريم القرآن علوم فى للمتخصصين

المنذر . إلى الحضرمي بن العالء وبعث اليمامة صاحب على بن هوUذة إلى شمس عبد

جلندي بن وعباد Uدي Vن ل Yج بن Uفر جي إلى العاص بن وعمرو ، البحرين صاحب ساوى بن

وبعث . . اإلسكندرية المقوقسصاحب إلى بلتعة أبى بن حاطب وبعث عمان صاحبى

حذافة بن الله عبد وبعث ، الروم ملك هرقل وهو ، قيصر إلى الكلبى خليفة بن دحية

فارس . عظيم كسرى إلى 365السهمي

بأسلوب ، حولها دار وما ، فيها جاء نناقشما ، كنماذج الرسائل بعضهذه سنختار

يفقده قد مما ، الحدث وتضخيم المبالغة على ال ، المنطقى الفكر على يعتمد عقالني

ومصداقيته . فعاليته

جـ 364 ، سعد ص 2ابن ،263 -264.جـ 365 ، ص 2الطبرى ،128.

Page 309: محمد في المدينة

التراث، كتب فى ذكرها ورد التي الرسائل نصوص بأن نجزم أن نستطيع ال ونحن

، تحوير أو تبديل دون رسائله كتبة على النبى أماله ما هى ، منها أمثلة سنعطي والتى

بعد . فيما أرخوا الذين أن احتمال تجاهل يمكن وال األصول مرجعية نملك ال فنحن

بحيث المضامين، بعض غيروا أو الصياغة أعادوا أو أضافوا أو حذفوا قد النبى لسيرة

، واإلذعان الخضوع وفرض االقتحام وسلطة والمقدرة والسطوة القوة فيها تبدو

لو . ، بالتأكيد وهذا النبى أمر من ويعظمون اإلسالم شأن من يعلون بذلك أنهم معتقدين

والتأريخ . التدوين منهج فى خطأ ، فعال حدث قد كان

: قيصـر إلى

قيصر عن الرواة حكاه وما ، الروم ملك هرقل وهو ، قيصر إلي النبى بخطاب لنبدأ

الله . : بسم النبى خطاب فى جاء الكلبى دحية حمله الذى الخطاب تسلم أن بعد

اتبع . من على السالم الروم عظيم هرقل إلى الله رسول محمد من الرحيم الرحمن

: إثم . فإن تتول وإن ، مرتين أجرك الله يؤتك وأسلم ، تسلم لoم UسV أ بعد أما الهدي

النبى ) ( . اتباع عن إياهم لصده عليه الرعية إثم أى عليك األكارين

فيه وترغيب لإلسالم دعوة فيها ، هادئة ، بسيطة ، واضح هو كما ، الرسالة كلمات

عظمة من يقلل أو قيصر يمسهيبة ما فيها يوجد وال ، مرتين يؤتي الله من بأجر ووعد

وسلطانه . ملكه

لنا xفه خل ما هو ، التصديق عدم وبالطبع ، واالندهاش االستغراب يثير ما لكن

قالوه . مما ونورد الخطاب قرأ أن بعد فعله ورد قيصر سلوك عن اإلخباريون

المقتطفات . بعض

بن : الملك عبد زمان فى أدركته للنصارى أسقف حدثني الزهرى شهاب ابن قال

كتاب .. : عليه قدم فلما قال وأمرهرقل الله رسول أمر فى ذلك أدرك أنه ، مروان

إلى كتب ثم وخاصرته فخذيه بين فجعله هرقل أخذه ، خليفة بن دحية مع الله رسول

، شأنه له ويصف ، أمره له يذكر ، يقرءونه ما العبرانية من يقرأ كان برومية رجل

: ، فيه الشك ، ننتظره كنا الذى للنبى إنه رومية صاحب إليه فكتب ، منه جاء بما ويخبره

. وصVدIقه xبعه 366فات

: فقال الروم جمع هرقل ،إن الشام أهل قدماء من رجل عن ، يسار بن خالد ويقول

: قال ! : ؟ هى ما قالوا أردتها قد فيم فانظروا ، أمورا عارضعليكم إنى ، الروم يامعشر

وصف التى بصفته نعرفه كتابنا فى نجده إنا ، مرسل لنبى الرجل هذا أن والله تعلمون

جـ 366 ، ص 2الطبري ،130 .

Page 310: محمد في المدينة

ونحن . : ، العرب يدى تحت نكون نحن فقالوا وآخرتنا دنيانا لنا فتسلم ، فلنتبعه فهلم لنا،

! ؟ بلدا وأفضلهم رجاال، وأكثرهم ، الناسملكا أعظم

حربه : من وأستريح شوكته عنى اكسروا ، سنة كل فى الجزية فأعطيه فهلم قال

ونحن . : ، منا يأخذونه ج UرVبخ والصغار، الذل العرب نعطي نحن قالوا إياه أعطيه بمال

أبدا . . هذا نفعل ال والله ال بلدا وأمنعهم ، ملكا وأعظمهم ، أكثرالناسعددا

وكانت : ) الشام وأرض ويدعني ، أرضسورية أعطيه أن على فألصالحه فهلم قال

أرض من الدرب دون وحمصوما ودمشق واألردن أرضفلسطين أرضسورية

. ) الشام عندهم الدرب وراء ما وكان سورية،

نفعل : ال والله ، الشام ة xسر أنها عرفت وقد ، أرضسورية نعطيه نحن له فقالوا

أبدا . هذا

فى : منه امتنعتم إذا ظفرتم قد أنكم لترون والله أما قال ، عليه أبوUا فلما

أرض استقبل الدرب على أشرف إذا حتى فانطلق ، له بغل جلسعلى ثم ، مدينتكم

: دخل ركضحتي ثم ، الوداع تسليم أرضسورية عليكم السالم قال ثم الشام

القسطنطينية .

كانت . الذى الروم قيصر الممجوجة المضحكة المبالغة بأنغام الرواه صدح هكذا

فى وينحني كامال استسالما يستسلم ، شوكتها كسر والذى الفرس امبراطورية تهابه

فى خطابا تسلم أنه لمجرد ، جدل أو مناقشة دون ، عرضه يمكن ال ويعرضما خضوع

يناقشعقيدته . ولم ، يدرسفكره ولم يره لم نبى من سطرين

وخاصرته، – - فخذيه بين الكتاب جعل حتى الرواة يحكي كما السطرين قرأ أن ما

تردد – – أى ودون ثم ، والتقديس التبجيل عالمات من عالمة زمنه فى تلك كانت وربما

أى . ، الروم ويرفض واآلخرة الدنيا لهم تسلم كى بمحمد يؤمنوا أن الروم عرضعلى

هم – – ألنهم ذلك الرواة تخيل هكذا اإلمبراطور دعوة ويعترضعلى الشعب يرفض

ألن . ذلك ، األقوى هو ومنطقهم بلدا واألفضل ، ورجاال ماال واألكثر ملكا األعظم

على يغريهم أو يرغمهم ما الساطعة والحجة القاطع بالدليل لهم يقدم لم اإلمبراطور

النبى . ذلك اتباع

فهو لذا ، داخله وتهاوي ، فرائصه ارتعدت وقد الروم إمبراطور الرواة يتخيل هنا

وأستريح : شوكته عنى اكسروا ، سنة كل الجزية فأعطيه فهلم قومه مستعطفا يصيح

إياه . أعطيه بمال حربة من

Page 311: محمد في المدينة

فالخطاب ، منه تطلب أن دون العربى للنبى الجزية دفع يعرض الروم إمبراطور

إنه . وعيد أو تهديد كلمة أى من يخلو إنه بل ، إليها يشير وال الجزية عن شيئا اليذكر

موقف منه يتخذ ولم بحرب يتوعده لم النبى أن رغم ، وحربه النبى شوكة يخشى

اإلخباريون. . تخيل هكذا لكن العداء

يجد – – أن اإلمبراطور ويحاول الحكاية تحكي كما الجزية دفع الروم ويرفض

الخصام، – .. - بدأ متى نعرف وال ، المصالحة ويعرض الندري ماذا؟ من مخرجا لنفسه

الشام . أرض النبى له يدع أن بشرط ، أرضسورية النبى يعطي أن على

فعندما . ، لذا الرواة مخيلة فى ، الروم إمبراطور كان ، هينا ، لينا ، هشا ، سهال

له – – – t بغال يركب أن إال الحكاية تحكي كما أمامه يكن لم ، عروضه كل رفضقومه

الدرب – على أشرف إذا حتى ينطلق ثم البغل فوق اإلمبراطور يتخيل أن وللقارئ

ركض : . ثم الوداع تسليم أرضسورية عليكم السالم قال ثم ، الشام أرض استقبل

!! القسطنطينية - .. – دخل حتى نعرف ال ؟ ماذا من النجاة يركضويركضطالبا وظل

بتسلم دراميا تبدأ ، مسرحية تكون تكاد وحبكة إبداع فيها ، مشوقة الحكاية

مأساويا – وتنتهي ، والشعب اإلمبراطور بين بالمواجهة ذروتها إلى تصل الخطاب،

اإلمبراطور – !! بفرار طبعا للروم بالنسبة

إن بل ، األحداث واقع فى له جذور وال ، بالتاريخ له صلة ال بوهم الرواة أمتعنا

التي ، مؤتة غزوة عن صفحات عدة بعد نكتب عندما ادعائهم كذب ستثبت األحداث

مرة ألول توجه عندما المسلمين جيش فيها وهزم الصحابة خيرة من ثالثة فيها استشهد

الشام . حدود إلى مقاتل آالف ثالثة فى

ذلك فى يحدث أن يمكن ال وما يحدث لم ما فأحدثوا بخيالهم الرواة استنطع لقد

وثبت ، العقيدة تمكنت أن بعد ، بعد فيما لكن ، أروع هو ما حدث قد كان وإن ، التاريخ

قضاء وكان ، العليا هى الله كلمة وأصبحت ، القوى ميزان وتغير اإليمان،

مفعوال . أمرا الله

إلىكسـرى :

على الرواة قصه ونناقشما ، النبى كتابات من آخر لكتاب نعرض

تاريخ . حقائق أنه

بن الله عبد مع الخطاب وبعث ، فارس ملك هرمز بن كسرى إلى النبى كتب

كسرى : إلى الله رسول محمد من ، الرحيم الرحمن الله بسم فيه ، السهمي حذافة

. الله إال إله ال أن وشهد ، ورسوله بالله وآمن الهدي اتبع من على السالم فارس عظيم

Page 312: محمد في المدينة

الله رسول أنا فإني ، الله بدعاء وأدعوك ، ورسوله عبده محمدا وأن له، شريك ال وحده

فإن ، تسلم فاسلم ، الكافرين على القول ويحق حيا كان من ألنذر كافة الناس إلى

المجوسعليك . أثم فإن ، 367أبيت

. لم قيصر فعل رد من تماما النقيض على كان كسرى فعل رد أن الرواة ويحكي

لم ، شيئا عنه يعرف وال يره لم الذى النبى يخششوكة لم ، يرتعد لم ، كسرى يهتز

من جزء عن يتنازلوا أو الجزية يدفعوا أن أو ، ويسلIموا لموا Uيس أن قومه يعرضعلى

أن . . هو فعله ما كل أحد منه توقعه وما ، ذلك من شئ على أقدم ما وسلطانهم أرضهم

عبدى : !! وهو هذا xإلى يكتب واستعالء كبرياء فى قال ثم ، استخفاف فى الخطاب مزق

عن أو ، الفرس تاريخ فى كتاب عن ننقلها ولم ، عندنا من ليست السابقة الكلمات

من . أسطر عدة ، الرواة من مجموعة عن نأخذها إنما النبى عهد فى حدث ما حقائق

" " " نفسه" وهو ، تاريخ أسماه فيما فسجلها الطبرى إلى الرواية وصلت حتى العنعنات

غرابة من فيها بما مكترث غير الرواية بتسجيل اكتفى ، يحقق ولم يدقق ولم ، يشهد لم

وترك ، له بغال ركب الذى الروم قيصر حكاية فى حدث كما المعقول حدود تتعدي قد

هرب . ثم شعبه،

الخطاب . مزق أن بعد كسرى رواية فى حدث ما لنشهد الرواة مع نسترسل واآلن

الذى " " : الرجل هذا إلى ابعث أن اليمن على وهو ، باذان إلى كسرى كتب

بابويه . " " " " وهو قهرمانة باذان فبعث به فليأتياني ، Uدين جVل عندك من رجلين بالحجاز

يأمره " " الله رسول إلى معهما وكتب ، خYسرة xرYخ له يقال الفرس من رجال معه وبعث

... ، بابويه فكلمه ، الله رسول على قدما حتى فخرجا كسرى إلى معهما ينصرف أن

يبعث: أن يأمره ، باذان الملك إلي كتب قد ، كسرى الملوك ملك شاهانشاه إن قال

ملك إلى فيك كتب فعلت فإن ، معي لتنطلق إليك بعثني وقد ، بك يأتيه من إليك

! ، قومك ومهلك مYهUلoكك فهو علمت قد من فهو أبيت وإن ، عنك ويكفه ينفعك الملوك

. فكره ، شواربهما وأعفيا ، لحاهما حلقا وقد الله رسول على ودخال بالدك ومخرب

- ربنا : !! : بهذا أمرنا قاال ؟ بهذا أمركما من ويلكما فقال عليهما أقبل ثم ، إليهما النظر

وقصشاربى - : . لحيتي بإعفاء أمرني قد ربى لكن الله رسول فقال كسرى 368يعنيان

رواية فى كما ، الدرامي الحدث فى التكثيف بنفسقوة ليست المرة هذه الرواية

– - بين. يجمع يدروا أن دون ربما آخر أسلوبا المرة هذه الرواة استخدم لقد قيصر

بذلك . يأتياه كى رجلين يرسل أن اليمن على واليه يأمر كسرى إن والعبثية البالهة

جـ 367 ، ص 2الطبرى ،133.جـ 368 ، ص 2الطبرى ،133.

Page 313: محمد في المدينة

" وزير" حاشيته فى يوجد وال فكر، وال له عقل ال هذا كسري وكأن ، بالحجاز الذى الرجل

. ما إبل، سارق حتى أو طريق قاطع أو ، لص بالحجاز كان لو مستشار أو ناصح أو

. فلن مكبال كسرى أقدام عند به ويرميا ويأسراه ، يطارداه أن وحدهما رجالن استطاع

رجال – – . . معه يكون وأن البد وحده الواقع بمنطق الرجالن يجده

إلى وقوة عزم وله ، به جاء بما آمنوا رجال وحوله ، دولة أنشأ بنبى بالكم فما

ذلك . إلحضار رجالن أيكفى االرض أهل إلي السماء رسالة بنقل إلهي تكليف جانب

" "، الجند من مئات عدة األقل على أو جيشا ألرسل فعال يريده كان لو ؟ بالحجاز الذى

معلول . ومنطق سقيم حديث وهو ، الرواة يقوله ما هذا لكن ، األمر تنفيذ يضمن كى

النبى . ينظر بالنبى الرجلين لقاء بعد يحدث ما هو الرواية فى العبثى المضحك لكن

يصيح – – . عندها شاربه أعفا وقد لحية بال منهما كل فإذا الرواة يحكي كما الرجلين إلى

: : !! كسرى : أى ربنا، يجيبان ؟ بهذا أمركما من استنكار فى يسألهما ثم ويلكما النبى

أمرني . : ربى لكن فيه للجدل محل ال ، باترا ، قاطعا النبى رد ويكون فارس عظيم

وقصشاربى !! لحيتي بإعفاء

جاءا – – رجلين التخيل من الكثير إلى حاجة فى الحكائين فروايات نتخيل أن ولنا

- – ، كسرى سيدهما أمام اعتقدا كما خضوع فى يقف كى بالطبع أسيرا النبى ألخذ

أن : . من وبدال بالدك ومخرب قومك ومهلك مهلكك هو وتهديد وعيد رسالة ومعهما

الرسالة قدxما قد يكونا لم إن مجيئهما سبب عن أو ، الرسالة أمر فى النبى يناقشهما

عن !! يحدثهما لم الشوارب وقص اللحي بإطالق ربه أمر عن يحدثهما بالنبى إذ بعد،

لم ، عليه أنزل الذى الكتاب عن أو ، السماء وحي عن أو ، الدعوة جوهر عن أو اإلسالم

على . هذا من شئ ال القهار األحد بالواحد واإليمان النار عبادة لترك دعوة لهما يوجه

!! . وقصشاربه لحيته بإعفاء أمره قد ربه أن أعلمهما فقط اإلطالق وجه

الرواة !! تحدث هكذا

المقـوقس : إلى

Page 314: محمد في المدينة

فيها . القبط وعظيم اإلسكندرية المقوقسصاحب إلى النبى أرسلها ثالثة رسالة

من : . الرحيم الرحمن الله بسم وفيه ، اللخمي بلتعة أبى بن حاطب الخطاب حمل

القبط . المقوقسعظيم إلى ورسوله الله عبد بن محمد

، لم UسV ت oم ل UسV أ ، اإلسالم بدعاية أدعوك فإني بعد أما ، الهدي اتبع من على سالم

القبط : " أهل إثم عليك فإن توليت فإن ، مرتين أجرك الله يؤتك VهUلV وأسلم أ Vا ي UلYق

V وVال tا Uئ ي Vش oهo ب Vكoر UشY ن V وVال Vه� الل x oال إ VدY VعUب ن x الV أ UمY Vك Uن Vي وVب Vا Vن Uن Vي ب وVاء Vس VمVة� Vل ك oلVى إ U VوUا VعVال ت oابV oت Uك ال

VونYمo ل UسYم xا نV oأ ب U هVدYوا Uاش U Yوا فVقYول U xوUا VوVل ت oن فVإ oه� الل oونYد مIن tا Vاب ب Uر

V أ t VعUضا ب Vا VعUضYن ب Vذoخx Vت آل" ) ي

369( .64عمران :

: أظن وكنت بقى قد نبيا أن علمت قد يقول ، النبى إلى رسالة المقوقسفى رد

القبط فى مكان لهما بجاريتين إليك وبعثت ، رسولك أكرمت وقد ، بالشام يخرج أنه

تركبها . وبغلة كسوة لك أهديت وقد ، 370عظيم

فى . . . كله األمر تخلصمن فعل بما اكتفى يسلم لم هذا المقوقسعلى يزد لم

لصاحب : كسوة هدية الرسالة حامل مع أرسل بأن ، أدب وحسن ، ولباقة ، كياسة

الذى . فالنبى ، النبوة موضوع عن أما جميلتين وامرأتين ، يركبها وبغلة ، يلبسها الدعوة

مغلف . لكنه رفضواضح وهذا الحجاز أرض من ال ، الشام أرض من يخرج ينتظره

اإلحساس . يجرح وال يسئ ال الذى المهذب واألدب اللباقة من بلفافة

. ، إبراهيم له أنجبت التى مارية وهى ، الجاريتين بإحدي احتفظ الهدية النبى قبل

بالنسبة . األمر انتهي وهكذا ثابت بن حسان لشاعره وهبها فقد سيرين وهى الثانية أما

- . كان. فقد أبدا بخلده دار وما الحجاز نبى أو الحجاز أمر فى يفكر يعد لم للمقوقس

قلة – بعد مصر ربوع كل فى ترفرف سوف اإلسالم رايات أن التصورات كل يفوق األمر

سنين . من

: النجاشـي إلى

طالب أبى بن جعفر شأن فى النجاشى إلى الضمرى أمية بن عمرو النبى بعث

إلى : . الله رسول محمد من الرحيم الرحمن الله بسم كتابا معه وكتب ، وأصحابه

القدوس الملك الله إليك أحمد فإني ، أنت سلم� ، الحبشة ملك األصحم النجاشى

إلى ألقاها ، وكلمته الله روح مريم بن عيسى أن وأشهد ، المهيمن المؤمن السالم

خلق كما ونفخه روحه من الله فخلقه ، بعيسى فحملت ، الحصينة الطيبة البتول مريم

. وأن ، طاعته على والمواالة ، له شريك ال وحدة الله إلى أدعوك وإنى ونفخه بيده آدمجـ 369 ، زهرة ص 3أبو ،866. جـ 370 ، سعد ص 2ابن ،260.

Page 315: محمد في المدينة

، جعفرا ، عمي ابن إليك بعثت وقد ، الله رسول فإني ، جاءني بالذى وتؤمن تتبعني

الله . إلي وجنودك أدعوك فإني ، التجبر ودع ، فأقرهم فإذtا ، المسلمين من معه ونفرا

الهدي . اتبع من على والسالم ، نصحي فاقبلوا ، ونصحت بلغت فقد

الرحمن : الله بسم الله رسول إلى كتب النجاشى أن الطبرى تاريخ فى وجاء

الله: نبى يا عليك سالم ، أجبر بن األصحم النجاشى من ، الله رسول محمد إلى الرحيم

. ، بعد أما اإلسالم إلى هداني الذى ، هو إال إله ال الذى الله من ، وبركاته الله ورحمه

واألرضإن السماء فورب ، عيسى أمر من ذكرت فيما الله رسول يا كتابك بلغني فقد

وقد ، إلينا به بعثت ما عرفنا وقد ، قلت كما إنه YفUروقا، ث ذكرت ما على يزيد ما عيسى

وبايعت بايعتك وقد ، مصدقا صادقا الله رسول أنك فأشهد ، وأصحابه عمك ابن Uنا قري

األصحم بن أرها بابنى إليك بعثت وقد ، العالمين رب لله يديه على وأسلمت ، عمك ابن

أشهد فإنى ، الله رسول يا فعلت آتيك أن شئت وإن ، نفسى إال أملك ال فإنى ، أبجر بن

الله .. . رسول يا عليك والسالم حق تقول ما أن

سبق – كما ألنه النجاشى يكتبها لم التى الرسالة هذه بفبركة اإلخباريون يكتفى وال

مأساوية – . درامية قمة إلى بحكايتهم يصلون لكنهم يؤمن لم ، بالتفصيل وشرحنا

.. : ، يتذكر وال يذكر ال فهو ، له ذكر الذى من نعرف وال لى وذكر اسحق ابن يقول

الكالم قدم ثم ، للمجهول الفعل يبنى أن إلى دفعه مما ، البوح يرفض لكنه يتذكر وربما

من : ستين فى ابنه بعث النجاشى أن لى ذYكر مؤكدة حقيقة أنه على للمجهول للمبني

فهلكوا !! ، سفينتهم بهم غرقت البحر وسط فى كانوا فإذا ، سفينة فى الحبشة

إسالم : ، النبى رسالة المأساوية قمته وصل حتى دراميا الحدث تدرج هكذا

الحبشة وإسالم بل ، أبيه إسالم يعلن كى حبشيا ستون ومعه ولده إرساله ، النجاشى

: - سببا – لها نعرف ال غضبة له كانت البحر لكن قبل العاصمن بن عمرو ادعي كما كلها

فيها . ومن فيها بما السفينة ابتلع

. جنائزية مأساوية نهايتها تكون أن على اإلخباريون صمم رواية على الستار أسدل

- - مودة، وأكثر هدوءا أكثر يكون وأن البد كان دراميا الحدث مع تعاملنا لو البحر أن رغم

إلى متوجهين وخشوع طاعة فى وخرجوا ، آمنوا الذين هؤالء كل ظهره على يحمل وهو

فروض ويقدموا إيمانهم يعلنوا كي الهداية مصدر

ووالئهم . طاعتهم

Page 316: محمد في المدينة

وشعب النجاشى إسالم أكد العاصقد بن عمرو أن اإلخباريين بعض ادعاء عن أما

زهرة أبو محمد اإلمام ذكره فقد ، والرهبان األساقفة ومعهم عليه، 371مملكته يعلق ولم ،

وال : تلكؤ غير من الحق لكلمة استجاب بقوله النجاشى عن حديثه مجمل فى اكتفي

قومه . . يؤمن ولم تردد

، إليها الرجوع يمكن سابقة صفحات فى بالتفصيل النجاشى موقف ناقشنا لقد

المسلمين آوى ، والعدل بالحكمة له مشهود ملكا كان النجاشى أن هو القول ومجمل

. فقد ، أسلموا وكهنته شعبه أن أو ، أسلم أنه تاريخيا يثبت لم لكن معاملتهم وأحسن

اليوم . حتى مسيحيتها على زالت وما ، مسيحية عهده فى الحبشة ظلت

: الحـارث أسقفبنى إلى

رسائله ، الحصر ال ، المثال سبيل على منها نذكر ، كثيرة أخرى رسائل النبى كتب

، بعمان Uدي Vن ل Yالج ابنى وعبد Uفر جVي وإلى ، األردن فى الغسانى مoر Vش أبى بن الحارث إلى

عبد بن الحارث ومنهم اليمن أهل وإلى ، البحرين فى العبدي ساوى بن المنذر وإلى

ملك األيهم بن جبلة وإلى ، كندة فى معاوية بنى وإلى ، يزن ذى قيل ونعمان Yالل ك

التراث . كتب فى إليها الرجوع يمكن كثيرة أخرى ورسائل ، 372غسان

نجران وأساقفة كعب بن الحارث بنى ألسقف النبى كتاب ، هنا ، بالذكر نخص

قليل : من أيديهم تحت ما لهم إن يقول جميعا لهم كتب ، تبعهم ومن ورهبانهم وكهنتهم

أسقفمن xر YغVي ي ال ، ورسوله الله وجوار ، ورهبانيتهم وصلواتهم بيعهم من وكثير

وال حقوقهم من حق يغير وال ، كهانته عن كاهن وال ، رهبانيته من راهب وال أسقفيته،

، مثقلين غير عليهم فيما وأصلحوا نصحوا ما عليه كانوا مما شئ وال ، سلطانهم

ظالمين . 373وال

تنشر أن يجب ، اإلسالم لعدالة والمعلية المعلنة ، الحق بنور المضيئة الكلمات هذه

اتهام عن اإلسالم أعداء يكف كى ، معان من تتضمنه ما تفسير ويتم ، الدنيا بقاع كل فى

واإلرهاب . التعصب بعار المسلمين ووصم ، والدموية بالعدوانية النبى

يدxعون . ما تدحضكل حق شهادة ، ونورانيتها شفافيتها بكل النبى كلمات

على تدل أنها ، والحكام الملوك إلى النبى بعضرسائل من عرضنا نستخلصمما

العرب إلى أى ، حولها وما فقط القرى أم إلى يرسل لم أنه تام يقين على كان النبى أن

كل : إن قال أنه أحاديثه فمن ، الدنيا بقاع كل الناسفى كافة إلى أرسل لكنه خاصة،

ص 371 ، جـ ، زهرة أبو .869محمدجـ 372 ، الطبرى ص 2أنظر جـ 128، ، سعد وابن بعدها ص 1وما بعدها .258، وماجـ 373 ، سعد ص 1ابن ،266.

Page 317: محمد في المدينة

من . ذلك استلهم وقد واألسود األحمر إلى YتU Yعث وب ، خاصة قومه إلى يبعث كان نبى

إنى : " " " الناس أيها يا قل ، للعالمين رحمة إال أرسلناك وما السماوى الوحي تعاليم

جميعا ". إليكم الله رسول

واعتدال، واقتدار قوة فى اإلسالم انتشر ، العميق الصافى اإلسالمي النبع هذا ومن

عام مائة عن يقل فيما ، أتباعه عدد فيصبح الدنيا، ربوع كل فى والعدل الحق ينشر كى

وترفرف مجتمعين، األخرى الديانات أصحاب عدد من أكبر ، الهجرى التاريخ بداية من

فى العرب حكم ويستمر وأوروبا، وأفريقيا آسيا ربوع فى اإلسالمية اإلمبراطورية أعالم

عام . سبعمائة من يقرب األندلسما

- - لكن الحق وهو اإلسالم بسبب يكن فلم ، وانهيار تدهور من ذلك بعد حدث ما أما

أغرتهم ، أنفسهم فأنساهم الله نسوا ، المسلمين قلوب فى اإليمان بسببضعف

يدفعهم وهو سرطانيا الفساد وأصبح ، عقولهم وتبلدت نفوسهم ففسدت الدنيا مفاسد

الكارثة . نحو دفعا

(3)

مؤتـة سرية

: الشـام حدود على الدعاة قتل

محصورة الدعوة تظل أن المستحيل من كان ، الشمال فى اإلسالم ينتشر وأن البد

الخاضعين الشمال عرب من النصارى حيث إلى حدودها تتخطي ال الوثنية القبائل بين

اإلسالمية . األمة إلى اليهودية المستوطنات انضمت لقد المسيحية لإلمبراطورية

وقاتلت – - اعتدت عندما إخضاعها أو ، سالم بمعاهدات احتواؤها تم أن بعد الناشئة

وهى . ، الشمال فى الرومانية لإلمبراطورية التابعة القبائل دور جاء واآلن السالح بقوة

اإلسالم . عن شيئا تعرف وال بالمسيحية تدين

ذات إلى ، الغفارى عمير بن كعب قيادة تحت ، رجال عشر خمسة النبى أرسل

عشر . خمسة يتجه أن المعقول غير فمن ، لقتال يذهبوا لم الشام حدود على الطلح

Page 318: محمد في المدينة

وكان . . الله إلى الدعوة هدفهم كان معركة يخوضوا كى الشام حدود إلى رجال

القرآن . سالحهم

قورن ما إذا ، كبيرا عددهم وكان قضاعة بنى من القوهم ممن أحد لهم يستجب لم

يتجنبوه . – – . أن الطبيعي من كان بقتال صدهم بعد المسلمون يبدأ لم المسلمين بعدد

فناء . . حصار حاصروهم قضاعة بنى لكن ، سالم فى االنصراف حاولوا له خرجوا فما ،

نهشته . ، واحد رجل باستثناء جميعا استشهدوا نبال من بوابل من جانب كل من رموهم

حيث . إلى الوصول فى ونجح ، نجا لكنه األموات بين أنه ظن حتى والحراب السيوف

الدعاة . . مصير إليه آل بما أخبره النبى

: النبي رسالة حامل قتل

عمير بن حبيل Vر Yش إلى برسالة األزدى عمير بن الحارث أرسل قد النبى وكان

: الرجل استقبال شرحبيل فأساء ، البيزنطي اإلمبراطور قبل من YصUرى ب حاكم ، األزدي

والحكام . الملوك عادات من تكن لم راسه بقطع ذلك بعد ثم ، األغالل فى بقيده أمر

العرف . كان له والذنب فحواها اليعرف األحيان أغلب فى فهو ، الرسالة حامل قتل

يعود أن إلى آمن وهو ، الرسالة مضمون كان مهما ، الرسول معاملة حسن هو السائد

جاء . حيث من

من عقاب من البد البعضجريمة اعتبرها ولقد ، إهانة يمثل كان النبى مبعوث قتل

. ، األيام مستقبل فى الرسل قتل لتكرر كهذا أمر فى التهاون تم لو ألنه عليها أقدم

معه . ومن هو بشأنه اآلخرون واستهان ، الرسالة صاحب أمر VهVان وVل

: العدوان لرد الخروج

عشر، الخمسة الدعاة قتل بسبب أيضا وربما ، النبى رسالة حامل قتل بسبب ربما

مؤته . . موقعة وكانت العدوان لرد جيشا يرسل أن النبى قرر

سنه ) هجرية ثمان سنة من األول جمادي إلى ( 629فى المسلمين النبى دعا ، م

وهو . ، آالف ثالثة عددهم وبلغ الناسوتجمعوا تجهز الله دين ونصرة للقتال الخروج

وعلى – – ، اإلسالم رايات عليه ترفرف ، المدينة من يخرج الفترة تلك حتى جيش أكبر

بن : الله وعبد ، حارثة بن وزيد ، طالب أبى بن جعفر الصحابة كبار من ثالثة رأسه

باإلسالم . عهد حديث وكان ، الوليد بن خالد الجند صفوف فى ومعهم ، رواحة

. طوعه عن يخرجون وال قيادته تحت الجميع يعمل ، للجند أمير تعيين من البد كان

الله فعبد أصيب فإن ، طالب أبى بن فجعفر أصيب فإن ، أميرا حارثة بن زيد النبى اختار

جعفر . إن ويقال عليهم فيجعلوه رجال بينهم المسلمون فليرتض قتل فإن ، رواحة بن

Page 319: محمد في المدينة

سمع - - عندما جانبه Yهاب ي فارسا عمره من والثالثين الثالثة فى وكان طالب أبى بن

زيدا : تستعمل أن أذهب كنت ما ، الله رسول يا فقال ، واقفا وثب ، عليه زيد بإمارة

خير !! : . ذلك أى تدرى ال فإنك ، امض النبى قال 374على

وأكثرها اإلسالم دعائم أروع من مبدأ دعائم يرسى ، تطبيقى درسعملى هذا

عم : ابن الوقت نفس فى وهو قريش، بيوتات أعرق من لسيد محاباة ال وعدال إنصافا

اإلسالم . أزال لقد خديجة بيت فى يوم ذات عبدا كان الذى ذلك حساب على ، النبى

لمن الفضل وأصبح الجاهلية العنجهيات ذابت أن بعد ، الناس بين وسوى الحواجز،

وبدء. الوحي هبوط فور بالنبى آمنوا ، ثالثة ثالث كان زيدا أن التاريخ ينسى وال اتقى

واعتبر . ، معه وجاهد ، ورافقه ، النبى اتبع أحد غيرهم به آمن قد بعد يكن ولم ، الرسالة

البيت . أهل من

مقتل يأتوا أن وأوصاهم ، حارثة بن زيد إلى دفعه ، أبيض لواء لهم النبى عقد

الله الناسكفى استجاب فإن ، اإلسالم إلى هناك يدعوا وأن ، عمير بن الحارث

أن إال الحالة هذه فى المسلمين على فما واعتدوا رفضوا وإن ، القتال شر المؤمنين

فى عمر ما يخربوا وأال ، واألطفال والشيوخ النساء قتل عن نهاهم لكنه ، العدوان يردوا

. ، األرض فى يصلحوا كى خرجوا لقد الثمار وحرق األشجار وتقطيع البيوت بهدم األرض

وخراب . تدمير أدوات أو هدم معاول يكونوا كي ال

النبى يودع وهو بكي رواحة بن الله عبد إن المؤمن 375ويقال بروح xأحس وكأنه ،

خروجه وأن ، النبى وبين بينه األخير اللقاء هو هذا أن ، النقى الشاعر وشفافية التقى،

: وال . ، الدنيا حب بى ما والله أما قال ، يبكيه عما سألوه عندما ، لكنه عودة تتبعه لن هذا

وإن : النار فيها يذكر الله كتاب من آية يقرأ الله رسول سمعت ولكنى ، بكم صبابة

! الورود . بعد بالصxدVر لي كيف أدرى فلست مقضيا حتما ربك على كان واردها إال منكم

يقول : أنشد ثم

مغفـرة الرحمن أسأل الزبدا لكننى تقذف فرغ ذات وضربة

مجهـرة حران Uبيدى طعنة والكبـدا أو األحشاء تنفذ بحربة

جدثي على مروا إذا يقال رشـدا حتى وقد غاز من الله 376أرشده

جيشالعـدو :

جـ 374 ، ص 2الطبرى ،151.وكان . 375 بالمدينة أسلموا من أوائل ومن ، العقبة فى النبى بايعوا الذين النقباء من رواحة بن الله عبد كان

وأروعه . وأحاله أرقة الشعر من يكتبجـ 376 ، ص 2الطبرى ،149.

Page 320: محمد في المدينة

فجمعوا وتتجسس، ترصد عيون بالطبع لهم وكان ، المسلمين بخروج العدو سمع

المسلمون . يخفى أن المستحيل من كان غرة على يؤخذوا ال كى العدة وأعدوا الجموع

ذلك ، يفعلون األحيان أغلب فى كانوا كما ، ليال وساروا نهارا كمنوا ولو حتى ، أمرهم

جيش : عدد يبلغه لم ما وهو ، مقاتل آالف ثالثة كبيرا المرة هذه الجيشكان عدد ألن

قبل . من المسلمين جيوش من

مقاتل، ألف مائة من أكثر الشام أرض على هرقل عامل ، عمرو بن بيل Uح Vر Yش جمع

نفسه . . هرقل إن ويقال أخرى ألف بمائة فأمده هرقل إلى وكتب أمامه الطالئع وقدم

البلقاء . " " . أرض من مآب نزل وقد الجيش رأس على كان

" " ، أمرهم فى يفكرون الشام أرض من مYعان فى فتوقفوا ، ذلك المسلمين بلغ

الحسبان فى يكن لم ما وحدث ، الرؤي وانعكست ، الموازين انقلبت وقد يفعلون ماذا

بالطبع . هو مقاتل آالف ثالثة من جيشا أن يعتقدون وهم خرجوا لقد أحد يتوقعه لم وما

لكنهم . مئات فى إال قبل من الخروج تعودوا فما ، لها التصدى يصعب داحرة قوة

يزيد . أو ألف مائة فى لهم خرج بعدو فوجئوا

قال . . توقعاتهم كل من أكبر المفاجأة كانت التعقيد بالغ ، الصعوبة بالغ الوضع كان

فنخبره : وسلم عليه الله صلى الله رسول إلى نكتب الرأى وأصحاب منهم الحكماء

الرأى . هو هذا كان له فنمضى يأمرنا أن وإما ، بالرجال يمدنا أن فإما عدونا، بعدد

الواقع . مواجهة فى والعقالنية بالتدبر يتميز كان إذ ، اتباعه الواجب

متدفق - شاعرا وقلنا سبق كما وكان الثالثة األمراء أحد ، رواحة بن الله عبد لكن

إيمانها – . بكل ، روحه كانت آخر رأى له كان اإليمان عميق ، العاطفة قوي األحاسيس،

إلى . التراجع على إرغامه أو ، إقناعه المستحيل من كان الله لقاء إلى تهفو ، وتقواها

تكرهون . . : التي إن والله ، قوم يا قال الناسخطيبا فى قام خطوة مقدار ولو الخلف

إال نقاتلهم وال ، والكثرة قوة وال بعدد الناس نقاتل وما ، الشهادة ، تطلبون خرجتم للتى

. وإما ظهور إما الحسنيين إحدي هى فإنما فانطلقوا به الله أكرمنا الذى الدين بهذا

رواحه . : . ابن صدق والله قد الناس قال 377شهادة

: الجيشيـن لقاء

لها . يقال قرية وصلوا والعرب الروم من وجنوده هرقل للقاء الناس ومضى

" " . . " على" ، مؤته لها يقال قرية إلى المسلمون انحاز واقترب العدو دنا مشارف

باألردن اآلن يعرف فيما الميت موقع "378البحر من أفضل موقعها أن رأوا ألنهم ذلك ،

جـ 377 ، هشام ص 3ابن ،433.ص 378 ، ارمسترونج .349كارين

Page 321: محمد في المدينة

فى " بينهما تكافؤ ال جيشين بين المعركة بدأت مؤته وفى ، بها التحصن ويمكن مشارف

. العدد من به ألحد قبل ال بما ، سعد ابن يقول كما ، العدو فاجأهم لقد والعدة العدد

والذهب . والحرير والديباج Yراع والك 379والسالح

. ، جنان وثبات ، قلب بشجاعة الصفوف اقتحم أميرا ، حارثة بن زيد اللواء حمل

القتال . . اشتد أحد منهم تراجع ما المسلمون معه وقاتل قاتل الله بقدر مطلق وإيمان

الله أعداء رقاب فى سيفه يعمل األخرى وباليد بيد الراية يحمل وزيد ، الوطيس وحمي

حياته . واختتم والرماح السيوف جسده مزقت ، القوم رماح فى نفسه هو شاط حتى

التتويج : . هذا بغير حياته ختمت ولو الله سبيل فى بطال االستشهاد أروع هو بما الرائعة

اكتملت . ما

طالب . بنى شباب زين ، طالب أبى بن جعفر أسرع الراية سقطت ما لكن

وعنفه، ، القتال ضراوة اشتدت ما إذا حتى ، فرسه على وهو قاتل ، فحملها وفارسهم،

أول . . كان ، الطبرى يقول وكما عقرها شقراء له فرس على كان ترجل ، وقسوته

فرسه . اإلسالم فى عقر المسلمين من رجل

مرفوعة الراية ، غاضب كليث العدو صفوف فى وجال هاشم بنى فارس صال

إليه : وتندفع به تحيط البغاة وجموع ، يساره فى العدو بدم مشتعل والسيف بيمينه

السيوف . ناشت النبى راية تسقط أن غايتهم كانت وقد ، الراية بسقوط الجيشيسقط

. . لم لكنهم بشماله فأخذه ، اللواء حاملة ، يمينه قطعت دمه وأسالت جعفر جسد

. سقطت وما سيفه سقط وقد ، بعضديه اللواء احتضن عندها شماله فقطعت يمهلوه

أحد . في وجد ، سعد ابن يحكي وفيما نصفين فقطعه الروم من رجل ضربه حتى ، رايته

. بسيف ضربة وسبعون اثنتان جعفر بدن من قيل فيما ووجد جرحا وثالثون بضعه نصفيه

برمح . 380وطعنة

تقدم . النبى بأمر المكلفين الجيش أمراء ثالث ، رواحة بن الله عبد اللواء التقط

تخلصمنه ، تردد لمح خاطفة لحظة فى نفسه اعترى ، المهلك الهول نحو بفرسه

يقول : وهو اقتحم ثم ، ومض مما بأسرع

لتنزلنـه نفـس يا ه أقسمت xـ UرoهVن Yك لت أو لتنزلــن

xه الرن الناسوشدو أجلب الجنه إن تكرهين أراك لى ما

برفعها . . أسرع الراية سقطت ما لكن بصاحبيه لحق الفارسحتى الشاعر وقاتل

ليسكفؤا أنه نفسه قرارة فى شعر الذى ، أرقم بن ثابت وهو ، العVجUالن بنى من رجل

جـ 379 ، سعد ص 2ابن ،129.جـ 380 ، سعد ص 2ابن ،329.

Page 322: محمد في المدينة

يستمر : . أن منه طلبوا منكم رجل على اصطلحوا المسلمين معشر يا فنادي لحملها

رفض . لكنه تبعاتها وتحمل حملها فى

من المعتبر جاهليتها فارسقريشفى ، الوليد بن خالد الناسعلى اصطلح

جنده وقائد البتار الله سيف اللحظة هذه منذ يصبح والذي ، أبطالها بين المعدودين

الله . بنصر دوما المظفر

خالد . ولكن الهزيمة وكانت ، سعد ابن يقول كما ، الناس الوطيسوانكشف حمي

القتال . وتوقف الظالم حل حتى المقاومة فى نجح ، الحربية ومهارته القيادية بخبرته

غير . معركة فى االستمرار من جدوي ال االنسحاب بدأ ، بالغة حكمة فى عندها،

فقدانها . من خير المسلمين أرواح على واالبقاء ، خاسرة محالة ال وهى متكافئة،

بما . ، عشر اثنى كانوا جميعا القتلى فادحة المسلمين خسائر تكن لم ذلك رغم

رواحة : . بن الله وعبد وجعفر زيد الثالثة األمراء فيهم

العـودة :

. يكون أن الممكن من كان باقتدار االنسحاب حركة أدار وقد بالجيش، خالد عاد

من حالة إلى الجميع يجر قد منظم غير انسحاب حالة فى بالمئات القتلى عدد

أنهم العدو روع فى ألقى ، قيادته ومهارة بخبرته خالد لكن ، والفرار االضطراب

- - صارم بانتظام الظالم جنح تحت كانوا الذى الوقت نفس فى ، مقاتلون صامدون

اآلالف . . أنقذ لقد الوليد بن لخالد نصر أول االنسحاب هذا ويعد وينسحبون يتراجعون

الله . رسول راية ، مرة ألول يحمل وهو

العقيدة أجل من يموت مسلم أول حارثة بن زيد كان ، السرية هذه وفى

أرضغريبة . فى

السالسـل ذات سرية

سرية العاصفى بن عمرو النبى أرسل ، الهجرى الثامن العام ، اآلخرة جمادى فى

، السالسل ذات إلى ، فرسا ثالثون ومعهم ، واألنصار المهاجرين من رجل ثالثمائة من

المدينة عن وتبعد القري وادي وراء فيما ، قضاعة بالد من

أيام . عشرة مسيرة

أمه أن هو السرية رأسهذه على بالذات العاص بن عمرو إرسال فى السبب

فى . المسلمين هيبة يسترد أن أراد كما بذلك يتألفهم أن النبى وأراد ، قضاعية كانت

فى الروم جانب إلى حاربت التى القبائل لبعض يثبت بأن وذلك ، الجزيرة شبه شمال

Page 323: محمد في المدينة

ال قوة يمثلون زالوا ما المسلمين أن ، وجذام وقضاعة oل�ى ب أمثال من مؤته معركة

عضدهم من تفت ولم ، الكثير فيها يخسروا لم جولة مجرد كانت مؤته وأن ، بها يستهان

رسالته . وتبليغ الله دين نشر على وتصميما قوة زادتهم بل إرادتهم، تكسر ولم

العيون . ويبعث ، نهارا ويكمن ليال يسير كان القيادة فى دهاءه عمرو استخدم

بأرض . ماء على كان إذا حتى ، أيام عشرة مدة سار باألخبار له وتأتى رجاله تسبق

التى . القبائل أن أخبروه عيونه أن هو خوفه سر كان خاف ، السالسل له يقال جذام،

فى . للمسلمين حدث ما معه ولمن له يحدث أن خشى والعدة العدد كثيرة حربها يريد

يعود . ال وقد ، له معركة أول فى ، منكسرا خائبا يعود وبذلك مؤته،

زيد أو طالب أبى بن جعفر أو رواحة بن الله عبد خامة العاصمن بن عمرو يكن لم

مقاتال . . كان الحياة على يكون أحرصما وكان ، باإلسالم عهد حديث كان حارثة بن

ما . ، جاهليته أيام فى حتى أبدا بحياته ليخاطر كان ما لكنه ، صحيح هذا ، وشجاعا

. كان : مبارز من هل الصفوفصائحا وتقدم سيفه امتشق أو ، واقتحم غامر أنه سمعنا

أمثال . من المسلمين أبطال من أى يواجه أن على يجرؤ لم والخندق وأحد بدر فى

الجراح بن عبيدة أبى أو ، رواحة بن عبدالله أو ، دجانة أبى أو ، الزبير أو ، على أو حمزة،

ثم. لحياته، حفظا بالفرجة يكتفى ، المخاطرة عن بعيدا السالمة يطلب كان أنه يبدو

للنجاة طلبا الفارين مع بالفرار يلوذ أو ، نصر هناك كان إن المنتصرين مع بالنصر يحتفل

. لكن . إسالم أو جاهلية فى العرب أبطال بين المعدودين من كان ما الهزيمة حالة فى

هذا . فى نتحدث لن الدهاة عتاة بين المعدودين من كان ، حقه ونعطيه نظلمه ال كى

، ومعاوية على بين التحكيم كارثة فى فعله عما وال عثمان مقتل فى دورة عن المجال

نهايتها إلى إصرار فى ودافعها ، األولى ودعامتها الرئيسى محورها هو كان وقد

دنيوية . مكاسب أجل من المأساوية

أصحاب من ، المعاصرين العاصبعض بن عمرو عن الكالم هذا يعجب ال قد

رأس على اللعنات ويستنزلون ، صراخا الدنيا فيمألون ، بالدين المتاجرين الثروات

!! وكأن : ؟ ويتجاسر يجرؤ كيف ، الصحابة أحد عن هذا يكتب كيف الكلمات هذه كاتب

أو ، والخطأ الخطيئة عن منزه ، البشر طبقة فوق طبقة من كان العاصهذا ابن عمرو

وعمر بكر أبى مع المساواة قدم على يقف ، األخيار الصحابة أجالء من كان كأنه

وعثمان . وعلى

وعدة . عددا يتفوق العدو أن األخبار وصلته أن بعد ، العدو للقاء عمرو يتقدم لم

. . بن الله عبد Yعث ب ولو للشهادة يخرج لم إنه ينتظر جلس ثم ، النبى من مددا طلب

Page 324: محمد في المدينة

لو : : .. الشهادة تطلبون خرجتم للتى تكرهون التى إن والله بكلماته فيه وصرخ رواحة

ما ، مرة ألف مائة العاص بن عمرو وجه فى الكلمات بهذه رواحة بن الله عبد صرخ

بحياته . . عمرو يغامر لن إليه التفت وما ، به عمرو اكترث

تحت وجعل ، tلواء له وعقد مقاتل مائتي فى الجراح بن عبيدة أبا النبى له بعث

بن وعمر بكر أبى رأسهم على ، واألنصار المهاجرين كبار خيرة من جماعة إمرته

ال . كى األمور، من أى فى عمرو مع يختلف أال عبيدة أبى من النبى وطلب الخطاب

المسلمين . بين شقاق يحدث

حان . خمسمائة المسلمين جيش وأصبح ، العاص بن عمرو على عبيدة أبو قدم

. . منعه . عمرو له تصدى بالناس يصلى كى عبيدة أبو وتقدم ، الصالة وقت

: ، الرياسة وحب ، السلطة عشق العاص بن لعمرو النفسية التركيبة هى هذه

قد . معه ومن عبيدة أبا أن منطقه كان اآلخرين علي بالدهاء أو بالقوة إرادته وفرض

أبا . كان لو حتى معه ممن أى أو ، عبيدة أبى حق فليسمن ذلك وعلى مددا له قدموا

. القادمين . وعلى معه من على ، القائد األمير هو إنه الصالة فى يؤمه أن ، عمر أو بكر

صفر شهر فى إال أسلم ما وأنه ، باإلسالم عهد حديث أنه العاص بن عمرو نسى

والمهابة . والمكانة القدر أصحاب الصحابة كبار إلى يتحدث وأنه ، العام نفس من

، به قورن ما إذا الكثير أو القليل يساوى ال وهو ، الجراح بن عبيدة أبى على تطاول

معك : . ومن معي من على األمير وأنا تؤمنى أن وليسلك ، لى مددا قدمت إنما قال

الكلمات . بتلك بفجاجة ينطق وهو ، حياء يتملكه لم ، العاص بن عمرو يخجل لم

الله : رسول إن عمرو يا عبيدة أبو يقول ، المتسامي النقى التقى المؤمن وبشموخ

بالناس : . .. !! . عمرو فصلى فدونك أطعتك عصيتني إن وأنت تختلفا ال لى قال 381قد

تقديره وسوء عمرو فجاجة بجالء أظهرت التي الشوهاء الصورة هذه على نعلق لن

فى . . مبتدعين ولسنا شخصيته مجمل عن قبل من ذكرناه ما يكفى اآلخرين ألقدار

ال الذين ، األجالء العلماء الدارسين من نخبة الرأى نفس إلى سبقنا فقد ، منه موقفنا

المتفيقهين . من األدعياء لجعجعة وزنا يقيمون

من : ظهرت التى الرياسة حب عمرو فى تحرك لقد زهرة أبو محمد اإلمام يقول

. المسلمين أمر وبغيرها بها تفرق التى على� عهد وفى ، عزله عندما عثمان عهد فى بعد

عندما مصر على اإلمرة تولى عندما صورته وهى ، إسالمه أول فى عمرو صورة هذه

وهى : . عليه فأحرضه الراعي ألقى كنت قال لقد ، عفان بن عثمان النورين ذو عزله

جـ 381 ، ص 2الطبرى ،147.

Page 325: محمد في المدينة

إمرة يعطيه لن �ا علي أن يعلم ألنه على� الهدي إمام ضد معاوية مع اجتمع عندما صورته

شئ . 382فى

القبائل . لبعض المسلمين جيش بمطاردة السرية هذه أمر انتهي حال أية على

فى . النصر عدم خلفه الذى األثر لمحو محاولة كانت وظاهرتهم الروم ناصرت التى

يخوضوا . ولم ، الشمال عرب من لهم يتصدى جيشا يواجهوا لم لكنهم مؤته موقعة

هربوا . قوما القوا كلما كانوا تذكر غنائم دون وعادوا ، العاص بن عمرو بها يذكر معركة

. ، نصرا أحرز العاصقد بن عمرو إن يقال أن يمكن ال وبذلك البالد في وتفرقوا منهم

. يخضحربا لم ألنه

(4)

مكـة فتـح

الحديبية : نقضصلح

مكة مشركو ظن ، الثالثة امرائه ومقتل ، مؤته فى المسلمين جيش انكسار بعد

استرداد بإمكانهم وأن ، الناس على المسلمين أمر يهون أن اليسير من أصبح قد أنه

التخويف وقوة والطول الحول أصحاب هو كانوا عندما القديم وسلطانهم سطوتهم

والترهيب .

إلى : ، عدوان وال اعتداء ال ، وسالم سلم الحديبية فى صلحا محمدا مع عقدوا لقد

أو . – اآلخر الطرف ضعف حالة فى ، يمنع ال هذا لكن بعد األجل ينته ولم ، معلوم أجل

جـ 382 ، زهرة ص 3أبو ،852.

Page 326: محمد في المدينة

- ، المكتوب العهد بشروط ويستهان ، الصلح ينقض أن ضعف أنه للمشركين خيل ما

المسلمون . انهزم لقد عهد أو شرط من سبق ما يمحو جديدا واقعا القوة ويفرضسالح

! ؟ " " " " مؤته غير فى ينهزمون ال فلم مؤته فى

بنو . ودخلت ، محمد عهد فى دخلت قد خزاعة كانت العدوان ثم ، العهد نقض بدأ

مسلمهم - يكونوا أن النبى على خزاعة حق من أصبح وبذلك ، قريش عهد فى بكر

العدو – وأصابهم ، عليهم االعتداء تم ما إذا نصرتهم عليه يجب ، حماه فى ومشركهم

العدو . هذا كان أيا ، بمكروه

بعد ما واستمرت الجاهلية فى بدأت ، قديمة ثارات خزاعة عند بكر لبنى كان

العيش . باستطاعتهم وأن ، أمنوا قد أنهم الناس فاعتقد ، الحديبية صلح كان ثم اإلسالم

انكسار . . لحظة مؤته هزيمة فى رأوا آخر رأى لهم كان بكر بنى لكن سالم فى

قديم . لثأر انتقاما ، وضربها ، غرة على خزاعة وأخذ انتهازها يمكنهم للمسلمين

لم - – . وسالح برجال تمدهم أن وعقدها عهدها فى كانوا وقد قريش من طلبوا

من ويفرغه ، الحديبية ينقضصلح ذلك أن علمهم رغم ، وافقوا ، القريشيون يمتنع

بنى . يمدوا بأن يكتفوا لم بنتائجه التكهن يمكن ال صراع أبواب عليهم ويفتح ، مضمونه

عبد بن وحويطب أمية بن صفوان إليهم فانضم ، بالرجال أيضا أمدوهم بل ، بالسالح بكر

األرقاء . من تحتسطوتهم هم ومن واالهم من ومعهم ، عمرو بن وسهيل العزي

الحديبية صلح من الثاني العام من شعبان ماء 383وفى على وهم ليال خزاعة دهموا ،

من . منهم قتل أن بعد ، بالحرم خزاعة الذت يشعرون ال وهم غرة على أخذوهم ، لهم

لكن ، أرواحهم تزهق وال دماؤهم تحرم سوف للحرم بلجوئهم أنهم ظنوا وقد ، قتل

الناسقد . أن قائدهم مذكرين أنفسهم بكر بنى بعض صاح لقد ظنهم خاب لألسف

إلهك : !! إلهك ، الحرم دخلنا قد إنا ، نوفل يا قالوا ، بالحرم اعتصموا

. : . ، جاهلية حماقة وفى اليوم له إله ال أنه اإلجابة كانت استجابة هناك تكن لم

ثأركم : تصيبون أفال الحرم فى لتسرقون إنكم فلعمرى ، ثأركم أصيبوا بكر بنى يا أضاف

!! ؟ 384فيه

إلى فروا ، بالحرم احتماؤهم لهم يشفع لم ، رجال عشرين قرابة خزاعة من قتل

مولى . ودار الخزاعي ورقاء بن Uل YدVي ب دار إلى لجأوا إنهم ويقال مستجيرين مكة بيوت

رافع . له يقال لهم

: النبي إلي تشتكي خزاعة

نوفمبر ) 383 للهجرة الثامن م(.629العامحـ 384 ، هشام ص 4ابن ،4.

Page 327: محمد في المدينة

فى بكر لبنى قريشونصرتهم فعلت ما يشتكون النبى إلى الخزاعيون أرسل

الخزاعي، . سالم بن عمرو خرج ونصرته عونه يطلبون ، يستصرخونه ، الليلى غدرهم

قال : ما ضمن وكان ، شعرا شكواه بثه ، بالمدينة النبى مسجد وصل

الموعـدا أخلفوك قريشا دا إن xـ المؤك ميثاقك ونقضوا

جxـدا Yوس xعـا ك Yر فقتلونا385

فى – - مكه فى داره إلى الخزاعيون لجأ الذى الخزاعي ورقاء بن Uل YدVي ب وتبعه

من دماء تضيع ال أن النبى طالبوا ، أصابهم بما النبى فأخبروا ، خزاعة من رجال أربعين

كان . أنه إال ، يفصح لم أنه ورغم ، خيرا النبى وعدهم غدرا أخذوا فقد ، هدرا منهم قتل

أمرا . داخله فى انتوى قد

: الصدع رأب يحاول سفيان أبو

أى تفضيل يصعب شائكة كلها كانت ، اختيارات عدة أمام قريشنفسها وجدت

هذا: وفى ، العشرين عن عددهم زاد وقد ، خزاعة من القتلى دية تدفع أن إما منها

أما ، للكرامة فقدان هذا وفى ، بكر بنى عن تتخلى أن وإما ، األموال من للكثير فقدان

معناه وهذا ، محمد مع الهدنة بنقض يعترفوا أن فهو خطورة واألكثر األصعب االختيار

الحرب . إعالن

فى يفكروا أن دون إليه انساقوا الذى المأزق من يخرجهم حل إيجاد من البد كان

. ، إليه يتحدث ، محمد إلى نفسه سفيان أبا يرسلوا أن إلي تفكيرهم وهداهم عواقبه

سفيان – أبى مثل إن ، شخصيته وثقل سفيان أبى دهاء فى ثقة وكلهم ، معه ويتباحث

يهان – . أن يمكن ال رأيهم فى

وصف – – فى بالغوا قد ومحدثين قدامي من عنهم نقل ومن السيرة كتاب أن نرى

بالتأكيد – محاولة وهى ، واإلهانة السب حد بلغ واستخفاف عنت من سفيان أبو القاه ما

قريشوسيدها- . قائد آنذاك وهو سفيان أبى قدر من للتقليل

فى توجه ما أول ، توجه سفيان أبا أن اإلخباريون يروى ، المثال سبيل على

وقد . المسلمين أمهات وإحدي ، النبى زوجة وهى ، حبيبة أم ابنته بيت إلى ، المدينة

مكة غادرت منذ يرها لم وأنه خصوصا معها التحدث فى والرغبة إليها بالشوق قلبه امتأل

أن أمل على أجله من جاء بما إليها xر oسY ي أن يريد بالطبع كان كما ، الحبشة إلى وهاجرت

حدة من Yحoد وي والمدينة مكة يرضى ما إلى الوصول فى له عونا تكون

بينهما . الصراع

جـ 385 ، ص 2الطبرى ،153.

Page 328: محمد في المدينة

أم استقبال لكيفية وصفهم أسلوب فى تكمن السيرة وكتاب اإلخباريين مبالغة

– – . رفضت ، بعيدا وأزاحته الفراش طوت يقولون هكذا حجرتها دخل عندما ألبيها حبيبة

، يجلسعليه أن ألبيها يحق وال النبى فراش الفراشهو أن بحجة أبوها يجلسعليه أن

– - رجل . رأيها فى أباها ألن ؟ لماذا األرض يجلسعلى أن فعليه الجلوس أراد وإذا

نجس!! : مشرك رجل أنت السيرة كتاب يسجل كما ، الواحد بالحرف ألبيها قالت نجس

سفيان . : أبو قال وسلم عليه الله صلى الله فراشرسول تجلسعلى أن أحب فلم

خرج . ثم ، شر بعدى بنية يا أصابك لقد 386والله

فراش الجلوسعلى من وتمنعه بنجسه وتسبه بشركه أباها تطعن النبى زوج إن

بدورنا . ونحن ابنته سلوك من الدهشة أصابته وقد الرجل فينصرف ، حجرتها فى

الذى المرحمة نبى زوج ، المؤمنين أمهات إحدي من الكلمات هذه تصدر أن نستبعد

مشركين . كانا ولو حتى الوالدين معاملة بحسن أوصي

التراث كتاب ادعي الذى بنفساألسلوب ويعامله سفيان أبا يقابل لم نفسه النبى

شيئا . يقل ولم ، وأصغي إليه استمع لقد ؟ أباها به وعاملت قابلت قد حبيبة أم أن

هكذا كان فما يسيئ ما منه يصدر ولم ، االستماع وأحسن ، الرجل استقبال أحسن

قد . كان ألنه إال ذلك كان فما ، أجله من جاء فيما يناقشه ولم عليه يرد لم أنه أما خلقه

أسطر . بعد نعرضه آخر احتمال وهناك ، احتمال مجرد هذا به البوح يمكن ال قرارا اتخذ

قليلة .

دون النقالين جماعة عنهم ونقلها ، السيرة كتاب أوردها التى األخرى المبالغة أما

وعلى� وعثمان وعمر بكر أبى إلى سفيان أبى ذهاب عن روايته تمت فيما فتبدوا ، تفكير

النبى . ولقريشعند له يشفعوا كى

له – – يكلم أن فكلمه الطبرى تاريخ فى جاء كما بكر أبى إلى سفيان أبو ذهب

أشفع : . : أنا فقال ، فكلمه الخطاب بن عمر أتي ثم بفاعل أنا ما فقال ، الله رسول

بن !! . على� على فدخل خرج ثم لجاهدتكم الذر إال أجد لم لو فوالله الله رسول إلى لكم

بن الحسن وعندها ، الله رسول ابنة فاطمة وعنده ، عنه تعالي الله رضى طالب أبى

منى : وأقربهم ، رحما بى القوم أمس إنك ، على يا فقال ، يديها بين يدب غالم ، على

الله . رسول إلى لنا فاشفع ، خائبا جئت كما أرجعن فال ، حاجة فى جئت وقد ، قرابة

نكلمه : ! أن نستطيع ما أمر على الله رسول عزم لقد والله سفيان أبا يا ويحك قال

جـ 386 ، هشام ص 4ابن ،13.

Page 329: محمد في المدينة

بين . : فيجير هذا بنيك تأمري أن لك هل ، محمد ابنة يا فقال فاطمة إلى فالتفت ، فيه

!! الدهر آخر إلى العرب سيد فيكون 387 الناس،

أصبحوا – – الذين األربعة إلى توجه الراوى يروى كما سفيان أبا أن هنا المالحظ

ثم : عمر، ثم ، بكر أبى الخالفة تولى فى بترتيبهم ، الراشدين الخلفاء هم بعد فيما

ذهب . ولو الغيب قلب فى آت هو بما يتنبأ كان وكأنه دوره حسب كل ، على ثم عثمان،

بن عثمان إلى أوال لذهب ، شفاعتهم ترجي الذين الصحابة كبار من أنهم على إليهم

طالب أبى بن على إلى إلى أو ، سفيان أبو إليهم ينتمي الذين أمية بنى من وهو عفان

رحما . به القوم أمس أنه سفيان أبو اعترف الذى النبى عم ابن

من تطلب أن فاطمة من طلب سفيان أبا أن الرواة يدعي أن ذلك من األدهي

. – - بكل ، سفيان أبو الناس بين يجير أن يديها بين يدب غالم مجرد وهو الحسن ولدها

قريش ويخرج طفل يخرجه أن يرجو ، وقائدها مكة زعيم وهو الجاهلى وجبروته عنفوانه

عقل . . يصدقه أن ويصعب المنطق يرفضه كالم مأزقها من كلها

.. سفيان أبى لسان على أوردوها عبارة مصداقيته الرواة هؤالء كالم يفقد ومما

لكان : !! ، الكلمات بهذه سفيان أبو نطق قد ولو الله رسول إلى لنا اشفع لعلى يقول

وال . حقا الله رسول محمدا بأن منه اعترافصريح العبارة ففى ، أسلم أنه معناه هذا

محمد " عبارة اعترضعلى عندما الحديبية صلح فى عمرو بن موقفسهيل ننسى

. : " قاتلتك ما الله رسول أنك اعترفت لو قائال ، الوثيقة فى تكتب أن ورفض الله رسول

. ذلك على أجمع كما ، مدحورا مذموما مهانا يعد لم لكنه مكة إلى سفيان أبو عاد

والتمحيص والتدقيق بالبحث نقول وال ، النقل أو بالرواية الحدث هذا تناول من كل

العقل . وإعمال

- - ، الخبرة واسع محنك ، وعتاتها مكة دهاة من وأكدنا سبق كما سفيان أبو كان

غزوة . أحسبعد لقد نتائج من عنه سيتولد بما والتنبؤ الحدث تحليل مقدرة يملك

إنى : ، ارحلوا ، قوم يا اتبعه من فى وصاح ناقته إلى أسرع عندما ، مباشرة الخندق

من.. . وأصبح وقوى العود اشتد لقد محمد هزيمة الصعب من أنه بعدها أحس راحل

قريش . تستطيع لن YطUمVسضوؤه ي أن ومحال وتألأل النجم وسطع ، كسره الصعب

على . تقوم الجديدة القوة حلفائها عدد بلغ ومهما ، ثرائها مقدار بلغ مهما المقاومة

أو مجابهتهم تصعب هؤالء ، عنها ورغبوا بها واستخفوا الدنيا أصحابها باع ، جديدة عقيدة

. .. لها .. اختيار وال قريش على حط قدر لهم التصدى

جـ 387 ، ص 2الطبرى ،154.

Page 330: محمد في المدينة

إراقة- - دون مكة تسليم على اتفق قد سفيان أبا أن خطأ على نكن لم إن ونرى

نقول . . ما صدق التالية األحداث وستثبت أهلها إجارة حق له يكون أن على دماء،

يقول : ، تصريح أو توضيح دون ، عابرة إشارة النقطة هذه إلى وت مونتجمرى ويشير

وربما . معروف هو مما أهمية أكثر مكة على المسلمين استيالء فى سفيان أبى دور إن

المضمار هذا فى دوره أن إظهار تتجنب كى الدور هذا تعتيم المتداولة المصادر تعمدت

العباس . دور من أعظم 388كان

للخروج : اإلعداد

. هى ما أما للغزو خارجون إنهم ، للقتال أنفسهم يعدو أن أصحابه النبى أمر

مؤتة. " " تركته الذى األثر لمحو الشام إلى ربما ، به التصريح يتم لم ما فهذا وجهتهم

أن . . يريد كان حدده الذى بالهدف البداية فى النبى يصرح لم هوازن أو ثقيف إلى وربما

كان . . اإلمكان قدر ، الدماء إراقة يتجنب وبذلك لقتال يستعدوا ولم مكة أهل يفاجئ

ال وأن ، سفيان أبى طوع عن يخرجوا وأن يقاتلوا البعضوأن يقاوم أن المتوقع من

أجل . من سالمتهم ضمان على أكد ومهما لهم إجارته عن أعلن مهما بكلماته يكترثوا

فال : أبصارهم على خذ اللهم أجله من خرج الذى الهدف سرية على النبى حرص هذا

. بغتة إال 389يروني

من . إلى النبى وبعث أحد يتخلف لم ، وأنصار مهاجرون ، للخروج الجميع استعد

المدينة : البعضفى فوافاه ، وسليم وأشجع وجهينه وغفار أسلم العرب من حوله

الله . . عبد المدينة على استخلف آالف الجيشعشرة تعداد بلغ بالطريق آخرون ولحقه

بعد ) ( الهجرى الثامن العام رمضان من العاشر فى األربعاء يوم وخرج مكتوم أم بن

مكة . . إلى سائر أنه الناس أعلم عندها العصر صالة

: لقريش يكتب بلتعه أبى ابن

قريش إلى كتابا بلتعة أبى بن حاطب كتب حتى ، حوله من النبى أعلم أن ما

. ، به البوح عدم يجب بما باح هكذا مكة لغزو الجيش وتجهيزه النبى بخبر علما يحيطهم

. \ بزاد . أمدها ينة UزYم من المرأة اب الخط أعطي المسلمين أسرار من سرا وأفشى

ال . كى ، كتب ما إخفاء فى تفننا باستطاعتها ما كل تفعل أن منها طلب للطريق ونفقة

جدائل . عليه وفتلت رأسها فى الخطاب المرأة وضعت العاقبة وتسوء أمرها يفتضح

بالخروج . أسرعت ثم ، حجابها وأرخت شعرها غطت ، شعرها

388 Montgomery Watt, Muhammad at Medina, p. 64 .جـ 389 ، سعد ص 2ابن ،134.

Page 331: محمد في المدينة

. نفر ثالثة إلى موجها قريشكان إلى بلتعة أبى ابن كتاب أن ضيف شوقى د ويذكر

إن : : فيه يقول ، جهل أبى بن وعكرمة ، عمرو بن وسهيل ، أمية بن صفوان منهم

لى . يكون أن أحببت وقد غيركم يريد أراه وال ، بالغزو الناس فى أذن قد الله رسول

إليكم . بكتابى يد 390عندكم

أبو " " : ومغزاها معناها فى واضحة غيركم يريد أراه وال بلتعة أبى ابن عبارة

من !! أحد على ليخفى كان ما ، أثناءها تم وما ، للمدينة زيارته الغزو نطاق خارج سفيان

سابقة . . صفحة فى المجال هذا فى تفسيرنا قدمنا ولقد الصحابة

أبى . . بن على أرسل الحال فى حاطب صنع ما بلغه الناس بين عيون للنبى كان

. عن . نزلت أدركاها حتى أثرها فى أسرعا بالمرأة يلحقا كى العوام بن والزبير طالب

: . . أمرين. بين طالب أبى بن على خيرها هنا شيئا يجدا لم تحمل ما محتويات بحثا ركبها

وقد . اإلذعان سوى أمامها يكن لم عارية لتكشفن أو طواعية الكتاب تخرج أن إما

عاد . . شعرها جدائل بين من الكتاب أخرجت على عينى فى القاطعة الصرامة لمحت

وأداتها . الجريمة أى ، والكتاب المرأة ومعهما النبى إلى والزبير على

الذين . من كان النبى يدى بين ، انكسار الرأسفى طأطأ وقد ، حاطب وقف

: . الجرم . ؟ هذا على حملك ما حاطب يا النبى سأله األنظار عليه تركزت بدرا شهدوا

نجد لذا ، بالخيانة بدر أصحاب من رجال يتهم أن عليه يعز والنبي ، الخيانة حد إلى يصل

. مخرجا لنفسه حاطب Yوجoد ي أن يود وكأنه ، والرفق اللوم من خليطا سؤاله فى

. بدلت : وال غيرت ما ، ورسوله بالله لمؤمن إنى والله أما الله رسول يا حاطب قال

ولد أظهرهم بين لى وكان ، عشيرة وال أصل من القوم فى ليسلى امرأ كنت ولكنى

عليهم . فصانعتهم ، وأهل

. ، الخطاب بن عمر نجد لذا الخيانة تهمة من صاحبها لتبرئة تكفى ال كهذه إجابة

نافق : . قد الرجل فإن عنقه فألضرب دعنى ، الله رسول يا يقول ، المعهود عنفه فى

. . الخطاب البن حديثه موجها قال والصفح العفو طبعه كان عمر اقتراح النبى رفض

ماشئتم: : اعملوا فقال بدر يوم بدر أصحاب على اطلع قد الله لعل عمر يا يدريك وما

لكم غفرت قوله : " 391فقد حاطب فى تعالى الله xخoذYوا وأنزل Vت ت Vال Yوا آمVن Vينoذx ال �هVا يV أ Vا ي

IقVحU ال VنIم Yم جVاءك oمVا ب وا YرVفV ك UدVقVو oةxدVوVمU oال ب Uهoم Vي oل إ VونYقU Yل ت Vاء oي وUلV أ UمY وVعVدYوxك "عVدYوIي

: ( .1الممتحنة)

: بالجيـش الخروجص 390 ضيف، .349شوقىجـ 391 ، هشام ص 4ابن ،17.

Page 332: محمد في المدينة

يتخلف لم ، رمضان من العاشر فى ، قبل من ذكرنا كما بالجيش، الرسول خرج

عشرة . اتبعه من عدد بلغ المسلمة القبائل إليه وانضمت ، أحد واألنصار المهاجرين من

عYسفان. – بين ما Uد YدVي بالك كان إذا حتى ، الناسمعه وصام ، صائما المدينة ترك آالف

: . يصوم - أن أحب ومن ، فليفطر يفطر أن أحب من النبى منادي ونادي أفطر وأمج

. . عندما . لكنهم إفطار أو صيام على منهم أيا يكره لن الخيار للناس النبى ترك فليصم

أفطروا . ، أفطر وقد النبى رأوا

من أميال ستة أو خمسة بعد على ، الظهران xمر بلغوا حتى معه ومن النبى مضى

!! كان . نار آالف عشرة فأوقدوا ، النيران يوقدوا أن جنده النبى أمر بالمكان نزلوا مكة،

ويأسوإحباط . خوف ارتعادة العتاة أعتي قلوب فى يبعث ، رهيبا مهيبا المنظر

: بالنبـي العباسيلتقى

القضاء : . عمرة فى بالنبى لقائه عند أسلم إنه يقال مكة من وأهله العباس خرج

حفاظا ، سرا إسالمه وأبقى البداية منذ أسلم قد أنه ، بدر يوم أسر عندما ، هو وادعي

مكة . فى المادية مصالحه على

يدخل كى ، قوة فى القادم أخيه ابن إلى وينضم مكة من يخرج أن للعباس البد كان

. . وآن ، دورته الزمن دار تقاوم ال عاصفة التغيير رياح هبت لقد النصر موكب فى معه

يتعلق أو يتمسك أن للعباس كان وما ، تحطم أن وألصنامها YطوVى ت أن الجاهلية أللوية

بن . . عمرو إسالم حالة فى قبل من قلنا وكما منهجه هذا يكن لم غارقة سفن بحطام

شمسقريش : . أن وبوضوح يرى الكل وكان الغاربة الشموس اليتبعون إنهم العاص

تختنق !!

بنحرب : أبىسفيان ظهور

الجيشبمر ) ( مع وعسكر ، مكة قرب مكان بالجYحUفة بالنبى العباس التقى

من. . ذكرنا وكما أميال خمسة من يقرب ما سوى مكة عن يفصلهم يكن لم الظهران

ينتظر . . . الكل اإلبل وانتشرت الخيول وصهلت ، نار آالف عشرة ، النيران أوقدت قبل،

اإلسالم . وتاريخ مكة تاريخ فى فارقة لحظة

. .. !!! المدينة فى بدأه الذى الدور يستكمل كى سفيان أبو يظهر هنا

Page 333: محمد في المدينة

، سفيان أبى ظهور أن يؤكدون ، نقول عكسما على يجمعون التراث كتبة لكن

، األقدار ساقتها مصادفة مجرد إال هو ما ، العرب تاريخ فى الفارقة اللحظة تلك فى

ما خطورة يدرك وال اليدرى أبله ساذج مخلوق مجرد كونه عن يزيد ال سفيان أبا وكأن

باقتراب . وال ، العباس بخروج يعرف ال وكأنه أحداث من ، مكة وخارج ، مكة فى يجرى

أقداسها . قريشوقدس كعبة من مقاتل آالف عشرة

- – ، تصديقها الجميع من بالطبع ويتوقع ، إسحق ابن يرويها كما ، الحكاية لنتابع

عبد : بن العباس قال الظهران مر وسلم عليه الله صلى الله رسول نزل فلما يقول

عنوة: مكة وسلم عليه الله صلى الله رسول دخل لئن والله ، قريش واصباح المطلب

الدهر . آخر إلى قريش لهالك إنه فيستأمنوه يأتوه أن قبل

حتى .. عليها فخرجت البيضاء وسلم عليه الله صلى الله رسول بغلة على YتUفجلس

فيخبرهم .. مكة يأتي حاجة ذا أو ، لبن صاحب أو الحطابة بعض أجد لعلى األراك جئت

إنى .. فوالله عنوة عليهم يدخلها أن قبل فيستأمنوه إليه ليخرجوا الله رسول بمكان

وهما ورقاء بن وبديل سفيان أبى كالم سمعت إذ له خرجت وأللتمسما عليها ألسير

؟.. : : .. الفضل أبو فقال ، فعرفصوتي ، حنظلة أبا يا فقلت ، صوته فعرفت يتراجعان

الله : : .. : رسول هذا سفيان أبا يا ويحك قلت ؟ وأمي أبى فداك مالك قال نعم، قلت

قريشوالله !! واصباح ، الناس فى وسلم عليه الله 392صلى

- يقتنع – أن يمكن وال ، الحكي فى بالسذاجة تتسم إسحق ابن يحكيها كما القصة

مكة . أهل على العباسخائف األحداث تسلسل يتابع وهو الذهن حاضر واع قارئ بها

وأزهرت . الفروع نمت وفيها ، القديم إلى الجذور امتدت فيهم ، وأصله أهله ألنهم

منذ إال تركهم وما ، كله عمره بينهم عاش وقد ألهله يتنكر كى ليسبجاحد والعباس

النبى . إلى يخرجوا أن يريدهم ، مكة أهل ينقذ أن يريد إنه أيام منذ نقول وال ، ساعات

على . لهفته فى مYحoق� ، خوفه فى العباسمYحق� أن أحد ينكر أن يمكن وال فيستأمنوه

المنطق . . مع يريده يتعارضما ال قومه إنقاذ

النبى إلى وانضم جميعا بأهله خرج وقد ، العباس أن فهو المنطقى غير أما

إلى تحذير كلمات يحمل كى هؤالء كل بين واحدا فردا يجد ال ، معه الذين آالف والعشرة

. أو ، Uن oب ل صاحب أو ، حطxاب عن بحث رحلة العباسفى يخرج أن المعقول غير مكة أهل

جميعا . مكة أهل مصير ويصبح ، يجد ال وقد يجد قد رسالته يحمل كى ، طريق عابر

جـ 392 ، هشام ص 4ابن ،20-21.

Page 334: محمد في المدينة

راحوا قد أنهم xاء الحك تخيل الذين ، مكة أهل يحذر كى المجهول ذلك يظهر بأن مرهون

مشتعلة . نار آالف عشرة مكة أبواب وعلى عميق سبات فى

أو راع فى العباسضالته يجد أن من بدال أنه هو المعقول وغير المنطقى غير

أى !! !! هكذا حرب بن سفيان أبى سوى فجأة أمامه يجد ال ، سبيل عابر أو حطاب

نفسه . سفيان أبى والله،

الدهشة قدر وعظيم ، العباس على استولت التى الدهشة مقدار xاء الحك ويصور

، خطاهما وجهت التى المذهلة xة القVدVري تلك بسبب سفيان أبى على أيضا استولت التى

! . ! أبو . يرد ؟ الفضل أبو اندهاش العباسفى يصيح ؟ حنظلة أبو فالتقيا ، يدريا أن دون

؟ : وأمى أبى فداك ، مالك له معنى ال الذى سؤاله فى يتجسد أروع اندهاش فى سفيان

هذا . Yوجxه ي أن األفضل من وكان بالعباس تحل أن وشك على بها ألحد قبل ال كارثة وكأن

سفيان . أبى إلى العباس من أى ، حنظلة أبى إلى الفضل أبى من السؤال

من رجلين سلوك هذا يكون أن المستحيل ومن ، المصداقية من تخلو كلها الحكاية

قائد . وهو ، سفيان أبو يعرف أال المستحيل ومن tودهاء وحيطة خبرة مكة رجال أكثر

وكيف . . الحديبية فى فعله ما ننسى أال ويجب جاءوا ولماذا هؤالء مVن ، المحنك مكة

مكة . . دخول من بالفعل منعه وتم إليها النبى وصول قبل مكة فرسان أرسل

األحداث منطق ؟ غرة حين على هكذا سفيان أبو يؤخذ أن الممكن من هل

نعم : . اإلجابة تكون أن يرفض وتسلسلها

– - مكان : على سفيان وأبو مكة يترك أن قبل العباس اتفق لقد يقول منطقنا

يكمل . أن سفيان أبى على كان تامة سرية وفى بحنكة األمر تدبير وتم ، وزمانه اللقاء

المدينة . فى بدأه ما

أبىسفيان : إسالم

عليه . مقدمان هما ما جيدا يعرفان إنهما ، العباس خلف البغلة سفيان أبو ركب

النبي . من طلب الخطاب بن عمر إن الحكاؤون ويقول النبى خيمة إلى مباشرة توجها

يسمح - - أن وذكرنا سبق كما قبل من طلب وقد سفيان أبى عنق بضرب له يسمح أن

ال ، العادل الفاروق وهو ، الخطاب بن عمر وكأن ، بلتعة أبى ابن عنق بضرب النبى له

وأننا . خصوصا ، الممجوجة المبالغات من وهذه األعناق وضرب السيف سل إال له شغل

- . نقضت وقد المدينة فى أمامه سفيان أبو كان وقد عمر عدالة عن الكثير نعلم جميعا

؟ – عنقه يضرب لم فلماذا الحديبية قريشعهد

Page 335: محمد في المدينة

أمر . فى اإلسالم يعتنق أن إال ، مقاتال ال مسالما جاء وقد ، سفيان أبى أمام يتبق لم

من : . هناك يكن لم يسلم ال أو يسلم أن إما الدهاء يجدى وال المراوغة تصلح ال كهذا

آخر . اختيار

؟ : الله إال إله ال أن تعلم أن لك يأن ألم سفيان أبا ويحك النبى قال

إله ال وأن ، الله بوحدانية صراحة إيمانه أعلن ، الله إال إله ال أن سفيان أبو ينكر لم

أضاف . عندها شركه عن تخلى قد بأنه واضح إقرار هذا وفى ، معه شريك وال الله إال

أبى : من يريد إنه ؟ الله رسول أنى تعلم أن لك oنU يأ ألم ، سفيان أبا يا ويحك النبى

الله . رسول هو ، محمد أى ، أنه ، الجميع وأمام صراحة يعلن أن سفيان

درجات . أقصى كانت ما محمد نبوة ، طويلة سنين مدي على ، سفيان أبو أنكر لقد

سائق ، الغنم راعي ، الفقير اليتيم هذا أن التصور حد إلى به تصل أن يمكن التخيل

ثابته . الفكرة كانت البشر إلى الله رسول فيصبح السماء من إليه يوحي أن يمكن اإلبل،

وجل . - دون يعلن نجده لذا تتزحزح أن المستحيل من ، وجدانه في راسخة عقله، فى

قائال – : وسيدها مكة قائد أنه يشعر يزال ال كان ظروف من به أحاط ما كل رغم أنه إذ

شيئا . اآلن حتى النفسمنها فى فإن هذه أما

الكذب . . شيمته من يكن لم يجبن ولم بشجاعة الموقف سفيان أبو واجه هكذا

قلبه . به يؤمن لم بما لسانه ينطق أن على استعلى

رسول : محمدا وأن الله إال إله ال أن واشهد لoم Uأس ويحك العباسمهددا يتدخل هنا

عنقك . تضرب أن قبل 393الله

. : ، إسالمي ال منطق وهذا السيف أو اإلسالم بالسيف التهديد إلى العباس لجأ لقد

حديث . فهو يعرف ال كان ولعله ، العباس ونسى وتعاليمه اإلسالم بمادئ له صله ال أى

فى . : إكراه ال لنبيه العزة رب به أوحي ما هذا الدين فى إكراه ال أن ، باإلسالم عهد

فليكفر، . شاء ومن فليؤمن شاء ومن ، القلوب أعماق إلي تنفذ كى ثانية نكررها الدين

يشاء . من يهدي الله ولكن أحببت من تهدي ال وإنك

يعطي ، يسلم لم إن عنقه تضرب أن سفيان ألبى وتهديده ، العباسهذا موقف

ونبي – بل أتباعه واتهام اإلسالم لمهاجمة سانحة فرصة الدين وأعداء المستشرقين

رايات – تحت ، اإلسالم انتشر هكذا أن مدعين ، واإلرهابية بالدموية نفسه اإلسالم

السيف : . أو اإلسالم مهلك إنساني ال لشعار سوداء

جـ 393 ، هشام ص 4ابن ،22.

Page 336: محمد في المدينة

قد – – . هذا كان وإن السيف تهديد تحت سفيان أبو أسلم الرواة يقول كما هكذا

وبذلك . ، بها يؤمن لم بكلمات النطق على أكره لقد سفيان أبو أسلم فما ، حقا حدث

بإسالم : . ذلك وما Uرoه كY أ ولقد الدين فى إكراه ال اإليمان شرط انتفى

إلى العشماوى األستاذ وهو ، مصريا مفكرا دفع الذى هو الموقف هذا يكون ربما

النبى : وقف مكة فتح وبعد يقول ، محمد بنبوة أبدا يؤمن لم سفيان أبا أن يقرر أن

األموى سفيان أبو ووقف ، لواء بعد لواء ، بألويتهم المسلمين يستعرضجيوش

ابن : ملك أصبح لقد للعباس سفيان أبو االستعراضفقال يشاهدان النبى والعباسعم

. : . فقال سفيان أبا يا الملك وليس النبوة إنها قائال العباس عليه فرد عظيما الغداة أخيك

شئ : . منها نفسى فى زال فما هذه أما سفيان أبو

صريح واضح رأى وهو ، إسالمه أعلن أن بعد األمويين كبير سفيان أبى رأى هو هذا

ولعل . شريعة قواعد ورسخ ، دين دعائم أرسى وليسرسوال ، ملكا أنشأ ملك النبى بأن

- من – وعشيرته وأحفاده أوالده إلى االعتقاد هذا أورث قد يكون ما غالبا بل سفيان أبا

يفيد . ما عنه يصدر فلم لئيما ماكرا حريصا حذرا سفيان أبى بن معاوية كان ولئن بعده

على يحرصوا لم بعده من خلفاؤه ثم يزيد ابنه فإن ، صراحة إظهاره أو المعني هذا تأكيد

وال ، المسلمين بمشاعر يحفلوا ولم ، معتقداتهم ستر على يعملوا ولم آرائهم إخفاء

. آخر حينا وتلميحا وتعريضا ، حينا واضحة صريحة يعلنونها وهم ، ذاته باإلسالم

ورافع اإلسالم حمي وحامي المؤمنين وأمير المسلمين خليفة الثاني الوليد هو وها

حياء : أو خوف ما ودون خجل غير فى يقول الشريعة راية

هاشمي بالنبوة VبxعV Vل كتاب ت وال أتاه وحي بال

وحي وال ، نبوة ثمه تكن لم بأنه الزعم صارخ ، الفهم جارح ، المعني حاد قول وهو

السلطان . ألهداف وتوسال السياسة ألغراض تلعبا كله ذلك كان وإنما كتاب 394وال

عظم من رأى بما االنبهار من حالة عليه سيطرت وقد مكة إلى سفيان أبو عاد

دولة : . يقيم أن فى مكة يتيم نجح لقد طاقة وال قوة من بهؤالء ألحد ما النبى جيش

. " " : عظيما الغداة أخيك ابن ملك أصبح لقد الفضل أبا يا والله ملكا وينشئ

بل ، بكلمة إليها يشر ولم محمد نبوة عن سفيان أبو يتحدث لم إسالمه بعد حتى

إنها . قال العباسعندما بكلمات اكترث ما والملك والسلطان السطوة عن تحدث

ال . ما على لترغمه أو لتقنعه العباس كلمات كانت فما ، يشاء العباسما ليقل النبوة

يشاء .

ص 394 ، .79-78العشماوى

Page 337: محمد في المدينة

آن . لقد سفيان أبى مشكلة هى هذه عادت ما ، ملك ال أو ملك ، نبوة ال أو نبوة

إن - وترحب سالحها تلقى لقريشأن وآن ، وليدها وتحتضن ذراعيها تفتح أن لمكة

دوره – . .. . يلعب أن بدأ ما يتم أن سفيان أبى على وكان بطريدها أمكن

فيما : جاءكم محمد قريشهذا معشر يا صوته بأعلى مكة أهل فى سفيان أبو صاح

آمن . فهو سفيان أبى دار دخل فمن ، به لكم قبل ال

للخائفين . مالذا بيته وأصبح ، الناس بين أجار النهاية حتى مكة سيد دور لعب هكذا

أهل . لتسع داره كانت ما لكن سوء يمسه وال أحد فيه يضار ال ، النجاة يطلبون الذين

المسجد - – : دخل ومن ، آمن فهو بابه عليه أغلق ومن بسلطان أيضا أضاف لهذا ، مكة

آمن . فهو

لم : . - - غالبيتهم أو أنهم معناه هذا المسجد إلى أو دورهم إلى ذهبوا الناس تفرق

أبى . بكلمات يكترثوا ولم ، اإلجماع هذا عن خرجوا الذين أوقتال مقاومة فى يفكروا

بن وصفوان ، جهل أبى بن عكرمة قيادة تحت مخزوم جماعة فقط هم كانوا سفيان

به . يعتد ال عدد القريشيين من تبعهم وقد ، عمرو بن وسهيل أمية

: مكـة دخـول

وأمره ، واألنصار المهاجرين خيل على ه Vرxوأم ، العوام بن الزبير رايته النبى أعطي

بمن يدخل أن الوليد بن خالد وأمر ، شمالها فى مكة بأعلى بالحجون الراية يغرز أن

المهاجرين بقوة عبيدة أبو اتجه الغربى الشمال وإلى ، جنوبها من أى ، أسفلها من معه

يدخلوا أن عليهم وكان ، عبادة بن سعد رأسهم على كان فقد األنصار أما ، يقودها التى

الغرب . من مكة

صفوان . له تصدى الوليد بن خالد باستثناء لقتال المسلمين قادة من أى يتعرض لم

، واألحابيش بكر بنى من جمع فى ، جهل أبى بن وعكرمة عمرو بن وسهيل أمية بن

. ، رجلين سوى خالد رجال من يقتل لم انهزام أقبح هزمهم حتى فقاتلهم مكة أسفل

الكبار : الثالثة وفر ، وعشرون أربعة ويقال ، رجال عشر ثالثة المشركين من وقتل

وعكرمة . وسهيل صفوان

قضاء : : : فقال ، فقاتل قوتل خالد فقيل ، القتال عن Uه أن ألم علم عندما النبى قال

خير إلى 395الله المؤرخين بعض مال ، خالد خاضها التى الصغيرة المعركة هذه وبسبب ،

عنوة . Yخoذت أ قد مكة بأن القول

: بقتلهم النبى أمر الذين

جـ 395 ، سعد ص 2ابن ،136.

Page 338: محمد في المدينة

وعند القصوى الضرورة حالة فى إال الدماء وسفك القتال بعدم أمر النبى أن رغم

قتلهم من البد كان ، بأسمائهم سماهم المشركين من عدد بقتل أمر أنه إال ، اإلرغام

جرمهم : على دليل وهذا ، لهم نجاه وال مهرب ال ، الكعبة أستار تحت وجدوا ولو حتى

والحارث ، خطل بن الله وعبد ، جهل أبى بن وعكرمة ، السرح أبى بن سعد بن الله عبد

غنائهما فى كانتا خطل البن وجاريتين ، األسود بن وهبار ، صبابة ومقيسبن ، نفيل بن

المطلب . عبد لبنى موالة وسارة ، النبى بهجاء تقومان

لدرجة . ثقته من الكثير النبى أواله النبى ولزم أسلم قد سرح أبى بن الله عبد كان

عاد . ثم ، شركه إلى وعاد اإلسالم عن ارتد سرح أبى بن لكن الوحي عليه يملى كان أنه

نبوته . . صدق من يتحقق كى ، النبى عليه يمليه فيما يغير كان أنه ادعي وقد قريش إلى

- . أبى ابن ادعي كما محمدا لكن تغيير من كاتبه يحدثه ما يدرك فسوف حقا نبيا كان إن

. . بنبى – ليس أنه معناه هذا شيئا يدرك لم سرح

لقد . الموت سوي لها عقاب ال ، إليه أوحي ومن الوحي فى تشكك ، كهذه وجريمة

الكعبة . بأستار تعلق ولو حتى يقتل أن يجب ومثله ، وصاحبها الدعوة يدمر أن حاول

فى له أخا وكان عفان بن عثمان إلى فر ، دمه بإهدار علم عندما سرح أبى ابن لكن

واطمأن . مكة فى األمور هدأت ما إذا حتى ، وأخفاه بيته فى عثمان آواه الرضاعة

الله . : رسول أن فزعموا إسحق ابن ويقول له واستأمن النبى إلى به ذهب الناس،

رسول : . قال عثمان عنه انصرف فلما نعم قال ثم طويال صمت وسلم عليه الله صلى

بعضكم : إليه ليقوم صVمVت� لقد أصحابه من حوله لمن وسلم عليه الله صلى الله

النبى . : . : قال الله رسول يا xإلى أومأت فهال األنصار من رجل فقال عنقه فيضرب

باإلشارة . يقتل 396ال

تفتقد " " أنها دالالتها ومن زعموا كلمة استخدم عندما إسحق ابن أحسن ولقد

مقنع . بأسلوب وتسيئ ، ملفقة مدسوسة القصة إن القول إلى ونميل اليقين مصداقية

منه . مباشر بوحي وعلمه ربه أدبه الذى وهو ، النبى أرساها وسلوكيات قيم إلى لئيم

عن باطنه يختلف كان حياته لحظات من لحظة أية فى النبى أن نتصور أن الصعب ومن

إحداثه . فى الرغبة يخفى أو يتردد الوقت نفس وفى الشئ يحدث أن يتمني ، ظاهره

. ، كذلك يكون أن العادي للمسلم كان وما والنفاق والعجز الضعف صفات من هذه

والمثل القدوة هو الذى اإلسالم بنبي بالكم فما ، ذلك غير على ويربيه يعلمه واإلسالم

السماء . وحي وحامل

جـ 396 ، هشام ص 4ابن ،29.

Page 339: محمد في المدينة

أن بعد مصر واله فقد ، عفان بن لعثمان المقربين من كان سرح أبى ابن ان وبما

وإثارة . عثمان على عمرو انقالب أسباب من هذا وكان العاص بن عمرو عنها عزل

عليه . الناس

جهل أبى بن وعكرمة األسود بن لهبار أيضا استؤمن ، سرح أبى البن استؤمن وكما

هشام بن الحرث بنت حكيم أم زوجته له فاستأمنت ، اليمن إلى فارا خرج قد وكان

موقعة فى واستشهد الصحابة خيار من وأصبح فأسلم به أتت حتى طلبه فى وخرجت

الحضور . من أى إليه يسئ أال وحرصعلى ، استقباله أحسن النبى إن ويقال اليرموك

يؤذي : ذلك ألن أباه تسبوا فال مسلما جهل أبى بن عكرمة جاءكم لقد قائال ، حوله

الميت . يصيب وال ، 397 الحي

. الرحيل فضل مكة النبى دخول بعد لكنه ، دمهم أبيح ممن أمية بن صفوان يكن لم

وهب بن عمير لكن ، عكرمة قبل من فعل كما ، اليمن إلى منها ليركب جدة إلى توجه

. أن أقنعه أن بعد ، به وعاد البحر يركب أن قبل عمير لحقه النبى فأمنه األمان له طلب

هالكه . فيه يكون قد ما على يقدم ألن داعي وال ، عنه عفا قد النبي

. . ، شهرين بالخيار يمهله أن النبى من طلب إسالمه يعلن لم لكنه صفوان عاد

) ( . أن بعد والطائف مكة بين بالجعرانة بعد فيما أسلم وقد أشهر أربعة النبى فأمهله

بعد . فيما سنفصل كما ، حنين معركة حضر

ورفضأن النبى مع الحديبية صلح عقد الذى عمرو بن سهيل البعضعن يسأل قد

له . يطلب الله عبد ابنه أرسل ثم ، بيته لزم لقد الله رسول محمدا أن الوثيقة فى يكتب

يعلن أن إلى دفعه مما ، صفحه وحسن وعفوه المعهود بكرمه النبى وعامله ، األمان

معركة " " فى أيضا هو اشترك قد وكان ، أمية بن صفوان فعل كما الجعرانة فى إسالمه

النبى . صفوف فى وحارب حنين

الذى خطل بن الله عبد منهم ، دمهم بإهدار النبى أمر الذين بعض بالفعل قتل ولقد

برزة وأبو المخزومي حريث بن سعيد قتله ، اإلسالم عن ارتد ثم األنصار من رجال قتل

. ، غنائهما فى النبى تهجوان كانتا اللتان ، خطل ابن قينتا أما دمه فى اشتركا ، األسلمي

عبد – لبنى موالة وسارة هى لها استؤمن حتى األخرى وهربت إحداهما قتلت فقد

مقيسبن – . أما النبى تهجو أيضا هى كانت التى جهل أبى بن لعكرمة ثم المطلب

طالب . أبى بن على� وقتل قومه من رجل وهو الله عبد بن نميلة قتله فقد صبابة

جـ 397 ، زهرة ص 3أبو ،897.

Page 340: محمد في المدينة

وأم فاطمة آذى أنه كما ، بمكة النبى يؤذون ممن الحويرث وكان ، Uذ YقVي ن بن الحويرث

المدينة . إلى للهجرة خارجتان وهما ، النبى ابنتي ، كلثوم

عند ، النبى ابنة ، لزينب أساء ألنه ذلك ، دمهم أبيح من بين األسود بن هبار وكان

فى ما فسقط حامل وهى راحلتها فوق من سقوطها فى سببا وكان للهجرة خروجها

فى. عائد وكأنه ، مفاخرا منتشيا قومه إلى عاد بل ، جرم من أحدثه بما يكترث لم بطنها

النبى . . وأمنه ، يقتل لم لكنه حربية معركة من المنتصر زهو

، زوجها عشيرة ، مخزوم من رجلين بإجارة طالب أبى ابنة هانئ أم قامت ولقد

يريد . طالب أبى بن على� كان المغيرة بن أمية أبى بن وزهير هشام بن الحرث وهما

. أجارتهما قد أنها معلنة النبى إلى وذهبت بيتها باب عليهما فأغلقت ، إليها ففرا ، قتلهما

يقتلهما : . فال أمنت من وأمنا أجرت من أجرنا قد كريما الكريم رد 398وكان

حـرام : مكـة

يعتدي : وال بيت يقتحم وال رجل يسلب ال مكة فتح يوم والنهب السلب النبى منع

إن . : ، الناس أيها يا فقال الفتح بعد الناس فى خطب وقد شجر يقطع وال امرأة على

فال ، القيامة يوم إلى حرام من حرام واألرضفهى السموات خلق يوم مكة حرم الله

YحUلVل ت لم ، شجرا فيها يعUضoد وال دما منها يسفك أن اآلخر واليوم بالله يؤمن المرئ يحل

أهلها على غضبا الساعة هذه إال لى Yحلل ت ولم بعدى يكون ألحد تحل وال قبلى كان ألحد

إن لكم قال فمن ، الغائب منكم الشاهد فليبلغ ، باألمس كحرمتها رجعت قد ثم أال

لكم . يحللها ولم لرسوله أحلها قد الله إن فقولوا فيها قاتل الله 399رسول

منهم الفقراء خصوصا ، النبى أتباع بعض على أثره ، بالتأكيد ، السلوك لهذا كان

طالب . هؤالء أجل من إنه وت مونتجمرى يقول باالحتياج يحسوا وأن البد كان الذين

. صفوان إن ويقال صدر ورحابة بكرم عاملهم الذين مكة أثرياء بعض بقروضمن النبى

بن الله عبد قدمة المبلغ ونفس ، ألفا أربعين وحويطب ، درهم ألف أقرضخمسين قد

جيشمحمد . . فى المحتاجين مساعدة تمت المبالغ بهذه ربيعة 400أبى

تخليص . هى الكبرى الجائزة كانت أسالب وبال غنائم بال الله سبيل فى غزوة كانت

أصنامها . من مكة

: العـام العفـو

جـ 398 ، هشام ص 4ابن ،31. جـ 399 ، هشام ص 4ابن ،36.

400 Montgomery Watt, Muhammad at Medina, p. 67.

Page 341: محمد في المدينة

ما يعرفون ال ، يتوجسون ربما ، ينتظرون مكة أهل كان ، هدوء فى األمور استقرت

لقد . بهم سيحل ماذا ، عليهم سيصدره الذى الحكم هو ما ، التالية النبى خطوة هي

؟؟ ... .. ثم فاتحا عاد قد هو وها ، طريدا أخرجوه

تجمع . . وقد الكعبة باب على وقف وطاف المسجد النبى دخل االنتظار يطل لم

أذهب . : : قد الله إن قريش معشر يا قال فيما لهم قال ينتظرون صمت فى الناس،

تراب . من وآدم آدم الناسمن ، باآلباء وتعظمها الجاهلية نخوة عنكم

ما : ، قريش معشر يا أذهانهم به شغلت قد أن تماما يعرف كان ، سؤاال سألهم ثم

كريم : . أخ وابن كريم أخ ، خيرا قالوا ؟ بكم فاعل أنى ترون

الطلقاء : . فأنتم اذهبوا السمحاء اإلسالم عقيدة على القائم ، النهائى العفو وصدر

. بن على� إن ويقال له ففتحت ، الكعبة مفتاح النبى Vمx سل قد طلحة بن عثمان كان

فى . الكعبة سدانة تكون أن منه طلب بيده الكعبة ومفتاح النبى إلى تقدم طالب أبى

النبى يستجب ولم ، العباس بها يقوم كان التى الحجيج سقاية جانب إلى هاشم بنى

أن . ، الكعبة مفتاح سلم أن بعد ظن ربما الذى ، طلحة بن عثمان عن النبى سأل لعلى�

بين . ومثل النبى طلبه عندما ولكن األحوال وتبدلت األمور تغيرت فقد ، انتهي قد دوره

ووفاء : . . بر� يوم اليوم عثمان يا مفتاحك هاك المفتاح يسلمه وهو النبى له قال ، يديه

الوليد بن خالد صحبه فى المدينة إلى توجه عندما اسلم قد طلحة بن عثمان وكان

العاص . بن وعمرو

: األصنـام تحطيم

الموجودة . الصور بطمس النبى أمر الكعبة ظهر فوق من باألذان بالل صوت ارتفع

تحطيم . تم وأنبياء لمالئكة ساذجة كانتصورا ، الداخل من الكعبة جدران على

. النداء ارتفع صنما وستين ثالثمائة من يقرب ما ، وخارجها الكعبة داخل ، األصنام

فال : اآلخر واليوم بالله يؤمن كان من النبي لكلمات ترديدا ، مكة أرجاء كل فى وانتشر

طواال . قرونا استمرت وثنية عبادة على القضاء تم هكذا كسره إال صنما بيته فى يدع

مقدورا . . . قدرا كان الله قضاء حل لقد زيفها رغم

: وسواع ومناة العزي هدم

شيبان، لبنى صنم وهو نخلة ببطن ى xزYالع لهدم يخرج أن الوليد بن خالد النبى أمر

هدم . على يقدر لن t خالدا أن العزي سادن اعتقد هاشم بنى حلفاء سليم من بطن وهم

يقترب . : وخالد الحاجب صاح عليه يقدر ال بوبال خالدا ستصيب المحاولة مجرد الصنم،

Page 342: محمد في المدينة

خالد !! وهدم ، تغضب فلم سادتها أمل Vت xب خي العزى لكن بعضغضباتك اغضبى أعYزى

ذلك . . بعد تعبد العزى عادت وما الصنم

لألوسوالخزرج . وكان ، بالمشلل مناة صنم فهدم األشهلى زيد بن سعد وخرج

تحذير . رغم هدمة سواع يدعي وكان ، هذيل بصنم نفسالشئ العاص بن عمرو وفعل

هدمه . تم وعندما يستطيع غيره وال عمرو ال أنه أيضا هو إليه خيل فقد ، له السادن

والله : . : !! أسلمت قال رأيت كيف وقال للسادن عمرو 401التفت

البيعـة :

بن . وجلسعمر ، الصفا على النبى جلس اإلسالم على النبى لبيعة الناس اجتمع

أرغمهم . ما ، الله دين فى يدخلون أفواجا ، الناس بايع بقليل مجلسه أسفل الخطاب

إكراه . . ال بالبيعة يسارع لم ألنه إهانته أو عقابه تم مكة أهل من أحد عن سمعنا ما أحد

يؤمنوا . لم وآخرين عمرو بن وسهيل أمية بن صفوان أن قبل من ذكرنا ولقد الدين فى

باستطاعته كان أنه رغم ، معهم تعامله فى كريما حليما النبى وكان ، حنين غزوة بعد إال

أحببت . : من تهدي ال إنك Yعث ب لهذا وما Yمر أ بهذا ما لكن إجبارهم ، القوة مركز فى وهو

يشاء . من يهدى الله ولكن

جئن . الالئى النساء يصافح ال النبي كان النساء بيعة وبدأت ، الرجال بيعة انتهت

غمس . عليها اشترط بما المرأة قبلت ما فإذا ، ماء فيه وعاء يديه بين يضع كان لمبايعته

فقد : اذهبن البيعة تتم هكذا ، يدها المرأة تغمس بعدها ، أخرجها ثم اإلناء في يده

يزيد.. . وال بايعتكن

- أمان – من بها أحاط ما كل رغم احتواها وقد ، النساء ضمن عتبة بنت هند جاءت

!! أمن . حمزة؟ كبد الكت من ، إسالمها وتعلن وتبايعه النبى تواجه كيف مكين خوف

أقدمت . لقد ؟ مكة نسيته هل قريش ذلك نسيت هل ؟ النبى ذلك ينسى أن الممكن

ومهما الكراهية استحكمت مهما ، أحد عليه يقدم أن المستحيل من وحشى فعل على

بين : من صدرها على يسيل ودمه شدقيها بين تلوكه حمزة كبد المغلول الحقد تمكن

األسود . . تاريخها فى بالنار محفورة صورة شفتيها

.. كان ؟ ويسامحها يعفو النبى عقاب من بجرمها فتنجو المستحيل يحدث هل

النبى . : به جاء وما ، النبى ما تعرف ال وجاهلية جهال كانت رعبا أعماقها فى السؤال

الجميل . الصفح فاصفح

جـ 401 ، ص 2الطبرى ،163.

Page 343: محمد في المدينة

. وقد ، وجهها أخفت ، تنقبت نساء من جمع فى وهى النبى مجلس من هند تقترب

رسول . : قال الموقف وصف فى الطبرى كتبه ما ولنتابع اعتراها ما القلق من اعتراها

ما : . : أمرا علينا لتأخذ إنك والله هند قالت شيئا بالله تشركن أال على تبايعننى الله

: . : . مال من ألصيب كنت إن والله قالت تسرقن ال قال وسنؤتيكه الرجال على تأخذه

وكان ! سفيان أبو فقال ال أم لى x حال ذلك أكان أدرى وما ، والهنه Vة الهVن سفيان أبى

وإنك : . : الله رسول فقال حل� فى منه فأنت مضى فيما أصبت ما أما تقول لما شاهدا

!! : عنك ! الله عفا سلف عما فاعف ، عتبة بنت هند أنا قالت عتبة بنت 402لهند

بل ، وعفا النبى وسامح ، والعفو السماح طلبت ، بايعت وهكذا ، هند تكلمت هكذا

فى عفا عندما ، أحد يبلغها أن يندر الذى المتسامي النبل قمم من قمة بلغ عفوة إن

وغدرا . غيلة حمزة قتل الذى العبد ، وحشى عن المستقبل

- الذين – اإلسالم أعداء ادعاءات يكذب ما كثير ومثله الموقف هذا أليسفى

ألم ؟ المسلمين نبى وقسوة اإلسالم دموية عن أكاذيب ، المتعمد بالحقد ، ينشرون

الشرف - - لمبادئ يكتبون فيما ويخضعوا ويفهموا يقرأوا أن لهم األفضل من يكن

؟ الضمير وإمالءات

مخاوفبعضاألنصار :

الهواجس . انتابت ليلة خمسعشرة وقيل ، ليلة عشرة ثمانى بمكة النبى أقام

. . أمن ؟ بها يظل هل إليه الله أرض أحب هى مكة أن يعلمون كانوا األنصار بعض

؟ وناصروه واحتضنوه بايعوه من عن يتخلى وأن ، بها يظل أن الممكن

كان : : . لكنه الله رسول يا شئ ال قالوا ؟ قلتم ماذا سألهم قالوه بما النبى سمع

. فتطمئن. مخاوفهم من ليهدئ إال منهم يسمع أن يريد كان ما فأخبروه عليهم ألح يعلم

مماتكم . : والممات محياكم المحيا الله معاذ النبى لهم قال اطمأنت . 403نفوسهم

إال . المدينة إلى األنصار يعود لن بكلماته هواجسها من النبى طهرها أن بعد ، النفوس

النبى . صحبة فى

، الشرقاوي الرحمن عبد ذكرها قصة نروى ، مكة فتح عن الجزء هذا ختام فى

على : فاطمة دخلت الشرقاوى يقول ، لطرافتها نوردها لكنا ، صحتها من متأكدين لسنا

بجنود .. وحلفاؤها ثقيف تدهمهم حتي ينتطروا أال يجب يفكر حزينا مهموما فوجدته أبيها

دخلوا .. .. لئن الصحراء فى المحاربين خيرة من ألفا عشرين قبل من مثلهم يواجهوا لم

جـ 402 ، ص 2الطبرى ،161.جـ 403 ، هشام ص 4ابن ،36.

Page 344: محمد في المدينة

أجلسها . .. .. ابنته يستقبل محمد قام أسوار ذات ليست فمكة شئ كل لسحقوا مكة

!!! .. بالضرة .. تبالى ال إنها عنه تخفف أن حاولت جواره إلى

.. يعرف أباها أن تحسب كانت فقد فاطمة اضطربت ؟ فاطمة تقوله الذى هذا ما

قد .. طالب أبى بن على� زوجها أن يعرف أحد ال يعلمون ال أيضا هم حوله الذين حتى

تعتل التى فاطمة على يتزوجها أن فأراد الغنية الجميلة الصغيرة جهل أبى بابنة فتن

تكابد . ما كثرة من صحتها

بنت : خطب قد على� وهذا ، لبناتك تغضب ال إنك قومك زعم فاطمة قالت

جهل . أبى

على� . وأقبل طالب أبى بن على يستدعي أرسل الضيق من وجهه وغام غضب

ووعدني : وصدقني فحدثني زينب بنتى من العاصى أبا زوجت إني قائال محمد فابتدره

والله ، يسوءها ما أكره وإنى ، منى بضعة فاطمة وإن ، عثمان فعل وكذلك ، لى فوفى

جدوى .. فما على يا أجل ، واحد رجل عند الله عدو وبنت الله رسول بنت تجتمع ال

؟ جهل أبى بنت من زواجك

على . لنا تعليق وال لفاطمة يعتذر وعاد ، جهل أبى بنت خطبة ففسخ على وخرج

الطريفة !!! القصة هذه

(5)

الطائف وحصار حنيـن غـزوة

: للقتال نفسها تعد هوازن

قبيلة وهى ، هناك جبال فى تقيم هوازن قبيلة كانت مكة من الشرقى الجنوب فى

بالشراسة مقاتلوها عرف وقد ، القتال البأسفى شدة فى واسعة شهرة ذات

معهم . لقاء أى أمكنه ما العدو يتجنب خشية مثار جعلهم مما والضراوة

. واألحالف . : مالك بني قسمين من مكونة وهي تعيش ثقيف كانت الطائف وفى

قريش . مع ونسب صداقة عالقات لهم كانت فقد األحالف أما ، بهوازن مالك بنو ارتبط

حرب أشهرها من ، متفرقة ومعارك قديمة ثارات هناك كانت والطائف مكة بين

السابق- : كتابنا فى موضوعها تناولنا التى مكة الفجار نتيجتها – سنوات من كان التى

Page 345: محمد في المدينة

بحكم . - كانت وما ، ثقيف ليرضى الوضع هذا كان وما الطائف تجارة على مكة سيطرة

له - . لتستكين تكوينها طبيعة

ويستعيدوا ضربتهم يضربوا كى مواتية واللحظة سانحة الفرصة أن الثقفيون تصور

أهل . أنهك قد القتال وأن البد ، مكة على واستولى قريشا محمد فاجأ لقد سطوتهم

مع . قديمة حسابات تسوية لحظة حانت قد أن تخيلوا جيشمحمد أجهد كما مكة

على القضاء من الظروف تمكنهم قد الوقت نفس فى ، تندمل لم جراح قريشومداواة

قد .. أيضا وربما مكة إلى المدينة من المسير طول أرهقه قد وأن البد الذى جيشمحمد

وأرسل . . " " ، العزى فهدم نخلة إلى خالد أرسل األصنام محمد هدم لقد القتال أنهكه

ذلك " " . " " على صمم وإن ، الالت لهدم فرصة يعطوه لن مناة فهدم هزيل إلى �ا علي

. بها له قبل ال قوة مواجهة فى نفسه فسيجد

هوازن مع إليه فاجتمع ، هوازن زعيم ، xصUرى الن عوف بن مالك الساحة على ظهر

وهو . الصIمxة بن دريد جشم بنى فى وكان كلها م VشYوج VصUر ن إليه انضمت كما ، كلها ثقيف

من له كان لما ، ورأى حكمة صاحب كان لكنه ، القتال على بشخصه يقدر ال كبير شيخ

ضرورة، واستشارته مطلوبا رأيه جعل مما ، قديمة وقيادة معروفة وتجربة طويل تاريخ

الفاصلة . المعارك هذه أمثال فى تجاهلهم يمكن ال والحكمة التجربة فأصحاب

عدد ضعف يكون يكاد عدده جيشفى وهو ، ألفا عشرين المقاتلين من مالك جمع

معهم . يخرجوا أن بل ، فقط بسالحهم يخرجوا أال رجاله من طلب المسلمين جيش

. ، القتال فى االستماتة إلى جنده يدفع بذلك أنه تخيل وقد وأوالهم ونساؤهم أموالهم

يقال . الذى ، الشاب القائد من السلوك هذا كان وأموالهم وأوالدهم نسائهم عن دفاعا

محنxك . خبير قائد فيه ليقع كان ما ، فادحا خطأ ، عمره من الثالثين فى كان إنه

نزلوا عندما جيشمالك فى هذه الضعف نقطة إلى الصمة بن دريد أشار ولقد

أنتم؟ ) ( : واد بأى حوله من سأل ، حنين معركة فيه وقعت هوازن ديار فى واد بأوطاس

: . : رغاء : . أسمع لى ما جديد من يسأل عاد ثم الخيل مجال VمUعo ن قال وUطاسV بأ قالوا

عوف ) ( : بن مالك ساق قالوا ، الشاء صوت ويعار الصغير بكاء الحميرو ونهاق البعير

وأبنائهم . ونسائهم أموالهم الناس مع

ثم . ، قبل من سأل الذى السؤال إليه وجه فدعوه ، مالكا له يدعوا أن دريد طلب

ليقاتل : : وماله أهله منهم رجل كل خلف أجعل أن أردت مالك قال ؟ ذاك ولم أضاف

سلوك . بأنه هذا سلوكه واصفا ، خبرته وعدم تصرفه سوء من ساخرا دريد زجره عنهم

إن : إنها شئ؟ المنهزم يرد وهل ، والله ضأن راعي محارب قائد سلوك ال ، ضأن راعي

Page 346: محمد في المدينة

في فYضoحUت عليك كانت وإن ، ورمحه بسيفه رجل إال ينفعك لم لك كانت

ومالك . 404أهلك

ولم . . ذاته حول تمحور برأيه األخذ رفض القديم بالمحارب الشاب القائد استخف

أن . دون ، الناسمالكا اتبع قومه سيد يوما كان من فى المتمثلة السنين لحكمة يستمع

. ، فادحا ثمنا وكان ، بالرأى قائدهم استبداد ثمن ، الثمن دفعوا بعدها دريد رأي يناقشوا

العرب : مقاتلى أفضل من مقاتل ألف عشرين هزيمة يدفعوه أن يوما بخلدهم دار ما

معهم . حارب ومن وثقيف بهوازن العار وإلحاق ، النساء وسبى ، والنعم األموال وضياع

للقتال . . بالخروج الناس فى يؤذن أن أمر له جمعوا وما هوازن بأمر النبى سمع

: الجيشيتحـرك

العشرة . الجيش تجهز أسبوعين من أكثر مكة فى مقامهم على مضى قد يكن لم

ممن وأيضا ، أسلموا ممن ألفان مكة أهل من إليهم وانضم ، النبى مع جاءوا الذين آالف

أسلم قد يكن ولم ، أمية بن وصفوان ، حرب بن سفيان أبو رأسهم وعلى ، يسلموا لم

عونا. لهم تكون أن يمكن والدروع السالح من وفرة صفوان عند أن النبى علم وقد بعد

النبى . قال فيها المشتركة الهائلة األعداد بسبب قاسية طويلة تكون قد معركة فى

غدا : . عدونا فيه نلق هذا سالحك أعرنا ، أمية أبا يا لصفوان

يشعر أن يريد ال فهو ، الحساسية وشدة والقوة بالصراحة يتسم صفوان رد كان

النبى : عليه ورد ؟ محمد يا t أغVصUبا فقال مكة على النبى استيالء رغم القهر أو بالضعف

إليك : . نؤديها حتى مضمونة tةV عارoي بل متفهما

فى وهو ، إليها حاجة والجيشفى بالفعل غصبا يأخذها أن النبى بإمكان كان لقد

أن أراد الذى النبى بسلوك هذا كان ما ولكن المنهزم مقام فى وصفوان ، المنتصر مقام

مائة . . ، منه سيؤخذ ما رد لصفوان ضمن وينفرها يباعدها أن ال ويقربها القلوب يأتلف

الخالصة بإرادته صفوان دفع مما ، عليه وزاد بالفعل ورده السالح من يكفيها بما درع

اإلسالم . اعتناق إلى

يلتقيـان الجيشان

جـ 404 ، هشام ص 4ابن ،66.

Page 347: محمد في المدينة

: القتـال بداية فى المسلمين هزيمة

على أميرا شمس عبد بن أمية بن العيص أبى بن Uد Yسي أ بن عتاب النبى استعمل

إثنا - – ذكرنا كما قوامه رأسجيشجرار على شوال السادسمن فى وخرج مكة،

، أسلموا قد جميعا يكونوا لم ، حولها وما مكة أهل من منهم ألفان ، مقاتل ألف عشر

يشهدوا أن قلوبهم أعماق فى يتمنون وهم خرجوا ، وحاقدون ومنافقون مشركون بينهم

ونصر وهوازن ثقيف أبطال من ألفا عشرين يواجهون وهم وهزيمتهم المسلمين اندحار

ومرتفعات الوديان مداخل على يسيطرون سالح وأتم عدة أفضل فى وهم وجشم

الجبال .

مع خرج بعضمن صدور فى تعتمل كلها كانت ، ونفاق ، وضعف ، وضغائن ، أحقاد

خضم . فى فرصة له تتاح أن أمل على فقط خرج قد أحدهم إن بل مكة أهل من النبى

محمد . قتل فى فينجح المعركة

وخيل ، بكثرتهم المسلمون أعجب ، العدو تجمع حيث حنين وادي إلى النبى اتجه

اليوم " " . : نغلب لن قال بكر بني من رجال أن البعض ويزعم اليوم لهم الغالب أن إليهم

قلة . حدث . 405على ما وهذا شيئا عنهم تغني ال قد كثرتهم أن بالطبع يعلمون ال وهم

تعالى . : " قوله ونزل المعركة بداية فى ة� بالفعل Vيرo Vث ك VنoاطVوVم فoي Yه� الل YمY ك VرVصV ن UدVقV ل

oمVا ب YضUرV األ YمY Uك Vي عVل UتVاقVضVو tا Uئ ي Vش UمY عVنك oنUغY ت UمV فVل UمY Yك ت VرU Vث ك UمY Uك Vت ب VجUع

V أ Uذo إ Uن� Vي ن Yح VمUوV وVي

Vينoرo م�دUب Yم Uت xي وVل xمY ث UتV حYب V( . 25التوبة" ) : ر

ويمر يقتحمه أن المسلمين جيش يستطيع ال ، الجبال به تحف ضيق واد حنين وادي

كمن الذى عوف بن مالك تناصر كانت تكوينها بحكم الطبيعة وكأن ، واحدة دفعة منه

المضيق . جانبى على المرتفعات فى رجاله

بنى فرسان من المقدمة ، المسلمين جيش طالئع وصلت شوال من العاشر فى

عماية . . فى المساء فى الوادي أبواب على نزلوا الوليد بن خالد رأسهم وعلى سليم

لهم . بدا المؤخرة فى البيضاء بغلته على والنبى المقدمة فى خالد ، االقتحام بدأ الفجر

عدم . فى اندفعوا نزال طالب أو مقاوم العدو من لهم يبرز لم إذ ، هناك أحد ال وكأن

قتال . دون واستسلمت قيادها أسلمت األرضقد وكأن ، روية

أصدر . الكمين قلب فى روية دون المندفعون سقط ، الصبح عماية فى ، فجأة

. ، غرة على المسلمون Yخoذ أ والسهام النبل انهال األنحاء كل ومن ، أمره عوف ابن مالك

جـ 405 ، هشام ص 4ابن ،73.

Page 348: محمد في المدينة

وسيطر . ، االضطراب حل مدمرا كاسحا غاضبا ، الموت سيل انهمر جانب كل من

. وجد ولو ، يقود من هناك يعد فلم سيطرتها القيادة فقدت األبصار وزاغت ، الخوف

انقلب , طاعة وال سمع ال ، يقاد ألن استعداد على هو من هناك يكن فلم يقود، من فرضا

من . لهم يكن لم الناس انهزم ، بعض على بعضها اإلبل وحملت ، فارسه الفرسعلى

. كما . ، رحبت بما األرض عليهم وضاقت شيئا كثرتهم عنهم تغن لم الفرار إال مخرج

الله . كلمات نصت

: مكة أهل من بالهزيمة الفرحون

وعلى ، مرض قلوبهم فى والذين والمنافقون المشركون ، الكافرون فرح هنا

إيمان – – عن إسالمه يعلن لم قبل من أوضحنا كما الذى حرب بن سفيان أبى رأسهم

لم . لكنه الجيش مع خرج لقد الحياة على وإبقاء ونفاقا مداراة ذلك فعل إنما ، واقتناع

الثبات . إلى والدعوة األزر لشد معه ومن يتقدم لم المقدمة انهزمت وعندما ، يحارب

البحر : . دون هزيمتهم تنتهي ال فرح فى سفيان أبو صاح ، ذلك من 406بدال

لم " " ، المسلمين هزيمة بالطبع يقصد هو هزيمتهم كلمة الستخدامه االنتباه نلفت

من " " واحدا نفسه يعتبر ال ببساطة ألنه ذلك هو هزيمته ليست فالهزيمة هزيمتنا يقل

أما : ، المسلمين هؤالء هزيمة هى والهزيمة ، أمامه يحدث بما له دخل وال ، المسلمين

انتصروا . – - الذين هؤالء أمر له بالنسبة انتهي هكذا مسلمين أو بإسالم له صلة فال هو

آمن . . . . هل هYبل Yوليعل القديم المجد سفيان أبو وليسترد قائمة لهم تقوم لن باألمس

!! ؟ سفيان أبو حقا

محمدا : . أقتل اليوم ، ثأرى أدرك اليوم طلحة أبى بن عثمان بن شيبة 407وصاح

محمد " " اغتيال باستطاعته أن إليه Iل خYي أحد فى قتلوا الذين اللواء حملة من أبوه وكان

إليه . الوصول فى ينجح ولم ، الهزيمة طوفان وسط

اعتبر : !! اليوم السحر VطYل ب أال نشوة فى صارخا الحنبل بن VدVة Vل ك صوت وارتفع

انقلب – - . محمد على رأيه فى الهزيمة قضت ، سحره بطل وقد ، ساحرا محمدا

سلطان . لمحمد عاد ما ، الساحر على السحر

جـ 406 ، هشام ص 4ابن ،72.جـ 407 ، ص 2الطبرى ،168.

Page 349: محمد في المدينة

فى . وأسكته النشوان صياحه صفوان سمع ألمه أمية بن صفوان أخو كلدة كان

إلى . : !! قريشأحب من رجل xني ب YرV ي ألن فوالله فاك الله فض أسكت فيه صرخ الحال

هوازن . من رجل xنى ب YرV ي أن من408

محلقا وارتفاعه هامته سموق وقدر معدنة أصالة يظهر أمية بن موقفصفوان

أوال . فهو محمد هزيمة يتمني ال شركه رغم إنه الثارات وجاهلى األحقاد صغائر فوق

وثقيف . هوازن قبضه فى مكة تسقط أن معناها وهزيمته قريشى مكى شئ كل وقبل

هوان . بعده ما هوان هذا وفى

وينتصرون : فيقاتلون إليرشدهم المسلمين يعيد النبى ثبات

إلى ينظر الجيش مؤخرة فى والنبى ، شئ على يلوون ال ، منهزمين ، الناس تدافع

حوله . من انفضت عينيه يصدق يكاد ال وهو ، جماعة تلو جماعة ، الهاربة الجماعات

هاشم : بنى من وثمانية وعمر بكر أبو نفر عشرة من يقرب ما سوى يتبق لم ، الجموع

بن سفيان وأبو عباس بن والفضل النبى والعباسعم طالب أبى بن على� رأسهم على

المطلب . عبد بن الحارث

ما . . بالهزيمة األمر ينتهي أن المستحيل من عنه يتزحزح ال مكانة فى النبى ثبت

لو . كهذه ماحقة ساحقة وهزيمة الله سبيل فى مقاتال خرج وقد يهزم أن لنبى كان

بعثه فالذى ، أبدا ليحدث هذا كان وما الدين هذا نهاية معناها لكان منتهاها إلى وصلت

ما . . قدر صاح النبى قلب فى اإليمان ترسخ هكذا ناصره هو يكون وأن البد نبيا بالحق

!! !! الناس : أيها أين الناس أيها أين أمكنه

وكان . . : !! عباسأصرخ يا النبى قال يستمعون وال يسمعون ال يفرون والناس

أصحاب . : يا ، األنصار معشر يا ناد ، عباس يا أصرخ جهورية الصوت العباسقوى

البقرة !! سورة أصحاب يا ، ة VرYم xالس

وكأن . الصدي وتردد ، واألفئدة األسماع اخترق ، أخاذا ، نافذا ، قويا ، النداء انتشر

تحتها : ) ( بايعوا التى الرضوان شجرة يعني السمرة أصحاب يا تصيح كلها الوادي جنبات

للخزرج !! يا ، لألنصار يا ، البقرة سورة أصحاب يا ،

تسرع وهى األصوات ارتفعت المنهزمون استدار ، الهاربون توقف ، الناس استفاق

لبيك : !! ، لبيك ، لبيك النبى حيث إلى

عادته . هى كما ، طالب أبى بن على� برز النبى حول مقاتل مائة عن يزيد ما التف

ما حممه يدمر ، ثائر كبركان هوازن رجال نحو اندفع وقد الجمع مقدمه فى دوما

408 . الصفحة نفس ، المرجع نفس

Page 350: محمد في المدينة

بداية . . - - هو سقط لو اللواء سقوط اللواء حامل إلى اتجه شئ يوقفه ال يعترضه،

برمح . يمسك األخرى وباليد بيد الراية يحمل ، ناقة على الرجل كان الجيش سقوط

. أن . عليه العسير من كان مترجال على� كان طعن فرصة له الحت كلما به يطعن طويل

. الناقة . خلف على� تمركز خاطفة بدهية بسرعة لسيف وسيفا لوجه وجها الرجل يقاتل

رجل . . . وثب عجزها على وقعت الناقة عرقوبى قطع اللمح سرعة فى ضربتة انطلقت

ساقه . . بنصف أطاحت ضربة ضربة الراية حامل على األنصار من

تبدل . . قبل من يفروا لم كأنهم يقاتلون المسلمون اندفع هوازن راية سقطت

يرفع . " " !! وهو النبى قالها الوطيس حمي اآلن ، بدر روح فيهم حلت الحال غير الحال

أن : " لهم ينبغي ال اللهم ، وعدتني ما أنشدك إنى اللهم داعيا مبتهال السماء إلى يديه

وهو " . المشركين مقاتلة اتجاه فى بها رمي الحصباء من قبضقبضة علينا يظهروا

الوجوه : !!! شاهت 409 يقول

وقد : المسلمين أعداد تزايدت ، سلبه فله قتيال قتل من VادVى Yن ي أن النبى أمر

فى . إليهم خرج وقد العدو واجهوا إيمانهم وقوة يقينهم وثبات جأشهم رباطة استردوا

الرؤية . وضوح وعدم الفجر غبش بددت التى الشمس أشعة تحت المنبسط الوادي

مما ، وذهولهم أعدائهم دهشة أثارت ضراوة فى مهاجمين اندفعوا ثم ، المسلمون صمد

. ، ينهزمون هم بهم فإذا الدائرة دارت النصر فى الثقة وأفقدهم عزيمتهم فى فل

. يتحصنوا كى الطائف إلى وجموع ، أوطاس وادي إلي منهم جموع فرxت بالفرار يلوذون

والمال . النعم وراءهم مخلفين ، شئ على يلوون ال ، مدبرين xوUا ول أسوارها خلف

واألطفال . والنساء

هذه : إبان العاص بن عمرو كان أين سؤال من أكثر نسأل أن من مفرا نجد ال هنا

يصيح والنبى فعل ماذا ؟ الطاحنة المعركة هذه فى موقعه كان أين ؟ العاصفة المعمعة

! عمرو : يكن ألم ؟ شئ على يلوون ال والناسمنهزمون الناس؟ أيها أين صوته بأعلى

يا : العباس صرخات أذنيه تصك ألم ؟ الناس مع يخرج ألم ؟ الناس هؤالء بين العاص ابن

المبجل " " قال هل ؟ السمرة أصحاب معشر يا ، الخزرج معشر يا ، األنصار معشر

وليسمن ، الخزرج معشر وليسمن ، األنصار معشر ليسمن إنه لنفسه عمرو

" ! " ! بن عمرو العظيم الفاتح كان هل ؟ يخصه ال فالنداء ذلك وعلى ، السمرة أصحاب

الدائرة ستدور من على ينتظر ، الموقف يرقب الصخور إحدي خلف بعيدا العاصمختبئا

– " " !! األتقياء بعض يحب هكذا سيدنا اختفى لقد ؟ يختار كيف جيدا يعرف هو وبعدها ،

جـ 409 ، زهرة ص 3أبو ،923.

Page 351: محمد في المدينة

أيضا – . . حنين وفى ينتظر كان ذكر له يرد لم ، مكة فتح العاصعند بن عمرو يلقبوه أن

. كان . ذكر من له يرد لم المؤخرة فى وال القلب فى وال ، المقدمة فى هو ال ، اختفى

!! ينتظر أيضا

يستطيع . هل التساؤالت هذه على ، شافية ، كافية وافية إجابة نملك ال نحن

بسياط" " " " المرهبون المباخر وحملة ، التليفزيون حفالت أتقياء و ، الفتوى محترفو

" " " وقد" ، علمهم نطاق عن يخرج العلم هذا أن أم ؟ إجابة لنا يقدموا أن التكفير

الذهب – – وقصور ، والنار الجنة عن الحديث بحفالت كلهم نقول وال معظمهم اكتفى

وحلقات ، األقرع والثعبان القبر وعذاب ، ومرجان لؤلؤ هو الذى األرض وحصى والفضة

!!! أن فى نجحوا فقد عنهم راضية السلطة أن ويكفي ؟ الدين هو وهذا ، األحالم تفسير

تعاسات . من حالهم إليه وصل فيما التفكير عن ويلهوهم الناس يشغلوا

الصمة : بن دريد مقتل

أما . أمه، هى والدغنة ، xة الدYغVن ابن قتله الصمة بن دريد قتل هوازن هزيمة إلى نعود

ظن . وقد ، هودج شبه فى ناقته على وهو دريد أدرك YهUبان أ بن Uع فVي Yر بن ربيعة فهو اسمه

ال . . غالم الدغنة وابن السن فى طاعنا شيخا أمامه وجد الناقة أناخ عندما لكنه امرأة أنه

ويأخذ . يقتله أن هو اللحظة تلك فى عليه سيطر ما كل الشيخ قدر يعرف وال له خبرة

مكترث . : غير ، الفتى قال ؟ تريد ماذا سأل ، ترفع فى الغالم إلى الشيخ نظر سلبه

قال : . : ؟ أنت ومن كبريائه علياء من يسأل دريد وعاد أقتلك سنه وكبر الشيخ بشيبه

السلمي : . رفيع بن ربيعة أنا الصبى

: قال . . ازدراء فى دريد إليه نظر قتله استطاع فما بالسيف الشيخ الصبى ضرب

عن . وارفع ، به اضرب ثم ، الرحل مؤخرة من هذا سيفي خذ أمك سلحتك بئسما

أمك أتيت إذا ثم ، الرجال أضرب كنت كذلك فإني ، الدماغ واخفضعن العظام،

نساءك . فيه منعت قد يوم والله xب فVر� ، الصمة بن دريد قتلت أنك 410فأخبرها

شيخ من يخجل لم لصبى واالزدراء ، الحياة على واالستعالء الكبرياء درسفي

إلى . عاد عندما ربيعة إن ويقال السبى عار من وحماهن نساءه يوما أنقذ قد أنه أخبره

ليذكر : !! ذلك قال فإنما يدك الله حرق له قالت ، الصمة بن دريد بقتله وأخبرها أمه

أبيك : . وأم وأمي أنا غداة فى أمهات ثالث لك أعتق لقد فوالله عليك 411نعمة

األشعرى عامر أبا ، أوطاس وادي إلى ، هوازن من المنهزمين أثر فى النبى بعث

تصدوا . من هزم حتى فقاتل األشعرى موسى أبو عمه ابن الراية أخذ قتل حتى فقاتل

جـ 410 ، هشام ص 4ابن ،84.ص 411 ، .345هيكل

Page 352: محمد في المدينة

بسهم. رماه ، الصمة بن دريد بن سلمة هو األشعرى عامر أبا قتل الذى إن ويقال له

تم . كثيرة وغنائم أوطاسبسبي من موسى أبو عاد وقد قاتلة اإلصابة وكانت فأصابه

وأمر . القاري عمرو بن مسعود المغانم على النبى أقام حنين وغنائم سبى إلى ضمها

بها . فحبست الجعرانة إلى واألموال بالسبايا

القتـلي:

األخ وهو الله رسول موالة أيمن أم ابن أيمن ، حنين قريشيوم من قتل إنه يقال

األنصار ومن ، أسد بن المطلب بن األسود بن وزمعة ، زيد بن ألسامة الشقيق غير

األشعرى . عامر أبو األشعريين ومن ، الحارث بن سراقة

المعركة . بداية وانهزامهم لهلعهم كان فلقد المعركة قتلى لعدد بإحصاء ليس هذا

: . . أجبر اللهم النبى وقال المسلمة القبائل من كاملتان قبيلتان فنيت لقد مدمر أثر

قتلى !! . عن أما هينا سهال يكن ولم ، باهظا كان النصر ثمن أن معناه هذا مصيبتهم

السبعين . بلغوا إنهم فيقال وثقيف هوازن

المالئكـة:

من المعركة هذه تخلو ال ، التراث وسدنة السيرة وكتاب ، اإلخباريين وكعادة

إسحق : : أبى وحدثني إسحق ابن قال للمسلمين ونصرتهم المالئكة تدخل إلى اإلشارة

مثل : يقتتلون والناس القوم هزيمة قبل رأيت لقد قال مطعم بن جبير عن ، يسار بن

أسود نمل فإذا فنظرت ، القوم وبين بيننا سقط حتى السماء من أقبل األسود اد Vجo الب

القوم . هزيمة إال يكن لم ثم ، المالئكة أنها أشك لم ، الوادى مأل قد 412مبثوث

؟ . كيف القوم وهزم ، الوادي مأل ، أسود نمل صورة فى المرة هذه أتت المالئكة

لنا . يقدم أن نتوقع وبالطبع عنهم روى من أو إسحق ابن به يخبرنا ال وما نعرفه ماال هذا

فى الفذة مقدرتهم من التأكد تمام على ونحن ، التفسيرات آالف التراث كتب سدنة

قبل . من يبدع لم ما وإبداع والتأويل التفسير

فى الراوى يشك لم الذى النمل موضوع فى إسحق ابن مع سعد ابن ويختلف

قد . : حمر عمائم ، حنين يوم ، المالئكة سيماء وكان سعد ابن يقول المالئكة كونها

أكتافهم . بين أرخوها

جـ 412 ، هشام ص 4ابن ،79.

Page 353: محمد في المدينة

بالمالئكة يختص فيما سعد ابن ورأى إسحق ابن رأى بين نوفق أن الصعب ومن

يتصور أن المستحيل من أنه إذ ، القوم انهزم ما لوالهم والذين حنين يوم قاتلوا الذين

وأرخوها " " رؤوسهم على حمر عمائم وضعوا قد النمل المالئكة أن الناسخياال أخصب

من . كثير إلى قبل من أشرنا فلقد ، الموضوع هذا فى الحديث نطيل ولن أكتافهم بين

المجال . هذا فى اإلخباريين هراء

الطائـف حصـار

كسر يتم كى ، عليها لالستيالء تمهيدا وحصارها الطائف إلى السير من البد كان

مرتفع . طبيعي موقع ذات الطائف كانت وهوازن ثقيف من إليها فروا من إرادة

لهم. يخيب أن الصعب من أشداء رماة ورجالها اقتحامها يصعب قوية حصونها وحصين

طال . مهما للحصار تصمد أن ويمكن وثمارها بأقواتها غنية كانت أنها كما سهام أو نبل

المدافعون . له يتعرض قد خطر أى من بكثير أكثر بالمهاجمين المحدق والخطر ، وقته

وأسقط . الدماء فأسال كالمطر النبل عليهم انهمر الهجوم فى المسلمون اندفع

النبل . . مرمي عن بعيدا يتراجعوا وأن البد يتوقفوا أن جنده من النبى طلب الشهداء

. ، واالقتحام للهجوم أمانا أكثر أسلوب فى للتفكير مهلة إلى حاجة فى إنهم والسهام

كانوا . الهجوم بداية فى سقطوا الذين إن ويقال الشهداء من المزيد سقوط دون

رجال . عشر اثني حوالى

كان فقد ، يقدرون ال وهم ، يوما عشرين من يقرب ما الطائف المسلمون حاصر

. بأسا واألشد قوة األكثر هم ، موقعا األعلى ، المحصنة قالعهم فى الطائف أصحاب

، جحش بنت وزينب أمية أبى ابنة سلمة أم هما ، نسائه من سيدتان النبى مع كان

إسالمها . – – بعد ثقيف أقامت المكان هذا وفى القبتين بين صلى ثم قبتين لهما ضرب

مالك . . بن وهب بن أمية بن عمرو هو أقامه الذى إن ويقال 413مسجدا

من أنه ينادي أن أمر ، منها أى تنجح ولم الطائف الخضاع طرق عدة النبى استخدم

لم . المسلمين لجميع ما الحقوق من له حر، فهو الطائف عبيد من مختارا طائعا جاءه

ميزان فى يذكر تأثير من لهم يكن لم ، رجال عشرين أو عشر خمسة من أكثر إليه ينزل

الطائف – - أحوال عن الكثير منهم علم حال أية على لكنه ، الطرفين بين القوى

شيئا . oدUجY ت لم بها أدلوا التى المعلومات لكن ، وتحصيناتها

قواعدها من تنهار أن أمل على والحصون القالع به يرمي المنجنيق إلى النبى لجأ

الوسيلة . هذه لكن مستسلمين يخرجوا أو حتفهم فيالقوا فيها رؤوسمن على وتنهدم

جـ 413 ، هشام ص 4ابن ،127.

Page 354: محمد في المدينة

وكان . المسلمين قتلى من آخر عدد حصادها كان بل ، شيئا تثمر لم الهجوم وسائل من

، بعد فيما ، منه فمات بسهم رمي ، الصديق بكر أبى بن الله عبد استشهدوا من بين

المدينة . فى

تقتحم رجال قلبها فى خشب من دبابات استخدام النبى البعضعلى أشار

الفرار . فيها من حاول ، المنصهر الحديد عليها الطائفصبوا رجال لكن الحصون

هذه . . وفشلت استطاع من بالفرار والذ ، قتل من قتل وهوازن ثقيف سهام فتلقفتهم

أيضا . الوسيلة

ال ، التعقيد بالغ ، الصعوبة بالغ الموقف يتأملون دهش فى المسلمون وقف

وحصون ، عنيد شرسصلب عدو مواجهة فى يعملوا أن عليهم يجب ما تماما يعرفون

سبيل . من إليها الوصول فى يملكون ال شامخة هائلة

- بعد . داعيا إليها ذهب يوم ينسى ال إنه الطائف فتح دون يعود أن النبى على عز

سندا – له ويكون بدعوته يؤمن من يجد عله الحزن عام وخديجة طالب أبى موت

العبيد يقذفها بالحجارة ثم ، والسباب واإلهانة باالزدراء إال يواجه لم لكنه وعزاء،

إسالمهم . وفى ، ويسلموا يهتدوا أن لهم يريد كان بل ، االنتقام يريد يكن لم والرعاع

المسلمين . ولسائر لهم ، وقوة دعم

تدفع , أن أمل على التهديد وسائل من كوسيلة جعبته فى سهم آخر الى النبى لجأ

تقطع . وأن ثقيف أعناب تجثث أن سيأمر أنه أعلن والتسليم الخضوع إلى الطائف أهل

إلى . المسلمين دفع مما ، بالتهديد البداية فى الطائف أهل يكترث لم النخيل أشجار

. . الطائف أهل أصيب ويحرقون ويقطعون يجتثون الزروع وسط اندفعوا األمر تنفيذ

من . يتوقعوه لم بأسلوب تبدد وثروتهم تفسد أموالهم ينظرون وهم بالصدمة

خرج . القتال وسائل من كوسيلة والتخريب التدمير إلى المسلمون يلجأ أن المستحيل

لله : دعها أو شئت إن لنفسك خذها ، األموال تفسد ال محمد يا يصيح مناد منهم

وللرحم . : . لله تركها يكفوا أن رجاله النبى وأمر وللرحم

ثالثين . الحصار قارب بعد الطائف فتح أوان يأن لم ، ثقيف فى للنبى يؤذن ولم

على. . القعدة ذو كان المسلمين من آخر عدد مقتل سوى نتيجة من هناك يكن ولم يوما

قتال . فيه يجوز ال التى الحرم األشهر من وهو ، الحلول وشك

- تحت خرجت التى لآلالف النفسية الحالة أيضا الحسبان فى يؤخذ وأن البد كان

منهم . كل ليأخذ الجعرانة إلى سريعا للعودة يتلهفون أعماقهم فى إنهم محمد راية

التوقعات . كل ثرائها فى فاقت التى الغنيمة من نصيبه

Page 355: محمد في المدينة

بالرحيل . يؤذن أن الخطاب بن عمر النبى أمر

: هـوازن وفد

هوازن . سبى قدم قد كان معه بمن الجعرانة نزل ، الطائف عن النبى انصرف

وولدان . . نساء بين ما آالف ستة من يقرب ما السبى عدد بلغ بها فحبس الجعرانة إلي

وعدد ، ألفا وعشرين أربعة بلغ فقد غنيمة المسلمون عليها حصل التى اإلبل عدد أما

أوقية . آالف أربعة من يقرب ما زنتها فبلغت الفضة أما ، ألفا أربعين الغنم

وطالبوا إسالمهم أعلنوا ، هوازن من وفد وصل ، الغنائم توزيع النبى يبدأ أن قبل

ما . البالء من أصابهم أن بعد عليهم يمن أن النبى رجوا والذرية والنساء األموال برد

الحظائر : فى إنما ، الله رسول يا قال ، بكر بن سعد بنى من رجل إليه تقدم ، أصابهم

هوازن ) ( من وهم ، سعد بنى من كانت السعدية حليمة وحواضنك وخاالتك عماتك

المنذر، . ) ( بن للنعمان أو مoر Vش أبى بن للحارث أرضعنا ملحنا أننا ولو يكفلنك كن الالتي

وأنت ، وعائدته عطفه رجونا ، به نزلت ما بمثل منا نزل ثم

المكفولين . 414خير

الجيش ذلك ويعود ، وأموالهم وأبناؤهم نساؤهم إليهم ترد أن الصعب من كان

لم مكة فتح فى اشتركوا الذين آالف العشرة وأن خصوصا ، حنين بخفى قاتل الذى

. ، عليهم مكة فى ما حرم لقد شاة مجرد وال جمل وال ناقة ال ، شيئا الفتح من يغنموا

يرضخ . أن المستبعد من وكان الرسول وحكم الله بحكم ورضوا ، ورسوله الله بحكم

يضمن . فلن ، المقربين الصحابة جماعة جدال به قبلت وإن ثانية الحكم لنفس الجميع

مرض . قلوبهم فى والذين والمنافقين المشركين رoضى أحد

عليهم : كان ؟ أموالكم أم إليكم أحب ونساؤكم أبناؤكم هوازن وفد النبى سأل لذا

وأبنائها، . نسائها عن تتخلى لن هوازن أن من اليقين تمام على النبى وكان يختاروا أن

أموالنا : بين خيرتنا الله رسول يا أجابوا ، والنعم األموال فى الخسائر كانت مهما

إلينا . أحب فهمو وأبناءنا نساؤنا إلينا ترد بل ، 415وأحسابنا

: الرضاعة من النبى أخت الشيماء

فى عليها الجند غلظة رفضت السن فى متقدمة سيدة كانت السباء ضمن

لكنها. : . . يصدقوها لم الرضاعة من صاحبكم ألخت إنى والله تعلxموا لهم قالت السياق

لها . . . بسط منه أدناها النبى عرفها العزي عبد بن الحارث بنت الشيماء هى كانت

أن . . : أو ، مكرمة محببة عنده تمكث أن إما أمرين بين خيرها جواره إلى أجلسها رداءه

جـ 414 ، ص 2الطبرى .173ــ،جـ 415 ، هشام ص 4ابن ،135.

Page 356: محمد في المدينة

- ويردها- يمتعها أن فاختارت ، قومها إلى ويردها متاعا لها يكون ما يعطيها أى يمتعها

وجارية . . غالما ، أعطاها ما ضمن ، أعطاها النبى إن ويقال قومها 416إلى

فكان األموال أما ، ونساءهم أبناءهم الناس إلى المسلمين رد بأن الموقف انتهي

د . VرY ت أن المستحيل من

: عـوف بن مالك إسالم

بالطائف وكان ، هوازن وفد مع النصرى عوف بن مالك إلى رسالة النبى أرسل

عرض : وهو ، اإلبل من مائه وأعطاه وأهله ماله إليه النبى رد مسلما جاء إن ثقيف مع

اإلسالم . يكسب أن يريد كان النبى لكن مهزوم إلى منتصر يقدمه أن النادر من كريم

يكن . ولم األبطال بعمالقة يختص فيما حتى واردة والهزيمة ، صلبا ومحاربا شجاعا قائدا

االستجابة . كانت لذا اإلذالل أو باإلهانة يشعره أو مالك يمسكبرياء ما النبى عرض فى

صدق . قال إذا النبى أن اإلدراك تمام يدرك ومالك ، فورية

امتطى ، خرج أجله من الذى الهدف أخفى ، ثقيف من خلسة فى ، ليال مالك خرج

أعلن . ، بمكة ويقال ، بالجعرانة النبى أدرك أحد يصحبه أن دون العنان له وأطلق فرسه

وعد . ما حسب ، ناقة مائة وأعطاه وماله أهله النبى عليه رد ، إسالمه

: الغنائم توزيع

البعض . انتابت أهلها إلى ترد وهي هوازن سبايا النبى حول من اآلالف شهدت

هم . ويخرجوا ، أيضا أموالهم عليهم يرد ربما ، يدرى من الفعل رد فى التسرع من حالة

. ، النبى حول تزاحموا األيادى صفر ، مكة من خرجوا كما ، والطائف حنين من

أمام : . . الغنائم ذلك من أكثر يصبروا لن Uأنا في علينا أقسم الله رسول يا تصايحوا

األحوال . من حال بأية منهم تفلت ولن أيديهم تحت ، أبصارهم

فوضى إلى يتحول أن األمر وكاد ، رداؤه انتزع أن لدرجة النبى حول التزاحم اشتد

VعVمVا. : . ن تهامة شجر بعدد لكم أن لو فوالله الناس أيها ردائى إلى ردوا النبى صاح

. كذابا وال جبانا وال بخيال ألفيتموني ما ثم ، عليكم 417 لقسمته

من كانوا والذين ، قلوبهم المؤلفة عليهم أطلق لمن منه الخمسوأعطي أخرج

أوقية . وأربعين بعير مائة حرب بن سفيان أبا أعطي مضت قليلة أيام إلى أعدائه أشد

عندما فرحه يخف ولم شماتته وأعلن بل ، يقاتل لم سفيان أبا أن رغم ، الفضة من

ومع . ، سفيان أبى نفس فى ما يعلم النبى كان المعركة بداية فى المسلمون انهزم

العطاء . له أجزل ذلكص 416 ، المرجع .91نفسص 417 ، .349هيكل

Page 357: محمد في المدينة

يطلب أن نفسه شراهه له سولت بل ، باالمتنان العطاء كرم سفيان أبو يتقبل لم

أوقية . : وأربعين اإلبل من أخرى مائة يزيدوه أن النبى فأمر ؟ يزيد وابنى قال المزيد

! : . النبى . وأمر ؟ معاوية وابنى أضاف لئيم خبث فى سفيان أبى طمع وتجلي الفضة من

بن . معاوية أن الوضع هذا من ويتضح الفضة من أوقية وأربعين اإلبل من ثالثة بمائة له

هم . قلوبهم والمؤلفة إيمان عن أسلموا ممن ال ، قلوبهم المؤلفة من كان سفيان أبى

الذين هؤالء وأيضا ، العطاء بجزيل إيمانهم تقوية يرجي الذين باإلسالم العهد حديثوا

اإلسالم – - . اعتناق على بالعطاء أى بنفساألسلوب حثهم يرجي

إال كانت ما سفيان أبا محمد بها خص التى الحظوة أن وت مونتجمرى ويدعي

مونتجمرى . ويضيف قتال دون وخضوعها مكة استسالم فى لعبه الذى للدور تقديرا

قبل: – مكة شئون على أقام عندما بجالء أيضا ظهرت سفيان ألبى محمد محاباة إن وت

أسيد – .. بن xاب عVت شمسوهو عبد بن أمية عشيرة من شابا المدينة إلى يتركها أن

، سفيان أبى جانب إلى مال قد محمدا أن على يدل سفيان أبا عشيرة من أنه وحقيقة

حاكما .. سفيان أبا xن عي محمدا أن كما وسهيل وعكرمة صفوان الثالثى إلى يمل ولم

418 لنجران.

الذين : أى ، المئين أصحاب عليهم أطلق من هناك كان ، سفيان أبى جانب إلى

: ، هشام بن الحرث إسحق ابن أسماءهم يذكر كما وهم ، بعير مائة على منهم كل حصل

زهرة، بني حليف الثقفي جارية بن والعالء ، العزي عبد بن وحويطب ، عمرو بن وسهيل

عوف بن ومالك ، التميمي حابس بن واألقرع ، بدر بن حذيفة بن حصن بن وعيينة

أمية ) ( . بن وصفوان ، قبل من ذكرناه وقد النصرى

أغضب مما ، خمسين العير من واحد كل قلوبهم المؤلفة من غيرهم وأعطي

فعبر . ، النبى له قسم بما يرض لم مرداس عباسبن غضبوا من بين من وكان ، بعضهم

النبى دفع مما ، السيف من tومضاء حدة أكثر كان آنذاك والشعر ، شعرا سخطه عن

ولم : ، بالعطاء اسكتوه أى ، لسانه عنى فاقطعوا به اذهبوا حوله لمن يقول أن إلى

اإلبل . من مائة على حصل مرداسحتى ابن يسكت

الذى الخمس إخراج تم أن بعد ، والغنائم الناس بإحصاء ثابت بن زيد النبى أمر ثم

فإن ، شاة وأربعين اإلبل من أربعا رجل كل نصيب وكان ، قلوبهم المؤلفة على منه وزع

شاة . وعشرين ومائة اإلبل من عشر اثنى أخذ فارسا كان

عدلت : أرك لم

418 Montgomery Watt, Muhammad at Medina, p. 75..

Page 358: محمد في المدينة

. لقد بظاهرها األمور أخذوا ، النبى تصرف وراء الكامن السر الكثرة تفهم لم

أخذوا الذين هؤالء أن رغم ، العطاء وأجزل عليهم أغدق ، قريش من قومه النبى حابى

يقاتلوا !! لم األوفر النصيب

مواجهة فى فاضحا واضحا غضبه عن xر عب ، نفسه قاتلوا الذين أحد يتمالك لم

: : ، أجل النبى سأله ، اليوم هذا فى صنعت ما رأيت قد ، محمد يا صاح ، النبى

؟ رأيت فكيف

عدلت : !! أرك لم تميم من وهو الحويصرة ذو أجاب

ما . نادرا أنه رغم الغضب عليه بدا الباترة الخشنة التميمي بكلمات النبى فوجئ

!! ؟ : !! يكون من فعند عندي العدل يكن لم إن ويحك قال ، يغضب

له . عقابا الرجل بقتل أشار الذى الخطاب بن عمر برأى يأخذ لم النبى يعاقبه لم

كان . عما بفجاجة عبر التميمي أن داخله فى يشعر النبى كان وتطاوله جرأته على

، وتأويلها تفسيرها وأخطأ ، فهمها وساء ، إدراكها قصر التى الكثرة صدور فى يعتمل

الله : . وجه بها أريد ما قسمة هذه بعضهم قال أن 419لدرجة

: وترضى نفوسهم تطب لم األنصار حتى

أن دون الرجل عبر ربما أو ، األنصار نفوس فى صدى له كان التميمي قاله ما

قريش . فى مفرط بسخاء توزع العطايا شاهدوا نفوسهم فى يعتمل كان عما يدرى

لم . : : هشام ابن يقول وكما ؟ هم نصيبهم أين ؟ ماذا ثم تساءلوا العرب قبائل وفى

شيئ . منها األنصار فى يكن

. يحتمل الموقف كان ما الصدور يجيشفى عما تعبر البعض ألسنة تحركت

وآووه : صدقوه الذين ونسى ، العطاء وأجزل فأعطي قومه النبى لقى الصمت

الخزرج، : معشر يا األنصار، معشر يا الهزيمة ساعة عليهم نادي الذين نسى ونصروه،

من . أى نداءه يلب لم استشهد من منهم واستشهد النصر حتى وقاتلوا حوله فالتفوا

دون . . وكأنهم الميزان اختل لقد الفضة أوقيات ومئات العير مئات على حصلوا الذين

عدلت : . !! أرك لم محمد يا التميمي كلمات يرددون كانوا يدروا أن

فى . اعتمل ما YخUف ي لم قومه شكاية له ينقل النبى على عباده بن سعد دخل

: . .، الله رسول يا الجميع وأمام مواربة دون قال أيضا هو نفسه فى اعتمل وما نفوسهم

الذى الفئ هذا فى صنعت لما أنفسهم فى عليك وجدوا قد األنصار من الحي هذا إن

،جـ 419 زهرة ص 3أبو ،939.

Page 359: محمد في المدينة

من الحى هذا فى يك ولم ، العرب قبائل فى عطايا وأعطيت قومك فى قسمت ، أصبت

شيئ . منها األنصار

؟ : سعد يا ذلك من أنت فأين النبى قال

قومي : !! من إال أنا ما سعد أجاب

. ، وعانوا ، رحلوا ما قومه ضيق عن يعبر وهو حدث مما ضيقه يخفسعد لم

لم ومن ، يؤمن لم من بالغنائم يفوز كي ، دماؤهم وسالت ، جراحاتهم وكثرت ، وقاتلوا

ضيزى : . قسمة إذن تلك يستحق ال ومن ، يقاتل

قومك : . لى اجمع النبى قال

فى " " أو الحظيرة فى قومه يجمع أن سعد من طلب النبى أن التراث كتبة يدعي

الحظيرة" " . لإلبل – – 420هذه يتخذ مكان هي هشام ابن هامش في جاء كما والحظيرة

يعاملوا . أن الحظيرة فى األنصار جمع من الهدف كان فهل االنفالت من يمنعها والغنم

مكانة النبي نفس فى ولألنصار ، الله معاذ ؟ االنفالت من ويمنعوا والغنم اإلبل معاملة

أو . " " الحظيرة فى يجمعهم أن سعد من طلب قد النبى يكون أن نستبعد لهذا وحظوة

الحظيرة " ". هذه في

لم . وما أفهامهم على استغلق ما لهم ر xفس األنصار اجتمع حيث إلى النبى اتجه

ولما . النبى سلوك فى الكامنة الحكمة ألدركوا وتدبروا قليال تأملوا ولو عقولهم تدركه

: . األنصار معشر يا أوجدتم الخالص بالحب تموج وكلماته النبى قال صدر ما عنهم صدر

أال . إسالمكم إلى ووكلتكم ليسلموا قوما بها تألفت الدنيا من لعاعة فى أنفسكم فى

إلى الله برسول وترجعوا والبعير بالشاة الناس يذهب أن األنصار معشر يا ترضون

سلك ولو ، األنصار من t Vمرأ أ لكنت الهجرة لوال بيده نفسمحمد فوالذى ؟ رحالكم

. وأبناء ، األنصار ارحم اللهم األنصار شعب لسلكت شعبا األنصار وسلكت الناسشعبا

. األنصار أبناء وأبناء األنصار،

. وحظا . قسما الله برسول رضوا لقد بالدمع لحاهم ابتلت الناسحتى وبكى

بسالم . الموقف وانتهي

: المدينة إلى العودة

بها فأقام ، القعدة ذى الخامسمن الخميسفي ليلة الجعرانة إلى النبى وصل

فأحرم القعدة ذى من بقيت عشرة الثنتي األربعاء ليلة خرج ثم ، ليلة عشرة ثالث

. الخميس يوم وفى الجعرانة إلى ورجع رأسه وحلق وسعي فطاف مكة ودخل بعمرة

جـ 420 ، هشام ص 4ابن ،146.

Page 360: محمد في المدينة

المدينة . إلى بن 421انصرف معاذ معه وخلف ، أسيد بن عتاب مكة شئون على ولى وقد

إلى . الفئ بقايا يؤخذ أن النبى وأمر القرآن ويعلمهم الدين الناسفى يفقه جبل

. من. العاشر فى خرج يوما عشر وستة شهرين حوالى المدينة عن غيبته وكانت المدينة

هجرية . ثمان سنة ، القعدة ذى من والعشرين الرابع فى وعاد رمضان،

به وفرح ، الحجة ذى فى ، إبراهيم مارية ولدت ، الثامن العام أى ، العام هذا وفى

أم . إرضاعه على وقامت الناس بين به ويسير يحمله كان أن لدرجة كبيرا فرحا النبى

. النجار بنى من زيد بن المنذر بنت دة UرY ب

جـ 421 ، هشام ابن ص 4انظر ،148.

Page 361: محمد في المدينة

(6)

تبــوك

النبـي غـزوات آخـر

الموقــع

من . الشرقى الجنوب فى ودمشق المدينة بين المسافة منتصف فى تبوك تقع

من يقرب فيما المسافر يقطعها متر كيلو سبعمائة حوالى المدينة عن وتبعد العقبة،

. يوما عشر أربعة

: الغزوة أسباب

. ، الشام بالد على الروم يسيطر حيث الشمال نحو دوما ببصره يرنو النبى كان

الله نور فيشملها ، اإلسالم فيها ينتشر بأن أحق بالد وهى ، النصرانية تنتشر وحيث

أحرارا . يعيشوا كى البدء منذ الله خلقهم ألقوام قوم استعباد من ويخلصها وعدله،

الثالثة " " . األمراء استشهاد كان ما المسلمين أذهان تفارق ال أيضا مؤته كانت

تذكر . خسائر دون الوليد بن خالد قيادة تحت انسحب الجيش أن رغم ، الهين باألمر

تلك . لكن مؤثرة المسلمين هزيمة تكن ولم ، حاسما الروم نصر يكن لم أنه صحيح

أن واالهم ومن الروم تشعر أخرى بجولة المسلمون يتبعها وأن البد كان الجولة

عدة . أو عدد يرهبهم لن قادمون، المسلمين

: للغـزو بالتهيؤ األمر

. ، الروم لغزو بالتهيؤ الناس أمر الجيش رأس على نفسه هو يكون أن النبى قرر

خير . دياره فى العدو مهاجمة المسلمين لغزو هم يأتوا أن قبل إليهم المسلمون ليذهب

معاناة وربما الدفاع عبء المسلمون ويتحمل هو يهاجم كي الفرصه إعطائه من

النفوس . بعضضعاف وخيانة وجوع خوف من يصحبه وما الحصار

Page 362: محمد في المدينة

ال كى للعدو تعمية ، مقصده عن صراحة يعلن ال السابقة غزواته فى النبى كان

العدو . أخUذ تراق أن أبدا النبى لها أراد ما دماء وتراق الحرب أمد ويطول أهبته يأخذ

وتخريب الرجال قتل من النبى رأى فى أفضل كان ، قتال دون واستسالمه غرة على

سالم. . فى اإلسالم نشر هو األسمي هدفه كان الديار

لهذا . كان الروم لغزو خارج أنه ووضوح صراحة في النبى أعلن الغزوة هذه فى

شديد . العدو وبأس شاقة والرحلة بعيدة فالمسافة ، يبرره ما اإلعالن

قد . طويل والطريق شديد والحر عسرة زمن فى جاءت فالدعوة ، الناس فوجئ

الثمار . يريد حيث إلى الجيش يصل أن قبل الجافة الشجر كأوراق الكثير منهم يتساقط

والثمر، . الظل يترك من القطاف وقت اقترب ، تطيب أن وشك على المدينة فى

فوق ، األيام عشرات تستغرق قد غزوة فى يخرج كى ، وطمأنينة أمن فى األهل وصحبة

! ؟ كالجحيم وشمسحارقة كالحمم ملتهبة رمال

أيضا، العطشوالجوع وربما السفر طول أنهكهم وقد ، الوصول فى نجحوا لو حتى

علي يقاتل عدو ، زاد ينقصه ال الجسد مستريح والعدة العدد وافر عدو يتلقاهم سوف

فى صيت ذات ، متمرسة واعية قيادة تحت ، ومخارجها مداخلها جيدا يعرف التى أرضه

المنتصرة . معاركها

: الخروج كرهـوا الذين

أيضا وهو ، التردد على يبعث أمر ، بالذات التوقيت هذا وفى ، هؤالء لقتال الخروج

كان . أعذار وراء االستخفاء محاولتهم رغم ، البعض سلوك فى واضحا ذلك بدا مخيف

. أصحابها عوار ستر فى تصلح ال ، واهية أنها الواضح من

العام : لك هل جVد يا سلمة بنى قيسأحد بن IدVالج وهو ، أصحابه أحد النبى سأل

اقتناع ) ( مدى يعرف أن يريد النبى كان السؤال بهذا ؟ الروم أى األصفر بنى جالد فى

أناس فى خير ال أنه اإلدراك كل يدرك وهو ، والقتال للخروج حماسهم وقدر أصحابه

الحماس . وفتر الثقة واهتزت العزم فيهم ضعف

يستر أن يحاول وهو ، الجVد قال النبى أحاسيس لصدق قيسمؤيدا بن الجVد رد جاء

أنه : قومي عرف لقد فوالله ، تفتني وال لى تأذن أو ، الله رسول يا واهية بحجة تخاذله

ال أن األصفر بنى نساء رأيت إن أخشى وإنى ، منى بالنساء عجبا بأشد رجل من ما

أصبر.

ألنه !! الله سبيل فى مجاهدا الخروج رفض ، وتخاذله جبنه أظهر الرجل هكذا

رمش . فى اهتزازه صريع يسقط قد ، النساء أمام ضعيف هو الفتنة نفسه على يخشى

Page 363: محمد في المدينة

إال . صمود ال حيث الوغي ساحة فى يصمد أن األنثي بجسد الملتاث لهذا وكيف امرأة

قد أن بإعالنه عاهد قد كان إن وهذا ، عليه الله عاهدوا ما صدقوا رجال ، النفوس لكبار

Yسطxر . وي المستقبل Yصنع وي المعارك Yكسب ت هذا بأمثال ما صدق ما أنه إال ، أسلم

وفيه. : ؟ لك أذنت قد ينصرف أن منه يطلب وكأنه شديد بإيجاز النبى له قال التاريخ

اآلية : " xمV نزلت هVن Vج xنo وVإ U قVطYوا Vس oةV Uن Uفoت ال فoي V Vال أ Iي oن VفUت ت V وVال لIي UذVن ائ YولYقV ي مxن UهYم وVمoن

VينoرoافV Uك oال ب VمYحoيطVة� ( . 49التوبة" ) : ل

يهربون : الحقيقة فى وهم ، الحر فى تنفروا ال والمتخاذلين المنافقين بعض وقال

تعالي . : " قوله فيهم نزل وهؤالء وخشية خيفة ، الجهاد oمVقUعVدoهoمU من ب VونYفx ل VخYمU ال VحoرVف

V ال U Yوا وVقVال oه� الل oيلo ب Vس فoي Uمoه oسYنفV وVأ Uمoهo مUوVالV oأ ب U اهoدYوا VجY ي ن

V أ U VرoهYوا وVك oه� الل oول Yس Vر VفV خoال

VونYهVقUفV ي Yوا Vان ك Uوx ل ا حVر� د� VشV أ Vمx جVهVن YارV ن UلYق IرVحU ال فoي U وا YرoنفV ( . 81التوبة" ) : ت

هؤالء . اجتمع الناس همم يثبط أن عمدا قصد من المتخاذلين القاعدين بين كان

ال وقت فى الخروج مخاطر الناسمن ويخوفون الفرقة يبثون ، يهود من رجل بيت فى

خوضمعركة - - من طائل وال ، به لهم قبل ال عدو ولقاء للقتال نظرهم وجهة من يصلح

طلحة . إليهم النبى بعث لذا ، أعدائهم من المسلمين على خطرا أشد هؤالء كان ضده

طلحة وقام ، فيه من على البيت ق IرVحY ي أن وأمرة ، أصحابه من نفر فى الله عبيد بن

النبي . أمر بتنفيذ

التخلف فى الله رسول يستأذنون المنافقين ناسمن جاء قد أنه سعد ابن ويذكر

ليؤذن . األعراب من المعذرون وجاء رجال وثمانون بضعة وهم ، لهم فأذن علة غير من

رجال . وثمانون اثنان وهم يعذرهم فلم إليه فاعتذروا 422 لهم

بن كعب ومنهم ، التخلف يقصدون ال وكانوا النية بهم أبطات بعضمن تخلف وقد

أخو أمية بن وهالل ، عوف بن عمرو بنى أخو الربيع بن ومرارة ، سلمة بنى أخو مالك

إيمانهم . فى xهVمون Yت ي ال صدق نفر وكانوا ، واقف بنى

المدينة . فى للمرجفين فرصة أعطي مما الجيش مع طالب أبى بن على يخرج لم

ما . النبى أن ادعوا سمومهم يبثوا كي النبى عم ابن علي والحاقدين الفتنة وناشرى

على� . يعط لم رفقته فى يرغب وال يصحبه أن يريد ال ، منه وتخففا له استثقاال إال خلفه

جنده وسط وهو النبى إلى وخرج سالحه أخذ ، أكاذيبهم ينشروا كى لهؤالء الفرصة

أنك . : ، خلفتني إنما أنك المنافقون زعم ، الله نبي يا على� قال وأطاعوا سمعوا الذين

فارجع ! : ، ورائى لما خلفتك إنما ولكنى ، كذبوا النبى قال مني وتخففت استثقلتني

جـ 422 ، سعد ص 2ابن ،165.

Page 364: محمد في المدينة

. ، موسى من هارون بمزله منى تكون أن على� يا ترضى أفال وأهلك أهلى فى فاخلفني

بعدى . نبى ال أنه 423إال

المستحيل . من وكان موسى قبل هارون مات فقد مفهومة غير األخيرة والعبارة

بعده . نبيا يصبح أن

الجيش : تجهيز

المال يقدموا أن عليهم ، الله سبيل فى النفقة على والموسرين األغنياء النبى حض

الله . غفر العسرة جيش جهز من استطاعته حسب كل ، الركائب أى ، والحمالن والزاد

بالعطاء . . الناسيسارعون جعل ما وهذا ، النبى به قال ما هذا له تعالى

عثمان . أما والعطاء البذل فى اليسار ذوو وتبارى ، وحمالن بزاد وعمر بكر أبو تبرع

ثم ، ناقة بمائة وتبعها دينار، ألفى النبى حجر فى صب ، دافقا نهرا فكان عفان بن

فإنى : ، عثمان ارضعن اللهم يقول أن إلى النبى دفع مما ، أخرى ناقة مائة أضاف

راضعنه .

الله . . عبد وكان فرس آالف عشرة والخيل ، الناس من ألفا ثالثون الجيش تجهز

هو " " تخلف المسير بدأ عندما لكن ، حلفائه فى الوداع ثنية على عسكر قد Vى� بY أ ابن

، أحد غزوة قبيل وتخاذل قبل من فعلها فقد بمستغرب هذا سلوكه يكن لم ، معه ومن

القتال . فى االشتراك رافضا المدينة إلى وعاد

الخـروج:

والقبائل . األنصار من بطن كل أمر مسلمة بن محمد المدينة على النبى استخلف

. شهر فى المدينة من وخرج بها يعرفون رايات أو ألوية لهم يتخذوا أن ، العرب من

للهجرة . التاسعة السنة من رجب

اؤون: البكـ�

أبدوا " " . ، األنصار من نفر سبعة وهم xاؤون البك عليهم اطلق من بهم ولحق

أن . النبى من طلبوا يركبون ما يجدوا لم لكنهم ، للجهاد الخروج فى الجارفة رغبتهم

السير باستطاعتهم كان وما ، عليه يحملهم ما عنده يجدوا ولم ، يحملهم ما لهم يوفر

. ، وحزنا ألما الدمع تفيضمن وأعينهم تولوا الهجير رمضاء فى المسافة تلك كل

مرغمين . وتخلفوا

جـ 423 ، ص 2الطبرى ،183.

Page 365: محمد في المدينة

يكبرون والمسلمون ، طويلة مسيرة فى ، النبى قيادة الجيشتحت انطلق

فى . النبى وجود كان الصحراء قيظ أو الماء ندرة أو الزاد بنقص عابئين غير ويهللون،

الله . سبيل فى البالء على صبر من إليه حاجة فى هم بما يمدهم وسطهم

مما ، الطريق على يهلكون الناس وكاد ، البالء وعظم ، الماء ونفد ، الحر اشتد

البعضعن تورع وما ، ماءها ويشربون أكراشها يعصرون ، إبلهم ينحروا أن إلى دفعهم

– – ، الط�هUر من وعسرة ، الماء من عسرة سعد ابن يقول كما ذلك فكان ، أبوالها شرب

النفقة . من 424وعسرة

عنهم ج IفرY ي ربه يدعو أن النبى من يطلبون ، بالشكوى الناس أصوات ارتفعت

ال . أن الله إلى واالبتهال الدعاء إال النبى أمام يكن ولم عسرتهم من ويخرجهم الكرب

حاجتهم . . الناسواحتملوا ارتوى فأمطرت سحابه ومرت سبيله فى خرجوا قوم يهلك

سحابة . مجرد أنها آخرون وارتأى ، النبى معجزات من البعضمعجزة اعتبرها الماء من

بالمعجزات . لمطرها صلة وال أمطرت ، عابرة

: حربـا يلق لم

جيشا . وال ، الروم جيش ال ، يقاتله من هناك يجد لم تبوك إلى وجيشه النبى وصل

لعزوفهم . وربما ، oهم xت لقل ربما ، جند من المنطقة فى كان من انسحب الروم ألنصار

مكان عدوهم يحدد أن رفضوا ألنهم وربما ، القتال فيه يستحب ال وقت فى القتال عن

الخالء . يواجه فتركوه المعركة وزمان

يأمر ولم ، بعدها ما إلى يجاوزها لم ، ليال عشر من يقرب ما بتبوك النبى أقام

الوصول . على قادرون المسلمين أن بوجوده أثبت بأن اكتفى حولها الجيشفيما بنشر

باإليمان يزيدون إنهم بل ، وعYدxة عددا بيزنطة عن يقلون ال وأنهم ، الروم تخوم إلى

الغالبون . . هم الله جند وإن الله جند إنهم قلوبهم فى الراسخ

هذا : أن شك ال بقولها البازغة المتألقة القوة هذه على ارمسترونج كارين وتعلق

بعض . هناك وجوده أثناء الرسول وعقد المنطقة فى المقيمين األعراب بهر قد النجاح

وهى ) أيلة صاحب رؤبة بن يحنه النصراني الملك فقام ، المحليين الحكام مع المواثيق

ثالث ( رؤساء فعل وكذلك ، له الجزية بدفع الحديثة إسرائيل فى إيالت ميناء

على مقنا وفى الحديثة األردن فى الواقعتين أذرح وفى جرباء فى يهودية مستوطنات

. الجندل دومة حاكم الخضاع صغيرة رأسقوة علي خالد أرسل كما األحمر البحر ساحل

محمد . مع صلح لعقد اآلخر هو وصل ثم ومن ،425

جـ 424 ، سعد ص 2ابن ،167.425 ، ارمسترونج ص محمدكارين ،367.

Page 366: محمد في المدينة

العـودة :

محزنا . األمر كان لقد المدينة إلى العودة أى ، للرحيل باالستعداد النبى أمر

. ، يغنموا لم ، يقاتلوا لم ؟ خرجوا إذن ماذا أجل من اآلخر البعض لسخرية مثيرا للبعض،

سمعوا الالتي األصفر بنى نساء من واحدة امرأة سبى فى حتى ينجحوا لم ، يأسروا لم

شاة . مجرد وال جمل وال ناقة ال ، سبايا وال ، مال ال ، جمالهن سحر األقاصيصعن

فى بادية والخيبة ، إيابا األهوال يعانوا وأن والبد ، ذهابا األهوال عانوا ، يزيد أو ألفا ثالثون

وكما . أسلحتهم بيع إلى العودة بعد المسلمين بعض دفع مما ، اإلياب فى جلية ، الذهاب

قد : : ويقولون أسلحتهم يبيعون المسلمون جعل سعد ابن يذكر

الجهاد . 426انقطع

: النبـي قتل محاولة

. حياة على الغاضبين المحبطين بعض تآمر لقد وأمر أدهي األمر كان العودة أثناء

تربصوا . وسلطانه قوته مصدر حيث المدينة إلى يعود أن قبل الخالصمنه قرروا ، النبى

عسيرا . . شيئا ليست مراقبته والجبال والهضاب القفر وسط يسيرا األمر لهم بدا به

. ، فقط الفرصة ينتظرون إنهم فيه غرابة وال ميسور المالمسة حد إلى منه واالقتراب

بكل يدفعونه ، االرتفاع شاهقة تكون أن يفضل ، مرتفعة صخرة فوق من يمر أن فرصة

النبى . . قصة تنتهي وبذلك الهاوية إلى األعالى من بعدها يسقط واحد رجل دفعة قواهم

.

. حتى ، األخبار الناسوتنقل ترصد عيون له كانت تآمر من ضده تم بما النبى علم

ولقد . اإلجماع على والخارجين المنفلتين جماح وكبح الجموع على السيطرة يمكن

سابق . موقف من أكثر فى النقطة هذه إلى أشرنا

. نفسه لكن قادر ذلك على وهو ، عدته لألمر يعد وأن حذره يأخذ أن عليه كان

على يقدم أن مروقا المنافقين أشد من حتى يتوقع كان فما ، قلبه وحزن ، ضاقت

له . . - يقال بواد العودة طريق فى كان بعضتصرفاته فى النبى ضيق وبدا قتله جريمة

: . من - أمرا النبى أصدر الوفير بالماء يكن ولم ، صخرة من يخرج ماء المشقق وادي

المنافقين . من نفر إليه فسبقه نأتيه حتى شيئا منه تقين UسV ي فال الوادي ذلك إلى سبقنا

: - - . من فقال ، شيئا فيه ير لم إسحق ابن يحكي كما الله رسول أتاه فلما منه فاستقوا

جـ 426 ، سعد ص 2ابن ،167.

Page 367: محمد في المدينة

أن : . : VهUهVم أن Vم أل فقال وفالن فالن ، الله رسول يا له فقيل ؟ الماء هذا إلى سبقنا

عليهم .. . ودعا لعنهم ثم ؟ آتيه حتى شيئا منه 427 يستقوا

موقفطلب . من وكم لعxانا أو xاما شت كان فما ، النبى سلوك فى مألوف غير هذا

يرفض فكان ، بالعذاب الله يصيبهم كي أقوام أو قوم على يدعوا أن منه أصحابه فيه

للعالمين . tرحمة إال Yرسل أ ما أنه معلنا ، مطلقا قاطعا رفضا

نفسه وأحاط ، عليه المتآمرين ترقب عيونه وبث ، حذره النبى أخذ ، حال أية على

المدينة وبين بينه مكان وهو ، أوان بذى نزل حتى خلصائه من بمجموعة

ساعة . مسيرة

أن . ورغم عملهم وحبط ، سعيهم خاب ، به القيام اعتزموا فيما المتآمرون فشل

أصحابه . أحد عليه أشار رفضعقابهم أنه إال ، بعضهم وشخوص أسماء عرف النبى

قد . . : : محمدا إن يقولوا أن ، الناس يتحدث أن أكره قال رفض لكنه أعناقهم بضرب

بقتلهم ) ( . قام أى أصحابه في يده 428وضع

: الضـرار مسجد حرق

النبى - أمر أن بعد عليه أطلق الذى المسجد خبر جاءه أوان بذى النبى نزل لما

. يجتمعوا – كى بنوه الذين المسجد هذا أصحاب كان الضرار مسجد وتحريقه بهدمه

على كانوا إنهم ويقال ، األوسوالخزرج منافقي من رجال عشر اثنى ، وأتباعهم فيه،هم

منه . طلبوا للغزو خروجه قبل العودة طريق فى وهو النبى حياة على تآمروا بمن صلة

يعود . حتى أمهلهم لكنه ، فيه ليصلى إليهم يذهب أن

تعالى : قوله oينV " ونزل UمYؤUمoن ال VنU Vي ب VفUرoيقtا وVت ا tرUفY وVك ا tار Vرoض جoدtا UسVم U xخVذYوا ات Vينoذx وVال

Yه� وVالل Vى ن UسYحU ال x oال إ Vا دUن VرV أ Uنo إ xنVفo ل UحV Vي وVل YلU قVب مoن YهV ول Yس VرVو Vه� الل Vب VارVح UنVمI ل صVادtا Uرo وVإ

فoي . .............. tةV رoيب U VوUا Vن ب xذoي ال YمYهY Vان Uي Yن ب Yال VزV ي V ال Vدtا Vب أ oيهoف UمYقV ت V ال VونY Vاذoب Vك ل UمYهx oن إ YدVه UشV ي

حVكoيم� oيم� عVل Yه� وVالل UمYهY Yوب قYل VعxطVقV ت Vن أ x oال إ Uمoهo Yوب ( . 110-107التوبة " ) : قYل

الفتنة وبث ، المسلمين ضد للتآمر وبؤرة ، لهم مقرا يكون كى المسجد بنوا لقد

أنهم . : وت مونتجمرى ويؤكد سبيل من ذلك إلى أمكنهم ما الحق وتكذيب والتفرقة

. ، الراهب عامر أبى أنصار من كانوا أنهم الواضح ومن عوف بن عمرو عشيرة من كانوا

كانوا . الجديد المسجد فى الوقت ذلك فى المدينة فى نفسه هو كان ربما الذى

أحد . يزعجهم أن دون محمد ضد المكائد يدبروا كي مناسب لقاء مكان 429سيجدون

جـ 427 ، هشام ص 4ابن ،182.جـ 428 ، زهرة ص 6أبو ،968.

429 Montgomery Watt, Muhammad at Medina, p. 190.

Page 368: محمد في المدينة

بن – VنUعVوم م YشUالد�ح بن مالك خلصائه من رجلين النبى أرسل المدينة دخوله قبل

النبى - . : لهما قال وحرقه هدمه منهما وطلب ، المسجد أقيم حيث ، قباء إلى عدي

قاه . IرVوح فاهدماه أهله o oم الظال المسجد هذا إلى وحرقه ,430انطلقا هدمه بالفعل وتم

آخر . هى تبوك وكانت تسع سنة أى ، العام نفس من رمضان فى المدينة النبى ودخل

النبى . غزوات

: qب�ى� أ بن الله عبد موت

، األحقاد أصحاب من النفاق أهل أخافت ضربة وحرقه الضرار مسجد هدم كان

انهيارا . انهاروا أن يلبثوا لم ثم ، شوكتهم انكسرت الضغينة وزارعي ، الفتنة وناشرى

تبوك، . بعد مرض المدينة فى النفاق رأس ، Vى� بY أ بن الله عبد موت عن Yعلoن أ عندما كامال

. ، شوال من بقين ليال مرضفى مات بعدهما ، شهرين من أكثر المرض يمهله ولم

ليلة . عشرين مرضه وكان ، القعدة ذى فى ومات

. وأهله ذويه بين موقرا قومه فى عظيما كان فقد ، Vى� بY أ ابن على للصالة النبى دYعoي

الله . : عدو على أتصلى ، الله رسول يا قائال الخطاب بن عمر اعترضه إليه النبى قام

وقدر . Yبى أ ابن مساوئ يعدد عمر وأخذ وكذا وكذا كذا القائل سلول ابن Vى� بY أ بن الله عبد

. ، يستمع صبر فى والنبى ذلك كل وبالمهاجرين بالنبي يلحقه أن حاول الذى الضرر

قد : ، فاخترت YرتI خYي قد إني ، عني أخر عمر يا بقوله النبى أسكته عمر أكثر إذا حتى

. لهم الله يغفر فلن مرة سبعين لهم تستغفر إن لهم تستغفر وال لهم استغفر لى قيل

لزدت . له غYفoر السبعين على زدت أنى أعلم 431فلو

تعالي .. : " قوله نزل بعدها دفن حتى قبره على وقام Vى� بY أ ابن على النبى صلى

oهo ول Yس VرVو oه� oالل ب U وا YرVفV ك UمYهx oن إ oهoرU قVب VىV عVل UمYقV ت V وVال Vدtا بV أ Vاتxم UهYم مIن حVد�

V أ عVلVى IلVصY ت V وVال

VونYق oاسVف UمYهVو U Yوا ( . 84التوبة" ) : وVمVات

لينجز بن Lingsويرى الله عبد على فيها جاء ما ينطبق ال السابقة اآلية كلمات أن

تلك . وأثناء غيرته المرضقد شدة أن ووجد األخير مرضه فى زاره النبى ألن ذلك ، Yبى أ

. يصحب وأن كفنا له يكون كى ثيابه من ثوبا يعطيه أن النبى من Vى� بY أ ابن طلب الزيارة

Vى� . بY أ بن الله عبد بن الله عبد وكان النبى ووافق ، عليه بالصالة القبر إلى الجثمان

وشاهدا . 432حاضرا

: كلثـوم أم موت

جـ 430 ، هشام ص 4ابن ،185.ص 431 ، المرجع .210نفس

432 Lings, p. 321.

Page 369: محمد في المدينة

فى ، النبى ابنه كلثوم أم ماتت ، الهجري التاسع العام أى ، العام نفسهذا فى

تبوك . حملة أثناء شعبان

إبراهيـم : موت

وقد ، سعادته ومصدر النبى عين قرة ، القبطية مارية من النبى ابن ، إبراهيم كان

. ، خديجة ابنا ، الله وعبد القاسم مات ولد قبل من يعشله لم ، السنون به تقدمت

من ثمان سنة الحجة ذى فى إبراهيم ولد فعندما ذلك وعلى ، مكة فى طفالن وهما

. . بين يحمله كان وأحيانا وأمه هو زيارته من يكثر كان كبيرا فرحا النبى به فرح الهجرة

آخر . فى عليه به الله xمن الذى الحبيب ولده هو هذا فرح الناسفى بين به يسير ذراعيه

عمره . سنوات

ما . بعد ، إبراهيم مرض تستمر لم الصافى بالفرح الغامرة السعادة هذه لكن

أمام . ووقف يحتضر، وهو النبى رآه المرض به يطل ولم ، شهرا عشر ستة من يقرب

مات : . شيئا الله من عنك نغني ال إنا إبراهيم يا شئ فعل يستطيع ال القاهر الموت جالل

دفنه . تم طالب أبى بن على زوجة فاطمة باستثناء بناته كل ماتت كما ، النبى أبناء آخر

هذه . . أن الصحابة لبعض خيل اليوم نفس الشمسفى كسفت أن تصادف البقيع فى

خرج . . ، تناقلوه بما النبى سمع إبراهيم لموت إال Yسoفت ك الشمسما وأن معجزة

أحد : . لموت تكسفان ال الله آيات من آيتان الشمسوالقمر إن قال ، عليهم

أن - - األحزان كثير كان وقد حزنه لحظات أعمق من لحظة فى وهو النبى رفض

لتجد . الشعوذة أو الكهانة كانت وما ، منهجه هذا كان ما العزاء سبيل على خرافة تنتشر

سبيل . من قلبه إلى

والسرايا : المغازى عدد إجمالى

وعشرين . سبع فى النبى خرج وقد النبى غزوات آخر كانت تبوك إن قبل من قلنا

: ، والخندق ، وأحد ، بدر هى فقط غزوات تسع فى منها قاتل ، بنفسه قادها غزوة

والطائف . ، وحنين ، مكة وفتح ، وخيبر ، والمصطلق ، وقريظة

ذكر فى السيرة كتاب اختلف فقد بخروجها أمر التى والبعوث السرايا عدد أما

، وسرية بعثا وثالثين ثمانية كانت أنها يذكر المثال سبيل على هشام فابن عددها،

، وأربعين سبعا كانت إنها فيقول سعد ابن أما ، وثالثين خمسا كانت أنها يرى والطبرى

أغلبها أن رغم ، الستين تبلغ النبى أرسلها التى السرايا عدد أن علoى� حسن أبو ويدعي

قتال . فيه يقع لم

Page 370: محمد في المدينة

فقد ، الدماء من القليل إال Uق VرY ي لم المسلمون خاضها التى المعارك هذه كل وفى

فأصبحت المسلمون احتواها وقد ، القرآن بآيات الله دين نشر على حريصا النبى كان

كى المدينة فى هو حيث النبى هذا إلى فسعوا ، األعداء وبهر األصدقاء جذب منهجا لهم

دين . الناسفى بدخول إيذانا وكان ، الوفود عام وبدأ فهم عن ويتعلموا قرب عن يروا

. أفواجا الله

(7)

الوفـــود

بالنــاس بكر أبى وحج

على أقبلت التى الوفود لكثرة وذلك الوفود عام الهجرى التاسع العام على يطلق

، الحقيقة استجالء سبيل فى ومجادoلة محاوoرة أو ، إسالمها معلنة بالمدينة النبي مسجد

مع . لقائه وفى ، الحاالت كل فى النبى وكان ومناجoزة طامoعة أو ، oرة ومكاب مفاخoرة أو

ترحاب فى ويعاملهم ، رفق فى ويجادلهم ، حب فى يلقاهم النبى هو هو ، الوفود كل

أصول. عن معاملته فى وتخلوا اللياقة حدود عن به لقائهم فى خرجوا الذين حتى وحنو

الله أرسله إنما ، جبار وال بملك كان فما ، والصفح التسامح سوى يجدوا لم الكياسة،

للعالمين . ورحمة وبشرى هدى

أو قبله وفود هناك تكن لم أنه الوفود عام هو التاسع العام أن قولنا ليسمعنى

لبعض . . هنا وسنعرض الكثرة بنفس تكن لم لكنها ، وفود وبعده قبله كانت بعده وفود

Page 371: محمد في المدينة

الوفود . عن نكتب أن المجدى غير ومن إبرازها نود دالالت لمقدمها كان التى الوفود

ذلك . يقرأ أن يريد ومن والنتائج المقدمات فى أكثرها لتشابه ذلك ، وتعدادا عددا كلها

من األول الجزء ، سعد ابن إلى يرجع أن فعليه الكبرى تفصيال كتب الطبقات فقد ،

صفحة . سبعين من يقرب فيما وفدا وسبعين ثالثة عن

ثقيـف- :1 وفد

نفس فى عليه قدم ، التاسع العام من رمضان شهر فى ، تبوك من النبى عودة بعد

وحصارهم . ، حنين موقعة فى المسلمين انتصار ينسوا لم ثقيف من وفد الشهر

سقوط حتى الحصار الستمر الحرام الشهر دخول ولوال ، شهر من يقرب ما للطائف

المسلمين. أعداد ، له اعتناقها وتعلن اإلسالم إلى تتجه الجزيرة شبه بدأت لقد األسوار

إلى مقاتل ألف ثالثين من بأكثر توجهوا أن لدرجة للعيان واضحة بدت وقوتهم تتزايد

حصار . قرروا ما إذا قوة توقفهم لن خشية أو رهبة دون الروم لمواجهة الشام أرض

يدرى . فمن ، شهرا الحصار مقاومة فى نجحت قد ثقيف كانت وإذا جديد من الطائف

تستطيع . ال ذلك بعد ربما

. يساوموه باألحرى او ويفاوضوه النبى إلى يذهبوا أن واألحوط األسلم من أنه رأوا

من - – يشاءون فرضما عليهم يسهل قد مما ، قوة مركز فى إليهم خيل كما وهم

اإلسالم . اعتناقهم مقابل شروط

مسعود بن عروة أثره اتبع الطائف عن النبى انصراف بعد أنه إسحق ابن يحكي

أنه . . النبى وأخبر إسالمه عروة أعلن المدينة إلى يصل أن قبل أدركه حتى الثقفي

. شديدة . ، قصيرة عبارة له قال النبى حذره لإلسالم يدعوهم كى قومه إلى راجع

قاتلوك : . إنهم الوقع شديدة الداللة،

بن عروة ثقة لكن وعناد صالبة من عليه جبلوا وما الثقفيين طبيعة يعرف النبى كان

أحب : أنا ، الله رسول يا يقول أن إلى دفعته قومه عند مكانته وفى نفسه فى مسعود

أبصارهم . : . من إليهم أحب أنا قال أنه هشام ابن ويروى أبكارهم من 433إليهم

له . Yنكر ت ال ، مطاعا مهابا سيدا كان إليه يدعو فيما قومه يخالفه أن عروة تصور ما

على وحرصه فكره واتزان شمائله وحسن عقله لرجاحة ذلك ، أمر له Yعصي ي وال منزلة

والخير . بالمنفعة قومه على يعود ما

من – عودتهم عند الطائف أهل كعادة يتوجه لم ، ليال الطائف دخل ، قومه إلى عاد

سبق – . - كما الالت كانت للمعبود العابد فروضوالء لها يقدم كى الالت إلي سفرهم

جـ 433 ، هشام ص 4ابن ،194.

Page 372: محمد في المدينة

كتابنا فى مكة وذكرنا بيتا – سنوات لها جعلوها بأسوار أحاطتها ، ثقيف تعبدها صخرة

أصبح وبذلك ، قريشأصنامهم وثنيو فيها وضع التى الكعبة غرار على القرابين فيه تقدم

فى والثقل األهمية ذات العبادة مراكز من مركزا الالت بيت

العرب . جزيرة شبه

ودعاهم . . . إسالمه أعلن إليه أنصتوا قومه إلي تحدث له xة Iي ل oع على عروة أشرف

لعروة، . حدث ما فجأهم شئ كل خالق ، هو إال إله ال واحد إله عبادة إلى أى ، الحق إلى

ما . . . به ائتمروا أمرا أنفسهم فى بيتوا يجادلوه أن دون انصرفوا أحد يتوقعه يكن لم ما

به . . أحاطوا ثقيف رجال خرج للصالة يؤذن oه xت Iي عل فى عروة وقف حتى الفجر طلع أن

لقتال . . . . . استعدوا الرجال حشدوا السالح أنصاره لبس قاتل سهم أصابه بالنبل رموه

هدرا . عروة دم يضيع لن

من الكثير بين وجوده يندر ما الحكمة من أظهر ، يموت وهو حتى عروة لكن

بدمي . : : تصدقت قد الشهداء سمو فى أجاب ؟ دمك فى ترى ما أصحابه سأله الرجال

إلي . .. الله ساقها وشهادة بها الله أكرمني كرامة وهى بينكم بذاك ألصلح صاحبه على

معهم . . فدفنوه ومات الله رسول مع قتلوا الذين الشهداء مع 434ادفنوني

لقد . أمرهم من حيرة فى والثقفيون ، مسعود بن عروة قتل على أشهر مرت

" و . ، إسالمها قريشوأشهرت واستسلمت اإلسالم على العرب قبائل أقبلت

قريش كانت ، العرب وقادة إسماعيل ولد وصريح الحرام البيت أهل هم القريشيون

العرب عرف قريش، له ودانت مكة افتتحت فلما ، الله رسول لحرب Vت نصVب التى هى

الله " . دين فى فدخلوا ، عداوته وال محمد بحرب لهم طاقة ال 435أنهم

قوة . معه ومن محمد أصبح لقد الواقع منطق مع يتفق اقتناع إلى الثقفيون وصل

النوع . . هذا من حرب محمد بحرب لهم طاقة ال عليها واالنتصار مجابهتها يستطيعون ال

األفضل . من ، عليه وبناء المقاييسخاسرة بكل ستكون الظروف هذه مثل وفى

الحصول يمكن شروط أفضل إلى محمد مع ويصل السالم دعائم يرسى وفد إرسال

أن. الجميع ارتضى وقد ، رجال سبعين من مكون رأسوفد علي منهم ستة اختاروا عليها

أمرهم . وصاحب رائدهم هو عمير بن عمرو بن ياليل عبد يكون

كثيرا إليهم النبى تحدث ، منه ناحية فى قبة لهم ضربت ، النبى مسجد وصلوا

أن . آملوا بشروط تقدموا الوقت نفس فى لكنهم ، إسالمهم أعلنوا اإلسالم عن وطويال

جميعا . النبي رفضها وقد ، لها النبى يستجيب

جـ 434 ، سعد ص 1ابن ،312.جـ 435 ، هشام ص 4ابن ،222.

Page 373: محمد في المدينة

يدر " " . لم سنين ثالث اليهدمها الالت النبى لهم يترك أن طلبوه ما أول كان

الرفض " " . كان اإلسالم بعد الالت لـ مكان ال وأنه ، المستحيل يطلبون أنهم بخلدهم

. سمعوا. .. .. .. يوما عودتهم بعد أسبوعا شهرا عاما يتركها أن إلحاح فى سألوه قاطعا

من . . يعفيهم أن منه طلبوا عندها فيه جدل ال موضوع هذا حسم الرفضفى نفس

عتبة . بن والمغيرة حرب بن سفيان أبا يرسل أن قرر النبى وافق ، بأيديهم هدمها

فيهدماها .

ال لجهلهم بالطبع وهم ، فيه التساهل يمكن أنه إليهم خيل ، آخر بمطلب تقدموا

بال : مسلمين يكونوا أن أى ، الصالة من اإلعفاء يطلبون ما خطورة مقدار يدركون

أن. : . يستحيل ركن هدم يريدون إنهم فيه صالة ال دين فى خير ال النبى رد كان صالة

. يكن . لم ألنه ، واستجابوا يعلمون ال كانوا ألنهم ، يدركون كانوا ما إسالم بدونه يقوم

خيار . أمامهم

. ، الزنا الجاهلية فى لهم مباحا كان بعضما بإباحة يطالبون جدلهم في استمروا

وكان . يغتربون قوم وهم وتعودوه ألفوه وقد الزنا لهم يباح ال لماذا ، المثال سبيل على

القرآن " بكلمات t الرد oيال ب Vس اء VسVو tة VشoاحVف VانV ك Yهx oن إ Vى ن Iالز U Yوا ب VرUقV ت V :وVال ( .32اإلسراء " )

المجال . هذا في حديث كل اآلية انهت

: : أرضنا عصير والخمر أموالنا كل هو الربا والخمر الربا عن وماذا األصوات ارتفعت

ربانيا . . : " الرد وكان الميزان يختل بدونهما عنهما غناء وال ، ثرواتنا �هVا ومصدر يV أ Vا ي

Vينo م�ؤUمoن Yم Yنت ك oن إ Vا ب Iالر Vنoم VيoقV ب مVا U وا YرVذVو Vه� الل U xقYوا ات U Yوا آمVن Vينoذx و " ( .278البقرة) : "ال

oلVمVع UنIم رoجUس� YمV ال UزV وVاأل YابVنصV وVاأل Yر oسU UمVي وVال YرUمVخU ال xمVا oن إ U Yوا آمVن Vينoذx ال �هVا يV أ Vا ي

VونYحo YفUل ت UمY xك VعVل ل YوهY oب Vن ت UاجVف oانVطU ي x( . 90المائدة" ) : الش

أبى . . بن عثمان النبى عليهم Vرxأم وفعال قوال يسلموا أن عليهم كان األمر قضى

كما ، اإلسالم فى التفقه علي أحرصهم كان ألنه ذلك ، سنا أحدثهم من وكان ، العاص

قال . عندما بالغالم أوصى الذي هو بكر أبو وكان القرآن بعضسور حفظ من تمكن

اإلسالم : فى التفقه على أحرصهم منهم الغالم هذا رأيت قد إنى الله رسول يا للنبى

القرآن . 436وتعلم

وكسوتها . حليها انتزع الذى عتبة بن المغيرة هدمها الالت هدم وتم ثقيف أسلمت

للنبى . وأرسلها

تميـم- :2 وفـد

جـ 436 ، هشام ص 4ابن ،197.

Page 374: محمد في المدينة

. فأخذ الفزارى بدر بن عيينة عليهم أغار وسبايا أسرى النبى عند تميم لبنى كان

تميم . رؤساء من عدد قدم امرأة عشرة إحدي وسبى صبيا وثالثين رجال عشر أحد منهم

بدر بن برقان Iوالز ، التميمي عدس بن زرارة بن حاجب بن عYطارد رأسهم على

رجال . تسعين أو ثمانين كانوا إنهم ويقال يزيد بن والحبحاب ، األهتم بن وعمرو التميمي،

. . انتظره. للصالة بعد خرج قد النبى يكن لم الظهر لصالة بالل أذن وقد المسجد دخلوا

يا . : إلينا أخرج حجراته وراء من فنادوه ، تعجلوا ، استبطؤوه تميم بنى لكن الناس

النبى . . مع التعامل في التأدب وكيفية اإلسالم آداب عن شيئا يعرفون يكونوا لم محمد

الكريمة " اآلية فيهم ونزلت النبى صياحهم اتo آذى VرYجYحU ال اء VرVو مoن VكV VادYون Yن ي Vينoذx ال xنo إ

VونY VعUقoل ي Vال UمYه YرV Uث كV ( .4الحجرات" ) : أ

من . . بالخجل شعروا ما الوفد استقبل ثم ، بالناس النبى صلى الصالة بالل أقام

. ، النبى لمفاخرة جاءوا إنما أنهم يعلنوا أن الوثني الصلف دفعهم وصياحهم مناداتهم

جاءوا . التى القضية وكأن وشاعر خطيب المسلمين ومن وشاعر خطيب منهم وليكن

على شك دون يدل مما ، وعقيدة دين قضية وال ، وسبايا أسرى قضية ليست أجلها من

الداخلي . خوائهم

فليقل : . لخطيبكم أذنت قد النبى قال

أخو قيس بن ثابت المسلمين من عليه ورد ، حاجب بن عطارد خطيبهم وتحدث

يمتدح : قصيدة فألقى بدر بن برقان Iالز وهو شاعرهم قام ثم الخزرج بن الحرث بنى

تعليق . . وكان ثابت بن حسان عليه ورد قدرهم وسمو مكانتهم علو ويبين قومه فيها

هذا – – : إن وأبى ثابت بن حسان فرغ أن بعد إسحق ابن يقول كما حابس بن األقرع

وألصواتهم . ، شاعرنا من أشعر ولشاعره ، خطيبنا من أخطب لخطيبه له xي لمYؤت الرجل

أصواتنا . من أسراهم 437أعلى النبى عليهم xورد ، تميم بنو أسلم أن النتيجة وكانت

أرضاهم . ما العطايا من ومنحهم ، Iهم وسبي

طيـئ- :3 وفـد

زيد وسيدهم قائدهم رأسهم على ، رجال عشر خمسة ، النبى على طيئ وفد قدم

ه . . xرV وك التوحيد عن حدثهم المسجد فى بالنبى التقوا نبهان بنى من مهلهل بن الخيل

فى . النبى وجد ولقد فأسلموا ، اإلسالم وعرضعليهم ، األوثان وعبادة الشرك إليهم

يعبر جعله مما ، شمائله حسن من بدا لما والتقدير بالثقة جديرة شخصية الخيل زيد

جاءني : ثم بفضل العرب من رجل لى ذYكoر ما يقول ، عليه وثنائه به إعجابه عن صراحة

جـ 437 ، هشام ص 4ابن ،232.

Page 375: محمد في المدينة

بدال الخير زيد سماه ثم ، فيه ما كل UلVغ Yب ي لم فإنه الخيل زيد إال فيه يقال ما دون رأيته إال

قومه . ومصلحة لمصلحته يستخدمها أرضا له وكتب ، الخيل زيد من

إلى . الرجل يصل أن يتمني النبى وكان أرضه إلى متجها قومه مع الخير زيد خرج

منها . . ينج فلم أصابته قد كانت لألسف لكنها المدينة حYمxي من ينجو وأن سالما موطنه

إلى . عمدت إنها ويقال ، شديدا غضبا وغضبت زوجته لذلك حزنت يصل أن قبل ومات

بالنار . فحرقتها النبى له قطع التى كتبه من معه كان ما

صنم " " الفYلUس يهدم فارسكى مائتي فى خرج قد طالب أبى بن على� وكان

أخوها. وكان ، الطائي حاتم ابنة بينهن من كان بسبايا المدينة إلى وعاد الصنم هدم طيئ

بالشام . لحق حتى النبى خيل من هرب قد حاتم ابن عدى

النبى . عن سمع الملك كما يعاملونه قومه فى شريفا ، نصرانيا كان حاتم بن عدي

وطئت . فعندما ذلك وعلي اإلسالم اعتناق فى أبدا يفكر ولم ، شديدة كراهية فكرهه

لكنه ، النصارى من دينه بأهل يلحق كى وهرب وولده أهله احتمل ، طيئ بالد النبى خيل

. وهى النبى بها مر وعندما النبي إلي بها وجيئ السبايا بين أخذت ، له أختا وراءه خلف

أبيها شهرة وكانت ، بنفسها وعرفته إليه قامت ، المسجد بباب حظيرة فى السبايا بين

على وYلoد من وأنبل أكرم من كان فقد ، موته وبعد حياته فى ، العرب بالد كل تعم

المثل . بكرمه يضرب كان أن لدرجة ، أرضها

إذا , حتى ، تحملها ودابة نفقه وأعطاها كساها ، وأكرمها حاتم بابنة النبى احتفى

لها . فأذن معهم تخرج أن فى النبى استأذنت قومها من رهط قدم

. فقد يجادلها لم لها تركه على والمته ، الشام إلى وصلت عندما ، أخاها واجهت

: . أن والله أرى إليه يذهب أن فنصحته ، محمد عن سألها لومها فى حق على كانت

فى تذل فلن ملكا يكن وإن ، فضله إليه فللسابق نبيا الرجل يكن فإن ، سريعا به تلحق

أنت . وأنت اليمن 438عز

دخل . . المدينة وصل العقل راجحة حازمة امرأة كانت فقد أخته برأى عدى أخذ

بن . . : : عدى أجاب ؟ الرجل من النبي سأله السالم ألقى مسجده فى النبى على

حاتم .

امرأة . . استوقفته الطريق فى بيته إلي به انطلق كبيرا ترحيبا النبى به رحب

السلوك . . هذا استرعي حاجتها عن تحدثه وهى اهتمام فى إليها أصغي ضعيفة عجوز

جـ 438 ، هشام ص 4ابن ،248.

Page 376: محمد في المدينة

للفقراء . : . هكذا وقف ما بملك هذا ما والله صوت داخله همسفى عدي انتباه

الكبرى . . الرساالت أصحاب شأن هذا ملك أبدا والضعفاء

وتحول . اإلسالم إلى هاديه هو كان عدى أعماق همسفى الذى الصوت وكأن

بوسادة . النبى إليه ألقى النبى بيت عدى دخل أن بعد يقيني ثبوت إلى الهمUس الهاجس

أحس . وسادة أو حشية باألرضدون النبى وجلس يجلس، أن منه وطلب ليفا محشوة

غيرها هناك يكن لم أنه ويبدو ، عليها يجلسهو كى للنبى يردها أن حاول ، بالخجل عدى

كريم. . : . نبى إال هو إن ، بملك هذا ما عدى أعماق فى يدور كان ما تأكد النبى ورفض

فى : دYخول� من يمنعك إنما عدي يا لعلك عدى مواجهة يجلسفي وهو النبى تحدث

من يوجد ال حتى يفيضفيهم إن المال كن oليوش فوالله ، حاجتهم من ترى ما الدين هذا

فوالله ، عددهم وقلة عدوهم كثرة من ترى ما فيه دYخول� من يمنعك إنما ولعلك ، يأخYذه

تخاف ال البيت هذا تزور حتى بعيرها على القادسية من تخرج بالمرأة تسمع أن ليوشكن

الله وأيم ، غيرهم فى والسلطان الملك أن ترى أنك فيه دخول� من يمنعك إنما ولعلك ،

عليهم . فتحت قد بابل أرض البيضمن بالقصور تسمع أن 439ليوشكن

سلوكه، وتلقائية ، لقائه بكرم انبهر قد وكان ، عدى قلب إلى النبى كلمات نفذت

إسالمه . . أعلن سريرته ونقاء ، أدائه وبساطة

دانت . . األرض بقاع أغلب فى المسلمون انتشر موته بعد النبى كلمات وتحققت

. . . . ظلت محتاج أو جائع هناك يعد لم المال وفاض الناس وآمن أهلها وأسلم األمم لهم

ما . ، واتبعوها العليا هى الله كلمة جعلوا وقد قرون عدة خفاقة المسلمين رايات

وأخذتهم .. .. " " .. ، الله نسوا ثم ثم من المسلمين ويل ويا ثم حرف فى منها فرطوا

ثروات .. ونهبوا ، وتجبروا ، شعوبهم الحكام سرق وأقذارها وشهواتها بأطماعها الدنيا

والبغضاء العداوة له Yكoن� ت بل ، اإلسالم عن شيئا تعرف ال أمم إلى وهربوها بالدهم

الذين . واليهود المسيحيين أيدى فى المسلمين ثروات أصبحت واالحتقار والكراهية

، القمار صاالت وأجمل الدعارة قصور بأفخر المسلمين الحكام األشاوس أغروا

أجساد : كانت سواء ، العارية واألجساد والميسر الخمر األولى الجاهلية إلى أعادوهم

كالنعاج . . ومعاملتهم بالنعال ضربهم سهل وهكذا غلمان أو نساء

والنهب . والتشرد والبطالة والفقر الفساد وانتشر اإلسالمية الشعوب وانهارت

وال . ، اإلسم سوى اإلسالم من تحمل اإلسالمية الشعوب تعد لم والسرقات والقتل

أبدا . . يحدث لن هذا اإلسالم انهار نقول ال اإلسالم جوهر هو وما ، اإلسالم ما تعرف

جـ 439 ، هشام ص 4ابن ،249.

Page 377: محمد في المدينة

اللصوص . . إيقافه يستطيع لن حتمي ودورانها ، التاريخ عجلة ستدور الله بإذن

المدفع . استخدام فيها يجدي لن لحظة وستأتي الزمان هذا سادة من والمنحرفون

، الكالب من بكثير أقل بل ، الكالب معاملة الناسومعاملتهم لقهر والكرباج والمسدس

الطعام لها ويستورد ارستقراطية تعيشحياة اللصوص الحكام السادة كالب ألن ذلك

يعيشون - - بالماليين وهم المسحوقين من التعساء بينما ، األوروبية الدول أرقى من

والمحظوظ ، الزبالة أكوام فى الخبز لقمة عن يوميا ويبحثون ، الموتي بين المقابر فى

الكالب . أكله عن وامتنعت عافته شيئا فيها يجد من هو

المقهورة : الشعوب تثور كاملة دورة التاريخ عجله تدور وأن البد أنه ونؤكد نقول

المتوسلين من شعوب إلى وحولوها ونهبوها وأهانوها أذلوها الذين جالديها وتمزق

- - بهم . YقUذVف ي وأن البد ، التاريخ يقرأوا لم جهلة ألنهم الذين الحكام هؤالء والمتسولين

رايات . جديد من وترفرف ، العليا هي الله كلمة تصبح وثانية التاريخ محرقة فى يوما

اإلسالم .

4 : عامـر- بني وفد

: ، الطفيل بن عامر القوم كبار من رؤساؤهم وفيهم النبى على عامر بني وفد قدم

. ، يسلم أن الطفيل بن عامر على القوم بعض أشار سلمى بن وجبار قيس، بن Vد ب Uوأر

عامر . لكن ورائها من طائل ال لخوضمعارك داعي وال القبائل أغلب أسلمت فقد

قد : كنت لقد والله استعالء فى قال ، الحق لسلطان تخضع أن نفسه وأبت ، استكبر

وأضمر قريش؟ من الفتى هذا عقب أتبع أفأنا ، عقبى العرب تتبع حتى أنتهي ال أن آليت

الغدر . نفسه فى

على منه يحصل لم فإن ، يساومه كى بل ، يتبعه كى ال ، محمد إلي يذهب أن قرر

سأشغل . : فإني الرجل على قدمنا إذا قيس بن أربد لصاحبه قال وقتله به غدر يريد ما

أقتله ) ( . أى بالسيف Yه فاعUل ذلك فعلت فإذا ، وجهه 440عنك

. هو ما ، إسالمه أعلن إن عليه سيحصل عما سأل حوار النبى وبين بينه دار

قال . دين أو بعقيدة لها صلة ال وشراء بيع صفقة يعقد وكأنه ؟ الثمن هو وما المقابل،

على: : ما وعليك للمسلمين ما لك النبى قال ؟ أسلمت إن مالى ، محمد يا عامر

قال. : : . : لقومك وال لك ذاك ال النبى قال ؟ بعدك من األمر لى أتجعل قال المسلمين

أمرؤ : فإنك الخيل أعنة لك اجعل ولكني ، ال النبى قال المدر؟ ولك الوبر لى أفتجعل

ورجاال . : . حYمUرا خيال عليك ألمألنها والله أما ؟ لى أوليست عامر قال 441فارس

جـ 440 ، هشام ص 4ابن ،234.جـ 441 ، سعد ابن ص 1انظر جـ 310، ، ص 2والطبرى ،202.

Page 378: محمد في المدينة

الملك هذا يرث أن باستطاعته وأن ، ملكا يقيم النبى أن طفيل البن خيل لقد

متوقعا . ربيعة بن أربد إلي ينظر النبى مع حواره طوال وكان إسالمه يعلن أن مقابل

بالسيفضربة محمدا يضرب أن وهو ، عليه اتفقا ما أربد ينفذ أن وأخرى لحظة بين

أربد، . . إرادة لxت Yش لقد شئ على يقدر ال جامد كتمثال يقف كان أربد لكن عليه تقضى

يعصمك : " والله نبيه الله وعصم ، الفعل عن فعجز ، عينيه أما الرؤيا وغامت

الناس ". من

عامر : اكفني اللهم داعيا ، السماء إلي يديه النبى رفع عامر بني رحيل بعد

الطفيل . ابن

ببعض : وهم بالطاعون الطفيل بن عامر أصيب استجابت السماء أن ويبدو

. معه. . ومن هو عامر بني أرض قدم فقد أربد أما دياره إلى يصل أن قبل مات الطريق

عبادة : إلى دعانا لقد والله ، شئ ال أجاب ، محمد وبين بينهم تم عما قومه سأله وعندما

أقتله . حتى بالنبل فأرميه اآلن عندي أنه YتUدVدVلو 442شئ

، األدب وأساء ، خلقه سوء وأظهر ، بشركه وتمسك ، كفره فى أربد تمادي لقد

الواحد " " عبادة إلى إال النبى دعاه وما شئ عبادة إلى دعاه قد محمدا أن ادعي عندما

أخرى . . . مرة يتطاول حتى يمهل لم لكنه إليه يدعو وما محمد تحقير يود كان األحد

السماء . من صاعقة عليه انقضت له جمل على ، يومين أو بيوم تلك مقالته بعد خرج

والجمل . هو أحرقته

ونسوا . " " أربد أصبح قد الكل أن أم معتبر؟ من فهل يعتبر لمن لعبرة ذلك فى إن

زلنا ما ؟ ودعارة ورشوة ونهبا سرقة واإلفساد الفساد فى تمادوا ثم ، الله

الصاعقة . ننتظر

الكذاب- : 5 ومسيلمة ، حنيفة بنى وفد

فيما اشتهر وقد ، الحنفى حبيب بن مسيلمة وجود فى حنيفة بنى وفد أهمية تكمن

عشر . بضعة ، اليمامة من الوفد أتي النبوة ادعي أن بعد الكذاب مسيلمة باسم بعد

حنظلة . بن سلمى الوفد على وكان ، رجال

الحكمة عن يحدثهم الناس بين يطوف ، طويلة سنين مدي على ، مسيلمة كان

الخبرة . من الكثير اكتسب السن فى تقدمه ومع الحقيقة عن البحث منهم ويطلب

. .، بيانه وفصاحة منطقه وطالوة حديثه بحالوة وانبهروا إليه الناس استمع والحكمة

وملهمها . اليمامة البعضحكيم اعتبره أن لدرجة

جـ 442 ، هشام ص 4ابن ،235.

Page 379: محمد في المدينة

أنه " " إليه خيل الذى مسيلمة حكيمهم ومعهم ، مسجده فى بالنبي الوفد التقى

من يده تحت بعضما له يكون وأن ، رسالته فى معه محمد يشركه أن باإلمكان

وهو. ) ( لمسيلمة النبى قال نخل جريد عسيب إليهم يتحدث وهو النبى بيد كان سلطان

Vكه : . أعUطVيت ما العسيب هذا سألتني لو العسيب إلى بأصبعه يشير

. لهم النبى وأمر إسالمهم حنيفة بنو أعلن ينتظر قومه رحال إلى مسيلمة انسحب

له . – – النبى فأمر ، لهم يحفظها قالوا كما رحالهم فى وهو مسيلمة ذكروا بالعطايا

" " : . مكانا كم Iليسبشر أنه أما قال النبى أن إسحق ابن ويذكر لهم أمر ما ،443بمثل

. عن ذلك قال النبى أن إسحق ابن ويرى تفسيرها فى المرأ يحار قد عبارة وهى

شرا . بأكثر ليس مسيلمة أن العبارة بهذه يقصد وربما أصحابه ضيعة لحفظه مسيلمة

هم قومه يكون وربما الشر، مجالها بيئة فى إال ويترعرع ينمو ال فالشر ، أصحابه من

يكون أن يمكن ال ما يدعي وأن ، له ليس بما يطالب أن على وشجعوه وافقوه الذين

له . أهال

فى . !! شرoكY أ قد أنه صراحة مسيلمة وأعلن ارتدوا وهناك اليمامة إلى الوفد عاد

الله . . رسول أيضا هو أنه أضاف لكنه ، الله رسول محمدا أن ينكر لم محمد مع األمر

بالرحمن . مxي Vوتس ، عليه بالوحي يهبط جبريل أن وادعي ، Vذxب Vك وت من 444تنبأ صدقه

، والزنا الخمر لهم وأحل ، الصالة عنهم وضع أن بعد واتبعوه ، حوله

الزكاة . من وأعفاهم

الله : رسول مسيلمة من يقول النبى إلى وكتب فتجرأ ، نفسه فى ثقته ازدادت

لنا وإن ، معك األمر فى YتU رoك UشY أ قد فإني ، بعد أما ، عليك سالم ، الله رسول محمد إلى

يعتدون . قوم قريشا ولكن ، األرض ولقريشنصف ، األرض نصف

. ، مسيلمة يقول فيما رأيهما عن النبى سألهما رسوالن النبى إلى الخطاب حمل

. ، بقتلهما يأمر ولم ، النبى يعاقبهما لم يقول بما وإيمانهما له اتباعهما ينكرا فلم

: . ، الرحيم الرحمن الله بسم يقول مسيلمة إلى كتب بأن النبى اكتفى تقتل ال فالرسل

فإن ، بعد أما ، الهدي اتبع من على السالم ، الكذاب مسيلمة إلى الله رسول محمد من

للمتقين . والعاقبة ، عباده من يشاء من يورثها لله 445األرض

جـ 443 ، هشام ص 4ابن ،244.كثير 444 ابن تفسير جـ مختصر ص 1، ،599. جـ 445 ، هشام ص 4ابن ،272.

Page 380: محمد في المدينة

وظل ، الرحمن اسم نفسه على يطلق ظل ، النبى بخطاب مسيلمة يكترث لم

زكاة، وبال صالة بال دين إلى يدعو الناس بين يتنقل وظل ، الله رسول بأنه نفسه يصف

إليه . يدعو ما بسهولة فرحين حوله يلتفون والناس

بذكر ونكتفى ، السماء من الملك به عليه نزل قرآنا له أن فزعم مسيلمة تمادي

يدعو والذى ، القرآن بعضسور به يعارض الذى مسيلمة سجع من األمثلة بعض

" : . ، طحنا والطاحنات الكذاب يقول واإلضحاك السخرية إلى وسذاجته بضحالته

، لقما والالقمات ، ثردا والثاردات ، خبزا والخابزات ، عجنا والعاجنات

وسمنا .." إهالة

" : ، وبيل ذنب له ، الفيل ما أدراك وما ، الفيل ما الفيل فيقول الكذاب ويعوذ

طويل ". وخرطوم

فيقول : يعود ، الملهمين كبار من أنه يتصور وهو المضحكين صغار بعباءة ومتسربال

الماء" ال الطين، فى ونصفك الماء فى نصفك ، تنقين ما نقى ، بنتضفدعين ضفدع يا

تمنعين ". الشارب وال ، تكدرين

أعطيناك " إنا الهذيان بهذا الناس على خرج ، الكوثر لسورة معارضة وفى

الكافر ". هو شانئك إن ، وجاهر لربك فصل 446الجماهر،

أنعم : " لقد للقرآن مضاهاة ، يقول فيما ألتباعه ويقول ، السجعات فيسجع يعود ثم

وحشى . ". صفاق بين من عVي Uتس نسمة منها أخرج ، الحبلى على 447الله

والحماقة . – بالكذب يعرفونه أشياعه كان نبوة من ادعاه فيما مسيلمة يفلح لم

فى – وال ، حاذقا الكهانة تعاطيه فى يكن لم إنه يقولون الرافعي ذلك نصعلى كما

أحب : ربيعة كذاب قائلهم قول حد على إياه اتباعهم كان وإنما ، صادقا النبوة دعوى

مضر . صادق من 448إلينا

بالكذب يعرفونه كانوا مسيلمة أشياع أن من الرافعي به يقول عكسما وعلى

موت بعد أمره وذاع شوكته وقويت ، به افتتنوا الناسقد أن سعد ابن يرى ، والحماقة

، الوليد بن خالد قادها معركة فى الردة حروب فى قتال عليه القضاء تم حتى ، النبى

قرآن . بأنه قال هزيل سجع من ادعاه وما هو النسيان وطواه

446 ، القرآن الصابوني علوم فى ص التبيان ،145.جـ 447 ، ص 2الطبرى ،200.448 ، الصابوني القرآن اقتباس علوم فى ص التبيان ،144.

Page 381: محمد في المدينة

لتشابه ذلك ، السبعين عن عددها زاد وقد الوفود بقية عن الكتابة فى نسترسل لن

ابن إلى الرجوع فعليه يستزيد أن يريد ومن ، اإلسالم راية تحت انضوائهم فى األمر

صفحة . سبعين من يقرب ما العرب وفادات عن كتب وقد 449سعد

جادلوا الذين نجران نصارى وفد إلى اإلشارة من البد الموضوع هذا نختتم أن وقبل

حان . وعندما مسجده فى صالتهم يقيموا أن لهم سمح ذلك ورغم ، يؤمنوا ولم النبى

سوء . يمسسهم لم ، آمنين سالم فى رحلوا ، رحيلهم وقت

عن وإما جهل عن إما ، اإلسالم ضد يكتبون الذين المستشرقين لبعض تذكرة هذه

والعدوانية – - بالقسوة النبى رأسهم وعلى المسلمون ويتهمون ، وحقد كراهية

صالتهم . يقيموا أن للنصارى النبى سمح لقد الدماء سفك إلى دوما والميل واإلرهاب

وسالم . . . محبة فى ورحلوا وسالم محبة فى ضيوفا حلوا يؤمنون ال وهم مسجده فى

: - - هذا إن يقول عندما الغرب كتاب متعصبى من وأمثاله أدوجروتيوس رأى يكذب وهذا

كبير .. عدد على قائم ، خارجي دين وإنه مخالفيه بدماء األرض ليخضب إال يأت لم الدين

عمياء بطاعة له الخضوع يجب كما ، اتباعه الناس يفرضعلى أنه كما ، الطقوس من

مناقشة . 450دون

يدل مما كثير ومثله ، نجران نصارى مع النبى فعله ما الغرب كتاب يتجاهل لماذا

هل ؟ والشقاق والفتنة الكراهية بذور غرس من بدال ، وعدالته اإلسالم سماحة على

؟ الخوف هو نقول هل ؟ الحقد هو نقول هل ؟ الكراهية هى نقول هل ؟ الجهل هو نقول

جميعا . هى وربما ، إحداها ربما

هذا من الثالث الفصل فى بالتفصيل نجران نصارى وفد عن كتبنا لقد حال أية على

الكتاب .

بالنـاس بكر أبى حج

وعال المسلمين شوكة وقويت ، العرب جزيرة شبه ربوع فى اإلسالم انتشر

رايات ورافعو التوحيد لواء حملة فهم وإجالل إكبار نظرة إليهم UظVر Yن ي أصبح قدرهم،

فضل : ال ألوانهم واختلفت لغاتهم تعددت مهما البشر بين والمساواة والعدل الحق

قانون هى الله وكلمة ، سواسية الكل ، أسود على ألحمر وال ، عجمي على لعربى

وال ، محكوم على لحاكم تفضيل ال ، األرضسواء أهل له يخضع أن يجب الذى السماء

يدها , محمد لقطع محمد بنت فاطمة سرقت ولو فقير علي لغني وال مأمور، على ألمير

؟. . الدين هذا عدالة من أعدل البشر يبتغيها عدالة فأى النبى أعلنه ما هذا

جـ 449 ، سعد ص 1ابن ،291.450 ، بدوى الرحمن ص محمد عبد ،123.

Page 382: محمد في المدينة

كان فقد ، نفسه على طبقها النبى طبقها ما أول ، المبهرة الباهرة العدالة هذه إن

. - - هذا . القرآن YقYه ل Yخ كان قبل من موضع من أكثر فى ذكرنا وكما والمثل القدوة هو

أن بعد ، بإمكانه كان ، قومه عظماء كل دون بالنبوة الله خصه الذى األمIي اليتيم

إلى جنده بآالف ووصل يهود قبائل إيمانه صالبة أمام وانهارت العرب قبائل له خضعت

وعلى مشيدة قصور فى واألباطرة الملوك يعيشكما أن ، الروم امبراطورية حدود

. . ، والحصير الوسادة على أزواجه حجرات عاشفى يفعل ولم مزركشة مزينة أسرة

أنه . رغم يفعل لم الدنيوى والنعيم المادي الترف إغراءات كل على ومتساميا مترفعا

من هائل قدر على كانوا به المحيطين أصحابه بعض أن ورغم ، المقدرة يملك كان

من عليهم ما يؤدوا أن بشرط ، حالل مال من ثرائهم على اعتراضا منه يجدوا ولم الثراء

جبار . : . وال بملك أنا ما النبى سلوك كان هكذا الفقراء من الحاجة أصحاب تجاه حقوق

األنبياء . سلوك دوما كان وهكذا

يقرأوا أن ، اجتماعي أو ثقافي أو ديني وعي دون النبى يهاجمون الذين وعلى

كانوا لو المسمومة كلماتهم يخYط�وا أن قبل ، ضمائرهم ويحكموا ويفكروا

الضمير . ما يعرفون

عودة بعد الشهور تعاقبت وقد ، الهجرة من التاسعة السنة إلى نعود ، حال أية على

أصبحت . . فقد المسلمين من أراد من استعد الحج موسم اقترب غزواته آخر من النبى

أيضا : ومباح ، إبراهيم شريعة على للمسلمين مباح الحج الفتح بعد وأمانا أمنا مكة

على يحجون أيضا وهم الجزيرة شبه عرب قريشومن من يؤمنوا لم ممن للمشركين

ليسفيها . ما عليها أدخلوا أن بعد إبراهيم شريعة

الشرك دعاة وبينهم الكعبة حول يطوفون الله إال إله ال لواء حاملو ، التوحيد دعاة

داعيا . ، Iرا مYحي األمر بدا بساق وساقا بكتف كتفا أيضا هم يطوفون ، األوثان وعبدة

. ، أمره الله يقضى حتى ، بالناس بالحج بنفسه يقوم أال النبى رأى لالرتباك

رجسالشرك من أبديا تطهيرا الله بيت ويتطهر ، حكمه بالوحي ويصدر

المشركين . طقوس ووثنية

. ، رجل ثالثمائة فى المدينة من بكر أبو وخرج بالناس يحج أن بكر أبا النبى أمر

بدنات . خمس عنده من بكر أبو وساق ، بمكة للنحر Vة VدVن ب بعشرين معه النبى وبعث

هديه . ومعه ، عوف بن الرحمن عبد معه وخرج

مكان فى يلتقون أيام بعد ، األوثان وعبدة الله عبدة ، والمشركون المسلمون

يتعبدون هؤالء ، المشرفة الكعبة حول جميعا يطوفون ، الحرام الله بيت هو واحد

Page 383: محمد في المدينة

النفوس . فى يثير تناقض وأوثان ألصنام ويبتهلون يتعبدون وأولئك ، واحد إلله ويبتهلون

واالرتباك . االرتياب من الكثير

" " . ثالثون التوبة سورة بصدر جبريل هبط يستمر أن المربك الوضع لهذا كان ما

هذا " " : " عامهم بعد الحرام البيت دخولهم المشركين على تحرم xذoينV آية ال �هVا يV أ Vا ي

... هVذVا UمoهoامVع VدUعV ب Vام VرVحU ال Vدoج UسVمU ال U Yوا ب VرUقV ي V فVال VجVس� ن VونY رoك UشYمU ال xمVا oن إ U Yوا " ..آمVن

ألجل(. 28التوبة) : عقد ما إال عهود من والمشركين النبى بين كان ما كل اآليات وتنقض

تبوك . " " عقب أنزلت كلها السورة إن ويقال أجله يستوفى حتى يبقى فإنه مسمي

بالحج . يتعلق ما ويبين ، الناس على ليتلوها طالب أبى بن على� 451وحملها

تعالى : " بقوله التوبة سورة مIنV تبدأ �م عVاهVدت Vينoذx ال Vى oل إ oهo ول Yس VرVو oه� الل VنIم اءة� VرV ب

. xنV وVأ oه� الل مYعUجoزoي YرU غVي UمY xك نV أ U VمYوا وVاعUل هYر� Uش

V أ VةVعV ب UرV أ oضUر

V األ فoي U يحYوا oسVف Vينo رoك UشYمU ال

. Vه� الل xنV أ oرV Uب ك

V األ IجVحU ال VمUوV ي oاسx الن Vى oل إ oهo ول Yس VرVو oه� الل VنIم VذVان� وVأ VينoرoافV Uك ال مYخUزoي Vه� الل

YرU غVي UمY xك نV أ U VمYوا فVاعUل UمY Uت xي VوVل ت oن وVإ UمY xك ل Uر� ي Vخ VوYهVف UمY Uت Yب ت oن فVإ YهY ول Yس VرVو Vينo رoك UشYمU ال VنIم Vرoيء� ب

. xمY ث Vينo رoك UشYمU ال VنIم �م عVاهVدت Vينoذx ال x oال إ � oيم لV أ oعVذVاب� ب U وا YرVفV ك Vينoذx ال oر IشV وVب oه� الل مYعUجoزoي

xنo إ Uمoهo مYدxت oلVى إ UمYهVدUهVع UمoهU Vي oل إ U oم�وا تV فVأ VحVدtا أ UمY Uك Vي عVل U وا YرoاهVظY ي UمV وVل tا Uئ ي Vش UمY VنقYصYوك ي UمV ل

Vينoقx UمYت ال Yحoب� ي Vه� .(4-1التوبة" ) : الل

الصحابة بعض أشار ، بالناس خرج قد بكر أبو وكان ، التوبة سورة نزلت أن بعد

إال . : عنى يبلغ ال قال النبى لكن الناس بها يبلغ كى بكر أبى إلى يرسلها أن النبى على

ذلك . عن النبى عبر ولقد إليه الناس أقرب هو ، أهله من ، على� وكان ، أهلى من رجل

فى xا علي وتركه تبوك لغزوة الخروج عند لعلى� قوله منها نذكر ، مناسبة من أكثر فى

" " : ، بعدى نبى ال أنه غير ، موسى من هارون بمنزلة مني أنت أهله على ليقوم المدينة

عاداه : " من وعاد وااله من وال اللهم ، مواله فعلى� مواله Yكنت من ،. 452وقوله وقوله

" : اليمن من توا بهم عاد قد وكان الوداع حجة بداية مكة فى الناسعليا اشتكي عندما

يشكي . ". أن من الله ذات فى ألخشى أنه فوالله عليا تشكو الناسال 453يأيها

القصة : بهذه اخرج له فقال ، طالب أبى بن علي دعا النبى إن إسحق ابن ويقول

وال كافر الجنة يدخل ال أنه بمنى اجتمعوا إذا النحر يوم الناس فى وأذIن براءة صدر من

جـ 451 ، زهرة ص 3أبو ،1050.جـ 452 ، زهرة ص 3أبو ،1047.جـ 453 ، ص 2الطبرى ،205.

Page 384: محمد في المدينة

فهو عهد الله رسول عند له كان ومن عريان بالبيت يطوف وال مشرك العام بعد يحج

مدته . 454إلى

بالطريق " " . بكر أبا أدرك حتى ، العضباء النبى ناقة على ، لألمر تنفيذا ، على خرج

؟ : مأمور أم أمير سأل ، منه بدال للحج أميرا يكون كى أرسله قد النبى أن بكر ألبى خيل

مأمور : . على� أجاب عندما نفسه واطمأنت

السنة . – – تلك فى إسحق ابن يقول كما ذاك إذ والعرب للناس الحج بكر أبو أقام

على . قام النحر يوم كان إذا حتى الجاهلية فى عليها كانوا التى الحج من منازلهم على

فقال : ، وسلم عليه الله صلى الله رسول به أمره بالذى الناس فى فأذن طالب أبى بن

بالبيت يطوف وال ، مشرك العام بعد يحج وال ، كافر الجنة يدخل ال إنه ، الناس أيها

العام .. ذلك بعد يحج فلم مدته إلى له فهو عهد الله رسول عند له كان ومن ، عريان

عريان . بالبيت يطف ولم ، 455مشرك

الصدقات : " فرضت العام هذا Iيهoم وفى ك VزY وVت UمYه YرIهVطY ت tةVقVدVص Uمoهo مUوVالV أ Uنoم UذYخ

oيم� عVل مoيع� Vس Yه� وVالل UمYهx ل Vن� ك Vس VكV Vت صVال xنo إ UمoهU Vي عVل IلVصVو oهVا ( .103التوبة " ) : ب

***

جـ 454 ، هشام ص 4ابن ،203.ص 455 ، المرجع .205نفس

Page 385: محمد في المدينة

الثامن الفصـل

والمــو!ت الـو�د�اع�

Page 386: محمد في المدينة

الثامن الفصــل

والمــوت الوداع

(1)

الوداع حجــة

التسميــة :

ألن .. ذلك الوداع اإلسالم وحجة ، التمام وحجة ، البالغ وحجة ، الوداع حجة تسمى

فى – – ألف مائة من أكثر الهائل الجمع بهذا يلتقى ال قد بأنه اإلحساس اعتراه النبى

الوداع : خطبة أيضا هى تسمى التى خطبته فى كلماته أول كانت لذا ، أخرى مرة مكة

هذا عامي بعد ألقاكم ال لعلى أدرى ال فإنى ، قولى اسمعوا ، الناس هذه. 456أيها كانت

، وحرمها وكعبتها ، وشعابها وتاللها ، ووديانها بجبالها لمكة الوداع بمثابة إذن الحجة

ال .. .. .. : لعلى األجل بدنو أحس لقد وداع وللجميع ، وداع هذا لكل ومقدساتها وأهلها

هذا . عامي بعد ألقاكم

- باآلخر – منهما كل مرتبط والمعنيان التمام وحجة الوداع بحجة تسميتها عن أما

وصله مكان كل فى للمسلمين بالغoه خاتمة فيها قدم النبي إن تفسيرا القول فيمكن

تعالي . : " قوله بنزول التمام وكان بالغ من البالغ هذا بعد كان فما VوUمVاإلسالم، Uي ال

tا دoين VمV ال Uسo اإل YمY Vك ل Yيتoض VرVو oي oعUمVت ن UمY Uك Vي عVل YتUمVمU تV وVأ UمY Vك دoين UمY Vك ل YتUلVمU ك

V (3المائدة " ) : أ

تمام . من التمام هذا بعد وما

اكتملت : لقد ، اإلسالم حجة وهو األخير المعني تتضمن السابقة اآلية وكلمات

طبقا الحج مناسك تؤدى كيف عملى بأسلوب الناس فيها تعلم التى الحoجxة بهذه الرسالة

. من منحي الوحي ترك ما وعمال فهما اإلسالم أركان اكتملت وبذلك ، اإلسالم لتعاليم

الدين . هو اإلسالم أصبح YرهxوVص إال اآلخرة الحياة ومناحي ، أكمله إال الدنيا الحياة مناحي

اكتمل . وقد Vع xب Yت ي أن يجب الذى

جـ ? 456 ، ص 2الطبرى ،205.

Page 387: محمد في المدينة

وهداه اإلنسان علم الذى الوحيد السماوى الدين هو اإلسالم أن بالذكر الجدير ومن

وال . . األرض ملكوت وأهمل السموات بملكوت ر xشV ب المسيح واآلخرة الدنيا خير فيه لما

األرضونسى . ملكوت على ركز وموسى رسالته جوهر هو هذا كان فقد عليه لوم

بين . التى التوراة فى نجده ما هذا اآلخرة الحياة إلى أبدا ر oشY ي لم ، السماء ملكوت

نستطيع عما إال نكتب وال نتحدث ال فنحن ، أخرى توراة عن الحديث نستطيع وال أيدينا،

وجوده . إثبات

للحـج : الخروج

الخامس : السبت يوم صباح ذلك كان له بالجهاز الناس وأمر ، للحج النبى تجهز

دجانة . أبا المدينة على استعمل الهجرة من العاشرة السنة ، القعدة ذى من والعشرين

الغفارى . فYطVة UرVع بن سباع ويقال ، اعoدي� x457الس ، الهوادج فى نسائه كل معه أخرج

واألخيرة . . األولى حجته كانت وقلده Yهديه وأشعر

) واستوى ) أحرم ثم ، المدينة من أميال ستة بعد على Uفة Vي ل Yالح بذى الظهر صلى

المائة . عن عددهم زاد العام ذلك فى للحج خرجوا الذين إن ويقال القصواء ناقته على

المشركين . على الحج م IرYح أن بعد ، المسلمين من وكلهم ، ألف

إلى اتجه ثم ، سبعا الطواف وبدأ الحجة ذى من الرابع اليوم فى مكة النبى وصل

وقضى tى مoن إلى اتجه الحجة ذى من الثامن وفى ، والمروة الصفا بين سعيه وأتم الصفا

بعد . على ، عرفات إلى طريقه الشمسشق بزغت وعندما الفجر مطلع حتى الليل

فراغ يمألون المسلمين من اآلالف وعشرات الجبل ارتقى ثم مكة خارج ميال عشر ستة

قبل . من المقدسة البقعة تلك تشهده لم مهيب جليل مشهد فى حوله من الكون

فأرى : . حVجIة على وسلم عليه الله صلى الله رسول مضى ثم إسحق ابن يقول

، بين ما فيها بين التى الناسخطبته وخطب حجهم VنV ن Yس وأعلمهم الناسمناسكهم

قال : ثم ، عليه الله فحمد

الـوداع : خطبة

يومكم كحرمة ربكم UقVوUا Vل ت أن إلى حرام عليكم وأموالكم دماءكم إن ، الناس أيها

. ، YتUغx بل وقد أعمالكم عن فيسألكم ربكم ستلقون وإنكم ، هذا شهركم وكحرمة هذا

عليها . ائتمنه من إلى فليؤدها أمانة عنده كانت فمن

) VمYون، ) Yظل ت وال oمYون Vظل ت ال أموالكم رءوس لكم ولكن ، باطل موضوع ربا كل وإن

فى . دم كل وإن كله موضوع المطلب عبد بن عباس ربا وإن ، ربا ال أنه الله قضى

جـ ? 457 ، هشام ص 4ابن ،272.

Page 388: محمد في المدينة

أ دمائكم أول وإن ، موضوع ، الجاهلية المطلب عبد بن الحرث بن ربيعة ابن Yدم ضع

الجاهلية . دماء من به أبدأ ما أول فهو ، هذيل Uه فVقVتلت ليث بنى فى مسترضعا وكان

فى ) ( زيادة الحرم األشهر فى والتأخير التأجيل النسئ إن ، الناس أيها بعد أما

الله حرم ما عدة ليواطؤ عاما Vه Yحرمون وي عاما Vه Yحلون ي ، كفروا الذين به YضVل� ي الكفر

الله خلق يوم كهيئته استدار قد الزمان وإن ، الله أحل ما موا IحرY وي الله حرم ما Yحoلوا في

ثالثة : م YرYح أربعة� منها ، شهرا عشر اثنا الله عند الشهور عدة وإن ، واألرض السموات

مYضVر ورجب ، عليكم . 458متوالية ولهن ، حقا نسائكم على لكم فإن ، الناس أيها بعد أما

مبينة بفاحشة يأتين ال أن وعليهن ، تكرهونه أحدا شكم YرYف Yوطoئن ي ال أن عليهم لكم ، حقا

) ( ...، شيئا ألنفسهن يملكن ال أسيرات أى عVوVان عندكم فإنهن خيرا بالنساء واستوصوا

الله .. . بكلمات فروجهن واستحللتم الله بأمانة أخذتموهن أنما وإنكم

به اعUتصمتم إن ما فيكم تركت قد وإنى ، xغUت بل قد فإني الناسقولى أيها فاعقلوا

نبيه : . Vوسنة الله Vكتاب t Iنا بي أمرا أبدا تضلوا فلن

وإن : . ، للمسلم أخ مسلم كل أن xم�نV VعUل ت واعقلوه قولى اسمعوا الناس أيها

. xنYمY تظUل فال ، نفسمنه طيب عن أعطاه ما إال أخيه من المرئ يحل فال إخوة المسلمين

بلغت . هل اللهم أنفسكم

نعم : . اللهم الناس أصوات وتعالت

اشهد : اللهم النبى . 459فقال

نعمVتى : " عليكم Yوأتممت Vكم دين لكم Yأكملت Vاليوم الوحي بكلمات جبريل ونزل

" xواضمحل إبراهيم موقف وقف حين بعرفة واقف وهو نزلت دينا اإلسالم Yلكم Yورضيت

عريان . بالبيت يطف ولم الجاهلية منار وهYدمت 460الشرك

. الزمان استدار الرسالة تمت لقد ، بكي بكر أبو وسمعها ، اآلية تلك النبى تال عندما

. وفى بارئها إلى البشير الهادي روح فيه تصعد الذى اليوم واقترب ، الحلقة واكتملت

الغار فى ورفيقه النبى صاحب بكي ، بالحزن اإلحساس غمره وقد ، المعهودة رقته

ساعة . . واقتربت البالغ تم لقد النقصان إال الكمال بعد ما الرجال من به آمن من وأول

الوداع .

YحVد ي ال الحج فى والدعاء ، الوداع حجة فى النبى رددها التى األدعية من tدعاء نذكر

سماوات إلي الخاشع العابد وجدان من مباشرة يصدر إنما ، مكتوب أو بنصمحدود

محيى ) ? 458 العالمة الشيخ سواها ذلك يفعل العرب من أحد كان وما ، تعظمه كنت ألنها مضر إلى رجب أضاف. ) الحميد عبد الدين

جـ ? 459 ، هشام ص 4ابن ،275 -276.جـ ? 460 ، سعد ص 2ابن ،188 .

Page 389: محمد في المدينة

. : . ، الحمد وله الملك له له شريك ال وحده الله إال إله ال دعائه فى النبى قال المعبود

قلبى وفى ، نورا سمعي وفى نورا بصري فى اجعل اللهم ، قدير شئ كل على وهو

الصدر . وسواس من بك أعوذ إني اللهم أمرى لى ويسر صدرى لى اشرح اللهم نورا،

ما وشر النهار، فى يلج ما وشر ، الليل فى يلج ما وشر ، القبر فتنة وشر ، األمر وشتات

الدهر . بوائق وشر ، الرياح به 461تهب

منذ . مكة فى إقامته مدة وكانت المدينة إلى عائدا قفل ثم الحج مناسك النبى أتم

أيام . عشرة منها وخروجه إليها وصوله

من أكثر اجتمع حيث tمنى وادي فى الوداع خطبة على ركزنا قد أننا المالحظ ومن

فى – – وقفوا ، مهيب هائل اآلونة تلك بمقاييس حشد وهو ، المسلمين من ألف مائة

هذا . عامهم بعد بنبيهم يلتقوا لن وأنهم ، الوداع أنه يدركون ال وهم خاشع صمت

النفوسمن وخشعت ، كلمة تفوتها ال كى اآلذان أصغت وقد ، يزيد أو ، ألف مائة

صوت . ويرتفع للمعبود شكر ترنيمة فى العابد وذاب ، القلوب وابتهلت الموقف جالل

. ، األعماق تنادي كانت األعماق األعماق إلى مباشرة فتنفذ التمام بكلمات النبى

بكعبتها . مكة أصبحت لقد الجبال بقمم ويحيط الوديان فيمأل نوره بفيض يشع واإليمان

النبى . صوت ويعلو الرحيم الرحمن األحد الواحد الله عبادة ومركز الزاوية حجر هى

ال كى القلوب فى وتستقر األسماع الكلمات فتعانق ، ونذيرا ومبشرا ومعلما واعظا

أبدا . Yمحي ت

به تعلقت وقد الجبل إلى صعد وقد السالم عليه بموسى يذكرنا ، مهيبا الوداع كان

اإللهي . األمر له صدر لقد األخير الوداع يودعهم إسرائيل بنى من اآلالف عشرات عيون

الرب . : وكلم Yه رسالت oمVت Yت ت Uواخ دوره تم لقد هناك يموت كى الجبل إلى يصعد بأن

أرض : فى الذى Yو نب جبل هذا عباريم جبل إلي اصعد قائال اليوم نفسذلك فى موسى

مات .. كما قومك إلى xوانضم إليه تصعد الذى الجبل فى UتYوم أريحا قبالة الذي موآب

تثنية ) قومه إلى xمYوض هور جبل فى أخوك ( .50-48 : 32هرون

، المحتشدة الجموع إليه استمعت نشيدا وانشد رائعة طويلة خطبة موسى ألقي

عناء . طول بعد إال له يستجب ولم ، ضده وثار عليه تمرد ما كثيرا الذى الشعب بارك ثم

الله : " " . برجل الملقب موسى الرجل هذا كلمات آخر هى هذه أن الشعب وشعر

إسرائيل – - . كل تبكى التوارة كتبة يقول كما إسرائيل وتبكى

جـ ? 461 ، زهرة ص 3أبو ،1081.

Page 390: محمد في المدينة

الوداع قومه يودع الذى هذا موسى أن ، آن فى والحيرة للدهشة المثير ومن

لقد " " . الله جبل عند مرة ألول الرب به التقى الذى موسى عن تماما يختلف األخير،

بين . من تنساب بليغا فصيحا لقومه وداعه فى موسى وبدا اللسان ثقيل موسى اختفي

حاول .. لرجل النادر البطولى النوع من صورة واقتدار وسالسة قوة فى الكلمات شفتيه

المسيطرة .. – الخاتمة وقفته فى وكأنه دين دعائم ويرسى أمة ويخلق شعبا يصنع أن

قد – والعشرين المائة بلغ وقد الفضفاضة الواسعة وثيابه الكثة ولحيته الفضى بشعره

. األساطير أبطال من بطل إلى بارعة سحرية بلمسة 462تحول

هو واحد شعب إلى أرسل موسى لكن ، ونبى ونبى ، وداع وخطبة ، وداع خطبة

. بأسرها للدنيا أرسل فقد الله عبد بن محمد أما ، إسرائيل شعب

(2)

والم�ـو!ت الم�ـرض�

زيد : بن أسامة بعث

والمحرم الحجة ذى بقية أقام حيث المدينة إلى ، oهIجVح من فراغه بعد ، النبى عاد

الشام . إلى بعثا يرسل أن قرر للهجرة عشر الحادي العام من المحرم وفى والصفر،

وعلى الثالثة الجيش أمراء وقتل ، المسلمون فيها اندحر التى مؤته غزوة النبى ينس لم

كما . ، الروم يسيطر حيث الشمال إلى اإلسالم يمتد وأن البد كان حارثة بن زيد رأسهم

قد كانوا وإن وإنهم ، جانبها هVب UرY ي وأن البد قوة المسلمين بأن إشعارهم من البد كان

أعدوا وقد ، أخرى مرة ينسحبوا فلن ، والسالح العدد تكافؤ لعدم مرة انسحبوا

عدته . لألمر

462 ? ، كتابنا اإلسرائيلية أنظر األساطير ص موسىفى ،282.

Page 391: محمد في المدينة

السابعة فى آنذاك أسامة وكان ، حارثة بن زيد بن الجيشأسامة على النبى Vرxأم

من . الصحابة كبار دهشة االختيار هذا أثار لذا عمره من عشرة الثامنة أو ، عشرة

ابن عبيدة وأبا الخطاب بن وعمر بكر أبا أن عرفنا ما إذا خصوصا ، واألنصار المهاجرين

اختاره الذى أسامة إمرة تحت جميعا يكونوا بأن وا YرoمY أ وقاص أبى بن وسعد الجراح

أسامة . اختيار من السامية البالغة الحكمة لكن أبوه oل قYت حيث يقاتل كى عامدا النبى

عملية وبصورة الصحابة لكبار يعلمه أن النبى أراد درس فى تكمن للجيشكانت t أميرا

باالختيار : أحق هو من األمر يتولى إنما ، ارستقراطية وال اإلسالم فى صفوة ال أنه وهو

- قبل – من أبوه اشتهر كما أسامة اشتهر وقد ، أسامة سن مثل فى كان ولو حتى

. الخطر مواجهة فى اإلحجام وعدم واإلقدام والقوة بالبسالة

أرضفلسطين من والداروم البلقاء تخوم الخيل Yوطoئ ي أن أسامة من النبى طلب

. . ) الجيشتحت) إلى انضموا وأطاعوا واألنصار المهاجرين كبار سمع فلسطين جنوبى

من . . فرسخ بعد عن الجرف نزل حتى بجيشه أسامة وخرج الناس تجهxز أسامة لواء

ويأخذوا . . النبى يودعوا أن إال أمامهم يكن لم الناس تتام عسكره حيثضرب ، المدينة

بالرحيل . اإلذن

مـرضالنبـي :

على . كان Yقعoده ي وأحيانا ، يؤلمه وجع من يعانى النبى أن األخبار وصلت فجأة لكن

جيش . يتحرك أن يمكن ال اشتكي وال قبل من النبى مرض فما ، ينتظر أن الجمع

. خطر منحني فى تكون قد وصحته ، يعاني نفسه والنبى ، فيه المحاربين قلوب وتطمئن

جوف . . فى إنه يقال ليال البقيع إلى النبى خرج األول ربيع شهر أول فى الوجع بدأ

هذا : ألهل استغفر أن YرتoمY أ قد إنى ، مويهبه أبا يا له قال ، مويهبه أبا مواله نادي الليل

: .. Uئo VهUن لي المقابر أهل يا عليكم السالم قال أظهرهم بين وقف فلما معي فانطلق البقيع

آخرها Uبع يت المظلم الليل كقoطع الفتن اقبلت ، فيه الناس أصبح مما فيه أصبحتم ما لكم

فيه . .. . VبضYق الذى وجعة الله برسول فبدأ ، انصرف ثم األولى من شر اآلخرة 463أولها

أنه أعماقه يحسفى كان وكأنه ، وودعهم السالم أقرأهم ، أصحابه من الموتي زار

الذين هؤالء على والسالم ، األحياء توديع قبل الموتي توديع من البد

وفارقوه . أحبهم

جـ ? 463 ، هشام ص 4ابن ،320.

Page 392: محمد في المدينة

وكان النبى أصاب الذى المرض سبب ونحدد قاطعة بصورة نجزم أن نستطيع ال

المقابر بين يصلى الليل جوف فى خرج وقد شديدة برد نوبة أصابته ربما ، وفاته سبب

الرئتين على الخاطفة النوبة تلك أثرت وربما ، لهم ويدعو يناجيهم أى ، البقيع أهل على

القدوم. . بداية منذ المهاجرون منها يسلم لم التى المدينة حمxي كانت ربما فأصابتهما

يقرب ما منذ الشاه كتف فى ، خيبر يهودية ، زينب وضعته الذى السم تأثير كان وربما

ثقل من الجسد وأرهق ، السن تقدم ما إذا حتى النبى جسد فى كمن ، سنوات أربع من

سبب ويكون الطاهر الجسد فى وينتشر يسرى كى فرصة وجد ، المقاومة فقلت األعباء

هاجمت . . التى الحمxي كانت أنها ونرجح بعيد احتمال هذا حال أية على لكن النهاية

يوما . العشرين عن زادت ما ، أيام من أكثر النبى تمهل ولم ضراوة وفى فجأة

عودته !! صباح للعالمين رحمة المبعوث عن صدرت ألم صيحة أول كانت وارأساه

برأسها . تمسك وهى تنتظر الحبيبة زوجته وجد الرجيع أهل لمقابر الليلية زيارته من

تستطيع " ". ال وهى عائشة السيدة رأس يشق أن الصداع كاد وارأساه وتقول

رأساه . : . !! وا عائشة يا والله أنا بل المعاناة بداية عن معبرا النبى رد كان االحتمال

النبي لها قال ، بهما xمV أل الذى األلم يخفف أن بها أراد ربما بكلمات داعبها ثم

ودفنتك : . عليك وصليت وكفنتك عليك فقمت قبلى IتYم لو ضرك وما مضاحكا

ببعض : فيه فأعرست بيتى إلى رجعت لقد ذلك فعلت قد لو بك لكأني والله قالت

الوجع .464نسائك . اشتداد رغم النبى وتبسم

: المـرض اشتداد

بصورة وطأته ثقلت ميمونة بيت وفى ، نسائه على يدور وهو xوتنام النبى وجع ازداد

أراد . . ما له وكان عائشة بيت Yمرxضفى ي أن فاستأذنهن نساءه دعا عندها تحتمل ال تكاد

قلبه . إلى وأقربهن إليه نسائه أحب أنها يعرفن جميعا كن ،

الفضل : أحدهما أهله من رجلين بين عائشة بيت إلى ميمونة بيت من النبى خرج

وكان . عائشة بيت دخل حتى رأسه عاصبا ، األرض قدماه تخط ، آخر العباسورجل ابن

عبد – يقول كما عائشة لكن ، طالب أبى بن على هو النبى إليه استند الذى اآلخر الرجل

بخير – . تذكره أن على تقدر ال كانت عباس بن حياتها 465الله طوال عائشة نسيت ما أبدا

هذا فى بالتفصيل كتبنا وقد ، اإلفك حديث من على موقف ،

قبل . من الموضوع

أسامة : بعث على اإلصرارالصفحة .? 464 نفس ، المرجع نفسجـ ? 465 ، ص 2الطبرى ،246.

Page 393: محمد في المدينة

تحامل ، رأسه على الصداع وسيطرة ، النبى جسد فى الحمي سريان شدة رغم

ألنه أسامة بتأمير ضاقوا قد القوم بعض أن سمع الناسعندما إلى وخرج نفسه على

أبو يؤمر أن األولى من وكان ، األولين المهاجرين الجيشخيرة وفي حدث غالم مجرد

فى لهم أعالم جميعا وهم ، وقاص أبى بن سعد أو الجراح بن عبيدة أبو أو عمر أو بكر

ووقفات . عالمات بعده وما النبى عهد

بيده . اللواء ألسامة عقد لقد شديدا غضبا ، مرضه شده فى وهو ، النبى غضب

رأسه على عصب وقد خرج ؟ أمره YطاعY ي ال فكيف ، الله سبيل فى غازيا يخرج أن وأمره

بلغتني . : . مقالة فما الناس أيها بعد أما قال ، الناس إلى وتحدث المنبر صعد عصابة

إمارتي فى طعنتم لقد أسامة إمارتي فى طعنتم ولئن ، أسامة تأميرى فى بعضكم عن

لخليقا !! .. لإلمارة بعده من ابنه وإن لخليقا لإلمارة كان إنه الله وأيم قبله من أباه

خياركم . من فإنه خيرا به 466استوصوا

إال المسلمين على كان وما ، األول ربيع من العاشر ، السبت يوم ذلك كان

. " " للرحيل استعدادا ، الجرف بـ العسكر إلى ويمضون النبى يودعون فجاءوا ، الطاعة

الخوف عليهم سيطر وقد يتحركوا فلم ، وطأته وازدادت ، النبى على اشتد المرض لكن

حدث . . بالفعل توقعوه وما مكروه للنبى يحدث أن خشية الهلع وتملكهم

: الناس إلى نفسه ينعي النبى

، نادرة بطولة فى يقاوم كان لكنه ، النبى جسد من الحمي وتمكنت األلم ازداد

: . xعلى أهريقوا حوله لمن قال أحد مثله وما ، مثله هو من إال بها يتصف ال إيمان وقوة

إليهم . الناسفأعهد إلى أخرج حتى ، xى شت آبار من قرب سبع 467من

حسبكم : .. !! حسبكم يقول طفق حتى ، السبع الماء قرب عليه صبوا

جلسعلى . عباس بن الفضل بيده أخذ وقد ، رأسه عصب الناسوقد إلى خرج

واستغفر. . ، أحد أصحاب على صلى أن به تكلم ما أول كان الناس إليه اجتمع المنبر

ما : وبين الدنيا بين الله ه Vرx خي الله عباد من عبدا إن قال ثم ، عليهم الصالة وأكثر لهم

الله . عند ما فاختار ، عنده

: نفديك بل وقال ، فبكي ، نفسه يريد أنه علم ، النبى إليه يرمي ما بكر أبو VمoهVف

.. فى . : . الشوارع األبواب هذه انظروا بكر أبا يا لك Uسoر على النبى قال وبأبنائنا بأنفسنا

فى عندي أفضل كان أحدا أعلم ال فإنى ، بكر أبى بيت من كان ما إال ، فسدوها المسجد

منه . يدا الصحبة

جـ ? 466 ، سعد ص 2ابن ،190.جـ ? 467 ، ص 2الطبرى ،226.

Page 394: محمد في المدينة

خليال : العباد من متخذا كنت لو فإني أضاف يومئذ هذا كالمه فى النبى إن ويقال

خليال . بكر أبا Yالتخذت

وفضلهم سبقهم أبدا نسى فما ، باألنصار خاصة األخيرة النبى وصية وكانت

: قد إنكم ، المهاجرين معشر يا بعد أما قال ، الله سبيل فى وجهادهم له ونصرتهم

واألنصار ، اليوم عليها هى التى هيئتها على تزيد ال األنصار وأصبحت ، تزيدون أصبحتم

مYسيئهم ) ( . عن وتجاوزوا ، كريمهم فأكرموا إليها، أويت التى خاصتى 468عيبتى

عائشة - تقول كما YعVوIذ ي ، الله إلى ويشتكي فراشه فى يتقلب والنبى ، الوجع اشتد

: –، شفاؤك إال شفاء ال ، الشافى وأنت الناساشف رب ، البأس Vذهoب أ الكلمات بهذه

. t سقما يغادر ال شفاء

يغمي . وأحيانا ، يفيق أحيانا كان البارد بالماء جبهته على تمسح جانبه إلى وعائشة

أو . أثر من للدواء كان وما ، إغمائه فى وهو فمه فى صبوه دواء إعطاءه حاولوا عليه

أفاق . عندما النبى غضب سوى نتيجة

بدت . ساعته حانت وقد الموت المطلب عبد بن العباس رأى ، الطويلة وبخبرته

الله . : رسول أرى إنى طالب أبى بن على أخيه البن قال النبى وجه على عالماته

إلى . فاذهب الموت عند المطلب عبد بنى وجوه ألعرف وإنى ، هذا وجعه فى Vوفxى Yت سي

. غيرنا فى كان وإن ، ذلك علمنا فينا كان فإن األمر هذا يكون فيمن فسله الله رسول

أبدا . : . الله رسول أسألها ال والله على قال بنا فأوصى به 469أمر

، الحمي شدة من ويتأوه ، المرض كرب يعاني الفراش علي أمامه والنبى العباس

سيحدث . ما بخلده يدر لم النبى موت بعد األمر إليه سيؤول من ، الخالفة فى يفكر كان

، الدين هذا عن يدافع من ، الوثقي بالعروة يتمسك ومن ، النبى وفاة بعد للمسلمين

، كذبة أنبياء قام قد وأنه خصوصا ، محمد به جاء ما لكل منكرا كافرا مشركا يرتد ومن

وطليحة : ، اليمن بصنعاء ، UVسى العن األسود حولهم الناسمن فتنة حاولوا ، نبوة أدعياء

العباس . . بخلد هذا يدر لم اليمن أرض فى حبيب بن ومسيلمة ، أسد بنى فى خويلد بن

بنى . فى تكون وأن البد أنها تصور النبي بعد الخالفه تكون لمن هو يشغله كان ما كل

. ، المطلب عبد بنو رأسه على يكون ، النبوة بعد ، شاسعا ملكا يتخيل كان المطلب عبد

. . عليا لكن النبى إلى األمر هذا فى للتحدث على� دفع حاول لهذا به أوالهم بالطبع وهو

منذ . تربى فقد ، العباس خامة غير أخرى خامة من طالب أبى بن على� كان رفض

النبوة . بيت فى صغره

جـ ? 468 ، ص 2الطبرى ،227.ص ? 469 ، المرجع .229نفس

Page 395: محمد في المدينة

بالنـاس : يصلى بكر أبو

عندما خيبته وازدادت ، النبى إلى يتحدث أن رفضعلى أن بعد العباس أمل خاب

بالناس . يصلى أن بكر أبا النبى أمر

أصلى . : فقال المرض عليه ثقل وقد ، األذان صوت سمع النبى إن عائشة تقول

. عليه . . . فأغمي المسجد إلي الخروج حاول وتوضأ اغتسل فأحضر بالماء أمر بالناس

لم : . . لكنه الخروج وحاول فتوضأ ثانية الماء أحضروا بالناس أصلى قال أفاق عندما

العشاء . لصالة ينتظرون المسجد فى والناسعكوف ، جديد من عليه وأغمي يستطع

. بالناس . : بكر أبو ليصل قال الخروج يستطيع لن أنه أدرك وقد أفاق وعندما

لها وكانت ، الموقف حرج أباها تجنب وأن رأيه عن النبى تثني أن عائشة حاولت

رقيق . : رجل بكر أبا إن ، الله رسول يا للنبى عائشة قالت عليه أقدمت فيما حجتها

بالناس . فليصل عمر فمر ، القرآن يقرأ حين البكاء كثير

وما : ، ذلك فى وسلم عليه الله صلى الله رسول راجعت لقد عائشة وتضيف

مقامه . قام بعده الناسرجال يحب لن أنه قلبى فى وقع أنه إال مراجعته على حملني

رسول . ذلك يعدل أن فأردت به الناس تشاءم إال أحد مقامه يقوم لن أنه أرى وكنت

بكر . أبى عن ، وسلم عليه الله صلى 470الله

بن . الله عبد ويقول المدينة بأطراف األنصار من له امرأة عند غائبا بكر أبو كان

عن بحث ، للصالة بالل أذن وقد ، عاده أن بعد النبى عند من خرج إنه األسود بن زمعة

عمر : . يا بالناس صل له قال عمر لقى فلما ، يجده فلم بكر أبى

سمع كبر فلما ، الصوت جهير أى ، مoجUهرا رجال وكان ، بالناس يصلى عمر قام

ابن . : !! بهم ليصل ال ، ال ، ال صائحا حجرته ستر وراء من رأسه أخرج عندها صوته النبى

قحافة . 471أبى

صلى بكر أبا إن بالناسويقال الصالة فى النبى مقام بكر أبو قام اللحظة تلك منذ

أيام . ثالثة فى صالة عشرة بالناسسبع

سواء – غيره بهم يصلى وال ، بالناس بكر أبو يصلى أن على النبى إصرار من ويفهم

- بأسلوب ذلك يقل لم وأن ، بكر ألبى بالخالفة أوصى قد النبى أن عمر غير أو عمر كان

االستخالف . . مظاهر من مظهر أول بالناسكانت هذه بكر أبى صالة صريح مباشر

جـ ? 470 ، سعد ص 2ابن ،217.ص ? 471 ، المرجع .220نفس

Page 396: محمد في المدينة

، العباسوعلي� على متوكئا خرج ، صباح ذات التحسن من بشئ النبى شعر وعندما

- فى – يستمر أن يتأخر أن حاول الذى بكر أبا وأمر ، بكر أبى جوار إلى جالسا وصلى

. وقد يخلفه من خير هو بكر أبا أن المسلمين أمام بذلك يؤكد وكأنه ، للصالة إمامته

خاب . ، قبل من ذكرنا وكما وإماما خليفة وارتضاه اختاره

العباس . أمل

النبى : مات يوم

لحظة . بين يرتفع صوته كان أشده األلم من النبي فيها عاني يوما عشر ثالثة

سكرات : على Iي أعoن اللهم وبارئه خالقه إلى ، أعلى إلى ببصره يرنو وهو يقول ، وأخرى

ويمسح .. القدح، فى يده يدخل ، جواره إلى وYضoع ماء قدح إلى بطء فى يده يمد الموت

الموت : . سكرات على أعني اللهم ربه يدعو وثانية ، بالماء وجهه

التى اليوم نفس وهو ، االثنين يوم وكان ، عشر الثالثة المرض أيام من يوم آخر فى

انبعاثها سر يدرى ال قوة نفسه فى النبي وجد ، بارئها إلى الطاهرة روحه فيه صعدت

وهم المسلمين على أخيرة نظرة ينهضويلقى كى خالقه من مدد وكأنها ، أوصاله فى

. ما كالصخر، كانت قلوب بشر بال على ليخطر كان ما وإجماع وحدة فى الصبح يصلون

خشوع فى وسجدت وركعت توحدت ، الحجر آلهة سوى إله من الدين هذا قبل عبدت

الصمد . األحد الله هو واحد إلله ، مطلق وإيمان

من دهشوا ، المسلمون رآه ، عائشة بباب قام ، ورائه من خرج ، الستر النبى رفع

عافيته . استرد أنه إليهم خيل القيام يستطيع ال أنه الكثيرين بخلد دار إذ ، المفاجأة شدة

لهم . . أشار الصالة يؤم يتقدم كى للنبى الطريق توسع الصفوف تحركت كان كما وعاد

أنسبن . . . ويقول نعمته الله أتم لقد فرح فى تبسم صالتكم عنى اثبتوا أن بيده النبى

الساعة : . تلك منه هيئة أحسن الله رسول مارأيت 472مالك

أن . . ظنوا خيرا استبشروا الناسوقد انصرف الستر وأرخي الحجرة النبى دخل

رجع . أن بكر بأبى التفاؤل بلغ المرض يغلبه أن من بدال ، مرضه وغلب تعافي قد النبى

. النبى حياة على خطورة ال أن يعتقد وهو المدينة أطراف فى الخزرجية زوجته إلى

آخر . اليوم ذلك صباح كانت المسلمون إليها واستمع النبى بها نطق كلمات آخر

. : . ، القرآن لكم أحل ما إال لكم أحل لم إنى الناس أيها يا السالم عليه قال النبى أيام

القرآن . عليكم حرم ما إال عليكم أحرم ولم

عائشة . . حجر فى برأسه ألقى فراشه فى النبى تمدد

جـ ? 472 ، ص 2الطبرى ،231.

Page 397: محمد في المدينة

: رسول رجع تقول عائشة المؤمنين ألم الحديث ونترك نصمت أن إال يسعنا ال هنا

رجل ، xىVعل فدخل ، حجرى فى فاضطجع ، المسجد من دخل حين اليوم ذلك فى الله

. ، يريده أنه عرفت نظرا يده إلى الله رسول فنظر أخضر سواك يده فى بكر آل من

بسواك .. يستن رأيته ما كأشد به فاستن إياه أعطيته ثم ، ألنته حتى فمضغته فأخذته

فإذا . .. ، وجهه فى أنظر فذهبت حجرى فى يثقل الله رسول ووجدت وضعه ثم قبله،

: .. : Vفاخترت VرتI خYي قلت الجنة من األعلى الرفيق بل يقول وهو ، شخص قد نظره

الله .. . رسول Vضo وقYب بالحق بعثك 473والذى

. . الخبر شاع النساء بقية مع وجهها تضرب وقامت ، وسادة على رأسه وضعت

. . المدينة أرجاء كل فى صداها تردد الصحابة بيوت إلى عائشة بيت من الصيحة انتقلت

مات .. !! النبي النبي مات

قصير . . وقت منذ رأوه لقد الناس يصدق لم صاعق وقع الكلمتين تلكما لتأثير كان

! النهار؟ منتصف فجأة هكذا يموت فكيف ، الصباح فى

: موقفعمـر

عليه .. وسيطر ، التصديق عدم تملكه قد ، الناس كبقية ، الخطاب بن عمر كان

. : . . مات لقد المغيرة همس ودخال استأذنا شعبة بن المغيرة ومعه النبى بيت إلى اندفع

إغماءة مجرد إنها ، داخله رفضها ، الحقيقة تقبل جميعا حواسه تستطع فلم عمر أما

: رسول غشى أشد ما ، واغشياه عمر صاح ، جديد من وعيه إلي النبى وسيعود شديدة

عادته !! – - هى كما عمر غضب ، مات قد النبى أن قوله على المغيرة أصر وعندما الله

.. فى وهو خطيبا فيهم وقف الناس تجمع وقد خارجا اندفع ثم ، والنفاق بالكذب واتهمه

صلى : ، الله رسول أن يزعYمون المنافقين من رجاال إن قال ، شعورى ال اندفاع حالة

ولكنه . مات ما ، وسلم عليه الله صلى ، الله رسول وإن ، توفى قد ، وسلم عليه الله

رجع ثم ليلة أربعين قومه عن غاب فقد ، عمران بن موسى ذهب كما ربه إلى ذهب

كما : .. . ، وسلم عليه الله صلى الله رسول ليرجعن والله مات قد قيل أن بعد إليهم

عليه , الله صلى الله رسول أن زعموا وأرجلهم رجال أيدى xنVعVطUقV oي فل موسى رجع

مات . ، 474وسلم

السيرة، كتاب شيخ الجميع باعتراف وهو ، إسحق ابن عن نقلناها تلك عمر كلمات

نقاش . دون لكن ، المجال هذا فى وكتب وأرخ كتب من كل نقلها كما

جـ ? 473 ، ص 2الطبرى ،232.جـ ? 474 ، هشام ص 4ابن ،334.

Page 398: محمد في المدينة

اإلسرائيليات المدسوسمن بعض أنها أم ؟ الكلمات بهذه عمر نطق حقا هل

كتابنا وفى الكتاب هذا فى بعضها ناقشنا والتى ، السيرة كتب أغلب فى المتناثرة

مكة السابق ؟ سنوات

إلى نسب ما إلى قاد الذى هو وربما ، النبى بموت يتصل سعد ابن أورده خبرا نذكر

ابن . . . يقول ذاك نكذب وأن البد هذا كذبنا ولو ذاك نصدق وأن البد هذا صدقنا ولو عمر

صلى : : ، الله رسول أجل من بقى لما قال أبيه عن محمد بن جعفر عن حدثونا سعد

يا .. : أجدني قال ؟ تجدك كيف أحمد يا فقال ، جبريل عليه نزل ثالث ، وسلم عليه الله

فقال . : جبريل إليه هبط الثاني اليوم كان فلما مكروبا جبريل يا وأجدني مغموما جبريل

. فلما .. : مكروبا جبريل يا وأجدني مغموما جبريل يا أجدني فقال ؟ تجدك كيف أحمد يا

له يقال ملك معه ونزل الموت ملك معه وهبط جبريل عليه نزل الثالث اليوم كان

جبريل .. : قال األرض إلى يهبط ولم قط السماء إلى يصعد لم ، الهواء يسكن إسماعيل

به أعلم هو عما يسألك لك وخاصة لك وتفضيال لك إكراما إليك أرسلني الله إن ، أحمد يا

. مكروبا : . : جبريل با وأجدني مغموما جبريل يا أجدني قال تجدك كيف لك ويقول منك

: ، عليك يستأذن الموت ملك هذا ، أحمد يا جبريل فقال ، الموت ملك استأذن ثم

له : . ائذن قال ، بعدك آدمي على يستأذن وال قبلك كان آدمي على يستأذن ولم

.. أحمد . .. : يا الله رسول يا فقال الله رسول يدى بين فوقف الموت ملك فدخل

أقبضنفسك , أن أمرتني إن تأمرني ما كل فى أطيعك أن وأمرني أرسلني قد الله إن

بذلك : : قال ؟ الموت ملك يا ذلك وتفعل قال ، تركتها أتركها أن أمرتني وإن قبضتها،

إليك . : . اشتاق قد الله إن أحمد يا جبريل فقال أمرتني ما كل فى YطيعVك أ أن YرتoمY أ

به: . أمرت لما الموت ملك يا فامض 475قال

: نقول سبق ما على تعليقنا وفى

أخبر: أوال الذى عياض ابن أنس عنه نقل الذى هذا جعفر أبو هو من نعرف ال نحن

مطلقة . حقائق وكأنه الورق على لنا فخطه سمع بما سعد ابن

من : ثانيا الموت وملك وجبريل النبى بين دار ما كيفوصل نعرف ال أننا كما

. يعلن وهو الموت ملك إلى واستمع المشهد حضر هل المذكور جعفر أبى إلى حديث

؟ النبي موت لحظة هذا جعفر أبو حضر هل األمر؟ وينتظر الطاعة

جـ ? 475 ، سعد ص 2ابن ،259.

Page 399: محمد في المدينة

عائشة، حجر فى ورأسه مات النبى أن هو ، الرواة عليه أجمع والذى ، نعرفه الذي

" ال . " الذى الخرافى الكالم بهذا المنكور جعفر أبو أتى أين فمن أحد هناك يكن ولم

؟ األساطير كتاب إال بمثله اإلتيان على يقدر

ما : ثالثا فى وال القرآن فى ال ، قبل من ذكر له يرد لم ملك اسم جعفر أبو لنا يذكر

اسمه ملك ، الصحابة أقوال من قول فى حتى وال ، الرسول أقوال من نعهده

األرضعلى : كانت يوم منذ األرض إلى يهبط ولم أبدا السماء إلى يصعد لم ، إسماعيل

ملك . ألف سبعين على إال مVلVك ليسمنهم ملك ألف 476سبعين

من واحدة آية فى إسماعيل الملك ذكر ورد هل ؟ الكالم هذا من شيئا أحد فهم هل

هل ؟ الملك هذا مثل إلى تشير واحدة كلمة الكريم القرآن فى توجد هل ؟ القرآن آيات

السماء بين المعلق الملك هذا وجود عن يحدثونا أن األجالء الفضالء العلماء يستطيع

ونثق نصدقهم وهؤالء ، األجالء الفضالء العلماء نقول ؟ فعال وجد قد كان إن ، واألرض

. ، األدعياء المتعالمين على السؤال طرح إذا أما وإجالل إكبار فى لهم وننحني بهم

مبني أبواب أمام نهار ليل والراقدين ، األحالم تفسير وحمل الفتاوي بثقل المنبعجين

التفاسير .. من فيضا عندهم فسنجد السؤال هؤالء على طرح ما إذا والتلفزيون اإلذاعة

شاكلة على باآلالف آخرى بأسماء جاءونا وربما ، الجوفاء الطنانة البالغيات من وفيضا

العالمة . وهو ، يجيب وال سؤاال أحدYهم لV Yسأ ي أن المستحيل فمن إسماعيل الملك اسم

جهد " " " " . من يبذله ما مقابل يهمه ما وكل الدين بوتقه فى نهار ليل المتقوقع الفهامة

النهاية فى يقف أن هو ، والتنوير والهدي ، والتفسير واإلرشاد الوعظ فى جبار خارق

مهانة !! - – قلة وهم األنقياء األتقياء علماءنا الله جنب يده ويمد ، الصراف شباك أمام

البغيض . الموقف هذا

ملك : رابعا مع إسماعيل الملك حضور سبب عن شيئا الحكاية صاحب لنا يذكر لم

. من . . . الجدوي وما حضر، لماذا إذن شيئا يفعل لم يتحرك لم يتكلم لم وجبريل الموت

. الستر حرك أو الباب فتح لو ؟ النبى موت لحظة ، الرهيبة اللحظة تلك فى وجوده وراء

لماذا . يفعل لم لألسف لكنه ، هذا أجل من حضر لقلنا ، الهواء ساكن الملك بصفته

الفتاوى تقديم محترفى من اإلجابات آالف سمعنا ما إذا ندهشمطلقا لن ؟ جاء

األحالم . تفسير ومدمني

األمر : خامسا له صدر قد الموت ملك أن على دالة آية القرآن فى توجد هل

أقبضنفسك : أن أمرتني إن وإرادته النبى لسلطان كامال خضوعا يخضع بأن اإللهي

الصفحة .? 476 نفس ، المرجع نفس

Page 400: محمد في المدينة

نحن !! ؟ القرآن فى القول هذا يثبت ما هناك هل تركتها أتركها أن أمرتني وإن ، قبضتها

، قدرة من الله منحنا ما حدود فى ، وفهما واستيعابا وحفظا قراءة القرآن أصحاب من

الحكي . هذا يثبتصحة ما آخره إلى أوله من القرآن فى نجد وال

عطائه : لمقدار وال النبى لقدر شيئا تضيف ال ، مدسوسة حكاوي هذه القول خالصة

إال . هم ما ، التراث كتب فى وحشرها بتأليفها قاموا الذين أن ونعتقد كلها للبشرية

الخرافات من بخليط بمزجها وذلك النبى سيرة تشويه بهدف يهود منافقي أناسمن

بعض سمعوا ممن العقول بعضبسطاء بروايتها قام ربما أو ، المعروفة اإلسرائيلية

، النبى محمد موت عن بعضاألساطير أيضا هم فنشروا موسى موت عن األساطير

، النبى موسى عن جالال أو هيبة أو عظمة أو مجدا يقل ال أنه الناسعلى أمام يبدو كى

ينتقصون . بل ، اليضيفون الوهم بهذا أنهم يدركون ال وهم

بزغت قد أنه نعتقد التى اإلسرائيلية األساطير فى موسى موت خرافة اآلن ولنذكر

الخرافة : هذه عباءتها تحت من

موسى قبضروح حاولوا اآلخر تلو الواحد المالئكة أن اإلسرائيلية األسطورة تحكي

يقبض . كى يعلمه كان الذى الملك ذلك البداية فى جاءه يستطيعوا فلم حياته وإنهاء

فكرها " " . صنع فى أسهم التى المادة يحطم أن حاول عندما خانته شجاعته لكن روحه،

ملك . اقترب الصعبة المهمة بتلك يقوم كى الموت ملك استدعاء تم فقد ذلك وعلى

وتشع بوجهه تحيط النورانية الهالة تلك رأى عندما لكنه ، فضول فى موسى من الموت

ولم أيضا هو تراجع ، البطولى ماضيه أمجاد يردد وهو إليه واستمع الشمس، كما منه

يستطع .

التفت . مقدرتهما يفوق العمل هذا أن العظيمان الملكان هذان أعلن وعندما

يا - – : .. الكون هذا يارب وقال األسطورة تحكي هكذا الجبار إسرائيل إله إلى موسى

حملتني .. قد أنك تذكر المشتعلة العليقة نار ضوء فى وجودك سر عن لى أفصحت من

تسلمني .. .. ال اآلن برحمتك اشملني ليلة وأربعين يوما أربعين مكثت حيث سمائك إلى

الموت . ملك إلى

أن ، األجيال تناقلتها والتي باإلجالل والمدبجة بالحب المزينة ، األسطورة وتروى

مات " " .. إنه فيقولون األسطورة بعضصناع ويبالغ الله من بكلمة مات قد موسى

حلو عناق لحظة فى روحه فانطلقت موسى xل قVب قد إسرائيل إله أن أى ، الله من بقبلة

رقيق .

Page 401: محمد في المدينة

يعرفه لم مكان فى النبى بدفن قام قد ، الرب أى ، نفسه هو إنه ويقال

اليوم . حتى 477إنسان

تم وأسطورة ، موسى موت عن إسرائيل بنى بعض سطورها غزل أسطورة

على . . نعرف ال محمد موت عن ، التفاصيل اختلفت وإن المنوال نفس على نسجها

الهدف وما ، عليها وزاد إليها أضاف الذى ومن ، األسطورة بدأ الذى من التحديد وجه

ذلك . وراء من

واضح ، النبى بموت يختص فيما الكريم والقرآن باألساطير، يعترف ال اإلسالم

" " " : ، تختصمون ربكم عند القيامة يوم إنكم ثم ميتون وإنهم ميت إنك Yل�الكلمات ك

oةVامV Uقoي ال VمUوV ي UمY ك VورYجY أ VنUوxفVوY ت xمVا oن وVإ oتUوVمU ال YةVقo ذVآئ VفUس� عمران" ) : ن وVمVا، ( " 185آل

UمY oك عUقVابV أ عVلVى UمY Uت Vب انقVل Vلo قYت Uو

V أ Vاتxم oن فVإV أ Yل Yس الر� oهo Uل قVب مoن UتVلVخ UدVق سYول� Vر x oال إ مYحVمxد�

عمران" ) : ( .144آل

الخرافة ابتدع ومن ، وأمثالها الخرافية األسطورة هذه تماما ننكر أننا معناه هذا

بن - – عمر إلى نسبت التى الكلمات يبتدع أن يمكنه شاكلته على هم من أو السابقة

أنه . األمر فى ما كل يموت أن يمكن وال مات ما النبى أن صراحة تعلن التى الخطاب

عاد . ثم ليلة وأربعين يوما أربعين ربه إلى موسى صعد كما ، وسيعود ربه إلى صعد

يكون أن المستحيل من الذى عمر الفاروق إلى ينسب أال رخيصيجب هزيل كالم

كموت محتوم قضاء النبى موت أن على تنصصراحة التى القرآن آيات كل نسى قد

البشر : " oدYونV كل ال VخU ال YمYهVف xتIم oن فVإV أ VدU ل YخU ال Vكo Uل قVب مIن ر� VشV oب ل Vا Uن جVعVل األنبياء " ) :وVمVا

34 " ) ، VونYعVج UرY ت Vا Uن Vي oل إ xمY ث oتUوVمU ال YةVقo ذVائ VفUس� ن Yل� ( . 57العنكبوت" ) : ك

: بكـر أبو تكلم ثم

إلى . أسرع المدينة أطراف فى الخزرجية زوجته بيت فى وهو بكر أبا الخبر وصل

. xلVه . . قب ثم وجهه عن كشف البيت ركن فى مسجي وهو النبى على أقبل عائشة بيت

. . النبى مات الخبر صحة من تأكد

عمر . . الناس إلى يتحدث عمر كان الجمع احتشد حيث المسجد ساحة إلي خرج

رأوه . . لقد مشدوهون أيضا والناس مات قد النبى بأن يقر أن اليريد الصدمة هول من

! إنها . ؟ الضحي فى فجأة هكذا يموت فكيف يكون ما أفضل هيئته فى وهو الصباح فى

وأن . البد إغماءه ، يقول بما االقتناع إلي الصدمة جرفته وقد ، عمر تخيل هكذا إغماءة

كتابنا ? 477 اإلسرائيلية انظر األساطير ص موسىفى ،284.

Page 402: محمد في المدينة

وسراجا بإذنه الله إلى وداعيا ونذيرا ومبشرا شاهدا ، كان كما وسطهم ويعود منها يفيق

السراج . . ينطفئ أن فجأة هكذا المستحيل من منيرا

، عقولهم غيبت التى المفاجأة انفعال الناسمن Yخرoج ي أن بكر أبى على كان

مخيف . بكرب� نفوسهم ومألت ، تفكيرهم وعطلت

الطاغية . انفعالته فى عمر لكن الناس إلى هو يتحدث كى ، عمر Yسكoت ي أن حاول

يسكت . لم

. . إنه حوله التفوا بكر أبى قدر يعرفون المسلمين كل والمسلمون ، بكر أبو تكلم

لنبيه . : " قال الله إن الناس أيها قال إليه اآلذان تنصت ال فكيف الصديق xكVالصادق oن إ

. VونYمoصV ت UخV ت UمY Iك ب Vر Vند oع oةVامV Uقoي ال VمUوV ي UمY xك oن إ xمY ث VونY Iت مxي xهYم oن وVإ Iت� ( . "31-30الزمر " ) : مVي

عVلVى UمY Uت Vب انقVل Vلo قYت UوV أ Vاتxم oن فVإ

V أ Yل Yس الر� oهo Uل قVب مoن UتVلVخ UدVق سYول� Vر x oال إ مYحVمxد� وVمVا

UمY oك عUقVابV عمران" ) : أ الذى( . 144آل إلهه مات فقد محمدا يعبد كان من ، الناس أيها

يموت . ال حى الله فإن ، له شريك ال الذى الله يعبد كان ومن ، يعبده 478كان

بسلطان الحقيقة وأدركوا ، الوعي إلى عادوا ، عمر وأفاق ، الناس أفاق فجأة

القرآن . كلمات

جديد . من به ويصطدمون الواقع يعيشون بدأوا

بعد . دفن قد النبى يكن ولم ، الموت يوم نفس السؤال ثار ؟ النبى بعد ماذا

المبايعـة :

فى البساطة شديد يبدو سؤال ؟ األمة هذه شئون إدارة فى النبى يخلف من

عليه . اإلجابة فى الخطورة شديد طرحه،

الحضور . رأى استقر ساعدة بنى سقيفة فى باالجتماع األنصار من جمع أسرع

آووا . الذين وهم ، بايعوا الذين هم إنهم النبى خليفة هو عبادة بن سعد يكون أن على

وقتل قاتلوا الذين وهم ، ناصروا الذين وهم ، العطاء فى يبخلوا ولم جميعا المهاجرين

الدين . هذا كلمة إعالء سبيل فى الكثيرون منهم

خطيب . . قال الحوار احتدم المهاجرين من جمع فى وعمر بكر أبو إليهم أسرع

وقد: ، منا رهط المهاجرين معشر يا وأنتم ، اإلسالم وكتيبة ، الله أنصار نحن األنصار

أصلنا ) ( .. من يحتازونا أن يريدون هم وإذا قومكم من جماعة أتت دافة دفxت

األمر . 479ويغصبونا

جـ ? 478 ، ص 2الطبرى ،233.جـ ? 479 ، هشام ص 4ابن ،338.

Page 403: محمد في المدينة

من عمر طلب بأن واألنصار المهاجرين بين والجدل النقاش انتهي حال أية على

أغلب بايعه ثم ، المهاجرون بايعه ثم ، عمر فبايعه ، فبسطها ، يده يبسط أن بكر أبى

، االختيار هذا عبادة بن رفضسعد فقد جميعهم نقول وال ، األنصار

الرفض . علي وصمم

بأمر جميعا شغلوا فقد ، هاشم بنى من أى أو العباس أو على� البيعة هذه يحضر ولم

كى بيته ركن في مسجي الطاهر جسده يتركوا أن تماما المستبعد من وكان ، النبى

بعد . الدفن يتم ولم له خليفه باختيار أنفسهم يشغلوا

النبى . فيه قبض الذى االثنين يوم نفس فى بكر أبى مبايعة تمت هكذا

المهاجرين . بعض حاول وقد مطلقة تكن لم بكر ألبى المبايعة أن إلى ونشير

أن . عبادة بن سعد إلى بعثوا األمة كيان فى شرخ يحدث ال كى ، الصدع رأب واألنصار

كنانتي . : فى بما أرميكم حتى والله أما سعد قال قومك وبايع الناس بايع فقد فبايع أقبل

بيتى بأهل وأقاتلكم ، يدى ملكته ما بسيفى وأضربكم ، رمحي سنان وأخضب ، نبلى من

اإلنسما مع لكم اجتمعت الجن أن لو ، الله وأيم ، أفعل فال ، قومي من أطاعني ومن

480بايعتكم .

أن : أبى بقوله األنصارى عبادة بن سعد انشقاق على حسين طه الدكتور ويعلق

يمثل . وظل حجهم يحج وأن المسلمين بصالة يصلي وأن ، عمر يبايع وأن ، بكر أبا يبايع

الجن . قتله بعضأسفاره فى غيلة oل قYت حتى ، العزيمة ماض الشكيمة قوى المعارضة

يزعمون . 481فيما

: والدفـن الغسـل

- رغم . هاشم بنى من أى أو العباس أو علي فيها يشترك لم بكر ألبى المبايعة تمت

من – . يوم بعد أى ، الثالثاء يوم فى النبى بجهاز النشغالهم وذلك بعد فيما بايعوا أنهم

المطلب عبد بن والعباس طالب أبى بن على وتكفينه النبى غسل تولى ، الوفاة

وقد . الله رسول مولى وشقران زيد بن العباسوأسامة بن Vم وقYث العباس بن والفضل

، أثواب ثالثة فى YفIن ك الغسل وبعد ، يجردوه لم ، قميصه وعليه الطاهر الجسد غسل تم

تحته . . . VرoفYح عليه توفى الذى الفراش رفع مات حيث يدفن أن علي الجميع واتفق

وتم ، األطفال ثم ، النساء ثم الرجال ، الكريم رسولهم على للصالة أرساال الناس دخل

األربعاء . ليل منتصف الدفن

جـ ? 480 ، ص 2الطبرى ،242.481 ? ، حسين الجاهلى طه الشعر ص فى ،51.

Page 404: محمد في المدينة

الرسالة بلغ أن بعد ، عمره من والستين الثالثة فى وهو النبى حياة انتهت هكذا

واألرض : . السماء رسالة أجلها من اختير التى

– – ، طاقة من نملك ما قدر وتحليلها شرحها فى كاملين كتابين فى أفضنا ولقد

. ، شئ كل فصلنا قد بأننا اإلدعاء شجاعة نملك وال وعلم فكر من الله منحنا ما وقدر

لله . حاشا ، أحد يقدمه لن وما أحد يقدمه لم ما وقدمنا ، شئ كل وشرحنا

الكرمتـان فيال

طنطا

0403419045ت :

0181065342

المراجع قائمة

العربية المراجع

الكريم .- القرآن

المقدس .- الكتاب

لقصور - العامة الهيئة ، الشريفة النبوية السرية من مواقف ، محمد ، فتحي ، اإلبيارى

، القاهرة ، الثانية الطبعة ، . 1966الثقافة

الكريم، - القرآن ظالل فى المحمدية السيرة ، حسن أحمد الشيخ اإلمام ، الباقورى

، القاهرة والتوزيع، للنشر الحديثة أمون . 1989مؤسسة

القاهرة - العربي، الفكر دار أجزاء، ثالثة النبيين، خاتم ، محمد الشيخ اإلمام ، زهرة أبو

،1993 .

- . . ، سطور كتاب ، عناني محمد ود نصر فاطمة د ترجمة ، محمد ، كارين أرمسترونج،

، الثانية الطبعة ، . 1998القاهرة

القاهرة، - والنشر، للطباعة عربية ، وصباه طفولته فى محمد ، شوكت محمد ، التونى

1992 .

Page 405: محمد في المدينة

الهيئة : - شاكر، محمود عليه وعلق قرأه ، اإلعجاز دالئل ، القادر عبد الجرجاني،

، القاهرة ، الثقافة لقصور . 2000العامة

القاهرة، - ، الهالل دار ، الحرية رسول محمد ، الرحمن عبد ، . 1965الشرقاوى

والنشر، .... - للطباعة العربى الكاتب دار ، القرآن فى الرسول بن محمود ، الشريف

، . 1967القاهرة

مكتبة - ، والمعراج اإلسراء حديث شرح ، متولى محمد الشيخ اإلمام ، الشعراوى

، القاهرة ، اإلسالمي . 1999التراث

القاهرة، - ، للنشر سينا ، اإلسالمية الخالفة ، سعيد محمد المستشار ، العشماوى

، الثانية . 1992الطبعة

القاهرة، - والنشر، للطباعة مصر نهضة ، محمد عبقرية ، عباسمحمود ، .1996العقاد

- ، القاهرة ، الهالل دار ، عمر . 1988عبقرية

القاهرة، - ، والنشر للطباعة مصر نهضة ، . 1994الله

دار - أجزاء، خمسة ، الدين علوم إحياء ، محمد بن محمد حامد أبى اإلمام ، الغزالى

، القاهرة ، والنشر للطباعة .1998مصر

- : ، جزءان ، القرآن من األحكام آيات تفسير البيان روائع ، على محمد ، الصابوني

، الثانية الطبعة ، سورية ، . 1977دمشق

- ، الثانية الطبعة ، المكرمة مكة ، واألنبياء 1980النبوة

- ، الثانية الطبعة المكرمة، مكة ، القرآن علوم فى 1980التبيان

بيروت، - ، القلم دار ، وتحقيق اختصار ، كثير ابن تفسير 1981مختصر

الكريم - القرآن دار ، جزءا عشرون ، التفاسير صفوة

بيروت، ،1981.

ستة : - ، والملوك األمم تاريخ الطبرى تاريخ ، جرير بن محمد جعفر أبو ، الطبرى

، لبنان ، بيروت ، العلمية الكتب دار ، . 1997أجزاء

زكي - أحمد تحقيق ، األصنام كتاب ، السائب بن محمد بن هشام المنذر أبو ، الكلبى

سنة الكتب دار طبعة عن مصورة نسخة ، الرابعة 1924باشا الطبعة ،

القاهرة، ، المصرية الكتب دار مطبعة ،2000 .

- ، القاهرة ، للكتاب العامة الهيئة ، اإلسالم فجر أحمد، ، . 2000أمين

الله، - جاد كمال ترجمه ، منتقديه ضد القرآن عن دفاع الرحمن، عبد الدكتور بدوي،

، القاهرة ، والنشر للكتب العالمية . 1999الدار

Page 406: محمد في المدينة

العالمية - الدار ، الله جاد كمال ترجمه ، قدره من المنتقصين ضد محمد عن دفاع

، القاهرة والنشر، . 1999للكتب

- ، القاهرة ، اإلسالمي المختار ، الله ، أحمد ، . 1976بهجت

المصرية، - الكتب دار مطبعة ، الجاهلى الشعر فى ، طه الدكتور ، حسين

، .1926القاهرة

والتوزيع، - للنشر المقطم ، الرسول حياة فى أيام عشرة ، محمد خالد ، خالد

، .1994القاهرة

- : ) اليهود ) كتاب فى ورد كما محمد ، سابقا إيران فى أورميا قيس األحد عبد ، داوود

الطبعة ، القاهرة ، والتوزيع والنشر للطباعة مصر نهضة ، والنصارى

، الزين فاروق ترجمة . 1996الثانية

والتوزيع، - للنشر الثقافة دار ، الكريم القرآن ، بسيوني الدين صالح الدكتور ، رسالن

، .1984القاهرة

لقصور - العامة الهيئة ، اإلسالم قبل العرب تاريخ ، العزيز عبد السيد الدكتور ، سالم

، القاهرة ، . 2000الثقافة

- ) بيروت) صادر، دار أجزاء، تسعة الكبرى، الطبقات ، بن محمد ، سعد 1968إبن

الطبعة - القاهرة، للكتاب، العامة الهيئة ، النبى أم ، عائشة الدكتورة ، الرحمن عبد

، . 1996الثانية

الحميد - وعبد فهمي مصطفى ترجمة ، الحرية رسول محمد ، محمد موالى على،

، القاهرة مصر، مكتبة ، السحار . 1978جودة

القاهرة، : - ، المعارف دار ، المرسلين خاتم محمد شوقى، الدكتور 2000ضيف،

- : ، القاهرة ، الحديثة الكتب دار ، والرسول الرسالة محمد نظمي، الدكتور ، لوقا

، الثانية . 1959الطبعة

- ) التراث) دار مكتبة ، أجزاء أربعة ، النبى سيرة ، بن الملك عبد محمد أبو ، هشام إبن

. تاريخ بدون القاهرة ،

الثانية - الطبعة ، القاهرة ، المعارف دار ، محمد حياة ، حسين محمد الدكتور ، هيكل

. 2000والعشرون

Page 407: محمد في المدينة

األجنبية المراجع

-The Koran, Translated into English by N. J. Dawood Penguin Books, Middleses, England

, 1968.

-Ali, Abu Hasan , Muhammad Resuluallah )the life of prophet Muhammad(, translated by

Mohiddin Ahmed Academy of Islamic Research and publications,

Lucknow, India, 1979.

-Ali, Maulana Muhammad, The religion of Islam, a comprehensive discussion of the

sources, principles and practices of Islam, National publication & printing

houses U.A.R n.d.

-Carlyle, Thomas , On Heroes, Hero – worship and the Heroic in History, J.M. Dent &

Sons London , 1910.

-Edposito, John L., Islam : The straight path Expanded edition, New York, Oxford

University press, 1991.

-Gabrielo , Francesco, Muhammad and the conquests of Islam, translated from Italian by

Virginia Luling and Rosmumd Linell, World University library, weidenfeld

and nicloson, London, 1968.

-Guillaume, Alfred, Islam, penguin Books, Middlesex , England 1971.

-Husain, Athar, Prophet Muhammad and His mission , Asia publishing House , Bombay,

1967.

-Jeffery, Aruthur, ed, Islam: Muhammad and His religion, the library of Liberal arts. The

bobs–Merrill company , New York, 1958.

-Johnstone, P. De Lacy, Muhammad and his power, T. & T. Clark Edinhurgh, 1901.

-Kelen, Betty, Muhammad : The messenger of God, Thomas Nelson Inc., New York,

1975.

-Lings, Martin, Muhammad his life based on the earliest sources, Inner traditions

international Ltd., Rochester, Vermont,

U.S.A., 1983.

-Moore, Gerorge Foot, History of religions T. & T. Clark

Edinburgh, 1965.

-Pike, E. Royston., Muhammad : Prophet of the religion of Islam, weidnfeld & Vicolson

LTD, London, 1968.

Page 408: محمد في المدينة

-Rahman, Afzalur, Muhammad , Encyclopedia of seera, Vol. I. the Muslim schools trust ,

London, 1981.

-Arbthnot, F. The construction of the Bible and the Qur'an London 1885

-Archer, John Clark, Mystical Elements in Mohammad, yale oriental series, New Haben ,

1924 .

-Bell, Richard , The Origin of Islam in its Christian environment, Edinburgh, 1926.

- , International to the Qur'an , Edinburgh, 1952.

-Bennett, Clinton, in search of Muhammad, London, 1999.

-Besant, Annie, The life and teachings of Muhammad , Madras, 1932.

-Bodley, Ronald Victor, The Messenger: The life of Muhammad, Washington, 1945.

-Bucaille, The Bible, The Qur'an and science, U.S.A. 1978.

-Cook, Michael, Muhammad , London , 1984.

-Cragg, Kenneth , call of the Minaret, New York, 1956.

-Stubbe Henry, An Account of the rise of progress of mahometanism, with the life of

Mohamet, Afzal Chmbers, Lahore, n.d.

-Tames, Richard, Approaches of Islam, John Murray, publishers Ltd, London, 1987.

-Watt, W. Montgomery, Muhammad at Mecca, the Clarendon press, Oxford, 1953.

- , Muhammad at Medina, the Clarendon press, Oxford, 1956.

- , Muhammad: Prophet and statesman. Oxford University pres,

London, 1980.

For Further Readings

-Ali, Maulana Muhammad , The holy Qur'an , Lahore, 1920.

-Ali, Sayed Ameer, The spirit of Islam : A History of the evaluation and ideals of Islam,

London, 1955.

-Andrae, Tor , Mohammad , translated from Swedish into English by T. Menzel as

Mohammed: the man and his message , New York, 1936.

-Arberry, A. J. The Holy Koran. London. 1953.

-Davenport, John , apology for Muhammad and the Que'an ,

London, 1969.

Page 409: محمد في المدينة

-Dorman, Harry, Towards Understanding Islam, New York,1984.

-Duncan, Greenless, the Gospel of Islam , Adyar, 1948.

-Feruson, John, war and peace in the world's religions, Sheldon press London, 1977.

- , An Illustrated encyclopedia of Mysticism and the Mastery of religion,

Thames and Hudson, London 1976.

-Gradner, W.R. The Qur'anic Doctrine of God, Madras, 1916.

-Gibbon, Edward, The decline and fall of the Roman Empire, Heron Books, Washington

square press, Inc., New York. n.d.

-Gibbs, H. A.R. Mohammedanism , Oxford University press,1949.

-Gliman, Arthur, the Saracens, London, 1887.

-Glubb, Sir John, The life and times of Muhammad, London, 1998 .

-Grimme, H., Muhammad, 2 vols, Muster, 1892.

-Guillume, A., the traditions of Islam. Oxford 1924.

-Hart, Michael H., the 100 : A ranking of the most influencial persons in history , New

York, 1978.

-Irving, Washington, Mahomet and his successors, London, 1909.

-Jeffery, Arthur, The Qur'an as scripture. New York, 1952 .

-Kelin, F. A., Religion of Islam , London, 1906 .

-Koelle, S.W., Mohammed and Mohammedanism, London, 1889.

-Lammens, H., L. Islam: Croyance et Istitutions , Beruit, 1926 )English translation by sir

E. Dension Ross, Islam: Beliefs and Institutions, London, 1929( .

-Lane – pool, Stanely , The speeches and table- talk of the prophet Muhammad , London,

1882.

-Leonard, Arthur Glyn, Islam : Moral and spiritual values,

London, 1927.

-Lewis, Benard, ed., Islam from the prophet Muhammad to the Capture of Constantinople,

London, 1987.

-Margoliouth, David S., Mohammed and the rise of Islam,

London,1940 .

-Marshall, G. S. The venture of Islam, London, 1974.

-Muir, William, Life of Mohamet , Edinburgh, 1934 .

Page 410: محمد في المدينة

-Newby, Gorden Darnell, The Making of the last prophet: A reconstruction of the earliest

biography of Muhammad, University of south Carolina press, Columbia,

1989.

-Newman, N.A., Muhammad, the Qur'an & Islam. London, 1996.

-Niclolson, R.A., The Mystics of Islam, Cambridge, 1914 .

- , A literately history of the Arabs, Cambridge, 1930.

-Peters, F.E., Muhammad and the origin of Islam , London,1994.

-Phipps, William E., Muhammad and Jesus: A comparison of the prophets and teachings,

London, 1996.

-Pickthall, Marmaduke William, the life of prophet Muhammad, A Brief History, London,

1998.

-Rauf, M. , Life and teaching of the prophet Muhammad, Longmans, London, 1964.

-Rodinson, Maxime, Mohammed, penguin, 1973.

-Schacht, Joseph, Origins of Muhammadan Jurisprudence, Oxford,1950.

-Schimmel, Annemaire, And Muhammad in his messenger : the veneration of the prophet

in Islamic piety ) studies in religion(, London, 1985.

-Smith, R. Bosworth , Mohammed and Mohammadism, London, 1976.

-Spellberg, D.A., Politics, Gender and the Islamic past, London, 1994.

-Stanton, H.U.W., The teachings of the Qur'an, London, 1919.

-Torrey, C., The Jewish foundation of Islam, New York, 1933.

-Toynbee, A. J., civilization on trial, New York, 1948.

-Watt, Montgomery, Islam and the integration of society, Oxford,1961.

-Wells, H.G., The outline of History, London, 1920.

-Widgery, A.G., living religions and modern thought, round table press, New York, 193.

Page 411: محمد في المدينة

الكتـاب محتويات

رقمالعنـــــــوان

الصفح

ة

2مدخل

الأمـة : تكوين الأول 4الفصـل

المسجد- 1 5بناء

األمة- 2 تكوين 10بداية

األمة- 3 17دستور

Page 412: محمد في المدينة

األمة- 4 عن 22الدفـاع

والسرايا- 5 28الغزوات

الكبـرى : بدر غزوة الثاني 35الفصـل

ودوافعها - 1 المعركة 36تاريخ

قريش - 2 عير إلى 38اخرجوا

عاتكـة - 3 41رؤيـا

الصلت - 4 بن جهم 42رؤيا

بدر - 5 إلى 42قريشتخرج

أصحابه - 6 يستشير 43النبى

قريش - 7 صفوف فى 45شقاق

الصفـوف - 8 يسوى 48النبى

والنصـر - 9 50القتـال

59األنفــال - 10

60األســري - 11

المالئكة - 12 72قتـال

بـدر - 13 81آثـار

وأحد : بدر بين ما الثالث 86الفصـل

بـدر- 1 بعد 87أفراح

زيـد - 2 89سرية

الكارهين - 3 بعض 90صغائر

اليهـود - 4 94أحقاد

القبـلة - 5 109تحويل

نجران - 6 نصارى 113وفد

قينقـاع - 7 بنى 114غزوة

خانوا - 8 الذين بعض 120قتـل

أحد : غـزوة الرابع 134الفصـل

وتخرج - 1 جيشها تعد 135قريش

المدينة - 2 فى والمسلمين النبى 141موقف

المسلمين - 3 145جيش

150القتــال - 4

المسلمين - 5 وهزيمة حمزة 153مقتل

Page 413: محمد في المدينة

بالقتلـي - 6 163التمثيل

قريش - 7 وانسحاب القتال 165توقف

القتــلي - 8 167دفن

أحد : آثار من الخامس 170الفصـل

بالمسلمين - 1 واليهود المشركين 171استخفاف

سلمـة - 2 أبي 173سرية

بنت - 3 وزينب سلمة وأم خزيمة بنت زينب من النبى زواج

الجحش

174

معونة - : . 4 بئر شهداء الرجيع شهداء بالمسلمين 176الغدر

النضير - 5 بنى 185إجـالء

الجندل - ) – – (6 دومة الموعد بدر الرقاع ذات قتـال بال 190غزوات

وخيبر : الحديبيية إلى الخندق من السـادس 195الفصل

الخنـدق- 1 196غزوة

قريظة- 2 بنى 218غزوة

المصطلق- 3 بنى 235غزوة

اإلفـك- 4 243حديث

الحديبية- 5 255صلح

خيبـر- 6 282غزوة

واالنتشـار : القوة السابع 303الفصـل

القضـاء- 1 304عمرة

والحكام- 2 الملوك إلى 317الرسل

مكــة- 4 336فتح

الطائف- 5 وحصار حنين 356غزوة

النبى- : 6 غزوات آخر 373تبوك

بالناس- 7 بكر أبى وحج 383الوفود

والمـوت : الـوداع الثامن 398الفصـل

الـوداع- 1 399حجة

والموت- 2 404المرض

المـراجع 419قائمة

Page 414: محمد في المدينة

نجران وأساقفة كعب بن الحارث بنى أسقف إلى

إن : يقول النبى كتب ، ورهبانهم تبعهم ومن وكهنتهم

بiي�عiهم من وكثير قليل من أيديهم تحت ما على لهم

ال ورسوله الله وجوار ، ورهبانيتهم وصلواتهم

وال ، رهبانيته راهبعن وال ، أسقفيته عن ي�غ�ي�رأسقف�

وال ، حقوقهم من حق� ي�غ�ي�ر وال ، كهانته عن كاهن

وأصلحوا نصحوا ما عليه كانوا مما شئ وال ، سلطانهم

ظالمين وال بظلم مثقلين غير عليهم .فيما