"""""" صفحة رقم """""" الجزء الثالث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم وبو نستعين كتاب مواقيت الصالة باب مواقيت الصالة وفضميا -

إن الصالة كانت عمى المؤمنين : ( وقول اهلل عز وجل .موقتا ، وقتو عمييم [ . : النساء ) ] كتابا موقوتا

الفرض ، ولم يذكر في القرآن : فالمراد بو " الكتاب " أما إما : لفظ الكتاب وما تصرف منو إال فيما ىو الزم

: البقرة ) ] كتب عميكم الصيام : ( شرعا ، مثل قولو [ : البقرة ) ] كتب عميكم القتال ( ، [ ما قدرا [ . : النساء ) ] كتاب اهلل عميكم : ( وقولو وا

كتب اهلل ألغمبن أنا ورسمي : ( نحو قولو ،

ولوال أن كتب اهلل : ( ، وقولو [ : المجادلة ) ] [ . : الحشر ) ] عمييم الجالء

.ففيو قوالن ) موقوتا : ( وأما قولو أنو بمعنى المؤقت في أوقات معمومة ، وىو : أحدىما

قول ابن مسعود وقتادة وزيد بن أسمم ، وىو الذي ذكره .لبخاري ىنا ، ورجحو ابن قتيبة وغير واحد ا

إن : قال ابن مسعود : قال قتادة في تفسير ىذه اآلية .لمصالة وقتا كوقت الحج

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

منجما ، كمما مضى نجم جاء نجم : وقال زيد بن أسمم .كمما مضى وقت جاء وقت : ، يقول

-مفروضا أو واجبا ) : ا موقوت ) معنى : وقالت طائفة .قالو مجاىد والحسن وغيرىما :

: وروى عمي بن أبي طمحة ، عن ابن عباس ، قال

.مفروضا : يعني وتأول بعضيم الفرض ىنا عمى التقدير ، فرجع المعنى

.واهلل أعمم . حينئذ إلي تقدير اعدادىا ومواقيتيا قت الذي الو : -واهلل أعمم -الموقوت : وقال الشافعي

.تصمى فيو وعددىا : -رحمو اهلل -قال البخاري

قرأت عمى مالك : نا عبد اهلل بن مسممة ، قال - ، عن ابن شياب ، أن عمر بن عبد العزيز أخر الصالة يوما ، فدخل عميو عروة بن الزبير ، فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصالة يوما وىو بالعراق ، فدخل عميو

ما ىذا يا مغيرة ؟ أليس : مسعود األنصاري ، فقال أبو قد عممت أن جبريل عميو السالم نزل فصمى فصمى

، ثم صمى ) ، ثم صمى فصمى رسول اهلل ) رسول اهلل ( ( . بيذا أمرت : ) ) ، ثم قال ) فصمى رسول اهلل اعمم ما تحدث بو ، أو أن جبريل ىو : فقال عمر لعروة كذلك كان : ت الصالة ؟ قال عروة وق) أقام لرسول اهلل

.بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيو

ولقد حدثتني عائشة ، أن النبي : قال عروة - كان يصمي العصر والشمس في حجرتيا ، قبل ان )

.تظير ىذا الحديث يدل عمى أن مواقيت الصموات الخمس بينيا

مي بفعمو ، فكان ينزل فيص) جبريل عميو السالم لمنبي بو كل صالة في وقتيا إلى أن بين لو مواقيتيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كميا ، وكان ذلك في أول ما افترض الصموات الخمس وقد روي في ذلك أحاديث متعددة ، ولم يخرج في

منيا غير حديث أبي مسعود ىذا ، ( ( الصحيحين ) ) من ( ( ي المغاز ) ) في -أيضا -وقد خرجو البخاري

.مختصرا -رواية شعيب ، عن الزىري وخرجو من طريق مالك والميث بن سعد ، عن الزىري ،

سمعت : أن عروة قال لعمر : ولفظ حديث الميث عنده

: سمعت أبا مسعود يقول : بشير بن أبي مسعود يقول نزل جبريل عميو ] : ) ) يقول ) [ سمعت رسول اهلل

عو ، ثم صميت معو ، ثم السالم ، فأمني ، فصميت م، ( ( صميت معو ، ثم صميت معو ، ثم صميت معو

.ويحسب بأصابعو خمس صموات ، عن ابن شياب ( ( موطئو ) ) ورواه ابن أبي ذئب في

ألم تعمم أن : أن أبا مسعود قال لممغيرة : ، ولفظ حديثو ، فصمى ، وصمى ، وصمى ، ) جبريل نزل عمى محمد

مى ، ثم صمى ، ثم صمى ، ثم وصمى ، وصمى ، ثم ص ( ( .ىكذا امرت : ) ) صمى ، ثم صمى ، ثم قال

وفي ىذا تكرار صالة جبريل ، وليس فيو ذكر بيان .شيء من األوقات

معمر : يروي ىذا الحديث عن الزىري : قال أبو داود ومالك وابن عيينة وشعيب بن أبي حمزة والميث بن سعد

ذي صمى فيو ، ولم وغيرىم ، لم يذكروا الوقت ال .يفسروه رواه ىشام بن عروة وحبيب بن أبي -أيضا -وكذلك

مرزوق ، عن عروة نحو رواية معمر وأصحابو ، اال ان ( ( .بشيرا ) ) حبيبا لم يذكر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرجو أبو داود بسياق فيو تفسير المواقيت من رواية ن ابن شياب أخبره ، أن عروة أسامة بن زيد الميثي ، ا

سمعت بشير بن أبي مسعود : قال لعمر بن عبد العزيز سمعت : سمعت أبا مسعود األنصاري يقول : يقول

نزل جبريل عميو السالم ] : ) ) يقول ) [ رسول اهلل فاخبرني بمواقيت الصالة ، فصميت معو ، ثم صميت

ت ، ثم صميت معو ، ثم صمي] معو [ معو ، ثم صميت ، يحسب بأصابعو خمس صموات ، فرأيت ( ( معو

صمى الظير حين تزول الشمس ، وربما ) رسول اهلل أخرىا حين يشتد الحر ، ورأيتو يصمى العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل ان تدخميا الصفرة ، فينصرف الرجل

من الصالة فيأتي ذا الحميفة قبل غروب الشمس ، ، ويصمى العشاء ويصمى المغرب حين تسقط الشمس

حين يسود األفق ، وربما أخرىا حتى يجتمع الناس ، وصمى الصبح مرة بغمس ثم صمى مرة اخرى فأسفر بيا ثم كانت صالتو بعد ذلك التغميس حتى مات ، لم يعد

.إلى أن يسفر والحاكم ( ( صحيحو ) ) وخرجو ابن خزيمة في

.وصححو .ىو صحيح اإلسناد : وقال الخطأبي

ىذه الزيادة لم يقميا أحد غير أسامة : ابن خزيمة وقال .بن زيد

خالفو يونس وابن أخي الزىري ، : وقال الدارقطني ، وذكر ) بمغنا ان رسول اهلل : فروياه عن الزىري ، قال

مواقيت الصالة بغير إسناد فوق الزىري ، وحديثيما اولى .بالصواب

يد إذا ساق وىم أسامة بن ز : وقال أبو بكر الخطيب الحديث كمو بيذا اإلسناد ؛ ألن قصة المواقيت ليست

نما كان الزىري يقول فييا : من حديث أبي مسعود ، وا كان يصمي الظير حين تزول ) وبمغنا أن رسول اهلل

إلى آخره ، بين ذلك يونس في روايتو عن ابن -الشمس شياب ، وفصل حديث أبي مسعود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المسند من حديث المواقيت المرسل ، وأورد كل واحد .منيما منفردا

وقد روي بيان المواقيت في حديث أبي مسعود من وجو آخر ، من رواية أيوب بن عتبة ، عن أبي بكر بن

عمرو بن حزم ، أن عروة بن الزبير حدث عمر بن عبد شير أو ب -حدثني أبو مسعود االنصاري : العزيز ، قال

كالىما قد صحب رسول اهلل : بن أبي مسعود ، قال حين دلكت الشمس ، ) أن جبريل جاء إلى النبي -)

ثم جاء : قال . يا محمد ، صمي الظير فصمى : فقال

يا محمد صمي : حين صار ظل كل شيء مثمو ، فقال فصمى ، ثم أتاه حين غربت الشمس ، : قال . العصر

فصمى ، ثم : قال . غرب يا محمد ، صمي الم: فقال يا محمد ، صمي : جاءه حين غاب الشفق ، فقال

فصمى ، ثم اتاه حين انشق الفجر ، : قال . العشاء : قال . فصمى : قال . يا محمد ، صمي الصبح : فقال

يا : ثم أتاه حين كان ظل كل شيء مثمو في الغد ، فقال ثم أتاه : قال . فصمى : قال . محمد ، صمي الظير

يا محمد ، : حين صار ظل كل شيء مثميو ، فقال ثم أتاه حين : قال . فصمى : قال . صمي العصر

. يا محمد ، صمي المغرب : غربت الشمس ، فقال فصمى ، ثم أتاه حين ذىب ساعة من الميل ، : قال : قال . فصمى : قال . يا محمد ، صمي العشاء : قال

يامحمد ، صمي : ثم أتاه حين أضاء الفجر وأسفر ، قالما بين ىذين : ) ) ثم قال . فصمى : قال . الصبح .أمس واليوم : يعني -( ( وقت

ثقة : أيوب بن عتبة اليمامي ، ضعفو أحمد ، وقال مرة

وقال . إال أنو ال يقيم حديث يحيى بن أبي كثير يترك ، : وقال الدارقطني . ىو عندىم لين : البخاري ىو : وقال ابن عدي . ، ىو شيخ يعتبر بو : وقال مرة

.مع ضعفو يكتب حديثو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتابو : وضعف أبو حاتم حديثو من حفظو ، وقال .صحيح

ىل ىو عن أبي : وقد شك في إسناد ىذا الحديث مسعود ، أو عن بشير ابنو ؟ وعمى تقدير أن يكون عن

وكالىما صحب ) ) :بشير ابنو فيكون مرسال ، وقولو النبيوىم ، ونسب الدارقطني الوىم إلى أبي بكر بن ) ( ( " .العمل " ذكره في : -حزم

مختصرا من طريق ايوب بن عتبة " سننو " وخرجو في

عن [ ، عن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن عروة ، .إن شاء اهلل -ابن أبي مسعود ، عن أبيو ]

.في إسناده وىذا يدل عمى إنو اضطراب : وقد خالفو الثقات في ىذا ، فرووا ىذا الحديث مرسال رواه معمر ، عن عبد اهلل بن أبي بكر بن حزم ، عن

ورواه الثوري وابن عيينة ، عن عبد اهلل بن . أبيو مرسال ، عن أبي بكر -كالىما -أبي بكر ويحيى بن سعيد

مرة ، مرسال ، وكذا رواه أبو ض) بن حزم ، عن النبي .عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن حزم مرسال

لكن رواه سميمان بن بالل ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن محمد ، عن أبي مسعود األنصاري ، من

( ( .عروة ) ) غير ذكر عن ابن كاسب ، عن " مسنده " خرجو بقي بن مخمد في

عن ، -ابن أبي أويس : ىو -إسماعيل بن عبد اهلل .فذكر حديث المواقيت بطولو -سميمان ، بو

من طريق أحمد بن عبيد " المعرفة " وخرجو البييقي في .فذكره -نا إسماعيل : حدثنا األسفاطي : الصفار

مسند عمر بن ) ) أبو بكر الباغندي في ] وخرجو [ ، عن إسحاق( ( عبد العزيز

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ىيم بن سويد الرممي ، عن أيوب بن سميمان بن بن إبرا

بالل ، عن أبي بكر عبد الحميد بن أبي أويس ، عن سميمان بن بالل ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر

فذكر -) بن حزم ، عن أبي مسعود ، عن النبي .الحديث بطولو

، عن أيوب بن سميمان ، " تاريخو " ورواه البخاري في بي أويس ، عن سميمان بن بالل ، عن أبي بكر بن أ

سمعت أبا بكر بن حزم ، : قال صالح بن كيسان : قال عمى ] جبريل [ نزل : ] قال [ أنو بمغو أن أبا مسعود

فذكر الحديث بطولو ، وقال في -بالصالة ) النبي وكان عطاء يحدث عن : قال صالح بن كيسان : آخره

. عود يحدث جابر في وقت الصالة بنحو ما كان أبو مسوكان عمرو بن دينار وأبو الزبير المكي : قال صالح .جابر بن عبد اهلل ] ذلك ، عن [ يحدثان مثل

ورواه زفر بن اليذيل ، " : العمل " قال الدارقطني في بن [ محمد ] عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن

، فذكر ) عمرو بن حزم ، عن أناس من أصحاب النبي .ت بطولو حديث المواقي، عن أبي حنيفة ، عن حماد ، -أيضا -ورواه زفر .بمثمو ، مرسال -عن إبراىيم

.ثقة : قال الدارقطني : وزفر الصموات الخمس ) وقد روي حديث صالة جبريل بالنبي

ابن : في مواقيتيا في يومين مع بيان مواقيتيا من رواية عبد اهلل عباس ، وجابر ، وأبي سعيد ، وأبي ىريرة ، و

بن عمرو بن العاص ، وابن عمر ، وأنس ، ولم يخرج " .الصحيح " شيء منيا في

أصح : وحكى الترمذي في كتابو عن البخاري ، أنو قال شيء في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.المواقيت حديث جابر وحديث جابر المشار إليو خرجو اإلمام أحمد والترمذي

جاء : قال : ، ولفظو " تابو الكبير ك" والنسائي في قم يا : حين مالت الشمس ، فقال ) جبريل إلى النبي حين مالت الشمس ، ثم مكث [ الظير ] محمد ، فصل

قم : حتى إذا كان فيء الرجل مثمو جاءه لمعصر ، فقال يا محمد ، فصل العصر ، ثم مكث حتى إذا غابت

فقام قم ، فصل المغرب ،: الشمس جاءه ، فقال سواء ، ثم مكث حتى إذا . فصالىا حين غابت الشمس

قم ، فصل العشاء ، فقام : ذىب الشفق جاءه فقال فصالىا ، ثم جاء جبريل حين سطع الفجر بالصبح ،

يا محمد ، قم فصل ، فقام فصمى الصبح ، ثم : فقال قم يا محمد فصل فقام فصمى : جاءه من الغد ، فقال

قم : ن فيء الرجل مثميو فقال الظير ثم جاءه حين كايامحمد ، فصل العصر ، ثم جاءه لممغرب حين غابت

قم ، فصل : الشمس وقتا واحدا لم يزل عنو ، فقال المغرب ، ثم جاءه لمعشاء حين ذىب ثمث الميل األول ،

قم ، فصل العشاء ، ثم جاءه لمصبح حين أسفر : فقال ما بين ) ) : قم فصل الصبح ، ثم قال : جدا ، فقال

( ( .ىذين وقت كمو .تعميقا -بعضو " كتابو " وذكر أبو داود في

: والحاكم ، وقال " صحيحو " وخرجو ابن حبان في صحيح مشيور من حديث ابن المبارك ، عن حسين بن

. عمي بن حسين ، عن وىب بن كيسان ، عن جابر والشيخان لم يخرجاه لقمة حديث الحسين بن عمي : قال .صغر األ

.وثقة النسائي وغيره : وحسين ىذا سألت أبي عن ىذا : وقال عبد اهلل بن اإلمام أحمد

ما ترى: الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أماالحسين فيو : فيو ، وكيف حال الحسين ؟ فقال أبي أخو أبي جعفر محمد بن عمي ، وحديثو الذي روي في

ألنو قد وافقو عمى بعض المواقيت ليس بالمنكر ؛ .صفاتو غيره

نما قال اإلمام أحمد ليس بالمنكر ؛ ألنو قد وافقو : ) ) وا أن ما انفرد بو ثقة : ، ألن قاعدتو ( ( عمى بعضو غيره

، فإنو يتوقف فيو حتى يتابع عميو ، فإن توبع عميو زالت نكارتو ، خصوصا إن كان الثقة ليس بمشتير في الحفظ

وىذه قاعدة يحيى القطان وابن المديني واالتقان ، .وغيرىما

حديث جابر قد رواه عطاء بن أبي رباح : وقال الترمذي وعمرو بن دينار وأبو الزبير ، عن جابر ، عن النبي

.انتيى . ، نحو حديث وىب بن كيسان ، عن جابر ) بشير بن سالم األنصاري المدني عن -أيضا -ورواه .أيضا -جابر

" كرت أحاديث ىذا الباب كميا بطرقيا وعمميا في وقد ذ " .كتاب شرح الترمذي

وقد دل القرآن في غير موضع عمى مواقيت الصموات :الخمس ، وجاءت السنة مفسرة لذلك ومبينة لو

الة لدلوك : ) قولو اهلل تعالى : فمن ذلك أقم الص ) .جر الشمس إلى غسق الميل وقرآن الف

أن : وقد ذكر غير واحد من األئمة كمالك والشافعي ىذه اآلية تدل عمى الصموات الخمس ، وروي معناه عن

.طائفة من السمف يشير إلى -ميميا : دلوك الشمس : فقال ابن عمر

.صالة الظير حينئذ . إذا جاء الميل : دلوك الشمس : وعن ابن عباس ، قال

:وغسق الميل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .اجتماع الميل وظممتو

إذا زالت الشمس عن بطن : دلوك الشمس : وقال قتادة بدء الميل صالة : وغسق الميل . السماء لصالة الظير

.المغرب إن اهلل تعالى ذكر ثالثة أوقات ، ألن اصل : وقد قيل

األوقات ثالثة ، وليذا تكون في حالة جواز الجمع بين وقت لصالة : الصالتين ثالثة فقط ، فدلوك الشمس

وقت لصالة : الظير والعصر في الجممة ، وغسق الميل المغرب والعشاء في الجممة ، ثم ذكر وقت الفجر

وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشيودا : ) بقولو .؟ ؟ )

ن النبي عن أبي ىريرة ، ع" الصحيحين " وقد ثبت في يجتمع مالئكة الميل ومالئكة النيار في : ) ) ، قال )

: اقرءوا إن شئتم : ، ثم يقول أبو ىريرة ( ( صالة الفجر .؟ ) وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشيودا )

وأقم الصالة طرفي النيار وزلفا : ) وكذلك قولو تعالى

[ . : ىود ) . ] الميل من يدخل فيو صالة الفجر وصالة ) طرفي النيار : ) فقولو

.العصر إنو يدخل فيو صالة الظير والعصر ، ألنيما : وقد قيل

في الطرف األخير ، وزلف الميل يدخل فيو المغرب .والعشاء

إن زلف الميل يدخل فيو المغرب : وكذا قال قتادة ن طرفي النيار يدخل فيو الفجر والعصر والعشاء ، .وا

طرفي النيار : ) وروي عن الحسن ، أنو قال في قولو صالة الفجر ، والطرف اآلخر الظير : ، قال )

.المغرب والعشاء ؟ ) وزلفا من الميل ) والعصر س وسبح بحمد ربك قبل طموع الشم : ) وكذلك قولو

وقبل غروبيا ومن آناء الميل فسبح وأطراف النيار [ . : طو ) ]

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حديث -وفي الحديث الصحيح عن جرير البجمي

فان استطعتم ان التغمبوا عن صالة قبل : ) ) -الرؤية : ، ثم قرأ ( ( طموع الشمس وقبل غروبيا فافعموا

.؟ ) فسبح بحمد ربك قبل طموع الشمس وقبل غروبيا ) وقد ادرج اكثر الرواة القراءة في الحديث ، وبين

أن جريرا ىو الذي قرأ ذلك ، فبين أن صالة : بعضيم الصبح وصالة العصر يدخل في التسبيح قبل طموع

بيح من آناء الميل فيدخل الشمس وقبل غروبيا ، وأماالتس :وقولو . فيو صالة المغرب وصالة العشاء

يدخل في صالة الفجر وصالة ) واطراف النيار ) العصر ، وربما دخمت فيو صالة الظير ؛ ألنيا في أول

.طرف النيار االخر وسبح بحمد ربك قبل طموع الشمس وقبل : ) وقال تعالى

[ . ، ق ) ] غروب ومن الميل فسبحو ال إن التسبيح قبل طموع : وقد قال ابن عباس وأبو صالح

.الصبح وصالة العصر : الشمس وقبل الغروب

الميل : ، قال مجاىد ) ومن الميل فسبحو : ) وقولو .كمو

و وىذا يدخل فيو صالة المغرب والعشاء ، ويدخل في .أيضا -التيجد المتنقل بو

صالة الفجر : المراد بتسبيحو من الميل : وقال خصيف .المكتوبة ، وفيو بعد

: ، فقال اكثر الصحابة ، منيم ) أدبار السجود ) وأما عمر ، وعمي ، والحسن بن عمي ، وأبو ىريرة ، وأبو

ة أنيما ركعتان بعد الغروب ، وىو رواي: أمامة وغيرىم عن ابن عباس ، وروي عنو مرفوعا ، خرجو الترمذي

.بإسناد فيو ضعف فاشتممت اآلية عمى الصموات الخمس مع ذكر بعض

.التطوع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الميل : ) وقال تعالى

دبار النج [ . ، : الطور ) ] وم فسبحو وا قد فسر بإرادة القيام إلى الصالة ، ) حين تقوم : ) فقولو

وىو قول زيد بن اسمم والضحاك ، وفسر بالقيام من النوم ، وىو قول أبي الجود ، وفسر بالقيام من

.المجالس من الميل : ، قال مجاىد ) ومن الميل فسبحو : ) وقولو ، يدخل في ذلك صالة المغرب والعشاء وصالة كمو

.الميل المتطوع بيا .وفسره خصيف بصالة الفجر ، وفيو نظر

دبار النجوم ) ركعتا الفجر كذا قالو عمي وابن ) : وا .عباس في رواية ، وروي عن ابن عباس مرفوعا

.خرجو الترمذي وفيو ضعف حين تمسون وحين فسبحان المو : ) وقال تعالى

تصبحون ولو الحمد في السموات واألرض وعشيا وحين [ . ، : الروم ) ] تظيرون

نا سفيان ، عن : نا ابن ميدي : قال اإلمام أحمد جاء نافع بن األزرق : عاصم ، عن أبي رزين ، قال

موات الخمس في القران ؟ الص: إلى ابن عباس ، فقال ، :نعم ، فقرأ : فقال

صالة المغرب : قال ) فسبحان المو حين تمسون ) صالة الفجر) وحين تصبحون ) صالة ) وحين تظيرون ) صالة العصر ) وعشيا )

ومن بعد صالة العشاء ثالث عورات : ) الظير ، وقرأ [ . : النور ] ؟ ) لكم

، عن حماد بن " تفسيره " ورواه أدم بن أبي إياس في أبا : ولم يذكر -جاء نافع : سممة ، عن عاصم ، قال

.رزين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نا شريك ، عن ليث بن أبي : -أيضا -وروى آدم

عن سميم ، عن الحكم بن عتيبة ، عن أبي البختري ، -جمعت ىذه اآلية الصموات كميا : ابن عباس ، قال

.صالة العشاء : فذكره بمعناه ، ولم يذكر فيو فسبحان المو ) روي عن الحسن وقتادة في قولو تعالى

وحين ) صالة المغرب والعشاء ، : ، قال ) حين تمسون في السموات ولو الحمد ) صالة الغداة ، ) : تصبحون

وحين تظيرون ) العصر ، : ، قال ) واألرض وعشيا :الظير : ، قال )

.خرجو البييقي وغيره وأماتأخير المغيرة بن شعبة وعمر بن عبد العزيز الصالة

يوما ، فإنما كان تأخيرىما كذلك عن وقت صالتيما .المعتادة ولم يؤخراىا حتى خرج الوقت

: وقد روى الميث ىذا الحديث ، عن الزىري ، وفيو ( ( .أن عمر أخر العصر شيئا ) )

وليذا ذكر عروة حديث عائشة في تعجيل النبي لصالة العصر ، ولم يكن عمر بن عبد العزيز يؤخر )

الصالة كتأخير سائر بني أمية ، إنما أخر العصر

.يوما أن عمر كان وفي حديث أسامة بن زيد ، عن الزىري ،

.قاعدا عمى المنبر ، فأخر العصر شيئا وكان ىذا في أيام واليتو لممدينة نيابة عن الوليد ، ولم

يظن أن توقيت الصموات في -رحمة اهلل عميو -يكن ىذه األوقات الخمس كان بوحي من اهلل عز وجل مع

سن ذلك ) جبريل عميو السالم ، بل كان يظن ان النبي من التوقيت ، ) ا لم يكن بمغو ما سنو النبي ألمتو ، وربم

فكان يجري عمى العادة التي اعتادىا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الناس ، حيث لم يكن في القران تصريح بمواقيت الخمس في ذلك بتعميم جبريل إياه ، ) ، ولم يبمغو ما سنو النبي

مى مواقيت فمما بمغو ذلك اجتيد حينئذ عمى المحافظة عالصالة ، وكان في أيام خالفتو يوصي عمالو بذلك ،

وكان يعتب عمى الحجاج وغيره من والة السوء تأخيرىم .الصالة عن مواقيتيا

فما : وفي رواية معمر ، عن الزىري ليذا الحديث ، قال .زال عمر يعمم وقت الصالة بعالمة حتى فارق الدنيا

عن عروة ليذا وفي رواية حبيب بن أبي مرزوق ،فبحث عمر عن ذلك حتى وجد ثبتو ، : الحديث ، قال

فما زال عمر عنده عالمات الساعات ينظر فييا حتى .قبض رحمو اهلل

قبل سماعو -أحيانا -وقد كان عمر بن عبد العزيز ليذا الحديث يؤخر الصموات إلى آخر الوقت عمى ما

.جرت بو عادة بني أمية : عن أبي أمامة بن سيل ، قال "الصحيحين " وفي

صمينا مع عمر بن عبد العزيز الظير ، ثم خرجنا حتى دخمنا عمى أنس بن مالك ، فوجدناه يصمي العصر

: يا عم ، ما ىذه الصالة التي صميت ؟ قال : فقمت التي كنا نصمي ) العصر ، وىذه الصالة رسول اهلل

.معو

، عن أبي وخرج مسمم من حديث عبد اهلل بن الصامت كيف أنت إذا ) : ) ) قال لي رسول اهلل : ذر ، قال

أو -كانت عميك أمراء يؤخرون الصالة عن وقتيا فما تأمرني ؟ : قال ( ( يميتون الصالة عن وقتيا ؟

صل الصالة لوقتيا ، فإن ادركتيما معيم : ) ) قال ( ( .فصل ، فانيا لك نافمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.من روايات متعددة ) وقد روي ىذا الحديث عن النبي وقد كان الصحابة يأمرون بذلك ويفعمونو عند ظيور تأخير بني أمية لمصالة عن أوقاتيا ، وكذلك أعيان

:التابعين ومن بعدىم من أئمة العمماء سحاق [ أحمد ] قال إنما يصمي في بيتو ثم يأتي : وا

نقمو عنيما : -ر الوقت المسجد إذا صمى األئمة في غي .ابن منصور

إذا صموا بعد خروج الوقت ، فإن تأخير : ومرادىما الصالة عن وقتيا عمدا في غير حال يجوز فييا الجمع ال يجوز إال في صور قميمة مختمف فييا ، فأماإن أخروا

الصالة عن أوائل وقتيا الفاضمة ، فإنو يصمي معيم .ويقتصر عمى ذلك

شافعي بإسناده ، عن ابن عمر ، أنو أنكر وقد روى ال .عمى الحجاج إسفاره بالفجر ، وصمى معو يومئذ

كان ابن مسعود يصمي مع األمراء : وقد قال النخعي في زمن عثمان وىم يؤخرون بعض التأخير ، ويرى أنيم

.يتحممون ذلك نما كان يفعل ذلك في أيام إمارة الوليد بن عقبة عمى وا

عثمان ، فإنو كان أحيانا يؤخر الصالة الكوفة في زمن .عن أول وقتيا

أن الوليد بن عقبة أخر " مسند اإلمام أحمد " وفي الصالة مرة ، فقام ابن مسعود فتقرب ، فصمى بالناس ،

أبن اهلل ورسولو عمينا أن ننتظرك بصالتنا وأنت : وقال .في حاجتك

عن صالح بن عبيد ، عن " : سنن أبي داود " وفي يكون ) : ) ) قال رسول اهلل : قبيصة بن وقاص ، قال

عميكم أمراء من بعدي ، يؤخرون الصالة ، فيي لكم ( ( .وعمييم ، فصموا معيم ما صموا القبمة

:وىذا الحديث معمول من وجيين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن عده بعضيم في : أحدىما أن قبيصة بن وقاص وا .أنكر ذلك آخرون الصحابة ، فقد

إنو ال : أن صالح بن عبيد ، قال بعضيم : والثاني .األثرم وغيره : يعرف حالو ، منيم

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو من حديث عطاف بن خالد ، عن عبد الرحمن بن حرممة ، عن -) رجل من جيينة ، عن عقبة بن عامر ، عن النبي

.معناه

.ضعف وفي ىذا اإلسنادوخرج اإلمام أحمد نحو من حديث عاصم بن عبيد اهلل ، عن عبد اهلل بن عامر بن ربيعة ، عن أبيو ، عن النبي

. ( .وعاصم ، ضعيف

ن صحت ىذه األحاديث ، فيي محمولة عمى من أخر وا الصالة عن أول وقتيا األفضل إلى آخر الوقت ،

ا وحديث أبي ذر وما في معناه محمول عمى من أخرىعن الوقت حتى خرج الوقت ، أو إلى وقت يكره تأخير الصالة إليو ، كتأخير العصر إلى أن تصفر الشمس ،

.وقد روي ذلك عن ابن مسعود موقوفا ومرفوعا ن سحاق كما سبق ذكره ، وا وعمى ىذا يدل كالم أحمد وا

اإلمام إذا صمى في آخر الوقت فإنو يصمي معو وال .ما إذا أخرىا عن الوقت يصمي قبمو في البيت ، ك

واستدل اإلمام أحمد بقول ابن مسعود في الذين يؤخرون الصالة إلى شرق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الموتى ، فأمرىم أن يصموا لموقت ، ثم يصموا معيم " .صحيحو " وقد خرجو مسمم في

وروي عن عطاء ، أنو يكتفي بالصالة معيم وال يصمي .ما لم يؤخروا حتى تغرب الشمس في بيتو

.ذكره عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عنو إذا أخر اإلمام : وقال القاضي أبو يعمي من أصحابنا

الصالة عن أول الوقت فإن وجد جماعة غيره في أول ال انتظر اإلمام حتى الوقت صمى مع الجماعة ، وا

.يصمي ؛ ألن الجماعة عندنا فرض أن تأخير الصالة : وأصحابو وكذلك مذىب مالك

النتظار الجماعة أفضل من الصالة في أول الوقت .منفردا

ونص اإلمام أحمد في رجل أمره أبوه أن يصمي بو ، . وكان أبوه يؤخر الظير إلى العصر ، أنو يصمي بو .فإن كان يؤخر الصبح حتى تطمع الشمس لم يفعل

اإلمام إذا ينتظر : أحدىما : ولمشافعي في ذلك قوالن يصمي في أول الوقت : والثاني . أخرىا عن أول الوقت

.منفردا ، وىو أفضل من التأخير لمجماعة األفضل أن يجمع بين : وقالت طائفة من أصحابو األمرين ، فيصمي في اول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الوقت منفردا ، ثم يصمي مع الجماعة في أثناء الوقت ، ن أراد االقتصار عمى صالة واحدة فالتأخير لمجماعة وا

.أفضل ان فحش التأخير فاالنفراد أول : ومنيم من ذكر احتماال

ن خف فاالنتظار أفضل .الوقت أفضل ، وا لتفضيل الجمع بينيما " شرح الميذب " واستدل صاحب

، عن أبي ذر ، عن النبي " صحيح مسمم " ، بأن في " يؤخرون الصالة عن أول وقتيا سيجيء قوم " ، أنو )

.وذكر الحديث المتقدم -ذكر أول الوقت وال وجدناه " صحيح مسمم " وليس في ، بل في األحاديث ما يدل عمى -أيضا -في غيره

. خالف ذلك ، وأنيم يؤخرون الصالة حتى يذىب وقتيا ) .كذلك في حديث عبادة بن الصامت ، عن النبي

.د وأبو داود وقد خرجو اإلمام أحمبالصالة في الوقت ) وقد استدل اإلمام أحمد بأمر النبي

عند تأخير اإلمراء عمى أن الجمع بين الصالتين لغير .عذر غير جائز

إن شاء اهلل -وسيأتي زيادة بيان لذلك في موضع آخر .سبحانو وتعالى

-وأماتقديم الصالة عمى وقتيا في غير جمع فال يجوز صمى الظير قبل الزوال ، والصبح قبل ، فمو -أيضا

طموع الفجر ، والمغرب قبل غروب الشمس فعميو االعادة ، وسواء تعمد ذلك أو لم يتعمده ، ىذا قول

.جميور العمماء اختمفوا في الصالة قبل دخول الوقت ، : قال ابن المنذر

فروينا عن عمر وأبي موسى االشعري ، أنيما أعادا صمياىا قبل الوقت ، وبوالفجر ألنيما كان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قال الزىري ومالك واألوزعي والشافعي وأحمد وأصحاب الرأي ، وقد روينا عن ابن عباس ، أنو قال في رجل : صمى الظير في السفر قبل أن تزول الشمس ، قال

وبنحو ذلك قال . مضت صالتو : وقال الحسن . يجزئو .الشافعي

عن مالك فيمن صمى العشاء في السفر قبل غيبوبة و الشفق جاىال وساىيا يعيد ما كان في وقت ، فإذا ذىب

.الوقت قبل أن يعمم أو يذكر فال إعادة عميو .انتيى

ال خالف بين العمماء أن وقت : وقال ابن عبد البر الصالة من فرائضيا ، وأنيا ال تجزيء قبل وقتيا ، إال

ي موسى األشعري وعن بعض التابعين شيء روي عن أب، أجمع العمماء عن خالفو ، فمم أر لذكره وجيا ؛ ألنو ال يصح عنيم ، وقد صح عن أبي موسى خالفو بما

.وافق الجماعة ، فصار اتفاقا صحيحا ليس ىذا االختالف في جواز تقديم الصالة عمى : قمت

وقتيا عمدا ، إنما االختالف فيمن اجتيد وصمى ثمتبينت صالتو قبل الوقت ، وقد مضى الوقت ، فيذا في وجوب اإلعادة فيو قوالن لمشافعي ، واالختالف المروي عن السمف يرجع إلى ىذين القولين ، وقد حكي رواية

قال القاضي أبو يعمى . عن أحمد أنو اليمزمو القضاء .قد تأوليا أصحابنا " : تعميقو " الصغير في

ر عن مالك قد روي صالح بن أحمد وما حكاه ابن المنذوأبو الحارث ، عن أحمد في المسافر إذا صمى العشاء

.أرجو : قبل مغيب الشفق .وتأولو بعض أصحابو عن الشفق األبيض ، وىو بعيد

وقد نقل ابن منصور ، عن أحمد ، أنو إذا صمى العشاء

في السفر بعد غيبوبة الشفق االحمر وقبل غيبوبة يجوز ، وعمل بأنو أماأن يكون مصميا البياض ، فإنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في الوقت عند من يرى أن الشفق الحمرة ، و أماأن .يكون جامعا بين الصالتين في السفر ، وىو جائز

وىذا يدل عمى جواز الجمع في السفر في وقت األولى مع التفريق بين الصالتين ، وعمى أن نية الجمع ال

.تشترط وروى حرب ، عن أحمد فيمن صمى العشاء قبل مغيب

وفيمن صمى العصر قبل . ال ادري : الشفق ، قال انو يعيد ، ولم يقيد ىذا : مصير ظل الشيء مثمو

.بالسفر ولو كان معمال يجواز الجمع كما نقمو عنو ابن منصور

، لم يكن فرق بين العشاء والعصر ، ألن كمتا الصالتين

.إلى ما قبميا تجمع أنو أراد بالشفق الحمرة ؛ فإن أحمد متوقف : والظاىر

في صالة العشاء قبل مغيب البياض ، عمى ما سيأتي .إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -ذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الة وال تكونوا) باب - من منيبين إليو واتقوه وأقيموا الص [ : الروم ) ] المشركين فأقم وجيك لمدين حنيفا فطرة المو التي : ) قال تعالى

فطر الناس عمييا ال تبديل لخمق المو ذلك الدين القيم . [ : الروم ) ] ولكن أكثر الناس ال يعممون

فأمره بإقامة وجيو ، وىو إخالص قصده وعزمو وىمو لمدين الحنيف ، وىو الدين القيم ، وىو فطرة اهلل التي

فطر العباد عمييا ، فإن اهلل ركب في قموب عباده كميم قبول توحيده واإلخالص لو ، و إنما يغيرىم عن ذلك

.تعميم من عمميم الخروج عنو فيو أمتو معو قال بعد لم تدخل ) ولما كان الخطاب لو

، فجعل ذلك حاال لو وألمتو ، وىو ) منيبين إليو ) ذلك رجوعيم إليو ، وأمرىم بتقواه ، : إنابتيم إليو ، ويعني بو

والتقوى تتضمن فعل جميع الطاعات وترك المعاصي .والمخالفات

وخص من ذلك إقام الصالة ، فمم يذكر من أعمال االتيان : سواىا ، والمراد بإقامتيا الجوارح باسمو الخاص

بيا قائمة عمى وجييا التام ، وفي ذلك دليل عمى شرف .الصالة وفضميا ، وأنيا اىم أعمال الجوارح

المحافظو عمى مواقيتيا ، : ومن جممة إقامتيا المأموربو فمن صمى الصالة لغير مواقيتيا التي وقتيا اهلل فمم يقم

.فييا وسيا عنيا الصالة ، بل ضيعيا وفرط الة ) قال ابن عباس في قولو تعالى الذين يقيمون الص

.يقيمون الصالة بفرضيا : ، قال [ : المائدة ) ]

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المحافظة عمى مواقيتيا : إقامة الصالة : وقال قتادة .ووضوئيا ، وركوعيا وسجودىا

المحافظة عمى مواقيتيا : إقامتيا : ان وقال مقاتل بن حيسباغ الطيور فييا ، وتمام ركوعيا وسجودىا ، ، وا ، ) وتالوة القران فييا ، والتشيد ، والصالة عمى النبي

.فيذا إقامتيا .خرجو كمو ابن أبي حاتم

وليذا مدح سبحانو الذين ىم عمى صالتيم يحافظون ره ابن مسعود والذين ىم عمى صالتيم دائمون ، وقد فس

وغيره بالمحافظة عمى مواقيتيا ، وفسره بذلك مسروق .والنخعي وغيرىما إن اهلل يكثر ذكر الصالة في : وقيل البن مسعود

: المعارج ) ] الذين ىم عمى صالتيم دائمون : ) القرآن والذين ىم عمى صالتيم يحافظون ) و [ قيل . ذاك عمى مواقيتيا : ؟ قال [ : ارج المع) ]

تركيا : ما كنا نرى ذلك إال عمى تركيا ، قال : لو .الكفر

خرجو ابن أبي حاتم ومحمد بن نصر المروزي .وغيرىما

وكذلك فسر سعد بن أبي وقاص ومسروق وغيرىما .السيو عن الصالة بالسيو عن مواقيتيا

صح قال البخاري وروي عن سعد مرفوعا ، والموقوف أ : -رحمو اهلل -

ابن عباد : ىو -نا عباد : نا قتيبة بن سعيد - ، عن أبي جمرة ، عن ابن -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ) قدم وفد عبد القيس عمى رسول اهلل : عباس ، قال إنا ىذا الحي من ربيعة ، ولسنا نصل إليك إال : فقالوا

، فمرنا بشيء نأخذه عنك ، وندعو في الشير الحرام

آمركم بأربع ، وأنياكم عن : ) ) فقال . إليو من وراءنا شيادة أن : ) ) ، ثم فسرىا ليم ( ( اإليمان باهلل : أربع

يتاء قام الصالة ، وا ال اهلل إال اهلل ، وأني رسول اهلل ، وا الزكاة ، وأن تؤدوا إلي خمس ما غنمتم ، وأنيى عن

( ( .الحنتم والنقير والمقير الدباء و : كتاب " و " االيمان : كتاب " قد تقديم ىذا الحديث في

خرجو البخاري فييما من حديث شعبة ، عن أبي " العمم .جمرة ، وذكرنا شرحو في الموضعين المذكورين

أمره ليم بإقامة الصالة ، وقد : والمقصود منو ىاىنا وأن من جممتو ذكرنا ىاىنا تفسير إقامة الصالة ،

.المحافظو عمى مواقيتيا : وخرج أبو داود من حديث عباد بن الصامت ، قال

خمس صموات افترضين : ) ) يقول ) سمعت رسول اهلل اهلل ، من أحسن وضوءىن ، وصالىن لوقتين واتم

ركوعين وخشوعين كان لو عمى اهلل عيدا أن يغفر لو ، إن شاء غفر لو ، ومن لم يفعل فميس لو عمى اهلل عيد ،

ن شاء عذبو ( ( .وا

قتادة ، أن رسول اهلل [ أبي ] وخرج ابن ماجو من حديث افترضت عمى أمتك خمس : قال اهلل تعالى : ) ) قال )

أنو من حافظ عميين : صموات ، وعيدت عندي عيدا لوقتين أدخمتو الجنة ، ومن لم يحافظ عميين فال عيد لو

( ( .عندي

(/)

"""""" صفحة رقم """ """

سمع : وخرج األمام أحمد من حديث كعب بن عجرة من صمى الصالة لوقتيا : قال ربكم : ) ) يقول ) النبي

، وحافظ عمييا ولم يضيعيا استخفافا بحقيا ، فمو عمي عيد أن أدخمو الجنة ، ومن لم يصميا لوقتيا ، ولم

د لو ، يحافظ عمييا وضيعيا استخفافا بحقيا ، فال عين شئت غفرت لو ( ( .إن شئت عذبتو ، وا

سمعت رسول اهلل : ومن حديث حنظمة الكاتب ، قال من حافظ عمى الصموات الخمس بركوعين : ) ) يقول )

وسجودىن ووضوئين ومواقيتين ، وعمم أنين حق من وجبت : ) ) أو قال -( ( عند اهلل عز وجل دخل الجنة

حرم عمى : ) ) قال ، وفي رواية -( ( لو الجنة ( ( .النار

وروى محمد بن نصر المروزي بإسناد صحيح عن ابن رضي اهلل -نبئت أن أبا بكر وعمر : سيرين ، قال

تعبد اهلل وال تشرك : كانا يعممان الناس اإلسالم -عنيما بو شيئا وتقيم الصالة التي افترض اهلل لمواقيتيا ، فان

.في تفريطيا اليمكة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - البيعة عمى إقام الصالة

نا : نا يحيى : حدثنا محمد بن المثنى - : نا قيس ، عن جرير بن عبد اهلل ، قال : إسماعيل

يتاء الزكاة ، ) بايعت النبي عمى إقام الصالة ، وا .والنصح لكل مسمم

: كتاب " خرج البخاري ىذا الحديث فيما سبق في آخر -ابن سعيد : ىو -، عن مسدد ، عن يحيى " اإليمان .، بمثمو كان بايع الناس عمى اإلسالم ، وأركان اإلسالم ) والنبي يتاء الزكاة ، وحج : خمس قام الصالة ، وا الشيادتان ، وا

.البيت ، وصيام رمضان " عميين كمين ، كما في -أحيانا -يبايع ) وكان النبي : عن بشير بن الخصاصية ، قال " م أحمد مسند اإلماشيادة أن ال إلو : ألبايعو ، فاشترط عمي ) أتيت النبي

إال اهلل ، وأن محمدا عبده ورسولو ، وأن أقيم الصالة ، وأن أؤدي الزكاة ، وأن أحج حجة اإلسالم ، وأن أصوم

يا رسول : رمضان ، وأن أجاىد في سبيل اهلل ، فقمت الجياد ، فإنيم : ين ، فواهلل ما أطيقيما اهلل ، أمااثنت

زعموا أنو من ولى الدبر فقد باء بغضب من اهلل ، فأخاف إن حضرت ذلك جشعت نفسي ، وكرىت

والصدقة ، فواهلل ما لي إال غنيمة وعشر ذود ، . الموت فقبض رسول اهلل : قال . ىن رسل أىمي وحمولتيم

جياد وال صدقة فال: ) ) يديو ، ثم حرك يده ، ثم قال ) يا رسول اهلل ،: قمت ( ( ، فبم تدخل الجنة إذا ؟

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أبايعك ، فبايعتو عمييم كمين يتاء الزكاة مع وتارة كان يبايع عمى إقام الصالة وا

الشيادتين ، كما بايع جرير بن عبد اهلل ؛ فإن الصالة .لعممية والزكاة أفضل خصال اإلسالم ا

وتارة يكتفي بالبيعة عمى الشيادتين ؛ ألن باقي الخصال .حقوق ليا ولوازم

وتارة كان يقتصر في المبايعة عمى الشيادتين فقط ، .ألنيما رأس اإلسالم ، وسائر األعمال تبع ليما

وقد كان أحيانا يتآلف عمى اإلسالم من يريد أن يسامح

م اإلسالم ، فإذا بترك بعض حقوق اإلسالم ، فيقبل منيدخموا فيو رغبوا في اإلسالم فقاموا بحقوقو وواجباتو

.كميا : كما روى عبد اهلل بن فضالة الميثي ، عن أبيو ، قال

وحافظ عمى : ) ) فكان فيما عممني ) عممني رسول اهلل إن ىذه ساعات لي : قمت : قال ( ( . الصموات الخمس

ا أنا فعمتو أجزأ فييا أشغال ، فمرني بأمر جامع ، إذوما كانت -( ( حافظ عمى العصرين : ) ) قال . عني

صالة قبل : ) ) وما العصران ؟ قال : قمت -من لغتنا ( ( .طموع الشمس ، وصالة قبل غروبيا

.والحاكم " صحيحو " خرجو أبو داود وابن حبان في وظن أن فضالة ىو ابن عبيد ، ووىم في ذلك ، فميس

.قالو ابن معين وغيره : -عبيد ىذا فضالة بنمن حديث قتادة ، عن نصر بن عاصم " المسند " وفي

فأسمم عمى أن ) الميثي ، عن رجل منيم ، أنو أتى النبي .يصمي صالتين ، فقبل منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمى أن ال يصمي إال صالتين ، فقبل : وفي رواية .منو ن جابر ، أن ثقيفا إذ بايعت اشترطت ع -أيضا -وفيو

قال . أن ال صدقة عمييا وال جياد ) عمى رسول اهلل ( ( .يصدقون ويجاىدون إذا أسمموا ) : ) ) رسول اهلل

إذا أسمم عمى : قال اإلمام أحمد في رواية ابنو عبد اهلل أن يصمي صالتين يقبل منو ، فإذا دخل يؤمر

تادة عن نصر بن بالصموات الخمس ، وذكر حديث ق .عاصم الذي تقدم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الصالة كفارة

:فيو حديثان :كفارة الصالة : األول :قال : ثنا يحيى ، عن األعمش : حدثنا مسدد -

كنا جموسا عند : حدثني حذيفة ، قال : حدثني شقيق في الفتنة ؟ ) أيكم يحفظ قول رسول اهلل: عمر ، فقال

-أو عمييا -إنك عميو : قال . أنا كما قالو : قمت فتنة الرجل في أىمو ومالو ولده وجاره ، : قمت . لجريء

: قال . تكفرىا الصالة والصوم والصدقة واألمر والنيي ليس ىذا أريد ، ولكن الفتنة التي تموج كما يموج

ؤمنين ، ليس عميك منيا بأس يا أمير الم: قال . البحر : يكسر أم يفتح ؟ قال : قال . إن بينك وبينيا بابا مغمقا

.إذن ال يغمق أبدا : قال . يكسر نعم ، كما أن دون : أكان عمر يعمم الباب ؟ قال : قمنا

غد الميمة ، إني حدثتو حديثا ليس باألغاليط ، فيبنا أن الباب : نسأل حذيفة ، فأمرنا مسروقا فسألو ، فقال

. عمر

االبتالء واالمتحان واالختبار ، ويكون تارة : أصل الفتنة ونبموكم : ) بما يسوء ، وتارة بما يسر ، كما قال تعالى

: ، وقال [ : األنبياء ) ] بالشر والخير فتنة وبموناىم بالحسنات والسيئات لعميم يرجعون )

[ . : األعراف ) ] .وغمب في العرف استعمال الفتنة في الوقوع فيما يسوء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خاصة ، تختص بالرجل في : أحدىما : والفتنة نوعان .عامة ، تعم الناس : والثاني . نفسو

ابتالء الرجل في خاصة نفسو بأىمو : فالفتنة الخاصة إنما ؟ [ : ) تعالى ] وقد قال ومالو وولده وجاره ، ؛ فإن ذلك [ : التغابن ) ] أموالكم وأوالدكم فتنة

غالبا يميي عن طمب اآلخرة واالستعداد ليا ، ويشغل .عن ذلك

يخطب عمى المنبر ، ورأى الحسن ) ولما كان النبي والحسين يمشيان ويعثران

صدق اهلل : ) ) م قال وىما صغيران ، نزل فحمميما ، ث، إني رأيت ) إنما أموالكم وأوالدكم فتنة ) ورسولو ،

( ( .ىذين الغالمين يمشيان ويعثران فمم أصبر : وقد ذم اهلل تعالى من ألياه مالو وولده عن ذكره ، فقال

و ومن يفعل ال تميكم أموالكم وال أوالدكم عن ذكر الم ) [ . : المنافقون ) ] ذلك فأولئك ىم الخاسرون

أن األنسان يبتمى بمالو وولده وأىمو وبجاره : فظير بيذا المجاور لو ، ويفتتن بذلك ، فتارة يمييو االشتغال بو عما

ينفعو في آخرتو ، وتارة تحممو محبتو عمى أن يفعل بو اهلل ، وتارة يقصر في حقو ألجمو بعض ما ال يح

الواجب عميو ، وتارة يظممو ويأتي إليو ما يكرىو اهلل من .قول أو فعل ، فيسأل عنو ويطالب بو

فإذا حصل لألنسان شيء من ىذه الفتن الخاصة ، ثم صمى أو صام أو تصدق أو أمر بمعروف أو نيى عن

ذا كان األنسان تسوؤه سيئتو منكر كان ذلك كفارة لو ، وا

، ويعمل ألجميا عمال صالحا كان ذلك دليال عمى .إيمانو ) : ، عن رجل سأل النبي " مسند بقي بن مخمد " وفي

ما اإليمان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، ( ( أن تؤمن باهلل ورسولو : ) ) يا رسول اهلل ؟ قال أتحب أن: ) ) فأعادىا ثالثا ، فقال لو في الثالثة

ذلك الذي : فقال ( ( أخبرك ما صريح اإليمان ؟ إن صريح اإليمان إذا أسأت أو : ) ) فقال . أردت

عبدك أو أمتك ، أو واحدا من الناس ، : ظممت أحدا ذا أحسنت استبشرت ( ( .صمت أو تصدقت وا

فيي التي تموج موج البحر ، : وأماالفتن العامة البحر ، فكان وتضطرب ، ويتبع بعضيا بعضا كأمواج

، وما نشأ -رضي اهلل عنو -أوليما فتنة قتل عثمان

منيا من افتراق قموب المسممين ، وتشعب أىوائيم وتكفير بعضيم بعضا ، وسفك بعضيم دماء بعض ، -وكان الباب المغمق الذي بين الناس وبين الفتن عمر

، وكان قتل عمر كسرا لذلك الباب ، -رضي اهلل عنو .لم يغمق ذلك الباب بعده أبدا فمذلك

عن الفتن ، وأكثر ) وكان حذيفة أكثر الناس سؤاال لمنبي عمم بالفتن ) الناس عمما بيا ، فكان عنده عن النبي

العامة والخاصة ، وىو حدث عمر تفاصيل الفتن العامة ، وبالباب الذي بين الناس وبينيا ، وأنو ىو عمر ،

يثا ليس باألغاليط ، إني حدثتو حد: وليذا قال جمع أغموطة ، وىي التي يغالط بيا ، : واألغاليط أنو حدثو حديثا : أغموطة ومغمطة ، والمعنى : واحدىا

.حقا ، ليس فيو مرية ، وال إييام وىذا مما يستدل بو عمى أن رواية مثل حذيفة يحصل بيا لمن سمعيا العمم اليقيني الذي ال شك فيو ؛ فإن

أن عمر عمم ذلك وتيقنو كما تيقن أن دون حذيفة ذكرغد الميمة لما حدثو بو من الحديث الذي ال يحتمل غير

.الحق والصدق وقد كانت الصحابة تعرف في زمان عمر أن بقاء عمر

.أمان لمناس من الفتن أن خالد بن الوليد لما عزلو " مسند اإلمام أحمد " وفي

:عمر ، قال لو رجل

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

: فقال خالد . اصبر أييا األمير ، فإن الفتن قد ظيرت -رضي اهلل عنيما -وابن الخطاب حي إنما يكون بعده

. وقد روي من حديث عثمان بن مظعون ، أن النبي

ال يزال بينكم : ) ) غمق الفتنة ، وقال : سمى عمر ) وبين الفتنة باب شديد الغمق ما عاش ىذا بين

( ( .أظيركم .خرجو البزار

.وروي نحوه من حديث أبي ذر أجدك مصراع الفتنة ، : وروى كعب ، أنو قال لعمر

.فإذا فتح لم يغمق أبدا :الحديث الثاني

ثنا يزيد بن زريع ، عن سميمان : حدثنا قتيبة - التيمي ، عن أبي عثمان النيدي ، عن ابن مسعود ، أن

فأخبره ، ) رأة قبمة ، فأتى النبي رجال أصاب من امالة طرفي النيار وزلفا من : ) فأنزل اهلل تعالى وأقم الص

)الميل إن الحسنات يذىبن السيئات يا رسول اهلل ، إلي ىذا : قال الرجل [ . : ىود ]

( ( .لجميع أمتي كميم : ) ) ؟ قال ب الذي أصابو ذلك الرجل وسأل عنو النبي ىذا الذن

فنزلت اآلية بسببو كان من الصغائر ، وقد ذىب أكثر ) العمماء إلى أن الصالة إنما تكفر الصغائر دون

.الكبائر وكذلك الوضوء ، غير أن الصالة تكفر أكثر مما يكفر

-رضي اهلل عنو -الوضوء ، كما قال سممان الفارسي

احات الصغار ، والمشي إلى الوضوء يكفر الجر : .المسجد يكفر أكثر ، والصالة تكفر أكثر من ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو محمد بن نصر المروزي وغيره فتنة الرجل في أىمو ومالو : وقد سبق في حديث حذيفة

وولده وجاره تكفرىا الصالة والصيام والصدقة ؛ وذلك نسان في ىذه اإلشياء تكون من ألن أكثر ما يصيب األ .الصغائر دون الكبائر

االختالف في أن " كتاب الوضوء " وقد ذكرنا في ىل يكفر الصغائر خاصة ، أم يعم الذنوب : الوضوء

كميا ؟ واألكثرون عمى أن ال يكفر سوى الصغائر ، وقد ، وسنذكره -أيضا -ذىب قوم إلى أنو يكفر الكبائر

.اهلل سبحانو وتعالى إن شاء -فيما بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - فضل الصالة لوقتيا

ثنا شعبة : حدثنا أبو الوليد ىشام بن عبد الممك - سمعت أبا : الوليد بن العيزار أخبرني ، قال : ، قال

وأشار -ثنا صاحب ىذه الدار : عمرو الشيباني يقول أي العمل ) : سألت النبي : ل ، قا -إلى دار عبد اهلل

( ( . الصالة عمى وقتيا : ) ) أحب إلى اهلل ؟ قال ثم : قال ( ( . ثم بر الوالدين : ) ) ثم أي ؟ قال : قال

حدثني : قال ( ( . الجياد في سبيل اهلل : ) ) أي ؟ قال .بين ، ولو استزدتو لزداني

" . كتاب البر والصمة" وخرجو بيذا اإلسناد بعينو في من طريق مالك بن مغول ، عن " الجياد " وخرجو أول

أي العمل أفضل ) : سألت النبي : الوليد ، بو ، ولفظو وذكر -( ( الصالة عمى ميقاتيا : ) ) قال : ؟ قال

.باقيو بمعناه

-وفي رواية لمسمم من حديث أبي يعفور ، عن الوليد عمال أقرب يا نبي اهلل ، أي األ: ، قمت -بيذا اإلسناد

-( ( الصالة عمى مواقيتيا : ) ) إلى الجنة ؟ قال .وذكر باقية

وىذه األلفاظ متقاربة المعنى أو متحدة ؛ ألن ما كان من األعمال أحب إلى اهلل فيو أفضل األعمال ، وىو أقرب إلى الجنة من غيره ؛ فإن ما كان أحب إلى اهلل فعاممو

حديث أبي ىريرة ، أقرب إلى اهلل من غيره ، كما في ما تقرب : ) ) فيما يرويو عن ربو ، قال ) عن النبي

إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عميو ، وال يزال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذكر -( ( عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبو .الحديث

.ىذا " كتابو " من " الرقاق " خرجو البخاري في

أفضل األعمال أداء ما فرض : الخطاب وقال عمر بن .اهلل

.وكذا قال عمر بن عبد العزيز في خطبتو فدل حديث ابن مسعود ىذا عمى أن أفضل األعمال

وأقربيا إلى اهلل وأحبيا إليو الصالة عمى مواقيتيا المؤقتة .ليا

الصالة في : ) ) وقد روي في ىذا الحديث زيادة ، وىي " خرجيا ابن خزيمة وابن حبان في ، وقد ( ( أول وقتيا .والحاكم والدارقطني من طرق متعددة " صحيحيما

ورويت من حديث عثمان بن عمر ، عن مالك بن مغول من حديث عمي بن حفص المدائني ، عن شعبة [ و ] ،

، ورويت عن شعبة من وجو آخر ، وفيو نظر ، ورويت .من وجوه أخر

أول الوقت أفضل ، واستدل بذلك عمى أن الصالة في : ، أنو سئل ) كما استدل لحديث أم فروة ، عن النبي

( ( .الصالة ألول وقتيا : ) ) أي العمل أفضل ؟ قال .خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي

.قالو الترمذي والعقيمي : -وفي إسناده اضطراب وقد روي نحوه من حديث ابن عمر ، إال أن إسناده وىم

نما ىو حديث ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

" .العمل " قالو الدارقطني في : -أم فروة .وروي نحوه من حديث الشفاء بنت عبد اهلل

أو عمى -الصالة عمى وقتيا ) : ) ) وفي قول النبي عمى فضل أول الوقت -أيضا -دليل ( ( : مواقيتيا

كان كذا : ) ) يم لمظرفية ، كقول" عمى " لمصالة ؛ ألن ، واألفعال الواقعة في األزمان ( ( عمى عيد فالن

المتسعة عنيا ال تستقر فييا ، بل تقع في جزء منيا ، لكنيا إذا وقعت في أول ذلك الوقت فقد صار الوقت كمو

.ظرفا ليا حكما وليذا سمى المصمي مصميا في حال صالتو وبعدىا

ي ذلك ، وأماقبل أماحقيقة أو مجازا عمى اختالف فنما الفعل في الوقت فميس بمصل حقيقة وال حكما ، وا

ىو مصل بمعنى استباحة الصالة فقط ، فإذا صمى في .أول الوقت فإنو لم يسم مصميا إال في آخر الوقت

لما كان ابن مسعود لو أم ( ( ثم بر الوالدين : ) ) وقولو لصالة احتاج إلى ذكر بر والديو بعد الصالة ؛ ألن ا

حق اهلل وحق الوالدين متعقب لحق اهلل عز وجل ، كما : لقمان ) ] أن اشكر لي ولوالديك : ) قال تعالى

. ] ؛ ألن الجياد ( ( ثم الجياد في سبيل اهلل : ) ) وقولو

فرض كفاية ، والدخول فيو بعد قيام من سقط بو حق لعدو ، وليذا فرض الكفاية تطوع إذا لم يتعين بحضور ا

تقدم بر الوالدين عمى الجياد إذا لم يتعين ، كما قال ( ( إلك والدان ؟ : ) ) لمن أراد أن يجاىد معو ) النبي وفي -( ( ففييما فجاىد [ : ) ) قال . ] نعم : قال

( ( .فأمره أن يرجع إلييما : ) ) رواية البن مسعود أن أفضل األعمال القيام ) فذكر النبي

: ق اهلل التي فرضيا عمى عباده فرض ، وأفضميا بحقو الصالة لوقتيا ، ثم القيام بحقوق عباده ، وأكده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بر الوالدين ، ثم التطوع بأعمال البر ، وأفضميا الجياد .في سبيل اهلل

وىذا مما يستدل بو اإلمام أحمد ومن وافقو عمى أن .ع الجياد أفضل أعمال التطو

فقد روي خالف ما يفيم منو ما دل عميو : فإن قيل ، عن أبي " الصحيحين " حديث ابن مسعود ىذا ؛ ففي

: أي األعمال أفضل ؟ قال : سئل ) ىريرة ، أن النبي : ثم أي ؟ قال : قيل ( ( . إيمان باهلل ورسولو ) ) : ثم أي ؟ قال : قيل ( ( . الجياد في سبيل اهلل ) ) ( ( .حج مبرور ) )

أي ) : عن أبي ذر ، أنو سأل النبي -أيضا -وفييما

اإليمان باهلل ، والجياد في : ) ) األعمال أفضل ؟ قال ( ( .سبيمو

ولم يذكر في ىذين الحديثين الصالة وال بر الوالدين ، وروي نصوص أخر بأن الجياد أفضل األعمال مطمقا ،

ال ذكر اهلل عز وجل وروي ما يدل عمى أن أفضل األعم -، وجاء ذلك صريحا عن جماعة كثيرة من الصحابة

. -رضي اهلل عنيم ىذا مما أشكل فيمو عمى كثير من الناس ، : قيل

وذكروا في توجييو والجمع بين النصوص الواردة بو .وجوىا غير مرضية

" أفضل األعمال كذا : " أراد بقولو : فمنيم من قال فضل األعمال ، ال أنو أفضميا أن ذلك من أ: أي

.مطمقا .وىذا في غاية البعد

أجاب كل سائل بحسب ما ىو أفضل : ومنيم من قال األعمال لو خاصة كما خص ابن مسعود بذكر الوالدين

.لحاجتو إليو ، ولم يذكر ذلك لغيره .أيضا -لكن أبو ىريرة كانت لو أم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ر لي في الجمع بين نصوص ىذا الباب ما أنا وظي

ذاكره بحمد اهلل وفضمو ، وال حول وال قوة إال باهلل ، :فنقول

ال ريب أن أفضل األعمال ما افترضو اهلل عمى عباده ، كما ذكرنا الدليل عميو في أول الكالم عمى ىذا الحديث ، وأولى الفرائض الواجبة عمى العباد وأفضميا اإليمان

ورسولو ، تصديقا بالقمب ، ونطقا بالمسان ، وىو باهلل، وأمر بالقتال ) النطق بالشيادتين ، وبذلك بعث النبي

" .كتاب اإليمان " عميو ، وقد سبق ذلك مبسوطا في اإلتيان ببقية مباني اإلسالم الخمس التي : ثم بعد ذلك

الصالة ، والزكاة ، والصيام ، : بني عمييا ، وىي

.والحج يأمر من يبعثو يدعو إلى اإلسالم أن ) وقد كان النبي

يدعو أوال إلى الشيادتين ، ثم إلى الصالة ، ثم إلى الصيام ، ثم إلى الزكاة ، كما أمر بذلك معاذ بن جبل

لما أرسمو إلى اليمن ، وكان يعمم من يسألو عن اإلسالم مبانيو الخمس ، كما في حديث سؤال جبريل عميو

ن اإلسالم ، وكما في حديث طمحة ، أن السالم لو ع .عمم األعرأبي الذي سألو عن اإلسالم المباني ) النبي

في حديث أبي ىريرة لما ) فإذا تقرر ىذا ، فقول النبي إيمان باهلل : ) ) أي األعمال أفضل ؟ قال : سئل

فيذا وجو ظاىر ، ال إشكال فيو ؛ فإن ( ( ورسولو األعمال مطمقا ، وسمى اإليمان باهلل ورسولو أفضل

الشيادتين مع التصديق بيما عمال ، لما في ذلك من .عمل القمب والمسان

وسبق الكالم " كتاب اإليمان " وقد قرر البخاري ذلك في .عميو في موضعو

ثم الجياد في سبيل : ) ) وقولو في حديث أبي ىريرة

-بالواو -" والجياد : " ، وفي حديث أبي ذر ( ( اهلل يشيد لو أن اهلل قرن بين اإليمان بو وبرسولو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنما : ) والجياد في سبيمو في مواضع ، كقولو تعالى المؤمنون الذين آمنوا بالمو ورسولو وجاىدوا في سبيل المو

ىل أدلكم عمى تجارة : ) ولو ، وق) بأمواليم وأنفسيم تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالمو ورسولو وتجاىدون

، : الصف ) ] في سبيل المو بأموالكم وأنفسكم .اآلية [

التصديق بيما في القمب مع : فاإليمان باهلل ورسولو والجياد ىو دعاء الناس إلى ذلك . ر بذلك بالمسان اإلقرا

بالسيف والسنان ، بعد دعائيم بالحجة والبيان ، وليذا .يشرع الدعاء إلى اإلسالم قبل القتال

إن الجياد كان في أول اإلسالم فرض عين : وقد قيل

عمى المسممين كميم ، ال يسع أحدا التخمف عنو ، كما ، ثم [ : التوبة ) ] فافا وثقاال انفروا خ : ) قال تعالى

وما كان : ) بعد ذلك رخص ألىل األعذار ، ونزل قولو ، روي ذلك [ : التوبة ) ] المؤمنون لينفروا كافة

عن ابن عباس وغيره ، وحينئذ فيحتمل جعل النبي :أفضل األعمال بعد اإليمان الجياد معنيين )

إنما كان ذلك حيث كان الجياد : ن يقال أ: أحدىما فرض عين ، فكان حينئذ أفضل األعمال بعد اإليمان ،

وقرينا لو ، فمما نزلت الرخصة وصار الجياد فرض .كفاية تاخر عن فرض األعيان

وقد اختمف ابن عمر وعبد اهلل بن عمرو بن العاص في و عد الجياد من فرائض اإلسالم ، فعده عبد اهلل بن عمر

: منيا بعد الحج ، وأنكر ذلك ابن عمر عميو ، وقال .فرائضو تنتيي إلى الحج

كتاب الناسخ " وقد روى اختالفيما في ذلك أبو عبيد في .وغيره " والمنسوخ

وعد حذيفة بن اليمان الجياد من سيام اإلسالم ، واألمر

بالمعروف والنيي عن المنكر ، وأضافيما إلى مباني ، وجعميا ثمانية سيام ، وكأنو اإلسالم الخمس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.جعل الشيادتين سيمين كان إذا سئل عن ) أن النبي : -وىو أشبو -والثاني

أفضل األعمال ، فتارة يذكر اإليمان باهلل ورسولو لدخولو في مسمى األعمال ، كما سبق تقريره ، وتارة يذكر

المتبادي إلى الفيم عند ذكر أعمال الجوارح ؛ ألناألعمال مع اإلطالق أعمال الجوارح ، دون عمل القمب والمسان ، فكان إذا تبين لو أن ذلك ىو مراد السائل ذكر الصالة لو ، كما ذكرىا في حديث ابن مسعود ىذا ؛ فإن

الصالة أفضل أعمال الجوارح ، وحيث اجاب بذكر صوده التمثيل بأفضل اإليمان أو بذكر الصالة ، فإنما مق

مباني اإلسالم ، ومراده المباني بجممتيا ؛ فإن المباني

الخمس كالشيء الواحد ، وكل من دخل في اإلسالم عمى رأي من يرى -باإلقرار بالشيادتين أو بالصالة

، فإنو يؤمر ببقية المباني ، ويمزم بذلك -فعميا إسالما .، ويقاتل عمى تركو : قال ) أن النبي . مام أحمد وفي حديث خرجو اإل

أربع فرضين اهلل في اإلسالم ، فمن أتى بثالث لم ) ) الصالة ، : يغنين عنو شيئا حتى يأتي بين جيمعا

[ ( ( .وحج البيت ] والزكاة ، وصيام رمضان ، الدين خمس ال يقبل اهلل منين : ) ) وفي حديث آخر لخمس ، فذكر مباني اإلسالم ا -( ( شيئا دون شيء

.وأن من أتى ببعضيا دون بعض لم يقبل منو ونفي القبمول ليا بمعنى نفي الرضا بذلك واستكمال

الثواب عميو ، وحينئذ

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فذكر بعض المباني مشعر بالباقي منيا ، فكان النبي

تارة يكتفي في جواب من سالو عن أفضل األعمال ) وتارة بالصالة ، ومراده في كال الجوأبين بالشيادتين ،

: سائر المباني ، لكنو خص بالذكر أشرفيا ، فكأنو قال الشيادتان وتوابعيما ، والصالة وتوابعيا ولوازميا ، وىو

.بقية المباني الخمس أمرت أن أقاتل الناس ) : ) ) قول النبي : ويشيد ليذا

ا عصموا مني حتى يقولوا ال إلو إال اهلل ، فإذا قالوى ( ( .دماءىم وأمواليم

فتوىم طائفة من الصحابة أن مراده أن مجرد ىذه الكممة يعصم الدم حتى توقفوا في قتال من منع الزكاة ، حتى

أن : -ورجع الصحابة إلى قولو -بين ليم أبو بكر الكممتان بحقوقيما ولوازميما ، وىو اإلتيان ببقية : المراد

.مباني اإلسالم د تبين صحة قوليم بروايات أخر تصرح بإضافة إقام وق

يتاء الزكاة إلى الشيادتين في شرط عصمة الصالة وا

.الدم ال إلو إال اهلل لم تمسو : من قال ) : ) ) وكذلك قولو

( ( .أو دخل الجنة -النار إنما أراد الشيادتين بموازميما وتوابعيما ، وىو اإلتيان

.انيو ببقية أركان اإلسالم ومبوفي حديث ابن مسعود قدم بر الوالدين عمى الجياد

إشارة إلى أن حقوق العباد الالزمة التي ىي من فروض .األعيان تقدم عمى التطوع بالجياد

وحديث أبي ىريرة وأبي ذر فييما اقتران الجياد باإليمان ، لكنو في حديث أبي ىريرة جعمو بعد اإليمان ، وجعل

:، فيحتمل أن يقال بعده الحج المبرور

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان ذلك في زمان كان الجياد فيو فرض عين ، فكان قد فيم دخول : مقدما عمى الحج ، ويحتمل أن يقال

الحج من ذكر اإليمان باهلل ورسولو ؛ ألن ذلك يتبعو بقية مباني اإلسالم ، ومنيا الحج ، ال سيما وقد تقرر

كتاب أن اإليمان قول وعمل ويكون المراد بو في أول ال .جياد المتطوع

وىذا أشبو بقواعد الشريعة ؛ فإن من معو مال ، وعميو زكاة أو حج ، وأراد التطوع بالجياد ، فإنو ال خالف أنو يقدم الزكاة والحج عمى التطوع بالجياد ، كما قال عبد

حجة قبل الغزو أفضل من : اهلل بن عمرو بن العاص عشر غزوات ، وغزوة بعد حجة أفضل من عشر

.حجات .من وجوه في أسانيدىا مقال -مرفوعا -وروي

فتبين بيذا التقرير أن األحاديث كميا دالة عمى أن أفضل األعمال الشيادتان مع توابعيما ، وىي بقية

من -أيضا -مباني اإلسالم ، أو الصالة مع توابعيا حقوق اهلل عز وجل ، ثم فرائض األعيان التي ىي من

يمي ذلك في الفضل حقوق العباد التي ىي من فروض التطوع [ أعمال ] األعيان ، كبر الوالدين ، ثم بعد ذلك

.المقربة إلى اهلل ، وأفضميا الجياد وفي حديث أبي ىريرة تأخير الحج عن الجياد ، ولعمو

إنما ذكره بعد الجياد حيث كان الحج تطوعا ، فإن .ح أن فرضو تأخر إلى عام الوفود الصحي

حديث أبي ىريرة دل عمى أن جنس الجياد : وقد يقال أشرف من جنس الحج ، فإن عرض لمحج وصف يمتاز بو عمى الجياد وىو كونو فرض عين ، كان ذلك الحج ال فالجياد أفضل المخصوص أفضل من الجياد ، وا

.منو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الثالثة المذكورة في ىذا الحديث ىي رأس اإلسالم فيذه

فرأسو : ) ) وعموده وذروة سنامو ، كما في حديث معاذ الشيادتان ، وعموده الصالة ، وذروة سنامو

( ( .الجياد

والجياد أفضل ما تطوع بو من األعمال ، عمى ما دلت عميو النصوص الصحيحة الكثيرة ، وىو مذىب اإلمام

.أحمد ، ) عن أبي سعيد ، عن النبي " الصحيحين " وفي أفضل الناس مؤمن آخذ بعنان فرسو في سبيل : ) ) قال

اهلل ، ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربو ( ( .ويدع الناس من شره

فيذا نص في أن المجاىد أفضل من المتخمي لنوافل العبادات من الصالة والذكر وغير ذلك ، فأماالنصوص

اءت بتفضيل الذكر عمى الجياد وغيره من التي جاألعمال ، وأن الذاكرين هلل أفضل الناس عند اهلل مطمقا

فالمراد بذلك أىل الذكر الكثير المستدام في أغمب .األوقات

وليس الذكر مما يقطع عن غيره من األعمال كبقية األعمال ، بل يمكن اجتماع الذكر مع سائر األعمال ،

صالحا ، وكان أكثر هلل ذكرا فيو من فمن عمل عمال غيره فيو أفضل ممن عمل مثل ذلك العمل من غير أن

.يذكر اهلل معو وقد ورد في نصوص متعددة أن أفضل المصمين والمتصدقين والمجاىدين والحاج وغيرىم من أىل

.العبادات أكثرىم هلل ذكرا وقد خرجو اإلمام أحمد متصال ، وخرجو ابن المبارك

.وغيره مرسال فيؤالء أفضل الناس عند اهلل ، ثم يمييم الذين يذكرون

اهلل كثيرا وليس ليم نوافل من غير الذكر كالجياد وغيره ، بل يقتصرون مع الذكر عمى فرائض األعيان ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيؤالء ىم الذاكرون هلل كثيرا ، المفضمون عمى مييم قوم يقومون بالفرائض وبالنوافل المجاىدين ، وي

.كالجياد وغيره من غير ذكر كثير ليم نما قال النبي ىل : ) ) لمن سألو عما يعدل الجياد ) وا

تستطيع إذا خرج المجاىد أن تصوم وال تفطر ، وتقوم فذلك الذي يعدل : ) ) قال . ال : قال ( ( . وال تفتر ؟

شئو عند خروج ؛ ألنو سألو عن عمل ين( ( الجياد .المجاىد يعادل فضل جياده

وأماالذاكرون هلل كثيرا ، فإنما فضموا عمى المجاىدين بغير ذكر ؛ ألن ليم عمال مستمرا دائما قبل جياد

المجاىدين ، ومعو وبعده ، فبذلك فضموا عمى .المجاىدين بغير ذكر كثير

.وبيذا تجتمع النصوص الواردة في ذلك خير اإلسالم إطعام الطعام وافشاء ) : ) وأماحديث

فقد سبق الكالم عميو في أول الكتاب ، وأنو ( ( السالم ليس المراد بو تفضيل ىاتين الخصمتين عمى سائر

خصال اإلسالم من الشيادتين والصالة وغيرىما ، بل المراد أن أفضل أىل اإلسالم القائمين بخصالو

م والزكاة والحج المفروضة من الشيادتين والصالة والصيا .من قام بعد ذلك بإطعام الطعام وافشاء السالم

فيكون التطوع بذلك أفضل من التطوع بالجياد : فإن قيل

.والحج فإن كان إطعام الطعام فرض عين : فيو تفصيل : قيل

كنفقة من تمزم نفقتو من األقارب فال ريب أنو أفضل من ان تطوعا ، فإن التطوع بالنفقة في الجياد والحج ، فإن ك

كان صمة رحم فيو أفضل من الجياد والحج ، نص عميو أحمد وكذا إن كان في عام مجاعة ونحوىا ، فيو

أفضل من الحج عند اإلمام أحمد ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وقد يقال في الجياد كذلك إذا لم يتعين وىذا الكالم كمو في تفضيل بعض األعمال عمى بعض لذاتيا ، فأماتفضيل بعض األعمال عمى بعض لزمانيا أو مكانيا فإنو قد يقترن بالعمل المفضول من زمان أو مكان ما يصير بو فاضال ، فيذا فيو كالم آخر نذكره

.إن شاء اهلل سبحانو وتعالى -في موضع آخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ياالصموات الخمس كفارة لمخطا

إذا صالىن لوقتين في الجماعة وغيرىاثنا ابن أبي حازم : حدثني إبراىيم بن حمزة -

والدراوردي ، عن يزيد بن عبد اهلل ، عن محمد بن إبراىيم ، عن أبي سممة بن عبد الرحمن ، عن أبي

أرأيتم لو أن نيرا : ) ) يقول ) ىريرة ، أنو سمع النبي م خمسا ما تقول ذلك يبقي بباب أحدكم يغتسل فيو كل يو

: قال . ال يبقي من درنو شيئا : قالوا ( ( من درنو ؟ فذلك مثل الصموات الخمس ، يمحو اهلل بيا ) )

( ( .الخطايا لمحو الخطايا بالصموات الخمس ) ىذا مثل ضربو النبي

، فجعل مثل ذلك مثل من ببابو نير يغتسل فيو كل يوم

وسخو ينقى بذلك حتى ال خمس مرار ، كما أن درنو و يبقى منو شيء ، فكذلك الصموات الخمس في كل يوم

.تمحو الذنوب والخطايا حتى ال يبقى منيا شيء إن الصالة تكفر الكبائر : واستدل بذلك بعض من يقول

والصغائر ، لكن الجميور القائمون بأن الكبائر ال يكفرىا م خص ىذا العمو : مجرد الصالة بدون توبة ، يقولون

منو الكبائر بما خرجو مسمم من حديث أبي ىريرة ، عن الصموات الخمس ، والجمعة إلى : ) ) ، قال ) النبي

الجمعة ، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينين ، ما ( ( .اجتنبت الكبائر

: ، قال ) عن عثمان ، عن النبي : -أيضا -وفيو فيحسن ما من امرئ مسمم تحضره صالة مكتوبة ،) )

وضوءىا وخشوعيا وركوعيا ؛ إال كانت كفارة لما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" قبميا من الذنوب ، ما لم تؤت كبيرة وكذلك الدىر

( ( .كمو وخرج النسائي وابن حبان والحاكم من حديث أبي سعيد

والذي نفسي بيده : ) ) ، قال ) وأبي ىريرة ، عن النبي صمي الصموات الخمس ويصوم رمضان ، ما من عبد ي

ويخرج الزكاة ويجتنب الكبائر السبع إال فتحت لو أبواب ( ( .ادخل بسالم : الجنة ، ثم قيل لو

وخرج اإلمام أحمد والنسائي من حديث أبي أيوب ، عن .أيضا -معناه ) النبي

الصموات الخمس كفارات لما بينين : وقال ابن مسعود .ما اجتنبت الكبائر .والموقوف أصح . وروي عنو مرفوعا

حافظوا عمى ىذه الصموات الخمس ؛ : وقال سممان .فإنين كفارة ليذه الجراح ، ما لم تصب المقتمة

وقد حكى ابن عبد البر وغيره اإلجماع عمى ذلك ، وأن نما تكفر الكبائر ال تكفر بمجرد الصموات الخمس ، وا

.الصموات الخمس الصغائر خاصة أبو بكر عبد : ذىب طائفة من العمماء ، منيم وقد

إلى أن اجتناب الكبائر -العزيز بن جعفر من أصحابنا شرط لتكفير الصموات الصغائر ، فإن لم تجتنب الكبائر لم تكفر الصموات شيئا من الصغائر ، وحكاه ابن عطية

: عن جميور أىل السنة ؛ لظاىر قولو " تفسيره " في ( ( .لكبائر ما اجتنبت ا) )

والصحيح الذي ذىب إليو كثير من العمماء ، ورجحو ابن عطية ، وحكاه عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن ذلك ليس بشرط ، وأن الصموات تكفر : الحذاق الصغائر مطمقا إذا لم يصر عمييا ، فإنيا باإلصرار

.عمييا تصير من الكبائر البخاري في ىذا الباب وحديث أبي ىريرة الذي خرجو

وغيره من األحاديث يدل عمى ذلك ، وقد ذكر البخاري في تبويبو عميو أن صالتين في وقتين شرط لتكفير

يغتسل فيو ) : ) ) الخطايا ، وأخذ ذلك من قول النبي ، وىذا يدل عمى تفريق الصموات ( ( كل يوم خمسا

خمس مرار في كل يوم وليمة ، ومن جمع بينيما في وقت واحد أو في وقتين أو ثالثة لغير عذر لم يحصل منو ىذا التفريق وال تكرير االغتسال ، وىو بمنزلة من

.اغتسل مرة أو مرتين أو ثالثا وحديث عثمان الذي خرجو مسمم يدل عمى أن كل صالة تكفر ذنوب ما بينيما وبين الصالة األخرى خاصة ، وقد

. ورد مصرحا بذلك في أحاديث كثيرةوحينئذ ؛ فمن ترك صالة إلى وقت صالة أخرى لغير

عذر وجمع بينيما فال يتحقق أن ىاتين الصالتين المجموعتين في وقت واحد لغير عذر يكفران ما مضى نما يكون ذلك إن كان من الذنوب في الوقتين معا ، وا

.الجمع لعذر يبيح الجمع فإن النير بالنير ىو مبالغة في إنقاء الدرن ؛ ) وتمثيمو

الجاري يذىب الدرن الذي غسل فيو وال يبقى لو فيو أثر ، بخالف الماء الراكد ؛ فإن الدرن الذي غسل فيو يمكث في الماء ، وربما ظير مع كثرة االغتسال فيو عمى طول الزمان ؛ وليذا روي النيي عن االغتسال في الماء الدائم

.كما سبق ذكره في الطيارة من حديث األعمش ، عن أبي " صحيح مسمم" وفي

مثل : ) ) ، قال ) سفيان ، عن جابر ، عن النبي الصموات الخمس كمثل نير جار غمر عمى باب أحدكم

قال : قال ( ( . يغتسل فيو كل يوم خمس مرات .وما يبقى ذلك من الدرن : الحسن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ان ، عن عبيد بن وقد روي عن األعمش ، عن أبي سفي .مرسال -) عمير ، عن النبي

.كذلك أرسمو الحفاظ ، وىو أشبو : قال أبو حاتم

.وروي تشبيو الصموات بخمس أنيار خرجو ابن جرير الطبري والطبراني والبزار من طريق

وحدثني عبد اهلل بن قريط ، أن عطاء : يحيى بن أيوب ي يحدث ، أنو بن يسار حدثو ، أنو سمع أبا سعيد الخدر

الصموات الخمس كفارة ما : ) ) يقول ) سمع رسول اهلل أرأيت لو أن رجال ) : ) ) وقال رسول اهلل ( ( . بينيما

كان لو معتمل ، وبين منزلو ومعتممو خمسة أنيار ، فإذا انطمق إلى معتممو عمل ما شاء اهلل ، فأصابو الوسخ

مبقيا من والعرق ، فكمما مر بنير اغتسل ما كان ذلكدرنو ، فكذلك الصموات ، كمما عمل خطيئة أو ما شاء

اهلل ، ثم صمى صالة فدعا واستغفر غفر لو ما كان ( ( .قبميا

من طريق عمر بن -أيضا -وخرج البزار نحوه صيبان ، عن زيد بن أسمم ، عن عطاء بن يسار ، عن

) .أبي سعيد ، عن النبي ابن صيبان فيو ضعف وىذه متابعة البن قريط ، ولكن

.شديد

أن ىذا التكفير ال يشترط لو أن : وأمااستنباط البخاري بباب ) ) تكون الصالة في جماعة ، فإنو أخذه من قولو

، ومن صمى في بيتو فيو كمن صمى في ( ( أحدكم .باب منزلو

لو كان األمر عمى ذلك لجعل النير : ولقائل أن يقول ابو دل عمى أنو خارج من بيتو في المنزل ، فمما جعمو بب

، ففيو إشارة إلى الصالة في المساجد ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن قربت من المنازل .وا وحديث أبي سعيد صريح في أن النير بين المنزل وبين

المعتمل ، وىو المكان الذي يعمل فيو المرء عممو .وينتشر فيو لمصالح اكتسابو ونحو ذلك

ا مما يدل عمى أن المراد بالدرن الصغائر التي وىذ

تصيب األنسان في كسبو ومعاشو ومخالطتو لمناس .المخالطة المباحة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - في تضييع الصالة عن وقتيا

ثنا ميدي ، عن : حدثنا موسى بن إسماعيل - ما كان عمى ما أعرف شيئا م: غيالن ، عن أنس ، قال

أليس ضيعتم ما : الصالة ؟ قال : قيل ) عيد رسول اهلل ضيعتم فييا ؟

ثنا عبد الواحد بن : حدثنا عمرو بن زرارة - واصل أبو عبيدة الحداد ، عن عثمان بن أبي رواد أخي

دخمت عمى : سمعت الزىري يقول : عبد العزيز ، قال يبكيك ؟ ما : أنس بن مالك بدمشق وىو يبكي ، فقمت

ال أعرف شيئا مما أدركت إال ىذه الصالة ، : فقال

.وىذه الصالة قد ضيعت : حدثنا محمد بن بكر البرساني : وقال بكر بن خمف

.أبنا عثمان بن أبي رواد نحوه إنما كان يبكي أنس بن مالك من تضييع الصالة إضاعة مواقيتيا ، وقد جاء ذلك مفسرا عنو ، وروى سميمان بن

ما أعرف فيكم : قال أنس : مغيرة ، عن ثابت ، قال ال، ليس ) اليوم شيئا كنت أعيده عمى عيد رسول اهلل

يا أبا حمزة ، الصالة ؟ : قمت . ال إلو إال اهلل : قولكم قد صميتم حين تغرب الشمس ، فكانت تمك صالة : قال

.؟ ) رسول اهلل .خرجو اإلمام أحمد

قال : ثابتا أخبره ، قال ورواه حماد بن سممة ، أن إال وقد ) ما شيء شيدتو عمى عيد رسول اهلل : أنس

وال: فقيل . أنكرتو اليوم ، إال شيادتكم ىذه

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إنكم تصمون الظير مع المغرب ، : الصالة ؟ فقال

)أىكذا كان رسول اهلل .يصمي ؟

ان ىذه لم تكن : عني وىذا استفيام إنكار من أنس ، ي ) .صالة النبي

: وخرج اإلمام أحمد من حديث عثمان بن سعد ، قال ما أعرف شيئا مما عيدت : سمعت أنس بن مالك يقول

: وال الصالة ؟ قال : قيل لو . اليوم ) مع رسول اهلل أوليس قد عممت ما صنع الحجاج في الصالة ؟

ة عن وقتيا أن الحجاج ىو أول من أخر الصال: ويقال بالكمية ، فكان يصمي الظير والعصر مع غروب

الشمس ، وربما كان يصمي الجمعة عند غروب الشمس ، فتفوت الناس صالة العصر ، فكان بعض التابعين .يومئ في المسجد الظير والعصر خوفا من الحجاج

.وقد روي ىذا الحديث عن أنس من وجوه متعددة من حديث أبي عمران وخرج اإلمام أحمد والترمذي

ما أعرف شيئا مما كنا عميو : الجوني ، عن أنس ، قال أو : أين الصالة ؟ قال : قمت ) . عمى عيد رسول اهلل

لم تصنعوا في صالتكم ما قد عممتم ؟الذي خرجو البخاري من طريقو أوال ، عن -وغيالن

.ابن جرير ، رواه عنو ميدي بن ميمون : ىو -أنس أبي رواد ىو اخو عبد العزيز بن أبي رواد ، وعثمان بن

وقد . كان ثقة : قال ابن معين . أبا عبد اهلل : يكنى روى عنو شعبة وغيره ، وقد بين البخاري أنو روى عنو

أبو عبيدة الحداد ومحمد بن بكر : ىذا الحديث .البرساني

وبكر بن خمف الذي عمق البخاري عنو الحديث ، يقال رئ ،ختن المق: لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يكنى أبا بشر ، ثقة ، روى عنو أبو داود وابن ماجو

عثمان بن جبمة بن أبي رواد : وليم شيخ آخر ، يقال لو المروزي والد عبدان عبد اهلل بن عثمان ، وىو ابن أخي عثمان ىذا ، يروي عن شعبة وطبقتو ، وروى عنو عمو

، وقد خرج -أيضا -، وىو ثقة عثمان بن أبي رواد .البخاري عن أبيو عبدان ، عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - المصمي يناجي ربو عز وجل

نا ىشام ، عن قتادة ، : حدثنا مسمم بن إبراىيم - إن أحدكم إذا صمى ) : ) ) قال النبي : عن أنس ، قال

نو ، ولكن تحت قدمو يناجي ربو ، فال يتفمن عن يمي ( ( .اليسرى

ال يتفل قدامو أو بين : ) ) وقال سعيد ، عن قتادة ( ( .ولكن عن يساره أو تحت قدمو . يديو

ال يبزق بين يديو ، وال عن يمينو ، : ) ) وقال شعبة ( ( .ولكن عن يساره أو تحت قدمو

ال يبزق في ) : ) ) وقال حميد ، عن أنس ، عن النبي ، وال عن يمينو ، ولكن عن شمالو ، أو تحت القبمة ( ( .قدمو ثنا : ثنا يزيد بن إبرىيم : حدثنا حفص بن عمر -

اعتدلوا في : ) ) ، أنو قال ) قتادة ، عن أنس عن النبي ذا بزق فال السجود ، وال يبسط احدكم ذراعية كالكمب ، وا

يبزق بين يديو ، وال عن يمينو ؛ فإنو يناجي ربو عز ( ( .وجل

عامة إلفاظ حديث أنس التي عمقيا ىاىنا قد خرجيا في وخرج ىناك مناجاة " . أبواب القبمة والبزاق في المسجد "

المصمي لربو عز وجل من حديث أبي ىريرة ، ومعناه من حديث ابن عمر ، وذكرنا نحن ىناك أحاديث متعددة

.ة بما فيو كفاي[ عمى ذلك ] في ىذا المعنى ، وتكممنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عكسو : والنداء . الحديث الخفي : والنجاء نما خرج البخاري ىذه األحاديث في ىذا الباب ليبين وا

ن المصمى مناج لربو في صالتو بذلك فضل الصالة ، وا ذا كان المصمي مناجيا لربو وكان ربو قد أوجب ، وا

مس مرات في خمس عميو أن يناجيو كل يوم وليمة خأوقات ، واستدعاه لمناجاتو بدخول الوقت واألذان فيو ؛ فإن األذان يشرع في أول الوقت ، فإفضل المناجين لو

أسرعيم إجابة لداعيو ، وقيأماإلى مناجاتو ، ومبادرة إلييا .في أول الوقت أبواب مواقيت " خرجو في -واهلل أعمم -وليذا المعنى

" .الصالة لذلك بأن اهلل تعالى لما استدعى موسى عميو ويستدل

وما : ) السالم لمناجاتو وكالمو أسرع إليو ، فقال لو ربو أعجمك عن قومك ياموسى قال ىم أوالء عمى أثري

فدل [ ، : طو ) ] وعجمت إليك رب لترضى

.توجب رضاه عمى أن المسارعة إلى مناجاة اهلل. وىذا دليل حسن عمى فضل الصالة في أول أوقاتيا

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - اإلبراد بالظير في شدة الحر

:خرج فيو أربعة أحاديث :الحديث األول

:قال ثنا أبو : ثنا أيوب بن سميمان بن بالل - ،

حدثنا : ن سميمان ، قال صالح بن كيسان بكر ، عونافع -األعرج عبد الرحمن وغيره ، عن أبي ىريرة

، -مولى عبد اهلل بن عمر ، عن عبد اهلل بن عمر إذا اشتد : ) ) ، أنو قال ) أنيما حدثاه عن رسول اهلل

الحر فأبردوا عن الصالة ؛ فإن شدة الحر من فيح ( ( .جينم

ابن : وسميمان ، ىو . أبي أويس ابن: أبو بكر ، ىو .بالل

وىذا من جممة نسخة يروييا أيوب ، عن أبي بكر ، عن والبخاري يخرج منيا كثيرا ، وقد توقف فييا . سميمان

قال ابن أبي : أبو حاتم الرازي ؛ ألنيا مناولة ، فإنو قال أخذت أنا وأيوب بن سميمان بن بالل من أخي : أويس

: قال أبو حاتم . ة مناولة ، فعارضنا بيا ألفا ومائتي ورقفزىدت فييا من أجل ذلك ، فمم أسمعيا من واحد

.منيما .ولكن الرواية بالمناولة جائزة عند األكثرين

وقد ذكر الطبراني أن ىذا الحديث تفرد بو أيوب بيذا .اإلسناد

ولكن قد روي حديث األعرج ، عن أبي ىريرة من غير .ىذا الوجو

ابن ماجو عن ىشام بن عمار ، عن مالك ، عن خرجو .كذلك " الموطا " وىو في . أبي الزناد ، عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من -أيضا -وكذلك حديث نافع ، خرجو ابن ماجة طريق الثقفي ، عن عبيد اهلل ، عن نافع ، عن ابن عمر

( ( .أبردوا بالظير : ) ) قال ) ، أن النبي :الحديث الثاني

ثنا غندر ثنا شعبة ، : حدثنا محمد بن بشار - سمع زيد بن وىب ، عن أبي : عن المياجر أبي الحسن

أبرد ، : ) ) الظير ، فقال ) أذن مؤذن النبي : ذر : وقال -( ( انتظر ، انتظر ) ) -أو قال -( ( أبرد دوا شدة الحر من فيح جينم ؛ فإذا اشتد الحر فأبر ) )

.حتى رأينا فيء التمول ( ( . عن الصالة زيد بن وىب ، كوفي " : تاريخو " قال ابن خراش في

. ثقة ، دخل الشام ، وروايتو عن أبي ذر صحيحة وىذا الحديث لم . والمياجر أبو الحسن صدوق كوفي

( ( .أبردوا بالظير : ) ) يروه إال شعبة :الحديث الثالث

:قال ثنا سفيان ، : بن عبد اهلل المديني ثنا عمي - حفظناه من الزىري ، عن سعيد بن المسيب ، عن : قال

إذا اشتد الحر : ) ) ، قال ) أبي ىريرة ، عن النبي ( ( .فأبردوا عن الصالة ؛ فإن شدة الحر من فيح جينم

ربي ، : واشتكت النار إلى ربيا ، فقالت ) ) - نفس في الشتاء : بنفسين فأذن ليا . أكل بعضي بعضا

، ونفس في الصيف ، فيو أشد ما تجدون من الحر ، ( ( .وأشد ما تجدون من الزميرير

حفظناه من الزىري عن : ) ) قول سفيان بن عيينة يشير إلى أنو إنما حفظو عن الزىري ، عن ( ( سعيد

.ابن المسيب ، لم يحفظو عنو عن أبي سممة

ن الزىري ، عن سعيد أو وقد روي عن ابن عيينة ، ع .بالشك -أبي سممة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ذكره الدارقطني وروي عن الزىري ، عن أبي سممة وحده ، عن أبي

.قالو عنو شعيب بن أبي حمزة : -ىريرة من طريقو بيذا " بدء الخمق " وقد خرج البخاري في

:اإلسناد حديث ( ( .ربيا اشتكت النار إلى ) )

-ورواه جماعة ، عن الزىري ، عن سعيد وأبي سممة .، عن أبي ىريرة -معا

اإلبراد من رواية الميث ويونس : وقد خرج مسمم حديث .وعمرو بن الحارث ، عن الزىري ، عنيما

من حديث يونس ، ( ( اشتكت النار : ) ) وخرج حديث

.عن ابن شياب ، عن أبي سممة وحده عن الزىري عن سعيد وأبي [ اإلبراد ] ث وروى حدي

يحيى األنصاري وعبيد اهلل بن عمر : -معا -سممة .وابن جريج وابن أبي ذئب ومعمر وغيرىم

.القوالن محفوظان عن الزىري : قال الدارقطني .عن سعيد وأبي سممة : يعني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الرابع ثنا : ثنا أبي : عمر بن حفص بن غياث حدثنا -

قال : ثنا أبو صالح ، عن أبي سعيد ، قال : األعمش أبردوا بالظير ؛ فإن شدة الحر من ) : ) ) رسول اهلل ( ( .فيح جينم

.سفيان ويحيى وأبو عوانة ، عن األعمش : تابعو كميم رووه ، عن األعمش ، عن أبي صالح ، : يعني

.ي عن أبي سعيد الخدر عن الفريأبي ، عن " بدء الخمق " وقد خرجو البخاري في ( ( .أبردوا بالصالة : ) ) سفيان كذلك ، ولفظو

إال أن رواية حفص فييا تصريح األعمش بسماعو لو .من أبي صالح ، فأمن بذلك تدليسو لو عنو

نما ذكر البخاري المتابعة لحفص عمى قولو ؛ ألن عبد وا اه ، عن األعمش ، عن أبي الرزاق واألشجعي روي

.صالح ، عن أبي ىريرة .ذكره اإلمام أحمد في رواية ابنو عبد اهلل

، ثم " مسند أبي ىريرة " في " مسنده " وخرجو كذلك في .أتبعو بحديث أبي سعيد أنو ىو الصواب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-وكذلك حدث بو عبد الرحمن بن عمر األصبياني ، عن ابن ميدي ، عن سفيان ، أماله -رستو : مقب وي

، فأنكره عميو أبو -من حفظو : قال أبي -عمييم ىو غمط ؛ الناس يروونو عن أبي سعيد : زرعة ، وقال

، فمما رجع رستو إلى بمده نظر في أصمو فإذا ىو عن أبي سعيد ، فرجع عما أماله ، وكتب إلى أبي زرعة

.يعتذر عما وقع منو : امة روايات ىذا الحديث من طرقو إنما فييا وع

، وليس ( ( عن الصالة ) ) أو ( ( أبردوا بالصالة ) ) ، إال في " الظير " ذكر " الصحيح " في شيء منيا في

.رواية أبي سعيد التي خرجيا البخاري ىاىنا وفي أحاديث الباب كمو ؛ األمر باإلبراد بالصالة في

.اشتداد الحر : أي ( ( أبردوا بالصالة : ) ) قولو : بي قال الخطأ

. داخمين في وقت البرد : تأخروا عنيا مبردين ، أي الظييرة ؛ ألن فتور [ حر ] كسر شدة : والمراد : قال

حرىا باإلضافة إلى وىج الياجرة برد ، وليس المراد أن يؤخر إلى أحد بردي النيار ، وىو برد العشي ؛ إذ فيو

.مة الخروج من قول األ

وفيح جينم شدة استعارىا ، وأصمو السعة : قال فيحي : واالنتشار ، وكانت العرب تقول في غاراتيا

.فياح فاحت القدر : الفيح سطوع الحر ، يقال : وقال غيره

.تفوح إذا غمت صموىا : أبردوا بالظير " : الغريبين " وأماقول صاحب .وبرد النيار أولو . في أول وقتيا

، وتغيير لممعنى ، وصالة الظير في أول فيو خطأوقتيا في شدة الحر ليس إبرادا ، بل ىو ضده ، بخالف

من صمى: ) ) أول النيار ، كما في الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .البردين دخل الجنة اإلبراد : ) ) وقد بوب البخاري عمى ىذه األحاديث

فدل ذلك عمى أنو يرى اإلبراد ( (بالظير في شدة الحر

في شدة الحر بكل حال ، سواء كان في البالد الحارة أو .غيرىا ، وسواء كان يصمي جماعة أو وحده

وىذا قول كثير من أىل العمم ، وذكر طائفة من المالكية كالقاضي إسماعيل وأبي الفرج أنو مذىب مالك ، وذكر

الم أحمد من أصحابنا أنو ظاىر ك" المغني " صاحب والخرقي ، ورجحو ، وكذلك حكاه ابن المنذر عن أحمد سحاق ، وحكاه الخطأبي عن أحمد ورجحو ابن المنذر وا

" جامعو " ، وحكاه عن أىل الرأي ، وحكاه الترمذي في سحاق ، ورجحو .عن ابن المبارك وأحمد وا

ولذلك ذكر بعض الشافعية أنو ظاىر الحديث ، ومال أنو ال يستحب اإلبراد : ن الشافعي إليو ، والمنصوص ع

إال في شدة الحر في البالد الحارة لمن يصمي جماعة " في موضع يقصده الناس من بعد ، كذا نص عميو في

.، وعميو جميور أصحابو " األم أنو ال يشترط البالد الحارة ، وحكوا قوال : وليم وجو أنو ال يشترط بعد المسجد ، بل يبرد ولو: لمشافعي

.كانت منازليم قريبة منو

أن تكون الصالة : واشترط طائفة من أصحابنا لإلبراد وسواء كان مما ينتابو الناس أو ال ، : في مسجد ، قالوا

.وأن تكون البمدان حارة شديدة الحر أو متوسطة .ومنيم من اشترط مسجد الجماعة فقط

وكذلك قال ابن عبد الحكم وطائفة من المالكية أنو ال يبرد إال بالصالة في مساجد الجماعة : يين العراق

.دون من صمى منفردا وذكر القاضي إسماعيل ، عن ابن أبي أويس ، عن

بمغني أن عمر: مالك ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنك بأرض حارة ، فأبرد ، ثم أبرد ، : قال ألبي محذورة .ثم ناد ، فكأنني عندك

.في المعنى الذي ألجمو أمر باإلبراد واختمفوا ىو حصول الخشوع في الصالة ؛ فإن : فمنيم من قال

الصالة في شدة الحر كالصالة بحضرة طعام تتوق نفسو إليو ، وكصالة من يدافع األخبثين ، فإن النفوس حينئذ تتوق إلى القيمولة والراحة ، وعمى ىذا فال فرق بين من

.يصمي وحده أو في جماعة ىو خشية المشقة عمى من بعد من : ومنيم من قال

المسجد بمشيو في الحر ، وعمى ىذا فيختص اإلبراد بالصالة في مساجد الجماعة التي تقصد من األمكنة

.المتباعدة .ىو وقت تنفس جينم : ومنيم من قال من حديث عمرو بن " صحيح مسمم " وقد ثبت في

صالة مشيودة ال: ) ) ، قال ) عبسة ، عن النبي محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم اقصر عن

الصالة فإن حينئذ تسجر جينم ، فإذا أقبل الفيء ، فإن ( ( .الصالة مشيودة محضورة حتى تصمي العصر

من حديث أبي " صحيحي ابن خزيمة وابن حبان " وفي :مرفوعا ، قال -ىريرة تى تميل فإذا انتصف النيار فاقصر عن الصالة ح) )

الشمس ؛ فإن حينئذ تسعر جينم ، وشدة الحر من فيح جينم ، فإذا مالت الشمس فالصالة محضورة مشيودة

( ( .متقبمة حتى تصمي العصر : يعني -فإذا كانت : " وخرجو ابن ماجو ، ولفظو

عمى رأسك -الشمس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ساعة تسعر فييا جينم كالرمح فدع الصالة ؛ فإن تمك ال، وتفتح فييا أبوابيا ، حتى تزيغ الشمس عن حاجبك

" .األيمن ، فإذا زالت فالصالة محضورة متقبمة وىذا يدل عمى أن شدة الحر عقيب الزوال من أثر

تسجرىا ، فكما تمنع الصالة وقت الزوال ، فإنو يستحب تأخرىا بعد الزوال حتى يبرد حرىا ويزول شدة وىجيا ؛ فإنو إثر وقت غضب ، والمصمي يناجي ربو ، فينبغي أن يتحرى بصالتو أوقات الرضا والرحمة ، ويجتنب

أوقات السخط والعذاب ، وعمى ىذا فال فرق بين .أيضا -المصمي وحده وفي جماعة

واألمر باإلبراد أمر ندب واستحباب ، ال أمر حتم يجاب ، ىذا مما ال خالف فيو بين العمماء .وا

ن شذ أحد من أىل الظاىر جريا عمى عادتيم ، ولم فإيبال بخرق إجماع المسممين ، كان محجوبا باإلجماع

قبمو ، وبحديث عمرو بن عبسة وأبي ىريرة المذكورين ، فإنيما يصرحان بأن الصالة بعد الزوال مشيودة

.محضورة متقبمة ، ولم يفرق بين فرض ونفل اإلبراد رخصة ، وأن وذىب طائفة من العمماء إلى أن

تركو سنة ، والصالة في أول الوقت بكل حال أفضل ، .وىو قول الميث بن سعد وطائفة من أصحاب الشافعي

.واألحاديث الصحيحة ترده .وقد جعل مالك القول بترك اإلبراد قول الخوارج

: وأماحد اإلبراد ، فقال القاضي أبو يعمى من أصحابنا صالة وبين آخر وقت الصالة يكون بين الفراغ من ال

.فضل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن يؤخر الصالة عن : حقيقة اإلبراد : وقال الشافعية أول الوقت بقدر ما يحصل لمحيطان فيء يمشي فيو طالب الجماعة ، وال يؤخر عن النصف األول من

.الوقت سحاق بن راىوية عن بعض وحكى سفيان الثوري وا

ماء ، أنو إذا أخر الصالة إلى نصف وقتيا فمم يفرط العمذا أخرىا حتى كانت إلى وقت الصالة األخرى أقرب ، وا

.فقد فرط .أنو يكره ذلك ، ال أنو يحرم : ولعمو يريد

وأماصالة الظير في غير شدة الحر ، فجميور العمماء عمى أن األفضل تعجيميا ، وفيو خالف عن مالك يأتي

.إن شاء اهلل -د ذكره فيما بعواستدل من لم ير استحباب اإلبراد بحديث خباب بن

حر الرمضاء ، فمم ) شكونا إلى رسول اهلل : األرت ، " السجود عمى الثوب : باب " يشكنا ، وقد ذكرناه في

أنيم طمبوا منو تأخير : وذكرنا أن الصحيح في تفسيره بالصالة الصالة بالياجرة ، فمم يجبيم إلى ذلك ، وأمرىم

.إذا زالت الشمس :وقد أجيب عنو بوجيين

أنيم طمبوا منو التأخير الفاحش المقارب آخر : أحدىما .الوقت ، فمم يجبيم إليو

أنو منسوخ باألمر باإلبراد ، وىو جواب اإلمام : والثاني .أحمد واألثرم

كنا نصمي مع : واستدال بحديث المغيرة بن شعبة ، قال أبردوا : ) ) لظير بالياجرة ، فقال لنا ا) رسول اهلل

( ( .بالصالة ؛ فإن شدة الحر من فيح جينم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وابن " صحيحو " خرجو اإلمام أحمد وابن حبان في

.ماجو أنيم شكوا إلى : وزعمت طائفة أن معنى حديث خباب

، أنيم يعذبون في رمضاء مكة في شدة الحر) النبي .وسألوه أن يدعو ليم ، فمم يجبيم

.وىذا بعيد ، وألفاظ الحديث ترده ، وقد سبق ذكره ، فالمحققون ( ( اشتكت النار إلى ربيا ) : ) ) وأماقولو

من العمماء عمى أن اهلل أنطقيا بذلك نطقاحقيقيا كما ينطق األيدي واألرجل والجمود يوم القيامة ، وكما أنطق

من الجمادات بالتسبيح والسالم عمى الجبال وغيرىا .، وغير ذلك مما يسمع نطقو في الدنيا ) رسول اهلل

-ما خرجو اإلمام أحمد والترمذي : ويشيد لذلك ، من حديث األعمش ، عن أبي صالح ، -وصححو

يخرج عنق : ) ) ، قال ) عن أبي ىريرة ، عن النبي وأذنان من النار يوم القيامة ، ليا عينان تبصران ،

: إني وكمت بثالثة : تسمعان ، ولسان ينطق ، يقول

بكل جبار عنيد ، وبكل من دعا مع اهلل إليا آخر ، ( ( .وبالمصورين

وقد روي عن األعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، ) .عن النبي

.أيضا -خرجو اإلمام أحمد .إن ىذا اإلسناد ىو المحفوظ : وقيل

يخرج : ) ) سناد ، ولفظ حديثو وخرجو البزار بيذا اإلعنق من النار يتكمم بمسان طمق ذلق ، ليا عينان تبصر

.وذكر الحديث -( ( بيما ، وليا لسان تتكمم بو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فأشد ما تجدون من الحر ، وأشد ما تجدون : ) ) وقولو

.أنو من تنفس جينم : بمعنى -( ( من الزميرير وقد فسر ذلك الحسن بما يحصل منو لمناس أذى من

.الحر والبرد

أحسن ما قيل في معنى ىذا : قال ابن عبد البر ، -رحمو اهلل -ما روي عن الحسن البصري : الحديث

يارب ، أكل : اشتكت النار إلى ربيا ، قالت : قال فخفف عنيا ، : قال . بعضي بعضا ، فخفف عني

سين ، فما كان من برد ييمك شيئا وجعل ليا كل عام نففيو من زميريرىا ، وما كان من سموم ييمك شيئا فيو

.من حرىا وقد جعل اهلل تعالى ما في الدنيا من شدة الحر والبرد

مذكورا بحر جينم وبردىا ، ودليال عمييا ، وليذا تستحب .االستعاذة منيا عند وجود ذلك

رواية دراج ، عن كما روى عثمان الدارمي وغيره منأو عن ابن حجيرة األكبر -أبي الييثم ، عن أبي سعيد

، ) حدثو ، عن النبي -، عن أبي ىريرة ، أو أحدىما ال إلو : إذا كان يوم حار ، فإذا قال الرجل : ) ) قال

إال اهلل ، ما أشد حر ىذا اليوم ، الميم أجرني من حر بيدي استجارني إن عبدا من ع: جينم ، قال اهلل لجينم

ذا كان يوم من حرك ، وأنا أشيدك أني قد أجرتو ، وا

ال إلو إال اهلل ، ما أشد برد : شديد البرد ، فإذا قال العبد ىذا اليوم ، الميم أجرني من زميرير جينم ، قال اهلل

إن عبدا من عبادي قد استعاذني من زميريرك : لجينم وما زميرير : ا قالو ( ( . ، فإني أشيدك أني قد أجرتو

بيت يمقى فيو الكافر فيتميز من شدة : ) ) جينم ؟ قال ( ( .بردىا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب اإلبراد بالظير في السفر -ثنا مياجر أبو الحسن : ثنا شعبة : حدثنا آدم -

عن ] سمعت زيد بن وىب ، : مولى لبني تيم اهلل ، قال في سفر ) كنا مع رسول اهلل : ري ، قال الغفا[ أبي ذر

، ثم " أبرد : " ، فأراد المؤذن أن يؤذن لمظير ، فقال لو ، حتى رأينا فيء " أبرد : " أراد أن يؤذن ، فقال لو

إن شدة الحر من فيح جينم ، ) : " التمول ، فقال النبي

" .فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصالة .يتميل [ : النحل ) ] أ يتفي : ) وقال ابن عباس

أن اإلبراد بالظير مشروع : مقصود البخاري بيذا الباب في الحضر والسفر ، وسواء كان جماعة المصمين

.مجتمعين في مكان الصالة أو كانوا غائبين بيذا الحديث عمى أن " جامعو " وقد استدل الترمذي في

من اإلبراد ال يختص بالمصمي في مسجد ينتابو الناسكان ىو ) البعد ، كما يقولو الشافعي ؛ فإن النبي

.وأصحابو مجتمعين في السفر ، وقد أبرد بالظير حتى مالت : يعني -" حتى رأينا فيء التمول : " وقولو

الشمس وبعدت عن وسط السماء ، حتى ظير لمتمول والفيء ىو الظل العائد بعد زوالو ، فإن الشمس . فيء

مول ونحوىا ظل مستطيل ، ثم يقصر إذا طمعت كان لمتحتى يتناىى قصره وقت قيام الشمس بالظييرة ، ثم إذا زالت الشمس عاد الظل وأخذ في الطول ، فما كان قبل الزوال يسمى ظال ، وما كان بعده يسمى فيئا ؛ لرجوع

الظل بعد ذىابو ، ومنو سمى الفيء فيئا ، كأنو عاد إلى .مما كان في يده المسممين ما كانوا أحق بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وقد حكى البخاري عن ابن عباس أنو فسر قولو .يتميل ) : يتفيأ ظاللو )

[ أن ] وفي حديث أبي ذر دليل عمى أن حد اإلبراد إلى .يظير فيء التمول ونحوىا

ث وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والحاكم من حديفي ) كان قدر صالة رسول اهلل : ابن مسعود ، قال

الصيف ثالثة أقدام ، وفي الشتاء خمسة أقدام إلى سبعة .أقدام

وقد روي موقوفا عمى ابن مسعود ، وأنو قال في .ثالثة أقدام إلى خمسة أقدام : الصيف

وىذا يدل عمى أنو إلى الطرف : قال بعض أصحابنا

أنو ال يؤخر : قول الشافعية األول أقرب ، وىذا يشبو .إلى النصف اآلخر من الوقت ، وىو الصحيح

وقد تقدم عن سفيان ، أنو حكى عن بعض العمماء ، أنو عد التاخير إلى النصف الثاني تفريضا ، فظاىر حديث أبي ذر الذي خرجو البخاري يدل عمى انو يشرع اإلبراد

ؤذن إال في باألذان عند إرادة اإلبراد بالصالة ، فال يوقت يصمي فيو ، فإذا أخرت الصالة أخر األذان معيا

.، وأن عجمت عجل األذان وقد وقع في كالم بعض أصحابنا ما يدل عمى أن من أخر الصالة في السفر إلى آخر وقتيا وىو سائر ، أنو يؤذن إذا نزل وأراد الصالة ، وحمموا فعل ابن مسعود

.ت الثانية أذن ليا بالمزدلفة عمى ذلك ، إذا دخل وقليمة جمع لما غربت لو ) أن النبي : ويشيد لذلك

الشمس بعرفة ، ودفع ، لم ينقل عنو أنو أذن لمصالة ، .فمما قدم جمعا أذن وأقام وصمى

وىذا يدل عمى أن الصالتين المجموعتين في وقت الثانية ال يؤذن ليما إال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تيما في وقت الثانية ، فيكون األذان لموقت عند صال .الذي يصمي فيو ال لموقت الذي يجمع فيو

" ولكن قد روى أبو داود الطيالسي ىذا الحديث في -وخرجو من طريقو الترمذي -، عن شعبة " مسنده في سفر ومعو ) كان رسول اهلل : قال أبو ذر : ولفظو

، ثم أراد " أبرد : " )بالل ، فأراد ان يقيم ، فقال النبي : قال " . أبرد في الظير ) : " أن يقيم ، فقال النبي

حتى رأينا فيء التمول ، ثم أقام فصمى ، فقال رسول اهلل إن شدة الحر من فيح جينم ، فأبردوا عن الصالة ) : "

. " ففي ىذه الرواية التصريح بأن اإلبراد إنما كان باإلقامة ،

بين كل أذانين ) : " ، كما في قولو واإلقامة تسمى أذانا .بين األذان واإلقامة : ، ومراده " صالة

أذن : وقد خرجو البخراي في الباب الماضي ، ولفظو أو -" أبرد ، أبرد : " الظير ، فقال ) مؤذن رسول اهلل

" .انتظر ، انتظر : " قال يدل عمى أنو إنما أخره باإلبراد -أيضا -وىذا

بعد ان أذن ، وىو دليل عمى أنو يؤذن في واالنتظار .أول وقت الصالة بكل حال ، سواء أبراد أو لم يبرد

ولكن إن أراد تأخيرىا عن وقتيا بالكمية حتى يصمييا في .وقت الثانية جمعا ، فإنو يؤخر األذان إلى وقت الثانية

ما خرجو مسمم من حديث جابر بن : ويدل عمى ىذا الل يؤذن إذا دحضت الشمس ، فال كان ب: سمرة ، قال

.، فإذا خرج أقام حين يراه ) يقيم حتى يخرج النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي األذان لممجوعتين في وقت الثانية خالف يذكر في .موضع آخر

ومتى فرق بين المجموعتين في وقت الثانية تفريقا كثيرا تحتاج الثانية : حابنا ، فقال القاضي أبو يعمى من أص

.إلى أذان آخر وقد روي عن ابن مسعود في جمعو بالمزدلفة ما يشيد

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم . لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب وقت الظير عند الزوال - .يصمي الظير بالياجرة ) كان النبي : وقال جابر

، " المغرب باب وقت " حديث جابر ىذا خرجو في .إن شاء اهلل -ويأتي في موضعو

الظير ) وقد سبق الحديث أبي جحيفة في صالة النبي .بالبطحاء بالياجرة

حديث جابر بن سمرة ، أن النبي -أيضا -وقد ذكرنا .كان يصمي الظير إذا دحضت الشمس )

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث زيد بن ثابت ، يصمي الظير بالياجرة ، ولم يكن ) كان النبي : قال منيا ، ) صالة أشد عمى أصحاب النبي ( يصمي )

الة الوسطى : ) فنزلت موات والص حافظوا عمى الص ( . : البقرة ) )

وخرج اإلمام أحمد والنسائي نحوه من حديث أسامة بن زيد ، أن رسول اهلل كان يصمي الظير باليجير ، وال

ون وراءه إال الصف والصفان ، والناس في قائمتيم يكموات : ) وتجارتيم ، فأنزل اهلل حافظوا عمى الص

الة الوسطى ) .والص .والحديثان إسنادىما واحد ، مختمف فيو ، وفيو نظر

:خرج البخاري في ىذا الباب ثالثة أحاديث :الحديث األول

:قال

(/)

"""""" حة رقم صف"""""" أبنا شعيب ، عن الزىري ، : حدثنا أبو اليمان - خرج حين ) أخبرني أنس بن مالك ، أن رسول اهلل : قال

زاغت الشمس ، فصمى الظير ، فقام عمى المنبر ، : " فذكر الساعة ؛ فذكر أن فييا أمورا عظاما ، ثم قال عن من أحب أن يسأل عن شيء فميسأل ، فال تسألوني

فأكثر الناس في " شيء إال أخبرتكم ما دمت في مقامي ، فقام عبد اهلل بن " سموا : " البكاء ، وأكثر أن يقول أبوك: " من أبي ؟ قال : حذاقة السيمي ، فقال

فبرك عمر عمى " سموني : " ، ثم أكثر أن يقول " حذافة رضينا باهلل ربا ، وباالسالم دينا ، : ركبتيو ، فقال

عرضت عمي الجنة : " ثم قال . فسكت . مد نبيا وبمحوالنار آنفا في عرض ىذا الحائط ، فمم أر كالخير والشر

. " .ميميا ، وىو عبارة عن زواليا : زيغ الشمس

صمى الظير في ذلك اليوم ) والحديث يدل عمى أنو حين زالت الشمس من غير ميمة ، لكن ىل كانت تمك

عجميا ذلك اليوم ألمر عادتو في صالة الظير ، أم حدث حتى يخبرىم بو ، ولذلك خطبيم وذكر الساعة ؟

كان يؤخر صالة ) ىذا محتمل ، والثاني أظير ، فإنو الظير في شدة الحر ، كما تقدم ، وأمافي غير ذلك

فكان يعجميا ، لكن ىل كانت عادتو أن يدخل في صالة الظير حين تزول الشمس في غير وقت شدة الحر دائما

.؟ ىذا فيو نظر ، بل األظير خالفو ، أنو كان يصمي إذا زالت الشمس أربع ) وقد روي عنو

:ركعات ، ويقول إنيا ساعة تفتح فييا أبواب السماء ، ويستجاب الدعاء " .خرجو الترمذي وغيره "

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن وقد كان يصمي قبل الظير ركعتين ، وروي عنو أنو كا .يصمي أربعا

وىذا كمو يدل عمى أنو لم يكن يحرم الصالة عقيب .الزوال من غير ميمة بينيما

وقد ذكرنا في الباب الماضي حديث ابن مسعود في -في الشتاء خمسة أقدام إلى سبعة ) صالة النبي

.قدر الظل : يعني ، أنو أمر بالال أن يجعل بين ) وقد روي عن النبي

قامتو قدر ما يفرغ اآلكل من أكمو ، والشارب من أذانو وا .شربو ، والمعتصر إذا دخل لقضاء حاجتو إسناده : خرجو الترمذي من حديث جابر ، وقال

.مجيول وخرجو عبد اهلل ابن اإلمام أحمد من حديث أبي بن

.كعب .وخرجو الدار قطني وغيره من حديث عمي

.من حديث أبي ىريرة وسممان -أيضا -وروي .وأسانيده كميا ضعيفة

أنو يستحب أن تكون الصالة : والصحيح عند أصحابنا بعد مضي قدر الطيارة وغيرىا من شرائط الصالة ،

ال : وكذلك ىو الصحيح عند أصحاب الشافعي ، وقالوا يضر الشغل الخفيف كأكل لقم وكالم قصير ، وال يكمف

.خالف العادة مة أول الوقت حتى أنو ال يحصل فضي: وليم وجو آخر

يقدم ذلك كمو قبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الوقت حتى تنطبق الصالة عمى أول الوقت وىذا غمط صريح مخالف لمسنة : قال بعضيم

المستفيضة ، وقد جعمو مالك قول الخوارج وأىل .االىواء

ال تفوت فضيمة أو نصف الوقت : ولمشافعية وجو آخر ب عندىم أن ينتظر بيا مصير الفيء مثل ، وال يستح

.الشراك وحكى الساجي ، عن الشافعي ، أنو يستحب ذلك ،

وحكى عن غيره أنو ال يجوز فعميا قبل ذلك ؛ فإن أول يوم الظير ) جبريل عميو السالم صمى بالنبي

.والفيء مثل الشراك وىذا ليس بشيء ، وىو مخالف لإلجماع ، وقد حمل

أن الشمس يومئذ زالت عمى قدر حديث جبريل عمى .الشراك من الفيء

ونقل ابن القاسم ، عن مالك ، أنو كان يستحب لمساجد الجماعات أن يؤخروا صالة الظير بعد الزوال حين

" يكون الفيء ذراعا ، صيفا وشتاء ، عمال بما رواه في .عن نافع ، أن عمر كتب إلى عمالو بذلك " الموطإ

كان يستحب أن يميل المؤذن بين : ري وقال سفيان الثو قامتو في الصيف مقدار أربعين آية ، وفي الشتاء أذانو وا

عمى النصف منيا ، ويميل في العصر أربعين آية ، وفي الشتاء عمى النصف منيا ، وفي المغرب إذا وجبت

. الشمس أذن ، ثم قعد قعدة ، ثم قام وأقام الصالة وفي . قدر ستين آية ويميل في العشاء اآلخرة: قال

الفجر إذا طمع الفجر أذن ، ثم صمى ركعتين ، ثم سبح

.اهلل وذكره .وىذا يدل عمى استجابة اإلبراد بالعصر في الصيف

.وحكي مثمو عن أشيب من المالكية وقد استحب كثير من السمف المشي إلى المساجد قبل

األذان ، وكان اإلمام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أحمد يفعمو في صالة الفجر ، واالثار في فضل المبادرة .بالخروج إلى المساجد كثيرة

" وبقية الحديث ، قد سبق الكالم عميو ، بعضو في الصالة عمى التنور والنار " ، وبعضو في " كتاب العمم

. " .جانبو : -يضم العين -وعرض الحائط :الحديث الثاني

:قال

ثنا شعبة ، عن أبي : حفص بن عمر حدثنا - يصمي ) كان النبي : المنيال ، عن أبي برزة ، قال

الصبح وأحدنا يعرف جميسو ، ويقرأ فييا ما بين الستين إلى المئة ، ويصمي الظير إذا زالت الشمس ، والعصر وأحدنا يذىب إلى أقصى المدينة ، ثم يرجع والشمس

ال يبالي بتأخر حية ، ونسيت ما قال في المغرب ، و .إلى شطر الميل : ثم قال -العشاء إلى ثمث الميل

أو ثمث : ثم لقيتو مرة ، فقال : قال شعبة : وقال معاذ .الميل

الكالم عمى ىذا الحديث يأتي مفرقا في أبوابو ، حيث .أعاد البخاري تخريجو فييا

والغرض منو ىاىنا صالة الظير ، وأنو كان يصمييا إذا لشمس ، وىذا يدل عمى مداومتو عمى ذلك ، أو زالت ا

: " عمى كثرتو وتكراره ، وىذا ىو األغمب في استعمال نما يقع ذلك لغير التكرار نادرا " . كان فالن يفعل .وا

وىذا ال ينافي ما قدمنا أنو يتأىب ليا بعد دخول الوقت .، وبعد األذان فيو ، وصالة ركعتين أو أربع

كان يصمي الجمعة إذا زالت ) وقد روي أن النبي الشمس ومعموم أنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان يخطب قبل صالتو خطبتين ، ثم يصمي ، وىذا كمو كان يصمي الظير أو الجمعة إذا : ال يمنع أن يقال

.زالت الشمس وقد خرجيا البخاري فيما -وفي رواية لحديث أبي برزة

يجير التي تدعونيا االولى إذا كان يصمي ال: -بعد .دحضت الشمس :أن لصالة الظير اسمين آخرين : وفي ىذه الرواية

.اليجير ؛ ألنيا تصمى بالياجرة : أحدىما .األولى : والثاني سميت بذلك ألنيا أول صالة صالىا جبريل : وقيل عند البيت ، في أول ما فرضت الصموات ) بالنبي

.الخمس ليمة اإلسراء :الحديث الثالث

:قال أبنا خالد : ثنا عبد اهلل : حدثنا محمد بن مقاتل -

حدثني غالب القطان ، عن بكر بن : بن عبد الرحمن كنا إذا : عبد اهلل المزني ، عن أنس بن مالك ، قال

بالظيائر سجدنا عمى ثيابنا اتقاء ) صمينا مع رسول اهلل .الحر

السجود عمى الثياب : ب با" قد سبق ىذا الحديث في . "

دليل عمى أن صالة الظير كانت تصمى في حال : وفيو .شدة حر الحصى الذي يسجد عميو

شكونا إلى رسول : حديث خباب : ويشيد ليذا المعنى حر الرمضاء ، فمم يشكنا ، وكمو يدل عمى أنو ) اهلل كان يبرد بالظير إبرادا يسيرا حتى تنكسر شدة الحر ، ) .يكن يؤخرىا إلى آخر وقتيا حتى يبرد الحصى ولم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روي بمثل ىذا اإلسناد الذي خرجو البخاري ىا ىنا كنا نصمي مع رسول اهلل : عن بكر ، عن أنس ، قال

في شدة الحر فيأخذ أحدنا الحصى في يده ، فإذا برد ) .وضعو وسجد عميو

.تعميقا " المعرفة " كتاب ذكره البييقي فيكنت أصمي : والمعروف في ىذا حديث جابر ، قال

، فآخذ قبضة من الحصى لتبرد ) الظير مع رسول اهلل .في كفي ، أضعيا لجبيتي ، أسجد عمييا ؛ لشدة الحر " خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن حبان في

.والحاكم " صحيحو عنو من مس الحصى في الصالة ، وليس ىذا مما ينيى

فإن ذلك المنيي -إن شاء اهلل تعالى -كما سيأتي ذكره .عنو مسو عبثا ، وىذا لمصمحة المصمي

يكره أن ينقل التراب والحصى من موضع : وقال مالك .الظل إلى موضع الشمس ليسجد عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صرباب تأخير الظير إلى الع -ثنا حماد بن زيد ، عن : حدثنا أبو النعمان -

عن جابر بن زيد ، عن -ابن دينار : وىو -عمرو صمى بالمدينة سبعا وثمانيا ) ابن عباس ، أن النبي

.الظير والعصر والمغرب والعشاء .عسى : لعمو في ليمة مطيرة ؟ قال : فقال أيوب

م يذكر فيو ، ول -أيضا -وخرجو مسمم من طريق حماد .قول أيوب

وخرجو من طريق ابن عيينة ، عن عمرو ، ولفظ . ثمانيا جميعا وسبعا جميعا ) صميت مع النبي : حديثو يا أبا الشعثاء ، أظنو أخر الظير وعجل العصر : قمت

.وأنا أظن ذلك : قال . ، وأخر المغرب وعجل العشاء التطوع صالة : أبواب " في -أيضا -وخرجو البخاري

. " وخرجو النسائي عن قتيبة ، عن سفيان ، وأدرج تفسيره

.في الحديث أن ىذا ليس من الحديث : الصحيح : قال ابن عبد البر

.، إنما ىو من ظن أبي الشعثاء وعمرو بن دينار ورواه محمد بن مسمم الطائفي ، عن عمرو بن دينار ،

" .من غير مرض وال عمة : " وزاد في حديثو .خرجو من طريقو الطبراني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ومحمد بن مسمم ، ليس بذاك الحافظ وخرج النسائي من طريق حبيب بن أبي حبيب ، عن عمرو بن ىرم ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس ،

أنو صمى بالبصرة األولى والعصر ، ليس بينيما شيء ، فعل ذلك من ] يما شيء ، والمغرب والعشاء ، ليس بين

شغل ، وزعم ابن عباس ، أنو صمى مع رسول اهلل بالمدينة األولى والعصر ثمان سجدات ، ليس بينيما )

[ .شيء وقد روي ىذا الحديث عن ابن عباس من وجوه أخر ، بألفاظ مختمفة ، روي عنو من رواية سعيد بن جبير ،

الظير )صمى لنا رسول اهلل : عن ابن عباس ، قال .والعصر جميعا بالمدينة ، في غير خوف وال سفر

.خرجو مسمم أرى ذلك كان في : قال مالك : وخرجو أبو داود ، وزاد

.مطر من طريق زىير ، عن أبي -أيضا -وخرجو مسمم

أراد أن ال : قال ابن عباس : بمثمو ، وزاد -الزبير .يحرج أحدا من أمتو

ريق قرة ، عن أبي الزبير ، من ط -أيضا -وخرجو أن ذلك كان في سفرة سافرىا في غزوة تبوك : وذكر فيو

.أراد أن ال يحرج أمتو : ، وذكر فيو قول ابن عباس من طريق األعمش ، عن حبيب بن -أيضا -وخرج

أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، بين الظير والعصر ،) جمع رسول اهلل : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

. والمغرب والعشاء بالمدينة ، في غير خوف وال مطر كيال يحرج : لم فعل ذلك ؟ قال : قمت البن عباس

.أمتو وقد اختمف عمى األعمش في إسناد ىذا الحديث ، وفي

: -أيضا -لفظو من غير : فقال كثير من أصحاب األعمش ، عنو فيو

.خوف وال مطر .من غير خوف وال ضرر : يم من قال عنو ومن

.وال عذر : ومنيم من قال تفرد بيا حبيب ، " المطر " وذكر البزار ، أن لفظة

عمى أن عبد الكريم قد قال نحو : قال . وغيره ال يذكرىا

.ذلك .وكذلك تكمم فييا ابن عبد البر

حدثنا : وروينا من طريق عبد الحميد بن ميدي البالسي ثنا : ثنا محمد بن سممة : معافي بن سميمان الجزري ال

أبي [ أبي أنيسة ، عن ] أبو عبد الرحيم ، عن زيد بن : الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال

بالمدينة من غير مطر وال قر ) صميت مع رسول اهلل لم فعل ذلك ؟ قال ابن : قمت لو . الظير والعصر جمعا

.ن ال يحرج أمتو أراد أ: عباس وعن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي الشعثاء ،

.مثمو -عن ابن عباس ولكن ؛ عبد الحميد ىذا ، قال فيو الحافظ عبد العزيز

.عنده مناكير : النخشبي وأمارواية عبد اهلل بن شقيق ، فمن طريق الزبير بن

خطبنا ابن : الخريت ، عن عبد اهلل بن شقيق ، قال س يوما بعد العصر حتى غربت الشمس وبدتعبا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قال . الصالة الصالة : النجوم ، وجعل الناس يقولون الصالة : فجاءه رجل من بني تميم ، اليفتر وال ينثني

أتعممني السنة ال أم لك ؟ : فقال ابن عباس . الصالة لظير والعصر جمع بين ا) رأيت رسول اهلل : ثم قال

.والمغرب والعشاء فحاك في صدري من ذلك شيء : قال عبد اهلل بن شقيق

.فأتيت أبا ىريرة ، فسألتو فصدق مقالتو .خرجو مسمم

من رواية عمران بن حدير ، عن عبد -أيضا -وخرجو الصالة ، : قال رجل البن عباس : هلل بن شقيق ، قال الصالة : ثم قال الصالة ، فسكت ، : فسكت ، ثم قال

ال أم لك ، تعممنا الصالة ؟ كنا : ، فسكت ، ثم قال ) .نجمع بين الصالتين عمى عيد رسول اهلل

وأمارواية عكرمة ، فمن طريق الحكم بن أبان ، عن صمى رسول اهلل : عكرمة ، عن ابن عباس ، قال

.مقيما غير مسافر سبعا وثمانيا ) .خرجو اإلمام أحمد

، عن -وفيو ضعف -أشعث بن سوار وفي روايةبين ) جمع رسول اهلل : عكرمة ، عن ابن عباس ، قال

الظير والعصر ، والمغرب والعشاء بالمدينة ، من غير .خوف وال مطر ، أراد التخفيف عن أمتو

وأمارواية عطاء بن يسار ، فمن رواية عبد الرحمن بن باس ، زيد بن أسمم ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن ع

جمع بين الظير والعصر ، والمغرب والعشاء ) أن النبي ما أراد : فقيل البن عباس . ، من غير مرض وال مطر

.التوسعة عمى أمتو : بذلك ؟ قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو حرب الكرماني ، عن يحيى الحماني ، عن عبد .الرحمن ، بو

.وعبد الرحمن ، فيو ضعف . مارواية صالح مولى التوأمة ، فذكرىا أبو داود تعميقا وأ

.من غير مطر : وفييا وخرجيا اإلمام أحمد من طريق داود بن قيس ، عن

جمع : صالح مولى التوأمة ، عن ابن عباس ، قال بين الظير والعصر ، والمغرب والعشاء ، ) رسول اهلل

ا أراد يا أبن عباس ، م: قالوا . في غير مطر وال سفر .التوسع عمى االمة : بذلك ؟ قال

وصالح ، مختمف في أمره ، وفي سماعو من ابن عباس .أيضا -

.وفي الباب أحاديث أخر ، في أسانيدىا مقال حدثنا : وخرج النسائي من رواية يحيى بن ىانئ المرادي

أبو حذيفة ، عن عبد الممك بن محمد بن أبي بشير ، قدم وفد ثقيف عمى : ، قال عن عبد الرحمن بن عمقمة

، فأىدوا لو ىدية ، وقعد معيم يسأليم ويسألونو ) النبي .، حتى صمى الظير مع العصر

وعبد . عبد الممك وابو حذيفة مجيوالن : قال الدارقطني

.الرحمن بن عمقمة ال تصح صحبتو وال يعرف وقد اختمفت مسالك العمماء في حديث ابن عباس ىذا ،

ن غير خوف وال سفر ، وليم فيو مسالك في الجمع م :متعددة

أنو منسوخ باإلجماع عمى خالفو ، وقد : المسمك االول حكى الترمذي في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .أنو لم يقل بو أحد من العمماء " كتابو " آخر

إن اإلجماع ينسخ ، كما يحكى عن : وىؤالء ال يقولون نما يقول ىو يدل عمى وجود نص : ون بعضيم ، وا

.ناسخ معارضتو بما يخالفو ، وقد عارضو : المسمك الثاني

الوقت ما بين : " اإلمام أحمد بأحاديث المواقيت ، وقولو ، وبحديث أبي ذر في األمراء الذين يؤخرون " ىذين

الصالة عن وقتيا ، وأمره بالصالة في الوقت ، ولو كان يحتج إلى ذلك ، فإن الجمع جائزا من غير عذر لم

أولئك األمراء كانوا يجمعون لغير عذر ، ولم يكونوا يؤخرون صالة النيار إلى الميل ، وال صالة الميل إلى

.النيار ، أنو قال لما ) وكذلك في حديث أبي قتادة ، عن النبي

ليس في : " ناموا عن صالة الفجر حتى طمعت الشمس من لم يصل الصالة النوم تفريط ، إنما التفريط عمى

" .حتى يجيء وقت الصالة االخرى .خرجو مسمم

إنما التفريط في اليقظة أن : " وخرجو أبو داود ، وعنده " .تؤخر صالة حتى يدخل وقت صالة اخرى

وقد عارض بعضيم حديث ابن عباس ىذا بحديث آخر يروى عنو ، وقد أشار إلى ىذه المعارضة الترمذي وابن

من رواية حنش ، عن عكرمة ، عن ابن شاىين ، وىو من جمع بين صالتين : " ، قال ) عباس ، عن النبي

" .من غير عذر فقد أتى بابا من ابواب الكبائر

.خرجو الترمذي حنش ىذا ىو أبو عمي الرحبي ، وىو حسين بن : وقال

قيس ، وىو ضعيف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

و أحمد وغيره ، والعمل عمى عند أىل الحديث ، ضعف .ىذا عند أىل العمم

.عمى حديث حنش مع ضعفو : يعني ىو : وخرجو الحاكم وصححو ، ووثق حنشا ، وقال

.قاعدة في الزجر عن الجمع بال عذر .ولم يوافق عمى تصحيحو

.ليس ليذا الحديث أصل : وقال العقيمي .ورواه بعضيم ، وشك في رفعو ووقفو

.الحارث بن أبي اسامة كذلك خرجو .ولعمو من قول ابن عباس

:وقد روي مثمو عن عمر وأبي موسى وروي وكيع ، عن سفيان ، عن ىشام ، عن رجل ، عن

الجمع بين : أبي العالية ، عن عمر بن الخطاب ، قال .الصالتين من غير عذر من الكبائر

وعن أبي ىالل الراسبي ، عن حنظمة السدوسي ، عن الجمع بين الصالتين من غير عذر : وسى ، قال أبي م

.من الكبائر أخر الظير إلى ) حممو عمى أن النبي : المسمك الثالث

آخر وقتيا ، فوقعت في آخر جزء من الوقت ، وقدم العصر في أول وقتيا ، فصالىا في أول جزء من الوقت

، فوقعت الصالتان مجموعتين في الصورة ، وفي قعت في وقتيا ، وفعل ىذا ليبين المعنى كل صالة و .آخر وقتيا [ إلى ] جواز تأخير الصالة

وقد روي من حديث معاذ بن جبل ، أن جمع النبي .أيضا -بين الصالتين بتبوك كان عمى ىذا الوجو )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بإسناد في ضعف " أوسطو " خرجو الطبراني في دينار وأبي الشعثاء ، أنيما وقد سبق عن عمرو بن

حمال الحديث عمى ىذا الوجو ، كما خرجو مسمم ، .وأشار اليو اإلمام أحمد وغيره

وعمى مثل ذلك حمل الجمع بين الصالتين في السفر بغير عرفة والمزدلفة من ال يرى الجمع في السفر ،

.سفيان الثوري وغيره من الكوفيين : منيم ك كان جمعا بين الصالتين لمطر أن ذل: والمسمك الرابع

، وىذا ىو الذي حممو عميو ايوب السختياني كما في .أيضا -رواية البخاري ، وىو الذي حممو عميو مالك

ومن ذىب إلى ىذا المسمك فإنو يطعن في رواية من كما قالو البزار وابن " من غير خوف وال مطر : " روى

.عبد البر وغيرىما ى ىذا فإنو يمزم من قولو جواز ومن حمل الحديث عم

الجمع في الحضر لممطر بين الظير والعصر والمغرب

:والعشاء ، وقد اختمف في ذلك فأماالجمع بين العشاءين لممطر ، فقد روي عن ابن

.عمر روى مالك ، عن نافع ، أن ابن عمر كان يجمع في

.الميمة المطيرة الك ، عن وقد رويناه من طريق سفيان بن بشير ، عن م

.، وال يصح رفعو -مرفوعا -نافع ، عن ابن عمر وفيو حديث آخر مرفوع من رواية أوالد سعد القرظ ، عن

آبائيم ، عن أجدادىم ، عن سعد القرظ ، أن النبي .كان يجمع بين المغرب والعشاء في المطر )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو الطبراني سناده ضعيف . وا

.كميم ليسوا بشيء : قال يحيى في أوالد سعد القرظ

مالك في المشيور عنو ، : وممن رأى الجمع لممطر سحاق ، وأبو ثور .واألوزاعي ، والشافعي ، وأحمد ، وا وروي عن عمر بن عبد العزيز ، عن فقياء المدينة

.السبعة ال يجوز الجمع لممطر إال في المدينة : وعن مالك رواية

؛ لفضمو ، وألنو ينتاب من بعد ، ) مسجد النبي في .فيجمع بينيما بعد مغيب الشفق ، وليس بالمدينة غيره

.والمشيور عنو األول أن األمراء بالمدينة كانوا يجمعون في الميمة : وأصل ىذا

المطيرة ، فيؤخرون المغرب ويجمعون بينيا وبين العشاء معيم ، وقد قبل مغيب الشفق ، وكان ابن عمر يجمع

عمم شدة متابعة ابن عمر لمسنة ، فمو كان ذلك محدثا .لم يوافقيم عميو البتة

وقد نص عمى ان جمع المطر يكون عمى ىذا الوجو سحاق : المذكور قبل مغيب الشفق .مالك وأحمد وا

: فيجمع بينيما بعد مغيب الشفق ؟ قال : وقيل ألحمد يجمع إذا : ال وق. ال ، إال قبل ، كما فعل ابن عمر

.اختمط الظالم وأماالجمع بين الظير والعصر في المطر ، فاألكثرون

. ما سمعت فيو شيئا : وقال أحمد : عمى أنو غير جائز وأجازه الشافعي إذا كان المطر نازال ، وبو قال أبو ثور ،

.ىو رواية عن أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كيف حمل حديث ابن -حمو اهلل ر -والعجب من مالك عباس عمى الجمع لممطر ، ولم يقل بو في الظير

والعصر ، والحديث صريح في جمع الظير والعصر والمغرب والعشاء ؟أن الذي نقمو ابن عباس عن النبي : المسمك الخامس

إنما كان في السفر ال في الحضر ، كما في رواية قرة ) ن جبير ، عن ابن عباس ، عن أبي الزبير ، عن سعيد ب

، أن ذلك كان في غزوة تبوك ، وقد خرجو مسمم كما

.تقدم وكذلك روى عبد الكريم ، عن مجاىد وسعيد بن جبير

وعطاء وطاوس ، أخبروه عن ابن عباس ، أنو أخبرىم ، كان يجمع بين المغرب والعشاء في ) أن رسول اهلل

، وال السفر من غير أن يعجمو شيء ، وال يطمبو عدو .يخاف شيئا

أبو أمية ، وىو ضعيف : ولكن ؛ عبد الكريم ىذا ، ىو .جدا

وأكثر رواة حديث ابن عباس ذكروا أن جمعو كان .بالمدينة ، وىم أكثر وأحفظ

.أن جمعو ذلك كان لمرض : والمسمك السادس ىذا عندي رخصة : وقد روي عن اإلمام أحمد ، أنو قال

.لممريض والمرضع :ختمف في جمع المريض بين الصالتين وقد ا

عطاء والنخعي والميث : فرخص فيو طائفة ، منيم سحاق .وأحمد وا

، فإن جمع [ رمضة ] وكذلك جوزه مالك لممضطر في

.لغير ضرورة أعاد في الوقت عنده ، وعند أبي حنيفة والشافعي ال يبيح من المرض الجمع بين الصالتين

.بحال لجمع لممريض ، بأمر النبي واستدل من أباح ا

المستحاضة أن تجمع بين)

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الصالتين بغسل واحد ؛ لمشقة الغسل عمييا لكل صالة من حديث حمنة بنت ) ، وذلك ما روي عن النبي

جحش وعائشة وأسماء بنت عميس ، وفي أسانيدىا .بعض شيء

قول عطاء والنخعي عمي وابن عباس ، وىو : وأمر بو سحاق .واألوزاعي وأحمد وا

أن جمعو كان لشغل ، وفي رواية : والمسمك السابع حبيب بن أبي حبيب ، عن عمرو بن ىرم ، عن جابر

بن زيد ، عن ابن عباس ، أنو جمع من شغل ، كما .خرجو النسائي وقد سبق

وكذلك في حديث عبد الرحمن بن عمقمة ، أن وفد ثقيف ) .بي شغموا الن

وخرج النسائي من رواية سالم ، عن ابن عمر ، أنو لما استصرخ عمى امرأتو صفية أسرع السير ، وجمع بين

قال رسول : الظير والعصر والمغرب والعشاء ، ثم قال إذا حضر أحدكم أمرا يخشى فوتو فيصمي : " ؟ ) اهلل

" .ىذه الصالة أحدكم إذا حضر : " وخرجو النسائي ، وفي رواية لو

" .األمر الذي يخاف فواتو ، فميصل ىذه الصالة وقد نص أحمد عمى جواز الجمع بين الصالتين

.لمشغل الشغل الذي : مراده : قال القاضي وغيره من أصحابنا .يباح معو ترك الجمعة والجماعة

.وفي ذلك نظر

ال بأس بالجمع بين الصالتين لمحاجة : وعن ابن سيرين .تخذ عادة والشيء مالم ي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حمل الحديث عمى ظاىره ، وأنو يجوز : المسمك الثامن الجمع بين الصالتين في الحضر لغير عذر بالكمية ، وحكي ذلك عن ابن عباس وابن سيرين ، وعن أشيب

.صاحب مالك وروى ابن وىب وغيره ، عن مالك أن آخر وقت الظير

.لشمس والعصر غروب اوىذا محمول عند أصحابو عمى أىل : قال ابن عبد البر

.الضرورات كحائض تطيرت ، ومغمى عميو يفيق امتداد الظير والعصر : عن طاوس -أيضا -وحكى

.إلى غروب الشمس .امتدادىما إلى أن تصفر الشمس : وعن عطاء

وكذلك روي عن عطاء وطاوس أن وقت المغرب .يطمع الفجر والعشاء ال يفوت حتى

وحكي معنى ذلك عن ربيعة ، وأن الوقتين مشتركان ، .وأن وقت الصالتين يمتد إلى غروب الشمس

.وحكي عن أىل الحجاز جممة وعده األوزاعي مما يجتنب من أقواليم ، فروى الحاكم ،

ثنا أبو : أخبرنا العباس بن الوليد البيروتي : عن األصم : معت األوزاعي يقول س: عبد اهلل بن بحر ، قال

شرب المسكر ، واألكل : يجتنب من قول أىل العراق عند الفجر في رمضان ، وال جمعة إال في سبعة أمصار ، وتأخير صالة العصر حتى يكون ظل كل شيء أربعة

: ومن قول أىل الحجاز . امثالو ، والفرار يوم الزحف استماع المالىي ، والجمع بين الصالتين من غير عذر

، والمتعة بالنساء ، والدرىم بالدرىمين والدينار بالدينارين تيان النساء في أدبارىن .، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-قمت ألبي عبد اهلل " : كتاب العمل " قال األثرم في أي شيء تقول في حديث ابن عباس ، -أحمد : يعني

جميعا ، من غير صمى ثمانيا جميعا وسبعا ) أن النبي خوف وال سفر ؟

أو صححو -ابن عباس كما ترى قد أثبت ىذا : فقال ، -ابن عمر ومعاذ وغير واحد -، وغيره يقول -

أيفعمو األنسان ؟ : فقمت . إنو في السفر : يقولون .إنما فعمو لئال يحرج أمتو : فقال

: ، وزاد " كتاب مسائمو ألحمد " وذكر األثرم نحوه في أن ال يحرج أمتو ، : أليس قال ابن عباس : قال أحمد

.نحو ىذا -إن قدم رجل أو آخر يبين أن أحمد " كتاب المسائل " وىذا الذي زاده في

حممو عمى تأخير الصالة األولى إلى آخر وقتيا ، وتقديم الثانية إلى أول وقتيا ، كما حممو عمى ذلك أبو

واهلل . ما سبق الشعثاء وعمرو بن دينار وغيرىما ك

.أعمم ، يدل " من غير خوف وال سفر : " وقول ابن عباس

بمفيومو عمى جواز الجمع لمخوف والسفر ، فأماالجمع إن شاء اهلل تعالى -لمسفر فيأتي الكالم فيو في موضعو

، وأماالجمع لمخوف لمحضر فظاىر حديث ابن عباس - .جوازه

صالة عن وقتيا وقد اختمف العمماء في جواز تأخير الن لم تكن مما تجمع ، كتأخير صالة الصبح بالكمية ، وا حتى تطمع الشمس ، والعصر حتى تغرب الشمس ، إذا

.اشتد الخوف .وفيو عن أحمد روايتان

فتأخير الصالتين المحموعتين إلى وقت الثانية وتقديميا في أول وقت األولى إذا احتيج إلى ذلك في الخوف

بل الينبغي أن يكون في جوازه خالف أولى بالجواز ،عند من يبيح الجمع لمسفر والمرض والمطر ، ونحو

.ذلك من األعذار الخفيفة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعن أحمد روايتان في جواز الفطر في الحضر لمقتال ، .أيضا -ومن أصحابنا من طردىما في قصر الصالة

عن عثمان بن عفان " ريبو غ" وقد حكى أبو عبيد في جواز قصر الصالة في الحضر -رضي اهلل عنو -

.لمخوف .واهلل أعمم . فالجمع أولى بالجواز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب وقت العصر - :خرج فيو عن عائشة ، وأبي برزة ، وأنس

خرجو من طرق مسندات تعميقا ، : فحديث عائشة :فقال

.في قعر حجرتيا : أسامة ، عن ىشام وقال أبو

وفي بعض النسخ ذكر ىذا بعد ان اسنده من حديث أبي :ضمرة ، وىو أحسن وقال

نا أنس بن عياض : نا إبراىيم بن المنذر ، قال - كان : ، عن ىشام ، عن أبيو ، عن عائشة ، قالت

يصمي العصر والشمس لم تخرج من ) رسول اهلل .حجرتيا

ثنا الميث ، عن ابن شياب ، عن : نا قتيبة ث - صمى العصر والشمس ) عروة ، عن عائشة ، أن النبي

.في حجرتيا ، لم يظير الفيء من حجرتيا نا ابن عيينة ، عن الزىري ، عن : ثنا أبو نعيم -

يصمي صالة ) كان النبي : عروة ، عن عائشة ، قالت ظير الفيء العصر والشمس طالعة في حجرتي ، لم ي

.بعد وقال مالك ، ويحيى بن سعيد ، : قال أبو عبد اهلل

.والشمس قبل أن تظير : وشعيب ، وابن أبي حفصة " حديث مالك ىذا الذي اشار اليو ، قد خرجو في أول

"المواقيت : كتاب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في ضمن حديث أبي مسعود األنصاري ، من طريق ولقد حدثتني : قال عروة : عن الزىري ، ولفظو مالك ،

كان يصمي العصر والشمس ) عائشة ، أن رسول اهلل .في حجرتيا ، قبل أن تظير

االحتجاج عمى عمر بن عبد : وكان مقصود عروة حيث أخر العصر يوما شيئا ، -رحمو اهلل -العزيز

فأخبره عروة بيذا الحديث ، مستدال بو عمى ان النبي .كان يعجل العصر في أول وقتيا )

أن : ووجية الداللة من الحديث عمى تعجيل العصر الحجرة الضيقة القصيرة الجدران يسرع ارتفاع الشمس منيا ، وال تكون الشمس فييا موجودة ، إال والشمس

.مرتفعة في االفق جدا ظيور الشمس من الحجرة بعموىا : وفسر اليروي وغيره

قولو : يكون الظيور العمو ، ومنو عمى السطح ، ف، [ : الزخرف ) ] ومعارج عمييا يظيرون : ) تعالى

: الكيف ) ] فما اسطاعوا أن يظيروه : ) وقولو تعالى ال تزال طائفة من أمتي ) : " ، وقول النبي [

" .ظاىرين عمى الحق ر الشمس من وقد ذكر ابن عبد البر في معنى ظيو

العمو كما : أحدىما : الحجرة في ىذا الحديث قولين أن معناه خروج الشمس من قاعة : والثاني . تقدم

.وكل شيء خرج فقد ظير : قال . الحجرة ورواية أبي ضمرة أنس بن عياض ، عن ىشام : قمت

التي خرجيا البخاري ىا ىنا تدل عمى ىذه ؛ ألنو قال وفي " م تخرج من حجرتيا والشمس ل: " في روايتو

" .لم يظير الفيء من حجرتيا : " رواية الميث وغيره ىو الظل بعد الزوال بذىاب الشمس منو ، : والفيء أن الفيء لم يعم جميع حجرتيا ، بل الشمس : والمعنى

.باقية في بعضيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لفيء من وعمى ىذه الرواية ، فيكون معنى ظيور ا .وجوده وبيانو ووضوحو : الحجرة .بعموه لجدر الحجرة : ظيوره -أيضا -وفسر

ظيور " صحيحو " وفسر محمد بن يحيى اليمداني في لم يكن : والمعنى : قال . الفيء بغمبتو عمى الشمس

: الفيء أكثر من الشمس حين صمى العصر ، كما يقال .ظير فالن عمى فالن إذا غمب عميو

: " ي بعض روايات ابن عيينة ليذا الحديث زيادة وف " .بيضاء نقية

-وأمارواية أبي أسامة ، عن ىشام التي ذكرىا البخاري ، فيذه الرواية " والشمس في قعر حجرتيا : " -تعميقا

تدل عمى أن الشمس كانت موجودة في وسط الحجرة .وأرضيا ، لم تظير عمى جدران الحجرة

ل عمى شدة تعجيل العصر أكثر من وىذه الرواية تدغيرىا من الروايات ، فإن بقية الروايات إنما تدل عمى

بقاء الشمس في الحجرة لم تخرج منيا ، فيحتمل ان .تكون موجودة عمى حيطان الحجرة قد قاربت الخروج ورواية أبي أسامة تدل عمى ان الشمس كانت موجودة

.في أرض الحجرة والبييقي من " صحيحو " في وقد خرجو اإلسماعيمي

: حديث أبي أسامة ، عن ىشام ، عن عائشة ، قالت يصمي العصر والشمس في قعر ) كان رسول اهلل

.حجرتي نا : من طريق أبي معاوية -أيضا -وخرجو البييقي

والشمس بيضاء في قعر : " فذكره ، وقال -ىشام " .حجرتي طالعة

ا من أبين ما روي ىذ: وحكى عن الشافعي ، أنو قال في أول الوقت ؛ ألن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" في موضع منخفض من المدينة ، وليست ) حجر النبي

بالواسعة ، وذلك أقرب ليا من أن ترتفع الشمس منيا في .أول وقت العصر :وحديث أبي برزة

:قال أبنا : أبنا عبد اهلل : حدثنا محمد بن مقاتل -

دخمت أنا وأبي : عوف ، عن سيار بن سالمة ، قال كيف كان : عمى أبي برزة األسممي ، فقال لو أبي

كان يصمي : يصمي المكتوبة ؟ فقال ) رسول اهلل اليجير التي تدعونيا األولى حين تدحض الشمس ،

ويصمي العصر ، ثم يرجع أحدنا إلى رحمو في أقصى ، -في المغرب ونسيت ما قال -المدينة والشمس حية

وكان يستحب أن يؤخر من العشاء التي تدعونيا العتمة ، وكان يكره النوم قبميا والحديث بعدىا ، وكان ينفتل من صالة الغداة حين يعرف الرجل جميسو ، ويقرأ بالستين

.إلى المائة

قول أبي : المقصود من ىذا الحديث في ىذا الباب ، ثم يرجع أحدنا يصمي العصر) كان النبي : " برزة

" .إلى رحمو في أقصى المدينة والشمس حية وقد سبق الحديث من رواية شعبة ، عن أبي المنيال ،

ويصمي العصر وأحدنا يذىب إلى اقصى : " وفيو : ، وذكر في حديثو " المدينة ، ثم يرجع والشمس حية

.زيادة الرجوع جد فسر خيثمة حياتيا بأن ت" والشمس حية : " وقولو .حرىا

.خرجو البييقي .بقاء لونيا : حياتيا : وقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .قالو الخطأبي وغيره : -بقاء حرىا ولونيا : وقيل

:وحديث أنس

:خرج لو ثالثة أحاديث :الحديث األول

حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن - بي طمحة ، عن أنس بن مالك ، إسحاق بن عبد اهلل بن أ

كنا نصمي العصر ، ثم يخرج األنسان إلى بني : قال .عمرو بن عوف ، فنجدىم يصمون العصر

وكذا خرجو مسمم ، عن يحيى بن يحيى ، عن مالك ، " .الموطإ " وكذا ىو في . بو

ورواه ابن المبارك وعتيق بن يعقوب ، عن مالك ، عن ا نصمي العصر مع كن: إسحاق ، عن أنس ، قال

.فذكرا الحديث ، وصرحا برفعو -) رسول اهلل والرواية المشيورة عن مالك في معنى المرفوع ؛ ألن أنسا إنما أخرجو في مخرج االستدالل بو عمى تعجيل

.العصر وبنو عمرو بن عوف عمى ثمثي فرسخ من المدينة ،

.وروي ذلك في حديث عن عروة بن الزبير دليل عمى جواز تأخير العصر ، ما لم : وفي الحديث

يدخل وقت الكراىة ؛ فإن الصحابة فييم من كان يؤخرىا أنو: في عيده ، والظاىر ) عن صالة النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .يعمم ذلك ، ويقر عميو ) كان

وروى ربعي بن حراش ، عن أبي األبيض ، عن أنس ، العصر والشمس ) ل اهلل كنت أصمي مع رسو : قال

: بيضاء محمقة ، ثم آتي عشيرتي وىم جموس ، فأقول ) .ما مجمسكم ؟ صموا ؛ فقد صمى رسول اهلل

.خرجو اإلمام أحمد " .محمقة : " وخرج النسائي إلى قولو

وىم في ناحية : وخرجو الدارقطني بتمامو ، وزاد فيو .المدينة

ال أعرفو ، وال : د وأبو األبيض ىذا ، قال اإلمام أحم .أعمم روى عنو اال ربعي بن حراش

:الحديث الثاني أبنا أبو بكر : أبنا عبد اهلل : حدثنا ابن مقاتل -

سمعت أبا أمامة : بن عثمان بن سيل بن حنيف ، قال صمينا مع عمر بن عبد العزيز الظير ، ثم : يقول

مي خرجنا حتى دخمنا عمى أنس بن مالك ، فوجدناه يصياعم ، ما ىذه الصالة التي صميت ؟ : العصر ، فقمت

التي كنا ؟ ) العصر ، وىذه صالة رسول اهلل : قال .نصمي معو

.ابن سيل بن حنيف : أبو أمامة ، ىو وصالة عمر بن عبد العزيز ىذه كانت بالمدينة ، حيث كان أميرا من قبل الوليد ، وقد تقدم أنو حينئذ لم يكن

مواقيت الصالة المسنونة ، فكان يجري عنده عمم منعمى عادة أىل بيتو وعموم الناس معيم في تأخير

الصالة أحيانا ، فمما

(/)

"""""" صفحة رقم """""" بمغتو السنة اجتيد حينئذ عمى العمل بيا ، ولكنو لم

يعمل القيام بيا عمى وجييا إال في أيام خالفتو ، فإنو امة الحق عمى وجيو ، ولم يترخص في بالغ حينئذ في إق

-شيء مما يقدر عميو ، وال أخذتو في اهلل لومة الئم .رضي اهلل عنو

[ :الحديث الثالث ] : أبنا شعيب ، عن الزىري : حدثنا أبو اليمان -

يصمي ) كان رسول اهلل : حدثني أنس بن مالك ، قال العصر والشمس مرتفعة حية ، فيذىب الذاىب إلى

.العوالي ، فيأتييم والشمس مرتفعة .وبعض العوالي من المدينة عمى أربعة أميال أو نحوه

أبنا مالك ، عن ابن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - كنا نصمي العصر : شياب ، عن أنس بن مالك ، قال

.، ثم يذىب الذاىب إلى قباء ، فيأتييم والشمس مرتفعة ن ، ليبين مخالفتو ألصحاب إنما خرجو من ىذين الوجيي

.الزىري في ىذا الحديث

:وقد خالفيم فيو من وجيين ، وذكره أصحاب ) أنو لم يذكر فيو النبي : أحدىما

.الزىري ، كما خرجو البخاري ىنا من رواية شعيب من رواية صالح بن كيسان ، " كتابو " وخرجو في أواخر

لعوالي أربعة وبعد ا: " زاد الميث ، عن يونس : ثم قال " .أميال أو ثالثة

-وخرجو مسمم من رواية الميث وعمرو بن الحارث .، عن الزىري ، بو -كالىما

ورواه أبو صالح ، عن الميث ، عن يونس ، عن .الزىري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وبعض : " وما ذكره البخاري في رواية شعيب من قولو ، فيو " ة عمى أربعة أميال أو نحوه العوالي من المدين

.من قول الزىري ، أدرج في الحديث

.وقد بين ذلك معمر ، عنو : قال البييقي : ثم خرجو من طريق معمر عنو ، وقال في آخر حديثو

-والعوالي من المدينة عمى ميمين وثالثة : قال الزىري .وأربعة : أو حسبو قال ثم يذىب : " في روايتو أن مالكا قال: والوجو الثاني

، كذا رواه أصحابو عنو ، وكذا ىو " الذاىب إلى قباء " .الموطا " في

إلى العوالي : " وخالفو سائر أصحاب الزىري ، فقالوا . "

: " وقد رواه خالد بن مخمد ، عن مالك ، فقال فيو .، وليس ىو بمحفوظ عن مالك " العوالي

أحد عمى قولو في ىذا لم يتابع مالكا : قال النسائي " .إلى العوالي : " والمعروف " إلى قباء : " الحديث

رواه جماعة أصحاب الزىري عنو : وقال ابن عبد البر ، وىو الصواب عند أىل " إلى العوالي : " ، فقالوا وىم ال شك " إلى قباء : " وقول مالك : قال . الحديث

.فيو عندىم ، ولم يتابعو أحد عميو .ذكر أبو بكر الخطيب وغيره وكذا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" صفوان [ أبو ] أنا : قد رواه الشافعي في القديم : قمت

ابن سعيد بن عبد الممك ابن مروان ، عن ابن أبي ذئب كان رسول اهلل : ، عن الزىري ، عن أنس ، قال

يصمي العصر ، ثم يذىب الذاىب إلى قباء فيأتييا ) .والشمس مرتفعة

: " ورواه عن ابن أبي فديك ، عن ابن أبي ذئب ، وقال " .إلى العوالي

وىذا ال . وكذا رواه الواقدي ، عن معمر ، عن الزىري .يمتفت إليو

إال أن المعنى في ذلك متقارب عمى : قال ابن عبد البر سعة الوقت ؛ ألن العوالي مختمفة المسافة ، فأقربيا إلى

ما كان عمى ميمين أو ثالثة ، ومثل ىذا ىي المدينةالمسافة بين قباء وبين المدينة ، وقباء من بني عمرو بن

عوف ، وقد نص عمى بني عمرو بن عوف في .ىذا إسحاق بن أبي طمحة [ حديث أنس ]

يشير إلى حديثو المتقدم ، وخرجو من طريق إبراىيم بن ، ) ي أبي عبمة ، عن الزىري ، عن أنس ، عن النب

، " والعوالي من المدينة عمى عشرة أميال : " وقال فيو وكان الزىري ذكر في ىذه الرواية أبعد ما بين العوالي والمدينة ، كما ذكر في الرواية المتقدمة أقرب ما بينيا

.وبين المدينة " القسمة " خرجو البخاري في : وفي الباب حديث آخر

نا أبو : األوزاعي نا : نا محمد ابن يوسف : ، فقال كنا [ : قال ] سمعت رافع بن خديج : النجاشي ، قال العصر ، فننحر جزروا ، فتقسم عشر ) نصمي مع النبي

.قسم ، فناكل لحما نضيجا قبل ان تغرب الشمس عطاء بن : أبو النجاشي ، اسمو : قال الدارقطني

صييب ، ثقة مشيور ، صحب رافع بين خديج ست .سنين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:والكالم ىاىنا في مسألتين :احداىما

:اولو واخره : في حد وقت العصر :فحكى ابن المنذر فيو اقواال ، فقال : فأمااولو

فكان مالك والثوري : اختمفوا في أول وقت العصر سحاق وابو ثور يقولون وقت الظير : والشافعي وأحمد وا

.شيء مثمو إذا صار ظل كلاخر وقت الظير أول : واختمفوا بعد ، فقال بعضيم

وقت العصر ، فمو ان رجمين صمى احدىما الظير واالخر العصر حين صار ظل كل شيء مثمو لكانا

مصميين الصالتين في وقتيا ، قال بيذا إسحاق ، وذكر

.ذلك عن ابن المبارك وز أول وقت العصر إذا جا: وأماالشافعي فكان يقول

ظل كل شيء مثمو ما كان ، وذلك حين ينفصل من .اخر وقت الظير

ىذا ىو المعروف في مذىب أحمد وأصحابو ، : قمت وحكى بعض المتأخرين رواية عنو كقول ابن المبارك

سحاق ، وىي غير معروفة .وا : وحكي عن ربيعة قول ثالث ، وىو : قال ابن المنذر

.شمس ان وقت الظير والعصر إذا زالت الان وقت العصر ان يصير الظل : وفيو قول رابع ، وىو

قائمتين بعد الزوال ، ومن صالىا قبل ذلك لم تجزئو ، .أبا حنيفة : يعني -وىذا قول النعمان

وحكى ابن عبد البر ، عن مالك مثل قول ابن المبارك سحاق ، وعن الثوري والحسن بن صالح وأبي يوسف وا

سحاق وأ بي ثور مثل قول الشافعي ، ومحمد وأحمد وا آخر وقت الظير إذا صار ظل كل : وعن أبي حنيفة

.شيء مثميو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .فخالف القياس في ذلك ، وخالفو أصحابو فيو : قال

: وذكر الطحاوي رواية اخرى عن أبي حنيفة ، أنو قال آخر وقت الظير حين يصير ظل كل شيء مثمو ،

وال يدخل وقت العصر حتى يصير ظل . قول الجماعة ككل شيء مثميو ، فترك بين الظير والعصر وقتا مفردا

.ال يصمح الحدىما .أيضا -وىذا لم يتابع عميو : قال

وحكى ابن عبد البر ، عن أبي ثور والمزني مثل قول ابن المبارك ومن تابعو ، باالشترك بين الوقتين إذا صار

مثميو بقدر اربع ركعات ، فمن صمى في ظل كل شيء .ذلك الوقت الظير والعصر كان مؤديا ليا

وحكي عن عطاء وطاوس ، ان ما بعد مصير ظل كل إلى : شيء مثمو وقت الظير والعصر معا ، قال طاوس

إلى اصفرارىا ، وقد : غروب الشمس ، وقال عطاء .سبق ذكر قوليا ، وانو حكى رواية عن مالك

الشافعي عمى ان وقت العصر ال يدخل حتى وقد نص يزيد ظل الشيء عمى مثمو ، وكذلك قالو الخرقي من

.أصحابنا " .بالزيادة : " واختمف أصحاب الشافعي في معنى قولو

ىي لبيان انتياء الظل إلى المثل ، واال : فمنيم من قال فالوقت قد دخل قبل حصول الزيادة بمجرد حصول المثل

.تكون الزيادة من وقت العصر ، فعمى ىذا انيا من وقت الظير ، وانما يدخل : ومنيم من قال

انو ظاىر كالم الشافعي : العصر عقبيا ، وقيل .والعراقيين من أصحابو

ليست الزيادة من وقت الظر وال من : ومنيم من قال وىو . وقت العصر ، بل ىي فاصل بين الوقتين

.اضعف االقوال ليم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأما المنقول عن السمف ، فاكثرىم حدده بقدر سير .الراكب فرسخا أو فرسخين قبل غروب الشمس

: فروى مالك ، عن نافع ، أن عمر كتب إلى عمالو صموا الظير إذا كان الفيء ذراعا ، اال ان يكون ظل أحدكم مثمو ، والعصر والشمس بيضاء نقية ، قدر ما .يسير الراكب فرسخين أو ثالثة ، قبل غروب الشمس

.عن نافع ، عن ابن عمر ، عن عمر : ورواه غيره نا سعد بن أوس ، : وروى أبو نعيم الفضل بن دركين

صل : عن بالل العبسي ، ان عمر كتب إلى سعد .العصر وانت تسير ليا ميمين أو ثالثة

مالك عن سالت أنس بن : نا يزيد بن مردانبو ، قال إذا صميت العصر ثم سرت ستة : وقت العصر ، فقال

.اميال حتى إلى غروب الشمس فذلك وقتيا نا ابن عيينة ، عن أبي سنان ، عن سعيد بن جبير ،

تصمي العصر قدر ما تسير البعير المحممة : قال

.فرسخين نا ابن عيينة ، عن أبي سنان ، عن عبد اهلل بن أبي

.سخ فر : اليذيل ، قال :وأمااخر وقت العصر ، ففيو اقوال

أنو غروب الشمس ، روي ذلك عن ابن عباس : أحدىما .وعكرمة وأبي جعفر محمد بن عمي

إلى مصير ظل كل شيء مثميو ، روي عن : والثاني .أبي ىريرة ، وىو قول الشافعي ، وأحمد في رواية

حتى تصفر الشمس ، روي عن عبد اهلل بن : والثالث بن العاص ، عمرو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو قول االوزعي ، وأحمد في رواية ، وأبي يوسف ، .ومحمد

وفيو حديث ، عن عبد اهلل بن عمرو ، اختمف في رفعو

.مرفوعا " صحيحو " ووقفو ، وقد خرجو مسمم في ال يخرج : واكثر من قال بيذا القول والذي قبمو ، قالوا

عصر بالكمية باصفرار الشمس وال بمصير ظل وقت الكل شيء مثميو ، انما يخرج وقت االختيار ، ويبقى ما

.بعده وقت ضرورة وىل يكون التأخير اليو لغير ذوي االعذار محرما ، أو

.مكروىا كراىة تنزيو ؟ فيو وجيان ألصحابنا يخرج وقت العصر : وقال االصطخري من الشافعية

ر ظل الشيء مثميو ، ويصير بعد ذلك بالكمية حتى يصي .قضاء ، ولم يوافقو عمى ذلك أحد

انو بعد مصير ظل كل شيء : والمشيور عند الشافعية مثميو إلى اصفرار الشمس يجوز التأخير اليو بال كراىة

يفوت : ، ولكن يفوت وقت الفضيمة واالختيار ، وقالوا وقت الفضيمة بمصير ظل الشيء مثمو ونصف مثمو ،

ووقت االختيار بمصير ظل الشيء مثميو ، ووقت الجواز يمتد إلى اصفرار الشمس ، ومن وقت االصفرار .إلى ان تغرب الشمس وقت كراىة لغير ذوي االعذار

ان : وحكى ابن عبد البر عن مالك وغيره من العمماء من صمى العصر قبل اصفرار الشمس فقد صالىا في

ا ، وحكاه عن الثوري وقتيا المختار ، وحكاه اجماع .وغيره وىذا يدل عمى ان اعتبار المثمين انما ىو : قال

.لالستحباب فقط ان وقت االختيار بمتد إلى : وحكى عن أبي حنيفة

.اصفرار الشمس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

اخر وقت العصر ان يدرك : وحكى عن إسحاق وداود وب ، وسواء المعذور المصمي منيا ركعة قبل الغر

.وغيره ان شاء اهلل سبحانو -وسيأتي القول في ذلك فيما بعد

.وتعالى

عن أبي بكرة انو نام عن " جامعو " وحكى الترمذي في صالة العصر ، فاستيقط عند الغروب ، فمم يصل حتى

.غربت الشمس وىذا قد ينبني عمى ان وقت العصر يخرج بالكمية

صير قضاء ، والفوائت ال تقضي باصفرار الشمس ، فت .في اوقات النيي عند قوم من اىل العمم

ونيى عمر بن الخطاب من فاتو شيء من العصر ان يطول فيما يقضيو منيا ، حشية ان تدركو صفرة الشمس

.قبل ان يفرغ من صالتو :والمسألة الثانية

ىل االفضل تعجيل العصر في أول وقتيا ، أو تأخيرىا :ن ؟ فيو قوالان : -وىو قول الحجازيين وفقياء الحديث -احدىما

تعجيميا في أول وقتيا افضل ، وىو قول الميث ، سحاق واالوزاعي ، وابن مبارك ، والشافعي ، وأحمد ، وا

.مالك وغيره : ، وقول اىل المدينة ولكن مالك يستحب لمساجد الجماعات ان يوخروا

يتالحق الناس إلى العصر بعد دخول وقتيا قميال ؛ ول .الجماعة

وقد تقدم انكار عروة عمى عمر بن عبد العزيز تأخيره العصر شيئا ، وانكار أبي مسعود االنصاري عمى

.المغيرة تأخير العصر شيا واالحاديث التي خرجيا البخاري في ىذا الباب كميا تدل .عمى استحباب تعجيل العصر وتقديميا في أول وقتيا

ان تأخير إلى اخر وقتيا ما لم تصفر : ني والقول الثا الشمس افضل ، وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

النخعي ، والثوري ، وابو : قول اىل العراق ، منيم .حنيفة

كان من قبمكم اشد تأخير لمعصر منكم ، : قال النخعي يضيقيا إلى اخر : أي -وكان إبراىيم يعصر العصر

.وقتيا انما سميت العصر : أبو قالبة وابن شبرمة وقال

.لتعصر وقد روي ىذا القول عن عمي ، وابن مسعود وغيرىما ،

.وفيو احاديث مرفوعة ، كميا غير قوية .الرواية في تأخير العصر فييا لين : قال العقيمي

وذكر الدار قطني انو ال يصح منيا شيء يقاوم احاديث رة ، واسانيدىا صحيحة من التعجيل ؛ فانيا احاديث كثي

احاديث تأخير العصر : وقال . اصح االسانيد واثبتيا ان : -ان كانت محفوظة -لم يثبت ، وانما وجييا

.يكون ذلك عمى غير تعمد ، ولكن لمعذر واألمر يكون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب إثم من فاتتو العصر -انا مالك عن ، نافع : سف حدثنا عبد اهلل بن يو -

الذي : ) ) قال ) ، عن عبد اهلل بن عمر ، أن النبي ( ( .تفوتو صالة العصر فكأنما وتر أىمو ومالو

وترت [ : : محمد ) ] يتركم : ) قال أبو عبد اهلل .الرجل ، إذا قتمت لو قتيال ، وأخذت مالو

يا كمو ، فواتيا في وقت: أريد بو : فوات صالة العصر .كذا فسره ابن عبد البر وغيره

بفوات وقت االختيار ، بعد أن روى : وقد فسره االوزاعي وذلك أن ترى ما : ىذا الحديث عن نافع ، قال األوزاعي

.عمى األرض من الشمس مصفرا ومحمد بن يحيى اليمداني " سننو " خرجو أبو داود في

" .صحيحو " في :الحديث وقد أدرج بعضيم ىذا في

سألت أبي عن حديث رواه الوليد ، : قال ابن أبي حاتم قال : عن األوزاعي ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

: وفواتيا -من فاتتو صالة العصر ) : ) ) رسول اهلل ؟ ( ( فكأنما وتر أىمو ومالو -أن تدخل الشمس صفرة

.انتيى . التفسير من قول نافع : فقال أبي

.أنو من قول األوزاعي كما سبق وقد تبين وقد رويت ىذه المفظة من حديث حجاج واألوزاعي ،

.؟ ) عن الزىري ، عن ابن عمر ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى ىذا الحديث الزىري ، عن سالم ، عن أبيو ، عن ) .النبي

.خرجو من طريقو مسمم في : " الم ، وزاد فيو ورواه حفص بن غيالن ، عن س

" .جماعة مدرجة ، وكأنيا في تفسير بعض الرواة -أيضا -وىذه

، فسر فواتيا المراد في الحديث بفوات الجماعة ليا ، ن صالىا في وقتيا ، وفي ىذا نظر .وا

تأخيرىا إلى وقت : وعمى تفسير األوزاعي يكون المراد ن صالىا في وقتيا المكروه .الكراىة ، وا

عن " الموطأ " عمى مثل ذلك يحمل ما رواه مالك في و إن الرجل ليصمي الصالة : يحيى بن سعيد ، أنو قال

-أو أفضل -وما قاتتو ، ولما فاتتو من وقتيا أعظم .من أىمو ومالو

وقد رواه الميث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن -) يعمى بن مسمم ، عن طمق بن حبيب ، عن النبي

.مرسال ورواه جعفر بن عون ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد

) .بن المنكدر ، عن يعمى ، عن طمق ، عن النبي ورواه حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد

-كان يقال : بن المنكدر ، عن طمق بن حبيب ، قال ) .النبي : فذكره ، ولم يذكر

.يا خرجو محمد بن نصر المروزي من ىذه الوجوه كم :وقد روي موصوال من وجوه أخر

عن شعبة عن سعد بن إبراىيم " كتابو " فروى وكيع في ، عن الزىري ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن الرجل ) : " قال رسول اهلل : عن ابن عمر ، قال ليدرك الصالة ، وما فاتو من وقتيا خير لو من أىمو

" .ومالو ماد ، عن ابن المبارك ، عن شعبة ، ورواه نعيم بن ح

.بو : والزىري لم يسمع من ابن عمر عند جماعة ، وقيل

.سمع منو حديثا أو حديثين ورواه ىشيم ، عن يعمى بن عطاء ، عن الوليد بن عبد

-) الرحمن القرشي ، عن ابن عمر ، عن النبي .بنحوه

.خرجو محمد بن نصر المروزي فو ، إال أن يكون الجرشي الحمصي والوليد ىذا ، ال أعر .، فإنو ثقة معروف

وروى إبراىيم بن الفضل المدني ، عن المقبري ، عن إن أحدكم ليصمي : ) ) ، قال ) أبي ىريرة ، عن النبي

الصالة لوقتيا ، وقد ترك من الوقت األول ما ىو خير ( ( .لو من اىمو ومالو .خرجو الدارقطني

براىيم ىذا ، ضعيف .جدا وا يعقوب بن الوليد المدني ، عن ابن أبي -أيضا -ورواه

-) ذئب ، عن المقبري ، عن أبي ىريرة ، عن النبي .نحوه

.ويعقوب ىذا ، منسوب إلى الكذب وقد روي ىذا " : االستذكار " قال ابن عبد البر في

أن " التمييد " وزعم في . الحديث من وجوه ضعيفة .حسن ، وليس كما قال حديث أبي ىريرة ىذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فيما حكى عنو ابن -كان مالك : قال ابن عبد البر : يعني -ال يعجبو قول يحيى بن سعيد ىذا -القاسم

" .الموطا " الذي حكاه عنو في واهلل -وذكر ابن عبد البر أن سبب كراىة مالك لذلك

يجوز الصالة فيو ، كما أن وقت الصالة كمو -اعمم . أولو أفضل : ، ولم يقل " ما بين ىذين وقت : " قال

أن مالكا إنما أنكر قول : والذي يصح عندي في ذلك أنو قال ) يحيى بن سعيد ؛ ألنو إنما صح عن النبي

ذلك فيمن فاتتو العصر بالكمية حتى غربت الشمس ، ره من فكأن مالكا لم ير أن بين أول الوقت ووسطو وآخ

الفضل ما يبمغ ذىاب األىل والمال ؛ ألن ذلك إنما ىو .في ذىاب الوقت كمو

أن ذىاب بعض الوقت كذىاب : وفي ىذا الحديث الوقت كمو ، وىذا ال يقولو أحد من العمماء ، ال من

فضل أول الوقت عمى آخره ، وال من سوى بينيما ؛ ألن وز ، فوت بعض الوقت مباح ، وفوت الوقت كمو ال يج

وفاعمو عاص هلل إذا تعمد ذلك ، وليس كذلك من صمى [ أول ] في وسط الوقت وآخره ، وان كان من صمى في

.انتيى . وقتو أفضل منو

وقد تقدم أن األوزاعي حممو عمى من فوت وقت االختيار ، وصمى في وقت الضرورة ، وىو يدل عمى

ين انو يرى ان التأخير إليو محرم ، كما ىو أحد الوجي .ألصحابنا ، وىو قول ابن وىب وغيره

ومنيم من حممو عمى من فوتيا حتى غربت الشمس .بالكمية

وظاىر تبويب البخاري يدل عمى ان الحديث محمول إثم : باب : " عمى من فوت العصر عمدا لتبويبو عميو

" .من فاتتو العصر فأمامن نام عنيا أو نسييا فإن كفارتو أن يصمييا إذا

ذا كان ذلك كفارة لو فكأنو قد أدرك بذلك ذكر ىا ، وا .فضميا في وقتيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وفي ىذا نظر ، وال يمزم من اإلتيان بالكفارة إدراك فضل

من ترك الجمعة : " ما فاتو من العمل ، وفي الحديث ، وال يمزم من ذلك " فميتصدق بدينار ، أو بنصف دينار

.محق فضل من شيد الجمعة ان يوليذا المعنى يقول مالك واألوزاعي وغيرىما فيمن صمى

إنيا تعاد في الوقت : في الوقت صالة فييا بعض نقص ، وال تعاد بعده ؛ ألن نقص فوات الوقت أشد من ذلك النقص المستدرك باإلعادة بعده ، فال يقوم اإلتيان بو

، بل اإلتيان في خارج الوقت مقام اإلتيان بو في الوقتالوقت بالصالة عمى وجو فيو نقص أكمل من اإلتيان

.بالصالة كاممة في غير الوقت ما خرجو اإلمام أحمد من : ويدل عمى ما قالو البخاري

رواية حجاج بن أرطاة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن الذي تفوتو صالة العصر متعمدا حتى : " ، قال ) النبي

" .نما وتر أىمو ومالو تغرب الشمس فكأ) : حديث أبي ىريرة ، عن النبي -أيضا -ويدل عميو

من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فمم " " .تفتو

خرجو اإلمام أحمد من رواية يحيى بن أبي كثير ، عن ) .أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

مم ، ورواه أبو غسان وىشام بن سعد ، عن زيد بن اس -) عن عطاء بن يسار ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

.بمعناه وقد روي ما يدل عمى أن الناسي ال تكون الصالة فائتة

:لو كالنائم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا سعيد ، : ثنا محمد بن جعفر : فروى اإلمام أحمد عن قتادة ، عن عبد اهلل بن رباح ، عن أبي قتادة

عن صالة ) فذكر قصة نوميم مع النبي -ألنصاري ايا : فقمت : قال : ، وفيو -الصبح حتى طمعت الشمس

) : رسول اهلل ، ىمكنا ، فاتتنا الصالة ، فقال رسول اهلل نما تفوت اليقطان وال ) ) لم تيمكوا ولم تفتكم الصالة ، وا

.وذكر الحديث -( ( تفوت النائم الحديث عمى من فاتتو وقد حمل بعض السمف ىذا

ن كان ناسيا .العصر بكل حال ، وا نا أسيد بن شبرمة الحارثي ، : فروى زىير بن معاوية

سمعت سالما يحدث عن عبد اهلل بن عمر ، عن : قال الذي تفوتو صالة العصر فكأنما : ) ) ، قال ) النبي

ن نسي ؟ قال : فقمت : قال ( ( وتر أىمو ومالو ن : وا وا .فصالة ينساىا أشد عميو من ذىاب أىمو ومالو نسي ،

" .المختمف والمؤتمف " خرجو الدارقطني في أول كتابو أيضا -" أسيد " فيو : وذكر أن أسيد بن شبرمة ، يقال

وال اعرف لو غير ىذا الحديث ، : بالضم ، قال - .وحديث آخر رواه عن الزىري

" .وتر أىمو ومالو : " وقولو حرب أىمو ومالو وسمبيما ، من وترت : ه معنا: قيل

الحقد ، بكسر الواو ، : فالنا إذا قتمت حميمو ، والوتر وال يجوز فتحيا ، وذلك أبمغ من ذىاب األىل والمال

عمى غير ىذا الوجو ، ألن الموتور ييم بذىاب ما ذىب .منو ويطمب ثأره حتى يأخذ بو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بكسر -أفرد عن أىمو ومالو ، من الوتر : معناه : يل وقصار ىو فردا عن : أي -، وىو الفرد -الواو وفتحيا .أىمو ومالو

ذىاب جميع أىمو : وعمى ىذا والذي قبمو ، فالمعنى .ومالو ولن : ) قولو تعالى : قمل ونقص ، ومنو : معناه : وقيل

[ . : محمد) ] يتركم أعمالكم روايتيما بنصب الالم ، عمى أنو ( ( : أىمو ومالو ) ) و

و ( ( وتر ) ) ؛ ألن " وتر " مفعول ثان ل يتعديان إلى مفعولين ، ولو روي بضم ( ( نقص ) )

الالم عمى المفعول األول لم يكن لحنا ، غير أن

قالو الحافظ أبو موسى : -المحفوظ في الرواية األول .المديني

في " : كشف المشكل " ال أبو الفرج ابن الجوزي في وق :إعراب األىل والمال ، قوالن

نصبيما ، وىو الذي سمعناه وضبطناه عمى : أحدىما : أشياخنا في كتاب أبي عبيد وغيره ، ويكون المعنى فكأنما وتر في أىمو ومالو ، فمما حذف الخافض

.انتصب : و ، والمعنى رفعيما عمى من لم يسم فاعم: والثاني .نقصنا

وكأنو يشير إلى أن النصب والرفع يبنى عمى االختالف سمب ، أو : ىل ىو بمعنى " : وتر " في معنى

.نقص ؟ واهلل اعمم : بمعنى دليل عمى تعظيم قدر صالة العصر عند : وفي الحديث

اهلل عز وجل وموقعيا من الدين ، وأن الذي تفوتو قد و ، كما يفجع من ذىب أىمو فجع بدينو وبما ذىب من

.ومالو

وىذا مما يستدل بو عمى أن صالة العصر ىي الصالة الوسطى المأمور بالمحافظة عمييا خصوصا بعد األمر

.بالمحافظة عمى الصموات عموما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن ىذا ال يختص بفوات : وقد زعم بعض العمماء لصموات فواتيا كفوات العصر في العصر ، وأن سائر ا

ذلك ، وأن تخصيص العصر بالذكر إنما كان بسؤال سائل سأل عنو فأجيب ، ورجحو ابن عبد البر ، وفيو

.نظر وقد يستدل لو بما خرجو اإلمام أحمد وغيره من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيو ، عن عبد اهلل بن عمرو ،

سكرا مرة واحدة من ترك الصالة : " ، قال ) عن النبي " .فكأنما كانت لو الدنيا وما عمييا ، فسمبيا

إن جميع الصموات كصالة العصر : واستدل من قال

في ذلك بما روى ابن أبي ذئب ، عن ابن شياب ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن ىشام ، عن

من ) : " قال رسول اهلل : نوفل بن معاوية الديمي ، قال " .الصالة فكأنما وتر اىمو ومالو فاتتو وىذا يعم جميع الصموات ، فإن االسم المعرف : قال

الة : ) باأللف والالم كما في قولو تعالى وأقيموا الصكاة [ . : البقرة ) ] وآتوا الز

وىذا ليس بمتعين ؛ لجواز أن يكون األلف والالم ىنا حبسونيما من بعد ت ) لمعيد ، كما في قولو تعالى

الة عمى تأويل من فسرىا [ : المائدة ) ] الص .بصالة العصر

وحديث نوفل بن معاوية قد اختمف في إسناده ومتنو ، في ضمن " الصحيحين " وقد خرجو البخاري ومسمم في

حديث آخر تبعا لغيره مخرجا من حديث صالح بن مسيب وأبي سممة ، كيسان ، عن الزىري ، عن ابن ال

ستكون فتن القاعد فييا ) : " عن أبي ىريرة ، عن النبي .الحديث -" خير من القائم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن : وعن الزىري الحارث ، عن عبد الرحمن بن مطيع بن األسود ، عن

رة ، إال أن أبا نوفل بن معاوية ، مثل حديث أبي ىريمن الصالة صالة من فاتتو فكأنما وتر : " بكر يزيد

" عالمات النبوة " كذا خرجو البخاري في " . أىمو ومالو " .كتاب الفتن " ، وخرجو مسمم في " صحيحو " من

وكذا رواه عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزىري بيذا .اإلسناد لحديث نوفل

: لزىري ، فأسقط من إسناده ورواه ابن أبي ذئب ، عن ا .عبد الرحمن بن مطيع

.وكذلك روي عن معن ، عن مالك ، عن الزىري أخاف أن ال يكون محفوظا ، عن مالك ، : قال النسائي

.معن ، عن ابن أبي ذئب : ولعمو

وقد روي ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزىري ، عن أبي .سممة ، عن نوفل ، وىو وىم عمى ابن أبي ذئب [ ابن ] وأمااالختالف في متن الحديث ، فقد روي عن

كما " من فاتتو الصالة : " أبي ذئب أنو قال في الحديث من فاتتو صالة : " تقدم ، وروي عنو أنو قال في حديثو

" .من فاتتو صالة العصر : " وروي عنو في حديثو " وفي آخر الحديث " من فاتتو الصالة : " وفي رواية لو

ىي العصر : ما ىذه الصالة ؟ قال : ألبي بكر قمت -من ) : " قال رسول اهلل : ؛ سمعت ابن عمر يقول

.الحديث -" فاتتو صالة العصر .ال أدري : قال أبو بكر : وفي رواية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد خرجو اإلمام أحمد بالوجيين ، وىذه الرواية إن تدل عمى أن الزىري سمعو من أبي كانت محفوظة فإنيا

، ) بكر بن عبد الرحمن ، عن ابن عمر ، عن النبي .كما سمعو من سالم ، عن أبيو

وقد أشار اإلمام أحمد في رواية ابنو عبد اهلل إلى أن الصحيح حديث الزىري ، عن سالم ، عن أبيو كما

.سبق أن البييقي خرج حديث ابن : ويدل عمى صحة ما ذكره

من فاتتو الصالة فكأنما وتر أىمو : " ذئب ، ولفظو أبييا أبا بكر ، : فقمت : قال ابن شياب : ، وزاد " ومالو

بمغني : صالة ىي ؟ قال ابن شياب [ أية ] أتدري أنت من فاتتو ) : " قال رسول اهلل : أن عبد اهلل بن عمر قال

" .صالة العصر فكأنما وتر أىمو ومالو داود الطيالسي ، عن ابن أبي ذئب ، ورواه أبو: قال

فذكرت ذلك لسالم ، : قال الزىري : وقال في آخره من ترك : " قال ) حدثني أبي ، أن رسول اهلل : فقال

" .صالة العصر " وأمارواية صالح بن كيسان ، عن الزىري المخرجة في

إن في : " ، فقد سبق لفظيا ، وىو " الصحيحين

" .و فكأنما وتر أىمو ومالو الصالة صالة من فاتتمن رواية جعفر بن ربيعة ، : ولحديث نوفل طريق آخر

عن عراك بن مالك ، عن نوفل بن معاوية ، أنو حدثو ، من فاتتو صالة فكأنما : " يقول ) أنو سمع رسول اهلل

فأخبرني عبد اهلل بن : قال عراك " . وتر أىمو ومالو من فاتتو صالة " :يقول ) عمر انو سمع رسول اهلل

" .العصر فكأنما وتر اىمو ومالو .خرجو النسائي

من طريق الميث ، عن يزيد بن أبي -أيضا -وخرجو حبيب ، عن عراك ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

) : " قال رسول اهلل : أنو بمغو ان نوفل بن معاوية قال ؛ " ىمو ومالو من الصالة ، صالة من فاتتو فكأنما وتر أ

ىي صالة : " يقول ) سمعت رسول اهلل : قال ابن عمر

" .العصر حدثني يزيد : من طريق ابن إسحاق -أيضا -وخرجو

سمعت نوفل بن : بن أبي حبيب ، عن عراك ، قال صالة ، من فاتتو فكأنما وتر أىمو ومالو : معاوية يقول

ة ىي صال) : " قال رسول اهلل : ؛ قال ابن عمر " .العصر

ففي رواية ابن إسحاق وجعفر بن ربيعة ، ان عراكا سمعو من نوفل ، وفي حديث الميث ان عركا بمغو عن

.نوفل الحكم يوجب القضاء في ىذا : قال أبو بكر الخطيب

الحديث لجعفر بن: قال . ربيعة بثبوت اتصالو لمحديث ؛ لثقتو وحفظو

وز أن يكون عراك ورواية الميث ليست تكذيبا ؛ ألنو يجبمغو الحديث عن نوفل ثم سمعو منو ، فرواه عمى

الوجيين .انتيى . جميعا

وخرج الطحاوي حديث ابن إسحاق بزيادة حسنة ، عن

: يزيد بن أبي حبيب ، عن عراك بن مالك ، قال سمعت نوفل بن معاوية وىو جالس مع عبد اهلل بن عمر

: " يقول ) سمعت رسول اهلل : بسوق المدينة يقول فقال ابن " صالة من فاتتو فكأنما وتر أىمو ومالو

" .ىي العصر ) : " قال رسول اهلل : عمر وىذه الرواية إن كانت محفوظة دلت عمى سماع عراك

.لمحديث من نوفل وابن عمر الحديث محفوظ عنيما جميعا ؛ رواه : وقال البييقي

.عراك عنيما ، أمابالغا أو سماعا .ا يدل عمى توقفو في سماع عراك لو منيما وىذ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من ترك العصر -أبنا يحيى بن : حدثنا مسمم بن إبراىيم ثنا ىشام -

كنا : أبي كثير ، عن أبي قالبة ، عن أبي المميح ، قال

بكروا : مع بريدة في غزوة في يوم ذي غيم ، فقال من ترك صالة : " قال ) ر ؛ فإن النبي بصالة العص

" .العصر فقد حبط عممو قد سبق القول مبسوطا في حبوط العمل بترك بعض

، " كتاب االيمان " الفرائض وارتكاب بعض المحارم في مرار وبينا أن أكثر السمف واألمة عمى القول بذلك ، وا

االحاديث الواردة فيو عمى ما جاءت من غير تعسف في تيا ، وبينا أن العمل إذا أطمق لم يدخل فيو تأويال

نما يراد بو أعمال الجوارح ، وبيذا فارق قول االيمان وا السمف قول الخوارج ؛ فإنيم أحبطوا بالكبيرة اإليمان

.، وخمدوا بيا في النار ، وىذا قول باطل [ والعمل ] وأماالمتأخرون فمم يوافقوا السمف عمى ما قالوه ،

تأويل ىذا الحديث وما أشبيو ، وأتوا فاضطربوا في .بأنواع من التكمف والتعسف

ترك صالة العصر يحبط عمل ذلك : فمنيم من قال .اليوم

إنما يحبط العمل الذي ىو تمك الصالة : ومنيم من قال

التي تركيا فيفوتو أجرىا ، وىذا ىو الذي ذكره ابن عبد .البر

:بار بو فائدة وىو من أضعف االقوال ، وليس في اإلخومنيم من حمل ىذا الحديث عمى ان من ترك صالة واحدة متعمدا حتى يخرج وقتيا فإنو يصير بذلك كافرا

مرتدا ، كما يقول ذلك من يقولو ممن يرى أن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ترك الصالة كفر وىذا يسقط فائدة تخصيص العصر بالذكر ، فإن سائر

.ات عنده كذلك الصمو :وقد روي تقييد تركيا بالتعمد

فروى عباد بن راشد ، عن الحسن وأبي قالبة ؛ أنيما قال : قال أبو الدرداء : كانا جالسين ، فقال أبو قالبة

من ترك صالة العصر متعمدا حتى ) : " رسول اهلل

" .تفوتو فقد حبط عممو .خرجو اإلمام أحمد

.أبي الدرداء وأبو قالبة لم يسمع من ، عن أبي -وىو متروك -ورواه أبان بن أبي عياش

) .قالبة ، عن أم الدرداء ، عن النبي وروى راشد أبو محمد ، عن شير بن حوشب ، عن أم

) : " أوصاني خميمي : الدرداء ، عن أبي الدرداء ، قال ال تترك صالة مكتوبة متعمدا ، فمن تركيا متعمدا فقد

" .الذمة برئت منو .خرجو ابن ماجة

" .فقد كفر : " وخرجو البزار ، ولفظو وىذا مما استدل بو عمى كفر تارك الصالة المكتوبة

.متعمدا ؛ فإنو لم يفرق بين صالة وصالة وروى إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ،

عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن معاذ بن جبل فذكره بنحوه ، -) ميمي أوصاني خ: ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" " .فقد برئت منو ذمة اهلل عز وجل : " وقال

.خرجو اإلمام أحمد ، -وىو ضعيف -عمرو بن واقد -أيضا -ورواه

.عن يونس بن ميسرة ، عن أبي إدريس ، عن معاذ .خرجو الطبراني ومحمد بن نصر المروزي

من طريق سيار بن عبد -أيضا -زي وخرجو المرو الرحمن ، عن يزيد بن قوذر ، عن سممة بن شريح ،

: بنحوه ، وقال -) عن عبادة بن الصامت ، عن النبي " .فمن تركيا متعمدا فقد خرج من الممة "

.ال يعرف إسناده " : تاريخو " وقال البخاري في ال : " قال ) وروى مكحول عن أم أيمن ، أن النبي

تتركي الصالة متعمدا ؛ فإنو من ترك الصالة متعمدا فقد " .برئت منو ذمة اهلل ورسولو

.خرجو اإلمام أحمد .وىو منقطع ؛ مكحول لم يمق أم أيمن

-) ورواه غير واحد ؛ عن مكحول ، عن النبي .مرسال

ورواه عبد الرزاق ، عن محمد بن راشد ، عن مكحول ، ) .ر ، عن النبي عن رجل ، عن أبي ذ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأبنا شيخ من أىل الشام ، عن : قال عبد الرزاق .ومن برئت منو ذمة اهلل فقد كفر : مكحول ، قال

، عن أبي -وفيو ضعف -ورواه أبو فروة الرىاوي يحيى الكالعي ، عن جبير بن نفير ، عن أميمة موالة

.بمعناه -) ، عن النبي) النبي .خرجو محمد بن نصر المروزي

ىذه ىي : وذكر عن محمد بن يحيى الذىمي ، أنو قال أنو أخطأ في : يعني -أميمة : أم أيمن ، فقال أبو فروة

.تسميتيا

.فأسانيد ىذا الحديث كميا غير قوية وأماحديث بريدة ، فصحيح ، وقد رواه عن يحيى بن أبي

واألوزاعي ، فأماىشام فرواه كما ىشام الدستوائي: كثير خرجو البخاري من طريقو ، وأمااألوزاعي فخالفو في

.إسناده ومتنو حدثني يحيى ، : عن األوزاعي : فقيل فيو : أماإسناده

.حدثني أبو المياجر ، عن بريدة : وثني أبو قالبة .وخرجو من ىذا الوجو اإلمام أحمد وابن ماجة

ىو خطأ من : واية مينا وقال اإلمام أحمد في ر -وذكر . األوزاعي ، والصحيح حديث ىشام الدستوائي

أن أبا المياجر ال أصل لو ، إنما ىو أبو -أيضا الميمب عم أبي قالبة ، كان األوزاعي يسميو أبا

المياجر خطأ ، وذكره في ىذا اإلسناد من أصمو خطأ ، يح ، فإنو ليس من روايتو ، إنما ىو من رواية أبي المم

.وكذا قالو اإلمام أحمد في رواية ابنو عبد اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عن األوزاعي ، عن يحيى ، عن أبي قالبة ، : وقيل

.عن أبي الميح ، كما رواه ىشام ، عن يحيى " .صحيحو " وخرجو من ىذا الوجو االسماعيمي في

.بن بريدة عن األوزاعي ، عن يحيى ، عن ا: وقيل عن الثوري ، عن األوزاعي ، عن يحيى ، عن : وقيل

.أبي قالبة ، عن بريدة ، بغير واسطة بينيما وىذا كمو مما يدل عمى اضطراب األوزاعي فيو ، وعدم

.ضبطو كنا مع : إن بريدة قال : وأمامتنو ، فقال األوزاعي فيو

اليوم بكروا بالصالة في : " في غزوة ، فقال ) رسول اهلل " .الغيم فإنو من فاتتو صالة العصر فقد حبط عممو كذلك خرجو اإلمام أحمد وابن ماجة واإلسماعيمي

.وغيرىم إن : فخالف ىشأمافي ذلك ؛ فإن ىشأماقال في روايتو

كنا مع بريدة في غزوة في يوم غيم ، : أبا المميح قال

: "قال ) بكروا بصالة العصر ؛ فإن رسول اهلل : فقال " .من ترك صالة العصر فقد حبط عممو

فمم يرفع منو غير ىذا القدر ، وجعل الذين كانوا معو في الغزوة في يوم الغيم ، والذي أمر بالتكبير بصالة

.العصر ىو بريدة ، وىو الصحيح والمفظ الذي رواه األوزاعي لو كان محفوظا لكان دليال

.كنو وىم عمى تأخير العصر في غير يوم الغيم ، ول: " وقد خرج البخاري حديث بريدة فيما بعد وبوب عميو

، ثم خرج فيو " التبكير بالصالة في يوم غيم : باب حديث بريدة ، عن معاذ بن فضالة ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: " ىشام ، فذكره كما خرجو ىاىنا ، غير أنو لم يذكر " بكروا بالصالة : " بريدة عن : ، وقال فيو " في غزوة " .صالة العصر : " ، ولم يقل

جعل الترجمة لقول بريدة ، ال لما رواه : قال اإلسماعيمي ، وكان حق ىذه الترجمة أن يكون الحديث ) عن النبي

االمر بتعجيل العصر ) المقرون بيا ما فيو عن النبي .في اليوم الغيم

فإن : و ، ثم قال ثم ذكر حديث األوزاعي بإسناده ولفظكان ىذا اإلسناد ال يصح عنده كان ترك ىذه الترجمة

.أولى نما أراد البخاري قول بريدة في يوم غيم بكروا : " وا

، وليذا ساق الرواية التي فييا ذكر الصالة ، " بالصالة ولم يسقو كما ساقو في ىذا الباب بتخصيص صالة

تبكير العصر ، يشير إلى أنو يستحب في الغيم البالصموات والقول بالتبكير لجميع الصموات في يوم الغيم مما ال يعرف بو قائل من العمماء ، ولم يرد بريدة ذلك

إنما أراد صالة العصر خاصة ، وال يقتضي القياس ذلك ، فإن التبكير بالصموات في الغيم مطمقا يخشى منو

وقوع الصالة قبل الوقت ، وىو محذور ، واألفضل أن ال .صمي الصالة حتى يتيقن دخول وقتيا ي

فإن غمب عمى ظنو ، فيل يجوز لو الصالة حينئذ ، أم :ال ؟ فيو قوالن

أنو جائز ، وىو قول الثوري والشافعي وأكثر : أحدىما .أصحابنا ال يجوز حتى يتيقن ، وىو وجو ألصحابنا : والثاني

.وأصحاب الشافعي حابة صموا ثم بأن جماعة من الص: واستدل األولون

ابن : تبين ليم أنيم صموا قبل الوقت ، فأعادوا ، منيم عمر وأبو موسى ، وىذا يدل عمى أنيم صموا عن اجتياد ، وغمب عمى ظنيم دخول الوقت من غير

.يقين شكوا في طموع الفجر في عيد ابن عباس : وقال الحسن

.، فأمر مؤذنو فأقام الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم"""""" .خرجو ابن أبي شيبة

المسافر يصمي ويشك في : باب : " وقال أبو داود ، ثم خرج من حديث المسحاج بن موسى ، أن " الوقت

في السفر ، ) كنا إذا كنا مع النبي : أنسا حدثو ، قال زالت الشمس ، أو لم تزل ، صمى الظير ثم : فقمنا

.ارتحل صمي الظير حتى أنو ال ي: والمنصوص عن أحمد

يتيقن الزوال في حضر وال سفر ، وكذا قال إسحاق في الظير والمغرب والصبح ؛ ألن ىذه الصموات ال تجمع

.إلى ما قبميا ولكن وقع في كالم مالك وأحمد وغيرىما من األئمة

.واهلل اعمم . تسمية الظن الغالب يقينا ، ولعل ىذا منو :وم الغيم وقد اختمف العمماء في الصالة في ي

ويحتاط ويتوخى أن يصمي بعد الوقت : فقال الشافعي أو يحتاط بتأخيرىا ما بينو وبين أن يخاف خروج

.وقال إسحاق نحوه . الوقت

وال يستحب عند الشافعي التاخير في الغيم مع تحقق دخول الوقت ، إال في حال يستحب التاخير في الصحو

.كشدة الحر ونحوه -مثل ذلك عن الخرقي ، وحكاه وحكى بعض أصحابنا

.رواية عن أحمد -أيضا وعن أبي حنيفة رواية باستحباب تاخير الصموات كميا

.مع الغيم يؤخر الظير ويعجل العصر ، ويؤخر : وقالت طائفة

المغرب ويعجل العشاء مع الغيم ، وىو قول أبي حنيفة عن الحسن -أيضا -والثوري وأحمد ، وحكي

.ونقمو ابن منصور عن إسحاق واألوزاعي ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كانوا يؤخرون الظير ويعجمون العصر ، : وقال النخعي .ويؤخر المغرب في يوم الغيم

إذا كان : روينا عن عمر ، أنو قال : قال ابن المنذر .يوم الغيم فعجموا العصر وأخروا الظير

.تحقق دخول الوقت يستحب ذلك مع : قال أصحابنا :واختمفوا في تعميل ذلك

فمنيم من عمل باالحتياط لدخول الوقت ، ولو كان األمر .كذلك الستوت الصموات كميا في التأخير

ومنيم من عمل بأن يوم الغيم يخشى فيو وقوع المطر ، ويكون فيو ريح وبرد غالبا ، فيشق الخروج إلى

ذا أخر األولى وقدم الصالتين المجموعتين في وقتين ، فإالثانية خرج ليما خروجا واحدا ، فكان ذلك أرفق بو ،

.وىذا قول القاضي أبي يعمى وأصحابو ىل يختص ذلك بمن يصمي جماعة ، أو تعم : واختمفوا

:الرخصة من يصمي وحده ؟ وفيو وجيان المعنى في تأخير األولى من : ومن المتأخرين من قال أن تعجيل : لغيم وتعجيل الثانية المجموعتين في يوم ا

األولى منيما عن الوقت غير جائز ، وتعجيل الثانية جائز في حال الجمع ، والجمع يجوز عند أحمد لألعذار

، واالشتباه في الوقت نوع عذر ؛ فميذا استحب تأخير األولى حتى يتيقن دخول الوقت دون الثانية ، فيذا

ي الوقت المشترك احتياط لموقت لكن مع وقع الصالة ف .فكان اولى

وقد نص أحمد عمى ان المسافر حال اشتباه الوقت عميو يؤخر الظير ويعجل العصر ؛ -أيضا -في الصحو

ليذا المعنى ، وىو يدل عمى ان التفريق بين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المجموعتين في وقت األولى ال يضر وأن نية الجمع ال أبواب " قد سبقت اإلشارة إلى ذلك في أول تشترط ، و " .المواقيت

عمى أنو يجوز تعجيل الثانية من -أيضا -ويدل ن لم يتيقن دخول وقتيا ، ويستحب المجموعتين ، وا

تأخير االولى منيما حتى يتيقن دخول وقتيا في السفر

.والغيم ، وىذا أشبو بكالم اإلمام أحمد الظير وتعجيل العصر ومن أصحابنا من استحب تأخير

في الغيم دون المغرب لما في تأخيرىا من الكراىة ؛ فإن وقتيا مضيق عند كثير من العمماء ، والمنصوص عن

.أحمد خالفو إذا كان يوم الغيم فعجموا : وروي عن ابن مسعود ، قال

.الظير والعصر ، وأخروا المغرب واإلفطار وا صالة العصر عجم: وعن عبد العزيز بن رفيع ، قال

-" عجموا الصالة : " قال ) ؛ فإنو بمغنا ان رسول اهلل .صالة في اليوم الغيم : يعني

عجموا الصالة ) : " قال رسول اهلل : وفي رواية ، قال " .في يوم غيم ، وأخروا المغرب

: وكان الربيع بن خثيم إذا كان يوم غيم قال لمؤذنو .يظمم الوقت أخر حتى : يعني -أغسق ، أغسق

وروي استحباب التبكير بالصالة في اليوم الغيم من :وجوه

" كتاب الصالة " فخرج محمد بن نصر المروزي في

، -مرفوعا -بإسناد فيو ضعف عن أبي سعيد الخدري فذكر -" أربع من كن فيو بمغ حقيقة اإليمان : " قال " .ابتدار الصالة في اليوم الدجن : " -منيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أيضا -بإسناد ضعيف " مسنده " وخرج ابن وىب في تعجيل : " ، قال -مرفوعا -، عن أبي الدرداء -

" .الصالة في اليوم الدجن من حقيقة اإليمان بإسناده ، أن عمر بن " طبقاتو " وروى ابن سعد في

و وصى ابنو عند موت -رضي اهلل عنو -الخطاب تعجيل الصالة في يوم : بخصال اإليمان ، وعد منيا

.الغيم ست من كن : وقال األوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير

التبكير بالصالة : فيو فقد استكمل اإليمان ، فذكر منيا .في اليوم الغيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب فضل صالة العصر - :فيو حديثان

:أحدىما :ل قا

ثنا : ثنا مروان بن معاوية : حدثنا الحميدي - : إسماعيل ، عن قيس ، عن جرير بن عبد اهلل ، قال

: " ، فنظر إلى القمر ليمة البدر ، فقال ) كنا عند النبي إنكم سترون ربكم كما ترون ىذا القمر ، ال تضامون في رؤيتو ، فإن استطعتم أن ال تغمبوا عمى صالة قبل طموع

وسبح بحمد ) ثم قرأ " . لشمس ، وقبل غروبيا فافعموا ا [ . : ق ) ] ربك قبل طموع الشمس وقبل الغروب

.افعموا ال تفوتنكم : قال إسماعيل ىذا الحديث نص في ثبوت رؤية المؤمنين لربيم في

مئذ وجوه يو : ) اآلخرة ، كما دل عمى ذلك قولو تعالى ، [ ، : القيامة ) ] ناضرة إلى ربيا ناظرة

كال إنيم عن ربيم : ) ومفيوم قولو في حق الكفار [ . : المطففين ) ] يومئذ لمحجوبون

لما حجب أعداءه في السخظ دل : قال الشافعي وغيره .عمى أن أولياءه يرونو في الرضا

حاديث في ذلك كثيرة جدا ، وقد ذكر البخاري واأل، " كتاب التوحيد " في " الصحيح " بعضيا في أواخر

وقد أجمع عمى ذلك السمف الصالح من الصحابة .والتابعين ليم بإحسان من اإلئمة وأتباعيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما خالف فيو طوائف أىل البدع من الجيمية وال معتزلة وا ونحوىم ممن يرد النصوص الصحيحة لخياالت فاسدة وشبيات باطمة ، يخيميا ليم الشيطان ، فيسرعون إلى

قبوليا منو ، ويوىميم أن ىذه النصوص الصحيحة تستمزم باطال ، ويسميو تشبييا أو تجسيما ، فينفرون منو

، كما خيل إلى المشركين قبميم أن عبادة األوثان جناب الرب ، وأنو ال يتوصل إليو من ونحوىا تعظيم ل

غير وسائط تعبد فتقرب إليو زلفا ، وأن ذلك أبمغ في التعظيم واالحترام ، وقاسو ليم عمى مموك بني آدم ،

.فاستجابوا لذلك ، وقبموه منو نما بعث اهلل الرسل وانزل الكتب إلبطال ذلك كمو ، وا و أو فمن اتبع ما جاءوا بو فقد اىتدى ، ومن أعرض عن

.عن شيء منو واعترض فقد ضل شبو الرؤية بالرؤية ، ال " كما ترون ىذا القمر : " وقولو

.المرئي بالمرئي سبحانو وتعالى نما شبو الرؤية برؤية البدر ؛ لمعنيين :وا

أن رؤية القمر ليمة البدر ال يشك فيو وال : أحدىما .يمترى .شقة يستوي فيو جميع الناس من غير م: والثاني

وقد ظن المريسي ونحوه ممن ضل وافترى عمى اهلل ، أن

ىذا الحديث يرد ؛ لما يتضمن من التشبيو ، فضل واتفق السمف الصالح عمى تمقي ىذا الحديث . وأضل

.بالقبول والتصديق من كذب بيذا الحديث فيو بريء : قال يزيد بن ىارون

.من اهلل ورسولو .ث فاحسبوه من الجيمية من رد ىذا الحدي: وقال وكيع

زعم : وكان حسين الجعفي إذا حدث بيذا الحديث قال .المريسي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" " .ال تضامون في رؤيتو : " وقولو

:، روي عمى وجيين " ال تضامون : " قال الخطأبي : وأصمو تتضامون ، أي . مفتوحة التاء ، مشددة الميم

ال يزاحم ، من الضم ، : ضكم بعضا ، أي ال يضام بعكما يفعل الناس في طمب الشيء الخفي ، يريد أنكم

ترون ربكم وكل واحد منكم وادع في مكانو ، ال ينازعو .فيو أحد من الضيم -بضم التاء -تضامون : مخفف : واآلخر .انتيى . ال يضيم بعضكم بعضا فيو : ، أي

-" تضامون : " ة ثالثة وذكر ابن السمعاني فيو روايال : ومعناىا : ، قال -بضم التاء ، وتشديد الميم

ورواية فتح التاء مع تشديد الميم : تزاحمون ، قال .ال تزاحمون : معناىا يقوي المعنى " كما ترون القمر ليمة البدر : " وقولو .األول

وجاء التصريح بو في رواية أبي رزين العقيمي ، أنو سول اهلل ، أكمنا يرى ربو يوم القيامة ؟ وما آية يار : قال

أليس كمكم ينظر ) : " ذلك في خمقو ؟ فقال رسول اهلل فاهلل أعظم : " بمى ، قال : قال " إلى القمر مخميا بو ؟

. " .خرجو اإلمام أحمد

بسياق مطول جدا ، " المسند " وخرجو ابنو عبد اهلل في

فتخرجون من : " و وفيو ذكر البعث والنشور ، وفي، فتنظرون إليو وينظر -أو من مصارعكم -األصواء

يا رسول اهلل ، وكيف ونحن ملء : قمت : قال " . إليكم األرض وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنبئك : " شخص واحد ، ينظر إلينا وننظر إليو ؟ قال نيما بمثل ذلك ، الشمس والقمر ، آية منو صغيرة ، ترو

ويريانكم ساعة واحدة ، ال تضارون في رؤيتيما ، ولعمر إليك ليو أقدر عمى أن يراكم وترونو من أن ترونيما

وذكر بقية -" ويريانكم ، ال تضارون في رؤيتيما .الحديث

.صحيح اإلسناد : وخرجو الحاكم وقال وقد ذكر أبو عبد اهلل بن منده إجماع أىل العمم عمى

يث ونقل عباس الدوري ، عن ابن معين قبول ىذا الحد

.أنو استحسنو فإن استطعتم أن ال تغمبوا عمى صالة قبل : " وقولو

أمر بالمحافظة " . طموع الشمس وقبل غروبيا فافعموا عمى ىاتين الصالتين ، وىما صالة الفجر وصالة

العصر ، وفيو إشارة إلى عظم قدر ىاتين الصالتين ، لخمس ، وليذا قيل في كل وأنيما أشرف الصوات ا

إنيا الصالة الوسطى ، والقول بأن الوسطى : منيما .غيرىما ال تعويل عميو

وقد قيل في مناسبة األمر بالمحافظة عمى ىاتين أن أعمى ما في الجنة : الصالتين عقيب ذكر الرؤية

رؤية اهلل عز وجل ، وأشرف ما في الدنيا من األعمال فظة عمييما يرجى بيا دخول ىاتان الصالتان ، فالمحا

.الجنة ورؤية اهلل عز وجل فييا من صمى البردين دخل الجنة : " كما في الحديث اآلخر

.في موضعو -إن شاء اهلل -، وسيأتي " ىو إشارة إلى أن دخول الجنة إنما يحصل : وقيل

بالصالة مع اإليمان ، فمن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فميس بمسمم ، وال يدخل الجنة بل ىو من أىل ال يصميما سمككم : ) النار ، وليذا قال أىل النار لما قيل ليم

، : المدثر ) ] في سقر قالوا لم نك من المصمين . ]

أن أعمى أىل الجنة : ويظير وجو آخر في ذلك ، وىو تين بكرة وعشيا منزلة من ينظر في وجو اهلل عز وجل مر

، وعموم أىل الجنة يرونو في كل جمعة في يوم المزيد ، والمحافظة عمى ىاتين الصالتين عمى ميقاتيما

ووضوئيما وخشوعيما وآدابيما يرجى بو أن يوجب .النظر إلى اهلل عز وجل في الجنة في ىذين الوقتين : ويدل عمى ىذا ما روى ثوير بن أبي فاختة ، قال

إن أدنى ) : " قال رسول اهلل : عمر يقول سمعت ابن أىل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانو وأزواجو ونعيمة

وخدمو وسرره مسيرة ألف سنة ، وأكرميم عمى اهلل من ) : ، ثم قرأ رسول اهلل " ينظر إلى وجيو غدوة وعشيا

، :القيامة ) ] وجوه يومئذ ناضرة إلى ربيا ناظرة ) . ]

-وخرجو . خرجو اإلمام أحمد والترمذي ، وىذا لفظو .وثوير فيو ضعف . موقوفا عمى ابن عمر -أيضا

وقد روي ىذا المعنى من حديث أبي برزة األسممي .، وفي إسناده ضعف -أيضا -مرفوعا

عبد اهلل بن بريدة : وقالو غير واحد من السمف ، منيم .وغيره

مى ىاتين الصالتين تكون سببا لرؤية اهلل فالمحافظة عفي الجنة في مثل ىذين الوقتين ، كما أن المحافظة

عمى الجمعة سبب لرؤية اهلل في يوم المزيد في الجنة ، سارعوا إلى الجمعات ؛ فإن اهلل : كما قال ابن مسعود

يبرز ألىل الجنة في كل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كثيب من كافور أبيض ، فيكونون منو في جمعة عمى .الدنو عمى قدر تبكيرىم إلى الجمعات

.وروي عنو مرفوعا .خرجو ابن ماجة

من دخل الجنة من أىل : وروي عن ابن عباس ، قال القرى لم ينظر إلى وجو اهلل ؛ ألنيم ال يشيدون

.الجمعة كتاب الشافي " خرجو أبو بكر عبد العزيز بن جعفر في

.بإسناد ضعيف "إن النساء : " -مرفوعا -وقد روي من حديث أنس

" .يرين ربين في الجنة في يومي العيدين أنين كن يشاركن الرجال في شيود : والمعنى في ذلك

.العيدين دون الجمع وسبح بحمد ربك قبل طموع الشمس : ) ثم قرأ : وقولو

الظاىر أن القارئ لذلك ىو [ : ق ) ] وقبل الغروب

) .النبي وقد روي من رواية زيد بن أبي أنيسة ، عن إسماعيل بن

ثم قرأ : أبي خالد ، عن جرير البجمي في ىذا الحديث .اآلية -) وسبح بحمد ربك ) ) رسول اهلل

" .كتاب الفاروق " خرجو أبو إسماعيل األنصاري في نما القارئ ىو جرير : ل وقد قي إن ىذه الكممة مدرجة ، وا

.بن عبد اهلل البجمي عن أبي خيثمة ، عن " صحيحو " وقد خرجو مسمم في ثم : فذكر الحديث ، وقال في آخره -مروان بن معاوية

وسبح بحمد ربك قبل طموع : ) قرأ جرير

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[ . : ق ) ] لشمس وقبل الغروب اوكذا رواه عمرو بن زرارة وغيره ، عن مروان بن معاوية

.، وأدرجو عنو آخرون

:الحديث الثاني أبنا مالك ، عن أبي : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

، ) الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ئكة بالميل ، ومالئكة بالنيار ، يتعاقبون فيكم مال: " قال

ويجتمعون في صالة الفجر وصالة العصر ، ثم يعرج كيف : -وىو أعمم بيم -الذين كانوا فيكم ، فيسأليم تركناىم وىم يصمون ، : تركتم عبادي ؟ فيقولون

" .وأتيناىم وىم يصمون جمع فيو الفعل مع " يتعاقبون فيكم مالئكة : " قولو

ر ، وىو مخرج عمى المغة المعروفة بمغة إسناده إلى ظاى، وقد عرفيا بعض متأخري النحاة " أكموني البراغيث "

ىي لغة يتعاقبون فيكم مالئكة : " بيذا الحديث ، فقال . "

أن كل مالئكة : التناوب والتداول ، والمعنى : والتعاقب .تأتي تعقب األخرى

كة وقد دل الحديث عمى أن مالئكة الميل غير مالئ .النيار

من حديث الزىري ، عن " الصحيحين " وقد خرجا في : ، قال ) سعيد وأبي سممة ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

تجتمع مالئكة الميل ، ومالئكة النيار في صالة الفجر " إن قرآن : ) اقرءوا إن شئتم : ثم يقول أبو ىريرة " .

[ . : اإلسراء ) ] الفجر كان مشيودا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذكر اجتماعيم في صالة الفجر ، : ففي ىذه الرواية إن قرآن : ) واستشيد أبو ىريرة بقول اهلل عز وجل

[ . : اإلسراء ) ] الفجر كان مشيودا -مرفوعا -وقد روي في حديث من رواية أبي الدرداء

.هلل ومالئكتو ، انو يشيده ا " .مالئكة الميل ومالئكة النيار : " وفي رواية

.خرجو الطبراني وابن منده وغيرىما فقد يكون تخصيص صالة الفجر ليذا ، وصالة العصر

فييا مالئكة الميل والنيار ، كما دل -أيضا -يجتمع .عميو حديث األعرج ، عن أبي ىريرة ، عن بكر وقد روي نحوه من حديث حميد الطويل

.مرسال -) المزني ، عن النبي وىؤالء المالئكة ، يحتمل أنيم المعقبات ، وىم الحفظة ،

.ويحتمل أنيم كتبة األعمال وروى أبو عبيدة ، عن أبيو عبد اهلل بن مسعود ، في

يعني : ، قال ) إن قرآن الفجر كان مشيودا : ) قولو و الحرسان مالئكة الميل صالة الصبح ، يتدارك في

.ومالئكة النيار يمتقي الحارسان : وقال إبراىيم ، عن األسود بن يزيد

من مالئكة الميل ومالئكة النيار عند صالة الصبح ، فيسمم بعضيم عمى بعض ، ويحيى بعضيم بعضا ،

.فتصعد مالئكة الميل وتبسط مالئكة النيار ممكا : أمالك وكل بابن آدم خمسة: قال ابن المبارك

الميل ، وممكا النيار ، يجيئان ويذىبان ، والخامس ال .يفارقو ليال وال نيارا

إن مالئكة الميل ومالئكة النيار تجتمع في : وممن قال صالة الفجر ، وفسر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن قرآن ] وقرآن الفجر : ) بذلك قول اهلل عز وجل مجاىد [ : : اإلسراء ) ] كان مشيودا [ الفجر

.ومسروق وغيرىما . واألظير أن ذلك في الجماعات : قال ابن عبد البر

.وقد يحتمل الجماعات وغيرىا : قال إذا أمن اإلمام فأمنوا ) : " يشيد لألول قول النبي : قمت

تقدم من ، فمن وافق تأمينو تأمين المالئكة غفر لو ما " .ذنبو

من أكل الثوم أن يشيد المسجد ، ) ونيى النبي .أن المالئكة تتأذى مما يتأذى منو بنو آدم : وتعميمو

" وقد بوب البخاري عمى اختصاصو بالجماعات في

إن -، كما سيأتي في موضعو " أبواب صالة الجماعة .شاء اهلل تعالى يبصق في أن المصمي ينيى عن أن : ويشيد الثاني

صالتو عن يمينو ؛ ألن عن يمينو ممكا ، وال يفرق في .ىذا بين مصمي جماعة وفرادي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من أدرك من العصر ركعة قبل الغروب - :فيو ثالثة أحاديث

:األول ثنا شيبان ، عن يحيى ، عن : حدثنا أبو نعيم -

إذا ) : " قال رسول اهلل : ريرة أبي سممة ، عن أبي ىأدرك أحدكم سجدة من صالة العصر قبل أن تغرب ذا أدرك سجدة من صالة الشمس فميتم صالتو ، وا

" .الصبح قبل أن تطمع الشمس فميتم صالتو

وقد خرجو فيما بعد من وجو آخر عن أبي ىريرة ، عن من أدرك من الصبح ركعة قبل أن : " ، ولفظو ) النبي الشمس فقد أدرك الصبح ، ومن أدرك ركعة من تطمع

" .العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر أن وقت : ومقصود البخاري بيذا الحديث في ىذا الباب

العصر يمتد إلى غروب الشمس ؛ وليذا جعمو مدركا ليا بإدراك ركعة منيا قبل غروب الشمس ، فإدراكيا كميا

.ركا ليا قبل الغروب أولى أن يكون مدإن وقت العصر إلى غروب : وقد سبق قول من قال

ابن عباس وعكرمة ، وىو رواية عن : الشمس ، منيم .مالك والثوري وىو قول إسحاق

آخر وقتيا لممفرط ، وصاحب عذر ىو : قال إسحاق نقمو عنو ابن : -قدر ما يبقى إلى غروب الشمس ركعة

.منصور .وحكي مثمو عن داود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وروي عن أبي جعفر محمد بن عمي ما يشبيو إن : وىو وجو ضعيف لمشافعية مبني عمى قوليم

.الصالة كميا تقع أداء كما سيأتي أنو ال يجوز التاخير حتى يبقى من : والصحيح عندىم

.الوقت ركعة ن قيل ر كمذىبنا ومذىب األكثرين وأكث -إنيا أداء : وا عمى ان تأخيرىا إلى أن يبقى قدر ركعة قبل -العمماء

الغروب ال يجوز لغير أىل األعذار ، وىو قول .األوزاعي والشافعي وأحمد وأبي ثور وحكاه عن العمماء

من " صحيحو " وقد دل عمى ذلك ما خرجو مسمم في وقت : " ، قال ) حديث عبد اهلل بن عمرو ، عن النبي

" .الشمس العصر ما لم تصفر ومن حديث العالء بن عبد الرحمن ، عن أبيو ، عن

تمك صالة المنافق ، : " قال ) أبي ىريرة ، عن النبي يجمس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان

" .قام فنقر أربعا ، ال يذكر اهلل فييا إال قميال حتى إذا اصفرت : " بمعناه ، وزاد -وخرجو أبو داود

أو عمى قرني -فكانت بين قرني الشيطان الشمس .وذكر باقيو -" الشيطان

تأخيرىا إلى بعد اصفرار الشمس [ أن ] فيذا يدل عمى .وتضيقيا لممغرب غير جائز لمن ال عذر لو

وأجمع العمماء عمى ان من صمى بعض العصر ثم .غربت الشمس أنو يتم صالتو ، وال إعادة عميو

إتمام ما بقي منيا ، وىو يدل وأجمعوا عمى أن عميو .عمى أن المراد بإدراكيا إدراك وقتيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىل ىو : واختمفوا في الواقع منيا بعد غروب الشمس :أداء ، أو قضاء ؟ وفيو وجيان ألصحابنا والشافعية

أنو قضاء ، وىو قول الحنفية ؛ لوقوعو خارج : أحدىما

.الوقت أنو أداء ، وىو أصح عند أصحابنا والشافعية ؛ : والثاني " .فقد أردكيا ) : " لقولو

أنيا كميا تكون قضاء ، وىو : ولمشافعية وجو آخر .ضعيف

ىذا كمو إذا أدرك في الوقت ركعة فصاعدا ، فإن أدرك :دون ركعة ففيو لمشافعية طريقان

.أيضا -أنو عمى ىذا الخالف : أحدىما .أن الجميع قضاء ، وبو قطع أكثرىم : اني والث

:وأمامذىب أصحابنا ال فرق بين أن يدرك في الوقت ركعة أو : فقال أكثرىم

ما دونيا ، حتى لو أدرك تكبيرة اإلحرام كان كإدراك .ركعة

المراد بو : ، وقالوا " من أدرك سجدة " واستدلوا بحديث .قدر سجدة

بيا الركعة ، وىو المراد من وفيو نظر ؛ فإن السجدة يراد .ىذا الحديث واهلل اعمم

وحكى بعضيم رواية عن أحمد ، أنو ال يكون مدركا ليا في الوقت بدون إدراك ركعة كاممة ، وبذلك جزم ابن أبي

، وجعمو مذىب أحمد ولم يحك " إرشاده " موسى في عنو فيو خالفا ، فعمى ىذا ينبغي أن يكون الجميع

درك في الوقت ركعة ، وىو ظاىر قول قضاء إذا لم ي .األوزاعي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني :قال حدثني إبراىيم : حدثنا عبد العزيز بن عبد اهلل -

بن سعد ، عن ابن شياب ، عن سالم بن عبد اهلل ، عن إنما : " يقول ) أبيو ، أنو أخبره ، أنو سمع رسول اهلل

قاؤكم فيما سمف من األمم قبمكم كما بين صالة العصر بإلى غروب الشمس ، أوتي أىل التوراة التوراة ، فعمموا

بيا حتى إذا انتصف النيار عجزوا ، فأعطوا قيراطا قيراطا ، ثم أوتي أىل اإلنجيل اإلنجيل ، فعمموا إلى

صالة العصر ، ثم عجزوا ، فأعطوا قيراطا قيراطا ، ثم ا القرآن ، فعممنا إلى غروب الشمس ، فأعطينا أوتين

أي ربنا ، : فقال أىل الكتأبين . قيراطين قيراطين أعطيت ىؤالء قيراطين قيراطين ، وأعطيتنا قيراطا قيراطا

ىل ظممتكم من أجركم : ، ونحن أكثر عمال ؟ قال اهلل فيو فضمي أوتيو من : قال . ال : من شيء ؟ قالوا

" .أشاء إنما " إنما بقاؤكم فيما سمف من األمم قبمكم ) : " قولو

أتباع موسى وعيسى عمييما : -واهلل أعمم -أراد بو السالم ، وقد سمى اهلل بني إسرائيل بانفرادىم أمما ،

:فقال ؛ [ : األعراف ] ؟ ) وقطعناىم في األرض أمما )

رة بيا إلى ذلك بعمل أىل التوا) وليذا فسر النبي انتصاف النيار ، وعمل أىل اإلنجيل بو إلى العصر ،

.وعمل المسممين بالقرآن إلى غروب الشمس

حديث أبي موسى الذي : -أيضا -ويدل عمى ذلك مثل المسممين : " خرجو البخاري بعد ىذا ، ولفظو

والييود و النصارى كمثل رجل أستأجر قوما يعممون لو إن شاء -لحديث ، كما سيأتي وذكر ا -" إلى الميل

.اهلل نما قمنا إن ىذا ىو المراد من الحديث ؛ ألن مدة ىذه : وا

األمة بالنسبة إلى مدة الدنيا من أوليا إلى آخرىا ال يبمغ قدر ما بين العصر إلى غروب الشمس بالنسبة إلى ما

.مضى من النيار ، بل ىو أقل من ذلك بكثير

(/)

"""""" م صفحة رق""""""

ما خرجو اإلمام أحمد والترمذي من : ويدل عميو صريحا صمى بيم صالة العصر ) حديث أبي سعيد ، أن النبي

يوما بنيار ، ثم قام خطيبا ، فمم يدع شيئا يكون إلى فذكر الحديث بطولو ، وقال -قيام الساعة إال أخبرنا بو

بقي وجعمنا نمتفت إلى الشمس ىل: قال : في آخره اال إنو لم يبق من ) : " منيا شيء ، فقال رسول اهلل

الدنيا فيما مضى إال كما بقي من يومكم ىذا فيما مضى " .منو

.حديث حسن : وقال الترمذي كنا : وخرج اإلمام أحمد من حديث ابن عمر ، قال

والشمس عمى قعيقعان بعد العصر ، ) جموسا عند النبي أعمار من مضى إلى كما بقي ما أعماركم في : " فقال

" .من النيار فيما مضى منو ومن حديث ابن عمر ، أنو كان واقفا بعرفات ينظر إلى : الشمس حين تدلت مثل الترس لمغروب ، فبكى ، وقال

: " وىو واقف بمكاني ىذا ، فقال ) ذكرت رسول اهلل أييا الناس ، لم يبق من دنياكم فيما مضى إال كما بقي

" .ىذا فيما مضى منو من يومكم) : " قول النبي : ويشيد لذلك من األحاديث الصحيحة

، وقرن بين أصبعيو السبابة " بعثت أنا والساعة كياتين .والوسطى

-من حديث أنس ، وخرجاه " الصحيحين " خرجاه في .بمعناه من حديث أبي ىريرة وسيل بن سعد -أيضا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وخرجو مسمم بمعناه من حديث جابر وخرج الترمذي من حديث المستورد بن شداد ، عن النبي

بعثت في نفس الساعة ، فسبقتيا كما سبقت : " ، قال ) .السبابة والوسطى : ألصبعيو -" ىذه ىذه

، ) عن بريدة ، عن النبي " مسند اإلمام أحمد " وفي ، إن كادت لتسبقني بعثت أنا والساعة جميعا : " قال . "

حدثني أبو : ثنا أبو ضمرة : أيضا -وروى اإلمام أحمد ، ) حازم ، ال أعممو إال عن سيل بن سعد ، عن النبي

وفرق كذا بين -" مثمي ومثل الساعة كياتين : " قال مثمي : " أصبعيو الوسطى والتي تمي اإلبيام ، ثم قال

مثمي : " قال ، ثم" ومثل الساعة كمثل فرسي رىان ومثل الساعة كمثل رجل بعثو قومو طميعة ، فمما خشي

ثم يقول رسول اهلل " . أن يسبق االح بثوبو أتيتم أتيتم " .أنا ذاك ) : "

وكل ىذا النصوص تدل عمى شدة اقتراب الساعة ، كما :دل عميو قولو تعالى

، وقولو [ : القمر) ] اقتربت الساعة وانشق القمر ) [ . : األنبياء ) ] اقترب لمناس حسابيم : ) تعالى

وقرن -" بعثت أنا والساعة كياتين ) : " وقد فسر قولو بين السبابة والوسطى بقرب زمانو من الساعة ، كقرب السبابة من الوسطى ، وبأن زمن بعثتو تعقبو السعة من

لساعة ، كما قال في غير تخمل نبي آخر بينو وبين اأنا الحاشر ، يحشر الناس عمى : " الحديث الصحيح

" .قدمي ، وأنا العاقب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" الذي يحشر الناس لبعثيم يوم القيامة عمى : فالحاشر

ان بعثيم وحشرىم يكون عقيب رسالتو ، : يعني -قدمو .ناس لحشرىم فيو مبعوث بالرسالة وعقيبو يجمع ال

الذي جاء عقيب األنبياء كميم ، وليس بعده : والعاقب .نبي ، فكان إرسالو من عألماالساعة

: " ، قال ) ، عن ابن عمر ، عن النبي " المسند " وفي بعثت بالسيف بني يدي الساعة حتى يعبد اهلل وحده ال

" .شريك لو سبابة وأشار بال -" كياتين : " وفسر قتادة وغيره قولو -كفضل إحداىما عمى األخرى : والوسطى ، بأن المراد

.كفضل الوسطى عمى السبابة : يعني أن فضل ما بين السبابة : وقد ذكر ابن جرير الطبري

والوسطى نحو نصف سبع ، وكذلك قدر ما بين صالة العصر في أوسط نيارىا باإلضافة إلى باقي النيار

نت الدنيا سبعة آالف نصف سبع اليوم تقريبا ، فإن كا .سنة ، فنصف يوم خمسمائة سنة

أن الدنيا -مرفوعا -وقد روي في ذلك حديث ابن زمل .في آخرىا ألفا ) سبعة آالف سنة ، وأنو

سناده ال يصح .وا ما خرجو أبو داود : ويشيد ليذا الذي ذكره ابن جرير

: " ، قال ) من حديث أبي ثعمبة الخشني ، عن النبي " .يعجز اهلل ىذه األمة من نصف يوم لن

.وروي موقوفا ، ووقفو أصح عند البخاري وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بإسناد منقطع عن سعد ، عن -أيضا -وخرج أبو داود إني ألرجو أن ال يعجز امتي عند : " ، قال ) النبي

ف كم نص: قيل لسعد " . ربيم أن يؤخرىم نصف يوم .خمسمائة سنة : يوم ؟ قال

ن صح ىذا ، فإنما يدل عمى أنو رجا ألمتو تاخير ) وا نصف يوم ، فأعطاه اهلل رجاءه وزاده عميو ، فإنا اآلن

في قريب رأس الثمانمائة من اليجرة ، وما ذكره ابن جرير من تقدير ذلك بنصف سبع يوم عمى التحديد ال

أسباع الوسطى يصمح ، وقد ذكر غيره أن المسبحة ستةطوال ، فيكون بينيما من الفضل سبع كامل ، وذلك ألف سنة ، عمى تقدير أن تكون الدنيا سبعة آالف سنة ، وأن

ال يصح -أيضا -في آخرىا ألفا ، وىذا ) بعثة النبي .، وال يبمغ الفضل بينيما سبعا كامال

إن قدر الفضل بينيما نحو من ثمن ، كما : وقيل .ان شاء اهلل -سنذكره : " قال ) عن أنس ، أن النبي " صحيح مسمم " وفي

وضم السبابة : قال " . بعثت أنا والساعة كياتين .والوسطى

وقد سبق في رواية اإلمام أحمد ، أنو فرق بينيما ، وقد ذكر بعضيم عمى تقدير صحة رواية التفريق ان فرج ما

ين السبابة بين األصابع الخمسة ستة امثال فرجة ما بوالوسطى ، وحجم األصابع الخمس ضعف ما بين

المسبحة والوسطى ، فيكون حجم األصابع الخمس مع

الفرج األربع الواقعة بينيم ثمانية أجزاء فرجة ما بين .السبابة والوسطى جزء منيا

وبين الساعة قدر ثمن ) ويئول المعنى إلى أن ما بينو ون سنة عمى تقدير الدنيا ، وىو ثمانمائة وخمس وسبع

.ما تقدم ذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إنما بقاؤكم فيما سمف ) : ) ) ويعتضد ذلك بقولو : قال

، فإن ما ( ( من األمم كما بين صالة العصر والمغرب بين العصر والغرب قريب من ثمن زمان دورة الفمك

انتيى . ة التامة مرة واحدة ، وىي أربعة وعشرون ساع .ما ذكره

وأخذ بقاء ما بقي من الدنيا عمى التحديد من ىذه النصوص ال يصح ؛ فإن اهلل استأثر بعمم الساعة ، ولم

يطمع عميو أحدا من خمقو ، وىو من مفاتح الغيب

) : الخمس التي ال يعمميا إال اهلل ؛ وليذا قال النبي نما خرج و ( ( . ما المسؤول عنيا بأعمم من السائل ) ) ا

عمى وجو التقريب لمساعة من غير ) ىذا من النبي .تحديد لوقتيا

مع ) وقد قدمنا أن المراد بيذا الحديث مدة أمة محمد مدة أمة موسى وعيسى عمييم السالم ، فمدة ىذه األمم الثالث كيوم تام ، ومدة ما مضى من األمم في أول

منيار ، وقد الدنيا كميمة ىذا اليوم ؛ فإن الميل سابق لخمق قبمو عمى أصح القولين ، وتمك الميمة السابقة كان فييا نجوم تضيء وييتدى بيا ، وىم األبيياء المبعوثون

فييم قمر منير ، وىو إبراىيم -أيضا -فييا ، وقد كان الخميل عميو السالم ، إمام الحنفاء ووالد األنبياء ، وكان

براىيم ألف سنة ، بين آدم ونوح ألف سنة ، وبين نوح وا قال ذلك . وبين إبراىيم وموسى عميو السالم ألف سنة

.غير واحد من المتقدمين ، حكاه عنيم الواقدي وذكر بعض عمماء أىل الكتاب أن من آدم إلى إبراىيم

ثالثة آالف وثالثمائة وثمان وعشرون سنة ، ومن

إبراىيم إلى خروج موسى من مصر خمسمائة وسبع ، وذكر إن من آدم إلى مولد المسيح خمسة وستون سنة

آالف وخمسمائة سنة ، ومن مولد المسيح إلى ىجرة ستمائة وأربع عشر سنة ، ومن آدم إلى اليجرة ) محمد

ستة آالف سنة ومائة وأربع عشرة سنة ، ومن خروج بني أسرائيل إلى اليجرة ألفان ومائتان وتسع وسبعون سنة ،

.الشمسية ال القمرية ولكن إنما يؤرخون بالسنة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وأما ابتداء رسالة موسى عميو السالم فكانت كابتداء ىم أصحاب ) النيار ، فإن موسى وعيسى ومحمدا

.الشرائع والكتب المتبعة واألمم العظيمة والتين : ) وقد أقسم اهلل بمواضع رساالتيم في قولو

يتو : التين ) . ] ن وطور سينين وىذا البمد األمين والز- ]

جاء اهلل من طور سيناء ، وأشرق من : ) ) وفي التوراة ( ( .ساعير ، واستعمن من جبال فاران

سراجا منيرا ؛ ألن نوره لمدنيا كنور ) وليذا سمي محمدا الشمس وأتم وأعظم وأنفع ، فكانت مدة عمل بني

إسرائيل إلى ظيور عيسى كنصف النيار األول ، ومدة عمل أمة عيسى كما بين الظير والعصر ، ومدة عمل المسممين كما بين العصر إلى غروب الشمس ، وىذا

.أفضل أوقات النيار وليذا كانت الصالة الوسطى ىي العصر عمى الصحيح

؛ وأفضل ساعات يوم الجمعة ويوم عرفة من العصر لشمس ، فميذا كان خير قرون بني آدم إلى غروب ا

) .القرن الذي بعث فيو محمد .مرفوعا -وقد خرج البخاري ذلك من حديث أبي ىريرة

وقد أعطى اهلل تعالى من عمل بالتوراة واإلنجيل قيراطا .قيراطا ، وأعطى ىذه االمة لعمميم قيراطين

ر كان كل من األمم الثالثة قد استؤج: فقال الخطأبي ليعمل تمام النيار بقيراطين ، فمما عجز كل واحد من

األمتين قبميا ، وانقطع عن عممو في وسط المدة أعطى قيراطا واحدا ، وىذه األمة قد أتمت مدة عمميا فكمل ليا

.أجرىا وقد جاء في رواية أخرى من حديث ابن عمر ، أن كل مى طائفة منيم استؤجرت لتعمل إلى مدة انتياء عمميا ع

.ما حصل ليا من األجر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما أخبر الراوي بما : فقال الخطأبي لفظو مختصر ، وا .آل إليو األمر فقط

وفيما قال نظر ، وسيأتي الكالم عميو في الحديث الثالث .إن شاء اهلل -

وعجز الييود والنصارى عن إتمام المدة ىو بما حصل ينفع معو عمل ، مع البقاء عمى ما ىم عميو ليم مما ال

من النسخ والتبديل ، مع تمكنيم من إتمام العمل

.باإليمان بالكتاب الذي أنزل بعد كتابيم ( ( .نحن أكثر عمال وأقل أجرا : ) ) وقوليم

أماكثرة عمل الييود فظاىر ؛ فإنيم عمموا إلى انتصاف ن الظير إلى النيار ، وأماالنصارى فإنيم عمموا م

.العصر ، وىو نظير مدة عمل المسممين إن أول وقت العصر مصير كل : فاستدل بذلك من قال

ألنو لو : شيء مثميو ، وىم أصحاب أبي حنفية ، قالوا كان أول وقت العصر مصير ظل كل شيء مثمو لكان

.مدة عمميم ومدة عمل المسممين سواء لعصر مصير إن أول وقت ا: وأجاب عن ذلك من قال

:ظل الشيء مثمو من أصحابنا والشافعية وغيرىم بوجوه أن أحاديث المواقيت مصرحة بأن أول وقت : منيا

العصر مصير ظل الشيء مثمو ، وىذا الحديث إنما مساق ضرب األمثال ، واألمثال مظنة ) ساقو النبي

التوسع فييا ، فكان األخذ بأحاديث توقيت العصر .وقت أولى المسوقة لبيان ال

، أن ( ( أكثر عمال : ) ) أن المراد بقوليم : ومنيا

.عمل مجموع الفريقين أكثر ومجموع الفريقين ( ( وأقل أجرا : ) ) فقد قالوا : فإن قيل

.ليم قيراطان كأجر ىذه األمة لكن القيراطان في مقابمة عمل كثير ، فإنيما : قيل

وعمل المسممون ربع عمال ثالثة أرباع النيار بقيراطين ، .النيار بقيراطين ، فمذلك كان أولئك أقل أجرا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أن وقت العصر إذا سقط من أولو مدة التأىب : ومنيا

لمصالة باألذان واإلقامة والطيارة والستارة وصالة أربع ركعات والمشي إلى المساجد ، صار الباقي منو إلى

.شمس أقل مما بين الظير والعصر غروب الإنما أراد أن أمتو عممت من ) أن النبي : وحقيقة ىذا

زمن فعل صالة العصر المعتاد ال من أول دخول .وقتيا

أن كثرة العمل ال يمزم منو طول المدة ، فقد : ومنيا يعمل األنسان في مدة قصيرة أكثر مما يعمل غيره في

.مدة طويمة بأن ظاىر الحديث يرده ، ويدل عمى وقد ضعف ىذا ؛

كنى عن : اعتبار طول المدة وقصرىا ، إال أن يقال .كثرة العمم وقمتو بطول المدة وقصرىا ، وفيو بعد

وقد روى ىشام بن الكمبي ، عن أبيو ، عن أبي صالح ، كان بين موسى وعيسى ألف : عن ابن عباس ، قال

ة ، وأنو أرسل سنة وتسعمائة سنة ، ولم يكن بينيما فتر بينيما ألف نبي من بني إسرائيل سوى من أرسل من

ألف سنة ) غيرىم ، وكان بين ميالد عيسى والنبي وتسع وستون سنة ، بعث في أوليا ثالثة أنبياء ، وكانت الفترة التي لم يبعث اهلل فييا رسوال أربعمائة سنة وأربع

.وثمانون سنة .ىذا إسناد ضعيف ، ال يعتمد عميو

نما يصح ذلك عمى تقدير أن يكون بين عيسى ومحمد وا أنبياء ، والحديث الصحيح يدل عمى أنو ليس بينيما نبي

عن سممان ، أن مدة ( ( صحيح البخاري ) ) ، ففي .الفترة كانت ستمائة سنة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن من لدن خمق آدم إلى وقت ىجرة : وقد ذكر قوم .ستة آالف سنة ، تنقص ثمان سنين ) ي النب

بينيما أربعة آالف وستمائة واثنان : وقال آخرون .وأربعون سنة وأشير

:واختمفوا في مدة بقاء الدنيا جميعيا فروي عن ابن عباس ، أنيا جمعة من جمع اآلخرة ،

.سبعة آالف سنة .وعن كعب ووىب ، أنيا ستة آالف سنة

مقدار الدنيا من أوليا إلى : ال وعن مجاىد وعكرمة ، قاآخرىا خمسون ألف سنة ، وال يعمم ما مضى منو وما

بقي إال اهلل عز وجل ، وأن ذلك ىو اليوم الذي قال اهلل

:فيو وح إليو في يوم كان مقداره خمسين ) تعرج المالئكة والر

[ : المعارج ) . ] ألف سنة ( ( .تفسيره ) ) جو ابن أبي حاتم في خر

أن حديث ابن عمر الذي خرجو البخاري : وقد قدمنا ىاىنا يدل عمى أن مدة الدنيا كميا كيوم وليمة ، وأن مدة األمم الثالث أصحاب الشرائع المتبعة قريب من نصف

ذلك ، وىو قدر يوم تام ، وأن مدة الييود منو إلى ظيور صالحة تنفعيم عند اهلل كما عيسى حيث كانت أعماليم

بين صالة الصبح إلى صالة الظير ، ومدة النصارى حيث كانت أعماليم صالحة مقبولة ) إلى ظيور محمد

كما بين صالة الظير والعصر ، ومدة المسممين منو من صالة العصر إلى غروب الشمس ، وذلك في الزمان

لنيار المعتدل قدر ربع النيار ، وىو قدر ثمن الميل وا .كما سبق ذكره وتقديره

، ومدة ) لكن مدة الماضي من الدنيا إلى بعثة محمد الباقي منيا إلى يوم القيامة ، ال يعممو عمى الحقيقة إال

اهلل عز وجل ، وما يذكر في ذلك فأنما ىو ظنون ال .تفيد عمما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا الحديث في ىذا وكان مقصود البخاري بتخريج ىأن وقت العصر يمتد إلى غروب الشمس ؛ ألنو : الباب

جعل عمل المسممين مستمرا من وقت العصر إلى نما ضرب المثل ليم بوقت صالة غروب الشمس ، وا

العصر ، واستمرار العمل إلى آخر النيار الستمرار مدة وقت العصر إلى غروب الشمس ، وأن ذلك كمو وقت

صالة العصر ، فكما أن مدة صالتيم لعمميم ، وىوتستمر إلى غروب الشمس ، فكذلك مدة عمميم بالقرآن

حتى تقوم ) في الدنيا مستمر من حين بعث محمد .عمييم الساعة ويأتي أمر اهلل وىم عمى ذلك

:الحديث الثالث

:قال ثنا أبو أسامة ، عن بريد ، : حدثنا أبو كريب -

: ، قال ) موسى ، عن النبي عن أبي بردة ، عن أبيمثل المسممين والييود والنصارى كمثل رجل استأجر ) )

قوما يعممون لو عمال إلى الميل ، فعمموا إلى نصف ال حاجة لنا إلى أجرك ، فاستأجر : النيار ، فقالوا أكمموا بقية يومكم ولكم الذي شرطت ، : آخرين ، فقال

لك ما : صر قالوا فعمموا حتى إذا كان حين صالة الععممنا ، فاستأجر قوما فعمموا بقية يوميم حتى غابت

( ( .الشمس واستكمموا أجر الفريقين يدل عمى أن كال من الفريقين : ظاىر ىذه الرواية

الييود والنصارى أبطموا عمميم ولم يسقطوا أجرىم فمم يستحقوا شيئا ، وىذا بخالف ما في حديث ابن عمر

.أعطوا قيراطا قيراطا الماضي أنيم وقد يحمل حديث ابن عمر عمى من مات قبل نسخ دينو

وتبديمو ، وكان عممو عمى دين حق ، وحديث أبي موسى ىذا عمى من أدركو التبديل والنسخ ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فاستمر عمى عممو ، فإنو قد أحبط عممو وأبطل أجره ، .األجر فمم يستحق شيئا من

فمن مات قبل التبديل والنسخ مؤمن ، لو أجره : فإن قيل إن الذين آمنوا والذين : ) عند اهلل ، كما قال اهلل تعالى

ابئين من آمن بالمو واليوم اآلخر ىادوا والنصارى والصبيم وال خوف عمييم وال وعمل صالحا فميم أجرىم عند ر

:البقرة ) ] ىم يحزنون . ] نما ليم أجر واحد عمى عمميم ؛ : قيل ىو كذلك ، وا

ألنو شرط ليم ذلك ، كما جاء في رواية أخرى صريحة من حديث أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وىذه

.األمة شرط ليا عمى اتمام عمل بقية اليوم أجران ؛ ألنو لما بطل ( ( فاستكمموا أجر الفريقين : ) ) وقولو

عمميما وسقط أجرىما ، وعمل المسممون بقية النيار عمى قيراطين ، فكأنيم أخذوا القيراطين منيما واستحقوا ما كان ليما عمى عمميما وحازوه دونيما ، وليذا قال

مو وآمنوا برسولو ياأييا الذين آمنوا اتقوا ال: ) تعالى يؤتكم كفمين من رحمتو ويجعل لكم نورا تمشون بو ويغفر

لكم والمو غفور رحيم لئال يعمم أىل الكتاب أال يقدرون المو يؤتيو من عمى شيء من فضل المو وأن الفضل بيد

[ ، : الحديد ) ] يشاء والمو ذو الفضل العظيم ؛ وليذا اعترف أىل الكتاب أنيم لم يظمموا من أجرىم

.شيئا أن الييود استؤجرت لتعمل إلى : ) ) وفي حديث أيوب

الظير عمى قيراط ، والنصارى إلى العصر عمى ح ؛ فإن كال من الطائفتين أشعر ، وىذا صحي( ( قيراط

بنسخ دينو وتأقيتو ، وانو يعمل عميو إلى أن يأتي نبي ن لم يذكر ليم ذلك آخر بكتاب آخر مصدق لو ، وا

.الوقت معينا

وقد تنازع أىل األصول فيمن أمر أن يعمل عمال إلى وقت غير معين ، ثم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىل ىو نسخ في : العمل ، والعمل بغيره أمر بترك ذلكفاعفوا واصفحوا حتى : ) حقو ، أم ال ؟ مثل قولو تعالى

[ . : البقرة ) ] يأتي المو بأمره وفي الجممة ، فاستحقاق الييود والنصارى قيراطا واحدا

بطالو ىو بالنسبة إلى حباط أجرىم وا عمى عمميم وا .نيم ، ال إلى طائفة واحدة طائفتين م

وقد استدل أصحابنا بحديث أبي موسى عمى أن من استؤجر لعمل في مدة معينة ، فعمل بعضو في بعض المدة ، ثم ترك العمل في باقي المدة باختياره من غير عذر ، أنو قد أسقط حقو من األجرة ، وال يستحق منيا

.شيئا

أن ضرب : -أيضا -ومقصود البخاري بيذا الحديث المثل لعمل المسممين من وقت صالة العصر إلى غروب الشمس يؤخذ منو بقاء وقت صالة العصر

.وامتداده إلى غروب الشمس ، كما سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب وقت المغرب - .يجمع المريض بين المغرب والعشاء : وقال عطاء

مستوفى في الكالم قد سبق الكالم عمى جمع المريض .عمى حديث ابن عباس في الجمع لغير عذر

:وخرج في ىذا الباب أربعة أحاديث :الحديث األول

:قال ثنا : ثنا الوليد : حدثنا محمد بن ميران -

: ىو -حدثني أبو النجاشي مولى رافع : األوزاعي

سمعت رافع بن خديج : ، قال -عطاء بن صييب ، فينصرف أحدنا ) المغرب مع النبي كنا نصمي: قال

نو ليبصر مواقع نبمو .وا وقد روي ىذا المعنى عن غير واحد من الصحابة في

المغرب ، ولم يخرج في ) صالتيم مع النبي .من غير ىذه الطريق ( ( الصحيحين ) )

وقد روى شعبة ، عن أبي بشر ، عن حسان بن بالل ، ؛ أنيم كانوا ) عن رجال من أسمم من أصحاب النبي

، ثم يرجعون إلى أىمييم إلى أقصى ) يصمون مع النبي .المدينة يرمون ، يبصرون مواقع سياميم

.خرجو النسائي وخرجو اإلمام أحمد عن ىشيم ، عن أبي بشر ، عن

عمي بن بالل الميثي ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" مع رسول اهلل كنا نصمي : عن ناس من األنصار ، قالوا

المغرب ، ثم ننصرف فنترامى حتى نأتي ديارنا ، فيما .يخفى عمينا مواقع سيامنا

من رواية أبي عوانة ، عن أبي بشر -أيضا -وخرجو .بنحوه -

قالو البخاري في : -وىو أشبو من رواية شعبة ( ( .تاريخو ) )

وروى الزىري ، عن رجل من أبناء النقباء ، عن أبيو ، المغرب ، ثم ننصرف ) كنا نصمي مع رسول اهلل : ال ق

: يعني -فننظر إلى مواقع النبل ، وبينيم نحو من ميل .قباء

ن أحدنا لينظر إلى : وفي رواية ثم نخرج إلى منازلنا ، وا ثمثا : كم كان منازليم ؟ قال : موقع نبمو ، قيل لمزىري

.ميل من ( ( حو صحي) ) وخرج اإلمام أحمد وابن خزيمة في

المغرب ) كنا نصمي مع رسول اهلل : حديث جابر ، قال

.، ثم نأتي بني سممة ونحن نبصر مواقع النبل -وخرجو اإلمام أحمد من رواية ابن عقيل ، عن جابر

عمى ] ثم نرجع إلى منازلنا وىي : بنحوه ، إال أنو قال .ميل وأنا أبصر موقع النيل [ قدري

لصالة المغرب ، ) تعجيل النبي وىذا كمو يدل عمى شدة .وليذا كانت تسمى صالة البصر

كما خرجو اإلمام أحمد من رواية أبي طريف اليذلي ، كنت مع: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حين جاء خبر أىل الطائف ، فكان يصمي بنا ) النبي

.صالة البصر ، حتى لو أن رجال رمي لرأى موقع نبمو .ىي صالة المغرب : صالة البصر : ل اإلمام أحمد قا

:الحديث الثاني ثنا : ثنا محمد بن جعفر : ثنا محمد بن بشار -

شعبة ، عن سعد بن إبراىيم ، عن محمد بن عمرو بن قدم الحجاج ، فسألنا جابر بن : الحسن بن عمي ، قال

يصمي الظير بالياجرة ،) كان النبي : عبد اهلل ، فقال والعصر والشمس نقية ، والمغرب إذا وجبت ، والعشاء

ذا رآىم أحيانا وأحيانا ، إذا رآىم اجتمعوا عجل ، وا يصمييا -) أو كان النبي -أبطئوا أخر ، والصبح كانوا

.بغمس صالة النبي : مقصوده من ىذا الحديث في ىذا الباب

: ، ووجوبيا -الشمس : يعني -المغرب إذا وجبت ) فإذا وجبت جنوبيا فكموا منيا : ) وطيا ، كقولو تعالى سقإذا سقط قرص الشمس : ، والمعنى [ : الحج ) ]

.وذىب في األرض وغاب عن أعين الناس :الحديث الثالث

ثنا يزيد بن : حدثنا المكي بن إبراىيم - : قال كنا نصمي مع النبي: أبي عبيد ، عن سممة ، قال

.المغرب إذا توارت بالحجاب ) ثالثيات البخاري ، والضمير يعود إلى غير [ أحد ] ىذا

مذكور ، وىو الشمس ، وقرينة صالة المغرب تدل عميو إذ عرض عميو : ) ، وىو كقولو تعالى في قصة سميمان

افنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير بالعشي الص، : ص ) ] عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب

، فحذف ذكر الشمس لداللة[

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تواري : العشي عمييا ، والمعني بتوارييا بالحجاب قرصيا عن أعين الناظرين ، بما حجبيا عنيا من

.األرض يصمي ) كان النبي : ، ولفظو وخرج مسمم حديث سممة

.المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب كان يصمي ساعة تغرب : وخرجو أبو داود ، ولفظو

.الشمس ، إذا غاب حاجبيا وىذا الحديث والذي قبمو يدالن عمى أن مجرد غيبوبة

القرص يدخل بو وقت صالة المغرب ، كما يفطر حكاه ابن : -العمم الصائم بذلك ، وىذا إجماع من أىل

.المنذر وغيره وال عبرة ببقاء الحمرة : قال أصحابنا والشافعية وغيره

الشديدة في السماء بعد سقوط قرص الشمس وغيبوبتو .عن األبصار

ومنيم من حكى رواية عن أحمد باعتبار غيبوبة ىذه وال يصح . الحمرة ، وبو قال الماوردي من الشافعية

.ذلك شيء من شعاعيا عمى الجدران أو تمك وأماإن بقي

.الجبال فالبد من ذىابو وحكى الطحاوي عن قوم ، أنيم اعتبروا مع مغيب

.الشمس طموع النجم ، ولم يسميم أنو قول طائفة من أىل البدع كالروافض : والظاىر

.ونحوىم ، ولم يقل أحد من العمماء المعتد بيم إسرائيل ، عن ثنا : وروى أبو نعيم الفضل بن دكين

كتب عمر إلى : طارق ، عن سعيد بن المسيب ، قال

ال تصموا المغرب حتى تشتبك : أمراء األمصار .النجوم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا إنما يدل عمى استحباب ذلك ، وقد روي عن عمر .خالف ذلك موافقة لجميور الصحابة

أخير حتى يطمع النجم واألحاديث واآلثار في كراىة الت :كثيرة جدا

ثنا يزيد بن أبي : ما روى ابن إسحاق : ومن أجودىا قدم عمينا أبو : حبيب ، عن مرثد بن عبد اهلل ، قال

أيوب غازيا وعقبة بن عامر يومئذ عمى مصر ، فأخر ما ىذه الصالة : المغرب ، فقام إليو أبو أيوب ، فقال لو

أماسمعت من رسول اهلل : ال ق. شغمنا : يا عقبة ؟ قال عمى : أو قال -ال تزال أمتي بخير : ) ) يقول )

( ( ما لم يؤخروا المغرب إلى أن تشتبك النجوم -الفطرة

؟خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن خزيمة في

.والحاكم وصححو ( ( صحيحو ) ) وقد خولف ابن إسحاق في إسناده ، فرواه حيوة بن شريح

د ابن أبي حبيب ، عن أسمم أبي عمران ، عن ، عن يزيكنا نصمي المغرب حين تجب : أبي أيوب ، قال

.الشمس ) .ورواه ابن لييعة ، عن يزيد ، ورفعو إلى النبي

.حديث حيوة أصح : وقال أبو زرعة وخرج اإلمام أحمد معناه من حديث السائب بن يزيد ،

) .عن النبي باس بن عبد المطمب ، وخرجو ابن ماجو من حديث الع

) .عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وقد روي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو أخر ليمة المغرب حتى طمع نجمان ، فأعتق رقبتين كفارة

.لتأخيره فأماالحديث الذي خرجو مسمم من حديث أبي بصرة

: ل العصر ، فقا) صمى بنا رسول اهلل : الغفاري ، قال إن ىذه الصالة عرضت عمى من قبمكم فضيعوىا ، ) )

فمن حافظ عمييا كان لو أجره مرتين ، وال صالة بعدىا .، والشاىد النجم ( ( حتى يطمع الشاىد

:فقد اختمف العمماء في تأويمو فمنيم من حممو عمى كراىة التنفل قبل المغرب حتى

: ل تصمى ، وىو قول من كره ذلك من العمماء ، وقاإنما ىو نيي عن التنفل ( ( ال صالة بعدىا : ) ) قولو

بعد العصر فيستمر النيي حتى تصمى المغرب ، فإذا فرغ منيا حينئذ جاز التنفل ، وحينئذ تطمع النجوم

.غالبا إنما أراد أن النيي يزول بغروب : ومنيم من قال

نما عمقو بطموع الشاىد ألنو مظنة لو ، الشمس ، وا .يتعمق بالغروب نفسو والحكم

ومنيم من زعم أن الشاىد نجم خفي يراه من كان حديد .البصر بمجرد غروب الشمس ، فرؤيتو عالمة لغروبيا

.أن المراد بالشاىد الميل ، وفيو بعد : وزعم بعضيم وقد أجمع العمماء عمى أن تعجيل المغرب في أول وقتيا

ر ، أفضل ، وال خالف في ذلك مع الصحو في الحضإال ما روي عن عمر كما تقدم ، وروي عنو خالفو من

.وجوه فأمافي الغيم ففيو اختالف سبق ذكره ، وأمافي السفر

فيستحب تأخيرىا ليمة النحر بالمزدلفة من دفع من عرفة حتى يصمييا مع العشاء بالمزدلفة كما فعل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ) .النبي

يا في طريقو قبل وصولو إلى المزدلفة وفي صحة صالت .إن شاء اهلل -اختالف يذكر في موضع آخر

وأمافي غير تمك الميمة في السفر فيجوز تأخيرىا لمجمع .بينيا وبين العشاء

يصمي المقيم المغرب إذا غربت الشمس ، : وقال مالك .والمسافر ال بأس أن يمد ميال ثم ينزل فيصمي

-) وروي عن النبي . ن عمر وقد روي ذلك عن اب .أيضا

وكذلك رخص الثوري في تأخيرىا في السفر دون في الحضر ] كانوا يكرىون تأخيرىا : الحضر ، وقال

[ .دون السفر قامتيا وىل يستحب أن يفصل بين آذان المغرب وا

:بجمسة خفيفة ؟ فيو قوالن يستحب ، وىو قول النخعي والثوري وأحمد : أحدىما سحاق .وأبي يوسف ومحمد وا

يفصل بينيما بسكتة بقدر ثالث آيات : وقال أبو حنيفة قائما ؛ ألن مبناىا عمى التعجيل ، والقائم أقرب إليو ،

.فإن وصل اإلقامة باألذان كره عنده ال يستحب الفصل بجموس وال غيره ؛ : والقول الثاني

.ألن وقتيا مضيق ، وىو قول مالك بينيما بقدر ركعتين كما كانوا الفصل : وقال أحمد

بين األذان واإلقامة ) يصمون الركعتين في عيد النبي إن شاء اهلل -كما سيأتي في موضعو . لممغرب .تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يفصل بينيما فصال يسيرا : وعند الشافعي وأصحابو .بقعدة أو سكوت ونحوىما

:الحديث الرابع :ل قا

: ثنا شعبة ثنا عمرو بن دينار ، قال : ثنا آدم - : سمعت جابر بن زيد ، عن عبد اهلل بن عباس ، قال

.سبعا جميعا ، وثمانيا جميعا ) صمى النبي تأخير الظير إلى : باب ) ) قد سبق ىذا الحديث في

.والكالم عميو مستوفى ( ( العصر أن يستدل بو : الباب ومقصود البخاري بتخريجو في ىذا

عمى جواز تأخير المغرب إلى آخر وقتيا قبل غروب الشفق ، وأن وقتيا ممتد إلى غروب الشفق ، فإن النبي

صالىا مع العشاء جميعا في الحضر من عمة ، وقد ) حممو طائفة من العمماء عمى أنو أخر المغرب إلى آخر

عميو وقتيا ، وقدم العشاء في أول وقتيا ، كذلك حممو أبو الشعثاء وعمرو بن دينار ، وأحمد في رواية عنو ،

.وتبويب البخاري ىنا يدل عميو وعمى ىذا التقدير ، فيو دليل ظاىر عمى امتداد وقت

.المغرب إلى مغيب الشفق ( ( صحيح مسمم ) ) ما في : ويدل عمى ذلك صريحا

عن عبد اهلل بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خطبنا ابن عباس يوما بعد العصر حتى : قيق ، قال ش: غربت الشمس وبدت النجوم ، فجعل الناس يقولون

فجاءه رجل من بني تميم ، ال : قال . الصالة الصالة : الصالة الصالة ، فقال ابن عباس : يفتر وال ينثني

رأيت رسول اهلل : أتعممني السنة ال أم لك ؟ ثم قال .العصر ، والمغرب والعشاء جمع بين الظير و )

فحاك في صدري من ذلك شيء : قال عبد اهلل بن شقيق .، فأتيت أبا ىريرة فسألتو ، فصدق مقالتو

وممن ذىب إلى أن وقت المغرب يمتد إلى مغيب الحسن بن حي والثوري وأبو حنيفة ومالك في : الشفق ، والشافعي في قول لو رجحو طائفة من ( ( الموطأ ) ) سحاق وأبو ثور ، وروي عن ابن أصح ابو ، وأحمد وا

.عباس وغيره وخرج مسمم من حديث عبد اهلل بن عمرو بن العاص ،

إذا صميتم المغرب ، فإنو وقت : ) ) ، قال ) عن النبي

( ( .إلى أن يسقط الشفق وقت المغرب ما لم : ) ) -أيضا -وفي رواية لو

( ( .يسقط ثور الشفق وقت صالة المغرب ما : ) ) -أيضا -وفي رواية لو ( ( .لم يغب الشفق

.وقد اختمف في رفعو ووقفو من حديث بريدة ، أن سائال سأل -أيضا -وخرج مسمم

فذكر الحديث بطولو ، -عن مواقيت الصالة ) النبي أنو صمى في اليوم األول المغرب حين وجبت : وفيو

يقع الشفق ، الشمس ، وفي اليوم الثاني صمى قبل أن ( ( .ما بين ما رأيت وقت : ) ) وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج اإلمام أحمد والترمذي من حديث محمد بن فضيل ، عن األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، عن

فذكر الحديث -( ( إن لمصالة أوال وآخرا ) : ) ) النبي ن أول وق: ) ) ، وفيو ت المغرب حين تغرب الشمس وا

ن آخر وقتيا حين يغيب األفق ( ( .، وا ولو عمة ، وىي أن جماعة رووه عن األعمش ، عن

.كان يقال ذلك : مجاىد ، قال وىذا ىو الصحيح عند ابن معين والبخاري والترمذي

.وأبي حاتم والبزار والعقيمي والدارقطني وغيرىم واحدا حين تغرب وذىب طائفة إلى أن لممغرب وقتا

الشمس ، ويتوضأ ويصمي ثالث ركعات ، وىو قول ابن المبارك ، ومالك في المشيور عنو ، واألوزاعي ،

.والشافعي في ظاىر مذىبو المغرب في ) بأن جبريل صمى بالنبي : واستدلوا

اليومين في وقت واحد ، وصمى بو سائر الصموات في .وقتين

.يث أثبت ، وبيا يعمل وزعم األثرم أن ىذه األحادقد صح حديث بريدة ، : يمتد وقتيا ، قال : ومن قال

بالمدينة ، فيو متأخر عن ) وكان ذلك من فعل النبي

.أحاديث صالة جبريل بين ذلك ) أن النبي : وفي حديث عبد اهلل بن عمرو

.بقولو ، وىو أبمغ من بيانو بفعمو إنما : ) ) ة في حديث أبي قتاد) عموم قولو : ويعضده

التفريط في اليقظة ، أن يؤخر صالة حتى يدخل وقت ، خرج من عموم ذلك الصبح بالنصوص ( ( األخرى

.واإلجماع ، بقي ما عداىا داخال في العموم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أمر من حضره العشاء بتقديمو عمى ) وألن النبي ب لكان تقديم العشاء الصالة ، ولوال اتساع وقت المغر

.تفويتا لممغرب عن وقتيا لألكل ، وىو غير جائز وألن الجمع بين المغرب والعشاء جائز في وقت المغرب

بأن وقتيا واحد ، وال يمكن : لمعذر باالتفاق من القائمين الجمع بينيما في وقت المغرب إال مع امتداد وقتيا

.واتساعو لوقوع الصالتين يجمع : ) ) إنما صدر الباب بقول عطاء ولعل البخاري

ليذا المعنى الذي ( ( المريض بين المغرب والعشاء .واهلل أعمم . أشرنا إليو

ومتى غاب الشفق ، فات وقت المغرب بإجماع من .سمينا ذكره

ال يفوت حتى يفوت العشاء : وروي عن عطاء وطاوس ، -أيضا -بطموع الفجر ، وحكي رواية عن مالك

.حاديث المذكورة ترد ذلك واأل: واختمفوا في الشفق الذي يفوت وقت المغرب بمغيبو

.ىل ىو الحمرة ، أو البياض ؟ عمى قولين .أنو الحمرة : ومذىب الثوري ومالك والشافعي

.أنو البياض : ومذىب أبي حنيفة والمزني واختمف قول أحمد وأصحابو في ذلك ، وسنذكره فيما بعد

. تعالى إن شاء اهلل -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

العشاء: باب من كره أن يقال لممغرب -ثنا عبد : حدثنا أبو معمر عبد اهلل بن عمرو -

حدثني : ثنا عبد اهلل بن بريدة : الوارث ، عن الحسين ال تغمبنكم : ) ) قال ) عبد اهلل المزني ، أن ا لنبي وتقول : قال ( ( . م المغرب األعراب عمى اسم صالتك

.ىي العشاء : األعراب .رضي اهلل عنو -ابن مغفل : عبد اهلل المزني ، ىو

وقد استدل بيذا الحديث من كره تسمية المغرب العشاء ، .وىو قول الشافعي وغيرىم

ال يكره ذلك ، واستدلوا بأن العشاء : وقال أصحابنا أيما امرأة ) : ) ) ي تسمى العشاء اآلخرة ، كما قال النب

( ( .أصابت بخورا فال تشيد معنا العشاء اآلخرة .خرجو مسمم

وسيأتي بعض األحاديث المصرحة بذلك ، فدل عمى أن .المغرب العشاء األولى

وأجاب بعضيم بأن وصف العشاء باآلخرة ألنيا آخر .الصموات ، ال ألن قبميا عشاء أخرى

كر تسميتيا العشاء وقد حكي عن االصمعي ، انو أن .اآلخرة ، وال يمتفت إلى ذلك

صمى ) عن عمي ، أن النبي ( ( صحيح مسمم ) ) وفي .المغرب والعشاء : العصر يوم األحزاب بين العشاءين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحديث أبن مغفل يدل عمى أن تسميتيا : قال أصحابنا .ك بالمغرب أفضل ، ونحن نقول بذل

حديث ابن مغفل إنما يدل عمى : ومن متأخرييم من قال النيي عن أن يغمب اسم العشاء عمى المغرب حتى

ييجر اسم المغرب ، أو يقل تسميتيا بذلك ، كما ىي عادة األعراب ، فأماإذا لم يغمب عمييا ىذا االسم فال

.يتوجو النيي حينئذ إليو

فإذا -أيضا -وقد تقدم أنيا تسمى صالة البصر سميت بذلك من غير أن ييجر تسميتيا بالمغرب ،

.ويغمب تسميتيا بذلك ؛ جاز

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ذكر العشاء والعتمة ، ومن رآه واسعا -أن العشاء اآلخرة تسمى العشاء ، وتسمى العتمة : مراده

ن ك ان ، وأنو يجوز تسميتيا بالعتمة من غير كراىة ، وا :تسميتيا بالعشاء أفضل اتباعا لقول اهلل عز وجل

[ . : النور ) ] ومن بعد صالة العشاء ) وىذا قول كثير من العمماء ، أو اكثرىم ، وىو ظاىر كالم أحمد ، وقول أكثر أصحابو ، وكذا قال الشافعي

أحب إلي أن ال تسمى العشاء اآلخرة ( ( : األم ) ) في .، وىو قول كثير من أصحابو ، أو أكثرىم عتمة

يكره أن تسمى عتمة ، وىو وجو : ومنيم من قال

.ضعيف ألصحابنا ابن عمر وكان : وقد روي عن طائفة من السمف ، منيم

يكرىو كراىة شديدة ، ويقول أول من سماىا بذلك .ابنو سالم وابن سيرين -أيضا -وكرىو . الشيطان

عبد اهلل بن أبي لبيد ، عن أبي وخرج مسمم من حديث ال : ) ) ، قال ) سممة ، عن ابن عمر ، عن النبي

تغمبنكم األعراب عمى اسم صالتكم ، أال إنيا العشاء ، ( ( .وىم يعتمون باإلبل

ال تغمبنكم األعراب عمى : ) ) -أيضا -وفي رواية لو نيا اسم صالتكم العشاء ، فإنيا في كتاب اهلل العشاء ، وا

( ( .تعتم بحالب اإلبل .كذا رواه ابن أبي لبيد ، عن أبي سممة

كان : وقال العقيمي . وابن أبي لبيد كان يتيم بالقدر .يخالف في بعض حديثو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وتابعو عميو ابن أبي ليمى ، عن أبي سممة ، وابن أبي

.ليمى ليس بالحافظ بن حرممة ، عن أبي سممة ، عن ورواه عبد الرحمن

.مرسال -) النبي عن ابن حرممة ، عن سعيد بن المسيب ، عن : وقيل

.مرفوعا -أبي ىريرة .وليس بمحفوظ . خرجو ابن ماجو

عن عبد الرحمن بن عوف ، عن : -أيضا -وفيو ) .النبي

.وفي إسناده جيالة دون وقد حممو بعض أصحابنا عمى كراىة نفي الكمال

الكراىة ، وحممو بعضيم عمى كراىة ىجران اسم العشاء .وغمبة اسم العتمة عميا كفعل اإلعراب

وتسميتيا في كتاب اهلل بالعشاء ال يدل عمى كراىة تسميتيا بغيره ، كما أن اهلل تعالى سمى صالة الصبح

.صالة الفجر ، وال يكره تسميتيا صالة الصبح

ديثا مسندا ، وذكر فيو خرج البخاري في ىذا الباب حأحاديث كثيرة تعميقا ، وقد خرج عامتيا في مواضع أخر

:من كتابو ، فقال أثقل الصالة عمى ) : ) ) وقال أبو ىريرة ، عن النبي

لو يعممون ما في : ) وقال ( . المنافقين العشاء والفجر ( ( .العتمة والفجر

صالة فضل: باب ) ) حديث أبي ىريرة قد أسنده في : باب ) ) ، وخرج قبمو في ( ( العشاء في جماعة

-من حديث أبي ىريرة ( ( فضل التيجير إلى الظير ( ( . لو يعممون ما في العتمة والصبح : ) ) -مرفوعا

األستيمام عمى : باب ) ) في -وخرجو أيضا ( (األذان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:ثم قال البخاري

ومن بعد : ) العشاء ؛ لقول اهلل : الختيار أن يقول فا :النور ) ] صالة العشاء

. ] :قال

عند ) كنا نتناوب إلى النبي : ويذكر عن أبي موسى .صالة العشاء ، فأعتم بيا

حديث أبي موسى ىذا قد خرجو بعد ىذا قريبا في أخر ، وخرجو في مواضع( ( فضل العشاء : باب ) )

، فدل عمى أن ( ( ويذكر : ) ) ، وقد عمقو ىنا بقولو ىذه الصيغة عنده ال تقتضي ضعفا فيما عمقو بيا ، وأنو

يعمق بيا الصحيح والضعيف ، إال أن أغمب ما يعمق .بيا ما ليس عمى شرطو

:ثم قال .بالعشاء ) ] أعتم النبي : وقال ابن عباس وعائشة

.بالعتمة ) [ تم النبي عن عائشة أع: وقال بعضيم ، ( ( فضل العشاء : باب ) ) حديث عائشة خرجو في

( ( .أعتم بالعشاء : ) ) ولفظ

النوم قبل : باب ) ) وحديث ابن عباس خرجو في .، بمفظ حديث عائشة ( ( العشاء

أعتم رسول : ) ) وخرج مسمم حديث عائشة ، ولفظو ( ( .عى العتمة ليمة بصالة العشاء ، وىي التي تد) اهلل

وخرج النسائي حديث عائشة وابن عباس ، وعنده .بالعتمة ) أعتم رسول اهلل : فييما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وخرج أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري ، قال .صالة العتمة ) صمينا مع رسول اهلل

ي ف) أبقينا النبي : ومن حديث معاذ بن جبل ، قال .صالة العتمة

:ثم قال البخاري .يصمي العشاء ) كان النبي : وقال جابر

حديث جابر قد خرجو البخاري في الباب الذي بعد ىذا ،

.أيضا -وقد خرجو فيما مضى :قال

.يؤخر العشاء ) كان رسول اهلل : وقال أبو برزة : باب ) ) حديث أبي برزة ىذا خرجو فيما مضى في

وكان يستحب أن يؤخر : ) ) ولفظو ( (وقت العصر ( ( .من العشاء التي تدعونيا العتمة

:ثم قال .العشاء اآلخرة ) أخر رسول اهلل : وقال أنس

حديث أنس ىذا خرجو النسائي ، وخرجو البخاري في ( ( .أخر العشاء : ) ) مواضع ، ولفظو

مكثنا ليمة : وخرج مسمم من حديث ابن عمر ، قال )سول اهلل ننتظر ر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.لصالة العشاء اآلخرة

:ثم قال البخاري المغرب ) صمى النبي : وقال ابن عمر وأبو أيوب

.والعشاء بين المغرب والعشاء ) وحديثيما في جمع النبي

( ( . كتاب الحج ) ) بالمزدلفة ، وقد خرجو البخاري في .أيضا -وخرجو مسمم

:وأماالحديث الذي أسنده في ىذا الباب :فقال ثنا يونس ، عن : أبنا عبد اهلل : حدثنا عبدان -

صمى لنا : أخبرني عبد اهلل ، قال : قال سالم : الزىري وىي التي يدعو الناس -ليمة صالة العشاء ) رسول اهلل

أرأيتكم : ) ) ، ثم أنصرف فأقبل عمينا ، فقال -العتمة ال يبقى ممن [ منيا ] ىذه ، فإن راس مائة سنة ليمتكم

( ( .ىو عمى ظير األرض أحد أن صالة العشاء يدعوىا الناس : في ىذا الحديث

العتمة ، وكذا في حديث عائشة وأبي برزة ، وىذا كمو عمى اشتيار اسميا بين الناس بالعتمة ، وىو الذي نيى

غمب عمييا ، وكان ابن عمر وغيره يكرىونو أن ي) النبي .اسم العتمة حتى ال تسمى بالعشاء إال نادرا -أحيانا -وأماإذا غمب عمييا اسم العشاء ، ثم سميت

بالعتمة بحيث ال يزول بذلك غمبة اسم العشاء عمييا ، ن كان تسميتيا بالعشاء كما -فيذا غير منيي عنو ، وا

.أفضل -سماىا اهلل بذلك في كتابو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال يبقى عمى رأس مائة سنة : ) ) من أنو ) وأما ما قالو انخرام قرنو : ، فمراده بذلك ( ( من تمك الميمة أحد

وموت أىمو كميم الموجودين منيم في تمك الميمة عمى األرض ، وبذلك فسره أكابر الصحابة كعمي بن أبي

.طالب وابن عمر وغيرىما بذلك قيام الساعة الكبرى فقد وىم ، ومن ظن أنو أراد

نما اراد قيام ساعة األحياء حينئذ وموتيم كميم ، وىذه وا

الساعة الوسطى ، والساعة الصغرى موت كل أنسان في نفسو ، فمن مات فقد قامت ساعتو الصغرى ، كذا قالو

.المغيرة بن شعبة وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب - العشاء إذا اجتمع الناس أو تأخروا وقتثنا شعبة ، عن سعد : حدثنا مسمم بن إبراىيم -

ابن الحسن : وىو -بن إبراىيم ، عن محمد ابن عمرو سألنا جابر بن عبد اهلل عن صالة : ، قال -بن عمي

يصمي الظير بالياجرة ، ) كان النبي : ، فقال ) النبي إذا وجبت ، والعشاء والعصر والشمس حية ، والمغرب

ذا قموا اخر ، والصبح بغمس .إذا كثر الناس عجل ، وا دليل عمى أن األفضل في صالة اإلمام : ىذا الحديث

العشاء اآلخرة مراعاة حال المأمومين المصمين في

المسجد ، فإن اجتمعوا في أول الوقت فاألفضل أن ن تأخروا فاألفضل أن يصمي بيم في أول الوقت ، وا

خر الصالة حتى يجتمعوا ؛ لما في ذلك من حصول يؤ فضل كثرة الجماعة ، ولئال يفوت صالة الجماعة لكثير

.من المصمين -يدل عمى استحباب ذلك ، وىو : وتبويب البخاري

قول عطاء وأبي حنيفة ، وأحمد ، نص عميو -أيضا يؤخرىا ما قدر بعد أن ال يشق : في رواية األثرم ، قال

، وىو المذىب عند القاضي أبي يعمي في عمى الناس .من غير خالف ( كتاب الجامع الكبير )

أن : ومن األصحاب من حكى رواية اخرى عن أحمد .تأخيرىا أفضل بكل حال

ما قالو القاضي ، وأن المذىب أن تأخيرىا : والصحيح أفضل ، إال أن يشق عمى المأمومين ، أو يشق عمى

.من كان يصمي وحده األفضل تأخيرىا ، إمأماكان أو منفردا ، : ل عطاء وقا

إال أن يشق عميو أو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عمى الجماعة فيصمييا وسطا ال معجمة وال مؤخرة ( .صحيحو ) خرجو مسمم بإسناده عنو في

: وروي أن عمر كتب إلى أبي موسى كتابا ، وقال فيو .ف رقاد الناس صمي العشاء ما لم تخ

.خرجو البييقي ( إنو لوقتيا ، لوال أن أشق عمى أمتي ) : ) وقول النبي

يدل عمى أنو كان يراعي حاليم إذا شق عمييم التأخير .إلى وقتيا األفضل ، أنو وصى معاذ بن جبل لما ) وقد روي عن النبي

أن تعجل العشاء في الصيف ، : ) بعثو إلى اليمن .، وذلك مراعاة لحال المأمومين ( اء وتؤخرىا في الشت

إن : -من أعيان الشافعية -وقد قال ابن أبي ىريرة قولي الشافعي في استحباب تأخير العشاء وتقديميا ليسا

فإن عمم من نفسو أنو إذا : عمى قولين ، بل عمى حالين ال أخرىا ال يغمبو نوم وال كسل استحب تأخيرىا ، وا

.ألحاديث بيذا فتعجيميا ، وجمع بين اوضعف الشاشي قولو في ذلك ، ورد عميو صاحب

، ورجح ما قالو ابن أبي ىريرة ، ( شرح الميذب ) .واهلل أعمم . ىو ظاىر ، أو األرجح : وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب فضل العشاء - :فيو حديثان

:األول عن عقيل ، ثنا الميث ،: حدثنا يحيى بن بكير -

عن ابن شياب ، عن عروة ، أن عائشة أخبرتو ، ليمة بالعشاء ، وذلك قبل أن ) أعتم رسول اهلل : قالت

نام النساء : يفشو اإلسالم ، فمم يخرج حتى قال عمر

ما ينتظرىا : ) والصبيان ، فخرج ، فقال ألىل المسجد ( .أحد من أىل األرض غيركم

، ( من أىل األرض غيركم ما ينتظرىا أحد ) : ) قولو أن الصالة لم -رضي اهلل عنيا -قد فيمت منو عائشة

.يكن يجتمع ليا بغير المدينة : قال : وقد خرجو البخاري في موضع آخر ، وفيو

، ولعل ىذا مدرج من ( وال يصمى يومئذ إال بالمدينة ) قول الزىري أو عروة ، وقد كان يصمي بالمدينة في غير

، كمسجد قباء وغيره من مساجد قبائل ) مسجد النبي .األنصار

أنو ال يصمييا ) : وقد روي ما يدل عمى أن مراد النبي .أحد من أىل األديان غير المسممين

من حديث منصور ، عن الحكم ، ( صحيح مسمم ) ففي مكثنا ذات ليمة ننتظر : عن نافع ، عن ابن عمر ، قال

، فخرج إلينا حين لصالة عشاء اآلخرة) رسول اهلل ذىب ثمث الميل أو بعده ، فال ندري أشيء شغمو في

إنكم لتنتظرون : ) أىمو أو غير ذلك ؟ فقال حين خرج

صالة ما ينتظرىا أىل دين غيركم ، ولوال أن يثقل عمى ، ثم أمر المؤذن فأقام ( أمتي لصميت بيم ىذه الساعة

.الصالة وصمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج اإلمام أحمد من رواية عاصم ، عن زر ، عن ابن صالة العشاء ، ثم ) أخر رسول اهلل : مسعود ، قال

خرج إلى المسجد ، فإذا الناس ينتظرون الصالة ، أماإنو ليس من أىل ىذه األديان أحد يذكر اهلل : ) فقال

: وأنزلت ىؤالء اآليات : ، قال ( ىذه الساعة غيركم ة قائمة لي ) : آل عمران ) ] سوا سواء من أىل الكتاب أم

. ] صالح : ، وقال ( مسنده ) وخرجو يعقوب بن شيبة في

.اإلسناد وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من رواية عاصم بن حميد

رقبنا النبي : السكوني ، أنو سمع معاذ بن جبل قال : حتى خرج ، فقال في صالة العتمة ، فتأخر ) أعتموا بيذه الصالة ؛ فإنكم قد فضمتم بيا عمى سائر )

( .األمم ، ولم تصميا أمة قبمكم وعاصم ىذا ؛ وثقو ابن حبان والدارقطني ، وىو من

.أصحاب معاذ من حديث الشعبي ( سننو ) وخرج أبو مسمم الكجي في

أخر صالة العشاء ذات ) بمغني أن رسول اهلل : ، قال : يمة حتى ذىب من الميل ما شاء اهلل ، ثم جاء ، فقال لأو -ىذه الصالة لم يعطيا أحد من األمم قبمكم )

فمن كان طالبا إلى اهلل عز وجل حاجة آلخرة -غيركم ( .أو دنيا فميطمبيا في ىذا الصالة

وقد دلت ىذه األحاديث عمى فضل ذكر اهلل تعالى في س فييا ، وليذا فضل األوقات التي يغفل عموم النا

التيجد في وسط الميل عمى غيره من األوقات ؛ لقمة من .يذكر اهلل في تمك الحال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ) : سألت النبي : عن أبي ذر ، قال ( المسند ) وفي

أو -جوف الميل الغابر : ) أي قيام الميل أفضل ؟ قال .( وقميل فاعمو -نصف الميل

، ) وفي الترمذي عن عمرو بن عبسة ، عن النبي أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الميل : ) قال

اآلخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر اهلل في تمك ( .الساعة فكن

ذاكر اهلل في الغافمين كمثل الذي : قال بعض السمف يحمي الفئة المنيزمة ، ولوال من يذكر اهلل في غفمة

.اس ىمك الناس الن -ورويناه مرفوعا بإسناد ضعيف ، عن ابن عمر

ذاكر اهلل في الغافمين كالذي يقاتل عن : ) -مرفوعا الفارين ، وذاكر اهلل في الغافمين كالشجرة الخضراء في

-( وسط الشجر الذي تحات ورقو من الصريد والذاكر اهلل في الغافمين ) -البرد الشديد : والصريد

لو بعدد كل رطب ويابس ، وذاكر اهلل في الغافمين يغفر ( .يعرف مقعده من الجنة

:الحديث الثاني ثنا أبو أسامة ، عن : حدثنا محمد بن العالء -

كنت أنا : بريد ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزوال في بقيع

عند ) ينة ، فكان يتناوب النبي بالمد) بطحان ، والنبي أنا ) صالة العشاء كل ليمة نفر منيم ، فوافقنا النبي

وأصحابي ، ولو بعض الشغل في بعض أمره ، فأعتم فصمى ) بالصالة ، حتى أبيار الميل ، ثم خرج النبي عمى : ) بيم ، فمما قضى صالتو قال لمن حضره

و ليس أحد رسمكم ، أبشروا ، إن من نعمة اهلل عميكم أن من

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ما : ) أو قال -( الناس يصمي ىذه الساعة غيركم ، ال أدري أي الكممتين ( صمى ىذه الساعة أحد غيركم

فرجعنا فرحى ، وفرحنا بما : قال أبو موسى -قال ) .سمعنا من رسول اهلل

من المكان الذي فيو شجر : -في المغة -البقيع .ضروب شتى

: أحد أودية المدينة المشيورة ، وىي ثالثة : وبطحان .بطحان ، والعقيق ، وقناة

يقولو أىل الحديث بضم أولو ، وسكون ثانيو : وبطحان بفتح أولو ، وأىل المغة يقولونو بفتح أولو : ، وقيل

ذكره : -ال يجوز فيو غير ذلك : وكسر ثانيو ، وقالوا ( .دان معجم البم) صاحب : أي أخرىا ، ومنو قيل ( أعتم بالصالة : ) وقولو

إذا لم يقدم العجالة لمضيف ، وأبطأ عميو ( قرى عاتم ) .بالطعام قالو األصمعي : -انتصف ( أبيار الميل : ) ومعنى

.بيرة كل شيء وسطو : وغيره ، وقالوا طموع نجومو [ باستيام ] استنار الميل : معناه : وقيل .ن تذىب فحمة الميل وظممتو بساعة ، وىذا بعيد بعد أليس أحد من الناس يصمي ىذه الساعة : ) وقولو -( ما صمى ىذه الساعة أحد غيركم ) أو -( غيركم

يحتمل أنو أراد بو أىل األديان ، كما تقدم وأنو أراد بو .أيضا -المسممين

دليل عمى استحباب : وفي ىذا الحديث والذي قبمو .ر العشاء تأخي

داللة عمى جواز تأخيرىا إلى : وفي حديث أبي موسى إن -انتصاف الميل ، وسيأتي القول في ذلك مبسوطا

.شاء اهلل تعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ما يكره من النوم قبل العشاء -

ثنا عبد الوىاب : حدثنا محمد بن سالم - حذاء ، عن أبي المنيال ، عن أبي ثنا خالد ال: الثقفي

كان يكره النوم قبل العشاء ) برزة ، أن رسول اهلل .والحديث بعدىا

قد اخذ بظاىر ىذا الحديث طائفة من العمماء ، وكرىوا .النوم قبل العشاء بكل حال

.أكثر األحاديث عمى ذلك : قال ابن المبارك ، ورويت الكراىة عن عمر ، وابن عمر وابن عباس

وأبي ىريرة ، وعن مجاىد ، وطاوس ، وسعيد بن جبير ، وسعيد بن المسيب ، وعطاء ، والنخعي ، وىو قول

أصحاب الشافعي ، وحكي عن مالك وأبي حنيفة .حكاه ابن عبد البر : -والشافعي

وذكره ابن أبي موسى من أصحابنا مذىبا لنا ، وىو قول .الثوري

ن وكل بو وروي عن ابن عمر كراىة النوم قبل العشاء وا .من يوقظو من رواية الفقير وغيره ، عنو

ألن أصمي صالة العشاء قبل أن يغيب : وعن مجاىد

الشفق وحدي أحب إلي من أن أنام ثم أدركيا مع .اإلمام

.كذا رواه عبد الكريم البصري ، عنو ال نامت : ) قال ) ، أن النبي -أيضا -وروى عنو

أنعين رجل نام قبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .يصمي العشاء .وعبد الكريم ىذا ، ضعيف

وروى عبد اهلل بن عبد الرحمن بن يعمي الطائفي ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيو ، عن عائشة ،

قبل العشاء اآلخرة وال سمر ) ما نام رسول اهلل : قالت .بعدىا

.خرجو ابن ماجو وقال . صويمح : هلل ىذا ، قال ابن معين وعبد ا

يعتبر : وقال الدارقطني . مقارب الحديث : البخاري .ليس بالقوي : وقال النسائي . بو

وروى يحيى بن سميم ، عن ىشام بن عروة ، عن أبيو ، نائما قبل ) ما رأيت رسول اهلل : عن عائشة ، قالت

.العشاء وال متحدثا بعدىا : وضعفو من أجل يحيى بن سميم ، وقال ذكره األثرم ، .لم يروه غيره

.كذا قالو من طريق جعفر بن ( صحيحو ) وخرجو ابن حبان في .سميمان ، عن ىشام

وخرجو البزار من طريق محمد بن عبد اهلل بن عبيد بن ، عن ابن أبي مميكة ، عن -وىو متروك -عمير

عن النبي : وزاد فيو ، في أولو -عروة ، عن عائشة ( .من نام قبل العشاء فال أنام اهلل عينو : ) ، قال )

نما روي عن عمر من قولو .وىذا ال يثبت مرفوعا ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أخبرني مخرمة : ، قال ( مسنده ) وروى ابن وىب في : ، قالت ) بن بكير ، عن أبيو ، أن عائشة زوج النبي

عن األنسان يرقد عن العشاء قبل أن ) هلل سئل رسول ا .ثالث مرات -( ال نامت عينو : ) يصمي ؟ قال

.وخرجو بقي بن مخمد من طريقو .وىو منقطع بين بكير بن األشج وعائشة

وخرجو بقي من وجو آخر ضعيف ، عن عائشة ، .بمعناه -مرفوعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قبل العشاء لمن غمبباب النوم - :خرج فيو حديثين

:األول

:قال حدثني أبو : حدثنا أيوب بن سميمان بن بالل -

ثنا صالح بن : -ىو ابن بالل -بكر ، عن سميمان أخبرني ابن شياب ، عن عروة ، عن : كيسان ، قال بالعشاء حتى ناداه ) أعتم رسول اهلل : عائشة ، قالت

: فخرج فقال . النساء والصبيان الصالة ، نام: عمر ( .ما ينتظرىا من أىل األرض أحد غيركم )

وكانوا : وال يصمى يومئذ إال بالمدينة ، قال : قال .يصمون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثمث الميل األول

ىو عبد الحميد بن أبي أويس ، وىذا ( أبو بكر ) قد سبق الحديث من جممة نسخة تروى بيذا اإلسناد ،

.بعضيا : قال ( وال يصمى يومئذ إال بالمدينة : قال : ) وقولو

الظاىر أنو مدرج من . إلى آخره -( وكانوا يصمون ) .قول الزىري

وقد خرج ىذا الحديث مسمم بدون ىذا الكالم في آخره : من رواية يونس وعقيل ، عن ابن شياب ، وزاد فيو

.س وذلك قبل أن يفشو اإلسالم في النا .وقد خرجو البخاري قبل ىذا من حديث عقيل كذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وضوء : باب ) وخرجو فيما يأتي في أواخر الصالة في أبنا شعيب ، عن : حدثنا أبو اليمان ( : الصبيان .الزىري ثنا معمر ، : ثنا عبد األعمى : وقال عياش : ثم قال

: قال : وفيو . ذا الحديث بمعناه فذكر ى -عن الزىري إنو ليس أحد من أىل األرض يصمي ىذه الصالة )

.ولم يكن يومئذ يصمي غير أىل المدينة ( . غيركم خروج النساء : باب : ) ثم خرجو في الباب الذي يميو

عن أبي اليمان ، عن شعيب ، وقال في ( إلى المساجد وكانوا يصمون وال يصمي يومئذ إال بالمدينة ،: حديثو

.العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثمث الميل

.وخرجو النسائي من طريق شعيب ، عن الزىري ومن طريق محمد بن حمير ، عن ابن أبي عبمة ، عن

ولم يكن يصمي يومئذ إال : ) الزىري ، بو ، وزاد فيو صموىا فيما بين أن يغيب الشفق : ) ثم قال ( . بالمدينة ( .الميل إلى ثمث

.ولفظو لمحمد بن حمير : قال ، وىذا غير محفوظ ؛ والظاىر ) فجعمو من قول النبي

.واهلل أعمم . أنو مدرج من قول الزىري [ أبي ] مسند إبراىيم بن ) وقد خرجو الطبراني في

: من غير وجو ، عن محمد بن حمير ، وفيو ( عبمة . ، وىذا يبين أنو مدرج( وكانوا يصمونيا )

: قال ابن شياب . وعند مسمم فيو زيادة اخرى مرسمة ما كان لكم أن تنزروا : ) قال ) وذكر لي أن رسول اهلل

وذلك حين صاح عمر بن ( . لمصالة ) رسول اهلل .الخطاب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا يدل عمى أن في ىذا الحديث ألفاظا أرسميا الزىري عادتو أنو يدرج في أحاديثو كممات يرسميا ، وكانت تمك

.أو يقوليا من عنده وفي ىذا ما يستدل بو عمى وقت العشاء ، وأنو من

مغيب الشفق إلى ثمث الميل ، وىذا القدر متفق عمى أنو وقت لمعشاء ، وأن المصمي فيو مصل لمعشاء في وقتيا

أن وقت العشاء : ، إال ما حكاه ابن المنذر عن النخعي .ى ربع الميل ، ونقمو ابن منصور عن إسحاق إل

فيمن صمى بعد ذىاب ثمث الميل ، وفيمن : واختمفوا صمى قبل الشفق ؟

فأمامن صمى بعد ثمث الميل فسيأتي الكالم عميو في .إن شاء اهلل -موضعو من الكتاب

:وأماتقديم صالة العشاء عمى مغيب الشفق أن من صمى فحكى طائفة من العمماء اإلجماع عمى

العشاء قبل مغيب الشفق فعميو اإلعادة ؛ ألنو مصل في

.غير الوقت ، وحكي فيو خالف شاذ ألن : وقد تقدم عن عبد الكريم ، عن مجاىد ، أنو قال

أصمي صالة العشاء وحدي قبل أن يغيب الشفق أحب .إلي من أن أنام ثم أدركيا مع اإلمام

.لو ( كتاب الصالة ) خرجو أبو نعيم في وعبد الكريم ، ىو أبو أمية ، ضعيف جدا ، مع أن

.البخاري حسن الرأي فيو سئل أحمد عن الرجل يصمي المغرب قبل : وقال حرب

.ال أدري : أن يغيب الشفق ؟ قال ثنا عبد اهلل بن الحارث : وروى اإلمام أحمد

ثنا ثور بن يزيد ، عن سميمان بن موسى ، : المخزومي -) ي رباح ، عن جابر ، عن النبي عن عطاء بن أب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فذكر حديث صالة جبريل بو في اليومين ، وقال في

( .ثم صمى العشاء قبل غيبوبة الشفق : ) األول .ىذا مخالف لسائر الروايات : قال البييقي

وقد خرجو النسائي عن عبيد اهلل بن سعيد ، عن والعشاء حين غاب : ) وقال في األول المخزومي بو ،

( .الشفق عمى تقدير كونو -وقد يحمل الشفق في ىذا الحديث

، وفي كالم مجاىد وأحمد عمى البياض ، أو -محفوظا يكون مجاىد يرى أن وقت العشاء يدخل بدخول وقت

.المغرب وقد اختمف العمماء في الشفق الذي يدخل بو وقت

اض ، أو الحمرة ؟ىل ىو البي: العشاء ىو الحمرة ، وىو قول ابن عمر ، وأبي : فقال طائفة

.ىريرة ، وابن عباس وروي عن عمر وعمي وعبادة بن الصامت وشداد بن

أوس وقول كثير من التابعين ، ومذىب الثوري سحاق واألوزاعي والحسن بن حي ومالك والشافعي وا

.وأبي يوسف ومحمد وأبي ثور

عقوب ، عن مالك ، عن نافع ، عن ورواه عتيق بن ي .مرفوعا -ابن عمر

.خرجو الدارقطني وغيره .ورفعو وىم

ال يصح فيو عن ( : كتاب المعرفة ) وقال البييقي في .شيء ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" في حديث عبد اهلل بن ( صحيح ابن خزيمة ) وفي

إلى أن تذىب حمرة ووقت المغرب: ) عمرو المرفوع ( .الشفق

وقد أعمت ىذه المفظة بتفرد محمد بن يزيد الواسطي بيا .عن سائر أصحاب شعبة

.الشفق البياض الباقي بعد الحمرة : وقال طائفة وروي عن عمر بن عبد العزيز ، وقو قول أبي حنيفة ،

عن الثوري -أيضا -وزفر ، والمزني ، وروي .واألوزاعي م أحمد فالمشيور عند القاضي أبي يعمي ومن وأمااإلما

بعده من أصحابو أن مذىبو أن الشفق الحمرة حضرا .وسفرا

وقد نص أحمد في رواية األثرم فيمن صمى العشاء في يجزئو ، ولكن أحب إلي : الحضر قبل مغيب البياض

.أن ال يصمي في الحضر حتى يغيب البياض ق في الحضر أن الشف: ونقل عنو جميور أصحابو

البياض ، وفي السفر الحمرة وىو الذي ذكره الخرقي في ألن في الحضر قد تنزل الحمرة : ، قال ( كتابو )

فيوارييا الجدران ، فيظن أنيا قد غابت ، فإذا غاب .البياض فقد تيقن

وحمل القاضي ومن بعده ىذا عمى مجرد االحتياط .واالستحباب دون الوجوب

أن : كى رواية أخرى عن أحمد ومن األصحاب من حالشفق البياض في السفر والحضر ، وال يكاد يثبت

.عنو أن الشفق : لم يختمف قول أحمد : وقال ابن أبي موسى

الحمرة في السفر ، واختمف قولو في الحضر عمى .روايتين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ت ألحمد قم: ، قال ( مسائمو ) ونقل ابن منصور في في الحضر البياض ، وفي السفر : ما الشفق ؟ قال

أرجو أن يكون الحمرة ؛ ألن في السفر يجمع بين الصالتين جد بو السير أو لم يجد ، فإذا جمع بينيما فال

.يبالي متى صالىا وىذا تعميل آخر بجواز الجمع بين الصالتين ، وىو يدل

الصالتين ، عمى جواز جمع التقديم مع التفريق بين وعمى أنو ال يشترط لمجمع نية الجمع ، وقد سبق التنبيو

.عمى ذلك

: ومقصود البخاري بتخريج ىذا الحديث في ىذا الباب أن من نام قبل صالة العشاء مغموبا عمى ذلك من غير تعمد لو فإنو ال يدخل في النيي ، ألن النيي إنما ىو

توجو إليو عن تعمد ذلك ، فأمامن لم يتعمده فال ي .النيي

:الحديث الثاني :قال أبنا ابن : ثنا عبد الرزاق : حدثنا محمود - ثنا عبد اهلل بن عمر ، أن رسول : أخبرني نافع : جريج شغل عنيا ليمة ، فأخرىا حتى رقدنا في المسجد ، ) اهلل

ثم استيقظنا ، ثم رقدنا ، ثم استيقظنا ، ثم خرج عمينا ليس أحد من أىل األرض ينتظر : ) ل ، ثم قا) النبي

( .الصالة غيركم وكان ابن عمر ال يبالي أقدميا أم أخرىا ، إذا كان ال .يخشى أن يغمبو النوم عن وقتيا ، وقد كان يرقد قبميا

سمعت : قمت لعطاء ، فقال : قال ابن جريج - ليمة بالعشاء حتى ) أعتم رسول اهلل : ابن عباس يقول

س ، واستيقظوا ، ورقدوا واستيقظوا ، فقام عمر رقد النا .الصالة : بن الخطاب ، فقال

كأني ) فخرج رسول اهلل : قال ابن عباس : قال عطاء أنظر إليو اآلن يقطر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لوال أن : ) رأسو ماء ، واضعا يده عمى رأسو ، فقال ( .موىا ىكذا أشق عمى أمتي ألمرتيم أن يص

يده عمى رأسو كما ) كيف وضع النبي : فاستثبت عطاء ؟ فبدد لي عطاء بين أصابعو شيئا . أنبأه ابن عباس

من تبديد ، ثم وضع أطراف أصابعو عمى قرن الرأس ، ثم ضميا يمر بيا كذلك عمى الرأس حتى مست إبيامو طرف األذن مما يمي الوجو عمى الصدغ وناحية المحية

لوال أن أشق : ) يقصر وال يبطش إال كذلك ، وقال ، ال ( .عمى أمتي ألمرتيم أن يصموىا كذلك

في حديث ابن عمر أن تأخيرىا ليمتئذ كان لشغل شغل .عنيا ، ولم يكن عمدا ) النبي

مكثنا ذات ليمة ننتظر : وفي رواية لمسمم عنو ، قال ين لصالة العشاء اآلخرة ، فخرج إلينا ح) رسول اهلل

ذىب ثمث الميل أو بعده قميال ، فال ندري أشيء شغمو .وذكر بقية الحديث -في أىمو أو غير ذلك ؟

وخرجو اإلمام أحمد من رواية فميح ، عن نافع ، عن ابن أخر ليمة العشاء حتى رقدنا ، ثم ) عمر ، أن رسول اهلل

نما حبسنا لوفد استيقظنا ، ثم رقدنا ، ثم استيقظنا ، وا .فذكر الحديث -، ثم خرج جاءه

من رواية األعمش ، عن أبي سفيان ، -أيضا -وخرج جيشا ليمة حتى ) جيز رسول اهلل : عن جابر ، قال

ذىب نصف الميل أو بمغ ذلك ، ثم خرج ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" قد صمى الناس ورقدوا وأنتم تنتظرون ىذه : ) فقال

( .لم تزالوا في صالة ما انتظرتموىا الصالة ، أماإنكمحتى رقدنا في المسجد ثم استيقظنا ، ثم رقدنا : ) وقولو

إدخال البخاري لو في ىذا الباب يدل ( . ثم استيقظنا عمى أنو يرى أن رقود من رقد إنما كان عن غمبة لم يكن

تعمدا وقد كان الصحابة ينامون عن غمبة في انتظار .الصموات البخاري فيما بعد حديث عبد العزيز بن وقد خرج

أقيمت الصالة والنبي : صييب ، عن أنس ، قال يناجي رجال في جانب المسجد فما قام إلى الصالة )

.حتى نام القوم عن حماد بن سممة ، عن ثابت ، ( صحيح مسمم ) وفي

لي : أقيمت صالة العشاء فقال رجل : عن أنس ، قال أو بعض -يناجيو حتى نام القوم ) حاجة ، فقام النبي

.ثم صموا -القوم أنو يكره : فحاصل ما ذىب إليو البخاري ، وبوب عميو

النوم قبل العشاء إال لمن غمب ، وىو قريب من قول من يكره النوم قبميا مطمقا كما سبق ؛ فإن النوم : قال

.المغموب عميو ال يوصف بالكراىة دل عمى ذلك ، وأنو إنما وفي حديث عائشة المتقدم ما ي

نام النساء والصبيان لضعفيم وقمة ضبط نفوسيم عن .النوم دون الرجال

وقد ذىب قوم من العمماء إلى جواز تعمد النوم قبميا ، كما في رواية البخاري ، أن ابن عمر كان يرقد قبميا

وروى أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان ينام قبل العشاء ويوكل من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أىمو من يوقظو قبل : يعني -وروى زفر بن الحارث أنو نام عند عائشة

دعوه ؛ : فذىب بعض أىميا يوقظو ، فقال -العشاء

.فإنو في وقت ما بينو وبين نصف الميل وقال أبو حصين ، عن أصحاب ابن مسعود ، أنيم

وكان األسود ينام بين : ال وق. كانوا ينامون قبل العشاء .المغرب والعشاء في رمضان

من نام : إن أناسا يقولون : قمت لعطاء : وقال حجاج .بئس ما قالوا : قبل العشاء ، فال نامت عميو ؟ فقال

عن عمي وخباب وأبي وائل وعروة -أيضا -وروي .وسعيد بن جبير ، وابن سيرين وغيرىم

.ون ذلك كانوا يفعم: وقال الحاكم ثنا يحيى بن سعيد ( : المسند ) وروى اإلمام أحمد في

األموي ، حدثنا ابن أبي ليمى ، عن ابن األصبياني ، قال : ، قالت -وكانت سرية لعمي -عن جدة لو

كنت رجال نئوما ، وكنت إذا صميت المغرب : عمي ، -فأنام : ثم قال يحيى بن سعيد -وعمي ثيأبي نمت

.عن ذلك ، فرخص لي ) ل اهلل فسألت رسو .وروي موقوفا ، وىو أشبو

رواه أبو بكر الحنفي ، عن سفيان ، عن ابن أبي ليمى ،

عن عبد اهلل بن عبد اهلل ، عن جده ، عن عمي ، أنو كان يتعشى ثم يمتف في ثيابو ، فينام قبل أن يصمي

.العشاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: سألت أبي عنو ؟ فقال : بي حاتم ، وقال ذكره ابن أىو عبد اهلل بن عبد اهلل الرازي ، عن جدتو أسيمة ، عن

.عن جده : عمي ، وغمط من قال ثنا إسرائيل ، ( : كتاب الصالة ) وروى أبو نعيم في

-عن حجاج ، عن عبد اهلل ابن عبد اهلل ، عن جدتو ان ، أنو ك -) وكانت تحت رجل من أصحاب النبي

.ينام قبل العشاء ، فإذا قام كان أنشط لو من وجو آخر ، رويناه من طريق -مرفوعا -وروي

-سوار بن مصعب ، عن المنيال ، عن أبي عبد اهلل يا رسول اهلل : قمت : ، عن عمي ، قال -أبو عبد اهلل

إني رجل نئوم ، وقد نييت عن النوم قبل العشاء ، وعن ( .إن يوقظك فال بأس ) :السمر بعدىا ؟ فقال

.سوار ، متروك الحديث ، ورفعو ال يثبت نقمو عنو : -ونص أحمد عمى جواز النوم قبل العشاء

.حنبل سألت أبي عن الحديث الذي نيى النبي : وقال عبد اهلل

كان ابن عمر : عن النوم قبل العشاء اآلخرة ؟ فقال ) .ينام قبل العشاء ويوكل من يوقظو من نومو

.وىذا ىو المذىب عند القاضي أبي يعمي وأصحابو عن بعضيم ، أنو رخص ( جامعة ) وحكى الترمذي في

.في النوم قبل العشاء في رمضان خاصة وىذا مأخوذ مما روى إبراىيم ، عن األسود ، أنو كان ينام في رمضان ما بين المغرب والعشاء ، ولعل من

تحب من أول خص ذلك برمضان رأى أن قيام ليمو يسالميل بخالف سائر الشيور ؛ فإن المستحب فييا التيجد

.بعد ىجعة بعد صالة العشاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان : وذكر عبد الرزاق بإسناده ، عن الحسن ، قال الناس يقومون في رمضان ، فيصمون العشاء إذا ذىب

.ربع الميل ، وينصرفون وعمييم ربع يدل عمى أنيم كانوا يؤخرون العشاء إلى آخر وقتيا وىذا

ومن فعل ىذا فإنو . المختار ثم يقومون عقيب ذلك .يحتاج أن ينام قبل صالة العشاء لينشط لمقيام

واستدل من لم يكره النوم قبل العشاء إذا كان لو من يوقظو بأن الذي يخشى من النوم قبل العشاء ىو خوف

أو فوات الصالة مع الجماعة وىذا فوات وقتيا المختار ، .يزول إذا كان لو من يوقظو لموقت أو لمجماعة

لما عرس من آخر الميل ) أن النبي : ويدل عمى ذلك من يكمؤنا : ) وأراد النوم وخشي أن تفوتو الصالة قال

أنا ، : قال بالل ( الميمة ال نرقد عن صالة الصبح ؟ قب ليم الصبح ، فنام ىو وبقية أصحابو وجمس بالل ير

ن حتى غمبتو عيناه ، فدل عمى أن النوم قبل الصالة وا

.قرب وقتيا إذا وكل من يوقظو غير مكروه وفي ذلك دليل عمى جواز إيقاظ النائم لمصالة المكتوبة ،

وال سيما إذا ضاق وقتيا ، وقد تقدم أن ابن عمر كان ينام قبل العشاء ويوكل من يوقظو ، وأن أحمد استدل

. بووىذا يدل عمى أن أحمد يرى إيقاظ النائم لمصالة

المكتوبة مطمقا ، وصرح بو بعض أصحابنا ، وىو قول .الشافعية وغيرىم .إنو يستحب ، السيما إن ضاق الوقت : وقال الشافعية

وتعاونوا عمى البر والتقوى : ) واستدلوا بقولو تعالى كان يوقظ عائشة ) النبي ، وبأن [ : المائدة ) ]

.لتوتر خرجت : وبما روى أبو داود من حديث أبي بكرة ، قال

)مع رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" لصالة الصبح ، فكان ال يمر برجل إال ناداه بالصالة ،

.أو حركو برجمو كان يطرق عميا ) أن النبي -أيضا -ويدل عميو

.، ويوقظيما لمصالة وفاطمة بالميلوورد الحث عمى إيقاظ أحد الزوجين اآلخر بالميل

.لمصالة فإذا استحب إيقاظ النائم لصالة التطوع ، فالفرض

.أولى إذا خرجا -رضي اهلل عنيما -وكان عمر وعمي

وقد روي ذلك في . لصالة الصبح أيقظا الناس لمصالة .رضي اهلل عنيما -خبر مقتل عمر وعمي

حديث عمران بن ( التيمم ) قد خرج البخاري في و : عن الصالة بطولو ، وفيو ) حصين في نوم النبي

إذا نام لم نوقظو حتى يكون ىو يستيقظ ، ) وكان النبي .وذكر الحديث -ألنا ال ندري ما يحديث لو في نومو

وىذا يفيم منو أنيم كان يوقظ بعضيم بعضا لمصالة ؛

) .موجود في حق أحد غير النبي فإن ىذا المعنى غير وقد ذىب بعض المتأخرين من أصحابنا إلى أنو ال يوقظ النائم لمصالة إال عند تضايق الوقت ، وبعضيم إلى أنو ال يوقظو بحال ألنو غير مكمف ، ويمزمو أن ال يذكر

.أيضا -الناسي بالصالة ؛ فإنو معفو عنو م إيقاظو ومن أصحابنا من حكى ىذا االختالف في لزو

.وعدم لزومو ، وىذا أشبو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكان سفيان الثوري ينيى عن إيقاظ أحد من أعوان الظممة لمصالة ، لما يخشى من تسمطو عمى الناس

.بالظمم وىذا يدل عمى أنو يرى إيقاظ من ال يخشى منو األذى

.واهلل أعمم . لمصالة يث النيي عن النوم قبل الصالة وحمل أبن خزيمة حد

عمى ما إذا عجمت الصالة في أول وقتيا ، والجواز عمى ما إذا أخرت إلى آخر وقتيا وطال تأخيرىا ؛ ألن النبي

لما خرج إلييم ليمة تأخيرىا وقد ناموا لم ينكر عمييم ) .النوم حينئذ

إنما معنى قول : ويشبو ىذا قول الميث بن سعد ، قال .من نام قبل ثمث الميل : نامت عينو فال : عمر

وفي حديث ابن عباس الذي خرجو البخاري ىاىنا زيادة كم : قمت لعطاء : قال ابن جريج : خرجيا مسمم ، وىي .ال أدري : أخرىا ليمتئذ ؟ قال ) ذكر لك أن النبي

في وقت استحباب صالة : قول عطاء -أيضا -وفيو .العشاء

.ك فيما مضى وقد ذكرنا مذىبو في ذل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب وقت العشاء إلى نصف الميل -

.يستحب تأخيرىا ) كان النبي : وقال أبو برزة .حديث أبي برزة ، قد خرجو فيما تقدم بألفاظ مختمفة

ففي رواية عوف ، عن أبي المنيال ، عن أبي برزة ، عشاء التي كان يستحب أن يؤخر من ال) أن النبي

.تدعونيا العتمة وفي رواية شعبة ، عن أبي المنيال ، عن أبي برزة ، أن

ثم . كان ال يبالي بتأخير العشاء إلى ثمث الميل ) النبي .إلى شطر الميل : قال

أو ثمث : ثم لقيتو مرة ، فقال : قال شعبة : وفي رواية .الميل

خيره ىل كان تأ: فقد روى شعبة أن أبا المنيال شك لمعشاء إلى ثمث الميل أو نصفو ؟

.وكذا خرجو مسمم من حديث شعبة وخرجو من حديث حماد بن سممة ، عن أبي المنيال ،

.كان يؤخر العشاء إلى ثمث الميل : وقال في حديثو حديث أبي موسى في تأخير النبي -أيضا -وقد تقدم

.توسط وانتصف : أي -العشاء حتى ابيار الميل )

:البخاري قالثنا زائدة ، عن : حدثنا عبد الرحيم المحاربي -

صالة ) أخر النبي : حميد الطويل ، عن أنس ، قال قد: ) العشاء إلى نصف الميل ، ثم صمى ، ثم قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صمى الناس وناموا ، أماإنكم في صالة ما ( .انتظرتموىا

حدثني : أبنا يحيى بن أيوب : ريم وزاد ابن أبي مكأني أنظر إلى وبيص خاتمو : سمع أنسا : حميد .ليمتئذ

.ىذا الحديث صريح في تأخير العشاء إلى نصف الميل ابن عبد الرحمن بن محمد : وعبد الرحيم المحاربي ، ىو

.المحاربي ، وكان أفضل من أبيو نما ذكر حديث يحيى بن أيوب ، عنو تعميقا ؛ ألنو وا

ذكر فيو سماع حميد لو من أنس ، فزال ما كان يتوىم إن أكثر رواياتو عن أنس : من تدليسو ؛ فإنو قد قيل

.مدلسة : وقد تقدم عن اإلسماعيمي ، أنو قال في المصريين

. إنيم يتسامحون في لفظة اإلخبار بخالف أىل العراق .ولفظة السماع قريب من ذلك

من رواية ( المباس ) لحديث في وقد خرج البخاري ىذا اىل : سئل أ نس : يزيد بن زريع ، عن حميد ، قال

.فذكره -خاتما ) اتخذ النبي ورواه يزيد بن ىارون ، عن حميد ، عن أنس ، وزاد

فجعل الناس يصمون ، فخرج وقد بقيت عصابة ، : فيو وذكر باقي -فصمى بيم ، فمما سمم أقبل عمييم بوجيو

.الحديث .، عن يزيد كذلك ( مسنده ) رجو أحمد بن منيع في خ

( . يستقبل اإلمام الناس : باب ) وخرجو البخاري في .مختصرا -وكذا مسمم

:وقد روي ىذا الحديث عن أنس من وجوه أخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من حديث ( المواقيت ) وخرجو البخاري في أواخر ذات ليمة ) نظرنا رسول اهلل : قال الحسن ، عن أنس ،

، حتى كان شطر الميل يبمغو ، فجاء فصمى لنا ، ثم أال إن الناس قد صموا ثم رقدوا ، : ) خطبنا ، فقال

نكم لن تزالوا في صالة ما انتظرتم الصالة ( .وا نظرنا : وخرج مسمم من حديث قتادة ، عن أنس ، قال

نصف الميل ، ثم ليمة حتى كان قريب من ) رسول اهلل جاء فصمى ، ثم أقبل عمينا بوجيو ، فكأنما أنظر إلى

.وبيض خاتمو في يده من فضة ومن حديث حماد بن سممة ، عن ثابت ، أنيم سألوا

العشاء ) أخر رسول اهلل : ، فقال ) أنسا عن خاتم النبي ذات ليمة إلى شطر الميل ، أو كاد يذىب شطر الميل ،

نكم لم إ: ) ثم جاء فقال ن الناس قد صموا وناموا ، وا

كأني : قال أنس ( . تزالوا في صالة ما انتظرتم الصالة أنظر إلى وبيص خاتمو من فضة ، ورفع إصبعو

.اليسرى بالخنصر وفي تأخير العشاء إلى نصف الميل أحاديث أخر ، لم

( .الصحيح ) تخرج في وروى داود بن أبي ىند ، عن أبي نضرة ، عن أبي

صالة ) صمينا مع رسول اهلل : سعيد الخدري ، قال العتمة ، فمم يخرج حتى مضى نحو من شطر الميل ،

: ، فأخذنا مقاعدنا ، فقال ( خذوا مقاعدكم : ) فقال نكم لن تزالوا ) إن الناس قد صموا وأخذوا مضاجعيم ، وا

في صالة ما انتظرتم الصالة ، ولوال ضعف الضعيف ، ( .ت ىذه الصالة إلى شطر الميل وسقم السقيم ألخر

خرجو اإلمام أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجو ( .صحيحو ) وابن خزيمة في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" سناده عمى شرط مسمم ، إال أن أبا معاوية رواه عن وا

.عن أبي نضرة ، عن جابر : داود ، فقال عن : ب داود في قوليم قول سائر أصحا: والصواب قالو أبو زرعة ، وابن أبي حاتم ، : -أبي سعيد

.والدارقطني وغيرىم وقد سبق في حديث ابن عباس الذي خرجو البخاري قول

لوال أن أشق عمى أمتي ألمرتيم أن يصموا ) : ) النبي ( .ىكذا

إن تعجيل العشاء أفضل ؛ : وىذا مما استدل بو من قال بالتأخير ، بل أخبر أنو لوال أنو يشق ألنو لم يأمرىموما كان ليؤثر ما يشق عمى أمتو ، . عمييم ألمرىم

.فمذلك لم يأمرىم لوال ضعف الضعيف ، وسقم السقيم : ) وكذلك قولو

ذا كان األمر ( ألخرت ، فإنو يدل عمى أنو لم يؤخر ، وا .بذلك مستمزما لممشقة فيو ال يأمر بما يشق عمييم

كان يراعي حال المأمومين في تأخير ) أنو وقد تقدم

ن أبطئوا العشاء وتقديميا ، فإن اجتمعوا عجل ، وا .أخر

أن : وقد أجاب عن ذلك من قال باستحباب التأخير المنتفي ىو أمر اإليجاب ، دون أمر االستحباب ، كما

.في السواك لوال أن أشق : ) وقد خرج النسائي الحديث ، وقال فيو

ي ألمرتيمعمى أمت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .أن ال يصموىا إال ىكذا اسمية ، : تقتضي جممتين ( لوال ) ويدل عمى ذلك أن

ثم فعمية ، فيربط امتناع الثانية فييما بوجود األولى ، خوف المشقة ، وىو موجود ، فالثانية : واألولى ىنا

.منتفية ، وىو األمر يجاب ؛ ألنو ندب إلى تأخيرىا ، وليس األمر لإل

والمندوب مأمور بو ؛ وألن في حديث معاذ ، عن النبي ( .اعتموا بيذه الصالة : ) ، قال )

.خرجو أبو داود .وىذا أمر

:وىاىنا مسألتان يحتاج إلى ذكرىما :المسألة األولى

ىل تأخير العشاء إلى آخر وقتيا المختار أفضل ؟ أم أم األفضل مراعاة حال المأمومين ؟تعجيميا أفضل ؟ :فيو ثالثة أقوال

أن تعجيميا أفضل ، وىو أحد قولي الشافعي ، : أحدىا .بل أشيرىما ، وقول مالك

أحب لمقبائل تأخيرىا : أنو قال : عنو ( المدونة ) وفي قميال بعد مغيب الشفق ، وكذلك في الحرس ، وال تؤخر

.إلى ثمث الميل المشيور عن مالك أنو يستحب : البر وقال ابن عبد

ألىل مساجد الجماعات أن ال يعجموا بيا في أول وقتيا ، إذا كان ذلك غير مضر بالناس ، وتأخيرىا قميال عنده

.أفضل أن أول الوقت أفضل في كل الصموات إال : وروي عنو

.الظير في شدة الحر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

جاني القول باستحباب تعجيل العشاء ، ورجح الجوز وادعى أن التأخير منسوخ ، واستدل بما روى حماد بن

سممة ، عن عمي بن زيد ، عن الحسن ، عن أبي بكرة ، -أخر صالة العشاء اآلخرة تسع ليال ) أن رسول اهلل لو : ، فقال أبو بكر الصديق -ثمان ليال : وفي رواية

ل لقيامنا بالميل ، فكان بعد عجمت يا رسول اهلل كان أمث .ذلك يعجل

.خرجو اإلمام أحمد .وعمي بن زيد جدعان ، ليس بالقوي

عجموا العشاء : قال عمر : وروى سويد بن غفمة ، قال

.قبل أن يكسل العامل كان عبادة بن الصامت وشداد بن أوس : وقال مكحول

.إذا غابت الحمرة ببيت المقدس صموا العشاء .أبو نعيم خرجيما

.وىذا منقطع أن تأخيرىا أفضل ، وحكاه الترمذي في : والقول الثاني

.عن أكثر أىل العمم من الصحابة والتابعين ( جامعو ) -كنت أشيد مع عبد اهلل : قال عبد الرحمن بن يزيد

.الجماعة ، فكان يؤخر العشاء -ابن مسعود : يعني زلفا : ) ويقرأ وكان ابن عباس يستحب تأخير العشاء ،

:ىود ) ] من الميل . ]

أبو حنفية وأصحابو ، : وممن رأى تأخير العشاء -والشافعي في أحد قوليو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، -إنو نص عمى ذلك في أكثر كتبو الجديدة : وقيل

سحاق .وأحمد وا يكون : ي وعمى ىذا ؛ فقال أصحابنا وأصحاب الشافع

.تأخيرىا إلى آخر وقتيا المختار أفضل أن تأخيرىا في الحضر حتى : والمنصوص عن أحمد

يغيب البياض ؛ ألنو يكون بذلك مصميا بعد مغيب .الشفق المتفق عميو

وىذا يدل عمى أن تأخيرىا بعد مغيب البياض ال يستحب مطمقا ، أو يكون مراعى بقدر ما ال يشق عمى الجيران

.كما نقمو عنو األثرم : -قدر كم تأخير العشاء : قمت ألبي عبد اهلل : قال األثرم

ما قدر ما يؤخر بعد أن ال يشق عمى : اآلخرة ؟ قال .الجيران

فقد نص في رواية غير واحد عمى أنو يستحب لمحاضر تأخير العشاء حتى يغيب البياض من غير اعتبار

ر ميما قدر لممشقة ، ونص عمى أنو يستحب التأخي

بحيث ال يشق عمى الجيران ، فيحمل ىذا عمى ما بعد .مغيب الشفق األبيض

ويدل عمى صحة ىذا ، وأن التأخير ال يكون عمى الدوام لم يؤخر عمى ) أن النبي : إلى نصف الميل وال إلى ثمثو

نما أخرىا ليمة واحدة أو الدوام العشاء إلى آخر وقتيا ، وا ك عمى أصحابو فأخبرىم أنو وقتيا ليالي يسيرة ، وشق ذل

يشق عمييم ، بل كان ) لوال أن يشق عمييم ، ولم يكن .يراعي التخفيف

إذا رآىم : وليذا صح عنو ، أنو كان أحيانا وأحيانا ذا رآىم ابطئوا أخر .اجتمعوا عجل ، وا

.أيضا -وحديث أبي بكر المتقدم يدل عمى مثل ذلك وغيره من حديث أبي ( صحيحو) وخرج ابن خزيمة في

فذكر مواقيت الصالة -) مسعود األنصاري ، عن النبي ويصمي العشاء حين يسود األفق ،: ، وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .وربما أخرىا حتى يجتمع الناس

كان يؤخرىا دائما قميال ، ولم يكن ) ومما يدل عمى أنو خرجو مسمم من رواية سماك ما : يؤخرىا إلى آخر وقتيا

يصمي ) كان رسول اهلل : ، عن جابر بن سمرة ، قال الصموات نحوا من صالتكم ، وكان يؤخر العتمة بعد

.صالتكم شيئا ، وكان يخف وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من

أنا أعمم الناس بوقت : حديث النعمان بن بشير ، قال ، كان رسو اهلل -العشاء : ني يع -ىذه الصالة

.يصمييا لسقوط القمر لثالثة ) كان يصمييا بعد سقوط القمر : وفي رواية اإلمام أحمد

.في الميمة الثالثة من أول الشير كان يصمييا مقدار ما يغيب القمر ليمة : وفي رواية لو

.أو ليمة رابعة -ثالثة .ره وىذا الشك من شعبة ، ولم يذكر الرابعة غي

.في ذكر الرابعة : يعني -وىم فيو : قال أحمد

ومما يدل عمى اعتبار حال المأمومين ، وأنو ال يشق ما روى أسامة ابن زيد ، عن معاذ بن عبد اهلل : عمييم

كان معاذ : بن خبيب ، عن جابر بن عبد اهلل ، قال ، فإذا جاء أم قومو ، فاحتبس عنيم ) يتخمف عند النبي

فصمى سميم وحده وانصرف ، فأخبر معاذ ذلك معاذ ليمة، فأرسل إلى سميم ، فسألو عن ذلك ، ) رسول اهلل

إني رجل أعمل نياري ، حتى إذا أمسيت أمسيت : فقال ناعسا ، فيأتينا معاذ وقد أبطأ عمينا ، فمما أبطأ عمي

فأرسل رسول اهلل : قال . أمسيت ، ثم انقمبت إلى أىمي تكن فاتنا تفتن الناس ، ارجع ال: ) إلى معاذ )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .إلييم فصل بيم قبل أن يناموا .خرجو البزار

وخرجو الخرائطي من حديث عثمان بن أبي العاص ،

ما بال رجال ينفرون : ) يقول ) سمعت رسول اهلل : قال ( .عن ىذا الدين ، يمسون بعشاء اآلخرة

سناده ضعي .ف وا عجموا العشاء قبل أن : قال عمر : وقال سويد بن غفمة

.يكسل العامل ، وينام المريض فقد تبين بيذا أن ىذا القول الثالث ، وىو مراعاة حال

المأمومين في التأخير الكثير دون اليسير ، ىو األرجح .في ىذا المسألة

وقد عقد لو البخاري بابا منفردا ، سبق ذكره والكالم .يو عم

:المسألة الثانية :في آخر وقت العشاء اآلخرة ، وفيو أقوال

ربع الميل ، حكاه ابن المنذر عن النخعي ، : أحدىا .ونقمو ابن منصور ، عن إسحاق

إلى ثمث الميل ، روي ذلك عن عمر ، : والقول الثاني وأبي ىريرة وعمر ابن عبد العزيز ، وىو المشيور عن

شافعي ، بل ىو أشيرىما ، ورواية مالك ، وأحد قولي ال

.عن أحمد ، وقول أبي ثور وغيره إلى نصف الميل ، وروي عن عمر بن : والقول الثالث

، وىو قول الثوري والحسن بن حي -أيضا -الخطاب وابن المبارك وأبي حنفية ، والشافعي في قولو اآلخر ، سحاق ، وحكي عن أبي وأحمد في الرواية األخرى ، وا

.أيضا - ثور .وتبويب البخاري ىاىنا يدل عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحمل ابن سريج من أصحاب الشافعي قوليو في ىذا المسألة عمى أنو أراد أن أول ابتدائيا ثمث الميل ، وآخر انتيائيا نصفو ، وبذلك جمع بين األحاديث الواردة في

.ي ىذا ذلك ، ولم يوافق عمى ما قالو ف .ينتيي وقت العشاء إلى طموع الفجر : والقول الرابع

رواه ليث ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، وعن أبي

.إفراط صالة العشاء طموع الفجر : ىريرة ، قال .وىو قول داود

ورواه ابن وىب ، عن مالك ، إال أن أصحابو حمموه آخر وقتيا : عمى حال أىل األعذار ؛ فإن قول من قال

.ثمث الميل أو نصفو ، إنما أراد وقت االختيار يبقى وقت الضرورة ممتدا إلى طموع الفجر ، فمو : وقالوا

استيقظ نائم ، أو أفاق مغمى عميو ، أو طيرت حائض ، أو بمغ صبي ، أو أسمم كافر بعد نصف الميل لزميم

صالة العشاء ، وفي لزوم صالة المغرب ليم قوالن .مشيوران لمعمماء

أن المرأة إذا : وقد روي عن عبد الرحمن بن عوف طيرت قبل طموع الفجر صمت المغرب والعشاء ، وعن

وحكي مثمو عن الفقياء السبعة ، -أيضا -ابن عباس .وىو قول أحمد

: وقال الحسن وقتادة وحماد والثوري وأبو حنيفة ومالك .يمزميم العشاء دون المغرب .لزوم الصالتين : ولمشافعي قوالن ، أصحيما

: واختمفوا في تأخير العشاء اختيارا إلى بعد نصف الميل .مالك وأبو حنيفة : فكرىو األكثرون ، منيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وألصحابنا وجيان في كراىتو وتحريمو .ىو وقت جواز : وقال عامة أصحاب الشافعي من ( حيح مسمم ص) واستدل من لم يحرمو بما في

أخبرني المغيرة بن حكيم ، عن أم : حديث ابن جريج كمثوم بنت أبي بكر ، أنيا أخبرتو ، عن عائشة ،

ذات ليمة حتى ذىب عامة ) أعتم رسول اهلل : قالت : الميل ، ونام أىل المسجد ، ثم خرج فصمى ، فقال

( .إنو لوقتيا ، لوال أن أشق عمى أمتي ) ا دل عمى استحباب التأخير إلى وىذا إن كان محفوظ

.النصف الثاني ، وال قائل بذلك ، وال يعرف لو شاىد نما يتعمق بيذا من يقول يمتد وقت العشاء المختار : وا

إلى طموع الفجر ، كما روي عن ابن عباس ، وىو قول داود وغيره ، إال أنيم ال يقولون باستحباب التأخير إلى

يعرف بو قائل ، واألحاديث النصف الثاني ، ىذا مما الكميا تدل عمى خالف ذلك ، مثل أحاديث صالة جبريل

عند مغيب الشفق في اليوم األول ، وفي الثاني ) بالنبي ( .الوقت ما بين ىذين : ) إلى ثمث الميل ، وقولو

عن ) ومثل حديث بريدة الذي فيو أن سائال سأل النبي الة ، فصمى بيم وقت العشاء ، فأمره أن يشيد معو الص

في أول مرة العشاء لما غاب الشفق ، وفي الثانية إلى ( .ما بين ىذين وقت : ) ثمث الميل ، وقال .وقد خرجو مسمم

.وخرج نحوه من حديث أبي موسى من حديث عبد اهلل بن عمرو ، أن -أيضا -وخرج وقت: ) قال ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( .اء إلى نصف الميل العش

وىذا كمو يدل عمى أن ما بعد ذلك ليس بوقت ، .أنو ليس بوقت اختيار ، بل وقت ضرورة : والمراد

وذىب االصطخري من أصحاب الشافعي إلى أن الوقت .بالكمية يخرج بنصف الميل أو ثمثو ويبقى قضاء

إذا ذىب ثمث الميل ال أراىا إال : وقد قال الشافعي .فائتة

. وحممو عامة أصحابو عمى فوات وقت االختيار خاصة .واهلل أعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب فضل صالة الفجر - :وفيو حديثان

:األول

ثنا : ثنا يحيى ، عن إسماعيل : حدثنا مسدد - إذ ) كنا عند النبي : قيس ، قال لي جرير بن عبد اهلل

أماإنكم سترون : ) البدر ، فقال نظر إلى القمر ليمةفي -أو ال تضاىون -ربكم كما ترون ىذا ال تضامون

رؤيتو ، فإن استطعتم أن ال تغمبوا عمى صالة قبل طموع وسبح بحمد : ) ثم قال ( . الشمس وقبل غروبيا فافعموا

) .ربك قبل طموع الشمس وقبل الغروب فضل : باب ) ذا الحديث والكالم عميو في قد سبق ى

، وليس في ىذه الرواية زيادة عمى ما ( صالة العصر تضامون أو ) في الرواية السابقة ، إال الشك في

.تضامون : ، وقد سبق تفسير ( تضاىون -فإن كانت محفوظة ، فالمعنى ( : تضاىون ) وأما

شيئا من أنكم ال تشبيون بو عند رؤيتو : -واهلل أعمم خمقو ؛ فإنو سبحانو وتعالى ال مثل لو وال عدل وال

.كفء ما روى عمي بن زيد بن جدعان ، عن : ويشيد ليذا

عمارة القرشي عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، عن

يجمع اهلل األمم في صعيد واحد يوم : ) ، قال ) النبي : القيامة ، ثم يأتينا ربنا ونحن عمى مكان مرتفع فيقول

ما : فيقول . نحن المسممون : من أنتم ؟ فنقول وىل : ننتظر ربنا عز وجل ، فيقول : فنقول . تنتظرون

نعم ؛ إنو ال عدل لو ، : تعرفون إن رأيتموه ؟ فنقول أبشروا معاشر المسممين ؛ : فيتجمى لنا ضاحكا ، فيقول

فإنو ليس منكم أحد إال جعمت في النار ييوديا أو ( .و نصرانيا مكان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو اإلمام أحمد ( التصديق بالنظر ) وخرجو أبو بكر اآلجري في كتاب

إن لنا ربا كنا نعبده في الدنيا لم : فيقولون : ) ، ولفظو فيقال . نعم : وتعرفونو إذا رأيتموه ؟ فيقولون : قال . نره إنو ال شبو لو ، : لوا وكيف تعرفونو ولم تروه ؟ قا: ليم

فيشكف ليم الحجاب ، فينظرون إلى اهلل عز وجل ، .ذكر الحديث -( فيخرون لو سجدا

حدثنا أبو قرة الزبيدي : وروى أبو حمة محمد بن يوسف ، عن مالك بن أنس ، عن زياد بن سعد ، عن أبي

سمعت رسول : الزبير ، عن جابر بن عبد اهلل ، يقول إذا كان يوم القيامة جمعت األمم ، : )يقول ) اهلل

فذكر الحديث بطولو ، إلى -( ودعي كل أناس بإماميم حتى يبقى المسممون ، فيقف عمييم ، : ) أن قال : قال . نحن المسممون : من أنتم ؟ فيقولون : فيقول

: من نبيكم ؟ فيقولون : فيقول . خير اسم وخير داعية : القرآن ، فيقول : ولون ما كتابكم ؟ فيق: محمد ، فيقول

. نعبد اهلل وحده ، ال شريك لو : ما تعبدون ؟ فيقولون ىذا يومنا الذي : قالوا . سينفعكم ذلك إن صدقتم : قال

: أتعرفون اهلل إن رأيتموه ؟ فيقولون : فيقول . وعدنا نعمم : وكيف تعرفونو ولم تروه ؟ فيقولون : فيقول . نعم

يتجمى ليم تبارك وتعالى ، ف: قال . أنو ال عدل لو أنت ربنا تباركت أسماؤك ، ويخرون لو سجدا : فيقولون

( .، ثم يمضي النور بأىمو ( .كتاب الفاروق ) خرجو أبو إسماعيل األنصاري في

وروى شعبة ، عن إسماعيل بن أبي خالد حديث جرير ال تضارون في : ) بن عبد اهلل ، وقال في روايتو

( .رؤيتو ) .في رواية أبي سعيد وأبي ىريرة ، عن النبي وكذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .كتابو ) وقد خرج حديثيما البخاري في آخر .بتشديد الراء وتخفيفيا ( تضارون : ) ورويت

ال يخالف بعضكم بعضا : فمن رواه بالتشديد ، فالمعنى ء الخفية عمييم فيكذبو ، كما يفعل الناس في رؤية األشيا

ضاررتو مضارة إذا خالفتو ، ومنو : يقال . كاألىمة .سميت الضرة لمخالفتيا األخرى

-المضايقة : ال تضايقون ، والمضارة : المعنى : وقيل

.ذكره اليروي : : ومن رواه بتخفيف الراء ، فيي من الضير ، والضير

وىي . ضاره يضيره ويضروه ، إذا ضره : الضر ، يقال .قريبة من المعنى إلى األولى

ىل تمارون في ) : ) وفي رواية أبي ىريرة ، عن النبي : قال . ال : قالوا ( القمر ليمة البدر ليس دونو سحاب ؟

: قالوا ( فيل تمارون في الشمس ليس دونيا سحاب ؟ ) ( .فإنكم ترونو كذلك : ) قال . ال

ل تشكون ى: بأن المعنى ( ىل تمارون : ) وفسر قولو .الشك : ، والمرية

ىل يحصل لكم تمار : ويحتمل أن يكون المراد واختالف في رؤيتيما ؟ فكما ال يحصل لكم في رؤيتيما

.تمار واختصام ، فكذلك رؤية اهلل عز وجل والتماري والتنازع إنما يقع من الشك وعدم اليقين ، كما

.يقع في رؤية األىمة وسبح بحمد ربك : ) ثم قال : )وقولو في ىذه الرواية

ىكذا في ىذه الرواية ، ) قبل طموع الشمس وقبل غروبيا

، وتمك إنما ىي بالواو ) طو ) وىذا إشارة إلى آية سورة وسبح بحمد ربك قبل ) ، وفي الرواية السابقة ) وسبح )

وىو إشارة [ . : ق ) ] ل الغروب طموع الشمس وقب .وىي بالفاء كما في الرواية ) ق ) إلى آية سورة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الثاني حدثني أبو : ثنا ىمام : حدثنا ىدبة بن خالد -

: قال ) جمرة ، عن أبي بكر ، عن أبيو ، أن رسول اهلل ( .خل الجنة من صمى البردين د)

حدثنا ىمام ، عن أبي جمرة ، أن أبا : وقال ابن رجاء .بكر بن عبد اهلل بن قيس أخبره بيذا

ثنا أبو جمرة ، : ثنا ىمام : ثنا حبان : حدثنا إسحاق -) عن أبي بكر بن عبد اهلل ، عن أبيو ، عن النبي

.مثمو

نصر بن عمران الضبعي ، وىو : ، ىو ( أبو جمرة ) .م والراء الميممة بالجي

وقد خرج ىذا الحديث مسمم عن ىداب بن خالد ، وىو ىدبة الذي خرجو عنو البخاري ، ونسب فيو أبا جمرة ،

.حدثني أبو جمرة الضبعي : فقال وأما أبو بكر ، فقد أشار البخاري إلى انو أبو بكر بن أبي موسى األشعري عبد اهلل بن قيس ، واستشيد لو

:بشيئين رواية ابن رجاء التي ذكرىا تعميقا ، عنو ، عن : ا أحدىم

ىمام ، عن أبي جمرة ، أن أبا بكر بن عبد اهلل بن قيس .أخبره

أنو أسنده من رواية حبان بن موسى ، عن : والثاني -ثنا أبو جمرة ، عن أبي بكر بن عبد اهلل : ىمام .ابن أبي موسى عبد اهلل بن قيس : وىو

ق بشر بن السري عمرو بن وخرجو مسمم من طريبيذا اإلسناد ، ونسبا أبا بكر -ثنا ىمام : عاصم ، قاال

.ابن أبي موسى : ، فقاال

نما احتيج إلى ىذا ؛ الختالف وقع بين الحفاظ في وا :نسبة أبي بكر ىذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ىو أبو بكر بن أبي موسى ، وتصرف : فمنيم من قال .يدل عمى ذلك ( صحيحيما ) خين في الشي

.ىو أبو بكر بن عمارة بن رؤيبة : ومنيم من قال واستدلوا بما خرجو مسمم من رواية وكيع ، عن ابن أبي خالد ومسعر والبختري بن المختار ، سمعوا من أبي بكر

سمعت رسول : بن عمارة بن رؤيبة ، عن أبيو ، قال د صمى قبل طموع لن يمج النار أح: ) يقول ) اهلل

. الفجر والعصر : يعني -( الشمس وقبل غروبيا أنت سمعت ىذا : وعنده رجل من أىل البصرة ، فقال لو

وأنا أشيد : قال الرجل . نعم : ؟ قال ) من رسول اهلل ، سمعتو أذناي ، ووعاه ) أني سمعتو من رسول اهلل

.قمبي عن من حديث ابن عمارة بن رؤيبة ، -أيضا -وخرجو

سمعتو من : قال : وزاد البصري . أبيو والرجل البصري .بالمكان الذي سمعتو منو ) رسول اهلل

أبو بكر الذي روى أبو جمرة ىو : فمن ىنا قال بعضيم ابن عمارة بن رؤيبة ، عن أبيو عمارة بن رؤيبة ، ألن

.معنى الحديثين متقارب بن سألت يحيى ( : كتابو ) قال ابن أبي خيثمة في

من ( : البردين ) معين عن أبي بكر الذي روى حديث يرون أنو أبو بكر بن أبي موسى ؛ فمذلك : أبوه ؟ قال أبو : يشبو أن يكون : فقال لو أبي : قال . استغربوه

: بكر بن عمارة بن رؤيبة ؛ ألنو يروي عن أبيو عمارة ( .من صمى قبل الغداة وقبل غروب الشمس )

ىو : د ، عن عمي بن المديني وقال صالح بن محم. عندي أبو بكر بن عمارة ؛ ألن معنى الحديثين واحد

إن أبا داود الطيالسي وىدبة: قيل لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: عن أبي بكر بن أبي موسى ؟ فقال : نسباه ، فقاال .ليسا ممن يضبط ىذا ؛ حدثاه بيز وحبان ولم ينسباه

قد نسبو جماعة عن ىمام ، : ر الخطيب قال أبو بكبشر بن السري ، وعبد اهلل بن رجاء ، وعمرو بن : منيم

.عاصم ولمناسب فضل تعرف وبيان عمى من لم ينسبو وكان عفان بنسبو كذلك حتى قال لو بمبل وعمي : قال

إنو أبو بكر بن عمارة ، فترك نسبتو ، : بن المديني . عن أبي بكر ، عن أبيو: وقال

ىو أبو : ونقل البرقاني عن الدارقطني ، أنو كان يقول بكر بن عمارة بن رؤيبة ، وعن اإلسماعيمي عن مطين

.مثمو اختمف فيو ، فاألقوى أنو [ : العقيمي ] وقال أبو الحسن

: ويقال . أبو بكر بن أبي موسى األشعري ، عن أبيو .ىو أبو بكر بن عمارة بن رؤبية ، عن أبيو

ليو كان يميل شيخنا أبو الحسن وكذلك -قال مطين ، وا

.الدارقطني رحمو اهلل : يعني صالة الصبح والعصر ؛ ألنيما يصميان ( : البردان ) و

.في برد النيار من أولو وآخره وأماالظير فتسمى اليجير كما في حديث أبي برزة ؛

.ألنيا تصمي بالياجرة روي عن النبي العصران ؛ كذلك: ويقال لمعصر والفجر

من حديث فضالة الميثي ، وأنو وصاه بالمحافظة ) .عمييما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وصالة الصبح من صالىا فيو في ذمة اهلل ، كما في من : ) ، قال ) حديث جندب ابن سفيان ، عن النبي

صمى الصبح فيو في ذمة اهلل ، فال تخفروا اهلل في (ذمتو .مسمم خرجو

فإنو من يطمبو من : ) زيادة -أيضا -وفي رواية لو ذمتو بشيء يدركو ، ثم يكبو عمى وجيو في نار

( .جينم .أيضا -وقد روي مثمو في صالة العصر

عن عبد العزيز ( كتاب الفتن ) خرجو نعيم بن حماد في الدراوردي ، عن زيد ابن أسمم ، عمن حدثو ، أن رسول

من صمى الصبح كان في جوار اهلل حتى : )قال ) اهلل يمسي ، ومن صمى العصر كان في جوار اهلل حتى

يصبح ، فال تخفروا اهلل في جواره ؟ فإنو من أخفر اهلل -( في جواره طمبو اهلل ، ثم أدركو ، ثم كبو عمى منخره

.في جينم : أي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب وقت الفجر -من : ) لفجر تسمى صالة الفجر ؛ قال تعالى صالة ا

وقرآن : ) وقال [ : النور ) ] قبل صالة الفجر [ . : اإلسراء ) ] الفجر إن قرآن الفجر كان مشيودا

.وتسمى صال الصبح ، واألحاديث بذلك كثيرة ، وكرىو وال أحب أن تسمى صالة الغداة: قال الشافعي

بعض أصحابو ، وال دليل لقولو ، واألحاديث تدل عمى والصبح كان النبي : ) خالفو ، وقد سبق حديث جابر

أن النبي ) ، وحديث أبي برزة ، ( يصمييا بغمس ) كان ينصرف من صالة الغداة حين يعرف الرجل )

، وىذا يدل ( جميسو ، ويقرأ فييا بالستين إلى المائة .يس بيا عمى شدة التغم

:وخرج البخاري في ىذا الباب ثالثة أحاديث :الحديث األول

ثنا ىمام ، عن قتادة : حدثنا عمرو بن عاصم - ، عن أنس ، أن زيد بن ثابت حدثو ، أنيم تسحروا مع

.ثم قاموا إلى الصالة ) النبي -قدر خمسين أو ستين : كم كان بينيما ؟ قال : قمت .آية : يعني

سمع روح بن : حدثنا الحسن بن الصباح - ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أن : عبادة وزيد بن ثابت تسحرا ، فمما فرغا من سحورىما ) النبي

.فصميا ) قام نبي اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كم بين فراغيما من سحورىما ودخوليما في : قمت ألنس .قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية : ل الصالة ؟ قا

تبيين االختالف في إسناد ىذا : مقصود البخاري الحديث عمى قتادة ، فيمام جعمو عن قتادة عن أنس عن زيد بن ثابت ، وسعيد بن أبي عروبة جعمو عن

.قتادة عن أنس من مسنده من حديث ىشام ( الصيام ) وقد خرجو البخاري في ومسمم من رواية ىشام وىمام الدستوائي ، عن قتادة

وعمر بن عامر ، كميم عن قتادة ، عن أنس ، عن

.زيد : كم بين األذان والسحور ؟ قال : ) وفي رواية البخاري ( .قدر خمسين آية

قمت : وقال عفان وبيز بن أسد ، عن ىمام في حديثو كم بين ذلك ؟: لزيد

.فصرح بأن المسؤل زيد .أحمد وقد خرجو عنيما اإلمام

وكذا رواه خالد بن الحارث ، عن سعيد ، عن قتادة ، كم : أنس القائل : ) عن أنس عن زيد ، وقال في حديثو

( .كان بينيما فخالف خالد سائر أصحاب سعيد في ذكره زيدا في

.اإلسناد يحتمل : ، وقال ( صحيحو ) وقد خرجو اإلسماعيمي في

ن يكون قتادة أو أن يكون أنس سأل زيدا فأخبره ، وأغيره سأل أنسا فأرسل لو قدر ما كان بينيما ، كما أرسل

.عن زيد : أصل الخبر ، ولم يقل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن الحديث عن أنس : وىذا يدل عمى أن الصواب عنده .، عن زيد ، فيو من مسند زيد ، ال من مسند أنس

رواه سعيد ، جعمو من ورواه معمر ، عن قتادة كما .مسند أنس

.خرجو النسائي من طريقو -) قال رسول اهلل : عن أنس ، قال : ولفظ حديثو

يا أنس ، إني أريد الصيام ، : ) -وذلك عند السحر ناء فيو ماء ، وذلك بعد ( أطعمني شيئا ، فأتيتو بتمر وا يا أنس ، انظر رجال يأكل : ) قال . ما أذن بالل

إني : ) ، فدعوت زيد بن ثابت ، فجاءه ، فقال ( معي فقال رسول . شربت شربة من سويق ، وأنا أريد الصيام

، فتسحر معو ، ثم قام ( وأنا أريد الصيام ) : ) اهلل .فصمى ركعتين ، ثم خرج إلى الصالة

: ومقصود البخاري بيذا الحديث في ىذا الباب الفجر ؛ فإنو بصالة ) االستدالل بو عمى تغميس النبي

تسحر ثم قام إلى الصالة ، ولم يكن بينيما إال قدر .خمسين آية

وأكثر الروايات تدل عمى أن ذلك قدر ما بين السحور .والصالة

أن ذلك ( : الصيام ) وفي رواية البخاري المخرجة في .السحور [ األذان و ] قدر ما بين

ة قراءة وىذه صريحة بأن السحور كان بعد أذان بالل بمد .خمسية آية

أنو لم يكن بين سحوره وصالة الفجر : وفي رواية معمر .سوى ركعتي الفجر ، والخروج إلى المسجد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صمى يومئذ الصبح حين ) وىذا مما يستدل بو عمى أنو .بزغ الفجر

نحو حديث زيد ، لكنو ) وقد روى حذيفة ، عن النبي

.دل بو عمى تأخير السحور ، وأنو كان بعد الفجر استتسحرت ، ثم : فروى عاصم ، عن زر بن حبيش ، قال

انطمقت إلى المسجد ، فمررت بمنزل حذيفة بن اليمان ، فدخمت عميو ، فأمر بمقحة فحمبت وبقدر فسخنت ، ثم

وأنا : فقال . إني أريد الصوم : فقمت . ادن فكل : قال منا وشربنا ، وأتينا المسجد ، فأقيمت أريد الصوم ، فأك

) . ىكذا فعل بي رسول اهلل : الصالة ، فقال حذيفة نعم ، ىو الصبح غير أن لم : أبعد الصبح ؟ قال : قمت

.تطمع الشمس .خرجو اإلمام أحمد

: أن حذيفة قال : وخرج منو النسائي وابن ماجو ، ىو النيار إال أن الشمس لم ) تسحرت مع النبي

.طمع ت .وقد روي من غير وجو ، عن حذيفة

.ىو حديث أعيا أىل العمم معرفتو : قال الجوزجاني النخعي وغيره : وقد حمل طائفة من الكوفيين ، منيم

ىذا الحديث عمى جواز السحور بعد طموع الفجر في

.السماء ، حتى ينتشر الضوء عمى وجو األرض لضوء عمى حتى ينتشر ا: وروي عن ابن عباس وغيره

.رؤوس الجبال ومن حكى عنيم ، أنيم استباحوا األكل حتى تطمع

.الشمس فقد أخطأ أن حديث حذيفة كان في أول اإلسالم : وأدعى طائفة

.ونسخ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ومن المتأخرين من حمل حديث حذيفة عمى أنو يجوز الفجر ، وال األكل في نيار الصيام حتى يتحقق طموع

.يكتفي بغمبة الظن بطموعو وقد نص عمى ذلك أحمد وغيره ؛ فإن تحريم األكل معمق

اآلن : بتبين الفجر ، وقد قال عمي بعد صالتو لمفجر .تبين الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر

وأنو يجوز الدخول في صالة الفجر بغمبة ظن طموع .عمى ما سبق ذكره الفجر كما ىو قول أكثر العمماء

وعمى ىذا ، فيجوز السحور في وقت تجوز فيو صالة الفجر ، إذا غمب عمى الظن طموع الفجر ، ولم يتيقن

.ذلك ذا حممنا حديث حذيفة عمى ىذا ، وأنيم أكموا مع عدم وا تيقن طموع الفجر ، فيكون دخوليم في الصالة عند تيقن

.طموعو واهلل أعمم إذا نور الفجر وتبين : قال ونقل حنبل عن أحمد ،

طموعو حمت الصالة ، وحرم الطعام والشراب عمى .الصائم

وىذا يدل عمى تالزميما ، ولعمو يرجع إلى أنو ال يجوز .الدخول في الصالة إال بعد تيقن دخول الوقت

وقد روي عن ابن عباس وغيره من السمف تالزم وقت .صالة الفجر وتحريم الطعام عمى الصائم

وروي في حديث ابن عباس المرفوع ، أن جبريل صمى .في اليوم األول حين حرم الطعام عمى الصائم ) بالنبي

حديث ابن مسعود ، أنو ( الحج ) وقد خرج البخاري في قال بالمزدلفة حين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان ال يصمي ىذه الساعة ) إن رسول اهلل : طمع الفجر .ذه الصالة في ىذا المكان من ىذا اليوم إال ى

أنو صمى الفجر حين طمع الفجر ، قائل : وفي رواية لو لم يطمع الفجر ، : قد طمع الفجر ، وقائل يقول : يقول

إن ىاتين الصالتين : ) قال ) إن رسول اهلل : ثم قال حولتا عن وقتيما في ىذا المكان المغرب والعشاء فال

حتى يعتموا ، وصالة الفجر ىذه يقدم الناس جمعا ( .الساعة

لم تكن عادتو أنو يصمي ) وىذا كمو يدل عمى أن النبي نما فعل ذلك بمزدلفة يوم الفجر ساعة بزوغ الفجر ، وا

.واهلل أعمم . النحر

:الحديث الثاني :قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ، عن أخيو ، -

سمع سيل بن سعد عن سميمان ، عن أبي حازم ، أنوكنت أتسحر في أىمي ، ثم يكون سرعة بي أن : يقول

) .أدرك صالة الفجر مع رسول اهلل سميمان بن بالل وعبد اهلل بن : رواه عن أبي حازم

.عامر أيضا -لصالة الفجر ) داللة عمى تعجيل النبي : وفيو

.، كحديث زيد بن ثابت الذي قبمو - :الحديث الثالث

حدثنا الميث ، عن : دثنا يحيى بن بكير ح - أخبرني عروة بن الزبير : عقيل ، عن ابن شياب ، قال كن نساء المؤمنات: ، أن عائشة أخبرتو ، قالت

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يشيدن مع النبي صالة الفجر متمفعات بمروطين ، ثم

رفين أحد ينقمبن إلى بيوتين حين يقضين الصالة ، ال يع .من الغمس

.األكسية ، وقد سبق تفسيرىا ( : المروط ) .تغطية الرأس ( : التمفع ) و

، والمشيور -بفائين -( متمففات : ) وروي عن مالك .بالعين ، كرواية األكثرين -أيضا ( متمفعات : ) عنو

والحديث عند مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمرة ، .عن عائشة

و من طريقو البخاري في موضع آخر من وقد خرج .أيضا -ومسمم ( كتابو )

من رواية فميح ، عن عبد -أيضا -وخرجو البخاري .بنحوه -الرحمن بن القاسم ، عن أبيو ، عن عائشة

بالفجر ، فإنو كان ) يدل عمى تغميس النبي : والحديث يطيل فييا القراءة ، ومع ىذا فكان ينصرف منيا

.بغمس

ففي حديث أبي برزة ، أنو كان ينصرف من : ن قيل فإصالة الغداة حين يعرف الرجل جميسو ، وىذا يخالف

.حديث عائشة ال اختالف بينيما ، فإن معرفة الرجل رجال : قيل

يجالسو في ظممة الغمس ال يمزم منو معرفتو في ذلك .الوقت أمرأة منصرفة متمفعة بمرطيا ، متباعدة عنو

اختالف ) فعي حديث أبي برزة في كتاب وروى الشا، عن ابن عمية ، عن عوف ، عن أبي ( عمي عبد اهلل

كان) المنيال ، عن أبي برزة ، أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يصمي الصبح ، ثم ننصرف وما يعرف الرجل منا .جميسو

ىذا الكتاب لم يقرأ عمى الشافعي ، : قال البييقي وما يعرف الرجل منا : ) حتمل أن يكون قولو في

: وىما من الكاتب ؛ ففي سائر الروايات ( جميسو .انتيى ( . حتى يعرف الرجل منا جميسو )

أن أبا برزة أراد أن الرجل إنما كان يعرف : والظاىر .جميسو إذا تأمل وردد فيو نظره

حديث قيمة بنت : أحاديث أخر ، منيا : ويدل عميو وىو يصمي ) ة ، أنيا قدمت عمى رسول اهلل مخرم

بالناس صالة الغداة ، وقد أقيمت حين انشق الفجر ، والنجوم شابكة في السماء ، والرجال ال تكاد تتعارف مع

.ظممة الميل .خرجو اإلمام أحمد

.وىو إخبار عن حال الصالة دون االنصراف منيا مة العنبري وروى أبو داود الطيالسي وغيره من رواية حرم

فصميت معو الغداة ، فمما قضى ) أتيت النبي : ، قال .الصالة نظرت في وجوه القوم ، ما أكاد أعرفيم

وخرج البزار واإلسماعيمي من رواية حرب بن سريج ، عن محمد بن عمي ابن حسين ، عن محمد بن الحنفية ،

كنا نصمي: عن عمي بن أبي طالب ، قال

(/)

"""""" رقم صفحة""""""

الصبح ، وما يعرف بعضنا وجو ) مع رسول اهلل .بعض

ليس بو بأس ، ووثقو ابن : حرب بن سريج ، قال أحمد .ليس بقوي ؛ منكر عن الثقات : قال أبو حاتم . معين

.وفي الباب أحاديث أخر :والكالم ىاىنا في مسألتين

:المسألة األولى :في وقت الفجر

فطموع الفجر الثاني ، ىذا مما ال : أماأول وقتيا .اختالف فيو

وقد اعاد أبو موسى وابن عمر صالة الفجر لما تبين .ليما أنيما صميا قبل طموع الفجر

: وروى ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال

فجر يطمع بميل ، يحل فيو الطعام : الفجر فجران فيو الصالة وفجر تحل. والشراب وال يحل فيو الصالة

ويحرم فيو الطعام والشراب ، وىو الذي ينتشر عمى .رؤوس الجبال

ورواه أبو أحمد الزبيري ، عن سفيان ، عن ابن جريج ، .فرفعو

.خرجو من طريقو ابن خزيمة وغيره .قالو البييقي وغيره : -والموقوف أصح

وروى ابن أبي ذئب ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عبد الرحمن بن ثوبان ، عن جابر عن عن محمد بن

الفجر فجران ، فإن الفجر الذي يكون : ) ، قال ) النبي كذنب السرحان فال يحل الصالة فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .وال يحرم الطعام

مرسال من -بيذا اإلسناد -وروي عن ابن أبي ذئب .جابر : غير ذكر

.صح ىو أ: قال البييقي فطموع الشمس ، ىذا قول جميور : وأماآخر وقت الفجر

العمماء من السمف والخمف ، وال يعرف فيو خالف ، إال إذا أسفر : عن االصطخري من الشافعية ، فإنو قال

.الوقت جدا خرج وقتيا وصارت قضاء من أدرك ركعة من الفجر ) : ) قول النبي : ويرد قولو

( .دركيا قبل أن تطمع الشمس فقد أعن عبد اهلل بن عمرو ، عن ( صحيح مسمم ) وفي وقت صالة الصبح من طموع الفجر : ) ، قال ) النبي

( .ما لم تطمع الشمس وقت الفجر ما لم يطمع : ) -أيضا -وفي رواية لو

( .قرن الشمس األول :المسألة الثانية ىل ىو التغميس بيا في أول وقتيا ، : في أن األفضل

:اإلسفار بيا ؟ وفيو قوالن أم

أن التغميس بيا أفضل ، وروي التغميس بيا : أحدىما عن أبي بكر ، وعثمان ، وعمي ، وابن مسعود ، وأبي موسى ، وابن عمر ، وابن الزبير ، وأنس بن مالك ، وأبي ىريرة ، ومعاوية ، وعمر بن عبد العزيز ، وىو

عي ، وأحمد في قول الميث ، واألوزاعي ، ومالك ، والشافسحاق ، وأبي ثور ، وداود .إحدى الروايتين عنو ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وقد ذكرنا في ىذا الباب عامة أحاديث التغميس بالفجر وذىب آخرون إلى أن اإلسفار بيا أفضل ، وروي

.اإلسفار بيا عن عثمان ، وعمي وابن مسعود : نييك بن يريم األوزاعي حدثني : روى األوزاعي

صميت مع عبد اهلل بن : حدثني مغيث بن سمي ، قال الزبير الصبح بغمس ، فمما سمم أقبمت عمى ابن عمر ،

ىذه صالتنا ، كانت مع : ما ىذه الصالة ؟ قال : فقمت

وأبي بكر وعمر ، فمما طعن عمر أسفر بيا ) رسول اهلل .عثمان

.خرجو ابن ماجو ىو : عن البخاري ، أنو قال ( عممو ) في وذكر الترمذي .حديث حسن

كنت أصمي مع عمي صالة الغداة ، : وقال يزيد األودي .فتخيل إلى أنو يستطمع الشمس

يابن التياح ، : سمعت عميا يقول : وقال عمي بن ربيعة .أسفر أسفر بالفجر

وقال أبو إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد .د ، أنو كان يسفر بصالة الغداة اهلل بن مسعو

كتب عمر إلى أبي موسى أن : وقال نافع بن جبير .صل الفجر إذا نور النور

الربيع بن خثيم وسعيد بن : وممن كان يرى التنوير بيا جبير ، وكان النخعي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يسفر بيا .بأسانيده ( كتاب الصالة) ذكر ذلك كمو أبو نعيم في

.رأينا سفيان يسفر بيا : وقال طاوس وفقياء الكوفيين ، : وممن رأى اإلسفار بيا

.سفيان والحسن ابن حي وأبي حنيفة وأصحابو : مثل وروى وكيع ، عن سفيان ، عن حماد ، عن إبراىيم ،

عمى شيء ما اجتمعوا ) ما اجتمع أصحاب محمد : قال .عمى التنوير بالفجر

: ابن أبي شيبة بإسناده ، عن أبي الدرداء ، قال وروى .أسفروا بيذه الصالة ، فإنو أفقو لكم

بما روى عاصم بن عمر بن : واستدل من رأى اإلسفار قتادة ، عن محمود ابن لبيد ، عن رافع بن خديج ، عن

( .أسفروا بالفجر ؛ فإنو أعظم لألجر : ) ، قال ) النبي اود والنسائي وابن ماجو خرجو اإلمام أحمد وأبو د

.والترمذي

.حديث حسن صحيح : وقال ( .صحيحو ) وخرجو ابن حبان في

.إسناده جيد : وقال العقيمي .ليس في أحاديث ىذا الباب أثبت منو : قال األثرم

يشير إلى أن في الباب أحاديث وىذا أثبتيا ، وىو كما .قال

:بة وأجاب من يرى التغميس أفضل عن ىذا بأجو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" تضعيفو ، وسمك ذلك بعض أصحابنا الفقياء ، : منيا

مدار الحديث عمى عاصم : وسمكو ابن عبد البر ، وقال .بن عمر بن قتادة ، وليس بالقوي

( الصحيحين ) كذا قال ؛ وعاصم ىذا مخرج حديثو في .ثقة : ، وقال ابن معين وأبو زرعة

يعمل ىذا باالختالف في إسناده عمى عاصم بن وقد

:عمر بن قتادة فرواه ابن إسحاق وابن عجالن ، عن عاصم ، عن

.محمود بن لبيد ، عن رافع كما تقدم ورواه زيد بن أسمم ، عن عاصم بن عمر ، واختمف

:عنو فرواه أبو غسان ، عن زيد بن أسمم ، عن عاصم ، عن

قوم من األنصار ، أن محمود بن لبيد ، عن رجال منما أسفرتم بالصبح ، فإنو أعظم : ) قال ) رسول اهلل

( .لألجر .وخرجو من طريقو النسائي كذلك

ورواه يعقوب بن عبد الرحمن القاري ، عن زيد بن أسمم لم -) ، عن عاصم ، عن رجال من قومو ، عن النبي

.محمود بن لبيد : يذكر بن أسمم ، عن محمود ورواه ىشام بن سعد ، عن زيد

: ولم يذكر -بن لبيد ، عن رجال من الصحابة .عاصما

.مرسال -ورواه وكيع ، عن ىشام ، عن زيد

ورواه عبد الرحمن بن زيد بن أسمم ، عن أبيو ، عن ) .محمود بن لبيد ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وخرجو من طريقو اإلمام أحمد ي عن شعبة ، عن أبي داود ، عن زيد بن أسمم ، ورو

.عن محمود بن لبيد ، عن رافع الجزري ، لم يسند عنو : أبو داود ىذا ، ىو : قال البزار

.شعبة إال ىذا .شيخ واسطي مجيول : وقال أبو حاتم الرزاي

.ورواه بقية ، عن شعبة ، عن داود البصري ، عن زيد .أبي ىند ، وىو بعيد أنو داود بن : وزعم بعضيم

.وزيد بن أسمم لم يسمع من محمود بن لبيد ورواه يزيد بن عبد الممك ، عن زيد بن أسمم ، عن أنس

) .، عن النبي

.قالو الدارقطني وغيره : -وىو وىم ورواه إسحاق الحنيني ، عن ىشام بن سعد ، عن زيد بن أسمم ، عن ابن بجيد الحارثي ، عن جدتو حواء ،

) .النبي عنقالو : -لم يتابع عميو الحنيني ، وىو وىم منو .الدارقطني ، وأشار إليو األثرم وغيره

ورواه فميح بن سميمان ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن أبيو ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

) .جده ، عن النبي .ذا اإلسناد ال نعمم أحدا تابع فميحا عمى ى: قال البزار

والصواب من الخالف عمى زيد بن أسمم ، عن عاصم ، .قالو الدارقطني : -عن محمود ، عن رافع

أماابن إسحاق وابن عجالن فروياه عن عاصم : قمت

بيذا اإلسناد ، وأمازيد فاختمف عنو كما ترى ، وال نعمم أحدا قال عنو مثل قول ابن إسحاق وابن عجالن ،

لصواب عن زيد ؟ فرجع األمر إلى ما فكيف يكون ىو ارواه ابن إسحاق وابن عجالن ، عن عاصم وليسا

.بالمبرزين في الحفظ :تأويمو ، واختمف المتأولون لو : ومنيا

سحاق وغيره : المراد باإلسفار : فقال الشافعي وأحمد وا أن يتبين الفجر ويتضح ، فيكون نييا عن الصالة قبل

.ول الوقت الوقت ، وقبل تيقن دخأنو يحتمل أن بعض الصحابة كان : وذكر الشافعي

يصمي قبل الفجر الثاني ، فأمر بالتأخير إلى تبين الفجر .وتيقنو

يدل ( ىو أعظم لألجر : ) ورد ذلك بعضيم بأن قولو عمى أن في ترك ىذا اإلسفار أجرا ، وال أجر في الصالة

.قبل وقتيا إال بمعنى أنيا تصير نافمة أمروا أن ال يدخموا في صالة الفجر : نيم من قال وم

ىو أفضل من : حتى يتيقنوا طموع الفجر ، وقيل ليم

.الصالة بغمبة الظن بدخولو وىذا جواب من يقول بجواز الدخول في الصالة إذا غمب عمى الظن دخول وقتيا من أصحابنا كالقاضي أبي يعمي

يث ابن وغيره ، وأكثر أصحاب الشافعي ، وحمموا حدالصالة يوم النحر بالمزدلفة ) مسعود في تقديم النبي

.عمى أنو صالىا يومئذ بغمبة ظن دخول الوقت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكالم أحمد يدل عمى أنو ال يدخل في الصالة حتى .يتيقن دخول وقتيا كما سبق

ومن أصحابنا من حمل حديث ابن مسعود في الصالة كان بعد تيقن طموع ) زدلفة عمى أن عادة النبي بالم

الفجر تأخير الصالة بقدر الطيارة والسعي إلى المسجد .وىذا أشبو . ، ولم يؤخر ىذا القدر بالمزدلفة

واستدل بعض من فسر اإلسفار المأمور بو بتبين

أسفرت المرأة عن وجييا إذا : بأن العرب تقول : الفجر ى أن اإلسفار ىو التبيين كشفتو وأبانت عنو فدل عم

.والظيور وفي ىذا نظر ؛ فإنو ال يعرف في المغة أسفرت المرأة

سفرت ، وأمااإلسفار فإنما يقال : عن وجييا ، إنما يقال :سفر ، وأسفر ؛ قال تعالى : في الفجر والصبح ، يقال

بح إذا أسفر ) ، ومعناه أضاء [ : المدثر ) ] والصأسفر وجيو من السرور ، إذا أنار ، كما : قال وأنار ، ويومنو . إذ سر استنار وجيو كأنو فمقة قمر ) كان النبي وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة : ) قولو تعالى

أسفروا : ) فميس معنى قولو [ ، : عبس ) ] .إال أنيروا بو ( بالفجر األفق بطموع الفجر فيو ابتداء ، أم ىل المراد إنارة: لكن

إنارة األرض بظيور النور عمى وجييا ؟ ىذا محل .نظر

وحممو عمى األول أقرب ؛ ألنو موافق فعل النبي .وخمفائو الراشدين )

وعمى ىذا المعنى يحمل كالم أحمد ، بل ىو ظاىره أو .صريحو ، وىو حسن

ىد ، عن ما روى مسمم المالئي ، عن مجا: ويدل عميو يصمي الصبح إذا ) كان النبي : قيس بن السائب ، قال

:وذكر الحديث -يغشى النور السماء .خرجو الطبراني

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بل اإلسفار يكون باستدامتو الصالة ، ال : وقال آخرون بالدخول فييا ، فيدخل فييا بغمس ، ويطيميا حتى يخرج

.فر الوقت منيا وقد أسمن -أيضا -وقد روي ىذا المعنى عن عطاء ، وقالو

أبو حفص البرمكي والقاضي أبو يعمي في : أصحابنا .، ورجحو الطحاوي ( خالفو الكبير )

كان ) حديث أبي برزة ، أن النبي : ويعضد ىذا

ينصرف من صالة الفجر حتى يعرف الرجل جميسو ، .ويقرأ فييا بالستين إلى المائة

وقد رد ىذا القول عمى من قالو كثير من العمماء ، أكثر : الشافعي وابن عبد البر والبييقي ، وقال : منيم

كان يدخل فييا بغمس ، ) األحاديث تدل عمى أن النبي ويخرج منيا بغمس ؛ لحديث عائشة وغيره ، وكذلك أكثر

ن كان منيم من كان يخرج منيا بإسفار أصحابنا ، وا ءة ، كما روي عن الصديق لما قرأ بالبقرة ، ويطيل القرا .أيضا -وعن عمر

وقد روي أن عمر ىو الذي مد القراءة في الفجر ، وروي .عن عثمان أنو تبعو عمى ذلك

وروي عن عمي ، أنو كان يقصر فييا القراءة ، ولعمو لما .كان يسفر بيا

ومن الناس من ادعى أن في ىذه األحاديث ناسخا .، وىم فرقتان ومنسوخا

.فرقة منيم ادعت أن األحاديث في اإلسفار منسوخة واستدلوا بما في حديث أسامة بن زيد ، عن الزىري ،

عن عروة ، عن بشير ابن أبي مسعود ، عن أبيو ، عن فذكر حديث المواقيت بطولو ، وقال -) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مرة بغمس ، ثم صمى مرة وصمى الصبح: في آخره أخرى فأسفر بيا ، ثم كانت صالتو بعد ذلك التغميس

.حتى مات ، لم يعد إلى أن يسفر .خرجو أبو داود

نما أصمو : وقد تقدم أن أسامة تفرد بو بيذا اإلسناد ، وا .مرسال -عن الزىري

وفرقة ادعت أن أحاديث التغميس منسوخة باإلسفار ، .الطحاوي : منيم كان يغمس بالفجر قبل أن تتم ) أن النبي : وزعم

الصموات لما قدم المدينة ، ثم لما أتمت الصموات أربعا .أربعا أطال في قراءة الفجر ، وغمس بيا حينئذ

وأخذه من حديث عائشة الذي ذكرناه في أول أن الصموات أتمت بالمدينة أربعا ، وأقرت ( : الصالة )

.الفجر لطول القراءة وىذا في غاية البعد ، ولم ترد عائشة أنو حينئذ شرعت

نما أخبرت أنيا طول القراءة فييا عوضا عن اإلتمام ، وا تركت عمى حاليا لما فييا من طول القراءة ، ولم ينقل

أنو كان يخفف القراءة في الفجر ثم ) أحد عن النبي أطاليا ، وال أنو لما كان يخففيا كان يسفر بيا ، وكل

.ه ظنون ال يصح منيا شيء ىذواختمف القائمون باستحباب التغميس بيا إذا كان جيران المسجد يشق عمييم التغميس ، وال يجتمعون في المسجد

ىل األفضل حينئذ التغميس ، أم : إال عند اإلسفار اإلسفار ؟

التغميس افضل بكل حال وىو قول : طائفة : فقالت : حمد وقالت طائفة مالك والشافعي وحكي رواية عن أ

اإلسفار حينئذ أفضل ، وىو منصوص أحمد في رواية .غير واحد من أصحابو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في [ و ( ] خالفة الكبير ) وجعمو القاضي أبو يعمي في مذىب أحمد رواية واحدة ، ولم يحك ( جامعو الكبير )

، وىما من آخر عنو في ذلك خالفا في ىذين الكتأبين .كتبو

حال المأمومين ) واستدلوا بحديث جابر في مراعاة النبي .في العشاء اآلخرة ، وقد سبق

، أنو أمر بذلك معاذ بن جبل لما ) وقد روي عن النبي أرسمو إلى اليمن ، فأمره أن يغمس بالفجر في الشتاء ؛ لطول الميل واستيقاظ الناس في أول الوقت ، وأن يؤخر

.الصيف ، ألن الناس ينامون لقصر الميل فيو في وحمل بعض أصحابنا أحاديث األمر باإلسفار عمى

.حالة تأخير المأمومين ، أنو كان يعجل الصبح تارة ، ) وقد روي عن النبي

.ويؤخرىا تارة ، وعن جماعة من السمف ثنا أبو : حدثنا أبو أحمد الزبيري : فروى اإلمام أحمد

: جار األعمش ، عن أبي ربيع ، قال شعبة الطحان إني أصمي معك الصبح ، ثم التفت : قمت البن عمر

كذلك : فال أرى وجو جميسي ، ثم أحيانا تسفر ؟ قال يصمي ، وأحببت أن أصمييا كما رأيت ) رأيت رسول اهلل

.يصمييا ) رسول اهلل .وىذا إسناد ضعيف

: شعبة أبو : نقل البرقاني ، عن الدارقطني ، قال .مجيول : متروك ، وأبو الربيع

وروينا من طريق أبي خالد الواسطي ، عن زيد بن عمي كان رسول : ، عن أبيو ، عن جده ، عن عمي ، قال

ما بين : ) يصمي الفجر فيغمس ويسفر ، ويقول ) اهلل ( .ىذين وقت ، لئال يختمف المؤمنون

(/)

"""""" صفحة رقم """""" سألت أبي عن ىذا الحديث ، : بن أبي حاتم قال اأبو خالد الواسطي ىو عمرو بن خالد ، ضعيف : فقال

.الحديث جدا حدثني عن : قمت ألنس : وروى بيان الرقاشي ، قال

فذكر حديث المواقيت ، -من الصالة ) وقت نبي اهلل كان يصمي الغداة عند الفجر إلى أن ينفسح : وقال

.قت البصر ، كل ذلك و وقال أبو . ابن جندب ، يكنى أبا سعيد : بيان ىذا ، ىو

وقال ابن . ال أعمم لو إال حديث المواقيت : داود .ىو مجيول : معين

.ولو شاىد من وجو آخر أقوى منو خرجو اإلمام أحمد والنسائي من طريق شعبة ، عن أبي

يصمي الفجر ) كان النبي : صدقة ، عن أنس ، قال .فسح البصر إلى أن ين

وأبو صدقة مولى أنس ، أثنى عميو شعبة خيرا ، ووثقو .النسائي

عمر وعثمان : وممنى روي عند التغميس واإلسفار .رضي اهلل عنيم -وعمي وابن مسعود

حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن أبي : قال أبو نعيم كان عمر يغمس : حصين ، عن خرشة بن الحر ، قال

.بالفجر وينور حدثنا سيف بن ىارون ، عن عبد الممك بن سمع ، عن و

كان عمي ينور بيا أحيانا ، ويغمس : عبد خير ، قال .بيا أحيانا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وفعل ىؤالء يحتمل أمرين أن يكون ذلك عمى حسب مراعاة حال : أحدىما

ريحا المأمومين في تقديميم وتأخيرىم ، وقد روي ىذا ص .عن عمر أن يكون التقديم والتأخير عندىم سواء في : والثاني

.الفضل ذىب طائفة إلى أن أول الوقت : قال ابن عبد البر

ما بين ىذين : ) وآخره سواء في الفضل ؛ لقولو ( .وقت ومال إلى ذلك بعض أصاب مالك ، وذىب إليو : قال

.أىل الظاىر ، وخالفيم جميور العمماء ؛ مع أنو حكى عن داود أن التغميس بالفجر أفضل ىذا

، وحكى االتفاق من المسممين عمى أن التعجيل بالمغرب إن وقتيا : ليا وقت ، ومن يقول : أفضل ، من يقول .متسع إلى العشاء

من يقول بأن التغميس أفضل من -أيضا -واختمف ىل حكمو كمو واحد ، أو مختمف ؟: اإلسفار

-آخر وقت االختيار إذا أسفر : شافعي فقال أصحاب ال .، ثم يبقى وقت الجواز إلى طموع الشمس -أي أضاء

يخرج الوقت باإلسفار جدا ، : وقال االصطخري منيم فتكون الصالة معو قضاء ، وقد سبق حكاية قولو والرد

.عميو

يكره تأخير الصبح بغير عذر : وقال بعض الشافعية الحمرة التي قبيل طموع : يعني -إلى طموع الحمرة

.الشمس :واختمف أصحابنا في ذلك

وقتيا كمو مختار إلى طموع الشمس ؛ : فمنيم من قال ، أنو سألو سائل عن ) ألن أبا موسى روى عن النبي

وقت الصالة ، فصمى بيم في يومين ، فقدم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، وأخر في اليوم الثاني [وأخر في الثاني ] في األول ، طمعت الشمس : الصبح حتى انصرف منيا والقائل يقول

.أو كادت .خرجو مسمم

.وقد سبق عن عمي بن أبي طالب نحو ذلك يذىب وقت االختيار باإلسفار ، ويبقى : ومنيم من قال

وقت اإلدراك إلى طموع الشمس ، وىو قول القاضي أبي ( .كتابو المجرد ) يعمي في

قد روي عن أحمد ما يدل عمى كراىة التأخير إلى و .اإلسفار الفاحش

خرجت مع أبي ( : مسائمو ) قال إسحاق بن ىانئ في عبد اهلل من المسجد في صالة الفجر ، وكان محمد بن

ىذه الصالة : محرز يقيم الصالة ، فقمت ألبي عبد اهلل ال : عمى مثل حديث رافع بن خديج في اإلسفار ؟ فقال

ىذه صالة مفرط ؛ إنما حديث رافع في اإلسفار أن ، :قال . يرى ضوء الفجر عمى الحيطان

.الحديث في التغميس أقوى : وسمعت أبا عبد اهلل يقول يشير أحمد إلى أنو مع تعارض األحاديث يعمل باألقوى

.منيا ، وأحاديث التغميس أقوى إسنادا وأكثر ديث التغميس بيذا ، وكذلك الشافعي أشار إلى ترجيح أحا

موافقا ظاىر القرآن من األمر بالمحافظة عمى : وعضده .الصموات

وقد حمل أحمد حديث رافع في اإلسفار في ىذه الرواية

عمى ظاىره ، لكنو فسر اإلسفار برؤية الضوء عمى الحيطان ، وجعل التأخير بعده تفريطا ، وىذا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ف ما يقول أصحابنا خال

. وروى ابن القاسم ، عن مالك ، أن آخر وقتيا اإلسفار وكذلك روى ابن عبد الحكم ، عنو ، أن آخر وقتيا

.اإلسفار األعمى وىذا يشبو قول االصطخري ، إال أن يكون مراده آخر

.وقت االختيار وأمامن يرى أن اإلسفار أفضل فال كراىة عندىم في

يب طموع الشمس ، وىو أفضل عندىم ، التأخير إلى قر .وىو قول الثوري والحسن بن حي وأبي حنيفة وأصحابو

واستدل من كره التأخير إلى شدة اإلسفار بما روى الحارث بن وىب ، عن أبي عبد الرحمن الصنابحي ،

ال تزال أمتي في مسكة ما لم ) : ) قال رسول اهلل : قال مغرب انتظار الظالم ما لم يؤخروا ال: يعمموا بثالث

مضاىاة الييود ، وما لم يؤخروا الفجر إمحاق النجوم ( .مضاىاة النصارى ، وما لم يكموا الجنائز إلى أىميا

.خرجو اإلمام أحمد ، وىو مرسل ن ثبت حمل عمى اجتماع األمة عمى ذلك ؛ فإنو وا

.يخشى أن يظن أن ما قبل ذلك ليس بوقت روايتو عن : اري والحارث بن وىب ، قال البخ

.لم يسمع منو : يعني -الصنابجي مرسمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من أدرك من الفجر ركعة -عن مالك ، عن زيد : حدثنا عبد اهلل بن مسممة -

بن أسمم ، عن عطاء بن يسار وعن بسر بن سعيد وعن األعرج ، يحدثونو عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطمع : ) قال ) الشمس فقد أدرك الصبح ، ومن أدرك ركعة من العصر

( .قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ىذا الحديث نص في أن من صمى الفجر قبل طموع الشمس فإنو مدرك لوقتيا ؛ فإنو إذا كان مدركا ليا

فكيف إذا أدركيا بإدراكو منيا ركعة قبل طموع الشمس ، كميا قبل الطموع ؟

نحممو عمى أىل األعذار والضرورات ، : فإن قال فائل من أدرك ركعة من العصر قبل أن : ) كما حممتم قولو

.عمى حال الضرورة ( تغرب الشمس فقد أدركيا في العصر قد دل دليل عمى كراىة التأخير إلى : قمنا

اىة تأخير اصفرار الشمس ، ولم يدل دليل عمى كر .الفجر إلى اإلسفار

في ( فقد أدركيا ) : ) وقد ذكرنا معنى قول النبي ( .من أدرك ركعة من العصر قبل الغروب : باب )

.وقد فسره اإلمام أحمد بإدراك وقتيا وجميور العمماء عمى أن تأخير صالة الفجر حتى يبقى

منيا مقدار ركعة قبل طموع الشمس لغير ضرورة غير ، وقد نص عميو اإلمام أحمد ، وحكي جوازه عن جائز

.إسحاق وداود .وتقدم مثمو في صالة العصر

من أدرك ركعة من : باب ) وقد سبق الحديث في من( العصر قبل الغروب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ، قال ) حديث أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، عن النبي من العصر قبل أن تغرب إذا أدرك أحدكم سجدة)

ذا أدرك سجدة من صالة الشمس فميتم صالتو ، وا ( .الصبح قبل أن تطمع الشمس فميتم صالتو

وقد روى الدراوردي عن زيد بن أسمم حديث أبي ىريرة الذي خرجو البخاري ىاىنا باإلسناد الذي رواه عنو مالك

من أدرك من الصبح ركعة قبل أن : ) ، ولفظ حديثو

الشمس وركعة بعد ما تطمع فقد ادركيا ، ومن تطمع أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس وثالثا بعد

( .ما تغرب فقد أدركيا مسمم بن خالد ، عن زيد بن أسمم ، -أيضا -ورواه

-) عن األعرج وعطاء ، عن أبي ىريرة ، عن النبي .في صالة الصبح بمعنى رواية الداروردي

ان ، عن زيد بن أسمم ، عن عطاء ، عن ورواه أبو غسمن صمى سجدة : ) قال ) أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

واحدة من العصر قبل غروب الشمس ، ثم صمى ما بقي بعد غروب الشمس فمم تفتو العصر ، ومن صمى سجدة من الصبح قبل طموع الشمس ، ثم صمى ما بقي

( .بعد طموع الشمس فمم تفتو الصبح بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن خالس ، وروى سعيد

: قال ) عن أبي رافع ، عن أبي ىريرة أن رسول اهلل إذا ادركت ركعة من صالة الصبح قبل أن تطمع )

( .الشمس فصل إلييا اخرى .خرجو اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ادة بنحوه ، وصرح فيو بسماع قت -ورواه ىمام عن قتادة .من خالس

ورواه ىشام الدستوائي ، عن قتادة ، عن عزرة بن تميم ، إذا صمى أحدكم : ) ، قال ) عن أبي ىريرة ، عن النبي

ركعة من صالة الصبح ثم طمعت الشمس فميصل إلييا ( .اخرى

دليل صريح عمى أن من : وفي ىذه النصوص كميا صمى ركعة من الفجر قبل طموع الشمس ثم طمعت

مس أنو يتم صالتو وتجزئو ، وكذلك كل من طمعت الشعميو الشمس وىو في صالة الفجر فإنو يتم صالتو

وتجزئو ، وكذلك كل من طمعت عميو الشمس وىو في صالة الفجر فإنو يتم صالتو وتجزئو ، وىو قول جميور

.العمماء من الصحابة والتابعين ومن بعدىم

ن ابن شياب ، اخبرنا ابن عيينة ، ع: وروى الشافعي عن أنس ، أن أبا بكر صمى بالناس الصبح ، فقرأ سورة

: كادت الشمس أن تطمع ، فقال : البقرة ، فقال لو عمر .لو طمعت لم تجدنا غافمين

: وروى عاصم األحول ، عن أبي عثمان النيدي ، قال صميت مع عمر بن الخطاب الفجر ، فمما سمم ظن

: معت ، فمما سمم قالوا الرجال ذوو العقول أن الشمس طيا أمير المؤمنين ، كادت الشمس تطمع ، فتكمم بشيء لم

لو طمعت : قال : أي شيء قال ؟ فقالوا : أفيمو ، فقمت .لم تجدنا غافمين حدثني يحيى بن سعيد ، عن سعيد : وروى األوزاعي من نام أو غفل : كان أبو ىريرة يقول : المقبري ، قال

ى ركعة من صالة الصبح قبل عن صالة الصبح فصم. أن تطمع الشمس واألخرى بعد طموعيا فقد أدركيا

وقال في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.العصر كذلك مالك والشافعي : وممن ذىب إلى ذلك من العمماء

سحاق وأبو ثور .وأحمد وا .يستحب أن يعيدىا : وكذلك قال الثوري ، إال أنو قال

تبطل صالتو ؛ ألنو دخل : حنيفة وأصحابو وقال أبو .في وقت نيي عن الصالة فيو

أن : أحدىما : فبطمت صالتو ، بناء عمى أصمين ليم : والثاني . ما وقع منيا بعد طموع الشمس يكون قضاء

.أن الفوائت ال تقضى في أوقات النيي .وأماالجميور فخالفوا في األصمين

ما يقع من الصالة خارج وقد تقدم ذكر االختالف فيىل ىو قضاء ، أو ال : الوقت إذا وقع أوليا في الوقت

؟ وأن ظاىر مذىب الشافعي وأحمد ال يكون قضاء ؛ ( .فقد أدركيا ) : ) لقول النبي

وأماقضاء الفوائت في أوقات النيي ، فخالف فيو جميور

من نام عن : ) العمماء ، وأجازوه عمال بعموم قولو ( .نسييا فميصميا إذا ذكرىا صالة أو

إنما النيي عن النفل ، ال عن الفرض ، وليذا : وقالوا يجوز أن يصمي بعد اصفرار الشمس ودخول وقت النيي

صالة العصر الحاضرة ، وقد وافق عميو أبو حنيفة نما خالف فيو بعض الصحابة .وأصحابو ، وا

نما وعمى تقدير تسميم منع القضاء في أوقات النيي ، فإذاك في القضاء المبتدأ بو في وقت النيي ، فأم المستدام فال يدخل في النيي ؛ فإن القواعد تشيد بأنو يغتفر في

.االستدامة ما ال يغتفر في االبتداء وعمى ىذا ؛ فنقول في النفل كذلك ، وأن من كان في

نافمة فدخل عميو وقت نيي عن الصالة لم تبطل صالتو كالم الخرقي من أصحابنا ، وصرح ويتميا ، وىو ظاىر .بو ابن عقيل منيم

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ثنا : حدثنا ىمام : وقد روى محمد بن سنان العوقي

قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نييك ، عن من صمى ركعة من : ) ، قال ) أبي ىريرة ، عن النبي

( .لصبح الصبح ثم طمعت الشمس فميصل اىذا ليس بمحفوظ ، إنما ( : خالفياتو ) قال البييقي في

فميتم : ) -بغير ىذا اإلسناد -عن قتادة : المحفوظ نما المحفوظ بيذا اإلسناد -( صالتو : كما تقدم ، وا من لم يصل ركعتي الفجر حتى طمعت : ) حديث

.انتيى ( . الشمس فميصميا حديث ىمام ، عن ( جامعو ) وقد خرج الترمذي في

قتادة ، عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نييك ، عن من لم يصل ركعتي الفجر : ) -مرفوعا -أبي ىريرة

( .فميصميما بعد ما تطمع الشمس لم يروه عن ىمام بيذا اإلسناد نحو ىذا إال : ثم قال

عمرو بن عاصم الكألبي ، والمعروف من حديث عن بشير بن نييك ، عن عن النصر بن أنس ،: قتادة

من أدرك ركعة من : ) قال ) أبي ىريرة ، أن النبي صالة الصبح قبل أن تطمع الشمس فقد أدرك

.انتيى ( . الصبح ذا كان ىذا معروفا بيذا اإلسناد عن قتادة ، فمم ييم وا نما غير بعض لفظو حيث قال : فيو محمد بن سنان ، وا

لمعنى الذي فيمو من ، وىو رواية با( فميصل الصبح ) فميتم صالة الصبح ، : ، ومراده ( فميتم صالتو : ) قولو

.وليستمر فييا : والحديث الذي أشار إليو الترمذي خرجو اإلمام أحمد

ثنا قتادة ، عن النضر بن : ثنا ىمام : حدثنا بيز ، قال قال -أنس ، عن بشير بن نييك ، عن أبي ىريرة

عن بشير بن نييك ، وال : وجدت في كتأبي : ىمام أظنو إال عن النضر بن أنس ، عن بشير بن نييك ،

-من صمى : ) قال ) عن أبي ىرية عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، ثم طمعت الشمس ، فميتم -ركعتي الصبح : يعني

( .صالتو ثنا قتادة : عن عبد الصمد ، عن ىمام -أيضا -ورواه

نضر بن أنس ، عن بشير بن نييك ، عن أبي ، عن المن صمى من الصبح ركعة : ) ، قال ) ىريرة عن النبي

( .ثم طمعت الشمس فميصل الييا أخرى ىكذا روى ىمام ، عن قتادة ىذا الحديث ، وقد تقدم أن

سعيد بن أبي عروبة وىشأماالدستوائي رويا أصل .الحديث عن قتادة ، واختمفا في إسناده

سألت أبي عن اختالفيم عمى قتادة : ابن أبي حاتم قال أحسب الثالثة كميا صحاحا ، وقتادة كان : ؟ فقال أبي

واسع الحديث ، وأحفظيم سعيد قبل أن يختمط ، ثم .ىشام ، ثم ىمام

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب من أدرك من الصالة ركعة -

أبنا مالك ، عن ابن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - شياب ، عن أبي سممة ابن عبد الرحمن ، عن أبي

من أدرك ركعة من : ) قال ) ىريرة ، أن رسول اهلل ( .الصالة فقد أدرك الصالة

من : ) روى بعضيم ىذا الحديث عن مالك ، وقال فيو نما ( أدرك ركعة من العصر ، وىو وىم عمى مالك ، وا

( .ة من الصالة من أدرك ركع: ) حديث مالك ثنا عبد الرزاق ، : وخرجو مسمم ، عن عبد بن حميد

ثنا معمر ، عن الزىري ، عن أبي سممة ، عن : قال بمثل حديث مالك ، عن زيد -) أبي ىريرة ، عن النبي

.بن أسمم الحديث الذي خرجو البخاري في الباب : يعني

.الماضي -حفوظ عنو أنو ليس بم( العمل ) وذكر الدارقطني في

.عن معمر : يعني

.وذكر أنو عبد الرزاق رواه بخالف ذلك عن محمد بن أبي حفصة -أيضا -وروي : قال

بذكر العصر : يعني -وسفيان بن حسين ، عن الزىري .والفجر

من أدرك ركعة : ) عن الزىري في حديث : والمحفوظ ( .من الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وقد اختمف في معنى ذلك إدراك وقت الصالة ، كما في : معناه : فقالت طائفة

حديث عطاء بن يسار وبسر بن سعيد واألعرج ، عن .أبي ىريرة الذي سبق في الباب الماضي

وقد روى ىذا الحديث المذكور في ىذا الباب عمار بن فقد أدرك الصالة : ) مطر ، عن مالك ، وقال فيو

. (ووقتيا

لم يقمو عن مالك غير عمار ، وىو : قال ابن عبد البر .مجيول ال يحتج بو .إدراك الجماعة : وقالت طائفة معناه

ما خرجو مسمم من رواية يونس ، عن ابن . ويشيد لو من أدرك ركعة من الصالة مع : ) شياب ، ولفظو

( .اإلمام فقد أدرك الصالة :عة قوالن وىؤالء ليم في تفسير إدراك الجما

:أحدىما .أن المراد إدراك فضل الجماعة وتضعيفيا

وروى نوح بن أبي مريم ىذا الحديث ، عن الزىري ، عن من : ) ، قال ) سعيد ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

أدرك اإلمام جالسا قبل أن يسمم فقد أدرك الجماعة ( .وفضميا

.خرجو الدارقطني .نوح متروك : وقال

في لفظو ، وخالف جميع أصحاب الزىري ، وقد وىم

في إسناده ، فإنو عن أبي سممة ال عن -أيضا -ووىم .سعيد بن المسيب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مع أنو قد روي عن مالك واألوزاعي ، عن الزىري ، عن .سعيد ، وليس بمحفوظ

( :مسند األوزاعي ) وروى أبو الحسن ابن جوصا في : ثنا أبي : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة

حدثني األوزاعي ، أنو سأل : عن أبيو يحيى بن حمزة : الزىري عن رجل أدرك من صالة الجمعة ركعة ؟ فقال

) : قال رسول اهلل : حدثني أبو سممة ، أن أبا ىريرة قال من أدرك من صالة ركعة فقد أدرك فضيمة )

( .الجماعة .غير محفوظ -أيضا -فظ وىذا الم

وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، ضعفوه ؛ ذكره

( .كتاب الكنى ) الحاكم أبو أحمد في عبيد اهلل بن عبد : وأسمو -وروى أبو عمي الحنفي

: ىذا الحديث ، عن مالك ، وقال في حديثو -المجيد ( .فقد أدرك الفضل )

الرواة قالو عن ال أعمم أحدا من: قال ابن عبد البر .مالك غيره

ورواه نافع بن يزيد ، عن يزيد بن الياد ، عن عبد : قال الوىاب بن أبي بكر ، عن ابن شياب ، عن أبي سممة ،

من ادرك ركعة من : ) قال ) عن أبي ىريرة ، أن النبي ( .الصالة فقد أدرك الصالة وفضميا

ن شياب لم يقمو أحد عن اب -أيضا -وىذا المفظ : قال غير عبد الوىاب ىذا ، وليس ممن يحتج بو عمى

.أصحاب ابن شياب وقد روى ىذا الحديث الميث بن سعد ، عن ابن : قال

: اليادي ، عن ابن شياب ، فمم يذكر في اإلسناد .، وال جاء بيذه المفظة ( عبد الوىاب )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ا يدرك بو فضل الجماعة مع وقد اختمف العمماء في م :اإلمام

ال يدرك بدون إدرك ركعة تامة ؛ لظاىر : فقالت طائفة .الحديث

وقد رواه قرة بن عبد الرحمن ، عن الزىري ، عن أبي قبل أن يقيم اإلمام : ) سممة ، عن أبي ىريرة ، وزاد فيو

( .صمبو .والدارقطني ( صحيحو ) خرج حديثو ابن خزيمة في

، وقرة -أيضا -ذا المفظ بمحفوظ عن الزىري وليس ىىذا مختمف في أمره ، وتفرد بيذا الحديث عنو يحيى بن حميد بيذه الزيادة ، وقد أنكرىا عميو البخاري والعقيمي

.وابن عدي والدارقطني وغيرىم أنو ال يدرك الجماعة بدون : وحكي ىذا القول عن مالك

.ركعة ابنا مذىبا ألحمد ، ولم وذكره ابن أبي موسى من أصح

.يحك فيو خالفا إذا سمم إمامو ، فإن شاء : وىو قول عطاء ، حتى قال

.تكمم ، فمم يكن في صالة ، قد فاتتو الركعة .خرجو عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عنو

، ) وخرج أبو داود من حديث أبي ىريرة ، عن النبي ( . من أدرك الركعة فقد أدرك الصالة: ) قال

.وخرجو الحاكم وصححو .وفي إسناده من ضعف

وخرجو الطبراني وغيره من رواية عبد الحميد بن عبد ) .الرحمن بن األزىر ، عن أبيو ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سناده جيد .وا ال أعمم لو : قال الحافظ محمد بن عبد الواحد المقدسي

.عمة

تدرك فضيمة الجماعة بإدراك تكبيرة : وقالت طائفة .اإلحرام قبل سالم اإلمام ، وىو قول أبي وائل

إن ابن مسعود أدرك قوما جموسا في آخر : وقال قتادة .قد أدركتم إن شاء اهلل : صالتيم ، فقال

وىو مذىب الشافعي ، والمشيور عن أحمد عند القاضي ىو : أبي يعمي وأتباعو ، حتى قال بعض أصحابنا

إجماع من العمماء ، ال نعمم فيو خالفا ؛ ولكن ليس .بإجماع كما تقدم

وروى ابن عدي من طريق محمد بن جابر ، عن أبان بن طارق ، عن كثير بن شنظير ، عن عطاء ، عن

من أدرك ركعة من : ) ، قال ) جابر ، عن النبي الصالة فقد أدرك فضل الجماعة ، ومن أدرك اإلمام قبل

وكنا نتحدث : قال ( . يسمم فقد أدرك فضل الجماعة أن .أن من أدرك قبل أن يتفرقوا فقد أدرك فضل الجماعة

وليس ىذا بمحفوظ ، وأبان بن طارق ومحمد بن جابر .ضعيفان

وقد رواه ابن عمية ، عن كثير بن شنظير ، عن عطاء

إذا انتيى إلى القوم وىم قعود : ، عن أبي ىريرة ، قال ذا انتيى في آخر صالتيم فقد دخل في التضعيف ، وا

الييم وقد سمم اإلمام ، ولم يتفرقوا فقد دخل في .التضعيف إذا خرج من بيتو وىو ينوييم : وكان يقال : قال عطاء

.، فأدركيم أو لم يدركيم فقد دخل في التضعيف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا الموقوف أصح من خرج من بيتو قبل أن يسمم : بو سممة وكذا قال أ

.اإلمام فقد أدرك أنو يكتب لو ثواب الجماعة ؛ لما نواىا : ومعنى ىذا كمو

ن كانت قد فاتتو ، كمن نوى قيام الميل وسعى إلييا ، وا ثم نام عنو ، ومن كان لو عمل فعجز عنو بمرض أو

.سفر ، فإنو يكتب لو أجره

داود والنسائي من حديث ما خرجو أبو : ويشيد ليذا من توضأ فأحسن : ) ، قال ) أبي ىريرة ، عن النبي

الوضوء ، ثم راح فوجد الناس قد صموا ، أعطاه اهلل مثل أجر من صالىا وحضرىا ، ال ينقص ذلك من أجرىم

( .شيئا وخرج أبو داود من حديث سعيد بن المسيب ، عن رجل

ا توضأ أحدكم إذ: ) يقول ) من األنصار ، سمع النبي فأحسن الوضوء ، ثم أتى المسجد فصمى في جماعة

غفر لو ، فإن أتي المسجد وقد صموا بعضا وبقي بعض فصمى ما أدرك وأتم ما بقي كان كذلك ، فإن أتى

( .المسجد وقد صموا فأتم الصالة كان كذلك سمعت : وخرج النسائي في ىذا الباب من حديث عثمان

توضأ لمصالة فاسبغ الوضوء ، ثم من : ) يقول ) النبي مشى إلى الصالة المكتوبة ، فصالىا مع الناس ، أو

( .مع الجماعة ، أو في المسجد غفر لو ذنبو وال خالف عن الشافعي وأحمد أن الجمعة ال تدرك بدون

إدراك ركعة تامة ؛ ألن الجماعة شرط ليا ، وىذا مما .ة يقوي بأن الجماعة ال تدرك بدون إدراك ركع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:والقول الثاني أن المراد بإدراك الركعة في الجماعة إدراك جميع أحكام الجماعة ، من الفضل ، وسجود السيو ، وحكم اإلتمام ،

.وىذا مذىب مالك فعمى ىذا ؛ إذا أدرك المسافر المقيم في التشيد اآلخر لم

ن أدرك م عو ركعة تامة فأكثر لزمو يمزمو اإلتمام ، وا ذا خرج من بمده مسافرا وقد بقي عميو من اإلتمام ، وا ن كان أقل وقت الصالة قدر ركعة قصر الصالة ، وا ذا أدرك المسبوق مع اإلمام من قدر ركعة أتميا ، وا

ركعة لزمو أن يسجد معو لسيوه ، سواء أدركو في ذلك ن لم يدرك معو ركعة لم يمزمو السيو أو لم يدركو ، وا

.السجود لو .ىذا كمو مذىب مالك

.ووافقو الميث واألوزاعي في مسألة سجود السيو في المسافر إذا أدرك -في رواية عنو -ووافقو أحمد

من صالة المقيم أقل من ركعة فدخل معو أن لو أن .يقصر

والمشيور عنو أنو يمزمو اإلتمام كقول الشافعي وأبي .حنيفة

ئفة من أصحابنا في ائتمام المفترض وكذا قال طابالمتنفل ، ومن يصمي فرضا خمف من يصمي فرضا آخر ، أنو إن أدرك معو دون ركعة جاز ائتمامو بو ؛

ن أدرك معو ألنو لم يدرك معو ما يعتد بو من صالة ، وا .ركعة فصاعدا لم يجز إئتمامة بو

من أدرك ركعة من : ) قولو : وقالت طائفة اخرى يدخل في عمومو إدراك ( الة فقد أدرك الصالة الص

دراك الجماعة كما الوقت بالنسبة إلى أداء الصالة ، وا .تقدم

إدرك قدر ركعة من وقت الوجوب -أيضا -ويدخل فيو .إذا زال عذر المعذور في آخر وقت الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قد بقي منو قدر فمو طيرت من حيضيا في آخر الوقت و ن لم يبق منو قدر ركعة فال ركعة لزميا القضاء ، وا

.قضاء عمييا وىذا قول مالك والميث ، وأحد قولي الشافعي ، ورواية

.عن أحمد ، حكاىا أبو الفتح الحمواني وغيره أنو يعتبر إدراك قدر : والمشيور عن الشافعي وأحمد

.تكبيرة اإلحرام من الوقت إذا زال العذر .وىو قول أبي حنيفة ، وحكي عن األوزاعي والثوري

وكذا المشيور عند أصحاب أحمد من مذىب أحمد فيما .إذا طرأ العذر بعد دخول الوقت في أولو

: وقالت طائفة من أصحابنا كابن بطة وابن أبي موسى

يعتبر في أول الوقت ذىاب وقت يمكن فيو أداء الصالة س .حاق كميا ، وىو قول الشافعي وا

والقوالن لمشافعي في اعتبار ركعة وقدر تكبيرة فيما إذا .زال العذر في آخر الوقت كالحائض تطير

فإن طرأ العذر في أولو كالطاىر تحيض ، فألصحابنا أنو عمى الخالف في زوالو في آخر : أحدىما : طريقان : -وىو الصحيح المشيور عندىم -والثاني . الوقت

.لصالة بكماليا يعتبر ذىاب قدر افإن طرأ العذر قبل ذلك فال قضاء ، كما قالو ابن بطة

.وابن أبي موسى من أصحابنا وفرقوا بين أول الوقت وآخره ، فإن أول الوقت إذا لم يمض قدر التمكن من الفعل كان اإللزام بالفعل تكميفا

بما ال يطاق ، وأمافي آخر الوقت فيمكن فعل ما أدركو يكممو بعد الوقت ، ويكون كمو أداء عمى في الوقت ، و .ما سبق تقريره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو -وأما من سوى بين الصورتين في الوجوب ليس ذلك تكميفا لما : ، فقالوا -المشيور عند أصحابنا

ال يطاق ، فإنا ال نكمف من طرأ عميو العذر بالفعل في يو ، بل يمزمو في ذمتو ويجب الوقت الذي ال يتمكن ف

.عميو القضاء انو ال يجب القضاء حتى : وخرج ابن سريج قوال آخر

يدرك جميع الوقت خاليا من العذر من نص الشافعي .عمى المسافر إذا سافر في أثناء الوقت فمو القصر

وفرق أكثر أصحابو بينيما ، بأن المسافر والمقيم كالىما ن المسافر لو القصر إذا صمى تجب عميو الصالة ، لك

ن لزمتو الصالة قبل ذلك في الحضر في السفر ، وا اعتبارا في صفة الصالة بحال أدائيا في وقتيا ، كما لو كان في أول الوقت قادرا عمى القيام أو الطيارة بالماء

ثم عجز عن ذلك في آخره ، فإنو يصمي قاعدا .وبالتيمم

اد ، واألوزاعي ، وأبي ومذىب الحسن وابن سيرين وحمن وجد حنيفة في المشيور عنو ، أنو ال قضاء ، وا

.المانع في آخر الوقت نقمو ابن عبد البر ، ولم : -ورواه ابن وىب ، عن مالك

.يذكر عنو خالفو ال قضاء : أن مذىب مالك ( : تيذيب المدونة ) وفي

إال أن يتضايق الوقت عن الفعل ، ويبقى منو قدر ركعة .ثم يوجد بعد ذلك ، ألن تركيا قبل ذلك جائز ،

.وىو رواية زفر ، عن أبي حنيفة وىذا االختالف عنيم فيما إذا تجدد المانع من الصالة

:في أثناء الوقت مبني عمى أصمين ىل تجب بأول الوقت وجوبا : أن الصالة : أحدىما

موسعا ، أم ال ؟كي عن مالك ، تجب بأولو ، وىو المح: فقال األكثرون

والشافعي ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وأحمد ، وبعض أصحاب أبي حنيفة تجب بآخره إذا بقي من الوقت قدر : وقال أكثر أصحابو

ما يتسع لتمك الصالة ، ألن ما قبمو يجوز تركيا فيو ، .فال يوصف فيو بالوجوب

قدر ال تجب حتى يبقى من الوقت : ومنيم من قال .تكبيرة واحدة

ومن الناس من يحكي ىذه األقوال الثالثة ثالث روايات .عن أبي حنيفة

تجب في جزء منو غير معين ، : ومن أصحابنا من قال وىو ما يقع فيو فعل الصالة ، فتكون أجزاء الوقت

.كخصال الكفارة ىي يستقر الوجوب في الذمة بما يجب بو : والثاني

جزء من الوقت عند من يرى ذلك ، الصالة ، وىو أول أم ال يستقر الوجوب حتى يمضي من الوقت مقدار ما يفعل فيو ، أم ال يستقر حتى يبقى من الوقت مقدار ما

يتسع لفعل الصالة ، أم ال يستقر حتى يخرج آخر الوقت .سالما من الموانع ؟ فيذه أربعة أقوال

أنو ىو المشيور عند أصحابنا ، وذكروا : واألول المنصوص عن أحمد ، وقد نص أحمد عمى أن المرأة

إذا حاضت بعد دخول الوقت قميال فعمييا القضاء ، وىو قول بعض الشافعية ، وحكي عن الثوري و -أيضا -

.طائفة من السمف سحاق وابن بطة وابن أبي : والثاني قول الشافعي وا .موسى .يفة قول مالك ، ورواية زفر عن أبي حن: والثالث قول أبي حنيفة ومن وافقو كاألوزاعي وابن : والرابع

.سريج من الشافعية وأماإذا زال العذر في آخر الوقت ، فاألكثرون عمى أنو لو زال قبل خروج الوقت ولو بقدر تكبيرة وجبت تمك

الصالة بو ، وىو قول الثوري ، واألوزاعي ، وأبي حنيفة .في ظاىر مذىبو ، والشافعي في أشير قوليو ، وأحمد

يعتبر أن يدرك من الوقت قدر ركعة ، : وقال طائفة وىو قول مالك ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

والميث ، والشافعي في قولو اآلخر ، وحكي رواية عن .أحمد ؛ لمفيوم الحديث المخرج في ىذا الباب

وحكي عن بعضيم ، انو اعتبرىا ىنا لموجوب إدراك قدر .الصالة بكماليا من الوقت

وىذه طريقة ضعيفة في مذىب الشافعي وأحمد ، وحكي .عن زفر

والمروي عن الصحابة يدل عمى القول األول ؛ فإنو روي عن عبد الرحمن ابن عوف وابن عباس وأبي ىريرة ، في

تصمي المغرب : الحائض تطير قبل طموع الفجر ذا طيرت قبل :زاد عبد الرحمن وابن عباس . والعشاء وا

.غروب الشمس صمت الظير والعصر .ولم يفرقوا بين قميل من الوقت وكثير

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

الصالة بعد الفجر حتى ترتفع الشمسفحديث : فيو حديث عن عمر ، وابن عمر ، وأبي ىريرة

:عمر :قال فيو

ام ، عن قتادة ، ثنا ىش: حدثنا حفص بن عمر - شيد عندي : عن أبي العالية ، عن ابن عباس ، قال

، أن رسول -وأرضاىم عندي عمر -رجال مرضيون نيى عن الصالة بعد الصبح حتى تشرق الشمس ، ) اهلل

.وبعد العصر حتى تغرب : ثنا يحيى ، عن شعبة ، عن قتادة : حدثنا مسدد

حدثني ناس : سمعت أبا العالية ، عن ابن عباس ، قال .بيذا

إنما أعاده من طريق شعبة لتصريح قتادة فيو بالسماع .من أبي العالية لم يسمع قتادة من أبي العالية إال ثالثة : وقد قال شعبة

ىذا الحديث ، وحديث ابن عباس ، عن النبي : أشياء أنا خير من يونس بن : ال ينبغي ألحد أن يقول ) : ) ( .القضاة ثالثة ) : ، وحديث عمي ( متي

-عن شعبة ( كتأبييما ) ذكره أبو داود والترمذي في .تعميقا

لقتادة عن أبي العالية ، ( الصحيحين ) وقد خرج في في : ، وحديثو ( دعاء الكرب ) حديث ابن عباس في

.ليمة اإلسراء األنبياء ) رؤية النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ا الحديث من حديث الحسن ، عن أبي وقد روي ىذ

.ذكره العقيمي : -العالية ، وليس بمحفوظ شيد عندي رجال مرضيون وأرضاىم : وقول ابن عباس

أخبرني بذلك وحدثني بو ، ولم : عندي عمر ، معناه .يرد أنيم أخبروه بو بمفظ الشيادة عنده

وىذا ما استدل بو من يسوي بين لفظ اإلخبار والشيادة ، وقد نص عميو أحمد في الشيادة بالجنة لمصحابة الذين

: يقال : روي أنيم في الجنة ؛ فإن من الناس من قال إذا قال فقد : إنيم في الجنة ، وال نشيد ، فقال أحمد

.شيد .وسوى بين القول والشيادة في ذلك

وأمافي أداء الشيادة عند الحاكم ، فاعتبر أكثر أصحابنا ذكر القاضي أبو يعمي في موضع لفظ الشيادة ، و

.احتماال آخر ، بأنو ال يشترط ذلك ما ) ، عن النبي -أحيانا -وكان ابن عباس يروي

، ) أشيد عمى رسول اهلل : شيده وسمعو منو ، ويقول

كما قال ذلك في روايتو لخطبة العيد ، وقد سبق حديثو ساء عظة اإلمام الن: باب ) في ( كتاب العمم ) بيذا في ( .وتعميمين

نيى عن الصالة بعد الصبح حتى تشرق : ) وقولو ، أول ىذا الوقت المنيي عن الصالة فيو إذا ( الشمس

بعد : ) طمع الفجر ، وىو المراد بقولو في ىذه الرواية : ؛ فإن الصبح ىو الفجر ، كما قال تعالى ( الصبح

بح إذا تنفس ) إن : ) وقال ،[ : التكوير ) ] والصبح بقريب بح أليس الص [ . : ىود ) ] موعدىم الصنيى عن الصالة : وفي رواية لمسمم في ىذا الحديث

بعد الفجر حتى تطمع الشمسأن أول وقت النيي عن : وىذا قول جميور العمماء .الصالة إذا طمع الفجر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وروي معنى ذلك عن ابن عمر وابن عباس وعبد اهلل بن

.عمرو وأبي ىريرة .كانوا يكرىون ذلك : وقال النخعي

.ىو خالف السنة : وكرىو سعيد بن المسيب ، قال ، -وما سمعت فيو بشيء [ : قال ] -وعطاء والحسن

.والعالء بن زياد وحميد ابن عبد الرحمن وأبي حنيفة وأحمد في ظاىر وىو مذىب الثوري ومالك

.مذىبو أنو ظاىر : وذكر أبو نصر بن الصباغ من الشافعية

.مذىب الشافعي أن أىل العمم أجمعوا ( جامعو ) وحكى الترمذي في

عميو ، وكرىوا أن يصمي الرجل بعد طموع الفجر إال .ركعتي الفجر

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والترمذي من حديث ابن ال صالة بعد الفجر إال : ) ، قال ) عن النبي عمر ، ( .سجدتين

.ولو طرق متعددة عن ابن عمر وخرج الطبراني والدارقطني والبزار نحوه من حديث عبد

) .اهلل بن عمرو ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج الطبراني نحوه من حديث ابن المسيب ، عن أبي ) .لنبي ىريرة ، عن ا

.ولو عنو طرق .وروي عن ابن المسيب مرسال ، وىو أصح

.ومراسيل ابن المسيب أصح المراسيل كان : ، عن حفصة ، قالت ( صحيح مسمم ) وفي

إذا طمع الفجر ال يصمي إال ركعتين ) رسول اهلل .خفيفتين

وخرج اإلمام أحمد من حديث شير بن حوشب ، عن يا رسول اهلل ، أي : ت قم: عمرو بن عبسة ، قال

جوف الميل اآلخر ، ثم : ) الساعات أفضل ؟ قال الصالة مكتوبة مشيودة حتى يطمع الفجر ، فإذا طمع ( .الفجر فال صالة ، إال الركعتين حتى تصمي الفجر

وخرجو ابن ماجو من حديث عبد الرحمن بن البيمماني ، بمعناه ، وقال -) عن عمرو بن عبسة ، عن النبي

فصل ما بدا لك حتى يطمع الصبح ، ثم انتو : ) فيو ( .حتى تطمع الشمس

( .حتى تصمي الصبح : ) وخرجو النسائي ، وعنده .فقد تعارضت الروايتان في حديث عمرو بن عبسة قول : ومما يدل عمى أن وقت النيي يدخل بطموع الفجر

إن) : ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .بالال يؤذن بميل حتى يرجع قائمكم ويوقظ نائمكم .من حديث ابن مسعود ( الصحيحين ) وقد خرجاه في

أن المصمي بالميل ( : يرجع قائمكم : ) فإن معنى .يمسك عن الصالة ويكف عنيا

وقد رخص طائفة من العمماء في بعض الصموات بعد .الميل طموع الفجر ، قبل صالة الفجر ، كالوتر وصالة

.روي عن عمر وعائشة في صالة الميل لى ذلك ذىب مالك في الوتر وقضاء صالة الميل .وا

.وروي عن عطاء ونص أحمد عميو في الوتر ، وحكى ابن أبي موسى

مذىب أحمد جواز قضاء صالة الميل فيو بغير خالف حكاه في المذىب ، وحكى الخالف في بقية ذوات

.وغيرىا األسباب ، كتحية المسجد ال يدخل وقت النيي حتى يصمي : وقال آخرون

.الفجر ورويت الرخصة في الصالة قبل صالة الفجر عن

.الحسن وطاوس : والمشيور عند عامة أصحاب الشافعي من مذىبو

.الرخصة في ذلك ، حتى يصمي الفجر

.وحكي رواية عن أحمد عن عمرو بن عبسة ، أنو قال ( صحيح مسمم ) وفي

: يا رسول اهلل ، أخبرني عن الصالة ؟ فقال ) : بي لمنصل صالة الصبح ، ثم أقصر عن الصالة حتى )

تطمع الشمس ، حتى ترتفع ؛ فإنيا تطمع حين تطمع بين قرني شيطان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وذكر الحديث -( ، وحيئذ يسجد ليا الكفار ارض مفيومو منطوق وىذا إنما يدل بمفيومو ، وقد ع

.الروايات األولى ، فيقدم المنطوق عميو : ىكذا الرواية ( حتى تشرق الشمس : ) وقولو

أشرقت : بضم التاء وكسر الراء ، من قوليم ( تشرق ) .الشمس

بفتح التاء ، ( تشرق : ) أن الصواب : وزعم بعضيم

.شرقت الشمس ، إذا طمعت : وضم الراء ، من قوليم .أضاءت وصفت : معنى أشرقت و : قال والمناسب ىنا ذكر طموعيا ، ال ذكر إضاءتيا : قال

.وصفائيا : ، والمعنى ( تشرق : ) وىذا ليس بشيء ، والصواب

.حتى ترتفع الشمس ، كما بوب عميو البخاري والنيي يمتد إلى أن ترتفع وتضيء ويصفو لونيا ، كما

صالة بعد ال) : ) في حديث أبي سعيد ، عن النبي .إن شاء اهلل -وسيأتي ( . الصبح حتى ترتفع الشمس

حتى تطمع : ) مع أن كال الحديثين قد روي فيو ، وىو من رواية بعض رواتو بالمعنى الذي ( الشمس

.واهلل أعمم . فيمو منو :وحديث ابن عمر

:قال البخاري ثنا يحيى بن سعيد ، عن ىشام ، : حدثنا مسدد - : أخبرني ابن عمر ، قال : أخبرني أبي ، قال : قال

ال تحروا بصالتكم طموع) : ) قال رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .الشمس وال غروبيا قال رسول اهلل : وحدثني ابن عمر ، قال : قال - إذا طمع حاجب الشمس فأخروا الصالة حتى ترتفع ) : )

ذا غاب حاجب الشمس فاخروا الصالة ، حتى ، وا ( .تغيب .عبدة : تابعو

قد خرجو في : وحديث عبدة الذي أشار إلى متابعتو أخبرنا عبدة ، عن ىشام بن ( : كتاب بدء الخمق )

قال رسول اهلل : عروة ، عن أبيو ، عن ابن عمر ، قال إذا طمع حاجب الشمس فدعوا الصالة حتى تبرز ) : )

ذا غاب حاجب ا لشمس فدعوا الصالة حتى تغيب ، ، وا ال تحينوا بصالتكم طموع الشمس وال غروبيا ؛ فإنيا

، ال أدري ( الشيطان ) أو -( تطمع بين قرني شيطان

أي ذلك قال ىشام ؟وخرجو مسمم من رواية وكيع وابن نمير ومحمد بن بشر

.بنحوه -، كميم عن ىشام ( .ان فإنيا تطمع بقرني الشيط: ) وفي رواية لو

نما احتاج البخاري إلى ذكر المتابعة في ىذا اإلسناد ؛ وا :ألن عروة قد اختمف عميو فيو

، ( ال تحروا بصالتكم : ) حديث : وىما حديثان ( .إذا طمع حاجب الشمس : ) وحديث

وقد روى ابن إسحاق ، عن ىشام ، عن أبيو ، عن -( إذا طمع حاجب الشمس : ) حديث : عائشة ( .عن عائشة : ) ، ووىم في قولو الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-ورواىما عن مالك وعروة ، عن ىشام ، عن أبيو .مرسال

وروى مسممة بن قعنب ، عن ىشام ، عن أبيو ، عن : حديث ) : ، عن النبي -ابن عمرو : أو -ابن عمر

( .ال تحروا ) [ رواه : ] -ابعو قول القطان ومن ت: والصحيح .الدارقطني

وذكر ابن عبد البر أن أيوب بن صالح رواه ، عن مالك .، عن ىشام ، عن أبيو ، عن عائشة

وأيوب ىذا ليس ممن يحتج بو ، وليس بالمشيور : قال .بحمل العمم

وروى ابن لييعة ، عن أبي األسود ، عن عروة ، عن الصالة عند النيي عن : حديث ) : عائشة ، عن النبي

.الطموع والغروب .خرجو اإلمام أحمد

وروى ابن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، إذا طمع حاجب : -موقوفا -عن عروة ، عن عائشة

.الشمس .حديث عروة ، عن ابن عمر : والصواب

ذكره الدارقطني : فقد وىم ( عن عائشة : ) ومن قال .وغيره

مسمة معروفة يسبق إلييا لسان فإن عروة عن عائشة سعروة ، عن ابن عمر : من ال يضبط ووىمو ، بخالف

.، فإنو غريب ، ال يقولو إال حافظ متقن ورواه الدراوردي ، عن ىشام ، عن أبيو ، عن سالم ،

.عن أبيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الو ق: -، ولم يتابع عميو ( عن سالم : ) ووىم في قولو .أيضا -الدارقطني

( تطمع بين قرني الشيطان : ) واختمف في معنى قولو :عمى قولين

.أنو عمى ظاىره وحقيقتو : أحدىما إن : ) ، قال ) وفي حديث الصنابحي ، عن النبي

الشمس تطمع بين قرني شيطان ، فإذا ارتفعت فارقيا ، أو -( فإذا كانت في وسط السماء قارنيا فإذا دلكت

فارقيا ، فإذا دنت لمغروب قارنيا ، فإذا -زالت : ) قال ( .غربت فارقيا ، فال تصموا ىذه الساعات الثالث

.خرجو مالك وأحمد والنسائي وابن ماجو : وروى أبو بكر اليذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس

إن الشمس إذا طمعت أتاىا ممك عن اهلل يأمرىا بالطموع د أن يصدىا عن الطموع ، فتطمع ، فيأتييا شيطان يري

بين قرنيو ، فيحرقو اهلل فييا ، وما غربت الشمس قط إال خرت هلل ساجدة ، فيأتييا شيطان يريد أن يصدىا عن

الغروب ، فتغرب بين قرنيو ، فيحرقو اهلل تحتيا ، وذلك ما طمعت إال بين قرني شيطان ، وال غربت ) : ) قولو

( .إال بين قرني شيطان .و ابن عبد البر خرج

.واليذلي ، متروك الحديث وأىل ىذا القول ، منيم من حمل القرن عمى ظاىره ،

يمكن أن يكون لمشيطان قرن يظيره عند طموع : وقال

.الشمس وغروبيا ليو ميل : ومنيم من قال المراد بقرنيو جانبي رأسو ، وا

.ابن قتيبة ا بين قرني أن المراد بطموعيا وغروبي: والقول الثاني

من يسجد: الشيطان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ليا من المشركين ، كما في حديث عمرو بن عبسة إنيا تطمع بين قرني الشيطان ، وحينئذ يسجد ) المتقدم ، ( .ليا الكفار

ونسبو إلى الشيطان ؛ لطاعتيم إياه ، . األمة : والقرن : المجادلة ) ] ب الشيطان أولئك حز : ) كما قال

. ] ىذا : قول خباب في القصاص لإلنكار عمييم : ومنو .طمع [ قد ] قرن

ورجح ىذا القول كثير من المتأخرين أو أكثرىم ، وفيو نظر ؛ فإن حديث عمرو بن عبسة يدل عمى أن طموعيا

بين قرني الشيطان غير سجود الكفار ليا ؛ وألن .ال ينحصرون في أمتين فقط الساجدين لمشمس

أن ( : بين قرني الشيطان : ) معنى : وقالت طائفة قالو إبراىيم : -الشيطان يتحرك عند طموعيا ويتسمط أنا مقرن ليذا : الحربي ، ورجحو بعضيم بأنو يقال

.مطيق لو : األمر ، أي .واهلل أعمم . وىذا بعيد جدا

:وحديث أبي ىريرة :قال البخاري

حدثنا عبيد بن إسماعيل ، عن أبي أسامة ، - عن عبيد اهلل ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص

نيى عن ) بن عاصم ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل نيى عن : بيعتين ، وعن لبستين ، وعن صالتين

الصالة بعد الفجر حتى تطمع الشمس ، وبعد العصر

ء ، وعن حتى تغرب الشمس ، وعن اشتمال الصما االحتباء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في ثوب واحد ، يفضي فرجو إلى السماء ، وعن المنابذة .والمالمسة

.النيي عن اشتمال الصماء واالحتباء سبق الكالم عميو .والنيي عن المنابذة والمالمسة موضعو البيع

وأماالنيي عن الصالتين ، فيو موافق لحديث عمر .متقدم ال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ال يتحرى الصالة قبل غروب الشمس :فيو أربعة أحاديث

األولأنا مالك ، عن نافع : حدثنا عبد اهلل بن يوسف -

ال يتحرى : ) قال ) ، عن ابن عمر ، أن رسول اهلل ( .أحدكم فيصمي عند طموع الشمس ، وال عند غروبيا

، عمى أنو خبر ( ال يتحرى : ) كذا في رواية البخاري ى، عمى ( ال يتحر : ) وفي رواية لمسمم . أريد بو النيي

.أنو نيي وىذا الحديث موافق لرواية عروة ، عن ابن عمر ، كما

.تقدم عبيد اهلل بن عمر ، -أيضا -وقد روى ىذا الحديث

أن نيى) عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول اهلل .يصمى مع طموع الشمس ، أو مع غروبيا

.خرجو النسائي من طريق خالد ، عنو ورواه يحيى بن سميم وعبد الرحيم بن سميمان ، عن عبيد

، أنو نيى عن الصالة بعد ) اهلل ، عن نافع ، عن النبي

الصبح حتى تطمع الشمس ، وبعد العصر حتى تغرب .الشمس

.اتم الرازي وغيره قالو أبو ح: -وىو حديث منكر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وذكر الدارقطني أنيما وىما في إسناده عمى عبيد اهلل بن عمر ؛ فإن عبيد اهلل إنما روى ىذا المتن عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي ىريرة

.كما سبق ابن أبي ذئب ، عن مسمم الخياط ، -أيضا -وروى

ال صالة بعد : ) ، قال ) عن ابن عمر ، عن النبي العصر حتى تغرب الشمس ، وال بعد الصبح حتى ترتفع

( .الشمس وتضحى .مسمم ، وثقو ابن معين وغيره

وىذا غريب عن ابن عمر ، بل منكر ؛ فإنو ال يصح

عنو رواية في النيي عن الصالة بعد الفجر والعصر ؛ ك ، كما خرجو البخاري فقد صح عنو أنو رخص في ذل

.إن شاء اهلل تعالى -، وسيأتي :الحديث الثاني

ثنا إبراىيم بن : حدثنا عبد العزيز بن عبد اهلل - حدثني : سعد ، عن صالح ، عن ابن شياب ، قال

عطاء بن يزيد الجندعي ، أنو سمع أبا سعيد الخدري ال صالة بعد : ) يقول ) سمعت رسول اهلل : يقول

صبح حتى ترتفع الشمس ، وال بعد العصر حتى تغيب ال ( .الشمس

:وقد روي ىذا عن أبي سعيد من وجوه متعددة من طريق عبد الممك بن ( الصيام ) وخرجو البخاري في

عمير ، عن قزعة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي ال صالة بعد الصبح حتى تطمع الشمس ، : ) ، قال )

( .تغرب الشمس وال بعد العصر حتىومن حديث عمرو بن يحيى المازني ، عن أبيو ، عن

أبي سعيد ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .، أنو نيى عن صالة بعد الصبح والعصر ) النبي

:الحديث الثالث :قال ثنا شعبة ، : ثنا غندر : حدثنا محمد بن أبان -

مران بن أبان يحدث ، سمعت ح: عن أبي التياح ، قال إنكم لتصمون صالة ، لقد صحبنا : عن معاوية ، قال

-فما رأيناه يصمييا ، ولقد نيى عنيا ) رسول اهلل .الركعتين بعد العصر : يعني

قد رواه عثمان بن عمر ، عن شعبة : قال اإلسماعيمي -، عن أبي التياح ، عن معبد الجيني ، عن معاوية

.بدا مع: جعل بدل حمران غندر مقدم في أصحاب شعبة عمى عثمان بن : قمت

.عمر وغيره

.ما في أصحاب شعبة أقل خطأ من غندر : قال أحمد عن ( مسنده ) وقد توبع عميو ؛ فخرجو اإلمام أحمد في

غندر وحجاج ، عن شعبة ، عن أبي التياح ، عن .حمران

.وكذا رواه شبابة بن سوار وقراد أبو نوح ، عن شعبة أخبرني : ورواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، قال

خطب معاوية ، : أبو التياح ، عن معبد الجيني ، قال أال ما بال أقوام يصمون صالة ، قد صحبت : فقال

فما رأيناه يصمييا ، وقد سمعناه نيى عنيا ) رسول اهلل .الركعتين بعد العصر : يعني -

.وىذه متابعة لعثمان بن عمر .واهلل أعمم . كأن أبا التياح سمعو منيما : ل البييقي قا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الرابع

:قال ثنا عبدة ، عن عبيد : حدثنا محمد بن سالم -

اهلل ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عن ) نيى رسول اهلل : عاصم ، عن أبي ىريرة ، قال

عد الفجر حتى تطمع الشمس ، وبعد العصر ب: صالتين .حتى تغرب

وىذا الحديث سبق في الباب الماضي بأتم من ىذا .السياق

ذكر الوقتين الضيقين المنيي : ومقصود البخاري بيذا عند غروب الشمس ، وعند : عن الصالة فييما ، وىما

.طموعيا ذكر الوقتين المتسعين ، : ومقصوده بالباب الذي قبمو

.بعد الفجر ، وبعد العصر : وىما :فيذه أربعة أوقات

طموع الفجر عند جميور العمماء ، : أولو : الوقت األول .االنصراف من صالة الفجر : ومنيم من قال

.وقد سبق ذكر ىذا االختالف في الباب الماضي

.اخذ الشمس في الطموع : وآخره وع ، وىو أخذ الشمس في الطم: أولو : والوقت الثاني

.بدو حاجبيا ، كما في حديث ابن عمر أن ترتفع الشمس ، كما في حديث ابن عمر : وآخره

.وأبي سعيد وغيرىما حتى : ) -مرفوعا -وجاء من حديث ابن مسعود

( .ترتفع وتبيض .خرجو الييثم بن كميب بإسناد فيو انقطاع

، -أو مرة بن كعب -وجاء في حديث كعب بن مرة حتى) : ) لنبي عن ا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .ترتفع قيد رمح أو رمحين .خرجو اإلمام أحمد

.وفي إسناده اختالف

وخرجو اإلسماعيمي من حديث عمر بن الخطاب ، عن ، بإسناد حديثو الذي خرجو البخاري ىاىنا ، ) النبي

.ولكن متنو بيذا اإلسناد منكر غير معروف : عن سعيد بن نافع ، قال ( مسند اإلمام أحمد )وفي

وأنا أصمي ) رآني أبو بشير األنصاري صاحب النبي صالة الضحى حين طمعت الشمس ، فعاب ذلك عمي ،

ال تصموا حتى : ) قال ) إن رسول اهلل : ونياني ، وقال ( .ترتفع الشمس ؛ فإنيا تطمع في قرني الشيطان

عة من الصحابة ، وذكره وسعيد بن نافع ، روى عن جما ( .ثقاتو ) ابن حبان في

وخرج النسائي من حديث عبد الرحمن بن البيمماني ، ىل من ساعة ) : عن عمرو بن عبسة ، أنو سأل النبي

نعم ؛ جوف الميل اآلخر ، : ) أقرب من اهلل ؟ قال فصل ما بدا لك حتى تصمي الصبح ، ثم انتو حتى

ا جحفة حتى تنتشر ، ثم تطمع الشمس ، فما دامت كأني .وذكر الحديث -( صل ما بدا لك

من حديث أبي أمامة الباىمي ، عن -أيضا -وخرجو عمرو بن عبسة ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فدع الصالة حتى ترتفع قيد : ) قال : ، وفيو ) النبي

( .رمح ، ويذىب شعاعيا أقصر حتى تطمع ثم: ) وخرجو أبو داود ، وعنده

( .أو رمحين -الشمس قيد رمح تحرم : وقال سفيان ، عن ىشام ، عن ابن سيرين

الصالة إذا طمعت الشمس حتى تكون قيد نخمة ، وتحرم .إذا تغيرت حتى تغرب

إذا فرغ المصمي من صالة : أولو : والوقت الثالث .العصر .دخول الوقت الرابع : وآخره

تكامل غروب الشمس بغير : ره آخ: والوقت الرابع

.خالف -ال صالة بعدىا : ) ولم يرد ما يخالف ىذا إال حديث

.، وىو النجم ( حتى يطمع الشاىد -العصر : يعني وقد سبق ذكره ، وأن من الفقياء من تعمق بو في قولو بكراىة التنفل قبل صالة المغرب ، وىو قول أبي حنيفة

.وغيره الركعتين قبل المغرب رخصة ، صالة : وقال إسحاق

فال يزاد حينئذ عمى ركعتين وليست بسنة ، نقمو عنو ابن .منصور

ويكون عنده ما بعد غروب الشمس وقبل صالة المغرب ، كما بين طموع الفجر وصالة الصبح ، ال يزاد فيو عمى

.ركعتين :ففيو قوالن : وأماأولو كامل ؛ أنو اخذ الشمس في الغروب حتى تت: أحدىما

:لحديث ابن عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .إذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصالة حتى تغيب ) .وىذا قول الحنفية ، وأكثر أصحابنا وغيرىم

إذا اصفرت الشمس ، وقد تقدم عن ابن : أولو : والثاني سحاق ، وحكاه سيرين ، وحكي عن مالك والشافعي وا

عن أىل الرأي ، ورجحو بعض أصحابنا ، ابن المنذر .ومنيم من حكاىما روايتين عن أحمد

: ورأى شريح رجال يصمي حين أصفارت الشمس ، فقال .أنيوه أن يصمي ؛ فإن ىذه ساعة ال تحل فييا الصالة

وتبويب البخاري ىاىنا يشيد ليذا القول ، ولكنو لم وفيو يستشيد لو إال بالنيي عن الصالة بعد العصر ،

.نظر ؛ فإنو يجعل الوقتين وقتا واحدا نما يستدل لو بحديث عقبة بن عامر ، عن النبي ، ) وا

أنو نيى عن الصالة حين تضيف الشمس لمغروب حتى .تغرب

.خرجو مسمم

.تميل إليو : تضيف لمغروب : ومعنى أو -وفي رواية لإلمام أحمد من حديث كعب بن مرة

، أنو قال بعد زوال ) لنبي ، عن ا -مرة بن كعب ثم الصالة مقبولة حتى تكون الشمس قيد : ) الشمس

، وال صالة حتى تغرب -أو رمحين -رمح ( .الشمس من حديث عمرو بن عبسة ، عن -أيضا -وخرج إذا تدلت الشمس لمغروب فأقصر عن : ) ، قال ) النبي

( .الصالة حتى تغيب الشمس

(/)

"""""" رقم صفحة """"""

.إن شاء اهلل تعالى -وسنذكره بتمامو فيما بعد فأماالوقتان الضيقان عند طموع الشمس وغروبيا ،

فجميور العمماء عمى النيي عن التنفل بالصالة فييما ، وقد حكاه غير واحد إجماعا ، ولكن روي عن ابن الزبير

.، أنو كان يصمي عند غروب الشمس سألت : طريق عمران بن حدير ، قال فخرج النسائي من

: أبا مجمز عن الركعتين عند غروب الشمس ؟ فقال : كان عبد اهلل بن الزبير يصمييما ، فأرسل إليو معاوية

ما ىاتان الركعتان عند غروب الشمس ، فاضطر إن رسول اهلل : الحديث إلى أم سممة ، فقالت أم سممة

عنيما كان يصمي ركعتين قبل العصر ، فشغل ) فركعيما حين غابت الشمس ، ولم أره يصمييما قبل وال

.بعد وروى محمد بن حيي بن يعمي بن أمية ، عن أبيو ،

رأيت يعمي بن أمية صمى قبل أن تطمع الشمس ، : قال ، تصمي ) أنت رجل من أصحاب رسول اهلل : فقيل لو

سمعت رسول اهلل : قبل أن تطمع الشمس ؟ قال يعمي إن الشمس تطمع بين قرني شيطان ، فألن : )يقول )

( .تطمع وأنت في أمر اهلل خير من أن تطمع وأنت اله .خرجو اإلمام أحمد

: ومحمد بن حيي بن يعمي بن أمية ، قال ابن المديني

.وأبوه معروف ، قد روي عنو : قال . ىو مجيول مع أن يعمي إنما كانت صالتو قبل طموع الشمس ، لكن

.تضي عدم كراىة الصالة عند طموعيا تعميمو يقبعد الفجر ، وبعد : وأما الوقتان المتسعان ، وىما

:العصر ، فاختمف العمماء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال بأس بالصالة فييما ، وىذا مروي : فمنيم من قال :عن جماعة من الصحابة

.ابن عمر : منيم .لباب االتي وقد خرج البخاري قولو في ا

.عائشة : ومنيم قالت : عن طاوس ، قال ( صحيح مسمم ) ففي

أن يتحرى ) وىم عمر ، إنما نيى رسول اهلل : عائشة .طموع الشمس وغروبيا

فيما روى من النيي : أي -وىم عمر : ومعنى قوليا .عن الصالة بعد الفجر وبعد العصر

ن المقدام من رواية شعبة ، ع( صحيح ابن حبان ) وفي سألت عائشة عن الصالة : بن شريح ، عن أبيو ، قال

عن ) صل ؛ إنما نيى رسول اهلل : بعد العصر ، فقالت ذا غربت الشمس .الصالة إذا طمعت الشمس ، وا

.بالل : ومنيم روى قيس بن مسمم ، عن طارق بن شياب ، عن بالل

لم يكن ينيى عن الصالة إال عند طموع الشمس : ، قال .، فإنيا تطمع بين قرني الشيطان

.وخرجو اإلمام أحمد عند غروب : ) وخرجو ابن أبي شيبة ، وعنده

( .الشمس استواء الطموع والغروب ، وال يعمم عن أحد : والظاىر

.التفريق بينيما

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ع وقت الطمو : واختار ابن المنذر أن أوقات النيي ثالثة .، ووقت الغروب ، ووقت الزوال خاصة

: وممن رخص في الصالة بعد العصر والشمس مرتفعة عمي بن أبي طالب ، والزبير ، وتميم الداري ، وأبو أيوب ، وأبو موسى ، وزيد بن خالد الجيني ، وابن

رضي اهلل -الزبير ، والنعمان بن بشير ، وأم سممة .عنيم

مسروق ، وشريح ، وعمرو األسود ، و : ومن التابعين بن ميمون ، وعبد الرحمن بن األسود ، وعبيدة ،

.واألحنف بن قيس ، وطاوس وحكاه ابن عبد البر ، عن عطاء ، وابن جريج ، وعمرو

.بن دينار .وروي عن ابن مسعود نحوه : قال

.ولم يعمم عن أحد منيم الرخصة بعد صالة الصبح .عبد البر وىو قول داود ، فيما حكاه ابن

:وحكي رواية عن أحمد ىل : سألت أحمد : قال إسماعيل بن سعيد الشالنجي

ترى بأسا أن يصمي الرجل تطوعا بعد العصر والشمس .ال نفعمو ، وال نعيب فاعمو : بيضاء مرتفعة ؟ قال

.وبو قال أبو حنيفة : قال وىذا ال يدل عمى أن أحمد رأى جوازه ، بل رأى أن من

تأوال ، أو مقمدا لمن تأولو ال ينكر عميو ، وال فعمو م .يعاب قولو ؛ ألن ذلك من موارد االجتياد السائغ

ما رواه ىالل بن : ومما استدل بو من ذىب إلى ذلك يساف ، عن وىب بن األجدع ، عن عمي ، عن النبي

ال تصموا بعد العصر ، إال أن تصموا : ) ، قال ) ( .والشمس مرتفعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود

إال أن تكون الشمس بيضاء نقية : ) والنسائي ، وعنده ( .مرتفعة

( .صحيحيما ) وابن خزيمة وابن حبان في .وثبتو ابن المنذر

ليس : ووىب بن األجدع ، قال محمد بن يحيى الذىمي .ضا أي -بمجيول ؛ قد روى عنو الشعبي

صمى ركعتين بعد ) بأن النبي -أيضا -واحتجوا .العصر

.وقد خرجو البخاري فيما بعد وخرج النسائي من حديث أبي أمامة ، عن عمرو بن

إن استطعت أن : ) ، أنو قال ) عبسة ، عن النبي جوف : يعني -( تكون ممن يذكر اهلل في تمك الساعة

محضورة إلى فكن ؛ فإن الصالة مشيودة ) -الميل -( طموع الشمس ؛ فإنيا تطمع بين قرني الشيطان

-( ثم الصالة مشيودة : ) وذكر الحديث ، وقال فيو وذكر الحديث ، وقال -( بعد أن يفئ الشيطان : يعني ( .ثم تغيب بين قرني شيطان : ) فيو

بنحوه من حديث سميم بن عامر ، -وخرجو اإلمام أحمد في -، وقال فيو ) ن النبي عن عمرو بن عبسة ، ع

، ( فصل حتى تطمع الشمس : ) -ذكر جوف الميل فإذا فاء الفيء فصل ، فإن الصالة : ) وقال فيو

محضورة مشيودة حتى تدلى الشمس لمغروب ، فإذا ( .تدلت فأقصر عن الصالة حتى تغيب الشمس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لصالة بعد العصر وبعد الفجر وىذا كمو تصريح بجواز ا؛ ولكن في ىذه الروايات ؛ فإن مسمما خرج حديث

: عمرو بن عبسة من طريق أبي أمامة عنو ، وذكر فيو أنو أمره أن يقصر عن الصالة بعد صالة الصبح حتى

.تطمع الشمس ، وبعد صالة العصر حتى تغرب .وكذا في أكثر الروايات

.تمك الروايات وىذه زيادة صحيحة ، سقطت في

وذىب أكثر العمماء إلى النيي عن الصالة بعد الفجر حتى تطمع الشمس ، وبعد العصر حتى تغرب الشمس ، وىذا ىو الثابت عن عمر بن الخطاب ، وكان يضرب

من صمى بعد العصر ، وكذلك روي عن خالد بن الوليد ، وىو قول ابن عباس ومعاوية ، وروي عن -أيضا -

.ماعة من الصحابة ابن عمر وجوحكاه الترمذي عن أكثر أىل العمم من الصحابة ومن بعدىم ، وىو قول مالك واألوزاعي والثوري وأبي حنيفة

سحاق وأبي ثور .والشافعي وأحمد وا : عن المختار بن فمفل ، قال ( صحيح مسمم ) وفي

: سألت أنس بن مالك عن التطوع بعد العصر ، فقال .دي عمى صالة بعد العصر كان عمر يضرب األي

وروى األعمش ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود ، كره عمر الصالة بعد العصر ، وأنا أكره ما كره : قال .عمر

النيي عن الصالة بعد الصبح ) وقد صح عن النبي حتى تطمع الشمس ، وبعد العصر حتى تغرب كما سبق

ذلك من حديث عمر وغيره من الصحابة ، الذي رواهعنيم ابن عباس ، ومن حديث أبي ىريرة ، وأبي سعيد ،

.ومعاوية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج مسمم من حديث عمرو بن عبسة ، ومن حديث .أبي بصرة في الصالة بعد العصر كحديث معاوية

وأكثر من جعل ما بعد الفجر والعصر وقت نيي حرم ن الصالة فيو إلى طموع الشمس وغ روبيا في الجممة ، وا

أجاز بعضيم في الوقتين الطويمين لمتنزيو ، روي ذلك .صريحا عن ابن سيرين

أن المقصود بالنيي باألصالة ىو وقت : وسبب ىذا الطموع والغروب ؛ لما في السجود حينئذ من مشابية

نما نيى عن الصالة قبل سجود الكفار في الصورة ، وا يتدرج بالصالة فيو إلى الصالة ذلك سدا لمذريعة ؛ لئال

وقد جاء ذلك صريحا عن . في وقت الطموع والغروب .غير واحد من الصحابة والتابعين

سمعت أبا سعد األعمى يخبر ، عن : وروى ابن جريج السائب مولى الفارسيين ، عن زيد بن : رجل ، يقال لو

خالد ، أن عمر رآه يركع بعد العصر ركعتين ، فمشى : فضربو بالدرة وىو يصمي ، فمما انصرف قال إليو

دعيا يا أمير المؤمنين ، فواهلل ال أدعيا أبدا بعد إذ رأيت يا زيد : يصمييما ، فجمس إليو عمر ، فقال ) رسول اهلل

، لوال أني أخشى أن يتخذىا الناس سمما إلى الصالة .حتى الميل ، لم أضرب فييما

.وخرجو اإلمام أحمد .ده رجالن غير معروفين وفي إسنا

وروى الميث بن سعد ، عن أبي األسود ، عن عروة ، أن تميما -أو أخبرت -أخبرني تميم الداري : أنو قال

الداري ركع ركعتين بعد نيي عمر بن الخطاب عن الصالة بعد العصر ، فأتاه عمر ، فضربو بالدرة ،

فأشار إليو تميم أن اجمس ، وىو في صالتو ، فجمس لم: عمر حتى فرغ تميم من صالتو ، فقال لعمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ألنك ركعت ىاتين الركعتين ، وقد : ضربتني ؟ قال فإني قد صميتيما مع من ىو خير : قال . نييت عنيما

إنو ليس بي أييا الرىط : فقال عمر ) . منك رسول اهلل يصمون ما بين ، ولكني اخاف أن يأتي بعدكم قوم

العصر إلى المغرب حتى يمروا بالساعة التي نيى أن يصموا فييا ، كما وصموا ما بين الظير ) رسول اهلل .والعصر

.خرجو الطبراني ، عن أبي أسامة ، -مختصرا -وخرجو اإلمام أحمد

خرج عمر عمى : عن ىشام بن عروة ، عن أبيو ، قال العصر ، حتى مر الناس يضربيم عمى السجدتين بعد

ال أدعيما ؛ صميتيما مع خير : بتميم الداري ، فقال لو أن الناس كانو : فقال عمر ) . منك ، رسول اهلل .كييئتك لم أبال

.ورواية عروة عن عمر مرسمة كان : وخرج الحاكم من رواية ىشام بن حجير ، قال

طاوس يصمي ركعتين بعد العصر ، فقال لو ابن إنما نيي عنيما أن تتخذ سمما : ا ، فقال اتركيم: عباس

.أن يوصل ذلك إلى غروب الشمس قد نيى عن صالة بعد ) فإن النبي : قال ابن عباس

العصر ، وما ندري أتعذب عميو أم تؤجر ؛ ألن اهلل وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى المو : ) يقول

[ . : األحزاب ) ] ون ليم الخيرة ورسولو أمرا أن يك إن النيي عنيا كان سدا لذريعة الصالة : وقول من قال

غير -في وقت الكراىة األصمي ، فال يكون محرما عنيا كان نييو ) صحيح ؛ فإنو إذا ثبت نيي النبي

ن كان معمال بسد الذريعة ، كما نيى عن ربا لمتحريم ، وا سدالفضل معمال ب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الذريعة لربا النسيئة ، وكل منيما محرم ، وكما نيى عن شرب قميل ما أسكر كثيرة ، ألنو ذريعة إلى السكر ،

.وكالىما محرم ، ونظائر ذلك والذين حرموا الصالة بعد الفجر والعصر اتفقوا عمى

سبب كتحية تحريم التنفل الذي ال سبب لو ، وأماما لو أجازه : المسجد ونحوىا فميم فيو قوالن مشيوران

الشافعي ، ومنعو أبو حنيفة ومالك ، وعن أحمد فيو .روايتان

ولذلك اختمفت الرواية عن مالك فيمن صمى ركعتي ىل يصمي ركعتين ، : الفجر في بيتو ، ثم دخل المسجد

أم ال ؟ وأجاز سجود التالوة في ىذا الوقت ، وأمابعد الة الفجر فال يفعل عنده شيء من ذلك في المشيور ص

.عنو

يفعل سجود التالوة ، وصالة : وعنو رواية أخرى .الكسوف خاصة

بإسناد فيو نظر ، عن ابن عمر ( سنن أبي داود ) وفي : ، أنو نيى عن سجود التالوة بعد الصبح ، وقال

ومع أبي بكر وعمر وعثمان ، ) صميت خمف رسول اهلل .سجدوا حتى تطمع الشمس فمم ي

: وأماقضاء الفرائض الفائتة ، فأجازه األكثرون ، منيم من صمى ) مالك والشافعي وأحمد استدالال بأمر النبي

ركعة من الصبح ثم طمعت عميو الشمس أن يتم ومنع ذلك أبو حنيفة ، وقد سبق ذكره ، ويأتي . صالتو .إن شاء اهلل -فيما بعد

كصالة الجنازة ، فيجوز فعميا في فأمافروض الكفايةالوقتين المتسعين عند الجميور ، ومنيم من حكاه

.إجماعا كابن المنذر وغيره وفي فعميا في الوقتين الضيقين قوالن ، ىما روايتان عن

من فعميا -في رواية عنو -مالك وأحمد ، ومنع أحمد

بعد صالة الفجر حتى تطمع الشمس وترتفع ، اتباعا لما .روي في ذلك عن ابن عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذا روى ابن القاسم عن مالك ، أنو ال يصمي عمى ذا أسفر الجنائز إذا اصفرت الشمس حتى تغرب ، وا

.الضوء حتى ترتفع الشمس وىذا يرجع إلى أن وقت االختيار يخرج باإلسفار ويدخل

بغي حمل المروي عن وعمى مثل ىذا ين. وقت الكراىة .أيضا -أحمد

وينبغي عمى ىذا القول أن يكون أول وقت النيي عن .الصالة إسفار الوقت جدا

ال يصمي عمى الجنازة في الساعة : وعن الميث ، قال .التي تكره فييا الصالة

ومنع األوزاعي والثوري وأبو حنيفة من الصالة عمى

.واسعين الجنازة في الوقتين الضيقين دون الوأجازه الشافعي في جميع األوقات ؛ ألنو يرى أن النيي

.يختص بالتطوع المطمق الذي ليس لو سبب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من لم يكره الصالة إال بعد العصر والفجر .رواه عمر ، وابن عمر ، وأبو سعيد ، وأبو ىريرة

الصالة إال بعد العصر معنى ىذا الباب أنو ال تكرهوالفجر ، فال تكره في وقت قيام الشمس في وسط النيار

.قبل الزوال -رواه عمر وابن عمر وأبو سعيد وأبو ىريرة : وقولو أنيم رووا النيي عن الصالة بعد الفجر والعصر : يعني

، سوى ابن عمر ؛ فإنو لم تصح عنو الرواية إال في .طموع والغروب خاصة النيي عن الصالة في وقت ال

أن أحدا منيم لم يرو النيي عن الصالة في : ومراده .وقت آخر غير ىذه األوقات

:ثم قال ثنا حماد ، عن أيوب ، : حدثنا أبو النعمان -

أصمي كما رأيت : عن نافع ، عن ابن عمر ، قال أصحابي يصمون ، ال أنيى أحدا يصمي بميل أو نيار ما

.ال تتحروا طموع الشمس وال غروبيا شاء ، غير أنأن ابن عمر أخبر أنو : ووجو استداللو بيذا عمى مراده

ال ينيى أحدا يصمي في ساعة من ليل أو نيار ، غير أنو ال يتحرى طموع الشمس وال غروبيا ، وأنو يصمي

كما رأى أصحابو يصمون ، وىذا يشعر بأنو رأى ي كل وقت يصمون ف) أصحابو ، وىم أصحاب محمد

.من ليل أو نيار ، سوى وقت الطموع والغروب ؛ فإنو -رضي اهلل عنو -وىذا عجيب من ابن عمر

يعمم أن أباه كان ينيى عن الصالة بعد العصر ويضرب .عمى ذلك

وقد روي عن عمر من وجوه ، أنو نيى عن سجود التالوة وصالة الجنازة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.د الصبح قبل طموع الشمس بع :وقد روي مثل قول ابن عمر مرفوعا

البن زبر من طريق ( وصايا العمماء ) رويناه في كتاب مروان بن جعفر ، عن محمد بن إبراىيم بن خبيب ،

عن جعفر بن سعد ، عن خبيب بن سميمان ، عن أبيو ىذه وصية سمرة : سميمان بن سمرة ، عن سمرة ، قال

كان يأمرنا أن ) إن رسول اهلل : فذكر فييا إلى بنيو ،نصمي أي ساعة شئنا من الميل أو النيار ، غير أنو

إن : ) أمرنا أن نجتنب طموع الشمس وغروبيا ، وقال الشيطان يغيب معيا حين تغيب ، ويطمع معيا حين

( .تطمع

( سننو ) وىذه نسخة ، خرج منيا أبو داود في .أحاديث

عن خالد بن يوسف ( مسنده ) وخرجو البزار في .السمتي ، عن أبيو ، عن جعفر بن سعد .ويوسف بن خالد السمتي ، ضعيف جدا

وقد اختمف العمماء في وقت قيام الشمس في نصف ىل ىو وقت نيي عن الصالة ، أم : النيار قبل زواليا

ال ؟ليس ىو وقت نيي ، كما أشار إليو : فقالت طائفة

ل مالك ، وذكر أنو ال يعرف النيي البخاري ، وىو قو وما أدركت أىل الفضل إال وىم يجتيدون : عنو ، قال

.ويصمون نصف النيار .ال أكرىو وال أحبو : وروي عنو ، أنو قال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حديث الصنابحي في ( الموطأ ) ىذا مع أنو روى في

.ن عمل أىل المدينة النيي عنو ، ولكنو تركو لما رآه مالحسن ، وطاوس ، : وممن رخص في الصالة فيو

واألوزاعي في رواية عنو ، وىو ظاىر كالم الخرقي من .أصحابنا

ىو وقت نيي ال يصمي فيو ، وىو قول : وقال آخرون أبي حنيفة ، والثوري ، والحسن بن حي ، وابن المبارك ،

.وأحمد ، وابن المنذر .نيى عنو ) ول اهلل ثبت أن رس: وقال

.ونيى عنو عمر بن الخطاب .كنا ننيى عنو : وقال ابن مسعود

.أدركت الناس وىم يتقون ذلك : وقال سعيد المقبري حديثين في النيي عن ( صحيحة ) وقد خرج مسمم في

:الصالة في ىذا الوقت حديث أبي أمامة ، عن عمرو بن عبسة ، : أحدىما

: اهلل ، أخبرني عن الصالة ؟ قال يا رسول : قمت : قال

صل صالة الصبح ، ثم أقصر عن الصالة حتى ) تطمع الشمس ، حتى ترتفع ؛ فإنيا تطمع حين تطمع بين قرني شيطان ، وحينئذ يسجد ليا الكفار ، ثم صل ؛ فإن الصالة مشيودة محضورة حتى يستقل الظل بالرمح ، ثم

، فإذا أقبل أقصر عن الصالة ؛ فإن حينئذ تسجر جينم الفيء فصل ؛ فإن الصالة مشيودة محضورة حتى تصمي العصر ، ثم أقصر عن الصالة حتى تغرب

الشمس ؛ فإنيا تغرب بين قرني الشيطان ، وحينئذ يسجد ( .ليا الكفار

: حديث موسى بن عمي بن رباح ، عن أبيو : والثاني سمعت عقبة بن عامر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ينيانا أن نصمي ) ثالث ساعات كان رسول اهلل : يقول

حين تطمع الشمس بازعة : فيين ، وأن نقبر فيين موتانا

حتى ترتفع ، وحين يقوم قائم الظييرة حتى تميل الشمس .، وحين تضيف الشمس لمغروب حتى تغرب

:وفي المعنى أحاديث أخر .م حديث الصنابحي ، وقد ذكرناه فيما تقد: منيا ، أن -أو مرة بن كعب -حديث كعب بن مرة : ومنيا ثم الصالة مقبولة : ) فذكر الحديث ، وفيو -) النبي

حتى يقوم الظل قيام الرمح ، ثم ال صالة حتى تزول ( .الشمس

.خرجو اإلمام أحمد من حديث ليث ، عن ابن سابط ، عن -أيضا -وخرج

تصموا عند طموع ال: ) ، قال ) أبي أمامة ، عن النبي الشمس ؛ فإنيا تطمع بين قرني شيطان ، ويسجد ليا كل

( .كافر ، وال نصف النيار ، فإنيا عند سجر جينم وعبد الرحمن بن سابط ، . ابن أبي سميم : وليث ، ىو

.قالو ابن معين وغيره : -لم يسمع من أبي أمامة ة أن أبا أمامة إنما سمعو من عمرو بن عبس: والصحيح

.، كما تقدم ) ، عن النبي

وقد روي ، عن ليث ، عن ابن سابط ، عن أخي أبي ) .أمامة ، عن النبي

وروى ابن وىب ، أخبرني عياض بن عبد اهلل ، عن سعيد المقبري ، عن أبي ىريرة ، أن رجال سال النبي

أمن ساعات الميل والنيار ساعة تأمرني أن) :

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فإذا : ) فذكر الحديث بطولو ، وفيو -ال أصمي فييا ؟ انتصف النيار فأقصر عن الصالة حتى تميل الشمس ؛

. فإنو حينئذ تسعر جينم ، وشدة الحر من فيح جينم فإذا مالت الشمس فالصالة محضورة مشيودة متقبمة

.وذكر الحديث -( حتى تصمي العصر ( .و صحيح) خرجو ابن خزيمة في

من طريق ( صحيحو ) وخرجو ابن ماجو وابن حبان في ابن أبي فديك ، عن الضحاك بن عثمان ، عن المقبري

، عن أبي ىريرة ، أن صفوان بن المعطل سأل النبي .فذكره بنحوه -)

وخرجو عبد اهلل بن اإلمام أحمد والحاكم من رواية حميد فوان بن األسود ، عن الضحاك ، عن المقبري ، عن ص

.أبا ىريرة : لم يذكر في إسناده -بن المعطل .صحيح اإلسناد : وقال الحاكم

ورواه الميث بن سعد ، عن سعيد المقبري ، عن عون بن عبد اهلل بن عتبة ، عن ابن مسعود ، أن عمرو بن

.فذكره -) عبسة سأل النبي ( .مسنده ) خرجو الييثم بن كميب في .ع من ابن مسعود وىو منقطع ؛ عون لم يسم

من قول : يعني -قول الميث أصح : قال الدارقطني .الضحاك ويزيد بن عياض

وروي عن الميث ، عن ابن عجالن ، عن المقبري : قال ، عن ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المسيب ، عن عمرو بن عبسة ، وىو وىم عمى الميث ؛ ألفاظا عن ابن عجالن إنما روى الميث في آخر الحديث

.مرسال -عن سعيد المقبري ورواه ابن لييعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن : قمت

المقبري ، عن عون ابن عبد اهلل ، عن أبي ىريرة ، .عن الصالة نصف النيار ) نيى رسول اهلل : قال

.خرجو الطبراني .وابن لييعة ، سيء الحفظ

: خبرنا أبو زرعة الدمشقي أ: -أيضا -وروى الطبراني ثنا عبيد اهلل بن عمرو ، : ثنا يحيى بن صالح الوحاظي

عن يونس بن عبيد ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي ، أنو نيى عن الصالة في ثالث ) ىريرة ، عن النبي

عند طموع الشمس حتى تطمع ، ونصف : ساعات .النيار ، وعند غروب الشمس

.غير محفوظ وىذا غريب جدا ، وكأنو

إن : وروى عاصم عن زر ، عن ابن مسعود ، قال الشمس تطمع بين قرني شيطان ، فما ترتفع قصمة في السماء إال فتح ليا باب من أبواب النار ، فإذا كانت

الظييرة فتحت أبواب النار كميا ، فكنا ننيى عن الصالة عن طموع الشمس ، وعند غروبيا ، وعند نصف

.النيار ( .مسنده ) عقوب بن شيبة السدوسي في خرجو ي

نيي : عن ابن مسعود ، قال : وخرجو البزار ، ولفظو عن الصالة بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: أو قال -العصر حتى تغرب الشمس ، وبعد الفجر حتى تطمع الشمس ، ونصف -بعد صالة الصبح

.في شدة الحر : قال . النيار الدرجة ، سميت ألنيا كسرة من : -بالفتح -القصمة

.الكسر : القصم وروى اإلسماعيمي من حديث أيوب بن جابر ، عن أبي

: ، قال ) إسحاق ، عن الحارث ، عن عمي ، عن النبي ال تصموا قبل طموع الشمس حتى تطمع ، وال عند )

( .غروبيا حتى تغرب ، وال نصف النيار حتى تزول .ضعيف الحديث أيوب بن جابر ،

تكره الصالة وسط النيار ، إال يوم : وقالت طائفة الجمعة ، وىو قول مكحول واألوزاعي في رواية ، وسعيد

سحاق .بن عبد العزيز وأبي يوسف والشافعي وا وروى الشافعي فيو حديثا بإسناد ضعيف ، عن أبي

.ىريرة وروى مالك ، عن ابن شياب ، عن ثعمبة بن أبي مالك

رظي ، أنيم كانوا في زمان عمر بن الخطاب يصمون القحتى يخرج ، فإذا خرج عمر جمس عمى المنبر وأذن

.المؤذنون جمسوا وخرج أبو داود من حديث ليث ، عن مجاىد ، عن أبي

، أنو كره الصالة ) الخميل ، عن أبي قتادة ، عن النبي

إن جينم تسجر : ) نصف النيار إال يوم الجمعة ، وقال ( . يوم الجمعة إال

.ىو مرسل ؛ أبو الخميل لم يسمع من أبي قتادة : وقال أنو من حديث ليث ، : لو عمل ، ومنيا : وقال األثرم

.انتيى . أن أبا الخميل لم يمق أبا قتادة : ومنيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صالح بن أبي مريم ، ومن زعم أنو : وأبو الخميل ، ىو .اهلل بن الخميل صاحب عمي فقد وىم عبد

.يوم الجمعة صالة كمو : وقال طاوس فيصمي بعد : وذكر قولو لإلمام أحمد ، فأنكره ، وقال

.العصر حتى تغرب الشمس ؟ يكره ذلك في الصيف لشدة الحر : وقالت طائفة اخرى

.فيو ، دون الشتاء ، وحكي عن عطاء لمتقدم ما يشيد وفي بعض روايات حديث ابن مسعود ا

.لو يكره نصف النيار في شدة الحر ، : وقال ابن سيرين

.وال يحرم أن : والمعنى في كراىة الصالة وقت استواء الشمس

جينم تسعر فييا ، فيكون ساعة غضب الرب سبحانو ، فيي كساعة سجود الكفار لمشمس ، والصالة صمة بين

نب مناجاتو العبد وربو ؛ ألن المصمي يناجي ربو ، فتجت .واهلل أعمم . في حال غضبو حتى يزول المقتضي لذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ما يصمى بعد العصر من الفوائت ونحوىابعد العصر ) صمى النبي : وقال كريب ، عن أم سممة

شغمني ناس من عبد القيس عن : ) ركعتين ، وقال ( .الركعتين بعد الظير

في ( كتاب الصالة ) ىذا الحديث اسنده في أواخر في ( المغازي ) ، وفي ( اإلشارة باليد في الصالة ) من طريق عمرو بن الحارث ( وفد عبد القيس : باب )

، عن بكير ، أن كريبا مولى ابن عباس حدثو ، أن ابن عباس وعبد الرحمن ابن أزىر والمسور بن مخرمة أرسموا

أقرأ عمييا السالم منا جميعا ، : لوا إلى عائشة ، فقاوسميا عن الركعتين بعد العصر ؛ فإنا أخبرنا أنك

قال ابن . نيى عنيا ) تصمييا ، وقد بمغنا أن النبي قال . وكنت أضرب مع عمر الناس عنيما : عباس : فقالت ] فدخمت عمييا ، وبمغتيا ما أرسموني ، : كريب

إلى أم سممة بمثل ما سل أم سممة ، فأخبرتيم ، فردونيسمعت النبي : ، فقالت أم سممة [ أرسموني إلى عائشة

نو صمى العصر ثم دخل عمي ، ) ينيى عنيما ، وا وعندي نسوة من بني حرام من األنصار ، فصالىما ،

: قومي إلى جنبو ، فقولي : فأرسمت إليو الخادم ، فقمت عن يار سول اهلل ، ألم أسمعك تنيى : تقول أم سممة

ىاتين الركعتين ؟ فأراك تصمييا ، فإن أشار بيده

فاستأخري ، ففعمت الخادم ، فأشار بيده فاستأخرت عنو يا بنت أبي أمية ، سألت عن : ) ، فمما أنصرف قال

الركعتين بعد العصر ، إنو أتاني أناس من عبد القيس باإلسالم من قوميم ، فشغموني عن الركعتين المتين بعد

( .ما ىاتان الظير ، في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أيضا -وخرجو مسمم ىو أثبت ىذه األحاديث ( : العمل ) قال الدارقطني في

.وأصحيا .يشير إلى األحاديث التي فييا ذكر عائشة وأم سممة

وقد روي عن أم سممة من وجو آخر ، أنيا لم تر النبي .صالىا غير تمك المرة )

أنا معمر ، عن : حدثنا عبد الرزاق : اإلمام أحمد خرجو يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة ، عن أم سممة زوج

صمى بعد العصر ) لم أر رسول اهلل : ، قالت ) النبي قط إال مرة ، جاءه ناس بعد الظير ، فشغموه في شيء ،

: قالت . فمم يصل بعد الظير شيئا حتى صمى العصر .دخل بيتي فصمى ركعتين فمما صمى العصر

.بمعناه -وخرجو النسائي .إسناد صحيح -أيضا -وىذا

من رواية ابن أبي ( مسنده ) وخرجو بقي بن مخمد في قدم معاوية المدينة ، : لبيد ، عن أبي سممة ، قال

فسأليا عن صالة رسول اهلل . فأرسل إلى عائشة ا أم ما أدري ، سمو : ركعتين بعد العصر ؟ فقالت )

.فذكرت الحديث -سممة ، فسألوا أم سممة وىذه الرواية تدل عمى أن عائشة لم يكن عندىا عن

.في ذلك شيء ) النبي ورواه الحميدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن أبي لبيد ،

ال عمم لي ، ولكن : أن عائشة قالت : بو ، وفي حديثو .أذىب إلى أم سممة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عن سفيان -أيضا -وكذا رواه الشافعي من حديث أبي مجمز ، عن -أيضا -وخرجو النسائي فركعيما حتى غابت الشمس ، : قالت : أم سممة ، وفيو

.ولم أره يصمييما قبل وال بعد .وقد سبق بتمامو

وىذا يدل عمى أنو صالىما بعد غروب الشمس قبل . يبقى إشكال في ذلك صالة المغرب ، وحينئذ فال

وخرج اإلمام أحمد من طريق عبيد اهلل بن عبد الرحمن حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث : بن موىب

: بن ىشام ، أنو كان عند مروان ، فأرسل إلى عائشة ما ركعتان يذكرىما ابن الزبير عنك ، أن رسول اهلل

خبرتني أم أ: كان يصمييما بعد العصر ؟ فأرسمت إليو ) يغفر اهلل لعائشة : سممة ، فأرسل إلى أم سممة ، فقالت

، لقد وضعت أمري عمى غير موضعو ، ثم ذكرت قصة وما رأيتو : ليما ، وقالت أم سممة ) صالة النبي

.صالىما قبميا وال بعدىا ) : ، أنيا سألت النبي [ سممة ] وقد روى عن أم

-وسيأتي فيما بعد . (ال : ) أفنقضييما إذا فاتتا ؟ قال .إن شاء اهلل تعالى

وقد روي عن أم سممة ما يخالف ىذا ، إال أن إسناده ال من رواية محمد بن حميد الرازي ، عن ىارون : يصح

بن المغيرة ، عن ابن سعيد ، عن عمار الدىني ، عن عبد الممك بن عبيدة بن ربيعة ، عن جدتو أم سممة ،

ن كان النبي أنيا أمرت بالركعتين بعد العصر ، وا ليصمييما إذا صمى مع الناس ىو)

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذا صالىا في بيتو صالىا جالس ، مخافة شيرتيا ، وا .قائما

كتب عني أحمد بن حنبل ىذا : قال محمد بن حميد

.الحديث محمد بن حميد ، كثير المناكير ، وقد اتيم بالكذب ، فال

.فت إلى تفرده بما يخالف الثقات يمت :ثم أسند حديث عائشة في ىذا الباب من أربعة أوجو

:األول :قال : ثنا عبد الواحد بن أيمن : حدثنا أبو نعيم -

والذي ذىب بو ، : حدثني أبي ، أنو سمع عائشة قالت ما تركيما حتى لقي اهلل ، وما لقي اهلل حتى ثقل عن

: تعني -ي كثيرا من صالتو قاعدا الصالة ، وكان يصميصمييما ، وال ) ، وكان النبي -الركعتين بعد العصر

يصمييما في المسجد ، مخافة أن يثقل عمى أمتو ، وكان .يحب ما يخفف عنيم

.ىذا انفرد بو البخاري عن مسمم المستخرج عمى ( : ) صحيحو ) وخرجو اإلسماعيمي في

: فقال ليا أيمن : روايتو ، وزاد في ( صحيح البخاري ن عمر كان ينيى عنيا ، يضرب فييا ؟ قالت : وا

كان يصمييا ، وكان ال ) صدقت ، ولكن رسول اهلل يصمييسا في المسجد مخافة أن يشق عمى أمتو ، وكان

.يخفف ما خفف عنيم لصالة الضحى ؛ ) وىذا يشبو اعتذارىا عن ترك النبي

يسبح سبحة الضحى قط ما رأيت رسول اهلل: فإنيا قالت ن كان رسول اهلل ني ألسبحيا ، وا ليدع العمل وىو ) ، وا

يحب أن يعمل بو خشية أن يعمل بو الناس فيفرض .عمييم

.خرجو مسمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وخرج البخاري أولو :الوجو الثاني

:قال خبرني أ: ثنا ىشام : ثنا يحيى : حدثنا مسدد -

ابن أختي ، ما ترك النبي : قالت عائشة : أبي ، قال .السجدتين بعد العصر عندي قط )

وخرجو مسمم من طريق جرير وابن نمير ، كالىما عن .ىشام بن عروة ، بو

:الوجو الثالث :قال : ثنا عبد الواحد : حدثنا موسى بن إسماعيل -

سود ، عن أبيو ، ثنا عبد الرحمن بن األ: ثنا الشيباني ركعتان لم يكن رسول اهلل : عن عائشة ، قالت

ركعتان قبل صالة الصبح ، : يدعيما سرا وال عالنية ) .وركعتان بعد العصر

وخرجو مسمم من طريق عمي بن مسير ، عن الشيباني صالتان ما تركيما رسول اهلل : قالت : ، بو ، ولفظو

عتين قبل الفجر ، رك: في بيتي قط سرا وال عالنية ) .وركعتين بعد العصر فيو إشكال ؛ ( سرا وعالنية : ) وذكر البيت مع قوليا

أنو لم : فإن لم يكن ذكر البيت محفوظا كان المعنى

يكن يتركيما في المسجد وفي البيت ، وىذا يخالف .حديث أنس عنيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الوجو الرابع :قال ثنا شعبة ، عن أبي : حدثنا محمد بن عرعرة -

رأيت األسود ومسروقا شيدا عمى عائشة : إسحاق ، قال يأتيني في يوم بعد العصر ) ما كان رسول اهلل : ، قالت

.إال صمى ركعتين وخرجو مسمم من طريق غندر ، عن شعبة ، عن أبي

.السبيعي ، بو بمعناه : وىو -إسحاق ري في موضع آخر من حديث ابن الزبير ، وخرجو البخا .عن عائشة

وخرجو مسمم من طريق آخر ، من رواية محمد بن أبي

أخبرني أبو سممة ، أنو سأل عائشة عن : حرممة يصمييما بعد العصر ) السجدتين المتين كان رسول اهلل

كان يصمييما قبل العصر ، ثم إنو شغل : ؟ فقالت ىما بعد العصر ، ثم ، فصال -أو نسييما -عنيما

.أثبتيما ، وكان إذا صمى صالة أثبتيا .داوم عمييا : تعني : قال إسماعيل

وخرجو من وجو آخر ، من طريق طاوس ، عن عائشة . الركعتين بعد العصر ) لم يدع رسول اهلل : ، قالت

ال تتحروا بصالتكم ) : ) قال رسول اهلل : فقالت عائشة ( .فتصموا عند ذلك طموع الشمس وال غروبيا

لم ) إشارة من عائشة إلى أن النبي : ففي ىذه الرواية يكن يصمي في وقت نيى عن الصالة فيو ؛ ألنو إنما نيى عن تحري الطموع والغروب ، وكان يصمي قبل

.ذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وعمى ىذا ؛ فال إشكال في جواز المداومة عمييا لمحبتو

مداومة عمى أعمالو ، كما في الرواية التي قبميا ؛ ألن ال .ذلك الوقت ليس بوقت نيي عن الصالة بالكمية

.وقد روي عن عائشة ، أنو لم يداوم عمييا خرجو الطبراني من رواية كامل أبي العالء ، عن أبي

فاتت : يحيى القتات ، عن مجاىد ، عن عائشة ، قالت عصر ، فمما انصرف ركعتان قبل ال) رسول اهلل

.صالىما ، ثم لم يصميما بعد حدثنا محمد بن ( : مسنده ) وروى بقي بن مخمد في

سمعت عبد : حدثني محمد بن زياد : ثنا بقية : مصفى سألت عائشة عن الركعتين بعد : اهلل بن أبي قيس يقول

يركعيما قبل الياجرة ) كان رسول اهلل : العصر ؟ فقالت فركعيما بعد العصر ، فمم يركعيما ، فنيى عنيما ، .قبميا وال بعدىا وىذا إسناد جيد

حدثنا شعبة ، عن يزيد : وخرجو اإلمام أحمد عن غندر

موسى ، [ أبي ] سمعت عبد اهلل بن : بن خمير ، قال دخمت عمى عائشة ، فسألتيا عن الوصال في : قال

: الصوم ، وسألتيا عن الركعتين بعد العصر ؟ فقالت بعث رجال عمى الصدقة ، فجاءتو عند ) رسول اهلل إن

الظير ، فصمى الظير ، وشغل في قسمتو حتى صمى عميكم بقيام الميل ؛ فإن : العصر ، ثم صالىا ، وقالت

.كان ال يدعو ) رسول اهلل وعبد : قال . يزيد بن خمير صالح الحديث : قال أحمد

: ، ىو اهلل بن أبي موسى ىذا خطأ ، أخطأ فيو شعبة .انتيى . عبد اهلل بن أبي قيس

.واألمر كما قالو وقد روي عن عبد اهلل بن أبي قيس ، عن عائشة من

وجو آخر ، وىو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .شامي حمصي ، خرج لو مسمم

نما سئمت عائشة عن الوصال والركعتين بعد العصر ، وا فعميما ، وحديث عائشة كان ينيى عنيما وي) ألن النبي

ىذا يدل عمى أنو إنما فعميما في ىذه المرة ؛ ولذلك لم نما عدلت إلى أمره بقيام الميل ، تأمر السائل بفعيمما ، وا

كان ال ) يسأل عنو ، وأخبرت أن النبي [ لم ] مع أنو يدعو ، وىذا يشعر بأن الصالة بعد العصر بخالف

.ذلك ن رواية معاوية بن م -أيضا -وخرج اإلمام أحمد

سألت عائشة : صالح ، عن عبد اهلل بن أبي قيس ، قال كان رسول اهلل : عن الركعتين بعد العصر ؟ فقالت

يصمي ركعتين بعد الظير ، فشغل عنيما حتى صمى ) العصر ، فمما فرغ ركعيما في بيتي ، فما تركيما حتى

.مات نو ؟ فسألت أبا ىريره ع: قال عبد اهلل بن أبي قيس

.قد كنا نفعمو ، ثم تركناه : فقال

فخالف معاوية بن صالح محمد بن زياد ويزيد بن خيمر .، وقوليما أولى

وقد روي عن عائشة ، أنيا ردت األمر إلى أم سممة في وىو أصح روايات -ذلك ، وقد سبق حديث كريب عنيا

، وحديث أبي بكر بن عبد -الباب كما ذكره الدارقطني : بن الحارث بن ىشام ، أن عائشة قالت الرحمن

اخبرتني أم سممة ، وحديث أبي سممة ، عن عائشة وأم .سممة

وخرج اإلمام أحمد من رواية يزيد بن أبي زياد ، عن عبد دخمت أنا وابن عباس عمى : اهلل بن الحارث ، قال

معاوية ، فذكر الركعتين بعد العصر ، فجاء ابن الزبير ) .عائشة ، عن رسول اهلل حدثتني : ، فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذاك ما أخبرتو أم سممة ، : فأرسل إلى عائشة ، فقالت

فدخمنا عمى أم سممة ، فاخبرناىا ما قالت عائشة ، قد ) يرحميا اهلل ، أو لم أخبرىا أن رسول اهلل : فقالت

نيى عنيما ؟لم أسمعو : ة قالت أن عائش: وفي رواية بيذا اإلسناد

، لكن حدثتني أم سممة ، فسألناىا ، ) من رسول اهلل ولقد حدثتيا أن رسول اهلل : فذكرت القصة ، ثم قالت

.نيى عنيما ) ورواه حنظمة السدوسي ، عن عبد اهلل بن الحارث ،

صمى بنا معاوية العصر ، فأرسل إلى ميمونة : قال إن رسول اهلل : رجال ، ثم أتبعو رجال آخر ، فقالت

كان يجيز بعثا ، ولم يكن عنده ظير ، فجاءه ظير ) من ظير الصدقة ، فجعل يقسمو بينيم ، فحبسوه حتى أرىق العصر ، وكان يصمي قبل العصر ركعتين ، أو ما شاء اهلل ، فصمى العصر ثم رجع ، فصمى ما كان يصمي قبميا ، وكان إذا صمى صالة ، أو فعل شيئا

.اوم عميو يحب أن يد .خرجو اإلمام أحمد

أن معاوية أرسل إلى عائشة : وفي رواية لو بيذا اإلسناد .، فأجابتو بذلك .واهلل أعمم . وكالىما وىم

ورواية يزيد بن أبي زياد لو ، عن عبد اهلل بن الحارث ، .سممة أصح [ أم ] عن

. منكر الحديث : وحنظمة ىذا ، قال اإلمام أحمد .معين والنسائي وضعفو ابن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لم يكن ) وقد روي عن عائشة ما يدل عمى أن النبي .يصمي بعد العصر شيئا

: عن عبد اهلل بن شقيق ، قال ( صحيح مسمم ) ففي : عن تطوعو ؟ فقالت ) سألت عائشة عن صالة النبي

ج فيصمي كان يصمي في بيتي قبل الظير اربعا ، ثم يخر بالناس ، ثم يدخل فيصمي ركعتين ، وكان يصمي

بالناس المغرب ، ثم يدخل فيصمي ركعتين ، ويصمي بالناس العشاء ، ويدخل بيتي فيصمي ركعتين ، وكان يصمي بالميث تسع ركعات فيين الوتر ، وكان إذا طمع

.الفجر صمى ركعتين فيذا يدل عمى أنو لم يكن يصمي بعد العصر شيئا فيبيتيا ؛ ألنو لو كان ذلك لذكرتو كما ذكرت صالتو في

.بيتيا بعد الظير والمغرب والعشاء وركعتين قبل : ) وقد خرجو اإلمام أحمد ، وزاد فيو

.ولم يذكر بعدىا شيئا ( . العصر : حدثني مصدع أبو يحيى ، قال : وروى سعد بن أوس

لم ) ، أن النبي -وبيني وبينيا ستر -حدثتني عائشة يصل صالة إال اتبعيا ركعتين ، غير الغداة وصالة

.العصر ؛ فإنو كان يجعل الركعتين قبميما .خرجو بقي بن مخمد

فقد تبين بيذا كمو أن حديث عائشة كثير االختالف الترمذي : واالضطراب ، وقد رده بذلك جماعة ، منيم

.واألثرم وغيرىما

ث الصحيحة ومع اضطرابو واختالفو فتقدم األحاديالصريحة التي ال اختالف فييا وال اضطراب في النيي

.عن الصالة بعد العصر عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعمى تقدير معارضتو لتمك األحاديث ، فممعمماء في :الجمع بينيما مسالك

:المسمك األول أن حديث عائشة يدل عمى التطوع المداوم عميو قبل

ضة وبعدىا ، إذا فات شيء منو فإنو يجوز قضاؤه الفري .بعد العصر

وقد روي ىذا المعنى عن زيد بن ثابت وابن عباس ، ليو ذىب الشافعي والبخاري والترمذي وغيرىم .وا

لم يداوم عمى ذلك ، كما في ) أن النبي : ورجح أكثرىم حديث أم سممة ، وقد تبين أن عائشة رجعت إلييا في

.ذلك يحافظ عمى ) تقدير أن يكون داوم عمييا فقد كان وعمى

نوافمو كما يحافظ عمى فرائضو ، ويقضي ما فاتو منيا ، كما روي عنو أنو كان يقضي ما فاتو من الصيام في

كما كانت عائشة تقضي ما فاتيا -األشير في شعبان حتى ال يأتي رمضان آخر وقد فاتو -من رمضان

ماضي فمما صمى يوما شيء من نوافمو في العام الركعتين بعد العصر قضاء لما فاتو من النوافل كان ذلك

.سببا مجوزا لمداومتو عمى مثل ذلك وفي ىذا نظر ؛ فإنو لما فاتو صالة الصبح بالنوم ،

وقضاىا نيارا لم يداوم عمى مثل تمك الصالة كل يوم ، .وكذلك لما قضى صالة العصر يوم الخندق

عية فيمن قضى شيئا من التطور في وقت واختمف الشافىل لو المداومة ؟ عمى وجيين ليم ، : النيي

.أنو ال يجوز المداومة : أصحيما .لم يداوم عمى ىذه الصالة ) أنو : ورجح األكثرون

: كما روى ابن لييعة ، عن عبد اهلل بن ىبيرة ، قال

سمعت قبيصة بن ذؤيب ، أن عائشة اخبرت آل الزبير صمى عندىا ركعتين بعد العصر ، ) ، أن رسول اهلل .فكانوا يصمونيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يغفر اهلل لعائشة ، : ت فقال زيد بن ثاب: قال قبيصة من عائشة ، إنما كان كذلك ألن ) نحن أعمم برسول اهلل

بيجير ، فقعدوا ) أناسا من األعراب أتوا رسول اهلل يسألونو ويفتييم حتى صمى الظير ، ولم يصل ركعتين ، ثم قعد يفتييم حتى صمى العصر ، فانصرف إلى بيتو ،

صالىما بعد فذكر أنو لم يصل بعد الظير شيئا ، فمن ) العصر ، يغفر اهلل لعائشة ، نحن أعمم برسول اهلل

.عن الصالة بعد العصر ) عائشة ، نيى رسول اهلل وروى عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن

الركعتين بعد العصر ) إنما صمى النبي : عباس ، قال

؛ ألنو أتاه مال فشغمو عن الركعتين بعد الظير ، .ما بعد العصر ، ثم لم يعد ليما فصالى

حديث حسن ، وابن حبان في : خرجو الترمذي ، وقال ( .صحيحو )

:والمسمك الثاني كان مخصوصا بإباحة الصالة بعد العصر ، أو ) أنو

في أوقات النيي مطمقا ، وىذا قول طائفة من الفقياء .من أصحابنا كابن بطة ، ومن الشافعية وغيرىم

عن عبد الرزاق ( مسنده ) اق بن راىويو في وروى إسح، عن معمر ، عن أبي ىارون العبدي ، عن أبي سعيد

رأيت عبد اهلل بن الزبير يصمي ركعتين : الخدري ، قال أخبرتني عائشة : ما ىذ ؟ قال : بعد العصر ، فقمت

، أنو كان يصمي ركعتين بعد العصر ) عن رسول اهلل : شة ، فسألتيا ، فقالت فأتيت عائ: في بيتي ، قال

: يقول ) فأشيد لسمعت رسول اهلل : صدق ، فقمت ليا ال صالة بعد العصر حتى تغرب الشمس ، وال صالة )

يفعل ما ) ، فرسول اهلل ( بعد الفجر حتى تطمع الشمس .أمر ، ونحن نفعل ما أمرنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أبو ىارون ، ضعيف الحديث إنو إذا تعارض : وليذا المعنى قال طائفة من العمماء

وفعمو أخذنا بنييو ؛ الحتمال أن يكون فعمو ) نيي النبي خاصا بو ، كما في نييو عن نكاح المحرم مع أنو نكح

وىو محرم ، إن ثبت ذلك ، وكما كان يواصل في .صيامو ، ونيى عن الوصال

: ئل ، أنو س) ماروي عن النبي : ويعضد ىذا ( .ال : ) أنقضييما إذا فاتتا ؟ قال

فروى حماد بن سممة ، عن األزرق بن قيس ، عن صمى رسول اهلل : ذكوان ، عن أم سممة ، قالت

يا : العصر ، ثم دخل بيتي فصمى ركعتين ، فقمت )

: رسول اهلل ، صميت صالة لم تكن تصمييا ؟ فقال ما بعد قدم عمي مال فشغمني عن ركعتين كنت أركعي)

يا رسول اهلل ، : فقمت ( . الظير ، فصميتيما اآلن ( .ال ) أفنقضييما إذا فاتتا ؟ قال

( .صحيحو ) خرجو اإلمام أحمد وابن حبان في سناده جيد .وا

وروي عن ذكوان ، عن عائشة ، عن : قال الدارقطني وعن ذكوان ، عن عائشة ، عن أم سممة ، ) . النبي

) .عن النبي ( .كتاب المعرفة ) عفو البييقي بغير حجة في وقد ض

من رواية ذكوان ، عن ( كتاب السنن ) وخرجو في .فذكرت الحديث -حدثتني أم سممة : عائشة ، قالت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من رواه عن حماد ، عن : ورجح األثرم والبييقي

. األزرق ، عن ذكوان ، عن عائشة ، عن أم سممةوىذا مما يستدل بو عمى أن عائشة إنما تمقت ىذا

.الحديث عن أم سممة وخرج أبو داود من رواية ابن إسحاق ، عن محمد بن

عمرو بن عطاء ، عن ذكوان مولى عائشة ، أنيا حدثتو كان يصمي بعد ( صمى اهلل عميو وسمم ) أن رسول اهلل

.العصر ، وينيى عنيا صمى ) ت اختصاص النبي وىذا يدل عمى أن عائشة رو

.بيذه الصالة ( اهلل عميو وسمم وروي عنيا من وجو آخر ، من رواية عبيدة بن معتب ،

عن إبراىيم ، عن األسود ، عن عائشة ، أن النبي دخل عمييا بعد العصر فصمى ( صمى اهلل عميو وسمم )

: " يا رسول اهلل ، أحدث الناس ؟ قال : فقمت . ركعتين ال عجل اإلقامة فمم نصل الركعتين قبل ال ، إن بال

يا رسول اهلل ، : قمت " . العصر ، فأنا أقضييما اآلن " .ال : " أفنقضييما إذا فاتتا ؟ قال

ال أعمم أتى بيذا المفظ " : العمل " قال الدارقطني في

.غير عبيدة بن معتب ، وىو ضعيف .رواية ذكوان تعضده وتشيد لو : قمت

خرجو ابن بطة : سممة من وجو آخر وقد روي عن أم في مصنف لو في مسألة الصالة أوقات النيي ، من

حدثنا ابن أبي زياد ، : حديث ابن فضيل ، عن أبيو عن عبد اهلل بن الحارث ، عن أم سممة ، أنو سمعيا

في ( صمى اهلل عميو وسمم ) ذكرت صالة رسول اهلل صمى قبميا ركعتين ، بينيما ركعتين بعد العصر ، لم تره

وال بعدىا مثميا ، وأنو أعمميا أنيا ركعتان كان يصمييما : فقمت لو : قال . قبل العصر ، فصالىما بعد العصر

" ال : " أفنصمييما إذا فاتتا ؟ قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:المسمك الثالث :النسخ ، وأىل ىذا المسمك فرقتان

ديث النيي ناسخة لمرخصة ؛ من يدعي أن أحا: منيم ألن النيي إنما يكون عن شيء تقدم فعمو ، وال يكون

عن شيء لم يفعل بعد ، وىذا سمكو ابن بطة من .أصحابنا وغيره ، وفيو بعد

من يدعي أن أحاديث الرخصة ناسخة لمنيي ، : ومنيم .وىذا محكي عن داود

صمى اهلل عميو ) وفي حديث أم سممة ، أن النبي ] . . . [ .صمى بعد العصر بعد نييو عن ذلك ( م وسم

ومن الناس من يحكي عن داود أن النيي عن الصالة .في جميع األوقات انتسخ بالصالة بعد العصر

.وىذا بعيد عمى أصول داود ومنيم من حكي عنو أنو خص النسخ بالنيي عن

.الصالة بعد العصر . وىذا أشبو ، وقد حكي مثمو رواية عن أحمد

وأكثر العمماء عمى أنو ليس في ذلك ناسخ وال منسوخ ، .وىو الصحيح

، ( صمى اهلل عميو وسمم ) وقد روى جماعة ، عن النبي

.أنو لم يكن يصمي بعد العصر شيئا فروى أبو إسحاق ، عن عاصم بن ضمرة ، عن عمي ،

يصمي ( صمى اهلل عميو وسمم ) كان رسول اهلل : قال مكتوبة ركعتين ، إال الفجر عمى إثر كل صالة

.والعصر صحيحو " خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن خزيمة في

. "

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وعاصم ، وثقو جماعة من األئمة وروى زىير بن محمد ، عن يزيد بن خصيفة ، عن

، فما ) كنت أسافر مع النبي : سممة بن األكوع ، قال .مى بعد العصر وال بعد الصبح قط رأيتو ص

.خرجو اإلمام أحمد سألت عنو محمدا : ، وقال ( عممو ) وذكره الترمذي في

ال أعرف ليزيد بن : ، فقال -البخاري : يعني -ولم نعرف : قال . خصيفة سماعا من سممة بن األكوع

.ىذا الحديث إال من ىذا الوجو .كذا قال

حدثنا سعيد : بن أبي الربيع وقد خرجو من طريق سعيدثنا يزيد ابن خصيفة ، عن ابن سممة بن : بن سممة

: فأدخل بينيما -فذكره -األكوع ، عن أبيو سممة .، لكنو لم يسمو ( ابن سممة )

: وقد خرج البخاري فيما سبق حديث معاوية ، أنو قال فما رأيناه ) إنكم لتصمون صالة ، لقد صحبنا رسول اهلل

الركعتين بعد : يعني -يا ، ولقد نيى عنيا يصمي .العصر

-وقد ذكرنا فيما سبق عن عائشة حديثا في ىذا المعنى لم يصل صالة إال ) إن النبي : ، وأنيا قالت -أيضا

أتبعيا ركعتين ، غير الغداة وصالة العصر ؛ فإنو كان .يجعل الركعتين قبميما

قد كنا نفعمو : ة بقول أبي ىرير : يستأنس لدعوى النسخ .، ثم تركناه -الصالة بعد العصر : يعني -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خرجو اإلمام أحمد من طريق معاوية بن صالح ، عن عبد اهلل بن أبي قيس ، أنو سأل عائشة عن الركعتين

.فذكر حديثيا -بعد العصر عنو ؟ وسألت أبا ىريرة: قال عبد اهلل بن أبي قيس

.قد كنا نفعمو ، ثم تركناه : فقال أن يجمع بين أحاديث عائشة المختمفة : ويحتمل عندي

:في ىذا الباب بوجو آخر غير ما تقدم ، وىو :مسمك رابع

:لم نجد أحدا سبق إليو ، وىو محتمل لما -رضي اهلل عنيا -يمكن أن تكون عائشة : فنقول

ة النيي عن الصالة بمغيا عن عمر وغيره من الصحاب

بعد العصر حتى تغرب الشمس ، ظنت أنيم ينيون عن الصالة بمجرد دخول وقت العصر ، كما قال ذلك كثير من العمماء أو أكثرىم في النيي عن الصالة بعد الفجر

.، أن النيي يدخل بطموع الفجر كما سبق ذكره ، أنو يصمي قبل ) وكانت عائشة عندىا عمم من النبي

العصر ركعتين في بيتيا ، وكان عندىا رواية عن صالة صمى في بيتيا مرة ركعتين بعد ) أم سممة أن النبي

العصر ، فكانت ترد بذلك كمو قول من نيى عن الصالة .بعد العصر

فإذا وقع التحقيق معيا في الصالة بعد صالة العصر ال أدري : كما أرسل إلييا معاوية يسأليا عن ذلك تقول

بعد صالة ) عمى أم سممة ؛ ألن صالة النبي ، وتحيلنما العصر لم تره عائشة ، إنما أخبرتيا بو أم سممة ، وا

في بيتيا ؛ وذلك بعد دخول ) رأت عائشة صالة النبي -وقت العصر وقبل صالة العصر ، مع أنيا كانت

تروي حديث أم سممة وترسمو ، وال تسمي من -احيانا .حدثيا بو

ن يجمع بين عامة اختالف األحاديث في وىذا وجو حس ىذا الباب ، إال أنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:يشكل عميو أحاديث أخبرتني : اخبرني عطاء : رواية يحيى بن قيس : منيا

لم يدخل عمييا بعد صالة ) عائشة ، أن رسول اهلل .العصر إال صمى ركعتين

بكر البرساني ، عن خرجو اإلمام أحمد عن محمد بن .يحيى ، بو

ورواه أحمد بن المقدام وغيره ، عن محمد بن بكر ، ولم ( .صالة : ) يذكروا لفظة

ولعل ىذه المفظة رواىا محمد بن بكر بما فيمو من المعنى ، فكان تارة يذكرىا ، وتارة ال يذكرىا ، فإن

المتبادر عند إطالق الصالة بعد العصر الصالة بعد

العصر ، ال بعد وقت العصر ، مع احتمال إرادة صالة .المعنى الثاني

كان ال ) ، أن النبي -أيضا -وقد روي عن عائشة .يدع ركعتين بعد الصبح

.وقد خرجو اإلمام أحمد بيذا المفظ بعد وقت الصبح ، ال بعد صالتو ، بغير : والمراد .إشكال لواحد بن ثنا عبد ا: ما روى خالد بن يحيى : ومنيا دخمت عمى عائشة ، فسألتيا : حدثني أبي ، قال : أيمن

والذي ذىب بنفسو ، : عن ركعتين بعد العصر ؟ فقالت يا أم المؤمنين ، فإن : فقال . ما تركيما حتى لقي اهلل

صدقت ، : عمر كان ينيى عنيا ويشدد فييا ؟ قالت يصمي بالناس العصر ، فإذا فرغ دخل ) كان نبي اهلل

ت نسائو فصالىما ؛ لئال يروه فيجعموىا سنة ، وكان بيو .يحب ما خف عمى أمتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وىذا تصريح بأنو كان يصمييما بعد صالة العصر رواية األسود ومسروق ، عن : -أيضا -ويعضده

يأتيني في يوم بعد ) ما كان النبي : عائشة ، قالت .ركعتين العصر إال صمى

.وقد خرجو البخاري فيما سبق بنحو ىذا المفظ ، عن ىشام ، عن -أيضا -وقد روي

بعد ) ما دخل رسول اهلل : أبيو ، عن عائشة ، قالت .العصر إال صمى ركعتين عندي

نما كان النبي يدخل عمى عائشة بعد صالة العصر ) وا ، كما في حديث ىشام ، عن أبيو ، عن عائشة ،

إذا انصرف من العصر ودخل ) كان رسول اهلل :قالت وذكرت قصة حفصة -عمى نسائو فيدنو من إحداىن

.والعسل ( .النكاح ) وقد خرجو البخاري في بأن رواية خالد بن يحيى قد : ويجاب عن ذلك كمو

.خالفو فييا أبو نعيم ، لم يذكر ما ذكره خالد ن حديث وقد خرج البخاري حديث أبي نعيم كما سبق دو

.خالد أن النبي : أن فيو : وقد دل عمى أنو غير محفوظ

.كان يدخل بيوت نسائو فيصمييا ) لم أره : وقد صح عن أم سممة كما تقدم أنيا قالت .صالىا إال يوما واحدا ، وذكرت سبب ذلك

عمى نسائو بعد العصر ، فذاك كان يفعمو ) وأمادخولو ا أخبرت عما رأتو يفعمو في دائما أو غالبا ، وعائشة إنم

.يوميا المختص بيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من ( صحيحو ) ما خرجو مسمم في : يدل عمى ذلك حديث شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن األسود ومسروق

ما كان يومو : نشيد عمى عائشة أنيا قالت : ، قاال

في بيتي ) الذي كان يكون عندي إال صالىما رسول اهلل .الركعتين بعد العصر : تعني -

فتبين بيذا أنيا أرادت يوميا المختص بيا الذي كان يكون مكثو عندىا في بيتيا ، فكان يتوضأ عندىا

لمعصر ويصمي ركعتين ، ثم يخرج لمصالة ، وربما كان .يدخل بيتيا في وقت العصر كذلك

ن بعد انو كان يصمي ركعتي: عمى أن مرادىا : فدل ىذا دخول وقت العصر ، ولكن كان ذلك قبل صالة العصر ، وكانت تظن أن ىذا يرد قول عمر ومن وافقو بالنيي نما كان مراد عمر وغيره عن الصالة بعد العصر ، وا

.النيي عن الصالة بعد صالة العصر : من الصحابة والشتباه األمر في ىذا عمى كثير من الناس كان كثير

حديث عائشة بالمعنى الذي يفيمو منو من الرواة يروي ، وال يفرق بين وقت العصر وفعل العصر ، فوقع في

.ذلك اضطراب في الفاظ الروايات أنو صمى ) وقد ظير بيذا أنو لم يصح عن النبي

ركعتين بعد صالة العصر ، إال يوم صالىما في بيت أم

، كما في -أحيانا -سممة ، وكانت عائشة ترويو عنيا يث ذكوان عنيا ، وأحيانا ترسمو ، كما في حديث أم حد

.سممة عنيا وفي رواية ابن أبي لبيد ، عن أبي سممة ، أن عائشة لما

ال عمم : ) أرسل الييا معاوية يسأليا عن ذلك ، قالت في ذلك ) تشير إلى أنيا ليس عندىا عن النبي -( لي

ولكن سموا أم ) -شيء سمعتو منو أو راتو يفعمو ، ) تشير إلى أنيا ىي التي أخبرت عن النبي -( سممة

.أنيا رأتو يفعل ذلك وفي رواية محمد بن أبي حرممة ، عن عائشة ، أنيا

)حدثت عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بمثل حديث أم سممة ، فإن كان ىذا محفوظا فقد أرسمت عما رأتو ، الحديثين عنيا ، ويحتمل أن تكون أخبرت

كان يصمي ركعتين قبل ) أن النبي : وأن يكون مرادىا ، فشغل عنيما أو -بعد الظير : تعني -وقت العصر

بعد وقت : تعني -نسييما ، ثم صالىما بعد العصر ، ثم أثبتيما من حينئذ ، -العصر ، قبل صالة العصر

فداوم عمييما قبل صالة العصر وبعد دخول وقت صالة .العصر

ورواية ابن أبي لبيد أشبو من رواية ابن أبي حرممة ، ( .الصحيحين ) وكل منيما ثقة مخرج لو في

إنو حديث : وقال البييقي في حديث ابن أبي لبيد .صحيح

نما رجح أبن عبد البر رواية ابن أبي حرممة عمى وا رواية ابن أبي لبيد لموافقتو في الظاىر لما فيمو من

عائشة في الصالة بعد العصر ، وقد سائر الرواة عن بينا الفرق بينيما

فقد فرقت عائشة بين ركعتي الفجر والعصر ، : فإن قيل لم يكن يدع ركعتين قبل الفجر ، وركعتين بعد : ) فقالت

، كما في حديث األسود وغيره ، عنيا كما ( العصر

سبق ، ولو أرادت الوقت دون الفعل لسوت بينيما ، .الفجر وبعد العصر بعد : وقالت

:فالجواب عنو من وجيين ال يدع ) كان النبي : أنو روي عنيا أنيا قالت : أحدىما

وقد خرجو اإلمام أحمد من رواية . ركعتين بعد الصبح .ابن المنتشر ، عنيا

.ال يدع ركعتين بعد العصر سواء : فيذا كقولنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن ركعتي الفجر لم يكن فييا اختالف بين :والثاني الصحابة أنيا قبل الصالة ، ولم يكن أحد منيم يصمي

، فمذلك كانت ) بعد الصبح تطوعا ، وال نقمو عن النبي : كان يصمي قبل الفجر ، وأحيانا تقول : أحيانا تقول

.بعد الصبح ؛ ألن المعنى مفيوم ان وقع فييما وأماالركعتان بعد العصر ، فيما المت

االختالف بين الصحابة ، وكان كثير منيم يصمييما وكان ابن الزبير قد أشاعيما بعد موت عمر ، وكان

عمر في خالفتو ينيى عنيما ، ويعاقب عمييما ، وكانت صمى ) عائشة تخالفو في ذلك ، وكانت تروي أن النبي

ال يصمى بعد : عندىا بعد العصر ؛ لترد عمى من قال .العصر

ولكن ليس في روايتيا ما يرد عمييم ؛ ألنيم إنما نيوا عن الصالة بعد صالة العصر ، وىي كان عندىا عمم

. صمى ركعتين بعد دخول وقت العصر ) أن النبي ولعل عمر كان ينيى عن الصالة بعد دخول وقت

العصر ، كما نيى ابنو وغيره عن الصالة بعد طموع ت عائشة تنكر ذلك الفجر سوى ركعتي الفجر ، وكان

لكنيا كانت تسوى بين حكم ما قبل الصالة وبعدىا في .الرخصة في الصالة

أنو صمى ) أنو لم يصح عن النبي : فتبين بيذا كمو ركعتين بعد صالة العصر ، سوى ما روتو عنو أم سممة

.وحدىا

فقد سبق عن زيد بن خالد وتميم الداري ، : فإن قيل ، )أنيما رويا عن النبي

.صالىما [ أنو ]

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ليس إسناد واحد منيما مما يحتج بو ؛ ألن حديث : قيل

تميم منقطع اإلسناد ، وحديث زيد بن خالد فيو مجيوالن الصالة بعد وقت العصر ، قبل صالة : ، ولعل مرادىما

.أيضا -العصر الصالة بعد ولعل كثيرا ممن نقل عنو من الصحابة

، ومع ىذا فال يقطع -أيضا -العصر أرادوا ذلك .عمييم أنيم أرادوا الصالة بعد صالة العصر

وقد رويت الصالة بعد العصر عن أبي موسى ، عن حدثنا أبو بكر : ، من رواية أبي دارس النصري ) النبي

بن أبي موسى ، عن أبيو ، أنو كان يصمي بعد العصر

صمى ركعتين بعد ) ن رسول اهلل ركعتين ، ويحدث أ .العصر في منزل عائشة

.خرجو بقي بن مخمد عن أبي موسى : وخرجو اإلمام أحمد مختصرا ، ولفظو

.يصمي ركعتين بعد العصر ) ، أنو رأى النبي يحتمل أنو رآه يصمي بعد دخول وقت -أيضا -وىذا

.العصر بن إسماعيل بن دارس ، قال ا: وأبو دارس ، اسمو

.ىو مجيول ال أعرفو : المديني ما بو : وقال مرة . ضعيف الحديث : وقال ابن معين

ليس : وقال أبو حاتم . بأس إنما روى حديثا واحدا .بالمعروف أبو دراس ، وقد فرق بينيما ابن : -أيضا -ويقال فيو

.أبي حاتم ، وىو واحد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يق آخر من رواية يحيى بن عاصم صاحب أبي ولو طر حدثني : حدثنا محمد ابن حمران بن عبد اهلل : عاصم

شعيب بن سالم ، عن جعفر بن أبي موسى ، عن أبيو ، كان يصمي بعد العصر ركعتين ، وكان ) أن رسول اهلل

.أبو موسى يصمييما ( .األوسط ) خرجو الطبراني في

. وىذا اإلسناد مجيول ال يعرفإسحاق [ أبي ] وروى محمد بن عبيد اهلل الكوفي ، عن

ثماني ) غزوت مع رسول اهلل : ، عن البراء ، قال عشرة غزوة ، فما رأيتو تاركا ركعتين قبل الظير ،

.وركعتين بعد العصر العرزمي ، وىو متروك : غريب منكر ، والكوفي ، لعمو

ال فيو مجيول .، وا .العصر وما فييا فيذه أحاديث الصالة بعد

: ويمكن أن نسمك في حديث عائشة مسمكا آخر ، وىو أن صالة الركعتين لمداخل إلى منزلو حسن مندوب إليو

.، وقد ورد في فضمو أحاديث في أسانيدىا نظر : فخرج البزار في األمر بو ، وأنو يمنع مدخل السوء

.مرفوعا ، في إسناده ضعف -حديثا عن أبي ىريرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى األوزاعي ، عن عثمان بن أبي سودة ، أن رسول صالة : ) أو قال -( صالة األوأبين : ) قال ) اهلل

ركعتان إذا دخمت بيتك ، وركعتان إذا خرجت -األبرار ( .منو

.وىذا مرسل ما : ويروى عن ىشام بن عروة ، عن عائشة ، قالت

.بيتي قط إال صمى ركعتين ) هلل دخل رسول ا .ىو خطأ : قال أبو بكر األثرم

كأنو يشير إلى أنو مختصر من حديث الصالة بعد .العصر

ذا خرج وممن روي عنو أنو كان يصمي إذا دخل بيتو وا .عبد اهلل بن رواحة ، وثابت البناني : منو

ذا كانت ىذه صالة مستحبة فال يبعد أن تمتحق بذوات وا باب فييا ، كتحية المسجد ونحوىا ، وفي ىذا األس .واهلل أعمم . نظر

أنو يجوز قضاء الفوائت : ومقصود البخاري بيذا الباب من النوافل الراتبة فيما بعد العصر ، كما يقولو

.الشافعي بما روى سعد بن : لذلك -أيضا -وقد احتج الشافعي

م التيمي حدثني محمد بن إبراىي: سعيد األنصاري ، قال رجال يصمي ) رأى النبي : ، عن قيس بن عمرو ، قال

صالة ) : ) بعد صالة الصبح ركعتين ، فقال رسول اهلل صميت [ أكن ] إني لم : ، فقال ( الصبح ركعتان

الركعتين المتين قبميا ، فصميتيما اآلن ، فسكت رسول ) .اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ام أحمد وأبو داود وابن ماجو والحاكم خرجو اإلمإسناده ليس بمتصل ؛ محمد بن إبراىيم : وقال الترمذي

ورواه بعضيم عن سعد ، . التيمي لم يسمع من قيس .خرج فرأى قيسا ) عن محمد ، أن النبي

وذكر أبو داود أن يحيى بن سعيد وأخاه عبد ربو روياه .سا يصمي خرج فرأى قي) ، أن النبي -مرسال -

.ىو أخوىما -وقيس جدىما وقد روى الميث ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبيو ، عن

.فذكره -يصمي ) جده ، أنو جاء والنبي .والدارقطني والحاكم ( صحيحو ) خرجو ابن حبان في

.وزعم أنو صحيح ، وليس كذلك : يقال : ذكر عن أبيو ، أنو قال : قال ابن أبي خيثمة

.لم يسمع من أبيو قيس شيئا إن سعيدا .مرسل -أيضا -فيو

.ليس بصحيح : وقد ضعف أحمد ىذا الحديث ، وقال

وقد رواه عبد الممك بن أبي سميمان ، عن قيس بن سعد .مرسل -) ، عن عطاء ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سمع ىذا :أن ابن عيينة قال : وذكر أبو داود والترمذي .الحديث عطاء من سعد بن سعيد

.فعاد الحديث إلى حديث سعيد المتقدم سناده وقد رواه الضعفاء ، فأسندوه عن عطاء ، وا

:ووصمو وىم فرواه أيوب بن سويد ، عن ابن جريح ، عن عطاء ،

.عن قيس .وأيوب ضعيف ، وىم في إسناده لو عن قيس

عطاء ، عن ابن ورواه سعيد بن راشد السماك ، عن ) .عمر ، عن النبي

.وسعيد ىذا ، ضعيف

ورواه محمد بن سميمان بن أبي داود الحراني ، عن أبيو ) .، عن عطاء ، عن جابر ، عن النبي

.البومة ، ضعيف : ومحمد بن سميمان ، يقال لو قالو أبو حاتم : -المرسل : والصحيح عن عطاء .والدارقطني وغيرىما

إلى ىذا الحديث ورخص في صالة ركعتي وممن ذىب عطاء : الفجر بعد صالة الفجر وقبل طموع الشمس

فيما نقمو عنو -وطاوس وابن جريج ، والشافعي .المزني

، ( المغني ) وىو رواية عن أحمد ، واختارىا صاحب وقصر الجواز عمى قضاء ركعتي الفجر بعدىا ، وقضاء

الوتر بعد طموع السنن الراتبة بعد العصر ، وقضاء .الفجر ، لورود النص بذلك

وقد نص أحمد في رواية ابن منصور عمى جواز قضاء ) .السنن الفائتة بعد العصر ، كما فعل النبي

.وفي رواية المروذي عمى قضاء الوتر بعد طموع الفجر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

. عد الصالة واختمفت الرواية عنو في قضاء سنة الفجر بأن الحكم يتعدى إلى : والمشيور عند أكثر أصحابنا

قضاء جميع السنن والرواتب في جميع أوقات النيي ، وفعل جميع ذوات األسباب فييا ، كصالة الكسوف

وتحية المسجد ، وحكوا في جواز ذلك كمو روايتين عن .أحمد في جميع أوقات النيي

ن الطويمين دون إن الخالف مختص بالوقتي: ولو قيل .األوقات الثالثة الضيقة لكان أقرب

وال يعرف ألحمد نص بجواز شيء من ذلك في األوقات .الضيقة

ىذا ، والتفريق ىو قول إسحاق بين راىويو ، وىو .متوجو

أن ذلك ال يفعل في أوقات النيي : والمشيور عن أحمد .، وأن سنة الفجر إنما تقضى بعد طموع الشمس

: ل عبد اهلل بن أحمد ، أنو سأل أباه ، فقال لو حتى نق

يصمييما إذا فرغ من الصالة ؟ : حكي عنك أنك تقول .ما قمت ىذا قط : فقال

والبن بطة في ذلك مصنف مفرد في منع ذلك ، وىو اختيار الخرقي وأبي الحسن التميمي والقاضي أبي

.يعمي وحكي جوازه عن أبي بكر عبد العزيز بن جعفر من

.أصحابنا ، ورجحو طائفة من المتأخرين منيم األظير عنو أنو ال يفعل شيئا : وقال ابن أبي موسى

من ذلك في وقت النيي ، لكنو استثنى من ذلك قضاء .قيام الميل والوتر بعد طموع الفجر

وروى نافع ، عن ابن عمر ، أنو كان إذا فاتتو ركعتا .الفجر قضاىما من الضحى

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

.وروى عنو عطية ، أنو قضاىا بعد الصالة

.ورواية نافع أصح عن أحمد وغيره القاسم بن : يقضييا بعد طموع الشمس : وممن قال

سحاق وأبو ثور ، محمد واألوزاعي وأبو حنيفة ومالك وا .ونقمو البويطي عن الشافعي

ة ، عن وروى عمرو بن عاصم ، عن ىمام ، عن قتادالنضر بن أنس ، عن بشير بن نييك ، عن أبي ىريرة ،

من لم يصل ركعتي الفجر ) : ) قال رسول اهلل : قال ( .فميصميما إذا طمعت الشمس

.والحاكم ( صحيحو ) خرجو الترمذي وابن حبان في .صحيح عمى شرطيما : وقال

وروى مروان بن معاوية ، عن يزيد بن كيسان ، عن صمى ركعتي ) ، عن أبي ىريرة ، أن النبي أبي حازم

.الفجر حتى طمعت الشمس ىذا المفظ اختصره من حديث نوم : قال أبو حاتم الرازي

عن صالة الفجر ، وأنو استيقظ بعد أن طمعت ) النبي الشمس ، فصمى ركعتي الفجر ، ثم صمى الفجر ، فقد

.قضى السنة والفريضة معيا بعد طموع الشمس

: أن ابن ماجو خرج الحديث ، ولفظو : ذلك ويدل عمى نام عن ركعتي الفجر ، فقضاىما بعد ما ) إن النبي [ .الشمس ] طمعت

وخرج ابن بطة من رواية أبي عامر الخزاز ، عن ابن صميت الفجر مع : أبي مميكة ، عن ابن عباس ، قال

، ) ، فقمت أصمي الركعتين ، فجذبني النبي ) النبي ( .مي الفجر أربعا ؟ أتص: ) فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.واستدل بو عمى منع القضاء بعد الصالة ( صحيحو ) وقد خرجو اإلمام أحمد وابن حبان في

أنو قام ليصمي الركعتين بعد إقامة : والحاكم ، وعندىم .الصالة

.وىو الصحيح ر ومما يدل عمى منع قضاء السنن بعد صالة الفج

أن ىاتين الصالتين يعقبيما وقت نيي عن : والعصر الصالة ، فمذلك لم تشرع بعدىما صالة ليما كالظير والمغرب والعشاء ، فإذا منع من الصالة بعدىما في

وقتيما ألجميما ، ولم يكن ليما سنة راتبة بعدىما كذلك ، فألن يمنع من صالة سنة غيرىما بعدىما في وقت

.الصالة أولى وأحرى النيي مع فوات وقتوىذا بخالف قضاء الفرائض في ىذه األوقات ، فإنو لما جاز فعل الفرض الحاضر فييما ولو في وقت الكراىة

.أيضا -جاز قضاء غيرىما من الفرائض أن القضاء تابع لألداء ، فحيث جاز أداء : فتبين بيذا

الفرض جاز قضاؤه ، وحيث منع أداء النفل منع من .، بل القضاء أولى بالمنع من األداء قضائو

وليذا كان ما بعد طموع الفجر إلى صالة الوقت وقتا ألداء سنتيا الراتبة ، وليس وقتا لقضاء شيء من النوافل

.كما عند كثير من العمماء كما -ومنيم من رخص في قضاء الوتر وقيام الميل فيو

.إلحاقا لمقضاء باألداء -سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """"" "

باب - التبكير بالصالة في يوم غيم

ثنا ىشام ، عن يحيى : حدثنا معاذ بن فضالة - ، عن أبي قالبة ، أن أبا -ابن أبي كثير : ىو -

كنا مع بريدة في يوم ذي غيم ، : المميح حدثو ، قال من : ) قال ) بكروا بالصالة ؛ فإن رسول اهلل : فقال

( .ك صالة العصر فقد حبط عممو تر ( ترك صالة العصر : باب ) قد سبق ىذا الحديث في

مناقشة اإلسماعيمي لمبخاري في تبويبو : ، وذكرنا فيو ، وحكم التبكير ( التبكير بالصالة في يوم غيم : ) عميو

.في الغيم بما فيو كفاية

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب - ن بعد ذىاب الوقتاألذا

في قضاء -ىذا أوليا -ذكر البخاري أربعة أبواب ذكر األذان لمصالة : الصموات الفوائت ، وأول األبواب .الفائتة إذا قضاىا بعد ذىب وقتيا

:وقال : ثنا محمد بن فضيل : حدثنا عمران بن ميسرة -

ثنا حصين ، عن عبد اهلل بن أبي قتادة ، عن أبيو ، لو : ليمة ، فقال بعض القوم ) سرنا مع النبي :قال

أخاف أن تناوموا عن : ) قال . عرست بنا يا رسول اهلل اوقظكم ، فاضطجعوا ، [ إني : ] قال بالل ( . الصالة

وأسند بالل ظيره إلى راحمتو ، فغمبتو عيناه ، فنام ، : وقد طمع حاجب الشمس ، فقال ) فاستيقظ رسول اهلل

ما ألقيت عمي نومة : قال ( أين ما قمت ؟ يا بالل ، ) إن اهلل قبض أرواحكم حين شاء ، : ) قال . مثميا قط

وردىا عميكم حين شاء ، يا بالل ، قم فأذن بالناس

، فتوضأ ، فمما ارتفعت الشمس وأبياضت قام ( بالصالة .فصمى

.النزول لمنوم ( : التعريس ) بد البر االتفاق يختص بآخر الميل ، وحكى ابن ع: وقيل .عميو

دليل عمى أن من نام قرب وقت الصالة : وفي الحديث وخشي من أن يستغرق نومو الوقت حتى تفوتو الصالة ،

فوكل من يوقظو ، أنو يجوز لو أن ينام حينئذ ، وقد ( .النوم قبل العشاء : باب ) ذكرنا ذلك في حالة إذا نام قرب طموع الفجر ينام عمى ) وقد كان النبي

.ال يستثقل معيا في نومو ، لتكون أقرب إلى استيقاظو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روى اإلمام أحمد حديث أبي قتادة ىذا بسياق مطول إذا عرس وعميو ليل توسد يمينو ) وكان النبي : ، وفيو

ذا عرس الصبح وضع رأسو عمى كفو اليمنى ، وأقام ، وا .ساعده رجو مسمم من طريق اإلمام أحمد بدون ىذه وقد خ .الزيادة

وظن جماعة ، أنيا في سياق حديث مسمم ، فعزوىا إليو الحميدي وأبو مسعود الدمشقي ، حتى إنو : ، ومنيم

عزاىا بانفرادىا إلى مسمم ، ولعميم وجدوىا في بعض .واهلل أعمم ( . الصحيح ) نسخ شاء ، وردىا إن اهلل قبض أرواحكم حين : ) وقولو

.يدل عمى أن النائم تقبض روحو ( عميكم حين شاء المو يتوفى األنفس ) وىذا مطابق لقول اهلل عز وجل

حين موتيا والتي لم تمت في مناميا فيمسك التي قضى عمييا الموت ويرسل األخرى إلى أجل مسمى

[ . : الزمر ) ] فدلت اآلية عمى أن النوم وفاة ، ودل الحديث عمى أن النوم قبض ، ودال عمى أن النفس المتوفاة ىي الروح

.المقبوضة

في نوميم عن ) وفي حديث أبي جحيفة ، عن النبي إنكم كنتم أمواتا ، فرد اهلل : ) الصالة ، أنو قال ليم

( .إليكم أرواحكم .مي الموصمي واألثرم وغيرىما خرجو أبو يع: عند استيقاظو من منامو ) قول النبي : ويشيد ليذا

( .الحمد هلل الذي أحيانا بعد ما أماتنا )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، في قصة نوميم عن ) وفي حديث أنس ، عن النبي إن ىذه األرواح جارية في : ) قال ) الصالة ، أن النبي

( .اد العباد ، فيقبضيا إذا شاء ، ويرسميا إذا شاء أجس .خرجو البزار

، ) عن أبي ىريرة ، عن النبي ( صحيح مسمم ) وفي أخذ : ، فقال بالل ( أي بالل : ) أنو قال لما استيقظوا

-وأمي يا رسول اهلل [ أنت ] بأبي -بنفسي الذي أخذ

.بنفسك النفس ؛ فإنو أقر دليل لمن ال يفرق بين الروح و : وفيو

إن : ) إن اهلل أخذ بأنفسيم ، مع قولو : بالال عمى قولو ( .اهلل قبض أرواحنا

إن ذاتيما واحدة وصفاتيما مختمفة ، فإذا : وقد قيل اتصفت النفس بمحبة الطاعة واالنقياد ليا نيى روح ،

ن اتصفت بالميل إلى اليوى المضر واالنقياد ليا فيي وا .نفس

، أمامع -أيضا -في الحالة األولى نفسا وقد تسمىيا أيتيا النفس المطمئنة : ) قيد ، كقولو تعالى

وال أقسم بالنفس الموامة ) ، وقولو [ : الفجر ) ] في ) ، وأمامع االطالق ، كقول النبي [ : القيامة ) ]

( .والذي نفسي بيده : ) يمينو دليل عمى أن قبض األرواح من : في اآلية والحديث و

األبدان ال يشترط لو مفارقتيا لمبدن بالكمية ، بل قد .تقبض ويبقى ليا بو منو نوع اتصال كالنائم

ويستدل بذلك عمى أن اتصال األرواح باألجساد بعد

الموت إلدراك البدن النعيم والعذاب ، أو لمسؤال عند اة تامة ، وال مفارقتيانزول القبر ال يسمى حي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال لكان الميت يحيى لمجسد بعد ذلك موتا تاما ، وا .ويموت في البرزخ مرارا كثيرة

وىذا يرد قول من أنكر إعادة الروح إلى الجسد عند .السؤال والنعيم أو العذاب

.خر وبسط القول في ىذا يتسع ، وقد ذكر في موضع آحكم اهلل في قضائو عمييم بالنوم عن ) وقد بين النبي

:الصالة في قصة نوميم ) وفي حديث ابن مسعود ، عن النبي

إن اهلل عز وجل لو : ) قال ) عن الصالة ، أن النبي أراد أن يكون [ ولكن ] شاء أن ال تناموا عنيا لم تناموا ، ( .لمن بعدكم ، فيذا لمن نام أو نسي

.إلمام أحمد خرجو ابإسناده ، عن ابن عباس ، أنو قال -أيضا -وخرج

ما يسرني بو الدنيا وما فييا : عقب روايتو ليذا الحديث .لمرخصة : يعني -

.وفي إسناده مقال وقد روي عن مسروق مرسال ، وأن ىذا الكالم في آخره

قالو أبو زرعة وأبو : -من قول مسروق ، وىو أصح . حاتم الرازيان

، ( الموطأ ) ذكره مالك في [ ما : ] ويشبو ىذا الحديث ( .إنما أنسى ألسن : ) قال ) أنو بمغو ، أن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إن ىذا لم يعرف لو إسناد بالكمية : وقد قيل حدثنا ( : تاريخ المفضل بن غسان الغألبي ) ولكن في

معت عبد اهلل بن المبارك س: سعيد بن عامر ، قال

-إنما أنسى ) : ) قال رسول اهلل : قالت عائشة : قال ( .ألسن -أو أسيو

دليل ( يا بالل ، قم فأذن لمناس بالصالة ) : ) وقولو عمى أن الصالة الفائتة يؤذن ليا بعد وقتيا عند فعميا ،

.وىو مقصود البخاري بيذا حديث النوم عن ( أبواب التميم) وقد خرج البخاري في

الصالة من حديث عمران بن حصين ، بسياق مطول ، لما استيقظ شكوا إليو الذي أصابيم ، ) أن النبي : وفيو ، ( ، ارتحموا -أو ال يضير -ال ضير : ) فقال

فارتحموا ، فسار غير بعيد ، ثم نزل فدعا بالوضوء ، .فتوضأ ، ونودي بالصالة فصمى بالناس

من حديث سميمان بن المغيرة ، عن وقد خرج مسممثابت ، عن عبد اهلل ابن رباح ، عن أبي قتادة ، بسياق

فكان أول من استيقظ رسول اهلل : مطول ، وفيو : فقمنا فزعين ، ثم قال : قال . والشمس في ظيره ) ، فركبنا ، فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس نزل ( اركبوا )

دون وضوء ، ثم أذن ، ثم دعا بميضأة ، فتوضأ وضوءا

ركعتين ، ثم صمى ) بالل بالصالة ، فصمى رسول اهلل وذكر بقية -الغداة ، فصنع كما كان يصنع كل يوم

أن عمران بن حصين صدق : -وفي آخره -الحديث .عبد اهلل بن رباح ، لما سمعو يحدث بو عن أبي قتادة وخرجو اإلمام أحمد من حديث قتادة ، عن عبد اهلل بن

وأمر بالال : رباح ، عن أبي قتادة ، وقال في حديثو فأذن ، فصمى ركعتين ، ثم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تحول من مكانو ، فأمره فأقام الصالة ، فصمى صالة .الصبح

من رواية الزىري ، عن سعيد بن -أيضا -وخرج مسمم وقال في فذكر ىذه القصة ، -المسيب ، عن أبي ىريرة

، فاقتادوا ( اقتادوا ) : ) فقال رسول اهلل : آخر الحديث ، وأمر بالال فأقام ) رواحميم شيئا ، ثم توضأ رسول اهلل

.الصالة ، فصمى بيم الصبح وقد اختمف عمي الزىري في وصمو بذكر أبي ىريرة ،

رسالو عن سعيد بن المسيب .وا ذي وصحح أبو زرعة ومسمم وصمو ، وصحح الترم

.والدارقطني إرسالو وذكر االختالف في ذلك أبو داود ، وخرجو من طريق

فأمر بالال : معمر موصوال ، وذكر في حديثو ، قال .فأذن ، وأقام وصمى

أن مالكا وابن عيينة واألوزاعي وغيرىم : وذكر أبو داود .األذان : لم يذكروا في حديثيم

أبي ىريرة ، وخرجو مسمم من حديث أبي حازم ، عن توضأ ثم صمى سجدتين ، وأقيمت ) أن النبي : وفيو

.الصالة فصمى الغداة وقد خرجو النسائي من حديث عطاء بن السائب ، عن

كنا مع رسول اهلل : بريد بن أبي مريم ، عن أبيو ، قال فأمر : فذكر الحديث ، وقال في آخره -في سفر )

ين قبل الفجر ، المؤذن فأذن ، ثم صمى الركعت) النبي .ثم أمره فأقام ، فصمى بالناس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود ذكر األذان واإلقامة وصالة ركعتي الفجر بينيما في ىذه القصة ، من حديث الحسن

) .، عن عمران بن حصين ، عن النبي .والحسن ، لم يسمع من عمران عند األكثرين

كذلك من -أيضا -خرجو اإلمام أحمد وأبو داود ومن حديث ذي مخبر . حديث عمرو بن أمية الضمري

) .الحبشي ، عن النبي وخرج اإلمام أحمد ذكر األذان واإلقامة من حديث إبن

.في ىذه القصة -أيضا -مسعود وقد اختمف العمماء فيمن فاتتو صالة وقضاىا بعد

ن يؤذن ليا ويقيم ، أم يقيم وال ىل يشرع لو أ: وقتيا

:يؤذن ؟ وفي ذلك أقوال أنو يؤذن ويقيم ، وىو قول أبي حنيفة والشافعي : أحدىا

في أحد أقوالو ، وأحمد في ظاىر مذىبو ، وأبي ثور .وداود يقيم وال يؤذن ، وىو قول الحسن واألوزاعي : والثاني

ومالك ، والشافعي في قول لو ، وحكي رواية عن .مد أح

ألن األذان لإلعالم بالوقت وقد فات ، واإلقامة لمدخول .في الصالة وىو موجود

ال فال ، : والثالث إن أمل اجتماع الناس باألذان ، وا .وىو قول لمشافعي

.ألن األذان إنما يشرع لجمع الناس ، ) إن كانوا جماعة أذن وأقام ، كما فعل النبي : والرابع

ن فاتو وحده وا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .أقام ولم يؤذن ، وىو قول إسحاق

ن كان في : والخامس إن كان في سفر أذن وأقام ، وا .نقمو حرب ، عن أحمد : -حضر أجزأتو اإلقامة

ىل األذان حق لموقت ، : ومأخذ االختالف بين العمماء -أو حق ألقامة الصالة المفروضة ، أم حق لمجماعة

، أم إذا -ىذا ؛ فيو يشرع لمجماعة بكل حال وعمى كانوا متفرقين وكان األذان يجمعيم ؟

وعمى رواية حرب عن أحمد ، فيكتفي بأذان أىل المصر .عن األذان لمفائتة

ويشرع لمفائتة رفع الصوت : قال أصحابنا والشافعية باألذان ، إال أن يكون في مصر ويخشى التمبيس عمى

نما كان أذان بالل في فالة ، ولم الناس ، فيسر بو ، وا .يكن معيم غيرىم

: وقولو في حديث أبي قتادة الذي خرجو البخاري : -إلى قولو -( فاستيقظ وقد طمع حاجب الشمس ) ( .فمما ارتفعت الشمس وأبياضت قام فصمى )

وىذا قد يوىم أنو أخر الصالة قصدا حتى زال وقت .النيي

بمفظ آخر ، ( صحيحو ) ي آخر وقد خرجو البخاري ففقضوا حوائجيم وتوضئوا إلى أن طمعت : ) وىو

( .الشمس وأبيضت ، فقام فصمى وىذا يشعر بأنو لم يكن التأخير قصدا ، بل وقع اتفاقا

وىو كناية عن -حتى كمل الناس قضاء حوائجيم .ووضوئيم -التخمي

تى سار ح) وفي رواية مسمم لحديث أبي قتادة ، أنو .ارتفعت الشمس ، ثم نزل فصمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج النسائي من حديث حبيب بن أبي حبيب ، عن عمرو بن ىرم ، عن جابر بن زيد ، عن ابن عباس ،

ثم عرس ، فمم يستيقظ حتى ) أدلج رسول اهلل : قال

، فمم يصل حتى ارتفعت -أو بعضيا -طمعت الشمس .فصمى ، وىي صالة الوسطى الشمس ،

ال أعمم بو : وقال أحمد . حبيب ىذا ، خرج لو مسمم .لم يكن في الحديث بذاك : وقال يحيى القطان . بأسا

وقد اختمف الناس في قضاء الفوائت في أوقات النيي :عن الصالة الضيقة والمتسعة

ال يقضي الصالة في وقت نيي ضيق : فقالت طائفة .قت الطموع والغروب واالستواء خاصة ، وىو و

ىذا قول أبي حنيفة وأصحابو ، ورواية عن سفيان .الثوري

.وتعمقوا بظاىر حديث أبي قتادة وابن عباس إن من طمعت عميو الشمس وىو في صالة : ولذلك قالوا

.الصبح فسدت صالتو ، كما سبق كذلك وروي عن ابن عباس وكعب بن عجرة وأبي بكرة ما يدل

.مثل ذلك عمىوحكي عن بعض المتأخرين من أصحابنا ، ورواية عن

.أحمد ، أنو ال يقضي الفائتة في وقت نيي

.وىذا ال يصح عن أحمد عمى أن الفوائت تقضى في كل وقت : وجميور العمماء

.، سواء كان وقت نيي أو غيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عباس وأبي ذر وروي عن عمي وابن عمر وابنوىو مذىب النخعي والثوري واألوزاعي والثوري في رواية

.، ومالك والشافعي وأحمد وكل ىؤالء رأوا أن النيي عن الصالة في األوقات

المخصوصة إنما توجو إلى النفل دون الفرض ، بدليل بذلك من صمى ركعة من الفجر ثم طمعت عميو ) أمره

وقد تمت صالتو ، وقد الشمس أن يصمي معيا أخرى ، .سبق ذكره من نام عن صالة ) : ) بعموم قولو -أيضا -واستدلوا

( .أو نسييا فميصميا إذا أدركيا

وىذا يعم كل وقت ذكر فيو ، سواء كان في أوقات النيي .أو غيرىا فقد عارض ذلك عموم النيي عن الصالة في : فإن قيل

.نافمة أوقات النيي ، فإنو لم يخص مفروضة منتحممو عمى النافمة ونخص الفرض من عمومو ؛ : قيل

بدليل فرض الوقت ؛ فإنو يجوز فعمو في وقت النيي ، كما يصمى العصر في وقت غروب الشمس ، وىذا

مجمع عميو ، وليس فيو خالف ، إال عن سمرة ، وبدليل لمن طمعت عميو الشمس وىو يصمي الفجر أن يتميا ؛

تعارضا وكان أحدىما موجبا ممزما ، وألن العمومين إذا واآلخر مانعا حاظرا ، فإنو يقدم الواجب الممزم ، فإنو

.أحوط لما دعا أبا سعيد بن المعمى ) أن النبي : ويدل عميو

وىو يصمي ، فمم يجبو حتى سمم ، أنكر عميو تأخره :ألم يقل اهلل : ) لإلجابة ، وقال لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سول إذا دعاكم ) : األنفال ] ؟ ) استجيبوا لمو ولمر . ]

وىذا يدل عمى أن عموم النص الموجب الممزم مقدم عمى عموم النص الحاظر المانع ، وىو النيي عن

.الكالم في الصالة وىذا بخالف النصوص العامة المبيحة ، أو النادبة ،

المانعة الحاظرة ؛ وليذا كان المرجح فإنيا ال تقدم عمى .أنو ال يصمي في أوقات النيي

فأماصالة الركعتين واإلمام يخطب ، كما دلت عميو السنة ، فإنو لم يعارض نص األمر لمداخل إلى المسجد

.بالصالة نص آخر يمنع الصالة واإلمام يخطب وفي حديث أبي قتادة الذي خرجو مسمم ، أنو صنع كما

.ل يوم يصنع كوىذا يدل عمى أنو صمى الصبح كما كان يصمييا كل

.يوم من غير زيادة وال نقص

فصمى غير : وفي حديث ذي مخبر الحبشي ، أنو قال .عجل

وىذا يرد الحديث المروي عن ابن عمر ، أن النبي قل يا أييا ) صمى بيم الصبح ذلك اليوم ، فقرأ ب )

قل ىو المو أحد ) ، و [ : ن الكافرو ) ] الكافرون :اإلخالص ) ] صميت بكم بثمث القرآن ، وربع : ) ، ثم قال [

إذا نسيت صالة الفجر إلى صالة : ) ، وقال ( القرآن ( .، فإنيا كفارتيا [ فابدأ ] العشاء فذكرتيا ،

خرجو ابن عدي من رواية جعفر بن أبي جعفر .أبن عمر األشجعي ، عن أبيو ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.منكر الحديث : وجعفر ىذا ، قال البخاري فيو ثنا يوسف بن ( : المراسيل ) وروى أبو داود في

: ثنا جرير ، عن عمي بن عمرو الثقفي ، قال : موسى عن صالة الغداة استيقظ ، فقال ) لما نام النبي

، فقرأ يومئذ بسورة ( لنغيظن الشيطان كما أغاظنا ) .المائدة في صالة الفجر

.وىذا غريب جدا وظاىر األحاديث يدل عمى أنو جير في صالتو تمك

بالقراءة ؛ فإنو صمى كما كان يصمي كل يوم ، وقد تقدم في كثير من الروايات أنو صمى ركعتي الفجر ، ولم

.يذكر ذلك في بعض الروايات ركعتي الفجر لمن نام وقد اختمف العمماء في قضاء

:عنيا حتى تطمع الشمس فذىب األكثرون إلى أنيا تقضى قبل الصالة المفروضة

أبو حنيفة والثوري والحسن بن حي والشافعي : ، منيم وأحمد وأبو ثور وداود ، وىو قول أشيب وغيره من

.أصحاب مالك ال يصمي ركعتي الفجر ؟ : ىل قال أحد : وسئل أحمد

.ال : قال

. ال يركع ركعتي الفجر ، ويبدأ بالمفروضة : قال مالك و .ركعيما ) ولم يبمغنا أن النبي : قال

ومالك إنما قال بحسب ما بمغو من الروايات في ىذا .ركعيما ) الباب ، وقد صح عند غيره أنو

وقد روي في بعض طرق حديث أبي قتادة في ىذا الباب .الوتر فقضاه بدأ ب) أن النبي : زيادة أخرى ، وىي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: ثنا عبد الحميد بن أبان الواسطي : قال أبو بكر األثرم ثنا خالد بن عمرو ، عن شعبة ، عن ثابت البناني ،

، -وعن عبد اهلل بن رباح ، عن أبي قتادة -عن أنس نام ، فمم يستيقظ حتى ارتفعت الشمس ، ثم ) أن النبي

ظ فقام ، فأوتر ، فصمى الركعتين ، ثم صمى استيق .بأصحابو

.في إسناده ليس بمحفوظ ( أنس : ) وذكر

القرشي األموي الكوفي ، : وخالد بن عمرو ، ىو .ضعيف الحديث جدا

، ( صحيحو ) وذكر محمد بن يحيى اليمداني في روى قتيبة ، عن عبد اهلل بن الحارث ، عن : : قال

عن عبد اهلل بن رباح ، عن أبي قتادة ثابت ، عن بكر ، .لما أيقظيم حر الشمس أمرىم أن يوتروا ) ، أن النبي

.كذا ذكره تعميقا ، ولم يسنده قضى شيئا ) لم يبمغنا أن النبي : وقد قال اإلمام أحمد

.من التطوع ، إال ركعتي الفجر والركعتين بعد العصر لوتر ؛ وليذا وىذا يدل عمى انو لم يثبت عنده قضاء ا

نص في رواية غير واحد من أصحابو عمى أنو تقضى .السنن الرواتب دون الوتر

.وروي عنو رواية أخرى ، أنو يقضي الوتر وعمى قولو بقضاء الوتر ، فيل يقضى ركعة واحدة ، أو

.ثالث ركعات ؟ عمى روايتين عنو أن الوتر ، ىل ىو الثالث ، أو الركعة : مأخذىما ، وما قبميا تطوع مطمق ؟الواحدة

وفي األمر بقضاء الوتر بعد طموع الفجر أحاديث .متعددة يطول ذكرىا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عمي وابن عمر ، : وممن أمر بقضاء الوتر من النيار .وىو قول األوزاعي ومالك وأبي ثور

يقضيو نيارا ، وال يقضيو ليال : وعن األوزاعي ، قال بعد العشاء إذا دخل وقت وتر الميل ؛ لئال يجتمع وتران

.في ليمة .يقضيو في الميمة التالية : وعن سعيد بن جبير ، قال

من فاتو الوتر وحده لم يقضو ، ومن فاتو : وقالت طائفة .الوتر مع صالة الفجر قضاه قبميا

.نقمو عنو حرب : -وىذا قول إسحاق مثمو ؛ ألنو يرى الوتر بعد طموع ويتخرج رواية عن أحمد .الفجر قبل صالة الغداة

.وىل ىو قضاء ، أو أداء ؟ حكي عنو فيو روايتان سحاق ، وىو قول والقول بأنو أداء يحكى عن مالك وا كثير من السمف ؛ فإنو قد روي في وقت الوتر أنو من بعد صالة الصبح ، فمن لم يصل الصبح فوقت الوتر

لو طمع الفجر فكذا إذا لم يصل الغداة باق في حقو ، و .حتى تطمع الشمس

صمى الصبح ) وروي من حديث ابن مسعود ، أن النبي .يومئذ وصمى بعدىا الضحى ( .مسنده ) خرجو الييثم بن كميب في

وقد خرج مسمم من حديث سميمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن عبد اهلل بن رباح ، عن أبي قتادة ، أن النبي

ليس في النوم تفريط ، : ) قال ليم بعدما صمى بيم ) إنما التفريط عمى من لم يصل الصالة حتى يجئ وقت

الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" األخرى ، فمن فعل ذلك فميصميا حين ينتبو ليا ، فإذا

( .كان الغد فميصميا عند وقتيا بن أبي عن عبد اهلل] ومن حديث خالد بن سمير ،

فمن أدرك : ) قال ليم ) ، عن أبيو ، أن النبي [ قتادة منكم صالة الغداة من غد صالحا فميقض معيا

( .مثميا وقد ذىب إلى ىذا سعد بن أبي وقاص وسمرة بن جندب ، وأن من نام عن صالة صالىا إذا ذكرىا ، وصالىا

.لمثميا من الغد و جميور وأنكر ذلك عمران بن حصين ، وأخذ بقول

.العمماء قالو : -إن ىذه المفظة في ىذا الحديث وىم : وقد قيل

.البخاري والبييقي وغيرىما ، ( فميصميا من الغد عند وقتيا : ) معنى قولو : وقيل

أنو يصمي صالة الغد الحاضرة في وقتيا لئال يظن أن .وقتيا تغير بصالتيا في غير وقتيا

فيم منو غير ىذا ، فرواه خالد بن سمير] . . . [ ولكن .بما فيمو

يا : وروى الحسن ، عن عمران بن حصين ، أنيم قالوا : رسول اهلل ، أال نعيدىا في وقتيا من الغد ؟ قال

( .أينياكم ربكم عن الربا ويقبمو منكم ؟ ) .خرجو اإلمام أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن مكان نومو ، وأمره ) ي وأما ما روي من ارتحال النبباالرتحال ، فقد روي التعميل بذلك بأنو منزل حضرىم

.فيو الشيطان من حديث أبي حازم ، عن أبي ( صحيح مسمم ) ففي

ليأخذ كل رجل برأس : ) قال ليم ) ىريرة ، أن النبي : قال ( راحمتو ؛ فإن ىذا منزل حضرنا فيو الشيطان

.ففعمنا

واية معمر ، عن الزىري ، عن ابن وخرج أبو داود من ر : قال ليم ) المسيب ، عن أبي ىريرة ، أن النبي

( .تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيو الغفمة ) وقد استحب االنتقال لمن نام في موضع حتى فاتو : الوقت عن موضعو ذلك جماعة من العمماء ، منيم

.الشافعي وأحمد ؛ ليذه األحاديث البر عن قوم أنيم أوجبوا ذلك ، وعن قوم وحكى ابن عبد

أنيم أوجبوه في ذلك الوادي الذي نام فيو النبي .خاصة )

ال يستحب ذلك ؛ ألنو ال يطمع عمى حضور : وقال قوم .الشيطان في مكان إال بوحي

وىذا قول محمد بن مسممة ومطرف ، وابن الماجشون .من المالكية ، وأبي بكر األثرم

فإن كل نوم استغرق وقت الصالة حتى وىو ضعيف ؛ فات بو الوقت فيو من الشيطان ؛ فإنو ىو الذي ينوم

ارقد ، عميك نوم طويل ، : عن قيام الميل ، ويقول لمنائم ) .كما أخبر بذلك النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بال الشيطان في : ) وقال في الذي نام حتى أصبح ( .أذنو الشياطين ينبغي تجنب الصالة فييا ، كالحمام وأماكم

.والحش وأعطان اإلبل تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم ) : ) وأيضا ؛ فقولو

يدل عمى أن كل مكان غفل العبد فيو عن ( فيو الغفمة الصالة حتى فات وقتيا ينبغي أن ال يصمي فيو ، سواء

.واهلل أعمم . كان بنوم أو غيره زاق ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، أن وروى عبد الر

توضأ وركع ركعتين في معرسو ، ثم سار ساعة ) النبي .، ثم صمى الصبح

ال : أي سفر ىو ؟ قال : قمت لعطاء : قال ابن جريج .أدري

وىذا المرسل مما يستدل بو عمى صحة الصالة في .موضع النوم ، وأن التباعد عنو عمى طريق الندب

سفيان ، عن سعد بن إبراىيم ، عن وروى وكيع ، عنالركعتين ) صمى رسول اهلل : عطاء بن يسار ، وقال

بعدما جاوز الوادي ، ثم أمر بالال فأذن وأقام ، ثم صمى .الفريضة

وروي ، عن عطاء بن يسار ، أنيا كانت في غزوة تبوك أمر بالال فإذن في مضجعو ذلك ، ) ، وأن رسول اهلل .ثم أقام فصموا ثم مشوا قميال ،

اخبرت : وكذا قال يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة وىو بتبوك أمر بالال أن يحرسيم لصالة ) أن النبي

الصبح ، فرقدوا حتى طمعت الشمس ، فتنحى النبي .عن مكانو ذلك ، ثم صمى الصبح )

صحيح ) وضعف ابن عبد البر ىذا القول ؛ فإن في من حديث ابن( مسمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

شياب ، عن ابن المسيب ، عن أبي ىريرة ، أن النبي حين قفل من غزوة خيبر ، سار ليال حتى أدركو )

.وذكر الحديث بطولو -الكرى عرس .كذا في رواية مسمم

ىذا : بمفظين ( صحيحو ) وخرجو ابن حبان في .غزوة حنين : فيو : واآلخر . أحدىما

في الخبر ، فقد سمعو ( خيبر ) إن صح ذكر : قال ثمن كان ( حنين ) أبو ىريرة عن صحابي آخر فأرسمو ، وا

والنفس إلى أنيا حنين : قال . ، فقد شيدىا أبو ىريرة أميلبخيبر ) أن أبا ىريرة قدم عمى النبي : الصحيح : قمت

.بعد فتحيا ( زي المغا) في ( صحيحو ) وقد خرج البخاري ذلك في

.من حديث أبي ىريرة .وخرجو اإلمام أحمد بإسناد آخر عن أبي ىريرة

: عن سالم مولى ابن مطيع ، قال ( الصحيحين ) وفي افتتحنا خيبر ولم نغنم ذىبا وال : سمعت أبا ىريرة يقول

.الحديث -فضة نما ىو حنين فقد وىم : ومن زعم أن ذكر خيبر وىم ، وا

.إن شاء اهلل تعالى -وضعو ، وسيأتي بسط ذلك في م

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، عن ابن مسعود ( سنن أبي داود ) و ( المسند ) وفي زمن الحديبية ، فقال النبي ) أقبمنا مع رسول اهلل : ، قال فذكر الحديث -أنا : فقال بالل ( يكمؤنا ؟ ) من ) :

.بطولو في نوميم وصالتيم الحبشي ، أنو ىو الذي كألىم تمك وعن ذي مخبر

.الميمة .وىذا يدل عمى أنيا ليمة أخرى غير ليمة بالل

، عن أنس ، أنو ىو الذي كألىم ( مسند البزار ) وفي

.تمك الميمة ، ولكن إسناد ضعيف كنا مع النبي : وروي من حديث ابن مسعود ، أنو قال

ن م: ) فقال . عرس بنا : في سفر ، فقال القوم ) -أنا أحرسكم فأوقظكم ، فنمت وناموا : قمت ( يوقظنا ؟

.واهلل سبحانو وتعالى أعمم . وذكر الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من صمى بالناس جماعة بعد ذىاب الوقت.

ثنا ىشام ، عن يحيى ، : ثنا معاذ بن فضالة - بن الخطاب جاء عن أبي سممة ، عن جابر ، أن عمر

يوم الخندق بعدما غربت الشمس ، فجعل يسب كفار يا رسول اهلل ، ما كدت أصمي العصر : قريش ، فقال

واهلل ما ) : ) قال النبي . حتى كادت الشمس تغرب

، فقمنا إلى بطحان ، فتوضأ لمصالة ، ( صميتيا بعدما غربت الشمس ، [ فصمى العصر ] وتوضأنا ليا

.لمغرب ثم صمى بعدىا االعصر حتى غربت الشمس يوم الخندق ) تأخير النبي

نما اختمف .لم يكن عن نوم بغير خالف ، وا إلى أنو كان ( أبواب الخوف ) وقد أشار البخاري في

.اشتغاال بالعدو شغمونا عن : ) قال ) حديث عمي ، أن النبي : ويعضده

.الحديث -( الصالة الوسطى حتى غابت الشمس .إن شاء اهلل -ي ذلك مبسوطا في موضعو وسيأت

صمى العصر بعدما ) وفي حديث جابر ، أن النبي .غربت الشمس ثم صمى بعدىا المغرب

: ولم يصرح فيو بأنو صمى بيم جماعة ، لكن قولو مما يدل عمى أنو ( فتوضأ لمصالة ، وتوضأنا ليا )

.صالىا جماعة : ولفظو ، ( صحيحو ) وقد خرجو اإلسماعيمي في

-( فصمى بنا العصر )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وذكر باقيو .وىذا تصريح بالجماعة

صمى ) في حديث نوميم عن صالة الفجر ، أنو [ و ] .الفجر بأصحابو جماعة

.وأكثر العمماء عمى مشروعية الجماعة لمفوائت ة إن صالة الجماعة سنة ، فيي عنده سن: فمن قال

.لمحاضرة والفائتة كما ىو ظاىر -صالة الجماعة فرض : ومن قال

ىل : ، فاختمف أصحابنا -مذىب اإلمام أحمد .الجماعة واجبة ، أو ال ؟ عمى وجيين

مالك وأبو : وممن قال بأن الجماعة مشروعة لمفوائت .حنيفة والشافعي وأحمد وغيرىم

فرادى أن قضاء الفائتة : وحكي عن الميث بن سعد

.أفضل .وترده ىذه األحاديث الصحيحة

دليل عمى اتساع وقت المغرب ؛ فإن : وفي الحديث وأصحابو قاموا بعد غروب الشمس ، فنزلوا إلى ) النبي

بطحان ، فتوضئوا ، ثم صموا العصر قبل المغرب ، ثم صموا المغرب ، فمو كان وقت المغرب مضيقا لكان قد

المغرب ، ولم يكن فرغوا وقعت صالة العصر في وقت منيا حتى فات وقت المغرب ، فتكون صالة المغرب

.حينئذ مقضية بعد وقتيا ويرجع الكالم في ذلك إلى من كان عميو صالة فائتة ، وقد ضاق وقت الصالة الحاضرة عن فعل الصالتين ،

فأكثر العمماء عمى أنو يبدأ بالحاضرة فيما بقي من وقتيا بعدىا ؛ لئال تصير الصالتان فائتتين ، ثم يقضي الفائتة

، وىو قول الحسن وابن المسيب وربيعة والثوري واألوزاعي وأبي حنيفة ، وأحمد في ظاىر مذىبو ،

سحاق وطائفة من أصحاب مالك .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىؤالء أوجبوا الترتيب ، ثم أسقطوه بخشية فوات .الحاضرة

الشافعي ، فإنو ال يوجب الترتيب ، إنما وكذلك قال يمزمو : يستحبو ، فأسقط ىاىنا استحبابو وجوازه ، وقال

.أن يبدأ بالحاضرة ، ويأثم بتركو بل يبدأ بالفائتة ، وال يسقط الترتيب بذلك : وقالت طائفة

، وىو قول عطاء والنخعي والزىري ومالك والميث .والحسن بن حي

اختارىا الخالل وصاحبو أبو وىو رواية عن أحمد ، .بكر

وأنكر ثبوتيا القاضي أبو يعمى ، وذكر أن أحمد رجع .عنيا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

من نسي صالة فميصل إذا ذكرىا وال يعيد إال تمك الصالة

من ترك صالة واحدة عشرين سنة لم يعد : وقال إبراىيم .دة إال تمك الصالة الواح

ىاىنا -رحمو اهلل -يدخل تحت تبويب البخاري :مسألتان .إحداىما

أن من نسي صالة ، ثم ذكرىا ، فإنو يعيدىا مرة واحدة .، وال يعيدىا مرة ثانية

.وىذا قول جميور أىل العمم وروي عن سمرة بن جندب ، أنو يعيدىا إذا ذكرىا ، ثم

.يعيدىا من الغد لوقتيا .النوم كذلك وق سبق عنو في

:وروي مرفوعا قال ) فخرج أبو داود من حديث أبي قتادة ، أن النبي

إذا سيا أحدكم : ) ليم لما قضى الصالة التي نام عنيا ( .عن الصالة فميصميا حين يذكرىا ، ومن الغد لموقت

وخرج اإلمام أحمد من طريق حماد ، عن بشر بن حرب :، قال

(/)

"""""" قم صفحة ر """"""

من نسي صالة ) : ) قال رسول اهلل : سمعت سمرة قال ( .فميصميا حين يذكرىا ، ومن الغد لموقت

.خرجو اإلمام أحمد من طريق ىمام ، عن بشر ، عن -أيضا -وخرجو

.فذكره -أحسبو مرفوعا : سمرة ، قال .ىو موقوف : قال أحمد في رواية أبي طالب

.ىم أن رفعو و : يعني .وبشر بن حرب ، ضعفو غير واحد

من طريق أوالد سمرة ، بو ( مسنده ) وخرجو البزار في

كان يأمرنا إذا نام أحدنا عن الصالة أو ) ، أن النبي نسييا حتى يذىب حينيا التي تصمى فيو أن نصمييا مع

.التي تمييا من الصالة المكتوبة .وفي إسناده يوسف السمتي ، وىو ضعيف جدا

.دليل عمى أنو ال يجب قضاؤىا عمى الفور : وفيو :المسألة الثانية

إذا نسي صالة ، ثم ذكرىا بعد أن صمى صموات في .مواقيتين ، فإنو يعيد تمك الصالة المنسية وحدىا

.وىذا ىو معنى ما حكاه عن النخعي أن ترتيب القضاء ، ىل : وىذا يبنى عمى أصل ، وىو

وفيو اختالف ، سيذكر في الباب ىو واجب ، أم ال ؟ .إن شاء اهلل تعالى -اآلتي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو مستحب غير واجب ، وحكي : ومذىب الشافعي

.رواية عن أحمد ، وجزم بيا بعض األصحاب -في المشيور عنو -ومذىب أبي حنيفة ومالك وأحمد

.أنو واجب : :ثم اختمفوا يجب الترتيب فيما دون ست : حنيفة ومالك فقال أبو

.صموات ، وال يجب في ست صموات فصاعدا .يجب بكل حال : وقال أحمد

.وحكى ابن عبد البر اإلجماع عمى خالفو ال يجب الترتيب بين : إنو غير واجب ، قال : فمن قال

الصموات الفوائت في القضاء ، وال بين الفائت .والحاضر و واجب ، فيل يسقط الترتيب عندىم إن: ومن قال

بنسيان الثانية حتى يصمي صموات حاضرة ، أم ال يسقط :بالنسيان ؟ فيو قوالن

أنو يسقط بالنسيان ، وىو قول النخعي ، كما : أحدىما ذكره البخاري عنو ، وقول الحسن وحماد والحكم وأبي حنيفة والحسن بن حي ، وأحمد في ظاىر مذىبو ،

سحاق .وا ، فيعيد الفائتة -أيضا -ال يسقط بالنسيان : لثاني وا

.وما صمى بعدىا وحكي رواية عن أحمد ، حكاىا بعض المتأخرين عنو ،

.واهلل أعمم بصحتيا عنو إن ذكر قبل أن يذىب وقت الحاضرة : وأماممك ، فعنده

ن بقي ، وقد بقي منو قدر ركعة فصاعدا أعادىما ، وا .ت قد ذىب بالكمية أجزأه دون ذلك ، أو كان الوق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وأما إن صمى الحاضرة ، وعميو فائتة ، وىو ذاكر ليا فمن اشترط الترتيب أوجب قضاء ما صاله وىو ذاكر

.لمفائتة .ومن لم يوجب الترتيب ، لم يوجب سوى قضاء الفائتة

ري ، ولكن ويحتممو كالم النخعي الذي حكاه عنو البخا

.روي عنو صريحا خالفو إذا ترك صالة متعمدا : فروى مغيرة ، عن إبراىيم ، قال

.عاد ، وعاد كل صالة صالىا بعدىا فيكون الذي حكاه البخاري عنو محموال عمى حال

.النسيان ، أو يكون عن النخعي روايتان وكان اإلمام أحمد لشدة ورعو واحتياطو في الدين يأخذ

ال في مث ل ىذه المسائل المختمف فييا باالحتياط ، وا فإيجاب سنين عديدة فييا صالة واحدة فائتة في الذمة ال

.يكاد يقوم عميو دليل قوي والذي صح عن ابن عمر في ذلك ، إنما ىو في صالة واحدة فائتة ذكرت مع اتساع وقت الحاضرة ليما ، فال

تأخر يمزم ذلك أن يكون حكم الصموات إذا كثرت أو .قضاؤىا حتى صمى صموات كثيرة في أوقاتيا كذلك .وبيذا فرق أكثر العمماء بين أن تكثر الفوائت أو تقل

ولم ير مالك إال إعادة الصالة التي وقتيا باق خاصة ، فإن إيجاب إعادة صموات سنين عديدة ألجل صالة

.واحدة فيو عسر عظيم ، تأباه قواعد الحنيفية السمحة

ني بعض أعيان عمماء شيوخنا الحنبميين ، أنو وقد أخبر في) رأى النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

منامو ، وسألو عما يقولو الشافعي وأحمد في ىذه ، أنو أشار ) ففيمت منو : أييما أرجح ؟ قال : المسائل

.رحمو اهلل -إلى رجحان ما يقولو الشافعي ديث عمران بن حصين ، ح: ومما يدل عمى صحة ذلك

ال ينياكم اهلل عن الربا ويقبمو : ) ، أنو قال ) عن النبي ( .منكم

فيذا يدل عمى أن من عميو صالة واحدة لم يأمره اهلل بأن .يصمي زيادة عمييا

: -رحمو اهلل -قال البخاري ثنا : ثنا أبو نعيم وموسى بن إسماعيل ، قاال -

، ) نس بن مالك ، عن النبي ىمام ، عن قتادة ، عن أ

[ ال كفارة ] من نسي صالة فميصل إذا ذكر ، : ) قال ليا إال ذلك ؛

الة لذكري ) [ ( . : طو ) ] وأقم الصوأقم ؟ : ) سمعتو يقول بعد : قال ىمام : قال موسى

الة لذكري ) .الص، عن النبي ثنا أنس: ثنا قتادة : ثنا ىمام : وقال حبان

.نحوه -) ىذا الحديث قد رواه جماعة عن ىمام ، وجماعة عن

.قتادة وقد خرجو مسمم من طريق ىمام وأبي عوانة وسعيد

والمثني ، كميم عن قتادة ، عن أنس ، وليس في رواية ، كما ( ثنا أنس : ) التصريح بقول قتادة : أحد منيم

.ذكر البخاري أن حبانا رواه عن ىمام نما احتاج إلى ذلك ؛ لما عرف من تدليس قتادة .وا من : ) ولفظ رواية سعيد ، عن قتادة التي خرجيا مسمم نسي صالة أو نام عنيا فكفارتيا أن يصمييا إذا

( .ذكرىا

إذا رقد : ) ولفظ حديث المثني ، عن قتادة ، عنده أحدكم عن الصالة أو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( .م عنيا ، فكفارتيا أن يصمييا إذا ذكرىا ناوقد دل الحديث عمى وجوب القضاء عمى النائم إذا

استيقظ ، والناسي إذا ذكر ، وقد حكى اإلجماع عمى .ذلك غير واحد

وذكر ابن عبد البر أن محمد بن رستم روى عن محمد بن الحسن ، أن النائم إذا فاتو في نومو أكثر من خمس

اء عميو ، إلحاقا لمنوم الطويل إذا زاد صموات ال قضعمى يوم وليمة باإلغماء ، والمغمى عميو ال قضاء عميو عنده ، ويكون األمر عنده بالقضاء في النوم المعتاد ، وىو ما تفوت فيو صالة أو صالتان أو دون خمس أو

.أكثر

.وأخذ الجميور بعموم الحديث من يقول بوجوب استدل بو ( فميصل إذا ذكر : ) وقولو

قضاء الصموات عمى الفور ؛ وىو قول أبي حنيفة .ومالك

.وأحمد يوجبو بكل حال ، قمت الصموات أو كثرت ( .ال كفارة ليا إال ذلك : ) بقولو : -أيضا -واستدلوا

وذىب الشافعي إلى أن القضاء عمى التراخي ، كقضاء صيام رمضان ، وليس الصوم كالصالة عندىم ، فإن

لصيام ال يجوز تأخيره حتى يدخل نظيره من العام ا .القابل والصالة عندىم بخالف ذلك

الصالة حتى خرج ) بتأخير النبي : -أيضا -واستدلوا .من الوادي

وفيو نظر ؛ فإن ذلك تأخير يسير لمصمحة تتعمق .بالصالة ، وىو التباعد عن موضع يكره الصالة فيو

(/)

"""""" صفحة رقم"""""" وقد روي عن سمرة بن جندب ، فيمن عميو صموات فائتة

.، أنو يصمي مع كل صالة صالة .مرفوعا -وقد روي عنو

.خرجو البزار بإسناد ضعيف وألصحاب الشافعي فيما إذا كان الفوائت بغير عذر في

.وجوب القضاء عمى الفور وجيان عمى ( ذلك ال كفارة ليا إال: ) وحمل الخطأبي قولو

:وجيين أن المعنى أنو ال يجوز لو تركيا إلى بدل ، : أحدىما

.وال يكفرىا غير قضائيا أن المعنى أنو ال يمزمو في نسيانيا كفارة وال : والثاني .إنما عميو أن يصمي ما فاتو : قال . غرامة

من نسي : ) -مرفوعا -وقد روي عن أبي ىريرة . (صالة فوقتيا إذا ذكرىا

خرجو الطبراني والدارقطني والبييقي من رواية حفص بن .أبي العطاف

.واختمف عميو في إسناده إلى أبي ىريرة . منكر الحديث : وحفص ىذا ، قال البخاري وأبو حاتم

.كذاب : وقال يحيى بن يحيى .فال يمتفت إلى ما تفرد بو

الة ل ؟ : ) وأماتالوتو قولو تعالى )ذكري وأقم الصومرة ، ) لمذكرى : ) ، فقال -مرة -وقد رواه قتادة

،) لذكري : ) قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كما ىي القراءة المتواترة ) .لمذكرى : ) يقرؤىا -أيضا -وكان الزىري

وىذه القراءة أظير في الداللة عمى الفور ؟ ألن أنو يصمي : صالة حين الذكرى ، والمعنى أد ال: المعنى

.الصالة إذا ذكرىا .وبذلك فسرىا أبو العالية والشعبي والنخعي

الة لذكري ؟ : ) وقال مجاىد . أي تذكرني ) : أقم الص .فإذا صمى عبد ذكر ربو : قال

الة لذكري ؟ : ) أن قولو : ومعنى قولو -) أقم الص .ذكري بيا ألجل: أي

والصالة إنما فرضت ليذكر اهلل بيا ، كما في حديث إنما جعل الطواف بالبيت وبين : ) عائشة المرفوع

( .الصفا والمروة ورمي الجمار إلقامة ذكر اهلل .خرجو الترمذي وأبو داود

فأوجب اهلل عمى خمقو كل يوم وليمة أن يذكروه خمس يئا من ذكر اهلل مرار بالصالة المكتوبة ، فمن ترك ش

:الواجب عميو سيوا فميعد إليو إذا ذكره ، كما قال تعالى ، فقد أمره [ : الكيف ) ] واذكر ربك إذا نسيت )

إذا نسي ربو أن يذكره بعد ذلك ، فمن نسي الصالة فقد نسي ذكر ربو ، فإذا ذكر أنو نسي فميعد إلى ذكر ربو

.بعد نسيانو ، فذىب أكثر العمماء إلى لزوم وأماترك الصالة متعمدا

.القضاء لو ، ومنيم من يحكيو إجماعا

اقضوا اهلل الذي ) : ) واستدل بعضيم بعموم قول النبي ( .لو ، فاهلل أحق بالقضاء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بأنو إذا أمر المعذور بالنوم والنسيان : واستدل بعضيم .أولى بالقضاء ، فغير المعذور

وفي ىذا االستدالل نظر ؛ فإن المعذور إنما أمره بالقضاء ألنو جعل قضاءه كفارة لو ، والعامد ليس القضاء كفارة لو ؛ فإنو عاص تمزمو التوبة من ذنبو

.باالتفاق ال كفارة عمى قاتل العمد ، وال : وليذا قال األكثرون

فارة ال عمى من حمف يمينا متعمدا فييا الكذب ؛ ألن الك .تمحو ذنب ىذا

إن القضاء إنما يجب بأمر جديد ، : وأيضا ؛ فإذا قيل وىو ألزم لكل من يقول بالمفيوم ، فال دليل عمى إلزام

بالقضاء ؛ فإنو ليس لنا أمر جديد يقتضي أمره بالقضاء .، كالنائم والناسي

أمر ) بأن النبي : واستدل بعضيم لمزوم العامد القضاء .رمضان عمدا بالقضاء المجامع في

.كما خرجو أبو داود وىو حديث في إسناده مقال ؛ تفرد بو من ال يوثق

تقانو .بحفظو وا وأيضا ؛ فيفرق بين من ترك الصالة والصيام ، ومن

.دخل فييما ثم أفسدىما فالثاني عميو القضاء ، كمن أفسد حجو ، واألول كمن

نما أمره أن يحج بعد ذلك وجب عميو الحج ولم يحج ، وا .؛ ألن الحج فريضة العمر

أنو ال قضاء عمى : أو أكثرىم -ومذىب الظاىرية .المتعمد

وحكي عن عبد الرحمن صاحب الشافعي بالعراق ، وعن وىو قول أبي بكر الحميدي في . ابن بنت الشافعي

الصوم والصالة إذا تركيما عمدا ، أنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ال يجزئو قضاؤىما ( .مسنده ) ذكره في عقيدتو في آخر

ووقع مثمو في كالم طائفة من أصحابنا المتقدمين ، .الجوزجاني وأبو محمد البربياري وابن بطة : منيم

أعمم أن لمصالة أوقاتا ، فمن قدميا عمى : قال ابن بطة وقتيا فال فرض لو من عذر وغيره ، ومن اخرىا عن

.مختارا لذلك من غير عذر ، فال فرض لو وقتيا فجعل الصالة بعد الوقت لغير عذر ، كالصالة قبل

-( إنو ليس بفرض : ) الوقت ، وقال في كل منيما .أنيا تقع نفال في الحالين : يريد

الصموات ال يقبل اهلل منيا شيئا إال أن : وقال البربياري فإنو معذور ، يأتي تكون لوقتيا ، إال أن يكون نسيانا ؛

.بيا إذا ذكرىا ، فيجمع بين الصالتين إن شاء

عمى أن : وقد نص اإلمام أحمد في رواية ابنو عبد اهلل المصمي لغير الوقت كالتارك لمصالة في استتابتو وقتمو

.، فكيف يؤمر بفعل صالة حكميا حكم ترك الصالة .الحسن : وروي عن طائفة من السمف ، منيم

إسحاق بن راىويو ومحمد بن : لخالف في ذلك وحكى ا .نصر المروزي

إذا ترك ( : كتاب الصالة ) قال محمد بن نصر في الرجل صالة مكتوبة متعمدا حتى ذىب وقتيا فعميو قضاؤىا ، ال نعمم في ذلك خالفا ، إال ما روي عن الحسن ، فمن أكفره بتركيا استتابو ، وجعل توبتو

إلى وقضاءىا رجوعا منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

اإلسالم ، ومن لم يكفر تاركيا ألزمو المعصية ، وأوجب .عميو قضاءىا

وكان إسحاق يكفر بترك الصالة ، ويرى عميو القضاء أخبرني عبد العزيز بن أبي رزمة ، : إذا تاب ، وقال

عن ابن المبارك ، أنو سألو رجل عن رجل ترك صالة . ليقض ما ترك من الصالة : ، ثم ندم ؟ قال أياما ىذا ال يستقيم : ثم أقبل ابن المبارك عمي ، فقال : قال

.عمى الحديث القياس عمى األصل أن ال يقضي : يقول : قال إسحاق

، وريما بنى عمى األصل ، ثم يوجد في ذلك الشيء بعينو خالف البناء ، فمن ىاىنا خاف ابن المبارك أن

ك الصالة في اإلعادة عمى ما جاء أنو قد كفر يقيس تار ، فيجعمو كالمشرك ، ورأى أحكام المرتدين عمى غير

أحكام الكفار ، رأى قوم أن يورثوا المسممين من ميرات المرتد ، فأخذنا باالحتياط ، فرأى القضاء عمى تارك

الصالة عمدا ، وكان يكفره إذا تركيا عمدا حتى يذىب .وقتيا

وأكثر اىل العمم عمى إعادة الصالة إذا : ق قال إسحاتاب من تركيا ، واالحتياط في ذلك ، فأمامن مال إلى

إذا ترك صالة متعمدا ال يقضييا ، فيو : ما قال الحسن اإلعادة ال تستقيم عمى الحديث ، : كما قال ابن المبارك

.ثم ترك القياس في ذلك ، فاحتاط في القضاء إذا ارتد عن : ل بعض أىل العمم ولقد قا: قال إسحاق

اإلسالم ، ثم أسمم أعاد كل صالة تركيا في ردتو ، أن ارتداده معصية ، ومن كان في معصية لم : وحجتو

.يجعل لو من الرخصة شيء كالباغي وقاطع الطريق سحاق بأن القياس أن : قمت قد اعترف ابن المبارك وا

تدا ، وال تارك الصالة إذا حكمنا بكفره أنو يكون مر نما أوجبنا القضاء عمى المرتد احتياطا .قضاء عميو ، وا وفي وجوب القضاء عمى المرتد لما فاتو في مدة الردة

قوالن مشيوران

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.لمعمماء ، ىما روايتان عن أحمد

.الوجوب : ومذىب الشافعي وغيره سحاق يدل عمى أن من وىذا الكالم من ابن المبارك و ا

كفر تارك الصالة عمدا كفره بذلك بمجرد خروج وقت الصالة عميو ، ولم يعتبر أن يستتاب ، وال أن يدعى -إلييا ، وىو ظاىر كالم اإلمام أحمد وغيره من األئمة

، وعميو يدل كالم المتقدمين من أصحابنا -أيضا .كالخرقي ، وأبي بكر ، وابن أبي موسى

فأماالمروي عن الحسن ، فإن : محمد بن نصر ثم قال ثنا النضر ، عن االشعث ، عن : إسحاق ثنا ، قال

إذا ترك الرجل صالة واحدة متعمدا ، : الحسن ، قال .فإنو ال يقضييا

:قول الحسن ىذا يحتمل معنيين : قال محمد بن نصر أنو كان يكفره بترك الصالة متعمدا ، فمذلك لم : أحدىما

ميو القضاء ؛ ألن الكافر ال يؤمر بقضاء ما ترك ير ع .من الفرائض في كفره

أنو إن لم يكن يكفره بتركيا ، فإنو : والمعنى الثاني ذىب إلى أن اهلل عز وجل إنما افترض عميو أن يأتي

بالصالة في وقت معموم ، فإذا تركيا حتى يذىب وقتيا مأمور فقد لزمتو المعصية ؛ لتركو الفرض في الوقت ال

بإتيانو بو فيو ، فإذا أتى بو بعد ذلك ، فقد أتى بو في وقت لم يؤمر بإتيانو بو فيو ، فال ينفعو أن يأتي بغير

.المأمور بو ، عن المأمور بو وىذا قول غير مستنكر في النظر ، لوال أن : قال

.العمماء قد اجتمعت عمى خالفو الة حتى ومن ذىب إلى ىذا ، قال في الناسي لمص: قال

إنو لو لم يأتي : -أيضا -يذىب وقتيا ، وفي النائم من نام عن: ) ، أنو قال ) الخبر عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، لما وجب عميو ( صالة أو نسييا فميصميا إذا ذكرىا .أيضا -في النظر قضاؤىا

.انتيى ما ذكره ممخصا

تضي أنو ال يجب القضاء وقد اعترف بأن القياس يقعمى من تركيا متعمدا ، فإنو إن كان كافرا بالترك

ن كان متعمدا ، فالقياس أن ال قضاء عمى الكافر ، وا .مرتدا

ن لم يكن كافرا بالترك ، فالقياس أنو ال قضاء بعد وا الوقت ؛ ألن القضاء يحتاج إلى أمر جديد ، وليس فيو

نما أمر بالقض اء من يكون القضاء كفارة أمر جديد ، وا لو ، وىو المعذور ، والعامد لم يأت نص بأن القضاء كفارة لو ، بل وال يدل عميو النظر ؛ ألنو عاص آثم

يحتاج إلى توبة ، كقاتل العمد ، وحالف اليمني .الغموس

وكيف ينعقد اإلجماع مع مخالفة الحسن ، مع عظمتو عو ؟وجاللتو ، وفضمو وسعة عممو ، وزىده وور

وال يعرف عن أحد من الصحابة في وجوب القضاء عمى أيضا -العامد شيء ، بل ولم أجد صريحا عن التابعين

.فيو شيئا ، إال عن النخعي -وقد وردت آثار كثيرة عن السمف في تارك الصالة عمدا

-، أنو ال تقبل منو صالة ، كما روي عن الصديق إن هلل : في وصيتو لو ، أنو قال لعمر -رضي اهلل عنو

حقا بالميل ال يقبمو بالنيار ، وحقا بالنيار ال يقبمو .بالميل

.يشير إلى صموات الميل والنيار ، ذكر ( ثالثة ال يقبل ليم صالة : ) وفي حديث مرفوع

: يعني -( الذي ال يأتي الصالة إال دبارا : ) منيم .فوات الوقت [ بعد ]

ماجو من حديث عبد اهلل بن عمرو خرجو أبو داود وابن .مرفوعا -

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وفي إسناده ضعف ولكن مجرد نفي القبول ال يستمزم عدم وجوب الفعل ،

كصالة السكران في مدة األربعين ، وصالة اآلبق والمرأة

.التي زوجيا عمييا ساخط . . . . صمين فويل لمم: ) فقد قال تعالى : فإن قيل ، وفسره الصحابة [ ، : الماعون ) ] ساىون

.بإضاعة مواقيتيا أي : وكذا قال ابن مسعود في المحافظة عمى الصالة

.المحافظة عمى مواقيتيا ، وأن تركيا كفر .ففرقوا بين تركيا وبين صالتيا بعد وقتيا

بالصالة خمف من أخبر أنو يضيع ) وقد أمر النبي يصمييا لغير وقتيا ، وىذا يدل عمى أن الصالة و

.صالتيم صحيحة ال ، ما صموا ، : ) وقد سئل عن األمراء وقتاليم ؟ قال

.، فدل عمى إجزائيا ( وكانت عمى ىذا الوجو السيو عن مواقيت الصالة ال يستمزم تعمد التأخير : قيل

عن الوقت الحاضر ؛ فإنو قد يقع عمى وجو التياون عن غير -أحيانا -حتى يفوت الوقت بتأخير الصالة

تعمد لذلك ، وقد يكون تأخيرىا إلى وقت الكراىة ، أو إلى الوقت المشترك الذي يجمع فيو أىل األعذار عند

.جميور العمماء ، وغيرىم عمى رأي طائفة من المدنيين وىذه الصالة كميا مجزئة ، وال يكون المصمي ليا

.كالتارك باإلتفاق فويل : ) سعيد بن جبير ، عن قولو وقد سئل ؟ فدخل المسجد ، فرأى قوما ) ساىون . . . . لممصمين

: قد أخروا الصالة ، ال يتمون ركوعا وال سجودا ، فقال .الذي سألتني عنيم ىم ىؤالء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صالة ) : ) وىذه الصالة مثل الصالة التي سماىا النبي ( .نافقين الم

بالصالة ) وىكذا كانت صالة األمراء الذين أمر النبي خمفيم نافمة ، فإنيم كانوا يؤخرون العصر إلى اصفرار الشمس ، وربما أخروا الصالتين إلى ذلك الوقت ، وىو

تأخير إلى الوقت المشترك ألىل األعذار ، وكغيرىم عند

.طائفة من العمماء ة ؛ فإن التارك ىو فميس حكميم حكم من ترك الصال

المؤخر عمدا إلى وقت مجمع عمى أنو غير جائز ، كتأخير صالة الميل إلى النيار ، وصالة النيار إلى الميل عمدا ، وتأخير الصبح إلى بعد طموع الشمس

.عمدا وقد وردت أحاديث كثيرة تدل عمى أن نقص الفرائض

.يجبر من النوافل يوم القيامة أول ما يحاسب : ) ، قال ) ، عن النبي فروى أبو ىريرة

بو العبد يوم القيامة من عممو الصالة ، فإن صمحت فقد ن انتقص ن فسدت فقد خاب وخسر ، وا أفمح وأنجح ، وا

انظروا ، ىل : من فريضتو شيئا قال الرب تبارك وتعالى لعبدي من تطوع فيكمل بيا ما انتقص من الفريضة ؟ ثم

( .ك يكون سائر عممو عمى ذلوىذا -خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي

.وابن ماجو -حسن غريب : لفظو ، وقال رواية الحسن ، وقد : ولو طرق عن أبي ىريرة ، أشيرىا

:اختمفوا عميو في إسناده إلى أبي ىريرة عن الحسن ، عن أنس بن حكيم ، عن أبي : فقيل .ىريرة

(/)

"""""" رقم صفحة """""" .عن الحسن ، عن أبي رافع ، عن أبي ىريرة : وقيل

.وقيل غير ذلك ورواه حماد بن سممة ، عن األزرق بن قيس ، عن يحيى

) .بن يعمر ، عن أبي ىريرة ، عن النبي .خرجو النسائي

عن يحيى بن يعمر ، عن : -بيذا اإلسناد -وقيل ) .رجل من أصحاب النبي

.م أحمد خرجو اإلما .وىذا إسناد جيد

.وروي عن أبي ىريرة من وجو آخر

وروى حماد بن سممة ، عن داود بن أبي ىند ، عن -) زرارة بن أوفى ، عن تميم الداري ، عن النبي

.بمعنى حديث أبي ىريرة .خرجو أبو داود وابن ماجو .ما أحسبو لقي تميما : وزرارة ، قال اإلمام أحمد

.ث أبي ىريرة وتميم موقوفا عمييما وقد روي حديمن طريق ) وقد خرج اإلمام أحمد ىذا المعنى عن النبي

األشعث بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سميم ، عن أبيو ، عن رجل من بني يربوع ، سمع النبي .يقول ذلك )

من طريق ابن لييعة ، عن يزيد بن -أيضا -وخرج : الرحمن بن معاوية بن حديج أبي حبيب ، عن عبد

حدثني رجل من أصحاب : سمعت رجال من كندة يقول

ال : ) يقول ) من األنصار ، أنو سمع النبي ) النبي ينتقص أحدكم من صالتو شيئا إال أتميا اهلل من

( .سبحتو وخرجو أبو القاسم البغوي بنحو ىذا المفظ من حديث

) .عائذ بن قرط ، عن النبي من ) ، عن النبي -أيضا -وي ىذا المعنى وقد ر

.حديث ابن عمر وابن عباس ، وفي إسنادىما ضعف واختمف الناس في معنى تكميل الفرائض من النوافل يوم

:القيامة معنى ذلك أن من سيا في صالتو عن : فقالت طائفة

شيء من فرائضيا أو مندوباتيا كمل ذلك من نوافمو يوم رك شيئا من فرائضيا أو سننيا عمدا ، القيامة ، وأمامن ت

فإنو ال يكمل لو من النوافل ؛ ألن نية النفل ال تنوب عن .نية الفرض

.ىذا قول عبد الممك بن حبيب المالكي وغيره بل الحديث عمى ظاىره في ترك الفرائض : وقالت طائفة

.والسنن عمدا وغير عمد

.واليو ذىب الحارث المحاسبي وغيره قول طائفة من أصحابنا وابن عبد البر ، إال أنيم وىو

.خصوه بغير العامد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إن -وحممو آخرون عمى العامد وغيره ، وىو األظير .شاء اهلل تعالى

إنما ( نية الفرض ال ينوب عنيا نية النفل : ) وقوليم دنيا ، ىو بالنسبة إلى أحكام تكميف العباد في ال

فأمابالنسبة إلى فضل اهلل في اآلخرة فال ؛ ألن فضمو واسع ال حجر عميو ، بل ىو تعالى يفعل ما يشاء ،

.ويحكم ما يريد مع أن في تأدية الفرائض بنية التطوع اختالفا مشيورا

بين العمماء في الحج والصيام والزكاة ، وكذا في .الصالة

عن ( كتاب اإليمان ) وأيضا ؛ فقد حكينا فيما سبق في سفيان ، أن من نسي صالة فدخل مع قوم يصمونيا ، .وىو ينوي أنيا تطوع ، أنيا تقع عن الفرض الذي عميو

صل : قال لي الفريأبي : وقال أحمد بن أبي الحواري ركعتي الفجر في البيت ، فإن مت قبل الفريضة أجزأتك

.من الفريضة المسجد ولم يكن وروي عن بعض الصحابة ، أنو دخل

ن اإلمام يصمي العصر ، فصمى معو صمى الظير ، وا وىو يظن أنيا الظير ، فاعتد بيا عن العصر ، ثم

.صمى الظير .خرجو الجوزجاني

أن من ضيع : واستدل األولون باألحاديث التي فييا بعض حدود الصالة ، أنو ال عيد لو عند اهلل ، إن شاء

ن شاء غفر لو .عذبو ، وا ال حجة في ذلك ؛ ألن اهلل إذا شاء أن يغفر لعبد أكمل و

فرائضو من نوافمو ، وذلك فضل من عنده يفعمو مع من .يشاء أن يرحمو وال يعذبو

بما روى موسى بن عبيدة ، عن -أيضا -واستدلوا إبراىيم بن عبد اهلل بن حنين ، عن أبيو ، عن عمي ،

مثل المصمي مثل: ) ، قال ) عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

التاجر ، ال يخمص لو ربحو حتى يأخذ رأس مالو ، فكذلك المصمي ال يقبل لو صالة نافمة حتى يؤدي

( .الفريضة ( مسندييما ) خرجو البزار والييثم بن كميب في

.واإلسماعيمي وموسى بن عبيدة ، ضعيف جدا من قبل حفظو ، وقد

.تفرد بيذا أبو الشيخ األصبياني من طريق أبي أمية ، عن وخرج

من صمى : ) -مرفوعا -الحسن ، عن أبي ىريرة المتكوبة فمم يتم ركوعيا وال سجودىا ، ثم يكثر من

التطوع ، فمثمو كمثل من ال شف لو حتى يؤدي رأس ( .مالو

.عبد الكريم ، متروك الحديث : وأبو أمية ، ىو األضداد ، يكون بمعنى من أسماء ( : الشف ) و

.الزيادة ، وبمعنى النقص ، عن كمثوم بن ( مسنده ) وخرجو إسحاق بن راىويو في

محمد بن أبي سدرة ، عن عطاء الخراساني ، عن أبي إذا صمى الرجل الصالة : ) ، قال ) ىريرة ، عن النبي

المكتوبة ، فمم يتم ركوعيا وال سجودىا وتكبيرىا والتضرع كمثل التاجر ال شف لو ، حتى يفي رأس فييا ، كان

( .مالو وعطاء ، لم يسمع . وكمثوم ، ضعفو ابن عدي وغيره

.من أبي ىريرة أن : -إن صح منيا شيء -ومعنى ىذه األحاديث

النوافل يكمل بيا نقص الفرائض ، فال يسمم لو شيء من النوافل حتى يكمل نقص الفرائض ؛ وليذا شبيو بالتاجر

يخمص لو ربح حتى يستوفي رأس مالو ، [ ال] الذي

ويظير ىذا في المضارب بمال غيره ، وليذا يقول .إن ربحو وقاية لرأس المال : الفقياء

ابن عباس : منيم -ومن ىنا ؛ قال طائفة من السمف .خاصة ) إنما النافمة لمنبي : -وأبو أمامة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" غيره تكمل فرائضو بنوافمو ، فال يخمص لو أن: يعنون

.نافمة ، فنوافمو جبرانات لفرائضو ثنا عبد الل بن ( : مسنده ) وروى إسحاق بن راىويو في

ثنا حيوة بن شريح ، عن أبي األسود ، عن ابن : واقد من كان : ) ، قال ) رافع ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

ولم يقضو لم عميو من رمضان شيء ، فأدركو رمضانيتقبل منو ، ومن صمى تطوعا وعميو مكتوبة ، لم يتقبل

( .منو .أبو قتادة الحراني ، تكمموا فيو : عبد اهلل بن واقد ، ىو

نما ىو مشيور من وىذا غريب من حديث حيوة ، وا .حديث أبن لييعة

وقد خرجو اإلمام أحمد عن حسن األشيب ، عن ابن عن عبد اهلل بن رافع ، عن لييعة ، عن أبي األسود ،

من صام تطوعا : ) ، قال ) أبي ىريرة ، عن النبي وعميو من رمضان شيء لم يقضو ، فإنو ال يتقبل

( .منو ( .الصالة : ) ولم يذكر في حديثو

.وقد روي مرفوعا .الصحيح المرفوع : وقال أبو زرعة

د الصحة بالكمية ، وق[ نفي ] ونفي القبول ال يستمزم .سبق ذكر ذلك غير مرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أن في تمام الحديث الذي خرجو اإلمام : ويدل عمى ذلك

من أدرك رمضان ، وعميو من رمضان شيء : ) أحمد ، ومعموم أنو يمزمو قضاؤه بعد ( لم يقضو لم يتقبل منو .رمضان مع اإلطعام

إال عن ابن عمر من وال يعمم في لزوم القضاء خالف ،وجو فيو ضعف ، والخالف مشيور في وجوب اإلطعام

.مع القضاء وقد نقل إبراىيم الحربي ، عن أحمد ، انو سئل عن

: ؟ قال ( ال صالة لمن عميو صالة ) : ) حديث النبي .ال أعرف ىذا المفظ

) .وال سمعت بيذا عن النبي : قال الحربي ي خرجو إسحاق ال أصل وىذا يدل عمى أن الحديث الذ

.لو ىل : وقد اختمف العمماء فيمن عميو قضاء رمضان

يجوز لو أن يتنفل بالصيام قبل القضاء ، أم ال ؟ فيو .قوالن معروفان ، ىما روايتان عن أحمد

وأكثر العمماء عمى جوازه ، وروي عن طائفة من السمف .المنع منو

يتطوع مثل الذي: وقال ىشام بن عروة ، عن أبيو بالصوم وعميو قضاء رمضان ، كمثل الذي يسبح وىو

.يخاف أن تفوتو المكتوبة وكذلك لو كان عميو صالة فائتة ، فتطوع قبل قضائيا ، فإن كان التطوع بسنتيا الراتبة ، فيو جائز ، بل يستحب

عند جميور العمماء ، خالفا لمالك ، وقد سبق ذلك ، ن كان تطوعا مطمقا ، فقال ال يجوز ؛ ألن : أصحابنا وا

القضاء عندىم عمى الفور ، بخالف قضاء رمضان ؛ .فإنو عمى التراخي حتى يتضايق وقتو في شعبان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وجيان ، وحكي روايتان -لو فعل -وفي انعقاده ورجح بعضيم عدم االنعقاد ، وحمل حديث تكميل

مى السنن الرواتب ، أو عمى من الفرائض بالنوافل ع .تطوع ونسي أن عميو فائتة

والذين ال يرون عمى العامد القضاء بالكمية ، ال يتصور ليس يمزمو قضاء : ىذه المسألة عندىم ، ألنيم يقولون

.بالكمية

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

قضاء الصموات األولى فاألولىثنا يحيى : ثنا ىشام : ثنا يحيى : د حدثنا مسد -

، عن أبي سممة ، عن جابر ، -ابن أبي كثير : ىو -: يسب كفارىم ، فقال [ يوم الخندق ] جعل عمر : قال

: قال . ما كدت أصمي العصر حتى غربت الشمس فنزلنا بطحان ، فصمى بعدما غربت الشمس ، ثم صمى

.المغرب ائتة مع الحاضرة ، وأنو إنما في ىذا الحديث ترتيب الف

يقدم الفائتة عمى الحاضرة ، ثم يصمي الحاضرة ، وقد

.سبق ىذا الحديث والكالم عميو أحاديث في قضاء الفوائت وترتيبيا ، ليست : وفي الباب

عمى شرط البخاري ، وكأنو أشار بالتبويب إلييا ، ولكنو اقتصر عمى حديث جابر ؛ لما لم يكن في الباب عمى

.غيره شرطو صمى ) وقد روي عن جابر من وجو ضعيف ، أنو

.فوائت ورتبيا فروى حماد بن سممة ، عن عبد الكريم أبي أمية ، عن

شغل يوم الخندق عن ) مجاىد ، عن جابر ، أن النبي صالة الظير والعصر والمغرب والعشاء ، فأمر بالال فأذن وأقام وصمى الظير ، ثم أمره فأذن وأقام وصمى

صر ، ثم أمره فأذن وأقام فصمى المغرب ، ثم أمره الع[ عمى ] ما : ) وأقام وصمى العشاء ، وقال [ فإذن ]

( .وجو األرض قوم يذكرون اهلل في ىذه الساعة غيركم ( .مسنده ) خرجو البزار في

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : عني ي -ال نعمم رواه بيذا اإلسناد ، إال مؤمل : وقال

، وقد رواه بعضيم ، عن عبد الكريم ، عن -عن حماد .مجاىد ، عن أبي عبيدة ، عن عبد اهلل

.انتيى وعبد الكريم أبو أمية ، متروك الحديث ، مع أن البخاري

.حسن الرأي فيو وقد روى أبو الزبير ، عن نافع بن جبير بن مطعم ،

قال عبد : عن أبي عبيدة بن عبد اهلل بن مسعود ، قال عن أربع صموات ) إن المشركين شغموا رسول الل : اهلل

يوم الخندق حتى ذىب من الميل ما شاء اهلل ، فأمر بالال ، فأذن وأقام ، فصمى الظير ، ثم أقام فصمى العصر ، ثم أقام فصمى المغرب ، ثم أقام فصمى

.العشاء .خرجو اإلمام أحمد من طريق ىشيم ، عن أبي الزبير

ليس بإسناده بأس ، إال أن أبا عبيدة لم : ل الترمذي وقا

.يسمع من عبد اهلل وخرجو النسائي من طريق ىشام الدستوائي ، عن أبي

نما ذكر اإلقامة لكل : ولم يذكر فيو -الزبير األذان ، وا : ثم طاف عمينا ، فقال : قال : صالة ، وزاد في آخره

( .كم ما عمى األرض عصابة يذكرون اهلل غير ) حتى : وكذا رواه األوزاعي عن أبي الزبير ، وفي حديث

، فبدأ ) إذا كان قريبا من نصف الميل فقام رسول اهلل بالظير فصالىا ، ثم العصر ، ثم المغرب ، ثم العشاء

.بإقامة إقامة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرجو أبو يعمي الموصمي من طريق يحيى بن أبي ، عن زبيد األيامي ، عن -وىو ضعيف جدا -سة أني

أبي عبد الرحمن السممي ، عن ابن مسعود ، عن النبي .األذان واإلقامة لكل صالة : وذكر في حديثو -)

وروى سعيد المقبري ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد حبسنا يوم الخندق عن : الخدري ، عن أبيو ، قال

ب بيوي من الميل ، حتى الصالة ، حتى كان بعد المغر . . . . وكفى اهلل : ) كفينا ، وذلك قول اهلل عز وجل

فدعا رسول اهلل : قال [ . : األحزاب ) ] عزيزا بالال ، فاقام صالة الظير ، فصالىا وأحسن صالتيا )

، كما كان يصمييا في وقتيا ، ثم أمره فأقام العصر ، في وقتيا ، ثم فصالىا فأحسن صالتيا كما كان يصمييا

أمره فأقام المغرب ، فصالىا كذلك ، ثم أقام العشاء ، وذلك قبل أن ينزل اهلل في صالة : قال . فصالىا كذلك

[ . : البقرة ) ] فرجاال أو ركبانا : ) الخوف والنسائي وابن خزيمة -وىذا لفظو -خرجو اإلمام أحمد

( .صحيحيما ) وابن حبان في األحاديث عمى أن من فاتتو صموات ، فإنو وقد دلت ىذه

يبدأ باألولى فاألولى ، ىذا ىو المشروع في قضائيا .باالتفاق

أنو صمى : واختمف في األذان واإلقامة ، ففي بعضيا

وفي . كل صالة بإقامة إقامة ، من غير ذكر أذان وفي . أنو أذن لألولى ، وأقام لكل صالة : بعضيا .م لكل صالة أنو أذن وأقا: بعضيا

واختمف العمماء في ذلك ، وقد سبق ذكر االختالف في .األذان لمفائتة إذا كانت واحدة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وأما مع تعدد الفوائت يقيم لكل صالة ، وال يؤذن ، وىو قول : فمنيم من قال

الحسن واألوزاعي ومالك والشافعي في قول ، وحكي .أحمد رواية عن

يؤذن لألولى ، ويقيم لكل صالة ، وىو : ومنيم من قال .قول أحمد وأبي ثور وداود وأحد أقوال الشافعي

إن أمل اجتماع الناس باألذان أذن ، : ولو قول ثالث ال اقتصر عمى اإلقامة لكل صالة .وا

.ليس عميو في الفوائت أذان وال إقامة : وقال الثوري .كرنا أنو مستحب باالتفاق وأماالترتيب ، فقد ذ

ىل ىو شرط لصحة الصالة ، أم ال ؟: واختمفوا أنو شرط ، قمت الفوائت أو كثرت ، وىو : فمذىب أحمد

.قول زفر يجب الترتيب فييا إن كانت : ومذىب مالك وأبي حنيفة

.خمسا فما دون ، وال يجب فيما زاد ىو أنو ال يجب الترتيب بحال ، و : ومذىب الشافعي

.قول أبي ثور وداود ، ورواية عن األوزاعي .وروي عن سمرة بن جندب ما يدل عميو

وىؤالء جعموا ترتيب الصموات في األداء من ضرورة الوقت ، فإذا فاتت فال يجب فييا الترتيب ، كمن عميو ديون منجمة ، إذا أخرت إلى آخرىا نجما فال يبالي بما

ضى آخرىا نجما قبل قضى منيا قبل اآلخر ، حتى لو قالكل لجاز ، وكصوم رمضان إذا فات ، فإنو ال يشترط

.لقضائو ترتيب وال مواالة ، بل يجوز تفريقو وتتابعو

واستدل بعض من أوجب الترتيب بما روى ابن لييعة ، عن يزيد بن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عوف أبي حبيب ، عن محمد بن يزيد ، أن عبد اهلل بنوكان قد أدرك -حدثو ، عن أبي جمعة حبيب بن سباع

عام األحزاب صمى المغرب ، ) ، أن النبي -) النبي ىل عمم أحد منكم أني صميت العصر : ) فمما فرغ قال

يا رسول اهلل ، ما صميتيا ، فأمر المؤذن : فقالوا ( ؟ .فأقام ، وصمى العصر ، ثم أعاد المغرب

.خرجو اإلمام أحمد ال يسقط الترتيب : واستدل بو بعض من يقول

.بالنسيان وحممو بعض من خالفو عمى أنو كان تذكر العصر في

.صالة المغرب قبل أن يفرغ منيا

وىذا حديث ضعيف اإلسناد ، وابن لييعة ال يحتج بما .ينفرد بو

ىذا حديث ال يعرف إال عن ابن : قال ابن عبد البر . تقوم بو حجة لييعة ، عن مجيولين ، ال

أماعبد اهلل بن عوف ، فإنو الكناني ، عامل عمر : قمت بن عبد العزيز عمى فمسطين ، مشيور ، روى عنو

.الزىري وجماعة وأمامحمد بن يزيد ، فالظاىر أنو ابن أبي زياد

الفمسطيني ، صاحب حديث الصور الطويل ، وقد .ضعفوه

ن عبد اهلل بن ، عن نافع ، أ( الموطأ ) وروى مالك في فمم يذكرىا إال وراء [ صالة ] من نسي : عمر كان يقول

اإلمام ، فإذا سمم اإلمام فميصل الصالة التي نسي ، ثم .يصمي بعدىا األخرى

وقد روى عثمان بن سعيد الحمصي ، عن مالك .مرفوعا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ذكره ابن عدي : -ورفعو باطل روي عن عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، عن ابن كذا

.مرفوعا -عمر .خرجو أبو يعمي الموصمي والطبراني والدارقطني

وذكر عن موسى بن ىارون الحافظ ، أن رفعو وىم ، نما ىو موقوف .وا

.وكذا قال أبو زرعة الرازي ذكره ابن : -وأنكر يحيى بن معين المرفوع إنكارا شديدا

.م أبي حاتوقد اختمف من اشترط الترتيب لمقضاء فيمن ذكر فائتة

.وىو يصمي حاضرة يسقط عنو الترتيب في ىذه الحال ؛ ألن الحاضرة : فقيل

قد تعين إتماميا بالشروع فييا ؛ لتضايق وقت .الحاضرة

وحكي عن الحسن وطاوس ، وىو قول أبي يوسف ،

.ض واختاره بعض أصحابنا ؛ ألن الجماعة عندنا فر .ال يسقط ، وىو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد : وقيل

وعمى ىذا ؛ فيل يبطل الحاضرة ، أم يقطعيا ؟ عمى .قولين

وىو قول مالك وأبي حنيفة -أنو يقطعيا : أحدىما ، إال أن يكون مأموما فيتميا كما قالو ابن -وأحمد .عمر

أحمد في يتميا نفال ، وىو قول الميث والثوري و : والثاني .رواية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يصح ائتمام المفترض بالمتنفل : فعمى ىذا ؛ إن قمنا ال فال .صح ائتمام المأمومين بو ، وا

أن المأموم يتم : أن مذىب مالك : وذكر ابن عبد البر صالتو ، ثم يصمي الفائتة ، ثم يعيد الحاضرة ، كما قالو

.ابن عمر ال يجب الترتيب في : وعند مالك وأصحابو :قال

الفوائت بعد صالة الوقت ، إال بالذكر ، وجوب استحسان ، بدليل إجماعيم عمى أن من ذكر فائتة في وقت حاضرة ، أو صموات يسيرة ، أنو إن قدم العصر عمى الفائتة ، أنو ال إعادة عميو لمعصر التي صالىا ،

يبقى من وقتيا ما يعيدىا وىو ذاكر فييا لمفائتة ، إال أن .فييا قبل غروب الشمس

من ذكر صالة في : وىذا يدل عمى أن قوليم : قال صالة فإنيا تنيدم أو تفسد عميو ، ليس عمى ظاىره ، ولو كان عمى ظاىره لوجبت اإلعادة عميو لمعصر بعد غروب الشمس ؛ ألن ما يفسد وييدم حقيقة يعاد أبدا ،

إنو استحباب ، فقضت عمى ىذا وما يعاد في الوقت ف .األصل

من ذكر فائتة ، وىو في صالة : وقال أبو حنيفة : قال أخرى من الصموات الخمس ، فإن كان بينيما أكثر من خمس صموات مضى فيما ىو فيو ، ثم صمى التي عميو

ن كان أقل من ذلك ، قطع ما ىو فيو ، وصمى التي ، وا . يا ، ثم يصمي الفائتة ذكر ، إال أن يضيق وقتيا ، فيتم

.انتيى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

ما يكره من السمر بعد العشاءالسمار ، والسامر : من السمر ، والجمع ( : السامر )

.ىاىنا في موضع الجمع : ىو التحدث بالميل ، وقولو تعالى ( : السمر ) ىو من [ : المؤمنون ) ] مستكبرين بو سامرا )

.سمارا : أي -الجمع : السمر ، ومعناه ىنا فسمار جمع ، وسامر يكون مفردا ، وقد يراد بو الجمع

.كما في اآلية ثنا أبو : ثنا عوف : ثنا يحيى : حدثنا مسدد -

انطمقت مع أبي إلى أبي برزة األسممي : المنيال ، قال يصمي ) حدثنا ، كيف كان رسول اهلل: ، فقال لو

وىي التي -كان يصمي اليجير : المكتوبة ؟ قال حين تدحض الشمس ، ويصمي -تدعونيا األولى

العصر ثم يرجع أحدنا إلى أىمو في أقصى المدينة : قال . والشمس حية ، ونسيت ما قال في المغرب

وكان يكره النوم : قال . وكان يستحب أن يؤخر العشاء ان ينفتل من صالة الغداة حين قبميا والحديث بعدىا ، وك

.يعرف أحدنا جميسو ، ويقرأ من الستين إلى المائة قد سبق ىذا في مواضع ، وشرح ما فيو من مواقيت

الصالة ، وذكر النوم قبل العشاء ، ولم يبق من أحكامو .غير ذكر الحديث بعد العشاء ، وىو السمر

كرنا كان يكرىو ، وقد ذ) أن النبي : وفي ىذا الحديث ما نام قبل العشاء ) فيما سبق حديث عائشة ، أن النبي

.وال سمر بعدىا وخرج اإلمام أحمد وابن ماجو من حديث عطاء بن

جدب : السائب ، عن أبي وائل ، عن ابن مسعود ، قال .السمر بعد العشاء ) لنا رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

قالو أبو عبيد : -وذمو عابو( : جدبو ) ومعنى .وغيره

أباحو ليم ، كالطحاوي ، وىو مخالف : ووىم من قال .لما قالو أىل المغة

وىذا الحديث وىم عطاء بن السائب في إسناده ؛ فقد رواه األعمش ومنصور وابو حصين ، عن أبي وائل ،

.جدب لنا عمر السمر : عن سممان بن ربيعة ، قال عن أبي : سائب وعاصم ، فقاال وخالفيم عطاء بن ال

وائل ، عن ابن مسعود ، ثم اختمفا ، فرفعو عطاء ، .ووقفو عاصم ، ووىما في ذلك

قالو أبو بكر : -قول منصور واألعمش : والصحيح

.األثرم أن : ، وزاد ( كتاب التمييز ) وذكر مسمم نحوه في

.من قولو -المغيرة رواه عن أبي وائل ، عن حذيفة .ولم يرفعو إال عطاء بن السائب : قال

وأشار إلى أن رواية األعمش وحبيب بن أبي ثابت وأبي حصين ، عن أبي وائل ، عن سممان ، عن عمر ىي .الصحيحة ؛ ألنيم أحفظ وأولى بحسن الضبط لمحديث وقد رويت كراىة السمر بعد العشاء عن عمر وحذيفة

.وعائشة وغيرىم متناع من قيام الميل ، روي ثم منيم من عمل بخشية اال

.ذلك عن عمر ومنيم من عمل بأن الصالة ينبغي أن تكون خاتمة

األعمال ، فيستحب النوم عقيبيا ، حتى ينام عمى ذكر ، .وال ينام عمى لغو

وروي عن عمر بن عبد العزيز ، أنو كان يسمر ما لم يوتر ، فجعل الختم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.بالوتر يقوم مقام الختم بالصالة المكتوبة .أريحوا كتابكم : وكانت عائشة تقول لمن يسمر

.المالئكة الكاتبين : تعني ومتى كان السمر بمغو ورفث وىجاء فإنو مكروه بغير

.شك -من حديث شداد بن أوس ( مسند اإلمام أحمد ) وفي

لم من قرض بيت شعر بعد عشاء اآلخرة: ) -مرفوعا ( .يقبل لو صالة تمك الميمة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

السمر في الفقو والخير بعد العشاء :فيو حديثان

:األول :قال نا : نا أبو عمي الحنفي : نا عبد اهلل بن صباح -

أنتظرنا الحسن وراث عمينا حتى قربنا من : قرة بن خالد دعانا جيراننا ىؤالء ، ثم : ء ، قال وقت قيامو ، فجا

ذات ليمة ، حتى ) نظرنا رسول اهلل : قال أنس : قال كان شطر الميل يبمغو ، فجاء فصمى لنا ، ثم خطبنا ،

نكم لن : ) فقال أال إن الناس قد صموا ، ثم رقدوا ، وا ( .تزالوا في صالة ما انتظرتم الصالة

ن القوم لن يزالوا في: قال الحسن خير ما انتظروا وا .الخير

) .وىو من حديث أنس ، عن النبي : قال قرة .أبطأ ( : راث ) معنى :الثاني أبنا شعيب ، عن الزىري ، : ثنا أبو اليمان - حدثني سالم بن عبد اهلل بن عمر وأبو بكر بن : قال

صمى النبي : أبي حثمة ، أن عبد اهلل بن عمر قال

، ) ر حياتو ، فمما سمم قام النبي صالة العشاء في آخ) أرأيتكم ليمتكم ىذه ، فإن رأس مائة سنة ال يبقى : ) فقال

( .ممن ىو اليوم عمى وجو األرض أحد إلى ما يتحدثون من ىذه ) فوىل الناس في مقالة النبي

األحاديث عن مائة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما قال النبي يبقى ممن ىو اليوم عمى ال) : ) سنة ، وا .أنيا تخرم ذلك القرن : يريد بذلك -( ظير األرض

: معناه : ، قال الخطأبي -بفتح الياء -( وىل ) وىل إذا ذىب : الوىم ، يقال : غمطوا وتوىموا ، والوىل

.انتيى . وىمو إلى الشيء معناه : بكسر الياء ، وقال ( وىل ) وضبطو بعضيم .الفزع : -بالفتح -وىل فزع ونسي ، وال

.وقع في وىمو : معناه : وقيل

.واهلل اعمم : واألول أصوب أراد أن من كان موجودا ) أن النبي : ومراد ابن عمر

في وقت قولو ذلك ال يبقى منيم أحد عمى رأس مائة : أن مراده : سنة ، فينخرم ذلك القرن ، فظن بعضيم

وىو وىم ممن ظن أن الساعة تقوم بدون مائة سنة ، رضي اهلل عنو -ذلك ، ولذلك أنكره عمي بن أبي طالب

.عمى من توىمو -االستدالل عمى : ومقصود البخاري بيذين الحديثين

جواز الموعظة وذكر العمم بعد العشاء ، وانو ليس من .السمر المنيي عنو

وقد كان ابن شبرمة وغيره من فقياء الكوفة يسمرون في [ .الفجر ] ذان الفقو إلى أ

.ونص اإلمام أحمد عمى أنو ال يكره السمر في العمم وروى قتادة ، عن أبي حسان ، عن عبد اهلل بن عمرو ،

يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ) كان النبي : قال .، ما يقوم إال إلى عظم صالة

.خرجو أبو داود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

شام الدستوائي وعمرو بن الحارث وسعيد بن وكذا رواه ى .بشير

أبو ىالل ، فرواه عن قتادة ، عن أبي حسان : وخالفيم .، عن عمران بن حصين

قالو اإلمام أحمد : -قول ىشام ومن تابعو : والقول .وأبو حاتم وأبو بكر األثرم

وخرج اإلمام أحمد والنسائي والترمذي وابن خزيمة في حديث عمقمة ، عن عمر بن الخطاب من ( صحيحو )

يسمر مع أبي بكر في األمر ) كان رسول اهلل : ، قال .من أمر المسممين ، وأنا معيم

.حسن : قال الترمذي إن عمقمة لم يسمعو من عمر ، وبينيما رجل : وقد قيل

.قالو البخاري واألثرم : -

.أنو ليس بينيما أحد : ورجح الدارقطني جواز السمر في مصالح المسممين ، وما وفيو دليل عمى .يعود بنفعيم

وقد روي عن عبد الرحمن بن أبي ليمى ، أنو كان يسمر .مع عمي بن أبي طالب حتى يذىب ليل طويل

.وكان ابن عباس يسمر عند معاوية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج ابن مسعود وأبو موسى من عند الوليد ، وقد وا ليال طويال ، فجاءوا إلى سدة المسجد ، فتحدثوا تحدث

.حتى طمع الفجر : باب ( : ) كتاب العمم ) وقد ذكر البخاري في أواخر

، وقد سبق في موضعو ، وذكرنا فيو ( السمر بالعمم .واهلل أعمم . زيادة ىاىنا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

فالسمر مع األىل والضيثنا : ثنا المعتمر بن سميمان : ثنا أبو النعمان - ثنا أبو عثمان ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر ، : أبي إن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء ، وأن النبي : قال من كان عنده طعام اثنين فميذىب بثالث ، : ) قال )

ن أربعة فخامس أو سادس ن أبا بكر جاء بثالثة ، ( وا وا وال -فيو أنا وأبي وأمي : قال . بعشرة ) نطمق النبي وا

وخادم بين بيتنا وبيت أبي -وامرأتي : أدري ىل قال ن أبا بكر تعشى عند النبي ، ثم لبث حتى ) بكر ، وا

، ) صميت العشاء ، ثم رجع فمبث حتى تعشى النبي قالت لو . فجاء بعدما مضى من الميل ما شاء اهلل

؟ -ضيفك : أو قال -عن أضيافك ما حبسك : امرأتو أبوا حتى تجيء ، قد : أو ما عشيتييم ؟ قالت : قال

يا : فذىبت أنا فاختبأت ، قال : قال . عرضوا فأبوا

واهلل : فقال . كموا ال ىنيئا : غنثر ، فجدع وسب ، وقال ، ال أطعمو أبدا ، وايم اهلل ، ما كنا ناخذ من لقمة إال

منيا ، حتى شبعوا ، وصارت أكثر ربا من أسفميا أكثر مما كانت قبل ذلك ، فنظر إلييا أبو بكر فإذا ىي كما

يا أخت بني فراس ، ما ىذا : قال المرأتو . ىي أو أكثر ال وقرة عيني ، ليي اآلن أكثر منيا قبل ذلك : ؟ قالت

إنما كان : بثالث مرات ، فأكل منيا أبو بكر ، وقال ، ثم أكل منيا لقمة -يمينو : يعني -ذلك من الشيطان

، فأصبحت عنده ، وكان بيننا ) ، ثم حمميا إلى النبي وبين قوم عقد ، فمضى األجل ، فعرفنا اثني عشر رجال ، مع كل رجل منيم أناس ، اهلل أعمم كم مع كل رجل ،

.أو كما قال -فأكموا منيا أجمعون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:حديث فوائد كثيرة في ىذا ال

استحباب إيثار الفقراء بالشبع من الطعام : منيا ومواساتيم فيو ، فميذا أمر من كان عنده طعام اثنين أن

يذىب بثالث ، ومن كان عنده طعام أربعة أن يذىب .، وىذا شك من الراوي -أو سادس -بخامس

من كان عنده طعام : ) ولفظ مسمم في ىذا الحديث ذىب بثالثة ، ومن كان عنده طعام أربعة اثنين فمي

.أو كما قال -( بسادس -فميذىب بخامس .وىذا يدل عمى أن الراوي شك

، ) ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ( الصحيحين ) وفي طعام االثنين كافي الثالثة ، وطعام الثالثة : ) قال

( .كافي األربعة جابر ، ، عن أبي الزبير ، عن ( صحيح مسمم ) وفي

طعام الواحد يكفي االثنين ، وطعام ) : ) عن النبي ( .االثنين يكفي األربعة ، وطعام األربعة يكفي الثمانية وفي ىذا إشارة إلى أن البركة تتضاعف مع الكثرة

.واالجتماع عمى الطعام -بإسناد ضعيف ، عن عمر ( سنن ابن ماجو ) وفي

وا ؛ فإن البركة مع كموا جميعا وال تفرق: ) -مرفوعا ( .الجماعة

وخرج أبو داود وابن ماجو من حديث وحشي ، أن يا رسول اهلل ، إنا نأكل وال نشبع : قالوا ) أصحاب النبي

: قال . نعم : قالوا ( فمعمكم تتفرقون ؟ : ) ؟ قال فاجتمعوا عمى طعامكم ، واذكروا اسم اهلل يبارك لكم )

( .فيو ن لم يشبعو أ( : يكفي : ) ومعنى .نو يكتفي بو ، وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكان عمر في عام الرمادة يدخل عمى أىل البيت من لن ييمك امرؤ وعنده نصف : المسممين مثميم ، ويقول

.قوتو .واهلل أعمم . فيذا مأخوذ من ىذا الحديث

، ومجئ أبي بكر بثالثة ، إن كان ىو وامرأتو وابنو فقط

ن كانوا خمسة عمى رواية -فقد أتى بنظير عدتيم ، وا ، فقد صاروا ثمانية ، وطعام األربعة يكفي -الشك

.الثمانية عشرة عمى قدر قوتو عمى اإليثار ، وما ) وأخذ النبي

.خصو اهلل بو من الجود والكرم في اليسر واإلعسار أنو إذ أتى األنسان بضيوف إلى منزلو ، فإنو: ومنيا

يجوز لو أن يكميم إلى أىمو وولده ، وال يحضر معيم في األكل ؛ فإن في ذلك كفاية إذا وثق من اىمو وولده

.بالقيام بحقيم في عشائو عنده ، ) اختصاص أبي بكر بالنبي : ومنيا

.واحتباسو إلى أن يمضي ما شاء اهلل من الميل وقد سبق حديث عمر في سمر أبي بكر وعمر عند

.في الباب الماضي ) النبي وأماسب أبي بكر ولده ؛ فظنو أنو قصر في حق ضيفو

.، ولم يقم بو كما ينبغي .قطعو بالقول الغميظ : أي -( جدع ) ومعنى ذكرىما -، فروي بوجيين ( يا غنثر : ) وأماقولو

: -الخطأبي بالعين الميممة ، والتاء المثناة من ( عنتر : ) أحدىما

.وحتان فوق ، وىما مفت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: إن كانت ىذه محفوظة ، فالعنتر : قال الخطابي .قالو ثعمب : -الذباب

سمي بو لصوتو ؛ وكأنو حين حقره وصغره شبيو .بالذباب بالغين المعجمة المضمومة وبالثاء ( غنثر : ) والثاني الجيل ، : ، فيو مأخوذ من الغثارة ، وىي -المثمثة .والنون زائدة . رجل أغثر وغنثر : يقال .إثبات كرامات األولياء وخرق العوائد ليم : ومنيا

وىو قول عامة أىل السنة ، ووافق عمى ذلك المعتزلة في زمن األنبياء خاصة ، كما جرى ألبي بكر في ىذه

.القضية ، وجعموىا من جممة معجزاتيم حينئذ معجزات األنبياء عمى كل أنيا من جممة: والتحقيق

حال ، وفي كل زمان ؛ ألن ما يكرم اهلل بذلك أولياءه ، فإنما ىو من بركة اتباعيم لألنبياء ، وحسن اقتدائيم بيم

، فدوام ذلك ألتباعيم وخواصيم من جممة معجزاتيم .وآياتيم جواز اإلىداء إلى األخوان الطعام بالميل ، مع : ومنيا

ن أدى ذلك إلى أن يبيت العمم بأنيم قد تعش وا واكتفوا ، وا .الطعام عندىم

واستمرت ىذه اآلية في ذلك الطعام حتى أكل منو الجمع .الكثير من الغد

جعمناىم : أي -( عرفنا اثني عشر رجال : ) ومعنى .عرفا ( .ففرقنا : ) وروي من حمف عمى يمين ، فرأى غيرىا خيرا منيا ، : ومنيا

لذي ىو خير ، وال تحرم عميو يمينو فعل ما فإنو يأتي ا .حمف عمى االمتناع منو ، وىذا قول جميور العمماء

أمر بأن يأتي الذي ىو خير ) وقد ثبت ، أن النبي .ويكفر ، وكان في نفسو يفعل ذلك

إن اليمين تحرم المحموف عميو تحريما ترفعو : وقد قيل .الكفارة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

خالفو ؛ ألنو يجوز اإلقدام عمى فعل : والصحيح المحموف قبل التكفير باالتفاق ، ولو كان محرما لوجب

.تحميمو بالكفارة قبمو ، كالظيار ولم : ) ىذا الحديث ، قال ( سنن أبي داود ) وفي

.وىذا من قول بعض الرواة ( يبمغني كفارة كر كفر عن يمينو ، وىذا بمجرده ال ينفي أن يكون أبو ب

.انو كفرىا -أو المجزوم بو -بل الظاىر وقد ثبت من حديث ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن

كان أبو بكر إذا حمف عمى يمين ال : عائشة ، قالت

ال أحمف عمى : يحنث ، حتى نزلت آية الكفارة ، فقال يمين فأرى غيرىا خيرا منيا إال أتيت الذي ىو خير ،

.يني وكفرت يمكذا رواه يحيى القطان والميث والثوري وابن المبارك

.وغيرىم ، عن ىشام من رواية النضر ( صحيحو ىذا ) وخرجو البخاري في

.بن شميل ، عن ىشام وخالفيم الطفاوي ، فرواه عن ىشام ، عن أبيو ، عن

.عائشة كذا قالو : -كان أبو بكر : ورفعو وىم منو ، والصحيح

.لدارقطني البخاري واأعتم رجل : عن أبي ىريرة ، قال ( صحيح مسمم ) وفي

، ثم رجع إلى أىمو ، فوجد الصبية قد ناموا ) عند النبي ، فاتاه أىمو بطعام ، فحمف ال يأكل ؛ من أجل صبيتو ،

[ لو ] ذلك [ فذكر ) ] ثم بدا لو فأكل ، فأتي رسول اهلل ، فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من حمف عمى يمين فرأى غيرىا خيرا ) : ) رسول اهلل ( .يمينو [ عن ] منيا فميأتيا ، وليكفر

ولعل ىذا الرجل ىو أبو بكر الصديق ، وتكون اإلشارة إلى ىذا القصة ، إال أن حديث عبد الرحمن يدل عمى

.أنو لم يكن ألبي بكر صبية يره وقد ذىب قوم إلى أن من حمف عمى شيء فرأى غ

خيرا منو أنو يأتي الذي ىو خير ، ويكون ذلك كفارة .يمينو ، وال يحتاج إلى كفارة بمال أو صوم

وىذا معروف عن ابن المسيب والشعبي وسعيد بن جبير وسالم وعكرمة ، وزاد عميو ، فجعل من حمف بطالق عمى معصية ، أنو ال يفعل ما حمف عميو ، وال طالق

.عميو .وىذا شذوذ

.ي أصل ىذا عن ابن عباس ورو .وروي عنو مرفوعا

( .صحيحو ) خرجو ابن حبان في .وال يصح رفعو

وروى مالك بن يحيى بن عمرو بن مالك النكري ، عن أبيو ، عن جده ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس ،

من حمف عمى يمين ، فرأى غيرىا خيرا ) : ) عن النبي ( .رتيا ، إال طالقا أو عتاقا منيا ، فميأتيا ؛ فإنيا كفا

.خرجو ابن عدي .ىو غير محفوظ ؛ تفرد بو يحيى ، عن أبيو : وقال

.ويحيى ىذا ، ضعفو ابن معين وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من وجوه متعددة ، أنيا كفارتيا أن ) وقد روي عن النبي .ال يأتي الذي ىو خير ، وفي أسانيدىا كميا مق

واألحاديث الصحاح كميا تدل عمى أنو يكفر يمينو ، قال .وغيرىما ( كتاب التمييز ) ذلك أبو داود ومسمم في

وكانت يمين أبي بكر أال يأكل ىذا الطعام في غضب ، .يمينو : يعني -إنما ذلك من الشيطان : وليذا قال

دليل عمى انعقاد يمين الغضبان ، كما حمف : وفيو في غضبو أال يحمل النفر من األشعريين ، ثم ) النبي

ال احمف عمى يمين ، فأرى غيرىا : ) حمميم ، وقال خيرا منيا إال كفرت عن يميني ، وأتيت الذي ىو

( .خير جواز الحمف بقرة العين ؛ فإن امرأة أبي : وفي الحديث

.بكر حمفت بذلك ، ولم ينكره عمييا .و وذكره وطاعتو ىو ربو وكالم: وقرة عين المؤمن

جواز السمر عند : ومقصود البخاري من ىذا الحديث األىل والضيف ؛ فإن أبا بكر سمر عند أىمو وضيفو لما

، بعد أن ذىب من الميل ما ذىب ) رجع من عند النبي ) .أنو سمر عند النبي : -أيضا -والظاىر . منو

حديث ابن عباس ، أن النبي : وفي السمر عند األىل صمى العشاء ، ثم دخل بيتو ، فتحدث مع أىمو )

.ساعة

.في موضع آخر [ البخاري ] وقد خرجو : وقد روي عن عائشة ، أنيا رأت قوما يسمرون ، فقالت

انصرفوا إلى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أىميكم ، فإن ليم فيكم نصيبا لما فيو وىذا يمد عمى انيا استحبت السمر عند األىل

.من المؤأنسة ليم ، وىو من حسن العشرة ، أنو كان يسمر مع بعض الوفود ) وقد روي عن النبي

الذين يفدون عميو المدينة ، وىو من نوع السمر مع .الضيف

فخرج أبو داود وابن ماجو من رواية عبد اهلل بن عبد الرحمن بن يعمي الطائفي ، عن عثمان بن عبد اهلل بن

كنت في وفد : جده أوس بن حذيفة ، قال أوس ، عن يأتينا كل ليمة بعد العشاء ، ) ثقيف ، فكان النبي

فيحدثنا قائما عمى رجميو ، حتى يتراوح بين رجميو ، وذكر -وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومو من قريش

.الحديث حديث أبي : وسئل أبو حاتم عن ىذا الحديث ، فقال

.برزة أصح منو .كان يكره الحديث بعدىا : حديثو :يعني

] . . [ وروي الرخصة في السمر لممصمي والمسافر .خاصة

خرجو اإلمام أحمد من رواية خيثمة ، عن رجل من قال رسول اهلل : قومو من قريش ، عن عبد اهلل ، قال

-العشاء اآلخرة : يعني -( ال سمر بعد الصالة ) : ) ( .إال لمصل أو مسافر ) في إسناده انقطاع ؛ ألن الرجل الذي : ابن المديني قال

لم يسمو خيثمة ال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" أدري ىو من أصحاب عبد اهلل ، أو ال ؟ وقد روى : خيثمة عن غير واحد من أصحاب عبد اهلل ، منيم .سويد بن غفمة ، وأرجو أن يكون ىذا الرجل منيم

ديث غير قوي ؛ ألن في إسناده ىو ح: وقال األثرم .رجال لم يسم

وقد أخذ بو اإلمام أحمد ، فكره السمر في حديث الدنيا ، .ورخص فيو لممسافر

وروي من وجو آخر بزيادة ، من رواية ابن وىب ، عن معاوية ، عن أبي عبد اهلل األنصاري ، عن عائشة ، أن

مسافر مصل ، أو: ال سمر إال لثالثة : ) قال ) النبي ( .، أو عروس

نا عبد اهلل بن : خرجو سمويو األصبياني الحافظ .فذكره -نا ابن وىب : الزبير

: ثنا ابن مقالص ( : مسنده ) وخرجو بقي بن مخمد في أخبرني معاوية ، عن أبي حمزة ، عن : ثنا ابن وىب

نائما ) ما رأيت رسول اهلل : ، قالت ) عائشة زوج النبي

، وال الغيا بعدىا ، أماذاكرا فيغنم ، أو نائما قبل العشاء .فيسمم

وحدثني أبو عبد اهلل األنصاري ، عن زوج : قال معاوية لعروس ، أو لمسافر ، : السمر لثالثة : ، قالت ) النبي

.أو لمتيجد بالميل .وىذا موقوف عمى عائشة

.وأبو عبد اهلل وأبو حمزة ، مجيوالن حاق التستري ، عن أحمد ، أنو وروى الحسين بن إس سئل عن السمر بعد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال ، إال لمسافر أو مصل ، : العشاء اآلخر ؟ قل .فأماالفقو فأرجو أن ال يكون بو بأس

ونقل عبد اهلل بن أحمد ، عن أبيو ، أنو سئل عن شاء عن النوم قبل الع) نيى رسول اهلل [ الذي ] الحديث

، والحديث بعدىا ، والرجل يقعد مع عيالو بعدما يصمي ينبغي أن يجتنب : ىل يحرج ؟ قال : يتحدث ثم ينام

.الحديث والسمر بعدىا .أيضا -وىذا يدل عمى كراىة السمر مع األىل

ال سمر بعد العشاء ، : كان يقال : وقال سفيان الثوري يكتب وال بأس أن : قال . إال لمصل ، أو مسافر

.الشيء ، أو يعمل بعد العشاء وىذا يدل عمى أن سير األنسان في عمل يعممو وحده ،

من غير مسامرة لغيره ، أنو ال كراىة فيو ، بخالف .واهلل سبحانو وتعالى أعمم . المسامرة والمحادثة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب اآلذان

(/)

"""""" صفحة رقم """""" فارغة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بسم اهلل الرحمن الرحيم باب بدء األذان -

الة اتخذوىا : ) وقول اهلل عز وجل ذا ناديتم إلى الص وا : المائدة ) ] ون ىزوا ولعبا ذلك بأنيم قوم ال يعقم

الة من يوم : ) وقول تعالى [ . إذا نودي لمص [ . : الجمعة ) ] الجمعة فاسعوا إلى ذكر المو

يشير إلى أن األذان مذكور في القرآن في ىاتين :اآليتين

تشتمل النداء إلى جميع الصموات ؛ فإن : األولى منيما والنكرة في سياق الشرط تعم كل األفعال نكرات ،

.صالة .تختص بالنداء إلى صالة الجمعة : والثانية منيما

وقد روى عبد العزيز بن عمران ، عن إبراىيم بن أبي حبيبة ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن

مع فرض ) األذان نزل عمى رسول اهلل : عباس ، قال :الصالة

الة من يوم الجمعة ياأييا الذي) ن آمنوا إذا نودي لمص ) .فاسعوا إلى ذكر المو

.ىذا إسناد ساقط ال يصح وىذه اآلية مدنية ، والصالة فرضت بمكة ، ولم يصح

ذا ناديتم إلى : ) وقولو . صمى بمكة جمعة ) أن النبي وا

الة اتخذوىا ىزوا أيضا -مدنية [ : المائدة ) ] الص .، ولم يؤذن لمصالة بمكة -

أول ما ) والحديث الذي روي أن جبريل لما أم النبي فرضت الصالة أمره أن يؤذن بالصالة ، قد جاء مفسرا

.الصالة جامعة : في رواية أخرى ، أنو يؤذن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

" .ب الصالة كتا" وقد سبق ذكره في أول ليمة أسري خرج ممك من وراء ) وقد روي أن النبي

يسمع ذلك ) الحجاب فأذن ، فحدثو ربو عز وجل والنبي ، ثم أخذ الممك بيد محمد فقدمو فأم أىل السماء ، منيم

.آدم ونوح فيومئذ أكمل اهلل لمحمد : قال أبو جعفر محمد بن عمي

.الشرف عمى أىل السماء وأىل األرض ) " مسندييما " وقد خرجو البزار والييثم بن كميب في

بسياق مطول من طريق زياد بن المنذر أبي الجارود ، عن محمد بن عمي بن الحسين ، عن أبيو ، عن جده ،

.عن عمي .وىو حديث ال يصح

وزياد بن المنذر أبو الجارود الكوفي ، قال فيو اإلمام عدو اهلل ، ال كذاب: وقال ابن معين . متروك : أحمد

كان رافضيا يضع : وقال ابن حبان . يساوي فمسا .الحديث

وروى طمحة بن زيد الرقي ، عن يونس ، عن الزىري ، لما أسري بو إلى ) عن سالم ، عن أبيو ، أن النبي

.السماء أوحى اهلل إليو األذان ، فنزل بو ، فعممو جبريل .خرجو الطبراني

.د بغير شك وىو موضوع بيذا اإلسنا .وطمحة ىذا ، كذاب مشيور

.ونبينا عمى ذلك لئال يغتر بشيء منو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما شرع األذان بعد ىجرة النبي إلى المدينة ، ) وا .واألحاديث الصحيحة كميا تدل عمى ذلك

:واألذان لو فوائد .أنو إعالم بوقت الصالة أو فعميا : منيا وليذا كان . ن ىذا الوجو ىو إخبار بالوقت أو الفعل وم

.المؤذن مؤتمنا أنو إعالم لمغائبين عن المسجد ؛ فميذا شرع فيو : ومنيا

رفع الصوت ، وسمي نداء ؛ فإن النداء ىو الصوت .الرفيع

قم فألقو : " لعبد اهلل بن زيد ) وليذا المعنى قال النبي " .ك عمى بالل ؛ فإنو أندي صوتا من

حي : " أنو دعاء إلى الصالة ؛ فإنو معنى قولو : ومنيا " .عمى الصالة ، حي عمى الفالح

ن دعا : ) إن قولو تعالى : وقد قيل ومن أحسن قوال ممنزلت : اآلية [ : فصمت ) ] إلى المو وعمل صالحا

.في المؤذنين ، روي عن طائفة من الصحابة وقد كانوا يدعون إلى السجود : ) ل في قولو تعالى وقي

إنيا الصموات الخمس [ : : القمم ) ] وىم سالمون .حين ينادي بيا

أنو إعالن بشرائع اإلسالم من التوحيد والتكبير : ومنيا .والتيميل والشيادة بالوحدانية والرسالة

:ن خرج البخاري في ىذا الباب حديثي [ :األول ] الحديث

:قال ثنا : ثنا عبد الوارث : ثنا عمران بن ميسرة -

خالد ، عن أبي قالبة ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ذكروا النار والناقوس ، فذكروا الييود : أنس ، قال .والنصارى ، فأمر بالل أن يشفع األذان ويوتر اإلقامة

: " الباب اآلتي ، بمفظ آخر ، وىو وخرجو البخاري فيذكروا : قال . لما كثر الناس وانتشروا في المدينة : قال

أن يعمموا وقت الصالة بشيء يعرفونو ، فذكروا أن يوروا نارا أو يضربوا ناقوسا ، فأمر بالل أن يشفع األذان

" .ويوتر اإلقامة .أيضا -وخرجو مسمم

عن أول قدوم النبي وىذا يدل عمى أن األذان تأخرالمدينة حتى كثر الناس وانتشروا في المدينة ومن )

حوليا ، واحتاجوا حينئذ إلى تعميم وقت الصالة بشيء .يعرفونو معرفة تامة

-" فذكروا الييود والنصارى : " وقولو في ىذه الرواية أنيم كرىوا النار والناقوس ؛ لمشابية الييود : يعني

.يم والنصارى في أفعالنما في " النار " وال يعرف ذكر إال في ىذه الرواية ، وا

أكثر األحاديث ذكر الناقوس والبوق ، وفي بعضيا ذكر .راية تنصب ليراىا الناس

وقد روي من حديث خالد ، عن أبي قالبة ذكر الناقوس

.أيضا -والبوق والطبراني من رواية " صحيحو " خرجيا ابن خزيمة في

بن أبي ميمونة ، عن خالد الحذاء ، عن روح بن عطاء كانت الصالة إذا حضرت : أبي قالبة ، عن أنس ، قال

: سعى رجل إلى الطريق ، فنادى ) عمى عيد النبي لو : الصالة الصالة ، فاشتد ذلك عمى الناس ، فقالوا

" . ذلك لمنصارى : " اتخذنا ناقوسا يا رسول اهلل ؟ قال فأمر " . ذلك لمييود : " ؟ قال فمو اتخذنا بوقا : قالوا

.بالل أن يشفع األذان ويوتر اإلقامة عن خالد إال -بيذا التمام -لم يروه : وقال الطبراني

.انتيى . روح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وروح ، متكمم فيو أمر بالناقوس ) وفي حديث عبد اهلل بن زيد ، أن النبي

.مناس لجمع الصالة يعمل ليضرب بو ل .خرجو أبو داود وغيره

كان يحب موافقة أىل الكتاب فيما ) أن النبي : ويعضده .لم يؤمر فيو بشيء

وفي رواية إبراىيم بن سعد ، عن ابن إسحاق لحديث أن ) لما أجمع رسول اهلل : عبد اهلل بن زيد ، قال

يضرب بالناقوس لجمع الناس لمصالة ، وىو كاره .النصارى لموافقة

وىذا يدل عمى أن الناس قد اجتمعوا عمى ذلك ، ووافقيم .مع كراىتو لو )

ال يشك أن اآلمر لو ىو رسول " فأمر بالل : " وقولو .، كما صرح بو ابن عمر في حديثو اآلتي ) اهلل

األذان شريعة من الشرائع ، واألمر : قال الخطأبي يضاف إلى ال) المضاف إلى الشريعة في زمان النبي

ومن زعم ان اآلمر لبالل بو أبو بكر فقد : قال . غيره ، ) غمط ؛ ألن بالال لم يقم بالمدينة بعد موت النبي

نما لحق بالشام أيام أبي بكر .أنتيى . وا

ولقد أبطل من زعم أن أمر بالل باألذان تأخر إلى زمن خمت عن أذان ، وىذا ال ) أبي بكر ، وأن مدة النبي

.من يعقل ما يقول يقولو ولعل ىذا الزاعم إنما زعم أن أبا بكر أمر بابتار اإلقامة

) .بعد أن كانت عمى غير ذلك في زمن النبي نما يحمل عميو -أيضا -وىذا في غاية البطالن ، وا

اليوى والتعصب ، وكيف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في إقامة شريعتو ) يغير أبو بكر بعد موت النبي الصالة ويقره الناس عمى ذلك ؟

والحديث صريح في أن أمر بالل بذلك كان في أول أمر األذان ، حيث كانوا يترددون فيما يحصل بو إعالم

الناس بوقت الصالة ، فيحنئذ أمر بالل بأن يشفع األذان واهلل . ويوتر اإلقامة ، ال يحتمل الكالم غير ىذا المعنى

.اعمم نسائي ىذا الحديث من رواية عبد الوىاب وقد خرج ال

الثقفي ، عن أيوب ، عن أبي قالبة ، عن أنس ، أن .أمر بالال أن يشفع األذان ويوتر اإلقامة ) النبي

لم يرفعو : ونقل عباس الدوري ، عن ابن معين ، قال .إال الثقفي

-وقد خرجو الدارقطني من طرق أخرى مصرحا برفعو .الثقفي كما رواه -أيضا

:الحديث الثاني ثنا : ثنا عبد الرزاق : ثنا محمود بن غيالن -

كان : أخبرني نافع أن ابن عمر كان يقول : ابن جريج المسممون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصالة

، ليس ينادى ليا ، فتكمموا يوما في ذلك ، فقال وقال . ارى اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النص: بعضيم أوال : فقال عمر . بل بوقا مثل قرن الييود : بعضيم

) : تبعثون رجال منكم ينادي بالصالة ؟ فقال رسول اهلل " .يا بالل ، قم فناد بالصالة "

وخرجو مسمم من طريق عبد الرزاق وحجاج ، كالىما .عن ابن جريج بو ، بنحوه

المدينة والحديث صريح في أن المسممين أول ما قدموا )ورسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

نما كانوا أوال يتحينون معيم لم يكونوا ينادون لمصالة ، وا -يقدرون احيانيا لياتوا إلييا : يعني -الصالة ، ثم إنيم تشاوروا في ذلك -الوقت والزمان : والحين

منيم من وتكمموا فيو لما شق عمييم التحين ، فربما كان يتقدم قبل الوقت ، فيفوتو ما كان يعمل ، ومنيم من كان

.يتأخر فتفوتو الصالة وقد روى فميح ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن أبي ليمى ، عن معاذ ، أن الناس كانوا

يتحينون وقت الصالة ، فيصمون بغير أذان ، فإذا

رىم ال يدرك ، حضرت الصالة فمنيم من يدرك ، وأكثوذكر حديث عبد اهلل بن زيد بطولو -ذلك ) فيم النبي

وأصحابو ذلك اجتمعوا فتشاوروا ) ، فمما أىم النبي -في امر يعممون بو وقت الصالة ويجتمعون عميو في

.المسجد دليل عمى استحباب التشاور في مصالح : وفي ىذا

م الدين واالىتمام بيا ، فمما تشاوروا أشار بعضيبالناقوس كفعل النصارى ، وأشار بعضيم بالبوق كفعل

.أوال تبعثون رجال ينادي بالصالة : الييود ، فقال عمر وىذا من إليام عمر لمحق ونطقو بو ، وقد كان كثيرا ما

ينطق بالشيء فينزل الوحي بموافقتو ، وىذا مما نزل .القرآن بتصويب قولو

يدل عمى " اد بالصالة يا بالل ، قم فن) : " وقول النبي .قبل ما أشار بو عمر دون غيره ) ان النبي

بالنداء بالصالة ، يحتمل انو أمره أن ينادي في ) وأمره كما تقدم في الحديث " الصالة ، الصالة : " الطرقات

الذي خرجو ابن خزيمة ، ويكون ذلك قبل ان يشرع

.ويحتمل أنو أمره باألذان ، وىو اظير . األذان حتمل أن عمر إنما أشار بذلك بعد أن رآه في منامو ، وي

أيضا -ويدل عميو ما روي عن عمر ، وعن ابن عمر - :

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: أما المروي عن عمر ، فمن طريق سفيان بن وكيع ابنا عبد اهلل بن رجاء ، عن ابن جريج ، عن عطاء ،

ائتمر النبي : ال عن عبيد بن عمير ، عن عمر ، قكيف يجعمون األذان : وأصحابو حين قدموا المدينة )

: قال عمر . بالصالة يجتمعون ليا ؟ فائتمروا بالناقوس فذىب . لم تجعمون الناقوس بل أذنوا : فرايت في المنام ليخبره بالذي رأى ، وقد جاء النبي ) عمر إلى النبي

لوحي بذلك يا سبقك ا) : " الوحي بذلك ، فقال النبي ) فذىبت إلى الصالة ، فإذا بالل ييتف : قال " . عمر

.باألذان " .مسند عمر " خرجو اإلسماعيمي في

.وسفيان بن وكيع ، فيو ضعف .وىو مرسل

ثنا أحمد بن " : المراسيل " وخرجو أبو داود في أخبرني عطاء ، : ثنا حجاج ، عن ابن جريج : إبراىيم

ىو ) ائتمر النبي : ر يقول أنو سمع عبيد بن عميوأصحابو ، كيف يجعمون شيئا إذا أرادوا جمع الصالة

، فائتمروا بالناقوس ، فبينما عمر [ بو ] اجتمعوا ليا يريد أن يبتاع خشبتين لناقوس إذ رأى عمر في المنام أن ال تجعموا الناقوس ، بل أذنوا بالصالة ، فذىب عمر إلى

، وقد جاء الوحي بذلك ، فما ليخبره بالذي رأى ) النبي سبقك بذلك ) : " راع عمر إال بالل يؤذن ، فقال النبي

.، حين أخبره عمر بذلك " الوحي عن يحيى بن سعيد ، " الموطا " وقد روى مالك في

قد أراد أن يتخذ خشبتين يضربيما ) كان النبي : قال ليجمع الناس لمصالة ، فأري عبد اهلل بن زيد خشبتين

إن ىاتين الخشبتين لنحو مما يريده : لنوم ، فقال في ا ،) رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حين ) أال تؤذنون لمصالة ، فأتى رسول اهلل : فقيل

[ .باآلذان ) ] استيقظ ، فذكر ذلك لو ، فأمر رسول اهلل وأماالمروي عن ابن عمر ، فمن طريق عبد الرحمن بن

إن : ن الزىري ، عن سالم ، عن أبيو ، قال إسحاق ، عاستشار الناس لما ييميم لمصالة ، فذكروا البوق ) النبي

ثم ذكروا الناقوس ، فكرىو من . ، فكرىو من أجل الييود أجل النصارى ، فأري النداء تمك الميمة رجل من

وعمر بن -عبد اهلل ابن زيد : يقال لو -األنصار ليال ، فأمر ) ] ري رسول اهلل الخطاب ، فطرق االنصا

.بالال فاذن بو ) [ رسول اهلل الصالة خير : " وزاد بالل في نداء الغداة : قال الزىري

) .، فأقرىا رسول اهلل -مرتين -" من النوم يا رسول اهلل ؛ قد رأيت مثل الذي رأى ، : قال عمر

.ولكنو سبقني .خرجو ابن ماجو

حدثني عبد : ق مسمم بن خالد وخرجو ابن سعد من طري .بإسناده ، ومعناه -الرحيم بن عمر ، عن ابن شياب

وفي كون ىذا الحديث محفوظا عن الزىري بيذا اإلسناد رواية الزىري ، عن ابن المسيب : نظر ؛ فإن المعروف

.مرسال -وروي عن الزىري ، عن ابن المسيب ، عن عبد اهلل بن

.زيد :ن زيد ، قد روي من وجوه وحديث عبد اهلل ب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حدثني محمد بن إبراىيم : رواية ابن إسحاق : أحدىا

-التيمي ، عن محمد بن عبد اهلل بن زيد ، عن أبيو لما امر بعمل ) أن النبي : ، وفيو -بسياق مطول

الناقوس طاف بعبد اهلل وىو نائم رجل يحمل ناقوسا ، فما تصنع : يا عبد اهلل ، أتبيع الناقوس ؟ قال : ال لو فق

أفال أدلك عمى : ندعوا بو إلى الصالة ، قال : بو ؟ قال :تقول : بمى ، قال : خير من ذلك ؟ قال

، فعممو األذان مثنى مثنى ، واإلقامة مرة " اهلل أكبر " الرؤيا : " فأخبره ، فقال لو ) فما اصبح اتى النبي . مرة إن شاء اهلل ، فقم مع بالل فألق عميو ما رأيت ؛ حق

فقمت مع بالل فجعمت : قال " . فإنو أندى صوتا منك فسمع ذلك عمر بن : قال . ألقيو عميو ، وبالل يؤذن بو

: الخطاب وىو في بيتو ، فخرج يجر رداءه ، ويقول والذي بعثك بالحق يا رسول اهلل ، لقد رأيت مثل ما

" .فممو الحمد ) : " اهلل فقال رسول . رأى خرجو اإلمام أحمد وأبو داود وابن ماجو والترمذي ،

" .صحيحيما " وصححو ، وابن خريمة وابن حبان في عن " عممو " وحكى البييقي أن الترمذي حكى في

.ىو عندي صحيح : البخاري ، أنو قال .وبو استدل اإلمام أحمد ، وعميو اعتمد

ي ىذا الحديث والقصة باسانيد قد رو : وقال الخطأبي .مختمفة ، وىذا اإلسناد أصحيا

وحكى ابن خزيمة عن محمد بن يحيى الذىمي ، أنو ليس في أخبار عبد اهلل بن زيد في قصة األذان : قال

خبر اصح من ىذا ؛ ألن محمد بن عبد اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.سمعو من أبيو خبر ابن إسحاق ثابت صحيح ؛ ألن :قال ابن خزيمة

محمد بن عبد اهلل بن زيد سمعو من أبيو ، وابن إسحاق .سمعو من التيمي

في سماع " تاريخو " كذا قال ؛ وقد توقف البخاري في عبد اهلل بن : محمد بن عبد اهلل ابن زيد من أبيو ، فقال

محمد بن عبد اهلل بن زيد ، عن أبيو ، عن جده ، لم .اع بعضيم من بعض يذكر سم

إنما ترك الشيخان حديث عبد اهلل بن زيد : قال الحاكم : بيذا اإلسناد ؛ لتقدم موت عبد اهلل بن زيد ، فقد قيل

.انتيى . بعد ذلك بيسير : وقيل [ . استشيد بأحد ] إنو .وعمى ىذا ؛ فجميع الروايات عنو مرسمة

وخرج أبو داود من حديث أبي عمير بن أنس ، عن لمصالة ) اىتم النبي : عمومة لو من األنصار ، قالوا

انصب راية عند : كيف يجمع ليا الناس ؟ فقيل لو حضور الصالة ، فإذا رأوىا أخبر بعضيم بعضا ، فمم

وذكر الحديث بطولو ، ورؤيا عبد اهلل بن زيد -يعجبو وكان عمر ابن الخطاب قد : قال -األذان في منامو وذكر بقية -تمو عشرين يوما رآه قبل ذلك ، فك

.الحديث من حديث شعبة ، عن عمرو بن مرة -أيضا -وخرج ثنا أصحابنا ، أن : سمعت ابن أبي ليمى يقول : ، قال

لقد أعجبني ان تكون صالة المسممين : قال ) رسول اهلل

واحدة ، حتى لقد ىممت أن أبث رجاال في الدور ، ينادون

(/)

"""""" رقم صفحة""""""

الناس بحين الصالة ، وحتى ىممت أن آمر رجاال . يقومون عمى اآلكام ، ينادون المسممين بحين الصالة

يا رسول اهلل ، : فجاء رجل من االنصار ، فقال : قال إني لما رجعت لما رأيت من اىتمامك رأيت رجال كان عميو ثوبان أخضران ، فقام عمى المسجد فأذن ، ثم قعد

قد قامت : " قعدة ، ثم قام فقال مثميا ، إال أنو يقول ، ولوال أن يقولوا لقمت إني كنت يقظانا غير " الصالة

لقد أراد اهلل خيرا ، فمر بالال ) : " فقال رسول اهلل . نائم إني قد رأيت مثل ما رأى ، : فقال عمر : قال " . فيؤذن

.ولكني لما سبقت استحييت من طريق المسعودي ، عن عمرو - أيضا -وخرجو

.فذكره -بن مرة ، عن ابن أبي ليمى ، عن معاذ ورواه حصين وغيره ، عن عمرو بن مرة ، عن ابن أبي

.ليمى ، عن عبد اهلل ابن زيد وابن أبي ليمى ، لم يسمع من معاذ ، وال من عبد اهلل بن

.زيد ، فروايتو عنيما منقطعة .ورواية شعبة أصح

و األعمش ، فرواه عن عمرو بن مرة ، عن عبد وتابعثنا أصحاب محمد ، أن عبد اهلل : الرحمن بن أبي ليمى

.فذكره -بن زيد رأى األذان في المنام وىذا إسناد جيد متصل ، وعدم تسمية الصحابة ال يضر

.رضي اهلل عنيم -؛ فإنيم كميم عدول لكن اختمف عمى األعمش ، وروي عنو ، عن عمرو ،

.مرسال -عن ابن أبي ليمى الرواية في ىذا الباب فييا لين ، وبعضيا : وقال العقيمي

.أفضل من بعض

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يشير إلى حديث عبد اهلل بن زيد ورؤية األذان في .منامو

ابن عبد ربو األنصاري ، : وعبد اهلل بن زيد ىذا ، ىو .من الخزوج

.ال يصح لو غير حديث األذان : ترمذي قال العبد اهلل " حديث الوضوء " وزعم ابن عيينة أنو صاحب

بن زيد بن عاصم المازني ، أنصاري من بني النجار ، .وىو عم عباد بن تميم

عن معمر ، عن : ولو أحاديث متعددة مرسمة ، منيا قبل أن ) كان النبي : الزىري ، عن ابن المسيب ، قالوا

الصالة جامعة ، ) : ر باألذان ينادي منادي النبي يؤمفيجتمع الناس ، فمما صرفت القبمة إلى الكعبة أمر

قد أىمو أمر األذان ، وأنيم ) باألذان ، وكان رسول اهلل وذكر بقية -ذكروا أشياء يجمعون بيا الناس لمصالة

، -الحديث ، ورؤيا عبد اهلل بن زيد وعمر بن الخطاب

: " وأذن باألذان وبقي مناد في الناس : ] الوا ق: ثم قال ن كان في غير [ ، لألمر بحديث " الصالة جامعة ، وا

.وقت صالة أن األذان كان بعد صرف القبمة إلى : ففي ىذه الرواية

الكعبة ، وكان صرف القبمة إلى الكعبة في السنة .الثانية

وقد روي ما يستدل بو عمى أن األذان إنما شرع بعد .غزوة بدر بعد صرف القبمة بيسير

وغيره عن حارثة بن مضرب ، عن عمي " المسند " ففي الصالة : " لما كان ليمة بدر وطمع الفجر نادى : ، قال

، فجاء الناس من تحت الشجر والحجف ، " عباد اهلل ) .فصمى بنا رسول اهلل عن ىشام ، عن قتادة ، " كتابو " وقد روى وكيع في

بن المسيب ، عن سعيد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" : " كان بدء األذان إذا حضرت الصالة نودي : قال

لو اتخذتم ) : " ، فقال رسول اهلل " الصالة الجامعة الطبل ذو : -بفتحتين -الكبر -" ناقوسا أو كبرا

فرأى ابن -الطبل الذي لو وجو واحد : وقيل . الرأسين ما تصنع بو ؟ : منام رجال في يده عود ، قال زيد في ال

أوال أدلك عمى ما ىو خير : نتخذه ناقوسا ، قال : قال من ذلك ، إذا حضرت الصالة قام أحدكم فيشيد أن ال

.الو إال اهلل وأن محمدا رسول اهلل وقد روي أنو زيد في األذان كممات ، كما سبق عن

الصالة خير : " فجر الزىري ، ان بالال زاد في أذان ال ) .، فأقرىا رسول اهلل -مرتين -" من النوم

وقد خرجو اإلمام أحمد من طريق ابن إسحاق ، عن الزىري ، عن سعيد ابن المسيب ، عن عبد اهلل بن زيد

قال : ، وقال في آخره -في سياق حديثو الطويل -فأدخمت ىذه الكممة في التأذين إلى : سعيد بن المسيب

.الفجر صالة

وخرجو ابن أبي شيبة ، عن عبدة ، عن ابن إسحاق ، عبد : " عن الزىري ، عن ابن المسيب ، ولم يذكر فيو

.، وجعمو كمو من رواية ابن المسيب " اهلل بن زيد أن ذكر زيادة بالل في آخر الحديث مدرجة : واألشبو

ورواىا معمر ، عن . من قول الزىري ؛ كما سبق .بن المسيب ، عن بالل الزىري ، عن ا

.خرجو من طريقو ابن ماجو .أيضا -وابن المسيب ، لم يسمع من بالل

ورواىا النعمان بن المنذر ، عن الزىري ، عن سعيد بن .المسيب ، عن أبي ىريرة

ورواىا صالح بن أبي األخضر ، عن الزىري ، عن .عروة ، عن عائشة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو الطبراني من الطريقين

ورواىا يونس ، عن الزىري ، عن حفص بن عمر بن حدثني اىمي ، أن بالال أتى النبي : سعد المؤذن ، قال

.فذكره -) -ورواىا شعيب ، عن الزىري ، عن سعيد بن المسيب

.مرسال .خرجو من الطريقين البييقي

.والمرسل أشبو من طريق يونس ، عن " سيمو مرا" وخرج أبو داود في

أخبرني حفص بن عمر بن سعد المؤذن ، : ابن شياب .فذكره -) أن بالال أتى النبي

حدثني : عن حفص بن عمر بن سعد : وفي رواية لو .اىمي ، عن بالل

أبو صالح ، : وروى الحديث بطولو ، بدون ىذه الزيادة أخبرني : عن الميث ، عن يونس ، عن ابن شياب

.فذكره كمو مرسال -عيد بن المسيب س -وكذا رواه معمر ، عن الزىري ، عن ابن المسيب

.مرسال

أن عمر أمر بالال بزيادة الشيادة بالرسالة في : وروي .األذان

واإلسماعيمي ، من " صحيحو " خرجو ابن خزيمة في رواية عبد اهلل بن نافع ، عن أبيو ، عن ابن عمر ، أن

أشيد ان ال إلو اهلل ، حي : " يقول إذا أذن بالال كانأشيد أن : " قل في إثرىا : ، فقال عمر " عمى الصالة

قل ما أمرك ) : " ، فقال رسول اهلل " محمدا رسول اهلل " .عمر

.عبد اهلل بن نافع ، ضعيف جدا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب األذان مثنى مثنى -ثنا حماد بن زيد ، عن : ميمان بن حرب ثنا س -

سماك بن عطية ، عن أيوب ، عن أبي قالبة ، عن أمر بالل ان يشفع األذان ، ويوتر اإلقامة : أنس ، قال

.، إال اإلقامة : ، قال -ابن سالم : ىو -حدثني محمد -

ثنا خالد الحذاء ، عن أبي : حدثني عبد الوىاب الثقفي لما كثر الناس ، : بن مالك ، قال قالبة ، عن أنس

ذكروا أن يعمموا وقت الصالة بشيء يعرفونو ، : قال فذكروا أن يوروا نارا ، أو يضربوا ناقوسا ، فأمر بالل ان

.يشفع األذان ، وأن يوتر اإلقامة كان من جمساء أيوب : حماد : سماك بن عطية ، قال

.، ومات قبل أيوب الثقفي روى عنو ىذا الحديث وقد تقدم أن عبد الوىاب

) .بالتصريح برفعو ، وذكر النبي .وكذا روي ، عن ابن إسحاق ، عن أيوب .وكذا رواه خارجة بن مصعب ، عن أيوب

وعن الثوري عن . وروي مثمو ، عن الثوري ، عن أيوب .خالد الحذاء

أمر بالل : " -كقول الجماعة -والصحيح عن الثوري . "

) .و ال يشك في أن اآلمر لو ىو النبي وقد تقدم أنمثنى : أن يجعمو شفعا " يشفع األذان : " ومعنى قولو

.مثنى فردا : أن يجعميا وترا ، أي " يوتر اإلقامة : " ومعنى .فردا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.الفرد ، والشفع الزوج : فالوتر : والشفع ضد الوتر في اآلية بالخمق ؛ ألن الخمق كمو " الشفع " وليذا فسر

ومن كل شيء خمقنا زوجين : ) زوج ؛ قال تعالى سبحان الذي خمق : ) ، وقال [ : الذاريات ) ]

ا تنبت األرض ومن أنفسيم ومما ال األزواج كميا مم [ . : يس ) ] يعممون .باهلل عز وجل ؛ ألنو وتر يحب الوتر " الوتر " وفسر

.أن كممات األذان شفع : والمقصود بيذا الباب

ىل ىو تكبيرتان ، أو : لكن اختمف في التكبير في اولو أربع ؟

وقد اختمفت في ذلك روايات عبد اهلل بن زيد في قصة األذان) المنام ، وحديث أبي محذورة حيث عممو النبي .مرجعو من حنين ، وأمره أن يؤذن ألىل مكة

حديث أبي محذورة ، " صحيحو " وقد خرج مسمم في .التكبير مرتين : وفي اولو

.وخرج أبو داود وغيره حديث عبد اهلل بن زيد بالوجيين وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من

ع عشرة عممو األذان تس) ان النبي : حديث أبي محذورة .كممة ، واإلقامة سبع عشرة كممة

نما يكون األذان تسع عشرة كممة إال إذا كان التكبير وا .في أولو اربعا

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود حديث عبد اهلل بن زيد ، .أربع تكبيرات : وفي أولو

وأشار أبو داود إلى االختالف في ذلك ، وخرج من حديث ابن أبي ليمى ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.عن معاذ التكبير في أولو مرتين ان : وكذلك الشيادتان ، ففي حديث عبد اهلل بن زيد

: الشيادتين في األذان أربع ، وفي حديث أبي محذورة أن الشيادتين ثمان مرات ، يعيدىا مرتين ، وسمي

.الترجيع ، وقد خرجو مسمم كذلك ن األذان بين أذان أبي محذورة وال اختالف فيما بقي م

وعبد اهلل بن زيد الذي ألقاه عمى بالل في الروايات ، وليس في " المسانيد " و " السنن " المشيورة في

األذان كممة إال شفع غير كممة التيميل في آخر [ .األذان ]

وقد روي أن أبا محذورة كان يقدم التيميل عمى التكبير .طع في آخر أذانو من وجو منق

ثنا عيسى بن " : كتاب الصالة " قال أبو نعيم في

: " كان أبو محذورة يقول : المسيب ، عن إبراىيم ، قال اهلل : " ، وكان بالل يقول " ال إلو إال اهلل ، واهلل وأكبر

، بالل في السفر وأبو " أكبر ، اهلل اكبر ، ال إلو إال اهلل .محذورة في الحضر

.يو ضعف وىذا غريب ، وعيسى فوقد ثبت عن أبي محذورة من وجية عكس ىذا ، وأنو

اهلل أكبر اهلل أكبر ، ال إلو إال : " كان يختم أذانو بقولو " .اهلل

" .صحيحو " وقد خرجو مسمم في تأخير التكبير عن بالل من وجو فيو -أيضا -وروي .ضعف

ثنا زىير ، عن " : كتاب الصالة " قال أبو نعيم في أرسمني سويد بن غفمة إلى : بن مسمم ، قال عمران

ال إلو إال اهلل" قل لو يختم أذانو ب : مؤذنا ، فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .؛ فإنو أذان بالل " واهلل أكبر

وروى أبو نعيم بإسناد ضعيف مثل ذلك عن ابن عمر ، وعن مؤذن عمي بن أبي طالب ، وعن أبي جعفر محمد

.عمي بنوروي عن أبي يوسف ، أن األذان عمى أذان بالل

المعروف ، وأنو يزاد في آخره .، يختم بذلك " واهلل أكبر : "

اهلل : " واألحاديث الصحيحة تدل عمى أن آخر األذان ، وبو يقول جميور العمماء من " أكبر ، ال إلو إال اهلل .المتقدمين والمتأخرين

األعمش ، عن إبراىيم ، عن وخرج النسائي من رواية اهلل أكبر اهلل : " آخر األذان : األسود ، عن بالل ، قال

" .أكبر ، ال إلو إال اهلل .مثل ذلك -" كان آخر أذان بالل : " وفي رواية

.وكذا رواه منصور وغيره ، عن إبراىيم ورواه حماد ، عن إبراىيم ، عن األسود ، أن بالال كان

.ويختم بالتكبير يبدأ بالتكبير .وىذا وىم

حدثني األسود بن يزيد ، : وروى محارب بن دثار ، قال ال إلو إال : " عن أبي محذورة ، حدثو أن آخر األذان

" .اهلل .خرجو النسائي

:واختمفوا في عدد التكبير في أولو أربع ، وىو قول أبي حنيفة والثوري : فقالت طائفة

والحسن بن صالح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق .وعبيد اهلل بن الحسن والشافعي وأحمد وا التكبير في أولو تكبيرتان ، وىو قول : وقالت طائفة

: وقيل . مالك والميث من سعد ، ورواية عن أبي يوسف .إنو رجع عنيا

: -وىو تكرير الشياداتين -واختمفوا في الترجيع .وأصحابيما فذىب إليو مالك والشافعيىل ىو ركن في األذان فال : واختمف أصحاب الشافعي

يصح بدونو ، أو سنة فيصح ؟ والصحيح عندىم انو .ونقل عن نص الشافعي خالفو . سنة

.وذىب الكوفيون إلى ترك الترجيع ، وىو قول األوزاعي سحاق وأبو بكر بن أبي شيبة وداود وابن وقال أحمد وا

األمران ؛ لصحة األحاديث يجوز: خزيمة وغيرىم .بيما

.واألفضل عندىم ترك الترجيع ؛ ألنو أذان بالل بمى ، : أليس أذان أبي محذورة بعده ؟ قال : قيل ألحمد

.إلى المدينة أقر بالال عمى أذانو ) ولكن لما رجع النبي .ووافقو إسحاق عمى ذلك

: الترجيع افضل ؛ ألنو آخر األمرين: وقال الجوزجاني .وروي عن أىل البصرة في صفة األذان غير ما تقدم

ثنا يزيد بن إبراىيم ، أنو سمع : روى حجاج بن منيال اهلل اكبر اهلل اكبر : " الحسن وابن سيرين يصفان األذان

، اهلل أكبر اهلل أكبر ، أشيد ان ال إال إال اهلل ، أشيد أن فالح محمدا رسول اهلل ، حي عمى الصالة ، حي عمى ال

، يسمع بذلك من حولو ، ثم يرجع فيمد صوتو ، " اشيد أن ال إلو إال : " ويجعل إصبعيو في أذنيو ، فيقول

-مرتين -أشيد أن محمدا رسول اهلل -مرتين -اهلل حي عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

اهلل -مرتين -حي عمى الفالح -مرتين -الصالة " .، ال إلو إال اهلل أكبر اهلل أكبر

.خرجو ابن عبد البر :روي عنيما عمى وجو آخر

ثنا إبن عميو : ، فقال " كتابو " خرجو ابن أبي شيبة في اهلل أكبر ، : " كان الحسن يقول : ، عن يونس ، قال

أشيد أن ال إلو إال اهلل ، أشيد أن محمدا رسول اهلل ،

: يرجع فيقول ثم" حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح اهلل أكبر اهلل أكبر ، أشيد أن ال إلو إال اهلل ، أشيد أن "

-محمدا رسول اهلل ، حي عمى الصالة حي عمى الفالح " .اهلل اكبر اهلل أكبر ، ال إلو إال اهلل -مرتين -وحدثنا ابن عميو ، عن ابن عون ، عن محمد : قال

اهلل : أن يقول كان األذان : ، قال -ابن سيرين : يعني أكبر اهلل أكبر ، اشيد ان ال إلو إال اهلل ، أشيد أن ال الو إال اهلل ، أشيد أن محمدا رسول اهلل ، اشيد ان محمدا

رسول اهلل ، حي عمى الصالة ، حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح ، حي عمى الفالح ، اهلل أكبر ، ال إلو إال

" .اهلل ، واهلل أكبر ثنا أيوب ، عن نافع ، عن ابن : ثنا ابن عميو وحد: قال

اهلل أكبر اهلل أكبر : " كان أذان ابن عمر : عمر ، قال ، شيدت أن ال إلو إال اهلل ، شيدت أن ال إلو إال اهلل

شيدت أن محمدا رسول اهلل ، شيدت أن -ثالثا -محمدا رسول اهلل ، شيدت أن محمدا رسول اهلل ، حي

-ثالثا -، حي عمى الفالح -ثالثا -عمى الصالة

.ال إلو إال اهلل : أحسبو قال -اهلل اكبر ثنا عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع ، : وثنا عبدة : قال

اهلل اكبر : " عن ابن عمر ، أنو كان يجعل آخر أذانو " .اهلل اكبر ، ال إلو إال اهلل

، عن أبنا سميمان التيمي: وثنا يزيد بن ىارون : قال حبيب بن قيس ، عن ابن أبي محذورة ، عن أبيو ، أنو

، -مرة مرة -كان يؤذن فيخفض صوتو باألذان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

" أشيد أن محمدا رسول اهلل : " حتى إذا انتيى إلى قولو ، فرفع بيا " أشيد أن ال إلو إال اهلل : " رجع إلى قولو

حي : " حتى إذا انتيى إلى -تين مرتين مر -صوتو ، في " الصالة خير من النوم : " قال " عمى الصالة

.األذان األول من الفجر الحجازيون من أذان أبي [ ما رواه ] وىذه الصفة تخالف

.محذورة ، ورواياتيم عنو أولى ؛ فيكون األذان وترا ال -والذي قبمو -وعمى ىذا

.شفعا عن أبي المعتمر ، عن ابن " تابو ك" وروى وكيع في

: سيرين ، عن ابن عمر ، أنو مر عمى مؤذن ، فقال لو .أوتر أذانك

ال بأس : وعن سفيان ، عن مغيرة ، عن إبراىيم ، قال أن " حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح " إذا بمغ

.يقوليا مرة : باب " وكذلك خرجيا وكيع في . ولعل ىذا في االقامة

" .د اإلقامة من افر ثنا عبيد اهلل ، عن : وثنا أبو أسامة : قال ابن أبي شيبة

حي : " كان ابن عمر ربما زاد في اذانو : نافع ، قال " .عمى خير العمل

وثنا أبو خالد ، عن ابن عجالن ، عن نافع ، عن ابن الصالة خير من : " عمر ، انو كان يقول في أذانو

" .ي عمى خير العمل ح: " وربما قال " . النوم

ثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر ، عن أبيو ومسمم بن " أبي مريم ، أن عمي ابن حسين كان يؤذن ، فإذا بمغ

، " حي عمى خير العمل : " قال " حي عمى الفالح .ىو األذان األول : ويقول

.روي ذلك عن أبي أمامة : وقال البييقي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثم خرج بإسناده من حديث أوالد سعد القرظ ، عن آبائيم حي : " ، عن بالل ، أنو كان ينادي بالصبح ، فيقول

: " أن يجعل مكانيا ) ، فأمره النبي " عمى خير العمل حي عمى خير العمل " ، ويترك " الصالة خير من النوم

. " م بالال فيا عم) ىذه المفظة لم تثبت عن النبي : ثم قال

.وباهلل التوفيق . وابا محذورة ، ونحن نكره الزيادة فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - " قد قامت الصالة : " اإلقامة واحدة ، إال قولو

ثنا إسماعيل بن : ثنا عمي بن عبد اهلل - : ثنا خالد ، عن أبي قالبة ، عن أنس ، قال : إبراىيم .ل أن يشفع األذان ، وأن يوتر اإلقامة أمر بال

.إال اإلقامة : فذكرت أليوب فقال : قال إسماعيل قد تقدم ىذا الحديث من حديث خالد وأيوب ، عن أبي

.قالبة أن الحديث فيو : ، مراده " إال اإلقامة : " وقول أيوب

ىذه المفظة ، ولكن لم يذكر سندىا ، وقد ذكر سندىا عمى ما تقدم في الباب الذي - عنو سماك بن عطية

.، وأن أيوب رواىا عن أبي قالبة ، عن أنس -قبمو .معمر ، عن أيوب -أيضا -وقد تابعو

من حديث عبد " صحيحو " خرج حديثو اإلسماعيمي في أبنا معمر ، عن أيوب ، عن أبي قالبة ، : الرزاق

" : كان بالل يثني األذان ويوتر اإلقامة ، ويقول : قال .مرتين -" قد قامت الصالة ، قد قامت الصالة

" .قد قامت الصالة : " أيضا قولو -وفي رواية لو عن ابن عمر من رواية شعبة ، عن أبي : وفي الباب

سمعت أبا المثنى : جعفر مؤذن مسجد العريان ، قال إنما : سمعت ابن عمر قال : مؤذن مسجد األكبر يقول مرتين مرتين ، واإلقامة ) نبي كان األذان عمى عيد القد قامت الصالة ، قد قامت : " مرة مرة ، غير أنو يقول

فإذا سمعنا اإلقامة توضأنا ، ثم خرجنا إلى " الصالة .الصالة

خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.، وصححو والحاكم" صحيحيما "

.عمير بن يزيد الخطمي : أبو جعفر ، ىو : وقال أبو جعفر محمد بن إبراىيم : ووىم في ذلك ، إنما ىو

مسمم بن أبي المثنى ، وقد ينسب إلى جده مسمم أبي ابن معين : وقال . المثنى ، وثقو ابن معين وابن حبان

.ال بأس بو : -مرة -اكم وابن عقدة كذا ذكره ابن حبان وأبو أحمد الح

.والدارقطني وغيرىم كتاب الكنى " مسمم في : وفرق بينيما غير واحد ، منيم

وأن . ، وذكر أبا جعفر ىذا ممن ال يعرف اسمو " .محمد بن إبراىيم يكنى أبا إبراىيم

وكذا ذكر ابن أبي حاتم أن أبا جعفر ىذا ليس ىو محمد نى أبا يك: " بن إبراىيم بن مسمم ، بل قال في ذلك

سئل أبو زرعة : " ، وقال في أبي جعفر ىذا " إبراىيم " .ىو كوفي ال أعرفو إال في ىذا الحديث : عنو فقال

روى عيس بن يونس عن شعبة ، : وقمت ألبي : " قال أخطأ عيس بن : عن أبي جعفر القاري ؟ فقال : فقال

يونس ، ليس ىذا أبو جعفر القاري ، ىذا كوفي ،

.انتيى " . ي والقاري مدينورواه أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن أبي جعفر

.وليس بالفراء - .ليس بالفراء : وكذا قال أبو حاتم الرازي

وخرجو البييقي من طريق أبي النضر ، عن شعبة ، .الفراء : يعني -عن أبي جعفر

كذا قال ، وىو من ظن بعض الرواة ، وليس ىذا بالفراء :و ، الفراء اسم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كيسان أو سممان ، وىو غير ىذا ورواه غندر وعثمان بن جبمة ، عن شعبة : قال البييقي

.، عن أبي جعفر المديني أنو أبو جعفر الخطمي : ىذا يوافق قول الحاكم : قمت

.األنصاري

.مسمم : أبو جعفر ، اسمو : وقال الحافظ أبو نعيم ، وليس بشيء ، إنما مسمم " الحمية " ا رأيتو ذكره في كذ

.ىو شيخو أبو المثنى : حدثنا شعبة ، قال : وخرجو اإلمام أحمد ، عن حجاج

سمعت أبا جعفر مؤذن مسجد بني العريان في مسجد بني بالل يحدث ، عن مسمم أبي المثني مؤذن مسجد

.فذكر ىذا الحديث -الجامع -" ميران : " ، ويقال " مسمم : " و وأماأبو المثنى فاسم

، وفي " كتاب الكنى " ذكره مسمم بن الحجاج في : .تسميتو اختالف وىو مؤذن مسجد الكوفة

نقمو : -والد أبي جعفر : وىو عند ابن معين وابن عقدة .عنو عباس الدوري

.ابن ابنو : وىو عند الدارقطني وابن حبان أنو ليس بينيما : ي حاتم وعند أبي زرعة ومسمم وابن أب

.نسب ال بأس : وقال الدارقطني . وثقو أبو رزعة وابن حبان

.بو

وقد روى ىذا الحديث إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي .المثنى ، فخالف شعبة في رفعو ووقفو

قال وكيع ، عن : ، وقال " تاريخو " ذكره البخاري في ، عن -ثنى أو أبي الم -ابن أبي خالد ، عن المثنى

.إذا قمت فاجعميا واحدة : ابن عمر ، قال ثنا عبد العزيز بن مسمم ، عن إسماعيل ، : وقال عارم

انتيى . مثمو -عن المثنى ، عن أبيو ، عن ابن عمر .ما ذكره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

زيادة رجل ، : وفي رواية عبد العزيز ، عن إسماعيل .وىو المثنى

إسماعيل بن أبي خالد يروي عن أبي : وقال ابن معين الذي روى عنو : يعني -المثنى الكوفي ، وىو ىذا

.شعبة

ثنا أبو معاوية ، عن " : كتابو " وخرج ابن أبي شيبة في كان : حجاج ، عن أبي المثنى ، عن ابن عمر ، قال

.بالل يشفع األذان ويوتر اإلقامة .ث ، كما رواه شعبة وىذا في معنى رفع الحدي

وثنا عبدة ، عن إسماعيل ، عن أبي المثنى ، أن : قال ابن عمر كان يأمر المؤذن يشفع األذان ويوتر اإلقامة ،

.ليعمم المار األذان من اإلقامة " فيما رواه عنو ابنو عبد اهلل في -وقد رواه اإلمام أحمد

.، عن وكيع كما ذكره البخاري -" كتاب العمل ، عن محمد بن يزيد ، عن -أيضا -واه أحمد ور

.مثمو -إسماعيل ، عن المثنى ، عن ابن عمر وعن محمد بن يزيد ، عن حجاج ، عن أبي المثنى ،

.نحوه -عن ابن عمر حديث شعبة ، عن أبي جعفر -أيضا -وذكر .المتقدم

، [ عن الثوري ] ، عن وكيع ، -أيضا -وروى أحمد سممان ، عن أبي [ أبي ] لمؤذن ، عن عن أبي جعفر ا

.محذورة .أيضا -وعن عبد الرحمن بن ميدي ، عن سفيان

.أبا جعفر : يعني -ليس ىو الفراء : قال عبد الرحمن وىذا إشارة إلى اختالف آخر عمى أبي جعفر ، عن أبي

محذورة ، أنو كان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: " في الفجر ، قال " ى الفالح حي عم: " إذا بمغ .مرتين -" الصالة خير من النوم عن سفيان ، عن " كتاب الصالة " وخرجو أبو نعيم في

.فذكره بمعناه -أبي جعفر الفراء .وقد تقدم ان أبا جعفر ليس بالفراء ، بل ىو المؤذن : وخرجو النسائي من طرق عن سفيان ، ولفظ حديثو

، فكنت ) كنت أؤذن لمنبي : ل عن أبي محذورة ، قاحي عمى الصالة ، حي : " أقول في أذنان الفجر األول

عمى الصالة ، حي عمى الفالح ، حي عمى الفالح ، الصالة خير من النوم ، الصالة خير من النوم ، اهلل

" .أكبر اهلل أكبر ، ال إلو إال اهلل .أبو جعفر ليس بالفراء : وقال

األذان مثنى مثنى ، : ورة وقد روي عن أبي محذ .واإلقامة مرة مرة من طرق غير قوية

.عممو اإلقامة مثنى مثنى ) وروي عنو ، ان النبي خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي من

حديث ىمام ، عن عامر األحول ، عن مكحول ، عن عممو ) ابن محيريز ، عن أبي محذورة ، أن النبي

.رة كممة ، واإلقامة سبع عشرة كممة األذان تسع عش .وصححو الترمذي

وخرجو مسمم من رواية ىشام الدستوائي ، عن عامر ، ولم يذكر فيو اإلقامة ، وال عدد كممات األذان ، بل ذكره

.مفصال ، والتكبير في أولو مرتين .تمام التكبير في أولو أربعا : وفي رواية

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:واختمف العمماء في صفة اإلقامة عمى أقوال انيا فرادى سوى التكبير فإنو مرتين في أوليا : أحدىا

.وآخرىا ، وىذا قول مالك والميث والشافعي في القديم ابن عمر وسممة : وممن روي عنو األمر بإفراد اإلقامة

بن األكوع وعطاء والحسن وعمر بن عبد العزيز وعروة .مضت السنة بذلك : حول والزىري ، وقاال ، ومك

.أدركت أىل المدينة عمى ذلك : وقال بكير بن األشج أنو تفرد اإلقامة سوى التكبير ، وكممة : والقول الثاني

اإلقامة فإنيا تثنى ، وىو المشيور من مذىب الشافعي سحاق وروي عن الحسن ومكحول . وقول أحمد وا .والزىري واألوزاعي

أنو يفرد : -ومنيم من حكاه قوال -عية وجو ولمشاففي أول اإلقامة وآخرىا ، مع إفراد -أيضا -التكبير

.لفظ اإلقامة انو يفرد التكبير في آخرىا خاصة ، مع : وليم قول آخر

.لفظ اإلقامة أن اإلقامة كاألذان مثنى مثنى ؛ لحديث أبي : والثالث .محذورة ن أبي ليمى ، عن معاذ من حديث اب -أيضا -وروي

وعن بالل وعن أصحاب محمد ، كما سبق ذكر .االختالف عنو

النخعي والثوري والحسن بن صالح : وىو قول الكوفيين وأبي حنيفة وأصحابو وأبي بكر بن أبي شيبة ، وىو قول

.مجاىد وابن المبارك وروي عن عمي ، وذكره حجاج بن أرطاة ، عن أبي

.ي وابن مسعود إسحاق ، عن أصحاب عم .عن سممة بن األكوع -أيضا -وروي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، " حي عمى الصالة " ال بأس إذا بمغ : وقال النخعي

.أن يقوليا مرة مرة " حي عمى الفالح يعيد : ولو أن األذان يؤذن فأقام ، فقال النخعي والشعبي

.األذان [ . ] متو إذا قام يجعل إقا: وقال الثوري أنو يعيد األذان ؛ لكنو يرى اإلقامة : ومذىب مالك

.فرادى فرادىا ، واإلفراد أفضل : والرابع أنو يجوز تثنية اإلقامة وا

سحاق وداود الظاىري وجماعة من ، وىو قول أحمد وا .فقياء أىل الحديث ؛ لورود الحديث بذلك كمو

يجوز الترجيع في :وكذا قال ابن خزيمة ؛ لكنو قال األذان مع تثنية اإلقامة ، وتثنية األذان بغير ترجيع مع

.إفراد اإلقامة فأماتثنية األذان من غير ترجيع وتثنية اإلقامة ، فمم

) .يصح ذلك عن النبي ن صمى وحده : والخامس إن أذان وأقام أفرد اإلقامة ، وا

ن اقتصر عمى اإلقامة ثناىا لتكون لو تأذينا ، روي ، وا

ذلك عن أبي العالية وسميمان بن موسى ، ونقمو حرب .عن إسحاق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - فضل التاذين

أبنا مالك ، عن أبي : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - : قال ) الزناد ، عن األعرج ، عن أبي ىريرة ، أن النبي

ولو ضراط حتى ال إذا نودي بالصالة أدبر الشيطان" يسمع التأذين ، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب

بالصالة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر اذكر كذا ، اذكر كذا ، لما لم : بين المرء ونفسو ، يقول

" .يكن يذكر ، حتى يظل الرجل ال يدري كم صمى .األذان لمصالة : النداء بالصالة ، المراد بو

اإلقامة ؛ فإنو رجوع إلى النداء ، : التثويب ، المراد بو و

.ثاب الرجل ، إذا رجع : يقال ذ جعمنا البيت مثابة لمناس : : ) قولو تعالى : ومنو وا .يترددون ويرجعون إليو : ، أي [ : البقرة ) ]

إذا ثوب بالصالة فال تأتوىا: " حديث أبي ىريرة : ومنو .الحديث -" وأنتم تسعون

قد قامت : " سميت اإلقامة تثويبا ؛ لترديد قولو : وقيل وىو بعيد حكاه الخطأبي ، ورجح أنيا . مرتين " الصالة .لرفع الصوت بيا " تثويبا " تسمى االستغاثة ، واصمو أن يموح الرجل : والتثويب : قال

.بثوبو عند الفزع ، يعمم أصحابو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا الذي قالو ضعيف ، ولو كان صحيحا لكان تسمية .األذان تثويبا أحق من اإلقامة

دليل عمى فضل األذان ، وانو يطرد : وفي الحديث

الشيطان حتى يدبر عنده ولو ضراط ، بحيث ال يسمع .التأذين

.واألذان واإلقامة في ىذا سواء حمول عمى ظاىره عند كثير من وضراط الشيطان ، م

.العمماء ، ومنيم من تأولو ، وال حاجة إلى ذلك عن األعمش ، عن أبي سفيان ، " صحيح مسمم " وفي

إن الشيطان إذا سمع : " ، قال ) عن جابر ، عن النبي " .النداء بالصالة ذىب حتى يكون مكان الروحاء

ن ىو م: سألتو عن الروحاء ، فقال : قال األعمش .المدينة ستة وثالثون ميال

وروى النيسابوري ، عن بشير بن عمرو ، عن عمر بن .إذا رأيتم الغيالن فأذنوا بالصالة : الخطاب ، قال

أمرنا : وروى الحسن ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال .إذا رأينا الغول أن ينادي بالصالة

.خرجيما ابن أبي الدنيا

(/)

"""""" صفحة رقم""""""

استعمل زيد بن أسمم عمى معدن بني سميم : وقال مالك ، وكان معدنا ال يزال الناس يصابون فيو من قبل الجن

، فذكروا ذلك لزيد بن أسمم ، فأمرىم باألذان ، وأن يرفعوا أصواتيم بو ، ففعموا فارتفع ذلك عنيم ، وىم عميو

.حتى اليوم .زيد بن أسمم وأعجبني ذلك من رأي : قال مالك

، عن سييل بن أبي صالح ، " صحيح مسمم " وفي ومعي غالم : أرسمني أبي إلى بني حارثة ، قال : قال . ، فناداه مناد من حائط باسمو -أو صاحب لنا -لنا وأشرف الذي معي عمى الحائط فمم ير شيئا ، : قال

لو شعرت أنك تمقى ىذا لم : فذكرت ذلك ألبي ، فقال ؛ ولكن إذا سمعت صوتا فنادي بالصالة ؛ فإني أرسمك

: " ، أنو قال ) سمعت أبا ىريرة يحدث عن رسول اهلل " .إن الشيطان إذا نودي بالصالة ولى ولو حصاص

إن المؤذن ال يسمعو جن وال : وقد قيل في سر ذلك

أنس إال شيد لو يوم القيامة ، كما سيأتي في الحديث من سماع األذان ويضرط ؛ بعد ىذا ، فييرب الشيطان

حتى يمنعو ضراطو من استماعو ، حتى ال يكمف .الشيادة بو يوم القيامة

إن إعالن التكبير لو سر في إذابة الشيطان ، : وقيل إذا رأيتم الحريق فكبروا : " وقد جاء في حديث ضعيف

، والشيطان خمق من النار ، فيو يذوب " ؛ فإنو يطفئو ع .النو من سماع التكبير وا

:وكذلك اإلعالن بالتيميل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ال " ما لمشيطان طرد عن القمب غير : قال أبو الجوزاء ذا ذكرت ربك في القرآن : ) ، ثم تال " إال إال اهلل وا

[ . : اإلسراء ) ] وحده ولوا عمى أدبارىم نفورا كره لمن كان جالس أن يبادر إلى القيام ، ولو إلى وي

الصالة ؛ ألن فيو مشابية بالشيطان في إدباره عند .سماع األذان

قال اإلمام أحمد في رواية األثرم ، وسئل عن الرجل يستحب : يقوم حين يسمع المؤذن ، يبادر يركع ؟ قال

ركوعو بعدما يفرغ المؤذن أو يقرب من الفراغ ؛ ألنو .إن الشيطان ينفر حين يسمع األذان : ل يقا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - رفع الصوت بالنداء

ال : وقال عمر بن عبد العزيز أذن أذانا سمحا ، وا .فاعتزلنا

ثنا سفيان ، عن عمر بن سعيد بن أبي : قال وكيع حسين المكي ، أن مؤذنا أذن فطرب في أذانو ، فقال لو

ال فاعتزلنا : مر بن عبد العزيز ع .أذن أذانا سمحا ، وا

وخرج الدارقطني ىذا مرفوعا من حديث ابن عباس ، سناده ال يصح .وا

إني أبغضك في : وروي عن ابن عمر ، أنو قال لمؤذن .اهلل ؛ إنك تبغي في أذانك

يشير إلى أنو يتجاوز الحد المشروع بتمطيطو والتطريب .فيو

.إنك تختال في أذانك : أنو قال : وفي رواية .كأنو يشير إلى التفخيم في صوتو والتشادق والتكبر

.ىو محدث : وقال أحمد في التطريب في األذان ) .انو لم يكن عمى عيد النبي : يعني

والقول في األذان بالتطريب كالقول في قراءة القرآن .أيضا -وكرىو مالك والشافعي . بالتمحين

نقمو عنو إسحاق بن : -ىو بدعة : إسحاق وقال .منصور

(/)

"""""" صفحة رقم """""" التسميح احب إلي ، فإن كان : ونقل عنو حرب ، قال ن من -التطريب : يعني -يؤذن باجر فإني أكرىو ، وا

.كان بغير أجر ، وكان أنشط لمعامة فال بأس بغضك في اهلل ؛ إني أ: وقد يستدل لذلك بقول ابن عمر

؛ ألجل -في األذان : يعني -إنك تحسن صوتك .الدارىم

.إن شاء اهلل -وسنذكره فيما بعد : -رحمو اهلل -قال البخاري

أبنا مالك ، عن عبد : ثنا عبد اهلل بن يوسف - الرحمن بن عبد اهلل بن أبي صعصعة األنصاري ثم

با سعيد الخدري المازني ، عن أبيو ، أنو أخبره ، أن أإني أراك تحب الغنم والبادية ، فإذا كنت في : قال لو

غنمك وباديتك فإذنت لمصالة فارفع صوتك بالنداء ؛ وال ] ال يسمع مدى صوت المؤذن جن وال أنس " فإنو " .إال شيد لو يوم القيامة [ شيء

) .سمعتو من رسول اهلل : قال أبو سعيد

.كذا روى مالك ىذا الحديث عن عبد اهلل بن : ورواه ابن عيينة ، عن شيخو ، فقال

.عبد الرحمن بن أبي صعصعة أصاب مالك في اسم الرجل ، وأخطأ ابن : قال الشافعي

.عيينة فيما أرى .أيضا -وذكر اإلمام أحمد ىذا المعنى " كتاب اإليمان " وقد تقدم بيذا اإلسناد في أوائل

أن] يوشك : " حديث

(/)

"""""" صفحة رقم """""" -" خير مال المسمم غنم يتبع بيا شعف الجبال [ يكون

الحديث ، وذكرنا االختالف في إسناده عمى مالك ، وأنو سماه بعضيم عنو كما سماه ابن عيينة ، والصحيح

.خالفو وروى ىذا الحديث عبد العزيز بن الماجشون ، عن عبد

واه مالك ، إال أنو لم الرحمن بن أبي صعصعة ، كما ر .يرفعو

وما تضمنو حديث أبي سعيد من سكنى البادية بالغنم عند " كتاب اإليمان " فقد سبق القول فيو مستوفى في .الكالم عمى حديثو المشار اليو

وما تضمنو من األذان لمصالة بالبادية ، فيأتي بسط "األذان في السفر " القول فيو عند تبويب البخاري عمى

.إن شاء اهلل -أمااألمر برفع الصوت في األذان ، فإنما ىو من قول

ال يسمع صوت ) : " أبي سعيد ، واستدل لو بقول النبي .الحديث -" المؤذن

كذا رواه ابن عيينة صريحا ، وكذا ما قبمو كمو من قول .أبي سعيد

.وقد روي نحوه عن أبي ىريرة ثنا أبو العنيس " : ما كتأبيي" روى وكيع وأبو نعيم في

ارفع : سعيد بن كثير ، عن أبيو ، عن أبي ىريرة ، قال .صوتك باألذان ؛ فإنو يشيد لك كل شيء سمعك

.لفظ وكيع ، وخرجو عنو ابن شيبة من أذن فميسمع ؛ فإنو يشيد لو : ولفظ أبي نعيم ، قال

.يوم القيامة ما انتيى إليو صوتو من سمعو ة بإسناده ، عن الزبير بن عدي ، وخرجو ابن أبي شيب

ما عممك ؟ : عن رجل ، عن ابن عمر ، انو قال لرجل نعم العمل عممك ؛: قال . األذان : قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يشيد لك كل شيء سمعك المؤذن : ورى وكيع ، عن األعمش ، عن مجاىد ، قال

.يشيد لو كل رطب ويابس سمعو ، مرسال -غيره عن األعمش ، عن مجاىد ورواه

) .عن النبي .ىو أشبو : قال الدارقطني

ورواه عمار بن رزيق ، عن األعمش ، عن : قال

.مرفوعا -مجاىد ، عن ابن عمر ورواه محمد بن عبيد الطنافسي وعمرو بن عبد : قال

-الغفار ، عن األعمش ، عن مجاىد ، عن أبي ىريرة .مرفوعا

قد خرجو اإلمام أحمد من رواية عمار بن رزيق كما و تقدم ، ومن رواية زائدة عن األعمش ، عن رجل ، عن

.مرفوعا -ابن عمر ورواه عبد اهلل بن بشر ، عن األعمش كرواية عمار بن

.رزيق وروي عن إسماعيل بن زكريا ، عن األعمش ، عن

.مرفوعا -مجاىد ، عن ابن عباس : الصحيح " : عممو " في موضع من قال الدارقطني

.مرفوعا -األعمش ، عن مجاىد ، عن ابن عمر إن إرسالو : وىذا يخالف قولو في مسند أبي ىريرة

.أصح ورواه إبراىيم بن طيمان ، عن األعمش ، عن مجاىد ،

.موقوفا -عن ابن عمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن األعمش ، عن أبي صالح ورواه حفص بن غياث ، ع .مرفوعا -، عن أبي ىريرة

من رواية شعبة ، عن : وروي مرفوعا من وجو آخر موسى بن أبي عثمان ، عن أبي يحيى ، عن أبي ىريرة

المؤذن يغفر لو مد صوتو ، : " ، قال ) ، عن النبي " .ويشيد لو كل رطب ويابس .خرجو أبو داود والنسائي

ويسغفر لو كل رطب : " ، وعنده وخرجو ابن ماجو " .ويابس

" .صحيحييما " وخرجو ابن خزيمة وابن حبان في أبو يحيى ىو سمعان مولى أسمم ، : وقال ابن حبان

.أبي يحيى [ حدثني ] وموسى بن أبي عثمان كوفي ، أثنى عميو سفيان ،

.شيخ : وقال أبو حاتم . ووصفو بالخير نصور بن المعتمر ؛ من رواية م: ولو طريق آخر :واختمف عميو

فرواه وىيب ، عن منصور ، عن يحيى بن عباد أبي ) .ىبيرة ، عن عطاء ، عن أبي ىريرة ، عن النبي ىو : وسأل وىيب منصورا ، عن عطاء ىذا ، فقال

.وليس ابن أبي رباح وال ابن يسار : قال . رجل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ه زائدة وفضيل بن عياض ، عن منصور ، عن وكذا روا، عن -رجل من أىل المدينة -ابن عباد ، عن عطاء

.موقوفا غير موفوع -أبي ىريرة وكذا رواه جرير ، عن منصور ، عن يحيى بن عباد ،

.موقوفا -عن رجل من أىل المدينة ، عن أبي ىريرة عباد ورواه بعد الرزاق ، عن معمر ، عن منصور ، عن

) .بن أنس ، عن أبي ىريرة ، عن النبي سحاق في : وخرجو عنو اإلمامان مسندييما " أحمد وا

. " حديث معمر وىم ، : قال أبو زرعة الرازي والدارقطني

.حديث منصور : والصحيح أن أبا أسامة رواه عن : ويشيد لقول منصور : قمت

عن الحسن بن الحكم ، عن أبي ىبيرة يحيى بن عباد ، ) .شيخ من األنصار ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

" .كتابو " وخرجو عنو ابن أبي شيبة في قول زائدة وفضيل بن : الصحيح : قال الدارقطني

.عياض وجرير ، عن منصور .واهلل اعمم . الموقوف : يعين

وخرج اإلمام أحمد والنسائي من حديث قتادة ، عن أبي ء بن عازب ، أن النبي إسحاق الكوفي ، عن البرا

المؤذن يغفر لو مد صوتو ، ويصدقو: " قال )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من سمعو من رطب ويابس ، ولو مثل أجر من صمى " .معو

.ما أظنو السبيعي : وأبو إسحاق ىذا ، قال أحمد أنو ال يعرف لقتادة سماعا " العمل " وذكر الترمذي في

.سحاق الكوفي من أبي إ: المدى " : ال يسمع مدى صوت المؤذن : " وقولو

.الغاية حيث ينتيي الصوت يدل عمى أن الجمادات " كل رطب ويابس : " وقولو

سواء كانت رطبة أو يابسة فإن ليا سماعا في الدنيا .وشيادة في اآلخرة

:فدل ذلك عمى صحة أشياء مختمف في بعضيا .ت ونطقيا إدراك الجمادا: منيا

وقد أثبت ذلك جميور السمف ، سواء كانت رطبة أو بي معو : ) يابسة ، كما دل عميو قولو ياجبال أو

ن من شيء إال يسبح : ) ، وقولو [ : سبأ ) ] وا

[ . : اإلسراء ] ؟ ) بحمده .وخص الحسن التسبيح بما كان رطبا قبل ان ييبس

.جميور عمى خالفو والدالالتيا عمى صانعيا بمسان : تسبيحيا : وأمامن قال

.الحال ، فقول ضعيف جدا ، واألدلة الكثيرة تبطمو .يوم القيامة [ ] أن الجمادات : ومنيا

وقد دل عمى ذلك حديث عبد اهلل بن أنيس في سؤال .الحجر والعود

من بقر أن الغال يأتي بما غل : والحديث الصحيح وغنم وصامت ورقاع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وأن مانع الزكاة يجعل لو مالو صفائح يكوى . تخفق

.بو يوم يحمى عمييا في نار جينم : ) كما دل عميو قولو

[ . : التوبة ) ] " .يغفر لو مدى صوتو : " وأماقولو في الحديث اآلخر

لو كانت ذنوبو أجسأمالغفر لو منيا قدر : معناه : فقيل .ما يمأل المسافة التي بينو وبين منتيى صوتو

.تمد لو الرحمة بقدر مد األذان : معناه : وقيل معناه أنو يستكمل مغفرة اهلل تعالى إذا : وقال الخطأبي

استوفى وسعو في رفع الصوت ، فيبمغ الغاية من المغفرة .الصوت إذا بمغ الغاية من

لعبد ) ورفع الصوت باألذان مستحب ؛ وليذا قال النبي ألقو عمى بالل : " اهلل بن زيد لما رأى األذان في منامو

" .؛ فإنو اندى صوتا منك .خرجو أبو داود وغيره

والمؤذن ، أماأن يؤذن لنفسو ، أو يؤذن لمجماعة ؛ فإن في أذن لمجماعة فال يحصل اإلتيان باألذان المشروع

.حقيم حتى يسمعيم قال اإلمام أحمد في رواية حنبل ، في رجل ضعيف

الصوت ، ال يرفع صوتو وال يخرج من المسجد ، فإذا

.كان يسمع اىل المسجد والجيران فال بأس ظاىر ىذا ، أنو إذا لم يسمع : قال القاضي أبو يعمى

الجيران لم يصب سنة األذان ؛ ألن القصد ومن األذان .م ، فإذا لم يسمع الجيران لم يوجد المقصود اإلعال

أن يرفع صوتو نياية جيده ، وال : فأماكمال السنة فيو .يزيد عمى ذلك حتى يخشى عمى نفسو ضررا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.يرفع صوتو ما استطاع : قال أحمد في رواية حنبل تا بين رأيت أحمد وىو يؤذن ، صو : وقال الميموني

.الصوتين ، وكان إلى خفض الصوت أقرب ظاىر ىذا ، أنو ال يرفع صوتو رفعا : قال القاضي

.يخرجو عن طبعو ومن األصحاب من جعل ىذه رواية ثانية ؛ بأن التوسط

.في رفع الصوت أفضل

ألبي داود ، عن ابن سيرين ، أن بالال " المراسيل " وفي ذانو ، أو في إقامتو جعل اصبعيو في أذنيو في بعض أ .، بصوت ليس بالرفيع وال بالوضيع

.ومتى خافت ببعضو فيو كمخافتتو بكمو عند أصحابنا ن كان يؤذن لنفسو فمو أن يسر بو ؛ ألنو ال يعمم وا

.غيره يستحب لو أن يرفع صوتو ما : وقال أصحاب الشافعي

أمكنو ، بحيث ال يمحقو ضرر ، فإن أسر بو لم يصح .يح عندىم عمى الصحأنو يصح ، كما لو أسر بالقراءة في صالة : وليم وجو

.الجير يصح إن سر بعضو خاصة ، ونص عميو : ووجو ثالث [ .مكان ] الشافعي في

لو سمع واحدا من الجماعة أجزأه ؛ : قال الماوردي منيم .ألن الجماعة تحصل بيما

وأمامن يؤذن لنفسو ، فيجزئو أن يسمع نفسو عمى :وقيل . صحيح عندىم ال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.األول : والمذىب . يشترط إسماع من عنده ومتى رفع صوتو رفعا يخشى عمى نفسو الضرر منو

.كره : وقد قال عمر ألبي محذورة لما سمعو يؤذن بمكة

أماخشيت أن ينشق مريطاؤك ؟ .ذكره أبو عبيد وغيره

.د والقصر بالم: والمريطاء وىو قول : قال . المد : والمحفوظ : قال أبو عبيد

: قال . ىي مقصورة : وقال األحمر : قال . األصمعي .تمد وتقصر : وقال أبو عمرو

.قالو أبو عبيد واألكثرون : -وىي ما بين السرة والعانة .ما بين الصدر والعانة : وقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ما يحقن باألذان من الدماء

ثنا إسماعيل بن جعفر ، عن : حدثني قتيبة - ، أنو كان إذا غزا بنا ) حميد ، عن أنس ، عن النبي

قوما لم يغز بنا حتى يصبح وينظر ، فإن سمع أذانا ن لم يسمع أذانا أغار عمييم : قال . كف عنيم ، وا

ليال ، فمما أصبح ولم فخرجنا إلى خيبر ، فانتيينا إلييم ن قدمي يسمع أذانا ركب ، وركبت خمف أبي طمحة ، وا

فخرجوا إلينا بمكاتميم : قال ) . لتمس قدم النبي محمد واهلل ، محمد : قالوا ) ومساحييم ، فمما رأوا النبي

اهلل : " قال ) فمما رآىم رسول اهلل : قال . والخميس إذا نزلنا بساحة قوم خربت خيبر ، إنا. أكبر ، اهلل أكبر

" .فساء صباح المنذرين :في ىذا الحديث فوائد كثيرة

.كان ال يغير عمى العدو ) أن النبي : منيا

.تبيت العدو ليال : واإلغارة وقد جاءت نصوص أخر بإباحة اإلغارة ، وموضع ذكر

.إن شاء اهلل -" كتاب الجياد " ذلك ما رآىم خرجوا بالمكاتل ل) التفاؤل ؛ فإن النبي : ومنيا

: وىي -، والمساحي -الزبيل والقفاف : وىي - .، وىذه آالت الحراث ، ووقع األمر كذلك -المجرفة .التكبير عمى العدو عند مشاىدتو : ومنيا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ويحتمل أن يكون سر ذلك أن التكبير طارد لشيطان ا انيزمت شياطينيم المقترنة بيم الجن تقارنيم ، فإذ

انيزموا ، كما جرى لممشركين يوم بدر ، فإن إبميس كان .معيم يعدىم ويمنييم ، فمما انيزم انيزموا

الخميس ، : ، فيو روايتان " محمد والخميس : " وقوليم .والجيش ، وىما بمعنى واحد

مقدمة : وسمي الجيش خميسا ؛ ألنو ينقسم خمس أجزاء .قة ، وميمنة ، وميسرة ، وقمب ، وساكان يجعل ) أنو : -وىو المقصود بيذا الباب -ومنيا

فرق ما بين دار الكفر ودار اإلسالم ، فإن [ األذان ] كحكم ديار اإلسالم ، فيكف عن [ لمدار ] سمع مؤذنا

ن لم يسمع أذانا أغار عمييم بعد ما دمائيم وأمواليم ، وا .يصبح

عمى أن إقامة الصالة توجب الحكم دليل: وفي ىذا باإلسالم ؛ فإن األذان إنما ىو دعاء إلى الصالة ، فإذا كان موجبا لمحكم باإلسالم ، فالصالة التي ىو المقصود

.األعظم أولى إنما حكم بإسالميم باألذان لما فيو من ذكر : وال يقال

، فإذا -أيضا -الشيادتين ؛ ألن الصالة تتضمن ذلك وال سيما في دار الحرب أو -ا من ظاىره يصمي رأين

. حكمنا بإسالمو لذلك -دار لم يعمم أنيا دار إسالم .وىو قول كثير من العمماء ، وىو ظاىر مذىب أحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

، أنو كان يأمر بالكف عن دار ) وقد روي عن النبي سجد ، من رواية ابن يسمع فييا األذان ، أو يرى فييا م

، -وكانت لو صحبة -عصام المزني ، عن أبيو إذا بعث جيشا أو سرية يقول ) كان رسول اهلل : قال إذا رأيتم مسجدا ، أو سمعتم مؤذنا فال تقتموا : " ليم [ " .أحدا ]

.خرجو اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي والترمذي .حسن غريب : وقال

إسناد مجيول ، وابن عصام ال : يني وقال ابن المد .يعرف ، وال ينسب أبوه

وروى اليرماس بن حبيب العنبري ، عن أبيو ، عن جده عيينة بن حصن حين أسمم ) بعث رسول اهلل : ، قال

الناس ودجا اإلسالم عمى الناس ، فيجم عمى بني عدي بن جندب فوق النباح بذات الشقوق ، فمم يسمعوا أذانا

ح ، فأغاروا عمييم ، فأخذوا أمواليم حتى عند الصب

، فقالت وفود بني ) أحضروىا المدينة عند النبي فرد . أخذنا يا رسول اهلل مسممين غير مشركين : العنبر

ذرارييم وعقار بيوتيم ، وعمل الجيش ) عمييم رسول اهلل .أنصاف األموال

وأبو " كتاب غريب الحديث " خرجو إبراىيم الحربي في " .معجم الصحابة " اسم البغوي في الق

ذرارييم ؛ ألنو لم ) إنما رد عمييم النبي : وقال الحربي ير أن يسبييم إال عمى أمر صحيح ال شك فيو ، وىؤالء

مقرون باإلسالم ، وليس حجة من سباىم ، إال أنيم -وكذلك فعل في عقار بيوتيم . لم نسمع أذانا : قالوا :يريد

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

، وعمل الجيش جعالة عمالة ليم أنصاف -أرضيم األموال ؛ وذلك ألن أصحاب الجيش ادعوا أن ذلك فيئا

ليم ؛ ألنيم لم يسمعوا أذانا ، والمأخوذ منيم ادعوا أنو .ليم ؛ أسمموا عميو

ثم روى الحربي من طريق إسماعيل بن أبي خالد ، عن إلى أناس ) بعث رسول اهلل : ال قيس بن أبي حازم ، ق

من خثعم ، فاستعصموا بالسجود ، فقتل منيم رجل ، .نصف الدية ) فأعطاىم النبي

نما سجدوا ، : قال الحربي ال ، لم يقروا باإلسالم ، وا .وقد يسجد ولم يسمم ، فمذلك أعطاىم نصف الدية

.ىذا حديث مرسل : قمت مما بالصالة ، إن الكافر يصير مس: والذين يقولون

.فصالتو عندىم كإقراره باإلسالم حديث الزبيب العنبري ، وقد خرجو أبو -أيضا -وذكر

أنيم سبوا ، ثم شيد ليم : ، وفيو " سننو " داود في شاىد باإلسالم ، وحمف الزبيب ، فأعطاىم النبي

.الذراري ونصف األموال ) .ألنو لم تكمل البينة : قال الحربي

قال ) أن النبي : ي سياق حديث أبي داود ف: قمت

لوال أن اهلل ال يحب ضاللة العمل ما رزيناكم : " ليم " .عقاال

.وىذا تعميل بغير ما ذكره الحربي أن الدار إن سمع فييا أذان لم يجز : وحاصل األمر

اإلقدام عمى قتميم ابتداء ، بل يصيرون في عصمة ندمائيم وأمواليم كالمسممين ؛ فإ ن األذان وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان لم يسمع من بعضيم ، إال أن ظيوره في دار قوم فأماالمؤذن نفسو فإنو . دليل عمى إقرارىم بذلك ورضاىم

يصير مسمما بذلك ، وال سيما إذا كان في دار كفر .وموضع ال يخاف فيو من المسممين وال يتقييم

.و يصير الكافر باألذان مسمما أن: وعند أصحابنا . وبو قال الميث بن سعد ، وسعيد بن عبد العزيز

لو ادعى أنو فعمو تقية وخيفة عمى نفسو أنو ال : وقاال

.يقبل منو ، ويصير مرتدا وحكى الوليد بن مسمم ، عن األوزاعي ومالك ، أنو يقبل

.منو ذلك وال يقتل " .اب الصالة كت" ذكره محمد بن نصر المروزي في

وينبغي أن يقبل ىذا بموضع يحتمل فيو ذلك كدار اإلسالم ، أو دار يخشى أن يغار عمييا المسممون ؛ فإن

الكافر إذا أتى بالشيادتين عمى وجو اإلسالم كالذي يجيء ليسمم ، فتعرض عميو الشيادتان فيقوليما ، فإنو

.يصير مسمما بغير خالف ن قاليما عمى غير ىذا ال وجو ، ثم ادعى أنو لم يرد وا

بيما اإلسالم ، فالمشيور عن أحمد ، أنو ال يقبل منو .ويصير مرتدا

.وىو قول إسحاق . وعنو رواية ، أنو يقبل منو وال يقتل .وضعف ىذه الرواية أبو بكر الخالل

.وعن أحمد ، أنو يجبر عمى اإلسالم ، وال يقتل إن أباه أتى بالشيادتين [ إذا ] يما وجيان ف -أيضا -ولمشافعية

ىل يصير : عمى غير وجو االستدعاء وال الحكاية

: -أنو يصير مسمما : مسمما ، أم ال ؟ وأصحيما " .شرح الميذب " حكاىما صاحب

ن لم يسمع في الدار أذان :وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فإن كانت معروفة قبل ذلك بأنيا دار حرب جاز تداؤىم بالقتل والسبي والنيب ، ىذا ىو الذي دل عميو اب

.حديث أنس المخرج في ىذا الباب ن كانت معروفة بأنيا دار إسالم ، ولم يسمع فييا أذان وا

، فيذا مسألة قتال أىل البمدة المسممين إذا اتفقوا عمى .ترك األذان

: وىي مبنية عمى أن األذان عمى أىل األمصار والقرى رض كفاية ، أو سنة مؤكدة ؟ىل ىو ف

:وفيو قوالن أنو فرض كفاية ، وىو ظاىر مذىب اإلمام : أحدىما

أحمد ، وقول داود ، ووافقيم جماعات من أصحاب أبي .حنيفة ومالك والشافعي

وكذا قال عطاء ومجاىد وابن أبي ليمى واألوزاعي وأىل .إن األذان فرض : الظاىر

امة شرط لصحة الصالة ، وحكي عن ىؤالء كميم أن اإلق .فمن ترك اإلقامة وصمى أعاد الصالة

.أنو يعيد في الوقت : وعن األوزاعي يعيد إذا تركيا : وقال عثمان بن كنانة من المالكية

.عمدا وذىب الجميور إلى أنو ال إعادة عمى من صمى بغير

.أذان وال إقامة ضرت إذا ح) : " واستدلوا لوجوب األذان بقول النبي

" .الصالة فميؤذن لكم أحدكم وقد خرجو البخاري من حديث مالك بن الحويرث وعمرو

) .بن سممة الجرمي ، عن النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وروى ابن جرير الطبري ، عن يونس بن عبد األعمى ، إذا ترك األذان مسافر : عن أشيب ، عن مالك ، قال

.ة عمدا أعاد الصال .وىذا غريب جدا

.وحكى ابن عبد البر نحوه عن داود إذا نسي األذان : ونقل ابن منصور ، عن إسحاق ، قال

ن كان في السفر فال بد لو من واإلقامة وصمى أجزأه ، وا .اإلقامة

أن األذان سنة مؤكدة ، وىو ظاىر : والقول الثاني .مد مذىب مالك وأبي حنيفة والشافعي ، ورواية عن أح

إذا اجتمع أىل : األذان فرض كفاية ، قال : فمن قال .بمد عمى تركو قوتموا عميو حتى يفعموه

:ىو سنة ، اختمفوا عمى قولين : ومن قال ، ألنو من أعالم -أيضا -أنيم يقاتمون عميو : أحدىما

الدين وشرائعو الظاىرة ، وىو قول محمد بن الحسن

.وطائفة من الشافعية ال يقاتمون عميو كسائر النوافل ، وىو قول أبي : ي والثان

.حنيفة وطائفة من الشافعية آمرىم وأضربيم ، وال أقاتميم ؛ ألنو : وقال أبو يوسف

.دون الفرائض وفوق النوافل يقاتمون عمى تركو بحديث أنس : واستدل بعض من قال

جعل األذان مانعا من القتال ، وتركو ) ىذا ؛ فإن النبي ن مب يحا لو ، فدل عمى استباحة القتال بمجرد تركو ، وا

.جاز ان يكونوا قد أسمموا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - ما يقول إذا سمع المنادي

:فيو حديثان :الحديث األول

أبنا مالك ، عن ابن : حدثنا عبد اهلل بن يوسف - ن أبي سعيد شياب ، عن عطاء بن يزيد الميثي ، ع

إذا سمعتم النداء : " قال ) الخدري ، أن رسول اهلل " .فقولوا مثل ما يقول المؤذن

، وكذا رواه " الموطإ " ىكذا روى ىذا الحديث مالك في .الثقات من أصحابو عنو

ورواه المغيرة بن سقالب ، عن مالك ، عن الزىري ، عن سعيد بن المسيب ، عن عطاء بن يزيد ، عن أبي

.سعيد .ال تصح " سعيد بن المسيب : " وزيادة

.والمغيرة متروك وروي عن عمرو بن مرزوق ، عن مالك ، عن الزىري

.، عن أنس إنو ممن رواه عن عمرو ، وىو : وقيل . وىو وىم

.محمد بن عبد الرحيم الشماخي ، عن -وىو ضعيف جدا -ورواه عبد المنعم بن بشير

.وال يصح . ابن عمر مالك ، عن نافع ، عن

وتابع مالكا عمى روايتو ، عن الزىري ، عن عطاء ، .معمر ويونس : عن أبي سعيد

(/)

"""""" صفحة رقم """""" براىيم بن سعد : وقيل .وسفيان وا

وخالفيم عبد الرحمن بن إسحاق ، فرواه عن الزىري ، .عن سعيد ، عن أبي ىريرة

.ريقو وخرجو ابن ماجة من طعنو ، عن الزىري ، عن سعيد وأبي سممة ، عن : وقيل

.أبي ىريرة قالو أبو حاتم : -قول مالك ومن تابعو : والصحيح

.الرازي والترمذي وابن عدي والدارقطني ورواه حجاج بن نصير ، عن عباد بن كثير ، عن عقيل

أيوب [ أبي ] ، عن الزىري ، عن عطاء بن يزيد ، عن .األنصاري

.قالو الدارقطني : -وىو وىم من حجاج أو عباد :الحديث الثاني

:قال ثنا ىشام ، عن يحيى ، : ثنا معاذ بن فضالة -

حدثني عيسى : عن محمد بن إبراىيم بن الحارث ، قال بن طمحة ، أنو سمع معاوية يوما ، فقال مثمو ، إلى

( .وأشيد أن محمدا عبده ورسولو : ) قولو ثنا ىشام ، : ثنا وىب بن جرير : ثنا إسحاق -

.مثمو -عن يحيى : وحدثني بعض إخواننا ، أنو لما قال : قال يحيى

ال حول وال قوة إال : ) ، قال ( حي عمى الصالة ) .يقول ) ىكذا سمعنا نبيكم : ، وقال ( باهلل

.ىكذا خرجو مختصرا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" -خرجو اإلمام أحمد بتمامو ، عن إسماعيل بن إبراىيم و

ثنا ىشام : وأبي عامر العقدي ، قاال -ابن عمية : ىو ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن إبراىيم ، عن

ثنا : قال أبو عامر في حديثو -عيسى بن طمحة دخمنا عمى معاوية ، فنادى : ، قال -عيسى بن طمحة ( . اهلل أكبر ، اهلل اكبر : ) ، فقال المنادي بالصالة

أشيد : ) ، فقال ( اهلل أكبر ، اهلل أكبر : ) فقال معاوية قال -( وأنا أشيد : ) ، فقال معاوية ( أن ال إلو إال اهلل

: ، فقال -( أن ال إلو إال اهلل : ) أبو عامر في حديثو وأنا : ) ، فقال معاوية ( أشيد أن محمدا رسول اهلل )

( .أن محمدا رسول اهلل : ) قال أبو عامر -( اشيد حي عمى : ) ثنا رجل ، أنو لما قال : قال يحيى ، قال ( ال حول وال قوة إال باهلل : ) قال ( الصالة .يقول ) ىكذا سمعت نبيكم : معاوية

.وخرجو اإلسماعيمي بنحوه من طريق ابن عمية :ولو طريق آخر عن معاوية

ىذا من " كتابو " في " الجمعة " ي في خرجو البخار أبنا أبو بكر بن عثمان بن سيل : طريق ابن المبارك

، [ عن أبي أمامة بن سيل بن حنيف ] بن حنيف ، سمعت معاوية بن أبي سفيان وىو جالس عمى : قال

، ( اهلل أكبر ، اهلل أكبر : ) المنبر أذن المؤذن ، فقال أشيد : ) فقال ( . هلل أكبر اهلل أكبر ، ا: ) فقال معاوية

: ، فقال ( وأنا : ) ، فقال معاوية ( ان ال إلو إال اهلل ( وأنا : ) ، فقال معاوية ( أشيد أن محمدا رسول اهلل )

يأييا الناس ، إني سمعت : ، فمما قضى التاذين ، قال عمى ىذه المجمس حين أذن المؤذن يقول ) رسول اهلل

.كما سمعتم مقالتي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وقد روي عن معاوية من طريق أخرى ، وفي بعضيا وحي عمى ) ، ( حي عمى الصالة : ) انو قال عند

موافقة لمرواية ( ال حول وال قوة إال باهلل ( : ) الفالح .التي أرسميا يحيى بن أبي كثير

: فخرج اإلمام أحمد والنسائي من رواية ابن جريج برني عمرو بن يحيى ، أن عيسى بن عمر أخبره ، أخ

عن عبد اهلل بن عمقمة بن وقاص ، عن عمقمة بن إني عند معاوية إذ أذن مؤذنو ، فقال : وقاص ، قال

حي عمى : ) معاوية كما قال المؤذن ، حتى إذا قال : ، فمما قال ( ال حول وال قوة إال باهلل : ) قال ( الصالة

ال حول وال قوة إال : ) قال ( حي عمى الفالح ) سمعت : وقال بعد ذلك ما قال المؤذن ، ثم قال ( . باهلل

.يقول ذلك ) رسول اللو وخرجو اإلمام أحمد بمعناه من رواية محمد عمرو بن

-كنا عند معاوية : عمقمة ، عن أبيو ، عن جده ، قال .فذكره بمعناه

ن ثنا إسماعيل ب: وروى عبد الوىاب بن الضحاك عياش ، عن مجمع بن جارية ، عن أبي امامة بن سيل

يقول ) سمعت رسول اهلل : سمعت معاوية يقول : ، قال

ذا قال -إذا أذن المؤذن - حي عمى : ) مثل قولو ، وا ( .ال حول وال قوة إال باهلل : ) قال ( الصالة

سماعيل ، ال يحفظ . عبد الوىاب ، متروك الحديث وا .حديث الحجازيين

وقد رواه اإلمام أحمد عن يعمى بن عبيد ويزيد بن بنحو سياق حديث أبي -ىارون ، كالىما عن مجمع

.بكر بن عثمان الذي خرجو البخاري .مختصرا -عن وكيع ، عن مجمع -أيضا -وخرجو

بنحو -عن مجمع " كتاب الصالة " ورواه أبو نعيم في .رواية يعمى ويزيد

.ذكر الحيعمة : يم وليس في حديث أحد من

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

انو لما كبر المؤذن : وفي رواية يعمى ويزيد وأبي نعيم ولما شيد انو ال الو اال اهلل -اثنين -كبر -اثنين -

، ولما شيد أن محمد رسول -اثنين -شيد -اثنين - .اثنين -شيد -اثنين -اهلل

.بير في أول األذان مرتان وىذا يشعر بأن التك :من غير حديث معاوية ) وروي ىذا المعنى عن النبي

من حديث عمارة بن غزية " صحيحو " فخرج مسمم في ، عن خبيب بن عبد الرحمن بن يساف ، عن حفص بن عاصم بن عمر ، عن أبيو ، عن جده عمر بن الخطاب

اكبر اهلل: إذا قال المؤذن ) ) ) قال رسول اهلل : ، قال اشيد ان : ثم قال . ، اهلل اكبر ، فقال احدكم ، اهلل اكبر

: ثم قال . ال الو اال اهلل ، فقال اشيد ان ال الو اال اهلل اشيد ان محمد رسول : اشيد ان محمد رسول اهلل ، قال

الحول وال قوة اال : حي الصالة ، قال : ثم قال -اهلل ال حول وال قوة : ل حي عل الفالح ، قا: ثم قال . باهلل

اهلل اكبر : اهلل اكبر اهلل اكبر ، قال : ثم قال . اال باهلل ال الو اال اهلل : ال اهلل اال اهلل ، قال : ثم قال . اهلل اكبر

( ( .من قمبو ؛ دخل الجنة .وعمارة بن غزية ، ثقة ولم يخرج لو البخاري

وقد روي نحوه من حديث عاصم بن عبيد اهلل العمري ،، أنو ) عن عمي بن حسين ، عن أبي رافع ، عن النبي

قال مثل ما يقول حتى إذا [ المؤذن ] كان إذا سمع ( ( حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح : ) ) بمغ ( ( .ال حول وال قوة إال باهلل : ) ) قال

" .اليوم والميمة " خرجو اإلمام أحمد والنسائي في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وعاصم ىذا ، ضعفوه ، وقد اختمف عميو في إسناده ) .وروي نحوه من حديث أنس بن مالك ، عن النبي

سناده ال : خرجو ابن عدي ، وقال ىو منكر ، وا .يصح

واجابو المؤذن مستحبة عند الجميور العمماء ، وليست .واجبة

ع وكان الحسن كثيرا يسمع المؤذن وىو يتحدث فال يقط

.حديثو وال يجيبو ، وكذلك إسحاق بن راىويو .ونص أحمد عمى ان االجابة غير واجبة

: والظاىر . وحكى الطحاوي عن وقم انيم واجبوا اجابتو -وحكي عن بعض الحنفية . انو قول بعض الظاىرية

.أيضا من الجفاء ان ال : وروي عن ابن مسعود ، انو قال

.يقول مثل ما يقول المؤذن .قد روي مرفوعا من وجوه ضعيفة و

ىل يجيب المؤذن ، فيقول كقولو في : واختمف العمماء جميع ما يقول ، أم ال ؟

يقول مثل ما يقول سواء في جميع اذانو ؛ : فقالت طائفة .لظاىر حديث أبي سعيد

من حديث عبد اهلل بن عمرو ، " صحيح مسمم " وفي لمؤذن فقولوا مثل إذا سمعتم ا: ) ) ، قال ) عن النبي ( ( .ما يقول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يقول مثل : وقد روي عن طائفة من السمف ، انيم قالوا :النخعي : قول المؤذن ، ولم يستثنوا ، منيم

وروي عن أبي عمر ، انو كان يقول مثل ما يقول .المؤذن

.وىو ظاىر قول الخرقي من أصحابنا حي عمى : ) يقول كقولو ، اال في قولو : ة وقالت طائف

ال حول : ) ، فانو يقول ( الصالة ، حي عمى الفالح ( .وال قوة اال باهلل

وىذا مروي عن الحسن ، وىو منصوص عن أحمد ، .والشافعي ، وىو قول طائفة من الحنفية والمالكية

وىؤالء ؛ جعموا حديث أبي سعيد وما في معناه عاما ، مر ومعاوية وما في معناىما خاصة ، فتقضي وحديث ع

.عمى النصوص العامة حي عمى : ) يقول عند قولو : ومن الحنفية من قال

حي : ) وعند ( . ال حول وال قوة اال باهلل ( : ) الصالة

ما شاء اهلل كان ، وما لم يشأ لم ( : ) عمى الفالح ( .يكن

ل المؤذن ىو مخير بين ان يقول مثل قو : وقالت طائفة ال حول وال قوة اال باهلل : " في الحيعمة ، وبين ان يقول

، وجمعوا بين االحاديث بذلك ، وىذا قول أبي بكر " .االثرم ومحمد بن جرير الطبري

بل يجمع بين ان يقول مثل قول المؤذن : وقالت طائفة " .ال حول وال قوة اال باهلل : " ، وبين قولو

، وىو ضعيف ؛ الن الجمع وىذا قول بعض أصحابنا .لم يرد

يجمع بين االحاديث في ىذا : وكان بعض شيوخنا يقول بأن من سمع المؤذن وىو في المسجد قال مثل قولو ،

ال حول وال قوة باال : " فإن سمعو خارج المسجد قال .؛ ألنو يحتاج إلى سعي فيستعين باهلل عميو " باهلل

اخر الشيادتين ، وال يجيب المؤذن إلى: وقالت طائفة يجيبو فيما زاد عمى

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ذلك ، وىو رواية عن مالك اشيد : " انو يجيبو إلى قولو " : تيذيب المدونة " وفي

.، وان اتم األذان معو فال بأس " ان محمدا رسول اهلل .انو يتمو معو بمفظ األذان : وظاىره

يحتجون ببعض روايات حديث معاوية التي وىؤالء ؛ قد فييا االجابة إلى الشيادتين ، ولكن قد روي عنو عن

.اجابتو في تمام األذان : وجوه وروي من حديث الحكم بن ظيير ، عن عاصم ، عن

اجاب المؤذن إلى ) زر ، عن عبد اهلل ، ان النبي .الشيادتين ، ثم سكت

.حديث واه ىو : ذكره أبو بكر االثرم ، وقال .يشير إلى ان الحكم بن ظيير ضعيف جدا

ثنا ابن عيينة ، " : كتاب الصالة " وروى أبو نعيم في إذا ) كان النبي : عن عمرو ، عن أبي جعفر ، قال

: قال ( اشيد ان ال الو اال اهلل ) سمع المنادي يقول

ذا قال ( . وانا ) ( اشيد ان محمد رسول اهلل : ) وا .، ثم سكت ( نا وا: ) قال

.وىذا مرسل وحكى ابن عبد البر عن قوم ، انيم راوا اجابة المؤذن

.الحيعمتين خاصة انيم راوا اجابتو في الشيادتين خاصة ، دون . وعن قوم

.ما قبميما وبعدىما وروى ابن أبي شيبة بإسناده ، عن قتادة ، ان عثمان

الشتيد كان إذا سمع المؤذن يؤذن يقول كما يقول ، فيما : قال " حي عمى الصالة : " والتكبير كمو ، فإذا قال

قد : ) ) فإذا قال . شاء اهلل ، ال حول وال قوة اال باهلل مرحبا بالقائمين عدال ، : قال ( ( قامت الصالة

.ثم ينيض إلى الصالة . وبالصالة مرحبا واىال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" حي : ) ن مجاىد ، انو كان إذا قال المؤذن وبإسناده ع

: قال [ فاذا . ] المستعان اهلل : قال ( عمى الصالة .ال حول وال قوة اال باهلل : قال ( حي عمى الفالح )

عن عمي بن أبي طالب ، انو " مسند االمام أحمد " وفي : " كان إذا سمع المؤذن يؤذن قال كما يقول ، فإذا قال

" اال اهلل ، واشيد ان محمدا رسول اهلل اشيد ان ال اهللاشيد ان ال الو اال اهلل ، واشيد ان محمدا : قال عمي .رسول اهلل

: وخرج ابن السني بإسناد اليصح ، عن معاوية ، قال حي عمى : ) إذا سمع المؤذن قال ) كان رسول اهلل

( .الميم اجعمنا مفمحين : ) قال ( الفالح إسناده ، عن سعيد بن جبير ، انو كان وذكر ابن جرير ب

: يقول " حي عمى الصالة : " إذا سمع المؤذن يقول .سمعنا واطعنا

وال فرق في استحباب اجابة المؤذن بين النساء والرجال ، ىذا ظاىر اطالق العمماء ، وظواىر االحاديث ؛ فان

خطاب الذكور يدخل في االناث تبعا في كثير من قول أصحاب االمام أحمد وغيرىم ممن العمومات ، وىو

.تكمم في اصول الفقو وقد روي التصريح باجابة النساء المؤذن من حديث

سنادىما ال يصح .عائشة وميمونة ، وا وقد خرج ابن جرير الطبري حديث ميمونة ، وفيو ان

-" ولمرجال الضعفان من االجر : " قال ) النبي .في االجابة : يعني

: ير ، عن بعض اىل الحديث ، انو قال وذكر ابن جر .ال يحتاج بيذا الحديث ذو عمم باالثار ومعرفة الرجال

.واالمر كما قال ؛ فإن إسناده ضعيف جدا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كتاب ثواب " وقد خرج أبو الشيخ االصبياني في -من حديث ابن المنكدر -أيضا -معناه " االعمال

.سال مر وىذا قد يشعر بأن النساء في ثواب االعمال نصف اجر

.الرجال من " تفسيره " ما خرجو ابن أبي حاتم في : ويشيد لو

حديث االشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة : ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي عباس ، في قولو

ل المو بو بعضك ) م عمى بعض وال تتمنوا ما فض، ) اتت امرأة النبي : االية ، قال [ : النساء ) ]

يا نبي اهلل ، لمذكر مثل حظ االنثيين ، وشيادة : فقالت امراتين بشيادة الرجل ، أفنحن في العمل ىكذا ، ان عممت امراة حسنة كتب ليا نصف حسنة ، فانزل اهلل

.ل مني ، وانا صنعتو ، فانو عد) وال تتمنوا ) ىذه االية : قال الرجال : وبإسناده عن السدي في ىذه االية ، قال

نريد ان يكون لنا من االجر الضعف عمى اجر النساء كما لنا في السيام سيمان ونريد ان يكون من األجر

نريد ان يكون لنا اجر مثل اجر : وقالت النساء . اجران اتل ، ولو كتب الرجال الشيداء ، فانا ال نستطيع ان نق

: " فأبي اهلل ذلك ، ولكن قال لين . عمينا القتال لقاتمنا " .سموا اهلل من فضمو يرزقكم االعمال ، وىو خير لكم

.أيضا -وروي قتادة ىذا المعنى وىذا كمو يشعر بان النساء لين نصف اجر الرجال في

.االعمال كميا ال في وقد يخص ذلك بما ال يشرع مشاركة النساء لمرج

االعمال ، أو ما يجوز لين مشاركتيم فييا ، .ترك المشاركة ، كصالة الجماعة [ واالوصى ]

.واجاب المؤذن ؛ فانو داع إلى الصالة في الجماعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

تاريخ " وقد روي في حديث غريب ، خرجو أبو نعيم في ضاعف عمى ان صالة المرأة وحدىا ت" : اصبيان

.صالتيا في الجماعة ببضع وعشرون درجة .وفي إسناده مقال

.ان شاء اهلل -وربما يأتي ذكره بمفظو في موضع اخر وىل يشرع لممؤذن نفسو ان يجيب نفسو بين كممات

األذان ؟ .ذكر أصحابنا ان يشرع لو ذلك

.وروي عن االمام أحمد انو كان إذا اذن يفعل ذلك إذا سمعتم المؤذن فقولوا كما : " م قولو واستدلوا بعمو

.والمؤذن يسمع نفسو ، فيكون مأمور باالجابة " . يقول وقاسوه عمى تأمين االمام عمى قراءة الفاتحة مع

.المأمومين .وفي ىذا نظر ؛ فان تامين االمام وردت بو نصوص

يدل : ، ظاىره ( ( إذا سمعتم المؤذن ) : ) ) وقولو ين السامع والمؤذن ، فال يدخل المؤذن ، عمى التفريق ب

كما قال أصحابنا في النيي عن الكالم لمن يسمع االمام .وىو يخطب ، انو ال يشمل االمام ، بل لو الكالم

من دخل : وكذا قال في االيمان ونحوىا ، لو قال من دخل دارك ، وعمق : أو خاطب غيره ، فقال . داري

يدخل ىو في عموم اليمين لم: عمى ذلك طالقا أو غيره

، وال المخاطب في الصورة [ االولى ] في الصورة .الثانية

ولممسألة نظائر كثيرة ، في بعضيا اختالف ، قد " .القواعد في الفقو " ذكرناىا في كتاب

: واستحب أحمد لممؤذن ان يبسط يديو ويدعو عند قولو حي عمى"

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

رأيت يزيد بن ىارون يفعمو ، وىو : قال " . الصالة .حسن لما ورد من استحبابو لمدعاء عن األذان ، وفيو : يعني

.احاديث كثيرة مرفوعة ، وموقوفة إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ) : " وقولو

يدخل فيو األذان واالقامة ؛ الن كال منيما نداء " المؤذن .ر من المؤذن إلى الصالة ، صد

ىل يشرع االجابة في االقامة ؟ : وقد اختمف العمماء :عمى قولين

انو يشرع ذلك ، وىو قول القاضي أبي يعمى : احدىما .واكثر أصحابنا ، وىو ظاىر مذىب الشافعي

من رواية محمد بن ثابت " سنن أبي داود " وفي ثنا رجل من اىل الشام ، عن شير بن حوشب : العبدي

، -) أو عن بعض أصحاب النبي -ن أبي امامة ، عقد قامت : " ان بالال اخذ في االقامة ، فمما ان قال

، وقال في " اقاميا اهلل واداميا ) : " قال النبي " الصالة .سائر االقامة كنحو حديث عمر في األذان

.ضعف [ اإلسناد ] وفي ىذا اال في كممة انو اليسرع االجابة فييا ، : والقول الثاني

.االقامة خاصة ، وىو وجو لمشافعية وقد نقل المروذي عن االمام أحمد ، انو كان إذا اخذ

.المؤذن في االقامة رفع يديو ودعا ال الو : " وروي عنو ، انو كان يدعو ، فإذا قال المؤذن

.ال الو اال اهلل الحق المبين : قال " اال اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ان الدعاء حينئذ افضل من االجابة : وظاىر ىذا وتأولو القاضي عمى انو انما كان يدعو إذا فرغ من

.االقامة إذا اخذ المؤذن في : ) ) وىذا مخالف لقولو

( ( .االقامة ولو سمع المؤذن وىو يصمي ، فيل يجيبو ، أم ال ؟

ان العام في : ىذا قد ينبني عمى اصل ، وىو ىل ىو عام في االحوال ، أم ال ؟ وفيو : الشخاص ا

.اختالف ، قد اشرنا اليو في غير موضع عمى من ) انكار النبي : ويدل عمى عمومو في االحوال

الم يقل : ) ) دعاه فمم يجبو حتى حتى سمم ، وقولو لم سول إذا دعاكم ( ( : ) اهلل ) ( ( استجيبوا لمو ولمر [ " . : فال االن]

وقد اختمف العمماء في اجابة المؤذن في الصالة عمى :ثالثة اقوال

انو ال يستحب اجابتو في الصالة بحال ؛ لقول : احدىا ( ( .ان في الصالة لشغال ) : ) ) النبي

.وىذا ظاىر مذىب الشافعي وقد نص أحمد عمى ان من : وىو قول أصحابنا ، قالوا

لمؤذن ، فانو ال يصمي تحية المسجد دخل المسجد فأذن ا .حتى يجيب المؤذن

.وىذا يدل عمى انو ال يجيبو في الصالة .قول الحنفية وسحنون من المالكية -أيضا -وىو

أنو يستحب انو يجيبو في الفريضة والنافمة ، : الثاني .وىو قول ابن وىب من أصحاب مالك

الفرض ، يستحب ان يجيبو في النفل دون : والثالث .وىو المنصوص عن مالك

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يقع في نفسي انو اريد : نقمو عنو ابن القاسم ، وقال

التكبير " : يقول مثل ما يقول : " وقال : بالحديث .والتشيد

ال حول وال : " ويقول : وكذا قال الميث ، اال انو قال عمى الصالة ، حي عمى حي " إذا قال " قوة اال باهلل

" .الفالح ومن سمع : لمبرداعي المالكي " تيذيب المدونة " وفي

: " المؤذن فميقل كقولو ، وان كان في نافمة ، إلى قولو ، " اشيد ان ال الو اال اهلل ، واشيد ان محمدا رسول اهلل

.وان اتم األذان معو فال باس إذا اجابو ولعل اتمامو مختص بغير المصمي ، أو بما

انو إذا اجابو . في الحيعمة بالحوقمة ، كما قال الميث فريضة كانت أو نافمة عند . بذلك لم تبطل صالتو

.جميور العمماء .وىو قول مالك والشافعي وأصحابنا

يحمد : ويخرج من قول أحمد في العاطس في الصالة

.نقمو عنو جماعة : -اهلل في نفسو إذا رفع صوتو : ن أبيو ، قال ونقل صالح بن أحمد ، ع

بو يعيد الصالة ؛ ألنو ليس من شأن الصالة ، اال ان ال .يجير بو ، وان قال في نفسو فال شيء عميو

.وىذا يحتمل انو اراد إذا تمفظ بو بطمت صالتو وحكى الطحاوي عن أبي يوسف ، انو التبطل صالتو

أبي إذا اجاب المؤذن في الصالة بالتكبير والتشيد عنويوسف ، وتبطل عند أبي حنيفة ومحمد إذا اراد بو

األذان ، كما لو خاطب أنسانا في صالتو بال الو اال اهلل .، فان صالتو عنده تفسد

.وىو احدى الروايتين عن أحمد وقد فرق بينيما أصحابنا ، بأن ىذا قصد خطاب ادمي ،

بخالف المجيب

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .لالذان ، فانو انما قصد ذكر اهلل عز وجل

ذكر في صالتو [ فيمن ] وقد نقل مينا ، عن أحمد انا هلل وانا اليو راجعون ، فقال : كيسا ذىب لو ، فقال

.يعيد صالتو : أحمد وىذا يدل عمى انو إذا اتى في صالتو بذكر غير مشروع

.فييا انيا تبطل د ، في الرجل وكذلك روي جعفر بن محمد ، عن أحم

الميم انت السالم ومنك : يقول قبل ان يتم الصالة .الصالة ] . . . [ السالم ؛ فميس ىذا من شأن الصالة

ال باس بذلك قبل : وروي عنو أبو طالب ، انو قال .السالم وبعده

حي عمى الصالة ، حي " وان اجاب المؤذن في قولو جميور ، بمثل قولو بطمت صالتو عند" عمى الفالح

.العمماء .أيضا -ال تبطل صالتو بذلك : وقالت طائفة

وحكاه ابن خويز منداد ، عن مالك ، وانو يكون بذلك

-وكره ان يقول في الفريضة . مسيئا ، وصالتو تامة مثل ما يقول المؤذن ، فان قال ذلك في الفريضة لم

.، ولكن الكراىة في الفريضة اشد -أيضا -تبطل ظاىرة موافقة ذلك ، " تيذيب المدونة " احب وكالم ص

الباس وىذا يدل عمى انو يكره ، اال ان : اال انو قال .يختص ذلك بغير المصمي

وقد ورد حديث يستدل بو عمى ان األذان واالقامة ال .الصالة [ يبطالن ]

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بيب ، ان فروي الميث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حسويد بن قيس اخبره ، عن معاوية بن حديج ، انو رسول

صمى يوما ، فسمم وقد بقيت من الصالة ركعة ، ) اهلل نسيت من الصالة ركعة ، فرجع : فأدركو رجل ، فقال

فدخل المسجد ، وامر بالال فأقام ، فصمى لمناس ركعة ،

تعرف الرجل ؟ : فأخبرت بذلك الناس ، فقالوا لي .ىو ىذا : فمر بي ، فقمت . ال ، اال ان اراه : فقمت .ىذا طمحة بن عبيد اهلل : فقالوا

.خرجو االمام أحمد وابو داود والنسائي : ، وعندىما " صحيحيما " وابن خزيمة وابن حبان في

.انو سمم في ركعتين من صالة المغرب .صحيح اإلسناد : والحاكم ، وقال

ومعاوية بن . وابن حبان وسويد ىذا ، وثقة النسائيحديج ، اثبت البخاري وغيره لو صحبة ، وانكر ه االمام .أحمد في رواية االثرم ، فيكون حديثو ىذا مرسال عنده

اقامة الصالة ال يبطميا ، وفييا [ أن ] فيذا يدل عمى قد قامت الصالة : " الحيعمتان ، ويزيد عمى األذان بقولو

ي عمى ما مضى من صالتو ىو ؛ وليذا بن -أيضا -" .ومن صمى معو

في رواية عنو -وىذا قد يبنى عمى اصول مالك وأحمد ان كالم العامد في الصالة لمصمحة : عمى قولييما -

ويأتي ذكر ىذا في موضع . الصالة ال يبطل الصالة

.ان شاء اهلل -اخر ذا قمنا فيل يتابع إذا : ال يجيب المؤذن في الصالة : وا

غ منيا ؟فر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يجيبو إذا سمم ، فان طال : قال طائفة من الشافعية .الفصل ، فيو كترك سجود السيو

وكذلك قال طائفة منيم في المتخمي والمجامع إذا سمع .انو إذا فرغ تابعو : األذان

ذا لم يتابعو حتى فرغ عمدا ، فالظاىر : وقال بعضيم وا .و يتدارك عمى القرب ، وال يتدارك بعد طول الفصل ان

واالفضل ان يتابعو عمى كل جممة عقب فراغ المؤذن .منيا من غير تأخير ، كما دل عميو حديث معاوية

انو يجوز االجابة حتى يفرغ : ومن زعم من المتاخرين ثم يجيبو ، وزعم انو ال يسمى مؤذنا حتى يفرغ من اذانو

. وقال ما خالف بو االولين و االخرين فقد ابطل ،: - -حقيقة اختالف -وفي تسميتو مؤذنا بعد فراغ اذانو

فأنو ينقضي الفعل الذي اشتق منو االسم ، ولو -أيضا .سابق المؤذن في بعض الكممات

إذا عجل قبل المؤذن : لممالكية " تيذيب المدونة " ففي .بالقول فال بأس واهلل اعمم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - الدعاء عند النداء

ثنا شعيب بي أبي حمزة ، : حدثني ابن عياش - عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد اهلل ، ان

الميم : من قال حين يسمع النداء : ) ) قال ) رسول اهلل ، رب ىذه الدعوة التامة ، والصالة القائمة ، ات محمد

والفضيمة ، وابعثو مقأمامحمودا الذي وعدتو ، الوسيمة

( ( .حمت لو شفاعتي يوم القيامة .البخاري دون مسمم [ بو ] ىذا مما وتفرد

حسن غريب من حديث ابن : وخرجو الترمذي ، وقال .المنكدر ، ال نعمم أحد رواه غير شعيب بن أبي حمزة

ىذا قد طعن في: وذكر ابن أبي حاتم ، عن أبيو ، قال الحديث ، وكان عرض شعيب بن أبي حمزة عمى ابن

المنكدر كتابا ، فامر بقراءتو عميو ، فعرف بعضا وانكر اكتب ىذه : -أو البن اخيو -بعضا ، وقال البنو

االحاديث ، فدون شعيب ذلك الكتاب ولم تثبت رواية شعيب تمك االحاديث عمى الناس ، وعرض عمي بعض

لحديث إسحاق بن أبي [ يا مشابية فرأيت] تمك الكتب .انتيى . فروة ، وىذا الحديث من تمك االحاديث

نظرت في كتب : وقد روى االثرم ، عن أحمد ، قال شعيب ، اخرجيا الي ابنو ، فإذا فييا من الصحة

.والحسن والمشكل نحو ىذا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بمفظ فيو بعض وقد روي ، عن جابر من وجو اخر .مخالفة ، وىو يدل عمى ان لحديث جابر اصال

ثنا أبو الزبير : خرجو االمام أحمد من رواية ابن لييعة من قال حين : " ، قال ) ، عن جابر ، عن رسول اهلل

الميم ، رب ىذه الدعوة التامة والصالة : ينادي المنادي النافعة ، صل عمى محمد وارض عنو رضا ال سخط

" .؛ استجاب اهلل دعوتو بعدهوقد روي في ىذا المعنى وسؤال الوسيمة عند سماع

مرفوعا -األذان من حديث أبي الدرداء ، وابن مسعود .، وفي إسنادىما ضعف -

حديث خرجو مسمم من : -أيضا -ومما يشيد لو طريق كعب بن عمقمة ، عن عبد الرحمن بن جبير ،

، انو سمع النبي عن عبد اهلل بن عمرو بن العاصإذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم : ) يقول )

صموا عمي ؛ فانو من صمى عمي صالة صمى اهلل عميو

بيا عشرا ، ثم سموا اهلل لي الوسيمة ؛ فانيا منزلة في الجنة ال تنبغي اال لعبد من عباد اهلل ، وارجو ان اكون

( .الشفاعة انا ىو ، فمن سأل لي الوسيمة حمت لو مولى نافع بن عمرو : وعبد الرحمن بن جبير ىذا

ابن جبير بن : القرشي المصري ، وظن بعضيم ، ا نو نفير ، فوىم ، وقد فرق بينيما البخاري والترمذي وابو

.حاتم الرازي وابنو وقد روي عن الحسن ، ان ىذا الدعاء يشرع عند سماع

.اخر االقامة ا أبو االحوص ، عن أبي حمزة ثن: روي ابن أبي شيبة قد قامت : ) إذا قال المؤذن : ، عن الحسن ، قال

الميم ، رب ىذه الدعوة: ، فقل ( الصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

. التامة والصالة القائمة ، اعط محمدا سؤلو يوم القيامة

فال يقوليا رجل حين يقيم المؤذن اال ادخمو اهلل في .عة محمد يوم القيامة شفا

من " عمل اليوم والميمة " وروي ابن السني في كتاب رواية عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن عطاء بن

قرة ، عن عبد اهلل بن ضمرة ، عن أبي ىريرة ، انو كان الميم ، رب ىذه الدعوة : يقول إذا سمع المؤذن يقيم

د واتو سؤلو التامة وىذه الصالة القائمة ، صل عمى محم .يوم القيامة

وىذه االثار تشيد لممنصوص عند أحمد ، انو يدعو عند .االقامة ، كما سبق عنو

ظاىره انو يقول ( : من قال حين يسمع النداء : ) وقولو ويحتمل انو . ذلك في حال سماع النداء ، قبل فراغو

.يريد بو حين يفرغ من سماعو ي انو يسأل الوسيمة وحديث عبد اهلل بن عمرو صريح ف

) .بعد اجابة المؤذن والصالة عمى رسول اهلل وىذا ىو االظير ؛ فانو يشرع قبل جميع الدعاء تقديم الثناء عمى اهلل والصالة عمى رسولو ، ثم يدعو بعد

.ذلك ( .الميم رب ىذه الدعوة التامة : ) وقولو

إلى دعوة األذان ؛ فانيا دعاء : والمراد بالدعوة التامة اشرف العبادات ، والقيام في مقام القرب والمناجاة ؛

كاممة ال نقص فييا ، : أي -فمذلك كانت دعوة تامة أمافي : بخالف ما كانت دعوات اىل الجاىمية

استنصار عمى عدو ، أو إلى نعي ميت ، أو إلى طعام .، ونحو ذلك مما ىو ظاىره النقص والعيب

كان ابن عمر إذا : ل وروى أبو عيسى االسواري ، قاالميم رب ىذه الدعوة المستجابة : سمع األذان قال

المستجاب ليا ، دعوة الحق وكممة التقوى ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فتوفني عمييا ، واحيني عمييا ، واجعمني من صالح .اىميا عمال يوم القيامة

.ر من وجوه اخ -موقوفا -وقد روي عن ابن عمر .وروي عنو مرفوعا من وجو ضعيف

.موقوف : الصحيح : قال الدارقطني وخرج بقي بن مخمد والحاكم من حديث عفير بن معدان

أبي امامة ، عن النبي [ سميم بن عامر ، عن ] ، عن إذا نادى المنادي فتحت ابواب السماء واستجيب ) : )

ي إذا الدعاء ، فمن نزل بو كرب أو شدة فميتحين المنادالميم ، رب ىذه : نادى ، فميقل مثل مقالو ، ثم ليقل

الدعوة التامة الصادقة الحق المستجابة ، والمستجاب ليا ، دعوة الحق وكممة التقوى ، أحينا عمييا ، وامتنا عمييا . ، وابعثنا عمييا ، واجعمنا من خيار اىميا محيا ومماتا

( .ثم يسأل حاجتو .وعفير ، ضعيف جدا

التي ستقوم : أي -( والصالة القائمة : ) وقولو .وتحضر

الميم اني : ) وقد خرج البييقي حديث جابر ، ولفظو ( .اسالك بحق ىذه الدعوة التامة والصالة القائمة

وىذا المفظ ال اشكال فيو ؛ فان اهلل سبحانو جعل ليذه الدعوة ولمصالة حقا كتبو عمى نفسو ، ال يخمفو لمن قام

ما من عباده ، فرجع االمر إلى السؤال بصفات اهلل بي .وكمماتو

وليذا استدل االمام أحمد عمى ان القران ليس بمخموق انما يستعاذ : بكممات اهلل التامة ، وقال ) باستعاذة النبي

.بالخالق ال بالمخموق الميم ، رب ىذه الدعوة التامة : ) وأمارواية من روي ما، ك( والصالة القائمة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كيف : ىي رواية البخاري والترمذي وغيرىما ، فيقال جعل ىذه الدعوة مربوبة ، مع ان فييا كممة التوحيد ،

وىي من القرآن ، والقرآن غير مربوب وال مخموق ؟وبيذا فرق من فرق من اىل السنة بين افعال االيمان

غير مخموقة ، وافعالو مخموقة ؛ اقوالو : واقوالو ، فقال الن اقوالو كميا ترجع إلى القران ؟

:واجيب عن ىذا بوجوه ان المربوب ىو الدعوة إلى الصالة خاصة ، وىو : منيا ، وليس ( حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح : ) قولو

وفيو . ذلك في القرآن ، ولم يرد بو التكبير والتيميل .بعد

.وفيو ضعف . وب ىو ثوابيا ان المرب: ومنيا ان ىذه الكممات من التيميل والتكبير ىي من : ومنيا

) : القرآن بوجو ، وليست منو بوجيو ، كما قال : افضل الكالم من القران اربع ، وىن من القرآن ) )

سبحانو اهلل ، والحمد اهلل ، وال الو اال اهلل ، واهلل ( ( .اكبر

ي اثناء القرآن ، وليست منو فيي من القرآن إذا وقعت فإذا وقعت من كالم خارج عنو ، فيصح ان تكون .الكممات الواقعة من ذلك في ضمن ذلك مربوبة

وقد كره االمام أحمد ان يؤذن الجنب ، وعمل بأن في

.األذان كممات من القرآن .ان ىذا عمى كراىة التنزيو دون التحريم : والظاىر

التحريم ، وفيو نظر ؛ ومن األصحاب من حممة عمىسبحان اهلل ، والحمد اهلل : " فان الجنب ال يمنع من قول عمى وجو الذكر ، دون " ، وال قوة اال باهلل ، واهلل اكبر

.التالوة نعم ؛ : وسئل إسحاق عن الجنب يجيب المؤذن ؟ قال

.ألنو ليس بقران

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ما يضاف اليو الشيء ، وان لم يكن ان الرب: ومنيا

خمقا لم ، كرب الدار ونحوه ، فالكالم يضاف إلى اهلل ؛ ألنو ىو المتكمم بو ، ومنو بدأ ، واليو يعود ، فيذا

.اهلل [ ربوبية ] بمعنى اضافتو إلى : وقد صرح بيذا المعنى االوزاعي ، وقال فيمن قال

.مية فال بأس ان لم يرد ما يريد الجي( : برب القران ) إذا لم يرد بربوبيتو خمقو كما يريده الجيمية ، بل : يعني

.اراد اضافة الكالم إلى المتكمم بو ، قد تقدم حديث عبد اهلل ( ات محمدا الوسيمة : ) وقولو

ثم سموا اهلل لي : ) ) ، انو قال ) بن عمرو ، عن النبي عبد من الوسيمة ؛ فانيا منزلة في الجنة ال تنبغي اال ل

( ( .عباد اهلل ، وارجو ان اكون انا ىو وخرج االمام أحمد والترمذي من حديث أبي ىريرة ، عن

: قالوا ( ( . سموا اهلل لي الوسيمة ) ) ، قال ) النبي اعمى درجة من : ) ) يارسول اهلل ، وما الوسيمة ؟ قال

( ( .الجنة ، اليناليا اال رجل واحد ارجو ان اكون انا إذا صميتم عمي فسموا اهلل لي : ) ) االمام أحمد ولفظ

.وذكر باقيو -( ( الوسيمة ، ) وخرج االمام أحمد من حديث أبي سعيد ، عن النبي

الوسيمة درجة عند اهلل عز وجل ليس فوقيا : ) ) قال ( ( .درجة ، فسموا اهلل ان يؤتيني الوسيمة

اظيار : -م واهلل اعم -، فالمراد ( ( الفضيمة ) ) وأما

فضيمتو عمى الخمق اجمعين يوم القيامة وبعده ، واشياد انا سيد : ) ) تفضيمو عمييم في ذلك الموقف ، كما قال

.، ثم ذكر حديث الشفاعة ( ( ولد ادم يوم القيامة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، ىكذا في رواية ( ( وابعثو مقاما محمودا : ) ) وقولو .ري وأبي داود والترمذي والنسائي وغيرىم البخا

المقام : ) ) وعزا بعضيم إلى النسائي ، انو رواه بمفظ .بالتعريف ، وليس كذلك ( ( المحمود

وقعت ىذه المفظة بااللف والالم في بعض [ وكذلك ] ( ( .صحيحو ) ) طرق روايات االسماعيمي في

ظ القرآن ، ان ذلك متابعة لمف: ووجو الرواية المشيورة ( ( الذي وعدتو ) ) فيو اولى ، وعمى ىذا فال يكون

صفة ؛ ألنو النكرة ال توصف بالمعرفة وان تخصصت ، وانما تكون بدال ، الن البدل ال يشترط ان يطابق في

التعريف والتنكير ، أو يكون منصوبا بعفل محذوف ، أو يكون مرفوعا ( ( الذي وعدتو : اعني : ) ) تقديره

( ( .ىو الذي وعدتو ) ) أي -خبر مبتدأ محذوف - ( ( :المقام المحمود ) ) و

.فسر بالشفاعة من حديث أبي ىريرة وأبي ) وقد روي ذلك عن النبي .سعيد وابن عباس وغيرىم

بأنو يدعى يوم القيامة ليكسى حمة خضراء ، : وفسر فيقوم عن يمين العرش مقاما ال يقدمو أحد ، فيغبطو بو

.االولون واالخرون

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من حديث ابن مسعود ، ونحوه من ) وقد روي عن النبي وكذا روي عن حذيفة -أيضا -حديث كعب بن مالك

.موقوفا ، ومرفوعا -

.وىذا يكون قبل الشفاعة .وفسره مجاىد وغيره بغير ذلك

( ( .حمت لو شفاعتي : ) ) وقولو .معناه نالتو وحصمت لو ووجبت : قيل

وليس المراد بيذ الشفاعة الشفاعة في فصل القضاء ؛ وال الشفاعة في الخروج من . فان تمك عامة لكل أحد

.النار ، وال بد ؛ فانو قد يقول ذلك من ال يدخل النار انو يصير في عناية رسول : -وهلل اعمم -وانما المراد

لو شفاعتو ؛ فان كان ممن يدخل ، بحيث تتحتم ) اهلل اخراجو منيا ، أو في منعو [ في ] النار بذنوبو شفع لو

وان لم يكن من اىل النار فيشفع لو في . من دخوليا دخولو الجنة بغير حساب ، أو في رفع درجتو في

.الجنة في ) وقد سبقت االشارة إلى انواع شفاعة النبي

( ( .كتاب التيمم ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب - االستيام في االذان

.ويذكر ان قوما اختمفوا في األذان ، فأقرع بينيم سعد ثنا ىشيم ، : ثنا أبي : قال عبد اهلل ابن االمام أحمد

تشاح الناس بالقادسية : ابن شبرمة اخبرنا ، قال : قال .عمى األذان ، فارتفعوا إلى سعد ، فأقرع بينيم

.وىذا إسناد منقطع سألت أبي عن مسجد : قال عبد اهلل ابن االمام أحمد

فيو رجالن يدعيان انيما احق بالمسجد ، ىذا يؤذن فيو إذا استووا في الصالح والورع : وىذا يؤذن فيو ؟ فقال

وكذلك فعل سعد ، فان كان احدىما اصمح . اقرع بينيما .فينبغي ليم اال يختصموا [ في دينو ] وان كان احدىما اسن واقدم في ىذا المسجد ، : قمت ف

.ىذا احق بو : ينفق عميو ويحوطو ويتعاىده ؟ قال انو إذا تشاح في األذان اثنان ، فان امتاز : ومعنى ىذا

احدىما بمزيد فضل في نفسو فانو يقدم ، وىو مراد أحمد فينبغي [ في دينو ] ان كان احدىما اصمح : ) ) بقولو

أن األصمح أحق فال : يعني -( ( يختصموا ليم اال ، فإن استووا في الفضل في أنفسيم وامتاز -ينازع

أحدىم بخدمة المسجد وعمارتو قدم بذلك وقال إنو يقدم أحد المتنازعين باختصاصو بصفات : أصحابنا

األذان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

دى صوتا وأعمم المستحبة فيو ، مثل أن يكون أحدىما انبالمواقيت ونحو ذلك ؛ فإن استووا في الفضائل كميا

.أقرع بينيم حينئذ ، كما فعل سعد األذان [ طمب ] التنازع في : أن مراد أحمد : والظاىر

ابتداء ، فأمامن ثبت لو حق في المسجد ، وىو مؤذن راتب فيو ، فميس ألحد منازعتو ، ويقدم عمى كل من

.نازعو :الشالنجي عن أحمد ما يبين ىذا المعنى وقد نقل

سألت أحمد عن : قال اسماعيل بن سعيد الشالنجي : القوم إذا اختمفوا في األذان فطمبوه جميعا ؟ فقال

.القرعة في ذلك حسن ثنا ىشيم ، عن ابن شبرمة ، أن الناس تشاحوا : وقال

.يوم القادسية في األذان ، فأقرع بينيم سعد في ذلك سميمان بن : يعني -قال أبو أيوب : الشالنجي قال

إن مات المؤذن ولو ولد صالح فيو : -داود الياشمي ن لم يكن بأىل لذلك ، ن لم يطمبو ، وا أحق باألذان ، وا

.وطمبو صمحاء المسجد يقرع بينيم في ذلك .زىير بن حرب : يعني -وبو قال أبو خيثمة

يؤم : ) ) ما جاء عمى: وقال ابن أبي شيبة في األذان .، وكذلك األذان ( ( القوم اقرؤىم لكتاب اهلل

ما -قال الجوزجاني بعد أن ذكر ىذا عن الشالجني .إن اختالف الناس يرد إلى السنة : -معناه

من ( ( المؤذن مؤتمن ) ) ) ثم روى حديث النبي .طرق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عيسى ، عن الحكم بن أبان ، وروى حديث حسين بن ليؤذن ) : ) ) عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي

( ( .لكم خياركم .وقد خرجو أبو داود وابن ماجو

.أيضا -وتكمم فيو من جية الحسين ، والحكم قال لبني ) وفي مراسيل صفوان بن سميم ، أن النبي

كم يابني خطمة ، اجعموا مؤذن: ) ) خطمة من االنصار ( ( .أفضمكم في انفسكم ال بد ان يكون المؤذن خيارا ، وبأن : ثم قال الجوزجاني

فإن . يكون مؤتمنا متبعا لمسنة ، فالمبتدع غير مؤتمن اجتمع ىذه الخالل في عدة من اىل المسجد ، فإن

.أحقيم باألذان أنداىم صوتا : قال لو ) ثم ذكر حديث عبداهلل بن زيد ، أن النبي

: قال ( ( . القو عمى بالل ؛ فإنو أندى صوتا منك ) ) نما أظنيما كانا متقاربين في الفضل واالمانة ، وفضمو وا

.بالل بالصوت ، فمذلك رآه أحق فإذا اجتمع رجال في المسجد وعالىم رجل ببعض ىذه ذا استوت فييا حاالتيم الخصال كان أحق باالذان ، وا

.فالقرعة عند ذلك حسن لو يعمم ) : ) ) لى فعل سعد وعضده بقول النبي واشار إ

الناس ما في النداء ، ثم لم يجدوا اال ان يستيموا عميو ( ( .ال ستيموا

فأمااالباء واالبناء والعصبة في األذان واالمامة : ثم قال ، فانا ال نعمم فيو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ما ذكره ممخصا انتيى . واهلل اعمم . سنة ماضية

وخرج أبو داود من رواية غالب القطان ، عن رجل ، ، ) عن أبيو ، عن جده ، ان رجال منيم اتى النبي

ان أبي شيخ كبير ، وىو عريف الماء ، وانو : فقال ان العرافة : ) ) سألك ان تجعل الي العرافة بعده ؟ فقال

( ( .ر حق ، والبد لمناس من العرفاء ، والعرفاء في النا .وىذا إسناد مجيول

ولم يذكر انو جعل العرافة لو بمجرد كون أبيو عريفا ، واالمامة العظمى ال تستحق بالنسب ، وليذا انكر

.الصحابة عمى من بايع لولده جئتم بيا ىرقمية ، . وقال عبد الرحمن بن أبي بكر

تبايعون البنائكمو ، فدل وسمع ذلك عائشة والصحابة ، ولم ينكروه عمي

عمى ان البيعة لالبناء سنة الروم وفارس ، وأماسنة .المسممين فيي البيعة لمن ىو افضل واصمح لالمة وما تزعمة الرافضة في ذلك فيو نزعة من نزعات

.المشركين في تقديم االوالد والعصبات وسائر الواليات الدينية سبيميا سبيل االمامة العظمى في

.واهلل اعمم . ذلك د روي ما يستدل بو من جعل األذان لالبناء بعد وق

.ابائيم ثنا اليذيل بن : ثنا خمف بن الوليد : قال االمام أحمد

، -أو جده -بالل ، عن ابن أبي محذورة ، عن أبيو األذان لنا ولموالينا ، والسقاية ) جعل رسول اهلل : قال

.لبني ىاشم ، والحجابة لبني عبد الدار وقواه االمام أحمد . الل ، ضعفو ابن معين اليذيل بن ب .، وابو حاتم

سناده مشكوك فيو ، ولم يسم ابن أبي محذورة ىذا .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج االمام أحمد والترمذي من رواية أبي مريم ، عن

الممك في قريش ، : ) ) ، قال ) أبي ىريرة ، عن النبي ( ( .ار ، واالذان في الحبشة والقضاء في االنص

ىو : وخرجو الترمذي موقوفا عمى أبي ىريرة ، وقال .اصح

.وابو مريم ىذا ، ليس بالمشيور ان سيد المؤذنين كان من الحبشة ، ال انو : والمراد بيذا

يتوارثونو بعد بالل ، فانو ال يعرف بعده من الحبشة .مؤذن

حذورة كانوا بان ولد أبي م -أيضا -وقد يستدل يتوارثون األذان بمكة مدة طويمة ، وكذلك اوالد سعد

.القرظ بالمدينة وروى الدار قطني بإسناده عن سعد القرظ ، ان عمر

لى عقبك من بعدك : دعاه ، فقال لو .األذان اليك وا .وفي اإلسناد ضعف

يستحب ان : وأصحابو -رحمو اهلل -قال الشافعي من جعل بعض الصحابة يكون المؤذن مولد بعض

.األذان فييم ، ثم االقرب الييم فاالقرب

إذا تنازع جماعة في األذان : -أيضا -وقال الشافعي ، ولم يكن لممسجد مؤذن راتب اقرع بينيم ، وكذا إذا

كان لو مؤذنون ، وتنازعوا في االبتداء ، أو كان المسجد رع ، صغيرا ، وادى اختالف اصواتيم إلى تيويش ، فيق

ويؤذن من خرجت لو القرعة ، أماإذا كان ىناك راتب ، ونازعو غيره ، قدم الراتب ، وان كان جماعة مرتبون ، وامكن اذان كل واحد في موضع من المسجد ؛ ولكبره ، اذن كل واحد وحده ، وان كان صغيرا ، ولم يؤد اختالف

.اصواتيم إلى تيويش اذنوا جممة واحدة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىذا كمو إذا كان التشاح رغبة في فضمو وثوابو ، فان كان رغبة في الرياسة والتقدم فينبغي ان يؤخر من قصد

انا ال نولي ) : ) ) ذلك وال يمكن منو ، كما قال النبي ( ( .عممنا ىذا من طمبو أو حرص عميو

إذا رايت الرجل حريصا عمى : قال سيفان الثوري .المامة فأخره ا

وكذلك إذا كان غرضو اخذ العوض الذي يعطاه اىل وقد عدم -األذان في ىذه االزمان ، أماممن بيت المال

.، أو من الوقف -ذلك احدىما غرضو ثواب األذان ، واالخر : فان تشاح اثنان

.غرضو غرض الدنيا ، فال شك في ان االول احق من اخر ما عيد ان: وقد قال عثمان بن أبي العاص

.ان اتخذ مؤذنا ال يأخذ عمى اذانو اجرا ) إلى النبي أخرجو االمام أحمد وابو داود والنسائي وابن ماجو

.والترمذي حسن ، والعمل عميو عند اىل العمم ، كرىوا ان : وقال

يأخذوا عمى األذان اجرا ، واستحبوا لممؤذن ان يحتسب .في اذانو

ا عمارة بن زاذان ، عن يحيى البكاء ثن: وروى أبو نعيم كنت اطوف مع سعيد بن جبير ، فمر ابن عمر : ، قال

: ، فاستقبمو رجل من مؤذني الكعبة ، فقال ابن عمر

.واهلل ، اني البغضك في اهلل ؛ الخذ الدارىم ابن عبد : ىو -وثنا المسعودي ، عن القاسم : قال

يؤخذ عميين اربع ال : كان يقال : ، قال -الرحمن .قراءة القرآن ، واالذان ، والقضاء ، والمقاسم : رزق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن عمارة بن زاذان ، عن ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في يحيى البكاء ، ان ابن عمر قال لو رجل في الطواف من

واني : قال . اني الحبك في اهلل : مؤذني الكعبة .هلل ؛ لتحسينك صوتك الجل الدراىم البغضك في ا

.ال يؤذن اال محتسب : معاوية بن قرة : قال ثنا ابن نمير ، عن حالم بن : وروى ابن أبي شيبة

خرجت مع حذيفة : صالح ، عن فائد بن بكير ، قال إلى المسجد صالة الفجر ، وابن النباح مؤذن الوليد بن

اكبر ، اشيد ان اهلل اكبر اهلل : عقبة يؤذن ، وىو يقول

ال الو اال اهلل ، اشيد ان ال الو اال اهلل ، ييوي بأذانو من يرد اهلل ان يجعل رزقو : فقال حذيفة . يمينا وشماال

.في صوتو فعل وىذا انما قالو حذيفة عمى وجو الذم لو ؛ ألنو راه يتمايل

في اذانو ، كأنو يعجب بحسن صوتو ، فجعل حذيفة .ثل قول ابن عمر يناكل ذلك ، وىذا م

ان االمام ليس لو أن : -في الحديث -ونص الشافعي يرزق المؤذنين وىو يجد من يؤذن لو طوعا ممن لو

.امانة .وكذلك قال أصحابنا

: قد رزقيم امام ىدى : -في القديم -وقال الشافعي .عثمان بن عفان

ىل : وسئل الضحاك عن مؤذن يؤذن بغي اجر فيعطى ان عطى من غير مسألة ، وكان فقيرا ، : ل يأخذ ؟ قا

.فال باس ان يأخذ انو اليأخذ عمى شيء من : وظاىر مذىب االمام أحمد

.األذان اجرا ، ونص عميو في األذان بخصوصو

ان االمام يرزقيم من الفيء ، وىو محمول : وروي عنو .عمى انو لم يجد من يتطوع بذلك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ونقل عنو ابن منصور في الذي يقوم لمناس في ما يعجبي ان يأخذ عمى : أيعطى ؟ قال : رمضان

.شيء من الخير اجرا اليسعو ان يؤم عمى نية : وقال إسحاق بن راىويو : قال

اخذ ، وان أم ولم ينو شيئا من ذلك ، فأعطي أو اكرم .جاز

من [ النسا ] د انو يقدم عن: ونقل حرب وغيره عن أحمد .رضيو اىل المسجد

فحكى القاضي وأصحابو ىذه الرواية ثانية عن أحمد ؛ الن الحق ليم في ذلك ؛ النيم اعرف بمن يبمغيم صوتو

.، ومن ىو اعف عن النظر عند عموة عمييم لالذان

رضا الجيران مقدما عمى ( ( المغني ) ) وجعل صاحب .القرعة ، وانو انما يقرع بعد ذلك

طريقة االكثرين ؛ الن أبا داود نقل عن : والصحيح انو ال يعتبر رضا الجيران بالكمية ، وانما يعتبر : أحمد

.القرعة ، فعمم ان رواية ومن وافقو تخالف ذلك نص عميو : -وال يعتبر رضا من بني المسجد واختياره

.أحمد ؛ معمال بأن المسجد هلل ، ليس لمذي بناه .رج من ممكو ، وصار هلل عز وجل يشير إلى انو خ

لو عمى المسجد الذي [ تصرف ] وىذا يدل عمى انو ال .بناه

ان باني : عن الشافعية -أيضا -وىو المشيور .المسجد ليس احق بامامتو واذانو من غيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: -كالروياني -وقال أبو حنيفة وطائفة من الشافعية

ان من بني المسجد فيو احق بأذانو وامامتو ، كما ان .من اعتق عبدا فمو والؤه

وىذا التشبيو ال يصح ؛ الن ثبوت الوالء عمى العبد المعتق ال يستفيد بو الوالية عميو في حياتو ، والحجر

عميو ، واالنتفاع بمالو ، وانما يستفيد بو رجوع مالو اليو نتقال مال عنو حينئذ ، بعد موتو ؛ ألنو ال بد من ا

فالمولى المعتق احق بو من غيره من المسممين ؛ .الختصاصو بإنعامو عميو

وأماالمسجد ، فالمقصود من بنائو انتفاع المسممين بو في [ كبقية ] صمواتيم واعتكافيم وعباداتيم ، والباني لو

.المسممين في ذلك من غير زيادة قبل مصيره مسجدا فإن شرط باني المسجد عند وقفو لو

بالفعل انو وولده احق بإمامتو واذانو صح شرطو واتبع ، وان كان غيرىم اقرأ منيم واندى صوتا ، إذا كان فييم

نص : -من يصمح لذلك ، وان كان غيره اولى منو .عبيد اهلل بن الحسن العنبري : عمى ذلك

وىو قياس قول أحمد في صحة الواقف لنفسو ما شاء

.الوقف ومنافعو من غمة : -رحمو اهلل -قال البخاري

ابنا مالك ، عن سمي : ثنا عبد اهلل بن يوسف - مولى أبي بكر ، عن أبي صالح ، عن أبي ىريرة ، ان

لو يعمم الناس ما في النداء : ) ) قال ) رسول اهلل والصف االول ، ثم ال يجدون اال ان يستيموا عميو

ما في التيجير الستبقوا اليو ، الستيموا ، ولو يعممون ولو يعممون ما في العتمة والصبح التوىما ولو

( ( .حبوا لو يعمم الناس ما في النداء والصف : ) ) فقولو لو يعممون ما: يعني -( ( االول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فييما من الفضل والثواب ، ثم لم يجدوا الوصول الييما الستيموا -االقراع : ومعناه -ستيام عمييما اال باال

عمييما تنافسا فييما ومشاحة في تحصيل فضميما .واجرىما

وىذا مما استدل بو من يرى الترجيح عند التنافس في .األذان بالقرعة ، كما سبق

ال ستيموا : ) ) ان الضمير في قولو : وقد قيل ب المذكورين يعود إلى الصف االول ؛ ألنو اقر ( ( عميو

( ( .عمييما : ) ) ، ولم يقل انو يعود إلى النداء والصف االول ، كقولو : واالظير : التوبة ) ] والمو ورسولو أحق أن يرضوه : ) تعالى

. ] وقد دل الحديث عمى القرعة في التنافس في الصف يو ، االول إذا استبق اليو اثنان وضاق عنيما وتشاحا ف

.فانو يقرع بينيما وىذا مع تساوييما في الصفات ، فإن كان احدىما

افضل من االخر توجو ان يقدم االفضل بغير قرعة ، ليميني منكم اولوا االحالم ) : ) ) عمال بقول النبي

( ( .والنيي ، ثم الذين يمونيم

خرجو مسمم من حديث ابن مسعود ، ومن حديث أبي ) .الىما عن النبي مسعود االنصاري ، ك

انو لو قدم بميتين إلى مكان مسبل : وقد ذكر أصحابنا من مقبرة مسبمة في ان واحد ، فإن كان الحدىما ىناك

ميزة من اىل مدفونين عنده أو نحو ذلك قدم ، وان استويا اقرع بينيما ، ولو دفن اثنان في قبر ، واستويا

من خرجت لو في الصفات اقرع بينيما ، فقدم إلى القبمة .القرعة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بامرأتين لو ، -رضي اهلل عنو -وفعمو معاذ بن جبل .دفنيما في قبر

وأماان كان ثبت الحدىما حق التقدم في الصف ، فميس الحد ان يدفعو عنو ، ولو كان افضل منو ؛ لقول النبي

جمسو فيجمس فيو من م[ الرجل ] ال يقيم الرجل ) : ) )

( ( .، ولكن تفسحوا توسعوا فأن كان السابق إلى الصف غألمالم يبمغ الحمم جاز

.تأخيره فعمو أبي بن كعب بقيس بن عبادة ، وصرح بو أصحابنا

.، وىو ظاىر كالم االمام أحمد ، وقول سفيان وكذلك ان قدم رجل عبدا لو إلى الصف ثم جاء ، فمو

.و ان يؤخره ويجمس مكانوأماان تأخر السابق باختياره ، فيل يكره ، أم ال ؟ فيو

.قوالن ، مبنيان عمى جواز االيثار بالقرب وظاىر كالم االمام أحمد كراىتو ، حتى في حق االبن

.أيضا -مع أبيو ، وحكى عنو جوازه وعمى القول بالجواز ، فمو قام من مكانو ايثارا لرجل ،

:فيل يستحقو ؟ فيو وجيان فسبق اليو غير المؤثر ، .يستحقو ؛ الن المؤثر سقط حقو بزوالو عنو : احدىما ؛ الن من كان احق بمكانو -وىو اصح -ال : والثاني

.، فمو ان يجمس بو بنفسو ، ويؤثر بو غيره .وبيذا فسره االمام أحمد ، واستحسن أبو عبيد ذلك منو

ذا لو قام وانما يسقط حقو إذا قام معرضا عنو ؛ وليلحاجة ثم عاد فيو احق بمجمسو ، فكذا إذا قام اليثار

.غيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

لو يعممون ما في النداء والصف ) : ) ) وفي قولو االول ، ولم يجدوا اال ان يستيموا عميو الستيموا

دليل عمى ان األذان ال يشرع اعادتو مرة بعد ( ( : عميو اال في اذان الفجر ، كما جاءت السنة بو ، واال مرة ،

.فمو شرعت اعادتو لما استيموا ، والذن واحد بعد واحد مع : وقد صرح بمثل ذلك بعض أصحابنا ، وقال

.وىو مخالف لمسنة . التزاحم يؤذن واحد بعد واحد وروي عن عمر ، انو اختصم اليو ثالثة في األذان ،

اني بالظير والعصر ، فقضى الحدىم بالفجر ، لمث .ولمثالث بالمغرب والعشاء

ان أبا بكر الخالل خرجو بإسناده ، ولم اقف : وقد قيل .إلى االن عميو

.انو يؤذن المتشاحون جممة لم يبعد : ولو قيل وقد نص أحمد عمى انو لو اذن عمى المنارة عدة فال

.بأس متابعة لمشافعي -وقال القاضي أبو يعمى وأصحابو

يستحب ان يقتصر عمى مؤذنين ، وال : -وأصحابو .يستحب ان يزيد عمى اربعة

ان كان المسجد صغيرا اذن واحد منيم بعد : ثم قالوا واحد ، وان كان كبيرا اذنوا جممة ؛ ألنو ابمغ في التبميغ

.واالعالم إذا ضاق الوقت والمسجد كبير : وقال أصحاب الشافعي كان صغيرا اذنوا معا ، اال ان اذنوا في اقطاره ، وان

.تختمف اصواتيم فيؤذن واحد واستدلوا بإذان بالل وابن أم مكتوم ، وذاك انما كان في

الفجر خاصة ، وال يعرف في غير الفجر ، اال في .الجمعة من حين زاد عثمان النداء الثالث عمى الزوراء

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

المالكي االستيام عمى األذان عمى وحمل ابن حبيب .الوقت المضيق كالجمعة والمغرب

يشير إلى انو في االوقات المتسعة ان يؤذن واحد بعد .واحد

فاألذان يوم الجمعة ؟ : قمت ألحمد : وقال حرب إذا اذن عمى المنارة عدة فال باس بذلك ؛ قد [ : قال ]

اء أبو بالل وابن أم مكتوم ، وج) كان يؤذن لمنبي .أيضا -محذورة وقد اذن رجل قبمو فأذن أبو محذورة

وىذا النص يشعر بأنو يجوز ان يؤذن واحد بعد واحد في غير الفجر ، وىذا محمول عمى جوازه إذا وقع احيانا

، ال انو يستحب المداومة عميو ، وأمااذان بالل وابن ل مكتوم فكان في الفجر ، ولم يؤذنا جممة ، فال يد[ أم ]

.عمى االجتماع عمى األذان بحال

ليرجع قائمكم ، : ) ) اذان بالل ، فقال ) وقد عمل النبي ( ( .ويوقظ نائمكم

وىذا المعنى ال يوجد في غير صالة الصبح ، وال روي .مرتين ) في غير الصبح انو اذن عمي عيد رسول اهلل

كان لمنبي : عن ابن عمر ( ( الصحيحين ) ) وفي .بالل وابن أم مكتوم : واحد مؤذنان في مسجد)

وىذا يستدل بو عمى انو يستحب نصب مؤذنين لممسجد خشية ان يغيب احدىما فيؤذن االخر ؛ لئال يتعطل

.األذان مع غيبتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا : والذي ذكر االمام أحمد ، خرجو ابن أبي شيبة العزيز بن رفيع ، حفص ، عن الشيباني ، عن عبد

رأيت أبا محذورة جاء وقد اذن أنسان ، فأذن ىو : قال .واقام

وىذا فعمو أبو محذورة مرة ؛ الفتئات غيره عميو بأذانو .قبمو ، ولم يكن مع أبي محذورة مؤذن راتب غيره بمكة

ثنا يزيد من ىارون ، عن حجاج ، : قال ابن أبي شيبة ، ) ني مؤذني النبي عن شيخ من المدينة ، عن بعض ب

كان ابن أم مكتوم يؤذن ويقيم بالل ، وربما اذن : قال .بالل واقام ابن أم مكتوم

.إسناد ضعيف ولو صح لكان دليال عمى انيما لم يكونا يجتمعان في

.اذان واحد في غير صالة الفجر ، عن اسرائيل ، عن جابر ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

بالل : ثالثة مؤذنين ) سول اهلل كان لر : ، عن عامر وابو محذورة وابن أم مكتوم ، فإذا غاب واحد اذن

لقد ىممت ان اجعل ) : ) ) وقال رسول اهلل . االخر فإذا اقيمت الصالة اشتدوا في : قال ( ( . المؤذنين ستة

.الطرق ، فاذنوا الناس بالصالة .ىذا مرسل ضعيف ؛ فان جابرا ىو الجعفي

.بالمدينة ) ورة لم يكن يؤذن لمنبي وابو محذ

وقد خرجو البييقي ، عن الحاكم ، عن أبي بكر ابن إسحاق ، عن العباس ابن الفضل االسفاطي ، عن أبي

ثنا يحيى ، عن اسرائيل عن أبي : بكر بن أبي شيبة كان لمنبي : إسحاق ، عن االسود ، عن عائشة ، قالت

.ة ، وابن أم مكتوم بالل ، وابو محذور : ثالثة مؤذنين )

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ىو : -ابن إسحاق : يعني -قال أبو بكر : وقال

.صحيح .وليس كما قال ابن إسحاق

( ( .المصنف ) ) ىذا في كتاب ابن أبي شيبة حديث وكيع ، عن اسرائيل ، عن جابر : والصحيح

.مرسال -الجعفي ، عن الشعبي ثنا يونس بن أبي : ثنا اسماعيل : مام أحمد وروى اال

كان لمنبي : إسحاق ، عن االسود ، عن عائشة ، قالت

.بالل وعمرو بن أم مكتوم : مؤذنان ) .وىذه الرواية اصح

وخرج الدارقطني من رواية اوالد سعد القرظ ، عن ابائيم يا سعد ، : ) ) قال لو ) ، عن جدىم سعد ، ان النبي

( ( .بالال معي فأذن إذا لم تر .وفي إسناده ضعف

دليل عمى شرف األذان وفضمو ، : وفي الحديث واستحباب المنافسة فيو الكابر الناس واعيانيم ، وانو ال

يوكل إلى اسقاط الناس وسفمتيم ، وقد كان االكابر .ينافسون فيو

لو كنت اطيق : قال عمر : قيس بن أبي حازم : قال .ى الذنت األذان مع الخميف

ما اسى : قال ابن أبي طالب : وقال عبد اهلل بن الحسن عمى شيء ، اال اني كنت وددت اني كنت سألت

.لمحسن والحسين األذان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

الن اقوى عمى األذان : وعن سعد بن أبي وقاص ، قال .احب الي من ان احج واعتمر واجاىد

.معناه -مسعود وعن عمر وابن اعطانا ) وددت ان رسول اهلل : وعن ابن الزبير ، قال

.النداء كانوا يستحبون ان يكون مؤذنييم فقياؤىم : وقال النخعي

.؛ النيم ولوا امر دينيم ال يستحي رجل ان يكون : قال عمر : وقال الحسن

.مؤذنا لو يعمم الناس ما في فضل األذان : وقال زاذان .عميو بالسيوف الضطربوا

: من مؤذنوكم ؟ قمنا : وقال شبيل بن عوف ، قال عمر .ان ذلك لنقص بكم كبير : قال . عبيدنا وموالينا

: ، قال -مثمو -وروى قيس بن أبي حازم ، عن عمر .لو اطقت األذان مع الخميفى الذنت : وقال

: قال ) حدثت ان رسول اهلل : وقال يحيى ابن أبي كثير : قال ( ( . و عمم الناس ما في األذان لتحاوره ل) )

.ابتدروا األذان ، والتبدروا االمامة : وكان يقال سمعت أبا : ابنا أبو غالب ، قال : وقال حماد بن سممة

:امامة يقول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: قال . المؤذنون امناء لممسممين ، واالئمة ضمناء .لي من االمامة واالذان احب ا .خرجو البييقي

الشافعي في : وممن راى األذان افضل من االمامة ، وعمى كراىة ( ( االم ) ) اصح قوليو ، نص عميو في

.االمامة ؛ لما فييا من الضمان .اصح الروايتين عن أحمد -أيضا -وىو

وروى أبو حمزة السكري ، عن األعمش ، عن أبي

: ، قال ) عن النبي صالح ، عن أبي ىريرة ،االمام ضامن والمؤذن مؤتمن ، الميم ارشد االئمة ) )

يا رسول اهلل ، تركتنا : قالوا ( ( . واغفر لممؤذنيين ان من بعدكم زمانا : ) ) نتنافس في األذان ، فقال

( ( .سفمتيم مؤذنوىم .خرجو البراز

.لم يتابع عميو أبو حمزة : وقال التي آخره ؛ فإن أول الحديث عمى الزيادة : يعني

معروف بيذا اإلسناد ، خرجو أبو داود والترمذي .وغيرىما

.ىذه االلفاظ ليست محظوظة : وقال الدارقطني وقد رويت بإسناد ضعيف ، عن يحيى بن عيسى : قمت

.أيضا -الرممي ، عن األعمش .ذكره ابن عدي

ا وفي إسناد الحديث اختالف كثير ، وقد روي موقوف .عمى أبي ىريرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

احب األذان ؛ لقول ( ( : االم ) ) قال الشافعي في ، واكره ( ( الميم اغفر لممؤذنين ) : ) ) رسول اهلل

.االمامة لمضمان ، وما عمى االمام فييا وىو أحد قولي الشافعي ، -واستدل من رجح االمامة

والخمفاء بعده ) بأن النبي : -د وحكي رواية عن أحم .كانوا يتولون االمامة دون األذان

واجيب عن ذلك بانيم كانوا مشتغمين عن األذان بمصالح المسممين التي ال يقوم غيرىا فييا مقاميم ، فمم

لو : يتفرغوا لالذان ومراعاة اوقاتو ؛ وليذا قال عمر .كنت اطيق األذان مع الخميفي الذنت

.الخالفة : والخميفيوأمااالمامة ، فمم يكن ليم بد من صالة وىم ائمة الناس في امور دينيم وديناىم ، فمذلك تقمدوا االمامة ، ومن

قدر عمى الجمع بين المرتبتين لم يكره لو ذلك ، بل ىو افضل ، وكالم عمر يدل عميو ، وكان ابن عمر يفعل

.ذلك .ىو من السنة : وقال مصعب بن سعد

.افعية وجو بكراىة الجمع ولمشخرجو البييقي : وفي النيي عن الجمع حديث مرفوع

.وغيره ، وىو غير صحيح لألنسان في األذان واالمامة اربعة : وقال الماوردي منيم

حال يمكنو القيام بيما والفراغ ليما ، فاالصل : احوال وحال يعجز عن االمامة لقمة عممو . ان يجمع بينيما

تو ، ويقدر عمى األذان لعمو صوتو ومعرفتو وضعف قراءوحال يعجز فيو . باالوقات ، فاألنفراد لو باالذان افضل

عن األذان لضعف صوتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقمة ابالغو ، ويكون قيما باالمامة لمعرفتو بأحكام وحال يقدر . الصالة وحسن قراءتو ، فاإلمامة لو افضل

واحد منيما ويصمح لو ، وال يمكنو الجمع عمى كل .بينيما ، فأييما افضل ؟ فيو وجيان

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الكالم في األذان - .وتكمم سميمان بن صرد في اذانو

.ال بأس ان يضحك وىو يؤذن ويقيم : وقال الحسن عن محمد بن طمحة ، عن ( ( كتابو ) ) روى وكيع في

جامع بن شداد ، عن موسى بن عبد اهلل بن يزيد -وكانت لو صحبة -الخطمي ، عن سميمان بن صرد

، انو كان يؤذن في العسكر ، وكان يأمر غالمو في .أذانو بالحاجة

ال بأس أن : وعن الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، قال .يتكمم في أذانو بالحاجة

حسن ، أنو ال ال[ عن ] وروى ابن أبي شيبة من طرق

قامتو .بأس أن يتكمم في أذانو بالحاجة ، وا وأختمف العمماء في الكالم في األذان واالقامة عمى

:ثالثة أقوال أنو ال بأس بو فييما ، وىو قول الحسن : أحدىا

.واالوزاعي يكره فييما ، وىو قول ابن سيرين والشعبي : والثاني

الشافعي ، ورواية والنخعي وأبي حنيفة ومالك والثوري و .عن أحمد

.وكميم جعل كراىة الكالم في االقامة اشد وعمى ىذا ، فمو تكمم لمصمحة ، كرد السالم وتشميت

.ال يكره : العاطس ، فقال الثوري وبعض أصحابنا والمنصوص عن أحمد في رواية عمى بن سعد أنو يكره

.، وىو قول مالك وأبي حنيفة

(/)

"""""" رقم صفحة """""" .ال يكره ، وتركو أولى : وقال أصحاب الشافعي

.وكذلك الكالم لمصمحة ، فإن كان لغير مصمحة كره إن كان لمصمحة غير دنيوية كرد السالم : وقال إسحاق

واالمر بالمعروف فال يكره ، واال كره ، وعميو حمل ما .فعمو سميمان بن صرد

إسحاق ، إن كان ووافق ابن بطة من أصحابنا قول .لمصمحة

.ورخص في الكالم في األذان عطاء وعروة يكره في االقامة دون األذان ، وىو : والقول الثالث

المشيور عن أحمد ، والذي نقمو عنو عامة أصحابو ، .واستدل بفعل سميمان بن صرد

يرد السالم في األذان ، ولم يرده في : وقال االوزاعي .االقامة

.إذا تكمم في اقامتو يعيد : ري وقال الزىان مبنى االقامة عمى الحدر واالسراع ، : الفرق بينيما

ومتى كان الكالم يسيرا بنى عميو ما . فالكالم ينافي ذلك

مضى من األذان واالقامة عند جميور العمماء ، اال وروي عنو مثمو في . ماسبق عن الزىري في االقامة

.أيضا -األذان أصحابنا في الكالم المحرم خاصة ، األذان ووافقو بعض

.واالقامة وان طال الكالم بطل ما مضى ، ووجب عميو

االستئناف عند االكثرين ؛ ألنو يخل بالموالة في األذان .، وال يحصل بو االعالم ؛ ألنو يظن متالعبا

.ولمشافعي قوالن في ذلك ان الكالم في األذان شبيو بكالم : وحاصل االمر

.لخاطب في خطبتو اوالمشيور عن االمام أحمد ، انو ال يكره الكالم لمخاطب

.، وانما الكراىة لمسامع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .وذىب كثير من العمماء إلى التسوية بينيما

وأماما حكاه البخاري عن الحسن من الضحك في األذان ذان واالقامة ال ان الضحك في األ: واالقامة ، فمراره

يبطميما ، كما يبطل الصالة ، وال باس باالذان واالقامة وان وقع في اثنائيا ضحك ، غمب عميو صاحبو ، ولم

يرد انو الباس ان يتعمد المؤذن الضحك في اذانو واقامتو ؛ فان ذلك غفمة عظيمة منو عن تدبر ما ىو فيو

ن من ذكر اهلل ، وقد كان حال الحسن عمى غير ذلك مشدة تعظيم ذكر اهلل في األذان وغيره والخشوع عند

.سماعو " كتاب الرقة والبكاء " وقد روى ابن أبي الدنيا في

إذا : بإسناده ، عن يحيى البكاء ، عن الحسن ، قال اذن المؤذن لم تبق دابة بر وال بحر اال اصغت

.ثم بكى الحسن بكاء شديدا : قال . واستعمت ي عمران الجوني ، انو كان إذا سمع وبإسناده ، عن أب

.األذان تغير لونو ، وفاضت عيناه

، وانو سئل عن -أيضا -وعن أبي بكر النيشمي نحو اشبيو بالصريخ يوم العرض ، ثم غشى : ذلك ، فقال

.عميو .أيضا -وحكى مثل ذلك من غيره من الصالحين

وعن الفضيل بن عياض ، أنو كان في المسجد ، فأذن شبيتو : مؤذن ، فبكى حتى بل الحصى ، ثم قال ال

.بالنداء ، ثم بكى ولكن إذا غمب الضحك عمى المؤذن في اذانو بسبب

.عرض لو لم يمم عمى ذلك ، ولم يبطل اذانو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روى عن عمي ، انو كان يوما عمى المنبر ، و ، حتى بدت فضحك ضحكا ما رئي ضحك اكثر من

ذكرت قول أبي طالب لما ظير عمينا : نواجذه ، ثم قال ونحن نصمي معو ببطن نخمة ، ) ، وانا مع رسول اهلل

مإذا تصنعان يا بن اخي ؟ فدعاه رسول اهلل : فقال ما بالذي تصنعان بأس ، ولكن : إلى االسالم ، فقال )

.و واهلل ال تعموني استي ابدا ، فضحك تعجبا لقول أبي .خرجو االمام أحمد بإسناد فيو ضعيف

: -رحمو اهلل -قال البخاري ثنا حماد ، عن ايوب وعبد : حدثنا مسدد -

الحميد صاحب الزيادي وعاصم االحول ، عن عبد اهلل خطبنا ابن عباس في يوم رزغ ، : بن الحارث ، قال فأمره ان ( ( حي عمى الصالة : ) ) فمما بمغ المؤذن

، فنظر القوم بعضيم ( ( الصالة في الرحال ) ) ي ينادفعل ىذا من ىو خير منو ، وانيا : إلى بعض ، فقال

.عزمة . الرحل : بالزاي والغين المعجمة ، ىو ( ( : الرزغ ) ) -ويقال لو . ارزغت السما إذا بمت األرض : يقال .بالدال الميممة ( ( الردغ : ) ) -أيضا : وقيل . اشد من الردغ -بالزاي -ان الرزغ : وقيل

.ىما سواء

. وحل شديد ، وكذلك الردغة : الرزغة : قال الخطأبي .في الوحل ، فيو رزغ [ إذا ارتكم ] ورزغ الرجل

ىي : باب ) ) في -أيضا -وقد خرجو البخاري يصمي االمام بمن حضر ، وىل يخطب يوم الجمعة في

الوىاب الحجبي ، عن عبد اهلل بن عبد ( ( المطر ؟ عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

حماد ، عن عبد الحميد و عاصم خاصة ، وفصل .حديث احدىما من حديث االخر

كأنكم انكرتم ىذا ، : قال : وفي حديث عبد الحميد عنده ) .النبي : يعني -ان ىذا فعمو من ىو خير مني

من طريق ( (كتاب الجمعة ) ) في -أيضا -وخرجو انا عبد اهلل بن : ابن عمية ، عن عبد الحميد ، قال قال ابن عباس : الحارث ابن عم محمد بن سيرين

اشيد ان ال الو : ) ) إذا قمت : كمؤذنو في يوم مطير : ، فال تقل ( ( اال اهلل واشيد ان محمد رسول اهلل

صموا في : ) ) قل ( ( . حي عمى الصالة ) ) قد فعمو من : فكأن الناس استنكروا ، فقال ، ( ( بيوتكم

.ىو خير مني :زيادة عمى ما قبميا من وجيين : وفي ىذه الرواية

ىو : انو نسب فييا عبد اهلل بن الحارث ىذا : احدىما .االنصاري البصري نسيب ابن سيرين وختنو عمى اختو

.أيضا -( ( سنن أبي داود ) ) وكذا وقع في من رواية عباد الميمبي ، ( ( ماجو سنن ابن) ) وفي

عن عاصم االحول ، عن عبد اهلل بن الحارث بن .نوفل

، ( ( ببو ) ) الياشمي ، ويمقب : وابن نوفل ىذا ، ىو فاهلل ( ( . الصحيحين ) ) وكالىما ثقة ، مخرج لو في

.اعمم ان ابن عباس نيى : ان في ىذه الرواية : والثاني

، وامره ان ( ( حي عمى الصالة ) : ) المؤذن ان يقول ( ( .صموا في بيوتكم : ) ) يبدليا في قولو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.كذلك -أيضا -وقد خرجيما مسمم وعمى ىذه الرواية ، فال يدخل ىذا الحديث في ىذا الباب ، بل ىو دليل عمى ان المؤذن يوم المطر مخير بين ان

، ( ( عمى الصالة حي عمى الفالح حي: ) ) يقول صموا في رحالكم أو : ) ) وبين ان يبدل ذلك بقولو

، ويكون ذلك من جممة كممات األذان ( ( بيوتكم .االصمية في وقت المطر

وىذا غريب جدا ، الميم اال ان يحمل عمى انو امره بتقديم ىذه الكممات عمى الحيعمتين ، وىو بعيد مخالف

، بل ( ( حي عمى الصالة : ) ) قل ال ت: لقولو ( ( .صموا في بيوتكم ) )

ان ىذه الكممة قاليا بعد الحيعمتين : والذي فيمو البخاري أو قبميما ، فتكون زيادة كالم في األذان لمصمحة ،

وذلك غير مكروه كما سبق ذكره ؛ فإن من كره الكالم صمحة في اثناء األذان انما كره ما ىو اجنبي منو ، وال م

.لالذان فيو إذا كانت ليمة : وكذا فيمو الشافعي ؛ فإنو قال في كتابو

مطيرة ، أو ذات ريح و ظممة يستحب ان يقول المؤذن فإن ( ( اال صموا في رحالكم : ) ) إذا فرغ من اذانو

.قالو في اثناء األذان بعد الحيعمة فال بأس وكذ قال عامة أصحابو ، سوى أبي المعالي ؛ فإنو

.استبعد ذلك اثناء األذان ( ( اال صموا في الرحال : ) ) وأماابدال الحيعمتين بقولو

.، فانو اغرب واغرب .عن نعيم بن النيام -أيضا -وفي الباب

أبنا معمر ، عن : ثنا عبد الرزاق : خرجو االمام أحمد عبيد اهلل بن عمر ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """""" سمعت : د سماه ، عن نعيم بن النحام ، قال شيخ ق

في ليمة باردة ، وانا في لحافي ، فتمنيت ) مؤذن النبي ، فمما بمغ حي عمى ( صموا في رحالكم : ) ) ان يقول

، ثم سألت ( ( صموا في رحالكم : ) ) الفالح ، قال .امره بذلك ) عنيا ، فإذا النبي .في إسناده مجيول

ثنا : -أيضا -جو االمام أحمد خر : ولو طريق اخر ثنا يحيى بن : ثنا اسماعيل بن عياش : عمي بن عياش

اخبرني محمد بن يحيى بن حبان ، عن نعيم بن : سعيد نودي بالصبح في يوم بارد ، وانا في : النحام ، قال

ومن قعد : ) ) ليت المنادي قال : مرط امراتي ، فقمت في اخر اذانو ) لنبي ، فإذا منادي ا( ( فال حرج عميو

( ( .ومن قعد فال حرج عميو : ) ) قال ( ( معجم الصحابة ) ) وخرجو أبو القاسم البغوي في

من رواية سميمان بن بالل ، عن يحيى بن سعيد ، عن

بنحوه ، -محمد بن يحيى بن حبان ، عن نعيم ، بو ( ( .في اخر اذانو : ) ) ولم يقل .ىو مرسل : وقال

ان محمد بن إبراىيم التيمي لم يسمع من يشير إلى .نعيم

ورواية سميمان بن بالل عن يحيى اصح من رواية اسماعيل بن عياش ؛ فان اسماعيل ال يضبط حديث

.الحجازيين ، فحديثو عنيم فيو ضعف وخرجو البييقي من رواية عبد الحميد بن أبي العشرين ،

عن االوزاعي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عن يحيى بن سعيد ، ان محمد بن إبراىيم بن الحارث فذكر الحديث -التيمي حدثو ، عن نعيم ابن النحام

الصالة خير من : ) ) فمما بمغ : بنحوه ، وقال فيو

( ( .ومن قعد فال حرج : ) ) ، قال ( ( النوم ، عن [ عن عمرو بن دينار ] وروى سفيان بن عيينة ،

انبأنا رجل من ثقيف ، انو سمع منادي :عمرو بن أوس ، -في ليمة مطيرة في السفر -يقول ) رسول اهلل

حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح ، صموا : ) ) يقول ( ( .في رحالكم

.خرجو النسائي وقد روى عبيد اهلل والميث بن سعد ، عن نافع ، عن ابن

خير حي عمى: ) ) عمر ، انو كان ربما زاد في اذانو ( ( .العمل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب اذان األعمى إذا كان لو من يخبره -حدثنا عبد اهلل بن مسممة ، عن مالك ، عن ابن -

شياب ، عن سالم بن عبد اهلل ، عن أبيو ، ان رسول

ان بالال يؤذن بميل ، فكموا واشربوا حتى : ) ) قال ) اهلل ، وكان رجال اعمى ، الينادي ( ( مكتوم ينادي ابن أم .اصبحت ، اصبحت : حتى يقال لو

كذا روى القعنبي ىذا الحديث عن مالك ، ووافقو ابن .أبي اويس وابن ميدي وعبد الرزاق وجماعة

-عن ابن شياب ، عن سالم ( ( الموطا ) ) وىو في .مرسال ، وكذا رواه الشافعي واالكثرون عن مالك

سائر أصحاب الزىري ، عنو ، عن سالم ، عن ورواه .مسندا -أبيو

وقد خرجو مسمم من رواية الميث ويونس ، عن ابن .شياب كذلك ، ولم يخرجو من طريق مالك

ورواه معمر وابن إسحاق ، عن الزىري ، عن ابن .أيضا -المسيب مرسال

قد ( ( وكان رجال اعمى : ) ) وقولو في اخر الحديث القعنبي في روايتو عن مالك في حديثو الذي ادرجو

خرجو عنو البخاري ، وكذا رواه أبو مسمم الكجي عن .القعنبي

سممة بن الماجشون ، [ أبي ] وكذا رواه عبد العزيز بن عن الزىري ، عن سالم ، عن أبيو ، وادرجو في

.الحديث

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ي موضع اخر وخرج البخاري حديثو ف، كمو ، عن ابن شياب ، ( ( الموطا ) ) والحديث في

مرسال ، فالذي في اخره يكون من قول سالم -عن سالم .حينئذ

انو من قول ( ( الموطا ) ) وقد بين جماعة من رواة .يحيى ابن يحيى االندلسي : ابن شياب ، منيم

وقد رواه الجماعةمن القعنبي ، عن مالك ، فأسندوا -( ( وكان رجال اعمى : ) ) الحديث ، وجعموا قولو

عثمان بن سعيد : إلى اخره من قول الزىري ، منيم الدارمي والقاضي اسماعيل وابو خميفة الفضل بن

سحاق بن الحسن .الحباب وا وروى ىذا الحديث ابن وىب ، عن الميث ويونس ، عن

فذكر الحديث ، -ابن شياب ، عن سالم ، عن أبيو وكان ابن أم مكتوم ىو : قال يونس في الحديث : زاد و

: عبس ) ] عبس وتولى ) االعمى الذي انزل اهلل فيو وكان رجال : قال سالم . ، كان يؤذن مع بالل [

ضرير البصر ، ولم يكن يؤذن حتى يقول لو الناس حين .اذن : ينظرون إلى بزوغ الفجر

.خرجو البييقي وغيره من حديث عبيد اهلل بن ( ( صحيحو ) )وخرج مسمم في

كان لرسول : عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال .بالل وابن أم مكتوم االعمى : مؤذنان ) اهلل

.مثمو -وعن عبيد اهلل ، عن القاسم ، عن عائشة ومن طريق ىشام بن عروة ، عن أبيو ، عن عائشة ،

وىو ) كان ابن أم مكتوم يؤذن لرسول اهلل : قالت .اعمى

.كذا خرجو من رواية محمد بن جعفر ، عن ىشام

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

-ورواه وكيع وابو اسامة ، عن ىشام ، عن أبيو .مرسال

االستدالل بحديث ابن عمر عمى ان : ومقصود البخاري اذان االعمى غير مكروه ، إذا كان لو من يخبره بالوقت

لبصير المخبر لو مؤذنا معو ، كما كان ، وسواء كان ابالل وابن أم مكتوم ، أو كان موكال باخباره بالوقت من

.غير تأذين النخعي والثوري : وىذا ىو قول اكثر العمماء ، منيم

سحاق وابو ثور .ومالك والشافعي وأحمد وا وان لم يكن معو بصير يخبره بالوقت كره اذانو ، ولو

.فسو كان عارفا بالوقت بنالن معرفتو بنفسو يعمل بيا : قال القاضي من أصحابنا .في حق نفسو دون غيره

ال يؤذن االعمى اال : وقال ابن أبي موسى من أصحابنا في قرية فييا مؤذنون ، فيؤذن بعدىم ، وان كان في قرية

.واحدة لم يؤذن حتى يتحقق دخول الوقت ن أبي يكره اذان االعمى ، روى ع: وقالت طائفة

.مسعود وابن الزبير .وعن ابن عباس ، انو كره اقامتو

.وحكى االمام أحمد عن الحسن ، انو كره اذان االعمى .و ىو قول أبي حنيفة وأصحابو

وحكاه القاضي أبو يعمى رواية عن أحمد ، وتأوليا عمى .انو لم يكن معو ما ييتدي بو

واز شيادة وفي الحديث دليل عمى ج: قال ابن عبد البر االعمى عمى ما استيقنو من االصوات ، اال تري انو

اصبحت : -ابن أم مكتوم : يعنى -كان إذا قيل لو .انتيى . قبل ذلك ، وشيد عميو ، وعمل بو

(/)

"""""" صفحة رقم """""" وقبول شيادة االعمى عمى ما يتقينو من االصوات

وكثير من مذىب مالك وأحمد ، وروي عن شريح .السمف

.ومنع منيا أبو حنيفة والشافعي بأن : بين األذان والشيادة [ فرق ] ومن قال بقوليما ،

األذان خبر ديني ، يعم حكمو المخبر وغيره ، فيو كراوية االعمى لمحديث الذي يسمعو وىو اعمى ،

.بخالف الشيادة ، فانو حق الدمي معين فيحتاط ليا

(/)

"""""" حة رقم صف""""""

باب األذان بعد الفجر - :فيو ثالثة أحاديث

:الحديث األول أبنا مالك ، عن نافع ، : ثنا عبد اهلل بن يوسف -

أخبرتني حفصة ، أن : عن عبد اهلل بن عمر ، قال كان إذا اعتكف المؤذن لمصبح ، وبدا ) رسول اهلل

.صالة الصبح صمى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام ال( ( إذا اعتكف المؤذن لمصبح : ) ) كذا في ىذه الرواية

، ولعل المراد باعتكافو لمصبح جموسو لمصبح ينتظر .طموع الفجر ، وحبسو نفسو لذلك

ماخرجو أبو داود من طريق : ويدل عمى ىذا المعنى ابن إسحاق ، عن محمد بن جعفر بن الزبير ، عن

: ني النجار ، قالت عروة بن الزبير ، عن امرأة من بكان بيتي من أطول بيت حول المسجد ، فكان بالل

يؤذن عميو الفجر ، فيأتي بسحر ، فيجمس عمى البيت الميم ، إني : ينظر إلى الفجر ، فإذا رآه تمطى ، ثم قال

أحمدك واستعينك عمى قريش ان يقيموا دينك ، ثم -ما عممتو كان تركيا ليمة واحدة : قالت . يؤذن

.ىذه الكممات [ : تعني ] كان إذا سكت ) أن النبي : والمعروف في حديث حفصة

المؤذن من األذان لصالة الصبح وبدا الصبح ركع

.ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصالة . كذا خرجو مسمم ، عن يحيى بن يحيى ، عن مالك

( ( .الموطإ ) ) وكذا ىو في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وليس في ىذا الحديث داللة صريحة عمى أنو كان ال كان إذا : ) ) يؤذن إال بعد طموع الفجر ؛ فإنيا قالت

، فمم تذكر أنو ( ( سكت المؤذن وبدا الفجر صمى يصمي إال بعد فراغ األذان بعد طموع الفجر ، [ كان ]

ال لم تحتج وىذا يشعر بأنو كان األذان قبل الفجر ، وا .وع الفجر مع األذان إلى ذكر طم

وقد خرج مسمم الحديث من رواية الميث بن سعد وأيوب .وعبيد اهلل ، عن نافع ، عن ابن عمر ، كما رواه مالك

.وخرجو النسائي من طرق أخرى ، عن نافع كذلك ورواه عبيد اهلل بن عمرو ، عن عبد الكريم ، عن نافع ،

ا أذن كان إذ) عن ابن عمر ، عن حفصة ، أن النبي المؤذن لمفجر صمى ركعتين ، وكان ال يؤذن إال بعد

.الفجر .ذكره أبو بكر األثرم

رواه الناس عن نافع ، لم يذكروا ما ذكره عبد : وقال .الكريم

كان رسول : وخرجو ابن عبد البر بإسناده ، ولفظ حديثو إذا سمع أذان الصبح صمى ركعتين ، ثم خرج إلى ) اهلل

.الطعام ، وكان ال يؤذن حتى يصبح المسجد ، وحرم .لعل ىذه الزيادة مدرجة فيو : قمت

.من قولو -وقد رواىا عبيد اهلل بن عمر ، عن نافع .خرجو ابن أبي شيبة

ولو كان ىذا محفوظا حمل عمى أذان ابن أم مكتوم ، .كما في حديث ابن عمر في الباب الماضي

(/)

"""""" صفحة رقم """""" :الحديث الثاني

ثنا شيبان ، عن يحيى ، عن أبي : ثنا أبو نعيم - يصمي ) كان رسول اهلل : سممة ، عن عائشة ، قالت

.ركعتين خفيفتين بين النداء واإلقامة من صالة الصبح ابن : وىو -وخرجو مسمم من طريق ىشام ، عن يحيى

[ .بو ] ، -أبي كثير ذان كان بعد طموع الفجر ؛ فإنو وليس صريحا في أن األ

إذا كان يؤذن قبل طموع الفجر ، ثم يميل حتى يطمع الفجر ، ثم يصمي ركعتين ، فقد صمى عميو أنو صمى

.بين النداء واإلقامة .وقد رواه جماعة عن يحيى بن أبي كثير بيذا المفظ

كان : ورواه معاوية بن سالم ، عن يحيى ، ولفظو .ع الصبح قام فركع ركعتين خفيفتين إذا سم) رسول اهلل

.خرجو النسائي ورواه عبد الرحمن بن إسحاق ، عن سعيد المقبري ، عن

إذا سمع النداء ) كان النبي : أبي سممة ، عن عائشة

.قام فصمى ركعتين حتى يأتيو ، فيخرج إلى الصالة ما خرجو البخاري في آواخر : وأصرح من ىذا

طريق مالك ، عن ىشام ، من( ( كتاب الصالة ) ) يصمي ) كان رسول اهلل : عن أبيو ، عن عائشة ، قالت

بالميل ثالث عشرة ركعة ، ثم يصمي إذا سمع النداء .بالصبح ركعتين خفيفتين

كان : خرجو مسمم من طريق عبدة ، عن ىشام ، ولفظو )رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إذا سمع األذان ويخففيما يصمي ركعتي الفجر ابن نمير ومحمد بن جعفر بن الزبير ، -أيضا -ورواه

.عن ىشام كذلك ؛ فقد وردت روايات أخر عن -أيضا -وليس صريحا

عائشة تدل عمى انو كان بعد النداء يؤخر الركعتين تارة

.حتى يتبين لو الفجر ، وتارة حتى يتوضأ حارث ، عن ابن فخرج مسمم من طريق عمرو بن ال

كان إذا ) شياب ، عن عروة ، عن عائشة ، أن النبي سكت المؤذن من صالة الفجر ، وتبين لو الفجر ،

وجاءه المؤذن أقام فركع ركعتين خفيفتين ، ثم اضطجع .عمى شقو األيمن حتى يأتيو المؤذن لإلقامة

من طريق يونس ، عن ابن شياب ، -أيضا -وخرجو وتبين لو الفجر وجاءه : ) ) غير أنو لم يذكر

.اإلقامة : ، ولم يذكر ( ( المؤذن من طريق أبي إسحاق ، عن األسود ، -أيضا -وخرج

كان ينام أول الميل ويحيى آخره ) عن عائشة ، أن النبي ، ثم إن كان لو حاجة إلى أىمو قضى حاجتو ، ثم ينام ،

ن فإذا كان عند النداء األول وثب فإفاض عميو الماء ، وا لم يكن جنبا توضأ وضوء الرجل لمصالة ، ثم صمى

.الركعتين ( ( أنو ينام وال يمس ماء ) ) وىذا ىو الحديث الذي فيو

: أبواب ) ) ، وقد استنكره األئمة كما سبق ذكره في

، غير أن مسمما أسقط منو ىذه ( ( غسل الجنابة .المفظة

ال : ) )وقد خرجو البخاري مختصرا ، وعنده وا ( ( .توضأ

روى األوزاعي ، عن الزىري ، عن عروة : وخرج األثرم ، عن عائشة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" إذا سكت المؤذن باألولى من ) كان رسول اهلل : قالت

.صالة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين .ىذا خرجو أبو داود ىكذا : قمت

ناس عن الزىري ، فمم يذكروا فيو رواه ال: ثم قال األثرم أحمد : يعني -ما ذكر األوزاعي ، وسمعت أبا عبد اهلل

.يضعف رواية األوزاعي عن الزىري -لم يتفرد األوزاعي بيذا عن الزىري ، بل قد تابعو : قمت

عميو يونس ، وتابعو عمرو بن الحارث ، وزاد في سمم من ، كما خرجو م( ( وتبين لو الفجر : ) ) حديثو

.حديثيما ورواية عمرو بن الحارث تدل عمى أنو كان يؤخر صالة الركعتين عن اآلذان حتى يتبين لو الفجر ، ورواية يونس واألوزاعي إن كانت عمى ظاىرىا فيي محمولة عمى أنو كان يصمي عقب أذان ابن أم مكتوم الثاني ، وكان ال

.أصبحت ، أصبحت : يؤذن حتى يقال ، عن الزىري ، -أيضا -وابن أبي ذئب ورواه عقيل

.كما رواه األوزاعي : ورواه ابن الياد ، عن الزىري كذلك ، غير أنو زاد فيو

( ( .بعد ان يستنير الفجر ) ) ورواه عمر بن عثمان ، عن أبيو ، عن الزىري ،

إذا سكت المؤذن باألولى من ) كان النبي : ولفظو قام فصمى ركعتين من صالة الفجر بعدما يتبين الفجر

.قبل صالة الصبح إذا ) كان النبي : ورواه شعيب ، عن الزىري ، ولفظو

سكت باألولى من صالة الفجر قام فركع ركعتين .خفيفتين قبل صالة الفجر ، بعد أن يتبين الفجر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.إن شاء اهلل -وسيأتي قريبا . خرجو البخاري ورواه المقدام بن شريح ، عن أبيو ، عن عائشة ،

إذا سمع التثويب صمى ركعتين ، ثم ) كان النبي : قالت .خرج

:الحديث الثالث أبنا مالك ، عن عبد : ثنا عبد اهلل بن يوسف -

اهلل بن دينار ، عن عبد اهلل ابن عمر ، أن رسول اهلل ا واشربوا حتى إن بالال ينادي بميل ، فكمو : ) ) قال )

( ( .ينادي ابن أم مكتوم وخرجو . ىذا الحديث ( ( الموطإ ) ) كذا خرج في

.من طريق عن مالك ( ( صحيحو ) ) اإلسماعيمي في

وكان : وخرجو من طريق عبد اهلل بن يوسف ، وزاد فيو : ابن أم مكتوم رجال أعمى ، ال ينادي حتى يقال لو

.أصبحت ، أصبحت أذان : باب ) ) ج ىذا الحديث في وزعم أن تخري

كان أولى ؛ ألنو زعم أن ىذه الزيادة فيو من ( ( األعمى .قول ابن عمر ومالك مدرجة

وىذا الذي قالو ليس بشيء ، وىذه الزيادة في حديث عبد اهلل بن دينار ما أراىا محفوظة عن مالك بالكمية ،

بن والظاىر ان بعض الرواة اشتبو عميو حديث عبد اهلل .واهلل اعمم . دينار بحديث سالم المتقدم

أيضا شعبة ، عن عبد اهلل بن دينار ، بدون -وقد رواه .أيضا -ىذه الزيادة

رواه : وقد روي عن مالك بيذه الزيادة من وجو آخر حرممة ، عن ابن وىب والشافعي ، كالىما عن مالك ،

عن أبي حازم ، عن سيل بن سعد ، أن

(/)

"""""" صفحة رقم "" """"

إن بالال يؤذن بميل ، فكموا : ) ) قال ) رسول اهلل ، وكان ابن أم ( ( واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم

أصبحت ، : مكتوم رجال أعمى ، ال ينادي حتى يقال .اصبحت

خرجو الطبراني ، وذكر أنو تفرد بو حرممة ، وال يرويو أن ىذه : ، وعنده عن مالك غير الشافعي وابن وىب

.الزيادة في آخره من رواية الشافعي وحده وذكر ابن أبي حاتم أن أباه حدثو عن حرممة ، عن ابن

ىذا منكر : قال أبي : وىب وحده بيذه الزيادة ، وقال .بيذا اإلسناد

عقب األذان عمى ) وبكل حال ؛ فتحمل صالة النبي ث عائشة ما أذان ابن أم مكتوم الثاني ، إال أن في حدي

األذان األول في عدة روايات ، فيحمل [ أنو ] يدل عمى ذلك عمى أنو كان يصمي بين األذانين إذا تبين لو الفجر قبل أذان ابن أم مكتوم ، بدليل رواية من روى أنو كان

.يصمي إذا سكت المؤذن وتبين لو الفجر وقد روى جعفر بن ربيعة ، عن عراك بن مالك ، عن

كان يصمي ) ، عن عائشة ، أن النبي أبي سممة .ركعتين بني النداءين ، لم يكن يدعيما ابدا

.خرجو البخاري .بين النداء واإلقامة : والمراد

وقد رواه يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة ، وذكر أنو كان يصمي ركعتين الفجر بين األذان : في حديثو

.واإلقامة ، كما سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.فتعين حمل ذلك عمى األذان الثاني ، وال بد : وقد روى بعضيم حديث عراك ، وزاد فيو بعد قولو

( ( .جالسا : ) ) يصمي ركعتين بين النداءين .خرجو أبو داود

.غير محفوظة ( ( جالسا : ) ) ولفظو نما كان يصمي ركعتين جالسا بعد وتره ، كذلك رواه وا

.يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سممة حديث ابن عمر : -أيضا -ومما يدل عمى ىذا

من طريق أنس بن ( ( الصحيحين ) ) المخرج في كان يصمي الركعتين قبل ) سيرين ، عنو ، أن النبي

.صالة الغداة كأن األذان بأذنيو .بسرعة : أي : قال حماد بن زيد : زاد البخاري

حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد وروي األعمش ، عنيصمي ) كان النبي : بن جبير ، عن أبن عباس ، قال

.الفجر إذا سمع األذان ويخففيما [ ركعتي ] .خرجو النسائي

.ىذا حديث منكر : وقال نكارتو من قبل إسناده ، وروايات األعمش عن : قمت

حبيب فييا منكرات ؛ فإن حبيب بن أبي ثابت إنما يروي الحديث عن محمد بن عمي بن عبد اهلل ابن عباس ىذا

.، عن أبيو ، عن جده

من حديث كريب ، عن الفضل بن [ وخرج أبو داود ] ، أنو نام -عباس

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[ فذكر صالتو ] لينظر كيف صالتو ، ) ليمة عند النبي رسول اهلل ووتره ، ثم قام فنادى المنادي عند ذلك ، فقام

بعد ما سكت المؤذن ، فصمى ركعتين خفيفتين ، ثم ) .جمس حتى صمى الصبح

فيذه األحاديث المخرجة في ىذا الباب كميا ليس فييا لم يكن يؤذن لو إال بعد ) داللة صريحة عمى ان النبي

طموع الفجر ، وغاية ما يدل بعضيا عمى أنو كان يؤذن في أن يكون قد أذن قبل لو بعد طموع الفجر ، وذلك ال ين

.الفجر اذان أول واألحاديث التي فييا أن بالال كان ال يؤذن إال بعد طموع

عمى -الفجر أسانيدىا غير قوية ، ويمكن ان تحمل

عمى أنو كان يؤذن بعد طموع الفجر -تقدير ثبوتيا .األول ، وقبل طموع الفجر الثاني

حدثني سالم : ما روى ابن وىب ، قال : ويدل عمى ذلك بن غيالن ، أن سميمان بن أبي عثمان التجيبي حدثو ، عن حاتم بن عدي الحمصي ، عن أبي ذر ، أنو صمى

ثم أتاه بالل : قال -فذكر الحديث -ليمة ) مع النبي : قال . نعم : فقال . ( ( أفعمت : ) ) لمصالة ، فقال

إنك يا بالل مؤذن إذا كان الصبح ساطعا في ) ) ماء ، وليس ذلك الصبح ، إنما الصبح ىكذا إذا كان الس

.، ثم دعا بسحوره فتسحر ( ( معترضا ويونس بن ( ( مسنده ) ) خرجو بقي بن مخمد في

( ( .كتاب الصيام ) ) يعقوب القاضي في بمعناه من رواية رشدين بن سعد -وخرجو اإلمام أحمد

ن وم. ، عن عمرو بن الحارث ، عن سالم بن غيالن .أيضا -طريق ابن لييعة ، عن سالم بن غيالن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وقد اختمف في ىذا اإلسناد .ىو إسناد مجيول ( ( : تاريخو ) ) فقال البخاري في في ىؤالء -فيما نقمو عنو البرقاني -وقال الدارقطني

، مصريون متروكون : سالم وسميمان وحاتم : الثالثة .وذكر أن رواية حاتم ، عن أبي ذر ال تثبت

:وخالفو في ذلك آخرون .تابعي حمصي شامي ، ثقة : أماحاتم ، فقال العجمي

وأماسميمان بن أبي عثمان التجيبي ، فقال أبو حاتم .ىو مجيول : الرازي

وأماسالم بن غيالن ، فمشيور ، روى عنو جماعة من ال بأس : والنسائي وقال أحمد وأبو داود. أىل مصر

: صدوق ، وقال ابن حبان : وقال ابن خراش . بو .ثقة

فمم يبق من ىؤالء من ال يعرف حالو سوى سميمان بن .أبي عثمان

ما خرجو مسمم في : وقد عضد ىذا الحديث من حديث سمرة ابن جندب ، عن ( ( صحيحو ) )

ال يغرنكم من سحوركم أذان بالل : ) ) ، قال ) النبي ( ( .حتى يستطير -لعمود الصبح -وال ىذا البياض

وحديث ابن مسعود ، وقد خرجو البخاري في الباب .اآلتي

وفي النيي عن األذان قبل الفجر أحاديث أخر ، ال :تصح

فروى جعفر بن برقان ، عن شداد مولى عياض بن ال تؤذن : ) ) قال ) عامر ، عن بالل ، ان رسول اهلل

.، ومد يديو عرضا ( ( ك الفجر ىكذا حتى يستبين ل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.خرجو أبو داود .شداد لم يمق بالال : وقال

.ىو إسناد مجيول منقطع : قال أبو بكر األثرم .يشير إلى جيالة شداد ، وأنو لم يمق بالال

ثنا ( ( : كتاب الصالة ) ) وقد خرجو أبو نعيم في بمغني : بن برقان ، عن شداد مولى عياض ، قال جعفر

.فذكره -) ان بالال أتى النبي حماد بن سممة ، عن ايوب ، [ أبو داود ، عن ] وروى

عن نافع ، عن ابن عمر ، أن بالال أذن بميل ، فأمره .أن ينادي ، أال إن العبد نام ) النبي .تفرد بو حماد : وقال

ن عبيد اهلل ، عن نافع ، عن وذكر أن الدراوردي روى عمسروح : كان لعمر مؤذن ، يقال لو : ابن عمر ، قال

.فذكر نحوه - .ىذا أصح من ذلك : وقال أنو موقوف عمى عمر ، وأن حماد بن سممة وىم : يعني

.في رفعو ىو : وحكى الترمذي عن عمي بن المديني ، أنو قال

.غير محفوظ ، وأخطأ فيو حماد بن سممة

.ىو غير محفوظ : ذا قال الترمذي وك .وكذلك انكره اإلمام أحمد عمى حماد

: والصحيح . حديث حماد خطأ : وقال أبو حاتم الرازي عن نافع ، عن

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ابن عمر ، أن عمر أمر مسروحا ورواه ابن أبي محذورة ، عن عبد العزيز أبي رواد : قال

، وابن -أيضا -فع ، عن ابن عمر مرفوعا ، عن نا .أبي محذورة شيخ

ىو حديث شاذ ، : يحيى الذىمي [ بن ] وقال محمد .وىو خالف ما رواه الناس عن ابن عمر

إن بالال يؤذن : ) ) أنيم رووا عنو حديث : يعين ( ( .بميل

رأينا أىل الحديث من أىل العراق ال : وقال الشافعي

الحديث ، ويزعمون أنيا ضعيفة ، ال يقوم يثبتون ىذا .بمثميا حجة عمى االنفراد

معروف من خطإ [ خطأ ] ىذا الحديث : وقال األثرم .حماد بن سممة وتابعو . أخطأ فيو حماد بن سممة : وقال الدارقطني ، روياه عن أيوب ، -وكان ضعيفا -سعيد بن زربي

أيوب ، عن عن: والمحفوظ . عن نافع ، عن ابن عمر قال لبالل ) ابن سيرين أو حميد بن ىالل ، أن النبي

.وال يقوم بالمرسل حجة : قال . ىذا .روايات حماد بن سممة عن أيوب غير قوية : قمت

احاديث ال يسندىا الناس ] أسند عن ايوب : قال أحمد .عنو

.حماد يخطئ في حديث أيوب كثيرا : وقال مسمم ىذا عن أيوب ، فرواه معمر ، عن وقد خولف في رواية

.مرسال -[ أيوب .خرجو عبد الرزاق ، عنو

وأماحديث عبد العزيز بن أبي رواد ، فقد روي عنو .متصال كما تقدم من رواية ابن أبي محذورة عنو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وتابعو عامر بن مدرك رواية شعيب بن : ىو وىم ، والصواب: قال الدارقطني

حرب ، عن عبد العزيز ، عن نافع ، عن مؤذن لعمر ، .مسروح ، أن عمر أمره بذلك : يقال لو

وذكر أبو داود ان حماد بن زيد رواه عن عبيد اهلل ، عن -مسروح : نافع أو غيره ، أن مؤذنا لعمر يقال لو

.فذكره ان وذكر الترمذي ، ان ابن أبي رواد رواه ، عن نافع ،

.عمر أمر بذلك .ىذا ال يصح ؛ ألنو منقطع : قال

إنو : وقال البييقي في حديث ابن أبي رواد المتصل

.رواية شعيب بن حرب : ضعيف ال يصح ، والصواب أن عمر ىو الذي أمر : الصحيح : وقال ابن عبد البر

.مؤذنو بذلك نحو حديث -وقد روي من حديث قتادة ، عن أنس

. حماد بن سممة .قالو الدارقطني : -أنو عن قتادة مرسل : والصحيح

بإسناد -أيضا -وروي من حديث الحسن ، عن أنس .ال يصح

والنيي عن األذان قبل طموع الفجر قد روى عن عمر ، .كما سبق ، وعن عمي

ثنا إسرائيل ، عن فضل بن عمير ، : قال أبو نعيم ذنا آخر ؛ كان لعمي مؤذن ، فجعل عمي معو مؤ : قال

.لكيال يؤذن حتى ينفجر الفجر .وىذا منقطع ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن األسود : وروى وكيع

، عن عائشة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .ما كانوا يؤذنون حتى يصبحون : قالت

وخرج اإلمام أحمد من رواية يونس ، عن أبي إسحاق ، : متى توترين ؟ قالت : ت لعائشة قم: عن األسود ، قال

.ما أوتر حتى يؤذن ، وما يؤذن حتى يطمع الفجر : وعن شريك ، عن عمي بن عمي ، عن إبراىيم ، قال

لقد خالف ىذا : سمع عمقمة مؤذنا يؤذن بميل ، فقال .سنة أصحاب محمد

لى ىذا القول ذىب الكوفيون ، منيم أبو األحوص : وا س بن أبي حازم ، والشعبي ، صاحب ابن مسعود ، وقي

والنخعي ، والثوري ، وأبو حنيفة ، ومحمد بن الحسن ، .والحسن بن صالح

وروى ابن أبي شيبة من طريق حجاج ، عن طمحة ، ، عن بالل ، انو كان -ابن عمقمة : ىو -عن سويد

.ال يؤذن حتى ينشق الفجر وعن حجاج ، عن عطاء ، عن أبي محذورة ، انو أذن

وألبي بكر وعمر ، فكان ال يؤذن حتى ) ول اهلل لرس .يطمع الفجر :ابن أرطأة : حجاج ، ىو .ىذا ضعيف اإلسناد : قال االثرم

ثنا ابن نمير ، عن عبيد اهلل ، : وقال ابن أبي شيبة : إنيم كانوا ينادون قبل الفجر ؟ قال : قمت لنافع : قال

.ما كان النداء اال مع الفجر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب األذان قبل الفجر - :فيو حديثان

:االول :قال ثنا سميمان : ثنا زىير : ثنا أحمد بن يونس -

التيمي ، عن أبي عثمان النيدي ، عن عبد اهلل بن

-أحدكم ] ال يمنعن : ) ) ، قال ) مسعود ، عن النبي ، فإنو يؤذن أذان بالل من سحوره -أحدا منكم [ أو

ليرجع قائمكم ، ولينبو نائمكم ، -أو ينادي بميل -بميل وقال بأصابعو -( ( وليس أن يقول الفجر أو الصبح

. ورفعيا إلى فوق وطأطأ إلى أسفل حتى يقول ىكذا بسبابتو إحدىما فوق االخرى ، ثم مدىا عن : وقال زىير

.يمينو وشمالو ، ولم نجده عن ابن إسناده جيد: قال عمي بن المديني

.مسعود إال من ىذا الطريق ( ( .ليرجع قائمكم : ) ) وقولو

لفظ الزم ومتعد ، : قال الحافظ أبو موسى المديني ( ( قائمكم ) ) رجعتو فرجع ، وكان المحفوظ : يقال

بالنصب ؛ ليالئم ( ( قائمكم ) ) بالرفع ، ولو روي ( ( يرجع ) ) لم نخطئ روايو ، ويكون ( ( نائمكم ) )

( ( .يوقظ : ) ) حينئذ متعديا كمفظ بأن المصمي يترك صالتو ، ويشرع : وفسر رجوع القائم

في وتره ، ويختم بو صالتو ، وىذا مما استدل بو من

ان وقت النيي عن الصالة يدخل بطموع الفجر : يقول .كما سبق

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:لفجر فائدتين فذكر ألذانو قبل ا .اعالم القائم المصمي بقرب الفجر : احدىما

وىذا يدل عمى انو كان يؤذن قريبا من الفجر ، وقد ذكرنا في الباب الماضي ، انو كان يؤذن إذا طمع الفجر

.االول ان يستيقظ النائم ، فيتييأ لمصالة بالطيارة ؛ : والثانية

يا ؛ وليدرك ليدرك صالة الفجر مع الجماعة في أول وقتالوتر ان لم يكن أوتر ، أو يدرك بعض التيجد قبل

طموع الفجر ، وربما تسحر المريد لمصيام حينئذ ، كما ال يمنعن احدا منكم أذان بالل عن : ) ) قال

( ( .سحوره

وفي ىذا تنبيو عمى استحباب إيقاظ النوام في آخر الميل .باالذان ونحوه من الذكر

ديث عبد اهلل بن محمد بن عقيل ، وخرج الترمذي من حكعب ، عن أبيو ، ان النبي [ بن ] عن الطفيل بن أبي

يأييا الناس ، : ) ) كان إذا ذىب ثمثا الميل قام ، فقال ) اذكروا اهلل ، جاءت الراجفة تتبعيا الرادفة ، جاء الموت

( ( .بما فيو ، جاء الموت بما فيو .حديث حسن : وقال

ان الذكر والتسبيح جيرا في آخر الميل وفيو داللة عمى .ال بأس بو ؛ اليقاظ النوام

: ىو بدعة ، منيم : وقد انكره طائفة من العمماء ، وقال وفيما ذكرناه دليل عمى انو ليس . أبو الفرج ابن الجوزي

.ببدعة عجموا األذان بالفجر ؛ : وقد روي عن عمر ، أنو قال .يدلج المدلج ، وتخرج العاىرة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ورواه الشافعي ، عن مسمم بن خالد ، عن ابن جريج ، .عن قيس ، عن عمر

:فذكر فيو فائدتين ان المسافر يدلج في ذلك الوقت ، وقد امر : احدىما ان األرض تطوى : ) ) وقال . المسافر بالدلجة ) النبي .ميل سير آخر ال: والدلجة ( ( . بالميل ان من كان معتكفا عمى فجور ، فإنو يقمع : والثاني

.بسماع األذان عما ىو فيو بين الفجرين ، فإنو فرق بينيما بأن ) وأماتفريق النبي

األول مستطيل ، يأخذ في السماء طوال ؛ وليذا مد والثاني . أصابعو ورفعيا إلى فرق وطأطأىا أسفل

فينتشر عن اليمين مستطير ، يأخذ في السماء عرضا ، .والشمال

ال يغرنكم ) : ) ) وىكذا في حديث سمرة ، عن النبي من سحوركم أذان بالل وال بياض األفق المستطيل حتى

: يعني -وحكاه حماد بن زيد بيده -( ( يستطير ىكذا .معترضا

.خرجو مسمم بمعناه : ، قال ) وفي حديث طمق بن عمي الحنفي ، عن النبي

وا واشربوا ، وال يييدنكم الساطع المصعد ، وكموا كم) ) .االحمر : يعني -( ( واشربوا حتى يعترض لكم .خرجو أبو داود والترمذي

.حديث حسن : وقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ليس الفجر : ) ) وخرجو اإلمام أحمد ، ولفظو ( ( .المستطيل ، ولكنو المعترض األحمر

:ث الثاني الحدي :قال عبيد : ابنا أبو أسامة ، قال : حدثني إسحاق -

وعن نافع -اهلل ثنا ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ) .، أن النبي -، عن ابن عمر

ثنا الفضل بن : وحدثني يوسف بن عيسى - ثنا عبيد اهلل بن عمر ، عن القاسم ، عن : موسى

إن بالال يؤذن : ) ) قال ، أنو) عائشة ، عن النبي ( ( .بميل ، فكموا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم

عن عبيد بن ( ( الصيام ) ) وقد خرجو البخاري في ، -أيضا -إسماعيل ، عن أبي أسامة ، باإلسنادين

فإنو ال يؤذن حتى يطمع : ) ) وفي آخر الحديث إال ان ولم يكن بين أذانيما: قال القاسم ( ( . الفجر

.يرقى ذا وينزل ذا من رواية : وقد روي عن عائشة من وجو آخر

ثنا ىشام ابن عروة ، عن أبيو ، عن عائشة : الدراوردي إن ابن أم مكتوم رجل ) : ) ) قال رسول اهلل : ، قالت

أعمى ، فإذا أذن المؤذن فكموا واشربوا حتى يؤذن . فجر وكان بالل يبصر ال: قالت عائشة ( ( . بالل

.غمط ابن عمر : وكانت عائشة تقول : قال ىشام

.خرجو الحاكم والبييقي حديث عبيد اهلل بن عمر ، عن القاسم ، : قال البييقي

.عن عائشة أصح

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وابن خزيمة وابن حبان -أيضا -وخرجو اإلمام أحمد ( ( .صحيحيما ) ) في

.وكان بالل ال يؤذن حتى يرى الفجر : وفي رواية من رواية أبي -أيضا -وقد روي نحو ىذا المفظ

) .إسحاق ، عن األسود ، عن عائشة ، عن النبي .خرجو ابن خزيمة

فيو نظر ؛ فإني ال أقف عمى سماع أبي إسحاق : وقال .ليذا الخبر من األسود

عمى -وقد حمل ابن خزيمة وابن حبان وغيرىما ىذا عمى أن األذان كان نوبا -أن يكون محفوظا ] تقدير

بالل تارة ، [ بين بالل وابن أم مكتوم ، فكان يتقدم .ويتأخر ابن أم مكتوم ، وتارة بالعكس

أن ىذا المفظ ليس بمحفوظ ، : -واهلل أعمم -واألظير .وأنو مما انقمب عمى بعض رواتو

ن عبد ما روى شعبة ، عن خبيب ب: ونظير ىذا ، ) الرحمن ، عن عمتو أنيسة بنت خبيب ، عن النبي

إن بالال يؤذن بميل فكموا واشربوا حتى يؤذن : ) ) قال ولم يكن بين أذانيما إال أن ينزل ىذا ( ( . ابن أم مكتوم .ويصعد ىذا

كذا روى أبو داود الطيالسي وعمرو بن مرزوق وغيرىما .عن شعبة

إن ابن : ) ) العكس ، وقالوا ورواه غيرىما ، عن شعبة بأم مكتوم يؤذن بميل ، فكموا واشربوا حتى يؤذن

( ( .بالل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ورواه سميمان بن حرب وغيره عن شعبة بالشك في

.ذلك وقد روى الواقدي بإسناد لو ، عن زيد بن ثابت ، أن

بميل فكموا إن ابن أم مكتوم يؤذن : ) ) قال ) النبي ( ( .واشربوا حتى يؤذن بالل

.خرجو البييقي [ .عميو ] والواقدي ، ال يعتمد وما . ما رواه القاسم ، عن عائشة : والصحيح من ذلك

رواه سالم ونافع وعبد اهلل بن دينار ، عن ابن عمر ، وما رواه أبو عثمان ، عن ابن مسعود ؛ فإن ىذه

ت عمى أن بالال كان األحاديث كميا صحيحة ، وقد دل .يؤذن بميل

ودل ذلك عمى جواز األذان قبل طموع الفجر ، وىو قول مالك ، واألوزاعي ، وابن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ،

سحاق ، وأبي يوسف ، وأبي ثور ، وداود ، وأبي وا خيثمة ، وسميمان بن داود الياشمس ، وأبي بكر بن أبي

.حديث شيبة وغيرىم من فقياء أىل الوعميو عمل أىل الحرمين ، ينقمونو خمفا عن سمف ،

لم يزل الصبح ( ( : الموطإ ) ) حتى قال مالك في .ينادى ليا قبل الفجر

وذكر الشافعي ، أنو فعل أىل الحرمين ، وأنو من األمور الظاىرة عندىم ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ولم ينكره منكر -ىو السنة : أىل الحجاز يقولون : أحمد وقال اإلمام

.األذان بميل : يعني .ىو سنة : وكذا قال إسحاق

.وكذا قال أحمد في رواية حنبل : واآلمدي ( ( جامعو الكبير ) ) قال القاضي في

وظاىر ىذا ، أنو أفضل من األذان بعد الفجر ، وىو

مغ قول الجوزجاني وغيره من فقياء أىل الحديث ؛ ألنو أبفي إيقاظ النوام لمتاىب ليذه الصالة ، فيكون التقديم سنة

-أيضا -أن كان التثويب في ىذا األذان سنة : ، كما .؛ ليذا المعنى ىو رخصة ، وىو قول ابن أبي شيبة ، : وقالت طائفة

.وأومأ إليو أحمد في روايات أخر األذان بعد طموع الفجر ، ويجوز : فاألفضل عند ىؤالء

.يمو تقدبأن الفجر يؤذن ليا بميل في الوقت : واختمف القائمون

:الذي يجوز األذان فيو من الميل أنو يجوز األذان ليا : فالمشيور عند أصحاب الشافعي

في نصف الميل الثاني ؛ ألنو يخرج بو وقت صالة .العشاء المختار ينبني عمى االختالف في آخر وقت : ومنيم من قال

ثمث الميل اذن لمفجر بعد : تار ، فإن قمنا العشاء المخ .الثمث

يؤذن لمفجر في الشتاء لسبع ونصف : ومنيم من قال

.بقي من الميل ، وفي الصيف لنصف سبع وروى الشافعي في القديم بإسناد ضعيف ، عن سعد

بقباء ، وفي زمن ) أذنا في زمن النبي : القرظ ، قال لصبح في الشتاءعمر بالمدينة ، فكان أذاننا في ا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[ لسبع ] لسبع ونصف بقي من الميل ، وفي الصيف .يبقى منو

يؤذن ليا قبيل طموع في : ومن الشافعية من قال .السحر

وصححو جماعة ، وىو ظاىر المنقول عن بالل وابن أم .مكتوم

، ولم يؤذن بعد نصف الميل : وأماأصحابنا ، فقالوا .يذكروا ذلك عن أحمد

إنو ال يؤذن حتى يطمع الفجر األول استدالال : ولو قيل

.بحديث أبي ذر المتقدم لتوجو وقد مر بي أن أحمد أومأ إلى ذلك ، أو نص عميو ، ولم

.أتحققو إلى اآلن : وروى الشافعي بإسناده ، عن عروة بن الزبير ، قال

نا ، إن الرجل ليقرأ سورة إن بعد النداء بالصبح لحزبا حس .البقرة يدل عمى قرب األذان من طموع -أيضا -وىذا .الفجر

وأماأصحاب مالك ، فحكى ابن عبد البر عن ابن وىب : فقيل لو . إال في السحر ] ال يؤذن ليا : ، انو قال

وقال ابن : قال . السدس اآلخر : وما السحر ؟ قال ج وقت العشاء ، وذلك من بعد خرو [ يؤذن ليا : حبيب

.نصف الميل ومع جواز األذان لصالة الصبح قبل طموع الفجر ،

.فيستحب إعادة األذان ليا بعد الفجر مرة ثانية األذان الذي عميو أىل : -في رواية حنبل -قال أحمد

المدينة األذان قبل طموع الفجر ، ىو األذان األول ،

.واألذان الثاني بعد طموع الفجر كره أحمد األذان لمفجر قبل طموع الفجر في رمضان و

خاصة ؛ لما فيو منع الناس من السحور في وقت يباح .فيو األكل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد يستدل لو بحديث شداد مولى عياض ، عن بالل بالال أن يؤذن حتى ) المتقدم ذكره ، في نيي النبي

أنو أتى النبي : مام الحديث يطمع الفجر ؛ فإن في ت .وىو يتسحر )

.أنو ال يكره : ومن أصحابنا من حكى رواية أخرى وكراىتو إنما ىو إذا اقتصر : قال طائفة من أصحابنا

عمى ىذا األذان ؛ فإن أذن معو أذان ثان بعد طموع .الفجر لم يكره

.وعميو يدل حديث ابن عمر وعائشة في ىذا الباب

ال يؤذن لصالة الصبح : من أىل الحديث وقالت طائفة قبل الفجر ، إال أن يعاد األذان بعد الفجر في جميع

ليو ميل ابن األوقات ، وىو اختيار ابن خزيمة وغيره ، وا المنذر ، وحكاه القاضي أبو الحسن من أصحابنا رواية

.عن أحمد ويمكن أن تكون مأخوذة من رواية حنبل التي ذكرنا

.آنفا ل ىؤالء بحديث عائشة وابن عمر وأنيسة ، وما في واستد

احدىما بميل : أذانان ) معناه من أنو كان في زمن النبي .، واألخر بعد الفجر

ويمكن الجمع بين ىذه األحاديث واألحاديث التي رواىا بالال بإعادة األذان بعد الفجر ) العراقيون في امر النبي

بعد طموع الفجر ، ثم ، بأن األذان كان في أول األمر بإعادة أذانو بعد الفجر ) لما أذن بالل بميل وأمره النبي

في أذانو قبل الفجر مصمحة ، فأقره عمى ) رأى النبي مؤذنا آخر يؤذن بعد الفجر ؛ ليجمع بين [ واتخذ ] ذلك

إيقاظ النوام ، وكف القوام ، والمبادرة : المصالح كميا

.م بالوقت بعد دخولو بالسحور لمصوام ، وبين اإلعال: وىذا كما روي ، ان بالال ىو الذي زاد في أذانو

مرتين في آذان الفجر ، ( ( الصالة خير من النوم ) ) في األذان لما رأى فيو من زيادة إيقاظ) فأقرىا النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.النائمين في ىذا الوقت أبو داود من رواية عبد واستدل األولون بما خرجو

الرحمن بن زياد ، عن زياد بن نعيم الحضرمي ، عن في ) كنت مع النبي : زياد بن الحارث الصدائي ، قال

سفر ، فمما كان أول أذان الصبح أمرني فأذنت ، رسول اهلل ؟ ، فجعل ينظر في [ يا ] فجعمت اقول أقيم

، حتى ( ( ال : ) ) ناحية المشرق إلى الفجر ، فيقول إذا طمع الفجر نزل فتبرز ثم انصرف إلي وقد تالحق

، فأراد بالل ان يقيم ، -فتوضأ : يعني -أصحابو

إن أخا صداء ىو أذن ، ومن أذن ) : ) ) فقال لو النبي .وذكر حديثا فيو طول -فأقمت : قال ( ( . فيو يقيم

فيذا يدل عمى انو اذن قبل طموع الفجر واجتزأ بذلك .، ولم يعده بعد طموعو األذان

ولمن رجح قول من أوجب اإلعادة بعد طموع الفجر ، أنو .ىذا الحديث إسناده غير قوي : يقول

.وقد خرجو ابن ماجو والترمذي مختصرا إنما نعرفو من حديث األفريقي ، : قال الترمذي

.واألفريقي ىو ضعيف عند أىل الحديث ة عن حديث سئل أبو زرع: وقال سعيد البرذعي .الصدائي في األذان

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .األفريقي ، وحرك رأسو : فقال :وقد اختمف عميو في لفظ الحديث : قمت

فخرجو اإلمام أحمد عن محمد بن يزيد الواسطي ، عن ) : قال رسول اهلل : اإلفريقي بيذا اإلسناد ، ولفظو

فأذنت ، وذلك حين : ال ق( ( أذن يا أخا صداء ) ) .وذكر الحديث مختصرا -أضاء الفجر

فيذه الرواية فييا التصريح بانو إنما أذن بعد إضاءة .الفجر وطموعو

وقد رواه ابن لييعة ، فخالف األفريقي في إسناده ، فرواه عن بكر بن سوادة ، عن زياد بن نعيم ، عن حبان بن

-) تبعت النبي أ: ، قال ) بح الصدائي صاحب النبي ليمة إلى الصباح ، فأذنت -في مسير لو : يعني

بالصالة لما اصبحت ، وأعطاني إناء وتوضأت منو ، أصابعو في اإلناء ، فانفجر عيونا ، ) فجعل النبي

-( ( من أراد منكم أن يتوضأ فميتوضأ : ) ) فقال .اإلقامة : فذكر حديثا ، ولم يذكر فيو

.أيضا -نما لما أصبح وفي ىذه الرواية إفي -أيضا -وقصة الوضوء وتفجر الماء مذكورة

.حديث اإلفريقي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب كم بين األذان واإلقامة - :فيو حديثان

:األول :قال ثنا خالد ، عن : حدثنا إسحاق الواسطي -

بن مغفل بريدة ، عن عبد اهلل[ ابن ] الجريري ، عن بين كل أذانين : ) ) قال ) المزني ، أن رسول اهلل

( ( .لمن شاء ) ) -ثالثا -( ( صالة ىذا ، يروي عنو في غير موضع عن ( ( إسحاق ) )

. ابن عبد اهلل الطحان ، وال ينسب إسحاق : خالد ، وىو .إنو ابن شاىين الواسطي : وقد قيل :الثاني :قال

ثنا شعبة ، : ثنا غندر : ن بشار ثنا محمد ب - سمعت عمرو بن عامر األنصاري ، عن أنس بن : قال

كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب : مالك ، قال وىم ) يبتدرون السواري ، حتى يخرج النبي ) رسول اهلل

كذلك ، يصمون الركعتين قبل المغرب ، ولم يكن بين .شيء [ واإلقامة ] األذان ولم يكن : ان بن جبمة وأبو داود ، عن شعبة قال عثم

.بينيما إال قميل وحديث ابن مغفل يدل عمى أن بين كل أذان صالة قامتيا صالة لمن شاء ، فدخل في ذلك المغرب وا

قامتيا ما وغيرىا ، فدل عمى أن بين أذان المغرب وا يتسع

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.لصالة ركعتين

قامتيا في وقد ذك رنا قدر الفصل بين أذان المغرب وا ( ( .وقت المغرب : باب ) )

اهلل العدوي ىذا الحديث عن ] وقد روى حيان بن عبيد : قال ) بن بريدة ، عن أبيو ، أن النبي [ عبد اهلل عند كل أذانين ركعتين قبل اإلقامة ، ما خال [ إن ) ) ]

( ( .أذان المغرب .زار والدارقطني خرجو الطبراني والب

حيان بن عبيد اهلل ىذا ليس بقوي ، وخالفو : وقال حسين المعمم وسعيد الجريري وكيمس بن الحسن ،

.وكميم ثقات مغفل ، [ ابن ] انيم رووه عن ابن بريدة ، عن : يعني

.بدون ىذه الزيادة [ ابن ] ليس ىذا بشيء ؛ قد رواه عن : وقال األثرم

ى خالف ما رواه ىذا الشيخ الذي ال بريدة ثالثة ثقات عم .يعرف ، في اإلسناد والكالم جميعا

وكذلك ذكر ابن خزيمة نحوه ، واستدل عمى خطئو في استثنائو صالة المغرب بان ابن المبارك روى الحديث

بريدة ، عن ابن مغفل ، وزاد [ ابن ] عن كيمس ، عن .ن فكان ابن بريدة يصمي قبل المغرب ركعتي: في آخره

قامتيا ما وحديث أنس يدل عمى أن بين أذان المغرب وا .يتسع لصالة ركعتين

ولم يكن بين األذان : ) ) فأماقولو في آخر الحديث لم يكن شيء -واهلل اعمم -، فمراده ( ( واإلقامة شيء

كثير ؛ بدليل رواية عثمان بن جبمة وأبي داود

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ولم يكن : ) ) يالسي التي ذكرىا البخاري تعميقا الط

( ( .بينيما إال قميل وقد خرجو النسائي من رواية أبي عامر العقدي ، عن

ولم يكن بين األذان واإلقامة : ) ) شعبة ، وفي حديثو .كرواية غندر -( ( شيء

أن قيام الصحابة لمصالة كان إذا : وقد زعم بعضيم

ذان ، ولم يكن بين األذان واإلقامة ، ابتدأ المؤذن في األولم يكن بين األذان : ) ) واستدل برواية من روى

( ( .واإلقامة شيء عن عبد العزيز بن صييب ، ( ( صحيح مسمم ) ) وفي

كنا بالمدينة ، فإذا أذن المؤذن لصالة : عن أنس ، قال المغرب ابتدروا السواري ، فركعوا ركعتين ، حتى إن

غريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصالة قد الرجل ال .صميت ، من كثرة من يصمييما

من حديث معمى بن جابر ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) في كان إذا قام : ، عن موسى بن أنس ، عن أبيو ، قال

المؤذن فأذن لصالة المغرب قام من يشاء ، فصمى حتى ك تقام الصالة ، ومن شاء ركع ركعتين ، ثم قعد ، وذل

) .بعيني رسول اهلل ومعمى بن جابر ، مشيور ، روى عنو جماعة ، وذكره

( ( .ثقاتو ) ) ابن حبان في وىذا ظاىر في انيم كانوا يقومون إذا شرع المؤذن في

.األذان ، وأن منيم من كان يزيد عمى ركعتين

ال يزاد عمى : رد عمى إسحاق بن راىوية ، قال : وفيو ركعتين قبل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.المغرب ، وقد سبق ذكره من حديث ( ( صحيحو ) ) وقد خرج اإلسماعيمي في

ثنا شعبة ، عن عمرو بن عامر ، : عثمان بن عمر كان المؤذن إذا أخذ : سمعت أنس بن مالك يقول : قال

فابتدروا ) في أذان المغرب قام لباب أصحاب رسول اهلل يخرج إلييم وىم يصمون ، ) رسول اهلل السواري ، فكان

.وكان بين األذان واإلقامة قريب وىذه الرواية صريحة في صالتيم في حال األذان ،

.واشتغاليم حين إجابة المؤذن بيذه الصالة وقد كان اإلمام أحمد يوم الجمعة إذا أخذ المؤذن في

-أو أربعا -األذان األول لمجمعة قام فصمى ركعتين

.قدر طول األذان وقصره عمىويأتي الكالم عمى حكم الصالة قبل المغرب في موضع

نما المقصود ىنا -آخر ذكر قدر : إن شاء اهلل وا .الفصل بني األذان واإلقامة لممغرب وغيرىا

قامتيا في وقد سبق حكم الفصل بين أذان المغرب وا ( ( .وقت المغرب : باب ) )

بالال ان يفصل بين ) بي وذكرنا أحاديث في أمر النقامتو في ( ( .اإلبراد بالظير : باب ) ) أذانو وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب من انتظر اإلقامة -: أبنا شعيب ، عن الزىري : حدثنا أبو اليمان -

كان رسول اهلل : أبنا عروة بن الزبير ، أن عائشة قالت ى من صالة الفجر قام فركع إذا سكت المؤذن باألول)

ركعتين خفيفتين قبل صالة الفجر بعد أن يستبين الفجر

، ثم اضطجع عمى شقو األيمن حتى يأتيو المؤذن .لإلقامة

-( ( إذا سكت المؤذن ) كان النبي : ) ) قول عائشة .فرغ من أذانو : أي

: تعني -( ( صالة الفجر [ من ] باألولى : ) ) قوليا .ألولى بالمرة ا

وىذا يحتمل ان تكون ارادت بو أنو كان يصمي الركعتين قبل فراغ المؤذن من أذانو قبل اإلقامة ، فإن األذان واإلقامة يسميان أذانين ، كما في حديث عبد اهلل ابن

مغفل المتقدم ، ويحتمل أن تكون أرادت أن األذان نفسو ، كان يكرر مرتين ، فيؤذن بالل وبعده ابن أم مكتوم

بعد بالل قبل أذان ابن أم مكتوم ، ) فكانت صالة النبي صمى ركعتي الفجر ، ولم يتوقف ) إذا تبين الفجر لمنبي

عمى أذان ابن أم مكتوم ، فإن ابن أم مكتوم كان يسفر .أصبحت : بأذان الفجر ، وال يؤذن حتى يقال لو

في األكل في الصيام إلى ) فكيف أذن النبي : فإن قيل بن أم مكتوم ، واألكل يحرم بمجرد طموع الفجر ؟ أذان ا

وقد روي في حديث انيسة ، انيم كانوا يامرونو أن يؤخر .األذان حتى يكمموا السحور

ىذا مما أشكل فيمو عمى كثير من الناس ، وقد : قيل أصبحت ، : " تأول بعضيم قوليم البن أم مكتوم

بينبعد ت] عمى أن المراد قاربت الصباح " أصبحت

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

[ .طموع الفجر ال تحرم في وقت طموعو سواء واألحاديث واآلثار المروية عن الصحابة في ىذا المعنى

.كثيرة جدا وليس ىذا قول الكوفيين الذين كانوا يستحبون األكل

والشرب إلى انتشار الضوء عمى وجو األرض ؛ فإن ذلك ند جميور العمماء ، وستأتي المسألة قول شاذ منكر ع

.إن شاء اهلل تعالى -في موضعيا مبسوطة وسيأتي الكالم عمى االضطجاع بعد صالة ركعتي

.إن شاء اهلل تعالى -الفجر في موضع آخر نما المقصود ىنا حتى يأتيو المؤذن : ) ) قوليا : وا

؛ فإن ىذا يدل عمى أنو يجوز انتظار ( ( لإلقامة لإلقامة ، وأن يؤخر دخول المسجد خارجا منو المصمي

.حتى تقام الصالة ، فيدخل حينئذ وىذا ىو مقصود البخاري في ىذا الباب ، وأراد بذلك

مخالفة من كره انتظار اإلقامة ، فإن طائفة من السمف .كرىوه وغمظوا

حتى روي عن عبد اهلل بن عمرو بن العاص ، أنو .واإلسالم ىو ىرب من دين محمد : قال

يكره : وقد كرىو من المتاخرين من أصحابنا ، وقالوا لمقادر عمى الدخول إلى المسجد قبل اإلقامة ان يجمس خارج المسجد ينتظر اإلقامة ، ذلك تفوت بو فضيمة السبق إلى المسجد وانتظار الصالة فيو ، ولحقوق

.الصف األول و القصد إلى التيجير إلى الصالة ، وى) وقد ندب النبي

إلى المساجد في اليجير ، أماقبل األذان أو بعده ، كما

انتظار الصالة بعد : ندب إلى التيجير إلى الجمعة الصالة ، وقال لمذين انتظروه إلى قريب من شطر الميل

لصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

إنكم لن تزالوا في صالة ما : ) ) العشاء ( ( .انتظرتموىا

وقد كان كثير من السمف يأتي المسجد قبل األذان ، سعيد بن المسيب ، وكان اإلمام أحمد يفعمو في : منيم

.صالة الفجر ال تكن مثل أجير السوء ، ال يأتي : وقال ابن عيينة

.حتى يدعى يشير إلى انو يستحب إتيان المسجد قبل أن ينادي

.المؤذن السابقون : ) وقال بعض السمف في قول اهلل تعالى

إنيم أول الناس خروجا [ : : الواقعة ) ] السابقون لى الجياد .إلى المسجد وا

: الحديد ) ] سابقوا إلى مغفرة من ربكم : ) وفي قولو وقال . التكبيرة األولى مع اإلمام : قال مكحول [

.التكبيرة األولى والصف األول : غيره ال أعمم خالفا بيني العمماء أن من : ل ابن عبد البر قا

ن لم يصل في الصف األول بكر وانتظر الصالة ، وا ن صمى في الصف األول .أفضل ممن تأخر ، وا

مجيئك إلى : وروى المعافى ، عن سفيان الثوري ، قال .الصالة قبل اإلقامة توقير لمصالة

لصالة قبل فمن كان فارغا ال شغل لو ، وجمس إلى ااإلقامة عمى باب المسجد ، أو قريبا منو ينتظر أن تقام الصالة فيدخل المسجد ، وخصوصا إن كان عمى غير نما ينتظر في المسجد إذا دخل المسجد بعد طيارة ، وا

اإلقامة ، فيو مقصر راغب عن الفضائل المندوب .إلييا

بي ولكن ىذا كمو في حق المأموم ، وقد تقدم من حديث أ

كان أحدنا إذا سمع : المثنى ، عن ابن عمر ، قال .اإلقامة توضأ وخرج من وقتو

وفيو دليل عمى أن الصحابة كانوا ينتظرون اإلقامة في ) .عيد النبي

فأما اإلمام ، فإنو إذا انتظر إتيان المؤذن لو في بيتو حتى يؤذنو بالصالة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

عو فيقيم الصالة حينئذ بالمسجد فيصمي بالناس ويخرج م، فيذا غير مكروه باإلجماع ، وىذه كانت عادة النبي

( .صمى اهلل عميو وسمم ) صمى اهلل عميو ) أن النبي : وفي حديث ابن عباس

صمى ركعتي الفجر ، واضطجع حتى يأتيو ( وسمم ، المؤذن باإلقامة ؛ فإن اإلقامة إنما تكون بإذن اإلمام

.أو عند خروجو إلى الناس ، بخالف األذان

كان : عن جابر بن سمرة ، قال " صحيح مسمم " وفي بالل يؤذن إذا دحضت الشمس ، فال يقيم حتى يخرج

، فإذا خرج أقام الصالة ( صمى اهلل عميو وسمم ) النبي .حين يراه المؤذن أممك باألذان ، واإلمام أممك : وقال عمي .باإلقامة

.و البييقي خرجمرفوعا ، وليس -روي من حديث أبي ىريرة : وقال

.بمحفوظ

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب بين كل أذانين صالة لمن شاء -ثنا كيمس بن الحسن : حدثنا عبد اهلل بن يزيد -

: ، عن عبد اهلل بن بريدة ، عن عبد اهلل بن مغفل ، قال بين كل ( : " ى اهلل عميو وسمم صم) قال رسول اهلل

أذانين صالة ، بين كل أذانين صالة ، ثم قال في " .لمن شاء : " الثالثة

األذان : " ال اختالف أن المراد باألذانين في الحديث ن كانا واإلقامة ، وليس المراد األذانيين المتواليين ، وا

.مشروعين كأذان الفجر إذا تكرر مرتين في دخول الصالة بين األذان األول وقد توقف بعضيم

والثاني يوم الجمعة في ىذا الحديث ؛ ألنيما أذانان ال يدخل في الحديث ، : مشروعان ، وعمى ما قررناه

وكما ال تدخل الصالة بين األذان األول والثاني لمفجر ، ن كانت الصالة يوم الجمعة بعد الزوال حسنة مندوبا وا

إن شاء -" الجمعة " ر في إلييا ؛ ألدلة أخرى ، تذك .اهلل

الصالة بين األذان : وحديث ابن مغفل يدخل فيو واإلقامة في جميع الصموات الخمس ، فأما أذان الصبح فيشرع بعده ركعتا الفجر ، وال يزاد عمييما عند جميور

.العمماء إن من صمى ركعتي الفجر في : حتى قال كثير منيم

.بيتو ، ثم دخل المسجد ني أن األظير عنو أنو ال يصمي في أوقات النيي يع

.شيء من ذوات األسباب وال غيرىا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وعنو رواية اخرى ، أنو يصمي ذوات االسباب ، كقول الشافعي ، فيصمي الداخل حينئذ تحية المسجد ثم

.يجمس نيي وقد تقدمت ىذه المسألة في الكالم عمى احاديث ال

.مستوفاة وأماالظير ، فأنو يستحب التطوع قبميا بركعتين أو اربع

.ركعات ، وىي من الرواتب عند االكثرين وقد روي في الصالة عقب زوال الشمس أحاديث ، في

.أسانيد أكثرىا مقال وبكل حال ؛ فما بين االذانين لمظير ىو وقت صالة ،

.فمن شاء استقل ومن شاء استكثر االذانين لصالة العصر ، فيذا الحديث يدل عمى وأمابين

انو يشرع بينيما صالة ، وقد ورد في االربع قبل العصر .أيضا -أحاديث متعددة ، وفي الركعتين

ىل يمتحق بالسنن الرواتب ؟ والجميور عمى : واختمفوا .انيا ال تمتحق بيا

وأمابين االذانين قبل المغرب ، فيذا الحديث يدل عمى .وعية الصالة فيو مشر

:وقد اختمف العمماء في ذلك ال يزول وقت النيي حتى : فمنيم من كرىو ، وقال

.يصمي المغرب ، وىو قول الكوفيين وغيرىم باسحبابيا ، وىو رواية عن أحمد ، : ومنيم من قال

وقول طائفة من السمف ؛ ليذا الحديث ؛ ولحديث أنس .في الباب الماضي

ىي مباحة ، غير مكروىة وال مستحبة :ومنيم من قال ، واالمر بيا إطالق من محظور ، فال يفيد أكثر من

االباحة ، وىو رواية عن أحمد ، وسيأتي القول فييا .إن شاء اهلل تعالى -بأبسط من ىذا في موضع آخر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ة بين وأما الصالة بين االذانين لمعشاء ، فيي كالصالاالذانين لمعصر ودونيا ؛ فإنا ال نعمم قائال يقول بأنيا

.تمتحق بالسنن الرواتب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ليؤذن في السفر مؤذن واحد: باب من قال -ثنا وىيب ، عن أيوب ، : ثنا معمى بن أسد -

اتيت : عن أبي قالبة ، عن مالك بن الحويرث ، قال في نفر من قومي ، فأقمنا عنده عشرين ليمة ، ) بي الن

: وكان رحيما رقيقا ، فمما رأى شوقنا إلى اىمنا ، قال ارجعوا ، فكونوا فييم ، وعمموىم ، وصموا ، فإذا ) )

حضرت الصالة فميؤذن لكم أحدكم ، وليؤمكم ( ( .أكبركم أمر مالك بن الحويرث وأصحابو ) أن النبي : مراده

إلى اىميم ، وأمرىم إذا حضرت الصالة ان بالرجوع يؤذن احدىم ، كان دليال عمى ان المسافرين ال يشرع

عادتو مرتين في الفجر وال في ليم تكرير األذان وا .غيره

أنو كان لو في ) أنو لم ينقل عن النبي : ويعضد ىذا .السفر مؤذنان ، يؤذن أحدىما بعد االخر

ي المتقدم يدل عمى وحديث زياد بن الحارث الصدائ .ذلك

ولكن المفظ الذي ساقو البخاري في ىذا الباب انما يدل عمى انو امرىم بذلك إذا رجعوا إلى اىمييم ، ال انو أمرىم

بو في سفرىم قبل وصوليم ، وقد نبو عمى ذلك اجتزاء المرء : ) ) االسماعيمي ، وترجم عميو النسائي

( ( .بأذان غيره في الحضر البخاري في الباب الذي يمي ىذا بمفظ صريح وقد خرجو

، بأنو أمرىم بذلك في حال رجوعيم إلى أىميم وسفرىم ، فكان تخريجو بذلك المفظ في ىذا الباب

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أولى من تخرجو بيذا المفظ الذي يدل عمى انو لم يأمرىم .بذلك في السفر

إذا حضرت الصالة فميؤذن لكم : ) )بل قولو : فإن قيل عام في السفر والحضر ، وال يمنع من ( ( احدكم

.عمومو تخصيص أول الكالم بالحضر إن سمم ذلك لم يكن فيو دليل عمى انو ال تستحب : قيل

الزيادة عمى مؤذن واحد في السفر خاصة ، الن الكالم إذا كان شامال لمحضر والسفر فال خالف أنو في

كره اتخاذ مؤذنين ، فكيف خص كراىة ذلك الحضر ال ي

بالسفر وقد شمميا عموم واحد ؟وفي حديث عمرو بن سممة الجرمي ، عن أبيو ، أنو لما

إذا حضرت صالة : ) ) قال ليم ) قدم عمى النبي .وذكر الحديث -( ( فميؤذن لكم احدكم

.وقد خرجو البخاري في موضع آخر ، بل يشمل سفرىم وامره ىذا ال يختص بحال سفرىم

قامتيم في حييم .وا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب األذان لممسافرين إذا كانوا جماعة واالقامة -الصالة في : ) ) وكذلك بعرفة وجمع وقول المؤذن

، في الميمة الباردة أو المطيرة االذان( ( الرحال إنما خرج فيو ىاىنا شيئا ، [ يخرج ] بعرفة وجمع ، لم

، ( ( الجمع بين الصالتين : ابواب ) ) أحاديث في ، والكالم فيو يأتي في ( ( كتاب الحج ) ) وفي

.إن شاء اهلل تعالى -موضوعو واشار اليو ىاىنا اشارة ؛ الن فيو ذكر األذان في السفر

نما خرج ىاىنا أربعة أحاديث مما يدخل في بقية ، وا .ترجمة الباب : الحديث االول

ثنا شعبة ، عن المياجر : ثنا مسمم بن إبراىيم - : أبي الحسن ، عن زيد ين وىب ، عن أبي ذر ، قال

في سفر ، فأراد المؤذن أن يؤذن ، ) كنا مع رسول اهلل : ثم اراد أن يؤذن ، فقال لو ( ( . أبرد : ) ) فقال لو

( (ابرد : ) ) ثم اراد ان يؤذن ، فقال لو ( ( . ابرد ) ) إن شدة : ) ) ، حتى ساوى الظل التمول ، فقال النبي

( ( .الحر من فيح جينم ىذا الحديث قد خرجو البخاري فيما سبق في

( ( .وقت صالة الظير : ابواب ) ) كان يؤذن لو في ) ان النبي : ومقصوده منو ىاىنا

.السفر وقد تقدم الكالم عمى االبراد ، وىل كان باالذان أو

.مة باالقا( ( حتى ساوى الظل التمول : ) ) وقولو في ىذه الرواية

ظاىره انو اخر صالة الظير يومئذ إلى ان صار ظل .كل شيء مثمو ، وىو آخر وقتيا

:وىذا يحتمل أمرين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أنو صالىا في آخر وقتيا قبل دخول وقت : أحدىما .العصر خرىا إلى دخول وقت العصر وجمع أنو أ: والثاني

.بينيما في وقت العصر فإن كان قد اخرىا إلى وقت العصر استدل بالحديث حينئذ عمى أن تاخير الصالة االولى من المجموعتين إلى وقت الثانية لمجمع في السفر ال يحتاج إلى نية

الجمع ؛ النيم كانوا يؤذنونو بالصالة في وقتيا ، وىو

، وىم ال يعممون أنو يريد جمعيا مع يأمر بالتأخبر .الثانية في وقتيا ، وال اعمميم بذلك

ولكن االظير ىو االول ، وال يمزم من مصير ظل التمول مثميا أن يكون قد خرج وقت الظير ؛ فإن وقت الظير

.إنما يخرج إذا صار ظل الشيء مثمو بعد الزوال ، وقد خرجو البخاري فيما تقدم من وجيين عن شعبة

( ( .حتى رأينا فيء التمول : ) ) وفييما .انو إنما أمره باالبراد ، ال بالجمع : ويدل عمى ىذا :الحديث الثاني

ثنا سفيان ، عن خالد : ثنا محمد بن يوسف - الحذاء ، عن أبي قالبة ، عن مالك بن الحوبرث ،

يريدان السفر ، فقال النبي ) اتى رجالن إلى النبي : قال إذا انتما خرجتما فأذنان ثم أقيما ، ثم ليؤمكما : ) ) )

( ( .اكبركما التصريح بأنو أمرىما بذلك من حين : في ىذه الرواية

.خروجيما من المدينة مسافرين إذا سافرتما ، فأذنا : ) ) قال : وخرجو النسائي ، ولفظو

( ( .واقيما ان يحمل ولكنو أمرىما معا باالذان واالقامة ، فيذا أما

.عمى أذانيما مجتمعين أو منفردين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وبكل حال ؛ فيدل عمى انو يستحب في السفر الزيادة فيذه رواية خالد الحذاء عن أبي . عمى مؤذن واحد

قالبة تخالف رواية ايوب عن أبي قالبة في ألفاظ عديدة .من ىذا الحديث -ال اعمم أحدا جاء بو إال خالد : قال االمام أحمد

ىذا : ، وقال -في األذان واالقامة في السفر : يعني .انتيى : شديد عمى الناس

إذا : ) ) وقد روي بمفظ آخر عن خالد الحذاء ، وىو .من غير ذكر سفر وال حضر -( ( حضرت الصالة

.وقد حرجو البخاري في موضع آخر

:الحديث الثالث :قال ثنا يحيى ، عن عبيد اهلل بن : مسدد [ ثنا ] -

أذن ابن عمر في ليمة : حدثني نافع ، قال : عمر ، قال صموا في رحالكم ، وأخبرنا أن : باردة بضجنان ، ثم قال

: كان يأمر مؤذنا يؤذن ، ثم يقول عمى اثره ) رسول اهلل اال صموا في الرحال في الميمة الباردة أو المطيرة في ) ) ( ( .فر السبالضاد المعجمة والجيم ، كذا ( ( : ضجنان ) )

، ( ( معجم البمدان ) ) محركتان ، كذا قيده صاحب ىو عمى بريد من مكة : ىو جبل بتيامة ، وقيل : وقال .بينو و بين مكة خمسة وعشرون ميال : وقيل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.نو بسكون الجيم ا: والمتداول بين أىل الحديث

وقد خرج -مالك : وقد روى ىذا الحديث ، عن نافع ويحيى االنصاري ، وايوب -البخاري حديثو في موضع

.السجستاني أن الذي نادى بضجنان : وفي رواية ابن عمية ، عنو

) .ىو منادي النبي .انو وىم : والظاىر

: ورواه ابن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر قال بذاك بالمدينة في الميمة المطيرة ، ) ى منادي النبي ناد

.والغداة القرة .خرجو أبو داود

، وفي انو انما ( ( ذكر المدينة ) ) فخالف الناس في .كان يأمر المنادي ان يقولو بعد تمام اذانو

وقد روي معنى حديث ابن عمر من حديث أبي المميح ) .بن اسامة ، عن أبيو ، عن النبي

جو االمام أحمد وابو داود والنسائي وابن خزيمة وابن خر .والحاكم وصححو ( ( صحيحيما ) ) حبان في

دليل عمى ان األذان في السفر : وفي حديث ابن عمر

كان ينادي بذلك ] مشروع في غير صالة الفجر ليال [ .ليال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:الحديث الرابع :قال ثنا أبو : ابنا جعفر بن عون : ثنا إسحاق -

: العميس ، عن عون بن أبي جحيفة ، عن أبيو ، قال باالبطح ، فجاءه بالل فاذنو بالصالة ) رأيت رسول اهلل

، ثم خرج بالل بالعنزة حتى ركزىا بين يدي رسول اهلل .باالبطح ، واقام الصالة )

ألذان ، وكان التصريح باالقامة دون ا: في ىذه الرواية .ذلك باالبطح في حجة الوداع

وقد خرج البخاري فيو ذكر األذان في الباب االتي ، إن شاء اهلل -ولكن اختصره ، وسنذكره بتمامو فيو

.تعالى بالصالة ، ) أن بالال آذن النبي : وفي ىذا الحديث

وخرج بين يديو بالعنزة ، وأقام الصالة ، وىذا موافق متقدم الذي خرجو البخاري في لحديث عائشة ال

( ( .انتظار االقامة : باب ) ) وقد دلت ىذه االحاديث عمى مشروعية األذان في السفر لجميع الصموات ، فإن منيا ما فيو األذان في السفر ليال كحديث ابن عمر ، ومنيا ما فيو األذان في السفر نيارا

صر كحديث أبي جحيفة ، فإن فيو األذان لمظير والعباالبطح ، وحديث أبي ذر ، فإن فيو األذان لمظير ،

وحديث مالك بن الحويرث يعم سائر الصموات ، وأحاديث األذان بعرفة تدل عمى األذان لمجمع بين

الظير والعصر ، واحاديث األذان بالمزدلفة تدل عمى األذان لمجمع بين المغرب والعشاء ، وقد اختمفت

.إن شاء اهلل -ي موضعيا الروايات في ذلك ، وتذكر فوقد تقدم حديث األذان لمصالة في السفر بعد فوات

وفي حديث أبي محذورة ، انيم سمعوا األذان مع . وقتيا ، وقد قفل من حنين راجعا ) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:وقد اختمف العمماء في األذان في السفر .روع لمصموات كميا فذىب كثير منيم إلى انو مش

كانوا يؤمرون ان يؤذنوا ويقيموا ويؤميم : قال ابن سيرين .أقرؤىم

.خرجو االثرم .وىو قول أبي حنيفة والشافعي

سحاق ، انو يؤذن ويقام ونقل ابن منصور ، عن أحمد وا في السفر لكل صالة ، واحتجا بحديث مالك بن

.الحويرث واالقامة سنة في ولكن اكثر أصحابنا عمى ان األذان

.السفر ، ليس بفرض كفاية ، بل سنة بخالف الحضر

ومن متأخرييم من سوى في الوجوب بين السفر .والحضر ، والواحد والجماعة ، وىو قول داود

ىو فرض في حق الجماعة في : وقال ابن المنذر .الحضر والسفر

وظاىر تبويب البخاري يدل عمى انو يرى األذان انما .في السفر لمجماعة ، دون المنفرد يشرع

.إن نسي االقامة في السفر أعاد : قال مجاىد .وىذا يدل عمى انو رآىا شرطا في حق المسافر وغيره

ال يؤذن اال لمفجر خاصة ، بل يقيم لكل : وقالت طائفة .صالة

.روي ىذا عن ابن عمر .وروي عنو مرفوعا

.خرجو الحاكم .طراب وفي إسناده ضعف واض

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .رفعو وىم فاحش ، وال يصح رفعو : قال البييقي

.وروي عن ابن سيرين مثل قول ابن عمر .ونقمو حرب ، عن إسحاق

ونقل الميموني ، عن أحمد ، قال في المسافر في الفجر إن شاء -خاصة يؤذن ويقيم ، وفي غير الفجر يقيم

.اهلل ال بد لممسافر أن يقيم : ابن منصور ، عن إسحاق ونقل

بخالف الحاضر ؛ آلن الحاضر يكتفي بأذان غيره قامتو .وا

:وأختمفت الرواية عن مالك األذان إنما ىو في المصر : فنقل عنو ابن القاسم .لمجماعة في المساجد

ان ترك المسافر األذان عمدا : وروى أشيب ، عن مالك .الة فعميو إعادة الص

.ذكره ابن جرير ، عن يونس بن عبد االعمى ، عنو تجزئو إقامة في : وقال الحسن والقاسم بن محمد

.السفر ن شاء : وقالت طائفة ىو بالخيار ، إن شاء أذن ، وا

.أقام في السفر .روى عن عمي وعروة بن الزبير ، وبو قال سفيان

يجتمع إنما األذان لالمام الذي: وكان ابن عمر يقول .اليو الناس

رواه مالك عن نافع ، عن ابن عمر ، انو كان ال يزيد عمى االقامة في السفر في الصالة اال في الصبح ؛ فإنو

إنما األذان لالمام الذي : كان يؤذن فييا ويقيم ، ويقول .يجتمع اليو الناس

اؤذن في السفر ؟ : وقال أبو الزبير ، سألت ابن عمر لمفأر ؟ لمن يؤذن: قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

األذان : وأما الذين رأوا األذان في السفر ، فقالوا

.لإلعالم بالوقت ، وىذا مشروع في الحضر والسفر وأماإن كان المصمي منفردا وحده في قرية ، فقد ورد في

قامتو غير حديث :فضل أذانو وا النيدي ، عن روى سميمان التميمي ، عن أبي عثمان

، فتوضأ إن [ قي ] ال يكون رجل بأرض : سممان ، قال ال تيمم ، فينادي بالصالة ثم يقيميا إال أم من وجد ماء وا

.طرفو : أو قال -جنود اهلل ما ال يرى طرفاه ، عن داود بن -وفيو ضعف -ورواه القاسم بن غصن

.مرفوعا -أبي ىند ، عن أبي عثمان ، عن سممان .قالو البييقي : -يصح ، والصحيح موقوف وال

وروى مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن من صمى بأرض فالة صمى : المسيب ، أنو كان يقول

عن يمينو ممك ، وعن شمالو ممك ، فإن أذن وأقام صمى .وراءه من المالئكة أمثال الجبال

ما يدل عمى استحباب األذان ) وقد روي عن النبي :نفرد في السفر لمم

فخرج مسمم من رواية حماد بن سممة ، عن ثابت ، عن

يغير إذا طمع الفجر ، وكان ) كان النبي : أنس ، قال ال أغار ، يستمع األذان ، فإن سمع أذانا أمسك ، وا

اهلل أكبر اهلل أكبر ، فقال رسول اهلل : فسمع رجال يقول (

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

أشيد أن ال إلو إال اهلل ، قال : ، ثم قال " عمى الفطرة " خرجت من النار ( : " صمى اهلل عميو وسمم ) رسول اهلل

.، فنظروا فإذا ىو راعي معزى " وخرج اإلمام أحمد من حديث ابن مسعود ، عن النبي

فابتدرناه ، : بمعناه ، وفيو -( صمى اهلل عميو وسمم ) .، فأدركتو الصالة ، فنادى بيا فإذا ىو صاحب ماشية

بمعناه من حديث معاذ ، عن النبي -أيضا -وخرج ( .صمى اهلل عميو وسمم )

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث عقبة

: ، قال ( صمى اهلل عميو وسمم ) بن عامر ، عن النبي يعجب ربك من راعي غنم ، في شظية بجبل يؤذن "

انظروا إلى عبدي : ، فيقول عز وجل لمصالة ويصمي ىذا ، يؤذن ويقيم ويصمي ، يخاف مني ، قد غفرت

" .لعبدي وأدخمتو الجنة واستدل النسائي لإلقامة في حق المنفرد بحديث خرجو

صمى اهلل عميو ) من رواية رفاعة بن رافع ، أن النبي إذا قمت إلى الصالة : " قال لممسي في صالتو ( وسمم

وذكر لو -" ا أمرك اهلل ثم تشيد ، ثم كبر فتوضأ كمفإذا فعمت : " صفة بقية الصالة ، وقال في آخر ذلك

ن أنقصت منو شيئا انتقص ذلك فقد تمت صالتك ، وا " .من صالتك ، ولم تذىب كميا

ن ن صمى وحده في مصر ، فإن شاء أذن وأقام ، وا وا نص : -شاء أجزأه أذان أىل المصر ، واكتفى باإلقامة

.عميو أحمد سعيد ، وميمون بن ميران : يكفيو اإلقامة : وممن قال

.، والزىري ، ومالك ، واألوزاعي

أن الحاضر إن شاء صمى بغير : وقد تقدم عن إسحاق أذان وال إقامة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.والمسافر ال بد لو أن يقيم .رد يؤذن ويقيم وأما الشافعي ، فنص عمى أن المنف

أنو ال يؤذن ويكتفي : وخرج لو أصحابو قوال آخر .باإلقامة

إن بمغو أذان غيره لم يؤذن ، : ومن أصحابو من قال ال أذن ] [ .وا

وحكى ابن المنذر ، عن الكوفيين ، أن لو أن يصمي في الشعبي : المصر وحده بغير أذان وال إقامة ، منيم

. واألسود وأبو مجمز والنخعي .وحكى مثمو عن مجاىد وعكرمة

يجزئو أذان أىل : وعن أبي حنيفة وأصحابو وأبي ثور

.المصر تجزئة اإلقامة ، إال في : وعن ابن سيرين والنخعي .الفجر ؛ فإنو يؤذن ويقيم

أن : وحكى ابن عبد البر ، عن أبي حنيفة وأصحابو قامة ، وأما المسافر يكره لو أن يصمي بغير أذان وا

ن ال حاضر إذا صمى وحده فيستحب أن يؤذن ويقيم ، وا قامتيم أجزأه .اكتفى بأذان أىل المصر وا

إن سمع إقامة أىل المصر فاكتفى : وقال سفيان : قمت .بيا أجزأه ، فمم يكتف باإلقامة حتى يسمعيا

صمى ابن مسعود بي : وروي عن عمقمة ، قال يجزئنا أذان : وباألسود بغير أذان وال إقامة ، وربما قال

.الحي وأقامتيم .خرجو البييقي

بإسناد ضعيف جدا ، عن ابن عمر ، -أيضا -وخرج من: أنو كان يقول

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

صمى في مسجد قد أقيمت فيو الصالة أجزأتو : .إقامتيم .وبو قال الحسن والشعبي والنخعي : ثم قال

لم أعمم مخالفا أنو إذا جاء : وقال الشافعي : قال المسجد وقد خرج اإلمام من الصالة كان لو أن يصمي

.بال أذان وال إقامة .يقيم لنفسو : وكان عطاء يقول : قال البييقي

جاءنا : ثم روى بإسناد صحيح ، عن أبي عثمان ، قال أنس بن مالك وقد صمينا الفجر ، فأذن وأقام ، ثم صمى

.الفجر ألصحابو قال ورويناه عن سممة بن األكوع في األذان واإلقامة ،

.ثم عن ابن المسيب والزىري : حدثنا إبراىيم بن محمد : وروى من طريق الشافعي

أخبرني عمارة بن غزية ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، رجال يؤذن ) سمع النبي : عن حفص بن عاصم ، قال

، ) تيى النبي مثل ما قال ، فأن) لممغرب ، فقال النبي انزلوا ) : ) ) قد قامت الصالة ، فقال النبي : وقد قال

( ( .فصموا المغرب بإقامة ىذا العبد األسود ابن أبي يحيى ، تركوا : وىذا ضعيف ، إبراىيم ، ىو

.حديثو عن دليم بن صالح ، عن ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

ر ، كان في سف) عون بن عبد اهلل ، أن رسول اهلل .فسمع إقامة مؤذن ، فصمى بأصحابو بإقامتو

.أيضا -وىو مرسل من صمى في مسجد قد صمي فيو : وقال أكثر أصحابنا

.بغير أذان وال إقامة فال بأس ال يسقط وجوب األذان إال : ومن متأخرييم من قال

عمن صمى مع

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ن سمعو ، المؤذن ، وال يسقط عمن ل م يصل معو وا

سواء كان واحدا أو جماعة في المسجد الذي صمي فيو .بأذان أو غيره

.وىذا شذوذ ال يعول عميو أن المصمي وحده في مصر : وىو خالف نص أحمد

.يجزئو اذان المصر ونص اإلمام أحمد في رواية جعفر بن محمد عمى أنو ال

.يترك األذان في المسجد عمى أن األذان واجب في مساجد يدل : وظاىره

.الجماعات الواجب في : وقال أبو بكر عبد العزيز بن جعفر

المصر أذان واحد ، وما زاد عميو في المساجد فيو .سنة

ولم يفرق بين أن يكون أىل المصر يبمغيم ذلك األذان ، .أو ال

الواجب من األذان في : وقال المتأخرون من أصحابنا

و اإلعالم في أقطاره ونواحيو غالبا ، المصر ما حصل ب .فال يجرئ فيو أذان واحد إذا كان ال يبمغ اقطاره

وأماما بوب عميو البخاري من قول المؤذن في األذان في ، ( ( الصالة في الرحال : ) ) الميمة المطيرة أو الباردة

.فحديث ابن عمر يدل عمى أنو يقول بعد فراغ أذانو حديث ( ( : الكالم في األذان : اب ب) ) وقد تقدم في

ابن عباس في قوليا في الحضر في أثناء األذان قبل .فراغو ، وسبق الكالم عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ىل يتتبع المؤذن فاه ىاىنا وىاىنا ؟ وىل يمتفت - في األذان ؟

.ويذكر عن بالل ، أنو جعل إصبعيو في أذنيو .ن عمر ال يجعل إصبعيو في أذنيو وكان اب

.ال بأس أن يؤذن عمى غير وضوء : وقال إبراىيم

.الوضوء حق وسنة : وقال عطاء يذكر اهلل عمى كل ) كان رسول اهلل : وقالت عائشة

.أحيانو ثنا سفيان ، عن عون : ثنا محمد بن يوسف -

بن أبي جحيفة ، عن أبيو ، أنو رأى بالال يؤذن ، .مت أتتبع فاه ىاىنا وىاىنا باألذان فجع

ىكذا خرجو البخاري ىاىنا عن الفريأبي ، عن سفيان .مختصرا -الثوري

.ورواه وكيع عن سفيان بأتم من ىذا السياق أتيت : قال : خرجو مسمم من طريقو ، ولفظ حديثو

بمكة وىو باألبطح في قبة لو حمراء من أدم ، ) النبي : قال . ضوئو ، فمن نائل وناضح فخرج بالل بو : قال

في حمة حمراء ، كأني انظر إلى ) فخرج رسول اهلل فتوضأ ، وأذن بالل ، فجعمت : قال . بياض ساقيو

، -يمينا وشماال : يقول -أتتبع فاه ىاىنا وىاىنا ثم : قال . حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح : يقول

ين ، يمر بين ركزت لو عنزة ، فتقدم فصمى الظير ركعت

يديو الحمار والكمب ، ال يمنع ، ثم صمى العصر ركعتين ، ثم لم يزل يصمي ركعتين حتى رجع إلى

.المدينة عن أبي : ورواه عبد الرزاق ، عن سفيان ، ولفظ حديثو

:جحيفة ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ا ، رأيت بالال يؤذن ويدور ويتتبع فاه ىاىنا وىاىنصبعاه في اذنيو ، ورسول اهلل -في قبة لو حمراء ) وا

.وذكر بقية الحديث .خرجو اإلمام أحمد عن عبد الرزاق .حسن صحيح : وخرجو من طريقو الترمذي ، وقال

.أيضا -وخرجو البييقي ، وصححو ويذكر : ) ) وىذا ىو الذي عمقو البخاري ىاىنا بقولو

( ( .ي أذنيو عن بالل ، أنو جعل إصبعيو ف

لفظة االستدارة في حديث سفيان مدرجة : وقال البييقي -( ( الجامع ) ) ، وسفيان إنما روى ىذه المفظة ، في

.عن رجل لم يسمو ، عن عون -رواية العدني ، عنو وروي عن حماد بن سممة ، عن عون بن أبي : قال

واهلل ( ( . عن أبيو : ) ) مرسال ، لم يقل -جحيفة .عمم أ

، عن سفيان ، ( ( كتابو ) ) وكذا روى وكيع في : قمت ، فقام بالل ) أتينا النبي : عن عون ، عن أبيو ، قال

فأذن ، فجعل يقول في أذانو ، يحرف رأسو يمينا .وشماال

وروى وكيع ، عن سفيان ، عن رجل ، عن أبي جحيفة .، أن بالال كان يجعل إصبعيو في أذنية

ع ، عن سفيان تعمل بيا رواية عبد الرزاق فرواية وكي .عنو

-وليذا لم يخرجيا البخاري مسندة ، ولم يخرجيا مسمم ، وعمقيا -أيضا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

البخاري بصيغة التمريض ، وىذا من دقة نظره ومبالغتو .رضي اهلل عنو -في البحث عن العمل والتنقيب عنيا

لحاكم من حديث إبراىيم بن بشار الرمادي ، وقد خرج اعن ابن عيينة ، عن الثوري ومالك بن مغول ، عن

رأيت رسول اهلل : عون بن أبي جحيفة ، عن أبيو ، قال فذكر الحديث بنحو رواية عبد الرزاق -نزل باألبطح )

دخال اإلصبعين في األذنين .، وذكر فيو االستداره ، وا .رطيما جميعا ىو صحيح عمى ش: وقال

براىيم بن بشار ال يقبل ما تفرد بو وليس كما قال ؛ وا عن ابن عيينة ، وقد ذمو اإلمام أحمد ذما شديدا ،

.وضعفو النسائي وغيره وخرج أبو داود من رواية قيس بن ربيع ، عن عون بن

رأيت بالال خرج إلى : أبي جحيفة ، عن أبيو ، قال حي عمى الصالة ، حي ) )األبطح فإذن ، فمما بمغ

.لوى عنقو يمينا وشماال ، ولم يستدر ( ( عمى الفالح

وخرج ابن ماجو من رواية حجاج بن ارطاة ، عن عون أتيت رسول اهلل : بن أبي جحيفة ، عن أبيو قال

باألبطح ، وىو في قبة حمراء ، فخرج بالل فأذن ، ) .فاستدار في أذانو ، فجعل إصبعيو في أذنيو

.حجاج مدلس و ال ندري ىل سمعو من عون ، أم ال ؟: قال ابن خزيمة يحتمل ان يكون أراد الحجاج باستدارتو : وقال البييقي التفاتو يمينا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وحجاج : قال . وشماال ، فيكون موافقا لسائر الرواة .ليس بحجة

رأيت : ظ حديثو وخرجو من طريق آخر عن حجاج ، ولفبالال يؤذن ، وقد جعل إصبعيو في أذنيو ، وىو يمتوي

.في أذانو يمينا وشماال

من رواية : وقد رويت ىذه االستدارة من وجو آخر ، عن -وىو ضعيف جدا -محمد بن خميد الحنفي

عبد الواحد بن زياد ، عنو ، عن مسعر ، عن عمي بن .األقمر ، عن عون ، عن أبيو

.أيضا - يصح والوخرج ابن ماجو من حديث اوالد سعد القرظ ، عن آبائيم

أمر بالال ان يجعل ) ، عن سعد ، أن رسول اهلل ( ( .أنو أرفع لصوتك : ) ) إصبعيو في أذنيو ، وقال

.وىو إسناد ضعيف ؛ ضعفو ابن معين وغيره .وروي من وجوه أخر مرسمة

:ث مسائل وقد ذكر البخاري في ىذا الباب ثال :األولى

.االلتفات في األذان يمينا وشماال والسنة عند جميور العمماء أن يؤذن مستقبل القبمة ،

حي عمى الصالة ، حي : ) ) ويدير وجيو في قول .يمينا وشماال ( ( عمى الفالح

وأنكر ابن سيرين االلتفات ، حكاه ابن المنذر وابن أبي

يرين ، أنو إذا اذن شيبة بإسناد صحيح عن ابن سالمؤذن استقبل القبمة ، وكان يكره أن يستدير في

.المنارة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: وروى وكيع ، عن الربيع ، عن ابن سيرين ، قال .المؤذن ال يزيل قدميو

.وكأن الروايتين ال تصرحان بكراىة لوي العنق .وكذلك مالك

وال يدور في أذانو ، وال ( ( : نة تيذيب المدو ) ) وفي يمتفت ، وليس ىذا من األذان ، إال أن يريد بالتفاتو أن

ورأيت : قال . يسمع الناس فيؤذن كيف تيسر عميو المؤذنين بالمدينة يتوجيون القبمة في أذانيم ويقيمون

.انتيى . عرضا ، وذلك واسع يصنع كيف شاء األذان في منامو وفي حديث عبد اهلل بن زيد الذي رأى

انو رأى الذي عممو النداء في نومو قام فاستقبل القبمة .فأذن

.خرجو أبو داود من حديث معاذ يمتفت بوجيو ، وال : قال أكثرىم . والذين رأوا االلتفات

يموي عنقو ، وال يزيل قدميو ، وىو قول الثوري ، واألوزاعي ، والشافعي ، وأحمد في المشيور عنو ، وأبي

.ثور ، وحكاه ابن المنذر عن أبي حنيفة وأصحابو .عن الحسن والنخعي والميث بن سعد -أيضا -وحكي

وروى الحسن بن عمارة ، عن طمحة بن مصرف ، عن إذا ) أمرنا رسول اهلل : سويد بن غفمة ، عن بالل ، قال

.أذنا أو أقمنا أن ال نزيل أقدامنا عن مواضعيا ( ( .أفراده ) )خرجو الدارقطني في

.والحسن بن عمارة ، متروك إن كان في منارة ونحوىا دار في جوانبيا : وقالت طائفة ؛ ألنو أبمغ في

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

سحاق ، االعالم واالسماع ، وىو رواية عن أحمد وا .وظاىر فيو مالك إذا أراد االعالم

.وروي عن الحسن أنو يدور .الم أصحابنا اختصاص االلتفات باالذان وظاىر ك

.ولمشافعية في االلتفات في االقامة وجيان أن األذان إعالم لمغائبين ، فمذلك يمتفت : والفرق بينيما

ليحصل القصد بتبمغييم ، بخالف االقامة ؛ فإنيا اعالم لمحاضرين ، فال حاجة إلى التمفت فييا ، ولذلك لم يشرع

لجمع وغيرىا االلتفات ؛ النيا في الموعظة في خطب ا .خطاب لمن حضر ، فال معنى لاللتفات فييا

يستقبل المؤذن باالذان والشيادة واالقامة : وقال النخعي .القبمة

.خرجو ابن أبي شيبة وروى بإسناده عن حذيفة ، انو مر عمى ابن النباح وىو

أكبر ، أشيد أن ال الو[ اهلل ] اهلل اكبر : يؤذن ، يقول

من : اال اهلل ، ييوي بأذانو يمينا وشماال ، فقال حذيفة .يرد اهلل ان يجعل رزقو في صوتو فعل

وىذا يدل عمى انو كره التمفت في غير الحيعمة ، وجعمو .مناكال بأذانو :المسألة الثانية

.جعل االصبعين في االذنين

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.مر ، انو كان ال يفعل ذلك وقد حكى عن ابن عيدل عمى انو غير مستحب ؛ : وظاىر كالم البخاري

ألنو حكى تركو عن ابن عمر ، وأما الحديث المرفوع .فيو فعمقو بغير صيغة الجزم ، فكأنو لم يثبت عنده

من رواية الربيع بن ( ( تاريخو الكبير ) ) وذكر في أصبعيو أول من جعل : صبيح ، عن ابن سيرين ، قال

في أذنيو في األذان عبد الرحمن بن األصم مؤذن

.الحجاج .وىذا الكالم من ابن سيرين يقتضي انو عنده بدعة

.وروي عن ابن سيرين بمفظ آخر عن يزيد بن إبراىيم ( ( : كتابو ) ) قال وكيع في

أول من : والربيع بين صبيح ، عن ابن سيرين ، قال .بن األصم مؤذن الحجاج جعل اصبعا واحدة في أذانو ا

ثنا ابن عمية ، عن ابن عون ، : وقال ابن أبي شيبة اهلل أكبر ، اهلل : كان األذان أن يقول : عن محمد ، قال

أكبر ، ثم يجعل اصبعيو ، واول من ترك إحدى أصبعيو .في أذنيو ابن االصم

وثنا أبو أسامة ، عن ىشام ، عن ابن سيرين ، : قال : ن استقبل القبمة ، فأرسل يديو ، فإذا بمغ انو كان إذا اذ

أدخل ( ( حي عمى الصالة ، حي عمى الفالح ) ) .إصبعيو في أذانو

وىذا يقتضي انو إنما يجعميما في أذنيو في أثناء .األذان

وروى وكيع ، عن سفيان ، عن نسير بن ذعموق ، .رأيت ابن عمر يؤذن عمى بعير : قال

(/)

"""""" رقم صفحة""""""

رأيتو جعل إصبعيو في أذنيو ؟ : قمت لو : قال سفيان .ال : قال

وىذا ىو المروي عن ابن عمر ، الذي ذكره البخاري .تعميقا

.وأكثر العمماء عمى ان ذلك مستحب العمل عند اىل العمم ( ( : جامعو ) ) قال الترمذي في

أذنيو عمى ذلك ، يستحب ان يدخل المؤذن إصبعيو في -وفي االقامة : وقال بعض اىل العمم . في األذان

.انتيى . أيضا ، وىو قول االوزاعي .وقال إسحاق كقول االوزاعي

ان شاء جعل اصبعيو في اذانو واقامتو : ومذىب مالك

( ( .التيذيب ) ) ذكره في -، وان شاء ترك .يقتضي انو ليس بسنة : وظاىر ىذا

و ، وفي جعل االصبعين في وقد سيل أحمد في ترك .احدى االذنين ىل يضع أصبعيو عمى أذنيو إذا أذن ؟ : وسئل الشعبي

.يعم عمييما ، واحدىما يجزئك : قال ( ( .كتاب الصالة ) ) خرجو أبو نعيم في

:واختمفت الرواية عن أحمد في صفة ذلك فروي عنو ، أنو يجعل أصبعيو في أذنيو ، كقول

.الجميور عنو ، أنو يضم أصابعو ، ويجعميا عمى اذنيو في وروي

.األذان واإلقامة :واختمف أصحابنا في تفسير ذلك

يضم أصابعو ، ويقبضيما عمى راحتيو : فمنيم من قال .، ويجعميما عمى أذنيو ، وىو قول الخرقي وغيره

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

طيا ، ويجعميا يضم األصابع ، ويبس: ومنيم من قال .عمى اذنو

.ىو ظاىر كالم أحمد : قال القاضي يدخل إصبعيو في األذن : قمت ألحمد : قال أبو طالب

.ليس ىذا في الحديث : ؟ قال وىذا يدل عمى ان رواية عبد الرزاق ، عن سفيان التي

( ( جاميو ) ) والترمذي في ( ( مسنده ) ) خرجيا في استدل بحديث أبي جحيفة غير محفوظة ، مع ان أحمد

وقال في رواية أبي . في ىذا في رواية محمد بن الحكم أحب إلي أن يجعل أصابع يديو : -أيضا -طالب

عمى أذنيو ، عمى حديث أبي محذورة ، وضم أصابعو .األربع ، ووضعيما عمى أذنيو

لم يقع لفظ حديث أبي : قال القاضي أبو يعمى .محذورة

[ أبي ] حفص العكبري بإسناده ، عن وروى أبو : قال

: كان ابن عمر إذا بعث مؤذنا يقول لو : المثنى ، قال اضمم أصابعك مع كفيك ، واجعميا مضمومة عمى

.أذنيك واستحب الشافعية إدخال اإلصبعين في األذنين في

.األذان ، دون اإلقامة :المسألة الثالثة

.األذان عمى غير وضوء الوضوء حق وسنة : عطاء ، أنو قال حكى البخاري عن

ال : ، وعن النخعي ، انو قال -يعني في األذان - .بأس أن يؤذن عمى غير وضوء

يذكر اهلل عمى ) كان النبي : ورجح قولو بقول عائشة .كل أحيانو

، عن [ عن عروة ] وقد خرجو مسمم من حديث البيي ، .عائشة

(/)

"""""" صفحة رقم """""" مجاىد واألوزاعي والشافعي : وممن قال بالكراىة

سحاق .وا الحسن والنخعي وقتادة : وممن ذىب إلى الرخصة

.وحماد ومالك وسفيان وابن المبارك ورخص أحمد في األذان عمى غير وضوء ، دون

.اإلقامة .وكذا قال الحسن وقتادة ومالك

ن أحدث إن أحدث في أذانو أتمو ، وا : وقال األوزاعي .قطعيا -وكان وحده -في إقامتو

واستحب الشافعي لمن أحدث في أذانو أن يتطير ، .ويبنى عمى ما مضى منو

.لم يختمفوا في اإلقامة أنيا أشد : قال إسحاق ال ينادي بالصالة إال : قال أبو ىريرة : وقال الزىري

.متوضئ -ة ورواه معاوية بن يحيى ، عن الزىري ، عن أبي ىرير

.مرفوعا

خرجو الترمذي من الطريقين ، وذكر أن الموقوف .أصح .والزىري لم يسمع من أبي ىريرة : قال

ثنا الحارث بن عيينة ، : وروى عمير بن عمران الحنفي حق وسنة : عن عبد الجبار بن وائل ، عن أبيو ، قال

.مسنونة أن ال يؤذن إال وىو طاىر وال يؤذن : ، وزاد ( ( فراد األ) ) خرجو الدارقطني في

.إال وىو قائم .عبد الجبار ، عن أبيو مرسل : وقال .والحارث وعمير ، غير مشيورين : قمت

وما ذكره البخاري عن عطاء ، ىو من رواية ابن جريج حق: ، عنو ، قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من [ ىو ] : قال . وسنو إال يؤذن المؤذن إال متوضئا

.الصالة ، ىي فاتحة الصالة ، فال يؤذن إال متوضئا إن من نسي اإلقامة أعاد الصالة : وىذا مبني عمى قولو .، وقد سبق ذلك عنو

وسبق الكالم في ذكر اهلل تعالى لممحدث ، وان منيم من فرق بين الذكر الواجب كاألذان والخطبة ، وبين ما ليس

.بواجب .، فأشد كراىة من أذان المحدث وأماأذان الجنب

ىل يعتد بو ، أم ال ؟: واختمفوا سفيان وأبو حنيفة : يعتد بو ، منيم : فقال األكثرون

.ومالك واألوزاعي وابن المبارك والشافعي وأحمد ال يعتد بو ، : إسحاق والخرقي من أصحابنا : وقال

.ويعيده

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

(فاتتنا الصالة : ) ) قول الرجل باب -

لم : فاتتنا الصالة ، وليقل : وكره ابن سيرين أن يقول .ندرك

.اصح ) وقول النبي حدثنا شيبان ، عن يحيى ، : حدثنا أبو نعيم -

بينما نحن : عن عبد اهلل بن أبي قتادة ، عن أبيو ، قال مى ، إذ سمع جمبة الرجال ، فمما ص) نصمي مع النبي

استعجمنا إلى : قالوا ( ( ما شأنكم ؟ : ) ) قال فال تفعموا ، إذا أتيتم الصالة فعميكم : ) ) قال . الصالة

( ( .بالسكينة ، فما أدركتم فصموا ، وما فاتكم فأتموا أن يرد ما حكاه عن ابن : مقصود البخاري بيذا الباب ،( ( فاتتنا الصالة : ) ) سيرين ، أنو كره أن يقول

) : ، من ذلك بقول النبي ( ( م ندركيا : ) ) ويقول فسمى القدر المسبوق بو مع اإلمام ( ( وما فاتكم ) )

من ادرك ركعة من الصالة فقد ) : ) ) فائتا ، مع قولو ، فكيف بما لم يدرك مع اإلمام من صالتو ( ( ادركيا

.شيئا ، فإنو أولى أن يسمى فائتا فاتتنا : ) ) ين إنما يكره أن يقول أن ابن سير : والظاىر

.؛ فإنيا فاتتو حقيقة ( ( الصالة وقد يفرق بين أن تفوتو بعذر كنوم ونسيان ، أو بغير

؛ إلمكان -أيضا -عذر ، فإن كان بعذر لم تفت .التدارك بالقضاء

[ العصر ] الذي تفوتو صالة ) : " وقد تقدم قول النبي كانما وتر أىمو

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

من : والكالم عميو مستوفى ، وىل المراد بو " ومالو تفوتو بعذر أو بغير عذر ، وذكرنا ىناك من حديث أبي

إنما تفوت النائم ، وال تفوت ) : ) ) قتادة ، عن النبي ( ( .اليقظان

.خرجو اإلمام أحمد ظ وكان ابن سيرين لشدة ورعو يتورع في منطقو ، ويتحف

ن فيو ، ويكره أن يتكمم بما فيو نوع توسع أو تجوز ، وا

.كان سائغا في لغة العرب في ( ( صحيح البخاري ) ) وقد وجد في بعض نسخ

( ( .وما فاتكم فاقضوا : ) ) حديث أبي قتادة ىذا وقد خرجو الطبراني من طريق أبي نعيم الذي خرجو عنو

كم ما أدرك ، ليصل أحد: " البخاري ، وقال في حديثو " .وليقض ما فاتو

عن ابن أبي ( ( مسنده ) ) وخرجو بقي بن مخمد في شيبة ، عن معاوية بن ىشام ، عن شيبان ، وقال في

( ( .وما سبقتم فاقضوا : ) ) حديثو وما فاتكم : ) ) وخرجو اإلسماعيمي ، ولفظو

( ( .فاقضوا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يسعى إلى الصالة ، ولياتيا بالسكينة والوقارباب ال -: -( ( ما ادركتم فصموا ، وما فاتكم فأتموا : ) ) وقال

) .وقالو أبو قتادة ، عن النبي .حديث أبي قتادة ، تقدم في الباب الماضي

:قال حدثنا الزىري : حدثنا ابن أبي ذئب : حدثنا آدم -

ىريرة ، عن النبي ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي وعن الزىري ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، -)

إذاسمعتم اإلقامة فامشوا إلى : ) ) ، قال -) عن النبي الصالة ، وعميكم السكينة والوقار ، وال تسرعوا ، فما

( ( .أدركتم فصموا ، وما فاتكم فاتموا كان الزىري يروي ىذا الحديث ، عن سعيد بن المسيب

، عن أبي سممة ، -أيضا -أبي ىريرة ويرويو ، عن .عن أبي ىريرة

. وقد رواه جماعو من أصحابو عنو ، عن سعيد وحده وجمع . ورواه آخرون منيم ، عنو ، عن أبي سممة وحده

.عبيد اهلل بن عمر : بعضيم بينيما ، منيم براىيم بن -أيضا -وروي كذلك ، عن ابن أبي ذئب وا

.زيد سعد ويونس بن ي

ىو محفوظ ، كان الزىري ربما أفرده : قال الدارقطني .عن أحدىما ، وربما جمعو

من ( ( كتاب الجمعة ) ) وقد خرجو البخاري في : قمت ىذا ، عن( ( صحيحو ) )

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

آدم ، عن ابن أبي ذئب بالجمع بينيما ، ومن طريق .أبي سممة وحده شعيب ، عن الزىري ، عن

وخرجو مسمم من رواية إبراىيم بن سعيد ، عن الزىري ، .عنيما

.وخرجو أبو داود من طريق يونس كذلك يدل عمى أن الصحيح ( ( جامعو ) ) وكالم الترمذي في

.رواية من رواه عن الزىري عن سعيد وحده أنو صحيح عن الزىري ، عنيما ، وتصرف : والصحيح

.يشيد لذلك ( ( صحيحيما ) ) الشيخين في

إذاسمعتم اإلقامة فامشوا إلى الصالة ، وال ) : ) ) قولو أمر بالمشي ونيي عن اإلسراع إلى الصالة ( ( تسعوا

لمن سمع اإلقامة ، وليس سماع اإلقامة شرطا لمنيي ، نما خرج مخرج الغالب ؛ ألن الغالب أن االستعجال وا

فوت إدراك التكبيرة أو إنما يقع عند سماع اإلقامة خوف ن كنتم عمى سفر ولم : ) الركعة ، فيو كقولو تعالى وا ، والرىن [ : البقرة ) ] تجدوا كاتبا فرىان مقبوضة

.جائز في السفر وغيره ن كنتم مرضى أو عمى سفر أو جاء : ) وكذلك قولو وا

من الغائط أو المستم النساء فمم تجدوا ماء أحد منكم موا ، وقد ذكرنا أن التيمم يجوز [ : النساء ) ] فتيم

.عند عدم الماء في السفر و الحضر ادعوىم آلبائيم ىو أقسط عند المو : ) وكذلك قولو تعالى

باءىم فإخوانكم في الدين ومواليكم فإن لم تعمموا آ ، ويجوز أن يدعوا أخوانا وموالي[ : االحزاب ) ]

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ن عمم أباؤىم ؛ فقد قال النبي انت اخونا : ) ) لزيد ) وا .مع عممو بأبيو ( ( وموالنا

م الصالة فعميكم إذاأتيت) ) وقد سبق حديث أبي قتادة .، من غير اشتراط سماع اإلقامة ( ( بالسكينة

وقد أجمع العمماء عمى استحباب المشي بالسكينة إلى الصالة ، وترك االسراع واليرولة في المشي ، ولما في

وسيأتي أحاديث . ذلك من كثرة الخطا إلى المساجد .إن شاء اهلل تعالى -فضل المشي فيما بعد

يخش فوات التكبيرة االولى والركعة ، فإن وىذا ما لم ىل : خشي فواتيا ، ورجا باالسراع إدراكيا ، فاختمفوا

.يسرع حينئذ ، أم ال ؟ وفيو قوالن .انو يسعى إلدراكيما : أحدىما

.وروي عن ابن مسعود ، أنو سعى إلدراك التكبيرة ونحوه عن ابن عمر ، واألسود ، وعبد الرحمن بن يزيد

.بن جبير ، وسعيد

.اإلسراع إذاخاف من فوت الركعة : وعن أبي مجمز .الباس باإلسراع إلدراك التكبيرة : وقال إسحاق

.ورخص فيو مالك إذاطمع أن -وال بأس : -في رواية مينأ -وقال أحمد

أن يسرع شيئا ، ما لم يكن عجمة -يدرك التكبيرة األولى انوا يعجمون أنيم ك) تقبح ؛ جاء عن أصحاب النبي

شيئا إذاتخوفوا فوت التكبيرة األولى ، وطمعوا في .ادراكيا

اإلسراع إلى ) ) عمى ( ( سننو ) ) وبوب النسائي في ،( ( الصالة من غير سعي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

كان الرسول اهلل : وخرج فيو حديث أبي رافع ، قال األشيل ، يتحدث إذاصمى العصر ذىب إلى بني عبد)

فبينما : قال أبو رافع . عندىم حتى ينحدر المغرب

وذكر -يسرع إلى المغرب مررنا بالبقيع ) النبي .الحديث

وىذا إنما يدل عمى إسراع اإلمامإذاخاف االبطاء عمى .الجماعة ، وقد قرب الوقت

.أنو اليسرع بكل حال : والقول الثاني ثابت ، وأنس بن مالك ، وروي عن أبي ذر ، ويزيد بن

وأبي ىريرة ، وعطاء ، وحكاه ابن عبد البر عن جميور .العمماء ، وىو قول الثوري

العمل عمى : ونقمو أن منصور وغيره عن أحمد ، وقال .حديث أبي ىريرة دليل ظاىر عمى أنو إليسرع لخوف : وحديث أبي ىريرة

فإذا ) ) :فوت التكبيرة األولى ، وال الركعة ؛ فانو قال ، ( ( سمعتم اإلقامة فامشوا إلى الصالة ، وال تسرعوا

فدل عمى أنو ينيى عن اإلسراع مع خوف فوات التكبيرة .أو الركعة

من حديث أبي بكرة ، ( ( مسند اإلمام أحمد ) ) وفي صوت نعمي أبي ) راكع ، فسمع النبي ) أنو جاء والنبي

، فمما انصرف بكرة وىو يحفز ، يريد أن يدرك الركعة : أنا ، قال : قال أبو بكرة ( ( من الساعي ؟ : ) ) قال ( ( .زادك اهلل حرصا ، وال تعد ) )

.وفي إسناده من يجيل حالو ( ( كتاب القراءة خمف االمام ) ) وخرجو البخاري في

-عن أبي بكرة -أيضا -بإسناده آخر فيو ضعف يا رسول : قال إن أبا بكرة: قال : بمعناه ، وفي حديث

اهلل ، خشيت ان تفوتني ركعة معك ، فأسرعت المشي ، زادك اهلل حرصا ،: ) ) فقال لو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( .و التعد ، صل ما ادركت ، واقض ما سبقت ولو سمع اإلقامة وىو مشتغل ببعض أسباب الصالة

ال يعجل : كالوضوء و الغسل أو غيرىما ، فقال عطاء .أنو يتمو من غير استعجال : يعنى -عن ذلك

في ( ( ال تعجل عن عشائك : ) ) وسيأتي حديث .إن شاء اهلل تعالى -موضعو من الكتاب

، وىو بالرفع ( ( عميكم السكينة والوقار ) : ) ) وقولو عمى أن الجممة مبتدأ وخبر ، ويروى بالنصب عمى

.المديني ذكره أبو موسى : -اإلغراء ، ( ( فما أدركتم فصموا ، وما فاتكم فأتموا ) : ) ) وقولو

ىذه الرواية المشيورة عن الزىري ، التي راوىا عنو عامة .أصحابو الحفاظ

: ورواه ابن عيينة ، عن الزىري ، وقال في روايتو ( ( .وما فاتكم فاقضوا ) )

.خرج حديثو اإلمام أحمد والنسائي : يعني -أن ابن عيينة تفرد بيذه المفظة وذكر أبو داود

.عن الزىري أخطأ ابن : وذكر البييقي بإسناده ، عن مسمم ، أنو قال

.عيينة في ىذه المفظة .قد توبع عمييا : قمت

وخرجو اإلمام أحمد ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ،

قال ( ( . قاضوا : ) ) عن الزىري ، وقال في حديثو .سجودا ولم يذكر: معمر

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وكذا رواىا بحر السقاء ، عن الزىري ، وقال في حديثو .وبحر ، فيو ضعف ( ( وليقض ما سبقو ) )

سميمان بن كثير ، : بنحو رواية بحر -أيضا -ورواىا .عن الزىري ، عن أبي سممة ، عن أبي ىريرة

( ( .اء خمف اإلمام كتاب القر ) ) خرجو البخاري في :من غير رواية الزىري ( ( القضاء ) ) ورويت لفظة

وروى شعبة ، عن سعد بن إبراىيم ، عن أبي سممة ، ائتوا : ) ) ، قال ) عن أبي ىريرة ، عن النبي

وعميكم السكينة ، فصموا ما ادركتم ، واقضوا [ الصالة ] ( ( .ما سبقكم

.خرجو أبو داود

حمد من رواية عمر بن أبي سممة ، عن وخرجو اإلمام أ .بمعناه -) أبيو ، عن أبي ىريرة ، عن النبي

:ورويت عن أبي ىريرة من وجود أخر فخرج مسمم طريق ابن سيرين ، عن أبي ىريرة ، عن

إذا ثوب بالصالة فال يسعى إلييا : ) ) ، قال ) النبي ما أحدكم ، ولكن ليمش ؛ وعميو بالسكينة والوقار ، صل

( ( .أدركت ، واقض ما سبقك .وكذا قال أبو رافع ، عن أبي ىريرة : قال أبو داود

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وخرج اإلمام أحمد وأبو داود من حديث حميد ، عن أنس إذا جاء أحدكم فميمش نحوا : ) ) ، قال ) ، عن النبي

ا مما كان يمشي ، فميصل ما أدركو ، وليقض م ( ( .سبقو

وخرج البزار من حديث سميمان بن بالل ، عن يحيى بن

سعيد ، عن الزىري ، عن سعيد وأبي سممة ، عن أبي من أدرك ركعة من : ) ) ، قال ) ىريرة ، عن النبي

الصالة فقد أدرك الصالة كميا ، إال أنو يقضي ما ( ( .فاتو

.وىذا الحديث آخر غير الذي قبمو .أكثر ( ( فأتموا ) ) واية من روى وبالجممة ، فر

( ( فاقضوا ) ) وقد استدل اإلمام أحمد برواية من روى .، ورحجيا أرأيت -أحمد : يعني -قمت ألبي عبد اهلل : قال األثرم

يجعل من أدرك مع اإلمام أول صالتو ، : قول من قال يجعمو آخر صالتو ، أي شيء الفرق بينيما ؟ : وقد قال

فحديث : قمت لو . أجل القراءة فيما يقضي من : قال عمى أنو : عمى أي القولين يدل عندك ؟ قال ) : النبي

صموا ما ادركتم ) : ) ) يقضي ما فاتو ؛ قال النبي ( ( .واقضوا ما سبقكم

يروى عن أنس وأبي ىريرة : وقال في رواية ابنو صالح صل ما أدركت واقض ما : ) ) قال ) ، أن النبي

يقرأ فيما : ويروي غيره أنو قال : قال ( ( . ك سبق: قال ابن مسعود . يقرأ فيما يقضي : وقال غيره . أدرك

.انتيى . ما أدركت من الصالة فيو آخر صالتك ، عن معمر ، عن ( ( كتابو ) ) وروى عبد الرزاق في :قتادة ، أن عميا قال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

من اإلمام فيو أول صالتك ، واقض فيما ما أدركتاقرأ فيما : وأن ابن مسعود قال . سبقك بو من القراءة

.فاتك وعن مالك ، عن نافع ، أن ابن عمر كان إذا فاتو شيء من الصالة مع اإلمام التي يعمن فييا بالقراءة ، فإذا سمم

.اإلمام قام عبد اهلل فقرأ لنفسو حدثنا عبيد : يحيى بن سعيد حدثنا: وروى اإلمام أحمد

اهلل ، عن نافع ، أن ابن عمر كان إذا سبق باألولتين قرأ

.في اآلخرتين بفاتحة الكتاب وسورة أماالقراءة فيما يقضي فمتفق عمييا ؛ ألن حكم : قمت

متابعة اإلمام قد انقطعت عنو بسالم إمامو قبل فراغ كما يقرأ صالتو ، فيو فيما بقي من الصالة منفرد ، يقرأ

أنو ال يقرأ : المنفرد بصالتو ، ال يقول أحد من العمماء .فييا الستمرار حكم ائتمامو باإلمام

أن المصمي يقرأ في ركعتين : ولكن من يقول من السمف ويسبح في ركعتين ، كما يقول الكوفيون وغيرىم ،

إذا أدرك اإلمام في ركعتين من الرباعية أنو : يقول ألنيم ال يرون قراءة الماموم وراء إمامو اليقرأ معيم ؛

إذا قام يقضي ما فاتو من الركعتين ، : بحال ، ويقولون فإنو يقرأ ، وال يجزئو أن يسبح ، فإنو قد صار منفردا في

من القراءة ، سواء فاتو ركعة [ لو ] بقية صالتو ، فال بد أو ركعتان ، فإن فاتو ثالث ركعات قرأ في ركعتين ، ولو

.يسبح في الثالثة أن .وىذا كمو قول سفيان الثوري

وحكى سفيان وأصحابو وابن عمر ، أنو إذا أدرك

ركعتين مع اإلمام لم يقرأ فيما أدركو معو ، وقرأ في .الركعتين إذا قضاىما

وعن عمي ، أن ما أدركو فيو أول صالتو ، فيقرأ فيو ما .سبقو بو اإلمام من القراءة

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

أن عميا لم ير القراءة فيما يقضيو ، وأنيم : ظاىر ىذا .أرادوا أنو ال يقرأ فيو ما زاد عمى الفاتحة

عبيدة السمماني ، وابن : يقرأ فيما يقضي : وممن قال .سيرين ، وأبو قالبة ، والنخعي

وروى عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن جابر ، عن ندبا ومسروقا أدركا ركعة من المغرب ، الشعبي ، ان ج

فقرأ جندب ولم يقرأ مسروق خمف اإلمام ، فمما سمم اإلمام قأمايقضيان ، فجمس مسروق في الثانية والثالثة ، وقام جندب إلى الثالثة ولم يجمس ، فمما انصرفا أتيا ابن

كل قد أصاب ، ونفعل كما فعل : مسعود ، فقال .مسروق

جعفر الجزري ، عن الحكم ، ان وعن معمر ، عن جندبا ومسروقا أدركا ركعة من المغرب ، فقرأ أحدىما في الركعتين اآلخرتين ما فاتو من القراءة ، ولم يقرأ اآلخر في ركعة ، فسئل ابن مسعود ، فقاال كالىما

محسن ، وأنا أصنع كما صنع ىذا الذي قرأ في .الركعتين

ي ركعات الصالة كميا ، وأكثر العمماء عمى أنو يقرأ فيقرأ في الركعتين األولتين بالحمد وسورة وفي اآلخرتين

.بالحمد وحدىا وعمى ىذا ؛ إذا أدرك المسبوق من الرباعية أو المغرب

ركعتين ، يقرأ فيما يقضي من الركعتين وبالحمد وحدىا ، أو بالحمد وسورة ؟ عمى قولين ، اشيرىما أنو يقضي

.بالحمد وسورة .وىذا ىو المنصوص عن مالك ، والشافعي ، وأحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ونص الشافعي عمى أن ما أدركو مع اإلمام فيو أول .صالتو

ىو : أحدىما : وعن مالك في ذلك روايتان منصوصتان .ىو آخرىا : والثانية . أول صالتو

، أنو آخر وكذلك عن أحمد ، ولكن أكثر الروايات عنو .صالتو

وأمامذىب أبي حنيفة وأصحابو ، فيو أن ما أدركو مع .اإلمام آخر صالتو ، وما يقضيو أوليا

.وىو قول الحسن بن حي وسفيان الثوري وعمى قول ىؤالء ال إشكال في أنو يقرأ فيما يقضي

.وسورة [ بالحمد ] واختمفوا في الذي يدركو المأموم من : قال ابن المنذر

.الة اإلمام صيجعمو أول صالتو ، روي ىذا القول عن : فقالت طائفة

عمر وعمي وأبي الدرداء ، وال يثبت ذلك عنيم ، وبو

قال سعيد بن المسيب والحسن وعمر بن عبد العزيز ومكحول وعطاء والزىري و األوزاعي وسعيد بن عبد

سحاق والمزني .العزيز وا مام آخر صالتو ، يجعل ما أدرك مع اإل: وقالت طائفة

وبو قال مجاىد وابن سيرين ومالك . كذلك قال ابن عمر .والثوري والشافعي وأحمد

.انتيى . وباألول نقول : قال ابن المنذر وأنكر ابن عبد البر نقل ابن المنذر ذلك عن مالك

والشافعي والثوري

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

في ] من قوليم في القراءة إنما أخذه: وأحمد ، وقال [ .القضاء

وثبت عن ابن المسيب والحسن وعمر بن عبد : قال العزيز ومكحول وعطاء والزىري واألوزاعي وسعيد بن

.ما أدركت فاجعمو أول صالتك : عبد العزيز إن لم يثبت عنيم -والذي يجيء عمى أصوليم : قال

سحاق وداود و -نص في ذلك عبد ما قالو المزني وا .العزيز بن الماجشون

أنو يقرأ فيما يقضي بالحمد وحدىا ؛ ألنو آخر : يعني .صالتو

.وىذا أطرد في القياس : قال ما أدركو فيو أول صالتو ، وما : فأمامن يقول : قال

يقرأ فيو بالحمد وسورة ، : يقضيو آخرىا ، ثم يقول فكيف يصح ىذا عمى قولو ؟ما : ه عن مكحول ، قال وروى حرب الكرماني بإسناد

أدركت فاجعمو أول صالتك ، تقرأ في أوليا بأم القرآن .وسورة بينك وبين نفسك

وىذا ظاىر في أنو ال يقرأ فيما يقضي بسورة مع : قمت .الحمد

عن بقية ، عن الزبيدي ، -أيضا -وروى بإسناده يقرأ فيما يقضي بأم القرآن وسورة بقدر الذي فاتو : قال

يقرأ بأم : وأمااألوزاعي فكان يقول : قال . مام مع اإل .وبو نأخذ : قال بقية . القرآن بإسناده عن ثابت بن عجالن ، عن -أيضا -وروى

ما أدركت مع : سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال اإلمام فيو أول صالتك ، واقرأ فيو بفاتحة الكتاب

.وسورة أ فيما يقضي زيادة عمى أنو ال يقر -أيضا -وىذا يدل

.عمى الحمد

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

مثل قول -وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة .ابن عباس

وقد اتفقت النصوص عن أحمد عمى أنو يقرأ فيما يقضي .بالحمد وسورة

:واختمف قولو في مأخذ ذلك

أدركو فنقل عنو ىارون الحمال ، أن مأخذ ذلك أن ما قد : فقيل لو : قال . آخر صالتو وما يقضيو أوليا

يقرأ بفاتحة الكتاب ويجعل ما : حكي عنك أنك قمت .فأنكر ذلك . أدرك أول صالتو

وىذا يحتمل أن يكون إنكاره لمقول بأنو يقتصر عمى الحمد فيما يقضي تفريعا عمى ذلك ؛ فإن القول بأن ما

نقمو عنو غير واحد أدركو أول صالتو مشيور عنو ، قد، فإن كان مراده األول كان قولو بأن القراءة فيما يقضي

إن ما : بالحمد وسورة ال يختمف قولو فيو مع قولو يقضيو أول صالتو أو آخرىا ، وىذا ىو المذىب عند

.أبي موسى وغيره من متقدمي األصحاب وقد نقل عبد اهلل واألثرم وغيرىما انو يقرأ فيما يقضي

.آخر صالتو : مد وسورة ، مع قولو بالحن كان مراده الثاني كان القول يقرأ الحمد وسورة فيما : وا

ىل ىو : يقضيو ، مبنيا عمى االختالف فيما يقضيو .أول صالتو ، أو آخرىا

وىذا ىو قول القاضي أبي يعمى ومن بعده من .أصحابنا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

متاخرين منيم أن يصح القول بقراءة وأنكر بعض الالحمد وسورة فيما يقضيو عمى كال القولين ، إال عمى قول من يرى استحباب القراءة بالحمد وسورة في كل ركعة من الصالة كميا ، أو عمى أن من نسي قراءة

.السورة في األوليين قرأىا في األخريين .ىنا وىذا المأخذ الثاني ال يصح ؛ فإنو ال نسيان ىا

:ولممسألة مأخذان لم يذكرىما ىذا القائل االحتياط ، ونص عميو أحمد في رواية صالح : أحدىما

يكون جموسو عمى أول : وعبد اهلل وغيرىما ، قال .صالتو وفي القراءة يحتاط فيقرأ فيما يقضي

أنو إن أدرك ركعة من الرباعية تشيد عقيب : يعني

صالتو في الجموس قضاء ركعة ، فيجعل ما أدرك أوللمتشيد ؛ ويقرأ في ركعتين فيما يقضي بالحمد وسورة

احتياطا لقراءة السورة ؛ فإنيا سنة مؤكدة ، فيحتاط ليا ، ويأتي بيا في الركعات كميا ؛ لالختالف في أول صالتو

.وآخرىا أنو إذا أدرك مع اإلمام ركعتين من : والمأخذ الثاني

ن قراءة السورة مع الحمد معو الرباعية ، فإنو ال يتمكن مغالبا ، فإذا صمى معو ركعتين قرأ فييما بالحمد وحدىا ،

ثم قضى ركعتين ؛ فإنو ينبغي أن يقرأ فييما سورة مع الفاتحة ؛ لئال تخموا ىذه الصالة من قراءة سورة مع الفاتحة ، مع حصول االختالف في استحباب قراءة

يقرأ فيما يقضي السورة فيما يقضيو ، فاالحتياط أن .بالحمد وسورة

أمالو كان قد قرأ فيما أدرك مع اإلمام سورة مع الفاتحة ؛ فإنو ال يعيد السورة فيما يقضيو ، ال سيما عند من

.إن ما أدركو ىو أول صالتو : يقول

إذا أمكنك اإلمام فاقرأ في الركعتين : وليذا قال قتادة المتين بقيتا سورة ،

(/)

"""""" صفحة رقم " """""

.سورة ، تجعميما أول صالتك .ذكره عبد الرزاق ، عن معمر ، عنو

ولم أجد ألحمد وال لغيره من األئمة نصا صريحا أنو يقرأ بالحمد وسورة فيما أدركو خمف اإلمام ، ثم يعيد ذلك فيما

يقضيو ، بل نص عمى أن من أدرك ركعة من الوتر .عيد القنوت وقضى ما فاتو أنو ال ي

وعممو أبو حفص البرمكي بأنو قد قنت مع اإلمام فال ويحتمل أنو لم : قال . يعيد كما لو سجد معو لمسيو .يعده ألنو أدرك آخر الصالة

ونص الشافعي عمى أن المسبوق بركعتين من الرباعية .يقرأ فيما يقضي بالفاتحة وسورتين

:فاختمف أصحابو عمى طريقين في استحباب السورة لو القوالن في أن: أحدىما

استحباب قراءة السورة في الركعتين األخريين ، وأن الشافعي إنما فرع نصو ىذا عمى قولو باستحباب قراءة .السورة في كل الركعات ، وىذا قالو أبو عمي الطبري

قالو أبو إسحاق ، أنو يستحب لممسبوق : والطريق الثاني ن قيل قراءة السورة قوال واحدا ال يستحب لغيره : ، وا

قراءة في األخريين ؛ ألن المسبوق لم يقرأ السورة في األوليين ، وال أدرك قراءة اإلمام السورة ، فاستحب لو ؛

.لئال تخمو صالتو من سورتين وىذا الطريق ىو الصحيح عندىم ، وعميو أكثر

.أصحابيم فأكثرىم وأماالجير بالقراءة في العشاء وثالثة المغرب ،

.عمى أنو ال يجير

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .وحكوا في جيره قولين لمشافعي

عمى أنو ( ( اإلمالء ) ) نص في : ومنيم من قال يجير ؛ ألن الجير فاتو فيتدارك ، ونص في غيره عمى أنو ال يجير ؛ ألن سنة آخر الصالة اإلسرار بالقراءة ،

.يفرق بينو وبين السورة وبيذا. فال تفوتو وصرح بعضيم بأنو لو كان اإلمام بطيء القراءة فأمكن المسبوق أن يقرأ معو السورة فيما أدرك فقرأىا ، لم يعدىا

يقرأ بالسورة في الركعات : في األخريين ، إال عمى قوليم .كميا ، وىو حسن موافق لما ذكره

السمف وىاىنا مأخذ ثالث ؛ وقد صرح بو غير واحد من، وقد روي عن عمي ما يدل عميو ، وصرح بو الترمذي

أن من أدرك مع اإلمام ركعتين فقد فاتو : وغيره ، وىو معو ركعتان بسورتييما ، فيشرع لو قضاء ما فاتو عمى

.وجيو لكن ؛ ىل يقضيو فيما أدرك مع اإلمام ، أو فيما يقضيو

.بعد قراءتو

دركو مع اإلمام ، فالمروي عن عمي أنو يقضيو فيما أ .ىو أول صالتو : وقال

فيما يقضي لنفسو وحده : وقال ابن مسعود وغيره .منفردا

فأماأن يكون مأخذىم انو أول صالتو ، وأماأن يكون مأخذىم ان القضاء إنما يكون بعد مفارقة اإلمام ما أدرك

ن ، ويقضي ما سبق ، وال يكون في حال متابعتو ، وا .كان آخر صالتو

وروى عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن ابن يصمي مع اإلمامما أدرك ، : سيرين وأبي قالبة ، قاال

مثل قول ابن . ويقضي ما سبق بو مع اإلماممن القراءة .مسعود

.ما فاتك فاقضو كما فاتك : وقال عمرو بن دينار

(/)

"""""" صفحة رقم """""" عبيد اهلل بن المغيرة ، عن جيم وروى ابن لييعة ، عن

اقرأ فيما : بن االسود ، عن أبي سعيد الخدري ، قال .تقضي بما قرأ بو اإلمام

.خرجو عبد اهلل ابن اإلمام أحمد إنما القراءة في : وروى األعمش ، عن إبراىيم ، قال

تقرأ فيما : وقال لي سعيد بن جبير : قال . القضاء .تدرك

عيد يدل عمى أنو يستحب أن يقرأ والمروي عن أبي سفيما يقضيو بالسورتين المتين قرأ بيما اإلمام ؛ لتكون

.قراءتو ليما قضاء بما فاتو مع اإلمام حقيقة الكوفيين ال يرون القراءة خمف [ عامة ] وأيضا ؛ فإن

اإلمام ، وقد اختمفوا في القراءة ىاىنا خمفو فيما أدركو ؛ ة ، فرأى القراءة عمي وسعيد بن ألنو قضاء لمقراءة الثاني

جبير ، ولم يره ابن مسعود وعمقمة والنخعي واالكثرون .منيم

وأماإذا أدرك ركعة من الرباعية أو المغرب ، فإنو يجمس

لمتشيد عقب قضاء ركعة ، كما قالو ابن مسعود وعمقمة .وىو المشيور عن أحمد . ، وقالو سعيد بن المسيب ألة بما روي عن ابن مسعود ، وأخذ أحمد في ىذه المس

وفي األولى بما روي عن ابن عمر ، وقالو ابن مسعود .أيضا -

إن ما : ومن أصحابنا من بنى ىذا عمى قول أحمد ىو أول صالتو : فإن قمنا : قال . يقضيو آخر صالتو

.، تشيد عقب قضاء ركعتين بل في المسألة روايتان غير مبنيتين : وقال االكثرون

.ذا االصل عمى ىوىذا ىو الذي يدل عميو كالم اإلمام أحمد صريحا ؛ فإنو

أخذ في القراءة

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

بقول ابن عمر ، وفي الجموس بقول ابن مسعود ، وجمع

ما : وابن مسعود مع قولو بيذا ، فإنو قد قال . بينيما .أدركو فيو آخر صالتو ، كما سبق عنو

من أصحابنا ان ذلك كمو ( ( المغني ) ) صاحب وزعم .جائز

أن أحمد نص في رواية مينا عمى انو إذا : ويشكل عميو .تشيد عقب ركعتين سجد لمسيو

وكالم ابن مسعود يدل عمى جواز األمرين كما سبق .عنو

أن اكثر العمماء ليس ليم في ىذه : وقد تبين بيذا .المسألة قول مطرد

التشيد األخر في حق المسبوق ىو الذي وال خالف أنفي آخر صالتو ، الذي يسمم عقيبو ، فأماالتشيد األول

، فإن وقع عقيب ركعتين من صالة المسبوق ، فإنو .يتشيد فيو معو

ىل يتم التشيد مع اإلمام بالدعاء أم ينتيي : واختمفوا ، ثم ( ( واشيد ان محمدا عبده ورسولو : ) ) إلى قولو

.؟ عمى قولين يردده

ظاىر كالم : قول الحسن وأحمد ، واألول : والثاني .عطاء

فإن كان تشيد اإلمام في موضع وتر من صالة المأموم .، فإنو يتابعو في جموسو بغير خالف

:وىل يتشيد معو فيو ، أم ال ؟ عمى قولين يتشيد معو ، وىو قول الحسن وابن المسيب : أحدىما

.ري والثوري وعطاء ونافع والزى .أحب إلي أن يتشيد : وأحمد ، قال

ال يتشيد ، وىو قول النخعي ومكحول وعمرو : والثاني بن دينار ، وحكاه

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.أيضا -ابن المنذر عن الحسن .بدل التشيد : يعني -يسبح : وقال النخعي

.يكتفي بالتسبيح : وقال األوزاعي

ر العمماء عمى أنو ال سجود عميو لمسيو لزيادة ىذا وأكثالجموس متابعة لإلمام ، وحكي عن ابن عمر أنو كان

وعن أبي سعيد الخدري وعن عطاء . يسجد كذلك لمسيو .وطاوس ومجاىد ، وىو قول الحسن

وروي عن عطاء ، عن أبي سعيد وابن عمر وأبي ىريرة سجدون سجدتي وابن عباس وابن الزبير ، أنيم كانوا ي

.السيو إذا أدرك اإلمام في وتر لم يسمعو عطاء منيم ، بينو وبينيم : قال اإلمام أحمد

.رجل .أن في اإلسناد مجيول : يعني

.قول الجميور : والصحيح عن المغيرة ، أنو غزا مع ( ( صحيح مسمم ) ) وفي وتوضأ ، وصب عميو ) تبوكا ، فتبرز رسول اهلل ) النبي وأقبمت حتى نجد : قال المغيرة . رة ، ثم أقبل المغي

الناس قدموا عبد الرحمن بن عوف ، فصمى بيم ، إحدى الركعتين فصمى مع الناس ) فأدرك رسول اهلل

الركعة اآلخرة ، فمما سمم عبد الرحمن بن عوف قام

صالتو ) يتم صالتو ، فمما قضى رسول اهلل ) رسول اهلل أو -( ( أحسنتم : ) )أقبل عمييم ، ثم قال

.، يغبطيم ان صموا الصالة لوقتيا -( ( اصبتم ) ) .سجد لمسيو ) ولم يذكر المغيرة ان النبي

فمما : وخرجو أبو داود من وجو آخر عن المغيرة ، وفيو فصمى الركعة التي سبق بيا ، ولم يزد ) سمم قام النبي

.عمييا شيئا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( القراءة خمف اإلمام ) ) وخرجو البخاري في : والطبراني والبييقي من وجو آخر عن المغيرة ، وفيو

.فصمينا ما أدركنا ، وقضينا ما سبقنا . ليصل ما أدرك ، وليقض ما سبق : وقد روى معمر

.ولم يذكر سجودا : قال معمر انو لو كان عميو سجود في بعض االحوال لما : يعني

وكذلك استدل بو كثير . خر بيانو ؛ ألنو وقت حاجة أ .من األئمة بعده ، منيم اإلمام أحمد والشافعي

ان المسبوق إنما يقوم إذا سمم : وفي حديث المغيرة اإلمام ، وال يقوم حتى يسمم إمامو التسميمتين معا ، نص

عميو سفيان والشافعي وأحمد ؛ ألن التسميمة الثانية لم يأت بيا اإلمام لم يخرج [ فإذا ] يا ، مختمف في وجوب .من صالتو بيقين

ويستحب ان ال يقوم حتى ينحرف اإلمام ، : قالت طائفة لعمو أن يذكر سجود سيو ، إال ان يطول ذلك فيقوم

.ويدعو ، وىذا قول عطاء والشعبي وأحمد ن وكان ابن عمر إذا سمم اإلمام يقضي ما سبق بو ، وا

.لم يقم اإلمام إن مكث المسبوق بعد سالم : وقال أصحاب الشافعي

إمامو جالسا ، وطال جموسو ، فإن كان موضع تشيده األول جاز ، ولم تبطل صالتو ؛ ألنو محسوب من

ن لم يكن في موضع صالتو ، لكنو يكره لو تطويمو ، وا تشيده لم يجز أن يجمس بعد تسميم إمامو ؛ ألن جموسو

فإن فعل عالما بطمت صالتو ، كان لممتابعة وقد زالت ، .وان كان ساىيا لم تبطل ، ويسجد لمسيو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ولو سبق جماعة ببعض الصالة ، ثم قاموا بعد سالم اإلمام ، فيل ليم ان يقموا جماعة يؤميم أحدىم ؟ فيو

:قوالن .نعم ، وىو قول عطاء وابن سابط : أحدىما .ال ، وىو قول الحسن : والثاني

.وعن أحمد فيو روايتان ، ولمشافعية وجيان ىل يجوز االنتقال من االئتمام إلى نية : ومأخذىما اإلمام ؟

وأمامأخذ الحسن ، فالظاىر أنو كراىة إعادة الجماعة .في مسجد مرتين

ولو كان ذلك في : قال القاضي من أصحابنا والشافعية

لجمعة ال تقام في مسجد واحد الجمعة لم يجز ؛ ألن ا .مرتين في يوم

في ىذا نظر ؛ : الحسن بن البناء [ عمي ] وقال أبو ألن الجمعة تقام عندنا في مواضع لمحاجة ، وان سبق

.بعضيا بعضا

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب متى يقوم لمناس إذا رأوا اإلمام عند اإلقامة -: حدثنا ىشام ، قال : ن إبراىيم حدثنا مسمم ب -

كتب إلي يحيى بن أبي كثير ، عن عبد اهلل بن أبي إذا ) : ) ) قال رسول اهلل : قتادة ، عن أبيو ، قال

( ( .أقيمت الصالة فال تقوموا حتى تروني ىذا رواه ىشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير مكاتبة

وحجاج شيبان ، : ، وقد رواه عن يحيى غير واحد .الصواف ، وايوب ، وأبان العطار ، ومعمر ، وغيرىم

وخرجو البخاري من رواية شيبان ، وخرجو مسمم من .رواية حجاج ومعمر

حتى تروني : ) ) وفي رواية لو من رواية شيبان ومعمر ( ( .قد خرجت

إال ( ( قد خرجت : ) ) لم يذكر : وقال أبو داود .معمر

.أيضا -قد رويت عن حجاج أنيا : وذكر البييقي من رواية معمر ( ( صحيحو ) ) وخرجيا ابن حبان في

( ( .حتى تروني قد خرجت إليكم : ) ) ، ولفظو أن : برؤيتو ) يستدل بيا عمى مراده : وىذه المفظة

يخرج من بيتو ، فيراه من كان عند باب المسجد ، ليس .يراه كل من كان في المسجد : المراد ، ( ( ال تصوموا حتى تروا اليالل ) : ) ) ولو وىذا كق

ومعموم أنو لو رآه

(/)

"""""" صفحة رقم """""" .واحد أو اثنان الكتفي برؤيتيما ، وصام الناس كميم

ما خرجو مسمم من حديث الزىري ، : ويدل عمى ىذا أقيمت : اخبرني أبو سممة ، سمع أبا ىريرة يقول : قال

منا فعدلنا الصفوف قبل ان يخرج إلينا رسول الصالة ، فقحتى إذا قام في مصاله قبل ) ، فأتى رسول اهلل ) اهلل

.وذكر تمام الحديث -ان يكبر ذكر فانصرف ويحمل ذلك عمى قياميم قبل ان يطمع عمى اىل المسجد

.من المسجد ، لما عمموا خروجو من بيتو وتحققوه : ن أبي ىريرة ، قال بيذا اإلسناد ، ع -أيضا -وخرج

، فيأخذ الناس ) إن كانت الصالة تقام لرسول اهلل .مقامو ) مصافيم قبل ان يقوم النبي

فيذه الرواية تصرح بأن الصفوف كانت تعدل قبل ان إلى مصاله ، ولكن كان قد خرج من بيتو ، ) يبمغ النبي

.ورآه من كان بقرب بيتو حفاظ أن ىذا وقد ذكر الدارقطني وغير واحد من ال

الحديث اختصره الوليد ابن مسمم من الحديث الذي قبمو

.، فأتي بو بيذا المفظ فقد خرج مسمم من حديث جابر بن سمرة ، : فإن قيل

كان بالل يؤذن إذا دحضت ، فال يقيم حتى يخرج : قال .، فإذا خرج اقام الصالة حين يراه ) النبي

ي برؤية بالل لو ، الكتف) فمو اكتفي برؤية واحد لمنبي واكتفي بإقامة بالل في قيام الناس ، فإنو كان ال يقيم

.قد خرج ) حتى يرى النبي ىذا إنما ورد في صالة الظير بالمدينة خاصة ، : قيل

وأمافي غيرىا من الصموات ، فقد كان بالل يجيء إلى إلى بيتو ، فيؤذنو بالصالة ،) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

فكان يفعل ذلك في صالة الفجر ، كما في حديث عائشة وابن عباس ، وكان احيانا يفعمو في السفر في غير الفجر ، كما روى أبو جحيفة ، أنو رأى بالال أذن

.بصالة الظير ) النبي بالصالة رجع ، ) ان بالال كان إذا اذن النبي : فالظاىر

، واكتفى بتأىبو لمخروج من بيتو) فأقام قبل خروج النبي لو ، فوقع النيي في قيام الناس إلى الصالة [ بإيذائو ]

.واهلل اعمم . قبل خروجو في مثل ىذه الحالة وقد اختمف العمماء في الوقت الذي يقوم فيو الناس

.لمصالة يقومون إذا فرغ المؤذن من االقامة ، سواء : فقال طائفة

.خرج اإلمام أو لم يخرج .ى ذلك بعض الشافعية عن أبي حنيفة والشافعي وحك

ورجع بعض متأخري الشافعية أنيم ال يقومون حتى يروه .؛ لحديث أبي قتادة

وحكى ابن المنذر ، عن أبي حنيفة ، انو إذالم يكن اإلماممعيم كره ان يقوموا في الصف واإلمام غائب

.عنيم : م وممن روي عنو ، انيم ال يقومون حتى يروا االما

.عمر بن الخطاب ، وعمي بن أبي طالب

.خرجو وكيع ، عنيما :واختمفت الرواية عن أحمد في ىذه المسألة

فروى عن جماعة من أصحابو ، أنيم ال يقومون حتى يروه ؛ لحديث أبي قتادة ، ولو عمموا بو ، مثل ان يكون

اإلمام ىو المؤذن ، وقد اقام الصالة في المنارة وىو .نازل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

انيم يقومون قبل ان يروه إذا : وروى عنو االثرم وغيره .اقيمت الصالة ؛ لحديث أبي ىريرة الذي خرجو مسمم

انو وسع العمل بالحديثين : وروى عنو المروذي وغيره جميعا ، فإن شاءوا قاموا قبل ان يروه ، وأن شاءوا لم

.يقوموا حتى يروه جح بعض أصحابنا الرواية األولى ؛ لحديث أبي قتادة ور

، وادعى انو ناسخ لحديث أبي ىريرة ؛ فإنو يدل عمى ان

.فعميم لذلك كان سابقا ، ثم نيي عنو إنما نيي عنو تخفيفا : وكذا ذكر البييقي ، لكن قال

عمييم ، ورفقا بيم ، وىذا ال يمنع العمل بو كالصائم في .السفر ونحوه

خرج الينا عمي بن : ي عن أبي خالد الوالبي ، قال ورو -مالي أراكم سامدين : أبي طالب ونحن قيام ، فقال

.قياما : يعني : أينتظرون اإلمام قيأماأو قعودا ؟ قال : وسئل النخعي

.قعودا .ىو السمود : وقال ابن بريدة في انتظارىم قياما

ىو : ل وكذا روي عن النخعي ، انو كرىو ، وقا .السمود

سحاق .وحكي مثمو عن أبي حنيفة وا وروي عن أبي حنيفة وأصحابو ، : قال بعض أصحابنا

والشافعي ، وداود ، انو ان كان اإلمام خارجا من ن كان في المسجد فيو المسجد فال تقوموا حتى تروه ، وا كالمشاىد ؛ حمال لمرؤية في الحديث عمى العمل ، وكذا

.أصحابنا قال ابن بطة منن كان اإلمام في المسجد ، فيو مرئي لممصمين أو وا

بعضيم ، لكن ىل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

يكتفي برؤيتو قاعدا ، أو ال بد من رؤيتو قائما متييأ .لمصالة ؟ ىذا محل نظر

والمنصوص عن أحمد ، انو إذا كان في المسجد فإن قد قامت : ) ) المؤذن المأمومين يقومون إذا قال

ن لم يقم اإلمام ( ( الصالة .، وا والقيام لمصالة عند اإلقامة متفق عمى استحبابو لإلمام ،

.إذا كان حاضرا في المسجد ، ولممأمومين معو :واختمفوا في موضع القيام من االقامة عمى اقوال

انيم يقومون في ابتداء االقامة ، روي عن كثير : أحدىا عمر بن عبد العزيز ، وحكاه ابن : تابعين ، منيم من ال

سحاق ، وىو غريب عن أحمد .المنذر عن أحمد وا ، روي عن ( ( قد قامت الصالة : ) ) إذا قال : والثاني

أنس بن مالك ، والحسن بن عمي ، وعطاء ، والحسن ، وابن سيرين ، والنخعي ، وىو قول ابن المبارك ، وزفر ،

سحاق .وأحمد ، وا ، وحكي ( ( حي عمى الفالح : ) ) إذا قال : والثالث

.عن أبي حنيفة ، ومحمد إذافرغت االقامة ، وحكي عن مالك ، : والرابع

.والشافعي وحكى ابن المنذر عن مالك ، انو لم يوقت في ذلك

.شيئا إن كان شيخا بطيء : -من الشافعية -وقال الماوردي

ن ( ( قد قامت الصالة : ) ) النيضة قام عند قولو ، وا كان سريع النيضة قام بعد الفراغ ؛ ليستووا قيأمافي وقت

.واحد فإن تأخر قيام اإلمام عن فراغ اإلقامة لعذر كما كان

احيانا يناجي بعض أصحابو طويال ، فيل ) النبي

.نعم : يتأخر قيام المأمومين إلى حين ؟ االظير أتي قريبا عن شاء وسي -ويدل عميو ما خرجو البخاري

، عن أنس ، -اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """""" يناجي رجال في جانب ) اقيمت الصالة والنبي : قال

.المسجد ، فما قام إلى الصالة حتى نام القوم ونوميم يدل عمى انيم كانوا جموسا ؛ إذ لو كانوا

.قيأماينتظرون الصالة كان ابعد لنوميم ج بن فروخ ، عن العوام بن حوشب ، عن وروى حجا

قد قامت : كان بالل إذا قال : ابن أبي أوفى ، قال ) .الصالة ، نيض النبي

وقال . ال نعرفو : حجاج ، واسطي ، قال أحمد يحيى : وقال أبو حاتم . ليس بشيء : -أيضا -يحيى

.متروك : مجيول وضعفو النسائي ، وقال الدار قطني

العوام لم يمق : لحديث ألحمد فأنكره ، وقال وذكر ىذا اىذا في القيام المبتدأ لمصالة ممن كان . ابن أبي اوفى

جالسا ، فأمامن دخل المسجد امأماكان أو مأموما ، والمؤذن يقيم الصالة ، فيل يجمس ليبتدئ القيام أمابعد

، أم ( ( قد قامت الصالة : ) ) الفراغ أو عند قولو :؟ فيو قوالن يستمر قائما

انو يجمس ليقوم إلى الصالة في موضع القيام : أحدىما نقمو عنو : -المشروع ، وكذلك كان اإلمامأحمد يفعل

أبو : ابن منصور ، وقالو طائفة من الشافعية ، منيم .عاصم العبادي

وفيو حديث مرسل ، عن عبد الرحمن بن أبي ليمى ، أن فقعد جاء وبالل في اإلقامة ،) النبي

.خرجو الخالل قالو : -انو يستمر قائما وال يجمس : والقول الثاني

البغوي وغيره ؛ لئال يدخل : طائفة من الشافعية ، منيم في النيي عن القيام لمصالة قبل رؤية اإلمام ؛ الن

النيي إنما يتناول القيام المبتدأ ، وىذا لم يبتدئ القيام ، .بل استمر عميو

(/)

"""""" صفحة رقم """" ""

ويتخرج ألحمد مثل ىذا ؛ ألنو فرق بين القيام المبتدأ والمستمر في القيام لمجنازة ، فحمل النيي عن القيام

المبتدأ لمن كان جالسا ، فأمامن تبعيا فإنو يستمر قائما ، وال يجمس حتى توضع باالرض ، ولم ير ىذا القيام

جنازة المنيي عنو ، وجمع المستمر داخال في القيام لم .بذلك بين الحديثين بأن في الجنازة حديثين مختمفين ، : وقد يفرق بينيما

فجمع بينيما بالتفريق بين القيام المبتدأ والمستمر ، وأمافي النيي عن القيام قبل رؤية اإلمام فميس فيو

حديث يعارضو ، بل مرسل ابن أبي ليمى يوافقو ، فمذلك .واهلل أعمم . لقيام المبتدأ والمستمر سوى فيو بين ا

وأماإن خرج اإلمام إلى المسجد ، ورآه المأمومون قبل إقامة الصالة ، فال خالف انيم ال يقومون لمصالة

.برؤيتو وخرج البييقي من رواية عبد المجيد بن عبد العزيز بن

اخبرني موسى بن عقبة ، : أبي رواد ، عن ابن جريج كان يخرج بعد النداء ) ر ، أن النبي عن سالم أبي النض

إلى المسجد ، فإذا رأى أىل المجمس قميال جمس حتى يرى منيم جماعة ، ثم يصمي ، وكان إذا خرج فرأى

.جماعة أقام الصالة ، عن نافع -أيضا -وحدثني موسى بن عقبة : وقال

بن جبير ، عن مسعود بن الحكم الزرقي ، عن عمي بن .مثل ىذا الحديث -) نبي أبي طالب ، عن ال

وخرجو أبو داود من رواية أبي عاصم ، عن ابن جريج

(/)

"""""" صفحة رقم """""" كان رسول اهلل : ، لكن لفظو -أيضا -باإلسنادين

حين تقام الصالة في المسجد إذا رآىم قميال جمس ، ) ذارآىم جماعة صمى .ثم صمى ، وا

من طريق ( ( مسند عمي ) ) وخرجو اإلسماعيمي في ، -أيضا -أبي عاصم ، عن ابن جريج باإلسنادين

كان إذا دخل المسجد فرأى ) أن النبي : ولفظ حديثو ن رآىم قميال جمس .جماعة أقام الصالة ، وا

بنحو رواية -أيضا -وخرجو من طريق عبد المجيد .أمر المؤذن ، فأقام : يعني : البييقي ، وفي آخره

شار إلى أنو إنما يعرف بيذا اإلسناد عن عمي القيام وأ[ خبرا ] ولعل ىذا أن يكون : لمجنازة ثم الجموس قال

.واهلل أعمم . آخر

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب ال يسعى إلى الصالة ، وال يقوم إلييا مستعجال -

وليقم بالسكينة والوقارشيبان ، عن يحيى ، عن ثنا: حدثنا أبو نعيم -

قال رسول اهلل : عبد اهلل بن أبي قتادة ، عن أبيو ، قال إذا أقيمت الصالة فال تقوموا حتى تروني ، ) : ) )

( ( .وعميكم السكينة .عمي بن المبارك : تابعو

: قد سبق ىذا الحديث بدون ىذه الزيادة ، وىي يبان عمييا ، وقد ذكر أنو تابع ش( ( وعميكم السكينة ) )

.عمي بن المبارك -عن أبي قتيبة ( ( الجمعة ) ) وقد خرجو في كتاب

، عن ابن المبارك ، عن يحيى ، -سمم بن قتيبة : وىو ال أعمم : قال أبو عبد اهلل -عن عبد اهلل بن أبي قتادة

ال تقوموا حتى : ) ) ، قال ) ، عن النبي -إال عن أبيو .، فشك في وصمو ( (تروني ، وعميكم السكينة

رواه معاوية بن سالم ، وعمي بن : وقال أبو داود

حتى تروني ، وعميكم : ) ) المبارك ، وقاال فيو ( ( .السكينة

من رواية ( ( صحيحو ) ) وخرجو اإلسماعيمي في .معاوية ، كما ذكر أبو داود

وقد سبق القول في النيي عن السعي إلى الصالة ، .ييا بالسكينة والوقار واألمر بالمشي إل

نما المراد بيذا الباب النيي عن القيام إلى الصالة : وا عند رؤية اإلمام باستعجال في القيام ، واألمر بالقيام

.برفق وتؤدة ، وعميكم السكينة والوقار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب ىل يخرج من المسجد لعمة ؟ -ثنا إبراىيم بن : ز بن عبد اهلل حدثنا عبد العزي -

سعد ، عن صالح بن كيسان ، عن ابن شياب ، عن خرج وقد ) أبي سممة ، عن أبي ىريرة ، أن رسول اهلل

أقيمت الصالة ، وعدلت الصفوف ، حتى إذاقام في عمى : ) ) قال . مصاله انتظرنا أن يكبر ، انصرف

ينطف ، فمكثنا عمى ىيئتنا حتى خرج إلينا( ( مكانكم .رأسو ماء ، وقد اغتسل

أنو يجوز لمن كان في : مقصود البخاري بيذا الباب .المسجد بعد األذان أو بعد اإلقامة أن يخرج منو لعذر

:والعذر نوعان ما يحتاج إلى الخروج معو من المسجد ، ثم : أحدىما

يعود إلدراك الصالة فيو ، مثل أن يذكر أنو عمى غير وضوؤه حينئذ ، أو يدافعو األخبثان ، طيارة ، أو ينتقض

.فيخرج لمطيارة ، ثم يعود فيمحق الصالة في المسجد دل حديث أبي ىريرة المخرج في ىذا : وعمى ىذا

.الباب أن يكون العذر مانعا من الصالة في المسجد : والثاني

-أيضا -كبدعة إمامو ونحوه ، فيجوز الخروج منو رضي اهلل -ل ابن عمر لمصالة في غيره ، كما فع

.عنو

روى أبو داود من حديث أبي يحيى القتات ، عن مجاىد كنت مع ابن عمر ، فثوب رجل في الظير أو : ، قال

.اخرج بنا ؛ فإن ىذه بدعة : العصر ، فقال

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.وأبو يحيى ىذا ، مختمف فيو ذا الحديث ، وأخذوا وقد استدل طائفة من أصحابنا بي

.بو وأماالخروج بعد األذان لغير عذر ، فمنيي عنو عند

.أكثر العمماء إذا أذن : قال سعد بن أبي وقاص وسعيد بن المسيب

.المؤذن وأنت في المسجد ، فال تخرج حتى تصمي .ال يفعمو إال منافق : يقال : قال ابن المسيب

اإلقامة لغير وبمغنا ان من خرج بين األذان و : قال .الوضوء أنو سيصاب

.عنو ( ( الموطإ ) ) ذكره مالك في .ال يجوز ذلك : قال أصحابنا

.ىو مكروه : وقال أصحاب الشافعي العمل عند أىل العمم ( ( : جامعو ) ) قال الترمذي في

ومن بعدىم أن ال يخرج أحد من ) من أصحاب النبي أن يكون عمى غير : المسجد بعد األذان ، إال من عذر

.وضوء ، أو أمر ال بد منو يخرج ما لم يأخذ : ويروى عن إبراىيم النخعي ، أنو قال

.المؤذن في اإلقامة وىذا عندنا لمن لو عذر في : قال أبو عيسى الترمذي

.الخروج منو ما رواه مغيرة ، عن : والمروي عن إبراىيم في ىذا

أنت في المسجد فال إذا سمعت اإلقامة و : إبراىيم ، قال .تخرج

.جواز الخروج قبل اإلقامة : فمفيومو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ما رواه : وقد حممو الترمذي عمى العذر ، ويشيد لذلك دخمنا مسجد : وكيع ، عن عقبة أبي المغيرة ، قال

إبراىيم وقد صمينا العصر ، وأذن المؤذن ، فأردنا أن .صموا : إبراىيم نخرج ، فقال

وقد دل عمى النيي عن ذلك ما روى أبو الشعثاء سميم كنا قعودا في المسجد مع أبي ىريرة : بن األسود ، قال

، فأذن المؤذن ، فقام رجل من المسجد يمشي ، فأتبعو أبو ىريرة بصره ، حتى خرج من المسجد ، فقال أبو

) .أماىذا فقد عصى أبا القاسم : ىريرة أمرنا رسول اهلل : ثم قال : اإلمام أحمد ، وزاد وخرجو إذا كنتم في المسجد ، فنودي بالصالة فال يخرج ) ) )

( ( .أحدكم حتى يصمي وىذا كمو إذا أذن المؤذن في وقت الصالة ، فإذا أذن

قبل الوقت ، فإن كان لغير الفجر فال عبرة بيذا األذان ؛ ن كان لمفجر فيجوز الخروج من ألنو غير مشروع ، وا

نص : -المسجد بعد األذان قبل طموع الفجر لممؤذن .عميو اإلمام أحمد

وغير المؤذن في معناه ؛ فإن حكم المؤذن في الخروج بعد األذان من المسجد كحكم غيره في النيي عند أكثر

سحاق ، وقال ال نعمم : العمماء ، ونص عميو أحمد ، وا .أحدا من السمف فعل خالف ذلك

سفيان وغيره في أن : خص فقياء اىل الكوفة ، منيم ور .يخرج المؤذن من المسجد بعد أذانو لألكل في بيتو

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

( ( مكانكم حتى أرجع : ) ) باب إذا قال اإلمام - انتظروهثنا : ثنا محمد بن يوسف : حدثنا إسحاق -

أبي سممة بن عبد الرحمن األوزاعي ، عن الزىري ، عن أقيمت الصالة ، فسوى الناس : ، عن أبي ىريرة ، قال

، فتقدم وىو جنب ، ) صفوفيم ، فخرج رسول اهلل ، فرجع فاغتسل ، ثم خرج ( ( عمى مكانكم : ) ) فقال

.ورأسو يقطر ماء ، فصمى بيم قد تقدم الكالم في القيام قبل خروج اإلمام ، وانتظار

قيأماقبل خروجو ، فأماإذا ذكر حاجة المأمومين لومكانكم حتى : ) ) فانصرف من المسجد وقال ليم

، فإنيم ينتظرونو قيأماحتى يرجع إلييم ، كما ( ( أرجع .في ىذا الحديث ) فعل النبي

: وفي الرواية المذكورة في الباب الماضي ، قال ، وىذا يدل ( ( فمكثنا عمى ىيئتنا حتى خرج الينا ) ) .ى انيم انتظروه قياما عم

من اليينة ، وىي ( ( عمى ىينتنا : ) ) ورواه بعضيم .واهلل اعمم . الرفق ، وكأنيا تصحيف

فمم نزل : ) ) وفي رواية لمسمم في ىذا الحديث ( ( .قيأماننتظره حتى خرج الينا ، وقد اغتسل

: في ىذا الحديث -أيضا -وفي رواية لمسمم ( ( .ده أن مكانكم فأومأ إلييم بي) )

دليل عمى أن إيماء القادر عمى النطق يكتفى بو : وفيو في العمم ، واألمر ، والنيي ، وقد سبق ذلك مستوفى في

( ( .كتاب العمم ) ) فأتى : ) ) في ىذا الحديث -أيضا -وفي رواية لمسمم

حتى إذا) رسول اهلل

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

: مصاله قبل ان يكبر ، ذكر فانصرف وقال لنا قام في ( ( .مكانكم ) )

وىذه الرواية صريحة في أنو انصرف قبل التكبير ، وىو .ظاىر رواية البخاري -أيضا -

: يعين -قيل ألبي عبد اهلل : قال الحسن بن ثواب حين أومأ إلييم ) النبي : وأنا أسمع -أحمد بن حنبل

: ضأ ثم خرج ، أكان كبر ؟ فقال ان امكثوا ، فدخل فتو يروى أنو كبر ، وحديث أبي سممة لما أخذ القوم أماكنيم

.، ثم خرج فكبر ( ( امكثوا : ) ) من الصف ، قال ليم فبين أحمد ان حديث أبي سممة ، عن أبي ىريرة يدل

( ( يروى أنو كبر : ) ) عمى انو لم يكن كبر ، وأماقولو ، وأنو مخالف لحديث أبي ، فيدل عمى أن ذلك قد روي

سممة ، عن أبي ىريرة ، وأن حديث أبي سممة أصح ، .وعميو العمل

وقد خرج أبو داود من حديث زياد األعمم ، عن الحسن ، دخل في صالة الفجر ، ) عن أبي بكرة ، أن رسول اهلل

.فأومأ بيده أن مكانكم ، ثم جاء ورأسو يقطر ، فصمى فمما : وقال فيو ( ( فكبر ) ) : -أيضا -وفي رواية لو

ني كنت : ) ) قضى الصالة قال إنما أنا بشر ، وا ( ( .جنبا

.أيضا -وخرجو اإلمام أحمد بمعناه ورواه أيوب وىشام وابن عون ، عن : قال أبو داود

فكبر ، ثم اومأ : مرسال ، قال -) محمد ، عن النبي لك رواه إلى القوم أن اجمسوا ، فذىب واغتسل ، وكذ

مالك ، عن إسماعيل بن أبي حكيم ، عن عطاء بن .كبر في صالة ) أن وسول اهلل : يسار

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

ثنا أبان : وكذلك حدثنا مسمم بن إبراىيم : قال أبو داود ، عن الربيع بن -ابن أبي كثير : ، عن يحيى يعني .نتيى ا. ، أنو كبر ) محمد ، عن النبي .وىذه كميا مرسالت

وحديث الحسن ، عن أبي بكرة في معنى المرسل ؛ ألن الحسن لم يسمع من أبي بكرة عند اإلمام أحمد واألكثرين

.من المتقدمين وقد روي حديث ابن سيرين مسندا ، رواه الحسن بن عبد

الرحمن الحارثي ، عن ابن عون ، عن ابن سيرين ، . مسندا -عن أبي ىريرة .والمرسل أصح : قال البييقي

:وقد روي موصوال من وجو آخر خرجو اإلمام أحمد ، وابن ماجو من رواية اسامة بن زيد ، عن عبد اهلل ابن يزيد مولى االسود بن سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، عن أبي ىريرة ،

إلى الصالة ، وكبر ، ثم أشار ) خرج رسول اهلل : قال لييم فمكثوا ، ثم انطمق فاغتسل ، وكان رأسو يقطر ماء ا

إني خرجت إليكم : ) ) ، فصمى بيم ، فمما انصرف قال ني أنسيت حتى قمت في الصالة ( ( .جنبا ، وا

.واسامة بن زيد ، ىو الميثي ، وليس بذلك الحافظ حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن : وروى معاذ بن معاذ في صالتو ، ) دخل النبي : قال قتادة ، عن أنس ،

فكبر فكبرنا معو ، ثم اشار إلى الناس أن كما أنتم ، فمم ، قد اغتسل ورأسو ) نزل قيأماحتى أتانا رسول اهلل

.يقطر خالفو عبد الوىاب بن عطاء ، فرواه عن : قال البييقي

سعيد ، عن قتادة ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

.ي عن بكر المزنكان كبر ) أنو : وقد بنى الشافعي عمى رواية من روى

.ثم ذكر ، ووافقو اإلمام أحمد في رواية األثرم وغيره وىؤالء استدلوا بيذا الحديث عمى أن من صمى خمف

محدث ناس لحدثو ان صالتو مجزئو عنو ، ويعيد اإلمام وحده إذا ذكر بعد تمام صالتو ، كما روي عن عمر

.وعثمان إنو ال مخالف ليما من الصحابة ، بل قد روي : يل وق

، وىو قول -أيضا -مثمو عن عمي ، وابن عمر النخعي ، وسفيان ، ومالك ، : جميور العمماء ، منيم

.والشافعي ، وأحمد تعمم ان أحدا : قمت لسفيان الثوري : قال ابن ميدي

.ال : يعيد ويعيدون عن حماد ؟ قال : قال تمر نسيان اإلمام حتى فرغ من صالتو ، وىذا إذا اس

فأماإن ذكر في اثناء صالتو فخرج ، فتطير ثم عاد ،

فإن اإلمام ال يبني عمى ما مضى من صالتو بغير طيارة بغير خالف ، فإن من صمى بغير طيارة ناسيا

ال يقبل ) : ) ) فإن عميو اإلعادة باإلجماع ؛ لقول النبي : ، وقولو ( ( تى يتوضأ اهلل صالة أحدكم إذا أحدث ح

( ( .ال يقبل اهلل صالة بغير طيور ) ) وحكى ابن عبد البر عن قوم أنيم جوزوا البناء عمى ما مضى من صالتو محدثا ناسيا ، وأشار إلى انو قول

.مخالف لإلجماع ، فال يعتد بو بنى عمى ما مضى من ) وليس في الحديث ان النبي نابتو ، فإن قدر أن ذلك وقع تكبيرة اإلحرام وىو ناس لج

فيو منسوخ ؛ إلجماع األمة عمى خالفو ،

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

:كما ذكره ابن عبد البر وغيره ، فمم يبق إال أحد وجيين لما رجع كبر لإلحرام ، وكبر ) أن يكون : أحدىما

.الناس معو عمى وعمى ىذا التقدير ، فال يبقى في الحديث داللة

صحة الصالة خمف إمام صمى بالناس محدثا ناسيا .لحدثو استأنف تكبيرة اإلحرام ، وبنى ) أن يكون النبي : والثاني

.الناس خمفو عمى تكبيرىم الماضي وىذا ىو الذي اشار اليو الشافعي ، وجعمو عمدة عمى صحة صالة المتطير خمف إمام صمى محدثا ناسيا

.لحدثو وقد وافق الشافعي عمى ذلك بعض : البر قال ابن عبد

وال يصح عندي ذلك عمى أصول : قال . أصحاب مالك مالك ؛ ألن مالكا ال يجيز لممأموم ان يكبر قبل إمامو ،

نما يجيزه الشافعي .وا يشير إلى أنو عمى ىذا التقدير يصير المأموم قد كبر

زه منفردا ، ثم انتقل إلى ائتمامو باإلمام ، وىذا يجي .الشافعي دون مالك

وفيما قالو ابن عبد البر نظر ؛ فإن المأموم إنما كبر

مقتديا بإمام يصح االقتداء بو ، ثم بطمت صالتو بذكره ، فاستأنف صالتو ، فمم يخرج المأموم عن كونو مقتديا بإمام يصح االقتداء بو ، فيو كمن صمى خمف إمام ،

.لمعنى ثم سبقو الحدث في اثناء صالتو في اتماميم الصالة وعن اإلمام أحمد في ابتداء المأمومين وا إذا اقتدوا بمن نسي حدثو ، ثم عمم بو في اثناء صالتو

.روايتان - .وروي عن الحسن ، أنيم يتمون صالتيم

ال فرق بين ان يكون اإلمام ناسيا : ومذىب الشافعي إعادة لحدثو أو ذاكرا لو ، إذالم يعمم الماموم ، أنو ال

.عمى المأموم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وىو قول ابن نافع من المالكية ، وحكاه ابن عبد البر .عن جميور فقياء األمصار وأىل الحديث

.عمى الماموم اإلعادة : وعن مالك وأحمد في -وقال حماد وأبو حنيفة وأصحابو وسفيان الثوري

ن كان اإلمام ي: -اشير الروايتين عنو عيد المأموم ، وا .ناسيا ولم يذكر حتى فرغ من صالتو

.وىو رواية ضعيفة عن أحمد أن قرأ المأموم لنفسو فال إعادة : وحكي عنو رواية ثالثة

ال فعميو اإلعادة .عميو ، وا وىذا قد يرجع إلى القول بأنو تصير صالة المأموم في

.ىذه الحال منفردا صالتو في جماعة ، وىو اصح والجميور عمى ان

.إنو نص الشافعي : الوجيين لمشافعية ، بل قد قيل أن اإلمام والمأمومين يعيدون ، وال : وروي عن عمي

يصح عنو ؛ فإنو من رواية عمرو بن خالد الواسطي ، .وىو كذاب

وىو -رواه أبو جابر البياضي : وفيو حديث مرسل .مرسال -عن ابن المسيب -متروك

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

(ما صمينا : ) ) باب قول الرجل -حدثنا شيبان ، عن يحيى ، : حدثنا أبو نعيم - أنا جابر بن عبد اهلل ، : سمعت أبا سممة ، قال : قال

: جاءه عمر بن الخطاب يوم الخندق ، فقال ) أن النبي لشمس تغرب يا رسول اهلل ، ماكدت اصمي حتى كادت ا

) : فقال النبي . ، وذلك بعد ما أفطر الصائم إلى ) ، فنزل النبي ( ( ، ما صميتيا [ واهلل ) ) ]

بطحان وأنا معو ، فتوضأ ثم صمى العصر بعد ما .غربت الشمس ، ثم صمى بعدىا المغرب

( ( .كتاب المواقيت ) ) قد تقدم ىذا الحديث في أواخر أن من لم يصل : اىنا ومقصود البخاري بتخريجو ى

الصالة حتى ذىب وقتيا وىو ناس ليا ، أو مشتغل ىل صمى : ) ) عنيا بعذر يبيح تأخيرىا ، إذا سئل

، ولو أن يحمف ( ( ما صميتيا : ) ) فمو أن يقول ( ( ؟ واهلل ، ما ) : ) ) عمى ذلك ، كما قال النبي

( ( .صميتيا ى أثناء وكذلك إذاسئل من أخر الصالة الحاضرة إل

ما صميتيا : ) ) ىل صالىا ؟ فمو أن يقول : وقتيا ، وال حرج في ذلك ؛ ألنو صدق ، وتأخر ( ( بعد

الصالة في ىذه الصورة كميا مباح ، فال يضر اإلخبار .فييا بأنو لم يصل

سحاق نقمو : -وقد نص عمى جواز ذلك أحمد ، وا .عنيما ابن منصور

( ( لم أصل : ) ) ولو ويوجد من الناس من يتحرج من ق، والسنة وردت ( ( نصمي إن شاء اهلل : ) ) ، ويقول

.بخالف ذلك وأماإن عرض عميو أن يصمي في وقتيا ، وىو يريد

تأخيرىا ، فإنو ال

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ، ولكن يخبر بما قصده من ( ( ال أصمي : ) ) يقول

ألسامة بن زيد ليمة ) بي التأخير المباح ، كما قال النفقال لو . الصالة يا رسول اهلل : لما قال لو : المزدلفة ( ( .الصالة امامك ) : ) )

ولما خطب ابن عباس بالبصرة ، وأخر المغرب ، فقيل أتعممنا : الصالة ، وألح عميو القائل ، قال لو : لو

.بين الصالتين ) بالسنة ؟ ثم أخبره بجمع النبي .م خرجو مسم

ولما أخر ابن عمر المغرب في السفر ، وكان قد : استصرخ عمى زوجتو صفية ، قال لو ابنو سالم

. الصالة : سر ، ثم قال لو [ : لو ] فقال . الصالة سر ، حتى سار ميمين أو ثالثة ، ثم نزل : فقال لو

يصمي إذا ) ىكذا رأيت رسول اهلل : فصمى ، ثم قال .أعجمو السير

إن شاء اهلل -اري ، وسيأتي في موضعو خرجو البخ .سبحانو وتعالى

(/)

"""""" صفحة رقم """""" باب -

اإلمام تعرض لو الحاجة بعد اإلقامةحدثنا عبد : حدثنا أبو معمر عبد اهلل بن عمرو -

حدثنا: الوارث أقيمت : عبد العزيز بن صييب ، عن أنس ، قال

ناجي رجال في جانب المسجد ، فما ي) الصالة والنبي .قام إلى الصالة حتى نام القوم

فيو دليل عمى أن اإلمام لو أن يؤخر : ىذا الحديث الدخول في الصالة بعد

إقامة الصالة ، إذا كانت لو حاجة ، وقد كان ابن عمر إذا أقيمت الصالة وقام مقامو

ال يكبر حتى يأتيو الرجل الذي كان وكمو بإقامة صفوف ، فيخبره بإقامتيا ، وأماال

إذا لم يكن لو حاجة فاألولى المسارعة إلى الدخول في .الصالة عقب اإلقامة

وينتظر : لمبرادعي المالكي ( ( تيذيب المدونة ) ) وفي اإلمام بعد اإلقامة قميال قدر ما تستوي الصفوف ، وليس في سرعة القيام لمصالة بعد اإلقامة وقت ، وذلك عمى

.در طاقة الناس قومتى طال الفصل بين اإلقامة والصالة ، فقال بعض

يعتد بتمك اإلقامة ، : أصحابنا ، وأصحاب الشافعي .ويكون كمن صمى بغير إقامة

وسيأتي من حديث ثابت ، عن أنس ما يدل عمى خالف .ذلك

.وظاىر حديث أنس يدل عمى ان اإلقامة لم تعد كذلك العزيز بن صييب ، عن وقد خرج مسمم حديث عبد

يناجي رجال ) أقيمت الصالة والنبي : أنس ىذا ، ولفظو ، فمم يزل يناجيو حتى نام أصحابو ، ثم جاء فصمى

.بيم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وظاىر ىذه الرواية يدل عمى انو صمى باإلقامة السابقة .، واكتفى بيا

ذلك ليبين لمناس جواز فعل ) فإن زعم زاعم ان النبي .الصالة بدون اقامة

ليس في ىذا بيان لذلك ؛ فإنو إنما يتبادر إلى : قيل األفيام انو اكتفى باإلقامة المتقدمة ، فمو كان حكميا قد بطل ألمر بإقامة ثانية ، أو بين بقولو ان تمك االقامة لم نما يصمي بغير إقامة بالكمية لئال يظن تبق معتبرة ، وا

صمى بتمك اإلقامة الماضية ، فإن ىذا ىو المتبادر انو .واهلل اعمم . إلى األفيام

وقد روي عن طائفة من السمف ما يدل عمى أن اإلقامة ن تقدمت عمى الصالة بزمن طويل فإنيا كافية .وا

فروي عن الحسن ، والشعبي ، والنخعي ، ومجاىد ، وعكرمة ، وعروة ، ومحمد بن عمي بن حسين ،

أن من دخل مسجدا قد صمي فيو فإنو ال يؤذن : رىم وغي

.، وال يقيم سحاق ، وحكاه وحكي مثمو عن أبي حنيفة وأصحابو ، وا

.ابن المنذر قوال لمشافعي ومنيم من عمل بأنو يجزئو إقامة أىل المسجد التي صموا

.بيا ، روي ذلك صريحا عن عروة وا ، واألمر ان شاءوا أقام: وسئل أحمد عن ذلك ، فقال

.نقمو عنو حرب : -عنده واسع .وىذا يشعر بأن ليم االكتفاء باإلقامة األولى

ونقل حرب عن إسحاق فيمن فاتتو الصالة يوم الجمعة ال بد أن يقيم : ، قال -صالة الجمعة -مع اإلمام

الصالة لمظير ؛ ألن األذان واإلقامة يومئذ لم تكن .لمظير ، إنما كانت لمجمعة

وىذا يدل عمى أنو يكتفي باإلقامة األولى لمن صمى تمك .الصالة التي اقيمت ألجميا

(/)

"""""" صفحة رقم """""" ( ( أبواب األذان ) ) وقد ذكرنا ىذه المسائل مستوفاة في

نما المقصود ن طال الفصل بينيا : ، وا ان اإلقامة وا ير من وبين الدخول في الصالة يكتفي بيا عند كث

.العمماء حدثنا عمران بن حدير ، ( ( كتابو ) ) وروى وكيع في

أقيمت الصالة ، وصفت : عن أبي مجمز ، قال الصفوف ، فانتدب رجل لعمر فكممو ، فأطال القيام

.حتى القيا إلى األرض ، والقوم صفوف

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

باب الكالم إذا أقيمت الصالة -: حدثنا عبد األعمى : حدثنا عياش بن الوليد -

سألت ثابتا البناني عن الرجل يتكمم : حدثنا حميد ، قال : بعدما تقام الصالة ، فحدثني عن أنس بن مالك ، قال

رجل ، فحبسو بعدما ) أقيمت الصالة ، فعرض لمنبي .أقيمت الصالة من حديث حماد بن ( ( صحيحو ) ) خرجو مسمم في

أقيمت صالة : مة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال سميناجيو ) لي حاجة ، فقام النبي : العشاء ، فقال رجل

.، ثم صموا -أو بعض القوم -حتى نام القوم وخرجو الترمذي من حديث معمر ، عن ثابت ، عن

بعدما تقام الصالة ) لقد رأيت رسول اهلل : أنس ، قال القبمة ، فما يزال يكممو ، يكممو الرجل ، يقوم بينو وبين

) .ولقد رايت بعضيم ينعس من طول قيام النبي دليل عمى جواز ابتداء الكالم لإلمام : فيذا الحديث

وغيره بعد إقامة الصالة ، بخالف حديث عبد العزيز بن صييب المخرج في الباب الماضي ؛ فإنو إنما يدل عمى

.امة جواز استدامة الكالم إذا شرع فيو قبل اإلقورواية معمر ، عن ثابت ، عن أنس صريحة بأن مدة الكالم طالت ، ورواية حماد بن سممة تشعر بذلك ؛

، وليس ( ( حتى نام القوم أو بعض القوم : ) ) لقولو

.فيو ذكر إعادة إقامة الصالة يدل عمى أنو لم يعد اإلقامة ، ولو وقع : وظاىر الحال

.ا ييتم بو ذلك لنقل ، ولم ييمل ؛ فإنو مم

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد روى حديث ثابت جرير بن حازم ، فخالف أصحاب ثابت في لفظو ، رواه عن ثابت ، عن أنس ، أن النبي

.كان يتكمم بالحاجة إذا نزل عن المنبر ) خرجو من طريقو كذلك اإلمام أحمد وأبو داود والنسائي

.وابن ماجو والترمذي ال نعرفو إال من حديث جرير بن حازم ، وسمعت : ل وقا

وىم جرير بن حازم : يقول -البخاري : يعني -محمدا في ىذا الحديث ، والصحيح ما روي عن ثابت ، عن

، فما ) أقيمت الصالة فأخذ رجل بيد النبي : أنس ، قال : قال محمد . زال يكممو حتى نعس بعض القوم

بن حازم ربما ييم في بعض والحديث ىو ىذا ، وجرير .الشيء ، وىو صدوق

سئل يحيى ( ( : تاريخو ) ) وقال ابن أبي خيثمة في : بن معين عن حديث جرير بن حازم ىذا ، فقال

.خطأ وروى وكيع ، عن جرير بن حازم ، عن ثابت ، عن

ينزل من المنبر يوم ) كان رسول اهلل : أنس ، قال حاجة فيكممو ، ثم يتقدم الجمعة ، فيكممو الرجل في ال

.إلى المصمى فيصمي وروى وكيع عن سفيان ، عن معمر ، عن الزىري ، عن

.مرسال -نحو حديث جرير ، عن ثابت -) النبي

(/)

"""""" صفحة رقم """"""

وقد اختمف في كراىية الكالم بين الخطبة والصالة ، يفة ، والحكم وأبو حن -في رواية -فكرىو طاوس

.ورخص فيو األكثرون كان طاوس وعطاء والزىري وبكر بن : قال ابن المنذر

سحاق وأبو عبد اهلل والنخعي وحماد ومالك والشافعي وا ثور ويعقوب ومحمد يرخصون فيو ، وروينا ذلك عن ابن

.عمر ، وحكي كراىتو عن الحكم وأماالكالم بين إقامة الصالة والصالة في غير الجمعة

نما كره من كره ذلك يوم الجمعة فال أ عمم أحدا كرىو ، وا تبعا لكراىة الكالم في وقت الخطبة ، فاستصحبوا

الكراىة إلى انقضاء الصالة ، وىذا المعنى غير موجود .في سائر الصموات

وحكى ابن عبد البر عن العراقيين كراىتو بني اإلقامة .والصالة مطالقا

محة كتسوية الصفوف فإن كان الكالم بينيما لمصونحوىا كان مستحبا ، وقد دلت األحاديث الكثيرة عمى

ذلك ، ووردت احاديث وآثار في الدعاء قبل الدخول في .الصالة

(/)