2014 سي لسنةبي التوننتخاون القان ا2014 لسنة16 دساسي عدون القانليق على ا تعخاباتنت ق باّ متعل ال2014 ماي26 المؤرخ فيوص التطبيقيةف النصستفتاء وعلى مختل وا

القانون الانتخابي التونسي لسنة 2014 تعليق على القانون الأساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 المتعلّق

  • Upload
    jamaity

  • View
    1.128

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

1

القانون االنتخابي التونسي لسنة 2014

تعليق على القانون األساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 المتعلق باالنتخابات

واالستفتاء وعلى مختلف النصوص التطبيقية

التقرير التحلييل من طرف مهدي الفضييل، دوين بيتي تم إعداد هذا

أهرنز اهرنيك أبداها التي التعاليق ضوء عىل ويكسلبوم، وجوفراي

ياوتز تيبو دوالمار و كاتارينا وميكاييل مايار ريسندي. وتوىل كل من

اإلرشاف عىل أعامل النرش.

القانون االنتخابي التونسي لسنة 2014

تعليق على القانون األساسي عدد 16 لسنة 2014 المؤرخ في 26 ماي 2014 المتعلق باالنتخابات

واالستفتاء وعلى مختلف النصوص التطبيقية

الفهرس

I. ملخص............................................................................................................................................5

6.................................................................................................................................. التوصيات قائمة

II. السياق السياسي ...........................................................................................................................11

III. مالحظات تمهيدية لتحليل القانون اإلنتخابي ........................................................................................15

IV. اإلصالح اإلنتخابي .......................................................................................................................17

V. حقوق اإلقتراع .............................................................................................................................20

VI. السجل اإلنتخابي وقائمات الناخبين ......................................................................................................27

VII. تقديم الترشحات لإلنتخابات التشريعية والرئاسية ...............................................................................28

الحملة اإلنتخابية .......................................................................................................................33 .VIII

IX. تمويل الحملة اإلنتخابية.................................................................................................................37

X. عملية اإلقتراع ...............................................................................................................................38

XI. الجرائم اإلنتخابية ..........................................................................................................................39

40.............................................................................................................................. المالحظون .XII

XIII. النزاعات اإلنتخابية.....................................................................................................................41

5

I. ملخص

مثل القانون األسايس عدد 16 لسنة 2014 املؤرخ يف 26 ماي 2014 واملتعلق

خطوة االنتخايب«( »بالقانون ييل فيام )املسمى واالستفتاء باالنتخابات

واملعايري القواعد إىل بالنظر التونيس االنتخايب القانون تدعيم حاسمة يف

الدولية ذات الصلة. حيث ألغى التدابري االستثنائية لسنة 2011 التي قيدت

بشكل مفرط كل من حق التصويت والحق يف الرتشح. كام دعم صالحيات

الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات، ووضع األسس التي من شأنها أن تؤول

مستقبال إىل إرساء سجل انتخايب، وعزز وعقلن املقتضيات املتعلقة مبراقبة

عامة بصفة وعزز التقايض، اجراءات وبسط االنتخابية، املصاريف متويل

شفافية املسار االنتخايب. لكن ظل هذا القانون، يف بعض جوانبه، دون ما

تستوجبه القواعد واملعايري الدولية. ففيام يتعلق بالحق يف الرتشح، فرض

الدستور عىل املرشع تضمني القانون حاالت حرمان مخالفة لهذه القواعد

واملعايري: كإقصاء الناخبني الذين اكتسبوا الجنسية التونسية منذ أقل من

10 سنوات من االنتخابات الترشيعية، أو إقصاء الناخبني الحاملني لجنسيتني

)ما مل يقع التخيل عن جنسيتهم األخرى( وأولئك الذين هم ليسوا تونسيني

بالوالدة أو الذين هم من غري املسلمني، من الرتشح لالنتخابات الرئاسية.

ومن ناحية أخرى، بقي هذا القانون نصا انتقاليا وغري مكتمل، مام دعى

الهيئة االنتخابية إىل سد بعض الثغرات أو النقائص من خالل العديد من

النصوص التطبيقية. ومن الرضوري أن تتم إعادة صياغة هذه النصوص يف

شكل مجموعة متناسقة، داعمة خاصة لألحكام املتعلقة بالحملة االنتخابية

يف اتجاه يتالئم أكرث مع حرية تبليغ األفكار والربامج االنتخابية، ومكملة

لإلطار القانوين الالزم إلرساء سجل انتخايب دائم.

جاء القانون األسايس عدد 16 لسنة 2014 املؤرخ يف 26 ماي 2014 واملتعلق

االنتخايب«( داعام )املسمى فيام ييل »بالقانون باالنتخابات واالستفتاءات

امليادين مختلف التونسيني يف للمواطنني االنتخابية للحقوق كبري بشكل

اإلنسان، لحقوق الدويل القانون عن املنبثقة االلتزامات تقتضيه ما وفقا

بعض يف حافظ القانون هذا أن إال االنتخابية. العملية لشفافية ومعززا

جوانبه عىل توجه تقييدي، ال سيام فيام يتعلق بحرمان العسكريني وأعوان

قوات األمن من حق االقرتاع. كام أنه تضمن بعض األحكام االنتقالية وهو

ما ترك املجال واسعا أمام اإلدارة االنتخابية التخاذ تراتيب بخصوص مسائل

كان ينبغي أن تنظم مبقتىض قانون.

مثل القانون االنتخايب أحد القوانني الجوهرية يف عملية االنتقال السيايس

التونيس حيث تم سنه بعد بضع أسابيع من املصادقة عىل الدستور الجديد

القانون ليك ينطبق عىل كل املؤرخ يف 26 جانفي 2014. وقد وضع هذا

االنتخابات املقبلة سواء كانت انتخابات رئاسية أو ترشيعية أو استفتاءات.

لكن، وبالنظر إىل رضورة تنظيم أول انتخابات رئاسية وترشيعية قبل موف

سنة 2014 طبقا لألحكام االنتقالية الواردة بالدستور الجديد، كانت األولوية

املستقلة العليا للهيئة ترك ما وهو عام. قانوين إطار صياغة يف تتمثل

لالنتخابات )املسامة يف ما ييل بـ »الهيئة اإلنتخابية«( مجاال واسعا للترصف

إىل حني تدخل املرشع يف وقت الحق بنصوص تكميلية.

القانوين االنتخايب خطوة هامة نحو تدعيم اإلطار القانون مع ذلك، ميثل

االنتخايب التونيس، حيث أدخل عليه تحسينات كربى )انظر القسم الثالث،

صفحة 17( باملقارنة مع النصوص القانونية السابقة، مبا فيها املرسوم عدد

35 لسنة 2011 والنصوص ذات الصلة، التي أعاد صياغتها يف شكل مجموعة

وخاصة الجوانب بعض لتوضيح جاءت جديدة بأحكام ومرثاة متناسقة

لتعزيز صالحيات الرقابة والصالحيات التنفيذية الراجعة للهيئة االنتخابية

وفقا للقانون الدويل.

إلغاء تم إذ للمواطنني. األساسية للحقوق معززا االنتخايب القانون جاء

األحكام التي كانت محل جدل سنة 2011 والتي حرمت األشخاص الذين

أفراد من والبعض عيل )بن 2011 جانفي 14 بعد ممتلكاتهم صودرت

عائلته ومن املقربني منه( من حق االنتخاب، وتلك التي حرمت فئة من

األشخاص من حق الرتشح بسبب ماضيهم السيايس. ومقارنة بسنة 2011،

الحملة بتمويل املتعلقة املسائل بخصوص مجددا القانون هذا يعترب

االنتخابية. حيث بلغت األحكام الخاصة مبوضوع الحملة االنتخابية درجة

االنتخايب السجل مبدأ اعتمد كام السابق. يف عليها تكن مل التطور من

عرب والنساء الرجال بني املساواة بضامن الدستوري االلتزام وعزز الدائم

القامئات املرتشحة، إضافة إىل تشجيعه عىل التناصف والتناوب يف تركيبة

الحملة لتمويل العمومية املساعدة منظومة يدعم وهو الشباب. ترشح

ويرشد االنتخابية واإلدارة االنتخابية العملية شفافية ويعزز االنتخابية

تصنيف الجرائم االنتخابية. كام وسع حق القيام يف مجال النزاعات املتعلقة

املتتالية النزاعات ملختلف بالنسبة مبسطة إجراءات ووضع بالرتشحات

طيلة املسار االنتخايب. وهو يتجه بشكل عام نحو إرساء مزيد من الشفافية

عىل مختلف املستويات مبا يف ذلك نرش وإعالن نتائج االنتخابات.

إال أنه مل يقطع سوى جزء من الطريق، وهو يظل إىل حد ما نصا انتقاليا1.

إذ هنالك بعض الجوانب األساسية للعملية االنتخابية التي مل تتم معالجتها

التقديرية، سلطتها وفق تتوىل، االنتخابية الهيئة جعل مام القانون يف

الثغرات التي كانت رضورية لسد التطبيقية النصوص العديد من اصدار

الواردة يف اإلطار الترشيعي أو اتخاذ التدابري املستوجبة قانونا أو عمليا. لذا

التناسق فمن املستحسن أن يقع يف أقرب وقت ممكن ادخال مزيد من

املستخلصة الدروس عىل بناء وتدعيمه التونيس االنتخايب القانون عىل

باألمن الترشيعية والرئاسية لسنة 2014. فاملسألة متصلة االنتخابات من

القانوين واالستقرار والشفافية وسهولة النفاذ إىل القواعد القانونية. ويف هذا

التفكري يف توزيع أفضل التونيس القانون االنتخايب الصدد، يتطلب إصالح

يؤول أن ينبغي ما وهو والترشيعي. الرتتيبي املجالني بني لالختصاصات

إىل تحويل كل من القانون ونصوصه التطبيقية إىل مجموعة من القواعد

املتناسقة.

من حيث املوضوع، وعىل غرار النصوص السابقة و بالرغم من رفع حاالت

املنع املذكورة أعاله، الزال القانون االنتخايب يتميز مبقاربته التقييدية بشأن

العسكريني الرتشح. فهو عىل غرار سنة 2011 يحرم التصويت وحق حق

القائم املبديئ املوقف ذلك أساس عىل االقرتاع حق من األمن أعوان و

الذين الناخبني مينع كام آخر. مربر أي دون ومن محتملة مخاطر عىل

اكتسبوا الجنسية منذ أقل من 10 سنوات من الحق يف الرتشح لالنتخابات

الترشيعية. وهو ال يسمح للناخبني من غري التونسيني بالوالدة أو من غري

املسلمني بالرتشح لالنتخابات الرئاسية، ويجرب الناخبني الحاملني لجنسيتني

واملرتشحني لالنتخابات الرئاسية عىل التخيل عن جنسيتهم األخرى يف حال

1 كام تدل عليه األحكام اإلنتقالية املضمنة بالباب السابع والتي تكرس بعض الجوانب

واملقتضيات الخاصة بانتخابات 2011 )راجع خاصة الفصول 169، 172، 173 و174(.

6

انتخابهم. وتجد هذه االستثناءات أصولها يف الدستور، مام يجعل إلغاءها

غري ممكن دون التعديل املسبق للدستور، وهو أمر غري متاح عىل املدى

القصري. رغم ذلك ينبغي البدء يف التفكري يف مختلف هذه االستثناءات حتى

يتسنى حذفها مستقبال.

تشكو األحكام املتعلقة بالحملة االنتخابية من نقص يف الوضوح والتناسق

بني االنصاف تحقيق هاجس تقدم فهي التقييدي. بنهجها تتميز كام

بدرجة ومقيد بشكل مفرط واالتصال وذلك التعبري املرشحني عىل حرية

غري معقولة لحرية الناخبني يف االختيار، وبالرغم من أن األحكام الجديدة

عىل ضامن رشوط قادرة التمويل ومبصادر االنتخابية بالنفقات املتعلقة

ينص مل أخرى ناحية من لكن وبرامجهم. املرشحني بني عادلة تنافسية

القانون عىل إجراءات نزاعية خاصة بحاالت خرق القواعد املنظمة للحملة

االنتخابية. كام أنه فرض رشوطا غري معقولة عىل املرتشحني الذين يقومون

مسؤولية بتحميلهم خاصة وذلك األجنبية، اإلعالم وسائل عرب بحملتهم

التونيس، للقانون تخضع ال التي األجنبية، االعالم وسائل التزام ضامن

االنتخابية يف حاجة بالحملة املتعلقة الحياد. وقد تكون األحكام بواجب

بشكل عام للمزيد من التوضيح وإلعادة التنظيم.

من جهة أخرى، فإن القانون االنتخايب مل يبلغ الدرجة التي كان من املفرتض

أن يصل إليها عىل إثر الدروس املستخلصة من انتخابات سنة 2011. فهو

النتائج كل عليه يرتب أن دون الدائم االنتخايب السجل مبدأ يقر مثال

الالزمة بحيث ظل يف مجال املؤقت ومل يعالج جميع جوانب املسألة. كام

املرتشحة القامئات صلب بالتناصف املتعلقة األحكام نفس تكريس أعاد

دون أن يدخل عليها التحسينات التي من شأنها أن تنمي فعاليتها، كفرض

نظام الحصص عىل مستوى رئاسة القامئات.

املواعيد انتخايب يجب أن يجرى قبل فرتة زمنية كافية من أي إصالح إن

االنتخابية املقبلة، عىل أن يكون الهدف منه، كام أرشنا أعاله، تعزيز القانون

االنتخايب وأن يتم هذا اإلصالح يف ظروف تسمح بإجراء مشاورات واسعة

بني مختلف الجهات الفاعلة يف املسار االنتخايب مبا فيهم منظامت املجتمع

املدين.

وفيام ييل تقديم لجملة التوصيات الواردة يف نص التحليل الراهن.

قامئة التوصيات

اإلصالح االنتخايب

القانون . 1 تدعيم ممكن وقت أقرب يف يتم أن املستحسن من

عىل بناء عليه التناسق من مزيد وإدخال التونيس االنتخايب

والرتتيبية الترشيعية النصوص تطبيق من املستخلصة الدروس

املنظمة لالنتخابات الترشيعية والرئاسية لسنة 2014 . وينبغي

القانوين األمن ملتطلبات االستجابة من اإلصالح هذا ميكن أن

واالستقرار والشفافية والوضوح والطابع التوقعي، بحيث تكون

مبقتىض منظمة االنتخابية العملية يف األساسية الجوانب كل

االنتخايب القانون إصالح ضمن التفكري ينبغي كام القانون.

الرتتيبي املجالني بني لالختصاصات أفضل توزيع يف التونيس

القانون من كل تحويل إىل يؤول قد ما وهو والترشيعي.

ونصوصه التطبيقية إىل مجموعة من القواعد املتناسقة.

بشكل . 2 يجرى أن ينبغي التونيس االنتخايب للقانون إصالح أي

يجعله يكتمل قبل فرتة زمنية كافية من تاريخ االنتخابات املقبلة

االنتخايب املجال يف الفاعلني مختلف استشارة تتسنى حتى

ويصبح اإلطار القانوين االنتخايب مألوفا لديهم.

حق االنتخاب

تشكل الفقرة األوىل من الفصل 6 التي تنص عىل حرمان األشخاص . 3

املحكوم عليهم بعقوبة تكميلية )عىل معنى الفصل 5 من املجلة

الجزائية( من حق االنتخاب خطوة تقدمية باملقارنة مع الترشيع

السابق، باعتبارها تضمن عرض كل حالة من حاالت الحرمان عىل

أنظار القايض. لكن من الرضوري أن يكون كل ترصيح بالحرمان

مل مسألة وهي خطرية، جرائم بارتكاب مقرتنا التصويت من

التقديرية السلطة تكون أن ينبغي القانون. يف تحديدها يقع

التي يتمتع بها القايض مؤطرة حتى يتم ضامن التطبيق املوحد

ينبغي كام املرتكبة. الجرمية مراعاة جسامة مع األحكام لهذه

التنصيص ضمن الفصل 6 عىل أن مدة العقوبة التكميلية بحرمان

األشخاص املدانني من التصويت ال يجب أن تتجاوز مدة العقوبة

األصلية.

باإلضافة إىل ذلك، ينبغي اتخاذ التدابري الالزمة لتمكني االشخاص . 4

املتمتعني بحق اإلقرتاع، كاملوقوفني الذين مل تصدر بعد يف شأنهم

أحكاما نهائية أو األشخاص املقيمني يف املستشفيات، من املامرسة

الفعلية لحقهم يف التصويت.

املواطنني بشكل عام وآيل ومن دون . 5 بفئة كاملة من ألنه ميس

الداخيل من العسكريني وأعوان قوات األمن متييز، يشكل منع

جوهريا خرقا 6 الفصل من الثالثة الفقرة مبوجب التصويت

وكام الدولية النصوص يف تحديده تم كام العام االقرتاع ملبدأ

هو معمول به اليوم يف تجارب الدول. وقد يكون من املناسب

الرشوع يف التفكري يف الطريقة التي ستؤدي مستقبال إىل االعرتاف

تدابري اتخاذ مع التصويت، يف بالحق املسلحة القوات ألعوان

خاصة لتمكني العسكريني من مامرسة هذا الحق بكل استقاللية

ومن دون التعرض للعنف أو للتهديد بالعنف ولإلكراه أو تلقي

عروض مغرية أو أي تدخل كان بغرض التالعب بهم.

يوىص بأن يكون القانون االنتخايب خاليا من كل لبس بشأن متتع . 6

املجندين بالحق يف التصويت، وإن استوجب األمر اتخاذ تدابري

تأثري كل عن مبعزل الحق هذا مامرسة من لتمكينهم خاصة

بدون موجب أو كل تالعب أو إكراه من أي نوع كان، من شأنه

أن يشوه أو يعيق حرية التعبري عن إرادتهم.

بالنسبة . 7 التصويت تحجري رفع إدراج يتم أن املستحسن من

عىل مستقبال سيجرى إصالح أي ضمن الداخيل األمن ألعوان

القانون االنتخايب. لنئ كان القانون الدويل ال يزال غري مستقر بعد

بخصوص هذه املسألة فهو متجه نحو إرساء رقابة مشددة عىل

كل إجراء يهدف إىل الحرمان من الحق يف التصويت مبا يف ذلك

7

فبالنظر النفسية. أو الذهنية اإلعاقة بذوي الخاصة اإلجراءات

إىل هذا القانون الدويل قد يكون من املناسب جعل الحرمان من

الحق يف التصويت من أجل »الجنون املطبق« )الفقرة الثالثة من

الفصل 6 من قانون االنتخابات( يخضع لفحص خاص تحت رقابة

القضاء. ومن جهة أخرى، ينبغي عىل األحكام القضائية القاضية

حالة جراء تم قد الحجر فرض كان إذا ما تحدد أن بالحجر

»جنون مطبق« أو حالة »جنون متقطع«، وذلك تفاديا النسحاب

الحرمان من التصويت بصفة آلية عىل األشخاص الذين يشكون

من »جنون متقطع«.

الحق يف الرتشح

ينبغي إعادة النظر يف الفصل 19 من القانون االنتخايب الذي ينص . 8

عىل أن الرتشح لالنتخابات الترشيعية يقترص فقط عىل الناخبني

سنوات. عرش تقل ال مدة منذ التونسية للجنسية الحاملني

فإقصاء املواطنني الذين تحصلوا عىل الجنسية منذ أقل من عرش

سنوات ال يتامىش مع املادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق

املدنية والسياسية التي ال تسمح بالتمييز »بني املواطنني بالوالدة

التعبري الشعب يف إذ عمال مببدأ حرية املتجنسني«. واملواطنني

ملثل األهمية إعطاء الحق يف لهم الناخبون رأيه، وحدهم عن

هذا النوع من التمييز بني املرشحني لالنتخابات.

لكن تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 19 من القانون االنتخايب ال ميكن أن

ينقح من دون التعديل املسبق للفصل 53 من الدستور.

الذين . 9 الناخبني أن عىل ينص الذي 40 الفصل مراجعة يتعني

الرتشح ميكنهم ال الوالدة منذ التونسية الجنسية يحملون ال

لالنتخابات الرئاسية. فمثل هذا اإلقصاء يعد مخالفا للامدة 25

تم كام والسياسية املدنية بالحقوق الخاص الدويل العهد من

»كل متييز أن التي تعترب تأويله من قبل لجنة حقوق اإلنسان

بني املواطنني بالوالدة واملواطنني املتجنسني يعترب غري متالئم مع

املادة 25«.

لكن تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 40 من القانون االنتخايب ال ميكن أن

ينقح من دون التعديل املسبق للفصل 74 من الدستور.

من املستحسن أن يتم رفع املنع املفروض مبوجب الفصل 40 من . 10

القانون االنتخايب عىل الناخبني غري املسلمني من الرتشح لالنتخابات

الرئاسية. إذ أن هذا اإلقصاء يتعارض مع الفقرة الثانية من املادة

18 واملادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية

كام تم تأويلهام من قبل لجنة حقوق اإلنسان. فعمال مببدأ حرية

الشعب يف التعبري عن رأيه، وحدهم الناخبون لهم الحق يف إعطاء

األهمية أو عدم إعطائها ملثل هذه املسألة.

تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 40 من القانون االنتخايب ال ميكن أن ينقح من

دون التعديل املسبق للفصل 74 من الدستور.

تنص الفقرة الثانية من ذات الفصل 40 عىل أن أي ناخب يحمل . 11

جنسية أخرى غري الجنسية التونسية يجب أن »يقدم ضمن ملف

ترشحه تعهدا بالتخيل عن الجنسية األخرى عند الترصيح بانتخابه

رئيسا للجمهورية«. رمبا ينبغي أن يعاد التفكري فيام إذا كان من

عن بالتخيل لجنسيتني الحاملني الناخبني إلزام حذف األنسب

جنسيتهم الثانية يف حال انتخابهم لرئاسة الجمهورية، وذلك خاصة

من خالل إجراء تقييم لآلثار التي قد ترتتب عن حذف هذا اإللزام

مع اإلستئناس باملامرسات الجارية يف البلدان األخرى.

تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 40 من القانون االنتخايب ال ميكن أن ينقح من

دون التعديل املسبق للفصل 74 من الدستور.

تسجيل الناخبني

جاءت مقتضيات القانون االنتخايب املتعلقة مبسك وتحيني السجل . 12

من أنه 9(. يف حني و 8 و 7 )الفصول للغاية مقتضبة االنتخايب

املستحسن أن يتناول القانون االنتخايب مسألة السجل االنتخايب بأكرث

تفصيل حتى وإن كان تحديد بعض املسائل التقنية سيتخذ صيغة

ترتيبية. ففي ظل نظام تحيني مستمر للسجل االنتخايب، يكون فيه

ترسيم الناخبني قامئا عىل متيش إرادي عىل وجه الخصوص، يتعني

واإلجراءات السجل يف الرتسيم تحديد رشوط النصوص تتوىل أن

تتناول كذلك املسائل اتباعها لطلب إصالح األخطاء وأن الواجب

املتعلقة برسية املعطيات.

القانون . 13 صلب الناخبني قامئات نرش فرتة تحديد يتم أن ينبغي

االنتخايب وأن يكون ذلك ملدة معقولة حتى متنح األطراف املعنية

وقتا كافيا لإلطالع عىل القامئات والتثبت من البيانات الخاصة بهم

أو بغريهم من الناخبني يف إطار دائرتهم االنتخابية. ويف كل األحوال

فإن تخصيص يوم واحد لتعليق القامئات يعد غري كاف.

يف . 14 للنظر املجال فسح القريب املستقبل يف يتم أن يستحسن

وخاصة املقبلة لالنتخابات بالنسبة اإلقامة رشط فرض إمكانية

مصحوبا الرشط هذا يكون أن عىل القادمة، املحلية االنتخابات

بالوسائل الالزمة للتثبت من صحة العناوين املرصح بها.

تقديم الرتشحات

من املستحسن أن يضبط القانون االنتخايب األجل املمنوح للقامئات . 15

)لالنتخابات واملرتشحني الترشيعية( االنتخابات )يف املرشحة

بالنسبة كذلك يحدد وأن الرتشح مطلب لتقديم الرئاسية(

يجب التي املرشحة القامئات تعليق مدة الترشيعية لالنتخابات

أن تكون مطولة مبا فيه الكفاية حتى يتسنى للناخبني وللمرتشحني

اعرتاضاتهم تقديم من املرتشحون يتمكن وحتى عليها التعرف

املحتملة بشأنها.

يوىص بعدم اشرتاط البطاقة عدد 3 من السجل العديل )املستوجبة . 16

مبوجب الفصل 9 من قرار الهيئة االنتخابية عدد 16 لسنة 2014

الرتشح مبلف نة املضم الوثائق أوت 2014( ضمن غرة املؤرخ يف

أال املهم من املقبلة. الترشيعية لالنتخابات للمرتشحني بالنسبة

تنقلب الوسائل التي تستخدمها الهيئة االنتخابية للتثبت من مدى

استجابة املرتشحني للرشوط املنصوص عليها بالفصل 19 من القانون

8

االنتخايب إىل شكليات إضافية غري واردة يف القانون توضع عىل عاتق

املرتشحني لتصبح عائقا غري معقول يحول دون مامرستهم لحقهم يف

الرتشح. هذا عالوة عىل أن البطاقة عدد 3 ال تسمح بالتثبت بشكل

موثوق فيه من حاالت الحرمان من الرتشح املحتملة. ينبغي اتخاذ

التدابري الالزمة لضامن تعاون اإلدارة املاسكة للسجل العديل عىل

املستوى املركزي )املصلحة املختصة يف الحالة العدلية( مع الهيئة

االنتخابية لتمكينها من التثبت من حاالت الحرمان من الرتشح دون

تحميل املرتشحني عبء تقديم الحجة عىل ذلك.

»تزكيات املواطنني« للمرتشحني يف االنتخابات الرئاسية

التزكية . 17 التثبت من صحة قامئات يتعني تعزيز إجراءات وأساليب

)الفصل 41(. وميكن التنصيص عىل عقوبات رادعة بالنسبة لحاالت

االستعامل املتعمد لبيانات غري صحيحة أو مزورة.

اإلمضاءات . 18 كل من بالتثبت االنتخابية الهيئة إلزام عدم ينبغي

املقدمة ومتكينها من االكتفاء فقط بالتثبت من اإلمضاءات بقدر

العدد املطلوب لبلوغ العتبة املنصوص عليها يف القانون.

القانون . 19 يف املحددة الرتشحات يف البت آجال يف التمديد ينبغي

لتمكني كافية غري باعتبارها )45 )الفصل أيام بأربعة االنتخايب

الهيئة االنتخابية من القيام بجميع عمليات التثبت الالزمة.

ينبغي أال مينع القانون االنتخايب الناخب من تزكية أكرث من مرتشح . 20

واحد باعتبار أن التزكية ليست وسيلة دعم للمرتشح بل هي وسيلة

ترشح إمكانية رفض إىل إضافة للرتشح. له املتاحة الفرصة لدعم

إال ليشء ال التزكيات من املطلوب العدد بلوغه رغم ما مرتشح

ألن بعض من زكوه من الناخبني قاموا بتزكية ترشحات أخرى من

دون علمه.

نظرا الرتفاع عدد اإلمضاءات املطلوبة يتعني منح املرتشحني آجاال . 21

مطولة إىل حد معقول لتجميع التزكيات، عىل أن تكون هذه اآلجال

مضبوطة صلب القانون.

رمبا يكون من األنسب إعادة النظر يف جدوى الحفاظ عىل إجراء »تزكية

املواطن« نظرا للصعوبات العملية التي يطرحها مثل هذا اإلجراء. علام وأن

الجمع بني هذا الرشط ورشط تأمني الضامن املايل )الذي يتم اسرتجاعه عند

حصول املرتشح عىل ما ال يقل عن 3٪ من عدد األصوات املرصح بها( ميكن

التعددية السياسية، وذلك عالوة بالنظر إىل هدف تحقيق اعتباره مشطا

عىل عدم ثبوت مفعوله الرادع.

قبل من التزكية عىل ينص الذي هو الدستور أن إىل اإلشارة تجدر لكن

الناخبني املسجلني.

التناصف بني الرجال والنساء

املجالس . 22 وبقية الشعب نواب املرأة صلب مجلس متثيل لتدعيم

فرض حصص إمكانية النظر مستقبال يف املستحسن من املنتخبة

عىل مستوى رئاسة القامئات الحزبية، بحيث ال يقع ترتيب النساء

فيفقد آليا، يكون يكاد بشكل الثانية املرتبة يف القامئات داخل

بذلك االلتزام برتتيب املرتشحني بالتناوب حسب الجنس كل معناه.

املدى . 23 عىل ميكن الجديد الدستور يف املضمنة األهداف لبلوغ

إطار تتجاوز التي التدابري من جملة اتخاذ يف التفكري املتوسط

املرأة تهميش أو متثيل عدم أسباب ملعالجة االنتخايب الترشيع

داخل الهياكل القيادية لألحزاب السياسية.

تحجري اإلشهار السيايس أثناء »الفرتة اإلنتخابية«

يوىص بتوضيح مفهومي »اإلشهار السيايس« و«الدعاية االنتخابية« . 24

القانون من 59 و 3 الفصلني يف التوايل عىل تعريفهام تم كام

مستويات مختلف بني التأويل يف اختالف ألي تفاديا االنتخايب،

أو االنصاف ضامن فهاجس تفعيلهام. عند االنتخابية اإلدارة

املساواة بني املرتشحني يف النفاذ إىل وسائل إعالم الناخبني ال يجب

من املرتشحني عنها حرمان يرتتب منع تدابري اتخاذ إىل يؤول أن

حرية التعريف بأفكارهم وبرامجهم وحرمان الناخبني من التعرف

من و57 3 الفصلني تعديل املنطلق هذا من ينبغي لذا عليها.

القانون االنتخايب.

االنتخابية الحملة إطار يف األجنبية اإلعالم وسائل استعامل تحجري

لالنتخابات الترشيعية

يستحسن أن يتم تنقيح الفصل 66 واألحكام الرتتيبية املتصلة به . 25

القامئات باستثناء األجنبية االعالم وسائل استعامل تحجر )والتي

املرتشحة بالخارج وبرشوط معينة( بحيث يصبح بإمكان القامئات

املرتشحة بالخارج القيام بالحملة عرب وسائل اإلعالم األجنبية دون

ومادام إرادتها. عن خارجا احرتامها يكون قد لرشوط الخضوع

قد سمح بإجراء االقرتاع بالخارج فال مربر من حيث املبدأ لوضع

النفاذ مجال بالخارج يف املرتشحة بالقامئات خاص استثنايئ نظام

إىل وسائل اإلعالم. كام ينبغي أن تكون كل الرشوط املفروضة عىل

استعامل وسائل اإلعالم األجنبية موجهة للقامئات املعنية فحسب

دون غريها من األطراف الفاعلة والغري خاضعة للقانون التونيس.

تحجري نرش سرب اآلراء أثناء الحملة االنتخابية

والتعاليق . 26 اآلراء سرب نتائج نرش تحجري مدة من التقليص يتعني

كام الصمت« »فرتة عىل تقترص لجعلها بها املتعلقة الصحفية

ساعة الـ24 وخالل االقرتاع يوم )أثناء 3 الفصل يف تعريفها ورد

سن املقبلة االنتخابات قبل يتم أن أيضا ينبغي له(. السابقة

القانون املنظم لسرب اآلراء كام تم التنصيص عليه يف الفصل 172

من القانون االنتخايب، وأن يسمح هذا القانون بدعم الشفافية عىل

مستوى طرق إنتاج وبث ونرش نتائج سرب اآلراء بشكل تزول معه

للغاية مطولة ملدة التحجري فرض تم أجلها من التي التخوفات

يف إطار الحملة االنتخابية. وأخريا، ينبغي أن يقع مبقتىض القانون

رفع كل غموض حول األوان الذي ينتهي فيه هذا التحجري، خاصة

بالنسبة لالنتخابات الرئاسية.

9

متويل الحملة االنتخابية

التوايل . 27 عىل الواردة اآلجال بني التناسق من يشء إدخال يتعني

بأسبوع محددة آجال وهي توضيحها. أو 86 و 78 الفصلني يف

واحد )الفصل 78( لتقديم ما يثبت إيداع الحسابات لدى محكمة

املحاسبات )لرصف القسط الثاين من املنحة العمومية( ومبدة 45

لالنتخابات، النهائية النتائج عن اإلعالن من انطالقا دامئا يوما،

إليداع الحسابات لدى محكمة املحاسبات ذاتها.

املمنوح . 28 الواحد األسبوع أجل التمديد يف ينبغي إىل ذلك، إضافة

للمرتشحني لتقديم ما يثبت رصف القسط األول من املنحة بعنوان

»مصاريف انتخابية« والذي من دونه ال ميكن الحصول عىل القسط

الثاين من املنحة، نظرا لصعوبة االستجابة إىل هذا الرشط من قبل

املرتشحني يف مثل هذا الحيز القصري من الزمن.

ويقرتح النظر يف مدى إمكانية تعزيز شفافية التربعات والقروض . 29

املمنوحة للمرتشحني أو للقامئات املرتشحة، كأن تتم مطالبتهم بنرش

قامئة الجهات املانحة باإلضافة إىل نرش حساباتهم املالية )كام هو

مطلوب منهم مبقتىض الفصل 87(.

تصويت الناخبني الحاملني إلعاقة

التهيئة . 30 نوعية توضيح املستقبل يف االنتخابية الهيئة عىل يتعني

التي من شأنها أن تسهل أكرث ما ميكن النفاذ إىل مكاتب االقرتاع،

وهو ما ينبغي تقديره ليس فقط بالنظر إىل اختيار موقع وشكل

مكتب االقرتاع وإنا أيضا إىل »إجراءات وتجهيزات ومواد اإلقرتاع«

املستعملة.

ترويج . 31 و بعث يف تلعبه دورا االنتخابية للهيئة يكون أن ينبغي

مشاركة يف الرتفيع إىل الرامية والتوعوية اإلعالمية الحمالت

اتخاذ عليها يتعني كام العامة. الحياة يف اإلعاقة ذوي األشخاص

التدابري الالزمة لتأمني نرش أفضل للمعلومات قبل االنتخابات. ومن

التي تنص الفصل 67 الفقرة األخرية من املنطلق قد تحتاج هذا

اإلعاقة ذوي للمرتشحني الخصوصية« »االحتياجات مراعاة عىل

للمزيد من التدقيق سواء من خالل القانون أو مبارشة من طرف

الهيئة االنتخابية.

الجرائم االنتخابية

من املستحسن ترك املجال للقايض لتقدير العقوبة التي ستسلط . 32

عىل كل مرتشح لالنتخابات الرئاسية يخرق قواعد استعامل التمويل

معاينتها، متت التي الوقائع خطورة بحسب وتطويعها األجنبي

وذلك استنادا إىل الفصل 53 من املجلة الجزائية أو إىل أي مقتضيات

أخرى ذات صلة. فعوض تسليط عقوبة السجن ملدة خمس سنوات

بصفة آلية ميكن التفكري يف التنصيص عىل عقوبة ترتاوح ما بني حد

أدىن وحد أقىص معني.

يف . 33 تسلط 163 بالفصل عليها املنصوص املشددة العقوبات إن

البعض من جوانبها )خاصة مفهوم أن يبدو حالة مخالفة قواعد

القانون. يف بوضوح محدد غري ذاته( حد األجنبي« يف »التمويل

من لذا، القانوين. واألمان الرشعية مبدأ من نيال يشكل ما وهو

ال التي التطبيقية النصوص وال القانون، يحتوي أن املستحسن

الالزمة التفاصيل كل عىل واضحة، روزنامة ألي وضعها يخضع

املناسب الوقت الترصف يف قادرين عىل املرتشحني بشكل يجعل

طبق ما يقتضيه القانون.

املالحظون

يوىص بأن يقع التنصيص صلب القانون االنتخايب عىل أجل أقىص . 34

للبت يف مطالب الحصول عىل االعتامد من قبل الهيئة االنتخابية.

من املهم أن تكون املنظامت التي ترغب يف مراقبة كامل العملية

االنتخابية عىل دراية باآلجال املمنوحة للهيئة االنتخابية للبت يف

مطالب االعتامد الخاصة بهم.

ينبغي أن تكون حقوق املالحظني واألماكن التي ميكنهم النفاذ إليها . 35

القانون. ويتعني عىل وجه الخصوص منحهم الحق يف محددة يف

النفاذ إىل مراكز التجميع.

هيئاتها . 36 أو الهيئة مجلس سواء االنتخابية، الهيئة إلزام ينبغي

الفرعية، بنرش قراراتها يف الوقت املناسب.

من املستحسن أن يتم ضمن النصوص التطبيقية تحديد اإلجراءات . 37

الخاصة بسحب االعتامد مع وضع ضامنات والتنصيص عىل حلول

متدرجة بحسب خطورة الوقائع موضوع املؤاخذة.

النزاعات االنتخابية

تسجيل الناخبني

التخفيف من . 38 إمكانية النظر يف مدى الفعالية، يستحسن لضامن

االكتفاء عرب وذلك الناخبني بتسجيل املتعلقة التقايض مراحل

بدرجة تقاض واحدة.

مع اإلشارة إىل أن تنقيح القانون االنتخايب بخصوص هذه املسألة قد يتطلب

تعديال مسبقا للفصل 108 من الدستور التونيس الذي ينص عىل مبدأ عام

للتقايض عىل درجتني.

اإلجراءات . 39 يف املواجهة مبدأ احرتام عدم مخاطر من للتقليل

القضائية املتعلقة بتسجيل الناخبني، من املستحسن أن يتم ضبط

آجال للطعن وللبت يف الطعون تكون أطول بقليل.

ينبغي أن يقع تحديد آجال كافية لتعليق قامئات الناخبني لتمكني . 40

الناخبني من اإلطالع عليها وتقديم اعرتاضاتهم املحتملة بشأنها.

بالطعن. . 41 املعنية األطراف بإعالم الطاعنني إلزام يقع ال أن يتعني

املكلفة هي املختصة املحكمة كتابة تكون أن املستحسن فمن

بتبليغ الطعن لألطراف املعنية.

10

فيام يتعلق بنزاعات تسجيل الناخبني، ينبغي عىل القانون االنتخايب . 42

يف واردة أحكام إىل اإلحالة دون املنطبقة اإلجراءات يحدد أن

من معفيون وأنهم خاصة املواطنني إلرباك تفاديا أخرى قوانني

إنابة املحامي يف هذا الصنف من النزاعات.

الرتشحات )االنتخابات الترشيعية(

إلزام . 43 يعترب الترشيعية، لالنتخابات الرتشح بنزاعات يتعلق فيام

واألطراف االنتخابية الهيئة إىل العريضة بتبليغ املدعية الجهة

املشمولة بالطعن )الفصل 27( إجراء شكليا مشطا. إذ ينبغي أن

عىل وال املختصة املحكمة كتابة عاتق عىل اإلعالم إجراء يوضع

عاتق املدعي.

يتعني عىل القانون االنتخايب أن يعفي الجهة املدعية من إنابة محام . 44

أمام الدوائر اإلستئنافية باملحكمة اإلدارية )الفصل 29( عىل غرار

الدعاوى االبتدائية املتعلقة بالرتشح لالنتخابات الترشيعية.

باالستئناف . 45 الطعن االنتخايب من شكليات القانون يلني أن ينبغي

واجب بحذف وذلك الترشيعية، لالنتخابات الرتشحات بخصوص

اإلعالم بالطعن بواسطة عدل تنفيذ )الفصل 29(. إذ يتعني أن يكون

واجب اإلعالم محموال عىل كتابة املحكمة املختصة وال عىل املدعي.

عىل . 46 ينبغي الترشيعية، لالنتخابات بالرتشح املتعلقة النزاعات يف

عدم مسألة بشأن القانون صمت تأول ال أن البداية محاكم

ال التي الدعاوى برفض يلزمها أنه عىل شكلية ألسباب القبولية

آلية. بصفة القانون يف عليها املنصوص اإلجرائية الرشوط تحرتم

أما فيام يتعلق بإجراءات االستئناف فيتعني حذف املقتضيات التي

تنص عىل عدم قبول الدعوى بسبب خرق اإلجراءات )الفصل 29(

أكرث مرونة ومتنح بأحكام تكون االنتخايب واستبدالها القانون من

للقضاة هامشا من السلطة التقديرية يف هذه املجال.

ينبغي عىل القانون االنتخايب أن يضع آجاال أطول للبت، سواء يف . 47

الطور االبتدايئ ويف االستئناف، بشكل يضمن مبدأ املواجهة ويسمح

خاصة للقضاة بالبت يف ظروف أفضل مع احرتام الضامنات املتصلة

بإجراء محاكمة العادلة.

الرتشحات )االنتخابات الرئاسية(

للحق . 48 واحرتاما الرئاسية لالنتخابات الرتشح بنزاعات يتعلق فيام

يف املواجهة، من املستحسن أن يقع التمديد يف أجل الطعن الذي

عن التبليغ لواجب اعتبارا وكذلك – الراهنة حالته يف يشكل

- عائقا بـ 48 ساعة املحدد أثناء نفس األجل تنفيذ طريق عدل

اجراءات باعتامد يوىص كام معللة. عريضة وتقديم أمام صياغة

للطعن تكون أقل رصامة. وقد يتعني حذف واجب اإلعالم بالطعن

املحكمة كتابة تكليف املستحسن فمن تنفيذ. عدل طريق عن

املختصة بتبليغ الطعن لألطراف املعنية.

للبت . 49 أطول آجاال االنتخايب القانون يضبط أن املستحسن من

للمحكمة القضائية العامة والجلسة االستئنافية للدوائر بالنسبة

اإلدارية لتمكينها خاصة من القيام بالتثبت الالزم الذي تستوجبه

مسألة تزكيات املواطنني.

الحملة االنتخابية

إلرساء . 50 االنتخايب القانون من 74 إىل 71 الفصول بتكميل يوىص

وسيلة طعن تكون مفتوحة للقامئات املرتشحة واملرتشحني والناخبني

واإلجراءات القواعد بخرق املتعلقة شكاواهم رفع من متكنهم

املنظمة للحملة االنتخابية لدى الهيئة االنتخابية. وميكن أن ترفق

هذه الوسيلة بآلية تثبت أو تصفية للطعون غري الجدية أو تلك التي

ال أساسا واضحا لها، وذلك لتجنب إغراق الهيئة االنتخابية واملحاكم

بالطعون. كام ينبغي تحديد آجال الطعن واإلستئناف والبت صلب

القانون، عىل أن تكون اإلجراءات خالية من الشكليات املفرطة.

نتائج االنتخابات

يف . 51 الفرعية الهيئات دور االنتخايب القانون يحدد أن يستحسن

والتصحيح. التحقيق سلطة خاصة مبنحها وذلك النتائج نزاعات

الرضورية التصحيحات إجراء إمكانية عىل التنصيص يجدر وقد

عىل مستوى الهيئات الفرعية مع إمكانية الطعن يف قراراتها أمام

مجلس الهيئة االنتخابية الذي يتوىل اإلعالن عن النتائج األولية بعد

البت يف جميع املسائل اإلشكالية العالقة.

ورئاسية . 52 ترشيعية )انتخابات االنتخابات نوع عن النظر بغض

واستفتاء(، ميكن يف املستقبل التفكري يف توسيع الحق يف الطعن يف

نتائج االنتخابات ليشمل كل الناخبني باعتبار أن الحق يف االعرتاض

تكريسا النزاعات، الصنف من االقرتاع يشكل، يف هذا نتائج عىل

مبارشا للحق األسايس للمواطنني يف انتخابات شفافة ونزيهة تعكس

خيارهم. وميكن أيضا يف هذا اإلطار التفكري يف إرساء آليات لتفادي

إغراق املحكمة اإلدارية بالطعون.

من املستحسن الرتفيع يف آجال الطعن سواء تعلق األمر باالنتخابات . 53

الجلسة عىل ينبغي كام االستفتاءات. أو أوالرئاسية الترشيعية

العامة القضائية أن تتمتع من جانبها بأجل أطول إلصدار قرارها.

املفصل . 54 النرش تنص عىل أحكاما االنتخايب القانون بتضمني يوىص

للنتائج من قبل الهيئة االنتخابية، مبا يفهم منه نرش نتائج مكاتب

االقرتاع واحدا واحدا.

11

II. السياق السيايس

مثل القانون االنتخايب أحد القوانني الجوهرية يف عملية االنتقال السيايس

التونيس حيث تم سنه بعد بضع أسابيع من املصادقة عىل الدستور الجديد

املؤرخ يف 26 جانفي 2014. وكانت االنتخابات الدميقراطية األوىل املجراة يف

أكتوبر 2011 قد آلت إىل انتخاب مجلس وطني تأسييس توىل طيلة سنتي

2012 و 2013 صياغة الدستور الثاين للجمهورية التونسية.

وعىل إثر دخول الدستور الجديد حيز النفاذ، انكبت األحزاب السياسية عىل

صياغة قانون جديد يتعلق باالنتخابات الترشيعية والرئاسية واالستفتاءات

واملصادقة عليه. ولقد تم تسجيل املرشوع األويل للقانون مبكتب املجلس

صلب مناقشته وقعت ثم .2013 ديسمرب 13 بتاريخ التأسييس الوطني

الفرتة طيلة أخرى2 برملانية لجان داخل فيه والنظر العام الترشيع لجنة

املرتاوحة بني 13 فيفري و 18 مارس إىل أن متت املصادقة عليه بتاريخ غرة

ماي 2014 بعد بضع أسابيع من النقاش يف إطار الجلسة العامة.

دستورية الطعن يف جراء ماي 26 يوم إىل االنتخايب القانون ختم وتأخر

بعض أحكامه. كام تأخرت األحزاب السياسية يف التوصل إىل اتفاق بشأن

الروزنامة االنتخابية حيث مل يتقرر إجراء االنتخابات الربملانية قبل الرئاسية

العمليات لتنظيم فقط أشهر بضعة ترك مام جوان3، شهر أواخر يف إال

االنتخابية الثالث: االنتخابات الترشيعية واالنتخابات الرئاسية يف دورتيها.

كان باإلمكان أن يكون وضع اإلطار القانوين لالنتخابات ستة أشهر فقط قبل

إجرائها أمرا إشكاليا. من املؤكد أن للقانون االنتخايب وملرسوم ماي 2011

نقاط تشابه عدة سواء عىل مستوى مضمونهام أو عىل مستوى هيكلتهام

الداخلية. ولكن حتى يف غياب أي إرادة واضحة للتالعب بالقانون االنتخايب

لصالح أحزاب االئتالف الحاكم، من املهم أن يقع تجنب كل شكوك حول

عليها تشجع التي املامرسة فحسب التالعب. هذا مثل وجود إمكانية

مختلف املنظامت الدولية عىل غرار لجنة البندقية التابعة ملجلس أوروبا

للقانون األساسية العنارص تنقيح عن االمتناع ينبغي األورويب4، واإلتحاد

يتم التي الحالة يف عدى لالنتخابات، السابقة السنة االنتخايب يف غضون

فيها ذلك عىل مستوى دستوري أو عىل مستوى أعىل من القانون العادي،

وهو ما حصل يف تونس بصدور القانون االنتخايب يف شكل قانون أسايس.

مع ذلك، من املستحسن مستقبال أن يكون إجراء أي إصالح كان يف أجل

2 لجنة الحقوق والحريات والشؤون الخارجية ولجنة املالية والتخطيط والتنمية ولجنة

اإلصالح اإلداري مكافحة الفساد.

3 مل يقع إصدار القانون املحدد ملواعيد إجراء االنتخابات الترشيعية والرئاسية )القانون

عدد 36 لسنة 2014( إال بتاريخ 8 جويلية 2014.

اإلقرتاع، نط منها خاصة االنتخايب، القانون يف األساسية العنارص تعديل يجوز »ال 4

وتشكيل اللجان االنتخابية وتقسيم الدوائر خالل السنة السابقة عىل األقل لالنتخابات، وإال

وجب تناول موضوع التعديل عىل املستوى الدستوري أو عىل مستوى أعىل من القانون

العادي«. )لجنة البندقية، مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابية، الخطوط التوجيهية،

2.ب، والتقرير التفسريي، الفقرات 63 إىل 67(. أنظر أيضا دليل االتحاد األورويب ملراقبة

االنتخابات، اللجنة األوروبية، الطبعة الثانية، 2008، صفحة 47 )النسخة الفرنسية(: »تعزز

سالمة وشفافية العملية االنتخابية عندما يقع وضع اإلطار القانوين قبل فرتة من اإلعالن

عن تاريخ االنتخابات. فالتعديالت الترشيعية التي تتم بصفة متأخرة أو التأخري يف إصدار

القواعد الرتتيبية املتعلقة مبسائل جوهرية ميكن أن يضعف العملية االنتخابية«.

عىل للتعرف وللناخبني السياسيني للفاعلني الكايف الوقت إلتاحة أطول،

أحكام القانون5.

رغم سنه يف فرتة وجيزة نسبيا، كان القانون االنتخايب محل تشاور، إىل حد

االنتخايب. اإلصالح مجال يف الناشطة والدولية الوطنية املنظامت مع ما،

ولقد أدمجت فيه بعض التوصيات الصادرة عن منظامت تونسية ناشطة يف

مجال االنتخابات، كتلك األحكام املتعلقة بدور منظامت املجتمع املدين يف

مالحظة االنتخابات والتي تم إدراجها يف الصيغة األخرية للقانون6. إضافة

كان االنتخايب القانون ملقرتح كأساس مناقشته متت الذي النص أن إىل

بالتعاون بنفسها صياغته تولت املدين7 املجتمع من منظمتني من متأت

مع أطراف أخرى من املجتمع املدين ومن األوساط األكادميية. ويعد هذا

التعاون إحدى خصوصيات نوذج اإلصالح القانوين ملا بعد الثورة يف تونس

حيث كثريا ما برهن املرشع عن انفتاحه عىل مقرتحات املجتمع املدين.

عىل ما يبدو فإن القانون االنتخايب الذي يفرتض فيه أن يكون قانونا دامئا

وبالتايل صالحا لتأطري االنتخابات املقبلة، وضع باألساس من منطلق تنظيم

االنتخابات الترشيعية والرئاسية األوىل. فكام سلف بيانه أعاله، نظرا لكون

الدستور الجديد نص ضمن أحكامه االنتقالية عىل إجراء هذه االنتخابات

األوىل قبل موف سنة 2014 عىل أقىص تقدير، كانت األولوية بالنسبة ألعضاء

املجلس الوطني التأسييس هي الرتكيز عىل ما بدى لهم جوهريا و بالتايل

تجنب اإلطالة يف النقاش وما قد ينجر عنها من تعطيل إلجراء االنتخابات

سنة 2014. كام أن إرادة املرشع اتجهت نحو منح الهيئة االنتخابية أقىص

ما ميكن من املرونة حتى ال يقع تعطيل عملها بسبب ثغرات ترشيعية قد

تتطلب مراجعة القانون االنتخايب. لكن هذه العوائق التي قد تربر بعض

الخيارات الواردة يف القانون االنتخايب ستتطلب يف املستقبل تدخل املرشع

ملراجعة واستكامل هذا النص بهدف تدعيم األمان القانوين.

صالحيات رئيس الجمهورية وصالحيات مجلس نواب الشعب واالستفتاء

صالحيات رئيس الجمهورية

تندرج صالحيات رئيس الجمهورية منذ سنة 2014 يف إطار نظام سيايس

من صنف األنظمة شبه الرئاسية8. فرئيس الجمهورية منتخب انتخابا عاما

ومبارشا، وهو يقتسم السلطة التنفيذية مع رئيس الحكومة.

5 تجدر اإلشارة إىل ان املرشع أخذ هذه املسألة بعني االعتبار كام يبينه مثال الفصل 106

املتعلق بتقسيم الدوائر االنتخابية والذي ينص عىل أن التقسيم االنتخايب املقبل يجب

ان يتم سنة عىل األقل قبل موعد االنتخابات الترشيعية القادمة.

6 الفصل 4 من القانون االنتخايب: »يتوىل املالحظون متابعة املسار االنتخايب وشفافيته

وتنظم الهيئة رشوط اعتامدهم وإجراءاته«.

7 جمعية »شباب بال حدود« مبعية جمعية »مركز املواطنة«.

8 النظام شبه الرئايس هو نظام سيايس مختلط يندرج ما بني النظامني الرئايس والربملاين.

وله أشكال مختلفة عرب أنحاء العامل. ملزيد من التفاصيل راجع الورقة البحثية عدد 27

الحكم: »أنظمة عنوان تحت الدميقراطية عن للتقرير الدولية املنظمة عن الصادرة

النظام شبه الرئايس نوذجا«،

http://democracy-reporting.org/files/bp_27_semi_presidential_sys-(

.)tem_arabic-formated_1_1.pdf

12

الدستور ويضمن استمرارية التونيس عىل احرتام الجمهورية يسهر رئيس

الدولة واستقاللها. وهو يتمتع بصالحيات سيادية لتحديد السياسات العامة

يف مجايل الدفاع والشؤون الخارجية، ولحامية األمن القومي من التهديدات

له صالحية الحكومة. كام رئيس بالتشاور مع والخارجية وذلك الداخلية

املصادقة عىل املعاهدات الدولية. وهو الذي يعني ويعتمد السفراء ويتمتع

بسلطة العفو الخاص.

اتخاذ له كام القومي. األمن مجلس ويرتأس املسلحة القوات قائد هو

الوظائف يف يعني الذي وهو االستثنائية. الحاالت تحتمها التي التدابري

العليا العسكرية بعد استشارة رئيس الحكومة. كام يتوىل رئيس الجمهورية

مفتي وظيفة يف كالتعيني العليا الوظائف بعض يف التعيني التونيس

رئيس من باقرتاح املركزي البنك محافظ وظيفة يف والتعيني الجمهورية

الحكومة ومبصادقة األغلبية املطلقة للنواب.

الطوارئ بحاالت املتصلة الصالحيات الدستور الفصل 80 من ولقد حدد

التدابري الجمهورية رئيس يتخذ حيث االستثنائية الظروف تربرها والتي

التي تستوجبها هذه الظروف بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس مجلس

نواب الشعب. كام يعلم بها رئيس املحكمة الدستورية ويتوجه يف شأنها

ببيان إىل الشعب. وال يجوز له طيلة هذه الفرتة حل مجلس نواب الشعب

أو تقديم أي الئحة لوم ضد الحكومة.

الربملان جدا، حل التونسية، يف حاالت محددة الجمهورية لرئيس وميكن

تكوين إىل التوصل يقع ومل الحكومة يف ثقته األخري هذا يجدد مل إذا

حكومة بديلة. إىل حني املصادقة عىل الدستور، كانت سلطة حل الربملان

من الصالحيات التي دعت إليها غالبية األحزاب املمثلة يف املجلس الوطني

التأسييس باستثناء حزب حركة النهضة الذي كان يعترب أن هذه الصالحية

عىل التنفيذية السلطة ستسلطه الذي السيف مبثابة وأنها متناسبة غري

السلطة الترشيعية.

ذلك، رأى رضورة يف إن الجمهورية، لرئيس الجديد ميكن للدستور طبقا

أن يرد مشاريع القوانني املصادق عليها من طرف الربملان لقراءة الثانية. يف

حالة رد وإذا تعلق األمر مبرشوع قانون أسايس، ينبغي الحصول عىل أغلبية

خاصة تقدر بـ 3/5 أعضاء الربملان للمصادقة عىل املرشوع يف قراءة ثانية

بدال عن األغلبية املطلقة لألعضاء املستوجبة يف القراءة األوىل. أما إذا تعلق

األمر مبرشوع قانون العادي، فمن الرضوري الحصول عىل األغلبية املطلقة

األعضاء أغلبية عن عوضا ثانية قراءة عليه يف للمصادقة الربملان ألعضاء

الحارضين املستوجبة عند املصادقة يف القراءة األوىل.

إضافة إىل ذلك وكام هو مشار إليه أدناه، ميكن لرئيس الجمهورية بصفة

استثنائية أن يعرض عىل االستفتاء بعض مشاريع القوانني التي تعد حساسة

أو والحريات بالحقوق املتعلقة القوانني التونيس: السياق إىل بالنظر

باألحوال الشخصية أو مرشوع لتعديل الدستور.

ويوفر الفصل 87 حامية لرئيس الجمهورية طيلة توليه الرئاسة من خالل

الحصانة. فهو غري مسؤول عن األعامل التي يقوم بها يف إطار أدائه ملهامه.

ومن املؤكد أن السلطة التأسيسية التونسية قد وضعت هيكلة مؤسساتية

ضامنة للتوازن بني كل من السلطة الترشيعية والسلطة التنفيذية والسلطة

القضائية وكذلك داخل السلطة التنفيذية ذاتها. وبالنظر إىل القوة السياسية

التأسيسية السلطة منحت االسالمي، النهضة لحزب املحتملة واالنتخابية

التي »التعايش« لفرضية تحسبا املضادة السلطة دور الجمهورية لرئيس

قد تكون فيها حركة النهضة أول حزب ممثل داخل الربملان. فحسب هذا

السيناريو ستكون للحكومة االئتالفية ولألغلبية التابعة لها يف الربملان سلطة

مضادة متمثلة يف رئيس جمهورية تابع ملجموعة سياسية مختلفة عن تلك

التي متثلها األغلبية الربملانية والحكومة.

وقد أثبتت نتائج االنتخابات الترشيعية والرئاسية لسنة 2014 أن التكهنات

باب من تعد سيايس انتقال مرحلة خالل السياسية التشكيالت حول

املجازفة. ففي غياب »التعايش«، ويف وجود أغلبية برملانية محالفة سياسيا

يتمتع فهو بها. يستهان ال سلطة األخري لهذا أصبحت التونيس، للرئيس

سياسة عىل كبري بتأثري ويحظى الجمهورية برئيس الخاصة بالصالحيات

االئتالف داخل املحورية السياسية للمجموعة زعيام باعتباره الحكومة

الحاكم.

رئيسني بهيمنة االستقالل منذ السيايس تاريخه متيز تونس، مثل بلد يف

الدستور الجديد مبوجب للرئيس استبدادي، ستكون لنظام أسس كالهام

التونيس الجديد صالحيات هامة. كام سيكون عىل املعارضة الربملانية وغري

عىل السهر املضادة السلط من وغريها القضائية السلطة وعىل الربملانية

ضامن مامرسة هذه الصالحيات وفقا للمبادئ الدميقراطية.

صالحيات مجلس نواب الشعب

أحدث دستور سنة 2014 برملانا متكونا من غرفة واحدة سميت مبجلس

نواب الشعب. يتمتع هذا املجلس باستقاللية مضمونة يف جانب منها من

خالل منحه االستقاللية اإلدارية واملالية. فهو الذي يضبط نظامه الداخيل

ذمة عىل الدولة »تضع كام ألعضائه. املطلقة باألغلبية عليه ويصادق

املجلس املوارد البرشية واملادية الالزمة لحسن أداء النائب ملهامه« )الفصل

52 من الدستور(.

إما أي الترشيعية، املبادرات عرب الترشيعية سلطته املجلس وميارس

مقرتحات القوانني املقدمة من عرشة نواب عىل األقل أو املشاريع الصادرة

عن السلطة التنفيذية )رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة(.

ومييز الدستور بني نوعني من القوانني )الفصل 64 من الدستور(:

• األعضاء بأغلبية عليها املصادق العادية القوانني

الحارضين باملجلس )عىل أن ال تقل هذه األغلبية عن

ثلث أعضاء املجلس(،

• املطلقة باألغلبية عليها املصادق األساسية القوانني

ألعضاء املجلس، أي ما ال يقل عن 109 عضوا من أصل

217 عضو يف إطار املجلس الراهن.

كام يعدد الفصل 65 من الدستور امليادين التي تتطلب إصدار قوانني عادية

وتلك التي تستوجب اتخاذ قوانني أساسية. أما املواد التي ال تدخل يف مجال

القانون فهي من اختصاص السلطة الرتتيبية العامة التي تعود إىل السلطة

التنفيذية.

ويف حالة حل املجلس ميكن لرئيس الجمهورية اصدار مراسيم بالتوافق مع

13

رئيس الحكومة عىل أن تعرض عىل مصادقة املجلس خالل الدورة الربملانية

التالية )الفصل 70(. كام ميكن للمجلس أن يفوض »بقانون ملدة العادية

محدودة ال تتجاوز شهرين ولغرض معني إىل رئيس الحكومة إصدار مراسيم

تدخل يف مجال القانون«)الفصل 70 الدستور(. وكام يف حالة الحل، ينبغي

عرض هذه املراسيم عىل مصادقة املجلس. ويستثنى »النظام االنتخايب« من

مجال املراسيم )املادة 70(.

كوسيلة حامية ضد حاالت التعسف املحتملة من جانب السلطة التنفيذية،

نص الفصل 68 عىل أنه »ال ميكن إجراء أي تتبع مدين أو جزايئ ضد عضو

اقرتاحات أو آراء ألجل محاكمته أو إيقافه، أو الشعب، نواب مبجلس

يبديها، أو أعامل يقوم بها، يف ارتباط مبهامه النيابية«.

االستفتاء

ينص الدستور التونيس الجديد عىل االستفتاء الشعبي يف حالتني معينتني:

أولهام حالة عرض مرشوع قانون من طرف رئيس الجمهورية )الفصل 82(

وثانيهام حالة عرضه ملقرتح تعديل دستوري )الفصالن 143 و 144(.

رئيس فيها يقرر التي االستفتاء هي إىل اللجوء األوىل من حاالت الحالة

عىل الربملان قبل من عليه مصادق قانون يعرض مرشوع أن الجمهورية

لرئيس املمنوحة الصالحية هذه مامرسة تكون أن ويجب االستفتاء.

باملواضيع املتعلقة القوانني مشاريع إال تشمل وأال استثنائية الجمهورية

التالية:

• املوافقة عىل املعاهدات الدولية،

• حقوق اإلنسان والحريات،

• األحوال الشخصية.

أما الحالة الثانية فهي تتعلق بتنقيح الدستور. فكل مبادرة لتعديل الدستور

يجب أن تحظى مبصادقة أغلبية 3/2 أعضاء مجلس نواب الشعب )الفصل

144 من الدستور(9. وإذا رأى رضورة يف ذلك، ميكن لرئيس الجمهورية إثرها

أن يعرضه عىل االستفتاء الشعبي.

القانون االنتخايب: طريقة االقرتاع

»كل تونسية القانون االنتخايب، يتمتع بحق االقرتاع الفصل 5 من حسب

وتونيس مرسم يف سجل الناخبني، بلغ مثاين عرشة سنة كاملة يف اليوم السابق

لالقرتاع، ومتمتع بحقوقه املدنية والسياسية وغري مشمول بأي صورة من

صور الحرمان املنصوص عليها بهذا القانون«.

االنتخابات الترشيعية

9 تصدر املبادرة بتعديل الدستور إما عن رئيس الجمهورية أو عن ثلث أعضاء املجلس

املحكمة عىل تعديل مقرتح كل عرض املجلس رئيس عىل ويتعني .)143 )الفصل

الدستورية إلبداء الرأي. وتتثبت هذه األخرية من كون التعديل ال يتعلق بإحدى املسائل

التي ال يجوز تعديلها حسب الدستور. إثرها يصادق املجلس عىل مبدأ التعديل باألغلبية

املطلقة. أما التعديل يف حد ذاته فتتم املصادقة عليه بأغلبية ثلثي أعضاء املجلس.

بالنسبة لالنتخابات الترشيعية، وكام سبق التنصيص عليه يف املرسوم عدد

إحدى يف انتخابية قامئة لفائدة التصويت الناخب 2011، عىل لسنة 35

. 10 الدوائر االنتخابية التي يبلغ عددها 33

وبالنظر إىل الحاجة امللحة إىل إجراء انتخابات قبل موف 2014، أدرج املرشع

ضمن األحكام االنتقالية للقانون االنتخايب مبدأ ينص عىل أن »يعتمد نفس

الوطني املجلس انتخاب يف اعتمد الذي املقاعد وعدد الدوائر تقسيم

التأسييس« )الفصل 173(. واملرشع هو الذي سيحدد مبقتىض قانون إذا ما

كان يجب إبقاء الدوائر االنتخابية عىل حالها أو إعادة تقسيمها أو تغيريها.

وتتضمن ورقة االقرتاع أسامء القامئات املرتشحة املسجلة يف الدائرة االنتخابية

بني من يختار أن للناخب ميكن ال حيث مغلقة، قامئات وهي املعنية.

املرتشحني يف القامئة أو يغري ترتيبهم. ويجب أن تتضمن القامئات عددا من

مرتشحني واملرتشحات يكون مساويا لعدد املقاعد املتنافس عليها يف الدائرة.

مقارنة باملرسوم عدد 35 لسنة 2011، تم الحفاظ يف تركيبة القامئات عىل

مبدأ التناصف بني النساء والرجال. كام أن ترتيب املرتشحني من الجنسني

الرغم من دعمها من قبل جزء كبري من بالتناوب. وعىل يجب أن يكون

يقع عند وضع التأسييس، مل الوطني املجلس أعضاء املدين ومن املجتمع

عىل نساء بتعيني األحزاب إلزام قاعدة عىل التنصيص االنتخايب القانون

رأس نصف قامئاتهم املرتشحة، أو ما يسمى أيضا »بالتناصف األفقي«. ولقد

وقع الطعن أمام الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية القوانني يف دستورية عدم

التنصيص عىل هذه القاعدة11. إال أن الهيئة رفضت هذا الطعن.

القامئة تقبل ال للدائرة، املخصصة للمقاعد الفردي العدد حالة باستثناء

التي ال تحرتم مبدأ التناصف )الفصل 24(.

كإجراء جديد باملقارنة مع املرسوم عدد 35، ينص القانون االنتخايب عىل أن

كل قامئة مرتشحة يف دائرة يساوي عدد املقاعد فيها أو يفوق أربعة يجب

أن تضم من بني األربعة األوائل فيها »مرتشحا أو مرتشحة ال يزيد سنه عن

خمس وثالثني سنة«)الفصل 25(. ويف حالة عدم احرتام هذه األحكام تحرم

القامئة من نصف قيمة منحة التمويل العمومي. سنة 2011، كانت األحكام

التي تحث عىل ترشيح الشباب أقل رصامة، حيث نصت عىل أن كل قامئة

يجب أن تضم مرتشحا واحدا عىل األقل يكون سنه دون 30 عاما.

حق من السابق بالنظام املرتبطني لألشخاص اآليل اإلقصاء مسألة أثارت

الرتشح، عىل غرار ما ورد باملرسوم عدد 35، نقاشات حادة داخل املجلس

االقصاء مبوافقة املطاف، مل يحظى هذا نهاية لكن يف التأسييس. الوطني

مرشوع مناقشة أثناء املقرتحة التعديالت عىل التصويت عند األغلبية

القانون االنتخايب يف إطار الجلسة العامة.

10 27 دائرة انتخابية يف تونس و 6 دوائر تغطي بقية دول العامل بالنسبة للتونسيني

املقيمني بالخارج )األمر عدد 1088 لسنة 2011 املؤرخ يف 3 أوت 2011(. تم توزيع 18

مقعدا عىل الدوائر الستة كاآليت: 5 مقاعد لفرنسا »1«، 5 مقاعد لفرنسا »2«، 3 مقاعد

ومقعدان األوروبية، الدول وبقية لألمريكيتني مقعدان الملانيا، واحد مقعد إليطاليا،

للدول العربية وبقية دول العامل.

املجالس يف املرأة متثيلية ضامن عىل الدولة تعمل ...«( 34 الفصل إىل استنادا 11

املنتخبة«( والفصل 46 )»... تسعى الدولة إىل تحقيق التناصف بني املرأة والرجل يف

املجالس املنتخبة«( من الدستور التونيس.

14

يتم توزيع املقاعد يف مستوى الدوائر عىل أساس التمثيل النسبي مع األخذ

بأكرب البقايا )الفصل 107(. وتجرى عملية االحتساب كام ييل:

• بقسمة )الفصل 110( االنتخايب الحاصل تحديد يتم عدد األصوات املرصح بها عىل عدد املقاعد املخصصة للدائرة )وال تحتسب األوراق البيضاء ضمن األصوات

املرصح بها(،

• وخالل هذه املرحلة األوىل، يسند إىل كل قامئة عدد من املقاعد بقدر عدد املرات التي تحصلت فيها عىل

الحاصل االنتخايب.

• إذا بقيت مقاعد مل توزع عىل أساس الحاصل االنتخايب، أكرب أساس عىل ثانية مرحلة يف توزيعها يتم فإنه للقامئة/ مقعد/مقاعد اسناد سيقع أنه أي البقايا،

القامئات املتحصلة عىل أكرب عدد من األصوات املرصح بها فيام يقل عن الحاصل االنتخايب.

• وإذا ما تساوت بقايا قامئتني أو أكرث يتم اسناد املقعد للمرتشح األصغر سنا.

رسم بياين عىل سبيل املثال:

أسامء القامئات املرتشحة

املجموع“د”“ج”“ث”“ت”“ب”“أ”

عدد االصوات التي تحصلت عليها القامئة املرتشحة

39,00019,00018,50010,5008,0005,000100,000

عدد املقاعد املتنافس عليها

10

10,000الحاصل االنتخايب

األصوات املرصح بها / الحاصل

االنتخايب

3,91,91,851,050,80,5

املقاعد املسندة عىل أساس

الحاصل االنتخايب )كل قامئة تفوز

بعدد من املقاعد بقدر عدد املرات

التي تحصلت فيها عىل الحاصل

االنتخايب(

3111006

االصوات املتبقية أو ما يسمى بـ

“البقايا”

9,0009,0008,5005008,0005,000

املقاعد املسندة عىل أساس أكرب

البقايا

1110104

النتائج الجملية لكل قامئة

42211010

االنتخابات الرئاسية

ينص الفصالن 111 و 112 من القانون االنتخايب عىل نفس األحكام الواردة

بالدستور واملتعلقة بطريقة انتخاب رئيس الجمهورية. فهي تنص عىل أن

هذا األخري ينتخب »باألغلبية املطلقة لألصوات املرصح بها« )الفصل 111(.

األوىل، الدورة املطلقة يف األغلبية املرتشحني عىل أي من يتحصل وإذا مل

النهائية النتائج عن لإلعالن التاليني األسبوعني خالل ثانية دورة »تنظم

للدورة األوىل«. ويتقدم إىل الدورة الثانية املرتشحان املحرزان عىل أكرث عدد

من األصوات يف الدورة األوىل.

ويتم الترصيح يف الدورة الثانية بفوز املرتشح املتحصل عىل أغلبية األصوات.

ويف صورة تساوي عدد األصوات بني مرتشحني يف الدورة األوىل يتم تقديم

املرتشح األكرب سنا. ويف صورة التساوي يف الدورة الثانية يتم الترصيح بفوز

املرتشح األكرب سنا. وإذا تويف أحد املرتشحني يف الدورة األوىل أو الثانية من

االنتخابات الرئاسية، يعاد فتح باب الرتشح ويتم تنظيم انتخابات جديدة يف

أجل ال يتجاوز خمسة وأربعني يوما )الفصل 75 من الدستور(.

االستفتاء

النص مرشوع به يلحق رئايس بأمر االستفتاء إىل الناخبني دعوة »تتم

الرسمي بالرائد وملحقه األمر هذا وينرش االستفتاء. عىل سيعرض الذي

للجمهورية التونسية« )الفصل 113(.

الناخبني، سواء الذي يطرح عىل السؤال االنتخايب صياغة القانون ويحدد

يف حالة االستفتاء املتعلق بتعديل الدستور أو يف حالة االستفتاء من اجل

املصادقة عىل نص ترشيعي. إذ ينص الفصل 115 عىل أن »تتم صياغة نص

السؤال املعروض عىل االستفتاء عىل النحو التايل: »هل توافق عىل مقرتح

اإلجابة تكون وال عليك؟« املعروض القانون مرشوع أو الدستور تعديل

عليه إال بـاملوافقة أو الرفض«.

بني الدعاية وسائل استعامل يف »املساواة عىل 116 الفصل ينص كام

األحزاب النيابية املشاركة يف االستفتاء«. لكن بقي القانون االنتخايب صامتا

غري كاألحزاب الفاعلني لبقية بالنسبة بالحملة املتعلقة الضامنات حول

مكونات ذلك يف مبا املصالح ذات املجموعات أو املجلس صلب املمثلة

املجتمع املدين. لذا ينبغي عىل القانون أن يوضح مستقبال هذه النقطة.

كام أن القانون مل يضبط نسبة مشاركة دنيا ليك يتم قبول السؤال املعروض

عىل االستفتاء. وهو يجعل من أغلبية األصوات املرصح بها العنرص الوحيد

األصوات أغلبية قاعدة »تعتمد :117 )الفصل الفائز للمقرتح املحدد

أدىن حد وضع مسألة إن االستفتاء«(. نتائج عن اإلعالن يف بها املرصح

لنسبة املشاركة تستحق أن تكون موضوع نقاش يف املستقبل، خاصة إذا

كان األمر يتعلق بإصالحات دستورية هامة قد تقع نظريا املصادقة عليها

بأغلبية ضعيفة من الناخبني املسجلني.

15

III. مالحظات متهيدية لتحليل القانون االنتخايب

موضوع، نطاق وحدود الرأي الراهن

ملدى تحليل عىل التقرير هذا يف الواردة والتوصيات املالحظات تستند

مطابقة القانون االنتخايب للمعايري الدولية12 ذات الصلة. كام أن بعض هذه

املالحظات والتوصيات تقوم عىل اعتبارات تطبيقية تتعلق خاصة بالتناسق

الداخيل لنص القانون وبصياغة بعض أحكامه، مع أخذ النصوص التطبيقية

الصادرة عن الهيئة االنتخابية بعني االعتبار.

يقترص هذا الرأي عىل تحليل القانون االنتخايب عىل ضوء اإلطار الدستوري

الجديد الذي ينبغي أن يتم تأويل وتطبيق هذا النص الترشيعي يف نطاقه.

نتيجة أو الدستور من مستنسخة تعترب أحكامه من البعض وأن خاصة

مبارشة ملقتضياته. كام يأخذ يف االعتبار النصوص التي شكلت اإلطار القانوين

النتخاب املجلس الوطني التأسييس سنة 2011.

إال أن الرأي الراهن ال ميكن أن يكون شامال من دون تحليل مفصل للنصوص

القانونية املتعلقة خاصة باألحزاب السياسية، وحرية التعبري، وحرية اإلعالم،

وحرية التجمع، باعتبارها نصوصا داعمة ومكملة للقانون االنتخايب.

وحدها الصيغة العربية للقانون االنتخايب يعتد بها13. وال تعترب رسمية إال ترجامت النصوص الواردة يف الرائد الرسمي للجمهورية التونسية14. وتستند للنص الفرنسية الرتجمة إىل الرأي الواردة يف هذا والتوصيات املالحظات التي تم إعدادها يف ماي 2014 من طرف برنامج االتحاد االورويب للدعم

الفني لالنتخابات بتونس15، وهي بالتايل ترجمة غري رسمية.

الحرة االنتخابات مجال يف لتونس الدولية االلتزامات

والدميقراطية

تنبثق االلتزامات الدولية لتونس يف مجال االنتخابات الحرة والدميقراطية

لتونس ومختلف الدولية االلتزامات إىل الدولية« »للمعايري العام املصطلح يحيل 12

النصوص التي تحدد مضمونها ونطاقها، واملعرتف اليوم بقوة نفاذها عىل نطاق واسع

داخل املجتمع الدويل. كام تأخذ بعني االعتبار الوثائق التي تعكس أحدث التطورات يف

تجارب ومامرسات الدول واملنظامت الدولية بشأن املسائل التي يشملها هذا الراي. هذا

إضافة إىل اإلحالة عىل فقه قضاء املحاكم الدولية باعتباره يساعد عىل توضيح معنى

ومدى االلتزامات الدولية املحمولة عىل الدول. صياغة املالحظات والتوصيات الواردة يف

هذا الرأي تأخذ هذا التمييز بعني االعتبار.

انظر الفقرة الواردة أسفله تحت عنوان »االلتزامات الدولية لتونس يف مجال االنتخابات

الحرة والدميقراطية«.

5 جويلية 1993 املؤرخ يف لسنة 1993 64 عدد القانون من األول للفصل طبقا 13

املتعلق بنرش النصوص يف الرائد الرسمي للجمهورية التونسية وبنفاذها، »يكون نرش

باللغة التونسية للجمهورية الرسمي بالرائد والقرارات واألوامر واملراسيم القوانني

العربية. ويتم كذلك نرشها بلغة أخرى وذلك عىل سبيل اإلعالم فحسب )...(«.

14 يف حالة التعارض بني الصيغة العربية للنص وترجمته املنشورة يف الرائد الرسمي فإن

الصيغة العربية هي التي يعتد بها.

15 كان من الرضوري التثبت من هذه الرتجمة وتصحيحها بخصوص بعض املسائل عىل

حق من بالحرمان املتصلة باملسائل يتعلق فيام خاصة للنص، العربية الصيغة ضوء

االقرتاع من أجل »جنون مطبق«.

أساسا من اإلعالن العاملي لحقوق اإلنسان )وبالخصوص املادة 21 منه16(،

والعهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية17 )وال سيام املادة 2518

منه كام تم توضيحها من خالل التعليق العام عدد 25 وفقه قضاء لجنة

األمم املتحدة لحقوق اإلنسان بشأنه(، وامليثاق األفريقي لحقوق اإلنسان

والشعوب19 )وخاصة املادة 13 منه20(.

كام صادقت تونس عىل االتفاقية الدولية للقضاء عىل جميع أشكال التمييز

ضد املرأة21 وعىل االتفاقية املتعلقة بحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة22. ومن

القانون خالل من الدميقراطية لجنة يف 2010 سنة منذ عضويتها خالل

)»لجنة البندقية«( التابعة ملجلس أوروبا، أصبحت لتونس إمكانية االستناد

املجال يف السلوك حسن قواعد كمدونة عنها الصادرة النصوص إىل

مرجعا لكنه القانونية الناحية من ملزم غري نصا تشكل التي االنتخايب23

موثوقا يف هذا الشأن.

بنتيجة التزامات شكل يف باألساس الدنيا املعايري النصوص هذه حددت

الدول. لتقدير كبري، حد إىل تركت، مختلفة وسائل عرب للتحقيق قابلة

)كمبادئ الدولية النصوص يف املحددة املبادئ توضيح تدريجيا تم وقد

االنتخابات الحرة والنزيهة والشفافة، التي تجرى يف مواعيد منتظمة، عن

طريق االقرتاع العام والرسي أو ما يعادل، ووفقا لحرية التعبري وملبدأ عدم

امليز واملساواة بني الجميع أمام القانون( من حيث معناها ونطاقها وآثارها.

مصدر هي الشعب إرادة »إن : االنسان لحقوق العاملي االعالن من 21 املادة 16

أساس عىل تجرى دورية نزيهة بانتخابات اإلرادة هذه عن ويعرب الحكومة، سلطة

االقرتاع الرسي وعىل قدم املساواة بني الجميع أو حسب أي إجراء مامثل يضمن حريه

التصويت«.

17 املصادق عليه يف 18 مارس 1969.

18 املادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية: » يكون لكل مواطن

)...( الحقوق التالية، التي يجب أن تتاح له فرصة التمتع بها )...( : أ( أن يشارك يف إدارة

الشؤون العامة، إما مبارشة وإما بواسطة ممثلني يختارون يف حرية،

قدم وعىل العام باالقرتاع دوريا تجرى نزيهة انتخابات يف وينتخب، ينتخب أن ب(

املساواة بني الناخبني وبالتصويت الرسي، تضمن التعبري الحر عن إرادة الناخبني«.

19 تم اعتامد هذا امليثاق بنريويب يف 27 جوان 1981 ودخل حيز النفاذ يف 21 أكتوبر

1986. وصادقت عليه تونس يف 16 مارس 1983.

العامة الشؤون إدارة ف بحرية املشاركة ف الحق املواطنني لكل .1« :13 املادة 20

لبلدهم سواء مبارشة أو عن طريق ممثلني يتم اختيارهم بحرية وذلك طبقا ألحكام

القانون، 2. لكل املواطنني الحق أيضا ف توىل الوظائف العمومية ف بلدهم، 3. لكل

املساواة إطار ف وذلك العامة والخدمات املمتلكات من االستفادة ف الحق شخص

التامة للجميع أمام القانون.

مرفقة كانت املصادقة هذه لكن 1985 جويلية يف االتفاقية عىل املصادقة متت 21

رفع ووقع عام. وبإعالن االتفاقية من و29 و16 و15 9 املواد بخصوص بتحفظات

التحفظات يف 17 أفريل 2014 مع االبقاء عىل اإلعالن. ومتت املصادقة عىل الربوتوكول

تنفيذ مبراقبة املكلفة اللجنة أمام شكاوى بتقديم لألفراد يسمح الذي التكمييل،

االتفاقية يف 2008.

22 صادقت تونس عىل االتفاقية املتعلقة بحقوق األشخاص ذوي اإلعاقة وعىل بروتوكولها

االختياري، الذي ميكن لجنة حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة من تلقي الشكاوى املقدمة

إليها من قبل االفراد أو مجموعات األفراد والنظر فيها، بتاريخ 2 أفريل 2008.

23 مدونة قواعد حسن السلوك يف املجال االنتخايب للجنة البندقية املؤرخة يف 23 ماي

.)CDL-AD )2003( 23 Rev. – 23 mai 2003 ( 2003

16

وهو ما يظهر خاصة من خالل وضع معايري متكن من تقييم مدى احرتام

مامرسات الدول يف مجال االنتخابات للنصوص الدولية امللزمة قانونا.

الدول وكذلك من فقه قضاء بذاتها من مامرسات وهي معايري مستمدة

منظامت بها قامت التي لالنتخابات الدولية واملالحظة الدولية املحاكم

أو عىل لتقنينها األحيان إىل محاوالت أدت يف بعض دولية مختلفة. وقد

األقل لتجميعها وتنظيمها يف نصوص ذات طبيعة مختلفة كأدلة املالحظة،

أو مدونات املامرسات الجيدة، أوالخطوط التوجيهية أوالتوصيات أواملبادئ

التوجيهية أو االعالنات املبدئية24. ولقد أخذت الدراسة التحليلية الراهنة

الدولية املعايري تفقد دونها من التي النصوص االعتبار جملة هذه بعني

درجة الدقة املطلوبة لتفعيلها عىل املستوى الوطني.

التقدم الذي حققه القانون االنتخايب

اعتامده تم انتقاليا نصا لسنة 2011 املرسوم عدد 35 سنة 2011، شكل

بعجالة عقب التغريات السياسية الطارئة بعد 14 جانفي، وكان صالحا فقط

النتخابات املجلس الوطني التأسييس التي أجريت يف 23 أكتوبر 2011.

وقد كرس املرسوم عدد 35 لسنة 2011 بذاته بعض األحكام املنقولة من

وإعادة تعديلها بعد لكن 1969 يف املؤرخة السابقة االنتخابية املجلة

االنتخابات لرشوط تستجيب اقرتاع عملية إجراء يضمن بشكل صياغتها

العليا املستقلة لالنتخابات جملة الهيئة اتخذت الحرة والدميقراطية. كام

من القرارات الرتتيبية املكملة لنص املرسوم، وال سيام فيام يتعلق بالحملة

االنتخابية.

الترشيعية االنتخابات ينظم فهو مختلف، فمجاله االنتخايب القانون أما

والرئاسية دون أن يقترص عىل انتخابات سنة 2014. وهو يحتوي عىل 176

فصال، أي أكرث من ضعف عدد الفصول الواردة يف املرسوم عدد 35 لسنة

CDL-AD( البندقية للجنة االنتخايب املجال يف السلوك حسن قواعد كمدونة 24

عن )الصادر واملنتظمة الحرة االنتخابات معايري حول واإلعالن ،).)2003( 23 Rev

مجلس االتحاد الربملاين يف 26 مارس 1994(، والخطوط التوجيهية الصادرة عن مكتب

بشأن بأوروبا والتعاون األمن ملنظمة التابع االنسان الدميقراطية وحقوق املؤسسات

النظر يف اإلطار القانوين لالنتخابات )الطبعة االوىل يف جانفي 2001 والطبعة الثانية يف

2013(، والخطوط التوجيهية للمؤسسة الدولية للدميقراطية واالنتخابات للنظر يف اإلطار

القانوين املتعلق باالنتخابات )2002(، دليل مراقبة تسجيل الناخبني )مكتب املؤسسات

االتحاد دليل ،)2013 بأوروبا، والتعاون األمن منظمة االنسان، وحقوق الدميقراطية

األورويب ملراقبة االنتخابات )الطبعة الثانية، 2008(. كام يجب أخذ فقه القضاء الدويل

بعني االعتبار، وبدرجة أوىل فقه قضاء املحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان نظرا لرثائه

حول هذه املسائل. وتضاف إىل ذلك اآلراء أو التعاليق التي تديل بها مختلف املنظامت

تم تدريجيا عىل التي النصوص الوطنية والتي تشكل مجموعة من الترشيعات حول

أساسها استخراج معايري تطبيق القواعد الدولية.

25. وهو ال يختلف جوهريا من حيث هيكلته عن املرسوم املذكور، 2011

القرارات ويف األوامر يف والواردة للمرسوم املكملة األحكام يشمل لكنه

الصادرة عن الهيئة االنتخابية. كام أنه أعاد تنظيم تلك األحكام يف مجموعة

أكرث تناسق ومرثاة مبقتضيات جديدة تتعلق مبسائل متت معالجتها بشكل

مقتضب صلب املرسوم، كمسألة متويل الحملة االنتخابية.

السابقة بالنصوص مقارنة بارزا تقدما يشكل االنتخايب القانون فإن لذا،

مبا فيها املرسوم عدد 35 لسنة 2011 والنصوص املكملة له. حيث أدخل

وأخذا .2011 سنة جدل محل كانت مسائل بخصوص كبريى تحسينات

تضمن التأسييس، الوطني املجلس انتخابات من املستخلصة بالدروس

خطوة ميثل عامة، وبصفة بذلك، وهو تفصيال أكرث أحكاما القانون هذا

التحسينات أبرز بني ومن التونيس. االنتخايب الترشيع تدعيم نحو هامة

واملقتضيات الجديدة التي تضمنها نجد ما ييل:

مصادرة متت الذين األشخاص بحرمان املتعلقة األحكام إلغاء أ-

ممتلكتهم بعد 14 جانفي 2011 من الحق يف التصويت.

الهيئة االنتخابية الواردة يف قرار ب- إعادة تكريس أهم املقتضيات

املؤرخ يف 4 أكتوبر 2011 بخصوص مساعدة الناخبني من ذوي اإلعاقة

عىل التصويت صلب القانون.

ج- إلغاء األحكام املتعلقة بحرمان بعض األشخاص من الرتشح بسبب

ماضيهم السيايس26.

د- اعتامد مبدأ السجل االنتخايب الدائم واملحني بشكل مستمر.

ه- واجب تحديد الدوائر االنتخابية وعدد املقاعد بكل دائرة مبقتىض

االنتخابات موعد من األقل عىل سنة قبل وينرش يصدر قانون

الترشيعية27.

و- تأكيد نظام الحصص لفائدة متثيل املرأة يف مجلس نواب الشعب

باعتامد الرتكيبة املتناصفة للقامئات املرتشحة )لالنتخابات الترشيعية(.

املرتشحة القامئات إلزام خالل من للشباب املخصصة املكانة ز-

)لتحديد ترتيبية بأوامر املرسوم عدد 35 متت تكملته أن االنتباه إىل ينبغي 25 لكن

الحملة لتمويل العمومية املساعدة دفع أساليب االنتخابية وضبط املصاريف سقف

االنتخابية، وذلك مبوجب األمر عدد 1087 لسنة 2011 املؤرخ يف 3 أوت 2011، ولتحديد

مجال تطبيق حاالت االقصاء املنصوص عليها يف الفصل 15 من املرسوم، وذلك مبقتىض

الهيئة عن صادرة وبقرارات )2011 اوت 3 يف املؤرخ 2011 لسنة 1089 عدد األمر

العليا املستقلة لالنتخابات )لضبط اجراءات الطعن يف قرارات الهيئات الفرعية بالخارج

أمام الهيئة االنتخابية، وذلك مبقتىض القرار املؤرخ يف 25 جوان 2011، ولتحديد قواعد

وإجراءات الحملة االنتخابية والقواعد الخاصة بوسائل االعالم السمعية والبرصية أثناء

املتعلقة والتلفزية اإلذاعية الربامج وبث وبرمجة إنتاج ورشوط االنتخابية، الحملة

وإذا .)2011 سبتمرب 3 يف مؤرخة قرارات ثالثة مبقتىض وذلك االنتخابية، بالحملة

أضفنا إىل أحكام املرسوم عدد 35 تلك الواردة يف هذه النصوص، يتجاوز العدد اإلجاميل

املتحصل عليه عدد أحكام القانون االنتخايب.

26 الفصل 15 من املرسوم عدد 35.

27 يف انتظار صدور هذا القانون، يبقى التقسيم االنتخايب املعتمد يف انتخابات املجلس

الوطني التأسييس ساري املفعول )الفصل 173(.

17

أو فيها املقاعد عدد يساوي التي الدوائر يف الترشيعية لالنتخابات

يفوق أربعة بتقديم مرتشح عىل األقل ال يزيد سنه عن خمس وثالثني

التنصيص عىل القامئة28 )مع األوائل يف األربعة مرتشحني سنة ضمن

العقوبة املستوجبة يف حالة عدم االمتثال لهذا اإللزام(.

العمومية املساعدة املدخلة عىل منظومة والتحسينات التدعيم ح-

لتمويل الحملة االنتخابية.

يف املرتشحني عىل املحمولة الواجبات لتحديد مقتضيات إدراج ط-

االنتخابية والتنصيص عىل رقابة مشددة عىل الحمالت مجال متويل

املصاريف االنتخابية.

ي- الصالحيات املدعمة للهيئة االنتخابية يف مجال مراقبة مدى احرتام

بالحملة املتعلقة تلك وبالخصوص االنتخابية للقواعد املرتشحني

االنتخابية ومتويلها.

ك- ترشيد تصنيف الجرائم االنتخابية والعقوبات املتعلقة بها، إضافة

بتمويل املتعلقة القواعد خرق بخصوص مالية مخالفات إدراج إىل

الحملة االنتخابية.

ل- تحديد سقف لعدد الناخبني يف كل مكتب اقرتاع ال يتجاوز 600

ناخب )الفقرة األوىل من الفصل 119(، يف حني أن املرسوم عدد 35

لسنة 2011 كان يضبط حدا أدىن يساوي 800 ناخب يف كل مكتب

يفوق أو الناخبني عدد فيها يساوي التي للبلديات )بالنسبة اقرتاع

.29)7000

للهيئة االلكرتوين املوقع عىل االقرتاع مكاتب أعضاء قامئة نرش م-

االنتخابية )الفقرة الثانية من الفصل 121(.

ن- العمل عىل إدخال املزيد من الشفافية عىل عملية الفرز، وذلك

الفرز ملكاتب االقرتاع الفوري ملحارض عمليات النرش مثال من خالل

عىل املوقع اإللكرتوين للهيئة االنتخابية30 )يف حني أنه يف سنة 2011

وقع التنصيص عىل نرش »النتائج املفصلة لالنتخابات« دون املزيد من

التوضيح(.

النتائج اإلعالن عن إجراءات بشأن تفصيال وشفافة أكرث أحكام س-

النتائج األولية والنهائية، وااللتزام )كإدراج آجال قصوى لإلعالن عن

بنرش النتائج األولية(.

نص يف الواردة املصطلحات تعريف يف قامئة القانون تضمني ع-

التطبيق يف يساهم بشكل التطبيقية( النصوص يف )وتباعا القانون

املوحد ملختلف األحكام.

الهيئة االنتخابية بتعليل قرارات رفض الرتشحات، بينام يف ف- إلزام

28 الفصل 25 من القانون االنتخايب.

29 الفقرة الثانية من الفصل 54 من املرسوم عدد 35 لسنة 2011.

30 الفقرة 3 من الفصل 140 من القانون االنتخايب، والفقرة 4 من الفصل 67 من املرسوم

عدد 35 لسنة 2011.

بطريقة الرتشحات رفض االنتخابية اإلدارة بإمكان كان 2011 سنة

أيام( أربعة أجل يف النهايئ الوصل تسليم عدم خالل )من ضمنية

وبالتايل دون تعليل لرفضها.

ص- توسيع حق الطعن يف القرارات املتعلقة بالرتشحات ليشمل بقية

السياسية، يف لألحزاب القانونيني واملمثلني املرتشحة القامئات أعضاء

حني كان هذا الحق سنة 2011 مقترصا عىل رؤساء القامئات.

ق- االعرتاف بالحق يف الطعن يف قرارات قبول مطالب ترشح القامئات

املنافسة، بينام يف 2011 فقط قرارات الرفض كانت قابلة للطعن من

طرف رؤساء القامئات املعنية بالرفض.

ر- االعرتاف رصاحة للهيئة االنتخابية بصالحية تعديل نتائج مكاتب

يكن مل ذلك أن حني يف الجمع، ومراكز املركزية واملكاتب االقرتاع

منصوصا عليه رصاحة يف املرسوم االنتخايب لسنة 2011.

الحاالت النتائج حتى يف االنتخابية إللغاء للهيئة االمكانية ش- منح

متت التي والخروقات التزوير بأعامل النتائج فيها تتأثر مل التي

معاينتها، وذلك باالستناد إىل خطورة تلك األعامل والخروقات.

ت- توسيع الحق يف الطعن يف النتائج األولية لالنتخابات الترشيعية

لألحزاب القانونيني واملمثلني املرتشحة القامئات أعضاء بقية ليشمل

لرؤساء فقط متاحا 2011 سنة الحق هذا كان حني يف السياسية،

القامئات املرتشحة.

ث- ضبط آجال للطعن يف النتائج األولية لالنتخابات الترشيعية أطول

نسبيا )ثالثة أيام( من تلك التي تم اعتامدها للطعن يف نتائج انتخابات

املجلس الوطني التأسييس )48 ساعة(، مام يتيح للمدعني مزيدا من

الوقت إلعداد عرائض دعاواهم بشكل أفضل.

عىل تركز يليه( وما IV )القسم أدناه الواردة والتوصيات التعاليق إن

الجوانب التي الزالت تحتاج إىل املزيد من التحسينات.

IV. االصالح االنتخايب

لألسباب املذكورة أعاله31، مل تقع املصادقة عىل اإلطار القانوين لالنتخابات

اعتمد تم وقد االنتخابات. من أشهر ستة قبل إال والرئاسية الترشيعية

هذا اإلطار القانوين يف شكل قانون أسايس، وهو صنف من القوانني التي

املطلقة ألعضاء مجلس األغلبية الحصول عىل عليها للتصويت تستوجب

نواب الشعب32. وعىل غرار ما حصل يف 2011، وقع تكميل القانون بعدد

من القرارات الصادرة عن الهيئة االنتخابية.

تلزم املادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية الدول

31 انظر القسم II. »السياق السيايس«.

32 الفصل 64 من الدستور. كام ينص الفصل 65 عىل رضورة اتخاذ قانون أسايس بالنسبة

للمسائل املتعلقة بـ »القانون االنتخايب«.

18

من املواطنني لتمكني تكون رضورية قد التي الترشيعية التدابري باعتامد

مسألة يف تتدخل ال الدولية النصوص فإن ذلك، ومع حقوقهم. مامرسة

تحديد جوانب اإلطار االنتخايب التي ينبغي أن تكون يف شكل قانون وتلك

التي تأخذ شكل قواعد تحت ترشيعية.

إن مسألة توزيع الصالحيات الترشيعية ليست مجرد مسألة تقنية قانونية.

للفصل بني القانون وباألخص لدولة احرتام قبل كل يشء مسألة بل هي

تستمد الربملان داخل املنتخبون النواب يسنها التي فالقواعد السلط.

عينهم الذين أولئك عن منبثقة كونها من الدميقراطية رشعيتها مبارشة

سن لصالحيات تفويض كل يصبح املنطلق هذا ومن لتمثيله. الشعب

القواعد القانونية لفائدة السلطة التنفيذية من قبيل االستثناء لهذا املبدأ.

وباعتبار أن القانون يستمد رشعيته من االنتخابات، ينبغي أن تكون هذه

تحكم التي بالقواعد األمر تعلق إذا خاصة جدا محدودة االستثناءات

االنتخابات. إذ أن هذه القواعد تقوم عىل ثقة الناخبني بنفس القدر الذي

تساهم به يف بناء هذه الثقة.

من األساسية للجوانب املنظمة األحكام تكون أن الرضوري من بالتايل،

اإلطار االنتخايب مضمنة يف الدستور أو يف القانون. فهذا مينحها درجة من

الدوام أو عىل األقل من االستقرار الرضوري لضامن ثقة الناخبني وتحقيق

األمان القانوين.

لكن، قليلة هي املؤسسات الدولية التي تجرأت عىل توضيح ما هو مقصود

بـ »املكونات األساسية« لإلطار أو النظام االنتخايب. وقد رأت لجنة حقوق

»كيفية توزيع السلطات، والوسائل التي ستتاح للمواطنني يك أن اإلنسان

ميارسوا حقوقهم املحمية مبقتىض املادة 25 يف املشاركة يف الشؤون العامة،

يجب أن تحدد يف الدستور أو غريه من القوانني«33. وتنص لجنة البندقية من

جهة عىل أنه »باستثناء القواعد التقنية والتفاصيل - التي ميكن أن تكون

ذات طابع تنظيمي – فإن قواعد القانون االنتخايب ينبغي أن تكون لها عىل

بني هذه من أنه أخرى عىل من جهة تنص كام ترشيعية«. مرتبة األقل

القواعد تلك املتعلقة بالنظام االنتخايب )كطريقة اسناد املقاعد( وتشكيل

اللجان االنتخابية وتقسيم الدوائر االنتخابية، والتي يجب »تناول موضوع

تعديلها عىل املستوى الدستوري أو عىل مستوى أعىل من القانون العادي«

أو أن ال يتم تعديلها »عىل األقل يف غضون السنة السابقة لالنتخابات«34.

33 »مفهوم إدارة الشؤون العامة املشار إليه يف الفقرة )أ( هو مفهوم واسع يتعلق مبامرسة

السلطة السياسية، وعىل وجه الخصوص، السلطات الترشيعية والتنفيذية واإلدارية؛ وهو

يشمل شتى أوجه اإلدارة العامة كام يخص تحديد وتنفيذ السياسة العامة التي ستتبع عىل

األصعدة الدولية والوطنية واإلقليمية واملحلية. وكيفية توزيع السلطات، والوسائل التي

ستتاح للمواطنني يك ميارسوا حقوقهم املحمية مبقتىض املادة 25 يف املشاركة يف الشؤون

العامة، يجب أن تحدد يف الدستور أو غريه من القوانني«، التعليق العام عدد 25، صادر عن

لجنة حقوق االنسان يف دورتها عدد 57، 1994، فقرة 5.

34 راجع: لجنة البندقية، مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات )2002(، »أ- باستثناء

قواعد فإن – تنظيمي طابع ذات تكون أن التي ميكن - والتفاصيل التقنية القواعد

القانون االنتخايب ينبغي أن تكون لها عىل األقل مرتبة ترشيعية. ب- ال يجوز تعديل

اللجان وتشكيل االقرتاع، نط منها خاصة االنتخايب، القانون يف األساسية العنارص

تناول وجب وإال االنتخابات، عىل األقل عىل سنة قبل الدوائر، وتقسيم االنتخابية

موضوع التعديل عىل املستوى الدستوري أو عىل مستوى أعىل من القانون العادي«.

)II.2 ،الحطوط التوجيهية(

للقواعد التفاضيل الرتتيب أولهام : االعتبار بعني أخذهام ينبغي جانبان

االنتخابية، و ثانيهام ضامن استقرار هذه القواعد من خالل عدم املساس

بها طيلة فرتة معينة من الزمن قبيل االنتخابات املقبلة.

وضع اإلطار القانوين لالنتخابات الترشيعية والرئاسية لسنة 2014 يف شكل

قانون أسايس، وهو نوع من القوانني يحتاج للمصادقة عليه الحصول عىل

األغلبية املطلقة ألعضاء مجلس نواب الشعب35، مام يضمن حصول القواعد

االنتخابية عىل توافق واسع، السيام داخل الطبقة السياسية املمثلة صلب

مجلس نواب الشعب، لكن رشيطة أن ال تهمل هذه القواعد بعض املسائل.

ففي هذه الحالة تصبح الضامنة التي يشكلها التصويت عىل قانون أسايس

أمرا وهميا. فإذا ما امتنع املرشع ألي سبب كان عن مامرسة كامل صالحياته

الترشيعية، حينها يطرح سؤاالن أحداهام نظري واآلخر له بعد تطبيقي :

• مبدأ من النيل يف متمثل محتمل، ولو خطر، يوجد أال

الفصل بني السلط )بني السلطتني التنفيذية والترشيعية(؟

• االنتخايب اإلطار استقرار بلوغ هدف ضامن ميكن كيف

يف وجود جزء هام من الجهاز القانوين ال يرتقي إىل قيمة

الترشيع مام يجعله قابال للتعديل يف أي وقت من عملية

انتخابية إىل أخرى )مبدئيا من دون تدخل املرشع(؟

بيد أنه من الواضح أن القانون االنتخايب قد ترك العديد من املسائل من

أو بشكل رصيح االنتخابية – بصفة ضمنية الهيئة تنظيم، مع منح دون

بالتشكيك يف رضورة يتعلق األمر هنا الفراغات. وال – مهمة تكملة تلك

تدعيم صالحيات الهيئة االنتخابية باملقارنة مع تلك الصالحيات املحدودة

التي كانت تتمتع بها يف 2011. بل بالعكس، إذ أن تعزيز صالحيات الهيئة

التي تطرح إشكاال تكمن يف االنتخابية يعد تطورا إيجابيا36. لكن املسألة

أهمية السلطة الرتتيبية املوكولة للهيئة واملستمدة من ذلك العدد الكبري من

األحكام الترشيعية التي تفوض لها مسؤولية تحديد القواعد واالجراءات، مبا

فيها القواعد املتعلقة باآلجال وباملواعيد النهائية.

فعىل الهيئة االنتخابية أن تحديد مثال :

• ومدة الناخبني قامئات ونرش لضبط لها املتاحة اآلجال

35 الفصل 64 من الدستور. كام ينص الفصل 65 عىل رضورة اتخاذ قانون أسايس بالنسبة

للمسائل املتعلقة بـ »القانون االنتخايب«.

بتنظيم املرتبطة العمليات بجميع القيام لالنتخابات املستقلة العليا الهيئة »تتوىل 36

وللترشيع القانون لهذا طبقا عليها واإلرشاف وإدارتها واالستفتاءات االنتخابات

االنتخايب«. فالهيئة االنتخابية هي التي تتوىل »وضع روزنامة االنتخابات واالستفتاءات

)الفصل االنتخايب« بالدستور والقانون املقررة املدد يتفق مع وإشهارها وتنفيذها مبا

عدد املرسوم أما لالنتخابات(. املستقلة العليا بالهيئة املتعلق القانون من 5 مطة 3

27 لسنة 2011 املؤرخ يف 18 أفريل 2011 واملحدث للهيئة االنتخابية مبناسبة انتخاب

لالنتخابات االعداد مهمة إال األخرية لهذه يوكل مل فهو التأسييس، الوطني املجلس

)الفصل 4(. لكن، خالفا لسنة 2011 )املرسوم عدد 27 لسنة 2011(، مل تعد صالحيات

الهيئة تشمل تقسيم الدوائر االنتخابية، وهو امر محمود. إذ ينص الفصل 106 عىل ان

يتم تقسيم الدوائر االنتخابية ويضبط عدد مقاعدها باالستناد إىل قانون يصدر سنة عىل

األقل قبل موعد االنتخابات الترشيعية املقبلة.

19

وضعها عىل ذمة العموم )الفصل 13(37؛

• قامئات تصحيح طلبات تقديم له يحق التي الجهة

الناخبني )فالفصل 14 يلتزم الصمت بشأن هذه النقطة(؛

• اآلجال املتاحة للناخبني للطعن يف املعطيات املضمنة يف

قامئات الناخبني؛

• والبت وقبولها الرتشح مطالب تقديم وإجراءات آجال

فيها )الفصل 43(؛

• إجراءات التزكية )الفصل 41(؛

• قواعد وإجراءات تنظيم الحملة االنتخابية )الفصل 51(؛

• قواعد الحملة االنتخابية املتعلقة بوسائل اإلعالم املكتوبة

واإللكرتونية ووسائل اإلعالم السمعية البرصية )بالتشاور

مع الهيئة العليا املستقلة لالتصال السمعي والبرصي( يف

تونس )الفصل 67( ويف الخارج )الفصل 66(؛

• يف املرتشحة القامئات متويل وأساليب وإجراءات قواعد

الدوائر بالخارج )الفصل 80(.

ونتيجة لذلك، وجدت الهيئة االنتخابية نفسها مكلفة بسلطة ترتيبية واسعة،

لدرجة أنه إذا ما تركنا جانبا قرارات الهيئة فإن مختلف الفاعلني يف العملية

االنتخابية لن يتمكنوا، إذا ما اكتفوا باإلطالع فقط عىل القانون االنتخايب،

القانون يف مجاالت هامة املرتتبة عن هذا العملية اآلثار استباق كل من

كتسجيل الناخبني وتقديم الرتشحات والحملة االنتخابية. إذ يتجاوز حجم

القرارات الرتتيبية الصادرة عن الهيئة االنتخابية حجم القانون ذاته38. ولنئ

كان تكريس يشء من املرونة أمرا مرشوعا، بل ومحبذا، فإنه ال ميكن أن

يصل إىل درجة إخراج أجزاء كاملة من النظام االنتخايب من مجال القانون.

فهذا قد يخلق عىل املستوى العميل صعوبة يف فهم القانون الذي يصبح

غري قابل للفصل عن األحكام الواردة يف مختلف النصوص التطبيقية، مع ما

قد يرتتب عن ذلك من نقص يف التناسق.

لذا، هناك حاجة لتعزيز القانون االنتخايب التونيس وإدخال مزيد من التناسق

عىل والقدرة والشفافية واالستقرار القانوين األمان ملتطلبات تلبية عليه،

التوقع. وهو ما يتطلب التفكري يف توزيع أفضل لالختصاصات بني املجالني

الرتتيبي والترشيعي لبلوغ املوازنة بني اإلطار القانوين الجامد الذي ال يسمح

بإجراء التعديالت الالزمة من جهة، وكرثة املرونة التي تولد انعدام اليقني

37 تجدر االشارة من ناحية أخرى إىل أن املطة 2 من الفصل 3 من القانون املتعلق بالهيئة

القانون يتم يف آجال يحددها الناخبني أن ضبط وإشهار قامئات االنتخابية ينص عىل

االنتخايب. إال أن هذه اآلجال مل تضبط يف القانون االنتخايب الذي فوض يف الفصلني 12 و

13 منه مسؤولية تحديدها إىل الهيئة االنتخابية.

38 كام تجدر اإلشارة إىل أن عنونة عدد كبري من قرارات الهيئة االنتخابية - كتلك املتعلقة

بتسجيل الناخبني )عدد 7 لسنة 2014( أو اعتامد الصحفيني واملالحظني )عدد 9 وعدد

أو واالستفتاءات« »االنتخابات عبارة تتضمن االنتخابية- الحملة أو لسنة 2014( 10

»االنتخابية واالستفتائية« داللة عىل رسيان هذه القرارات عىل كل االنتخابات املقبلة.

واالستقرار القانوين من جهة أخرى. فينبغي أن يكون دور الهيئة االنتخابية،

باعتبارها الجهة املكلفة بتنفيذ القانون، متمثال يف تكملة وتوضيح وتدقيق

هذا األخري، بدال من الحلول محل املرشع لسد الثغرات والنقائص الواردة

بالقانون، أكان بصفة قصدية أم ال. فإن كانت الظروف السياسية قد بررت

اعتامد إطار قانوين مرن للغاية نتيجة للروزنامة االنتخابية، فقد صار اليوم

من املمكن أخذ الوقت الالزم إلدخال إصالحات جوهرية عىل كل من نص

القانون وقرارات الهيئة االنتخابية لتحويلها إىل مجموعة نصوص متناسقة،

توفر كل ضامنات االستقرار والوضوح والتناسق واألمان القانوين.

وهذا يعني أيضا رضورة توفر الوقت الكايف أو أخذ الوقت الالزم إلجراء مثل

املقبلة. فكل إصالح يتطلب هذا اإلصالح قبل فرتة من موعد االنتخابات

أيضا ولكن الشعب نواب مجلس داخل والتداول لألعامل فقط ال وقتا،

كام التوافق. من ميكن ما أوسع ببلوغ تسمح واسعة مشاورات إلجراء

–الناخبني االنتخابات يف الفاعلة األطراف لتمكني الوقت أخذ يستوجب

وبكل مسبقة بصفة التعرف من – الخ. اإلعالم، ووسائل واملرتشحني

التفاصيل املمكنة عىل حقوقهم وعىل ما سيكونون مطالبني به ملامرستها

ولالمتثال عموما للقانون.

وحتى يف غياب أي إرادة للتالعب ويف وجود الثقة الالزمة، من املهم تجنب

أي شبهة يف التالعب وإن كانت ظاهرية. لذا ينبغي يف املستقبل تخصيص

مشاورات إجراء يتسنى حتى االنتخايب، القانون إلصالح وقت من مزيد

عىل نطاق واسع ومنح الوقت الكايف لألطراف الفاعلة يف مجال االنتخابات

للتعود عىل اإلطار القانوين االنتخايب وعىل مخلفاته العملية.

توصيات

• القانون تدعيم ممكن وقت أقرب يف يتم أن املستحسن من

االنتخايب التونيس وإدخال مزيد من التناسق عليه بناء عىل الدروس

املنظمة والرتتيبية الترشيعية النصوص تطبيق من املستخلصة

ميكن أن وينبغي . 2014 لسنة والرئاسية الترشيعية لالنتخابات

واالستقرار القانوين األمن ملتطلبات االستجابة من اإلصالح هذا

والشفافية والوضوح والطابع التوقعي، بحيث تكون كل الجوانب

األساسية يف العملية االنتخابية منظمة مبقتىض القانون. كام ينبغي

أفضل توزيع يف التونيس االنتخايب القانون إصالح ضمن التفكري

يؤول قد ما وهو والترشيعي. الرتتيبي املجالني بني لالختصاصات

إىل مجموعة من التطبيقية القانون ونصوصه كل من تحويل إىل

القواعد املتناسقة.

• أي إصالح للقانون االنتخايب التونيس ينبغي أن يجرى بشكل يجعله

حتى املقبلة االنتخابات تاريخ من كافية زمنية فرتة قبل يكتمل

تتسنى استشارة مختلف الفاعلني يف املجال االنتخايب ويصبح اإلطار

القانوين االنتخايب مألوفا لديهم.

20

V. حقوق االقرتاع

حقوق التصويت

الفرع األول: حق تصويت األشخاص املحكوم عليهم

ينص الفصل 6 يف فقرته األوىل عىل أن »األشخاص املحكوم عليهم بعقوبة

حق من يحرمون الجزائية« املجلة من 5 الفصل معنى عىل تكميلية

املجلة من 5 بالفصل الواردة التكميلية العقوبات بني ومن التصويت.

الجزائية عقوبة الحرمان من حق االقرتاع.

إن الحق يف االنتخاب ليس حقا مطلقا، باعتبار أن مبدأ االقرتاع العام يف حد

ذاته ليس مبدأ مطلقا. إذ ميكن وضع قيود عىل هذا الحق رشيطة أن تكون

مؤسسة عىل معايري موضوعية ومعقولة، وأن يتم فرضها ألسباب مرشوعة

ومنصوص عليها يف القانون، وأن تكون متناسبة مع تلك األسباب.

حسب العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية، تعترب بعض القيود

غري مقبولة أو غري معقولة بشكل واضح، يف حني تعترب بعض القيود األخرى

املواطنة معيار أساس عىل تقوم التي القيود شأن وهو معقولة. مبدئيا

)الجنسية( أو السن أو اإلقامة. ويف املقابل، يعد غري مقبول كل قيد ناتج

عن متييز قائم عىل أساس العرق أو النسب أو اللون أو اللغة أو الدين أو

الرأي السيايس أو غري السيايس، أو األصل القومي أو اإلجتامعي، أو الرثوة أو

الوالدة أو غري ذلك من األسباب39. واملقصود هنا بـ »غري املقبول« هو انعدام

أي ظرف خاص أو أي خصوصية وطنية ميكن أن تربر وضع قيود عىل أساس

مثل هذا التمييز. وقد كان للجنة حقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة أن

»غري املعقولة بشكل وضحت يف تعليقها العام عدد 25 املقصود بالقيود

واضح«. حيث اعتربت أنه تعد من قبيل القيود غري املعقولة، واملتعارضة

بالتايل مع املادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية،

تلك القيود التي توضع عىل حق االقرتاع عىل أساس اإلعاقة الجسدية أو

أو التعليمي املستوى أو والكتابة، القراءة القدرة عىل معيار أساس عىل

متييز كل يعترب كام سيايس. إىل حزب االنتامء عدم أو االنتامء أو الرثوة

بني املواطنني الحاملني للجنسية بالوالدة واملواطنني املتجنسني متعارضا مع

املادة 25 من العهد الدويل.

املتصلة االعتبارات عن النظر بغض بالفرد مرتبط حق هو االقرتاع حق

باألحقية أو باملبادئ األخالقية40. فهو حق وليس امتيازا أو مكافأة. وهذا

وقرارات الدولية النصوص مختلف اليوم عليه تقوم الذي املفهوم هو

39 هذه العبارات املستعملة يف املادة 2 )1( من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية.

40 يف هذا اإلطار يعكس التعليل الذي اعتمدته املحكمة العليا بكندا، يف قرارها سويف

CSC 68, [2002] 2002( 2002 املؤرخ يف31 أكتوبر )ضد كندا )املدير العام لالنتخابات

R.C.S. 519 3(، بوضوح هذا املفهوم لحق االقرتاع : »حرمان املساجني من حق االقرتاع

ميكن ان يعكس صورة النيل من احرتام القاعدة القانونية والدميقراطية أكرث من صورة

الذفاع عن هذه املبادئ. فمرشوعية القانون وواجب احرتامه متأتيان مبارشة من حق

وسيلة عن التخيل يعني االقرتاع حق من السجناء حرمان التصويت. يف مواطن كل

هامة لزرع القيم الدميقراطية والشعور باملسؤولية االجتامعية فيهم. فالنظرية السياسية

حق من املجتمع من فئة بحرمان املنتخبني ملمثلني تسمح التي للحكومية الجديدة

واملساواة الشمولية مبادئ عىل يقوم دميقراطي نظام إطار يف لها مكان ال االقرتاع

ومشاركة املواطن«.

املحاكم الدولية بخصوص حق االقرتاع41. فمن املمكن وضع قيود عىل هذا

الحق، لكن رشيطة أن يتم التنصيص عليها صلب القانون وأن تقوم عىل

معايري موضوعية ومعقولة، وأن ترمي إىل تحقيق هدف مرشوع، وأن تكون

متناسبة مع ذلك الهدف. وقد قبلت لجنة حقوق اإلنسان ضمنيا بإمكانية

الحرمان من الحق يف التصويت بسبب اإلدانة جراء ارتكاب جرمية42، عىل

أن تكون مدة الحرمان »متناسبة مع خطورة الجرمية وأهمية العقوبة«43.

بحسب التناسب تقدير يتم أن ينبغي عمليا، البندقية، لجنة بينته وكام

خطورة الجرمية44، مام يعني أن أي حرمان يجب أن يكون مبقتىض »حكم

آيل بشكل للتصويت تحجري كل يعد الصدد، هذا ويف خاص«45. قضايئ

أو عشوايئ غري معقول إذا كان من شأنه أن يشمل مجموعة أو فئة من

األشخاص. وهو نفس املوقف الذي تبنته لجنة حقوق اإلنسان46.

إن العقوبة التكميلية، كام وقع التنصيص عليها يف الفصل 6، تختلف عن العقوبة

التبعية من حيث وجوب النطق بها من قبل القايض وعدم إلحاقها آليا بالعقوبة

األصلية. فتدخل القايض يضمن النظر يف كل حالة معينة عىل حده وعدم حرمان

جميع األشخاص املدانني من حقهم يف التصويت بصفة عشوائية. وتشكل هذه

املقتضيات تقدما هاما مقارنة بالفصل 5 من املرسوم عدد 35 لسنة 2011 الذي

كان ينص عىل الحرمان اآليل من حق التصويت بالنسبة لكل شخص محكوم عليه

»من أجل جناية أو جنحة متس بالرشف بعقوبة تتجاوز مدتها ستة أشهر سجنا

نافذة، ومل يسرتدوا حقوقهم املدنية والسياسية«.

لكن خالفا ألحكام الفصل 5 من مرسوم 2011، يطرح الفصل 6 من القانون

التصويت حق من الحرمان ارتباط يشرتط مل باعتباره إشكاال االنتخايب

يكتفي فهو الجزائية املجلة من 5 الفصل أما خطرية. جرائم بارتكاب

بالتنصيص عىل فقدان الحق يف االنتخاب ضمن العقوبات التكميلية دون

املزيد من التفصيل. وهو ما يرتك نظريا للقايض حرية الحكم بحرمان أي

عن مرتتبة اإلدانة كانت وإن حتى التصويت يف حقه من مدان شخص

41 انظر، املحكمة االوروبية لحقوق االنسان، هرست )2( ضد اململكة املتحدة، الحكم

الصادر يف 6 أكتوبر 2005، القضية عدد 74025/01 - فرودل ضد النمسا، الحكم الصادر

يف 8 أفريل 2010، القضية عدد 20201/04، الفقرة 25 ـ غرينس و م. ت. ضد اململكة

و60054/08. 60041/08 عدد القضايا ،2010 نوفمرب 23 يف الصادر الحكم املتحدة،

I.1.1.د التوجيهية، الخطوط االنتخابات، مجال يف السلوك حسن مدونة أيضا راجع

)سرتازبورغ يف 23/5/2003(.

42 التعليق العام عدد 25 الصادر عن لجنة حقوق االنسان يف دورتها عدد 57، 1994، فقرة 14.

43 نفس املرجع السابق.

التوجيهية الخطوط االنتخابات، مجال يف السلوك حسن مدونة البندقية، لجنة 44

)2002(: يجب أن يكون الحرمان من حق التصويت مربرا بـ »)...( إدانات جزائية من

أجل جنح خطرية«.

45 املرجع السابق، التقرير التفسريي، ص. 19.

46 كان للجنة حقوق االنسان التابعة لألمم املتحدة أن ذكرت بأن كل حرمان عام وآيل

من حق التصويت لألفراد الذين متت إدانتهم ميكن أن يكون مخالفا للفقرة 3 من مادة

CCPR/C/GBR/( الدويل العهد نفس من 25 باملادة مقرتنة الدويل العهد من 10

CO/6, Royaume Uni, )2008(, p28(. وقد استندت اللجنة دعام لهذا املوقف إىل

فقه قضاء املحكمة االوروبية لحقوق االنسان وخاصة الحكم الصادر يف قضية هرست

CCPR/CO/77/LUX, Luxembourg,( : انظر أيضا ضد اململكة املتحدة )2005(.

اللجنة عن انشغالها بخصوص الحرمان اآليل من حق page 8 ,)2003(( حيث عربت

التصويت كعقوبة تكميلية بالنسبة لعدد كبري من الجرائم.

21

• االشخاص لتمكني الالزمة التدابري اتخاذ ينبغي ذلك، إىل باإلضافة

املتمتعني بحق اإلقرتاع، كاملوقوفني الذين مل تصدر بعد يف شأنهم

أحكاما نهائية أو األشخاص املقيمني يف املستشفيات، من املامرسة

الفعلية لحقهم يف التصويت.

الفرع 2: حق التصويت بالنسبة للعسكريني وأعوان األمن الداخيل

جاء بالفقرة 2 من الفصل 6 أنه ال ميكن ترسيم »العسكريون كام حددهم

بسجل الداخيل« األمن قوات وأعوان للعسكريني العام األسايس القانون

الناخبني وال ميكنهم بالتايل مامرسة الحق يف التصويت.

إن مبدأ االقرتاع العام ليس مطلقا. ولكن أي إجراء يتخذ للحد من هذا املبدأ،

ولنئ كان قامئا عىل أسباب مرشوعة، ينبغي أن يستجيب ملعايري »موضوعية

ومعقولة«، وأن يكون محددا مبقتىض قانون، وأال يكون مقيدا ملبدأ الحق

يف التصويت لدرجة إفراغه من محتواه. لذا يتعني مبدئيا اعتبار كل إجراء

يحرم فئة كاملة من األفراد من حق التصويت إجراءا مشطا بالنظر إىل هذه

املعايري. ومن الواضح أن تحجري التصويت املفروض عىل العسكريني وعىل

أعوان األمن الداخيل يشمل فئة ال يستهان بها من املواطنني.

فأي مربرات أخرى، مبا يف ذلك الصعوبات اللوجستية وغريها من التحديات

غري تعترب التصويت، لحق العسكريني مامرسة بالرضورة تطرحها التي

أن مامرسة هذا الحق األسايس التربير يعني مقبولة48. فالقبول مبثل هذا

املتمثل يف حق االقرتاع أصبح متوقفا عىل اعتبارات عملية، مع كل التجاوزات

التي ميكن أن تنجر عن ذلك.

أو الحقوق بعض من محرومون العسكريني أن الدول تجارب من يتبني

ورضورة العمل حاجيات جراء املواطنني لجميع بها املعرتف الحريات

من الخوف أدى الدول، بعض ففي املسلحة. القوات لدى االنضباط

عىل العسكريني جرب إىل املايض يف العسكرية االنقالبات ومن التالعب

مدى وعىل التصويت. حق من أوال حرمانهم خالل من بالحياد االلتزام

عقود، تم عىل مستوى القانون الدويل قبول هذا املساس من مبدأ االقرتاع

البلدان لبعض السيايس باملايض متصلة استثنائية ظروف بسبب العام

أما ومحدقا. حقيقيا خطرا تشكل فيها العسكرية االنقالبات كانت التي

يف الوقت الحارض فقد أصبح هذا النوع من التقييد يعد من قبيل التقييد

املفرط لعدم تناسبه مع الهدف املنشود، سواء متثل هذا األخري يف الحفاظ

عىل االنضباط أو الخوف من التالعب أو حاجيات العمل أو االلتزام بالحياد

)أو كل ذلك يف نفس الوقت(49. فمجرد التخوف من احتامل حصول انقالب

الحقوق الحد من أحد الدميقراطية، الحفاظ عىل ال ميكن أن يربر، باسم

48 أنظر، لجنة البندقية التابعة ملجلس أوروبا، مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات،

التقرير التفسريي، ص. 28.

األوروبية املحكمة عن صادرين حديثني بقرارين االستشهاد ميكن الصدد هذا يف 49

لحقوق اإلنسان )قضية أدفدروميك Adefdromic ضد فرنسا و ماتيل Matelly ضد

فرنسا بتاريخ 2 أكتوبر 2014( التي ولنئ قبلت برضورة تقييد حقوق العسكريني، فقد

النقايب. وهام قراران يعكسان بشكل عام الحق باإلجامع منعهم من مامرسة رفضت

تنامي احرتاز الدول األوروبية من القبول بإمكانية منع العسكريني من مامرسة الحريات

املمنوحة لغريهم من املواطنني ملجرد الحفاظ عىل النظام وعىل االنضباط يف صفوف

القوات املسلحة.

يف الحق من الحرمان مسألة بالنظر يف القايض فإلزام بسيطة. مخالفات

ولكنه غري كاف أمر رضوري لكل حالة عىل حده هو بالنسبة التصويت

األفراد من كبري عدد عىل التصويت تحجري مخاطر من للوقاية وحده

وبشكل يؤول إىل النيل من مبدأ االقرتاع العام. هذا باإلضافة إىل إمكانية

الوقوع يف عدم التناسق عند تطبيق هذا اإلجراء، مع ما ينجر عنه من ميز

بني األشخاص املحكوم عليهم، يف غياب ما يضمن عدم تباين مواقف القضاة

املرشع عىل ينبغي لذا تصويت. من الحرمان تربر التي الحاالت بشأن

لهذه املوحد التطبيق يضمن حتى للقايض التقديرية السلطة يؤطر أن

املقتضيات بشكل يأخذ بعني االعتبار جسامة الجرمية املرتكبة.

و فيام يتعلق مبدة تحجري التصويت، تجدر اإلشارة إىل كون الفقرة 3 من املادة

6 تنص عىل أن األشخاص املحرومني من الحق يف التصويت بسبب »جنون

مطبق« ال يرسي عليهم الحرمان إال »طيلة مدة الحجر«. وقد يبدو أن هذا

»لجنون املحجور عليهم األشخاص أنه عىل خالف إىل إشارة فيه التفصيل

مطبق«، ميكن أن يتم حرمان األشخاص املحكوم عليهم من حق التصويت

العقوبة مدة بني التطابق يعني ال فالتناسب العقوبة. مدة تتجاوز لفرتة

ومدة املنع من التصويت. لكن، ما من يشء ميكن أن يربر امتداد العقوبة

التكميلية عىل فرتة تتجاوز مدة العقوبة األصلية. لذا ينبغي أن ال تتجاوز مدة

تحجري التصويت مدة العقوبة املحكوم بها )مع مراعاة إمكانية التخفيف من

العقوبة(47. و قد يكون من املستحسن إزالة هذا الغموض يف صياغة الفصل

6 وذلك بتنصيص عىل أن مدة عقوبة التكميلية – املتمثلة هنا يف الحرمان من

حق التصويت- ال ميكن أن يتجاوز مدة العقوبة األصلية.

توصيات

• تشكل الفقرة األوىل من الفصل 6 التي تنص عىل حرمان األشخاص

املحكوم عليهم بعقوبة تكميلية )عىل معنى الفصل 5 من املجلة

الترشيع باملقارنة مع الجزائية( من حق االنتخاب خطوة تقدمية

السابق، باعتبارها تضمن عرض كل حالة من حاالت الحرمان عىل

بالحرمان كل ترصيح يكون أن الرضوري من لكن القايض. أنظار

يقع بارتكاب جرائم خطرية، وهي مسألة مل التصويت مقرتنا من

تحديدها يف القانون. ينبغي أن تكون السلطة التقديرية التي يتمتع

بها القايض مؤطرة حتى يتم ضامن التطبيق املوحد لهذه األحكام

مع مراعاة جسامة الجرمية املرتكبة.

• التكميلية العقوبة مدة أن الفصل 6 عىل التنصيص ضمن ينبغي

التصويت ال يجب أن تتجاوز مدة بحرمان األشخاص املدانني من

العقوبة األصلية.

تكون أن »يجب أنه عىل 25 عدد العام تعليقها يف االنسان حقوق لجنة نصت 47

فرتة الحرمان متناسبة مع خطورة الجرمية وأهمية العقوبة« )الفقرة 14(. أنظر أيضا

Dissanayake, Mudiyanselage Sumanaweera Banda( ديسناييك ضد رسيالنكا

c. Sri Lanka, Communication No. 1373/2005, p 8.5( : كان قانون االنتخابات

يف رسيالنكا ينص عىل منع التصويت والرتشح عىل كل شخص مدان ملدة 7 سنوات بعد

إطالق رساحه. وقد رأت لجنة حقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة أن هذه املقتضيات

مخالفة للامدة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية.

22

األساسية للدميقراطية كالحق يف التصويت.

إن الفقرة 3 من الفصل 6 تحرم فئة كاملة من الشعب التونيس من حق

االقرتاع. وهي تنال بالتايل من خالل صبغتها العامة واآللية والعشوائية من

مبدأ االقرتاع العام، وال تشكل قيدا معقوال. إذ وحدها الظروف االستثنائية

ميكن أن تربر مثل هذا التقييد. ولنئ كانت االنتخابات الدميقراطية األوىل

التي عاشتها البالد التونسية سنة 2011 قد اقتضت اتخاذ تدابري استثنائية،

فهل من موجب العتامد مثل هذه التدابري سنة 2014 ؟ من البديهي أن

تؤخذ الصعوبات اللوجستية الناجمة عن تصويت العسكريني بعني االعتبار

نظرا ملخاطر التالعب التي قد تنجر عنه والتي ال يجب االستهانة بها. إال

أن هذه املخاطر ليست باألهمية الكافية مقارنة مبامرسة حق أسايس كحق

التي الطريقة التفكري يف الرشوع يف املناسب يكون من قد لذا االقرتاع.

ستؤدي مستقبال إىل االعرتاف ألعوان القوات املسلحة بالحق يف التصويت،

بكل الحق هذا مامرسة من العسكريني لتمكني خاصة تدابري اتخاذ مع

استقاللية ومن دون التعرض للعنف أو للتهديد بالعنف ولإلكراه أو تلقي

عروض مغرية أو أي تدخل كان بغرض التالعب بهم50.

أما بخصوص أعوان األمن الداخيل، فقد نص الفصل 4 من القانون عدد 70

لسنة 1982 املؤرخ يف 6 أوت 1982 املتعلق بالنظام األسايس العام لقوات

األمن الداخيل، عىل ما ييل: »تتكون قوات األمن الداخيل من أعوان األمن

املدنية الحامية وأعوان الوطني الحرس وأعوان الوطنية والرشطة الوطني

وأعوان السجون واإلصالح«. مام يعني أن هذا املنع من التصويت من شأنه

أن ينسحب عىل عدد كبري من الناخبني املحتملني، وهو ما يزيد يف صعوبة

تربيره. لذا، من املستحسن أن يتم إدراج رفع تحجري التصويت بالنسبة ألعوان

األمن الداخيل ضمن أي إصالح سيجرى مستقبال عىل القانون االنتخايب.

نص املرسوم عدد 35 لسنة 2011 رصاحة عىل انسحاب هذا التحجري عىل

قد التحجري هذا نفس كان إذا ما معرفة الواضح من وليس املجندين.

كرس ضمنيا صلب القانون االنتخايب أم أن تواصل العمل به كان فقط عىل

ناخبني محتملني من حقهم تربير حرمان الصعب فمن العميل. املستوى

يف التصويت ملجرد تجنيدهم، خاصة وأن وضعهم تحت السالح ليس نتاج

عملية إرادية. مام يجعل حرمانهم من حق االقرتاع جراء التجنيد غري مرتتب

عن اختيار وعن دراية تامة كام هو الحال بالنسبة للعسكريني املمتهنني.

لذا، من املستحسن أن يتم رفع كل لبس عن القانون االنتخايب بخصوص

تدابري خاصة اتخاذ التصويت، وإن تطلب ذلك بالحق يف املجندين متتع

لتمكينهم من مامرسة هذا الحق دون التعرض لتأثريات هم يف غنى عنها،

أو ألي تدخالت للتالعب بأصواتهم أو أي إكراه من أي نوع كان، مام قد

ينال من حرية التعبري عن إرادتهم أو يشكل عائقا أمام مامرستها.

التفسريي التقرير يف املسألة هذه بشأن الواردة التوصيات إىل هنا االشارة يجب 50

»إذا البندقية )2002(: لجنة الصادرة عن االنتخابات السلوك يف مجال ملدونة حسن

يتم أن فيه املرغوب فمن االقرتاع، يوم مبنازلهم االلتحاق العسكريون من يتمكن مل

بتبليغ املحلية القيادة وتقوم ثكناتهم. من القريبة التصويت مكاتب يف تسجيلهم

هوية العسكريني الحارضين إىل السلطات البلدية التي تتوىل تسجيلهم عىل القامئات

عن جدا بعيدة الثكنة عندما القاعدة هذه من االستثناء يقع أن وميكن االنتخابية.

أقرب مكتب للتصويت، ولذلك ينبغي إحداث لجان خاصة داخل الوحدات العسكرية

لإلرشاف عىل الفرتة السابقة لالقرتاع حتى ال يتمكن الرؤساء من فرض اختيارات سياسية

أو اصدار أوامر بشأنها«. )الفقرة 41(.

توصيات

• ألنه ميس بفئة كاملة من املواطنني بشكل عام وآيل ومن دون متييز،

يشكل منع العسكريني وأعوان قوات األمن الداخيل من التصويت

مبوجب الفقرة الثالثة من الفصل 6 خرقا جوهريا ملبدأ االقرتاع العام

اليوم به معمول هو وكام الدولية النصوص يف تحديده تم كام

يف التفكري يف الرشوع املناسب من يكون وقد الدول. تجارب يف

الطريقة التي ستؤدي مستقبال إىل االعرتاف ألعوان القوات املسلحة

بالحق يف التصويت، مع اتخاذ تدابري خاصة لتمكني العسكريني من

أو للعنف التعرض دون ومن استقاللية بكل الحق هذا مامرسة

للتهديد بالعنف ولإلكراه أو تلقي عروض مغرية أو أي تدخل كان

بغرض التالعب بهم.

• لبس بشأن متتع كل االنتخايب خاليا من القانون بأن يكون يوىص

تدابري اتخاذ األمر استوجب وإن التصويت، يف بالحق املجندين

خاصة لتمكينهم من مامرسة هذا الحق مبعزل عن كل تأثري بدون

موجب أو كل تالعب أو إكراه من أي نوع كان من شأنه أن يشوه

أو يعيق حرية التعبري عن إرادتهم.

• من املستحسن أن يتم إدراج رفع تحجري التصويت بالنسبة ألعوان

األمن الداخيل ضمن أي إصالح سيجرى مستقبال عىل القانون االنتخايب.

الفرع 3: حق التصويت بالنسبة لألشخاص املصابني »بجنون مطبق«

»األشخاص املحجور عليهم لجنون مطبق الفصل 6 الفقرة 3 من حرمت

طيلة مدة الحجر« من حق التصويت51. وهو ما كان قد كرسه الفصل 5 من

املرسوم عدد 35 لسنة 2011 الذي سحب املنع عىل كل األشخاص املحجور

عليهم فجعل مجاله أوسع مام هو عليه حاليا مبا أنه كان يشمل ال فقط

األشخاص املصابني بجنون )مطبق أو متقطع( بل وكذلك »ضعاف العقل«

و«السفهاء«52.

املتعلقة الدولية االتفاقية عىل تحفظ دون من باملصادقة تونس قامت

النفاذ. اإلعاقة يف 2008، وهي سنة دخولها حيز األشخاص ذوي بحقوق

األطراف الدول »تضمن أن منها عىل 29 املادة يف االتفاقية وتنص هذه

قدم عىل بها التمتع وفرصة السياسية الحقوق اإلعاقة ذوي لألشخاص

اإلعاقة ذوي األشخاص لجنة حقوق أوصت وقد اآلخرين«. مع املساواة

51 انظر أيضا الفصل 3 من قرار الهيئة العليا املستقلة لالنتخابات عدد 7 لسنة 2014

لالنتخابات الناخبني تسجيل وإجراءات بقواعد املتعلق 2014 جوان 3 يف املؤرخ

واالستفتاء كام تم تنقيحه بالقرار عدد 11 لسنة 2014 املؤرخ يف 03 جوان 2014.

52 يعرف الفصل 160 من مجلة االحوال الشخصية املجنون كاآليت: »الشخص الذي فقد

عقله سواء كان جنونه مطبقا يستغرق جميع أوقاته أو متقطعا تعرتيه فرتات يثوب اليه

عقله فيها«)من هنا جاء التمييز بني الجنون املطبق والجنون املتقطع(. ومن جهة أخرى

عرف نفس الفصل »ضعيف العقل« بالشخص الغري كامل الوعي اليسء التدبري الذي

ال يعتدي إىل الترصفات الرائجة ويغنب يف املبايعات«. أما الفصل 161 من نفس املجلة

فقد نص عىل ان الحجر يتم بحكم قضايئ بناء عىل رأي أهل املعرفة )خرباء يف املجال(.

23

تدابري »اعتامد تونس53 األويل حول التقرير الختامية بشأن يف مالحظاتها

ترشيعية عاجلة لضامن متتع األشخاص ذوي اإلعاقة، مبا يف ذلك األشخاص

الخاضعني حاليا لنظام الوالية أو الوصاية، ومتكينهم من مامرسة حقهم يف

التصويت ويف املشاركة يف الحياة العامة عىل قدم املساواة مع اآلخرين«.

إال أن موقف القانون الدويل بخصوص هذا املوضوع مل يستقر بعد. ففي

سنة 1996، اعتربت لجنة حقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة يف تعليقها

العام عدد 25 أن تحجري الحق يف االقرتاع )والرتشح( عىل »من ثبتت إعاقته

الذهنية«أمرا معقوال. لكن موقفها شهد تطورا يف وقت الحق حيث أصبحت

حق من الحرمان تربر أن ميكن ال الذهنية أو النفسية اإلعاقة أن ترى

التصويت إال إذا كان ذلك قامئا عىل معايري موضوعية ومعقولة ومتناسبة

مع حالة االعاقة التي متت معاينتها. وهو ما يتطلب ال فقط إجراء فحص

منفصل بشكل النظر أيضا ولكن الذهنية، اإلعاقة ودرجة لطبيعة خاص

فيام إذا كانت هذه اإلعاقة كافية لتربير الحرمان من الحق يف التصويت54.

ويختلف هذا الرأي عن موقف لجنة حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة التي ال

تقبل بأي مربر لتقييد حق األشخاص ذوي اإلعاقة الذهنية يف التصويت55،

وبالتايل بأي قيد يوضع عىل هذا الحق.

يف ظل الوضع القانوين الحايل وبالنظر إىل التضارب املشار إليه أعاله، ينبغي أخذ

املعطيات التالية بعني االعتبار: أوال، مامرسة حق االقرتاع يعترب من العنارص

املكونة لألهلية القانونية التي ال ميكن الحد منها إال وفق الرشوط وبالطريقة

املنصوص عليها يف املادة 12 من اتفاقية حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة. ثانيا،

كل إجراء تقييدي يرد يف صيغة عامة وآلية وعشوائية يعد غري مقبول مبوجب

هذه االتفاقية. إذ ينبغي النظر يف كل حالة حرمان من حق التصويت بشكل

منفصل ويجب أن ال ينجر هذا الحرمان آليا عن الوضع تحت الوصاية أو عن

أي إجراء آخر يحد من األهلية القانونية للشخص. وأخريا، من الرضوري أن

يكون كل تقييد لحق االقرتاع متناسبا ومتالمئا مع حالة الشخص املعني باألمر،

أن ينطبق خالل أقرص مدة ممكنة، وأن يخضع لرقابة دورية ميارسها إما هيكل

مختص يكون مستقال و محايدا أو هيئة قضائية.

يف ضوء هذه املعطيات الغري مؤكدة بعد من القانون الدويل، يشكل الفصل

لسنة 35 عدد باملرسوم مقارنة متقدمة خطوة االنتخايب القانون من 6

حاالت عىل ليقترص التحجري تطبيق مجال من ضيق قد باعتباره 2011

»الجنون املطبق« دون غريها، يف حني كان هنالك أشخاص آخرون معنيون

بهذا املنع يف 2011.

وفيام يتعلق بالنظر يف كل حالة من حاالت الحرمان من حق التصويت عىل

حده أو بعينها، تجدر اإلشارة إىل أنه وفقا للمعلومات التي قدمها الوفد

التونيس إىل لجنة حقوق األشخاص ذوي اإلعاقة أثناء املناقشات املتعلقة

األويل حول التقرير بشأن ختامية اإلعاقة، مالحظات ذوي األشخاص لجنة حقوق 53

.)CRPD/C/TUN/CO/1, 13 mai 2011( 2011 تونس، 13 ماي

.)UN doc CCPR/C/BLZ/CO/1 )2013 :54 راجع الفقرة 24 من الوثيقة التالية

55 أنظر عىل سبيل املثال: مالحظات اللجنة حول التقرير املقدم من أسبانيا )23 سبتمرب

حيث األورويب املستوى عىل النظر وجهات يف اختالف مالحظة ميكن كام .)2011

اعتربت املحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان )أليوس كيس Alajos Kiss ضد املجر، 20

ماي 2010( أن الحرمان العشوايئ من الحق يف التصويت دون تقدير قضايئ خاص )لكل

حالة عىل حده( ال يشكل هدفا مرشوعا لتقييد الحق يف االقرتاع.

مبتابعة التقرير الذي تقدمت به تونس56، »قبل أن يتم تعيني الويص عىل

تقييم بإجراء القايض يأذن أن ينبغي الذهنية، اإلعاقة ذوي من شخص

خاص للقدرات العقلية للشخص وأن يقرر إثر ذلك بشأن مسألة الوصاية.

إىل إضافة قاض«. إرشاف تحت تتم الويص عن الصادرة املبادرات وكل

ذلك ينص الفصل 161 من مجلة األحوال الشخصية عىل أن فقدان األهلية

القانونية )أو الحجر( يكون بقرار صادر عن قاض بناء عىل رأي خرباء يف

املجال. بالتايل فإنه ال يتم النظر بشكل منفصل يف مسألة الحرمان من الحق

يف التصويت، حيث أن هذا الحرمان ينجر آليا عن فقدان األهلية القانونية.

كام تطرح مسألة أخرى بخصوص التمييز بني »الجنون املطبق« و »الجنون

املتقطع«. إذ يبدو أن معظم األحكام القضائية املتعلقة بالحجر من أجل

عن مطبق«أو »جنون عن ناتجا الحجر قرار كان إذا ما تحدد ال جنون

»جنون متقطع«. لذلك فمن املرجح أن ينسحب الحرمان من حق االقرتاع

القانون من 6 الفصل مقتضيات يتعارض مع ما الحالتني، وهو كلتا عىل

الخرباء القضاة ال يطالبون دام ما التي قد تظل حربا عىل ورق االنتخايب

املكلفني بتحديد نوعية الجنون.

لذا، قد يكون من املناسب تضمني كل من القانون واملامرسة العملية، واجب

القيام، يف كل حالة عىل حده، بفحص خاص لقدرات كل شخص حرم من مامرسة

حقه يف التصويت من أجل »جنون مطبق«. إذ أن الوضع تحت الوصاية وإن

كان بسبب »جنون مطبق« ال ينبغي أن يؤدي آليا إىل الحرمان من الحق يف

التصويت. فمسألة حق االقرتاع تتطلب القيام بفحص خاص تحت رقابة القضاء.

وهذا الفحص يجب أن يتم بشكل دوري وأن يكون دامئا تحت رقابة القايض.

توصيات

لنئ كان القانون الدويل ال يزال غري مستقر بعد بخصوص هذه املسألة •فهو متجه نحو إرساء رقابة مشددة عىل كل إجراء يهدف إىل الحرمان اإلعاقة بذوي الخاصة اإلجراءات التصويت مبا يف ذلك الحق يف من من يكون قد الدويل القانون إىل هذا فبالنظر النفسية. أو الذهنية االنتخايب، القانون من 6 الفصل من الثالثة الفقرة تطبيق املناسب القايض بحرمان األشخاص املصابني »بالجنون املطبق« من حق االقرتاع،

وفق احرتام املبادئ التالية:

»جنون مطبق« ال ينبغي أن • الوصاية وإن كان بسبب الوضع تحت الحرمان هذا فمثل التصويت. يف الحق من الحرمان إىل آليا يؤدي يتطلب القيام بفحص خاص تحت رقابة القضاء، عىل أن يتم تجديد

هذا الفحص بشكل دوري ودامئا تحت رقابة القايض،

كان • إذا ما تحدد أن بالحجر القاضية القضائية األحكام ينبغي عىل »جنون حالة أو مطبق« »جنون حالة جراء تم قد الحجر فرض آلية بصفة التصويت من الحرمان تفاديا النسحاب وذلك متقطع«، عىل يتعني لذا، متقطع«. »جنون من يشكون الذين األشخاص عىل ال ما وهو الجنون. نوعية بتحديد املكلفني الخرباء مطالبة القضاة

يحول دون النظر يف مسألة حق التصويت بشكل منفصل.

.CRPD/C/5/SR.5, 6 juin 2012 56

24

فإن الحقوق املضمونة مبقتىض املادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق

املدنية والسياسية هي حقوق معرتف بها »لكل مواطن«، و كل »متييز بني

هؤالء الذين يستحقون الجنسية مبوجب ميالدهم وهؤالء الذين يحصلون

ذلك يتعلق مبطابقة فيام التساؤالت بعض )يثري( الجنسية، بطلب عليها

ألحكام املادة 25«. ويستند عدم التالؤم هذا إىل عدم قبول أي ميز قائم

عىل طريقة اكتساب الجنسية. وسواء كان التمييز قامئا عىل طريقة اكتساب

الجنسية أو عىل املدة الزمنية املنقضية منذ تاريخ الحصول عىل الجنسية

غري بالتايل يظل وهو التمييزية، املامرسة أشكال من إال شكال ليس فهو

متالئم مع املادة 25. فاألمر هنا يتعلق بحالتني مختلفتني من حيث الدرجة

وال من حيث الطبيعة.

بوجود الدرجات«، »ذات املواطنة فكرة يدعم التمييز من النوع هذا

املواطنة املكتملة املعرتف بها لفئة من املواطنني واملواطنة »الدنيا« بالنسبة

للبقية. فانعدام الثقة الذي يعرب عنه هذا النوع من التمييز تجاه املواطنني

املتجنسني والتشكيك يف »والئهم« )والحاجة بالتايل إىل اختباره يف الزمن(

يجعل منه مسألة إشكالية، حتى وإن كان العمل به ال يزال دارجا يف عدد

من البلدان. لكن تجدر اإلشارة إىل أن هذا العدد يف تقلص مستمر منذ سنة

1996، أي منذ تاريخ اعتامد التعليق العام عدد 25.

املتجنس املواطن بلوغ التأكد من تكون هنالك رغبة يف أن املعقول من

لدرجة ما من الدراية مبشاكل البالد. لكن يف هذه الحالة ينبغي أن يكون

االقصاء قامئا عىل معيار مدة اإلقامة وال عىل معيار املدة الزمنية املنقضية

منذ الحصول عىل الجنسية. إال أن ذلك لن يهم املواطنني املتجنسني حديثا

فحسب، بل سيشمل كذلك املواطنني غري املقيمني، مبا فيهم أولئك الذين

وأحيانا بالخارج، املقيمني املواطنني عدد ألهمية ونظرا تونس. يف ولدوا

لفرتات طويلة، فإن اعتامد مدة اإلقامة كمعيار لإلقصاء سيكون له تأثري أكرب

بكثري. ومن الواضح أن هذا مل يكن هو هدف املرشع. وهو ما يدل، بقراءة

الوالء( عدم من )التخوف سلبيا كان الحقيقي السبب أن عىل عكسية،

وليس إيجابيا )الرغبة يف التأكد من أن عملية االختيار ستتم عن دراية(.

توصيات

ينبغي إعادة النظر يف الفصل 19 من القانون االنتخايب الذي ينص عىل •أن الرتشح لالنتخابات الترشيعية يقترص فقط عىل الناخبني الحاملني املواطنني فإقصاء تقل عرش سنوات. ال مدة منذ التونسية للجنسية الذين تحصلوا عىل الجنسية منذ أقل من عرش سنوات ال يتامىش مع املادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية التي ال تسمح بالتمييز »بني املواطنني بالوالدة واملواطنني املتجنسني«. إذ عمال مببدأ حرية الشعب يف التعبري عن رأيه، وحدهم الناخبون لهم الحق يف إعطاء األهمية ملثل هذا النوع من التمييز بني املرشحني لالنتخابات.

تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 19 من القانون االنتخايب ال ميكن أن ينقح من دون التعديل املسبق للفصل 53 من الدستور.

الفرع 2: اقصاء الناخبني الذين هم ليسوا تونسيون بالوالدة )االنتخابات

الرئاسية(

الناخبون الذين هم ليسوا تونسيون بالوالدة ال ميكنهم الرتشح لالنتخابات

الحق يف الرتشح

يتضمن الفصالن 19 )االنتخابات الترشيعية( و 40 )االنتخابات الرئاسية( من

القانون االنتخايب األحكام املتعلقة برشوط مامرسة الحق يف الرتشح. وينص

الفصل 19 بالخصوص عىل أنه فقط الناخبني الحاملني للجنسية التونسية

أما الترشيعية. لالنتخابات الرتشيح ميكنهم األقل عىل سنوات عرش منذ

التونسية للجنسية الحاملني الناخبني أنه فقط الفصل 40 فهو ينص عىل

كام الرئاسية. لالنتخابات الرتشح ميكنهم االسالمية وللديانة الوالدة منذ

ميكن للناخبني الحاملني لجنسيتني الرتشح لالنتخابات الرئاسية ولكن رشيطة

التعهد عند تقديم مطلب الرتشح بالتخيل عن الجنسية األخرى إذا ما تم

انتخابهم.

كالحق يف التصويت، الحق يف الرتشح ليست مطلقا وميكن أن يخضع لقيود.

ولنئ كان للدول هامشا واسعا يف التقدير فهو ليس مطلقا وال ميكن للقيود

املوضوعة عىل هذا الحق أن تنال من جوهره وتفرغه من فعاليته. فكل

يرد رصاحة يف أن يقوم عىل معايري موضوعية ومعقولة، أن تقييد يجب

املعتمدة الوسائل أن كام هدف مرشوع. تحقيق إىل يرمي وأن القانون

لبلوغ هذه الغاية ال ينبغي أن تكون غري متناسبة. ويجب خاصة أال يؤول

أي قيد إىل منع أو عرقلة حرية الناخبني يف التعبري عن الرأي. لكن عمليا

تلك من رصامة أكرث قيود إىل الرتشح حق بإخضاع عموما القبول ميكن

املتعلقة بالحق يف التصويت57.

الجنسية منذ أقل من عرش اكتسبوا الذين الناخبني اقصاء الفرع األول:

سنوات )االنتخابات الترشيعية(

نص الفصل 19 عىل أنه وحدهم الناخبني الحاملني للجنسية التونسية منذ عرش سنوات عىل األقل ميكنهم تقديم ترشحهم لالنتخابات الترشيعية، علام وأن هذه املقتضيات ليست إال استنساخا ملا جاء بالفصل 53 من دستور

.58 2014

هناك عدد كبري من البلدان التي اعتمدت أو مازالت تعتمد هذا النوع من

العام عدد 25، تعليقها اإلنسان يف به لجنة حقوق تذكر اإلقصاء59. وكام

57 لجنة حقوق االنسان، التعليق العام عدد 25: » فقد يكون من املعقول، عىل سبيل

املثال، فرض حد أدىن للسن املطلوبة النتخاب الفرد )...( يكون أكرب من السن املطلوبة

يف السلوك حسن مدونة يف البندقية لجنة وضحت كام االنتخاب«. حق ملامرسة

مجال االنتخابات )23 ماي 2003( أنه »ميكن أن يخضع الحرمان من القابلية لالنتخاب

لرشوط أقل رصامة من تلك املتعلقة بحق التصويت«. راجع أيضا عىل سبيل املثال فقه

Ždanoka, § 115; Ādamsons, § 111;( قضاء املحكمة األوروبية لحقوق االنسان

.).Tănase, § 156

58 تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 26 من مجلة الجنسية التونسية ينص عىل أن املتجنس

»ال ميكن أن تسند إليه وظيفة أو نيابة باالنتخاب تستلزم مبارشتهام صفة التونيس«طيلة

خمس )5( سنوات من تاريخ أمر التجنس. وهو فصل ال يتطابق ال مع ما جاء بالدستور

التونيس )الفصل 53( وال مع القانون االنتخايب.

59 يف فرنسا إىل حد سنة 1973 )منع املتجنسني من اكتساب صفة الناخب طيلة السنوات

الخمس املوالية لتجنسهم(؛ يف بلجيكيا إىل حد سنة 1991؛ يف الواليات املتحدة األمريكية

إىل حد اليوم )سواء بالنسبة للرئاسة التي يجب عىل املرتشح لها أن يكون مواطنا أمريكيا

منذ الوالدة، أو بالنسبة للرتشح ملجلس النواب الذي يستوجب الحصول عىل الجنسية

األمريكية منذ 7 سنوات عىل األفل(؛ وكذلك بالنسبة للكمرون الجزائر واملغرب وغينيا

والنيجر وغريها من الدول.

25

الرئاسية حسب الفصل 40 الذي تضمن نفس املقتضيات والرشوط الواردة

بالفصل 74 من الدستور.

وكام ذكرت به لجنة حقوق اإلنسان يف تعليقها العام عدد 25، كل »متييز بني

هؤالء الذين يستحقون الجنسية مبوجب ميالدهم وهؤالء الذين يحصلون

ذلك يتعلق مبطابقة فيام التساؤالت بعض )يثري( الجنسية، بطلب عليها

الناخبني يف الثقة انعدام يعكس االقصاء هذا فمثل .»25 املادة ألحكام

املتجنسني يف حني أنه مبدئيا ال مربر لذلك. وهو ينطبق بشكل آيل ومن دون

متييز، حارما بذلك فئة كاملة من املواطنني من حق ميثل ركيزة للدميقراطية

املكونات األساسية املواطنني من أحد للوطن. فحرمان باالنتامء وللشعور

العهد من 25 املادة يف عليها املنصوص الحقوق إفراغ يعادل للمواطنة

الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية من محتواها وانتهاك مبدأ عدم

التمييز املعلن عنه يف املادة 1.2 من نفس العهد الدويل. ولنئ كان باإلمكان

إثبات أن هذا االقصاء يرمي إىل تحقيق هدف مرشوع، فمن غري املمكن

اعتباره متناسبا مع هذا الهدف املفرتض جراء عدم تحديده يف الزمن.

توصيات

إقصاء املتجنسني من الرتشح لالنتخابات الرئاسية يعد مخالفا للامدة •تم كام والسياسية املدنية بالحقوق الخاص الدويل العهد من 25بني متييز كل أن تعترب التي اإلنسان حقوق لجنة قبل من تأويله املادة مع متالئم غري يعترب املتجنسني واملواطنني بالوالدة املواطنني 25. لذا ينبغي إعادة النظر يف أساس هذا اإلجراء اإلقصايئ. فالقانون ال ميكنه من خالل املعايري اإلقصائية التي يضعها والقامئة عىل تقدير الوالء للوطن، أن يحل محل املعايري التي يقوم عليها خيار الناخبني من التعبري يف الشعب حرية مبدأ فحسب لالنتخابات. املرتشحني ضمن عن الرأي، وحدهم الناخبون ميلكون حق إعطاء أو عدم إعطاء أهمية

ملسألة اكتساب املرتشح للجنسية بالوالدة من عدمه.

تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 40 من القانون االنتخايب ال ميكن أن ينقح من دون التعديل املسبق للفصل 74 من الدستور.

اإلسالمية الديانة ذوي من ليسوا هم الذين الناخبني اقصاء :3 الفرع

)االنتخابات الرئاسية(

حسب الفصل 40 وحدهم الناخبون الذين هم من ذوي الديانة اإلسالمية

ميكنهم الرتشح لالنتخابات الرئاسية. وهو إقصاء متأت مبارشة من الفصل

74 من الدستور مثله مثل اإلقصاء الخاص بالناخبني املتجنسني.

الحقوق أحد مامرسة من يجعل املسلمني غري املواطنني استبعاد إن

املضمونة يف املادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية

رهينة اعتناق املواطن لديانة معينة تتمثل هنا يف الديانة اإلسالمية. وكام

»السياسات 60، فإن العام عدد 22 تبينه لجنة حقوق اإلنسان يف تعليقها

الذي )اإلكراه األثر نفس أو الهدف نفس لها يكون التي املامرسات أو

سبتمرب 27 واألربعون، الثامنة الدورة والسياسية، املدنية بالحقوق املعنية اللجنة 60

.)CCPR/C/21/Rev.1/Add.4, 27 septembre 1993( 1993

ميكن أن ينال من حق الفرد يف أن تكون له أو أن يعتنق ديانة معينة أو

مبوجب املكفولة الحقوق ]...[ تقيد التي تلك غرار عىل معني(، معتقد

املادة 25 وغريها من مقتضيات العهد، ال تتامىش مع أحكام الفقرة 2 من

املادة 18«. مام يعني أن أي إجراء يحرص حق الرتشح يف الناخبني الحاملني

الناخبني كل عىل املفروض القيد مبثابة هو غريهم دون معينة لعقيدة

الحاملني لعقيدة أخرى. من املؤكد أن هؤالء ليسوا ملزمني بتغيري ديانتهم.

انتامئهم متوقف عىل الرتشح يف لحقهم أن مامرستهم ثبوت مجرد لكن

لديانة مختلفة عن ديانتهم كاف وحده العتبارهم خاضعني لقيد واستنتاج

العهد من 18 املادة من 2 الفقرة مع اإلقصايئ اإلجراء هذا تالؤم عدم

الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية، ومن مثة مع املادة 25 من نفس

النص61. كام ميكن من ناحية أخرى التشكيك يف مدى إمكانية تطبيق مثل

هذا اإلقصاء عىل املستوى العميل.

توصيات

• من املستحسن أن يتم رفع املنع املفروض مبوجب الفصل 40 من

القانون االنتخايب عىل الناخبني غري املسلمني من الرتشح لالنتخابات

الثانية من املادة الرئاسية. إذ أن هذا اإلقصاء يتعارض مع الفقرة

18 واملادة 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية

كام تم تأويلهام من قبل لجنة حقوق اإلنسان. فعمال مببدأ حرية

الشعب يف التعبري عن رأيه، وحدهم الناخبون لهم الحق يف إعطاء

األهمية أو عدم إعطائها ملثل هذه املسألة.

تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 40 من القانون االنتخايب ال ميكن أن ينقح من

دون التعديل املسبق للفصل 74 من الدستور.

الجنسية جانب إىل أخرى لجنسية الحاملني الناخبني إلزام :4 الفرع

التونسية بالتخىل عنها يف حال انتخابهم )االنتخابات الرئاسية(

لجنسية حامل ناخب كل أن عىل 40 الفصل من الثانية الفقرة تنص

»يقدم ضمن ملف ترشحه تعهدا التونسية عليه أن الجنسية أخرى غري

بالتخيل عن الجنسية األخرى عند الترصيح بانتخابه رئيسا للجمهورية«.

وهو إقصاء وارد بنفس الصياغة ضمن الفقرة الثانية من الفصل 74 من

الدستور.

إخضاعه ميكن إذ مطلقا. حقا ليست لالنتخابات الرتشح يف الحق إن

لقيود قد تكون أكرث رصامة من تلك املتعلقة بحق االقرتاع لكن برشوط

إىل الرتشح الحق يف لها يخضع التي الرشوط ترمي أن ويجب معينة62.

تحقيق هدف مرشوع، كام ال يجب أن تكون الوسائل املعتمدة لذلك غري

متناسبة مع الهدف. حيث يتعني أن ال تؤول تلك الرشوط إىل التقليص من

61 أكدت لجنة حقوق االنسان التابعة لألمم املتحدة هذا املوقف يف مالحظاتها حول

مختلف التقارير الدورية التي أدلت بها الدول األطراف يف العهد. انظر مثال املالحظات

.)CCPR/C/79/Add.78 )1997( & 23( الختامية حول التقرير املقدم من لبنان

البندقية سنة 62 راجع مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات الصادرة عن لجنة

القابلية لالنتخاب الحرمان من : »ميكن أن يخضع 2002 والتي جاء ورد فيها ما ييل

لرشوط أقل رصامة من تلك املتعلقة بحق التصويت«.

26

الحق إىل درجة املساس بجوهره وإعدام فعاليته. فليك يكون الحق فعليا

ينبغي أن ال يتحول إىل مجرد حق شكيل وأن يكون قابال للمامرسة عىل

الوجه األكمل.

الفعالية

إن الفقرة الثانية من الفصل 40 ال متنع الناخب الحامل لجنسية أخرى إىل

جانب الجنسية التونسية من الرتشح لالنتخابات الرئاسية، بل هي تسمح له

بذلك رشيطة التزامه بالتخيل عن جنسيته األخرى يف حال انتخابه. وبالتايل،

يف حال عدم فوزه يف االنتخابات ميكنه االحتفاظ بجنسيته األخرى. فالحق

يف الرتشح منفصل إذا عن الحق يف تويل املنصب االنتخايب. لكن مبدأ فعالية

التفرقة بني رشوط الرتشح والرشوط املتعلقة بتويل الحقوق يتطلب عدم

الوظيفة63. فهام وجهان )الرتشح وتويل املنصب االنتخايب( لنفس الحق، وال

الحق من إفراغ أن يرتتب عن ذلك ميكن فصلهام عن بعضهام من دون

كامل محتواه.

املرشوعية والتناسب

يف البلدان التي ال تسمح للناخبني ثنايئ الجنسية بالرتشح، عادة ما يتم تربير

باملبدأ - باملساس - ضمنيا من خالل حمل أكرث من جنسية واحدة ذلك

وباألمن الدولة وبسيادة الربملانية النيابة باستقاللية املتعلق الدستوري

التعلل يقع ما وعادة الرسية. باملعلومات اإلفشاء عدم ومببدأ القومي،

مبخاطر تضارب املصالح باعتبار املواطن الحامل لجنسية أخرى ستكون له

التزامات سياسية وقانونية تجاه دولة أخرى.

فاألمر يتعلق يف نهاية املطاف بالوالء. وهو مفهوم غامض يصعب تحديده

ولكن له من األهمية يف عدد من البلدان. فهو عبارة عن شكل من أشكال

التشكيك اآليل يف كل من هو ليس مواطنا بالوالدة. وهو يقوم بشكل مبتذل

عىل حجج من املفروض أن ال تكون مربرة إال بظروف تاريخية خاصة )خطر

األسباب لهذه الوطني(. االستقالل أو الوطني الرتاب سالمة يهدد داهم

تزايد عدد الدول التي ترفض تقييد حق املواطنني ثنايئ الجنسية يف الرتشح

وإن كان لالنتخابات الرئاسية، رغم أن منصب رئاسة الدولة يجعل املسائل

63 يف قضية تنايس )Tanase( ضد مولدافيا )7/08، 27 أفريل 2010(، واجهت املحكمة

ثنايئ )ناخبني انتخابات ترشيعية، وضعية مامثلة إطار اإلنسان، يف لحقوق األوروبية

ورأت االنتخابات(. يف الفوز حال األخرى يف عن جنسيتهم بالتخيل ملزمني الجنسية

املحكمة أنه ال يوجد فرق بني هذه الوضعية والحالة التي يجرب فيها املواطن عىل التخيل

عن جنسيته األخرى منذ مرحلة تقديم مطلب الرتشح، معتربة أن »هذا القيد يحد من

النيل من جوهرها لدرجة 1 الربوتوكول عدد من 3 املادة املكفولة مبوجب الحقوق

اعتربت بخصوص البندقية لجنة أن إىل اإلشارة فعالية«. كام تجدر وحرمانها من كل

القيود املفروضة ينبغي أن يدرج ضمن الجنسيات ال نفس حالة مولدافيا أن »تعدد

عىل الحق يف الرتشح لالنتخابات« )تقرير حول التعديالت املدخلة عىل املجلة االنتخابية

مبولدافيا يف أفريل 2008 واملعتمد يف 18-17 أكتوبر 2008 - الرأي عدد 484/2008(.

املتعلقة بتضارب املصالح وبالوالء للدولة أكرث حساسية64. ولقد عربت املحكمة

األوروبية لحقوق اإلنسان65، مستوحية يف ذلك موقفها جزئيا من موقف لجنة

املفهوم ريبتها بخصوص محتوى هذا أوروبا، عن التابعة ملجلس البندقية

ومدى تناسب التقييد العام للحقوق االنتخابية، معتربة أنه هناك طرق أخرى

لحامية قوانني الدولة ومؤسساتها وأمنها القومي. كام قضت بأن حمل أكرث من

جنسية واحدة يف البلدان املسموح فيها باكتساب عدة جنسيات، ال ينبغي أن

يكون سببا لحرمان أي مرشح من العضوية يف الربملان66.

الحقوق من تحد ال التي والدول املحكمة تعتمده الذي املنطق يستند

عن الناخبني تعبري حرية مبدأ إىل الجنسية ثنايئ للمواطنني االنتخابية

خيارهم. إذ ينبغي أن يكون للناخبني وحدهم، عند تعبريهم عن اختيارهم،

الحق يف إيالء أهمية أو عدم إيالئها ملسألة حمل املرتشح لجنسيتني أو أكرث.

أو الحر االختيار هذا محل امللزمة القانونية املبادئ تحل ألن مجال فال

أن تقيده أكرث مام تستوجبه حاالت اإلقصاء القامئة عىل أسباب مرشوعة

)كالسن، واإلقامة، وعدم الجمع املتصل مبامرسة وظائف معينة، الخ(.

مع ذلك، يتعني اإلشارة إىل وجود يشء من التسامح بشأن هذا النوع من

الرئاسية. ففي االنتخابات التقييد عندما يكون مجال تطبيقه منحرصا يف

هذه الحالة بالذات ال يشء يف القانون الدويل يسمح مبدئيا مبنع هذا النوع

الخاص الدويل العهد من 25 املادة مع متالئم غري واعتباره اإلقصاء من

العديد من الواقع يتنب من مامرسة بالحقوق املدنية والسياسية. لكن يف

البلدان، ال سيام يف أوروبا، أن التوجه السائد يتمثل يف عدم الثقة املتزايدة

يف مفهوم الوالء الذي يقوم عليه هذا النوع من اإلقصاء. إذ أن هذه الدول

معيار يبدو الذي اإلقامة مدة معيار أولها أخرى معايري اعتامد إىل متيل

تقييد مرشوع باعتباره يسمح بتقدير درجة معرفة الناخب باملجتمع الذي

يعيش فيه.

توصيات

• ينبغي إعادة التفكري فيام إذا كان من األنسب حذف إلزام الناخبني الحاملني لجنسيتني بالتخيل عن جنسيتهم الثانية يف حال انتخابهم لرئاسة الجمهورية، وذلك خاصة من خالل إجراء تقييم لآلثار التي قد ترتتب عن حذف هذا اإللزام مع اإلستئناس باملامرسات الجارية

يف البلدان األخرى.

أن االنتخايب ال ميكن القانون الفصل 40 من أن اإلشارة إىل تجدر ينقح من دون التعديل املسبق للفصل 74 من الدستور.

لالنتخابات الرتشح من الجنسيتني ذوي متنع التي الدول هي نادرة أوروبا، يف 64

يتضح أوروبا الدول األعضاء يف مجلس فبإلقاء نظرة عامة عىل مامرسات الترشيعية.

أنه هنالك إجامع عىل أن اكتساب أكرث من جنسية واحدة، إذا كان تعدد الجنسيات

مسموحا به، ال ميكن أن يكون سببا يف الحرمان من الرتشح لعضوية الربملان، حتى وإن

من ألكرث الحاملني النواب عدد وكان العرقي بالتنوع تتميز السكانية الرتكيبة كانت

جنسية مرجحا لالرتفاع. إذ وحدها االعتبارات التاريخية أو السياسية الخاصة ميكن أن

تربر وجود مامرسة فيها أكرث تقييدا.

65 راجع: تنايس )Tanase( ضد مولدافيا )7/08، 27 أفريل 2010(.

66 نفس املرجع السابق.

27

VI. السجل االنتخايب وقامئات الناخبني

الفرع األول: الصبغة املنقوصة لألحكام املتعلقة بتسجيل الناخبني

والسياسية املدنية بالحقوق الخاص الدويل العهد من 25 املادة تضع

التي الترشيعية الترشيعية أو غري التدابري اتخاذ عىل عاتق الدول واجب

فعلية. بصفة حقوقهم مامرسة من املواطنني لتمكني رضورية تكون قد

أن الرضوري من الناخبني، لثقة وضامنا القانوين باألمان تتعلق وألسباب

كتلك االنتخايب، اإلطار من األساسية للجوانب املنظمة األحكام تكون

الدستور بشكل )اللذان يحميهام املتعلقة مبامرسة حقي اإلقرتاع والرتشح

نة يف القانون. فهذا من شأنه يجعلها تبلغ درجة من الدوام أو مبارش(، مضم

عىل األقل درجة من االستقرار ال ميكن أن مينحها لها إال القانون والدستور67.

تدابري إىل الحقوق هذه مامرسة أساليب إخضاع دون يحول ال ما وهو

خاصة تؤخذ يف شكل تراتيب ضمن اإلطار العام للقانون.

القانون االنتخايب املتعلقني الثاين من الباب أن القسمني 2 و 3 من يتبني

بالسجل االنتخايب وبقامئات الناخبني قد وردا مقتضبني للغاية رغم تناولهام

ملسائل أساسية بشأن مامرسة حقوق مضمونة يف الدستور. وهي مسائل ال

ميكن ترك مجال واسع منها للتقدير املطلق للهيئة االنتخابية68. ويف الواقع،

لسنة 7 عدد القرار 2014 جوان شهر يف االنتخابية الهيئة اتخذت فقد

2014 )الذي تم تعديله يف شهر جويلية( الضابط لقواعد وإجراءات تسجيل

الناخبني.

)وهي فصول ثالثة سوى الناخبني لسجل االنتخايب القانون يخصص مل

الفصول 7 و 8 و 9 الواردة يف القسم الثاين من الباب الثاين(. إن االنتقال

من نظام القامئات الدورية إىل نظام السجل الدائم واملحني باستمرار، كام

كان ،)1 مطة ،3 )الفصل االنتخابية الهيئة قانون تكريسه مبوجب سبق

يستحق املزيد من التوضيحات. وعىل الرغم من أن قرار الهيئة االنتخابية

عدد 7 لسنة 2014 يوحي من خالل عنوانه )»املتعلق بقواعد وإجراءات

تسجيل الناخبني لالنتخابات واالستفتاء«( بأن مجال تطبيقه يشمل ال فقط

انتخابات سنة 2014 وإنا أيضا كل االنتخابات املقبلة، فهو يف الواقع وضع

أساسا لتنظيم عملية تسجيل الناخبني النتخابات 2014 ومل يضف شيئا إىل

القانون يف عالقة بالسجل االنتخايب يف حد ذاته.

لكن يف ظل نظام التحيني املستمر للسجل االنتخايب، وليس فقط مبناسبة

يكون أن املهم إرادية، من بطريقة الرتسيم يتم اقرتاع، حيث كل عملية

بصفة املواطنون بها يتقدم التي التصحيح لطلبات قانوين أساس هناك

مبارشة. فمن املفرتض أن تتاح للناخبني إمكانية اإلطالع ال فقط عىل قامئات

أي يف وذلك االنتخايب السجل عىل وأيضا بل االنتخابات، قبيل الناخبني

وقت ووفق اجراءات محددة. ومن الرضوري أن يتوىل القانون أو النصوص

لطلب املتبعة واإلجراءات السجل عىل اإلطالع رشوط ضبط التطبيقية

67 بخصوص هذا املوضوع راجع أيضا القسم II من التقرير الراهن.

التفاصيل يف الدخول دون االولية املبادئ عىل بالتنصيص القسامن هذان يكتفي 68

وهو التطبيقية. للنصوص تحديدها مهمة رصاحة- أو ضمنيا - تركا التي التنظيمية

كذلك ما يستنتج من الفصل 3 من القانون املتعلق بالهيئة االنتخابية الذي أوكل للهيئة

وإدارتها واالستفتاءات االنتخابات بتنظيم املرتبطة العمليات بجميع »القيام مهمة

واإلرشاف عليها«.

بني البيانات تبادل اتفاقات إىل باإلضافة وأنه العلم مع األخطاء. إصالح

الهياكل اإلدارية )التي تسمح بإدخال أكرث مرونة عىل تبادل املعطيات عرب

اتفاقيات مسبقة(، يسمح التحيني املستمر بتجنب بلوغ عمليات التسجيل

ذروتها مع اقرتاب االنتخابات. كام ينبغي عىل النصوص أن تعالج املسائل

املتعلقة برسية املعطيات.

بإحالة مكتفيا الناخبني، قامئات نرش مدة االنتخايب القانون يحدد مل

مسؤولية القيام بذلك إىل الهيئة االنتخابية )الفصل 13(. إال أن الفصل 37

من قرار الهيئة عدد 7 لسنة 2014 اكتفى بالتكرار الحريف ألحكام الفصل

القانون أن أيضا هو االنتباه يلفت وما املدة. لتلك تحديد دون من 13

املتعلق بالهيئة االنتخابية نص يف املطة 2 من الفصل 3 منه عىل وجوب

ضبط وإشهار قامئات الناخبني يف آجال يحددها القانون االنتخايب. لكن هذه

اآلجال مل يقع تحديدها ال يف القانون وال يف قرار الهيئة االنتخابية. من جهة

أخرى، متت اإلشارة ضمن قرار الهيئة اإلنتخابية عدد 14 لسنة 2014 املؤرخ

يف 18 جوان 2014 واملتعلق بروزنامة االنتخابات الترشيعية والرئاسية لسنة

692014 إىل تاريخ وضع قامئات الناخبني عىل ذمة العموم70. مل يقع تحديد

لتقديم القصوى املواعيد ضبط املقابل يف تم ولكن القامئات، نرش مدة

لنرش التي خصصت املدة أن منها نستنتج أن ميكن والتي االعرتاضات71

القامئات كانت تساوي يوما واحدا. ومن الواضح أن هي الفرتة القصرية غري

كافية لتمكني االشخاص املعنيني من االطالع عىل قامئات الناخبني والتثبت

من البيانات الواردة فيها. كام يتبني من مختلف األحكام املشار إليها أعاله

عن صادر بقرار األمر نهاية يف تم الناخبني قامئات نرش مدة تحديد أن

الهيئة االنتخابية بالنسبة لكل حالة عىل حده واستنادا إىل معايري مل يقع

تحديدها يف أي نص. مام يجعل هذه املدة قابلة للتغيري من عملية انتخابية

الناخبني أن يقع تحديد مدة نرش قامئات لذا، من املستحسن إىل أخرى.

صلب القانون االنتخايب وأن تكون هذه املدة معقولة حتى يتسنى لألطراف

املعنية ما يكفي من الوقت لإلطالع عىل القامئات والتثبت من املعطيات

الخاصة بهم أو تلك الخاصة ببقية الناخبني التابعني لدائرتهم االنتخابية.

الفرع 2: رشط اإلقامة

لجنة حسب فهو التصويت. يف الحق ملامرسة اإلقامة رشط فرض ميكن

حقوق اإلنسان التابعة لألمم املتحدة يندرج مبدئيا ضمن القيود املعقولة

املفروضة عىل حق التصويت. ويعترب مكان إقامة الناخب معطى مهام ال

فقط لتحديد مكتب االقرتاع الذي ينبغي التوجه إليه للتصويت ولكن أيضا

لجعل كل صوت يرتبط بالدائرة االنتخابية املناسبة. ففي حالة االنتخابات

املحلية وكذلك االنتخابات الترشيعية التي يتم فيها اسناد املقاعد بحسب

الدوائر االنتخابية ويكون عدد املقاعد املخصصة لكل دائرة انتخابية محددا

عىل أساس عدد متساكنيها، يكون رشط اإلقامة رشطا رضوريا.

عىل الناخبني توزيع عىل 6 فصله يف 2011 لسنة 35 عدد املرسوم نص

69 كام تم تنقيحه وإمتامه مبقتىض القرار عدد 17 لسنة 2014 املؤرخ يف 1 أوت 2014.

70 يوم 6 اوت 2014 بالنسبة لفرتة التسجيل االوىل )الفصل 4( و يوم 1 سبتمرب 2014

بالنسبة لفرتة التسجيل الثانية.

71 املوافقة أليام 7 و 8 و 9 أوت فيام يتعلق بفرتة التسجيل األوىل، و أيام 2 و 3 و 4

سبتمرب فيام يخص الفرتة الثانية للتسجيل.

28

VII. تقديم الرتشحات لالنتخابات الترشيعية

والرئاسية

الترشيعية لالنتخابات الرتشح مطالب إيداع إجراءات األول: الفرع

والرئاسية والنظر والبت فيها

لالنتخابات املرتشحة القامئات يف النظر إجراءات االنتخايب القانون ضبط

انطالقا من أيام 7( الرتشح البت يف مطالب آجال تحديد مع الترشيعية

الهيئة بقرارات اإلعالم وآجال الرتشحات(، تقديم أجل انتهاء تاريخ

االنتخابية )48 ساعة انطالقا من تاريخ اصدار قرارها( وأجل تعليق القامئات

)24 ساعة انطالقا من تاريخ التبليغ(. إال أنه مل يحدد األجل املمنوح لرؤساء

فهو القامئات. تعليق الرتشح، وال مدة لتقديم مطالب املرتشحة القامئات

يحيل إىل الهيئة االنتخابية مسؤولية تحديد هذه اآلجال )الفصل 21(. لكن

أوت 1 بتاريخ االنتخابية الهيئة عن الصادر 2014 لسنة 16 عدد القرار

2014 والذي يفصل أساليب تطبيق مقتضيات القانون االنتخايب، مل يأيت بأي

تفصيل بخصوص هاتني النقطتني. مام يعني أن مدة تقديم مطالب الرتشح

سيتم ضبطها يف كل حالة عىل حده ومبناسبة كل عملية انتخابية، وهو ما

للمرتشحني. توفريه الذي يجب القانوين األمان ملبدأ يشكل خرقا جوهريا

لذا فمن من املستحسن أن يضبط القانون االنتخايب بنفسه األجل املمنوح

تعليق مدة كذلك يحدد وأن الرتشح، مطالب لتقديم املرشحة للقامئات

القامئات املرشحة التي يجب أن تكون مطولة مبا فيه الكفاية حتى يتسنى

تقديم من املرتشحون يتمكن وحتى عليها التعرف وللمرتشحني للناخبني

اعرتاضاتهم املحتملة بشأنها.

أما بخصوص االنتخابات الرئاسية، فقد أحال الفصل 43 من القانون االنتخايب

إىل الهيئة االنتخابية مهمة اتخاذ القرارات املتعلقة بروزنامة وإجراءات تقديم

لقراراتها االنتخابية الهيئة إصدار ومبجرد فيها. والنظر الرتشحات وقبول

بخصوص مطالب الرتشح، يجب أن تنرش قامئة املرتشحني املقبولني يف مقر

الهيئة وعىل موقعها اإللكرتوين73. أما اجراءات وآجال الطعن يف قرارات الهيئة

االنتخابية وآجال البت القضايئ )وكذلك اإلعالم باألحكام القضائية( فقد تم

ضبطها يف القانون74. لكن مل يقع تحديد األجل املمنوح للمرتشحني لتقديم

مطالب الرتشح ومدة تعليق قامئة املرتشحني ال يف القانون وال يف قرار الهيئة

االنتخابية. وكام سبقت اإلشارة إليه أعاله بخصوص االنتخابات الترشيعية،

فإن عدم ضبط األجل املتاح للمرتشحني لتقديم ترشحاتهم صلب القانون أو

الذي القانوين األمان التطبيقية يشكل خرقا جوهريا ملبدأ النصوص صلب

يجب توفريه للمرتشحني، مام يجعل هذه اآلجل قابلة عمليا للتغيري من عملية

انتخابية إىل أخرى. لذا من املستحسن أن يتوىل القانون االنتخايب نفسه تحديد

تلك اآلجال مع مراعاة الوقت الالزم لجمع تزكيات املواطنني.

73 حدد الفص 45 من الفانون االنتخايب أجل البت يف مطالب الرتشح بأربعة أيام ابتداء

من تاريخ غلق باب الرتشحات، وأجل اإلعالم بـ 24 ساعة من تاريخ إصدار الهيئة للقرار.

74 نص الفصل 46 من القانون عىل أجل 48 ساعة انطالقا من تاريخ تعليق القامئة أو

جلسة تعيني وأوجب اإلدارية. املحكمة أمام الهيئة قرار ضد الطعن لتقديم اإلعالم

مرافعة يف أجل أقصاه ثالثة أيام من تاريخ ترسيم العريضة، والترصيح بالحكم يف أجل

الثالثة املوالية لجلسة املرافعة مع منح املحكمة اجل 48 ساعة إلعالم االطراف املعنية

بالحكم.

التسجيل. عند به املرصح اإلقامة عنوان إىل استنادا االنتخابية القامئات

أما القانون االنتخايب فقد التزم الصمت بخصوص هذه املسألة. وقد كلف

الفصل 3 من القانون املتعلق بالهيئة االنتخابية هذه األخرية بوضع رشط

الهيئة الصادر عن لسنة 2011 7 قرار عدد أن إال االقتضاء. عند لإلقامة

االنتخابية اكتفى بالتنصيص عىل إدراج عنوان اإلقامة عند القيام بالتسجيل

دون اشرتاط إثبات اإلقامة. حيث يظل الناخب حرا يف اختيار مركز االقرتاع

الفصل من و6 2 )النقطتان إقامته مكان عن النظر بغض يناسبه الذي

.72)25

كانت األولوية تتمثل يف السامح بتسجيل أكرب عدد ممكن من الناخبني. يف

حني أن التثبت من اإلقامة يتطلب تقديم وثائق إثبات )عقد كراء، حجة

ملكية، فاتورة كهرباء باسم الناخب تنص عىل العنوان، الخ.(، وهو ما قد

كان سيصد عددا كبريا من الناخبني عن القيام بإجراءات التسجيل.

للنظر يف املجال القريب فسح املستقبل يتم يف أن يستحسن ومع ذلك،

إمكانية فرض رشط اإلقامة بالنسبة لالنتخابات املقبلة وخاصة االنتخابات

الالزمة بالوسائل مصحوبا الرشط هذا يكون أن عىل القادمة، املحلية

للتثبت من صحة العناوين املرصح بها.

توصيات

• جاءت مقتضيات القانون االنتخايب املتعلقة مبسك وتحيني السجل

من أنه حني يف .)9 و 8 و 7 )الفصول للغاية مقتضبة االنتخايب

املستحسن أن يتناول القانون االنتخايب مسألة السجل االنتخايب بأكرث

تفصيل حتى وإن كان تحديد بعض املسائل التقنية سيتخذ صيغة

ترتيبية. ففي ظل نظام تحيني مستمر للسجل االنتخايب، يكون فيه

الناخبني قامئا عىل متيش إرادي عىل وجه الخصوص، يتعني ترسيم

واإلجراءات السجل يف الرتسيم رشوط تحديد النصوص تتوىل أن

املسائل كذلك تتناول وأن األخطاء إصالح لطلب اتباعها الواجب

املتعلقة برسية املعطيات.

• القانون صلب الناخبني قامئات نرش فرتة تحديد يتم أن ينبغي

االنتخايب وأن يكون ذلك ملدة معقولة حتى متنح األطراف املعنية

وقتا كافيا لإلطالع عىل القامئات والتثبت من البيانات الخاصة بهم

أو بغريهم من الناخبني يف إطار دائرتهم االنتخابية. ويف كل األحوال

فإن تخصيص يوم واحد لتعليق القامئات يعد غري كاف.

• يستحسن أن يتم يف املستقبل القريب فسح املجال للنظر يف إمكانية

املقبلة وخاصة االنتخابات بالنسبة لالنتخابات فرض رشط اإلقامة

بالوسائل مصحوبا الرشط هذا يكون أن عىل القادمة، املحلية

الالزمة للتثبت من صحة العناوين املرصح بها.

القامئات االنتخابية بالخارج ليس من التسجيل ضمن الراغبني يف للناخبني بالنسبة 72

يختار أن للناخب وميكن به«، املرصح »العنوان بـ املتعلقة الخانة تعمري الرضوري

الوطنية أو جواز سفره عند التصويت داخل الجمهورية مبجرد تقديم بطاقة تعريفه

القيام بالتسجيل )الفصل 27(.

29

الفرع 2: الوثائق الواجب إدراجها ضمن ملف الرتشح لالنتخابات الترشيعية

الرتشح مطلب »يقدم أن عىل االنتخايب القانون من 21 الفصل ينص

لالنتخابات الترشيعية إىل الهيئة )الهيئة االنتخابية( من قبل رئيس القامئة

املرتشحة أو أحد أعضائها، طبق رزنامة وإجراءات تضبطها الهيئة«. كام عدد

نفس الفصل مختلف الوثائق الواجب إرفاقها مبطلب الرتشح.

االنتخابية قرارها عدد الهيئة املذكور، أصدرت الفصل 21 تطبيقا ألحكام

16 لسنة 2014 املؤرخ يف 1 أوت 2014 والضابط لقواعد وإجراءات الرتشح

لالنتخابات الترشيعية. وقد ورد بالفصل 9 من القرار عدد 16 أن »يرفق

مطلب الرتشح وجوبا مبا ييل : )...( نظري من بطاقة السوابق العدلية )البطاقة

املرفقات ضمن ذكرها يقع مل وثيقة وهي ،»)...( مرتشح لكل )3 عدد

الوجوبية مللف الرتشح كام تم تعدادها يف الفصل 21 من القانون االنتخايب.

البطاقة عدد 3 السياسية عىل اشرتاط تقديم إثر احتجاج األحزاب وعىل

من ملف السوابق العدلية جراء اآلجال التي يتطلبها استخراج مثل هذه

الوثيقة )15 يوما عىل االقل( وبالتايل إمكانية عدم توصل بعض القامئات إىل

تقديم مطالب ترشحهم يف الوقت املناسب، قامت الهيئة االنتخابية بتنقيح

الفصل 9 )مبقتىض القرار عدد 22 املؤرخ يف 13 اوت 2014( بإضافة فقرة

ثالثة تنص عىل ما ييل: »تعفى القامئات املرتشحة بالنسبة ألول انتخابات

ترشيعية بعد املصادقة عىل الدستور من اإلدالء بنظري من بطاقة السوابق

– العدلية السوابق بطاقة من نظري بهذا اإلدالء واجب لكن العدلية«.

البطاقة عدد 3- مازال قامئا بالنسبة لالنتخابات الترشيعية املقبلة.

لجميع املرتشحني استيفاء من تتثبت أن االنتخابية الهيئة واجب من

واملذكورة الترشيعية لالنتخابات للرتشح املستوجبة القانونية الرشوط

املرتشح أن بالخصوص عىل ينص الذي االنتخايب القانون من بالفصل 19

يجب أن يكون »غري مشمول بأي صورة من صور الحرمان القانوين«. لذا،

عليه محكوم غري املرتشح أن من مثال تتثبت أن االنتخابية الهيئة عىل

عدد بالبطاقة اإلدالء اشرتاط أن يبدو الرتشح75. يف الحق تفقده بعقوبة

3 من السجل العديل يهدف إىل التثبت من خلو املرتشحني من كل عقوبة

الفصل 365 من مجلة لكن حسب الرتشح. من شأنها حرمانهم من حق

اإلجراءات الجزائية البطاقة عدد 3 من السجل العديل ال تشمل إال األحكام

القضائية الصادرة عن أي محكمة، والقاضية بالسجن ملدة تزيد عن ستة

أشهر أو بخطية يتجاوز مقدارها ألف دينار من أجل جناية أو جنحة.

يبدو بالتايل أن البطاقة عدد 3 ليست شاملة وأنه ميكن الحكم عىل شخص

بعقوبة تحرمه من حق الرتشح دون أن يتم تسجيلها ضمن البطاقة املذكورة.

للتثبت من بالبطاقة عدد 3 غري كاف إلزام املرتشحني باإلدالء مام يجعل

مدى أحقيتهم للرتشح. لذا، يوىص بعدم اشرتاط البطاقة عدد 3 من السجل

العديل ضمن الوثائق املرفقة مبلف الرتشح بالنسبة للمرتشحني لالنتخابات

الترشيعية املقبلة. من املهم أن ال تنقلب الوسائل التي تستخدمها الهيئة

عليها املنصوص للرشوط املرتشحني استجابة مدى من للتثبت االنتخابية

لجرائم املرتكب الشخص أن 2014 لسنة 35 عدد املرسوم من 78 بالفصل ورد 75

انتخابية ميكن »باإلضافة إىل ذلك أن يحرم )..( من مامرسة حقوقه السياسية مدة خمس

سنوات ابتداء من صدور حكم بات ضده«. من ناحية أخرى، حسب الفصل 456 من

املجلة التجارية، املفلس الذي مل يحصل عىل استعادة اعتباره »ال يكون ناخبا أو منتخبا

يف املجالس السياسية )...(«.

بالفصل 19 من القانون االنتخايب إىل شكليات إضافية غري واردة يف القانون

توضع عىل عاتق املرتشحني لتصبح عائقا غري معقول يحول دون مامرستهم

لحقهم يف الرتشح.

للسجل املاسكة اإلدارة تعاون لضامن الالزمة التدابري اتخاذ ينبغي لكن

مع العدلية( الحالة يف املختصة )املصلحة املركزي املستوى عىل العديل

الهيئة االنتخابية، لتمكينها من التثبت من حاالت الحرمان من الرتشح دون

تحميل املرتشحني عبء تقديم الحجة عىل ذلك.

توصيات

• من املستحسن أن يضبط القانون االنتخايب األجل املمنوح للقامئات

)لالنتخابات واملرتشحني الترشيعية( االنتخابات )يف املرشحة

بالنسبة كذلك يحدد وأن الرتشح مطلب لتقديم الرئاسية(

لالنتخابات الترشيعية مدة تعليق القامئات املرشحة التي يجب أن

وللمرتشحني للناخبني يتسنى حتى الكفاية فيه مبا مطولة تكون

اعرتاضاتهم تقديم من املرتشحون يتمكن وحتى عليها التعرف

املحتملة بشأنها.

• يوىص بعدم اشرتاط البطاقة عدد 3 من السجل العديل )املستوجبة

مبوجب الفصل 9 من قرار الهيئة االنتخابية عدد 16 لسنة 2014

الرتشح مبلف املرفقة الوثائق ضمن )2014 أوت غرة يف املؤرخ

أال املهم من املقبلة. الترشيعية لالنتخابات للمرتشحني بالنسبة

تنقلب الوسائل التي تستخدمها الهيئة االنتخابية للتثبت من مدى

استجابة املرتشحني للرشوط املنصوص عليها بالفصل 19 من القانون

االنتخايب إىل شكليات إضافية غري واردة يف القانون توضع عىل عاتق

املرتشحني لتصبح عائقا غري معقول يحول دون مامرستهم لحقهم يف

الرتشح. هذا عالوة عىل أن البطاقة عدد 3 ال تسمح بالتثبت بشكل

موثوق فيه من حاالت الحرمان من الرتشح املحتملة. ينبغي اتخاذ

العديل عىل املاسكة للسجل الالزمة لضامن تعاون اإلدارة التدابري

الهيئة املستوى املركزي )املصلحة املختصة يف الحالة العدلية( مع

االنتخابية لتمكينها من التثبت من حاالت الحرمان من الرتشح دون

تحميل املرتشحني عبء تقديم الحجة عىل ذلك.

الفرع 3: تزكية املواطنني للمرتشحني لالنتخابات الرئاسية

ال يتضمن القانون االنتخايب أحكاما تهدف إىل ضامن حد أدىن من التمثيلية

لدى املرشحني إال فيام يتعلق باالنتخابات الرئاسية، حيث جاء الفصل 41

برشوط مستوحاة من تلك الواردة يف املجلة االنتخابية السابقة الصادرة سنة

1969، مع بعض الفوارق القليلة.، كام أن إجراء تزكية املرشحني لالنتخابات

الرئاسية، مبا يف ذلك التزكية من قبل املواطنني املسجلني بقامئات الناخبني،

هو إجراء مفروض مبقتىض الدستور )الفصل 74(.

ينبغي تزكية كل مرتشح لالنتخابات الرئاسية من 10 نواب من مجلس نواب

الشعب، أو من 40 من رؤساء مجالس الجامعات املحلية املنتخبة، أو من

30

الهيئة االنتخابية البت يف مطالب الرتشح يف أجل اقصاه أربعة أيام انطالقا

من تاريخ غلق باب الرتشحات. لذا، مثل التثبت من هذا العدد الكبري من

اإلمضاءات يف ظرف أربعة أيام تحديا لوجستيا هاما بالنسبة لفرق العمل

داخل الهيئة االنتخابية81. وقد الحظ أعوان الهيئة املكلفني بالتثبت وجود

عدد من الناخبني الذين زكوا أكرث من مرتشح واحد - وهو ما يحجره الفصل

41 من القانون االنتخايب – وباستعامل إمضاءات مختلفة. كام يبدو أنه تم

اإلدالء املرتشحني لبعض خول مام الشخصية للمعطيات قواعد استعامل

الزمن. وهي معلومات للغاية من التزكيات يف حيز قصري بعدد كبري من

أسامء تحمل قامئات تقديم وقع كام التونسية. اإلعالم وسائل تناقلتها

الطريقة الرتتيب من قبل مرتشحني مختلفني82. إن ناخبني مرتبة يف نفس

الوحيدة التي كانت ستمكن الهيئة االنتخابية من تجنب الغش تتمثل يف

بشكل املرتشحني مهمة كان سيعقد ما باإلمضاء83، وهو التعريف اشرتط

كبري. إذ أن التعريف بـ 10.000 إمضاء، خاصة يف فصل الصيف، من شأنه

ان يكون أمرا صعبا للغاية، علام وأن الناخبني قد ميتنعون عن التزكية خوفا

من الوقت الذي سيضيعونه يف القيام مبثل هذا اإلجراء )جراء الطوابري أمام

املكاتب البلدية(.

ميكن ،2014 يف اجريت التي رئاسية، انتخابات أول تجربة إىل بالنظر

استخالص الدروس التالية:

ينبغي تعزيز إجراءات وأساليب التثبت من صحة قامئات . 1

بالنسبة رادعة عقوبات عىل التنصيص وميكن التزكية.

لحاالت االستعامل املتعمد لبيانات غري صحيحة أو مزورة.

كل . 2 من بالتثبت االنتخابية الهيئة إلزام عدم ينبغي

اإلمضاءات املقدمة ومتكينها من االكتفاء فقط بالتثبت من

املنصوص العتبة لبلوغ املطلوب العدد بقدر اإلمضاءات

عليها يف القانون84.

يف . 3 املحددة الرتشحات يف البت آجال يف التمديد ينبغي

81 وقد أصبحت هذا املسألة أساسية خاصة مع تفيش إشاعات حول ارتكاب عمليات بيع

غري مرشوع ملعطيات شخصية لفائدة بعض املرتشحني.

تؤكدها االنتخابية مل الهيئة لكن التونسية، اإلعالم تناقلتها وسائل املعلومات 82 هذه

بصفة رسمية بل اكتفت بتاكيد وجود بعض الشكوك حول وقوع عمليات غش وأعلنت

عن إحالتها لبعض الحاالت عىل النيابة العمومية.

1994 أوت غرة يف املؤرخ 1994 لسنة 103 عدد القانون من األول الفصل ينص 83

»تختص أن لألصل عىل النسخ واإلشهاد مبطابقة باإلمضاء التعريف بتنظيم واملتعلق

السلط التالية بالتعريف بإمضاء الخواص:

الوالة،

الدوائر رؤساء البلديات، رؤساء وكواهي البلديات رؤساء ومساعدو البلديات رؤساء

داخل املناطق البلدية،املعتمدون خارج املناطق البلدية،

حافظ امللكية العقارية يف حدود اختصاصه )...(«.

واإلدالء التزكيات جمع ميكنهم عموميني مأمورين باعتبارهم اإلشهاد عدول أن كام

بشهادة يف صحتها.

أن )2002( االنتخابات السلوك يف مجال البندقية يف مدونة حسن لجنة أوضحت 84

عملية التثبت يجب أن تشمل مبدئيا جميع اإلمضاءات. ولكن مبجرد التأكد من بلوغ

العدد املطلوب من اإلمضاءات ميكن االستغناء عن التثبت من اإلمضاءات املتبقية.

10.000 من الناخبني املرسمني واملوزعني عىل األقل عىل 10 دوائر انتخابية

عىل أن ال يقل عددهم عن 500 ناخب بكل دائرة منها76.

ومن جهة أخرى، نص الفصل 42 عىل تأمني كل مرتشح لضامن مايل قدره

10.000 دينار ال يتم اسرتجاعه إال عند حصوله عىل %3 عىل األقل من عدد

األصوات املرصح بها.

عىل الرشعية إضفاء إمكانية مرتشح كل منح يف الجديد اإلجراء ويكمن

ترشيحه من خالل جمع 10.000 توقيع من الناخبني77. وهو إجراء يصعب

بعمليات القيام التزوير وإىل صعوبة إمكانيات إىل بالنظر خاصة تنفيذه

التثبت الالزمة78. مع ذلك فإن الجانب اإليجايب يف القانون االنتخايب يتمثل

يف إتاحة الفرصة للمرشحني إلجراء التصحيحات عىل قامئة تزكياتهم حتى ال

يلحقهم رضر من األخطاء البسيطة التي قد تؤثر عىل صحة قامئة املزكني

والتي ال ميكن تصحيحها بعد بلوغ أجل معني79.

يضبط قرار الهيئة االنتخابية عدد 18 لسنة 2014 إجراءات التزكية والتثبت

األجل يحدد مل أعاله80، ذكره تم وكام لكنه، املزكني. قامئات سالمة من

املمنوح للمرتشحني لتقديم ترشحاتهم. من الواضح أن تحديد هذا األجل

االعتبار. بعني اإلمضاءات لجمع للمرتشحني الالزم الوقت أخذ يستوجب

الرتشح مطلب إرفاق املذكور عىل رضورة القرار من 9 الفصل نص وقد

بنسخة ورقية ونسخة الكرتونية من قامئة »املزكني« تتضمن وجوبا »االسم

الوطنية تعريفه بطاقة وعدد االنتخابية ودائرته وصفته للمزيك الكامل

وإمضاءه«. كام أوجب أن »تكون النسخة اإللكرتونية مطابقة لإلرشادات

الفنية التي تصدرها الهيئة«.

ترشح مبطالب مرتشحا 70 تقدم ،2014 لسنة الرئاسية االنتخابات أثناء

لدى الهيئة االنتخابية. والتجأ أغلبية املرتشحني إىل تزكيات املواطنني، حيث

تقدموا إجامال بأكرث من 800.000 تزكية. فالقانون االنتخايب اشرتط عددا

أدىن من اإلمضاءات )10.000( لكنه مل يضع حدا أقىص لعدد اإلمضاءات.

وقد تقدم بعض املرتشحني بعرشات اآلالف من التوقيعات، بل وبلغ بعضهم

عىل يجب االنتخايب، القانون من 45 الفصل وحسب توقيع. ألف املائة

76 بالنسبة ألول انتخابات رئاسية بعد املصادقة عىل الدستور الجديد، مل يكن للمرتشحني

إال االختيار بني الخيار األول والثالث )إذ وقع إقصاء التزكية من طرف رؤساء مجالس

الجامعات املحلية(.

77 كانت املجلة االنتخابية لسنة 1969 التي تم إلغاؤها مبقتىض القانون االنتخايب تنص

او إذا وقع تقدميه بصفة فردية إال أي مطلب ترشح يقبل أن »ال يف فصلها 66 عىل

جامعية من قبل ما ال يقل عن ثالثني مواطنا من بني أعضاء مجلس النواب أو من رؤساء

مجالس بلدية«.

االنتخابات، مجال يف السلوك مدونة حسن أوروبا، ملجلس التابعة البندقية لجنة 78

الخطوط التوجيهية )2002(، 1.3 )ص.6(

دميقراطية، نظر وجهة »من املناسبات عديد يف البندقية لجنة بذلك ذكرت كام 79

بانتهاك قام لشخص السامح من بكثري أخطر ترشيحه تقديم من منع شخص يعترب

بعض األحكام التقنية الواردة يف القانون من الرتشح«، مالحظات حول القانون املتعلق

CDL-INF)2002(17, 15 no-( 2002 15 نوفمرب باالنتخابات الترشيعية يف أزربيجان،

vembre 2002, commentaires sur la Loi relative aux élections législatives

.)de l’Azerbaijan

.III 80 انظر الفرع االول من القسم

31

غري باعتبارها )45 )الفصل أيام بأربعة االنتخايب القانون

كافية لتمكني الهيئة االنتخابية من القيام بجميع عمليات

التثبت الالزمة.

ينبغي أال مينع القانون االنتخايب الناخب من تزكية أكرث من . 4

مرتشح واحد باعتبار أن التزكية ليست وسيلة دعم للمرتشح

بل هي وسيلة لدعم الفرصة املتاحة له للرتشح. إضافة إىل

إمكانية رفض ترشح مرتشح ما رغم بلوغه العدد املطلوب

من التزكيات ال ليشء إال ألن بعض من زكوه من الناخبني

قاموا بتزكية ترشحات أخرى من دون علمه.

نظرا الرتفاع عدد اإلمضاءات املطلوبة يتعني منح املرتشحني . 5

أن عىل التزكيات، لتجميع معقول حد إىل مطولة آجاال

تكون هذه اآلجال مضبوطة صلب القانون.

رمبا يكون من األنسب إعادة النظر يف جدوى الحفاظ عىل إجراء التزكية من

قبل املواطن نظرا للصعوبات العملية التي يطرحها مثل هذا اإلجراء. علام

وأن الجمع بني هذا الرشط ورشط تأمني الضامن املايل )الذي يتم اسرتجاعه

عند حصول املرتشح عىل ما ال يقل عن 3٪ من عدد األصوات املرصح بها(

ميكن اعتباره مشطا النظرا إىل هدف تحقيق التعددية السياسية85، وذلك

عالوة عىل عدم ثبوت مفعوله الرادع. كام تجدر اإلشارة إىل أن الدستور هو

الذي نص عىل التزكية من قبل املواطنني املسجلني.

توصيات

• التزكية قامئات التثبت من صحة وأساليب إجراءات تعزيز يتعني

االستعامل لحاالت بالنسبة رادعة عقوبات عىل التنصيص وميكن

املتعمد لبيانات غري صحيحة أو مزورة.

• اإلمضاءات كل من بالتثبت االنتخابية الهيئة إلزام عدم ينبغي

بقدر اإلمضاءات بالتثبت من االكتفاء فقط املقدمة ومتكينها من

العدد املطلوب لبلوغ العتبة املنصوص عليها يف القانون.

• القانون يف املحددة الرتشحات يف البت آجال يف التمديد ينبغي

االنتخايب بأربعة أيام )الفصل 45( باعتبارها غري كافية لتمكني الهيئة

االنتخابية من القيام بجميع عمليات التثبت الالزمة.

• ينبغي أال مينع القانون االنتخايب الناخب من تزكية أكرث من مرتشح

واحد باعتبار أن التزكية ليست وسيلة دعم للمرتشح بل هي وسيلة

ترشح رفض إمكانية إىل إضافة للرتشح. له املتاحة الفرصة لدعم

مرتشح ما رغم بلوغه العدد املطلوب من التزكيات ال ليشء إال ألن

الدميقراطية وحقوق االنسان، 85 منظمة االمن والتعاون يف أوروبا، مكتب املؤسسات

الثانية، خطوط توجيهية من أجل تحليل اإلطار القانوين املتعلق باالنتخابات، الطبعة

2013، القسم 9، ص. 38 )متوفر فقط باللغة االنقليزية(:

the simultaneous imposition of more than one of these requirements for «

.» ballot access should be considered as restrictive to political pluralism

بعض من زكوه من الناخبني قاموا بتزكية ترشحات أخرى من دون

علمه.

• نظرا الرتفاع عدد اإلمضاءات املطلوبة يتعني منح املرتشحني آجاال

مطولة إىل حد معقول لتجميع التزكيات، عىل أن تكون هذه اآلجال

مضبوطة صلب القانون.

• رمبا يكون من األنسب إعادة النظر يف جدوى الحفاظ عىل إجراء

»تزكية املواطن« نظرا للصعوبات العملية التي يطرحها مثل هذا

اإلجراء. علام وأن الجمع بني هذا الرشط ورشط تأمني الضامن املايل

)الذي يتم اسرتجاعه عند حصول املرتشح عىل ما ال يقل عن 3٪ من

بالنظر إىل هدف اعتباره مشطا بها( ميكن املرصح عدد األصوات

تحقيق التعددية السياسية، وذلك عالوة عىل عدم ثبوت مفعوله

الرادع.

تجدر اإلشارة إىل أن الدستور هو الذي ينص عىل التزكية من قبل الناخبني املسجلني وبالتاي فإن التخيل عن »تزكية املواطن« ال ميكن أن تتم من دون

التعديل املسبق للدستور.

الفرع 4: التناصف بني النساء والرجال )االنتخابات الترشيعية(

كان املجلس الوطني التأسييس سنة 2011 يتضمن 49 امرأة من جملة 217

عضوا، أي نسبة 24٪ من جملة األعضاء. وعىل إثر انتخابات أكتوبر املاضية

أصبح مجلس نواب الشعب يتضمن اليوم 68 امرأة من أصل 217 نائبا، أي

نسبة 31,34٪ من مجموع األعضاء. كام صنفت تونس من طرف االتحاد

الربملاين الدويل يف املرتبة 30 من بني 190 دولة املدرجة يف التصنيف86. وهو

ما يدل عىل حصول ارتفاع يف نسبة متثيل النساء صلب املجلس النيايب بني

عامي 2011 و 2014.

يف مجال املساواة بني الرجل واملرأة، ذهب الدستور التونيس الجديد أبعد

من النصوص السابقة مؤكدا رسميا عىل التزام الدولة بضامن »تكافؤ الفرص

املجاالت«، جميع ويف املسؤوليات مختلف تحمل يف واملرأة الرجل بني

املنتخبة« املجالس يف والرجل املرأة بني التناصف »تحقيق إىل والسعي

املنتخبة« املجالس يف املرأة متثيلية »ضامن عىل والعمل ،)46 )الفصل

http://www.ipu.org/wmn-f/classif.htm 86

32

القانون عىل املصادقة سبقت التي املناقشات خالل القامئات90. داخل

االنتخايب، قدمت مقرتحات لفرض حصة الـ 50٪ أو الثلث من النساء عىل

مستوى ترأس القامئات. إال أنها قوبلت بالرفض. وقد يكون من املستحسن

إعادة فتح باب النقاش حول هذه املسألة، علام وأن هذا النوع من التدابري

»تحقيق بـ الدستوري االلتزام إىل بالنظر آثار هامة ترتتب عنه أن ميكن

التناصف بني املرأة والرجل يف املجالس املنتخبة«91.

أن ينبغي أوىل، ناحية اإلجراء قد ال يكون كاف وحده. فمن أن هذا إال

القائم االنتخايب النظام من أوسع نطاق التناصف عىل مسألة تناول يتم

وانطالقا من اآلليات املنصوص عليها يف القانون للحد من مخاطر التشتت

الكبري ألصوات الناخبني، علام وأن النظام االنتخايب »املنفتح« )أي الذي ال

يخضع مطالب الرتشح لقيود أو يخضعها لقيود قليلة( ميكن أن يرض بتمثيل

املرأة )خاصة يف غياب نظام الحصص(. فالقانون االنتخايب مل يتضمن، كام

هو معمول به يف تجارب أخرى، أحكاما متكن من استبعاد الرتشحات غري

الجدية أو غري التمثيلية. ومع ذلك فإن نظام املساعدة العمومية لتمويل

الحملة االنتخابية، الذي اعترب سنة 2011 نظاما ليرباليا للغاية، أصبح اآلن

لذا ستكون الرتشحات. مثل هذه من تحد أن شأنها من محاطا برشوط

هناك حاجة لتقدير التأثري املشرتك لجميع هذه التدابري عىل عدد القامئات

املرتشحة، ومن ذلك عىل متثيل املرأة، من أجل معرفة إىل أي مدى سيكون

من الرضوري تجاوز املقتضيات الترشيعية الحالية لبلوغ هدف التناصف

بني الرجال والنساء.

الدستور يف عنها املعلن األهداف لتحقيق السعي فإن الحاالت، كل ويف

يتطلب جملة من اإلجراءات التي قد تتجاوز إطار الترشيع االنتخايب، والتي

من شأنها أن تعالج بالخصوص أسباب عدم متثيل أو تهميش املرأة صلب

الهياكل القيادية لألحزاب السياسية.

توصيات

• املجالس وبقية الشعب نواب مجلس صلب املرأة متثيل لتدعيم

حصص فرض إمكانية يف مستقبال النظر املستحسن من املنتخبة

عىل مستوى رئاسة القامئات الحزبية، بحيث ال يقع ترتيب النساء

داخل القامئات يف املرتبة الثانية بشكل يكاد يكون آليا.

• التدابري من جملة اتخاذ يف التفكري ميكن املتوسط املدى عىل

التي تتجاوز إطار الترشيع االنتخايب ملعالجة أسباب عدم متثيل أو

تهميش املرأة داخل الهياكل القيادية لألحزاب السياسية.

ملراقبة الوقتية الهيئة أمام بالالدستورية طعن موضوع القاعدة هذه غياب كان 90

دستورية مشاريع القوانني. وقد ارتكز هذا الطعن الذي تم رفضه من قبل الهيئة عىل

الفصل 34 )»... تعمل الدولة عىل ضامن متثيلية املرأة يف املجالس املنتخبة«( والفصل

46 )»... تسعى الدولة إىل تحقيق التناصف بني املراة والرجل يف املجالس املنتخبة«(

من دستور 2014.

91 تجدر اإلشارة إىل أن الدستور حمل الدولة التزاما بوسيلة )االلتزام ببذل عناية( وال

التزاما بتحقيق نتيجة. وهو ما ذكرت به الهيئة الوقتية ملراقبة دستورية مشاريع القوانني

حني تم الطعن امامها يف دستورية القانون االنتخايب بخصوص هذه املسألة واعتربت يف

قرارها عدد 02/2014 الصادر بتاريخ 19 ماي 2014 أن الفصل 24 من القانون االنتخايب

جاء مطابقا للدستور.

)الفصل 34(87. وتعترب أحكام الفقرة 3 من الفصل 46 التي تنص عىل هدف

املبتكرة األحكام من املنتخبة املجالس يف والرجال النساء بني التناصف

والصارمة للغاية.

نفس مجددا يكرس االنتخايب القانون جعل إىل االلتزام هذا أدى وقد

املقتضيات القانونية التي تم تطبيقها يف انتخابات املجلس الوطني التأسييس

وفقا ملا جاء به الفصل 16 من املرسوم عدد 35 لسنة 2011. إذ فرض الفصل

للقامئات املتناصفة الرتكيبة مبدأ 2014 لسنة االنتخايب القانون من 24

أن الترشيعية لالنتخابات املرتشحة القامئات عىل أوجب املرتشحة. حيث

بالتناوب. ترتيبهم داخلها يتم النساء والرجال تتضمن عددا متساويا من

علام وأن القامئات التي ال تحرتم هذه القاعدة يكون ترشحها عرضة للرفض

)إال يف حالة الدائرة االنتخابية التي تتضمن عددا فرديا من املقاعد(.

التأسييس الوطني املجلس انتخابات من املستخلصة الدروس إىل استنادا

الجديد الدستور يف الوارد القوي االلتزام ذلك يؤول أن املمكن من كان

تم مقعد 217 بني من : الترشيعية88 املقتضيات هذه تعزيز مزيد إىل

يف التأسييس( الوطني باملجلس املقاعد من ٪24 )أي امرأة 49 انتخاب

حني أن أكرث من 4000 امرأة ترشحت لالنتخابات )أي ما يقارب 50٪ من

جملة املرتشحني(؛ مل يقع وضع امرأة عىل رأس القامئة يف أكرث من 7٪ من

القامئات89. كان هناك إذا مجال للتقدم واالقرتاب أكرث من هدف التناصف

املنصوص عليه يف الدستور الجديد.

إن اإلجراء األكرث بداهة للرتفيع يف نسبة متثيل املرأة صلب مجلس نواب

القامئات ترأس مستوى عىل الحصة نظام اعتامد يف يتمثل كان الشعب

)»التناصف األفقي«( حتى ال يقع إدراج النساء بشكل آيل يف املرتبة الثانية

87 للتذكري، تجدر اإلشارة إىل ان تونس صادقت يف جويلية 1985 عىل االتفاقية الدولية

للقضاء عىل جميع أشكال التمييز ضد املرأة. وهي مل تبدي أي تحفظ بخصوص املادة

7 التي تضمن للمرأة الحق يف التصويت ويف شغل املناصب العامة ومامرسة الوظائف

أنة »ال يعترب اتخاذ الدول األطراف تدابري خاصة التي تنص عىل العمومية، واملادة 4

مؤقتة تستهدف التعجيل باملساواة الفعلية بني الرجل واملرأة متييزا باملعنى الذي تأخذ

به هذه االتفاقية«. كام وقعت تونس يف 30 جانفي 2015 الربوتوكول امللحق بامليثاق

)»بروتوكول أفريقيا يف املرأة بحقوق املتعلق والشعوب، اإلنسان لحقوق األفريقي

الـ 54 مابوتو«(، الذي تم اعتمده يف جويلية 2003 وتوقيعه من طرف 36 دولة من

دولة عضوة يف االتحاد األفريقي. وينص هذا الربوتوكول عىل التزام الدول باتخاذ »تدابري

إيجابية خاصة لتعزيز الحوكمة التشاركية واملشاركة املتناصفة للنساء يف الحياة السياسية

يف بلدانهم، من خالل العمل اإليجايب، والترشيع الوطني والتدابري األخرى الرامية لضامن

مع بالتناصف النساء متثيل متييز؛ ب( دون االنتخابات جميع يف املرأة مشاركة أ( :

الرجال عىل جميع املستويات يف إطار املسار االنتخايب«)املادة 9(. لكن، طبقا للفصل 67

من الدستور، لن تتم املصادقة عىل الربوتوكول من قبل رئيس الجمهورية إال بعد موافقة

مجلس نواب الشعب عليه. انظر:

http://www.tap.info.tn/fr/index.php/politique/41420-adhesion-de-la-tu-

.nisie-au-protocole-a-la-charte-africaine-relatif-aux-droits-des-femmes

88 لكن، وباملقارنة مع املرسوم عدد 35، ينبغي أن نشري يف هذا االتجاه إىل التقدم الذي

يشكله إلزام املرتشحني مبوجب الفصل 21 من القانون االنتخايب بتقديم قامئة إضافية

خاضعة هي أيضا لقاعدة التناوب املنصوص عليها بالفصل 24.

89 تجدر اإلشارة إىل أنه رغم االبقاء عىل نفس املقتضيات الترشيعية، سجل ارتفاع يف نسبة

الرتشحات تقديم عند ٪12 بلغت والتي القامئات راس عىل وضعهن تم اللوايت النساء

لالنتخابات الترشيعية لسنة 2014.

33

املساواة بني املرتشحني يف الوصول إىل وسائل إعالم الناخبني. فمن الرضوري

اإلعالمية. الوسائل هذه إىل للنفاذ منصفة بظروف املرتشحون يتمتع أن

لذا، عىل السلطة الترشيعية وعىل الهيئات املسؤولة عن تطبيق النصوص،

البحث عن املوازنة بني الحرية )حرية التعبري والنفاذ عىل املعلومة وتكوين

الجمعيات واالجتامع والتحرك( واالنصاف أو املساواة )يف النفاذ إىل املعلومة

وإىل وسائل اإلعالم ومامرسة حريات التعبري وتكوين الجمعيات االجتامع

والتحرك(.

الفرتة طيلة سيايس« »إشهار كل تحجري مسألة تطرح اإلطار، هذا ويف

االنتخابية، كام جاء بالفصل 57، إشكاال سواء من حيث املبدأ أو من حيث

مجال تطبيقه. إذ يبدو أن التعريف الوارد بالفصل 3 »لإلشهار السيايس«

جاء واسعا مبا فيه الكفاية ليشمل كل أشكال الدعاية االنتخابية. فالفصل

57 مينع كل »إشهار السيايس« ليس فقط أثناء الحملة االنتخابية ولكن أيضا

خالل كامل الفرتة االنتخابية )التي تشمل إىل جانب الحملة االنتخابية مرحلة

ما قبل الحملة االنتخابية وفرتة الصمت(. أما الفصل 59 فهو من جانبه مل

يتحدث عن »اإلشهار السيايس« بل تحدث عن »الدعاية االنتخابية«، وهو

املصطلحات أهم تعريف تضمن )الذي 3 الفصل يف معرف غري مفهوم

الواردة يف القانون(. فالدعاية االنتخابية مسموح بها أثناء الحملة االنتخابية،

تشمل االنتخابية الدعاية إطار يف تدخل التي األنشطة بأن يوحي مام

أنشطة مختلفة ال تندرج تحت طائلة املنع الخاص »باإلشهار السيايس« كام

ورد بالفصل 57. كام يبدو أن ما هو مسموح به خالل الحملة االنتخابية

هي اإلعالنات واالجتامعات العمومية واالستعراضات واملواكب والتجمعات

واملكتوبة والبرصية السمعية اإلعالم وسائل مبختلف اإلعالنية واألنشطة

مصطلح يعرف )الذي 3 للفصلني املزدوجة القراءة أن إال واإللكرتونية.

»اإلشهار السيايس«96( و59 ال متكن من معرفة أوجه االختالف بني األنشطة

التي تنضوي تحت هذين املفهومني. فتعريف »اإلشهار السيايس« يشري إىل

استخدام طرق وتقنيات التسويق التجاري من دون أن يوضح ما إذا كان

هذا املعيار يسمح وحده بالتمييز بني ما يندرج ضمن »التسويق االنتخايب«

وما هو من قبيل الدعاية االنتخابية.

ولقد تأكدت هذه الصعوبة من خالل املامرسة. ففي قرارها عدد 28 لسنة

2014 املؤرخ يف 15 سبتمرب 2014، اكتفت الهيئة االنتخابية بنقل تعريف

اإلشهار السيايس كام جاء يف الفصل 3 من القانون االنتخايب دون أي توضيح

لنطاقه وحدوده97. ومع ذلك، يبدو أن مجلس الهيئة االنتخابية قد اعتمد

املسألة، مقترصا عىل تحجري باملرونة بشأن هذه يتسم موقفا غري رسمي

مساحات رشاء باألساس )أي للعبارة املبارش أو الضيق باملعنى اإلشهار

بعض لكن اإلشهارية(. املعلقات عرب حمالت أو الصحف يف إشهارية

السيايس اإلشهار مفهوم أولت االنتخابية للهيئة التابعة الفرعية الهيئات

96 تجدر اإلشارة إىل ان تعريف عبارة »اإلشهار السيايس« الوارد بالفصل 3 يبدو منقوال

2 يف املؤرخ 2011 لسنة 116 عدد املرسوم من 2 بالفصل جاء الذي التعريف من

نوفمرب 2011 واملتعلق بحرية االتصال السمعي و البرصي و بإحداث هيئة عليا مستقلة

لالتصال السمعي والبرصي- الهايكا – )لكن هذا األخري ال يتناول إال اإلشهار السيايس عرب

وسائل اإلعالم السمعي والبرصي(.

97 الفصل 7 من القرار عدد 28 لسنة 2014 املتعلق بضبط قواعد تنظيم الحملة االنتخابية

وحملة االستفتاء وإجراءاتها : »يحجر اإلشهار السيايس خالل الحملة باستثناء اإلعالنات

لالنتخابات املرتشحني من اإلشهارية الوسائط واستعامل الحزبية، للصحف اإلشهارية

الرئاسية. وينطبق هذا التحجري عىل فرتة ما قبل الحملة وفرتة الصمت«.

VIII. الحملة االنتخابية

الفرع األول: تحجري »االشهار السيايس« أثناء الفرتة االنتخابية

جاء القانون االنتخايب مبفهوم »الفرتة االنتخابية« التي عرفها يف الفصل 3

عىل أنها الفرتة الشاملة لكل من مرحلة ما قبل الحملة االنتخابية )أو ما

قبل االستفتاء( ومرحلة الحملة ذاتها وفرتة الصامت االنتخايب )يوم الصمت

ويوم االقرتاع(. وأما فرتة ما قبل الحملة فهي متتد عىل 3 أشهر وتنتهي يف

)الفصل االقرتاع يوم قبل يوما أي 22 االنتخابية، الحملة األول من اليوم

50(. وتنتهي الحملة االنتخابية 24 ساعة قبل يوم االقرتاع.

وقد تم مبوجب الفصل 57 من القانون االنتخايب منع »االشهار السيايس«، وهو

مفهوم معرف يف الفصل 3، طيلة الفرتة االنتخابية التي تغطي كامل مرحلة

االنتخايب92. وحدها الصمت الحملة نفسها ويومي الحملة ومرحلة ما قبل

الدعاية الحزبية عرب الصحف الحزبية مسموح بها أثناء الحملة االنتخابية وذلك

»يف شكل إعالنات إشهار لفائدة الحزب التي هي ناطقة باسمه واملرتشحني أو

القامئات املرتشحة باسم الحزب فقط« )الفصل 57(. كام سمح القانون االنتخايب

للمرتشحني لالنتخابات الرئاسية باستعامل »الوسائط االشهارية« دون مزيد من

التوضيح، تاركا للهيئة االنتخابية مهمة ضبط رشوط استعاملها.

لحرية الفعيل »الضامن انتخايب نظام ألي األساسية الخاصيات بني من

الناخبني يف التعبري عن خيارهم«93. فمن شأن هذه الحرية أن تظل وهمية

إذا مل تشمل، عىل النحو املحدد يف الفقرة الثانية من املادة 19 من العهد

الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية، حرية »التامس مختلف رضوب

املعلومات واألفكار وتلقيها ونقلها إىل اآلخرين دومنا اعتبار للحدود، سواء

عىل شكل مكتوب أو مطبوع أو يف قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها«.

يف سياق الخاص بالحملة االنتخابية، تشكل حرية الناخبني يف االختيار وحرية

التعبري وحرية الحصول عىل املعلومات كال غري قابل للتجزئة. وكام بينته

لجنة حقوق اإلنسان، »من الرضوري لضامن التمتع التام بالحقوق املحمية

مبوجب املادة 25، أن يتمكن املواطنون واملرشحون واملمثلون املنتخبون من

العامة بالشؤون تتعلق املعلومات واآلراء بكل حرية حول مسائل تبادل

والسياسية«94. وهو ما يتطلب »وجود صحافة حرة قادرة عىل التعليق عىل

القضايا العامة دون رقابة أو تقييد، وعىل إطالع الرأي العام«95. كام ينبغي

الدويل العهد املواد 19 و 21 و 22 من الحقوق املكفولة مبوجب احرتام

الخاص بالحقوق املدنية والسياسية بالكامل.

لتهيئة الظروف الالزمة لحرية النفاذ إىل املعلومة ليست كافية إن حرية

الناخبني يف االختيار. فحرية الناخبني تبقى مجرد وهم يف غياب اإلنصاف أو

92 يبدو أن الفصل 69 الذي حجر الدعاية االنتخابية خالل فرتة الصمت االنتخايب فيه

يشء من التكرار مبا أن الدعاية االنتخابية محجرة ضمنيا يف الفصل 57، إال إذا اعتربنا ان

عباريت »الدعاية االنتخابية« و«االشهار السيايس« ال تحمالن نفس املعنى.

CCPR/C/21/Rev. 1/( 21 الفقرة العام عدد 25، التعليق 93 لجنة حقوق اإلنسان،

.)Add.7

94 نفس املرجع السابق، الفقرة 25.

95 نفس املرجع السابق.

34

توصيات

• يوىص بتوضيح مفهومي »اإلشهار السيايس« و«الدعاية االنتخابية«

القانون من 59 و 3 الفصلني يف التوايل عىل تعريفهام تم كام

مستويات مختلف بني التأويل يف اختالف ألي تفاديا االنتخايب،

أو االنصاف ضامن فهاجس تفعيلهام. عند االنتخابية اإلدارة

املساواة بني املرتشحني يف النفاذ إىل وسائل إعالم الناخبني ال يجب

من املرتشحني حرمان عنها يرتتب منع تدابري اتخاذ إىل يؤول أن

حرية التعريف بأفكارهم وبرامجهم وحرمان الناخبني من التعرف

من و57 3 الفصلني تعديل املنطلق هذا من ينبغي لذا عليها.

القانون االنتخايب.

الفرع 2: تحجري استعامل وسائل اإلعالم األجنبية يف إطار الحملة االنتخابية

أعلن الفصل 66 من القانون االنتخايب عن تحجري مبديئ الستعامل وسائل

الفصل بصفة أجاز نفس االنتخابية. كام الحملة إطار األجنبية يف اإلعالم

الترشيعية االنتخابات حالة يف بالخارج املرتشحة للقامئات استثنائية

تولت فقد القامئات، هذه وبخصوص األجنبية. االعالم وسائل استعامل

السمعي لالتصال املستقلة العليا الهيئة مع بالتشاور االنتخابية الهيئة

والبرصي تحديد قواعد استعامل وسائل اإلعالم السمعية والبرصية األجنبية.

أما قواعد استعامل الصحافة املكتوبة واإلعالم اإللكرتوين فقد تم ضبطها من

قبل الهيئة االنتخابية مبفردها.

يجد السابقة، الترشيعات يف اعتامده تم الذي التقييدي، النهج هذا إن

تربيره يف التخوف من تحيل املرتشحني )صلب القامئات املرتشحة يف تونس(

عىل القواعد املنطبقة عىل وسائل اإلعالم الوطنية، وذلك بالقيام بحمالتهم

عرب وسائل إعالم أجنبية، علام وأن العديد من التونسيني يشاهدون قنوات

أجنبية ناطقة باللغة العربية أو الفرنسية بصفة منتظمة.

99، أعربت لجنة حقوق اإلنسان عن قلقها إزاء تحجري استعامل سنة 2008

وسائل اإلعالم األجنبية يف إطار الحملة االنتخابية، معتربة أن مثل هذا املنع

املعلن عنه يف الفصل III-62 من املجلة االنتخابية التونسية غري متالئم مع

املادتني 19 و 25 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية. وقد

دعت اللجنة إىل رفع هذا التحجري.

ألنه يسمح استثنائيا باستعامل القامئات املرتشحة بالخارج لوسائل اإلعالم

دعت الذي التوجه نفس يف ذهب قد االنتخايب القانون يعترب األجنبية،

إليه لجنة حقوق اإلنسان. إال أن استعامل وسائل اإلعالم األجنبية ال ميكن

القانون. حيث اكتفى هذا أن يتم إال برشوط معينة مل يقع توضيحها يف

CCPR/C/TUN/CO/5 –( 99 انظر املالحظات الختامية حول التقرير الدوري الخامس لتونس

االنتخابية املجلة يف جاء ما بشأن قلقها عن اللجنة »تعرب :19 الفقرة ،)23 avril 2008

)الفصل III-62( من منع لكل شخص من استعامل إي قناة إذاعية أو تلفزية، خاصة أو

أجنبية، أو تبث من الخارج، بهدف الحث عىل التصويت أو االمتناع عن التصويت لفائدة

مرتشح أو قامئة مرتشحني خالل الفرتة االنتخابية )املادة 19 و 25 من العهد(. ينبغي عىل

الدولة الطرف إلعاء هذه القيود لجعل أحكام املجلة االنتخابية تتالءم كليا مع املادتني

19 و 25 من العهد«.

بشكل مختلف، وذهبت إىل حد منع املرتشحني لالنتخابات الترشيعية من

من ضمن الوسيلة هذه معتربة فردا، فردا املواطنني عىل املناشري توزيع

آليات التسويق التجاري.

إن التوسع يف تحجري كل أشكال »اإلشهار السيايس« فيه يشء من االفراط،

باعتبار أن تكافؤ الفرص بني املرتشحني ال ينبغي أن يؤول إىل إفراغ مبدأ

الحرية من محتواه. فمن املؤكد أن الدول تتمتع بسلطة تقديرية واسعة

يف هذا املجال وأنه باإلمكان مثال تربير هذا االجراء باالستناد إىل اعتبارات

تتعلق بالنظام العام أو بضامن احرتام حقوق الغري. وهو ما سيجعل هذا

اإلجراء ال يتعارض مع املادة 19 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية

والسياسية. لكن حني يتعلق األمر بتحديد ما إذا كان هذا اإلجراء التقييدي

رضوريا لتحقيق ذلك الهدف، فإن منع كل »إشهار سيايس« باملعنى املوسع

طيلة »الفرتة االنتخابية« سيعد إجراءا غري متناسب. إذ هناك عدم تناسب

بني الهدف املنشود والوسائل املستعملة.

بني التمييز هذا اعتامد وجاهة مدى يف النظر إلعادة حاجة إذا توجد

»الدعاية االنتخابية« و«اإلشهار السيايس«. فهو بالرضورة متييز يتسم بعدم

الوضوح أو عىل األقل بالغموض، مع ما قد ينجر عنه من تأويالت متباينة

فهاجس االنتخابية. اإلدارة قبل من تطبيقه مستوى عىل تجاوزات ومن

االنصاف بني املرتشحني ال ينبغي أن يؤدي إىل حرمانهم من حرية التعريف

بأفكارهم وبرامجهم وحرمان الناخبني من حقهم يف النفاذ إليها.

يتم أن املهم فمن املفهومني هاذين اإلبقاء عىل الرضوري من كان وإذا

للصعوبة تفاديا وذلك تداخلهام، دون يحول واضح بشكل تحديدهام

التي قد تلقاها إدارة االنتخابية مبختلف مستوياتها يف تأويلهام وتطبيقهام

بطريقة سليمة وموحدة.

الحد دون من االنصاف هدف تحقيق عىل قادرة أخرى تدابري توجد

سقف كوضع متناسب98، الغري الشكل بهذا واالتصال التعبري حرية من

املايل. السقف الفصل 81 عىل مثل هذا نص االنتخابية. وقد للمصاريف

كام عرف الفصل 3 مفهوم »املصاريف االنتخابية« باعتباره يشمل مجموع

قبل ما فيها فرتة مبا االنتخابية الفرتة أثناء بها التعهد يتم التي النفقات

سري ضامن يف يساهم أنه التدابري من النوع هذا مزايا فمن الحملة.

املنافسة االنتخابية يف ظروف تتسم بأكرث ما ميكن من العدالة، مع السامح

للمرتشحني بالقيام بحمالتهم االنتخابية أي بالتعريف بأنفسهم وبربامجهم.

98 ذكرت لجنة حقوق اإلنسان يف تعليقها العام عدد 34 عىل املادة 19 من العهد الدويل

الخاص بالحقوق املدنية والسياسية )CCPR/C/GC/34 - 12 septembre 2011( بأنه من الرضوري

توخي الحذر بخصوص هذه املسألة، خاصة وأنه مهام كانت مرشوعية األهداف املنشودة

فإنها ال ميكن أن تربر التقييد املفرط لإلمكانية املتاحة للمرتشحني للقيام بالحملة. وتبعا

الخطاب عىل تفرض ان ميكن التي القيود بعض بشأن قلقها عن اللجنة أعربت لذلك،

السيايس، كمنع الدعاية االنتخابية املبارشة »من باب إىل باب« أو الحد من عدد ونوعية

املطبوعات التي ميكن توزيعها أثناء الحملة االنتخابية )الفقرة 37(.

35

الذعة101.

عرب بالحملة بالقيام املرتشحة للقامئات السامح يتحول الرشوط بهذه

وسائل االعالم األجنبية إىل منع، أو يجعلها عىل األقل عرضة لعدم اليقني

ولتعسف الهيئة االنتخابية يف التأويل الذي قد تعتمده لهذه الرشوط. مع

كل النتائج السلبية التي قد تتحملها القامئات املرتشحة جراء ذلك رغم أنها

ال يد لها فيها. إذا كان باإلمكان تفسري عدم ثقة املرشع بالنظر إىل السياق

فال األخرية، االنتخابية الحمالت ارتكبت خالل التي واالنتهاكات التونيس

يشء يربر إخضاع املرتشحني لقيود غري متالمئة مع نظام حرية تبليغ األفكار

املواطنني »متكني مبدأ استثناء ميكن ال خاص، وبشكل واملعلومات102.

حرية بكل واآلراء املعلومات تبادل من املنتخبني واملمثلني واملرشحني

العامة والسياسية«103. فهي حرية رضورية بالشؤون تتعلق حول مسائل

للمامرسة التامة للحقوق األساسية املكفولة مبقتىض املادة 25 من العهد،

وال ميكن الحد منها إال »بطريقة محددة وخاصة بكل حالة عىل حدة«،

أن التعبري والتهديد«104. ومبا بإقامة صلة مبارشة وواضحة بني »وال سيام

الخيار قد تم بتمكني املواطنني التونسيني املقيمني بالخارج من التصويت105،

املبادئ مع ما يتطلبه ذلك من تنظيم للحملة االنتخابية يف كنف احرتام

12 بتاريخ اإلنسان حقوق لجنة عن الصادر 34 عدد العام التعليق من 38 الفقرة 101

سبتمرب CCPR/C/GC/34( 2011(: » فيام يخص محتوى الخطاب السيايس، الحظت اللجنة

أنه يف حاالت النقاش العام الذي يتعلق بشخصيات عامة يف املجال السيايس واملؤسسات

العامة، فإن العهد يويل أهمية بالغة بشكل استثنايئ لكفالة التعبري غري املقيد. ولذلك، فإن

مجرد اعتبار أن أشكال التعبري مهينة للشخصية العامة ال يكفي لتربير فرض عقوبات حتى

ذلك، إىل وإضافة العهد. أحكام من أيضا هي مستفيدة العامة الشخصيات كانت وإن

فإن جميع الشخصيات العامة، مبن فيها التي متارس أعىل السلطات السياسية مثل رؤساء

ذلك، عىل وبناء السياسية. واملعارضة للنقد مرشوع بشكل تخضع والحكومات، الدول

تعرب اللجنة عن قلقها إزاء القوانني التي تتعلق مبسائل، مثل ثلب الذات امللكية وإهانة

املوظف العمومي وعدم احرتام السلطات وعدم احرتام العلم والرموز، والتشهري برئيس

الدولة وحامية رشف املوظفني العموميني وينبغي أال تنص القوانني عىل فرض عقوبات

أشد رصامة عىل أساس هوية الشخص املطعون فيه ليس إال. وينبغي للدول األطراف أال

تحظر انتقاد مؤسسات، مثل الجيش أو الجهاز اإلداري«. كام ميكن اإلشارة إىل فقه قضاء

املحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان الذي يؤكد عىل ان »حدود النقد املسموح به تكون

أوسع فيام يتعلق بالحكومة من الحالة املتعلقة بشخص عادي أو حتى برجل سيايس«.

فقط وموجه مفرط« وغري السلطات »مالمئا فعل رد يكون أن يجب الثلب، وبخصوص

لحاالت« الثلب التي ال أساس لها أو التي تكون عن سوء نية« )قضية كاستلز )Castells( ضد

اسبانيا، 23 أفريل 1992(.

102 كام تم التنصيص عليه يف الفقرة 2 من الفصل 19 من العهد الدويل الخاص بالحقوق

املعلومات رضوب مختلف »التامس حرية التعبري حرية تشمل والسياسية، املدنية

أو مكتوب شكل عىل سواء للحدود، اعتبار دومنا آخرين إىل ونقلها وتلقيها واألفكار

مطبوع أو يف قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها«.

U.N. Doc.( االنسان للجنة حقوق )57( 25 العام عدد التعليق من 26 الفقرة 103

.))HRI\GEN\1\Rev.1 )1994

CCPR/C/GC/34,( 104 الفقرة 35 من التعليق العام عدد 34 للجنة حقوق االنسان

.)12 septembre 2011

105 تجدر اإلشارة إىل أنه يف هذا املجال ال القانون الدويل وال املامرسة يف عدد كبري من

إلزام الدول بفتح إمكانية مامرسة حق اتجاه الدول، ينصان عىل واجب أو توافق يف

التصويت من قبل املواطنني املقيمني يف الخارج )بخصوص هذه املسألة انظر عىل سبيل

)Sitaropoulos et Giakoumopoulos( املثال قضية سيتاروبولوس وجياكوموبولوس

ضد اليونان، عن املحكمة األوروبية لحقوق اإلنسان، بتاريخ 15 مارس 2012(.

األخري بتكليف الهيئة االنتخابية مبهمة تحديدها بالتشاور مع الهيئة العليا

املستقلة لالتصال السمعي والبرصي.

يوم 8 سبتمرب 2014 أصدرت الهيئة االنتخابية القرار عدد 27 لسنة 2014

الدوائر عن املرتشحة القامئات باستعامل الخاصة القواعد يضبط الذي

االنتخابية يف الخارج لوسائل اإلعالم األجنبية. وقد عرف هذا النص وسائل

مكتوبة أو برصية أو سمعية إعالم وسيلة كل أنها عىل األجنبية اإلعالم

2 الفصل نص كام .)2 )الفصل التونيس للقانون تخضع ال الكرتونية أو

مكرر من هذا القرار عىل أن »يسمح خالل الحملة للقامئات املرتشحة عن

الدوائر االنتخابية يف الخارج دون سواها باستعامل وسائل اإلعالم األجنبية

إذا كانت: - موجهة كليا أو جزئيا إىل الدائرة االنتخابية التي ترشحت عنها

القامئة بالخارج، - تلتزم مببدإ الحياد يف تغطيتها املتعلقة بالحملة، - تلتزم

باحرتام الحرمة الجسدية للمرتشحني والناخبني وأعراضهم وكرامتهم، وعدم

وعدم الشخصية، ومعطياتهم للمرتشحني الخاصة الحياة بحرمة املساس

الدعوة إىل الكراهية والعنف والتعصب والتمييز، - تحرتم الحق يف النفاذ

إليها عىل أساس اإلنصاف بني جميع القامئات املرتشحة يف الدائرة االنتخابية

خالل الحملة«.

يتمثل اإلشكال الذي يطرحه هذا الفصل يف معرفة كيفية تثبت القامئات

للقانون تخضع ال التي اإلعالم وسائل استجابة من بالخارج املرتشحة

املرتشحة للقامئات كيف التونيس. القانون وضعها التي للرشوط التونيس

بالخارج أن تتحصل عىل الضامن الالزم أو أن تتأكد مسبقا من احرتام وسائل

القيام بالحملة من خاللها، لرشوط هي ليست ملزمة التي تنوي اإلعالم،

أجل من القامئات مؤاخذة هذه تتم أن ميكن عمليا، إذ إليها؟ باالمتثال

أي متلك وال األشكال من شكل بأي عنها مسؤولة ليست هي خروقات

وسيلة ملنعها100. إضافة إىل ذلك فإن بعض الرشوط املحددة من قبل الهيئة

االنتخابية جاءت يف صياغة عامة ال تسمح لوسائل اإلعالم املعنية بالتعرف

مسبقا عىل كيفية االمتثال إليها ال سيام وأن ذلك يستوجب املعرفة املعمقة

الواردة التونسية لتبني ما هو املقصود من املفاهيم لفقه قضاء املحاكم

بالفصل املذكور أعاله، كمفهومي »العرض« و »الكرامة«. و من البديهي أنه

من غري املعقول مطالبة وسائل إعالم أجنبية غري خاضعة للقانون التونيس

بأن تكون عىل اطالع ال فقط عىل الترشيع التونيس بل وأيضا عىل فقه قضاء

املحاكم التونسية.

و »العرض« مفهومي تطبيق و تأويل يقع ال أن الرضوري من أنه كام

»الكرامة« يف اتجاه ضيق يحول دون التعبري عن اآلراء النقدية مهام كانت

100 إن العبارات الواردة يف الفصل 3 من قرار الهيئة االنتخابية لذالة عىل الصعوبات التي

تطرحها هذه األحكام : عىل القامئات املرتشحة »تجنب التعاطي« مع وسائل إعالم ال تتوفر

فيها الرشوط املنصوص عليها يف الفصل 2 مكرر.

36

»أن تحد«107.

بقيت مسألة تحديد مدى تناسب اإلجراء املتخذ مع الهدف املنشود. حيث

الحظت لجنة حقوق اإلنسان يف إحدى القضايا التي كانت قد بتت فيها

سنة 2005 أن وقف نرش نتائج سرب اآلراء ملدة 23 يوما يعد مطوال بشكل

للمنع املبديئ التالؤم مدى عىل التعليق عن امتنعت لكنها عادي. غري

املفروض طيلة هذه املدة مع املادة 19 من العهد الدويل الخاص بالحقوق

املدنية والسياسية108.

ومع ذلك فإن مامرسة الدول تبني أن املنع الذي يرسي طيلة فرتة الحملة

االنتخابية، عىل النحو املنصوص عليه يف الفصل 70 - ومن باب أوىل وأحرى

عندما ميتد املنع عىل كامل الفرتة االنتخابية )الثالثة أشهر السابقة النطالق

الحملة االنتخابية(109- عادة ما يعترب مطوال بشكل مفرط. ومن هنا جاء

الحملة أيام آخر يف حرصه أو املنع هذا إىل اللجوء عدم نحو التوجه

االنتخابية. ويتأكد هذا الرتدد مع وجود إمكانية التحيل عىل املنع، خاصة

وأنه ال ميكن تطبيقه عىل نتائج سرب اآلراء التي تنرش يف الخارج. فكلام امتد

املنع عىل مدة أطول كلام تقلصت آثاره املتوقعة. و قد ترتفع نسبة املخاطر

يف حالة املنع الذي يشمل التعاليق عىل نتائج سرب اآلراء )كام ورد يف الفصل

70( باعتبار أن ال يشء ميكن أن يحول دون تأثري نتائج سرب اآلراء املنشورة

منه. يحد أن أو التونسيني الناخبني عىل بها الخاصة والتعاليق بالخارج

فالحل األقل خطورة يكمن يف الجمع بني املنع املقترص عىل فرتة الصمت،

املتعلقة بسرب التنظيمية القواعد الفصل 3، وتدعيم تم تحديدها يف كام

الشفافية عىل مستوى رشوط إجراء اآلراء بشكل ميكن خاصة من تعزيز

عمليات سرب اآلراء وبث ونرش نتائجها. فعمليات سرب اآلراء التي تجرى يف

ظروف تتسم بالشفافية القصوى من شأنها أن تقلص تلك املخاوف املتعلقة

بالتجاوزات أو التالعب التي عادة ما تكون سببا يف اعتامد متيش تقييدي

)وبالتايل اعتامد منع ميتد عىل فرتة أطول من الزمن(.

إن القراءة املشرتكة للفصول 3 و 70 و 172 من القانون االنتخايب ال متكن يف

كل الحاالت من التعرف بدقة عىل موعد انتهاء املنع. فالفصل 172 وضع،

الفصل أن إال االنتخابية. الفرتة كامل عىل يرسي تحجريا انتقايل، كإجراء

ما بحسب الترشيعية واالنتخابات الرئاسية االنتخابات بني متييزا أقام 3

إذا كان األمر يتعلق »بالفرتة االنتخابية« ذاتها أو »بفرتة الصمت« بصفة

خاصة. ففي حالة االنتخابات الترشيعية، ينبغي الرجوع إىل نفس الفصل

اقرتاع. مكتب آخر إغالق عند تنتهي الصمت فرتة أن عىل نص الذي 3

وبالنسبة لالنتخابات الرئاسية، جاء بذات الفصل 3 أن الفرتة االنتخابية متتد

إىل حني اإلعالن عن النتائج النهائية للدورة األوىل. فهل هذا يعني أنه مبجرد

النفاذ، أي مبجرد صدور قانون منظم لسرب اآلراء، الفصل 70 حيز دخول

سيصبح من املمكن، يف حالة االنتخابات الرئاسية، نرش نتائج سرب اآلراء يف

الفرتة الفاصلة ما بني غلق آخر مكتب اقرتاع واإلعالن عن النتائج النهائية؟

إن هذه مسألة مل يقع توضيحها صلب قرارات الهيئة االنتخابية املذكورة

CCPR/C/GC/34, 12( 19 املادة حول 34 عدد العام التعليق من 37 الفقرة 107

.)septembre 2011

108 الفقرة 83 من القرار عدد 968/2001، كيم يونغ-شيول )Kim Jong-Cheol( ضد

.))U.N. Doc. CCPR/C/84/D/968/2001 )2005( جمهورية كوريا

109 راجع الفصل 3 و الفصل 50 من القانون االنتخايب.

كان وإذا االختيار. املرتتبة عن هذا النتائج تحمل أعاله، فيجب املذكورة

من الرضوري وضع رشوط فيجب أن تكون موجهة فقط للقامئات املرتشحة

دون وسائل اإلعالم األجنبية. ولذلك، فمن املستحسن أن يتم تعديل القانون

بحيث تصبح القامئات املرتشحة مطالبة مبا هي قادرة عىل تلبيته مبفردها

ومبعزل عن بقية األطراف الفاعلة والغري خاضعة للقانون التونيس.

توصيات

• به املتصلة الرتتيبية الفصل 66 واألحكام تنقيح يتم يستحسن أن

بحيث يصبح بإمكان القامئات املرتشحة بالخارج القيام بالحملة عرب

احرتامها يكون قد لرشوط الخضوع دون األجنبية اإلعالم وسائل

فال بالخارج االقرتاع بإجراء سمح قد ومادام إرادتها. عن خارجا

مربر من حيث املبدأ لوضع نظام استثنايئ خاص بالقامئات املرتشحة

بالخارج يف مجال النفاذ إىل وسائل اإلعالم. كام ينبغي أن تكون كل

موجهة األجنبية اإلعالم وسائل استعامل عىل املفروضة الرشوط

والغري الفاعلة األطراف من غريها دون فحسب املعنية للقامئات

خاضعة للقانون التونيس.

الفرع 3: تحجري نرش نتائج سرب اآلراء أثناء الحملة االنتخابية

مينع الفصل 70 بث ونرش نتائج سرب اآلراء والدراسات والتعاليق الصحفية

والرئاسية الترشيعية )االنتخابات االنتخابية الحملة خالل بها املتعلقة

واالستفتاءات( ويوم الصمت االنتخايب، أي ملدة تساوي 22 يوما. وإىل حني

لتشمل املنع الفصل 172 من فرتة مدد اآلراء، منظم لسرب قانون صدور

كامل الفرتة االنتخابية106.

إن كل تقييد لحرية التعبري ينبغي أن يكون مبوجب القانون، أن يرمي إىل

تحقيق هدف مرشوع، وأن يكون رضوريا لبلوغ هذا الهدف. ومنع نرش

نتائج سرب اآلراء طيلة فرتة معينة قبل يوم االقرتاع ميكن أن تكون لها مربرات

بالحفاظ عىل ذلك تربر الدول فبعض نفي مرشوعيتها. مختلفة ال ميكن

النظام العام أو احرتام حقوق الغري، وهام مربران يندرجان ضمن األهداف

هاته فهم .19 املادة من 3 الفقرة يف الواردة الحقوق لتقييد املرشوعة

بكل حرية ومن دون اختيارهم بالتعبري عن للناخبني السامح الدول هو

أي تأثري خارجي، باعتبار أن كل عملية سرب آراء من شأنها أن تؤثر عليهم

وكيفية املعتمدة والعينات املختار والتوقيت املطروح السؤال خالل من

النتائج. وعموما فإن منع سرب اآلراء يتم عادة قبل االقرتاع بفرتة معالجة

وجيزة، نظرا لكون إمكانية التالعب باألصوات تكون أهم مع اقرتاب يوم

االقرتاع. ولقد رأت لجنة حقوق اإلنسان أنه »من املرشوع للدولة الطرف أن

تحد من استطالعات الرأي السياسية التي تسبق االنتخابات مبارشة حفاظا

عىل سالمة العملية االنتخابية«، لكن دون أن توضح املقصود هنا بعبارة

106 انظر أيضا الفصل 7 و الفصل 8 من القرارين عدد 25 لسنة 2014 وعدد 26 لسنة

2014 الصادرين عن الهيئة االنتخابية بتاريخ 8 سبتمرب 2014.

37

الدائرة االنتخابية ومل تفز مبقعد باملجلس بإرجاع كامل قيمة املنحة112.

فكام اآلجال. بخصوص 86 والفصل 78 الفصل بني واضح تناقض هناك

من أسبوع أجل القامئات أو املرتشحني منح 78 بالفصل تم أعاله، ذكر

اإلعالن عن النتائج النهائية لتقديم ما يفيد إيداع حساباتهم لدى محكمة

املحاسبات. إال أن الفصل 86 نص عىل منح لكل مرتشح أو قامئة أجل 45

لالنتخابات إليداع حساباتهم النهائية النتائج اإلعالن عن تاريخ يوما من

لدى محكمة املحاسبات. وباإلضافة إىل ذلك، فإنه من املرجح أن ال يكون

املرتشحون قادرين يف أجل أسبوع واحد عىل اإلدالء مبا يفيد إنفاق القسط

األول يف مصاريف الحملة.

كام يعترب إلزام القامئات املرتشحة لالنتخابات الترشيعية بالحصول عىل ٪3

عىل األقل من األصوات املرصح بها عىل مستوى الدائرة االنتخابية أو الفوز

مبقعد واحد عىل األقل باملجلس حتى ال تكون مجربة عىل إرجاع كامل املنحة

العمومية، من الرشوط التي تحول دون الرتشحات »العبثية« أو غري الجدية.

توصيات

• التوايل يف الواردة عىل اآلجال التناسق بني إدخال يشء من يتعني

الفصلني 78 و 86 أو توضيحها. وهي آجال محددة بأسبوع واحد

محكمة لدى الحسابات إيداع يثبت ما لتقديم )78 )الفصل

املحاسبات )لرصف القسط الثاين من املنحة العمومية( ومبدة 45

لالنتخابات، النهائية النتائج عن اإلعالن من انطالقا دامئا يوما،

إليداع الحسابات لدى محكمة املحاسبات ذاتها.

• املمنوح الواحد األسبوع أجل يف التمديد ينبغي ذلك، إىل إضافة

للمرتشحني لتقديم ما يثبت رصف القسط األول من املنحة بعنوان

»مصاريف انتخابية« والذي من دونه ال ميكن الحصول عىل القسط

الثاين من املنحة، نظرا لصعوبة االستجابة إىل هذا الرشط من قبل

املرتشحني يف مثل هذا الحيز القصري من الزمن.

الفرع 2: التمويالت الخاصة )التربعات والقروض(

من بني مصادر متويل الحمالت االنتخابية املتاحة للمرتشحني، التربعات أو

التي ال ميكن أن تتجاوز السقف الذي يتم )»التمويل الخاص«( القروض

احتسابه وفق الطريقة املضبوطة بالفصل 77. ويضع الفصل 87 عىل عاتق

بإحدى املالية« »حساباتهم نرش واجب املرتشحة القامئات أو املرتشحني

من شهرين ظرف يف وذلك التونسية البالد يف الصادرة اليومية الجرائد

تاريخ إعالن النتائج النهائية لالنتخابات.

ويقترص هذا الواجب عىل »الحسابات املالية« دون أن يشمل نرش هوية

الجهات املانحة. لذا، يقرتح أن تتضمن النصوص رصاحة واجب نرش هوية

الجهات املانحة مام سيساهم يف تعزيز شفافية الحملة، ومنه يف تعزيز ثقة

112 انظر الفصل 78 من القانون االنتخايب.

أعاله، ولعله يتعني مستقبال رفع هذا الغموض.

قد يكون كذلك من املهم أن يتم يف الفصل 70 توضيح املقصود بـ »عمليات

سرب اآلراء التي لها صلة مبارشة أوغري مبارشة باالنتخابات واالستفتاء«، بحيث

التعرف مسبقا عىل كيفية بالنسبة ملؤسسات سرب اآلراء يصري من املمكن

تطبيق القانون، وبالخصوص معرفة ما إذا كان سرب آراء الناخبني عند خروجهم

من مكاتب االقرتاع هو أيضا مشمول باملنع الوارد يف القانون أم ال.

توصيات

• والتعاليق اآلراء سرب نتائج نرش تحجري مدة من التقليص يتعني

الصحفية املتعلقة بها لجعلها تقترص عىل »فرتة الصمت« كام ورد

تعريفها يف الفصل 3 )أثناء يوم االقرتاع وخالل الـ24 ساعة السابقة

له(. ينبغي أيضا أن يتم قبل االنتخابات املقبلة سن القانون املنظم

القانون من 172 الفصل يف عليه التنصيص تم كام اآلراء لسرب

مستوى عىل الشفافية بدعم القانون هذا يسمح وأن االنتخايب،

طرق إنتاج وبث ونرش نتائج سرب اآلراء بشكل تزول معه التخوفات

إطار يف للغاية مطولة ملدة التحجري فرض تم أجلها من التي

الحملة االنتخابية. وأخريا، ينبغي أن يقع مبقتىض القانون رفع كل

غموض حول األوان الذي ينتهي فيه هذا التحجري، خاصة بالنسبة

لالنتخابات الرئاسية.

XI. متويل الحملة االنتخابية

الفرع األول: مصادر التمويل

القامئات )أو املرتشحني حق عىل االنتخايب القانون من 75 الفصل نص

)»متويل ذايت«(، االنتخابية عرب موارد ذاتية املرتشحة( يف متويل حمالتهم

أو تربعات أو قروض )»متويل خاص«( أو منح تسند إليهم بعنوان مساعدة

عمومية. ومتكن املساعدة العمومية املرتشحني من الحصول عىل منحة تحدد

قيمتها بأمر حكومي110 )بعد استشارة الهيئة( وفقا ملعايري مختلفة )حجم

الدوائر االنتخابية، عدد الناخبني يف الدائرة، كلفة املعيشة، إلخ(111. ويرصف

الثاين القسط أما االنتخابية. الحملة انطالق قبل التعويض مبلغ نصف

فيرصف يف أجل أسبوع واحد بعد اإلعالن عن النتائج النهائية لالنتخابات،

رشيطة االستظهار مبا يفيد إنفاق القسط األول يف مصاريف الحملة وإيداع

الحسابات لدى محكمة املحاسبات. ويلزم كل مرتشح متحصل عىل أقل من

3٪ من األصوات املرصح بها عىل املستوى الوطني )لالنتخابات الرئاسية( أو

كل قامئة متحصلة عىل أقل من 3٪ من األصوات املرصح بها عىل مستوى

110 انظر األمر عدد 2761 لسنة 2014 املؤرخ يف 1 أوت 2014 و األمر عدد 3038 لسنة

الحملة الجميل لإلنفاق عىل 2014 املؤرخ يف 29 أوت 2014 يتعلق بتحديد السقف

االنتخابية وسقف التمويل الخاص وبتحديد سقف التمويل العمومي وضبط رشوطه

وإجراءاته بالنسبة إىل االنتخابات الترشيعية واالنتخابات الرئاسية لسنة 2014.

111 انظر الفصل 81 من القانون االنتخايب.

38

بشكل خاص115 واملعتمدة يف عدد متزايد من البلدان.

طالب الفصل 48 من دستور الدولة بأن »تحمي األشخاص ذوي اإلعاقة من

كل متييز«، مع التأكيد عىل حق كل مواطن ذي إعاقة يف »اإلنتفاع، حسب

طبيعة إعاقته، بكل التدابري التي تضمن له االندماج الكامل يف املجتمع«،

وعىل واجب الدولة يف«اتخاذ جميع اإلجراءات الرضورية لتحقيق ذلك«.

ويف هذا اإلطار، نص الفصل 132 من القانون االنتخايب عىل حق الناخب

صفة فيه تتوفر مرافق اصطحاب يف عضوية إلعاقة الحامل أو الكفيف

الناخب يختاره بنفسه عىل أن يكون قرينه أو من أصوله أو من فروعه.

كام بني كل من الفصل 131 من القانون االنتخايب والفصل 33 من القرار

عدد 30 لسنة 2014 املؤرخ يف 8 سبتمرب 2014 أنه للتمتع بالحق يف هذه

إعاقة. وإذا مل يكن لبطاقة أن يكون حامال الناخب املساعدة يجب عىل

هذا من بطلب االقرتاع مكتب رئيس يكلف يصطحبه، مرافقا للناخب

التصويت. املتواجدين مبكتب االقرتاع ملساعدته عىل الناخبني األخري أحد

وال ميكن تعيني نفس الناخب ألكرث من مرة واحدة.

االقرتاع أن تكون مكاتب الفصل 131 عىل رضورة أكد ومن جهة أخرى،

يف حقهم مامرسة من إلعاقة الحاملني للناخبني يسمح بشكل مهيأة

املناسبة« »التدابري بوضع االكتفاء يقع ال أن الرضوري فمن التصويت.

ملامرسة الناخبني الحاملني إلعاقة لحقهم يف التصويت، وإنا أيضا وضعهم يف

حالة متكنهم من مامرسته »عىل قدم املساواة مع غريهم« من الناخبني116.

يف هذا الصدد، ميكن للهيئة االنتخابية اتخاذ تدابري إضافية لتحديد نوعية

التهيئة التي من شأنها أن تسهل أكرث ما ميكن النفاذ إىل مكاتب االقرتاع،

وهو ما ينبغي تقديره ال فقط بالنظر إىل اختيار موقع وشكل مكتب االقرتاع

وإنا أيضا إىل »إجراءات وتجهيزات ومواد اإلقرتاع« التي ينبغي أن تكون

»مناسبة، يف املتناول و سهلة الفهم واالستعامل«.

تطبيقها سيقع التي االجراءات عىل التدابري هذه تقترص أن ينبغي ال

يوم االقرتاع. بل يتعني أن تشمل كذلك التدابري الالزمة لتأمني نرش أفضل

للمعلومات قبل االنتخابات، مع تنظيم حمالت إعالمية وتوعوية للرتفيع يف

مشاركة األشخاص الحاملني إلعاقة يف الحياة العامة. ومن هذا املنطلق، قد

تحتاج الفقرة األخرية من الفصل 67، التي تنص عىل مراعاة »االحتياجات

115 تتلخص هذه الضامنات فيام ييل: عىل مستوى أول، ينبغي أن يكون كل ناخب حامل

إلعاقة حرا يف اختيار الشخص الذي سيساعده عىل التصويت، وال ميكن بأي حال من

االحوال ان يقع إلزامه باالختيار من بني أعوان مكتب االقرتاع دون غريهم, مبدئيا، ال

يجب أن يكون الشخص الذي سريافق الناخب معينا من قبل أحد أعوان مكتب االقرتاع

او اي طرف آخر غري الناخب ذاته. وإذا مل يكن للناخب املعوق شخص حارض يساعده،

ينبغي ان يقع متكينه من اختيار مرافق يساعده من ضمن أعضاء مكتب االقرتاع. و

ال ميكن الرتخيص لنفس الشخص، سواء كان عونا مبكتب االقرتاع أم ال، يف مرافقة أكرث

من ناخب واحد. كام يتعني اتخاذ تدابري لحامية نزاهة تصويت الناخب الحامل إلعاقة.

إذ يحب خاصة عىل املرافق أن يكون مستوفيا لكل الرشوط املستوجبة قانونا ملامرسة

الحق يف التصويت، او ان يكون مسجال بنفس مكتب االقرتاع الذي سيصوت فيه الناخب

الذي سيتوىل مساعدته عىل التصويت. ويتعني عىل املرافق االلتزام باحرتام خيار الناخب

الصبغة الرسية لالقرتاع. ويكون عدم احرتام هذا الذي هو مكلف مبساعدته واحرتام

االلتزام موجبا للعقاب مبقتىض القانون.

116 املادة 9 من االتفاقية املتعلقة بحقوق االشخاص ذوي اإلعاقة. انظر أيضا املواد 3

و 5 و 29.

الناخبني. وينبغي عىل التدابري املتخذة من قبل الدول بشأن التربع لفائدة

األحزاب السياسية، سواء يف إطار الحمالت االنتخابية أو خارجها، أن تتضمن

قواعد خاصة لضامن شفافية التربعات وتجنب التربعات الرسية113، وكذلك

لضامن استقاللية األحزاب السياسية114.

توصيات

• التربعات والقروض تعزيز شفافية إمكانية النظر يف مدى ويقرتح

املمنوحة للمرتشحني أو للقامئات املرتشحة، كأن تتم مطالبتهم بنرش

قامئة الجهات املانحة باإلضافة إىل نرش حساباتهم املالية )كام هو

مطلوب منهم مبقتىض الفصل 87(.

X. عملية االقرتاع

تصويت الناخبني الحاملني إلعاقة

خالل األعامل التحضريية التفاقية األمم املتحدة املتعلقة بحقوق األشخاص

ذوي اإلعاقة والتي صادقت عليها تونس سنة 2008، كانت مسألة مساعدة

الناخبني املعوقني عند التصويت محل نقاشات حادة نظرا ملا ينطوي عليه

هذا النوع من اإلجراءات من إمكانية تالعب. ال توجد معايري دولية حول

استخراج عدد الرسي االقرتاع مبدأ انطالقا من لكن ميكن املوضوع، هذا

من الضامنات املنطبقة عىل حالة مساعدة الناخبني املعوقني عىل التصويت

113 تجدر اإلشارة إىل أن الفصل 24 من املرسوم عدد 87 لسنة 2011 املؤرخ يف 24 سبتمرب

املساعدات »سجل مبسك االخرية هذه يلزم السياسية األحزاب بتنظيم املتعلق 2011

وأسامء قيمتها وذكر والعيني منها النقدي بني التمييز مع والوصايا والهبات والتربعات

األشخاص الصادرة عنهم وميسك الحزب السيايس هذا السجل يف مقره املركزي«.

مجلس وزراء لجنة عن الصادرة )2003( 4 التوصية املسألة هذه بخصوص راجع 114

والحمالت السياسية األحزاب متويل يف الفساد ملكافحة املشرتكة القواعد »حول أوروبا

االنتخابية«. مع اإلشارة إىل تنصيص املادة 3 من هذه القواعد عىل أنه »ينبغي عىل الدول

أن تنص عىل نرش التربعات التي تحصل لفائدة األحزاب السياسية، وخاصة منها تلك التي

تتجاوز سقفا محددا«.

39

العقوبات املتعلقة بخرق تحجري التمويل األجنبي للحملة االنتخابية

بخصوص مسألة التمويل األجنبي للحملة االنتخابية، نص الفصل 163 من

القانون االنتخايب، باإلضافة إىل دفع خطية مالية، عىل عقوبة السجن ملدة

من النوع بهذا متتع الرئاسية لالنتخابات مرتشح لكل بالنسبة سنوات 5

آنذاك يتعلق فيام لكن الحالة، نفس التمويل. يف سنة 2011 وبخصوص

من 77 الفصل نص التأسييس، الوطني املجلس النتخابات باملرتشحني

املرسوم عدد 35 لسنة 2011 عىل عقوبة بالسجن ملدة سنة واحدة من دون

أما الفصل 163 فهو ال ينص عىل عقوبة التنصيص عىل أي عقوبة مالية.

تؤول املخالفة نفس أن الرئاسية، يف حني لالنتخابات بالنسبة إال السجن

بالنسبة للمرشحني لالنتخابات الترشيعية إىل فقدان العضوية باملجلس من

دون تسليط أي عقوبة سجنية عليهم.

وعموما، فإن تسليط عقوبة من خالل التصويت – أو اإلقصاء عرب االنتخابات-

ال يعترب وحده رادعا مبا فيه الكفاية يف الحاالت املتعلقة بتزوير االنتخابات

أو باملامرسات الرامية إىل إفساد التصويت أو ظروف تشكيل إرادة الناخبني

أو التعبري عنها. وبشأن هذه املسائل، تبني مامرسة الدول تشبثها بالجمع

تكون قد املنطلق، هذا ومن القانوين. االقصاء و السيايس االقصاء بني

العقوبة املالية بذاتها غري رادعة مبا فيه الكفاية بالنظر إىل اإلمكانيات املالية

التي قد تكون متوفرة لدى بعض املرتشحني. ومن هذا املنظور فإن الحرمان

من الرتشح له مفعول رادع ال شك فيه، باإلضافة حتام إىل فقدان كل ثقة

يف املرتشح املعني باألمر. بالرغم من وجود هذين الصنفني من العقوبات

الشك يظل أن ميكن وتطبيقا، تقبال واألكرث بداهة األكرث يعدان اللذان

قامئا. ففرض عقوبات مطولة بالسجن هو من الخطى التي ميكن أن تعترب،

بحسب الحالة وخاصة بحسب خطورة التهمة املنسوبة، من قبيل املزايدة

العقابية. ويف هذا الصدد، فإن عقوبة السجن ملدة خمس سنوات املنصوص

عليها بالنسبة لحالة االنتخابات الرئاسية، باإلضافة إىل عقوبة الحرمان من

الرتشح والعقوبة املالية )التي ميكن أن ترتاوح بني مبلغ أدىن ومبلغ أقىص

بحسب خطورة الوقائع(، تبدو غري متناسبة.

وميكن التساؤل عام ميكن أن يربر عدم إخضاع أعضاء مجلس نواب الشعب

للعقاب بالسجن يف حني أنه، وألجل نفس األفعال، كان زمالؤهم من أعضاء

املجلس الوطني التأسييس عرضة لعقوبة السجن. كام تم الرتفيع يف هذه

العقوبة بالنسبة للمرتشحني لالنتخابات الرئاسية لتبلغ مدة الخمس سنوات

سجنا. وباعتبار أن كل يشء نسبي، فإن هذه الرصامة تبقى قابلة للجدل من

حيث املبدأ حتى وإن كانت مربرة بال شك بأهمية منصب رئاسة الجمهورية

وبهاجس التنصيص عىل عقوبة رادعة يف هذه الحالة بالذات. حيث يتضح

من مجرد قراءة القانون االنتخايب أن املرشع مل يرتك هنا للقايض أي هامش

القايض، يف وجود ظروف الجزائية ميكن للتقدير. فالفصل 53 من املجلة

مربرة لذلك، من تخفيف العقوبة املقررة بالنزول بها إىل ما هو دون الحد

القانوين األدىن. وإذا كانت عقوبة السجن ملدة ال تتجاوز الخمس سنوات،

أو حتى تحويلها إىل خطية بيوم واحد لتصبح فيها التخفيض فإنه يجوز

مالية )الفقرة 7 من الفصل 53(. ولنئ كان املرسوم عدد 35 لسنة 2011

قد استبعد رصاحة تطبيق الفصل 53 من املجلة الجزائية )الفصل 78 يف

فقرته الثانية(، فاألمر مختلف بالنسبة للقانون االنتخايب الحايل. وإن افرتضنا

كيفية فإن للتطبيق، قابل الجزائية املجلة من 53 الفصل أن لذلك تبعا

تفعيله وتحديد الظروف التي ميكن أن تربر التخفيف من العقوبة يف الحالة

الخاصة باملرتشح لرئاسية الجمهورية بالذات، تبقى من األمور الغري واضحة.

من سواء التدقيق من املزيد إىل اإلعاقة، ذوي للمرتشحني الخصوصية«

خالل القانون أو مبارشة من طرف الهيئة االنتخابية.

توصيات

• التهيئة نوعية توضيح املستقبل يف االنتخابية الهيئة عىل يتعني

التي من شأنها أن تسهل أكرث ما ميكن النفاذ إىل مكاتب االقرتاع،

وهو ما ينبغي تقديره ليس فقط بالنظر إىل اختيار موقع وشكل

مكتب االقرتاع وإنا أيضا إىل »إجراءات وتجهيزات ومواد اإلقرتاع«

املستعملة.

• وترويج بعث يف تلعبه دورا االنتخابية للهيئة يكون أن ينبغي

مشاركة يف الرتفيع إىل الرامية والتوعوية اإلعالمية الحمالت

اتخاذ عليها يتعني كام العامة. الحياة يف اإلعاقة ذوي األشخاص

التدابري الالزمة لتأمني نرش أفضل للمعلومات قبل االنتخابات. ومن

تنص التي 67 الفصل من األخرية الفقرة تحتاج قد املنطلق هذا

عىل مراعاة »االحتياجات الخصوصية« للمرتشحني ذوي اإلعاقة، إىل

مبارشة من طرف أو القانون التدقيق سواء من خالل من املزيد

الهيئة االنتخابية.

XI. الجرائم االنتخابية

مل يتجاوز عدد الفصول املضمنة باملرسوم عدد 35 لسنة 2011 واملتعلقة

بتحديد الجرائم االنتخابية والعقوبة املستوجبة عنها 5 فصول. أما القانون

االنتخايب فقد وسع ودقق هذه األحكام من خالل التمييز بني نوعني من

الجرائم : الجرائم االنتخابية بأتم معنى الكلمة )الباب السادس من قانون

الذي يحتوي عىل 19 فصال( واملخالفات املتعلقة بتمويل الحملة االنتخابية

)القسم II من الباب IV املتعلق بتمويل الحملة االنتخابية يف فرعه الرابع(.

يف واردة كانت التي بتلك مقارنة كبريا تقدما الجديدة األحكام تشكل

املرسوم عدد 35 لسنة 2011. فقد متت مراجعة العقوبات املستوجبة يف

املرتتبة والعقوبة املخالفة نوعية بني التناسب من املزيد تكريس اتجاه

الخطرية الجرائم إذ وحدها الجرائم. تعريف يف الدقة من واملزيد عنها،

أن ميكن التي أو االنتخابية العملية نزاهة من املبارش النيل يف املتمثلة

تؤثر عليها تأثريا جوهريا أصبحت تستوجب عقوبة السجن ملدة قد تصل

يتعلق وفيام ذلك، إىل إضافة العنف117. استعامل حال يف سنوات 5 إىل

تنص عىل مجموعة متدرجة األحكام أصبحت العديد من فإن بالعقوبة،

من العقوبات بدال عن العقوبات الثابتة كام كان الحال يف املرسوم عدد 35

لسنة 2011. وهو ما يسمح مبالءمة أفضل بني العقوبة والجرمية، ويشكل

بذلك تحسنا ملحوظا. ومع ذلك، فإن بعض أحكام القانون االنتخايب الزالت

تطرح إشكاال وهي تحتاج بالتايل إىل املزيد من التحسني.

117 كان املرسوم عدد 35 لسنة 2011 ينص عىل عقوبة السجن ملدة 5 سنوات بالنسبة

لعدد كبري من الجرائم التي يعترب بعضها مبدئيا أقل خطورة من الجرائم التي اصبحت

من والفصل 126 املرسوم من الفصل 76 )راجع العقوبة هذه ملثل مستوجبة اليوم

القانون االنتخايب(.

40

ويزداد اإلشكال الذي تطرحه هذه األحكام تعقيدا إذا ما أخذنا بعني االعتبار

ما جاء بالفصل 80 من تحجري مبديئ للتمويل األجنبي للحملة االنتخابية

التحجري. لتوضيح رشوط ومجال هذا التطبيقية النصوص إىل اإلحالة مع

وقد عرفت الهيئة »التمويل األجنبي« يف قرارها عدد 20 لسنة 2014 املؤرخ

يف 8 أوت 2014 واملتعلق بضبط قواعد متويل الحملة االنتخابية وإجراءاته

وطرقه118. من الرضوري أن يتم ضبط القواعد التي يكون خرقها مستوجبا

من الحرمان إىل باإلضافة سنوات، خمس ملدة بالسجن لعقوبة »آليا«

الرتشح، صلب القانون وال ضمن نص صادر عن هيكل اإلداري، خاصة إذا

كان هذا األخري غري خاضع لروزنامة محددة يف اتخاذه لهذه القواعد. ففي

خالف ذلك، ميكن اعتبار الفصل 163 فصال إشكاليا من منظور املادة 25 من

العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية كام تم تأويلها من قبل

لجنة حقوق اإلنسان119.

كام نص الفصل 163 عىل إمكانية اإلعالن عن حرمان كل مرتشح لالنتخابات

»لالنتخابات الرتشح من أجنبي متويل عىل تحصل أنه ثبت الرئاسية

الرتشح الحرمان من كان إن يبني أن املوالية«، دون والرئاسية الترشيعية

يرسي فقط عىل االنتخابات القادمة أو عىل كل االنتخابات الالحقة. وهي

مسألة ينبغي تدقيقها أو توضيحها يف القانون.

التي العقوبة لتقدير للقايض املجال ترك يقع أن يستحسن الختام، ويف

استعامل قواعد يخرق الرئاسية لالنتخابات مرتشح كل عىل ستسلط

معاينتها، متت التي الوقائع خطورة بحسب وتطويعها األجنبي التمويل

وذلك استنادا إىل الفصل 53 من املجلة الجزائية أو إىل أي مقتضيات أخرى

املرتاوحة بني العقوبات التنصيص عىل مجموعة من إذ ميكن ذات صلة.

حد أدىن وحد أقىص. كام بنبغي تحديد مفهوم »التمويل األجنبي« صلب

القانون.

توصيات

• التي ستسلط العقوبة لتقدير للقايض املجال املستحسن ترك من

عىل كل مرتشح لالنتخابات الرئاسية يخرق قواعد استعامل التمويل

118 الفصل 19: »يعترب متويال أجنبيا األموال النقدية أو العينية أو الدعائية املتأتية من:

حكومات أجنبية،

وإن حتى نشاطها، كان مهام خاصة، أو عمومية أجنبية، معنوية ذوات

كانت لها فروع يف تونس،

ذوات طبيعية أجنبية حتى وإن كانت مقيمة بتونس أو كان مصدر دخلها

تونسيا وفقا للترشيع الجبايئ،

الهبات أو الهدايا أو املنح التي يعترب مصدرها أجنبيا وفق الترشيع الجبايئ

مهام كانت جنسية املمول،

األمر تعلق سواء الرئاسية االنتخابات يف للمرتشحني بالخارج التونسيني متويل

بتمويل ذايت أو متويل خاص.

بالخارج االنتخابية الدوائر عن املرتشحة للقامئات بالخارج التونسيني متويل يعترب وال

متويال أجنبيا«.

»يجب :)CCPR/C/21/Rev.1/Add.7( 25 عدد العام التعليق اإلنسان، حقوق لجنة 119

أن تحدد يف القوانني استنادا إىل معايري موضوعية ومعقولة وحسب إجراءات منصفة

األسباب التي تجيز فصل شاغيل املناصب املنتخبني« )الفقرة 16(.

معاينتها، متت التي الوقائع خطورة بحسب وتطويعها األجنبي

وذلك استنادا إىل الفصل 53 من املجلة الجزائية أو إىل أي مقتضيات

أخرى ذات صلة. فعوض تسليط عقوبة السجن ملدة خمس سنوات

بصفة آلية ميكن التفكري يف التنصيص عىل عقوبة ترتاوح ما بني حد

أدىن وحد أقىص معني.

• إن العقوبات املشددة املنصوص عليها بالفصل 163 تسلط يف حالة

مخالفة قواعد يبدو أن البعض من جوانبها )خاصة مفهوم »التمويل

األجنبي« يف حد ذاته( غري محدد بوضوح يف القانون. وهو ما يشكل

أن املستحسن من لذا، القانوين. واألمان الرشعية مبدأ من نيال

يحتوي القانون، وال النصوص التطبيقية التي ال يخضع وضعها ألي

روزنامة واضحة، عىل كل التفاصيل الالزمة بشكل يجعل املرتشحني

قادرين عىل الترصف يف الوقت املناسب طبق ما يقتضيه القانون.

XII. املالحظون

العملية كانت إذا ما معرفة من للتمكن أمر رضوري االنتخابات مراقبة

وااللتزامات املعنية للدولة الداخيل القانون وفق أجريت قد االنتخابية

القانون الفصل 4 من بني االنتخابية. وقد لهذه األخرية يف مجال الدولية

اعتامد وإجراءات رشوط بضبط مطالبة االنتخابية الهيئة أن االنتخايب

املالحظني »ملتابعة املسار االنتخايب«120.

من الرضوري أن يقع تحديد هذه الرشوط واإلجراءات يف الوقت املناسب،

أي منذ بداية مرحلة ما قبل حملة االنتخابية. باعتبار أن املالحظة، سواء

املحلية أو الدولية، ال يجب أن تفهم باملعنى الضيق للمالحظة املحصورة

يف يوم االقرتاع بل يجب أن تفهم عىل أنها تغطي كامل املسار االنتخايب121.

يبدو أن استعامل عبارة »املسار االنتخايب« يف الفصل 4 يدل عىل أخذ هذا

البعد بعني االعتبار. إال أن واجب الهيئة االنتخابية يف ضبط أجل لتقديم

مطالب االعتامد مل تتم اإلشارة إليه إال يف الفصل 123 من القسم III من

الباب V من القانون االنتخايب املتعلق باالقرتاع والفرز وإعالن النتائج )من

بأن املالحظة النظر يف هذه املطالب(. مام قد يوحي دون تحديد آلجال

تقترص فقط عىل عمليات االقرتاع. لكن النصوص التطبيقية جاءت متناغمة

مع روح الفصل 4 من القانون122 حني نصت رصاحة عىل حق املالحظني يف

مراقبة عمليات تسجيل الناخبني.

املستقلة العليا بالهيئة املتعلق القانون من 3 الفصل من 10 املطة أيضا انظر 120

لالنتخابات.

121 انظر الفقرات 86 إىل 91 من مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات، الصادرة عن

.)CDL-AD)2002( 23 Rev. - 23 mai 2003( لجنة البندقية

املؤرخ يف 9 جوان 2014 عىل حق القرار عدد 9 لسنة 2014 الفصل 7 من ينص 122

عملية أو االنتخابية العملية مراحل مختلف متابعة واألجانب يف املحليني املالحظني

فرتة أو االنتخابية الفرتة الرتشحات، الناخبني، بقامئات »التسجيل بـ املتعلقة االستفتاء

االنتخابية الهيئة الفصل 21 من قرار )...(«. ونص النتائج، جمع الفرز، االقرتاع، االستفتاء،

عدد 7 لسنة 2014 عىل تخصيص أماكن داخل مكاتب التسجيل للمالحظني الحاملني

لبطاقات اعتامد لتمكينهم من متابعة عملية تسجيل الناخبني.

41

مطالب االعتامد الخاصة بهم.

• ينبغي أن تكون حقوق املالحظني واألماكن التي ميكنهم النفاذ إليها

الحق يف الخصوص منحهم ويتعني عىل وجه القانون. محددة يف

النفاذ إىل مراكز التجميع.

• هيئاتها أو الهيئة مجلس سواء االنتخابية، الهيئة إلزام ينبغي

الفرعية، بنرش قراراتها يف الوقت املناسب.

• من املستحسن أن يتم ضمن النصوص التطبيقية تحديد اإلجراءات

الخاصة بسحب االعتامد مع وضع ضامنات والتنصيص عىل حلول

متدرجة بحسب خطورة الوقائع موضوع املؤاخذة.

XIII. النزاعات االنتخابية

إن االعرتاف بالحقوق االنتخابية املعلن عنها يف املادة 25 من العهد الدويل

الخاص بالحقوق املدنية والسياسية سيكون له أثر محدود إذا ما تم فصله

بالتحديد يف ضامن احرتام فعالة تكمن غايتها الحق يف وسيلة طعن عن

أسايس حق هو ناجعة أو فعالة طعن وسيلة يف فالحق الحقوق. هذه

ومعرتف به عىل هذا النحو يف العديد من النصوص الدولية123. ويف مجال

الحقوق االنتخابية، ميكن تعريف الحق يف الطعن بالحق يف إضفاء حامية

فعالة عىل هذه الحقوق )حقوق االقرتاع، حرية تكوين الجمعيات، حرية

املتاحة اإلمكانية خالل من الخ.( التجمع، حرية اإلعالم، حرية التعبري،

انتهاكها املحتمل أمام إحدى املحاكم أو للجميع للمطالبة بتعويض جراء

123 تنص الفقرة 3 من الفصل 2 من العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية

ألي للتظلم فعال سبيل توفري تكفل بأن أ( « العهد يف األطراف الدول التزام عىل

شخص انتهكت حقوقه أو حرياته املعرتف بها يف هذا العهد، حتى لو صدر االنتهاك

عن أشخاص يترصفون بصفتهم الرسمية، ب( بأن تكفل لكل متظلم عىل هذا النحو

أن تبت يف الحقوق التي يدعى انتهاكها سلطة قضائية أو إدارية أو ترشيعية مختصة،

القانوين، وبأن تنمى إمكانيات الدولة أو أية سلطة مختصة أخرى ينص عليها نظام

التظلم القضايئ، ج( بأن تكفل قيام السلطات املختصة بإنفاذ األحكام الصادرة ملصالح

املتظلمني«. ويتميز الطعن الناجع )أو الفعال( باألساس من بأربعة معايري:

• هو طعن يسهل عىل املتقايض النفاذ إليه.

• هو طعن قابل للتفعيل يف الوقت املناسب.

• هو طعن من األفضل أن يكون ذات صبغة قضائية.

• هو طعن يقع البت فيه يف إطار محاكمة عادلة.

بقيت مسألة االعتامد. حيث نصت الهيئة االنتخابية يف قرارها عدد 9 لسنة

2014 املؤرخ يف 9 جوان 2014 واملتعلق بضبط رشوط وإجراءات اعتامد

قبول يتم أنه عىل واالستفتاء، لالنتخابات واألجانب املحليني املالحظني

مطالب االعتامد يف آجال تحددها الهيئة بالنسبة لكل انتخابات أو استفتاء،

أو االقرتاع يوم قبل األقل أسبوع عىل املطلب خالل تقديم يتم أن عىل

االستفتاء )الفصل 5(. يبدو إذا أن أجل األسبوع السابق ليوم االقرتاع املذكور

يف الفصل 5 يشري إىل أجل أقىص ال ميكن بعده تلقي مطالب االعتامد. لكن

يف غياب أي توضيح بشأن األجل املمنوح للهيئة للبت يف مطالب االعتامد،

تظل إمكانية مراقبة املالحظني لعملية تسجيل الناخبني متوقفة عىل إرادة

الهيئة قرار يف وال القانون يف ال تحديدها يقع مل مسألة وهي الهيئة.

االنتخابية. مام يعني أن هذا األجل املرتوك لتقدير الهيئة االنتخابية ميكن

أن يختلف من انتخابات إىل أخرى. لكن من الرضوري بالنسبة للمنظامت

التي ترغب يف مراقبة املسار االنتخايب بأكمله أن تكون عىل دراية باآلجال

التي سيتم فيها البت يف مطالبها.

الوطنيني املالحظني حق عىل ذكره السالف القرار من 7 الفصل نص

واألجانب يف النفاذ إىل مكاتب التسجيل ومكاتب االقرتاع والفرز. كام لهم

االستفتاء، عملية أو االنتخابية العملية مراحل مختلف متابعة يف الحق

مبا يف ذلك تجميع النتائج. لكن الفصل 7 مل يعرتف لهم رصاحة بالحق يف

»بالدخول النتائج. إذ مل يقع السامح للمالحظني النفاذ إىل مراكز تجميع

إىل املكتب املركزي ومراكز جمع« إال مبقتىض القرار عدد 32 لسنة 2014

بضبط واملتعلق 2014 أكتوبر 14 بتاريخ االنتخابية الهيئة عن الصادر

القرار(. النتائج واإلعالن عنها )الفصل 13 من قواعد وإجراءات احتساب

إليها النفاذ ميكنهم التي واألماكن املالحظني حقوق تكون أن املهم من

محددة يف القانون. ويتعني عىل وجه الخصوص أن يتم االعرتاف لهم صلب

القانون بالحق يف النفاذ إىل مراكز التجميع.

الهيئة مجلس اجتامعات يف الحضور بحق للمالحظني االعرتاف يقع مل

يف وال االنتخايب القانون يف ال لها التابعة الفرعية والهيئات االنتخابية

القرارات التطبيقية. فاالعرتاف مبثل هذا الحق ال يخلو من املخاطر. ومن

املرشوع أن ال يتم تعكري صفو املداوالت داخل الهيئة االنتخابية من خالل

من نوعا يعكس شأنه من ذلك وأن علام خارجها، من أشخاص حضور

الشفافية الصورية أكرث من ضامنه لشفافية حقيقية. لكن يف املقابل، من

الرضوري أن يقع نرش كل القرارات الصادرة عن الهيئة يف الوقت املناسب.

كام ينبغي متكني املالحظني املعتمدين من حضور جلسات املحاكم املكلفة

بالبت يف النزاعات االنتخابية.

وأخريا، مل يتم تناول مسألة سحب االعتامد ال يف القانون وال يف النصوص

تحديد التطبيقية النصوص تتوىل أن املستحسن من لذا، التطبيقية.

عىل والتنصيص ضامنات وضع مع االعتامد بسحب املتعلقة اإلجراءات

حلول متدرجة بحسب خطورة الوقائع موضوع املؤاخذة.

توصيات

• القانون االنتخايب عىل أجل أقىص التنصيص صلب يوىص بأن يقع

للبت يف مطالب الحصول عىل االعتامد من قبل الهيئة االنتخابية.

من املهم أن تكون املنظامت التي ترغب يف مراقبة كامل العملية

للبت يف االنتخابية للهيئة املمنوحة باآلجال االنتخابية عىل دراية

42

داخل الجمهورية. وهي حالة تكون فيها هذه الهيئات عىل مقربة نسبية

من املشتيك، حتى يتمكن هذا األخري عند االقتضاء من تقديم اعرتاضه126.

من حيث املوضوع، نزاعات تسجيل الناخبني ليست نزاعات معقدة وميكن

مع ابتدائيا. فيها بالنظر االنتخابية االدارة تكليف األنجع من يكون أن

ذلك، من الرضوري أن تتعامل الهيئات الفرعية مع هذه النزاعات بطريقة

موحدة، ناجعة )أن تكون قادرة خاصة عىل اتخاذ قرارات معللة ويف فرتة

املسار يف الفاعلة الجهات مختلف تكون وأن ومحايدة، وجيزة( زمنية

غري النزاعات هذه كانت فلنئ وحياديتها. بنجاعتها قناعة عىل االنتخايب

بالنسبة للقضاة، فهي ميكن أن تكون اشكالية الفنية الناحية معقدة من

بالبت فيها القضاء خاصة إذا ما كانوا مطالبني بالنسبة لغري املختصني يف

يف آجال محدودة للغاية. لذا، من الرضوري أن يقع أخذ كل االحتياطات

الالزمة لضامن ترصف الهيئات الفرعية مبهنية يف مجال النزاعات.

وفيام يتعلق باملرحلة القضائية، تم فتح باب الطعن ابتدائيا أمام املحكمة

محكمة لدى الحقا االستئناف إمكانية مع ترابيا املختصة االبتدائية

االستئناف املختصة ترابيا.

توجد يف تونس عىل مستوى كل والية محكمة ابتدائية، ما عدا يف واليات

تونس العاصمة وسوسة وصفاقس ونابل )األكرث كثافة سكانية( حيث نجد

انتخابية دائرة والية كل وتشكل منها. واحدة بكل ابتدائيتني محكمتني

منها واحدة كل تقسيم تم التي ونابل تونس وصفاقس باستثناء واليات

إىل دائرتني انتخابيتني. ويعترب الطعن أمام املحاكم االبتدائية ضامنا نسبيا

لتقريب القضاء من املواطنني الذين يرغبون يف التقايض.

أن الرغم من استئناف127. وعىل كام توجد حاليا يف تونس عرشة محاكم

سهولة النفاذ إىل محاكم االستئناف العرشة تختلف من محكمة إىل أخرى

اعتمده الذي الحل اعتبار ميكن بالنظر128، لها الراجعة الواليات بحسب

القانون االنتخايب حال مرضيا، مام يشكل تقدما واضحا باملقارنة مع ما كان

عليه األمر يف السابق129.

لكن تبقى مسألة االقتصار عىل نرش قامئات الناخبني ملدة يوم واحد )انظر

القسم VI( مسألة إشكالية. فمن الواضح أن هذه املدة القصرية غري كافية

لتقديم وبالتايل القامئات عىل لإلطالع الالزم الوقت من الناخبني لتمكني

اعرتاضاتهم.

126 كان الفصل 15 من املجلة االنتخابية )امللغاة مبوجب القانون االنتخايب( ينص عيل

إمكانية القيام بالطعن أمام لجنة مراجعة يتم توجيهه إىل رئيس بلدية أو العمدة وهو

عدة تشمل التي االنتخابية للدوائر الحايل الحجم إىل باملقارنة أكرب مقربة يضمن ما

بلديات وعامدات.

127 تونس، بنزرت، الكاف، قفصة، قابس، مدنني، صفاقس، سوسة، منستري ونابل.

الكاف والية من كل بالكاف االستئناف ملحكمة الرتايب النظر مرجع يشمل مثال، 128

وجندوبة و سليانة والقرصين، وهو ما يغطي مساحة قدرها 21.083 كم2، اي ما يساوي

%13 من املساحة الجملية للبالد التونسية.

129 تجدر اإلشارة إىل ان املرسوم عدد 35 لسنة 2011 املتعلق بانتخاب مجلس وطني

االبتدائية. املحاكم إىل بالنظر ترجع التقايض من واحدة درجة إال يكرس مل تأسييس

إضافية يوقر ضامنات ما وهو ثانية، تقايض درجة أضاف فقد االنتخايب القانون أما

للمتقاضني.

أمام أي هيئة أخرى124.

تنقسم النزاعات االنتخابية إىل فروع متعددة بعدد املراحل املتتالية للعملية

االنتخابية، بدءا بتسجيل الناخبني و وصوال إىل إعالن النتائج، ومرورا بتقديم

الرتشحات وبالحملة االنتخابية وبعمليات االقرتاع والفرز وتجميع األصوات.

وخالل كل مرحلة من هذه املراحل، يجب حامية الحقوق األساسية املعرتف

االنتهاكات من والسياسية املدنية بالحقوق الخاص الدويل العهد يف بها

املحتملة. لذا، ينبغي وضع آليات طعن فعالة متكن املواطنني )من ناخبني

ومرتشحني( من االعرتاض عىل االنتهاكات التي ميكن أن تنال إىل حقوقهم

األساسية.

الفرع األول: نزاعات تسجيل الناخبني

سهولة اللجوء إىل التقايض

حسب القانون االنتخايب متر النزاعات املتعلقة بقامئات الناخبني مبرحلتني

: مرحلة ما قبل قضائية تليها مرحلة قضائية تقوم عىل مبدأ التقايض عىل

درجتني.

الهيئات قبل من النزاعات معالجة تتم القضائية قبل ما املرحلة يف

الفرعية التابعة للهيئة االنتخابية )الفصل 14(125. وقد جاء بالفصل 21 من

القانون املتعلق بالهيئة االنتخابية أن لهذه األخرية »مبناسبة االنتخابات أو

االستفتاءات أن تحدث هيئات فرعية تتوىل مساعدتها عىل القيام مبهامها

املبينة بهذا القانون« . إال أن القانون املتعلق بالهيئة االنتخابية ال يأيت بأي

الهيئة إحداثها أو الفرعية التي ميكن ملجلس الهيئات توضيح بشأن عدد

االنتخابات مبناسبة االنتخابية الهيئة قامت وقد الجغرايف. توزيعها بشأن

الترشيعية لسنة 2014، بإحداث هيئة فرعية عىل مستوى كل دائرة انتخابية

فيام الناخبني، متكني بوجوب املتحدة لألمم التابعة اإلنسان حقوق لجنة تعرتف 124

أو غريها من املحاكم أمام التقاىض إىل اللجوء « من والفرز، االقرتاع يتعلق مبرحلة

اإلجراءات املعادلة« كام اعترب مجلس االتحاد الربملاين، يف إعالنه حول معايري االنتخابات

الحرة والنزيهة )1994(، أنه من الرضوري إلجراء انتخابات دميقراطية أن تكفل الدولة

بشكل االنتخابية بالعملية املتعلقة والشكاوى اإلنسان حقوق انتهاكات »معالجة

أو كاملحاكم ومحايدة مستقلة هيئة قبل من االنتخابات، فرتة اثناء ورسيع فعال

حقوق عىل تركز أخرى عنارص املبديئ اإلعالن هذا إىل وتنضاف االنتخابية«. اللجنة

معينة، كحق »كل فرد حرم من الحق يف التصويت أو من التسجيل بصفته ناخبا« يف

»الطعن يف مثل هذا القرار أمام محكمة مختصة للنظر فيه وتصحيح األخطاء بشكل

رسيع وناجع«، أو الحق يف«حامية قانونية ويف وسيلة للطعن يف خال انتهاك الحقوق

السياسية واالنتخابية« لكل فرد ولكل حزب سيايس. كام كانت لجنة البندقية أكرث دقة،

من خالل مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات، حني انتقلت من اشرتط الحق

عدة من بذاته هو يتكون فعال طعن نظام يف الحق اشرتاط إىل الفعال الطعن يف

عنارص. وتعكس كل هذه النصوص األهمية التي يوليها املجتمع الدويل للقواعد املشرتكة

األفريقي امليثاق أكد كام للنازعات. واملحايدة والفعلية العادلة بالتسوية املتعلقة

النفاذ يف 15 فيفري 2012(، وهو للدميقراطية واالنتخابات والحكم )الذي دخل خيز

أول نص قانون دويل عام يتضمن إشارة مبارشة إىل »النزاعات االنتخابية«، عىل التزام

الدول األطراف بـ »إحذاث وتعزيز آليات محلية للبت يف النزاعات االنتخابية يف أحسن

اآلجال« )املادة 17 )2((.

125 نص الدليل الخاص بنزاعات تسجيل الناخبني عىل تكليف الهيئات الفرعية التابعة

للهيئة االنتخابية بالبت يف مطالب االعرتاض.

43

إجراءات مبسطة

من خصوصيات النزاعات االنتخابية هو اشرتاط الرسعة والنجاعة يف معالجة

االعرتاضات. ويف رشط الرسعة إشارة إىل جملة التدابري املتخذة للتمكن من

إىل تهدف التي تلك فيها مبا وجيزة، زمنية فرتة يف االعرتاضات يف البت

تبسيط إجراءات تقديم الشكاوى والنظر فيها132.

االنتخابية مبسطة. الهيئة القضايئ لدى وردت إجراءات االعرتاض ما قبل

فقد نص الفصل 14 من القانون االنتخايب عىل أن يتم االعرتاض بأي وسيلة

»ترتك أثرا كتابيا«. كام يجب تقديم مطلب االعرتاض يف أجل ال يتجاوز ثالثة

أيام من تاريخ نرش قامئات الناخبني.

من أيام ثالثة يتجاوز ال أجل يف االبتدائية املحكمة لدى الطعن ويرفع

تاريخ اإلعالم بقرار الهيئة االنتخابية. ويجب عىل العريضة أن تتضمن عرضا

موجزا للوقائع واألسانيد والطلبات، وأن تكون مصحوبة بنسخة من القرار

املطعون فيه ومبا يفيد إعالم الهيئة االنتخابية بالطعن. وإن كان ال يشرتط

يف اإلعالم بالطعن أن يكون بشكل معني، يعترب هذا االجراء عائقا محموال

عىل كاهل املدعي من دون موجب. قد يكون من األفضل تكليف كتابة

يتطلب ما وهو املعنية. لألطراف الطعن تبليغ مبهمة املختصة املحكمة

االنتخابية اإلدارة املعنية وكذلك بني املحاكم إداريا محكام داخل تنظيام

وهذه املحاكم، ال سيام وأن اآلجال املتعلقة بهذا اإلجراء جد قصرية.

من جهة أخرى، نص الفصل 16 من القانون االنتخايب عىل عدم وجوبية إنابة

النزاعات من مبدئيا ليست الناخبني بتسجيل املتعلقة فالنزاعات محام.

املعقدة كثريا من الناحية التقنية. ومن املعقول هنا اعتبار إنابة املحامي،

التي عادة ما ترافقها نفقات إضافية يتحملها املتقايض، غري رضورية.

لكن هذا قد يستوجب يشء من املرونة من جانب املحاكم املختصة بالنظر

يف هذه النزاعات133. إذ يتعني عىل املحاكم أن تستخلص كل النتائج املرتتبة

عن اإلعفاء من إنابة املحامي وأال تؤاخذ املدعني من أجل عدم احرتامهم

إجراءات الطعن.

مبسطة إجراءات إىل أيضا هو االستئناف محاكم أمام الطعن ويخضع

ويتم من دون وجوب إنابة محام )الفصل 18(، وهو بذلك موجب لنفس

املالحظات التي تم إبداؤها بشأن الدعوى االبتدائية.

اآلجال

أن االبتدائية املحكمة االنتخايب، يجب عىل القانون للفصل 17 من طبقا

تبت يف الدعوى يف أجل ثالثة أيام من تاريخ تقديم عريضة الطعن. وينص

تاريخ أيام من تبت يف أجل ثالثة االستئناف أن محكمة الفصل 18 عىل

132 مجلس االتحاد الربملاين، اإلعالن حول معايري االنتخابات الحرة والنزيهة، 26 مارس

1994: »لكل فرد حرم من الحق يف التصويت أو من التسجيل بصفته ناخب الحق

يف الطعن يف مثل هذا القرار أمام محكمة مختصة للنظر فيه وتصحيح األخطاء بشكل

رسيع وناجع« )الفقرة 4(. راجع أيضا اللجنة البندقية، مدونة حسن السلوك يف مجال

االنتخابات، الخطوط التوجيهية، الفرع 3.3.ب. : »يجب أن تكون اإلجراءات بسيطة

وغري مثقلة بالشكليات، خاصة فيام يتعلق بقبول الطعون«.

133 كام هو الشأن يف مجال نزاعات الشغل.

التقايض عىل درجتني

عىل مستوى املرحلة القضائية، كرس القانون االنتخايب مبدأ التقايض عىل

النزاع. طبيعة إىل بالنظر فيه مبالغا مبدئيا يبدو قد أمر وهو درجتني.

كام يبدو أن أعضاء املجلس الوطني التأسييس الذين صادقوا عىل القانون

االنتخايب قد اعتمدوا هذا االختيار احرتاما ألحكام الدستور التونيس الذي

130 منه عىل مبدأ التقايض عىل درجتني. نص يف الفصل 108

من وجهة نظر القانون الدويل، مبدأ التقايض عىل درجتني ال يكون ملزما

من 14 املادة من 5 )الفقرة جزائية جرائم أجل من اإلدانة حالة يف إال

العهد الدويل الخاص بالحقوق املدنية والسياسية(. وقد بينت لجنة حقوق

اإلنسان يف تعليقها العام عدد 32 أن الضامنات اإلجرائية املنصوص عليها يف

الفقرات 2 إىل 5 من املادة 14 من العهد الدويل – التي تنص عىل االلتزام

بإعادة النظر من قبل محكمة أعىل درجة – هي ضامنات معرتف بها لكل

أشارت كام العام(. التعليق من 3 )الفقرة جزائية بجرمية متهم شخص

اللجنة إىل أن »الفقرة 5 من املادة 14 ]االلزام بإعادة النظر من قبل محكمة

أعىل درجة[ ال ترسي عىل اإلجراءات املتعلقة بالحقوق وااللتزامات املدنية

الجزايئ االستئناف منظومة من عنرصا يشكل ال آخر إجراء أي تجاه أو

كالدعاوى الدستورية« )الفقرة 46(131.

أن يبدو لكن االلتزام. بهذا معنية إذا ليست الناخبني تسجيل نزاعات

يف درجتني عىل التقايض تعميم نحو متجهة أصبحت الدول من العديد

املجالني املدين والجزايئ، خاصة وأن ال يشء مبدئيا يحول دون ذلك. وهذا

ليس إال جزءا من التوجه العام املتمثل يف توسيع مجال الضامنات املتعلقة

باملحاكمة الجزائية لتمتد إىل اإلجراءات املدنية. ومع ذلك، يتعني التساؤل

إطار يف مجحفا عائقا يشكل ال درجتني عىل التقايض مبدأ كان إذا عام

نزاعات تسجيل الناخبني التي تكون آجال النظر فيها موجزة بشكل خاص.

توصية

• لضامن الفعالية، يستحسن النظر يف مدى إمكانية التخفيف

الناخبني وذلك عرب املتعلقة بتسجيل التقايض من مراحل

االكتفاء بدرجة تقاض واحدة.

املسألة هذه بخصوص االنتخايب القانون تنقيح أن إىل اإلشارة ينبغي الذي كرس التونيس الدستور التعديل املسبق للفصل 108 من يستوجب

مبدأ عاما للتقايض عىل درجتني.

وييرس مضمونان، الدفاع وحق التقايض »حق التونيس: 130 الفصل 108 من الدستور

القانون اللجوء إىل القضاء و يكفل لغري القادرين ماليا اإلعانة العدلية. ويضمن القانون

التقايض عىل درجتني )...(«.

2007 أوت 23 بتاريخ االنسان حقوق لجنة عن الصادر 32 عدد العام التعليق 131

)CCPR/C/GC/32 du 23 août 2007(. راجع أيضا موقف لجنة حقوق االنسان كام عربت عنه

Communication No. 1047/2002, U.N.( ضد بيالروسيا )Leonid Sinitsin( يف قضية ليونيد سنتسني

.))Doc. CCPR/C/88/D/1047/2002 )2006

44

تعترب اإلجرائية املادة يف لكن والتجارية137. املدنية املرافعات مجلة من

اإلحالة إىل مقتضيات واردة يف نص ترشيعي أخر مسألة مثري للجدل، خاصة

حني يتعلق األمر بنزاعات ال تتطلب إنابة محام. فقد يصعب عىل املواطن

ستتبعها التي اإلجراءات لفهم األخرى القانونية النصوص إىل الرجوع

املحكمة تجاهه.

توصيات

• اإلجراءات يف املواجهة مبدأ احرتام عدم مخاطر من للتقليل

القضائية املتعلقة بتسجيل الناخبني، من املستحسن أن يتم ضبط

آجال للطعن وللبت يف الطعون تكون أطول بقليل.

• ينبغي أن يقع تحديد آجال كافية لتعليق قامئات الناخبني لتمكني

الناخبني من اإلطالع عليها وتقديم اعرتاضاتهم املحتملة بشأنها.

• يتعني أن ال يقع إلزام الطاعنني بإعالم األطراف املعنية بالطعن. فمن

بتبليغ املكلفة املختصة هي املحكمة كتابة تكون أن املستحسن

الطعن لألطراف املعنية.

137 فصول مجلة املرافعات املدنية والتجارية املنطبقة عىل النزاعات االنتخابية املتعلقة

بتسجيل الناخبني:

الفصل 43: »ترفع الدعوى لدى حاكم الناحية بعريضة كتابية يسلمها الطالب أو من

ميثله لكتابة املحكمة.

و تكون هذه العريضة مشتملة عىل اسم ولقب و مهنة ومقر كل من الطالب واملطلوب

وعند االقتضاء عدد الرتسيم بالسجل التجاري و مكانه واسم من ميثله ان وجد و لقبه

ومهنته و مقره.

العريضة عىل اسمه و او املطلوب شخصا معنويا يجب ان تشتمل الطالب واذا كان

و التجاري بالسجل ترسيمه عدد و كان رشكة ان القانوين شكله و االجتامعي مقره

مكانه.

كام يجب ان تشتمل عريضة الدعوى عىل موضوع الدعوى و طلبات املدعي.

و يجب عىل كاتب املحكمة ان يرسم بلك العريضة يف يوم تلقيها بالدفرت املعد لذلك

ثم يقدمها للقايض«.

الفصل 46: »يضمن باالستدعاء اسم ولقب و حرفة ومقر الطالب واملطلوب و موضوع

الدعوى و املحكمة الراجع لنظرها فصل النازلة و تاريخ اليوم املعني للحضور. ويبني

كان يحسن ان املستدعي عليه التبليغ و مييض تاريخ و املبلغ وصفته اسم بالجذر

االمضاء أو ينص عىل عجزه أو امتناعه كام مييض عليه املبلغ وهذا الجذر يضيفه كاتب

املحكمة مللف القضية.

تنطبق أحكام الفصول 6 و 7 و 8 و 9 و 10 من هذه املجلة عىل االستدعاءات لدى

محكمة الناحية بقدر ما ال تتخالف مع القواعد الخاصة بهذه املحكمة«.

وتاريخها قبولها ترتيب عىل تقيد الناحية حاكم عىل املعروضة »النوازل الفصل 47:

و الدعوى موضوع و الخصوم اسامء عىل الدفرت بهذا ينص و الشأن لهذا معد بدفرت

تاريخ الحكم ونصه.«

الفصل 48 )فقرة اخرية(: »وبصورة ال يناسبها االجل اعاله فانه ميكن للحاكم ان يأذن

بوقوع االستدعاء للمرافعة لديه من ساعة اىل اخرى و ينص عىل ذلك يف االستدعاء«.

اليوم يف الناحية حاكم لدى محام بواسطة او بأنفسهم الخصوم »يحرض الفصل 49:

املعني باالستدعاء او عليه بينهم.

واذا مل يحرض الطالب بنفسه او بواسطة محام فان النازلة تطرح وإذا مل يحرض املطلوب

بعد بلوغ االستدعاء اليه بنفسه او بواسطة محام فانه يحكم يف النازلة«.

قضايا عىل االبتدائية املحاكم لدى لالجراءات املقررة القواعد »تنطبق :50 الفصل

محاكم النواحي بقدر ما ال تتخالف مع االحكام الخاصة بها«.

تقديم عريضة االستئناف. تعترب هذه اآلجال املحددة للبت مقتضبة جدا.

وإن مل تكن هنالك معايري دولية يف هذا املجال، فإن مختلف النصوص، مبا

يشرتط الذي والحكم واالنتخابات للدميقراطية األفريقي امليثاق ذلك يف

النظر يف االعرتاضات »يف أفضل اآلجال« )املادة 17)2((، تؤكد عىل أهمية

اإلرساع عند البت يف النزاعات. أما لجنة البندقية فقد بينت أن آجال تقديم

بأنه أيام، مذكرة أن تكون يف حدود 3 إىل 5 ينبغي فيها الطعون والبت

»يجب أن يكون اإلجراء ذات طابع قضايئ بشكل يحفظ حق الطاعنني يف

املواجهة«134. كام ذكرت لجنة حقوق اإلنسان يف تعليقها عدد 32 بأن »مبدأ

املساواة بني األطراف ينطبق كذلك عىل اإلجراءات املدنية وهو يستوجب

يف جانب منه إتاحة الفرصة لكل طرف لالعرتاض عىل جميع الحجج واألدلة

املقدمة من قبل الطرف اآلخر« )الفقرة 13(. يستخلص من هذه النصوص

أنه من املهم قبل كل يشء إيجاد توازن بني احرتام الضامنات املتصلة بكل

إجراء قضايئ من جهة، ورضورة الفصل يف النزاعات يف آجال مقتضبة جدا

من جهة أخرى.

يبدو من الصعب يف مثل هذا األجل القصري ضامن فعالية مبدأ املواجهة135

وبالتايل ضامن رشوط املحاكمة العادلة. لكن رغم أن األمر يتعلق بنزاعات

املتعهدة املحاكم احتياج إمكانية تبقى كبري، بشكل مبدئيا معقدة غري

املحاكم فإلزام قامئة. النزاعات بعض للبت يف الوقت من للمزيد بالنظر

من والنيل الترسع يف يتسبب قد املقتضبة اآلجال هذه مثل يف بالبت

الضامنات املتصلة بأي طعن قضايئ136 أيا كان موضوعه.

من جهة أخرى، نص الفصل 17 من القانون االنتخايب عىل تطبيق املحاكم

50 و 49 األخرية(، )الفقرة 48 ،47 ،46 ،43 الفصول ألحكام االبتدائية

134 مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات، التقرير التفسريي، الفقرة 100.

135 كل طرف يجب أن تتاح له إمكانية مناقشة الوقائع واملستندات القانونية التي

أثارها الخصم ضده.

136 أوضحت لجنة الوزراء مبجلس أوروبا يف توصيتها عدد 20 )2004( املتعلقة الرقابة

القضائية عىل أعامل اإلدارة، أن الضامنات املتمثلة مثال يف مبدأ املواجهة وتكافؤ وسائل

الدفاع بني أطراف النزاع من شأنها أن تنطبق كذلك عىل إجراءات الرقابة عىل أعامل

اإلدارة.

45

موقف وسط. إذ تدعو لجنة البندقية إىل توسيع حق القيام باالعرتاف لكل

التي متت الرتشحات بالحق يف االعرتاض عىل الدائرة االنتخابية ناخب يف

عىل مستوى نفس تلك الدائرة140. لكن بعض املنظامت الدولية األخرى لها

موقف أكرث اعتداال يف هذا الشأن، حيث تركت للدول هامشا واسعا من

التقدير141. ومن الحجج التي كثريا ما تثار لتربير رفض االعرتاف بحق القيام

لكل ناخب، الحجة املتمثلة يف إمكانية إغراق املحاكم بالقضايا.

سهولة اللجوء إىل التقايض

ابتدائيا أمام املحكمة االبتدائية املختصة ترابيا142 واستئنافيا ميكن الطعن

أمام الدوائر االستئنافية باملحكمة اإلدارية )الفصل 29(. ويعترب رفع الدعوى

أمام املحاكم االبتدائية ضامنة نسبية لتقريب القضاء من املرتشحني الذين

يرغبون يف تقديم دعوى قضائية.

باملحكمة االستئنافية الدوائر أمام االستئناف تقديم دعوى آجال حددت

اإلدارية143 بثالثة أيام )الفصل 29(. بالنظر إىل تواجد مقر املحكمة اإلدارية

يف تونس العاصمة وعدم تنصيص القانون املتعلق بهذه املحكمة )القانون

هذه كتابة تاريخ يف ،)1972 جوان غرة يف املؤرخ 1972 لسنة 40 عدد

الدراسة التحليلية، عىل إنشاء دوائر استئنافية يف الجهات144، ميكن اعتبار

للمدعني بالنسبة خاصة للغاية قصرية آجاال باالستئناف الطعن آجال

املقيمني بعيدا عن تونس العاصمة.

آجال البت

حسب الفصل 28 من القانون االنتخايب، يجب عىل املحكمة االبتدائية أن

تبت يف الدعوى يف أجل أقصاه ثالثة أيام عمل145 من تاريخ تقديم الطعن.

وفيام يتعلق باالستئناف، فهو من اختصاص الدوائر االستئنافية باملحكمة

أيام أقصاه ثالثة املرافعة يف أجل التي يجب عليها تعيني جلسة اإلدارية

من تاريخ ترسيم العريضة، والترصيح بالحكم يف أجل 48 ساعة من تاريخ

140 الفقرة 99 من التقرير التفسريي ملدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات.

141 مجلس االتحاد الربملاين، االعالن حول معايري االنتخابات الحرة والنزيهة، 1994، الفقرة

.)6(

القرارات ضد املوجهة الدعاوى يف بالنظر 1 بتونس االبتدائية املحكمة تختص 142

املتعلقة برتشح القامئات بالخارج )الفصل 27(.

143 اختيار املحكمة اإلدارية كهيئة قضائية استئنافية يدل عىل أن املرشع التونيس يعترب

النزاعات االنتخابية من صنف النزاعات اإلدارية، وأن منحه االختصاص بالنظر يف بعض

تتمثل يف الناخبني( جاء ألسباب عملية العدلية )كنزاعات تسجيل للمحاكم النزاعات

غياب دوائر إدارية ابتدائية عىل املستوى الجهوي وعدم قدرة املحكمة اإلدارية بتونس

ماديا عىل النظر يف كل النزاعات االنتخابية ابتدائيا واستئنافيا. إال أن منح االختصاص

بالنظر استئنافيا يف نزاعات الرتشح ملحكمة واحدة يعترب أمرا مفيدا ألنه ميكن من تفادي

التأويالت القضائية املتباينة.

144 ينص الفصل 15 من القانون عدد 40 لسنة 1972 املؤرخ يف غرة جوان 1972 واملتعلق

تاريخ الجهات. ويف ابتدائية عىل مستوى اإلدارية فقط عىل إحداث دوائر باملحكمة

كتابة الدراسة التحليلية الراهنة مل يتم بعد احداث الغرف االبتدائية الجهوية التابعة

للمحكمة اإلدارية.

االنتخايب القانون من 28 الفصل نص الناخبني، بتسجيل املتعلقة للدعوى خالفا 145

بالنسبة لهذا الصنف من الدعاوى عىل أن الثالث أيام يجب أن تكون أيام عمل.

• فيام يتعلق بنزاعات تسجيل الناخبني، ينبغي عىل القانون االنتخايب

يف واردة أحكام إىل اإلحالة دون املنطبقة اإلجراءات يحدد أن

قوانني أخرى تفاديا إلرباك املواطنني خاصة وأنهم معفيون من إنابة

املحامي يف هذا الصنف من النزاعات.

الفرع 2: نزاعات الرتشح

الرتشح لالنتخابات الترشيعية

بأجل االنتخايب القانون من 26 الفصل مبوجب االنتخابية الهيئة تتمتع

الرتشح لالنتخابات تاريخ ختم أجل تقديم مطالب أيام من اقصاه سبعة

الترشيعية للبت يف هذه املطالب. وينص نفس الفصل عىل واجب الهيئة يف

تعليل قرار الرفض، وهو ما يشكل تقدما باملقارنة مع املرسوم عدد 35 لسنة

)من الرتشيحات ضمنيا برفض االنتخابية لإلدارة يسمح كان الذي 2011

خالل عدم تسليم الوصل النهايئ يف غضون أربعة أيام( وبالتايل من دون

تعليل. فواجب التعليل من شأنه أن ميكن املدعي من صياغة عريضة دعواه

وتضمينها املطاعن التي سيعرتض من خاللها عىل أسباب رفض ترشيحه.

حق القيام

الهيئة قرارات يف الطعن ميكن االنتخايب القانون من 27 الفصل حسب

املمثل أو أعضائها أحد أو القامئة رئيس قبل من الرتشحات، بخصوص

القانوين للحزب أو أعضاء بقية القامئات املرتشحة بنفس الدائرة االنتخابية.

الطعن. إذ حسب الحق يف التوسيع يف انتخابات 2011، تم باملقارنة مع

الفصل 29 من املرسوم عدد 35 لسنة 2011 كان هذا الحق مقترصا عىل

رؤساء القامئات. أما بقية املرتشحني ضمن القامئات املنافسة فلم يكن لهم

الحق مبوجب هذا املرسوم يف االعرتاض عىل قبول إحدى القامئات138.

يشكل التوسيع يف حق القيام من التحسينات املدخلة عىل اإلطار القانوين

الحق منح أن معتربة الدولية، النصوص من العديد إليها تدعوا والتي

استيفائها لعدم القامئات إحدى قبول يف الطعن يف املنافسني للمرتشحني

للرشوط القانونية يعد أمرا مرشوعا139.

وهي الناخبني. ليشمل الطعن حق يف يوسع مل االنتخايب القانون أن إال

املسألة انقسمت حولها اآلراء إىل موقفني متضاربني: فمن جهة أوىل، نجد

ينبغي وبالتايل للجميع مصلحة الدميقراطية يف أن يعترب الذي املوقف

االعرتاف للجميع باملصلحة يف القيام من أجل حاميتها. ومن جهة أخرى،

نجد املوقف الكالسييك الذي يعترب أن إمكانية رفع الدعوى يجب ان تقترص

فقط عىل األطراف القادرين عىل إقامة الدليل عىل وجود صلة مبارشة بني

الخرق الحاصل ووضعيتهم. وتتجه النصوص الدولية نحو الدعوة إىل اعتامد

138 نص الفصل 29 من املرسوم عدد 35 لسنة 2011 عىل أنه يجب تقديم الطعن يف

قرارات رفض الرتشحات مبقتىض عريضة كتابية »يسلمها رئيس القامئة أو من ميثله إىل

كتابة املحكمة االبتدائية املختصة ترابا )...(«.

139 عىل املستوى االورويب، تعترب مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات الصادرة عن

يتقدم الدائرة ولكل مرشح أمام كل ناخب يف الطعن أنه »يتعني فتح البندقية لجنة

فيها« )الفقرة 99 من التقرير التفسريي(.

46

إذا قامت الدوائر االستئنافية بتطبيق هذه األحكام بحذافرها، سيحق لها

رفض كل طعن غري مقدم من طرف محام. لذا، ينبغي عىل القانون االنتخايب

الرفض إىل يؤدي أن كل غموض من شأنه املسألة إلزالة يوضح هذه أن

شكال. وكام هو الشأن بالنسبة للدعاوى االبتدائية، ينبغي أن تكون دعوى

االستئناف معفية من إنابة املحامي.

أما املالحظة الثانية فهي تتعلق بواجب تبليغ الطعن باالستئناف بواسطة

االبتدايئ الطور بالطعن يف لإلعالم )الفصل 29(، وذلك خالفا تنفيذ عدل

الذي مل يشرتط فيه أن يكون يف شكل معني. إذ نالحظ وجود شكليات أكرث

رصامة عىل مستوى االستئناف تم التنصيص رصاحة عىل أن عدم احرتامها

موجب لرفض الطعن )الفصل 29(.

يبدو اشرتاط اإلعالم عن طريق عدل تنفيذ أمرا مجحفا. لذا، يتعني أن يكون

هذا اإلعالم محموال عىل عاتق كتابة املحكمة املختصة عوضا عن املدعي.

توصيات

• إلزام يعترب الترشيعية، لالنتخابات الرتشح بنزاعات يتعلق فيام

واألطراف االنتخابية الهيئة إىل العريضة بتبليغ املدعية الجهة

أن ينبغي إذ إجراء شكليا مشطا. )الفصل 27( بالطعن املشمولة

عىل وال املختصة املحكمة كتابة عاتق عىل اإلعالم إجراء يوضع

عاتق املدعي.

• يتعني عىل القانون االنتخايب أن يعفي الجهة املدعية من إنابة محام

أمام الدوائر اإلستئنافية باملحكمة اإلدارية )الفصل 29( عىل غرار

الدعاوى االبتدائية املتعلقة بالرتشح لالنتخابات الترشيعية.

• باالستئناف الطعن شكليات من االنتخايب القانون يلني أن ينبغي

واجب بحذف وذلك الترشيعية، لالنتخابات الرتشحات بخصوص

أن يتعني إذ .)29 )الفصل تنفيذ عدل بواسطة بالطعن اإلعالم

عوضا املختصة املحكمة كتابة عىل محموال اإلعالم واجب يكون

عن املدعي.

• عىل ينبغي الترشيعية، لالنتخابات بالرتشح املتعلقة النزاعات يف

محاكم البداية أن ال تأول صمت القانون بشأن مسألة عدم القبولية

ألسباب شكلية عىل أنه يلزمها برفض الدعاوى التي ال تحرتم الرشوط

يتعلق فيام أما آلية. بصفة القانون يف عليها املنصوص اإلجرائية

بإجراءات االستئناف فيتعني حذف املقتضيات التي تنص عىل عدم

القانون من )29 )الفصل اإلجراءات خرق بسبب الدعوى قبول

االنتخايب واستبدالها بأحكام تكون أكرث مرونة ومتنح للقضاة هامشا

من السلطة التقديرية يف هذه املجال.

• القانون االنتخايب أن يضع آجاال أطول للبت، سواء يف ينبغي عىل

الطور االبتدايئ ويف االستئناف، بشكل يضمن مبدأ املواجهة ويسمح

خاصة للقضاة بالبت يف ظروف أفضل مع احرتام الضامنات املتصلة

بإجراء محاكمة العادلة.

جلسة املرافعة )الفصل 30(.

من الصنف لهذا بالنسبة الدولية النصوص تدعوا أعاله، ذكره تم وكام

العادية. النزاعات إىل اعتامد آجال أقرص من تلك املعتمدة يف اإلجراءات

حيث تعترب لجنة البندقية التابعة ملجلس أوروبا أنه يتعني »أن تكون آجال

أيام يف 5 إىل الطعن قصرية ]من 3 القرار بخصوص اتخاذ الطعن وآجال

الطور االبتدايئ[«146.

تعد اآلجال املنصوص عليها يف الفصلني 28 و 30 من القانون االنتخايب )يف

خاللها ضامن يصعب قد جدا، قصرية آجاال واالستئناف( االبتدايئ الطور

فعالية مبدأ املواجهة. وعالوة عىل ذلك فإن مثل هذه اآلجال تحول واقعيا

دون متكني القايض من إجراء التحقيق. لذا، يتعني النظر يف إمكانية التمديد

بالنظر إىل لكن العادلة. املحاكمة احرتام مبادئ يف اآلجال بشكل يضمن

والترصيح النظر آجال تتجاوز أال ينبغي االنتخابية، الدورة مستلزمات

بالحكم الخمسة أيام.

االجراءات

املحاكم أمام بالطعن املتعلق االنتخايب القانون من 27 الفصل ينص

االبتدائية عىل أن إنابة املحامي ليس وجوبية. وعىل غرار األحكام املتعلقة

إىل النفاذ املواطنني التنصيص يسهل عىل الناخبني، هذا بنزاعات تسجيل

الحق األسايس لكل مواطن يف املشاركة يف أمر مهم لضامن القضاء، وهو

فيام الرصامة شديدة تكون ال أن املحاكم عىل وينبغي العامة. الشؤون

يتعلق بعدم احرتام الشكليات اإلجرائية املبينة يف القانون، علام وأن هذا

األخري ال ينص رصاحة عىل رفض الدعاوى املرفوعة أمام املحاكم االبتدائية

شكال، مام يرتك للقايض هامشا من السلطة التقديرية يف هذا املجال.

بتبليغ عريضة املتاحة له الثالثة الطاعن أن يقوم خالل األيام يجب عىل

املشمولة األطراف وإىل االنتخابية الهيئة إىل باملستندات مرفوقة دعواه

إذ مشطا. اإللزام هذا يعترب أعاله، بيانه تم وكام .)27 )الفصل بالطعن

ينبغي أن يوضع إجراء اإلعالم عىل عاتق كتابة املحكمة املختصة وال عىل

عاتق املدعي.

والتجارية. وكام هو املدنية املرافعات أحكام مجلة إىل الفصل 28 يحيل

األمور عىل تعقد اإلحالة الناخبني، هذه تسجيل لنزاعات بالنسبة الشأن

دراية عىل يكون أن ينبغي محامي، مساعدة دون ومن الذي، الطاعن

بالنصوص القانونية األخرى لفهم اإلجراءات الجارية.

املالحظة أما مالحظتني. إبداء ميكن اإلستئناف، بإجراءات يتعلق وفيام

األوىل فهي تتعلق مبسألة إنابة املحامي التي مل يتم التعرض إليها يف القانون

االنتخايب )الفصل 29(. فهذا الصمت من جانب القانون االنتخايب ميكن أن

لسنة 1972 القانون عدد 40 الفصل 59 من إشكاال ألنه، مبوجب يطرح

املؤرخ يف غرة جوان 1972 واملتعلق باملحكمة اإلدارية، »يرفع االستئناف

]...[ لدى الدوائر االستئنافية باملحكمة اإلدارية مبقتىض مطلب يقدم لكتابة

املحكمة عن طريق بواسطة محام لدى التعقيب أو لدى االستئناف ]...[ ».

II.3.3 146 والفقرة 95 من مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات الصادرة عن لجنة

.)CDL-AD )2002( 23 Rev., II.3.3. et §95( 2002 البندقية يف

47

مراجعة املستحسن )الفقرة 13(148. من اآلخر« الطرف قبل املقدمة من

القانون االنتخايب لوضع آجال أطول للنظر يف القضية تسمح لألطراف بتبادل

ملحوظاتهم وفقا ملبدأ املواجهة وخالل فرتة زمنية معقولة. لكن بالنظر إىل

مستلزمات الدورة االنتخابية ال ينبغي أن تتجاوز هذه اآلجال خمسة أيام.

ينص الفصل 46 عىل منح الدوائر االستئنافية باملحكمة اإلدارية أجل ثالثة

أيام للمفاوضة والترصيح بأحكامها. هذا األجل قصري وميكن أن يكون لها

لالنتخابات الرتشحات حالة يف سيام ال األحكام، جودة عىل سلبي تأثري

بالفصل 41 املنصوص عليها الناخبني الرئاسية. فتزكية املرتشحني من قبل

التي النزاعات من للعديد مصدرا تكون أن ميكن االنتخايب القانون من

تتطلب وقتا للنظر فيها من طرف املحكمة حتى يقع التثبت من اإلمضاءات

وإجراء التحقيق عند االقتضاء.

من املستحسن أن يقع ضبط آجال أطول للبت، حتى يتمكن القضاة من

املطلوبة التحريات كانت إذا أفضل، خاصة الطعون يف ظروف يف النظر

تستوجب املزيد من الوقت.

الجلسة أمام باالستئناف للطعن قابلة االستئنافية الدوائر قرارات تكون

الواردة )الفصل 47(. وتثري اإلجراءات اإلدارية باملحكمة القضائية العامة

يف القانون نفس املالحظات التي سبق إبداؤها بشأن الطعن أمام الدوائر

القيام خاللها يجب ساعة( 48( جدا قصري طعن آجال أي االستئنافية،

بإجراءات صارمة )اإلعالم عن طريق عدل تنفيذ(. وتجدر اإلشارة إىل وجوب

التنصيص تم فقد وأخريا، الدعاوى. من النوع لهذا بالنسبة محام إنابة

رصاحة عىل أن عدم احرتام إجراءات ورشوط الطعن يؤول إىل عدم القبول

)الفقرة 3 من الفصل 47(.

الدوائر لدى الطعن بخصوص ضبطها تم التي لتلك مامثلة البت آجال

االستئنافية باملحكمة اإلدارية، وهي تثري نفس املالحظات والتوصيات.

األعضاء الدول إىل وزراء لجنة من املوجهة )2004( 20 عدد التوصية أيضا انظر 148

ملفهوم املكونة بالعنارص فيها تذكر والتي اإلدارة، أعامل عىل القضائية الرقابة حول

اإلدارة. وتشري هذه أعامل بالرقابة عىل الخاصة اإلجراءات إطار العادلة يف املحاكمة

التوصية خاصة إىل الجوانب التالية: »أ. ينبغي أن يكون أجال البت املمنوح للمحكمة

أجال معقوال بالنظر إىل تشعب القضية واألحداث وتأجيل اإلجراءات الراجع لألطراف،

وذلك وفقا ملبدأ املواجهة. ب. يتعني أن يكون هناك تكافؤ يف وسائل الدفاع بني الطريف

الدعوى. كل طرف يجب أن تتاح إليه الفرصة لعرض موقفة من دون تفضيل. ج. مع

مراعاة االستثناءات املنصوص عليها يف القانون املحيل بخصوص القضايا الهامة، يتعني

عىل الجهة اإلدارية أن تضع عىل ذمة املحكمة الوثائق واملعلومات املتعلقة بالقضية.

د. ينبغي أن تكون اإلجراءات قامئة عىل مبدأ املواجهة. كل وسائل اإلثبات املقبولة من

طرف املحكمة ينبغي مبدئيا أن وضعها عىل ذمة األطراف ملناقشتها. ه. ينبغي أن تكون

املحكمة قادرة عىل فحص جميع العنارص القانونية والواقعية التي تقدم بها األطراف

الظروف االستثنائية. القضية. ر. يجب أن تكون املحاكمة علنية، ما عدى يف يف إطار

عىل ينبغي معلال. القرار يكون أن يجب ح. للعموم. القرار إشهار يتم أن يجب ز.

اللمحكمة أن تبني مبا يكفي من الوضوح األسباب التي أسست عليها قرارها. وهو ليس

يف حاجة لإلجابة عىل كل املطاعن املثارة، لكن عليه اإلجابة رصاحة وبدقة عىل كل حجة

قد تكون حاسمة بالنسبة ملآل القضية يف حال قبولها«. أما لجنة البندقية فقد وضحت

من جانبها أن آجال الطعن والبت يف الطعون ينبغي أن تكون ما بني الثالثة والخمسة

أيام، مذكرة بأنه »يجب أن يكون لإلجراء طابع قضايئ يصون للطاعنني الحق يف إرشاكهم

الفقرة التفسريي، التقرير االنتخابات، السلوك يف مجال )مدونة حسن يف املحاكمة«

.)100

الرتشح لالنتخابات الرئاسية

حرصيا الرئاسية لالنتخابات الرتشح نزاعات يف بالنظر االختصاص يرجع

الدوائر أمام املرتشحني قبل من الطعن يتم حيث اإلدارية. املحكمة إىل

الدوائر عن الصادرة األحكام وتكون املحكمة. لهذه التابعة االستئنافية

االستئنافية قابلة للطعن أمام الجلسة العامة القضائية للمحكمة اإلدارية147.

وبالنسبة للدعاوى املرفوعة أمام الدوائر االستئنافية فهي معفاة رصاحة من

إنابة محام )الفصل 46(. أما آجال الطعن أمام هذه الدوائر فقد حددت بـ

48 ساعة من تاريخ تعليق الرتشحات أو من تاريخ اإلعالم بقرارات الهيئة

االنتخابية )الفصل 45(.

إن أجل الطعن قصري جدا وميكن أن يكون عائقا يحول دون صياغة عريضة

معللة. وما يزيد الوضع تعقيدا هو اشرتاط تبليغ عريضة الدعوى مصحوبة

وذلك بالطعن، املشمولة األطراف وإىل االنتخابية الهيئة إىل باملؤيدات

بواسطة عدل تنفيذ وخالل نفس أجل الـ 48 ساعة.

أقل اجراءات واعتامد للقيام أطول آجال وضع يقع أن املستحسن من

رصامة للطعن يف الرتشح لالنتخابات الرئاسية.

تتوىل التي االستئنافية الدوائر بإحدى العريضة تعني ،46 الفصل حسب

تاريخ أيام من أقصاه ثالثة املرافعة يف أجل بدورها تعيني موعد لجلسة

إىل النزاع أطراف باستدعاء االستئنافية الدائرة وتقوم العريضة. ترسيم

جلسة املرافعة. وينبغي عىل الجهة املدعى عليها تبليغ ملحوظاتها الكتابية

إىل الطرف اآلخر واإلدالء بها يف أجل أقصاه اليومان قبل جلسة املرافعة.

عمال بهذه األحكام، ويف أحسن األحوال، ال يتمتع األطراف املدعى عليهم

)الهيئة االنتخابية ورمبا مرتشحني آخرين( إال بيومني فقط إلعداد ردودهم

قد للمحكمة. وهي ظروف وتقدميها اآلخر الطرف إىل وتبليغها الكتابية

يظل فيها مبدأ املواجهة مجرد مبدأ نظري. فمثل هذه اآلجال القصرية ال

ميكن أن يكون لها إال تأثري سلبي عىل جودة املداوالت واألحكام. وكام سبق

»مبدأ أن 32 عدد تعليقها يف اإلنسان حقوق لجنة اعتربت أعاله، ذكره

املساواة بني األطراف ينطبق كذلك عىل اإلجراءات املدنية وهو يستوجب

يف جانب منه إتاحة الفرصة لكل طرف لالعرتاض عىل جميع الحجج واألدلة

147 حسب الفصل 20 من القانون عدد 40 لسنة 1972: »تتكون الجلسة العامة القضائية

من:

الرئيس األول،

رؤساء الدوائر التعقيبية واإلستشارية واالستئنافية،

مستشار عن كل دائرة تعقيبية يعينه الرئيس األول طبقا للفصل 14 من

هذا القانون )...(«.

48

توصية

• إلرساء االنتخايب القانون من 74 إىل 71 الفصول بتكميل يوىص

وسيلة طعن تكون مفتوحة للقامئات املرتشحة واملرتشحني والناخبني

واإلجراءات القواعد بخرق املتعلقة شكاواهم رفع من متكنهم

املنظمة للحملة االنتخابية لدى الهيئة االنتخابية. وميكن أن ترفق

هذه الوسيلة بآلية تثبت أو تصفية للطعون غري الجدية أو تلك التي

ال أساسا واضحا لها، وذلك لتجنب إغراق الهيئة االنتخابية واملحاكم

بالطعون. كام ينبغي تحديد آجال الطعن واإلستئناف والبت صلب

القانون، عىل أن تكون اإلجراءات خالية من الشكليات املفرطة.

الفرع 4: نزاعات النتائج

الرقابة عىل املالءمة وصالحية التعديل

ينص الفصل 142 عىل أن الهيئة االنتخابية تراقب »قرارات مكاتب االقرتاع واملكاتب املركزية ومراكز الجمع يف مجال االقرتاع والفرز، وتقوم بالتحقيق يف أسباب عدم التطابق بني عدد أوراق التصويت وعدد املقرتعني وإصالح الفرز إن وجدت. وللهيئة أن تعيد املادية والحسابية يف محارض األخطاء الفرز يف مكتب اقرتاع أو أكرث«. وللهيئة االنتخابية »أن تلغي النتائج فيه أو يف دائرة انتخابية إذا تبني لها وجود إخالالت جوهرية وحاسمة شابت عملية االقرتاع والفرز«. تشكل هذه األحكام تحسنا ملحوظا باملقارنة مع األحكام املامثلة لها والواردة باملرسوم عدد 35 لسنة 2011 والتي مل تنص

رصاحة عىل صالحية التصحيح150.

ومن التحسينات املدخلة، متكني الهيئة االنتخابية مبقتىض الفصل 143 من القانون االنتخايب من تعديل العقوبة يف حالة خرق قواعد متويل الحملة االنتخابية، وذلك عىل خالف ما جاء بالفصل 70 من املرسوم عدد 35 لسنة 2011 الذي مل يكن يسمح لها بذلك. إذ أصبح بإمكان الهيئة االنتخابية أن »تقرر إلغاء نتائج الفائزين إذا تبني لها أن مخالفتهم لهذه األحكام أثرت عىل نتائج االنتخابات بصفة جوهرية وحاسمة«، عىل أن يكون ذلك بقرار أو يف اقرتاع( )يف مكتب النتائج بإلغاء الفصل 142 لها معلل. كام سمح دائرة انتخابية إذا تبني لها وجود إخالالت جوهرية وحاسمة شابت عملية باألحكام مقارنة ملحوظ تطورا التنصيص هذا وميثل . والفرز« االقرتاع خاص بشكل مستحسنة صياغة 142 الفصل صياغة تعد إذ السابقة. رقابة إجراء االقتصار عىل مجرد العقوبة وعدم بتعديل تسمح باعتبارها مالءمة. حيث ميكن بالتايل للهيئة االنتخابية أن تجد نفسها ملزمة بإلغاء النتائج حتى يف الحاالت التي مل تكن فيها هذه األخرية قد تأثرت باملخالفات املخالفات تلك استنادا إىل خطورة التي متت معاينتها، وذلك واالخالالت واالخالالت. ويعكس هذا املوقف التطورات األخرية التي عرفتها املحكمة

األوروبية لحقوق اإلنسان حول هذه النقطة بالتحديد151.

يتعرض مل االنتخايب فالقانون مطروحة. صعوبة هنالك تبقى ذلك ومع

150 الفصالن 62 و70 من املرسوم عدد 35.

Namat Aliyev v. Azerbai-( 151 انظر عىل سبيل املثال قضية نامات الييف ضد أزربادجان

jan(، 8 جويلية 2010.

توصيات

• يف للحق واحرتاما الرئاسية لالنتخابات الرتشح بنزاعات يتعلق فيام

املواجهة، من املستحسن أن يقع التمديد يف أجل الطعن الذي يشكل

يف حالته الراهنة – وكذلك اعتبارا لواجب التبليغ عن طريق عدل تنفيذ

أثناء نفس األجل املحدد بـ 48 ساعة - عائقا أمام صياغة وتقديم عريضة

معللة. كام يوىص باعتامد اجراءات للطعن تكون أقل رصامة. وقد يتعني

حذف واجب اإلعالم بالطعن عن طريق عدل تنفيذ. فمن املستحسن

تكليف كتابة املحكمة املختصة بتبليغ الطعن لألطراف املعنية.

• للبت أطول آجاال االنتخايب القانون يضبط أن املستحسن من

للمحكمة القضائية العامة والجلسة االستئنافية للدوائر بالنسبة

اإلدارية لتمكينها خاصة من القيام بالتثبت الالزم الذي تستوجبه

مسألة تزكيات املواطنني.

الفرع 3: نزاعات الحملة االنتخابية

تخضع الحملة االنتخابية إىل رقابة الهيئة االنتخابية التي لها الحق يف اتخاذ

عقوبات ضد املرتشحني الذين ارتكبوا مخالفات )الفصالن 71 و 72(، ورقابة

الهيئة العليا املستقلة لالتصال السمعي والبرصي )الفصالن 73 و74 اللذان

يحيالن إىل أحكام املرسوم عدد 116 لسنة 2011 املؤرخ يف 2 نوفمرب 2011(

والبرصية السمعية اإلعالم وسائل عرب االنتخابية بالدعاية يتعلق فيام

األجنبية.

يف 2011، كان الفصل 47 من املرسوم عدد 35 لسنة 2011 ينص عىل إمكانية

الطعن أمام املحكمة اإلدارية املختصة بالنظر نهائيا يف القرارات الصادرة عن

الهيئة االنتخابية يف إطار مامرسة سلطاتها الرقابية والعقابية تجاه حاالت خرق

قواعد الحملة االنتخابية. وكانت الهيئة االنتخابية قد أصدرت ثالثة قرارات

القامئات وممثيل املؤسسات اإلعالمية يف رفع نص أحدها عىل حق رؤساء

دعاوى لدى الهيئة االنتخابية يف أجل 24 ساعة من تاريخ معاينة املخالفة

املزعومة. أما القانون االنتخايب فهو ال يتضمن اجراءات معينة للتقايض بشأن

»ألي جهة املتاحة اإلمكانية نص عىل الفصل 71 االنتخابية. فقط الحملة

كانت« ملطالبة الهيئة االنتخابية بتسليط رقابة عىل احرتام قواعد وإجراءات

ومبادئ الحملة االنتخابية. وإذا كان النص القانوين لسنة 2011 منقوصا يف

العديد من الجوانب، فإن قانون 2014 جاء صامتا متاما حول عن هذه املسألة،

كام أن الهيئة االنتخابية مل تتخذ أي قرار لسد هذا الفراغ.

يف غياب أي مقتضيات حول هذه املسألة، تكون قرارات الهيئة االنتخابية

قابلة للطعن أمام املحكمة اإلدارية يف إطار واليتها العامة يف مادة النزاعات

اإلدارية. إال أن نظر املحكمة اإلدارية بشكل عادي يف أصل النزاع ميكن أن

يدوم عدة أشهر أو حتى عدة سنوات، مام قد يفقد الطعن كل فعاليته149.

149 تجدر اإلشارة مع ذلك إىل أنة بإمكان الرئيس األول للمحكمة اإلدارية أن يأذن بوقف

تنفيذ القرار إىل حني انقضاء أجل القيام بالدعوى االصلية أو الحكم فيها، »إذا كان طلب

ذلك قامئا عىل أسباب جدية يف ظاهرها وكان تنفيذ املقرر املذكور من شأنه أن يتسبب

للمدعي يف نتائج يصعب تداركها«. )الفصل 39 من القانون عدد 40 لسنة 1972 املؤرخ

يف غرة جوان 1972 واملتعلق باملحكمة اإلدارية(.

49

مبارشة حول مسألة ما، وهو يف ذلك يختلف عن املنطق الحزيب الذي يحكم

االنتخابات الترشيعية عىل وجه الخصوص. ومن هذا املنطلق ميكن التساؤل

حول مدى وجاهة حرص حق الطعن يف ممثيل األحزاب دون غريهم.

االنتخابات نتائج يف الطعن يف الحق توسيع يف التفكري املستحسن من

لتفادي نصاب مثال، آليات حامئية، يف شكل الناخبني وإرساء ليشمل كل

إغراق املحكمة اإلدارية بالطعون153. وينبغي يف ذلك أخذ الصعوبات التي

ميكن أن يطرحها مثل هذا اإلصالح بعني االعتبار وبالشكل األكرث موضوعية،

وعدم االكتفاء باالعرتاض بصفة مبدئية استنادا إىل مجرد مخاوف افرتاضية

مرتبطة بالوضع السيايس الراهن.

إجراءات وآجال الطعن

أو أوالرئاسية الترشيعية لالنتخابات األولية النتائج يف الطعن أجل حدد

لالستفتاءات بثالثة أيام من تاريخ تعليقها مبقرات الهيئة. وهو ما يشكل

نتائج يف الطعن كان حيث 2011 بـ مقارنة القانوين اإلطار يف تحسنا

انتخابات املجلس الوطني التأسييس محصورا يف أجل 48 ساعة. لكن تبقى

)انظر الصارمة اإلجرائية الشكليات إىل بالنظر اآلجال مقتضبة جدا هذه

التعليق الوارد أدناه(. لذا من املستحسن التمديد فيها154.

كام يخضع الطعن أمام الدوائر اإلستئنافية إىل يشء من الشكلية : واجب

إعالم الهيئة بعريضة الطعن ومؤيداتها بواسطة عدل تنفيذ وواجب إنابة

محام )الفصل 145(. إال أن القانون االنتخايب مل ينص رصاحة عىل العقوبة

املستوجبة يف حال عدم احرتام اإلجراءات املطلوبة. وليس من الواضح إن

كان هذا الصمت من قبيل السهو أم هو خيار تعمده املرشع لرتك اإلمكانية

مثال يسمح كأن املرونة من بيشء املسألة مع للتعامل اإلداري للقايض

لألطراف بتصحيح االجراءات. لكن يف املجال االنتخايب، وخاصة فيام يتعلق

القضائية بالدعوى املتصلة الشكليات تقترص أن ينبغي النتائج، بنزاعات

ميكن ال دونها من التي الشكلية االجراءات أي عىل أسايس، هو ما عىل

تحقيق العدالة. فكام ذكرت به لجنة البندقية، »يجب أن تكون اإلجراءات

بسيطة وغري مثقلة بالشكليات، خاصة فيام يتعلق بقبول الطعن«155. لذا

الطعن إلجراءات الشكلية الصبغة من التقليص الرضوري من يكون قد

أو الترشيعية أو الرئاسية االنتخابات بالنسبة سواء االنتخابات، نتائج يف

االستفتاء.

أمام االستئنافية الدوائر عن الصادرة األحكام يف استئنافيا الطعن ميكن

الجلسة العامة القضائية للمحكمة اإلدارية )الفصل 146(.

وحدد أجل الطعن بـ 48 ساعة من تاريخ اإلعالم بالحكم املطعون فيه. كام

العريضة تبليغ يف تتمثل ثقيلة بإجراءات القيام متوقف عىل الطعن أن

153 هذا ما تويص به لجنة البندقية يف شأن كل أصناف االنتخابات، رشيطة أن يتعلق

II.3.3.و، االنتخابات، مجال يف السلوك حسن )مدونة االقرتاع نتائج يف بالطعن األمر

بنتائج املتعلقة الناخبني لطعون بالنسبة معقول نصاب فرض »باإلمكان :99 الفقرة

االنتخابات«(. لكنها ال توضح املقصود »بالنصاب املعقول«.

االبتدايئ للطور بالنسبة ايام و 5 بني 3 ما ترتاوح آجال إىل البندقية لجنة 154 أشارت

)مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات، II.3.3.م.(

155 مدونة حسن السلوك يف مجال االنتخابات، II.3.3.ب.

إىل دور الهيئات الفرعية التابعة للهيئة االنتخابية يف مجال نزاعات نتائج.

الفرعية الهيئات هذه كون يف متمثل بسيط لسبب بذلك يقم مل وهو

الهيئة قانون من 21 الفصل وأن االنتخايب، القانون يف أصال مذكورة غري

االنتخابية وحده هو الذي أشار إليها حني نص عىل االمكانية املتاحة للهيئة

االنتخابية إلحداث عدد من الهيئات الفرعية تحدده بنفسها. وما ترتب عن

بأن مرحلة االنتخايب القانون إيحاء نتائج، هو نزاعات ذلك عىل مستوى

نزاعات النتائج متمركزة برمتها لدى الهيئة االنتخابية التي تتحمل وحدها،

ومن دون مساعدة الهيئات الفرعية، مسؤولية النظر يف االعرتاضات املضمنة

باملحارض. لذا، يستحسن أن يحدد القانون االنتخايب دور الهيئات الفرعية يف

نزاعات النتائج وذلك مبنحها خاصة سلطة التحقيق والتصحيح. وقد يجدر

التنصيص عىل إمكانية إجراء التصحيحات الرضورية عىل مستوى الهيئات

الفرعية مع إمكانية الطعن يف قراراتها أمام مجلس الهيئة االنتخابية الذي

اإلشكالية املسائل جميع يف البت بعد األولية النتائج عن اإلعالن يتوىل

العالقة.

حق القيام

األولية النتائج عن باإلعالن االنتخابية الهيئة تقوم ،144 الفصل حسب

االلكرتوين مبوقعها وإدراجها مبقراتها وتعليقها واالستفتاء، لالنتخابات

مصحوبة مبحارض عمليات الفرز و بالقرارات التصحيحية.

وتكون قرارات الهيئة االنتخابية املتعلقة بالنتائج قابلة للطعن أمام الدوائر

عن الصادرة األحكام استئناف ميكن كام اإلدارية. باملحكمة االستئنافية

الدوائر االستئنافية لدى الجلسة العامة القضائية للمحكمة اإلدارية.

الحق لهم الذين األشخاص يتمثل الترشيعية، باالنتخابات يتعلق فيام

القامئة بالنتائج يف رئيس املتعلقة االنتخابية الهيئة قرارات القيام ضد يف

بالنسبة أما السيايس. للحزب القانوين املمثل أو أعضائها أو املرتشحة

املتعلقة القرارات يف الطعن مرتشح لكل فيمكن الرئاسية، لالنتخابات

النتائج. وبالنسبة لالستفتاءات، يعود حق الطعن يف النتائج ملمثيل األحزاب

السياسية التي شاركت فيها دون غريهم.

فيام يخص نتائج االنتخابات الترشيعية، تم التوسيع يف حق القيام مقارنة

يكن مل إذ إيجابية. نقطة يشكل ما وهو ،2011 لسنة القانوين بالنص

املرسوم عدد 35 لسنة 2011 املتعلق بانتخاب املجلس الوطني التأسييس

يسمح بالطعن يف النتائج األولية إال لرؤساء القامئات.

إال أن هذا املقاربة فيها تضييق للمصلحة يف القيام. فالحق يف الطعن ليس

انتخابات الناخبني يف بحق مرتبط بل هو للمرتشحني، فقط يعود امتيازا

شفافة ونزيهة تعكس خياراتهم. وهناك اتجاه نحو اعتبار أن هذا الحق من

شأنه أن يفقد فعاليته اذا مل يشمل حق كل الناخبني يف االعرتاض عىل نتائج

اشرتاط املستحسن من بالقضايا، املحاكم تجنبا إلغراق لكن، االنتخابات.

نصاب معني كام دعت إليه لجنة البندقية.

آلية هو فاالستفتاء باالستفتاء. يتعلق فيام أقوى صدى املالحظة ولهذه

رأيهم بإبداء للمواطنني تسمح املبارشة152 شبه أو املبارشة للدميقراطية

152 حسب الفقه، يتعلق األمر بآلية للدميقراطية شبه املبارشة.

50

كان الفصل 67 من املرسوم عدد 35 ينص عىل نرش »النتائج التفصيلية«

عىل املوقع اإللكرتوين للهيئة االنتخابية لكن دون املزيد من التوضيح. وهي

القانون بتضمني يوىص لذا، االنتخايب. القانون يف إدراجها يقع مل أحكام

االنتخايب أحكاما تنص عىل النرش املفصل للنتائج من قبل الهيئة االنتخابية،

مبا يفهم منه نرش نتائج مكاتب االقرتاع واحدا واحدا.

توصيات

• يف الفرعية الهيئات دور االنتخايب القانون يحدد أن يستحسن

والتصحيح. التحقيق سلطة خاصة مبنحها وذلك النتائج نزاعات

وقد يجدر التنصيص عىل إمكانية إجراء التصحيحات الرضورية عىل

مستوى الهيئات الفرعية مع إمكانية الطعن يف قراراتها أمام مجلس

الهيئة االنتخابية الذي يتوىل اإلعالن عن النتائج األولية بعد البت يف

جميع املسائل اإلشكالية العالقة.

• بغض النظر عن نوع االنتخابات )انتخابات ترشيعية أو رئاسية أو

استفتاء(، ميكن يف املستقبل التفكري يف توسيع الحق يف الطعن يف

نتائج االنتخابات ليشمل كل الناخبني باعتبار أن الحق يف االعرتاض

تكريسا النزاعات، من الصنف هذا يشكل، يف االقرتاع نتائج عىل

مبارشا للحق األسايس للمواطنني يف انتخابات شفافة ونزيهة تعكس

خيارهم. وميكن أيضا يف هذا اإلطار التفكري يف إرساء آليات لتفادي

إغراق املحكمة اإلدارية بالطعون.

• من املستحسن التمديد يف آجال الطعن سواء تعلق األمر باالنتخابات

الجلسة عىل ينبغي كام االستفتاءات. أو الرئاسية أو الترشيعية

العامة القضائية أن تتمتع من جانبها بأجل أطول إلصدار قرارها.

• املفصل النرش عىل تنص أحكاما االنتخايب القانون بتضمني يوىص

للنتائج من قبل الهيئة االنتخابية، مبا يفهم منه نرش نتائج مكاتب

االقرتاع واحدا واحدا.

واملؤيدات بواسطة عدل تنفيذ، مع رضورة تقديم محرض اإلعالم بالطعن

رفقة عريضة الدعوى عند إيداعها بكتابة املحكمة، وإال رفض الطعن. كام

يجب تقديم الطعن بواسطة محام لدى التعقيب.

آجال البت

اقصاه أجل يف القضائية العامة الجلسة أمام املرافعة جلسة تعيني يقع

ثالثة أيام من تاريخ تقديم الطعن. ويجب عىل الجهة املدعى عليها اإلدالء

مبلحوظاتها الكتابية وتبليغها قبل يومني من تاريخ انعقاد جلسة املرافعة.

وبالنظر إىل الصعوبات املتصلة بهذه الشكليات، تعترب هذه اآلجال مقتضبة

للغاية وهي ال تسمح لألطراف بإعداد ردودهم يف ظروف جيدة. لذا، يتعني

النظر يف مدى إمكانية التمديد فيها.

يكون وقد قرارها. إلصدار أيام بخمسة القضائية العامة الجلسة تتمتع

هذا األجل غري كاف يف حال ارتفاع عدد الطعون، مام قد ينال من جودة

األحكام. كام أن ذلك ال يسمح للمحكمة اإلدارية املكلفة بالبت يف نزاعات

النتائج بإجراء التحريات التي قد تكون رضورية بالنظر إىل ما تم إدراجه

مبلف القضية وما تقدم به األطراف من إدعاءات. فهناك إمكانية للوقوع

متثله التي الهام التحدي إىل بالنظر يشكل، ما وهو اإلجرايئ الترسع يف

لذا، األمل. وخيبة التوتر من حالة عنه تنجر قد كبريا االنتخابات، خطرا

من الرضوري منح املحكمة اإلدارية الوقت الكايف والوسائل املناسبة للقيام

بأعامل التثبت الالزمة للفصل يف النزاع يف أحسن الظروف املمكنة.

ولنئ كان خيار اآلجال القصرية الرامية لعدم اإلطالة يف التشكيك يف صحة

النتائج حال ميكن تفهمه يف سياق يتميز بعدم االستقرار وبالتوتر السيايس،

تبقى اآلجال املحددة يف القانون االنتخايب آجاال مقتضبة للغاية ال تضمن

جودة القضاء. لكن ميكن أن يكون لجودة األحكام القضائية ولالنطباع الذي

وجود ال للبالد. السيايس االستقرار عىل حاسام تأثريا العموم لدى ترتكه

إخضاع أن تعترب النصوص بعض لكن املسألة، هذه بشأن دولية ملعايري

اآلجال أطول من آجال إىل لالنتخابات األولية بالنتائج املتعلقة النزاعات

املنطبقة عىل بقية مراحل النزاعات االنتخابية أمرا مرشوعا156. ولذا فمن

املستحسن البدء يف التفكري يف مدى إمكانية اعتامد آجال أطول عىل ضوء

الدروس املستخلصة من انتخابات سنة 2014.

نرش النتائج التفصيلية

املعلن النتائج دقة درجة الطعون عىل فعالية تتوقف أخرى، ناحية من

عنها. فمن دون نتائج كاملة ومفصلة )بحسب مكتب االقرتاع( ومدعمة،

قد يجد األطراف أنفسهم محرومني من وسائل إثبات يقدمونها للمحكمة

اإلدارية لتدعيم مطاعنهم. لكن القانون االنتخايب )الفصل 144( كاملرسوم

عدد 35 لسنة 2011 )الفصل 71( مل ينص عىل نرش النتائج التفصيلية. إذ

156 انظر مثال: منظمة االمن والتعاون بأوروبا، مكتب املؤسسات الدميقراطية وحقوق

االنسان »فض النزاعات االنتخابية يف منطقة منظمة االمن والتعاون باوروبا« )باللغة

االنقليزية(: OSCE ODIHR »Resolving Election Disputes in the OSCE Region:Towards a Standard Election Disputes Moni-

toring System«, 2000: » Challenges pertaining to the preliminary results of the election within the mandate of

lower level electoral bodies should be filed with the highest electoral body so as to secure a coherent and hierar-

chical procedure. The time-limit for filing and deciding upon such challenges should not exceed one month, so as

to enable the publication of the final election results no later than this deadline )taking into account the deadline

,”)for publication of the preliminary results

51

المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية

وغير ومستقلة ربحية غير منظمة ، الديمقراطية للتقريرعن الدولية المنظمة الفدرالية. ألمانيا جمهورية في ببرلين مقرها يقع سياسي، حزب ألي تابعة المشاركة تعزيز في الديمقراطية عن للتقرير الدولية المنظمة هدف ويتمثل السياسية لدى المواطنين وتدعيم مسؤولية األجهزة الحكومية وتنمية المؤسسات الديمقراطية. وتدعم المنظمة الدولية للتقريرعن الديمقراطية المبادرات الوطنية أن في حقهم بذلك ونعني المواطنين لدى الكونية الحقوق تعزيز إلى الرامية يشاركوا في صلب الحياة السياسية داخل بلدهم مثلما أقر ذلك اإلعالن العالمي

لحقوق اإلنسان والميثاق الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.

للمزيد من المعلومات:

http://www.democracy-reporting.orgContact : [email protected]

برنامج إطار في األوروبي اإلتحاد بدعم التحليلي التقرير هذا إعداد تم االنتخابات ميداني في السياسية األطراف و المدني المجتمع منظمات "دعم

واإلصالحات المؤسساتية من أجل تقوية المسار الديمقراطي في تونس".

محتوى هذا التقرير تتحمل مسؤوليته المنظمة الدولية للتقرير عن الديمقراطية دون سواها وال يمكن في أي حال من األحوال اعتبار هذا المحتوى يعكس وجهة

نظر اإلتحاد األوروبي.

Prinzessinnenstraße 3010969 Berlin / GermanyT / +49 30 27 87 73 00F / +49 30 27 87 73 [email protected]