PB 1

افتتاحية:تعجز الكلمات عن التعبير عن حجم المصيبة التي ألمت

عبد وحبيبنا أخينا بفقد ،2014 دجنبر 7 يوم جميعا بنا

اهلل بها رحمة اهلل عليه.. إنها فاجعة وطن قبل أن تكون

إال هولها من يخفف لم حركة، أو حزب أو أسرة فاجعة

في وأنها نعلمها ال قد هلل حكمة وراءها بأن إيماننا

بقي هل له.. راد ال الذي سبحانه المقدور قدره النهاية

أو صديق أو حبيب بقي هل يبكه؟ لم قريب شخص

موقع أو صحيفة بقيت هل جنازته؟ يشهد لم مسؤول

أو أو تستعرض فضائله أو قناة لم تذكر مناقبه إذاعة أو

أو عرفه عنه أو به يتحدث لم مواطن بقي هل سيرته؟

يعرفه؟ لم

كان الذي المقعد وغاب جواره إلى الحكيم اهلل أخذ لقد

توجيهاته لكن والحكومة، الحزب في عليه يجلس

من تكن لم كما دافقة حية انبعثت وإشاراته ونظراته

وصورة صوتا ونراه نسمعه بيننا حيا اليوم هو وها قبل،

واألحمر األزرق الفضاءين ومساحات الشاشات يمأل

رسائله لبعث المواهب وتتسابق العنكبوتية، بالشبكة

إبداعات ووصالت فنية.. عبر

العدالة والتنمية هذا لقد عاش الموقع اإللكتروني لحزب

وثقل الدوافع انتفاء رغم االشتغال وكابد بألم، المصاب

ما ووثق وتتبع إعالميا الجلل الحادث فواكب المواجع،

عن الغبار نفض في وأسهم والمنابر، المواقع به جادت

شهر وبعد اليوم نحن وها الراحل، وكنوز ثراث بعض

من وفاة فقيدنا سي بها رحمة اهلل عليه، نقدم لمحبيه

لعلها الخاصة النشرة هذه العام وللرأي ومعارفه

هلل عاش استئنائي رجل وداع لحظة توثيق في تسهم

وابتغى وجهه والدار اآلخرة، نحسبه كذلك واهلل حسيبه..

PB 3

برقية تعزية من جاللة الملك

إلى حزب العدالة والتنمية

محمد الملك جاللة بعث

السادس حفظه اهلل، برقية

والتنمية العدالة لحزب تعزية

في وفاة الفقيد عبد اهلل

بها، رحمه اهلل.

PB 4

برقية تعزيةمن جاللة الملك

إلى رئيس الحكومة على إثر وفاة عبد اهلل بها

السادس محمد الملك الجاللة صاحب بعث

اإلله عبد الحكومة، رئيس إلى تعزية برقية

الدولة، وزير وفاة إثر على وذلك كيران، ابن

أمس مساء قطار حادث في بها، اهلل عبد

األحد.

ببالغ علمنا « البرقية هذه في جاء ومما

الذي المفجع بالحادث التأثر، وشديد األسى

أودى بحياة المشمول بعفو اهلل ورضاه، وزير

عبد المرحوم جاللتنا، حكومة في الدولة

الشهداء عداد في اهلل تقبله باها، اهلل

والصالحين من عباده، وأسكنه فسيح جنانه«.

وأعرب جاللة الملك بهذه المناسبة المحزنة،

أعضاء لكافة خالله ومن الحكومة لرئيس

وأصدق جاللته، تعازي أحر عن الحكومة،

األليم المصاب هذا في مواساته، مشاعر

اهلل سائال فيه، اهلل لقضاء راد ال الذي

تعالى أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.

تعد ال الفقيد »وفاة أن الملك جاللة وأكد

وحدها، المكلومة ألسرته فادحة خسارة

ولحكومة لنا بالنسبة جسيم رزء هي وإنما

اهلل، رحمه به، يتحلى كان لما المملكة،

وفيا خديما الكبير، الدولة رجل خصال من

أعمال من لوطنه قدمه ولما لجاللتنا،

الحكومية للمسؤوليات تحمله عند جليلة،

ونزاهة حكمة بكل تقلدها التي الوطنية، أو

واقتدار ونكران ذات«. واستحضر جاللة الملك

ما وإكبار، تقدير »بكل البرقية هذه في

خلفه، رحمه اهلل، من ذكر حسن بين أصدقائه

أعماله من طيبة آثار ومن ومحبيه، ومعارفه

لطف من به له مشهود هو وما المبرورة،

ثبات ومن خلق، وحسن وتواضع، وبساطة

األمة بثوابت مكين وتشبث المبادئ، على

ومقدساتها«.

بأن تعالى هلل بالدعاء الملك جاللة وتوجه

الثواب، وأجزل الجزاء، أحسن الراحل يوفي

العطاء صادق من ربه، يدي بين قدم عما

بمغفرته يشمله وأن األعمال، وجليل

لقوله مصداقا النعيم، جنات في ورضوانه

صبروا، بما الغرفة يجزون »أولئك سبحانه

فيها خالدين وسالما، تحية فيها ويلقون

ومقاما«. مستقرا حسنت

PB 5

محمد الملك الجاللة صاحب بعث

أسرة أفراد إلى تعزية ببرقية السادس

في جاء ومما باها. اهلل عبد المرحوم

المحزن للنبإ كان »فقد البرقية هذه

اهلل عبد المرحوم العزيز، فقيدكم لوفاة

اهلل أحسن نفسنا، في األليم الوقع باها،

عباده من الشهداء مع جواره إلى قبوله

النعيم«. بجنات عليهم المنعم

المناسبة بهذه الملك جاللة وأعرب

خاللهم ومن الفقيد أسرة ألفراد األليمة،

تعازي أحر عن وذويهم، أهلهم لكافة

الرزء هذا في مواساته، وأصدق جاللته

سائال فيه، اهلل لقضاء راد ال الذي الفادح،

بقضائه الرضا يلهمهم أن تعالى اهلل

الراحل فقدان عن ويعوضهم وقدره،

الثواب، وجزيل العزاء، أحسن العزيز

عباده من يجعلهم وأن الجميل، والصبر

عز قوله فيهم صدق الذين المؤمنين

أصابتهم إذا الذين الصابرين »وبشر وجل

راجعون، إليه وإنا هلل إنا قالوا مصيبة

ورحمة، ربهم من صلوات عليهم أولئك

وأولئك هم المهتدون«.

على يبعث »ومما الملك جاللة وقال

أعمال من الفقيد خلفه ما الصادق العزاء

عرفوه من كل بين طيب ذكر ومن مبرورة،

مثاال كان حيث معه، تعاملوا أو قرب عن

كما والتواضع. والصدق والبساطة للطف

الدولة لرجاالت نموذجا اهلل، رحمه كان،

وأماناتهم، بمسؤولياتهم نهضوا الذين

صادق وفاء في ذات، ونكران إخالص بكل

يحظى جعله ما وهو األمة. لمقدسات

بالتقدير واالحترام من لدن الجميع«.

نشاطركم »وإذ الملك جاللة وأضاف

العصيب، الظرف هذا في أحزانكم

وموصول عطفنا سابغ لكم مؤكدين

يتقبل أن تعالى اهلل ندعو فإننا عنايتنا،

الشهداء عداد في العزيز فقيدكم

خير يجزيه وأن عباده، من والصالحين

من ربه، يدي بين قدم ما على الجزاء

يلقيه وأن األعمال، وجليل العطاء صادق

ما نفس كل تجد يوم وسرورا، نضرة

محضرا«. خير من عملت

برقية تعزية من جاللة الملك إلى أفراد أسرة المرحوم

عبد اهلل باها

الجامعة العبارة هذه الحكيم«، »الرجل

اهلل عبد الفقيد الجميع يصف المانعة،

العدالة لحزب العام األمين بها،نائب

الذي يحظى بمكانة خاصة لدى والتنمية،

للحزب، العام األمين كيران، ابن اإلله عبد

من حديثه يخلو ال الذي الحكومة، ورئيس

رافقه الذي وهو ال ولما بأقواله، االستدالل

معه وعاش السبعينيات منتصف منذ

طرأت التي الفكرية التحوالت مختلف

في االسالمي الحركي العقل بنية على

معه وواكب األولى، التأسيس مراحل

العقدي واالختبار التنظيمي البناء مرحلة

التموجات من مجموعة عبر لألفكار

االنتصارات من العديد وعبر والتمظهرات،

ريادة بتجربة الرفقة لتتوج واالنكسارات،

البلد هذا في الديموقراطي التحول

في يسميه أن له يحلو كان ما عبر اآلمن،

ضمن التغيير في المغرب بصيغة حياته

منظومة االستقرار واالستمرار.

أساسيا مرجعا بها، اهلل عبد الفقيد كان

حدوث عند الحزب في الجميع إليه يعود

لما نظرا سياسية، أو تنظيمية خالفات

يتمتع به من حكمة وصبر وبعد نظر، فقد

عرف عنه أنه هادئ الطبع ويفضل االبتعاد

من كواحد والعمل الضوء دائرة عن

جنود الخفاء.

النشأة والمسار العلمي والعملي

رأى سوسية، عائلة من بها، اهلل عبد ينحدر

)األطلس أفران بمنطقة 1954 سنة النور

دراسته وتابع كلميم، بإقليم الصغير(

بمسقط إفران مدارس بمجموعة االبتدائية

في الباكالوريا شهادة على وحصل رأسه،

يوسف بثانوية 1975 سنة الرياضية العلوم

تكوينه تابع ذلك وبعد بأكادير، تاشفين بن

للزراعة الثاني الحسن بمعهد العالي

والبيطرة، حصل على دبلوم مهندس تطبيق

في التكنولوجيا الغذائية سنة 1979، وشغل

الوطني بالمعهد باحث مهندس منصب

عام وكاتب ،)1979( بالرباط الزراعي للبحث

الزراعي، لصندوق األعمال االجتماعية للبحث

البحث مهندسي جمعية مكتب وعضو

بالمعهد أستاذا واشتغل ،)1987( الزراعي

ذاته منذ تخرجه إلى غاية سنة 2002.

المسار السياسي والدعوي

مساره في بها اهلل عبد الفقيد تقلد

السياسي منصب عضو األمانة العامة لحزب

،1996 منذ الديمقراطية الدستورية الحركة

األمين نائب منصب 2004 سنة منذ وشغل

توفاه أن إلى والتنمية العدالة لحزب العام

اهلل.

طرف من تزكيته بعد الفقيد، شارك

بمقعد 2002 انتخابات في الحزب، هيئات

سنتي الرباط-شالة بدائرة انتخابي

في ترشيحه يقدم لم بينما و2007، 2002

،2011 نونبر 25 ليوم التشريعية االنتخابات

العدل لجنة رئيس منصب شغل كما

والتشريع بمجلس النواب ما بين 2002 و2003،

2003 سنة من والتنمية العدالة فريق ورئيس

مجلس لرئيس نائبا واختير ،2006 غاية إلى

2007 سنة من الممتدة الفترة في النواب

إلى سنة 2008.

وشارك عبد اهلل بها في العديد من المحطات

حركة في خاصة والدعوية، السياسية

اإلصالح والتجديد، ثم حركة التوحيد واإلصالح،

حزب إلى االنضمام مسار تدشين قبل

الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية مع

عقد نهاية في الخطيب الكريم عبد الراحل

التسعينيات من القرن المنصرم.

المقاالت من مجموعة بها اهلل لعبد تشهد

جريدة في ينشرها كان التي والدراسات

تحت تحريرها، رئيس كان التي )اإلصالح(

يتخلف لم بأنه اإلصالح«، »سبيل عنوان

التأليف مجال في واإلسهام التنظير عن

في العديدة مداخالته عن فضال والبحث،

لحزب تمثيله خالل من والملتقيات الندوات

البرلمان، بمؤسسة وأيضا والتنمية، العدالة

والدولية. الوطنية المؤتمرات من عدد وفي

متزوج وله أربعة أبناء.

بورتريه: الفقيد عبد اهلل بها..

الحركة حكيم اإلسالمية

2014 07 دجنبر ودعنا مساء يوم األحد

ما رجل األفاضل، البلد هذا رجاالت أحد

التقوى والورع والقرب كل إال عرفنا عنه

حل أينما لإلصالح والسعي اهلل، إلى

بهدوئه المعروف الرجل ذلك وارتحل،

يصدح من خير فكان وحكمته، وبصيرته

لنهضة يسعى من وخير الحق، بكلمة

وأمته. بلده

6

PB 7

من جميل ما تميز به أسلوب المهندس

اعتماده عليه، اهلل رحمة بها اهلل عبد

إليصال والقصة الشعبي المثل على

أو للمستمع وتوضيحها الفكرة

للمشهد شرحه أن صحيح المتلقي،

وما وحاليا مراحل، من به مر وما سابقا

التدريجي، التغيير مخاضات من يعيشه

تضحيات من يتطلبه وما ومستقبال

وإن اآلثمان لدفع واستعداد جسام

يستوعبه مبسط بأسلوب كان غلت،

من به تميز ما على أنه إال منصت، كل

ما أشد ودقيقا عميقا كان بساطة

الدقة. تكون

لطالما التي الكثيرة القصص من

من مسامع على بها الراحل أعادها

المجال أو السياسة حديث يشاطره

والحكاية والقط، الفئران قصة العام،

على لسان عبد اهلل بها: »إن جماعة من

محنتها لدراسة يوما اجتمعت الفئران

على مرة كل يداهمها الذي القط مع

فقال اثنين، أو واحدا فيأكل غفلة، حين

سنشتري ناجع.. حل ‘»لدي أحدها:

وكلما القط، عنق في ونعلقه جرسا

إلينا فيصل عنقه في الجرس رن تحرك

القط بأن لنا إنذار جرس فيكون رنينه،

جحورنا«. إلى فنهرب إلينا الطريق في

لكن الحيلة، أو للفكرة الجميع صفق

الفكرة »نعم وقال: نهض الفئران أحد

الجرس في عنق جيدة لكن من سيعلق

ران هنا ذلك؟«. على سيجرؤ من القط؟

الفئران وأدرك الجميع، على الصمت

بنفسه يضحي من إلى يحتاج األمر أن

ويعلق الجرس في عنق القط«.

إن هذا المثل البسيط العميق، لطالما

أعضاء بها اهلل عبد الراحل به ذكر

لقاءات في إليه، والمنتمين الحزب

في وكان كثيرة، ومناسبات عديدة

أن يصح ال أنه لهم يقول مرة كل

بدعوى التغيير من خائفين نبقى

بواحد يضر قد نعم بنا، سيضر أنه

في الفائز لكن كيان، أو تنظيم أو

واألجيال والشعب الوطن هو األخير

والجائزة، الثمن نرى وحين القادمة،

أمام رخيصة التضحيات كل تصبح

سيفعل ومن نتمناه، وما نطلبه ما

صادقا حقا مؤمنا كان من سوى ذلك

ومستعدا الغير قبل النفس مع

باهضا، كان مهما الثمن لدفع

انتظاراتنا تربط ورسالتنا ومشروعنا

يميزنا ما ألن اآلن تتحقق ال قد بأشياء

النتائج فال وعليه هلل، اإلخالص هو

معاناة وال نبتغيه، ما كل هي اليوم

يحركنا الذي إن يخيفنا، ما هي األيام

وإليه. وله منه اهلل، هو باألساس،

w w w . p j d . m a

PB 8

عمل لفلسفة يؤسس أن بها اهلل عبد الفقيد استطاع

تكوينه بين تزاوج فلسفة السياسي، الحقل في جديدة

المنظرين أشد من فكان السياسية، وخبرته الديني

رأينا أن وبعد اإلستقرار«، ظل في »االصالح لمفهوم

لم بطرق اإلصالح حاولت والتي أمامنا، الماثلة التجارب

من ألوان عنها نتج أكبر، بشكل المشهد فهم تستطع

في تجاوزت ربما والتي واالنتهاكات، والصراعات العنف

بشاعتها ما كان قبل رفع شعار اإلصالح.

مشاركاته وفي بها، اهلل عبد الراحل األستاذ إن

دائما كان العربي، الحراك بعد ما خصوصا المتعددة

يعيد تكرار مقولة االصالح في ظل االستقرار، كان يدرك

تفاعال تفترض التي التاريخية خصوصيته للمغرب أن

التغيير وإنضاج خاصا أيضا من لدن كل الشركاء لدعم

طبيعية، علمية بمفاهيم يؤمن كان كما شروطه،

صورة في وقدمها ومعارفه، دراسته حقل من امتحها

فكان ومصطلحاتهم، العموم أفهام من قريبة

التماهي وعن التدريجي، االصالح عن الحديث دائم

دوام وعن واإلخالص، الصدق أي والقيم المبادئ مع

الموجود، تغيير مساعي في واإلستمرارية المحاولة

كل ودور خلقه يجب الذي التراكم عن رابعا وتحدث

واحد منا في صناعة هذا التراكم واإلعداد له.

العربي الوطن تجارب نقرأ ونحن استطعنا فقط اآلن

كان لماذا جيدا نفهم أن تجربة، كل وخصوصيات

به، التذكير ويعيد المصطلح نفس تكرار الراحل يعيد

منطوقه صدق نستشعر كنا فقد طبعا نمله ال بشكل

تنفع الذكرى فإن »ذكر باب من ولكنه مسكوته، ونبل

الديني للنص مغاير جديد فهم منطلق ومن المومنين«

واألثر السنة اقرأوا دائما يقول كان فقد التوصيف، جاز إن

وتحليل واقعكم فهم في تساهم قراءة والسيرة النبوي

الكرام. العابرين مرور عليها تمروا أن ال منه، تمرون ما

الراحل عبد اهلل بها ...

مبدع مفهوم االصالح في ظل

االستقرار

PB 9

جامعة نصائح بها، اهلل عبد الفقيد وجه

عام، فضاء في له لقاء آخر خالل غالية

وذلك بمدينة الدار البيضاء في 22 يونيو

العادية الدورة في مشاركته خالل ،2014

عبد بمعية للمصباح الجهوي للمجلس

للحزب، العام األمين كيران، ابن اإلله

اإلصالح وفلسفة فقه عن فيها وتحدث

بمنطق حكيم وواضح كعادته، حيث أعاد

التأكيد أن ما يميز ممارستنا هو أن نكون

ومقاصدنا نياتنا في صادقين صادقين،

هي الثانية والمسألة وأفعالنا، وأقوالنا

نكون أن هي الثالثة والمسألة الصبر،

معقولين، والمسألة الرابعة هي التدرج.

وأضاف الراحل رحمة اهلل عليه، أن اإلصالح

هناك »ليس أوال أساسيين، بأمرين يتميز

هذا يتوهم ومن بسهولة، يمر إصالح

فعليه أن يراجع أفكاره، ألنه لو كان هناك

أحد يتصور أن ذلك سيتم بسهولة ويسر،

والرسل األنبياء نصيب من ذلك لكان

عليهم الصالة والسالم، وإذا أردتم التأكد

رغم عانو كم لتروا سيرهم فراجعوا

الوحي وتأييد وحكمتهم عقلهم كمال

الخلق، في اهلل سنة هذه لكن لهم،

التي والمقاومات الصعوبات هذه ولوال

إما ألنه أنفسنا، في لشككنا نواجهها

له ليس أذهاننا في الموجود الفساد أن

يصل ال به نقوم ما أن أو واقعي، وجود

ستواجه تصلح حين لكن شيء، أي إلى

أن ويجب شرسة، ومقاومة بالمقاومة

تكون قادرا على الصبر واالستمرار«.

يمكن ال إذ تدريجي، »اإلصالح أن ثانيا

كل تصلح أن وضحاها عشية بين أبدا

ذلك على يقدر من كان لو ألنه شيء،

عليه اهلل صلى الرسول هو لكان

هناك أن ستالحظون ذلك ومع وسلم،

الرسالة زمن في وقعت كثيرة أمورا

زمن في تفعل لم أمور وهناك بالتدريج،

الرق على القضاء مثال منها الرسالة،

أمور تغيرت بعد وفاته صلى اهلل وهناك

المرأة«. وقضية كالشورى وسلم عليه

التي »الصيغة أن للحاضرين وأكد

أصعب هي لإلصالح الحزب اختارها

صيغة، وهي االصالح في زمن االستقرار،

نحافظ أن يجب الموجودة فالبنيات

ال إذ تدريجيا، اصالحها ونحاول عليها

وعلى وضحاها، عشية بين اصالح يوجد

الكل أن يساهم ال أن يقع في اإلنتظارية،

بين المشترك الجماعي العمل عبر

الجميع«.

واالستبداد، الفساد محاربة مسألة أما

نعمل الحزب في »نحن الفقيد، فقال

بالحزب األعضاء مؤسسية، بطريقة

الحزب، لمؤسسات الخضوع عليهم

فالمؤسسة الخاص، اجتهاده كان مهما

وتقدرها المطروحة الملفات تناقش

معها، التعامل شكل وتحدد وتقيمها

وإال مستوى، أي وعلى وتأخيرا تقديما

نحن والتناقضات، الفوضى في وقعنا

في نشتغل أن يجب مؤسسات حزب

إطار المؤسسات«.

آخر ما قاله الراحل عبد

اهلل هبا

PB 10

على سؤاال التليدي بالل الباحث طرح

تعرفه قصة عن بها، اهلل عبد الراحل

فرد كيران، ابن اإلله عبد األخ على

الفقيد قائال: »رأيته في مسجد العكاري،

سبب أعرف أن دون انتباهي ولفت

فوجدته المسجد، إلى دخلت ذلك.

يفسر العكاري مسجد في درسا يلقي

التي الجنة )مثل تعالى: اهلل قول فيه

غير ماء من أنهار فيها المتقون وعد

طعمه يتغير لم لبن من وأنهار آسن

وأنهار اربين للش ة لذ خمر من وأنهار

من فيها ولهم ى مصف عسل من

) ربهم من ومغفرة الثمرات كل

وكان وقتها طالبا بالمدرسة المحمدية

في التقيته ذلك وبعد للمهندسين،

2 السويسي الجامعي الحي مسجد

انقضاء وبعد موفقا، درسا ألقى حيث

حارا، أخويا عناقا فعانقته قمت درسه

وقد الدكتور إبراهيم األخ معي وكان

البيضاء، مدينة من علي ضيفا كان

»إذا الدكتور: إبراهيم قاله مما وكان

في تلقى الدروس هذه مثل كانت

فسأقوم الجامعي، الحي مسجد

الرباط«، في أسبوع كل بزيارتكم

وبذلك بدأت عالقتي باألخ عبد اإلله ابن

كيران تتوطد«.

لقاء على شهدت التي اآلية إذن إنها

ومؤسسي أعالم من القطبين هذين

نسأل بالمغرب.. اإلسالمية الحركة

فقيد اهلل في المجاهد يتقبل أن اهلل

من في بها اهلل عبد والوطن اإلصالح

عنده من الشهداء ويلحقنا به صالحين

ويجمعنا به وبكل إخواننا في روض من

وسيد الشهداء إمام مع الجنة رياض

محمد اهلل نبي البرية وخير المرسلين

والتسليم.. الصالة أزكى اهلل من عليه

إليه وإنا هلل وإنا العالمين.. رب يا آمين

راجعون.

عبد اهلل بها:هكذا تعرفت على ابن كيران

وهذه هي اآلية التي جمعتني به

PB 11

وما استطعت ما اإلصالح إال أريد »إن

وإليه توكلت عليه باهلل إال توفيقي

دائما كانت الكريمة اآلية هذه أنيب«،

عبد الفقيد وحديث كالم في حاضرة

على دائما يؤكد كان حيث بها، اهلل

شيء وال اإلصالح هو الحزب هدف أن

على يشدد الحكيم، كان أخر.كما

أداة هو والتنمية العدالة »حزب أن

لإلصالح في المجتمع لذا عليه أن يقوم

في أو الحكومة في كان سواء بدوره

ينبغي اإلصالح أن مضيفا المعارضة«،

كل عند حاضرة وغاية »هدفا يكون أن

اإلصالح هو المقصود ألن فينا«، واحد

وليست السلطة أو المواقع.

عبد اهلل بها: حزب »المصباح«

يواجه خطرين قاضيين

اهلل، رحمه بها اهلل عبد الفقيد يكن لم

يمل وال يكل من التذكير بوصاياه سواء

المتعلقة أو الوطن بخدمة المتعلقة

يهم ما في أو اإلسالمية، بالحركة

إطار في وذلك والتنمية، العدالة حزب

راسخ واختيار العمل، في ثابت منهج

والمواقف القضايا مع التعامل في

واألشخاص.

الحكيم، نبه في أحد اللقاءات التواصلية

عقدت التي والتنمية العدالة لحزب

يواجهه »المصباح« حزب أن إلى مؤخرا،

التنازع هو األول قاضيين، خطرين

»وال وجل عز اهلل يقول إذ الداخلي،

هذا ريحكم« وتذهب فتفشلوا تنازعوا

حكم اهلل، والثاني هو اإلفساد الخارجي.

يهم فال ذلك عدا »ما أن الفقيد وأوضح

خارجها، أو الحكومة داخل كنت سواء

تنجح، لم أم االنتخابات في نجحت

المهم في كل هذا هو المصلحة العامة

للبالد«.

قليل بأنه بها اهلل عبد الراحل عرف

حكمة نطق تكلم وإذا الكالم

وإذا أوجز تحدث وإذا ومعاني، وعبرا

بما أفاد حاضر وإذا اختصر كتب

الذي الموزون الكالم من ودل قل

واسع. واطالع غنية تجربة من ينبع

الفقيد لكالم وينصت يرجع ومن

دررا يستكشف معانيه في ويتمعن

ستبقى نبراسا ألبناء الحركة اإلسالمية

البلدان، من وغيره البلد هذا في

في الراحل عليه يؤكد كان ومما

المشروعية احترام هو مداخالته جل

أحد في قال فقد والمؤسسات،

العدالة »حزب إن الشباب، مع لقاءاته

المشروعية على مبني والتنمية

األشخاص، على وليس والمؤسسات

الصديق بكر أبي بقول مستشهدا

اهلل رسول توفي لما عنه، اهلل رضي

يعبد كان »من وسلم عليه اهلل صلى

ومن مات، قد محمدا فإنه محمدا

يموت«. ال حي اهلل فإن اهلل يعبد كان

الفقيد بها:

الفقيد بها:

العدالة والتنمية مبني على

المشروعية والمؤسسات وليس

على األشخاص

العدالة والتنمية هو أداة لإلصالح

PB 12

اهلل عبد الراحل أن على الكل يجمع

الحكمة صوت كان عليه اهلل رحمة بها

الخصال هاته لتمتد بامتياز، والرزانة

السياسة لرهانات الراحل رؤية لتشمل

وتدبير الشأن العام بالمغرب.

وتنظيره الدقيق بتحليله تميز الراحل

أشكاله بكل اإلصالح لمسألة الواضح

إلصالح أن يعتبر حيث ومستوياته،

األولى منهجية، ركائز أربع على يرتكز

يخفي أن يجب ال اإلصالح أن تقول

إذا ألنه أخرى، وغايات مقاصد وراءه

خط على أخرى مبيتة نيات دخلت ما

الفشل، هو المآل فسيكون اإلصالح

شخصيا ينجح لن بذلك يقوم من ألن

إليهم بعمله يتوجه ينجح مع من ولن

وخطابه.

في فتتجلى الثانية الركيزة أما

وغير مستمرة عملية اإلصالح كون

المستوى على سواء نهائية،

الجماعي، المستوى أو الفردي

أمرا اإلصالح أن باعتبار ذلك ويتأكد

المالئمة الظروف توفير وجب إالهيا

للقيام به.

الراحل نظر في الثالثة الركيزة أما

فتتمثل في اعتبار التدبير السياسي

بمثابة تديبر لإلكراهات واإلحراجات،

إذ ال يمكن لإلنسان أن يقوم فقط

فضل ومن ويرضيه، يعجبه بما

اإلكراهات تلك عن االبتعاد

في المساهمة يستطيع فلن

منعزال. وسيبقى العام اإلصالح

وفي إطار الركيزة الثالثة يشدد

التحلي ضرورة على الراحل

بخصلتين، أولهما الصدق الذي

الصبر وثانيهما األمانة أخالق أصل يعتبر

الذي يعد أصل أخالق القوة.

في األخيرة و الرابعة الركيزة أما

التحلي فهو اإلصالح عملية

وليس والعطاء البذل بمنطق

على العمل وكذا األخذ، منطق

الشخصي المنطق تمثل

وليس المجتمع إصالح في

وراء االنجرار أي العكس،

والخضوع المجتمع منطق

له.

مداخل اإلصالح حسب الراحل عبد اهلل بها

w w w . p j d . m a

PB 13

بها، اهلل عبد المهندس الراحل سيرة تتبع من

الوظيفية المهام اختالف على الرجل أن يدرك

عمله إلى زراعيا، مهندسا باعتباره شغلها التي

لرئيس رفقته إلى البرلمان، قبة تحت من

وزير بحقيبة العام الشأن تدبير في الحكومة

وأخالقه الرجل شخص في تغير لم الدولة،

رمزا عاش، كما مات بل أنملة، قيد ومبادئه

ونزاهة الناس، بأيدي عما والتعفف للتواضع

الذمة. ونقاء الضمير

واألسهم العقارات يترك أن دون رحل بها اهلل عبد

المتضخمة األرصدة وال والشركات المصانع في

اإلهتداء يمكن منهجا ترك وإنما األبناك، في

الواقع، وتحوالت السياسة تموجات في به

»بالمشروع«، اإللتزام المنهج هذا جوهر فكان

واإللتزام والمصداقية، الصدق يعني إلتزام وهو

فعل كل في هلل واإلخالص والمعقولية،

االشتغال. ودافع القصوى الغاية فهو وحركة،

بها، اهلل عبد الراحل لنا أورثها التي القيم أهم ومن

حيا نموذجا فكان والوسطية، اإلعتدال قيم هي

واإلستمرارية، الحياة على قادر معتدل مغربي إلسالم

كان ولذلك والنقاش، الحوار قيم يعلمنا كان كما

معتدل الكالم، قليل اإلنصات، جيد اإلبتسامة، دائم

اليوم لها نكون ما أحوج ممارسات وهي الخطاب،

الخطابي والمفاهيمي على ساحة التخبط أمام هذا

السياسي. العمل

عن تحدث ألنه كذلك، ومات طيبا عاش الراحل إن

الصدق وااللتزام، فأراد أن يقدم نموذجا حيا لكل ما دعا

البال في خطر ومماته، الرجل حياة رأينا وكلما إليه،

عاهدوا ما صدقوا رجال المومنين »من تعالى قوله

اهلل عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر«.

عبد اهلل بها...لم يورث درهما وال دينارا لكنه

ورث منهجا وقيما

PB 14

أن اهلل، رحمه بها اهلل عبد الفقيد يؤكد

المغرب ال مستقبل له دون النضال لمكافحة

أجرته حوار في الراحل وقال الفساد، هذا

»أنا سنة2006 المغربية الفرقان مجلة معه

من واعدا مستقبال للمغرب أرى ال شخصيا،

يعرقل الذي هو ألنه الفساد مكافحة دون

مهما مبادرة أي ويجهض المغرب تنمية

ويعدمها فيشلها مقاصدها في نبيلة كانت

تشجيع أو الفقر، ومحاربة األمية كمحاربة

االستثمار«.

وفي ما يلي نص الحوار كامال:

وبه، فيه ونعيش نراه الذي الشائع الفساد

فيه طال تاريخ من ورثناه فينا أصيل هو هل

به جاءتنا دخيل هو أم والتخلف، الجمود

األصيل بين زواج هو أم الزاحفة، العولمة

والدخيل؟ كيف تنظر األستاذ عبد اهلل بها إلى

هذا الفساد؟

بسم اهلل الرحمن الرحيم، والصالة والسالم

الحال، على رسول اهلل وآله وصحبه. بطبيعة

ما يسمى ظاهرة الفساد، وأقصد في حديثي

أوال العام، الشأن تدبير في الفساد عنه

مهمة أراها عوامل هناك شيء كل وقبل

فهناك عامة، بصفة الظاهرة هذه في جدا

والعامل الحضاري والعامل الفطري العامل

تحدث الفطري للعامل بالنسبة التاريخي.

سبحانه فاهلل بتفصيل، الكريم القرآن عنه

فقال: المال حب على اإلنسان فطر وتعالى

للناس }زين وقال جما{ حبا المال }وتحبون

والقناطير والبنين النساء الشهوات من حب

فقد ،} والفضة... الذهب من المقنطرة

المال، حب شهوة على الناس اهلل فطر

للعمران المحركة الشهوات إحدى وهي

للمال شهوة هناك تكن لم لو أنه باعتبار

والصناعة التجارة في سعي هناك كان لما

يتعلق األمر كان لو الحياة، جوانب وسائر

يحقق بما إنسان كل الكتفى بالمعاش

هو هذا األمر. والنتهى األدنى وكفافه قوته

ولم يمنعه لم واإلسالم الفطري، العامل

صلى اهلل رسول منه حذرنا ما ولكن يجرمه،

شهوة من ننتقل أن هو وسلم عليه اهلل

بضوابط والمنضبطة المضبطة المال

المال فتنة إلى واإلنفاق، الكسب في الشرع

النبوة عصر بعد المسلمين أصابت التي

الحالي الزمن في وقع الذي ولكن والرسالة.

الغربية الحضارة هيمنة تحت وقعنا أننا هو

وهي حضارة مادية باألساس، والتي من أهم

في اإلنسان تأليه إلى باإلضافة خصائصها

شهواته وأهوائه وممارساته وتقديس العقل

وجعله مصدر كل معرفة وعلم، هناك شيء

مجاال يترك ال مما الدنيا على االنكباب اسمه

ما هذا واهتماماتهم. الناس حياة في لآلخرة

االستمتاع حضارة الحضارة هذه من يجعل

بكل المال كسب إلى السعي أي بامتياز،

الطرق، بكل إنفاقه في والتفنن الوسائل،

نحن علينا الحضارة هذه انعكست ولما

من ننتقل األسف مع جعلتنا المسلمين،

إلى مشكلة، أصال هي التي المال، فتنة

الشرك أصبح الحقيقة وفي المال. عبادة

األكبر اليوم هو الشرك المادي، وبذلك يتبين

المال، عبادة هو للفساد، العقدي األصل

وهناك وحده، يعبده من هناك اليوم المال

به يكفرون الذين وهناك معه، اهلل يعبد من

أقلية من المرحومين وال يعبدون إال اهلل وهم

في إليه بالنسبة بقي والمال اهلل، برحمة

إطاره وسيلة من وسائل الحياة، فإذا تعارضت

يعطون الشرعي، الحكم مع مادية مصلحة

الحالل فيلتزمون الشرعي، للحكم األولوية

في الكسب، كما يلتزمون الحالل والرشد في

اإلنفاق.

أن معبود، إله المال أن على اليوم والدليل

أنه لمجرد المال صاحب يعظمون الناس

صاحب مال، وال يسألون عن مصدر ماله، ومع

ولكن ماله، من بشيء ينتفعون ال أنهم

المال في أنفسهم يعظم نظرا لتعظيمهم

ماله الغني هذا يفقد وحين المال، صاحب

وضعا أنتج ما وهذا الناس، عند قيمته يفقد

كما تعد لم اإلنسان قيمة بأن المجتمع في

يعد ولم اإلسالم، بمعايير السابق في كانت

أقل أنت من »قل بمقوله يعملون الناس

لك ماذا تساوي« وإنما يعملون بمقولة »قل

أصبحت تساوي«، كم لك أقل عندك كم

وصار هو، بمن وليس بماله اإلنسان قيمة

حوار مع الراحل عبد اهلل بها عن الفساد وسبل

اإلصالح

PB 15

المال على الحصول في يتنافسون الناس

طريقة بأية به المرتبطة واألشياء وتكديسه،

في قيمتهم ألن ذلك، في ويتنافسون

المجتمع مرتبطة بقيمة مالهم وما عندهم.

يبالون ال الناس أن إلى أدى الوضع وهذا

يأكل من فمنهم طريقة، بأية المال بجمع

العام، المال يأكل من وهناك الغير، أموال

ومن يختلسون، ومن يرتشون من وهناك

كالمخدرات المحرمات كل في يتاجرون

المشروع غير الكسب أنواع كل واألعراض،

الذين عموم وحتى ومتاحة، مزدهرة أصبحت

لجمع أخرى أو وسيلة أيديهم في ليست

في التسول إلى يلجؤون وتكديسه المال

هؤالء بين المشترك والقاسم مكان. كل

يمكن ما أكبر وجمع المال عبادة هو جميعا

وإلنفاقه المجتمع في قيمة الكتساب منه

العقدي الفساد وهذا والحياة، الدنيا متع في

المال مع التعامل في فاسدا سلوكا أنتج

فساد إلى أدى وهذا وإنفاقا، كسبا وبالمال

في تدبير الشأن العام.

الفساد هذا بين عالقة أي أكثر، لنا أوضح

في سلوكي فساد إلى المؤدي العقدي

الشأن وتدبير وبالمال، المال مع التعامل

الناس، لشؤون السياسي التدبير أي العام،

في السياسية النخبة فساد أن تقصد هل

التدبير راجع إلى فساد في العقيدة والسلوك

بسبب تأليه المال وقيمة المال؟

يمكن أن نعتبر أن الفساد في تدبير الشأن

األول الركن أربعة، أركان على قائم العام

المحسوبية هو الثاني والركن الرشوة هو

العام المال اختالس هو الثالث والركن

فكل النفوذ. استغالل هو الرابع والركن

المالي، الفساد بهذا عالقة لها األمور هذه

والفساد المال عبادة بين الوطيدة والعالقة

ألن ونظرا العام، الشأن تدبير في المالي

في وتتدخل اليوم، مهيمنة الحديثة الدولة

والجماعية، الفردية الحياة جوانب جميع

تأثير له العام الشأن تدبير في الفساد فهذا

فكثير وجماعة، فردا اإلنسان حياة على مباشر

المخدرات كانتشار االجتماعية المفاسد من

وغيرها، والدعارة واألمية والفقر الخمور وبيع

في الفساد عن منها كبير جزء في ناتجة

تتبعت إذا أنك شك وال العام، الشأن تدبير

وستلتقي إال المسالك هذه من مسلكا

العام المال واختالس والمحسوبية بالرشوة

النفوذ. واستغالل

الرسمية المؤسسات عن تتحدث

العام الفساد أن وصحيح ومسؤوليتها،

الفساد هذا لكن بالمجتمع، ويفتك ينخرها

غير المدنية المنظمات في أيضا يوجد

الرسمية، مثل المنتخبين الذين يعول عليهم

فتنوا أنهم نرى لكننا الفساد، إصالح في

بالمال هم أيضا عم فيهم الفساد حتى يئس

الناس منهم ومن العمل السياسي المحلي

والوطني.

بخصوص المغرب، يجب أن نتذكر أنه قضى

المجال فاسحا االستقالل بعد سنة خمسين

لعامل وكان أمره، واستفحال الفساد أمام

الفساد دائرة توسيع كفي كبير أثر إضافي

فالصراع السلطة. على الصراع عامل وهو

وسائل، استعمال إلى أدى السلطة على

واختالس والمحسوبية الرشوة مثل قلنا كما

هذا في النفوذ واستغالل العام المال

المصالح، من شبكة ذلك عن ونتج الصراع،

وثقافة المصالح، لحماية أخرى وشبكات

الناس صار بحيث المجتمع في للفساد

هي الفاسدة الممارسات أن اليوم يعتقدون

رفعه، يمكن ال »طبيعي« واقعي معطى

ويتعاملون معه، والتعامل قبوله يجب بل

اليوم تجد ولهذا األساس، هذا على معه

للفساد. مجتمعية مقاومة لدينا توجد ال أنه

يوجد عندنا حركات للدفاع عن حقوق اإلنسان

والحركات األمازيغية والثقافة المرأة وحقوق

مجتمعية حركة تجد لن ولكنك اإلسالمية،

لمقاومة الفساد. تخرج مظاهرات واحتجاجات

نر لم ولكننا وغيره، بالشغل للمطالبة

علمي، حسب واحتجاجات، مظاهرات قط

مسألة فهذه والمرتشين، بالرشوة للتنديد

الرشوة، المجتمع كله يعاني من أن إذ غريبة

منظمة فرع مثل الموجودة الهيئات حتى

ترانسبارنسي، والهيئة الوطنية لحماية المال

المجتمع. في ضعيف أثرها ولكن العام،

والشبكات المؤسسات أن هذا من نفهم

من أقوى وترعاه الفساد تحمي التي

المجتمع؟ من وأقوى المقاومة المنظمات

الفساد ترعى شبكات توجد أنه أعتقد أنا

توجد نعم نعم، الموجود، المعنى بهذا

الشبكات، هو ليس الخطير ولكن شبكات،

والتي المجتمع في الموجودة الثقافة وإنما

عملة أنه على به وتتعامل بالفساد تقبل

خطير مشكل عندنا يوجد اليوم متداولة.

في النخبة المغربية التي تواطأت كلها على

الفساد وتتعامل به وتستفيد منه بشكل من

األشكال.

ليس اليوم النخبة مكونات بين فالصراع

المخصصة الحصة على بل الفساد، ضد

يجعل مما الفساد، عائدات من فئة لكل

كما ألنه عنه مسكوتا الموضوع هذا أن

من تستفيد المجتمع مكونات قلت

والمجتمع الخاصة، بطريقتها الوضع

بوسائل مشاكله ويحل ويتعامل يقبل

أنني أذكر محتوم. قدر كأنه مختلفة

الدردشة وأثناء صغيرة، أجرة سيارة ركبت

يصوتون الناس إن السائق لي قال

ألنهم والتنمية العدالة حزب في عليكم

يعني كثيرا، تسرقوا لن أنكم يتصورون

أن السرقة والفساد في تدبير الشأن العام

الناس، عامة لدى ومقبول به مسلم

الفساد ثقافة تغلغل يبين ما وهذا

بعض أن تجد أنك حتى المجتمع، في

في النزاهة من شيء فيهم ممن الناس

إما وهم ومقهورون، يعانون المجتمع

من منسحبون أو للفساد مستسلمون

النظر في إعادة أنه يجب أقول أنا الوضع.

جزئية، بمعالجة نكتفي وأال الموضوع،

بل البد من وقفة جادة.

بهذه سيقوم ومن المسؤول من لكن

المهمة؟

أن ويجب جماعية، المسؤولية أن أظن

جماعية وإرادة جماعية حركة هناك تكون

مجموعة من البد ولكن الفساد، لمكافحة

األخرى، للقضايا بالنسبة وقع كما رائدة

شخص أو مجموعة يكونون مقتنعين بهذه

مناضلين أجلها من فيقومون المسألة

بعد تتوسع ثم بها ويعرفون ومكافحين

PB 16

إلى حركة جماعية ومجتمعية، وهكذا ذلك

الحركة بأن وأتصور اإلصالح. دينامية تكون

بتبني غيرها من أكثر معنية اإلسالمية

مكافحة الفساد العتبارات أولها أنها تحصن

الفساد. عوامل من نفسها

يصيب أن يمكن الفساد أن تظن هل

الحركة اإلسالمية؟

للحركات بالنسبة وخصوصا ال، ولم نعم

المشاركة بمبدأ تؤمن التي اإلسالمية

الشأن وتدبير العام العمل في وتنخرط

الفساد، من محصنة تكن لم فإذا العام،

ستحصن بالفساد، غزوها سيتم أنه فالشك

االنتفاعيين من بنياتها وتحمي نفسها

نقطة ذلك بعد وستشكل واالنتهازيين،

ولو المجتمع في للنزهاء بالنسبة ارتكاز

وستأتي اإلسالمية، الحركة من يكونوا لم

حركية وستطلق للفساد مضادة بدينامية

الحال أيضا في اإلصالح مهمة جدا، وبطبيعة

سيكون في هذا إنقاذ للمجتمع.

أكثر. تفاصيل عن أسألك دعني لكن

اإلسالمية الحركة تجعل بها اهلل عبد األستاذ

الفساد مقاومة عن ومسؤولة معنية

الوسائل هي وما تقترح ماذا ومكافحته،

في ومفيدة نافعة أنها ترى التي والمناهج

اإلجراءات هي ما الفساد؟ مكافحة حركة

العملية؟

المعرفي، الجانب هناك أن أتصور

التطبيقي. والجانب النضالي والجانب

ينبغي اإلصالح في شيء أول إن أقول وأنا

أي العقدي األصل هو األولوية يأخذ أن

والرسل األنبياء جميع فرسالة المال، عبادة

وعبادته، اهلل توحيد وهي واحدة كانت

واقع من تختلف كانت دعواتهم ولكن

هي كانت موسى دعوة أن فنجد آخر، إلى

الفرعوي، السياسي الطغيان مقاومة

الفساد مواجهة هي شعيب دعوة وكانت

وكانت قومه، في والتجاري االقتصادي

مواجهة هي السالم عليه لوط دعوة

الشذوذ في المتمثل األخالقي الفساد

دعوته نبي لكل كانت وهكذا الجنسي...

العصر لهذا بالنسبة قومه، واقع خالل من

بها؟ القيام ينبغي التي الدعوة هي ما

أظن أن الشرك األكبر اليوم هو عبادة المال،

مرتبطة التقليدية الشرك أنواع حتى بل

يذهبون فالذين ، الكبير الشرك بهذا

عن يسألون ال والعرافات الشوافات إلى

العمل عن يسألون ولكن الجنة، دخول

المقبل »الرزق« وعن القادم المال وعن

األضرحة يقصدون والذين والمخفي،

أشبه. وما و«الولد« »الخبزة« يقصدون

متدينين ليسوا األضرحة على والقيمون

ما على حرصا يحرسونها ولكنهم غالبا،

فأنواع مالية، مكاسب من عليهم تدره

بالمال. مرتبطة التقليدية الشرك

في المالي الفساد هو الثاني األصل

إحداث فيه ينبغي العام، الشأن تدبير

الفساد، ظاهرة يدرس للشفافية مركز

ومن مشكل، له فليس نزيها كان فمن

وإال بالنزاهة تلزمه فالشفافية نزيها ليس

أمره. سيفتضح

دستوري هو ما فيها الشفافية إجراءات

الشأن تدبير في المسؤوليات توضيح أي

القوانين أي تشريعي، هو ما وفيها العام،

أي تنظيمي، هو ما وفيما الملزمة،

هو ما وفيها وغيرها، والقرارات المراسيم

أعطي اليومية. التدابير أي وإجرائي، عملي

من الشفافية إجراءات من بسيطا مثاال

استصدر حيث القنيطرة مدينة مجلس

مستشار لكل الحق يعطي قرارا اإلخوان

فهذا الجماعة، ملفات على يطلع أن

بالنسبة تحرزا أكثر التدبير جعل اإلجراء

والمسؤولين المكتب في للمسؤولين

مجرد وهذا أيضا، والموظفين اللجان في

كانت إذا الحال سيكون فكيف واحد إجراء

العملية اإلجراءات من منظومة. هناك

في والتنمية العدالة حزب بها عمل التي

والمسؤولين الرئيس بين الحواجز أن تركيا

من وليس زجاج من جعلت والموظفين

الجميع يطلع بحيث إسمنت، أو خشب

يفعل ماذا طرف كل ويعرف يجري ما على

أثر. لها المادية الشفافية حتى فإذن اآلخر.

الجانب النضالي، ماذا تعني بالجانب بقي

النضالي؟

مدنية حركة تكوين هو المقصود

شعارها، هو هذا يكون الفساد لمكافحة

العام الرأي تحسيس مستوى على وتعمل

الفاسدة الممارسات رصد وكذلك وتعبئته

تظاهرات تنظم أن يمكن بها... والتنديد

وحتى تحسيسية وأنشطة ثقافية وأنشطة

التي المؤسسات ضد ووقفات احتجاجات

من وأشياء والمحسوبية الرشوة فيها تنتشر

هذا القبيل.

النضال يمكن التطبيقي المستوى على

البرلمان في الشفافية إجراءات إلدخال

المدينة، ومجالس المحلية والجماعات

الحكومية. القطاعات ولم ال في عدد من

تتكامل أن ينبغي كلها الجوانب وهذه

أرى ال شخصيا، وأنا واحد. اتجاه في وتسير

مكافحة دون من واعدا مستقبال للمغرب

تنمية يعرقل الذي هو ألنه الفساد

كانت مهما مبادرة أي ويجهض المغرب

ويعدمها فيشلها مقاصدها في نبيلة

تشجيع أو الفقر، ومحاربة األمية كمحاربة

االستثمار.

من المستفيدين أن تظن هل ولكن،

يقوموا ولن متفرجين سيبقون الفساد

للدفاع عن »مصالحهم«؟

مكتوفي يبقوا ولن يسكتوا، لن ال،

في التجارب بعض رأينا وقد األيدي،

مناضلو دخلها التي المحلية الجماعات

إلى وصلنا إذ والتنمية، العدالة حزب

واالعتداءات. والتهديد االغتيال محاوالت

يكون أن ينتظر فال اإلصالح، ضريبة وهذه

هناك إصالح دون تكاليف وتضحيات.

الذي النضالي الجانب عن تحدثت لهذا

وهذا التكاليف، ألداء االستعداد يقتضي

دفاع )ولوال تعالى: قوله مقتضيات من

األرض لفسدت ببعض بعضهم الناس اهلل

صدق العالمين( على فضل ذو اهلل ولكن

العظيم. اهلل

عن مجلة الفرقان عدد 55 /2006

حاوره: حسن السرات

PB 17

عبد القادر عمارة: فقدنا أخا وصديقا

وفيا ورفيقا على درب

النضال

عنهقالوا

الطاقة وزير عمارة، القادر عبد قال

مؤمنة »بقلوب والبيئة، والماء والمعادن

واألسى، الحزن وببالغ وقدره اهلل بقضاء

وزير بها، اهلل عبد السيد وفاة نبأ تلقيت

العدالة لحزب العام األمين نائب الدولة،

2014 دجنبر 07 األحد يوم مساء والتنمية،

وفيا وصديقا أخا كان لقد ببوزنيقة،

جمعنا الذي النضال درب على ورفيقا

داخل الحزب ورجال خلوقا ومهذبا يشهد له

الجميع بطيبوبته وسعة صدره«.

موقع على تدوينته في عمارة، وأضاف

»أتقدم )فايسبوك( االجتماعي التواصل

والكبيرة الصغيرة لعائلته التعازي بأحر

رئيس كيران ابن اإلله عبد أستاذنا وإلى

سبحانه اهلل داعيا دربه، رفيق الحكومة

جناته فسيح الفقيد يسكن أن وتعالى

الصبر جميل وذويه أهله يلهم وأن

والسلوان«.

األمين نائب العمراني، سليمان قال

إن والتنمية، العدالة لحزب العام

سيترك بها اهلل عبد األستاذ رحيل

فراغا مهوال في الحكومة وفي الحزب،

ويذهبون، يأتون »الناس أن مضيفا

الخاصة بصمته يضع من منهم لكن

هؤالء طينة ومن يعوضون، يكاد فال

الرجال االستاذ عبد اهلل بها، الذي تعجز

وخصاله«. مناقبه تعداد عن الكلمات

سنة منذ عرفته »لقد العمراني، وتابع

الحزب في المستشار نعم فكان 1981

الحكومة، ولرئيس الحزبية للقيادة

سديدا رأيا الغالب وفي دائما رأيه كان

استراتيجي، ببعد ينظر حكيما، متوازنا

مصلحة تقديراته أولى في وكان

الوطن أوال وقبل كل شيء، وكان من

مشروع نهضة في الرئيسية األسباب

وانتقالها واالصالح، التوحيد حركة

كان والسلمي، العلني العمل إلى

وموجها مسددا االستشاري رأيه

المؤتمرات في الحزبية، للقيادة

القيادة، اجتماعات وفي الوطنية

ابن االله عبد األستاذ دفع الذي وهذا

يجعله أن إلى الحكومة، رئيس كيران

اقترحه عندما الحكومة، في بجواره

للدولة«. وزيرا الملك جاللة على

السنوات فهذه »فعال العمراني، وقال

األستاذ أن تؤكد مرت، التي الثالث

تقديم في مقدر بدور قام بها اهلل عبد

خصوصا الحكومة، لرئيس االستشارة

التي الصعبة، اللحظات بعض في

سنوات ثالث خالل الحكومة عرفتها

بعض يرأس أيضا وكان عمرها، من

لألمين كنائب سواء الحزبية المهام

العثماني الدين سعد الدكتور العام

لألمين أوال نائبا أيضا وكان ،2004 سنة

عام كيران ابن االله عبد األستاذ العام

والتنمية العدالة فريق قاد و2012، 2008

جدا صعب مسار في النواب بمجلس

بحكمته البيضاء الدار تفجيرات عقب

والحرص الرزين، وبرأيه المعهودة

كل مع والتعاون التوافق على

والحرص والخالف التنازع ودرء الفرقاء،

المصلحة وتحري الكلمة وحدة على

فوق تكون ان يجب والتي الوطنية

كل االعتبارات... كل الكلمات لن توف

الرجل حقه، ما حدث خسارة كبيرة ليس

والتجربة للحكومة بل فقط، للحزب

منه خيرا يعوضنا أن اهلل عسى ككل،

رجاؤنا لكن قليلون أمثاله كان وإن

بعزيز«. اهلل على ذلك وما اهلل في

العمراني:رحيل بها سيخلف فراغا مهوال

في الحزب والحكومة معا

PB 18

العالمي االتحاد عضو الريسوني، أحمد نشر

المكتب وعضو المسلمين، لعلماء

رسالة واالصالح، التوحيد لحركة التنفيذي

يرثي و«الحزين«، »الجريح« بصفتي وقعها

موقعه على بها، اهلل عبد الراحل فيها

»بعد فيها: جاء اإلنترنت، على الرسمي

أخينا بحياة أودت التي المروعة الفاجعة

بها، اهلل عبد األستاذ الغالي وفقيدنا الكبير

ومشاطرتي ومواساتي بتعزيتي أتقدم

أفراد كافة إلى المشترك، مصابنا في

واإلصالح التوحيد حركة وإلى الفقيد، أسرة

العدالة حزب وكذلك وأعضاء، قيادة

عامة. المغربي الشعب وإلى والتنمية،

الخاصة ومواساتي بتعزيتي كذلك وأتقدم

كيران ابن اإلله عبد األستاذ العزيز األخ إلى

الوزراء، السادة وسائر الحكومة، رئيس

هذا فقدان في جميعا وهؤالء نفسي أعزي

ونظره السديد، بفكره الرفيع، الفذ النموذج

الرحيم، السمح وقلبه النبيل، وخلقه البعيد،

وتفانيه المنقطع النظير في العمل واإلصالح

ووطنه عامة، والمسلمين اإلسالم وخدمة

وتقبلك اهلل، عبد يا اهلل رحمك خاصة. األمين

عنده في عباده الصالحين المرضيين، وجعلك

ما هلل المكرمين. األمجاد الشهداء عداد في

راجعون، إليه وإنا هلل وإنا أخذ، ما وله أعطى

العظيم«. العلي باهلل إال قوة وال حول وال

لحزب العام األمين العنصر، امحند قال

بها اهلل عبد »وفاة إن الشعبية، الحركة

والتنمية العدالة لحزب ليس خسارة

ولجميع للمغرب خسارة بل فحسب،

رجل التوازن، رجل كان ألنه المغاربة،

والصائبة، السليمة الحلول عن البحث

مناقشة في إال يتدخل وال هادئا وكان

يقدم يفعل وحين قوية، مواضيع

وأوضح الصائب«. والحل الصائبة الكلمة

أنه pjd.ma لـ تصريحات في العنصر،

أن قبل بها، اهلل عبد الراحل على تعرف

العمل إطار في وذلك الحكومة، يدخل

تعرفت »لقد مضيفا بالبرلمان، المشترك

الفالحة، في االشتغال عبر كذلك عليه

كنا حين أدواره وعلى أكثر عليه وتعرفت

في الحكومة«.

وقال العنصر، »رحم اهلل الفقيد وأسكنه

الصبر ذويه وألهم جنانه، فسيح

عبد سي وأخيه ولرفيقه والسلوان،

منا أكثر سيتأثر الذي كيران، ابن االله

جميعا«.

عنهقالوا

بحزب القيادي الراضي، الواحد عبد اعتبر

وفاة الشعبية، للقوات االشتراكي االتحاد

األمين نائب الدولة، وزير بها، اهلل عبد

»خسارة والتنمية، العدالة لحزب العام

للحياة وبالنسبة للمغرب بالنسبة كبيرة

السياسية في البالد«.

لــ صحافي تصريح في الراضي، وأضاف

رجل »كان بها، اهلل عبد الفقيد أن pjd.ma

ما عن دائما يبحث ورجال والتوافق التوازنات

»كان أنه على مشددا الناس«، بين يقرب

شخصا يجمع ويحاول أن يوفق بين المواقف

االتحاد بحزب القيادي وقال السياسية«.

البرلمان في جميعا »اشتغلنا االشتراكي،

يبرهن دائما الفقيد وكان طويلة، لمدة

انسجام في يقول ما يفعل كان رجل أنه

ومعامالته«. وتصرفاته به يؤمن ما بين

الراضي:

وفاة عبد اهلل بها

خسارة كبيرة للمغرب

السياسية وللحياة

في البالد

رحيل عبد اهلل

بها خسارة كبيرة

والمغاربة للمغرب

جميعا قبل أن تكون

خسارة للحزب

PB 19

حداد: عنهقالوا

وهو حداد، لحسن السياحة، وزير قال

يتحدث عن الراحل عبد اهلل بها، إن »الفقيد

موزونا«، كالما إال يقول وال حكيما كان

متبصرا، إنسانا كان »الراحل أن مضيفا

ويحاول ايجاد الحلول في كل القضايا وأن

يوقف بين اآلراء بشكل ذكي«.

pjd. لــ تصريحه في حداد أوضح أن وبعد

يلجؤون كانوا الحكومة أعضاء أن ،ma

إنه قال القضايا، من عدد في الراحل إلى

جميعا«، »يبهرنا بشكل فيها يحسم كان

الناس أرزن »كان الفقيد أن مضيفا

للجميع ويسمع نصوحا وكان وأتقاهم،

ومتواضعا بشكل كبير ال يمكن تصوره ».

الحكومة عمل طريقة وبخصوص

»فعال حداد: الوزير قال الراحل، وفاة بعد

الحكومة ستفقد عضوا مهما اآلن، لكن ال

أن إلى مشيرا ستتوقف«، أنها ذلك يعني

من عدد وفي كثيرا »ستفتقده الحكومة

ستلهمنا وأفكاره روحه لكن المحطات،

للمضي في العمل«.

قال فتح اهلل أرسالن المتحدث الرسمي

العدل واالحسان، »أسأل باسم جماعة

عبد الفقيد يتغمد أن تعالى اهلل

في يتقبله وأن رحمته في بها اهلل

عنه يتجاوز وأن يرحمه وأن الصالحين،

ويرفع مقامه عنده«. وأضاف أرسالن، أن

لقاءات به جمعتني بها اهلل عبد »األخ

متقطعة أزمنة في ومتعددة كثيرة

الرجل، في شهادة وأشهد ومختلفة،

والنقاشات، الخالف يكن مهما أنه

في كبيرة بشخصية يتمتع كان فقد

من بالرغم المحاور وتقدير احترام

تظهر«. أن يمكن التي الخالفات كل

واألخ األستاذ »وجود أن أرسالن، وتابع

المرحوم عبد اهلل بها في كل اللقاءات

كان يساعد ويساهم على تجاوز الكثير

من نقط الخالف التي كانت، ألنه كان

يبحث والروية، بالحكمة يتمتع رجل

عند ومكانته ووزنه االلتقاء، نقاط عن

يتمتع فهو بها، أعلم أنتم اخوانه،

ويحترمونه يقدرونه رفيعة، بمكانة

عن نتحدث ثم الخصال، هذه لكل

االسالمي بالعمل التحق مؤمن رجل

منذ بدايات عمره، أحب االسالم والدين

وعمل كرجل دعوة قبل أن يصبح رجل

ذلك«. لكل ونقدره نحبه فنحن دولة،

فتح اهلل أرسالن:

حسن أوريد:

بها رجل دعوة ودولة نحترمه ونقدره

لكل الخصال الحميدة التي تميز بها

المرحوم عبد اهلل بها كان يتميز

بسمات األولياء الصالحينحسن المغربي، المؤرخ اعتبر

بها اهلل عبد المرحوم أن أوريد،

األولياء بسمات يتميز كان

الحكمة، رجل وكان الصالحين،

كل على البالد مصلحة ويغلب

اهلل عبد يد إن أوريد، وقال شيء.

التجربة إنجاح في كبيرة كانت بها

مضيفا نعيشها، التي الحكومية

من كانت وتبصره حكمته أن

التجربة، إلنجاح الفاعلة األدوات

التاريخ. في مسجلة ستبقى التي

عبد المرحوم أن أوريد حسن وأبرز

وكان دولة، رجل كان بها اهلل

البلد. هذا مصلحة يستحضر دائما

PB 20

العدالة فريق عضو أفتاتي، العزيز عبد أكد

يطبعها بنبرة النواب، بمجلس والتنمية

وزير بها اهلل عبد »وفاة أن والحزن، األسى

على ليس كبيرا فراغا ستترك الدولة،

مستوى عائلته الصغيرة فحسب وإنما كذلك

والسياسية، الفكرية عائلته مستوى على

مضيفا الوطني«، المستوى على وكذلك

اسثتنائيا شخصا كان بها الفقيد أن

آخرين. في تجتمع قلما أشياء فيه واجتمعت

خسارة تشكل بها وفاة »إن أفتاتي وقال

رجال كان ألنه تعويضها، يصعب كبيرة

مؤمنا، وكنا نحسبه كذلك، وها هو اليوم

ومظاهر ورحمته، اهلل عفو إلى ينتقل

في حاضرة كانت ومقتضياته اإليمان

والنهار.. بالليل وحياته وأفعاله أقواله

بعض وفي اهلل، بقدر يؤمن إنسانا كان

دائما تجده كنت العصيبة اللحظات

كان وشكره.. اهلل حمد من يمل ال هادئا

لعامة للخير محبا وكان أخالق، رجل

غيره الخير يطال أن همه كان الناس،

الخير يحب وكان الجميع، يطال وأن

بها أن أفتاتي وشدد وأمتنا«. لمجتمعاتنا

حاضرة وكانت أشياء أربعة فيه اجتمعت

باستمرار وانتظام، وهي »اإليمان واألخالق

مضيفا الرياضي«، والعقل والعمل

هذه بين ما يجمع إنسانا تجد »قلما قوله

األشياء األربع«.

األمين نائب رفيقي، الوهاب عبد محمد قال

أعزي »لن والفضيلة، النهضة لحزب العام

العدالة حزب وال كيران ابن اإلله عبد األستاذ

وال واإلصالح، التوحيد حركة وال والتنمية،

قبل أحبابه، و بها اهلل عبد الفقيد أقرباء كل

حين »لكن وأضاف أوال«. نفسي أعزي أن

الدنيا على عينك فتحت برجل الحال يتعلق

رائدا و«الراية« »اإلصالح« على اسمه فوجدت

رموزها، من ورمزا اإلسالمية الحركة رواد من

مسيرته عاصرت برجل األمر يتعلق حين

السياسة إلى الدعوة من تاريخه وتابعت

حريص برجل النازلة تتعلق حين الدولة، إلى

يحضر أن وانشغاالته العالي منصبه مع

على الثناء على ويحرص تؤطرها، محاضرة

ما قدمت، حين يسلبك الرجل بأدبه وتواضعه

قبل جالسته رجال تتذكر حين صمته، وغريب

الحكومة، رئاسة مكتب في يسير غير وقت

حديثه ودقة واتزانه حكمته فاستوقفتك

السادسة قبل اليوم يكون حين قلته، مع

القيامة، عالم نزيل دولة....وبعدها وزير مساء

وأقوى«. وأشد أعظم ستكون الصدمة

عنهقالوا

بها شخص استثنائيوفاته خسارة يصعب

تعويضها

أفتاتي:

عبد الوهاب رفيقي:

لن أعزي أحدا قبل أن أعزي نفسي في فقدان

رجل الدعوة والسياسة والدولة عبد اهلل بها

PB 21

فريق رئيس بووانو، اهلل عبد قال

إن النواب، بمجلس والتنمية العدالة

العام االمين ونائب الدولة وزير وفاة

بها اهلل عبد والتنمية العدالة لحزب

المقاييس«، وبكل بنا ألمت »فاجعة

من محنك سياسي وفاة أن مضيفا

»ليست بها اهلل عبد المرحوم طينة

خسارة وإنما فقط للحزب خسارة

للمغرب كله«.

وأبرز بووانو، أن الفقيد كان »رجل دولة

بامتياز، رجل أحب شعبه وملكه، وأحب

ورزانته باتزانه عرف الوطن، هذا تراب

الظروف أصعب في حتى ومصداقيته

كان أنه كما الحزب، منها مر التي

والقرارات والتوازنات التوافقات رجل

بأنه »كان الحكيمة«، مذكرا السياسية

المسؤولية دائما يربط عليه اهلل رحمة

إلى باستمرار ويدعو بالمحاسبة

من السياسي العمل تخليق ضرورة

أفضل«. مستويات إلى به الرقي أجل

كان الفقيد، أن إلى بووانو وأشار

الحرجة« »اللحظات كل في حاضرا

والتنمية، العدالة حزب منها مر التي

أزمات من الحزب إخراج في و«أسهم

أكثر مواقع في ووضعه صعبة

عطاء«.

حسن طارق: عنهقالوافقدنا عبد اهلل بها..

الرجل الخلوق

والكتوم والرزين

والحكيم

االتحاد حزب عن والبرلماني القيادي اعتبر

طارق حسن الشعبية للقوات االشتراكي

أن فقدان الراحل عبد اهلل بها تعد »فاجعة

جلل أمر بكونه فقدانه ووصف كبيرة«،

وصعب.

بها المرحوم رحيل إن طارق حسن وقال

السياسي المشهد لكل خسارة يعد

المغاربة لجميع وخسارة المغربي

»خسارة فقدانه أن اعتبر كما والوطن.

كان ألنه كيران ابن االله لعبد إنسانية

خسارة تعتبر كما أصدقائه، وأعز رفيقه

سياسية لكل الفاعلين السياسيين.

وأضاف حسن طارق »لقد فقدنا رجال خلوقا

»بها أن مضيفا وحكيما«، ورزينا وكتوما

فكرة مغربوا الذين أبرز بين من يعتبر

بالطابع وبصموها السياسي االسالم

بها فقدان أن إلى وأشار القح«. المغربي

شهر من أقل في بحيث فاجعة يعتبر

من ورمزين علمين المغرب يفقد واحد

وهما والرزينة، المتخلقة السياسة رموز

اهلل. رحمهما الزايدي وأحمد بها اهلل عبد

وفاة عبد اهلل بها »فاجعة بكل المقاييس«

بووانو

PB 22

التجهيز وزير رباح، عزيز نعى كبير، بتأثر

اهلل عبد الفقيد واللوجستيك، والنقل

العام األمين ونائب الدولة وزير بها،

على نشر حيث والتنمية، العدالة لحزب

هلل »الحمد الفايسبوك: على صفحته

فقدنا سواه، مكروه على يحمد ال الذي

والحكيم والمربي والصديق واألخ األب

والمرشد والقائد المرجع فقدنا والحكم،

صانع وعظيم، كبير دولة رجل والموجه،

كان والتوافق، والتعاون االعتدال منهج

الحزب كان وأهدأنا، وأعقلنا أفضلنا

منهما، عنده أغلى الوطن لكن والحركة،

قد ال تجود بمثله األيام، ولكن في قدر اهلل

ليحزن القلب وإن لقضائه، راد وال حكم

يرضي ما إال نقول وال لتدمع العين وإن

رحمة الوكيل، ونعم اهلل حسبنا اهلل،

وشوهد هذا واسعة«. رحمة عليه اهلل

وهو بوزنيقة، قرب الحادث بمكان رباح

بالحادث تأثره شدة من مريرا، بكاء يبكي

فقط ليس حلت، التي الكبرى والخسارة

بالوطن بل والحزبية، الصغيرة بعائلته

ككل، فأمثال الفقيد من رجاالت السياسة

باألمر ليس وفقدانهم قالئل، المتخلقين

ووزنهم. قدرهم يعرف من على الهين

جنانه. فسيح وأسكنه الفقيد اهلل رحم

عنهقالوا

السامي المندوب الحليمي، أحمد اعتبر

وزير بها اهلل عبد وفاة للتخطيط،

يكن لم وصدمة كبيرة فاجعة الدولة،

خالل وأضاف استيعابها، السهل من

اهلل عبد الراحل تأبين مراسيم حضوره

وليس وقدره، اهلل قضاء هذا أن بها،

وتابع اهلل. كتب ما على الصبر إال لنا

فرحم اهلل، لنا لكن كبيرة »الفاجعة أن

بكل دولة رجل كان لقد الفقيد، اهلل

خسارته معاني، من الكلمة تحمل ما

المغفرة«. كبيرة، فنسأل اهلل له

الحليمي: ما وقع صدمة كبيرة

للجميع

بالشؤون المكلف الوزير الوفا، محمد قال

اهلل عبد وفاة شأن في والحكامة، العامة

بمثابة كان الفقيد إن الدولة، وزير بها،

سند كبير له في وقت الشدة، وكان يقول

وسيساند الخير مع اهلل إن تخف »ال له

للموقع تصريح في الوفا، وأردف الخير«.

أن والتنمية، العدالة لحزب االلكتروني

عن أبان بامتياز، دولة رجل فقد المغرب

البالد منها مرت صعبة مواقف في ذلك

وكان خارجية، أو داخلية كانت سواء

تتشاءموا ال الوفا:« يضيف دائما يقول

الوزير وأضاف البلد«. هذا مع اهلل إن

المكلف بالحكامة، أن عبد االله ابن كيران

ولكل له، سندا كان ورفيقا صديقا فقد

التي القضايا وفي ملفاتهم في الوزراء

أنه مشيرا الحكومة، رئيس على تطرح

انتظروا دائما يقول كان الصعوبات رغم

الملف. سيعالج

الوفا: بها كان لي سندا كبريا وكان يقول لي

»ال تخف إن اهلل مع الخري وسيساند الخري«

PB 23

عنهقالوا

كان بها اهلل عبد والمرحوم الفقيد

وفي النبل وفي األخالق في »مدرسة

األخالق على المبني السياسي العمل

والمبدئية«.. هكذا علقت جميلة المصلي،

العدالة لحزب العامة األمانة عضو

وهي بها، اهلل عبد رحيل على والتنمية،

الراحل على وألما حسرة دموعها تغالب

والفقيد.

pjd.ma لــ تصريح في المصلي، وقالت

واألخ العطوف، األخ كان بها اهلل »عبد إن

طينة من رجل أنه نحس وكنا الرحيم،

محبا حياته قيد كان رجل عادية.. ليست

لمغربه مضح لبلده.. ومخلصا للوطن،

ومتفان في عمله«.

المصلي: الفقيد كان مدرسة في األخالق والنبل والعمل

المبني السياسي المبدئية على

القيادي العلوي، اسماعيل موالي اعتبر

رحيل أن واالشتراكية، التقدم حزب في

الدنيا الحياة عن بها اهلل عبد الفيد

خسارة إنها وقال كبيرة. خسارة تعد

والتنمية العدالة لحزب ليس كبيرة

للمغرب كبيرة خسارة بل فحسب

عبد الفقيد أن العلوي وأكد برمته.

يعطي متزنا عنصرا كان بها اهلل

أن »نرجو مضيفا قدرها، حق لألمور

الكبيرة«. الخسارة هذه بالدنا تتجاوز

موالي اسماعيل العلوي: رحيل عبد اهلل بها تعد خسارة كبرية

للمغرب برمته

الوفي، نزهة قالت العينين، دامعة وهي

والتنمية، العدالة لحزب العامة األمانة عضو

»لقد بها اهلل عبد المرحوم ترثي وهي

للدولة وزيرا الوطن وفقد وحكيما، أبا فقدنا

أن الوفي واعتبرت والتوافق«. للتوازن ورجال

المرحوم أهدى للمغرب االستقرار وأهداه إدماج

الحركة االسالمية كعامل من عوامل االستقرار

التوافق أعمدة من واحدا فقدنا البلد.. بهذا

الوفي. تضيف العزيز، البلد هذا في والتوازن

الوفي: فقدنا الرجل الذي أهدى

للمغرب إدماج الحركة

االسالمية كعامل من

عوامل االستقرار

بهذا البلد

PB 24

عنهقالوابها، اهلل عبد وأستاذنا العزيز أخانا »فقدنا

لهذه المؤسسين من بحق، يعتبر وهو

ولمدرسة واإلصالح، التوحيد حركة الحركة،

بالمغرب االسالمي العمل مدارس من

من فقط وليس االسالمي، وبالعالم

بصمات تركوا الذين من بل المؤسسين

العبارة المدرسة وخارجها«، بهذه داخل هذه

علق عبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد

بها. اهلل عبد الفقيد وفاة على واإلصالح،

أن pjd.ma لــ تصريح في شيخي، وأضاف

وطيبوبتة وأناته بصبره معروف الفقيد

يحتضن أنه ومعروف وتواضعه، وأخالقه

إخوانه إليه يلجأ كان حيث الجميع،

المشاكل، وحل لالستشارة وأخواته

بأمورهم المتعلقة أو العملية سواء

شيخي، وأوضح والخاصة. الشخصية

»التأكيد هو دائما كان الفيد منهج أن

من جزء ال الحل من جزء نكون أن على

وحكيما الرأي سديد وكان المشكلة،

معنى، من الكلمة هذه تحمله ما بكل

وإنما الدين في فقط ليس فقيها وكان

العمل تجارب وفي السياسة في أيضا

تجاوزت نصائحه ولذلك االسالمي،

الحقل في العاملين إلى وامتدت حركته

أو خارجه«. المغرب االسالمي، سواء داخل

كبيرا تعاطفا خلفت وفاته أن شيخي وأكد

ومن قدوم الناس لتقديم التعزية من مختلف

المشارب، مضيفا »ال أعلم له عدوا أو خصما،

فقد كان يصبر ولم يكن يقول إال خيرا، نسأل

يسكنه وأن برحمته الفقيد يتغمد أن اهلل

وأن مسلمين، به يلحقنا وأن جناته، فسيح

إنا والسلوان، الصبر ومحبيه وأهله يلهمنا

هلل وإنا إليه راجعون«.

عن المستشار دعيدعة، محمد قال

بمجلس للشغل الديمقراطية الفيدرالية

اهلل عبد األستاذ رحيل إن المستشارين،

ولكل للوطن، كبرى فاجعة يعتبر بها،

وأضاف قرب. عن الفقيد يعرفون الذين

الراحل على تعرفت أن لي سبق دعيدعة،

أثناء بأبوظبي، المغرب خارج ،2010 سنة

وعرفت اإلسالمية، الدول برلمانات مؤتمر

الرجل عن قرب، عرفته بطيبوبته، بحكمته،

الحين، ذلك ومنذ وبتبصره، بشجاعته

أي في أو البرلمان في التقيته كلما

مناسبة، وكان بمعية االستاذ عبد االله ابن

المراكشي »هذا له يقول فكان كيران،

بالنسبة ستبقى أياما قضينا ألننا تحفة،

لي خالدة«.

رجل فقدنا »لألسف دعيدعة، وتابع

الزايدي فقدنا واحد شهر وفي دولة،

أن الصدفة وشاءت بها، واألستاذ

نفس وفي المكان نفس في يكون

على باهلل إال قوة وال حول وال اليوم،

لذويه »أتمنى مضيفا المصاب«، هذا

وأيضا والصغيرة، الكبيرة ولعائلته

العدالة حزب ومناضالت مناضلي لكل

والسلوان، الصبر يلهموا أن والتنمية،

يرزق سي عبد اهلل بها فسيح جنانه، وأن

راجعون وال حول وال قوة إليه وإنا إنا هلل

إال باهلل العلي العظيم«.

فقدنا رجل دولة تميز بطيبوبته وحكمته وشجاعته دعيدعة:

PB 25

المقل، ذكر في كلمة مؤثرة ذرفت لها

األمين كيران، ابن اإلله عبد خاللها

ببعض والتنمية، العدالة لحزب العام

اهلل عبد الفقيد ومناقب خصال

عن لكم سأقول »ماذا متسائال بها،

وعن خصوصياته وعن حلمه وعن إيمانه

عالقاتنا التي يعز علي كثيرا أن أجد لها

دقيقا«. اسما

وأردف ابن كيران، »وعلى كل حال يمكن

ألول أني على الكالم لكم أجمل أن

من النوع هذا أعيش حياتي في مرة

أعزاء اشخاصا فقدت فقد الفقدان،

العالم وداخل األسرة من المعزة غاية

شيئا كان هذا ولكن وخارجه العربي

فعال«. خاصا

دموعه، يغالب وهو كيران، ابن وقال

اللجن ألشغال الختامية الجلسة في

لحزب الوطني للمجلس الدائمة

دجنبر 21 األحد يوم والتنمية العدالة

الجاري بسال، »ال أخفيكم أن الحزن على

أمر وهذا بسرعة يفارقني لن الفقيد

شخصي وكل واحد منكم حر في أحواله

الشخصية«.

ابن كيران وهو يغالب دموعه: ال أخفيكم أن الحزن على الفقيد

لن يفارقني بسرعة

PB 26

أن اهلل »قدر أن إلى كيران ابن وأشار

15 قبل بها اهلل عبد سي أخونا يغادرنا

أن الممكن من وليس بالضبط يوما

هذا أثير أن دون اليوم إليكم أتحدث

»ولكن مضيفا به«، مرتبط هو وما الخبر

وال حزنا، أزيدكم أن أريد ال أنني تأكدوا

الموقع ليس ألنه العزاء أجدد أن أريد

والموقف متاح لذك«.

إلى لي العزاء على دمتم »لو أنه وتابع

إال أنني سأعزى فيه ألتحق به ال أعتقد أن

أن على القادر فهو تعالى اهلل قبل من

مضيفا وتعالى«، سبحانه حقيقة يعزي

بأي أدلي أن رفضت األخ توفي »لما أنه

لم بأنه شعرت ألنني رسمي تصريح

ما كانت الصدمة ألن بعد الوقت يحن

تزال كبيرة«.

الحديث عن عبد اهلل بها ليس هدفه تجديد األحزان

ولكن استخالص العبر والدروس

بالرغم من أن كلمة عبد اإلله ابن كيران،

والتنمية، العدالة لحزب العام األمين

اللجن ألشغال الختامية الجلسة خالل

للحزب، الوطني للمجلس الدائمة

وخصال مناقب عن الحديث عليها غلب

يكن لم ذلك فإن بها، اهلل عبد الفقيد

»تجديد كيران- ابن –حسب منه الهدف

بل باستمرار«، التعازي وتبادل األحزان

الهدف هو االستفادة واالعتبار .

كنا »إذا بقوله كيران، ابن أكده ما وهذا

بصدد مرحلة ما بعد سي عبد اهلل بها فال

والعبر«، الدرس استخالص نحاول أن بد

عنه عبرت الذي االرتياح أن إلى مشيرا

الحزب أداء بخصوص الدائمة اللجن

»يدخل فيه موت سي عبد اهلل بها شئتم

أم أبيتم ألن موته وضعنا وجه لوجه أمام

الحياة عليها تقوم التي الحقائق واقع

وضرورة نقول وما نفعله ما ونسبية

الصحيح«. حجمها في األمور مراقبة

وخاطب ابن كيران، أعضاء اللجن الدائمة

»بفضل للحزب، الوطني للمجلس

الذي الحزب هذا وتعالى سبحانه اهلل

انضباطه في مرجعا أصبح إليه تنتمون

مواعيده وانضباط أعضائه وانتظام

ووثائقهم وعملهم أعضائه وجدية

يصل لم »طبعا مستدركا وحركيتهم«،

لديه أصبحت ولكن الكمال درجة إلى

داخل من الشهود تجعل معتبرة مكانة

األول الحزب يعتبرونه ال وخارجه الوطن

العربي الربيع مع مرت معينة لفترة

األول فعال الحزب لسبب ما بل يعتبرونه

كذلك سيكون أنه اهلل أراد إذا ويبدو

لمدة مقدرة«.

المشهد نتصدر اليوم »نحن وتابع

يربكوا أن السياسي وقد حاول خصومنا

هذا البناء الذي هو بداية المساهمة في

فيه قطعنا والذي إلينا بالنسبة اإلصالح

األطراف مع تعاون في كبيرة خطوات

األخرى«.

أن والتنمية، العدالة عام أمين وأوضح

شيء بالنجاح المرتبطة المكاسب

ابن –يقول ولكن لها نتنكر ال عادي

األصلي هدفنا هي »ليست كيران-

أن ال تكون كذلك«، مشددا على ويجب

في وتتجلى جدا«، كبيرة »مهمتنا أن

اإلسهام في اإلصالح بتعاون مع األطراف

األخرى.

كنت أقول لكم لن أبقى معكم وسي عبد اهلل إلى األبد..

ولكن لم أتوقع أن يسبقني

خاطب ابن كيران، أعضاء اللجن الدائمة

العدالة لحزب الوطني للمجلس

إنني لكم أقول »كنت بقوله، والتنمية

لن أبقى معكم وسي عبد اهلل بها إلى

الغيب أعلم أكن »لم مضيفا األبد«،

يسبقني، أن أتوقع أكن لم وخصوصا

وتعالى«. سبحانه اهلل قدر هكذا ولكن

وذكر ابن كيران، جانبا من األحاديث التي

اهلل عبد الفقيد وبين بينه تجري كانت

اهلل عبد لسي أقول »كنت مضيفا بها،

األول سأموت أنني شعور عندي بها

وهو كان يقول لي اهلل أعلم«.

بعضا كيران، ابن عدد أن وبعد

بها، اهلل عبد الفقيد مناقب من

كان بها اهلل عبد سي »إن قال

يشتغل ال الذي للسياسي نموذج

يشتغل بل كمرتزق السياسة في

أهداف عنده نبيل كشخص بالسياسة

في ويشتغل اهلل، وجه بها يقصد

يخون.. وال يكذب فال بصدق السياسة

جعلت بطريقة السياسة في يشتغل

أحبه أو يحبه كان أنه يكشف الجميع

وبأخالقه«. بوفاته علم لما

رحمة اهلل على عبد اهلل بها وحيا على العمل

على وحيا بها اهلل عبد على اهلل »رحمة

اإلله عبد ختم الكلمة بهذه العمل«،

العدالة لحزب العام األمين كيران، ابن

بكى التي المؤثرة كلمته والتنمية،

اجتماع في الحاضرين وأبكى خاللها

الوطني للمجلس الدائمة اللجن

للحزب.

على كلمته في عمل كيران، ابن

في بها اهلل عبد الفقيد بخصال التذكير

وعالقته بالحياة وعالقته باهلل عالقته

أعضاء مخاطبا السياسي، بالعمل

الوطني للمجلس الدائمة اللجن

للحزب، ومن خاللهم كل أعضاء مشروع

في جديدة روح »أنتم والتنمية، العدالة

على بامتياز بها اهلل عبد يمثله األمة

مضيفا مني«، أحسن هو تقدير أقل

باستقامة بحماس المشوار »لنكمل

بحيوية بنشاط بيننا فيما بتعاضد بثقة

وببعض من المرح«.

w w w . p j d . m a

PB 27

العدالة لحزب العامة األمانة أعضاء أجمع

الدروس استخالص ضرورة على والتنمية

وجاء بها. اهلل عبد المرحوم جنازة من

العامة لألمانة استثنائي لقاء في ذلك

الجاري دجنبر 13 السبت اليوم المنعقد

للحزب. العام األمين برئاسة

العمراني، سليمان أبرز الصدد، هذا وفي

العدالة لحزب العام األمين نائب

عبد األخ للحزب العام األمين أن والتنمية،

االجتماع بداية في أكد كيران ابن االله

الصادر البالغ حملها التي المعاني على

العامة لألمانة االستثنائي االجتماع عن

الجاري، دجنبر 10 األربعاء يوم المنعقد

أخذ ضرورة على )البالغ( أكد لما خاصة

بها، اهلل عبد المرحوم سيرة من العبرة

عاليا نموذجا حياته قيد يمثل كان والذي

الرسول منهج واقتفاء االستقامة في

صلى اهلل عليه وسلم وابتغاء الدار اآلخرة،

وصيانة الحزب وحدة صيانة على والعمل

الحزب، وأعضاء قيادات بين المحبة

بين فيما والتناصح الشورى وتكريس

واألعضاء. القيادات

pjd. لـــ تصريح في العمراني سليمان وأفاد

ma، أن األخ األمين العام عبد االله ابن كيران

تأبين لحضور له وجهت التي الدعوة قبل

من المقبل في رأسه مسقط في الفقيد

األيام.

األمانة أعضاء أن ذاته، المتحدث وأضاف

العامة اقترحوا في ذات اللقاء عدة مقترحات

ما و«تجميع بها الفقيد وفاة ذكرى لتخليد

مهم رصيد عن عبارة وهو »تراث« من خلفه

من التوجيهات والتقديرات والنظرات.

تقديم العامة األمانة لقاء تخلل ذلك، إلى

العمراني لحسن به تقدم األول عرضين،

اللجنة المركزية للتخطيط والمتابعة رئيس

البرنامج بمشروع ويتعلق واالفتحاص،

السنوي للحزب برسم سنة 2015، أما العرض

الثاني تقدم به بهاء الدين أكدي، نائب أمين

الميزانية بمشروع ويتعلق الوطني، المال

السنوية للحزب برسم نفس السنة.

التصريح ذات في العمراني، سليمان وأكد

لجنة تفويض قررت العامة األمانة أن

بعض لتدقيق العام األمين األخ برئاسة

قبل المشروعين، في الواردة االختيارات

مكتب على النهائيين المشروعين إحالة

األسبوع غضون في الوطني المجلس

المقبل، كما ينص على ذلك القانون.

أن إلى للحزب العام األمين نائب وأشار

على اطلعت أن سبق العامة األمانة

الحزب مرشحي اختيار مساطر مشاريع

المقبلة والمهنية الجماعية لالنتخابات

الحق عبد قدمه الذي العرض على بناء

لالنتخابات، المركزية اللجنة رئيس العربي،

تلك بتدقيق المذكورة اللجنة وفوضت

المجلس مكتب على وإحالتها المشاريع

أيضا.

التي العروض هذه أن إلى اإلشارة وتجدر

العامة األمانة لقاء في تقديمها تم

الحزب استعداد إطار في تأتي للحزب

الوطني للمجلس العادية الدورة لعقد

2014 يناير و11 10 يومي انعقادها المقرر

تسميته اقتراح العامة األمانة قررت والتي

بها«. اهلل عبد »الفقيد بدورة المجلس دورة

تجمع على ضرورة استخالص الدروس من جنازة المرحوم بها

أمانة المصباح

PB 28

القرضاوي، يوسف الشيخ سماحة تقدم

المسلمين، لعلماء العالمي االتحاد رئيس

الفقيد وفاة المغربي في للشعب بتعازيه

عبد اهلل بها.

الخاصة الصفحة على القرضاوي وقال

على المسلمين لعلماء العالمي باالتحاد

)الفايسبوك(، االجتماعي التواصل موقع

وفاة في المغربي الشعب »أعزي

الوزير المذكور بالخير : »عبد اهلل بها »،

ويتقبله في له ويرحمه، يغفر أن اهلل وأسأل

الصالحين، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان،

وأن يعظم أجرهم .. آمين«.

w w w . p j d . m a

الشيخ القرضاوي المغربي الشعب يعزي

في وفاة الفقيد عبد اهلل بها

PB 29

قاصدا بها اهلل عبد األستاذ كان »لقد

وحسب عرفته، منذ اهلل وجه حياته في

ومنذ أنه كما طاقته قدر له أخلص علمي

لوطنه ومخلصا وفيا دائما كان عرفته

ابن اإلله عبد رثى العبارة بهذه ولملكه«،

الفقيد دربه رفيق الحكومة، رئيس كيران،

عبد اهلل بها، وزير الدولة، في أول اجتماع

عبد الفقيد دون يعقد الحكومة لمجلس

اهلل بها.

وهو التأثر عليه بدا الذي كيرن ابن

يستحضر خصال رفيق دربه، قال في افتتاح

دجنبر 11 الخميس يوم الحكومة، مجلس

اليوم كهذا يوم »طبعا بالرباط، الجاري

فقدنا فقد عاديا يوما يكون أن يمكن ال

إخوتنا من وأخا منا واحدا مفجعة بطريقة

له شخص جميعا بشهادتكم والذي األعزاء

خصوصيات«.

حزنكم »أتفهم الحكومة، رئيس تابع و

فقدانه، بعد نعقده لقاء أول في وتأثركم

حزني ستتفهمون جميعا أنكم وأعتقد

في األليم الحادث هذا بمناسبة وتأثري

هذا االجتماع األول بعد مفارقته«.

يرثي الفقيد بها في أول اجتماع للحكومة بعد رحيله

ابن كيران:

PB 30

w w w . p j d . m a

عن الحكومة، رئيس كيران، ابن اإلله عبد كشف

جاللة وبين بينه جرت التي األحاديث من جانب

الملك محمد السادس على إثر وفاة عبد اهلل بها،

أنه أخفيكم »ال حكومته ألعضاء كيران ابن وقال

الملك جاللة وبين بيني جرت التي األحاديث في

األخ هذا في مصابا بصفتي أنا دعني له قلت

خاص«. نوع من مواطنا فقدت أنت منه لقربي

اجتماع خالل يتحدث وهو الحكومة، رئيس وأردف

الجاري دجنبر 11 الخميس يوم الحكومة مجلس

لما تكرارا كان الملك لجاللة »كالمه أن بالرباط،

مضيفا العزيز«، األخ هذا عن جيدا جاللته يعرفه

مباشرة بها اهلل عبد سي يعرف كان »جاللته أن

وشخصيا وكان يحدثه في بعض األحيان واستقبله

مكانته ويعرف يعرفه وكان جميعا، واستقبلنا

مني ومكانتي منه ودوره إلى جانبي جيدا، ورحم

اهلل سي عبد اهلل بها ال نقول إال هذا«.

جاللة لنا يحفظ أن اهلل »نسأل كيران، ابن وقال

ما على الجزاء أحسن ويجزيه فيه ويبارك الملك

المعنيين ولكل وأوالده الفقيد ألسرة أسدى

بهذه الوفاة وأنا على رأسهم«.

قلت لجاللة الملك لقد فقدت مواطنا من نوع خاص

ابن كيران:

PB 31

المغرب

وسط موكب جنائزي مهيب

غصت به شوارع مدينة الرباط،

تم يوم الثالثاء 09 دجنبر 2014

تشييع الفقيد المربي وأحد

مؤسسي الحركة اإلسالمية

بالمغرب إلى مثواه األخير

بمقبرة الشهداء بمدينة الرباط،

حيث ووري الثرى، بعد صالة

الظهر.

يودع أحد أبنائه البررة في جنازة مهيبة حضرها الجميع

PB 32

الدولة برجل تليق مهيبة، كبيرة جنازة

والتواصل للحوار بدعمه تميز رجل والدعوة،

الى الوصول ومحاولة الفرقاء، كل بين

بشهادة كذلك تميز أمكن، ما التوافق

ممارسته ورقي أخالقه بدماثة الجميع،

أيضا كبير بشكل وتميز وفعله، وفكره

أن الثابت شعاره كان ،إذ العالية بوطنيته

تأتي وبعدها األولى هي الوطن مصلحة

حقا نتبناها، التي والتوجهات االنتماءات

التي الغفيرة الجموع هذه الراحل يستحق

اهلل سائلين واحد، بلسان تدعو وهي جاءت

الحسن. والجزاء والمغفرة الرحمة له

PB 33

الجميع حضر لتوديع

لم تتسع جنبات مسجد الشهداء وال ساحة الشهداء

من جاءت التي الغفيرة للجموع بالرباط لعلو بباب

والصديق واألخ األب لتودع المغرب مدن مختلف

اهلل عبد الدولة، ووزير النضال درب ورفيق والمربي

بها، الكل حضر لتوديع الغائب الحاضر، الغائب الذي

بمواقفه بأفكاره حاضرا مازال ولكنه الموت، غيبته

بقلبه السفاسف، عن بترفعه بتواضعه بحكمته

للجميع... يتسع الذي الكبير

من انطلقت التي المهيبة الجنازة هذه في

رئيس كيران، ابن اإلله عبد الفقيد درب رفيق بيت

والتنمية، العدالة لحزب العام واألمين الحكومة،

والنخب والحزبية، السياسية الرموز أبرز حضرت

وتقدير حب وحدها جميعها واألكاديمية، الفكرية

الفقيد المعروف بحسن انصاته وباحترامه للرأي اآلخر

أجل اإلصالح. بالحسنى من وبنضاله

الحكيم

PB 34

وزير بها، اهلل عبد الفقيد جنازة

رشيد، موالي األمير ها أم الدولة،

رئيس كيران، ابن اإلله وعبد

حكومته، أعضاء كل رفقة الحكومة،

في كبار مسؤولين إلى إضافة

صالة ألداء كلهم حضروا الدولة،

اهلل عبد الحكيم على الجنازة

لعلو بباب الشهداء بمسجد بها

بالرباط.

يتقدم جنازة عبد اهلل بها

موالي رشيد

PB 35

نجل الفقيد عبد اهلل بها يرثي والده بمقبرة الشهداء

راجعون، إليه وإنا هلل إنا هلل »الحمد

عمله حسن عن يثيبه أن اهلل ونسأل

به يلحقنا وأن سيئاته له يغفر وأن

الرجل هذا بإرث نلتزم وأن مؤمنين،

هذا ومحبة والتقوى الصدق من

األمة: هذه بثوابت وااللتزام الوطن

لهذه والحرية والملكية اإلسالم

بها، أمين علق العبارة بهذه الشعب«

بها، اهلل عبد للفقيد األكبر النجل

وجل عز اهلل داعيا والده، وفاة على

أسرته سبيل في عمله على يثيبه »أن

الكبير«. ووطنه الصغيرة

تصريح في حديثه الفقيد، نجل وتابع

الفقيد جثمان مواراة عقب صحفي،

يوم بالرباط الشهداء بمقبرة الثرى

ذكر خالل من الجاري، دجنبر 12 الثالثاء

شهادة »هذه مضيفا الفقيد، خصال

صادقا رجال كان سنوات عشرة من هلل

اهلل عبد حياة انتهت واآلن مؤمنا

بها«.

PB 36

جمعة خطيب توفيق، الدين عز قال

التوحيد وأستاذ جامعي وقيادي في حركة

بها اهلل عبد الراحل دفن لحظة واإلصالح،

اللحظة هذه في التراب في نغيب إننا

ونغيب حسنا.. خلقا ونغيب حكمة..

إلى الدعوة في اجتهادا ونغيب طيبوبة..

اهلل.

تربوية كلمة في توفيق الدين عز وأضاف

ألقاها على إثر دفن جثمان الفقيد عبد اهلل

بمقبرة الجاري دجنبر 09 الثالثاء اليوم بها،

الشهداء بالرباط، أن من تعامل وعرف عبد

اهلل بها وجده دائما يشتغل في سبيل اهلل

أنه يعرف خالطه ومن اهلل. في ومجتهدا

كان على خلق حسن، يقول توفيق.

أن على توفيق الدين عز الخطيب وشدد

والمقرات الحكومة وكراسي البرلمان

الراحل منها مر التي الدولة ومؤسسات

عبد اهلل بها ستشهد له بما قدمه وما بذله

لصالح هذا الوطن، كما سيشهد له الذين

الجنائزي الموكب طريق في شاركوه

توفيق الدين عز قال أن وبعد لتوديعه.

لم بها الراحل صدمت التي الصدمة إن

وصلت الصدمة إن بل وحده تصدمه

الجمع خاطب يحبونه، من جميع لقلوب

»مجيئكم المقبرة إلى حج الذي الغفير

في غاليا كان الرجل أن على شاهد خير

يوم يديه بين سيقدم مجيئكم قلوبكم..

يكون أن يجب »موته إن وقال القيامة«.

فيه تربويا درسا تتلقون إنكم عبرة.. لنا

كالذين تكونوا ال التوضيح.. دروس كل

يمرون على آيات اهلل وهم عنها غافلون«.

عز الدين توفيق:إننا نغيب في التراب حكمة وخلقا حسنا

وطيبوبة واجتهادا

PB 37

الحكيم عبد اهلل بها لم يمت، بل ما زال حيا

في الحكيمة ومواقفه ومناقبه بخصاله

والتضحية بالعطاء الحافلة مسيرته كامل

حفل خالل بدا ما هذا اإلصالح، أجل من

العدالة حزب نظمه الذي الفقيد تأبين

الجاري 09 دجنبر الثالثاء ليلة أمس والتنمية

رئيس كيران، ابن اإلله عبد دربه رفيق ببيت

العدالة لحزب العام واألمين الحكومة،

والتنمية.

شخصيات حضرته الذي التأبين حفل

دولة مسؤولي ضمت للدولة، وازنة

ورؤساء الحكومة وزراء بينهم من كبار،

بتالوة تميز للدولة، الكبرى المؤسسات

الملك بها بعث التي الملكية الرسالة

الحكومة رئيس إلى السادس محمد

هذه وتال الحكومة، وزراء جميع إلى وعبره

االتصال وزير الخلفي، مصطفى الرسالة

وعضو الحكومة باسم الرسمي والناطق

ثم والتنمية، العدالة لحزب العامة االمانة

حزب إلى البالد ملك بها بعث ثانية رسالة

العام األمين نائب وتالها والتنمية العدالة

الرسالة أما العمراني، سليمان للحزب

السادس محمد الملك بها فبعث الثالثة

لحظة تالوتها تم وقد الفقيد، أسرة إلى

بحضور الشهداء بمقبرة المرحوم دفن

بها، أمين محمد تالها رشيد، موالي األمير

حفل واكتفى بها، اهلل عبد الراحل نجل

باسم لكلمة الراحل نجل بإلقاء التأبين

الفقيد. عائلة

كلمات إلقاء التأبين حفل عرف كما

باسم األولى بها اهلل عبد الفقيد حق في

الدين سعد ألقاها والتنمية العدالة حزب

لحزب الوطني المجلس رئيس العثماني

ذكر على ركزت كلمة والتنمية، العدالة

حميدة خصال من حياته قيد الراحل ميز ما

حركة باسم والثانية حكيمة ومواقف

الرحيم عبد ألقاها واإلصالح التوحيد

الحركة. رئيس الشيخي

وفي ذات الحفل تم إلقاء قصيدتين شعريتين

وختم الطيبة، خصاله وتذكر الراحل ترثي

القزابري عمر المغربي القارئ التأبين حفل

آيات تالوة »التأبين« وتخلل للراحل. بدعاء

بينات من الذكر الحكيم.

حفل تأبين عبد اهلل بهايستحضر خصاله ومناقب

ومواقفه الحكيمة

PB 38

التي الرساالت على حتى خيم الحزن

التي الملكية الرسالتين سواء تليت،

الحكومة رئيس إلى باألولى بعث

إلى خالله ومن كيران ابن االله عبد

الرسالة أو الحكومة، أعضاء جميع

العدالة حزب إلى بها بعث التي الثانية

في يعزيهم وأعضاء قيادة والتنمية

حزنا المقام زاد وما والفقيد. المرحوم

واالصالح التوحيد حركة رئيس تحدث لما

الفقيد حياة عن الشيخي الرحيم عبد

الحركة في التاريخية ومواقفه ومناقبه

التي المعتدلة المغربية االسالمية

يكون أن قبل فيها الفاعلين أبرز كان

األولى، بداياتها في مؤسسيها أبرز

كانت التي الكبيرة الصفات أبرز كما

صفات وهي حياته قيد المرحوم تميز

والتأني والطيبوبة والتبصر الحكمة

الناس بخير الناس ومعاملة واألمل وحب

عاملوه لو حتى والتصرفات السلوك

القول سيئ على يرد وال بسيئها،

اال الناس يقابل وال بخيره، إال والعمل

فيه يغير ولم العريضة، باالبتسامة

ظل إذا شيء، أي المواقع وال المنصب

أنه حتى والمتواضع، البسيط الرجل

ظل يصلي الفجر في مسجد الحي الذي

األولى، ولم يتهرب بداياته يقيم فيه منذ

من الناس بمجرد أنه أصبح وزيرا ومسؤوال

في الدولة. وتكلم بلغة تعتصر ألما: »إن

ابن كيران فقد في عبد اهلل االله األخ عبد

بها كل شيء«.

الرحيم عبد أبرزها التي الصفات هذه

نفسها هي المرحوم في الشيخي

أمين محمد الفقيد نجل عليها أكد التي

إن قال عندما »التأبين« ذات في بها

الناس ومعاملته سلوكه ووالدي أبي

البيت داخل سلوكه إن وقال تتغير، ال

وفي الشارع في الناس يراه الذي نفسه

العمل وفي كل مكان. وأبرز نجل الفقيد

أن والده كان رجل حوار ونقاش ولم يكره

أبناءه يوما على فعل شيء.

مقام على الحزن خيم هكذا بها.. اهلل عبد الفقيد تأبين

الذي التأبين حفل على الحزن من جو خيم

ليلة والتأم بها اهلل عبد للفقيد أقيم

العام األمين بمنزل 2014 دجنبر 09 الثالثاء

لحزب العدالة والتنمية ورفيق درب المرحوم،

من كل على بارزة عالمة الحزن بدا بحيث

أحزاب وقادة وزراء من التأبين، مقام ولج

رؤساء من الكبار الدولة ورجاالت سياسية

الحكامة ومؤسسات العمومية المؤسسات

هيئات مختلف تمثل شعبية وقيادات

جامعيين وأساتذة وباحثين المدني المجتمع

مقدمتهم في الملكي القصر عن وممثلين

ومدير الزناكي، ياسر الملكي المستشار

ياسين والمستندات الدراسات مديرية

غطت كثيرة أخرى وشخصيات المنصوري،

ومحيط كيران ابن االله عبد منزل جنبات كل

آخرها، عن الجنبات كل امتألت حتى المنزل

أن يتمكن أن دون واقفا غفير جمهور وبقي

التأبين. يجد له مقعدا في

فقيد على حزنا األلم أجواء من زاد ومما

بها تال التي جدا المؤثرة القراءة المغاربة

القزابري، عمر وهو بالمغرب المقرئين أشهر

جد قرآنية آيات بتالوة التأبين ختم الذي

روح على مطول بدعاء وأعقبها مؤثرة

الفقيد.

PB 39

حفل في ألقاها كلمة في نجله وأضاف

كان اهلل رحمه والده إن أمس، ليلة التأبين

مع الخير على التعاون على الحرص شديد

وجوده أثناء يردد دائما كان إنه وقال الغير،

قوي المغرب أن بالمنزل وأهله أبنائه بين

حافظ ما كذلك وسيبقى وبملكه بشعبه

وكان الشرعية، على المغربي الشعب

بالمغرب. التقدم مفتاح التعاون إن يقول

كلمة ألقى الذي العثماني الدين سعد أما

التأبين في والتنمية العدالة حزب باسم

يغير لم بها اهلل عبد الفقيد أن على فشدد

عالقاته وبقيت شيء، أي المنصب منه

كل من ويعرفه عرفه من كل مع المفتوحة

الدولة رجاالت االجتماعية سواء مع الطبقات

وأبناء حيه أبناء من الشعب عامة مع أو

الدراسة. أيام مسقط رأسه وأصدقائه وزمالئه

في مثاال كان الرجل إن العثماني وقال

كان الرجل إن العالية. واألخالق الطيبوبة

يكشر عندما حتى بشوشا سلسا مهال سهال

العثماني. يقول البعض، وجهه في

دموعه يغالب وهو العثماني وأشار

الحكمة في مثاال كان الفقيد إن بالقول

يرجع وكان الرأي، ورجاحة والتأني والتبصر

تتطلب التي وخاصة القضايا كل في له

تقريب رجل كان وحاسما.. سديدا رأيا

على يصر رجال كان المتباينة.. المواقف

وتقريب الخصام عند البين ذات اصالح

في مثاال كان بعضها.. من القلوب

شيء كل مع يتساهل وكان الوطنية..

يتساهل يكن لم أنه إال المواقف كل وفي

ومع الفساد ومع الشرعية في أنملة قيد

العليا. البالد كل ما يضر بمصلحة

وفقيد الحكومة.. فقيد على اهلل رحمة

الشعبية.. الطبقات وفقيد السياسية..

وفقيد المغاربة عموما، وفقيد حزب العدالة

ومتعاطفين.. ومناضلين قيادة والتنمية

عموما.. والكبيرة الصغيرة أسرته وفقيد

وفقيد كل محبيه من قريب أو بعيد.. وفقيد

كل من عرفه قيد حياته أو بعد رحيله إلى دار

ومحبوبا.. حكيما زاهدا الرجل عاش القرار..

اإلصالح في ومنهجه فكره وسيبقى

القليلة ووصاياه مواقفه وستبقى قائما..

محافل في تدرس المعنى وعميقة العدد

والتنمية.. العدالة

PB 40

رصيفالصحافة

الحزب في بيننا حيا الراحل كان حين

المدني، والعمل والحكومة والحركة

ورزانته، باتزانه له يشهد الجميع كان

وتقديره للغير باحترامه كذلك ويشهد

بتواضعه ثالثا ويشهدون لآلخر،

نادرا إجماعا حقق أن فكان وبساطته،

زكته إجماع السياسة، رجال يحققه ما

يعلمنا وكأنه المستمرة، ابتسامته

بوجه أخاك تلقى أن »ولو معنى

طليق«.

وبشكل بغتة على فارقنا وحين

في أيضا اإلجماع حقق مفاجئ،

عناوين فخرجت اللحظة، تلك

الشبكات وتدوينات واألخبار الصحف

الصدمة عن تعبر وهي االجتماعية،

كان حلت، التي الفاجعة وعظيم

واحد«، وعزاؤكم »عزاؤنا يقول الكل

واحد كل اإلنسان، أيها ستعزي فمن

منا شعر أنه أقرب الناس إليه، كانه األب

واألخ والصديق، غير أن الذي كان يربطه

بنا، ليس دماء وال انتماء، إنما هو صدق

القلوب وجمال تالقي األرواح.

استجمع قليال، الناس روع هدأ وحين

المشارب كل من الرأي كتاب

أخذوا كلماتهم، الفكرية واالتجاهات

األقالم، وضعوا األوراق، وقالوا لمدادهم

من أجمعوا أن فكانوا ، تريد ما أكتب

في أسعفت الكلمات ال أن جديد،

الجمل مكونات وال الموقف، هذا مثل

كانت لقد التعبير، على قادرة كانت

فلم وصدقها، جمالها قدر على معاقة

في الرجل مكانة ترسم أن تستطع

المشهد، في حضوره وعظيم القلوب

مزج نموذجي، بسياسي يليق بشكل

السياسة باألخالق ومارسها، بمبدإ وقيم

وثوابت.

األكتاف، فوق النعش حمل وحين

إللقاء الحضور، آالف مناكب تزاحمت

والوزير األمير للجنازة جاء الوداع، نظرة

والغني والمعطل والموظف والمدير

والفقير ومن بين االثنين، جاء مواطنون

نشهد ليقولوا وصوب، حدب كل من

اإلجماع عنوان كان الرجل هذا أن

وأسكنه الفقيد اهلل رحم وميا، حيا

راجعون. إليه وإنا هلل وإنا جنانه، فسيح

الراحل عبد اهلل بها... رجل حقق اإلجماع حيا وميتا

w w w . p j d . m a

PB 41

w w w . p j d . m a

لعبادته اإلنسان وجل عز اهلل خلق

والتفضيل بالتكريم عليه وأنعم

ومتعه والتكليف باألمانة إليه وعهد

المسؤولية وحمله والحرية باإلرادة

واالستخالف وعرضه لالبتالء واالختبار }إنا

نبتليه أمشاج نطفة من اإلنسان خلقنا

بل )اإلنسان(، بصيرا{ سميعا فجعلناه

حكمة العمل إحسان في االبتالء جعل

الملك بيده الذي }تبارك الخلق في

خلق الذي قدير، شيء كل على وهو

أحسن أيكم ليبلوكم والحياة الموت

)الملك1-2(. الغفور{ العزيز وهو عمال

إلى وجل عز ربنا نبهنا ذلك أجل ومن

جعلنا }إنا حياتنا في ودورها األرض زينة

أيكم لنبلوكم لها زينة األرض على ما

)الكهف7). عمال{ أحسن

األفراد حياة في جارية عامة سنة واالبتالء

في االختيار حرية على تنبني والجماعات،

أو صغيرة كانت مهما لألحداث االستجابة

كبيرة.

من متصلة سلسلة كلها فالحياة

ينبغي إذ واالختبارات، االمتحانات

البدائل أفضل دائما يختار أن لإلنسان

ويستجيب اهلل إلى تقربه التي

وإذا وجل عز اهلل يرضي بما لألحداث

فتنة االبتالء يصبح ذلك في ينجح لم

تبعده عن اهلل.

يحدث وقد بالسراء يكون قد واالبتالء

فتنة والخير بالشر }ونبلوكم ضراء عن

}وبلوناهم )األنبياء35( ترجعون{ وإلينا

يرجعون{ لعلهم والسيئات بالحسنات

)األعراف 168).

يعبد من الناس }ومن فرديا يكون كما

به اطمأن خير أصابه فإن حرف على اهلل

)الحج وجهه{ على انقلب فتنة أصابته وإن

من }وكأين جماعيا كذلك ويكون )11

أخذتها{ ثم ظالمة وهي لها أمليت قرية

أنزل وتعالى سبحانه واهلل .)48 )الحج

وجعلها بقدر والمادية المعنوية األرزاق

إقامة في ليبتليهم الناس بين متفاوتة

العدل والتزام الشرع في التوزيع }ولو شاء

يبلوكم ولكن واحدة أم لجعلكم اهلل

بعضكم }ورفع )المائدة48( آتاكم{ فيما

آتاكم{ فيما ليبلوكم درجات بعض فوق

وتنفيذ وحيه بيان وجعل .)165 )األنعام

العدل من وجل عز مراده وإشاعة شرعه

وذلك أوال البشرية بالجهود منوطا

منهم النتصر اهلل يشاء {ولو لهم ابتالء

.(5 ببعض})محمد بعضكم ليبلو ولكن

فيزكو التمحيص إلى يؤدي واالبتالء

الطيب ويسقط الخبيث }ولنبلونكم حتى

ونبلو والصابرين منكم المجاهدين نعلم

أخباركم{ )محمد 31).

يقولوا أن يتركوا أن الناس {أحسب

الذين فتنا ولقد يفتنون ال وهم آمنا

صدقوا الذي اهلل فليعلمن قبلهم من

وهو ،)2 الكاذبين})العنكبوت وليعلمن

كذلك أداة للتصحيح والمراجعة، قال اهلل

}وبلوناهم إسرائيل بني حق في تعالى

يرجعون{ لعلهم والسيئات بالحسنات

)األعراف168).

فيسمى كفر نتيجة يكون قد واالبتالء

الذين يحسبن }وال واستدراجا إمالء

ألنفسهم خير لهم نملي ما أن كفروا

ولهم إثما ليزدادوا لهم نملي إنما

178(، وقد ينتج عذاب مهين{ )آل عمران

ذلك قص كما ومعصية فسق عن

إسرائيل بني بعض عن الكريم القرآن

كانت التي القرية عن }واسألهم

إذ السبت في يعدون إذ البحر حاضرة

شرعا سبتهم يوم حيتانهم تاتيهم

كذلك تاتيهم. ال يسبتون ال ويوم

)األعراف يفسقون{ كانوا بما نبلوهم

يواجه االبتالء من النوع وهذا .)163

وتجديد واستغفاره اهلل إلى بالتوبة

طاعته. على العزم

بالسنن جهل نتيجة االبتالء يكون وقد

الفهم في خطأ أو والشرعية الكونية

النية حسب على األجر ويثبت والتقدير،

وقع كما عاجال عقابا االبتالء ويقع

لم فإنهم أحد، غزوة في للمسلمين

من المسلمين قتلى ولكن ينتصروا

الشهداء، وفي الحديث الذي رواه الشيخان

رضي عائشة اهلل عبد أم المؤمنين أم عن

اهلل صلى اهلل رسول قال قالت: عنها اهلل

فإذا الكعبة جيش »يغزو وسلم: عليه

بأولهم يخسف األرض من ببيداء كانوا

كيف اهلل رسول يا قلت: قالت: وآخرهم«

أسواقهم وفيهم وآخرهم بأولهم يخسف

كلمة الموقع:االبتالء سنة

PB 42

w w w . p j d . m a

بأولهم »يخسف قال: منهم؟ ليس ومن

)رواه نياتهم« على ويبعثون وآخرهم

البخاري في كتاب البيوع).

جماعة الدنيا في يعاقبون وهكذا

فرادى اآلخرة في ويجازون عملهم على

االبتالء من النوع وهذا نياتهم، عن

وبالواقع بالدين العلم مراجعة يستدعي

اهلل. بإذن التطبيق يستقيم حتى

مستلزمات من هو االبتالء من ثالث ونوع

هي التي الدنيا هذه في اإلنسان حياة

الوسع بلوغ بعد ويأتي واختبار، عمل دار

الغيبية باألسباب واألخذ الجهد بذل في

األنبياء ابتالء جنس من وهو والمادية

والصالحين السالم عليهم والرسل

نتيجته وتكون بعدهم، من والمصلحين

ورسوخا للقدم وتثبيتا للنفس تزكية

األذى على بالصبر ويواجه الطريق في

واالحتساب هلل.

كلما الدعاة من عددا أن المالحظ ومن

النوع هذا ضمن صنفوه ابتالء حل

من ذلك بسبب أنفسهم وحرموا الثالث

كان إذا واالستغفار بالتوبة المراجعة

فسوق، أو معصية الراجحة األسباب من

إعادة عن تلقائيا بذلك ينصرفون كما

عملهم وأساليب مناهجهم في النظر

في اهلل سنن يخالف ما فيها يكون وقد

خلقه، والمطلوب إذن عند االبتالء مراجعة

الذي وبالواقع به والعلم بالدين االلتزام

ينزل عليه وإال فالصبر واالحتساب والثبات.

»اإلصالح« )السنة 2 - عدد 24)

شتنبر 2 الموافق 1409 محرم 19 الجمعة

1988

PB 43

الى بها االستاذ عبد اهلل أخذ اهلل ان منذ

او مقال كتابة علي استعصت جواره

تعزية كلمة باستثناء حوله، كلمات

في وانا عجل على كتبتها كيران لبن

حين االثنين يوم مساء بباريس المطار

مهمة في إقامتي لتقليص اضطررت

والعودة ساعة وعشرين بأربع برلمانية

دفن مراسيم الى للحضور عجل على

صفحاتي على نشرتها قد كنت الفقيد،

االجتماعي التواصل وسائط في

والجرائد، المواقع بعد نشرها وأعادت

لم سريعة صحفية تصريحات وباستثناء

أر أنها وفت للرجل حقه.

مقال على اطلعت الثالثاء يوم فجر

االتحادي النائب للزميل وصادق مؤثر

»عبد عنوان تحت طارق حسن الشاب

الرجل مميزات عن فيه »تحدث بها اهلل

ومنهجه. وحكمته وهدوئه وأخالقه

ختم مقاله بجملة أخرجتني من ذهولي

قائال: الكتابة عن

األمازيغي مات باها، عبداهلل مات »أجل،

األسواق. في يمشي الذي البسيط،

الفجر يصلي الذي الدولة وزير مات

في صاحبه وبقي الحي. مسجد في

عبداإلله األستاذ والحياة، السياسة

التي الحكمة سر عن يبحث بنكيران

دبرها له القدر: أن يبقى وحيدا.«

المقال. بهذا إعجابي رغم استرجعت

في كتبته ما الخاتمة هذه اقرأ وانا

كيران بن لألستاذ التعزية خاطرة

قائال :

وفاة عبد اهلل بها خسارة كبيرة والطريقة

لكن ومؤلمة، مفجعة قضى بها التي

وكأنه جواره الى بها اختار اهلل أن عزاءنا

على شاهدا وكان ورسالته مهمته أدى

والجاه السلطة تجتمع أن يمكن أنه

طول مع والحكمة والزهد التواضع مع

الفكرة. وعمق الصمت

وما : وأحبابه إخوانه لكافة وأقول

عبداهلل بها إال رجل مسلم صادق نحسبه

ولكنه رسوال ال و نبيا يكن لم ، كذلك

آمن بربه وكتابه وسنة نبيه وطبقها في

. تصنع أو تكلف ودون ببساطة العمق

بكيتم اهلل شاء إن شهيدا مات أفائن

متنكرين انقلبتم ثم أياما وحزنتم ساعة

!! وحكمته وسيرته وخلقه لنهجه

والبكاء الحزن بعد بها اهلل لعبد الوفاء

لما تعيشوا أن والدعاء الحسن والذكر

وأنتم إال تموتوا ال وأن أجله من عاش

مات أنه ونحسب صادقين مسلمين

كذلك !!

أعلم فإني كيران بن أخي يا أنت اما

من بينكما كان لما مصيبتك عظم

الروحي االندماج حد بلغ ووفاء تكامل

لم إن الصعب من سيكون أنه وأعلم

.… بدال له تجد أن المستحيل من يكن

إنه لك، وتذكير اهلل من لك ابتالء لكنه

مهما الذين للناس الحاجة تكن مهما

إلى الحاجة تعدل لن فإنها قدرهم، عال

اهلل.

عزيزا أخا بها لك ساق الذي اهلل وأن

استرد قد أمينا وناصحا وفيا وصديقا

وديعته وأنه إذا كان بها قد مات فإن اهلل

اهلل فاسال سألت اذا وأنه يموت ال حي

… وإذا استعنت فاستعن باهلل

كتب فلو مشوارك وواصل أخي تجلد

يكن لم لحظة يعود أن بها اهلل لعبد

عني الحزن يقعدنك ال : لك ليقول إال

عن مواصلة الطريق، واعلم أن اهلل الذي

ووفقنا وظهيرا، نصيرا اليك ساقني

يتخلى لن الخير، من اليه وفقنا لما

معك يواصل من إليك وسيسوق عنك

اهلل أن ذلك من واألكثر . االصالح طريق

عنه« تتخلى ال دمت ما عنك يتخلى لن

بقدر بها اهلل عبد لوفاة ذهولي وبقدر

الدرب في لرفيقه وأشفق أفكر كنت ما

شأني ذلك وكان ، كيران بن االله عبد

إلى مساء يوم تشييعه لألستاذ وحالي

للفقيد، ألنني أعلم أنه كان أحب الناس

كان ارتباطا بهم وأكثرهم قلبه إلى

ذهولي أكبر لجلد الرجل وصبره .

وجلده صمته من عليه أشفق كنت

جياش فالرجل ، األولين اليومين خالل

مما العبرة سريع القلب رقيق العاطفة

w w w . p j d . m a

كلمة الموقع:وفاة بها: الوالدة الجديدة البن كيران

PB 44

لكن . عادي غير صمته بأن يوحي كان

نكتشف جميعا وبدأنا بدأت رويدا رويدا

، بها اهلل عبد عنا حجبه آخر، رجال فيه

أنه وهي اجتماعية، حقيقة من وأتأكد

ما غالبا والتنظيمات الجماعات في

تتولى التي الشخصيات بعض تحجب

غيرها، المشهد تتصدر أو المسؤولية

وأنه حين تتنحى هذه الشخصيات بفعل

كما المسؤولية على التداول نظام

انتجت« « التي الحركة في به معمول

القائم التداول نظام فإن بها، اهلل عبد

كانت كنوزا لنا يظهر الترجيح على

نور الشمس أشعة تحجب كما محجوبة

القمر في واضحة النهار .

الموت بسنة االشخاص ذهاب

الناس بين التداول لسنة وفرضها

أمة ساق الذي اهلل ان لنا تكشف

يسوق ان قادرعلى رجال، أو فئة أو

الرسالة يرثون أورجاال فئة او امة

االمة فرحم المهمة، ويواصلون

تؤتي مثمرة باسقة والشجرة والدة،

دام ما ربها بإذن حين كل أكلها

! ثابت متعهد أصلها

رجل إلى يتحول كيران بابن فوجئت

الثرى اهلل عبد مواراة تمت أن بعد آخر

التراب. جسده على التراب وأهيل

بإحدى تتعلق خاطرة لي وخطرت

رسالة فالدفن : والتشييع الدفن حكم

الميت أن لنا تؤكد محسوسة مادية

الموت تحول رسالة .. فعال غادرنا قد

شعورية، واقعة إلى مادية واقعة من

العقلي اليقين من الرغم على أنه إذ

اليقين فإن واألقارب األحباب بموت

الدفن فيكون يتأخر قد بذلك النفسي

في تدفع التي الحاسمة المحطات أحد

المستوى على وادراكه استيعابه اتجاه

. والنفسي الوجداني

اكثر، يتكلم الدفن بعد كيران بن اصبح

و«يقفش« يضحك وأحيانا اكثر، ويبتسم

وتنفس ، واأللم الجرح رغم عادته على

منهم وأنا ، الصعداء إخوانه من عدد

التي الرجل قوة عالمات تظهر بدات إذ

اهلل الى الراحل حضور يخفيها كان

االستاذ عبد اهلل !!

واحتسابه بصبره غيره يعزي أصبح

ويسكب السكينة على من حوله ، على

الرغم من انه حين استشير في عقد لقاء

كان وتوقيته العامة لألمانة مستعجل

!!! بها مع شوف : استشاره لمن جوابه

االربعاء يوم مساء االجتماع وانعقد

أكد ما أول فكان الحزن، من جو في

اهلل عبد تقدسوا ال : كيران بن عليه

بقضائه ورضينا وقدر قضاء وفاته ، بها

واالمتنان المؤمنين ألمير الشكر وقدره،

مباشرة وأمره بها لوفاة لمتابعته له

تعهده وفاته، مالبسات في بالتحقيق

والحديث الفقيد السرة اهلل حفظه

بالتعجيل قرارا كيران بن اتخاذ إليها،

الموالي اليوم في التأبين بمراسيم

الملك ان رغم التكاليف في اقتصادا

على التأكيد ذلك، بكل تكلف قد

التخرصات عن والبعد العمل مواصلة

مفتوح تحقيق هناك دام ما والتأويالت

الموضوع. في

يتصل الليل من متأخرة ساعة وفي

بالصياغة كلفت حيث كيران بن بي

العامة األمانة الصادر عن للبالغ النهائية

األولى مسودته كتابة تولى قد وكان

العامة، األمانة أعضاء انصراف بعد

أن أجود صيغته يتصل بي ليطلب مني

تناسب أدبية مسحة عليه أضفي وأن

مستشهدا بالفقيد وتليق مضمونه

في الوارد الراقي األدبي بالمستوى

الحزب ألى الموجهة الملكية الرسائل

.. الفقيد والحكومة وأسرة

في وبدا الصفحة كيران ابن قلب لقد

االشتغال .. ابن كيران يولد والدة جديدة ،

اجتماع وهو وأصعبه امتحان أول وعند

الحكومة رئيس بدا الحكومة مجلس

ومطمئنا ومطمئنا وقويا متماسكا

ومذكرا وزراء الحكومة باإلخالص للقسم

اإلخالص : الملك جاللة أمام أدوه الذي

لملك واإلخالص للوطن واإلخالص هلل

البالد !!

أن أبى داللة من تخلو ال إشارة وفي

فارغا اهلل عبد الدولة وزير مقعد يبقى

له الوفاء ومن ، اهلل عبد مات لقد :

البناء أجل من العمل نواصل أن

واالصالح !

اجتماع انعقد الموالي السبت ويوم

األمين تكلم العامة.. لألمانة عادي

كان التي المعاني نفس عن العام

الجميع مفاجأة وأمام عنها يتكلم

الخسارة حجم على تأكيده وبعد

بها ورزء األخص على هو بها رزء التي

أن بها : ال تظنوا ابن كيران ، قال الحزب

في إنني والمبادرات، األفكار كل وراء

الغالب أكون صاحب المبادرة والفكرة،

اال فيها وأمضي لها أطمئن ال ولكنني

فيما ويوافقني عليه أعرضها أن بعد

اليه. ذهبت

قصة عن أيضا كيران بن حدثنا

كيران ابن الطيب للسيد طريفة

. الجندي احمد اسمه سابق ووزير

العم كيران بن الطاهر كان فقد

معاونيه من وكان كبيرا مقاوال

. عنه يستغني يكاد ال بحيث الكبار

للتجارة وزيرا الجندي احمد سيعين

مرتبه عن له حافظ كيران بن لكن

االسبوع في مرة منه ويكتفي وفاء

في ويشعر له واالستماع الستشارته

والدعم. بالسند ذلك

مع لعمله الجندي احمد عاد الوزارة بعد

توفاه أن لبث ما ثم كيران بن الطاهر

اهلل .

w w w . p j d . m a

PB 45

w w w . p j d . m a

االقتصادي النشاط تراجع الجميع توقع

االله عبد يقول لكنه كيران بن للطاهر

جديدة والدة ولد قد فانه كيران بن

مما اكبر أرباحه وكانت نشاطه وتوسع

الجندي. بعد ما مرحلة في عليه كانت

يسال من اطمئن كي كله هذا اقول

بها رحيل بعد كيران بن االستاذ حال عن

تأكدوا . ثانية والدة ولد قد أنه تأكدوا .

أنه اقوى مما نتصور ! تأكدوا أنه مفجوع

كما نحن في خسارة »بها« .

والد، حزبه وأن والدة، حركته أن تاكدوا

لن االصالح راية وان والدة، الحكومة وأن

تسقط، وأن بها لم يكن نبيا وال رسوال وال

لوال شيئا ليكون يكن لم وأنه قديسا،

أنجبه، الذي والمنهج والحزب الحركة

إنه رجل بمواصفات استثنائية لكن فعال

ما بها إال عبد هلل !!

هول فرضها التي الهدنة بعد ستظهر

كتب بعضها ومنابر أقالم الحادثة

بعضها لكن نية، بحسن وسيكتب

حبر، وبأي محبرة أي من معروف اآلخر

كيران بن انتهى وتقول: ستكتب منابر

! على بن كيران الثاني ألنه فقد نصفه

يتولى كان من فقد ألنه يرحل أن

»اندفاعه« من والحد ايقاعه« »ضبط

و»تهوره«.

البعض ممن يبالغ اليوم في مدح »بها«

ال يفعل ذلك لوجه اهلل، وكذلك البعض

وربما ، وفاته ظروف في يشكك ممن

وحزبه كيران بن ذلك بعد سيتهمون

من يفكر من شأن ذلك في شأنهم -

سكتوا بأنهم - المؤامرة نظرية خالل

عن » تصفية » بها.

قد كيران بن إن نقول وأولئك لهؤالء

قد وحزبه كيران بن وأن جديد. من ولد

ودونكم تتصورون. مما أقوى خرجا

النظير منقطع الجلد وتخرصاتكم

فاجعة بها واجه التي الجأش ورباطة

هذا تخرصاتكم ودون ودونكم . »بها«

لكن . بخير وذكره الفقيد على اإلجماع

مثل ذلك في مثله اهلل« »عبد الفقيد

زالت ما مدرسة خريج هو االله« »عبد

والدة .

PB 46

بها اهلل عبد سي الراحل وفاة فجرت لقد

المشاعر من متدفقا شالال المفجعة،

المغربي الشعب فئات كل بين ساوت

أو القرب أو المواقع، بين تمييز دون

فكريا، حتى أو إنسانيا الراحل من البعد

الذي الخير مخزون عن اللحظة وكشفت

المغربي الشعب هذا عليه ينطوي

حبه في المتميز شيء، كل في المتميز

والتقدير األفذاذ، البلد هذا لرجاالت ووفائه

بالمواقف وال بالمواقع ال المشروط غير

لهذا وحيواتهم أنفسهم وهبوا للذين

الوطن، لقد كانت لحظة الوفاة تلك وما

شعبيا استفتاء الجنازة مراسيم من تالها

كشف عن عمق » تمغربيت« التي تسكن

المتاريس كل فأذابت الشعب هذا روح

غفلة حين على نصبناها التي الوهمية

اللثام وأماطت بيننا، فيما جميعا نحن

إلى مضمرا يزال ما ممكنا مغربا أن على

حين وأنه بخير وعلى الدوام.

فيها امتزجت بامتياز إنسانية لحظة إنها

دموع الحسرة بمشاعر التقدير، وأحاسيس

كل على ولكنها اإلشادة، بعبارات الوجد

اهلل بسنة محكومة لحظة تبقى حال

مصيرها وأن النهار، على الليل تكوير في

التي المشاعر من كغيرها انقضاء إلى

لحظات في االنسانية النفس بها تفيض

الجامح، الفرح لحظات في كما الضعف

المرور ضرورة على نصر يجعلنا مما

لحظة تدبير في الثانية المحطة الى

القصوى، وبالسرعة هذه الحزينة الفراق

أغوار وسبر العبر استخالص محطة إنها

واستحضار الراحل، حياة في الحكمة

باب من لوطنه قدمها التي االضافات

ولمسار عادية غير لشخصية أوال التكريم

غير بكرم بالعطاء حافل استثنائي حياة

كشفا وثانيا وأبنائه، للوطن متناهي

وفي وللمصير للحياة رؤية معالم على

كانت الجميع، يسع لوطن ثناياها

البذخ بكل المسار هذا انتاج خلفية في

الذي والمبنى المعنى في الطافح

الراحل. جسده

العقل تحرير معركة بطل بها اهلل عبد

المشؤومة: الثنائيات من االسالمي

الكبير للتحول مهندسا بها كان لقد

السلوك انتاج آليات على طرأ الذي

االسالمية الصحوة أبناء لدى الحركي

»جمعية تأسيس فلحظة بالمغرب،

عابرة لحظة ليست االسالمية« الجماعة

الفكر وتاريخ االسالمية الحركة تاريخ في

اختزالها يمكن وال المغربي، االسالمي

مع يقطع تنظيمي حدث مجرد في

أنقاضها على ويؤسس سابقة تجربة

القطيعة تلك إن وليدة، تنظيمية لتجربة

كانت الثمانينيات بداية في التنظيمية

ورؤية جديد، إسالمي فكر ميالد بمثابة

الحركة رشد إلنتاج تنظيمية حركية

وكان التجديدية، صيغتها في االسالمية

الموقعين رفاقه مع اهلل عبد لسي

دربه رفيق وهم القطيعة تلك بيان على

دراسته ورفيق كيران، بن اإلله عبد االستاذ

ومنظر العثماني، الدين سعد الدكتور

كان وآخرين، يتيم محمد االستاذ الحركة

بزوغ على االشراف شرف جميعا لهم

فكرا له التمكين وشرف التحول، هذا

وتكبدوا وسلوكا، قناعات وممارسة،

للجيل يمكن ال ما له التمكين أجل من

فليس يتصوره، أن وال يدركه أن الحالي

السنوات تلك سياق في السهل من

بمنطق والمحكومة بالشدة الموسومة

ضغط من المرء يتخلص أن المنازعة،

إكراهاته، من يتحرر أن وال الواقع ذلك

رسل بمثابة الزمرة تلك كانت لقد

وسياق لحظتهم بموازين كانت لفكرة

الحلم أو الجنون من ضربا ظروفهم،

تنتصب ان طبيعيا فكان يصدق، ال الذي

داخل من شرسة مقاومات وجوههم في

االمر التنظيمي قبل خارجه، واحتاج بيتهم

وتكبد واالقناع البناء من سنوات الى

الى وممارسة، تنظيرا واالجتهاد الجهد

أن استوى البناء على سوقه يعجب الزراع

الجاحدين. بهم ليغيظ

أ / ثنائية مع أو ضد النظام

السياق عن تحدثنا أن لنا سبق لقد

كان والذي التحول ذلك فيه وقع الذي

منطق يحكمه وكان بالشدة، موسوما

بحكم اليسار وكان والمخاصمة، التنازع

السياسي الفعل على استحواذه

انتاج في متحكما والفكري، واالعالمي

السياسي المشهد سادت التي القيم

w w w . p j d . m a

كلمة الموقع:بها من يكون؟

PB 47

أن متاحا يكن فلم حينذاك، المغربي

السياسي السلوك انتاج او التفكير يتم

اليسار وضعها التي األقانيم تلك خارج

في وشرع معبدها، على كهنة ونصب

مرتادي على الغفران صكوك توزيع

تكون ان فإما ومرتفقيها، السياسية

: المغربية صيغته في و ( النظام مع

الشعب، وبلغة أنك في صف أو المخزن(

تكون أن إما آنذاك، السائدة اليسار

منزلة وال رجعي بالضرورة انك أو تقدميا

تلك خارج هوية وال المنزلتين، تلك بين

الجحيم. الثنائية

هذه من االسالمي العقل يسلم ولم

من الحركي سلوكه ينج ولم الحدية

كان نظريا كونه رغم القطبية، هذه

وناسخا لليسار، بديال نفسه يطرح

لكل المكتسح للتياسر سلوكيا

تنظيمات من السياسي التعبير قنوات

أن يلبث لم حيث وغيره، وفن وإعالم

ثنائياتهم ينتجون االسالميون صار

التقاطب بنفس ولكن البغيضة

التصنيف من فانتقلنا التمايز، وحدية

جديد تصنيف الى وتقدمي رجعي بين

االصطفاف او للطاغوت االستكانة بين

او الراشدة الخالفة عن الدفاع خندق في

االلوان أو ما شابههما، ومن بين القومة

ثنائية ورتب بعيدا ذهب من االسالمية

عقدية بين االسالم وضده.

منتصبا عليه اهلل رحمة الراحل وكان

هذه أساس لنسف الشامخ كالطود

من الحركي العقل وتخليص الثنائية

الذي االسالم منطق أن مذكرا عقالها،

للتمكين نفسها االسالمية الحركة نذرت

التقاطب، منطق مع بنيويا ينسجم ال له

االسالم رسالة عنه عبرت الذي الخير وأن

أن يمكن ال عموميته في بالمعروف

وان آخر، دون خندق على حكرا يكون

وأن تمييز بال االمة هذه في مبثوث الخير

دورنا أن نكون رسل هذا الخير، والساعين

او الصراع وهم خلف االنكفاء اما فيه،

الوقت فروض من هروب فهو ، المنازعة

بال االحكام من الجاهز الى واستكانة

الكراهاته. مكابدة أو الواقع على تأثير

ب/ ثنائية اإلسالمية وغير االسالمية

عليه رتبت الذي االساسي التحول إن

الفكرية، خالصاتها بها سي مجموعة

لمجتمعهم، االسالميين نظرة تغيير هو

التي الفترة تلك في طبيعيا فكان

غربة تعيش التدين مظاهر فيها كانت

الفكرية، اليسار سطوة جراء مجتمعية

ديني خطاب انتاج في الدولة وهيمنة

ثقافة وتشجيع التقليدانية في موغل

الفعل ردة تكون ان واالضرحة، القبور

ضد عنيفة المتدين الشباب جانب من

مجتمعهم، رافضة لكل أشكال التواصل

على الفرادة بناء في االصرار بل معه

هامش على والعيش االنعزال أساس

التربوي النقاء على حرصا المجتمع

مع السلوكي التميز بناء على وإصرارا

وثقافته للمجتمع إدانة من يستبطنه ما

للمنتوج األعمى االستيراد وزاد وعاداته،

المشرقي وفقا لريادته في التربية والفكر

أوطانهم عن االسالميين غربة حدة من

ومجتمعاتهم.

هذا في بها سي مساهمات فكانت

استعادة في مصيرية بل مقدرة الجانب

لمحيطهم الشباب نظرة في التوازن

أوطانهم، وبين بينهم التصالح ونسج

يعتقدها قد التي بالسهولة االمر وليس

كمفهوم »المفاصلة« إن حيث البعض

العرض مشموالت ضمن استنباته تم

مستوى بلغ قد المشرق، من المستورد

أنماطا أنتج الذي الوجداني التجذر من

في موغلة الدينية اللحظة عيش من

االفطار حد الى المشرقي« االغتراب «

واالمساك مثال على وقع عقارب المشرق،

فلم تعد المفاصلة خيارا فرديا وجدانيا بل

الوالء عقيدة بناء درجة الى قفزت إنها

عزل ذلك كل عن ونتج اهلل، في والبراء

وسجنها محيطها عن االسالمية الحركة

في تعبيرات سلوكية فجة وكاريكاتورية،

المنافسة موقع من الخصوم ساهم

المخيال في تركيزها على السياسية

صورة لرسم تمهيدا للمغاربة العام

في موغلة االسالمية للحركة نمطية

استئصالية، اقصائية وبخلفية االدانة

المرحلة تلك سياق مفردات من تمتح

الصراع واالرهاب المتسم عموما بمنطق

الجسدي. العنف وحتى الفكري

مصالحة إنتاج في علما اهلل رحمه فكان

الى منبها مجتمعها، مع التدين حركة

عال وإن تدينه، في أصيل االخير هذا أن

التجربة وأن أبنائه، سلوك الدخن بعض

بهذا ارتباطه مسار في للمغرب التاريخية

داخل من قراءة تستلزم متميزة الدين،

بيئتها تنتجها أصيلة وبأدوات متنها

في الطوعي االغتراب نوازع عن بعيدا

التي هي الرؤية هذه اآلخرين، تجارب

الواقع مع الصلح إبرام بعد ستؤسس

المشاركة نهج إنتاج لعملية والمجتمع

لها. والتأصيل السياسية

ج / السياسة بين منطقي المشاركة والمقاطعة

والتي السابقة الثنائيات على تأسيسا

االسالمي للعقل معرفيا فخا شكلت

سلوكه مسار في ولغما الحركي

الراحل ولد رحمها ومن السياسي،

أبناء تعاطي في تاريخية انعطافة

يكن فلم للسياسة، االسالمية الحركة

بمنطق وال اللحظة منطق في مقبوال

الجسم بها يتغذى كان التي األدبيات

مشاركة عن نتحدث أن آنذاك، الحركي

w w w . p j d . m a

PB 48

من وال اإلسالمية الحركة ألبناء سياسة

الخيارات أو الممكنة الفرضيات باب

الشاملة االدانة فمنطق المحتملة،

وراءه كان سواء معا والدولة للمجتمع

درجة الى تصل قد عقدية اختيارات

في موغلة سياسية مواقف أو التكفير،

بدوره كان الذي اليسار على المزايدة

الجذرية االختيارات سطوة فترة يعيش

الخيار هذا إدراج يتيح يكن لم والعدمية،

وكان السياسية، الممكنات ضمن

االولى ولزمرته عليه اهلل رحمة للراحل

استقراء المنهج لهذا التأصيل فضيلة

مقاصدي، بمنطق الشرع لنصوص

اهلل صلى النبي لسيرة واستحضارا

يكن ولم الصالح، والسلف وسلم عليه

رياضات في سهلة نزهة النظري الجهد

يومية معاناة كان بل والسير النصوص

الراحل أجلها من قطع والبناء، لإلقناع

دروب زمرتهما وبقية دربه خليل رفقة

وغربا، شرقا وجنوبا، شماال الوطن

مبدأ المشاركة بإقرار المسار هذا ليتوج

عملية خطوات إلى ترجم عليه، مجمعا

تأسيس إلى اللجوء بدايتها في كان

حزب تجربة خالل من سياسي حزب

لها يكتب لم التي الوطني، التجديد

آنذاك السلطة تكن لم حيث التوفيق

بينها الثقة بناء مستجمعة لكل عناصر

العمل حقل من الجدد الوافدين وبين

بالضبط اللحظة هذه وفي االسالمي،

أن المشاركة لسفينة باإلمكان كان

يتم لم إن سيرها يتعطل وأن تتوقف

االقناع في بنيتها داخل من نسفها

مقابل جدواها عدم بدعوى والتأصيل،

قد القناعة ولكن عنها، االدارة صدود

خيار بجدوى فيه رجعة ال بشكل ترسخت

الممكنة الحلول عن والبحث المشاركة

والتصادم المنازعة منطق عن بعيدا

جهدا يستنزف أن باإلمكان كان الذي

بدائل بناء في ادخارهما يمكن ووقتا

أن لنا نجاعة، وأوفر عملية أكثر أخرى

عند توقف المشاركة قطار نتصور

رفض وأن الوطني التجديد حزب تجربة

الرفض بمنطق ووجه له الترخيص

األكيد من فإنه االحتجاج، وبسلوك

في عمرها من جزء ستخسر البلد أن

مضمونة وليست ضرورية غير تجاذبات

غالية فاتورة الجميع ستكبد العواقب،

والتكاليف. التحمالت من

الراحل وكان العقل منطق حينها انتصر

النتيجة وكانت المنطق، هذا صلب في

الحركة أبناء بانتقال توج عميما خيرا

قمرة الى المجتمع هامش من االسالمية

لم الذي األمر وهو تدبيره، سفينة قيادة

المتفائلين أكثر بال على يخطر يكن

. حينها

د / ثنائية السياسة والدين

النقصد وجود تقابل أو تنافر بين المجالين

ومنذ عمومها في االسالمية فالحركة

للدين رؤيتها حسمت االولى نشأتها

بالشمولية موصوفة كينونة باعتباره

السياسة توجد مشموالتها وضمن

الراحل أن أولوياتها، ولكن نقصد كإحدى

الموفقين من كان بها اهلل عبد سي

بينهما، العالقة سالسة صياغة في

اآلخر، غياب أحدهما حضور يعني ال حيث

ضرورة على يصر اهلل رحمه كان حيث

ليس السياسة في دوما الدين يحضر أن

بمعنى انتاج الهوت جديد، ولكن بمنطق

بالسياسة االشتغال منطلقات يستحضر

إرادة صلبها وفي التدين، لحركة كامتداد

منطق إنه فيه، والسعي للمجتمع الخير

الكسير، السياسة بنظر غريبا يبدو قد

أشد في الراحل قوة مصدر كان ولكنه

كان وهوما صعوبة وأكثرها المراحل

محط ويجعله دربه رفاق بقية عن يميزه

لهم، ونصح إشارة ومناط لديهم حظوة

بالمنطلقات الفعل تربط رؤية إنها

الى بالنظر الخيارات في وتحسم

محطات تتبعت أني ولو المآالت،

كاشفة آيات فيها لوجدت الراحل حياة

العارفين كل لكن الروح، هذه لحضور

معه اشتغلوا الذين أو مجايليه من به

هذه حضور حجم يدركون الحكومة في

يستمد كان ومنها الراحل، لدى الرؤية

وصبرا انفعال، بال يقينا أورثته التي قوته

االن بها يشهد وحكمة استسالم، بال

يا الخصوم قبل الخالن، فرحمة اهلل عليك

البليغ. الصمت ورائد الحكمة فارس

w w w . p j d . m a

PB 49

''عزاؤنا واحد في السي بها''، كلمات قطعت

العزيز األخ لي قالها باليقين، الشك

حزين، أحد مساء في العمراني سليمان

ومعرفة الفاجعة وقع من الذهول وبين

ووحيد واحد ثابت كان وقع، ما تفاصيل

وراءه. وخلفنا ودعنا قد بها سي أن هو

كما خاص نوع من المواطن ذلك بها

الملك، لجاللة بنكيران األستاذ نعاه

أو مخالطة معه تعامل من كل أجمع

أنه سماعا، حتى أو مجالسة أو مصاحبة

فريدا كان فقد استثنائية شخصية كان

أنها أظن ما خصال فيه اجتمعت ومتفردا

وسمت إخواننا، من غيره في اجتمعت

غيره، في سمت قلما مقامات فيه

من له طبعا صارت أخالق لديه ورسخت

غير تكلف وسلوكا من غير تصنع.

عز مختلف وحده، نسيج حقيقة فهو

اإلنسانية شخصيته نحتت فقد شبيهه،

خاصة بخلطة والسياسية والدعوية

جبال في المنعزل المنشأ أصل فيها

عيش؛ وبساطة وصفاء هدوءا األطلس

األصيل؛ األمازيغي وأنفة جلد وفيها

المتين العميق للتدين بين أثر وفيها

من ارتشافا العلم قواعد على المبني

من ومشرقية مغربية مكتوبة أصول

سماعا العلم أهل مخالطة وعلى جهة،

وفيها أخرى؛ جهة من وصحبة ومذاكرة

الدعوة أهل وجرأة وتلقائية بساطة

اقتحام من ذلك يقتضيه وما والتبليغ

األصل هو الخير بأن يقين ومن للعقبات،

ذلك؛ غير منه بدى مهما اإلنسان في

مع بتفاعله الدعوية شخصيته واكتملت

»شمول« من لها بما اإلسالمية الحركة

تنظيمية لوسائل وإعمال للدين فهم

رحمه فكان ومطالبة، مدافعة معاصرة

اإلستراتجية التحوالت كل قلب في اهلل

وإرساء الشبيبة، عن انفصاال والتاريخية،

اإلصالح لمدرسة وبناء الجديد للتوجه

المباشر. السياسي للعمل واقتحاما

العام للفقيد، لكن كيف المسار ذاك هو

الطويل المسار هذا خالل الرجل استطاع

مختلف من اإلصالحي العمل في

أن والمسؤوليات والمناصب المواقع

فيه كان استثنائيا، مسارا لنفسه يخط

في األثر له تجده الذي المؤثر الشخص

ظن وإن والملفات المسارات أغلب

قدر كيف له؟ أثر ال أن الناس من كثير

بطريقة ذلك كان وإن يغادرنا، أن للفقيد

اإلجماع هذا كل سر ما لكن مفجعة،

كتب كيف وخصاله؟ خلقه وحول حوله

ضجيج كثرة دون الظل في عاش لمن

يغادر أن كالم، كثير دون الصمت وفي

شاء إن الشهادة مقام من الدنيا هذه

شهرة علم، على نار من أشهر وهو اهلل،

في أحد أصبح فما له، اهلل كتبها خالصة

الوطن لم يعرف »سي بها«، وهي شهرة

تشبها فلم مقاسه على فصلت كأنها

من وذلك رياء، أو عجب شبهة جهته من

حسن ومن بالفقيد اإللهية العناية كريم

جزائه على ما قدم.

بها؟ سي هو من لكن الفقيد هو هذا

هي خسارته أن الكثيرون اعتبر وكيف

المرحوم وصل كيف للوطن؟ خسارة

هو ذلك كل أصل إن إليه؟ وصل ما إلى

طينة من كان اهلل، رحمه بها، السي أن

خاصة.. هذه بعض من معالمها.

إيمانية مقامات

كان السي باها راسخ اإليمان، وكان تدينه

وكان األشكال، في استغراق دونما متينا

بها يتحدث ال وعميقة دقيقة مقامات له

وإن كان بعضها ديدنه الذي ما لبث يذكر

به متى تكلم، كان رحمه اهلل يقرن القول

من كثير تمثل في ويجتهد بالعمل،

بحيث به ملتصقة صارت التي المقامات

وخالطه، عاشره من كل بها له يشهد

المقامات: تلك ومن

والجوامع القواعد من الصدق: مقام

قوله: اهلل رحمه بها السي نحتها التي

»الصدق أصل أخالق األمانة«، وهو مقام

وقد والتمثل. الوجود وناذر عزيز صحيح

الصدق يتحرى صادقا اهلل رحمه كان

وفي أفعاله وفي أقواله وفي نيته في

ويحث ذلك إلى يدعو وكان تصرفاته،

ركنين أحد الصدق أن اعتبر وقد عليه.

w w w . p j d . m a

كلمة الموقع:»بهاويات« .. في وداع العزيز المرحوم سي بها

PB 50

الناجح للمسؤول الالزمتين وإحدى

وللمرحوم والصبر. الصدق وهما

سردها يصعب الصدق في مقامات

به حدثني مقاما له نسيت ما ولكني

يتيم، محمد الفاضل األخ بحضور يوما

قوله سر عن اهلل رحمه سألته حيث

Je ne ' ' بالمسؤوليات: عالقته في مرارا

أي ،''propose pas, je ne me retire pas

األولى فأما أنسحب''. وال نفسي أقترح ''ال

العموم في وهي بينة واضحة فهي

ثقافة صارت أن بعد خاصة لينة، سهلة

في ذلك بعد ثم الحركة في عامة

أن قوانيننا تمنعها فاألصل الحزب، كما

من بعض كان وإن الترشح، ال الترشيح

الراغب ''يكاد مثل عليهم يصدق إخوتنا

حكاية هي ما لكن رشحوني''؛ يقول أن

رحمه بها سي جواب كان أنسحب''، ''ال

اهلل: ''إنني ال أنسحب ألنني ال أستطيع أن

أجزم أنني حقيقة وصدقا لست راغبا في

المسؤولية''، وذلك من صدقه رحمه اهلل

وهو ثانيا، سأله من ومع أوال نفسه مع

راغب وهو يعتذر الذي البعض بخالف

وكان يختار، لن غالبا أنه رأى إذا يعتذر أو

رحمه اهلل ممن أجاز مبدأ صار قانونا عند

اعتذر »من وهو والتنمية العدالة حزب

قبل اعتذاره«.

نحتها التي القواعد وثاني الصبر: مقام

أخالق أصل »الصبر قوله هي بها السي

ال الذي أن باستمرار يردد وكان القوة«،

ومقام شيئا. ينجز فلن الصبر يستطيع

يسير ليس مقام معلوم هو كما الصبر

يخص الذي العظيم الحظ وهو البلوغ،

إال اها يلق ''وما به اهلل من شاء من عباده.

اها إال ذو حظ عظيم''. الذين صبروا وما يلق

كل في صبورا المرحوم كان وقد

انزعاجا أو تأففا يوما له أذكر وال شيء،

ومسؤولياته، بواجباته يقوم وهو

كل وفي شيء كل على يصبر فكان

تطول حينما اهلل رحمه وكان مقام،

ويتبرم المداخالت وتكثر االجتماعات

''من للحضور: يقول ذلك من البعض

على يصبر أن عليه الديموقراطية أراد

االجتماعات''. طول ومنها مستلزماتها،

حين الصبر في مقامات للمرحوم وكان

كان لما المتدينين، ونذرة االلتزام غربة

يذكر حيث الزراعي، المعهد في طالبا

على آنذاك متدينين أقرانه من كثير له

كثرتهم، على متدينين وغير قلتهم،

الكثيرين واستهزاء أذى يرد كان كيف

باالبتسام والصبر واإلصرار، ولمن شاء أن

الزراعي المعهد في عاشروه من يسأل

صالة للدين التمكين في صبره عن

ودعوة ومنعا لبيع الخمور داخل المعهد،

وغير ذلك من أعمال الخير، ومن صبر في

في أيسر الصبر عنده كان العسر زمان

أيام اليسر.

بإجماع، حكيما كان الحكمة: مقام

لم أنه بيد به ألصق الذي الوصف وهو

بصمته حكيما كان لكنه يوما، يدعه

كثر كالمه كثر فمن الموزون، وكالمه

كان فما برفقه حكيما وكان سقطه.

حكيما وكان زانه، إال شيء في الرفق

الصدق أن في وثقته اهلل في بيقينه

النصر، مفتاح الصبر وأن البر، إلى يهدي

كانت فما بسكينته حكيما وكان

تلهيه وال فيتسرع، األحداث كبار تحركه

فييأس. والمثبطات المعيقات كثرة

فال اإلصالح منهج يلتزم حكيما كان

مشروعية المشروعية، ويلزم عنه، يحيد

المسؤولين، ومشروعية المؤسسات

آمنا فكان ضدها؛ يألب أو يخرقها فال

الشورى في البركة أن بيقين مطمئنا

الجماعة، فما احتج يوما على قرار ولزوم

همه وكان مؤسسة، عن يوما خرج وما

منهجيا سؤاال يسأل أن دوما األساس

بعد ثم أوال القرار؟ اتخذ كيف مفتاحا

تفاصيله؟ هي وما القرار هو ما ذلك

تبع والثاني ركن، األول السؤال لكن

وكفى. حكيما كان لقد أصل. ال له

يؤت ومن يشاء من الحكمة ''يؤتي

كان وقد كثيرا''، خيرا أوتي فقد الحكمة

كثيرا. خيرا اهلل فآتاه حكيما اهلل رحمه

التي المقامات ومن التواضع: مقام

مقام المرحوم عند كادت أو اكتملت

هي عرفه. من شهادة تلك التواضع،

شهادة السياسيين جميعهم، ويا للعجب،

حزبا فيه وأخواته إخوانه شهادة وهي

وحركة وال عجب، سواء منهم المؤسسون

اليوم. إلى تبعهم أومن الثاني الجيل أو

تواضع حقيقة تعرفوا أن شئتم إن لكن

وإن سبق، من عنه تسألوا فال بها، السي

فما ومعتبرة، مقدرة شهادتهم كانت

وكبيرهم صغيرهم السياسيين كل

واألخوات االخوة كل وما متواضعون،

العدالة وحزب والتوحيد اإلصالح أهل من

من هؤالء فمن متواضعون، والتنمية

فاستكبر المرحوم أعطي ما عشر أعطي

حقيقة تعرفوا أن شئتم إن واستعلى.

''صغار عنه فاسألوا المرحوم تواضع

القوم وضعافهم''، اسألوا عنه مستخدمي

عنه اسألوا والحركية، الحزبية المقرات

كان كيف اسألوهم والمياومين، الحراس

لكثير حضر وكيف أحوالهم، عن يسألهم

اقتسم كيف وأتراحهم، أفراحهم منهم

النهار، وأطراف الليل آناء عديدة، مرات

معهم طعامهم وشرابهم في تواضع يعز

ويمتنع عن كل تكلف أو تصنع.

مقام الزهد: سي بها كان من أكبر الزهاد

شيء فيه يتغير لم حقيقي، زاهد وهو

بإطالق وجزم، رغم أنه كان ال يحب الجزم

الزهد ألن حقيقي زاهد وهو واإلطالق.

وما يديك بين ما في تزهد أن الحقيقي

زهد والمرحوم عليه. وتحصلت بلغته

المسؤوليات غيرته فما شيء كل في

وطبائعه عاداته تتغير ولم كان، منذ

كما ظل دولة وزير وهو حتى وخصاله،

وما الدنيا امتالك إلى يسع لم كان

الناس بعض وإن ذلك. على حرص

مما بضعا أعطوا إخوتنا بعض ومنهم

فبدلوا اهلل رحمه بها السي أعطي

الناس، من كثير فيهم زهد حتى وغيروا

أيدي في ما في زهد المرحوم لكن

بالفضل. له وشهدوا فأحبوه الناس

w w w . p j d . m a

PB 51

أصول أخالقية

أصول اهلل رحمه بها لسي كان

سلوكه إيقاع ضبطت كثيرة، أخالقية

ومن لسلوكه، حاكمة فأصبحت

األصول كبرى الشر: يغلب الخير ذلك:

يكثر بها، السي سلوك حكمت التي

لذلك ويسوق األصل هذا ذكر من

خيرا المرحوم وكان االستشهادات.

خالفوه، فيمن ويتحراه الخير يحب

فيجده الخير عن يبحث أن ويحرص

غالبا، ويقابل اإلساءة بالخير دائما، وهو

عن رواية ،' شره' خيري يغلب ''حتى يردد:

يكررها ظل التي المشهورة الحكاية

الحج وفد أن وخالصتها اهلل رحمه مرارا

المولى من طلب عندما السجلماسي

أحد معهم يبعث أن محمد بن قاسم

الحجاز شرفاء أكبر يومئذ وهو أوالده،

من أوالده من اختبر ووجاهة، ديانة

يسألهم فكان المهمة، لهذه يصلح

واحدا واحدا ويقول لهم: ''من فعل معك

فيقول: أنت؟'' معه تفعل فماذا الخير،

فيقول: الشر؟ معك يفعل ومن .' ''الخير'

'. فيقول اجلس. إلى أن انتهى إلى ''الشر'

حسن الداخل، فقال له كما قال إلخوته

معه أفعل الشر، معي فعل من فقال:

الخير قال: فيعود ذلك بالشر، قال فأعوذ

شره على خيري يغلب أن إلى بالخير له

وداخلته قاسم، المولى وجه فاستنار

فيه بالبركة له ودعا هاشمية، أريحية

عقبه. وفي

به عرف مما اإلصغاء: حسن

واالستماع، االنصات حسن المرحوم

إلى حاجة دونما جيدا مستمعا كان

كانت فتلك الذاتية، التنمية دروس

من قلوب بها يكسب التي خصلته

عاشروه وعرفوه. كان يستمع بإمعان

يقرن وكان بإتقان، يستمع وكان

وطيبوبة وبشاشة بهدوء كله ذلك

قلبه بها لسي فيفتح محدثه تريح

المقاطعة قليل وكان وعقله.

يفهم حتى يصغي فكان لمحدثيه.

أن األمر اقتضى وإن ويستوعب،

يسأل سأل بلطف.

تلك عنفنا«، الوالد أن أذكر »ما الرفق:

ابنه حقه في قالها تكفيه، واحدة شهادة

أمين، فقد كان السي بها رفيقا غير عنيف

في طالب وهو حتى مساره، كل طوال

يوما الطلبة وجده فما الزراعي، المعهد

،1978 سنة واحدة مرة إال مواجهة، في

المعهد طلبة استغربه الذي األمر وهو

المرحوم رأوا أن لهم يسبق لم إذ آنذاك

مسار ظل ذلك وغير مواجهة. أي في

رفق وسلم دائمين. الفقيد كله

بها السي كان صدقة: االبتسامة

اللحظات مبتسما دائما حتى في أصعب

بشوشا وكان والمحطات، والفترات

تريح ابتسامة االفتراق، وحين السالم حين

جاءه من عن الغم وتبعد جالسه، من

يشكي سوء حال أو قسوة معاملة.

كثير اهلل رحمه كان اصمت: أو خيرا قل

أنه جرح أذكر أوجز، وما وإذا تكلم الصمت

اشتكاه أحدا أن أذكر وال بكالم، أوجع أو

في فظاظة أو جارح كالم بسبب ألحد

القول أو إغالظ فيه.

مبادئ إصالحية

من كثير صياغة يحسن بها السي كان

الحركة، طورتها التي اإلصالحية المبادئ

وإفادات، إضافات له بها وسي الحزب، أو

على القدرة منحه المنهجي فعقله

ومنها: المبادئ تلك من كثير صياغة

المرحوم كان خالص: مقصد اإلصالح

مشروعنا من الغرض أن باستمرار يؤكد

غير شيء وال اإلصالح هو اإلصالحي

استطعت ما اإلصالح إال أريد 'إن ' اإلصالح،

توكلت عليه بالله إال توفيقي وما

نية تختلط أن ينبغي فال ،' أنيب' وإليه

يربك خلط وأي آخر، شيء بأي اإلصالح

للمصلح بالنسبة سواء اإلصالح مسار

المبدأ هذا وكان باإلصالح. للمعني أو

والمواقف، القرارت من لكثير موجها

سواء إزاء النظام في فترة بلورة التوجه

مع تفاعل من ذلك تلى ما أو الجديد،

والحزب. الحركة محيط

المرحوم كان الغلبة: ال المشروعية

كان بل األمر، هذا تجاه الحساسية شديد

في الطعن يعتبر وكان إزاءه، متشددا

إعمال هو حق، وجه دون المشروعية

عانى الذي والسيف الغلبة لمنطق

أن يؤكد وكان كثيرا. المسلمون منه

ما غالبا المشروعية إطار في االختالف

وأما وتوافقات، حلول بإيجاد ينتهي

الفتنة فهو المشروعية خارج الخالف

منتهاها. أحد يعلم أن يستطيع ال التي

والمسؤولين المؤسسات فمشروعية

جادله احترمها من اعتبار كل فوق عنده

الحلول عن معه وبحث وحاوره وناقشه

المشروعية عن خرج ومن صعبت، مهما

أصليا منهجيا خطأ مخطئ عنده فهو

يراجعه أن آخر أمر أي وقبل أوال له ينبغي

عنه. ويتراجع

مقدسا اهلل رحمه كان التحكم: ال الحرية

قوة أركان أحد يعتبرها وكان للحرية،

حرية حفظ يعتبر وكان والحزب، الحركة

الحقوق من واالختيار التعبير في األعضاء

مرارا يقول اهلل رحمه كان ولهذا األصلية.

فكان يعبر''، خليوه األخ كتقمعو ''عالش

والتحكم. القمع يكره بذلك

اهلل رحمه كان الصراع: ال التعاون

w w w . p j d . m a

PB 52

الخير على التعاون على يحرص

الصراع يكره وكان الناس، كل مع

قوله تكرار من يمل وال والتنازع،

وتذهب فتفشلوا تنازعوا ''وال تعالى:

حضر أو وصله مرة كل في ريحكم''

الهيئات. أو األفراد بين وصراع لخالف

المنشإ غربية فكرة عنده والصراع

عند األصل بعكس والثقافة،

والتآزر. التعاون هو الذي المسلمين

طرفا يكون أن يرفض كان وبذلك

في أي صراع أو خالف، في الدعوة كما

في السياسة في الحركة كما الحزب،

البرلمان كما في الحكومة، وفي في

الوطن كما األمة.

أن ''علينا بالواجب: والقيام العطاء

المنطق، بهذا المجتمع مع نتعامل

المرحوم، تكلم هكذا اإلصالح، بغرض

تأخذ أن تحاول وأنت تصلح أن يمكن ال

وأنت تصلح أن يمكنك وال حساب، بغير

ولمطالبه. المجتمع لمنطق خاضع

يحابي، ال خاص منطق له اإلصالح

ومن حساب، دون بذل هو والعطاء

وحينها أراده، لما رهين فهو يأخذ أن أراد

فيكون أخذ لما رهينة المصلح يكون

هو وإن يقول؟ عساه فما ماء، فمه في

خضع للمجتمع ودخل في منطقه فماذا

عساه أن يصلح؟

قواعد منهجية

كان األشخاص: من أكبر المنهج

أحدا يحابي ال مستقال، متجردا المرحوم

من أكبر عنده المنهج إذ صغر، أم كبر

عنده، مكانتهم كانت مهما األشخاص

الرهيبة قدرته المقام هذا في وأذكر

بنكيران اإلله عبد األخ قوة إطفاء على

إن التي الكاسحة وهو ينطلق حينما

فإن جبارة، قوية هادرة فهي انطلقت

عليه يزد لم حق وجه دون أمر في تجاوز

''ما يتحرك: ال كجبل وجالس هادئ وهو

ويظل اإلله''، عبد آسي الحق عندكش

اإلله عبد األخ إليه ينظر حتى يعيدها

عليها أفرغت حارقة جمرة وكأنه بنكيران

آسي أنت ''حتى له يقول وهو زالال ماء

بها''. ذلك كان ديدنه مع الجميع ال يمنعه

يعدل أن من والعشرة والقرب الحب

قوة بكل ذلك عن يعبر وأن قوله، في

ووضوح وهدوء.

التدرج والتراكم: كان رحمه اهلل يرى أن

اإلصالح ال ينتهي، وال يمكن لمصلح أن

يدعي يوما أنهه أكمل مهمة اإلصالح،

وطويلة مستمرة عملية األخير فهذا

وانتظام وإصرار صبر إلى وتحتاج

ودوام.

من جزءا تكن وال الحل من جزءا كن

الذهبية القواعد إحدى إنها المشكلة:

التي كان المرحوم يذكر ويعمل بها، فما

كان المرحوم يوما جزءا من مشكلة، فإن

يحلها وجدته المشاكل وسط عنه بحثت

كان استطاع. بما حلها في أويسهم

األعذار عن باحثا بناء، نقده في إيجابيا

متفهما لها، وما أغلظ القول يوما مع أحد

أن عنده المهم مسؤوليته. تحت اشتغل

تفاصيل والباقي وتتحسن األمور تتقدم

المقاصد عن تشوش أن لها ينبغي ما

والغايات.

أهم إحدى إنها لالستفزاز: وال لالبتزاز ال

تضبط التي ' ''الباهوية' المعادالت

وجدوا؛ موقع أي في اآلخرين مع عالقته

لالستفزاز. نستجيب وال لالبتزاز نخضع ال

ونرسخ فنتنازل لالبتزاز نخضع ال

نستجيب وال واالبتزاز، الغلبة منطق

المسار، ونغير الطريق فنخطأ لالستفزاز

اآلخرين مراد حققنا قد بذلك فنكون

منطقهم، في ودخلنا وأهدافهم،

ومقاصدنا. أهدافنا عن بذلك وتخلينا

القاعدة تلك تعمم: وال تطلق وال تجزم ال

ويدقق بها يراجع المرحوم كان التي

فتقطع تجزم ال المواقف، كما الوثائق

تطلق وال المراجعة، أو العودة طريق

وال واليابس، األخضر يدك في فتأخذ

استثناء. قاعدة فلكل تعمم

على سبيل الختم

يكن ولم بها، اهلل عبد الحبيب األخ مات

حدث إذا ملهما، قائدا وال مفوها، خطيبا

به، خاصة مبادرات له تكن ولم اختصر،

ووافر الحضور، دائم كان ذلك مع لكنه

عن يتيم محمد األستاذ نقله وما األثر،

حين صحيح بنكيران اإلله عبد األستاذ

كل وراء بها أن تظنوا ''ال األخير: هذا قال

الغالب في إنني والمبادرات، األفكار

ولكنني ، والفكرة المبادرة صاحب أكون

أن بعد إال فيها وأمضي لها أطمئن ال

،' إليه' ذهبت فيما ويوافقني عليه أعرضها

يجد أن لمسؤول كيف ذلك مع لكن

أمان، وميزان اطمئنان موضع بسهولة

إال هاته المزايا فلو لم يكن لسي بها من

كان المرحوم أن أيضا وصحيح لكفته.

في يعيش أيامه أغلب في النائب وهو

قاعدة إلى ذلك ومرد المسؤول، ظل

الخبير وهو النيابة، وظيفة في وضعها

تكون ''أن قوله: في أجملها حيث بها،

في تسنده أن معناه لمسؤول نائبا

.' غيابه' في تمثيله تحسن وأن حضوره

مات األخ عبد اهلل بها كما علمتم، بعد أن

سنذكره عمله، معه وانتهى أجله انتهى

اهلل سنة وتلك أخرى، أحيانا وننساه أحيانا

متى أننا مؤكد هو ما لكن خلقه، في

وخيره، وسابقته فضله سنذكر ذكرناه

حكمه من بعضا سنذكر ذكرناه ومتى

والجنة، الغفران له اهلل نسأل وقواعده.

الخاتمة. حسن جميعا لنا اهلل ونسأل

سالمين. ودمتم

w w w . p j d . m a

PB 53

w w w . p j d . m a

عبد عمر صديق مات الحكيم، مات

نصف في يتيما وتركه كيران ابن اإلله

كانت التي الهادئة القوة مات الطريق،

الود حبل وتمد الصدمات تمتص

األصدقاء، قبل الخصوم اتجاه والوفاق

يخرج العيب يكن لم الذي الرجل مات

نذر الذي المهندس مات فمه، من

اإلجماع رجل مات بلده، لخدمة حياته

والحكومة، والتنمية العدالة حزب في

مات من كان يقضي جل وقته في نسج

الوسطى الحلول ووضع الترضيات

الناس كان من مات األزمات، زمن في

حوله، يختلفون وال عنده يختلفون

يمشي كان الذي البسيط الرجل مات

كلمة يقول ضجيج، بال الحياة درب في

وعندما سماعها، يريد للذي طيبة

ويمشي رأسه يخفض الجفاء يالقي

يفكر عاش من مات سبيله، حال إلى

الناعم التغيير وطرق اإلصالح سبل في

مع يتصالح وال االستقرار يمس ال الذي

حزب منظري أبرز من واحد مات الفساد،

أن يصعب شمعة وانطفأت المصباح

أو غدا… اليوم تعوض

أمس توفي الذي بها اهلل عبد اهلل رحم

حيث الخيال، من أغرب سير حادثة في

الراحل وفاة مكان يتفقد وهو توفي

لم وكأنه بوزنيقة في الزيدي أحمد

االتحادي فرجع القائد يصدق حكاية وفاة

الزيدي أن ليتأكد من الحادث إلى مكان

… مات هناك

عبد اهلل بها رجل لم تغيره السلطة ولم

عن أنملة قيد الوزاري المنصب يزحزحه

بالعكس وتواضعه، وبساطته طبعه

وحاول السلطة تغيير حاول من هو

معنى الوزاري للمنصب يعطي أن

سفينة قيادة في يساعد أن وحاول أخر

ظروف في الحالية الحكومية التجربة

… صعبة

زاهدا، ومات متصوفا الراحل عاش

الحكيم يموت أن يتصور لم أحد لكن

التوقيت هذا وفي الطريقة، بهذه

الرأي صدم لقد القطار، عجالت وتحت

الذي الدولة وزير برحيل أمس العام

الحكومة… لرئيس ظل بمثابة كان

بيت في بها اهلل عبد التقيت شهر قبل

بنكيران، االله عبد الحكومة رئيس

في أكتب ما على مالحظات فأبدى

عن تكتب إنك لي وقال الركن، هذا

على الصراع منظور من السياسة

عندنا أما غربي، منظور وهذا السلطة،

وخاصة السلطة، حول التدافع فإن

بالتعاون يتم االنتقالية المراحل في

الصراع أجواء في ألن بالصراع، ال

ما وأسوأ فيه ما أسوء طرف كل يخرج

في ما أحسن الوراء إلى ويتراجع عنده،

السلطة رحى تدور وهكذا طرف، كل

إن للراحل قلت الجميع… فتطحن

وصراع للسياسة مثاليا منظورا هذا

ابتسامة نصف ابتسم داخلها، المصالح

افتح واقعي، منظور هذا أبدا وقال:

أن لو حولنا، يدور ماذا وانظر عينيك

العالم في اآلن المتصارعة األطراف

واعتمدت الصراع سالح تركت العربي

أخرى منطقة في لكنا التعاون آلة

… وأمام أوضاع أخرى

وصفته ألني عاتبني أخرى مرة في

لي: فقال المحافظ، بالرجل يوما

يعبر ال لكنه يزعجني، ال الوصف )هذا

التغيير عن أدافع أنا الحقيقة، عن

الممكن سقف تحت لكن واإلصالح،

الذي األولويات ونظام التدرج ووفق

يحتاج واإلصالح الذهب بميزان يوزن

وقت). إلى

كبيرة خسارة بها اهلل عبد وفاة

دعاة من كان فالرجل للمغرب

منظري من وكان الناعم التغيير

رواد ومن االستقرار ظل في اإلصالح

حراس ومن الكبرى المصالحات

هي بالتي الصراع وإدارة التوافق

وصفته يرى أن دون مات أحسن،

اهلل رحم نتائجها… تعطي وهي

عقل كان الذي السوسي المهندس

في وبوصلته السياسي بنكيران

في األخالقية القوة وكان الحياة،

واألناة، التبصر إلى ودليله الحزب

والسلوان الصبر ذويه ألهم اللهم

راجعون… وإليه وإنا هلل

رحيل رجل من طينة خاصة

PB 54

w w w . p j d . m a

لكل أن يذكرنا أن يصر الموت هو ها

وأننا غروب، إشراق ولكل نهاية، البدايات

نحجزه لن لبعضنا حبنا في بالغنا مهما

ترتيب، وال ميعاد بال علينا ضيفا يحل أن

الذي ال مفر منه، وأنه المحتوم القدر وأنه

مداراتها نريد التي المفجعة الحقيقة

ننساها علنا الحياة وصخب األيام بوقع

الى تنسانا لعلها أو الزمن ثنايا بين

يأتينا صارما في حين، ولكنه يصر دوما أن

فاجعا تأخير، بال ناجزا المكتوب، الميعاد

حينا اهلل وصفه فلذلك رحمة، أو تردد بال

وحينا وقعه، فجيعة على إحالة بالمصيبة

موعده. صارم على إحالة واليقين بالحق

غادرنا بوقع الفجيعة األستاذ عبد اهلل بها

فارس الحكمة، ورائد الصمت البليغ، رجل

سوس بيئة الرزين حضوره مالمح عجنت

الموشية محياه تجاعيد حملتها التي

بالرشد الباذخ و الحكمة الطافحة، ونبتت

كالمه عمق في كما صمته جنبات على

إشراقة حكمة وارفة، تذكرنا بنخيل واحاته

يكون حيث الصغير، االطلس عمق في

في للظل ومرادفا للحياة صنوا النخيل

فيه احتضنت زمن من رجل الصحراء، حر

وال عابر دالل بال الصدق رونق الكلمات

القدم في موغل زمن زائل، سافر غنج

الذي التاريخ كأنه اللحظات فيه تتشابه

الحقائق بعناد نفسه تكرار من يمل ال

الشخوص فيه تتكاثف زمن الجليات،

واحد، لوجه عديدة مالمح كأنها حتى

اإلحرام، تكبيرة ناصيته اعتلت وجه

نستعين، وإياك نعبد إياك ومقامات

حتمية توحدها التي الحياة جوالت في

امتدادا اهلل رحمه كان لقد النهايات،

الكلمات حاملي من وضاء لموكب

وبهاء الصدق رياض من المتوضئة

منبجسا انقضاء بال زمنا تخاله الوفاء،

على قبضهم ووجع كلماتهم رجع من

مروره لحظات كل في رساالتهم، جمر

من دنيا الناس الفانية وهو شاب يتوشح

بين حلمه على قابضا لحظته حماس

الكثيف الحجاب خلف مبصرا جوانحه،

ومتاهات المتسارعة االحداث لنقع

مصير أن الخادعة، المكرورة التفاصيل

ولو المنبثة االرادات تصنعه ال التغيير

واآلخرين، األولين صدق نياتها سكن

إنما الخواتم لحسن الوصول شرف وأن

العقل برجاحة المسددة الخطى تدركه

والمستحضرة الوحي بآيات والمستنيرة

واألنبياء الرجال من المباركين لتجارب

يستمد كان ذلك ومن والعلماء،

السياسة نوائب تزحزحه ال الذي هدوءه

أحزانها رؤيته صفو تكدر وال أفراحها، وال

أعتاب على متصوفا فعاش أعراسها، وال

وأضوائها، ضجيجها في زاهدا السياسة

المآالت برؤية التبتل معتكفا في محراب

الناس على األفعال وقع نبض وجس

منهج وفق ذلك وسداد ومعادا، معاشا

لسنن يتنكر ال الذي الرباني الرشاد

التاريخ وال يتنكب عن منهج العقل وآيات

النقل.

ما نفسي، على سؤاال أطرح دائما كنت

االله عبد االستاذ مع فقيدنا يجمع الذي

طالت التي الرفقة هذه سر وما بنكيران

مفصلية تحوالت وصنعت مديدا، عمرا

الحركي االسالمي العقل صياغة في

انتجت والتي االمين، البلد هذا في

التي وهي فرادته، وأبرزت خصوصيته

قيادة مقام إلى رفقتهما قطار أوصلت

المغرب، في الديموقراطي التحول

على توقيعه في فرادته وصياغة

كنه أدرك لم أنني إال الربيع، من نسخته

كانت الذي وأنا متأخرا، إال العالقة هذه

الذي الزائف الوعي من أسوار تحجبني

وال الزائلة، األقنعة إال السياسة من يرى ال

محموم صراع ضمن إال معنى لها يرى

وحساباته مضمرة، حقائقه موهوم،

من متأخرا ولو ألفهم متشابكة، معقدة

طويل المسار أن وزهده، الرجل بساطة

الهوية، دفئ في عمقه بقدر وممتد

الطريق زاد وأن الخصوصية، وأحضان

في تكامال تستلزم أمينة، ناصحة رفقة

النظر، ورفقا في اإلشارة، وبعدا في الرؤية،

أو األهواء، مخالطة عن يتنزه واستشرافا

تعتقلها ال وحصافة اآلراء، بزيف التلبس

في ووعيدها وعدها في التفاصيل

وجحيمها. جنانها

الفراق لحظة اختيار أن في أكثر وتيقنت

آخر فارس رحيل مكان في اهلل علم في

أحمد سي والنبل االخالق فرسان من

ال الفروسية زمن أن لنا تنبيها الزايدي،

والصدق المالمح في النبل إال له لون

موجع الفرسان رحيل وأن الكلمات، في

تحتمل ال حيواتهم وأن الصدمة، حد الى

وأنها المقرفة، تفاصيلنا من تخمة

دام ما للوداع، تحية بال الرحيل تستعجل

بإذن الرحمن جنان في المحتوم الموعد

منان. كريم

وفاة عبد اهلل بها... أوحين يـترجل فارس الحكمة والصمت البليغ

PB 55

w w w . p j d . m a

هناك من األحداث ما يجعلك تتفاعل معها

لماذا : بأصلك تذكرك تردد...ألنها دون

)ليس »عظماء« يموت عندما خلقت؟

الشخصية( البشرية العظمة بمفهوم

أن عليك بها، اهلل عبد المرحوم طراز من

جميعا... ينتظرنا الذي المآل عن تتساءل

هل أعددنا له العدة ؟

العدة؟ هل الوقت سيسمح لنا إلعداد

اهلل عبد المرحوم أن يتصور كان من

كنا وإن األخير؟ األحد يوم سيموت بها

أجل لكل وأن اهلل« بيد »األرواح أن نعلم

أننا نتصور الجحود، دائمي فإننا كتاب،

ر طويال ، إلى أن نكبر ونشيخ، آنذاك سنعم

بالطاعات، سنقوم اهلل، من سنتقرب

هيهات!! هيهات لكن س... س..

من كان يتصور أن المرحوم سيموت بتلك

الطريقة ؟

فنحن معرضون في كل وقت وحين، وفي

وال لبارئها...، النفس نعيد ألن مكان كل

تعلم نفس بأي أرض تموت...

مثل نسمع حينما فقط نتعظ لماذا لكن،

الميت تشييع بعد ومباشرة األخبار، هذه

نفعله كنا ما لمباشرة نعود قبره، إلى

وكأن شيئا لم يقع...

البارحة توفي الشهيد الزايدي

واليوم توفي الشهيد بها

وغدا يأتي الدور على من دوره آت، مكتوب،

... اآلوان فوات قبل نتعظ ليتنا محدد...فيا

عبد وميتا( )حيا أستاذنا على اهلل فرحمة

فسيح يسكنه أن اهلل ونسأل بها... اهلل

وحسن والصالحين الشهداء مع جناته،

أولئك رفيقا...

وأن يلحقنا به مؤمنين مصدقين...

وأن يجعل خير أيامنا يوم لقائه

وإنا هلل وإنا إليه راجعون

بالموت واعظا كفى

اهلل عبد سيدي المهيب الخلوق ل ترج

عاش..ترجل كما خفيفا بها..ترجل

خفيفا كما عاش..من غير طقوس وداع،

للجميع! الجميع من حب غفلة في و

أوزار.. وال أثقال بال السكة« »يعبر ترجل

العريس يزف هناك..ثم هنا..رجل رجل

إلى محطة الوصول..ووطن الوصال !

رفاق الدرب.. رفاق يا الحزن عام هذا

الجميل النادرين..رحل ككل ! الكرب

السجود..وفي أثر جبهته غروبا..في

القلب اشتياق للخلود !

جوع النفس الخالدين..في ككل

لروائه..في عطش الروح لعطائه..في

العقل اشتهاء لسخائه !

الحزانى أيها الحزن عام هذا

المحن! بغيث المستبشرون

المهيب.. صمته الحاضنون أيها

العتيد المعتق..سكونه حديثه

في العواصف..حزمه لهيب في

! الجموح لخلل الخور..كبحه لحظات

اليتامى الحزن..أيها عام هذا

.. الفاجعة غبار في المنتشرون

المحزونون في عين العاصفه !

اليتم الناس..نرى يموت عندما

يا فلماذا الصغار! عيون في عادة

الكبير..رأيت حزننا عام في ترى،

اليتم في مآقي الكبار ؟ ! في عزائم

األخيار ؟!

الوحيد.. الكبير..عزاؤنا حزننا عام يا

يرحلون.. حين الكبار وأن اهلل، حكمه

نور.. من قامات الدرب في ينتصبون

مفازات على السالكين يدلون

العبور..!

الحزن..! عام

PB 56

رحيلك.. شمس كل غروب مع سنتذكر

بدونك، ينعقد مجلس كل وفي

والناظمة الضابطة الطيبة أنفاسك

أو الصواب عنا يزيغ ال حتى لنقاشاتنا

الحياد..

وأخالقا قيما فينا يبث كان من أنت

أنك تدعي أن دون الزمان هذا في عزت

تلك من أي أو مرشدا أو إماما أو زعيما

المقامات..

وكيف النصيحة تكون متى تعرف

دواخلنا في يجول ما تفهم تكون..

منا الواحد مفاتيح تملك مالمحنا.. من

طفل كأي إليك وتستسلم فتحررها

تكلف دون ليفضفض والده إلى يلجأ

وحين الرحيمة أحضانك في فتأخذنا

في الحادة أدواتنا نخرج وحين ننتفض

تقول اآلخر مع المواجهة وفي الخطاب

أن ال شيء يستحق كل هذا.. كمخرج من

نستغرب التي الحياة في تجربتك خبايا

االنسان.. تجربة استوعبت كيف أحيانا

حق نعرفك ولم ومعنا بيننا كنت

كثيرا تتحدث تكن لم المعرفة..

وموعظة.. حكمة كالمك جل لكن

المواقف وتنضج أفكارك تبلور كنت

والجغرافيا الزمان من كبيرة بمساحات

سر منها لتخرج نفسك إلى فيها تخلو

عجزنا لكننا فينا، كما فيك الكامن اهلل

أنت نجحت ونحسبك إليه، الوصول

الدنيا انجرافات من نفسك حصنت ألنك

جاءت تأبينك ففي االنشغال.. ودوامات

تكون ومن عنك وتحدثنا الشهادات

ممسكا طيبا دائما الصدى رجع فكان

المعروف.. نقيا من طهر سيرتك ونبل

تثبت أن لها حق بوصلة يا أخينا.. أخ يا

في الناس المبدأ.. وعند االتجاه عند

والتثمين التقدير في سواسية تعاملك

في إال تنصح ال بالمعروف.. واالعتراف

وأحسن والتميز الخصال وتذكر خلوة

ولكن تحبنا ألنك بالضرورة ليس فينا ما

تحترمنا.. بالتأكيد ألنك

وأخواتي، إخواني وحسرة لحسرتي يا

نتحدث أن قهرا علينا واجب اليوم أصبح

ال كنت من أنت الغائب، بصيغة عنك

يستقيم المجلس والحديث إال بحضورك

كان فقد األكبر".. "األخ مع نقدر هكذا

وينبه الصراع منطقة من يحذر الحكيم

للحق بقوة ينتصر ولكن النزاع لعواقب

.. والفضيلة

كلمات.. بضع في جمل.. بعض في

تتداعى لم وما الجمع يدركه ال بما يأتي

اختمرت معتقة بأفكار العقول إليه

يجول اهلل.. ملكوت في سياحته في

التي الحقيقة عن يبحث وكأنه ويجول

فيهم كامنة ولكنها الناس بين ضاعت

وتحتهم.. وفوقهم وحولهم

ردود ويرى وجوهنا في ينظر وعندما

معنى نستوعب ال أننا يفهم فعلنا

ندرك وال الممات معنى ظل في الحياة

أنفسنا إلى ضعف إذ نركن فينا قوة اهلل

وعنادنا عصياننا وأمام تقديراتنا.. وهزالة

بصفائه ليخلو بنفسه يهرب البليد

ويركن إلى سر الوجود..

سيغيب بعده حكمته.. سنفتقد بعده

دواماتنا.. خارج من باإلشارة يأتي من

إال فينا اهلل بخير وعينا سيضمر بعده

على سنقف بعده ويتوالنا.. يرحمنا أن

نور لبلوغ الجلوس نعرف لم أننا خيبتنا

أعماقه.. في

العباد ويسيح البالد ستبقى بعده

الورد ويتفتح وقته في المطر ويسقط

والزهر في ربيعه.. لكن ستبقى الحقيقة

القيل بين وضائعة األركان متناثرة

أطرافها يجمع من تجد ولن والقال

ألننا عليها دليلنا هو كان إياها، ليبلغنا

نحن مشغولون في كل وال شيء.. اآلن

من يذكرنا.. ؟!

فلسفية سجاالت في كالميا مشغولون

نركب أخرى وأشياء والعدل الحق حول

الهدف لبلوغ القيم ونطوع المفاهيم

إلى يسعى منا وكل الفزاعات ونجيش

وصهوة ووطنا عرشا لنفسه يصنع أن

جواد..

عن بذواتنا مشغولون مشغولون..

عن وبزيفنا واجبنا عن وبحقنا أنفسنا

في منغمس فقاصد هو أما حقيقتنا..

عمق وفي وحقيقتها االشياء جوهر

الكامن النفيسة المعادن ودرر االنسان

الذي خلقنا وخلقه منه.. التراب في

اهلل.. شاء إن له وتكون الشهادة طلب

رضي اهلل عنه وأرضاه وتغمده في فسيح

شخصا عليه اهلل رحمة يكن لم جنانه..

.. إنه كان رجال مختلفا عنا.. عاديا

المختلف عنا ..! الرجل أيها غادرتنا

w w w . p j d . m a

PB 57

w w w . p j d . m a

وال عظيم، والمصاب كبيرة الخسارة

ونعم اهلل وحسبنا باهلل اال قوة وال حول

إنا ربنا، يرضي ما إال نقول وال الوكيل،

األب فيه فقدت راجعون. اليه وإنا هلل

والناصح والنصير والموجه والحاضن

والقدوة والمنصف والرفيق والمؤمن

والصبور والعدل والحكيم والخبير

والمستشار والمسؤول والمراجع

والعارف واألمين. أحد كبار رجاالت الدعوة

في االستثنائيين، الوطن و واإلسالم

المغرب هوية عن المستميت دفاعه

المؤمنين، وإمارة االسالمية ومرجعيته

ومؤسساته والترابية، الوطنية ووحدته

واستقرار الملكي، ونظامه الدستورية

الثقافي وتنوعه وأمنه، الوطن

التاريخي وعمقه واالجتماعي، واللغوي

والحضاري.

منذ احتضنني رجل في أقول عساي ما

وهو الثمانينيات، نهاية في فتى كنت

عن أحدثه تلميذا زلت ما وأنا لي ينصت

ونحن اندونيسيا في المسلمين قضايا

مقر في األرض على الغداء سفرة على

يومية مقر آنذاك اإلسالمية الجماعة

في الثقة منه مستلهما حاليا، التجديد

الرأي عن التعبير في والشجاعة النفس

اآلخر. مع التفاعل على العالية والقدرة

الحكيم، فيها رافقت طويلة مسيرة

في صعبة ولحظات محطات في

العمل في أو الطالبي، العمل

حركة في أو واألكاديمي، البحثي

إعادة في والسيما واإلصالح، التوحيد

الرصينة العلمية المعرفة لدور االعتبار

الملموسة المعطيات على والمبنية

اإلسالمية، بالحركة المحيط بالواقع

إعداد ومحطات الحزبي العمل في أو

العمل في أو االنتخابية، البرامج

وتوجيها، وتأطيرا كتابة االعالمي

للنشر، ومديرا تحرير ورئيس صحفيا

مرحلة في أو الراية مرحلة في سواء

وقبل الحكومة، في وزيرا ثم التجديد،

كل في يذكرني وأخا أبا وبعده ذلك

وان باهلل، عالقتك هو األصل أن حين

الحكيم، المدبر هو القدير العلي اهلل

وأن األساس، هو عليه التوكل وأن

وأن الغير، عن لنا مميز بالغيب اإليمان

األمر. عماد واالستقامة التقوى

وخاصة الغير مع الخلق بحسن يذكرك

النجاح أن إلى وينبهك المخالفين،

أمانة وال والقوة، األمانة على يقوم

يحذرك صبر، بدون قوة وال صدق، بدون

الحكم أن ومن النفس حظوظ من

من الذات إخراج يقتضي األمور على

تداول في أمكن ما والتجرد الموضوع،

جماعة في رصيده لذلك أهله القضايا،

طابعا منحه الذي والتبليغ الدعوة

الصالح أخالق وجعل خاصا، صوفيا

منه. تشع والتجرد والزهد والوالية

العميق لإليمان ومتحرك حي نموذج

يقوم أن هو عنده المطلوب بالغيب،

يبذل وأن ومسؤوليته بواجبه المرء

ييأس أو يأس وال استطاع ما ذلك في

تعثر أو الكلي النجاح عدم حالة في

عدم النجاح وعند المراد، تحقيق في

اهلل. توفيق من هو ذلك أن نسيان

ويضعك خلقه ودماثة بنبله يأسرك

مذكرا الصواب، الطريق في بهدوء

البشر، في اهلل وضعه الذي باالختالف

لألمور، النظر في النسبية على ومنها

هو العام الشأن في المسؤول وأن

اختالف على الجميع عن مسؤول

واذواقهم، وثقافتهم خلفياتهم

سبب للدين الطائفية النظرة وأن

االسالمية. الحركات اغتراب في

الناس لمنح ملموس ومثال ومؤمن

واالستدراك، للتقويم متكررة فرصا

التطور والمبادرة، وتمكينهم من ظروف

وليس المنهجية األخطاء حالة في إال

الطود مثل يقف كان حيث المسلكية،

أو للمهادنة أو للمساومة رافضا الشامخ

التوافق.

وبطريقة وللمبادرة للحرية شرس داعية

ميز الذي العنصر هي فالحرية نادرة،

شرط وهي واالصالح، التوحيد حركة

فضاء عنده والحركة والمبادرة، اإلبداع

عن التعبير في يتردد ولم بامتياز، للحرية

فال ولإلقصاء، للتحكم الشديد الرفض

تنازل عن الحرية مهما كان الثمن، ونجاح

ثمرة والمجتمع الدولة في الحركة أبناء

رساليين منهم جعلت التي الحرية لهذه

عنده ومؤثرين. وفاعلين مبادرين

على دليل لإلصالح المقاومة غياب

أفضل تخرج الدعوة وأن اإلصالح، عدم

فتخرج السياسة أما اإلنسان، في ما

الخلق بحسن إال حل وال فيه، ما أسوء

وتجنب الخلق في الطمع وعدم والتجرد

والتعاون، التشارك واعتماد الصراع

يسيطر من في ليس المشكل وأن

زائلة، فهي والمناصب المواقع على

تتركه وما والمرجعيات القيم في بل

عدم يفضل كان ولهذا الرحيل، بعد

رحم اهلل الحكيم

PB 58

w w w . p j d . m a

وافتراءات وسباب اتهامات على الرد

وغير صحيحة غير فمادامت المخالفين،

الزبد مثل فستزول، أساس على مبنية

في يمكث الناس ينفع وما هباء يذهب

األرض.

حياتي مسيرة كانت كيف أعرف ال

الزمن من قرن ربع طيلة ستكون

اهلل عبد واألخ األب غياب في مضت،

جناته، فسيح واسكنه اهلل رحمه بها،

لحظات في المرافق نعم كان لقد

سرا أذيع وال ومفصلية، وصعبة فارقة

العديد في شريكا كان أنه أبرزت إن

والمبادرات واالفتتاحيات المقاالت من

والحزبية والبحثية واإلعالمية الدعوية

القتحام برفق يدفعك والحكومية،

عند بقوة ويسندك ومجاالت عوالم

القول في أتردد ال المعارك. احتدام

ستكون كانت المسيرة هذه بأن

التعرف عدم حالة في جدا مختلفة

واستشارته صحبته على والحرص عليه

تعالى اهلل أكرمني ما وأن وتوجيهه،

وال تعد ال نعم من به علي وتفضل به

تحصى، كان أحد أهم أسبابه وجود األخ

عبد اهلل بها رحمه اهلل برحمته الواسعة،

المسار. هذا في

واسكنه واسعة رحمة ارحمه اللهم

السؤال، عند وثبته جناته، فسيح

يوم عذاب ومن القبر عذاب من ونجه

عن وتجاوز جهنم، عذاب ومن الحشر

رياض من روضة قبره واجعل سيئاته،

وكن له نورا القرآن واجعل الجنة

ملجأ وال منجى فال عليه، تكن وال له

عندك اللهم فتقبله إليك، إال منك

الطيبين األتقياء األبرار الصالحين من

كل على إنك المحسنين، الصادقين

أجرنا اللهم جدير. وباإلجابة قدير شيء

اللهم خيرا، واخلفنا هذه مصيبتنا في

األستاذ االخ وخاصة واخوته اهله ارزق

والسلوان، الصبر كيران ابن اإلله عبد

ارزقنا اللهم أمورنا، مراشد وألهمنا

مبدلين غير صالحين به وألحقنا الثبات

باهلل إال قوة وال حول وال مغيرين. وال

العظيم. العلي

كثيرا« خيرا أوتي فقد الحكمة يؤت »ومن

صدق اهلل العظيم

على تصدق ال قد العظيمة اآلية هذه

الكثير من العلماء الذين رزقهم اهلل العلم

تفكيك يستطيعون ال لكن والمعرفة

القيام ثم ومن واستيعابها المعرفة

للواقع مالئمة لتكون وتنزيلها بتركيبها

متفهمة له وتجعل المرء ينظر الى واقعه

تقفز ال جزئياته، تنفي ال شمولية نظرة

األمور بمجمل تهتم لكن التفاصيل على

العواقب في ناظرة األسباب في باحثة

والمآالت.

هؤالء من كان اهلل رحمه بها اهلل عبد

هذه اهلل رزقهم الذين القالئل الرجال

كلما كنت الكثير، الخير وهذا الحكمة

في قاعدة حكمته من أخذت جالسته

الحياة يمكن للمرء أن يبني عليها سلوكا

من نابعا لكن قليال كان كالمه ، وخيارات

حسابيا ترتيبا ومنظما مرتبا نفيس، معدن

شرح مع ».. ثالثة اثنين »واحد وهندسيا

الترابط واستنتاج القواعد.

لقضايا عاش لكن لنفسه يعش لم رجل

أجلها من وناضل عنها دافع ومبادئ،

وتطبيقا، فهما عمال، قوال مقنع بأسلوب

شرحا وتنزيال.

األحيان بعض في علي يصعب كان

المتخذة السياسية المواقف بعض فهم

تغيير يحاول ال المقنع بأسلوبه وكان

كي لي ويبين يشرح ما بقدر موقفي

تتغير نظرتي لألمر فتتضح األسباب وتظهر

وأتبناه. بل االمر اتفهم وبالتالي العواقب

تحليل متفتحة، بصيرة ثاقبة، نظرة

للواقع فهم شمولية، دراسة منطقي،

عليه اهلل رحمة بها عبداهلل من جعل

التعاون منطق جعل الذي الرجل ذلك

للقيام ديدنه، الخير على الغير مع

عن االبتعاد مع والتغيير باإلصالح

ينتج ال الذي واالختالف الصراع منطق

إال شرا.

سلوكا واتخذه به وعمل صاغه منطق

زهده به اقتناعا اآلخرين زاد حياته، في

التعامل الدنيا وأسلوبه في الحياة في

والجم. الكبير وتواضعه اآلخرين مع

رحم اهلل هذا الفقيد الغالي وأدخله فسيح

جناته وإنا هلل وانا اليه راجعون.

عبد اهلل بها رحمه اهلل والخير

PB 59

وال جلبة بال . بالضبط موعده في يأتي

ضحيج . يطل بخجل على قاعة االجتماعات،

مع عملها بعد تنه لم اللجنة أن ويفهم

. يعود إلى الخلف بنصف زميله وزير العدل

عبد الرئيس به يلتحق راضية. ابتسامة

كيف يعرف لكنه معتذرا. وهبي، اللطيف

إحساس بأدنى يشعر ال محاوره يجعل

بالحرج.

المتعبة، الحمراء األرائك فوق يستريح

من الكثير جلسائه على كرم بكل موزعا

بالقاعة يلتحق ثم والبشاشة، الطمأنينة

عينيه نظرات من فيبدو »المغربية«،

اللجنة إلى بالعودة سعيدا الذكيتين،

لكنه ترأسها، أن له سبق التي البرلمانية

وهو يعود أخرى، بقبعة يعود المرة، هذه

الثاني، التناوب حكومة في للدولة وزير

القانون مشروع عن بالدفاع كمكلف

التنظيمي للحكومة.

تأتي لذلك كلماته، يزخرف كيف يعرف ال

األمازيغية، األم بلكنة مطبوعة لغته

واضحة ومباشرة، عميقة ونافذة.

وهدوء وبذكاء واالستماع. اإلنصات يجيد

الفتين يعبر عن رأيه. يحرص على وضع األمور

في سياقاتها التاريخية، ويدعو محاوريه إلى

استدعاء الذاكرة وعقد المقارنات. في كل

من يتحدث بأن االنطباع يعطي تحاليله

اآلن في والعقل القلب في عميق مكان

هدفه لحظة أية في يخطئ أن دون ذاته،

ثورة ليس الذي اإلصالح اإلصالح، األقصى:

حقيقة ليس الذي اإلصالح قطيعة، وال

الذي اإلصالح أوهامها، على مغلقة حزبية

باألنانيات؛ ممتلئة فردية بطولة ليس

على مبني جماعي كجهد اإلصالح بل

الحلول وذكاء والتعاون والتوافق التدرج

الوسطى والحكمة.

النقيض بالضبط، هي عنده، الحكمة،

للمزايدات، للشعبوية، الموضوعي

لالستفزاز. هي المرادف المطابق للتواضع،

،2011 مع يبدأ لم الذي التاريخ أمام التواضع

الحكومية. الوالية بنهاية ينتهي ولن

األفكار بالضرورة تعني ال التي الحكمة

الحكمة التلقائية. المواقف وال السهلة

المستقبل وليس التفكير في التي تعني

فقط، في أقرب محطة لالنتخابات.

كبعض علينا سيكون اللجنة، داخل

خافت صوت مع التكيف المعارضة، نواب

ادعاء وال ومختلف، صوت يبسط حججه بال

الكلمات وراء يختبئ ال صوت استعالء،

المستعملة، صوت ينسج كلماته الخاصة

كما لو كان ينحتها ألول مرة، لذلك سنضطر

إلى البحث عن نبرة أخرى للتواصل وللحوار.

كثيرا أو قليال سنكتشف أخرى، بعد جلسة

الزمالء بعض ذهول وأمام الرجل، حكمة

عبداهلل، )بوانو والتنمية العدالة فريق من

اإلدريسي..(، مصطفى العينين، ماء أمينة

الهجومية تدخالتنا من الكثير ستختفي

والشراسة، بل إن بعض زمالئنا المذكورين

– بشيء جانبية أحاديث – في سيعتبرون

مقرر السطور، هذه كاتب أن المزاح من

القانون التظيمي المذكور، ورئيس اللجنة

قد وهبي، األستاذ المشاكس الصديق

الرجل! »سحر« في للتو سقطا-كالهما-

للقانون والتفصيلي العام النقاش سيمر

الوزير خالله وسيكون وممتعا، سريعا

التجاوب يكون ما أشد متجاوبا الراحل

األغلبية من قدمت سواء االقتراحات مع

أمور في اختالفاتنا رغم المعارضة، من أو

والمال السلطة بين عالقة ذات أساسية

وبتضارب المصالح، ثم سيحال النص على

الجلسة العامة، حيث ستقرر فرق المعارضة

غير المشروع، على بالموافقة التصويت

على األخير، في سيتغير الموقف هذا أن

ضوء تدخل قوي في حق المعارضة للنائب

بمناسبة العمراني، سليمان الصديق

العدالة فريق باسم للمشروع مناقشته

والتنمية.

سنلتقي، مباشرة، التصويت جلسة بعد

األستاذ الثالثة: نحن المجلس، بهو في

الراحل والوزير العمود، هذا وكاتب وهبي،

عبداهلل باها، وسيعبر لنا بالرغم من تدخالتنا

الحادة، خالل الجلسة العامة، وتصويتنا غير

بمستوى البالغة سعادته عن اإليجابي

النقاش الذي رافق هذا القانون.

االستثنائي العبور هذا من صورا استعدت

للراحل، في لجنة العدل والتشريع بمجلس

مكان في الفاجعة، ذهول تحت النواب،

الحادث األليم، وفي مهابة الجنازة وطقوس

االعتراف كلمات حضرة وفي العزاء،

والوفاء، وأنا ال أكاد أصدق الواقع الذي انتصر

على أكثر خياالتنا جموحا، أن يموت السي

عبد اهلل باها، في نفس مكان موت السي

أحمد الزايدي، في ذات »أحد« األحزان، دون أن

يكمل الشهر أيامه المعدودة !

كأنه اختار أن يلخص كل مساره الحافل في

صداقة صداقتين: بين الفانية، الدنيا هذه

في السياسة والحركة والحياة، وصداقة في

القدر والمصير واألحزان!

الضفة على نقف السياسة في نكن لم

نفسها، ولم ننتم إلى األفق نفسه، لكنني

كنت أحفظ للرجل الكثير من الود والتقدير،

آرائه في صادق بأنه أشعر كنت ودوما

وأفكاره وقناعاته.

األمازيغي مات باها، عبداهلل مات أجل،

مات األسواق. في يمشي الذي البسيط،

مسجد في الفجر يصلي الذي الدولة وزير

الحي. وبقي صاحبه في السياسة والحياة،

سر عن يبحث بنكيران عبداإلله األستاذ

يبقى أن القدر: له دبرها التي الحكمة

وحيدا.

w w w . p j d . m a

عبد اهلل بها

PB 60

w w w . p j d . m a

لغة هي الرثاء لغة تصبح أن قدرنا هل

يتساقط أن قدرنا هل و السنة؟ هذه آخر

األصدقاء كأوراق الخريف؟ كيف يمكن للمرء

من اثنين في نفسه يعزي وأن يتحمل، أن

نفس وفي أيام بضعة مسافة على الرجال

باألمس الفقيدين أمثال من اثنين المكان؟

وكأن بها، عبداهلل واليوم الزايدي أحمد

جمعهما اثنان خريفها، تعيش السياسة

وجمعهما الرصانة وجمعتهما الهدوء

ولآلخرين. البعض لبعضهما الكبير االحترام

مسائلة عند النواب مجلس قاعة ألج عندما

بها عبداهلل السي أجد الحكومة، رئيس

ترفع كربوة احترام هيبة تعلوه هادئا جالسا

بحكمة صمته من ينطق الرجل كان هامتها،

يسمع وهو ويسرة يمنة ينظر سنفتقدها،

قدرة له كانت أحد، على يرد أو يتدخل أن دون

يحتفظ تعقيب، دون االستماع على عالية

لرئيسه احتراما لمحيطه ربما أو لنفسه بآرائه

له. وعزاؤنا يتيما مصابا سيمسي الذي

بنوع متشبعة متحدث كل اتجاه نظراته تجد

من االحترام والعناية الخاصة، بتواضع يسعى

محترما الرجل الكالم،كان منطوق فهم إلى

في صمته، رائعا في أخالقه، ال تهمه المنابر وال

أهمية، السياسية للمظاهر يمنح وال المواقع

ذلك خلق في يكمن دوره أن يعرف كان

السياسية عائلته داخل السياسي التوازن

يلعب السياسي، ومحيطه دربه صديق وبين

ولكن ذلك من متمكنا لإليقاع الضابط دور

في غفلة من اآلخرين.

وعرفته هادئ، وسياسي كوزير بعيدا عرفته

وجادلته حاورته صديق للدولة، كوزير قريبا

العدل لجنة أترأس كنت عندما فكريا

النواب، بمجلس اإلنسان وحقوق والتشريع

قل وبأريحية وبتواضع بانتظام يحظر كان

لجنة داخل الوزراء من غيره في نظيرها

القانون مشروع عن ليدافع والتشريع العدل

لالقتراب فرصة كانت للحكومة، التنظيمي

منه والتحدث معه في عدة أشياء، الحظت أنه

يتعامل مع النص القانوني ليس فقط كحالة

على يرد سياسي، كوضع ولكن قانونية

المنطق بنفس األغلبية على كما المعارضة

العشاء صالة اقتراب عند أنه أذكر والشكل،

أعرف كنت االستراحة، بداعي الجلسة أوقفت

بالتزاماته للقيام نفسيا سيحرجه تدينه أن

اآلخرة. دين تنسيه ال الدنيا فهموم الدينية،

ذلك أذكر دقائق، عدة في وتحدثنا جلسنا

اللقاء جيدا، بل كان ينطق حكمة، كان ينطق

أخالقا، يعرف ما يريد ومدا قدرته على الوصول

وتناقشنا جلسنا غيره، يدوس أن دون إليه

طويال، سمعت منه الكثير، فاجئني هذا الرجل

الذي ال يكلم الناس في العلن كيف أن أفكاره

ويعبر تزلف دون رأيه يعطي واضحة، سلسة

وحينما مراوغة، أو مناورة دون موقفه عن

يشدني وذاك اللقاء هذا بين تارة ألتقيه

تواصل عن يبحث كأنه أمازيغية بجملة

بابتسامة ذلك كل ويردف وعميق صميمي

باسمي إال أبدا يدعونني لم هيبته، تعلو

صديقنا جنازة في التقيته وعندما الشخصي

بتواضعه لي مقال على علق الزايدي أحمد

الهذا نفسي مع أتساءل وكنت المعهود،

الزمن وضغط المسؤوليات زحمة في الرجل

بل لك؟ مقاال يقرأ وقت السياسة وضجيج

يحلله في لحظات، كم كبرت كلمات كتبتها

األقل على عيني، في شخص عال كم ولكن

أن اعتقدت لجمل بالقراءة لك يشهد فإنه

كلماتها تناثرت في رياح الضجيج.

البرلمان في يبدو أن الهدوء سيرحل عنا، غادر

في الحكومة وسيغادر الزايدي أحمد منية

القدر حكمة ومن بها، عبداهلل السي رحيل

أنهما اثنان جمعتهم األخالق و الهدوء والرزانة،

الموت، جغرافية جمعتهم القدر عبث ومن

لماذا هو القدر قاسيا؟، غير أنه ال راد لقضاء اهلل

لهذا كيف القطار، من كان ولو حتى وقدره

القطار الذي دهس السي عبداهلل بها ال يعلم

المثلى. بأخالقيتها الحكمة معه دهس أنه

إلى الزايدي أحمد ممر يعلو واقفا بها كان

قد لربه وحبه إيمانه أن ويبدو اهلل، ملكوت

دفعه إلى نفس طريق الملكوت، عاش هادئا

يسمع لم القطار حتى أن لدرجة هادئا ومات

أن قرر كأنه األخيرة، الروح ونزعة األلم صرخة

يزعج من حوله، لكنه يرحل في صمت كي ال

الموت وهو المزعج بذاته.

أال قاتل اهلل المنايا ورميها ..... من القوم حبات

القلوب على عمد

كان الحدث صدمة لي وحينما عانقت بنكيران

معزيا إياه رد قائال بصوت تغلفه حشرجة الحزن،

أود أن يا عبداللطيف، كنت لقد رحل صديقك

أعقب أما أنت فقد فقدت فيه جزء من كيانك.

صادقين رجاال منا يأخذ أن الخريف هذا قرر هل

ليتركنا الرصينة، الهادئة الجميلة بأوصافهم

األعزة، بها نرثي كلمات في تنتهي بفواجع

أعزتي، فلله كيف الموت أوسط توخى حمام

هيبته كانت لمن فوداعا األعزة، أحكم اختار

تنزع منا احترامنا له ووداعا لمن كان يرمق إلينا

بلغ متواضعة، وبلحية متسائلتين بعينين

سالمنا إلى من هناك إلى كل األعزة إنا هلل وإنا

إليه راجعون

عبد اهلل بها... رحيل الحكيم

PB 61

w w w . p j d . m a

األدوار تفاصيل بكل نحيط أن يصعب

األستاذ المرحوم بها يضطلع كان التي

كل في حاضرا كان فالرجل بها، اهلل عبد

وفي واالنتقالية التأسيسية المحطات

عرفتها التي الحاسمة المنعطفات كل

الحركة اإلسالمية المغربية: لحظة االنفصال

الجماعة وتأسيس اإلسالمية الشبيبة عن

الثوري النهج من االنتقال وتدبير اإلسالمية

ولحظة المشروعية، داخل العمل إلى

السياسية المشاركة لخيار التأسيس

لإلسالميين،

والمساهمة في البحث عن اإلطار السياسي

الحاضن للحركة اإلسالمية، ولحظة تأسيس

واألطروحة االستراتيجية السياسية الخيارات

كان كما اإلسالمية، للحركة السياسية

المنعطفات مختلف تدبير في بقوة حاضرا

اإلسالمية الحركة خاضتها التي الصعبة

رفض لحظة السياسية: مشاركتها خالل

أوائل في الوطني التجديد لحزب الترخيص

قيادة بين الخالف ولحظة التسعينيات،

الديمقراطية الدستورية الشعبية الحركة

من بذلك يرتبط وما الدستور على

سنة الجماعية االنتخابات في المشاركة

التوحيد بين 1993، ولحظة الخالف في مسار

المستقبل ورابطة والتجديد اإلصالح حركة

السياسية المشاركة نقطة على اإلسالمي

ماي، 16 ولحظة الحاضن، السياسي واإلطار

الديمقراطيين لكل حركة تأسيس ولحظة

التحكم نهج تحديات من استتبعها وما

بعد ما فترة من الزمن في امتدت والتي

االنتخابية األجندة إلى 2007 انتخابات

الربيع لحظة ثم ،2009 النتخابات الكاملة

متسارعة. مواقف من تالها وما العربي،

في الحاسمة اللحظات هذه كل ففي

شخصية كانت اإلسالمية الحركة تاريخ

مواقف صبغت إذ بقوة، حاضرة اهلل عبد

هذه مختلف في اإلسالمية والحركة الحزب

وتصويبايته. آرائه من بكثير المحطات

في دوره نجمل أن يمكن العموم، وعلى

اإلسالمية للحركة مرجعية يمثل كان كونه

على ثالث مستويات:

الوفاء عليه عرف إذ المنهج: في مرجعية -1

الذي الحركي المنهج لمقتضيات الشديد

فكان اإلسالمية، الحركة عليه استقرت

عن الدفاع مقتضيات بين يجمع اهلل رحمه

واحترام والمؤسسية الوطنية الثوابت

على اإلصرار وبين السياسية المشروعية

اإلصالح بأن يؤمن وكأن اإلصالحي، الخيار

من واسعا قدرا يتطلب تراكمي مسار

بنائه، منهجية على واالشتغال التوافق

وكان يزاوج بين المرونة الكبيرة في المواقف

الثوابت، في والتشدد الصالبة مع العملية

وكان أحرص ما يكون على تجنب السقوط

أطراف مصالح لخدمة االستدراج مواقع في

الوطنية، المصالح حساب على أخرى

مسالك من مسلك أي رفض عليه وعرف

االبتزاز رفض ذاته الوقت وفي االستفزاز

وكان العاقبة، كانت كيفما الثوابت في

في المؤسسي وللبعد للمؤسسة ينتصر

والحزبية، الوطنية السياسية القضايا تدبير

بأقل الخالف لتدبير التوافق عن ويبحث

الخسائر الممكنة، ويرفض الخضوع لمنطق

طرف إلرضاء الضاغطة واللوبيات الكتل

يغلب دائما وكان آخر، طرف حساب على

خيار المصالحة على غيره من الخيارات إيمانا

الصف تحصين تضمن المصالحة بأن منه

الداخلي وتوسيع دائرة مشاركة كل األطراف

رحمه وكان الوطنية، المصالح دعم في

مع خصومة خصومة أي في يتورط ال اهلل

أي طرف كيفما كان مع االحتفاظ بالحق في

النقد والنصح والترشيد.

فقد القيمي: النموذج في مرجعية -2

ظل أنه بها اهلل عبد المرحوم ميزة كانت

يمثل النموذج القيمي التخليقي الذي تبشر

موقعه يتغير لم إذ اإلسالمية، الحركة به

والقيمية، المعاشية عوائده وال االجتماعي

الوزاري، وال الحزبي المنصب فيه يؤثر فلم

التواضع مواصفات بكل متمتعا وظل

االمتيازات عن والترفع والزهد والبساطة

يتقلد من إليها يتطلع ما العادة في التي

مثل المناصب التي تقلدها.

إذ الفكري: االستقالل في مرجعية -3

اهلل عبد األستاذ المرحوم على المعروف

بها، أنه كان يستمع إلى كل اآلراء المتداولة،

أو يبحث عن النظر، ويرجح بينها ويعمق فيها

أن له تبين إذا لبعضها المناسب التركيب

على بعضها ترجيح من أفضل بينها الجمع

بعض. وقد كان رحمه اهلل نموذجا في التجرد

الفكرة لهذه ينتصر ال الفكري، واالستقالل

وال عنها، صدرت التي الجهة مجاملة لمجرد

يطرح األخرى المقابلة لمجرد خالف نفسي مع

ويحكم التجرد يغلب وإنما المقابلة، الجهة

تتمتع التي الفكرة إلى النظر في اإلنصاف

بأعلى مواصفات الصالح والواقعية والجدوى.

كانت التي هي الثالث، المرجعيات هذه

تكسبه مقاما كبيرا داخل الحركة اإلسالمية،

مناصب لتقلد تؤهله كانت التي وهي

حاضرا ظل إذ والحزب، الحركة داخل قيادية

التي القيادية الهيئات كل تركيبة في

ذلك بفضل وظل اإلسالمية الحركة عرفتها

مكونات مختلف وتقدير احترام يكسب

وهيئات ومنظمات السياسية الطبقة

الحركة أطياف عن فضال المدني المجتمع

المختلفة. اإلسالمية

الثالث المرجعيات رحيل رجل

PB 62

w w w . p j d . m a

اهلل عبد الحكيم يختم أن األقدار شاءت

والعمل، القول في بحكمة، حياته بها

والعبر. بالدروس مليئة

صنعه لقبا ليست الحكيم وصفة

مسجلة »ماركة« الراحل نحته أو اإلعالم،

أو وضعه السياسي، »الماركوتينغ« في

قرره أو والتقديس، للتعظيم محبوه

من كان التي الدعوية الحركة أو حزبه

بين مؤسسيها األوائل من أجل تصنيفه

التنظيمية الدرجات من درجة في

خلف ليس الحكيم وصف العلى.

صف و جماعي. وال فردي ال قرار إنشائه

عبد إلى مضافا شيئا يكن لم الحكيم

من بعدا »الحكيم« كان بل بها، اهلل

هو وكان األساسية، شخصيته أبعاد

الذي المحيط مع به تعامل الذي الوجه

رأى، بما فسماه الحكيم غير فيه ير لم

هذا مصداقية في أحد يجادل ال لذلك

غضاضة، وال حرجا أحد يجد وال الوصف،

بالحكيم. بها وصف في ذلك غير وال

لكن من المفيد اإلشارة إلى أن الحكمة

أقواال ليست الراحل بها امتاز التي

الناس، مسامع على يرددها موزونة

أصيال، فكرا و متجدرا، خلقا كانت بل

راسخا واختيارا العمل، في تابتا ومنهجا

و والمواقف القضايا مع التعامل في

األشخاص.

صفة عليها انبت التي األسس تلك

تكن لم بها، الراحل لدى الحكيم

اهلل رحمه معه متعامل أي من تتطلب

إرشادات وال طويال زمنا يكتشفها، كي

معه تعامل من كل ألن شيء، أي وال

الحكمة بعد سيكتشف اهلل، رحمه

تحكم ألنها وسرعة، وسهولة بيسر

وتصرفاته. أقواله

نوع في بالمطلق يدخل ال سبق ما إن

على كاذبة قدسية إضفاء محاولة من

تلغي رحيله، بعد بها اهلل عبد الراحل

في النسبية قانون تلغي و بشريته

ولكنها اإلنسانية، الظاهرة مع التعامل

من كل بها سيشهد التي الحقيقة

الراحل. تعامل مع

شاءت التي الحكمة إلى وبالعودة

نجدها حياته، الراحل بها يختم أن األقدار

آخر في عنه عبر ما آخر كانت أفكار في

ذلك الصغيرة بأسرته جمعه لقاء

معهم، للحديث خصصه الذي اليوم

وقفه ما آخر كان موقف في ونجدها

رحمه اهلل.

عبر ما اعتبار يمكن األقوال حيث ومن

في بها أمين محمد األكبر البنه عنه

الحكيمة آرائه خالصات اليوم، ذلك

كانت حساس. حيوي موضوع حول

الوالد على االبن طرحها التي القضية

لـ«التجديد«، به صرح ما حسب الحكيم،

بعد اإلسالمية الحركة »مستقبل هي

المهم إن المؤسس«. الجيل رحيل

جانب ليس بها اهلل عبد جواب في

تحقيق شروط في ولكن الطمأنة،

الحركة مستقبل حول الطمأنينة تلك

يمكن الشروط تلك وفي اإلسالمية،

العميق التفكير يكتشف أن مهتم لكل

كان بها. اهلل لعبد والحكيم واألصيل

القضية، لتلك بها مقاربة ملخص

دعوة »هذه قوله ابنه، بذلك صرح كما

كل في رجاال لها اهلل وسيجعل اهلل،

أن ينبغي اإلسالمية الحركة و زمان،

في خير عامل تكون أن على تحرص

لقيادتها ينبغي ال وأنه مجتمعاتها،

االستبداد تمارس أو بالرأي تستفرد أن

ينبغي المقابل في و الحريات، وقمع

الخروج وعدم بالمشروعية اإللتزام

خالصة هذه وأن القرار، اتخذ متى عليها

ومنهج«. تجربة

على خوف ال أن يؤكد بها فالحكيم

التزمت إذا اإلسالمية الحركة مستقبل

الحكيم عنها قال أساسية شروط بثالثة

الشرط ومنهج«، تجربة خالصة »إنها

على اإلسالمية الحركة تحرص أن األول،

مجتمعاتها. في خير عامل تكون أن

لرؤية حكيم مركز تلخيص الشرط وهذا

العمل اإلسالمي ورسالته معا. و »عامل

في الحكمة تركيز محور هو الخير«

في الشر« »عامل يقابله و الراحل، كالم

الحركة تحاربه أن ينبغي الذي المجتمع

أو استبدادا اإلسالمية، سواء كان فسادا

أو تطرفا.

في الحكيم لخصه الثاني، الشرط

الحركة لقيادات ينبغي »ال قوله

الحكيم الحكمة في رحيل

PB 63

w w w . p j d . m a

أو بالرأي تستفرد أن اإلسالمية

الحريات«، وقمع االستبداد تمارس

كل ونبذ والرأي، التفكير فحرية

هي والديكتاتورية، االستبداد أشكا

يسعى عمل أي في الفقري العمود

المجتمع، في خير« »عامل يكون ألن

إسالمية، بحركات األمر يتعلق وحين

تتميز بما حيوية القيم تلك تكون

القيم بث قدرة من الحركات تلك به

ومن عليها. والتنشئة المجتمع في

أي خير« »عامل يكون أن المستحيل

وفكر رأي حرية فيه ليس بشري تجمع

وديمقراطية.

في الحكيم حدده الثالث، الشرط

ينبغي الذي الجماعي التعاقد أساس

بالمشروعية »اإللتزام هو يكون أن

القرار«، اتخذ متى عليها الخروج وعدم

أو بالمسئولين األمر تعلق وسواء

من والمقررات القرارات فاحترام غيرهم،

في يدخل وهو العمل، نجاح شروط

التمرد الفوضوية و حاالت مجال محاربة

إلى وما الكولسة وأمراض المريضة،

ذلك.

أن يرى بها اهلل عبد الراحل إن

رهين اإلسالمية الحركة مستقبل

يهم شرط الثالثة، الشروط بهذه

المجتمع في ووظيفتها رسالتها

خدمة هو يكون أن ينبغي الذي

يهمان وشرطان فيه، الخير

األول ويتعلق الحركة تلك جسم

الثاني ويتعلق الحريات، باحترام

على المبنية المؤسساتية بروح

التي والمقررات، بالقرارات االلتزام

احترام على تأسست قد تكون

الثالثة، المفردات هذه إن الحريات.

والمؤسساتية، والحريات الخيرية

وتقويم تقييم رؤية تلخص

اإلسالمية. الحركات عمل وترشيد

يؤدي ما كثيرا التاريخ عبر الحكمة إن

وشاءت لها، ثمنا حياتهم الحكماء

الثمن، هذا الراحل يؤدي أن األقدار

أو السياسي الصراع سياق في ليس

تصفية سياق في وال األيديولوجي،

مختلف سياق في ولكن حسابات،

الحكيم. بها حقيقة عن بعمق يعبر

زوجته الراحل، أسرة أفراد روايات فحسب

أحمد الراحل مات أن مند وابنته، وأبنه

اهلل عبد الراحل تأثر اهلل، رحمه الزايدي

وكان بقضيته، وانشغل برحيله، بها

أمله االنشغال هذا عناصر بين من

توفي حيث الحادث مكان زيارة في

قرر أن وكان زيارته. له تتيسر لم والذي

متسعا وجد وقد يزوره، أن اليوم ذلك

كان إن يهم وال لذلك، الوقت من

تفقد رمزية ألن نهارا، أو ليال الوقت

الراحل أن يبدو الذي المكان، ذلك

كعنصر زيارته التزام نفسه مع وضع

ربما بالموضوع، اهتمامه في حيوي

وتفاصيله بهندسته عالقة لها تكن لم

كل في الحكمة أين لكن الجغرافية.

تصنيفه يمكن الزايدي، الراحل إن هذا؟

على بها اهلل لعبد المخالفين ضمن

المشروع و الفكرية، المرجعية مستوى

وغير السياسي، اللون و المجتمعي،

فيما معارض حزب في وهو ذلك.

العارفين لكن دولة. وزير بها اهلل عبد

ما أن يعلمون بها اهلل عبد بشخصية

وتفكير مواقف يحكم ما هو ليس ذكر

له بالنسبة فاألمر بها. اهلل عبد الراحل

كبير سياسي برحيل يتعلق اهلل رحمه

ووطنيته ونضاله باستقامته عرف

وإنصافه، آرائه ورصانة المتزنة، ومواقفه

هو الزايدي من الوجه وهذا ذلك، وغير

طريقة تتضح وهنا أكثر. يهم الذي

فالذي بها، لدى ومنهجيته تفكير

المخالفين مع التعامل في يهم

ولكن واختياراتهم، مواقفهم ليس

االختالف في حقهم ممارستهم مدى

ذلك في الكاملة اآلخرين حرية باحترام

من المستفادة والحكمة االختالف.

أدى الذي هذا موقفه في بها الراحل

التعامل بكيفية تتعلق بحياته، ثمنه

يمكن من ومع المخافين، مع الصادق

السياسيين الخصوم ضمن تصنيفهم

أساسه تعامل واإليديولوجيين.

واإلنصاف، والتقدير اإلنساني التعامل

ترك لقد ( االختالف. في الحق واحترام

مكونات جميع إلى رسالة بها اهلل عبد

للتأمل المغربية السياسية الطبقة

تغليب دائما يجب السياسة، في فيها:

حساب على والتوافق الحوار كفة

والجداالت المجدية غير المواجهات

العقيمة(.

رحمه بها عنه عبر ما آخر جمعنا إذا إنه

نخرج سوف والعمل، بالقول اهلل

العام اإلطار عن وشامل كبير بتصور

الذي يؤطر تفكيره الحكيم. إطار يمكن

لتشمل وتوسيعها مفرداته، تلخيص

مفردات: أربع في السالمين، غير

لألشخاص، والحريات للمجتمع، الخيرية

واحترام العمل، في والمؤسساتية

المخالفين.

الفكر في وبارك حكيم، يا اهلل رحمك

الذي خلفته، وتقبلك عنده في الشهداء

والصالحين.

PB 64

أعطى والكل المرحوم عن الكثير تحدث

أن هلل والحمد الراحل، حق في شهادته

لخصاله وذكر ثناء محط كان الرجل

لذكر المقال هذا الحميدة.وسأخصص

والمتنورة. والبانية الطيبة وصاياه بعض

الرجل هذا يحب من كل أن تقديري وفي

إلى ويسعى به نطق ما لتمثل فليجتهد

يعرف ال الرجل ألن األجيال، وسط بسطه

بل الكالم في يطنب وال الخشب لغة

البعد تعميق إلى الهادف اإليجاز يعتمد

الرسالي لخطابه.

االمتحانات من سلسلة الحياة اعتبر لقد

التمحيص إلى يؤدي واالبتالء واالختبارات.

ألن الخبيث. ويسقط الطيب فيزكو

أن يستطع لم إن رأيه حسب اإلنسان

أن عليه يجب فال الحل، من جزءا يكون

يكون طرفا في المشكل.

مرجعية، ألنه باإلسالم التشبت إلى ودعا

التمزق. من عاصما كونها وبالملكية

لشؤونهم المغاربة تدبير على مركزا

ال ما البالد يجنب بأن كفيل بأنفسهم

يحمد عقباه.

بخير تقديره في اإلسالمية والحركة

والمشروعية. الحرية على حافظت ما

تكاليف دون يكون أن الينتظر واإلصالح

وتضحيات.

فإنه اإلصالح يناقض الفساد كان وإذا

أركان: أربعة على المرحوم حسب قائم

المال -الرشوة-المحسوبية-اختالس

النفوذ. العام-استغالل

التؤدة خصال على متوقف واإلصالح

وبالتالي خاصة. ومنهجية والتبصر

للراحل. بالنسبة واضح اإلصالح فمسار

مقاصد وراءه اإلصالح يخفي أن 1-اليجب

وغايات أخرى.

2-اإلصالح عملية مستمرة وغير نهائية.

لإلكراهات تدبير السياسي 3-التدبير

واالحراجات.

وليس والعطاء البذل بمنطق 4-التحلي

بمنطق األخذ.

واهلل سبحانه وتعالى يحب الخير ويسانده.

وهذا اإلنسان هو اإلصالح محور كان وإذا

مكرم مخلوق الراحل نظر في األخير

يواجه ال الدين أن مستحضرا ومسؤول.

الدين هذا ليعتنق واإلكراه بالقوة اإلنسان

تحت تأثير التهديد أو مزاولة الضغط القاهر

واإلكراه.

األول المعرقل هو الفساد واعتبر

التي البشرية والتجمعات للتنمية.

الفساد سيخترقها نفسها تحصن ال

الممارسات أن اليوم الناس ويعتقد

طبيعي واقعي معطى هي الفاسدة

والتعامل قبوله يجب بل رفعه، يمكن ال

لدينا توجد ال أنه اليوم تجد ولهذا معه

يجب إنه أقول للفساد. مجتمعية مقاومة

نكتفي وأال الموضوع، في النظر إعادة

جادة. وقفة من بد ال بل جزئية. بمعالجة

أنه أعتقد أنا جماعية. المسؤولية أن أظن

توجد شبكات ترعى الفساد بهذا المعنى.

وإنما الشبكات هو ليس الخطير لكن

التي المجتمع. في الموجودة الثقافة

عملة أنه على به وتتعامل بالفساد تقبل

متداولة.

أتصور أن هناك الجانب المعرفي والجانب

أقول وأنا التطبيقي والجانب النضالي

أن ينبغي اإلصالح في شيء أول إن

ألن العقدي. األصل هو األولوية يأخذ

المال. عبادة هو اليوم األكبر الشرك

ويمكن أن نستقي من أقواله حكما بليغة

اإلصالح سبيل المشهور كتابه خالل من

كما ورد في جريدة التجديد )2014-12-9(.

إن رابطة العقيدة هي التي تليق باإلنسان

وأي ومسؤوال. حرا مكرما مخلوقا بوصفه

تقصير أو والفهم التصور في انحراف

أثره يظهر أن البد العبادات إحسان في

دين والتصرفات.واإلسالم السلوك في

واألحكام العقائد في والتوسط االعتدال

في تفريط وال إفراط فال والتشريعات.

التصورات واألعمال. وأي انحراف مهما كان

أعظم. هو ما إلى يؤدي بدايته في ضئيال

في ويشترط وتقويمه. تداركه يتم لم إذا

ألن واالقتناع. واإلقناع البيان الدين قبول

هذا الدين ال يواجه الحس البشري بالخارقة

هي االعتقاد وحرية القاهرة. المادية

مهمة كانت لذلك اإلنسان. حقوق أول

البالغ وسلم عليه اهلل صلى الرسول

المبين وتذكير الناس بربهم.

في مطلوبا الرفق اعتبر عليه وبناء

ميدان وفي عموما. البشر بين المعامالت

ذكر ما كل ومحور وأوجب. أوكد الدعوة

هو أن اإلصالح الينمو إال في ظل االستقرار.

الطيب الرجل أيها يا وميتا حيا فطبت

عائلتك ورزق ومغفرته عليك اهلل ورحمة

الصغيرة والكبيرة وكل من رزئ في فقدانك

راجعون. إليه وإنا هلل وإنا والسلوان الصبر

وصايا الحكيم عبد اهلل بها رحمه اهلل

w w w . p j d . m a

PB 65

اإلالهية القوانين عليه تسري بشر ألنه

إلى بها اهلل عبد المهندس غادرنا

سبقوه من غادرنا كما البقاء، دار

على عزيز وألنه جميعا، سنغادر وكما

على وعزيز وطيبوبته بسمته القلوب

ترددنا وتبصره، بحكمته العقول

مساء ذات رحيله طريقة تصديق في

معه انتهى أحد يوم من مظلم

قدر سنة في شهر آلخر األول األسبوع

تنتهي حزينة. أن لها

بها لكن الوزير، وبها الجسد بها رحل

يوجهنا بيننا سيظل والمنهج الروح

المساحات لنا ويكشف ويرشدنا

في مهملة أو ضيقة تبدو قد التي

النسبية تكون كيف يعلمنا حساباتنا،

ارتبط إذا خاصة قرار أي في محددة

رؤية تكون كيف ويعلمنا بالوطن،

نبراسا الكأس من الممتلئ الجزء

في الطريق لنا ويرسم العتمة، في

يذكرنا ظلمة، وأكثرها األوقات أحلك

بانجازاتنا وفرحنا انشغاالتنا غمرة في

ال وبأنها تحتضننا التي الدنيا بزوال

خدمة في إال والجهد العناء تستحق

والعباد. البالد

االلتقاء بمقدورنا يعود لن صحيح

ولم منه، طيبة ابتسامة وانتظار ببها

إلى مباشرة االستماع باإلمكان يعد

ال الذي العميق، كالمه من ودل قل ما

السياسيين من الكثيرين كالم يشبه

يعود ولن المغربية، النخب وعموم

لألحداث قراءته انتظار بإمكاننا

لمسارها، وتوقعه ألسبابها وتحليله

الخلل. مكامن على األصبع ووضع

اإلسالمية الحركة تفقد بها برحيل

والتدافع المشاركة بقدر المؤمنة

من واحدا أحسن، هي بالتي

لقيادتها اهلل سخرهم الذين الجنود

وضع في بإيجابية والمساهمة

بدأ أصيل، مغربي نموذج معالم

بفضل ثماره، ويعطي أكله يؤتي

كان ولو للوطن األيسر االختيار

ممن واحدا التنظيم، على األصعب

كان مهما وسالما بردا كالمه ينزل

وتشابهه، وحدته النقاش غليان

ويضعها نصابها إلى األمور ليعيد

تعرف ال الذي الطبيعي، حجمها في

انقشاع بعد إال الحقيقية قيمته

الغبار!

مات بها وقد ترك فينا منهجا وفلسفة

والنضالي، الدعوي حياة، ميزا مساره

نهال من تدبر يكاد يكون فريدا في آي

والصالحين األنبياء سير وفي القرآن

شأن من أعلى منهج المصلحين،

ونبذ التعاون، قيمة ومن اإلخالص

الصراع وكل ما يدندن حوله من قيم

وممارسات.

بأن الفراق قبل أوصى وقد بها رحل

إال بسياسة اختلط ما أصل التعاون

وبأن شانها، اال منها نزع وما زانها،

أغلبها بها، إال ينجح ال قواعد لإلصالح

المنشغلين المشتغلين عن غائب

الذي ظل رحمه اهلل االختراق به بسبب

كاسحة عولمة سياق في منه يحذر

التي العصر مستجدات من أنها رأى

من تتطلبه بما معها التعامل ينبغي

وابداع. تجديد

خيرا مستوصيا اهلل عبد سي رحل

التي المغربي المجتمع بثقافة

التراحم على القائمة عليها تأسس

مرة كل في االنتباه والفتا والتضامن،

يفترض من ونقاشات خالفات أن إلى

للشعب عالقة ال نخبا يكونوا أن

ألنه منها الكثير مع يتجاوب وال بها،

ببساطة ليس له فيها ال ناقة وال جمل،

اإلصالح أهل ليكون داعي ال لذلك

من الكثير لها يخصصوا أو فيها طرفا

وقتهم.

لعبد ومخلص محب كل على لهذا

وجدانه في حيا يحفظه أن بها اهلل

الدعوية مواقفه وفي سلوكه وفي

الجسد بها يموت ال حتى والسياسية،

وخبرته تجربته جثمانه مع وندفن

وحكمته وتراثه... وإنا هلل وإنا إليه راجعون.

عبد اهلل بها مات... عبد اهلل بها لم يمت

w w w . p j d . m a

PB 66

وفاة عن المداد من الكثير سال

والخبير واآلستاذ المهندس

والمناسبة بها« والحكيم »عبد اهلل

بعد الرجل خصال نذكر أن هي

له رفيقا وجل عز الباري اختاره أن

وهي اهلل، شاء الخلد،إن جنة في

بيننا، حي وهو نذكرها كنا خصال

وتبدو إال علينا يظهر أن فبمجرد

شخصية يميز ما محياه على لك

الراحل عن اآلخرين سواء كانوا من

فالمرحوم المقربين، أو الخصوم

بامتياز اجماع شخصية شكل

وأخالق خصال من اهلل حباه بما

لتعدادها المجال اليتسع حميدة

ولعل في استدالله بآيات وأحاديث

ومحاولة الواقع أرض على وتنزيلها

الشأن أمور من شيء فهم

قوة لك تظهر لكي كافية العام

الحكيم. شخصية

مدرسة شكل والحكيم الراحل

منذ اإلسالمية الحركة لجيل بامتياز

العطاء وبقي التأسيس مرحلة

مجال دخلت أن إلى مستمرا

من العام الشأن وتدبير السياسة

تفسيره أذكر والزلت الواسع، بابه

عليه اهلل صلى اهلل رسول لحديث

يظلهم الذين السبعة في وسلم

اهلل بظله يوم ال ظل إال ظله وسألنا

السبعة، هؤالء يتقدم من حينها

عادل« »إمام عفوية بكل فأجابنا

العادل؟ اإلمام يكون من لنا: فقال

وتكثر تتناسل األجوبة وبدأت

اإلمام وأخبرنا: الحكيم تدخل حينها

أمور تدبير يتولى من هو العادل

المحلي الشأن بأمور بدءا المجتمع

أدركنا حينها العام، للشأن ووصوال

الشرعية السياسة معنى حقيقة

كان سواء السياسي الشأن وتدبير

أو عاما. محليا

حل في خاصة رؤية له الحكيم

التي تلك وخصوصا المشاكل

ونذكر الدنيوي بالبعد ارتباط لها

أن يمكن وما السياسة مغانم هنا

تكون قد أطماع من عنها يتولد

عليا لمصالح البلوغ في سببا

ينبهنا ما عادة االطار، هذا وفي

أن و اإللهية الرقابة إستحضار إلى

ما وهو هلل، خالصا العمل يكون

ما و العام الشأن تدبير أن يفيد

بعد ذات إشكاالت من به يرتبط

لميزان تخضع أن البد مصلحي

بدون تستقيم ال فالسياسة اآلخرة،

متالزمين أمرين فكالهما دعوة،

عن بعضهما نفصل أن يمكن ال

اآلخر.

الحكمة العطاء داخل بيت ويتسمر

والتعاون التدافع أن إلى لينبهنا

وللوصول للكسب رباني منهج

يحتاج األمر أن غير المبتغى إلى

ما وهو والتدرج الصبر من شيئا

االصالح، ودعاة األنبياء عليه سار

الحكيم الداعية وبنفس ودائما

كثيرة وقصص سير عن يخبرنا

تشكل وعبر عظات منها نستخلص

به لنتحرك حقيقيا ووقودا زادا لنا

به المعيش،ونجابه واقعنا في

وتشكل التدبير ومشاكل إكراهات

لنا وحافزا دعما أنه الوقت في

في النقاط رصيد لمضاعفة

الكبير. االصالحي مشروعنا

رحم اهلل الفقيد وألهم ذويه وأقربائه

أننا على ونعاهدك الصبر من مزيدا

طالما اإلصالح نهج على سنبقى

بقية. العمر في

الحكيم »عبد اهلل بها«بيننا حي سيبقى

w w w . p j d . m a

PB 67

w w w . p j d . m a

بهذه اإليمان« حال كيف أوس »األخ

من أزيد طوال يلقاني كان التذكرة

مرة وكل فيها؛ عرفته التي سنة ثالثين

كل على هلل الحمد تارة: بجواب؛ أجيبه

وتارة... العافية، اهلل نسأل وتارة: حال،

وال جوابي ينتظر يكن لم لكنه وتارة...

العبرة هو عنده الغرض ألن به يبالي

بها عاش التي العبرة هذه والتذكرة؛

األخ الدرب في ورفيقه وأخوه هو ولها

أن يمكن ال الذي بنكيرات اإلله عبد

يتناول الكلمة في أي مناسبة أو محفل

والورع اإليمان حول دندنته كانت إال

ألفناه كنا وإن كالم واألخالق... والثبات

أننا في كل مرة إال وأصبح متوقعا لدينا

نمل لم األولى للمرة نسمعه كأننا

وسيضالن كانا الرجلين هذين ألن منه

عبد األخ شخص في - اهلل شاء إن –

وفي الحركة في الحي الضمير اإلله

دندن الضرورة دعت كلما الذي الحزب

واألمانة والصدق اإليمان حول دندنته

فسرعان ما ترجع األمور إلى نصابها.لقد

تعالى اهلل ميزه أخا رجال جميع فقدنا

من أحد في اليوم يجتمع أن ينذر بما

أخالق من والسياسيين واإلخوان الناس

والصبر والرزانة والذكاء الحكمة رفيعة:

والتواضع الجناح وخفض واالعتدال

والحلم النظر وبعد والدقة والبساطة

ذكر في استفضت ومهما واألناة....

أوفيه حقه. مناقبه لن

قدرهم الناس يعرف ال الحكماء بعض

بها اهلل عبد األخ أما موتهم. بعد إال

من مجلس عن يتغيب أن يكفي كان

الناس ليفتقده يغشاها التي مجالسه

رأيه ووجاهة حكمته إلى مفتقرين

اختياره. وسداد

هذه في األكبر الخاسر أن شك وال

اإلله عبد األخ هو العظيمة المصيبة

عونه- في اهلل –كان الذي بنكيران

األخ عليه- اهلل –رحمة بها له كان

دربه ورفيق أبدا؛ يخذله ال الذي الحميم

العمر مراحل كل في اثنين وثاني

األمين والناصح أسراره في وشريكه

والمشورة بالرأي عليه يبخل ال الذي

كيف عرف الرأي في خالفه إذا والذي

فأسأل واألناة. واللين بالحكمة يأخذه

محبته يبدله أن القدير العلي اهلل

ورفقته أخوته عن يعوضه وأن صبرا

وتؤنسه وترعاه تحوطه ربانية رعاية

وتسدده.

الدرس نأخذ أن بد ال جميعا ونحن

والعبرة من هذا المصاب؛ ال بد أن نتعظ

الرجوع نضمن ال أننا ونتذكر وننتبه

نضمن وال غادرناها كلما بيوتنا إلى

خلدنا كلما فراشنا من االستيقاظ

الوجبة إنهاء نضمن وال النوم إلى

إنهاء وال تناولها في شرعنا التي

وهذا بصددها. نكون التي األعمال

كله ننساه في زحمة أعمال هذه الدنيا

وكأننا نتصرف فتجدنا تنتهي ال التي

يعظنا كان الذي الرجل نعم خالدون.

أيضا نتعظ نحن ها حياته في ويذكرنا

عبد األخ بمعرفة شرفت بمماته.لقد

طريق على معه وبالعمل بها اهلل

التعلم وبمحاولة واإلصالح الدعوة

إلى رجعت حين واليوم حكمته. من

عمق من والذكريات الصور بعض

من إليها النظر ألفت التي التاريخ

بعين إليها أنظر وجدتني آلخر؛ حين

كان حبيب أخ فقدان على حزينة باكية

لقاءات في يجاورني القريب باألمس

رأيه سداد من أنهل التنفيذي المكتب

حكمته. من وأستفيد

عنده يقبله أن القدير العلي اهلل أسأل

يعامله وأن والصالحين الشهادء في

بعفوه وأن يتداركه برحمته وأن يسكنه

األعلى الفردوس في جنانه فسيح

جمعنا وكما وصحبه. اهلل رسول مع

الدعوة على الدنيا هذه في معه اهلل

في معه يجمعنا أن أسأله واإلصالح

نغرف اهلل رسول حوض على اآلخرة

جميعا من كفه الشريفة شربة ال نظمأ

أبدا. بعدها

إلى ينبهنا أن تعالى اهلل نسأل كما

للرحيل التأهب نألف حتى حالنا

كل في تعالى اهلل للقاء واالستعداد

وقت وحين.

الصبر والسلوان ارزق أهله وذويه اللهم

واحتسابا، صبرا محبته وأبدلهم

وإنا خيرا.مين مصيبتهم على وأجرهم

هلل وإنا إليه راجعون.

العالمين. رب والحمد هلل

رحل الذي يسألني كيف حال االيمان؟

PB 68

w w w . p j d . m a

في اهلل سنة وهذه أحدا يستأذن ال الموت

خلقه..

اهلل اختاره بعدما بها اهلل عبد السي مات

الحاجة أمس في ونحن جواره في ليكون

إليه لحكمة ال يعلمها إال هو..إنها إرادة اهلل

وقدره التي ال راد لها..

بنا أن نذكره فنتذكر، وأن الرجل وحري مات

تكون أن عسى أعماله من جزء عند نقف

لنا نبراسا يهدينا الطريق..

باإليمان قلبه المفعم الرجل مات

كانت الذي الرجل والتقوى..مات

األوقات في وخاصة باهلل تذكر مجالسته

من شيء أنفسنا إلى يتسرب التي

حياته وهب الذي الرجل الدنيا..مات

الرجل والعباد..مات البالد لخدمة وعقله

سوى الدنيا في هم له يكن لم الذي

أهل من رجل واإلصالح..مات الدعوة هم

طيبوبته من المنصب ينل لم الذي اهلل

على إصرارا إال يزده ولم وتواضعه

البساطة إلى الميالة بطبيعته التشبت

والتواضع..

يخجلنا كان الذي الطيب الرجل مات

كان الذي الهادئ الرجل بتواضعه..مات

النقاشات قلب في بسكينته يفاجئنا

الرجل العظيمة..مات واألحداث الكبرى

من آخر الغالب في كان الذي الحكيم

المدلهمات.. في القول ليفصل يتكلم

والقول السديد الرأي صاحب الرجل مات

الذهبية القواعد من العديد مبدع الدقيق

والقرار حر »الرأي الجماعي: العمل في

ملزم« »اإلصالح في ظل االستقرار« »اإلصالح

وليس السلطة«...

يهتم يكن لم الذي الزاهد الرجل مات

قلبه وكان البالية، ومتعها الدنيا بحطام

الدنيا في الوحيد باآلخرة..وهمه معلق

طريقها تشق اإلصالح فكرة يرى أن هو

بنكيران اإلله عبد األستاذ يكن بنجاح..ولم

مبالغا حينما كان يمازحه بقوله:«أنت رجل

بيننا«.. الزمان بك تأخر الصحابة عهد من

في ومتميز واضح منظور للراحل كان

السياسية والوقائع األحداث مع التعامل

الذي المنظور هذا االجتماعية، والظواهر

الواسعة راكمه من خالل ثقافته اإلسالمية

ومن والصالحين، األنبياء سير في وتدبره

ومن الحديث، المغرب لتاريخ قراءته خالل

اإلسالمي العمل في الكبيرة تجربته خالل

في إخوانه مع التنتهي التي ونقاشاته

الحركة والحزب، ومن خالل خبرته الميدانية

اليومي بالمغاربة.. واحتكاكه

حتى مغربيا بها اهلل عبد األستاذ كان

مختلف في يجري لما متابعا وكان النخاع

بأخبار يفاجئنا كان ما وكثيرا المجاالت،

جديدة من عالم الفن والرياضة..

قائما السياسي العمل في منهجه كان

واالنفتاح: والديموقراطية الدين ثالثية على

الدين هو الذي يقدم اإلجابات على الوجود

في لتضحياتنا المعنى ويقدم والمصير

النزوعات ويهذب السياسي، العمل

ويوفر الشهوات حب إلى الميالة البشرية

هذه لتصريف المشروعة القوالب لها

الشهوات..والديموقراطية هي تلك القيمة

لالنتقال البشرية أبدعتها التي الحضارية

حالة إلى والفوضى الصراع حالة من

التمدن والتحضر وهي القيمة التي تضفي

السياسية، اختياراتنا على النسبية طابع

المرجعية اختاروا لمن بالنسبة خاصة

السياسي..واالنفتاح عملهم في اإلسالمية

إصالحي لمشروع يمكن ال بدونه الذي

اهلل رحمه مستقبل..كان له يكون أن

من ويحذر والطائفية االنغالق من يحذر

مساحات تترك ال التي الحادة المواقف

أحسن.. هي بالتي واالختالف للتفاهم

على والتنازع الصراع يكره الفقيد كان

شعاره وكان والمسؤوليات، المناصب

الذي ال يكل منه وال يمل من تكراره الدائم

في المجالس، هو اآلية الكريمة:«والتنازعوا

اآلية.. ريحكم..« وتذهب فتفشلوا

سبب هو التنازع بأن يعتبر اهلل رحمه كان

الذي السبب القوة..وهو وذهاب الفشل

وحتى واألحزاب التنظيمات على جنى

على الدول واألنظمة..

لن الشهيد الفقيد حق في قلنا مهما

نوفيه حقه..

الصغيرة وأسرته وإخواني نفسي أعزي

والكبيرة في وفاة هذا الرجل الكبير..

وحسبنا أن الرجل لم يبدل ولم يغير إلى أن

لقي ربه شهيدا..

إلى الدرب على نستمر أن لك وعهدنا

اهلل.. شاء إن عنا راض وهو اهلل نلقى أن

رحمك اهلل يا سيدي عبد اهلل ..

على درب الحكيم ..حي على العمل..

على درب الحكيم .. حي على العمل

PB 69

w w w . p j d . m a

اهلل عبد سي وجه مالمح عن أفتش

كانوا الذين الوزراء، وجوه بين بها،

كيران، ابن اإلله عبد سي بيت يملؤون

لعل عيني أفرك بالرباط، الليمون بحي

رجل أمامي..طيف يتراءى عزيزا طيفا

وابتسامة الشيب، غزاها بلحية ستيني،

رزينة، وخطوات محياه، تفارق ال مشرقة

ال فيلسوف، أي مثل موزونة، وكلمات

يختار بل عواهنه، على الكالم يلقي

ويختار كبيرة، بعناية عباراته ألفاظ

سامعيه. إلى لتبليغها المناسبة الرنة

والرابعة، والثالثة، الثانية للمرة أحاول

سوى أرى فال طيفه، ألمح أن والخامسة،

يحجون ومواطنين، وبرلمانيين وزراء

بيت إلى واآلن، هنا ووحدانا، زرافات

لماذا نفسي: أسأل الحكومة، رئيس

ويجلس ساخنة، دموعا بعضهم يذرف

يسمعون وسكينة، هدوء في آخرون

جهاز من المنبعثة الحكيم الذكر آليات

قريب. تلفزة

والعيون الحزينة، الوجوه أتفحص

مواصال بالبكاء، والمتعبة المنتفخة

رحلة البحث عن قسمات رجل اسمه »عبد

الجمع هذا في موعظة ليلقي بها«، اهلل

أين كالصاعقة، الخبر عليه نزل الذي

التحلي على الناس ليحث اهلل عبد سي

؟ وقدره اهلل بقضاء والرضى بالصبر

أسأل عن سبب تأخر هذا الزاهد، فترد علي

لن اهلل، عبد سي : الحاضرين تمتمات

من الباردة الليلة هذه الوصول يستطيع

ولن رحل لقد دجنبر، شهر شتاء ليالي

المشهد أن رغم الخبر، أصدق ال يعود..

الدرامي، يؤكد ما الواقعة.

الحكومة، رئيس بيت وخارج داخل هنا،

وزير »وفاة تؤكد وحيدة، عبارة تتردد

ال أو صدقوا بها«، اهلل عبد الدولة

األحد يوم مساء فاضت لقد تصدقوا،

الودود، الطيب الرجل روح ،2014 دجنبر 7

عن ترجل عين، رمشة وفي بارئها، إلى

ترجل بعدما الفانية، الدنيا هذه صهوة

فوق ليموت ببوزنيقة، سيارته عن

ترك وكأنه الحديدية، السكة قضبان

بضرورة رفاقه إلى رسالة خاللها من

من بعزيمة اإلصالح طريق مواصلة

بعنوان كتاب صاحب هو أليس حديد،

؟ اإلصالح« »سبيل

وزير انتقل البارد، الفصل هذا في

اهلل، رحاب إلى بها، اهلل عبد الدولة،

واحد، فالموت الخبر، تصديق من البد

كان وقع وما متعددة، واألسباب

تتصادى الراحل، صحيفة في مكتوبا

تدري »وما الكريمة اآلية بداخلي

نفس تدري وما غدا تكسب ماذا نفس

خبير«. عليم الله إن تموت أرض بأي

أيام وبعد الحكيم، مات المساء، هذا

بيوتنا، إلى وسنعود العزاء، سينتهي

متسائلين ظهورنا، على ونستلقي

الليلة هذه وقع ما هل مفتوحة، بأعين

طامعين خيال، مجرد أم حقيقة، كان

المساء هذا عشناه ما يكون أن في

الشديد، طويل..لألسف كابوس مجرد

وسنكون جفوننا، إغماض نستطيع لن

اليقظة.. كوابيس من كابوس إزاء

بالقدر إيمان بكل نردد سنظل ذلك مع

الرحمة بها نسأل عبارات وشره، خيره

المغربي هذا للفقيد، تعالى اهلل من

ينحدر الذي األركان، شجرة مثل الشامخ

طيفه سيظل تربتها، مناطقة إحدى من

مرفرفا فوق الوطن الذي أخلص له، فكان

إطار في »اإلصالح قاعدة مبدعي بين من

أيقونات إحدى كانت التي االستقرار«،

صناعة االستثناء المغربي.

حكمته لكن الهادئ، الحكيم مات

في منهجه وسيظل يموتا، لن وهدوءه

فيها بما الجروح، يداوي بلسما اإلصالح

ينهض به وكأني المفاجئ.. فقدانه جرح

القضاء عن يتحدث وهو مكانه، من

»من صادقة وابتسامة بهدوء والقدر،

والموت بالقدر، اإليمان اإليمان، أركان

اإللهية، ستذوقه كل نفس األقدار قدر من

طال الزمن أو قصر«.

في وتقبلك ثراك، وطيب اهلل، رحمك

واألنبياء والصديقين الشهداء مواكب

والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

أين سي عبد اهلل؟

PB 70

w w w . p j d . m a

وكل أفواهنا، في مر الصباح هذا

تتحشرج بالذبول، يوحي حولنا ما

من ونعيدها حناجرنا، في الكلمات

يكفكف الدمع فال التردد، قاعات

في الضارب الوجع وال الرحيل، آالم

الفقد لوعات يخفف النفوس أعماق

في أشياء استذكار وال والحنين،

ال والصبر، السلوى تجلب حضرتك

صدى نسمعه النحيب غير شيء

إذا عاد أعدناه ليبحث في ذواتنا، حتى

فقدناك بعدما وبداخلنا فينا عنك

. بيننا

المشاكسين بأسئلة قهرناك كم

الشتوية الجامعات في والمشاغبين

الطالبية، المنتديات وفي والصيفية

العنان وأطلقت واستمعت وأنصتت

وواجهت اإلصغاء، تحسن آلذان

تفتن ببسمة وتلقائيتنا اندفاعنا

موائد على جالستنا كم العابرين،

عليها نتم البساطة، في تبالغ غذاء

وجواب، سؤال من ينتهي وال يبدأ ما

بفكرة، وفكرة وتبسيط، وشرح

الشباب واستوعبت كل ما ينفجر في

وقلق ومناورة ومبالغة اندفاع من

وشدة وأشياء أخرى.

توقفه مدى لحكمتك يكن لم

كل عن تعبر كنت فقد الحدود،

دبلوماسيا تخاطب وأنت مغربي

لم العولمة إطار في أمريكيا:«

عندنا فأنتم وأنتم، نحن هناك يعد

إما واألمن واإلزدهار عندكم، ونحن

أحد... ال أو الجميع لدى يكون أن

هذا في ستزدهر التي المجتمعات

لديها سيكون التي هي القرن

بين ومنتج خالق إيجابي اندماج

والديمقراطية الدين أشياء ثالثة

واالنفتاح«.

رحيلك نبكي هل ندري، وال

القوية الصدمة ذي المفاجئ،

أنفسنا نبكي أننا أم والمؤثرة،

الذي العالم هذا في تركتنا بعدما

كل هل ؟ به أقنعتنا ما يقبل ال

التي الغائرة والجراح واآلالم الدموع

البسمة تلك ألن الفراق خلفها

كل في تطالعنا لن باألمل المليئة

وجد وحيثما واللقاءات المنتديات

اإلله بنكيران وحيثما رفيق دربك عبد

احتاجت وحيثما الخالف كان

باسمها، وناطق ظلها إلى الحكمة

لباس الصمت تطلب وحيثما

نبكي أننا أم والقهر، القداسة

منتصف أوصلتنا بعدما أنفسنا

موجها مستنيرا حكيما الطريق،

مفكرا معتدال وسطيا واعظا

التغيير وصفات إخراج في ومبدعا

والمهادن. والمسالم الهادئ

بها، اهلل عبد سيدي خلفت، لقد

لك مناداتي لتقبل تكن لم )والتي

جزعا خلفت لقد حياتك(، في بها

أخرج الرجال عن طوع الصبر المألوف

العنان وأطلقوا المعروف والجلد

العزاء بيت في رأيت وكم للدموع،

جهبد من دربك رفيق يقيمه الذي

اللحظة، لضعف واستسلم تهاوى،

أي حضن، كل عن تبحث وبدأت

ويخرج المواساة، منه تأتي حضن

ووفاء لك، حب دفء ثناياه من

ولفكرك المميز، الفذ لشخصك

المستنير.

العزاء في واجب من كان وإن

مثلك كبير شخص في فاألولى

أحد يفقد وهو للوطن، يقدم أن

التحول منظري وأحد اليوم، أقطابه

عن بمعزل المغرب يعيشه الذي

ثم أبناءها، األوطان فيها تأكل أقطار

أصبهم قد وما الصغيرتين، ألسرتيك

الكبيرة وألسرتك جلل، مصاب من

وحركة والتنمية العدالة حزب في

خاصة تعزية وأفرد واإلصالح، التوحيد

اإلله عبد األستاذ دربك، رفيق إلى

قد ما منا كل يعلم الذي بنكيران،

قد وما وألم، جزع من الفراق خلفه

طوال يفارقه لم رجل برحيل فقده

الحياة.

دار إلى بيته تحول من لكل والعزاء

عزاء...

وإنا هلل وإنا إليه راجعون...

الحركة اإلسالمية رحيل حكيم

PB 71

w w w . p j d . m a

الماضي األسبوع من اليوم هذا مثل في

منطقة من فذا رجال تخرج أن األقدار شاءت

و األضواء منطقة إلى والصمت الظل

النحو وعلى المفاجئ باها رحيل العلن.

زلزال بمثابة ترحيله،كان القدر فيه قرر الذي

بدقيقة، دقيقة الجميع، تحت من األرض هز

وساعة بساعة، إلى أن جاءت ساعة تشييع

الفقيد إلى مستقر رحمة ربه يوم الثالثاء 09

دجنبر 2014 // 16 صفر 1436، بمقبرة الشهداء

شيئ، كل قالت الرجل جنازة بالرباط.

عن شيئا يضيف أن أحد ألي تترك ولم

يجمع فعال باها. اهلل عبد استثنائية و تفرد

مدرسة كان أنه المرحوم من المقربون

و الفكر و الفقه في مدرسة كاملة، شاملة

التواصل و الوزن والتمييز و المقاصد. لكن

بشرف حضيت التي هي القليلة القلة

الحكيم المنظر نوادر و حكم من االغتراف

و مناضلون هم القلة تلك باها، اهلل عبد

العشريتين مر على به، جمعهم مناضالت

العدالة بمغرب الحلم يزيد، أو الماضيتين

تمجد التي اإلنسانية القيم و االجتماعية

االحترام ثقافة وتشيع اإلنسان كرامة

المعاملة وحسن والثقة واألمن المتبادل

بين الناس، و تدبير الوطن كفضاء مشترك

والمواطنات، المواطنين جميع بين

والتطلع إلى وطن عربي كبير موحد ومتآخ،

الحضارة في ومساهم محيطه في قوي

اإلنسانية و الكونية المعاصرة.

المحلية الكتابة نظمته الذي اللقاء كان

صباح بتاونات والتنمية العدالة لحزب

و المهندس أطره والذي االحد، يوم

للوقوف فرصة العسري، علي اإلعالمي

الوطن فقيد وحكم كنوز بعض على

مشاهد ثالثة في سأجملها باها، المرحوم

القراء: على وتخفيفا لإلطالة تجنبا

المشهد األول: في هذا المشهد نتعلم من

إغراءات نهزم كيف باها اهلل عبد المرحوم

دما نسفك أو لهواها نستكين ال و الدنيا

المرحوم خرج مرة ذات زينتها. أجل من

الساعة قبيل بالرباط، البرلمان مقر من

الصيف، بداية الوقت وكان ليال، التاسعة

وإذا به يقف مشدوها بالعدد الكبير جدا من

المواطنين الذين كانوا يتجولون في شارع

بالنسائم ويستجمون الخامس محمد

ذهنه إلى تبادر أن فكان للمحيط، العليلة

أن هذا الجمع من الناس لم يكن أحدا فيهم

مولودا قبل مائة عام على أبعد تقدير، ولن

يكونوا كذلك على قيد الحياة بعد قرن من

منهم الحوامل تحمله ما فيهم بما الزمن

ذكرت العابرة الخاطرة هذه ! أرحامهن في

على بالكامل تتجدد البشرية بأن متأملها

محالة ال حلقة وأننا عام، مائة كل رأس

و البشرية، السلسلة حلقات من ماضية

بعرض العليا الحياة لبيع داعي ال بالتالي

من الحياة الدنيا.

الخير قيم صراع إطار في الثاني: المشهد

المناضلين بأحد المطاف انتهى والشر،

بالحجز وراء قضبان السجن؛ فكان أن رزقت

زوجته بمولود شهورا بعد ذلك، فاتصل أحد

رفاقه بالمرحوم باها يخبره بهذا الحدث دون

فكانت شيئا؛ منه - يتوقع أو يطلب- أن

يحمل وهو العقيقة يوم حل أن المفاجأة

يتيم الشبه للمولود عديدة هدايا و كبشا،

له تكريما لألناشيد فرقة عن فضال ألمه، و

المرحوم توفي لماذا نعرف هنا وألسرته.

أنه علما مملوكا، بيتا رصيده في وليس

العالي بالمعهد جامعيا أستاذا كان

للزراعة والبيطرة بالرباط، ونائبا برلمانيا ألزيد

،2012 يناير منذ دولة ووزير سنوات، عشر من

أجل اآلخرة قصور أن يعلم كان أنه شك ال

وجديرة الفاخرة، الدنيا مساكن من وأدوم

الدنيوية! اإلستثمارات هذه كل بضخ

ذات حديثه معرض في الثالث: المشهد

يوم عن إشكاليات الفساد و طرق مجابهته

، ذكر المرحوم باها قصة للحضور قال فيها

الفئران تضايقوا من الهجمات بأن نفرا من

بكبيرهم فيها يفتك كان لقط المتكررة

وشكلوا اجتمعوا فلما صغيرهم، قبل

لهذا التصدي كيفية في للنظر أزمة خلية

مقترح على نظرهم وقع المشترك، العدو

توفير في يكمن الحل بأن فيه قال أحدهم

ما إذا حتى القط، بعنق آخره ربط و جرس

ذلك فكان معه، الجرس تحرك تحرك،

صفق عدوهم. بقدوم لهم منبه بمثابة

»منهم »حكيما أن إال للفكرة، الجميع

منا من لكن، »: تفكير برهة بعد قائال صاح

»األسد« بعنق الخيط وضع على سيجرأ

وال الحقيقي، التحدي هو ذلك فعال ! ؟؟

منظومة في اختراق أي تسجيل يمكن

التقدم حجم من تضحيات بدون الفساد

األسود. أنياب اتجاه في وثقة عزم بكل

بأرقى وصف لرجل ومواقف وقفات هذه

وقعا أعظمها لعل والمناقب، الصفات

علي هي كونه كان »يطيل في الصمت،

من شيمة تلك فعال .« الكالم في ويوجز

والنهاية يعيشون الذين القادة شيم

من اإلنصات في يمعنون أذهانهم، في

فهم محاولة، األقل على فهم،أو أجل

بفهمهم. األخرين يطالبوا أن قبل اآلخرين،

جيله، حكيم يا جناته فسيح اهلل فأسكنك

حدود، داخل ومدرسة كنزا عشت يامن

القدر ليجعل منك مدرسة خارج حدود وجاء

الجغرافيا و الزمن..

الراحل »عبد اهلل بها« تفوح ورعا وأخالقا بين روابي تاونات روح

الريف قمم أعالي وعلى

PB 72

w w w . p j d . m a

حين كان يراه مريدو الحركة االسالمية، وربما

بضع صفحات أوعلى بعيد من غيرهم،

جرائد، إذ لم يكن حينها مرغوبا في االعالم

روعهم في تبعث المغربي، العمومي

وشكل الحادة ونظرته وجهه قسمات

والشراسة. الغلظة أحاسيس لحيته

ويحادثوه ويصافحوه يلقوه أن ما لكن

القسمات تتعدل لحاله: يندهشون

اللحية. هيبة وتتوارى النظرة وترتخي

الروح من خالية الصور كانت لما إذ

األناسي، بجوهر إمدادك عن تعجز فإنها

الحق يتجلى بالصورة الروح تلتحم وحين

الخلق. ويكتمل

واألخ اللطيف الرجل تجد تالقيه حين

استيعاب بإمكانك وليس الوديع،

خطابه والنفوذ إلى حكمته ومراميه إال إذا

استحضرت العقل والروح.

ومن يسير، نزر شخصه في قيل ما كل

استكثر عنه طيب الكالم وجميل العرفان

النظير، القدير وفعله منقطع عن صنيعه

يعرف ولم الصورة، فخ في سقط فقد

الظاهر، غير وتنظيمه إخوانه وعن عنه

أخفقت فقد والمبدعة المحركة الروح أما

بصيرة المستكثر بإدراكها.

لقادة تكوين دورة إلى يوما حضر

تجديد قضايا في فحاضر المستقبل،

عن الحديث إلى يمر ولم الديني، الفكر

قضايا تجديد المنهج دون التأسيس لذلك

بالحديث عن تجديد االيمان؛ جوهر الفكرة

منهج تجديد إلى انتقل ولما الدينية.

الحركة االسالمية استحضر معالم الحركة

التي تنهج السلم والسالم، وتنهمك في

البناء واإلصالح.

التنظيم في وإخوانه االهتمام أعاد

وربما التفكر، دائم فكان التكفر، لعبادة

ذهب يوما ليتفكر في اآلخرة، ليرى مصرع

ملك زاره مكان من وليقترب القوم،

الموت قبل أيام قليلة ليقبض أحد رجاالت

على كان إن أدري وال األفاضل، السياسة

بأنه سيجد موعد مع الموت، وكان يعلم

ما جاء للتفكر فيه قد مأل المكان وأعد له

أنه أم الديان، الواحد إلى العودة ملحمة

يكن ولم األجل، بدنو فقط يشعر كان

يومها متأكدا من لقاء ملك الموت.

إلى األقرب الثاني السيناريو يكون قد

من فراشه على يموت فكيف الواقع،

سعي اهلل: سبيل في حركة حياته جعل

البين، ذات إصالح الناس، حوائج لقضاء

...فوجئ المريض، عيادة اليتيم، إكرام

الجميع بموته غير أني أرجح بأنه لم يفاجأ

كثيرا بقدوم ملك الموت لقبض روحه.

ومات هلل عبدا عاش اهلل، عبد اسمه كان

وهمد العادية حركته توقفت هلل، عبدا

غير حركة خلف أنه غير الصغير، قلبه

المجتمع بنبضه يتحرك قلبا وترك عادية،

والحضارة، وكذلك العظماء يصنعون.

وقد منصبه، على الكثير يغبطه كان

بلغني ولما موته، على القليل يغبطه

نبأ رحيله فكرت في رثائه، لكن كيف يرثى

من أعاد اهلل خلقه في أعظم تقويم.

بأني لكم قلت إن سرا أخفيكم ال

كاتبه من األخيرة مقالتي استلهمت

كلما بأني وأصدقكم االصالح«، »سبيل

صورة خيالي غمرت منها جملة أكملت

عبد اهلل، وما هي اال ساعات حتى مأل ذكره

أني فيه نفسي وسلوى واألرض. السماء

في ريادته عن جمع في بحضوره تحدثت

يلمحه ولم التجديدي، اإلسالمي العمل

يتلقى من كل كشأن يبتسم بصري

رأسه تواضعا وكأني به مديحا، بل طأطأ

كان يردد دعاء األولين:«اللهم ال تواخذني

يظنون، مما خيرا واجعلني يقولون، بما

واغفر لي ما ال يعلمون«. وقد ختمت تلك

وأنشدت االصالح نهج عن بأبيات المقالة

في أواخرها:

عذابا«««« ظاهره كان ولو باب من أبشر

فإن باطنه يخفي رشدا تجنيه إكراما

وقل للحزم أقبل شبرا فسنأتيك أمياال««««

وقل للعابد يكفيك ذاك النهج إحراما

منشدا أكملت بأيام الفقيد نعي وبعد

عن نهجه الصافي:

اإلخوان في يحيي ظل عبد أين

النفوس في اإلصالح إيمـانا««««ويبعث

إلهامـا

طواف فكر ذاكر يجول الدنيا

تسبيحـا««««وقاف عند حد اهلل ال يجتاز

أحكامـا

نال الوالية حائزا من الشعب

تفويضا««««وحل بصرح كان يأتي ثراه

أحالما

تهيب قابض الروح قطع الخير

إنهاء««««ويمضي عبد اهلل إلى الرزايا

مقدامـا

وكأن الموت مد يديه ليـروي

ضمآنـا««««وكـأنه تفادى اليوم أن يكون

هدامـا

نهج الصفاء خالد وفي التدبير

تسديد««««هو االحسان برا متين النسج

إحكاما

الصفا نهج

PB 73

محمد أعماري

والتنمية العدالة حزب قياديو يجمع

أن على خصومه، وكذلك المغربي،

عبد الراحل الحزب في السابق القيادي

تمشي كانت فريدة مدرسة بها اهلل

الحكمة أوتي رجل وأنه رجلين، على

ألعقد الحلول استخالص على والقدرة

المشكالت.

وألن الحكمة والصمت غالبا ال يفترقان،

-كما »الحكيم« الرجل عاش فقد

والتنمية العدالة حزب أعضاء يلقبه

اللذين واإلصالح التوحيد وحركة

وقيادييهما- مؤسسيهما من كان

األضواء عن وبعيدا متواضعا، هادئا

والصخب.

نصف بنكيران

المغربية الحكومة رئيس يتقلد لم

تاريخه في بنكيران اإلله عبد

كان إال منصبا والدعوي السياسي

يشد له، نائبا بها اهلل عبد الراحل

أمرا يقطع وال أمره، في ويشاركه أزره

المصيرية القرارات من قرارا يتخذ وال

إن حتى استشارته، بعد إال والكبيرة

نصفه فقد بنكيران أن يرون كثيرين

بعد موت رفيق دربه.

حزبي لقاء إلى بنكيران جاء وقلما

العدالة لحزب العام األمين -وهو

الحكومة يقود الذي والتنمية

لم وإن باها، معه وليس المغربية-

أو يذكره األرجح على فهو معه يكن

من بواقعة أو أقواله بأحد يستشهد

معهما. حصلت التي الوقائع

هذه أحد في قال بنكيران إن بل

العام األمين منصب إن مازحا اللقاءات

وليس شخصان يشغله حزبه في

نفسه إلى إشارة في واحد. شخص

التعازي وحتى بها، اهلل عبد وإلى

بنكيران بيت في الفقيد أسرة تلقتها

التالحم تجاوز أن في داللة واضحة على

بيتهما. أهل إلى الرجلين

النائب الدائم

كان أنه بها اهلل عبد الراحل عن عرف

فقد بامتياز، »النيابة« رجل دائما

كان عندما لبنكيران نائبا انتخب

من اإلسالمية الجماعة لجمعية رئيسا

إلى 1992 ومن ،1992 إلى 1986 سنة

حركة إلى اسمها غيرت أن بعد 1994

والتجديد. اإلصالح

كان عندما يتيم لمحمد نائبا وانتخب

إلى 1994 من نفسها للحركة رئيسا

من الريسوني ألحمد نائبا واختير ،1996

لحركة رئيسا كان عندما 2002 إلى 1996

صيف انبثقت التي واإلصالح، التوحيد

حركة بين اندماجية وحدة عن 1996

المستقبل ورابطة والتجديد اإلصالح

اإلسالمي.

1954 عام ولد -الذي بها وانتخب

في الصغير باألطلس إفران بلدة في

نائبا المغرب- جنوب كلميم إقليم

كان عندما العثماني الدين لسعد

من والتنمية العدالة لحزب عاما أمينا

لبنكيران ونائبا ،2007 شتنبر إلى 2004

األخير اختير عندما 2007 في أخرى مرة

أيضا النيابة وتولى للحزب، عاما أمينا

عاما أمينا بنكيران انتخاب أعيد عندما

التحق أن إلى له نائبا وظل ،2012 في

األعلى. بالرفيق

في الراحل توالها التي المناصب وحتى

»النيابة«، فيها مكانه كان الدولة أجهزة

فقد انتخب في 2007 نائبا لرئيس مجلس

يرأسها التي الحكومة وفي النواب،

محمد المغرب ملك وعينها بنكيران

اقترح ،2012 يناير من الثالث في السادس

رئيس نائب لمنصب دربه رفيق بنكيران

الحكومة، ولما تبين أن الدستور ال يسمح

وصار دولة، وزير اقترحه المنصب، بهذا

الرجل الرسمية البروتوكوالت بموجب

الثاني في الحكومة.

تصدر اللتان اليتيمتان والحالتان

فيهما وتولى المقدمة باها فيهما

لجنة رئاسته كانتا هيئة، رئاسة

بين البرلمان في والتشريع العدل

رئيسا وانتخابه و2003، 2002 عامي

مجلس في لحزبه النيابية للكتلة

البرلمان( في األولى )الغرفة النواب

بين سنتي 2003 و2006.

مهندس الحلول المالئمة

مهندسا فقط باها الراحل يكن ولم

الغذائية التكنولوجيا في تطبيقيا

من عليه حصل الذي الدبلوم -وهو

والبيطرة للزراعة الثاني الحسن معهد

من أيضا كان بل -1979 سنة بالرباط

اإلسالمية الحركة مسيرة مهندسي أبرز

يؤمن الذي تيارها خاصة المغرب، في

داخل من واإلصالح السياسي بالعمل

الرسمية. المؤسسات

ويشهد له كل من عمل معه في حركة

التوحيد واإلصالح وحزب العدالة والتنمية

وفي الحكومة المغربية بأنه رجل حكيم،

والدروس العبر استخالص موهبة أوتي

للقضايا والتصدي الحلول واقتراح

الشائكة.

w w w . p j d . m a

عبد اهلل بها.. حكيم عبر الدنيا في صمت

PB 74

w w w . p j d . m a

الشعبية الحركة لحزب العام فاألمين

العنصر، امحند الحكومة في المشارك

نسختها في للداخلية وزيرا كان -الذي

وزير منصب حاليا ويشغل األولى،

الراحل- جانب إلى واشتغل التعمير،

بعد صحفية تصريحات في عنه يقول

والرزانة الحكمة »رجل كان إنه وفاته

بالحل يأتي الذي والرجل والتوافقات،

الذي يرضي جميع األطراف حتى المالئم

في المواضيع الشائكة«.

المغربية اليوم أخبار صحيفة مدير أما

كتب فقد بوعشرين توفيق المستقلة

»مات قائال باها اهلل عبد وفاة بعد

وال عنده يختلفون الناس كان من

»لم الراحل أن وأضاف حوله«، يختلفون

المنصب يزحزحه ولم السلطة، تغيره

وبساطته طبعه عن أنملة قيد الوزاري

وتواضعه«.

ترجل خفيفا

زوجته عنه تحدثت باها اهلل عبد تواضع

في وزيرا تعيينه بعد نفسها للصحيفة

»من إنه قالت حيث بنكيران، حكومة

شيئا«، منصبه منه يغير أن الصعب

ظل أنه لباها الكثيرون يسجل وفعال

ينتقل ولم قبل، من كان كما يعيش

األحياء أحد في المتواضعة شقته من

وفرت زوجته إن بل بالعاصمة، الشعبية

شراء وقررا إرثها من المال من قسطا

ذلك أوقف لكنه إليه، لالنتقال بيت

يقرأ أن خشية الحكومة في تعيينه بعد

باالغتناء تربطه خاطئة قراءة الموضوع

من المنصب.

حركته تاريخ في خاصة بصمات للراحل

وحزبه، فقد درج أعضاؤهما على تسميته

العمراني سليمان ويقول »الحكيم«،

للحزب العام لألمين الثاني النائب

إن اإللكتروني- لموقعه تصريح -في

»الناس يأتون ويذهبون، لكن منهم من

يكادون فال الخاصة بصمتهم يضعون

الرجال هؤالء طينة ومن يعوضون،

األستاذ عبد اهلل باها«.

الريسوني أحمد الدكتور عنه ويقول

والنائب للحركة السابق الرئيس

لعلماء العالمي االتحاد لرئيس الحالي

بفكره رفيع، فذ »نموذج إنه المسلمين،

النبيل، وخلقه البعيد، ونظره السديد،

وقلبه السمح الرحيم«.

الحبيب البرلمان مع العالقة وزير أما

»ترجل أنه عنه كتب فقد شوباني

كان بأنه ووصفه عاش«، كما خفيفا

لخلل وكابحا الخور لحظات في »حازما

اليتم »خلف موته أن وأضاف الجموح«،

في مآقي الكبار«.

عبر دمعا سالت التي األقالم كل إلى

عبداهلل األخ فقدان على المواقع كل

وتنوع مدادها، ألوان باختالف بها،أقالم

في توحدت أنها إال خطوطها، رسم

عاش الذي اإلنسان هذا محاسن ذكر

عمرانيا، ال أخالقيا مجدا له حو عمرا

السياسة نظرية ر كس اإلنسان هذا

بفعله بل تدنسه، يدخلها من مدنسة

السياسة أصبحت واإلبداعي اإلنساني

اإلنسان هذا إليها، نسب مما بريئة

ويمكر كيدا ويكيد يتسابق يكن لم

الكراسي ولكن الكراسي، إلى ليصل

عرف االنسان ،هذا إليه تتسابق كانت

المسؤولية كراسي على يجلس كيف

على يجلس كان كما عليها جلس

البرلمان حصير المسجد، لم يزد دخوله

استوزاره يرفع ولم كتفه، في اتساعا

أدار وال مشيته غير وال عنقه، طول من

الرجل هذا المستضعفين على عنقه

التحتاج الحياة في مكتوبة سيرته

د أك االنسان هذا عباراتنا، وال أقالمنا

كتب الذي الحياة قلم اإلنساني فعله

باهرا، حضورا الجنائزي مشهده في

األماكن كل منه وغارت استحيت

لم ولكنها موازين، تحشد كانت التي

المغربية االطياف كل جمع تستطع

بكل تلويناتها وهي تقول وتردد نفس

التوازنات رجل الشعار، ونفس العبارة

الحكيم المتواضع الفكرية، والرزانة

رجل اإلنساني، المتواضع، والحكيم

ينبهر لم رجل باألخالق، السياسة أكرم

بالكرسي، رجل ظل مخلصا وفيا لقيمه،

وكرسيه البرلمانية جلسته تلهه لم

االجتماعية، جلساته عن الوزاري

المناصب تغير ،لم الناس مع وعالقاته

في تطاول وال كالمه، طريقة فيه

،وحواراته كلماته الرجل هذا مشيته،

الكلمة، لعنف ال عنوانها ... ومداخالته

للتجريح، ال المغاربة، آذان لتدنيس ال

أبيا ومات وفيا عاش الرجل هذا وال... ال

بها رجل عاش وفيا ومات أبيا

PB 75

w w w . p j d . m a

لو قدر للراحل عبد اهلل باها أن يكتب وصيته

األخيرة قبل أن يلتحق بربه، فماذا عساه يقول

وهم الموتى باسم نتحدث أن نريد ال فيها؟

العمومي الرجل حياة لكن اهلل، رحاب في

أمر هي بل خاصا، شأنا ليست وفاته كما

على الترحم بعد هنا يهمنا ما وهذا عام

الراحل وتأبينه…

األخيرة وصيته وسطر القلم باها حمل لو

وحزب بنكيران اإلله لعبد سيقول أنه فأظن

العدالة والتنمية وللمغاربة ما معناه:

وتقبل خيرا، اهلل جازاكم األحبة، »أيها

فج كل من باآلالف تحجون وأنتم مسعاكم

فكل لوداعي الشهداء مقبرة إلى عميق

الذي الحزن حجم أعرف الموت، ذائقة نفس

إرادة لكنها لرحيلي، نفوسكم في استقر

اهلل وال راد لقدره…

لقد اإلله، عبد السي روحي ومهجة أخي

عاما، 40 دامت رفقة بعد وحيدا تركتك

توأم وكنت والمر، الحلو فيها تقاسمنا

أمك، تلده لم الذي أخاك وكنت روحي،

وفاتي حادثة من تجعل ال هلل. البقاء لكن

الذي المشروع تنسيك كبيرة صدمة

نحن أجله. من وضحينا عليه، اجتمعنا

أن أجل من تذوب الدنيا هذه في شموع

وللحق ولألمة ولإلصالح للبالد الطريق تنير

تفاصيل الباقي المهم.. هو هذا وللعدل،

ومفجعة… كبيرة بدت مهما صغيرة

صدمة وقع وأعرف لي، محبتك مقدار أعرف

وكل وحزبي أسرتي وعلى عليك رحيلي

من عرفني أو لم يعرفني، وأعرف أنني كنت

وكاتم حياتك، ورفيق األول، مستشارك

كنت ما وأنك األمين، وناصحك أسرارك،

أن وأعرف إلي، الرجوع دون برأي تقطع

حياتنا صارت منذ عقود حياة واحدة، ومصيرنا

واحدة… وهمومنا واحد، وطعامنا واحد،

وللقدر يفرق، والموت تفرق، الحياة لكن

شخص، وفاة لكن واألخيرة، األولى الكلمة

والمبادئ القيم وفاة تعني ال شخص، أي

والمثل والنهج الذي تربينا عليه، ونذرنا حياتنا

ووقتنا وراحتنا وعائالتنا له ومن أجله.

طريق الطريق.. نفس على وإخوانك … سر

في التغيير طريق والناعم، الهادئ اإلصالح

السياسة، االعتدال في االستقرار، طريق ظل

طريق اليد، ونظافة النزاهة في والتشدد

خيرك يغلب حتى أحسن هي بالتي

بغضهم، ومحبتك غدرهم، ووفاؤك شرهم،

سوء نيتك وحسن تطرفهم، واعتدالك

يفهمك أمامك الطيب الشعب نيتهم.

قريبا مادمت منك قريبا وسيبقى جيدا،

ومشاعره… ومشاغله همومه ومن منه

الكثيرة الحفر فوق بنكيران أخي اقفز

والموعظة بالحكمة أمامك تجدها التي

ممدودة يدك اترك التاريخ، وقراءة والصبر

والفرصة الوقت أمامهم واترك لخصومك،

ليصححوا أخطاءهم، ال تحشرهم في الزوايا

ميزان اترك باإلثم، العزة فتأخذهم الضيقة

الذهب دائما أمامك لتزن به السيئ واألسوأ،

ففي السياسة لألسف ال نزن دائما بين الخير

السيئ فيها قرارات أمامنا نجد بل والشر

وقت في بينهما تفاضل أن وعليك واألسوأ

عديدة. وإكراهات صعبة ظروف وفي وجيز

العقل رجاحة تعرف وهنا الحكمة، تنبع هنا

وذكاء القرار…

إن اإلصالح و لنفسي أقول لكم دائما كنت

في نشرع أن قبل وإننا معقدة، عملية

وأسبابه الفساد نعرف أن علينا اإلصالح

ومسبباته، وأن نفحص أدوات اإلصالح وما إذا

كانت مناسبة أم ال، صالحة للزمان والمكان

التريث لكن مطلوب الحماس ال. أم

ضروري…

أبحث بينكم القصيرة حياتي عشت لقد

لنسج كثيرة خيوط عن وبكم معكم

اإلسالمية الحركة وسط الكبرى التوافقات

وفي ثانيا، السياسية الساحة ووسط أوال،

ظني، يخب لم ثالثا، القصر مع العالقة

القوة اليوم أنتم وها مسعاي، خسر وال

مازالت المهمة لكن البالد، في األولى

إلى تحول والربيع أصعب، اآلتي طويلة،

والخارج الداخل في الشر وقوى خريف،

ينجح قد فاإلنسان أنيابها، عن كشرت

في يفشل لكنه االستضعاف مرحلة في

إلى محتاجة بالدنا والتمكين. القوة مرحلة

والتغيير، التوافق وإلى واإلصالح، االستقرار

النخب تجديد إلى والحركة، الهدوء إلى

الدستور تطبيق إلى الذاكرة، وحفظ

المصالحة إلى االنتقالية، المراحل ومراعاة

والتسامح… العدالة إلى والحقيقة،

أعرف أن الكثيرين منا ومنهم ال يرون إمكانية

نجاح هذه االزدواجية وهذا التوازن، وال يؤمنون

االستقرار يريد من األسود.. أو باألبيض إال

ال المصالحة يريد ومن باإلصالح، يعبأ ال

البراغماتية يعتمد ومن للعدالة، وزنا يقيم

إلى يسعى ومن المبادئ، إلى يلتفت ال

التوافق ينسى الهدف من التوافق…

بين اآلن يوجد الذي الضعيف العبد هذا

للتحول ثالثا طريقا هناك أن يزعم ربه يدي

وهذا المملكة، في العميق الديمقراطي

وبقي مالمحه رسم معكم بدأت الطريق

أمامكم إكمال المهمة، فال تدعوا أي شيء

يشوش أو عنها يقعدكم أو عنها يلهيكم

األمر وهلل كان… من كائنا لبلوغها عليكم

من قبل ومن بعد«.

التي لم يكتبها وصية بها

PB 76

اإللقاء ومهارات الخطابة فن

وإعادة الجماهير انتباه شد وتقنيات

والمناصب المراتب في التموقع

بعض يحس قد آليات كلها

بضرورة العام الشأن في العاملين

اآلخر البعض يلجأ وقد بها، األخذ

واعتماد للحيل الشديد لألسف

من يسقطون معينة، ترتيبات

في يشعرون ال حيث من خاللها

الظهور، وحب الشهرة عن البحث

لكن والمضمون، الرسالة وينسون

من كان اهلل رحمه بها اهلل عبد

تماما. أخرى طينة

النموذج اهلل رحمه أعطى لقد

الذات، ونكران التجرد في والمثال

ترميز فكرة على يتحفظ كان إذ

االنشغال أو أصلها، من األشخاص

الظهور وآليات وبتقنيات باألشكال

اهلل رحمه يرى كان حيث والدعاية،

مقام أبدا تقوم لن بالدعاية أن

اهلل رحمه يؤمن وكان الحقيقة،

ليس وأن الكريمة: اآلية بمضمون

سعيه وأن سعى ما إال لإلنسان

والبحث التكلف وأن يرى، سوف

بالنتائج إال يأتي لن الشهرة عن

ضحاياها تدفع التي العكسية،

ربما والسقوط الوجاهة عن للبحث

ينادي اهلل رحمه فكان الغرور، في

لتعبر طبيعتها، على األمور بترك

تكلف دون هي كما حقيقتها عن

وال تصنع.

الشهرة عن اهلل رحمه يبحث لم

ولم الناس، بين الحسن والذكر

التموقع البحث عن باله في يشغل

حياته في والمراتب، المناصب في

يرفع أن قدر سبحانه اهلل لكن قط،

ما وذلك الناس، بين وذكره مقامه

الخاشعة األجواء تلك عنه أبانت

جمعت التي والحاشدة، والمهيبة

واألعمار األطياف كل من الناس

بالفعل نجح أنه وأكدت والجهات،

في والتربع التموقع حسن في

له يشهدون الذين الناس قلوب

على اآلخرة قبل الدنيا في اليوم

مفهوم مجسدا الحميدة، خصاله

الناس، على الشهادة ومنطق

وكذلك تعالى: لقوله مصداقا

لتكونوا وسطا أمة جعلناكم

شهداء على الناس ويكون الرسول

يلتزم ما قدر فعلى شهيدا، عليكم

الحضاري الشهود بأخالق اإلنسان

في منها االنطالق في ويجتهد

االلتفات يكون وتصرفاته، سلوكه

وعمقها ترسخها لمدى والعرفان

الشاهد. عند ذلك

لقد كان رحمه اهلل هو عبد اهلل بها،

وحين بها، اهلل عبد إال يكن ولم

استخراج على يعمل كان يجتهد

ولم بها، اهلل عبد في ما أحسن

بها، اهلل عبد غير يكون أن يبحث

فنسأل اهلل تعالى أن يرحمه برحمته

جناته، فسيح يسكنه وأن الواسعة،

بعده. من ويثبتنا

أخالق الشهود أمام فتنة الصعود

w w w . p j d . m a

PB 77

w w w . p j d . m a

ما للرباط تموج من أقصاهـــــا **** وتمور في حدث إلى أدناهـــا

بوابل دمعها عيناهـا الجبين تحرقــــا **** وهمت عبست وقطبت

وتقطعت كلماتها وتحشرجــــت **** في الصدر تخرج زفرة أو آهـــا

نـــاهــا ث ومبلغ قد ب **** ومحد ق ومكــــذ والناس بين مصد

اهـــا حتى إذا جاء النعي فقالهــا **** واصطكت األسماع إذ دو

علم الجميع وأيقنوا من أنـــــه **** قد مات عبد اهلل مات الباهـــا

عبث القطار بجسمه فتمزقــــت **** أشالؤه يا ويح من أشالهــا

نفوســــنــا **** كمدا عليه تبث من شكواها وتمزقت من حولهن

جل المصاب وقد عتت أمواجـه **** بالحادثات فغرن لي أفواها

ترتاع من موالهــــا ماذا أقول ومهجتي مكلومــة **** من هوله

حـــت **** كلماته تنزاح عن معناهـــا ماذا أقول وها فمي قد طو

دا أبدا على أتقاهـــا دا ومقاربــــا **** وموح مات الحكيم مسد

يلوي على دنياهـــا مات السخي بماله ومتاعــــه **** للناس ال

اهــــا أو متعبــــدا **** وانقاد نحو المصطفى مسامحا التقي مات

ة أعالهـــــا مات الحبيب مدافعا عن أرضـــه **** وبالده في هم

لكنه ما زال حيا خالـــدا **** بمكارم األخالق ما أحالهـــا

إن مات ما ماتت شمائله ومــــا **** ماتت فضائله لقد أحياهــا

فإلى اإلله أكفنا مرفوعة **** أن يدخل الفردوس من أعالها

رحم اإلله شهيدنا وأقامـــه **** في منزل األبرار يسمو جاهــا

وإلى أمير المومنين عزاؤنـــا **** و اهلل يعظم أجرنا في باهــا

الفضيلة شهيد

محمد الروكي

PB 78

w w w . p j d . m a

عبد اهلل يا ناثرا ورده خلف الستارالرحيل ايماءة ما بعثت

الحكيم لملمت صمتك، و قولك المسير الى ملتاع واشتياق

نشبت في االرض خطوك النحيلوقلت:

السبيل انا على موعد،خلوا اني ذاهب الى ربي سيهدين

غدا تبوح االشالء للجليلالنبيل الموت عن

الحاني عن همسك عن سر التالشي

عن خلك يذرع شطر العمر الباقيوحيدا يراوغ الصعاب

الغياب يكابد التاشير على الخطاب يرقب طلتك ،و

من يدثر القول المقرور ؟من يدل الحائر و الثائر و المسنيران الرتق يكون باالبرة و الحرير

واها لخلك من وجع الفقدالعسير! الميالد و مخاض

للعبير العبور تجيز ايماءة يستذر البسمة من ثغر خجول يستسقي

الحبور يفجر كي يا سيدي

هل لي بهمسك في انحاء روحيالخلد يحدثني عن جنان

عن فجاج الوجدعن اجر الفقد

عن ممالك من نورلن انسى اللقا مع الفريق

الرحيق اهديتنا كؤوس وصية و ما درينا

ان الوداع و شيك:البذور ادفنوا

الصدور اكنسوا

يا سيديبدد حيرتي

اوقد مصباح وجدانياستعجل حتفي علمني كيف

النهار يبتسم كي

البهي بها إلى

يوسف غربي

PB 79

الحكيم بها

عبد اهلل الصغيريمنير ركراكي

باها الحكيم إلى جوار مليكه يزدان في حلل الجنان منعم

يا غدرة الموت المفاجئ خلسةنتألم إنا لرزء مصابنا

المعلم حكمة وبصيرة رحل باها الذي رحل المحكم ملهم المنون بدربنا باها الذي خطف

آه على كمد الفراخ تيتمودموعنا الحرى تخط خدودنا

وتبسم تهيم وعيوننا زاغت ولقد قضى باها اعتبارا بموتة

متفقدا موتا غريبا واجم يرنو إلى وادي الشراط وحيرة ال

تلفه وتكتم البهيم موت وا حر قلبي من بكاء أحبتي

واحره حين الرميد يقاوم هول الفجيعة حيث خر من البكا

يا لهفه من كيد بين صادم يا أيها األحباب صبرا هاهنا جيل من اإلخوان راض يعلم

عبد اإلله رفيق دربك قد رحل هلل ما أعطى يمن ويحرم ال تبتئس فاهلل خير معوض

ويسلم الفقيد يهنى بجواره أمينه ينير خلف الدعاة جيل

ليل الدجى ببوارق تتوسم نم يا حبيب أميننا في جنة الحبيب نصمم إنا على عهد

للمرحوم عبد اهلل باهـــا ندى »« وأسى على غدر الحســــود

حديـــــــد من ببأس فداهمه طهـــــــــر »« إطار يرقه لم قطار

اللحــود أرادت كشف مستور عيــــــــن »« بالوزير صريع وأودى

فهل هي صدفة، قدر، دلـيل »« على أن المصائب في صعـود؟

البلــيــــد؟ عذر طريقهم وحرب »« تعــــــــزى للمقدور األقدار أم

للشهـيــــد بشرى الحق ثواب »« باهـــــا الحب والبهي حمد أل

الوفــــــود العزاء من وسلوى لألحبة واألهالـــــي »« ومن حضر

ســــــالم »« على أزكى فقيد في الوجــــود إذا ذكر البالء فقل

الوطن والدعوة فقيد

دهـــاهـــا لمـــا الدامـــعـــات للعــــيــــون قــــــــل

بــــــاهـــــا الــوزارة تــــاج فــــــقـــــدهــــا مـــــن

فـــإنــــــه أفــضـــت مـــا الدمــــــع أفــيـــــضـــــي

ثكـــالهــــــا األم تــبــكــي كــــمـــا أبــكــانـــا رزء

لفـــقــده الحــــائــــريـــــن عـــــــيــــــون يـــــا أال

سمــاهـــــا غـــيـــث األرض لــيـــروي جـــــــودي

هــنـــيـــة الــوزيــــــر األقــــــــدار تــــمــهــــل لم

للقــيـــاهـــا البــيــضـــاء مــــن ســــــرا فنـــادتـــه

منــاقــبــه تـــخـــفــى ال الخــلـــيـــفـــة ســـــمــــح

يـهــواهــــا مــن كــــل النــــصـــيــحــة يســــدي

زيــنـــــــه الفــكــــر طـــول المـــــدى بعـــــيــــد

ضــحــاهــا النـــهــــار شـــمـــس زانــــت كمـــــا

جــلــيــلـة البـــرلـــمـــان فــي بــاهــا مـــواقــــف

ذكــــراهـــا األيـــــام فـــي حـــتـــمـــا ســتـــخــلــــد

باها مرثية

الشتوكي محمد سالم

PB

PB

PB

PB

PB

PB

PB

PB 87