Upload
ahmed-serag
View
388
Download
1
Embed Size (px)
Citation preview
ت
يهاجن
3 من
الث
2009
اء �شت
)132
د )عد
ال
اأحبابنا.. خلف احلدود ينتظرون يف اأ�سى ولهفة جميئنا نا اأذرعهم مفتوحة ل�سمنا ل�سممل قلوبهم مراجل الأتدق.. يف متزق اأ�سم حتار يف عيونهم.. ترجف يف �سفاههم اأ�سئلة عن موطن اجلدود غارقة يف اأدمع العذاب والهوان والندم ***اأحبابنا.. خلف احلدود ينتظرون حبة من قمحهم كيف حال بيتنا الرتيك ر�ض.. هل يعرفنا وكيف وجه الأاإذا نعود؟! يا ويلنا.. حطام �سعب لجئ �سريد يا ويلنا.. من عي�سة العبيد فهل نعود؟ هل نعود؟!
winter 2009ALSHI'R
�سميح القا�سم
A-PDF Merger DEMO : Purchase from www.A-PDF.com to remove the watermark
�شتاءالعدد )132 ( 2009
اأبو �شنة..بداع ن�شف قرن من الإ
حممد ال�شهاوى:حديقة ال�شعر بات�شاع احلياة
ملانى املعا�رص ديوان ال�شعر الأ
الت�شوير احل�شى عند �شعراء ال�شبعينياتخرية حممد احل�شينى.. الق�شيدة الأ
� �شتاء 2009
العدد )�32( �شتاء 2009
دارة رئي�س جمل�س الإ
رئي�س التحرير
مدير التحرير
�شكرتري التحرير
لوحة الغالف والر�شوم الداخليةمن اأعمال الفنان هرنى ماتي�س
املدير الفنى ذاعة والتليفزيون ما�شبريو ـ كورني�س النيل ـ جملة الإمبنى )�س( الدور ال�شابع ـ جملة ال�شعر تليفون : �2578632 فاك�س: 257863�8 www.alshir.comemail: [email protected]
ــم- دراه 8 ـــارات م الإ ريــالت- 8 ال�شعودية دينار- 1 ردن الأ ــرية- ل 60 �شوريا جك- 1.50 لندن اأمريكي- دولر 1 )غزة/القد�س( فل�شطني بي�شة- 800 عمان �شلطنة ريال- 200 اليمنية اجلمهورية ديــنــار- 1.500 تون�س فل�س- 500 الكويت درهما. 20 املغرب ريـــالت- 8 قطر فل�س- 800 البحرين ــرية- ل 3000 لبنان
اأ�شعار املجلة باخلارج :
اأحـــمد اأنـيـ�س
فــار�س خـ�ضـر
عبدالنا�رص عي�ضوى
اأحـــمد املريخـى
مدحت عبدال�ضميع
جملة ف�شلية ت�شدر عن ذاعة والتليفزيون احتاد الإ
عنوان املجلة :
مع العدد كتاب هدية:املازنى.. اأديب فوق العادةتاأليف: ن�شاأت امل�شرى
تنفيذح�ضام عنرت
يناير2009 2
حممد اإبراهيم اأبو �شنة.. بداع ن�شف قرن من الإ
بداع ن�شف قرن من الإعبد النا�شر عي�شوي
اأبو �شنة.. ال�شاعر املغرتب د. حممد عبد املطلب
خمتارات �شعريةحممد اإبراهيم اأبو �شنة
اأبو �شنة يف ندوة ال�شعراأ�شرف عوي�س
مـالحقـةفريـد اأبو �شـعدة
ق�شيدتـانحممد ال�شهاوي
ق�شائد حممد ال�شيد ندا
م�س �شياء كما تركناها بالأ تنام الأ عزمي عبد الوهاب
عقاب رادع لل�شوره�شام ال�شباحي
وطـن من دخـانفران�شوا با�شيلي
مواج �شوت بني الأ خـالد احلـلي
�شـوؤال النخيـلجميل حممود عبد الرحمن
الغريباأديب كمال الدين
اآهة اأخرى لل�شحككمال علي مهدي
�شعد القليعي ق�شائدخذوا طفلكم
علي �شعيد
ال�شاعر
66
75
�00
80
35
36
38
40
4�
42
43
44
البحـرحممد جاد املوىل
هذه الروح يلطه علي حممود
بواب اأكلم الأ نادي حافظ
ظالل طارق الطيب
52
54
56
57
60
59
58
تاأويلي عند �شعراء ال�شبعينيات بنية التجاور والت�شوير احل�ش
د. ح�شن فتح الباب جماليات الق�شيدة املعا�شرة: �شاللت ال�شوء ليو�شف نوفل
رناوؤوط عبد اللطيف الأ املنفى والغربة يف �شعر يحيى ال�شماويد. حامت ال�شكر قدميا مثل ذكرى يف الريح: قراءة يف ق�شائد �شهام جبارد. حممد ال�شيد اإ�شماعيل »لكن الرتاجيديا غلبتني« من اليقني القدمي اإىل احتمالت احلداثة
5
�4
�6
20
24
�شعيد نوح 28الذات و�شوؤال الهوية يف ديوان »لزمن لن يراين« لل�شاعر ال�شعودي عبد الوهاب اأحمد
د. �شالح فاروق
عوي�س معو�س ل القارب« �س يف ديوان »فقط يتاأم 30الر�شد الواعي املحر
وائل ال�شمري 32»عرو�س« �شرف الدين.. بالغة املنت�شف
ثنائيات التماثل والت�شاد يف �شئلة اخل�شراء« ديوان »رماد الأ84د. حممد جنيب التالوي
اأبو �شنة: ورد لكل الف�شول90د. عبد احلكم العالمي
زمة حتولت القرية.. �شانعة ال�شعر والأ97حممد اأبو املجد
ق�شائداإيهاب خليفة
الغبار يف واجهات البيوت اأجمد ريان
مقاطع اإليها.. مقاطع اإيلحممود مغربي
جل�شة عائليةمروة فاروق
غازات �شاحكة�شريف ال�شافعي
�شود عنوان اغرتابي الأ التجاين بولعوايل
ر�شالة من عامل جديد�شارة �شامل
احل�شني خ�شرييغزالةق�شائد
عبد اهلل املتقي
45
46
48
49
50
ق�شيدتان�6حممد قاياتي
62
64
63
63
5�
ن�شــو�س
3 �شتاء 2009
العدد )�32( �شتاء 2009 فــى هــذا العــدد
حممد ال�شهاوي:حـديقــة ال�شـعر بات�شــاع احليـــاة
حاوره: حممود �شحاتة
حباب عطر الأخرية حممد احل�شينى.. الق�شيدة الأ
د. عمار علي ح�شن الربج العايل �شهادة: ف�س حاجز الده�شة حممد احل�شيني
من ديوان احل�شيني: خمتارات �شعرية
�شحيفة اأحوال الدنيا طاهر الربنبايل
ال�شلفيون قادمون..!فار�س خ�شر
خارج ال�شرب
�04
�08
�09
��0
��2
�44
اأ�شئلة ال�شعرخارج احلدود
• اأملانيا :ملانى احلديث ال�شعر الأ
ترجمة وتقدمي: عبد الوهاب ال�شيختعليق- نهاية العار- �شنكى �شوي�شرى
اإرن�شت ياندلفى الريح العك�شية
فولكر فون تورنهت�شاكاتيكا�س
هان�س يورجني هايزهمتحف فان جوخ- اأ�شطورة-
فران�س هودياكفى اأثناء الطريق�س اأبطال دون عرق- وجه منكاإرفني اأينت�شينجرجراحة- فى النهاية- منفى-
ماريو فري�سعائلةتايزامينو�س ملك اإ�شربطه-
اأوفه كولبهالدراج
��9
�20
�2�
�22
�23
�24
�25
�26
حدائق دماغيةتوما�س كلينج
لو- الكرا�شة الزرقاءظافر زينوقاق
طيار فى خط م�شتقيمديرت م. جريف
�27
�28
�29
• اأملانيا:�35ترجمة وتقدمي: عبا�س خ�شرخمتارات لل�شاعرة هيلدا دومني
ر�س• اأ�شرتاليا: �شاحبة الأ�39ترجمة وتقدمي: حبيب فار�س ال�شاعرة اأودغريو نونيوكول
خارج كل القواعد
ديوان العاميةفال�س بيولوجى- اإىل �شامبانزى�30دورز جرونباين
الكتاب- عامل ثابت- اإذا ما ��3لودفيج �شتهايرنالكتب
اإدراك ح�شي�32راوؤول �شروت
�33�شتيفان ياكوب�ساملدينة
�شجرة امليالد- دائما فى ال�شيف- ا- امتنان �34نوربرت زيلربباورمن حق
خمتارات من ال�شاعر ميجيل اآنخيل �شاباتا• بريو - اأمريكا:�42ترجمة وتقدمي: فاطمة ناعوت
غيـتي زرع الكالم��5اأ�شرف عزمي
�شيبها هلل��6طـارق فـراج
ليـكي حيـاتي��7حممد ح�شـني اإبراهيم
ني�س متهز��8عبد اللطيف مبارك
�شـط امللـح��8ال�شيد اجلنيدي
يناير 2009 �
�شعراء ل��دى النحوى املركب درا�شة تبني مييل ل و الأ الرتكيب, من منوذجني ز متي ال�شبعينيات اإىل احلذف, وفيه تنخف�ض عنا�شر الت�شوير التقليدية. النحوى, املركب عنا�شر ب�شط اإىل ينحو والثانى اأنه التقليدية. غري باأدواتها الت�شوير تزيد كثافة ومعه مغايرة ت�شوير باآليات �شردية اإ�شافة عنا�شر اإىل مييل للماألوف فى النموذج التقليدى لل�شعر العربى. ومع ترتفع فى حني لل�شعر, املميزة الغنائية تقل احلذف ا على قدرة بهام, ويكون الت�شال كله مبني درجة الإب�شط يوؤدى املقابل وفى املحذوف. رد على املتلقى ل�شم القارئ جهد ا�شتثارة اإىل النحوية املكونات �شتات الوحدات الت�شويرية فى ف�شاء دلىل مت�شق.
على هذا النحو يقول حميى الدين الالذقانى فى »الن�شيد الغريب«:
اجمع / قلبك على اخلريف حط اإذا له قالت / اأوراقك ت�ساقطت اإذا لها قال / واتبعني اأحزانك �ساأعطيك خ�سلة من ربيعي............................... / كانت تهرب من ظلها / وكان يبحث نها مته حب القطارات / ولق عن حدوة حل�سانه / عل
علم انتظار املاآ�سى يقوم الت�شوير فى هذين املقطعني على املناواأة الظاهرة بني �شمريى الغيبة, املذكر واملوؤنث, وهو من فى املتوترة العالقة عن يك�شف الذى الت�شاد باب املو�شوف. وعلى �شعيد القول املبا�شر يظهر اختالف نثى يتطلع اإىل ال�شوتني فى توجيه العالقة, �شمري الأ
له امل�شتقبل البعيد, ويعي�ض يف حا�شر م�شطرب يظلفيتجاهل املذكر ال�شمري اأما النف�ض, من الهرب اللحظة ببهاء التم�شك ويحاول الت�شاوؤم اأ�شباب اإيقاع الفاء يف الربط التاأليف ة. لذلك يتجاهل ني الآ»اإذا املذكر وفعله يف قول �شمري ال�شرط بني جواب بحذفها على ليتغلب �شاأعطيك« اأوراقك ت�شاقطت بة يف معنى الفاء, ومن ثم ينف�شح جمال ة املرك العلي
العطاء ويتجرد عن ال�شرط الظاهر يف بنائه. الدللة وجه فى ال�شمريين تخالف وب�شبب يبدو � �شاحبه غري يق�شد كالهما كان لو كما �القول ناق�شا جزءا من معناه. وهذا املحذوف الدلىل ر يف�ش الذى »كان« بالفعل احلكاية مقطع عليه يدل التخالف. ويبدو اأن الرتتيب الطبيعى يق�شى بتقدمي واملقطع بينهما. التنا�شق ليظهر ول الأ على الثانى ول يقوم على الطباق بني ال�شمريين. وفيه الثانى كالأاأي�شا ي�شعف الت�شال بني اجلمل لختالف جمال فال لربطهما, كافيا بالواو العطف يبدو ول القول. بالواو. اجلمع �شرط وهو الفعل, وحدة فى ا�شرتاك الثانية فى كل وحدة دللية اجلملة ن�شب يبدو ول ول م�شت�شاغا لغياب �شاحب احلال على احلال من الأالق�شيدة ال�شاعر بنى اأخرى وبعبارة بينهما. اجلامع بني ف�شل اأنه غري متوازيني, مفرتقني �شوتني على اأفعال كل �شوت باأفعال ال�شوت الثانى كما لو كان
ح حممول اجلملة الداخل فيها. اعرتا�شا ي�شحر املذك عجز اإىل ي�شري نثى الأ �شمري كان فاإذا
ى بنية التجاور والت�سوير احل�سعند �سعراء ال�سبعينيات
د. �سالح فاروق
تاأويل
� 2009 �شتاء
�شمري � فاإنه اخلريف فى لدخوله ح هذا القول ويثبت املذكر � ي�شحنثى قيام ربيعه, ويرد العجز على الأيحاء عية. و�شبيل ذلك كله الإ املدر ال�شتعارة فى بالكناية رغم ت�شد»حط فى فتقع موا�شعها, بع�ض له ت�شبيها قلبك« على اخلريف اأحزانك« »اجمع وفى بالطائر, واجلمع باملتاع, للحزن ت�شبيها وفى واملبالغة, التكثري يفيد فيه »خ�شلة من ربيعى« ت�شبيها للربيع مته »عل وفى الكثيف, بال�شعر حب القطارات« على جعلها اإن�شانا جميال تهفو اإليه النف�ض. ول يظهر
رد ثم امل�شابهة بتنا�شى اإل ال�شتعارة من املق�شد امل�شبه اإىل اإلف النا�ض فى تقدير اإ�شارته. ومن ثم يدل جمع ويدل العجز, اإىل املوؤدى الكرب على اخلريف اإىل ا�شت�شالم الذات املوؤدى التهالك حزان على الأ
ال�شاعرة للموت. كثافة تقليل اإىل يعمد ال�شاعر اأن ذلك ومعنى التعلق عن وي�شرفها لف بالإ يربطها حيث املجاوزة باللفظ املن�شوب اإىل ال�شتعارة املح�شة, وبالتاىل ينتهى فى املعروف مياء الإ واإىل �شارة الإ اإىل جملة القول الكناية, وهو اأبلغ فى املجاوزة وفى �شرف املتلقى عن التعلق مبعناه, في�شف القول عن مدلوله دون احلاجة
اإىل تاأويل اللفظ ويدرك العقل مغزاه باحلد�ض. اأو ظاهرا احلذف اإىل يعمد القول كان اإذا هذا اإىل املجاوزة دخلت الب�شط على قام ف��اإذا ا, خفيالرتكيب لكونها من خ�شائ�ض التاأليف الالزمة , وكان مقا�شدها فى والتاأمل عوائقها مواجهة الذهن على وىل. الأ �شول الأ اإىل ردها ي�شتطيع حتى البالغية
بامل�شتويني يتمتع ذلك فى وهو فى واخلفى املجاز فى الظاهر املجاوزة, ملغزى البعيدة �شارة الإفالت�شوير فى هذه احلالة يقوم على النحوية الوظيفة ال�شراع بني اإبراز فى منري وليد قول ومنه واملعنى,
»طبيعة«:حتت ثقبه يخفى امل��اء ه��اك ملقاة ي��ام والأ / الغ�سن اخ�سرار الغائب اأر�سفة فى الريح كري�ش الغام�ش �سهمه يرمى النور هاك // فى منعطف يدنو / فيبدو �سجر
�سمنت الأوالكلمة املفتاح فى هذا املقطع ل يت�شك فبتكرارها »هاك« �شارة الإ ا�شم على مبنية الزمن وعلى م�شتوى حدثان متوازيان على م�شتوى ومع عنه. �شدرا الذى الغام�ض املركز ه بعد املكان الت�شابه الظاهرى املوحى بال�شدور عن ال�شبب نف�شه وبال�شعى للغاية نف�شها ياأتى اختالف امل�شند فى كل الت�شاد مع ل�شيما بينهما, مقابلة لي�شنع م�شتوى اإىل فاملاء يعمد امل�شار له �شمنا فى فعل كل منهما, �شارة بعد خفاء والنور يعمد اإىل اإطالق �شهمه. والإ الإن املفعول به »ثقبه« املتعلق بالفعل ذلك غام�شة, لأ»يخفى« � وهو م�شند اإىل املاء � لي�ض �شيئا من املاألوف عمله فى جن�ض فاعله »املاء«. ولو قال »يخفى قاعه« لكان املعنى اأقرب اإىل ا�شتيعاب العقل ولعد من باب الكناية عن العمق اأو عن اجلوهر, لكن ال�شاعر حيث ل اأ�شاف اإىل فعل الكناية الطبيعى اأثر ال�شتعارة عط
العقل عن اإدراك مغزاه وبقى الثقب جمهول. الريح. بري�ض ي��ام الأ ت�شبيه فى مر الأ كذلك فى اأو الريح مهب فى »كري�شة يقول اأن واملاألوف
حميى الدين الالذقانى
اأحمد احلوتى
يناير 2009 �
الفاعل فى به املفعول دمج ال�شاعر اأن غري الريح« يام الأ ف�شارت جمعه ثم به, م�شبها معا وجعلهما طائرة ل ندرى اإذا كانت معلقة بجناح كامل اأم كانت فى هذا ومثل حينا. وتفرتق حينا تت�شادم معزولة ب �شهمه نحو منعطف غام�ض حتول النور اإىل رام م�شور باأ�شجار اأحمد �شمنتية التى تذك �شجار الإ فى تلك الأعبد املعطى حجازى وتتنا�ض مع اجلو ال�شعرى العام اإ�شارات وجود مع وبخا�شة نطاقه فى تتحرك الذى
اأخرى ت�شتح�شرها كما فى قوله:وث / وهذا مطر يقذف هذى مدن ت�سبح فى الر
اأحالمى / اإىل موعدها دون اكتمالجعلت التى احلديثة املدينة يهجو فال�شاعر البالية. املادية �شياء الأ من �شيئا اأو ا كم ن�شان الإعلى وقدرته ن�شانية الإ عافيته ي�شتعيد اأن يريد وهو ر العنيف للماء ح�شا�ض باجلمال من خالل التحد الإيام. الأ منعطف على النور قو�ض ارمتاء خالل ومن بع�شها �شور, فى تتواىل الق�شيدة جعلت ثم ومن ي�شف حركة الطبيعة– كما فى �شورة املاء– وبع�شها
يحمل �شوت ال�شاعر معرتفا بعجزه:دا/ ل اأحد يعرفه مثلى / ولكن اأنا اأعرف ظلى جي
املدى م�ستودع للحزن وهذه ال�شور املتوالية حتمل طاقة اإيحائية كبرية مبعثها املجاز باألوانه البيانية املعروفة, و�شببها احلر�ض ح�شا�ض الداخلى بالفقد, كذا احلر�ض على ب�شط الإعلى تطهري النف�ض من اأفكارها ال�شيئة. وتظل م�شاحة متغايرة عنا�شر بني الربط ي�شنعها الغمو�ض من الطبيعة. على هذا النحو يحتمل ال�شتدراك »ولكن فق و�شيق امل�شتقبل عن املدى« التعبري عن �شيق الأا�شتيعاب الفرح, لكن مغزاه وعالقته باخلرب قبله »اأنا
اأعرف..« يظل غام�شا حمتاجا اإىل تف�شري.لدى الت�شوير طبيعة على امل�شلك هذا ويدل
�شعراء ال�شبعينات, فهم يعمدون اإىل امل�شى فى عك�ض الوحدات بتفتيت املبا�شر التقليدى الدللة اجتاه فى اجلماىل الق�شد مع متا�شيا املاألوفة التوا�شلية اأحمد قول ذلك ومن الق�شيدة, لغة مع التعامل
احلوتى فى »الرماد وال�شتعال«: ل ي�ستوى زمنى.. كل املدائن جتتبينى �سيدا! / واأقطف / تالوتها فى – اأدخل – كاحلزن وحمايدا / لي�ش / واحلزن / اأحرفى واأغم�ش فردا.. برعما
حمايدا!ول مع الثانى الذى ول ي�شتقيم معنى ال�شطر الأثالثة علي ا راأ�شي املوزع اخلام�ض ال�شطر مع يتفق الت�شاد بنية اإىل وا�شحة اإ�شارة ذلك وفى اأ�شطر. بني معكو�شة عالقة فاحلزن الدللة, علي امل�شيطرة الطرفني املت�شابهني, �شوت ال�شاعر واحلزن. ومن هذا يعد الت�شاد تف�شريا لعدم ال�شتواء يف ال�شطر الوجه ول, يف حني يدل احلزن علي ال�شطراب العميق الأ�شاطئ ومن مدينة, اإىل مدينة من ال�شاعر رحلة يف متام الفادح لإ الثمن احلزن يعد اآخر, ومن ذلك اإىل
الرحلة.ة تعرب م ال�شاعر لوحات تامة اأو �شورا ممتد ول يقدخالل من دللية ف�شاءات ي�شنع بل رحلة, عن لو حتى املعجمية, مفهوماتها اكت�شاف تعيد األفاظ النحو علي الرتاكيب بع�ض يف تناق�شا ذلك حمل �شلبا للحزن املن�شوب احلياد مفهوم يف ظهر الذي
واإيجابا. ولي�ض املق�شد اإيقاع التناق�ض الظاهري لتحقيق حلية لفظية, بل املق�شد اأن يك�شف احلزن عن وجهه احلقيقي, وهو يقع يف منطقة بني احلياد وعدمه. ويف دة جمر اإيحائية مفاهيم ال�شاعر ي�شنع اأخرى عبارة على تعتمد ة ح�شي اأو � ال�شابق النموذج يف كما �دراك العيني املبا�شر, مثل قول مريد الربغوثي فى الإ
� 2009 �شتاء
»ا�شتهاء«:ق معل اجل��ل��دي/ ح��زام��ه املرتوك ح���ذاوؤه اجل���دار/ على يفية ال�س قم�سانه ياب�سا,/ �سار رفها, فوق تنام تزل مل البي�ساء/ ة/ قالت لها : �سيمعن اأوراقه املبعث
الغياب. هكذا متثل املفردات العينية والقم�شان واحل���ذاء »احل���زام الذي الغياب مفهوم وراق« والأ»�شيمعن خامتتها القول يف ده يوؤك�شوى معان الإ ولي�ض الغياب« اأن غري العودة, يف الرجاء انقطاع تتجاوز الت�شويرية املفردات هذه
علي تدل نها لأ مفهوماتها يف املبا�شرة اخلربة معنى ف�شاء بارد �شامت ي�شتنزف عمر �شاحبته املنتظرة:
قا/ لكنها هناك مل تزل على انتظار/ ومل يزل معل�ست حت�س النهار/ م�سي وكلما اجللدي/ حزامه
خا�سرة عارمة / وا�ستندت اإىل اجلدار.الدارج التعبري يقال عنه يف الذي الرجل وظله هويتها تفقد قد وبالتايل اجلدار«. ظل من »اأف�شل املكت�شبة من النت�شاب اإىل الرجل وتفقد اإح�شا�شها نوثة الذي يبعثه ا�شتهاوؤه. وقد اعتمد ال�شاعر يف بالأاملفهوم بعيدا عن الب�شرية املخيلة التعيني على هذا �ض اخلا�شرة« املعجمى املبا�شر, ومن ثم يكت�شب »حت�شاملمزوج الوجد على عالمة كونها من اأكرث دللة حول ير�شم هوية عالمة اإىل ل يتحو اإذ باحل�شرة, معطلة لكنها احليوية, كاملة ام��راأة نثى الأ �شمري من لونا اجلدار اإىل ال�شتناد ي�شبح وبالتايل القوى,
العذاب تعانيه بتجدد النهار ومب�شي الزمن.احلزام اإ�شارة يف املذكر �شمري ل يتحو وباملثل
رجل اإىل والقم�شان واحل���ذاء اأ�شيائه, يف خمتف لكنه كامل, ال�شاعر اأفاد وقد الغياب. ميعن يف هناك....« »لكنها ال�شتدراك من ق�شمني اإىل الق�شيدة تق�شيم يف الو�شف ومب�شاعدة , مت�شادين ظهرت العينية املفردات دللة يف العالقة املعكو�شة بني ح�شور هوية حني يف �شخ�شه, وغياب الرجل وتغيب نثى الأ �شخ�ض يح�شر
ة. هويتها احلي ومعنى ذلك اأن ال�شاعر ينقل العام املجال من املفردات دللة اأكان �شواء اخلا�ض املجال اإىل ا ل يظهر يف خطاب الق�شيدة � كما يف �شوته حيادياأم كان �شوته منحازا يربز طبيعة � ال�شابق النموذج يف نا�شر اأجمد قول ذلك ومن املختارة, املفردات
يدى«: »الأالذين / ل نح�سن لنا نحن يدى / الأ ما جدوي بها/ نذهب اأي��ن نحار اإننا / النحت اأو الرق�ش , ن�سبكها ال�سوارع/ يف وحدنا ن�سري عندما وخا�سة ح بها بعيدا, ن�سفرها وراء نفردها علي اجلنبني / نطولة / ترى ظهورنا / كاأغ�سان مق�سوفة / كعا�سفة موؤجمن يطلق هذه الطيور املرعبة / التي تئز على مقاب�ش
بواب ؟ الأحقيقته يف ي��دى الأ جدوى عن الت�شاوؤل اإن خرين, واإن دراك مغزى ال�شلة بالواقع وبالآ حماولة لإهجاء خفي وعن �شى الأ عن تعبريا ظاهره يكن يف دون باأحبائنا الت�شال على النف�شية قدرتنا ل�شعف و�شائل مادية. وما الخت�شا�ض فى قوله »نحن الذين ل نح�شن الرق�ض اأو النحت« اإل نعى على م�شلكنا
مريد الربغوثى
اأجمد نا�سر
يناير 2009 �
»اإننا بعده التاأكيد منا�شبة. ويف تربية اأيدينا تربية يف العالقات الغفل من وو�شف حلالتنا اإقرار نحار....« »من اخلتامي الت�شاوؤل وياأتى العميقة. ن�شانية الإيف املكبوتة رغبتنا علي ليدل ؟« الطيور هذه يطلق يدى ومتالأ الق�شيدة ا�شتعادتها. وبني احلالني حتلق الأول�شيطرة ن�شانى الإ لل�شعف رمزا متداخلة ب�شور ت�شبح وبالتاىل حياتنا, رات مقد علي املادي الفعل يدى بحثا اإن�شانيا يف الت�شال ويف اأ�شباب القطيعة, الأ
يف عزلتنا ويف انهيارنا املعا�شر:العميقة املياه فتح�سدها / �سدقاء لالأ نربيها
واحلروب. ظاهرة, برباعة الكناية تها اأد املعاين هذه وكل يحاء مبعانيها تتاآزر يف الإ ل تتداخل فيها ال�شور, بل الرمز ال�شاعر حركات يب�شط املتفاعلة. ومن خاللها يدي«, وهي حركات ماألوفة لدينا لكن املو�شوف »الأجتاورها مينحها مظهرها اجلديد ويجعلها تخلق �شدمة الت�شبيه يف ال�شدمة وتتمثل لتوقعاتنا. اأخرى بعد ويف موؤجلة« كعا�شفة مق�شوفة, »ك�اأغ�شان العار�ض ويف املرعبة« الطيور »هذه بعده الالفتة ال�شتعارة �شدقاء اآخر الق�شيدة »نربيها لالأ بنية الت�شاد املوحية فتح�شدها املياه العميقة واحلروب«. ومبعث ال�شدمة يف ذلك كونها تتحول مب�شار الدللة من بناء ال�شورة ن البياين التقليدي د باملكو علي التجاور احلر غري املقيلت�شنع جمازا مغرقا يف بالغيته. ويف ذلك اإ�شارة دالة على موقف �شعراء ال�شبعينيات من املجاز القدمي, اإذ اإنه على غري ال�شائع ميثل جوهر املجاوزة يف هذا ال�شعر لينا�شب املعتاد تركيبها تغيري اإىل ينحو يكن واإن ذلك من �شعرائه موقف مع وليتفق احلايل املق�شد الرتكيب, وقد حظى الت�شبيه يف هذا املنحى اجلديد التفعيلة اد رو موقف خالف علي الكربى, بالعناية فى اخلم�شينيات وال�شتينيات الذين وجهوا عنايتهم
لال�شتعارة. ويعود ذلك اإىل قدرة الت�شبيه على ت�شليط مينح فهو للق�شيدة, الدللية الفوا�شل يف ال�شوء للم�شابهة, وىل الأ احلدود خارج ميتد عمقا الت�شوير ومن ثم ي�شبط م�شارات الروؤية ويحول دون �شيطرة هذا علي التخييل. ف�شاء علي الدليل الت�شتت
النحو يقول وليد منري يف »جتوال«.الب�سيط العرج فينال / وتخطو / ابت�سامة تر�سم من خطوتها / تقول : يا كرمي / يارب / فياأتي �سوتها
جاج. ه واجهة م�سروخة من الز كاأني�شف ال�شاعر رحلة عجوز بدينة, واإن احتفظت ببع�ض فتنتها القدمية. ويف و�شفه ينتهي اإىل اأن احلياة احلقيقية تختفي مبوت تلك العجوز فال يعود يذكرها اأحد. وبرغم مظاهر ال�شقاء التي حتيط بها تنعم بذكرى قرية بعيدة, كما تنعم بالغفلة عن ال�شراع الذي ياأخذ العجوز تلك اأن ذلك ومغزى حولها. من النا�ض اأدركت حكمة احلياة, لذلك تبت�شم ول يعوق العرج �شوتها العميق »يا كرمي يا رب« فى حني ن�شقى نحن
ب�شراعاتنا ول منلك مثلها ذكريات بعيدة.واجهة »كاأنه املقطع ختام يف الت�شبيه اأبرز وقد فهو ده, ومت��د �شوتها عمق الزجاج« من م�شروخة الظاهري ق امل�شارب. والتمز الطبقات متعدد متعدد العر�ض واجهة اجلمع يف �شدعها يراأب ال�شروخ يف ال�شفافية وعلى النتباه لفت على بقدرتها املميزة لرتى باطنها امل�شىء. ولو قال ال�شاعر »فياأتي �شوتها »فياأتى قال اأو امل�شارب« متعدد الطبقات, متعدد �شوتها م�شروخا« على وجه ال�شتعارة ملا كان للقول تثبيت يف �شوتها قدرة عن الك�شف يف نف�شه ثر الأنظرة العني علي الباطن اخلفي, الباطن الذى يتجاوز وعبثية اآلمنا تعك�ض مراآة ليكون فيه اخلفاء طبيعة جماع عن الت�شبيه عرب وبذلك املنتظمة. �شراعاتنا ثم ومن ال�شعرية, الروؤية حلظة يف ن�شانية الإ اخلربة
9 2009 �شتاء
يف املناظرة الت�شبيهات لت حتودللية فوا�شل اإىل الق�شيدة ها جتمع تلك اخلربة وتعر�شها بعدخاللها ومن م�شتقلة. وح��دات لتلك ال�شخ�شي الوجه يتعني
العجوز:واجهة كاأنه �سوتها فياأتي �وتاأوي � جاج الز من م�سروخة � النعا�ش اإىل �سحابة ماوات كال�س
ترتدي الغفلة مثل وردة ذابلة البدينة العجوز اأ�شبحت لقد يحيط كال�شماوات مفتوحا عاملا بالدنيا ويدرك اأ�شرارها, لكنه يرتفع منه, تنال اأن دون رغائبها عن
وردة اإىل ال�شماوات تلك اأعماق يف لت حتو لذلك املحتاجون حلكمتها. النا�ض رعايتها يغفل عن ذابلة بعد فاق حينا الآ دعوة مرتددة يف اإل �شوتها ولي�ض يف املوجزة ر�شالتها عنها يفهم اأحدهم لعل حني البت�شامة احلانية وفى القناعة بالي�شري. ويعد الت�شبيه يف هذا الو�شف جمال لاللتهاب العاطفي ولالنفعال يعمل لكونه التقليدي الو�شف حدة يتجاوز الذي الت�شويرية, اللوحة خامتة يف ال�شوء تكثيف علي فيتجاوز امل�شبه احلد املادي املاألوف للم�شبه به. هكذا
يقول جمال الق�شا�ض يف »ثقلت مفاتنها«:ل النهر فاحتتي ول �سجر الكالم حدودي/ لربابتي �سميتي/ : قلت ال�سوك.. هذا ليدي / اأخ��ر مزق بنثارها, نت وحت�س / اأجفلت متلت, عباءتها, فرمت رت يف/ دفقة النور اخلفي/ ثقلت مفاتنها علي/ وتقط
حجر اأنا / وزمانها ماء ينام علي يدي. ل�شفرة موؤكد بنفي ق�شيدته ال�شاعر يفتتح بطريق لتعلقها الكالم« »�شجر املعتادة الت�شال
يحفل ول��ذا اأخ��ر« »م��زق مغاير الرتكيبية العالقات بتجاوز املقطع ق�شمها اإىل ه ويتوج الظاهرة, ذلك ويتطلب العميق. الباطني تقدير املحذوف من اأدوات ال�شلة لدللة لة املكم بات املرك ومن ال�شطر تربط فاء كتقدير املذكور, التعليل وجه على ول بالأ الثاين ال�شطر لعطف ال��واو وكتقدير ,يف لال�شرتاك الثاين على الثالث النداء يف الياء وكتقدير احلكم, الطلب تقدير ث��م تي«, »�شميتي ال�شمني فيه, كاأنه قال »يا �شميلت�شاركيني جئت لك, املحب اأنا يتمثل املذكور الطلب اأن وذلك وال�شرور«. الوجد موقف مرمي عليها ال�شالم حني جاءها الروح القد�ض, فا�شتعاذت منه باهلل »قالت اإين اأعوذ بالرحمن منك لك هب لأ ربك ر�شول اأنا اإمنا قال ا. تقي كنت اإن
ا«. غالما زكي ومن هذا الرتكيب وب�شببه تتاألف ال�شورة من التقديري, ال�شاعر �شوت , عدة دللية م�شتويات »فرمت وجوابه النداء, يف املنف�شلة ذاته و�شوت عليها مرمي اإىل �شارة الإ يف والتنا�ض عباءتها...« اأن دون امل�شتويات هذه الروؤية يف وتتقاطع ال�شالم. ل كال من�شجما يف جوهره وبخا�شة مع ا�شتح�شار ت�شك
�شوت ابن الفار�ض يف يائيته املعروفة:طي البيد يطوى ظعان الأ �سائق
طي كثبان على ع���رج منعما �شمة ال�شورة ت�شكيل يف ال�شطراب وه��ذا وغايتها ال�شبعينيات, �شعراء �شمات من اأخ��رى كان وقد واملدلول, الدللة بني العالقة خلخلة
جمال الق�سا�ش
وليد منري
يناير 2009 10
حتقيقها, يف امل�شتخدمة دوات الأ اأبرز من الت�شبيه يدى« على ماء وزمانها اأنا »حجر التعبري جاء لذا فح�شب املق�شود ولي�ض العميق. بالنفعال م�شحونا واحلركة يف طبيعتي ال�شكون املحذوف, ال�شبه اإبراز يحاء بالعجز الكامل عن احلجر واملاء, بل املق�شود الإاإدراك حدود الفتنة امل�شار اإليها, كذلك الدللة على ته ويحوله عن طبيعته اإىل اأثر املاء يف احلجر, فهو يفت
النماء واخل�شرة »�شجر يبوح ويختفي«. النقي�شني الت�شبيهني بني التجاور اأثر يربز وهنا الكاملة اإك�شابه قدرة ال�شتجابة يف بعث احلجر ويف لطبيعة املاء. وهذا علي خالف وجه ال�شبه املحذوف )العجز عن ال�شتجابة(. وقد غري مو�شع الت�شبيه من وال�شطراب احلركة فمن ال�شورة, تركيب جوهر والت�شاد املبا�شر, احل�شي التعيني اإىل الو�شف يف التفاعل اإىل الثبات من املح�شو�ض نقل فيه امل�شمر ال�شورة فاأ�شبحت املتقابلني, عن�شريه بني امل�شتمر املتقدم من بالدللة احت�شادا واأك��رث حركة اأكرث هذه يف الت�شبيه وظيفة اأن يتبني ذلك ومن عليها. الع�شوائية احلركة و�شبط النتظام اإعادة الن�شو�ض ملا املجاوزة تعيني وجه ال�شبط يف ويتمثل للت�شوير. �شبقه من �شور جزئية, كما يف قوله »وحت�شنت بنثارها رت يف دفقة النور اخلفى« فالنثار لي�ض اإل املاء اأو وتقطي يف قطرات النور الدافقة, حياتها البكر بدللة التخفاملدافعة ولي�ض ن عالمة على التح�ش وبالتايل ي�شبح
الت�شاوؤل املالزم للخوف. فلم , الت�شبيه وظائف تتعدد الوجه هذا ومن يعد تعيينا بيانيا لطريف الت�شوير فح�شب ؛ واإمنا يجمع مل اأخر دللت مفتتحا تف�شريها يعيد ثم عنا�شره الحت�شاد مبركز احتفاظه جانب واإىل ظاهرة. تكن الباهر ال�شوء ت�شليط علي بقدرته يحتفظ النفعايل يف املفا�شل الدللية من الق�شيدة لت�شمل اإيحاءاتها
خامتتها. اإىل الق�شيدة مفتتح من كله الت�شوير اأفق تواري بالت�شبيه البالغة العناية ب�شبب اأملحت, وكما دور ال�شتعارة ومعها املجاز املر�شل اإىل الدرجة التي الذي النحو على لدوريهما, النتباه فيها ي�شعب
يقوله فريد اأبو �شعدة يف »معلقة ب�ش�ض«: وا�سغط ال�سهواين/ اأيها اأ�سنانك بني �سعني ة قليال قليال / ليمكن لليمامة اأن تنطلق عاليا / متعث
باأ�سابع البيانو.اأحد مطول- و�شف �شمن ال�شاعر- ي�شور ي�شف �شوت وفيه واملراأة. الرجل العالقة بني اأوجه يظهر الذي ممار�شة احلب عارمة يف رغبة نثى عن الأيف الطلب املتكرر »�شعني وا�شغط«. ويعلل ال�شوت يا نف�شه الطلب باكت�شاب القدرة على النطالق م�شمحيث ال�شتعارة, عني الت�شمية وفى ميامة. نف�شه ج�شد فى الكامنة ال�شهوانية طبيعتها اإىل بها ترمز روح تتمثل رقتها وفى اليمامة �شاآلة وفى نثى. الأالذى ذلك , الرجل ل�شهوانية الكامل ال�شت�شالم افرتا�شها, يقبل على هائال الت�شوير وح�شا فى يبدو طاقته ا�شتثارة وحتاول عا�شقها على تقبل والفري�شة الكاملة ل�شمان م�شاركته فى حتقيق فعل النطالق. فق الذى يربزه الت�شوير اإل اأن ال�شراع ورغم مادية الأال�شمنى بني الذكر واأنثاه يخل�ض ال�شهوة البادية من حقيقى حب فى املثالية درجة اإىل ويرفعها ماديتها
بعيد عن الغاية النفعية.اإب��راز حركة فى ك��رب الأ ال��دور ولال�شتعارة املراوغة فى �شراع الرجل مع اأنثاه من خالل الت�شاد املركب فى طبيعتيهما )رجل/ امراأة , وح�ض/ ميامة(. وقد اآلت امل�شابهة فيها اإىل لون من الكناية هى التى لت التناف�ض بني املت�شادين اأكدت فعل املراوغة , وحوول والثانى اإىل ات�شال حميم , فقوله فى ال�شطرين الأيك�شف قليال« قليال وا�شغط اأ�شنانك بني »�شعنى
11 2009 �شتاء
فى رجلها على نثى الأ اإقبال عن فى القوية الرجل ا�شتجابة مقابل ال�شطرين الثالث والرابع » ليمكن باأ�شابع ة متعرث تنطلق اأن لليمامة ومن الود من اإطار داخل البيانو«
اللهفة. قبال ونتيجة لذلك يتحول الإممتلئة ح�شية �شورة اإىل دب��ار والإفيه ي��ربز العاطفى, باللتهاب قدرة ال�شتعارة على بلورة اأطراف من وبالرغم الت�شويرية. العالقة جزء عن ال�شتعارة تتخلى ذلك ل الكناية املرتبطة من طبيعتها لتحويحاء. بها اإىل �شفرة ات�شال ممتدة الإ
وحلاجة ال�شتعارة ملثل هذا التحويل مب�شاعدة لون اآخر الق�شيدة من كثرية مقاطع فى اختفت املجاوزة من ذلك ومثل ال�شعرية, التعبري جماوزته يفقد اأن دون
قول حممد �شالح فى »ال�شرير«:ال�سرير دائما ل�سق احلائط / هو ينام اإىل الداخل / ة / �سبعة وع�سرين عاما / وهى اإىل جواره على احلاف
وهما ينامان / فى �سرير عر�سهما. تقريرى و�شف على ت�شويره يبنى وال�شاعر بني املادية ال�شلة فيه ال�شرير ميثل متكرر, ل�شلوك املجاز التعبري يخلو من اأن املتواجهني. ومع الطرفني اإبراز الو�شف ا�شتطاعت عالقات اجلوار بني عنا�شر �شارة الإ من ذلك وياأتي املق�شودة. العالقة طبيعة ولزوجه للرجل �ض املخ�ش النوم ملكان الوا�شحة ظل ممتدة, زمنية عالقة اإطار يف واحلافة« »الداخل العميقة �شارة وبالإ احلائط. ل�شق خاللها ال�شرير من عر�شهما «بات »�شرير ال�شرير وظيفة جلوهر الوا�شح اأن ثمة نفورا وبالدة تف�شل الزوجني. ومعنى
لوا ذلك اأن �شعراء ال�شبعينيات حتواأعمالهم يف وبخا�شة بالت�شوير� القادر الو�شف اإىل خ���رية� الأخالل من ح�شية �شور بناء على بني املادية ال�شالت ا�شتح�شار ا�شتعا�شوا واأنهم الواقع, مفردات انحراف ع��ن الو�شف بذلك
�شناد البالغي املعروف. الإاأو�شح من امل�شلك هذا ويعد الراف�شني جعلت التي �شباب الأ�شعرهم يتهمون الفني لنموذجهم الت�شوير قواعد على ب��اخل��روج اجلهة يف اأي�شا لكنه التقليدية, املقابلة يعد من اأبرز ال�شمات الفنية من روهم ومنظ ال�شبعينيات �شعراء بها يعتز التي اأو على الت�شبيه القائمة علي ال�شورة فغابت النقاد, عالقات املجاز املر�شل اأو على التالزم يف الكناية, غري يحاء. ومن ثم اأن التعبري ظل حمافظا على قدرته يف الإيقراأ املقطع ال�شعرى جملة اأن دراك قيمته يجب , لإمميزة. بدللة جزء فيها ينفرد ل دفقة ه بعد واحدة �شعراء اأن اإىل احل�شي الو�شف على حلاح الإ وي�شري لت�شوير �شبيال املادية غرا�ض الأ وا تبن ال�شبعينيات اإعادة اإىل عمدوا منحاهم ولتاأكيد ال�شعرية. روؤيتهم �شا�شية يف ال�شعر القدمي مبا ي�شبه تف�شري العالقات الأاملعار�شة املعا�شرة, وخرجوا ب�شورهم على مبداأ حت�شني الذي خالقى الأ احل�ض جتاوزا كما وتقبيحه, الواقع اتخاذ العالقة اجل�شدية العرب من الرومان�شيني منع ل مباهج الربيع و�شيلة للتعبري. على هذا النحو تتحويف و�شف حممد اآدم اإىل عالمات فجيعة, يقول فى »هكذا والذي ل ا�شم له«: )... اأذكر.. كان الوقت ي�سريان يف والقمر م�ش وال�س زرقاء / وال�سماء ربيعا,
فريد اأبو �سعدة
حممد �سالح
يناير 2009 12
بالليل يتالعبان وهما / ومتوازية متعرجة خطوط اأن وكان بال�س�ش, مكات ال�س تتالعب كما والنهار, واأخرجت / واآخرها لها اأو عن ال�سماوات انفتحت
ر�ش ما بها من يعا�سيب, اأذكر... كان.. ( الأيرد املقطع يف �شياق ت�شوير رحلة الوعي املعا�شر م�شقة براز ولإ كثرية. عوائق �شد الروح معراج يف اإمتامها عمد ال�شاعر اإىل معار�شة النموذج النف�ض يف القدمي بالك�شف عن اأ�شباب الفجيعة يف مظاهر الفرح ال�شم�ض م�شرية ج تعر اإىل اإ�شارته وتعد التقليدية. التاأكيد مفتاح وبالنهار بالليل تالعبهما واإىل والقمر ن�شان الإ م�شاعر بني التقليدية العالقة انهيار على واأخرجت ال�شماء »انفتحت لذا الف�شول. وزمن م�شدر اإىل الطبيعة لت حتو اأي ؛ يعا�شيبها« ر�ض الأاأورده الذي الكفار عذاب ي�شبه ن�شان لالإ عذاب املذكور فالتالعب عدة, موا�شع يف الكرمي القراآن الظاهري, الربيع بجمال العبث من لون جوهره يف ر�ض وىل وي�شوب الأ وانفتاح ال�شماء ي�شلبه بهجته الأ
بكدرة اليعا�شيب الطالعة. ويتاأكد هذا الو�شف باللتفات اإىل ما يذكره ال�شاعر ؛ فيربز زمن املا�شي من خالل فعل احلكاية »اأذكر«. ين الآ التذكر فعل مقابل ح�شور »كان« يف زمني النزاع بني , م�شدره توتر خفي ين�شاأ ثم ومن اإدراك اإىل ي�شل حتى املخيلة يف املمتد الت�شوير ال�شاعر ليعيد تاأليفه ح�شب وعيه باملو�شوف. كذلك لفاظ املت�شادة ) ال�شماء ين�شاأ توتر مواز من جمع الأالت�شاد يف حقيقته اأن غري والنهار( الليل ر�ض, والأاإىل وحدة قا�شية ت�شمل الزمن قدميا وحديثا. ينتهي الدليل الف�شاء داخ��ل املكان ح��دود وت�شمل بني اجلمع وي�شري ر�ض. والأ ال�شماء اأي للق�شيدة, الروؤية وج��وه من اآخ��ر وجه اإىل �شداد الأ وج��وه ا ال�شعرية, حيث يرى �شعراء ال�شبعينيات الكون مركبالوجهني اأحد ذكر ول ميكن املتنازعة, العنا�شر من
كانت ثم ومن معه, خر الآ الوجه ا�شتح�شار دون ت�شويرهم, يف �شا�شية الأ ال�شمات من الت�شاد بنية فم�شعاهم لي�ض التزيني بل الك�شف القا�شي بالتاأمل يف امل�شارب املتعار�شة للتخييل. علي هذا النحو يقول
وليد منري يف »النهارات«:عدد اأرى / اأيامى بكفاف اأنا م�سغول فيه نهار ينت�سرون / ر�سى الأ الكوكب فوق النا�ش الرمال / ال�سغري العمل من دنياهم ينتزعون الريح مثل كثري ورق على تهم.. اأبو ومن خرين الآ ظالل ومن يكون متهيدا اأختار اأو الكلمات ح اأ�سح اأنحني....
مالئما/ اأو اأخط مالحظات. اإىل ال�شاعر ان�شراف من التعار�ض وياأتي الهتمام بالكفاف الذي يحفظ حياته, ومن انحنائه ح, اأي ان�شرافه اإىل �شئون على الورق ي�شبط وي�شحالعقل و�شئون النف�ض معا, بينما ين�شرف النا�ض اإىل �شالت ومن عمل من ال�شغرية بدنياهم الهتمام �شرية. وقد يوؤول التعار�ض مت�شابكة ومن م�شئولياتهم الأن انتزاع الدنيا يت�شمن بال�شرورة لونا من اإىل اتفاق لأامل�شئوليات ولت�شخم املتاح كفاية لعدم الكفاف املطلوب الوفاء بها. غري اأن الن�شراف عن الدخول يوم ليميز كافيا يبقى العار�شة احلياة �شراعات يف ال�شاعر من اأيام النا�ض. وي�شري هذا التمييز من بعيد يبقون حيث ؛ النا�ض حياة يف ال�شقاء اأ�شباب اإىل عرا�ض, بينما يتمثل م�شطرين اإىل اللهاث خلف الأن يحافظ على قدر �شقاء ال�شاعر يف املحاولة الدائبة لأاأدنى من ا�شتقالل العقل ومن الوفاء مبطالب الروح.
حاجتهم اإدراك عن النا�ض غفلة اأن ويبدو من قدرا لهم يوفر وبعقولهم باأرواحهم لالت�شال املتوهج, بوعيه ال�شقى ال�شاعر به ينعم ل ال�شعادة احلياة. منوذجى بني التمزق �شفا على دائما فيظل اأ�شر من النطالق مكنته فى اأن معاناته من ويزيد نوما. امل�شمى الغفلة نعيم قومه ي�شارك واأن الورق
13 2009 �شتاء
مبدينة م�شغول ال�شاعر لكنما اأخرى وبالتاأمل فى اأحوال اخللق يقرر لذا النف�شال, اأ�شباب وفى احلياة فى �شنته على يبقى اأن املادة فى واأن يتخل�ض من عوائق
نف�شه. مببداأ اأو بالتعار�ض ويت�شل للدوال تفكيكا يعد ما الت�شاد اإذ الق�شيدة؛ فى الت�شويرية ا ثم �ض ال�شاعر مفهوما معجمي يوؤ�شيهدمه بانقالب املعنى على نف�شه, الق�شيدة ت�شبح حتى وهكذا الحتمالت من متكاثرة جملة غري املنتهية. وهذا النهج يوؤدى اإىل
لون من املبالغة فى فهم جوهر احلياة, تتفق مع روؤية �شعراء ال�شبعينات للغة وللحياة معا, فهم يرون العامل حماولة اللغة وعلى بناء, اإعادة اإىل حمتاجا مفككا ومن عاملها. تفكك عن املعرب املادى املثال تقدمي
ذلك قول حممد �شليمان فى »اأ�شجار«:قلت العورة/ اأت فخب الليل حجر نهار �سق ة مائى/ قلت �سالم للمغلوب وللمنفى/ انك�سفت قبحملت دمى ودخلت النور, كتاب فى ميناى قراأت/ نفخت / النور يلد نور / الظلمة تغلبه ل الواحد فكان الرب وكان البحر / نفخت فقامت كرة الطني/ املاء / حقول م نحو اأتقد نفخت انق�سمت/ ما ىل ل وتغلقها ال�سم�ش تفتحها دور اعات/ وفز قدمى فى
افات. العرف يرتاوح �شوت ال�شاعر بني متثل موقف املت�شور�ض ومتثل الذى يفتح له ملكوت ال�شماء وملكوت الأذات اهلل, وبخا�شة فى قوله تعاىل »نور يلد النور« ففيه نور, يهدى »نور على تعاىل قوله التنا�ض مع يتجلى مثال للنا�ض, واهلل اهلل لنوره من ي�شاء وي�شرب اهلل الأ
اإ�شارته وكذا عليم«. �شىء بكل فى اخللق فعل تتمثل النفخ اإىل قوله فى كما لهية, الإ ال��ذات الطني من لكم اأخلق »اأنى تعاىل كهيئة الطري فاأنفخ فيه فيكون طريا بها يراد كلها والعبارة اهلل«. باإذن ن�شانية, الإ املعرفة موقف ت�شوير الذات فى ن�شان الإ ي�شعى حيث ت�شالح �شيغة اإيجاد اإىل ال�شاعرة
مع القلق الداخلى. فيها يبدو التى اللحظة وفى »نفخت« مبتغاه حاز اأنه ال�شاعر حت�شيل عن اأخرى عوائق له تعطعنه يعرب ما وهذا الكلية. املعرفة نحو اأتقدم ل ىل »ما الواجف ت�شاوؤله غمو�ض فى �شريحة املقطع ختام فى ال�شاعر وعبارة ؟« املاء الدللة على انهيار حلم املعرفة »دور تفتحها ال�شم�ض وتغلقها العرافات«. والت�شاد القائم بني تفتح وتغلق واإذا كان الرجوع. ثم التقدم املنحى فى يوؤكد هذا دراك الغايات الكلية �ض مفهوم ال�شعى لإ ال�شاعر اأ�ش»حملت دمى..« فاإنه يعود ويهدم ذلك املبداأ باإقراره
اليائ�ض »ما ىل ل اأتقدم«.اتخذ جملته فى الت�شوير اأن نرى وهكذا وال�شياق ال�شبقى ال�شياق متالزمني, منحنيني العرفانى. وكالهما مت�شل مبا ذكرته عن اجتاه �شعراء ا ال�شبعينيات اإىل اتخاذ الو�شف احل�شى �شبيال اأ�شا�شيللت�شوير, غري اأن ال�شياق ال�شبقى تقل فيه العنا�شر البالغية التقليدية , وفيه يتكئ ال�شاعر اتكاء مطلقا يحاء الإ فى املتجاورة املادية العنا�شر تفاعل على مبعناه , فى حني تربز العنا�شر البالغية داخل ال�شياق
العرفانى, واإن مل تقم وحدها بت�شكيل ال�شورة.
حممد اآدم
حممد �سليمان
يناير 2009 1�
يف يكمن وىل الأ الق�شيدة متيز �شر اأن راأيي ويف خميلة ال�شاعر املائية التي جعلت من مو�شوعها الذي طاف حوله اآخرون روؤية كونية ت�شف عن نب�ض روحي الفني ال�شحر من غاللة الن�ض على وتخلع عميق, تتاأتى من زاوية تناول املو�شوع. فقد ا�شتوحى ال�شاعر الوليات حدود على الواقعة نياجرا �شاللت منظر املتحدة وكندا, لكنه مل يقف عند و�شف هذا املنظر, بل اأدار الن�ض على حمور ذرة املاء ل قطرتها, ون�شج من هذه الذرة عاملا كامال يتجادل فيه الواقع مع امليتافيزيقا
يف بنية حية مت�شافرة الن�شيج:ة املاء على هاماتها/ تلثم ال�سحب وت�سكو/ هالة ذرمن �سحب املاء ت�سامت / وتعالت واأحاطت/ ورذاذ حدود يجتاز النف�ش/ يناجي ال�سدر ميالأ اأحمق
ر�ش مي�سي كطيور/ فزعت عن ع�سها. الأول يف الذرة والثاين اإن املاء اإذن ماءان: يتمثل الأن�شان املن�شق على نف�شه ن�شفني, يف الرذاذ, وكاأنهما الإخر �شر, لكن ل �شراع بينهما, فكل اأحدهما خري والآال�شافية املاء وذرة اختار. الذي الطريق يف مي�شي البي�شاء تلم�ض ال�شحب ولكن ال�شحب ل ت�شتجيب, بل تنا�شبها العداء وحتا�شرها, وكما ان�شقت الذرة على نف�شها �شقني, انق�شم كذلك الرذاذ ق�شمني, اأحدهما بال�شوء, مارة الأ النف�ض هواج�ض يعادل الذي ذلك فهو على قلق دائم, ل يعرف ال�شكون الذي تت�شم به
خر �شماوي: الذرة وتطمئن اإليه, والآيبعث رذاذ من �ستارا/ اهلل اأ�سدلها قد بي�ساء هالة
الروح ومي�سي/ يف حياة غري ما نحيا / ومراأى غري ما نب�سر, غري ما ن�سمع / غري ما ن�سهد يف �ساحاتنا.
اإليه يرمز الذي ال�شاعر ج�شد يت�شامى وهكذا بالرذاذ املعادل للهواج�ض, وت�شف نف�شه, في�شبح حم�ض عربت اأن بعد امللكوت عامل اإىل �شرت نورانية روح حيث العال ال�شموات اإىل وعرجت عراف الأ ج�شر طاف ول ذن الأ �شمعت ول العني تر ما مل �شهدت
على قلب ب�شر من قبل:يف وكاأنا / تعلو الكون ملكوت على النف�ش واإذا
ر�ش على كوكبنا قنا / عامل الأ طريق اخللد قد فروكان من الطبيعي, وال�شاعر �شاحب خميلة مائية ملكوت اإىل معراجه يكون اأن ال�شاللت بها اأمدته الكون على منت مركبة مائية, وهنالك ا�شتعاد الفردو�ض ر�ض الأ اإىل الب�شر اأبو فارقها التي اجلنة وهو املفقود, ولذلك املحرمة. ال�شجرة من واأكل ربه ع�شى حني حتول �شوت ال�شاعر املفرد اإىل �شوت اجلماعة الب�شرية
من �شاللة اآدم:وركبنا املاء يف رحلته/ و�سعدنا/ ون�سينا اأو تنا�سينا/ اأو تنا�سينا اإىل جنتنا/ ون�سينا باأنا ب�سر غادر الكون
ر�ش/ اأحقاد القلوب. عناء الأبتكرار املائية للمخيلة تعبريية ال�شاعر ذروة ويبلغ املقطع يف الثاين مبدلولها ال��رذاذ كلمة ا�شتعمال
تي: الآو�سبحنا يف رذاذ و�سربنا من رذاذ / وارتدينا
من رذاذ/ فاإذا النف�ش رذاذ يف رذاذ.
»�سالالت ال�سوء« ليو�سف نوفلل ميلك املتلقي بعد اأن يقراأ ديوان »�ساللت ال�سوء« للدكتور يو�سف نوفل اإل اأن يقف عند الق�سيدة �سيل بعيد بعيد, بداع ال�سعري الأ ن عهدنا بالإ وىل التي يحمل هذا الديوان ا�سمها واأن يعيد قراءتها, لأ الأاإل عددا قليال من الدواوين التي تت�سمن فمن بني هذا الركام الذي ت�سبه علينا املطابع ليل نهار ل جند
�سباب كثرية معروفة. نتاج لأ ق�سائد ت�ستحق اأن ت�سمى �سعرا, لغلبة الرداءة وال�سحالة على اأكث الإ
د. ح�سن فتح الباب
جماليات الق�سيدة املعا�سرة
1� 2009 �شتاء
نياجرا �شاللت يف املتج�شد الواقع اإىل ويعود كاأنها عل, من تنبثق متاألقة اأ�شواء بل ماء, يراه فال في�شرتجع الغ�شق, �شط على لئة متالأ مويجات ح�شا�ض باجلنة امللتفة يف غاللت من العبري الفاغم, الإاملائية دللته ا مفجر ال�شالل ال�شاعر يخاطب هكذا
لق( وال�شوئية )�شالل- انبثاق- �شابحة- الألق / كيف األقاك ب�سطر اإيه يا �سالل �سوء وانبثاق الأجللت و�سطوطا / هائمة �سابحة جنة / الغ�سق
بالعبق.على, فيعود ثم يق�ض علينا نباأ الرحلة اإىل املالأ الأاأن ولو املعراج, وهو ول الأ دللته حقل اإىل الن�ض كونية رحلة وهي املاء, هو الرحلة بهذه يقوم الذي بكلمة ال�شاعر له مهد الذي املهد من تبداأ �شرمدية بد, يف ا�شتياق وحنني اإىل جنتها حبلى, وت�شب يف الأاملاء هم�ض يف احلنني هذا ويتجلى املن�شودة, العلوية التي رحلته يف عاناه عما يعرب غام�شا حلنا وترجيعه ا�شتغرقت اآلف ال�شنني. ورحلة املاء معادل مو�شوعي وراء ما اإىل ال�شاعر انتقال املتمثل يف ن�شان الإ لرحلة اآدم حني فقده الذي الفردو�ض اإىل رحلته اأو الواقع, ر�ض جزاء ع�شيانه. ومزج املاء اأخرج من جنته اإىل الأن�شان يحمل دللة خلقه منه )وجعلنا من املاء كل بالإ
�شيء حي(, فقد خلق اآدم من تراب وماء ممتزجني:هي حبلى برحيل املاء عرب الكون عرب املنتهى / من زل / رحلة ما�سية من مهدها / تن�سد اللقيا قدمي الأومت�سي يف حنني / هم�ش املاء برجع ل يبني / فيه
�سيء من تباريح ال�سنني.وعودة اأخرى اإىل ذرة املاء يف مقطع متوهج ثاقب ن�شان, الفكرة, اإذ يختلط فيه املكان بالزمان, والطبيعة بالإكما حيلته لقلة امل�شطهد التعي�ض ن�شان الإ هنا وهو يتمثل يف الهنود احلمر الذين ا�شطرتهم مذابح الوح�ض مريكي الهمجي اإىل النتحار اجلمعي. وهي �شورة الأ�شاللت ومياه �شخور منظر ال�شاعر اإىل بها اأوحى عايل اإىل املهاوي, وتلتها �شورة نياجرا وحركتها من الأاأخرى �شبه بها هذه احلركة واإن كانت قد جنت على وىل ودللتها املاأ�شاوية املعربة عن قهر الغزاة ال�شورة الأقوياء لل�شعفاء, كما اأن ا�شتعمال �شفة »عازمة« نرثي الأ
عادي ومثله من قبل عبارة »اأحقاد القلوب«.قد / عازمة ما�سية رحلة / عادتها على املاء ذرة طوت يف غيبها املا�سي العميق / يف انحدار ال�سخر يف املهوى ال�سحيق / كانتحار جمعي لهنود راحلني
/ كهجوم قبلي يف م�سيق.حيث خ��ري الأ املقطع يف اخلتام روعة وتتجلى وال�شخر املاء �شعود ت�شوير حركة من ال�شاعر ينتقل وم�شة منه وي�شتخرج ال�شديد, انحدارهما حركة اإىل فكرية اأخرى, ففي ال�شعود توق اإىل الفردو�ض املفقود, ر�ض لكل من اأما الهبوط فهو يعرب عن قوة جاذبية الألكن اآخر. عامل اإىل منها والنفالت ال�شعود يحاول هذا ال�شلطان يلب�ض ثوب الرحمة وميد يد احلنان واإن بدا قاهرا متجربا, ولذلك متثله ال�شاعر يف �شكل اأنثى, باملراأة/ اخلا�شة الدللت حقل من مفردات موظفا الرحم- احلياة- املهاد- )ال��رثى- الولود ر���ض الأ
اجلنني(, وجاعال من ذرة املاء رمزا للمراأة املعطاء:ر�ش على عادتها / راحال اأحمق مع�سوب جتذب الأاملاء واإذا اأنثى جل�ست يف عر�سها / اجلبني / فهي يها على مد ال�سنني / �سنة يف الكون قد �سجلها يغ�سوحياة ومهادا / للثى مالذا املاء ذرة لتبقى/ اهلل
كل حني / رحما �سم اجلنني.روؤية يف املاء ذرة اأن الن�ض نهاية من ون�شت�شف ر�ض نها مالذ الأ ال�شاعر معادل للحب مبعناه احلقيقي لأ
وحياة اإن�شانها.التي والفكرية الوجدانية التاأمالت هي تلك منظر من نوفل يو�شف الدكتور ال�شاعر ا�شتلهمها لبناء املاء ذرة توظيف يف وجنح نياجرا, �شاللت الذرة هذه من وجعل الده�شة, يثري ن�ض وت�شكيل يف الكامنة اخلفية الروح لبع�ض فنية ب�شرية و�شيلة الوجود, وكاأنه يريد اأن ي�شتخرج نواته احلية. فلم يقف وحدها الطبيعة و�شحر ال�شاللت م�شهد اإغراء عند بت�شويره من اخلارج ت�شويرا زخرفيا قد ير�شي الذائقة يحرك ول �شباتها من الروح يوقظ ل لكنه اجلمالية, الفكر من اأعماقه للنظر فيما وراء املظهر ال�شطحي من
دللت للحياة والوجود.
يناير 2009 1�
كما يعك�ض �شعر ال�شماوي حياته اإن�شانا م�شردا هاربا من الديكتاتورية, لجئا بعيدا عن وطنه املثخن باجلراح, ورمته وطنيته املخل�شة على �شواطئ الغربة, فلم يكتب اإل مبا يت�شل بحياته وحمنة وطنه »العراق«, حتى عدت كل هذه العوامل حمنته الذاتية, فكان
يف منفاه �شورة عن وطنه املنفي من خريطة العامل.يكفي اأن نقراأ عناوين دواوينه لنعرف تفا�شيل املحنة, فمن هذه العناوين مثال: »قلبي على وطني«, »من اأغاين امل�شرد«, »جرح بات�شاع الوطن«, »عيناك ؟«, الوطن فاأين »هذه خيمتي.. ومنفى«, يل وطن »البكاء نافذتي«, فق »الأ اأجفاين عليك«, »اأطبقت كيف مب�شامينها توحي فهي الوطن«, كتف على ا�شتحال الوطن وجت�شد يف روحه حتى باتا معا وحدة ل انف�شام فيها. ول �شك اأن اأدب املنايف لي�ض حكرا على ال�شماوي اأو بقية �شعراء هذا الع�شر, فهو قدمي يف الرتاث العربي ب�شورتيه: املنفى الروحي النف�شي, واملنفى احلياتي اجل�شدي واجلغرايف كما هو ماثل يف الفل�شطينية. الق�شية �شعراء و�شعر املهاجر, اأدب
كل ن لأ ا خا�ش تفردا ال�شماوي عند يتخذ لكنه �شعره وقف عليه, ومل يت�ح ل�شاعر اأن يتناول ظاهرة املنفى وعذاباته بهذا العمق والت�شاع, اإذ ا�شتطاعت النف�شي مبعنييها الغربة ماأ�شاة عن تعرب اأن قريحته واجلغرايف باأربع ع�شرة جمموعة �شعرية دون اأن يجرت ذاته اأو يكرر �شدى ترجيعها يف نف�شه. ومع اأن هذه املجموعات تبدو ك�شيمفونية تعزف على نغم واحد, ما والتلوين التنوع من ق�شيدة كل يف يوجد لكن نف�شه تنبع من معطيات نها مينحها جدة وابتكارا, لأاحلزينة املكلومة ومن حمنة �شعب م�شطهد, وحتكي فاأ�شلمه ه, اأحب �شرية عمر منذور ملحنة الوطن الذي
حبه العجيب اإىل اأكرث من منفى.وال�شتبداد الديكتاتورية ال�شاعر رف�ض وكما راف�شا وطنيا منا�شال بقي فقد ال�شمويل, والنظام ذعان مل�شيئة املحتلني الذين جعلوا من وطنه خربة الإرهاب. فالعراق مبدع ينعب فيها البوم وميرع فيها الإالكتابة ووارث عظمة فكر احل�شارات التي تعاقبت ع�بث واأب�شع كرب لأ م�شرحا اليوم اأم�شى عليه,
�شيا�شي اإجرامي متار�شه اأقوى دولة يف العامل.
املنفى والغربة يف �سعر يحيى ال�سماوي
يعد ال�ساعر يحيى ال�سماوي- بجدارة- وارثا اأ�سيال لديباجة ال�سعر العربي القدمي, وقد متكن من فهم وا�ستيعاب اأ�سرار �سنعتها اخلفية وطبقها يف �سعره دون اأن يجمد عند حدود القدمي. فقد ا�ستعار العربي املوروث, ول تهدر ال�سعر التي ل جتور على طبيعة من احلداثة جوهرها, واأبرز مقوماتها ي�سال لو�سوحها وجالئها وبعدها عن ال�سطط والتعقيد والتعتيم.. فكان �سعره ر�سالة ال�ساعر يف الإميثل ما ميكن اأن يرجوه القارئ من الدعوة اإىل حتديث ال�سعر الذي كث اجلدل فيه تنظريا, واأ�ساء بع�ش من جارى تلك الدعوة فقلد ال�سعر الغربي مرتديا ثوبا م�ستعارا. والعارية- مهما تزيت- فاإنها تبقى
غريبة نافرة عن ثوب ال�سعر العربي.
رناوؤوط عبد اللطيف الأ
*كاتب املقال �شاعر وناقد من �شوريا.
*
1� 2009 �شتاء
ا باختياره, يكتوي لقد اآثر ال�شاعر اأن يعي�ض منفيبالنار ذاتها التي يكتوي بها وطنه على اأن يعود اإليه
ليعانق موتا ل معنى له, يقول:يومي له ليالن... اأين نه�اري؟
اأتكون �س�م�سي دومنا اأن�وار؟اأبحرت يف ج�سد الف�سول مهاجرا
طاوي احلقول ولي�ش من اأن�سارنني اأبدلت بالظل الهجري لأ
ار قد كنت يف داري غريب الد***
عامال كانت الوطن, اأن حمنة من الرغم على من اأبرز العوامل يف اغرتاب ال�شاعر النف�شي, لكنه يغذيان خدنه, والفجيعة مل الأ كان طفولته, منذ نظام ظل يف احلياة بق�شوة وي�شعرانه املرهفة نف�شه
�شمويل؛ يقول:اأنا �سادن الوجع اجلليل..خ�ربته
طفال.. وها قاربت يوم ذهابياأنا طفلك ال�سيخ.. ابتداأت كهولتي
من قبل بدء طفولتي و�س�بابي***
طفولة ال�شاعر املنفية باخليبات الفردية, ات�شعت يوتوبيا العودة حلم اأ�شبح العودة.. يف اأمله بخيبة اإليه؟ �شيعود الذي العراق اأين لكن, نظره.. يف وحرثت وقراه ومدنه بغداده تهدمت وقد هو اأين القنابل ب�شاتينه, وهرب املاليني من اأهله ممن �شلموا من املوت؟ فال�شاعر قد زار الوطن اأمال يف اأن يجد عراقا جديدا كالذي كان يحلم به, فاإذا به مل يجد على املرت�شم والرعب واخلراب املجاين املوت غري
الوجوه:مررت بالب�سرة .. لكن
مل اأجدها..فقفلت راجعا
ومل اأبل�غ اأحدا �سالمك احلميمة الرتاب �ر خفت اأن ي�سادر الغزاة �س
األقيت بها و�سعت يف الزحام
ل » احل�سن الب�سري » يف م�سجده« يف جمل�س�ه ول »الفراهيدي« يف »املقام« ول الفتى »علي
خليك يف منفاكلو كان يجيد اله�رب الرتاب
ما اأقامالعودة حلم كان العراق, من هربه بدايات يف ثورة على اآماله عقد الذي ال�شماوي ال�شاعر يراود الفردية للديكتاتورية حدا ت�شع ع�شكرية اأو �شعبية واحلزبية وتف�شح املجال لقيام �شلطة ال�شعب.. لكن فاأ�شلم الحتالل, بجمر تبخ�ر مل الأ هذا كوثر ال�شاعر اإىل الت�شاوؤم, بل اإىل مرحلة هي بني الت�شاوؤم حبيبي« »اإميل الفل�شطيني الروائي كان والتفاوؤل, قد �ش�ماها »املت�شائل«.. فحينا ي�شده اإميان بقوة ال�شعر يف تفجري الغ�شب ال�شعبي, وحينا ي�شلمه ياأ�شه اإىل حباط.. فبدا ال�شاعر وكاأنه منق�شم على ذاته, فاقد الإ
لتوازنه:ل ت�س�األيني م�ن اأنا
فاإنني اأجهل من اأكون..كل الذي اأعرفه عني :
اأنا مدينة احلكمةلكن الذي يدخلها
ل بد اأن ي�ساب باجلنون ال�شاعر يوؤمن املفقود, الوطن عن بحثه ويف يتاأرجح والكلمات.. بالق�شيدة يكفر ثم بال�شعر احللم �شعاع على مب�شاعره القب�ض اإىل اندفاعه بني الهارب, ثم يرتد حمبطا معرتفا بعجزه �شاعرا وعجز اإىل العودة يريد يريد.. بيان... فرييد ول اأداة اللغة وماء تراب من »حبيبة باأنها و�شفها التي حبيبته ونار«... لكن »هنده« هذه م�شدودة اإىل �شرير املحتل الوطن كله حمتل, الدبابات... �شرفات بحبل من ولي�ض فيه ف�ش�حة ت�ش�ع كوخا ي�شيده بطني احلرية:
يناير 2009 1�
فت�ست يف قامو�ش ذاكرتيبجدية نخلت الأ
ت يف كتب البالغة والبيان غ�سبحثت يف درر الكالم
فما رجعتبغري ياأ�سي من طريفي والتليد
ماذا اأ�سمي هند؟هند �سحكة عذراء ما م�رت على �س�فة..
وقافية مبللة بدمع الوجد..مامة.. اأغنية ترت�لها احل
وردة كانت مبفردها احلديقة..�سوجلان الع�س�ق يف الزمن اجلديد!
.. ي واأنا ال�سهيد احل�س�ادنها..
وحار�ش باب حجرتها العنيد واأنا طريد اجلنة املحكوم بالعط�ش املوؤب�د
واملكوث وراء �سور الو�سلاأحمل �سخرة احلرمان يف الوادي ال�سعيد
واأنا اأريدول اأريد :
ج�رحا اأموت بهولد يف هواها من جديد لأ
واأنا اأريد ول اأريد
كوخا على �س�عة الهوى ل كن�ز »قارون«
ول اأمالك »هرون الر�سيد«وا�شتنطاقها اللغة ت�شكيل ميلك حرية وال�شاعر خلجات اأدق وعن يريد, عما ف�شاح لالإ وتطويعها يقراأ للتاأمل, مفتوح كتاب مل الأ وك��اأن روح��ه, واحد اثنني, اإىل وي�شطره نراها, ل التي �شفحاته يعي�ض يف الذاكرة, واآخر يف احلا�شر, لكنهما يتحدان
يف النهاية, ويذوبان يف ع�شق الوطن:
�س�اأفر مني�ياع حلم �سيع فيك �س لأ
بني ذاكرة وجفنمتماهيا باليا�سمني وبالقرنف�لا عني رماد حريق اأم�سي ناف�س
فاطمئنياإن ج�ن قلبي الطفل
وانتف�ست على �سمت الربابة
يف منايف الع�س�قحنجرة املغني
فلقد تعبت من الوقوفم�كبال
بقيود ظني�س�اأفر مني
قيم يف وادي هواك لأقفال اإقامة الأ
يف اأبواب �س�جنواأ�سيع فيك
�س��ياع ظبية �سحكتي اخل�سراء يف غابات حزين�س�اأعود منك اإيل
باجل�سد الع�سي على ال�سكون واأكون فيك
كما حتب طقو�ش ع�سقك اأن اأكونواأف�ر مني
ليظل �سبحك باحثايف ليلك الوح�سي
عني ***
نا ف�شحة نا والأ يف هذا الن�شطار يف روحه بني الأالهذيان اإىل اأق��رب كالم لكنه والبوح, للكالم عراقي بثوب لكن »غودو« اإىل وقد حتول امل�شدوم,
19 2009 �شتاء
اأنها ل ي�شعر لكنه ليف�شح, اللغة ي�شتنفر منكوب, بعجزه نح�ض ل ونحن ال�شدمة, �شدة اأمام تلبيه اللغوي, واإمنا ي�شحرنا متكنه من تطويع اللغة, لتكون
حقال حمروقا بفي�ض نار قريحته التي ل تنطفئ.يف ويعجز بدمويته الواقع عليه ينت�شر وحني اليقظة اأحالم اإىل ال�شاعر يلجاأ تغيريه, �شحوه عن الذين اأولئك على لالنت�شار باأخيلتها م�شتنجدا �شوهوا واقع الوطن واأ�شاعوا الرعب يف اأرجائه واأقاموا
امرباطورياتهم املالية على ح�شاب �شعب جائع:�سن الو�سادة الكالم لو حت
خربتك عن بطولتي التي اأجنزها لأمن قبل اأن اأناممنذ دهور واأنا
اأقود خيلي�ساهرا �سيفي بوجه:
القادة الزور..الطواغيت..الل�سو�ش..
موقدي الفتنة يف ب�ستانناوهادري اأغنية العا�سق
يف حديقة الغرامهزمت »هولكو«
ودحرجت روؤو�ش �سارقي عدام قوت جياع الوطن املحكوم بالإ
بي�ش« حطمت ما يف »املعبد الأمن اأ�سنام
ة الفراتني اأعدت ل� »املنطقة اخل�سراء« عفزام اأقمت مهرجان القمح واخل
�سن الو�سادة الكالم لو حتخربتك عن بطولت ال�سعاليك لأ
الذين اأغرقوابواخر النفط التي تبحر ن�سف الليل
با�سم خوذة القائدمام اأو عمامة الإ
لو حت�سن الو�سادة الكالمخربتك عن دموع الذل يف ال�سحو لأ
وعن ك�رامةحالم ! اأعي�س�ها يف كنف الأ
�شياط حتت يئن كان الذي م�ض الأ عراق بني الحتالل, رحى حتت اليوم وعراق الديكتاتورية, احرتاقه رائحة وي�شم وطنه, اأخبار ال�شاعر يت�شق�ط عن بعد كما »ي�شم البجع رائحة اأنثاه عرب ال�شواحل الق�شي�ة«.. ويقراأ ت�شاري�ض ج�شده ك� »ال�شرير الذي يرى الطريق بع�شاه«.. وي�شعر بدموع يتاماه حتت �شم�ض اأطفاله ب ين�ق� اأن عراق اخل�شب الظهرية وقد راعه نفايات املطاعم.. عراق الغنى وقد اليوم يف براميل اأ�شبح وطنا للمت�شولني, ا�شتبدل فيه اأطفاله �شناديق ال�شحاذة واآنية املدر�شية, باحلقائب حذية الأ �شبغ الوطنية ثرواته بينما راجيح, والأ امللونة بالدمى احلوانيت واأ�شحاب املحتل قبل من ت�ن�ت�هب ال�شعارات وجتار اجلياع قوت و�شارقي ال�شيا�شية باحلقد.. �شدورهم املفخخة الظالميني رهابيني والإاأ�شحى وقد احل�شارات, عراق الكبري, العراق
اإ�شبارة من اأ�شابري �شفارة: هل دولة
تلك التي تقاد من �سفارةاإن عط�ش ال�سفري يف ملجئه
اأ�سيبت البالد بالزكام؟خليك يف منفاك
حتى ينجلي الظالم***
القول, حرية ال�شاعر مينح الذي املنفى بورك الر�شا�ض, من اأثرا واأعمق اأقوى ق�شائده لتكون وبوركت قريحته التي جتعل من املنفى �شفرا للدخول
اإىل ف�شاء احلرية.ال�شعر فبورك بالفجيعة, ح�شا�ض الإ فقدنا لقد لن�شتعيد بالظلم احل�ض رهافة الينا ي��رد ال��ذي
اإن�شانيتنا... و�شعر »يحيى ال�شماوي« من هذا النوع.
يناير 2009 20
من خ��رية الأ ال�شنوات يف ي�شدر ما اإن توفر يوؤكد وال�شرد ال�شعر يف ن�شوية كتابات الفنية املهمة جناز لإ املطلوب النوعي الوعي املت�شلة بالكتابة , فيما تتعمق من جهة اأخرى جماليات خا�شة تتجاوز النظرة التقليدية لتلك بالرعاية جدير اأنثوي نتاج اأنها على الكتابة املتداول اخلطاب �شانعي الذكور من بوية الأف�شارت وا�شتمراره. ج��دواه عن واملدافعني تلق وجماليات قراءة اأعراف الن�شوية للكتابة توازي املهمة الفنية املتبلورة يف بنيات املكتوب
الن�شوي وا�شرتاتيجياته وبراجمه.اإن ذلك ل يعني التفاوؤل بن�شوج نقد ن�شوي باآليات واإجراءات ومفاهيم وم�شطلحات منهجية م�شتقرة ووا�شحة, فذلك ما مل يتعد بعد حدود اإدانة اخلطاب الذكوري املهيمن وفك الن�شو�ض املهينة والتقاليد بوية الأ الو�شاية قب�شة من
للمراأة كذات ووجود وتق�شي ذلك يف اأعمالها اأو يف ما يكتب حولها.
كادميية والأ العراقية ال�شاعرة ديوان لكن الثمانينيات جيل اإىل تنتمي التي جبار �شهام اإليه و�شلت مبا اعتقادنا ويدعم يوؤكد ال�شعري ثقايف كنوع بذاتها وعي من وال�شاعرة الكاتبة من رجالها عانى واإن التي- جمتمعاتنا �شمن تظل - والعنف واحلجز كراهات الإ من كثري املراأة تعاين يف درجة ق�شوى من ذلك كله اأي�شا
ولكن مب�شاعفة املوانع واحلواجز . الطوفان ( تغدو الذات يف ن�ض ) يف قارب نف�شها فرتى الطوفان بعد للخلق رمزا نثوية الأوىل الأ باخلطيئة املو�شومة اللعنة تلك �شليلة اإىل من�شوب كاإغواء التفاحة رمزية وت�شتلهم
جن�شها:
قدميا مثل ذكرى يف الريح:
قراءة فى ق�سائد �سهام جبارد.حامت ال�سكر
ل تزال الكتابة الن�سوية مثار جدل قائم ومتجدد يبداأ غالبا من حيث انتهى اأو ح�سبنا اأنه دب �سعرا و�سردا وتنبه اإىل جمالت مغيبة توقف اأو اأفرز قناعات وزوايا نظر تغني قراءة الأفيه كال�سرية الذاتية, ولكننا نتداول نقديا تلك التقاطعات بني منكر وجود خطاب ن�سوي اإليه واملوؤكدة وجوده ل م�ستقل ومميز , وبني قائل بوجود هذا اخلطاب والن�سو�ش املوؤ�سرة كامتياز اأو تفوق بل كو�سف ومتثيل لكتابة نوعية ذات مزايا خا�سة تفر�سها الظروف املحيطة
مبنتجة الكتابة اأول وبالكتابة ذاتها عرب الذاكرة النظرية والن�سية يف اأدبنا .
21 2009 �شتاء
لن اأعود اإىل ال�سجرةتفاحة ما�سية
غواء يف عفن الإوتغريت كلها احلكاية تكييف جرى لقد عنا�شرها ال�شردية ف�شارت املروية– حواء- راوية �شطوري والرمزي, ومل تعد ثمة حدود حل�شور الأر�ض والتفاحة فهنا الطوفان واخللق التايل على الأوال�شجرة والغواية ثم تطعيمات اإغريقية: اإيكارو�ض ب وعذب: وميدوزا, مع عناق حار حلا�شر معذ
العودة راعية عا�شقة:احلب خباأ اإكليلي
وما اأنا اإل فالحة يف م�سحوف اأزرع ما اأ�سطاد
والربات على راأ�سي ينمون من �سق �سراعي
وتاأكيد تكرار الن�شوية قراءتنا �شت�شتوقف املوؤنث: التفاحة - ال�شجرة- التلميذة - يف الن�ض نف�شه- اجلاذبية- العا�شفة- الفالحة- الربات..
وتكدي الذكوري بالتن�شيد هذا قارنا واإذا لل�شاعرة كتحد اأخرى ق�شيدة املذكر يف وجود وعي على اإ�شافية دللة ن�شتق اأن ن�شتطيع هو ن�ض ففي بوجودها اللغة يف حتى ال�شاعرة الثامن من) ق�شائد( تعد ال�شاعرة �شجونها, فهي حبي�شة العلم الذي يف الكتب )العلم مذكر( ثم الدين والدخان والبيت ومعول وكر�شي وحيطان
وثوب وج�شد .وهذا رمبا كان انعكا�شا ل�شانيا للوعي النوعي ت�شمية اأكدت ذلك حتى يف التي �شهام لدى ول بعنوان) ال�شاعرة( وكتبت ق�شيدة ديوانها الأ
نف�شه املوؤنث بالعنوان الديوان هذا يف لحقة تتب�شط فيها مبا ي�شبه التعريف اأو التقدمي الذاتي للنظرة رمبا �شماوي مكان اإىل ال�شاعرة لتعيد خالقية لل�شعر وملكانة ال�شاعرة من التطهرية والأ
بعد:من ال�سحائب اأوقعتني العلل اخليالية
ال�ساعرة تروجالينابيع حليباي�سرت الغياب
...جمدها ال�سحائبوالعلل اخليالية
والفلك الغائ�ش باللوؤلوؤة بنائيا يغلب على الديوان بوح متقطع جت�شده اجلمل الق�شرية والرتاكيب املقطوعة عن نهاياتها جت�شدها التي الت�شاوؤلت وتلك الق�شائد, يف الديوان يف الكثرية والتعجب ال�شتفهام اأبنية اكتوت التي , العراقية احلالة توؤطره الذي والعنف الحتالل الكثرية: بنريانها ال�شاعرة يف للعي�ض موؤخرا �شهام انتقلت والهجرة- ال�شويد بعد اإ�شابتها بطلق ناري طائ�ض يف طريق عودتها اإىل املنزل ببغداد- مدينتها التي ولدت �شعرها وكتبت وعملت وتعلمت ون�شاأت فيها
ون�شرته-.ورنني العاطفي وقعها نقي�ض ن الآ بغداد
ا�شمها التاريخي :هنا بغداد
اإذ احلب اأ�سد اإماتةواملوت اأ�سد حبا
هنا دوي
يناير 2009 22
..وبغداد رمادو�شاأن العراقيات والعراقيني املتح�شرين على يني: �شخ�شي وطن م�شيع, ت�شتنجد �شهام مبا�شيتحدر من جنوب �شكنها ومتثل يف اأهوار حتمل ما على ينطوي وعام , والطفولة التاريخ عبق ولكن ح�شارات, من الرافدين بالد �شهدت ن يدبر حموا لهذين املا�شيني معا الذي ظل الآ
بعد اأن اأعادت �شومر لها ب�شمري املتكلم :طوفان قبور
ميحو اآثار �سومريتياإحدى عطايا فهي اأ�شابتها التي الطلقة اأما لها, ت�شتجيب التي الب�شر على املغدقة الدم اأن اإىل م�شغ( )اأبد ق�شيدتها هام�ض يف فت�شري التي الطائ�شة طالقة الإ على )رد الق�شيدة �شطورية كما اأ�شابتها!( فجعلتها تتخيل امليتة الأوردت يف الذاكرة البابلية حيث املوتى يهبطون
اإىل ظالم العامل ال�شفلي :يف بالد العامل ال�سفلي
هبطت كنت خطى اآيبة
يام غائ�سة ببيتي وكانت الأتتخري الطلقة بعد املوت احتمالت ويف ال�شاعرة ما عر�شته م�شرحية هاملت عن الكينونة
) اأن تكون اأو ل تكون( بتحوير وا�شح الدللة:اأن متوت
اأو ل متوتتلك هي امل�ساألة
نهاية عن اإعالنا التعديالت هذه وت�شبح �شرار على احلياة بالقول: الن�ض بالإ
واأعي�ش ..اأعي�شاأعي�ش
وتلك هي امل�ساألةحداثية بثنائيات ال�شاعرة ت�شتعني كما
تالئم منهج النرث يف الق�شيدة:لفة والغرابة الأاللتان تدفناين
واليقظة واحللماللذان يالم�سان ينابيعي
الت�ساع وال�سيق اللذان اأهرب بينهما
القول اخلال�ش والرتدد العميقحلاف املطلوب ال�ستغناء والإ
�شعر ينبثق الثنائيات تلك تعار�شات ومن �شاف تلونه الن�شوية كوعي بالذات وباخل�شو�شية بالوطن, حل ملا اإ�شافية جراح عن تنبئنا التي الذي �شبع الإ تاأنيث دللة تتاأمل فال�شاعرة بوجوده ي�شن نه لأ ذلك بعد �شديقا ي�شلح ل
خر: الذكري كاإحالة للجن�ض الآاإذ �سديقتي, اإنها �سديقي, لي�ست �سبع الإ
اللغة جتعلها اأنثىخفايا يف تدخل اإن ما �سحرية اإ�سبعا كانت
الوجود.اإذ اثنتان ت�سريان موجبا..
ويف الن�ض نف�شه:ر�سم نف�سي وهكذا اأ�ستعني باإ�سبع لأ
اإىل ميتد تاأويل مدار �شبع– الإ �شتتكرر اللذة والتوحد مع اجل�شد وال�شتيهامات املمكنة
كاأحالم يقظة:
23 2009 �شتاء
لكنك ل�ست اإ�سبعي
ل�ست يدي ل�ست العينني املتحريتني يف الظالم
ل�ست الظالم وما من عر�ش مل�ستوحدة
بال�شور املغطاة الدنيوية هذه و�شتك�شر الن�شو�ض يف ال�شاعرة تداعيات واخليالت خماطبات عنها تف�شح متخفية ب�شوفية ممزوجة ومناجيات تعر�شها بجالء ق�شيدة البداية ) على بابك( التي ذكرتني بقول ال�شياب م�شتغيثا يف
خرية: اأيام مر�شه الأمنطرحا اأمام بابك الكبري
اأ�سرخ يف الرم�ساء..اأ�ستجريتلك ال�شتغاثات اأمام باب اهلل غري املذكور يف الن�ض اأو امل�شاف اإليه , ميكن اأن نردها لروح حيث , ال�شاعرة اأعماق يف تر�شبت �شعبية فيها ميار�ض وبيوت مل��زارات تف�شي ب��واب الأ
الدعاء فت�شاركها جمموعة من :العجائز واملحرومات وقلبي
الت كيد ال�سرب بك وقلبي املعطالناذرات املوفيات واحلانثاتال�سائرات حافيات لطمات
املنك�سرات بالزوايااخلائفات الباكيات
وقلبي وقلبي وقلبيالتقاليد من املهربة الك�شر ه��ذه ومثل
اأخرى مواقع يف اأي�شا جندها وعفويتها ال�شعبية �شطورة والرمز من الن�شو�ض التي تقرت�ض من الأكاملراأة ويقويها, الن�شو�ض يدعم ما واحلكايات ليلة األف اإىل اإحالة القارورة واخلروج منها- يف
وليلة فى »قدميا مثل هيبا�شيا« :كم اأينع ال�سوك
ومل تخرجي من القارورةخلق ق�شة يف الطوفان رمز وا�شتخدام مقرتحة ومتخيلة ب�شور �شعرية موؤثرة يح�شر فيها اللجة ولي�ض بعيدا عن ياأخذها يف دوما مركب الهاوية فكما انتهى الطوفان الكبري يف جبل يف العراق تنتهي طوفانات �شهام جبار به وفيه فرتى
نف�شها )قيثار نهرين يرتنحان(.احلياة م��ن الفارغة احلزينة النهايات مرة ج�شديا منه جنت اأكيد ملوت امل�شت�شلمة املوت ( وتتاأمله وينتظرها وحتياه يعي�شها لكنه
�ش يف ال�سلب/ والراأ�ش يبحث( مع�سالديوان يف بيتني اآخ��ر نقراأ اخلتام ويف �شاعرة وجاع لأ القراءة هذه يف ما اآخر ليكونا مل و�شنعت له اأنها اأحاطت بالأ جمدها الوحيد
ذكرى..احلمامة مل تغرد اأية �سرية
عن �سجر غائبماكثة على �سفا
تركنا وحدنا هذا الزمان
* قدميا مثل هيبا�شيا , �شعر, �شهام جبار, احل�شارة للن�شر, القاهرة 2008.
يناير 2009 2�
العربية الثقافة فى »ال�شاعر«- مفهوم يرتبط عليه يتوجب الذى »الفار�ض« مبفهوم ال�شائدة- اإليها, ينتمى التى الب�شرية الدفاع عن »جماعته« ومن خالل هذه الو�شعية اأ�شبح »ال�شاعر« �شدى ملعارف هذه »اجلماعة«, اإنه - بتعبري اآخر - �شوتها وما »قيم« من به توؤمن ما ير�شخ الذى اجلماىل
توؤكده من »تقاليد« متوارثة.اأو قبيلته عليه تتعارف ملا تابع ع�شو فال�شاعر اأم »غواية« عليه تتعارف ما اأكان �شواء جماعته, »العالقة« هذه »اجرتاحات« حجم لكن »ر�شادا« مل يكن قليال اأي�شا؛ بدءا من ظاهرة »ال�شعاليك« ديوان �شاحب عبادة« »م�شطفى ب� انتهاء ولي�ض عنه؛ نتحدث الذى غلبتنى« الرتاجيديا »لكن ما متاما؛ هذا »النبى« ال�شاعر حيث تنحى مفهوم يقوله ال�شاعر اإيحاء كما يقول �شراحة حني يتوجه نثى« التى تقع - دون ق�شد باخلطاب اإىل هذه »الأ
منه - فى غواية »اإغرائه«:لي�ش ىل معجزة من اأى نوع!
فما الذى اأغراك بى؟! )�ض9(.للقانون خرقا بو�شفها »املعجزة«- كانت فاإذا ال�شاعر فاإن »النبوة« عالمات اإحدى الطبيعى- جمرد اأو »القدرة«؛ هذه مثل امتالك عن يعجز نه - بب�شاطة - مل يعد راغبا فى احللم بامتالكها لأاأداء هذا الدور القدمي الذى يتماهى فيه »ال�شاعر« و»النبى« حيث مل تعد تتملكه »�شهوة تغيري العامل« اأو اأداء دور جوهرى فى اإحداث هذا التغيري, وبهذا
ن�شائية, وي�شبح الفهم تنحل عقدة هذه ال�شيغ الإاحلقيقى- ال�شبب هو القدرة لهذه ال�شاعر افتقاد نثى« »الأ اجنذاب فى ا�شتفهام- اأو تعجب دون ن هذه نها- يقينا- ت�شاركه هذا الفتقاد, ولأ له, لأالقدرة- بتاأويل اآخر- لي�شت �شوى مظهر خارجى »النبوة« جوهر اأو ن�شان« »الإ جوهر على يدل ل
على ال�شواء.املطلقات هذه عن باحثا ال�شاعر يعد مل ول- الأ املقام فى يعنيه- اأ�شبح بل الكربى؛ ال�شخ�شى واقعه فى انعكا�شاتها عن البحث يعد مل فهو الب�شيطة؛ جرئياتها فى ومعاينتها يتحدث عن »البحر« )هذا الرمز الذى تكرر كثريا اإحدى ال�شعر احلديث( بقدر ما يتحدث عن فى »ذات« ل� ا مو�شوعي معادل تبدو التى موجاته
ال�شاعر:بال اأنبياء ول �سجر قدمي
موجة تعزف البحر اأو ت�سطفيه )�ض19(اإن ما �شبق لي�ض جمرد ا�شتبدال ب�شيط؛ فقد الكبرية ال�شعرية الرموز �شاأن �شاأنه »البحر« ارتبط والر�شالت نبياء الأ تاريخ القدمي: التاريخ بذلك الكربى؛ فى حني ترتبط »املوجة« - التى ل تنبت عن بداهة - بذلك التوجه ال�شعرى اجلديد الذى يلحظ اجلزئى وي�شتب�شر ما يراه بالعني؛ وكاأننا اأمام جماليات - با�شالر بتعبري - ن�شميه اأن ميكن ما قطيعة؛ اأو انف�شال دون ال�شغر«, فى »املتناهى مر - ب�شعة »البحر« القادرة فاملوجة - فى نهاية الأ
»لكن الرتاجيديا غلبتنى«:من اليقني القدمي اإىل احتماالت احلداثة
د.حممد ال�سيد اإ�سماعيل
2� 2009 �شتاء
على عزفه وا�شطفائه وتاأكيد �شمته احلقيقى.املو�شوعية مبوا�شفاتها »املوجة« دالة وتظل فهى ال�شاعر, »ذات« متثيل على قادرة وال�شعرية من ناحية »ل قرار لها« ول »م�شب« تغويها- فقط-
حركة »الندفاع« اإىل »الهام�ض«:ل قرار اإذن
مثلما املوجةاأندفع بال م�سبات
اإىل الهام�ش )�ض 32(.»امل�شري« ذلك على ياأ�شى ل هنا ال�شاعر اإن »اأمل ياأ�شى اإليه »املوجة« مثلما كان الذى تنتهى م�شري على احلجرية« الكعكة »اأغنية فى دنقل«
»ماء النهر« حني يقول:وتغرق ماوؤك يا نهر حني بلغت امل�سب
فقد كان »ماء النهر« عند »اأمل دنقل« معادل لتلك اجلموع »الب�شرية« التى مل ت�شل اإىل غايتها؛ الندفاع« »حركة متثل التى »املوجة« على عك�ض ع�شار« الذى هويتها وغايتها معا؛ اإنها اأ�شبه ب� »الإفى »ال�شاعر« قرين عبدال�شبور« »�شالح جعله
رحلته »ال�شندبادية«:اإن قلت لل�ساح انت�سيت قال كيف
ع�سار اإن يهداأ ميت. وال�سندباد كالإحركة »الفعل« - فقط - هى الغاية دون انتظار ملا تف�شى اإليه؛ حتى واإن و�شف ذلك باأنه �شرب من »املثالية« اأو مفارقة »الواقع«؛ ال�شاعر نف�شه يعى
ذلك وي�شرح به:هل م�سطفى عبادة
موجة حت�سرج حتت وهم املثالية )�ض26(.اأخرى؛ مرة »املوجة« دالة تكرار ولنالحظ وو�شوح درجة توحدها - من خالل منط »الت�شبيه �شمات وب��روز ال�شاعر, »ذات« مع البليغ«-
ال�شتعارية« »ال�شورة منط خالل من »اأن�شنتها« الوقوف يحاول بال�شاعر وكاأنى حت�شرج(؛ )موجة فيها اأخرى يتخل�ض اإبداعية على م�شارف مرحلة قليال اأو كثريا من اأوهام هذه »املثالية« التى ل تبدو
ىل ناتئة اأو مقطوعة ال�شلة مبا هو »مو�شوعى«!انفرج الباب
ل عطر!ول قرنفالت ينتظرنثم ل �سىء )�ض21(.
العامل )فراغ »الفراغ« ب� ح�شا�ض الإ هذا اإن الذى الف�شول ذلك من الرغم على املحيط( الذى هو اأ�شيائه؛ اكت�شاف فى »الذات« يتملك يدفعنا جميعا- ولي�ض ال�شاعر فح�شب - اإىل هذا خري ال�شرب من املثالية التى تعد- فى التحليل الأ
- اأحد نواجت واقعها املو�شوعى:األي�ست نهاية ال�سعراء
الت�سحية بتاريخ العالقةانت�سارا للذات التى �سارفت طلوعها
اأو طلعت فعال؟ )�ض 27(اأوجه على هنا »العالقة« نف�شر اأن ولنا القدمية, »املفاهيم« ب� »ال�شعراء« عالقة خمتلفة: ثبت الذى اخلارجى بالعامل »ال�شعراء« عالقة فراغه وخواوؤه؛ وكاأننا اأمام عملية اإبدال واإحالل؛ عملية تخلق جديد ي�شتبدل فيها »ال�شعراء« ذاتهم
احلقيقية مبا ورثوه من مفهومات قدمية.ال�شيغة هذه دللة نتاأمل اأن املنا�شب ومن على نها- لأ عليها املقطع ورد التى ن�شائية« »الإت�شتبطن - التقريرى البالغى غر�شها من الرغم تراه ما تطرح ول الحتمالية؛ من وا�شحة درجة نه- اأى ال�شاعر- لو ب� »يقني« ال�شعراء »القدمي« ؛ لأفعل لكان كمن ي�شتبدل يقينا بيقني دون فارق-
يناير 2009 2�
كبري اأو �شغري - فى اآلية التفكري.اإليها؛ اأ�شري التى »الحتمالية« هذه تف�شى بو�شفها اإحدى �شمات التفكري احلديث؛ اإىل �شمة اأخرى اأدخل فى الفن واأعنى بها ما ميكن اأن ن�شميه ب� »غواية التجريب« الذى ياأخذ عند ال�شاعر طابعا فح�شب؛ الفنى »التجريب« اإىل ين�شرف ل عاما فالتجديد فى الفن هو - على وجه اليقني - جتديد
فى روؤية »احلياة« ذاتها:للمرء اأن يجرب: كونا وجن�سا وهواء
�سنة وع�سرين خم�ش من يتنف�سه الذى غري )�ض15(.
احلال بطبيعة دب- والأ »الفن« كان لقد »اخللق« ب� - مثال اإليوت ت.�ض. عند مرتبطا- فى اليقني معانى من الدالة هذه حتمله ما بكل احلديثة- النظرة تطور مع لكنه- بداع«؛ »الإ ناجت لي�شتقر الذى »التجريب« بفعل مرتبطا اأ�شبح على �شكل حمدد مهما بلغت م�شداقيته اأو درجة بداع« ذاته لي�ض �شوى تاريخ ا�شتقراره؛ وتاريخ »الإوحماولت امل�شتقرة »الفن« تقاليد بني »�شراع« نفهم اأن ميكن ال�شياق هذا وفى عليها؛ اخلروج
قول ال�شاعر:اأكره من يذكرنى بواجبى
واأبدل ال�سياغات كثريااأعرف اأنكم على حق
واأن ما ينق�سنىم�ساحة لالعتزاز بالنف�ش
لكن الرتاجيديا غلبتنى )�ض100(.هذا »الواجب« الثقيل الذى يبداأ به »املقطع« ين�شرف اإىل ما هو اجتماعى اأو �شيا�شى اأو معرفى, كما ين�شرف اإىل ما هو »اأدبى« على نحو ما يوحى ال�شطر الثانى الذى ل يخلو من تعدد اأبعاده اأي�شا؛
واملقطع كله يعك�ض ذلك ال�شراع غري املتكافئ بني ا«, اأو »حق »واجبا« وماتراه رادة »اجلمعية« الإ تلك رادة »الفردية« التى ت�شعى اإىل اقتنا�ض جمرد والإ»م�شاحة لالعتزاز بالنف�ض« دون اأن تبلغها, مما مينح ا« وكاأن »الذات« ت�شارع ا »تراجيدي »ال�شراع« ح�شالب�شرية. ول تفوق طاقتها و»قوى« »عليا« اإرادات يبعد هذا احل�ض »الرتاجيدى« عن عالقة »ال�شاعر« »مركبة« تبدو التى العالقة هذه نثى«, »الأ ب� ال�شاعر بتعبريات - تكون ما اأقرب اأو و»مرتبكة«
- اإىل »املعادلت« غري املحلولة:اأنت اأو�سع منى
و�سيقة علىواأنا �سيق على نف�سى
وا�سع على كثريينكيف لهذه املعادلت
اأن ت�سبح عالقةاأو حتى جمرد ق�سيدة )�ض90(
حيث تلعب ثنائية »ال�شيق« و»الت�شاع« دورها فى تفعيل ذلك التناق�ض الدائم غري املحلول بني تلعب كما عالقة( ثمة كان )اإن »العالقة« طرفى دورها فى اإجها�ض حماولت الطرفني فى التحقق هذا حتويل فى »ال�شاعر« حماولت اأو ن�شانى الإن�شانى اإىل فعل »اإبداعى« ي�شتطيع - من العجز الإ
خالله - جتاوز هذه العالقة املاأزومة. نثى« يتجاوب اإننا اأمام حتول اآخر فى �شورة »الأمع ذلك »الفراغ« الذى لحظناه من قبل؛ ولهذا مل يكن عجبا اأن يخاطبها ال�شاعر فى �شورة اأخرى
بقوله:ماكن نفيا )�ض11( تتوا�سلني فى الأ
عالمة »الغياب« اأو »النفى« اأ�شبح لقد التوا�شل الوحيد بني الطرفني, والنفى هنا ين�شرف
2� 2009 �شتاء
ماكن« بو�شفها نقي�شة »الذات«؛ كاأننا اأمام اإىل »الأ»تخلق« اآخر اأو تفعيل لثنائية »الهدم والبناء«:
ن �سرية الغبار اأ�ستعيد الآمر جمرد: قراءة خليط الهدم اأم الأ
وتاأويل خليط البناء )�ض 35(فعلى بني نقارن اأن املفيد من ك��ان ورمب��ا »القراءة« و»التاأويل« ملعرفة انعكا�ض دللتيهما على ثنائية »الهدم« و»البناء«؛ ف� »القراءة« معاينة للظاهر فى املالحظة, جمرد �شوى ليحتاج الذى البارز »الوعى« اإعمال اإىل »التاأويل« فعل يجنح حني كاأنه »البناء« خفاء يعنى مما »الظاهر« وا�شتبطان ا فى ظاهر »الهدم« البنية التحتية التى تتخلق �شر
الذى ن�شهده مبجرد النظر.مر على ثنائية »الهدم« و»البناء«؛ وليقت�شر الأحيث ت�شيع فى الديوان ما ميكن اأن ن�شميه بهيمنة تزاوج مت�شارعة؛ كثرية اأطراف الت�شاد«: »بنية ثر الواحد لل�شىء ونقي�شه؛ ولنتاأمل النقائ�ض؛ الأ
هذه ال�شواهد:1 - بح�شورك تف�شدين كل �شىء
ثر )الأ )���ض11( فا�شد غيابك فى �شىء وكل الواحد للفعل ونقي�شه(
2 - كل �شىء جميل حني اأ�شحوثر املختلف ومع ذلك كل �شحو �شقاء )�ض12( )الأ
للفعل الواحد( )13 )�ض هائجة غفوة اأم حنون؛ جحيم - 3
)تزاوج ال�شىء ونقي�شه(الدوال حقول تعدد على ذلك انعك�ض وقد فى جند مثلما ا ا�شتعاري تداخال وتداخلها اللغوية تداخل »ال�شاعر« و»البحر« فى هذين النموذجني:
�ستذوب واأع�س�ابى �سوائبى اأظ�ن كنت - 1)�ش 34(
2 - هل قاوم البحر؟ اأم اأغ�سى فرحا بخليقته:اإنه فى وحدته اأو ذهوله
يعلك اأع�ساءه )�ض 19(النموذج فى »ال�شاعر«- ي�شتعري حيث ول- عند احلديث عن نف�شه خ�شائ�ض »البحر« الأعلى يخلع حني فى ع�شاب(؛ الأ )ال�شوائب, من جمموعة الثانى- النموذج فى - »البحر« الفرح, )املقاومة, الوا�شحة ن�شانية الإ ال�شمات
ع�شاء(. الوحدة, الذهول, الأاإحدى وهذه - دائما »ال�شاعر« يجنح كما خ�شائ�شه الفنية - اإىل قطع تدفق ال�شوت »الغنائى« مبا ميكن اأن ن�شميه »دراما ال�شوت الداخلى« الذى يبدو وكاأنه »منولوج داخلى«, فاأجد املقاطع ال�شابقة
التى ا�شت�شهدنا بهاغري وهواء؛ وجن�شا لونا يجرب, اأن )للمرء ينتهى �شنة( وع�شرين خم�ض من يتنف�شه الذى على رد وكاأنها تبدو التى املقو�شة اجلملة بهذه فى العارمة الرغبة تلك اأو ال�شابق اليقني هذا التجريب »هل يتبدل الهواء حقا«؛ مما يك�شر حدة هذا التدفق الغنائى وي�شطنع بنية درامية بعيدة عن
اأحادية ال�شوت.وهى مالحظة ت�شدق على مناذج اأخرى كثرية وغنائيتها بيقينها اخلربية �شاليب الأ فيها تتحاور ن�شائية التى جتنح اإىل التاأمل الواعى �شاليب الإ والأ
ملا تف�شى به »الذات« من رغبات جاحمة.واأظنه- بحق لل�شاعر؛ ول الأ الديوان هذا هو ومتيز �شوته ال�شاعر توؤكد خ�شو�شية قوية بداية -نه يبدو- وكما ال�شعرى الذى ننتظر منه الكثري, لأحلظت فى بع�ض موا�شع هذه الدرا�شة- وكاأنه على
م�شارف مرحلة اإبداعية اأخرى.
يناير 2009 2�
اإذن املا�شي بعالقاته وم�شاراته التاريخية الطويلة التي الفكرية مقولته يف وعاي�شها �شطورة الأ �شكل و�شلتنا عرب م�شارات الزمن , وقد كان ا�شتلهام ال�شاعر يعني ل ال�شعري خطابه ال�شفاهي للرتاث املعا�شر املعا�شر ال�شاعر بل عمد �شطوته, اأمام التام الندياح �شطورة , بل وخلق اأ�شطورته اخلا�شة اإىل اإعادة اإنتاج الأالتي تنا�شب توقه اإىل فعل مواز يعيد اإليه ذاته التائهة, وي�شاعده علي مللمة �شتات روحه... لي�ض من الي�شري اأن يخرج ال�شاعر اأ�شاطري وحكايات من عمق التاريخ
ليعيد اإنتاجها يف ف�شائه ال�شعري . فال�شاعر احلقيقي هو القادر على تقدمي روؤية واعية ومفارقة املا�شي حدود تخطي باأهمية وواعية للعامل تقفز التي املبدعة هي ال�شعرية والتجربة ... ظالله يره مل واإن حتى قادم زمن اإىل جريئة قفزة باحلا�شر ال�شاعر يقول: » لك لون امللح / طعم الريح / �سوت املاء يف عني البكاء/ لك طاحونة من رمل/ وقناديل ثكلي/ وع�سافري ح�ساد / و�سظايا / لزغاريد وراء
الباب/ خلف ال�سرت« مقولت لتفكيك اأفقا تفتح مراوغة, اأ�شئلة فالذات لتحريك, اأفقا تفتح .. وم�شاءلتها املا�شي,
ت�شتنطق براءتها, تعود اإىل زمن تفجر الرغبة , تكت�شف اأن فتكت�شف باملر�شاد, لها القاعدين اأولئك قهر تعرف اأنها ل اإل باحلياة النهدين فاطمة رغم �شجيج عن الربيع �شوى اخلراف: »طفالن وال�سم احت�سان خرى وتاد / والأ ... والقبيلة نائمة / قدم على الأجناب / تبحث عن بقايا اآثمة / �سدو تنقب فوهة الإحني ....... ال�سماء ت�سنعها / قفال الأ على ي�سج نهدك فاطمة , / هل تعرفني من الربيع �سوى
اخلراف / متى انتهاوؤك فيك يبتدئ العراف« .طفالن يلعبان برباءة اأوىل ... واإذا تلك القبيلة التي مل تعد نائمة تلتفت اإىل براءة مازالت تلعب , وتفرق بني الطفلني الربيئني , بل وتبحث وتوؤثم تلك الفاطمة,
تبحث يف فوهة اإجنابها عن بقايا اآثمة .........ذات ت�شتيقظ فجاأة على براءة �شلبت منها , واأ�شفاد �شل�شلت بها . ول ذنب لها اإل اأن النهدين �شجا فجاأة, »طفالن والت�شفيد: التاأثيم بوؤرة الذات يف و�شقطت من عنق الزجاجة يعربان/ هبت على جفنيهما ريح ال�سباح الباردة/ فتبدد اخلدر املعلق يف العيون/ راحا .. البحر يرتا�سقان ي�سحكان/ الطفولة مد على
ال الهوية الذات و�سوؤ
يعمد ال�ساعر ال�سعودى عبد الوهاب اأحمد يف ديوانه » لزمن لن يراين« يف بنائه للن�ش اإيل حتريك موقف الذات من �سكونية الرا�سد اإىل حركية امل�سائل , فاملا�سي بالن�سبة له قافلة ت�سري كاملاء , كلما وىل قد �سد يف وجهه جمري بحث عن جمرى اآخر, و اإذا كان ال�سعر العربي املعا�سر يف بداياته الأاأفاد من املا�سي, فان م�ستقبل هذا ال�سعر لي�ش �سرطا اأن يتحدد يف تزاوجه بني املا�سي واحلا�سر, بل حتما نبحث عن روافد هذين الزمنني , املا�سي واحلا�سر, يف زمن اآخر اآت وهو امل�ستقبل , فال�ساعر وىل للديوان يخربنا عن زمنه اخلا�ش .. الذي يهديه بع�ش روحه, ذلك الزمن املقرر منذ العتبة الأ
�سلفا األ يراه , يهدي ال�ساعر ديوانه لزمن �سياأتي حتما دون اأن تراه الذات ال�ساعرة ...
�سعيد نوح
يف ديوان » لزمن لن يراين« لل�ساعر عبد الوهاب اأحمد
29 2009 �شتاء
يلتقيان/ هات يديك بني يدي/ ولتطفئ جراحك/ اأي جرح �سئت يف عيني/ ها هو طوفنا املعقود حول م�ش/ فوق �سظية من ودنا ال�سم�ش كنت ر�سمته بالأ
م�ش ا�سرتاح وكم اأراح« . املحظور/ والأتظل العالقة ملتب�شة بني ال�شاعر وف�شائه ال�شعري, تتعني هذه العالقة ب�شوؤال ملح ب�شكل دائم على الذات ال�شاعرة , ما دور الكلمة , وملاذا اأكتب؟ �شوؤال �شديد ي�شرية, لي�شت امل�شاألة باأن ي�شي اأنه اإل , الب�شاطة التمرد, على هو حا�ض ال�شاعر لهذا بالن�شبة فال�شعر اأفق يحلق يف عوامل تخيليية وروؤية للعامل: »وجدتني قطرة مطر/ على واأفيق اأنام/ حرف غ�سن على ت�سري باخلال�ش/ مفعمة مثلك هي كلمة/ منه.. به نحو خيط ال�سياء/ �سفينة نوح يعود/ على هامه تعود وتعود ال�سباح/ ردهات يف كالزمرد/ وهج تعود/ تطفئ ال�سمع اأفواه حب/وتفرح بالعمر املر مر/ ويف كفه نتف من �سمائرنا/ هي ت�سحك .. كيف نزف جنازتها / واأنا اأقطف احلرف من �سجر
املاء«.كما يعمد ال�شاعر اإىل بناء معادل مو�شوعي جديد التاريخي البعد فيه يعيد والروحي, الفكري للماأثور توظيف يجيد فهو حديثة, فكرية منظومات وفق املرجعيات املعرفية والثقافية لتحمل روؤاه وفكره, ها هو القارئ يف التي حت�شر يف ذهن يخاطب عبلة احل�شناء تلك اللحظة , ويح�شر �شوت عنرتة وهو ي�شائلها هال ت�شاأل اخليل عنه يف بيت عنرتة ال�شهري »هال �شاألت اخليل يا ابنة مالك«, ولكن عبلة احل�شناء عن�د ال�شاعر احلداثي ياأتيها عنرتة مكبال باحلديد.. ويت�شاءل ال�شاعر عما جرى, وكيف �شاعت رجولته ونخوته, فعنرتة �شار من جاءا »طفالن : حداثية لدللت حامال رمزا املكبل بعيد / من م�سارب عبلة احل�سناء / عنرتة ابنة يا باحلديد / ماذا جري ؟ »هال �ساألت اخليل«
اأمنا / اإن كنت جاهلة مبا فعل الظالم«.الظالم هو تاريخه وك�شر عنرتة فحولة كبل من
حالم والأ يباع الوطن جعل الذي الظالم ذلك ..ال�سم�ش .. يف وطن »ال�سم�ش غري : يقول ت�شتباح يباع/ النا�ش غري النا�ش/ عنرتة ال�سجاع / �سيبوب ما احلي حرمي لول احتالم/ عنرتة وتظل �سلع/
رفعوك/ لول عبلة ال�سمراء ما عرفوك« الروح اأزمة جتلي يف ال�شعري التوهج يتكون وجداين قناع اجرتاح لي�ض كونه ليخرج عن املتقدة اأحا�شي�ض على يكتم برزخ اجتياز على ي�شاعده الذات ال�شاعرة , ول يعطيها فر�شة للبوح .. فقط ذات ترغب يف اأن تراوغ التابو , تتحايل عليه , ل تقدر على الت�شادم معه مبا�شرة , بل تراوغه يف �شور �شعرية دالة وعميقة : »حر�ش الف�سيلة حني جاءوا / كان نب�ش الليل عروق يف / �سموعا يفتلها .. حالم الأ يقراأ .. يقطر بني كفيه الظالم / وتفوح رائحة الرتاب ما �ساألوه والرئتني/ القلب بني كالينبوع/ تنز .. / يجب مل لونك؟ �ساألوه / يجب مل ؟ ا�سمك �ساألوه قبلتك ؟ ابت�سم / قالوا اأتدري ما عليك ولي�ش اأن يدا�ش وينتهك؟ / �سربوه لك / ما كنت حتلم �سلبوه ... دم ونهر الرتاب فمه من �سال حتى مر .. ك�ش حتى رقعة ال�سطرجن .. تبا كل ما يف الأ
.. مات امللك ...« كما يتجلى وعي الذات القومية يف عالئقها بوعي امل�شروع ا�شتكمال متابعة اإىل ال�شبيل هو خ��ر, الآوالهوية, ال��ذات �شوؤال فيطرح العربي, احل�شاري روؤية قومية, ترى اجلرح واحدا من النيل اإىل الفرات, رتق يخيط واملقام, كل وزمزم والزيتون النخيل ترى العروبة فيه لع�شر وتاقت رواح الأ توحدت لو الكل,
م�شت�شاءة, واحللم واحد ل يفرقه حميط اأو خليج.الذات اأ�شئلة عن يعرب كيف ال�شاعر عرف لقد اخلا�ض, والهم العام الهم عن يعرب كيف والهوية, يف لغة دالة وموحية , و�شور فيها جدية وم�شهدية مع
توظيف املرجعيات الثقافية واملعرفية. * �شدر الديوان عن مركز احل�شارة العربية بالقاهرة يف 236 �شفحة من القطع املتو�شط .
يناير 2009 30
الغالف يكون املجموعة هذه نقراأ عندما والعنوان هما مفتاح الدخول, ففى اأعلى الغالف ا�شم ال�شاعر �شالح جاد, وحتته العنوان )فقط يتاأمل الديوان ال�شاعر وعنوان ا�شم اأن واأعتقد القارب( )مبتداأ( جاد, �شالح )مبتداأ+خرب( واحدة كتلة خربه: فقط يتاأمل القارب, ليخربنا منذ البداية اأنه الواقع, بكل ما للقارب/ الرا�شد املتاأمل �شيكون يحتوى من جمتمع و�شيا�شة, وفى ذكاء �شديد يبداأ �شيكون الذى موقفه ليعلن العنوان بالق�شيدة/ لنا يقدم اأن بعد فيه مل�شاركه امليدانى احلكم نهاية فى يقول الكل( حيث )بطالن وهو ر�شده ول: )األديه تف�شري جديد � للعامل ي�شر به املقطع الأ
لل�شفحة بي�شاء// �شوى : الكل باطل(..حتى العامل اإىل الذات من النطالق ويبداأ من للذات ياأتى فالزيف العقيدة اإىل ي�شل احللم: �شوى للذات يتبق ومل �شدقاء الأ نكران )رفيقك احللم( والوجوه التى منحها نب�شه وزهرة )فمتى الرحيل: فيتمنى ال�شغينة له تكن عمره يرحتل عنها(.. واإذا ارحتل فال يتبقى له �شوى بقاء ن الآ )يجل�ض الرحلة نهاية فى ووحدته الق�شيدة
وي�شتمر القارب( يتاأمل املجداف, ي�شلح وحيدا فى الر�شد, حتى ير�شد تخلى املثقفني عن املبداأ فى وهم ق�شيتهم باعوا نهم لأ اأحوالهم وحت�شن عن في�شاألون بثوابتهم: يفكرهم من اإىل حاجة من اهلل �شفاهم الذين عنه )يبحون قدمي �شديق درن القراءة والكتابة, فتح�شنت كثريا اأحوالهم(..
الذات ال�شاعر/ �شوداوية يزيد ال�شقوط هذا فريف�ض فى مقطع )التفاوؤل( اأن مينح ابنا له تذكرة �شيجرم يف حق بذلك نه لأ العامل لهذا الدخول
نف�شه وحقه :واأمنحه وحقه نف�شي حق يف اأجرم )كيف تاأ�شرية الدخول لعامل يبدو � دائما � �شعيدا جدا
وفا�شال(..ويبداأ ال�شاعر من رحلة الذات اإىل الولوج يف �شدقاء الأ عند القارب ف�شاد يقت�شر فلم العامل اأي�شا, وكونى عاملى هم ولكنه املثقفني, وتخلي اأحياء غزة واأين فها هي قوات الحتالل تق�شف )قوات الواقع: هذا من الرا�شد هذا يذهب اأين اإىل غزة اأحياء بالقنابل تقذف الحتالل تذهب؟( فال يجد اأمامه اإل الركون للرمز املتمثل
الر�سد الواعى املحر�ض
عوي�ش معو�ش ن يجب اأن ي�سبح له دور فاعل فى الر�سد اأو التحري�ش على الواقع )ولو هم�سا اأعتقد اأن ال�سعر الآنه هو الذى �سيبقى, وال�ساعر على القل(, يجب اأن ي�سبح م�ساركا ملا نحن فيه من متغريات ,لأامل�سرى �سالح على جاد فى ديوانه اجلديد )فقط يتاأمل القارب ( فعل هذه الفكرة الذكية, اإذ خرج ثم باملقدمة تبداأ التى بالرواية اأ�سبه فهى ذكى, �سعرى فكر من تخلو ل �سعرية مبجموعة علينا
العقدة والتنوير و�سول اإىل النهاية ..
يف ديوان »فقط يتاأمل القارب«
31 2009 �شتاء
اأ�شد احلديقة )اأين : املنقذ )اأ�شد احلديقة(/ يف: الكل اأن اأعلن قد ال�شاعر كان واإذا ولدى؟(. يا باطل يف البداية فاخلروج من الكل مباح, مل يكف �شدقاء فقط بل يتجاوزه يف ق�شيدة اخلروج من الأ)الغربان( ليغادر الكل: )من نف�شه, من بيته واأهله, من وطنه ال�شغري والكبري ومل يعد/ خرج املواطن(, اآيل )عامل ق�شيدة يف الراف�ض الر�شد ويت�شاعد اأرادته ملا ليعلن من خالله ال�شت�شالم لل�شقوط( القوة املهيمنة والتي جنحت بح�شارها فى اأن نلقي �شدقاء: )لكنهم �شالحنا اأو اأن ن�شهره يف وجه الأم�شتمرون يف ح�شارنا واإف�شاد ما يتبقى من حياتنا لنلقي لهم اأخريا ب�شربنا و�شالحنا, �شالحنا الذي ن يف وجوه اإخواننا واأ�شحابنا(, وي�شتمر ن�شهره الآعالمى ال�شينما, لنتخلى احل�شار لي�شمل الف�شاد الإ
عن قيمنا ون�شبح مغيبني: طاردها الثالثة الدرجة بدور عرو�ض )ثالثة
الرقيب فاأدمنتها اجلماهري(.ن فهنا تنهار القيمة, وهذا هو قمة الت�شاعد, لأانهيار القيم معناه قمة ال�شقوط, فهذا اجلار املح�شن عندما ميوت, هذا الذي يحمي القيم ويقيم الزكاة والولئم, عندما ميوت )مل يجدوا حتته �شوى لعنة الر�شد حتى ال�شخرية واملرارة, وقمة اأولده( قمة يف هذه املراأة التي تكذب يف عمرها ويكذب عليها هو يف عمله وزواجه )كذب عليها يف عمله وزواجه
وكذبت عليه يف عمرها وا�شمها(. ال�شيا�شية اأ�شبابه له يكون قد ال�شقوط وهذا البداية منذ نه لأ ال�شاعر, فيها يتدخل ل التي اكتفى مبوقعه الرا�شد وعلى القارئ اأن يعمل ذهنه, فال�شقوط بعد اخلروج املبكر للمعا�ض ثم ال�شقوط كم�شكن اأ�شبح ال��ذى اجلن�ض م�شتنقع فى
وخمدر:
)ي�شطحبون فتيات �شغريات كمهدئات لوخز �شنوات عجاف طاحنة (
وقد يوؤدى القهر الجتماعى اإىل ال�شقوط عند اأطفالها, واأيت�م زوجها املر�ض اأقعد التى عزيزة فاأ�شبحت �شاقطة بفعل القهر وهى الراق�شة والتى دفعها الفقر اإىل ال�شقوط.. ففى نهاية جولت املتعة الرخي�شة ) مت�شح فى الوحدة دموعا خمتنقة وت�شاأل اهلل مغفرة و�شرتا( وي�شعرك اأو يهم�ض لك ال�شاعر رغم اأنه را�شد اإل اأن كل ذلك ال�شقوط مدبر لكى
يحيا املعلم/ مبا له من رمز:م�ض الزهور, قتل احرتاف من منا�ض )ل ال�شعب, موؤدب �� مربى �� املعلم الدماء, ليعي�ض
اأبنائه( ..نطاق اىل الر�شد نطاق من ال�شاعر ويخرج )ال�شريك( ق�شيدة ففى اأحيانا والتحذير الهم�ض يعلن اأو يحذر من اأن ال�شغط �شيوؤدى اإىل النفجار, فى حمر الأ اخلط يتخطى ل�شاحر رمزية ق�شيدة للهجوم الكلب فينقلب لكالبه, واجلوع القهر يخرج عنقه فى نابه يغرز اأر�شا, �شيده ليطرح
اأح�شاءه و�شريعا يقفز للنور(..هكذا اقرتب ال�شاعر من النهاية بعد كل هذه الرتاكيب املعقدة, ويعلن فى النهاية اأن الوطن باق كنهايات النهاية وفى م�شر( متت مل )واأ�شرح:
فالم امل�شرية يكون الن�شر للمقهور: الأالكهف: عربت من احلارة اأخريا خرجت (
عقود ال�شمت والقهر لتقول باأعلى �شوت )ل(.(وما دام ال�شاعر قد انتهى من ر�شده وعب�ر عن حلمه بالتغيري, فقد ا�شرتاح فى نهاية الديوان واآثر الوجع واملد الق�شيدة, فهذا اإىل �شيدته / الركون
واجلزر :ن اأن يتدثر بعباءة وحدته وي�شرتيح(. )له الآ
يناير 2009 32
تظل النظر وجهة اأن نعرتف اأن اأول يجب يرتديه, باردة وجافة كمعطف �شوف ل يجد من ويثقبه الربد ينه�شه م�شردا وطريدا بداع يظل والإالتالقي وحالة حتتويه, نظرية يجد مل اإذا املطر ديوان يف وتاأكيدا اأثرا لها نلمح هذه املن�شودة »العرو�ض« ال�شادر عن دار اجلمل لل�شاعر ال�شوري »ماهر �شرف الدين«, الذي اختار اأن يق�شره على �شبع ق�شائد, تتميز بالتناغم احلميم بني وجهة النظر بداع, وت�شكل فيما بينها وحدة واحدة, �شكليا, والإومو�شوعيا, وروؤيويا, وتلعب فيها ما ميكن اأن نطلق يجب وهنا البطولة, دور املنت�شفية«, »الروؤية عليه �شارة اأول اإىل اأن اجلنوح اإىل »املنت�شف« يف جتربة الإياأتي كمراهنة غري حم�شوبة, العرو�ض«, ل »ديوان اأو انتقاء ع�شوائي, بل ياأتي كطرح تال للجنوح اإىل »الطرف« الذي مال اإليه »�شرف الدين« يف ديوانه با�شتحالة فيه �شلم الذي فاطمة« »�شورة ال�شابق اللقاء مع ما يريد, وبدل من اأن يخدر نف�شه باللجوء اجلوع اختزل جتربة زائف »منت�شف« اإىل الوهمي من معمقا ديوان, / ق�شيدة يف والغربة والت�شرد اآثر كما املتوقع, ومفارقا اأقرباءه, ومباعدا تطرفه, من ليفرغها واملتباعدة؛ املت�شادة احللول اختيار
معناها وبالتايل ل ت�شبح حلول واإمنا م�شتحيالت, وهذا الق�شد يت�شح منذ بداية الديوان الذي ياأتي واأنا الق�شيدة هذه وهبتني »اأمي هكذا: اإهداوؤه بال ي�شري �شواها« وهذا اإىل اأهديه ولد عاق ككل مواراة اأو مداراة اإىل ق�شدية ال�شاعر وتعمده اإهدار
املتعارف عليه.اإميان من فاطمة« »�شورة الجتاه يف هذا وياأتي كاأذان »اأمي فيقول البعد يف اجلمال باأن ال�شاعر امل�شاجد. جميلة عندما تكون بعيدة«, وهذا البعد يجعلها اأ�شد وهجا وتاألقا, وليدلل على هذا اجلمال »اأمي قال: الدائمتني والعذوبة والطزاجة املتعايل لوحة زيتية ل جتف اأبدا. ل اأ�شتطيع مل�شها دون اأن اأخ�شر ب�شماتي, ل اأ�شتطيع مل�شها دون اأن اأ�شوهها« اأبكي اأن من اأقل »اأنا قائال: قبال يعرتف لذلك فوق ركبتيها العاليتني«, واإميانه با�شتحالة اللقاء ينبع نها »ل جتيد من التيقن با�شتحالة التفاهم والتفهم لأالقراءة« وهول يجيد »اإل الكتابة«, وهذا التعذيب الختياري يف امليل اإىل التباعد وقتل اأي اأمل يف اإىل ين�شرب لكنه مازوخي, بدافع ياأتي ل اللقاء واعية ال�شاعر للحفاظ على اجلمال ب�شورته الطيبة اإل بالبعد, كما ي�شري � بال ابتذال التي ل تتي�شر
بالغــة املنت�ســفوائل ال�سمري
الروؤية �سالة ال�ساعر, والوقوف على احلافة مغامرة وهواية, وما تتطلبه الروؤية من �سفاء ومتركز الزمن يربز احلالتني بني وفيما املميت. ال�سكون وحتدي احلافة على الوقوف قلق يبدده وامتالء �سا�ش هو روؤية ما ل يرى, يف زمن ل يدرك, يف �سياغة واملكان كمعولني للبناء وللهدم, فال�سعر يف الأغري م�سبوقة, ولهذا يحق لنا اأن نقول مع القائلني اإنه »فن امل�ستحيل«, فال�سعر يراوغ ال�سعراء مزهوا با�ستع�سائه على املتهورين يف التعجل اأو املفرطني يف التاأين, وياأن�ش باملرتب�سني الذين ميلكون ر�ساقة
القن�ش, متقم�سني روحه يف املراوغة, وكذلك يف ال�ستئنا�ش.
»عرو�ش« �سرف الدين
33 2009 �شتاء
لغة ول ا�شطناع حالة� اإىل اليقني بالعجز في�شرح فاطمة«, يا »اأنا عاجز عن �شمك فيقول فاطمة ل� عليها يخاف اأخرى زيتية لوحة اإىل اإياها ل و حمالتي واعيته يف ويحفظها جهة من عنها ويبتعد
دربها على اأن مرادف اجلمال هو البعد.ق�شيدة مدد هي اأول ق�شائد »العرو�ض« وترتكز ن�شان, الإ حياة يف منت�شف اأول على فيها الروؤية م وبني الرتباط والنف�شال منت�شف بني البن والأ�شفل, يبداأ الق�شيدة ن�شان والأ على من الإ وبني الأب� »كانت �شرتها اأثر اإ�شبع يف عجني« وكلمة )�شرة/�شرتها( تتكرر يف الن�ض حوايل اأربعني مرة متخذا من هذا التكرار وقودا للروؤية املنت�شفية التي يتبناها املعجمي ال�شرة معني على اعتمادا الديوان يف اأي البطن« منت�شف يف »نقرة اإنها: يقول الذي بهذا وليعر�ض املنت�شف, منت�شف يف نقرة اإنها ال�شرد ما حتمله ال�شرة من معان وم�شامني, يبتكرها ذكية كبري, هر مغم�شة, »عني فهي ال�شاعر ذهن واطئة, حلمة تزاأر, متوء, كندب, طافية كحفرة, هدف خاطئ, نقطة رمي مغ�شو�شة, حبة فا�شوليا, اإ�شبع بيانو,...« وهذا ال�شتعرا�ض نقرة خطاأ على ياأتي الطويلة الق�شيدة ط��ول على املب�شوط )املادي ن�شاين الإ املنت�شف لتفجري هذا كمحاولة عن تك�شف التي النظر حدقة ليمثل واملعنوي( العامل �شتاره, بحد�ض �شويف ووعي تهكمي مراوغ, فحينما يقول: »وكانت �شرتها اأثر �شتلة مقطوعة من ن�شان/ الوليد(, البطن« تكون هذه ال�شتلة هي )الإالذي اقتلع من بطن اأمه ليبداأ ال�شراخ/احلياة, متاما كناي »جالل الدين الرومي« الذي يقول: »منذ اأن كان من الغاب اقتالعي, �شج الرجال والن�شاء يف �شوت التياعي... كل من يبقى بعيدا عن اأ�شوله, ل يزال يروم اأيام و�شاله« وبهذا يكون اإخفاء املعنى »الباطني« حتت �شتار التهكم هو ا�شطناع لغة رمز �شوفية جديدة, �شوفية ع�شرها ل ع�شر ابن عربي اأو احلالج اأو ال�شهروردي اأو النفري, وهذه اللغة قد قطاب عليه, لكنها تت�شابه اأو ترتكز على ما ارتكز الأ
ل تن�شخ ما كتبوه, وما مت ال�شكوت عنه واإخفاوؤه يف باطن الن�ض ي�شرح به يف العنوان »مدد«, ويخاتل فيقول: الق�شيدة موا�شع بع�ض يف القارئ به »مدد. مدد. مدد. �شرتها القادمة كوعد«, لكن هذا حيلة اإل هو ما الن�ض داخل يف املبا�شر ظهار الإالكبري ال�شويف املعنى لريادف خفاء؛ لالإ اأخرى الذي يوحد بني اخلفاء والتجلي, كما يف قول ابن
عربي »من فرط ظهوره خفى«.يف الدين« »�شرف ير�شده اآخ��ر منت�شف ل الر�شد هذا يف اآليته لكن »الن�شوة«, ق�شيدة على الرتكاز اإىل يلجاأ فال �شابقتها, مع تت�شابه ال�شتك�شافية, رحلته منها ليبداأ بعينها مفردة الكامل الرجل بني التوحد حالة على يرتكز بل موقف فيها الن�شوة تقف التي الكاملة, نثى والأالذي يوحد ويبعد يف اآن, يقول: »�شحبت �شباكها الن�شوة, ذي هي �شمكي. ا�شطادت ظهري. من التي ال�شردي ال�شريان وحالة الرجل« وه��ذا نلحظها يف هذه الق�شيدة تقابل حالة �شريان احلياة, و�شريان اللعب الذي يوؤكده بقوله »اختاري قرطك الكبري ذا احللقة الكبرية كحلقات ال�شريك, دعي داخل النمر قفز لري�شد حلظة اإليك«, تقفز منورنا ممتدة »قفزة« العمر يكون وبهذا ال�شريك, حلقات ل ندركها كلية ول نتذكر منها اإل نقطة ال�شتعداد ونقطة الو�شول, وفيما بني النقطتني تكون »الن�شوة اأبونا واأمنا. الن�شوة الهاربة كاملاء؛ ن�شربه ول ن�شتطيع ال�شريك حلقة داخل القفز وبعد عليه« القب�ض به ابتداأ مبا فينهيها الق�شيدة ال�شاعر حلقة يحكم قائال: »هي ذي الن�شوة. وهذا الرجل. وهذه املراأة. رمانات اأكوازها �شنوبر �شجرة ل�شة. يا فتاة. يا خري الذي اأتى بعد »يا ل�شة« يدوية«. وما ال�شطر الأاإل بداية الق�شيدة, فيجوز اأن نقراأها هكذا »�شجرة �شباكها �شحبت يدوية رمانات اأكوازها �شنوبر اأول اآخر/ اإىل �شمكي...« ا�شطادت من ظهري.
الق�شيدة.داخليا لي�ض الدين« »�شرف عند املنت�شف
يناير 2009 3�
دوما, وهذا ما تقوله ق�شيدة »�شعال« التي يتقم�ض فيها ال�شاعر دور الراوي الرا�شد واملحر�ض املتخذ من ال�شعال منت�شفا لدائرة ينرث حولها جتربة اإن�شانية ل�شخ�ض اآخر فيقول يف بدايتها: »�شعالك يف الليل بال�شكني. ترهبها بال�شكني. وهام الأ تقود واأنت جملة على فريتكز معك..« البقاء على جتربها »�شعالك يف الليل« التي تتكرر اإحدى ع�شرة مرة, ما ويعر�ض ال�شرد ليبداأ اجلملة ذات اإىل ويعود يقوم به بطل الق�شيدة »�شعالك يف الليل واجلميع ليعر�ض مو�شعه يكررها ثم اإنك جننت«, يقولون النار وتقول داخل جمتمعه »تقلب وجوههم على من وتقول ال�شقف اإىل ب�شرك وترفع اأعدائي, اأنت«, ثم يك�شف عن موقفه داخل هذا املجتمع, ووجهة نظر ال�شاعر نف�شه يف حياة البطل, ولريوي ت�شرخ اإنك يقولون »وهم عنه النا�ض رواه ما البطل حالة ولي�شتعر�ض با�شمها«, جتعر با�شمها نية, ويف اآخر الق�شيدة يقول »�شعالك يف الليل الآواأنت تفتح الباب على عجل. ت�شرخ بهم وهم غري كاأن تعكر وجهك ماء طردهم. تقرر موجودين. خائف«, كبلطة قوي وقلبك فيه, عربت �شمكة الروؤية حدود بني يقف الذي القتبا�ض هذا ويف »ال�شعال« من يجعل املتخيلة والروؤية الواقعية خري مرادفا للح�شرجة التي ت�شبق انفتاح الباب الأملفارقته الوجه, تعكري بعد خرى, الأ احلياة على منت�شفا »ال�شعال« يكون وبهذا الوعي, للحياة/
ماأ�شاويا بني الوجود والعدم.يف فعله »�شعال« ق�شيدة يف ال�شاعر فعله ما فيها يعتمد التي ال�شوكول« »�شهداء ق�شيدة عن ن�شا افتتاحيتها يف فيورد اخلرب, ت�شعري على انتحارية »عملية ب��اأن يفيد ن��ب��اء« الأ »وك��الت تودي بحياة اأكرث من ثالثني طفال عراقيا, اعتادوا التوقف يف طريقهم اإىل املدر�شة, لدى جنود املارينز للح�شول على قطع ال�شوكول«, ويبداأ الق�شيدة ب� درو�شهم يحفظوا مل ال�شوكول �شهداء طفال »الأاأنهم اأحزنهم اليوم. واجباتهم يكتبوا ومل اليوم.
اأنانيون. اأنهم فكروا وحدهم. ال�شوكول ياأكلون توقفوا عن ق�شم ال�شوكول وانفجروا.« وبطريقة اآلية ليح�شد ال�شوكول« �شهداء طفال »الأ جملة يكرر طفال, الأ هوؤلء عن واملتخيلة املعروفة التفا�شيل وينهي الق�شيدة ب�»اأيديهم التي حملت ال�شوكول كن�شر حترتق. كطائرة عاليا عاليا مرفوعة: بقيت �شليب« �شكل على »رمبا قال هذا وقبل مفتون« ويف الثالث ت�شبيهات )الطائرة, الن�شر, ال�شليب( يكون تقاطع ال�شلعني يف نقطة املنت�شف هو الذي
يعطي للت�شبيه معناه, وبالتايل مينحه للم�شبه.نباء« بداية الق�شيدة بنقل خرب عن »وكالت الأالق�شيدة يف م��رات, ثالث الديوان يف يتكرر واأخريا يف القرمزية« »الزهرة ال�شابقة, ويف ق�شيدة املفتاح من يجعل خرية الأ ويف »املفتاح«, ق�شيدة �شيارة لتفجري اأداة الباب منت�شف يف يلج الذي ال�شحفي »�شمري ق�شري«, ولتفجري املعنى ال�شعري الكائن فيها, اأما يف »العرو�ض«� اآخر ق�شائد الديوان كاآخر للعر�ض املواكبة الحتفالية احلالة فتاأتي �واملنطقة العمر, منت�شف فالعر�ض املنت�شفات, عليه املرتتب والندماج الوحدة بني الفا�شلة نوثة/ الرجولة, اإخ�شاب وولدة, والعرو�ض ذروة الأبجناحني »اأراك بقوله: هذا عن ال�شاعر عرب وقد عرو�ض. يا وترتفعني تتنف�شني الظهر, يف كبريين واأنا يف فرا�شي املليء بورق جلدك اأغرق. ل يحتاج الذي بالتحليق ليعيد عرو�ض« يا اأجنحة الغرق نثى و»الغرق« الذي يج�شد الرجل ثنائية جت�شده الأن�شانية فعوان, امل�شكلة جلوهر الرتكيبة الإ الن�شر والأنثى/ العرو�ض/ بتناق�شها وان�شجامها, وت�شبح )الأمليون بي »وحبلت يقول هذا �شراحة م( كما الأوبهذا الع�شب«, ب�شهولة يا عرو�ض. وولدتني عام ن�شانية التي الحتفال بالعرو�ض تكتمل الرحلة الإن�شان/ الديوان( بداية من احلبل ال�شري قطعها )الإيف ق�شيدة »مدد« وانتهاء � ويجوز اأن ن�شميه ابتداء وقوفنا يف الدائري البناء بهذا ليتاأكد بالعرو�ض, �
املنت�شف.
35�شتاء 2009
ملاذا يتتبعني هذا الولد)الذي ي�سبه قربة �سقاء فارغة(
ملاذا يحدق يف وال يتكلم؟
يف النوم يقف على راأ�سييف ال�سارع
يتلوى بني ال�سياراتويالحقني!
هذا الولد)براأ�سه اخل�سنة كجوزة هند(
ملاذا يتذكرينرغم اأنني مل اأكن وحدي الذي راآه
وهو ميوت من اجلوع.
اأمام التليفزيونكنت م�سو�سا
مثل �سلة خيط
ف الق�سف بانقطاع التيار؟! هل يتوقواإذا غادرت الغرفة
هل يتوقف الدمعن مالحقتي؟
مالحقةفريد اأبو�سعدة
ن�شـو�ص
يناير 2009 36
حــوارية
- من اأنت ؟ من ؟ا اأظل ؛ = �سر
وده�سة كربى ؛وخلخلة لكل الرا�سيات
- من اأنت ؟ من ؟= قلق ي�سايقه الثبات
طيف يباغت كل ذاتكى يولد حرية فى كل ذات- وباأى اأر�ض اأنت حتيا ؟ -
اأو وطن ؟ = وطنى تخوم احللم ت�سكننى واأ�سكنها
ر�ض اأو �سكن؟! فما هى حاجتى– يوما – الأوطنى روؤى وت�سوراتي�ستع�سيان على الزمن
اإنى ابتداء ..ال امتداد
واأنا خروج ..ال ارتداد
ولكل عرف واعتياد ..فاأنا الت�ساد اأنا الت�ساد
اأنا الت�ساداإرم العماد
وكل كل عجيبة بانتلي�ست نهاية ما يريد ابن ال�سبيل
هى مرة كانتواأنا اأود امل�ستحيل
...
...نهر دنا
من وردة ،وم�سى يقول :
اأوىل بهذا احل�سن اأال ي�سكنالول .. غري الط
اإن ظل يهوى املمكنا.
ق�صيدتانحممد ال�سهاوى
37�شتاء 2009
اأندل�صية، اأو فى العلن ر فى فجاج ال�س
رعوى فى املواجيد ن�سانى اأيها الوجد الذى ميلوؤ
- منذ اأن كنت �سبيا- ده�سا
ه ياأخذنى ىل حبيب : حب- اأبدا – منى اإىل حيث ي�ساهو حمياى ، واإن مل يحبنى
ورده اإال اجلوى والعط�ساكلما ناديته راوغنى
اآه لو يدرك ما بى ذا الر�سا !طفى ىل وطنى فى منافيه ا�سم�ستجيبا لدعاوى من و�سىهل درى ظبى التجنى اأننى
من ب�سهباء �سواه ما انت�سى ؟ف ، مل ين ر ، مل ي�سو مل يق�س
خطو قلب كم للقياه م�سىفلماذا – يا ترى – يهجرنى وهو منى �ساكن كل احل�سا ؟
اأيها ال�سارق - دوما – ماأمنىاإنه ال�سر – برغمى – قد ف�سا
مل يعد يعرف طيف الو�سنجفن �سب بالتباريح احت�سى
جن هكذا حالك يا ابن ال�سكلما الليل دجاه اأغط�سا
ثم ما تفعل – يوما – » ليتنى«و قد حل قفرا موح�سا ؟ جلهد خدنا ما عنى ب�سواه ال�س
وبه هول النوى قد بط�ساما كثري اأن يغنى اأرغنى :
مع – �سوقا – اأجه�سا ؟ من ملن بالد
يناير 2009 38
وردة ع�صقيعم وردة ع�سقي كانت تترب
خارج اأزمنتيواأنا اأبحث عن �ساكنتي
هل هربت مني تلك الذات؟فمن تقف اأمامي
م�سكة وردة ع�سقييف املراآة؟
ال ال�سورة اأنتوال الذات
عيناك الـمب�سرتان�سواك
، زيل ج�سدك ذبذبة املوج االأبدي نداوؤك اأ�سداء الوقت االأ
موات ها اأنت هنالك يف االألكن دعاءك باق،
�سوات، يف اأ�سداء االأيظل مقيما
يف ال�سلوات.
بـوحاأحن لوردة ع�سقي القدمي،
اإىل حيث كنتوملا اأكن
لعل البذور اإذا اأينعتيفوح �سذاها بدفء ال�سكن
اإذا وردة الع�سق فاحت،، في وباحت ب�سر الوجود اخل
، في ودفء اللقاء احلوالحت ب�سائر �سرق بغرب،
وقرب ببعد وبعد بقرب،اأاأعلن يف الكون حبي؟اأبوح األوح اأفوح اأروح
اأنوح اأمور اأثور اأدورفي�سرق باحلال دربي
ى اإذا ما وقفت اأزول واأحمقت �سحقت حم
لتوقي و�سوقيعلن ع�سقي عبدا الأ
بح�سرة ربي.
ق�صائدحممد ال�سيد نـدا
39�شتاء 2009
ال يهـمي�ستلهمون الواقع املرير
يف اأ�سعارهم، واأنت ناعم يف حلمك احلريري
على فرا�ض الوقت،ه ل�ست عابئا مبر
ه بحلوه ومره بدفئه وقر
ك الذوائب البي�ساء وال تهموالتجعدات
والف�سول وال�ساعاتوح حت�ض اأن قوة الر
هي امل�سيطرةالروح تفر�ض املقام واملقال
واللحظة املظفرةة املغامرة عند اقتنا�ض لذ
واأنت تطرد ال�سوؤالفال�سوؤال مل يعد عن املاآل
واملاآل اأنت ال تراهل لكن ما يثبته ارحتال الظ
وال�سروق والغروب والزوال
و�سحوة الوجود،حني املوت وامليالد والن�سوة،
باقتفاء الوهمع�ساء، وارتعا�سة االأ
باخليال
ن ال يهم االآاإن م�سيت،اأو رك�ست
اإن ركبت مهر الوقتاأو ركبت �سهوة املحال
فاأنت ل�ست اأنتاإن اأردت
اأو رف�ستيف ارحتال.
يناير 2009 40
واأنت واقفة هكذامت�سطني �سعر غيمة
توقفى قليالحتت �سماء �سوداء
خري .. بكت جنومها حتى النف�ض االأانظرى!
ال�سورة ناق�سةفيها رجل
ابي�ض �سعره فى الظالمفرتك ال�سرير
وعانق الربد ..كان نداء غام�ض
ي�سحبه من البيت النائم:اأ�سجار احلديقة حمراءال متنح الرجل ال�سكينة
والبالد التى ان�سحبت من البهجة�سيعت �سكة الرجوع
وكاأنه الليلوكاأنه ال�ستاء
وىل وكاأنها املراأة االأخري وكاأنه الرجل االأ
تلك هى املاأ�ساةم�ض: �سياء كما تركناها باالأ اأن تنام االأ
اأنت فى �سباك مت�سطني غيمة
حتت �سماء تبكىبي�ض والرجل ذو ال�سعر االأ
خارج ال�سورة متاما�سجار هكذا واالأ
فى احلديقةحمراء .. حمراء
... ... ...متنحني ج�سدك ا�سما اآخر
واليد التى امتدت اإىل اأحمركمعنى �سوقيا
ن قد يكون ما بينكما االآله رائحة اخليانة
قد يكون!لكن اخليانة ال تاأتى من الغرباء
اأولئك الذين يديرون ظهورهم للعاملحتى ال ي�سقطوا
قدام الغليظة ..، حتت االأكيف م�سيت هذه امل�سافةحتملني خطيئة غريك؟!
حتى اأخجلتك »�سورة احل�سر«فناديت على من ماتوا،
ودخلت ال�سورة وحيدة..،اأيتها النائمة
فى �سرير اخلرافة
م�س! �صياء كما تركناها باالأ تنام االأعزمى عبدالوهاب
41�شتاء 2009
الدموع ال حتمى وردة من ال�سقوط
ا والغرباء ودعاء جدال�سوت ــني ب املــ�ــســافــة ــى ف ي�سيعون
وال�سوت..،نه مل ي�سع لو�سل �سوت بني �سفتني اأالأ
)كما فعل �سديقه وديع �سعادة(نع على عينيك ترتكني اخليال الذى �س
يذوى فى ال�سرفة؟!كان نظيفا كهواء
راأيته فى غرفة العملياتقبل اأن تعلقى ج�سدك
بني املالب�ض اخل�سراء احلمراء ال�سفراءوتقطعني الطريق اإىل امل�ست�سفى .. هكذا
روحا بي�ساءفالغرباء لن يروا �سعرك اأ�سود
الغرباء طيبونتاأتيهم اخليانة من حائط
ا�ستندت ظهورهم اإليهذات ليلة حمقاء
ف�سقطوا قبل الو�سولاإىل �سباك امراأةحتب اهلل كثرياوتكره الغرباء
ا! كثريا اأي�س
عقاب رادع لل�صوره�سام ال�سباحي
اأقرع باب عزلتكاأ�سحب يف يدي
اأنهارا عديدة �ساغرة
اإىل عتبة داركاأفتح يف الهواء ثقوبا عديدة
تكفى عبورا اآمنا للم�سردين اأمثايلاحليوانات التي تخلق من ثرثرة املحيطني
تلعب يف وحدة الروح ال�سا�سعةتنتج لغة جمهولة
بعيدة ال اإىل بالد التخفي يف �سفر ينفعك لن تريد منك �سوى مالك القليل
الذي تقب�ض عليه كالقاب�ض على جمرال�سور التي تنام يف اأمعاء الرباويز املعلقة على
احلوائطالبد اأن تنال عقابا رادعا على فعلتها ليلة اأم�ض
كيف ترتك اأماكنها وتند�ض اإىل �سريريتبحث عن دفء عائلي.
يناير 2009 42
يل وطن من دخان اأزوره يف كل يوم
اأحمل ماء وخبزا اإليه ووردا من الطرقات
حلان واأن�سده االأفال يتمايل طربا
وال يفتح الباب يل• • •
يل وطن من دخاناأزوره يف كل يوم
ي�سري كاأنه يف غفوة ويحدق بي
حني األقي ذراعي على كتفيه رين يجاهد اأن يتذك
فيغلبه الن�سيان • • •
يل وطن من دخان اأزوره يف كل يوم
�سكو له ما جرى الأما يرى وما ال يرى
واأ�سر اإليه مبا دبرته له ال�ساحرات
وما اأف�سدته املليكات ره من اأقرب النا�ض اأحذومن حواليه من حرا�ض
فينظر يل متعبا ويلقي براأ�سه فوق ذراعي
كطفل يتيم مرجتف بردان
فاأ�سمه يل واأحكي له
من اأ�ساطريه ال�سائعةكان يا ما كان
• • •
يل وطن من دخان اأزوره يف كل يوم
وما عاد يل فيه بيت وال عنوان
وطـن من دخـانفران�سوا با�سيلي
* �صاعر م�صري مقيم يف نيويورك.
*
43�شتاء 2009
وال عدت اأعرف اأين هووماذا هو؟
فال هو �سرق.. وال هو غرب ن؟ ففي اأى اأر�ض هو االآ
ويقيم باأي زمن؟ومادام ال يتذكرين
فلماذا اإذن اأزوره يف كل يوم ؟
�سهد ما �سنع الدهر فيه الأبيه وما خلفته ن�سال حم
ف فيه عليه وقد �سرت ال اأتعرق ول�ست اأ�سد
ذنان ما ت�سمع االأوما ت�سهد العينان
• • •
يل وطن لي�ض ي�سبه م�سر وال م�سر ت�سبهه
ر�ض ؟ فاأين �ستهجع روحي يف االأوهل بعد م�سر
لها مطرح
مـواج �صوت بـني االأخالد احللي
اأ�سوات تاأكل �سوتي ..،اأ�سوات تفقاأ عيني ..،
اأ�سوات ال اأعرف ما تعني..، اأ�سوات.. اأ�سوات.. اأ�سوات
موات..؟ حياء وبني االأ اأين اأنا بني االأواأنا يل �سوت ال ي�سمعه اأحد
ى يف كل زمان ومكان واأنا يل �سوت يتم�سعينيه يف لت�سرح البحر ــواج اأم ويداعب
وحتلمن�سام احللوة اأحيانا، تتق�ساه االأ
ق اأمواج البحر تاألقه.. تتن�ست�ستخل�ض اأن�سام الفجر ن�سارته
مواج وبني الريح ن�سام وبني االأ يتطاير بني االأ�سوتا خمذوال وجريح
..................
..................يولد هذا ال�سوت وياأتي ثانية
د بني م�سامعكم يرتدلكن ال اأحد منكم ي�سمعه
ال اأحد منكم اإال يتمنى اأن يذبحه ................
اأ�سجار ال تعرف لغز ال�سمتومياه ال تعرف �سر املوت
واأنا �سوت تخنقه همجية هذا الوقت.*�صاعر عراقي مقيم يف اأ�صرتاليا.
*
يناير 2009 44
النخيل املهاجر عرب �سرايني قلبي ق ... ي�سائل عن �سر هذا التع�س
قلت : ق ... اإين يا �ساحبي ال اأدق
غري اأين مذ كنت طفال ...ع�سقت �سموقك
و�سط الريح .. وو�سط العوا�سف ، لو اأمعنت يف التدفق ...
دون اأن ترتفق...وع�سقت عطاءك للراجمني جنانك..
حني ت�سقطها رطبا للجناة .. قال يل : ال تخف
ر�ض يوؤخذ غ�سبا ... فاإذا كان متري على االأاإن متر اجلنان يوزع بالعدل ..، لي�ض للمارقني ن�سيب به ... اأو ملن حب�سوه عن الفقراء ...
قلت : هل يل ببوح تدافع عرب دمائي،
ا ... ب �سقال : اإين اأحب احلكايا ...: وال تن�ض اأين كل م�ساء ،
اأقدم للب�سطاء العزاء ... واأين �سمري امل�ساء ...
قلت : اإين ع�سقت ترفعك العبقري ، فاأنت طهور .. اأمام جميع الدنايا ...
حني هزت جذوعك ) مرمي ( اآويتها ... كنت اأما لها ... ولهذا الوليد املبارك
وغدوت غذاء �سهيا
) رطبا جنيا( وعلى مترك امل�ستهى يفطر ال�سائمون،
فتحيا ورود اخلاليا ... اآه ... كم يا نخيلي �سرتت اخلطايا ...
ثم جاءت ظاللك ..، يفء النداوة من �سطوة للهجري ...
اأنت حتى اإذا ما اأ�سابك عقم وقحط ..، ونك�ست اأطرافك ال�سامقات ،
دليل املوات ..، منحت لنا ج�سدا ، قد �سري لنا مركبا،
عرب مي احلياة ... اأو ي�سري لنا �سقف بيت ،
اإذا ما و�سلنا ل�سط النجاة ... يتحول منك اجلريد .. �سريرا وثريا ...
مثلما كان اأرجوحة لل�سغار ... وي�سري لنا ال�سعف املتاألق �سرتااأو ي�سري ح�سريا...
ومروحة يف الهجري ... اأيها النخيل
اأدركت اأين اأحبك اأنت احلياة
واأنت النجاة ثم يبقى لنا �سوت اأغلى حبيب ،
بعماتنا النخيل يو�سي، فتخ�سع فينا اجلباة ..
ال النخيل �صوؤجميل حممود عبد الرحمن
45�شتاء 2009
نفورمن النهر اجلارى والفرا�سات
من ابت�سامة طفل مالئكيةاأ وزرقة بحر.. من �سدف يتنب
وليل.. من �سحك ونحيبمن البيوت وال�سوارع والنا�ض
من كل ما �سبق وغريهاأنفر كثريا
ال تقولوا ىل: نحبك، �ساأنفرالحت�سروا ىل اأزهارا،
�ساأنفرخا�سمت نف�سى
ومعى رقبة زجاجةاأرفعها حتت الظالم.. مرتب�سا
طعن روحى بها الأحني متر.
مل اأفتح لنف�صىذلك باب ملغز
لي�ض وراءه �سىءن عليه قفال ولكن الأ
فثمة من يرغب فى الدخول.هناك غابة تطرق.. وطوفان قد مل
وريحو....نف�ض.
ك�سالن اأنااأريد �سحابة.. لقدمى
�ساأفتح عند جميئها للغابةوالطوفان
والريح التى �ستبعرث الهدوءولن اأفتح الباب
اأبدالنف�سى.
يقطنييوما
�سكب اهلل كلمة فى اأذنى
يوما �سكبت العائلة كلماتفى روحى
يوما�سكب ال�سا�سة كلمات اأخرى فى جوفى
لو نظرمتلراأيتم زرقة البحر
قد خالطها دم واأ�سرعة متك�سرةوعلى ال�ساطئ غريقا
بعورة مك�سوفةولي�ض فوقه
يقطينةواحدة.
ق�صائداإيهاب خليفة
يناير 2009 46
نحن اجليل املقهور : حرمنا من احلب بكل اأنواعه وعندما كنا نرى فى ال�سينما الفتاة الر�سيقة بف�ستانها بي�ض ، نعدها املالك احلنون الهابط من ال�سماء . االأ
نحن اجليل املحروم من حنان االحت�سان ،ومن نبله .
�سدورنا فى الرغبات بني عالقة هناك وبالتاأكيد اليوم ، والرغبات التى اأح�سها الب�سر البدائيون .
مل يكن املجتمع ي�سمح لنا اأن ناأخذ حقنا من احلب، ومل تكن هناك فتيات جميالت
ببلوزات فاحتة وجونالت وا�سعة
و�سعر ذيل ح�سان ين�ساب على الظهر :كنا نظل نتكلم طويال ، ولكننا نح�ض باأننا مل نقل
�سيئا: وهاهى اأ�سجار جازورينا �سخمة متتد بطول ال�سارع، �سرار املجهولة ومن ونحن فى اأعماقنا نخاف من االأ
الفراغ واملوت .اإننا نبحث عن الليل فى النهار
ونبحث عن النهار فى الليل ونظل نحلم بالفتيات طويال
ونحت�سن الو�سائد ، فالم العاطفية ال�ساذجة ونبكى عندما ن�ساهد االأ
كل واحد منا كان يحل امل�سكلة على طريقته : عندما ، عنيفة ع�سق حالة تقم�ست ، مثال اأنا لقد : الف�سل البنت »نوران« زميـلتى فى اأحببت ظللت اأحبها على امتداد احلياة ، متاما مثلما اأحب
الف�ساء والبحر. لقد ظل حبها يوؤرقنى العمر كله، تبعث التى اليا�سمني زهور توؤرقنى مثلما متاما
بروائح خفيفة نفاذة .اأطيل عندما اأننى لدرجة ، يوؤرقنى حبها ظل بالزمان، اأح�ض ال العر�ض واجهات اأمام الوقوف وعندما اأتخيلها اأبت�سم لها، واأ�سع يدى على كتفيها، فاخـر، اأثــاث ذات ف�سيحة قاعة اأدخــل وعندما ر�ض �سجادة كا�سان اإيرانية، وفى ال�سقف وعلى االأجنفة تربق جوانبها بربيق متقطع خاطف، اأح�ض اأنها �ستدخل لتتهادى فى م�سيتها الرومانتيكية ، واأننى م�سى معها برقة حتى �سالف ذراعى حول ظهرها الأ
نهاية املمر .
عندما اأ�سال النا�ض عن معانى اأ�سمائهم :اأتذكر ا�سم »نوران«
ومعنى ا�سم »نوران« غرق فى النور والر�سد والهيام اجلوانى . الأ
فى حجرتى فى الفندق »ال بيافطة الباب واأغلقت ، كاملة ال�ستائر اأنزلت احلجرة، فى امل�سابيح اأطفاأت ، ــاج« زع االإ اأريد وعندما �سمت الكون متاما، ال اأعرف كيف تذكرت
»نوران«، وكيف جتندلت هكذا بالعاطفة: اأريد اأن اأ�سمها اإىل �سدرى ،
من مثله الفندق يعرف مل عارم حب فى واأغرق قبل.
الغبار فى واجهات البيوت اأجمد ريان
47�شتاء 2009
بيت الطفولة : فى اأنفى وفى ذاكرتى : باب املدر�سة
ووجه املعلمة التى تراقب وجهى اجلانبى واأنا اأنظر لـ»نوران«
ال�سوارع يكن�ض العمالق الكنا�ض : ذاكرتى وفى التى تتفرع قدام املدر�سة ، كان يجىء فى ال�سباح فيغطى يت�ساعد الذى الغبار مكن�سته فتثري املبكر
واجهات البيوت .
ل�ست وحدى اأننى بعد فرتة ق�سرية ات�سح ىل لقد الذى اأحب »نوران«
اأوالد ف�سلى كلهم كانوا يحبونها :لقد فجرت »نوران« اأزمة اجليل كله
والزلنا نعي�ض فى اأق�سى درجات النفى : ال�سارع ولكن ، الكثيفة �سجار االأ اليوم قلموا لقد بخطى بيتى �سلم اأرتقى واأنا يائ�سا، كابيا يبدو بوهن الباب اأدق الباب اإىل اأ�سل ، وعندما وئيدة
�سـديد . �سديقى اأزور اأن الطفوىل باملكر اأتعمد كنت على »نوران« بيت يواجه بيته وكان ، »اأ�سرف« ننتظر البلكونة فى معا جنل�ض وكنا ، الكورني�ض ، بالفعل تظهر »نوران« وكانت ، »نوران« ظهور مفتاح �سلمت واأنا : بالداخل تختفى ثم ثوانى، مكانه، فى فو�سعه اال�ستقبال ملوظف حجرتى اأحدث هائما العري�ض، ال�سارع فى انطلقت ثم
نف�سى.ت�سحب املراأة عبوات ال�سامبو
وم�ستح�سرات التجميل ، وت�سعها فى العربة ذات العجالت املعدنية: واحلزن العميق فى عينيها، واأنا تخيلت للحظة اأنها »نوران«، ولكنها دفعت عربتها و�سارت فى اأحد املمرات، واأنا
اأنظر لليمني وللي�سار .هل ميكننى اأن اأ�سل حلالة اإلغاء احلذر حينما اأ�ستقبل
املعرفة ، حينما اأ�ستقبل احلقيقة املجردة ،
بعيدا عن اأى عاطفة :رتها نتيجة احلائط يام التى مر ما اأكرث االأ
وما اأعجب هذا ال�سراف احلري�ض على بناء عالقات ودودة مع الزبائن، فيوزع االبت�سامات الودودة على اأنتظر باأ�سجانى واأنا واقف اأمامه، الطابور اأفراد كل دورى ، وعندما طلب منى بطاقتى فتحت حافظتى، فوجدت البطاقة مطمو�سة البيانات بالظل الذى ياأتى
من خلف راأ�سى . وهاأنذا اأقطع ال�سارع بطوله دامع العينني :
وفى حجرتى تركت املحمول على الرف اخل�سبى، منتظرا مكاملة
ظللت م�ستلقيا على ال�سرير ، واملحمول ال يريد اأن ينطق نظرت له بغ�سب وقلت :
ال اأريد منك رنينا، واأغم�ست عينى قليال ،
وال اأذكر وقتها هل اأغم�ست عينى لكى اأتذكر ، اأم لكى اأغرق فى النعا�ض .
يناير 2009 48
)1( من بئرك .. ت�سعداآه ...
ترتبك اللذةفى التو ..
والعتمة تن�سحب رويدا
)2( اأيها امل�سكنيكــــل هذا البعاد ..
وتذوب كقطعة �سكر فى �سفتى
)3( اأده�سكفى القرب !!
وفى البعد ت�سعل ده�ستى ..�سحقا ..
متى ميتزج الداه�ض واملده�ض ..!؟بد !؟ متى ي�سعدان االأ
)4( حديقتىهى لك !!
مل ال تباغت ثمارهاباحل�سور ..
نقفز فى النار ..ا بور ! ن�سعل اأر�س
)5( يا �سقى ..موغل اأنت فى
ال تخف ..�سلمى وارف
والطريق ندى !
)6( ربابتى نائمة !!
فى البعيد البعيد ..ونايك العفى ..
متى يوقظها ؟
)7( فيك ..حدائق ربى ناهدة
واحلار�ض م�ستيقظ !ما زال
)8( �سحراء �سا�سعة
ليلتى ..عد وكن زادا
كن رفيق !
)9( يا جمرةت�سكن فى البعيد ..
اأع�سائى باردةواأنت ..
اأنت ما زلت عنيد
)10( برارى موح�سةرغم هذا ..
ناعمرمل واحتى
عد وباغت وح�ستى !
)11( يا �سائماعد لواحتى ..
إىل إليها .. مقاطع ا مقاطع احممود مغربى
49�شتاء 2009
جل�صة عائليةمروة فاروق
فى جل�سة عائليةميرروننى فى قهوة باردة- واأنا بابت�سامة ثابتة –
لنهاية امل�سهدنى فى عيون ال تب�سر اأقروؤ
خملوقة اأخرىلها نف�ض ا�سمى
بحروف ن�سخ م�ستقيمةال اأجيد ال�سري فوقها
بكعب حذائى الرفيعفى تطرف �سديد
اأقبل احل�سناوات من اأقربائىفى اجتاهات معاك�سة
ميينا وي�ساراا وبرغبة اآمنة جد
متنكرة فى ابت�سامتىاأهرب بعيدا
فى ن�سوة خمتل�سةحتذفها اأجهزة املراقبة باجلل�سة
اأرت�سف وجهى من فناجني قهوتىواأترك لهم مذاقى
حني يبحثون عنى فى نظرتى اجلامدةنيقة وجل�ستى الطيبة االأ
اأت�سلل من خلف تفاهتهنواآرائهن ال�ساحلة
حمركة عجالت امل�سهد فى لقطة اآلية �سريعةتبطئ عند قبالت الوداع لالجتاهات املعاك�سة
ثم اأنهى امل�سهد.
فواحتى رطب �سهي!
)12( عد اإىلكل هذى احلرائق ..
تكن ..بردا �سالما!
)13( جربت احلب كثرياملاذا
كلما جل�ست فى ح�سرتهات�سبح تلميذا بليدا !؟
)14( ع�سقك واحتى ..اإذن
ال خوفال هجري !
)15( موغلة فى التيهربابتى ..
كن وترا..ليبداأ احل�سى رق�سته !
)16( يا فار�سا فى البعيدقلعتى هنا تنتظر !!
)17( اأوراقى بي�ساءنا�سعة
خل�سة ..احفر ا�سمك !
يناير 2009 50
التمرة ال�سغريةالتي اأخرجتها اأمي من فمها
غتها بعد اأن م�س�سباعي ا الإ كانت كافية جد
حادي اأنا الوليد املحتاج اإىل ال�سكر االأ
حديقة النخيل كلهازالة امللح بداخلي غري كافية الإ
اأنا الكبري املحتاج اإىل اأمي املركبة* * *
يف احلفل التنكرياأردت اأال يعرفني اأحد
فذهبت عاريا متاماالن�ساء كلهن عرفنني
تفادين م�سافحتيخ�سية اأن اأعرفهن واأف�سحهن
واحدة فقطمل تعرفني، ومل اأعرفها
رق�ست معي �ست رق�ساتويف الرق�سة ال�سابعة
اكت�سفت اأنها مالب�سي،التي خلعتها قبل احلفل
* * *
حطام طائرة ورقيةيغرد طوال النهار مع الع�سافري،
التي تخبز له الذكرياتويف امل�ساء ي�سيح:
»منفى هي احلياة بال طريان«
اأجنحتي امل�ستعدة دائما لالنطالقتغرد طوال الليل مع القمر،
الذي يبادلها القبالتويف ال�سباح ت�سيح:
»منفى هو الطريان بال حياة«* * *
ال�سماء حديقة زرقاءدواة حرب مركز
فته مياهي اجلوفية، خفالتي ال تن�سب اأبدا
لغاز على �سفحة البحر �سطور من االأال تفهمها النباتات الغارقة يف القاع
ي القريب من ال�سطح وال ال�سمك الف�س
اأحتاج اإىل مكواة بخارية كبريةتنزلق على �سدري العاري
غازات �صاحكة�سريف ال�سافعي
ن�سان اآيل عمال الكاملة الإ مقاطع من: االأ
51�شتاء 2009
كي يتحول اإىل كتالوج مفهومقل بالن�سبة يل على االأ
احلرب ال�سري غري منا�سب باملرةلطاحونة عمالقة مثلي
يقود اخلطاأ يف ت�سغيلها اإىل كارثة* * *
»اذهبي اإىل اجلحيم«قلتها بغ�سب
فاأيقنت ال�سيطانة ا�ستحالة اإ�سعايل بنارها
»اذهبي اإىل جحيمي«قلتها بلطف وعفوية
فاأيقنت حبيبتي ا�ستحالة اإطفائي بدون مائها* * *
الغريب،الذي يعرب الطريق
لي�ض بحاجة اإىل ع�سا بي�ساءوال كلب مدرب
هو بحاجة اإىل اأن ت�سري للطريق عيونتت�سع للغرباء.
البحـــر حممد جاد املوىل
بيتنا الذى يبيت فوق �ساحل امليناءمثلنا يخاف عودة ال�ستاء
فيغلق النوافذ التى مير عندها ال�سباحوي�سعل النجوم فى مدينة امل�ساء
بيتنا الرتيب فى ال�ستاءوحينما متر فى �سفاء يومنا �سحابة
وي�سكن العيون غيم حزن وكاآبةاأطل من زجاج وحدتى
على عزيف موجة فى الريحوعلى ر�سيف االنتظار حني يكمل اللقاء
وحني تن�سد الطيور عن م�سافري�سيع فى بوابة الوداع
يعودنى احلبورويحتوينى الف�ساء
اأنت ىل يا بحر ن�سوة ال�سجنودمعة الغناء
ومرت الف�سولكانك�سار موجة فى ال�سخر
�سار بيتنا العجوز �سارعاورف طائر اخلريف عند اجلذر
غاب فجاأة اأبىواإخوتى تقا�سموا احلياة
�سار ج�سر عمرنا و�سال لهجرماذا تبقى فوق �ساحل احلنني والغنا
ماذا تبقى من ن�سيج املوجومن هديل الطري
مل يبق غري �سرفة على �ستاء العمرو�سوت اأمى ال�سجى اإن غ�سبت
اأ�سرب من البحر.
يناير 2009 52
ىل اأن اأحتفظ لنف�سى بن�سارة عينيهاواأ�سلط نظراتهم ال�سوداء على مراآة عاك�سة
كى حترقهم�ساأ�سب عليهم كاأ�سا من �سفوى
كى اأغ�سل اأحقاداترتبع فوق اأرائك اأرواحهم اخل�سنة
و�ساأخطف تلك الروح الناعمة بال خوف واأطري• • •
تلك الروح احللوة ىلولهم ما تذروه رياح ير�سلها ال�سيطان
احللم املتو�سئ من ب�سمتهار�ض ب�ساطا �سحريا يفر�ض فوق االأ
لت�سلى روحى كل نوافلهاقبل �سرود العقل الباطن فى اأطياف ق�سيدة
اأنفا�ض طاهرة منها جتذب اأنفا�سىن�سبح قلبني الت�سقا
مئذنة اجلامع بجوارىخرى يخرج منها بني اللحظة واالأ
ملك يوؤن�ض وحدتنا
مل النازف يكمن حتت اجلرح ال�ساكن االأ�سدرى
�ساأدو�ض على قلبىاأطلب من اآالمى ترتوى بع�ض الوقت
ذان وبهم�ض ال ي�سرتق االآاأ�ست�سمحها اأن ت�سغط باأناملها الغ�سة
فى منت�سف القلبفوق اجلرح متاما
�ساعتها �ساأ�سلم ج�سدى للريحاأترك روحى ملواجهة حروب ال تعرف نزف
الدموال اأ�سلحة دمار �سامل
�ست�سر�سب كل م�ساءات احلزنبحثا عن فجر ال ي�سكنه الغيم
وتطلق ع�سفورايبحث عن ن�سمات رياح �سافية
خ�سر تك�سو اأوراق ال�سجر االأويعود اإليهم بعد غياب دام طويال
• • •يا بلهاء...
�ساأزور �سمائركم
هذه الروح ىلطه على حممود
53�شتاء 2009
خ�سر عند منام ال يعرف طعم الع�سب االأتبحث اأعينكم فيه كاأغنام �سالة
بحثا عن قطرة ماءلن اأ�سمح ل�سذاجتكم
اأن ت�سرق اأحالمى من عينىوتلب�سنى نظارة غيم اأ�سود
نك�ستم تلك الراية حتى بداأت ت�سقطرحتم فى نوم ال يعرف لون اليقظة
�سود كيف تركتم هذا القط االأيجل�ض فوق العر�ض الناعم
يدى؟ وجل�ستم مكتوفى االأكيف �سمحتم اأن ي�سرق منها ب�سمتها
ويقود الرم�ض احلامل حتى جمرى الدمع؟كيف تركتم ريح ال�سرق تراود رائحة
الوردة؟اأنتم ملكة غباء تغزو كل عقول العامل
»البنج« املتكد�ض فى اأوردتكم ال�سماءيدفعكم لتخاريف ت�سكر اأوردة القلب
�ساأغطيكم برداء اأ�سودواأوجه قلبى نحو اهلل
مدد.... يا اهللترتد الروح اإىلتلت�سق بروحى
نبقى روحا واحدةنرفع تلك الراية فوق �سماوات اهلل العليا
ن�سجد اآالف ال�سجدات على اأر�ضول مرة دا�ستها ال�سم�ض الأ
نفتح اأبواب القلب ال�سبعةكى ندخل من اأى مكان �سئنا
ونزحزح خطواتهم ال�سفلى نحو جهنم• • •يا بحر
لو كنت مدادا للع�سقما نفدت نب�سات ق�سائدنا
دعنى جلنونى....اأ�سرب موجك باخليط الوا�سل
تلتف الراية حول دمانا تزهو فوق �سماناجتل�سنا حتت الظل الوارف من �سجر الفردو�ض
على. االأ
يناير 2009 54
)1(كف من الدم
بخم�سة اأحلان على البابمن دخل اآمن
من خرج مطارد باجلحيم.
كف من الدمبخم�سة ع�سافريمن ذبح الوقت
يف حلمها الطائر بال ري�ض؟
)2(ما ذنب هذه ال�سجرة
خلعوها من اجلنةو�سردوا طيورها
ون�سبوها بابا على ال�سجن؟
)3(بواب يا لق�سوة االأ
حتول بيني وبني احلياةوت�سمح لل�سرا�سري
)هكذا ف�سف�ض �سجنيقبل اأن يدك مقب�ض الباب
يف حنجرته(
)4(وراء الباب:
رجل قال ل�سيدة:» يا �ساقطة
كنت حتفرين ا�سمهعلى ال�سجرة«
اأمام الباب:كان هناك من يحلم
لو اأنه ال�سجرة.
)5(بواب ال�سامتة االأ
لي�ست خر�ساءعلمتها املفاتيح كيف تكتم حزنها.
بواب التي ت�سدر �سوتا االأحزينة
لكنها تغني:
بواب اأكلم االأنادي حافظ
55�شتاء 2009
باب من ال�سباباب من النهاوند
كاأنها ت�ستدرج الع�سافرياإىل حفلة تنكرية.
)6(بواب اأكلم االأ
اأ�ساألها عن فرا�سات اخلريفعن طيور ال تعرب وقتها
بواب اأيتها االأيام؟ كيف ت�سربني هذه االأ
وكيف ترفعني يديك نحو ال�سماءللدعاء على امل�سامري؟
)7(هذا الباب
من �سجرة طيبةاأ�سربت عن املاء والع�سافري
من اأجل املفقودين يف احلروب.
وهذا الباب من �سجرة ثائرة
اعرت�ست املوكب.
وهذا الباب�سدمته �ساحنة
على قارعة الطريق.
بواب الثالثة االأال ي�ستقبلون اأحدا
اأيام اجلمع.
)8(ــ طظ يف احلكومة.
ــ كفاية يا اأوالد الكلب.ــ بحبك يا عايدة.
ــ ال الحتالل العراق.
هكذا تتحول اأبواب املراحي�ض العامة
اإىل بيانات �سرية لع�ساق واأحزاب وخاليا ومعاتيه.
ورمبا تتهياأ للتظاهراإذا �سمعت الن�سيد الوطني
للتالميذ يف طوابري ال�سباح.
يناير 2009 56
ظاللنا تفهم اأكرثتلفة ب�سراتنا خم
مالب�سنا خمتلفة
حجار نقف جامدين كاالأمعظم العيون
حتط على االختالفنيف وائتالف تبحث عن ت�س
ال اأحد ينتـبهـا التي خلفـنا اإىل ظاللن
وهي تتعانقحك ل�ض.. مت�سي.. ت�س جت
ا ـا تفهم اأكرث من ظاللنـا التي لها نف�ض اللون. ظاللن
وءا يف حياته! ظلي مل ير �صظلي
ـه يلهـو معي كطفل لت تخيوء وارتـمى علي ما بان �س كلخ�سي ظلي وتدارى خلفي
)كنت اأ�سمع �سوت �سرخة ظلي(
ماكثا ظل ظليـا عينيه ما�سكا رجلي مغلق
وءا يف حياته!( )ظلي مل ير �س
رجـل بال ظـلم�ض عاقبتـه ال�س
مل ترم له �سطرا من ظل اأبداار يخجل نهارا �س
من كل عـنيت�ستنكر رجال بال ظالل
امل�سكني مل يعد يخرج اإال ليـالـل ي حتى يف الل
وء ادق القمر وكل �س ت�سم�ض مع اأمر ال�س
فلم ير�سم له ظل فيهبب كان نادما ويعرف ال�س
كذلك ال�سم�ضوء وكل �س
والقمراإال نحن.
ظــاللطارق الطيب
*�صاعر �صوداين، م�صري الن�صاأة، مقيم يف النم�صا.
*
57�شتاء 2009
)1(توقف الغريب، عند النبع، وقت الغروب
توقف لي�سرب وح�سانه املاءفوجد عينا ب�سرية
ويدا ب�سريةوقناعا من الذهبوبي�سة من الذهب
وكتابا كبريا.)2(
تاأمل الغريب طويال يف ماء النبعحتى خاطبه النبع:
اأيها الغريباخرت �سيئا واحدا وال تزد
واعلم اأن العني �ستجعلك ترى الغيبواليد �ست�سنع منك املحارب ال�سجاع
والقناع �سيجعل الن�سوةيف كل زمان ومكان
يت�سابقن للقياكثرياء والبي�سة �ست�سنع منك اأثرى االأ
عظم. والكتاب �سيجعلك احلكيم االأ�سحك الغريب من كالم النبع
حتى اغرورقت عيناه بالدموع.وقال له: �سكرا اأيها النبع
ال اأريد العني وال اليدال القناع وال البي�سة وال الكتاب
اأنا الغريبال اأر�ض يل وال هدف
ال وجهة وال رغبة وال قرار.جربت احلكمة والغيب والن�ساء
واللهو والغنى واحلروبفلم اأجد اأي �سيء يعينني
على عذابي املقيم و�سياعي املكتوب.ثم �سمت الغريب طويال وقال:
اأيها النبع،هل عندك دواء لل�ساأم؟
- قال النبع: ال.وهل عندك دواء للغربة؟
- قال النبع: ال.وهل عندك دواء للموت؟
- قال النبع: ال.ف�سحك الغريب ثانية
حتى اغرورقت عيناه بالدموع.)3(
خجل النبع من كالم الغريبو�سار ماوؤه ي�سحب �سيئا ف�سيئا
حتى اأ�سبح،بعد اأربعني يوما،
اأثرا بعد عني.
الغريباأديب كمال الدين
*�صاعر عراقى مقيم فى اأ�صرتاليا
*
يناير 2009 58
اآه... طوال مدينة يف غيها كنت املقابلفلم اجلراذين التي يف جعبتك؟!
طبعا طففت فاأر�سلوا خلفيفال اأدري ملن اأقت�ض من �سفري
واأكرهني بكل حفاوة العظماء؟ال وجه غريي للبكاء.
وعادتي يف الرق�ض تبداأ من حدود اجلرحتبداأ من مقا�سل االنتماء،
لذا اأجرب حالة املوتى على اإن�ساتهمفلرتق�سوا.. ولرتق�سوا
من نخب هذا اليوم؟قلت مدينة اأخرى.. ووعدا من عظام
اأنا ال اأكره املوتىفقط فا�سلت بني مدينتني
فررت نحو الداخلنيقب�ست من اأثر الزناة بقب�سة.. وخذلتها
يا اأيها املوتى ملن تت�سللون؟وقب�ست ثانية فقلدين اجلميع
اأف لكم وملا تركتم يف جيوبي من �سديدقد كان ي�سرخ ذلك ال�سيخ املعمم واملدينة
تتقيهفتارة... ترتاح اإذ تق�سو عليه
وتارة .. ترتاع من عكازه فتدله بحفاوة ال�سفهاء
كان اجلنود يحا�سرون مدينةوعلى امتداد قذيفتني متوء ثاكلةخري ويف عفوية تختار مرقدها االأ
ويل الذراري من مناورة الزواحفاإنهم يت�ساقطون على ال�سدوداأنى ينام الهدهد املخمور...
�سوف اأعد مقالعيخترب ال�سكارى الأ
اآه... طوال مدينة يف غيها كنت امل�سافرواأنا على الكر�سي نادوين ... »اخلليفة«
والتالميذ الذين تاأملوين ي�سحكون***
هم يتقون الريح بيهيهات اأن يت�سوعوا هيهات
اأنا كوة بالباب.... كيف اإذا عجلت اإليك ربي
قيل يعمل �سابغات***
اآه.. طوال مدينة يف غيها...اأدركت اأين واحد املوتى
فكيف اإذا خرجت بدون راأ�ض...ت�سحكون
آهة اأخرى لل�صحك اكمال علي مهدي
59�شتاء 2009
1 - جنونكان الباب عاليا مبا يكفى
فلماذا انحنيت فجاأةكاأن جدارا ان�سق عنه الفراغ
كاد اأن يفلق راأ�سك دون كل الداخلني.مل تكن �سيارة نقل واقفة
تعرت�ض ال�سارعح بربوزات واأطوال ر ومكتوب عليها م�س
حتى ترتد هكذاقدمك ــام اأم فجاأة انفجر بركانا ــاأن وك
مبا�سرةمل يكن ال�سارع منحدرا
حتى تت�سبث بال�سور،كنملة فى مقطورة قالب يفرغ حمولته
وما كان نهداها رحمنيحتى تنفلت من بني يديها
وجترى كامللتاثبعد اأن ثبت حدقتيها مب�سامري الده�سة
على جدار اجلنون
2 - جثةلتم�ض هكذا وحيدا
حمتمال ا�سمئزاز املارةا على مراأى البنت املنتظرة ومت�سرب
وهى تغلق فتحتى اأنفهاباأ�سبعني رقيقني حني
مررت بها غري منتبهجلثة بني �سلوعك
وال لذباب اأزرقا�ض نافورة يندفع كر�س
مع اأنفا�سك املكروبة
3 - وقوفملاذا تقف هكذا، بارد ال�ساقني
كبغى �ساخت،خامدا كفرا�ض اأرملة
ملاذا تقف هكذا؟كعان�ض قهرتها زغاريد فرح ..؟
ق�صائد �سعد القليعى
يناير 2009 60
ما الذي يحدث؟!اأوقفوا هذا ال�سريط
ثبتوا هذه ال�سوراأريد اأبي ب�سعره كامال!
عبو�سه غري منقو�ض،طفولتي حتى باأ�سواأ ما فيها،
حكايات عمتي املخيفةعن العفاريت
والن�ساء اللواتي اآخني جناق�سوة �ستي ال باأ�ض
علق ابن اجلريان�ستاذ »عبده« ع�سا االأ
خذوا �سبابا ال اأ�ستمتع بهواأجنة ال اأملك املقدرة على ت�سكيلها
اأطفاال وعيااليكون من حقي اأن اأعبث بهم
اأو اأعب�ض يف وجوههماأ�سمعهم متى اأ�ساءاأ�سكتهم متي اأ�ساء
ب نف�سي ديكتاتورا مطلقا واأن�سعليهم وعلى اأمهم
على اأحالمها واأحالمهمافعلوا.. ال تفعلوا
هذه اأف�سل الطرقهذه اأ�سواأها
***
ردوين اإىل القلعةوق�سوة ال�سعيد
»كهم ديل« وجهامة ال�سعايدةردوين اإىل ن�سائي املطلقات والعوان�ض
يف الركن الق�سي من الذاكرةردوين اإىل جل�ستي على �سباك القطار
ده�ستي بالقرىوالبيوت التي تفر مني
النخل الذي يروح ثم يجيءاأعمدة الربق التي ال تنتهي
ردوين اإىل بائع ال�سميطوطعم اخلروب الذي ا�ستحال يف اليوم التايل
علقما ي�سمونه العرق�سو�ضمفاو�سات اأبي امل�سنية
- مع بائع امل�سبكردوين اإيل وانزعوا عني ثياب �سبابكم
خذوه وخذوا طفلكمالذي �ستحاولون اإيهامه
باأنني اأبوهواأن من حقه
خذوا طفلكمعلى �سعيد
61�شتاء 2009
اأن يرث معطف �سبابي الفقريومعا�ض النقابة
وال�سحيفة التي اآمل اأال تكون قد األغيت
ال تب�سقوا يف وجهيكلمات هريقليط�ض
اأو مقوالت هيجلاأو حتى تعاليم ال�سيد كارل
اأريد دمي متجمدا عند نطقةيف اأول العمر
يف اأول البوؤ�ضيف اأول ال�سقاء
ويف اآخر ترتيلة للنحيببحثا عن قمي�ض جديد
وعقل يتفهم حقييف جتريب تف�سيلة جديدة للبنطلون
كان اأندادي ي�سمونها »ال�سارل�ستون«ال اأتن�سل من املقوالت
وال من الفل�سفاتخري لكن هذا هو قراري االأ
ردوين اإىل طفولتى
وخذوا طفلكم
ق�صيدتـانحممد قاياتي
وداعملا مرت الثالثون دون اأن ننتبه
ملا فقدنا اأ�سدقاءنانهن مللن وتركتنا حبيباتنا الأ
من الت�سكع يف ال�سوارعواختال�ض القبالت على مقاعد ال�سينما
مل يعد يفرحنا الفرح وال يحزننا احلزن
مل نعد قادرين على ارتكاباأخطاء �سغرية مبهرة
ودعنا املقاهيورحنا نفت�ض عن اأطفال كانوا ي�سبهوننا متاما
وكانوا مي�سون بجوارنا ثم التفتنا فجاأة فلم جندهم
اأرجوكمال تن�سحبوا هكذا فجاأة
فليكن اأن�سحابكم بطيئا اأكرثومنظما اأكرث
حاولوا اأن تقولوا يل �سيئا جميالحزان التي ال تدوم عن االأ
وعن ال�سمو�ض التي حتما �ست�سرقوعن املياه التي متر حتت اجل�سور
عن املطر الذي ياأتي بعد اجلفافثم حدثوين طويال عن دموع الفرح
فالدموع التي تنهمر يف داخليا. حزينة جد
يناير 2009 62
يا ت�ساري�ض الفراغ..يا اأ�سباح ال�سمت..
يا فاكهة الليل..�سيل اجرتفها وقــد ذاتــي كهوف اأناجي
التداعي،األهج يف �سهادي عقدتي ال�سوداء،
باأ�سنامه يزاحمني الــذي لل�سيطان اأبــوح ي املزيف الوهمية ب�سر
فيعجب من �سذاجتي البي�ساء، غ�سان، اأحتفي ب�سقوط الكلمات من االأ
ن، واأجت�سر اإحداثيات االآاأملح الطال�سم الريفية،
حرا�ض، فاأبكي ال�سخور واالأ واأرثي ظلي الذي قد يندثر
خ�سية من وطء الفراغ، وامتداد خرائط الوح�سة على ذاكرتي
اأ�سدع برباءتي،اأر�سم من دمائي اأيقونات انبثاقي،
اأتر�سد يف كوين متثال ال�سمت، عن ي�ستفهمني الليلكية باأنحائه ن االآ
حريقي،عن طقو�ض التهافت يف ذاتي
�سياء عرب األيايف تتفتت، كل االأ
اأنظم من �سكوين تراثا جديدا،واأنقاد الرت�ساف ن�سوة املدام من �سفاه الظالم،
حتا�سرين اأ�سداء ملوثة، ا�ستف�سارات حبلى
�سيل، هذا االأيفرز من رحم النهار اأرومة الدجى،
وهذا ال�سباب املتغزل بالتالع، يختزن بني ثناياه رذاذ ال�سياع،
ونوامي�ض الفقدان املتالقحمتى ينزفني الفراغ،
كي اأعلن انت�سابي للعدم واأنعتق كالفوهة من اأ�سفاد العرف،
ر�ض واأ�سق كال�سندباد بزورقي املثقوب بحار االأوحميطات الفي�ض
يا ت�ساري�ض اخلرافات.. يا اإرها�سات البدء..
يا اإ�سراقات اجلنون.. متى ينفلت فرحي من عناكب العاهة،
فاأن�سل من اغرتابي املزمن متى يعلن انخراطي يف متاهة ال�سمت؟
بي�ض ال �سيء.. فاالأ�سود.. عنوان اغرتابي. واالأ
�صود.. عنوان اغرتابي االأالتجاين بولعوايل
*�صاعر مغربي مقيم بهولندا
*
63�شتاء 2009
غزالــة احل�سني خ�سريي
تكفي انتباهة عا�سقيف غفلة النعناع
ت�سرقه الو�سايةتكفي احلرائق يف دمي
كي تدركي معنى الولوج اإىل فوؤادي و الوقوف على اخلبايا
اأو تطلقي لغزالةقو�ض احلنني
فت�ستبيح �سهام قلبككرم روح
اأنكرت ظل انتظارك يف مقيلي
تكفي التفاتة موجةو يد تلوح يف املرايا
كي يدخل البحر الذي األف الغمو�ض على يديك
اإىل �سباتك يف �سهيلييا اأنت ما بال احلدائق
ال اأنت جئت وال احلدائق
ال الظباء على م�سارف غربتياأذكت رحيلي
وحدي اأ�ساطرين بكايااأدنو من القمر املخباأ
جنمةراح ي�سرقها الغمام
وما �سوى ال�سوء ال�سفيف على يدي و يف دمايا
ر�صالة من عامل جديد�سارة �سامل
حلم 1:اأتناثر وحدي يف اأمواج النهر
اأ�سعر باجلزر املجهولة تطفوين عمقا متالأ
فاأغيب
حلم 2:اأروقة ال�سمت حتيط بعاملكم
فاأتيت اأمار�ض موهبتي يف ال�سمتبهدوء اأكرب
حلم 3:يف هذا العامل
ال تزعجني النظرات الالمعةكحبات اخلرز امل�سقول
يزعجني اأحيانا �سوت املوجيدفعني لل�سطح
اأرد �سعاع ال�سم�ض املك�سور
........................ال تبحثوا عني
- كتبت - فمائي غري مائكمو
وردوا يل �سعاع ال�سم�ض.
يناير 2009 64
كمكم كنت �سعيدا
لو م�سينا وحيدين فقطم�ساء ر�سيق
كر�سي يفكر بهدوءنوار�ض ترفرف فوق املوج
وقبالت جال�سة مبذاق الف�ستقفوق الكر�سي ذاته
قي�س كتب للعامريةوبثقة عمياء :
لف ق�سيدة قادمة« » �ساأجن الأ
�صفافيةعفوا اأيها اخلريف
اأ�سجارك عاريةوحم
زجاجة نبيذ فاخرتكفي الليل كي ي�ساجع
ق�سيدة و�سيمة
عفواكنا�ض ال�سباح :
متهلقد متحو الندى
ده�سة
اأيها الكلبكيف ا�ستطعت اأن متالأ رئتيك
بكل هذا النباح ؟
فل�صفةهل كان اهلل حقا
يف جبة احلالج ؟
مالعنيعندما ي�سيق العامل،
يهرب املالعني اإىل اجلعة وق�سائد الهايكو
ق�صائدعبداهلل املتقي
�ساعر مغربى. *
*
بداع ن�صف قرن من الإملف من اإعداد وتقدمي:
عبد النا�رص عي�صوى
حممد اإبراهيم اأبو �صنةال�شاعر
�سنة- ف�أبو النقدية، املم�ر�سة م�ستوى وعلى حني كتب عن فوزي العنتيل- ينزع �سفة الواقعية وىل- اأنه واقعي، - للوهلة الأ عن �سعره الذي يظنت يف فهو يقول: »واإذا ك�نت احلداثة يف ال�سعر تبد�سورة واقعية، يف �سعر �سالح عبد ال�سبور- خ��سة ت يف يف ديوان )الن��س يف بالدي(- ف�إنه� قد تبدر�س(، الأ )عبري ديوان يف الروم�ن�سية ال�سورة اإىل الفور- على ي�سري- ر�س( )الأ تعبري اأن رغم الفالح بجهد يوحي حيث واقعية، مدلولت اأجله� من وال�سراع وحرا�سته� زرعه� امل�سري يف ت�ريخية- وخ�سو�سية واقعية �سمولية واكت�س�به� ر�س تقرتب من فكرة الطبيعة اجلميلة ف�إن هذه الأ
اأكرث من ارتب�طه� بفكرة ال�سراع حوله�«)2(.ال�سعر من�زع د تعد النق�د بع�س لحظ وقد الدكتور املث�ل- �سبيل على منهم- التفعيلي، من�زعه د »تعد مبكرا لحظ الذي عي�د، �سكري
بني واقعية ورمزية و�سري�لية«)3(.اختالف حقيقة التفعيلة �سعراء م تفه لقد
عبد النا�سر عي�سوي
بداع ن�صف قرن من الإ
�سنة، اأبو لل�س�عر ال�سعرية التجربة ات�سعت يك�د لكنه دة، متعد �سعرية اجت�ه�ت لت�ستوعب التفعيلة، �سعراء بني من الوحيد ال�س�عر يكون ال�سعر ك�ن ف�إذا روم�ن�سي. اأنه عن يعلن الذي الن�سف يف اجلديدة بدايته ب��داأ قد التفعيلي الواقعية، �سفة مرتدي� الع�سرين القرن من الث�ين موؤ�س�سي اأحد النويهي- حممد الدكتور ف�إن لحظ التفعيلي- ال�سعر حول النقدية احلركة عليهم تفر�سه الذي اجلمود من ال�سعراء �سيق لل�س�عر ت�س�أيل( )ل ق�سيدة يتن�ول وهو الواقعية، اإىل �س�رعه اأن ق�سيدته يف يعلن الذي �سنة، اأبو ب�لقمر »يعني النويهي: الدكتور فق�ل القمر. حالم وال�مثل، الذي ل يجد اأبو م�ل والأ ع�مل الآب�أنه يوؤمن به، برغم اأن يعرتف �سنة داعي� للخجل اأن بع�سهم ظن الذين اجلدد ال�سعراء من كونه م عليهم ب�ل�سرورة كل نزعة مذهبهم ال�سعري يحرمدلولته� اأ�سد يف ب�لواقعية ويلزمهم روم�ن�سية،
�سيق� وجمودا...«)1(.
اأبو �صـنة
مه هذا ال�ساعر خالل ن�سف قرن؟ �سوؤال يكن اأن يطرح بخ�سو�ص اإجنازات كثري ما الذي قدمن �سعرائنا. لكننا حني ننظر اإىل هذا ال�سوؤال املفتوح، لن ن�ستطيع الو�سول اإىل اإجابة خمت�سرة، اإبداعي كبري، �سار اإىل جواره م�سروع ننا ننظر اإىل م�سرية �سعرية طويلة، حتقق فيها م�سروع لأنقدي كبري. فال�ساعر حممد اإبراهيم اأبو �سنة واحد من �سعراء ال�سعر التفعيلي الذين قاموا بعبء بداع، فيعد لذلك اأحد ال�سعراء النقاد. ول يعني هذا اأنه يريد توجيه النقد التنظري اإىل جانب الإاأنه يقرتح منهجا ما، واإمنا ي�سع تف�سريات ومالحظات واآراء واإ�ساءات نقدية اأو على نحو ما، ت�سري- من ناحية- اإىل انفتاح منهجه ال�سعري على اأبواب اإبداعية كثرية، كما ت�سري- من ناحية
بداع ال�سعري من خالل ممار�سته النقدية. اأخرى- اإىل تقدمي روؤية �ساملة لالإ
يناير 2009 66
اأن تكون موجودة يف ال�سعر. زع�ت، واأنه� لبد النوهو م� عب عنه �سالح عبد ال�سبور بقوله: »ولي�س اإثر �س�عرا ال�سعراء فيه مي�سي واحدا درب� ال�سعر
ة، وم�س�لك متب�ينة«)4(. �س�عر، ولكنه دروب عدداخل التنوع عن ال�سبور عبد ث حتد كم� هم�: ورب��ي، الأ ال�سعر يف �سعريتني مدر�ستني ة الروم�ن�سية والواقعية، ب�لرغم من وجود مالمح ع�ميف كل مدر�سة �سعرية، فق�ل: »وقد ك�ن قن�ع ال�س�عر والن�سوة، اخلي�ل يف الغ�رق قن�ع هو الروم�ن�سي اأمور احلي�ة � يف هذا الكون من �سغ�ئر الالهي عمع امل�دية، الب�هت املالمح، ك�ل�سهيد على و�سك جترخرية، وك�ن قن�ع ال�س�عر الواقعي هو قن�ع ك�أ�سه الأح�س��س املك�فح اليقظ، املنتمي اإىل ق�سيته، الب�لغ الإبج�س�مة م�سئوليته عن تغيري احلي�ة ل عن تف�سريه�. قنعة التي اخت�ره� من ينتمون ة لالأ تلك مالمح ع�ماإىل مدر�ستني �سعريتني وا�سعتني، ول�سك اأن هن�ك اختلف فقد الواحدة، املدر�سة اأبن�ء بني اختالف� قن�ع �سللي عن قن�ع وردزورث، كم� اختلف قن�ع منهم كل ر ت�سو وك�ن اأراجون. قن�ع عن بريخت رفيقه يف مدر�سته ت�سور ال�سعر يختلف عن مل�هية
ال�سعرية«)5(.وهم الق�سية هذه ين�ق�سون ال�سعراء ك�ن لقد م�س�رات يف ويفكرون جديدة، اأفك�را يوؤ�س�سون وبع�س جديدة، اأرا�س واكت�س�ب جديدة �سعرية م�سروع بداعي الإ م�سروعه اأن يعتب ال�سعراء ت�أ�سي�سي، يهدف منه اإىل ت�أ�سي�س اأو اإر�س�ء تق�ليد ح ال�س�عر اأحمد عبد املعطي فنية جديدة، فقد �سردائم� لدي »ك�ن بقوله: معه، حوار يف حج�زي، هدف مزدوج واأن� اأكتب، هذا الهدف يتمثل- من ة اللغة ال�سعبية، لغة ن�حية- يف الو�سول اإىل حميميدب ال�سعبي وعفويته�... الرتاث ال�سعبي، لغة الأيف اأخ��رى- ن�حية من الهدف- هذا ويتمثل ة كال�سيكية، ل الكال�سيكية الو�سول اإىل لغة نقيحيث من ب�لكال�سيكية- اأعني ولكني املذهبية،
هي مدلول فني يف اللغة- م� ينبغي اأن تت�سف به ة«)6(. ة، من ر�س�نة ونق�ء وحد لغة ال�سعر ع�م
هدف عن �سو�سة، ف�روق ال�س�عر اأعلن كم� مهموم�- كنت »ولعلي ق�ئال: اأي�س�- الت�أ�سي�س- الذي ب�خل�طر وال�سبعيني�ت- ال�ستيني�ت طوال ه اإىل اأ�سوله ن اأن اأجلوه واأ�ستجليه واأرد ميكنني الآاهتم�م�تي مقدمة اإىل به واأدفع املبكرة، وين�بيعه ال�سعرية يف حتقيق النموذج ال�سعري، وهو ال�سعي اجلديدة، الق�سيدة لهذه جديدة كال�سيكية اإىل كال�سيكية ل تعني التقليد اأو الثب�ت اأو ال�ستقرار، لكنه� تعني حتقق النموذج واكتم�ل النهج وقدرته
على ال�سمود«)7(.الدءوب- ال�سعي »اإن �سو�سة: ف�روق ويقول كال�سيكية لتحقيق يالزمني- لي��زال ال��ذي جديدة لق�سيدة ال�سعر اجلديد، يتطلب موقف� من بداعي، ووعي� مب�سكالته� اللغة، واإدراك� مل�س�ره� الإالراهنة يف جم�ل الت�سكيل، وهو موقف يقوم على اللغة- لهذه ي� جتل ب�عتب�ره ال�سعري الن�س متثل والكون- ن�س�ن الإ من كل فيه� تداخل التي ي�سيف العظ�م، �ئني البن نع �س يط�ول به� ومعم�را بتحويله� من له�، ا م�ستمر ويتج�وزه، وجتديدا اإليه
لغة مبذولة م�ست�أن�سة اإىل لغة اإبداع متوتر«)8(.امللمح ميثل الذي هو وحده �سنة اأبو ولي�س الوحيد لكنه التفعيلي، ال�سعر يف الروم�ن�سي الذي يعلن عن روم�ن�سيته. ف�إن هذا امللمح موجود من امل�سريني، التفعيلة �سعراء من كثري �سعر يف عبد جم�هد بدوي، عبده اأيوب، ك�مل اأمث�ل: املعطي اأحمد عبد العنتيل، فوزي املنعم جم�هد، حج�زي، فتحي �سعيد، اأن�س داود، وغريهم. لكنه تن�وله الذي ن�س�أت، كم�ل �سعر يف ظهورا اأكرث ن�س�أت )كم�ل عنوان ف�سل حتت الدكتور �سالح وروم�ن�سية نه�ية القرن(، وراأى اأن الروم�ن�سية التي ة، واأن قدرا من ك�نت يف بدايته ال�سعرية ظلت ممتدقة »يظل متمكن� من وعي ال�س�عر، الروم�ن�سية املعت
67 2009 �شتاء
البحث الرواد ح�ول »لقد �سنة: اأبو ويقول ذواتهم. اإىل فع�دوا للحرية، اأف�سل طريقة عن و)اأحالم لكم( )اأقول يف ال�سبور عبد �سالح الف�ر�س القدمي(، وعبد الوه�ب البي�تي يف )الذي ي�أتي ول ي�أتي(، ون�زك املالئكة يف )�سجرة القمر(. رون يفك ال�ستيني�ت �سعراء ك�ن الوقت ذلك يف الرواد، جيل جت�وز هو ول الأ اجت�ه�ت: ثالثة يف من خالل حفر اأ�سواتهم يف اأ�سم�ع جمهور ميتلئ عج�ب بهوؤلء الرواد. والث�ين: رف�س ب�حلم��س والإد جمر ال�سعر من جتعل التي ال�سعرية ال�سيغة للواقع فوتوغرايف ت�سوير اأو ميك�نيكي، انعك��س ب�أبع�ده املختلفة وجتنب العودة اإىل الذات، مم� يهدده ا�ستيع�ب الث�لث: الروم�ن�سية. نحو ب�لرتاجع من التغري يف بداأ قد ك�ن الذي الواقع �سدمة الهزمية اإن الفجيعة، بعد هزمية 1967. اإىل مل الأل يف الروؤية ال�سعرية لدى لت نقطة التحو قد �سك
جي�ل املختلفة«)13(. الأبني الختالف �سرح �سنة اأب��و ويوا�سل يعود اأن اد ال��رو جيل »ح���ول ق�ئال: اجليلني، يبتعد جديد فني ب�أ�سلوب الواقعية ال�سيغة اإىل ب�ملوقف التم�سك مع واملب��سرة، اخلط�بية عن � جيل مل. اأم مي من الواقع والعت�س�م ب�لأ التقدا�ستله�م على ز يرك اأن ح�ول فقد ال�ستيني�ت من ال�سعراء كل لدى وات�سع القومي، الرتاث املف�رقة لت�سوير قنعة الأ ا�ستخدام جي�ل الأ كل وكذلك ليم، الأ واحل��سر املجيد امل��سي بني واجلم�عي. الفردي امل�ستوى على املع�ن�ة ت�سوير املف�هيم لتطور نتيجة وا�سح�، الفني الرثاء وظهر ال�سعرية ون�س�ط احلركة النقدية، والتحول املذهل والتفتح ال��ذات، عن الر�س� وعدم الواقع، يف الذي ال�سعر جنبية، وظهرت يف الأ داب الآ على ب�لتكثيف ات�سمت مالمح جديدة الهزمية اأعقب
والرتكيب والتحليل والرمزية«)14(.ا�ستقر اأن بعد �سنة اأب��و جتربة ب��داأت لقد
ت به التجربة وتقلبت غ�لب� على منظوره، مهم� امتدو�س�ع«)9(. عليه الأ
اإليه، الروم�ن�سية ن�سبة ق�سية اإىل التفت لقد والتي يعيبه� بع�س ال�سعراء، واأن� اأجري معه حوارا، ف�أج�ب: »اإن جتربتي ال�سعرية ك�نت عري�سة اإىل حد كبري، ت�ستطيع اأن ترى فيه� عروق� روم�ن�سية اأ�سيلة، الروم�ن�سية اأي اجلديدة، الروم�ن�سية اإىل تنتمي الثورية، مبعنى اأنه� روم�ن�سية ثورية جديدة، مل تكن ت�أكيد، بكل ربعيني�ت والأ الثالثيني�ت روم�ن�سية واقع من تنبع لروم�ن�سية �سي�غة اإع�دة هي واإمن� خمتلف، وت�سمو اإىل اأفق اأ�سد اختالف�. فمن اأراد ا فق الروم�ن�سي �سيجده ح�ر اأن ينفتح على هذا الأوب�لغ احليوية يف جتربتي ال�سعرية، ولكن من اأراد اأن فق وهذه الروؤية ف�إنه يكون قد يقت�سر على هذا الأظلم هذه التجربة التي اأعتقد اأنه� �سديدة التنوع، وملمح� � روم�ن�سي ملمح� جتد اأن ت�ستطيع ف�أنت اأ�سك�ل وجتد ،� اأ�سطوري � رمزي بروزا وجتد ،� واقعي
متنوعة اأي�س�«)10(. � ن اآراءه النظرية- مهتم ك�ن اأبو �سنة- وهو يدووب�ختالف ال�سعرية، الروؤى يف التحولت بر�سد جيل ت�ريخي�- ى- ي�سم الذي جيله وروؤية روؤيته اإجن�زات جيل اخلم�سيني�ت، فهو ال�ستيني�ت، عن يرى اأن عط�ء جيله مغ�ير لعط�ء الرواد، واأنه لوله عب كم� تدفقه)11(. التفعيلي ال�سعر ل وا�س م� عن الظروف التي اأح�طت ب�سعر التفعيلة و�سعرائه ال�ستيني�ت ال�ستيني�ت، ثم جميء جيل بداية يف مب� يخ�لف م�سلكهم الفني، فق�ل: »وم� اإن انتهت اخلم�سيني�ت حتى بداأ ال�سعراء احلقيقيون يراجعون دائرة يف ال�سقوط خطر وي�ست�سعرون اأنف�سهم، �سعرهم وا�سمحالل ال�سي��سية، املن��سب�ت �سعر �سعراء وجدن� لهذا الط�غية. الزمن حركة اأم�م دون على املف�هيم اجل�مدة التي اخلم�سيني�ت يتمر�د بوحي من اأيديولوجي�تهم، دون اعتب�ر ه� النق �سك
�سيل«)12(. كبري ملقت�سي�ت الفن ال�سعري الأ
يناير 2009 68
اأن بعد اأو �س�ئدا، نهج� ب�عتب�ره التفعيلي، ال�سعر �سمود يف ال�سبب اأن يرى وهو لال�ستقرار، �أ تهيال�سكل التفعيلي »اأنه ك�ن ا�ستج�بة متطورة للع�سر، واأج�مل والنت�س�ر)15(. ال�سمود �سكل اأخذت التي حتققت جن�زات اجلم�لية فك�ر والإ اأبو �سنة الأقد ال�سعراء »اأن راأى حيث التفعيلي، ال�سعر يف �سحذوا مواهبهم للتعبري عن الع�سر احلديث، من جم�لي�ت م�ستخدمني اجلديدة، الق�سيدة خالل وا�ستخدام ال�سعر، للغة تطويرهم مثل مع��سرة، وه�سم الت�سمني، ا�ستخدام يف والتو�سع قنعة، الأاملوؤثرات وتبني اأ�سع�رهم، يف ومتثلله� �سطورة الأالفن من وال�ستف�دة وال��درام��ي��ة، امل�سرحية دوا ليوؤك ذلك كل البحتة. واملو�سيقى الت�سكيلي اأنهم مل يخرجوا عبث� على اأوزان اخلليل بن اأحمد، ول�سك اأن حركة ال�سعر احلديث قد اأحرزت ن�سرا من لوجوده�، الفني املبر مت قد نه� لأ �س�حق�، خالل النم�ذج ال�سعرية الرفيعة، ولي�س من خالل احلجج املنطقية الب�ردة، ول�سك- اأي�س�- اأن التحرر فر�سة ال�سعري اخلي�ل منح قد اخلليل قواعد من ن�درة للو�سول اإىل اآف�ق م� ك�ن للق�سيدة العربية اأن حتلق ب�لقرب منه�، لول هذا التمرد ال�سكلي على
القواعد ال�س�رمة للمو�سيقى التقليدية«)16(.لقد ا�ستخدم اأبو �سنة م�سطلح )ال�سعر املنثور(، ي�سمه� التي احلزن( اإىل )ر�س�لة لق�سيدة ى م�سممقرتب� احلجرية()17(، املدن يف )ت�أمالت ديوانه الرتاث يف ال�سعري القول مفهوم من بذلك حد اإىل ال�سعر- اأ�س�ليب �س�عت فقد النقدي، املنثور يف فروعي ال�س�لفة، الع�سور يف كبري- وزان وال�سجع والتقفية، وتقدمي الفوا�سل وت�س�به الأاملق�سودة، غرا�س الأ يدي بني والن�سيب الغزل ه، حتى �س�ر ذلك املنثور ج�ري� يف ب�ب ال�سعر وفننه خال من وه- مع ذلك- �سعرا، لأ ولكنهم مل ي�سم
الوزن والق�فية)18(.فهذا اأبو ن�سر الف�رابي، يطلق على النرث الذي
يقول: حيث ال�سعري(، )القول ال�سعر يح�كي ف� مم� يح�كي ال�سيء ومل يكن »والقول اإذا ك�ن موؤلموزون� ب�إيق�ع فلي�س يعد �سعرا، ولكن يق�ل هو قول
�سعري«)19(.واإذا ك�نت ت�سمية )ال�سعر املنثور( قد �س�عت يف اأوائل القرن الع�سرين كم�سمى مل� يكتبه جبان -1876( الريح�ين واأمني 1931م( -1883(1940(، فقد لحظ �سالح عبد ال�سبور اأن اقرتاح اأدوني�س ت�سمية )ق�سيدة النرث( يق�سد به� العدول عن ع��الن والإ العربي، دب ل��الأ النت�س�ب عن بعنوان ال�سبور لعبد مق�ل ففي الفرن�سي، ن�سبه� )امل�سرح واملراي�( يقول: »ومنذ �سنوات اقرتن ا�سم اأدوني�س ب�قرتاح )ق�سيدة النرث( على اأدبن� العربي، داء النرثي م منه� يف دواوينه... من�ذج من الأ اإذ قدعلى يطلق ب�أن يقنع ومل ال�سعرية، العوامل لعط�ء ا�سطلحت الذي التحديد ذلك النم�ذج تلك )ال�سعر وهو اإق��راره، على العربية دبية الأ احلي�ة املنثور(، بل اأ�سم�ه� بذلك ال�سم امل�ستبه )ق�سيدة النرث(، وك�أنه ي�سري بذلك اإىل اأنه� تختلف عن ذلك الذي ك�ن يكتبه الريح�ين وجبان خليل جبان، ي�مد �سلته� ون�سبه� اإىل ق�س�ئد النرث وك�أنه بذلك و�س�ن وبودلري رامبو عند عرفن�ه� التي الفرن�سية
جون بري�س«)20(.ق�سيدة »اإن يقول: �سنة، اأبو مع حوار ويف )ر�س�لة اإىل احلزن( التي كتبت ب�ل�سعر املنثور، قد ولدت يف حلظة �سعرية ك�ملة، كتلك اللحظ�ت التي ال�سبب اأفهم ول خرى. الأ ق�س�ئدي به� اأكتب الذي ج�ءت به على هذا النحو، اإنني معجب ببع�س حممد بدواوين وخ��سة املنثور، ال�سعر ق�س�ئد امل�غوط وبع�س حم�ولت ال�س�عر امل�سري ح�سني عفيف، ولكنني ل اأ�سع ال�سعر املنثور كبديل فني
لل�سعر احلديث اأو ال�سعر التقليدي«)21(.اإىل ال�سعري انت�س�به يف ل�س خم �سنة واأبو اد دب العربي، وك�ن الدكتور طه ح�سني من رو الأ
69 2009 �شتاء
والغ�ية)25(.التفعيلية الق�سيدة بعالقة مهتم ة �سن واأبو �س�أنه به�- ال�ستف�دة وب�سرورة جنبية، الأ ب�لثق�فة يالحظ لكنه التفعيلة- �سعراء �س�أن ذلك يف الغربي، ب�ل�سعر الت�أثر عند الروحي البعد غي�ب قنوات بفتح الت�أثر، رواف��د تو�سيع اإىل فيدعو فبعد ���س��الم، الإ بالد مع ال�سعري الت�س�ل اإطاللة منه على ال�سعر امل�ليزي املع��سر وح�سوره يقول لمبور، كوال يف الدويل ال�سعر مهرج�ن ت�أثر يف وحي الر البعد غي�ب لت »ت�أم �سنة: اأبو خرية ب�ل�سعر �سعرن� املع��سر يف ال�سنوات امل�ئة الأو�س�ر ال�سعر هذا اأفل�س عندم� حتى ورب��ي، الأاأغوار يف ت�سرب ميت�فيزيقية وم�س�ت د جم��رليخرج الوجداين، والال�سعور الروحي املجهول بعد ذلك عن�قيد من ال�سور الرمزية التي ل متت لتطورن� الروحي ب�سلة، انعك�ست يف �سعرن� العربي املع��سر، خ��سة التي�ر التجريبي منه، ول�ست- يف الغربي، ب�لرتاث الت�أثر نبذ اإىل املق�م- داعي� هذا ولكنني- فقط- اأدعو لتو�سيع رقعة الت�أثر واإدخ�ل ن�س�نية. � اإىل روؤيتن� الإ عن��سر جديدة تنتمي روحي�سالمية يف داب الإ اأن هذه الآ و�سنجد- ب�لطبع- وربي، الأ ب�ل�سعر خرى الأ هي ت�أثرت قد بالده� بينم� �سعى عدد كبري من �سعراء الغرب للك�سف ال�سرق اأدب يف ال�سعري له�م الإ ين�بيع عن واإزرا مل�ين، الأ جوته فعل كم� والقريب، البعيد ت�أثر وكم� جنليزي، الإ واإليوت مريكي، الأ ب�وند فريقي. اإن فتح قنوات ال�سعر الفرن�سي ب�ل�سعر الإ�سالم- وم�ليزي� من الت�س�ل ال�سعري مع بالد الإاإىل ة جديدة حي بدم�ء �سيدفع البالد- هذه اأبرز
الق�سيدة العربية املع��سرة«)26(.التي الر�س�لة على للتعرف �سوق يف لعلن� اأن يرى اإنه روم�ن�سي. اأنه ينفي �س�عر ل يحمله� الذي القدمي العربي ال�س�عر لدور امتداد دوره فته يف نف�سه �س�فة اإىل م� خل ك�ن �سوت اأمته، ب�لإ
ويرى املتو�سط البحر بح�س�رة يهتم الذي الجت�ه اإىل � من والغربية اليون�نية املدنية اإىل اأقرب اأنن� رائد ك�ن ذلك- مع لكنه- العربية)22(، املدنية القدمي، ال�سعر )الرتي�س( بني حدائق اإىل الدعوة تلك الدعوة التي وافق عليه� اأبو �سنة، مع التحفظ على م�س�ألة )الرتي�س( هذه، ف��ستبدل به� الرتب�ط ب�لقومية العربية، حيث يقول: »ونحن نتبعه يف هذه دبي، الدعوة التي تقرتب بن� من م�س�در وجودن� الأبل فقط، لنرتي�س تراثن� اإىل نذهب ل ولكنن� لنح�سل على غذائن� ال�سروري للبق�ء عرب� يف ع�مل يف دب الأ و�سبغ جن��س والأ القومي�ت اكت�سح وربية. اإن التوغل يف الع�مل كله ب�سبغة احل�س�رة الأم�م البعيد هو و�سيلتن� امل��سي والنظر بثب�ت اإىل الأ
�لة واإيج�بية«)23(. جلعل ذاتيتن� فعاأبو �سنة غ�رق� يف الرتاث، واإمن� اتخذ مل يكن به علق م� وهذا والنف�س�ل، الت�س�ل موقف )ل ق�سيدة من مقطع على النويهي الدكتور الثوب وغ�زلة )قلبي ول الأ ديوانه يف ت�س�أيل(
زرق(، حيث ق�ل ال�س�عر: الأ»ل ت�ساأيل حبيبتي وما نهاية املطاف
فالبحر ل يبني عن �سواطئ ملن يخافوالعا�سق اجل�سور يكره ال�سوؤال
فق يف عينيه خطوتان الأربتان باملجداف«)24(. والبحر �س
ل الع��سق اأن النويهي الدكتور لحظ وقد العواقب عن ي�س�أل وقف اإذا مغ�مراته يف ينجح الن��س، كم� ق�ل األ�سنة اأو الق�نون ويخ�سى �سطوة
�سلم اخل��سر:ا غـم مات ـا�ص الن راقــب من
ــور ــس ــ� ة اجل ــذ ــل ــال وفـــــــاز بويرى النويهي اأن هذه هي ال�ستف�دة امل�سروعة القدمي ال�س�عر فكرة ي�أخذ �سنة ف�أبو الرتاث، من ونف�س لفظة )اجل�سور(، لكن لغر�س خمتلف مت�م�، البعد ا�ستعم�له فيم� هو جديد خمتلف يعيد فهو
يناير 2009 70
ن�س�ن لالإ �سوت� الع�ملية، فجعلت من �سوته الثق�فة ن�س�نية يف العي على الثق�فة الإ ة »لقد خلق اط ع�مبق�سية ال�س�مل ب�للتزام ا م�ستمر �سعورا نف�سي امتدادا هذا عد ورمب� جمتمعي، وق�س�ي� ن�س�ن الإلدور ال�س�عر العربي القدمي، الذي ك�ن دائم� �سوت ويهديه� قتاله�، ويبكي ب�أجم�ده� يتغنى اأمته، اأن واأعتقد بحد�سه. اإليه� يهتدي التي بحكمته �س�عر الع�مل الث�لث ل ميلك ترف العزلة عن ق�س�ي� فالت من ة، وهي كثرية، ول ي�ستطيع الإ بالده امللحال�س�عر اإن لف�ظ. الأ لكيمي�ء فقط للتفرغ همومه اأن ي�ستطيع ل ولكنه وخ�لد، اأبدي هو مل� يعمل ي�سل اإىل ذلك الكلي اإل من خالل م� هو جزئي ة ة ت�سوده� املحب اإن�س�نية ع�م ر بروح مب�س اإنه وع�بر. اإن�س�نية اأخالق اإىل يدعو ورمب� والتف�هم، والوئ�م ع�ملية وقيم تربط بني جميع الب�سر. ول يعني ذلك اأنه ي�ستبعد ذاته كك�ئن حي يقع حتت اإحل�ح الرغبة برتف له اإن �سمريه ل ي�سمح التحقق. القوية يف خرين، وتظل موهبته ي عن اآلمه اأو اآلم الآ التعز
م�سئولية، اإىل ج�نب كونه� امتي�زا عظيم�«)27(.هو خالقي الأ ال�سمري اأن عن يك�سف وهو ول يف ر�س�لة ال�س�عر، ق�ئال: »اإن ر�س�لة املتحكم الأدة التكوين، ولكن يف دة الزواي�، معق ال�س�عر متعد�سميمه� يكمن ال�سمري. وال�س�عر ملتزم- اأ�س��س�- اأي يف الفن هذا توظيف قبل عظيم فن ب�إبداع املرا�سد من نوع هم ال�سعراء اإن اأخرى. اأهداف �سديدة دائم� ب�لكون عالقته� تظل التي الع�لية ن�س�نية. ومنذ قراأت كلمة �سيلي ال�سلة بوظيفته� الإ�سالح الع�مل( و�سدى هذه )اإنني اأحمل �سهوة لإذو �س�عر اأنني واأظن وجداين، يف�رق ل الكلمة
نزعة اأخالقية«)28(.معظم ق�سرية- عب�رة يف �سنة- اأبو جمع لقد ة مرجو وجعله� عموم� الفن من املرجوة الوظ�ئف الذي الرفيع »الفن ب�أنه و�سفه حينم� ال�سعر، من القومي، الوجدان �سوت و�سيظل وم���زال ك�ن
ودافع� ن�س�نية، الإ النف�س يف اجلم�ل ومو�سم ب�س�لة يف يدافع � روحي و�سالح� احلي�ة، حلب � قويوالعدالة واحلرية واجلم�ل واخلري احلق قيم عن حول الت�س�وؤلت جمع كم� ن�س�نية«)29(. الإجدوى ال�سعر، يف ت�س�وؤل واحد خمت�سر: م� الذي يفعله ال�سعر؟ ثم اأج�ب: »اإنه يلتقط فت�ت التجربة �سريورة بفعل للعدم �س تتعر التي ن�س�نية الإليعيد بن�ءه� من جديد. ال�سعر ل بدية، الزمن الأيح�كي الطبيعة، واإمن� يخلق طبيعة اأخرى له� �سكل ن ه� تزيد عليه� بدللته�. ولأ وىل، ولكن الطبيعة الأد، املجر املعنوي نوع من اإىل ي امل�د يتج�وز ال�سعر من ليخ�طب نوع� فلديه احلرية لكي يفلت من الزوال�س�عر ن�س�ن. الإ كي�ن يف ة امل�ستقر بدية الأ من ك وت�سعر ينطق الطبيعة ال�س�متة، بل يجعله� تتحرة ال�س�عر اأن يك�سف عن زواي� جديدة �س. ومهم وحتيف الوجود مل نكن نلحظه�. اإنه يقوم بعمله الغ�م�س مل واخلوف واملرارة والالمب�لة التي حتت وط�أة الأه مي�سي يف هذا العمل لكي يق�بل به� اأحي�ن�، ولكن
ة اأو الغ�ئبة«)30(. �سي�ء مع�نيه� اخلفي يعطي لالأيف ن�س�نية الإ التجربة بني �سنة، اأبو ق فر وقد »التجربة ب�أن الواقع، ن�س�نية يف الإ والتجربة ال�سعر يح�ء اإثراء الواقع ب�لدللة والإ ال�سعرية تهدف اإىل ذات �سي�ء لأ جديدة �سف�ت واإعط�ء واملعنى، �سف�ت تقليدية وث�بتة. ال�سعر اإذن يقوم مبهمة تخليد م� هو ع�بر واإحي�ء م� يو�سك اأن ميوت، واإنط�ق م� هو الل الظ جت�سيد اإىل ذلك يتج�وز اإنه بل �س�مت،
نف�سه�«)31(.ال�سعر، جدوى حول ت�س�وؤل هن�ك ك�ن واإذا ال�سعر، ي�ستهدفهم ملن وب�لن�سبة لل�س�عر ب�لن�سبة اأبو �سنة بقوله: »لقد ق�دين ال�سعر اإىل فقد اأج�ب جوانحي، بني واأق�م معي، �س�فر ب�أ�سره�، احلي�ة اأ�سعر اأفراحي، وجعلني �عف اأحزاين، و�س هدهد هذا )اإن ويتم�ن والت مريكي الأ ال�س�عر ق�له مب� )اإن ق�ل: قد ك�ن واإذا ب�ملعجزات(. مليء الع�مل
71 2009 �شتاء
بل دثرين يف هذا ال�سمت�سمتك بيت داخل بيت
ل اأب�سر اأحدا غريكل يب�سرين اإل اأنت
تورق حتت جناحيكاأزهار �سكينتنا البي�ساء«)35(.
به يح�س م� هذا لع�مل جديد، ق�نون واحلب اأنه �سك ول احلبيبة، عيني خالل من ال�س�عر، منطقه فوق به يعلو اأرح��م، لع�مل رحيم ق�نون الوح�سي واملت�س�رع. يقول يف ق�سيدته )عين�ك يف
اخلف�ء(:»عيناك ت�سنعان يف اخلفاء
قانون عال جديدالهدم يخدم البناء
واحلب يطفئ احلروبواملاء والنريان يرق�سان
يف كف عا�سق ولهانوفيهما تفاهم الظالم وال�سياء
عيناك يف اخلفاء�سياء«)36(. ان يف �سجاعة طبيعة الأ تغري
بل نالحظ احلركة اجلدلية للحب، حيث ك�ن مل(، وهو ميثل- بطبيعة طرف� يف ثن�ئية )الي�أ�س- الأمل، الذي �سيق�سي على الي�أ�س، ففي احل�ل- الأال�س�عر نلحظ اجت���ه(، بال يفر )قلبي ق�سيدته التي بقيته عن بل الوجيع، القلب عن يحكي يف يجد ونلمحه النتح�ر(، )مرافئ من اقرتبت الوقوع اإنق�ذا له من ات�س�له ب�سفتي حمبوبته قمة هذا عن الق�سيدة تف�سح ول الي�أ�س. امة دو يف حركة طريق عن ولكن مب��سرة، بطريقة امللمح جدلية يظل فيه� ال�س�عر يتج�ذبه فيه� الي�أ�س مرة اإىل فيجذبه احلب ي�أتي حتى اأخ��رى، م��ل والأ
مل. يقول فيه�: الأ»�سفتاك فاكهتان من ع�سل ونار
وكواكب بعثت من الزمن القدمي
له�(، ج��دوى ل التي �سي�ء الأ اأثمن هو ال�سعر والغرب�ء والوحيدين والتع�س�ء املحزونني ف���إن �من� يعرفون جدواه جيدا. ال�سعر هو الذي يبقي اأي�ح��سي�س ��سة ب�لذكري�ت والأ ح�س��س، في خ�فقة ب�لإاأقرب حتى ويخونن� اأعم�رن� تويل حني وامل�س�عر الذكرى ب�أزه�ر دائم� م يتقد اإنه اإلين�. الن��س الن�سرية، ليكلل اأوج�عن� ب�ل�سلوى والعزاء«)32(.
ل ك�ن اأبو �سنة �سمن كوكبة من ال�سعراء، تتحولديه� جتربة احلب، من بعده� الع�طفي القريب، اإىل الوطن، اإىل احلبيبة وتتحول الجتم�عي، البعد حتى اأ�سبحت تلك ظ�هرة ع�مة، وقد لحظ ذلك )قلبي �سنة اأبو ديوان يف نوفل يو�سف الدكتور كله� ق�س�ئده »اإن فق�ل: زرق(، الأ الثوب وغ�زلة ذات �سبغة ع�طفية، لكن النظرة العجلى قد توقع تلك ومنبع حمور اأن ت�سور حني ق�تل، خط�إ يف ة، اخل��س وجتربته ال�س�عر ذات الع�طفية التج�رب ر اأن ال�س�عر يخ�طب حبيبته، ذلك اأن وحني نت�سواأكرث لعط�ء رمزا احلبيبة من تتخذ ق�س�ئده معظم الثوب غ�زلة قد يكون )م�سر عمق�، واأ�سد �سخ�ء )ر�س�ئل الديوان ق�س�ئد واإحدى زرق(«)33(. الأر لن� اإىل حبيبة غ�ئبة( يالحظ فيه� اأن ال�س�عر »ي�سووي�سور ه�، م خ�س ن�س�ن يف الإ و�سي�ع احلي�ة زح�م جلثث ال��رتام وابتالع امل��رور، ب�إ�س�رات املدينة
املوتى، ثم يقول:�سارة احلمراء املوت يا حبيبتي، ل يعرف الإ
يلوح ثم يختفياملوت واحلياة، يا حبيبتي زجاجة ت�ساء
ثم تنطفي«)34(.اأهمية من يقلل اأحدا اأن ذلك معنى لي�س احلب ارتبط بل اإن�س�نية، قيمة هو الذي احلب، ب�ل�سكينة عند اأبو �سنة، بل هو ال�سكينة املتج�سدة، يف ق�سيدته )اأزه�ر �سكينتن� البي�س�ء(، حيث يقول
على ل�س�ن احلبيبة:»ل تطلق للكلم�ت جن�ح النطق
يناير 2009 72
من ال�سدميترف يف اأفق الن�سار
عار تان كموجتني من ال�س وح�سيتلقي مبا يبقى من القلب الوجيع..
اإىل مرافئ النتحارمل املثلج يف ال�سلوع تلقي به دهرا من الأ
ويف خليج الذكريات�سفتاك طالعتان يف نهر الربيع
موجا من الورد املرفرف..يف �سفاء الذاكرة
خ�سرار« يهب الرباري الإ
وهو يختم ق�سيدته بقوله:ة �سع ن الأ ل الآ تتنـز
وردتني فوردتني على املياهقلبي يفر بال اجتاه
عه امل�سافة ي حتى ت�سثم جتذبه ال�سفاه«)37(.
تن�ول كثريا من بداعية الإ وال�س�عر يف رحلته البعد من جتربته تخلو فال ال�سعرية، الروؤية اأبع�د د ي اخلي�نة يف املجتمع، ويند الجتم�عي، حيث يعرم�سرية()38(، قرية )اأحزان بق�سيدته مبرتكبيه� ويك�سف ال�س�عر عن وجوه ن��س املدينة واأقنعتهم، �سواء على ح�ل الريفيني بق�سيدته التي ت�سلط الأعلى للح�سول املدينة، اإىل يفدون الذين الغرب�ء، مدينة )ريفية يف ق�سيدته م يف فقد به، يقت�تون م� وروح ودم حلم من � اإن�س�ني منوذج� الغرب�ء()39( مه� عن جتربته� يف وقلب، هي اخل�دمة، لتحكي لأالذين املدينة اأهل اأقنعة اأم�من� ى فتتعر املدينة،
يخ�سون الفقراء.عن ك�ملة اإج�بة تقدمي ح�سب�ين يف يكن مل اأبو �سنة خالل رحلته مه �سوؤال مثل )م� الذي قدن الآ اإىل قرن ن�سف ت ا�ستمر التي بداعية الإن الو�سول اإىل ذلك وم�زال منتظرا منه الكثري(، لأ
مب� اأكتفي لكنني ودرا�س�ت. درا�س�ت اإىل يحت�ج بداعي اأ�سرت اإليه من مواطن كثرية من ن�س�طه الإد حديث ل يك�سف والنقدي، مع علمي ب�أنه جمرب�سعره �سنة اأبو فيه� اأ�سهم التي التجديد نواحي ومو�سيق�ه، و�سوره ال�سعر لغة يف كبريا، اإ�سه�م� من هي التي خ��رى، الأ الفنون من وب��ستع�رته
ح�سن�ت التجديد يف ال�سعر التفعيلي.
الهوام�ص:اجلديد- ال�سعر ق�سية النويهي: حممد د. )1(الق�هرة الفكر- ودار اخل�جني مكتبة ط/2-
1971م. �س202.)2( حممد اإبراهيم اأبو �سنة: ربيع الكلم�ت- الهيئة امل�سرية الع�مة للكت�ب- الق�هرة 1991م. �س34.
دب والنقد- دار )3( د. �سكري عي�د: جت�رب يف الأالك�تب العربي للطب�عة والن�سر- الق�هرة 1967م.
�س157.عم�ل الك�ملة ج�10- )4( �سالح عبد ال�سبور: الأ1992م. الق�هرة للكت�ب- الع�مة امل�سرية الهيئة
�س367.)5( ال�س�بق. �س233.
معه، ح��وار حج�زي: املعطي عبد اأحمد )6()مملكة كت�به املح�ور يف ون�سره فرج، نبيل اأجراه: ال�سعراء(- الهيئة امل�سرية الع�مة للكت�ب- الق�هرة
1988م. �س17.)7( ف�روق �سو�سة: عذاب�ت العمر اجلميل )�سرية -)78( الثق�يف دبي الأ الن�دي كت�ب �سعرية(-
جدة 1992م. �س158.)8( ال�س�بق. �س168.
العربية- ال�سعرية ف�سل: حتولت �سالح د. )9(�سرة )مهرج�ن القراءة للجميع( 2002م. مكتبة الأ
�س170.)10( اأبو �سنة: حوار معه اأجراه ك�تب هذا املق�ل- ذاعة والتليفزيون- عدد )3134(- من�سور مبجلة الإ
73 2009 �شتاء
متوت: ل )ق�س�ئد كت�به مقدمة �سنة: اأبو )23(الق�هرة مدبويل- مكتبة ودرا�س�ت(- خمت�رات
1987م. �س3.الثوب وغ�زلة )قلبي دي��وان �سنة: اأب��و )24(
عم�ل ال�سعرية(. �س543. زرق(- �سمن )الأ الأاجلديد. ال�سعر ق�سية النويهي: حممد د. )25(
�س198 و199.)26( اأبو �سنة: اآف�ق �سعرية. �س43 و44.
)27( اأبو �سنة: اأ�سوات واأ�سداء- �سل�سلة: املكتبة الع�مة امل�سرية الهيئة -)364( رقم الثق�فية-
للكت�ب- الق�هرة 1982م. �س108.)28( ال�س�بق. �س108 و109.
العربي. ال�سعر يف درا�س�ت �سنة: اأب��و )29(�س73.
)30( اأبو �سنة: ربيع الكلم�ت. �س101.)31( ال�س�بق. �س102.
)32( اأبو �سنة: هكذا تنمو حدائق ال�سعر- مق�ل هرام(- الثالث�ء- 19 فباير 2003م. بجريدة )الأ
�س26.)33( د. يو�سف نوفل: اأ�سوات الن�س ال�سعري- )لوجنم�ن(- الع�ملية امل�سرية ال�سركة ط/1-
الق�هرة 1995م. �س44.)34( ال�س�بق. �س44 و45. والق�سيدة يف ديوان �سمن زرق(- الأ الثوب وغ�زلة )قلبي �سنة اأبو
عم�ل ال�سعرية- مج1- �س567. الأب�ر القدمية(- )35( اأبو �سنة: ديوانه )ال�سراخ يف الآعم�ل ال�سعرية. مج1- �س377 و378. �سمن الأ
)36( ال�س�بق. �س357.�سمن موعدن�(- )البحر ديوان �سنة: اأبو )37(
عم�ل ال�سعرية. مج1- �س53- 57. الأ�سمن امل�س�ء(- )اأجرا�س ديوان �سنة: اأبو )38(
عم�ل ال�سعرية. مج1- �س312 و313. الأالثوب وغ�زلة )قلبي دي��وان �سنة: اأب��و )39(
زرق(. �س580. الأ
8 اأبريل 1995م. �س43.املكتبة �سل�سلة: �سعرية- اآف�ق �سنة: اأبو )11(الع�مة امل�سرية الهيئة -)507( رقم الثق�فية-
للكت�ب- الق�هرة 1995م. �س14.)12( اأبو �سنة: جت�رب نقدية وق�س�ي� اأدبية- �سل�سلة: اقراأ- رقم )519(- ط/1- دار املع�رف- الق�هرة-
ين�ير 1986م.)13( ال�س�بق. �س16 و17.)14( ال�س�بق. �س17 و18.
العربي- ال�سعر يف درا�س�ت �سنة: اأبو )15(�سل�سلة: اقراأ- رقم )453(- ط/2- دار املع�رف-
الق�هرة 1982م. �س68.)16( اأبو �سنة: جت�رب نقدية وق�س�ي� اأدبية. �س129
و130.)17( اأبو �سنة: ديوان )ت�أمالت يف املدن احلجرية( عم�ل ال�سعرية(- مج1- ط/1- مكتبة �سمن )الأ
مدبويل- الق�هرة 1985م. �س156- 166.دبي الأ النقد يف دروي�س: ط�هر حممد د. )18(1978م. الق�هرة ال�سب�ب- مكتبة العرب- عند
�س263.)ملحق ال�سعر- جوامع الف�رابي: ن�سر اأبو )19(لبن ال�سعر- يف اأر�سطو كت�ب تلخي�س بكت�ب: املجل�س �س�مل- �سليم حممد د. حتقيق: ر�سد(- 1971م. الق�هرة �سالمية- الإ لل�سئون على الأ
�س172.اأجراه: معه، حوار ال�سبور: عبد �سالح )20(مع حوار )اآخ��ر بعنوان من�سور عطوان، ح�س�ن �سالح عبد ال�سبور(- مبجلة الدوحة- قطر- اأكتوبر
1981م. �س45.)21( اأبو �سنة: حوار معه، اأجراه: نبيل فرج، ون�سره
املح�ور يف كت�به )مملكة ال�سعراء(. �س138.القومية فكرة تطور مدكور: بيومي نبيه )22(للكت�ب- الع�مة امل�سرية الهيئة العربية يف م�سر-
الق�هرة 1975م. �س40.
يناير 2009 74
اإنه مطر عفيفى عن قلت القريب م�س وب�لأاأبى عن اليوم واأقول اخلالق« الغمو�س »�س�عر �سنة: اإنه »�س�عر الو�سوح املراوغ« ومن ثم لحقته
عب�رة الف�سل بن �سهل ال�س�بقة.ولبد اأن يكون لهذه القراءة مفتتح مركزى، هى ال�س�عر، هذا �سعرية اأن يعلن املفتتح وهذا هذه ق�رئ اإن حتى املتن�مى« الرتاكم »�سعرية مع منجم� نزل واحد ديوان اأنه� يظن ال�سعرية ال�س�عر بداأه� بداي�ت وهى وىل، الأ البداي�ت دب احلديث« بق�سيدته التى األق�ه� فى »رابطة الأم�سرت ي� الوقت »بع�س وعنوانه�: 1958 �سنة دال�س«، اأم� الن�سر، فك�نت بدايته مع ق�سيدته: دبى »الق�رة الغ��سبة« التى ن�سرت فى امللحق الأ
جلريدة امل�س�ء �سنة 1959.)2(
�سنة اأبو ال�سعرية ملحمد للمدونة قراءتى اإن اأن هذا ول: مر الأ اأمرين مهمني، الأ ك�سفت ىل الرتاكم الذى ي�سيطر على املدونة، مل يكن تراكم ديوان فكل �س�فة، الإ تراكم ك�ن بل التكرار، خر: الآ مر الأ يليه، مل� وميهد �س�بقه اإىل ي�سيف اأن هذا الرتاكم مل يكن م�نع� من اإدراك املراحل ال�سعرية التى مرت به� �سعرية هذا ال�س�عر، وفى
راأين� اأنه� خم�س مراحل متك�ملة.
د.حممد عبداملطلب
اأبو �صنة.. ال�صاعر املغرتب
)1(وتقرتب تق�ربه لكى يحت�ج- �س�عر هذا منه- اإىل اأن تتطهر؛ لتدخل قد�س ال�سعر، وعندم� �سمعى: »خري تدخله، ف�سوف تالحقك مقولة الأال�سعر م� اأنت فيه حتى تفرغ منه« اأى اأن ال�سعر �س�حبه، فت�سبح تدخله جتريدى طق�س احلقيقى
وتعي�س ح�لته م�دمت فيه.مقولة تالحقك �سمعى، الأ مقولة وم��ع الف�سل بن �سهل: »خري ال�سعر من ظن كل اأحد
اأنه ي�ستطيعه، ف�إذا رامه تعذر عليه«.كل هذا ك�ن ح��سرا واأن� اأق�رب مدونة حممد رحلة بداأت املق�ربة هذه ومن ال�سعرية، اأبو�سنة املبكرة البداي�ت اإىل امل��سى، الزمن فى �سفرى �س�فرت مع حج�زى اأن �سبق وقد ال�س�عر، لهذا اأ�سف�رى وفى �سو�سة، وف���روق مطر وعفيفى »امل�س�فر حج�زى عبداملعطى اأحمد ق�بلت تلك وق�بلت »املريد« مطر عفيفى وق�بلت ب��دى« الأحممد اأق�بل واليوم »املتجلى« �سو�سة ف���روق
اأبو�سنة »املغرتب«.بل اللقب، هذا �س�حب ل�ست اأنى واحلق مع »جتربته الذى ذكر فى اأبو�سنة هو اإن �س�حبه ول: »قلبى وغ�زلة بداع« ومع �سدور ديوانه الأ الإزرق« اإذ ك�ن هذا الديوان م�س�حة وا�سعة الثوب الأن�س�ن« لت�أمله فى »ع�مل املدينة والقرية واملراأة والإتع�سف الغربة »ك�نت ق�ل: الت�أمل هذا وخالل
بروحى«)1(
75 2009 �شتاء
وىل: هى مرحلة البداي�ت التكوينية، املرحلة الأوفى راأين� اأي�س� اأنه� من اأخطر املراحل فى م�سرية ن ت�أثريه� ظل ح��سرا فى املراحل هذه ال�سعرية، لأالت�لية، وميكن القول اإن اأهم م� مييز هذه املرحلة هو »ال�سوؤال« الذى يتوجه من الذات اإىل ع�مله� حين�، �س�رات ويتوجه من ع�مله� اإليه� حين� اآخر، ولعل الإالق�سيدة املبكرة لهذه املرحلة، هو م�نالحظه فى ول: »قلبى وغ�زلة وىل »لت�س�أىل« من ديوانه الأ الأ
زرق« اإذ يتوجه الن�س للحبيبة ق�ئال: الثوب الأملن �سواطئ عن يبني ل فالبحر ت�ساأىل ل
يخاف)2(لكن النموذج العميق لهذه املرحلة ك�ن فى عم�ل ال�سعرية »اأ�سئلة الق�سيدة التى ت�سدرت الأ
�سج�ر« من ديوان »البحر موعدن�«: الأ�سجار �ساألتنى فى الليل الأ
اأن نلقى اأنف�سنا فى التياراأن نتجه اإىل النهر القادم
.. من اأعماق الياأ�ص اإىل اأق�سى املجهولغالق نحمله فى ذاكرة حمكمة الإ
.......قلت اأحاور قلبى:
- ما معنى اجلنة يا قلبى؟اإىل ت�سل حتى نف�سك فى ل ــو جت ــال: ق -
ن�سان الإن�سان اإىل اأن ت�سل اإىل وطنك وجتول فى الإ
وجتول فى وطنك حتى ت�سل اإىل اهلل- قلت : وما معنى النار؟
�سياء من املعنى - قال : خواء الأ�سياء اأن ت�سبح �سيئا كالأ
ي�سرى ويباعاأن تن�ساع اإىل ما ل يدخلك اإىل ذاتك
يقاع)3( �سياء الباردة الإ اأن ت�سكنك الأف�لذات فى هذا الجتزاء بداأت م�سئولة، ثم ك�نت وىل الأ احل�لة فى وهى �س�ئلة، اإىل حتولت الث�نية احل�لة وفى املجهول، مع للمغ�مرة مدعوة ميزج الذى الوجودى موقعه� عن �س�ئلة ك�نت
الغيبى ب�حل�سورى.)3(
البحث مرحلة ا�ستدعت �سئلة الأ مرحلة اإن ج�بة، وك�ن البحث هو ركيزة املرحلة الث�نية، عن الإوفيه� ك�نت مواجهة الواقع بكل مكون�ته الدميمة، و�سدى هذه املواجهة على الذات، واأعتقد اأن هذه املرحلة قد دخله� جيل ال�ستيني�ت دون ا�ستثن�ء، الروم�ن�سية من خال�سهم ح�ل الدخول وج�ء التى الذاتية، وك�نت املرحلة وتوابعه� املغرقة فى فقد املق�يي�س، بكل م�أ�س�وية �سنة، اأبو دخله� ك�نت رد فعل للمرحلة ال�س�بقة عليه�، اإذ اأخذت ج�ب�ت تطرح نف�سه� ك��سفة عن كم ه�ئل من الإاإل �سوق� حتكمه قوانني اإذ مل يكن الواقع القبح، البيع وال�سراء، ولعل هذا م� اأ�س�ر اإليه ن�س »اأ�سئلة ب�أن »الن�ر« معنى القلب حدد عندم� �سج�ر« الأويب�ع، ي�سرى �سي�ء، ك�لأ �سيئ� ن�س�ن الإ ي�سبح من للبحر« »اأغنية ق�سيدة فى �سنة اأبو يقول
ب�ر القدمية«: ديوانه: »ال�سراخ فى الآونزلت ال�سوق اأ�سدو واأباهى بالغناء
واإذا النا�ص ورود وحجارةواإذا اللعبة ك�سب وخ�سارة
وقف احلزن على باب ال�سعادةمان طفال والع�ساق ليعطى الأ يطرد الأ
ل�سوى الناهب والكاذب حرا�ص ال�سغينة)4(روؤية على الواقع مواجهة انعك�ست وقد الذات لع�مله�، لي�س فى ح��سره فح�سب، واإمن� فى
يناير 2009 يناير 762009 76
وىل، يقول ال�س�عر فى ق�سيدة م�ستقبله ب�لدرجة الأ»�سرخة الوداع« من ديوانه »اأجرا�س امل�س�ء«:
يخيفنى اأن يقبل ال�ستاء عارياويقبل الربيع دومنا �سماء
تخيفنى املفاجاأةيخيفنى التوقع املرير
يخيفنى ال�سباح مقبال ومدبرايخيفنى امل�ساء مقبال ومدبرا)5(
)4(اأبى �سعرية فى وىل الأ املرحلة اأن ذكرن� ذلك اإىل ون�سيف �سئلة، الأ مرحلة ك�نت �سنة، تعنى والذهنى النف�سى �سئلة فى مردوده� الأ اأن املرحلة ج�ءت ثم ومن »ب�لغربة« ح�س��س الإوىل، ثم ت�سيف الث�لثة لت�ستح�سر هذه املرحلة الأاإليه� عن�سر »الغرتاب«، وهو م� يعنى اأن ال�س�عر اغرتب نف�سي� وج�سدي� على �سعيد واحد، ويك�د لهذه جت�سيدا نيلية« »رق�س�ت ديوانه: يكون الغرتاب بني جتمع ق�س�ئده من فكثري املرحلة. ق�سيدة فى ذلك مت�بعة وميكن مع�، والغربة
»اإيق�ع�ت الرحيل املب�غت« التى يقول فيه�:حلم تفتح فى قرارة موجة
.. اأواه ..هل هب الن�سيم على ال�سجر
قلبى .. اإذا ذكرحبة ينفطر الأ
�سحب، واأوهام، واأعماربال جدوى متر
ج�سدى يعاندنى.. هذا الرحيل جرية ..
عط�سى يغالبنى .... - تعبت - ..
فما يعللنى اإذ البلوى تعم )6(اأ�سكن� والغ��رتاب الغربة ت�س�فر اأن ويبدو الذات ع�مل� من الوحدة التى تنفرد فيه� ب�أحزانه� من ن�حية، وذكري�ته� من ن�حية اأخرى، وهو م� عب
عنه ال�س�عر فى الق�سيدة نف�سه� ق�ئال:وحدى على مهل ..
�سويت اأحزانى ..هل .. ول اأطلب من الأ
�سيئا �سوى الذكرى .... تفتح ..
فى مدى الـمحل )7()5(
�سعرية تدخل ومعه� الرابعة، املرحلة وت�أتى اأبى �سنة حتول عميق� على م�ستوى اإنت�ج املعنى، من وتوابعه� �سق�طية الإ البدائل حت�سر حيث امل�س�ركة اإىل املتلقى تدفع التى والرموز قنعة الأاأنه� اأى املب��سر، املب��سر وغري فى حتديد مردوده� والت�أويل، الحتم�ل من�طق على الن�سية تفتح اأن مهمته �سلبى، متلق من املتلقى حتيل التى ي�ستقبل الن�س، اإىل متلق اإيج�بى مهمته امل�س�ركة فى اإنت�ج هذا الن�س، وميكن اأن نالحظ �سيئ� من الديوان من قحوان« الأ »زهرة ق�سيدة فى ذلك
نف�سه، حيث ا�ستهل به� ال�س�عر ديوانه:قحوان وحدها .. زهرة الأ
تنحنى للعوا�سف .... يت�سها حزنها ..
ن .. تعرف الآ.. اأن الذى كان كان
لن يعود لها ما ا�ستهته .... ولن ي�سبح البدر ..
.. بني تالفيف اأوراقها)8(
77 2009 77�شتاء 2009 �شتاء
اإىل النب�تى القن�ع من �سق�ط الإ ويتحرك كم� متوت اأن »لك ق�سيدة: فى احليوانى القن�ع
ت�س�ء«:�سقر على كتف اجلبال ..
اأ�سناه هذا الليل ..اأتعبه الرحيل ..
.. اإىل املحال )9(ع�مل وهو امل��راأة، ع�مل �سق�ط الإ وبالحق اإن �سنة: اأبو يقول وكم� احل�دة، املف�رقة يعتمد املالئكة، اإىل ع�مل ت�سعد املراأة - عنده - ك�نت ثم تهبط اإىل بوؤر ال�سيط�ن، فهى »جنة ت�سج بكل ق�سيدة فى ال�س�عر يقول اجلحيم«)10(، عن��سر
»املراأة الرملية«:يا امراأة من �سوانى عن روؤية .. كف
�سياء .. نف�سك فى كل الأ.. اأزيحى ج�سدك ..
.. من عينيك ..لتنك�سف الدنيا ..ويلوح ال�ساحل ..
اأخ�سر للغرقى ..)11(ويبدو اأن الذات املبدعة ك�نت حري�سة على �سق�طية، الإ املرحلة هذه كوابي�س من اخلال�س اأن فى احلق اخل�رجى للواقع اأعطت اإنه� حتى الع�مل هذا من ال�سريع اخلال�س اإىل ير�سده� امل�سحون ب�لغربة والغرتاب، وفى ق�سيدة »اأوق�ت �« القن�ع، اإىل الذات املتكلمة �سحراوية« تتوجه »ري
ج�بة: ب�ل�سوؤال، ومع ال�سوؤال الإمن جئت تطلب؟
اأيها الوجه الغريب؟خابت ظنونك فارحتل عنا ..
د التى .. ل هذه جن�سعار .. .. هتفت بها الأ
ل ريح ال�سبا .... تاأتى هنا ..
كل الذى ياأتى ..- يخيب - )12(
)6(اخل�م�سة مرحلته� �سنة اأبى �سعرية وتدخل خرية، لت�سعد اإىل اآف�ق اأن�س�ق الثق�فة، وتطل والأالذى ك�ن- الثق�ف�ت« »�سدام من خالله� على ج�سد وقد احل�س�رات«، »هيمنة حقيقته- فى اأكمل ثم املرحلة، هذه الكالم« »�سجر ديوانه حالم« هذا التج�سيد. خري »مو�سيقى الأ ديوانه الأهذه بني عميقة عالقة هن�ك اأن ول�سك الوح�سية الهيمنة هذه اإن اإذ و�س�بقته�، املرحلة التى �س�حبت العوملة، ك�نت فى مقدمة العوامل عند والغ��رتاب الغربة طبيعة ر�سخت التى ال�س�عر، ومن ثم لحقه نوع من الي�أ�س فى اخلروج
من هذه الدائرة املحكمة.يقول اأبو �سنة فى ق�سيدة »�سجر الكالم«:
ل ت�ساألينى.اأن اأقيم فقد تعبت
من املقامذبلت غ�سون
احللمفى �سجر الكالم)13(
اإىل ا�ستح�ل الذى احل�س�رى ال�سدام اأم� »�ست�ء ق�سيدة: لحقته فقد ح�س�رى، تدمري
العروبة« التى يقول فيه�:وبغداد.
يناير 2009 78
تدعو فال ي�ستجيب�سوى قاتليها الغالظ ..يجيئون فى الريح واملاء
فى الطائراتوعرب ال�سفائن
من كل �سوبيجيئون باملوت
يغدو الفرات دماء )14(احل�س�رى التدمري هذا ال�س�عر ي�ستكمل ثم حالم« وفى خري »مو�سيقى الأ لبغداد فى ديوانه الأ
ق�سيدة »بغداد«:بغدادعفوك
اإن القول يعتذرحبة غاب الأ
عداء قد ح�سروا والأحى ى �س كنا نرج
ياأتى بعزتناباء هذا الإ
اه ينتحر الذى خن.........
من للعراق؟وقد جاءت حتا�سره
هذى اجلحافلمثل الليل تنهمر)15(
ل�سك اأن املتلقى وهو ي�ستقبل هذه الدفق�ت ج�سدته الذى امل�أ�س�وى البعد يدرك ال�سعرية قد ع��داء والأ حبة الأ »غ�ب الدامية: املف�رقة ح�سروا« بو�سفه� اإ�س�رة دامغة على اأنن� �سرك�ء فى
هذه اجلرمية احل�س�رية.
)7(�سعرية فى اخلم�س املراحل لهذه ر�سدن� اإن الذى املوجز طالل الإ من نوع� ك�نت �سنة، اأبى ونوع� احل��سر، حلظة فى و�سلته مب� البداية يربط تقدمي فى الذى ليكفى النتق�ئى طالل الإ من هذه ال�سعرية مب� ت�ستحقه، لكن املهم هن� اأن ن�سري ت�لية، ملراحل املرحلة اخل�م�سة، هى متهيد اأن اإىل نن� فى مواجهة �سعرية تعرف البتداء ولتعرتف لأ
ب�لنته�ء.
الهوام�صاملجل�س والتجربة - د.حممد عبداملطلب - ال�س�عر -1
على للثق�فة �سنة 2003: 262 الأعم�ل ال�سعرية - حممد اإبراهيم اأبو �سنة - مدبوىل 2- الأ
�سنة 1985: 5453- ال�س�بق: 29، 30
4- ال�س�بق: 3955- ال�س�بق: 267
مكتبة - �سنة اأبو حممد - نيلية رق�س�ت ديوان: -6غريب �سنة 1993: 21، 22
7- ال�س�بق: 248- ال�س�بق: 9
9- ال�س�بق: 4810- ال�س�عر والتجربة : 263
11- ديوان رق�س�ت نيلية: 10212- ال�س�بق: 63
اأبو �سنة - اإبراهيم 13- ديوان: �سجر الكالم - حممد دار ال�سروق �سنة 3000: 30
14- ال�س�بق: 48حالم- حممد اإبراهيم اأبو �سنة- 15- ديوان: مو�سيقى الأ
الدار امل�سرية اللبن�نية �سنة 2004 : 83، 85
79 2009 �شتاء
حي�تى ال�سخ�سية، ول اأريد اأن اأحول امل�س�ألة اإىل اأعلم اإمن� هذا منوذج فقط، واأن� جتربة �سخ�سية ىل، �س�بقة اأجي�ل من واأي�س� جيلى، من كثريين اأن ولحقة على ت�أثرت كثريا بهذا ال�س�عر العمالق، الذى حت�س واأنت جتل�س معه اأنك اأم�م اإن�س�ن راق دبية الأ ب�حلركة يتعلق م� فى م�س�عره، ملم بكل من وكثري العربى والع�مل م�سر فى والثق�فية
بلدان اأوروب�. ثم حتدث �س�عرن� املحتفى به حممد اإبراهيم اللق�ء، بهذا �سع�دته ب�لتعبري عن ب�دئ� �سنة اأبو حت�ول التى »ال�سعر« جملة اإىل �سكره وبتوجيه بث روح جديدة فى حركة ال�سعر، ثم األقى على
احل��سرين ق�سيدة »عالقة«.. التى يقول فيه�:بني امل�سافة اإن النهار/ اخرتاع اأ�ستطيع ل املتاح بني امل�سافة بحجم والنتحار/ احلقيقة فى وترتكنا حبها على ت�سيق الفرار/ وبني
انتظار القرار.اأم� احلديث النقدى عن م�سرية حممد اإبراهيم ح�سام الدكتور بداأه� فقد ال�سعرية �سنة اأبو
اأ�سرف عوي�ص
جنيت من ال�صعر اأقل مما يجنيه بائع حم�ص!
الدنيا/ طرائق جميع �سدت فاإن جازف/ اأمامك فاقتحمها/ ل تقف/ كى ل متوت واأنت
واقفبهذا ال�ست�سه�د بداأ عبد النا�سر عي�سوى اإبراهيم حممد اإ�سه�م�ت على موؤكدا الندوة امل�سرى ال�سعر حركة فى كبري ك�س�عر �سنة اأبو ب�أكمله جيله وفى فيه املب��سر وت�أثريه والعربى، اأن ال�سعرية اجلملة هذه من تعلمن� لقد ق�ئال: ب�لفعل، كم� ال�سعر موؤثر اأن لل�س�عر موقف� ودورا، اأن اأح�س اإننى بل وجم�ع�ت. اأ�سخ��س� فين� اأثر ل�سوته فيه� مدين اأن� نب�س�تى من نب�سة كل ثم به، نلتقى اأن قبل منه تعلمن� الذى ال�سعرى تعلمن� منه ك�إن�س�ن بعد اأن اقرتبن� منه، ولعلنى اأذكر اأول ق�سيدة تفعيليه له ت�ريخ� م�سريي�.. فقد ن�سر مولدى.. ع�م وهو ع�م 1959 امل�س�ء فى جريدة الق�سيدة هذه كتب ثم فولدت، ن�سره� وك�أنه فدخلت ع�م 1979 موعدن�« »البحر املوؤثرة جدا منه�، فتخرجت علين� األق�ه� ثم العلوم، دار كلية فى م�سريية اأفع�ل تفعل ق�س�ئده اأن اأح�س لذا
حممد اإبراهيم اأبو �صنة فى ندوة
اأقامت جملة »ال�سعر« مبقرها بو�سط البلد ندوة عن ال�ساعر الكبري حممد اإبراهيم اأبو �سنة، الفاعل على تاأكيد ح�سورها املجلة من خاللها الندوات حتاول من �سل�سلة اإطار فى وذلك �ساحة ال�سعر امل�سرى، اإىل جوار دورها كاإ�سدار وحيد متخ�س�ص يهتم بر�سد ومناق�سة حركة قطار العربية، اأدار الندوة ال�ساعر عبد النا�سر عي�سوى، و�سارك فيها ال�سعر العربى فى كل الأمن النقاد د. ح�سام عقل ود. اأحمد بلبولة، وبح�سور عدد من ال�سعراء والنقاد وحمبى جملة
»ال�سعر«.
يناير 2009 80
ال�سبعني، ن�دى �س�عرن� دخل لقد ق�ئال: عقل لكنه دخل بقوة ال�س�ب املتوثب، فتح�س اأن فكره والتحدى املن�جزة ط�قة هى وهذه يتجدد، دائم� ن التحدى احلقيقى اأم�م اأم�م الذات ال�س�عرة، لأفى �س�عر اأى جن�ح و�سر الزمن، فكرة هو ال�س�عر الذين ال�سعراء ا�ستمراريته، وكم عرفن� كثريا من ن�أتى اأطلقن� عليهم �سعراء الديوان الواحد، وحني اأن جند �سنة اأبو اإبراهيم حممد �س�عرن� اإىل لكنك وا�سع، زمنى براح فى ت�سكلت قد ثق�فته القرية هذه ابن اأنه �سعره خالل من دائم� حت�س هذه وطموح�ت تطلع�ت واأن اجليزة، فى الث�وية القرية تت�سح فى �سعره، ول نن�سى اأن �س�عرن� جنح وميكنن� ح��سمة، مراحل فى جتربته يجدد اأن فى هذه اإحدى ك�نت 67 يونيو هزمية فرتة نعتب اأن الفرز من نوع فيه� حدث التى املهمة، املراحل اأن �سنة اأبو اإبراهيم حممد ال�س�عر ا�ستط�ع يتج�وزه، ويجدد لغته واأدواته، وكم� اأنه �س�عر كبري، اثنت� له كبري، ن�قد اأي�س� اأنه نغفل اأن ن�ستطيع ل ع�سرة درا�سة نقدية ل ن�ستطيع اأن نغفله� اأو ن�سقطه� ذاعية من الذاكرة، ف�سال عن مق�لته، وجهوده الإ
عب �سبكة البن�مج الثق�فى ل�سنوات طويلة.ال�سعرية العوامل حول نختلف اأو نتفق قد حوال الأ كل فى لكنن� �سنة، اأبو اإبراهيم ملحمد ل منلك اإل اأن نقف احرتام� لهذه الط�قة ال�سعرية
اله�ئلة، فم� زال ال�س�عر يوا�سل عط�ءه، وم� يزال هذا العط�ء �س�مدا اأم�م التحدى احلقيقى.. حتدى جودة يوؤكد الذى الوحيد الختب�ر وهو الزمن، بداع اأو ينفيه�، ومع اأن ثق�فة �س�عرن� قد ت�سكلت الإفى براح زمنى وا�سع، اإل اأنك حت�س دائم� اأنه ابن هذه القرية، واأن طموح�ت وتطلع�ت واأ�سواق هذه
القرية تبدو وا�سحة فى مفرداته ال�سعرية. ال�س�عر دخ��ول عن حديثه معر�س وف��ى حممد اإبراهيم اأبو �سنة ن�دى ال�سبعني حتدث )اجليل( التجييل فكرة عن عقل ح�سام د. وت�سنيف ال�سعراء اإىل جيل �سبعيني�ت وثم�نيني�ت وت�سعيني�ت.. وهكذا، مو�سح� عدم اتف�قه الت�م مع فراط فيه� يكون م�سلال هذه الفكرة، موؤكدا اأن الإوتركيب� تعقيدا اأكرث ال�سعرية والظ�هرة اأحي�ن�، ف�ل�س�عر الزمنى، العتب�ر لفكرة تخ�سع اأن من النرث فى ح�سني عفيف مثال ك�ن يكتب ق�سيدة مط�لع القرن امل��سى، بينم� يكتب حممد الته�مى
ن. ال�سكل العمودى وهو يعي�س بينن� الآال�س�عر دواوين عن حديثه عقل د. بداأ ثم بديوان »رق�س�ت نيلية« ق�ئال: هذا الديوان يك�سف ده��س فى جتربة اأبو �سنة، ويجعلن� م�س�ح�ت من الإكنق�د نع�ود النظر فى م�س�ألة عالقته ب�لروم�نتيكية، نى لأ خ��رى، الأ النقدية الت�سنيف�ت ببع�س اأو يطرح مم� م�س�حة اأرحب ال�سعرية عوامله اأن اأظن
اأبو �سنة وعقل وبلبولة
81 2009 �شتاء
لهذا املت�أنية والقراءة ح��سرة، نقدية �سيغ من خلف يبذل جهدا هن�ك اأن لن� تو�سح الديوان هذه التف�عيل والقوافى، كم� اأن فيه نوع� من احل�س اأحدث اأنه توؤكد مهمة م�س�ألة وهذه ال�سردى، التجديد فى جتربته ال�سعرية دون ثرثرة اأو تف��سح، اأظنه� التى الي��سمني« »ذاكرة ق�سيدة مثال ومنه من اأجمل ق�س�ئده، ولحظوا اأن فى جتربة حممد اإبراهيم اأبو �سنة ع��سفة من النو�ست�جلي�، فلديه هذه النزعة على مدى م�سواره بدرج�ت متف�وتة، الطزاجة حلظ�ت امل��سى من يبعث اأن يريد فهو
والبك�رة والنق�ء.تبدو اخل���رج��ى ب�لع�مل ال�س�عر وعالقة العرق ب�أن القول وميكن التعقيد، �سديدة عالقة الروم�نتيكى الن�فر فى جتربته اأغرى الكثريين من النق�د، بدافع الق�سد من املراد من اأقرب طريق، اإىل اأن ين�سبوا جتربته قول واحدا اإىل منظومة التج�رب الروم�نتيكية، لكن جتربته تبدو ىل اأوفر عمق� واأحد ال�سيق، ط���ر الإ هذا فى تو�سع اأن من م�س�حة حمر�س، تثويرى نف�س اأي�س� يتلب�سه� فتجربته اإط�ر فى تو�سع اأن ميكن ل ق�سيدته اأن يعنى مم� اإىل النق�د لكنه� حتت�ج من املب��سرة، الروم�نتيكية وم�س�ح�ته� دروبه� اإىل ندخل لكى اجلهد بذل اجل�نبية، واأن� ل اأت�سور الن�س ال�سعرى احلقيقى اإل دبى ن�س� تثويري� حمر�س�، واإذا مل ينجح الن�س الأ
فى ذلك فهو ل قيمة له.طلب النقدية عقل ح�سام د. روؤي��ة بعد �س�عرن� حممد اإبراهيم اأبو �سنة الكالم، ب�دئ� ب�سكره للن�قد على ثق�فته النقدية والبالغية واللغوية، ومع ت�سف مل النقدية الدرا�سة هذه اأن اأو�سح ذلك فى تتكون �سي�ء لأ مداخل تعد فهى غليله، حول خ��سة ب�إ�س�رات وتنب�س الن�قد، وجدان رمب� تكتمل �سورته� التى والنم�ذج املح�ور بع�س
اأخ�سع ل اإننى لقوله واأ�سكره اأخرى، روؤية فى عن هن� اأدافع ل واأن� الروم�ن�سى، التب�سيط لهذا وقعت وقد الروم�ن�سية، ع�س�ق من ننى لأ نف�سى قول اإن م� اأثرى فى غرام الروم�ن�سيني الكب�ر، ولأوىل للمقدمة وجدانى فى فرتة الثورية، قراءتى الأمقدمة وهى طليق�«، »بروميثيو�س لرتجمة الرائعة من �ستني �سفحة �سرح فيه� الك�تب الكبري د. لوي�س عو�س مفهوم الروم�ن�سية ودور الروم�ن�سيني الكب�ر )�سيلى.. وب�يرون.. وكيت�س(، واأن� اأعتقد اأن ال�س�عر ن فى كل جتربة يخرج عن التق�سيم والت�سنيف، لأالنق�د.. �سكه� التى طر الأ يتج�وز الفنى العمل اأن اإم� دبى الأ ف�لعمل العلم�ء، اأو دب���ء.. الأ اأو فى ويوؤثر فيه�.. يق�ل التى للحظة ي�ستجيب وجدان الذين يتلقونه، واإم� اأن ي�سبح العمل نف�سه الذى هو احلقيقى واجل�سد روح، بال ميت� ج�سدا واحلم��س، واحلركة.. ب�لن�سوة.. خرين الآ يعدى واأن� كنت اأعجب ب�لروم�ن�سيني، لكننى اأي�س� كنت الرواية، فى الواقعية الوث�ئق اأقراأ ذاته الوقت فى وتكون داخلى فى تن�سهر كثرية اأ�سي�ء قراأت فى حلظ�ت يتدخل الذى الداخلى، الوعى هذا ح��سمة فى بن�ء الق�سيدة، من حيث اللغة، ومن
حيث الروؤية والتكوين.مرة النقد �س�حة اإىل الندوة حديث ع�د قدم الذى بلبولة اأحمد د. من خالل اأخرى روؤيته ق�ئال: اأعود ب�لذاكرة اإىل ع�م 1998 عندم� به وهربت البعيد«، النه�ر »مراي� ديوان ت�أبطت من واأن� فى اجلي�س، لكى ل تنقطع �سلتى من الأج�ء الذى »الغريب وق��راأت ال�سعرى، ب�لع�مل الدخول اأ�ستطيع يومه� ومن و»عالقة«، ك�لظل« �سدئة هى بوابة من ال�سعرى �سنة اأبو ع�مل اإىل ن، واأ�سبحت من�سية اأو مهجورة، فى هذا الع�مل الآن�س�ن املحب الروم�ن�سى، على الرغم وهى بوابة الإ
يناير 2009 82
من اأننى قراأت مق�لت كثرية حت�ول اأن تدفع هذه التهمة عن حممد اإبراهيم اأبو �سنة، لكن اأن� عندم� اأن اأ�ستطيع فال ال�سعرى، ع�مله اإىل الدخول اأود اأدخل اإليه اإل من خالل بوابة الع��سق الروم�ن�سى، ويختلط الع�مل.. مع ويندمج يذوب حب�.. الذى التى الدقيقة الكونية �سرار ب�لأ ويتوحد �سي�ء، ب�لأنه لأ الب�س�طة، منتهى فى يف�سه� اأن ي�ستطيع
�س�دق فى �سم�ع �سوت قلبه. واحلقيقة اأن بينى واأبو �سنة على بعد م� بينن� من م�س�فة.. �سلة ن�سب وق��سم م�سرتك، هو هذه الكبد نه اآمن بكل �سىء جميل؛ اآمن ب�حلب املقروحة، لأوال�سدق، ون�سد ذلك كله فى الوجود، ف��سطدم بكلم�ت يتغنى ف�أخذ واخلي�نة، والظلم ب�لكذب فى »ت�أمالت ديوانه به� �سدر التى ليلى جمنون مدن حجرية«: وىل كبد مقروحة من ذا يبيعنى /
به� كبدا لي�ست بذات قروح.ول يعرف معنى الغ�سة اإل �س�عر مثل حممد لفة الغ�ئبة فى كل اإبراهيم اأبو �سنة، يبحث عن الأ�سق، وهو يرى اأن املع�نى اجلميلة ل ميكن اأن تع��س مع اإل ال�سداقة تعي�س اأن ميكن ل اآخر؛ مع اإل فى اإل العدل ظالل تتفي�أ اأن ميكن ول �سديق، اأن تتنف�س احلرية فى ظل حكم ع�دل، ول ميكن
ن�س�ن. من�خ يحجم �سمري الإلكن النقطة التى اأود الت�أكيد عليه� فى ع�مل اأبو �سنة ال�سعرى، اأنه �س�حب ق�سيدة حمكمة خ�لية ليتحدث الع�مل من جزءا يحيز فهو الرثثرة، من احلداثيون النق�د يقول كم� الن�س فلي�س عنه، لكنه �سىء، كل فيه يق�ل اأن ميكن مفتوح� كون� ي�ستطيع بداية اأن ينتحى ج�نب� ويكتب عن �سىء م�، ولي�س مو�سوع الق�سيدة اأن ت�سبح احلي�ة لغزا اأو هالم� ل ميكن فهمه اأو القب�س عليه، الق�سيدة عند اأبو �سنة وا�سحة وحمددة، له� بداية وله� نه�ية،
اأن حتذف اأو �سيئ�.. اإليه� ت�سيف اأن ت�ستطيع ل اإىل البداية من حمكمة ق�سيدة فهى �سيئ�، منه� النه�ية، ت�ستطيع اأن ت�ستخل�س منه� معنى »ع�ري�« ذلك بعد ثم اجلرج�نى، الق�هر عبد يقول كم� �سئت، كم� لالحتم�ل املعنى هذا ب�ب تفتح ق�ئم� اأي�س� ال�س�عر ويظل ق�ئمة، ال�سعرية وتظل
حت�سل منه على اجلديد كلم� تقلبه.املع�نى �س�عر �سنة اأبو اإن اأقول اأن واأ�ستطيع املع�نى من يبداأ اأي�س�، العقلية داة والأ العقلية، ي�سقط ثم واحلرية، واحلب.. ك�لعدل.. املجردة يت�أمل ثم فيه، �سي�ء الأ هذه ويتفقد الع�مل على لغي�به� ويجعلن� نت�أمل نحن معه، وبهذا يرتفع ال�سعر ذكر كم� الواقعية الروم�ن�سية م�ستوى من عنده ن�س�نية التى بع�س النق�د، اإىل م�ستوى الفل�سفة الإجوبة، ف�أبو �سنة �سي�ء، وت�سقى مبرارة الأ تتفح�س الأالوجدان منطق منطقه مت�أمل، بط�بع فيل�سوف املتوتر كم� يقول د. عبد الرحمن بدوى، والكبد املقروحة كم� نرى نحن مبنطق ال�سعراء، واأى �س�عر اإىل ي�سل ومفكرا، فيل�سوف� يكون واأن لبد كبري �سي�ء، وهذا ح�س��س الع�مل ب�لأ احلق�ئق بطريق الإال�سق�ء، �سر هو اليقني اإىل ي�سل الذى اجلواب
وال�سق�ء هن� �سق�ء املعرفة.النق��س من ح�لة الندوة نه�ية �سهدت ثم بداأه� الندوة، وجمهور ال�س�عر بني واحلميمية ب�حلديث ال�س�عر حممد اأبو املجد الذى حتدث عن اأبو �سنة، مدلال اإبراهيم اأ�سع�ر حممد النبوءة فى ال�س�عر كتبه� التى »روؤي���« بق�سيدة ذلك على الغزو قبيل الكويتية »العربى« جملة فى ون�سره� بعد حدث مل� ا�ست�سراف وفيه� مب��سرة، العراقى
ن�سر الق�سيدة.
83 2009 �شتاء
ال�سعيف(، )احل�كم- املحكوم(.الثن�ئي�ت تخري هذه ال�س�عر قد اأن ونالحظ ن�سب يف التعبري عن الروؤى الكلية لق�س�ي� نه� الأ لأبخ��سة، والعربية ع�مة ن�س�نية الإ املجتمع�ت يف مب�ستوي�ته ال�سراع ت�سوير على قدر الأ نه� ولأالقدر(، ن�س�ن- )الإ )ح�كم- حمكوم(، املجتمع
)العدل- الظلم(، )القوي- ال�سعيف(.لتمثل واملع�سوق( )الع��سق ثن�ئية وت�أتي فهم� الت�س�د، ولي�س التم�ثل لثن�ئية منوذج� د احلب، وبهم� مع� خمتلف�ن، لكن بهم� مع� يتج�سنهم� متم�ثالن فكل ب احلي�ة وت�ستمر. ولأ تتخ�سحم�ك�ة به، ليكتمل خر الآ عن يبحث منهم� الدني� يف نهم� ولأ والتكوين، لق اخل �س�طري لأوتزاوجهم� تخلقهم� وبني تك�ملهم� ف�مل�س�فة بني ن�س�ين يف الدني� من اأجل هي م�س�فة ال�سراع الإ
البق�ء.على ت�م ب�سكل �سيطرت الفكرة وهذه )ع��سق�ن(، هم�: الديوان ق�س�ئد من ق�سيدتني التعبري تن�ثر عن ف�سال اأزرق(، ليل يف )حلن�ن
ب�لتم�ثل الثن�ئي يف اأكرث ق�س�ئد الديوان.الثنني األف ت�سعد )ع��سق�ن( ق�سيدة يف واملع�سوق الع��سق بني د املوح ة ف�علي لتم�ر�س
منذ اأن:تقابال فابت�سما
تكلما واحتدما
د. حممد جنيب التالوي
�صئلة اخل�رصاء يف ديوان: رماد الأ
)رم�د دي��وان ق�س�ئد اأن من الرغم على �سئلة اخل�سراء( لل�س�عر حممد اإبراهيم اأبو�سنة، الأاأنه� اإل ت من ع�م 1986 اإىل 1989- قد امتدحداث املهمة يف م�سر مل تكبل نف�سه� بر�سد الأيرتفع اأن اآثر ال�س�عر اأن ويبدو العربية، واملنطقة فوق نرثي�ت املم�ر�س�ت اجلزئية يف مفردات احلي�ة واقع� د تر�س ة ي كل بروؤى ي�ستبدله� واأن اليومية �سب�ب خمتلفة، واقتن��س د لأ ارا ب�سراع�ت تتجد فوة ة ا�ستتبع- ب�ل�سرورة- ال�ستع�نة ب�آلي الروؤى الكلين�س�نية الق�ئمة تعبريية تر�سد جم�لي�ت الفطرة الإة فل�سفة التم�ثل الثن�ئي، هذه الثن�ئية على جم�ليم�سرتكة ة واأر�سي ة، كلي روؤية متثل التي الفطرية التم�ثل من تنطلق نه� لأ اجلم�يل، للتذوق ن�س�ين نف�سه )يدان/ عين�ن/ الثن�ئب للتكوين الإ
قدم�ن(.الثن�ئي التم�ثل هذا على ن�س�ن الإ د وتعوة اجلم�لي هذه ق تذو م يعم جعله ذاته، يف الق�ئم هذه �سنة اأبو وي�ستعري �سي�ء، الأ على ة، الثن�ئيفوق الرتف�ع يف رغبته مع لتتن��سب الثن�ئية �سعر عن لالبتع�د اأو اليومية، املم�ر�سة جزئي�ت
املن��سب�ت .ومن ن�حية اأخرى، ي�ستكمل ال�س�عر مب�ستوي�ت ن احلي�ة نف�سه� روؤية ة، لأ الت�س�د بنى روؤيته الكليالت�س�د )احلي�ة- املوت(، ق�ئمة على فل�سفة ة كلي)القوي- النه�ر(، )الليل- �سود(، الأ بي�س- )الأ
ثنـائيات التماثـل والت�صاد
يناير 2009 84
تعانقا�سئلة اخل�سراء- �ص 24(. )ديوان رماد الأ
ف�علية على ق�سيدته ال�س�عر يقيم وهكذا واملح�ورة ف�ملق�بلة الث��ن��ني، ب��ني التوحيد د )تع�نق�(، وهكذا ت�أتي والحتدام، انتهت ب�لتوح
مقطوع�ت الق�سيدة:»متاوجا
وارتطمارا.. هوى تفج
ريحا دماا تناغما كاأمن
هماما نان �ساعدان لل�س حل
قا«)�ص 24 و25( وحلحب يف مع� بتن�غمهم� هن� اجلدل وانتهى ال�س�عر لكن ال�سم�ء. اإىل بهم� ي�سعد روم�ن�سي الثن�ئي التم�ثل اإىل يلج�أ ومل واقعية، اأكرث ك�ن الثن�ئي للتم�ثل جل�أ واإمن� روم�ن�سية �سورة لر�سم لر�سم �سورة واقعية بني املتم�ثلني غري املتط�بقني، االقرب يف بينهم� امل�س�فة ت�سوير يف جنح وقد ع� البعد �سراع� وت�سد � وع�سق� وامتزاج�، ويف حبد �سرية حي�ة �سرمدية واحتدام�، وك�أن ال�س�عر ير�سة- روؤية كلي � واحدا- من منظور بن�ئي متثل هيكال
ن وتختلف ب�ختالف الزم�ن وال�سخ�سي�ت. تتلوير�سد اأزرق( ليل يف )حلن�ن ق�سيدته ويف من واملع�سوق الع��سق بني ال�سرمدية احلك�ية يجيب وه��و تعرف، اأن حت���ول فهي بدايته�،
ويقرتب:»ت�ساألني:
من اأنت؟ ومن اأين اأتيت؟)�ص 31(ثم يبداأ القرتاب للمتماثلني بعد اأن اقرتبا:
»نفذت بربيق العيننياإىل اآخر منعطفات القلب
ب �ساألتني اإن كنت عرفت احلواأجبت:
ن يفاجئني من �سرفات .. الآالغيب«)�ص 31 و32(
التق�ء ح���ل ب�حلب ال�ستمت�ع ب��داأ ثم املتم�ثلني:
»حني مل�ست يديهاكانت اأنغام اأ�سابعها
نا تعزفني حليرتاق�ص من بدء طفولتنا
حتى اآخر قطرهتت�ساقط من غيمتنا
يف حقل العمر... ...
عتني اأخذتني و�سما بني اأمومة عينيها
و�سالة القلب«)�ص 32 و33(احلي�ة تف��سيل ر�سم يف ال�س�عر ينطلق ثم بعيدين ودي��ع��ني/ )حل��ن��ني وحزنه� بفرحه� بيني/ �س طليقني/ عبو�سني/ م�سيئني/ قريبني/ يذوب�ن و�سيفني/ ع�سيقني/ جميلني/ ربيعني الرحلة اأن ال�س�عر ر يقر اأن اإىل �سف�ءين/...(، نهم� د يف اآن، لأ للع�سيقني �ستحمل التوحد والتفر
ثن�ئيت�ن متم�ثلت�ن:بحنا يف هذا التيه »اأ�س
املع�سو�سب �سنوين�سبيهني
ما �سلحاليعودا بعد لقائهما
85 2009 �شتاء
ليكونا اثنني«)�ص 35( -� ر ال�س�عر- مورفولوجي وب�لتم�ثل الثن�ئي ي�سووب�سف�ئه� وغبنه�، ه� ومر املم�ر�سة احلي�تية بحلوه� بكل والق�ئل قدم الأ �سطوري الأ الفهم د ليوؤكتعبري ح��د على مي�ثله، ن عم يبحث ن�سف
ال�س�عر:دا »... توح
ليكونا اثنني«نه لأ فقط، ب�لق�سيدتني يكتف مل وال�س�عر من كثري يف الثن�ئي ب�لتم�ثل ال�ستع�نة ل وا�سق�س�ئد الديوان، نحو )جذور- ليت قلبي اهتدى- الق�سيدة يف ج�ء م� ذلك ومث�ل ح�س�ر...(.
�سة للديوان )اأ�سئلة خ�سراء(: املوؤ�سجت البدر لليلي »زو
والبحر لهذي ال�سحراءته اأيقظت الطفل و�سد
كي يكمل قو�ص رجولتهويار�ص كل جنون البحر
واأمواج اجل�سدف�ساء«)�ص 10( ويعرف دفء الإ
و�سول تتزاوج، تتف�رب، املتب�عدة �سي�ء ف�لأة واحدة حتمل معنى واحدا لثن�ئية التم�ثل لف�علي
بني البدر وليلي...اإيج�بي�ت لتزهر الثن�ئي التم�ثل ك ويتحر
ر خ�سوبته�: احلي�ة وتتفج».. ويعرف اأن احلياة اإناء
من املاء لبد يوما ي�سيلليخ�سر هذا الرتاب
راب ويع�سب يف القلب وم�ص ال�سونام على حجرها
يذيب لياليه يف فجرها...«)�ص 61(تتف�عل تتق�رب املتب�عدة املفردات فهذه الع��سق- ال��رتاب- )امل���ء- � اإيج�بي تف�عال عن ت�سفر ال��رتاب( )امل���ء- فثن�ئية املع�سوقة(، اخ�سرار وازده�ر، وثن�ئية الع��سق واملع�سوقة ت�سفر د امل�س�عر حتى اأنه اأذاب لي�ليه يف فجره�، عن توحن كل ثن�ئية تني هن� ك�سفرية �سردية لأ وتت�بع الثن�ئي
خرى. ر الأ تف�سال�سدية ب�لثن�ئي�ت ال�س�عر ا�ستع�نة وت�أتي عب الع�مل( )روؤي��ة عن التعبري لرغبة امتدادا الكون حتكم التي ال�سدية الثن�ئي�ت فل�سفة بني م� ع تتنو هن� ال�سدية والثن�ئي�ت واحلي�ة، وم� الثن�ئي، التع�ر�س بحجم للمواقف ت�س�د يف وت�س�د ومفردات، لتعبريات ت�س�دات بني ن زمنية الن�س، ول�سيم� بني احل��سر وامل��سي، لأامل�ستقبل غ�ب اأو ك�د يغيب عن ق�س�ئد الديوان،
�س ال�س�عر للق�سية ب�سكل مب��سر ق�ل: ومل� تعر»غابة من هموموعذاب عظيم
ل نعد ن�ستطيع اخلروجم�ص لليوم من الأ
ل ن�ستطيع الدخول اإىل الغد«)�ص 47(�سمنية اإ�س�رة ال�سعري التعبري هذا ويف ال�س�عر، ك�هل اأثقلت التي نية الآ املع�ن�ة حلجم ومل يعد ق�درا على التطلع اإىل الغد، وي�أتي الزمن ين�سد عندم� ب�ل�ستحالب مغري� رحيق� امل��سي غلبة ومع ب�لتذكر. ويطرب الروم�ن�سية �س�عرن� الن�س، من زمن� امل�ستقبل غ�م واحل��سر امل��سي �س�عد قد الق�س�سي الق�سيدة �سكل يكون وقد ال�سرد ن لأ واحل��سر، امل��سي اأفع�ل كرثة على
يناير 2009 86
الق�س�سي �سيطر على اأكرث ق�س�ئد الديوان. ولكل �سب�ب جمتمعة اأو مفردة، ندر معه� الزمن هذه الأبني ق�سمة الزمني الت�س�د واأ�سبح امل�ستقبلي،
امل��سي واحل��سر.د وت�أتي ق�سيدة )على حجر يف اجلحيم( لتج�سمني يف ال�سراع بني امل��سي واحل��سر، الز الطب�ق وهو �سراع قد اأفقدن� روؤية ال�ست�سراف امل�ستقبلي، مل. وعندم� ن�ستطلع الق�سيدة من ومعه غ�ب الأله� جند �س�عرن� وقد ح�كى واقع� مغلق�، ومن ثم اأوم��س اأو وئيد واقع بخطوات دا مقي احلراك ك�ن
تليد:»النوافذ مغلقة
ر والعيون التي تتحجنا فوق مالحمتثقب القلب
ر فينا ينابيع �سوداء«)�ص 44( حتى تفجومل يتبق لن� �سوى ح��سر يع�ين، وم��س األيم،
بة: ده ال�س�عر يف هذه ال�سورة املرك وقد ج�س»هذي اأعا�سري ت�سحذ اأ�سنانها
يف مرايا الليايل التيجتل�ص القرف�ساء
على حجر يف اجلحيموالغمام القدمي
راحل يف ال�سدميوحدنا يف خنادقليم هذا امل�ساء الأ
نتبادل هذي ال�سواعقفوق القبور...«)�ص 45(وما بني املا�سي واحلا�سر:
»قد خ�سرنا رهان احلياة
وها نحن ن�سرخمثل املجانني
يف تيه هذا الفراغ العقيم«)�ص 46(مني قد ح�سم للم��سي ويبدو اأن ال�سراع الزاأمنية ب�ت ب�مل�ستقبل اللح�ق واأن واحل��سر،
م�ستحيلة:»ل نعد ن�ستطيع اخلروج
م�ص لليوم من الأل ن�ستطيع الدخول اإىل الغد«)�ص 47(
العربية اأمتن� عن ثن� يحد ال�س�عر اأن ويبدو واأ�سبح بعد، تتج�وزه ومل� تليد م��س مع الغ�رقة ا�سد للتطور من املتغري املت�س�رع الر ال�سراع مع الز
حولن�، بينم� نحن:واعق » نتقا�سم هذي ال�س
فوق القبور... ...
ق يف الالتهاية ونبقى نحدنبكي رحيل الغمام
... القدمي«)�ص 48(ثن�ئي بتع�ر�س نلتقي )ح�س�ر( ق�سيدة ويف ة �سراع بني امل��سي واحل��سر، اآخر، لكنه هذه املرقب�سة يف وقع قد بطلن� ن لأ داخلي و�سراعن� ه القدمي وواقعه التع�ر�س الثن�ئي الزمني: بني حبه املعي�س، ويف م�ستهل الق�سيدة يتج�وز بطلن� حبين الق�سري واملرموز له ب�لطفل، ليعي�س مع حب الآ
�س�دق قدمي:خري من الليل »يف الهزيع الأ
.. مال على طفلهله .. قب
واأخرج من جيبه �سورة
87 2009 �شتاء
لتلك التي كان يهفو لهابا... لتلك التي يف ال�س
حبها زلزله«)�ص 50(يتج�سد والطفل م��سيه، �س�عرن� وا�ستمراأ اأم�مه ليزيد ال�سراع ا�ستع�ل بني ثن�ئية )امل��سي- م��سيه، من اخلروج ال�س�عر ويح�ول احل��سر(،
لكنه ف�سل:»يحاول اأن يفتح الباب
يخرج من اأ�سر حلظته القاتلةيخرج من كون اأ�سراره
الهائلةيحاول، ل يفتح الباب
ل يجد البابل باب يف احلجرة املقفلة
52 مقبلة«)�ص ظلمة يرجتي الذي وكل ...و53(
مني، واإذا م� تركن� التع�ر�س الثن�ئي للطب�ق الزة ت�س�د اأخرى، ف�سنجد اأن ال�س�عر يعتمد على ثن�ئير�س، ة- ن�سور ال�سم�ء واأرانب الأ بطاله�- هذه املر ،� � ع�ملي يف تع�ر�س ثن�ئي يج�سد به واقع� جمتمعيرنب، الأ الن�سر، ومل�ذا يجنب ي�ستن�سر مل�ذا ر ويف�سيف ق�سيدته )الن�سور(. وهذه هي �سورة التع�ر�س
له ال�س�عر بتت�بع ق�سدي: الذي �سجرانب »يف امل�سيق العميق، الأ
قابعة يف انتظارج باملوت امل�سري املدجتاأكل اأع�سابها بالفرار
حر ... اإىل اجلالل«)�ص 67 و68( ترجف باخلوف بني الظ
خر يف هذه الثن�ئية املتع�ر�سة، وي�أتي الطرف الآتي: ك�لآ
فق »الن�سور الطليقة يف الألق ترفع هامتها.. وحت
هو تعلو وتخفق بالزر خ�سر ال�سهول ل تتذك
رى ب ورد الذ بخرياتها، تتعقحيق اء ال�س يف الف�س
وحلم الكمال«)�ص 68(وهذا التع�ر�س الثن�ئي بني اخل�ئف ال�سعيف التي الواقعية املف�رقة د يج�س موح الط والقوي الثن�ئي الذي ق�مت عليه التع�ر�س ده� هذا ج�س
ق�سيدة )الن�سور(.ق�سيدة يف نف�سه الت�س�د ال�س�عر وي�ستخدم د هن� عالقة احل�كم املذنبون( لري�س ال�س�دة )اأيه� مر واملحكوم يف ح�سور املن�فقني الذين يزيدون الأ
�سوءا:»وحده فوق عر�ص امل�سيئة
موع .. يرح و�سط الدمري اجلميل ال�سجاع كي يظل الأ
�سم احلكيم .. العطوف الأولتناموا هنا يف فرا�ص
اخلرافة حتىيحني ببطء األيم
موتكم«)�ص 78 و79(مري، )الأ للح�كم ال�سف�ت يكيلون ف�ملن�فقون �سم، العطوف...(، اجلميل، ال�سج�ع، احلكيم، الأيف ويح�ورون ببطء، ميوتون املحكومني ون��رى
م�ستقبلهم املظلم:»الظالم املخيف يحا�سرنا
... من جميع العيونة املهزلة هل �ستبقى هنا جث
فنا اأم �سيبداأ يف ق�س
يناير 2009 88
�سئلة ... مطر الأما الذي تنوون
اأيها ال�سادة املذنبون«)�ص 80(ي�ستعني وامل��غ��ول( )وح��دن��� ق�سيدة ويف الثن�ئي( )التع�ر�س نف�سه� الفنية ة لي ب�لآ ال�س�عر هن� واملوجهة فئتني، بني اأو كبريين معنيني بني )امل�ستعمر واإمن� بني واملحكوم احل�كم لي�ست بني د فيج�س والفل�سطينيني، اإ�سرائيل بني وامل�ستعمر( مل الأ مواجهة يف �سرائيل، لإ الغ��سمة ة القوهو احلجر ك�ن لو حتى للفل�سطينيني، القوي ال�س�عر على تعظيم ة. ويحر�س ني الآ املق�ومة اآلية م�ل الفل�سطينية يف مواجهة املغول/ اإ�سرائيل، الآ
التي �ستذهب كم� ذهب املغول:»وير املغول
من ثقوب اخلرافةحتى ال�سقوط بعار الوحول
... وحدنا للبالد التي �سوفتبقى لنا
... وحدهم للرحيل«)�ص 85(د جت�س ية �سد مواجهة )قن�ع( ق�سيدته ويف
� جديدا بني )احلب- الكراهية(: �سراع� معنوي»وراأيت الكذب يختال غرورا
وهو ي�سي و�سط جي�صن من باليا وحم
ني وردة كلما اأ�سعل حل�سكب البوم عليها
ليله ثم �سكناأيها القلب الذي ياأكله
احلقد اطمئناإن عدل اهلل اأعطى
، للقبح ال�سغن«)�ص 89( للجمال احلب
ثم ينت�سر ال�س�عر للحب يف نه�ية الق�سيدة.بني ال�سراع د يتج�س )جذور( ق�سيدة ويف مر- الأ يفعل ال�س�عر- ويقود م��ل، والأ الي�أ�س
ال�سراع، ويوجه بطله حتى:»يطلع فجر احلزانى
لم ي�سعد من احلنحو ال�سماء
الرباق«)�ص 99(.ن�س�ن الإ �سراع�ت ال�س�عر د يج�س وهكذا املواقف د جت�س ية �سد ثن�ئي�ت عب عة املتنور لن�س تت�س�لح ال�س�عر روم�ن�سية لكن املتب�ينة، ري، كم� راأين� يف الق�س�ئد. ف�حلب ينت�سر على اخلمن اأقوى الفل�سطينية املق�ومة واأمل ال�سغن، اإ�سرائيل/ املغول، لكن الالفت للنظر اأن ابت�س�مة اخلري ل تكتمل مع كل املواجه�ت، فهي تنك�سر ف�حل�كم املحكوم، احل�كم/ ة ثن�ئي طرح يف دائم� كم� دائم�، مقهور مغلوب واملحكوم املنت�سر، هو يف ق�س�ئد )على حجر يف اجلحيم- الن�سور- اأيه�
ال�س�دة املذنبون(.يف الثن�ئي ب�لتم�ثل ال�س�عر ا�ستع�ن لقد ب�لتع�ر�س وا�ستع�ن ة، الغن�ئي املواقف اأح�دية الطب�ق يف ال�سراع م�ستوي�ت لتج�سيد الثن�ئي ن�س�ن، مني ويف م�ستوي�ت املم�ر�سة احلي�تية لالإ الزالثن�ئي( و)التع�ر�س الثن�ئي( )التم�ثل ويك�د ة ي كم �سيطرة الديوان، ق�س�ئد على ي�سيطران واحلوار والتج�سيم التج�سيد اأن واأعتقد وفنية، هذه اأ�سالب من تخلق قد والو�سف واحلكي ن�سب مع روؤية ال�س�عر للع�مل، �ت، وهي الأ الثن�ئياإىل منه� ن�س�ن الإ اإىل اأقرب ق�س�ي�ه حيث ك�نت قليمي الإ ملجتمعه واملك�ين الزم�ين التقييد
املحدود.
89 2009 �شتاء
الرومى الذى يرى فى الدين الن�ى عند جالل ف�س�ء من والإ البوح � من نه�ئي اأفق� ل لة الآ هذه خالل م� ت�سدره من اأنغ�م جتىء حمملة ب�ل�سجن
واحلنني. يقول جالل الدين الرومى:اإنه حكايته، يق�ص كيف للناى ا�ستمع
ي�سكو اآلم الفراق يقول:الغاب، منبت من قطعت منذ »اإننى
والنا�صرجال ون�ساء يبكون لبكائى
حتى الفراق، مزقه �سدرا اأن�سد اإننى اأ�سرح
له األ ال�ستياقيظل اأهله، عن بعيدا اأقام اإن�سان فكل
يبحث عهد زمان و�سلهنائما، جمتمع كل فى اأ�سبحت لقد
و�سرت قريناللبائ�سني وال�سعداء
ىل اأ�سبح قد اأنــه اإن�سان كل ظن وقد رفيقا ولكن اأحدا ل ينقب عما كمن فى
�سرار)2(. باطنى من الأمندوبة م�س�حلة هن�– الن�ى– عقد لقد األح وال�سوفى، عندم� ال�س�عر بني جتربة كل من املفعم احلنني وهذا الروحى، الظم�أ فكرة على
د.عبد احلكم العالمى
ورد لكل الف�صول
خط� من م�سع وفي�س �س�مقة، �سعرية ق�مة العربى خ��سة والع�مل م�سر فى ال�سعرية الري�دة ديوانه منذ كتبه وم� احلداثى، ب�أفقه� يتعلق فيم� حتى زرق« الأ الثوب وغ�زلة »قلبى ول الأ– بحق يعد حالم« الأ »مو�سيقى خري الأ ديوانه من �سراعه فى ن�س�ن الإ بطله� �سعرية – ملحمة اأجل نيل حريته، ومن اأجل الدف�ع عن حقه فى اإدراك ذاته بعيدا عن وجوده� امل�سروط مع الغري، الذى الن�ى ذلك �سنة. اأبو اإبراهيم حممد اإنه حب�ب، فظل قطع من حقول الغ�ب فى اأر�س الأيحن اإىل جذوره م�ستعين� ب�ل�سجو املفعم ب�ل�سجن، �سالمى الإ الت�سوف قطب لدى ذلك راأين� كم� الن�ى«. وقد »مثنوى الرومى« فى الدين »جالل لفت نظرى ذلك التالقى الب�كر بني جتربة عرف�نية �سوفية بطله� جالل الدين الرومى، وجتربة �سعرية ط�لعت حينم� �سنة، اأبو اإبراهيم حممد بطله� �سنة اأبو اإبراهيم حممد به �سدر الذى هداء الإزرق« ق�ئال: ول »قلبى وغ�زلة الثوب الأ ديوانه الأاإن يكن غريى قد يعزف فى ناى ذهب،
فاغتفر يا �سعب اأن اأعزف فى ناى حطبلة ح�ص اإن فى الروح الطرب لي�ص فى الآ
اأنا ما جئت اأغنى اإمنا جئت حمب)1(ف�لن�ى فى هذا املوقف، اإمن� هو في�س من رمزية
حممد اإبراهيم اأبو �سنة:
يناير 2009 90
قد الن�ى ك�ن ف�إذا حبة، الأ مواطئ اإىل ب�ل�سوق هل بكى اآلم الفراق– بعد اأن قطع من اأر�س الأعند ف�إنه الرومى، الدين واخلالن– عند جالل تتعلق اآلم��� يبكى �سنة، اأب��و اإبراهيم حممد م� الذين اإىل و�سكواه ر�س�ئله بث على ب�إ�سراره ن�س�ن الإ وجمد احلب اإنق�ذ على ق�ئمني يزالون ال�سوفية التجربة ر�س، ولقد مثلت على هذه الأبرموزه� واأقط�به� رافدا على قدر كبري من الف�علية اأمث�ل: املحدثني �سعرائن� جت�رب فى والت�أثري �سالح عبدال�سبور وحممد عفيفى مطر واأدوني�س، ب�أ�سالفهم ال�سعراء هوؤلء ا�ستف�د فقد وغريهم، من املت�سوفة اأمث�ل: حممد بن عبداجلب�ر النفرى، واحل�سني بن من�سور احلالج، وعمر بن الف�ر�س، ا�ستبط�ن بق�سد املت�سوفة، كب�ر من وغريهم والفيو�س�ت �س�رات ب�لإ املليئة العرف�نية عواملهم جت�رب فى اإنت�جه� اإع���دة طريق عن والرموز، �سعرية ات�سمت ب�لكثري من التميز والنف�ذ. ولقد حي�ته، بواكري منذ جواء الأ هذه �سنة اأبو اأدرك يقول الروحى، تكوينه فى ثر الأ ب�لغ له� فك�ن كثري فى يقودنى الروحى تكوينى اإن �سنة: اأبو ال�سعرية التجربة فى الندم�ج اإىل حي�ن الأ من �سالمية العظيمة، وقد بلغ بى الت�أثري ال�سوفية الإا بعيدا بعد قراءة ملثنوى جالل الدين الرومى، حد�سعراء لكب�ر الف�ر�سى ال�سعر من وخمت�رات الفر�س ح�فظ و�سعدى وفريد الدين العط�ر، وفى ك�ن واإذا واحلالج)3(، الف�ر�س بن العربية عمر بينة على ن�س�ن– الإ ي�ستبطن موقف� الت�سوف والن��س، �سي�ء والأ الكون جت�ه خي�راته منه– فى احلي�ة بل موقف، كذلك– ال�سعر– ف�إن
على تتحدد– املواقف من جمموعة جممله� وجد– اأى اأن فمنذ ن�س�ن، الإ اأثره�– خي�رات الف�سيح، الغ�م�س الكون هذا فى ن�س�ن– الإهذه على اأقدامه مواطئ يتح�س�س بداأ اأن ومنذ تتعلق التى اخلي�رات �سغلته جملة من ر�س، الأرغب�ته اإ�سب�ع على كعمله الع�جل ن الآ مب�سريه الذى املحتوم جل الآ وم�سريه امللحة، ولية الأتلخ�سه حلظة ح��سمة فى حي�ته هى حلظة املوت، تلك اللحظة التى يواجهه� وحده، وم� بني هذين غري خي�راته. وتتحدد مواقفه، تتجلى امل�سريين مر�سية- ملواقف وخي�رات اإدراكه �سبيل فى اأنه قل- ك�ن بح�جة اإىل قدر من احلرية � على الأ ن�سبيي�سمح له ببلوغ هذه الغ�ية بعيدة املن�ل!. والتجربة ال�سعرية التى نحتفى بح�سوره� هن� يوؤمن �س�حبه� اإىل املحدودة، جزئيته جت�وز ب�أهمية را�سخ� اإمي�ن� كلية ي�سعى اإىل احت�س�نه�، وتبنى ق�س�ي�ه� مرتدي� اأبو يقول امللتزم، ال�س�عر زى – ذلك فى –ميلك ل الث�لث الع�مل �س�عر اأن واأعتقد �سنة: ترف العزلة عن ق�س�ي� بالده امللحة، وهى كثرية، فالت من همومه للتفرغ لكيمي�ء ول ي�ستطيع الإوخ�لد، اأبدى هو مل� يعمل ال�س�عر اإن لف�ظ. الأاإل الكلى اإىل ذلك اأن ي�سل ي�ستطيع ولكنه ل بروح مب�سر اإنه وع�بر. جزئى هو م� خالل من اإن�س�نية ع�مة ي�سوده� املحبة والوئ�م والتف�هم، ورمب� بني تربط وقيم ع�ملية، اإن�س�نية اأخالق اإىل يدعو جميع الب�سر)4(. واللتزام ح�سبم� يرى »�س�رتر« اأن »يعنى تكتب ف�أن الكت�بة فعل فى مت�أ�سل تتكلم، واأن تتكلم يعنى اأن تك�سف عن مظهر من نتيجة – هو – اإذن دب بغية تغيريه. الأ الع�مل
91 2009 �شتاء
موقف واع اأو غري واع اإزاء الع�مل. الك�تب امللتزم خرين، لي�س ب�سبب اأنه منخرط فى خمتلف عن الآنه مدرك له، وراغب فى التو�سل اإىل الع�مل، واإمن� لأاأ�سفى واأكمل اإدراك لكونه منخرط�)5(. و�سهوة �سالح، والعمل من اأجل اإحداث التغيري منذ الإاأن ن�دى به� »�سيلى« وهم� ميثالن ب�لن�سبة لل�س�عر من يقيمه ن لأ ي�سعى فيم� الزاوية حجر امللتزم مرتبة روؤية نبي�ء والأ الفال�سفة يحمل وقد بن�ء، للكون، وقد ي�سطنعون منهج� مرتب� فى النظر اإىل جت�وز فى مرتبة بنظري�ت يب�سرون وقد نق�ئ�سه، هذه النق�ئ�س، ولكن ال�سعراء يعرفون اأن �سبيلهم هى �سبيل النفع�ل والوجدان واأن خط�بهم يتجه اإن اإذ اأكرث عمق�، اأثرهم يكون وقد القلوب، اإىل كم� النف�س، اإىل مقيت�ن املجرد والن�سح التعليم ب�للغة التعبري اأثرا من اأعمق ب�ل�سورة التعبري اأن نبي�ء والفال�سفة ذلك املجردة. وكثريا م� اأدرك الأف��سطنعوا منهج ال�سعراء، ففى اآث�ر كل نبى عظيم اأو فيل�سوف كبري قب�س من ال�سعر)6(. ولقد انح�ز اأبو �سنة منذ نعومة اأظ�فره لذلك القب�س النورانى املتمثل فى ال�سعر ب�عتب�ره خي�را وم�سلك� مي�ر�س ادراك اإىل حثيث� بيده ت�أخذ مطلقة، حرية فيه الغري امل�سروطة مع اإق�مته� بعيدا عن ذاته احلقة، الذى قد ميلى عليه� اختي�راته مب� يفر�سه عليه� من من وتن�ل ذاتيته�، من تنتق�س واأو�س�ع اأحوال اإح�س��سه� ب�لتفرد. ويقول حممد اإبراهيم اأبو �سنة: »ال�سعر عندى ك�حلب كالهم� �سعى حميم لعن�ق والعواطف الفي��سة امل�س�عر من نهران الع�مل: ن�س�نية عن �سرورة املطلقة، وكالهم� تعبري ب�لغ الإرادة الإ ينموان وميوت�ن فى �سميم اجلم�ل، وهم� وعيت ومنذ اأي�س�، رادة الإ الب�سرية وخ�رج هذه ذاتى وت�أملت وجودى، وحي�تى تعتمد فى حتققه�
واحلب.. ال�سعر هم�: عميقني: جذرين على يتطلب احلب �سج�عة التخلى عن الذات لالحت�د ب�ملحبوب، ويتطلب ال�سعر النظر فى عينى احلقيقة والعدل احلرية عن دف�ع� والقبح الظلم مبواجهة
واجلم�ل«)7(.واملت�بع لتجربة ال�س�عر �سي�سهد دون كبري عن�ء بدوره را�سخ� واإمي�ن� ال�سعر، بقيمة لديه � قوي وعي� ن�س�ن، ذلك الدور الذى يتخطى تخوم فى حي�ة الإالفيو�س�ت اجلم�لية، والت�أثريات الع�طفية التى ل ن�س�ن عنه�، ليحتل اإ�س�فة اإىل ذلك موقع غنى لالإاملحفز على الفعل، واإحداث التغيري، ويتخذ دور على ج�هدة تعمل وهى الزمن لعوامل املق�وم ر�س، واإذا ك�نت ن�س�ن على هذه الأ هتك به�ء الإاخليبة والف�سل يالحق�ن احلب واملجد – ح�سبم� ل ال�سعر »ف�إن – �سنة اأبو اإبراهيم حممد يرى ي�سبح جمرد عزاء مقهور لذوات ل جتد ال�سلوى التى القلعة ال�سعر واإمن� ي�سبح فى ع�مل يته�وى، تعت�سم به� الروح.. اإن ال�سعر يجعل م� هو ت�ريخى نه ي�سل اإىل �، ولي�س هذا اإل لأ � وكلي وجزئى اأبديفى جت�سده� خالل من اخل�لدة احلقيقة �سورة الع�بر واملحدود«)8(. ومنذ اأن قطع حممد اإبراهيم »الودى«، قرية فى حب�ب الأ اأر�س من �سنة اأبو اإىل احلنني يع�وده ظل املدينة، اإىل طريقه واأخذ تلك اجلذور كلم� لفح وجهه هواء املدينة اجل�ف، الذى الن�ى مثل مت�م� ال�س�م، م�كينته� و�سهد الت�سوف قطب جتربة فى الغ�ب قطع من حقول �سنة اأبو يقول الرومى، الدين جالل الف�ر�سى فى ق�سيدة »املدى ينتحب« وب�لتحديد فى مقطع
»ال�سندي�ن« من ديوان »مراي� النه�ر البعيد«:عندما كنت اأفتح نافذتى
.. فى ال�سباح البهيج
يناير 2009 92
فى الزمان القدمي الذى ل يدومكان عطرك ياأتى من ال�سنديان املجاور
ريج يالأ روحى الأن يبعثه ال�سنديان.. ما الذى الآ
.. الن�سيج..... الن�سيج.. الن�سيج.)9(
الظم�أ من ح�لة هن� املوقف على ت�سيطر الزمن ذلك اإىل ب�حلنني امل�سحوب الروحى القرية، والذى تتحدد كينونته متثله الذى القدمي »عندم� كنت... ك�ن امل��سى فعلى فيم� بني هن� بني ال�سدام من �سرب لن� ليتك�سف عطرك« نية الذات الراغبة فى ابتع�ث هذا الزمن، وبني الآ�سوى منه� يتبقى فال الرغبة، ت�سحق هذه التى الطب�عى �سكله فى يتكرر الذى الن�سيج ذلك على هيئة مثلث تت�س�وى اأ�سالعه، وتنغلق مف�حته
هكذا: .. الن�سيج.... الن�سيج.. الن�سيج.
على هذا النحو فيم� ي�سبه املالحقة املق�سودة لتلك الهن�ءة العجلى التى ا�سرتقه� ال�س�عر على ريج الذى حمله ال�سندي�ن حني برهة من ذلك الأاملج�ور فى ذلك ال�سب�ح البهيج. غري اأن ال�س�عر الذى يتوق اإىل مرافقة هذا الزمن – ولو عن طريق احلنني اإليه – مل تثنه هذه املالحقة عن ال�سعى فى يقول املفتقد، الزمن هذا ا�ستح�س�ر �سوب
مقطع »�سوت اليم�م« من الق�سيدة نف�سه�:كان �سوت اليمام الوديع
ا فى ال�سهول ناب�سوالن�سيم امللول
يتحلق حول روؤو�ص النخيلكنت اأع�سق هذا اليمام اليتيم
كان يحمل حزنى
وكان يف�سرهفى الظالم البهيم
اآه كنت اأرافقه فى الظاللوكانت ترافقنا فى ال�سماء الغيوم)10(
ولو الزمن، هذا ا�ستح�س�ر من اإذن ب�أ�س ل عن طريق ا�ستدع�ء مفرداته التى تتمثل هن� فى امللول وال�سهول، الوديع، والن�سيم اليم�م �سوت وروؤو�س النخيل لتحل هذه املفردات – بكل م� زاحة الإ – حمدثة ح�لة من حتمله من دللت – ولو موؤقت� – مل� علق مبعجم ال�س�عر من مفردات والرتام وال�سفراء احلمراء �س�رات ك�لإ املدينة الر�س��س مفردات من ذلك اإىل وم� والزح�م، ال�س�عر اأى – رغبته اإىل ي�سري فيم� والدخ�ن، – فى اخلال�س عن طريق هذه العودة الرتدادية يدوم على حد الذى ل القدمي الزمن اإىل ذلك
قول ال�س�عر.وفى مقطع »الغي�ب« يح�ول ال�س�عر اأن يقب�س على م� تبقى من ذكري�ت عن هذا الزمن املف�رق،
فيقول:مرة قد اأخذت النهار اإىل غرفتى..
.. والتالل املحيطة والنهر.... بع�ص الب�ساتني..
كنت اأريد اأقدم بع�ص..الهدايا اإليك
وكان الزمان ي�سافر.... بني الرياحني..
وجهك ي�سطع فوق مرايا الدماءجل�ست انتظرتك
حتى انطفاء الكواكبومرت جميع املواكب
ما جئت
93 2009 �شتاء
�سال احلننيياب وفات زمان الإ
جل�ست انتظرتك ما جئت جاء الغياب
وعلقنى عاريا فى جناحى غراب)11(رغبة م�ستع�سية – من لون ال�س�عر – تلك التى يطرحه� املوقف هن� فى ا�ستع�دة هذا الزمن تلك خالل من ذلك بدا الغي�ب، فى امل�سرف �سبيل فى التهيوؤ مع�نى حتمل التى فع�ل الأفى اأق��دم، اأري��د، انتظرت، جل�ست، الظفر: اإمت�م زورة اأفع�ل احليلولة دون مواجهة حزمة من الذى يح�سد الوقت املفتقد، ففى ذلك احلبيب ا�ستع�دة هذا اأجل الفعل لديه من ال�س�عر قوى يرى ، منه اقتن��س حلظة اأو حتى جمرد الزمن، موؤذن� حق�ئبه يحمل – وهو الزمن هذا – اأى وف�ت احلنني، �س�ل جئت، »م� حيث ب�لرحيل ي�ب« لتعك�س بنى املخ�لفة هن� فيم� بني زم�ن الإيك�سف الذى احلزن من م� جئت.. ج�ء« ح�لة اإثره� على تتعمق بعيدة اأغوار �سطحه عن هدير اأزمة ال�س�عر املع��سر فى �سراعه مع م� هو ك�ئن، وم� ينبغى اأن يكون مم� ينذر بت�أجيل اأحالمه فى الغراب ح�سور وم� اخلال�س، ونيل النعت�ق، ع�ري� فى جن�حى »وعلقنى ال�سعرى امل�سهد فى مع�دل �سوى ال�سوؤم، نذر من يحمله مب� غراب« ا�ستع�دة حي�ل ي�أ�س من ال�س�عر اأ�س�ب مل� دال ق�سيدة وفى ف��ول. الأ فى املوغل الزمن ذلك الف�سول »ورد ديوان من ال�سمت« مع »حوار عزلته، اإىل ارتكن وقد ال�س�عر يبدو خ��رية« الألي�س بق�سد التخلى الذى يعنى الهرب ون�سدان ترك يعنى الذى التخلى بق�سد واإمن� ال�سالمة، التى يخل�س ال�سرت، تلك اخللوة واإزالة العوالق،
الروحى من التزود بق�سد ذاته اإىل فيه� ن�س�ن الإت�سبح نف�سه، وبني بينه منتج حوار اإق�مة خالل فيه الذات املتخلية ن�ظرة ومنظورا فيه� – بح�سب تعبري �سالح عبدال�سبور – وهذا النوع من احلوار يتم نه لأ واأرق�ه�، احلوار درج�ت اأ�سفى من هو وفى الغري، �سحبة فى الذات وجود عن بعيدا واإذا امل�سروطة. واإق�مته النه�ر اأعني من غفلة عرفن� اأن هذه الق�سيدة ي�سمه� ديوان ميثل مرحلة بح�سب�نه لي�س الكبري، ال�س�عر جتربة فى مف�سلية الرثاء، �سديدة التجربة هذه من الع��سرة احللقة �سي�ء هذا الكون ت�أتى واإمن� ب�عتب�ره قراءة اأخرى لأهذه املرة م�سفوعة بنزعة ت�أملية ذات منزع فل�سفى، وهو – اإ�س�فة اإىل ذلك – يعد ح�لة من ح�لت من الق�سى مالحقة بق�سد ثر الأ خلف الرك�س �سىء »ل ف� املق��سد وتبئة الريب، زالة لإ اخلط� تتبطن عتمة ولكنه� يفنى، �سىء ول يبقى.. »ق�لت ق�سيدة فى ال�س�عر قول ب�لنور« على حد
الريح« من الديوان نف�سه، يقول اأبو �سنة:هل له اأن يكلم..
خرية.. ورد الف�سول الأعن موعد ل يحن؟
هل له اأن يواعدحاب.. هذا ال�س
املفارقعند الغروب الذى يرتاق�ص
و�سط املحن؟هل له اأن يلوذ بخيمته
ليهدهد اأحزانهويقلب اأوراقه بني اأيدى الزمن؟
ن اأقداره.. وحده يكتب الآويوؤلف اأوتاره..
يناير 2009 94
اخى الذى كان.. كى يوؤبكل الذى ل يكن..
وحده مرتهن)12(.يفتتح املوقف ال�سعرى اأفقه الدلىل– هن�– ح�لة تعك�س التى له...« »هل ال�ستفه�م ببنية من جملة وتثري الرغبة، طرح فى ال��رتدد من الظفر نحو اأكيد بنزوع امل�سفوع ال�ستعط�ف التى تتمثل فى جمرد الهن�ءة العجلى ولو بهذه لدين� تزال وم� يزال، م� موعد فهن�ك الكالم، اأ�س�لة عن يك�سف والذى نواعد، اأن فى رغبة التوقع فق لأ ك�سره ال�س�عر، لدى الرغبة هذه على الف�سول، لورد انح�ز عندم� املتلقى، لدى املوقف املتلقى ملثل هذا ي�ست�سعره م� قد عك�س ب�لكثري ويحت�سد واأ�سى، مرارة يفي�س الذى تتع�ىل الذى الطرح ذلك الي�أ�س، مبرات من بتج�وزه هن�، اأوج�عه� على ال�س�عرة الذات فيه التى الف�سول هذه عن احلديث اإىل مب��سرة التى املواعيد تلك وعن ب�لورد، حبلى تزل مل مواعيد، وهن�ك ورد، هن�ك وم�دام بعد، حتن مل �سمري فى م�يزالون حمبون اإذن– فهن�ك– الغيب، يحلم ال�س�عر بقدومهم اإىل هذا الكوكب الذى اأخلى– تقريب�– من املحبني، بعد اأن غ�دره احلب، غري اأن الرغبة فى احت�س�ن الذات وحده� له هل ال�سوؤال: م�يزال وكذلك م�تزال، ق�ئمة التى ي�سعى املتخلى اإنه� خطة يلوذ بخيمته؟ اأن الزيف، �س�حته من عوالق تبئة اإىل من خالله� اإىل ليخل�س املق��سد، وف�س�د قنعة، الأ وكذب نه بح�جة اإىل حقيقته، يواجهه� مب��سرة هكذا، لأوبح�جة كذلك اأوت�ره، ويوؤلف اأوراقه، يقلب اأن ن يكتب اأقداره، كى يوؤاخى الذى ك�ن، بكل لأت�سري التى الغيبة ه�ء واإ�س�فة يكن، مل الذى
وراق فى »اأوراقه« مب��سرة اإىل ذات ال�س�عر، اإىل الأوت�ر فى »اأوت�ره« قدار فى »اأقداره«، واإىل الأ واإىل الأنحو ال�س�عرة الذات نزوع على ودليل �س�هد احت�س�ن عوامله� اخل��سة، بعيدا عن اأية م�س�يق�ت فيم� الغري قبل من الذات هذه له� تتعر�س قد لو متت هذه املواجهة على بينة من �سروط ذلك ال�س�عر نفرة اإنه� التجهيز. �س�بقة وقوانينه الغري، من ذل القيد، وا�ستع�ذته املقد�سة بحريته التى ل �سبيل اأم�مه– حي�له�– �سوى اأن ي�سبح ذبيحته� من اأجل اخلال�س له، ولبنى جلدته من املقهورين
الذين:رهم اأجمعني.. فجاأة يتذك
ر اأحبابه.. يتذك
ل يعودوا هنا..ل يعد حتت هذا اجلدار..
الذى يتداعى..�سوى وم�سة من �سعاع
ت�سري اإىل اآخر ال�سوء........................
ل �سىء اإل نداء..مالئكة
ن راحلة ت�سحك الآفى بقايا ال�سحب�سوت ناى بعيد
ومركبة تقرتب)13(بل اإذن، عزلته فى وحده ال�س�عر يكن مل اأولئك اأجمعني، يتذكرهم ذا هو وه� معه ك�نوا الذين مل يبق من وقع خط�هم �سوى ذلك ال�سع�ع م�سحوب� احلزين ال�س�عر ليل فى يرتاءى الذى ب�سوت ن�ى بعيد، فى حم�ولة ج�دة – فيم� يبدو ع�دة تن�سيط الفعل ال�سعرى، بعد اأن يحتل – لإ
95 2009 �شتاء
الن�ى اأفقه الدال هن� فى م�سهد يعيد اإلين� �سورته اأر�س فى الغ�ب حقول من قطع عندم� وىل الأاأرواحهم ال�سعراء يعت�سر »وهكذا حب�ب، الأامل�سبعة الزن�بق هذه دم�ئهم من تتفتح لكى ب�ل�سوء واللون واملو�سيق�، والتى ت�سمى ب�لق�س�ئد، لتعود اإليه� اأرواحهم فت�سكنه� من جديد، بعد اأن تنعتق من حدود املك�ن ال�سيقة، وعر�سية الزم�ن
الذى يتدفق عب هدير النه�ر مت�سرب� عب �سكون الليل)14(، وهكذا– اأي�س�– ينبغى اأن ن�ستع�سم ب�حللم فى خال�س اإن�س�ن هذا الزم�ن، خ��سة بعد اأن ب�سرن� ال�س�عر بوجود مواعيد مل حتن بعد، وب�أنه ميكنن� اأن نواعد، واأنن� �سنكون ق�درين– ب�لفعل– على حمل ب�قة من الورد هدية من� لهذه الف�سول
خرية. الأ
الهوام�ص:زرق، دار غريب للطب�عة والن�سر – ديوان قلبى وغ�زلة الثوب الأ اأبو �سنة اإبراهيم )1( انظر: حممد
هداء. والتوزيع - الق�هرة 1996. الإ– ترجمة د.حممد عبدال�سالم كف�فى ول – الكت�ب الأ )2( انظر: مثنوى: جالل الدين الرومى
�س73. 1996 – بريوت – �سيدا الع�سرية – املكتبة 1982 – – الهيئة امل�سرية الع�مة للكت�ب – اأ�سوات واأ�سداء اأبو �سنة اإبراهيم )3( انظر: حممد
�س 107.)4( نف�سه: �س 10.
للطب�عة الهمدان دار يو�سف– �سعدى ترجمة امللتزم– دب الأ اديريث– م�ك�س يراجع: )5(والن�سر– املعال– عدن 1984. �س 24 و 25.
عم�ل الك�ملة– الهيئة امل�سرية الع�مة للكت�ب– 1993 �س 105، )6( انظر: �سالح عبدال�سبور– الأ.106
)7( انظر: حممد اإبراهيم اأبو �سنة– اأ�سوات واأ�سداء– �س 93 و 94.)8( انظر: حممد اإبراهيم اأبو �سنة – ديوان�ن من ال�سعر– الدار امل�سرية اللبن�نية– الق�هرة 2006– �س
.110 –109الع�مة للكت�ب– امل�سرية البعيد«– الهيئة النه�ر اأبو �سنة– ديوان »مراي� اإبراهيم انظر: حممد )9(
1986 �س19.)10( نف�سه �س20.)11( نف�سه �س22.
خرية«– الهيئة امل�سرية الع�مة للكت�ب )12( انظر: حممد اإبراهيم ابو �سنة– ديوان »ورد الف�سول الأ1997 �س 7 و 8.
)13( نف�سه �س 10 و 11.الع�مة لق�سور اأبو �سنة– الهيئة املك�ن فى �سعر حممد انظر: د.م�سطفى عبدالغنى– عن�سر )14(
الثق�فة– 1996 �س 121.
يناير 2009 96
ويدفع املو�سرون منهم ب�أبن�ئهم اإىل التعليم يف الق�هرة زهر على وجه اخل�سو�س، بينم� يعي�س عموم�، ويف الأعظم يف ح�لة من الالمب�لة واجلهل ورف�س ال�سواد الأ
التعليم، وك�أن ذلك هو ال�سبيل الفعلي للفالح.***
اأبو اإبراهيم اإبراهيم ال�سيخ ر اأت�سو اأن اأ�ستطيع حوله يجمع ال�س�عر(، والد )وهو اهلل رحمه �سنة حق ليمنحهم ن�س�ئه�، اأو القرية رج�ل من اأطي�ف� ب�لقليل، وال�سب اإىل �سف�ء العي�س، والر�س� العودة اأو الت�س�مح يف حقوق ب�سيطة تهب على ال�سدائد، الع�سر يتوفر لغريه� يف ذلك قلم� اأمن� القرية حي�ة ال�سلطة اإحك�م فيه وينعدم الث�أر فيه ي�سيع الذي
على املن�طق ال�سغرية اأو ذات الطبيعة اخل��سة.�سم�حته �سنة اأبو اإبراهيم ال�سيخ عن عرف فهي اأقواله، الن��س يف وثقة الكبري، وعلمه ور�س�ه اأو ظالله�، ب�أي ح�ل عن احلكمة، تبتعد اأقوال ل د، ومتكث يف نفو�سهم ك�لب الن��س، وتقع يف وتريح بني لتجري طويلة �سنوات واأ�سم�عهم �سم�ئرهم كل اأبن�ء القرية، ولتجعل من البيت ال�سغري )الذي موئال ثالث( جه�ت من النيل على نوافذه تطل
لكل ذي ح�جة، وقبلة للم�أزومني وم� اأكرثهم.يف وجه هذا ال�سيخ وداعة ونور وابت�س�مة وقبول وراحة ل يعهده� الب�سر يف غري واحد، ويف �سمريه حكمته، مريدي اإىل ي�سل متزايد ويقني طم�أنينة اأمور وتلك �سريع�، بينهم، الب�حثني عن حكمه اأو اأبو �سنة ورث بع�سه�، يف اأن ال�س�عر حممد ر اأت�سو
حني ورث �سعره كثريا منه�.ولعل احلميمية التي يق�بل به� ال�س�عر كل من عليه ك�ن مل� طبيعي وامتداد مرياث هي يلق�هم،
والده من حميد اخل�س�ل.
حممد اأبو املجد
زمة حتولت القرية.. �صانعة ال�صعر والأ
هل ميكن عزل ال�س�عر عن تف��سيل البيئة التي داخله يف تعمل وهي و�سب�ه طفولته فيه� ع��س يف اخلفي اأثره� وحتدث وف�عل، اأ�س��سي كمكون
الق�سيدة وال�س�عر على ال�سواء؟لقد نعم ال�س�عر حممد اإبراهيم اأبو �سنة، مبكرا، ب�سف�ء احلي�ة وهدوئه�، قي��س� اإىل اإيق�ع احلي�ة الع�سرية يق�ع الذي ي�سغط على ن، ذلك الإ التي نعي�سه� الآرمب� اأ�سي�ء على دائمني وتلهف� له�ث� ويورثه ن�س�ن الإ
لن حتدث اأبدا.يف البيئة هذه و�سف اأن��ه من الرغم وعلى مزيد اإىل تظل يف ح�جة اأنه� اإل من��سبة، من اأكرث ل�سعره، املت�بعني اأيدي على والبحث العن�ية من ن�س�نية يف املق�م وامل�ستغلني ب�لعلوم الجتم�عية والإاأن جتمع �سف�ت كثرية ول، فهي بيئة ا�ستط�عت الأ�سف�ت ب�عتب�ره� ل اأخرى، اأزمنة يف جتتمع ل قد نه� �سف�ت تو�سف بندرة التج�وز اأو متن�ق�سة، بل لأ
المتزاج.وبيئة اأبو �سنة ت�سبه كثريا من مثيالته� يف م�سر. ففي قرية �سغرية وادعة ا�سمه� »الودي«، وعلى بعد بيت د من الطفل حمم النيل؛ خرج نهر اأمت�ر من اأ�سي�ء دفعة واحدة: خ�سرة اأبيه لتع�نق عين�ه ثالثة احلقول، وزرقة ال�سم�ء، و�سفحة النيل الف�سية. وكله� اجتمعت لتخرج الطفل من �سكونية احلي�ة ورت�بته�، �سح، من تلق�ئيته� التي مل يكن اأ�سح�به� اأو على الأ
يرغبون يف حتريكه� اأو تغيريه�، ومن ثم رف�سه�.واحلب الب�سيطة ال�سع�دة جمعت القرية تلك والفقد والفقر واملر�س والعوز، واملك�ئد واجل�ه اأو امل�ل اأت�حته وفرة � زراعي التعلم، ورزق� اأحي�ن�، وتع�سرا يف را�سي املنزرعة، واأن��س� يخ�سون اهلل، ويحبون دينه، الأ
97 2009 �شتاء
يف بيت هكذا ربه، ن�س�أ اأبو �سنة ال�س�عر، والتفت ال�س�خب، الكون اإيق�ع اإىل مبكرا الفطري وعيه الكون من اإىل م� يف هذا ه لي�سغي ح�س املتواتر، اأو ن يف قرارة نف�سه يقني خ�ل�س تن�غم وتوا�سل، وليتكوم� الن��س ويف يق�ل، اأن ي�ستحق م� الكون يف ب�أن
ميكن اأن يخلد.�، كم� اأنه مل يكن مل يكن معم�ر البيت تقليدي�سغري �س�رع راأ���س على فهو البيوت. بقية مثل املزارع على ويطل جنوبه�، من القرية يحمي يك�د فدنة حتى اأقرب واحلقول فيم� وراءه عب ع�سرات الأاأحد اأ�س�سه الذي ال�سغري امل�سنع وهي منه، بن�ية
ج�نب فيم� قبل ثورة يوليو. الأي�ست�سعر بعيد من البيت اإىل الن�ظر فك�أن اأو ميين� داخله من نظر ف�إذا مك�نة، من ل�س�حبه م� ي�س�را اكت�سف ميزة ا�سرتاتيجية اأخرى، وهي عن�قه وهدووؤه ال�سم�س، اأ�سعة اأم�م و�سموده احلقول، امل�ألوف، ورح�بته من الداخل على م� به من تكوين ريفي يك�د اأن يتكرر بدقة يف مئ�ت من بيوت القرية
ول من القرن الع�سرين. يف الثلث الأال�سبي بداأ الع�سرين، القرن اأربعيني�ت يف )حممد اأبو �سنة( رحلة التعلم، ف�عرت�سه نظ�م لغوي اأو الكت�تيب اأو املدار�س يف ترديده يكرث ممو�سق جدل وليبداأ »ال�سعر«، اأنه ليدرك اأحي�ن�، امل�س�جد حقيقي داخل ال�سبي )الذي ينتظره ال�سعر( حول ل � يزل يت�أم طبيعة هذا ال�سكل من القول، وهو ل�م، وقلق اأبن�ئه� الذين تغلبهم تلك احلي�ة بهدوئه� املحريالفقر، وبني �سنوات �ست�أتي دون التع��سة ويدحرهم اأبن�ء هذه القرية حلم� واحدا من اأن يحقق اأي من اأحالمهم التي مل تكن تخرج عن اإط�ر الع�مل الذي
راأوه حولهم يف القرية ذاته�.***
اإن هذه القرية هي التي �ستظل تلح على ال�س�عر »البحر ديوانه ر و�ستت�سد ول، الأ ديوانه ق�س�ئد يف موعدن�« على هيئة اإهداء، وت�سل به حتى اأي�م قليلة ؛ م�ست، حني تت�سكل ق�سيدة من لغة واإيق�ع وهم
امل��سي( اأكتوبر )يف ه��رام الأ جريدة يف فين�سره� م�ستعيدا اأي�م قريته البكر:
�سفينة على �سواطئ بعيدةاأ�سابها العطب
وراق ل �سيء غري نزهة الأفوق رقعة اللعب.
واأنت تنكريننيكاأنني ما كنت..
ما كان ذلك ال�سبا ي�سمنانذوب.. يف املياه واللهب.
اأ�سابنا التعبول نعد.. ل اأنت اأو اأنا
يفيدنا الهرب.ن.. ب�أن م� ق�له �سيف�ج�أ من يزور قرية الودي الآبه يذكره� وا�ستطرد اخلم�سيني�ت، ال�س�عر يف عنه� يف الثم�نين�ت؛ مل يعد موجودا. ل �سكله ول طبيعته
ول اإيق�عه، ول حتى حقيقته.القرية، اأفراد بع�س يف ن الآ وجد واإن ف�لبوؤ�س �ك على اكتن�ز امل�ل، الفت اليومي بوؤ�س ال�سراع فهو امل�ل تدر التي امل�س�ريع اط��راد على والت�س�رع واحلي�ة البيوت طبيعة عن حتدثن� واإذا تزيده. اأو اإليه�، وال�س�رع الذي ن�س�أ والطريق الرئي�سي املوؤدي فيه اأبو �سنة؛ ف�سنجد اأنف�سن� نتحدث عن اأي �س�رع يف اأية قرية اأو مدينة يف م�سر بعد اأن م�سخته� العوملة حتت �سع�ر »الكل يف واحد«، واأتت على م� له� من خ�سو�سية ومذاق، وهو م� لعله يعجز اأي �س�عر ين�س�أ اأن �سبق كم� عنه� يكتب اأن اإذا ح�ول ن، الآ فيه�
فعل اأبو �سنة.يف ق�س�ئد اأبو �سنة عن قريته حي�ة ك�ملة، ومع�ن�ة من اأجل من يحيون هذه احلي�ة، رغم اأنه ابتعد عن اأكرث منذ يحيونه� وعمن حتي�ه� التي واحلي�ة القرية من �ستني ع�م�. اإنه� حي�ة له� اأ�سخ��س ينت�سرون يف ، بجد مر الأ ي�أخذون ودم. من حلم ك�أنهم الق�س�ئد ويحلفون لل�سعر �س�دقني، فيحفظ لهم �سعر اأبو �سنة
وف�ءهم هذا ويخلدهم.
يناير 2009 98
لديه �سيجد »اأم خليل«؛ مثال- عن يقراأ- من »اأم خليل« التي تخ�سه اأو التي تعي�س يف �س�رعه اأو »اأم � من كل داخل اأن يف فنكت�سف قريته، اأو ه حي
خليل«.راأيت اإنني � ع�ست جتربة كهذه، بل اأن� �سخ�سي»اأم خليل« يف اأكرث من امراأة عجوز يف قرية »الودي«
يف �سنوات ال�سبعيني�ت اأو الثم�نيني�ت.�سعره: �سخ�سي�ت على ينطبق نف�سه م��ر الأو«ج�بر« امل�سجد( )اإم�م اهلل وعبد و�سبية، ح�س�ن �سب�ي� )رمز و«بدرية« و«زه��رة« البلد �سيد خ�دم اإحدى ر�سمته الذي الطيب« و«ال�سيخ القرية( الق�س�ئد يع�نى تراجيدي� اإن�س�نية كبى، وكذا �س�ربة ب�سرية من�ذج وجميعهم ال�س�ذجة، والريفية الرمل، كبى ملحمة و�س�غت ال�س�عر، دواوين يف التقت اأرواحهم، من تقرتب ب�أقدار الرهيف ال�سعور لهذا لن�س�ء ك�نت رمب� �سف�ه فوق من الب�سم�ت وحت�سد �سوى الدني� من يعرفون ل اأطف�ل اأو ب�سيط�ت،
موا�سع اأقدامهم.الف�س�ء رائد اإجن�ز ال�س�عر ا�ستح�سر وعندم� »يوري ج�ج�رين« الذي حط على �سطح القمر؛ ف�إنه األف للوراء ترتاجع التي القرية مراآة ذلك يف راأى
ن�س�نية. مت احل�س�رة الإ خطوة كلم� تقدمن بكى التي املرتع�سة« »القرية مالمح اإنه� اأنه� واكت�سف تركه�، عندم� كثريا، ال�س�عر اأجله�
تلقى م�سريه� وحده�.***
� عنيف� لو�سع مل يكن افتق�د القرية وحده حمكالرحيل �سكل ك�ن بل ق��س، اختب�ر اأم�م ال�س�عر )الذي ب�ملوت � اإم وىل، الأ اللحظ�ت منذ ده يهداأفقده الذي ب�لوب�ء اأو مبكرا(، ه اأم منه اختطف حب�ب، اأو اأخويه الطفلني، اأو ال�سفر الذي يغيب الأيغيبه عنهم، فال تت�ح له فر�سة اإل يف نه�ي�ت اأعوام ،� نف�سي �سندا ك�ن الذي ب الأ بفقد واإم� الدرا�سة، وىل، والذي �سهد � كبريا يف �سنواته الأ � ومعنوي وروحيقه ال�سعري، وذيوع �سيته ك�س�عر حتى ق�رب معه حتقربعني، فريحل ال�سيخ اإبراهيم خملف� ال�س�عر على الأ
لل�س�عر عزلة نف�سية عن املك�ن، فيختزن ال�سعر هذه امل�أ�س�ة العميقة، ويحرك به� �سطور ال�سعر بني ق�سيدة
واأخرى.***
ال�س�عر احت�سنت التي البيئة من ملح�ت هذه والتي املبكرة، طفولته يف �سنة اأبو اإبراهيم حممد الكبري، ن�س�ين الإ الهم هذا على وعيه فتحت وال�سعي ن�س�ن، الإ قيمة تعظيم بداخلة ور�سخت ن الآ فيه� تكرث التي القرية وهي رقيه. اأجل من التج�رة واأن�سطة املهنية واحلرف اليدوية، عم�ل الأب�ملق�هي مداخله� ومتتلئ �سريع�، دخال تدر التي واملت�جر، احلديثة، ب�لو�س�ئل الت�س�لت وحم�ل
وكذا اأك�س�ك اخلبز!!.القرية عن وخمتلفة متحولة، قرية ب�لفعل اإنه� الكهرب�ء �سلطة من خ�لية عقودا، ع��ست التي املجلوبة املنزل اأجهزة و�سيطرة التليفزيون، و�سي�دة اإليه�، لتجد نف�سه� غريبة و�سط ح�لة ان�سالخ ك�مل، بن�ئه� الذين اغرتبوا ومغرتبة عن اأبن�ئه�، اأو حزينة لأ
عنه�..يا قريتي التي اأحملها
ما بني اأ�سلعي..تفاحة من الذهب.
اأنا واأنت ق�سة تبددتنا الذهول يلف
و�سط عال من الكذب.نف�سي اأج��د النته�ء؛ اأح���ول واأن��� ن.. والآلل�س�عر، اأخرى نبوءة اإزاء متلوؤين واحلرية مت�س�ئال، الزمن حتولت كل تواجه التي القرية يت�أمل وهو اأنه� �ستنت�سر يف يوم م�، فيك�د والت�ريخ، فال يح�س
يعلنه� حمزون�:كل قريتي..
يامة..ل متلك امل�سري!!!.
99 2009 �شتاء
- 2-�سمتت .. كاملو�سيقى
تندلع بجوف الروح-3-
نفذت بربيق العينني ...... اإىل اآخر منعطفات القلب
�ساألتنى . اإن كنت .. عرفت احلبواأجبت :
ن يفاجئنى من �سرفات .. الآالغيب
-4-حني مل�ست يديها
كانت اأنغام اأ�سابعهاتعزفنى حلنا
يرتاق�ص من بدء طفولتناحتى اآخـر قطــرة
تت�ساقط من غيمتنافى حقل العمر ..
يا �سيدتى؟من اأنت ومن اأين اأتيت؟. وهل
... هذا اجلذل الرقراق ...هو احلب
اأخذتنى و�سعتنىما بني اأمومة عينيها
و�سالة القلب-5-
وتراق�سنا ..نني كنا .. حل
وديعنيبعيدين - قريبني
�سغريين
حممد اإبراهيم اأبو �سنة
خمتارات �سعرية
- 1 -ليل اأزرق ..
وبقايا اأجنحة .. تخفق .... فى اأغنية حائرة
.. فوق املوج امللتاعامراأة و�سعاع
يتهادى نحوى..... جنمان ا�ستعال فى عينيها
ت�ساألنى:من اأنت؟ ومن اأين اأتيت؟
يا �سيدتى:طيف من خارج هذا الوقتع�ساب الباكية جئت من الأ
على اأقدام الريحفق .. كى اأعرب هذا الأ
.. الدامع حمزونا وجريح
حلنان فى ليل �أزرق
يناير 2009 100
كبريين �سعيدينكثريين وحيدين
حزيننيم�سيئني
مريبني�سماءين - وكهفني
�سحوكنيعبو�سني
وجنمنيطليقني
حبي�سنيوطريين
خلينيم�ساءين
نهارينربيعني
جميلنييفني - �ستاءين و�س
ع�سيقنيحنونني
يذوبان�سفاءين
يوتانحياتني
يعي�سانفناءين
ينامانكظلني
يقومانكحلمني
يروحانكليلني
يجيئانبحني ك�س
- 6-اأ�سبحنا فى هذا التيه
املع�سو�سب �سنوين�سبيهني
ما �سلحاليعودا بعد لقائهما
ليكونا اثنني.
كنت اأخبئ يف اأجنحتينهرا اأخ�سر
تتدفق فيه املو�سيقىو�سماء زرقاء
كنت اأخبئ �سم�ص احلب وزهر التفاحيتنهد فوق ذراع الريح
طفال جنوما كنت اأخبئ لالأللفتيات نهودا.. للمحزونني الفردو�صين فرح واحد كان احلزن يوت.. ليمالأ
اأن األقاكماأجتول يف اأعطاف مدينتكم
بيوتكم اأعــتــاب على واحلـــب نتخا�سر اأن امل�سيافة
اآه ماذا يحرتق بقلبي؟بواب املغلقة عليكم حني اأتيت طرقت الأخرجت اأ�سجار مظلمة من اأعماق القلب
خملوقات �سائهة ل تعرف دفء احلبكانت فوق اأظافركم
اآثار دماءكنتم تقتتلون
ل تدرون ملاذا؟ اأو تدرون؟فوق �سفاهكمو نهر اأكاذيب �سوداء
متتلئ الطرقات املزدحمة
101 2009 �شتاء
�أحز�ن �سحابة ال تريد �أن متطر
دق املهزوم تلتف على عنق ال�سالكذب املحتوم يقود اإىل الكذب املحتوم
ماذا يحرتق بقلبي؟»يا مدن الق�سوة والوهم«
تذبل اأ�سجارير اأنهاري تتبخ
لمة ي�سقط قمري يف الظون نهاركمو تقتتلون ها اأنتم تق�س
ثم يجيء الليل يعانقكم اأرق جمنونماذا يحرتق بقلبي؟
�سحراء تتبعني�سجن يلوؤين
ى فوق ال�سحراء هاأنذا اأتلويحت�سر احلب على اأعتاب مدينتكم
ويوت باأعطايف املاءهاأنذا اأتلوى..
رعبا منكم - فوق ال�سحراء
تنوح البالبل فى القلب .... اأعرف ذنبى ..
ن غفران ذنب جنيت ول اأطلب الآفها اأنت تنتخبني لزينة بيتك غريى
ى فاأم�سى تنازعنى الريح والليل �سرواأكتم وجد املحبني اأهرب
الل بني ح�سار الظوغني منه الفكاهة وبني يديك فوؤادى ت�س
للعابريناأنا للمتاهة را�ص مبا حتكمني
ول اأطلب القلب .. هذا الذى اأخذته
بعطا�ص ل جتد املاءكان احلب يتيما..
ل كلمة عطف يذوي يت�سويعطيه العابر منكم كذبة
اأو لكمةاأو ي�سفعه فوق اخلد
طفال �سيوخا كان الأوهام ون�ساء مدينتكم تتزين لالأ
ورجال مذعورونيقتتلون..
ل يدرون ملاذا؟ اأو يدرونيختنقون ب�سرداب كراهية غام�سة..
�سياء املوجودة �سياء املفقودة - والأ .. لالأللفرح العابر واحلزن الدائم
اآه ماذا يحرتق بقلبي؟م يف امليناء �سفن تتحط
مواج جزر تهرب يف البحر وتغلبها الأعماق ت�سقط يف الأ
ريح �سوداء
يناير 2009 102
تباريح عا�سق قدمي
ياح لوع الر العيون العميقة .. اأخفته بني �سول اأ�سمع الليل �سكواى اإنى اأ�سافر
يف كال�سفوق النهار املراوغ
ى وحتت �ستار امل�ساء الذفادع ن بني نقيق ال�س يغرق الآ
ى ول اأطلب احللم .. هذا اله�سيم الذوابع بعرثته الز
ول اأطلب العفو، اإنى و�سعتك فى القلبل اأبتغىمن زمانى �سفاء املواجع
ولكننى اأبتغيكواأعرف اأنى بعيد
واأعرف اأنى واإن غبت طالعوء ولكننى مثل �سيف احلقيقة وال�س
اأ�سكن هذى اخلاليا التى يزهر الع�سب فيهاواأدخل ج�سمك مثل البذور
ر�ص حتى يجىء املطر التى ت�سكن الأر�سم ما اأبتغيه واأم�سى اإىل مقلتيك لأ
من الغدوء اأر�سم �سكل امل�سافات فى ال�س
�سكل النجوم التى �سوف تاأتىو�سكل البحار التى �سوف تولد
واأم�سى اإىل �سفتيك اللتني تبوحان ىلة بامل�سر
تدخل روحى لروحكفال يقدرون
لنا على ف�سول يقدرون
على قتلنا
على ع�سقنان وهم يزعمون باأنك ملء قلوبهم الآ
عفواهم .. ل نك ملء اأكف لأ
عون لي�ص ع�سقك هذا الذى يدول لي�ص قلبك هذا الذى يلكونول لي�ص موتى هذا الذى يعلنون
اأنا ل األومك ..... اإنى اأحبك رغم اأزورارك عنى
ول الذى ورغم �ستاء الف�ساأتقيه بعينيك ..
.. ل تغفرى اإن ن�سيتول تفرحى اإن �سفيت
ولحتزنى اإن بليتوحني يظنون اأنى ما كنت
قوىل لهم قد اأكونوحني يظنون بى لوثة من جنون
حب.. ى عيونك فى ال�س فمدر�ص اإنى اأحبك .. تيهى على الأ
مان اخلئون حتى نهاية هذا الزاأنا ل األومك
اإنى اأحبكاأبقى هنا فى انتظارك
هم يذهبون.
103 2009 �شتاء
يناير 2009 104
ترى كيف الطويلة، الرحلة ه��ذه بعد •التى قناعتكم هى وما ال�شعرى؟ م�شروعكم
تاأ�ش�س عليها ؟هذا الو�صول: كيف ولكن ال�صفر.. هو كثري -مادام و�صول( وال )�صفر اإنه بل ! ال�صوؤال هو عن بحثا بحار واالإ .. اإىل »جمهول« ارحتاال ال�صفر احللم، / ق�صيدتى بعد- اأكتب- »م�صتحيل«، مل �صباب دائم خذ فى االأ لكن املحاولة م�صتمرة .. واالأ
ودائب.�صعرى فى ترد التى امل�صتحيل«- « كلمة اإن فى ترتدد كلمة جمرد ما يوما تكن مل كثريا- واإمنا هى هاتف تتواتر، لقطة اأو جمرد .. ق�صائدى اأ�صمع �صوته- اأبدا- يدعونى، وكائن خفى يخايلنى وي�صاغبنى ويراوغنى ويناوئنى ويغرينى: وهم كاأنه ماذا؟ ال �صىء ثم الوهم، كاأنها احلقيقة.. وحقيقة اأبلغ حتى دالج االإ موا�صلة على �صرار االإ �صوى
هو وهل .. يكون؟ املنزل هو اأين لكن ، املنزل.. كائن فعال ؟ !
كتبت : اإرم العماد وكل كل عجيبة بانت لي�صت نهاية ما يريد ابن ال�صبيل
هى- مرة- كانتواأنا اأود امل�صتحيل
وكتبت : رى ملائك نى اأيها النيل جم �صق
نى نى .. �صق �صقوان�صرب فى خالياى معت�صما بدمى .. مبحرا
فى جروحى تعرف على فدلتاك : قلبى
ومراآك: مراآة روحىتعرف على ومل بقاياى منثورة فى ثناياك يا فاتنى
مل اأفتك .. ملاذا – اإذن – فتنى..
حممد ال�شهاوى:
حديقة ال�سعر بات�ساع احلياة
ال�شاعر حممد حممد نف�شه.. اآثرنا على لكنه ، اإطاللته اأن حترمنا من ال�شحية كادت حالته ا من ال�شيت لكنه مل ال�شهاوى الذى ولد عام 1940م فى قرية »عني احلياة« بكفر ال�شيخ، نال حظن�شاف، هو فرا�شة احللم واال�شتثناء.. غواية امل�شتحيل، املوهبة الفذة التى ينل ما ي�شتحقه من االإالعربى املعا�شر، بثمانية دواوين هى: »ثورة ال�شعر ا فى تاريخ حفر �شاحبها لنف�شه جمرى خا�شال�شعر - قلت لل�شعر - م�شافر فى الطوفان- زهرة اللوت�س ترف�س اأن تهاجر- ا�شراقات التوحد- خ�شر- مكابدات املغنى والوتر«.. وقد ح�شل حممد ال�شهاوى على اأقاليم اللهب ومرايا القلب االأ
ف�شل ديوان عام 2002. ف�شل ق�شيدة عام 1996م وجائزة »اأندل�شية« الأ جائزة »البابطني« الأ
حاوره: حممود �شحاتة
105 2009 �شتاء
واأنا- اأيها النيل- : لوت�صة تتحدى بك امل�صتحيلوكتبت :
هى امراأة ت�صبه امل�صتحيلوها اأنذا اأعرتف للق�صيدة :
اإنه العمر اإال قليالقد م�صى
ا- واأنا مل اأزل- فوق جمر الغ�صاأتقرى اإليك ال�صبيال
لك : اأال جتودىوىل اأن اأظل الذى يطلب امل�صتحيال
ومنذ اأجيال واأجيال قالها »اأبو ذر الغفارى«: اآه من قلة الزاد .. وبعد ال�صفر .. ووح�صة الطريق !
... ما اأ�صهل البحث عن الذات ، ولكن ال�صعب هو العثور على تلك الذات.
حممد حممد جتربة فى واملتغري الثابت ما •ال�شهاوى؟
- الثابت هو ال�صفر .. واملتغري هو الق�صيدة ، الثابت هو احللم .. واملتغري هو الطريق ، الثابت هو احلب .. واملتغري هو الدرجة ، الثابت هو اال�صم واملتغري هو الر�صم ، الثابت هو الغاية .. واملتغري هو الو�صيلة ، الثابت هو التاأمل .. واملتغري هو اخليال ، الثابت هو
�صارة .. واملتغري هو العبارة . االإالطوفان« فى »م�شافر الثالث ديوانك كان •�شعراء اأهم من لت�شبح لك احلقيقية االنطالقة
جيلك .. كيف ترى ذلك ؟
يقول هكذا كثرية: ج�صوم فى ج�صمى م اأق�ص -و�صعرى .. �صعرى فى واأن��ا ال��ورد«. بن »ع��روة عنى اأما ال�صرنوبى«، »�صالح يقول هكذا ق�صتى: اأنا فاإننى مق�صم وموزع فى كل �صعرى: ما طبع منه فى و»م�صافر دراج، االأ حبي�س يزل مل هو وما ..
الطوفان« بع�س من كلى ال�صعرى واحللمى . م�صر، فى �صدرت �صعرية جمموعات �صبع الثقافة »دائ��رة عن �صدرت ثامنة وجمموعة
عالم« بال�صارقة.. كلمتى عنها جميعها : واالإ�صماء واملحبوب واحد . تتعدد االأ
فى مطر عفيفى حممد بال�شاعر لقاوؤكم •الكعكة وق�شيدة �شنابل وجملة ال�شبعينيات احلجرية لل�شاعر اأمل دنقل .. كيف ترى ذلك
ن بعد كل هذا الوقت ؟ االآاالقتحام �صهيدة »�صنابل« .. ؟! »�صنابل« -كانت نها الأ عدام باالإ عليها لقد حكموا واملغايرة،
�صنابل التفتح واجلراأة !ول مع عفيفى مطر كان عام 1967 م لقائى االأيام اأيام حرب االأ بق�صر ثقافة كفر ال�صيخ رمبا ثانى ول االأ عددها �صدر فلقد »�صنابل« اأما ال�صت... ال�صبان« دباء لالأ ول االأ م�صر »موؤمتر اإقامة خالل �صماعيلية عام 1969 م حيث مت اإهداء املنعقد باالإم�صرى فرح فى املوؤمتر اأع�صاء اإىل العدد ذلك اأوىل و»�صنابل« »�صنابل«. : اجلميلة بالوليدة غامر كانت واإن �صدورا قليمية« »االإ دبية االأ املجالت
ال�شع���ر نقي���س الثبات والتقليد
»�ش�نابل« �ش�هيدة االقتح�ام واملغ�ايرة
يناير 2009 106
كانت لقد ، الطليعية ق��الم االأ لكل �صفحاتها باعة مع توزيعها وكان الهالل.. بدار طباعتها يوم ال�صحف بجميع حمافظات م�صر خام�س كل من كل �صهر ميالدى .. و�صدورها كان عن املجل�س
عالم مبحافظة كفر ال�صيخ . قليمى للثقافة واالإ االإواأما عن منعها من ال�صدور فلقد كان فى اأوائل عام 1972 م عقابا لها على ن�صرها ق�صيدة »الكعكة ق�صيدتى اأن واأذكر دنقل، اأمل لل�صاعر احلجرية« خرى- االأ ليلة« كانت- هى »النهار وحمكمة كل من�صورة بنف�س العدد ، وكاأن القدر قد �صاء لذلك
العدد اأن يكون حافال باملمنوعات.حدثا املقايي�س وبكل »�صنابل« كانت لقد تلقى اأن عجب فال لذا وفريدا، رائ��دا ا تاريخيواملغايرة، والتفرد الريادة اأعداء اأيدى حتفها على عموما لقد رحل كل من �صعوا فى خرابها .. وبقى فى املحفوظ �صداهما واأثرها ا�صمها ل�صنابل: كيف عن اأما واجل�صارة. الو�صاءة ذاكرة م�صبطة
ن فلقد قلته حينما قلت: اأرى ذلك االآهوانا لي�س اأغنية ملفقة مبذياع الهوى ال�صوقى
خبار فى �صحف الو�صاعة وال خربا من االأاأو جمالت امل�صاحيق
اءة فق و�ص هوانا جنمة فى االأمنوت.. منوت لكن �صوف تبقى بعدنا
نامل التاريخ اإمياءة. الأاأين ال�شعرى املعا�شر واإىل • كيف ترى امل�شهد
نحن ذاهبون ؟اأ�صكال اأراه: ب�صر كاأنه ال�صعرى؟ امل�صهد -التقاء وم�صارب.. مذاهب ونحل، ملل واألوان.. وافرتاق.. مد وجذر .. ونكو�س.. اأرواح واأج�صاد.. ى وتذبذب، �صعود ماء و�صراب .. زبد وزبد.. م�صوهبوط : لكنهم جميعا- اأى الب�صر- ين�صوون حتت لكتابة املحاوالت كل وكذلك »اإن�صان«.. كلمة ح�صرة اإىل للو�صول حماوالت هى اإمنا ق�صيدة
واحدة، والغاية الطرق.. تعددت �صعر«، »كلمة: واختلف امل�صعى.. واملبتغى واحد، فامل�صاألة لي�صت
اأن نقول، واإمنا امل�صاألة اأن نكون اأو ال نكون .. اختلفت فمهما ذاهبون؟ نحن اأين اإىل اأما بكل احلياة اإىل ذاهبون فنحن والقدرات الروؤى قل للعثور على تناق�صاتها، واإىل ال�صعر- اأو على االأوحتوال.. �صعورا ال�صعر- اأى باعتباره- ال�صعر- بات واقتحاما.. وا�صما ملتغري هو نقي�س الثبات وال�صوالتقليد.. اإن فى حديقة احلياة مت�صعا لكل الطيور
.. املهم هو اأن يكون هناك طيور حقيقية .• هل هناك نوع من العزلة بني النقاد واملبدعني؟
ن له تاأثري ؟ وهل اجلهد النقدى االآ- بداية اإن كل جهد اإن�صانى حقيقى وخالق البد وبالرغم . املفرو�س هو هذا : تاأثري له يكون واأن »امل�صتغربني« من بع�س يرتكبه الذى ال�صطط من نقادنا.. فاإن اإبداعنا النقدى- لدى بع�س اآخر- مل يزل ذا تاأثري وذا دور ال يجهله املن�صفون ، والقطيعة ن النقد بني الناقد واملبدع لي�صت فى �صالح اأيهما الأبداع .. واأين مي�صى هارب من دمه؟.. اإن هو تواأم االإالنقد واإن .. املبدع ن�صان االإ بقى ما باق بداع االإ
بداع احلقيقى . احلقيقى باق ما بقى االإاأبى اأو املتنبى عند لي�س احلقيقى« »ال�شعر •عند العربى النرث فى هناك اإن��ه .. نوا�س الراأى هذا وليلة«.. ليلة األف وفى املت�شوفة
لل�شاعر بول �شاوؤول فما راأيكم ؟ - هذا قول ال ميكن قبوله على نحو مطلق وال رف�صه ن هذه املقولة تطال على نحو مطلق .. اأما ملاذا فالأ�صعرنا العربى القدمي كله- ال املتنبى وال اأبا نوا�س »الدر« من يوما يخل مل القدمي �صعرنا اإن فقط- ال�صعرى- تراثنا يقراأ ومن »املحار«. كرثة رغم بتجرد وبدون اأحكام م�صبقة- فاإنه لن يعدم العثور على مناطق �صعرية بالغة الروعة، و»املتنبى«- على
107 2009 �شتاء
راه وجه اخل�صو�س- اأراه �صاعرا كبريا.. بل اإننى الأا: هذا راأيى. ا جد �صاعرا كبريا جد
اأما عن اأن ال�صعر احلقيق هناك فى النرث العربى »للنفرى« فاإن وليلة ليلة األف وفى املت�صوفة عند فى مواقفه وخماطباته ، و»حميى الدين بن عربى« وب�صتان .. طوا�صينه فى و»احلالج« فتوحاته، فى معرفته .. واأحاديثه .. ون�صو�س والياته و»اأبى حيان دونها جتليات اإبداعاته: من كثري فى التوحيدى«
ا من �صعرنا العربى . الكثري والكثري جدذلك فى وليلة ليلة األف نرث اإقحام عن اأما اال�صتنتاج فاإنه قول ال ميثل �صوى راأى �صاحبه ... ثم من قال اإننا ملزمون اأن نرى تراثنا العربى بعينى
»بول �صاوؤول« ؟ جيال التالية لكم اأن معظم • يرى البع�س من االأالواجب بال�شكل يتوقفوا مل جيلكم �شعراء الذى الوقت فى تلتهم التى التجارب اأم��ام جيال يرى �شعراء جيلكم اأنه مت نكرانهم واأن االأالتالية ترى اأنها اأول التاريخ واأول احلقيقة واأول
ال�شعر.. ما راأيكم ؟- يقول املتنبى:
خر ال�صدى اأنا الطائر املحكى واالآويقول املعرى:
زمانه خ��ري االأ كنت واإن واإن��ى وائ�ل االأ ت�صتطع�ه مل مبا ت الآ
ويقول اأبو نوا�س :عاريب عند اهلل من اأحد لي�س االأوقبلهم قال طرفة بن العبد :
ما اأ�صبه الليل�ة بالبارح�ة !واإمنا ، اليوم ابن لي�س جيال االأ ف�صراع اإذن ن�صانى ، لكن اجلديد هو: هو قدمي قدم الوجود االإو»قتل ، اأ�صاتذة« بال و»اأجيال املعرفية«، »القطيعة .. بناء االأ ال�صتقالل وحد االأ الطريق هو باء« االآ�صة واملخدوعة . اإن اإىل اآخر تلك االبتكارات املهو
يتجاوز- مل مادام �صحية ظاهرة جيال االأ �صراع واحرتام النبل.. اإطار حيثيات ال�صراع- ذلك
خر.. وحق كل طائر فى ال�صدو : اإن�صانية االآوما ، والد وله اإال مولود من فما ، واأبناء اآباء من مبدع هو نبت �صيطانى ، ليبقى احلكم لقاعدة: خذ االأ مع ، كان قدميا اأو �صلح: جديدا لالأ البقاء �صاهم فى حمل قد اآبائنا من اأن من فى االعتبار
م�صباح املعرفة اإىل الدنيا كلها حينا من الدهر .. ال�صم�س ك�صعاع ق��دمي رب
اأم�س وابن .. واليوم .. غد ابن هكذا يقول لنا اأحمد �صوقى رحمة اهلل عليه .
كل فالتاريخ التاريخ« »اأول : حكاية عن اأما ي�صعب- اإن مل ي�صتحل- جتزيئه.
مبحو م�صغول ودائما- اأنه- جيال االأ �صراع خطاأ خر اأكرث من اإن�صغاله باإثبات الذات . االآ
تقول؟ ماذا اخلتام.. • فى - اأقول من ق�صيدة »امراأة هى الق�صيدة« :
ليل نهار واأنا يا �صيدتى
جنم دوار فى فلكك ع�صفور ال ي�صعر بالن�صوة اإال فى �صركك
اأحالم تخطفنى منى مذ كنت غالما مذ كنت غالما
واأنا - يا �صيدتى - : ذاك الولد املتوحد فى بهو واليته
امل�صتنبئ غور �صريرته امل�صتعل على كل جهات غرابته
ي�صتمطر �صدرة اأروقة الوحىلهاما وي�صرتق االإ
مذ كنت غالماواأنا ذاك الولد / الوجد الوهاج
القلب / الوردة واحلالج!
يناير 2009 108
فقلت مدة منذ يهاتفني مل �أو جديد، بديو�ن من�شغل لعله ربعة �لأ �جل��در�ن ور�ء ي�شعى يف »نفرو« د�ر �شتح�شن �لتي �لوقت �أن �أو �ملعز، و�شط قاهرة �شعبي، مقهى على خانه قد طويل، نوم �أو �شنة يف فاأغفى جناحه �أن �أبد� �أعتقد مل لكنني للق�شائد كتب �إط���اق يف و�لروؤى و�حلكايات و�لق�ش�ص �أن�شته قد �لعميقة و�لدر��شات �أ�شدقاءه، �أو �أنه �شيلملم �أور�قه �مل�شرعة يف وجه �لريح، ويرحل
بد. فجاأة �إىل �لأ
حممد ���ش��ع��ر ت���ذوق���ت �أعرفه، �أن قبل �حل�شيني تطالع �أن قبل �شوته و�شمعت �ل�شافية. �لربيئة طلته عيناي �أذين �ل��د�ف��ئ �شوته �قتحم وطلب ك�شري، ع�شر ذ�ت ميلكها، ن�شر ل��د�ر كتابا مني عنه و�شاألت خ��ري�، فوعدته نبيل، رجل فقالو�: �لعارفني �شباح ويف جميل. وم��ب��دع �تفقنا عفية ب�شم�ص ي�شتحم وجاءين مبكتبي، �للقاء على �بت�شامة م�شرقة، هل من ت�شبقه ومددت مثمرة، نخلة �لباب
الـربج العـــــــــاىلد. عمار علي ح�شن
�إىل ذ�هبتان وعيناي �إليه، يدي هامته، وقلت: ظننت �أن �ل�شعر �لهامات ويرتك �جل�شد، ياأكل �أ�شعه وقال: ف�شحك ق�شار�، ثم به، فاأ�شتطيل ر�أ�شي فوق �أخرج من جيبه عقد� مطبوعا، له: فقلت جاهز، �أن��ا وق��ال: يف فابت�شم متعجل، �أنك يبدو مقلتيه يف رق�ص طفويل خجل �أعطلك، �أن �أخ�شي وق��ال: �شرية عنك �شمعت فقلت: �إيل ي�شيف ووج��ودك طيبة، معا ومكثنا �شيئا. ينق�شني ول و�أخذنا ظننت، مما �أطول فرتة متجاورة ع��و�مل �إىل �حلديث حول ومتناق�شة، ومتقاطعة �لنا�شرين و�شنائعهم، و�ل�شعر�ء و�أفعالهم و�ملثقفني و�إبد�عهم،
�لتي تدع �حلليم حري�نا.خرج �حل�شيني من مكتبي مكانا قلبي يف حفر �أن بعد عري�شا له، وتو��شلت �ملكاملات و�للقاء�ت، ون�شر يل كتابني يف رو�ية مني وطلب �ل�شيا�شة، �لزمن وم�شي بها. فوعدته �شوى بعدها مينحنا فلم �شريعا
حباب عطر الأ
109 2009 �شتاء
�ملوؤرخ، فا جدوى من �مل�شهد فى ذ�كرة حينما يكتمل �شياء، وحينما ت�شل �إىل جمموعة من �لثو�بت �لتى توؤدى �لأ�أن تبحث �إىل �إجابات، فاأنت عاطل عن �لندها�ص.. عليك
فقط عن تلك �لثو�بت �لتى توؤدى �إىل �ل�شوؤ�ل.ت�شاأل؟ �شل عما يحدث لك من متغري�ت، �دخل فماذ� �إىل ذ�تك، تابع �شو�ردك، و�رحل فى خ�شم قنو�ت �لنفات من �لذ�ت �إىل �لذو�ت، �لعامل، وحينما جتد �ملنطق، �علم �أنك ت�شل �إىل �لفناء �ملطلق �لاملتوى، �أما �إذ� �أم�شكت بف�ص حاجز ن فقط فى عاملك �ملجنون، وجنونك هذ� ل �لده�شة، فاأنت �لآعاقة له مبا يحدث، �إمنا ما يحدث له عاقة بجنونك، فمثا على �شبيل �لرتقب.. �لقمر �ملقرتب من �ل�شرفة هو لي�ص ذلك �خلارج من ظل معطفك و�لنيل �أخرى، �شرفات �لعابر على ن فقط. �ملعلق ين�شاب فى �لغرفة فى �ت�شاق فو�شوى.. مير �لآ
زمانها وفى مكان تنبت فى زمن غري �لتى �لوردة وتلك در�ك غري مكانها، كل هوؤلء وغريهم ي�شنعون مت�شعا من �لإل يجده �أى عقل، فاأنت تعلم �أن هذ� �لعقل موؤقت وعابر. و�أن نيلهم غري نيلك، �شفف �لذ�ت، ثم ��شهل �حلو��ص تابع �مل�شى ح�شورك �ملم�شوق ج�شدك من ي�شنع خفيف، عرج على ��شعر بل �ل�شعر.. تكتب ل �أرجوك فقط لكن.. �خلا�ص، مت تور كمجنون وع�ص �نده�ص.. �كت�شف.. بالكتابة.. قدماه من �خلبط عليها ل من �ل�شري لعلها تخرج �إيقاع �لتو�زن �ل�شعرى �لذى ين�شاب من �أعلى �لنافوخ �إىل �أ�شفل �للذة، �كن�ص م�شاعرك �لقدمية و�حفظها فى قارورة �لذ�كرة.. لعلك ت�شتعيد باإ�شعالها.. فت�شنع عاملا لي�ص به خلل �لكاآبة. �بتعد فهناك عامل �خليال، يختال فى ده�شته، ل حتدق كثري� ولكن ��شاأل فقط: فى هذ� �لتوقيت من �أين يخرج هذ� �لعام؟ ومن �أين ياأتى؟ وملمبالذ�ت؟ هل يدوم؟ وقبل �أن ت�شل �إىل �إجابة.. عد و��شاأل من
جديد: هل يكتمل �مل�شهد فى ذ�كرة �ملوؤرخ؟
ف�ض حاجز الده�شة
حممد احل�سينى
�أجده كنت خاطفة. لقاء�ت على مقبا با�شا، ها�شا دوم��ا كان للجميع. حمبا �لدنيا، �شدقاء و�لأ �لزماء مع يجل�ص وحتى �لعابرين ليطلق فر��شات فاق، عن د�ر �أحامه حتلق يف �لآومتاأ فر�غا، ت�شد كربى، ن�شر �لعامل �لعربي بنور �ملعرفة. ياأتي يف فروع لها �شتكون ويقول: كتب و�شتهل �لعرب، عو��شم �لرفوف �إىل و�مل�شرق �ملغرب باأ�شعار �لقاهرة، و�شط يف هنا
�أقل من �جلميع.حمت�شنا �حل�شيني م��ات و�مل�شروعة، �لب�شيطة �أحامه �لبلد و�شط �شو�رع و�رتاحت ر�ص من قدمني كبريتني تنهبان �لأ�ل�شعر ور�ء �شعيا ه��و�دة با طيفه لكن و�لرزق، و�ل�شحبة ل يز�ل �شاكنا يف هو�ء �حلار�ت كان �لتي و�مليادين و�مل�شارب يقطعها يف فرح طفويل، ويف يده كتب ب�شع على مغلقة حقيبة فر�ح و�لأ ح��ام �لأ من وكثري
�ملوؤجلة.
�شهادة
يناير 2009 110
�شارع الكارتون�ل�شارع ده ه�ص .. ه�ص �ل�شارع ده ماله�ص ح�ص
�ل�شارع ده عتمه ل�صي�شرق �لنوم م �لعيون .�ل�شارع ده بقى كارتون
�أحامه متغريه.. �أفكاره متبعرتهبني حلظه و�لتانيه وعياله م�شردين
�ل�شارع دهكل ما تورب له ، �أترعب له
وجتينى كو�بي�ص مزعجة م�ص باقى منها غري عربيات بتتفكك
وهيه بتكتكتبقى ب�شر مبامح روبوت
و�أخاق ثوره كل همها م�شح �لدماغوزرعه حاجة تانيه.
و�ل�شارع ده �لفتوه بتاعه قردقرد .. ن�شنا�ص
بو�ص �آدمى.. و�شو�بع طويله عد�شات عنيه �لقز�ز.. مركبها غلط
ف�شموه �لعيال .. فى �ل�شر: مدرك �لفر�غو�شموه �لبنات
�لقا�شى �بو قلب حجر�أما �لكبار.. حذرو� منه �لعيال و�لعجايز ..
و�ل�شيوخ كانو� بينحنو� له كل ما يعدو� ..
يهدو� ويدعو� �نه يقتنعب�شكل �لنحناء
و�نه ما يعتربهو�ص عجز �أو كرب �شن
فريفعو� �ديهم �لكارتون �لقدميهويدعو� قد�مه:
يا رب وفق �حلكيم �لفتوه �شنو �ل�شماءفى �ل�شارع ده
كان �لقرد .. قرد .. م�ص جمازوكانت �حلياه عنده ، جاز فى جاز
و�أهم حاجة يكون فتوةو�لفتوه م�ص حمتاج مروة
حمتاج لر��صفيجمع �لن�شا�ص قو�لب
ويك�شر �لقو�لب يلزق �لربع .. ربع.. جنب �لربع تلت
ويرجع �لو�حد �شحيح ور�بعد ما يعور له رجل �أو يك�شر له ر��ص
ومي�شح فى �لذ�كرة�أى حاجة وليها �أ�شل
�لفتوه .. �ملفرتى �أبو كر�ص عمله فيها ركن، من دموعنافيها قوتنا وفيها موتنا.. فيها خوفنا ..
�نه �شافنا �أو ك�شفنا�لفتوه.. بقى له ��شم و�شيت وجاه
و�لفتوه �للعبانى مريكانى �لفتوه �لأ
قد خوفناو�أنا زيكم بخاف
�إمنا على �نى �عدى كل يومفى �ل�شارع ده
�ن�شف �لعرق�تلفت له و�قول:�نا م�ص بخاف .
من ديوان احل�شينى
111 2009 �شتاء
مركز التدريب على االبت�شامةمعلقني
حاجات حمزنه ب�شكل فانتازى
فيب�ص �لد�خل من بو�بة �ملركز ويبت�شممع �نه .. ر�ف�ص �لبت�شامة �أ�شا�شا
وبيعلن ع�شيان م�شاعرهوردر : » �بت�شم ». لاأ
يقف ويفت�ص عن �ل�شبب فى عر�ص �لبت�شامة .. ومدتها
وكاأنه و�حد تانى بري�قب �ملجهول بعني مفتوحة
وعني تانيه �شابها �خلبله جو�ه. وهيه با�ش
هنا هوه كائن عادىمن زمن تانىهات�شوف فيه
�أ�شكال من �حلياه �للى �نتهتجابوه يعلموه �لبت�شامه
على �يدين مدر�شني فلتو� من د�يرة �لزمن
ودخلو� كوكب �لر�دة با�شم �جلنونوهمه م�ص �شايفني
مني فيهم �ملرهق.. ومني فيهم �لعريان هايقف �ملدر�ص
وي�شرح له �ز�ى يبت�شم هايقوله:
حرك ع�شلة �لفك بلطف قبل ماحمك فوق مرت�شى ما حركة زى
كده
وجرب و�نت و�قف قد�م مر�يا�أكيد هاتغلط
حركاتك �نت م�ص عارف م�شريهاوهيه ر�يحه لفني
�أنا هاقولكهانبعتها ملركز �لتدريب على �ل�شحك
ود� مركز تانى غري �ملركز �للى �نت فيهوبكد�
هانوفر متن �ملخدر�تود� م�ص بخل مننا
ول عدم مر�عاة تكييف �ملو�طن ن د� لأ
تابع جلهة تانية و�حنا م�ص جهة �لخت�شا�ص
�إمنا عل�شان جنرب دخولك فى �لكتئاب
ها نف�شله ، �لكتئاب طبعا ونبعته لل�شعب
�ل�شعب يبعتك عندناهنا
مركز �لتدريب على �لبت�شامهكل �شئ حم�شوب
�لد�يرة بتلف �نت �أولها
وفى �لنهاية هاناقيك و�قف هنا عندنا
عة: بتقر� على يافطة عري�شه مبق»مركز �لتدريب على �لبت�شام«.
يناير 2009 112
غفل حبه .. ماتقولي�ص �إنك ب�ص مموهتعاود تانى
ول تلمح و�شى من فوق ن�شارتك ..وتقول ىل �شماح ..
عن غلطة �إنت م�ص ممكن تعملهاياحممد عبد�لعطى �ل�شاعر ..
يابن �جليل �للى ��شتعطف �أمه ..تب�ص عليه بحنان
ق نع�شه .. خر دير و�شه وذو وف �لآونام
ياحممد بابعت لك من قلبى �شام* * *
حو�ل طبعا عايز تعرف �إيه �لأحمر وتطمن قلبك ع �لورد �لأ
و�لنا�ص �ل�شهر�نه ما نامت�ص قلق ..ول حتى بالتنومي �ملتمغنط ..
�أو حتت �لتاأثري من فعل �لرب�شامر�ح �أقولك �إيه .. �إياك تقاطعنى
�حللم �للى �إحنا جميعا ..كنا بنحلم بيه
ل �تف�شل �شابنى ول طاعنىلأ ل�شه مكلب�ص فيا من جوه
دنى ولطعنى لكن ع �لهام�ص قعو�أنا عمرى ما ملت عليه ..
ول �أقدر �ألومه�أنا ب�ص �مل�شتغرب له
�إز�ى �حللم �إللى �إحنا �تغنينا ..مباحمه �شنني
بقى و�حد تانىوباأكد لك �إن �لعيب م�ص فيه
�لعيب فى �للى ماقدر�ص يعاجله وي�شفيهملا �شوية �شعب �تعافو� عليه
و�شرورى �أقول لك ياحممد�إن �حللم برغم ظروفه وظروفنا معاه
م�ص قادر ين�شاكنى �أمانة وخملفنى بخالد عبد�ملنعم وماأموبعبد�لد�مي بن �ل�شاذىل ومبجدى �جلابرى
وبغريه �للى ل�شانى ن�شاهوحلفنى بال�شعر �للى ما �شاع ول تاه
وقاللى �بعتلى ملحمد عبد�ملعطى �شام* * *
من قلب �شحيفة �أحو�ل �لدنيا�أخبار بت�شر �أمل ودمار ورماد وعذ�ب
�ل�شاعر عمك ياحممد .. �شى �لكد�بجيال ل�شاه بيغنى لكن م�ص معنىم بالأ
ول فتح طاقة نور ل�شحابك ..ول �شابهم حتى ف حالهم .
ميكن يتو�رب باب
�شحيفة اأحوال الدنياطاهر �لربنباىل
)�إىل �ل�شاعر �لر�حل حممد عبد�ملعطى«
ديوان العامية
113 2009 �شتاء
وبكل بجاحة فى و�شط �ل�شاحةبيودود ف ود�ن �ملطرب ..
حلان ناع �لأ و�ملنتج �أو �شجيال �لتالية عليه �إن �لأ
فني همه وفني �أ�شعارهم من �شغل زمانعام �مل�ص معلوم بي�شارك ويا �لإ
فى �ل�شبورة و�لعتمة على جيل بالكاملنه ياحر�م ما�شبع�ص .. لأ
ووجودنا هيخطف من �إيده �لترت�تويبات حمروموبرغم كده ..
بيز�يد ع �لعدل .. وبيتباهىبال�شعر �للى خدوه من �إيده للمجد
لكن ياخ�شارة .. دخل ف متاهةوحبيبه �أظن ياو�د خمروم
ود� ب�ص خرب ع �لطايرم�ص من�شور فى جر�يد
ول ممكن تاقيه فى وكالة �أنباء �ملوتى�أو ف جريدة �أ�شاء �ل�شعر�ء
�للى لو ب�شيت ع �ملان�شيت بتاعهاهتاقى ببنط عري�ص
ملحمد عبد�ملعطى �شام* * *�لطينة ياحممد ز�دت بله
ر�ص وبقينا �لفتافيت �ملرميه ع �لأوم�ص لقيه �ل�شله
و�لعامل رغم �شاروخ �لعلم �ل�شاعدمتكعبل فى عد�لته وم�ص لقى �مل�شاو�ة
�إكمنه �تعومل و�للى �تعومل .. �آهباع �شحر تر�به �لوطنى و�شقف للى طو�ه
ود� بر�شه حمدوف على جوهو�لدنيا بتغلى من �أهل �شر�يب ملحله
طبة و�شحفيني وق�شاه لأ�ل�شكة �ل�شلمة بتلعب بينا وتت�شلى
تعرف ياحممد ..ه �أنا قلت لنف�شى ف مر
و�أنا و�قف فى طابور �لعي�ص �أتلقى �حل�شنةى كده ليه؟.. �ل�شقف بتاعنا موط
ر�ص وهيام�ص ويبو�ص رجلني �لأمالقيت�ص جو�ب
غري �إن �لو�حد فيمنا عمال يدعىو�إيديه ور� �شهره ..وو�قف م�شتنى �لرد
و�أنا م�ص هاحكيلك ع �لفقر� ..فى لياىل �لربد
بدى ما �أنت ياو�د مريت بالفقر �لأف هدومك �أو �شمك �لن�شاره
�أو حتى فى �ملوتو�شيكل �مل�شئومموتو�شكل �ملوت ..
�للى خطفنا من عطف عينيكلكن ياحممد عمر ف �أ�شعارك ..
ما كنت ف مره فقريياحبيبى دقق بود�نك ..و��شمع �شوت �لع�شافري
حلان وهى بتن�شد �أحلى �لأ
يناير 2009 114
وبتقول: ملحمد عبد�ملعطى �شام* * *
كات غنوة �إيه �للى كاتبها ل� »عزه«غنوة مليانة بعروبه
و�لقد�ص مامح م�شلوبهمة �ملقلوبة �تف�شل ��شمع و�تاأمل �أحو�ل �لأ
وقد�ص غزه على وبريق�ص �تربجل �لكل و�تق�شمت �أو�شاف �حللم فل�شطينىعلى فتح - حما�ص ف عيون �لنا�ص
و�ل�شعب �لو�حد يت�شفى ..فه من غزه لر�م �هلل و�شم
فها وق�شرها كمان �لكدب �لدوىل ن�شبقت �ملحبوبة فل�شطني من غري �شر�يني
بوعود �لر�عى �للى بريعى م�شاحلهغرب و�أ�شل دليا.. و�لأ
مة حمتاجة ت�شاحله �لأمة ياحممد با�شت .. �لأ
حكامها �شفايف بتم�شم�صو�لنا�ص ف �مل�شيه بتتكفى�بعت ىل من عندك حيله
وموؤكد �إنى هاعرفهاهتقوللى �حليله معروفه
�لوحده �للى تلم �شفوفهاو�قولك مبقاومة عنيدة
وتقوللى بطريقة جديدهو�قولك فى �حليلة خا�شها
ويا�شاعر بالكلمة �لطلقهر�ح ن�شمع �أغانيك من تانى
ن�شحنها بالهم �لعربىوبنار �لتار و�لفرقه
و�إذ� كان للقد�ص �شامملحمد عبد�ملعطى �شام
* * *
ل ماتخدعني�ص ..ل حبه غف ماتقولي�ص �إنك ب�ص مم
وهتعاود تانى�أنا عارف �إنك م�ص ر�جع تانى
وهرتجع ليه �إذ� كان �أح�شن لك�إنك تف�شل مرتاح م �لغلب
وم �لدق على دماغك بحديد �ل�شلب�أنا ب�ص �ل�شحكة بتاعتك وح�شانى بجد
و�أنت بتطلقها ت�شابيح ف �لكونوكمان باتذكر �أول مرة بنتعرف
ف بر�ح »دمياط«وباتذكر حلظة �شدق معاك ..
و�أنت بتح�شنى وبتطبطب على �شهرى ..وهات ياعياط
بعد �لو�د خالد عبد�ملنعم ما عملها وماتياحممد نام
�أ�شجار .. ورمال .. �أمو�ج .. �أنغامونايات ور�يات و�آيات
وبنات بتحب �ل�شعر جنان�شياء �للى ماليها .. وجميع �لأ
�أوليها ل�شانبتقول ويايا
ملحمد عبد�ملعطى �شام.
115 2009 �شتاء
)1(بغزل من �حللم
�للي خمنوق يف �ل�شلوعحبة كام
م�شتاق لزرعةر �مللكوت تخ�ش
حتيي قلوب بتموته �ل�شمري تطرح �أمل جومة فاأ�شوف �ألوف متحز
بورد �لو�شال)2(
�إوعاك تنام�إوعاك تقول
�إن �لطريق مليان �شدودفيه �ألف �شحكة بتتولد
وقت �ل�شروقوفيه �ألوف �شي �ل�شحر
بيعي�ص يف روحهمرة توبهم دعاوي خم�ش
ق�شوة حياةمطرحني بالطيبةع �لقلوب �مليتة
)3(مع كل حلم �أنا بوئده
حتبل م�شاعري�أحام كتري وبتتولد ما تاقي غري
نف�ص �مل�شري�أحام بتحلم باحلياةتقدر ت�شوف �ل�شبح
طالل من عيون �لليلت�شرب من طيبة روحك
�شي �ل�شم�صفاأدوق �أنا ريحة �حلياة
)4(بايدي �أطبطب ع �لطريق
�أم�شح دموعهمليون حكاية بتبتديوبتنتهي فوق �لطريق
ال بي�شكي وي�شتكي عممن خملوقات �لظلم قوتها
و�أطفال مايكةيخرب�شو� حجارة �لر�شيف
�ل�شوق ماليهم ي�شربو�حتة حنان
تاكل عيد�ن�شجرة قا�شية مفرعة
جوه �لقلوب.
غيـتي زرع الكالم�أ�شرف عزمي
يناير 2009 116
�لروح ح�شي�ص �أخ�شر .. خد نف�ص طويل و�حد
و�دخل يف �لرب�ح �للي مالو�ص �آخر .. ،ن�شان يف حلظة �شعفه يبقى ماك �لإ
�شايف .. ن�شيف .. وخفيفحت�ص �إنه ح تطلع له جناحات .. ويطري
* * *ما ت�شيب�ص �لقلق ي�شرق �للحظة دي منك
ب�ص كوي�ص على و�شو�ص �لنا�ص�للي ما�شية يف �لطرقة و�فرز ماحمهم
ح تاقي �حلزن مع�ش�ص جوه نا�ص كتري .. ،و�شه دي يف مكان ��شرت�تيجي �لأ
و�شريرك �للى �نته �خرتته بنف�شكح يخليك ت�شوف حاجات مده�شة .. ،
�ملمر�شات �للي ح يعدو قد�مك�كت�شفهم على ر�حتك :
و�حده تب�ص لك وتتعاطف معاك ،�لتانية ها حت�ص بنظر�تك بت�شد عليها �لطريق
فتحاول تخلي م�شيتها مثرية �أكرتوب�شوت و�طي ومليان �أنوثة
ح تقول لك : عيان وعينك فارغةوده ما مينع�ص �إنك ترمي ور�ها
كلمتني متلوننيتخليها تعرف من خالهم �إنك �شاعر
وتقدر �جلمال* * *
�أح�شن حاجهت�شيبها هلل
�شيب �شحكتك تطلع زي ما كانتعفوية .. �شابحة .. وطارحة
نور خفيف* * *
�شدقني .. �إنتا موهومكل �للي حا�ش�ص بيه م�ص �أكرت من و�شاو�ص
ميكن عل�شان �إنتا �ن�شان ح�شا�صبتحب �حلياه زي ما هيه
مل و�جلروح �للي فيها بكل خيبة �لأع�شاب .. ، و�ل�شغط ع �لأ
باين كده �إن �ملر�ص بي�شفي روحنامن غري ما ي�شيب بقع فوق �مل�شاعر ،
من غري ما يحط متاري�ص ع �لكتابة..باقول لك �إيه
يف �أي حلظة حت�ص�إن باب �لق�شيدة بيتفتح قد�مك
خ�ص ما يهمك�ص ، ........
�لدنيا دي جديدة عليكزورك كاأنه حم�شور رمل
و�شو�كي�ص �لدنيا بتدق على دماغك ..�شايفهم يادوبك ب�ص حو�ليك دلوقتي كلهم
ط�شا�ص :ده �أبوك �للي قاعد على جنب هناك ..
�شـيبها للـهطارق فر�ج
117 2009 �شتاء
ماحمه و�للمعه �للي ف عينيه بتقول ،�أخوك عمال ين�شف لك �لعرق
وم�ص م�شتحمل عليك �لهو� �لطاير ،مل و�ل�شد�ع �إنتا م�ص مركز من �لأ
و��شحابك بكل خبثبيحاولو� ي�شتغلو� �لبنج
�للي ل�شه ما�شي ف ج�شمكعل�شان يوقعوك يف �لكام
يا���ه .. دي كانت تبقى ف�شيحة ... !! ب�ص ب�شر�حة
كل �حلاجات �لنهارده يف �شفك�أ�شحابك يف قمة �لتاأثر
وتقدر تعتربهم مثاليني �أكرت من �لازمن �مل�شاعر هي �حلقيقة �لوحيدة لأ
�للي ما حد�ص يقدر يزيفها �أو يز�يد عليها .. طبعا دلوقتي �شو�بعك
بتاكلك على ع�شرتني طاولة .. ،ما ت�شتعجل�ص ع �لهزمية
» �أمين« م�شتنيك على نار �أنا �شايفه بي�شحك بخبث ،
لزم �لنهارده تعكنن عليه ..�شيب �شحكتك توزع �مل�شاريب على �لقهوة
و�شمعني �آخر ق�شيدة .
ليكي حياتي حممد ح�شنى �إبر�هيم
ليكى حياتىكل حاجه دنيتي
و�شويه من طيبة �لعيالفا�شلني ف قلبي من زمن
ده�شة �شكوتك غنوتكتر�نيم كامك للو�شول
و�شاه من �خلوف و�حلنانليكى ورود
عريانه من �شوك �ل�شننينبتت ف قلبى تفرحك
حلفتهاعلى �أغلى نب�ص ما جترحك
ويهون عليا كل تعب �ملووووتووجعى كمان يهون
لو تعرفىما كنتى بعتى غربتى
وما �شبتى �شبار �لفر�قفكر�ه يخ�شر تربتى
وتفكى روحى تربطىعط�شى �إليك
بالفر�ق.
يناير 2009 118
عبد �للطيف مباركمتهزني�ص
رطبى خا�ص مبقا�ص له طعمجردت ريح �مل�شافه.. و�ملطر
وقت ��شتهائى �أبعد و�ألقىن�شى ل�شاه م �رتوى
ل�شه �للى باقى..من عيونك.. من �شفايفك.. ملمحك
قدك ف توب �ل�شي�شبانو�ن �أخرج من �جلنة �لفر�غ.. قبل �لأ
�أخرج ف توب �لديدبانحار�ص حللمى �ل�منتهى
يا كلمتني يتنططو� جوه �حل�شاو�خدين حر�مك ف �حلال
�أجوبه عازوه �ل�شوؤ�لمتهزني�ص
رطبى خا�ص مبقا�ص له طعمفاحللم ل�شه نزيف على جبني �ل�شو�رع
مرقدى..بني �للهيب ر�ميه �لقبيله جتتىملا نويت �آخد رقاب كل �ل�شنم
ماكانت�ص بارده �لنار على �شهد �لقدم�شوتى �للى �شاع �شر �مللك
بني �لرعيه �لطيبني�شوتى �حلزين ينده لتوب �حلق
جلل يكفنه.. متهزني�ص.
�أنا فاكر وم�ص هان�شىفاكرها يابا بالهم�شة و باللم�شة
وفاكر رع�شة �ل�شفتنيوفاكر ب�شة �لعنتني ..على �ل�شباك
�أبو ع�شفورة و جريدةيوميها �لقوة �شديتك ف �شحوة موت
فتحته برجلك �لعرجةوقلت ب�شوتك �ملبحوح
وقلت بقلبك �ملدبوح» د� �لريح ده يا بني ..ريح �شرقي
ل ينفد منه ل حابل و ل نابلول حمجب ول مرقي«
و �شدق �لقول و كان فالككاأنك �شيخ و مك�شوف �حلجاب عنه
و�شبطت ف �ل�شما حبالهوكان خاطري �آجي �أحكيلك
م�ص عن �مل�شو�ر بتاع �لأجرينا جوه ف عروقنا
خ�شر وعمنا ف دمنا �لأوطحنا بني كيمان �مللح
و�شبحنا وم�شينا على �أخو�تنا ف �شط �مللحوبحنا لهم ب�شر �لبعد و �لغيبة
ومزعنا ه��ش�ي�ص �لهم��صحلد �لفجر ما �أتاوب
�شحكنا لبع�ص ..وجريناح�شنا �ل�شم�ص.
�ل�شيد �جلنيدي
�شـط املـلحمتهزني�ش
2009 119�شتاء
خرية ن�شر ال�شعر ملانية يف الفرتة الأ عاودت ال�شحف الأعلى �شفحاتها ب�شكل مطرد، و�شارت اللقاءات ال�شعرية يف برلني وفيينا وميونخ جتتذب حل�شورها مئات ال�شباب، وبداأ يبدو فيما الهامة. اجلوائز معظم يحرزون ال�شباب ال�شعراء احلدود بحدة ر�شمت حيث ملاين، الأ لل�شعر �شحوة اأنه الفا�شلة بني ال�شعر والنرث وغم�شت دوافع الكتابة ال�شعرية يف �شوء �شماوي ل يقاوم. لقد اأثارت ال�شحف واملجالت »ق�شيدة ا�شمه �شيء هناك اإذا كان ما عا حول مو�ش جدل يوجد ل اأنه النقا�ش من عام بعد النتيجة فكانت اأوربية» اأوربية. فهل كافة متاما مثلما ل توجد �شم�ش �شيء كهذا،
ملانية كلغة!؟ ال�شعراء املرتجمون هنا ت�شتهويهم الأملاين الأ الفيل�شوف عودة بعد دة. حمد اإجابة من ما مريكية الأ املتحدة الوليات يف املنفى من اأدورنو تيودور اأو�شفيتز عمل بعد ال�شعر كتابة اأن اأعلن فرانكفورت، اإىل بربري، بل م�شتحيل. لقد ظلت تلك النزعة الرتيابية جتاه ملاين ملدة قرن منذ زمن ال�شاعر هوجو اللغة تنتاب ال�شعر الأفون هوفمن�شتال، الذي كانت الكلمات بالن�شبة له لي�شت نة. لكنها مل تكت�شب �شبغة اجلدية اإل �شوى فطريات متعفمع مقولة اأدورنو، التي دح�شتها اآلف الق�شائد التي كتبت قام التي تلك وقعا اأ�شدها كان والتي الوقت، ذلك منذ من جنوا اأو النازي حكم ظل يف عانوا ممن �شعراء بنظمها �شعراء اأي�شا هناك كان ت�شيالن. باول مثل الهولوكو�شت من نوعا لهم بالن�شبة ال�شعر كان الذين ال�شرقية اأملانيا التعبري ال�شخ�شي، الذي يحاول القب�ش على ذاته يف مقابل يديولوجيا، وذلك بدرجة اأكرب منها يف حالة لغة ال�شلطة والأل ذلك التقارب الالفت النم�شا واأملانيا الغربية، حيث �شكنتاج ال�شعري ظاهرة ذات بعد اجتماعي، تعد من لغالبية الإبركب اللحاق كان لقد ال�شدد. هذا يف املميزة ال�شمات اإىل1960 1945 من البناء اإعادة مرحلة خالل احلداثة التعبري فقد لها التالية الفرتة يف بينما ة، ملح �شرورة التي ر�ش الأ من املزيد البالغية وال�شتعارات املجازي ال�شيا�شية الق�شيدة اأحدثت ثم قبل، من واأحرزاها �شبق
ملانية»عن الهيئة العامة ول بعنوان »نون الن�شوة الأ ملاين يف كافة ع�شوره، �شدر جزوؤها الأ اجلزء الثاين من اأنطولوجيا ت�شمل ال�شعر الألق�شور الثقافة.
*
ملف من اإعداد وترجمة وتقدمي :عبد الوهاب ال�شيخ
اأثناء انتفا�شة الطلبة عام 1968 حتول نحو ا�شتعمال ال�شيغ الب�شيطة غري املتكلفة، وذلك من خالل نزعة عملية وذاتية
يف الوقت نف�شه.ويف اأعقاب ا�شتقالة امل�شت�شار فيلى براندت عام 1974، الغربية، اأملانيا قل يف الأ على �شعرية جديدة مرحلة بداأت ف�شارت الق�شيدة اأقل عاطفية واأكرث برودة، وكانت النتيجة ال�شبعينات اأواخر يف والتاأملي ال�شعري اخلواء من نوعا واأوائل الثمانينات، حيث امل�شاعر مبت�شرة جتاه الب�شر وجتاه العامل اأجمع.اأما انهيار �شور برلني واإعادة توحيد اأملانيا فقد نتاج ال�شعري. فباملقارنة ا ملحوظا يف الإ با يف احلال تغرير �شبعامي بني الغربية اأملانيا يف ال�شابة جيال لالأ ن�شر ما مع 1984 و 1985، جند ال�شعراء ال�شباب يف اأملانيا ال�شرقية قد ب، قريب من اأ�شلوب موجز ومقت�ش اإىل ال�شعارات هجروا التلقائية الذاتية. وكان هذا طابع النرث، �شعيا وراء نوع من التغري الكامل م�شحوبا باإعادة تقدير لقيمة التقاليد ال�شعرية وجماليات ال�شعري بالقالب د متجد واهتمام القدمية،
اللغة.ملانية هكذا تعددت اأطياف ال�شعر احلديث املكتوب بالأاإرن�شت ياندل العميقة وال�شاخرة يف الوقت ما بني ق�شائد نف�شه واأ�شعار توما�ش كلينج ودورز جرونباين، التي ل ميكن لكرتوين. طنعة للع�شر الإ امل�ش العوامل ت�شورها بدون تلك ملان يف الأ ال�شعراء �شمات عامة م�شرتكة بني اأن هناك اإل ق�شاء �شبه الكامل ل�شعر الطبيعة، الفرتة احلالية اأبرزها: الإ�شى بالأ اأ�شيل اإح�شا�ش م�شتهلك، مبعجم املتاأخر الوعي والغرتاب لي�ش كحالة وجدانية �شمن �شواها من احلالت الوجدانية لكنه وليد جتارب حياتية مرتاوحة، واأخريا العودة اأدت ولقد والقافية. والوزن بال�شكل ال�شارم اللتزام اإىل ال�شعراء اإىل ظهور بع�ش �شافة بالإ العوامل متمعة، تلك ياكوب�ش، و�شتيفان �شروت راوؤول اأمثال املوهوبني ال�شبان بداية يف واإثارة حيوية اأكرث ملاين الأ ال�شعر ي�شبح اأن اإىل العقود طوال وقت اأي يف منه والع�شرين الواحد القرن
الثالثة املا�شية .
خارج احلدودملانى احلديث* ال�شعر الأ
يناير2009 120
خمتارات
تعليق
�شوف ال يكتباأبدا
�شريته الذاتية
ن حياته بالن�شبة اإليه الأتبدو اإىل حد بعيد
وحال �شبيهة باالأ
مازال يتذكر اأي�شا فح�شب ب�شع
نقاط،دمويةلكنه اأبدالن يرتدد
وحال يف التما�شك داخل االأ
حتى يخل�صما قد ي�شلح رمبا
كمادة
اإرن�شت ياندل
لل�شعرهدفه الكريه
يف احلياةنهاية العار
هناك �شخ�ص فح�شبالبد اأن يتمنى كل واحد موته
لكي يفنى العاملبكامله
مر هكذا كان االأهكذا �شوف يكون
ال اأحد يلج اإىل ما هو معروفال اأحد اإىل ما هو غريب
الالنهاية من قبلالالنهاية من بعد
ر�ص تحو الزمان االأالذي يقطع اخللود
بينما اأغ�ص بي.حلقي يخنق حلقي.
*
2009 121�شتاء
عيني تطم�ص عيني.قلبي ينخ�شني يف بطني.
�سنكي �سوي�رسي
يام العديدة ملاذا كل هذه االأره منها اإذا كان ما ميكنني تذك
بواب قليال جدا.تنغلق االأدثة �شجة،اآه اأيتها العا�شفة م
التي بال رحمة.ببغاواتيترفرف �شارخة حول راأ�شي
واأنا اأثقببال�شنكي ال�شوي�شري
�شالف عمى لالأ اجللد االأالذي يريد اأن يلتف
حول ج�شدي،واأن يظل هناك
مع ذلك ثقب اأمام عيني لتنظرواه من الرعب عب
بدية. اإىل الظلمة االأ
فولكر فون تورنه
يف الريح العك�سيةال تتدحرج فوق ال�شري النق
يام املعروقة،ومن االأاأكيا�ص البال�شتيك يت�شاعد
ف�ص الق�شري ل�شاعات النما بعد العمل،ال�شمو�ص الت�شع
منطفئات،ال�شوارعخالية،غدا
حد،والنا�ص االأيعتقدون يف وجود حياة
بعد املوت
�شع اخلوذة الواقيةفوق جمجمتك،اأر
العامل اأ�شواءك اخللفيةالنجوم تنعك�ص
على ظهرك�شود للجاكيت اجللد يف اللمعان االأ
ق هكذا يف الريح العك�شية ت�شداأنك حي.
*
يناير2009 122
ت�ساكاتيكا�س)1(
مالك هنديو�شيطان م�شيحي
ينطلقان عب ظلمةحن الكني�شة �ش
ت�شاكاتيكا�صنافذة مك�شورة
�شبح ال�شياءحبة ذرة
ب�شار كال�شم�ص تخطف االأبطرق وثنية
�ص تتلم
�شلية االجتاهات االأاخلم�شةومركز ر�ص االأ
)2(ت�شاكاتيكا�ص/ ا�شم
لد �ش
هان�ص يورجني هايزه
مثل ورقة اأجاف
ت�شاكاتيكا�ص
كل مقطع ت�شا
كا تي
كا�ص�شربةمنجل
م�ساهمة يف علم احليوان العددي
رقم خم�شة لي�صحيوانا كامال / لديه
�شاق اأزيد�شاق اأزيد
ربع من ذوات االأ...و�شيقان اأقل بكثري
من اأم اأربع واأربعني.�شليني. *ولية غنية يف املك�شيك، اأخذ ا�شمها من ا�شم ع�شبة يف لغة ال�شكان الأ
*
2009 123�شتاء
متحف فان جوخ
رجل كان ي�شتجدي �شيجارة.بالطبع،قال،ما يزال لدي
جناحان هائالن،لكن ما عاد لدي �شاقانميكنني االندفاع بهما.لو اأنني اأ�شتطيع القفز
قل، على االأيا اإلهي،
حدث هذا زلزاال. الأا؟ هل معك ولعة اأي�ش
�شكرا.
اأ�سطورةاأ كان علي اأن اأتقي
فعدوت نحو اأقرب مرحا�ص عمومي
لكن عندما راأيت اأي نوع يدلوجيات تالقى من االأ
على احلوائط ،
فران�ص هودياك
فقدت الرغبة يف التقيوؤلقد فعلتها يف اخلارج،
منحنيا على �شجرة.اأيها اخلنزير،
ا �شاحت �شيدة اأنيقة جدا، لدينا جد
مراحي�ص عمومية،اأال تعرف ذلك؟
ريق يف اأثناء الط
طاملا مل ت�شل،فاحلرية مريرة.مع ذلك
ميكنك،اأثناء الطريق،اأن تلعب
�شياء،وتف�شلها دون نهاية باالأيها.اإن معنى الباب، عما ي�شم
على �شبيل املثال،ال وزن له،اأياكان ما يقودك اإليه.فقط ده�شتك هي ما
ميكن اأن تعطيه املعنى.
يناير2009 124
اأبطال دون عرقزهار.خدر عذب.يف الليل لقاح االأ
طريق وفوق �شجار االأ املالئكة خد�شت الدراجات تنترث الزجاجات.
عب الكلب ي��ت��ج��ول مري�ص ن�شف املظلة،يحدق يف
ول ينام م�شافر زهار. ويف الطابق االأ �شجن االأعابر،
النافذة، يف مو�شوع الفاقع حمر االأ حذاوؤه �شفل بينما يف االأ
داخل �شالة املطعم ت�شرع قردة الفيديو عب املنحدر
�شواء ال�شارخة. املزين باالأمغاليقها:هل تنفك دة املجر املعاين بع�ص
املفرو�صاأن تكون هي اللوالب ال�شرية التي بها....؟
اآخر الدرجاتاأخلد ات�شاعا.عليها ك��رث االأ هي الثالث
الكلب اإىل النومحزمة ترك اأن �شهرين.بعد منذ مرة ذات
من الورق
اإرفني اأينت�شينجر
ت�شقط رطبة خرقة يف وملفوفة ما خب بها من خطمه،
حينذاك مل يكن اأحد اآخر يهتم به على اأية حال.
�س وجه منكل ع�شا العجوز،بينما يتهاوى الرجل تتجو
يف �شريهم اجلميع ر�ص،ويوا�شل االأ على ن�شاط .بعد ذلك � يف امل�شاء � يداعب ال�شيد
دي ميوال مبت�شما اأوتار قيثارتهالعمر( زهرة )يف اجل�شورين الب�شر واآالف
يهللون له: ملاذا حقيقة؟�شواء مور االأ اأن كافة ازداد و�شوحا وكلما
على اأية حال،بني اختالفات واح��دة م��رة ا�شتبانت
االختالفات:نظافة تامةيف املعدة جراحة ن ال��وق��ت،واالآ ذاك يف
باك�شتانالذي كلورادو....ما يف املعدة وجراحة
ى اإذن؟ � يتبقعادية ملتهبة ر�شالة تتحول عندما ولكن
فجاأة اإىل قو�ص قزح،ة ال�شالم. لعاب الناري فلتقل على كافة االأ
2009 125�شتاء
جراحةورام املنت�شرة، حالم كاالأ االأ
راأيت مالكي، خميف وال يعرف الرحمة،�شحكته م�شرط ملاع، يقطع الزمان واملكان
ر، دومنا خمدوال�شنوات التي ت�شيع هدرا
جرح مفتوح.
يف النهايةالنوم غري املريح ال وزن له
يف �شوء �شباح بعيد،كل �شيء خفيف،
نا البع�ص، ن�شتيقظ ونتعرف على بع�شبال اأ�شماء،
ال عجب،اأن قلب هذه اللحظة ال يخفق،
كل �شيء �شاكن،نغري اجللد القدمي للحنني
ونوا�شل،رحالة بال متاع،
كل �شيء ممكن،يف �شوء �شباح بعيد
جن�شريف النهاية
على عمل املعجزات.
ماريو فري�ص
منفىمنفيا من كل العبارات،
اأ�شقط، يف ظلمة الوقت الغا�شبة،خرين، بعيدا عن لغة االآ
بال �شفقة ذاكرتي،التي تدفعني لل�شقوط اأ�شفل �شلم الكلمات،
الرتكيبة ال�شحرية التي عرثنا عليهاال تاأثري لها، يف ليالينا،
مباذا تدمدم؟ ة القلب، �شوتك يغرق يف �شج
ذكريات عديدة،يف احللم ينتابني،
لم، �شكون. عند نهاية ال�ش
عائلةنونوات هذا ال�شيف ن ال�ش اجلميع منده�شون الأ
تع�ش�ص يف �شعري،اأتنف�ص بهدوء
كي ال اأزعج �شيويف،العناكب،التي تن�شج �شباكها
حتت اإبطي،الفرا�شة ال�شفراء،التي تنام
على كتفي الي�شرى،اجلميع منده�شون من عائلتي اجلديدة،
فرحي يغذي ذكران النحل ومليكتهم ..
يناير2009 126
تايزامينو�س ، ملك ا�سربطه�سائال اأباه عن معاناته
�شالف كما يقال طفله م اأحد االأ قدلهة و�شار م�شهورا طعاما لالآ
كتائب.هل من املمكن اأن يجن �شخ�ص ما اإىل هذا احلد؟
مر جريان حاقدون. رمبا اختلق هذا االأا كان يرتدي والد اجلد،ملاذا اأي�ش
دائما كتفا �شناعية رائعة.للمركبات �شباق يف بزوجته ف��از قد ك��ان
احلربية.
اأوفه كولبه
ابنهما،جدي،واأخوهكانا عدوين،رغم اأنهما قد ق�شيا معا
خ غري ال�شقيق. من قبل على االأذلك يربطهما اأن ال��واج��ب من يكن اأمل
ببع�شهما البع�صب�شورة اأقوى؟ �شراع على املال اأم ال�شلطة اأم
مرين قد فرق بينهما. اأن كال االأخ قد اأغوى فيما بعد امراأة اجلد، نف�ص االأ
ها �شده. �ش فقط ليحراجلد كان قويا مثله،طرده �شر طرده
واألقى املراأة على ال�شخور داخل البحر.ا. مر تام بي اختلف االأ بالن�شبة الأ
حيث دخل احلرب دفاعا عن �شرف اأخيه.بعد اأعوام عديدة عاد اإىل بيته.لكن ملاذا؟ ليموت اأحقر ميتة.
اغتالته زوجته اأو ع�شيقها،الذيقرباء،اأو كالهما معا. كان فوق ذلك من االأ
خيار ة ثم يكن مل حال اأية على يل بالن�شبة �شوى الثاأر.
فعلته.كذلك ذلك،ولقد علي يجب كان قتلت تلك املراأة،
*
غريقية. ور�شتية التي �شبق وعوجلت يف الرتاجيديات الإ *ابن اأوري�شت وحاكم ا�شربطه. والق�شيدة تعر�ش للماأ�شاة الأ
2009 127�شتاء
مر. قل يف التدبري لالأ التي �شاركت على االأمثلي هو من ون ي�شم اأال � اأ�شبحت هكذا
يتيما؟ي�شودها اأزمنة يف بني،تعي�ص ال�شبب، لهذا
النظام.اج الدر
اإىل هرتا مولر
اج، ر الدهو جهاز �شاخب،
توماتيكية يف الغابة، ميثل االأو�شمة، جرنال مزين باالأ
مر، يخطو جيئة وذهابا يف بادئ االأثم تزداد �شرعته،
�شجار، ي�شدر اأوامره اإىل االأيوؤنب جنوده
من م�شاة الع�شب وال�شراخ�ص.اج، ر الد
كما هو وا�شح،يجدر به اأن يوؤدي عمله ب�شورة ر�شمية،
فهو ال يوجد هنا عبثا،وال حتى بف�شل قدراته اخلا�شة،
لقد قام بت�شغيلهبوا�شطة مفتاح ربط رباعي
�شخ�ص عمالق.طائر بري يدرج يف م�شيه،ي�شبه الديك.
اج كبري ن�شان در كاتبة اأملانية رومانية املولد،من اأعمالها: »الإفوق �شطح العامل».
***
*
**
توما�ص كلينج
حدائق دماغية
حدائق دماغيةم�شتودع حلم.بكرات خيط .
لي�ص هناكمفر.
مر يتعلق بعدم الو�شول. االأكما لو اأن اللغات كما لو اأنها
يل يف حدائق االأالتي تفر منها القطعان.
نظرة بعد�شة زووم.�شكتة دماغية.خ�شخا�ص
ومالحنة نقاط العبور الكرومو�شومي.معهد يانو�ص الذي يذكر جانبيا.
الكرمو�شوم هو ال�شبغ الوراثي. معهد اأملاين لتعلم الطريان ال�شراعي.
***
يناير2009 128
Lu لو)1(
فاعي مع رجل االأمع امراأة الدببة
مل ي�شتطع لو اأن ي�شتقر على ج�شداحليوانات اأي�شا مل يقر لها قرار
فقط كلها كانت تريد اأن حتمل نف�ص اال�شملو
ا كلب ا�شمه لو كان قطذئب ا�شمه لو كان حمال
ى لو حمال لكن كل من �شمة عالقة تربطه بذئب ثم
كان لو يعرف اأنها تدعى لودون اأن يعرف من تكون لو
لقد اأحبت حبيبهالكنها مل تعمل على تروي�ص نف�شها
البع�ص ها بع�ش ��ت اأح��ب ج�شاد االأ فيما بالتناوب
لو و لولو لو لو
ذئب ا�شمه لوكان حمال بني الذئاب
)2(اأحببت فتاة
مل تعرف اأبدا من اأين اأتت
ظافر زينوقاق
لبهة رك�شنا معاعب املدن
اأحببت فتىذيله كان فرا�شة
كان �شليعا يف اللغات واجلغرافيامل نفرتق اأبدااأحببت امراأة
كانت عادية جدا�شعرها كان اأبي�ص كالثلج
لها هكذا على اأية حال كنت اأتخي
مل اأ�شاأم اأبدانني اأحببت بهذه الطريقة وباأخرى غريها الأ
مل اأعرف اأبدا الفراغالذي ين�شاأ كلما رحل اأحد
ن ها اأنا وحيد واالآاأحب الفتاة والفتى واملراأة والوحدة
جميعا يف وقت واحد وما يتبقى بعد ذلكلي�ص ب�شيء مطلقا
الكرا�سة الزرقاءالعينان فح�شب اأذكرهما قليال
لتك يف كرا�شة زرقاء لقد �شجبد كرا�شة ن�شيتها لالأ
2009 129�شتاء
ديرت م.جريف
ار يف خط م�ستقيم طي هجوم غاط�ص يقع عب دائرة
مركزية بي�شاء: انق�شا�ص عمودي
للطيار، الذي مل يعد بو�شعه جهزة،وقد �شار التحكم يف اأي من االأ
د، على مقربة �شديدة من ذلك الهدف املحدالذي مل يعد باإمكانه اأن ي�شيبه،والذي
�شوف ميتزج به � �
العينان فح�شب اأذكرهما قليالمازال الوقت مبكرا على تلك اللحظة
التي اأفكر خاللها بك فح�شباأغلق علي داخل منزل موح�ص
واأن�شى البلد الذي يقع فيه ذاك املنزل
ن كم الوقت االآمن الذي يقف يف هذه ال�شاعة اأمام الباب
وي�شتعمل بابي كمراآةكي ينظر وراءه
مل اإنني منده�ص من عدم اإح�شا�شي باالأحا�شي�ص مل يعد هناك مكان لالأ
وال اإح�شا�ص ملكانيقع به منزل ويتحرك اأنا�ص
العينان فح�شب اأذكرهما قليالهل كانتا زرقاوين اأم اأنها الكرا�شة فح�شب
بد وقد ملئت تلك التي قد ن�شيتها لالأبالعالمات الباهتة
العينان فح�شب اأذكرهما قلياليف ذلك املنزل املوح�ص بال مكان
ي�شبح اجل�شد خفيفا قبل طور ال�شكونالكرا�شة اأو �شماء لالأ فيه اأهمية ال ال��ذي
الزرقاء.
يناير2009 130
فال�س بيولوجي بني كيب تاون وجرينالند تقع تلك الغابة
من ال�شهوات،�شهوات ال اأحد يعرفها.اإذا كان �شحيحا اأننا حيوانات �شعبة
�شيء هناك عاد ما نه �شعبة،الأ حيوانات فاإننا �شحيح.
ردة يف الفم،كانت الكلمة بداية قطرات مطاال�شتغناء،فرارا طويال عب الزمن.
اأحرف ،كيف يقيء حلق جاف ال �شيء يبنياللني،
حرف ال�شاكنة. وارت�شاح يف احلنجرة االأ
ناء االإ يف اأذن عنه تبحث ما يبقى مك�شوفا املعملي،
ملول يف اأ���ش��ف��ر حل���م���ي، ب���رو����ص الفورمالدهيد.
على،عندما يغو�ص، عندما يطفو الأي االتزان. مثلما يف اأع�شاب ميتة يدو
�شالك االأ اآالف كانت ما كذلك،اإذا اأت�شاءل ال�شغرية
بة ت�شبع نهمها. يف فراء القرود املدرف احلزن يف جمرى الدماغ. ما الذي يعنيه اأن يتك�ش
وكل نظرة عابرة ت�شوق اأملا �شبحيا.
دورز جرونباين
بني كيب تاون وجرينالند تقع تلك الغابةدغال. ...ال�شخرية،هي ما ير�شل اجل�شد عب االأ
اإذا كان �شحيحا،اأننا حيوانات �شعبة�شيء هناك عاد ما نه الأ �شعبة حيوانات فاإننا
�شحيح.
اإىل �سمبانزي يف حديقة حيوان لندن اإىل جون اأ�شبي
عني التي فيها اأوال هل كانوا مثل هوؤالء،االأهة العظيمة التي يعقبها الندم ى،االآ تندلع احلم
من عمالقة قفزة وثبة! من يالها ب��غ��زارة؟ دغال، االأ
من هذا ال�شمبانزي اإىل نظرة با�شرت كيتون احلزينةاإليها الو�شول ميكن ال قبعته االحتجاج، طوال
يف املاء.والفجوة تت�شع مع كل منة جديدة،
تتزايد قليال �شالبة العمود الفقري،ت�شك اأطالل بني اأ�شد باإحكام القيادة عجلة يدي االأ
طارات االإمة واملعادن.عندئذ تعود نف�ص املحنة، املحط
نف�ص الكوميديا الرخي�شة املحمومة. العودة اإىل عدن ال�شغرية
مبوؤخرة عارية،اإىل اجلن�ص الواهب لل�شكينة.�شى،لكونك مل تولد حيوانا، اآه ،هذا االأ
زهو �شرير، جرى ابتالعه ممتزجا مبالمح اأحدهم.ملانية. �شاعر اأمريكي كبري، قام جرونباين برتجمة �شعره اإىل الأ
ممثل كوميدي وخمرج كبري،عرف ب »مايكل اأجنلو ال�شينما ال�شامتة».متيز با�شتخدامه لتعبريات وجهه اجلامدة اخلالية من النفعال.*
**
*
**
2009 131�شتاء
الكتابخري الكتاب االأ
لل�شاعرخرية الق�شائد االأالتي يتحدث فيها
عمدة عن ال�شرخة عن االأعن ال�شباب عن احلجرة البي�شاء
والذي يت�شاءل فيها دوما
عما تعنيه كلماتكالزمن والفراغ �
ال�شاعر ميت
والكتاب املطبوع حديثا
يرقد على املن�شدة
الكتاب اأمل�ص والمع
الكتاب يفوح برائحة الغراء
برائحة حب الطباعة برائحة احلياة
لودفيج �شتاينهر
عال ثابتلت�شعل ال�شوء �
ها هي احلجرة مازالت هناداخل احلجرة ال تزال طاولة الكتابة
فوق طاولة الكتابة ال يزال الكتابيف الكتاب ال تزال ال�شفحةيف ال�شفحة ال تزال العبارة
يف العبارة ال تزال �شرارةال�شفحة الكتاب الطاولة احلجرة
اإذا ما الكتبيت�شاءل باركلي
اإذا ما كانت الكتب تظل موجودة
حني تختلي احلجرة بنف�شها يف الليايل
�شجار وراق واالأ واإذا ما كانت االأه املوح�ص؟ تبقى يف املتنز
انظر بجماع روحكاإىل الكعوب املهرتئة
انف�ص الغبار بعيداوراق اأن�شت اإىل حفيف االأجابة مرة ثانية. وفكر يف االإ
*جورج باركلي: فيل�شوف اأيرلندي �شاحب الفل�شفة الالمادية، التي ترد احلقائق كلها اإىل الفكر، ول توؤمن �شوى بالوجود الذهني.
*
يناير2009 132
ي اإدراك ح�س)1(
د من نوفمب جاء.حمله الب اإىل اأ�شفل.كل تلك املياه على اجلناحني
ب الت حلام وحواف قالب �ش مثل و�ش
تدىل يف املطر حتى �شطرته الرياح. لقد راح يطرق على زجاج النافذة مثل
قفل يجري فتحه.هنالك بجوار
�شجرة القيقب وغ�شونها.�شديد ال�شواد كان والبطن رمادية مثل احلديد.يف ذيله ب�شع
ري�شات اأ�شد لي�شت لكنها لونا اأن�شع فح�شب
و�شوحا
من ثقله فجاأة على ال�شرفةقت بها كاخلطاطيف خمالبه.ال التي تعل
الرنويجوال التندرة.وال اأي بلد اآخر يف اعتقادي
كان ي�شمح بهذا التمويه.بالنظر ملنقاره
راوؤول �شروت
املطبق فقد كان ع�شفوراعينان داكنتان كاملنجنيز وهالة
اأنها لو كما تاما ونحيلة البيا�ص نا�شعة نحتت
من هذا املنظر.اأنهار بعيدة يف ال�شتاءعني.والقلب عروق املعادن اخلام يف حدقات االأ
ح�شاة منب�شطة حتت عوا�شف ثلجيةخرة يف اأكتوبر.لقد كان مد
رفعه �شهال وكلمة » طائر« مفردة
�شل من مكان ما يف ال�شمال مبهمة االأ
)2(
�شابع يتفتت امل�شاء حتت االأكورق مرتق. وال�شماء اإىل رماد
اليد التي تكتب دائما بطيئةفوق ورق الكربون هذا ميكن التعرف
على حروف الهجاء اإذا حملتفوق �شعلة وال�شم�ص عمود كهربي
2009 133�شتاء
calligram : ق�شيدة ميثل الت�شكيل الطباعي جزء هاما من الروؤية التي تطرحها .
الق�شيدة،التي ن�شاأة املتاأرجح ال�شاعة بندول حركة ت�شبه من �شل�شلة متجددة؛عرب دفع قوة ولية الأ خفقتها تكت�شب
املثريات غري املتوقعة، قبل اأن جتد يف النهاية مركزها.
*
**
�شتيفان ياكوب�ص
املدينة هذه املدينة � وكل مدينة من ثم �
نظام فائ�ص غري معقول،ر�ص،وح�شية،غريبة،وغري االأ م�شاحة من
حقيقيةلوان الرمادية يف ال�شواحي. كاالأ
لقد زرت مدنا عديدة كهذه املدينةاأكب منها واأ�شد اإعتاما،رغم اأنها
ت�شتلقي هنا بعيدة وغري مفهومة،على ي�شار وميني اأر�شفة امل�شاة،
�شوى مقارنتها ميكن ال ا دائم وك�شاأنها بذاتها،
اإذ تقف حتت م�شابيحها املزدهرة،مت�شائال.فتنري لك الطريق اإىل البيت،
كطفل انف�شل عن اأمه منذ البداية.
هذه املدينة � ومن ثم كل مدينة �هي مل ميالد،وبوؤ�ص �شارخ،
ماركت ال�����ش��وب��ر ح��وان��ي��ت ح��ي��ث والبازارات،
الرهونات،والبيوت اجلثث،وبنوك حيث املتال�شقة.
اإنها تفتقر اإىل املعنى خارج ذاتها.را، ا ون�ش فيما تكث اأنت هنا،فظ
لت�شارك يف اأ�شرارها اليومية:كنظام فائ�ص غري معقول.
ب�شيط بالن�شبة للم�شباح القو�شي الذي يظهر اخرتاقات املطر
يف هذه البودة.كاليجرامات
على وترينات الليل اف ن�ش ورق على الكتابة
م.هكذا تنجز الق�شيدة. من املع�شلكن على حافة قناع
اإحدى ال�شفحات ير�شم املرء بخطوط قليلةحركة بندول .هكذا قلب عار
مقارنة باجلاذبية العجيبة
تراجعها مطاردة الك�شافات فيما لل�شطور. امل�شتمر
اإىل جذع �شجارمن االأ تنري ر�ص االأ �شوب اآخر
لكي تظل متفظة بنف�شها حتى ال�شباح
*
**
يناير2009 134
�سجرة امليالد من �شجرة عيد امليالد اخلا�شة بيتتدىل حبات فاليوم ملفوفة بعناية
يف ورق ناعم.غ�شان بدال من ال�شموع هناك �شجائر يف االأ
ويف القمة زجاجة نبيذ فارغة.مع كل طرفة عني تفنى �شجرةمع كل دمعة تلحق بها اأخرى.
بابا نويل يد�ص ي�شوع الطفل يف طيات جونلته وميوت.
واأنا مازلت اأفكر فيك.
يف دائما يف ال�سدائما يف ال�شيف
ي�شاورين اإح�شا�ص عميق بالوحدة.يحرق جلدي يوؤملني
يجعلني اأحيانا اأترنح.دائما يف ال�شيف
حبة اإن�شان ما. اأتوق اإىل �شفكم هو بالغ ال�شعوبة
اأن تقوم بنف�شك بدهن ظهرك بالكرمي.
ا !؟ من حق�شديقتي تقول
نوربرت زيلبباور
رها ب�شقطة �شبابها اإنني اأذكزمالئي يقولون
اإنني اأذكرهم باأ�شالفهمجدي يقول
اإنني اأذكره بابنهالنقاد يكتبون
اأن ق�شائدي تذكرهم بكتاب اآخرينا ذاك الذي يذكر نا�شا عديدين من هو حق ف
بنا�ص عديدين؟امتنان
وزون الثقوب يف طبقة االأتاأخذ اأنفا�شي
لتقول لك اإنني اأحتاجك.
احلروب والعنف يف كل مكان مل يدعا وقتا
لعناق.
طفال اجلياع االأي�شتحقون عطفي كله.
اأنا ممت لكوارث العامل
خلفها تتوارى هزائمي ال�شخ�شية.
ربع من لدن املرتجم. عناوين الق�شائد الأ *
*
2009 135�شتاء
خ�ارج كل الق�واعد
ترجمة وتقدمي: عبا�ص خ�شرواأنهت ،1909 �شنة ملانية االأ كولن مدينة يف دومني هيلدا ولدت املحاماة، ثم تتحول لدرا�شة لتدر�ص بعدها الثانوية �شنة 1929 درا�شتها اإىل الهتلرية النازية من هربا اأملانيا من هاجرت والفل�شفة. االجتماع ثار فالرت بامل، وعملت اإيطاليا مع �شديقها ورفيق عمرها وزوجها، عامل االآيف روما كمعلمة للغات. ثم �شنة 1939 هربت اإىل لندن بعد التحالف بني هتلر ومو�شوليني. وعملت يف لندن معلمة للغات كذلك. ثم هاجرت بعدها فوتوغرافية. م�شورة و كمرتجمة هناك وعملت الدومينيك اإىل
اأ�شتاذة يف جامعة �شانتو دومنيكو .عادت عام 1954اإىل اأملانيا بعد 22 �شنة من املنفى، لتبداأ عام 1957 ككاتبة 1961 �شنة منذ وتعمل ملانية االأ املجالت يف ق�شائدها بن�شر بامل، فالرت الطويل دربها رفيق وفاة عام فكان 1988 عام اأما متفرغة. خرية يف مدينة اأنفا�شها االأ وعام 2006 كان هو عام الوداع حيث لفظت من الكثري عذابات مثل عديدة عذابات هيلدا عا�شت هايدلبغ. بعدها، ولكن الثانية وما العاملية النازية واحلرب ملان يف ع�شر االأ دباء االأمت لهيلدا دومني دعامة مهمة حياة املنفى الطويلة ثم العودة للوطن قدمتميزا تنوعا ووهبتها ذاته، الوقت يف والتحليق ر�ص االأ على البقاء يف ر�شية، التي داخل الن�ص ومل تبعدها عن اأر�شية احلياة وخيالها، هذه االأواليقظة. احللم ن�شو�شها، وكاأنها تقف يف و�شط اأغلب ت�شهل يف تكاد فال عجب اأن تتفجر اللغة هنا �شورا وفتنة. لهذا اإذا كان هنالك ما ميكن ملاين الذي ميثله غوتفريد اإليه هيلدا دومني يف طريف ال�شعر االأ اأن تن�شب جندها اأننا فهو امل�شموين، والهم بري�شت برتولد اأو ال�شكلي والهم بن حة بالق�شيدة بحيث ال ميكن اأن يقال عنها اإال ما قال يف الو�شط تقف ملو
ملاين ال�شهري مار�شيل راي�ص رانت�شكي: »خارج كل القواعد«. الناقد االأدبية عدة جماميع �شعرية مثل اأ�شدرت هيلدا دومني خالل رحلتها االأخرية عام »فقط وردة كواقية« و»عودة ال�شفن« و»اأريدك« وجمموعتها االأ1999 »رغم ذلك تورق ال�شجرة« وكذلك �شرية بجزئني ورواية وكتابات نقدية واأدبية مثل كتابها ال�شهري »ملاذا ال�شعر؟« وح�شدت عب م�شوارها دبي عدة جوائز مهمة منها: »جائزة ريلكه، وميدالية هاينه، وجائزة االأهولدرلني، وجائزة اأدب املنفى« وكذلك الكثري من ال�شهادات الفخرية،
وترجمت اأعمالها اإىل عدة لغات عاملية.
نحل ال�ستاء
اجلبال بيننا،وهواء كثري
بيني وبني ال اأحد.وحيدة اأنا
يف هواء كثري حديقة بزهور �شاحبة،
درب التبانة ربيعمن زهور وزعفران.
والطيور ت�شافر جتاه ال�شمالع�شا�ص القدمية. اإىل االأ
والنحل، نحل ال�شتاء ، ميوتعلى اأول زهرة.
ال�شاحبة احل��دائ��ق يف اأ�شري �شوب الوادي
بع�شهم القرويون يكره حيث البع�ص
اأرمي ر�شالتيل�شكان املدن:
مل اأ�شتطع ال�شفرمع الطيور
ع�شا�ص القدمية لالأوال اجتاه اجلنوب
اأو ال�شمال.لو كنت طائرا
لطرت اإىل الال اأحد.الزهور اإىل اأن��ظ��ر ولكني،
خمتارات لل�شاعرة هيلدا دومني
*�شاعر ومرتجم عراقى مقيم فى اأملانيا.
*
يناير2009 136
خر، على املنحدر االآالذي ال يجيء اإيل.
الغرف، التي �شاأ�شع فيها ورودا
التي فيها �شيء مني،اأتلم�ص مقاب�شها يف اليد،
ا بعد مقب�ص، مقب�شورق جدرانها �شدي.
ولكنها ماتزالخر للجبل. على اجلانب االآ
فال ينبغي روؤيةالتي اأبحث عنها،
التي �شاأعي�ص فيها،اأ�شبوعا من هذه اللحظة.
خر للجبل، على اجلانب االآ
بعيدا، عقرب ال�شاعة مي�شي جتاه امل�شاء،م�شاء هذا اليوم
الذي ال يجيء فيه املطر، ولكن، فيه اأراك ثانية،
وفيه نفرتق عاجزين.ا، كي اأرى ما فوق �شغرية اأنا جد
هذا اجلبل املكون من �شاعتني، واأنت تنتظرين
خر. على جانبه االآتعداد خيط قطرات املطر
غ�شان، اأعد قطرات املطر على االأتبق ولكن ال ت�شقط،
حبال م�شيئة من القطرات غ�شان اجلرداء. على االأ
احلديقة تنظر اإيل من املاء بعيون كبرية.
ال�شاحبةواأوراق اخلريف املا�شي
ونحل ال�شتاء.
طبيعة راحلة
ينبغي على املرء الرحيلواأن يكون مثل �شجرة
ر�ص كما لو اأن اجلذور باقية يف االأكما لو اأن الطبيعة ترحل ونبقى را�شخني،
على املرء اأن يحب�ص اأنفا�شه،حتى تهداأ الريح
ويبداأ هواء غريب بالدوار حولنا،حتى تظهر لعبة ال�شوء والظل
زرق خ�شر واالأ من االأوال�شور القدمية
وي�شبح لنا ماأوىيف كل مكان
كما لو اأننا على قب اأمنا
جنل�ص ونتكئ.
خر للجبل اجلانب الآ الوقت
اأقام حدبة ومثل جبل وقف اأمامي.
خر والغد على اجلانب االآاملغادرة، هي املغادرة دوما.
احلقائب �شتكون �شيقة،وعلي ترك كل �شيء هنا.
فال ميكن الت�شور، عما خلف اجلبل،
2009 137�شتاء
نوار �شجر ال�شف�شاف، ق�شره مبتل وال تزوره نحلة.
اأريد دعوتهالتجفف نف�شها قرب موقدي.
اأنا اأجل�ص على جبل
ولدي كل �شيء،ال�شطح واملن�شدة،
واملطر ال�شاخن واحلمام، �شد، واملوقد مع لبدة االأ
يتنف�ص مثل حيوان،اأو اإن�شان.
وموزعة البيدجتلب يل الر�شالة
اإىل اجلبل.
لكن نوار �شجر ال�شف�شافال يدخل اإىل منزيلوالر�شالة ال ت�شل،ن قطرات املطر الأ
حد. ال ت�شمح بعدها الأ
متثال على قرب م�رسي
اأيها امل�شريهل ب�شطت يدك بطماأنينة يف احلياة
وح�شنتها؟هل الت�شقت بك؟
واحت�شنت خ�شركمثل �شجرة؟
هل اأخذت ما اأعطيتهاوهل عرفت كيف تعطي؟
اأم اأنها غالبا ما
رطبت عينيها املتورمتنيمباء النيل واملراهم
قبل اأن ياأتي ال�شيوف؟اأكانت قبلة �شعيدة
اأيها امل�شري امليت؟اأم قبلة مذنبة
عندما وعدتها مبنتهى الرقة اأن حتميهاعوام الف االأ الآ
بعد موتها؟
لن ياأتي اأحد بعدنالن ياأتي اأحد بعدنا،
من، يق�ص ذلك،ال اأحد، ليكمل ما تركناه،
وياأخذه اإىل النهاية.نحن نقف على قطعة اأر�ص
مق�شمة.وظاللنا ت�شقط
يف الفراغفال مراآة معلقة،
حتفظ �شورنا،ال توايل للمراآة
بعد رحيلنا.وال�شور، التي كانت اأمامنا
والهواء الذي يف اأعماقنا، وال�شور التي �شحكت باأفواهنا
وبكت باأعيننا،�شت�شبح غبارا
معنا.
هكذا كما من�شيا. م�شى قليلون جدوما عدا ما لك ويل،
عادي ما نكتب
يناير2009 138
اأو نقول.فال �شيء مما نفعله
زرع ياأتي بعدنا.نحن �شنعنا باأكملنا لليوم
يومنا، فقط لهذا.
يام القادمة، االأفق، التي خلف االأ
تخ�ص ب�شرا خمتلفني،ربيعنا هو هذا الربيع،�شيفنا هذا ال�شيف،
وخريفنا هذا اخلريف.عندما نلتفت
نرى، اأننا يف اآخر اجلوقة،حفاد طفال واالأ االأالذين مل يكونوا
حد. اأمهات واآباء الأاإننا نقف تقريبا على احلافة
على كتلة جليد، ا�شت�شلمت للريح.
خرين علينا اأكرث من االآقدام اأن ن�شعر بالرتاب حتت االأ
عندما ن�شري،هذه امل�شافة ال�شغرية من ال�شباح
اإىل امل�شاء.يجب اأن نرتدي اأحذية خفيفة
اأو ن�شري باأقدام عارية.ما نلم�شه،
نلم�شه باأ�شابع خفيفة،بقمم اأ�شابع يقظة.
فال �شيء بال احرتام،خرية وكل مرة هي االأ
خرية. اأو ميكن اأن تكون االأنفعلها للجميع، الذين قبلنا،
ولكل القادمني الذين لن يفعلوهااأو العك�ص.
ال نريد اأن نرتك �شيئاملقيا ن�شف مكتمل،
والكوؤو�ص فارغة للن�شف�شباح على طاولتنا لالأ
يجب اأن نكون دقيقني يف دقيقة رفرفة اجلناح وجهنا عار وبال طالء،
واأولئك لهم الوقتليعتادوا اأو ال يعتادوا.
عندما ي�شعد املاء ل�شرفتنا�شجار وقمم االأ
مرئية حتت النجوم،عندما منازلنا فوق اجلبال،
ي�شع فيها ال�شوءوترحل كما لو كانت �شفناينبغي اأن نكون م�شتعدين- كمن يقفز من النافذة-
لن�شاأل ال�شوؤال العظيمون�شمع اجلواب العظيم.
2009 139�شتاء
ر�ص �شاحبة االأ
ترجمة وتقدمي: حبيب فار�صبا�شم كاث وولكر- نونيوكول )1920- 1993(- اأودغريو �شرتالية االأ بوريجينية االأ ال�شاعرة تعرف )جزيرة »مينجريريباه« يف التقليدية اأرا�شيهم على وولدت »نونيوكول«، قبائل اإىل تنتمي وهي ا- اأي�شحزاب �شرتادبروك(. عا�شت نونيوكول معظم حياتها كمنا�شلة وقيادية �شيا�شية ونقابية يف العديد من االأ�شليني، مبا فيها املجل�ص القبلي الوطني، بوريجينية واملدافعة عن حقوق ال�شكان االأ واملنظمات اجلماهريية االأ�شليني. ويف بوريجينية ومنظمة كوينزالند لتقدم ال�شكان االأ �شكان االأ بوريجينية، جلنة االإ هيئة الفنون االأاحلزب �شرتايل، االأ ال�شيوعي احلزب �شفوف يف نونيوكول انخرطت املا�شي القرن من اخلم�شينيات الوحيد، اآنئذ، الذي يرف�ص �شيا�شات اأ�شرتاليا البي�شاء، وحيث وجدت يف براجمه احللول اجلذرية للتخل�ص �شرتالية الذي كان �شليني، كما ان�شوت يف �شفوف احتاد املراأة االأ من �شيا�شات ا�شطهاد وحرمان ال�شكان االأ
يقوده احلزب ال�شيوعي. �شليني، تركت نونيوكول ب�شماتها على العديد اإىل جانب ن�شالها املتفاين من اأجل حقوق ال�شكان االأ�شرتالية، واحتلت مكانة عاملية مرموقة ككاتبة و�شاعرة ور�شامة وممثلة مبدعة. اإال اأنها من جوانب احلياة االأ�شرتايل على مدى العقود دب االأ وجدت �شوتها، ب�شكل خا�ص، يف ال�شعر الذي و�شعها يف عداد رواد االأ�شليني ين�شر له ديوان �شعري، عندما ن�شرت »نحن ربعة املا�شية ولت�شبح اأول �شخ�ص من ال�شكان االأ االأذاهبون« عام 1964 وهو الذي نفد من املكتبات بعد ثالثة اأيام من �شدوره. و�شدر لها فيما بعد العديد من الدواوين مبا فيها »احللم يف متناول اليد«)1966(، »�شعبي«)1970(، »زمن اأحالم �شرتادبروك«)1972(،
طفال. �شافة اإىل عدد كبري من املوؤلفات ال�شيا�شية وكتب االأ باالإوقد ح�شدت اأعمال نونيوكول العديد من اجلوائز املحلية والعاملية، منها و�شام ماري غيلمور )1970(، �شرتاليني. كما جائزة جي�شي ليت�شفيلد )1975(، اجلائزة العاملية للتمثيل، وجائزة زمالة اإحتاد الكتاب االأداب من جامعة ماكواري، ودرجة الدكتوراه الفخرية من جامعة منحت درجة الدكتوراه الفخرية يف االآغريفيث. ويف عام 1970 منحت نونيوكول )حتت ا�شم كاثلني وولكر( و�شام �شابط )مدين( باالمباطورية الو�شام يف عام 1987 احتجاجا على اأنها عادت لرتف�ص اإال البيطانية مقابل خدماتها ملجتمعها املحلي،
احتفاالت الذكرى املائتني املقبلة لتاأ�شي�ص اأ�شرتاليا )1988(.»مونغالبا- يف م�شتاأجر منزل يف جزئيا لتتقاعد التنظيمة ن�شاطاتها 1972 عام ال�شاعرة اأوقفت الثقايف الرتبوي- املركز اأن�شاأت وهناك اجللو�ص«. »مكان ب� وعرف اأجدادها، اأر�ص مينجريريباه«،
»نونيوكول – نوغيي« حيث ا�شتمرت يف تنظيم البامج للوفود الطالبية والزوار، اإىل حني وفاتها.
اأودغريو نونيوكول)اأول �شخ�ص اأبوريجيني اأ�شرتايل ين�شر لها ديوان �شعر(
*�شاعر وكاتب ومرتجم لبنانى مقيم فى ا�شرتاليا.
*
يناير2009 140
مل اأن�سودة الأ اأنظر عاليا، �شعبي،
الفجر يبزغ، العامل ي�شتيقظ،
على يوم م�شرق جديد، عندما ال ي�شتمنا اأحد،
وال اللون يخزينا،وال ال�شخرية ترعبنا
ال تغرقوا اليوم بالتفكري يف ال�شنني البائدة
مل قد عاد لكم فاالأيعو�ص عن املا�شي،
عندما عدل العادليكب حكمة وقوة
�شارة �شبع تتوقف عن االإ واالإدكن. �شوب العرق االأ
انتظرنا طويال مقيدين ومبطني
حتى تكره الكراهية و تخلع الظالمية؛
اليوم �شري�شدنا ال�شوء،بواب و �شتفتح كل االأ التي اأو�شدت طويال
فانظر بجالء اإىل الوعد،�شود املحب للحرية! اأيها االأ الليل يقرتب من االنطواء،
واإن كان املرتفع مل يزل �شاهقا، حقوق جديدة �شت�شتقبلنا،
�شحبة جديدة �شتالقينا، والفرح �شيغمرنا
يف حلمنا اجلديد.باء اآبائنا الآ
مل واحلزن؛ االأ
والد اأوالدنا الأبهجة الغد.
الفجر يف متناول اليدخوة ال�شود، اأيها االأ
ول، �شرتايل االأ العرق االأقريبا �شتاأخذون مكانكم ال�شحيح
خوة التي طال انتظارها، يف االأال تهمي�ص بعد اليوم.
موجعة، موجعة الدموع التي ذرفتم مل حماقة والعدالة ميتة. عندما بدا االأ
اأكان الليل طويال م�شجرا؟ انظري اأيتها اليد الداكنة،
الفجر يف متناول اليد ام�شوا قدما بفخر ودون خوف
اإىل والدة حقكم الذي تاأخر كثريا فزمن عار املا�شي �شينتهي اأخريا.
�شوف يرحب بكم ك�شحبة ناعة والتجارة؛ يف ال�ش
لن تو�شد مهنة بابها،ال تهمي�ص بعد اليوم
�شود وبي�ص على قدم امل�شاواةيف النادي واملكتب واحلقل االجتماعي،
ديقة ر�ص ال�ش م�شاعركم هي م�شاعر االألكم قب�شة اليد
تتقا�شمون نف�ص امل�شاواة.يف الكليات واجلامعات،
كل طموحات اليد اأو الدماغ اأمامكم لتتحقق.
فعهد احلظر والتحيز �شيم�شى قريبا، امل�شتقبل يدعوكم للتقدم ب�شجاعة داب وتراث الوطن، نحو الفن واالآ
ال تهمي�ص بعد اليوم
2009 141�شتاء
آخر قبيلته ا
التغيري هو القانون. يجب اأن يحلاجلديد مكان القدمي.
اأنظر اإليك فاأذهب اإىل املا�شي البعيدختيار من »بينارو«)1( وحيدا و�شائعا
هنا اآخر قبيلتكبقيت وحدك وذكرياتك، جال�شا
تفكر مبرح احل�شد، النا�ص ال�شعداء،�شوات وال�شحك االأ
كلهم ذهبوا، كلهم ذهبوا،واأنت بقيت وحيدا.
�شاألت و�شمحت يل اأن اأ�شمعن الل�شان الطليق اللني الذي اأ�شمع االآ
لن يعود اأبدا.القدمية، امل�شاهد تعيد فاإنك يل بالن�شبة
�شاليب القدمية، اأنت الذي ا�شتخدمت االأ»البمرنغ«)2( والرمح
اأنت تغني اأغاين قبيلة قدمية،كنت مرة قائدا الحتفاالت »الكوربوري«)3(،
خ�شت معركتني قبليتني �شاريتنيمع اأعداء �شود �شر�شني ما وراء النهر،
كلهم ذهبوا، كلهم ذهبوا. واأ�شعر فجاأة بالدموع الال�شعة، ويلي ماكينزي)4(
يف ماأوى »جي�ص اخلال�ص«)5(. م�شردا يف بلدك،
وحيدا يف مدينة اجلموع املحت�شده،اآخر قبيلتك.
)1( بلدة يف والية جنوب اأ�شرتاليا قريبة من احلدود مع والية فيكتوريا.بوريجينيز خا�شة ال�شطياد حيوان �شلحة التقليدية التي ا�شتخدمها االأ )2( قطعة خ�شبية ملوية يتخذ منها قذيفة الكيد املرتد وهي اأحد االأ
»الكنغارو«.بوريجيني. بوريجينية »كاريبريي« ت�شتخدم لو�شف احتفاالت الغناء والرق�ص االأ نكليزية املوازية للكلمة االأ )3( هي الكلمة االإ
حياء من اأفراد قبيلته »دارواربادا« من منطقة »كابولت�شر«. تويف عام 1968 عن )4( ويلي ماكينزي هو اأبوريجيني مائة باملائة وكان اآخر االأ�شلية« رمز قبيلته، اأطلق ا�شم<<ماكينزي« على عمر جمهول، لكنه رمبا كان يف الثمانينات. كان ا�شمه القبلي »غريبو« وكانت »النحلة االأ
�شرة. اأ�شرته من قبل اأول رب عمل اأبي�ص لالأ)5( منظمة خريية معنية بتقدمي امل�شاعدات للمحتاجني وتنح العاملني فيها رتبا ع�شكرية مثل تلك اخلا�شة باجليو�ص.
يناير2009 142
ميجيل اآنخيل �شاباتا ترجمة: فاطمة ناعوت
النافذةكيال الطريق، منت�شف يف نافذة اأبني �شوف اأكون وحيدا. �شاأزرع �شجرة يف منت�شف الطريق، و�شوف تنمو ال�شجرة اأمام ده�شة العابرين. �شاأربي اأخرى، اأ�شجار اإىل اأبدا وتطري طيورا لن ترتكني ال�شجيج بني ما تغني، معي هنا �شتبقى بل نافذتي، يف ينمو �شوف املحيط والالمباالة. لكنني يف هذه اللحظة لن اأمل من بحاره، ونوار�شه �شاأجعل دوائ��ر. يف راأ�شي فوق حت��وم �شتظل اأراد لو فيما ال�شجر واأريكة حتت للمحيط �شريرا
اأن يريح ا�شتعال اأمواجه.لكيال الطريق منت�شف يف نافذة اأبني �شوف اأكون وحيدا جدا. على هذا النحو �شوف اأقدر اأن اأ�شاهد ال�شماء والنا�ص التي تر من اأمامي من دون ق اأن تكلمني، �شاأ�شاهد ن�شور املوت تلك التي حتلمن دون اأن تقدر اأن تنتزع قلبي وتزقه. هذه النافذة �شت�شيء وحدتي. و�شوف يكون بو�شعي اأي�شا اأن و�شيكون البحر، عر�ص يف اأخرى واحدة اأبني باأجنحة يع�شوب مثل فق االأ خط روؤية بو�شعي زجاجية. العامل �شيبقى بعيدا جدا، هنالك على خر من الرمال. هنالك، حيث الوحدة اجلانب االآوالذاكرة تعي�شان. اأيا ما كان، من املوؤكد اأن النافذة اأكتب وال ن، حيث ال خ�ص االآ �شوف تبنى، باالأ
اأخرج للتجوال مثلما كنت اأفعل حتت �شنوبرات منا�شبا يبدو اليوم هذا اأن من بالرغم ال�شحراء،
را�شي التي ال قاع لها. جدا الكت�شاف االأ�شوف اأبني نافذة يف منت�شف الطريق. يا للعبث! ويتفرجون النا�ص مير حيث نافذة يل. �شيقولون ي�شاهد اأن اأراد لو كنت رجال جمنونا عليك كما خلف م�شاءة �شمعة يف وي��ح��دق الفردو�ص من ينظر الذي هذا ا؛ مق بودلري كان ال�شتارة؟ اخلارج �شوب نافذة مفتوحة ال يرى اأبدا مثل من اأغلقت اأجل هذا، نافذة مغلقة. من ينظر �شوب اأرى كيال راك�شا، للطريق وخرجت نوافذي
نف�شي م�شاء بالظالل.
�سمعة الغرابال اأحد يعرف
ملاذا تخبئ املدينة اللغة القاتة للطيوروللموتى.
الغراب يبقى �شامتا؛ هو ال يريد اأن يفتح املف�شلة ليدع ال�شوء يخرج
من �شق الق�شبان.
فيما وراء اإغفاءة �شجرة ال�شرو
�شبانى باإحدى جامعات نيويورك. دب الإ جنليزية، ويدر�ش الأ �شبانية والإ *�شاعر من بريو مقيم فى اأمريكا، يكتب بالإ
خمتارات من*
2009 143�شتاء
ثمة ظل تفاحة خ�شراء، هناك حيث الباب الذي يقودنا
�شوب ال�شعادة.
يقولون اإن الوحدة تباغتنا مع املطر،حائط �شاعة مثل تعلو ال�شواطئ رمال واإن
عتيقةبراج. ي�شري عقربها نحو اأطالل االأ
اإىل ينظر كلبك النار؛ مع يتحدث النبيذ ر�شائلك،
هو يدرك الغيوم التي تخايله يف احلديقة.
�شوت الغيمةهو ذاته رنني املطر.
ال اأحد يعرف ملاذا مل يزل الباب مغلقاوال مل الطيور مل تعد تر من جديد.
اأن املرء يقدر هناك ومن واحدة، نافذة ثمة ي�شاهد عبها امراأة،
ب�شعرها الباهر، ترق كاخلبب فوق فر�ص اأبي�ص.
اأكتب مبخالب كلبييبدو اأن املطر �شوف يهطل اأخريا. كلبي الحظ بانتباه كيف اأن الغيمات املنتفخة �شوف تبداأ يف اإليكم مبخالب اأكتب النزول من وراء التالل. كلبي حافرا اأنفاقا يف الرمال عند قاعدة ال�شجرة �شخم يف احلديقة. حينما ي�شل املطر، يكون االأثمة خليط من الفرح ومن احلزن، هو �شيء ال م�شاعر تتبدل فجاأة بالكلمات. و�شفه ميكن
نافذة القمر �شظايا وتخرتق الطبيعي؛ املنظر القفر، الفناء ال�شجرة ت�شيء املعي�شة؛ غرفة حمر القاين لون ويغري نبات »اإبرة الراعي« االأال�شماء. تهرم ال�شماء احلمراء بالغيم، ويخرج
كلبي ل�شانه للطيور النافقة.
ل يعد يل مالك حار�سما عاد يل مالك حار�ص. يف يوم غري متوقع تاه ال�شالم عن يبحث وهو ال�شهول يف مالكي والوفرة. وبالرغم من كل �شيء، ظلت حركة عب امل�شي يف ا�شتمررت واأنا دافقة. ال�شماء واحلني احلني وبني مفتوحتني، بعينني الغابة اأن اأعتقد بدية. االأ ببع�ص الهواء يف اأ�شعر مالكي احلار�ص- ب�شبب كل هذا احلب الهائل للجزر- كان يرقب اأعماق البحر، تلك التي، لل�شماء. خر االآ الوجه هي باآخر، اأو ب�شكل يف ميعن نيبو قمة فوق واقفا يكن مل اأنه اأعلم له احلار�ص مالكي ياأتي. لكي الوقت تاأمل اأينما تتبعانك وعيناه اأ�شود، طويل �شعر ذهبت. حينما يقود دراجتي يطري �شعره مثل اأنظار كل املجاورة. حريق �شخم حتى يلفت ال اأحد بو�شعه اأن يراه �شوى كلبي، ذاك الذي يخف�ص راأ�شه حينما مير املالك فوق نبات اإبرة ن مالك الراعي القاين. واأنا مل يعد يل بعد االآن اأ�شري وحيدا يف ال�شوارع املعتمة حار�ص. االآاأن اأ�شعر اأنني باأ�شجار ال�شنوبر، على امل�شورة
ثمة من يرقبني من بعيد.
يلقون ق�صائدهم روؤو�صهم، �إىل يت�صلل �ل�صيب بد�أ �لكهول ممن �ل�صعر�ء �ملفارقة مده�صة، كان كانت �لنرثية �أو �لتفعيلية على �أ�صماعنا، فندرك مدى تو��صلهم مع �ملنجز �ل�صعرى �لعربى بل و�لعاملى �أي�صا. فى حني كانت ق�صائد �صعر�ء �جلامعة �ل�صغار، ومن يكربونهم ب�صنو�ت قليلة، بالغة �لركاكة و�جلمود؛ تنتمى فى
�أ�صكالها وم�صامينها �إىل ع�صور بعيدة. كانو� �صغار�، كفرو� باحلا�صر فقررو� قطع �صلتهم �ملعرفية به متاما.
جيال ت فى نف�صى �لأ هذه �لو�قعة جرت قبل ثالثة �أعو�م فى مهرجان �ل�صعر �جلديد ب�صنعاء، و�أذكر �أننى ملمحدث �صنا وخربة ومعرفة؟. ويبدو �أننى كنت خمطئا، فلي�س بو�صع نخبة �ل�صابقة؛ كيف مل ياأخذو� باأيدى �لأنفى فى وموغال مظلما، �ل�صياق كان �إذ� ب�صهولة �ل�صتنارة �صعلة تنقل �أن و�لتاأثري، �لعدد حمدودة �صعرية
خرين، وحمتكر� للحكمة و�ل�صو�ب. �لآن بر�أ�صها؛ فى �صكل جماعات �صعرية �صغرية؛ هذه �ل�صلفية �ل�صعرية، �لتى تتقدم للخلف، تطل علينا �لآغلبية �لغالبة تقف هناك، فى تلك �لقليل من هذه �جلماعات يحاول �متالك روؤية مغايرة ملا هو �صائد، لكن �لأ�ملنطقة �ملعتمة، حيث ميكنك من خالل �صحب �لقبح و�لرد�ءة �أن ت�صتبني وجه �أ�صتاذ جامعى؛ كثري� ما حتتفى به �ملوؤ�ص�صات �لرجعية �لكال�صيكية �لعفنة، وهو يهز ر�أ�صه، على طريقة �صيوخ �ملقابر، نافيا �أن يكون حممود دروي�س �صاعر� �أ�صال. وميكنك �أن ترى �أي�صا وجه �صاعر كبري، �أجهز بيديه �لطاهرتني على جيلني �صعريني كاملني، ول
يز�ل يطنطن بكلمات فخيمة عن �ل�صتنارة و�لتحديث و�لنه�صة ..�إىل �آخره.!ميكنك �أن حت�صى �لع�صر�ت بل �ملئات من هوؤلء؛ ممن يكر�صون للما�صى، حتى ليبدو من �ملنطقى �أن تدخل ندوة �صعرية، فينربى �صاعر �صغري �ل�صن و�ملوهبة ليعرف بنف�صه قائال: �أنا من جماعة »كذ�«، و�جلماعة ل تعرتف مبا ي�صمى �صعر �لتفعيلة �أو ق�صيدة �لنرث. وبعد �أن يدلق كميات هائلة من �لبالهة على روؤو�صنا، مي�صى دون �أن حد، وكيف ي�صتمع وهو �بن هذ� �ل�صياق �ملتكل�س، كيف ي�صتمع وهو �لذى ميلك �ل�صو�ب، �صحيح �أن ي�صتمع لأ�صتاذ �جلامعى �أو �ل�صاعر �لكبري، لكنه فى �لنهاية: �ل�صو�ب �صو�به يختلف فى درجته عن ذلك �لذى ميتلكه �لأ
خرين د�ئما فى مو�صع �خلطاأ. �ملطلق �لذى يرى �لآيام حول بع�صهم، جو�ء �لنافية �ملنفرة هى �لتى جعلت كثري� من �ل�صعر�ء �جلادين يلتفون هذه �لأ هذه �لأن موؤمتر� لل�صعر �صتقيمه �ملوؤ�ص�صة �لثقافية على جثة �ل�صعر �مل�صرى، كما �صاعرين بخطر د�هم يتهددهم، لي�س لأعمى من قبل �ملحيطني بالكعكة �لثقافية مل يعد حمتمال. وما كان من ن هذ� �لعناد �لأ جرت �لعادة، ولكن لأحز�ب وموؤ�ص�صات �ل�صعر�ء �صوى �أن تكاتفو� للوقوف فى وجه قوى �جلمود و�لتخلف، معلنني توجيه �لدعوة لالأ
عمال، ليدعمو� �أن�صطتهم �مل�صتقلة عن �ملوؤ�ص�صة �لثقافية. �ملجتمع �ملدنى ودور �لن�صر �خلا�صة ورجال �لأ�أل يدعونا هذ� �حلر�ك �ل�صعرى �إىل �أن ن�صكر �حلمقى.!
ال�سلفيون قادمون..!خارج ال�سرب
فــار�س خـ�رض
يناير 2009