Upload
araseel
View
636
Download
4
Embed Size (px)
DESCRIPTION
سلسلة بين يدي سورة الكهف-الجزء 15
Citation preview
59 - 47الوحدة الثالثة:
الموضوع:بعض مشاهد القيامة وموقف الكفار في الدنيا وعذابهم في اآلخرة
مقدمة الوحدة انتهى الدرس السابق بالحديث عن الباقيات الصالحات , فهنا يصله بوصف اليوم الذي يكون
للباقيات الصالحات وزن فيه وحساب , يعرضه في مشهد من مشاهد القيامة . ويتبعه في السياق بإشارة إلى ما كان من إبليس يوم أمر بالسجود آلدم ففسق عن أمر ربه للتعجيب
من أبناء آدم الذين يتخذون الشياطين أولياء , وقد علموا أنهم لهم أعداء , وبذلك ينتهون إلى العذاب في يوم الحساب . ويعرج على الشركاء الذين ال يستجيبون لعبادهم في ذلك اليوم
الموعود . هذا وقد صرف الله في القرآن األمثال للناس ليقوا أنفسهم شر ذلك اليوم , ولكنهم لم
يؤمنوا , وطلبوا أن يحل بهم العذاب أو أن يأتيهم الهالك الذي نزل باألمم قبلهم . وجادلوا بالباطل ليغلبوا به الحق , واستهزأوا بآيات الله ورسله . ولوال رحمة الله لعجل لهم
العذاب . . هذا الشوط من مشاهد القيامة , ومن مصارع المكذبين يرتبط بمحور السورة األصيل في
تصحيح العقيدة , وبيان ما ينتظر المكذبين , لعلهم يهتدون .
: األول والحساب 49 - 47الدرس القيامة يوم من مشاهد تصوير
إنه مشهد تشترك فيه الطبيعة ويرتسم الهول فيه على صفحاتها وعلى صفحات القلوب . مشهد تتحرك فيه الجبال الراسخة فتسير , فكيف بالقلوب , وتتبدى فيه األرض عارية , وتبرز فيه صفحتها مكشوفة ال نجاد فيها
وال وهاد , وال جبال فيها وال وديان . وكذلك تتكشف خبايا القلوب فال تخفى منها خافية . ومن هذه األرض المستوية المكشوفة التي ال تخبى ء شيئا , وال تخفي أحدا: )وحشرناهم فلم نغادر منهم
أحدا(. ومن الحشر الجامع الذي ال يخلف أحدا إلى العرض الشامل: )وعرضوا على ربك صفا(. . هذه الخالئق التي ال
يحصى لها عدد , منذ أن قامت البشرية على ظهر هذه األرض إلى نهاية الحياة الدنيا . . هذه الخالئق كلها محشورة مجموعة مصفوفة , لم يتخلف منها أحد , فاألرض مكشوفة مستوية ال تخفي أحدا .
وهنا يتحول السياق من الوصف إلى الخطاب . فكأنما المشهد حاضر اللحظة , شاخص نراه ونسمع ما يدور فيه . ونرى الخزي على وجوه القوم الذين كذبوا بذلك الموقف وأنكروه: لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة .
بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا . هذا االلتفات من الوصف إلى الخطاب يحيي المشهد ويجسمه . كأنما هو حاضر اللحظة , ال مستقبل في
ضمير الغيب في يوم الحساب . وإننا لنكاد نلمح الخزي على الوجوه , والذل في المالمح . وصوت الجاللة الرهيب يجبه هؤالء المجرمين
زعمتم ألن نجعل لكم بلبالتأنيب: )لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة(وكنتم تزعمون أن ذلك لن يكون: موعدا !
( n oحoدا أ pمqهp مrن pرrادoغq ن pمo فoل pمqاهo ن pر oشoحoو nة oزrارo ب oضpرo pاأل ى oرo وoت oالo ب rجp ال qرs ي oسq ن oمpوo ( 47وoي
oلtن أ pمq عoمpت oز pلo ب uة tرoم oلtوo أ pمq oاك oقpن ل oخ oمoا ك oا qمqون pت ئ rج pدoقt ل n صoفvا oكs ب oر عoلoى وoعqرrضqوا
( n مtوpعrدا qم oك ل oلoعpجt ( 48ن
وبعد إحياء المشهد واستحضاره بهذا االلتفات من الوصف إلى الخطاب يعود إلى وصف ما هناك:)ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه(فهذا هو سجل أعمالهم يوضع أمامهم , وهم يتملونه ويراجعونه , فإذا هو شامل دقيق . وهم خائفون من العاقبة ضيقو الصدور بهذا الكتاب
: لون:يا ويلتنا . 18الذي ال يترك شاردة وال واردة , وال تند عنه كبيرة وال صغيرة:
ما لهذا الكتاب ال يغادر صغيرة وال كبيرة , إال أحصاها ?
وهي قولة المحسور المغيظ الخائف المتوقع ألسوأ العواقب , وقد ضبط مكشوفا ال يملك تفلتا وال هربا , وال مغالطة وال مداورة: )ووجدوا ما عملوا حاضرا(والقوا جزاء عادال: )وال يظلم ربك أحدا(. .
هoذoا rالoم oا oن oت pل وoي oا ي oونq oقqول وoي rيهrف مrمtا oينrقrف pشqم oينrمrرpجqمp ال ى oرo فoت qابo rت pك ال oعrضqوoو oالoو n حoاضrرا qوا عoمrل مoا وoوoجoدqوا oحpصoاهoا أ tالr إ nة oيرr oب ك oالoو nة oيرrغoص qرrادoغq ي oال rابo rت pك ال
( n oحoدا أ oك| ب oر qمr oظpل ( 49ي
كفر إبليس وخسارة أتباعه وخزيهم يوم القيامة 53 - 50الدرس الثاني:
فقادهم , تولوه ولكنهم عدولهم الشيطان أن يعرفون كانوا الموقف ذلك وقفوا الذين المجرمون هؤالءآدم . بين كان ما منذ عدو لهم وهم وذريته إبليس يتولوا أن أعجب فما العصيب الموقف ذلك إلى
وإبليس:
وهذه اإلشارة إلى تلك القصة القديمة تجيء هنا للتعجيب من أبناء آدم الذين يتخذون ذرية إبليس أولياء من دون الله بعد ذلك العداء القديم .
واتخاذ إبليس وذريته أولياء يتمثل في تلبية دواعي المعصية والتولي عن دواعي الطاعة .
rرpمo pجrنs فoفoسoقo عoنp أ oانo مrنo ال pلrيسo ك rب rالt إ جoدqوا إ oسoف oمoد rوا آلqدqج pاس rةo rك ئ oالoمp rل oا ل pن rذp قqل وoإ
( n oدoال rمrينo ب rلظtال pسo ل rئ qمp عoدqو� ب oك rي وoهqمp ل oاء مrن دqون rي وpلo oهq أ tت ي sرqذoو qهo tخrذqون oت oفoت sهr أ ب o50ر )
وال , . واألرض السماوات خلق يشهدهم لم فالله قوة لهم وال علم لديهم وليس هؤالء أعداءهم يتولون ولماذا: قوة . لهم فتكون عضدا يتخذهم ال والله غيبه على فيطلعهم أنفسهم خلق
إنما هو خلق من خلق الله , ال يعلمون غيبه , وال يستعين بهم سبحانه . . )وما كنت متخذ المضلين عضدا(فهل يتخذ الله سبحانه غير المضلين عضدا ?
وتعالى الله الغني عن العالمين , ذو القوة المتين . . إنما هو تعبير فيه مجاراة ألوهام المشركين لتتبعها واستئصالها . فالذين يتولون الشيطان ويشركون به مع الله , إنما يسلكون هذا المسلك
توهما منهم أن للشيطان علما خفيا , وقوة خارقة . والشيطان مضل , والله يكره الضالل والمضلين . فلو أنه - على سبيل الفرض والجدل - كان متخذا له مساعدين , لما اختارهم من المضلين !
وهذا هو الظل الذي يراد أن يلقيه التعبير . .
oذ rخt مqت qنتq ك وoمoا pمrه rسqنفo أ oقpل oخ oالoو rضpرo pاألoو rاتoاوoم tالس oقpل oخ pمqه| هoدت pشo أ مoا
n عoضqدا oينs pمqضrل ال
: المجرمين ومصير الشركاء مصير عن يكشف القيامة مشاهد من مشهد يعرض ثم
إنهم في الموقف الذي ال تجدي فيه دعوى بال برهان . والديان يطالبهم أن يأتوا بشركائهم الذين زعموا , ويأمرهم أن يدعوهم ليحضروا . . وإنهم لفي ذهول ينسون أنها اآلخرة ,
فينادون . لكن الشركاء ال يجيبون ! وهم بعض خلق الله الذين ال يملكون ألنفسهم وال لغيرهم شيئا في الموقف المرهوب . وقد جعل الله بين المعبودين وعبادهم مهلكة ال يجتازها هؤالء وال هؤالء . . إنها النار )وجعلنا بينهم
موبقا(. ويتطلع المجرمون , فتمتليء نفوسهم بالخوف والهلع , وهم يتوقعون في كل لحظة أن يقعوا
فيها . وما أشق توقع العذاب وهو حاضر , وقد أيقنوا أن ال نجاة منها وال محيص:
pمqهo ل qوا يب rجo ت pسo ي pمo فoل pمqهpوoعoدoف pمq عoمpت oز oينrذt ال oيr oائ ك oر qش oادqوا ن qولqقo ي oمpوo وoي n rقا مtوpب oهqم pن oي ب oا pن عoل oجoو
pهoا عoن oجrدqوا ي pمo وoل م|وoاقrعqوهoا tهqم نo أ |وا فoظoن oارt الن oونqمrرpجqمp ال oى أ oرoو
n مoصpرrفا
كل ما كتب هنا هو مقتبس من :~
تفسير ظالل سـيد قـطـب القرآن
إنتاج:~
للعمل الدعوي
سلسلة ”بين يدي سورة الكهف“
حلقات أسبوعية, تأخذكم في تفسير سورة الكهف على شكل أجزاء متتابعة..
نسأل الله العلي القدير, أن تعود عليكم بالنفع و الفائدة, وأن يوفقنا و إياكم إلى ما يحب و يرضاه ..
فريق أراسيل ~