792
م ت: ة لاحظ م ح، ي ح ص ت ل ا ب ي ت ر ت حات! ف لص ا% ون ك ي ب س ح ات ت لك ا وع ب مط ل ا ي! ف دار وم عل ل ا روت ب% ان! ت لب عام1408 ه.% ن مت روة لع ا! ر مي م% ن ع رحT ش! ف! ن ص م ل ا ة! هذ ب واس ق_ لا ا{ } ه ق! ف ل ا ء! ر ج ل ا ي! ن اT ت ل ا% ون ع بلا_ ر وا1

(فصل في مقدمات الاحرام)204.93.193.134/book/alfiqh/word/Alfiqh_42.doc  · Web viewوقال في المستند: وكذا يجب قصد الجنس من الحج والعمرة

  • Upload
    others

  • View
    13

  • Download
    0

Embed Size (px)

Citation preview

التصحيح، مالحظة: تم هـ.1408 عام لبنان بيروت العلوم دار في المطبوع الكتاب حسب يكون الصفحات ترتيب

{ } األقواس بهذه المصنف شرح عن مميز العروة متن

الفقهواألربعون الثاني الجزء

1

2

الفقهاإلسالمي الفقه في استداللية موسوعة

العظمى الله آيةالشيرازي الحسيني محمد السيد

ظله دامالحج كتاب

السادس الجزءالعلوم دار

لبنان بيروت

3

الثانية الطبعةم1988 ـ هـ1408

المصادر تخريج مع ومصححة منقحة

طباعة. نشر. توزيع. ـ العلوم دار اللبناني البنك مقإبل العبد، بئر حريك، العنوان: حارة

الفرنسي

4

الحج كتابالسادس الجزء

5

الرحيم الرحمن الله بسم

الحمد لله رب العالمين، والصــالة والســالم على أشــرف خلقــه سيدنا محمــد وعلى آلــه الطيــبين الطــاهرين، واللعنــة الدائمــة على

أعدائهم إلى قيام يوم الدين.

6

فصل اإلحرام مقدمات في

:أمور اإلحرام في الشروع قبل يستحب(: 1 مسألة)،مطلقا الحج إلحرام واللحية بل ،الرأس شعر توفير:أحدها

}فصل{ إحرامفي مقدمات الوفيه مسائل:

يستحب قبل الشــروع في اإلحــرام أمــور، أحــدها::1مسألة } توفــير شــعر الــرأس{ كمــا عن غــير واحــد، بــل المشــهور شــهرة

عظيمة. }بل واللحية{ كما عن جماعــة التصــريح بــه، ويــدل عليــه بعض النصوص اآلتية }إلحرام مطلقا{ قال في المســتند بعــد ذكــر جملــةــه من الروايات: وهذه الروايات كما ترى لمطلق الحج، كما صــرح ب جماعة من محققي المتأخرين فالتخصيص بالمتمتع كما في عبارات

. (1)جماعة ال وجه له

. 25 سطر 194 ص2المستند: ج (?)17

األخبار إلطالق بعضهم من يظهر كما التمتع خصوص ال

ــوط }ال خصوص التمتع كما يظهر من بعضهم{ كالنهاية والمبس والشرائع والقواعد والتحريــر والتــذكرة واإلرشــاد على المحكي عن بعضهم }إلطالق األخبــار{ كصــحيح عبــد اللــه بن مســكان، عن أبي

ــد الحجعبد الله )عليه السالم( قال: ال تأخــذ من شــعرك وأنت تريــروج إلى ــه الخـ ــد فيـ ــذي تريـ ــهر الـ ــدة، وال في الشـ في ذي القعـ

. (1)العمرة وصحيح عبد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

. (2)نحوه اعف شعرك للحج إذاوصحيحه اآلخر، عنه )عليه السالم( قال:

. (3)رأيت هالل ذي القعدة، وللعمرة شهرا وموثق محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

خذ من شعرك كله إذا أزمعت على الحج شوال كلــه إلى غــرة ذي . (4)القعدة

ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قالحج أشــهر معلومــات شــوال وذو القعــدة وذو الحجــة، فمن أراد

الحج وفر شــعره إذا نظــر إلى هالل ذي القعــدة، ومن أراد العمــرة. (5)وفر شعره شهرا

وحسن حسين، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عنالرجل يريد الحج

. 1 من أبواب اإلحرام ح2 الباب 4 ص9الوسائل: ج (?)1 من أبواب اإلحرام ذيل الحديث. 2 الباب 4 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب اإلحرام ح2 الباب 5 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح2 الباب 4 ص9الوسائل: ج (?)4. 4 من أبواب اإلحرام ح2 الباب 4 ص9الوسائل: ج (?)5

8

الأيأخذ من شعر رأسه في شوال كله مــا لم يــر الهالل، قــال: .(1)بأس ما لم ير الهالل

وعن إســماعيل بن جــابر، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــهــال: ــفر، ق ــذا الس ــعري إذا أردت ه ــر ش ــالم(: كم أوف ــهالس اعف

. (2)شهرا الوعن سعيد األعرج، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

يأخذ الرجــل إذا رأى هالل ذي القعــدة وأراد الخــروج من رأســه وال. (3)من لحيته

ال تأخــذوعن أبي حمزة، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال: من شــعرك وأنت تريــد الحج في ذي القعــدة، وال في الشــهر الــذي

. (4)تريد فيه الخروج للعمرة وصـــحيح هشـــام بن الحكم وإســـماعيل بن جـــابر جميعـــا، عن

الصادق )عليه السالم(: . (5)إنه يجزي الحاج أن يوفر شعره شهرا منوعن علي بن جعفر، عن أخيه موسى )عليه السالم( قــال:

. (6)أراد الحج فال يأخذ من شعره إذا مضت عشرة من شوالــه ــه )علي ــد الل ــا عب ــال: ســألت أب ــاني ق وعن أبي الصــباح الكن

السالم(، عن الرجل

. 1 من أبواب اإلحرام ح4 الباب 6ص 9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح3 الباب 6 ص9الوسائل: ج (?)2. 6 من أبواب اإلحرام ح2 الباب 5 ص9الوسائل: ج (?)3. 7 من أبواب اإلحرام ح2 الباب 5ص 9الوسائل: ج (?)4. 3 من أبواب اإلحرام ح2 الباب 4 ص9الوسائل: ج (?)5. 8 من أبواب اإلحرام ح2 الباب 5 ص9الوسائل: ج (?)6

9

ــدة ذي أول من ــنى ،القعـ ــدم بمعـ ــعرهما إزالة عـ من لجملة شـ،األخبار

ــال: ــهر الحج، فق ــعره في أش ــذ ش ــد الحج أيأخ ال، وال منيري .(1)لحيته، ، ولكن يأخذ من شاربه ومن أظفاره وليطل إن شاء الله

إذا أردت الخروج إلى الحج توفر شــعرك شــهروعن الرضوي: . (2)ذي القعدة، وعشرة من شهر ذي الحجة

وعن كتاب عبد الله بن يحيي الكاهلي، عن إســماعيل بن جــابر، خــذ من شــعرك إذا أردتعن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: . (3)الحج ما بينك وبين ثالثين يوما إلى النحر

ــير }من أول{ ثم إن مراتب االستحباب مختلفة، فاألفضل التوف شوال، لخبر الكناني، ودونه إذا مضت عشرة من شوال، لخبر عليــت ــه إذا مض ــدة{، ودون ــه إذا رأي هالل }ذي القع ــر، ودون بن جعف

عشرة من ذي القعدة، لخبر إسماعيل. وال يحمل مطلق األخبار على المقيد، لما هو مقرر في األصول،

من أن األوامر االستحبابية المختلفة تنزل على مراتب الفضل. }بمعــنى عــدم إزالــة شــعرهما{ لكن ال يخفى أن هــذا المعــنى أخص من التوفير، إذ اإلزالــة ظــاهرة في االستيصــال غــير المنــافي ألخــذ البعض، فعــدم اإلزالــة يجتمــع مــع أخــذ بعض الشــعر، مــع أن

المستحب هو اإلبقاء مطلقا. وكيف كان فقد عرفت أن عدم إزالة الشــعر إنمــا هــو }لجملــة

من األخبار،

. 4 من أبواب اإلحرام ح4 الباب 7 ص9الوسائل: ج (?)1. 29 سطر 26فقه الرضا: ص (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح1 الباب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3

10

الوجـــوب في ظـــاهرة كـــانت وإن وهي على محمولة أنها إالفيه ظاهرة األخبار من أخرى لجملة االستحباب

وهي وإن كانت ظــاهرة في الوجــوب{ ألنــه بين اآلمــرة بتوفــير الشعر والناهية عن األخــذ، وظهورهمــا في الوجــوب والحرمــة غــير

خفي. }إال أنهــا محمولــة على االســتحباب، لجملــة أخــرى من األخبــار ظاهرة فيه{ كخبر علي بن جعفر )عليه الســالم( عن أخيــه موســى )عليه السالم( قال: سألته عن الرجل إذا هم بالحج يأخــذ من شــعر

. (1)ال بأسرأسه ولحيته وشاربه ما لم يحرم، قال )عليه السالم(: ــك على ــل ذل ــابقه حم ــذا وس ــع بين ه ــوم أن الجم ومن المعل

االستحباب. وربما يستدل لذلك بصحيح هشــام وإســماعيل جميعــا المتقــدم،ــدل على االســتحباب، لكن فيه أن ذلك لو لم يدل على الوجوب ال ي

إذ حدد الجواز إلى ما قبل شهر.ــه ــه )علي ــد الل كمــا أن االســتدالل بموثــق ســماعة، عن أبي عب السالم( قــال: ســألته عن الحجامــة وحلــق القفــاء في أشــهر الحج،

في غير محله، إذ حلق القفا ،(2)ال بأس به والسواك والنورةفقال: غير األخذ من الرأس واللحية.

وأما خبر محمد بن خالد الخزاز، قال: سمعت أبا الحسن )عليــه .(3)أمــا أنــا فآخــذ من شــعري حين أريــد الخــروجالســالم( يقــول:

ــل ــواظب على فع ــه الســالم( ال ي ــام )علي ــة، إذ اإلم ــه مجمل فداللتالمكروه أو ترك المستحب.

. 6 من أبواب اإلحرام ح4 الباب 7 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح4 الباب 7 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب اإلحرام ح4 الباب 7 ص9الوسائل؛ ج (?)3

11

ــالقول ــالوجوب ف ــاهر هو كما ب ــعيف جماعة ظ ــان وإن ،ض ال ك لو دم بــإهراق االحتيــاط تــرك ينبغي ال كما ،االحتيــاط تــرك ينبغي وجوبه بعضهم من يظهر حيث ،بالحلق رأسه شعر أزال لخبر ،أيضا

،االستحباب على محمول

}فالقول بالوجوب كما هو ظــاهر جماعــة{، الشــيخ في النهايــة واالستبصــار والمفيــد في المقنعــة وغيرهمــا }ضــعيف، وإن كــان الــام ــحيح هش ــد ص ــهر لتقيي ــالتوفير من ش ــاط{ ب ــرك االحتي ينبغي ت

وإسماعيل، لما دل على األكثر. }كما ال ينبغي تــرك االحتيــاط بــإهراق دم لــو أزال شــعر رأســه بالحلق، حيث يظهر من بعضهم{ كالمفيد في المقنعة }وجوبه أيضا لخــبر محمــول على االســتحباب{، وهــو مــا رواه في الفقيــه بســند صحيح، وفي الكافي والتهذيب بسند آخر، عن جميل قال: سألت أبا عبد الله )عليه السـالم( في متمتــع حلــق رأســه بمكــة، قــال )عليــه

إن كان جاهال فليس عليه شيء، وإن تعمد ذلــك في أولالسالم(: الشهور للحج بثالثين يوما، فليس عليه شــيء، وإن تعمــد ذلــك بعــد

. (1)الثالثين التي يوفر فيها للحج فإن عليه دما يهريقه حلــق المتمتــع رأســه بمكــة فليس عليــه وإذاونحوه الرضــوي:

شــيء إن كــان جــاهال، وإن تعمــد ذلــك في أول شــهور الحج بثالثين يومــا فليس عليــه شــيء، وإن تعمــد بعــد الثالثين الــتي يــوفر فيهــا

فإن الشعر للحج . (2)عليه دما

5 الباب 48 ص5، والتهذيب: ج1 من أبواب اإلحرام ح5 الباب 8 ص9الوسائل: ج (?)1. 12في العمل والقول عند الخروج ح

آخر سطر. 30 ـ 29فقه الرضا: ص (?)212

والظاهر أن معنى الروايتين ما ذكره في الحــدائق من أنــه على تقدير التعمــد إن كــان في أول شــهور الحج يعــني شــوال في مــدة ثالثين يوما فال شيء عليه، وإن تعمــد بعــد الثالثين الــتي يــوفر فيهــا الشعر يعني بعد دخول الثالثين المــذكورة، والمــراد ذو القعــدة كمــاــوفر الشــعر من أول ذي القعــدة، ال أن ــه ي ــار، من أن مــر في األخب

.معناه بعد مضي ثالثين، انتهى ال أن يقــال: إن المعــنى بعــد الثالثين أي بعــد ذي القعــدة حــتى يكون المراد وجوب الدم على تقدير الحلق في ذي الحجة وهو غــير

معمول به أصال. وكيف كان، فالمستفاد من الخبر إهراق الــدم بــالحلق في وقت التوفير، لكن الالزم حمله على االستحباب، الستحباب أصل التوفير، والقول بعدم المنافاة بين استحباب األصل ووجــوب الفــرع فتوفــير الشعر مستحب من شــاء فعــل، ومن شــاء لم يفعــل، إال أن من لم يفعــل يجب عليــه إهــراق الــدم، بعيــد عن مــذاق العــرف، وإن كــان

ممكنا عقال. ثم إن الظاهر من الــدم أعم من اإلبــل والبقــر والشــاة، ال مثــل

الغزال والدجاجة ونحوهما لالنصراف.ــراق ــورة واإلح ــالنتف والن ــوز ب ــق خصوصــية فال يج ــل للحل وه

ونحوها، أم ال، فيه تردد، وإن كان ال يبعد فهم العرف للمناط. وهل حلق اللحية ملحــق بحلـق الـرأس، فيـه وجهــان، وإن كــان األقرب العدم، لكون الحكم على خالف القاعــدة فيقتصــر فيــه على

مورده، والظاهر أن األخذ من رأس الشعر ليس بتلك المثابة.وأما حلق بعض الرأس ففيه وجهان، من االنصراف

13

للعمــرة التوفــير ويســتحب ،اإلحرام حال في كان إذا ما على أو.شهرا

ــرفي، ومن اإلطالق، }أو{ ــع الع ــو الجمي ــع ول ــق الجمي إلى حلالحمل }على ما إذا كان في حال اإلحرام{ لكنه بعيد كما ال يخفى. }ويستحب التوفير للعمرة شهرا{ لجملة من األخبــار المتقدمــة كصحاح أبناء مسكان وسنان وعمار وخــبر أبي حمـزة، وإطالق خــبر ابن جابر، وخبر إسحاق بن عمـار، قـال: قلت ألبي الحسـن موسـى )عليه الســالم(: مــرني كم أوفــر شــعري إذا أردت العمــرة، فقــال:

ثالثين يوما(1) . وهذه األخبار كما تراها بين ما دل على التوفير في الشهر الذي يريد الخروج فيــه، وبين مــا دل على التوفــير شــهرا أو ثالثين يومــا، والظاهر العمل بالجميع والحمل على مراتب االســتحباب، فالفضــل في التوفير من أول الشهر الذي يريد الخروج فيه، واألفضل التوفير

شهرا، والشهر أعم من كونه ثالثين يوما أم ال. ــرق في ــدم الف ــامثم إن الظــاهر ع ــذكورة بين إرادةاألحك الم

المكي الحج والعمرة أو غيره، وما في بعض األخبار من قوله )عليه منزل على الغالب. وأراد الخروجالسالم(:

نعم إن من أراد الحج والعمرة تداخل االستحبابين بمعــنى عــدمــا في حج استحباب توفيرين في مدتين، مدة للحج ومدة للعمرة، أم التمتع فواضح، ألنه مورد النصوص، وأما في غــيره كمــا لــو أراد حجاإلفراد وعمرته بعده فال دليل على أزيد من التوفير المتقدم للحج.

. 1 من أبواب اإلحرام ح3 الباب 6 ص9الوسائل: ج (?)114

ــاني اإلبط شــعر وإزالة ،الشــارب من واألخذ األظفــار قص:الث،النتف أو الحلق أو بالطلي والعانة

نعم لو أراد عمرة التمتع في أول شــوال وحجــه في ذي الحجــة فهل يستحب له التوفــير من أول رمضــان للعمــرة أم ال، احتمــاالن، من إطالق أدلة التوفير للعمرة، ومن أن الظاهر من بعض النصوص

عدم استحباب التوفير لحج التمتع أزيد من أول شوال، فتدبر. هذا كله فيمن يريد الحج، أما من ال يريد فاتفق له قريب الوقت فال إشــكال في عــدم اســتحباب إهــراق الــدم لحقلــه الســابق، ألن الروايتين دلتا على أن المتعمــد يهريــق الــدم ال غــيره، وهــذا ال يعــد

متعمدا. بقي في المقام شيء، وهو أن المتمتــع ال يجــوز لــه الحلــق في العمرة للتقصير، أما بعده فهل يجــوز لــه ذلــك أم ال، احتمــاالن، من أنه ال دليل على التحريم حينئــذ فال حرمــة، ومن أن المحتمــل كــون

حكمة عدم جواز الحلق للتقصير لتوفير الشعر لمنى وهو موجود. }الثاني: قص األظفار واألخذ من الشارب، وإزالــة شــعر اإلبــط والعانة بالطلي أو الحلق أو النتف{ في الجملة، لفتوى الطائفة كماــواهر، في المستند، وبال خالف أجده في شيء من ذلك كما في الج وال خالف في ذلك نصا وفتوى كمــا في الحــدائق، وبال خالف ظــاهر

كما في المستمسك.ويدل على ذلك نصوص مستفيضة:

ــال: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قإذا انتهيت إلى بعض المواقيت التي وقت رسول اللــه )صــلى اللــه

عليه وآله( فانتف إبطيك واحلق

15

عانتك وقلم أظفارك وقصر شاربك وال يضــرك بــأي ذلــك بــدأت. (1) الحديثثم استك واغتسل

إذا انتهيت إلىوصحيحه اآلخر، عنه )عليه الســالم( أيضــا قــال: العقيق من قبــل العــراق، أو إلى الــوقت من هــذه المــواقيت وأنت

وقلم أظفــارك واطــل عانتــكإبطكتريد اإلحرام إن شاءالله فانتف ، الحديث. (2)وخذ من شاربك وال يضرك بأي ذلك بدأت

الســنة فيوصحيح حريــز، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: . (3)اإلحرام تقليم األظفار وأخذ الشارب، وحلق العانة

وصحيحه اآلخر، عنه )عليه السالم( أيضــا قــال: ســألت أبــا عبــد تقليم األظفــار وأخــذ، فقال: لإلحرامالله )عليه السالم( عن التهيؤ

. (4)الشارب وحلق العانةــد اللــه )عليــه ــا عب ــة بن وهب قــال: ســألت أب وصــحيحة معاوي

اطــل بالمدينــة، قــال: لإلحــرامالسالم( ونحن بالمدينــة عن التهيــؤ وتجهز بكل ما تريد واغتسل، وإن شــئت اســتمتعت بقميصــك حــتى

. (5)تأتي مسجد الشجرة وصحيح محمد بن مســلم، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم( قــال:

سأل عن نتف

. 3 من أبواب اإلحرام ح6 الباب 9 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح6 الباب 9 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب اإلحرام ح6 الباب 9 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب اإلحرام ح6 الباب 9 ص9الوسائل: ج (?)4. 1 من أبواب اإلحرام ح7 الباب 10 ص9الوسائل: ج (?)5

16

نعم الاإلبط وحلق العانة واألخذ من الشــارب ثم يحــرم، قــال: . (1)بأس به

وفي خبر ابن سنان في كيفية حج رسول الله )صلى اللــه عليــه فلما نــزل الشــجرة أمــر النــاس بنتــف اإلبــط وحلــق العانــةوآله(:

الحديث. (2)والغسل وعن دعائم اإلسالم، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه، عن آبائــه )عليهم السالم(: أن رسول الله )صلى الله عليه وآله( لما حج حجة الوداع، فلما انتهى إلى الشجرة أمر الناس بنتف اإلبط وحلق العانة

، الحديث. (3)والغسل ويأخـذ من أرادوعن جعفر بن محمد )عليه السـالم( أنــه قـال:

. (4)اإلحرام من شاربه ويقلم أظفاره وال يضره بأي ذلك بدأ وابدأ قبل إحرامك بأخذ شاربك وأقلم أظافيركوعن الرضوي:

وتنتف ابطيك واحلق عانتك وخذ شعرك وال يضرك بأيها تبــدأ، وإنمــا هو راحة للمحرم، وإن فعلت ذلك كله بمدينة الرســول )صــلى اللــه

. (5)عليه وآله( فجائز وبهذا كله تبين أن اإلبط ورد فيــه الطلي بــاإلطالق في صــحيحة معاوية بن وهب، والنتف في غير واحد من النصوص المتقدمة، وأما

الحلق فلم أجده، والعانة ورد

. 2 من أبواب اإلحرام ح6 الباب 9 ص9الوسائل: ج (?)1. 15 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 158 ص8الوسائل: ج (?)2 باب ذكر اإلحرام. 298 ص1دعائم اإلسالم: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح3 الباب 113 ص2 مستدرك الوسائل: ج (?)4. 3 من أبواب اإلحرام ح3 الباب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)5

17

له يســـتحب قبله مطليا كـــان ولو ،الثـــاني ثم األول واألفضل،يوما عشر خمسة يمض لم وإن اإلعادة

فيها الطلي في صحيح معاوية الثاني بالخصوص، وبــاإلطالق فيــيره. ــة األول وغ ــق في صــحيح معاوي وأماصــحيح ابن وهب، والحل

النتف فلم أجده. }واألفضل األول، ثم الثــاني{ أمــا بالنسـبة إلى اإلبـط، فلعمــومــط خبر ابن أبي يعفور قال: كنا بالمدينة فالحاني زرارة في نتف اإلب وحلقه، قلت: حلقه أفضل، وقال زرارة: نتفه أفضل، فاســتأذنا على أبي عبد الله )عليه السالم( فــأذن لنــا وهــو بالحمــام يطلي قــد طال إبطيه، فقلت لزرارة: يكفيك، فقال: ال لعله فعــل هــذا لمــا ال يجــوز

، فقلت: إن زرارة الحــاني في نتــففيم أنتمالي أن أفعله، فقال: اإلبط وحلقه، فقلت: حلقه أفضل، وقال زرارة: نتفه أفضل؟ فقال:

ــل أصبت السنة وأخطأها زرارة، حلقه أفضل من نتفه، وطليه أفض. (1)من حلقه

وأما بالنسبة للعانة فلم أظفر بدليله. }ولو كان مطليا قبله يستحب له اإلعــادة وإن لم يمض خمســة عشر يوما،{ أما إذا مضــى خمســة عشــر يومــا، فاالســتحباب لخــبر علي بن أبي حمزة، سأل أبو بصير أبا عبد الله )عليــه الســالم( وأنــا

ــرام ــال: إذا أطليت لإلح ــر فق ــةاألولحاض ــنع في الطلي ــف أص كي إذا كــان بينهمــا جمعتــاناألخيرة وكم بينهما؟ قال )عليــه الســالم(:

خمسة

. 4 من أبوب الحمام ح85 الباب 437 ص1الوسائل: ج (?)118

. (1)عشر يوما فاطل ونحوه في الداللة بل أظهر رواية أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه

ال بــأس بــأن يطلي قبــل اإلحــرام بخمســة عشــر)عليــه الســالم(: . فإن مفهومه البأس لو كان أزيد، والمتفاهم عرفــا احتياجــه(2)يوما

إلى اإلعادة حينئذ. وأما إذا لم يمض خمس عشر يوما استحب له اإلعادة، فلعموم خــبر ابن أبي يعفــور الســابق، وخــبر أبي بصــير، حيث أمــره اإلمــام

، فقال: إنمــا تنــورت أول أمستنور)عليه السالم( بالتنوير، فقال: ــالم(: ــه الس ــال )علي ــالث، فق ــوم الث ــوروالي ــا طه ــا عملت أنه أم

. (3)فتنور ثم إنه يجوز اإلطالء قبل اإلحرام بساعات، كما يدل عليه صحيح ابن وهب السابق، إذ اإلطالء في المدينة يوجب ذلك، بل ربمــا يــدل خبر أيوب بن الحر، عن أبي عبد الله )عليه السالم( على النهي عن إعــادة اإلطالء حينئــذ، قــال: قلت لــه: إنــا قــد أطلينــا ونتفنــا وقلمنــا

ال تطــل وال تنتــف والأظفارنا بالمدينة فما نصنع عند الحج، فقــال: . بناء على إرادة العمرة من الحج. (4)تحرك شيئا

ــار، ويجوز اإلطالء قبل اإلحرام بأيام، ففي صحيح معاوية بن عم أنه سأل أبا عبد الله )عليه السالم(، عن الرجل يطلي قبل أن يــأتي

الوقت بست ليال، قال:

. 4 من أبواب اإلحرام ح7 باب 11 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب اإلحرام ح7 باب 11 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من آداب الحمام ح32 باب 389 ص1الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح7 باب 10 ص9الوسائل: ج (?)4

19

ويســتحب على دل ما لفحــوى ،الجسد من األوســاخ إزالة أيضــا.االستياك يستحب وكذا ،المذكورات

لإلحرام الغسل:الثالث

ال بأس بهوسأله عن الرجل يطلي قبل أن يــأتي مكــة بســبع . . (1)ال بأس بهأو ثمان ليال؟ قال:

التنوير حيث يعد من اإلسراف. إعادةثم ال يخفى أنه ال يجوز }ويستحب أيضا إزالــة األوســاخ من الجســد{ المعــبر عنهــا في كالم بعض الفقهاء بالتنظيف، ولم يظهر لي دليل خاص في المقام،

وما ذكره في الجواهر عمومات ال ننكرها. ومــا ذكـره من قولـه: }لفحــوى مــا دل على المــذكورات{ فيــه

نظر. }وكــذا يســتحب االســتياك{ لمــا تقــدم في صــحيح معاويــة بن

عمار.ويستحب أيضا إزالة الشعر من سائر البدن للرضوي.

ثم إنه قد عرفت في بعض النصــوص عــدم الفــرق في االبتــداءبأيها، كما أن الظفر المأمور بقصه أعم من ظفر اليد والرجل.

}الثــالث: الغســل لإلحــرام{ على المشــهور كمــا في الحــدائق، وإجماعا محكيا عن التــذكرة والتحريــر إن لم يكن محصــال، بــل عن المنتهى ال نعــرف فيــه خالفــا كمــا في الجــواهر، وإجماعــا كمــا فيــواترة كالصــحاح الثالث البن ــه النصــوص المت ــدل علي المســتند، وي

اغتسلعمار، وصحيحتي ابن وهب وهشام المتضمنة جميعا للفظ: أو اغتسلوا .

. 6 من أبواب اإلحرام ح7 باب 11 ص9الوسائل: ج (?)120

. (1)غسل المحرم واجبوموثقة سماعة: الغسل في سبعة عشر موطنـا، منهـا الفـرضومرسلة يونس:

. (2)ثالثة، وعد منها غسل اإلحرامــد وعلي بن أبي ــتي محم ــر ورواي ــار والنض ــحيحتي ابن عم وص حمزة اآلمرة بإعادة الغسل لمن لبس قميصا بعده، وقد تقدم جملة

من هذه الروايات، ويأتي بعضها. وعن دعائم اإلسالم، عن األئمة )عليهم الســالم( أنهم قــالوا في

منه ما هو فرض، ومنه ما هو ســنة، فــالفرض منــه غســلالغسل: . (3)والغسل لإلحرام، إلى أن قال: الجنابة

في الحــائضوعن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم( أنــه قــال: ــاس، ومن اغتســل دون ــا يحــرم الن والنفســاء تغتســل وتحــرم كم

. (4)الميقات أجزأه من غسل اإلحرام. (5)ثم اغتسل أو توضأ والغسل أفضلوعن الرضوي:

. 3 من أبواب األغسال المسنونة ح1 الباب 937 ص2الوسائل: ج (?)1. 11 سطر 195 ص2المستند: ج (?)2 في ذكر االغتسال. 114 ص1دعائم اإلسالم: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح4 باب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4. 4 من أبواب اإلحرام ح4 باب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)5

21

وعن الجعفريات، عن جعفر بن محمد )عليه الســالم(، عن أبيــه. (1)كان يستحب أن يغتسل)عليه السالم(:

الغســلومرسل يونس، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: في سبعة عشر موطنــا، الفــرض ثالثــة الجنابــة، وغســل من غســل

. (2)ميتا، والغسل لإلحرامإلى غير ذلك من النصوص.

ــل في الحــدائق أن وقد ذهب العماني واإلسكافي إلى وجوبه، بالمرتضى )رحمه الله( نقل الوجوب عن كثير من األصحاب.

أقول: والظاهر أنهم تمسكوا بظــواهر األوامــر الــواردة، مضــافا إلى كلمـــة الوجـــوب الـــتي في بعض األخبـــار، لكن األقـــوى تبعـــا ــرف الخالف من أحـــد إال من نـــادر جـــدا ــل لم يعـ ــهور، بـ للمشـ االستحباب، ويــدل عليــه خــبر فضــل بن شــاذان، عن الرضــا )عليــه

وغسل يوم الجمعة سنة، وغســلالسالم(، فيما كتبه إلى المأمون: ــارة، وغســل ــة، وغســل الزي ــدين وغســل دخــول مكــة والمدين العي

ــة،، إلى أن قال: اإلحرام هذه األغسال سنة، وغسل الجنابة فريض. (3)وغسل الحيض مثله

الغسل أربعة عشــر وجهــا، ثالث منهــا غســل واجبوالرضوي: مفروض متى نسيه ثم ذكره بعد الوقت اغتســل وإن لم يجــد المــاء

تيمم، ثم إن وجدت فعليك

. 7 سطر 68الجعفريات: ص (?)1، والخصال: ص11 من أبواب األغسال المسنونة ح1 الباب 939 ص2الوسائل: ج (?)2

. 1 باب السبعة عشر ح508. 10 ح9 ص78البحار: ج (?)3

22

،الميقات في

اإلعادة، وأحد عشر غسال سنة، غسل العيدين والجمعة، وغسل اإلحرام ويوم عرفة ودخول مكــة، ودخــول المدينــة، وزيــارة الــبيت،ــة إحــدى ــة تســعة عشــر، وليل ــال في شــهر رمضــان، ليل وثالث لي وعشرين، وليلة ثالث وعشرين، ومتي نسي بعضها أو اضــطر أو بــه

. (1)علة تمنعه من الغسل فال إعادة بل ظــاهر الرضــوي الســابق والجعفريــات، هــذا مضــافا إلى مــا ذكره الفقيه الهمداني )رحمه الله( بعد ذكــر خــبر يــونس، أنــه يجب ارتكاب التأويل فيه، وكذا في غيره ممــا ظــاهره الوجــوب من حيث

به، الستفاضة نقل اإلجمــاع على اســتحبابه، بــلاألمر اشتماله على عن حج التحرير التصريح بأنه ليس واجبــا إجماعــا، وعن ابن المنــذر أنه أجمـع أهـل العلم أن اإلحــرام جـائز بغـير اغتسـال، ويؤيـده بعـد

اختفاء مثله في الشريعة مع توفر الدواعي على نقله، انتهى. ــالقول ــة ف ــدائق: وبالجمل ــول الح ــر أن ق ــه يظه ــك كل ومن ذل

بالوجوب ال يخلو من قوة، في غير محله. }في الميقات{ كما صرح به جماعة، بل ظــاهر مــا ســيأتي من جواز تقديمه عند خوف إعواز الماء في الميقات كــون تشــريعه في الميقات، ويـدل عليــه غـير واحــد من النصـوص المتقدمـة، لكن قـد تقدم في صحيح ابن وهب، وسيأتي في بعض األخبار األخر مــا يــدل

على تشريعه في غير الميقات اختيارا أيضا.

. 8 سطر 4فقه الرضا: ص (?)123

خــوف مع الميقــات على تقديمه ويجــوز ،الــتيمم عنه العذر ومع الخوف عدم مع جوازه األقوى بل ،الماء إعواز ،أيضا

}ومع العذر عنه التيمم{ كما عن المبسوط والمهذب والتــذكرة وغيرهــا، وعن المســالك أنــه اختــاره جماعــة من األعيــان، وعن المسالك تبعا لظاهر الشرائع التوقف، وعن المدارك وكشف اللثــام تضعيفه، لكن األقوى ما اختاره المصنف، إلطالق أدلة بدليــة الــتيممــا شــرع ــأن الغســل إنم ــول ب ــارة، والق ــاب الطه ــة في كت المتقدم للتنظيف وال تنظيف في التراب مردود بأن كون العلة مــا ذكــر غــير ظاهر، وبأن عدم تنظيف التراب معلــوم العــدم، مضــافا إلى النقض بســائر األغســال، على أن اإلطالق لــو شــمل المقــام لم يكن لهــذه

التعليالت مجال. }ويجوز تقديمه على الميقــات مــع خــوف إعــواز المــاء{ وفاقــا للشيخ وأتباعه كما عن التنقيح، بل لعامة المتأخرين أيضا كما قيــل،ــا في ــاع كمـ ــل باإلجمـ ــذخيرة، بـ ــا في الـ ــل بال خالف يعلم كمـ بـ

، كذا في المستند.(1)المدارك وفي الجواهر بال خالف أجده فيه، كما اعــترف بــه في الــذخيرة والرياض وغيرهمــا، ثم نقــل عن النــافع مــا يــدل على تمــريض هــذا

القول. جــوازه مــع عــدم الخــوف أيضــا{ كمــا عن ســيداألقــوى}بــل

المدارك، والفاضل األصبهاني، وصاحب الذخيرة، بــل في المســتند: قواه جماعة من متأخري أصحابنا وهــو األقــرب، ولكن عن الريــاض أنه نقل عن التنقيح اإلجماع على عدم جواز التقديم إال مع الخــوف،

والجواهر أشكل عليه في النقل المذكور.

. 443المدرك: ص (?)124

أقول: المعلوم مخالفته هو الشيخ والمحقق والمقداد والرياض، أمــا غــيرهم فــبين ســاكت، وبين مصــرح بــالجواز فيمــا وجــدت من

كلماتهم. ويدل على الحكم صحيح هشام بن سالم، قال: أرســلنا إلى أبي عبد الله )عليه الســالم( ونحن جماعــة ونحن بالمدينــة: إنــا نريــد أن

أن اغتســلوا بالمدينــة فــإني أخــاف أن يعــزنودعك، فأرســل إلينــا: ــتي ــابكم ال عليكم الماء بذي الحليفة، فاغتسلوا بالمدينة والبســوا ثي

. إلى أن قــال: فلمــا أردنــاتحرمون فيها، ثم تعالوا فرادى أو مثاني ال عليكم أن تغتســلوا إن وجــدتم مــاء إذا بلغتم ذيأن نخرج قــال:

. (1)الحليفة وصحيح الحلبي قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن الرجل يغتسـل بالمدينـة لإلحـرام، أ يجزيـه عن غسـل ذي الحليفـة،

. (2)نعمقال )عليه السالم(: ــة ــل يغتســل بالمدين ــألته عن الرج ــال: س ــبر أبي بصــير، ق وخ

. (3)نعمإلحرامه، أيجزيه ذلك عن غسل ذي الحليفة، قال: وقد تقدم صحيح معاويــة بن وهب، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه

أطــل بالمدينــةالسالم( ونحن بالمدينة عن التهيؤ لإلحــرام، فقــال: وتجهز بكل ما تريد واغتسل، وإن شــئت اســتمتعت بقميصــك حــتى

. تأتي مسجد الشجرة وعن هشام بن سالم قال: قال له ابن أبي يعفور: ما تقــول في

دهنه بعد الغسل

. 2 ــ 1 من أبواب اإلحرام ح8 الباب 12 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب اإلحرام ح8 الباب 12 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح8 الباب 12 ص9الوسائل: ج (?)3

25

،الميقات في اإلعادة واألحوط

ال عليكم أنلإلحرام، إلى أن قال: فلمــا أردنــا أن نخــرج قــال: . (1)تغتسلوا إذا وجدتم ماء إذا بلغتم ذا الحليفة

وعن كتاب درســت، عن هشــام بن ســالم، قــال: كنت أنــا وابن أبي يعفور وجماعة من أصحابنا بالمدينة نريــد الحج، قــال: ولم يكن بذي الخليفــة مــاء، قــال: فاغتســلنا بالمدينــة ولبســنا ثيــاب إحرامنــا

الخبر. ،(2)ودخلنا على أبي عبد الله )عليه السالم( وعن عيص بن القاسم، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم(ــوبين ثم ينــام قبــل أن عن الرجل يغتسل لإلحرام بالمدينة ويلبس ث

. (3)ليس عليه غسليحرم، قال: إلى غير ذلك من األخبار.

وهذه األخبار كما تراهــا بين مطلــق لتقــديم اإلحــرام وتشــريعه، وبين ما يدل على تقديمــه مــع خـوف إعـواز المـاء، وال وجـه لتقييـدــوف، األول بالثاني، لظهور بعض الروايات بالجواز حتى مع عدم الخ كصحيحي الحلبي وابن وهب وخــبر أبي بصــير، ومــا في صــحيح ابن سالم من التعليل ظاهر في اإلرشاد، فهو كقولك: صــل أول الــوقت

فإني أخاف عليك الموت. }واألحــوط{ اســتحبابا }اإلعــادة في الميقــات{ كمــا يظهــر من صـــحيح ابن ســـالم ومضـــمره، لكن الظـــاهر أن ذلـــك على وجـــه

االستحباب ال على وجه االحتياط، وقد

. 4 من أبواب اإلحرام ح8 باب 12 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح4 باب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح10 باب 15 ص9الوسائل: ج (?)3

26

ــار أول من الغسل ويكفي ــ إلى الليل أول ومن ،الليل إلى النهـ،النهار

أغرب في المستند فقال: وهل يستحب اإلعــادة لــو وجــد المــاء. (1)في الميقات أم ال، فيه قوالن، األقرب هو الثاني لألصل

ال عليكم أن تغتســلوا إنواستدل لألول بذيل صــحيحة هشــام: . وجدتم ماء إذا بلغتم ذا الحليفة

ورد بأن نفي البأس غير األســتحباب، إال أن يتم بأنــه إذا لم يكنبه بأس كان راجحا لكونه عبادة.

أقول: ال يتعين تقدير البأس، بل الظاهر منه نفي أصل الغســل،أي ليس عليكم الغسل وهو الدليل للثاني، انتهى.

أقول: هذا المعنى خالف المتفاهم عرفا. }ويكفي الغسل من أول النهار إلى الليــل، ومن أول الليــل إلى النهــار{، بال خالف كمــا في المســتند والجــواهر، وفي الحــدائق أنــه

صرح بذلك األصحاب، انتهى. لكنهم قيدوها بعدم النوم، ويدل على ذلك جملــة من الروايــات،

ففي ذيل مضمرة أبي بصير المتقدمة المروية عن الكافي: وأتاه رجل وأنا عنده فقال: اغتسل بعض أصــحابنا فعرضــت لــه

يعيد الغســل يغتســل نهــارا ليومــه ذلــك،حاجة حتى أمسى، فقال: . (2)وليال لليلته

وفي صحيح عمر بن يزيد ـ وفي التهــذيب عمــار بن يزيــد ـــ عنأبي عبد

. 27 سطر 195 ص2المستند: ج (?)1. 3 باب ما يجزئ من غسل اإلحرام وما ال يجزئ ح328 ص4الكافي: ج (?)2

27

،وبالعكس الليل آخر إلى اليوم غسل كفاية األقوى بل

من اغتســل بعــد طلــوع الفجــر كفــاهالله )عليه السالم( قــال: غسله إلى الليل في كل موضع يجب فيه الغســل، ومن اغتســل ليال

. (1)كفاه غسله إلى طلوع الفجر غســلوصحيحه اآلخر، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

. (2)يومك ليومك، وغسل ليلتك لليلتك وموثقــة ســماعة وأبي بصــير كليهمــا، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

ــكالسالم( قال: ــل ذل من اغتسل قبل طلوع الفجر وقد استحم قب ثم أحــرم من يومــه أجــزأه غســله، وإن اغتســل في أول الليــل ثم

. (3)أحرم في آخر الليل أجزأه غسلهــوير ــتحمام التن ــراد باالس ــاهر أن الم ــدائق: والظ ــال في الح ق

والتنظيف. ــدل على الحكم اآلتي، وهــو أقــول: لكن صــدر هــذه الموثقــة ت

إجزاء غسل الليل لليوم. }بل األقوى كفاية غسل اليوم إلى آخر الليــل، وبــالعكس{، في المستند إنه أفتى بـه جماعــة وال بـأس بـه، وفي الحـدائق أفـتى بـه صريحا، وفي الجواهر أنه أفتى به جماعــة من متــأخري المتــأخرين، ثم ذكــر أنــه ال يخلــو من وجــه، وقــد حكي هــذا القــول عن المقنــعــة من ــه جمل ــدل علي ــا، وي ــاض وغيره ــذخيرة والري ــدارك وال والم

النصوص:

. 12 باب في صفة اإلحرام ح64 ص5التهذب: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح9 الباب 13 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب اإلحرام ح9 الباب 14 ص9الوسائل: ج (?)3

28

في خصوصا إعادته يســـتحب اإلحـــرام قبل بعـــدها أحـــدث وإذا،النوم

كصدر موثقة سماعة وأبي بصير المتقدمة. غســلوصحيح جميل، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

. (1)يومك يجزيك لليلتك، وغسل ليلتك يجزيك ليومكــاب ــرائر من كتـ ــتطرفات السـ ــا رواه ابن إدريس في مسـ ومـ جميل، عن حسـين الخراسـاني، عن أحــدهما )عليهمــا السـالم( أنــه

غسـل يومــك يجزيــك لليلتــك، وغسـل ليلتــك يجزيـكسمعه يقول: . (2)ليومك

وما رواه السيد علي بن طــاووس في فالح الســائل، عن كتــاب أن غســل يومــك يجزيــك لليلتــك،مدينة العلم للصدوق، قال: روي

. (3)وغسل ليلتك يجزيك ليومك واعلم أن غســل ليلتــك يجزيــكوعن الصــدوق في المقنــع:

ليومك، وغسل يومــك يجزيــك لليلتــك، وال بــأس للرجــل أن يغتســل. (4)بكرة ويحرم عشية

}وإذا أحدث بعــده قبــل اإلحــرام يســتحب إعادتــه خصوصــا في النوم{، أما بالنسبة إلى النوم فهو فتــوى األكــثر كمــا في المســتند،

ويدل عليه جملة من الروايات: ــه الســالم(، قــال: كصحيح نضر بن سويد، عن أبي الحسن )علي

سألته عن رجل

. 1 من أبواب اإلحرام ح9 باب 13 ص9الوسائل: ج (?)1. 6 من أبواب اإلحرام ح9 باب 14 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح5 باب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح5 باب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4

29

عليه إعادة الغسليغتسل لإلحرام ثم ينام قبل أن يحرم، قال: (1) .

وصحيح عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله )عليــه السالم(، عن الرجل يغتسل لــدخول مكــة ثم ينــام فيتوضــأ قبــل أن

. (2)ال يجزيه إنما دخل بوضوءيدخل أيجزيه ذلك أو يعيد، قال: استدل به الحدائق للمقام وكأنه بالمناط، وإال فمــورده غــير مــا نحن فيه، فإن الغسل لدخول مكــة غــير الغســل لإلحــرام، لكن في

المستند جعل هذا القسم من الروايات مؤيدا. ويــدل على الحكم في المقــام أيضــا خــبر علي بن أبي حمــزة،ــرام ثم قال: سألت أبا الحسن )عليه السالم( عن رجل اغتسل لإلح

. (3)عليه إعادة الغسلينام قبل أن يحرم، قال: وإذا اغتسل الرجل بالمدينة إلحرامهوعن الصدوق في المقنع:

.(4)ولبس ثوبين ثم نام قبل أن يحرم فعليه إعادة الغسلــحيح العيص بن ــادة، كصـ ــدم اإلعـ ــات عـ لكن في بعض الروايـ القاسم، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم(، عن الرجل يغتسل

لإلحرام بالمدينة ويلبس ثوبين

.1 من أبواب اإلحرام ح10 الباب 14 ص9الوسائل: ج (?)1.1 من أبواب مقدمات الطواف ح6 الباب 319 ص9الوسائل: ج (?)2.2 من أبواب اإلحرام ح10 الباب 15 ص9الوسائل: ج (?)3.2 من أبواب اإلحرام ح6 الباب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4

30

. (1)ليس عليه غسلثم ينام قبل أن يحرم، قال: :وعن الصــدوق في المقنــع بعــد عبارتــه المتقدمــة قــال: وروي

ليس عليه إعادة الغسل(2) .ــوب، وأورد ــحيح العيص على نفي الوج ــل ص ــيخ: حم وعن الش عليه في الحدائق بأنــه بعيــد، ألن ســوق الخــبر يقتضــي أن ســقوط اإلعــادة لالعتــداد بالغســل المتقــدم، ال لكــون غســل اإلحــرام غــير

واجب.وعن المدارك حمله على نفي التأكد جمعا وال بأس به.

هذا كله في النوم، أمــا بـاقي األحــداث، فعن القواعــد اإلشـكال في اإللحاق، قال: ولو أحدث بغير النــوم فإشــكال ينشــأ من التنبيــه بـــاألدنى على األعلى، ومن عـــدم النص، وتبعـــه الفخـــر والكـــركيــدروس والمدارك والذخيرة والمستند فقربوا عدم اإللحــاق، وعن ال وكشف اللثام اإللحاق، بل عن المسالك االتفــاق على نقض الحــدث

غيره قطعا. أقول: غاية ما يستدل لإللحاق أمور:

األول: إن النوم من بــاب األدنى، فــاألعلى محكــوم بهــذا الحكمبطريق أولى، وفيه: إن كون النوم من ذلك الباب غير معلوم.

. 3 من أبواب اإلحرام ح10 الباب 15 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ذيل الحديث 6 الباب 113 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2

31

لبسه أو أكله يجـــــوز ال ما لبس أو أكل إذا إعادته األولى أن كماللمحرم

الثاني: إن النوم إنما صار حدثا ألن معه مظنة األحــداث، فمعهــاأولى، وفيه: إن كون العلة تلك غير معلوم.

ــارة ــل الطه ــه يبط ــوم ألن ــادة للن ــا يجب اإلع ــه إنم ــالث: إن الثالحقيقية، فالوهمية أولى، وفيه ما ال يخفى.

الرابع: ما دل على بطالن الغسل لدخول مكة والزيارة بالحــدثكصحيح عبد الرحمن المتقدم.

وصحيح إسحاق بن عمار، قال: سألته عن غسل الزيارة يغتسل يجزيه إن لمبالنهار ويزور بالليل بغسل واحد، قال )عليه السالم(:

. (1)يحدث، فإن أحدث ما يوجب وضوءا فليعد غسله بناء على وحدة المنــاط، وفيــه: إنــه غــير معلــوم، بــل نقــول إن كفاية الغسل في النهار وفي الليــل لتمـام الليــل مــع تعـارف وقـوع الحدث وعدم التنبيه على ناقضيته من الشواهد على كفايتــه، وأولى

في الداللة ما دل على كفاية غسل اليوم لليل وبالعكس. }كما أن األولى إعادته إذا أكل أو لبس ما ال يجوز أكله أو لبسه للمحــرم{، نســبه في الحــدائق إلى ظــاهر األصــحاب، وأرســله في المستند إرسال المسلمات، ويدل عليــه صــحيح عمــر بن يزيــد، عن

إذا اغتسلت أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

. 2 من أبواب زيارة البيت ح3 الباب 204 ص10الوسائل: ج (?)132

لإلحــرام فال تقتنــع وال تطيب وال تأكــل طعامــا فيــه طيب فتعيــد. (1)الغسل

ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قإذا لبست ثوبا ال ينبغي لك لبسه أو أكلت طعاما ال ينبغي لــك أكلــه

. (2)فأعد الغسل إذاوخبر محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه الســالم( قــال:

ــه اغتسل الرجل وهو يريد أن يحرم فلبس قميصا قبل أن يلبي فعلي. (3)الغسل

ــه ــد اللــه )علي ــا عب وخــبر علي بن أبي حمــزة، قــال: ســألت أب السالم( عن رجل اغتسل لإلحــرام ثم لبس قميصــا قبــل أن يحــرم،

. (4)قد انتقض غسلهقال )عليه السالم(: بل وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

إن لبست ثوبــا في إحرامــك ال يصــلح لــك لبســه، فلب وأعــدقال: . (5)غسلك

وإن لبســت ثوبــا من قبــل أن تلــبي فانزعــه منوفي المقنــع: . (6)فوق وأعد الغسل وال شيء عليك

لكن الظاهر عدم تأكد استحباب اإلعــادة، لجملــة من النصــوص المشعرة بعــدم إعــادة الغســل، لصــحيح معاويــة بن وهب الســابق،

وإن شئتحيث قال )عليه السالم( بعد األمر بالغسل في المدينة: . (7)اشتملت بقميصك حتى تأتي مسجد الشجرة

. 2 من أبواب اإلحرام ح13 الباب 16 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح13 الباب 16 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح13 الباب 15 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب اإلحرام ح13 الباب 15 ص9الوسائل: ج (?)4. 3 من أبواب اإلحرام ح13 الباب 16 ص9الوسائل: ج (?)5 نقال عن المقنع. 1 من أبواب اإلحرام ح7 الباب 114 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)6. 1 من أبواب اإلحرام ح7 الباب 10 ص9الوسائل: ج (?)7

33

،تطيب لو وكذا بل

ــه قــال: ــع أن وإن وقعت على أهلــك بعــد مــا تعقــدوعن المقن اإلحرام وقبل أن تلبي فليس عليــك شــيء، واغتســل النــبي )صــلى الله عليه وآلــه( بــذي الخليفــة لإلحــرام وصــلى، ثم قــال: هــاتوا مــا

. (1)عندكم من لحوم الصيد، فأتي بحجلتين فأكلهما قبل أن يحرمــه ــه )علي ــد الل ــرحمن بن الحجــاج، عن أبي عب ــد ال وصــحيح عب

إنه صلى ركعتين في مسجد الشجرة وعقــد اإلحــرام، ثمالسالم(: . خرج فأتي بخبيص فيه زعفران فاأكل منه

. (2)فأكل قبل أن يلبيوفي رواية الصدوق: وعن علي بن عبــد العزيــز، قــال: اغتســل أبــو عبــد اللــه )عليــه

هاتوا ما عندكم منالسالم( لإلحرام بذي الحليفة، ثم قال لغلمانه: . (3)الصيد حتى نأكله، فأتي بحجلتين فأكلهما قبل أن يحرم

ومن المستبعد جدا إعادة النبي )صلى الله عليه وآله( والصادق)عليه السالم( الغسل.

}بل وكذا لو تطيب{ لما عن التهذيب والــدروس وغيرهمــا كمــا في المستند، ووافقهم هو في ذلك، فنفى عنه البــأس، ويــدل عليــه

صحيح عمر بن يزيد المتقدم.

. 1 من أبواب اإلحرام ح9 الباب 114 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 17 ص9الوسائل: ج (?)2. 7 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 18 ص9الوسائل: ج (?)3

34

منها بواحد أتى فلو ،اإلحـــرام تـــروك جميع في ذلك األولى بل به أتى غسل بغــير أحــرم ولو ،إعادته األولى ،اإلحــرام قبل بعــدها،اإلحرام صورة وأعاد

}بل األولى ذلك في جميع تروك اإلحرام، فلــو أتى بواحــد منهــا بعدها قبل اإلحرام{ كان }األولى إعادته{ للمناط، وأولويــة بعضــها،

لكن ظاهر المسالك وصريح المدارك العدم وهو األقرب.ويدل عليه مضافا إلى عدم الدليل بعض النصوص:

كحسن جميل بن دراج، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر )عليه الســالم(، في رجــل اغتســل لإلحــرام ثم قلم أظفــاره، قــال )عليــه

. (1)يمسحها بالماء وال يعيد الغسلالسالم(: وصــحيحه، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم(، في الرجــل يغتســل

. (2)ال بأس بهلإلحرام ثم يمسح رأسه بمنديل، قال: وال بأس أن تمسح رأسك بمنديل إذاوعن الصدوق في المقنع:

. (3)اغتسلت مضافا إلى إطالقات أنــه مــا لم يلب لبس بشــيء إذا مــا ينــافي

اإلحرام، فتأمل. }ولــو أحــرم بغــير غســل أتى بــه وأعــاد صــورة اإلحــرام{ على األظهر األشهر كمــا في المســتند، ونســبه في الحــدائق إلى الشــيخ

وجمع من األصحاب، وفي

. 2 من أبواب اإلحرام ح12 الباب 16 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح12 الباب 16 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح8 الباب 114 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3

35

الجـواهر على المشـهور بين األصـحاب، بـل ال أجـد فيــه خالفـا، وتبعه في النسبة إلى المشهور المستمسك، ويــدل صــحيح الحســنــالح أبي ــد الص ــال: كتبت إلى العب ــن ق ــه الحس ــعيد، عن أخي بن س الحسن )عليه السالم( رجل أحرم بغير صالة، أو بغير غســل، جــاهال

يعيـدهأو عالما، ما عليه في ذلك وكيف ينبغي له أن يصنع؟ فكتب: (1) .

قال في محكي المدارك: وإنما حملنا اإلعــادة على االســتحباب،. (2)ألن السؤال إنما وقع عما ينبغي أن يصنع ال عما يجب

أقول: وهو جيد. وأما مــا في الحــدائق من اإلشــكال فيــه بــأن )ينبغي( يســتعمل كثيرا في الوجوب، ففيه: إن الظاهر منه االستحباب، واالستعمال ال يصــادمه، كمــا أن كــثرة اســتعمال األمــر في االســتحباب ال يصــادمــتند ــتدالل المسـ ــه في الضـــعف اسـ ــوره في الوجـــوب، ومثلـ ظهـ لالستحباب بأنه جملة خبرية، وهي ال تنهض بإفــادة الوجــوب، إذ قــدــر في ــة إن لم تكن أظه ــة الخبري ــون الجمل ــول ك ــق في األص تحق الوجوب فال أقل من مساواتها لألمــر في الظهــور، وبمــا ذكــر يــدفع قول ابن إدريس بعدم استحباب اإلعادة، كما يدفع قــول الشــيخ فيــه ال صــراحة في كالم على ــر الجــواهر أن ــا، وإن ذك ــة بوجوبه النهاي

الوجوب.

. 1 من أبواب اإلحرام ح20 الباب 28 ص9الوسائل: ج (?)1 آخر سطر. 244المدارك: ص (?)2

36

،ناسيا أو جاهال أو عامدا عالما تركه سواء

ثم إن إعادة الواجب لتدارك المستحب غير بعيد بعد وجود مثله في الشــرع، كالصــالة الــتي تعــاد ألجــل األذان واإلقامــة، ذكــره في المختلف في رد ابن إدريس المستشكل على الشــيخ بأنــه لــو نــوى اإلحرام ولبى فقد انعقــد إحرامــه، فــأي إعــادة تكــون عليــه، وكيــف

يتقدر ذلك. أقول: هـذا مضـافا إلى أنـه لـو فـرض عـدم النظـير فبعـد ورود النص الخــاص ال مجــال للكالم، وأمــا مــا أشــكل على المختلــف في المسالك بالفرق بين المقامين فإن الصــالة تقبــل اإلبطــال بخالفــه،ــو في ففيه: إن قبول اإلبطال وعدمه خارج عن محل الكالم الذي ه

مجرد االبتداء بالعمل لتدارك مستحب. وكيــف كــان، فقــد ظهــر من الروايــة اسـتحباب اإلعــادة مطلقــا }سواء تركه عالما عامدا، أو جاهال{ وأما ما ذكــره تبعــا لبعض آخــر

من قوله: }أو ناسيا{ فليس عليه دليل. ــالم، قال في المستمسك: الصحيح المتقدم مورده الجاهل والعــه في ــد أن يكــون من جهــة دخول فــذكر الناســي في كلمــاتهم ال بــد في ــال انصــرافه إلى العام ــو من إشــكال، الحتم ــالم، وال يخل الع مقابل الجاهل المعذور، فكأنه سأل فيه عن المعذور وغــيره، وكأنــه لــذلك جعــل في الجــواهر إلحــاق الناســي بــالفحوى، لكنــه ضــعيف،ــوع ــار في موض ــهم من االقتص ــر من بعض ــا يظه ــه م ــعف من وأض

،(1)المسألة على الناســي مــع التصــريح في النص بالجاهــل والعــالمانتهى.

أقول: قوله فكأنه سأل فيه عن المعذور وغيره، منــاف لمــا هــوبصدده، إذ

. 345 ص11المستمسك: ج (?)137

ــحيح األول إحرامه ولكن ــاق ص ــوجب بما أتى فلو ،حاله على ب ي،عليه وجبت اإلعادة وقبل بعده الكفارة

لو كان المناط المستفاد من الرواية هو المعذور لكــان الناســيداخال.

ثم إن الظــاهر كــون تــارك بعض الغســل كــذلك، إذ المنــاط المستفاد من الرواية هو الغسل بكاملـه، فــالقول بـأن تــارك بعضــه

ليس كتارك كله فال يدخل في أي الدليلين، منظور فيه. وهل حكم تارك الـتيمم في مــورد البدليـة ذلـك، احتمـاالن، وإن

كان االقتصار على موضع النص أولى. ــوجب }ولكن إحرامه األول صحيح باق على حاله، فلو أتى بما ي الكفارة بعــده{ أي بعــد إحرامــه األول الــذي أتى بــه بــدون الغســل }وقبل اإلعــادة وجبت عليــه{ مضــافا إلى كونـه محرمــا، وذلـك ألن األدلة الدالة على انعقاد اإلحرام بالتلبية ووجوب الكفارة بها ال مقيد

، ال يــدليعيــدهلها، إذ قوله )عليه السالم( في الصــحيح المتقــدم: على بطالن األول كي يرفع اليد به عن العمومات والمطلقات.

هذا مضــافا إلى روايــة الــدعائم اآلتيــة الدالــة على أن من تــرك الصالة وأحرم فقد تــرك الفضــل، والظــاهر أن المعــاد هــو اإلحــرام

، فيكــون قــديعيــدهحقيقة ال صورة، لظاهر قولــه )عليــه الســالم( أحرم إحرامين حقيقيين، كما اختاره كاشف اللثــام وتبعــه الجــواهر،

وال بعد في ذلك. ونظيره إعادة الصالة المأتي بها بــاالنفراد جماعــة، فــإن الثانيــةــه هي األولى حقيقة ال صورة، وأشكل على ذلك في المستمسك بأن خالف مرتكز المتشرعة أوال، وخالف ظاهر النص ثانيــا، ألن اإلعــادة المذكورة في الصحيح يراد منها امتثال أمر اإلحــرام بــالفرد الثــاني،

فال ينطبق على الفرد

38

األول، فالبناء على حصول االمتثال بفردين في عرض واحد فيزمان واحد خالف ظاهر النص.

وفيه: أما كونه خالف مرتكز المتشــرعة فغــير تــام، إذ المرتكــزــل مأخوذ عن النص، فإذا كان ظاهر النص ما ذكرنا تبعه المرتكــز، ب لو ال الــدليل على صــحة اإلحــرام األول من العمومــات واإلطالقــات لكان المستفاد من النص ـ ويتبعه االرتكاز ـ كون الثاني هو االمتثال، كارتكــاز ذلــك في بــاب إعــادة الصــالة في مــوارد الصــالة بنجاســة

منسية ونحوها. وأما كونه خالف ظاهر النص فهــو غــير مسـتقيم، إذ هــذا ظــاهر النص لو لم تكن العمومات واإلطالقات، أمــا مــع وجودهــا فالظــاهر بعد الجمع بينهما كون األول امتثاال حقيقيا، والثاني امتثال آخر، لكنه

من قبيل االمتثال االستحبابي. وبهــذا كلــه تــبين أن كال من اإلحــرامين امتثــال لألمــر بــاإلحرام

حقيقة، لكن األول امتثال لألمر الوجوبي، والثاني لألمر الندبي. ال أن األول ليس بامتثال حقيقي، بل هــو إحــرام باطــل والثــاني

إحرام حقيقي، كما عن المختلف والرياض. وال أن الثاني صورة اإلحرام بلبس الثوبين والتلبية بال نية إنشاء،

واألول إحرام حقيقي فقط، كما عن المسالك والمدارك. وال أنه ال يشرع اإلعادة أصال إال فيما كان الواقع منه أوال صــورة

اإلحرام ال حقيقة، كما عن ابن ادريس. فتحصل: أن المختار كون حال اإلحرامين حال الصالتين المعادة ثانيهما جماعة، وإنما الفرق أن اإلحــرام بعــد انقضــاء النيــة والتلبيــةــع، وبهــذا ونحوهما له توابع أعني المحرمات، والصالة ليس لهــا تواب

تبين أنه ال معنى للقول بكون

39

اللهم ،وبالله الله بسم»بعده: أو الغسل عند يقول أن ويستحب كل من وشفاء ،خوف كل من وأمنا وحرزا وراهوط نورا لي اجعله

وأجر ،صــدري لي واشــرح قلــبي وطهر طهرني اللهم ،وسقم داء قوة ال فإنه ،عليك والثناء ومدحتك محبتك لساني على وقد ،بك إال

،لك التسليم ديني قوام أن علمت

ــذلك نفس ــد ب ــو أري ــاع المثلين، إذ ل ــاب اجتم ــرامين من ب اإلح أعمال اإلحرام فاإلحرامان فردان من الماهية الكلية لم يجتمعــا في

زمان واحد ومكان واحد حتى يكونا من باب اجتماع المثلين. ولو أريد بذلك توابع اإلحرام، فبالضرورة أن التوابع ال تتكرر، فال يجب لمن قتل صيدا فداءين مثال، والمنســبق إلى ذهن العــرف بعــد الجمــع بين العمومــات والمطلقــات المقتضــية لــترتب التوابــع على اإلحرام األول، وبين الصحيح الدال على اإلعــادة هــو كــون الثــاني ال

توابع له حتى يقال بالتداخل أو التأكيد أو غيرهما. ــره في ــا ذك ــده:{ م ــل أو بع ــد الغس ــول عن ــتحب أن يق }ويس

في باب سياق مناسك الحج:(1)الفقيه ــورا ــه لي ن ــه، اللهم اجعل ــه وبالل وقــل إذ اغتســلت: }بســم الل وطهورا، وحرزا وأمنــا من كــل خــوف، وشـفاء من كــل داء وســقم، اللهم طهرني وطهر قلــبي واشــرح لي صــدري، وأجــر على لســاني محبتك ومدحتك والثناء عليــك، فإنــه ال قــوة إال بــك، وقــد علمت أن

: مكان )التسليم (2)قوام ديني التسليم لك{، وعن الفقيه

باب في سياق مناسك الحج. 312 ص2الفقيه: ج (?)1المصدر نفسه. (?)2

40

«.وآله عليه صلواتك نبيك لسنة واالتباع،نافلة أو فريضة صالة عقيب اإلحرام يكون أن:الرابع

}واالتبــاع لســنة نبيــك صــلواتك عليــهالتســليم ألمــركلــك(: وآله«.{.

ــون وترديد المصنف في قوله: )عند الغسل أو بعده( من جهة ك ذات احتمــالين، وإن كــان ال يبعــد كــونإذا اغتسلتعبارة الفقيه:

المستفاد عرفا من مثله قول ذاك في حين الغسل. }الرابع: أن يكون اإلحــرام عقيب صــالة فريضــة أو نافلــة{، وال خالف في رجحانه، بل هو إجماع مقطوع به كما في المستند، ويدل

على الحكم جملة من النصوص. ــال: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

صل المكتوبة ثم أحرم بالحج أو بالمتعة(1) . إذا أردت اإلحرام فيوصحيحه اآلخر، عنه )عليه السالم( أيضا:

. (2)غير وقت صالة فريضة فصل ركعتين ثم أحرم في دبرهاوصحيحته الثالثة، عنه )عليه السالم( أيضا: ال يكون اإلحــرام إال

في دبر صالة مكتوبة أو نافلة، فإذا كانت مكتوبة أحرمت في دبرهــا بعد التسليم، وإن كانت نافلة صليت ركعتين وأحــرمت في دبرهمــا،

، الحديث.(3)فإذا انفتلت من الصالة فأحمد الله عز وجل وأثن عليه

. 1 من أبواب اإلحرام ح18 الباب 26 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب اإلحرام ح18 الباب 27 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 23 ص9الوسائل: ج (?)3

41

تصــليوخبر أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: . (1)لإلحرام ست ركعات تحرم في دبرها

وخبر إدريس بن عبد الله )عليه السالم(، قــال: ســألت أبــا عبــد الله )عليه السالم( عن الرجل يأتي بعض المواقيت بعد العصر كيف

ــال: ــربيصــنع، ق ــه أن يقيميقم إلى المغ ــإن أبى جمال ، قلت: ف ، قلت: ألــه أن يتطــوع بعــدليس له أن يخــالف الســنةعليه، قال:

ــأخير ذلــك أحبالعصر، قال: ال بأس به، ولكني أكرهه للشــهرة وت. (2)أربع ركعات، قلت: كم أصلي إذا تطوعت، قال: إلي

وعن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في حــديثــلقال: واعلم أنه واسع لك أن تحرم في دبر فريضة أو نافلة أو لي

. (3)أو نهارــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــاني، ق ــباح الكن وعن أبي الص السالم(: أ رأيت لو أن رجال أحرم في دبر صالة مكتوبة أكان يجزيه

. (4)نعمذلك، قال: . في دبر صالة غير مكتوبةوفي أحدي روايتي الشيخ له:

وعن دعائم اإلسالم، عن جعفر بن محمد )عليهمــا الســالم( أنــه من أراد اإلحــرام فليصــل ويحــرم بعقب صــالته إن كــان فيقــال:

وقت مكتوبة صالها، وتنفل ما شاء

. 4 من أبواب اإلحرام ح18 الباب 26 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح19 اللباب 27 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح18 الباب 26 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح18 الباب 26 ص9الوسائل: ج (?)4

42

،فيه الظاهرة األخبار من لجملة ذلك بوجوب وقيل

بعدها وأحرم، وإن لم يكن في وقت صالة صلى تطوعا وأحــرم، وال ينبغي أن يحرم بغير صالة، إال أن يجهل ذلــك أو يكــون لـه عــذر،

. (1)وال شيء على من أحرم ولم يصل إال أنه قد ترك الفضل ،وألبس ثوبيك لإلحراموعن الرضوي في سياق مناسك الحج:

وليكن فراغــك من ذلــك عنــد زوال الشــمس لتصــليإلى أن قال: ــرك أن الظهر أو خلف الصالة المكتوبة إن قدرت عليها، وإال فال يض

. (2)تصلي ركعتين أو ستة في مسجد الشجرة إنــه أهــل فيوعن العوالي، عن النبي )صلى الله عليــه وآلــه(:

. (3)دبر الصالةــع: ــتيوعن المقن ــل ركع ــة فص ــالة مكتوب ــانت وقت ص وإن ك

اإلحرام قبل الفريضة، ثم صــل الفريضــة وأحــرم في دبرهــا ليكــون. (4)أفضل

}وقيل{ والقائل اإلسكافي }بوجوب ذلــك لجملــة من األخبــار{ المتقدمة }الظاهرة فيه{ لمكان األمــر، مضــافا إلى قــول الصــادق

خمس صــلوات ال تــترك على)عليــه الســالم( في صــحيح معاويــة: ، الحديث. (5)حال، إذا طفت بالبيت، وإذا أردت أن تحرم

في ذكر اإلحرام. 299 ص1الدعائم: ج (?)1 آخر السطر. 16 سطر 28فقه الرضا: ص (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح13 الباب 115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب اإلحرام ح13 الباب 115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4. 1 من أبواب اإلحرام ح19 الباب 27 ص9الوسائل: ج (?)5

43

على واشـــتمالها ،بينها الواقع لالختالف النـــدب على المحمولةالظهر صالة بعد يكون أن واألولى ،واجبة غير خصوصيات

ــير: ــبر أبي بص ــالم( في خ ــه الس ــه )علي ــلواتوقول خمس ص. (1)تصليها في كل وقت، منها صالة اإلحرام

}المحمولــة على النــدب{ لظــاهر خــبر الــدعائم، بــل صــريحه، و}لالختالف الواقــع بينهــا{ فــإن بعضــها تضــمن كــون اإلحــرام بعــد الظهر، وبعضها بعد المكتوبة، وبعضها بعد النافلــة ركعــتين، وبعضــها بعد النافلة أربع ركعات، وبعضها بعد النافلة ست ركعــات، لكن غــير خفي أن ذلك ال يكون سببا لرفــع اليــد عن الظــاهر للجمــع العــرفي

بينها، كما في الرضوي. }واشتمالها على خصوصيات غــير واجبــة{ كاشــتمال الصــحيحة الثالثة لمعاوية على حمد الله والثناء عليه والصالة والــدعاء، وهكــذا غيرها مما اشتمل على المستحبات، لكن اإلنصــاف أن هــذا أيضــا ال

يوجب رفع اليد عن الظواهر. وربما أجيب بما في المستند من أن شذوذ القول بالوجوب، بـل مخالفته لإلجماع المحقق بالحدس، لعدم قــدح مخالفــة النــادر فيــه،

أوجب صرف األخبار عن ظواهرها. أقول: مضافا إلى أن بعض ما استدل به للوجوب ال يــدل عليــه، فإن صحيح معاوية وخبر أبي بصــير األخــيرين في مقــام حكم آخــر،ــتي تكــره في أوقــات ــة ال ــا ليســت من الصــلوات المبتدئ وهــو أنه

مخصوصة. }واألولى أن يكون بعد صالة الظهر{ كما عن المشهور، بل في

الحدائق

. 2 من أبواب اإلحرام ح19 الباب 27 ص9الوسائل: ج (?)144

نسبه إلى األصحاب، ويــدل على ذلــك صــحيح معاويــة بن عمــارــه الســالم(: ــه )علي ــد الل وليكنالمتقــدم في الغســل، عن أبي عب

فراغك من ذلك زوال الشمس، وإن لم يكن عند زوال الشمس فال. (1)يضرك ذلك غير أني أحب أن يكون ذلك عند زوال الشمس

اإلحــرام في كــل وقتومرسل المقنعة، قال )عليــه الســالم(: . (2)من ليل أو نهار جائز، وأفضله عند زوال الشمس

ــه ــه )علي ــد الل ــبي كليهمــا، عن أبي عب ــة والحل وصــحيحة معاوي ال يضرك بليل أحرمت أو نهار، إال أن أفضل ذلك عندالسالم( قال: . (3)زوال الشمس

والرضوي المتقدم، وصحيح الحلــبي قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليه السالم( ليال أحرم رسول الله )صلى الله عليه وآله( أم نهارا،

فقال: . (4)صالة الظهر، فقلت: فأية ساعة، قال: نهارا وعن دعائم اإلســالم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم( أنــه

ويأخذ من أراد اإلحــرام من شــاربه ويقلم أظفــاره وال يضــرهقال: بأي ذلك بدأ، وليكن فراغه من ذلــك عنــد زوال الشــمس إن أمكنــه ذلك فهو أفضل أوقات اإلحرام، وال يضره أي وقت أحرم من ليل أو

. (5)نهار

. 6 من أبواب اإلحرام ح15 الباب 22 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 س70المقنعة: ص (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح15 الباب 21 ص9الوسائل: ج (?)3. 5 من أبواب اإلحرام ح15 الباب 21 ص9الوسائل: ج (?)4 باب ذكر اإلحرام. 298 ص1الدعائم: ج (?)5

45

وليكن فراغك من ذلك عند زوال الشــمسوالرضوي المتقدم: . لتصلي الظهر أو خلف الصالة المكتوبة

وصحيح معاوية، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( في كيفيــة حج فلمــا انتهى إلى ذي الحليفــة فــزالتالنبي )صلى الله عليه وآلــه(:

الشمس اغتســل ثم خــرج حــتى أتى المســجد الــذي فيــه الشــجرة الحديث. (1)فصلى فيه الظهر وعزم بالحج مفردا

إلى غير ذلك. ــا أفضــلية ــات يســتفاد منه ــذه الرواي ــة من ه وال يخفى أن جمل اإلحرام عند زوال الشمس الذي ال يكون إال بعــده، كمــا هــو صــريح أخرى، كما أنــه يســتفاد منهــا بعــد ضــم أفضــلية كــون اإلحــرام بعــد المكتوبة أفضلية كونه بعد أحد الظهــرين، كمــا أن الرضــوي كــالنص في أفضلية كونه بعد الظهر، مضافا إلى التأسي، وال ينافي ذلك مــا في صحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: سألته أليال

،نهــاراأحرم رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( أم نهــارا، فقــال: ــرم،صالة الظهرفقلت: أي ساعة، قال: ، فسألته متى ترى أن نح

سواء عليكم إنما أحرم رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه(فقال: بعد صالة الظهر، ألن الماء كان قليال كان في رؤوس الجبال فيهجــر الرجل إلى مثل ذلك من الغد، وال يكــاد يقــدرون على المــاء، وإنمــا

. (2)أحدثت هذه المياه حديثا

. 4 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 151 ص8الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب اإلحرام ح15 الباب 21 ص9الوسائل: ج (?)2

46

الظهر يصــلي أن فيه األفضل فــإن ،التمتع حج إحــرام غــير فيــنى ــالة فبعد الظهر وقت في يكن لم وإن ،بمـ ــرى فريضة صـ أخـ،حاضرة

ألن الظاهر أن السؤال والجواب وقع عن الوجوب، فنفى اإلمام )عليه السالم( ذلك، أما االستحباب فال، وبهذا يظهــر اإلشــكال فيمــا ذكره في الحدائق قال: وظاهر الخبر األخير أن السبب في إحرامــه )عليه السالم( في ذلك الوقت إنما هو قلة الماء، وإنما يؤتى به بعد الهجرة إليه في اليــوم الســابق في ذلــك الــوقت، ولهــذا لمــا ســأله

، يعــني أي وقتســواء عليكمالراوي مــتى تــرى أن نحــرم، قــال: أردتم، ثم ذكر له العلة في إحرامه )صلى الله عليه وآله( بعد صــالة

الظهر، انتهى. لكنه )رحمه الله( مال أخيرا بعض الميل إلى القــول المشــهور، فقــال: ثم إن صــحيحة الحلــبي تضــمنت أن أفضــل ذلــك عنــد زوال الشمس، ولعل وجه الجمع بينهما أنه لما اتفق إحرامــه )صـلى اللــه عليه وآله( في ذلك الوقت للعلـة المـذكورة صـار الفضـل في ذلـك

مما ينــافي ذلــك،سواء عليكمالوقت، إال أن قوله )عليه السالم(: وإن كان الجواز ال ينافي االستحباب، انتهى.

ثم إن ما ذكرنا من أولوية كون اإلحرام بعد صالة الظهر إنما هو }في غــير إحــرام حج التمتــع، فــإن األفضــل فيــه أن يصــلي الظهــر بمنى{، في المسألة أقوال تــأتي في مســألة إحــرام الحج إن شــاء

الله تعالى، وفيما ذكره المصنف )رحمه الله( إشكال. }وإن لم يكن{ اإلحرام }في وقت الظهــر فبعــد صــالة فريضــة أخرى حاضرة{ كما هو صريح جماعة، منهم المحقــق في الشــرائع، بل في المستند ما ظاهره النسبة إلى األصحاب قال: قالوا األفضل

أن يكون بعد الصالة المكتوبة أي الخمس

47

ةفمقضي يكن لم وإن

، انتهى.(1)اليومية ويــدل على هــذا جملــة من النصــوص، كصــحيحتي عمــار األولى والثالثة، وظاهر خبري إدريس والكناني على إحدى روايتــه، وصــريح

الدعائم والرضوي، بل ومفهوم صحيحة عمار الثانية. ــل وموثقة ابن فضال، عن أبي الحسن )عليه السالم(، في الرج يأتي ذا الحليفة أو بعض األوقات بعد صالة العصــر أو في غــير وقت

. (2)ينتظر حتى يكون الساعة التي تصلى فيهاصالة، قال: وإن لم يكن وقت المكتوبـــة صـــليت ركعـــتيوعن المقنـــع:

.(3)اإلحرام وقد تكلف في المستند لــرد داللــة الروايــات المــذكورة بعــد مــا ذكر بعضــها، ولكنــه في غــير محلــه، كمــا تكلــف لــرد داللــة روايــات استحبابه بعد صالة الظهر، ومع ذلك فأخير كالمه يظهـر منــه الميــل أو القول بذلك، ألنه قال: وعلى هذا فالظاهر مــا ذكــروه، ولكن في

، انتهى.(4)غير إحرام الحج للمتمتع }وإن لم يكن{ وقت صـــالة حاضـــرة }فـــــ{ األولى اإلتيـــان باإلحرام بعد صالة }مقضية{ كما عن الــدروس، لكنــه خالف ظــاهرــو األدلة، ولذا قال في المستمسك بعد نقله عبارة الدروس: وال يخل

انتهى.، (5)من إشكال، بل هو خالف ظاهر النصوص المتقدمة

. 9 سطر 196 ص2المستند: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح19 الباب 208 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3. 29 سطر 196 ص2المستند: ج (?)4. 352 ص11المستمسك: ج (?)5

48

. فعقيب صالة النافلةوإاللإلحرام ركعتين أو ركعات أربع أو ركعات ست صالة:الخامس

أقول: ويؤيد ما ذكرناه ما دل على أنــه يصـلي نافلـة إذا لم يكن وقت المكتوبة، فإن إطالقه ناف للفرق بين من عليه صالة مقضــية وبين غيره، وبهذا يظهر ضعف احتمال كون الصــالة عن الغــير أيضــاــوف ــة، كالكس ــير اليومي ــلية غ ــة األص ــالة الواجب ــا الص ــذلك، وأم ك والخسوف والجنازة ونحوها، والعرضية كالمنذورة ونحوهـا فال دليــل

على قيامها مقام اليومية، لالنصراف القطعي عنها. }وإال فعقيب صالة النافلة{ كما هو صــريح جملــة من النصــوص

المتقدمة، وال خالف وال إشكال فيه. }الخــامس: صــالة ســت ركعــات{ لخــبر أبي بصــير، والرضــوي المتقدمين في الرابــع من المســتحبات، وهنــاك بعض األدلــة الدالــة على ذلك في إحــرام الحج، كموثقــة أبي بصــير، وصــحيحة معاويــة،

مما يأتي في مكانه إن شاء الله تعالى. }أو أربع ركعات{ لخبر إدريس المتقدم هناك.

}أو ركعتين لإلحرام{ لصحيحتي ابن عمــار والرضــوي والمقنــع،بل وإطالق ما دل على صالة النافلة بقول مطلق إذ أقلها ركعتان.

ثم إن المنسوب إلى ظاهر األكثر كون نافلة اإلحــرام يــؤتى بهــا مطلقا، سواء صلى الفريضة أم ال، بمعنى أنه ال ترتب بين الفريضــة

والنافلة بحيث إن النافلة إنما تشرع إذا لم تكن فريضة. ــار اســتحباب صــالة اإلحــرام ــال في المســتند: وظــاهر األخب ق

مطلقا، سواء

49

كانت الست أو األقل، ولو أحرم بعد الفريضة أيضا، كمــا نســب. انتهى، (1)إلى ظاهر األكثر

لكن عن المــدارك أنــه مــع صــالة الفريضــة ال يحتــاج إلى ســنة اإلحرام، وأنها إنما تكون إذا لم يتفق وقوع اإلحرام عقيب الظهر أو

انتهى.،(2)فريضة، وعلى ذلك دلت األخبار وهــو الظــاهر من محكي اإلرشــاد، حيث قــال: واإلحــرام عقيب

، انتهى.(3)الظهر أو غيرها أو ست ركعات وأقله ركعتان وقد استظهر في محكي الذخيرة والحــدائق والجــواهر من كالم المقنعة والمبسوط والنهاية والقواعد والتــذكرة والمنتهى مــا ذكــره المستند، بـل في محكي المســالك عنـد قــول الشـرائع )وأن يحـرم عقيب فريضة الظهر أو فريضة غيرها وإن لم يتفــق صــلى لإلحــرام ست ركعات وأقله ركعتان( قال: ظاهر العبارة يقتضي أنه مع صالة الفريضة ال يحتاج إلى سنة اإلحرام، وإنما يكون عند عدم فعل ظهر أو فريضة، وليس كذلك، وإنما السنة أن يصلي سنة اإلحرام أوال ثم يصلي الظهر أو غيرها من الفــرائض ثم يحــرم، فــإن لم يتفــق ثمــة

فريضة اقتصر على سنة اإلحرام

. 32 سطر 196المستند: ص (?)1. 7 سطر 443المدارك: ص (?)2 في المتن. 1 س372 ص1مجمع البرهان في شرح اإلرشاد: ج (?)3

50

الفريضة على مقدما بها اإلتيان واألولى

ــراد ثم قال: وقد اتفق أكثر العبارات على القصور عن تأدية الم ـ انتهى.،(1)هنا

ــوب إلى وكيف كانت األقوال، فالذي يقوى في النظر هو المنس المشهور من الجمع بينها، إذ يدل عليه مضــافا إلى مطلقــات إيقــاع اإلحرام عقيب النافلة خصــوص خــبر الــدعائم والمقنــع المتقــدمين،

وإن كان وقت صالة الفريضة فصل هذه الركعــات قبــلوالرضوي: أن أفضل ما يحرم اإلنســان في، وروي الفريضة ثم صل الفريضة

. دبر صالة الفريضة ثم أحرم في دبرها ليكون أفضل وبهذه يصرف مــا دل على الــترتب، كصــحيح معاويــة الثــاني، أو التخيير كصحيحه الثالث وغيرهما عن ظــاهره، فيحمــل مــا دل على الــترتب على بيــان التكليــف في غــير وقت المكتوبــة، ومــا دل على

التخيير على منع الخلو. }واألولى اإلتيان بها مقدما على الفريضــة{ كمــا عن المشـهور،

فصــل هــذه الركعــاتنقله في المستند وكشف اللثــام، للرضــوي: . (2)قبل الفريضة ثم صل الفريضة

فصل ركعتي اإلحرام قبل الفريضة ثم صــل الفريضــةوالمقنع: ، وقد تقدما. (3)وأحرم في دبرها

وربما يستدل له بصــحيحة ابن عمــار اآلتيــة في إحــرام الحج إن ، إلى أن قال:إذا كان يوم التروية إن شاء الله فاغتسلشاء الله:

ثم صل ركعتين في مقام إبراهيم

. 16 سطر 106 ص1المسالك: ج (?)1 آخر سطر.26فقه الرضا: ص (?)2.4 من أبواب اإلحرام ح13 باب115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3

51

أو في الحجر، ثم اقعد حتى تزول الشــمس فصــل المكتوبــة ثم قـل في دبـر صـالتك كمـا قلت حين أحـرمت من الشـجرة: وأحـرم

. (1)بالحج واستدل في الجواهر لذلك بأمور أخر أيضــا، لكن ال داللــة فيهــا، كما أن داللة صحيحة ابن عمــار غــير ظــاهرة، لعــدم معلوميــة كــون الركعتين لإلحرام، بــل الظــاهر كونهمــا للتحيــة، ألن الصــادق )عليــه

إذا كان يوم التروية إن شـاء اللــه فاغتسـل ثم البسالسالم( قال: ثوبيــك وادخــل المســجد حافيــا وعليــك الســكينة والوقــار، ثم صــلــزول ــراهيم أو في الحجــر، ثم اقعــد حــتى ت ــد مقــام إب ركعــتين عن

الحديث. (2)الشمســارة ــذب واإلش ــود والمه ــل والعق ــذا ولكن المحكي عن الجم ه والوسيلة والغنية وكشـف اللثــام وغيرهـا العكس بتقـديم الفريضــة،

، وبمــا دل علىال نافلــة في وقت فريضةواســتدلوا لــذلك بعمــوم وقوع اإلحرام دبر صالته، وفيهما ما ال يخفى، إذ العموم مضــافا إلى ما فيه كما عرف في محلــه معــارض بعمــوم مــا دل على أن صــالة

اإلحرام تصلى في كل وقت. كصحيح معاوية قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:

خمس صلوات ال تترك على حال، إذا طفت بــالبيت، وإذا أردت أن تحرم، وصالة الكسوف، وإذا نسيت

. 1 من أبواب إحرام الحج ح2 ص10الوسائل: ج (?)1المصدر نفسه. (?)2

52

ــوز ــان وقت أي في إتيانها ويج ــتى كراهة بال ك ــات في ح األوق،المكروهة

.(1)فصل إذا ذكرت، وصالة الجنازة. (2)ونحوه خبر أبي بصير

وما دل على وقوع اإلحرام دبر صالته يــرد عليــه بعــد الغض عن أن مثل هذه الفاصلة ال تمنع عن صــدق ذلــك، أنــه معــارض بمــا دل على وقوع اإلحرام دبــر المكتوبــة، فيتســاقطان والمرجــع الرضــوي

ونحوه. وربما يســتدل لهــذا القــول بخــبر الــدعائم المتقــدم الــدال على التنفل بما شـاء بعـد الفريضـة، وفيـه: إنــه لم يـدل على كـون هـذه

النافلة هي نافلة اإلحرام، فال يعارض صريح الرضوي والمقنع. }ويجوز إتيانهــا في أي وقت كــان بال كراهــة حــتى في األوقــاتــان بهــا المكروهة{ ألنها ليست من النوافل المبتدئة، والمكروه اإلتي

في هذه األوقات. ففي مكاتبة علي بن بالل قال: كتبت إليه في قضاء النافلــة من طلــوع الفجــر إلى طلــوع الشــمس ومن بعــد العصــر إلى أن تغيب

. (3)ال يجوز ذلك إال للمقتضي فـأما لغيره فالالشمس، فكتب: وقد تقدم في صحيح معاوية، وخبر أبي بصير: أن صالة اإلحــرام

ال تترك على حال. ــا ورد في موثقــة ابن أبي فضــال المتقدمــة، من قــول ــا م وأم

ينتظــر حــتى تكــون الســاعة الــتي يصــلياإلمــام )عليــه الســالم(: ، فكأنه للتقية، ولذا ألحق بها الصدوق (4)فيها

. 4 من أبواب المواقيت ح39 الباب 175 ص3الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب المواقيت ح39 الباب 175 ص3الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب المواقيت ح38 الباب 171 ص3الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب اإلحرام ح19 الباب 28 ص9الوسائل: ج (?)4

53

لمن النافلة جــواز بعــدم القــول على حــتى الفريضة وقت وفي أن واألولى ،المقــام في الــواردة األخبــار لخصــوص ،فريضة عليهالجحد، الثانية وفي ،التوحيد الحمد بعد األولى الركعة في يقرأ

)رحمه الله(، وإنما قال ذلك مخافة الشهرة. قال في الحدائق: وظاهر المحــدث الكاشــاني أن قولــه: )وإنمــا إلخ( إنما هو من كالم صاحب الفقيه حيث لم يذكره في متن الخبر، وإنما ذكره في البيان نقال عنه، وظــاهر غــيره ممن نقــل الخــبر أنــه

من متن الخبر، وكأنه بناء على ذلك من كالم بعض الرواة، انتهى. أقول: ويؤيــده مــا في خــبر إدريس المتقــدم، حيث قــال )عليــه

ال بــأس بــه ولكنمــا أكرهــه للشــهرة وتــأخير ذلــك أحبالســالم(: . (1)إلي

}و{ يجوز اإلتيان بها حتى }في وقت الفريضة حتى على القول بعدم جواز النافلة لمن عليــه فريضــة{ لتخصــيص الكليــة بالرضــويــا في أي وقت ــان به المنجبر بالعمل، واألخبار الدالة على جواز اإلتي

شاء. وقولـــه }لخصـــوص األخبـــار الـــواردة في المقـــام{ اســـتدالل

للحكمين ظاهرا ال للحكم األخير. ــد، وفي }واألولى أن يقرأ في الركعة األولى بعــد الحمــد التوحي

{ دالثانية الجح

. 3 من أبواب اإلحرام ح19 الباب 27 ص9الوسائل: ج (?)154

ــذكرة والمنتهى ــرائر والتـ ــة والسـ ــا عن النهايـ ــذا في، (1)كمـ كـالمستمسك، لكن في الحدائق نسب العكس إليهم.

وكيف كان، فيدل على هذا الترتيب صحيح معــاذ أو حســنه، عن ال تدع أن تقرأ بقل هو الله أحد،أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

وقل يا أيها الكافرون في سبع مــواطن، في الركعـتين قبــل الفجــر، وركعتي الزوال، والركعــتين بعــد المغــرب، وركعــتين من أول صــالة

. (2)الليل، وركعتي اإلحرام، والفجر إذا أصبحت، وركعتي الطواف إنــهوعن التهذيب، بعد أن أورد ذلك قــال: وفي روايــة أخــرى:

د﴿يبدأ في هــذا كلــه بـ ، وفي الركعــة الثانيــة بـ﴾قل هــو الله أحــــه يبــدأ﴾قل يا أيها الكافرون﴿ ، إال في الركعتين قبل الفجــر، فإن

بقــل يــا أيهــا الكــافرون، ثم يقــرأ في الركعــة الثانيــة بقــل هــو اللــه. (3)أحد

إذاأقــول: وهــذا يظهــر من بعض الروايــات األخــر، كالرضــوي: بلغت الميقات فاغتسل أو توضأ والبس ثيابــك وصــل ســت ركعــات

د﴿تقرأ فيها فاتحة الكتــاب، و ا﴿، و﴾قل هــو الله أحــ قــل يــا أيهــــترتيب في(4)﴾،الكــافرون ــذكر ال ــترتيب في ال . إذ الظــاهر من ال

العمل، كما أنه قدم الفاتحة لتقدمها في العمل.

. 356 ص11المستمسك: ج (?)1. 1 من أبواب القراءة في الصالة ح15 الباب 751 ص4الوسائل: ج (?)2. 42 ح8 الباب 74 ص2التهذيب: ج (?)3 في الحاشية. 26فقه الرضا: ص (?)4

55

.قيل كما العكس ال

ــال: وعن الصدوق في الهداية، عن الصادق )عليه السالم( أنه ق ــافرون﴿، و﴾قل هو الله أحد﴿ال تدع أن تقرأ ا الك ﴾قل يا أيهــ

. (1)وركعتي اإلحرام، إلى أن قال: في سبعة مواطن وإن لم يكن وقت المكتوبــة صــليت ركعــتيوعنــه في المقنــع:

د﴿اإلحــرام وقــرأت في األولى الحمــد، و ، وفي﴾قــل هــو الله أحــ. (2)﴾قل يا أيها الكافرون﴿الثانيه الحمد و

ــماؤهم، }ال العكس كما قيل{ والقائل به الجماعة المتقدمة أس ونســبه في المستمســك إلى المبســوط، وميـــل الشـــرائع عكس الحدائق حيث نسب إلى المبسوط القول األول، والــدليل على هــذا

القول غير معلوم. واألقرب هو القــول األول، وفاقــا للمســتند، قــال: ويســتحب أنــد يقرأ في أولى ركعات اإلحرام بالحمد والتوحيد، وفي الثانية بالحم

انتهى. (3)والجحد، للتصريح به في بعض الصحاح وللحــدائق ألنــه ذكــر الروايــة ســاكتا عليهــا، وكــذلك يظهــر من

الجواهر، والله العالم.

. 2 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2. 3 سطر 197 ص2المستند: ج (?)3

56

الحناء تستعمل أن اإلحرام أرادت إذا للمرأة يكره(: 2 مسألة)

ــألة } يكــره للمــرأة إذا أرادت اإلحــرام أن تســتعمل:2مس الحناء{، قال في الشرائع في باب مكروهــات اإلحــرام: واســتعمال

، انتهى. (1)الحناء للزينة، وكذا المرأة ولو قبل اإلحرام إذا قارنته وفي الحدائق قال: اختلفوا أيضا في حكم الحنــاء قبــل اإلحــرام إذا قاربه، فظاهر األكثر الكراهــة، وحكم شــيخنا الشــهيد الثــاني فيــرق بين الروضة بالتحريم إذا بقي أثره عليه، وفي المسالك إنه ال ف

. (2)الواقع بعد نية اإلحرام وبين السابق عليه إذا كان يبقى بعده وقال في المستند: وكما يكره بعد اإلحرام كذا يكــره قبلــه حينــاني المتقدمــة، وقيــل إذا بقي أثــره، إرادة اإلحــرام، لروايــة الكن

، انتهى. (3)والرواية عن إفادة ذلك قاصرة وفي الجواهر نســبه إلى ظــاهر إطالق القواعــد ومحكي النهايــة

والمبسوط والسرائر والجامع. وكيــف كــان، فيــدل على الحكم في الجملــة روايــة أبي الصــباح الكناني، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: ســألته عن امــرأة خافت الشقاق فأرادت أن تحرم، هل تخضب يدها بالحناء قبل ذلك،

، بناء (4)ما يعجبني أن تفعلقال )عليه السالم(:

. 285شرائع اإلسالم: ص (?)1. 562 ص15الحدائق: ج (?)2. 5 سطر 221 ص2المستند: ج (?)3. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح23 الباب 100 ص9الوسائل: ج (?)4

57

معه ال بل ،الزينة قصد مع بعــده ما إلى أثــره يبقى كان إذا أيضــا ،بحرمته قيل بل ،قصــــــدهات لم وإن الزينة به يحصل كــــــان إذا

،عدمها األقوى كان وإن تركه فاألحوط

ظاهر في الكراهة كما هو غير مســتبعد؛ما يعجبنيعلى كون وهذه الرواية كما تراها تدل بالداللة العرفية على أن ذلك }إذا كــان يبقى أثره إلى ما بعده{، فما تقــدم عن المســتند من قصــورها عن

الداللة لذلك في غير محله. نعم كون الكراهــة مختصــة بالخضــاب }مــع قصــد الزينــة{ غــير ظاهر، }بل{ الظاهر من الرواية كونــه }ال معــه{ ألن قصــدها كــان الدواء، فعطف المصنف )رحمــه اللــه( بقولــه: بــل ال معــه }أيضــا{ المشعر بالترقي في غير محله، كما أن قوله: }إذا كــان يحصــل بــه الزينة وإن لم تقصدها{ منظور فيه، إذ الرواية مطلقة، اللهم إال أن

فتأمل. تخضبيقال باستفادته من }بل قيل{ والقائل الشــهيد في الروضــة والمســالك كمــا تقــدم

مــا}بحرمته{، ولعله الستفادة الحرمة من قولــه )عليــه الســالم(: أو من عموم التعليــل في روايــات الكحــل بــالمواد والنظــريعجبني

في المرآة بأنه زينة. ــة، }فاألحوط تركه وإن كان األقوى عدمها{ لمنع تحريم كل زين بل سيأتي في محرمات اإلحرام أن المشهور كراهة الحناء، ولو بعدــه ــه )علي ــد الل ــه بن ســنان، عن أبي عب ــد الل اإلحــرام، لصــحيح عب

إن المحــرمالســالم(، ســألته عن الحنــاء، فقــال )عليــه الســالم(: ، ومــا في(1)ليمسه ويداوي به بعــيره، ومــا هــو بطيب وال بــه بــأس

الوسائل

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح23 الباب 100 ص9الوسائل: ج (?)158

الرجل بها ألحقوا لكنهم ،بالمرأة مختصة والرواية ــدة أيضا لقاع.به بأس وال ،االشتراك

ــتعماله وأما ــدم مع اس ــرام إرادة ع ــأس فال اإلح بقي وإن ،به ب،أثره

بـ )لغيره( غلط من النساخ. بعيرهمن استبدال ــالمرأة، }والرواية{ المتقدمة عن الكناني كما تراها }مختصــة بــه{، كمــا لكنهم ألحقوا بها الرجل أيضا لقاعدة االشتراك، وال بأس ب أن الصــحيحة الدالــة على عــدم البــأس ظــاهرة في الرجــل، لكنهم

ألحقوا به المرأة. قــال في الجــواهر: كمــا أن مــا عن الشــيخ والحلي ويحــيى بنــالمرأة ــة ب ــاص الكراه ــه من اختص ــل في بعض كتب ــعيد والفاض س الختصاص النص بهــا وغلبــة اســتعمالها وقــوة تهييجــه الشــهوة غــير واضح بعد قاعدة االشتراك، فاألقوى عدم الفرق بينهما فيها، وعــدم الفرق بين ما بعد اإلحرام وما قبله مع بقاء األثــر الــذي يكــون زينــة

انتهى. ، (1)بعده، قصد الزينة أم ال }وأما استعماله مع عــدم إرادة اإلحــرام فال بــأس بــه، وإن بقي أثره{ الختصاص رواية الكناني بمن تريــد اإلحــرام، قــال في محكيــد إرادة المــدارك: ويســتفاد منهــا أن محــل الكراهــة اســتعماله عنــا وال ــك محرم ــل ذل ــتعماله قب ــون اس ــذا فال يك ــرام، وعلى ه اإلح

. (2)مكروها

. 430 ص18الجواهر: ج (?)1. 5 سطر 463المدارك: ص (?)2

59

.ممكنة كانت وإن إزالته بعدم بأس وال

}وال بأس بعـدم إزالتــه وإن كـانت ممكنــة{، اللهم إال أن يكــون الوجه التعليل في رواية الكحل والمرآة، فالقول باإلزالــة حينئــذ فيــد اإلحــرام ال محله، أو يقال إن المستفاد من الرواية كراهة أثره عن

كراهة استعماله عنده. ــدليل ثم إنه هل يلحق باليد الرجل أم ال، الظاهر الثاني لعــدم ال إال على القــول بــه من بــاب كونــه زينــة، أو فهم المنــاط من روايــة

الكناني. وهل يلحق بالحناء سائر األصــباغ الملونــة المتداولــة، احتمــاالن،

من المناط وعموم العلة، ومن عدم الدليل. ثم الظاهر عدم الفرق بين خضاب بعض اليد وكلها.

ــاء وســائر االصــباغ ــرأس بالحن ــة وال كمــا أن في خضــاب اللحياالحتماالن.

والظــاهر أن طلي الحنــاء بموضــع النــورة ونحــوه كتحت اإلبــط وغيره مما ال يعد خضابا وال زينة ال كراهة فيــه، لعــدم شــمول النص

وال العلة وال المناط، والله العالم.

60

فصلاإلحرام كيفية في

}فصل في كيفية اإلحرام{ وحقيقتــه ليســت إال التلبيــة، أو مــا يقــوم مقامهــا في األخــرس ونحـــوه، المســـبوقة بنيـــة الحج أو العمـــرة، ومن آثـــاره األحكـــام المتفرعة التي هي حرمة المحرمــات، وقــد نقــل في المســتند هــذاــار والخالف ــ ــتظهره عن االنتص ــ ــار، واس ــ ــذيب واالستبص ــ عن الته

والجواهر والغنية والتذكرة والمنتهى وغيرها. وعلى هذا فالتلبية بال نيــة ليســت إحرامــا، كمــا أن النيــة بــدونها

كذلك. وأما لبس الثوبين فهو من الواجبات، ولذا ال يضر تركه باإلحرام عمدا أوســهوا، كمــا أنــه ال دليــل على كونــه نفس تــرك المحرمــات

بضميمة ما سبق، أو توطين النفس على الترك بضميمته. ويدل على ما ذكرنا، أما النية فلبداهة كون العمل بالنية، وأنه الــا عمل إال بالنية، وأما التلبية فلترتيب األحكام من المحرمات وغيره

عليها في جملة من الروايات. ويدل على األمرين، أي كون اإلحــرام عبــارة عن التلبيــة وكــون أحكـام اإلحـرام ال تـترتب إال بعـد التلبيــة، جملـة من الروايـات، أمـاــؤ لإلحــرام، الــدال منهــا على األول، فكصــحيحة ابن وهب عن التهي

في مسجد الشجرة فقد صلى فيه رسول اللــه )صــلى اللــهفقال: عليه وآله( وقد ترى ناسا يحرمون فال تفعل

61

حتى ينتهي إلى البيداء جنب الميل األول فيحرمون كما أنتم في محاملكم، تقول: لببيك اللهم لبيك، ال شــريك لــك لبيــك، إن النعمــة

. (1)والحمد لك والملك ال شريك لك لبيك بمتعة لعمرة إلى الحج وقت ألهل المدينــةوصحيحة عبيد الله بن علي الحلبي، وفيها:

ذي الحليفة وهو مســجد الشـجرة، كــان يصــلي فيــه ويفــرض الحج، فإذا خرج من المسجد وسار واستوت به البيداء حين يحــاذي الميــل

. (2)األول أحرم ينــويوصحيحة البزنطي، عن رجــل متمتــع كيــف يصــنع، قــال:

. (3)المتعة ويحرم بالحج فإن المراد بــاإلحرام هنــا التلبيــة، كمــا في صــحيح أحمــد: كيــف

(4)لب بالحج وانو المتعةأصنع إذا أردت أن أتمتع، فقال:

وأما الدال على الثاني فكصحيح ابن الحجاج، عن أبي عبــد اللــهــرام ولم ــد اإلح )عليه السالم(، في الرجل يقع على أهله بعد ما يعق

. (5)ليس عليه شيءيلب، قال: إنــه صــلى ركعــتين فيوصحيحه اآلخــر، عنــه )عليــه الســالم(:

مسجد الشجرة

من40. وذيلــه في بــاب 3 من أبــواب اإلحــرام ح34 البــاب 44 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 ح52أبواب اإلحرام ص

. 4 من أبواب المواقيت ح1 الباب 222 ص8الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح22 الباب 31 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب اإلحرام ح22 الباب 31 ص9الوسائل: ج (?)4. 2 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 17 ص9الوسائل: ج (?)5

62

. (1)وعقد اإلحرام ثم خرج فأتى بخبيص فيه زعفران فأكل منه ومرسل جميل، عن أحدهما )عليهما السالم( أنه قــال في رجــلــالحج ثم مس صــلى في مســجد الشــجرة وعقــد اإلحــرام وأهــل ب

ليس بشــيء حــتىالطيب وأصاب طــيرا أو وقــع على أهلــه، قــال: .(2)يلبي

إلى غير ذلك من متواتر الروايات. ــببه فعال ــل بس ــون الفع ــذي يك ــداعي ال ــت إال ال ــة ليس ثم الني

اختياريا، ال إحضار الصورة ونحوه، فإنه ال دليل على ذلك كله. نعم فرق بين العبادات وغيرها، فإنه يتوقف صحتها، مضافا على

النية، على القربة كما حقق في محله. ثم إن نفس التلبية بما أنها من األفعال تحتاج إلى النيــة، فهنــاك نيتان، نية أصل العمل الــذي هــو الحج أو العمــرة إجمــاال، ونيــة كــل فعل فعل من أفعالهما حتى تكــون األفعــال صــادرة عن النيــة، فلــو نوى أحدهما دون اآلخرل م يصح ما لم ينو له، مثال لو نوى الحج من أوله إلى آخره، لكنه لم يأت بالتلبية بالنية، بل أتى بهــا لتعليم الغــير أو هازال أو تمرينــا لنفســه أو قرأهــا في الكتــاب لتصــحيح إعرابــه أو إسماع الغــير صــوته أو نحــو ذلــك، لم تقــع التلبيــة، وإن كــان حينهــا جامعا لجميع شرائط اإلحرام من التنظيف واللبس والصالة والدعاء

وغير ذلك، كما أنه

. 3 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 17 ص9الوسائل: ج (?)1. 6 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 18 ص9الوسائل: ج (?)2

63

لو انعكس بــأن لم يقصــد الحج أصــال لعــدم علمــه بــذلك، أو لم يتمكن منــه في هــذه إلســنة مثال أو غــير ذلــك ولــبى بقصــد التلبيــة

الحقيقية لم تفد وال توجب انعقاد اإلحرام. وما ذكرنا من احتياج الجملة إلى نية وكل جزء جزء إلى نية، هو شأن جميع األفعال االختيارية ذات األجزاء، مثال الذهاب إلى السوق االختياري يتوقف على نية ذلك ابتداء ثم نية كل خطوة خطوة، فكل خطوة صادرة عن النية، كما أن أصــل الــذهاب من أولــه إلى آخــرهــتمر اإلرادات في النفس ــالوا تس ــذا ق ــة، ول ــة إجمالي ــادر عن ني ص واألفعال في الخارج، وإن شئت شبهت الحج بالصــالة، فــإن التلبيــة بمنزلة تكبيرة اإلحــرام، فكمــا أن الصــالة تحتــاج إلى نيتهــا وتكبــيرة اإلحرام إلى نية جزئية أخرى حتى أنه لو نــوى اإلتيــان بالصــالة لكن كبر بنية تعليم ولده ال تكون لإلحرام، أو عكس فتــوى التكبــيرة لكن

لم ينو الصالة، ال تكون للصالة، كذلك التلبية بالنسبة إلى الحج. وكمــا يحــرم القهقهــة وإخــراج الــريح والبــول والغائــط والمــنيــدن ــوب أو الب ــة وتنجيس الث ــرف عن القبل ــتبه والص ــل المش والبل والكالم ونحوهــا بمجــرد تكبــيرة اإلحــرام، كــذلك تحــرم المحرمــات بمجرد النية، وقد أغرب في الجواهر، فإنــه بعــد أن حكى جملــة من

كالم المستند في تحقيق المقام أشكل عليه بما لفظه: إنه كما ترى ال حاصـل معتـد بـه لـه، بـل ال وجـه الحتمـال كـون اإلحرام نفس إيقاع التلبية، ضرورة كون اإلحرام عبـارة عن النسـك المخصوص. وأغرب من ذلك نسبته إلى المشهور وظاهر األكثر، بل

ال يخفى عليك وضوح الفرق بين إحرام الصالة وبين المقام الذي

64

معظمه تروك، وليس له أول يتلبس بــه نحــو التكبــير الــذي هــو أول أفعال الصالة، كما أنه ال يخفى عليك عدم فائدة معتــد بهــا لمــا

، إلخ.(1)ذكره بعد اتفاق الجميع على وجوب النيةــة، ــة المســبوقة بالني ــا عــرفت ليس إال التلبي ــإن اإلحــرام كم ف فقوله: ضرورة كون اإلحرام عبارة عن النسك، معلوم العدم، إذ أي نسك هناك غير اللبس الواجب والتلبية والمقدمات المستحبة، وبعد عدم كون المقدمات واللبس إحراما ال يبقى إال التلبية المعلق عليها

المحرمات. والفــرق بين التلبيــة والتكبــيرة غــير ظــاهر، إذ مجــرد كــون المحرمــات هنــا معظمهــا تــروك، وهنــاك معظمهــا أفعــال ال يــوجب الفرق أبدا، بل هذا أشبه شيء بــإرداة محض اإلشــكال، وأمــا عــدم الفائدة فهو مما قد صرح به المستند في آخر كالمه، قال ما لفظه: فهذا هو التحقيق التام في المقام، ولكن ال يترتب عليه كثــير فائــدة

إلخ. (2)في العمل، إذ الكل قائلون بوجوب النية واإلنصاف أن ما ذكره المستند من التحقيق في كمـال الجـودة،ــه بعــد ــام في النظــر، فإن ــه إشــكاال غــير ت وإن كــان بعض مــا جعل االستشهاد بجملة من الروايات الدالــة على أن اإلحــرام هــو التلبيــة قال: ولكن ال يالئم ذلك أخبــار مستفيضــة أخــرى مصــرحة بمغــايرة

. (3)اإلحرام والتلبي وأنه قبله صل المكتوبة ثم أحـرم بـالحج أو بالمتعـة،كصحيحة ابن عمار:

واخــرج بغــير تلبيــة حــتى يصــعد إلى أول البيــداء إلى أول ميــل عنيسارك، فإذا استوت

. 199 ص18الجواهر: ج (?)1. 11 سطر 194 ص2المستند: ج (?)2. 193 ص2المصدر: ج (?)3

65

.(1)بك األرض، راكبا كنت أم ماشيا، فلبــا: ــإذاوأخــرى وفيه ــا، ف ــتين وأحــرمت في دبرهم صــليت ركع

ويجزيك أن تقول هذا، إلى أن قال: انفتلت من صالتك فاحمد الله مرة واحدة حين تحرم ثم قم فامش هنيهة، فإذا استوت بك األرض

.(2)ماشيا أو راكبا فلب إذا كان يوم التروية فاغتسل والبس ثوبيــك وادخــلوفي ثالثة:

، إلى أنالمسجد حافيا وعليــك الســكينة والوقــار ثم صــل ركعــتين ثم قل في دبر صــالتك كمــا قلت حين أحــرمت من الشــجرةقال:

وأحــرم بــالحج ثم امض وعليــك الســكينة والوقــار فــإذا انــتيهت إلى الرفضــاء دون الــردم فلب، فــإذا انتهيت إلى الــردم وأشــرفت على

الحديث. (3)األبطح فارفع صوتك بالتلبية إن أحرمت من عمرة أو تريد البعث صليتوفي صحيح هشام:

وقلت كمــا يقــول المحــرم في دبــر صــالتك، وإن شــئت لب من. (4)موضعك، والفضل أن تمشي قليال ثم تلبي

إلى غير ذلك من األخبار. وكــذا ال يالئم مــا صــرحوا بــه جميعــا طباقــا لألخبــار من وجــوب اإلحرام عن الميقات وعدم جــواز تــأخير اإلحــرام منــه، مــع تصــريحــه األخبار المستفيضة بجواز تأخير التلبية عنه، واختالف األصحاب في

كما يأتي. وكذا ال يناســبه قــول كثــير منهم: لــو عقــد اإلحــرام ولم يلب لم

يلزمه كفارة بما فعله إلخ.

. 6 من أبواب اإلحرام ح34 باب 45 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح16 باب 22 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح52 الباب 71 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9الوسائل: ج (?)4

66

أقــول: ال إشــكال عنــد أحــد في أن الــدعاء ونحــوه من الصــالة والغســل ليســت إحرامــا ويــترتب عليــه آثــاره حينئــذ، فــالالزم على الجميع الجواب عن تلكم األخبــار، والــذي يخطــر ببــالي أن اإلحــرام وعقد اإلحرام وفــرض الحج كلهــا يطلــق على الــدعاء، لكنهــا مجــاز للمشارفة، والدليل عليه التبادر، فإن المتبادر من )أحرم( ونحوه أنه دخل فيما به تحــرم المحرمــات، كمــا نحمــل األمــر المســتعمل في

الندب على المجازية إذ االستعمال أعم. وأما منافاة هذه األخبــار لوجــوب اإلحــرام من الميقــات، ففيــه: عدم التنافي لما عرفت ســابقا من أن الميقــات ليس نفس مســجد

الشجرة فقط، بل يمتد إلى البيداء. وأما ما ذكره األصــحاب فهــو محمــول على مــا ذكرنــا من كــون

اإلطالق مجازا تبعا للنص. وبهذا كله ظهر أن جعــل اإلحــرام عبــارة عن التلبيــة المســبوقة بالنية في محله، كما أن من جعل اإلحرام عبارة عن النية والتلبية ال يرد عليه المناقشة بأن أخذ النية في مفهوم اإلحــرام غــير معقــول، ألنه فعل اختياري يقع عن نية تارة وال عنهــا أخــرى، ولــذلك اعتــبروا في صــحته النيــة، ومن المعلــوم أن النيــة ال تكــون موضــوعا للنيــة،

انتهى. ــق إذ أوال: كون النية موضوعة للنية معقول، فإنه ال مانع من تعل

النية بالنية، نعم ذهاب ذلك إلى غير النهاية مستحيل للتسلسل. وثانيا: إن النية قائمة بنفسها، كما أن غيرها قائمة بهــا، كمــا هــو

القاعدة المطردة

67

:ثالثة وواجباته،إليه القصد بمعنى النية: األول

فيما بالغير، ومـا بالـذات فالنيــة بنفسـها وإن لم تتعلـق بهـا نيــةــا أن ــة، كم أخرى اختيارية، كما أن سائر األفعال تكون بالنية اختياريــة المهيات موجودة بالوجود، والوجود موجود بنفسه، واألشــياء ملون

باأللوان، واأللوان ملونة بذاتها، إلى غير ذلك. وثالثا: إن اإلحرام لو كان عبارة عن النيــة والتلبيــة واللبس مثال، فمع االلتزام بعدم اختيارية النية، ال يسلم كونه يقع عن نية تارة، وال

عنها أخرى حتى يرد اإلشكال. ــني على فهم ــه المب وكيف كان فهذه التعمقات خارجة عن الفق العرف، مضافا إلى أن المناقشــات ليس في محلهــا، ولــذا ال يشــك حتى المستشــكل في أن جــواب من يســأل عن اإلحــرام هــو كونــه

النية والتلبية، وكذا وكذا مثال. ــنى القصــد ــة بمع ــة، األول: الني ــه ثالث ــ }واجبات }و{ على أي فـ إليــه{، نســب وجوبهــا في الحــدائق إلى األصــحاب، وفي المســتند:

،(1)النية قالوا ويجب فيها قصد الفعــل والقربــة بال خالف وال إشــكالانتهى.

ــواهر بال وعن كشف اللثام بال خالف عندنا في وجوبها، وفي الج خالف محقــق فيــه، بــل اإلجمــاع بقســميه عليــه، بــل المحكي منــه

، انتهى. (2)مستفيض

. 9 سطر 197 ص2المستند: ج (?)1. 199 ص18الجواهر: ج (?)2

68

ســهو أو عمد عن كــان سواء ،بطل أصال قصد غير من أحرم فلو نسكه ويبطل ،جهل أو ،عمدا الترك كان إذا أيضا

ويدل عليه ما سيأتي من النصوص اآلتية في كيفية النية، مضافاإلى كونه عبادة، وال عبادة إال بالنية.

}فلــو أحــرم من غــير قصــد أصــال{ كــأن أراد تعليم الغــير مثال}بطل{ بمعنى أنه لم ينعقد حتى يترتب عليه المحرمات.

ــو أخــل بالنيــة عمــدا أو ســهوا لم يصــح قــال في المســتند: ول إحرامه بال خالف فيه بين علمائنا كما في المدارك، لفوات الكــل أو

، انتهى. (1)المشروط بفوات الجزء أو الشرط }سواء كان{ تركه النيــة }عن عمــد أو ســهو أو جهــل{ لألصــل الذي ال مخرج عنه }ويبطل نسكه أيضا إذا كان الترك عمدا{ إذا لم يتمكن من تجديده من الميقــات، وإال جــدده وصــح إحرامــه وحجــه، لكن هذا بناء على بطالن حج مثله حــتى لــو أحــرم بعــد الميقــات أو

مكانه حيث يتعذر عليه الرجوع إلى الميقات أو إلى الحل. أما بناء على المختار من صحة اإلحرام بعد الميقات أيضا إذا لم يتمكن من الرجوع إليه، كمــا تقــدم في المســألة الثالثــة من فصــل أحكام المواقيت، فالالزم عليه اإلحرام حيث أمكن، ويكــون إحرامــه

وحجه صحيحين.

. 15 سطر 197 ص2المستند: ج (?)169

من تجديـــــده عليه ويجب ،يبطل فال والجهل الســـــهو مع وأما مر الــذي التفصــيل على ،أمكن حيث فمن وإال ،أمكن إذا الميقــات

.اإلحرام أصل ترك في سابقا

}وأما مــع الســهو والجهــل فال يبطــل، ويجب عليــه تجديــده من الميقــات إذا أمكن، وإال فمن حيث أمكن، على التفصــيل الــذي مــر سابقا{ في تلك المســألة }في تــرك أصــل اإلحــرام{ وقــد عــرفت

المختار هناك.

70

ــألة) ــ 1 مسـ ــبر(:ـ ــوص القربة فيها يعتـ ــائر في كما والخلـ سـ.إحرامه يبطل أحدهما أو فقدهما فمع ،العبادات

ــألة } يعتـــبر فيهـــا{ أي في النيـــة }القربـــة{ للـــه:1مسـ }والخلوص{ عن الرياء ونحــوه، ويــدل على ذلـك مضــافا إلى كونــه عبادة فيشترطان فيه }كما في سائر العبادات، فمع فقدهما أو فقدأحدهما يبطل إحرامه{ جملة من الروايات الدالة على كيفية النية. ففي صحيحة معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(،

ال يكون اإلحرام إال في دبر صــالة مكتوبــة أو نافلــة، فــإنأنه قال: كــانت مكتوبــة أحــرمت في دبرهــا بعــد التســليم، وإن كــانت نافلــة صليت ركعتين وأحرمت في دبرها، فــإذا انفتلت من صــالتك فاحمــد الله وأثن عليه وصل على النبي )صلى الله عليه وآلــه( وقــل: اللهم إني أسألك أن تجعلني ممن استجاب لك وآمن بوعدك واتبع أمرك،ــا ــذ إال م ــا وقيت، وال آخ ــتك ال أوقي إال م ــدك وفي قبض ــإني عب ف أعطيت، وقد ذكــرت الحج فأســألك أن تعــزم لي عليــه على كتابــك وسنة نبيك )صلى الله عليه وآله( وتقويني على ما ضــعفت وتســلم مني مناسكي في يسر وعافيــة واجعلــني من وفــدك الــذي رضــيت وارضــيت وســميت وكتبت، اللهم خــرجت من شــقة بعيــدة وأنفقت مــالي ابتغـاء مرضـاتك، اللهم فتمم لي حجـتي وعمــرتي، اللهم إني أريد التمتع بالعمرة إلى الحج على كتابــك وســنة نبيــك )صــلى اللــه عليه وآله( فــإن عــرض لي شــيء يحبســني فحلــني حيث حبســتنيــرة، بقدرك الذي قدرت علي، اللهم إن ـ فإن خ ـ لم تكن حجة فعم أحرم لك شعري وبشــري ولحمي ودمي وعظــامي ومخي وعصــبي

من

71

.النســاء والثيــاب والطيب، أبتغي بــذلك وجهــك والــدار اآلخــرة ويجزيك أن تقول هذا مرة واحــدة حين تحــرم ثم قم فــامشقال:

. (1)هنيهة، فإذا استوت بك األرض ماشيا كنت أو راكبا فلب وصحيحة حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: قلت له: إني أريد أن أتمتــع بــالعمرة إلى الحج فكيــف أقــول، قــال:

تقول: اللهم إني أريد أن أتمتع بالعمرة إلى الحج على كتابك وسنة (2)نبيك )صلى الله عليه وآله( وإن شئت أضمرت

وصحيح عبد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( إذا أردت اإلحرام بالتمتع فقل: اللهم إني أريــد مــا أمــرت بــهقال:

من التمتع بالعمرة إلى الحج فيسر ذلك لي وتقبله مني وأعني عليه وحلني حيث حبستني لقدرك الذي قــدرت علي، أحــرم لــك شــعري وبشري من النســاء والطيب والثيــاب، وإن شــئت فلب حين تنهض،

. (3)وإن شئت فأخره حتى تركب بعيرك واستقبل القبلة فافعل وصحيح البزنطي، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، ســألته عن

. (4)ينوي العمرة ويحرم بالحجرجل تمتع كيف يصنع، قال: وخبر إسحاق بن عمــار، قلت ألبي إبــراهيم )عليــه الســالم(: إن

أصحابنا يختلفون

. 1 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 23 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح17 الباب 24 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 24 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب اإلحرام ح22 الباب 31 ص9الوسائل: ج (?)4

72

في وجهين، فيقول بعض: أحرم بالحج مفردا، فإذا طفت بالبيت وسعيت بين الصفا والمروة فأحل واجعلها عمــرة، وبعضــهم يقــول:

انوأحرم وانو المتعة بالعمرة إلى الحج، أي هذين أحب إليك، قال: . (1)المتعة

وخبر أبي الصالح مــولى بســام الصــيرفي، قــال: أردت اإلحــرام بالمتعــة، فقلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( كيــف أقــول، قــال:

ــالعمرة إلى الحج على كتابــك وســنة تقول: اللهم إني أريد التمتع ب. (2)نبيك، وإن شئت أضمرت الذي تريد

وخبر الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهما الســالم(، إنــه قــال:إذا أراد المحــرم اإلحــرام عقــد بنيتــه وتكلم بمــا يحــرم لــه من حج

وعمــرة، أو حج مفــرد أو عمــرة مفــردة، يقــول: اللهم إني أريــد أن أتمتــع بــالعمرة إلى الحج، أو يقــول: اللهم إني أريــد أن أقــرن الحج بالعمرة إن كان معه هــدي، أو يقــول: اللهم إني أريــد الحج إن كـان يفــرد الحج، ويقــول: اللهم إني أريــد العمــرة إن كــان معمــرا، على كتابك وسنة نبيك، اللهم وحلني حيث حبستني لقدرك الــذي قــدرت علي، اللهم فأعني على ذلك ويسره وتقبله مني، ثم يدعو بما يحب

. (3)من الدعاءــوي: ــعوالرض ــد التمت ــل: اللهم إني أري ــع فق ــإذا أردت التمت ف

بالعمرة إلى الحج على كتابك وسنة نبيك فيسـره لي وتقبلهــا مــني،فذلك أجزأه، وإن دخلت

. 1 من أبواب اإلحرام ح21 الباب 28 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح17 الباب 25 ص9الوسائل: ج (?)2 باب ذكر اإلحرام . 299 ص1الدعائم: ج (?)3

73

بحج مفرد فحسن وال هدي عليــك، تقــول: اللهم إني أريــد الحج ثم قل عند ذلك: اللهم فــإن. إلى أن قال: فيسره لي وتقبله مني

عرض لي شيء يحبسني فحلني حيث حبستني لقدرك الذي قــدرت علي، اللهم إن لم يكن حجــة فعمــرة، أحــرم لــك شــعري وبشــري ولحمي وعظــامي ومخي وعصــبي وشــهواتي من النســاء والطيب، وغيرها من اللباس والزينــة، أبتغي بــذلك وجهــك ومرضــاتك والــدار اآلخرة، ال إله إال أنت، اللهم إني أســألك أن تجعلــني ممن اســتجابــتك، لك وآمن بوعدك واتبع أمرك فإني عبدك وابن عبدك وفي قبض ال واق إال ما واقيت، وال آخــذ إال مــا أعطيت، فأســألك أن تعــزم لي على كتابك وسنة نبيك وتقويني على ما صنعت عليــه، وتســلم مــني مناسكي في يسر منك وعافية، واجعلــني من وفــدك الــذي رضــيت وارتضـــيت وســـميت وكتبت، اللهم إني خـــرجت من شـــقة بعيـــدة وساعة طويلة وإليك وفدت ولك زرت وأنت خرجتني وعليك قدمت وأنت أقدمتني، أطعتك بإذنك والمنة لك علي، وعصيتك بعلمك ولك الحجــة علي، وأســألك بانقطــاع حجــتي وجــوب حجتــك علي إال مــا صليت على محمد وعلى آله، وغفرت لي وتقبلت مــني، اللهم فتمم لي حجتي وعمرتي وتخلــف علي فيمــا أنفقت واجعــل البركــة فيمــا

إلخ. (1)بقي، وردني إلى أهلي وولدي، ثم اركبإلى غير ذلك من الروايات.

وأما دليل اشتراط الخلوص، فهو ما تقدم في باب الوضوء، ممادل على مبطلية الرياء للعمل.

. 3 من أبواب اإلحرام ح11 باب 114 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)174

يكفي فال ،فيه للشـــروع مقارنة تكـــون أن يجب(:ـــ 2 مســـألة)،تجديده وجب تركها فلو ،األثناء في حصولها

يجب أن تكون{ النية }مقارنة للشروع فيه{ حتى:2مسألة } يقع اإلحرام عن نية }فال يكفي حصولها في األثناء{ كــأن أراد تعليم

غيره لفظ التلبية ثم بعد ذلك نوى الحج. }فلو تركهــا{ أي النيــة وأتى بأفعــال اإلحــرام }وجب تجديــده{ لعدم صدوره عن نية، فما عن الشيخ في المبسوط من أن األفضل أن تكون مقارنة لإلحرام، فإن فاتت جاز تجديدها إلى وقت التحلل، انتهى. ال بد من تأويله بالناسي وأنه ال يضــر ذلــك بأفعالــه الســابقة، كما في صحيح علي بن جعفر المتقــدم في المســألة السادســة من

فصل أحكام المواقيت. وقوله )رحمـه اللـه(: األفضــل، يـراد بـه في نفسـه، أي إن هـذا

فــإن فــاتتالقسم أفضل من غير الذي هو النسيان بــدليل قولــه: الظاهر في كون الفوت بغير اختيار، وأما لو أراد ما هو ظاهر اللفظ فال يخفى ما فيه، ولــذا قــال في محكي المختلــف: فيــه نظــر، فــإن

األولى إبطال ما لم يقع نيته لفوات الشرط، انتهى. ــال: وأول كالمه )رحمه الله( في محكي الدروس بوجه آخر، فق لعله أراد نية التمتع في إحرامه ال مطلق نيــة اإلحــرام، ويكــون هــذاــيخ، التجديد بناء على جواز نية اإلحرام المطلق، كما هو مذهب الشــرة ــرام الحج أو العمـ ــع من إحـ ــدول إلى التمتـ ــواز العـ أو على جـ

المفردة، انتهى. وفي الجواهر بعد نقل عبــارة المبســوط وغــيره قــال: وفيــه إن الدليل من اإلجماع وغيره على اعتبارها فيه على نحــو اعتبارهــا في غيره من العبادات المعلوم اعتبار المقارنــة فيهــا، فال بــد من حمــل

العبارة المزبورة على الخالف، أو على

75

،النية إلى تفتقر ال وهي ،تروك اإلحرام أن من قيل لما وجه وال ولو الجملة في هو إنما اعتبارها على اإلجماع من المسلم والقدر

ــوبين ولبس التلبية فـــإن تروكا كونه أوال نمنع إذ ،التحلل قبل الثـوثانيا ،األفعال من

إرادة جواز تأخيرها عن إنشاء اإلحرام على الوجه الذي سمعته، بيــان حكم اتفــاق فواتهــا ال العمــد إلىفــإن فــاتتوالمراد بقوله:

، انتهى. (1)تركها }وال وجه لما قيل{ والقائل بــه كشــف اللثــام، أراد بــه تصــحيحــر إلى ــروك، وهي ال تفتق كالم الشــيخ المتقــدم }من أن اإلحــرام ت النية، والقدر المسلم من اإلجماع على اعتبارها إنما هو في الجملــة ولو قبل التحلل{ بلحظة، إذ ال دليل على أزيد من ذلك، ولو لم يكن

ال صيام لمن لم يــبيتفي الصوم نحو قوله )صلى الله عليه وآله(: . قلنا فيه بمثــل ذلــك، وإنمــا كــان األفضــل المقارنــة، ألن(2)الصيام

النية شرط في ترتب الثواب على الترك. ــوبين من ــة ولبس الث ــإن التلبي ــا، ف ــه تروك ــع أوال: كون }إذ نمن األفعال{ بل قـد عــرفت كـون المختــار أن اإلحـرام يحصـل بالتلبيـة المسبوقة بالنية، والمحرمــات إنمـا تــترتب عليهـا كــترتب محرمــات

الصالة على تكبيرة اإلحرام. }وثانيا{: إنــه لــو ســلمنا كــون اإلحــرام تروكــا، فال نســلم عــدم

احتياج التروك إلى

. 200 ص18الجواهر: ج (?)1. 1 من أبواب وجوب الصوم ح2 الباب 557 ص1المستدرك: ج (?)2

76

ــائر في اعتبارها حد على فيه اعتبارها ــادات سـ ــون في العبـ كـ.فيها الشروع حين تحققها الالزم

النية، إذ الترك إذا وقــع في حين األمــر وكــان عباديــا لــزم نيتــه، فـ}اعتبارها فيه{ أي اعتبــار النيــة في اإلحــرام }على حــد اعتبارهــاــادات في كــون الالزم تحققهــا{ من }حين الشــروع في ســائر العب فيها{، وما ذكــره في المستمســك من أن العمــدة في ذلــك ارتكــاز

، انتهى. فيه ما(1)المتشرعة وإال فاإلجماع غير ثابت مع خالف الشيخــتندا إلى ــون مسـ ــة إال أن يكـ ــاز ليس من األدلـ ال يخفى، إذ االرتكـ الظاهر من األدلة، وحينئذ فالعمدة األدلة، وقد عــرفت أن الروايــات

المتقدمة الواردة في النية كافية في إثبات المطلب.

. 363 ص11المستمسك: ج (?)177

،عمــرة أو لحج اإلحــرام كــون تعيين النية في يعتبر(:ــ 3 مسألة)،إفراد أو قران أو تمتع الحج وأن

يعتبر في النية تعيين كون اإلحــرام لحج أو عمــرة،:3مسألة } وأن الحج تمتع أو قران أو إفــراد{ وأن العمــرة للتمتــع أم ال، وذلــك للنصوص المتقدمة اآلمرة بذلك، ولذا قال في الجواهر: وربمــا كــان

. (1)في نصوص المقام داللة عليه وقال في المستند: وكذا يجب قصــد الجنس من الحج والعمــرة والنوع من التمتع أو القران أو اإلفراد، إلى أن قال: للصحاح وغيرهاــرحة ــع المص ــائص التمت ــان خص ــة في بي ــة المتقدم من المستفيض بوجوب قصد المتعة المسرية إلى سائر األنواع بعدم القول بالفصل

، انتهى. (2)المعتضدة بأخبار دعاء حال اإلحرام المتضمنة لتعيينه أقول: بل قد عرفت تصريح خبر الدعائم بغير المتعة من أقسام

الحج والعمرة. وإن نويت مــا تقصــد من حج مفــرد أو قــران أووفي الرضوي:

. (3)تمتع أو حج عن غيرك ولم تنطق بلسانك أجزأكــه )عليهم ــ ــد، عن أبي ــ ــر بن محم ــ ــات، عن جعف ــ وفي الجعفري

إن عليا )عليه السالم( رأى رجال وهو يقول: لبيــك بحجــة،السالم(: . (4)قال: فأشار إليه إن الله تعالى أعلم بسريرتك، نيتك تكفيك

. 201 ص18الجواهر: ج (?)1. 197 ص2المستند: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح12 الباب 114 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3. 64الجعفريات: ص (?)4

78

النذري الحج أو اإلسالم حجة وأنه ،غيره عن نيابة أو لنفسه وأنه،الندبي أو

هذا مضافا إلى ما أشار إليه في الجواهر، وبينه في المستمسك بقوله: الختالف الخصوصيات الموجبة الختالف موضوع األمر، ويجب في العبادة أن يقع المــأمور بــه بخصوصــياته عن األمــر، وال يحصــلــإذا لم يعين ذلك إال بقصد الخصوصية الموجبة الختالف الموضوع، ف فإن كان نوى الجامع بين الفردين فقد فاتت نية الخصوصية، مع أنه غير موضوع لألمر بما هو جامع بينهما، فال مجال للتقــرب بــه، وكــذا

، انتهى. (1)إذا نوى المردد لعين ما ذكر من المحذورين }وأنه لنفسه أو نيابة عن غــيره{ للــدليل االعتبــاري والرضــوي،

، ونحــوهيحج عنهوما في نصوص النيابة من قوله )عليه السالم(: مما يؤدي هذا المؤدى، وقد تقــدم في المســألة الســابعة من فصــل

في النيابة دليل لزوم تعيين قصد النيابة مفصال فراجع. }وأنه حجــة اإلســالم أو الحج النــذري أو النــدبي{ لمــا ذكــر من الوجه االعتباري، خالفا للمستند حيث لم يلــزم قصــد حجــة اإلســالم مستدال بأنه مع وجوبها ال يمكن وقوع غيرها، وفيــه: مضــافا إلى مــا تقدم في المسألة المائة والعاشــرة، أن تعين شــيء بحيث ال يصــلح

غيره للوقوع مكانه ال يالزم صحة إتيانه بدون قصده. قال في الجواهر: في القواعد ال يبعــد اعتبــار التعــيين في حــال

تعين النسك

. 363 ص11المستمسك: ج (?)179

،بطل ذلك بعد ما إلى وأوكله تعــيين غــير من اإلحــرام نــوى فلو أو حج من ،شاء أيهما إلى صرفه له وإن صحته من بعضهم عن فما

ــرة ــاهر إذ ،له وجه ال عم ــزء أنه الظ كما نيته فتجب ،النسك من ج،العبادات سائر أجزاء في

على المكلف كما هو ظاهر النصــوص والفتــاوى، وإن اســتقرب االنصراف إليه في محكي التذكرة والمنتهى، لكن فيه إنه ال تصــرفه

، انتهى. (1)إال النية مع فرض عدم الصارف شرعا }فلو نوى اإلحرام من غير تعيين وأوكله إلى ما بعد ذلك بطــل،ــاء من حج أو فما عن بعضهم من صحته وأن له صرفه إلى أيهما ش عمرة ال وجه له{، خالفا للمحكي عن المبسوط والمهذب والوسيلة والمنتهى والتذكرة وكشف اللثام، وفي الجواهر بل مال جماعة من

متأخري المتأخرين إلى عدم اعتبار التعيين.وربما يستدل لذلك بأمور:

ــع ــل مرتف ــه: إن األص ــيين، وفي ــزوم التع ــدم ل ــالة ع األول: أصبالدليل.

الثاني: إن النسكين في الحقيقة غايتان لإلحرام غير داخلين في حقيقته وال تختلـف حقيقــة اإلحــرام نوعــا وال صـنفا بـاختالف غاياتــه كالوضوء والغسل، فاألصل عدم وجــوب التعــيين بعــد حمــل أخبــاره على الغالب والفضل، وكذا أخبــار العــدول واالشــتراط، وفيــه مــا ال

يخفى. }إذ الظاهر أنه جزء من النسك فتجب نيته كما في أجزاء سائر

العبادات،

. 205 ص18الجواهر: ج (?)180

،الصالة إلى بالنسبة والغسل الوضوء مثل وليس

وليس مثل الوضوء والغسل بالنسبة إلى الصالة{، وحمل أخبار التعيين والعدول واالشتراط ال وجه لحملهــا على الغــالب أو الفضــل

بعد كونه خالف الظاهر، ومعها ال مجال لألصل كما عرفت. ــائر ــرام س ــيره من إح ــالف غ ــالحج يخ ــرام ب ــالث: إن اإلح الث العبادات، ألنه ال يخرج منه بالفســاد، وإذا عقــد من غــيره أو تطوعــا وقع عن فرضه فجاز أن ينعقد مطلقــا، فــإن صــرفه إلى الحج صــار

حجا، وإن صرفه إلى العمرة صار عمرة.ــة إلى ــدم الحاج ــاد ال يالزم ع ــروج بالفس ــدم الخ ــه: إن ع وفي التعــيين، وال دليــل على أنــه إذا عقــد عن غــيره أو تطوعــا وقــع عن فرضــه، بــل الــدليل على العــدم كمــا عــرفت في المســألة المائــة

والعاشرة، مضافا إلى أنه ال تالزم بين ذلك وبين االنعقاد مطلقا. الرابع: ما ورد عن أمير المؤمنين )عليــه الســالم( من أنــه أهــل )عليه السالم( كإهالل النبي )صلى الله عليه وآله(، وفيه: إنه مضافا إلى ما سيأتي من احتمال علمه )عليه السالم( بإهاللــه )صــلى اللــه عليه وآله(، أن هذا خارج عمــا نحن فيــه، ألن الكالم في عــدم النيــة

أصال، وفعل علي )عليه السالم( نية إجمالية. الخامس: ما روته العامة من أنه )صـلى اللـه عليــه وآلــه( خـرج من المدينــة ال يســمي حجــا وال عمــرة ينظــر القضــاء، فــنزل عليــه

القضاء بين الصفا والمروة. وما روتــه الخاصــة، كصــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

السالم(، في وصف حج النبي

81

وأحــرم النــاس كلهم بــالحج ال)صلى اللــه عليــه وآلــه(، وفيــه: . (1)ينوون عمرة وال يدرون ما المتعة

ــا، كمــا وفيه أوال: إن رسول الله )صلى الله عليه وآله( حج قارن في إعالم الورى للطبرســي )رحمــه اللــه( قـال: خـرج رسـول اللـه )صلى الله عليه وآله( متوجها إلى الحج في السنة العاشرة لخمس بقين من ذي القعدة وأذن في النــاس بــالحج فتهيــأ النــاس للخــروج

(2)معه وأحرم من ذي الحليفة وأحرم الناس معه وكــان قارنــا للحج

الحديث. ومــا في صــحيح ابن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

فلبى بالحج مفردا،الطويل في وصف حجه )صلى الله عليه وآله(: الحــديث، ال ينافيــه إذ المــراد بــاإلفراد(3)وساق الهدي ستا وســتين

اإلفراد عن العمرة مقابل التمتع المقرون بهــا، وقــد يطلــق اإلفــرادعلى القران بهذا االعتبار.

وأمــا صــحيح الحلــبي فهــو في بيــان عــدم معرفــة النــاس لحجالتمتع، ال أنهم ما كانوا يدرون ما صنعوا.

ــرام وثانيا: إنه لو سلم أن النبي )صلى الله عليه وآله( نوى اإلح مطلقا، فإنما هو لما كان في أول الشرع ولم يأت التعيين من اللــه

سبحانه بخالف ما بعد

. 14 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 157 ص8الوسائل: ج (?)1. 32 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 168 ص8الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 151 ص8الوسائل: ج (?)3

82

لما اإلحــرام ينوي بأن حتى اإلجمالي التعيين كفاية األقوى نعم لو ما وبين بينه وفــرق تعــيين نــوع فإنه ،عمــرة أو حج من سيعينه

نوى

ذلك الزمان الذي بين الكيفية ونص في األخبار على التعيين. }نعم األقوى كفاية التعيين اإلجمالي{ كما لــو قــال: الحج الــذي أمرني به الله تعالى في هذه الســنة، فيمــا كــان عليــه حج اإلســالم مثال، إذ هو قسم من التعيين، أما كفاية اإلجمال مطلقـا }حــتى بـأن ينوي اإلحرام لما سيعينه من حج أو عمــرة{ فــاألقوى عــدمها، إذ ال دليل على كفاية مثله، بل ظاهر األدلة اآلمرة بالتعيين مناف لــه، والــنى، أظن أن المصنف )رحمه الله( يلتزم بما يتشــعب عن هــذا المب بأن ينوي الحج لمن سيعينه بعد ذلك حــتى إذا رجــع إلى بلــده وأخــذ من وصي ماال جعل حجته عن ميته وتكفي عمــا في ذمتــه وتســقط عن الوصي، أو يصلي مثال خمسين ســنة عمن وصــيه ســيعطيه أوال أجر هذا المقدار من الصالة ثم بعد عشر سنوات مثال أعطى وصــيــه، عمرو له أجرة خمسين سنة لتسقط هذه الصلوات عن ذمــة ميت

فيجعله المصلي عن الميت، إلى غير ذلك من األمثلة. والقول بأنه فرق بين الجعل بعد العمــل، والجعــل حين العمــل، فيجوز في الثاني دون األول بال فــارق، إذ لــو كــان مثــل هــذه النيــة موجبة للتعيين لكون ما سيقصد معلوما عند الله تعالى، لكــان ذلــك في كال الموضوعين، ولو لم تكن كافية ألن ظاهر األدلة التعيين من

أول العمل لم تكف في كليهما. والحاصل: إن األدلة قاصرة عن شمول مثــل هــذا، }فإنــه{ وإن كان }نوع تعيين{ إال أن كفايته ممنوعــة، }و{ مجــرد وجــود }فــرق

بينه وبين ما لو نوى

83

د.بع ما إلى التعيين إيكال مع مرددا

مــرددا مــع إيكــال التعــيين إلى مــا بعــد{ حيث إنــه لم ينــو الخصوصية أوال، ال تعيينا وال إجماال في الثاني دون األول حيث نــوى الخصوصية فيه، غير كاف بعد ما عرفت من عدم الدليل، ولذا قوى غــالب المعاصــرين كالســادة الــبروجردي والشــيرازي والكلبايكــاني

واالصطهباناتي والخونساري عدم كفايتها.

84

،نــدب أو وجــوب من الوجه نية فيها يعتــبر ال(:ــ 4 مســألة) إذا إالالتلفظ فيها يعتبر ال وكذا ،عليها التعيين توقف

ال يعتبر فيها{ أي في النية }نية الوجه من وجــوب:4مسألة } أو ندب{ خالفا لما عن المشــهور، لعــدم دليــل على ذلــك، والــدليل االعتبــاري المتقــدم يــدل على لــزوم قصــد مــا لــواله لم يتعين،ــا{ ــيين عليه ــف التع ــذلك، }إال إذا توق ــذا ليس ك ــروض أن ه والمف

فحينئذ يلزم للوجه االعتباري المذكور. }وكذا اليعتبر فيها التلفظ{ لعدم دليــل على اعتبــاره، بــل بعض األدلة دالة على أفضلية عــدم التلفــظ، خالفــا لمــا في الجــواهر من نسبة استحباب التلفــظ إلى غــير واحــد، وكــذا أرســله في الحــدائقــدائق من ــل حيث لم يتمكن الح ــلمات، ب ــال المس ــتند إرس والمس الجمــع بين مــا دل على اإلظهــار، وبين مــا دل على اإلضــمار حمــل

الثاني على التقية. واألقــوى في النظــر أن مــورد اإلضــمار شــيء، ومــورد اإلظهــار شيء آخر، فاإلظهار إنما هو في ضــمن الــدعاء، واإلضــمار إنمــا هـو

في النية، كما هو ظاهر الطائفتين من الروايات. أما ما دل على اإلظهار فمستفيض الروايات.

وإذا فتلت من صــالتك فاحمــد اللــهكصحيحة ابن عمار، وفيها: ــل: اللهم إني وأثن عليه وصل على النبي )صلى الله عليه وآله(، وق

اللهم إني أريد التمتع بالعمرة إلى الحج على، إلى أن قال: أسألك كتابك وسنة نبيك، فإن عرض لي ما يحبسني فحلني حيث حبســتني لقدرك الذي قدرت علي، اللهم إن لم يكن حجة فعمرة، إحــرم لــك

. (1) إلخ شعري

. 1 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 23 ص9الوسائل: ج (?)185

وصحيحة حماد، قلت له: إني أريــد أن أتمتــع بــالعمرة إلى الحج تقول: اللهم إني أريد أن أتمتع بالعمرة إلى الحجكيف أقول، قال:

على كتابك وسنة نبيك )صلى الله عليه وآلــه(، وإن شــئت أضــمرت. (1)الذي تريد

. (2)ونحوها رواية أبي الصالح إذا أردت اإلحرام والتمتع فقــل: اللهم إنيوصحيحة ابن سنان:

ر ذلــك لي أريــد مــا أمــرت بــه من التمتــع بــالعمرة إلى الحج، فيســ وتقبله مني وحلني حيث حبستني لقدرك الــذي قــدرت علي، أحــرم

إلخ. (3)لك شعري. (4)لبيك بحجة تمامها عليكوصحيحة عمر بن يزيد، تقول:

إلى غــير ذلــك من أمثــال هــذه الروايــات الــتي اســتدل بهــا فيالحدائق والمستند والجواهر لإلظهار.

ومثلهــا في الداللــة خــبر الــدعائم، عن جعفــر بن محمــد )عليــه إذا أراد المحــرم اإلحــرام عقــد نيــة وتكلم بمــاالسالم(، أنــه قــال:

، إلى أنيحــرم لــه من حج وعمــرة أو حج مفــرد أو عمــرة مفــردة وإن نوى ما يريد أن يفعله من حج أو عمرة دون أن يلفظ بـهقال: . (5)أجزأه

. 1 من أبواب اإلحرام ح17 الباب 24 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح17 الباب 24 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 24 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 54 ص9الوسائل: ج (?)4 باب ما ذكر اإلحرام. 297 ص1الدعائم: ج (?)5

86

ــعوالرضوي: وإن نويت ما تقصد من حج مفرد أو قــران أو تمت أو حج عن غيرك ولم تنطق بلسانك أجزأك والــذي نختــار أن تنطــق

. (1)بما تريد من ذلك وأمــا مــا دل على اإلضــمار فصــحيح الحضــرمي والشــحام وابن حازم، قالوا: أمرنا أبو عبد الله )عليــه الســالم( أن نلــبي وال نســمي

.(2)أصحاب اإلضمار أحب إليشيئا، وقال: وعن إســحاق بن عمــار، أنــه ســأل أبــا الحســن موســى )عليــه

. (3)أصحاب اإلضمار أحب إلي فلب وال تسم شيئاالسالم(، قال: وفي رواية الشيخ ترك لفظ أصحابه.

وعن الجعريات، عن جعفر بن محمد، عن أبيه )عليهما السالم(::إن عليــا )عليــه الســالم( رأى رجال وهــو يقــول لبيــك بحجــة، قــال

.فأشار إليه إن الله عالم بسريرتك، نيتك تكفيك فال تلفظن بشيءوهذه األخبار كما تراها موردها غير مورد تلك األخبار.

ــذه نعم مورد الرضوي مورد هذه األخبار، لكن ال بد من تقديم ه على ذلك، وأن االضمار أحب من اإلظهار، كما أفــتى بــذلك صــريحا صاحب الوسائل، قال: باب وجــوب النيــة في اإلحــرام، وأنــه يجــزي

القصد بالقلب من غير نطق، واستحباب

نقال عن فقــه3 من أبــواب اإلحــرام ح12 البــاب 114 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)1الرضا.

. 5 من أبواب اإلحرام ح17 الباب 25 ص9الوسائل: ج (?)2. 6 من أبواب اإلحرام ح17 الباب 25 ص9الوسائل: ج (?)3

87

.(1)االقتصار على اإلضمارــارة بل ربما يظهر ذلك من الجواهر، حيث إانه قال في آخر العب

ما لفظه: ــتحباب وربما يستفاد من العبارة ـ أي عبارة الشرائع القائل باس التلفظ بما يعزم عليه ـ ونحوها استحباب التلفظ بها في غير التلبية، كا يؤمي إليه ما في بعض النصوص أيضا من األمر بقوله: اللهم إني أريد التمتع بالعمرة إلى الحج على كتابــك وســنة نبيــك )صــلى اللــه

، انتهى. (2)عليه وآله( قبلها فإن المستفاد من هــذا الكالم أن محــل البحث هــو التلفــظ في الدعاء، ال في النية، وإن التلفظ فيها غير مصرح به، بل ربما يــؤمي إليه ما في بعض النصوص، بل قال في الجواهر عند قول المصــنف )رحمه الله(: ولو نوى نوعا ونطق بغيره إلخ، ما لفظه: بل ستعرف

، انتهى. (3)أن اإلضمار أفضل بـــل هـــو المحكي عن بعض شـــراح النـــافع حيث فســـر قـــول المصنف والتلفــظ بمــا يعــزم عليــه بمــا يــذكر في التلبيــة، واســتدل

برواياته. وأما حمل الحدائق تبعا للمحكي عن العالمة أخبار اإلضمار على التقية، معلال بعدم التمتع عند العامة، ففيه: مضــافا إلى إطالق تلــك األخبار كما رأيت فيشمل القران واإلفـراد، أن العامــة كلهم قــائلون بالتمتع، منتهى األمر بعضــهم يفضــله على أخويــه وبعضــهم ال يقــول

بالتفضيل، كما يشهد بذلك كتبهم، ولم يعملوا بمنع عمر عنها

من أبواب اإلحرام. 17 الباب 24 ص9الوسائل: ج (?)1. 279 ص18الجواهر: ج (?)2. 206 ص18الجواهر: ج (?)3

88

.الداعي فيكفي بالبال اإلخطار يعتبر وال بل

وهذا من إشكاالت الخاصة عليهم بأنــه إن كــان كالم عمــر الزم االتبــاع فلم ال يعملــون بــه في حج التمتــع، وإن لم يكن الزم االتبــاع

فلم يعملون به في متعة النساء. وكيف كان، فمما ذكرنا ظهر ما في كالم بعض شــراح المفــاتيح القائل بأنه يمتاز الحج من بين سائر العبادات باستحباب التلفظ بما

ينوي ويعزم عليه. وأما ما ذكره في المستمسك من أنه يحتمــل أن يكــون المــراد

ــه مخــالف(1)باإلضــمار اإلســرار في التلفظ ــه مــا ال يخفى، ألن ، ففي والصــريح لقولــه )عليــه الســالم( في صــحيح الحضــرمي وغــيره:

والله العالم. نسمي شيئا }بل وال يعتبر{ في النية }اإلخطار بالبــال{ لعــدم الــدليل عليــه

}فيكفي الداعي{ كما تقدم في مباحث الوضوء وغيره.

. 366 ص11المستمسك: ج (?)189

تــرك على العــزم اســتمرار اإلحــرام في يعتــبر ال(:ــ 5 مســألة)ــزم لم فلو ،مستمرا تركها على العزم المعتبر بل ،محرماته من يع

،بطل الترك استمرار على األول

ــبر في اإلحــرام اســتمرار العــزم على تــرك:5مسألة } ال يعت محرماتــه{، فــإن المســتفاد من الروايــات الدالــة على عــدم بطالن اإلحرام بفعل المحرمات، وأنــه ال يخــرج منــه الشــخص إال بمــا عين شــرعا للخــروج، أن اإلحــرام ال ينتقض بفعلهــا، بــل بمجــرد حصــول

سببه يحصل، ويبقى على المكلف إلى أن يحل بالمحلل. ــزم من األول }بل المعتبر العزم على تركها مستمرا، فلو لم يع على استمرار الترك بطل{ هذا إنما يتم بناء على كون اإلحــرام هــوــاء ــترك ال يالئم بن ــوطين على ال ــترك، إذ الت ــوطين النفس على ال ت الفعل، فبناء الفعل رافع له، أما بناء على ما اخترناه من أن اإلحرام ليس إال التلبية المسبوقة بالنية، لما دل على حرمة المحرمــات بهــاــاؤه ــان بن ــبى بقصــد الحج ولكن ك ــك فال، فمن ل ــو ذل ــا ونح ال قبله التظليل أو بعض المحرمات األخر انعقد إحرامه ولم يكن مضرا به. نعم لــو نــوى التقــرب بحج ليس من محرماتــه التظليــل مثال لم ينعقد، لعدم تشريع هـذا الحج، فهـو مثـل الصـالة في عـدم مضـرية قصد إتيان المبطــل، وإن خالفهــا في مضــرية االتيــان بالصــالة دون الحج، بخالف الصــوم فإنــه يضــره القصــد أيضــا على المشــهور بين

المتأخرين، فهذه العبادات الثالث على ثالثة أقسام: قسم ال يضره القصد وال الفعل وهو الحج.

وقسم يضره الفعل دون القصد وهو الصالة.وقسم يضره كل واحد من الفعل والقصد وهو الصوم.

وعلى هذا فكثير من الحجاج

90

ــزم لو وأما ــتمر ولم ذلك على ع ــأن عزمه يس ــوى ب تحقق بعد نــرام ــ ــان أو عدمه اإلح ــ ــيء إتي ــ ــبر فال ،يبطل لم منها ش ــ فيه يعتــتروك أن والفــرق ،الصــوم في كما النية اســتدامة الصــوم في ال

ة.تكليفي واجبات فيه فإنها اإلحرام بخالف صحته في معتبرة

في هذه السنوات الــذين يحرمــون بالنــذر ويركبــون الطــائرة أو يحرمون من الشجرة ثم يركبون الطائرة مع بنائهم على ركوبها من األول ال يبطل إحرامهم وحجهم بهــذا القصــد، وإن كــان لهم طريــق آخر ال يوجب سلوكه التظليل، فما ذكره بعض المعاصرين من عــدم مضــرية قصــد ركــوب الطــائرة ينــافي مــع عــدم تعليقــه على هــذا

الموضع من المتن. }وأما لو عزم على ذلك ولم يستمر عزمه بأن نوى بعــد تحقــق اإلحرام عدمه أو إتيان شيء منها لم يبطل{ لمــا عــرفت من داللــة النصوص على بقاء إحــرام من ارتكب المحــرم، فمــع القصــد بــدون اإلتيان أولى، }فال يعتبر فيه استدامة النية كما في الصوم{ المعتبر

استدامتها. }والفرق أن التروك في الصوم معتبرة في صــحته{ كمــا تقــدم

تحقيق ذلك في كتاب الصوم فراجع. ــا هي }بخالف اإلحرام فإنها فيه واجبات تكليفية{ ال وضعية، كم

ظواهر األوامر والنواهي المتعلقة بالمركبات.

91

عمرة أو حج من عينه ما نسي لو(: 6 مسألة)

لو نسـي مـا عينــه من حج أو عمـرة{ أو قـران أو:6مسألة } تمتع أو إفراد، ويتحقق الترديد بين القران وأخويــه بــأن كــانت معــه بدنة ثم ضلت ثم نسي أنه هل أشعرها أو قلدها بقصد القران أم ال، فهذا إما أن يجب عليه قسم بعينه أم ال، بأن كان الجميع مستحبا أو واجبا مخيرا، أو كان بين واجب موســع وآخــر مســتحب، ففي األول بيني على كونه القسم الواجب عليه، ألصالة الصحة المسـتفادة من عموم صحيح محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه الســالم( قــال:

كلما شككت فيه مما قد مضى فأمضه كما هو(1) . قال في الحدائق: قالوا: إذا نسـي بمــاذا أحــرم، فــإن كـان أحــد

. (2)النسكين متعينا عليه انصرف ذلك اإلحرام إليه قال في المدارك: وبه قطع العالمة ومن تأخر عنه، ألن الظــاهر من حال المكلف أنه إنما يــأتي بمــا هــو فرضــه، قــال: وهــو حســن،

، انتهى. (3)خصوصا مع العزم المتقدم على اإلتيان بذلك الواجبــذره ــان ن وأما في الثاني، فإن أمكن الجمع بال محذور، كما لو ك العمرة أو حج التمتع ثم بعد اإلحرام شك في أنــه نــوى هــذا أم هــذا جمع بأن يأتي ببقية األفعال بقصد ما في الذمــة، ثم يحج بعــد ذلــك،

للعلم اإلجمالي، وإن لم يمكن

. 3 من أبواب الخلل في الصالة ح23 الباب 336 ص5الوسائل: ج (?)1. 39 ص15الحدائق: ج (?)2. 23 سطر 444المدارك: ص (?)3

92

الجمــع، فــإن أمكن العــدول ـــ كمــا لــو تــردد أمــره بين اإلفــراد والتمتع، فإنه لو كان إفرادا جاز له العدول إلى التمتــع بعــد اإلحــرام ودخول مكة إجماعا محكيــا عن الخالف والمعتــبر والمنتهى وغيرهــاــران للنصوص المستفيضة كما يأتي تفصيل ذلك في مسائل حج الق واإلفراد إن شاء الله تعالى ـ وجب ألنه يتمكن من إتمــام الحج للــه، وفيــه موافقــة قطعيــة، وفي عدمــه مخالفــة احتماليــة، وال شــك أن

بنظر العقل والعقالء يقدم األول على الثاني. والحاصل: إنه بالعــدول يتمكن من امتثــال أمــر اإلتمــام، بخالف

عدمه، واالمتثال الزم فيلزم العدول. وإن لم يمكن العدول، فإن كان مما يمكن االحتيــاط، بــأن شــك وهو في المشعر مثال، فإنه يبني على صحة ما سبق ويأتي بعد الحج بعمرة تعين فيما كان واجبا تخييريا، كما لــو كــان نــذره اإلفــراد مــع

العمرة أو التمتع، للعلم اإلجمالي، وإال لم يلزم االحتياط.ــأن تــردد أمــره بين القــران وإن كــان ممــا ال يمكن االحتيــاط ب

والتمتع بعد اإلحرام بدون اإلتيان بأي عمل، وهنا احتماالت: األول: التخيــير، ألنــه ال ســبيل إلى الحكم بــالخروج من اإلحــرام بعد الحكم بانعقاده، وال ترجيح ألحدهما على اآلخر في المقــام، وإن

كانت المتعة بذاتها أفضل من القران. الثاني: البطالن، ألن وجوب إتمــام الحج والعمــرة للــه إنمــا هــوــه بين ــف ب ــدوران المكل ــا إذا لم يمكن ل ــال، أم ــا أمكن االمتث فيم

الضدين فال وجوب لإلتمام.

93

ــه الثالث: إنه يجعله عمرة فيما كان مرددا بين الحج ي، أفــتى ب الشيخ مطلقا في محكي الخالف قال: يجعله للعمــرة ألنــه إن كــان متمتعا فقد وافق، وإن كان غــيره فالعــدول إلى غــيره جــائز، قــال: وإذا أحرم للعمرة ال يمكنه أن يجعلها حجة مــع القــدرة على اإلتيــان بأفعال العمرة، فلهذا قلنا يجعله عمرة على كــل حــال، واستحســنه

العالمة في محكي المنتهى. الرابع: ما في الحدائق من التوقــف في المســألة، ألنــه ممــا لم

يرد فيه نص، فالالزم السكوت وأخذ جادة االحتياط. والذي يــرجح في النظــر االحتيــاط بــالجمع بين المحتملين، فلــوــالعمرة مقدمــة، لكن يطــوف ــع مثال أتى ب ــردد بين القــران والتمت ت ويسعى بعنوان ما في الذمة األعم من تقــديم طــواف الحج وســعيه في القران وطواف العمرة وسعيها في التمتــع، والقــول بأنــه يالزم التقصير المحرم في أثنــاء القــران لــو كــان في الواقــع قرانــا، غــير

مضر، ألنه على أي تقدير فعل بعض المحرمات. أما سائر االحتمــاالت، فــيرد على األول: إن التخيــير وإن تم في بعض المــوارد، لكن ال كليــة لــه للعلم اإلجمــالي، مضــافا إلى أنــه ال

يعلم بالخروج عن اإلحرام بإتيان أحد النسكين. وعلى الثاني، بأن البطالن ال دليل عليه، فهو محرم ال بد لــه من الخروج عن إحرامه، وأصح طرق الخروج االحتياط، وال وجه للقــول

بعدم شمول اآلية للمقام، لعدم استحالة الخروج.

94

ــواء التجديد عليه وجب ــ ــدهما عليه تعين س ــ إنه:وقيل ،ال أو أح،منهما للمتعين

وعلى الثــالث: بأنـه مضـافا إلى اختصاصـه ببعض صـور الشـك،عدم الدليل على العدول مطلقا.

وعلى الرابع: بأن التوقف ال يفيد الشــخص الــذي وقــع في هــذا المحذور، فإنه لو ســأل العــامي العــالم بعــد اإلحــرام أنــه نســي مــا قصده، ال مجال ألن يقول له ال أدري، ولو فرضــنا أن نفس صــاحب

الحدائق وقع في هذا المحذور فهل كان ينفعه التوقف. وبهذا كله تعرف أن ما ذكره المصنف )رحمه اللــه( من أنــه لــو نسي }وجب عليه التجديد سواء تعين عليه أحــدهما أو ال{ في غــيرــد، محله، لما ذكره السيد البروجردي بقوله: تجديد اإلحرام غير مفي إذ اإلحرام على اإلحرام ال يصح، وال يرفع اإلحرام السابق وال يقلبــه

عما وقع عليه. نعم فيما إذا كانت الصحة مختصة بأحدهما، األحوط تجديده لمــا يصح منهما، ألن السابق إن كــان هــذا لم يضــره التجديــد، وإن كــان

غيره وقع باطال فصح التجديد، انتهى. ــل لكن يرد عليه ما عرفت من لزوم الحمل على الصحة في مث

هذا الشك، فال وجه لتجديده حتى في هذه الصورة. }وقيل{ والقائل به الشرائع والقواعد والشهيدان وغيرهم }إنــه للمتعين منهما{ إن كان أحدهما معينا، وقد تقدم نسبة المدارك هذا

القول إلى العالمة ومن تأخر عنه.

95

في كما صــحتهما ومع ،منهما يصح لما يكــون التعــيين عدم ومع وجه ال إذ ،مشكل وهو بها المتمتع للعمرة جعله األولى الحج أشهر

.له

ــدهما دون }ومع عدم التعيين يكون لما يصح منهما{ إن صح أح اآلخر، كما لو كان في عرفات وقد علم أنه لم يطف ولم يسع، فإنه ال يصح للعمرة فيتعين صرفه للحج، وكــذا إذا تــردد بينهمــا وهــو في

غير أشهر الحج، فإنه ال يصح حجا فيتعين صرفه إلى العمرة. }ومــع صــحتهما، كمــا في أشــهر الحج{ مــع عــدم تجــاوز محــل صالحية كل منهما }األولى جعله للعمرة المتمتع بها وهو مشكل، إذ ال وجه له{، وقد اضطربت األقوال في هذه المسألة، كمــا ال يخفىــام والمستمســك ــدائق وكشــف اللث ــواهر والح ــع الج على من راج وغيرها، حتى أن كالم المصنف )رحمه الله( هذا ال يوافــق شــيئا من

األقوال.

96

،والعمرة للحج واحدة نية تكفي ال(: 7 مسألة)

}ال تكفي نيــة واحــدة للحج والعمــرة{ بــأن ينــوي:7مسألة } بإحرامه الحج والعمرة معا، وذلك ألنــه غــير مشــروع، فــإن الشــارع جعل للحج إحراما وللعمرة إحراما، فالجمع بينهما بأن يحــرم بقصــد

الحج والعمرة كليهما مما لم يشرعه الشارع فيبطل. ومن هنا تعرف أن األجود في العبارة أن يقول: ال ينعقد اإلحرامــراد من البطالن في ــو الم إذا كانت النية الحج والعمرة معا، وهذا ه

كلمات العلماء. ــوز فعن المنتهى أنه حكى عن الشيخ في الخالف إنه قال: ال يج

القران بين حج وعمرة بإحرام واحد، وادعى على ذلك اإلجماع. وعن القواعد: األقرب البطالن، وإن كان في الشهر الحج.

وعن المدارك: إنه ـ أي االنعقاد ـ ضعيف جدا، قال: ألن المنــوي أعــني وقــوع اإلحــرام الواحــد للحج والعمــرة معــا لم يثبت جــوازه

. (1)شرعا، فيكون التعبد به باطال، وغيره لم يتعلق به النيةــرة على ــال حج على حج، وال عم ــوز إدخ ــدروس: ال يج وعن ال عمرة، وال نية حجتين وال عمرتين، إلى أن قال: وال نية حجة وعمرة معــا إال على قــول الحســن وابن الجنيــد، ولــو فعــل بطــل إحرامــه،

انتهى. أقول: ومراد القائل بالصحة كابن أبي عقيل هــو وجــوب اإلتيــانــان ــد اإلتي ــرة بع ــل من العم ــه ال يح ــرة أوال ثم الحج، وأن ــا العم به

بأفعالها، كما في المتمتع

. 444المدارك: ص (?)197

بل

غير القارن، وإنما يحل بعد اإلتيان بأفعــال الحج كمال، وقــد ذكــر في المسالك أن هذا القول ذكره جماعــة ولــه شــواهد من األخبــار،

واألصح البطالن، انتهى. أقول: مراده بالشواهد جملة من الروايات، كصحيح يعقــوب بنــرى لي أن شعيب، سألت أبا عبد الله )عليه السالم(، فقلت: كيف ت

أهل، فقال: ، فقلتإن شئت سميت وإن لم تشـــأ لم تســم شــيئاله: كيف تصنع أنت، قال: ــا أجمعهما فأقول: لبيك بحجة وعمرة مع

(1)، .الحديث إنوصــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

عثمان خرج حاجا فلما صار إلى األبواء أمر مناديا ينــادي في النــاســداد بن اجعلوها حجة وال تتمتعوا، فنادى المنادي، فمر المنادي بالمق األسود فقال: أمــا لتجــدن عنــد القالئص رجال ينكــر مــا تقــول، فلمــا انتهى المنادي إلى علي )عليه السالم( وكان عند ركابه يلقمها خبطا ودقيقا، فلما سمع النداء تركها ومضى إلى عثمــان، وقــال: مــا هــذا الذي أمرت به، فقال: رأي رأيتــه، فقــال: واللــه لقــد أمــرت بخالف رسول الله )صلى الله عليه وآله(، ثم أدبر موليا رافعــا صــوته لبيــك بحجة وعمــرة معــا لبيــك، وكــان مــروان بن الحكم يقــول بعــد ذلــك

. (2)لكأني أنظر إلى بياض الدقيق مع خضرة الخبط على ذراعيه في}بل{ وصــحيح ابن أبي نصــر، عن الرضــا )عليــه السـالم(:

المتمتع أنه ينوي

. 6 من أبواب اإلحرام ح21 الباب 30 ص9الوسائل: ج (?)1. 7 من أبواب اإلحرام ح21 الباب 30 ص9الوسائل: ج (?)2

98

.(1)العمرة ويحرم بالحج وما دل على أنــه دخلت العمــرة في الحج إلى يــوم القيامــة من متواتر الروايات، بل أقوى داللة من الكــل فعــل النــبي )صــلى اللــه عليه وآلــه( كمــا ال يخفى على من راجــع أخبــار حجــة الــوداع، فإنــهــة فطــاف )صلى الله عليه وآله( أحرم بالحج وساق الهدي وأتى مكــع إلى وصلى وسعى، ثم ذهب إلى عرفات والمزدلفة ومنى، ثم رج مكة يوم العاشر وزار البيت ورجع إلى منى وأقام بها حتى كان يوم الثالث من آخر أيام التشريق ثم رمى الجمار وجــاء إلى األبطح ولم يدخل مكة حتى رجع إلى المدينة، فإن طوافه وسعيه األولين عمرة

دخلت في الحج، ولذا لم يحرم )صلى الله عليه وآله( ثانيا.إلى غير ذلك من نحو هذه الشواهد.

ــا لكن في الكل ما ترى، إذ صحيحة يعقوب بعد الغض عن حمله على التقية ال تدل إال على إرادة الحج والعمرة معا، ال الحج فقط أو العمرة فقط، كما هو الظاهر من صحيحة الحلــبي، حيث إن عثمــان أراد حج اإلفــراد مقابــل التمتــع، وحيث إن أصــحابه كــانوا من أهــل اآلفاق وال يصح ذلك لهم، رد عليه علي )عليه السالم(، فقوله )عليه

الســالم(: ، رد لــذلك ال إنشــاء لألمــرينلبيــك بحجــة وعمــرة معــابإحرام.

ــوى وأما صحيح ابن أبي نصر، فمضافا إلى أنه ال ينطبق على فت ابن أبي عقيـــل، ألنـــه يقـــول بجمعهمـــا ال الحج فقـــط، أن المـــرادــتي باإلحرام بالحج مقابل العمرة المفردة، يعني أنه يأتي بالعمرة ال

في ضمن الحج.

. 2 من أبواب اإلحرام ح21 الباب 29 ص9الوسائل: ج (?)199

ــرام إلى يحتاج منهما كل إذ ،مستقال نيته من منهما لكل بد ال إحمستقل

وأما ما دل على دخول العمــرة في الحج، فقــد فســره الصــادق )عليــه الســالم( في خــبر فضــيل بن عيــاض، حيث قــال في جملــة حكايته )عليــه السـالم( حجــة الــوداع، وهــذا الكالم من رســول اللـه )صلى الله عليــه وآلــه( إنمــا كــان في الــوقت الــذي أمــرهم بفســخ

دخلت العمرة في الحج إلى يــوم القيامــة وشــبك بينالحج، فقال: ، الحديث. (1)أصابعه يعني في أشهر الحج

وأما فعل النبي )صلى الله عليه وآله( فلم يكن طوافــه وســعيه للعمرة، بل طواف الحج وسعيه، فإنه يجوز للقارن والمفرد إذا دخال مكة تقديم الطواف والسعي، والقول بأنه فلم لم يأت بالعمرة بعــد ذلك وال قبله، مردود بأنه )صلى الله عليه وآله( قــد كــان حج خمس وعشرين حجة قبل ذلك كما ورد في بعض الروايات، فلعلــه )صــلى الله عليه وآله( إنمــا أتى بحج القــران فقــط دون العمــرة، كمــا أنــه اعتمر قبل ذلك بعدة عمر ورجوعــه يــوم العاشــر إن كــان لطــواف

النساء. وكيــف كــان، فهــذه الشــواهد مــع عــدم تماميتهــا في أنفســها ال تصلح للمقاومة مــع مســتفيض الصــحاح المعتضــد بالشــهرة القويــة

الدال على لزوم للحج والعمرة. وأما في التمتع فالتحلل بينهما أظهر من الشمس فـ}ال بد لكــل منهما من نيته مستقال، إذ كــل منهمــا يحتــاج إلى إحــرام مســتقل{، وقد تقدم أنه ال يحتاج إلى اإلخطار، بل لو نوى من األول العمرة ثم

الحج وأتى إلى آخر األعمال باالرتكاز الذي هو الداعي كفى.

. 9 باب أنواع الحج ح90 ص96البحار: ج (?)1100

المتعين إلى بصرفه والقول ،تجديدها عليه وجب كذلك نوى فلوــدهما عليه تعين إذا منهما ــير أحـ وصح يتعين لم إذا بينهما والتخيـ

الحج أشهر في كما منهما كل منه

}فلــو نــوي كــذلك{ بطــل ولم يحــرم و}وجب عليــه تجديــدها{ بمعنى أنــه لــو أراد شــيئا احتــاج إلى نيــة جديــدة، ال أنــه تجب النيــة

مطلقا حتى فيما كان الحج مندوبا كما هو ظاهر. }والقول{ المحكي عن الشــيخ وجماعــة }بصــرفه إلى المتعينــه منهما إذا تعين عليه أحدهما{ كما لو كان في غير أشهر الحج، فإن

يتعين عليه صرفه إلى العمرة. }والتخيير بينهما إذا لم يتعين وصح منه كل منهما كما في أشهر

الحج{. ويدل على األول: إن اإلحرام حقيقة واحدة، فإذا وقع على وجــه

العبادة صح وترتب عليه أثره. وعلى الثاني: مضافا إلى ما عن كشف اللثام من تعليله التخيير بأنه كــان لــه اإلحــرام بأيهمــا شــاء إذا لم يتعين عليــه أحــدهما، فلــه صرف إحرامه إلى أيهما شاء، لعدم الرجحــان وعــدم جــواز اإلحاللــرام، بدون النسك إال إذا صد أو أحصر وال جمع بين النسكين في إح انتهى. خبر أبان بن تغلب قلت ألبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: بــأي

ال تسم حجا وال عمرة، وأضمر في نفسك المتعة،شيء أهل، قال: . (1)فإن أدركت كنت متمتعا وإال كنت حاجا

. 4 من أبواب اإلحرام ح21 الباب 29 ص9الوسائل: ج (?)1101

ــالقول ،له وجه ال ــان لو بأنه كـ ــهر في كـ ــزم بطل الحج أشـ ولـ.مفردة عمرة صح غيرها في كان وإن ،التجديد

ــرع ــدهما ف ــه{ إذ الصــرف إلى المتعين إذا تعين أح ــه ل }ال وج وكون اإلحرام حقيقــة واحــدة خالف ظــواهر األدلــة،الدليل وال دليل

التي منها اختالف اآلثار المترتب على اختالفه، كعدم جواز التقصــير قبل الذهاب إلى الموقف في اإلفراد والقــران بخالف العمــرة، ومــا في كشف اللثام قيــاس، فــإن جــواز األمــرين قبــل االنعقــاد ال يالزم جوازهما بعده، وإال قلنا بذلك فيما نوى صالة الظهــر ثم بــدا لــه في

نقلها إلى صالة مندوبة أخرى، أو نذر شيئا ثم بدا له شيء آخر. وأما خبر أبان فهو بمعزل عما نحن فيه، فإنه في مقام أن ناوي المتعــة إن خــاف فــوت الموقــف عــدل إلى حج اإلفــراد، فهــو من

روايات تلك المسألة ال مسألتنا هذه. }كالقول بأنه لو كان في أشهر الحج بطــل ولــزم التجديــد، وإن كان في غيرها صح عمرة مفردة{ كما أفتى بــه في الشــرائع قــال: ولو أحرم بالحج والعمرة وكان في أشهر الحج كان مخيرا بين الحج والعمرة إذا لم يتعين عليه أحــدهما، وإن كــان في غــير أشــهر الحج تعين للعمرة، ولو قيل بالبطالن في األول ولــزوم تجديــد النيــة كــان

، انتهى. فإنه بالنسبة إلى شقه الثاني، أعني(1)أشبه بأصول المذهب تعينه للعمـرة المفـردة، كمـا هـو الظـاهر من سـكوته أيضـا فخالف األدلة، وإن استدل لـه في الجـواهر بقولـه: ولعلـه ألن الحج لمـا لم

يمكن في غيرها لم يكن التعرض

. 178شرائع اإلسالم: ص (?)1102

له إال لغــوا محضــا، بــل خطــأ، ثم رده بقولــه: وفيــه إن اللغويــةــه والخطائية ال تنافي حصول البطالن باعتبار عدم اإلتيان بالمأمور ب

، انتهى.(1)على وجهه ثم إن الحــدائق والجــواهر حمال بعض النصــوص المتقدمــة على

التقية، لكن ال وجه له بعد الجمع الداللي. ــبر ــة، كخ ــا على التقي ــد من حمله ــات ال ب ــام رواي نعم في المق إسماعيل الجعفي، قــال: خــرجت أنــا وميســر وأنــاس من أصــحابنا،

أبي جعفــر )عليــه الســالم(ىفقال لنا زرارة: لبوا بالحج، فدخلنا عل فقلنا له: أصحلك الله إنــا نريــد الحج ونحن قــوم صــرورة ـــ أو كلنــا

ــدلبوا بالعمرةصرورة ـ فكيف نصنع، فقال: . فلما خرجنا قــدم عبــا لبــوا بــالحج، الملك بن أعين، فقلنا له: أال تعجب من زرارة قال لن وإن أبا جعفر )عليه السالم( قال لنا لبوا بالعمرة، ودخل عبد الملــكــوا ــك أمــرهم زرارة أن يلب ــه: إن إناســا من موالي ــال ل بن أعين فقــو ــال أب بالحج عنك وأنهم دخلوا عليك وأمرتهم أن يلبوا بالعمرة، فق

يريد كل إنســان منهم أن يســمع على حــده،جعفر )عليه السالم(: لبــوا بــالحج، فــإن رســول اللـه )صــلى فدخلنا، فقال، أعدهم علي

. (2)الله عليه وآله( لبى بالحج وخــبر حمــران بن أعين قــال: دخلت على أبي عبــد اللــه )عليــه

السالم(، فقال لي:

. 207 ص18الجواهر: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح21 الباب 29 ص9الوسائل: ج (?)2

103

بم أهللت :فقلت: بالعمرة، فقــال ،أفال أهللت بــالحج ونــويت ــة المتعة فصارت عمرتك كوفية وحجتك مكية، ولو كنت نويت المتع

. (1)وأهللت بالحج كانت حجتك وعمرتك كوفيتين وصحيح عبد الملك بن أعين، قال: حج جماعة من أصحابنا فلمــا قــدموا المدينــة دخلــوا على أبي جعفــر )عليــه الســالم( فقــالوا: إن

. فلمــاتمتعــوازرارة أمرنا أن نهــل بــالحج إذا أحرمنــا، فقــال لهم: خرجوا من عنده دخلت عليــه فقلت: جعلت فــداك لئن تجــزهم بمــا

ردهمأخبرت به زرارة لنــأتين الكوفــة ولنصـبحن بـه كـذابا، فقـال: صدق زرارة، أما والله ال يسمع هــذا بعــد فدخلوا عليه فقال: علي

. (2)هذا اليوم أحد منيإلى غير ذلك.

. 5 من أبواب اإلحرام ح21 الباب 30 ص9الوسائل: ج (?)1. 19 من أبواب أقسام الحج ح3 الباب 176 ص8الوسائل: ج (?)2

104

،صح أحرم ذا لما أنه علم فإن ،فالن كإحرام نوى لو(ـ: 8 مسألة) عن لما بالصــحة وقيل ،التعيين لعدم بالبطالن فقيل يعلم لم وإنالسالم(، )عليه علي

لو نوى كــإحرام فالن، فــإن علم أنــه لمــاذا أحــرم:8مسألة } صح{، قال في الجواهر: بال خالف وال إشكال لوجــود المقتضــي من

. (1)النية والتعيين وعدم المانع، انتهى وقال في الحدائق: قد صرح األصحاب )رضوان الله عليهم( بأنه لو قال: كــإحرام فالن، وكــان عالمــا بمــا أحــرم صــح لحصــول النيــة

. (2)المعتبرة ، قال: األقوى(3)}وإن لم يعلم فقيل بالبطالن{ كما في الجواهر

البطالن وفاقا لجماعة }لعدم التعيين{ المعتبر. ــذكرة }وقيل{ والقائل الشيخ والفاضل في محكي المنتهى والتــبي ــحيح الحل ــالم({ ففي ص ــا عن علي )عليــه الس ــحة، لم }بالصــه وحسنه، عن الصادق )عليه السالم( في حجة الوداع أنه )صلى الل

أهللت بما أهــل، فقال: يا علي بأي شيء أهللتعليه وآله( قال: . به النبي

وفي صحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، إن عليا )عليه السالم( قدم من اليمين على رسول اللــهوفيه ذكر:

، إلى )صلى الله عليه وآله( وهو بمكة

. 210 ص18الجواهر: ج (?)1. 33 ص15الحدائق: ج (?)2. 212 ص18الجواهر: ج (?)3

105

،تعيين نوع ألنه الصحة واألقوى

، قــال: قلت: يــا رســول اللــهوأنت يا على بما أهللتأن قال: ، فقــال لــه رســول اللــهإهالال كإهالل النبي )صلى الله عليــه وآلــه(

كن على إحرامــك مثلي وأنت شــريكي في)صلى الله عليه وآله(: . (1)هديي

ــه وفي مرسل الفقيه: إنه )صلى الله عليه وآله( قال لعلي )عليــلى السالم(: فبم أهللت أنت يا علي؟ فقال: إهالال كإهالل النبي )ص اللــه عليــه وآلــه(، فقــال النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(: كن على إحرامك مثلي فــأنت شـريكي في هـديي. وكـان النــبي )صـلى اللـه عليه وآله( ساق مائة بدنة، فجعل لعلي )عليه السالم( أربعا وثالثين ولنفسه ستا وستين، ونحرها كلها بيده ثم أخذ من كــل بدنــة جــذوة

. (2)وطبخها في قدر وأكال منها وتحسیا من المرق }واألقوى الصحة ألنــه{ مضــافا إلى كونــه }نــوع تعــيين{ مــورد

النص السابق.وقد أشكلوا في ذلك من وجوه:

األول: إن عليا )عليه السالم( كان عالما بكيفية حج النبي )صلى الله عليه وآله(، وفيه: إنه خالف بعض النصوص، فقــد روى الفضــل

خــرج رســول اللــهبن الحسن الطبرســي في إعالم الــورى، قــال: )صلى الله عليه وآله( متوجها إلى الحج في السنة العاشرة لخمس بقين من ذي القعدة، وأذن في الناس بالحج، فتهيــأ النــاس للخــروجــا للحج معه، وأحرم من ذي الحليفة وأحرم الناس معــه، وكــان قارن

ساق

. 14 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 157 ص8الوسائل: ج (?)1. 15 ح63 الباب 153 ص2الفقيه: ج (?)2

106

ستا وســتين بدنــة، وحج علي )عليــه الســالم( من اليمن وســاق معه أربعا وثالثين بدنة، وخرج بمن معــه من العســكر الــذي أصــحبه إلى اليمن، فلما قارب رسول الله )صلى الله عليـه وآلـه( مكـة من طريق المدينة قاربها علي )عليه السالم( من طريــق اليمن، فتقــدم الجيش إلى رسول الله )صلى الله عليه وآلــه(، فســر بــذلك، فقــال له: بم أهللت يا علي، فقال لــه: يــا رســول اللــه إنــك لم تكتب إليــه بإهاللك، فقلت: إهالال كإهالل نبيك، فقال له رسول الله )صلى اللــأقم على عليه وآله(: فأنت شريكي في حجي ومناسكي وهــديي، ف

. (1)إحرامك وعد إلى جيشك وعجل بهم إلي حتى نجتمع بمكة الثــاني: إن عليــا )عليــه الســالم( لم يكن ســاق الهــدي، فكيــف يمكن أن يكون حجه حج قــران، فال بــد وأن يحمــل ذلــك على كونــه من خصائصه )عليه السالم(، ومثله اإلجمال في النية، وفيــه إنــه إن ثبت ذلك نقــول بمقتضــاه، لكن الكالم في تضــارب الروايــات حــول

هذا الموضوع. ففي عدة من الروايات: أن النبي )صلى الله عليه وآله( أشركه في هديــه، كمرســل الفقيــه المتقــدم، وروايــة الفضــل بن الحســن

إن رسول الله )صلى اللــهالطبرسي، قال الصادق )عليه السالم(: عليه وآله( ساق في حجته مائة بدنــة فنحــر نيفــا وســتين ثم أعطى

. (2)عليا فنحر نيفا وثالثين وصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في صــفة حج

رسول الله )صلى الله

. 32 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 168 ص8الوسائل: ج (?)1. 33 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 168 ص8الوسائل: ج (?)2

107

ــه(: ــه وآل ــة بدنةعلي ــالحج وســاق مائ ــل ب ــال:فأه ، إلى أن قفأشركه في الهدي وجعل له سبعا وثالثين(1) .

وفي جملة من الروايــات: إن عليــا )عليــه الســالم( أتى بالهــديمعه، كرواية الطبرسي المتقدمة.

وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( وفيه:وكان الهدي الذي جاء به رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( أربعــا

وستين، أو ستا وستين، وجاء علي )عليه السالم( بأربعــة وثالثين، أو ست وثالثين، فنحر رسول الله )صلى الله عليه وآله( ســتا وســتين،

. (2)ونحر علي )عليه السالم( أربعا وثالثين بدنة وهذا التضــارب في الروايــات أوجب رفــع اليــد عن هــذا الحكم، أعني عدم سوق أحد ثم شراكته في هدي غــيره، أمــا أصــل الحكم،ــه أعني كون علي )عليه السالم( أهل مجمال كإهالل النبي )صلى الل عليه وآله( الظــاهر منــه عــدم علمــه )عليــه الســالم( ظــاهرا بــذلك

المريد برواية الفضل المتقدمة فال إشكال فيه. الثالث: إنه على تقــدير تســليم عــدم علم علي )عليــه الســالم( ظاهرا، ال يمكن األخذ بــذلك، ألنــه إنمــا كــان في أول الشــريعة مــع فرض عدم اطالعــه )عليــه السـالم( ظــاهرا بــالتكليف، بــل احتمالــه

)عليه السالم( نزول حكم جديد، وكان متعذرا عليه

. 14 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 157 ص8الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 153 ص8الوسائل: ج (?)2

108

،البطالن فالظــاهر االشــتباه على بقي أو فالن يحرم لم لو نعم،يتمتع االشتباه صورة في إنه:يقال وقد

حصول اليقين بما هو مكلــف بــه، بخالف من يعلم شــغل ذمتــه، وفيه: إن العلم والجهل ال مدخلية لهما في األحكام، ولــو كــان مثــلــا، لفــرض ذلك باطال ألمره النبي )صلى الله عليه وآله( باإلهالل ثاني

عدم ضيق الوقت، ألنه )عليه السالم( عاد إلى جيشه. وكيف كان، فاإلنصاف إن هذه اإلشكاالت ال ترجــع إلى محصــل، كاإلشكال بأن عليا )عليــه الســالم( كــان من أهــل اآلفــاق وفرضــهم

التمتع ال القران. ــاهر ــ ــتباه فالظ ــ ــرم فالن أو بقي على االش ــ ــو لم يح ــ }نعم ل البطالن{، هذا إنمــا يتم في األول لعــدم الموضــوع، خالفــا للمحكي عن الشــيخ والفاضــل، حيث ذهبــا إلى االنعقــاد مطلقــا، مخــيرا بين الحج والعمــرة، وضــعفه ظــاهر دون الثــاني، بــل هــو كالناســي في شقوق المسألة على ما عــرفت، إذ ال وجــه للبطالن، ولـذا قـال في المستمسك: وأما في الصورة الثانية فغــير ظــاهر، إال بنــاء على مــا

. (1)عرفت في الناسي }وقد يقال{، والقائــل بــه الشــيخ في محكي الخالف والشــرائع }إنه في صورة االشتباه يتمتع{ ألنه إن كان متمتعا فقد وافــق، وإن

كان غيره فالعدول عنه جائز.

. 347 ص11المستمسك: ج (?)1109

له وجه وال .التمتع إلى العدول له يصح مقام في كان إذا إال

}وال وجه له{ إذ ليس يجوز العـدول إلى التمتــع مطلقــا }إال إذا كان في مقام يصح له العدول إلى التمتع{ فإنه يعدل ويجعله تمتعا،

وقد عرفت تفصيل الكالم في ذلك في الناسي.

110

غــيره فنــوى العمــرة أو الحج من نوع عليه وجب لو(:ــ 9 مسألة).بطل

لو وجب عليه نوع من الحج أو العمرة فنوى غيره:9مسألة } بطل{ ألن ما نوى له لم يصح وقوعــه، ومــا يصــح وقوعــه لم ينــوه، ومنه يعلم أنه ال بــد من تقييــد ذلــك بمــا لم يصــح وقــوع غــيره، أمــا

صرف الوجوب المجامع لصحة وقوع الغير فال يوجب بطالنا. قال في الجواهر: لو نوى نسيانا غــير المتعين عليــه فهــل يصــح للمتعين، أو يقع باطال لهما، ويحتاج إلى تجديد النية، األقوى الثــاني،

. (1)بناء على ما عرفت من عدم الدليل على الصرف شرعا قهرا

. 210 ص18الجواهر: ج (?)1111

نوى ما على المدار كان بغيره ونطق نوعا نوى لو(ـ: 10 مسألة).نطق ما دون

لو نوى نوعا ونطق بغــيره كــان المــدار على مــا:10مسألة } ، وال اعتبــار بــالنطق فياألعمــال بالنيــاتنوى دون ما نطق{ ألن

قبالها. قال في الحدائق: قد صرح األصحاب )رضوان الله عليهم( بأنــه لو نوى اإلحرام بنسك ولبى بغيره انعقد ما نواه دون مــا تلفــظ بــه،

. (1)ألن المدار على النية، واللفظ ال اعتبار به، وهو كذلكــد بن ويدل عليه ما رواه الشيخ في الصحيح، عن أحمد بن محمــه أبي نصــر قــال: قلت ألبي الحســن علي بن موســى الرضــا )علي

لب بــالحج وانــوالســالم( كيــف أصــنع إذا أردت أن أتمتــع، فقــال: ــالبيت وصــليت الركعــتين خلــف المتعــة، فــإذا دخلت مكــة طفت ب

،(2)المقام، وســعيت بين الصــفا والمــروة، ونســختها وجعلتهــا متعةانتهى.

أقول: لكن في داللة الرواية نظر ظاهر. نعم ربما يستدل لذلك بخــبر علي بن جعفــر، عن أخيــه موســى )عليــه الســالم( قــال: ســألته عن رجــل أحــرم قبــل الترويــة فــأراد اإلحرام بالحج يوم التروية فأخطأ ذكر العمرة، قال )عليه الســالم(:

ليس عليه شيء فليعتد اإلحرام بالحج(3) .

. 35 ص15الحدائق: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح22 الباب 31 ص9الوسائل: ج (?)2.8 من أبواب اإلحرام ح22 الباب 31 ص9الوسائل: ج (?)3

112

ــالعمرة، خالف والقول بأن ظاهره نية العمرة غلطا ال التلفــظ بالظاهر، ألنه قال: فذكر العمرة.

وفي الجواهر مازجا: ولو نوى نوعا ونطق بغيره عمـدا أو سـهوا ـ انتهى. (1)عمل على نيته بال خالف بل وال إشكال

ــا، ثم إن ــوى ونص ــلمات فت ــألة من المس ــان، فالمس ــف ك وكي الظــاهر أنــه لــو كــان ارتكــازه شــيئا ونــوى غــيره وقــع على حســب االرتكاز، كما صرح به في المستمسك قال: والنية غلطا أيضا ال أثــر لها كاللفظ، ألن التــأثير في الفعــل إنمــا يكــون للــداعي النفســي ال

.(2)للنية غلطا، فيكون المدار عليه ال عليها

. 205 ص18الجواهر: ج (?)1.357 ص11المستمسك: ج (?)2

113

نـوى أو نـواه أنه في وشك نـوع أثنـاء في كـان لو:ـ 11 مسـألة).نواه أنه على بنى غيره

ــواه أو نــوى:11مسألة } لو كان في أثناء نوع وشك في أنه ن غيره بنى على أنه نــواه{ ألصــالة الصــحة المســتندة إلى الصــحيحة

المتقدمة.

114

التلفظ اســتحباب األخبــار من جملة من يســتفاد(:ــ 12 مســألة) في بما يكــون أن واألولى ،كــان لفظ بــأي تحققه والظاهر ،بالنية

يقول: أن وهو عمار ابن صحيحة

يستفاد من جملة من األخبــار اســتحباب التلفــظ:12مسألة }ــة، وإن ــك في المســألة الرابع ــة{، لكن عــرفت الحــال في ذل بالني

األحب اإلضمار. }والظاهر تحققــه بــأي لفــظ كــان{ إلطالق بعض تلــك األخبــار،ــافا إلى أن اختالف كالرضـــوي المتقـــدم في تلـــك المســـألة، مضـ

النصوص في اللفظ دليل على عدم الخصوصية في لفظ بعينه. }واألولى{ عند المصنف }أن يكــون بمــا في صــحيحة{ معاويــة }ابن عمار{، عن أبي عبد الله )عليه السالم( }وهو أو يقول:{ كما

ال يكون اإلحــرام إال في دبــر صــالةعلمه، فإنه )عليه السالم( قال: ــليم، مكتوبة أو نافلة، فإن كانت مكتوبة أحرمت في دبرها بعد التس وإن كانت نافلة صليت ركعــتين وأحــرمت في دبرهمــا، فــإذا انفتلت من صالتك فاحمد الله عز وجل واثن عليه وصل على النــبي )صــلىــتجاب الله عليه وآله( وتقول: اللهم إني أسألك أن تجعلني ممن اس لك وآمن بوعدك واتبع أمرك، فإني عبدك وفي قبضــتك، ال أوقي إال مــا وقيت، وال آخــذ إال مــا أعطيت، وقــد ذكــرت الحج، فأســألك أن تعــزم لي عليــه على كتابــك وســنة نبيــك )صــلى اللــه عليــه وآلــه(،ــك وتقويني على ما ضعفت عنه، وتسلم مني مناسكي في يســر منــذين رضــيت وارتضــيت وســميت ــدك ال ــني من وف ــة، واجعل وعافي

وكتبت، اللهم إني خرجت من شقة بعيدة

115

على ،الحج إلى بـــالعمرة التمتع من به أمـــرت ما أريد إني اللهم لي ذلك فيسروســـلم( وآله عليه الله )صـــلى نبيك وســـنة كتابك

حيث فحلــني يحبســني شيء عرض فإن ،عليه وأعني مني وتقبله ،فعمــرة حجة تكن لم نإ اللهم ي،عل قدرت الذي لقدرك حبستني

ــبي ومخي وعظامي ودمي ولحمي وبشري شعري لك أحرم وعص.اآلخرة والدار وجهك بذلك أبتغي ،والطيب والثياب النساء من

وأنفقت مــــالي ابتغــــاء مرضــــاتك، اللهم فتمم لي حجــــتي. (1)وعمرتي

ــالعمرة إلى الحج على }اللهم إني أريد ما أمرت به من التمتع بــني كتابك وسنة نبيك )صلى الله عليه وآله( فيسر ذلك لي وتقبله م وأعــني عليــه، فــإن عــرض شــيء يحبســني فحلــني حيث حبســتني لقدرك الذي قدرت علي، اللهم إن لم تكن حجة فعمرة، أحــرم لــك شعري وبشري ولحمي ودمي وعظامي ومخي وعصبي من النســاءــك ــال: ويجزي والثياب والطيب، أبتغي بذلك وجهك والدار اآلخرة{ ق أن تقول: هذا مــرة واحــدة حين تحــرم، ثم قم فــامش هنيئــة، فــإذا

. استوت بك األرض ماشيا كنت أو راكبا فلب ثم إن اللفظ الذي ذكره المصنف )رحمه الله( مخــالف لمــا في

الوسائل وغيره، ولذا ذكرناه كما في الوسائل.ثم إنه ال وجه لتخصيص األولوية بصحيحة معاوية.

. 1 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 23 ص9الوسائل: ج (?)1116

بل مثلها صحيحة ابن سنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( إذا أردت اإلحرام والتمتع فقل: اللهم إني أردت ـ أريد خ ـ مــاقال:

ــني، ــه م أمرت به من التمتع بالعمرة إلى الحج فيسر ذلك لي وتقبلــدرت علي، أحــرم وأعني عليه وحلني حيث حبستني بقدرك الذي ق لك شـعري وبشـري من النسـاء والطيب والثيــاب. وإن شــئت قلت حين تنهض، وإن شئت فأخره حتى تــركب بعــيرك وتســتقبل القبلــة

. (1)فافعل وعن دعائم اإلسالم، عن جعفر بن محمد )عليهما الســالم(، أنــه

وإذا أراد المحرم اإلحرام عقـد نيتـه وتكلم بمـا يحـرم لـه منقال: حجة وعمرة أو حج مفرد أو عمرة مفردة، يقول: اللهم إني أريد أن أتمتــع بــالعمرة إلى الحج، أو يقــول: اللهم إني أريــد أن أقــرن الحجــان بالعمرة، إن كان معه هدي، أو يقول: اللهم إني أريد الحج، إن كــد العمــرة إن كــان معمــرا على يفــرد الحج، ويقــول: اللهم إني أري كتابك وسنة نبيك، اللهم وحلني حيث حبستني لقدرك الــذي قــدرت علي، اللهم فاعني على ذلك ويسره وتقبله مني، ثم يدعو بما يجب

. (2)من الدعاء والرضوي المتقدم في المســألة األولى، وقــريب من الصــحيحة عبارة الصدوق في المقنع، وقد ظهر من بعض هذه الروايــات عــدم

اختصاص ذلك بحج التمتع بل يعم غيره.

. 2 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 24 ص9الوسائل: ج (?)1 باب ذكر اإلحرام. 299 ص1الدعائم: ج (?)2

117

يحله أن الله على إحرامه عند يشترط أن يستحب(ـ: 13 مسألة) إحرامه ميتم نأو ،عمــرة أو حج من نسكه إتمام من مانع عرض إذا

من جملة من يظهر كما ،اإلتيــان يمكنه ولم للحج كــان إذا عمــرةاألخبار

يستحب أن يشــترط عنــد إحرامــه على اللــه أن:13مسألة } يحلــه إذا عــرض مــانع من إتمــام نســكه من حج أو عمــرة، وأن يتمــة إحرامه عمرة إذا كان للحج ولم يمكنه اإلتيان، كما يظهر من جمل من األخبار{ بال خالف كما في الجــواهر وإجماعــا كمــا في الحــدائق وعن المــدارك، لصــحيحي ابن عمــار وابن ســنان، وخــبري الــدعائم

والرضوي المتقدمات. وخبر الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

،المعتمــر عمــرة مفــردة يشــترط على ربــه أن يحلــه حيث حبســه . (1)ومفرد الحج يشترط على ربه إن لم تكن حجة فعمرة

وخــبر أبي الصــباح الكنــاني، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه يقــولالسالم( عن الرجل يشــترط في الحج كيــف يشــترط، قــال:

حين يريــد يحــرم: أن حلــني حيث حبســتني فــإن حبســتني فهي، الحديث. (2)عمرة

وموثق حنان بن سدير، قال: سمعت أبا عبد الله )عليه السالم( . قلت: فــأي شــيءإذا أتيت مســجد الشــجرة فــافرضيقــول:

تصلي ركعتين ثم تقول: الفرض، قال:

. 2 من أبواب اإلحرام ح23 الباب 33 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح24 الباب 34 ص9الوسائل: ج (?)2

118

،الهدي سقوط إنها:فقيل ،االشتراط هذا فائدة في واختلفوا

اللهم إني أريد أن أتمتع بالعمرة إلى الحج، فإن أصــابني قــدرك. (1)فحلني حيث حبستني بقدرتك، فإذا أتيت الميل فلبه

ــه )عليهمــا ــد، عن أبي ــر بن محم ــات، عن جعف ــبر الجعفري وخ ، إلى أنإن عليا )عليه السالم( كان يســتحب أن يغتسلالسالم(:

. (2)يسنثني في إحرامه أن يحله حيث حبسهقال: وعن العوالي، عن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( أنــه قــال

أحــرمي واشــترطي أن تحلــني حيث حبســتنيلضباعة بنت الزبير: . (3)وكانت تريد الحج واشتكت من المرض

إلى غير ذلك مما سيأتي. }واختلفوا في فائدة هــذا االشــتراط، فقيــل{ والقائــل االنتصــار والسرائر والجامع، وحصر التحرير والمنتهى والتذكرة }إنها ســقوط الهدي{، بل عن السيد وابن إدريس إجماع الفرقــة عليــه، واســتدل لذلك بصحيح ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: سألته عن رجل تمتع بالعمرة إلى الحج وأحصر بعد ما أحــرم، قــال:

أو ما اشترط على ربه قبل أن يحــرم أن يحلــه من إحرامــهفقال: ، فقلت: بلي قــد اشــترطعند عارض عرض له من أمر الله تعــالى

فليرجع إلى أهله حالال ال إحرام عليه، إن اللــه أحــق منذلك، قال: . (4)ال. قلت: أفعليه الحج من قابل، قال: وفى بما اشترط عليه

. 3 من أبواب اإلحرام ح23 الباب 34 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب اإلحرام ح24 الباب 35 ص9الوسائل: ج (?)4

119

،محله الهدي بلوغ انتظار وعدم التحلل تعجيل إنها:وقيل

وصــحيح محمــد بن أبي نصــر، قــال: ســألت أبــا الحســن )عليــه السالم( عن محرم انكسرت ساقه أي شيء تكون حاله، وأي شيء

، قلت: منهــو حالل من كــل شــيءعليــه، قــال )عليــه الســالم(: نعم من جميــع مــاالنساء والثياب والطيب، فقال )عليــه الســالم(:

أو ما بلغك قــول أبي عبــد اللــه )عليــه، وقال: يحرم على المحرمــني حيث حبســتني لقــدرك الــذي قــدرت علي ، قلت:الســالم( حل

. (1)الأخبرني عن المحصور والمصدود هما سواء، فقال: قال في الحدائق بعد ذكر الصحيحين: والتقريب فيهما أنهما دلتا على التحلل بمجرد اإلحصار مــتى اشــترط من غــير تعــرض العتبــار

. (2)الهدي، ولو كان واجبا لذكره في مقام البيان }وقيل{ والقائل المبســوط والخالف والمهــذب في المحصــور، والوســيلة في المصــدود، والشــرائع والمختلــف والجــواهر وغــيرهم }إنها تعجيل التحلل وعـدم انتظـار بلـوغ الهـدي محلـه{ وال يسـقط

فإن أحصرتم فما استيسر﴿الهدي، واستدل لذلك بقوله تعالى: ، وعن السيد الجواب عنها بكونهــا محمولــة على من(3)﴾من الهديال يشترط.

ونفى البعــد عنــه في الحــدائق مؤيــدا بــأن المتبــادر من قولــه:وحلني حيث حبستنيأن التحلل ال يتوقف على شيء أصال .

. 1 من أبواب اإلحصار والصد ح8 الباب 311 ص9الوسائل: ج (?)1. 102 ص15الحدائق: ج (?)2. 196سورة البقرة: اآلية (?)3

120

ــقوط وقيل ــواب إدراك فائدته نإ :وقيل ،قابل من الحج سـ الثـ )عليه قوله عليه ويـــدل ،األظهر هو هـــذا ،تعبـــدي مســـتحب فهو

هواألخبار: بعض فيالسالم(

ــة ــدي من جه ــوب اله ــة أن وج وفي المستمســك: وظــاهر اآلي التحلل، فإذا حصل بالشرط لم يكن له فائدة، وأيضا فإن البناء على كون الفائدة التعجيل يــوجب تصــرفا في اآليــة، وليس هــو أولى من

، انتهى. (1)التصرف فيها بحمل الهدي على غير صورة االشتراطــيره، واستدل لذلك أيضا بجملة من األخبار، كما في الجواهر وغ

لكن حيث ال داللة في شيء منها أضربنا عن ذكرها. ــدة االشــتراط ــذيب، إن فائ ــل الشــيخ في الته ــل{ والقائ }وقي }ســقوط الحج من قابــل{ واســتدل لــذلك بصــحيح ذريح المتقــدم،ــالم( عن وصحيح ضريس بن أعين، قال: سألت أبا جعفر )عليه الس رجل خرج متمتعا بــالعمرة إلى الحج فلم يبلــغ مكــة إال يــوم النحــر،

يقم على إحرامه ويقطــع التلبيــة حين يــدخلفقال )عليه السالم(: مكة فيطوف ويسعى بين الصــفا والمــروة ويحلـق رأسـه وينصـرف

هــذا لمن اشــترط على وقــال: رأسه وينصرف إلى أهلــه إن شــاء. (2)ربه عند إحرامه، فإن لم يكن اشتراط فإن عليه الحج من قابل

}وقيل{ والقائل محتمل الخالف والمبسوط والمهذب، وصــريح الشهيد الثاني في جملــة من كتبــه على مــا حكي عنهم }إن فائدتــه

إدراك الثواب فهو مستحب

. 380 ص11المستمسك: ج (?)1. 2 من أبواب الوقوف بالمشعر ح27 الباب 66 ص10الوسائل: ج (?)2

121

يشترط لم أو اشترط حبسه حيث حل

تعبدي، هذا هو األظهر ويدل عليه قوله )عليه السالم( في بعض{.هو حل حيث حبسه اشتراط أو لم يشترطاألخبار:

هــوففي صحيح زرارة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: . (1)حل إذا حبسه اشتراط أو لم يشترط

وفي خبر حمزة بن حمــران، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه هــو حــل حيثالسالم( عن الذي يقول: حلني حيث حبستني، قال:

. (2)أو لم يقل، قال: حبسه وعن محمد بن علي بن الحسين، بإسناده عن حمران بن أعين، إنه سأل أبا عبد اللـه )عليــه الســالم( عن رجــل يقــول: حلـني حيث

. (3)أو لم يقل، قال هو حل حيث حبسهحبستني، قال: ، إذ قــول(4)بل ويدل عليــه صــحيح محمــد بن أبي نصــر الســابق

إلخ اســتدالل للحــل مطلقــا، كــاأو ما بلغكاإلمام )عليه السالم(: أفتى )عليه السالم( أوال كذلك، ال أنه مقيد بصورة االشتراط.

إذا عرفت هذا فنقول: يقع الكالم في مواضع. أقول: أما سقوط الهدي فلم يكن الدليل عليه إال صحيحي ذريح ومحمـد الـدالين بسـكوتهما في مقـام البيـان على السـقوط، وهـذاــرق بين ــدم الف ــة على ع ــات الدال ــذه الرواي ــود في ه ــه موج بعين

االشتراط

. 1 من أبواب اإلحرام ح25 الباب 35 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح25 الباب 35 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحصار والصد ح8 الباب 311 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب اإلحصار والصد ح8 الباب 310 ص9الوسائل: ج (?)4

122

وعدمه، مضافا إلى ما عــرفت من أن صــحيح محمــد أظهــر في الداللة على القول الرابع من الداللــة على القــول األول، لكن ليعلم أن عدم بعث الهدي إنما هو في غير القارن، أمــا القــارن فال بــد لــه

من بعث الهدي بإجماع األمة كما عن فخر المحققين.ــه ــر )علي ــد بن مســلم عن أبي جعف ــه صــحيحا محم ــدل علي وي الســالم(، ورفاعــة عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، أنهمــا قــاال: القـارن يحصـر، وقـد قــال: وأشـترط فحلـني حيث حبسـتني، قــال:

يبعث بهديه :قلت: هل يتمتع من قابــل، قـال ،ال ولكن يــدخل في . (1)مثل ما خرج منه

ومثلهما روايــة الكليــني، بســنده عن رفاعــة، عن أبي عبــد اللــه )عليه الســالم( في حــديث قــال: ســألته عن رجــل ســاق الهــدي ثم

ال، قلت: هــل يتمتــع من قابــل، فقــال: يبعث بهديهأحصــر، قــال: . (2)ولكن يدخل في مثل ما خرج منه

والنعم عن الصدوق في الفقيه أنه ذكر هذا المضــمون وقــال: يبعث بهديه، قال: والقارن إذا أحصــر وقــد اشــترط، وقــال: وحلــني حيث حبستني فال يبعث بهديــه وال يتمتــع من قإبــل ولكن يـدخل في

، لكنه كما ترى ال يقاوم النصوص واإلجمــاع المحكي(3)مثل ما خرج هــذا كلــهالولم يظهر له دليل، مضافا إلى احتمال سقوط لفظــة

بالنسبة إلى أن الشرط ال يفيد سقوط الهدي، بل وجوده

. 1 من أبواب اإلحصار والصد ح4 الباب 301 ص9الوسائل: ج (?)1. 7 باب المحصور والمصدود ح371 ص4الكافي: ج (?)2 من أبواب المحصور والمصدود. 210 باب 306- 305 ص2الفقيه: ج (?)3

123

ــوده على ــع، ووج ــدي على المتمت ــدم اله ــه ســيان في ع وعدمالقارن.

وأما تعجيل التحلل فقد عرفت أنه ال دليل عليه، وأما عدم الحج في القابـــل فقـــد اختلفت في ذلـــك األخبـــار، ففي صـــحيحي ذريح وضريس عدم الحج في القابــل، وفي جملــة من النصــوص وجوبــه، ففي ذيل صحيح البزنطي المتقدم، قلت: أصلحك الله ما تقــول في

. (1)ال بد أن يحج من قابلالحج من قابل، قال: وصـحيح أبي بصــير المـرادي قــال: سـألت أبــا عبــد اللـه )عليـه السالم( عن الرجل يشترط في الحج أن حلني حيث حبستني، عليه

. (2)نعمالحج من قابل، قال: وفي ذيل خبر الكناني المتقدم، فقلت له: فعليه الحج من قابل،

. نعمقال: ــة عــدة من أصــحابنا كلهم قــال صــفوان: قــد روى هــذه الرواي

.(3)إن عليه الحج من قابليقولون: ومقتضى الجمع الداللي بين الطائفتين استحباب اإلعادة.

أما ما عن الشيخ )رحمه اللــه( من الجمــع بينهمــا بحمــل أخبــار الوجوب على حجــة اإلســالم، وأخبــار العــدم على الحج المســتحب،

فهو تبرع ال دليل عليه. كما أن ما ذكـره في الجــواهر من احتمــال كــون دليــل صــحيحة

ضريس من نفسه، ال من اإلمام )عليه السالم( خالف الظاهر. نعم ادعى في محكي المنتهى والجـــــواهر عـــــدم الخالف في

وجوب الحج

. 1 من أبواب اإلحصار والصد ح8 الباب 311 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحصار والصد ح8 الباب 311 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح24 الباب 35 ص9الوسائل: ج (?)3

124

من بد ال بل ،االشــتراط حصــول في النية كفاية عــدم والظــاهر لفظ فيه يعتــبر فال ،المعــنى هــذا أفــاد ما كل يكفي لكن ،التلفظ

.األخبار في مما التعيين األولى كان وإن ،مخصوص بوجــوب والقــول ،األربع التلبيــات:اإلحــرام واجبــات من الثانيالخمس

عليــه في القابــل، لكن عــرفت مخالفــة الشــيخ )رحمــه اللــه(، وســيأتي الكالم في ذلــك في مبحث اإلحصــار والصــد إن شــاء اللــه

تعالى. }والظاهر{ من النص والفتوى }عــدم كفايــة النيــة في حصــول االشــتراط{ فلــو الــتزم في ذهنــه بمضــمون الشــرط لم يفــد حــتى

الثواب. ــد من التلفــظ، لكن{ هــل }يكفي كــل مــا أفــاد هــذا ــل ال ب }بــا ورد في ــبر م ــوص{، أو يعت ــظ مخص ــه لف ــبر في ــنى، فال يعت المع الروايات، احتماالن، من ورد جملة من الروايات بألفاظ مخصوصــة،ــدم ومن أن الظاهر من إطالق بعض األخبار، كصحيح ذريح وغيره ع خصوصــية للمــذكورات، وإنمــا هي من بــاب المصــاديق، وهــذا هــو

األظهر }وإن كان األولى التعيين مما في األخبار{ كما سبق. ــع{ بال خالف وال ــات األرب ــرام: التلبي ــات اإلح ــاني من واجب }الث إشكال، وفي الجواهر والحدائق والمســتند وغيرهــا دعــوى اإلجمــاع

على ذلك. }والقول بوجوب الخمس{ كما عن محكي الشيخ في االقتصــار

والمفيد

125

ــعيف الست أو ــاع جماعة ادعى بل ،ض ــدم على اإلجم ــوب ع وج.أقوال على صورتها في واختلفوا ،األربع من األزيد

.لبيك لك شريك ال لبيك ،لبيك اللهم لبيك:يقول أن:أحدها مقنعته في جعفر أبي وابنه رســـــــــــالته في بابويه بن وعليوسالر. الجنيد وابن عقيل أبي وابن وهدايته

}أو الست{ كما عن المهذب البارع حكايته عن بعض }ضعيف، بل ادعى جماعة{ ككاشــف اللثــام والعالمــة في التــذكرة وغيرهمــا }اإلجماع على عدم وجوب األزيد من األربع{، لكن فيــه إن مخالفــة

من ذكر مانع عن انعقاد اإلجماع بال إشكال. }و{ كيف كان فقد }اختلفوا في صورتها على أقوال{ أربعة:

،{لبيك اللهم لبيك، لبيك ال شريك لك لبيك}أحدها: أن يقول: وهذا القول هو المحكي عن ثقة اإلسالم والمقنعة والشرائع والنافع والمختلف والمسالك والمدارك والـذخيرة وكشـف اللثـام والتحريــر

والمنتهى وغير واحد من المتأخرين. ويدل على هذا صحيحة معاوية بن عمار اآلتية، عن أبي عبد الله

ــك،)عليه السالم( قال في حديث: ــك اللهم لبي التلبية أن تقول: لبيــك لبيك ال شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك ال شريك ل

واعلم أنــه ال بــد من التلبيــات األربــع الــتي كن، إلى أن قال: لبيكــبى ــ ــ ــا ل ــ ــ ــد وبه ــ ــ ــة وهي التوحي ــ ــ في أول الكالم، وهي الفريض

. (1)المرسلون

. 2 من أبواب اإلحرام ح36 الباب 47 ص9الوسائل: ج (?)1126

لك والنعمة الحمد نإ :المــذكورة العبــارة بعد يقــول أن:الثاني.لك شريك ال والملك

، إال أنـــه بتفــاوت في بعض الفقــرات(1)ومثلـــه صـــحيحه اآلخرالمستحبة وسيأتي.

إن الحمــد والنعمــة}الثاني: أن يقول بعد العبــارة المــذكورة : ــريك لك ــك ال ش ــك والمل ــةل ــع والهداي ــه والمقن ــا عن الفقي { كم

واألمالي والمراسم. ويدل عليه صحيح عاصم بن حميــد، المــروي عن قــرب اإلســناد للحمــيري: إن رســول اللــه )صـلى اللــه عليــه وآلــه( لمــا انتهى إلى البيــداء حيث الميــل قــربت لــه ناقتــه فركبهــا، فلمــا انبعث بــه لــبي

ــدباألربع، فقال: لبيك اللهم لبيك، لبيك ال شريك لك لبيك، إن الحم ،ههنا يخسف باألخابث، ثم قال: والنعمة لك والملك ال شريك لك

. (2) وهو حسنإن الناس زادوا بعدثم قال: ــال، عن ــدوق في الخص ــذي رواه الص ــدين ال ــرائع ال ــبر ش وخ

ــالم(: ــه الس ــادق )علي ــراماألعمش، عن الص ــرائض الحج اإلح وفــك، إن ــك لبي والتلبية األربع، وهي: لبيك اللهم لبيك، لبيك ال شريك ل

. (3)الحمد والنعمة لك والملك ال شريك لك وتقــول في تلبيتــك، لبيــك اللهم لبيــك، لبيــك الوعن الرضــوي:

شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملـك ال شـريك لــك، وهي. (4)تلبية النبي )صلى الله عليه وآله(

. 2 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 53 ص9الوسائل: ج (?)1. 59قرب اإلسناد: ص (?)2 من أبواب المائة فما فوقه. 9 ح606الخصال: ص (?)3. 3 سطر 47فقه الرضا: ص (?)4

127

أقول: وبهذه الروايات، مضافا إلى اإلجماعات المتقدمــة الدالــة على عدم جواز األقل من األربع، يسقط جملة من الروايــات الدالــةــه ــات، بســنده عن علي )علي ــل، كمــا عن الجعفري ــة األق على كفاي

ــإن شــئتالسالم( قال: إذا توجهت إلى مكة إن شاء الله تعالى، ف فأحرم دبر الصالة، وإن شئت إذا انبعثت بك راحلتك، والتلبية: اللهم

. (1)لبيك ال شريك لك، إن الحمد والنعمة لك والملك، ال شريك لك وقال جعفر بن محمد الصادق )عليه السالم(: أخــبرني أبي، عن

إن تلبيــة رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه(جابر بن عبد اللــه: كانت: لبيك اللهم لبيك، ال شريك لك لبيــك، إن الحمــد والنعمــة لــك

. (2)والملك ال شريك لك وعن دعــائم اإلســالم، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه )عليهمــا

إن رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه( لمــا أشــرف علىالسالم(: البيداء أهل بالتلبية، فقال: اللهم لبيك لبيك، إن الحمــد والنعمــة لــك

. (3)والملك، ال شريك لك، لم يزد على هذا وصحيح هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

مر موسى النبي )عليه السالم( بصفائح الروحاء على جمــل أحمــر خطامه من ليف عليه عباءتان قطوانيتان وهو يقول: لبيـك يــا كـريم

لبيك، قال: ومر يونس بن متى بصفائح الروحاء

. 64الجعفريات: ص (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح27 الباب 116 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2 باب ذكر التقليد واإلشعار والتجليل والتلبية. 302 ص1دعائم: ج (?)3

128

ــالث لك والنعمة الحمد نإ لبيك ،لبيك اللهم لبيك:يقــول أن:الث.لبيك لك شريك ال ،والملك كالثــالث:الرابع ال ،لك والملك والنعمة الحمد إن :يقــول أنه إال

(لك) لفظ على(والملك) لفظ بتقديم لبيك لك شريك

اف الكــروب العظــام لبيــك، قــال: ومــر وهــو يقــول: لبيــك كشــــك، عيسي بن مريم بصفائح الروحاء وهو يقول: لبيك عبدك ابن أمت ومر محمد )صلى الله عليه وآله( بصفائح الروحاء وهو يقــول: لبيــك

(1)ذا المعارج لبيك

وقريب من ذلــك أخبــار ابن أبي عمــير والصــدوق مرســال، وأبيبصير وغيرهم.

حجوعن زيد، عمن رواه، عن أبي جعفر )عليــه الســالم( قــال: موسى بن عمران ومعه سبعون نبيــا من بــني إســرائيل خطم إبلهم من ليف يلبون وتجيبهم الجبــال، وعلى موســى عبائتــان قطوانيتــان

. (2)يقول: لبيك عبدك ابن عبدك لبيك اللهم لبيــك، لبيــك إن الحمــد والنعمــة}الثالث: أن يقول:

{ وهــذا القــول محكي عن جمــللــك والملــك، ال شــريك لــك لبيك الســيد وشــرحه والمبســوط والســرائر والكــافي والغنيــة والوســيلة

والمهذب. إن الحمد والنعمة والملك لــك ال}الرابع: كالثالث إال أنه يقول:

بتقــديم لفـظ )والملـك( على لفـظ )لـك({ وهـذاشـريك لـك لبيكالقول محكي عن القواعد وجامع ابن سعيد.

وقد أجمل الكالم في المستند فقال بعد القول األول ما لفظه:

. 6 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 54 ص9الوسائل: ج (?)1. 8 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 55 ص9الوسائل: ج (?)2

129

بن معاوية صـــحيحة صـــريح هو كما األول القـــول هو واألقـــوى الصــور من بكل باإلتيان التكرار واألولى ،مستحبة والزوائد ،عمار

:عمار بن معاوية صحيحة في كما يقول أن يستحب بل ،المذكورة

، وهــو المحكيإن النعمــة لــك والملكوبين مضيف إلى ذلــك: عن المقنعة على ما نقل، والصدوقين في الرسالة والمقنع والهدايةــة، والمبســوط ــديمين والســيد في الجمــل والشــيخ في النهاي والق واالقتصاد والديلمي والحلبي والحلي والقاضي وابني زهرة وحمزة،

شــاد والقواعــد، بــل أكــثر المتــأخرين كمــا قيــل، وإن اختلفتإروال كلمات هؤالء في محل اإلضافة، فبين من جعلهــا بعــد مــا مــر، وبين

ال شريكمن جعلها بعد لبيك الثالثة، ومنهم من أضاف مع اإلضافة: لك . (1) أيضا

أقول: بعض هــذه النقليــات في غــير محلهــا، كمــا ال يخفى علىمن راجع كلماتهم بنصوصها.

وكيف كان فال يهمنا ذلك }و{ إنما المهم تعــيين }األقــوى{ فيــة بن عمــار، النظر و}هو القول األول، كما هو صريح صحيحة معاويــور ــان بكـــل من الصـ ــرار باإلتيـ ــتحبة، واألولى التكـ والزوائـــد مسـ المذكورة، بل يستحب أن يقول كما في صحيحة معاوية بن عمار:{

التلبية أن تقول: عن أبي عبد الله )عليه السالم( في حديث قال:

آخر سطر. 202 201 ص2المستند: ج (?)1130

ــريك ال لبيك ،لبيك اللهم لبيك لك والنعمة الحمد نإ ،لبيك لك شـ دار إلى داعيا لبيك ،لبيك المعــارج ذا لبيك ،لك شريك ال لك والملك

ــالم ــار لبيك ،لبيك الس ــذنوب غف ــالتلب أهل لبيك ،لبيك ال ،لبيك ةيــرام الجالل ذا لبيك ــ ،لبيك إليك ومرغوبا مرهوبا لبيك ،لبيك واإلكـ ،لبيك العظــام الكــروب كشاف لبيك ،لبيك إليك والمعاد ئبدت لبيك«.لبيك كريم يا لبيك ،لبيك عبديك وابن عبدك لبيك

}»لبيك اللهم لبيك، لبيك ال شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمــة لك والملك ال شريك لك لبيك، لبيــك ذا المعــارج لبيــك، لبيــك داعيــا إلى دار السالم لبيك، لبيــك غفــار الـذنوب لبيـك، لبيـك أهــل التلبيــة لبيك، لبيــك ذا الجالل واالكــرام لبيــك، لبيــك مرهوبــا ومرغوبــا إليــك لبيك، لبيك تبدئ والمعاد إليك لبيك، لبيك كشــاف الكــروب العظــام لبيك، لبيك عبدك وابن عبديك لبيك، لبيـك يـا كـريم لبيــك«{، تقـول ذلك في دبر كل صـالة مكتوبـة ونافلـة، وحين ينهض بـك بعـيرك إذاــا، أو اســتيقظت من ــا، أو لقيت راكب ــوت شــرفا، أو هبطت وادي عل منامك، وباألسحار، وأكثر ما استطعت واجهر بهــا، وإن تــركت بعضــد من ــه ال ب ــل. واعلم أن ــا أفض ــير أن تمامه ــرك غ ــة فال يض بالتلبي التلبيات األربع التي كن في أول الكالم، وهي الفريضة وهي التوحيد وبها لبى المرسلون، وأكثر من ذي المعارج، فإن رسول الله )صلى الله عليه وآله( كان يكثر منها، وأول من لبى إبراهيم )عليه السالم( قال: إن الله عز وجل يدعوكم إلى أن تحجوا بيتــه فأجــابوه بالتلبيــة

ولم يبق أحد

131

أخذ ميثاقه بالموافــاة في ظهــر رجــل وال بطن امــرأة إال أجــاب. (1)بالتلبية

لبيك، بسنده عن معاوية بن عمار، إال أنه ترك (2)ورواه الكليني غفار الذنوب، ولبيك أهل التلبية، ولبيك تستغني، ولبيــك إلــه الحــق،

. ولبيك ذا النعماءورواه الشيخ بإسناده، عن محمد بن يعقوب مثله.

وال يخفى أن مــا في العــروة ال يطــابق أحــدى الروايــتين، ولــذاذكرنا المتن طبقا للوسائل.

ثم إنه إنمــا اخترنــا هــذا القــول، ألن القــولين األخــيرين ال دليــللهما، كما اعترف به غير واحد.

والقول الثاني إنما اســتند إلى صــحيح عاصــم، وهــو مضــافا إلى تعارض ذيله بصحيح معاوية وعبد الله بن ســنان وغيرهمــا، ممــا دل على أن النبي )صلى الله عليه وآلــه( ذكــر في التلبيــة غــير ذلــك، ال يصلح لمعارضة صحيح معاوية، ألن هذا يقــول بعــدم وجــوب األزيــد،

وصحيح عاصم ساكت عن كون جميع ذلك واجبا.ــول ــوي، والق ــند كالرض ــعيف الس ــو ض ــبر األعمش وه وإلى خ

إلخ من تمام التلبية فال تنافي بينإن الحمد والنعمةباحتمال كون الصحيحين في غير محله، لظهور صحيح معاوية في عدمه.

مضافا إلى أن صــحيح عمــر بن يزيــد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، لم يتعــرض لهــذه الزيــادة، فيكشــف عن عــدم كونهــا من

إذا أحرمت من مسجد المقومات، قال:

. 2 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 53 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 باب التلبية ح335 ص4الكافي: ج (?)2

132

الشجرة، فإن كنت ماشيا لبيت من مكانك من المسجد، تقــول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك ال شريك لك لبيــك، لبيــك ذا المعــارج لبيــك، لبيك بحجــة تمامهــا عليــك"، واجهــر بهــا كلمــا ركبت، وكلمــا نــزلت، وكلما نزلت، وكلمــا هبطت واديــا، أو علــوت أكمــة، أو لقيت راكبــا،

. (1)وباألسحار ثم إن جملة من النصوص تضمنت لصور أخرى ال بأس باإلشارة إليها، كصحيح عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(

لما لبى رسول الله )صلى الله عليــه وآلـه( قــال: لبيــك اللهمقال: لبيك، لبيك ال شــريك لــك لبيــك، إن الحمــد والنعمــة لــك والملــك ال شريك لك لبيك، لبيك ذا المعارج لبيك. وكــان )عليــه الســالم( يكــثر من ذي المعارج، وكـان يلـبي كلمــا لقي راكبـا أو عال أكمــة أو هبــط

. (2)واديا، ومن آخر الليل، وفي أدبار الصلوات وعن يوسف وأخيه، عن أبويهما، عن الحسن بن علي العسكري )عليهما السالم(، عن آبائه )عليهم السالم( قال رسول اللــه )صــلى

فنــادى ربنــا عــز وجــل يــا أمــةالله عليه وآله( في حديث موســى: محمد، فأجابوا كلهم وهم في أصــالب آبــائهم وفي أرحــام أمهــاتهم: لبيك اللهم لبيك، لبيك ال شــريك لــك لبيــك، إن الحمــد والنعمــة لــك

فجعل الله عز وجل تلــك اإلجابــة. قال: والملك ال شريك لك لبيك. (3)شعار الحج

. 3 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 53 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 54 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 54 ص9الوسائل: ج (?)3

133

ونحوه مرسل الصدوق، عن أمير المؤمنين )عليه السالم(. وعن كتاب عاصم بن حميد الحناط قـال: سـمعت أبـا عبـد اللـه )عليه السالم( يقول: إن رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( لمــا انتهى إلى البيداء حيث الميلين أنيخت له ناقته فركبها، فلمــا انبعثت به لبى بأربع فقال: لبيك اللهم لبيــك، لبيــك ال شــريك لــك لبيــك، إن

.(1)الحمد والنعمة لك ال شريك لك، ثم قال: حيث يخسف باألخابث ثم إنه يستحب الزيــادة في التلبيــات، كمــا عــرفت في صــحيحة

معاوية وغيرها. ــدان وروي عن الصادق والكاظم )عليهما السالم(، إنهما كانا يزي في التلبية: لبيك ذا المعارج لبيك، لبيك داعيا إلى دار السـالم لبيــك، لبيك غفار الذنوب لبيك، لبيك مرغوبا ومرهوبا إليك لبيك، لبيك تبدئ والمعاد إليك لبيك، لبيك تستغني ويفتقر إليك لبيك، لبيك إلــه الحــق لبيك، لبيك ذا النعماء والفضل الحسن الجميــل لبيــك، لبيــك كاشــف

. (2)الكرب لبيك، لبيك عبدك بين يديك يا كريم لبيك

. 4 من أبواب اإلحرام ح23 الباب 115 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)1. 8 من أبواب اإلحرام ح27 الباب 116 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2

134

أداء بمراعاة الصحيح الوجه على بها اإلتيان الالزم(ـ: 14 ألة)مس من التمكن مع الملحــون يجــزي فال ،العربية قواعد على الكلمــات الجمع فــاألحوط تمكنه عــدم ومع ،التصــحيح أو بــالتلقين الصــحيح

عدمه ومع ،التمكن مع الترجمة تجزي ال وكذا ،االستنابة وبين بينه،االستنابة وبين بينهما الجمع فاألحوط

}الالزم اإلتيان بها على الوجه الصحيح بمراعــاة(:14)مسألة أداء الكلمات على قواعد العربيــة، فال يجــزي الملحــون مــع التمكن من الصحيح بالتلقين أو التصحيح{ وذلــك لقاعــدة توقيفيــة العبــادة، }ومع عدم تمكنه{ من اإلتيان بها صحيحا }فــاألحوط الجمــع بينــه{ــا، ــة له ــال الحج قابل ــدة الميســور }وبين االســتنابة{ ألن أعم لقاع فليكن التلبية كذلك، مضــافا إلى خــبر زرارة: إن رجال قــدم حاجــا ال يحسن أن يلبي فاستفتي له أبو عبد الله )عليــه الســالم(، فــأمر لــه

تعينال يحسن، ولو ال إجمال داللته من جهة قوله (1)أن يلبي عنهذلك، ولم يكن مجال لالحتياط.

}وكذا ال تجزي الترجمــة مــع التمكن{ لقاعـدة توقيفيــة العبــادة المتقدمــة، قــال في محكي التــذكرة والمنتهى: وال تجــوز التلبيــة إال

فأجازهــا بغيرهــا كتكبــيرة(2)بالعربية مــع القــدرة، خالفــا ألبي حنيفةاإلحرام.

}ومع عدمه فاألحوط الجمــع بينهمــا وبين االســتنابة{ لقاعــدتيالميسور

. 2 من أبواب اإلحرام ح39 الباب 52 ص9الوسائل: ج (?)1. 34 سطر 677 ص2منتهى المطلب: ج (?)2

135

.لسانه تحريك مع بإصبعه إليها يشير واألخرس

محتمــل لكــل من عــدم التمكن منال يحسنوالروايــة، فــإن أصل العربيــة، ومن عــدم التمكن من األداء صــحيحا، ولــذا ال يجــزم بأحــدهما حــتى يخــرج بــالخبر عن القاعــدة، وأمــا الســند فالظــاهر االعتماد عليه لكونه في الكافي الذي بنينا على االعتماد على أخباره وإن كان السند عندنا ضعيفا أو مجهوال، لضــمانه )قــدس ســره( في

أوله. وبما ذكرنا يظهر النظر في كالم مطلقي االستنابة أو المباشرة.

، وهــو(1)فعن ابن سعيد، إنه إن لم يتأت له التلبية لبي عنه غيرهيشمل األعجمي.

ــدون وعن التحرير: عدم الجواز بغير العربية مطلقا للقول فيه ب تقييد بالقدرة، ولــذا قــال في كشــف اللثــام: ال يبعــد عنــدي وجــوب األمرين، فالترجمة لكونها كإشارة األخرس وأوضح، والنيابة لمثل ما

. (2)عرفت وفي المستند: وأما األعجمي الــذي ال يحســن التلبيــة وال يمكنــه التعلم فقيل يكتفي بترجمتها، وقيل يلبى عنه، واألحــوط الجمــع بين

، انتهى.(3)األمرين وعن الشهيد ما يظهر منه التوقف، ألنه قال: في ترجمتها نظر،

وروي أن غيره يلبي عنه. ــبر ــانه{ لخ ــك لس ــع تحري ــبعه م ــا بإص ــير إليه ــرس يش }واألخ السكوني المنجبر ضعفها لو كان بعمــل األصــحاب، وروايــة الكــافي

له، عن أبي عبد الله )عليه السالم(:

. 225 ص18الجواهر: ج (?)1. 22 سطر 314 ص1كشف اللثام: ج (?)2. 17 المسألة الرابعة سطر 202 ص22المستند: ج (?)3

136

،االستنابة وبين بينهما يجمع أن واألولى

إن عليا )عليه السالم( قال: تلبيــة األخــرس وتشــهده وقراءتــه . (1)القرآن في الصالة تحريك لسانه وإشارته بإصبعه

. (2)ورواه المفيد في المقنعة مرسال ورواية الجعفريات، بسنده إلى جعفــر بن محمــد، عن أبيــه، عنــه، عن علي بن أبي طــالب )عليهم جــده علي بن الحســين، عن أبي

تلبية األخرس وقراءتــه القــرآن وتشـهده في الصــالةالسالم( قال: . (3)يجزيه تحريك لسانه وإشارته بإصبعه

ثم إنه ذكر غير واحد لزوم عقــد قلبــه بهــا، وعللــه في المســتند بأنها بدونه ال يكون إشــارة إليهــا، انتهى. فــالقول بأنــه لم يــذكر في

الرواية فال دليل عليه في غير محله. قال في الجــواهر: ولعــل عــدم ذكــر عقــد القلب فيــه، كمــا عنــه، األكثر لالكتفاء عنه باإلشارة باإلصبع التي ال يتحقق مســماها بدون بل الظاهر كون المراد منه بيان أنها منه على حسب ما يبرز غيرهــا

، انتهى. (4)من مقاصده }واألولى أن يجمع بينهما وبين االستنابة{ وفاقا لظاهر المحكي عن أبي علي، قال: يجزيه تحريك لسانه مــع عقــده إياهــا بقبلــه، ثم

قال: ويلبي عن الصبي واألخرس وعن المغمى عليه.

. 2 باب التلبية ح335 ص4الكافي: ج (?)1. 4 سطر 70المقنعة: ص (?)2. 70الجعفريات: ص (?)3. 223 ص18الجواهر: ج (?)4

137

المميز غير الصبي من ىويلب

لكن فيه: إنه ال وجه بعد الخــبر المعمــول بــه وقاعــدة الميســور والقول بالتعدي عن خبر زرارة إلى المورد، ألن األخــرس ال يحســن التلبية، فــالجمع بين الخــبرين يقتضــي الجمــع بين األمــرين في غــير

محله.ــور ــه مضــافا إلى ظه ــام، الال يحسنألن في عــدم التمكن الت

ــه أخص ــل المقــام، إن خــبر الســكوني وأخوي عــدم القــدرة في مث مطلقا من ذلك الخبر، فعلى تقدير العموم فيه يلزم تخصيصه بهذه،

وهل يقول القائل بالجمع بذلك في صالة األخرس وغيره. هــذا على أنــه يســتفاد من بعض األخبــار، كخــبر طالق األخــرس

ونحوه أن الشارع نزل إشارته منزلة نطق غيره مطلقا. ومن االجتهــاد في قبــال النص مــا ذكــره بعض المعاصــرين من عــدم االحتيــاج إلى اإلشــارة وتحريــك اإلصــبع، ألن هــذه األمــور مظهرات لألمر القلبي فال يحتاج إليهــا بالنســبة إلى العــالم بمــا في

الضمير. مضافا إلى النقض بتلبية الصحيح. ثم ال يفــرق الحكم بين الخــرس األصــلي والعارضــي، إلطالق الرواية، وهل في حكم األخرس األصم الذي يمنع صممه عن سماع التلبية حتى يقولها، احتماالن، واألحوط الجمع بين اإلشارة والنيابــة،ــالخرس بعض األمــراض األخــر المانعــة عن النطــق، وهــل يلحــق ب

احتماالن، واألحوط الجمع أيضا. }ويلبى من الصــبي غــير الممــيز{ بال خالف، كمــا في المســتند وغيره، ويدل عليه مضافا إلى عموم جملة من األخبار المتقدمة في المسألة الثانية من فصل شــرائط وجــوب حجــة اإلســالم، خصــوص

صحيح زرارة، عن أحدهما )عليهما السالم(:

138

يقـــــــرأ أن يصح إلخ الحمد إن :قوله وفي ،عليه المغمى ومناألول واألولى ،وفتحها الهمزة بكسر

إذا حج الرجل بابنه وهــو صــغير فإنــه يــأمره أن يلــبي ويفــرض ، الحديث. (1)الحج، فإن لم يحسن أن يلبي لبوا عنه

}ومن المغمى عليــه{ وفاقــا لألحمــدي والنهايــة والمبســوط والتهـــذيب والمهـــذب وغيرهـــا ممن تقـــدم ذكـــرهم في المســـألة الخامسة من فصل أحكـام المـواقيت، وقـد تقـدم هنــاك االسـتدالل لذلك بخبر جميل، عن أحدهما )عليهمــا الســالم(، في مــريض أغمي

يحــرم عنــهعليه فلم يعقل حتى أتي الموقف، قال )عليه السالم(: ، وقد عرفت أن إشكال المصنف ال وجه له فراجع. (2)رجل

إلخ، يصــح أن يقــرأ بكســر الهمــزةإن الحمد}وفي قولــه: وفتحها{ أما الكســر فلكونهــا في ابتــداء الكالم، وأمــا الفتح فجعلهــا في مقـــام التعليـــل بتقـــدير الالم، ولـــذا حكى العالمـــة في محكي المنتهى عن بعض أهل العربيــة أنــه قــال: من قــال أن بفتحهــا فقــد خص، ومن قال بالكسر فقــد عم وهــو واضــح، ألن الكســر يقتضــي تعميم التلبية وإن شاء الله مطلقا، ومن المعلوم أن حذف المتعلــق يفيد العموم، ولذا قالوا الحمد للــه أعم من الحمــد للخــالق ونحــوه،ــبب أن وهذا بخالف الفتح فإنه يقتضي تخصيص التلبية، أي لبيك بس

الحمد لك. ــدي أن }واألولى األول{ ألن األصل عدم التقدير، بل الظاهر عن

الفتح بعيد

. 5 من أبواب أقسام الحج ح17 الباب 208 ص8الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح55 الباب 74 ص9الوسائل: ج (?)2

139

،لبــابإ بعد إلبابا لك ألب أي ،مقــدر بفعل منصــوب مصدر ولبيك أي ألب أو بالمكــــــــان لب من ،إقامة بعد إقامة أي ،لب بعد لبا أو

فحــذف لك لــبين فأصــله هــذا وعلى ،لب من كونه واألولى ،أقــام ،لك إجابتين معناه وحاصل ،النون فحذف الكاف إلى وأضيف الالم

ــون أن يحتمل وربما ــنى لب من يكـ ــال ،واجه بمعـ تلب داري:يقـ احتمــال وأما ،لك وقصــدي مواجهــتي فمعنــاه ،تواجهها أي ،دارك ،فبعيد لك إخالصي بمعنى فيكون ه،خالص أي الشيء لب من كونه فأضــيفت(لــدى) و(على) نظــير مفــردة كلمة بأنه القــول أن كمافقلبت الكاف إلى

عن مورد االسـتعمال، فهـو مثـل أن تفتح أن زيـدا قـائم بتقـدير جعله مبتدأ وتقدير الخبر أحد أفعال العموم حتى يؤول إلى قيام زيد

حاصل، ولذا ذهب كثير من المعاصرين إلى تعين الكسر. }ولبيــك مصــدر منصــوب بفعــل مقــدر، أي ألب لــك إلبابــا بعــد الباب، أو لبا بعد لب، أي إقامة بعد إقامــة، من لب بالمكــان أو ألب أي أقام، واألولى كونه من لب، وعلى هذا فأصله لبين لــك، فحــذف الالم وأضيف إلى الكاف فحذف النون، وحاصل معناه إجــابتين لــك،ــال: داري تلب دارك، وربما يحتمل أن يكون من لب بمعنى واجه يق أي تواجهها، فمعناه مواجهتي وقصدي لــك، وأمــا احتمــال كونــه من لب الشيء، أي خالصه، فيكون بمعنى إخالصي لــك فبعيــد، كمــا أن القول بأنه كلمة مفردة نظير )على( و)لــدى( فأضــيفت إلى الكــاف

فقلبت

140

يقــال الظــاهر إلى أضــيفا إذا ولدى على ألن ،له وجه ال ياء ألفهــاأللف فيهما ــدى زيد ىكعل ب يقــال فإنه كــذلك يلب وليس ،زيد ول

.بالياء ،زيد ي لب:فيه

ألفه ياء ال وجــه لــه، ألن )على( و)لــدى( إذا أضــيفا إلى الظــاهر يقال فيهما باأللف كعلى زيد ولدى زيد، وليس لبي كذلك، فإنه يقال

فيه: لبي زيد، بالياء{. أقول: اختلــف اللغويــون في هــذه الكلمــة، وقــد جمــع كلمــاتهم

لسان العرب فقال: ولب بالمكان لبا وألب أقام بــه ولزمــه، وألب على األمــر لزمــهــك، وفي ــا لطاعت ــه أي لزوم ــه من ــك ولبي ــولهم لبي ــه، وق فلم يفارق الصحاح أي أنا مقيم على طاعتك، قــال: )إنــك لــو دعوتــني ودوني(ــبيت ــدعوني( أصــله ل ــه لمن ي ــون( )لقلت لبي ــنزع بي )زوراء ذات م

فعلت من ألب بالمكان، فأبدلت الباء ياء ألجل التضعيف. قال الخليل: هو من قولهم دار فالن تلب داري، أي تحاذيهــا، أي أنا مواجهــك بمــا تحب إجابــة لــك، واليــاء للتثنيــة، وفيهــا دليــل على

النصب للمصدر. وقال سيبويه: انتصــب لبيــك على الفعــل، كمــا انتصــب ســبحان الله، وفي الصحاح نصب على المصــدر كقولــك حمــدا للــه وشــكرا، وكان حقه أن يقال لبا لك، وثني على معــنى التوكيــد، أي إلبابــا بــك

بعد إلباب، وإقامة بعد إقامة. قال األزهري: سمعت أبا الفضــل المنــذري يقــول: عــرض على أبي العباس مــا ســمعت من أبي طــالب النحــوي في قــولهم: لبيــك وسعديك، قال: قال الفراء: معنى لبيك، إجابة لك بعــد إجابــة، قــال:

ونصبه على المصدر.

141

وقــال األحمــر: هــو مــأخوذ من لب بالمكــان وألب بــه إذا أقــام، وأنشد )لب بأرض ما تخطاها الغنم( قال ومنه قــول طفيــل: )رددن حصينا من عدي ورهطه( )ويتم تلبي في العروج وتحلب( أي تالزمها

وتقيم فيها. وقال أبو الهيثم قوله: )ويتم تلبي في العروج وتحلب( أي تحلب اللبــاء وتشـربه، جعلـه من اللبـاء فـترك همـزة، ولم يجعلـه من لب

بالمكان وألب. قال أبــو منصــور: والــذي قالــه أبــو الهيثم أصــوب، لقولــه بعــده تحلب، قال: وقال األحمر: كــان أصــل لب لبب بــك فاســتثقلوا ثالث

باءات فقلبوا إحداهن ياء، كما قالوا تظنيت من الظن. وحكى أبو عبيدة عن الخليل أنه قال: أصله ألبيت بالمكان، فإذا دعا الرجل صــاحبه أجابــه لبيــك، أي أنــا مقيم عنــدك، ثم وكــد ذلــك بلبيك أي إقامة بعد إقامة، وحكي عن الخليل أنــه قــال: هــو مــأخوذ من قولهم أم لبة أي محبة عاطفة، قــال: فــإن كــان كــذلك فمعنــاه

إقباال إليك ومحبة لك، وأنشد: وكنتم كأم لبة طعن ابنها

إليها فما درت عليه بساعد قــال: ويقــال: هــو مــأخوذ من قــولهم داري تلب دارك، ويكــون

معناه اتجاهي إليك وإقبالي على أمرك. وقال ابن األعــرابي: اللب الطاعــة وأصــله من اإلقامــة وقــولهمــب ــان وفي النص ــع لب ــنيت قلت في الرف ــإذا ث ــد ف ــك اللب واح لبي

والخفض لبين، وكان في

142

األصل لبينك أي أطعتك مــرتين، ثم حــذفت النــون لإلضــافة، أيأطعتك طاعة مقيما عندك إقامة بعد إقامة ابن سيدة.

قال سيبويه: وزعم يونس أن لبيــك اســم مفــرد بمنزلــة عليــك، ولكنه جاء على هذا اللفظ في حد اإلضافة، وزعم الخليل أنها تثنيــة

كأنه قال: كلما أجبتك في شيء فأنا في اآلخر لك مجيب. قال سيبويه: ويدلك على صحة قول الخليل قول بعض العــرب:ــدلك على أن لبيــك ليس ــه مجــرى أمس وغــاق، قــال: وي لب يجري

بمنزلة عليك أنك إذا أظهرت االسم قلت: لبى زيد، وأنشد: دعوت لما نابني مسورافلبي فلبي يدي مسور

فلو كان بمنزلة على لقلت فلبى يدي ألنك ال تقول علي زيد إذاظهرت االسم.

قال ابن جني: األلف في لــبى عنــد بعضــهم هي يــاء التثنيــة في لبيك، ألنهم اشتقوا من االسم المبني الـذي هـو الصــوت مــع حــرف التثنية فعال فجمعوه من حروفه، كما قالوا من ال إله إال الله )هللت( ونحو ذلك، فاشــتقوا لــبيت من لفــظ لبيــك فجــاءوا في لفــظ لــبيت بالياء التي للتثنية في لبيك، وهذا قول سيبويه، ثم نقل قــول يــونس

ورد سيبويه له، إلى آخر ما ذكر هناك. أقـول: ولكن المتبــادر من الكلمــة فعال هــو معــنى اإلجابـة، ومــا ذكروه مضافا إلى معارضــتها بعضــها ببعض مســتندة إلى اجتهــادات حدسية، فال وجه لرفع اليد عن المتبادر بذلك، على أن كون األصــل

شيئا ال ينافي حدوث معنى آخر للفظ لكثرة االستعمال،

143

واالستدالالت ال يخفى ما فيها، ولذا قال في المستمسك: واإلنصــاف أن االحتمــاالت المــذكورة وإن ذكـرت في كالم أكـثر أهل اللغة والعربية، واقتصر بعضهم على ذكر األولين منها، وبعضهم على ذكر الثالثة األول، لكن كلها بعيدة وتخــرص في اللغــة العربيــة،ــال المتكلم وال طريق إلى إثبات بعضها وال يخطر شــيء منهــا في ب أصال، واألقرب أن تكون كلمة برأســها تســتعمل في مقــام الجــواب للمنادي، مثل سائر كلمات الجــواب، وال يختلــف حالهــا في الظــاهر

انتهى. ،(1)والضمير

. 395 ص11المستمسك: ج (?)1144

وال، ال ينعقــد إحــرام حج التمتــع وإحــرام عمرته(:ــ 15مســألة ).إحرام حج اإلفراد وال إحرام العمرة المفردة إال بالتلبية

ال ينعقــد إحــرام حج التمتــع وإحــرام عمرتــه، وال:15مسألة }ــة{، قــال في إحرام حج اإلفراد وال إحرام العمرة المفردة إال بالتلبي الجواهر مازجا: ال خالف في أنه ال ينعقد اإلحــرام لمتمتــع بعمــرة أو حجة وال لمفرد معتمر وال حاج إال بها، بــل اإلجمــاع محصــال ومحكيــاــا ــذكرة والمنتهى وغيره في االنتصار والغنية والخالف والجواهر والتــه، بمعــنى عــدم اإلثم والكفــارة في على مــا حكي عن بعضــها علي

، انتهى. (1)ارتكاب المحرمات عليه قبلهاوكذا في المستند نقل اإلجماع على ذلك.

ويدل على ذلك متواتر النصوص: ــال: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

ال بأس أن يصلي الرجل في مسجد الشجرة ويريــد الــذي يريــد أن يقوله وال يلبي ثم يخرج فيصيب من الصيد وغــيره فليس عليــه فيــه

. (2)شيءــه ــه )علي ــد الل ــرحمن بن الحجــاج، عن أبي عب ــد ال وصــحيح عب السالم(، في الرجل يقع على أهله بعد مــا يعقــد اإلحــرام ولم يلب،

. (3)ليس عليه شيءقال:

. 215 ص18الجواهر ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 17 ص9الوسائل: ج (?)2.2 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 17 ص9الوسائل: ج (?)3

145

إنــه صــلىوصحيحه اآلخر، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: ركعتين في مسجد الشجرة وعقــد اإلحــرام ثم خــرج فــأتى بخــبيص

. (1)فيه زعفران فأكل منه. (2)فأكل قبل أن يلبي منهوفي رواية الصدوق:

ومرسل جميل، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما )عليهما السالم( أنه قال: في رجل صلى في مسجد الشــجرة وعقــد اإلحــرام وأهــل

ليسبالحج ثم مس الطيب وأصاب طيرا أو وقع على أهلــه، قــال: . (3)بشيء حتي يلبي

وخبر علي بن عبــد العزيــز، قــال: اغتسـل أبــو عبــد اللـه )عليــهــدكم منالسالم( لإلحرام بذي الحليفة وصلى ثم قال: هاتوا مــا عن

. (4)لحوم الصيد، فأتي بحجلتين فأكلهما قبل أن يحرموقريب منه خبره اآلخر.

وخبر عبد اللــه بن مســكان، وصــحيح حريــز، عن أبي عبــد اللــه في الرجل إذا تهيأ لإلحرام فله أن يأتي النســاء مــا)عليه السالم(:

. (5)لم يعقد التلبية أو يلبــران، أقول: يحتمل أن يراد بعقد التلبية اإلشعار والتقليد في الق

كما يحتمل أن يكون )أو( بمعنى الواو.

. 2 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 17 ص9الوسائل: ج (?)1. 10 في عقد اإلحرام ح113 الباب 208 ص2الفقيه: ج (?)2. 6 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 18 ص9الوسائل: ج (?)3. 7 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 18 ص9الوسائل: ج (?)4. 8 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 18 ص9الوسائل: ج (?)5

146

ــا ــدهما )عليهمـ ــحابنا، عن أحـ ــل، عن بعض أصـ ــل جميـ ومرسـ السالم(، في رجل صلى الظهر في مسجد الشجرة وعقــد اإلحــرام

ليس عليــه شــيءثم مس طيبا، أو صاد صيدا، أو واقع أهله، قــال: .(1)ما لم يلب

ــه الســالم(: وخبر زياد بن مروان، قال: قلت ألبي الحســن )علي مــا تقــول في رجــل تهيــأ لإلحــرام وفــرغ من كــل شــيء إال الصــالة وجميع الشروط إال أنه لم يلب، أله أن ينقض ذلــك ويواقــع النســاء،

. (2)نعمفقال: وخــبر حســين بن أبي العالء، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه

. (3)نعمالسالم(، عن الرجل المحرم يدهن بعد الغسل، قال: وخــبر نضــر بن ســويد، عن بعض أصــحابه، قــال: كتبت إلى أبي إبراهيم )عليه السالم(: رجل دخل مســجد الشــجرة فصــلى وأحــرم وخرج من المسجد فبدا لــه قبــل أن يلــبي أن ينقض ذلــك بمواقعــة

. (4)نعم ال بأس بهالنساء أله ذلك، فكتب: ونحوه مرسل الصدوق.

وصحيح الحفص بن البختري، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، فيمن عقد اإلحرام في مسجد الشجرة ثم وقــع على أهلــه قبــل أن

. (5)ليس عليه شيءيلبي، قال:

. 9 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 19 ص9الوسائل: ج (?)1. 10 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 19 ص9الوسائل: ج (?)2. 11 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 19 ص9الوسائل: ج (?)3. 12 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 20 ص9الوسائل: ج (?)4. 13 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 20 ص9الوسائل: ج (?)5

147

وخبر عبد الله بن سنان، سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن هــو التلبيــة إذا لــبى وهــو متوجــه فقــداإلهالل بالحج وعقدته، قال:

. (1)وجب عليه ما يجب على المحرم وإن وقعت على أهلــك بعــد مــا تعقــد اإلحــرامقال في المقنع:

وقبل أن تلبي فليس عليك شيء، واغتسل النبي )صــلى اللــه عليــه وآله( بذي الحليفــة لإلحــرام وصــلى ثم قــال: هــاتوا مــا عنــدكم من

.(2)لحوم الصيد فأتي بحجلتين فأكلهما قبل أن يحرم قال في محكي التهذيب بعد ذكر جملة من هذه األخبار: المعنى في هذه األحاديث أن من اغتسل لإلحرام وصلى، وقال: ما أراد من القول بعد الصالة لم يكن في الحقيقة محرمــا، وإنمــا يكــون عاقــداــدل للحج والعمرة وإنما يدخل في أن يكون محرما إذا لبي، والذي ي على هذا ما رواه يــونس بن القاســم، عن صــفوان، عن معاويــه بن عمار وغير معاوية، ممن روى صفوان عنه هذه األحاديث، يعني هذه األحاديث المتقدمة وقال: هي عندنا مستفيضة، عن أبي جعفر وأبي

إذا صلى الرجل ركعتين وقــالعبد الله )عليهما السالم( أنهما قاال: الــذي يريــد أن يقــول من حج أو عمــرة في مقامــه ذلــك فإنــه إنمــا

إن رســول اللــه، وقــاال: فرض على نفسه الحج وعقــد عقــد الحجــد )صلى الله عليه وآله( حيث صلى في مسجد الشجرة صــلى وعق عقد الحج، ولم يقــوال »لم يقــوال خ« صــلى وعقــد اإلحــرام، فلــذلك صار عندنا أن ال يكون عليه فيما أكل مما يحرم على المحرم، وألنه

قد جاء في الرجل يأكل

. 15 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 20 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح9 الباب 114 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2

148

الصيد قبل أن يلبي وقــد صــلى وقــد قــال الـذي يريــد أن يقــول ولكن لم يلب، وقالوا: قال أبان بن تغلب، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السالم( يأكل الصيد وغيره، فإذا فرض على نفسه الذي قال فليســه حين له عندنا أن يرجع حتى يتم إحرامه، فإنما فرضه عندنا عزيمت فعل ما فعل ال يكون له أن يرجع إلى أهله حتى يمضي وهو مباح له قبل ذلك وله أن يرجع متى شــاء، فــإذا فــرض على نفســه الحج ثم أتم بالتلبية فقد أحرم عليه الصيد وغيره ووجب عليــه في فعلــه مــا يجب على المحــرم ألنــه قــد يــوجب اإلحــرام أشــياء ثالثــة: اإلشــعار والتلبية والتقليد، فإذا فعــل شــيئا من هــذه الثالثــة فقــد أحــرم، وإذا

، انتهى.(1)فعل الوجه اآلخر قبل أن يلبي فلبى فقد فرضــا ــذا الكالم من االضــطراب، مضــافا إلى م ــا في ه وال يخفى م

.عقد اإلحرامعرفت في صحيح حفص من قوله: عقد اإلحراموكيف كان، فال يخفى أنه يعرف من النصوص أن

ونحــو ذلــك يطلــق على غــير التلبيــة الموجبــةأهل وعقد الحجولحرمة المحرمات، والمناط التلبية.

ــول وعلى هذا فما في خبر أحمد بن محمد قال: سمعت أبي يق في رجل يلبس ثيابــه ويتهيــؤ لإلحــرام ثم يواقــع أهلــه قبــل أن يهــل

. مدفوع بما ســمعت، وال مجــال لحملــه(2)عليه دمباإلحرام، قال: على االستحباب، كما عن الشيخ لكونه

. 84 في صفة اإلحرام ح7 الباب 83 ص5التهذيب: ج (?)1. 14 من أبواب اإلحرام ح14 الباب 20 ص9الوسائل: ج (?)2

149

،التقليد أو اإلشعار وبين التلبية بين فيتخير القران حج في وأما

غير معلــوم االســتناد إلى المعصــوم، وأمــا حملــه على من لــبىــعار أو ــرام باإلش ــد اإلح ــة، أو على من عق ــر بالتلبي ــرا ولم يجه س

التقليد، فال داعي له، مضافا إلى كونه تبرعا كما ال يخفى. ثم إن مقتضى عموم جملــة من هــذه األخبــار عــدم الفــرق بينــه إحرام العمرة، مفردة ومتمتعا بها، وإحرام الحج مفردا ومتمتعــا ب

وقرانا. }وأمـــا في حج القـــران فيتخـــير بين التلبيـــة وبين اإلشـــعار أو التقليد{ على األشهر كما في المستند، والمشهور كما في المدارك والجـــواهر، بـــل عن ظـــاهر الخالف والغنيـــة والمنتهى والمختلـــف

اإلجماع عليه، ويدل عليه مستفيض األخبار: كصــحيحة معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السـالم(

يوجب اإلحرام ثالثــة أشــياء، التلبيــة واإلشــعار والتقليــد، فــإذاقال: . (1)فعل شيئا من هذه الثالثة فقد أحرم

ــه الســالم( أيضــا: ــه )علي ــد الل وصــحيحته األخــرى، عن أبي عبــة ــد بمنزل ــعار والتقلي ــا، واإلش ــليت فيه ــد ص ــا ق ــدها نعال خلق تقل

. (2)التلبية وصحيحة عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

من أشعر بدنه فقد أحرم وإن لم يتكلم بقليل وال كثير(3) .

. 20 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 202 ص8الوسائل: ج (?)1. 11 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 200 ص8الوسائل: ج (?)2. 21 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 202 ص8الوسائل: ج (?)3

150

وفي حديث طويل برواية الشيخ، عن صفوان في الصــحيح، عن معاويــة بن عمــار، وغــير معاويــة ممن روي عنــه صـفوان األحــاديث المتقدمة المذكورة، وقال، يعــني صــفوان: وعنــدنا مستفيضــة، عن أبي جعفر )عليه السالم( وأبي عبد الله )عليه السالم( إلى أن قال:

إنه يوجب اإلحرام أشياء ثالثة: اإلشعار والتلبية والتقليد، فإن فعــل . (1)شيئا من هذه الثالثة فقد أحرم

وروايتي معاوية بن عمار الصــحيحة وغيرهــا، عن أبي عبــد اللــه الحج أشــهر معلومــات﴿)عليه السالم(، في قول الله عز وجــل:

ــد،(2)﴾فمن فرض فيهن الحج : والفرض التلبية واإلشــعار والتقليــذه ــرض الحج إال في ه ــرض الحج، وال يف ــد ف ــل فق ــك فع ــأي ذل ف

الحديث. (3)الشهور إذاوعن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

ــرى، كانت البدن كثيرة قام فيما بين ثنتين ثم أشعر اليمنى ثم اليس وال يشعر أبدا حتى يتهيؤ لإلحرام، ألنه إذا أشــعر وقلــد وجلــل وجب

. (4)عليه اإلحرام، وهو بمنزلة التلبية، إلى غير ذلك من األخبار.(5)ونحوه صحيح حريز

ومع ذلك كله، فقد نقل عن السيد المرتضى وابن إدريس أنه الينعقد إحرام األصناف الثالثة

. 85 في ضروب الحج ح4 الباب 43 ص5التهذيب: ج (?)1. 197سورة البقرة: اآلية (?)2. 2 من أبواب أقسام الحج ح11 الباب 196 ص8الوسائل: ج (?)3. 7 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 200 ص8الوسائل: ج (?)4. 19 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 201 ص8الوسائل: ج (?)5

151

من غيرها وبين بينها مشترك والتقليد ،بالبدن مختص واإلشعار،الهدي أنواع

إال بالتلبية، ألن انعقاد اإلحرام بالتلبية مجمع عليه وال دليــل على انعقاده بهمــا، وضــعفه ظــاهر، إذ هــذه الصــحاح ونحوهــا كافيــة في

الحكم. وربما يقــال: بــأن مخالفــة الســيد أيضــا غــير معلومــة، كمــا عن

المختلف.ــل ــيخ في الجم ــل محكي عن الش ــالث مفص ــول الث ــاك ق وهن والمبسوط والقاضــي وابن حمــزة، فقــالوا بعقــده بهمــا في صــورة الضرورة بأن كان الشخص عاجزا عن التلبيــة، دون صــورة التمكن، واستدل لهم في المسـتند بقولـه: وكـأنهم جمعـوا بين هـذه األخبـار

، وكذا في الجواهر. (1)وعمومات التلبيةأقول: فيه ما ال يخفى، لحكومة هذه األخبار على العمومات.

ثم إن بعض األخبار المتقدمة متضمنة للتجليل الــذي هــو عبــارةــد ــك، فيكفي أح ــة ذل ــة وظــاهره كفاي ــل على البدن عن وضــع الحب األربعة: التلبية أو التقليد أو اإلشعار أو التجليل، لكن لم أجــد عــاجال

من تعرض لذلك. }واإلشعار مختص بالبــدن، والتقليــد مشــترك بينهــا وبين غيرهــا من أنواع الهدي{ كما في الحدائق والمستند والجــواهر ناســبين لــهــذلك ــه إرســال المســلمات، واســتدل ل إلى األصــحاب، مرســلين ل بضعف البقر والغنم عن اإلشعار، وبأن المتضـمن لإلشـعار لم يــذكر

فيه إال البدن.

. 17 سطر 201 ص2المستند: ج (?)1152

كان الناسوبصحيح زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: يقلدون الغنم والبقر، وإنمــا تركــه النــاس حــديثا ويقلــدون بخيــط أو

.(1)سير وما رواه العياشي في تفسيره، عن عبد الله بن فرقد، عن أبي

الهدي من اإلبل والبقر والغنم، وال يجبجعفر )عليه السالم( قال: ــر من، وقال: حتى تعلق عليه، يعني إذا قلده فقد وجب ما استيس

. (2)الهدي شاة وعن دعــائم اإلســالم، عن أبي جعفــر محمــد بن علي )عليهمــا

كان الناس يقلدون اإلبل والبقر والغنم، وإنمــا تركــواالسالم( قال: تقلده بسير أو خيط، والبدن يقلــد، وقال: تقليد الغنم والبقر حديثا

ويعلق في قالدتها نعال خلقة وقد صلى فيها، فإن ضلت عن صــاحبها. (3)عرفها بنعله، وإن وجدت ضالة عرفت أنها هدي

أقول: الظــاهر أنــه ال إشــكال في الحكمين، أمــا عمــوم التقليــد للثالثة فلعمومات األخبار، مضافا إلى مــا ذكرنــاه من الخصوصـيات، وأمــا اختصــاص اإلشــعار باإلبــل فألن األدلـة مختصـة بهــا، فعمومهــا

لغيرها يحتاج إلى دليل، فالقول بضعف ذلك ضعيف. ثم إن الظاهر أن الجــاموس كــالبقر، والعــنز كالشــاة، وال فــرق في أقسام اإلبل، إلطالق األدلة بعد كــون الجــاموس والعــنز داخلين

في البقر والشاة، وال فرق بين

. 9 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 200 ص8الوسائل: ج (?)1. 7 ح11 الباب 102 ص96البحار: ج (?)2. 301 ص1الدعائم: ج (?)3

153

،والتقليد اإلشعار بين الجمع البدن في واألولى

صغير المذكورات وكبيرها، ذكرها وأنثاها، إلطالق األدلة.وال يصح سوق غيرها كالغزال بال إشكال.

والظــاهر أنــه ال إشــكال في عــدم صــحة الســوق بــدون التلبيــةونحوها.

ــالم(، وما في خبر معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه الس قد أجزأ عنه، مــافي رجل ساق هديا ولم يقلده ولم يشعره، قال:

، محمول على اإلتيان بالتلبيــة،(1)أكثر ما ال يشعر وال يقلد وال يجلل بقرينة الروايات المتقدمــة الدالــة على لــزوم أحــد األمــور في عقــد

الحج. }واألولى{ بـــل المســـتحب }في البـــدن الجمـــع بين اإلشـــعار والتقليد{ وفاقا للشرائع والجواهر والحدائق وغيرها، للتعرض بــذلك

في جملة من األخبار: كرواية السكوني، عن أبي جعفر )عليــه السـالم(، أنـه سـئل مــا

أمـا النعـل فتعـرف أنهـا بدنـهبال البدنة تقلد بالنعل وتشعر، قـال: ويعرفها صاحبها بنعله، وأما اإلشعار فإنه يحرم ظهرها على صـاحبها

. (2)من حيث أشعرها فال يستطيع الشيطان أن يمسهاــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــار، ق ــل بن يس ــة الفض ورواي السالم(: رجل أحرم من الوقت ومضــي ثم اشـترى بدنــة بعــد ذلـك

بيوم أو بيومين فأشعرها وقلدها،

. 10 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 200 ص8الوسائل: ج (?)1. 22 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 202 ص8الوسائل: ج (?)2

154

مع األحــوط ولكن ،الثالثة هــذه بأحد القــران حج إحــرام فينعقد التلبية ضم والتقليد اإلشعار اختيار الظاهر نعم ،أيضا

. قلت:إن كان ابتاعها قبــل أن يــدخل الحــرم فال بــأسفقال: فإنه اشترها قبــل أن ينهي إلى الــوقت الــذي يحــرم منــه فأشــعرها

ــال: ال،وقلدها أيجب عليه حين يفعل ذلك ما يجب على المحرم، قــده ولكن إذا انتهى إلى الوقت فليحرم ثم يشعرها ويقلدها فإن تقلي

. (1)األول ليس بشيءــة بن عمــار، قــال: ــة یشــعرها من جانبهــاوصــحيح معاوي البدن

. (2)األيمن، ثم يقلدها بنعل قد صلى فيها البــدنوحسنته، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( أيضــا، قــال:

ــانب األيســر ثم ــل من الج ــوم الرج ــانب األيمن ويق تشــعر من الج.(3)يقلدها بنعل خلق قد صلى فيه

إلى غير ذلك من األخبار التي سيأتي بعضها اآلخر. وكيف كـان }فينعقـد إحــرام حج القــران بأحـد هــذه الثالثــة{ أو األربعة بإضافة التجليل }ولكن األحوط مع اختيــار اإلشــعار والتقليــد ضم التلبية أيضــا{ خروجــا عن خالف من أوجب، وإن كــان الظــاهر

أنه ال موقع لالحتياط بعد النصوص. }نعم الظاهر{ عند المصنف تبعا لكاشف اللثام وبعض من قبل

الفاضلين على

. 13 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 200 ص8الوسائل: ج (?)1. 17 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 201 ص8الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 199 ص8الوسائل: ج (?)3

155

،عليها إحرامه انعقــاد يتوقف لم وإن القارن على التلبية وجوبــها في عليه واجبة فهي ــتحب ،نفسـ وأحد التلبية بين الجمع ويسـ

،مستحبا اآلخر وكان واجبا كان بدأ وبأيهما ،األمرين

المنســوب إليهم }وجــوب التلبيــة على القــارن وإن لم يتوقــف انعقاد إحرامه عليها، فهي واجبة عليه في نفســها{، واســتدل لــذلك بإطالقــات التلبيــة وبالتأســي بــالنبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(، فإنــهــة من ــبى، معتضــدا بكالم جمل ــه( أشــعر ول ــه وآل ــه علي )صــلى الل

القدماء. والكل ال يخفى ما فيه، إذ اإلطالقات محكومة بما تقدم ممــا دل على كون كل واحد من التلبية واإلشعار والتلقيد، بل والتجليل كاف في عقد اإلحــرام، والتأســي وإن قلنــا بلزومــه فيمــا لم يعلم وجهــه

، أمــا بعــد مــاخــذوا عــني مناســككملقوله )صلى الله عليه وآله(: تقدم من األدلة يحمل فعله )صلى الله عليه وآله( على االستحباب، كما يحمل غسله )صــلى اللــه عليــه وآلــه( على ذلــك، وأمــا كلمــات

القدماء فال داللة فيها على هذا. وقد فصل في المستمسك تبعــا للجــواهر الكالم في ذلــك، لكنــا في غنى عنه بعــد مــا عــرفت، فــاألقوى أن كــل واحــد من اإلشــعارــا والتقليد قائم مقام التلبية، فال يحتاج معهما إليها، كما ال يحتاج معه

إليهما، وال وجوب تعبدي في البين. }ويستحب الجمع بين التلبيــة وأحــد األمــرين، وبأيهمــا بــدأ كــانــه واجبا، وكان اآلخر مستحبا{ وفاقا لغير واحد، وإن ذكر المدارك أن

لم يقف على رواية تتضمن ذلك صريحا.

156

ويدل على ذلك، موثق يونس بن يعقــوب، قــال: قلت ألبي عبــد الله )عليه السالم( إني قــد اشــتريت بدنــة فكيــف أصــنع بهــا، قــال:

انطلق حتى تأتي مسجد الشــجرة فــأفض عليــك من المــاء والبس ثوبك ثم انخها مستقبل القبلة، ثم ادخل المســجد فصــل ثم أفــرض بعد صالتك، ثم اخرج إليها فأشعرها من الجــانب األيمن من منامهــا، ثم قل: بسم الله اللهم منك ولك اللهم تقبله مني، ثم انطلـق حــتى

، وهذا يدل على استحباب التلبية بعد اإلشعار. (1)تأتي البيداء فلبه وصـــحيح معاويـــة بن عمـــار، وحســـنه الســـابقان يـــدالن على اســتحباب التقليــد بعــد اإلشــعار، وخــبر الفضــل المتقــدم يــدل على اإلشعار والتقليد بعد التلبيــة، وإطالق خــبر الســكوني المتقــدم يــدل

على تقديم كل من التقليد واإلشعار على اآلخر، وهذا القدر كاف. وهناك نصوص أخر تــدل على المطلب أيضــا، فعن الجعفريــات، بسنده عن جعفر بن محمــد، عن أبيــه، عن جــده علي بن الحسـين، عن أبيه، عن علي )عليهم السالم(، أنه سـئل مـا بـال البـدن تشـعر

إذا ضــلت عرفهــا صــاحبها بنعلــه، وإذاوما بالها تقلد النعــال، قــال: ــا يشــعر فال يتســنمها ــا م ــع من الشــرب، وأم ــاء لم تمن أرادت الم شــيطان إذا ضــرب جانبهــا األيمن من الســنام، وإن ضــرب األيســر

تقـول: أعـوذ باللـه السـميع العليم من الشـيطان الـرجيم، ثم،أجزأ. (2)تضرب بالشفرة

. 2 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 199 ص9الوسائل: ج (?)1. 73الجعفريات: ص (?)2

157

وعن دعائم اإلسالم، عن جعفر بن محمد )عليهما الســالم(، أنــه إذا انصــرف عن المكــانسئل عمن ساق بدنــه كيــف يصــنع، قــال:

الذي يعقد فيه إحرام في الميقــات فليشــعر بطعن في ســنامها من الجانب األيمن بحديدة حتى يسيل دمها ويجلل ويسوقها، فــإذا صــار إلى البيداء إن أحرم إلى الشجرة أهل بالتلبية، وكان علي )صــلوات

. (1)الله عليه( يجلل بدنه ويتصدق بجاللهاــوي: ــكوعن الرض ــوق مع ــالقران وجب أن تس ــإذا دخلت ب ف

الهــدي من حيث أمــرت، بدنــة أو بقــرة تقلــدها وتشــعرها من حيث تحرم، فإن النبي )صلى الله عليه وآلــه( صــلى بــذي الحليفــة فــأتي ببدنــة وأشــعر صــفحة ســنامها األيمن وســال الــدم عنهــا ثم قلــدها

. (2)بنعلين ومرسلة الصــدوق، عن النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( واألئمــة

واإلشــعار إنمــا أمــر بــه ليحــرم ظهرهــا على)عليهم السالم( قال: .(3)صاحبها من حيث أشعرها فال يتسطيع الشيطان أن يتسمنها

وخبري جابر وعمرو بن شمر، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( إنما استحسنوا إشعار البدن ألن أول قطــرة تقطــر من دمهــاقال:

. (4)يغفر الله عز وجل له على ذلك

. 301 ص1الدعائم: ج (?)1. 8 من أبواب أقسام الحج ح11 الباب 19 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2. 8 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 200 ص8الوسائل: ج (?)3. 15 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 201 ص8الوسائل: ج (?)4

158

ــأن ،األيمن السنام شق عن عبارة اإلشعار إن ثم الرجل يقــوم ب األيمن الجــانب من ســنامه ويشق الهــدي من األيسر الجــانب من

ــدي رقبة في يعلق أن والتقليد ،بدمه صفحته ويلطخ خلقا نعال اله.فيه صلى قد

ونحوهما المرسل، عن أبي جعفر )عليه السالم(، إلى غير ذلك.ــا }ثم إن اإلشعار عبارة عن شق السنام األيمن{ أو األيسر، كم في رواية الجعفريات وإن كان األفضل األول }بأن يقوم الرجل منــانب األيمن، ويلطخ الجانب األيسر من الهدي ويشق سنامه من الج صفحته بدمه{، والمراد بتلطيخ الصفحة ســيالن الــدم المــوجب لــه،

كما دل عليه بعض الروايات السابقة. }والتقليد أن يعلق في رقبة الهــدي نعال خلقــا قــد صــلى فيــه{،

ويدل على األمرين بعض النصوص. كصحيح عبد اللــه بن ســنان، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه

ــال: ــف يشــعرها، ق ــة كي ــة،الســالم( عن البدن يشــعرها وهي بارك وينحرها وهي قائمة، ويشعرها من جانبها األيمن ثم يحرم إذا قلـدت

. (1)وأشعرت وعن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، وزرارة، قاال: سألنا أبــا عبــدــاحبها ومن الله )عليه السالم( عن البدن كيف تشعر ومتى يحرم ص

تشـعر معقولــةأي جــانب تشــعر ومعقولــة تنحــر أو باركــة، فقــال: . (2)وتشعر من الجانب األيمن

. 18 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 201 ص8الوسائل: ج (?)1. 6 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 199 ص8الوسائل: ج (?)2

159

ــد اللــه )عليــه ــا عب ــاني، قــال: ســألت أب وعن أبي الصــباح الكن تشــعر وهي باركــة من شــقالسالم( عن البدن كيف تشعر، قــال:

. (1)سنامها األيمن، وتنحر وهي قائمة من قبل األيمن وعن محمد الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن

، وســألته عنال تبالي أي ذلك فعلتتجليل الهدي وتقليدها، فقال: . فقلت: متى يشعرها،نعم من الشق األيمنإشعار الهدي، فقال:

. (2)حين يريد أن يحرمقال: إنهــاوعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه السالم(:

. (3)تشعر وهي معقولة وعن نوادر أحمد بن محمد بن عيسي، عن صفوان، عن معاويــة

تشــعر البدنــة وهيبن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: . (4)باركة، وتنحر وهي قائمة، وتشعر من شق سنامها األيمن

إلى غير ذلك من األخبار، وقد تقدمت جملة منها. ثم إن وقوف الشــخص على جانبهــا األيســر لم أجــد لــه دليال إال

حسنة زرارة، وفيها نوع إجمال. بقي في المقام أمران:

األول: إن التقليد كما عرفت في جملة من األخبار هو أن يعلــقفي رقبة

. 14 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 201 ص8الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 199 ص8الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 198 ص8الوسائل: ج (?)3. 5 من أبواب أقسام الحج ح11 الباب 19 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4

160

الهدي نعال خلقا قد صلى فيها.ــذكرة ــه نعال أو مــزادة، وعن الت ــق علي لكن عن ابن زهــرة: يعل التقليد أن يجعل في رقبــة الهــدي نعال قــد صــلى فيــه أو يجعــل في رقبة الهدي خيطا أو سيرا أو ما أشــبههما ليعلم أنــه صــدقه، ونحــوه عن المنتهى، وأشكل على ذلــك في الحــدائق بأنــه لم يجــده إال في رواية زرارة المذكورة، فظاهرها اختصاص ذلك بالغنم والبقــر، فــإنــيء التقليد المذكور في روايات اإلبل إنما هو بالنعل ولم يرد في ش منها على كثرتها ذكر الخيــط والســير، وإنمــا ذكــر في هــذه الروايــة

المشتملة على تقليد الغنم والبقر، انتهى. أقول: أما المزادة فلم أجـدها في نص، ولعلـه إنمـا تعـدى إليهـا للمناط، وأما السير والخيط فالظاهر من روايــة الــدعائم المتقدمــة

اختصاصهما بالبقر والغنم، وأما رواية زرارة فال تحلو من إجمال. الثاني: إن ما ذكره األصحاب تبعا لألخبار من استحباب اإلشــعارــا ــا فيه من الجانب األيمن من سنام البدنة مختص بغير الكثيرة، وأم فالمستحب أن يــدخل بينهمــا ويشــعرها يمينــا وشــماال، ويــدل عليــه

ــدنصحيح حريز، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: ــانت ب إذا ك كثيرة فأردت أن تشعرها دخل الرجل بين كل بــدنتين فيشــعر هــذه من الشق األيمن ويشعر هذه من الشــق األيســر، وال يشــعرها أبــدا

الحديث. (1)حتى يتهيأ لإلحرام

. 19 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 202 ص8الوسائل: ج (?)1161

إذا كــانتوفي رواية جميل، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(: . (1)البدن كثيرة قام فيما بين اثنتين ثم أشعر اليمنى ثم اليسرى

فإن كانت البدن كثيرة فأدخــل بينهمــا وأضــربهاوفي الرضوي: . (2)بالشفرة يمينا وشماال

. 7 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 200 ص8الوسائل: ج (?)1. 10 سطر 28فقه الرضا: ص (?)2

162

ــألة) ــرام لنية التلبية مقارنة تجب ال(:ـــ 16 مسـ كـــان وإن اإلحـ.األقوى على الثوبين ولبس النية عن يؤخرها أن فيجوز ،أحوط

ال تجب مقارنــة التلبيــة لنيــة اإلحــرام وإن كــان:16مسـألة } أحوط، فيجــوز أن يوخرهــا عن النيــة ولبس الثــوبين على األقــوى{، أقــول: هــذه مســألة كــثر الكالم حولهــا، لكنــه ال يرجــع إلى محصــل معلوم، إذ المراد بالنية لو كان اإلخطار لم تتحقـق التلبيــة المحرمـة إال باإلخطــار المقــارن، وال معــنى للقــول باســتثناء هــذا المــورد عن سائر مــوارد الفقــه، بــأن يكــون الالزم من بــاب الطهــارة إلى بــاب الديات التقارن غير باب اإلحرام، ولو كان المراد به الداعي فكذلك، لكن مع ذلك كله فقد نقل عن األشهر كما في المستند أو المشهور كما في المدارك، أو المعظم، بل الجميع إال جمع كمــا في الجــواهر

عدم اعتبار المقارنة. نعم عن ابن إدريس وابن سعيد وابن حمــزة والفاضــل المقــداد والشهيد في اللمعة والشيخ علي كما عن المسالك وغــيرهم اعتبــار المقارنة، وهو األقــوى ألنــه مقتضــى األصــل األولي الجاعــل للفعــل

االختياري اختياريا، إذ بدون التقارن ال يكون الفعل اختياريا. استدل القائلون بعدم لزوم التقارن بجملة من األخبار المتقدمة في المسألة الخامسة عشرة وفي مســجد الشــجرة، كصــحيحة ابن

وإن شــئت فلب حين تنهض،سنان، وفيها بعد ذكر اإلحرام ودعائه: . (1)وإن شئت فأخره حتى تركب بعيرك واستقبل القبلة فافعل

. 2 من أبواب اإلحرام ح16 الباب 24 ص9الوسائل: ج (?)1163

إن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( لم يكن يلــبيواألخرى: . (1)حتى يأتي البيداء

إذا صــليت فيوابن عمار والحلبي والبجلي والبخــتري جميعــا: مسجد الشجرة فقل وأنت قاعد في دبر الصــالة قبــل أن تقــوم مــا يقول المحرم، ثم قم فامش حتى تبلغ الميل ويســتوي بــك البيــداء، فإذا اســتوت بــك فلب، وإن هللت من المســجد الحــرام للحج فــإن شئت لبيت خلف المقام، وأفضل ذلك أن يمضي حتى يأتي الرقطاء

. (2)ويلبي قبل أن يصير إلى األبطح إذا صـــليت عنـــد الشـــجرة فال تلب حـــتى تـــأتيوابن حـــازم:

. (3)البيداءــد فقم وامشوابن عمار: إذا فرغت من صالتك وعقدت ما تري

. (4)هنيهة، فإذا استوت بك األرض ماشيا كنت أو راكبا فلب وموثقة إسحاق: إذا أحرم الرجل في دبــر المكتوبــة أيلــبي حين

أي ذلــك شــاءينهض بــه بعــيره أو جالســا في دبــر الصــالة؟ قــال: . (5)صنع

. (6)إذا خرجت إلى منىوقوية زرارة: متى ألبي بالحج، قال: إن أحرمت من عمرة أو تريــد البعثوصحيح هشام بن الحكم:

صليت

. 5 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)1 ح46، أورد ذيله في الباب 3 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9الوسائل: ج (?)21 .. 4 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)4. 4 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9الوسائل: ج (?)5. 5 من أبواب اإلحرام ح46 الباب 64 ص9الوسائل: ج (?)6

164

وقلت ما يقول المحــرم في دبــر صــالتك، وإن شــئت لــبيت من. (1)موضعك، والفضل أن تمشي قليال حتى تلبي

إلى غير ذلك. وهذه األخبار كما تراها ال ربط لها بما نحن فيه، إذ هي في صدد بيان جــواز تــأخير التلبيــة أو اســتحبابه عن عقــد اإلحــرام الــذي هــو الدعاء المتقدم المعهود، ومن المعلــوم أن ذلــك ليس نيــة اإلحــرام، بل نية شيء آخر، ولذا لو نوى ولم يقرأ هذا الدعاء ولبى كفى، ولــو قرأ هذا الدعاء بدون النية، كما لو كان بصــدد تعليم الغــير ولــبى لم

يكف. نعم اختلفوا في توجيه هــذه الروايــات لمنافاتهــا كــون الميقــات

مسجد الشجرة على وجوه: األول: إن المراد بهذه األخبار تأخير الجهر بالتلبية عن المسـجد، ال تأخير أصل التلفظ بالتلبية، بقرينة ما دل من النص واإلجماع على عدم جواز تأخير التلبية عن الميقات لمريــد دخــول الحــرم أو مكــة، وقد جزم بهــذا الجمــع العالمــة في محكي المنتهى، ألن الفــرض أن

بين البيداء وذي الحليفة الذي هو الميقات ميل. وربما يستشهد لهذا الجمع بصــحيح عن عمــر بن يزيــد، عن أبي

إن كنت ماشيا فاجهر بإهاللك وتلبيتــك منعبد الله )عليه السالم(: . (2)المسجد، وإن كنت راكبا فإذا علت بك راحلتك البيداء

. 1 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)2

165

لكن فيه: إن جملة من تلك النصوص المتقدمة ال يكاد يأتي فيها هذا الجمع، وكيــف يجتمــع هــذا مــع النهي عن التلبيــة في المســجد، وخروج النبي )صلى اللــه عليــه وآلــه( واألئمــة )عليهم الســالم( من المسجد بعد المقدمات وتناولهم الصيد ثم تلبيتهم أول البيداء، وغير

ذلك. الثاني: إن الواجب في الميقات إنمــا هــو فــرض الحج والعمــرة ونيتهما ال التلبيــة، فال يجــوز المــرور عن الميقــات إال ناويــا ال ملبيــا، والمفروض أن أخبار البيــداء ال تنــافي ذلــك، وفيــه: إن ظــاهر النص

والفتوى عدم جواز تجاوز الميقات إال محرما ال ناويا. الثــالث: مــا اختــاره الســيد الوالــد )دام ظلــه( في الــدرس من حكومــة أخبــار البيــداء على أخبــار المــواقيت، فكأنــه قيــل ال يجــوز اإلحرام من غير الميقات إال بالنسبة إلى مسجد الشجرة، ولي فيــه تأمــل، إذ هــذا ينــافي جعــل الشــجرة ميقاتــا، مضــافا إلى بعــده في

نفسه. الرابع: ما اخترنــاه ســابقا في ميقــات المدينــة من أن الميقــات وسيع إلى البيداء، لمــا عــرفت هنــاك من أنــه ال دليــل على انحصــار الميقات في المسجد، بل أخبــار مســجد الشــجرة كأخبــار الشــجرة لإلشارة، وقد استشــهدنا هنــاك بــإحرام أســماء النفســاء من خــارج

المسجد، إلى غير ذلك مما تقدم. وأما خبر الرقطاء وبريد البعث فهما داخالن في الميقــات، فــإنــكال من ــق فال إش ــاني في وادي العقي ــة، والث ــل في مك األول داخ

جهتهما. ومن ذلك كله تعرف ما في كالم الحــدائق والمســتند والجــواهر

والمستمسك وغيرها من اإلشكال، فراجع.

166

وإن التلبية قبل اإلحــرام محرمــات عليه تحــرم ال(:ــ 17 مسألة)ــوبين ولبس بالنية فيه دخل ــيئا فعل فلو ،الث ــات من ش ال المحرم وال بها يــأت لم إذا القــارن في وكذا ،كفارة عليه وليس آثما يكون

بها يــأت لم ما اإلحــرام يبطل أن له يجــوز بل ،التقليد أو باإلشعار أن والحاصل ،فيه األمــرين بأحد وال بها يأت لم أو القارن غير في

الثــوبين ولبس بالنية يتحقق كــان وإن اإلحرام في الشروع أنه إالــرم ال ــات عليه تحـ ــزم وال المحرمـ ــاء يلـ عليه البقـ بأحد أو بها إال

األمرين

}ال تحرم عليه محرمات اإلحرام قبل التلبية وإن:17مسألة } دخل فيــه بالنيــة ولبس الثــوبين، فلــو فعــل شــيئا من المحرمــات ال يكون آثما{ وال آتيا بالمكروه }وليس عليه كفارة{ كما عرفت ذلــك

في المسألة الخامس عشرة. }وكذا في القارن إذا لم يأت بها وال باإلشعار أو التقليد{ فإنه ال

تحرم عليه المحرمات. }بــل يجــوز لــه أن يبطــل اإلحــرام{ الــذي هــو مــا قبــل التلبيــة وأخويها }ما لم يأت بهــا في غــير القــارن، أو لم يــأت بهــا وال بأحــد األمرين فيه،{ وذلك الن النص والفتوى الدالين على توقــف إحــرام القارن على أحــد الثالثــة، بضــميمة النص والفتــوى الــدالين على أن االشــعار والتقليــد بمنزلــة التلبيــة يفيــدان انهــا في حكم التلبيــة فالــاالثم والكفــارة انعقاد قبلهما كما ال انعقاد قبل التلبية وانمــا يحكم ب

بعدهما. ــة }والحاصــل أن الشــروع في اإلحــرام وإن كــان يتحقــق بالني ولبس الثوبين إال أنه ال تحرم عليه المحرمات، وال يلزم البقاء عليــه

إال بها أو بأحد األمرين{ اإلشعار

167

.الصالة في اإلحرام تكبيرة بمنزلة وأخواها فالتلبية

والتقليد في القران }فالتلبيــة وأخواهــا بمنزلــة تكبــيرة اإلحــرام في الصالة{ والقول بأنه محرم يجوز له ارتكــاب المحرمــات، إذ مــا دل على جواز ارتكابها أعم من عدم اإلحرام، كمــا صــدر عن بعض،ــاب ــواز ارتكـ ــوص جـ ــتفاد من نصـ ــقوط، إذ المسـ ــة السـ في غايـ المحرمات عدم انعقاد اإلحرام، ولذا كان هذا المعــنى هــو المرتكــز في أذهان المتشرعة، مضافا إلى خبر عبد اللــه بن ســنان المتقــدمــه في في المسألة الخامس عشرة الذي حصر اإلهالل بالحج وعقدت

التلبية. ثم إن إشارة األخرس على التفصــيل المتقــدم كنطــق الصــحيحــإحرام األصــيل في حرمــة ــل ك ــر، وإحــرام الوكي ــا ذك ــع م في جمي

المحرمات عليه.

168

الميقـــات إلى العـــود عليه وجب التلبية نسي (: إذا18 مســـألة) عــدم والظــاهر ،التذكر مكان في بها أتى يتمكن لم وإن ،لتداركها

عــدم من عــرفت لما ،يوجبها بما آتيا كــان إذا عليه الكفارة وجوب اإلحرام انعقاد .بها إال

إذا نسي التلبية{ وأخويها }وجب عليه العود إلى:18مسألة } الميقــات لتــداركها وإن لم يتمكن أتى بهــا في مكــان التــذكر{ لمــا تقدم في المسألة السادسة من فصل أحكام المواقيت من اإلجماعــه ــه )علي ــد الل ــبي، عن أبي عب ــا صــحيح الحل ــتي منه والنصــوص ال السالم(، عن رجل نسي أن يحــرم حــتى دخــل الحــرم، قــال )عليــه

يخــرج إلى ميقــات أهــل أرضــه،السالم(: قال أبي )عليه الســالم(: فإن خشي أن يفوته الحج أحرم من مكانه، فإن اســتطاع أن يخــرج

.(1)من الحرم فليخرج ثم ليحرمــرام ليس إال التلبيــة ــابقا من أن اإلح ــرفت س ــميمة مــا ع بض المسبوقة بالنية، فما عن الشيخ في النهاية والمبسوط أنه من ترك اإلحرام ناسيا حتى يجوز الميقات كــان عليــه أن يرجــع إليــه ويحــرم منه إذا تمكن منه، وإال أحرم من موضــعه، وإذا تــرك التلبيــة نســياناــني على كــون ــه شــيء، انتهى. مب ــة وليس علي ثم ذكــر جــدد التلبي

اإلحرام غير التلبية الذي عرفت سابقا ما فيه. ــا }والظاهر{ بل األقوى }عدم وجوب الكفارة عليه إذا كــان آتي بما يوجبها، لما عرفت من عدم انعقــاد اإلحــرام إال بهــا{ خالفــا لمــا

تقدم من رواية أحمد بن

. 1 من أبواب المواقيت ح14 الباب 238 ص8الوسائل: ج (?)1169

محمد المتقدمة في المسألة الخامس العشرة، وقد عــرفت مــافيها.

وهــذه العبــارة كمــا تراهــا نص في عــدم انعقــاد اإلحــرام بــدون التلبيــة، كمــا إني لم أظفــر بعبــارة ســابقة عليهــا تــدل على صــحة اإلحرام قبل التلبية، فما في المستمسك من قوله: أما بناء على ما تقدم منه من صحة اإلحرام قبل التلبية وصــيرورة المكلــف محرمــا

. (1)بمجرد النية إلخ، غير معلوم الوجه

. 407 ص11المستمسك: ج (?)1170

ــألة) ــ 19 مس ــواجب(: ــرة التلبية من ال ــدة م ــتحب نعم ،واح يس ،صـــالة كل دبر في خصوصا ،اســـتطاع ما وتكريرها بها اإلكثـــار

،المنــام وعند ،واد هبــوط أو ،شــرف صعود وعند ،نافلة أو فريضةــوب وعند ،اليقظة وعند ــنزول وعند ،الرك ــاة وعند ،ال ،راكب مالق،األسحار وفي

ــة مــرة واحــدة{، كمــا عن:ــ 19مســألة } ــواجب من التلبي ال السرائر، وفي المستند وغيرهما، بل في المستمســك، بــل الظــاهر أنه إجماع، ويدل على ذلــك األصــل األولي المقتضــي لعــدم وجــوب األكثر، كمــا في ســائر األوامــر، فــإن األمــر كمــا حقــق في محلــه ال

يقتضي المرة والتكرار، وإنما يطلب الطبيعة المتحققة بأول فرد. }نعم يستحب اإلكثار بها وتكريرها ما استطاع، خصوصا في دبر كل صالة، فريضة أو نافلة، وعند صعود شرف، أو هبــوط واد، وعنــد المنام، وعند اليقظـة، وعنـد الركـوب، وعنـد الـنزول، وعنـد مالقـاة راكب، وفي األســحار{، ويــدل على ذلــك في الجملــة، مضــافا إلى

اإلجماع المدعى في المستند وغيره، متواتر األخبار: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( وفيه:

،تقول ذلك ـ أي لفظ التلبية ـــ في دبــر كــل صــالة مكتوبــة ونافلــة وحين ينهض بك بعيرك، وإذا علوت شرفا أو هبطت واديــا، أو لقيت

ــتطعت ، إلىراكبا، أو استيقظت من منامك وباألسحار وأكثر ما اسوأكثر من ذي المعارج، فإن رسول الله )صلى الله أن قال:

171

. (1)عليه وآله( كان يكثر منها وصحيح عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، وفيــه:

واجهر بها ـ أي بالتلبية ـ كلما ركبت وكلما نزلت وكلما هبطت واديا.(2)أو علوت أكمة أو لقيت راكبا وباألسحار

وصــحيحة معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السـالم(ــال: ــد زوالق ــة عن ــاقطع التلبي ــة ف ــوم عرف ــمس ي إذا زالت الش

.(3)الشمس وصحيح الحلبي أو حسنه، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال:

المتمتع إذا نظر إلى بيوت مكة قطع التلبية(4) . وصحيح زرارة، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: ســألته

إذا دخل بيــوت مكــة ال بيــوتأين يمسك المتمتع عن التلبية، قال: . (5)األبطح

وموثق حنان بن سـدير، عن أبيــه، قـال: قـال أبــو جعفــر )عليـه. (6)إذا رأيت أبيات مكة فاقطع التلبيةالسالم(:

ــه ــه )علي ــد الل ــة بن عمــار وحســنه، عن أبي عب وصــحيح معاويإذا السالم( قال:

. 2 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 53 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 54 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب اإلحرام ح44 الباب 59 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام 43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)4. 7 من أبواب اإلحرام 43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)5. 5 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)6

172

إيمانا مــرة ســبعين إحرامه في لــبى من :األخبــار بعض وفيمن وبراءة النار من براءة ملك ألف ألف له الله أشهد واحتسابا

دخلت مكة وأنت متمتع فنظرت إلى بيوت مكة فــاقطع التلبيــة، وحد بيوت مكة التي كانت قبل اليوم عقبة المدنيين، وإن الناس قد أحدثوا بمكة مــا لم يكن، فــاقطع التلبيــة، وعليــك بــالتكبير والتهليــل والتمجيد والثناء على الله عــز وجــل مــا اســتطعت، وإن كنت قارنــا بالحج فال تقطع التلبيــة حــتى يــوم عرفــة عنــد زوال الشــمس، وإن

.(1)كنت معتمرا فاقطع التلبية إذا دخلت الحرم وصحيح أحمد بن محمــد بن أبي نصــر، عن أبي الحســن الرضــا

إذا)عليه السالم(، أنه سئل عن المتمتع متى يقطــع التلبيــة، قــال: نعم. قلت: بيوت مكة، قال: نظر إلى عراش مكة عقبة ذي طوى

(2) . إلى غــير ذلــك من الروايــات الكثــيرة الــتي ســتأتي بعضــها فيــا، ولكن لم ــة ونحوه مسألة استحباب التلبية إلى مشاهدة بيوت مك أجد في هذه األخبار ما يدل على استحبابها عند المنام، كما اعــترف

به في الجواهر، وعن كشف اللثام والمدارك. }وفي بعض األخبــار{ كخــبر ابن فضــال، عن رجــال شــتى، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: قــال رســول اللــه )صــلى اللــه عليــه

من لبى في إحرامه سبعين مرة إيمانا واحتسابا أشهد اللهوآله(: }له ألف ألف ملك ببراءة من النار وبراءة من

. 1 وح4 ح44، والباب 1 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 57انظر الوسائل: ص (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58انظر الوسائل: ص (?)2

173

المــذكورة المواضع في خصوصا بها الجهر ويســتحب. النفــاقللرجال

.(1)النفاق«{ وعن الجعفريــات بســنده، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه، عن جده علي بن الحســين، عن أبيــه، عن علي )عليهم الســالم(، قــال:

من لــبى ســبعين مــرة فيقال رسول الله )صلى الله عليه وآله(: إحرامه أشهد الله سبعين ألف ملك له بــراءة من النــار وبــراءة من

. (2)النفاق وفي مرسل الصدوق، قال: قال رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه

ما من حاج يضحي ملبيا حتى تزول الشمس إال غابت ذنوبــهوآله(: .(3)معها

ــال{ }ويستحب الجهر بها خصوصا في المواضع المذكورة للرج على المشهور بين األصحاب كما في الحدائق والجــواهر والمســتند، بل عن كشف اللثام اإلجماع عليه، ومع ذلك فعن الشيخ في تهذيبــه

والكليني القول بالوجوب، ومال إليه الحدائق.وكيف كان، فيدل على أصل الحكم جملة من األخبار:

واجهــركصحيح معاوية، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، وفيه: . (4)بها

وصحيح عمر بن يزيد المتقــدم، وصــحيح حريــز وغــيره، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله )عليهما السالم( أنهما قاال: لمــا أحــرم رســول

الله )صلى الله عليه وآله(

. 1 من أبواب اإلحرام ح41 الباب 56 ص9الوسائل: ج (?)1.19 سطر 63الجعفريات: ص (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح41 الباب 56 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 53 ص9الوسائل: ج (?)4

174

أتاه جبرئيل فقال: مر أصحابك بالعج والثج، فالعج رفع الصوت، ، قال: فقال جابر: فما مشــى الروحــاء حــتى بحتوالثج نحر البدن

. (1) أصواتنا مــا منومرسل الصدوق، قال أمير المؤمنين )عليــه الســالم(:

ــه من شــيء إلى مقطــع ــل من عن يمين ــة إال أه ــل بالتلبي ــل يه مه الــتراب، ومن عن يســاره إلى مقطــع الــتراب، وقــال لــه الملكــان:

، قــال: وقــال أمــيرأبشر يا عبد الله، وما يبشر الله عبــدا إال بالجنة جاء جبرئيل إلى النبي )صــلى اللــه عليــهالمؤمنين )عليه السالم(:

،(2)وآله( وقال له: إن التلبية شــعار المحــرم فــارفع صــوتك بالتلبيةالحديث.

. (3)إذا لبيت فارفع صوتك بالتلبيةوعن الرضوي: . (4)رافعا صوتك، إلى أن قال: وأكثر من التلبيةوعنه أيضا:

أتانيوقد روي عن رسول الله )صلى الله عليه وآله( أنه قال: جبرئيل فقال: مــر أصــحابك أن يرفعــوا أصــواتهم بالتلبيــة فإنــه من

.شعار الحج وسئل النبي )صلى الله عليه وآله( فقيل: أي الحج أفضل، قال:

العج والثج :قيل: ما العج والثج، قال ،العج الضجيج ورفع الصوت .(5)بالتلبية، والثج النحر

وظواهر هذه األوامر هي الموجبة للقــول بــالوجوب، إال أن ذكــراإلجهار في صحيح معاوية وعمر في

. 1 من أبواب اإلحرام ح37 الباب 50 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 و2 من أبواب اإلحرام ح37 الباب 50 ص9الوسائل: ج (?)2. 13 سطر 27فقه الرضا: ص (?)3. 1 من أبواب اإلحرام ح24 الباب 116 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4. 2 من أبواب اإلحرام ح24 الباب 116 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)5

175

عداد المستحبات، وبحة األصــوات في صــحيح حريــز، وأي الحج أفضل في الرضوي قرائن االستحباب، ولــذا قــال في المســتند: إن في أصل داللتها عليه ـ أي داللة الروايات على وجوب الجهر ـ نظر، لورود األوامر الواردة فيها كال على مــا ال يجب قطعــا من الزيــادات

، انتهى. (1)المستحبة في التلبية والتكرار المستحب أو نحر البدن وما ذكره العالمة )رحمه الله( في الجواب من منــع كــون األمــر للوجوب، لعله أراد ما ذكرنــاه، ال منــع كــون مطلــق األمــر للوجــوب حتى يرد عليه ما ذكره في الحدائق من أنه ينافي تصريحه في كتبه

األصولية بأن األمر حقيقة في الوجوب. ثم إن الظاهر التفصــيل في اســتحباب الجهــر في ذي الحليفــة، فإن كان ماشيا جهر بهــا من المســجد، وإن كــان راكبــا من البيــداء،

إن كنتلصحيحة عمر بن يزيد، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: ماشــيا فــاجهر بإهاللــك وتلبيتــك من المســجد، وإن كنت راكبــا فــإذا

. (2)علت راحلتك البيداءــحيح نعم يجوز الجهر بها من المسجد لإلطالقات، مضافا إلى ص ابن سنان، هل يجوز للمتمتع بالعمرة إلى الحج أن يظهر التلبية في

، الحديث. (3)نعممسجد الشجرة، قال: وكذا استحباب اإلجهار في حج التمتع من الـردم، كمـا يــأتي في

صحيحة معاوية.

. 7 سطر 203 ص2المستند: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9الوسائل: ج (?)3

176

فـــإذا خـــرجت إلى األبطح فـــارفع صـــوتكوفي الرضـــوي: . (1)بالتلبية

ومن المنــدوب رفــع الصــوت إلى مقــدار البحــة، لصــحيح حريــز المتقدم، فإن حكاية اإلمام )عليه السالم( لفعــل جــابر، مضــافا إلى

تقرير النبي )صلى الله عليه وآله( دال على المطلب. ثم إن ظاهر جملة من الروايات المتقدمة، أن اســتحباب الجهــر عام لجميع المــواقيت، فــالمحرم مطلقــا يســتحب لــه اإلجهــار ألنــه شعاره، وهذا هو مقتضــى إطالق كالم جمــع من الفقهــاء كــالمحقق

: وظاهر األصحاب أن هذا(2)وغيره، ومع ذلك فقد قال في الحدائقق الحكم ـ أي اإلجهار بالتلبية ـ مختص بالحج من ميقـات ذي الحليفــة، كما هو مورد الروايتين المذكورتين ـ أي صحيح حريز وصحيح عمر ـ وكذا باإلحرام بالحج من مكة، فإنه يرفــع صــوته بالتلبيــة إذا أشــرف

فــأحرمعلى األبطح كما تضمنته صحيحة معاوية بن عمــار، وفيهــا: بالحج ثم امض وعليك الســكينة والوقــار، فــإذا أنهيت إلى الرقطــاء دون الـــردم فلب، فـــإذا أنهيت إلى الـــردم وأشـــرفت على األبطح

، الحديث، انتهى. (3)فارفع صوتك بالتلبية حتى تأتي إلى المنىــا في ــار به وربما يحكى عن الشيخ التفصيل في استحباب اإلجه

إحرام حج

. 19 سطر 28فقه الرضا: ص (?)1. 62 ص15الحدائق: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح52 الباب 71 ص9الوسائل: ج (?)3

177

،النساء دون

التمتع بين الراكب والماشي، لكنه ال دليــل عليــه كمــا صــرح بــهفي الحدائق والمستند.

وكيف كان، فالمنسوب إلى األصــحاب غــير تــام، إلطالق األدلــةكما عرفت.

}دون النســاء{ كمــا أرســله في الحــدائق إرســال المســلمات،وادعى في المستند عدم الخالف فيه.

ــه ــه )علي ــد الل ــه، عن أبي عب ــوب، عمن حدث فعن فضــالة بن أي إن الله وضع عن النساء الجهر بالتلبية والســعي بينالسالم( قال:

. (1)الصفا والمروة ودخول الكعبة واالستالم ليسوعن أبي بصير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

. (2)على النساء جهر بالتلبية وعن الخصال، بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر

ليس على النســاءمحمد بن علي الباقر )عليهما السالم( أنه قــال: ــال: أذان وال إقامة ــة بين، إلى أن ق ــة وال الهرول ــار بالتلبي وال إجه

، الحديث. (3)الصفا والمروة ، وال استالم الحجر األسودــة لتســمعوعن الرضــوي: والنســاء يحفضــن أصــواتهن بالتلبي

. (4)المرأة مثلها، وإن أسمعت أذنيها أجزأها

. 1 من أبواب اإلحرام ح38 الباب 51 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح38 الباب 51 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح25 الباب 116 ص2المستدرك: ج (?)3. 3 من أبواب اإلحرام ح25 الباب 116 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4

178

،بالتلبية صــوتك فارفع ،المحرم شعار التلبية نإ :المرسل ففيــة: لما وفي ــرم المرفوعـ ــول أحـ ــلى الله رسـ وآله عليه الله )صـ

رفع فــالعج ،والثج بــالعج أصــحابك مر:فقــال جبرئيل أتاهوسلم( .البدن نحر والثج ،بالتلبية الصوت

إن التلبيــة شــعار}ففي المرســل{ المتقــدم، عن الصــدوق: }ــوتك بالتلبية ــارفع ص ــرم، ف ــة فيالمح ــة{ المروي ، وفي المرفوع

الكافي المتقدمة بعنوان كونها صحيحة كما في الحــدائق وغــيره: }لما أحرم رسول الله )صلى الله عليه وآله( أتاه جبرئيل فقال: مــر

{أصحابك بالعج والثج، فالعج رفع الصوت بالتلبية، والثج نحر البدن وقد رويت هذه الروايــة بطــرق شــتى كمــا ال يخفى على من راجــع

الوسائل.

179

ذكــر جماعــة أن األفضــل لمن حج على طريــق(:ــ 20مســألة ) أو في، كمــا قالــه بعضــهم المدينة تــأخير التلبيــة إلى البيــداء مطلقا

ولمن حج على طريــق آخــر تأخيرهــا إلى،خصوص الراكب كما قيل ، ولمن حج من مكة تأخيرها إلى الرقطــاء كمــا قيل،أن يمشي قليال

،بطحأأو إلى أن يشرف على ال

ذكــر جماعــة أن األفضــل لمن حج على طريــق:ـ 20مسألة } المدينة تأخير التلبيــة إلى البيــداء مطلقــا، كمــا قالــه بعضــهم{ وهــو القاضي }أو في خصــوص الــراكب كمــا قيــل{ والقائــل الشــيخ في

المبسوط، وابن حمزة، وابن سعيد. }ولمن حج على طريق آخر تأخيرها إلى أن يمشــي قليال{ كمــا عن المبسوط والتحرير والمنتهى والمســالك على مــا في المســتند

وغيره. }ولمن حج من مكة تأخيرها إلى الرقطــاء كمــا قيــل{ كمــا عن هداية الصدوق، وفي المستند وغيره نقل عن جماعة منهم السرائر والنهاية والجامع والوسيلة والمنتهى والتذكرة أفضلية تلبية المحــرمعن مكة من موضعه إن كان ماشيا وإذا نهض بعيره إن كان راكبا.

ــرائع، وعن ــ ــا في الش ــ ــرف على األبطح{ كم ــ }أو إلى أن يشــدمين ــد من المتق ــير واح ــل نســبه في الجــواهر إلى غ ــد، ب القواع

والمتأخرين. أقول: ينبغي الكالم في ثالثة مواضع:

األول: في اإلحــرام من ذي الحليفــة، والظــاهر من النصــوصاستحباب التأخير إلى أول البيداء.

180

ففي صحيح معاوية بن وهب، قال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه في مسجد الشجرة فقد صــلىالسالم(، عن التهيؤ لإلحرام، فقال:

فيه رسول الله )صلى الله عليه وآله(، وقد ترى أناسا يحرمــون فال تفعل حــتى تنتهي إلى البيــداء حيث الميــل فتحرمــون كمــا أنتم في

، الحديث. (1)محاملكم، تقول: لبيك اللهم لبيك وصحيح منصور بن حازم، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

ــأتي البيــداء حيث يقــول إذا صــليت عنــد الشــجرة فال تلب حــتى ت. (2)الناس يخسف بالجيش

وصحيح عبد الله بن ســنان، قــال: سـمعت أبــا عبــد اللـه )عليــهــبيالسالم( يقول: إن رسول الله )صلى الله عليه وآله( لم يكن يل

. (3)حتى يأتي البيداءــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

صل المكتوبة ثم أحرم بــالحج أو بالمتعــة واخــرج بغــير تلبيــة حــتى تصعد إلى أول البيداء إلى أول ميل عن يســارك، فــإذا اســتوت بــك

. (4)األرض راكبا كنت أو ماشيا فلب وصحيح البزنطي، سألت أبا الحسن الرضا )عليه السالم(، كيف

أعقد اإلحرام في دبر الفريضة حــتىأصنع إذا أردت اإلحرام، قال: . قلت: أرايت إذا كنت محرمـــا منإذا اســـتوت بـــك البيـــداء فلب

. (5)لب إذا استوى بك بعيركطريق العراق، قال:

. 3 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)3. 6 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)4. 7 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)5

181

وصحيح الفضالء، حفص ابن البختري، ومعاويــة بن عمــار، وعبــد الرحمن بن الحجاج، والحلبي كلهم، عن أبي عبد الله )عليه السالم(

إذا صــليت في مســجد الشــجرة فقــل وأنت قاعــد في دبــرقــال: الصالة قبل أن تقــوم مــا يقــول المحــرم، ثم قم فــامش حــتى تبلــغ

. (1)الميل وتستوي بك البيداء، فإذا استوت بك فلبه وخبر علي بن جعفر، عن أخيه موســى )عليهمــا الســالم( قــال:ــبي سألته عن اإلحرام عند الشجرة هل يحل لمن أحرم عندها أن يل

ال يلــبي حــتى يــأتي البيــداء عنــد أول ميــل،حتى يعلو البيداء، قال: . (2)فأما عند الشجرة فال تجوز التلبية

إلى غير ذلك من الروايات، ولو كنا وإياها قلنا بوجــوب التــأخير، لكن في خــبر عبــد اللــه بن ســنان، أنــه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( هل يجوز للمتمتــع بــالعمرة إلى الحج أن يظهــر التلبيــة في

ــهمسجد الشجرة، فقال: ــه علي نعم إنما لبى رسول الله )صلى الل وآلــه( في البيــداء ألن النــاس لم يعرفــوا التلبيــة فــأحب أن يعلمهم

. (3)كيفية التلبيةــد من حمــل تلــك الصــحاح على األفضــل المؤكــد، ــه فال ب وعلي بقرينة خبر ابن جعفر )عليه السالم(، والقــول بــأن هــذا الخــبر يــدل على عــدم فضــيلة للتــأخير مــردود، ألن اإلمــام )عليــه الســالم( في مقام بيان عدم وجوب التأخير، ال في مقام بيان عدم استحبابه، وإاللكان للسائل أن يقول: فلم أخر )صلى الله عليه وآله( إلى البيداء

. 3 أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9الوسائل: ج (?)1. 8 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 45 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9الوسائل: ج (?)3

182

مع أن الفضل قريب الميل ـ كما ذكروا ـ فإنه يمكن التعليم بعدالمسجد مباشرة.

ثم إن صـــحيحتي عمـــر بن يزيـــد الـــدالتين على التفصـــيل بين إذا أحــرمت من مســجد الشــجرة،الراكب والماشي، ففي األولى:

ــة: (1)فإن كنت ماشيا لبيت من مكانك من المسجد إن، وفي الثاني كنت ماشــيا فــاجهر بإهاللــك وتلبيتــك من المســجد، وإن كنت راكبــا

ــة قــوة اإلطالق(2)فإذا علت راحلتك البيداء ، ال بد من حملهما بقرين في الصــحاح المتقدمــة، وخصــوص صــحيح ابن عمــار على مــراتب الفضل، بمعنى أن األفضل األكيد بالنسبة إلى الراكب تــأخير التلبيــة المحرمة للمحرمات إلى البيداء ودونه الماشي، وقــد مــر غـير مــرة عدم لزوم التلبية في مسجد الشجرة، فالقول بأن هذا مناف لكونه

ميقاتا ممنوع لوسعة الميقات كما عرفت سابقا. ــائرالثـــاني: ــيره من سـ ــق وغـ ــرام من وادي العقيـ في اإلحـ

المواقيت غــير مكــة، أمــا وادي العقيــق فاألفضــل اإلحــرام بعــد مــا استوى بالشخص بعيره، كما في صحيح الــبزنطي المتقــدم، أو بعــد ما مشى قليال، كما في صحيح هشــام بن الحكم، عن أبي عبــد اللــه

إن أحرمت من عمرة ومن بريد البعث صــليت)عليه السالم( قال: ــبيت من ــر صــالتك، وإن شــئت ل وقلت كمــا يقــول المحــرم في دب

. (3)موضعك، والفضل أن تمشي قليال ثم تلبي

. 3 من أبواب اإلحرام ح40 الباب 53 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 46 ص9الوسائل: ج (?)3

183

وأما غيره فلم أجد ما يدل على استحباب التأخير، وما استند به في المستند من صحيح معاوية بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

ــد فقم وامشالسالم( قال: إذا فرغت من صالتك وعقــدت مــا تري ــا ، لم(1)فلب هنيهــه، فــإذا اســتوت بــك األرض ماشــيا كنت أو راكب

يظهر لي تماميته، إذ الظاهر من ذيل الحديث كون ذلك في مســجدالشجرة حيث األرض مستوية وغير مستوية ال مطلقا.

هــذا مضــافا إلى صــحيح إســحاق أو مصــححه، عن أبي الحســن )عليه السـالم( قـال: قلت لـه: إذا أحـرم الرجـل في دبـر المكتوبـة

ــكأيلبي حين ينهض به بعيره أو جالسا في دبر الصالة، قال: أي ذل، الظاهر في عدم رجحان شيء. (2)شاء صنع

الثالث: في إحـرام حج التمتــع من مكــة، ففي صــحيح الفضـالء، وإذا أهللت من المســجد الحــرامعن أبي عبد الله )عليه الســالم(:

للحج، فإن شئت لبيت خلــف المقــام، وأفضــل من ذلــك أن تمضــي. (3)حتى تأتي الرقطاء وتلبي قبل أن تصير إلى األبطح

إذاوفي صحيح عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: كان يوم التروية فاصنع كما صنعت بالشجرة، ثم صل خلف المقــام ثم أهل بالحج، فــإن كنت ماشــيا فلب عنــد المقــام، وإن كنت راكبــا

. (4)فإذا نهض بك بعيرك

. 2 من أبواب اإلحرام ح34 الباب 44 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح35 الباب 47 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح46 الباب 63 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح46 الباب 63 ص9الوسائل: ج (?)4

184

بعد الظاهر لكن

ــبيتوفي موثق أبي بصير: ــا ل ثم تلبي من المسجد الحرام كم. (1)حين أحرمت

وفي قوية زرارة، قلت ألبي جعفر )عليــه الســالم(: مــتى ألــبي إذا جعلت شــعب، ثم قــال: إذا خــرجت إلى مــنىبــالحج، فقــال:

. (2)الدب على يمينك والعقبة على يسارك فلب بالحج فــأحرم بــالحج ثم امض وعليــكوفي صحيحة معاوية بن عمار:

الســكينة والوقــار، فــإذا أنهيت إلى الرقطــاء دون الــردم فلب، وإذاــتى ــة ح أنهيت إلى الردم وأشرفت على األبطح فارفع صوتك بالتلبي

. (3)تأتي منى هكــذا على النســخ المحكيــة عن النهايــة والتهــذيب، وفي نســخ

.الفضاء أو الروحاءالكافي مكان )الرقطاء(: إلى غير ذلك من النصوص التي تقدمت جملــة منهــا في الرابــع

من شرائط حج التمتع. واألقرب أفضلية التلبية في الرقطاء، كما في صحيحة الفضــالء، وصحيحة معاوية على نســخ النهايــة والتهــذيب، وال يعارضــها مــا دلــرام من ــا دل على اإلح ــيره، وال م ــراكب وغ ــيل بين ال على التفص المسجد، وال ما دل على التساوي لحكومــة تلــك على هــذه األخبــار

كما ال يخفى. وبهذا كلــه يظهــر لــك اإلشــكال في مــا ذكــره المصــنف بقولــه:

}لكن الظاهر بعد

. 3 من أبواب اإلحرام ح46 الباب 63 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب اإلحرام ح46 الباب 64 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح52 الباب 71 ص9الوسائل: ج (?)3

185

،الثــوبين ولبس للنية مقارنتها وجــوب عــدم في اإلشــكال عــدم إلى بالنســبة التأخير أفضلية وكون ،مطلقا بها التعجيل استحباب

ــأتي أن فاألفضل ،بها الجهر ــوبين ولبس النية حين بها ي ــرا الث ســؤخر ــ ــذكورة المواضع إلى بها الجهر ويـ ــ ــداء ،المـ ــ أرض:والبيـ .مكة نحو الحليفة ذي من ميل على والمدينة مكة بين مخصوصة

الحصى دقـاق فيه واسع مسـيل وهو ،مكة وادي مسـيل:بطحأوال بــالمقبرة متصل وآخــره ،مــنى وادي بين الشعب منقطع عند أوله،مكة أهل عند بالمعلى تسمى التي

عدم اإلشكال في عــدم وجــوب مقارنتهــا للنيــة ولبس الثــوبين، استحباب التعجيل بها مطلقــا، وكــون أفضــلية التــأخير بالنســبة إلى الجهر بها{ فإن هذا الحمل والتأويل مما ال شاهد له بعــد الشــواهد،

مضافا إلى الظواهر على خالفه. وعليه }فاألفضل{ ما ذكرناه، ال }أن يأتي بها حين النيــة ولبس الثوبين سرا، ويــؤخر الجهــر بهـا إلى المواضــع المــذكورة، و{ كيــف كان فـ }البيداء أرض مخصوصــة بين مكــة والمدينــة على ميــل من ذي الحليفة نحو مكة{ كما صرح به ابن إدريس والعالمــة وغيرهمــا، ويشهد له صحيح معاوية المتقدم }واألبطح: مسيل وادي مكة، وهو مسيل واسع فيه دقاق الحصى، أوله عند منقطع الشــعب بين وادي منى، وآخره متصل بالمقبرة التي تسمى بالمعلي عند أهــل مكــة{،

وقد صرح بذلك في الجملة جملة من اللغويين والفقهاء.

186

األقــوم ىومــدع ى،مــدع يســمى الــردم دون موضع:والرقطــاء عنه ويعــبر الــبيت عن الســيل يمنع حــاجز والردم ،قبائلهم مجتمع

.بالمدعى

}والرقطاء: موضع دون الردم يسمي مــدعى، ومــدعى األقــوام مجتمع قبائلهم، والردم حــاجر يمنــع الســيل عن الــبيت، ويعــبر عنــه بالمدعى{، وأما الفضاء والروحاء وشــعب الــدب والعقبــة فال داعي إلى بيان خصوصياتها بعد ما عــرفت من المنــاط في محــل التلبيــة، ألنها عبارة أخرى عن الرقطاء تقريبا، مضافا إلى ذهاب غــالب هــذه

األسماء في هذه األزمنة.

187

مشــاهدة عند التلبية يقطع التمتع عمــرة المعتمر(:ــ 21 مسألة) المدينة طريق على جــاء لمن وحدها ،القديم الزمن في مكة بيوت،معروف مكان وهو ،المدنيين عقبة

المعتمر عمرة التمتع يقطع التلبية عند مشــاهدة:21مسألة }ــة ــق المدين بيوت مكة في الزمن القديم، وحدها لمن جاء على طريــه عقبة المدنيين، وهو مكان معروف{، في الجواهر إنه مما صرح ب غير واحد، بل قيل إنه مقطوع به في كالم األصحاب، وفي المســتند استحباب التكرار للمعتمر إلى أن يشاهد بيوت مكة إجماعــا محققــا

، انتهى. (1)ومحكياويدل على الحكم مستفيض األخبار:

كصحيح معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(:،ــة إذا دخلت مكة وأنت متمتع فنظرت إلى بيوت مكة فاقطع التلبي

وحد بيوت مكة التي كانت قبل اليوم عقبة المدنيين، فإن الناس قد أحدثوا بمكة مــا لم يكن، فــاقطع التلبيــة وعليــك بــالتكبير والتحميــد

. (2)والتهليل والثناء على الله عز وجل ما استطعتــعوصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: المتمت

. (3)إذا نظر إلى بيوت مكة قطع التلبية

المسألة الثامنة. 203 ص2المستند: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 57 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 57 ص9الوسائل: ج (?)3

188

وصحيح البزنطي، عن أبي الحســن الرضــا )عليــه الســالم(، إنــه إذا نظــرسأل عن المتمتع متى يقطع التلبية، قال )عليــه الســالم(:

، قلت: بيــوت مكــة،إلى عروش )أعراش خ( مكة عقبــة ذي طــوى. (1)نعمقال:

أقول: األعراش والعروش جمع عــرش، وقــد يفتح أيضــا، وربمــايختص ببيوتها القديمة.

وموثق حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قال أبو جعفــر وأبــو عبــد. (2)إذا رأيت أبيات مكة فاقطع التلبيةالله )عليهما السالم(:

وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: .(3)إذا رأيت بيوت مكةسألته عن تلبية المتمتع متى يقطعها، قال:

وعن أبي خالد مولى علي بن يقطين، قال: سألت أبا عبــد اللــه )عليه السالم( عمن أحرم من حوالي مكــة من الجعرانـة والشـجرة

ــال: ــة، ق ــة،من أين يقطــع التلبي ــروش مك ــد ع ــة عن يقطــع التلبي. (4)وعروش مكة ذي طوى

وعن ذريح المحــاربي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:نعمقلت: إن المتمتع إذا نظر إلى بيوت مكة فيقطع التلبية، قــال:

(5) .

. 4 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)2. 6 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)3. 8 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)4. 2 من أبواب اإلحرام ح30 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)5

189

ومن أخذ على طريق المدينــة قطــع التلبيــة إذاوعن الرضوي: . (1)نظر إلى عريش مكة

وفي صحيحة ابن مسكان: عن تلبية المتعة مــتى يقطعهــا، قــال. (2)إذا رأيت بيوت مكة)عليه السالم(: المتمتع عليـه ثالثـة أطــواف بـالبيت وطوافـان بينوفي رواية:

،(3)الصفا والمروة وقطع التلبية من متعــة إذا نظــر إلى بيــوت مكةالحديث.

نعم في جملة من الروايات خالف ذلك، كموثــق زرارة، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السـالم(، سـألته أين يمسـك المتمتــع عن التلبيــة،

. (4)إذا دخل البيوت بيوت مكة ال بيوت األبطحفقال: وخبر زيد الشحام، عن أبي عبد الله )عليه السـالم(، سـألته عن

. (5)حين يدخل الحرمتلبية المتعة متى تقطع، قال: ــال: ــالم( ق ــه الس ــد )علي ــر بن محم ــدعائم، عن جعف ــبر ال وخ

والمتمتع بالعمرة إلى الحج إذا دخل الحرم قطــع التلبيــة وأخــذ في . (6)التكبير والتهليل

. 3 من أبواب اإلحرام ح30 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)1. 6 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)2. 11 من أبواب أقسام الحج ح2 الباب 156 ص8الوسائل: ج (?)3. 7 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)4. 9 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)5. 311 ص1الدعائم: ج (?)6

190

ــا في لكن الالزم حملها على اإلشراف مجازا، وعلى الجــواز كمكالم بعض.

وأمــا مــا دل على اســتمرارها إلى الحــرم، كمــا في بعض نســخ ، لمــاثم اقطع التلبية إن كنت متمتعا إذا استلمت الحجرالرضوي:

روى ابن أبي ليلي، عن عطار، عن ابن عباس: أن النبي )صلى الله عليه وآله( كان يقطعه في عمرتــه هنــاك، وكــذلك قــال ابن عبــاس وجــابر بن عبــد اللــه، وكــان ابن عمــر وعائشــة يريــان قطــع التلبيــة للمتمتع إذا رأى بيوتات مكة، والذي نذهب إليه ما وصفت فاختيارك

(1)بما شئت ، انتهى. فالالزم حملها على التقية كمــا ال يخفى، مضــافا إلى شهادة صحيحة أبان بن تغلب بذلك، قــال: كنت مــع أبي جعفــر )عليه السالم( في ناحيــة من المســجد وقــوم يلبــون حــول الكعبــة،

أترى هؤالء الذين يلبون، والله ألصواتهم أبغض إلى اللـه منفقال: . (2)أصوات الحمير

بقي في المقام أمران: ــحيح ــة وص ــحيح معاوي ــافي بين ص ــال بالتن ــا يق ــه ربم األول: إن البزنطي، ألن عقبة المدنيين غير عقبة ذي طوى، وقد جمعوا بينهما

بوجوه. ــق فعن السيد والشيخ وسالر: إن األول لمن دخل مكة من طري

المدينة، والثاني لمن دخلها من طريق العراق. وعن الصدوقين: تخصيص الثاني بمن أخذ على طريق المدينة.

. 3 من أبواب اإلحرام ح30 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 57 ص9الوسائل: ج (?)2

191

مفردة عمرة والمعتمر

ــا، وعن الروضة والمسالك: تخصيص األول بمن دخلها من أعاله والثاني بمن دخلها من أسفلها، ومقتضاه أن عقبة ذي طــوى تكــون

من حية أسفل مكة، كما عن تهذيب األسماء. لكن الظاهر عدم طائــل تحت هــذا التحقيــق فعال الــذي تغــيرت األسماء، وإن كان ال يبعد كــون االختالف ناشــيا من اختالف األزمنــة

أو الطرق، والله العالم. الثاني: هل المناط هو بيوت مكة في الزمن القديم، كمــا ذكــرهــاني، كمــا المصنف وبعض آخر، أم مطلق البيوت، ال يبعد القــول الث اختاره في المستند، لقــوة إطالق المطلقــات، والتعــيين كــان لتلــك األزمنة، وما في صحيح معاوية ال يبعد كونه بيانــا ألمــر خــارجي بنــاء على كون عقبة المدنيين خبر الحد بيوت مكة، ال أن التي كانت قبل

اليوم خبرا، فتدبر. }و{ في }المعتمر عمرة مفردة{ أقوال واحتماالت:

األول: إنه يقطع التلبيــة إذا دخــل الحــرم مطلقــا، وهــو المحكي عن الجمل واالقتصاد والمصباح ومختصره، واســتدل لــذلك بموثقــة معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( في حــديث قــال:

وإن كنت معتمرا فاقطع التلبية إذا دخلت الحرم(1) . وصحيحة عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

ــة حين يضــع اإلبــل من دخــل مكــة مفــردا للعمــرة فليقطــع التلبي. (2)أخفافها في الحرم

. 1 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 60 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 60 ص9الوسائل: ج (?)2

192

يقطــع تلبيتــهورواية زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: . (1)المعتمر إذا دخل الحرم

يقطــعورواية مرازم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: صاحب العمرة المفردة التلبية إذا وضعت اإلبل أخفافها في الحــرم

(2) . يقطــع التلبيــة إذا دخــل أولومرســلة الصــدوق: وروي أنــه

. (3)الحرمــال: ــه ق ــه الســالم( أن ــدعائم، عن علي )علي ــبر ال ــرةوخ العم

ويقطــع التلبيــة إذا دخــل، إلى أن قــال: المقبولــة طــواف بــالبيت. (4)الحرم

الثاني: إنه يقطعها إذا شــاهد الكعبــة مطلقــا، وهــو المحكي عن الحلبي، واستدل لــذلك بصــحيحة عمــر بن يزيــد، عن أبي عبــد اللــه

ومن خرج من مكة يريد العمــرة ثم)عليه السالم( في حديث قال: . (5)دخل معتمرا لم يقطع التلبية حتى ينظر إلى الكعبة

ومرسل المقنعة، قال: سئل )عليه السالم( عن الملبي بالعمرةالمفردة بعد

. 5 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 61 ص9الوسائل: ج (?)1. 6 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 61 ص9الوسائل: ج (?)2. 10 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 61 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب اإلحرام ح32 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4. 8 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 61 ص9الوسائل: ج (?)5

193

فراغــه من الحج مــتى يقطــع تلبيتــه )من أين يقطــع التلبيــة خ(،. (1)إذا زار البيتفقال:

وعن كتاب حسين بن عثمان بن شريك، عن رجل، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، في الذي يكون بمكــة يعتمــر فيخــرج إلى بعض

. (2)يقطع التلبية إذا نظر إلى الكعبةاألوقات، قال )عليه السالم(: الثالث: إنه يقطعهــا إذا شــاهد المســجد الحــرام، لم أجــد بــذلك

قوال، وإن دل عليه جملة من النصوص: ــال: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

من اعتمر من التنعيم فال يقطع التلبية حتى ينظر إلى المسجد(3). يقطع التلبية إذا نظر إلى المسجدومرسلة الصدوق: وروي أنه

. (4)الحرام ومن اعتمر من التنعيم فال يقطع التلبية حتى ينظــروالرضوي:

. (5)إلى المسجد الحرام الرابع: إنــه يقطعهــا إذا شــاهد بيــوت ذي طــوى، وهــو كالثــالث،

ويدل عليه

. 24 س 70المقنعة: ص (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح32 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 61 ص9الوسائل: ج (?)3. 9 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 61 ص9الوسائل: ج (?)4. 3 من أبواب اإلحرام ح32 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)5

194

ــاهدة وعند ،الحرم خارج من جاء إذا الحرم دخول عند الكعبة مش،إلحرامها مكة من خرج قد كان نإ

موثق يونس بن يعقوب، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( إذاعن الرجل يعتمـر عمــرة مفــردة، من أين يقطـع التلبيــة، قــال:

. (1)رأيت بيوت مكة ذي طوى فاقطع التلبية الخامس: إنه يقطعهــا حيــال عقبــة المــدنيين، ويــدل عليــه خــبر الفضل بن يسار، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( قلت:

حيال العقبة عقبــة المــدنييندخلت بعمرة فأين أقطع التلبية، قال: :فقلت: أين عقبة المدنيين، قال ،بحيال القصارين(2) .

السادس: إنه يقطعها إذا شاهد بيوت مكــة، ويــدل عليــه صــحيح البزنطي المروي في قرب اإلسناد قال: ســألت أبــا الحســن الرضــا )عليــه الســالم( عن الرجــل يعتمــر عمــرة المحــرم من أين يقطــع

كان أبو الحسن )عليه السالم( يقول: يقطع التلبية إذاالتلبية، قال: . (3)نظر إلى بيوت مكة

السابع: التفصيل، وهو أنه يقطع التلبية }عنــد دخــول الحــرم إذا جاء من خارج الحرم{ سواء كــان من الميقــات أو من دويــرة أهلــه }وعند مشاهدة الكعبة إن كان قــد خــرج من مكــة إلحرامهــا{ وهــو المحكي عن المشهور، كما في المســتند، للجمــع بين أخبــار القــول

األول والثاني.

. 3 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 61 ص9الوسائل: ج (?)1. 11 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 62 ص9الوسائل: ج (?)2. 167قرب اإلسناد: ص (?)3

195

،عرفة يوم من الزوال عند يقطعها الحج من نوع بأي والحاج

الثامن: ما عن الصدوق )رحمه الله( والشرائع والنــافع والتنقيحمن التخبير.

التاسع: ما عن الشــيخ من التفصــيل، بأنــه إن جــاء من المدينــة قطع عند عقبــة المــدنيين، وإن جــاء من العــراق قطــع من عنــد ذي طوى، وإن جاء من غيرهما قطع عند دخــول الحــرم، وإن خــرج من

مكة قطع عند رؤية الكعبة جمعا بين األخبار. والذي يقرب في النظر في الجمــع بين األخبــار أن المحــرم من التنعيم يقطعها إذا نظر إلى المسجد، لصــحيح معاويــة وغــيره، ومن خرج من مكة غــير المحــرم عن التنعيم يقطعهــا إذا شــاهد الكعبــة، لصحيح عمر وغيره، ومن أتى من الخــارج من مكــة، فــإن كــان من نفس الحــرم قطعهــا عنــد دخــول مكــة، للقســم الرابــع والخــامس والسادس من األخبار بعد ظهور كــون المــراد واحــدا، وإن كــان من خارج الحرم تخير بين القطع إذا دخل في الحــرم للقســم األول من األخبار، أو إذا دخل مكة لألقسام الثالث للجمع بينهما بالتخيير، والله

العالم. }والحاج بأي نوع من الحج يقطعها عند الزوال من يوم عرفــة{

بال خالف، كما في المستند وغيره، للنصوص الكثيرة. كصحيح محمــد بن مسـلم، عن أبي جعفــر )عليــه السـالم(، إنــه

. (1)الحاج یقطع التلبية يوم عرفة زوال الشمسقال: ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

قطع رسول الله

. 1 من أبواب اإلحرام ح44 الباب 59 ص9الوسائل: ج (?)1196

)صلى الله عليه وآله( التلبيــة حين زاغت الشــمس يــوم عرفــة،ــة إذا زاغت ــع التلبي ــالم( يقط ــه الس ــين )علي ــان علي بن الحس وك

. (1)الشمس يوم عرفة إذا زالتوصــحيحه اآلخــر، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

. (2)الشمس يوم عرفة فاقطع التلبية عند زوال الشمسوخبره اآلخر عنه )عليه السالم( في حديث قال: إن كنت قارنــا

. (3)بالحج فال تقطع التلبية حتى يوم عرفة عند زوال الشمس وعن علي بن جعفر، عن أخيــه موســى )عليهمــا الســالم( قــال: ســألته عن رجــل أحــرم بــالحج والعمــرة جميعــا مــتى يحــل ويقطــع

يقطع التلبية يوم عرفــة إذا زالت الشــمس ويحــل إذاالتلبية، قال: . (4)أضحى

إذاوصحيح ابن مسكان، عن تلبية المتمتع متى يقطعهــا، قــال: ــوم عرفة رأيت بيوت مكة، ويقطع التلبية للحج عند زوال الشمس ي

(5) . وعن الجعفريات، بسنده عن جعفــر بن محمــد )عليــه الســالم(،

ــةعن أبيه )عليه السالم( قال: كان علي )عليه السالم( يقطع التلبيحين ترتفع الشمس يوم عرفة،

. 2 من أبواب اإلحرام ح44 الباب 59 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب اإلحرام ح44 الباب 59 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب اإلحرام ح44 الباب 59 ص9الوسائل: ج (?)3. 6 من أبواب اإلحرام ح44 الباب 60 ص9الوسائل: ج (?)4 ص5. وكما في التهذيب: ج6 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 58 ص9الوسائل: ج (?)5

. 34 في ضروب الحج ح4 الباب 35197

وإذا أفاض من عرفات أعاد التلبية فلم يــزل يلــبي حــتى يــرمي. (1)جمرة العقبة

إن رسول اللــه )صــلىوعن الدعائم، عن علي )عليه السالم(: ــال: الله عليه وآله( نزل من عرفة بنمرة ثم ركب حــتى إلى أن ق

. (2)أتى الموقف وقطع التلبية حين زالت الشمســه ــه )علي ــد الل ــاربي، عن أبي عب ــة ذريح المح ــا رواي ــول: أم أق السالم( قال: سألته عن الحــاج المتمتــع مــتى يقطــع التلبيــة، قــال:

حين يرمي الجمرة(3)فالظاهر لزوم حمله على التقية، بقرينة مــا . عن الرضوي، عن الصادق )عليه السالم( أنه قال أبــو جعفــر )عليــه

إن رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( قطــع التلبيــة يــومالسالم(: ، قلت له: إنا نروي أن ابن العبــاس أردفعرفة عند زوال الشمس

رسول الله )صلى الله عليه وآله( فلم يزل يلبي حتى يــرمي جمــرة هــذا شــيء يقولونــه عن ابنالعقبة، قال أبو جعفر )عليه السالم(:

وإنما قطع رسول الله، إلى أن قال: عباس أو قرأتموه في الكتب. (4))صلى الله عليه وآله( التلبية عند زوال الشمس يوم عرفة

وعن نوادر أحمــد بن محمــد بن عيســى، أنــه نقــل عن الصــادق إنمــا قطــع)عليه الســالم( قــال: قــال أبــو جعفــر )عليــه الســالم(:

رسول اللـه )صــلى اللــه عليــه وآلـه( التلبيــة يـوم عرفـة عنـد زوال، قلت: إنما نروي أنه لم يزل يلبي حتى رمى جمرة الشمس

. 6 سطر 64الجعفريات: ص (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح31 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح31 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)3. 5 من أبواب اإلحرام ح31 الباب 117 ص2مستدرك الوسائل: ج (?)4

198

الوجوب سبيل على المذكورة الموارد في القطع أن وظاهرهماألحوط وهو

إنما قطع رســولالعقبة، إلى أن قال أبو جعفر )عليه السالم(: . (1)الله )صلى الله عليه وآله( يوم عرفة عند زوال الشمس

}وظـــاهرهم أن القطـــع في المـــوارد المـــذكورة على ســـبيل الوجوب{، قال في المستند: ثم القطع في الموارد المــذكورة على الوجوب، وفاقا في األول ـ أي المعتمر تمتعا لظاهر األكــثر، بـل عن الخالف اإلجمــاع عليــه، وفي الثــاني ـــ أي الحــاج ـــ لوالــد الصــدوقــل والشيخ والوسيلة والمفاتيح وشرحه، واستحسنه في المــدارك، ب محتمل األكثر كما قيل، وفي الثالث ـ أي المعتمــر مفــردا ـــ لظــاهرــة عن ــر الخالي ــاهر األوام ــك لظ ــل ذل ــهم، ك ــريح بعض ــثر وص األك

انتهى. ، (2)المعارضوفي الجواهر: ال ريب أنه أحوط، انتهى.

وحيث احتمل كون التحديــد لالســتحباب، فتكــون بعــد المواضــع المذكورة غير مستحبة، لم يجزم المصنف )رحمه الله( باللزوم، بل قال: }وهو األحــوط{، إال أن ظــاهر بعض النصــوص كمــا تقــدم في

واللــه ألصــواتهمصحيحة أبان من قول أبي جعفر )عليــه الســالم(: ، ونحــوه غــيره، كــون الــترك(3)أبغض إلى الله من أصــوات الحمــير

على سبيل اللزوم.

. 7 من أبواب اإلحرام ح44 الباب 60 ص9الوسائل: ج (?)1 السطر األول. 204 ص2المستند: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح43 الباب 57 ص9الوسائل: ج (?)3

199

.مستحبا بكونه:يقال وقد

}و{ منــه تعــرف أن مــا }قــد يقــال: بكونــه مســتحبا{ أو كــونالمراد نفي المشروعية ال الوجوب التكليفي غير معلوم الوجه.

200

يكــون أن التلبية تكــرار في يلــزم ال أنه الظــاهر(:ــ 22 مســألة)ــورة ــبرة بالص ــاد في المعت ــرام انعق ــدى وال بل ،اإلح ــور بإح الص ال بل لبيك اللهم لبيك :يقول أن يكفي بل ،األخبار في المذكورة

.لبيك لفظ تكرار كفاية يبعد

الظاهر أنه ال يلــزم في تكــرار التلبيــة أن يكــون:22مسألة } بالصورة المعتبرة في انعقاد اإلحرام{ ويكفي دليال على ذلك ما دل

. ذا المعارجعلى تكرار النبي )صلى الله عليه وآله(: }بــل وال بإحــدى الصــور المــذكورة في األخبــار{ فــإن اختالفهــا يكشف عن عدم الخصوصـية، مضـافا إلى إطالق جملـة من األخبــار الدالة على استحباب التكرار مطلقا، والقول بانصــرافها إلى الصــور

الخاصة خالف المرتكز عرفا. { لما تقدم من اإلطالق،لبيك اللهم لبيك}بل يكفي أن يقول:

ومن كيفية تلبية موســى )عليــه الســالم(، ويــونس )عليــه الســالم(،وعيسى )عليه السالم(، وغيرهم. { لإلطالق. لبيك}بل ال يبعد كفاية تكرار لفظ

201

ــحيحة بها أتى أنه بالتلبية اإلتيان بعد شك (: إذا23 مسألة) أم ص.الصحة على بنى ،ال

إذا شك بعد اإلتيان بالتلبية أنــه أتى بهــا صــحيحة:23مسألة } أم ال، بنى على الصحة{ لقاعدة الصحة المنصوص عليها في صحيح

كلما شــككتمحمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه السالم( قال: .(1)فيه مما قد مضى فامضه كما هو

المؤيد بعدة موارد، كباب الوضـوء والصـالة وغيرهمـا، المعتضـدببناء العقالء، فال مجال لإلشكال فيه.

. 3 من أبواب الخلل في الصالة ح23 الباب 336 ص5الوسائل: ج (?)1202

أتى أنه في وشك الثـــوبين ولبس بالنية أتى (: إذا24 مســـألة) بالتلبية عــدم على يبني ،ال أو المحرمات ترك عليه يجب حتى أيضا.عليه كفارة وال ،فعلها له فيجوز ،لها اإلتيان

إذا أتى بالنية وليس الثــوبين وشــك في أنــه أتى:24مسألة }ــني على عــدم بالتلبية أيضا حتى يجب عليه ترك المحرمات أو ال، يب اإلتيان بها{ ألصالة العدم بعد عدم الدليل على خالفها، }فيجــوز لــه

فعلها، وال كفارة عليه{. نعم لو كان الشك في ذلك بعد الدخول في الغير، كمــا لــو كــان في الطواف مثال وشــك في أنــه لــبى، فال يبعــد القــول بالبنــاء على

يــااإلتيان، لذيل صحيحة زرارة، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(: زرارة إذا خرجت من شيء ثم دخلت في غيره فشكك ليس بشيء

(1) . وظاهره العموم، وإن كان واردا في مــوارد الشــك في الصــالة، والشك في أصل العمــل كالشــك في صــحته، كمــا ربمــا يظهــر من

الموارد التي مثل بها في الصحيحة في جريان قاعدة التجاوز. ويؤيد العموم، مضافا إلى األخبار الخاصــة الــواردة في الصــالة،ــابي ــيل الكالم في كت ــدم تفص ــد تق ــا ال يخفى، وق ــاء العقالء كم بن

الطهارة والصالة فراجع.

. 7 من أبواب الخلل في الصالة ح23 الباب 336 ص5الوسائل: ج (?)1203

بعد كــان أنه في وشك الكفــارة يــوجب بما أتى (: إذا25 مسألة)ــان أو التاريخ مجهولي كانا فإن ،قبلها أو عليه تجب حتى التلبية ك إتيــان تــاريخ كــان وإن ،الكفارة عليه تجب لم مجهوال التلبية تاريخ

لكن ،التــأخير ألصــالة بوجوبها يقــال أن فيحتمل مجهوال الموجب.التلبية بعد كونه يثبت ال األصل ألن ،عدمه األقوى

الثوبين لبس:اإلحرام واجبات من الثالث

إذا أتى بما يــوجب الكفــارة وشــك في أنــه كــان:25مسألة } بعد التلبية حتى تجب عليه{ الكفارة }أو قبلهـا، فــإن كانـا مجهـولي التاريخ أو كان التاريخ التلبية مجهوال، لم تجب عليــه الكفــارة{، أمــاــبراءة بعــد تعــارض األصــلين في ــاريخ فألصــالة ال في مجهــولي الت المجهولين وتســاقطهما، أو عــدم جريانهمــا من األول على الخالف، وأما في صورة الجهل بتاريخ التلبية فألصــالة عــدم التلبيــة إلى حين

فعل موجب الكفارة. }وإن كان تاريخ إتيان الموجب مجهوال{ وتــاريخ التلبيــة معلومــا }فيحتمل أن يقال بوجوبها{ أي الكفارة }ألصالة التــأخير{ للحــادث فيما شــك في تقدمــه وتــأخره، }لكن األقـوى عدمــه، ألن األصـل ال يثبت كونه بعد التلبية{، وقد مر الكالم في ذلك مفصــال في مبــاحث

الوضوء وغيره، فراجع. ــوبين{ بال خالف يعلم، ــات اإلحــرام: لبس الث ــالث من واجب }الث كما عن المنتهى والذخيرة وكشف اللثــام، بــل هــو مقطــوع بــه في

كالم األصحاب، كما عن المدارك

204

بل إجماعي كما عن التحرير والتنقيح وشرحه، ويــدل على ذلــكمتواتر النصوص:

كصحاح ابن عمــار وهشــام وابن وهب وغيرهــا مماتقــدم جملــة خــذوامنها، مضافا إلى التأسي، بعد قوله )صلى اللــه عليــه وآلــه(:

. عني مناسككم وعن كشف اللثام إنه قــال: لبس الثــوبين إن كــان على وجوبــه إجماع كان هو الدليل، وإال فاألخبار التي ظفرت بها ال تصلح مستندا له، مــع أن األصــل العــدم، وكالم التحريــر والمنتهــة يحتمــل االتفــاق على حرمــة مــا يخالفهمــا، والتمســك بالتأســي أيضــا ضــعيف، فــإن

، انتهى. (1)اللبس من العادات إلى أن يثبت كونه من العبادات وفيـــه مـــا ال يخفى، إذ األخبـــار وإن ذكـــر فيهـــا جملـــة من المستحبات، إال أن رفع اليــد عن ظــاهر األمــر بمجـرد السـياق غــير تام، خصوصا وقد ذكر فيها بعض الواجبات األخــر، واإلجمــاع صــريح في كالم جماعة كما عرفت، والتأسي بعــد قولــه )صــلى اللــه عليــه

. خذوا عني مناسككم ال بد منهوآله(: وكيف كان، فالشبهة في هذا المقام كالشبهة في قبال البديهة. ثم إنه ســيأتي الكالم في حكم المــرأة في اللبس إن شــاء اللــه

في المسألة الثالثة عشرة من الرابع من محرمات اإلحرام.

. 39 سطر 314 ص1كشف اللثام: ج (?)1205

ــرد بعد ــرم على يجب عما التجـ ــتزر ،اجتنابه المحـ ــدهما يـ ،بأحـباآلخر ويرتدي

}بعد التجرد عمــا يجب على المحـرم اجتنابــه{ لمـا ســيأتي من حرمة لبس المخيــط ونحــوه }يــتزر بأحــدهما، ويرتــدي بــاآلخر{، بال إشكال، وإن كان ربمــا يظهــر من الــدروس اإلشــكال في ذلــك في الجملة، بل إشــكال راجــع إلى أصــل لــزوم التعــدد، قــال: ولــو كــان

الثوب طويال فاتزر ببعضه وارتدى بالباقي أو توشح أجزأ، انتهى. ــه لمــا وأشكل عليه في الجواهر بقوله: وفيه مضــافا إلى منافات ذكره أوال، عــدم صــدق لبس الثــوبين عليــه، اللهم إال أن يــراد بهمــا الكناية عن تغطية المنكبين وهو ما بين السرة والركبة، وهو ال يخلو

، انتهى. (1)من وجه وإن كان األولى واألحوط التعدد ولكن فيه: إن هذا المناط خالف النص واإلجماع، فالقول بالعدم

متعين.وكيف كان، فيدل على هذه الكيفية جملة من النصوص:

كصحيحة ابن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( وفيهــا:فلما نزل )صلى الله عليه وآله( الشجرة أمــر النــاس بنتــف اإلبــط

سل والتجرد في إزار ورداء أو إزار وعمامة يضعهاوحلق العانة والغ.(2)على عاتقه إن لم يكن له رداء

يلبس المحــرم القبــاء إذا لموفي صــحيحة محمــد بن مســلم: . (3)يكن له رداء

. 233 ص18الجواهر: ج (?)1. 15 من أبواب أقسام الحج ح2 باب 158 ص8الوسائل: ج (?)2. 7 من إبواب تروك اإلحرام ح44 باب 124 ص9الوسائل: ج (?)3

206

كونه بل ،اإلحــرام تحقق في شــرطا لبسهما كون عدم واألقوى،تعبديا واجبا

الوفي صحيحة ابن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: تلبس وأنت تريد اإلحرام ثوبا تذره وال تدرعه، وال تلبس سراويل إال

. (1)أن ال يكون له إزار وفي بعض الروايات العامية، عن النبي )صلى الله عليــه وآلــه(:

ولبس إزار ورداء ونعلين(2) .إلى غير ذلك.

}واألقوى عدم كون لبسهما شرطا في تحقق اإلحرام، بل كونه واجبا تعبديا{ وفاقا للمحكي عن المقــداد والشــهيد الثــاني وســبطه والذخيرة وجماعة ممن تأخر عنهم، بل نسب إلى ظاهر األصــحاب، واختاره المستند والجواهر وغيرهمـا، بــل في الجـواهر: ال أجــد فيــه

،(3)خالفــا صـريحا إال مــا سـمعته من اإلســكافي وال ريب في ضــعفهانتهى.

أقول بل في المستند: نفي ذلك عن االسكافي أيضا، قال: فــإن .(4)كالمه ال يفيد سوى اشتراط التجرد وهو أعم من اشتراط اللبس

وكيف كان، فمستند ذلــك أنــه ال دليــل على االشــتراط، بعــد مــا تقدم من كون المناط في اإلحرام وجودا وعدما هو التلبية، واألصلــة عــدم اشــتراطها بمســبوقية الموافــق إلطالقــات التحــريم بالتلبي

اللبس.

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح115 ص9الوسائل: ج (?)1 السطر األول. 199 ص2المستند: ج (?)2. 234 ص18الجواهر: ج (?)3. 28 سطر 198 ص2المستند: ج (?)4

207

ففي صحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(:يوجب اإلحرام ثالثة أشــياء، التلبيــة واإلشــعار والتقليــد، فــإذا فعــل

. (1)شيئا من هذه الثالثة فقد أحرمونحوه وغيره مما تقدم.

والقول بأن األوامر والنواهي المتعلقة بأجزاء المركبات ظــاهرة في الوضع في غير محله، إذ بعد ظهور النصوص في كــون اإلحــرام

منوطا بالتلبية وجودا وعدما ال يبقى لهذا االستظهار مجال. وأما االســتدالل لعــدم االشــتراط بأنــه لــو كــان شــرطا لم يجــز

نزعه، ألن الشرط ابتداء شرط استمرارا فال يخفى ما فيه. ثم إنه ربما يستدل لذلك بصحيح معاويــة بن عمــار وغــير واحــد، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، في رجــل أحــرم وعليــه قميصــه،

ينزعه وال يشقه، وإن كان لبس بعد ما أحرم شــقه وأخرجــهفقال: . (2)مما يلي رجليه

وخبر عبد الصــمد بن بشــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( جاء رجل يلبي حتى دخل المسجد الحــرام وهــو يلــبي وعليــهقال:

قميصه، فذهب إليــه النــاس من أصــحاب أبي حنيفــه، فقــالوا: شــق قميصك وأخرجه من رجليك فإنه عليك بدنة وعليــك الحج من قابــل وحجك فاسد، فطلع أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(، فقــام على بــاب المســجد فكــبر واســتقبل الكعبــة، فــدنى الرجــل من أبي عبــد اللــه

اســكن يــا)عليه السالم( وهو ينتف شعره ويضــرب وجهــه، وقــال: ، فلما كلمه وكان الرجل عبد الله

. 20 من أبواب أقسام الحج ح12 الباب 202 ص8الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح45 الباب 125 ص9الوسائل: ج (?)2

208

، قــال:مــا تقــولأعجميا، فقال أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(: كنت رجال أعمــل بيــدي فــاجتمعت لي نفقــة فجئت أحج، لم أســأل أحدا عن شيء فأفتوني هــؤالء أن أشــق قميصــي وأنزعــه من قبــل

مــتى لبســترجلي، وأن حجي فاســد، وأن علي بدنــة، فقــال لــه: فأخرجــه، قال: قبل أن ألــبي، قــال: قميصك أبعد ما لبيت أم قبل

من رأسك فإنــه ليس عليــك بدنــة وليس عليــك الحج من قابــل، أي رجل ركب أمرا بجهالة فال شــيء عليــه، طــف بــالبيت ســبعا وصــل ركعتين عند مقام إبراهيم )عليه السالم( واسع بين الصــفا والمــروة وقصر عن شــعرك، فــإذا كــان يــوم الترويــة فاغتســل وأهــل بــالحج

. (1)واصنع كما يصنع الناس وخبر خالد بن محمد األصم قــال: رجــل دخــل المســجد الحــرام وهو محرم فدخل في الطواف وعليه قميص وكساء، فأقبــل النــاس عليه يشقون قميصه، وكان صلبا، فرآه أبو عبد الله )عليــه الســالم(

، فقــال:كيــف صــنعتوهم يعالجون قميصــه يشــقونه، فقــال لــه: انزعه من رأسك، ليسأحرمت هكذا في قميصي وكسائي، فقال:

، فســأله فقــال: مــانزع هذا من رجليه، إنمــا جهــل فأتــاه غــير ذلك.(2)ينزعه من رأسهتقول في رجل أحرم في قميصه، قال:

ونحو هــذه النصــوص غيرهــا، فإنهــا وإن كـانت بين مطلــق وبينخاص بصورة

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 126 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 126 ص9الوسائل: ج (?)2

209

االتزار فيجوز لبسهما في مخصوصة كيفية اعتبار عدم والظاهر من ذلك غــير أو به التوشح أو بــاآلخر واالرتداء ،شاء كيف بأحدهما،الهيئات

ــرام بلبس ــدم بطالن اإلح ــدل على ع ــا ت ــل، إال أن جميعه الجهالمخيط، وعدم لبس ثوبيه كما ال يخفى.

وأما ما في مصحح معاوية أو حســنه، عن أبي عبــد اللــه )عليــه إن لبست ثوبا في إحرامك ال يصــلح لــك لبســه فلبالسالم( قال:

ــه من تحت ــقه وأخرجـ ــا فشـ ــت قميصـ ــلك، وإن لبسـ ــد غسـ وأعـ ، فالظــاهر حمــل التلبيــة على االســتحباب، بقرينــة إعــادة(1)قدميك

الغسل المعلوم استحبابها، ويؤيــده بعــد اختصــاص ذلــك بثــوب غــيرقميص.

}والظــاهر عــدم اعتبــار كيفيــة مخصوصــة في لبســهما، فيجــوز االتزار بأحدهما كيف شاء، واالرتداء بــاالخر، أو التوشــح بــه، أو غــير ذلك من الهيئات{، أما اإلزار ففي الجواهر: ظاهر األصحاب االتفاق على االتزار بأحــدهما، كيــف شــاء على ذلــك، مضــافا إلى إطالقــات الثــوبين في جملــة من األخبــار إطالق اإلزار في صــحيح ابن ســنان

المتقدم وغيره، وسيأتي في خبر االحتجاج التصريح بهذا اإلطالق. وأما الرداء، فعن الشــيخ والحلي والقواعــد والمســالك وكشــف اللثام والجواهر وغيرها التخيـير بين االرتـداء بجعلـه على المنكــبين، وبين التوشح بأن يدخل طرفه تحت إبطه األيمن، ويلقيه على عاتقه

األيسر كالتوشح بالسيف، بل

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 126 ص9الوسائل: ج (?)1210

،المألوف الطريق على لبسهما األحوط لكن

عن األخير جواز العكس أيضا بإدخال طرفه تحت اإلبط األيســروإلقائه على األيمن، كل ذلك إلطالق األدلة.

وعن المنتهى والتذكرة أنــه يرتــدي بــه، ووافقهمــا في الحــدائق والمستند وغيرهما بحجة أن المتبــادر من لبس الــرداء االرتــداء بــه،ــادر من لبس العمامــة والمنطقــة التعمم والتمنطــق، كمــا أن المتب وعكس في الوسيلة فاقتصر على التوشح، لكن لم يظهــر لنــا وجــه

لذلك، إذ ال خصوصية قطعا.واألقرب في النظر اإلطالق بالنسبة إلى االرتداء والتوشح.

أما األول فواضح، وأما التوشــح فلمــا ورد من أمــر رســول اللــه )صلى الله عليه وآله( ألصحابه باالضطباع في عمــرة القضــاء، وهــو عبــارة عن التوشــح المتعــارف، بإدحــال طــرف الــرداء تحت اإلبــط

األيمن وإلقائه على العاتق األيسر. ومن ذلك كله تعــرف التأمــل في قولــه )رحمــه اللــه(: )أو غــير ذلك(، فإن عكس التوشح كعكس االرتــداء أو نحــو ذلــك بــأن يعــري العاتقين ثم يجعل مــا من تحت األيســر على األيســر أو على األيمن

وبالعكس، ال دليل عليه. ــا عن ــألوف{ خروج ــق الم ــوط لبســهما على الطري }لكن األحــيرة ــا للسـ ــدوا، واتباعـ ــادر بـ ــذا بالمتبـ ــك، وأخـ خالف من عين ذلـ المستمرة بين الشيعة، فإنهم يرون التوشــح من مختصــات العامــة، مضــافا إلى مكاتبــة محمــد بن عبــد اللــه بن جعفــر الحمــيري، إلى صاحب الزمان )عجل الله تعالى فرجه( المروية في االحتجاج، فإنه كتب إليه )عليه السالم(: هل يجوز أن يشد عليه مكــان العقــد تكــة،

ال يجوز، فأجاب )عليه السالم(:

211

مطلقا عقــده عــدم بل ،عنقه في اإلزار عقد عــدم األحوط وكذا،ونحوها بإبرة غرزه وعدم ،ببعض بعضه ولو

. (1)شد المأزر بشيء سواء من تكة وغيرها وكتب أيضا يسأله: هل يجوز أن يشد المئزر على عنقه بالطول، أو يرفع طرفيه إلى حقويه ويجمعهما في خاصريه ويعقدهما ويخرج الطرفين األخرين بين رجليه ويرفعهمــا إلى خاصــرته وشــد طرفيــه إلى وركيه، فيكون مثل السراويل يستر ما هناك، فإن المــئزر األول كنا نـتزر بـه إذا ركب الرجـل جملـه انكشـف مـا هنــاك وهـذا أشـر،

جــائز أن يــتزر اإلنســان كيــف شــاء إذا لمفأجاب )عليــه الســالم(: يحدث في المئزر حــدثا بمقــراض وال إبــرة يخرجــه عن حــد المــئزر وغرزه غرزا ولم يعقــده ولم يشــد بعضــه ببعض، وإذا غطى الســرة والركبة كليهما، فإن السنة المجمع عليها بغير خالف تغطيــة الســرة والركبة، واألحب إلينا واألكمل لكل أحد شده على السبل المعروفة

. (2)المألوفة جمعا ــا }ولذا األحوط عدم عقد اإلزار في عنقه، بل عدم عقده مطلق

للمســتند، فإنــهولو بعضه ببعض، وعدم غرزه بإبرة ونحوهــا{ وفاقااستظهر الحرمة لجملة من النصوص:

كموثق سعيد األعرج، إنه سأل أبا عبد الله )عليــه الســالم(، عنالمحرم يعقد إزاره

. 485 ص2االحتجاج: ج (?)1المصدر نفسه. (?)2

212

ــه،وكذا في الرداء األحوط عدم عقده لكن األقوى جواز ذلك كل،في كل منهما ما لم يخرج عن كونه رداء أو إزارا

. (1)الفي عنقه، قال )عليه السالم(: وخبر علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر )عليه السالم(:

المحــرم ال يصــلح لــه أن يعقــد إزاره على رقبتــه، ولكن يثنيــه على . (2)عنقه وال يعقده

وخبر الحميري المتقدم. }وكذا في الرداء األحوط عدم عقده{ كما عن العالمة والشهيد وغيرهما، واستدل لذلك بموثق األعرج المتقدم، بناء على فهم عدم الخصوصية، أو أن المــراد بــاإلزار الــرداء بقرينــة الســؤال، ألنــه هــو الذي يعقد في العنق، وبأن الظاهر من األمر باالرتداء المستفاد من

لبس الرداء هو اإللقاء دون العقد والشد، فإنه غير االرتداء. ــا ــد المصــنف وجماعــة من المعاصــرين تبع ــوى{ عن }لكن األق لبعض آخر }جواز ذلك كله في كــل منهمــا، مــا لم يخــرج عن كونــه رداء أو إزارا{، أما جواز ذلــك في الــرداء فلعــدم الــدليل، إذ موثــق األعــرج على فــرض الداللــة خــاص بــاإلزار، وفهم عــدم الخصوصــية كحملــه على كــون الكالم حــول الــرداء خالف الظــاهر، واالرتــداء ال

ينافي العقد ونحوه. وأما جواز ذلك في اإلزار فالحتمال الموثــق كــون الســؤال فيــه عن وجوب العقد لمناسبة الستر الذي هو أقــرب إلى مقــام العبــادة

والتواضع

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح53 الباب 135 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح53 الباب 136 ص9الوسائل: ج (?)2

213

األحوط بل األولى كان وإن ،المسمى فيهما ويكفي كــون أيضــا،المنكبين يستر مما والرداء ،والركبة السرة يستر مما اإلزار

فيكون النفي لرد توهم الوجوب، فال داللة له إال على عدم لزومالعقد، ال على عدم جوازه.

وأمــا خــبرا علي والحمــيري ففيهمــا ضــعف الســند لــو لم يكن ضعف الداللة، مضافا إلى لزوم حمل الجميع على االســتحباب على

ــه الســالم(تقدير تمامية السند والداللة، لخبر القداح: إن عليا )علي .(1)كان ال يرى بأسا بعقد الثوب إذا قصر ثم يصلي وإن كان محرما

ــق األعــرج ــذه الكلمــات، إذ ظــاهر موث ــا في ه لكن ال يخفى م المنع، والحمل على ما ذكر بعيد جدا، ولـذا أفــتى جمــع بــالجواز فيــكال في الرداء ولم يجوزوا في المئزر، وخبرا علي والحميري ال إش داللتهما، وضعف السند على تقــدير تســليمه فيهمــا غــير ضــائر بعــد اعتضادهما بالموثق وعمل جمع بذلك، وخبر القداح لو لم يــدل على

المنع ال يدل الجواز، إذ ظاهره جواز ذلك للضرورة ال مطلقا. وعلى هذا فاألقوى في اإلزار حرمة العقــد ونحــوه، وأمــا الــرداء فال دليل صناعة لذلك. نعم ال يبعد فهم العرف عدم الخصوصية كما

ذكر، مضافا إلى التأسي، فاألحوط العدم فيه أيضا، والله العالم. }ويكفي فيهمــا المســمى{ لألصــل واإلطالق }وإن كــان األولى بل األحوط أيضا كون اإلزار مما يستر السرة والركبة، والــرداء ممــا

يستر المنكبين،{ كما عن

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح53 الباب 136 ص9الوسائل: ج (?)1214

ــوط ــدم واألح ــاء ع ــوب االكتف ــتزر طويل بث ــدي ،ببعضه ي ويرت بالبــاقي النية قبل اللبس كــون واألحــوط ،الضــرورة حــال في إال،والتلبية

غير واحد، وكأنه لتوقف االسم على ذلك، لكن في الجواهر كما عن المــدارك وغـيره الرجــوع في ذلـك إلى العـرف، وفي المسـتند

الظاهر في األول ستر شيء مما بين الكتفين أيضا. وأما االستدالل في اإلزار للزوم ذلك بخبر االحتجــاج ففيــه مــا ال

يخفى، بل هو على االستحباب أدل. }واألحوط{ بل األقرب }عدم االكتفاء بثوب طويل يتزر ببعضه،ــبرين ــوى المعت ــه خالف ظــاهر النص والفت ــاقي{ لكون ــدي بالب ويرت لالثنينية، فما عن الدروس وتبعه الجواهر من الكفاية في غير محله. }إال في حال الضرورة{ فإن المستفاد من رواية القباء ونحوها،

مضافا إلى عمومات األدلة كفاية ذلك حينئذ. }واألحوط كون اللبس قبل النية والتلبية{، وفي الجواهر نســب كون محــل اللبس قبــل عقــد اإلحــرام إلى النص والفتــوى وهــو في محله، أما ما ذكره المصنف )رحمه الله( من كونه قبل النية ال دليل عليه، ولذا قال في المستمسك: من المعلوم أن الواجب وقوع ذلك حال التلبية التي بها يكون عقد اإلحرام وال يجب قبلها ولو حال النية

، انتهى. (1)لألصل، والنصوص ال تفي بالوجوب قبل ذلك

. 430 ص11المستمسك: ج (?)1215

في النية مالحظة واألحـــوط ،بعـــده أعادهما عليه قـــدمهما فلوــوط كان وإن ،النية فيه يعتبر فال التجرد وأما بس،الل واألولى األح

فيه اعتبارها .أيضا

أقول: ألن مــا دل على أنــه مــا لم يلب ال تحــرم لــه المحرمــات دالة على عدم وجوب شيء قبل ذلك، فال مجــال للتمســك بــإطالق األوامر الــواردة في ســياق مقــدمات اإلحــرام، وعلى هــذا فــاألقوى

كون اللبس قبل التلبية دون النية. }فلو قدمهما عليه أعادهما بعده{ لحسنة معاوية المتقدمــة في أوائل الثالث من واجبــات اإلحــرام، لكن عــرفت هنــاك عــدم لــزوم ذلك، مضافا إلى أن الحسنة فيما لبس ثوبــا ال يصــلح لــه، أمــا عــدم

اللبس حين التلبية فال. نعم لــو كــان لبس ثوبــا ال يصــلح لــه حين اإلحــرام اســتحب لــه اإلعادة، بناء على تعميم الحسـنة لـذلك، فـإن ظاهرهـا كـون اللبس

بعد اإلحرام كما ال يخفى. }واألحوط مالحظة النية في اللبس{ الحتمال كونه عبــادة، لكن األقرب عدمه، إذ ال دليل على ذلك، بــل الالزم كــون اإلحــرام الــذي

هو التلبية بالقصد. ومنه يعلم حاله قوله: }وأما التجرد فال يعتبر فيه النية، وإن كان

األحوط واألولى اعتبارها فيه أيضا{ والله العالم.

216

لشرطية ال ،أعاد عامدا عالما قميص في أحرم لو(ـ: 26 مسألة) إنه حيث ،للنية منـــاف ألنه بل ،عـــرفت كما لمنعها الثـــوبين لبس ،المخيط لبس منها الــتي المحرمــات تــرك على العــزم فيها يعتبر كــذلك األمر كــان تحته أو القميص فــوق لبســهما فلو هــذا وعلى،للنية المنافاة في مثله ألنه ،أيضا

لو أحرم في قميص عالما عامدا أعاد، ال لشرطية:2مسألة } لبس الثوبين لمنعها كما عرفت، بل ألنه مناف للنية، حيث إنه يعتــبر فيها العزم على ترك المحرمات التي منها لبس المخيط، وعلى هذا فلو لبسهما فوق القميص أو تحته كان األمر كذلك أيضــا، ألنــه مثلــه في المنافاة للنية{، لكن فيه ما عــرفت ســابقا من أن اإلحــرام هــوــد ــات، وق التلبية المسبوقة بالنية بدون كون التروك أجزاء، بل واجبــدل ــا ت ــة وغيرهم ــة األولى والثاني ــحيح معاوي ــابقا أن ص ــرفت س ع

بإطالقها على ذلك. أي رجــل ركبوالقول بلزوم تخصيصها بذيل خبر عبد الصــمد:

، الظــاهر في اختصــاص عــدم البــأس(1)أمرا بجهالة فال شيء عليهبحال الجهل، مردود بأن مفهومه أعم من اإلثم والكفارة والبطالن.

والمتيقن األول، وبعده الثاني، أما الثالث فال، ولــذا للــذي ذكرنــا من عدم اعتبار العزم على التروك بحيث لو لم يعزم بطل إحرامــه،

لم نستشكل في المحرم إذا كان عازما على ركوب الطائرة

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 126 ص9الوسائل: ج (?)1217

هو بل ،المحرمــات تــرك على العزم هو اإلحرام كون يمنع أن إال ولو هــذا ،حينئذ اإلعــادة تجب فال ،نفسه على تحريمها على البنــاء ناسيا أو بل جاهال القميص في أحرم أما ،إحرامه وصح نزعه أيضــا

،تحت من وإخراجه شقه فالالزم اإلحرام بعد لبسه إذا

مع أنه عزم على التظليل. }إال أن يمنع كون اإلحرام هو العــزم على تــرك المحرمــات بــل هو البناء على تحريمها على نفسه، فال يجب اإلعادة حينئــذ{ أقــول:ــه في في الفرق بين سابقه وبين هذا نظر، وكيف كان فـ }هذا{ كل

العامد. }و{ أما }لو أحرم في القميص جاهال بل أو ناســيا أيضــا، نزعــه وصح إحرامــه{ ولم يكن عليــه إثم وال كفــارة لجملــة من الروايــات المتقدمة، التي منها خبر األصم وعبد الصمد في الجهل، وعمومــات

رفع النسيان في النسيان. }أما إذا لبسه بعــد اإلحــرام فــالالزم شــقه وإخراجــه من تحت{ لجملة من األخبار التي منها صحيحة معاوية، عن أبي عبد الله )عليه

ينزعــه وال يشــقه،السالم(، عن رجل أحرم وعليه قميصــه، فقــال: . (1)وإن كان لبسه بعد ما أحرم وشقه وأخرجه مما يلي رجليه

وصحيحه اآلخر، عنـه )عليــه السـالم( أيضـا: إذا لبسـت قميصــا. (2)وأنت محرم فشقه وأخرجه من تحت قدميك

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 125 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 125 ص9الوسائل: ج (?)2

218

ــرق ــورتين بين والف ــنزع حيث من الص ــون ال ،تعبد والشق ال لك.قيل قد كما األولى الصورة في باطال اإلحرام

.(1)ونحوه حسنه اآلخرإلى غير ذلك.

}والفرق بين الصورتين من حيث النزع والشــق تعبــد، ال لكــون اإلحرام باطال في الصورة األولى كما قد قيل{، والقائل بــه كاشــف

اللثام، إذ قد عرفت عدم البطالن مطلقا.

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح45 الباب 126 ص9الوسائل: ج (?)1219

ــ 27 مسألة) ــديلهما يجوز بل ،الثوبين لبس استدامة يجب ال(: تب،للتطهير أو الوسخ إلزالة ونزعهما

ال يجب استدامة لبس الثوبين، بل يجوز تبديلهما:27مسألة } ونزعهما إلزالة الوســخ أو للتطهــير{، كمــا عن المــدارك والــذخيرة، وفي المستند والجواهر وغيرها، وذلك لصدق االمتثــال وعــدم دليــل

على وجوب االستمرار، مضافا إلى جملة من النصوص: كروايــة الشــحام، عن امــرأة حاضــت وتريــد اإلحــرام فطمثت،

ــه الســالم(: تغتســل وتحتشــي بكرســف وتلبس ثيــابفقــال )علي اإلحرام وتحرم، فإذا كان الليــل خلعتهــا ولبســت ثيابهــا األخــر حــتى

. (1)تطهرــه الســالم( في وصحيح الحلبي أو حسنه، عن أبي عبد الله )علي

. (2)وال بأس أن يحول المحرم ثيابهحديث قال: ال بــأسوصحيح معاوية، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

. (3)أن يغير المحرم ثيابه وعنه أيضا، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: ســألته عن

ال يلبسه حــتى يغســله وإحرامــهالمحرم يصيب ثوبه الجنابة؟ قال: . (4)تام

. 3 من أبواب اإلحرام ح48 الباب 65 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح38 الباب 117 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح31 الباب 39 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب اإلحرام ح37 الباب 117 ص9الوسائل: ج (?)4

220

كــون أو ،النــاظر من األمن مع منهما التجــرد جــواز الظــاهر بلر.آخ بشيء مستورة العورة

ــالم(: نعم في صحيح محمد بن مسلم، عن أحدهما )عليهما السوال يغسل الرجل ثوبــه الــذي يحــرم فيــه وإن توســخ، إال أن تصــيبه

. (1)جنابة أو شيء فیغسله وفي صحيح الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن

. وسألته يغســلها إن أصــابها شــيء،نعمالمحرم يحول ثيابه، قال: . (2)نعم إذا احتلم فيها فليغسلهاقال:

}بل الظاهر جواز التجرد منهما مــع األمن من النــاظر، أو كــونــزوم ــل على ل ــدم دلي ــر{ لألصــل وع ــورة مســتورة بشــيء آخ الع

االستمرار. نعم االســتمرار على ذلـك خالف الظـاهر من السـيرة والتأسـي

ونحوهما.

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح38 الباب 117 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح38 الباب 118 ص9الوسائل: ج (?)2

221

اإلحــرام ابتــداء في الثــوبين على بالزيادة بأس ال(:ــ 28 مسألة)ا.اختيار ولو بل والحر البرد عن لالتقاء ،األثناء وفي

ال بأس بالزيادة على الثوبين في ابتداء اإلحــرام:ـ 28مسألة }ــل وفي األثناء، لالتقاء عن البرد والحر بل ولو اختيارا{ بال إشكال، ب عن المفاتيح وشــرحه كمــا في الحــدائق وغــيره عــدم الخالف فيــه،

لجملة من النصوص: كصحيح الحلبي، سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن المحــرم

.(1)نعم والثالثة إن شاء يتقي بها البرد والحريتردي بالثوبين، قال: وصــحيح معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، سألته عن المحرم يقارن بين ثيابــه وغيرهــا الــتي أحــرم فيهــا، قــال

. (2)ال بأس بذلك إذا كانت طاهرة)عليه السالم(: وإطالق الرواية الثانية كاألصل قاض بــالجواز ولــو اختيــارا، كمــا

أنهما يقتضيان جواز تعدد اإلزار أيضا. ــه هذا والحمد لله رب العالمين والصالة والسالم على محمد وآل

الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم إلى يوم الدين.

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح30 الباب 39 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح30 الباب 39 ص9الوسائل: ج (?)2

222

فصل في ثياب اإلحرام

الظاهر لزوم كون ثوب اإلحرام مما تصح الصــالة(:1)مسألة فيه، كما عن المبســوط والنهايــة والمصــباح ومختصــره، واالقتصــاد والكافي والغنيــة والمراســم والنــافع والقواعــد والشــرائع والمنتهى واإلرشاد والتحريــر واللمعــة والروضــة والمســالك وغيرهــا، بــل عن الكفايــة أنــه المعــروف من مــذهب األصــحاب، وعن المفــاتيح عــدمــاتيح الخالف فيه، وفي الحدائق قد صرح األصحاب، وعن شرح المف

أنه اتفقت عليه كلمات األصحاب. لكن الظــاهر أن المــراد من اتفــاق الكلمــة اتفــاق المتعرضــين للمسألة، وإال فالمحكي عن الشيخ في الجمــل والحلي وابن ســعيد عدم التعرض بالكلية، وعن السيد في الجمــل وابن حمــزة والمفيــد

عدم التعرض لجميع األفراد. ــز وحســنه، عن أبي وكيف كان، فيدل على المختار: صحيح حري

كل ثوب يصلى فيه فال بأس باإلحرامعبد الله )عليه السالم( قال: . فإن المفهــوم منــه البــأس في الثــوب الــذي ال يصــلى فيــه،(1)فيه

وحيث إنه في مقام التحديد يكون المفهوم

. 1 من أبواب اإلحرام ح27 باب 36 ص9الوسائل: ج (?)1223

حجة وليس من مفهــوم الوصــف في شــيء، كمــا في المســتند قال: يرد عليها أن داللتها إنما هي بمفهوم الوصف، وهــو غــير حجــةــل، إال أن يثبت ــروج عن األص ــوجب الخ ــل ي ــق، فال دلي على التحقي

، ثم استشكل في اإلجماع بعدم تعرض من سبق للمسألة(1)اإلجماعكلية أو لجميع أفرادها.

كما أنه ربما أشكل على الرواية بأمرين آخرين: األول: إن المفهوم وهو البأس غير صــريح في الحرمــة، ألعميــة

البأس منها ومن الكراهة. والجواب: إن ظاهر البأس في مثل هذه المقامات التي هي في

مقام بيان التحديد الحرمة ال الكراهة. الثاني: إن الجلود التي تصح الصالة فيها ال يصدق عليها الثــوب،فمنطوق الرواية تدل على جواز اإلحرام فيها مع أنها ليست بثوب.

والجواب، مضافا إلى أنه لو سلمنا عــدم صــدق الثــوب عليهــا ال يكــون إشــكاال على الروايــة ألنهــا تقـول كــل ثــوب: إن عــدم صـدق الثوب ممنوع، كيف وألبسة الجلد كثيرة، بل ال يبعد القول بكفاية ما يعتاد في هذه األزمنــة لبســه من األقمشــة المصــنوعة من القصــب

والنفط والفحم وغيرها. ــترط في ــا يش ــد من م ــل واح ــيل الكالم في ك ــأس بتفص وال ب

اللباس، فنقول: يشترط في لباس اإلحرام أمور:

ــالك ــدروس والمس ــذلك في ال ــرح ب ــا ص ــارة، كم األول: الطه وغيرهما، بل عن ابن حمزة النص على علي عدم جواز اإلحرام في

الثوب النجس.

. 21 س 199 ص2المستند: ج (?)1224

وعن المبسوط: وال ينبغي إال في ثياب طاهرة نظيفة. وعن النهاية: وال يحرم إال في ثياب طاهرة نظيفة.

ونحوه المحكي عن السرائر، ويدل على ذلك مضافا إلى صحيح حريز وحسنه السابقين، واإلشكال بأن المتيقن منهمــا عــدم الجــواز فيما ال يلبس في الصالة لجنسه كغير المــأكول ال وصــفه كــالنجس، ممنوع لظهور اإلطالق في اللبس الفعلي الذي ال يمكن إال بصالحية

الجنس والوصف، بعض النصوص األخر:ــال: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

ال يلبسه حتى يغســلهسألته عن المحرم تصيب ثوبه الجنابة، قال: . (1)وإحرامه تام

وصحيحه اآلخر، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: ســألته ال بــأسعن المحرم يقارن بين ثيابه وغيرها التي أحرم فيها، قــال:

. (2)بذلك إذا كانت طاهرة بل رواية الحلبي قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

، وسألته )عليه السالم( يغسلها إذانعمالمحرم يحول ثيابه، فقال: . (3)نعم، فإذا احتلم فيها فليغسلهاأصابها شيء، قال:

بعــد مــا يكونــا إلى أن قال: والبس ثوبيك لإلحراموالرضوي: وال بــأس أن، وقــال أيضــا: طاهرين نظيفين، وكذلك تفعل المــرأة

يقارن المحرم بين ثيابه التي

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح37 باب 117 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح37 باب 117 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح38 باب 118 ص9الوسائل: ج (?)3

225

أحرم فيها إذا كانت طاهرة؛ وإن أصاب ثوب المحرم الجنابة لم. (1)يكن به بأس، ألن إحرامه لله يغسله

وعن دعــائم اإلســالم؛ عن أبي جعفــر محمــد بن علي )عليهمــا. (2)يتجرد المحرم في ثوبين نقيين أبيضينالسالم( أنه قال:

ثم هل يستثنى في المقام ما يستثنى من النجاسات في الصالة أم ال، ظاهر الجواهر األول؛ حيث قال: بل يستفاد منه حينئــذ اعتبــار

، انتهى. (3)عدم نجاسته بغير المعفو عنه وهــو الظــاهر من صــحيح حريــز وحســنه، إال أن ظــاهر صــحيح

لزوم الطهارة مطلقا.ال بأس بذلك إذا كانت طاهرةمعاوية: ــال وهل تجب طهارة البدن ابتداء أو استدامة أم ال، احتماالن، ق في محكي المــدارك: إال أن يقــال بوجــوب إزالتهــا عن البــدن أيضــا لإلحرام، وإن لم أقف على مصـرح بـه، وإن كـان االحتيــاط يقتضـي

، انتهى. (4)ذلك واستجوده في الحدائق، لكن الظاهر عدم الدليل على ذلك، بل يؤيده سكوت الروايات الدالة على إدماء المحرم جســده عن لــزوم المبادرة بالغسل، بل في رواية عمار بن موسى، عن أبي عبــد اللــه )عليه الســالم( دليــل على عــدم البــأس، قــال: ســألته عن المحــرم

.(5)يحكه فــإن ســال الــدم فال بــأسيكون به الجرب فيؤذيه، قال: فإنه لو وجبت الطهارة لزم التنبيه عليه.

وأما مــا في روايــات الحــائض والنفســاء الدالــة على االحتشــاء،كرواية معاوية،

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ج28 الباب 122 ص2المستدرك: ج (?)1. 9 ذكر ما يحرم على المحرم سطر 305 ص1الدعائم: ج (?)2. 240 ص18الجواهر: ج (?)3. 3 س 447المدراك: ص (?)4. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح71 باب 157 ص9الوسائل: ج (?)5

226

إن أســماء بنت عميسعن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال: نفست بمحمد بن أبي بكر بالبيــداء، ألربــع بقين من ذي القعــدة في حجة الوداع، فأمرها رسول الله )صلى الله عليــه وآلــه( فاغتســلت،

، الحديث.(1)واحتشت وأحرمت ولبت وكــان فيوفي رواية أخرى، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(:

والدتها بركــة للنســاء لمن ولــدت منهن أن طمثت، فأمرهــا رســول اللـــه )صـــلى اللـــه عليـــه وآلـــه( فاســـتثفرت وتمنطقت بمنطـــق

. (2)وأحرمتونحوهما غيرهما.

فال داللة فيها على كون االســتثفار ألجــل عــدم تعــدي النجاســة،مضافا إلى احتمال كونه لعدم تعديها إلى البدن فيما ال يعفى عنه.

ثم الظــاهر أن لــزوم التطهــير للثــوبين لــو تنجســا فــوري فــوراعرفا.

ولو لبسهما نجسا فالظاهر كونه محرما لكنــه ال يضــر بإحرامــه،وال كفارة لعدم الدليل.

وليس لزوم الطهـارة مختصـا بــالثوبين، فلـو لبس ثوبــا غيرهمــالزم طهارته أيضا، كما نص بذلك في صحيح معاوية.

والظاهر أن حال المحمول في هذا الباب حاله في باب الصالة،ألن األدلة إنما دلت على طهارة الثياب ال غيرها.

الثاني: اإلباحة، قال في الجــواهر: ومنــه يعلم عــدم الجــواز فيــوب ــ ــة لبس(3)المغص ــ ــك في حرم ــ ــتند: ال ش ــ ــال في المس ــ . وق

، نعم عن كشف اللثام المناقشة في ذلك. (4)المغصوب أقول: لكن الظاهر كفاية صحيحة حريز وحسنه السابقين للمنــع

عن ذلك،

. 1 من أبواب اإلحرام ح49 باب 66 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح49 باب 66 ص9الوسائل: ج (?)2. 241 ص18الجواهر: ج (?)3. 23 س 199 ص2المستند: ج (?)4

227

بضميمة ما هو بديهي من حرمة الصالة في المغصــوب، وإن لم نقل ببطالنها عنــد من يقــول باجتمــاع األمــر والنهي، إذ ليس الكالم في المقام في البطالن لما عرفت سابقا من عدم مقوميــة اللبــاس

في اإلحرام. الثالث: أن ال يكــون من أجـزاء الميتــة، كمــا في المسـتند، وفيــام ــة، وعن كشــف اللث ــدا للميت ــه جل ــدم كون الجــواهر التصــريح بع المناقشة في ذلك، لكن الظاهر كفاية صحيح حريــز وحســنه لــذلك، وربما قيل بعدم جوازه في مطلق الجلــد ولــو كــان للمــأكول لعــدم صدق الثوب عليه، والروايات قد تضمنت هذه اللفظة كقوله )عليــه

، لكن قدكل ثوب، وقوله )عليه السالم(: والبس ثوبيكالسالم(: عرفت صدقه على بعض أقسامه.

ــا، ــا عرف نعم لو لم يصدق كما في الجلد الضخم الذي ال يعد ثوب ال يبعد عدم كفايته، خصوصا بعــد لــزوم التأســي، وإن احتمــل كــون

لفظ الثوب من باب الغالب، ال أن له خصوصية. الرابع: أن ال يكون من أجزاء ما ال يؤكـل لحمـه، وفاقـا للمحكي عن المفيــد، فإنــه لم يجــوز اإلحــرام في المغشــوش بــوبر األرانب

والثعالب، وظاهر الجواهر وغيره، خالفا لكشف اللثام. وفي المستند: وأما سائر ما يشترط في ثوب الصــالة من عــدم كونــه ممــا ال يؤكــل لحمــه وال حاكيــا فال يعــرف لــه مســتند ظــاهرا،

، انتهى. (1)واألصل يجوزه، واألحوط تركه لكن قـــد عـــرفت كفايـــة الصـــحيحة والحســـنة لـــذلك، وحـــال

المشكوك في المقام

. 26 س 199 ص2المستند: ج (?)1228

ــه حال المشكوك في الصالة، وحيث قوينا هناك جواز الصالة فينقول بجواز اإلحرام فيه هنا.

ــواهر، ــا للج ــال، وفاق ــذهب للرج ــون من ال ــامس: أن ال يك الخوخالفا لكشف اللثام، والدليل عليه ما تقدم.

ــل في ــو داخ ــا في اإلزار فه ــا، أم ــون حاكي ــادس: أن ال يك الس مفهــوم الصــحيحة والحســنة، ولــذا جــزم بــه في محكي الــدروس، ووافقــه الجــواهر، وإن عــرفت من المســتند الخالف، وعن كشــف

اللثام المناقشة. وأما في الرداء فقد جعله في محكي الدروس أحوط.

ولكن عن المدراك نسبة جواز اإلحرام فيهما مطلقا إلى عبــارةاألصحاب.

ولكن أشكل فيه في الجواهر، واستشعر من اســتحباب التكفينفيهما لزوم كونه غير حاك.

أقــول: واحتيــاط الــدروس في محلــه ال لعــدم صــدق الثــوب، إذ كثيرا ما يصدق الثوب على الحاكي، بل للتأسي، فإن الالزم االقتداء به )صلى الله عليه وآله(، إال فيما دل الدليل على خالفــه، ولم يــدلــوبين ــد على الث ــوب الزائ ــة في الث ــا الحكاي ــذا، وأم ــام ه في المق

فالظاهر عدم اإلشكال فيها، لعدم دليل على االشتراط فيه. الســابع: أن ال يكــون حريــرا محضــا للرجــال، بال خالف كمــا في الجــواهر وغــيره، للصــحيح والحســن الســابقين، مضــافا إلى جملــة

أخرى من األخبار: كخبر أبي بصــير قــال: سـئل أبــو عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

الخميصة سداها

229

ال بأس بــأن يحــرم فيهــا، إنمــاإبريسم ولحمتها من غزل، قال: .(1)يكره الخالص منه

. (2)ونحوه خبر النهدي وخبر حنان بن ســدير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:ــدعا ــر، ف كنت جالسا عنده فسأل عن رجل يحرم في ثوب فيه حري

. (3)فأنا أحرم في هذا وفيه حريربإزار ترقبي فقال: وخبر الخصال، بسنده عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر

ويجــوز للمــرأة لبس الــديباج)عليه الســالم( إنــه قــال في حــديث: . (4)والحرير في صالة وإحرام، وحرمه ذلك على الرجالوفي جواز لبس الحرير المحض للمرأة قوالن:

األول: المنع، كمــا عن الصــدوق والمفيــد في المقنعــة، والســيد في الجمل، والشهيد في الدروس، بل عن النافع نســبته إلى أشــهر

الروايتين، بل في الجواهر نسبته إلى المشهور. والثاني: الجواز، كما عن المفيد في كتاب أحكــام النســاء، وابن إدريس في السرائر، والعالمة في القواعد، وأكــثر المتــأخرين، كمــا

في المستند والجواهر.استدل األولون بجملة من النصوص:

ــه )عليــه ــد الل ــو عب كصــحيح العيص بن القاســم، قــال: قــال أبالمرأة السالم(:

. 1 من أبواب اإلحرام ح29 باب 38 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح29 باب 38 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح29 باب 38 ص9الوسائل: ج (?)3. 6 من أبواب لباس المصلي ح16 باب 276 ص3الوسائل: ج (?)4

230

. (1)المحرمة تلبس ما شاءت من الثياب غير الحرير والقفازين وخبر أبي عيينة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال: ســألته

الثياب كلها ما خالما يحل للمحرمة أن تلبس وهي محرمة؟ فقال: ، قلت:نعم، قلت: أتلبس الخــز، قــال: القفازين والــبرقع والحرير

فال خالصامــا لم يكن حريــرافإن سداه إبريسم وهو حريــر، قــال: . (2)بأس

وخبر إســماعيل بن الفضــل، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه وهي محرمة، حريراالسالم( عن المرأة هل يصلح لها أن تلبس ثوبا

. (3)ولها أن تلبسه في غير إحرامها، القال: وموثق ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عنه )عليــه الســالم( أيضــا:

النساء تلبس الحرير والديباج إال في اإلحرام(4) . أنه سأل أبا عبد الله )عليه السالم( عن المحرمة،وخبر سماعة

ــه، محضاال يصلح أن تلبس حريراتلبس الحرير، فقال: ال خلــط في فأما الخز والعلم في الثوب فال بــأس أن تلبســه وهي محرمــة، وإن ،مر بها رجــل اســتترت منــه بثوبهــا، وال تســتتر بيــدها من الشــمس

وإنما يكره المبهم،وتلبس الخز أما إنهم يقولون إن في الخز حريرا(5) .

ال ينبغي للمــرأة أنوموثقته األخرى، عنه )عليه السالم( أيضــا: تلبس الحرير

. 9 من أبواب اإلحرام ح33 باب 43 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب اإلحرام ح33 باب 42 ص9الوسائل: ج (?)2. 10 من أبواب اإلحرام ح33 باب 43 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب لباس المصلي ح16 باب 275 ص3الوسائل: ج (?)4. 7 من أبواب اإلحرام ح33 باب 42 ص9الوسائل: ج (?)5

231

. (1)المحض وهي محرمة، فأما في الحر والبرد فال بأس إنه سأل أبا عبد الله )عليه السالم( عن المتمتــع،وصحيح جميل. (2)ال، وعن المرأة تلبس الحرير، قال: شاةكم يجزيه، قال:

وخبر أبي الحســن األحمس، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قال: سألته عن العمامة السابرية فيها علم حرير تحرم فيها المرأة،

قال: ، ثمنعم إنما يكره ذلك إذا كان سداه ولحمتــه جميعــا حريــرا قد سألني أبو سعيد عن الخميصةقال أبو عبد الله )عليه السالم(:

. (3)سداها إبريسم أن ألبسها وكان وجد البرد فأمرته أن يلبسها ويجــوز للمــرأةوخبر الخصال، عن أبي جعفر )عليــه الســالم(:

، كذا في الحدائق والجواهر.(4)لبس الحرير في غير صالة وإحرام والخـــبر المتقـــدم الـــذي نقلنـــاه عن الخصـــال، نقلنـــاه عن

المستدرك. وخبر أبي بصير المرادي، أنه سأل أبا عبــد اللــه )عليــه الســالم(

ال بأس، إنما يكره الحريرعن القز تلبسه المرأة في اإلحرام، قال: . (5)المبهم

ال بــأسوصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: ــر ــره إال الحريـ ــز، وليس يكـ ــرأة في الـــذهب والخـ ــرم المـ أن تحـ

. (6)المحض يجــوز للمــرأة لبسواستدل األولــون بخــبر الخصــال المتقــدم:

الديباج والحرير

. 4 من أبواب لباس المصلي ح16 باب 275 ص3الوسائل: ج (?)1. 8 من أبواب اإلحرام ح33 باب 43 ص9الوسائل: ج (?)2. 11 من أبواب اإلحرام ح33 باب 43 ص9الوسائل: ج (?)3. 6 من أبواب لباس المصلي ح16 باب 276 ص3الوسائل: ج (?)4. 5 من أبواب اإلحرام ح33 باب 42 ص9الوسائل: ج (?)5. 4 من أبواب اإلحرام ح33 باب 42 ص9الوسائل: ج (?)6

232

. (1)في غير صالة وإحرام، وحرم ذلك على الرجال وخبري حريز الصــحيح والحســن الســابقين، بعــد جــواز لبســهن

للحرير في الصالة. وصــحيح يعقــوب بن شــعيب، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم(: المــرأة تلبس القميص تــزره عليهــا وتلبس الحريــر والخــز

. (2)نعم ال بأس به، وتلبس الخلخالين والمسكوالديباج، فقال: قــال في الجــواهر: عن النهايــة المســكة بالتحريــك الســوار من الذبل وهي قرون األوعال، وقيل جلود دابة بحريـة، وعلى كـل حـال فال ريب في ظهورها في حال اإلحرام، فال وجه للمناقشـه فيهـا من

، انتهى. (3)هذه الجهة وخبر النضر بن ســويد، عن أبي الحســن )عليــه الســالم(، قــال:

تلبس الثيابسألته عن المحرمة أي شيء تلبس من الثياب، قال: كلها إال المصبوغة بالزعفران والورس، وال تلبس القفــازين وال حليــا يتزين به لزوجها، وال تكتحــل إال من علــة، وال تمس طيبــا، وال تلبس

. (4)حليا وال فرندا، وال بأس بالعلم في الثوب قال في الجواهر: والقفاز كرمان، شيء يعمل لليــدين ويحشــى بقطن تلبسهما المرأة للبرد، أو ضرب من الحلي لليدين والــرجلين،

، انتهى. (5)والفرند بكسر الفاء والراء ثوب معروف

. 6 من أبواب لباس المصلي ح16 باب 276 ص3الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح33 باب 41 ص9الوسائل: ج (?)2. 242 ص18الجواهر: ج (?)3. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 132- 131 ص9الوسائل: ج (?)4. 243 ص18الجواهر: ج (?)5

233

ــه الســالم(: وعموم خبر الجعفريات، عن علي بن الحسين )عليــات إن أزواج رسول الله )صلى الله عليه وآله( كن إذا خرجن حاج

. (1)خرجن بعبيدهن معهن عليهن الثياب والسراويالت وخبر الدعائم، عن جعفر بن محمــد )عليهمــا الســالم(، إنــه نهى

، إلى أنأو يلبس قميصاأن يتطيب من أراد اإلحرام، إلى أن قال: وال قفازا وال برقعا أو ثوبا مخيطا مــا كــان، وال يغطي رأســه،قال:

. (2)والمرأة تلبس الثياب وتغطي رأسها لكن األقرب إلى النظر هو القول األول، لصراحة رواياته التي ال تقاومها األخبــار األخـر، فــإن خــبر الخصـال مضــطرب كمــا عــرفت، وخبري حريز مطلق، فالالزم تقييده بتلك الروايات، وصحيح يعقوب ال داللة فيه على كون ذلك في حال اإلحرام، وكم له من نظــائر في باب األلبسة، فإن الروات كانوا يسألون عن كل شيء، كما ال يخفى على من راجع باب الحمــام واللبــاس واألطمعــة واألشــربة وغيرهــا، فإن معلومية هذه األمور عندنا إنما هي ببركة سؤالهم، وخبر النضر مطلق فيقيد بتلــك الروايــات، وخــبر الجعفريــات والــدعائم ال داللــة فيهما، ولو سلم فإنما هو عموم أو إطالق ضعيف، قابل للتقييد بخبر

فكيف بأخبار. وال يــرد على أخبــار القــول األول إال اشــتمال بعضــها على لفــظ يكره ونحوه، ومن المعلوم أن هذا اللفظ لو لم نقــل باشــتراكه فيــه، فال ــات بين الحرمــة والكراهــة، فال أقــل من إجمال لســان الرواي

يمكن رفع اليد عن األخبار الصريحة بهذا اللفظ المجمل.

باب متن يحل الحاج. 17 سطر 46 ص2الجعفريات: ج (?)1 في ذكر اإلحرام. 299 ص1الدعائم: ج (?)2

234

نعم ال بـــأس بـــالمخلوط، لهن وللرجـــال، لصـــراحة جملـــة من الروايــات المتقدمــة وإطالق صــحيح عبــد الــرحمن بن الحجــاج، إنــه

السأل أبا الحسن )عليه الســالم( عن المحــرم يلبس الخــز، قــال: . (1)بأس

وخبر االحتجاج، عن عبد الله بن جعفــر الحمــيري، إنــه كتب إلى صاحب الزمان )عجل الله تعالى فرجه(: هل يجوز للرجال أن يحرم

ال بــأس بــذلك، وقــدفي كساء خز أم ال، فكتب إليــه في الجــواب: . (2)فعله قوم صالحون

ثم إن الظاهر أن الخنثى والطفل ال يجوز لبســهما الحريــر، أمــاــا دل على أن يجنب الخنثى فواضح على ما اخترنا، وأما الطفل فلم

ما يجنب المحرم، والله العالم.

. 1 من أبواب اإلحرام ح32 باب 40 ص9الوسائل: ج (?)1. 18 في توقيعات الناحية المقدسة سطر 484 ص2االحتجاج: ج (?)2

235

لم يكن مع اإلنسان ثوبــا اإلحــرام وكــان معــه(: إذا 2)مسألة قباء، جــاز لبسـه بال خالف، كمـا في الحـدائق والمسـتند والجــواهر، وعن جماعة دعواه أيضا، بل عن المدارك أن هذا الحكم مقطوع به في كالم األصحاب، وعن المنتهى والتذكرة أنــه موضــع وفــاق، وعن

المفاتيح وشرحه أنه إجماعي.ويدل عليه جملة من النصوص:

كصحيح عمر بن يزيد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:يلبس المحرم الخفين إذا لم يجد نعلين، إن لم يكن لــه رداء طــرح

.(1)قميصه على عنقه أو قباءه بعد أن ينكسه وصحيح محمــد بن مســلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، في

نعم، ولكن يشــقالمحرم يلبس الخــف إذا لم يكن لــه نعــل، قــال: ــه رداء، ويقلب ــاء إذا لم يكن ل ــرم القب ــدم، ويلبس المح ــر الق ظه

. (2)ظهره لباطنه وعن الكــافي، عن مثــنى الحنــاط، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

ــاءالسالم( قال: ــه إال قب من اضطر إلى ثوب وهو محرم وليس مع. (3)فلينكسه وليجعل أعاله أسفله ويلبسه

. يقلب ظهره بطنه إذا لم يجد غيرهقال: وفي رواية أخرى: وخبر أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في رجــل

لــه أن يلبس الخفين إنهلكت نعاله، ولم يقــدر على نعلين، قــال: اضطر إلى ذلك، ويشقه

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح44 باب 124 ص9الوسائل: ج (?)1ــاب 124. وص 5 من أبواب تروك اإلحرام ح51 باب 135 ص9الوسائل: ج (?)2 44 ب

. 7من أبواب تروك اإلحرام ح. 5 باب المحرم يضطر إلى ما ال يجوز له لبسه ح347 ص4الكافي: ج (?)3

236

ومن ظهــر القــدم، وإن لبس الطيلســان فال يــزره، وإن اضــطرــه ــدخل يدي إلى قباء من برد وال يجد ثوبا غيره فليلبسه مقلوبا، وال ي

. (1)في يدي القباء إذاوصــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

اضطر المحرم إلى القباء ولم يجد ثوبــا غــيره فليلبســه مقلوبــا، وال. (2)يدخل يديه في يدي القباء

ــه الســالم( في وخبر علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله )علي وإن اضطر إلى قبــاء من بــرد ولم يجــد ثوبــا فليلبســهحديث قال:

. (3)مقلوبا، وال يدخل يديه في يدي القباء وخــبر جميــل، المــروي عن نــوادر الــبزنطي، عن أبي عبــد اللــه

ــه إال)عليه السالم( قال: من اضطر إلى ثوب وهو محرم وليســه ل. (4)قباء فلينكسه وليجعل أعاله أسفله وليلبسه

، إلى أن قــال: وال تلبس قميصاوعن الرضــوي: وال القبــاء إال. (5)أن يكون مقلوبا إن لم يجد غيره

وتنقيح الكالم في ضمن مسائل: األولى: هل الشرط في لبس القباء فقد الثــوبين معــا، كمــا عن كثير، بل عن مشــهور القــدماء، أو الشــرط فقــد أحــدهما، كمــا عن الشــهيد الثــاني في المســالك وعن كشــف اللثــام، أو الشــرط فقــد

الرداء خاصة، كما عن الشهيدين والمدارك؟

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح51 باب 134 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح24 باب 124 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح24 باب 124 ص9الوسائل: ج (?)3. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح24 باب 124 ص9الوسائل: ج (?)4. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح35 الباب 122 ص2المستدرك: ج (?)5

237

احتماالت، لكن الظاهر أنه ال إشكال في كفاية عدم الــرداء في جواز لبس القباء وإن كان لــه إزار، لصــحيح عمــرين يزيــد، وصــحيح

ابن مسلم. وأما ما في خبر المثنى ونحوه، فليس له مفهوم يعــارض ظــاهر الصحيحين، الحتمال أن يراد بعــدم الثــوب في تلــك الروايــات عــدم الرداء، وأما مع عدم اإلزار فال يبعد القول بالجواز الحتياج الشــخص إلى اإلزار، وإال انكشفت عورته، كما يدل على ذلك عموم العلة في صحيح الحلبي، أنه سأل أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن المــرأة إذا

. (1)نعم إنما تريد بذلك السترأحرمت أتلبس السراويل، قال: ــرم ــواز لبس المح ــا دل على ج ــة م ــك دالل ــرب من ذل ــل أق ب السراويل، إذا لم يكن لـه إزار، كقـول الصـادق )عليـه السـالم( في

ال تلبس وأنت تريد اإلحرام ثوبــا تــزره وال تدرعــه، والخبر معاوية: ــا(2)تلبس سراويل إال أن ال يكون لك إزار الحديث، ونحوه غيره مم

سيأتي. هذا مضافا إلى أن حرمة لبس المخيط مطلقــا، حــتى في مثــل هذه الصورة ال دليل عليه، إال اإلجماع المفروض فقــده في المقــام،

لمخالفة من عرفت وسكوت بعض آخرين. الثانية: الظاهر أنه لو لم يكن لــه رداء وال إزار جــاز لبس القبــاءــاء لمن ولبس السراويل معا، جمعا بين ما دل على جــواز لبس القب

ال رداء له، ولبس السراويل لمن ال إزار له.

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح50 باب 133 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح35 باب 115 ص9الوسائل: ج (?)2

238

ــا، وإنمــا الثالثة: ال إشكال وال خالف في لزوم جعل القباء مقلوبالكالم في كيفية القلب، وفيه احتماالت:

ــه على ــل ذيل ــراد من جع ــا عن ابن إدريس من أن الم األول: م عنقــه وعنقــه على ذيلــه، قــال في محكي كالمــه: وإن لم يكن مــعــك اإلنسان ثوب إلحرامه وكان معه قباء فيلبسه منكوسا، ومعنى ذل أن يجعل ذيله فوق أكتافه، وقال بعض أصحابنا: فليلبسه مقلوبا، وال يدخل يديه في يدي القبــاء، وإلى مــا فســرناه نــذهب ونعــني بقولــه مقلوبا، ألن المقصود بذلك أن ال يشبه لبس المخيط إذا جعــل ذيلــه على أكتافه، فأما إذا قلبــه وجعــل ذيلــه إلى تحت فهــذا يشــبه لبس المخيط، وما فسرناه به قد ورد صــريحا في لفــظ األحــاديث، أورده

البزنطي صاحب الرضا )عليه السالم( في نوادره، انتهى. وتبعــه على هــذا المعــنى العالمــة في القواعــد والشــهيد، وهــو

محتمل عبارة جمع. وعن الشهيد في المسالك اإلجماع على االجتزاء بهذه الكيفية. الثاني: إن المراد جعل باطنه ظاهره، وهــو المحكي عن الشــيخ

وجمع من األصحاب كما في الحدائق. الثالث: كفايــة أحــد األمــرين، كمــا عن المختلــف والمنتهى وابن

سعيد، واختاره الحدائق والجواهر. الرابع: الجمع بينهما، كمــا عن جماعــة، جــاعلين ذلــك أحــوط أو

أكمل، واختار لزومه في المستند. ثم إن مستند هذه األقوال واضحة:

فمســتند األول: خــبر المثــنى والــبزنطي، بــل ومــا اشــتمل علىلفظ النكس النصرافه إلى جعل األعلى أسفل وبالعكس.

239

ومستند الثاني: صحيح محمد بن مســلم، ومرســل الكــافي، بــل وما اشتمل على عدم إدخال اليدين إلشعاره بكونه ممكنا عاديا، بل

ومثل الرضوي المشتمل على لفظ القلب. ومستند الثــالث: الجمــع بين الطــائفتين بــالتخيير، بإلغــاء ظــاهر

التعيين في كل منهما بظاهر األخرى. ومستند الرابع: الجمع بتقييد كل منهما باألخرى.

لكن األقرب في النظر التخيير، لعدم صالحية إحــدي الطــائفتين لطرح األخرى، حتى يتعين مفادها، وال يفهم العرف قابليــة إحــداهما للتقييد باألخرى، إذ حمل أحد المقيدين على المقيــد اآلخــر ال يصــلح إال بمساعدة العرف المفروض فقدها في المقام، وال يبعد أن يكون الوجه هو عدم كونه على الهيئة المتعارفة، وذلك يحصــل بــالقلب أو

النكس، نعم ال إشكال في جواز الجمع بين األمرين. الرابعــة: هــل لبس القبــاء حين فقــد الثــوب رخصــة أو عزيمــة، ظاهر عبارة الشرائع حيث عبر بالجواز، بل وبعض آخــر األول، وعنــل عن ــواهر، ب ــتند والج ــدائق والمس ــا في الح ــاني كم ــهيد الث الشــواز ــو الج ــارات األصــحاب ه ــالجواز في عب ــراد ب المســالك أن المــارة بالمعنى األعم، والمراد منه الوجوب، وبمثله حمــل الجــواهر عب

الشرائع. وهذا هو األقوى، لظاهر األمــر بلبســه في جملــة من النصــوص، مضافا إلى أنه بدل من اللبس الواحب فيكون واجبا، ومقتضى ذلــك أن يكون لبس الســراويل لمن فقــد اإلزار ولبس القبــاء لمن فقــده

مكان اإلزار وإن كان له رداء، أيضا واجبا.

240

الخامسة: إذا لبس القبــاء بالهيئــة المــأمور بهــا، فالظــاهر عــدم لــزوم الفــداء لكونــه مخيطــا، كمــا عن جماعــة التصــريح بــه، وذلــكإلطالق ما تقدم من الروايات في مقام البيان، وسكوتها عن ذلك.

قال في الجــواهر: ثم إن الظــاهر عــدم الفديــة مــع اللبس على الوجه المزبور كما صــرح بــه غــير واحــد، منهم الفاضــل في محكي

ــيخ نفي الخالف فيه ــل عن الش ــر، ب ــذكرة، والمنتهى والتحري ،(1)التانتهى.

السادسة: إذا خــالف ولبس القبــاء بالهيئــة المتعارفــة، أو أدخــلــا، لــزم عليــه الفديــة. وفاقــا للجــواهر يديــه فيــه ولــو لبســه مقلوب والمستند، ألن المتيقن من عدم الوجوب صــورة األمــر، أمــا غيرهــا

فهي داخلة في عمومات الفداء على من لبس المخيط. السابعة: ال فرق في جواز لبس القباء لمن لم يكن له ثوب بينــو لم االبتداء واألثناء، فلو كان له ثوب ثم فقد لبس القباء، كما أنه ل يكن له ثوب فلبس القباء ثم وجد الثوب نزعــه، ولزمتــه الفديــة لــو اســتدام في لبســه، وذلــك إلطالق نصــوص عــدم الثــوب، فيشــمل

االبتداء واالستدامة، وعدم شمولها لما وجده. الثامنــة: ال فــرق في جـواز لبس المخيــط لمن فقـد الثــوب بينــاره الجــواهر والمســتند، ــاء والقميص كمــا عن الــدروس، واخت القب لصحيح عمر بن يزيــد الســابق، وإن لم يكن لــه رداء طــرح قميصــه على عنقه أو قباه بعد أن ينكسه، والظاهر منه التساوي بينهمــا، فال

يترتب جواز القميص على فقد القباء. كمــا أنــه ال يبعــد القــول بعــدم جــواز الجمــع بينهمــا للفاقــد، إذ

الصحيحة إنما

. 249 ص18الجواهر: ج (?)1241

دلت على جواز أحدهما، فالجمع بينهمــا محــرم مــوجب للفديــة،ألنه من لبس المخيط بال وجه.

ــالرداء، فال ــق ك ــل القميص على العن ــاهر من النص جع ثم الظيجوز له لبسه ولو مقلوبا، فلو لبسه لزمت الفدية لعموم أدلتها.

التاسعة: هل حكم ســائر المخيطــات حكمهمــا في جــواز لبســه عند عــدمهما، احتمــاالن، من عــدم النص بالخصــوص، ومن احتمــال الحمل على المثال فيهما لكونهما اللبــاس الغــالب، ولــذا اختــار في الدروس والمسـتند الجـواز، وهـذا هـو األقــرب، لصــحيح معاويــة بن

ال تلبس ثوبــا لــه أزرارعمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: الحديث، بعد إطالقه على صورة عدم(1)وأنت محرم، إال أن تنكسه

اللباس، هذا مضافا إلى ما تقدم من أن إطالق حرمة لبس المخيط حتى فيه يشمل هذه الصور إنما هو لإلجمــاع المفقــود في المقــام،

نعم يجب نكسه حينئذ. العاشرة: الظاهر جواز لبس القباء ونحوه لالضطرار أيضا، كمــا يجوز لبسهما لعدم الثوب، وفاقا للمستند، قــال: وهــل يجــوز اللبس مع تحقق أحد الشرطين ـ أي فقــد ثــوب اإلحــرام أو أضــطر ـــ دون اآلخر، الظاهر نعم، لتجويز اللبس مع واحد من الشرطين في بعض

، انتهى. (2)الروايات الموجب لتخصيص ما يمنعهأقول: قد تقدم ما يدل على ذلك في روايات المسألة.

وكذلك يجوز الجمع بين لباس اإلحرام والقباء ونحوه لالضطرار،إلطالق دليل االضطرار،

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح35 باب 115 ص9الوسائل: ج (?)1. 23 س 200 ص2المستند: ج (?)2

242

ــنى وغــيره لمــا يشــمل هــذه الصــورة، مضــافا إلى كخــبر المثعمومات االضطرار الرافعة للتكليف.

الحادية عشر: لو كان له لباس يتمكن من تحصيل الرداء واإلزارــه أو ــا يشــتري بثمن ــه بم ــا، أو إجارت ــه بهم ــه، أو تمكن من تبديل من يستاجر به الثوبين، أو نحو ذلــك، لــزم مقدمــة للــواجب، إال إذا كــان

فيه حرج أو ضرر أو إسراف رافع للتكليف. ــل الثانية عشرة: ظاهر األدلة ستر الكتفين بالقباء نحو الرداء، ب نسبه في الجـواهر إلى صـريح النص والفتــوى، وعن محكي الخالف التوشـح بـه، ولعلـه لمــا دل على جــواز االضـطباع، كمـا أمــر النـبي

)صلى الله عليه وآله( أصحابه بذلك في الحج.وهناك فروع أخر تأتي في لبس المخيط إن شاء الله.

243

ال يجوز لمن أحرم بنسك من حج أو عمــرة على(:ــ 3)مسألة أقسامهما، واجبا كان أو مندوبا، لنفسه أو غــيره، أن ينشــي إحرامــا

آخر، بمثل ما أحرم أوال أو بغيره، حتى يكمل أفعال ما أحرم له. قــال في الجــواهر: بال خالف أجــده فيــه، بــل اإلجمــاع بقســميه

. (1)عليهــوط ــا حكي عن المبس ــاق، كم ــع وف ــو موض ــتند: ه وفي المس

والمنتهى. . (2)وفي الذخيرة: إنه ال أعرف فيه خالفا بين األصحاب

وفي الحــدائق: والظــاهر أنــه ال خالف فيــه، كمــا يظهــر منالمنتهى.

ــالى: ــه تع ــك قول ــدل على ذل ــان، في ــف ك وأتموا الحج﴿وكيــر ال(3)﴾والعمــرة لله ــرام على آخ ــال إح ــوم أن بإدخ ، ومن المعل

يحصل اإلتمام، وما كل على كيفية كل واحد من األقسام صريح في الكيفية المشروعة، فيكون ما عداها بإدخال إحــرام قبــل ذلــك غــير

مشروع. ــاطال. ــا وب وعلى هذا فلو أحرم قبل إتمام نسك األول كان حرام نعم لــو كــان ناســيا لم يكن آثمــا، فلــو أحــرم بــالحج قبــل التقصــيرــا في للعمرة صح إحرامه الثاني، وصحت عمرته على المشهور، كم الحدائق، بل بال خالف كما عن التنقيح والــذخيرة والكفايــة، بــل عن

المختلف دعوى اإلجماع عليه، وقرره في المستند. وفي الجواهر: بال خالف محقق أجده في صحتها، كما اعترف به

غير واحد. ــول بعض ــ ــة ق ــ ــر والمنتهى حكاي ــ ــف والتحري ــ لكن عن المختل

األصحاب

. 250 ص18الجواهر: ج (?)1. 5 س 204 ص2المستند: ج (?)2. 196سورة البقرة: اآلية (?)3

244

. (1)ببطالن اإلحرام الثاني، والبقاء على اإلحرام األول وعلى أي حال، فاألقوى هو قول المشهور لجملة من النصوص: كصحيح ابن سنان، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، في رجــل

يسـتغفر اللــه والمتمتع نسي أن يقصــر حــتى أحــرم بــالحج، قــال: . (2)شيء عليه وتمت عمرته

وصحيح ابن الحجاج، سألت أبا ابراهيم )عليه السالم( عن رجــل متمتع بالعمرة إلى الحج، فــدخل مكــة فطــاف وســعى ولبس ثيابــه

ال بــأس بــه،وأحل ونسي أن يقصر حتى خــرج إلى عرفــات، قــال: . (3)يبني على العمرة وطوافها وطواف الحج على أثره

وصحيح معاوية بن عمار، سألت أبا عبد الله )عليه السالم(، عن يستغفررجل أهل بالعمرة ونسي أن يقصر حتى دخل بالحج، قال:

. (4)الله تعالى، وال شيء عليه وتمت عمرته وعن الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهمــا الســالم( أنــه قــال:

من تمتع بالعمرة فــأتى مكة :إلى أن قــال ،وإن نســي أن يقصــر . (5)حتى أحرم بالحج فال شيء عليه ويستغفر الله

والرضوي، عن أبيه )عليه السالم(، إنه قالفي رجل أحرم بــالحج. (6)ال بأسقبل أن يقصر، قال:

. 250 ص18الجواهر: ج (?)1. 3 و ح1 من أبواب اإلحرام ح54 باب 72 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب اإلحرام ح54 باب 73 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب اإلحرام ح54 باب 73 ص9الوسائل: ج (?)4. 3 في ذكر المتعة سطر 317 ص1الدعائم: ج (?)5. 2 من أبواب اإلحرام ح38 الباب 118 ص2المستدرك: ج (?)6

245

ثم ال يبعد أن يكون القائــل بــالبطالن حــتى في صــورة النســيان مستندا إلى إطالق مــا يــأتي من بعض األخبــار الدالـة على البطالن، ولكنه كما تــرى، للــزوم تخصيصــه بمــا ســلف من الصــحاح وغيرهــا

المعتضدة بالشهرة المحققة واإلجماع المدعى. وهل على الناســي في تقــديم اإلحــرام على التقصــير دم أم ال،ــبراج ــزة وابن ال ــرة وابن حم ــوالن: المحكي عن الشــيخ وابن زه ق والعالمــة في اإلرشــاد وعلي بن بابويــه وبعض آخــر لزومــه، لموثــق إسحاق بن عمار، قلت ألبي إبراهيم )عليــه الســالم(: الرجــل يتمتــع

. (1)عليه دم يهريقهوينسى أن يقصر حتى يهل بالحج، قال: وقريب منــه في المقنــع الــذي بنــوا على أنــه مضــمون األخبــار،

قال: وإن نسي المتمتع التقصير حــتى يهــل بــالحج فــإن عليــه دمــا. (2)يهريقه، ويروى يستغفر الله

لكن المشهور حملها على االستحباب، لصراحة األخبار المتقدمةبأنه ال شيء عليه.

ــه ومنه يعلم أن ما في المستند من أنه ال ينافيها ما تقــدم، لكون عاما مطلقــا فيجب تخصيصــه، وهــو أولى من الجمــع بينهمــا بحمــلــديلمي والحلي ــه والـ ــا عن الفقيـ ــتحباب، كمـ ــة على االسـ الموثقـ والقواعــد، انتهى. في غــير محلــه، نعم ال بــأس بمــا احتــاط بــه في الجواهر بقوله: إال أنه مع ذلك ال ينبغي ترك االحتيــاط، كمــا ال ينبغي

،(3)تركه في كون الــدم شــاة، كمــا عن الفقيــه والمهــذب واإلشــارةانتهى.

. 6 من أبواب اإلحرام ح54 باب 74 ص9الوسائل: ج (?)1. 16 س22المقنع، من الجوامع الفقهية: ص (?)2. 252 ص18الجواهر: ج (?)3

246

ــوع، لكن ال وجه لالحتياط الثاني، إلطالق النص، واالنصراف ممنفيجوز أحد النعم الثالث.

هذا كله فيما كان اإلحرام بالحج قبل التقصير. ولو أحرم به قبل السعي أو الركعتين أو الطــواف أو في وســط الســعي والطــواف مثال، فالظــاهر بطالنــه، وإن كــان نســيانا لعــدم الــدليل على الصــحة، ومقتضــى األصــل عــدم االنعقــاد. نعم ال يضــر لعمرته فتأمل، كمــا أنــه ال إثم عليــه، وهــل يجب االســتغفار لظهــور النص في ذلك، أم يستحب الحتمال كون األمر في مقام بيان عــدم شيء آخر عليه، مضافا إلى أنــه ليس عصـيانا فال اســتغفار، األقـوى

األول، ألن المذكورين في وجه االستحباب ال يقاومان الظاهر. ولو فعل اإلحرام قبل التقصير عامدا، ففيه قوالن:

األول: بطالن العمرة وصيرورتها حجة مبتولة، وهو المحكي عنالشيخ وابن سعيد وابن حمزة والعالمة في جملة من كتبه.

بل عن الــدروس، والمســالك نســبته إلى الشــهرة، لموثــق أبي المتمتــع إذابصــير أو صــحيحه، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

طاف وسعى ثم لبى قبل أن يقصر فليس له أن يقصر، وليس عليه. (1)له متعة

وخبر محمد بن سنان، عن العالء بن الفضيل: ســألته عن رجــلــه وهيمتمتع طاف ثم أهل بالحج قبل أن يقصر، قال: بطلت متعت

. (2)حجة مبتولةــو ــاطال، وه ــاني ب ــان الث ــه األول، وك ــاء على إحرام ــاني: البن الث المحكي عن ابن إدريس، والفاضــــل في التلخيص، والشــــهيد في

الدروس، للنهي عنه المقتضي

. 5 من أبواب اإلحرام ح54 باب 73 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح54 باب 73 ص9الوسائل: ج (?)2

247

لفساده، لما تقدم من عدم جواز إدخال نسك في نسك. وأما الخبران فقالوا بقصورهما عن إثبات حكم مخالف لألصــل، مع عدم صراحتهما، الحتمال الحمل على متمتع عدل إلى اإلفراد ثم لبى بعد ما سعى، كما عن الــدروس، بــل قــال: ألنــه روي التصــريح بذلك في رواية أخرى، قال في الجواهر: ولعلـه أراد الموثــق رجــل يفرد بالحج فيطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة، ثم يبدو لــه أن يجعلها عمرة، فقال: إن كان لبى بعد ما سعى قبل أن يقصر فال

. (1)متعة له وربما يقال إن التقصير ليس جزء من العمــرة فال يكــون تقــديم

اإلحرام من إدخال نسك على نسك. لكن في الجميع ما ترى، إذ األصل يخرج عنه بالدليل، والخبران ال يقصران داللة، والموثق ال يقصر سندا، والموثق الذي هو محتمــل إرادة الشهيد في غير ما نحن فيه، ولــو أراد غــيره فهي روايــة غــير معلومة السند، ولو سلمنا العلم بالداللة لشهادة الشــهيد بصــراحتها فال تعــارض الموثــق المعلــوم الســند، والداللــة المعتضــد بالشــهرة

والخبر. والقول بأن التقصير ليس جزء، مــع مــا فيــه ال ينفــع بعــد وجــودــار ــو مخت ــاألقوى ه ــذا ف ــك، وعلى ه ــون الحكم ذل ــدليل على ك ال

المشهور، وفاقا للجواهر والمستند والحدائق. ثم الظــاهر إن الجاهــل في حكم العامــد إلطالق الخــبرين، كمــا صرح به في المستند والجــواهر، فــالقول بعــدم البــأس فيــه لقولــه

ــه الســالم(: ــة فال شــيء عليه)علي ،(2)أي رجــل ركب أمــرا بجهالوحديث الرفع ونحوهما، اجتهاد في قبال إطالق النص، فتأمل.

ولو فعل ذلك قبــل الســعي أو الصــالة أو الطــواف أو في أثنــاء أحدها، فالظاهر بطالن اإلحرام وبقاء العمرة، لعدم دليل على صحة هذا اإلحرام وبطالن العمرة، بــل مقتضــى النهي عن ذلــك االنعقــاد،

فتأمل. بقي في المقام شيء، وهو أنه هل يكتفى بهذا الحج عن فرضه لـو كـان واجبـا عليــه، أم ال؟ المحكي عن صـاحب الجـامع والشـهيد الثاني وسبطه عدم االجزاء، ألنه عدول اختياري، ولم يأت بالمــأمور بـه على وجهـه فال يجـزي، وتبعهمــا المسـتند، وهــو ظــاهر الحـدائق

والجواهر.. 253 ص18الجواهر: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح45 باب 126 ص9الوسائل: ج (?)2

248

وربما قيل باإلجزاء، واحتمله جماعة لخلو الخبر الوارد في مقام الحاجة عن األمر باإلعادة، ورد بأن األوامــر األوليــة كافيــة في عــدم

سقوط التكليف بذلك. أقــول: لكن ال يبعــد القــول الثــاني، ألنــه الظــاهر المنســاق من

الخبرين عرفا. أال ترى أنــه لــو ســأل العــامي المجتهــد أكلت في يــوم رمضــان سهوا، فقال له: افعل كذا بدون ذكر القضــاء، فهم منــه عــدم لـزوم القضاء، وليس هذا من باب السكوت في مقام البيان، بل من بــاب انسباق قيام هذا مقام الواجب األولي، ولذا لم يحك كما لم أر غــير

المستند جازما بعدم الكفارة، والله العالم. ثم إن الظاهر عدم االحتياج إلى تجديد اإلحــرام، ألنــه المنســاق من الخــبرين، فــإن معــنى بطالن المتعــة بطالنهــا بمــا هي متعــة، ال

بجميع خصوصياتها التي منها اإلحرام. وعن الذخيرة بعد ذكر الخبرين قال: ومقتضاهما بطالن المتعــة، وليس فيهما ـ خصوصا المعتبرة منهما ـــ تصــريح بعــدم الحاجــة إلى

تجديد اإلحرام، كما هو مذهب الجماعة، انتهى. واستظهر ذلك من الخبرين صاحب الجواهر أيضا,

ثم لو اخترنا جواز

249

تقديم حج القــران واإلفــراد، وقــدم الحج وأحــرم بــالعمرة قبــل التقصير، فالظاهر عدم جريان الحكم المذكور، بمعــنى االنقالب فيــك، إذ ــل على ذل األول والكفاية بإحرام العمرة في الثاني، لعدم دلي

الخبران وارادن في المتمتع، فالالزم العمل بمقتضى األصول. نعم صحيح معاوية بن عمار المتقدمة بإطالقها يشمل األول.

250

فصلفي تروك اإلحرام

ــا والمراد بها ما يحرم على المحرم ارتكابه، أو يكره، والكالم هنفي األول.

وقد اختلفوا في عددها، فعن النافع والتبصرة عدها أربعة عشر.وعن االرشاد ثمانية عشر.

وفي الشرائع عشرين.وعن الدروس ثالثة وعشرين.

وفي اللمعة ثالثين.ونحن نعد ذلك حسب األدلة.

)فاألول(: صيد البر، إجماعا مستفيضا دعواه ونقله، ويدل عليــهالكتاب والسنة.

. (1)﴾ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم﴿أما الكتاب: فهو قوله تعالى: ﴿وقوله تعالى: م عليكم صيد البر ما دمتم حرما . (2)﴾حر

وأما الســنة: فكثــيرة جــدا، كصــحيح الحلــبي، عن أبي عبــد اللـه ال تســتحلن شــيئا من الصــيد وأنت حــرام، وال)عليه السالم( قــال:

وأنت حالل في الحرم، وال تدلن عليه محال وال محرما فيصطاده، وال. (3)تشر إليه فيستحل من أجلك، فإن فيه فداء لمن تعمد

. 95سورة المائدة: اآلية (?)1. 96سورة المائدة: اآلية (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح1 باب 74 ص9الوسائل: ج (?)3

251

ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قيء الله يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم﴿في قوله عز وجل: ــ بش

يد تناله أيديكم ورمــاحكم حشــرت لرســول قــال: (1)﴾من الص الله )صلى الله عليه وآله( في عمرة الحديبية الوحوش، حــتى نالهــا

. (2)أيديهم ورماحهم وصحيح منصور بن حازم، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

المحرم ال يدل على الصيد، فإن دل عليه فقتل، فعليه الفداء(3) .. (4)وعن ابن أبي عمير مثله

تنالــه﴿ومرفوعة أحمد بن محمد، في قول الله تبارك وتعــالى: ما تناله األيدي البيض والفراخ، وما تناله قال: ﴾أيديكم ورماحكم

. (5)الرماح فهو ما ال تصل إليه األيدي وصحيح عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله )عليه السالم( عن قول

يد تناله أيديكم الله ليبلونكم﴿الله عز وجل: بشيء من الصــا منهم قال: ﴾ورماحكم حشر عليهم الصيد من كل وجه، حــتى دن. (6)ليبلوهم به

. (7)وعن ابن أبي عمير مثلهوقريب منه عن سماعة.

وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( فيإذا حديث قال:

. 94سورة المائدة: اآلية (?)1. 2 من أبواب اإلحرام ح1 باب 75 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح1 باب 75 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب اإلحرام ح1 باب 75 ص9الوسائل: ج (?)4. 4 من أبواب اإلحرام ح1 باب 75 ص9الوسائل: ج (?)5. 6 من أبواب اإلحرام ح1 باب 76 - 75 ص9الوسائل: ج (?)6. 6 من أبواب اإلحرام ح1 باب 76 ص9الوسائل: ج (?)7

252

فرض على نفسه الحج، ثم أتم بالتلبية، فقد حــرم عليــه الصــيد. (1)وغيره، ووجب عليه في فعله ما يجب على المحرم

وخبر ابن شجرة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، ، ثم قــال:ال يشــهدفي المحــرم يشــهد على نكــاح محلين، قــال:

يجوز للمحرم أن يشير بصيد على محل؟ (2) .ــدل على أقول: االستفهام إنكاري، كما عن الشيخ والصدوق، في

المطلوب. وال تقتل الصيد، واجتنب الصغير والكبير من الصيد؛والرضوي:

. (3)وال تشر إليه، وال تدل عليه، وال نعم في الجواب إن المحــرم ممنــوعوخبر الدعائم، عن الصادق )عليه السالم(:

. (4)من الصيد ال ينبغي للمحــرم أن يســتحل الصــيد فيوعنه )عليه الســالم(:

. (5)الحل وال في الحرم، وال يشير إليه فيستحل من أجله إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة، التي تأتي جملة أخرى منها. ثم إن المحرم اصطياده، قتال، وحيازة، وذبحــا ولــو صــاده غــيره وكان محال، وأكال كذلك، وداللة بلفــظ أو كتابــة، أو إشــارة وتســبيبا،ولو بإعادة سالح أو نصب شرك أو إغالق باب حتى يموت أو يصاد.

. 7 من أبواب اإلحرام ح1 باب 76 ص9الوسائل: ج (?)1. 8 من أبواب اإلحرام ح1 باب 76 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح1 الباب 119 ص2المستدرك: ج (?)3. 7 في ذكر ما يحرم على المحرم سطر 303 ص2الدعائم: ج (?)4. 21 في ذكر جزاء الصيد يصيبه المحرم سطر 308 ص1الدعائم: ج (?)5

253

ــا ــاع المســلمين في األولين، وإجماعن ــال في المســتند: بإجم ق. (1)المحقق والمحكي في البواقي

: اإلجماع بقسميه عليه.(2)وفي الجواهروفي المقام مسائل:

. 29 س 205 ص2المستند: ج (?)1. 286 ص18الجواهر: ج (?)2

254

ــة(:1)مســألة ــارة والدالل ــاص الحكم باإلش ــاهر اختص الظــة على طــير أو وحش ال يتمكن المســببة للصــيد، فاإلشــارة والداللــير ــطاد وإن تمكن غ ــخص ال يص ــة ش ــيده، أو دالل ــخص من ص الش محرمة، كما عن غير واحد التصريح به، واختاره الجواهر والمســتند،

وذلك لتقيد النهي في بعض األخبار باستحالله من أجل المشير. نعم فيما كانت إشارته السبب ولو بواسطة أو وسائط، كأن دل صــبيا ال يتمكن، فــدل هــو من يتمكن كــان حرامــا، ألنــه من الداللــة

واإلشارة. ثم إن الداللة واإلشارة أعم من كــون ذلــك بالنســبة إلى الصــيد نفسه أو محله، بأن يقول لصديقه هذه العين محل شرب الظبا في

أواخر الليل. والظاهر أن منها داللة الحيــوان، كــأن يــدل الثعلب على الــدراج في الــوكر مثال، أو يــدل الهــرة على فــراخ الحمامــة، أو غــير ذلــك،

لعموم العلة. كما أن الظاهر أن قتل الحيوان بالسم ونحوه من المحرم، وإن كــان بعــد ذهابــه، كمــا لــو وضــع الســم في الحنطــة ثم ذهب وبعــد رجوعه رأى جملة من الطائر ماتوا بسبب ذلك، ألنه من قتل الصــيد

المنهي عنه في اآلية، مضافا إلى شمول بعض األخبار له. وهل منه ما لو وصفه حالال ثم صاده حراما، احتماالن، والظــاهر

الثاني ألنه اصطيد وهو حرام. والمســتفاد من األدلــة عــدم الفــرق بين البــدوي واالســتمراري،

فتأمل. ومن الصيد المحرم على الظاهر اإلتيان بحيوان يصــيد، كمــا لــو جاء بصقر فأطلقه عند الحمام فصاد من ذلك فإنه محــرم، لشــمول بعض األدلــة المتقدمــة لــه، كمــا أن منــه داللــة الصــيد على موضــع

االصطياد، فاصطيد من أجله.والمصاديق في المسألة كثيرة نكتفي منها بهذا القدر.

255

ــا،(:2)مسألة كما يحرم الصيد يحرم فرخه وبيضه، أكال وإتالف مباشرة وداللة وإعانة، بال خالف كما عن الذخيرة، بل في الجــواهر،

وعن التذكرة وشرح المفاتيح اإلجماع عليه. ويدل عليه الروابات الكثيرة الدالة على ثبوت الكفارة فيه، ممــا

سيأتي في مبحث الكفارات. وهل يحرم إجهاض الحيــوان، الظــاهر ذلــك، لكونــه قتال للصــيد،

نعم في حرمة جعله بحيث يلقي النطفة تأمل.

256

لــو ذبح المحــرم الصــيد فهــل يكــون ميتــة أم ال،(:ـ 3)مسألة قوالن:

ــه، ــثر كتب ــو المحكي عن الشــيخ في أك ــة، وه ــا ميت األول: كونه والسرائر والمذهب والجامع والوســيلة وجــواهر القاضــي والشــرائع والنــافع والقواعــد واإلرشــاد وغيرهــا، وعن جماعــة دعــوى الشــهرة

عليه، وعن الجواهر والتذكرة والمنتهى اإلجماع عليه. ويدل عليه خــبر وهب بن وهب، عن جعفــر، عن أبيــه، عن علي

ــالم(: ــين )عليهم الس ــهبن الحس ــيد لم يأكل ــرم الص إذا ذبح المح الحرام والحالل وهو كالميتة، وإذا ذبح الصيد في الحــرم فهــو ميتــة،

. (1)حالل ذبحه أو حرام وخبر إسحاق، عن جعفر )عليــه الســالم( أيضــا: إن عليــا )عليــه

إذا ذبح المحــرم الصــيد في غــير الحــرم فهــوالسالم( كــان يقــول: ميتة، ال يأكلــه محــل وال محــرم، وإذا ذبح المحــل الصــيد في جــوف

. (2)الحرم فهو ميتة ال يأكله محل وال محرم بل يدل على ذلك أيضا صحيح الحلبي، قال: سئل أبــو عبــد اللــه )عليه السالم( عن صيد رمي في الحل، ثم أدخل الحــرم وهــو حي،

، وقــال:إذا أدخله الحرم وهو حي فقد حرم لحمه وإمساكهفقال: ال تشتره في الحرم إال مذبوحا قــد ذبح في الحــل ثم دخــل الحــرم

. (3)فال بأس بهــه ويؤيدها جملة من الروايات الدالة على لزوم دفن الصــيد، فإن

لو لم يكن كالميتة لما جاز دفنه ألنه إسراف وهو حرام. كصحيح معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(:

إذا أصاب المحرم

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح10 باب 86 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح10 باب 86 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح5 باب 80 ص9الوسائل: ج (?)3

257

ــه وال يأكلــه الصيد في الحرم وهو محرم، فإنه ينبغي له أن يدفن. (1)أحد، وإذا أصاب في الحل فإن الحالل يأكله وعليه الفداء

وعن خالد السدي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، في رجــل ، قلت: فيأكلــه،عليــه الفــداءذبح حمامة من حمــام الحــرم، قــال:

ــه فــداء آخر، فقلت: فيطرحــه، قــال: القــال: ،إذا طرحــه فعلي. (2)يدفنهقلت: فما يصنع به، قال:

وصــحيح ابن أبي عمــير، عمن ذكــره، عن أبي عبــد اللــه )عليــه السالم(، قال: قلت له: المحــرم يصــيب الصــيد فيفديــه أيطعمــه أو

قلت: فما يصــنع بــه، قــال:إذا يكون عليه فداء آخريطرحه، قال: يدفنه(3) .

وعن دعــائم اإلســالم، عن أبي جعفــر محمــد بن علي )عليهمــاــهالسالم( أنه قال: إذا أصاب الصيد جزا عنه، ولم يأكله ولم يطعم

. (4)ولكنه يدفنهــه ــه )علي ــد الل ــوفي، عن أبي عب ــبزاز الك ــدي ال وعن خالد الس

عليــه الفــداءالسالم(، في رجل ذبح حمامة من حمام الحرم، قال: :قال: فيأكله، قال ،ال إن اكلته عليك فداء آخر،ــال: فيطرحــه ، ق

. (5)ادفنه، قال: فما أصنعه، قال: إذا يكون عليه فداء آخرقال: ومرســل المقنــع، ســئل الصــادق )عليــه الســالم( عن المحــرم

إذا يكــون عليـه فـداءيصيب الصيد فيفديه يطعمه أو يطرحه، قال: . (6)يدفنه، قال: فأي شيء يصنع به، قال: آخر

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح3 باب 78 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح10 باب 85 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح10 باب 86 ص9الوسائل: ج (?)3. 7 في ذكر جزاء الصيد يصيبه المحرم سطر309 ص1الدعائم: ج (?)4. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح2 باب 119المستدرك: ص (?)5 نقال عن المقنع. 2 من أبواب كفارات الصيد ح55 باب 250 ص9الوسائل: ج (?)6

258

بل وأكثر تأييدا ما دل على تقديم الميتة على الصــيد إذا اضــطرالمحرم إلى أحدهما.

كصحيحة عبد الغفار الجازي، عن المحــرم إذا اضــطر إلى ميتــة.(1)يأكل الميتة ويترك الصيدفوجدها ووجد صيدا، فقال:

ــه لهوبمعناها رواية إسحاق، وفيها: فليأكل الميتة التي أحل الل(2) .

ــاره ــذي اخت الثاني: حلية الصيد لغير المحرم في الجملة، وهو ال المقنــع والفقيــه واإلســكافي والمفيــد والســيد المرتضــى والكليــني

وشيخ الطائفة واألحمدي، وهم بين مفصل ومطلق. ومال إليه أو قال بذلك جماعــة كثــيرة من المتــأخرين وغــيرهم،

لمستفيض األخبار الصحاح وغيرها. كصحيح معاوية بن عمار، سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن

ال بأس، إنمارجل أصاب صيدا وهو محرم أيأكل منه الحالل، فقال: . (3)الفداء على المحرم

أقول: المراد بالفداء الفداء لألكل ال للصــيد، حــتى يقــال بأنــه اليستقيم في هذا المقام.

وصحيح حريز: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن محــرم ليس على المحل شـيء، إنمــاأصاب صيدا أياكل منه المحل، قال:

. (4)الفداء على المحرم وصحيح منصور بن حازم، قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

أمــا أنــا كنترجل أصاب صيدا وهــو محــرم آكــل وأنــا حالل، قــال: ، قلت: فرجل أصاب فاعال

. 12 من أبواب كفارات الصيد ح43 باب 240 ص9الوسائل: ج (?)1. 11 من أبواب كفارات الصيد ح43 باب 240 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب اإلحرام ح3 باب 79 - 78 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب اإلحرام ح3 باب 78 ص9الوسائل: ج (?)4

259

. (1)ليس هذا مثل هذا يرحمك اللهماال حراما، فقال: المحــرم إذاوصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(:

. (2)قتل الصيد فعليه جزاؤه يتصدق بالصيد على مسكينــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــازم ق ــور بن ح ــحيح منص وص الســالم(: رجــل أصــاب من صــيد، أصــابه محــرم وهــو حالل، قــال:

فليأكل منه الحالل وليس عليه شيء، إنما الفداء على المحرم(3) . وإن أكــل الحالل من صــيد أصــابه الحــرام ليس بــهوالرضوي:

.(4)بأس، ألن الفداء على المحرمإلى غير ذلك.

وقد أجاب هؤالء عن أدلة القول األول. أما عن خبر وهب، فألنه من أكذب البرية.

وأما عن خبر إسحاق بضعف السـند، ولــو قلنـا بكونــه موثقـا لميفد بعد معارضته لألخبار الكثيرة الصحيحة.

وأما عن أخبار الدفن، فمضافا إلى عــدم داللــة بعضــها كصــحيح معاوية األولى الضطراب متنها، فقد رواها الشــيخ في بعض النســخ

يفديه مكان يدفنهوكونهــا مفصــلة فال تؤيــد المــذهب األول، إن ، العلة في تلك األخبار تدل على أن سر الدفن عدم لزوم فــداء آخــر

عليه، كما صرح بها في صحيح ابن أبي عمير ومرسل المقنع. وأما عن أخبار تقــديم الميتــة فبأنهــا مبتالة بمعــارض أقــوى، فال

تستقيم بنفسها

. 3 من أبواب اإلحرام ح3 باب 78 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب كفارات الصيد ح48 باب 244 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب اإلحرام ح3 باب 78 ص6الوسائل: ج (?)3. 28 س 72فقه الرضا: ص (?)4

260

ــل ــير، في رج ــحيحة زرارة وبك ــدة، ففي ص ــون مؤي ــف تك فيك. (1)يأكل الصيد ويفدياضطر إلى ميتة وصيد وهو محرم، قال:

ــا وصحيحة الحلبي، عن المحرم يضطر فيجد الميتة والصيد أيهم يأكل من الصيد ليس هو بالخيار، أما يحب أن يأكل منيأكل، قال:

، إلى(2)إنمــا عليــه الفــداء فليأكــل وليفــده، قلت: بلى، قال: مالهغير ذلك مما سيأتي.

وعلى هذا فأخبار الحلية مقدمة، بل ال معارض لها في الحقيقة،فال يبقى إال الشهرة واإلجماع المدعى.

ومن المعلوم أن اإلجمــاع ممنــوع كــبرى وصــغرى، أمــا صــغرى فألنه كيف يصح من العالمة )رحمه الله( دعوي اإلجماع، وقد ســبقهــيد في القول بالجواز أساطين المذهب أصحاب الكتب األربعة والس

المرتضى وغيرهم، فال محمل إلجماعه إال الحدس ونحوه. والقول بأن الشهرة قادحة لكشفها عن خلل في األخبار، مضافا إلى ما فيها في نفسها، فيــه: إن بعـد عمــل أصـحاب الكتب األربعـة

الذين وصل إلينا األخبار من جهتهم كيف يقال به. هذا، وأمــا احتمــال التفصــيل في المســألة بين مقتــول المحــرم ومذبوحـه، فيحـل للمحــل في األول دون الثــاني، جمعــا بين األخبــار بحمل الطائفــة األولى منهــا على مذبوحــه، وحمــل الطائفــة الثانيــةــبة إلى على مقتوله، ألعمية األخبار األخيرة عن األولى مطلقا بالنس الذبح وغــيره، فيجب تخصيصــها بهــا عمال بتخصــيص العــام المطلــق بالخــاص المطلــق، ففيــه مــا ال يخفى، لعــدم كــون النســبة العمــوم

المطلق، بل الظاهر من الطائفتين الموضوع الواحد.كما أن التفصيل بين كون المحرم أصابه

. 3 من أبواب كفارات الصيد ح43 باب 238 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب كفارات الصيد ح43 باب 238 ص9الوسائل: ج (?)2

261

في الحل فيجوز أكله للمحل، وبين كونــه أصــابه في الحــرم فال إذا أصــاب الرجــل الصــيد فييجــوز، لصــحيح ابن عمــار المتقــدم:

ــابه الحرم وهو محرم فإنه ينبغي له أن يدفنه وال يأكله أحد، وإذا أص.في الحل فإن الحالل يأكله وعليه هو الفداء

وصحيح الحلبي، قال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عنــال: ــه، ق ــدى إلي من ــيدا وأه ــاب ص ــرم أص ــيد فيمح ــه ص ال، إن

، في غير محله، لقوة إطالق أخبار الجواز المعللة، وضعف(1)الحرم.ينبغيداللة الصحيحة بقوله:

وبهذا ظهر أن احتمال الجمــع بين الطــائفتين المتقــدمتين بهــذهالصحيحة في غير محله.

هذا كله فيما أصاب الصيد المحرم وأكلــه المحــل، وقــد عــرفت أن األقوى جوازه للمحــل، ولــو أصــابه المحــرم فإنــه ال إشــكال فيــة، حرمته على المحرم، وكذا لو أصابه المحل، فالصور العقلية أربعــرم ألن المصيب إما محرم أو محل، وعلى كل تقدير فاآلكل إما مح

أو محل: فاألولى: وهي إصابة المحل وأكله، فال إشكال فيــه، وهــو خــارج

عن محل الكالم. والثانية: وهي إصابة المحرم وأكــل المحــل، فقــد عــرفت عــدم

اإلشكال فيه أيضا. والثالثة والرابعــة: وهمــا أكــل المحــرم ســواء أصــابه المحــل أوــواتر ــه مت المحــرم، فال إشــكال أيضــا في عــدم جــوازه، ويــدل علي

النصوص: ففي صحيح الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن لحوم الوحش تهدى للرجل وهو محرم ولم يعلم بصــيده ولم يــأمره

.(2)البه أيأكله، قال:

. 1 من أبواب اإلحرام ح4 باب 79 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب اإلحرام ح2 باب 77 ص9الوسائل: ج (?)2

262

الوعن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: . (1)تأكل شيئا من الصيد وأنت محرم، وإن صاده حالل

وصــحيح محمــد بن مســلم، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن لحوم الوحش تهدى إلى الرجــل ولم يعلم بصــيدها ولم

، قال: وسألته أيأكل قديــد الــوحش محــرم،اليأمر به أيأكله، قال: . (2)القال:

ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال تأكل من الصيد وأنت محرم، وإن كان صاده حالل(3) .

وخبر عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي: إنه اصــطاد أهــلــال: الماء حجال فطبخوه، وقدموا إلى عثمان وأصحابه فأمسكوا، فق صيد لم نصده ولم نأمر بصيده، اصطاده قوم حل فأطعموناه فال به بأس، فقال رجل: إن عليا )عليه السالم( يكره هذا، فبعث إلى علي )عليه السالم( فجاء وهو غضبان ملطخ يديه بالخبط، فقال له: إنــك

اذكر الله من شهد النبيلكثير الخالف علينا، فقال )عليه السالم(: )صلى الله عليه وآله( أتي بعجز حمــار وحشــي وهــو محــرم، فقــال

، فشــهد)صلى الله عليه وآله(: إنا محرمــون فــأطعموه أهــل الحل اذكــر اللــه رجال شــهد النــبياثنا عشر رجال من الصحابة، ثم قــال:

)صلى الله عليه وآله( أتي بخمس بيضــات من بيض النعــام، فقــال:ــا محرمــون، فــأطعموه أهــل الحل ــا عشــر رجال منإن ، فشــهد اثن

الصحابة، فقام عثمــان ودخــل فســطاطه وتــرك الطعــام على أهــل.(4)الماء

إلى غير ذلك من الروايات.

. 2 من أبواب اإلحرام ح2 باب 77 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح2 باب 77 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب اإلحرام ح2 باب 77 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح2 باب 119مستدرك: ص (?)4

263

بقي في المقام شيء: وهو أنه على مختار المشــهور من كونــه كالميتة، هل يجري عليــه ســائر أحكــام الميتــة من النجاســة، وعــدم

جواز الصالة في جلده، وحرمة بيعه وشرائه، وغير ذلك، أم ال؟ ربمــا يقــال: بجريــان جميــع األحكــام المــذكورة عليــه، لمــا في

الروايتين المتقدمين من أنه ميتة أو كالميتة. ــك، لكن رده في ــتقرب ذل ــه اس ــر أن ــل في التحري وعن الفاض الجواهر بقوله: وال يخفى عليك أن في النفس منــه شــيئا، خصوصــا مع مالحظة ما سمعته من نصوص الترجيح له على الميتة، والتعليل المزبور فيها، والعمومات وعــدم معروفيــة اشــتراط كونــه محال في التذكية، بل ظاهر تلك األدلة خالفه، فال بعد في إرادة معنى كالميتة

،(1)من قوله فيها، فينصرف إلى حرمة األكــل ال غــيره، فتأمــل جيــداانتهى. لكن من يرى جواز األكل فال إشكال في عدم كونه كالميتة.

. 291 ص18الجواهر: ج (?)1264

لذبح الصيد صور أربع، ألنه إما أن يذبحه المحــل (:4)مسألة أو المحرم، وعلى كل فالذبح إما في الحل أو في الحرم.

فاألولى: وهو ذبح المحل في الحل واضح. والثانية والثالثة: وهما ذبح المحرم في الحل أو في الحــرم، قــد

عرفت عدم جواز ذلك. ــا عن والرابعة: وهو ذبح المحل في الحرم، فهو محرم أيضا، كم غير واحد التصريح به، بل في الحدائق اتفاق األصحاب عليــه، ويــدل

عليه جملة من النصوص: ــالم(، في كصحيح منصور بن حازم، عن أبي عبد الله )عليه الس

مــا يأكلــه محــرم، وإذا دخــل مكــة أكلــهحمام ذبح في الحل، قال: المحل بمكة، وإذا أدخل الحرم حيا ثم ذبح في الحرم فال يأكله، ألنه

. (1)ذبح بعد أن دخل مأمنه وصحيح عبد الله بن سنان، إنه سأل أبا عبد الله )عليه الســالم(

﴿عن قول الله: من دخــل الحــرم، قــال: (2)﴾ومن دخله كان آمنا مستجيرا فهو آمن من سخط الله، وما دخله من الــوحش أو الطــير

. (3)كان آمنا من أن يهاج أو يؤذى حتى يخرج من الحرم وصحيح محمد بن مسلم، أنه سأل أحدهما )عليهما السالم( عن

ال يؤخذ وال يمس، فإن الله تعالى قال:الظبي يدخل الحرم، فقال: ومن دخله كان آمنا (4) .

وصحيح عبــد الرحمــان بن الحجــاج، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه)عليه السالم(

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح5 باب 80 ص9الوسائل: ج (?)1. 97سورة آل عمران: (?)2. 1 من أبواب كفارات الصيد ح13 باب 202 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب كفارات الصيد ح36 باب 231 ص9الوسائل: ج (?)4

265

ولمعن فرخين مسرولين ذبحتهما وأنا بمكة محل، فقــال لي: ، فقلت: جاءتني بهما جارية قوم من أهل مكة فسألتني أنذبحتهما

ــذبحتهما. ــالحرم ف ــني ب ــر أن ــة ولم أذك أذبحهمــا فظننت أني بالكوف درهم وهو خير، فقلت: فكم ثمنهما؟ فقال: تصدق بثمنهمافقال: . (1)منهما

وصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، أنه ســئل عن إذاالصيد يصاد في الحل ثم يجاء بــه إلى الحــرم وهــو حي، فقــال:

أدخله الحرم حرم عليه أكلــه وإمســاكه، فال تشــترين في الحــرم إال مــذبوحا قــد ذبح في الحــل ثم أدخــل الحــرم مــذبوحا فال بــأس بــه

. (2)للحالل وصحيح حفص بن البختري، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(،

إن كان مستوي الجناح فليخــلفيمن أصاب طيرا في الحرم، قال: عنه، وإن كان غير مستو وثقه فأطمعه وسقاه، فإذا استوى جناحــاه

. (3)خلى عنه وصحيح شــهاب بن عبــد ربــه، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه السالم(: إني أتسحر بفراخ أوتي بها من غير مكة فتذبح في الحــرم

بئس الســحور ســحورك، أمــا علمت أن مــاوأتســحر بهــا، فقــال: .(4)دخلت به الحرم حيا فقد حرم عليك ذبحه وإمساكه

وصــحيح معاويــة بن عمــار، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه ال يمس، ألن اللــهالسالم( عن طائر أهلي أدخل الحرم حيا، فقال:

﴿يقول: . (5)﴾ و من دخله كان آمناوقريب منه صحيحه اآلخر.

. 7 من أبواب كفارات الصيد ح9 باب 196 ص9الواسائل: ج (?)1. 6 من أبواب كفارات الصيد ح14 باب 205 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب كفارات الصيد ح12 باب 199 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب كفارات الصيد ح12 باب 200 ص9الوسائل: ج (?)4. 11 من أبواب كفارات الصيد ح12 باب 201 ص9الوسائل: ج (?)5

266

وصحيح ابن أبي يعفور، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه السالم(: الصيد يصاد في الحل ويذبح في الحل ويدخل الحــرم ويؤكـل، قـال:

نعم ال بأس به(1) . وصحيح حكم بن عيينة، قال: قلت ألبي جعفــر )عليــه الســالم(:

الما تقول في حمام أهلي ذبح في الحل وأدخل في الحــرم، قــال: إن أدخــل، وقــال: بأس بأكله لمن كان محال، فإن كان محرمــا فال

.(2)الحرم فذبح فيه فإنه ذبح بعد ما دخل مأمنهإلى غير ذلك من النصوص الكثيرة.

ثم إنه ال إشكال فيما لو ذبحه المحل في الحل ثم أدخل الحرم،ــدم من ــا تق ــا، لم ــواهر وغيرهم ــدائق والج ــه في الح ــا صــرح ب كم الروايات، والظاهر أنه ال فرق في كون ذبح المحــل بداللــة المحــرم

أم ال. ولو جهل حاله وكان في يد المسلم جاز أكله ألصالة الصحة في

فعله. وأما ما في صحيح منصور بن حازم: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه

ال يرى أهل مكــةالسالم(: أهدي لنا طير مذبوح فأكله أهلنا، فقال: ، فال بــد(3)عليهم ثمنه، قلت: فأي شيء تقول أنت، قــال: به بأسا

من حمله على ما عن الشــيخ وغــيره من كونــه مــذبوحا في الحــرمجمعا بين النصوص.

ثم إنك قد عرفت تصريح بعض النصوص السابقة بأنــه إذا دخــل الحيوان الحرم وهو حي ثم ذبح كان حكمه حكم المذبوح في الحرم وإن رمي في الحل، ومقتضى القاعدة أن عكس ذلــك وهــو أنــه لــو

رمي في الحرم ثم دخل الحل وذبح فيه لم يكن به بأس.

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح5 باب 80 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح5 باب 80 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب كفارات الصيد ح10 باب 196 - 195 ص9الوسائل: ج (?)3

267

(:5)مسألة الجــراد في معــنى الصــيد الــبري، اتفاقــا محققــاومحكيا، كما في المستند.

وعن المنتهى والتذكرة إنه قول علمائنا، وأكثر العامة. وعن المسالك: ال خالف فيه عندنا.

ويظهر من الحدائق والجواهر كونه من المسلمات.ويدل عليه مستفيض األخبار.

كصحيحة محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليه الســالم( قــال:مــر علي )صــلوات اللــه عليــه( على قــوم يــأكلون جــرادا وهم

محرمون، فقال: سبحان الله وأنتم محرمون، فقــالوا: إنمــا هــو من. (1)صيد البحر، فقال أرموه في الماء إذن

وصحيح معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(:الجــراد من البحــر وكــل شــيء أصــله من البحــر ويكــون في الــبر

والبحر فال ينبغي للمحرم أن يقتله، وإن قتله فعليه الفداء كمــا قــال. (2)الله تعالى

ــال: ــه الســالم(، ق ــه )علي ــد الل ــز، عن أبي عب علىوخــبر حري ــدا المحــرم أن يتنكب الجــراد إذا كــان على طريقــه، فــإن لم يجــد ب

. (3)فقتل فال بأس وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:

ليس للمحرم أن يأكل جرادا وال يقتلهقــال: قلت: مــا تقــول في ، ــرادة، وهي منرجل قتل جرادة وهو محرم، قال: تمرة خير من ج

ــر فال ينبغي البحر، وكل شيء أصله من البحر ويكون في البر والبحللمحرم أن يقتله، وإن قتله متعمدا فعليه الفداء

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح7 باب 83 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب كفارات الصيد ح37 باب 232 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب كفارات الصيد ح38 باب 233 ص9الوسائل: (?)3

268

. (1)كما قال الله وموثق أبي بصير، قــال: ســألته عن الجــراد يــدخل متــاع القــومــه، ــق فيطؤون فيدوسونه من غير تعمد لقتله أو يمرون به في الطري

إن وجــدت معــدال فاعــدل عنــه، فــإن قتلــه غــير متعمــد فالقــال: . (2)بأس

ــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــار، ق ــة بن عم وصــحيح معاوي السالم(: الجراد يكون في الطريق والقوم محرمون كيف يصــنعون،

، قلت: وإن قتلوا منه شــيئا مــا عليهم،يتنكبونه ما استطاعواقال: . (3)ال شيء عليهمقال:

اعلم مــاوحسن معاوية، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: . (4)وطأت من الدبا أو وطأه بعيرك فعليك فداؤه

وعن كتاب عالء بن رزين، عن محمد بن مســلم، قــال: مــر أبــوــال: جعفر )عليه السالم( على قوم يأكلون جرادا وهم محرمون، فق

سبحان الله وأنتم محرمون:فقــالوا: إنــه من صــيد البحــر، فقــال ، ارموه في الماء إذن(5) .

أنه نهي عنوعن الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليه السالم(: صيد الجراد وأكله في حال إحرامه، وإن قتله خطــأ أو وطأتــه دابتــه

. (6)فليس عليه شيء. (7)وليس للمحرم أن يأكل الجراد وال يقتلهوالرضوي:

إلى غير ذلك من األخبار.

. 1 من أبواب كفارات الصيد ح37 باب 232 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح7 باب 84 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب كفارات الصيد ح38 باب 233 ص9الوسائل: ج (?)3. 8 من أبواب كفارات الصيد ح37 باب 233 ص9الوسائل: ج (?)4. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح6 باب 1200المستدرك: ص (?)5. 21 سطر 309 ص1الدعائم: ج (?)6فقه الرضا. (?)7

269

اختلفوا في الصيد المحــرم، هــل هــو يشــمل كــل(:6)مسألة حيــوان ممتنــع باألصــالة، ســواء كــان ممــا يؤكــل أو ال، كمــا اختــاره المحقق في الشرائع، والعالمــة في التــذكرة واإلرشــاد وبعض كتبــه األخر، وجمــع من المتــأخرين، بــل عن الروانــدي: إنــه مــذهبنا، وهــو

مشعر بدعوى اإلجماع. أو هو خاص بالحيوان المحلل الممتنع، كما عن النافع والدروسوالمسالك والروضة وغيرها، إال أنهم ألحقوا بعض المحرمات بذلك. واألقــوى األول، ويــدل على ذلــك مضــافا إلى أن الصــيد المنهي

عنه كتابا وسنة يشمل المحلل والمحرم لغة وعرفا، كما قال: صيد الملوك أرانب وثعالبوإذا ركبت فصيدي األبطال

وقول اآلخر: قد رمى المهدي ظبيا شك بالسهم فؤاده

وعلي بن سليمان رمى كلبا فصادهوقوله: ليت تردي زبية فاصطيدا. وقول العرب: سيد الصيد األسد.

وقولهم: كل الصيد في جوف الفراء. إلى غــير ذلــك، وإلى أن هــذه اللفظــة كــانت من قبــل الشــرع حقيقــة في الجميــع، إذ ال محــرم وال محلــل عنــدهم، فأصــالة عــدمــه يلــزم النقــل قاضــية بعــدم اصــطالح جديــد من الشــارع، وإلى أن االختالف في اللغة باختالف آراء الفقهــاء في بعض الحيوانــات الــتي هي مورد االختالف في حليتها وحرمتها، بصدق الصــيد لغــة عنــد من

يقول بالحلية، وعدم صدقه عند من يقول بالحرمة.

270

إلى غير ذلك من هذا النحــو من اإلشــعارات والمؤيــدات، جملــةمن النصوص:

واجتنب فيففي روايــة عمــر بن يزيــد، قــال )عليــه الســالم(: . (1)إحرامك صيد البر كله

إذا أحــرمت فــاتقوقولــه )عليــه الســالم( في صــحيح معاويــة: .(2)الدواب كلها، إال األفعى والعقرب والفارة

كلما خاف المحــرم علىوقوله )عليه السالم( في رواية حريز: ــردك فال ــإن لم ي ــه، ف ــا فليقتل ــات وغيره نفســه من الســباع والحي

.(3)ترده وقوله )عليه السالم( في روايتــه األخــرى، قــال: في قــول اللــه

ــل من النعم﴿تعالى: في النعامــة قــال: (4)﴾فجزاء مثل مــا قت إلخ. (5)بدنة

ال تقتلوا الصيدوقوله )عليه السالم( في خبر زرارة، في قوله: وأنتم حرم، ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثــل مــا قتــل من النعم

من أصاب نعامة فبدنــة، ومن أصــاب حمــارا أو شــبهه فعليــهقال: ، الحديث.(6)بقرة، ومن أصاب ظبيا فعليه شاة

فإن الظاهر بقرينة جعل المذكورات تفسيرا لآليــة كــون الصــيد أعم من المحــرم والمحلــل والمكــروه والمبــاح، إلى غــير ذلــك من

الروايات المشعرة أو المؤيدة للمطلوب. كما دل على حرمــة قتــل الــوحش والطــير مطلقــا في الحــرم،ــرم، ــدجاج في الح ــر والغنم وال ــل والبق ــير اإلب ــل غ والنهي عن قت

وحرمة ذبح كل ما أدخل الحرم حيا،

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح5 باب 75 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 166 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح81 بابا 166 ص9الوسائل: ج (?)3. 95سورة المائدة: اآلية (?)4. 1 من أبواب كفارات الصيد ح3 باب 181 ص9الوسائل: ج (?)5. 5 من أبواب كفارات الصيد ح3 باب 182 ص9الوسائل: ج (?)6

271

ووجوب تخلية سبيل الصقر في الحرم ونحوها، مما ســيأتي فيأبواب الكفارات وأحكام الحرم.

ــالحالل، إال االنصــراف ثم إني لم أجد دليال للقائل باالختصــاص ب بضميمة البراءة، وقد عرفت عدم انصــراف الصــيد عن المحــرم فال

مجال للبراءة. وربما يستدل لالختصاص بوجه اعتبــاري، وهــو أن ظــاهر ســياق

يد وأنتم حـرم﴿قوله تعـالى: ـوا الصـ ،ال تقتل ـه منكم متعمدا ومن قتل عم ــل من الن ــل مــا قت . التالزم بين حرمــة قتــل الصــيد(1)﴾فجــزاء مث

ولزوم الكفارة، وأنه مسبب عنها، وكــذلك ظــاهر جملــة من األخبــار ال تستحلن شيئا من الصيد وأنت حرام، وال تدلنالتالزم، كالصحيح:

عليه محال وال محرما فيصطاده، وال تشر إليــه فيســتحل من أجلــك، ، ونحوه هــذا الصــحيح غــيره في ظهــور(2)فإن فيه فداء لمن تعمده

التالزم. لكن قام اإلجمــاع أو الــدليل على عــدم لــزوم الفــداء في بعض الحيوانات المحرمة، فاألمر حينئذ دائر بين رفــع اليــد عن الالزم مــعــداء، وبين وجود الملزوم، بأن نقول إنه صيد ولكن ليس بموجب للف رفع اليد عن الملزوم بأن نقول إنه ليس بصــيد، فعــدم الكفــارة منــاء ــع بق ــاع الالزم م ــون، إذ ارتف ــاني أه ــدم الموضــوع، والث ــاب ع ب الملزوم خالف دليل المالزمة، أي اآلية واألخبــار الدالــة على التالزم بين الصيد والفداء، وهــذا بخالف القــول بعــدم الملــزوم أي الصــيد،

فإنه خالف الدليل. أقول: ال يخفى ما في هذا الوجه من الوهن لوجوه.

األول: النقض، بالصيد المحلل الذي ال كفــارة عليــه، فإنــه يلــزمالقول بأنه ليس

. 95سورة المائدة: اآلية (?)1. 1 من أبواب كفارات الصيد ح17 باب 208 ص9الوسائل: ج (?)2

272

ــع المحلالت صــيد، صيدا لعدم الكفارة، لكن القائل يرى أن جميفال بد له من القول بالتفكيك بين الصيد والكفارة.

الثاني: الحل، بأن التالزم ليس عقليا غير قابــل للتخصــيص، بــل قابل للتخصيص بقدر الدليل، فنقول بعــد صــدق الصــيد لغــة وعرفــا كما عرفت ال بد من القول بتخصيص ما دل على عدم الكفــارة عن هذه المالزمة، فهو كأن يقول تالزم بين الصيد والكفارة إال في هــذه

الموارد. الثالث: إن الــدليل كمــا عــرفت فســر اآليــة بــالمحرم كالنعامــة

وغيره، وذلك دليل العموم. ــوق الرابع: إن ما دل على الكفارة في المحرم يلزم أن يكون ف ما عدوه من المحرمات، فإنهم يعدون الصيد واحدا، وال يعدون قتــل األسد مثال محرما مستقال، ولـو لم يكن من بـاب الصـيد كــان نقصــا في عــد المحرمــات، وذلــك أنــه من الصــيد، فــالالزم القــول بعــدم المالزمة في مورد داللة الدليل على عــدم الكفــارة، ال بعــدم صــدق

الصيد فتأمل. ــد الشــحام، عن وأما ما ربما يستدل به على العموم من خبر زي

ومن عاد﴿أبي عبد الله )عليه الســالم( في قــول اللــه عــز وجــل: ، قال: (1)﴾فينتقم الله منه إن رجال انطلق وهو محرم فأخذ ثعلبا

فجعــل يقــرب النــار إلى وجهــه، وجعــل الثعلب يصــيح ويحــدث من إسته، وجعل أصحابه ينهونه عما يصنع، ثم أرسله بعــد ذلــك، فبينمــا الرجل نائم إذ جاءته حيــة فــدخلت في فيــه، فلم تدعــه حــتى جعــل

، فال داللة فيه لذلك، إذ لم(2)يحدث كما أحدث الثعلب ثم خلت عنهيشتمل على لفظ االصطياد، والنهي ظاهره

. 95سورة المائدة: اآلية (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح8 باب 84 ص9الوسائل: ج (?)2

273

عن كونه لتقريب النار إلى وجهه، لقوله: )وجعل أصحابه ينهونهعما يصنع(، ال عن أخذه للثعلب.

ــوان وكيف كان، فاألقوى تبعا لمن عرفت شمول الصيد لكل حيــذلك، إذ ــا، نعم ال يختص المحــرم ب ــع باألصــالة، حالال أم حرام ممتن

يحرم الدواب كلها إال ما استثني، ولو لم يصدق الصيد.

274

المناط في الصيد المحرم هــو الحيــوان الممتنــع(:ـ 7)مسألة باألصالة، كما في كالم غير واحد.

ــد باألصــالة إلخــراج مــا يــوحش من قــال في المســتند: والتقييــوان اإلنسي، وإدخال ما استأنس من الوحش، إذ بذلك ال يخرج الحي عن مسماه األصلي، وال يختلف بــذلك إطالق الصــيد وعدمــه، بــل ال خالف في جواز ذبح اإلنسي المتوحش، وعدم جــواز قتــل الوحشــي

، انتهى. (1)المستأنس بل في الجواهر، كما عن المسالك دعــوى اإلجمــاع على شــقي

المسألة. ــة من ــتأنس جمل ــيد المس ــواز ص ــدم ج ــدل على ع ــول: وي أق

ثم اتق قتل الدواب كلهاالروايات المتقدمة، كقوله )عليه السالم(: إلخ، وغير ذلك، وسيأتي أيضا ما يدل عليه وعلى جواز(2)إال األفعى

المحــرم يــذبح البقــر والغنمصيد المتوحش إطالق صحيحة حريــز: من الطــير ومــا أحــل للحالل أن يذبحــه فيواإلبل، وكلمــا لم يصف

، وروايــة ابن ســنان: المحــرمالحرم وهو محرم في الحل والحــرم ، وما يأتي من جواز ذبح اإلبل(3)نعمينحر بعيره ويذبح شاته، قال:

والبقر والغنم والدجاجة في الحرم، إلى غير ذلك. وبعد هذا ال مجال للقول بأن الحكم تابع للموضوع، فمــع صــدق الصــيد في المتــوحش وعــدم صــدقه في المســتأنس يلــزم جريــان

حكمهما، ال حكم السابق باالستصحاب.

. 24 س 206 ص2المستند: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 166 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح82 باب 170 ص9الوسائل: ج (?)3

275

ــوان المحــرم قتلــه جملــة من(:ــ 8)مسألة يســتثنى من الحيالحيوانات إجماعا في الجملة، لداللة مستفيض النصوص عليه.

ثم اتــق قتــلكصحيح معاوية، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: الدواب كلها، إال األفعى والعقرب والفارة، فأما الفــارة فإنهــا تــوهي السقا وتضرم على أهل البيت، وأما العقرب فإن نبي اللــه مــد يــده إلى الحجــر فلســعته عقــرب، فقــال: لعنــك اللــه ال بــرا تدعينــه وال فاجرا، والحية إذا أرادتك فاقتلهــا، وإن لم تــردك فال تردهــا، والكلب العقــور والســبع إذا أراداك فاقتلهمــا، فــإن لم يريــداك فال تردهمــا، واألسود الغدر فاقتله على كل حال، وارم الغراب والحدأة رميا عن

. (1)ظهر بعيرك كلمــا خــاف المحــرم على نفســه من الســباعوصــحيح حريــز:

.(2)والحيات وغيرهما فليقتله، وإن لم يردك فال ترده وخبر محمد بن الفضــل، ســأل أبــا الحســن )عليــه الســالم( عن

يقتل األسود واألفعى والفارةالمحرم وما يقتل من الدواب، فقال: والعقــرب وكــل حيــة، وإن أرادك الســبع فاقتلــه، وإن لم يــردك فال تقتله، والكلب العقور إن أرادك فاقتله، وال بأس للمحــرم أن يــرمي

. (3)الحدأةــال: أمــروخبر حنان بن سدير، عن أبي جعفر )عليه السالم( ق

رسول الله )صلى الله عليه وآله( بقتل الفارة في الحــرم، واألفعى والعقرب، والغراب األبقــع ترميــه، فــإن أصــبته فأبعــده اللــه، وكــان يسمي الفارة الفويسقة، وقال إنها توهي السقا وتحرق الــبيت على

. (4)أهله

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 166 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 166 ص9الوسائل: ج (?)2. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 168 ص9الوسائل: ج (?)3. 11 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 168 ص9الوسائل: ج (?)4

276

تقتــل في الحــرم واإلحــرام األفعى واألســودوصــحيح الحلــبي: الغدر، وكل حية ســوء والعقــرب، والفــارة وهي الفويســقة، وتــرجم

. (1)الغراب، والحدأة رجما، فإن عرض لك اللصوص امتنعت منهمــلوصحيح ابن أبي العالء، عن أبي عبد الله )عليه السالم(: يقت

المحرم األسود الغدر واألفعى والعقرب والفارة، فــإن رســول اللــه )صلى الله عليه وآله وسلم( سماها الفاســقة والفويســقة، ويقــذف

. (2)الغراب، وقال: اقتل كل واحد منهن يريدك وخــبر أبي البخــتري، عن جعفــر بن محمــد، عن أبيــه، عن علي

يقتل المحرم ما عدا عليه من سبع وغيره، ويقتل)عليهم السالم(: الزنبور والعقرب والحية والنسر والذئب واألسد، وما خاف أن يعــدو

. (3)عليه من السباع والكلب العقور الومرسل المقنعة، قال: سئل عن قتل الذئب واألسد، فقــال:

ــباع ــيء أراده من الس ــل ش ــرم إن أراداه، وك ــا للمح ــأس بقتلهم ب. (4)والهوام فال حرج عليه في قتله

يقتــلوخــبر غيــاث بن إبــراهيم، عن الصــادق )عليــه الســالم(: المحرم الزنبور والنسر واألسود الغدر والــذئب ومــا خــاف أن يعــدو

. (5)الكلب العقور هو الذئب، وقال: عليه ومن هذه الروايات يســتفاد اســتثناء الســباع والحيــات واألســود

واألفعى والفارة

. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 167 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 167 ص9الوسائل: ج (?)2. 12 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 168 ص9الوسائل: ج (?)3. 27 س70المقنعة: ص (?)4. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 167 ص9الوسائل: ج (?)5

277

والعقرب والكلب العقور والغراب األبقــع، بــل الغــراب مطلقــا،ــاع والحدثة والزنبور والنسر والذئب واألسد والهوام، وقد قام اإلجم المحكي على أن كل حيوان أراده من السباع والهوام وغيرها يجــوز

قتله بال شرط. وأما غيرها، فالسباع إذا لم يردن الشخص فظاهر صحيح حريــز

وغيره عدم جواز قتلها، وبه يقيد المطلق الدال على جواز قتلها. وأمـــا الحيـــات فإنـــه وإن ورد إطالق قتلهـــا، بـــل المحكي عن األشهر، بل عن المبسوط والغنية اإلجماع على قتــل الحيــة مطلقــا، لكن ظاهر صحيح ابن عمار المتقدم اختصاص ذلك بصــورة اإلرادة،ــار في الســرائر ــذا اخت ــه، ول وهــو أخص مطلقــا، فــالالزم العمــل ب

والمستند وغيرهما التفصيل بين الخوف وعدمه. وأما األسود الغدر، وهو نــوع من الحيــة، فيجــوز قتلــه على كــل

حال، كما صرح بذلك في صحيح ابن عمار. ــا، ومــا في وأما األفعى والفارة والعقرب، فال مقيد إلطالق قتله

ونحوه حكمة ال علــة، فلــو لم يكنوهي السقابعض الروايات من للمحــرم ســقاء أو ســراج قتلهــا أيضــا، ولــذا كــان ظــاهر المحقــق وجماعة آخــرين إطالق قتلهــا، لكن تقــدم في صــحيح ابن أبي العالء المتقــدم االختصــاص، لكن ال يبعــد حمــل ذلــك على االســتحباب أو

إلى سائر الحيوانات، لإلطالق القــوي فيمنهنرجوع الضمير في صحيح ابن عمار، بقرينة التفصيل في الحية وغيرها.

وأما الكلب العقور، يفصل فيه بين ما أراد وما لم يرد، لصــراحةصحيح معاوية وخبر محمد وغيرهما بذلك.

وأما الغراب األبقــع، فالظــاهر جــواز قتلــه مطلقــا، إلطالق خــبرحنان.

278

وأما سائر الغربــان فيجــوز قــذفها مــع اإلرادة، لصــحيح ابن أبيعن ظهر بعيركالعالء، وقوله )عليه السالم( في صحيح ابن عمار:

مصداق لإلرادة، بمعنى أنه إن كان على ظهر بعيرك فارمــه، ومــع ذلك يجوز قتله إلطالق الرمي فيه.

وأما الحداة فيجــوز قتلهــا مطلقــا، إلطالق خــبر محمــد وصــحيحالحلبي، وال يقيدان باإلشعار في صحيح معاوية، ألنهما مثبتان.

وأما الزنبور فقد اختلف فيه، وإن كان ظاهر خــبري غيــاث وأبيالبختري اإلطالق، وهو األقوى.

وأما النسر والذئب فظاهر الخبرين اإلطالق. وأمــا األســد ففيــه احتمــاالن، من اإلطالق، ومن مــا دل على

الكفارة. ــاك ــان هن وأما الهوام فهي مقيدة باإلرادة، ونحوها غيرها، فلو ك

ظبي أراد الشخص فرضا جاز قتله. ال بــأس بقتــل النمــل والبــق فيثم إن في صحيحة ابن عمــار:

. (1)الحرم وفي صـــحيحة أخـــرى لـــه: مكـــان النحـــل النمـــل، وبضـــميمة الصحيحتين اآلتيتين في بحث أحكام الحـرم المصـرحتين بأنــه يجــوز للمحرم ذبح كل مــا يجــوز ذبحــه للمحــل في الحــرم، يثبت اســتثناء

النحل والنمل أيضا، لظاهر اإلطالق. ــوف، ال اإلرادة ــ ــات الخ ــ ــاهر من اإلرادة في الرواي ــ ثم إن الظ الفعلية، فلو كان هناك سبع يخاف منه لو نام جاز قتله، وإن لم يكن فعال مريدا له، كما صرح بالخوف في بعض الروايات المتقدمة، ولذا

اقتصر الفقهاء غالبا على دورانه مدار الخوف فالحظ.

. 2- 1 من أبواب تروك اإلحرام ح84 باب 171 ص9الوسائل: ج (?)1279

ال يحرم على المحرم صيد البحــر، بال خالف فيــه(:ــ 9)مسألة نصا وفتوى، كما في الحدائق، وباإلجمــاعين كمــا في المســتند، وبال خالف بــل اإلجمــاع بقســميه عليــه، بــل عن المنتهى دعــوى إجمــاع

المسلمين عليه، كما في الجواهر.ــالى: ر﴿ويدل عليه من الكتاب: قوله تع يد البحــ أحل لكم صــ

يارة . (1)﴾وطعامه متاعا لكم وللس ومن السنة: صــحيح حريــز وحســنه، وصــحيح معاويــة، ومرســل

ال بــأس بــأن يصــيدالفقيه، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال: المحرم السمك ويأكله مالحة وطرية ويــتزود، قــال اللــه عــز وجــل:

يارة﴿ ، قـــال:﴾أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللس هو مالحه الذي يأكلون، وفصل ما بينهما كل طير يكــون في اآلجــام يبيض في الــبر ويفــرخ في الــبر فهــو من صــيد الــبر، ومــا كــان من

. (2)الطير يكون في البحر ويفرخ في البحر فهو من صيد البحر وال يخفى أن بين هذه الروايات اختالفا يســيرا، كمــا يظهــر لمن

راجع الوسائل، ولكن المضمون واحد. وعن دعائم اإلسالم، عن جعفر بن محمد )عليهما السالم( قال:

صـيد البحــر كلـه مبـاح للمحــرم والمحـل، ويأكلــه المحــرم ويـتزود . (3)منه

ــه الســالم( قــال: ــات، عن علي )علي ال بــأس أنوعن الجعفري. (4)يصيد المحرم الحيتان

ثم إن في المقام مسائل:

. 96سورة المائدة: اآلية (?)1. 10 سطر236، وص2 سطر235الفقيه: ص (?)2. 8 سطر 310 ص1الدعائم: ج (?)3. 76 ص2الجعفريات: ج (?)4

280

)األولى(: المــراد بــالبحر مــا يعم النهــر والبــئر والــنزيز وغيرهــا، وبعبارة أخرى المراد مطلق الماء، لداللة الصحاح المتقدمة وغيرها،

والجعفريات على ذلك. قال في المستند: والمراد بالبحر ما يعم النهر أيضــا، كمــا قيــل، بل بال خالف كما عن التبيان، قال: ألن العــرب يســمي النهــر بحــرا،

. ﴾ظهر الفساد في البر والبحر﴿ومنه قوله تعالى: واألغلب في البحر هو الذي يكــون مــاؤه مالحــا، لكن إذا أطلــق

، انتهى. (1)دخل فيه األنهار بال خالف وقد عرفت أن الصحاح وغيرها كافية إلثبات المطلب، فال حاجة

إلى هذا االستدالل الذي ربما يناقش فيه. )الثانية(: الجراد البحري المسمي عند الناس بالروبيــان ال بــأس به، كما صرح به غــير واحــد، ألنــه من البحــر، فيشــمله إطالق صــيد البحر، وما تقدم في المسألة الخامسة من صحيح معاوية، من كون الجراد أصله من البحر ال ينافي ما ذكرنا، ألن كالمنا فعال في الجراد المختص بالبحر، والمراد بــالجراد في الصــحيح الجــراد الــبري الــذي

أصله من البحر. )الثالثة(: الفــارق بين صــيد الــبر والبحــر إنمــا هــو التعيش، فمــا يعيش في المــاء بحيث ال يقــدر على التعيش في الــبر فهــو بحــري،ــبر بحيث ال يقــدر على أن يعيش في البحــر فهــو ومــا يعيش في ال بــري، وذلــك لصــدق االســم الــذي هــو منــاط التكليــف، مضــافا إلى صحيحة محمد: مر أبو جعفر )عليه السالم( على ناس وهم يــأكلون

سبحان اللــه وأنتم محرمــون، فقــالوا: وإنمــا هــو منجرادا، فقال: البحر، فقال:

المستند. (?)1281

ارموه في الماء إذن(1) . وقد تقــدم حــديث مــرور علي )عليــه الســالم( بجماعــة يــأكلون

الجراد. )الرابعة(: ما يعيش في البر والبحر، فالفصل المميز هـو اعتبـار البيض والفرخ، فمــا يــبيض ويفــرخ في المــاء فهــو بحــري وإن كــانــان يعيش يعيش في البر، وما يبيض ويفرخ في البر فهو بري وإن ك في الماء، ال يعلم فيه خالفا كما عن المنتهى، وباتفاق األصحاب كما

في المستند. وفصــلففي صحيح معاوية، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(:

ما بينهما كل طير يكون في اآلجام يـبيض في الـبر ويفـرخ في الـبر فهو من صيد البر، وما كان من الطير يكــون في البحــر ويفــرخ في

. (2)البحر فهو من صيد البحر كـل شـيء أصـله فيوفي صحيحه اآلخر، عنه )عليه السـالم(:

البحر، ويكــون في الــبر والبحــر، فال ينبغي للمحــرم أن يقتلــه، فــإن. (3)قتله فعليه الجزاء، كما قال الله عز وجل

، إلخ.(4)وفصل ما بينهماوصحيح حريز، عنه )عليه السالم(: وعن الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهمــا الســالم( أنــه ســأل عن طير الماء، فقال: كل طير في اآلجام يبيض في البر ويفرخ فيه فهو صيد البر، وما كان من طير الـبر يكـون في الـبر يـبيض ويفـرخ

. (5)في البحر فهو من صيد البحر

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح7 باب 83 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح6 باب 82 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح6 باب 82 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح6 باب 82 ص9الوسائل: ج (?)4. 9 سطر 310 ص1الدعائم: ج (?)5

282

وعلى هذا يحمل مرسل محمد بن سماعة، عن غــير واحــد، عنــال: ــا الســالم( ق ــار، عن أحــدهما )عليهم ــان، عن الطي ال يأكــلأب

. (1)المحرم طير الماء )الخامسة(: لو شك في حيوان أنــه بــري أو بحــري، فــإن كــانت الشبهة موضوعية لزم الفحص، لما مر غير مرة من وجوب الفحص حــتى في الشــبهات الموضــوعية، فــإن فحص ولم يعلم، أو لم يكنــة، كمــا لــو فــرض اجتمــاع محــل للفحص، أو كــانت الشــبهة حكمي السلحفاة البرية والبحرية وتكون الحيوان بينهمــا، فمقتضــى األصــل

البراءة عن التحريم. ــوان ــف جنس الحيـ ــو اختلـ ــه: ولـ ــواهر من قولـ ــا في الجـ ومـ كالسلحفاة فإن منها برية أو بحرية، فلكل حكم نفسه، ومع االشتباه فالمتجه الحرمــة، بنــاء على مــا حررنــاه في األصــول من أن فائــدة

، انتهى. محــل نظــر، إذ التمســك(2)العمــوم دخــول الفــرد المشــتبهبالعام في الشبهة المصداقية غير جائز.

ال يقال: األصل حرمة الصيد، خرج منه البحري، فمع الشك كانمقتضى األصل الرجوع إلى العموم.

ألنا نقول: بعد تقسيم العام إلى قسمين، ال مجال لهذا الرجــوع، مضافا إلى أن ذلك ال يستلزم زيادة التخصيص، حــتى يكــون األصــل

عدمه، فالتمسك بالعام في غير محله، وإن لم يقسم العام. ومثل هذا لو شك في اللحم الملقى بعد العلم بتذكيته.

)السادسة(: هل الميزان في البيض والفرخ في الماء هو البيضوالفرخ في

. 4 من أبواب اإلحرام ح6 باب 83 ص9الوسائل: ج (?)1. 296 ص18الجواهر: ج (?)2

283

نفس الماء، أم يكفي ذلك في حوالي الماء كالطيور التي تبيض : ثم إن مقتضــى(1)في حوالي المــاء في اآلجــام، قــال في الجــواهر

الحقيقة في قوله يبيض ويفرخ في الماء كون ذلــك في نفس المــاء ال حواليه وال في اآلجام ونحوهمــا، وربمــا يؤيــد ذلــك تصــريح البعض

بكون البط من صيد البر. بل في المنتهى: إنه قول عامة أهل العلم، مــع أنــه غالبــا يــبيض ويفرخ حول الماء، ال في الماء نفسه، وحينئذ فغالب الطيور المائيــة

,(2)تكون من صيد البر، ألنا ال نعرف ما يبيض ويفرخ في نفس الماءانتهى.

أقول: ال يحضرني اآلن من كتب الطير ما أرى أحوالها، فلو وجدــات ــو، وإال فالرواي ــاء فه ــرخ في الم ــبيض ويف ــير ي ــارج ط في الخ

المتضمنة لذلك مشكل إال أن نقول بقول الجواهر، والله العالم.

. 296 ص18الجواهر: ج (?)1. 15 س802 ص2المنتهى: ج (?)2

284

اختلفوا في قتل البرغوث ونحوه، فعن المحقق(ـ: 10)مسألة والعالمة في اإلرشاد وجمع آخرين جوازه، وعن الشيخ والعالمة في

جملة من كتبه والحلبي والسرائر عدم الجواز. ــة زرارة، عن أحــدهما اســتدل لألول: مضــافا إلى األصــل برواي )عليهما السالم( قال: سألته عن المحرم يقتل البقــة والــبرغوث إذا

. هكــذا نقــل الروايــة في جملــة من الكتب الــتي(1)نعمأذاه، قال: منها الذخيرة والمدارك على المحكي عنهما.

. إذا أذاه مكان إذا أرادهولكن عن الوافي ال بأس بقتلومرسل ابن الفضال، عن الصادق )عليه السالم(:

. (2)البرغوث والقملة والبقة في الحرم وعن جميل، أنـه سـأله عن المحــرم يقتـل البقـة والـبراغيث إذا

. (3)نعمأذاه، قال: ــار: ــحيح ابن عمـ ــق فيوفي صـ ــل والبـ ــل النمـ ــأس بقتـ ال بـ

.(4)الحرم بضميمة ما يأتي من الصحيح الدال على أنه يجــوز للمحــرم ذبح

كل ما يجوز ذبحه للمحل في الحرم. . (5)ال بأس بقتل القملة في الحرموصحيح ابن عمار:

ال شــيءوصحيحه اآلخر: ما تقول في محرم قتل قملــة، قــال: . (6)في القملة، وال ينبغي أن تعمد قتلها

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح79 باب 164 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح79 باب 164 ص9الوسائل: ج (?)2. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 163 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح84 باب 171 ص9الوسائل: ج (?)4. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح84 باب 171 ص9الوسائل: ج (?)5. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 162 ص9الوسائل: ج (?)6

285

واستدل للمنع بصحيح ابن عمار وحسنه، وخبر زرارة: سأله هل. (1)يحك رأسه ما لم يتعمد قتل دابةيحك المحرم رأسه، قال:

. (2)اتق قتل الدواب كلهاوصحيحة ابن عمار المتقدم: وروايــة أبي الجــارود: عن رجــل قتــل قملــة وهــو محــرم، قــال:

بئس ما صنع(3) . المحــرم ال يــنزع القمــل من جســده وال منوحسنة الحســين:

ثوبه متعمدا، وإن قتل شــيئا من ذلــك خطــأ فليطعم مكانهــا طعامــا. (4)قبضة بيده

أقول: لكن مقتضــى الجمــع هــو الجــواز مــع األذيــة، والمنــع مــع عدمها، لما دل على ذلك في مطلق الهوام أو خصوص ما نحن فيه،ــو وسيأتي تفصيل الكالم في ذلك في أحد محرمات اإلحرام الذي ه قتل هوام الجسد، وإنما ذكرناه ههنا إجماال تبعا للحــدائق والمســتند

وغيرهما. ثم إن في مبحث الصيد فروعا أخر تأتي في بحث الكفارات إن

شاء الله تعالى.

)الثاني من محرمات اإلحرام: النساء( وفيه مسائل:

)األولى(: تحرم النســاء وطيــا، قبال ودبــرا، بال خالف، وباإلجمــاع المستفيض دعواه وحكايته في الحدائق والمســتند والجــواهر، وعن

الغنية والتذكرة والمنتهى والتحرير والمدارك وغيرها. ويدل عليه الكتاب والسنة المستفيضة.

.(5)﴾فال رفث وال فسوق وال جدال في الحج﴿قال تعالى:

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 163 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 166 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 162 ج9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب كفارات اإلحرام ح15 باب 297 ص9الوسائل: ج (?)4. 197سورة البقرة: اآلية (?)5

286

ففي صحيح معاويــة بن عمــار، قــال: قــال أبــو عبــد اللـه )عليــهالسالم(: إذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكــر اللــه وقلــة الكالم إال

بخير، فإن إتمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لســانه إال من خــير، فمن فرض فيهن الحج فال رفث وال﴿كما قال الله عز وجل:

والرفث الجماع، والفسوق الكــذب﴾فسوق وال جدال في الحج. (1)والسباب، والجدال قول الرجل ال والله، بلى والله

وصحيح علي بن جعفر )عليه السالم(، قال: سألت أخي موسى )عليــه الســالم( عن الــرفث والفســوق والجــدال، مــا هــو ومــا على

الرفث جماع النســاء، والفســوق الكــذب والمفــاخرة،فعله، فقال: ، فمن رفث فعليــه بدنــةوالجدال قــول الرجــل ال واللــه وبلى والله

ينحرها، وإن لم يجد فشــاة، وكفــارة الفســوق يتصــدق بــه إذا فعلــه. (2)وهو محرم

واحتمل في محكي الوافي سقطا من الحديث. وعن علي بن أبي حمزة، قال: سألت أبا الحسن )عليه السالم(

عن رجل محرم واقع أهله، قال: ، الحديث. (3)أتى عظيما وعن دعائم اإلسالم، روينا عن علي بن أبي طــالب، ومحمــد بن

أن المحــرمعلي بن الحسين، وجعفر بن محمــد )عليهم الســالم(: . (4)ممنوع من الصيد والجماع

والــرفث الجمــاع، فــإن جــامعت وأنت محــرم فيوالرضــوي: ويلــزم المــرأة بدنــة إذا جامعهــا، إلى أن قــال: الفرج فعليــك بدنة

. (5)الرجل

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 108 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 109 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح12 بابا 87 ص9الوسائل: ج (?)3. 7 باب ذكر ما يحرم على المحرم سطر303 ص1الدعائم: ج (?)4. 9 س27فقه الرضا: ص (?)5

287

ــه الســالم( قــال: ــات، بســنده إلى علي )علي إنوعن الجعفري رسول الله )صلى الله عليه وآله( لما أحرم قال ألزواجه: حرم علي كل شــيء منكن إال النظــر والكالم مــا دمت في إحــرامي، وكن قــد

. (1)حججن معه )صلى الله عليه وآله( إلى غير ذلك من الروايــات الكثــيرة المتضــمنة لــدعاء اإلحــرام، وألنه لو جامع قبل التلبية ال بأس ولــو كــان بعــد مقــدمات اإلحــرام،

وللكفارة بالجماع حتى بما دون الفرج. ومن ذلك يعلم عموم الحكم للقبل والدبر، للذكر واألنثى، الحيــة ــة والدائم ــوان، المتع ــان والحي ــل، اإلنس ــل والقاب والميت، الفاع والمحللة، إلى غير ذلك، وما في بعض الروايات من لفظ النســاء ال

يقيد المطلق، لكونهما مثبتين. ــة ــا من أدعي ــد اســتفادة شــدة حرمته ــا المســاحقة فال يبع وأم اإلحرام المتضمنة إلحــرام الفــرج، وال ينــافي حرمتهــا الذاتيــة شــدة

الحرمة العرضية كالزنا في اإلحرام. ثم الظاهر عدم الفرق بين االبتداء واستدامة، فلــو أدخــل غــافال أو نائما أو جبرا، أو أدخل بهــا كــذلك، فبعــد رفــع العــذر يلــزم الــنزع فورا، لعموم أدعية اإلحــرام، مضــافا إلى اســتفادة المنــاط القطعي من الروايــات األخــر، ولــو أحــرم في أثنــاه الجمــاع فال إشــكال في وجوب النزع فــورا، ألن المســتفاد مبغوضــية العمــل بقــول مطلــق، وأما الكفارة فغير بعيدة، ألنه جماع في أثناء اإلحرام، وإنمــا الفــرق

أنه جماع استمراري ال ابتدائي، فتأمل. ولو كان المحرم صغير أجنبه الولي ذلك، لما عرفت في مبحث

إحرام الصغير لزوم أن يجنبه الولي المحرمات بالنص واإلجماع.

. 15 سطر 64 ص2الجعفريات: ج (?)1288

وال فرق في الحرمة المــذكورة بين الحج والعمــرة بأقســامهما، وما في بعض النصوص كاآلية المباركة من لفظ الحج غير مضر بعد كــون التكليفين مثبتــا، مضــافا إلى احتمــال إرادة األعم من العمــرة والحج، بــل ذلــك قــوي جــدا، كمــا ال فــرق بين الــواجب والمنــدوب، للنفس أو الغير، بإجارة أو وصية أو نحوهما، والواجب إســالميا كــان

أو نذريا أو غيرهما، كل ذلك إلطالق النص والفتوى. )الثانية(: تحرم على المحرم النساء عقدا، باإلجماع المســتفيضــواتر ــه مت ــدل علي ــواتره، وي ــواهر ت ــل في الج ــواه، ب ــه ودع حكايت

النصوص: ليسكصحيح ابن سنان، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

للمحـــرم أن يـــتزوج وال يـــزوج، وإن تـــزوج أو زوج محال فتزويجـــه. (1)باطل

وإن، وزاد: وال يــزوج محالومثله صحيحه اآلخر، إال أنــه قــال: رجال من األنصار تزوج وهو محرم فأبطـل رســول اللــه )صــلى اللــه

. (2)عليه وآله( نكاحه المحرم ال يتزوج وال يزوج، فإنوصحيح معاوية بن عمار، قال:

. (3)فعل فنكاحه باطل وخبر أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله )عليه الســالم( يقــول:

للمحرم أن يطلق وال يتزوج(4) . وصحيح عبد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

ــول: ــمعته يق ــال: س ــزوجق ــتزوج وال ي ــرم أن ي ليس ينبغي للمح . (5)محال

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 89 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 89 ص9الوسائل: ج (?)2. 9 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 90 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح17 باب 93 ص9الوسائل: ج (?)4. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 90 ص9الوسائل: ج (?)5

289

أقول: المراد بال ينبغي الحرمة، بقرينة األخبار األخر. وصــحيح محمــد بن قيس، قــال: قضــى أمــير المؤمــنين )عليــه السالم( في رجل ملك بضع امرأة وهو محرم قبل أن يحل، فقضــىــا أن يخلي سبيلها، ولم يجعل نكاحه شيئا حتى يحل، فإذا حل خطبه

. (1)إن شاء وإن شاء أهلها زوجوه، وإن شاؤوا لم يزوجوه وخبر أديم بن الحر الخزاعي، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(

إن المحرم إذا تزوج وهو محرم فرق بينهما وال يتعاودان أبدا،قال: . (2)والذي يتزوج المرأة ولها زوج يفرق بينهما وال يتعاودان أبدا

وموثــق ابن بكــير، عن إبــراهيم بن الحســن، عن أبي عبــد اللــه إن المحرم إذا تزوج وهــو محــرم فــرق بينهمــا)عليه السالم( قال:

. (3)وال يتعاودان أبداــه الســالم(: وصحيح حريز، قال: قال أبو عبد الله )علي إن رجال

من األنصار تزوج وهو محرم، فأبطل رسول الله )صــلى اللــه عليــه. (4)وآله( نكاحه

ونحوه صحيح عبد الرحمان بن أبي عبد الله )عليه السالم(. ــه ــه )علي ــد الل ــا عب ــال: ســألت أب ــاني ق وعن أبي الصــباح الكن

. (5)نكاحه باطلالسالم( عن محرم يتزوج، قال: ــه ــد الل ــحابنا، عن أبي عب ــن بن علي، عن بعض أص وعن الحس

المحــرم ال ينكح وال ينكح وال يشــهد، فــإن نكح)عليه السالم( قال: . (6)فنكاحه باطل

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح15 باب 92 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح15 باب 91 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح15 باب 91 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح14 بابا 89 ص9الوسائل: ج (?)4. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 89 ص9الوسائل: ج (?)5. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 90 ص9الوسائل: ج (?)6

290

. (1)وال يخطبوفي رواية أخرى زيادة: من تــزوج امــرأةومرسل الصدوق، قال: قال )عليــه الســالم(:

. (2)في إحرامه فرق بينهما ولم تحل له أبدا وعن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

ــه ال يحــل ــو يعلم أن ــا، وه ــزوج محرم ال ينبغي للرجــل الحالل أن ي، الحديث. (3)له

وأما ما عن عمر بن أبان الكلبي، عن المفضل، أنه سأل أبا عبد اللـه )عليــه السـالم( فقـال لـه: هـذا الكلـبي على البــاب، وقـد أراد اإلحرام وأراد أن يتزوج ليغض الله بذلك بصره، إن أمرته فعــل، وإال

فـالمراد، (4)مــره فليفعـل وليسـترانصـراف عن ذلــك، فقـال لي: التزويج قبل اإلحرام، ألنه قال: وقد أراد اإلحرام، ولــذا قــال الشــيخ

إنما أراد قبل دخوله في اإلحرام. فليفعلقوله )عليه السالم(: المحــرموعن دعائم اإلسالم، عن علي )عليه السالم( أنه قال:

. (5)ال ينكح وال ينكح، فإن نكح فنكاحه باطل وعن الجعفريات، بسنده عن الحسين )عليــه الســالم(، إن عليــا

المحــرم ال ينكح وإن نكح فنكاحــه)عليــه الســالم( كــان يقــول: .(6)باطل

ــاح باطلوالرضوي: ال يتزوج المحرم وال يزوج، فإن فعل فالنك(7) .

إلى غير ذلك من األخبار.

. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 90 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح15 باب 92 ص9الوسائل: ج (?)2. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 91 ص9الوسائل: ج (?)3. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 90 ص9الوسائل: ج (?)4.16 في ذكر ما يحرم على المحرم سطر 303 ص1الدعائم: ج (?)5.6 سطر 70 ص2الجعفريات: ج (?)6فقه الرضا. (?)7

291

)الثالثــة(: إذا نكح المحــرم لنفســه أو غــيره، أو نكح لــه، يكــون النكاح باطال ويجب التفريق بينهما إجماعا، كما عن المنتهى وغــيره،

، وصحيحة عبد الرحمن(1)كما دل على ذلك صحيحة محمد بن قيس، إلى غير ذلك مما تقدم. (3)، ورواية الكناني(2)بن أبي عبد الله

وهل يجوز تزويح هذه المعقــودة بعــد حصــول الحــل أم ال، ففي الظاهر أنه ال خالف بين األصحاب )رضــوان اللــه عليهم( :(4)الحدائق

في أنه لو عقد المحــرم على امــرأة عالمــا بــالتحريم حــرمت عليــه مؤبدا، وإن لم يــدخل بهــا، ولــو كــان جــاهال فســد العقــد ولم تحــرم

مؤبدا وإن دخل. ــذكورين، ــة على الحكمين الم ــاع الفرق ــل في المنتهى إجم ونق

أعني حكمي العالم والجاهل. وأسنده في التذكرة إلى علمائنا، مؤذنــا بــدعوى اإلجمــاع عليــه،

انتهى. مازجــا مــع المتن: إذا عقــد المحــرم لحج أو(5)وفي الجــواهر

عمرة، عنه أو عن غيره، فرض أو نفل، على امرأة، عالما بالحرمــة حرمت عليه أبدا وإن لم يـدخل بهـا، إجماعـا بقسـميه، بـل المحكي

عنه مستفيض أو متواتر وهو الحجة، انتهى. أقول: األخبار في المقام على أربعة أقسام:

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح15 باب 92 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب تروك اإلحزام ح14 بابا 89 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 89 ص9الوسائل: ج (?)3. 343 ص15كما في الحدائق: ج (?)4. 450 ص29الجواهر: ج (?)5

292

األول: ما دل على أن النكاح باطل بقول مطلق، كما في جملــةمن األخبار المتقدمة.

الثــاني: مــا دل على البطالن بقــول مطلــق، ودل على جــوازــد بن قيس ــحيحة محم ــق، كص ــول مطل ــرام بق ــد اإلح ــا بع تزويجه

المتقدمة. الثــالث: مــا دل على البطالن والتحــريم المؤبــد بقــول مطلــق،

كرواية أديم بن الحر، وموثق ابن بكير، ومرسل الصدوق. الرابع: ما دل على التفصــيل بين العلم بــالتحريم والجهــل، كمــا رواه الكليــني والشــيخ عن زرارة، وداود بن ســرحان، عن أبي عبــد

والمحــرم إذا تــزوج وهــوالله )عليه السالم(، في حديث قال فيــه: . (1)يعلم أنه حرام لم تحل أبدا

ورواية الحسين بن سعيد في كتابه، بســنده فيــه، عن أديم بيــاع المالعنــة إذا العنهــاالهروي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

والمحرم إن تــزوج وهــو يعلم، إلى أن قال: زوجها لم تحل له أبدا . (2)أنه حرام عليه ال تحل له أبدا

وبهــذا القســم الرابــع من األخبــار يجمــع بين إطالق كــل من الطائفة الثانية الدالــة على جــواز الــتزويج بعــد ذلــك بقــول مطلــق،

والطائفة الثالثة الدالة على التحريم المؤبد بقول مطلق. هـذا، وقــد نــاقش الشـهيد في المسـالك وســبطه في المـدارك وصاحب المستند لوال اإلجماع في مــا ذكــر، وقــال بعض في صــورة الجهل بالتفصيل بين الــدخول وغــيره، لكن الجميــع في غــير محلــه،ــه ــاب النكــاح إن شــاء الل وســيأتي تفصــيل الكالم في ذلــك في كت

تعالى.وفي المقام فروع:

. 1 من أبواب ما يحرم بالمصاهرة ح31 باب 378 ص14الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب ما يحرم بالمصاهرة ح31 باب 378 ص14الوسائل: ج (?)2

293

األول: الظاهر أن العلم والجهــل المــأخوذين في الموضــوع في النص إنما هو بالحكم ال بالموضوع، فلــو علم أنهــا محرمــة مثال لكن لم يعلم أنها حرام لم تحرم أبدا، أمــا لــو لم يعلم أنهــا محرمــة لكن علم أن المحرمة حرام، فعدم التحريم أوضح، فالمناط في التحريم العلم بالموضوع والحكم معا، فلو كــان الجهــل بهمــا أو بأحــدهما لم

تحرم أبدا. الثاني: النسيان في حكم الجهــل، ألن الظــاهر من قولــه )عليــه

العلم الفعلي المنــافي للعــزوب عن الــذهن،وهــو يعلمالســالم(: وكذلك الغفلة والسهو.

الثــالث: ال فــرق في الحكم المــذكور بين العقــد دوامــا ومتعــة،صرح به في الجواهر إلطالق النص، واالنصراف إلى الدوام بدوي.

الرابع: ال فرق في الحكم بين وقوع العقــد في أثنــاء حج التمتــع أو القران أو اإلفراد، أو عمرة التمتع أو العمرة المفـردة، لنفسـه أو غــيره، كمــا ال فــرق بين كــون ذلــك في أوائــل اإلحــرام وأواســطه

وأواخره، لإلطالق. الخامس: صرح غير واحد بعدم الفــرق في الحكم المــذكور بين وقوع العقد في أثناء اإلحــرام الصــحيح أو بعــد إفســاده، وذلــك لمــا عرفت من أن اإلفساد ال يوجب زوال حقيقــة اإلحــرام، بــل الفاســد

هو حجة اإلسالم، وإنما الثاني عقوبة على المختار. الســادس: المحكي عن التحريــر أن ظــاهر علمائنــا بالعقــد في المحرم وذات العــدة، إنمــا هــو العقــد الصــحيح، الــذي لــو ال المــانع

لترتب عليه أثره. أقول: أما لو كان الفســاد لعـدم شـرط ونحــوه، كنكــاح الشـغار ونكاح المحرمــة عليــه في ذلــك الحين كــاألخت الثانيــة ونحوهــا، فال

إشكال فيه ظاهرا. ولو كان لسبب آخر ككونها في العدة فقد تأمــل فيــه الجــواهر،

وقد يقال إنه ال وجه له، إذ

294

المستفاد من صحيح ابن قيس أنه في موضوع يكون له التزويج بعد ذلك الحكم البطالن، وكذا المستفاد من غيره، لكن ربمــا يوجــه بأنه حينئذ يستلزم عدم التحريم األبدي مع وجــود ســببين كونهــا في العدة وكونها محرمة، لبطالن العقــد بهــذه فال يكــون العقــد صــحيحا في نفسه حتى يكون باطال من الجهة األخرى، وبالعكس وهو خالف الظاهر، فتأمل الجواهر في محله، بل يقرب القول بالحرمة األبديــة

فتأمل. نعم البطالن من جهة عدم تمامية أركان العقد ال يوجب التحريم

المؤبد، ألنه ليس بنكاح أصال. السابع: التحليل والشراء ال يوجبان التحريم األبــدي، ولــو اقترنــا بالوطئ، لعدم شمول الدليل لهما، بل سيأتي جواز الشراء للمحرم

بقول مطلق، ومثلهما الرجوع إلى الزوجة المطلقة. الثامن: ال إشكال فيما لو كان كالهما محرمين، أو الزوج محرماــزوج محال والزوجــة ــان ال ــأن ك ــو انعكس ب ــا ل ــة، أم والزوجــة محلــا محرمة، ففي الحدائق أن األصل يقتضي عدم التحريم، وال نص هن يوجب الخروج، وفي بعض عبارات األصحاب ما يــدل على التســوية

بين األمرين، انتهى. : صرح غير واحــد بعــدم الحرمــة إن عقــد عليهــا(1)وفي الجواهر

وهي محرمة وهو محل، لألصل، خالفا للخالف فحرمها أيضا مستدال عليه باإلجماع واالحتياط واألخبار، ثم ذكر إشــكال الريــاض عليــه ثم

رده. والتحــريم هــو األقــوى، لظهــور كــون هــذا من أحكــام اإلحــرام

المشترك بين الرجال والنساء، والتفصيل في كتاب النكاح.

. 452 ص29الجواهر: ج (?)1295

التاسع: المناط في العلم والجهل األصيالن ال الوكيالن، فلو علم المحرم بالحرمة وجهل الوكيل حرم أبــدا، ولــو عكس فعلم الوكيــل

وجهل األصيل لم يحرم أبدا، لظهور النص في األصيل. العاشر: هــل علم الصــبي في ذلــك كعلم البــالغ أم ال، فلــو علم الصبي المحرم بالحرمة، وجهل وليه فزوج لــه، أو علم هــو أيضــا ثم زوج فهل تحرم أبدا أم ال، احتمــاالن، من اإلطالق وانصــراف النص،

والظاهر الثاني. الحادي عشــر: تــزويج المحــرم أعم من إجــراء نفســه العقــد أو وكيله، لصــدق الــتزويج في الصــورتين، كمــا صــرح بــه في الجــواهر

وغيره. الثاني عشر: لو علم أحد الزوجين وجهل اآلخر، فقد صــرح غــير واحد من األصحاب في مسـألة تحــريم المعتــدة أبـدا أنــه يلــزم كـل واحد منهما حكمه، واستدلوا بصحيحة عبد الرحمان بن الحجاج، من

الــذيقوله: فقلت: وإن كان أحدهما متعمدا واآلخر يجهــل، فقــال: .(1)تعمد ال يحل له أن يرجع إلى صاحبه أبدا

.(2)وقريب منها رواية علي بن بشير النبال وقد أشكل على ذلك بعدم معقولية الصحة من جــانب والبطالن من جانب، فإذا حرم على أحــدهما ال معــنى معقــوال في الحليــة من

الطرف اآلخر. وأجيب بأن الفائدة تظهر في األحكــام الظاهريــة، فلــو علم هــو ولم تعلم هي، ثم زوجها بعــد اإلحــرام كــان هــو زانيــا دونهــا، ولحــق

الولد بها دونه، إلى غير ذلك من األحكام في كتاب النكاح. ــترتب ــو حج بال إحــرام فيمــا يصــح ذلــك، لم ي ــالث عشــر: ل الث

البطالن والحرمة

. 3 من أبواب ما يحرم بالمصاهرة ح17 باب 345 ص14الوسائل: ج (?)1. 18 من أبواب ما يحرم بالمصاهرة ح17 باب 349 ص14الوسائل: ج (?)2

296

ــدليل رتب الحكم على ــاء األعمــال، ألن ال ــتزويج في أثن على الالمحرم، والمفروض أنه ليس بمحرم.

الرابع عشر: لو وكل الرجل المحل رجال للتزويج عنه مطلقا، ثم زوجه في وقت إحرامه وهو يعلم بهذا التزويج، فهل يكون كمن كان

إذا تــزوجعالما فتحــرم هي أبــدا عليــه أم ال، احتمــاالن، من صــدق ، ومن احتمال االنصراف، وأما النكاح فهو باطل على كلوهو يعلم

حال. ــارض، الخامس عشر: لو اضطر إلى النكاح في حال اإلحرام لع كــأن يخشــى من المــوت مثال لــو لم يجــامع، فهــل يرتفــع الحكمــانــا عــرفت في ــار كم ــك، ألن المخت التكليفي والوضــعي، الظــاهر ذل مواضع من هذا الكتــاب وغــيره، أن األدلــة الثانويــة رافعــة للتكليــف والوضع، إال فيما دل الدليل على عدم رفــع الحكم الوضــعي، وليس

المقام منه. السادس عشر: ال يحرم الزنا المــزني بهــا أبــدا، ألن الــدليل دل

على حرمة المعقودة ال المزني بها. السابع عشر: لو وكل حــال الحــل لم يجــز للوكيــل العقــد حــالــحيح اإلحرام، بل في الجواهر عدم الخالف فيه، لما اشتمل عليه ص محمد بن قيس من ملك البضع، وخبر سماعة المتقدم، عن الصادق

ال ينبغي للرجل الحالل أن يــزوج محرمــا وهــو يعلم)عليه السالم(: الحديث. ولصدق النكاح والتزويج المحرم بذلك.(1)أنه ال يحل له

أما لو وكل في حال اإلحرام محال بأن يعقد في حال إحالله صحــأن ــول ب ــة، والق ــة الوكال ــواهر، إلطالق أدل ــا في الج بال خالف، كم

الموكل

. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 91 ص9الوسائل: ج (?)1297

ــا غير قابل فال تصح الوكالة، إذ هو من قبيل كون الموكل مجنون أو صغيرا أو نحوهمــا في غــير محلــه، إذ القيــاس مــع الفــارق، فــإنــتزويج، ــل لل الصبي والمجنون غير قابلين للتوكيل، والمحرم غير قاب

أما أنه غير قابل للتوكيل فال. نعم هو غير قابل فعال عن متعلق الوكالة وهــو غــير ضــائر، فهــو من قبيل أن يستأجر الشــخص رجال للحج، والحــال أن اإلجــارة تقــع في شهر رمضان، أو أن يستأجره في شهر رمضان لقضــاء الصــوم

في شهر شوال مثال. لكن قد يستشكل بأنه من قبيل اإلشارة إلى الصيد التي قد ورد

النهي عنه، لكن في تمامية ذلك كالم. فتحصــل أن المنــاط وقــوع النكــاح في حــال اإلحــرام، ال وقــوع الوكالة، فلو وقع النكاح حاله بطل وإن كانت الوكالــة قبلــه، ولــو لم

يقع صح وإن وقعت الوكالة في حال اإلحرام. ــاع ــخص إليق ــارة ش ــال، وإال فإج ــاب المث ــة من ب ثم إن الوكال النكاح، أو الشرط عليه في ضمن عقد، أو الصلح معه على ذلك، أو

نحو ذلك، كلها في حكم واحد. الثامن عشر: لو عقد الفضولي والمعقود له محــرم بطــل، لكن علم المعقود له موضوعا وحكما كعلم الفضولي غير موجب للحرمة األبديـة، لظهـور النص في كـون العقـد الناشـئ عن العلم بواسـطة

نفس المحرم أصالة أو وكالة. ولــو عقــد الفضــولي في حــال اإلحالل ثم أحــرم فهــل يصــح لــهــو ــذا ل إجازته أم ال، الظاهر الثاني، ألن باإلجازة يملك هذا البضع، ول وطأ قبل اإلجازة بنحو ال يكون إجــازة لم يكن وطيــا عن عقــد. وقــد مر في صحيح محمد بن القيس أن ملك البضع باطل، وال يفرق في ذلك كون اإلجازة كاشفة أو ناقلة، لمدخليتها على كال التقديرين في

ملك البضع.

298

التاسع عشر: ال فرق في بطالن العقــد بين وقوعــه بتمامــه في حال اإلحرام أو بجزئه، فلو أوجبت المرأة، والرجــل محــل ثم أحــرم

وقبل، لم يصح لظهور النص في كون اإلحرام مانعا. العشرون: لو تزوج الرجل المحرم أصالة مع فضــولي عن قبــل المرأة، فالنكاح باطل بال إشكال، لما عــرفت من ظهــور األدلــة في كــون اإلحــرام مــانع، وهــل يــوجب الحرمــة األبديــة في صــورة علمــدا في ــة أب ــوص المحرم ــور النص ــاالن، من ظه ــل أم ال، احتم الرج األصالة بقول مطلق، ولذا قلنا إن الفضــولي لــو عقــد وهــو يعلم لم يؤثر في الحرمة األبدية للمعقود له، ومن احتمال كفاية كون الرجل أصليا وإن كان الطرف اآلخــر فضــوليا، ألنــه ليس فضــوليا من قبــل

الرجل. الواحد والعشرون: لو أوقع الفضوليان العقــد حــال اإلحــرام، لم يصح لكون العقد في حال إحرام العاقــد أو المعقــود لــه باطــل، فال ينفع اإلجازة بعد ذلــك في حــال الحــل، وإن قلنــا بكونهــا ناقلــة، ألن الظاهر من النص كما عرفت مانعية اإلحرام مطلقــا، وال شــبهة في

تأثير العقد في الجملة ولو على النقل. الثــاني والعشــرون: ال فــرق في بطالن العقــد الواقــع بالوكالــة

والوالية بين أقسامهما. نعم عن القواعد: األقرب جواز توكيل الجد المحرم محال.

أقول: لعله ألن الوكيل والمعقود له محالن، وأمــا إحــرام الــولي فال يضر، ألنــه ليس عاقــدا وال معقــودا لــه، وفيــه: إن الوكيــل قــائم

مقام الولي، ولذا يقول الولي: زوجت ابني. : الوكيل نائب الموكل، وال نيابة فيما ليس له(1)قال في الجواهر

فعله، على أن

. 300 ص8الجواهر: ج (?)1299

التزويج المنهي عنه في النصوص يشمل التوكيل، فتأمل.

)الرابعة(: تحرم على المحرم النســاء لمســا بشــهوة، بال خالف، كما في الحدائق وفي المستند، بــل عن المفــاتيح وشــرحه اإلجمــاعــق اللمس على ذلك، ويدل عليه جملة من النصوص، وهي بين مطل

بشهوة، وبين مقيد باإلمناء أو اإلمذاء. كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: سألته عن محرم نظر إلى امرأته فأمنى أو أمذى وهو محرم، قــال:

ال شيء عليه، ولكن ليغتســل ويســتغفر ربــه، وإن حملهــا من غــير شهوة فأمنى أو أمذى فال شــيء عليــه، وإن حملهــا ومسـها بشــهوة

، وقــال: في المحــرم ينظــر إلى امرأتــهفأمنى أو أمــذى فعليــه دم. (1)عليه بدنةوينزلها بشهوة حتى ينزل، قال:

وصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال: ســألته نعم يصــلحعن المحرم يضع يده من غير شهوة على امرأته، قــال:

، قلت له: ويمسها وهيعليها خمارها ويصلح عليها أثوابها ومحملها يهريــق، قلت: المحرم يضع يده بشهوة، قــال: نعممحرمة، قال:

. (2)هذا أشد، ينحر بدنة، قلت: فإن قبل، قال: دم شاة وصحيح محمد بن مسلم وخبره، أنه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن الرجل يحمل امرأته وهو محرم فأمنى أو أمذى، قــال:

إن حملهــا ومســها بشــهوة فــأمنى أو لم يمن أو أمــذى أو لم يمــذ فعليه دم شاة يهريقه، وإن حملها أو مسها بغير شهوة، فليس عليــه

شيء

. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 باب 274 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 باب 274 ص9الوسائل: ج (?)2

300

. (1)أمنى أو لو يمن، أمذى أو لم يمذ وحسن مســمع أبي ســيار، قــال: قــال لي أبــو عبــد اللــه )عليــه

يا أبا سيار إن حال المحــرم ضــيقة، إن قبــل امرأتــه علىالسالم(: غير شهوة وهو محرم فعليــه دم شــاة، ومن قبــل امرأتــه على غــير شهوة فأمنى فعليه جزور ويستغفر ربه، ومن مس امرأته بيده وهو محرم بشهوة فعليه دم شاة، ومن نظر امرأته نظــر شــهوة فــأمنى فعليه جزور، ومن مس امرأته أو الزمهــا من غــير شــهوة فال شــيء

. (2)عليه وعن سعيد األعرج، إنه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه السـالم( عن

الالرجل ينزل المرأة من المحمل فيضمها إليه وهو محرم، فقــال: . (3)بأس إال أن يتعمد، وهو أحق أن ينزلها من غيره

وعن الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهمــا الســالم( أنــه قــال:إذا باشر المحرم امرأته فــأمنى فعليــه دم، وإن لم يتعمــد الشــهوة

ــه جــزور، وإن نظــر إليهــا ــه، وإن قبلهــا فــأمنى فعلي فال شــيء علي بالشهوة ودام النظــر فــأمنى فعليــه دم، وإن لم يتعمــد الشــهوة فال

. (4)شيء عليه يرفــع المحــرم امرأتــه علىوعنه )عليه السالم( أيضا أنه قال:

الدابة ويعدل عليها ثيابها ويمسها من فوق الثــوب فيمــا يصــلحه من. (5)أمرها؛ وإن فعل ذلك من شهوة فعليه دم

. 6 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 باب 275 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح12 باب 88 ص9الوسائل: ج (?)2. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح13 باب 88 ص9الوسائل: ج (?)3. 304 - 303 ص1الدعائم: ج (?)4. 5 سطر 304 ص1الدعائم: ج (?)5

301

وعن الحلبي، قال: قلت ألبي عبد الله )عليه الســالم(: المحــرم ، قلت: فينزلهــا من المحمــلال بــأسيضع يده على امرأتــه، قــال:

، قلت: فإنه أراد أن ينزلها من المحمــلال بأسويضمها إليه، قال: ليس عليه شيء إال أن يكونفلما ضمها إليه أدركته الشهوة، قال:

. (1)طلب ذلك وعن محمد، قال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن رجــل

إن كــان حملهــا أوحمل امرأته وهو محرم فــأمنى أو أمــذى، قــال: مسها بشيء من الشهوة فأمنى أو لم يمن، أمذى أو لم يمذ، فعليهــأمنى أو أمــذى فليس دم يهريقه، فإن حملها أو مسها بغير شهوة ف

. (2)عليه شيء وعن النهدي قال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن رجــل أنــزل امــرأة من المحمــل وهــو محــرم فضــمها إليــه ضــما من غــير

. (3)عليه دم يهريقه وال يعودالنزول للشهوة، قال: ، إلى أن قــال:ومن نظــر إلى أهلهوالرضوي )عليه الســالم(:

وإن حملها من غير شهوة فــأمنى فليس عليــه شــيء، فــإن حملهــا . (4)من الشهوة أو مس شيئا منها فأمنى أو أمذى فعليه دم

وتقدم خبر الجعفريات، من قول النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه(ــا دمت فيلنسائه: حرم علي كل شيء منكن إال النظــر والكالم م. (5)إحرامي

. 5 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 باب 275 ص9الوسائل: ج (?)1. 6 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 باب 275 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح10 باب 133مستدرك الوسائل: ص (?)3. 32 س 72فقه الرضا: ص (?)4. 15 سطر 64 ص2الجعفريات: ج (?)5

302

اذا عرفت هذا، ففي المقام فروع: األول: لــو مس امرأتــه بغــير شــهوة ولم يمن، فال حرمــة وال

كفارة، للنص واإلجماع، مضافا إلى األصل. الثاني: لو مس امرأته بغير شهوة وأمــنى، فال حرمــة وال كفــارة أيضا، كما صرح بذلك في صحيح معاوية والحلبي ومحمد بن مســلم

وغيرهم. الثالث: لو مس امرأته بغــير شــهوة فأمــذى أو لم يمــذ، لم يكن

عليه شيء، كما صرح به في جملة من الروايات المتقدمة. الرابــع: لــو مس امرأتــه بشــهوة ولم يمن ولم يمــذ حــرم، كمــا يستفاد من مجمــوع األخبـار، وخصـوص المفهــوم في خـبر األعــرج، ومنطــوق خــبر النهــدي، وعليــه الكفــارة لصــحيح محمــد بن مســلم

وغيره. الخامس: لو مس امرأته بشهوة وأمــنى أو أمــذى فعــل حرامــا،

ولزمته الكفارة بال إشكال، لما تقدم من األخبار. السادس: لو ضم امرأته بغير شــهوة أو حملهــا كــذلك، ال شــيء عليـــه، أمـــنى أو لم يمن، أمـــذى أو لم يمـــذ، لجملـــة من األخبـــار

المتقدمة. السابع: لــو ضــم امرأتــه بشــهوة أو حملهــا كــذلك، فعــل حرامــا ولزمته الكفارة، أمنى أو لم يمن، أمذى أو لم يمذ، كمــا في صــحيح

محمد بن مسلم وخبر النهدي وغيرهما. الثــامن: لــو كــان اللمس أو الضــم أو الحمــل لألجنبيــة أو لغالم،ــل حكم بشهوة أو غير شهوة، أمنى أو لم يمن، أمذى أو لم يمذ، فه

ذلك حكم الزوجة أم ال؟ أما لو كان ذلك بغــير شــهوة ولم يمن ولم يمــذ فال إشــكال في

عدم الحرمة وعدم

303

الكفارة لألصل، وال دليل على الخالف. وأما لو كان بشهوة، فال إشكال في الحرمــة، أمــنى أم لم يمن،

أمذى أو لم يمذ، وأما الكفارة ففيه احتماالن:ــره ــير ام من الفحوى، وخصوص خبر النهدي المشتمل على تنك المفيد للعموم، وعموم التعليل في أخبار النظر، كقول أبي عبد الله )عليه السالم(، فيمن نظر إلى ساق امرأة فأمنى بعد جعل الكفارة

أما إني لم أجعل عليه هذا ألنه أمنى، إنمــا جعلتــه عليــه ألنــهعليه: . (1)نظر إلى ما ال يحل له

. ألنه نظر إلى غير ما ال يحل له النظر إليهوفي خبر آخر: ومن أن الفحوى غير تام، إذ لعل األشد حرمة ال كفارة عليه من

. ومن عاد فينتقم الله منهباب ــل في النظــر وخبر النهدي لم يعلم تمامية سنده، وعموم التعلي

ال مطلقا. وكيف كان، فمقتضى االحتياط انسحاب الحكم في هــذا المــورد

أيضا، والله العالم. التاسع: الظاهر عدم الفرق بين كون الزوجــة محرمــة وعــدمها،

إلطالق جملة من النصوص المتقدمة وكالم األصحاب. ــة العاشر: ال فرق في الزوجة بين الدائمة والمتمتع بها، والمحللــدي، ــبر النه وملك اليمين، لصدق امرأته على الجميع، مضافا إلى خ

والمناط القطعي في المحللة وملك اليمين. ــالحكم في ــة ك ــون الحكم في المحرم ــل يك ــادي عشــر: ه الح المحرم، فلو ضمت الزوجة الزوج أو لمســته أو حملتــه كــان الحكمــك أم ال، احتمــاالن، من كــون مــورد النصــوص الرجــل، ومن أن ذل

الظاهر أن هذا من أحكام اإلحرام، وهو األقرب.

. 2 من أبواب كفارات االستمتاع ح16 باب 273 ص9الوسائل: ج (?)1304

ــل ــاط في الشــهوة شــهوة الالمس والحام ــاني عشــر: المن الثــير والضام، ال الملموس والمحمول والمضموم، فلو لمس الرجل بغ شــهوة وتحــركت الشــهوة في المــرأة لم يلــزم على الرجــل شــيءــذ، األقــرب نعم، ألن ــاع حينئ ــا، وهــل يجب على المــرأة االمتن قطع المســتفاد أن الشــهوة اللمســية والضــمية والحمليــة محظــورة في

اإلحرام، والله العالم. الثالث عشر: ال فرق في الحمل والضم بين كون ذلــك من وراء الثوب وعدمــه، للصـدق، وأمــا المس من وراء الثـوب فصــريح خـبر

،ويمسـها من فـوق الثــوبالدعائم المتقدم كونه كذلك، ألنه قال: وال يبعد الصدق أيضا.

ــذي ال يحس ليس بحكم مس ــالج الـ ــر: مس الفـ ــع عشـ الرابـالصحيح، النصراف األدلة عنه.

الخامس عشر: ال فرق في المس بين أعضــاء المــاس وأعضــاء الممسوس، فمجرد صدق المس كــاف، وإن كــان من المــاس على

شعر الممسوس. ــو السادس عشر: الظاهر حرمة الضم والمس والحمل بقاء، فلــترتب مس بال شهوة، ثم قصد ذلك لم يجز، ويترتب على البقاء ما ي

على االبتداء من الكفارة. السابع عشــر: ال فــرق بين العلم والجهــل بــالحكم هنــا، إلطالق

األدلة، وعدم دليل على التخصيص، فتأمل.

)الخامســة(: تحــرم على المحــرم النســاء تقــبيال في الجملــة بال خالف، كمــا في المســتند والحــدائق، بــل عن جمــع دعــوى اإلجمــاع

عليه. ويدل عليه جملة من النصوص المتقدمــة في المســألة الرابعــة،ــة من نصــوص كصحيح الحلبي، وموثق مسمع، وخبر الدعائم، وجمل

آخر، كخبر

305

ــال: ــالم(، ق ــه الس ــن )علي ــزة، عن أبي الحس علي بن أبي حم عليــه بدنــة، وإن لمسألته عن رجل قبل امرأته وهو محــرم، قــال:

. (1)ينزل، وليس له أن يأكل منها وخبر العالء بن الفضيل، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن رجل وامرأة تمتعا جميعــا فقصــرت امرأتــه ولم يقصــر فقبلهــا،

يهريق دما، وإن كانا لم يقصرا جميعا فعلى كــل واحــد منهمــاقال: . (2)أن يهريق دما

وخبر الحسين بن حماد، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( ال بأس، هذه قبلــة رحمــة، إنمــا تكــرهعن المحرم يقبل أمه، قال:

. (3)قبلة الشهوة وصحيح الحلبي أنه قال: سألت أبا عبد الله )عليــه الســالم( عن

ل امرأتــه قبــل أنــمتمتع طــاف بــالبيت؛ وبين الصــفا والمــروة، وقب عليــه دم يهريقــه، وإن كــان الجمــاع فعليــهيقصر من رأسه، قــال:

. (4)جزور أو بقرةوقريب منه خبره اآلخر.

ــل امرأتــهوالرضوي، قال أبو عبد اللــه )عليــه الســالم(: من قبــه قبل طواف النساء فعليه جزور سمينة، وإن كان جاهال فليس علي شيء، وأي رجل قبل امرأته بعد طواف النساء ولم تطف فعليه دم

. (5)يهريقه من عنده وخبر دعائم اإلسالم، عن جعفر بن محمد )عليهمــا الســالم( أنــه

إذا قصر قال:

. 4 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 باب 277 ص9الوسائل: ج (?)1. 6 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 باب 277 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب كفارات االستمتاع ح18 باب 277 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح13 باب 269 ص9الوسائل: ج (?)4. 4 س74فقه الرضا: ص (?)5

306

المتمتع فلــه أن يــأتي زوجتــه، وإن أتاهــا قبــل أن يقصــر فعليــه. (1)جزور، وإن قبلها فعليه دم

وقد تقدم عن الجعفريات قــول النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه( حرم علي كل شــيء منكن إال النظــر والكالم مــادمت فيلنسائه: . إحرامي

ثم إنهم اختلفوا في كون التقبيل المحرم الموجب للكفارة هــل هو التقبيل بالشهوة، أو ولو كان بدونها، وهم بين من أطلق التقبيل،ــيرهم إطالق ــالح وغ ــدوق وأبي الص ــى والص ــد والمرتض فعن المفي

القول بالكفارة على التقبيل. ــأن ــيرهم التصــريح ب ــد وابن إدريس وغ وعن الشــيخ وابن الجني

التقبيل ال لشهوة أيضا عليه كفارة. أقول: ظاهر المطلقات إطالق الحرمة والكفارة، كما أن صــريح موثق مسمع الكفارة في التقبيــل بال شـهوة، وحينئــذ يقـع التعـارض بين هذا الموثق وبين خبر الحسين بن حماد، فإن عموم التعليل فيه يعطي جواز قبلة الرحمة وعــدم الكفــارة فيهــا، لكن الظــاهر تقــدمــبر ــات، خصوصــا خ ــة اعتضــاده باإلطالق ــاني من جه األول على الث الجعفريــات القــريب من الصــراحة لمكــان االســتثناء، وقابليــة إنمــا للتخصيص، ولهذا خصصــت في بــاب محرمــات الصــوم وغيرهــا من موارد استعمال لفظة إنما، واحتمال أن تكون إنما في خبر الحسين حصرا إضافيا بالنسبة إلى قبلــة األم بشــهوة أو قبلــة المحــارم بهــا،

خالف الظاهر، مضافا إلى أن هذا خبر وذاك موثق أو حسن.وبهذا يظهر أن حمل الحدائق موثق مسمع على استحباب

. 10 في ذكر المتعة سطر 317 ص1الدعائم: ج (?)1307

ــهوة الكفارة في التقبيل بغير شهوة، وحمل الجواهر من غير ش فيه على عدم اإلمنــاء، مضــافا إلى كونهمــا خالف الظــاهر، ال داعي

إليه.وهنا فروع:

ــمن األول: لو تداخل التقبيل واللمس، بأن تحقق اللمس في ض التقبيل كان التكليف تابعا للقبلة، كما أنه لو تداخل اللمس والجماع

كان التكليف تابعا للجماع، فال تجب كفارتان. ــاني: ال يشــترط في القبلــة الصــوت، وإنمــا تتحقــق بتحقــق الث مسماها، نعم مجرد وضع الفم ليس تقبيال، فمع صــدق اللمس تجب

كفاته ال كفارتها. الثالث: الظاهر أن تقبيل المرأة للرجل أيضا كذلك، لما يســتفاد من األخبــار من أن ذلــك حكم المحــرم بمــا هــو محــرم، ولــذا قــال الشيخ المفيد في محكي كالمه بعد حكم تقبيــل الرجــل: وإن هــوت

المرأة ذلك كان عليها مثل ما عليه. الرابـــع: ال فـــرق في الحرمـــة والكفـــارة بين اإلمنـــاء وعدمـــه

لإلطالق. الخامس: ال يبعد الكفارة في تقبيل األجنبية والغالم بشهوة، كما

أن الحرمة ال إشكال فيها. وأمــا تقبيــل الغالم ونحــوه رحمــة فال إشــكال وال كفــارة، لخــبر

حسين بن حماد وغيره. السادس: ال فرق بين الزوجة المحرمــة وغيرهــا، إلطالق جملــة من األخبار، وخصوص المحرمة في بعضها ال يــوجب تخصيصــا، كمــا أن العكس وهو تقبيــل المحرمــة ال يفــرق فيــه بين الــزوج المحــرم

وغيره. السابع: ال فرق بين أقسام الزوجة، الكبيرة والصــغيرة، والحــرة واألمة، والدائمة والمنقطعة، بل حتى المملوكــة والمحللــة، لإلطالق

والمناط.

308

الثامن: هــل للقبلــة من وراء الثــوب حكمهــا كمــا على الجســد،احتماالن، من االنصراف، ومن احتمال صدق القبلة.

التاسع: لو قبل بغير شهوة ثم أدامها بشهوة، كــان حكمهــا حكم االبتــداء بشــهوة، ألن الظــاهر من األدلــة عــدم الفــرق بين االبتــداء

والبقاء.ــدم في اللمس، ــا تق ــل، كم ــرق بين العلم والجه ــر: ال ف العاش

فتأمل.

)السادسة( تحرم على المحرم النســاء نظــرا بشــهوة، كمــا عن جماعــة، بــل نســب إلى األكــثر، بــل قيــل لعلــه ال خالف فيــه، وعن

المفاتيح وشرحه اإلجماع عليه. ومن نظر إلى امرأته نظر شهوةواستدل لذلك بموثق مسمع:

.(1)فأمنى فعليه جزور وصحيح معاوية: عن محرم نظر إلى امرأته فأمنى أو أمذى وهو

، وقــال:ال شيء عليــه، ولكن ليغتســل ويســتغفر ربهمحرم، قال: عليهفي المحرم ينظر إلى امرأته وينزلها بشهوة حتى ينزل، قال:

. (2)بدنة وصحيحه اآلخــر: في محــرم نظــر إلى غــير أهلــه فــأنزل، قــال:

عليه دم، ألنه نظر إلى غير مــا يحــل لـه، وإن لم يكن أنــزل فليتــق .(3)الله وال يعد وليس عليه شيء

وموثقة أبي بصــير، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:رجل محرم نظر إلى ســاق امــرأة فــأمنى، قــال: إن كــان موســرا

ــاة فعليه بدنة، وإن كان وسطا فعليه بقرة، وإن كان فقيرا فعليه ش :ثم قال ،أما إني لم أجعل عليه هذا ألنه أمنى، إنمــا جعلتــه عليــه

ألنه

. 6 من أبواب اإلحرام ح9 باب 120المستدرك: ص (?)1. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 باب 274 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب كفارات االستمتاع ح16 باب 273 ص9الوسائل: ج (?)3

309

. (1)نظر إلى ما ال يحل له وصحيح زرارة، قال: سألت أبا جعفر )عليــه الســالم( عن رجــل

عليه جزور أو بقــرة، وإن لممحرم نظر إلى غير أهله فأنزل، قال: . (2)يجد فشاة

ــه شــيءوالرضــوي: ــه فــأمنى، لم يكن علي وإن نظــر إلى أهل. (3)ويغتسل ويستغفر ربه

لكن هنا بعض األخبار الدالة على عدم شيء في النظر. كخبر الجعفريــات المتقــدم، من قــول النــبي )صــلى اللــه عليــه

حرم علي كل شيء منكن إال النظر والكالم مادمتوآله( ألزواجه: .في إحرامي

وحسن علي بن يقطين، سأل الكاظم )عليه السالم( عن رجــل قال المرأته أو جاريته بعد ما حلـق ولم يطـف ولم يسـع بين الصـفا

ال شــيء عليــه إذاوالمروة: اطرحي ثوبك ونظر إلى فرجها، قــال: . (4)لم يكن غير النظر

وربما حكي خلو كتب الشيخ واألكثر عن تحريمه.ــرم، وعلى وعلى كل حال، فالنظر إما إلى ما يحل أو إلى ما يح كل فإما أن يكون بشهوة أو بــدونها، وعلى كـل فإمــا أن يمـني أو ال

يمني. أما لو كان النظر إلى ما يحل بدون الشهوة واإلمناء، فال إشكال في عدم الحرمة والكفارة، سواء كانت زوجة أو محللة أو محرما أو

ملك يمين.

. 2 من أبواب كفارات االستمتاع ح16 باب 273 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح16 باب 272 ص9الوسائل: ج (?)2فقه الرضا. (?)3. 4 من أبواب كفارات االستمتاع ح17 باب 275 ص9الوسائل: ج (?)4

310

وأما لو كان النظر إلى ما يحل بدون الشهوة وأمنى اتفاقا، فإنــاء المجــرد عن ــدليل على اإلمن ــدم ال ــه فال شــيء، لع ــانت أهال ل ك الشهوة، كمــا ال حرمــة أيضــا، وإن كــانت غــير أهــل لــه، بــأن كــانت مخطوبة أو محرمة، ففيه احتماالن، من عمــوم صــحيح زرارة، ومن

احتمال االنصراف إلى صورة الشهوة. وأما لو كان النظر إلى ما يحل مع الشــهوة بــدون اإلمنــاء، فــإن كان النظر هكــذا ال يجــوز في نفســه كمــا لــو كــان إلى المحــرم فال إشكال في الحرمة، وال كفارة لعدم الدليل عليه، وإن كان يجوز فيــك اليمين فمقتضــى نفسه كما لو كان إلى المحللة أو الزوجة أو مل الروايات عدم الحرمة والكفارة، بــل صــريح حســن ابن يقطين دالــا عليه، بل عرفت خلو كتب الشيخ واألكثر عن ذلك، لكن مقتضى م تقدم من المنسوب إلى األكثر أو اإلجمــاع الحرمــة، وإن كــان األول

أقرب. وأما لو كان النظر إلى ما يحل في نفسه مع الشــهوة واإلمنــاء، فإن كان النظــر هكــذا محرمــا في نفســه كــالنظر إلى المحــارم فال إشكال في الحرمة، والكفارة غير بعيدة للمناط، بل ال يبعد شــمول مثل صحيح معاوية له، وإن كان النظر هكذا غــير محــرم في نفســه كــالنظر إلى الزوجــة والمملوكــة والمحللــة، فمقتضــى الموثقــة المتقدمــة واألقــوال الحرمــة والكفــارة، وال ينافيهــا صــحيح معاويــة األول، للزوم حمله على غير الشهوة، ألن النسبة بينه وبينها العموم المطلــق، فإنــه يــدل على عــدم الكفــارة مطلقــا، والموثقــة تقــول

بالكفارة في صورة الشهوة، فالالزم تقييده بها.هذه تمام الصور األربع للنظر إلى ما يحل في نفسه.

وأما النظر إلى ما يحرم، فهو محرم بال إشــكال، ألنــه نظــر إلى ما يحرم، وأما الكفارة فــإن أنــزل لــزم عليــه الكفــارة، ســواء كــان النظر بشهوة أم ال، فإنــه مــورد الروايــات، وإن لم يــنزل فال كفــارة

عليه كما في صحيح معاوية، بشهوة كان أم ال.

311

فرع: مقتضى كــون ذلــك من أحكــام اإلحــرام كمــا هــو المســتفاد من األخبار، عدم الفرق بين نظر الرجل إلى المرأة، ونظــر المــرأة إلى

الرجل.

)السابعة(: ال يجب شيء على استماع الكالم وال حرمة. قال في الحدائق: لو استمع إلى من يجامع أو تشاهى الســتماع

،(1)كالم امرأة من غير نظــر، لم يكن عليــه عليــه شــيء، وإن أمــنىانتهى.

وعن المدارك: ولو أمنى بذلك وكــان من عادتــه ذلــك وقصــده، ،(2)فقد قطع الشارح بوجوب الكفارة عليــه، كاالســتمناء وهــو حسن

انتهى. وعن المنتهى: أما لو كان برؤية فإنــه يجب عليــه الكفــارة، على

ما بيناه. أقول: مراده ما بينه من الكفارة في النظر إلى غير أهله.

وكيف كان، فبعد قطــع النظــر عن قــول المنتهى، في المســألةقوالن:

األول: ما اختاره الحدائق من عدم الحرمة والكفارة. والثاني: قول المدارك تبعا للشارح.

واألقوى األول بالنســبة إلى عــدم الكفــارة، لموثقــة أبي بصــير، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن رجــل ســمع كالم امــرأة

ليس عليــهمن خلف حائط، وهو محرم فتشاها حــتى أنــزل، قــال: . (3)شيء

ورواية سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، فيليس عليه شــيءمحرم استمع على رجل يجامع أهله فأمنى، قال:

(4).وغيرهما مما سيأتي في الثامنة.

. 407 ص15الحدائق: ج (?)1. 35 س 537المدارك: ص (?)2. 3 من أبواب كفارات االستمتاع ح20 باب 478 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب كفارات االستمتاع ح20 باب 278 ص9الوسائل: ج (?)4

312

وأما التفكر فال إشكال فيه قطعا، بل يمكن دعوى عدم الخالف فيه، ألنهم لم يتعرضوا لــذلك أصــال، مــع كــونهم في مقــام بيــان مــا للمحرم من األحكام المتعلقة بالنساء، فمــا في كشــف الغطــاء من عداد التفكــر في محـرم بشـهوة من جملـة المحرمــات ال يخفى مـا فيه، وإن أمكن أن يتمسك له بأدلة دعاء اإلحــرام المتضــمنة لكونــه محرما عن النساء، بدعوى شمول ذلك لتصورهن مثال، وبقول النبي

، لكن ذلــك واهحرم علي كل شــيء منكن)صلى الله عليه وآله(: جدا، مضافا إلى ما سيأتي في الثامنة من خبر الدعائم.

)الثامنــة( يحــرم على المحــرم االســتمناء، الــذي هــو اســتدعاء المني، بال خالف كما في الجواهر، وفي المســتند: يحــرم االســتمناء

، كمــا في المــدارك، بــل بال(1)باليــد أو التخييــل أو المالعبــة بال ريبخالف كما في المفاتيح وشرحه وغيرهما، انتهى.

ويدل على ذلك جملة من النصوص: كصحيحة عبد الرحمان بن حجاج، قال: سألت أبا الحسن )عليــه السـالم( عن الرجــل يعبث بأهلـه وهـو محـرم حــتى يمـني من غـير

عليهمــاجماع، أو يفعل ذلك في شهر رمضــان مــاذا عليهمـا، قـال: . (2)جميعا الكفارة، مثل ما على الذي يجامع

وموثقة إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن )عليه السالم(، قال:ــلقلت: ما تقول في محرم عبث بذكره فأمنى، قال: أرى عليه مث

. (3)ما على من أتى أهله وهو محرم، بدنة والحج من قابل

. 12 س 209 ص2المستند: ج (?)1. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح14 باب 271 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح15 باب 272 ص9الوسائل: ج (?)3

313

وصحيحة البجلي، عن الرجل يمني وهو محــرم من غــير جمــاع، أو يفعل ذلك في شهر رمضان مــاذا عليهمــا، قــال )عليــه الســالم(:

عليهما جميعا الكفارة، مثل ما على الذي يجامع(1) . وعن دعــائم اإلســالم، عن جعفــر بن محمــد )عليهمــا الســالم(،

إذا باشــر المحــرم امرأتــه فــأمنى فعليــه دم، وإن لم يتعمــدقــال: . (2)الشهوة فال شيء عليه

وعنــه، عن الصــادق )عليــه الســالم( أيضــا، قــال: في المحــرم ،ال شــيء عليهيحدث نفســه بالشــهوة من النســاء فيمــني، قــال:

هذا عليــه مثــل مــا علىقال: فإن عبث بذكره فأنعظ فأمنى، قال: .(3)من وطأ

نعم في جملة من الروايات عدم الكفارة باإلمناء المجرد، كخبر الدعائم الثاني، وموثقة سماعة، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(،

ليسفي المحرم تنعت لـه المـرأة الجميلـة الخلقـة فيمــني، قـال: . (4)عليه شيء

ــد اللــه وخبر محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابنا، عن أبي عب )عليه السالم(، في محــرم اســتمع على رجــل يجــامع أهلــه فــأمنى،

. (5)ليس عليه شيءقال: وموثقة أبي بصير، وخبر ســماعة المتقــدمين في الســابعة، بــل وموثقة أبي بصير المتقدمة في السادســة المتضــمنة لقولــه )عليــه

. (6)أما إني لم أجعل عليه ذلك ألنه أمنىالسالم(:

327 ص5. والتهـذيب: ج5 بـاب المحـرم يقبــل امرأتـه ...ح376 ص4الكــافي: ج (?)1. 37 في الكفارة عن خطأ المحرم ح25الباب

ذكر ما يحرم على المحرم، السطر األخير. 303 ص1الدعائم: ج (?)2. 3 ذكر ما يحرم على المحرم سطر304 ص1الدعائم: ج (?)3. 1 من أبواب كفارات االستمتاع ح20 باب 278 ص9الوسائل: ج (?)4. 2 من أبواب كفارات االستمتاع ح20 باب 278 ص9الوسائل: ج (?)5. 2 من أبواب كفارات االستمتاع ح16 باب 273 ص9الوسائل: ج (?)6

314

ــل ــاك، المتضــمن لتعلي ــة بن عمــار المتقــدم هن وصــحيح معاويالكفارة بالنظر إلى ما ال يحل.

بل يؤيد ذلك مــا تقــدم في الرابعـة، ممــا دل على عــدم الشـأنللمني، كصحيح محمد بن مسلم وغيره.

ومقتضى الجمع العـرفي بين هـذه الروايـات أن االسـتمناء بآلـة من زوجة وغيرها موجب للكفارة، بخالف مـا لـو كـان المـني بـدون

آلة، بأن كان بالتخيل أو االستماع أو نحوهما. وأما الحرمة فظاهر هذه الروايات عــدمها، ومــا دل على حرمــة االستمناء لم يدل إال على حرمته إذا كان بآلــة، ألنهــا اشــتملت على

العبث بالذكر أو باليد أو الخضخضة أو نحوها. ــة: ــة الكريم فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك﴿نعم ظــاهر اآلي

ــرافها عن مجيء(1)﴾هم العادون الشمول لذلك، إال أن يدعي انص المني بمجرد التخيل ونحوه، إذ الظـاهر أن ابتغـاء وراء ذلـك الفعــل بآلة ال بدون اآللة، ولذا من البعيد جدا الــتزام أحــد بحرمــة نــوم منــه يــأتي منيــه يقطع بإتيان منيه إذا نام، وكذا إذا شرب دواء يعلم بأن

من ذلك. وما ادعى في المستند وعن غيره عدم الخالف في الحرمة في

غير محله، فإن كثيرا من الفقهاء لم يتعرض للمسألة. نعم هو صريح غير واحد، ولذا قال في الجواهر: والظــاهر عــدم

، وكيــف كــان(2)الفرق بين أسبابه من المالعبة والتخيل والخضخضةفللمسألة محل آخر، والله العالم.

. 7سورة المؤمنون: اآلية (?)1. 307 ص18الجواهر: ج (?)2

315

بقي شيء، وهو أن البول بعــد االحتالم ليس من االســتمناء وإن قطع بخروج بقايا المني، فال يضر ذلك باإلحرام وال بالصــوم، وال هــو محرم قطعا، النصراف األدلة عن ذلك، بل ال يشــملها أصــال، فــتردد بعض من قارب عصــرنا في البــول بعــد االحتالم في شــهر رمضــان

موهون جدا. ولو استمنى باليد ونحوها حــتى من المحلالت، وفي أثنــاء نــزول المني أو قبله بعد مــا لم يتمكن من حفــظ نفســه، تلفــظ بالتلبيــات بقصد اإلحرام، جرى عليه حكم اإلنزال في اإلحــرام، لوقــوع بعضــه

حال اإلحرام، كما سبق في مسألة الجماع حال اإلحرام.ــذا الحكم، وال يبعد القول بعدم الفرق بين الرجل والمراة في ه

فتكون المساحقة كاالستمناء، فتأمل.

)التاسعة(: يحرم على المحرم شهادة عقد النكــاح، بــأن يحضــر في مجلس يعقد، من غير فرق بين كون النكاح لمحلين أو محرمين أو محل ومحرم، بال خالف كما في الجواهر، وظاهرهم االتفاق عليه كما في الحدائق، بل نســبه في المــدارك إلى قطــع األصــحاب، بــل

عن محتمل الغنية وصريح الخالف دعوى اإلجماع عليه. نعم حكي خلو المقنع والمقنعــة وجمـل العلم والعمـل والكــافي

واالقتصاد والمصباح ومختصره والمراسم عن ذلك. ويدل عليه مرســلة الحســن بن علي، الــتي عــبر الحــدائق عنهــا بالموثقة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قــال:

ــه ــاح، وإن نكح فنكاحـ ــهد النكـ ــرم ال ينكح وال ينكح، وال يشـ المحـ. (1)باطل

. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 90 ص9الوسائل: ج (?)1316

هكذا روي في محكي الكافي. . (1)وال يخطب :وفي محكي التهذيب روايته بدون

ــه ــه )علي ــد الل ــره، عن أبي عب ــجرة، عمن ذك ــلة أبي ش ومرس ، ثم قال:ال يشهدالسالم(، في المحرم يشهد نكاح المحلين، قال:

يجوز للمحرم أن يشير بصيد على محل؟(2). وهاتان الروايتان كافيتان في الحكم، وضعف الســند غــير مضــر بعد كون النقل عن الكافي الــذي مــر منــا غــير مــرة االعتمــاد عليــه لضمانته، فهو رافع لضــعف الســند، كمــا أن تضــعيف الداللــة بكــون الحكم مذكورا بالجملة الخبرية ـــ كمــا في المســتند ـــ ممنــوع، لمــا

حقق في األصول من كون الجملة أقوى داللة من اإلنشاء. ــوره ال ثم إنه ال فرق بين حضور العقد ألجل الشهادة، وبين حضــذلك الجــواهر ومحكي لهــا ثم اتفــق العقــد، لإلطالق، كمــا صــرح ب

الجامع، فتفصيل المدارك وتبعه المستند ال وجه له. وكذا ال فرق بين كون العقد دواما أو انقطاعا، لإلطالق.

نعم يبقي الكالم فيمــا ذكــره الجــواهر والمســتند وغيرهمــا، من عدم الفرق بين كون النكاح لمحلين أو محرمين أو محل ومحرم، إذــاح ــل، فنك ــحيح ال الباط ــاح الص ــتين النك ــاح في الرواي ــاهر النك ظــدليل، كمــا المحرمين أو محل ومحرم كال نكاح شرعا، فال يشمله ال

ال يشمل مثل نكاح الصبي والمجنون، فتأمل.

. 49 ح330. التهذيب: ص7 من أبواب اإلحرام ح14 باب 90 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح14 باب 89 ص9الوسائل: ج (?)2

317

ثم إن التحليل ليس نكاحــا، فال بــأس بحضــور مجلســه، كمــا أنشراء اإلماء كذلك.

وهل يحــرم حضــور مجلس الفضـولي، أو يحـرم حضـور مجلسإجازة المجيز له، احتماالن.

ويحتمل التفصيل: بين األول، فال يجوز ألنه نكاح وإن لم يكن نافذا فعال، بل متوقفا

على اإلجازة، والثاني فيجوز ألنه ليس يصدق شهد النكاح.ــه، والظاهر عدم الفرق بين أن يشهد تمام النكاح أو يشهد بعض

كاإليجاب فقط، أو القبول فقط. أما شهادة مجلس الخطبــة، ومجلس العقــد المتــداول في هــذه األزمنة بدون شهود العقد، أو شهادة الموافقــة فال بــأس بــه، لعــدم الدليل على الحرمة، بل عرفت فيما تقدم وجــود الــدليل على عــدم

حرمة األخير. وهل تصدق الشهادة إذا كان بينهما جــدار فاصــل، كمــا إذا كــانــه إجراء العقد في بيت زيد واستمع عمرو المحرم إليه في دار نفس

المجاورة لدار العقد، الظاهر ال، النصراف الشهادة عن مثله. كمــا أن الحضــور عنــد الراديــو أو التلفــون أو نحوهمــا، إذا ألقي

العقد خلفهما ال بأس به لالنصراف. ولــو حبس صــوت العقــد في آلــة ثم فتحت لم يحــرم اســتماعه

والحضور عنده، ألنه ليس بعقد. وهل المناط في الشهادة الحضـور ولـو لم يسـمع بـأن كـان بـه صــمم، أو لم يلتفت لتشــاغله بــالكالم مــع شــخص مثال، أو المنــاطــان ال السماع مع الحضور، فال يحرم في الموردين، احتماالن، وإن ك

يبعد االنصراف عن األول. ثم إنه ال فرق في العقد بين كون المجري أصــيلين أو وكيلين أو

وليين أو باالختالف، لإلطالق. وهل يتعدى إلى نكاح الكتابيين ونحوهم، ألن لكل قــوم نكــاح أم

ال، الظاهر األول لإلطالق، واالنصراف بدوي.ــع وقــران ــواع الحج والعمــرة في ذلــك من تمت وال فــرق بين أن

وإفراد وأصلي ونيابي، وغير

318

ــرجعي ليس من ــة في الطالق ال ــك، وشــهادة مجلس الرجع ذلذلك، لعدم الدليل، وعدم صدق النكاح.

ولو كان النكــاح بــاطال في نظــر المحــرم الشــاهد، بــأن علم أن الزوجة أخت الــزوج من الرضــاعة مثال، فهــل يحــرم الحضــور أم ال، احتمــاالن، ال يبعــد اســتفادة الحرمــة من ظــاهر المسـتند والجــواهرــد ــور عق ــا حض ــذا حرم ــاح، ول ــحة النك ــبر ص ــا ممن ال يعت وغيرهمالمحرمين مع بطالن العقد؛ واألقرب عدم الحرمة ألنه ليس نكاحا. وهــل شــهادة مجلس نكــاح األخــرس فيمــا لم يكن مجــر للعقــد لفظا الذي نقول بصحته في ذلــك حكم نكــاح الالفــظ، ال يبعــد ذلــك

ألنه نكاح شرعي. ولو رأى المحرم بطالن النكاح اجتهادا لكونــه بالفارســي؛ وكــانــدق العاقد يرى صحته اجتهادا أو تقليدا، فالظاهر حرمة الحضور لص

النكاح. وهل حضــور االحتياطــات المتداولــة عنــد العاقــدين بعــد جريــان أصل الصيغة كذلك، احتماالن، من وقوع العقد قبــل ذلــك، ومن أنــه

من تتمة النكاح، فال يبعد شمول الدليل له، واألحوط تركه. ثم إنه ال فرق في هذا الحكم بين المحرم والمحرمــة، وإن كــان لفظ الخبرين مذكرا، لفهم كون ذلك من أحكام اإلحرام، وعلى هـذا فهل يجب اجتناب الصبي عن الحضور، ال يبعد القول به في المميز،

لما دل على اجتنابه عن كل ما يلزم اجتناب المحرم عنه.أما في غير المميز فال يضر لعدم صدق الشهادة.

ولو اضطر للحضور فهل يجب عليه سد األذن لعدم السماع، أمال، األحوط ذلك لما عرفت من احتمال عدم صدق الشهادة معه.

319

ثم إن هذا المحرم ليس عليه فداء لعدم الــدليل، كمــا أنــه ليس مضرا بالعقد لذلك، ولو فعل هذا المحــرم ثم تحلــل نفــذت شــهادته مع اجتماع شــرائطها، ألنــه ال دليــل على بطالن هــذا الحضــور حــتى

يخرج عن قابلية االستناد إليه، والله الموفق.

)العاشرة(: هل تحرم الشهادة على النكاح بــأن يشــهد المحــرم على النكاح الواقع في زمان كونــه حالال، أو فرضــنا أن المحــرم أثموحضر مجلس النكاح وبعد عدالته يشهد على ذلك النكاح المشهود؟ عن الرياض الحرمة، بــل في الحــدائق ظــاهرهم االتفــاق عليــه،ــبرين ــه في الخ ــهادة المنهي عن ــدخولها في الش ــذلك ب ــتدل ل واس

والفتاوى، لكن في الجواهر أن فيه منعا واضحا. ــد شــمول فحــوى خــبر أبي ــه، نعم ال يبع ــول: وهــو في محل أقــق ــه لم يتحق ــافا إلى أن ــعيف، مض ــه ض ــون إلي ــجرة، لكن الرك شــاره الشهادة، ولذا كان المحكي عن النافع والقواعد وغيرهمــا، واخت

المستند صريحا والجواهر ميال الجواز.ــا﴿وكيف يمكن تخصيص قوله تعالى: هداء إذا م وال يأب الش

هادة﴿ وقولــه: (1)﴾دعــوا ونحوهمــا من الســنة(2)﴾ال تكتمــوا الشــالقطعية بمثل هذا الفحوى الضعيف.

وعلى أي حال، فاألقرب عدم الحرمة، من غير فرق بين تحملهامحال أو محرما، حالال أو حراما، خاف وقوع المفسدة أم ال.

)الحادية عشرة(: يجوز للمحرم أن يطلق زوجتــه بال إشــكال والخالف، كما في الحدائق، لألصل.

. 282سورة البقرة : اآلية (?)1. 283سورة البقرة: اآلية (?)2

320

ورواية حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:.(1)نعمسألته عن المحرم يطلق، قال:

وصحيحة أبي بصير، قال: سمعت أبـا عبــد اللـه )عليــه السـالم(.(2)المحرم يطلق وال يتزوجيقول:

وقد روي هذه الرواية المشايخ الثالثة في كتبهم. وكـذا يجـوز للمحـرم مراجعـة المطلقـة بال إشـكال، وادعى في الحــدائق عــدم الخالف فيــه، لألصــل الســالم عن المعــارض، وليس الرجوع نكاحا حتى يشمله دليل عدم جواز النكاح، ولو كان الرجعــة بالمواقعة، إذ حرمتها ال يخرجها عن مصداق كونهــا رجوعــا، فيكــون

كما لو نهاه والده عن ذلك، أو نذر هو ذلك مثال. وكذا يجوز للمحــرم شــراء اإلمــاء وبيعهــا، بال إشــكال وال خالف،

كما في الحدائق والجواهر وغيرهما. ويدل عليه صحيحة سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا )عليه السالم( قال: ســألته عن المحــرم يشــتري الجــواري ويبيعهــا، قــال:

نعم(3) . ورواه الشـــيخ بإســـناده، عن ســـعد األشـــعري القمي، عن أبي الحسن الرضــا )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن المحــرم يشــتري

. نعمالجواري ويبيعها، قال: ثم إن ظاهر النص والفتوى عدم الفرق في شراء اإلماء بين أن يقصــد بــه الخدمــة أو التســري، وصــرح بــذلك الحــدائق والمســتند

وغيرهما، فاحتمال الحرمة لو قصد المباشرة ضعيف.

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح17 باب 93 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح17 باب 93 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح16 باب 92 ص9الوسائل: ج (?)3

321

ــدليل على ــل لعــدم ال ــك قــد عــرفت ســابقا جــواز التحلي ثم إنالحرمة.

ــن بن علي ــلة الحس ــاهر مرس ــة أم ال، ظ ــرم الخطب ــل تح وه ال ينكح المحــرم والالمتقدمــة في التاســعة ذلــك، ويؤيــده النبــوي:

ــه، كمــا عن أبي عليينكح وال يشهد وال يخطب ، واألقرب الفتوى ب الجتماع شرائط الحجية فيها، فما عن القواعد والمبسوط والوسيلة

وتبعهم الجواهر من الكراهة لضعف المرسل ضعيف. وال يفــرق في ذلــك فعلهــا بنفســه أو وكيلــه، لنفســه أو غــيره، لصدق الخطبة، أما مجــرد التكلم مــع أصــدقائه مثال في ذلــك فغــير

محرم، لعدم دليل على ذلك وال تصدق الخطبة أيضا.وكتابة الكتاب إليها أو إلى من يقوم بذلك أيضا خطبة.

نعم فيما لو كتب وال يصل إال بعد إحالله، ففي كونه من الخطبةالمحرمة أم ال وجهان، األحوط تركه.

)الثانية عشرة(: ال إشكال وال خالف، كمــا في الحــدائق في أنــه مــتى اتفــق الزوجــان على وقــوع العقــد في حــال اإلحــرام بطــل، وسقط المهر قبــل الــدخول، عــالمين كانــا أو جــاهلين أو بــالتفريق، ويدل عليه عمــوم األخبــار المتقدمــة الدالــة على بطالن النكــاح في

حال اإلحرام. وكذا لو كان أحد الزوجين محرما.

وإذا دخل بها وهي جاهلة ثبت لها المهر بما استحل من فرجهــا،وفرق بينهما مؤبدا مع العلم ومع الجهل، إلى أن يحصل اإلحالل.

ــال وإنما اإلشكال فيما أن اختلفا، وادعى أحدهما وقوع العقد ح اإلحرام، وأنكر اآلخر فادعى وقوعه حال الحل، فقد حكم األكثر بأن القول قول مدعي الصحة بيمينــه، وذلــك لحمــل أمــر المــؤمن على

الصحيح. فعن الحسين بن مختار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

قال أمير المؤمنين

322

ضع أمــر أخيــك على أحســنه حــتى)عليه السالم( في كالم له: يأتيك ما يغلبك منه، وال تظنن بكلمة خرجت من أخيــك ســوءا وأنت

.(1)تجد لها في الخير محمالــال ــحة في أفع ــالة الص ــه ألص ــتدل ب ــا اس ــك مم ــير ذل إلى غ

المسلمين. وربما أورد على ذلك بأنه ال دليل على أصالة الصحة مطلقا، بل مستندها اإلجماع، وهو غــير معلــوم في المقــام، إن لم يكن معلــومــرام العدم، وأنه إنما يتم إذا كان المدعي لوقوع العقد في حال اإلح عالما بفساد ذلك، أما مع اعترافهمــا بالجهــل فال وجــه للحمــل على

الصحة.وال يخفى ما فيهما.

أما األول: فلعـدم تماميـة كـون مسـتند أصـالة الصـحة اإلجمـاع فقــط، بــل الروايــة المتقدمــة وغيرهــا دليــل للمســألة، كمــا تقــدم

تقريرها في كتاب الطهارة وغيرها، فراجع. وأمــا الثــاني: فألنــه ال ربــط العــتراف مــدعي الجهــل بالحرمــة والفساد في حـال اإلحـرام، لـدعواه الصـحة وأنـه وقـع العقـد حــال الحل، فهو مثل ما لو اعترف زيد بجهله نجاسة الغسالة لكنه يــدعي

بقوله: وفيه(2)تطهيره يده بال ترشح الغسالة مثال، ولذا رده الجواهر إن األصــل الصــحة في العقــد ونحــوه، وال يعتــبر فيــه العلم إلطالق

دليله. ثم إنه ربما يستدل لتقديم قول مدعي الصحة بأنهما اتفقــا على حصول أركان العقد، واختلفا في أمر زائــد على ذلــك، وهــو وقوعــه في حال اإلحرام، واألصل عدمه، وفيــه: إنـه لـوال أصـالة الصـحة لم

يكن هذا كافيا.

. 3 باب التهمة وسوء الظن ح362 ص2الكافي: ج (?)1.309 ص18الجواهر: ج (?)2

323

ثم إنه قد يقــال: بــأن األصــل عــدم االنعقــاد، الستصــحاب عــدم الزوجية، وفيه: إنه مع أصالة الصحة ال مجال لالستصحاب كما حقق في محله، وربما تبنى المسألة على الجهــل بتــاريخ العقــد واإلحــرامــه محــل نظــر، وحيث إن ــدهما، لكن ــل بأح ــا والجه والعلم بتاريخهم المسألة خارجة عن البحث، بل حالهــا حــال ســائر صــور الــنزاع في

العقد، فاألولى إحالتها إلى محلها، والله الموفق.

)الثــالث( من محرمــات اإلحــرام: الطيب، في الجملــة إجماعــا، كما عن التذكرة، وفي الحدائق والجواهر والمستند، ويدل على ذلك

متواتر النصوص: ــال: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

ــق الطيب ال تمس شيئا من الطيب وال من الدهن في إحرامك، وات في طعامــك، وأمســك على أنفــك من الرائحــة الطيبــة، وال تمســكــريح طيبة عليه من الرائحة المنتنة، فإنه ال ينبغي للمحرم أن يتلذذ ب

(1) . ال يمسوصحيح حريز، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

ــه، فمن ابتلي ــذذ ب ــان، وال يتل ــيئا من الطيب وال الريح ــرم ش المحبشيء من ذلك فليتصدق بقدر ما صنع قدر شبعه، يعني من الطعام

(2) . إال أن فيــهونحوه حسنه، المــروي عنــه )عليــه الســالم( أيضــا:

. (3)بقدر ما صنع قدر سعته من أكــلوصحيح زرارة، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال:

زعفرانا متعمدا

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 94 ص9الوسائل: ج (?)1. 11 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 95 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 94 ص9الوسائل: ج (?)3

324

أو طعاما فيه طيب فعليه دم، فإن كــان ناســيا فال شــيء عليــه،. (1)ويستغفر ربه ويتوب إليه

المحــرموصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: يمسك على أنفه من الريح الطيبة، وال يمسك على أنفــه من الــريح

. (2)الخبيثة ال بــأسونحوه صحيح هشام بن الحكم، إال أنه زاد فيه: وقــال:

ــارين، وال ــروة من ريح العط ــفا والم ــا بين الص ــة فيم ــالريح الطيب ب. (3)يمسك على أنفه

ــه ــا الحســن )علي وصــحيح محمــد بن إســماعيل، قــال: رأيت أب السالم( كشف بين يديه طيب لينظر إليه وهو محرم، فأمســك على

. (4)أنفه بثوبه من ريحه وعن الحسن بن زياد، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

إذاقلت له: األشنان فيه الطيب أغسل به يــدي وأنــا محــرم، قــال: ، واعزلــوا الــذي ال تحتــاجون إليهمــزاودكمأردتم اإلحرام فــانظروا

. (5)تصدق بشيء كفارة لألشنان الذي غسلت به يدكوقال: وعن حنــان بن ســدير، عن أبيــه، قــال: قلت ألبي جعفــر )عليــه

ال ينبغيالسالم(: ما تقول في الملح فيه زعفــران للمحــرم، قــال: . (6)للمحرم أن يأكل شيئا فيه زعفران، وال تطعم شيئا من الطيب

وصحيح محمد بن مسلم، عن أحدهما )عليهما السالم( في قولالله عز وجل:

. 1 من أبواب كفارات اإلحرام ح4 باب 284 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح24 باب 100 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح20 باب 98 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 93 ص9الوسائل: ج (?)4. 8 من أبواب كفارات اإلحرام ح4 باب 285 ص9الوسائل: ج (?)5. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 93 ص9الوسائل: ج (?)6

325

. (2)حفوف الرجل من الطيب (1)﴾مهثفت ثم ليقضوا﴿ ومرســل الصــدوق: كــان علي بن الحســين )عليــه الســالم( إذا

منإيــاكم أن تجعلــوا في زادنــا شــيئاتجهــز إلى مكــة قــال ألهلــه: . (3)الطيب والزعفران نأكله أو نطعمه

وروي الحســـين بن زيـــاد، قـــال: قلت ألبي عبـــد اللـــه )عليـــه السالم(: وضأني الغالم ولم أعلم بأشنان فيــه طيب، فغســلت يــدي

. (4)تصدق بشيء لذلكوأنا محرم، فقال: وعن حماد بن عثمان، قال: قلت ألبي عبد الله )عليــه السـالم(: إني جعلت ثوبي إحرامي مــع أثــواب قــد جمــرت فأخــذ من ريحهــا،

. (5)فانشرها في الريح حتى يذهب ريحهاقال: ــالم( في ــه الس ــن )علي ــويد، عن أبي الحس ــر بن س وعن النظ

. (6)إن المرأة المحرمة ال تمس طيباحديث: وعن معاوية بن عمار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

اتق قتــل الــدواب كلهــا، وال تمس شــيئا من الطيب وال من الــدهن في إحرامك، واتق الطيب في زادك، وأمسك على أنفـك من الـريح الطيبة، وال تمسك من الريح المنتنة، فإنه ال ينبغي لك أن تتلذذ بريح

طيبة، فمن ابتلي بشيء من ذلك فليعد غسله، وليتصدق

.29سورة الحج: اآلية (?)1. 13 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 95 ص9الوسائل: ج (?)2. 18 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 96 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب تروك كفارات اإلحرام ح4 باب 284 ص9الوسائل: ج (?)4. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 94 ص9الوسائل: ج (?)5. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 94 ص9الوسائل: ج (?)6

326

. (1)بصدقة بقدر ما صنع وروي أن محرما وقصت به ناقته، فقال النبي )صلى اللــه عليــه

وآله وسلم(: . (2)ال تقربوا إليه طيبا فإنه يحشر يوم القيامة ملبياــالم(: ــا الس ــد )عليهم ــر بن محم ــدعائم، عن جعف ــبر ال إنوخ

رسول الله )صلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( نهى أن يتطيب من أراد اإلحرام بطيب تبقى رائحته عليــه بعــد اإلحــرام، وأن يمس المحــرم

. (3)طيبا إذا مس المحــرم الطيب فعليــهوعنه )عليه السالم( أنــه قــال:

. (4)أن يتصدق بصدقة إن المحــرم ممنــوع من الصــيد والجمــاعوعنه )عليه الســالم(:

. (5)والطيب. (6)وال يمس الطيب بعد إحرامهوالرضوي:

وما دل على تجنب المحرم لو مات عن الكافور. وما دل على أن المحرم ما لم يلب ال بأس بالطيب له. وما دل على دعاء حال اإلحرام وأنه يتجنب عن الطيب.

وما دل على جواز الطيب للمحرم بعد المناسك. ــد ــه الســالم( حين يري ــاه )علي والرضــوي المشــتمل على أن أب

إيــاكم واألطعمــة الــتي يجعــل فيهــاالخــروج إلى مكــة يقــول: . (7)الزعفران، أو تجعلون في جهازي طيبا أعمله أو آكله

. 9 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 95 ص9الوسائل: ج (?)1. ال تقربوا كافورا وفيه : 4 ح6 ص4، والعوالي: ج14 س 44 ص1المختلف: ج (?)2. 299 ص1الدعائم: ج (?)3. 20 سطر 304 ص1الدعائم: ج (?)4. 7 سطر 303 ص1الدعائم: ج (?)5. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح13 الباب 121 ص2المستدرك: ج (?)6. 2 س 74فقه الرضا: ص (?)7

327

إلى غير ذلك من الروايات التي ستأتي جملة منها. ثم إنه ال خالف في حرمة الطيب في الجملة كما عرفت، وإنمــا وقع الخالف في ذلــك تخصيصــا وتعميمــا، فــذهب األكــثر كمــا قيــل، وفيهم المفيد والصدوق في المقنع والسيد والحلبي والحلي وظــاهر اإلسكافي والعماني والشيخ في المبســوط والمحقــق والعالمــة في أكثر كتبه وجملة من المتأخرين، بل أكثرهم كمــا في المســتند، إلى

التعميم بالنسبة إلى كل طيب عدا ما يأتي استثناؤه. وعن الصــدوق في المقنــع أيضــا، والتهــذيب والجــامع والـذخيرة والكفاية تخصيص التحريم بأربعة، وهي: المسك والعنبر والزعفران

والورس. ــة ــتة، األربعـ ــه بسـ ــيلة تخصيصـ ــة والوسـ وعن الخالف والنهايـ

المذكورة والكافور والعود. وعن الجمــل والقاضــي والغنيــة والمهــذب واإلصــباح واإلشــارة،ــة ــل عن الغني ــورس عن الســتة. ب تخصيصــه بخمســة، بإســقاط ال

والخالف دعوى اإلجماع على ما ذكراه. والعالمة في اإلرشاد كجماعة من المتأخرين ترددوا في التعميم

والتخصيص. ــار أما قول المشهور فالدليل عليه ما عرفت من عمومات األخب

وإطالقاتها. وأما القائل بأربعة فاستدل له بجملة من األخبار.

ــال: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال تمس شيئا من الطيب وأنت محرم، وال من الدهن، واتق الطيب

وأمسك على أنفك من الــريح الطيبــة، وال تمســك عليهــا من الــريح المنتنة، فإنه ال ينبغي للمحرم أن يتلذذ بريح طيبة، واتق الطيب في زادك، فمن ابتلي بشيء من ذلــك فليعــد غســله وليتصــدق بصــدقة بقدر ما صنع، وإنما يحرم عليــك من الطيب أربعــة أشــياء: المســك

والعنبر

328

والورس والزعفران، غير أنه يكره للمحــرم األدهــان الطيبــة إال. (1)المضطر إلى الزيت أو شبهه يتداوى به

. (2)إال األدهان الطيبةونحوه صحيحه اآلخر إلى قوله: إنمــاوصحيحه الثالث، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

يحرم عليك من الطيب أربعــة أشــياء: المســك والعنــبر والزعفــران. (3)والورس، غير أنه يكره للمحرم األدهان الطيبة الريح

. (4)ونحوه خبره اآلخر عنه )عليه السالم( أيضا وصحيح ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:

الطيب: المسك والعنبر والزعفران والعود(5) . وخبر عبد العفــار، قــال: ســمعت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم(

ــةيقول: الطيب المسك والعنبر والزعفران والورس، وخلوق الكعب. (6)ال بأس به

يكــره من الطيبومرسل الفقيه: قال الصادق )عليه السالم(: أربعة أشياء للمحرم: المسك والعنــبر والزعفــران والــورس، وكــان

. (7)يكره من األدهان الطيبة الريحــد، كمــا هي ــار بالتقيي وقــد جمعــوا بين المطلقــات وهــذه األخب

القاعدة المطردة في حمل المطلق على المقيد.

. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 94 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح29 باب 105 ص9الوسائل: ج (?)2. 14 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 96 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح30 باب 105 ص9الوسائل: ج (?)4. 15 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 96 ص9الوسائل: ج (?)5. 16 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 96 ص9الوسائل: ج (?)6. 16 في ما يجوز للمحرم... ح118 الباب 223 ص2الفقيه: ج (?)7

329

ــا مشــتملة على ــار لكونه ــذه األخب ــالث: به واســتدل للقــول الث الورس والعود معا، باضافة ما يستفاد من أخبار المحــرم الميت من حرمة الكافور، الظاهرة في أنها ألجــل اإلحــرام، ال لحــدوث تكليــف

جديد للميت. ــالجمع بين صــحيح ابن يعفــور، ومــا دل على ــع: ب وللقــول الراب

حرمة الكافور للمحرم. ووجه التوقف: تعارض األخبار بعد عدم جمع داللي عــرفي، ولــو فرض إمكان الجميع بالتقييد كان مخالفــا للمشــهور الــذي هــو يؤيــد

اإلطالق والعموم. أقول: لكن األقــرب في النظــر بالنســبة إلى ظــاهر األخبــار هــو تحــريم أربعــة: المســك والعنــبر والزعفــران والــورس، إذ مقتضــى الجمع بين المطلقات والمقيدات ذلك، وكــثرة المطلقــات ال تــوجب التهيب بعد ورود خبر واحــد موثــق يمكن االسـتناد إليـه، فكيــف بمــا عرفت من األخبار المتظافرة وخصوص صحاح معاويــة الــتي كــادت

تكون من أصرح المقيدات في إفادة الجمع. ــا وأما صحيحة ابن أبي يعفور المشتمل على العود فال داللة فيه على المقام، إذ ليس الكالم فيها على مــا يحــرم على المحــرم، بــل إنها تعرضت لكون الطيب أربعــة، ككثــير من الروايــات الدالــة على بيــان المواضــيع الخارجيــة لبيــان أفرادهــا األكمــل، فهي أجنبيــة عن

مورد البحث. والقول بأن الجمــع بينهــا وبين مــا دل على حرمــة الطيب كــاف إلثبات الحكم ال مجال له، بعد صراحة صحاح معاوية وغيرهـا في أن

الطيب المحرم على المحرم أربعة. وأما مــا تقــدم من أنــه كيــف يحــرم الكــافور على المحــرم بعــد الموت وهو محلل له قبله، ففيه مضافا إلى أنــه لم يــرد دليــل على حرمة الكافور أصال، كما ال يخفى على من راجع بـاب حنـوط الميت وغسله، بل غاية ما هناك دعوى اإلجماع، حتى أن شيخنا المرتضــى

)رحمه الله( قال: ولو ال اإلجماع على عدم جوازه تغسيله

330

بماء الكافور ألمكن الخدشة فيه، انتهى. وذلك ألن تلك األخبار تضمنت عــدم تقــريب الطيب للميت، بــلــار أن حــال الميت المحــرم كحــال الحي في يظهــر من بعض األخب الغســل ونحــوه فراجــع، ثم إنــه على تقــدير التســليم يلــزم القــول باختصاص ذلك بحال الموت، مــع أن رفــع اليــد عن هــذا التالزم بين حال الحياة وحــال المــوت الحدســي أهــون من رفــع اليــد عن هــذه

المقيدات الصريحة. وأما حال المؤيدات التي ذكرت كدعاء اإلحرام ونحوه، ففيه: إن

ذلك أهون من المطلقات. وما ذكرناه من الجمــع ال غبــار عليــه من جهــة الداللــة والســند،ــرنا وإنما يناقش فيه من جهة كون الشهرة على خالف ذلك، وال تض بعد ما حقق في األصــول من عــدم كونهــا مضــرة، واســتثناء خلــوق الكعبــة كمــا ســيأتي إنمــا هــو الشــتماله على الزعفــران فال يكــون

االستثناء دليل العموم. بل ربما يقال: إن الفرد الظاهر من الطيب في تلك األزمنة كان هو األربعـة المـذكورة، فال إطالق للمطلقــات، مــع قطـع النظـر عنــذا ورد في بعض النصــوص النهي المقيدات فكيف مع مالحظتها، ول عن الزعفران فقط أو نحوه، كقول الصــادق )عليــه الســالم(، فيمــا

ال تمس الريحــان وأنتعن عبد الله بن سنان، قال: سمعته يقول: محـــرم، وال تمس شـــيئا فيـــه زعفـــران، أو ال تأكـــل طعامـــا فيـــه

. (1)زعفران إذا كنتوعن منصور، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

متمتعا فال تقربن

. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 95 ص9الوسائل: ج (?)1331

. (1)شيئا فيه صفرة حتى تطوف بالبيت وقــول حســن بن هــارون ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(: أكلت

، الحديث. (2)خبيصا فيه زعفران حتى شبعتــه الســالم(، في خــبر زرارة: من أكــلوقــول أبي جعفــر )علي

، الحديث. (3)زعفرانا متعمدا أو طعاما فيه طيب فعليه دمإلى غير ذلك.

وقد أطال الحدائق والمستند والجــواهر الكالم في نصــرة قــولالمشهور ورده بما ال يهمنا التعرض له.

ثم إن في المقام مسائل: األولى: يستثنى من حرمــة الطيب خلـوق الكعبــة، اسـتثناه غـير واحد كما في الجواهر، وبال خالف يعرف كما في المستند، وإجماعــا

محكيا كما في الحدائق، وعن الخالف والمنتهى اإلجماع عليه. والكالم فيه تارة في موضوعه، وأخــرى في حكمــه، أمــا حكمــه

فيدل عليه جملة من النصوص: كصحيح حماد بن عثمان، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم(

العن خلوق الكعبة وخلوق القبر يكــون في ثــوب اإلحــرام، فقــال: . (4)بأس به وهما طهوران

قال في الحدائق: والظاهر أن المراد بــالقبر قــبر النــبي )صــلى.(5)الله عليه وآله وسلم(

ــدر قلت: ولو لم يكن ذلك ظاهرا، لكن الالزم القول به، ألنه الق المتيقن من جواز الطيب في ثوب المحرم بعد عموم حرمة الطيب

حتى على

. 12 من أبواب تروك اإلحرام ح18 باب 95 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب كفارات ح3 باب 283 ص9، الوسائل: ج1008 ح298التهذيب: ص (?)2. 1 من أبواب كفارات اإلحرام ح4 باب 284 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح21 باب 98 ص9الوسائل: ج (?)4. 420 ص15الحدائق: ج (?)5

332

المختار من كونه أربعة، إذ الخلوق مشتمل على الزعفران كمــا سيأتي، هــذا مضــافا إلى عــدم بعــد مــا اســتظهره لكــون المرســومــول تطيب قبر النبي )صلى الله عليه وآله وسلم( ال قبور الموتى بق

مطلق. وصحيح عبد اللــه بن ســنان، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه

ال بــأس بــه،السالم( عن خلوق الكعبة يصيب ثوب المحــرم، قــال: . (1)وال يغسله فإنه طهور

وصــحيح يعقــوب بن شــعيب، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه ال يضرهالسالم(: المحرم يصيب ثيابه الزعفران من الكعبة، فقال:

. (2)وال يغسله وصــحيح ابن أبي عمــير، عن بعض أصــحابنا، عن أبي عبــد اللــه )عليه الســالم(، إنــه ســئل عن خلــوق الكعبــة للمحــرم يغســل منــه

. (3)إن بثوبي منه لطخا، ثم قال: ال هو طهورالثوب، قال: وموثق سماعة، أنــه ســأله يعــني الصــادق )عليــه الســالم(، عن

ال بــأسالرجل يصيب ثوبه من زعفران الكعبة وهــو محــرم، قــال: . (4)به، وهو طهور فال تتقه أن يصيبك

.(5)وخلوق الكعبة ال بأس بهوخبر عبد الغفار المتقدم: وإن استظهر في الحدائق عدم كونه من تتمة الخبر.

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح21 باب 98 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح21 باب 98 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح21 باب 99 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح21 باب 99 ص9الوسائل: ج (?)4. 13 باب ما يجب على المحرم ح299 ص5التهذيب: ج (?)5

333

وأما موضوعه، فقد قــال في الجــواهر: وهــو ضــرب من الطيب. (1)مائع فيه صفرة، كما عن المعرب والمغرب

وعن النهاية: إنه طيب معروف من الزعفران وغــيره من أنــواع. (2)مركب من الطيب، وتغلب عليه الحمرة والصفرة

وعن ابن جزلة الخطيب في منهاجــه: إن صــفته زعفــران ثالثــةــة دراهم، قصب الذريرة خمسة دراهم، أشنه درهمان، قرنفل وقرف من كل واحد درهم، يدق ناعما وينخل ويعجن بمــاء ورد ودهن حــتى يصير كالدهن في قوامه، والدهن هو السمسم المطحون أن يعصــر

ويستخرج دهنه، انتهى.وفي المقام فروع:

األول: مقتضى ما عرفت من صحيح حماد ومــا يــأتي في الفــرع الرابع جواز اإلحرام في ثوب ملطخ بخلوق قــبر النــبي )صــلى اللــه عليه وآله وسلم(، وهو الظاهر من الحدائق كما عرفت، وحكــاه في

الجواهر عن ابن سعيد. الثــاني: مقتضــى المختــار من انحصــار المحــرم من الطيب في أربعة، ال إشكال في سائر مــا يســمى طيبــا، وإن كــان عطــر الــورد الذي هو أكــثر طيبــا من الزعفــران ونحــوه، ويؤيــده مــا ســيأتي في النبات من استثناء الخــزامي ونحــوه الــذي ال إشــكال في كونــه من

أشد أنواع الطيب ريحا، فتأمل. الثالث: ال يبعد القــول بكراهــة مطلــق الطيب، لمــا يســتفاد منــا ســيأتي من اســتثناء الخــزامي ونحــوه ــار، نعم م ــة من األخب جمل

يستفاد منه عدم الكراهة أيضا. الرابع: ال فرق بين خلوق الكعبة وزعفرانها، كما نص على ذلــك

المحكي

. 321 ص18الجواهر: ج (?)1النهاية. (?)2

334

عن التهــذيب والنهايــة والســرائر والتحريــر والمنتهى والتــذكرة،ــا في الجــواهر من الشتمال الخلوق على الزعفران كما عرفت، وم صحيح يعقوب بن شــعيب، ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم عن

ال بــأس بهمــا، همــاخلــوق القــبر يكــون في ثــوب اإلحــرام، قــال: . (1)طهوران

وخــبر ســماعة، ســأله أيضــا عن الرجــل يصــيب ثوبــه زعفــران ال بــأس بــه وهــو طهــور، فال تتقــه أنالكعبــة وهــو محــرم، فقــال:

.(2)يصيبك الخامس: ال فرق في استشمام خلوق الكعبة بين حالة الطواف وحالة الصالة وحالـة الجلـوس ولـو كـان لالستشـمام، إلطالق النص

والفتوى. السادس: لو طيبت الكعبــة بغــير الخلــوق والزعفــران، كمــا لــو طيبت بالمســك أو الــورس، أو ســائر الطيب على المشــهور، فهــل يكــون حكمــه حكم الخلــوق، كمــا عن الشــيخ والعالمــة في المنتهى والتذكرة والــدروس، وميــل المــدارك، بــل في الحــدائق نســبته إلى تصريح جمع من األصحاب مع ميلــه إليــه، أم ال، فال يجــوز، كمــا عن

المسالك وكشف اللثام، ومال إليه الذخيرة، احتماالن. ال بأس بالريحاستدل لالول: بفحوى صحيحة هشام بن الحكم:

الطيبة فيما بين الصفا والمروة من ريح العطارين، وال يمســك علىــو جــاز ذلــك بالنســبة إلى ريح العطــارين كــان ريح(3)أنفه ــه ل ، فإن

الكعبة أولى، وبعسر تجنبه، وبمنافاة القبض على األنــف الحترامهــا، الــذي يشــم منــه أنــههــو طهــوروبظاهر قولهم )عليهم الســالم(:

التطهير،

. 321 ص18الجواهر: ج (?)1. 4 ح99 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح20 ص9الوسائل: ج (?)3

335

الذي أمر الله إبراهيم وإسماعيل للطائفين وغيرهم، والمراد به تنزيهه عن المنافيات التي منها وجود الريح المنتنة الحادثة من بــدن

الناس. وللثاني: بعدم الدليل، بعــد عمــوم مــا دل على التحــريم، وعــدم

اقتضاء ما ذكر للخروج عن العموم. لكن القول األول أقرب.

السابع: ال فــرق بين خلــوق الكعبــة وثوبهــا وبابهــا، وهــل خلــوقــواب خــدمتها كــذلك أم ال، احتمــاالن، من العلــة ــبيت وأث جــدران ال المتقدمــة وعــدم بعــد كــون المـراد بالكعبــة أعم من ذلـك، ومن أن االقتصار على القدر المتيقن من المستثنى خلوق نفس الكعبة ومــا

يتبعها. لكن ال يبعد األول، خصوصا إذا كان خلوق ثــوب الخدمــة متعــدياــة إلى ــدي عن الكعب ــوق المتع ــه الخل ــة، ومثل إليهم من نفس الكعب

غيرهم ما دام كان هناك، أما لو خرج فاألحوط اجتناب الغير عنه. الثامن: لو أتى هو بالخلوق من خارج الــبيت لتطــييب الــبيت، أو

جاء به غيره، فال إشكال في جواز استشمامه بعد اللطخ بالكعبة. وهل يجوز قبل ذلك مطلقا، أو ال يجوز مطلقا، أو يفصل بين مــاــه ــدخل، في ــا لم ي ــد، وبين م ــبيت ولم يســتعمل بع ــان في ال ــو ك ل احتماالت، من إطالق خلوق الكعبــة لمــا قبــل اللطخ، فــإن اإلضــافة يكفي فيهــا أدنى مالبســة ولــو كــانت المشــارفة، ومن أن المــتيقن صورة اللطخ، ومن أنه لو كان في البيت صــدق خلــوق الكعبــة دون

ما لو كان خارجه، واألحوط الثاني وإن كان ال يبعد الثالث. التاسع: الظاهر عدم الفرق بين قصد األخذ من الخلوق بإلصــاق

النفس بالكعبة، وبين عدم قصده، لإلطالق. العاشر: ال يفرق بين مس الخلــوق بــاإلحرام أو بالبــدن، فكونــه

تدهينا بما فيه

336

طيب غير مضر. ومنه يعلم عدم الفــرق بين المس واالستشــمام. نعم ال إشــكالفي عدم جواز أكله، ألن المستثنى هو االستشمام واللطخ ال األكل. ــة وهــو ملطخ ــوب الكعب ــو أخــذ قطعــة من ث الحــادي عشــر: ل بالخلوق، فالظاهر جواز شمه ولو بعد إخراجه من المسجد، إلطالق

النص الشامل له، أو المناط. الثــاني عشــر: لــو شــك في أن الــريح الطيبــة الــتي بثوبــه منــه من ــاب للشــك في كون ــزوم االجتن الخلــوق أو غــيره، فالظــاهر ل

مصداق المخصص. الثالث عشر: ال فرق في جواز استشمام الخلــوق بين من كــان

داخال في البيت أو خارجا عنه لإلطالق.

)الثانيــة(: يســتثنى أيضــا من الطيب المحــرم: مــا يستشــم من العطر في سوق العطارين، كمــا صــرح بــه غــير واحــد، ويــدل عليــه

بعض النصوص: كصحيحة هشام بن الحكم المتقدمة في أول الطيب.

وخبر الجعفريات، بسنده عن علي )عليه السالم(: أنه سئل هليجلس المحرم عند العطار، قال: . (1)ال إال أن يكون مارا

وفي المقام فروع: فيمــا إذا كــان(2)األول: إنــه إنمــا ال يجــوز االستشــمام من ريحه

ريحه من أحد المحرمات، أما لو كان من ريح غير المحرم فالظــاهر عدم البأس، وهو الظاهر من الفقهاء، إذ ليس هذا محرمــا مســتقال،

بل من توابع حرمة الطيب. الثاني: ال يجوز الجلوس عند العطار، كما في خــبر الجعفريــات، وبه يقيد إطالق صحيح هشام، وبه أفـتى بعض، بـل هـو الظـاهر من

الجواهر أيضا.

. 2 سطر 71 ص2الجعفريات: ج (?)1اي عند الجلوس أما عند المرور فقد عرفت جواز االستشمام. (?)2

337

ــه ليس نعم يجوز الجلوس إذا أمسك على أنفه، لما تقدم من أن محرمــا مســتقال بــل لالستشــمام، وهــو غــير حاصــل مــع اإلمســاك،

وسيأتي ما يدل على ذلك. ــذي بين الصــفا ــارين ال ــرق بين ســوق العط ــل يف ــالث: ه الث والمروة، وبين السوق الذي في مكة، ظاهر خــبر الجعفريــات عــدم الفرق، لكن مقتضى عموم ما دل على حرمة الطيب، وأخــذ األنــف من الرائحة الطيبة، بعد عدم اســتثناء غــير مــا بين الصــفا والمــروة

الفرق، وال يبعد القول به. الرابع: الظاهر عدم الفرق بين ريح العطارين الذين يدخل فيهم غيرهم، كما لو كان هناك بزاز يستعمل العطر أيضا، وبين العطارين الذين ال يدخل فيهم غيرهم، كما أنــه ال فــرق بين العطــار الــذي لــه غير العطر، وبين من يبيع العطر فقط، من غير فــرق بين أن يكــون

له دكان أو قاعدا على األرض. الخـــامس: ال يشـــترط أن يكـــون العطـــار في مـــا بين الصـــفا والمروة، فلــو كــان هنــاك ســوق في جنب مــا بين الصــفا والمــروة

بحيث يأتي ريح عطاريه إلى هناك لم يلزم أخذ األنف.ــأن كــان بين الصــفا والمــروة العطــارون، بحيث وفي العكس ب تأتي الريح إلى الخارج وهو في الخارج، فهل يجب أخذ األنــف أم ال، احتمــاالن، من إطالق صــحيح هشــام، ومن عــدم بعــد انصــرافه إلى

صورة المرور هناك. السادس: ال فرق في جواز شــم العطــر هنــاك بين كــون ذهابــه عمدا لذلك أم لحاجة أم لسعي، لإلطالق، كمــا أنــه يجــوز الــدنو من

العطار في المسير الستشمام ريح أكثر. ــزال ــه في ســوق العطــارين بحيث ال ي ــان منزل ــو ك الســابع: ل

أخذ األنــف دائمــا، أو يكــون ذلــك(1)يستشم العطر، فهل يجب عليهــة، من المســتثنى، احتمــاالن، وإن كــان ال يبعــد األول، إلطالق األدل

اللهم إال أن يكون حرجا، ولم يتمكن من تغيير

اي على المحرم. (?)1338

منزلــه أو الخــروج في غــالب األوقــات، حــتى ال يكــون البــاقي حرجا، فإنه يستثنى لقاعدة الحرج.

عدم الفرق بين خارج البيت وداخله،(1)الثامن: مقتضى ما تقدمفيلزم أخذ أنفه من ريح العطارين ولو كان داخل البيت.

التاسع: مثــل هــذه األزمنــة الــتي ارتفــع الســوق من بين الصــفا والمروة وليس هناك عطار، هل يجوز أن يقعد عطارا هناك يستشم ريحه عند المرور أم ال، احتماالن، من ظاهر كــون الحكم حرجيــا فال

يجوز، ومن اإلطالق فيشمل ما نحن فيه، واألحوط الترك. العاشر، هــل يفــرق بين العطــار في الســوق، وبينــه على نفســه الصفا والمروة، فلو كان على نفس الصفا مثال عطار يستشــم من

فيمــا بينالريح إن صعد، فهل يجوز ذلك، الظــاهر نعم لشــمول صحيح هشام له.

الحادي عشر: لو كان المحرم هو بنفسه عطار هناك، لم يجزله الجلوس على دكانه حال اإلحرام، إال إذا أخذ على أنفه، كما ال يجوز فتح دكانه إذا استلزم الزيــادة على المــرور، نعم يجــوز لــه ذلــك إذا

كان في طريقه بحيث لم يستلزم الزيادة على المرور. الثاني عشر: انما يجوز استشمام الريح التي هناك، أما أن يأخذ

مسكا أو نحوه ويشمه هناك فال، لعدم شمول صحيح هشام له. الثالث عشــر: ال فــرق بين كــون العطــر في الــدكان ونحــوه، أو ملقى على األرض إلطالق الصحيح. نعم ال يجوز حينئذ المشي عليــه

إذا كان يلصق أثره بالرجل، ألن الجائز هو الشم ال االستعمال.

من حرمة االستشمام عند الجلوس وجواز ذلك عند المرور فحسب. (?)1339

)الثالثة(: ويستثنى أيضا من الطيب المحرم ما اضطر إلى شمه أو استعماله أو أكله، كما صرح به غير واحد، بــل عن كشــف اللثــام االتفاق عليه، ويدل عليه جمله من النصوص، كصحيح إســماعيل بنــرم، جابر، وكانت عرضت له ريح في وجهه من علة أصابته وهو محــذي ــه الســالم(: إن الطــبيب ال ــه )علي ــد الل ــال: فقلت ألبي عب ق

. (1)تسعط بهيعالجني وصف لي سعوطا فيه مسك، فقال: وبهذه الصحيحة تسقط صــحيحته الثانيــة عن الداللــة، فعنــه عن أبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن الســعوط للمحــرم

. فإن قوة احتمال اتحاد الخبرين مانع(2)ال بأسوفيه طيب، فقال: عن األخذ بإطالق الثاني، وليس هــذا من بــاب تقــديم المطلــق على المقيد، إذ ليس الصحيح األول مقيدا، بل هما من قبيل أكرم العلماءوأكرم زيدا، وإال كان الالزم تخصيص األخبار الناهية بهذه الصحيحة.

ولما ذكر من الوجـه تــرى غــير واحـد من الفقهـاء حمــل الثــانيــعوط من ريح على األول. قال الصدوق: وإن اضطر المحرم إلى س

،(3)يعــرض لــه في وجهــه، أو علــة تصــيبه، فال بــأس أن يتســعط بهانتهى. وهكذا حمله الشيخ وغيره.

ثم إنه سيأتي في حرمة الكحل ما يدل على ذلك أيضا.

وفي المقام فروع. األول: إن الصحيحة وإن كان موردها خاصــا، إال أن عمــوم رفــع العســر والحــرج والضــرر، مــوجب لتعميم الحكم من جهــة كــل من المــرض والطيب فلــو كــان المــرض غــير ريح الوجــه والطيب غــير

المسك جاز. الثاني: المنــاط في االضــطرار هــو العــرفي ال الحقيقي الــدقي،

حتى يلزم أن

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح19 باب 97 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح19 باب 97 ص9الوسائل: ج (?)2. 25 في ما يجوز للمحرم... ح18 الباب 224 ص2الفقيه: ج (?)3

340

يكون المرض خطرا والعالج منحصرا، لصــدق االضــطرار بــدونذلك، ويؤيده عدم تفصيل اإلمام )عليه السالم(.

ــات مشــتملة على بعض ــة من الرواي ــام جمل ــالث: في المق الثاألحكام التي هي خالف القاعدة المذكورة.

كصحيح الحلبي، سأل أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( عن المحــرم إن كان الغــالبيكون به الخرج فيتداوى بدواء فيه زعفران، فقال:

. (1)على الدواء الزعفران فال، وإن كان األدوية غالبة عليه فال بأســو كــان ــاط االضــطرار، فل ــل المن ــة، ب ــاط الغلب ــه ليس المن فإن مضطرا جاز وإن كــان الزعفــران الغــالب، وإن لم يكن مضــطرا لم

يجز وإن كانت األدوية الغالبة. وصحيح معاوية بن عمــار، في محــرم كــانت بــه قرحــة فــداواها

إن كان فعله بجهالة فعليه طعام مسكين، وإنبدهن بنفسج، قال: ، فإنه مع معارضــته لألخبــار(2)كان فعله بعمد فعليه دم شاة يهريقه

الدالة على العفـو عن الجاهـل، وأنــه ال كفـارة عليــه في شـيء من محرمات اإلحــرام إال الصــيد، يخــالف أخبــار االضــطرار الدالــة على

عدم الكفارة. وعن الكافي، عن أبــان، عمن أخــبره، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

إذا اشتكى المحرم فليتداو بما يحل له إن كان يأكلــهالسالم( قال: . (3)وهو محرم

إذاوعنه، عن الكناني، عن أبي عبد اللـه )عليــه السـالم( قــال: . (4)اشتكى المحرم فليتداو بما يأكل وهو محرم

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح69 باب 154 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب كفارات اإلحرام ح4 باب 285 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 باب العالج للمحرم... ح359 ص4الكافي: ج (?)3. 1 باب العالج للمحرم... ح358 ص4الكافي: ج (?)4

341

أقول: أما صحيح الحلبي فال يبعد حمله على استهالك الزعفران وعدمه، فيكون مــنزال على عــدم صــورة االضــطرار، ومنــه يعلم أنــريح أو الطعم أو ــوزن أو ال ــة ال ــة االســتهالك ال غلب ــة هي غلب الغلب

اللون. قال في الحدائق: ظاهر هذه الرواية ينافي ما تقدم من روايات إسماعيل بن جابر، ويمكن الجمع إما بتخصيص إطالق تلك الروايات بما دلت عليه هذه الروايــة من التفصــيل، والظــاهر بعــده، أو حمــل

، انتهى. (1)هذه الرواية على عدم الضرورة التامة، ولعله األقربــق شــيء من وفي الجــواهر: أمــا إذا اســتهلك على وجــه لم يب

، ثم(2)صــفاته، لم يحــرم لألصــل بعــد عــدم صــدق أكلــه واســتعمالهاستشهد برواية الحلبي المزبورة.

وقريب منه في المستند وعن الذخيرة وغيرها. وأما صحيح معاوية فهو خارج عن محل الكالم الذي هو الطيب. وأما الخبران فالالزم حملهما على عدم صورة االضطرار جمعــا،

والله العالم.

الرابــع: لــو اضــطر إلى الطيب اســتعمله بقــدر الضــرورة، فلــو اضطر إلى أكله لم يســتعمله طليــا، أو طليــه لم يأكلــه وهكــذا، ألن

الضرورات تقدر بقدرها. ولو اضطر إلى أكله أو لمسه قبض على أنفه كمــا في الشــرائع ــعرا والحدائق والمستند والجواهر، بل ربما نسب إلى األصحاب مش بدعوى اإلجماع عليه، قالوا: ألن االضطرار إلى أحدهما ال يبيح اآلخر

مع حرمة الجميع فيقتصر على محل

. 424 ص15الحدائق: ج (?)1. 323 ص18الجواهر: ج (?)2

342

الضرورة. وبعبارة أخرى: إن الخارج من دليل الحرمة هو القــدر المضــطر منه، الذي هو األكل أو اللمس أو نحوهما، فيبقي البــاقي الــذي منــه الشــم داخال في دليــل التحــريم، مضــافا إلى جملــة من النصــوص، كصحاح الحلبي وهشــام ومحمــد بن إســماعيل المتقــدمات في أول

الطيب. وصحيحة الحلبي، ومحمــد بن مســلم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه

المحــرم يمســك على أنفــه من الــريح الطيبــة، والالســالم( قــال: . إلى غير ذلك. (1)يمسك على أنفه من الريح الخبيثة

ــل اســتعمال المضــطر، وعــدم ــال: إن إطالق دلي ــا يق لكن ربم شــمول هــذه األخبــار لمثــل المســتعمل اضــطرارا، النصــرافها إلى الطيب البدوي ال الذي يريد أن يستعمله، مع عدم كــون الشــم لمن يستعمله استعماال زائدا، بخالف نحو األكــل لمن اضــطر إلى لمســه

أو العكس، قاض بعدم لزوم أخذ األنف. ثم على القــول بوجــوب أخــذ األنــف فإنمــا هــو في غــير صــورةــه صــورة ــدائق، ومن ــه في الح ــا صــرح ب الحــرج، وإال لم يجب، كم االضطرار إلى السعوط، فإنه ال يمكن أخذ األنف، اللهم إال أن يقــال

بأنه يستعمله ثم يأخذ أنفه، ألن لمرور الهواء مدخال.

ــز ــاص من الطيب، لم يح ــم خ ــطر إلى قس ــو اض ــامس: ل الخ استعمال قســم آخــر، ألنــه غــير المضــطر إليــه، والضــرورات تقــدر

بقدرها. ــران أو ــال من الزعف ــدهما، أو إلى مثق ــطر إلى أح ــو اض نعم ل نصفي مثقال من الزعفران والمســك، جــاز األمــران تخيــيرا، لعــدم

دليل على كون استعمال أحدهما

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح24 باب 100 ص9الوسائل: ج (?)1343

أولى من استعمال كليهما. وكذلك لو اضطر إلى استعمال الطيب مــرة لم يجــز اســتعماله

أكثر. ولو اضطر إلى استعمال أو استعمالين، كمــا لــو اضــطر إلى أنــه ويســعط، فهــل يقــدم األقــل اســتعماال أم ال، ــدلك بدن يأكلــه أو ي

احتماالن، وإن كان األقرب التخيير. ونحوه لو اضــطر إلى اســتعمال مثقــال أكال، أو خمســة مثاقيــل

دلكا. وهل االضطرار إلى المرتبة الضعيفة مجوز للمرتبة القوية، كمــا لو اضطر إلى مسك ريحه ضعيف، وكان هناك مســك ريحــه أقــوى، الظاهر نعم، ألن االضطرار إلى الطيب مجــوز، وال دليــل على عــدم

جواز المرتبة الشديدة، فتأمل.

السادس: تقدم االختالف في حقيقة المسك في كتاب الطهارة،ومنه يعلم أن المسك المحرم استعماله هنا أي أقسامه فراجع.

السابع: لو اضطر إلى أحد المحــرمين، إمــا اســتعمال الطيب أو لبس المخيــط مثال تخــير، ألن االضــطرار إلى الجــامع اضــطرار إلى

إفراده. الثامن: لو اضطر إلى الطيب قبل اإلحرام بحيث كان اسـتعماله في ذلك الوقت يكفي عن استعماله بعده وال يبقى أثره إلى ما بعــد اإلحرام، فهل يجب حتى يكــون تــأخيره حرامــا أم ال، احتمــاالن، منــاء فلم ــون كمن تمكن من تحصــيل الم ــواجب، فيك ــة لل ــه مقدم أن يحصل. ومن أن التكليف باالجتناب لم يتوجه إليه فعال، وبعد اإلحرام يكون له تكليف جديد إذا تمكن من الــترك، فال يجب، وهــذا ال يخلــو

من قرب. التاسع: لو اضطر إلى اســتعمال الطيب بالســعوط أو الــدلك أو نحوهما ثم رفع االضطرار وأثره باق، يجب إزالته، لعــدم الفــرق في

حرمة الطيب بين االبتداء واالستدامة. العاشر: يحــرم على الغــير دلــك الطيب بــالمحرم، ألنــه مقدمــة

للحرام،

344

لكن إذا جاز للمحرم بضرورة ونحوها جاز لــذلك الغــير، الرتفــاع الحرمة، وليس هذا من قبيل المحرم على الطــرفين ابتــداء حــتى ال

يجوز لطرف باضطرار طرف آخر. الحـــادي عشـــر: ال فـــرق في تجـــويز االضـــطرار بين االبتـــداء واالستدامة، فلو كان مضطرا مــا قبــل اإلحــرام، جــاز لــه اســتعماله

وابقاؤه إلى بعد اإلحرام إذا كان االضطرار باقيا. الثاني عشر: لو اضطر إلى الطيب فأكل ثم رفــع االضــطرار، ال يلزم عليه االستفراغ، ألنه ليس من استعمال الطيب المحرم بقـاؤه في الجوف.كمــا أنــه لــو احتقن لم يلــزم عليــه حفــظ نفســه، بعــدم

الرجوع إلى أن يقصر. وهل يجوز ذلك؟ احتماالن، من أنه استعمال للطيب بتلوث فمه

وشفته أو جسمه، ومن أنه ال يسمى استعماال عرفا. ــرب الثالث عشر: ال فرق بين أقسام االضطرار من األكل والش والسعوط واالكتحال والتقطير في األذن والحقنــة والــدلك بالجســم

والضرب باإلبرة وغيرها. الرابع عشر: لو كان رفع االضطرار يحصل بشــم خلــوق الكعبــة أو مسه بجسمه أو شم ريح العطارين بين الصــفا والمــروة لم يجــز غيره، ألنه غير مضطر إلى المحرم، فيكون كما لو اضطر العطشان

إلى شرب الخمر أو الماء فإنه ال يجوز له شربها.

)الرابعة(: يجب اجتناب المحــرم الطيب شـما وتطيبــا وأكال ولــو في الطعام، وفاقا للشرائع والحدائق والجــواهر والمســتند، بــل في األخــير دعــوى عــدم الخالف فيــه، بــل عن التــذكرة دعــوى اإلجمــاع

عليه. ويدل على ذلك جملة من األخبار المتقدمة.

فيدل على األول صحاح ابن

345

عمار.وعلى الثاني رواية الحسن بن زياد.

ــالث صــحاح ابن عمــار وصــحيحة زرارة وغيرهــا ممــا وعلى الثتقدم.

بل ويحرم أيضا إطالء الثوب به، بغــير خالف كمــا في المســتند.ويدل عليه صحيحة ابن حماد وغيرها مما تقدم ويأتي.

وهل يحرم جميع أنحاء االســتعماالت األخــر من المس والحقنــة والتزريق باإلبرة ونحوها، كما هو الظاهر من بعض، بــل ربمــا تشــيرــال: عبارة المستند إلى اإلجماع عليه، ومثله عبارة الجواهر، حيث ق معلومية حرمــة مســه باإلجمــاع بقســميه والنصــوص، ولــو بالبــاطن

إلخ، أو ال، كمــا هــو (1)كباطن الجرح واالكتحال واالحتقان واالستعاطالظاهر من المستند، احتماالن، األقوى األول.

أما المس فقد صرح به في جملة من األخبار المتقدمة في أول بــاب الطيب، بــل عن الــذخيرة: ال أعــرف خالفــا بين األصــحاب في

تحريم مس الطيب. وأما غــيره فلمــا دل على وجــوب اجتنــاب المحــرم عن الطيب،ــتعماالته كدعاء اإلحرام وغيره، المؤيد بتحريم كل فرد من أفراد اس في األخبار، في ما وقع مورد السؤال، أو ابتدأ اإلمام )عليه السالم(

به. نعم النظر حيث ليس من االستعمال ال بأس به.

وأما ما في المستند من أنه إن ثبت فيــه إجمــاع أو حــرم ألجــل استلزامه االستشمام، وإال فال دليــل عليــه، فقـد ظهــر مـا فيـه ممـا

ذكرناه. ثم إن المحرم استعمال المحرم له باالستعماالت المذكورة، أما بيعه أو شراؤه أو دلكه ببدن محل أو محرم يجــوز لـه بآلـة ونحوهــا،

مما ال يتعدى إليه حتى ريحه

. 332 ص18الجواهر: ج (?)1346

أو طبخه أو أنحاء ذلك من التصرفات، فال إشكال فيه، لخروجهاعن مورد النص والفتوى. وقد صرح ببعض ذلك الجواهر.

وفي المســتند: يجــوز للمحــرم شــراء الطيب والنظــر إليــه، بالــه األصــل، ــدل علي ــه، وي ــاع علي ــرف، وعن بعضــهم اإلجم خالف يع

وصحيحة محمد بن إسماعيل المتقدمة، انتهى. وقال في الجواهر: قد عرفت سابقا وجوب اجتنابــه في مطلــق استعماله للتطيب، ولو بحمل ما فيــه طيب من غــير أن يمس ثوبــه

وال بدنه، ولكن تظهر رائحته عليه بحمله. وكذا التبخر أو لبس ثــوب مطيب بصــبغ فيــه، أو غمس أو ذر أو غير ذلك مما يكون به مطيبا، بل عن التذكرة إجماع علماء األمصــارــوم على حرمة ثوب فيه طيب، لخبر حماد بن عثمان السابق، ومفه خبر الحسين بن أبي عالء، عن ثــوب المحــرم يصــيبه الزعفــران ثم

. (1)ال بأس به إذا ذهب ريحهيغسل، قال: ــابه وخبر إسماعيل بن الفضل: عن المحرم يلبس الثوب قد أص

ــال: ــأس فليلبسهالطيب، قـ ــير(2)إذا ذهب ريح الطيب فال بـ ، وغـ. (3)ذلك، انتهى

ــه، ال ــه أو لون ــم الطيب أو ريح ــاط جس ــل المن ــة(: ه )الخامس إشكال في الحرمة لو اجتمعت الثالثــة، كمــا ال إشــكال مــع اجتمــاع

الجسم والريح. وكذا ال ينبغي اإلشكال إذا كــان ريحــه فقــط ولــو بــدون اللــون،

لتعلق الحكم

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح43 باب 122 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح43 باب 123 ص9الوسائل: ج (?)2. 333 ص18الجواهر: ج (?)3

347

في جملة من الروايات على الريح، كخبري الحسين وإســماعيلالمتقدمين في المسألة الرابعة، وغيرهما.

وحينئــذ فيبقي الكالم في بقــاء الجســم فقــط بال لــون أو معــه،وبقاء اللون فقط.

ــر ــه، فعن الخالف والتحري ــوا في ــا الجســم فقــط فقــد اختلف أم والمنتهى وموضع من التذكرة، حرمة أكــل مــا فيــه طيب وإن زالت أوصافه، لعموم النهي عن أكل مــا فيــه طيب أو زعفــران أو مســه،

بل عن المنتهى دعوي اإلجماع عليه.ــة ــاني مظن ــل ادعي في الث وفي الحــدائق والجــواهر جــوازه، ب

اإلجماع عليه. أقول: لكن األقوى األول، لصدق الزعفــران والمســك ونحوهمــا

عليه. ــف نعم لو قلنا بعموم الطيب لم يبعد ذهاب االسم بذهاب الوص فتأمل، ومن ذلك يعرف عدم الفرق بين بقاء الجسم بلونه وعدمــه. نعم إذا ســلب االســم لســلب اللــون والــريح جــاز، النقالب الحقيقــة

عرفا. أما اللـون فقـط فالظـاهر عــدم العـبرة بـه، لعـدم صـدق كونـه زعفرانا مثال وال طيبا، مضافا إلى مــا عــرفت من تعليــق الحكم في

خبري الحسين وإسماعيل على الريح. ال يقال: فال عبرة بالجسم ذي اللون العديم الريح.

ألنــا نقــول: الغــالب عــدم بقــاء الجســم في الثــوب، فــالخبرانناظران إلى صورة عدم الجسم.

)السادســة(: قــد تقــدم جــواز جلــوس المحــرم عنــد العطــار أو المتطيب أو العطر أو اجتيازه من عند أحدهم إذا أمسك على أنفــه، لداللــة جملــة من النصــوص عليــه، فمــا عن المبســوط واالستبصــار

والسرائر والجامع من عدم الوجوب في غير محله.

348

وان اســتدل لــه باألصــل، وصــحيح هشــام بن الحكم، إذ األصــلمقطوع بالدليل، والصحيح في ما بين الصفا والمروة ال مطلقا.

)السـابعة(: يجب إزالـة مـا أصـابه من الـريح الطيب فـورا، إمــا بتبديل الثوب أو غسله والبدن، كما عن العالمة التصــريح بــه، وتبعــه الجواهر، وذلك لما عــرفت من حرمــة االســتدامة كاالبتــداء، إلطالق

دليل التحريم. وهل يجوز إزالته بنفسـه، كمـا عن التهـذيب والتحريـر والمنتهى والمستند والحدائق، أو ال يجوز بل يلزم أمر الحالل بغسله أو غسله بآلة، كما عن الدروس ومال إليه الجواهر؟ األقوى األول لجملــة من

النصوص. كصحيح ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما )عليهمــا

ــده أوالسالم( في محرم أصابه طيب، فقال: ال بأس أن يمسحه بي. (1)يغسله

وصــحيحه اآلخــر، عن بعض أصــحابنا، عن أبي عبــد اللــه )عليــه ال بأس أن يغســلهالسالم( في المحرم يصيب ثوبه الطيب، فقال:

. (2)بيد نفسه وخبر عبد الله بن سنان، عن أبي عبـد اللـه )عليــه السـالم( في

ــال: ــه وهــوحــديث ق ــوق عن ثوب ــأس أن يغســل الرجــل الخل ال ب. (3)محرم

وخبر إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله )عليــه السـالم(، قـال: يغسـلهسألته عن المحرم يمس الطيب وهو نائم ال يعلم به، قــال:

ــيء ــه ش ــدهن الطيبوليس علي ــه الحالل بال ــرم يدهن ، وعن المح. (4)يغسله أيضا وليحذروالمحرم ال يعلم، قال:

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح22 باب 99 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح22 باب 99 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح22 باب 99 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح22 باب 99 ص9الوسائل: ج (?)4

349

إن رســولوخبر الجعفريات بسنده، عن علي )عليــه الســالم(: الله )صلى الله عليه وآله وســلم( أبصــر رجال من أهــل اليمن عليــه جبة وهو متخلص، فأمره النــبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( أن

. (1)يغسل الخلوق وينزع الجبة ولم يأمره بكفارة االستدالل للقــول اآلخــر بحرمــة مس الطيب نصــا وفتــوى،وأما

فهو مردود بتخصــيص هــذه األخبــار لتلــك، كتخصــيص هــذه الفتــاوىلتلك.

)الثامنة(: لو دار األمر بين الطهارة الحدثيــة وبين إزالــة الطيب،لقلة ما عنده من الماء بحيث ال يكفي إال ألحدهما.

ــذكرة والمــدارك ــدال عن(2)فعن الت ــتيمم ب : تقــديم الغســل، والــدل للغســل الغسل أو الوضوء، قال: ألن للطهارة المائية بدال، وال ب

الواجب. التفصــيل بين الــوقت وخارجــه، فــإن كــان في :(3)وفي الحــدائق

الوقت فاألظهر تقديم الوضــوء، ألنــه مخــاطب بــه في تلــك الحــال، والــتيمم غــير مشــروع ألنــه واجــد للمــاء، ويســقط وجــوب اإلزالــة للضرورة. وإن كان قبل الوقت فال يبعد وجوب اإلزالة، ألنه في هذهــه الحال غير مخاطب بالطهارة، والخطاب بوجوب اإلزالة متوجه إلي

ليس له معارض، انتهى. وفي الجواهر: التخيير.

ــه واجب فعلي، فال أقول: أما في خارج الوقت فيقدم اإلزالة ألن يعارضه واجب شأني، وأما في الوقت فإن التخيير وإن كــان أقــرب لعدم تمامية دليل أحد األمرين، إال أن األحوط تقــديم اإلزالـة، واللـه

العالم.

. 8 سطر 69 ص2الجعفريات: ج (?)1. 12 س 455المدارك: ص (?)2. 427 ص15الحدائق: ج (?)3

350

)التاسعة(: ال فرق في حرمــة الطيب على الثــوب بين أن يشــم رائحته أو ال، وال بين أن يكون على ثــوب اإلحــرام أو الثــوب الزائــد، وال بين أن يكــون على الثــوب أو النعــل، ولــذا كــان المحكي عن التذكرة والمنتهى والتحرير أنه لو داس بنعله طيبــا فعلــق بنعلــه أثم

وكفر، لإلطالق. )العاشرة(: الذي ليس له قوة الشم بحيث ال يشم الــريح طيبــه وخبيثه، هل يجب عليه أخذ األنف في موضع الريح أم ال، احتمــاالن، من إطالق النصوص والفتاوى، ومن احتمــال االنصــراف إلى صــورةــف الشم، ألنه التلذذ المنهي عنه، وال بعد في كــون القبض على األن

من جهة أن ال يتلذذ. )الحادية عشرة(: لو قبض أنفــه وأدخــل الطيب في فمــه بحيث يشـــم رائحتـــه من الـــداخل لم يجـــز، ألن الظـــاهر أن المنـــاط االستشمام، وال خصوصية لألنف بمــا هــو هــو، وعلى هــذا فلــو كــان

مشوه الخلقة، بحيث يشم من غير منخره لزم قبضه. )الثانيــة عشـرة(: لــو فــرش فــوق الثــوب المطيب فرشــا يمنــع الرائحة والمباشرة، جاز الجلوس والنــوم والركــوب عليــه، كمــا عنالتذكرة والمنتهى وفي الحدائق، ألنه ال دليل على حرمة مثل هذا.

نعم لو كان الحائــل بين الطيب والبــدن ثــوب اإلحــرام لم يجــز، الكتسابه الريح، كما أفتى به من ذكر، فما عن الذخيرة من التردد ال

وجه له. وبهذا يعرف أنه لو لم يكن يتعدى الريح، كما لو كان جلس علىــريح أصــال جــاز، إذ ال دليــل على ــدها بحيث ال يتعــدى ال الفــارة بجل

الحرمة، كما صرح به المستند. )الثالثة عشرة(: قد عرفت فيما تقدم عدم حرمــة غــير األربعــة من أقســام الطيب، كمــا عــرفت عــدم بعــد كراهــة غيرهــا، وحينئــذ

فنقول: الظاهر أن الطيب المكروه على

351

المختار أو المحرم على المشهور، هــو مــا يســمي طيبــا عرفــا، فالرياحين والفواكه وما ال يسمى طيبا من األدوية خــارج عن الحكم المذكور، فال كراهة كما ال حرمة، وفي جملــة من النصــوص إشــارة

إلى ذلك. نعم بعض النصوص دل على كراهة الريحان واإلذخر.

الفعن معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(: بأس أن تشم اإلذخر والقيصوم والخــزامي والشــيح وأشــباهه وأنت

. (1)محرم ال يمسوعن حريــز، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

. (2)المحرم شيئا من الطيب وال الريحان وال يتلذذ به وعن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( قــال:

. (3)ال تمس ريحانا وأنت محرمسمعته يقول: وعن حريز قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم( عن المحــرم

. (4)اليشم الريحان، قال: ــه الســالم(، قــال: وعن عماد بن موسى، عن أبي عبد الله )علي

، قلت له: رائحــة طيبــة،نعمسألته عن المحرم يأكل األترج، قال: . (5)األترج طعام ليس هو من الطيبقال:

ــه وعن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله )عليالسالم( قال:

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح25 باب 101 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح25 باب 101 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح25 باب 102 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح25 باب 102 ص9الوسائل: ج (?)4. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح26 باب 102 ص9الوسائل: ج (?)5

352

يمسكسألته عن التفاح واألترج والنبق وما طاب ريحه، فقال: . (1)على أنفه ويأكله

وعن إبــراهيم بن ســفيان، إنــه كتب إلى أبي الحســن )عليــهــه لكالسالم(: المحرم يغسل يده بأشنان فيه إذخر؟ فكتب: ال أحب

(2) . وقد اضطراب كالم الفقهاء في المقام، حــتى أن كشــف اللثــام

حكى وجوها تسعة: األول: حرمتها مطلقا.

الثاني: حرمتها إال الفواكه. الثالث: حرمتها إال الرياحين.

الرابع: حرمتها إال الفواكه والرياحين. ــا الخامس: حرمتها إال الفواكه والرياحين وما ال ينبت للطيب ومــاذير خال ــات الصــحراء واإلذخــر واألب ــا الطيب، وهي نب ال يتخــذ منه

الزعفران. السادس: حرمتهــا إال الفواكــه واألبــاذير غــير الزعفــران، ومــا ال

يقصد به الطيب وال يتخذ منه. السابع: إباحتها إال ستة. الثامن: إباحتها إال أربعة.

التاسع: إباحتها إال خمسة، انتهى. والله العالم.

)الرابعة عشرة(: ال يجوز إمســاك األنــف عن الرائحــة الكريهــة،ــل عن ابن زهــرة نفي الخالف على المشــهور كمــا في الجــواهر، ب

فيه، ويدل عليه جملة من

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح26 باب 103 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح27 باب 103 ص9الوسائل: ج (?)2

353

النصوص المتقدمــة في أول الطيب، كصــحاح معاويــة والحلــبيوهشام.

وصحيح الحلــبي، ومحمــد بن مســلم جميعــا، عن أبي عبــد اللــه المحرم يمســك على أنفــه من الــريح الطيبــة،)عليه السالم( قال:

. (1)وال يمسك على أنفه من الريح الخبيثة وصحيح عبد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

. (2)المحرم إذا مر على جيفة فال يمسك على أنفهقال: ــوب وربما نوقش بأن المراد عدم وجوب اإلمساك في قبال وج اإلمساك عن الريح الطيبة، لكنه في غــير محلــه، بعــد ظهــور النهي

والشهرة واإلجماع المدعى. )الخامسة عشرة(: الظاهر أن العبرة في الريح الطيبة والخبيثة بـالعرف ال الشـواذ، فمن كـان عنـده بعض الريـاح الطيبـة خبيثـة أو العكس جري عليــه حكم المتعــارف، وال اعتبــار بإدراكــه، ألن الحكم

وارد مورد المتعارف.

)الرابع من محرمات اإلحرام(: لبس المخيط للرجال، بال خالف، كمــا عن موضــع من المنتهى والمفــاتيح وشــرحه والغنيــة والتحريــرــذكرة ــان من المنتهى والت ــا كمــا عن موضــع ث ــل إجماع والتنقيح، ب والدروس والمستند، ويــدل على الحكم في الجملــة غــير واحــد من

النصوص: ــال: كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

ال تلبس وأنت تريد اإلحرام ثوبا تزره وال تدرعه، وال تلبس سراويل إال أن ال يكون لك إزار

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح24 باب 100 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح24 باب 101 ص9الوسائل: ج (?)2

354

. (1)وال الخفين، إال أن ال يكون لك نعالنــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

،ــا تدرعــه ال تلبس ثوبا فيه أزرار وأنت محرم إال أن تنكسه، وال ثوب وال ســراويل إال أن ال يكــون لــك إزار، وال خفين إال أن ال يكــون لــك

. (2)نعلين وصحيح زرارة، عن أحدهما )عليهما السالم(، قــال: ســألته عمــا

. (3)يلبس كل ثوب إال ثوبا يتدرعهيكره للمحرم أن يلبسه، قال: ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( ق

،إن لبست ثوبا في إحرامك ال يصلح لك لبسه، فلب وأعــد غســلك . (4)وإن لبست قميصا فشقه وأخرجه من تحت قدميك

وصحيح صفوان، عن خالد بن محمــد األصــم، قــال: دخــل رجــل المســجد الحــرام وهــو محــرم، فــدخل في الطــواف وعليــه قميص وكساء، فأقبل الناس عليه يشقون قميصــه، وكـان صـلبا، فـرآه أبـو

كيفعبد الله )عليه السالم( وهم يعالجون قميصه يشقونه، فقال: انزعــه، فقال: أحرمت هكذا في قميصي وكسائي، فقــال: صنعت

.(5)من رأسك، ليس هذا ينزع من رجليه إنما جهل.(6)ونحوها رواية عبد الصمد ابن بشير

وصحيح يعقــوب بن شــعيب، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــهالسالم( عن المحرم

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح35 باب 115 ص9الوسائل: ج (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح35 باب 115 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح45 باب 116 ص9الوسائل: ج (?)3. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح45 باب 126 ص9الوسائل: ج (?)4. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح45 باب 126 ص9الوسائل: ج (?)5. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح35 باب 115 ص9الوسائل: ج (?)6

355

. (1)نعميلبس الطيلسان المزرور، فقال: ال يلبس الطيلسان حــتى يــنزعوفي كتاب علي )عليه السالم(:

أزراره، فحدثني أبي أنه إنما كره ذلك مخافة أن يزره الجاهــل عليه(2) .

وعن الكــافي والتهــذيب، عن الحلــبي في الصــحيح مثلــه بــدونــه: ــال: وحــدثني أبيقول ــزره، وق ــة أن ي ــك مخاف إنمــا يكــره ذل

. (3)الجاهل، فأما الفقيه فال بأس أن يلبسه وال تلبس قميصـــا، وال ســـراويل، وال عمامـــة، والوالرضـــوي:

. (4)قلنسوة، وال البرنس، وال الخفين، وال القباءإلى غير ذلك.

ــدل على حرمــة القميص ــار كمــا تراهــا، إنمــا ت لكن هــذه األخب والسراويل والقبــاء والثــوب المــزور الــذي يــزره، أي يعقــد أزراره، والثوب المدرع الذي يدرعه أي يدخل يديه في يديه، و)كلمــا أدخلت

شيئا في جوف شيء فقد أدرعته وتدرعته تدريعا( . وأما حرمة المخيط مطلقا، فال داللــة لهــا عليهــا، ولــذا قــال في الحدائق: ونقل في الدروس عن ابن الجنيد أنه قيده بالضام للبــدن،ــط وإن قلت ــريم لبس المخي ــحاب تح ــهور بين األص ــاهر المش وظ خياطته، وأنت خبير بــأن األخبــار الــواردة في المســألة قاصــرة عن

، انتهى. (5)إفادة ما ذكروه من العموم

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح36 باب 116 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح36 باب 116 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح36 باب 116 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح26 الباب 122 ص2المستدرك: ج (?)4. 433 ص15الحدائق: ج (?)5

356

وقـــال في المســـتند: نعم ينحصـــر دليـــل األخـــير )أي مطلـــق المخيط( في اإلجماع، وال داللـة في شـيء من األخبــار على تحـريمــدروس، المخيط مطلقا، كما اعترف به جماعة منهم الشــهيد في ال وعلى هــذا فــالالزم فيــه االقتصــار على موضــع علم فيــه اإلجمــاع، فالمنع عن مسمى الخياطــة وإن قلت، كمــا اشــتهر بين المتــأخرين

، انتهى. (1)غير جيد ونحوهما كالم الجواهر، إلى أن قال: ولعلــه لــذلك لم يــذكر في المقنعة اجتناب المحرم المخيط، وإنما ذكر أنه ال يلبس قميصا إلخ، ثم خرج عن المسألة بما ظاهره االحتياط االستحبابي بالترك، قــال:ــق ــاب مطل ــاط في اجتن ــرك االحتي ــه ال ينبغي ت ــك كل ــع ذل ولكن م المخيط، ثم استثنى بعض المخيطات بما يرجع إلى عدم دليــل على

، انتهى. (2)الحرمة وفي الذخيرة بعد أن نقل عن ابن الجنيد تقييد المخيــط بالضــام

للبدن قال: فقول ابن الجنيد ال يخلو عن قوة، انتهى. وبهــذا كلــه ظهــر أنــه ال دليــل في المســألة ال نصــا وال إجماعــا، وكيف يتحقق اإلجماع مع عدم تعــرض المفيــد ومخالفــة ابن الجنيــد وأصحاب الحدائق والجواهر والذخيرة وميل الــدروس كمــا عــرفت، بل مخالفة المستند لوال اإلجماع الذي عرفت مــا فيــه، ولــذا عنــوان في الوسائل الباب بما يظهر منه تردده، واعترف أخيرا بعــدم داللــة األخبار على ذلك، وتبعه المستدرك في عنوان البــاب، وال يحضــرنيــا اآلن كتب الفقهاء اآلخرين كي أراجعها لتبين حقيقة الحال، بل ربم

يقال إن الدليل

. 22 س215 ص2المستند: ج (?)1. 336 ص18الجواهر: ج (?)2

357

على الجواز، لما عرفت من صحيح زرارة النــاص على المطلــق الذي لو عملنــا بمقتضــى القواعــد ولم نخــف الشــهرة ونحوهــا لــزمــة، ــيره على الكراه ــل غ ــك، وحم ــول بانحصــار المحــرم في ذل الق خصوصا بعــد مــا عن الكــافي، بســنده عن عمــار بن موســى، قــال: ســألت عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن الرجــل يلبس لحافــا ظهارتــه

مــا لم يكنحمراء وبطانته صفراء، قد أتى له سنة أو سنتان، قال: ريح فال بأس، وكل ثوب يصبغ ويغســل يجــوز اإلحــرام فيــه، وإن لم

. (1)يغسل فال فان كون الثوب له ظهارة وبطانة ال يتحقق إال بالخياطة، وكــون الكالم في جهة الصبغ ال ينافي داللة الروايــة على المطلــوب كمــا ال

يخفى. وإن كان هذا في غاية اإلشكال، خصوصا بعــد مرســل الــدعائم: روينا عن علي بن أبي طالب ومحمــد بن علي بن الحســين وجعفــر

إن المحرم ممنوع من الصــيد والجمــاعبن محمد )عليهم السالم(: . (2)والطيب ولبس الثياب المخيطة

إنـه نهى أن يتطيب منوعن جعفر بن محمد )عليهما السالم(: وإن يمس المحـــرم طيبـــا أو يلبس، إلى أن قـــال: أراد اإلحـــرام

قميصا أو سراويل أو عمامة أو قلنسوة أو خفا أو جوربا أو قفــازا أو. (3)برقعا ثوبا مخيطا ما كان

وقد تحصل من جميــع ذلــك أن المختــار حرمــة المــذكورات في النص، وعــدم البــأس بالمخيــط القليــل، واالحتيــاط بــترك المخيــط الكثير، فإن مرسل الدعائم على تقــدير الحجيــة ال يشــمل المخيــط

القليل، لعدم شمول الثياب المخيطة له.وفي المقام مسائل:

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح43 باب 123 ص9الوسائل: ج (?)1. 7 ذكر ما يحرم على المحرم سطر 303 ص1الدعائم: ج (?)2 ذكر اإلحرام. 229 ص1الدعائم: ج (?)3

358

)األولى(: ما يصدق عليه العنــاوين المــأخوذة في الروايــات، من القباء والقميص والسراويل ونحوهـا ال إشـكال في حرمتهـا، وإن لم يكن مخيطا، كما لــو كــان من اللبــد الملصــق بعضــه ببعض، أو نحــو اللبد من الثياب القالبية المتداولة في هذه األزمنة، كما أنه لــو كــان شــيء يدرعــه حــرم وإن لم يصــدق عليــه أحــد العنوانــات الخاصــة،

للتصريح بالنهي عنه في جملة من األخبار. ولو لم يصدق أحد العنــاوين، ففيــه خالف، المحكي عن العالمــة المنع عليها إذا أشــبه المخيــط، قــال: يحــرم لبس الثيــاب المخيطــة وغيرها إذا شابهها كالدرع المنسوج والمعقود كجبة اللبــد والملصــق بعضه ببعض حمال على المخيط لمشابهته له في المعني من الترفه

والنعم، انتهى. وأشكل عليه الحدائق والجواهر والمستند إما بضـعف الـدليل أو

الحكم، وهو في محله. )الثانية(: الظاهر أنه ال إشكال في ما يستعمل لكف نزول الريحــك في في األنثيين المسمى في الفارسي بـ )فتق بند(، كما قوي ذل الجواهر، لعدم صدق العناوين المأخوذة في الروايات عليــه، ونحــوه

غيره من األشياء الصغار لبعض األمراض. )الثالثة(: يعتبر في حرمة المخيــط كونــه محيطــا بالبــدن، فكــل مخيط يصدق عليــه اللبس أو اإلدراع كــاف كمــا عــرفت، وعليــه فال يحرم الركـوب على المخيـط، كمـا لـو كـان سـرج فرسـه وفراشـه وكلته، وإن لم يكن له ساتر غــيره، وكــذا لــو كــان اللحــاف مخيطــا، لعدم صدق اللبس وال اإلدراع وال العناوين الخاصة كالقباء والقميصــة ــه الشــيء المعــروف في هــذه األزمن ــا، ومثل والســراويل ونحوه

بالبطانية. وأما التوشح والتدثر ففيــه خالف، عن ظــاهر الــدروس حرمتــه، وعن القواعد نفي الكفارة فيه، وظاهر الجواهر الجواز باعتبار عدم صدق اللبس، واإلنصاف أنه يختلف فقد يصدق اللبس واإلدراع وقــد

ال يصدقان، والمرجع العرف.

359

)الرابعة(: هل المعتبر في الخياطة المانعة الخياطة الــتي ألجــلــة أو الوصل والفتق، أم الممنوع مطلق المخيط ولو كان ألجل الزين عبثا، المنصرف منــه األول، وإن كــان ال يبعــد الصــدق العــرفي على

الثاني، ولذا يقال خاطه أو يخيطه أو نحوهما من سائر المشتقات.ــول في وعلى هذا فاألحوط االجتناب عن الثوب المطــرز المعم هذه األزمنة، لكن بعض أقسامه المعمول عند النسج ال يصدق عليه

المخيط بال شبهة. )الخامســة(: قــد تقــدم الكالم في آخــر الشــرح في الثــالث من واجبات اإلحرام في عقد اإلزار والمــئزر وخياطتهمــا، وهــل غيرهمــا من سائر ما يلبسه المحــرم بهــذا النحــو، فال يحــوز عقــده، الظــاهر العدم، ألن الدليل خــاص بهمــا، فالتعــدي إلى غيرهمــا متوقــف على القطع بالمناط وهو غير موجود، فالقول بالحرمة حمال عليهما أشــبه

بالقياس. وأما العقد في بعض خيوط الرداء واإلزار المنسوج كما يتعــارف ذلك عند النسج ومن قطع الخيط ثم عقده، فالظـاهر عــدم البــأس، لعدم شمول األدلة له، كما أن العقد الذي في زوائد اإلزار أو الرداء للزينة، أو عدم تفرق الخيوط، كما هــو المتعــارف في هــذه األزمنــة

الظاهر عدم البأس به. ــة ــون الخياط ــط بين ك ــة المخي ــرق في حرم ــة(: ال ف )السادس باإلبرة باليد، أو باآللـة كمـا هــو المتعــارف فعال، أو بغــير اإلبــرة ولـوــوب فهــل هــو من الخياطــة أم ال، الظــاهر الســالية، وأمــا رفــو الثــة التفصيل بين ما كان مثل النسج فال إشكال، وبين ما كان بالخياط ففيه اإلشكال المتقدم، والشيء المتــداول المعــروف بالشــيرازه ال

يستبعد كونها خياطة فيشملها أدلتها. ــه ــوه ال يلحق ــمغ ونح ــوب بالص ــوق الث ــاق فت ــابعة(: إلص )الس

بالمخيط، فتتوقف

360

حرمته على صدق سائر العناوين المأخوذة كاإلدراع ونحوه. ــف على إطالق لبس ــوب فيتوق ــاع المخيطــة في الث ــا الرق وأم المخيط، والظاهر أن القليل منهــا ال يــوجب الصــدق، كمــا ال يــوجب الصدق خياطة األزرار بالطيلسان، وليس إخراجها في النصوص من

باب التخصيص بل من باب التخصص. )الثامنة(: تحرم الدروع الحديديــة واألثــواب الجلديــة والنايلونيــة والنباتية ونحوها، لصدق اإلدراع وإن لم يصدق المخيــط والســراويل

والقميص والقباء ونحوها. )التاسعة(: المحكي عن الصــدوق وابن حمــزة والعالمــة ويحــيى بن سعيد والشهيد وغيرهم جواز شد المنطقــة وعقــد الهميــان، بــل في الحدائق نسبه الثاني إلى األصحاب، بل عن العالمة في المنتهى والتذكرة أن جواز لبس الهميان قــول جمهــور العلمــاء، وكرهــه ابن

عمر ونافع، انتهى.ويدل عليه جملة من النصوص:

كصحيح يعقوب بن شعيب، سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(، نعم ويلبس المنطقــةعن المحرم يصــير الــدراهم في ثوبــه، قــال:

. (1)والهميان وخبر يعقوب بن سالم، قلت ألبي عبدالله )عليه السالم(: تكون معي الدراهم فيها تماثيل وأنا محرم واجعلها في هميان وأشده في

ال بأس، أو ليس هي نفقتــك وعليهــا اعتمــادك بعــدوسطي، فقال: . (2)الله عز وجل

وخبر يونس بن يعقــوب أو موثقــه: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــهالسالم(، المحرم

.1 من أبواب تروك اإلحرام ح47 باب 128 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح47 باب 128 ص9الوسائل: ج (?)2

361

.(1)نعم، وما خيره بعد نفقتهيشد الهميان في وسطه، فقال: ــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن وصــحيح أبي بصــير، ســألت أب

كــان أبي، ثم قــال: الالمحــرم يشــد على بطنــه العمامــة، قــال: )عليه السالم( يشد على بطنه المنطقــة الـتي فيهـا نفقتــه يســتوثق

. (2)منها فإنها من تمام حجه وخبره اآلخر، سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن المحــرم

ــايشد على بطنه المنطقة التي فيها نفقته، قال: يستوثق فيها فإنه. (3)من تمام حجه

وصحيح عمران الحلبي، عن أبي عبد الله )عليــه الســالم( قــال:المحرم يشد بطنه العمامة، وإن يشأ يعصبها على موضع اإلزار وال

. (4)يرفعها إلى صدره وبهذا يحمل صحيح أبي بصير على الكراهة، ال ما صنعه الحدائق من أن المراد بالبطن في صحيح أبي بصــير هــو الصــدر في صــحيح

عمران تجوزا كي يتحد الصحيحان. ــان، الظــاهر نعم، ثم هــل يجــوز جمــع المنطقــة للنقــود والهمي للتصــريح بــه في صــحيح يعقــوب، والقــول بــأن المنطقــة إنمــا هي الهميان خالف المنصرف من جعله قباال لــه، كمــا أن الظــاهر جــواز الجمــع بين الهميــان والحقيبــة الصــغيرة المســماة فعال بــالكيف والجزدان، لعدم دليل على المنع عنه، لعدم صدق لبس المخيط وال

اإلدراع وال غيرهما من العناوين المأخوذة في الروايات عليها. ويجوز في كل من الثالثة الخياطة والعقــد، لمــا تقــدم من عــدم

شمول األدلة لمثل هذه الخياطة والعقد.وال فرق بين جعل الهميان والحقيبة بنحو التوشيح أو نحو

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح47 باب 128 ص9الوسائل: ج (?)1. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح47 باب 129 ص9الوسائل: ج (?)2. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح47 باب 129 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح72 باب 158 ص9الوسائل: ج (?)4

362

شد الوسط أو نحــو الــدملج، أو يشــدان على الفخــذ، أو يلقيــان على الصدر، أو غــير ذلــك من األنحــاء، لعــدم دليــل على المنــع عن

شيء من ذلك. )العاشرة(: ال بأس بعقد شعر الرأس واللحية، كما كان متعارفــا

عند القدامى، لعدم دليل على المنع عن ذلك. والكالليب المعقوفــة ونحوهــا ممــا يجعــل في هــذه األزمنــة فيــالزر في الحكم، رأس المنطقــة، أو بعض مواضــع الثــوب ملحقــة ب

ألنها قسم منها. )الحادية عشرة(: يجوز لبس كل ثوب غير مخيط ال يصدق عليه أحد العنــاوين المتقدمــة من اإلدراع والقبــاء وغيرهمــا، فيجــوز لبس الطيلسان، وإن كان له أزرار، كما عن الصــدوق والشــيخ والمحقــق

والعالمة في المنتهى والتذكرة والشهيد وغيرهم. ــال ــه بح ــواز لبس ــاص ج ــعر باختص ــا يش ــاد م ولكن عن اإلرش

الضرورة. واألقوى المشــهور، لداللــة جملــة من النصــوص عليــه: كصــحيح

يعقوب بن شعيب، وصحيح الحلبي المتقدمين في أول المخيط. وخبر أبي بصير، عن أبي عبــد اللـه )عليــه السـالم( في حــديث،

.(1)وإن لبس الطيلسان فال يزره عليهقال: وال بــأس أن تلبس الطيلســان المــزرور وأنتومرسل المقنع:

محرم، وإنما كره أمير المؤمنين )عليه السالم( ذلك مخافة أن يزره.الجاهل، وأما الفقيه فال بأس أن يلبسه

إلى غير ذلك.

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح36 باب 116 ص9الوسائل: ج (?)1363

وهذه الروايات كما تراها صريحة في الجواز، وإنمــا المحــرم أن يزره، وبهذا يعلم أنه ال بــأس بوجــود الــزر في نفســه، كمــا ال بــأس

بوجود الخياطة القليلة المالزمة للزر. ثم إن الطيلســان كمــا قــال في الجــواهر عن المســالك: ثــوب منســوج محيــط بالبــدن، وعن مغــرب المطــرزي ومعربــه وتهــذيب األسماء أنه معــرب تالشــان، وعن المطــرزي هــو من لبــاس العجمــقاء مدور أسود، قال: وعن أبي يوسف في قلب الرداء في االستس أن يجعل أسفله أعاله، فإن كان طيلسانا ال أسفل له، أو قميصــا أو كساء يثقــل قلبهــا حــول يمينــه على شــماله، وفي جميــع التعــاريف الطيلسان لحمتها وســداها صــوف، وعن مجمــع البحــرين هــو ثــوب محيط بالبــدن للبس خــال عن التفصــيل والخياطــة وهــو من لبــاس

،(1)العجم، والهاء في الجمــع للعجمــه ألنــه فارســي معــرب تالشــانانتهى.

ــاء، ــط للنس ــواز لبس المخي ــوا في ج ــرة(: اختلف ــة عش )الثاني فالمحكي عن األكثر الجواز، بل هو المشهور شهرة عظيمة كما في الجــواهر، بــل عن التــذكرة والمنتهى والســرائر والمختلــف والتنقيحــع مــا عــدا ــة فمن ــه، والمخــالف هــو الشــيخ في النهاي اإلجمــاع علي

السراويل والغاللة، والمحكي أنه رجع عنه في المبسوط. وكيف كان، فاألقوى هــو القــول األول، ويــدل عليــه مضــافا إلى

األصل مستفيض النصوص: كصحيحة يعقــوب بن شــعيب، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه

المرأة تلبس القميص تــزره عليهــا وتلبس الحريــر والخــزالسالم(: . (2)نعم ال بأسوالديباج، قال:

الجواهر: (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 41 ص9الوسائل: ج (?)2

364

ورواية النضر بن سويد، عن أبي الحسن )عليــه الســالم(، قــال: تلبسسألته عن المرأة المحرمة أي شيء تلبس من الثياب، قال:

وال إلى أن قــال: الثياب كلهــا إال المصــبوغة بــالزعفران والــورس. (1)بأس بالعلم في الثوب

ــه ــه )علي ــد الل ــو عب وصــحيحة العيص بن قاســم، قــال: قــال أب المرأة المحرمة تلبس ما شاءت من الثيــاب غــير الحريــرالسالم(:

. (2)والقفازين وكره النقاب وخبر أبي عيينة، قال: سألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم(: مــا

الثيــاب كلهــا مــا عــدايحــل للمــرأة أن تلبس وهي محرمــة، قــال: ، قلت:نعم، قلت: تلبس الخــز، قــال: القفــازين والــبرقع والحرير

مــا لم يكن حريــرا خالصــا فالفإن سداه إبريسم وهو حرير، قــال: . رواه الكافي والتهذيب عن داود بن الحصين. (3)بأس

ــاوعن مسمع، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في حديث: فأم المرأة فإنهــا تلبس من الثيــاب مــا شــاءت، مــا خال الحريــر المحض

. (4)والقفازين إنوخبر الجعفريات، عن علي بن الحســين )عليهمــا الســالم(:

أزواج رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه( كن إذا خــرجن حاجــات. (5)خرجن بعبيدهن معهن عليهن الثيابين والسراويالت

ــه نهىوخبر الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهما الســالم(: إن إلى أن قال: أن يتطيب من أراد اإلحرام إلى أنأو يلبس قميصا

أو قفازا أو برقعا أو ثوبا قال:

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح49 باب 131 ص9الوسائل: ج (?)1. 9 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 43 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 42 ص9الوسائل: ج (?)3. 242 ذيل ح73 ص5التهذيب: ج (?)4. 17 سطر 64 ص2الجعفريات: ج (?)5

365

مخيطا ما كــان وال يغطي رأســه والمــرأة تلبس الثيــاب وتغطي. (1)رأسها

وهذه الروايات بين صريح وظاهر في الحكم المـذكور، فال وجـه للتمســك بأدلــة اشــتراك األحكــام بين الرجــال والنســاء، أو قاعــدة

االحتياط، أو مفهوم صحيح محمد الحلبي: سأل أبا عبد الله )عليه الســالم( عن المــرأة إذا أحــرمت أتلبس

.(2)نعم، إنما تريد بذلك السترالسراويل، قال: ثم الظاهر أن حال الصــبية حــال المــرأة، كمــا أن حــال الصــبي حال الرجل، والخنثى يلــزم عليــه اجتنــاب الثيــاب، للعلم اإلجمــالي،

كما قرر في األصول، وإن كان لنا فيه إشكال. وكمــا يجــوز للمــرأة لبس المخيــط هــل يجــوز لهــا العقــد أم ال،ــا دل على ــوب، ومن أن م ــل ث ــواز لبس ك ــاالن، من إطالق ج احتم

حرمة العقد عام يشمل المرأة. وال يخفى أنا لو قلنا بحرمة العقد عليها، ال نقــول بــذلك مطلقــا، بل بالقدر الذي قلنا في الرجل ال في مطلق الثيــاب كمــا تقــدم في

المسألة الخامسة، والظاهر جواز العقد لها مطلقا. ــا نعم يجوز لها الزرار مطلقا للتصريح به في صحيح يعقوب، كمــا تلبس مــا شــاءت من ــا اإلدراع، لعمــوم مــا دل على أنه يجــوز له

الثياب. والحاصل: إن المحرم على الرجل كان المخيــط واإلدراع والــزر

والعقد، وكلها جائزة للمرأة. وكما يجوز لها لبس الثيــاب المخيطــة، يجــوز لهــا خياطــة ثــوبي إحرامها، لما دل على جواز لبس المخيط لها، وبهــذا تضــعف حرمــة العقد لها، إذ األدلة الدالة على عدم العقـد في ثــوب اإلحــرام كخـبر

االحتجاج وغيره مما

ذكر اإلحرام مكرر. 299 ص1الدعائم: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح50 باب 133 ص9الوسائل: ج (?)2

366

تقدم في آخر الشرح، ال إطالق لها يشمل المقام.ــف بالنســبة إلى ــون التكلي ــوره في ك ــداح، فلظه ــبر الق ــا خ أم الرجل، بقرينة أن العقــد لتقصــير الثــوب، ومن المعلــوم أن المــرأة

يلزم عليها ستر جميع بدنها حالة الصالة ال عورتيها فقط. وأما خبر االحتجــاج فســياق العقــد في مســاق الحــد بــالمقراض واإلبرة مما عرفت جوازه للمرأة، والتصريح بلفظ الرجــل مــانع عن

انعقاد اإلطالق فيه. وموثق األعرج، وخبر علي بن جعفر صرح فيهما بلفــظ المحــرم الظاهر في المذكر، فالعموم يحتاج إلى قطع بالمناط أو دليل آخــر،

وكالهما غير موجود، والله العالم. )الثالثة عشرة(: هل يجب على المــرأة لبس ثــوبي اإلحــرام، أم

هما خاصان بالرجل؟ هذه المسألة بقوله: الثالث لبس ثوبي اإلحرام(1)عنون الحدائق

للرجــل، ثم لم يتعــرض بعــد ذلــك لحكم المــرأة أصــال، لكن في المسألة الثالثة ذكر أن إحرام المرأة كإحرام الرجــل إال في أشــياء،

ولم يستثن ثوبي اإلحرام. ــوص وفي الجواهر: ثم إن الظاهر عدم وجوب لبس ثوبين لخص اإلحرام للمرأة تحت ثيابهــا، وإن احتملــه بعض األفاضــل، بــل جعلــه أحوط، ولكن األقوى ما عرفت، خصوصا بعد عدم شمول النصــوص السابقة لإلناث إال بقاعدة االشتراك الــتي يخــرج عنهــا هنــا، لظــاهر

، انتهى. (2)النص والفتوى وظــاهر المســتند الوجــوب، ألنــه فعــل كمــا فعــل الحــدائق في

المسألة الثالثة قبيل تروك اإلحرام.

. 127، وذيله ص75 ص15الحدائق: صدر الحديث ج (?)1. 145 ص18الجواهر: ج (?)2

367

وكيف كان، فاألقوى هو الوجوب، وذلك لجملة من النصوص. كخبر يونس بن يعقوب، قال: سألت أبا عبد الله )عليه الســالم(

ــال: ــرام، ق ــد اإلح ــائض تري ــيعن الح ــتثفر وتحتش ــل وتس تغتســدخل بالكرسف وتلبس ثوبا دون ثياب إحرامها وتستقبل القبلة وال ت

. (1)المسجد وتهل بالحج بغير الصالةــئل وخبر زيد الشحام، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: س

ــال: ــرام فتطمث، ق ــد اإلح ــت وهي تري ــرأة حاض ــلعن ام تغتس وتحتشي بكرســف وتلبس ثيــاب اإلحــرام وتحــرم، فــإذا كــان الليــل

. (2)خلعتها ولبست ثيابها األخرى حتى تطهر وخبر الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهما الســالم(، أنــه قــال:

في الحائض والنفساء تغتسل وتحرم كما يحرم الناس(3) . إذا حاضــت المــرأة من قبــل أن تحــرم فعليهــا أنوالرضــوي:

تحتشي إذا بلغت الميقــات وتغتســل وتلبس ثيــاب إحرامهــا فتــدخل. (4)مكة وهي محرمة وال تقرب المسجد الحرام

وعنه أيضا، عن النبي )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( أنــه قــال. (5)افعلي ما يفعل الحاج غير أن ال تطوفي بالبيتللحائض:

إلى غير ذلك. ومنــه يعلم أن مــا ذكــره الجــواهر منظــور فيــه، إذ ليس الــدليل منحصرا في قاعدة االشــتراك، وال نص في المقــام يــدل على عــدم

لزوم ثياب اإلحرام للحائض

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح48 باب 65 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح48 باب 65 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح34 الباب 117 ص2مستدرك: ج (?)3. 3 س30فقه الرضا: ص (?)4. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح34 الباب 117 ص2المستدرك: ج (?)5

368

حتى يخرج به عن قاعدة االشتراك، والفتوى كما عرفت من أن ظــاهر الحــدائق الوجــوب، بــل نســبه المســتند إلى اإلجمــاع، قــال: إحرام المرأة والرجل على السواء إجماعا، ولقوله في صــحيحة ابن

وتصــنع كمــا يصــنع المحــرم،عمــار الــواردة في إحــرام الحــائض: . (1) إلخويستثنى من المساواة أمور

لكن في نســخة الوســائل الــتي عنــدي ذكــر صــحيحة ابن عمــارهكذا:

ــرم وهي قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن الحائض تح نعم، تغتسل وتحتشي وتصنع كمــا تصــنع المحرمــة والحائض، قال

. (2)تصليوعلى هذا فال يمكن االستدالل بها، إذ الكالم في صنع المحرمة.

وإذاوعلى كل فالوجوب هو صريح الصــدوق في المقنــع قــال: حاضت المرأة قبل أن تحرم، فإذا بلغت الــوقت فلتغتســل ولتجلس ثم لتخــرج وتلب وال تصــل وتلبس ثيــاب اإلحــرام، فــإذا كــان الليــل

، انتهى. (3)خلعتها ولبست ثيابها األخرى حتى تطهرــك، حيث بل ظاهر الوسائل والمستدرك من عنوان الباب هو ذل لم يستثنيا ثوب اإلحرام، بل يمكن استظهار الوجــوب ممــا دل على ســقوط بعض األشــياء عن المحرمــة، كقــول أبي عبــد اللــه )عليــه

إن اللــه وضــع عن النســاءالسالم( في خــبر أبي ســعيد المكــاري: أربعا، اإلجهار بالتلبية، والسعي بين الصفا والمروة

. 15 س 205 ص2المستند: ج (?)1. 4 من أبواب اإلحرام ح48 باب 65 ص9الوسائل: ج (?)2. 26 س22المقنع، من الجوامع الفقهية: ص (?)3

369

. (1)يعني الهرولة ودخول الكعبة واستالم الحجر األسودإلى غير ذلك.

وبهذا كله ظهر أن أدلة االشتراك في التكليف كــالنص والفتــوىــا ــرأة، ومثله ــرام على الم ــوبي اإلح ــوب ث ــة على وج ــا متطابق كله

الصبية. وهل يجــوز لهــا نزعهمــا إذا كــانت حائضــا، الظــاهر ذلــك، لخــبر

الشحام المتقدم وغيره. )الرابعة عشرة(: ال يجوز للمرأة لبس القفازين، والقفاز كرمان شيء يعمل لليدين يحشى بقطن تلبسهما المرأة للبرد، ويكون لهما

أزرار يزر على الساعدين. وفي الجواهر، عن األزهري: هو شيء تلبسه نساء األعراب في أيديهن يغطي أصابعهن وأيديهن مع الكف، يعــني كمــا يلبســه حملــة

. (2)الجوارح من البازي ونحوه، كما قاله البغوي وغيره وعنه أيضا، عن خالــد بن جنبــة: القفــازان تقفزهمــا المــرأة إلىــا ــا وخفه كعوب المرفقين فهو سترة لها وإذا لبست برقعها وقفازيه فقد تكفنت، والقفاز يتخذ من القطن فيحشى له بطانة وظهارة من

، انتهى. (3)الجلود واللبود وفي المنجــد: القفــاز ضــرب من الحلي تتخــذه المــرأة لليــدين

، انتهى. (4)والرجلين، لباس الكف وتسميه العامة الكفوف ج قفافيز والظاهر عدم الفــرق بين كــون اللبس للــبرد أو الحــر، كمــا قــد يقال باستعمالهن له لوضع الخبز في التنور أو الزينة أو أخـذ البــازي

ونحوه.كما ال يفرق بين

. 2 من أبواب اإلحرام ح38 باب 51 ص9الوسائل: ج (?)1. 341 ص18الجواهر: ج (?)2. 341 ص18الجواهر: ج (?)3 مادة )قفز( . 646المنجد: ص (?)4

370

كونهما من الجلد أو الصوف أو القطن أو غيرها، كان لــه بطانــة أم ال، كــان إلى الســاعد أم ال، كــل ذلــك لإلطالق وشــمول بعض التعريفات له، وخلو بعضها غير مضر بعــد اشــتمال بعض، مــع العلم

أن التعاريف اللغوية في الغالب ليست جامعة مانعة. وكيف كان، فيحرم القفاز على المــرأة على المشــهور، بــل عن الخالف والغنية والمنتهى والتذكرة اإلجماع عليــه، وذلــك لجملــة من

النصوص. كروايات العيص وأبي عينية وداود ومسمع والدعائم المتقـدمات

في المسألة الثانية عشرة. وخبر النضــر بن ســويد، عن أبي الحســن )عليــه الســالم( قــال:

تلبس الثيابسألته عن المحرمة أي شيء تلبس من الثياب، قال: .(1)كلها إال المصبوغة بالزعفران والورس، وال تلبس القفازين

وصحيح يحيى بن أبي العالء، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم(:إنه كره للمرأة المحرمة البرقع والقفازين(2).

والكراهة في هــذه الصــحيحة بقرينــة الروايــات األخــر يــراد بهــاــول ــا عن بعض من الق ــار. فم ــائع في األخب ــو ش ــا ه ــة، كم الحرمــيي ليس بالكراهة للعمومات واألصل ولفظ الكراهة في صحيحة يح

في محله.ــا أن الظــاهر عــدم ــرأة، كم والظــاهر أن الصــيبة في حكم الم

الفرق بين لبس قفاز واحد وقفازين.

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 41 ص9الوسائل: ج (?)1.6 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 42 ص9الوسائل: ج (?)2

371

وأما ما يستر األصابع فقط دون الكف فليس بقفاز، لعدم صدقأحد التعاريف المذكورة عليه.

وأما لبس القفاز للرجال فال يبعد القول بالحرمة، لصدق اإلدراع وإن لم يكن مخيطا، بل يشمله خبر الــدعائم المتقــدم في المســألة

الثانية عشرة.ــا ــذكر لكونهـ ــار بالـ ــرأة في األخبـ ــيص المـ ــد أن تخصـ وال يبعـــات المستعملة لهما في األزمنة القديمة، والقول بعدم شــمول رواي اإلدراع لهما، ألن األخبار تضــمنت ثوبــا تدرعــه والقفــاز ليس بثــوب،ــذه ــار ه ــا في أخب ــاب كم ــتثناؤهما عن الثي ــه، إذ اس ليس في محل

المسألة، كاشف عن صدق الثوب عليهما. ثم ليس مطلق ما يلف على اليد محرمــا، لعــدم صــدق القفــاز، وعدم مناط قطعي، ولو كان شــيء يســتر الكــف فقــط أو الســاعد فقــط فالظــاهر عــدم الحرمــة، لعــدم صــدق القفــاز، أمــا لــو كــان

يسترهما ففيه إشكال. ثم إنــك قــد عــرفت من تعريــف المنجــد إطالق القفــاز على مــا يجعـل في الرجــل، وال يبعـد أن يكــون هـو الجـورب، فليس محرمـا

مستقال غير الجورب الذي يأتي الكالم فيه. وال يخفى أن حرمة القفاز مستقلة ال ربط لها بالمخيط، فلــو لم يكن مخيطا لم ينفع ذلك في عدم حرمته، وال فــرق في حرمتــه بين كونه حاكيا لما تحته أم ال، ولو كان بنحو الشــبابيك كمــا ربمــا يصــنع

للزينة، كل ذلك للصدق. وكــذا ال فــرق في الحرمــة بين اليــد األصــلية والزائــدة، إلطالق

النص والفتوى. ولو كان كيسا يــدخل في اليــد فهــل يصــدق عليــه القفــاز أم ال، احتماالن، وال يبعد العدم النصراف القفاز إلى ما له أصابع، ويســاعد

ذلك صورته المرسومة كما في بعض الكتب.

372

أما إطالء اليد بشيء فال يصدق عليه القفاز قطعا. وال فرق في حرمة القفــاز بين االبتــداء واالسـتدامة، فلـو كـانت البسة قبل اإلحرام لزم نزعه لإلحرام، ألن الظاهر من األدلة حرمته

في حال اإلحرام، ال حرمة االبتداء به. ثم إن صــاحب الجــواهر هنــا عنــون الــبرقع، ونقــل عن العالمــة حرمتــه للمــرأة، ثم قــال: ولكن لم يحضــرني اآلن موافــق لــه على

، مــع أن الــبرقع هــو النقــاب الــذي ســيأتي الكالم فيــه(1)تحريم ذلك مفصال، وأن صاحب الجواهر نفســه ادعى عــدم الخالف في حرمتــه

لها. )الخامسة عشرة(: قد عرفت جواز لبس المحرمــة كــل مخيــط

وكل ثوب عدا ما استثني. وقد خصص الفقهاء الغاللة بالذكر تبعا للنص، وهي بكسر الغين ثوب رقيق يلبس تحت الثياب، وال إشكال وال خالف في جواز لبسها للحائض، بل عن العالمة وغــيره دعــوى اإلجمــاع عليــه، ويــدل عليــه

بعض النصوص: كصحيح عبد اللــه بن ســنان، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

.(2)تلبس المحرمة الحائض تحت ثيابها غاللةقال: لكن حيث عرفت جواز لبس كل ثوب لها، لم يختص ذلك بوقت

الحيض، بل يجوز مطلقا. وكذا خصص األصحاب بالذكر لبس السراويل لهن، بال خالف وال

إشكال لما تقدم في الغاللة. ويدل عليه صحيح محمد الحلبي، أنه ســأل أبــا عبــد اللــه )عليــه

السالم( عن

. 342 ص18الجواهر: ج (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح52 باب 135 ص9الوسائل: ج (?)2

373

نعم، إنما تريد بــذلكالمرأة إذا أحرمت تلبس السراويل، قال: . (1)الستر

وقـــد تقـــدم خـــبر الجعفريـــات، عن علي بن الحســـين )عليـــه إن أزواج رسول الله )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( إذاالسالم(:

. (2)خرجن حاجات خرجن بعبيدهن عليهن الثيابين والسراويالت )السادســة عشـرة(: يجــوز للرجـل لبس السـراويل إذا لم يجــد إزارا، بال خالف كما في الجواهر، وعن المنتهى والمدارك والــذخيرة بل عن التذكرة دعوى اإلجماع عليـه، لكن عن الغنيـة واإلصـباح أنـه عنــد قــوم من أصــحابنا ال يلبس حــتى يفتــق ويجعــل كــالمئرز وأنــه

أحوط.أقول: لكن األقوى هو األول، لبعض النصوص:

كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( في. (3)وال تلبس سراويل، إال أن ال يكون لك إزارحديث قال:

المحــرموخــبر حمــران، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال: يلبس الســـراويل إذا لم يكن معـــه إزار، ويلبس الخفين إذا لم يكن

. (4)معه نعل وعن الجعفريات، بإسناده عن علي )عليــه السـالم(، قــال: قــال

المحــرم إذا لم يجــدرسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم(: .(5)الرداء يلبس القميص، وإذا لم يجد اإلزار يلبس السراويل

وكأن مستند القوم المحكي عنهم فتق السراويل

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح50 باب 133 ص9الوسائل: ج (?)1. 17 سطر 64 ص2الجعفريات: ج (?)2. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح50 باب 133 ص9الوسائل: ج (?)3. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح50 باب 133 ص9الوسائل: ج (?)4. 14 سطر 69 ص2الجعفريات: ج (?)5

374

وإذا لم، إلى أن قال: وال تلبس قميصا وال سراويلالرضوي: .(1)يجد ما يتزر يشق السراويل يجعلها مثل الثياب يتزر به

لكن من المعلوم عدم مقاومة هذا لألخبار المتقدمــة المعتضــدةبما عرفت من عدم الخالف واإلجماع.

ــل والظاهر أنه ال يلزم تغيير الكيفية فيها بالقلب ونحوه، ألن دلي القلب خاص بالقباء كما تقدم، كمــا أنــه ال يلــزم فتقــه، وإن لم يكن

ضررا عليه، إلطالق النصوص. ــراف ــه إس ــك إذا لم يعارض ــتحباب ذل ــول باس ــد الق نعم ال يبع

ونحوه، تبعا للرضوي المعمول به في الجملة. ثم هل جواز لبس اإلزار خاص أم يشمل كل مخيط، فلو كان له

قميص جاز أن يلبسه بشكل السراويل، احتماالن: من أنه من باب الفرد الغــالب فال خصوصــية لــه، وإذا جــاز جــاز مطلق المخيط، ويؤيده تخصــيص القميص مكــان الــرداء في جملــة

من األخبار، مع أنه ال خصوصية له، بل يجوز القباء بالنص.ــاط ــاج إلى من ــدمها يحت ــية، وفهم ع ومن أن الظــاهر الخصوص

قطعي.وإن كان ال يبعد األول بمعونة الفهم العرفي.

ــامه، من والظاهر أنه إذا جاز لبس السراويل لم يفرق بين أقس المخيــط وغــيره كاللبــد ونحــوه، لصــدق الســراويل على كــل واحــد

منهما. ولو دار األمــر بينهمــا ال يقــدم غــير المخيــط بحجــة أن المخيــط يجتمع فيه محرمــان اإلدراع والمخيــط بخالف غــير المخيــط، إذ هــو محرم واحد وهو اإلدراع، إذ فيه أن كون المخيــط المــدرع محــرمين

غير معلوم. ــه لبس ــاز ل ــه رداء وإزار ج ــد ســبق أن من لم يكن ل ــه ق ثم إن

القميص والسراويل

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح40 الباب 123 ص2المستدرك: ج (?)1375

كليهما جمعا بين الدليلين. ولو كان يمكن قيام القميص مقامهما بــأن كـان ســاترا للعــورة، فهــل يجب لبس الســراويل أيضــا، لكونــه مقــام اإلزار الــواجب، أو يحرم، ألن االضطرار سوغ السراويل وال اضطرار هنــا، أو يبــاح، ألن الظاهر من دليل البدلية أنه لرفع توهم الحظر، احتماالت، وإن كــان

األقرب األول. والظاهر أنه ال فدية عليه في حــال الجــواز، لظهــور األخبــار في ذلك، كما تقدم في مسألة من لم يكن له رداء جــاز لــه لبس القبــاء أو القميص، كمــا هــو المحكي عن غــير واحــد، بــل عن التــذكرةــول والمنتهى اإلجماع عليه، وعن المدارك أنه ال ريب في بطالن الق بوجوب الفدية، ألنه إثبات شيء ال دليل عليه، ونــاقش في الجــواهر

بوجود الدليل. كصحيح ابن مسلم، عن أبي جعفر )عليه السالم(، عن المحــرم

لكــليحتاج إلى ضروب من الثياب يلبسها، فقــال )عليــه الســالم(: . (1)صنف منها فداء

وخبر العيص، سألت أبـا عبـد اللـه )عليــه السـالم( عن المحـرم<(2)عليه دميلبس القميص متعمدا، قال:

ومن اضطر إلى لبس ثوب يحرم عليه مع االختيار جاز له لبســهوعليه دم شاة.

ــف إبطــه،وصحيح زرارة، عن أبي جعفر )عليه السالم(: من نت أو قلم ظفره، أو حلق رأسه، أو لبس ثوبا ال ينبغي له لبسه، أو أكل طعاما ال ينبغي له أكله وهو محرم، ففعل ذلك ناسيا أو جاهال فليس

. (3)عليه شيء، ومن فعله متعمدا فعليه دم شاة

. 1 من أبواب كفارات اإلحرام ح9 باب 290 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب كفارات اإلحرام ح8 باب 289 ص9الوسائل: ج (?)2. 1 من أبواب كفارات اإلحرام ح8 باب 289 ص9الوسائل: ج (?)3

376

ــات، إذ الظــاهر من ولكن ال يخفى ما في االستدالل بهذه الرواي صحيح ابن مسلم، أن االحتيــاج خــارجي ال لحكم شــرعي، فــإن هــذا الذي يلبس القميص مثال مكان الرداء ليس من جهة احتياجه بل من

جهة حكم الشارع. والحاصــل: إن المنصـــرف من االحتيـــاج، االحتيـــاج العـــرفي ال

الشرعي.ومثله خبر عيص.

وأما صحيح زرارة، فهو خــارج عن محــل الكالم، إذ الظــاهر من التعمد التعمد إلى الحرام، ال من يفعل ذلك إطاعة للشارع، أال ترى أنه لو قال: من أكل الميتة متعمدا كان كذا، انصرف إلى األكل على وجه الحرام، ال ألمر الشارع من جهــة ســد الرمــق مثال، فمــا ذكــره المدارك من عدم الدليل جيد، وقــد احتملــه الجــواهر بنفســه، حيث قال: اللهم إال أن يمنع تنــاول النص للمفــروض باعتبــار ظهــوره في المحرم دون المقام الذي هو من أول األمــر فاقــد اإلزار، لكنــه رده

. (1)ثانيا بقوله: وفيه إنه أعم من ذلك ثم إن ما ذكر من جواز لبس السراويل لفاقد اإلزار، إنما هو مع عدم التمكن العرفي من اإلزار، فلو تمكن منــه بــالبيع ونحــوه لــزم،ــك كما هو الظاهر من النص باعتبار الفهم العرفي، فال يمكن التمس

لجــواز الســراويل وإنلم يكن معــه إزاربقولهم )عليهم السالم(: تمكن من شراء اإلزار.

وهل السراويل الكافي حينئذ هو السراويل الــذي يســتر مــا بين السرة والركبة، أم يكفي السراويل القصير الساتر للعورتين فقــط،

األحوط األول لإلشكال في صدقه على الثاني. ثم إن النساء كالرجــال في كفايــة الســراويل لهن مكــان اإلزار،

والقميص

. 344 ص18الجواهر: ج (?)1377

مكان الرداء، فال يقال إنهن البسات لهمــا، فال بدليــة في صــورةعدم تمكنهن منهما.

واالطفال بحكم الكبار في جميع ما ذكر من الخصوصيات.

)الخامس من محرمات اإلحـرام(: االكتحـال في الجملـة، ويـدلعليه قبل الشهرة واإلجماع مستفيض النصوص.

كصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:ال يكتحل الرجل والمرأة المحرمان بالكحل األسود إال من علة(1) .

ال تكتحــلوصحيح حريز، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: . (2)المرأة المحرمة بالسواد، وإن السواد زينة

ال تنظــروصحيحه اآلخر، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال: في المرآة وأنت محرم، ألنه من الزينة، وال تكتحل المرأة المحرمة

. (3)بالسواد، إن السواد زينة وصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال: ســألته

أما بالسواد فال، ولكن بالصــبر والحضضعن الكحل للمحرم، قال: (4) .

الوصحيح زرارة، عنه يعني أبا عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال: بأس أن تكتحل وأنت محرم بما لم يكن فيه طيب يوجد ريحه، وأمــا

.(5)للزينة فال وصحيح عبد الله بن ســنان، قــال: سـمعت أبــا عبــد اللـه )عليــه

يكتحل المحرم إن هو رمد بكحل ليس فيه زعفرانالسالم( يقول: (6) .

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 111 ص9الوسائل: ج (?)1. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 112 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح34 باب 114 ص9الوسائل: ج (?)3. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 112 ص9الوسائل: ج (?)4. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 111 ص9الوسائل: ج (?)5. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 112 ص9الوسائل: ج (?)6

378

ــالم(، قــال: ــه )عليــه الس ــحيح معاويــة، عن أبي عبــد الل وصالمحرمة ال تكتحــل إال من وجع :وقــال ،ال بــأس أن تكتحــل وأنت

. (1)محرم ما لم يكن فيه طيب يوجد ريحه، وأما للزينة فال ومرسل أبــان، عمن أخــبره، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(

إذا اشتكى المحرم عينيه فليكتحل بكحل ليس فيه مســك والقال: . (2)طيب

وخبر هارون بن حمزة الغنوي، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، . هكذا في الحدائق،(3)ال يكتحل المحرم عينيه بكحل فارسيقال:

ــه غلــط، والصــحيح مــا في الوســائل، قــال: ال يكحــلوالظــاهر أن. (4)المحرم عينيه بكحل فيه زعفران، وليكحل بكحل فارسي

وحسن عبــد اللــه بن يحــيى الكــاهلي، عن أبي عبــد اللـه )عليــه الســالم(، قــال: ســأله رجــل ضــرير وأنــا حاضــر، قــال: أكتحــل إذا

ــال: ــرمت، ق ــاولم تكتحلأح ــإذا أن ــر، ف ــرير البص ــال: إني ض ، ق ، قــال: فــإنيفأكحلاكتحلت نفعني، وإذا لم أكتحل ضرني، قــال:

، قال: آخذ خرقــتين فأربعهمــاوما هوأجعل مع الكحل غيره، قال: فأجعــل على كــل عين خرقــة وأعصــبهما بعصــابة إلى قفــاي، فــإذا

. (5)فاصنعهفعلت ذلك نفعني، وإذا تركته ضرني، قال: تكتحــلوصحيح زرارة، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(، قــال:

المرأة بالكحل

. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 112 ص9الوسائل: ج (?)1. 9 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 112 ص9الوسائل: ج (?)2. 452 ص15الحدائق: ج (?)3. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 112 ص9الوسائل: ج (?)4. 10 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 113 ص9الوسائل: ج (?)5

379

. (1)كله إال الكحل األسود للزينة. (2)ونحوه مرسله المقنعة

ــه الســالم( في وخــبر النضــر بن ســويد، عن أبي الحســن )علي. (3)إن المرأة المحرمة ال تكتحل إال من علةحديث:

وصحيح محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليــه الســالم(، قــال:يكتحــل المحــرم عينيــه إن شــاء بصــبر ليس فيــه زعفــران وال

. (4)ورس ال بــأسوعن أبي بصير، عن أبي عبد الله )عليه السالم(، قال:

للمحــرم أن يكتحــل بكحــل ليس فيــه مســك وال كــافور إذا اشــتكىــود ــل أس ــه إال كح ــل كل ــة بالكح ــرأة المحرم ــل الم ــه، وتكتح عيني

. (5)للزينة وعن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله )عليه السالم( عن المرأة

ــال: ــة، ق ــل وهي محرم ــهال تكتحلتكتح ــواد ليس في ، قلت: بس إذا اضـطرت إليـه، وقـال: فكرهه من أجـل أنـه زينةطيب، قال:

. (6)فلتكتحل إنه رخصوخبر الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهما السالم(:

للمحرم في الكحل غير األسود، ما لم يكن فيه طيب إذا احتــاج إليه(7) .

ويكتحــل المحــرم بــأي كحــل شــاء مــا لم يكن فيــهوالرضوي: . (8)طيب، ويكره للمرأة اإلثمد وإن لم يكن فيه طيب ألنه زينة لها

إلى غير ذلك من األخبار.

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 111 ص9الوسائل: ج (?)1 نقال عن المقنعة. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 11 ص9الوسائل: ج (?)2. 11 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 113 ص9الوسائل: ج (?)3. 12 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 113 ص9الوسائل: ج (?)4. 13 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 113 ص9الوسائل: ج (?)5. 14 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 113 ص9الوسائل: ج (?)6 في ذكر ما يحرم على المحرم، السطر األخير. 304 ص1الدعائم: ج (?)7. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح24 الباب 122 ص2المستدرك: ج (?)8

380

والعنــاوين المــأخوذه في هــذه األخبــار مــدارا للحكم، جــوازا أو منعــا، الســواد والطيب، عمومــا أو خصوصــا، والزينــة واالضــطرار،

والكالم فيها في ضمن فروع: األول: لو اضطر إلى الكحل، أي قســم كــان منــه، جــاز بال كالم

فيه، كما في المستند والجواهر، وعن الذخيرة. ويدل عليه مضافا إلى األصل وعمومــات االضــطرار، جملــة من النصوص المتقدمة، كأخبار معاوية والكاهلي والنضر والحلبي وصدر

. (1)المحرم ال يكتحل إال من وجعصحيحة معاوية: وعن النهاية والمبسوط الحرمة وإن اضــطر، وربمــا يســتدل لــه بجملة من األخبــار المتقدمــة، كأخبــار ابن ســنان وأبــان وأبي بصــير والــدعائم، لكن ال بــد من حملهــا على غــير صــورة الضــرورة، ولــذا

حملها الجواهر على صورة االندفاع بغير ذلك. الثاني: الكحل الذي ليس للزينة وال سواد له وال فيه طيب جائزــا عن المنتهى وفي الحـــدائق، للمحـــرم بال إشـــكال وال خالف، كمـــة ــبي وزرارة ومعاوي ــار الحل ــة من النصــوص المتقدمــة، كأخب لجمل

والغنوي وزرارة والمقنعة وابن مسلم وأبي بصير والرضوي. والقول بالكراهة لحسن الكاهلي كما في الجواهر منظور فيه.

الثالث: في الكحل األسود خالف، فالمحكي عن المفيد والشــيخ وسالر وابن حمزة وابن إدريس وابن سعيد وغيرهم بل في الحدائقــوص ــة من النص ــه جمل ــدل علي ــة، وي نســبته إلى المشــهور الحرم

السابقة، كأخبار معاوية وحريز

. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح33 باب 112 ص9الوسائل: ج (?)1381

كليهما والحلبي كليهما، وزرارة والمقنعــة وأبي بصــير والــدعائموالرضوي ألن اإلثمد أسود.

وعن االقتصاد والجمل والعقود والخالف والغنية والنافع وظــاهر الشرائع القول بالكراهة، بل عن الرابع دعوى اإلجماع عليه، وتبعهم

بعض المتأخرين. واستدل له بعد األصل بجملة من العمومات السابقة، بعد حمــلــة، كمــا صــنعه ــة الخبري ــع على الكراهــة، لمكــان الجمل ــار المن أخب المستند، وفيه مــا ال يخفى، إذ األصــل مرتفــع بالــدليل، والعمومــات مخصصة بالمخصصات، وعدم داللــة الجملــة الخبريــة على التحــريمــار ليس بلســان قــد زيــف في األصــول، مضــافا إلى أن بعض األخب

الجملة. وفصل الصدوق في المســألة، فجعــل المنــاط القصــد، وأنــه إن قصد الزينة لم يجز، وإال جاز، وتبعه الذخيرة، جمعا بين مــا دل على الحرمة مطلقا وما دل على الحرمة بقصد الزينة، وفيه: إن الظــاهر

من صحيح حريز وغيره أن علة الحرمة الزينة، ال أنها قصدها. ــالمرأة، كصــحيحة ثم إن بعض الروايات التي خصصت الحرمة ب حريز الثانيــة، الظــاهر أن الوجــه فيــه كــون المــرأة هي الغالبــة في

االكتحال بالسواد. الرابع: الكحل الذي فيــه طيب فيــه خالف، فالمشــهور كمــا في الجواهر بل اإلجماع عليــه كمـا عن التــذكرة والمنتهى الحرمــة وهــوــار زرارة وابن ــة، كأخب األقوى، ويدل عليه جملة من األخبار المتقدم ســنان ومعاويــة وأبــان والغنــوي وابن مســلم وأبي بصــير والحلــبي

والدعائم والرضوي. وعن الشــيخ في الجمــل والقاضــي في المهــذب وشــرح جمــلــيخ وبين العلم والعمل القول بالكراهة، وما أبعد بين هذا القول للش

قوله اآلخر المحكي من المبسوط من عدم الجواز ولو للضرورة.

382

وكيــف كــان، فغايــة مــا يســتدل لــه األصــل، وبعض العمومــاتــدليل، كصــحيح زرارة، وفيهمــا مــا تقــدم من أن األصــل مرتفــع بال والعموم مخصص، وقد جعل المستند وجه الحرمة هنا من استعمال

الطيب ال من جهة كونه كحال. ثم إن الظــاهر من بعض النصــوص كصــحيح زرارة ومعاويــة: إن المحرم إنما هو الطيب الذي يوجد ريحه، أما إذا لم يوجد ريحــه فال. وبهذا صرح الجواهر، وحكاه عن الذخيرة، وبهــذا يخصــص عمومــات حرمة الطيب مطلقا، فيجوز االكتحال بما ليس فيه ريح وإن كان له لون، وال يخفى أن الطيب المحرم هنــا هــو الطيب المحــرم ســابقا،

فمن قال هناك باألربعة أو الخمسة أو الستة يقول هنا بذلك. وال فرق بين اكتحال نفسه أو غــيره، كمــا ال فــرق بين االكتحــال

والدر والتقطير كما يتداول اآلن، لعموم العلة والمناط. واألقرب القول بحرمة االكتحال الــذي يبقى أثــره بعــد اإلحــرام،ــو اكتحــل لعموم العلة والمناط، كما أن األقرب لزوم إزالة الكحل ل بعد اإلحــرام حرامــا أو حالال، كمــا لــو مــرض فاكتحــل فشــفي ولمــا

يذهب أثر الكحل، لعموم العلة والمناط.ــة ــة خاص ــرم، ألن الحرم ــير المح ــال غ ــرم اكتح ــوز للمح ويج بالمحرم، وليس مثل العقد، لعدم وجود دليل يدل على المحرم هنا، وال يجوز للمحل أو المحرم الذي يحرم عليــه، ألنـه من اإلعانـة على

الحرام إن لم يكن هو بنفسه حراما. الخامس: الكحــل الــذي هــو زينــة، المشــهور فيــه الحرمــة وهـو األقــوى، ويــدل عليــه مضــافا إلى جملــة من التعليالت الــواردة في

وأمــاروايــات االكتحــال بالســواد، صــحيح زرارة وصــحيح معاويــة: ، وخالف فيه بعض، منهم المستند، لما تقــدم من األصــلللزينة فال

والعموم والجملة الخبرية، وقد عرفت ما فيه.

383

ــك ــة وقصــدها، ومــع التفكي ــان زين ــه ال إشــكال بمــا إذا ك ثم إن فاألقرب أن ما يحصــل منــه الزينــة محــرم وإن لم يقصــدها لعمــومــدم العلة، وأما ما ال يحصل منه الزينة وإن قصدها فال يبعد القول بع الحرمة النصراف ما دل على حرمة ما كــان للزينــة إلى مــا تحصــل

الزينة منه. ــل ــال بين الرج ــذكورة لالكتح ــام الم ــرق في األحك ــه ال ف ثم إن والمرأة، بال خالف وال إشكال كمــا في الجــواهر، لعمــوم جملــة من النصوص وتصريح بعضها اآلخر بعدم الفرق، كما في صحيح معاويــةاألول، وتخصيص أحدهما بالذكر في بعض األخبار قد عرفت وجهه. ــة والخضــرة ــه إلى الزرق ــدى من ــرم ال يتع ثم إن الســواد المح

وأشباههما. وال فــرق بين كــون الســواد المحــرم كحال نافعــا أو شــيئا أســود

فقط، للعموم والمناط. ولو غسل وجهه بماء أسود حــتى صــارت عينــه كالمكحولــة، فال يبعد القول بعدم حرمته، لعدم صدق االكتحــال، وعــدم وجــود العلــة

حينئذ، فتأمل. ــرآة(، على ــر في الم ــرام: النظ ــات اإلح ــادس من محرم )الس األشهر كما في الشرائع، بل األكثر كما في الجــواهر، بــل المشــهور كما في الحدائق والمستند، خالفا لمحتمل الخالف والغنية والمهذب

والوسيلة والجمل والعقود والنافع والمستند.واألقوى األول، لجملة من النصوص:

كصحيحة حريز الثانية المتقدمة في االكتحال. وصحيح حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال:

ال تنظر في المرآة وأنت محرم فإنها من الزينة(1) .

. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح34 باب 114 ص9الوسائل: ج (?)1384

ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال تنظر في المرآة وأنت محرم فإنها من الزينة(1).

ال تنظــروصحيحه اآلخر، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قــال: . (2)المرأة المحرمة في المرآة للزينة

ال ينظروصحيحه الثالث، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قال: . (3)المحرم في المرآة لزينة، فإن نظر فليلب

وال ينظر المحرم في المرآة لزينة، فإن نظر فليلبوالرضوي: (4) .

ــة واستدل للقائلين بالكراهة باألصل، وحمل األخبار على الكراه لكونها جملة خبرية، وفيهما ما ال يخفى، إذ األصــل مــدفوع بالــدليل،ــز والجملة الخبرية ليست أقل من النهي، مضافا إلى أن صحيح حري وحمــاد وصــحيح معاويــة األول صــريح في النهي، وكــأن صــاحب المســتند لم يلتفت إليهــا أو قــال بأنهــا للمــرأة فتكــون خبريــة، كمــا يظهر من قوله المحتملة للخبرية، لكنه غير تــام، فــإن في الصــحاح

. ال تنظر في المرآة وأنت محرمقال )عليه السالم(: وكيف كان، فــاألقرب أن المحــرم إنمــا هــو النظــر للزينــة، كمــاــة، أفتى الذخيرة والوسائل وغيرهما، لقوة التقييد في صــحيح معاوي فإنه لو قال المولى: ال تدخل الدار لضرب زيــد، لم يفهم العــرف إال

أن النهي عن دخول الدار إنما

.3 من أبواب تروك اإلحرام ح34 باب 114 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح34 باب 114 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح34 باب 114 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح25 الباب 122 ص2المستدرك: ج (?)4

385

لضرب زيد ال مطلقا، بل هذا التقييــد في المقــام أقــوى، وليسمثل االكتحال كما ال يخفى.

وحينئـذ فال يبعــد القــول بجــواز النظـر إليهـا للشـراء ونحــوه، أولغرض آخر غير الزينة، كأن يرى وجهه لجعل الضماد ونحوه.

ــام ــا من األجس ــالمرآة ونحوه ــوص ب ــاهر أن الحكم مخص والظ الصــيقلية العاكســة للنــور، فال يشــمل مثــل المــاء الصــافي، لعــدم

شمول األدلة له ال موضوعا وال علة.والمنظرة ال بأس بها ألنها ليست مرآة.

وال فرق في حرمة النظر إلى المرآة بين الرجل والمرأة. وحيث قيدنا الحرمة بالنظر للزينة فال يحــرم النظــر في المــرآة التي تواجه غير ناحية الناظر لنظر شيء آخر فيــه، ألنــه ليس نظــرا

للزينة. والمراد بالزينة ليس أن يتزين بعــد ذلــك، بــل رؤيــة نفســه فيــه ليعلم زينته وأنه كامل المظهــر أو ناقصــه، ولــو كــان أعمى لم يكن بأس بأخذ المرآة قدامــه النتفــاء الموضــوع الــذي هــو النظــر، وهــذا

بخالف االكتحال كما ال يخفى. ثم الظاهر عدم حرمــة كــل زينــة حــتى تســريح الشــعر وغســل نفسه بالماء والصابون مثال، وااللتمــاس من الغــير بأخــذ القــذى عن وجهه، لعدم اســتفادة مثــل هــذا العمــوم عن هــذه العلــة في أخبــار

االكتحال والمرآة.والصغير كالكبير في الحكمين.

واألحوط التلبيــة لمن نظــر في المــرآة، لظــاهر صــحيح معاويــةالثالث والرضوي.

)السابع من محرمات اإلحرام: لبس ما يستر ظهــر القــدم( فيالجملة بال خالف، ويدل عليه مستفيض النصوص:

كصحيحة محمد بن مسلم، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم(، في نعم، ولكن يشــقالمحرم يلبس الخــف إذا لم يكن لــه نعــل، قــال:

. (1)ظهر القدم

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح51 باب 135 ص9الوسائل: ج (?)1386

المحــرموموثق حمران، عن أبي جعفــر )عليــه الســالم( قــال: يلبس الســـراويل إذا لم يكن معـــه إزار، ويلبس الخفين إذا لم يكن

. (1)معه نعل وأيوصحيحة الحلبي، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

محـــرم هلكت نعاله فلم يكن لـــه نعالن، فلـــه أن يلبس الخفين إذا. (2)اضطر إلى ذلك، والجوربين يلبسهما إذا اضطر إلى لبسهما

ــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن وصــحيحة زرارة: أنــه ســأل أب. (3)إذا اضطر إليهماالمحرم يلبس الخفين أو الجوربين، قال:

وصحيحة معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه الســالم( فيحديث قال: وال تلبس سراويل إال أن ال يكون لك إزار، وال خفين إال

. (4)أن ال يكون لك نعالنونحوه صحيحه اآلخر.

وعن أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، في رجــلــال: ــدر على نعلين، ق ــه أن يلبس الخفين إنهلكت نعاله ولم يق ل

. (5)اضطر إلى ذلك، فيشق عن ظهر القدم وصحيح رفاعة بن موسى، أنه سأل أبا عبد الله )عليــه الســالم(

ــطر إليهماعن المحرم يلبس الجوربين، قال: نعم، والخفين إذا اض(6) .

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح50 باب 133 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح51 باب 134 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح51 باب 134 ص9الوسائل: ج (?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح51 باب 134 ص9الوسائل: ج (?)4. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح51 باب 134 ص9الوسائل: ج (?)5 مكرر. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح51 باب 134 ص9الوسائل: ج (?)6

387

وخبر الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهما السالم( في حديث: .(1)إنه نهى أن يلبس المحرم خفا أو جوربا أو قفازا أو برقعا

الوعن أبي جعفر محمــد بن علي )عليهمــا الســالم( أنــه قــال: ــا دون بأس للمحرم إذا لم يجد نعال واحتاج إلى الخلف أن يلبس خف

.(2)الكعبين رخصوعن الجعفريات، بسنده عن علي )عليه الســالم( قــال:

رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( للمحــرم إذا لم يصــب. (3)النعلين أن يحرم في خفين ما دون الكعبين

إذا احتــاج المحــرموبسنده، عن علي )عليه السالم( أيضا قال: . (4)فليلبسهما وليقطعهما

وعن كتاب عاصم بن حميد الحناط، عن محمد بن مسلم، قــال:ــه الســالم( عن المحــرم أيلبس الخفين ــه )علي ــد الل ــا عب ســألت أب

. (5)نعموالجوربين إذا اضطر إليهما، قال: فقال: ثم إنه اختلــف تعبــير الفقهــاء، فــالمحكي عن النهايــة والســرائر تخصيص الخف بالــذكر. وعن المقنــع والتهــذيب والمفــاتيح وشــرحه والذخيرة والمدارك إضافة الجورب إليهما، وعن المبسوط والخالف والجامع إضافة الشمشك، وعن االقتصاد والجمل والعقود والوسيلة

والمهذب والنافع والقواعد واإلرشاد تعميم

.3 سطر299 ص1الدعائم: ج (?)1 السطر األخير.305 ص1الدعائم: ج (?)2.16 سطر 69الجعفريات: ص (?)3.19 سطر 92الجعفريات: ص (?)4.5 من أبواب تروك اإلحرام ح41 باب 123 ص2المستدرك: ج (?)5

388

الحكم إلى كل ما يستر ظهر القدم، بل نسبه في المســتند إلى عامة المتأخرين، كما صرح به جماعة، وعن المدارك أنه مقطوع به في كالم األصـــحاب، وعن الغنيـــة والمنتهى والتـــذكرة نفي الخالف

عنه. واألقـــوى في النظـــر هـــو القـــول الثـــاني للتصـــريح بهمـــا في

النصوص. وأما ما ذكره المستند بقولـه: بـل يلبس الجـورب أيضـا لقصـور الخبرين المتضمنين لــه عن إفــادة الحرمــة، لكــون المفهــوم فيهمــا

، انتهى. (1)بطريق اإلخبار الذي هو أعم من إفادة التحريمــبر ــة وخ ــبي وزرارة ورفاع ــحاح الحل ــا ال يخفى، إذ ص ــه م ففي

الدعائم، وكتاب عاصم معتمد السند في جملة منها ظاهر الداللة. نعم يبقى الكالم في القــول المســتند إلى المشــهور من حرمــة كل ما يسـتر ظهـر القـدم، مــع عــدم تصـريح شــيء من األخبــار وال

تلويحها بذلك، والذي استدل له أمور: األول: عـــدم الخالف المحكي عن الغنيـــة والمنتهى والتـــذكرة،

وفيه: إنه غير نافع بعد هذا االختالف الذي عرفت. الثــاني: المنــاط القطعي بعــد كــون الخــف والجــورب من بــاب

المثال، وفيه: إن القاطع يكون في مضيق من ذلك، أما غيره فال. الثالث: إشعار شق ظاهر القدم وكونه ما دون الكعبين بأن وجه التحريم ستر ظــاهر القــدم، وفيــه: إن المحتمــل قويــا هــو الجــورب والخف وشق ظاهر القدم ألجل اإلخراج عن االسم، ال ألجــل حرمــة

ستر ظاهر القدم بما هو ظاهر، والذي

. 28 س 216 ص2المستند: ج (?)1389

يؤيد ذلك أنه لو كــان المنــاط حرمــة ســتر الظهــر لم يكن وجــه لتخصــيص الشــق ولبس مــا دون الكعب بحــال الضــرورة، بــل جــاز مطلقا ولو في حال االختيــار، فالحــال فيهمــا هــو الحــال في القبــاء

الذي يلبس مقلوبا في حال الضرورة. ــأن الحرمــة ليســت ألجــل بطن القــدم، وإال لم يجــز والقــول ب النعــل، وال ألجــل بعض الظهــر، وإال كــان ســير النعــل أيضــا ســاترا لبعضه، فلم يبق إال أن يكون ألجــل ســتر ظهــر القــدم المفقــود في حال الشق ونحوه، غير تــام، إذ هــذا اجتهــاد، فلعــل هنــاك حكمــة ال نعلمهــا، وإال ورد مــا ذكرنــا من عــدم الوجــه باختصــاص ذلــك بحــال

الضرورة. وكيف كان، فال دليل اجتهاديا يدل على ما ذكره المشــهور، ولــو لو حظ ضيق دائــرة القيــاس، كمــا يســتفاد من خــبر أبــان، لم يبعــدــدم التوقف قطعا عن التعدي عن مورد النص، وعلى هذا فال يبعد ع حرمة غيرهما، وهو الظاهر من الوسائل والمستدرك وغيرهما ممن

تقدم اسمه أو لم نذكره ممن ذكره الجواهر وغيره، فتأمل. وفي المقام فروع:

األول: ال فرق في الحرمة بين الخف والجورب لرجل واحــدة أوكلتيهما لإلطالق نصا وفتوى.

الثــاني: على القــول بحرمــة مطلــق ســاتر ظهــر القــدم تختص الحرمة بساتر الجميع، فساتر البعض ال إشكال فيــه، كمــا صــرح بــه في المستند والجــواهر، فمــا عن الروضــة من أن الظــاهر أن بعض

الظهر كالجميع إال ما يتوقف عليه لبس النعلين، غير تام. الثالث: ال إشكال في ستر جميع الظاهر بغير اللبس، كالجلوس

وإلقاء

390

طرف اإلزار وكونه تحت الغطاء، بال إشكال، كما صـرح بـه غـيرــه واحد، إذ على تقدير التعدي عن مورد النص فالمقدار المتعدى إلي

هو ما يصدق عليه اللبس ال مثل ما ذكرنا. الرابــع: ليس حرمــة الجــورب والخــف من بــاب كونهمــا من المخيــط، لعــدم إشــعار في النص بكونهــا من أجــل ذلــك. قــال في

. (1)الجواهر: ولذا يذكرونه مستقال عنه أقول: وربما يحتمل أن الحرمة من باب كونهما من باب اإلدراع

المنهي عنه، كما تقدم. الخــامس: هــل يختص التحــريم بالرجــال، كمــا عن العمــاني والشهيد، وفي الحــدائق والمســتند والجــواهر، أم يعم النســاء، كمــا عن النهاية والوسيلة، األقرب األول، لشمول روايات جواز لبسها ما شاءت، كما تقدم في المسألة الثانية عشرة، خصوصا بعــد اســتثناء مثل القفاز والبرقع عنــه الــذي يــوجب عــدم االنصــراف إلى الثيــاب المتعارفــة فقــط، وليس بين تلــك األخبــار وأخبــار الخــف والجــورب عموم مطلق حتى يقال بتخصيصها بأخبــار الحرمــة، بــل عمــوم منــذه أعم من وجه، ألنها أعم من الجورب والخف وخاصة بالمرأة، وه الرجل والمرأة وخاصة بالخف والجورب، مضــافا إلى قــوة تلـك فيــك، مفادها، حيث يكون األرجح في مورد االجتماع إعطــاء الحكم لتل

ومع التعارض يرجع إلى أصل اإلباحة. وأما ما استدل به للقول الثاني، من أدلة االشتراك في التكليف

وعمومات

. 350 ص18الجواهر: ج (?)1391

التحريم فليس في محله، إذ االشتراك إنما ثبت باإلجماع ونحوهــظ ــذكير لف ــا، لت ــوم له ــار ال عم ــذه األخب ــام، وه ــود في المق المفق المحــرم، أو إرداف الخــف والجــورب بالســراويل المختص تحريمــه

بالرجال، ولو سلم العموم فقد عرفت ما فيه. السادس: الصبي كالرجــل، والصــبية كــالمرأة، لشــمول أدلتهمــا

لهما، والخنثى يحتاط كما عرفت في بعض المسائل السابقة. الســابع: مــا ال يصــدق عليــه الخــف والجــورب، لعــدم البطن أوــذخيرة ــاألخير ال ــل، وصــرح ب ــه للرج ــأس ب ــر أو الســاق، ال ب الظه

والمستند وغيرهما. الثــامن: الظــاهر عــدم جــواز لبس الخــف والجــورب المشــقوق الظهر في حال االختيار، إلطالق النص وظهور تخصيصه لهمــا بحــال

، قــال: إذا وجب(1)الضرورة بــذلك، وهــو المحكي عن كشـف اللثــام الشق فوجــد نعلين لم يجــز لبس خفين مشــقوقين، إذ لم يجــز في الشرع لبسهما إال اضطرارا مع إيجاب الشق، بل ربما يســتفاد ذلــك

من الشهيد في الدروس، بل هو الظاهر من ميل الجواهر وغيره. ثم في حــال االضــطرار ال إشــكال في جــواز لبســهما، بــل في الجواهر كما عن المختلف والسرائر وكشــف اللثــام اإلجمــاع عليــه، للتصريح به في جملــة من النصــوص المتقدمــة، مضــافا إلى عمــوم أدلة االضطرار، وكذا يجوز في غيرهما لو قلنا بالتعدي، فــإن الفــرع

ال يزيد على األصل. التاسع: ال كفارة في صورة االضطرار إليهما، لظاهر النص، كما في الجواهر وعن المسالك، بل عن التذكرة اإلجماع عليه، فمــا عن

بعضهم من وجوبها ألن

. 9 س 330 ص1كشف اللثام: ج (?)1392

االضــطرار يرفــع الحكم التكليفي ال الوضــعي، ليس في محلــه، وقد تقدم بعض الكالم في مسألتي لبس القباء والسراويل، فراجع.ــه ال إشــكال وال خالف في جــواز لبس ــد عــرفت أن العاشــر: قــا عن الخف والجورب اضطرارا، فهل يجب عليه شق ظاهرهما، كم الشــيخ في المبســوط، وابن حمــزة في الوســيلة، وابن ســعيد في الجــامع، والعالمــة في المختلــف، والشــهيد في الــدروس، والشــهيد

الثاني في المسالك، والكركي في الحاشية وغيرهم. ــل عن األول ــق والشــهيد، ب ــا عن الحلي والمحق أو ال يجب، كم

دعوى اإلجماع صريحا، وعن الثاني إشعارا على ذلك.أو يستحب، كما عن الذخيرة.

أو يحرم، كما عن بعض؟ــار ــة من األخب احتماالت، واألقوى األول، للتصريح بذلك في جمل المتقدمــة، كصــحيحة محمــد وروايــة أبي بصــير، بــل وخــبر الــدعائم

والجعفريات. استدل للقول الثاني باإلجماع المتقدم، والمطلقات من األخبار،

وفيه: إن اإلجماع معلوم العدم، والمطلق يقيد. وللقــول الثــالث بــالجمع بين الطــائفتين من األخبــار، وفيــه: إن الجمع بين المطلــق والمقيــد بحمــل المقيــد على االســتحباب خالف

التحقيق الذي عليه عامة األصوليين المتأخرين. وللقــول الرابــع بأنــه إســراف محــرم شــرعا. ويؤيــده مــا رواه

ــه قــال: ــه الســالم(، من أن قطــع الخفينالجمهــور، عن علي )علي ، ومــا دل على أن الشــق موافــق للعامــةفساد، يلبســهما كمــا هما

وهو من المضعفات. وفيــه: إنــه بعــد ورود النص كاالجتهــاد في قبــال النص، وروايــة الجمهــور ضــعيفة الســند فال تقــاوم الروايــات الخاصــة، والموافقــة للعامة في الطرفين، مع أن مجــرد الموافقــة غــير ضــائر بعــد عــدم

التكافي في األخبار، فإنها من المرجحات في صورة

393

التعارض. لكن ال يخفى أن األقرب في النظر كون الشــق خاصــا بــالخفين دون الجوربين، ألن ما ورد من النص من األمر بالشــق ونحــوه إنمــا هــو في الخــف ال الجــورب، فــدليل جــواز لبس الجــورب في حــال االضطرار ال مقيد له، وبهذا تبين أن األقوى هو قول خــامس يفصــلــرم بين الجورب والخف، فيجب الشق في الثاني دون األول، بل يح

إذا كان إسرافا، فتأمل.

الحادي عشــر: الشــق الالزم في صــورة االضــطرار، ال يبعــد أنــابع إلى أن ينتهى إلى ــرف األص ــوال، أي من ط ــق ط ــه الش ــراد ب ي الكعب، وربما يحتمل عرضا، وربما يقال بأن المــراد بــه هــو القطــع حتى يكونا أسفل من الكعبين، وهو المحكي عن الشيخ في الخالف واإلســكافي والمنتهى والتــذكرة والتحريــر، وفي الحــدائق بعــد ذكــر القطع عن الشيخ وغيره قال: والذي دل عليــه الخــبران المتقــدمان شق ظهر القــدم خاصــة. نعم ورد القطــع إلى الكعــبين في روايــات

فــإنالعامة، حيث رووا عنه )صلى الله عليه وآله وسلم( أنه قــال: ــا إلى الكعــبين ،لم يجد نعلين فليلبس خفين، وليقطعهما حتى يكون

وال يبعد أن يكون من ذكر القطع من أصحابنا إنما تبــع فيــه العامــة، حيث إنه ال مستند له في أخبارنا، أو لعله وصل إليهم ولم يصل إلينا

، انتهى. (1) لكن الظاهر الشق الثاني، وهو أنه وصل إليهم، لما عــرفت من الرواية عن علي )عليه السالم( وأبي جعفــر )عليــه الســالم( بــذلك، ولعلــه أراد الثــاني صــاحب الجــواهر، حيث ذكــر أن بــه مرســال عن

الباقر )عليه السالم(، لكنه في الجعفريات

. 444 ص15الحدائق: ج (?)1394

ــه، وعلى هــذا مســند وليس بمرســل، وســنده ممــا يعتمــد علي فالشخص مخير بين األمـرين: الشـق والقطـع، ولعلـه لـذا قـال ابن حمزة في المحكي عنه: شــق ظــاهر القــدمين وإن قطــع الســاقين

كان أفضل، انتهى. لكن ال بد من تقييده بما دون الكعبين.

الثاني عشر: لو اضطر المحــرم إليهمــا معــا جــاز لبســهما، ولــوــر، ألن الضــرورات تقــدر ــز لبس اآلخ ــطر إلى أحــدهما لم يح اض

بقدرها. ــكوك ــبرد، والش ــر وال ــطرار أعم من الح ــر: االض ــالث عش الث

والضعف والمرض وغيرها. الرابع عشر: ال فرق في حرمة لبسهما بين االبتداء واالستدامة، فلو كان البسا لهما قبــل اإلحــرام لــزم نزعهمــا حالــه، كمــا ال يجــوز لبسهما بعده، وكذا ال فرق في الجواز في صورة االضــطرار بينهمــا،ــطر فلو كان مضطرا من األول لبسهما، ولو لم يكن مضطرا ثم اض

لبسهما، ولو ارتفع االضطرار نزعهما. الخامس عشر: الظاهر أن ليس المنــاط في االضــطرار الــدقي العقلي، فلو كان يحتاج إلى ستر القــدم ولم يكن لــه نعــل لبســهما، وال يجب عليه أن يمشي قليال حتى يكون الغــالب عــدم لبســهما، أوــه نزعهمــا، ألن الظــاهر من ــه بمجــرد الوصــول إلى منزل يجب علي

النص والفتوى أنه يعامل معهما معاملته مع النعل. ــل ــد في النع ــط والوق ــد والخي ــأس بالعق الســادس عشــر: ال ب لإلطالق، وكذا الخف مع االضطرار، وال يلــزم أن يكــون ســير النعــل غير عريض لعدم الدليل على ذلــك، وال يختص النعــل الجــائز لبســها بالجلد، بل يجوز ولو كانت من النايلون والمطاط والخشب ونحوها،

كما يتعارف في هذه األزمنة، ال

395

لإلطالق، حتى يقال لم يكن في ذلك الزمان مثل هذه األقسام، فاإلطالق منصرف إلى المتعارف في تلك األزمنــة، بــل لعــدم دليــل

على المنع، فالبراءة محكمة. السابع عشر: ال يشترط في النعــل مــا كــان يشــترط في ثــوبي اإلحرام من الطهارة ونحوها، لعدم الدليل، نعم عدم كونها مغصــوبة

ونحوها إنما هو لدليل خارجي كما ال يخفى. الثامن عشر: لم أر من صرح بوجــوب لبس النعــل للمحــرم وال من نفــاه، فهم ســاكتون عن هــذه الجهــة حســب مــا أعلم، والقــول بالوجوب لعين األدلة الدالة على وجوب الثوبين من التأسي ونحــوه ال يخفى ما فيه، بل يمكن القــول بعــدم الخالف في عــدم الوجــوب

لسكوتهم عنه، فاحتمال الوجوب أشبه بالوسوسة. أما االستدالل بما ورد في قصة اإلمــام الحســن )عليــه الســالم( من أنه ربما مشى حافيا، لعدم الوجوب، ففيه إنه ال يدل على كونــه

)عليه السالم( كان يمشي في حال اإلحرام حافيا. وكيف كان، فعــدم الــدليل على الوجــوب مغن عن هــذا الوجــه،

فالمرجع البراءة. التاسع عشر: لو تمكن من النعلين باشتراء ونحوه لم يجز لبســطرار الخفين، ألن ظاهر النص والفتوى اختصاص الجواز بحال االض

المفقود مع التمكن. العشرون: لو فرض أن هناك قفــازا يلبس في الرجــل لم يجــز، إلطالق دليل حرمة القفــاز، وقــد تقــدم عن بعض اللغــويين تعميمــه

للباس الرجل أيضا.

)الثـامن من محرمــات اإلحـرام: الفسـوق(، قـال في الحـدائق: وقـــد أجمـــع العلمـــاء كافـــة على تحريمـــه في الحج وغـــيره، وفي

المستند: وهو محرم على المحرم

396

والمحرمة من حيث هــو وإن كــان حرامــا بنفســه مطلقــا أيضــا، بالكتاب والســنة واإلجمــاع المحكي عن المحقــق، وفي الجــواهر بال خالف أجــده فيــه، بــل اإلجمــاع بقســميه عليــه، بــل المحكي منهمــا

مستفيض، انتهى. ويدل عليه قبل اإلجماع: الكتاب والسنة.

الحج أشهر معلومات فمن فرض﴿أما الكتاب، فهو قوله تعالى: وق وال جــــــدال في الحج ، ومن(1)﴾فيهن الحج فال رفث وال فســــــ

المعلوم أن الحج يتحقق بالدخول في اإلحرام. وأما السنة، فمتواتر الروايات، كصحيح معاويــة بن عمــار، قــال:

إذا أحــرمت فعليــك بتقــوى اللــهقال أبو عبد الله )عليــه الســالم(: تعالى، وذكر الله كثــيرا، وقلــة الكالم إال بخــير، فــإن من تمــام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه إال من خير، كما قال عز وجل، فإن

فمن فــرض فيهن الحج فال رفث وال﴿اللـــه تعـــالى يقـــول: ، والرفث الجماع، والفسوق الكذب﴾فسوق وال جدال في الحج

. (2)والسباب، والجدال قول الرجل: ال والله، وبلى والله واعلم أن الرجل إذا حلف بثالثة أيمان والءوعن الكافي زيادة:

في مقام واحد وهو محرم فقد جادل، فعليه دم يهريقه ويتصدق به،ــه دم يهريقــه ويتصــدق وإذا حلف يمينا واحدة كاذبة فقد جادل وعلي

.به اتق المفاخرة وعليــك بــورع يحجــزك عنوقال )عليه السالم(:

ثم ليقضوا تفثهم﴿معاصي الله تعالى، فإن الله عز وجل يقول: قــال أبــو عبــد ،(3)﴾وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق

الله

. 197سورة البقرة : اآلية (?)1. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 108 ص9الوسائل: ج (?)2. 29سورة الحج: اآلية (?)3

397

من التفث أن تتكلم في إحرامــك بكالم قــبيح،)عليه الســالم(: ــك ــان ذل ــالبيت تكلمت بكالم طيب، فك ــة فطفت ب ــإذا دخلت مك ف

، قال: وسألته عن الرجــل يقــول: وبلى لعمــرى، قــال:كفارة لذلكليس هذا من الجدال، إنما الجدال ال والله وبلى والله(1) .

واتق المفــاخرةوعن الصدوق، إنه رواه عن معاوية من قوله: . (2)فكان ذلك كفارة لذلكإلى قوله:

وصــحيح علي بن جعفــر، قــال: ســألت أخي موســى بن جعفــر )عليهما السالم( عن الرفث والفسوق ما هــو، ومــا على من فعلــه،

الرفث جماع النساء، والفسوق الكذب والمفاخرة، والجدالفقال: الحديث. (3)قول الرجل: ال والله، وبلى والله

ــه الســالم( عن وخبر زيد الشحام، قال: سألت أبا عبد الله )عليــال: ــدال، ق ــرفث والفســوق والج ــاال ــاع، وأم ــرفث فالجم ــا ال أم

يا أيها الذين آمنوا﴿الفسوق فهو الكذب، أال تسمع لقوله تعالى: ــة فتبينوا أنأ جاءكم فاسق بنبنإ (4)﴾ تصــيبوا قومــا بجهال

ــل الرجل والجدال هو قول الرجل ال والله وبلى والله، وسباب الرج(5) .

وخبر معاويــة بن عمــار، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( فيــرض فيهن الحج﴿قول الله عز وجل: الحج أشــهر معلومــات فمن ف

فال رفث وال فسوق وال جدال في

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 109 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 109 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 109 ص9الوسائل: ج (?)3. 6سورة الحجرات: اآلية (?)4. 8 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 111 ص9الوسائل: ج (?)5

398

فالرفث الجماع، والفسوق الكذب، والجدال قول الرجل﴾الحج. (1)ال والله وبلى والله

وصحيح الحلبي، عن أبي عبد الله )عليه السالم( في قــول اللــه الحج أشهر معلومــات فمن فــرض فيهن الحج﴿عــز وجــل:

وق وال جــدال في الحج إن اللــه، فقــال: ﴾فال رفث وال فســ ، قلت: فمــا الــذياشترط على الناس شرطا، وشــرط لهم شــرطا أمــا الــذي اشــترطاشترط عليهم ومــا الــذي اشــترط لهم، فقــال:

الحج أشــهر معلومــات فمن فــرض فيهن﴿عليهم فإنه قــال: ــذي﴾الحج فال رفث وال فسوق وال جدال في الحج ــا ال ، وأم

ــه﴿شرط لهم فإنــه قــال: ل في يــومين فال إثم علي فمن تعجــه لمن اتقى ر فال إثم علي ــأخ ــع ال ذنب(2)﴾ومن ت ــال: يرج ، ق

. (3)له وأتموا الحج﴿وعن عبد الله بن سنان، في قول الله عز وجل:

إتمامهــا أن ال رفث وال فســوق وال جــدال، قــال: (4)﴾والعمرة لله. (5)في الحج

اإلحرام إذاوالجعفريات، بسنده عن علي )عليه السالم(، قال: أراده العبــد فليتــق اللــه ولينظــر مــا الــذي يجب عليــه من التوقــير إلحرامه، والتنزه عن كــل شــيء نهى اللــه تعــالى عنــه، من الــرفث

. (6)والفسوق والجدال، وأن ال يماري به رفيقا وال غيره والعياشي في تفسيره، عن زرارة وحمران ومحمــد بن مســلم،

عن

. 9 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 111 ص9الوسائل: ج (?)1. 203سورة البقرة: اآلية (?)2. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 108 ص9الوسائل: ج (?)3. 196سورة البقرة: اآلية (?)4. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 110 ص9الوسائل: ج (?)5. 3 السطر 68 ص2الجعفريات: ج (?)6

399

أبي جعفر )عليه السالم( وأبي عبد الله )عليــه الســالم(، قــالوا: قــاال:﴾،وأتموا الحج و العمــرة لله﴿سألناهما عن قولــه تعــالى:

إن إتمام الحج والعمرة أن ال يرفث وال يفسق وال يجادل(1) . وعن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر )عليه السالم( عن

فمن فرض فيهن الحج فال رفث وال فسوق وال﴿قول الله: يــا محمــد إن اللــه اشــترط على النــاس، قــال: ﴾جدال في الحج

، قلت: فمــاشرطا، وشرط لهم شرطا، فمن وفى لله وفى الله له أمــا الــذي اشــترطالذي اشترط عليهم وما الذي شرط لهم، قال:

الحج أشهر معلومــات فمن فــرض فيهن الحج﴿عليهم قال: ، وأما ما شرط لهم﴾فال رفث وال فسوق وال جدال في الحج

ر﴿فإنه قال: ــأخ ــه ومن ت ل في يومين فال إثم علي فمن تعج. (2)، قال: يرجع ال ذنب له﴾فال إثم عليه لمن اتقى

واتــق في إحرامــك الكــذب، واليمينوعن الفقــه الرضــوي: ، قـال )عليــهالكاذبة والصادقة، وهو الجدال الذي نهـاه اللـه تعـالى

. (3)والجدال قول الرجل: ال والله وبلى واللهالسالم(: واجتنب الرفث والفسوق والجدال في الحجوفي بعض نسخه:

:قال ،الرفث غشيان النساء، والفسوق السـباب ونيــل المعاصـي ــك بالتواضــع ــاري رفيقــك حــتى تغضــبه، وعلي والجــدال المــراء تم

. (4)والخشوع والسكينة والخضوع

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح23 باب 121 ص2المستدرك: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 108 ص9الوسائل: ج (?)2. 5 س 27فقه الرضا: ص (?)3. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح23 الباب 122 ص2المستدرك: ج (?)4

400

وعن إبراهيم بن عبــد الحميــد، عن أبي الحســن موســى )عليــه الــرفث الجمــاع، والفســوق الكــذب، والجــدالالسالم( في حديث:

. (1)قول ال والله وبلى والله، والمفاخرة ثم إنهم اختلفوا في الفسوق، فالمحكي عن الجمل والعقود أنه الكــذب على اللــه، وعن الغنيــة والمهــذب واإلصــباح واإلشــارة أنــه الكذب على الله وعلى رسوله )صلى الله عليه وآلــه وســلم( وعلى

احد األئمة )عليهم السالم(. بل ربما استظهر اإلجماع عن الغنية على ذلك.

وعن علي بن إبــراهيم والمقنــع والنهايــة والمبســوط واالقتصــاد والسرائر والجــامع والشــرائع والنــافع وظــاهر المقنعــة، وفي جمــلــا في العلم والعمل والمختلف والدروس، بل المحكي عن األكثر كم المستند، بل المجمع عليــه كمــا يسـتفاد من التبيــان ومجمــع البيــان

وروض الجنان، أنه الكذب مطلقا. وعن السيد واإلسكافي والشــهيدين وجمــع آخــر من المتــأخرين

إنه الكذب مطلقا والسباب. وعن الذخيرة وغيرها، إنه الكذب والسباب والمفاخرة.

وعن بعض إضافة البذاء إلى الثالثة.وعن بعض إنه المفاخرة.

وعن التبيان والرواندي إنه جميع المعاصي المحرمة. وعن الحسن إنه الكذب والبذاء واللفظ القبيح.

ــه الكــذب مطلقــا والســباب والمفــاخرة، الشــتمال واألقــوى أنالنصوص على هذه الثالثة، واشتمال بعض

. 10 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 باب 282 ص9الوسائل: ج (?)1401

منها على بعضها غير ضائر بعد كونه بالنســبة إلى غــير المــذكور من باب السـكوت المرفـوع بالـدليل، ولـذا قـال في الجـواهر: ومــا أدري مــا الســبب الــداعي إلى اإلعــراض عن النصــوص الــتي يمكن الجمع بينها بأنه عبارة عن جميع ما ذكر فيهــا من الكــذب والســباب

، انتهى. (1)والمفاخرة وما في المدارك من أن الجمع بين الصحيحين يقتضــي المصــير إلى أن الفسوق هو الكــذب خاصــة القتضــاء األولى نفي المفــاخرة، والثانية نفي الســباب منظــور فيــه، إذ ليس اقتضــاء النفي إال بعــدم الذكر، وعدم الذكر ال يعارض الذكر في غيره، وال حاجــة إلى القـول بأن السباب والمفاخرة راجعين في الغــالب إلى الكــذب، لمعلوميــة أن بينهما عموما من وجه، ورفع اليد عن إطالق السباب والمفاخرة ال وجه له، كما أن إرجاع المفاخرة إلى الســباب كمــا عن المختلــف

غير تام، إذ كثير من المفاخرات ليست بسباب. ومن هذا يعلم أن األقوال التي خصصت الفســوق بالكــذب على

الله فقط ونحوه، تخصيص بال مخصص. وأما قول الحسن الذي أضاف مطلق اللفــظ اللقــبيح، فالظــاهر

التفث أن تتكلم فيمن: استناده في ذلك إلى ذيل صحيحة معاوية أن يحفظ المرء لسانه إال من، بل وصدرها: (2)إحرامك بكالم قبيح

ــد تفســيرها الصــريح الفســوقخــير ــه، إذ بع ــا في ، لكن ال يخفى م بالكذب والسباب، وعدم كون الــذيل والصــدر تفســيرا للفســوق، ال

وجه له.كما أن إضافة البذاء ال وجه له.

ثم هل الفسوق المحرم في حــال اإلحــرام هــذه الثالثــة مطلقــاولو كان الكذب لإلصالح، والسب بحق، والفخر بالحق، أم يختص

. 357 ص18الجواهر: ج (?)1. 5 من تروك اإلحرام ح32 باب 109 ص9الوسائل: ج (?)2

402

ــذب ــال: الك ــاني، حيث ق ــواهر الث ــاهر الج ــا، ظ ــالمحرم منه بوالسباب والمفاخرة على الوجه المحرم.

أقول: وهو غير بعيد، إذ المناســبة بين الحكم والموضــوع يعطي ذلك، فإن الفسوق هو الخروج عن الطاعــة، وال خــروج في الجــائز،

مضافا إلى أن المنصرف من اآلية واألخبار هو المحرم منها. ولذا عنون غــير واحــد من الفقهـاء البـاب بأنــه كمـا يحـرم هـذهــأتي األمور في نفسها تحرم في حال اإلحرام أيضا، ويدل عليه مــا ي

في صحيح أبي بصير في المحرم التاسع أي الجدال. ثم إن حرمــة الفســوق اإلحراميــة ال تختص بــالحج، بــل تشــمل العمرة أيضا بأقسامها، كما صرح به في الجواهر، ويدل عليه صحيح معاوية، فتخصيصها بالحج وعمرة التمتــع كمــا يستشــعر من بعض ال

وجه له. ــل ــغير، والرج ــير والص ــوق بين الكب ــة الفس ــرق في حرم وال ف

والمرأة، إلطالق األدلة.ــا عن ــه، فم ــدليل علي ــدم ال ثم إن الفســوق ال يفســد الحج، لع

المفيد من كون الكذب مفسدا لإلحرام منظور فيه. وأتموا﴿واالستدالل له بقوله )عليــه الســالم( في تفســير اآليــة

ــدال في الحج إلخ: ﴾الحج ــوق وال ج ــا أن ال رفث وال فس إتمامهم في غير محله، إذ هو من اإلتمام الظاهر في الكمال المقابل للنقص ال الصحة مقابل اإلبطال، ويؤيده عدم كون الجماع مفســدا بحيث ال

تصح البقية. وال يخفى عدم تحقق السب والفخــر والكــذب بالتلفــظ إذا كــان الالفظ وحده، إما لعدم اإلطالق أصال أو لالنصراف، فمن يخبر كــذبا في مكان ال يسمعه أحــد لم يفعــل حرامــا، وهكــذا الســب والفخــر،

وهل تقوم اإلشارة والكتابة مقام اللفظ، احتماالن،

403

وال يبعد اختالف أقسامهما خصوصا اإلشارة، خصوصــا إذا كــانتمن األخرس، وإن كان في أصل الكتابة تأمل.

وال فرق في الكذب بين النفي في مقــام اإلثبــات، واإلثبــات فيمقام النفي، وقول )نعم( تصديقا للمخبر كذبا، و)ال( للمخبر صدقا. ــل أما في الوعد واإليعاد فال يبعد العدم، ألنه ليس من الكذب، ب

من اإلنشاء خصوصا اإليعاد. وال إشكال فيما لو خالف االعتقاد والواقع، أما لو خالف االعتقاد وطابق الواقع فهو ليس بكذب وإن كان تجريــا، كمــا أنــه لــو خــالف الواقــع وطــابق االعتقــاد كــان الكــذب الموضــوع لألحكــام خصوصــا

المسمى بالفسوق منصرفا عنه. وهــذا ال ينــافي المختــار من كــون المعيــار في الكــذب مخالفــة

الواقع فقط.ــو انصــرف بعض أقســام ــار في الســب هــو العــرف، فل والمعي السباب عن كونه سبا، أو صار ما ليس بسب عند العرف سبا جرى

عليه حكمه. والمفاخرة تشمل التصريح والتعــريض، كــأن يقــول: الحمــد للـه لست ممن يخــاف، أو دنيء األب واألم أو مــا شــابه ذلــك، عنــد من

يخاف أو دنيء األبوين. وهل يشــترط في الســب والفخــر حضــور المســبوب والمفتخــرــاني، خصوصــا في الســب، ــا، الظــاهر الث ــه، أم يشــمل غيابهم علي

للصدق عرفا.ــان داخال في كما أنه ال يشترط أن يكون حيا، فلو سب الميت ك

الحكم.وهل سب الجماد والحيوان داخل، احتماالن.

ثم ال يخفى أن السباب وإن كــان مصــدر المفاعلــة الظــاهر في لزوم الطرفين، إال أن المستفاد من جملــة من النصــوص المتقدمــة

وخصوص الرضوي أعميته عن ذلك. ولو سب شخص شخصا أو افتخر عليه كان هو الفاعــل للحــرام ــا دون السامع، كما هو واضح، واستماع شخص ثالث وإن كان حرام

في نفسه في

404

بعض الصــور، إال انــه ليس من المحــرم اإلحــرامي، لعـدم دليــلعليه.

)التاسع من محرمات اإلحــرام: الجــدال(، بال إشــكال وال خالف، وفي الجــواهر اإلجمــاع بقســميه عليــه، ويــدل عليــه غــير واحــد من

النصوص التي تقدم كثير منها في الفسوق. وصــحيح معاويــة بن عمــار، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه

ــال: ــرم، ق ــو مح ــري وه ــول: ال لعم ــل يق ــالم( عن رج ليسالســه: ال بالجدال، إنما الجدال قول الرجل ال والله وبلى والله، وأما قول هاء، فإنما طلب االسم، وقوله: يا هناه، فال بأس بــه، وأمــا قولــه: ال

. (1)بل شانيك، فإنه من قول الجاهلية وصحيح أبي بصير، قال: سألته عن المحــرم يريــد أن يعمــل لــه العمل فيقول لــه صــاحبه: واللــه ال تعملــه، فيقــول: واللــه ألعملتــه،

ال إنما أراد بهذا إكــرامفيحالفه مرارا، يلزمه ما يلزم الجدال، قال: . (2)أخيه إنما كان ذلك ما كان لله عز وجل فيه معصية

وخبر محمد بن مسلم، عن أحــدهما )عليــه الســالم(، عن رجــل ليس ذلك بجدال إنما الجــدال المحرم قال لرجل: ال لعمري، قال:

. (3)والله وبلى والله وخبر الدعائم، عن جعفر بن محمد )عليهما الســالم(، إنــه قــال:

الجدال ال والله وبلى واللــه، فــإذا جــادل المحــرم وقــال ذلــك ثالثــا. (4)فعليه دم

وصــحيح الحلــبي ومحمــد بن مســلم، عن أبي عبــد اللــه )عليــهالسالم(، في قول الله

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 109 ص9الوسائل: ج (?)1. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح32 باب 110 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح23 باب 121 ص2المستدرك: ج (?)3. 8 في ذكر ما يحرم على المحرم سطر304 ص1الدعائم: ج (?)4

405

معلومات فمن فرض فيهن الحجرهشالحج أ﴿عز وجل: وق وال جــدال في الحج ــ ــال:(1)﴾فال رفث وال فس ، إلى أن ق

لم يجعــل لــهفقال له: أرأيت من ابتلي بالفسـوق مــا عليــه، قــال: فقــال: ومن ابتلي بالجــدال مــا عليــه،الله حدا، يستغفر الله ويلبي

إذا جادل فوق مرتين فعلى المصيب دم يهريقه شاة، وعلىفقال: . (2)المخطئ بقرة

ونحوه صحيح الحلبي. وصحيح محمد بن مسلم، عن أبي جعفر )عليــه الســالم(، قــال:

من زاد على مــرتين فقــد وقــعسألته عن الجدال في الحج، فقال: عليـه شـاة، فقيل له: الـذي يجـادل وهـو صـادق، قـال: عليه الدم

. (3)والكاذب عليه بقرة إذاوصــحيحة أبي بصــير، عن أحــدهما )عليهمــا الســالم( قــال:

حلف ثالثة أيمان متعمدا متتابعات صادقا فقد جادل وعليه دم شــاة،. (4)وإذا حلف بيمين واحدة كاذبا فقد جادل وعليه دم

وصحيح معاوية بن عمار، قال: قال أبو عبد الله )عليه السالم(:إذا حلف الرجل ثالثة أيمان في مقام والء وهــو محــرم فقــد جــادل

. (5)وعليه حد الجدال دم يهريقه ويتصدق به إذاوصحيح أبي بصير، عن أبي عبد اللــه )عليــه الســالم( قــال:

حلف الرجل ثالثة

. 197سورة البقرة: اآلية (?)1. 2 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 باب 280 ص9الوسائل: ج (?)2. 6 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 باب 281 ص9الوسائل: ج (?)3. 4 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 باب 281 ص9الوسائل: ج (?)4. 5 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 باب 281 ص9الوسائل: ج (?)5

406

أيمان وهو صادق وهو محرم فعليه دم يهريقه، وإذا حلــف يمينــا. (1)واحدة كاذبا فقد جادل فعليه دم يهريقه

إذاوخــبر أبي بصــير، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم( قــال: . (2)جادل الرجل وهو محرم فكذب متعمدا فعليه جزور

وموثــق يــونس بن يعقــوب، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه السالم( عن المحرم يقول: ال والله، وهو صادق عليــه شــيء، قــال:

ال(3) . فإن جادلت مــرة أو مــرتين وأنت صــادق فال شــيءوالرضوي:

عليك، وإن جادلت ثالثا فعليــك دم شــاة، وإن جــادلت مــرتين كاذبــا. (4)فعليك دم بقرة، وإن جادلت ثالثا وأنت كاذب فعليك بدنة

ــاع في ــد ادعى اإلجم ــذه النصــوص، وق ثم إن المســتفاد من ه الغنية وغيرها عليه، هو أن المراد بالجدال هو اليمين في الجملـة، ال الجدال اللغوي واالصطالحي كما يحكي بعض، وإن كان الظــاهر من اآلية الثــاني، إال أن اتفــاق النصــوص المتقدمــة جملــة منهــا كاتفــاق الفتـاوى صـارفة للظـاهر، وال ينافيـه مــا في الرضـوي المتقـدم في

، إذ المـرادالمراء تمـاري رفيقـك حــتى تغضـبهالفسوق والجدال: والجدال قول الرجل: الالمراء المشتمل على اليمين بقرينة قوله:

، كما تقدم هناك. والله وبلى واللهثم إن الكالم في الجدال يقع في فروع:

. 7 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 الباب 281 ص9الوسائل: ج (?)1. 9 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 الباب 281 ص9الوسائل: ج (?)2. 8 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 الباب 281 ص9الوسائل: ج (?)3. 6 س27فقه الرضا: ص (?)4

407

)األول(: قيل ال يشــترط في تحقــق الجــدال الخصــومة، إلطالقــدروس والمنتهى والتــذكرة األخبــار المتقدمــة، وفاقــا لمــا عن ال

والمستند وغيرهم، وخالفا للسيد والجواهر وغيرهما.وربما يستدل لذلك بأمور.

األول: إن غايــة مــا يــدل عليــه األخبــار أن الجــدال خــاص بهــذا القسم، ال أنه استعمل في معنى مباين له، إذ لو كان المراد صــرفــاين في هذين اللفظين، كان استعمال الجدال فيهما كاستعمال المب

المباين. الثاني: إن لفظـة )ال واللـه( و)بلى واللـه( مرشـدتان إلى لـزوم

الجدال ال واللــه وبلى واللهالخصومة، فقول اإلمام )عليه السالم(: .دال بالداللة العرفية على لزوم الخصومية

الثالث: اإلجماع الذي ادعاه السيد. الرابع: مقتضى الجمع بين كالمي الرضوي.

وأنالخامس: خبر الجعفريات المتقدم في الفسوق والجــدال: ــيره ــا وال غ ــه رفيق ــاري ب ــرورال يم ، إذ الظــاهر من الضــمير المج

رجوعه إلى الجدال فيكون من قبيل عطف البيان للجدال. إنمــا أراد بهــذا إكــرامالسادس: صحيحة أبي بصــير المتقدمــة:

، ومن المعلــوم أن المعصــيةأخيه، انما ذلك ما كان لله في معصية ال تتحقق بـدون الخصـومة، مضـافا إلى أن نفي الجـدال في صـورة

اإلكرام دليل عليه. واإلنصاف أن ما ذكر من األدلة وإن لم يكن بعضــها بتــام، إال أن تمامية بعضها مانع عن القول باإلطالق، فلو قــال رجــل ابتــداء: بلى والله أفعل كذا، لم يكن جداال، ولو سلم إطالق األخبار وعدم إشعارــد من القــول ــو بمناســبة المفســر والمفســر، ال ب نفس اللفــظ، ول

بالتقييد لالنصراف.

408

)الثاني(: ال إشكال فيما لو أراد بالحلف إكرام صــاحبه، كمــا دل عليــه صــحيحة أبي بصــير المتقدمــة، كمــا عن اإلســكافي والفاضــل

والجعفي، وفي المستند. ولو لم يكن في مقام إكرام الصاحب فهو إما طاعــة للــه، أم ال، وعلى الثاني فإما لغــرض، كإثبــات حــق لنفســه مثال، أو معصــية، أو لغو، فالظاهر وفاقا لغير واحد كالمــذكورين في الطاعــة، والمسـتند والشهيدين وغيرهم في إثبــات الحــق ونحــوه، والشــهيد وغــيره في اللغو، عدم الحرمة في غير المعصية، لصحيحة أبي بصير المذكورة، وال يعارضها مــا دل على الكفــارة في الجــدال الصــادق، إذ ال تنــافي بين كون الجــدال صــادقا وبين كونــه معصــية، فــإن الجــدال بنفســه محرم، وكثيرا ما يشتمل على جهات محرمة أخــرى أيضــا، فتحصــل أن الجدال المحرم هو ما كان في معصية اللــه تعــالى، فكــل مــا لم يكن في معصية من اإلكرام والطاعــة وإثبــات الحــق ودفــع الباطــل واللغو الذي ليس بمعصية، ليســت بمحرمــة وال كفــارة فيهــا، واللــه

العالم. )الثــالث(: الظــاهر اشــتراط كــون الحلــف باللــه، فال يكــون من الجـدال الحلـف بغـيره، كمـا صـرح بـه في المسـتند وغـيره، وذلـك لألخبار المتقدمة الحاصرة لها بقول )ال والله( و)بلى والله(، وما دل على أن )لعمــري( ونحــوه ليس جــداال، وبهــذا يقيــد مطلقــات لفــظ

اليمين الواقعة في النصوص. )الرابع(: هل الجدال مختص بــاللفظين المــذكورين، أم يعم كـلــه أعم، ــدروس أنـ ــار والـ ــالى، المحكي عن االنتصـ ــه تعـ يمين باللـــل ــه(، ب ووافقهما المستند قال: والظاهر عدم االختصاص بلفظ )الل

،(1)التعدي إلى كل ما يؤدي هذا المعنى كالرحمن والخالق ونحوهما انتهى.

. 25 س 212 ص2المستند: ج (?)1409

لكن عن بعض االختصـــاص، وقـــد حكى الجـــواهر عن الريـــاض إطالة الجواب عن ذلك، وفصل صاحب الجواهر بين )اللــه( المجــرد

عن )ال( و)بلى( فجعله جداال، دون غيره من األسماء. واألقوى األول، لداللة صــحيحة أبي بصــير عليــه، إذ الظــاهر من

أنه إنمــا حلــف بهــذافيقول له صاحبه والله ال تعملهقول السائل: إنمــااللفظ من دون ال وبلى، وظاهر قول اإلمــام )عليــه الســالم(:

إلخ، أن صيغة الجدال في نفسها محققة، إنماأراد بهذا إكرام أخيهالمفقود الشرط وهو كونه بغضة.

وإن شئت قلت: إن الجــدال الشــرعي يتحقــق بالصــيغة وكونهــا بغضــة، واإلمــام )عليــه الســالم( إنمــا نفى الجــدال النتفــاء الثــاني،

ويظهر منه وجود األول. والقول بأن عدم البغضة من قبيل المقتضي، وعدم الصيغة من قبيــل المــانع، والتعليــل بعــدم المقتضــي أولى من التعليــل بوجــود المانع، وفي المقام يوجد األمران، ولذا علل اإلمام بعدم المقتضي، ليس في محله، بل العكس أقرب، فإن الصيغة لو لم تكن موجــودة كــان تعليــل عــدم الحكم بعــدم كونــه بغضــة من قبيــل تعليــل عــدم

اإلحراق بوجود الرطوبة في صورة عدم النار. هــذا كلــه بالنســبة إلى لفــظ الجاللــة، وأمــا بالنســبة إلى ســائر أسماء الله تعالى، فبمعونة المطلقات المشتملة على لفــظ الحلــف بعد عدم كون لفظة )إنما( في سائر النصوص الحاصرة حقيقية، بل إضافية بالنظر إلى )لعمري( ونحوه، وإنما خصص اللفظان لكونهمــا الواقع في محل الجدال، فإن هذين اللفظين يتضــمنان نفيــا وإثباتــا،

وهما المحققان لمقام الجدال. )الخامس(: هل يشترط أن يكون الحلــف بالعربيــة أم ال، صــرحــاألول، وفصــل في المستند بالثاني فيكفي الفارسية، وصرح بعض ب في الجواهر بين لفظ الجاللــة فيشــترط عربيتهــا، وبين لفظــتي )ال(

و)بلى( فيتحقق الجدال ولو بفارستيهما،

410

واألقوى الكفاية لصدق الحلف واليمين عليه مطلقا، وقد عرفت حــال المقيــد وأنــه إضــافي ال حقيقي، وربمــا يؤيــده أن الــرفث والفســوق عامــان ال يختصــان بقــوم دون قــوم، فتخصــيص الجــدال بالعرب فال يشمل الجدال الصــادر عن األقــوام األخــر بلغــاتهم بعيــد

جدا. )السادس(: ال إشكال في كفايــة إحــدى الصــيغتين، فال يشــترطــذكرة ــالمنتهى والت ــة ك ــا لجماع ــا، وفاق ــق الجــدال كلتاهم في تحقــل في والتحرير والفاضل األصبهاني والجواهر والمستند وغــيرهم، ب

األخير نقله عن األكثر، لظهور النص في ذلك. )السابع(: ال يتحقق الجــدال بــالحلف مــرة مطلقــا، بــل إن كــان صادقا لزم الثالث، وإن كان كاذبا كفت الواحــدة، ففي صــحيحة أبي

إذا حلف ثالثة أيمان متتابعات صادقا فقد جــادل، وإذا حلــفبصير: .(1)بيمين واحدة كاذبا فقد جادل

ونحوه صحيحة معاوية، وغيرها. وقد صــرح بــذلك والمســتند وغــيره، وســيأتي تفصــيل ذلــك في

الكفارات إن شاء الله تعالى. وقد تحقق من جميع ما ذكرنا أن الحلف المتعــددة في الصــادق والواحدة في الكاذب التي كانت في خصومة وكانت بالله تعالى، أو سائر أسمائه التي كانت في المعصية، هي الجــدال، من غــير فــرق

بين أن تكون بالعربية أو غيرها، وسنذكر حكم الكفارة في بابها. )العاشر من محرمــات اإلحــرام: قتــل هــوام الجســد(، والهــوام

جمع هامة بمعنى الدابة.

.4 من أبواب كفارات اإلحرام ح1 باب 281 ص9الوسائل: ج (?)1411

قال في الحدائق: والقول بتحريم قتل هوام الجســد من القمــل والبراغيث وغيرها، سواء كان على الثــوب أو الجســد هــو المشــهور بين األصحاب، ونقل عن الشيخ وابن حمــزة أنهمــا جــوزا قتــل ذلــك

، انتهى.(1)على البدن وقال في الجواهر مازجا: وقتل هــوام الجســد ودوابــه، كمــا في النافع والقواعد، وإن كانت على ثوبه، حتى القمل الــذي عن األكــثر النص عليه، والصئبان ونحوهــا، مباشــرة أو تســبيبا بــالزئبق ونحــوه،

،(2)وفاقا للمشهور، نقال في المدارك والــذخيرة وإن كنــا لم نتحققهاانتهى.

وفي المستند ادعى الشهرة على حرمة قتل القمل.وكيف كان، فيدل على الحكم في الجملة عدة روايات:

كصــحيح حمــاد بن عيســى، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــهــال: يطعمالسالم( عن المحرم يبين القملة على جسده فيلقيها، ق

. (3)مكانها طعاما وصــحيح محمــد بن مســلم، عن أبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(، قــال: ســألته عن المحــرم يــنزع القملــة عن جســده فيلقيهــا، قــال:

. (4)يطعم مكانها طعاما وحسن الحسين بن أبي العالء، عن أبي عبد الله )عليه الســالم(

المحرم ال ينزع القملــة من جســده أو من ثوبــه متعمــدا، وإنقال: . (5)فعل شيئا من ذلك خطاء فليطعم مكانها طعاما قبضة بيده

. 505 ص15الحدائق: ج (?)1. 364 ص18الجواهر: ج (?)2. 1 من أبواب كفارات اإلحرام ح15 باب 297 ص9الوسائل: ج (?)3. 2 من أبواب كفارات اإلحرام ح15 باب 297 ص9الوسائل: ج (?)4. 3 من أبواب كفارات اإلحرام ح15 باب 297 ص9الوسائل: ج (?)5

412

وصــحيح زرارة، قــال: ســألته عن المحــرم هــل يحــك رأســه أو. (1)يحك رأسه ما لم يتعمد قتل دابةيغتسل بالماء؟ قال:

ــال: وصحيح معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله )عليه السالم( قالمحرم يلقي عنه الدواب كلها، إال القملــة فإنهــا من جســده، فــإذا

. (2)أراد أن يحول قملة من مكان إلى مكان فال يضرهــو وخبر الحسين بن أبي العالء المروي في الكافي، قال: قال أب

ــه وال عنعبد الله )عليه السالم(: ــة عن ثوب ال يرمي المحرم القمل ،جسده متعمدا، فمن فعــل شــيئا من ذلــك فليطعم مكانهــا طعامــا

قلت: كم، قال: . (3)كفا واحدا وخبر أبي الجارود، قال: سأل رجل أبا جعفر )عليه السالم( عن

، قال: فمــا فــداؤها،بئس ما صنعرجل قتل قملة وهو محرم، قال . (4)ال فداء لهاقال:

ــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــنه، ق ــة وحس ــحيح معاوي وص ال شــيء عليــه فيالسالم(: ما تقول في محرم قتــل قملــة، قــال:

. (5)القملة، وال ينبغي أن يتعمد قتلها وخبر مرة مولى خالد، قال: سألت أبا عبد اللــه )عليــه الســالم(

ألقوها أبعدها اللــه غــير محمــودةعن المحرم يلقي القملة، فقال: .(6)وال مفقودة

ــألته عن ــال: س ــالم(، ق ــه الس ــدهما )علي ــبر زرارة، عن أح وخ.(7)نعمالمحرم يقتل البق والبرغوث، إذا أذاه قال:

. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 163 ص9الوسائل: ج (?)1. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 163 ص9الوسائل: ج (?)2. 3 باب المحرم يلقي الدواب عن نفسه ح362 ص4الكافي: ج (?)3. 1 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 162 ص4الوسائل: ج (?)4. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 162 ص9الوسائل: ج (?)5. 6 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 163 ص9الوسائل: ج (?)6. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح79 باب 164 ص9الوسائل: ج (?)7

413

ورواه في المستطرفات، نقال عن نوادر أحمد بن محمد بن أبي نصــر، عن جميــل، قــال: ســألت أبــا عبــد اللــه )عليــه الســالم( عن

. (1)نعمالمحرم يقتل البقة والبراغيث إذا آذاه، قال: وخبر أبي الجــارود، قــال: قلت ألبي عبــد اللــه )عليــه الســالم(:

، قلت: أي شــيء تجعلــهال بــأسحككت رأسي وأنا محــرم، قــال: ــك فيهــاعلي فيهــا، قــال: ــة، ليس علي ومــا أجعــل عليــك في قمل

. (2)شيءــه قمالت، وخبر الحلبي، قال: حككت رأسي وأنا محرم فوقع من

. (3)تصدق بكف من طعامفأردت ردهن فنهاني، وقال: ــه ــه )علي ــد الل ــال: قلت ألبي عب ــار، ق ــة بن عم وصــحيح معاوي السالم(: المحرم يحك رأسه فتسقط منــه القلمــة والثنتــان، فقــال:

ال شيء عليه وال يعيدها :قال: قلت: كيف يحــك رأســه، قــال ،مــا . (4)لم يدم وال يقطع الشعر

إن عليــا )عليــهوخبر الجعفريات، عن الحسين )عليه الســالم(: السالم( سأل عن محرم قتل قملة، قال: كل شيء يتصدق بــه فهــو

. (5)خير منها، التمرة خير منها إلى غير ذلك مما سيأتي من العمومات، إذا عرفت هذا فنقـول:

الكالم في هذه المسألة يقع في مقامين:

. 7 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 163 ص9الوسائل: ج (?)1. 7 من أبواب كفارات اإلحرام ح15 باب 298 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب كفارات اإلحرام ح15 باب 297 ص9الوسائل: ج (?)3. 5 من أبواب كفارات اإلحرام ح15 باب 297 ص9الوسائل: ج (?)4. 12 سطر 75الجعفريات: ص (?)5

414

ــه ــا ورد النص بـ ــق، ممـ ــبرغوث والبـ ــل والـ ــل القمـ األول: قتـبالخصوص، وإلقاؤها.

الثاني: قتل سائر الهوام وإلقاؤها. أما األول: فالظاهر حرمة قتل القملة، لصحيح زرارة وخــبر أبي

عدم الكفــارةال شيءالجارود وصحيح معاوية، بناء على أن قوله: على الحرمة. ال ينبغيالموقتة، وحمل

ــة: ــا إال األفعىوصــحيح معاوي ــدواب كله ــاتق ال ــرمت ف إذا أح ، بل بمفهوم األولوية للروايات الدالة على عدم(1)والعقرب والفارة

إلقائها. لكن ربما يعارضها خبر أبي الجــارود الثــاني، وخــبر الجعفريــات،

. (2)ال بأس بقتل القملة في الحرموصحيح ابن عمار: ال بــأس بقتــلومرسل ابن فضال، عن الصادق )عليه السالم(:

.البرغوث والقملة والبقة في الحرم بضميمة ما دل على أنــه يجــوز للمحــرم قتــل كلمــا يجــوز قتلــه للمحل في الحرم، واإلنصــاف أن الفتــوى بالحرمــة مشــكلة لمكــان هذه الروايات التي ال تبعد كونها صارفة للظواهر المتقدمــة، مضــافا إلى عــدم ظهــور قولــه في خــبر أبي الجــارود وصــحيح معاويــة في

، نعم األحوط االجتناب عن قتلها. (3)الحرمة وأما الصــئبان وهــو جمــع صــؤابة كقالمــة فهي بيض القمــل، وال

دليل على حرمة إلقائها أو إفسادها، لعدم شمول دليل القمل

. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح81 الباب 166 ص9الوسائل: ج (?)1. 3 و2 من أبواب تروك اإلحرام ح84 الباب 171 ص9الوسائل: ج (?)2. 4 من أبواب تروك اإلحرام ح84 الباب 171 ص9الوسائل: ج (?)3

415

وال العموم له. وأما إلقــاء القمــل فيــدل على تحريمــه حســن الحســين وخــبرهــة وصحيح معاوية، وقد أفتى بذلك جملة من األصحاب، بل عن الغني نفي الخالف فيه، وعن بعض اتفــاق األصــحاب ظــاهرا عليــه، ويؤيــد

الروايات المذكورة بعض الروايات األخر. ال،كخبر أبي بصير: عن المحرم ينزع الحملة من البعــير، قــال:

. (1)هي بمنزلة القملة من جسدك إن القراد ليس من البعير، والحلمة من البعــيروصحيحة حريز:

. (2)بمنزلة القملة من جسدك، فال تلقها وألق القراد ويؤيدها ما تقدم مما جعل الكفارة على إلقائها، كصحيحي حمادــذه ــارض ه ــريم، لكن يع ــك في التح ــور ذل ــاء على ظه ــد، بن ومحم الروايات ما تقدم من خبر مرة، ويؤيده خبر الحلبي وصحيح معاوية، لكن األقرب حرمة اإللقاء لعدم صالحية هذه الروايات للمعارضة، إذ خبر مرة ضعيفة السند، وخبرا الحلـبي ومعاويــة ضـعيفا الداللــة مــع قوة تلك األخبار سندا وداللة، الشهرة المحققة معاضدة لها، ففتوى

المستند وغيره بالكراهة في غير محله، فتأمل. ثم إن الصئبان ال يكره إلقاؤها لما عرفت، ولــو ألقى القملــة لم

يلزم أخذها وردها، بل في خبر الحلبي المتقدم نهي عن ذلك. وال فرق في حرمــة إلقائهــا بين كونهــا في الثــوب أو البــدن، وال يضر نقلها من مكان إلى مكان، لصحيح معاوية المتقدمة، وال خالف

في ذلك كما حكاه في المستند. ــرز أم ال، ــاني أح ــان الث ــون المك ــرق بين ك ــدم الف والظــاهر ع

لإلطالق، نعم

. 3 من أبواب تروك اإلحرام ح80 باب 165 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح80 باب 165 ص9الوسائل: ج (?)2

416

جعلها في مكان تلقى إذا وقعت كان من اإللقــاء العمــدي، ولــذاقيد النقل بعض بكون المكان الثاني أحرز.

وال يضر جواز النقل بين كون النقــل من البــدن إلى اللبــاس، أو العكس، أو من البدن إلى البدن، أو من اللبــاس إلى اللبــاس، وهــل يجوز نقلها من بدن نفسه إلى بدن آخر أو بــالعكس، وكــذا بالنســبة

إلى اللباس، فيه احتماالن. وال إشــكال في جــواز نــزع الثــوب الــذي بــه القمــل، ألنــه ليس

اإللقاء وإن كان شريكا في النتيجة له.ــع، ولو استعمل دواء يوجب إغماءها الموجب لعدم إمساكها فتق فالظاهر أنــه من اإللقــاء، كمــا أن اســتعمال دواء يــوجب موتهــا من

القتل.ــان اســتعمل ــه إلى مك ــدواء أو ذهاب ــرق بين اســتعماله ال وال ف

الدواء فيه. وهــل المحــرم ذلــك حــتى على المحــرم اآلخــر، بــأن يأخــذ هــذا المحرم قملة محرم غيره ويلقيها، أم الحرمة خاصة بفعل الشــخصــاط نفسه، احتماالن، من الجمود على ظاهر النص، ومن ظهور المن

في العموم. وأما قتل محرم آخر فالظاهر عدم جــوازه، إلطالق مــا دل على

حرمة قتل الدواب كلها. وهل يتعدى التحريم إلى المحل فال يجوز له إلقــاء قملــة محــرمــل، ــة المح ــاء قمل ــرم إلق ــوز للمح ــذا العكس فال يج ــا، وك أو قتله

احتماالن، واألحوط الترك. ولو أذاه القملة فال يبعد القول بجــواز إلقائهــا أو قتلهــا، لمــا دل على أمر رسول اللــه )صــلى اللــه عليــه وآلــه وســلم( بحلــق بجــرة رأسه حين كــان يؤذيــه القمــل، مــع معلوميــة اســتلزام ذلــك لقتلهــا وإلقائها، مضافا إلى المناط المستفاد من أخبار قتل البرغوث والبق وسائر الحيوانات المؤذية إذا أراد إيذاءه أو أذاه، هذا كله في القمل

والصئبان. أما البرغوث فقد عرفت الكالم فيــه في المســألة العاشــرة من مســائل الصــيد، وأن األقــرب أنــه إذا أذاه جــاز قتلــه، وإال فال، وأمــا

إلقاؤه فال إشكال فيه لألصل،

417

مضــافا إلى قــول الصــادق )عليــه الســالم( في صــحيح معاويــة:المحرم يلقي عنه الدواب كلها إال القملة(1).

كما أن الظاهر عدم اإلشكال في فركه المــؤدي إلى إغمائــه، أواستعمال دواء لذلك، وإن كان استعماله لقتله من القتل العمدي.

وأما البق فهو كــالبرغوث، لمــا يســتفاد من الروايــات من جــواز قتله مع اإليذاء، وعدمه مع عدمه، ويجوز طرده وفركه بما ال يــؤدي

إلى القتل. وهل الحكم في جواز قتلهما مع اإليذاء خاص بــالمؤذي، أو عــامــذاء أو مشــكوكه ــة اإلي ــو مظن ــا ه ــؤذي مم ــير الم ــتى غ يشــمل ح ومحتملــه، كمــا لــو كــان في غرفــة تؤذيــه البقــة أو الــبرغوث فيهــا، فيجوز له أن يسد باب الغرفة ويقتل بالدواء ونحوه كل بق وبرغوث كان فيها، احتماالن، ظاهر النص عدم جـواز قتـل غــير مـا آذاه، وإن كان المحتمل جوازه لمرسل المقنعة المتقدم في المســألة الثامنــة

وكل شيء أراده من السـباع والهـوام فال حــرجمن مسائل الصيد: مؤيدا بما دل على قتل مــا يخافــه ومــا يريــده، هــذا تمــامفي قتله

الكالم فيما نص عليه بالخصوص. ــا: ــوام وإلقاؤه وأما الكالم في المقام الثاني، وهو قتل سائر اله فالظاهر أنــه ال إشــكال في إلقائهــا لألصــل، المعتضــد بعمــوم قــول

المحــرم يلقي عنــهالصــادق )عليــه الســالم( في صــحيح معاويــة: . الدواب كلها إال القملة

إذا أحــرمت فــاتق قتــل: (2)وأمــا قتلهــا فعمــوم صــحيح معاوية إلخ، كاف في المنع. الدواب كلها إال األفعى

نعم يستثني منه ما يؤذيه وما يخاف منه، لما تقدم في الصيد.

. 5 من أبواب تروك اإلحرام ح78 باب 163 ص9الوسائل: ج (?)1. 2 من أبواب تروك اإلحرام ح81 باب 163 ص9الوسائل: ج (?)2

418

ثم إن الظاهر أنــه ليس من إلقــاء القمــل وضــع شــيء بحــذائها حتى تأتي بنفسها عليه ثم يضع ذلك الشــيء، ألنــه كــذهابها بنفســها من جسمه إلى غيره، ومجرد وضع شيء ال يسبب النسبة إليه حتى

يقال إنه من إلقاء القمل، فتأمل.

419

420

المحتوياتاإلحرام مقدمات في فصل

60 ـ77.........اإلحرام في الشروع قبل مستحبات ـ1 مسألة57.................للمرأة الحناء استعمال كراهة ـ2 مسألة

اإلحرام كيفية في فصل219 ـ61

71................................النية في يعتبر ما ـ1 مسألة75....اإلحرام في للشروع النية مقارنة وجوب ـ2 مسألة78...................المنوي تعيين النية في يعتبر ـ3 مسألة85..............................النية في يعتبر ال ما ـ4 مسألة90..............يعتبر ال وما اإلحرام في يعتبر ما ـ5 مسألة92.............عمرة أو حج من عينه ما نسي لو ـ6 مسألة97.........والعمرة للحج واحدة نية كفاية عدم ـ7 مسألة

421

105............................فالن كإحرام نوى لو ـ8 مسألة111غيره فنوى العمرة أو الحج من نوع عليه وجب لو ـ9 مسألة نوى لو ـ10 مسألة 112....................بغيره ونطق نوعا114.........نيته في وشك نوع أثناء في كان لو ـ11 مسألة115.......................بالنية التلفظ استحباب ـ12 مسألة118اإلحرام عند الله على االشتراط استحباب ـ13 مسألة135الملبين نوع إلى بالنسبة بالتلبية اإلتيان كيفية ـ14 مسألة اإلحرام انعقاد عدم موارد ـ15 مسألة 145.......بالتلبية إال163...................................التلبية موضع ـ16 مسألة167.............بالتلبية اإلحرام محرمات حرمة ـ17 مسألة169.................................التلبية نسي لو ـ18 مسألة171..................ومستحباتها التلبية واجبات ـ19 مسألة180....................................التلبية تأخير ـ20 مسألة188.............................التلبية قطع موارد ـ21 مسألة201...............كانت صورة بأية التلبية تكرار ـ22 مسألة202..........بالتلبية اإلتيان بعد بالصحة شك لو ـ23 مسألة203..........الثوبين لبس بعد النية في شك لو ـ24 مسألة204....................الكفارة يوجب بما اإلتيان ـ25 مسألة217..........................القميص في اإلحرام ـ26 مسألة220.........الثوبين لبس استدامة وجوب عدم ـ27 مسألة222...........الثوبين على بالزيادة البأس عدم ـ28 مسألة

422

اإلحرام ثياب في فصل246 ـ219

223..............اإلحرام: الطهارة لباس شروط ـ1 مسألة.اإلحرام ثوبي يجد لم لو القباء لبس جواز ـ2 مسألة . .236244.......................ثان إحرام إنشاء يجوز ال ـ3 مسألة

اإلحرام تروك في فصل407 ـ247247.....................البر اإلحرام: صيد محرمات من األول

255.............................البر صيد حرمة في ـ1 مسألة256.............الصيد كحكم والبيض الفرخ حكم ـ2 مسألة257....................المحرم ذبح لو الصيد حكم ـ3 مسألة265..........الحرم في للصيد المحل ذبح حرمة ـ4 مسألة268..........................الجراد صيد حرمة في ـ5 مسألة270...................لحمه يؤكل ال ما صيد حرمة ـ6 مسألة275.....................المحرم الصيد في المناط ـ7 مسألة276......................الحيوان في قتله يجوز ما ـ8 مسألة280..........................البحر صيد في مسائل ـ9 مسألة285.....................ونحوه البرغوث قتل في ـ10 مسألة282..............................المحرمات: النساء في الثاني

423

320.............................المحرمات: الطيب من الثالث350......................المخيط المحرمات: لبس من الرابع

374.........................المحرمات: االكتحال من الخامس380..............المرآة في المحرمات: النظر من السادس

382.......القدم ظهر يستر ما المحرمات: لبس من السابع392............................المحرمات: الفسوق من الثامن401.............................المحرمات: الجدال من التاسع407................الجسد هوام المحرمات: قتل من العاشر

421.....................................................المحتويات

424