136
اﻟﮭداﯾﺔ ﻓﻲ ﺷرح ﺑداﯾﺔ اﻟﻣﺑﺗدي- اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ص- 251 - " ﻣن ﯾرد ﷲ ﺑﮫ ﺧﯾرا ﯾﻔﻘﮭﮫ ﻓﻲ اﻟدﯾن" ﺣدﯾث ﺷرﯾف ﺑﺳم ﷲ اﻟرﺣﻣن اﻟرﺣﯾم ﺑﺎب طﻼق اﻟﻣرﯾض" وإذ طﻠق اﻟرﺟل اﻣرأﺗﮫ ﻓﻲ ﻣرض ﻣوﺗﮫ طﻼﻗﺎ ﺑﺎﺋﻧﺎ ﻓﻣﺎت وھﻲ ﻓﻲ اﻟﻌدة ورﺛﺗﮫ وإن ﻣﺎت ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌدة ﻓﻼ ﻣﯾراث ﻟﮭﺎ" وﻗ ﺎل اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻻ ﺗرث ﻓﻲ اﻟوﺟﮭﯾن ﻷن اﻟزوﺟﯾﺔ ﻗد ﺑطﻠت ﺑﮭذا اﻟﻌﺎرض وھﻲ اﻟﺳﺑب وﻟﮭذا ﻻ ﯾرﺛﮭﺎ إذا ﻣﺎﺗت وﻟﻧﺎ أن اﻟزوﺟﯾﺔ ﺳﺑب إرﺛﮭﺎ ﻓﻲ ﻣرض ﻣوﺗﮫ واﻟزوج ﻗﺻد إﺑطﺎﻟﮫ ﻓﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺻده ﺑﺗﺄﺧﯾر ﻋﻣﻠﮫ إﻟﻰ زﻣﺎن اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌدة دﻓﻌﺎ ﻟﻠﺿرر ﻋﻧﮭﺎ وﻗد أﻣﻛن ﻷن اﻟﻧﻛﺎح ﻓﻲ اﻟﻌدة ﯾ ﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺣق ﺑﻌض اﻵﺛﺎر ﻓﺟﺎز أن ﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﺣق إرﺛﮭﺎ ﻋﻧﮫ ﺑﺧﻼف ﻣﺎ ﺑﻌد اﻻﻧﻘﺿﺎء ﻷﻧﮫ ﻻ إﻣﻛﺎن واﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟﯾﺳت ﺑﺳﺑب ﻹرﺛﮫ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﺗﺑطل ﻓﻲ ﺣﻘﮫ ﺧﺻوﺻﺎ إذا رﺿﻲ ﺑﮫ" وإن طﻠﻘﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﺑﺄﻣرھﺎ أو ﻗﺎل ﻟﮭﺎ اﺧﺗﺎري ﻓﺎﺧﺗﺎرت ﻧﻔﺳﮭﺎ أو اﺧﺗﻠﻌت ﻣﻧﮫ ﺛم ﻣﺎت وھﻲ ﻓﻲ اﻟﻌدة ﻟم ﺗرﺛ" ﻷﻧﮭﺎ رﺿﯾت ﺑﺈﺑطﺎل ﺣﻘﮭﺎ واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻟﺣﻘﮭﺎ وإن ﻗﺎﻟت طﻠﻘﻧﻲ ﻟﻠرﺟﻌﺔ ﻓطﻠﻘﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎ ورﺛﺗﮫ ﻷن اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ ﻻ ﯾزﯾل اﻟﻧﻛﺎح ﻓﻠم ﺗﻛن ﺑﺳؤاﻟﮭﺎ راﺿﯾﺔ ﺑﺑطﻼن ﺣﻘﮭﺎ" وإن ﻗﺎل ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻣرض ﻣوﺗﮫ ﻛﻧت طﻠﻘﺗك ﺛﻼﺛﺎ ﻓﻲ ﺻﺣﺗﻲ واﻧﻘﺿت ﻋدﺗك ﻓﺻدﻗﺗﮫ ﺛم أﻗر ﻟﮭﺎ ﺑدﯾن أو أوﺻﻰ ﻟﮭﺎ ﺑوﺻﯾﺔ ﻓﻠﮭﺎ اﻷﻗل ﻣن ذﻟك وﻣن اﻟﻣﯾراث ﻋﻧد أﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ وﻗﺎل أﺑو ﯾوﺳف وﻣﺣﻣد رﺣﻣﮭﻣﺎ ﷲ ﯾﺟوز إﻗراره ووﺻﯾﺗﮫ وإن طﻠﻘﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎ ﻓﻲ ﻣرﺿﮫ ﺑﺄﻣرھﺎ ﺛم أﻗر ﻟﮭﺎ ﺑدﯾن أو أوﺻﻰ ﺑوﺻﯾﺔ ﻓﻠﮭﺎ اﻷﻗل ﻣن ذﻟك وﻣن اﻟﻣﯾراث ﻓﻲ ﻗوﻟﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ" إﻻ ﻋﻠﻰ ﻗول زﻓر رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﺈن ﻟﮭﺎ ﺟﻣﯾﻊ ﻣﺎ أوﺻﻰ وﻣ ﺎ أﻗرﺑﮫ ﻷن اﻟﻣﯾراث ﻟﻣﺎ ﺑطل ﺑﺳؤاﻟﮭﺎ زال اﻟﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﺻﺣﺔ اﻷﻗرار واﻟوﺻﯾﺔ. وﺟﮫ ﻗوﻟﮭﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻷوﻟﻰ أﻧﮭﻣﺎ ﻟﻣﺎ ﺗﺻﺎدﻗﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﻼق واﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌدة ﺻﺎرت أﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﻧﮫ ﺣﺗﻰ ﺟﺎز ﻟﮫ أن ﯾﺗزوج أﺧﺗﮭﺎ ﻓﺎﻧﻌدﻣت اﻟﺗﮭﻣﺔ اﻻ ﺗرى أﻧﮫ ﺗﻘﺑل ﺷﮭﺎدﺗﮫ ﻟﮭﺎ، ص- 252 - وﯾﺟوز وﺿﻊ اﻟز ﻛﺎة ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺧﻼف اﻟﻣﺳﺋﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻷن اﻟﻌدة ﺑﺎﻗﯾﺔ وھﻲ ﺳﺑب اﻟﺗﮭﻣﺔ واﻟﺣﻛم ﯾدار ﻋﻠﻰ دﻟﯾل اﻟﺗﮭﻣﺔ وﻟﮭذا ﯾدار ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻛﺎح واﻟﻘراﺑﺔ وﻻﻋدة ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺋﻠﺔ اﻷوﻟﻰ. وﻷﺑﻲ ﺣﻧﯾﻔﺔ رﺣﻣﮫ ﷲ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺋﻠﺗﯾن أن اﻟﺗﮭﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻷن اﻟﻣرأة ﻗد ﺗﺧﺗﺎر اﻟطﻼق ﻟﯾﻧﻔﺗﺢ ﺑﺎب اﻻﻗرار واﻟوﺻﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﻓﯾزﯾد ﺣﻘﮭﺎ واﻟزوﺟﺎن ﻗد ﯾﺗواﺿﻌﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﻗرار ﺑﺎﻟﻔرﻗﺔ واﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌدة ﻟﯾﺑرھﺎ اﻟزوج ﺑﻣﺎﻟﮫ زﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻣﯾراﺛﮭﺎ وھذه اﻟﺗﮭﻣﺔ ﻓﻲ اﻟزﯾﺎدة ﻓرددﻧﺎھﺎ وﻻ ﺗﮭﻣﺔ ﻓﻲ ﻗدر اﻟﻣﯾراث ﻓﺻﺣﺣﻧﺎه وﻻ ﻣواﺿﻌﺔ ﻋﺎدة ﻓﻲ ﺣق اﻟزﻛﺎة

الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

الجزء الثاني -الھدایة في شرح بدایة المبتدي

"من یرد هللا بھ خیرا یفقھھ في الدین" -251-ص

حدیث شریف

بسم هللا الرحمن الرحیم

باب طالق المریضوإذ طلق الرجل امرأتھ في مرض موتھ طالقا بائنا فمات وھي في العدة ورثتھ وإن مات بعد انقضاء العدة فال "

ال الشافعي رحمھ هللا ال ترث في الوجھین ألن الزوجیة قد بطلت بھذا العارض وھي السبب ولھذا وق" میراث لھا

ال یرثھا إذا ماتت ولنا أن الزوجیة سبب إرثھا في مرض موتھ والزوج قصد إبطالھ فیرد علیھ قصده بتأخیر

بقى في حق بعض اآلثار فجاز عملھ إلى زمان انقضاء العدة دفعا للضرر عنھا وقد أمكن ألن النكاح في العدة ی

أن یبقى في حق إرثھا عنھ بخالف ما بعد االنقضاء ألنھ ال إمكان والزوجیة في ھذه الحالة لیست بسبب إلرثھ

طلقھا ثالثا بأمرھا أو قال لھا اختاري فاختارت نفسھا أو وإن"عنھا فتبطل في حقھ خصوصا إذا رضي بھ

ألنھا رضیت بإبطال حقھا والتأخیر لحقھا وإن قالت طلقني للرجعة " ھاختلعت منھ ثم مات وھي في العدة لم ترث

وإن قال لھا في "فطلقھا ثالثا ورثتھ ألن الطالق الرجعي ال یزیل النكاح فلم تكن بسؤالھا راضیة ببطالن حقھا

مرض موتھ كنت طلقتك ثالثا في صحتي وانقضت عدتك فصدقتھ ثم أقر لھا بدین أو أوصى لھا بوصیة فلھا

األقل من ذلك ومن المیراث عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقال أبو یوسف ومحمد رحمھما هللا یجوز إقراره ووصیتھ وإن طلقھا ثالثا في مرضھ بأمرھا ثم أقر لھا بدین أو أوصى بوصیة فلھا األقل من ذلك ومن المیراث

ا أقربھ ألن المیراث لما بطل بسؤالھا إال على قول زفر رحمھ هللا فإن لھا جمیع ما أوصى وم" في قولھم جمیعا

.زال المانع من صحة األقرار والوصیة

وجھ قولھما في المسألة األولى أنھما لما تصادقا على الطالق وانقضاء العدة صارت أجنبیة عنھ حتى جاز لھ أن

یتزوج أختھا فانعدمت التھمة اال ترى أنھ تقبل شھادتھ لھا،

كاة فیھا بخالف المسئلة الثانیة ألن العدة باقیة وھي سبب التھمة ویجوز وضع الز -252-ص

.والحكم یدار على دلیل التھمة ولھذا یدار على النكاح والقرابة والعدة في المسئلة األولى

وألبي حنیفة رحمھ هللا في المسئلتین أن التھمة قائمة ألن المرأة قد تختار الطالق لینفتح باب االقرار والوصیة

ا فیزید حقھا والزوجان قد یتواضعان على األقرار بالفرقة وانقضاء العدة لیبرھا الزوج بمالھ زیادة على علیھ

میراثھا وھذه التھمة في الزیادة فرددناھا وال تھمة في قدر المیراث فصححناه وال مواضعة عادة في حق الزكاة

Page 2: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.والتزویج والشھادة فال تھمة في حق ھذه األحكام

ن محصورا أو في صف القتال فطلق امرأتھ ثالثا لم ترثھ وان كان قد بارز رجال أو قدم لیقتل في ومن كا: "قالوأصلھ ما بینا أن امرأة الفار ترث استحسانا وإنما یثبت " قصاص أو رجم ورثت إن مات في ذلك الوجھ أو قتل

إذا كان صاحب الفراش وھو أن حكم الفرار بتعلق حقھا بمالھ وإنما یتعلق بمرض یخاف منھ الھالك غالبا كما

یكون بحال ال یقوم بحوائجھ كما یعتاده األصحاء وقد یثبت حكم الفرار بما ھو في معنى المرض في توجھ

الھالك الغالب وما یكون الغالب منھ السالمة ال یثبت بھ حكم الفرار فالمحصور والذي في وصف القتال الغالب

دو وكذا المنعة فال یثبت بھ حكم الفرار والذي بارز أو قدم لیقتل الغالب منھ السالمة ألن الحصن لدفع بأس الع

منھ الھالك فیتحقق بھ الفرار ولھذا أخوات تخرج على ھذا الحرف وقولھ إذا مات في ذلك الوجھ أو قتل دلیل

.على أنھ ال فرق بین ما إذا مات بذلك السبب أو بسبب آخر كصاحب الفراش بسبب المرض إذا قتل

ذا قال الرجل المرأتھ وھو صحیح إذا جاء رأس الشھر أو إذا دخلت الدار أو إذا صلى فالن الظھر أو إذا وإ"

دخل فالن الدار فأنت طالق فكانت ھذه األشیاء والزوج مریض لم ترث وإن كان القول في المرض ورثت إال في

ت أو بفعل األجنبي أو بفعل نفسھ أو بفعل وھذا على وجوه إما أن یعلق الطالق بمجيء الوق" قولھ إذا دخلت الدار

.المرأة وكل وجھ على وجھین أما إن كان التعلیق في الصحة والشرط في المرض أو كالھما في المرض

أما الوجھان األوالن وھو ما إن كان التعلیق بمجيء الوقت بأن قال إذا جاء رأس الشھر فأنت طالق أو بفعل

دار أو صلى فالن الظھر فإن كان التعلیق والشرط في المرض فلھا المیراث ألن األجنبي بأن قال إذ دخل فالن ال

القصد إلى الفرار قد تحقق منھ بمباشرة التعلیق في حال تعلق حقھا بمالھ وإن كان التعلیق بالصحة والشرط في

ان إیقاعا فيالمرض لم ترث وقال زفر رحمھ هللا ترث ألن المعلق بالشرط ینزل عند وجود الشرط كالمنجز فك

ولنا أن التعلیق السابق یصیر تطلیقا عند الشرط حكما ال قصدا وال ظلم إال . المرض -253-ص

.عن قصد فال یرد تصرفھ

وھو ما إذا علقھ بفعل نفسھ فسواء كان التعلیق في الصحة والشرط في المرض أو كانا في : وأما الوجھ الثالث

ال بد لھ منھ یصیر فارا لوجود قصد االبطال إما بالتعلیق أو بمباشرة الشرط في المرض والفعل مما لھ عنھ بد أو

.المرض وإن لم یكن لھ من فعل الشرط بد فلھ من التعلیق ألف بد فیرد تصرفھ دفعا للضرر عنھا

ككالم زید وھو ما إذا علقھ بفعلھا فإن كان التعلیق والشرط في المرض والفعل مما لھا منھ بد : وأما الوجھ الرابع

ونحوه لم ترث ألنھا راضیة بذلك وإن كان الفعل مما بد لھا منھ كأكل الطعام وصالة الظھر وكالم األبوین ترث

ألنھا مضطرة في المباشرة لما لھا في االمتناع من خوف الھالك في الدنیا أو في العقبى وال رضا مع االضطرار

ض فإن كان الفعل مما لھا منھ بد فال إشكال أنھ ال میراث لھا وأما إذا كان التعلیق في الصحة والشرط في المر

وإن كان مما ال بد لھا منھ فكذلك الجواب عند محمد رحمھ هللا وھو قول زفر ألنھ لم یوجد من الزوج صنع بعدما

Page 3: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

فعل إلیھ تعلق حقھا بمالھ وعند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا ترث ألن الزوج ألجأھا إلى المباشرة فینتقل ال

.كأنھا آلة لھ كما في اإلكراه

وقال زفر رحمھ هللا ترث ألنھ قصد الفرار حین " وإذا طلقھا ثالثا وھو مریض ثم صح ثم مات لم ترث: "قال

أوقع في المرض وقد مات وھي في العدة ولكنا نقول المرض إذا تعقبھ برء فھو بمنزلة الصحة ألنھ ینعدم بھ

لھا یتعلق بمالھ فال یصیر الزوج فارا ولو طلقھا فارتدت والعیاذ با ثم أسلمت ثم مرض الموت فتبین أنھ ال حق

مات الزوج من مرضھ وھي في العدة لم ترث وإن لم ترتد بل طاوعت ابن زوجھا في الجماع ورثت ووجھ

لمطاوعة ما أبطلت الفرق أنھا بالردة أبطلت أھلیة االرث إذا المرتد ال یرث أحدا وال بقاء لھ بدون األھلیة وبا

األھلیة ألن المحرمیة ال تنافي اإلرث وھو الباقي بخالف ما إذا طاوعت في حال قیام النكاح ألنھا تثبت الفرقة

.فتكون راضیة ببطالن السبب وبعد الطلقات الثالث ال تثبت الحرمة بالمطاوعة لتقدمھا علیھا فافترقا

ثت وقال محمد رحمھ هللا ال ترث وإن كان القذف في ومن قذف امرأتھ وھو صحیح وال عن في المرض ور"

وھذا ملحق بالتعلیق بفعل ال بد لھا منھ إذ ھي ملجأة إلى الخصومة لدفع عار " المرض ورثتھ في قولھم جمیعا

وإن آلى من امرأتھ"الزنا عن نفسھا وقد بینا الوجھ فیھ

وإن كان اإلیالء أیضا في وھو صحیح ثم بانت باإلیالء وھو مریض لم ترث -254-ص

ألن اإلیالء في معنى تعلیق الطالق بمضي أربعة أشھر خالیة عن الوقاع فیكون ملحقا بالتعلیق " المرض ورثت

.بمجيء الوقف وقد ذكرنا وجھھ

لما بینا أنھ ال یزیل " والطالق الذي یملك فیھ الرجعة ترث بھ في جمیع الوجوه: "قال رضي هللا تعالى عنھ

وقد " وكل ما ذكرنا أنھا ترث إنما ترث إذا مات وھي في العدة"تى یحل الوطء فكان السبب قائما قال النكاح ح

.بیناه وهللا تعالى أعلم بالصواب

باب الرجعة

لقولھ " وإذا طلق الرجل امرأتھ تطلیقة رجعیة أو تطلیقتین فلھ أن یراجعھا في عدتھا رضیت بذلك أو لم ترض"

وھ {: تعالى ك س م أ وف ف ر ع م ب من غیر فصل وال بد من قیام العدة ألن الرجعة استدامة الملك أال ] 231: البقرة[ }ن

والرجعة أن یقول "ترى أنھ سمى إمساكا وھو اإلبقاء وإنما یتحقق االستدامة في العدة ألنھ ال ملك بعد انقضائھا

.األئمة وھذا صریح في الرجعة وال خالف فیھ بین" راجعتك أو راجعت امرأتي

وھذا عندنا وقال الشافعي رحمھ هللا ال " أو یطأھا أو یقبلھا أو یلمسھا بشھوة أو بنظر إلى فرجھا بشھوة: "قال

تصح الرجعة إال بالقول مع القدرة علیھ ألن الرجعة بمنزلة ابتداء النكاح حتى یحرم وطؤھا وعندنا ھو استدامة

لفعل قد یقع داللة على االستدامة كما في إسقاط الخیار والداللة فعل النكاح على ما بیناه وسنقرره إن شاء هللا وا

Page 4: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

یختص بالنكاح وھذه األفاعیل تختص بھ خصوصا في حق الحرة بخالف المس والنظر بغیر شھوة ألنھ قد یحل

ا في بدون النكاح كما في القابلة والطبیب وغیرھما والنظر إلى غیر الفرج قد یقع بین المساكنین والزوج یساكنھ

.العدة فلو كان رجعة لطلقھا فتطول العدة علیھا

وقال الشافعي رحمھ هللا في أحد " ویستحب أن یشھد على الرجعة شاھدین فإن لم یشھد صحت الرجعة: "قال

م {: قولیھ ال تصح وھو قول مالك رحمھ هللا لقولھ تعالى ك ن م ل د ع ي و وا ذ د ھ ش أ واألمر لالیجاب ] 2:الطالق[ }و

ولنا إطالق النصوص عن قید االشھاد وألنھ استدامة للنكاح والشھادة لیست شرطا فیھ في حالة البقاء كما في

الفيء في اإلیالء إال أنھا تستحب لزیادة االحتیاط كیال یجري التناكر فیھا وما تاله محمول علیھ أال ترى أنھ قرنھا

.قع في المعصیةبالمفارقة وھو فیھا مستحب ویستحب أن یعلمھا كیال ت

ألنھ أخبر عما ال " وإذا انقضت العدة فقال كنت راجعتھا في العدة فصدقتھ فھي رجعة وإن كذبتھ فالقول قولھا"

یملك إنشاءه في الحال فكان متھما إال أن بالتصدیق ترتفع

شیاء التھمة وال یمین علیھا عند أبي حنیفة رحمھ هللا وھي مسئلة االستحالف في األ -255-ص

.الستة وقد مر في كتاب النكاح

وقاال " وإذا قال الزوج قد راجعتك فقالت مجیبة لھ قد انقضت عدتي لم تصح الرجعة عند أبي حنیفة رحمھ هللا"

تصح الرجعة ألنھا صادفت العدة إذ ھي باقیة ظاھرا إلى أن تخبر وقد سبقتھ الرجعة ولھذا لو قال لھا طلقتك

ت عدتي یقع الطالق وألبي حنیفة رحمھ هللا أنھا صادفت حالة االنقضاء ألنھا أمینة في فقالت مجیبة لھ قد انقض

اإلخبار عن االنقضاء فإذا أخبرت دل ذلك على سبق االنقضاء وأقرب أحوالھ حال قول الزوج ومسئلة الطالق

.بت بھعلى الخالف ولو كانت على االتفاق فالطالق یقع بإقراره بعد االنقضاء والمراجعة ال تث

وإذا قال زوج األمة بعد انقضاء عدتھا قد كنت راجعتھا وصدقھ المولى وكذبتھ األمة فالقول قولھا عند أبي "

ألن بضعھا مملوك لھ فقد أقر بما ھو خالص حقھ للزوج فشابھ اإلقرار " حنیفة رحمھ هللا وقاال القول قول المولى

دة والقول في العدة قولھا فكذا فیما یبتني علیھا ولو كان على علیھا بالنكاح وھو یقول حكم الرجعة یبتني على الع

القلب فعندھما القول قول المولى وكذا عنده في الصحیح ألنھا منقضیة العدة في الحال وقد ظھر ملك المتعة

ھا وال للمولى فال یقبل قولھا في إبطالھ بخالف الوجھ األول ألن المولى بالتصدیق في الرجعة مقر بقیام العدة عند

ألنھا " وإن قالت قد انقضت عدتي وقال الزوج والمولى لم تنقض عدتك فالقول قولھا"یظھر ملكھ مع العدة

.أمینة في ذلك إذ ھي العالمة بھ

وإذا انقطع الدم من الحیضة الثالثة لعشرة أیام انقطعت الرجعة وإن لم تغتسل وإن انقطع ألقل من عشرة أیام "

ألن الحیض ال مزید لھ على العشرة فبمجرد " تسل أو یمضي علیھا وقت صالة كامللم تنقطع الرجعة حتى تغ

االنقطاع خرجت من الحیض فانقضت العدة وانقطعت الرجعة وفیما دون العشرة یحتمل عود الدم فال بد أن

Page 5: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

كانت یعتضد االنقطاع بحقیقة االغتسال أو بلزوم حكم من أحكام الطاھرات بمضي وقت الصالة بخالف ما إذا

كتابیة ألنھ ال یتوقع في حقھا أمارة زائدة فاكتفى باالنقطاع وتنقطع إذا تیممت وصلت عند أبي حنیفة وأبي یوسف

رحمھما هللا وھذا استحسان وقال محمد رحمھ هللا إذا تیممت انقطعت وھذا قیاس ألن التیمم حال عدم الماء طھارة

ال فكان بمنزلتھ ولھما أنھ ملوث غیر مطھر وإنما اعتبر طھارة مطلقة حتى یثبت بھ من األحكام ما یثبت باالغتس

ضرورة أن ال تتضاعف الواجبات وھذه الضرورة تتحقق حال أداء الصالة ال فیما قبلھا من األوقات واألحكام

.الثابتة أیضا ضروریة اقتضائیة ثم قیل تنقطع بنفس الشروع عندھما وقیل بعد الفراغ لیتقرر حكم جواز الصالة

وإذا اغتسلت ونسیت شیئا من بدنھا لم یصبھ الماء فإن كان عضوا فما فوقھ لم " -256-ص

". تنقطع الرجعة وإن كان أقل من عضو انقطعت

قال رضي هللا عنھ وھذا استحسان والقیاس في العضو الكامل أن ال تبقى الرجعة ألنھا غسلت األكثر والقیاس

م الجنابة والحیض ال یتجزأ ووجھ االستحسان وھو الفرق أن ما دون العضو فیما دون العضو أن تبقى ألن حك

یتسارع إلیھ الجفاف لقلتھ فال یتیقن بعدم وصول الماء إلیھ فقلنا بأنھ تنقطع الرجعة وال یحل لھا التزوج أخذا

.قاباالحتیاط فیھما بخالف العضو الكامل ألنھ ال یتسارع إلیھ الجفاف وال یغفل عنھ عادة فافتر

وعن أبي یوسف رحمھ هللا أن ترك المضمضة واالستنشاق كترك عضو كامل وعنھ وھو قول محمد رحمھ هللا

ومن طلق امرأتھ وھي حامل أو "ھو بمنزلة ما دون العضو ألن في فرضیتھ اختالفا بخالف غیره من األعضاء ر أن یكون منھ جعل منھ لقولھ علیھ ألن الحبل متى ظھر في مدة یتصو" ولدت منھ وقال لم أجامعھا فلھ الرجعة

وذلك دلیل الوطء منھ وكذا إذا ثبت نسب الولد منھ جعل واطئا وإذا ثبت الوطء " الولد للفراش"الصالة والسالم

تأكد الملك والطالق في ملك متأكد یعقب الرجعة ویبطل زعمھ بتكذیب الشرع أال ترى أنھ یثبت بھذا الوطء

عة أولى وتأویل مسئلة الوالدة أن تلد قبل الطالق ألنھا لو ولدت بعده تنقضي العدة اإلحصان فألن تثبت بھ الرج

.بالوالدة فال تتصور الرجعة

ألن تأكد الملك بالوطء " فإن خال بھا وأغلق بابا أو أرخى سترا وقال لم أجامعھا ثم طلقھا لم یملك الرجعة: "قال

یصر مكذبا شرعا بخالف المھر ألن تأكد المھر المسمى وقد أقر بعدمھ فیصدق في حق نفسھ والرجعة حقھ ولم

معناه بعد ما خال بھا وقال لم أجامعھا " فإن راجعھا"یبتني على تسلیم المبدل ال على القبض بخالف الفصل األول

ألنھ یثبت النسب منھ إذ ھي لم تقر بانقضاء العدة " ثم جاءت بولد ألقل من سنتین بیوم صحت تلك الرجعة"

یبقى في البطن ھذه المدة فأنزل واطئا قبل الطالق دون ما بعده ألن على اعتبار الثاني یزول الملك بنفس والولد

.الطالق لعدم الوطء قبلھ فیحرم الوطء والمسلم ال یفعل الحرام

معناه من بطن آخر وھو أن یكون بعد " فإن قال لھا إذا ولدت فأنت طالق فولدت ثم أتت بولد آخر فھي رجعة"

Page 6: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ة أشھر وإن كان أكثر من سنتین إذا لم تقر بانقضاء العدة ألنھ وقع الطالق علیھ بالولد األول ووجبت العدة ست

فیكون الولد الثاني من علوق حادث منھ في

وإن قال كلما ولدت ولدا فأنت "العدة ألنھا لم تقر بانقضاء العدة فیصیر مراجعا -257-ص

ألنھا إذا جاءت " طون مختلفة فالولد األول طالق والولد الثاني رجعة وكذا الثالثطالق لولدت ثالثة أوالد في ب

بالولد األول وقع الطالق وصارت معتدة وبالثاني صار مراجعا لما بینا أنھ یجعل العلوق بوطء حادث في العدة

وبالولد الثالث صار مراجعا ویقع الطالق الثاني بوالدة الولد الثاني ألن الیمین معقودة بكلمة كلما ووجبت العدة

.لما ذكرنا وتقع الطلقة الثالثة بوالدة الثالث ووجبت العدة باألقراء ألنھا حائل من ذوات الحیض حین وقع الطالق

ألنھا حالل للزوج إذ النكاح قائم بینھما ثم الرجعة مستحبة والتزین حامل لھ " والمطلقة الرجعیة تتشوف وتتزین"

.علیھا فیكون مشروعا

معناه إذا لم یكن من قصده المراجعة " ویستحب لزوجھا أن ال یدخل علیھا حتى یؤذنھا أو یسمعھا خفق نعلیھ"

.ألنھا ربما تكون متجردة فیقع بصره على موضع یصیر بھ مراجعا ثم یطلقھا فتطول علیھا العدة

ام النكاح ولھذا لھ أن یغشاھا وقال زفر رحمھ هللا لھ ذلك لقی" ولیس لھ أن یسافر بھا حتى یشھد على رجعتھا"

{: عندنا ولنا قولھ تعالى ن وتھ ی ب ن م ن وھ ج ر خ اآلیة وألن تراخي عمل المبطل لحاجتھ إلى ] 1: الطالق[ }ال ت

المراجعة فإذا لم یراجعھا حتى انقضت العدة ظھر أنھ ال حاجة لھ فتبین أن البطل عمل عملھ من وقت وجوده

ء من العدة فلم یملك الزوج اإلخراج إال أن یشھد على رجعتھا فتبطل العدة ویتقرر ملك ولھذا تحتسب األقرا

.الزوج وقولھ حتى یشھد على رجعتھا معناه االستحباب على ما قدمناه

وقال الشافعي رحمھ هللا یحرمھ ألن الزوجیة زائلة لوجود القاطع وھو " والطالق الرجعي ال یحرم الوطء"

ائمة حتى یملك مراجعتھا من غیر رضاھا ألن حق الرجعة ثبت نظرا للزوج لیمكنھ التدارك الطالق ولنا أنھا ق

عند اعتراض الندم وھذا المعنى یوجب استبداده بھ وذلك یؤذن بكونھ استدامة ال إنشاء إذ الدلیل ینافیھ والقاطع

.أخر عملھ إلى مدة إجماعا أو نظرا لھ على ما تقدم

فصل فیما تحل بھ المطلقة

ألن حل المحلیة باق ألن زوالھ " وإذا كان الطالق بائنا دون الثالث فلھ أن یتزوجھا في العدة وبعد انقضائھا"

وإن كان الطالق ثالثا "معلق بالطلقة الثالثة فینعدم قبلھ ومنع الغیر في العدة الشتباه النسب وال اشتباه في إطالقھ كح زوجا غیره نكاحا صحیحا ویدخل بھا ثم یطلقھا أو یموت في الحرة أو ثنتین في األمة لم تحل لھ حتى تن

واألصل فیھ" عنھا

Page 7: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ه {: قولھ تعالى -258-ص ر ی غ جا و كح ز ن ى ت ت د ح ع ب ن ھ م ل حل ال ت ھا ف ق ل ط ن إ ] 230: البقرة[ }ف

ة ألن الرق منصف لحل المحلیة على ما عرف فالمراد الطلقة الثالثة والثنتان في حق األمة كالثالث في حق الحر

ثم الغایة نكاح الزوج مطلقا والزوجیة المطلقة إنما ثبتت بنكاح صحیح وشرط الدخول ثبت بإشارة النص وھو أن

یحمل ا لنكاح على الوطء حمال للكالم على اإلفادة دون اإلعادة إذ العقد استفید بإطالق اسم الزوج أو یزاد على

روي بروایات ال تحل لألول حتى تذوق عسیلة اآلخر المشھور وھو قولھ علیھ الصالة والسالمالنص بالحدیث

وال خالف ألحد فیھ سوى سعید بن المسیب رضي هللا عنھ وقولھ غیر معتبر حتى لو قضى بھ القاضي ال ینفذ

.والشرط اإلیالج دون اإلنزال ألنھ كمال ومبالغة فیھ والكمال قید زائد

لوجود الدخول في نكاح صحیح وھو الشرط بالنص ومالك رحمھ هللا " راھق في التحلیل كالبالغوالصبي الم"

یخالفنا فیھ والحجة علیھ ما بیناه وفسروه في الجامع الصغیر وقال غالم لم یبلغ ومثلھ یجامع جامع امرأتھ وجب

.علیھا الغسل وأحلھا على الزوج األول

تھي وإنما وجب الغسل علیھا إللتقاء الختانین وھو سبب لنزول مائھا ومعنى ھذا الكالم أن تتحرك آلتھ ویش

.والحاجة إلى اإلیجاب في حقھا أما ال غسل على الصبي وإن كان یؤمر بھ تخلقا

لقولھ " وإذا تزوجھا بشرط التحلیل فالنكاح مكروه"ألن الغایة نكاح الزوج " ووطء المولى أمتھ ال یحلھا: "قال

لوجود " فإن طلقھا بعد ما وطئھا حلت لألول"وھذا ھو محملھ " لعن هللا المحلل والمحلل لھ" علیھ الصالة والسالم

الدخول في نكاح صحیح إذ النكاح ال یبطل بالشرط وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ یفسد النكاح ألنھ في معنى

ا بینا وال یحلھا على األول ألنھ الموقت فیھ وال یحلھا على األول لفساده وعن محمد رحمھ هللا أنھ یصح النكاح لم

وإذا طلق الحرة تطلیقة أو تطلیقتین "استعجل ما أخره الشرع فیجازى بمنع مقصوده كما في قتل المورث

وانقضت عدتھا وتزوجت بزوج آخر ثم عادت إلى الزوج األول عادت بثالث تطلیقات ویھدم الزوج الثاني ما

بي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا ال یھدم ما دون الثالث كما یھدم الثالث وھذا عند أ

ألنھ غایة للحرمة بالنص فیكون منھیا وال إنھاء للحرمة قبل الثبوت ولھما قولھ علیھ الصالة " دون الثالث

وإذا طلقھا ثالثا"سماه محلال وھو المثبت للحل لعن هللا المحلل والمحلل لھوالسالم

قالت قد انقضت عدتي وتزوجت ودخل بي الزوج وطلقني وانقضت عدتي والمدة ف -259-ص

ألنھ معاملة أو أمر دیني لتعلق الحل بھ تحتمل ذلك جاز للزوج أن یصدقھا إذا كان في غالب ظنھ أنھا صادقة

Page 8: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

بینھا في باب وقول الواحد فیھما مقبول وھو غیر مستنكر إذا كانت المدة تحتملھ واختلفوا في أدنى ھذه المدة وسن

.العدة

باب اإلیالء

{: لقولھ تعالى" وإذا قال الرجل المرأتھ وهللا ال أقربك أو قال وهللا ال أقربك أربعة أشھر فھو مول" ون ل ؤ ی ین ذ لل

ھر ش ة أ ع ب ر بص أ ر ت م ائھ نس ن ھ ولزمتھ فإن وطئھا في األربعة األشھر حنث في یمین"اآلیة ] 226: البقرة[ }م

وإن لم یقربھا حتى مضت أربعة "ألن الیمین ترتفع بالحنث " وسقط اإلیالء"ألن الكفارة موجب الحنث " الكفارة ". أشھر بانت منھ بتطلیقة

وقال الشافعي رحمھ هللا تبین بتفریق القاضي ألنھ مانع حقھا في الجماع فینوب القاضي منابھ في التسریح كما في

نھ ظلمھا بمنع حقھا فجازاه الشرع بزوال نعمة النكاح عند مضي ھذه المدة وھو المأثور عن الجب والعنة ولنا أ

عثمان وعلي والعبادلة الثالثة

وزید بن ثابت رضوان هللا علیھم أجمعین وكفى بھم قدوة وألنھ كان طالقا في الجاھلیة فحكم الشرع بتأجیلھ إلى

وإن كان حلف على "ألنھا كانت مؤقتة بھ " قد سقطت الیمینفإن كان حلف على أربعة أشھر ف"انقضاء المدة

ألنھا مطلقة ولم یوجد الحنث لترتفع بھ إال أنھ ال یتكرر الطالق قبل التزوج ألنھ لم یوجد منع " األبد فالیمین باقیة

ألن " ىفإن عاد فتزوجھا عاد اإلیالء فإن وطئھا وإال وقعت بمضي اربعة أشھر تطلیقة أخر"الحق بعد البینونة

فإن تزوجھا "الیمین باقیة إلطالقھا وبالتزوج ثبت حقھا فیتحقق الظلم ویعتبر ابتداء ھذا اإلیالء من وقت التزوج

فإن تزوجھا بعد زوج آخر لم یقع "لما بیناه " ثالثا عاد اإلیالء ووقعت بمضي أربعة أشھر أخرى إن لم یقربھا" والیمین باقیة"ي فرع مسئلة التنجیز الخالفیة وقد مر من قبل لتقیده بطالق ھذا الملك وھ" بذلك اإلیالء طالق

فإن حلف على أقل من أربعة أشھر لم یكن "لوجود الحنث " فإن وطئھا كفر عن یمینھ"إلطالقھا وعدم الحنث

بال لقول ابن عباس رضي هللا عنھ ال إیالء فیما دون أربعة أشھر وألن االمتناع عن قربانھا في أكثر المدة " مولیا

" ولو قال وهللا ال أقربك شھرین وشھرین بعد ھذین الشھرین فھو مول"مانع وبمثلة ال یثبت حكم الطالق فیھ

ولو مكث یوما ثم قال وهللا ال أقربك شھرین بعد "ألنھ جمع بینھما بحرف الجمع فصار كجمعھ بلفظ الجمع

ألن الثاني" الشھرین األولین لم یكن مولیا

اب مبتدأ وقد صار ممنوعا بعد الیمین األولى شھرین وبعد الثانیة أربعة أشھر إال إیج -260-ص

خالفا لزفر رحمھ هللا ھو " ولو قال وهللا ال أقربك سنة إال یوما لم یكن مولیا"یوما مكث فیھ فلم تتكامل مدة المنع

من ال یمكنھ القربان أربعة أشھر یصرف االستثناء إلى آخرھا اعتبارا باإلجارة فتمت مدة المنع ولنا أن المولي

إال بشيء یلزمھ وھھنا یمكنھ ألن المستثنى یوم منكر بخالف اإلجارة ألن الصرف إال اآلخر لتصحیحھا فإنھا ال

Page 9: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

لسقوط االستثناء " ولو قربھا في یوم والباقي أربعة أشھر أوأكثر صار مولیا"تصح مع التنكیر وال كذلك الیمین

ألنھ یمكنھ القربان من غیر شيء یلزمھ " وهللا ال أدخل الكوفة وامرأتھ بھا لم یكن مولیاولو قال وھو بالبصرة "

.بإخراج من الكوفة

لتحقق المنع بالیمین وھو ذكر الشرط " ولو حلف بحج أو بصوم أو صدقة أو عتق أو طالق فھو مول: "قال

.والجزاء وھذه األجزیة مانعة لما فیھا من المشقة

تق أن یعلق بقربانھا عتق عبده وفیھ خالف أبي یوسف رحمھ هللا فإنھ یقول یمكنھ البیع ثم وصورة الحلف بالع

القربان فال یلزمھ شيء وھما یقوالن البیع موھوم فال یمنع المانعیة فیھ والحلف بالطالق أن یعلق بقربانھا طالقھا

" وإن آلى من البائنة لم یكن مولیا وإن آلى من المطلقة الرجعیة كان مولیا"أو طالق صاحبتھا وكل ذلك مانع

ألن الزوجیة قائمة في األولى دون الثانیة ومحل اإلیالء من تكون من نسائنا بالنص فلو انقضت العدة قبل انقضاء

ولو قال ألجنبیة وهللا ال أقربك أو أنت علي كظھر أمي ثم تزوجھا لم "مدة اإلیالء سقط اإلیالء لفوات المحلیة

وإن قربھا "ألن الكالم في مخرجھ وقع باطال النعدام المحلیة فال ینقلب صحیحا بعد ذلك " ظاھرایكن مولیا وال م

ألن ھذه مدة ضربت أجال للبینونة " ومدة إیالء األمة شھران"لتحقق الحنث إذا الیمین منعقدة في حقھ " كفر

نت مریضة أو رتقاء أو صغیرة وإن كان المولى مریضا ال یقدر على الجماع أو كا"فتتنصف بالرق كمدة العدة

ال تجامع أو كانت بینھما مسافة ال یقدر أن یصل إلیھا في مدة اإلیالء ففیؤه أن یقول بلسانھ فئت إلیھا في مدة

".اإلیالء فإن قال ذلك سقط اإلیالء

ا أنھ آذاھا بذكر ال فيء إال بالجماع وإلیھ ذھب الطحاوي ألنھ لو كان فیئا لكان حنثا ولن: وقال الشافعي رحمھ هللا

ولو قدر على الجماع في المدة بطل "المنع فیكون إرضاؤھا بالوعد باللسان وإذا ارتفع الظلم ال یجازى بالطالق ذا قال المرأتھ أنت علي وإ"ألنھ قدر على األصل قبل حصول المقصود بالحلف " ذلك الفيء وصار فیؤه بالجماع

ألنھ نوى حقیقة كالمھ وقیل ال یصدق في القضاء ألنھ " كما قال حرام سئل عن نیتھ فإن قال أردت الكذب فھو

وقد" وإن قال أردت الطالق فھي تطلیقة بائنة إال أن ینوي الثالث"یمین ظاھرا

وھذا عند أبي حنیفة وأبي " وإن قال أردت الظھار فھو ظھار"ذكرناه في الكنایات -261-ص

لیس بظھار النعدام التشبیھ بالمحرمة وھو الركن فیھ ولھما أنھ أطلق یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا

وإن قال أردت التحریم أو لم أرد بھ شیئا فھو یمین یصیر "الحرمة وفي الظھار نوع حرمة المطلق یحتمل المقید

المشایخ من ألن األصل في تحریم الحالل إنما ھو یمین عندنا وسنذكره في األیمان إن شاء هللا ومن" بھ مولیا

.یصرف لفظة التحریم إلى الطالق من غیر نیة بحكم العرف وهللا أعلم بالصواب

Page 10: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

باب الخلع

: لقولھ تعالى" وإذا تشاق الزوجان وخافا أن ال یقیما حدود هللا فال بأس بأن تفتدي نفسھا منھ بمال یخلعھا بھ"

ھ { ب ت د ت ا اف ا فیم م ھ ی ل اح ع ن ال ج لقولھ " فإذا فعال ذلك وقع بالخلع تطلیقة بائنة ولزمھا المال] "229: البقرة[ }ف

وألنھ یحتمل الطالق حتى صار من الكنایات والواقع بالكنایات بائن " الخلع تطلیقة بائنة: "علیھ الصالة والسالم

وإن كان النشوز من "نة إال أن ذكر المال أغنى عن النیة ھنا وألنھا ال تسلم المال إال لتسلم لھا نفسھا وذلك بالبینو { :لقولھ تعالى" قبلھ یكره لھ أن یأخذ منھا عوضا ج و ز ان ك م ج و ز ال د تب اس م ت د ر أ ن إ وا {إلى أن قال }و ذ خ أ ال ت ف

ئا ی ھ ش ن وإن كان النشوز"وألنھ أوحشھا باالستبدال فال یزید في وحشتھا بأخذ المال ] 20من اآلیة: النساء[ }م

". منھا كرھنا لھ أن یأخذ منھا أكثر مما أعطاھا

طاب الفضل أیضا إلطالق ما تلونا بدءا ووجھ األخرى قولھ علیھ الصالة والسالم : وفي روایة الجامع الصغیر

وكذلك " ولو أخذ الزیادة جاز في القضاء"في امرأة ثابت بن قیس بن شماس أما الزیادة فال وقد كان النشوز منھا

والنشوز منھ ألن مقتضى ما تلوناه شیآن الجواز حكما واإلباحة وقد ترك العمل في حق اإلباحة لمعارض إذا أخذ

ألن الزوج یستبد بالطالق تنجیزا " وإن طلقھا على مال فقبلت وقع الطالق ولزمھا المال"فبقي معموال في الباقي

على نفسھا وملك النكاح مما یجوز االعتیاض عنھ وإن وتعلیقا وقد علقھ بقبولھا والمرأة تملك التزام المال لوالیتھا

لما بینا وألنھ معاوضة المال بالنفس وقد ملك الزوج أحد البدلین " وكان الطالق بائنا"لم یكن ماال كالقصاص

.فتملك ھي اآلخر وھو النفس تحقیقا للمساواة

أو میتة فال شيء للزوج والفرقة وإن بطل العوض في الخلع مثل أن یخالع المسلم على خمر أو خنزیر: "قال

فوقوع الطالق في الوجھین للتعلیق بالقبول وافتراقھما في الحكم " بائنة وإن بطل العوض في الطالق كان رجعیا

ألنھ لما بطل العوض كان العامل في األول

وج لفظ الخلع وھو كنایة وفي الثاني الصریح وھو یعقب الرجعة وإنما لم یجب للز -262-ص

شيء علیھا ألنھا ما سمت ماال متقوما حتى تصیر غارة لھ وألنھ ال وجھ إلى إیجاب المسمى لإلسالم وال إلى

إیجاب غیره لعدم االلتزام بخالف ما إذا خالع على خل بعینھ فظھر أنھ خمر ألنھا سمت ماال فصار مغرورا

لك المولى فیھ متقوم وما رضي بزوالھ وبخالف ما إذا كاتب أو أعتق على خمر حیث تجب قیمة العبد ألن م

.مجانا

أما ملك البضع في حالة الخروج فغیر متقوم على ما نذكر وبخالف النكاح ألن البضع في حالة الدخول متقوم

والفقھ أنھ شریف فلم یشرع تملكھ إال بعوض إظھارا لشرفھ فأما اإلسقاط فنفسھ شرف فال حاجة إلى إیجاب

.المال

Page 11: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألن ما یصلح عوضا للمتقوم أولى أن یصلح عوضا " ن یكون مھرا جاز أن یكون بدال في الخلعوما جاز أ: "قال

ألنھا لم " فإن قالت لھ خالعني على ما في یدي فخالعھا فلم یكن في یدھا شيء فال شيء لھ علیھا"لغیر المتقوم

في یدھا شيء ردت علیھ وإن قالت خالعني على ما في یدي من مال فخالعھا فلم یكن "تغره بتسمیة المال

ألنھا لما سمت ماال لم یكن الزوج راضیا بالزوال إال بعوض وال وجھ إلى إیجاب المسمى وقیمتھ للجھالة " مھرھا

وال إلى قیمة البضع أعني مھر المثل ألنھ غیر متقوم حالة الخروج فتعین إیجاب ما قام بھ على الزوج دفعا

.للضرر عنھ

" في یدي من دراھم أو من الدراھم ففعل فلم یكن في یدھا شيء فعلیھا ثالثة دراھمولو قالت خالعني على ما "

فإن اختلعت على عبد "ألنھا سمت الجمع وأقلھ ثالثة وكلمة من ھھنا للصلة دون التبعیض ألن الكالم یختل بدونھ

ألنھ عقد " إن عجزتلھا آبق على أنھا بریئة من ضمانھ لم تبرأ وعلیھا تسلیم عینھ إن قدرت وتسلیم قیمتھ

المعاوضة فیقتضي سالمة العوض واشتراط البراءة عنھ شرط فاسد فیبطل إال أن الخلع ال یبطل بالشروط الفاسدة

.وعلى ھذا النكاح

ألنھا لما طلبت الثالث بألف فقد طلبت كل واحدة " وإذا قالت طلقني ثالثا بألف فطلقھا واحدة فعلیھا ثلث األلف"

ن حرف الباء یصحب األعواض والعوض ینقسم على المعوض والطالق بائن لوجوب المال بثلث األلف وھذا أل

وإن قالت طلقني ثالثا على ألف فطلقھا واحدة فال شيء علیھا عند أبي حنیفة رحمھ هللا ویملك الرجعة وقاال "

مل ھذا الطعام بدرھم ألن كلمة على بمنزلة الباء في المعاوضات حتى إن قولھم اح" ھي واحدة بائنة بثلث األلف

:أو على درھم سواء ولھ أن كلمة على للشرط قال هللا تعالى

ئا { -263-ص ی ش ا ب ن ك ر ال یش ن ى أ ل ك ع ن ع ای ب ] 12: الممتحنة[ }ی

نھ یالزم ومن قال المرأتھ أنت طالق على أن تدخلي الدار كان شرطا وھذا ألنھ للزوم حقیقة واستعیر للشرط أل

الجزاء وإذا كان للشرط فالمشروط ال یتوزع على أجزاء الشرط بخالف الباء ألنھ للعوض على ما مر وإذا لم

.یجب المال كان مبتدأ فوقع الطالق ویملك الرجعة

ألن الزوج ما رضي " ولو قال الزوج طلقي نفسك ثالثا بألف أو على ألف فطلقت نفسھا واحدة لم یقع شيء"

إال لتسلم لھ األلف كلھا بخالف قولھا طلقني ثالثا بألف ألنھا لما رضیت بالبینونة بألف كانت ببعضھا بالبینونة

.أرضى

وال بد من القبول في " ولو قال أنت طالق على ألف فقبلت طلقت وعلیھا األلف وھو كقولھ أنت طالق بألف"

لى ألف على شرط ألف یكون لي علیك الوجھین ألن معنى قولھ بألف بعوض ألف یجب لي علیك ومعنى قولھ ع

.والعوض ال یجب بدون قبولھ والمعلق بالشرط ال ینزل قبل وجوده والطالق بائن لما قلنا

ولو قال المرأتھ أنت طالق وعلیك ألف فقبلت أو قال لعبده أنت حر وعلیك ألف فقبل عتق العبد وطلقت المرأة "

Page 12: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وإذا لم " وقاال على كل واحد منھما األلف إذا قبل" ا إذا لم یقبالوكذ" وال شيء علیھما عند أبي حنیفة رحمھ هللا

یقبل ال یقع الطالق والعتاق لھما أن ھذا الكالم یستعمل للمعاوضة فإن قولھم احمل ھذا المتاع ولك درھم بمنزلة

اللة ألن الطالق قولھم بدرھم ولھ أنھ جملة تامة فال ترتبط بما قبلھ إال بداللة إذ األصل فیھا االستقالل وال د

.والعتاق ینفكان عن المال بخالف البیع واإلجارة ألنھما ال یوجدان دونھ

ولو قال أنت طالق على ألف على أني بالخیار أو على أنك بالخیار ثالثة ایام فقبلت فالخیار باطل إذا كان "

وھذا عند " ت ولزمھا األلفللزوج وھو جائز إذا كان للمرأة فإن ردت الخیار في الثالث بطل وإن لم ترد طلق

ألن الخیار للفسخ بعد " وقاال الخیار باطل في الوجھین والطالق واقع وعلیھا ألف درھم"أبي حنیفة رحمھ هللا

.االنعقاد ال للمنع من االنعقاد والتصرفان ال یحتمالن الفسخ من الجانبین ألنھ في جانبھ یمین ومن جانبھا شرط

لخلع في جانبھا بمنزلة البیع حتى یصح رجوعھا ویتوقف على ما وراء المجلس وألبي حنیفة رحمھ هللا أن ا

فیصح اشتراط الخیار فیھ أما في جانبھ یمین حتى ال یصح رجوعھ ویتوقف على ما وراء المجلس وال خیار في

فلم تقبل ومن قال المرأتھ طلقتك أمس على ألف درھم "األیمان وجانب العبد في العتاق مثل جانبھا في الطالق

فقالت قبلت

فالقول قول الزوج ومن قال لغیره بعت منك ھذا العبد بألف درھم أمس فلم تقبل -264-ص

ووجھ الفرق أن الطالق بالمال یمین من جانبھ فاإلقرار بھ ال یكون إقرارا " فقال قبلت فالقول قول المشتري

.اإلقرار بھ إقرار بما ال یتم إال بھ فإنكاره القبول رجوع منھبالشرط لصحتھ بدونھ أما البیع فال یتم إال بالقبول و

والمبارأة كالخلع كالھما یسقطان كل حق لكل واحد من الزوجین على اآلخر مما یتعلق بالنكاح عند أبي : "قال

ومع أبي رحمھ هللا وقال محمد رحمھ هللا ال یسقط فیھما إال ما سمیاه وأبو یوسف رحمھ هللا معھ في الخلع " حنیفة

حنیفة رحمھ هللا في المبارأة لمحمد رحمھ هللا أن ھذه معاوضة وفي المعاوضات یعتبر المشروط ال غیره وألبي

یوسف رحمھ هللا أن المبارأة مفاعلة من البراءة فتقتضیھا من الجانبین وأنھ مطلق قیدناه بحقوق النكاح لداللة

.الفرض

نقض النكاح وال ضرورة إلى انقطاع األحكام وألبي حنیفة رحمھ هللا أما الخلع فمقتضاه االنخالع وقد حصل في

أن الخلع ینبئ عن الفصل ومنھ خلع النعل وخلع العمل وھو مطلق كالمبارأة فیعمل بإطالقھما في النكاح وأحكامھ

.وحقوقھ

الة الخروج غیر ألنھ ال نظر لھا فیھ إذ البضع في ح" ومن خلع ابنتھ وھي صغیرة بمالھا لم یجز علیھا: "قال

متقوم والبدل متقوم بخالف النكاح ألن البضع متقوم عند الدخول ولھذا یعتبر خلع المریضة من الثلث ونكاح

المریض بمھر المثل من جمیع المال وإذا لم یجز ال یسقط المھر وال یستحق مالھا ثم یقع الطالق في روایة وفي

.ولھ فیعتبر بالتعلیق بسائر الشروطروایة ال یقع واألول أصح ألنھ تعلیق بشرط قب

Page 13: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألن اشتراط بدل الخلع على األجنبي " وإن خالعھا على ألف على أنھ ضامن فالخلع واقع واأللف على األب"

وإن شرط األلف علیھا توقف على "صحیح فعلى األب أولى وال یسقط مھرھا ألنھ لم یدخل تحت والیة األب ألنھا لیست من أھل " وال یجب المال"لوجود الشرط " بلت وقع الطالققبولھا إن كانت من أھل القبول فإن ق

كذا إن خالعھا على مھرھا ولم یضمن األب المھر توقف على قبولھا و"الغرامة فإن قبلھ األب عنھا ففیھ روایتان رھم وإن ضمن األب المھر وھو ألف د"فإن قبل األب عنھا فعلى الروایتین " فإن قبلت طلقت وال یسقط المھر

لوجود قبولھ وھو الشرط ویلزمھ خمسمائة استحسانا وفي القیاس یلزمھ األلف وأصلھ في الكبیرة إذا " طلقت

اختلعت قبل الدخول على ألف ومھرھا ألف ففي القیاس علیھا خمسمائة زائدة وفي االستحسان ال شيء علیھا ألنھ

.یراد بھ عادة حاصل ما یلزم لھا

باب الظھار -265-ص

وإذا قال الرجل المرأتھ أنت علي كظھر أمي فقد حرمت علیھ ال یحل لھ وطؤھا وال مسھا وال تقبیلھا حتى "

م {: لقولھ تعالى" یكفر عن ظھاره ائھ نس ن م ون اھر ظ ی ین ذ ال ا{ إلى أن قال }و اس م ت ی ن أ ل ب ق ن ة م ب ق ر یر ر ح ت }ف ].3: القصص[

طالقا في الجاھلیة فقرر الشرع أصلھ ونقل حكمھ إلى تحریم موقت بالكفارة غیر مزیل للنكاح وھذا والظھار كان

ألنھ جنایة لكونھ منكرا من القول وزورا فیناسب المجازاة علیھا بالحرمة وارتفاعھا بالكفارة ثم الوطء إذا حرم

نھ یكثر وجودھما فلو حرم الدواعي حرم بدواعیھ كیال یقع فیھ كما في اإلحرام بخالف الحائض والصائم أل

فإن وطئھا قبل أن یكفر استغفر هللا تعالى وال شيء علیھ غیر "یفضي إلى الحرج وال كذلك الظھار واإلحرام

استغفر هللا وال "لقولھ علیھ الصالة السالم للذي واقع في ظھاره قبل الكفارة " الكفارة األولى وال یعود حتى یكفر

ولو "ألنھ صریح فیھ " وھذا اللفظ ال یكون إال ظھارا"كان شيء آخر واجبا لنبھ علیھ قال ولو " تعد حتى تكفر

.ألنھ منسوخ فال یتمكن من اإلتیان بھ" نوى بھ الطالق ال یصح

ألن الظھار لیس إال تشبیھ المحللة بالمحرمة " وإذا قال أنت علي كبطن أمي أو كفخذھا أو كفرجھا فھو مظاھر"

وكذا إذا شبھھا بمن ال یحل لھ النظر إلیھا على التأبید من "ق في عضو ال یجوز النظر إلیھ وھذا المعنى یتحقوكذلك إذا قال رأسك علي "ألنھن في التحریم المؤبد كاألم " محارمھ مثل أختھ أو عمتھ أو أمھ من الرضاعة

ن جمیع البدن ویثبت الحكم ألنھ یعبر بھا ع" كظھر أمي أو فرجك أو وجھك أو رقبتك أو نصفك أو ثلثك أو بدنك

.في الشائع ثم یتعدى كما بیناه في الطالق

ألن " فإن قال أردت الكرامة فھو كما قال"لینكشف حكمھ " ولو قال أنت علي مثل أمي أو كأمي یرجع إلى نیتھ"

بالعضو لكنھ ألنھ تشبیھ بجمیعھا وفیھ تشبیھ " وإن قال أردت الظھار فھو ظھار"التكریم بالتشبیھ فاش في الكالم

ألنھ تشبیھ باألم في الحرمة فكأنھ قال أنت " وإن قال أردت الطالق فھو طالق بائن"لیس بصریح فیفتقر إلى النیة

Page 14: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا الحتمال " وإن لم تكن لھ نیة فلیس بشيء"علي حرام ونوى الطالق

ارا ألن التشبیھ بعضو منھا لما كان ظھارا فالتشبیھ بجمیعھا الحمل على الكرامة وقال محمد رحمھ هللا یكون ظھ

أولى وإن عنى بھ التحریم ال غیر فعند

أبي یوسف رحمھ هللا ھو إیالء لیكون الثابت بھ أدنى الحرمتین وعند محمد رحمھ هللا -266-ص

.ظھار ألن كاف التشبیھ تختص بھ

ألنھ یحتمل الوجھین الظھار لمكان " طالقا فھو على ما نوى ولو قال أنت علي حرام كأمي ونوى ظھارا أو"

التشبیھ والطالق لمكان التحریم والتشبیھ تأكید لھ وإن لم تكن لھ نیة فعلى قول أبي یوسف رحمھ هللا إیالء وعلى

م وإن قال أنت علي حرام كظھر أمي ونوى بھ طالقا أو إیالء ل"قول محمد رحمھ هللا ظھار والوجھان بیناھما ألن التحریم یحتمل كل ذلك على ما بینا غیر أن " یكن إال ظھارا عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال ھو على ما نوى

عند محمد رحمھ هللا إذا نوى الطالق ال یكون ظھارا وعند أبي یوسف رحمھ هللا یكونان جمیعا وقد عرف في

.ل غیره ثم ھو محكم فیرد التحریم إلیھموضعھ وألبي حنیفة رحمھ هللا أنھ صریح في الظھار فال یحتم

م {: لقولھ تعالى" وال یكون الظھار إال من الزوجة حتى لو ظاھر من أمتھ لم یكن مظاھرا: "قال ائھ نس ن وألن }م

فإن تزوج "الحل في األمة تابع فال تلحق بالمنكوحة وألن الظھار منقول عن الطالق وال طالق في المملوكة

ألنھ صادق في التشبیھ وقت المتصرف فلم یكن " ھا ثم ظاھر منھا ثم أجازت النكاح فالظھار باطلامرأة بغیر أمر

منكرا من القول والظھار لیس بحق من حقوقھ حتى یتوقف بخالف إعتاق المشتري من الغاصب ألنھ من حقوق

ھار إلیھن فصار كما إذا ألنھ أضاف الظ" ومن قال لنسائھ أنتن علي كظھر أمي كان مظاھرا منھن جمیعا"الملك

ألن الحرمة تثبت في حق كل واحدة والكفارة إلنھاء الحرمة فتتعدد " وعلیھ لكل واحدة كفارة"أضاف الطالق

.بتعددھا بخالف اإلیالء منھن ألن الكفارة فیھ لصیانة حرمة االسم ولم یتعدد ذكر االسم

فصل في الكفارة

" د فصیام شھرین متتابعین فإن لم یستطع فإطعام ستین مسكیناوكفارة الظھار عتق رقبة فإن لم یج: "قال

.للنص الوارد فیھ فإنھ یفید الكفارة على ھذا الترتیب

وھذا في اإلعتاق والصوم ظاھر للتنصیص علیھ وكذا في اإلطعام ألن الكفارة فیھ " وكل ذلك قبل المسیس: "قال

.طء حالالمنھیة للحرمة فال بد من تقدیمھا على الوطء لیكون الو

ألن اسم الرقبة ینطلق على " وتجزئ في العتق الرقبة الكافرة والمسلمة والذكر واألنثى والصغیر والكبیر: "قال

ھؤالء إذ ھي عبارة عن الذات المرقوق المملوك من كل وجھ

Page 15: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

رفھ والشافعي رحمھ هللا یخالفنا في الكافرة ویقول الكفارة حق هللا تعالى فال یجوز ص -267-ص

إلى عدو هللا كالزكاة ونحن نقول المنصوص علیھ إعتاق الرقبة وقد تحقق وقصده من اإلعتاق التمكن من الطاعة

ألن الفائت " وال تجزئ العمیاء وال المقطوعة الیدین أو الرجلین"ثم مقارفتھ المعصیة یحال بھ إلى سوء اختیاره

نع أما إذا اختلت المنفعة فھو غیر مانع حتى یجوز جنس المنفعة وھي البصر أو البطش أو المشي وھو الما

العوراء ومقطوعة إحدى الیدین وإحدى الرجلین من خالف ألنھ ما فات جنس المنفعة بل اختلت بخالف ما إذا

كانت مقطوعتین من جانب واحد حیث ال یجوز لفوات جنس منفعة المشي إذ ھو علیھ متعذر ویجوز األصم

روایة النوادر ألن الفائت جنس المنفعة إال أنا استحسنا الجواز ألن أصل المنفعة باق والقیاس أن ال یجوز وھو

وال یجوز "فإنھ إذا صیح علیھ سمع حتى لو كان بحال ال یسمع أصال بأن ولد أصم وھو األخرس ال یجزیھ

" ن الذي ال یعقلوال یجوز المجنو"ألن قوة البطش بھما فبفواتھما یفوت جنس المنفعة " مقطوع إبھامي الیدین

ألن االختالل غیر مانع " والذي یجن ویفیق یجزئھ"ألن االنتفاع بالجوارح ال یكون إال بالعقل فكان فائت المنافع

الستحقاقھما الحریة بجھة فكان الرق فیھما ناقصا وكذا المكاتب الذي أدى " وال یجزئ عتق المدبر وأم الولد"

أبي حنیفة رحمھ هللا أنھ یجزئھ لقیام الرق من كل وجھ ولھذا تقبل الكتابة بعض المال ألن إعتاقھ یكون ببدل وعن

االنفساخ بخالف أمومیة الولد والتدبیر ألنھما ال یحتمالن االنفساخ فإن أعتق مكاتبا لم یؤد شیئا جاز خالفا

كل وجھ على ما بینا للشافعي رحمھ هللا لھ أنھ استحق الحریة بجھة الكتابة فأشبھ المدبر ولنا أن الرق قائم من

ولقولھ علیھ الصالة والسالم المكاتب عبد ما بقي علیھ درھم والكتابة ال تنافیھ فإنھ فك الحجر بمنزلة اإلذن في

التجارة إال أنھ بعوض فیلزم من جانبھ ولو كان مانعا ینفسخ بمقتضى اإلعتاق إذ ھو یحتملھ إال أنھ تسلم لھ

.ق المحل بجھة الكتابة أو ألن الفسخ ضروري ال یظھر في حق الولد والكسباألكساب واألوالد ألن العتق في ح

وقال الشافعي رحمھ هللا ال یجوز وعلى ھذا الخالف " وإن اشترى أباه أو ابنھ ینوي بالشراء الكفارة جاز عنھا"

سر وضمن وإن أعتق نصف عبد مشترك وھو مو"كفارة الیمین والمسئلة تأتیك في كتاب األیمان إن شاء هللا

ألنھ یملك نصیب صاحبھ بالضمان فصار معتقا " قیمة باقیھ لم یجز عند أبي حنیفة رحمھ هللا ویجوز عندھما

كل العبد عن الكفارة وھو ملكھ بخالف ما إذا كان المعتق معسرا ألنھ وجب علیھ السعایة في نصیب الشریك

تقص على ملكھ ثم یتحول إلیھ بالضمان ومثلھ فیكون إعتاقا بعوض وألبي حنیفة رحمھ هللا أن نصیب صاحبھ ین

"وإن أعتق نصف عبده عن كفارتھ ثم أعتق باقیھ عنھا جاز"یمنع الكفارة

Page 16: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ أعتقھ بكالمین والنقصان متمكن على ملكھ بسبب اإلعتاق بجھة الكفارة ومثلھ -268-ص

قدم ألن النقصان تمكن على ملك الشریك غیر مانع كمن أضجع شاة لألضحیة فاصاب السكین عینھا بخالف ما ت

وھذا على أصل أبي حنیفة رحمھ هللا أما عندھما فاإلعتاق ال یتجزأ فإعتاق النصف إعتاق الكل فال یكون إعتاقا

" وإن أعتق نصف عبده عن كفارتھ ثم جامع التي ظاھر منھا ثم أعتق باقیھ لم یجز عند أبي حنیفة"بكالمین

یتجزأ عنده وشرط اإلعتاق أن یكون قبل المسیس بالنص وإعتاق النصف حصل بعده رحمھ هللا ألن اإلعتاق

.وعندھما إعتاق النصف إعتاق الكل فحصل الكل قبل المسیس

وإذا لم یجد المظاھر ما یعتق فكفارتھ صوم شھرین متتابعین لیس فیھما شھر رمضان وال یوم الفطر وال یوم "ع فألنھ منصوص علیھ وشھر رمضان ال یقع عن الظھار لما فیھ من إبطال ما أما التتاب" النحر وال أیام التشریق

فإن جامع التي ظاھر منھا في خالل "أوجبھ هللا والصوم في ھذه األیام منھي عنھ فال ینوب عن الواجب الكامل

ال وقال أبو یوسف رحمھ هللا" الشھرین لیال عامدا أو نھارا ناسیا استأنف الصوم عند أبي حنیفة ومحمد

یستأنف ألنھ ال یمنع التتابع إذ ال یفسد بھ الصوم وھو الشرط وإن كان تقدیمھ على المسیس شرطا ففیما ذھبنا إلیھ

تقدیم البعض وفیما قلتم تأخیر الكل عنھ ولھما أن الشرط في الصوم أن یكون قبل المسیس وأن یكون خالیا عنھ

لفوات التتابع " أفطر منھا یوما بعذر أو بغیر عذر استأنف وإن"ضرورة بالنص وھذا الشرط ینعدم بھ فیستأنف

.وھو قادر علیھ عادة

وإن أعتق "ألنھ ال ملك لھ فلم یكن من أھل التكفیر بالمال " وإن ظاھر العبد لم یجز في الكفارة إال الصوم"

.ألنھ لیس من أھل الملك فال یصیر مالكا بتملیكھ" المولى أو أطعم عنھ لم یجزه

ینا {: لقولھ تعالى" م یستطع المظاھر الصیام أطعم ستین مسكیناوإذا ل" ك س م ین ت س ام ع ط إ ف ع ط ت س ی م ل ن م }فلقولھ علیھ " ویطعم كل مسكین نصف صاع من بر أو صاعا من تمر أو شعیر أو قیمة ذلك] "4: المجادلة[

وألن المعتبر " مسكین نصف صاع من بر لكل"الصالة والسالم في حدیث أوس بن الصامت وسھل بن صخرك

.دفع حاجة الیوم لكل مسكین فیعتبر بصدقة الفطر وقولھ أو قیمة ذلك مذھبنا وقد ذكرناه في الزكاة

وإن أمر غیره أن "لحصول المقصود ال الجنس متحد " فإن أعطى منا من بر ومنوین من تمر أو شعیر جاز"

قراض معنى والفقیر قابض لھ أوال ثم لنفسھ فتحقق تملكھ ثم تملیكھ ألنھ است" یطعم عنھ من ظھاره ففعل أجزأه

فإن غداھم وعشاھم جاز قلیال كان ما أكلوا"

وقال الشافعي رحمھ هللا ال یجزئھ إال التملیك اعتبارا بالزكاة وصدقة الفطر " أو كثیرا -269-ص

أن المنصوص علیھ ھو اإلطعام وھو حقیقة في التمكین وھذا ألن التملیك أدفع للحاجة فال ینوب منابھ اإلباحة ولنا

.من الطعم وفي اإلباحة ذلك كما في التملیك

Page 17: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ولو كان فیمن عشاھم صبي فطیم ال "أما الواجب في الزكاة اإلیتاء وفي صدقة الفطر األداء وھما للتملیك حقیقة

ھ اإلستیفاء إلى الشبع وفي خبز الحنطة ال ألنھ ال یستوفى كامال وال بد من اإلدام في خبز الشعیر لیمكن" یجزئھ

ألن " وإن أطعم مسكینا واحدا ستین یوما أجزأه وإن أعطاه في یوم واحد لم یجزه إال عن یومھ"یشترط اإلدام

المقصود سد خلة المحتاج والحاجة تتجدد في كل یوم فالدفع إلیھ في الیوم الثاني كالدفع إلى غیره وھذا في اإلباحة

ف وأما التملیك من مسكین واحد في یوم واحد بدفعات فقد قیل ال یجزئھ وقد قیل یجزئھ ألن الحاجة من غیر خال

وإن قرب التي ظاھر "إلى التملیك تتجدد في یوم واحد بخالف ما إذا دفع بدفعة واحدة ألن التفریق واجب بالنص

كون قبل المسیس إال أنھ یمنع من ألنھ تعالى ما شرط في اإلطعام أن ی" منھا في خالل اإلطعام لم یستأنف

المسیس قبلھ ألنھ ربما یقدر على اإلعتاق أو الصوم فیقعان بعد المسیس والمنع لمعنى في غیره ال یعدم

وإذا أطعم عن ظھارین ستین مسكینا كل مسكین صاعا من بر لم یجزه إال عن واحد "المشروعیة في نفسھ

وقال محمد رحمھ هللا یجزئھ عنھما وإن أطعم ذلك عن إفطار منھما عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا

لھ أن بالمؤدى وفاء بھما والمصروف إلیھ محل لھما فیقع عنھما كما لو اختلف السبب أو " وظھار أجزأه عنھما

فرق في الدفع ولھما أن النیة في الجنس الواحد لغو وفي الجنسین معتبرة وإذا لغت النیة والمؤدى یصلح كفارة

واحدة ألن نصف الصاع أدنى المقادیر فیمنع النقصان دون الزیادة فیقع عنھا كما إذا نوى أصل الكفارة بخالف

ومن وجبت علیھ كفارتا ظھار فأعتق رقبتین ال "ما إذا فرق في الدفع ألنھ في الدفعة الثانیة في حكم مسكین آخر

أشھر أو أطعم مائة وعشرین مسكینا جاز ألن الجنس ینوي عن إحداھما بعینھا جاز عنھما وكذا إذا صام أربعة متحد فال حاجة إلى نیة معینة وإن أعتق عنھما رقبة واحدة أو صام شھرین كان لھ أن یجعل ذلك عن أیھما

".شاء وإن أعتق عن ظھار وقتل لم یجز عن واحد منھما

ھ هللا لھ أن یجعل ذلك عن أحدھما في ال یجزئھ عن أحدھما في الفصلین وقال الشافعي رحم: وقال زفر رحمھ هللا

الفصلین ألن الكفارات كلھا باعتبار اتحاد المقصود جنس واحد وجھ قول زفر رحمھ هللا أنھ أعتق عن كل ظھار

نصف العبد ولیس لھ أن یجعل عن أحدھما بعد ما أعتق عنھما لخروج األمر من یده ولنا أن نیة التعیین في

الجنس المتحد غیر

مفید فتلغو وفي الجنس المختلف مفید واختالف الجنس في الحكم وھو الكفارة ھھنا -270-ص

باختالف السبب نظیر األول إذا صام یوما في قضاء رمضان عن یومین یجزئھ عن قضاء یوم واحد ونظیر

.الثاني إذا كان علیھ صوم القضاء والنذر فإنھ ال بد فیھ من التمییز وهللا أعلم

باب اللعان

إذا قذف الرجل امرأتھ بالزنا وھما من أھل الشھادة والمرأة ممن یحد قاذفھا أو نفي نسب ولدھا وطالبتھ : "قال

Page 18: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

واألصل أن اللعان عندنا شھادات مؤكدات باألیمان مقرونة باللعن قائمة مقام حد " بموجب القذف فعلیھ اللعان

{: القذف في حقھ ومقام حد الزنا في حقھا لقولھ تعالى ھم و س ف ن أ ال إ اء ھد ش ھم ل ن ك ی م واالستثناء إنما ] 6: النور[ }ل

{ :یكون من الجنس وقال هللا تعالى ا ات ب اد ھ ش ع ب ر أ م ھ د ح أ ة ھاد ش نص على الشھادة والیمین فقلنا ] 6: النور[ }ف

ھ باللعن لو كان كاذبا وھو قائم مقام حد القذف وفي الركن ھو الشھادة المؤكدة بالیمین ثم قرن الركن في جانب

.جانبھا بالغضب وھو قائم مقام حد الزنا

إذا ثبت ھذا نقول ال بد أن یكونا من أھل الشھادة ألن الركن فیھ الشھادة وال بد أن تكون ھي ممن یحد قاذفھا ألنھ

نھ لما نفي ولدھا صار قاذفا لھا ظاھرا وال قائم في حقھ مقام حد القذف فال بد من إحصانھا ویجب بنفي الولد أل

یعتبر احتمال أن یكون الولد من غیره بالوطء من شبھة كما إذا نفى أجنبي نسبھ عن أبیھ المعروف وھذا ألن

األصل في النسب الفراش الصحیح والفاسد ملحق بھ فنفیھ عن الفراش الصحیح قذف حتى یظھر الملحق بھ

فإن امتنع منھ حبسھ الحاكم حتى یالعن أو یكذب "بد من طلبھا كسائر الحقوق ویشترط طلبھا ألنھ حقھا فال

ألنھ حق مستحق علیھ وھو قادر على إیفاتھ فیحبس بھ حتى یأتي بما ھو علیھ أو یكذب نفسھ لیرتفع " نفسھ

إن امتنعت ف"لما تلونا من النص إال انھ یبتدأ بالزوج ألنھ ھو المدعي " ولو العن وجب علیھا اللعان"السبب وإذا كان "ألنھ حق مستحق علیھا وھي قادرة على أیفائھ فتحبس فیھ " حبسھا الحاكم حتى تالعن أو تصدقھ

ألنھ تعذر اللعان لمعنى من جھتھ فیصار إلى " الزوج عبدا أو كافرا أو محدودا في قذف فقذف امرأتھ فعلیھ الحد

ین {: الموجب األصلي وھو الثابت بقولھ تعالى ذ ال ات و ن ص ح م ال ون م ر وإن "اآلیة واللعان خلف عنھ ] 4: النور[ }یبأن كانت صبیة أو " كان من أھل الشھادة وھي أمة أو كافرة أو محدودة في قذف أو كانت ممن ال یحد قاذفھا

لعان لمعنى النعدام أھلیة الشھادة وعدم اإلحصان في جانبھا وامتناع ال" فال حد علیھ وال لعان"مجنونة أو زانیة

.من جھتھا فیسقط الحد كما إذا صدقتھ

واألصل في ذلك قولھ علیھ الصالة والسالم أربعة ال لعان بینھم وبین أزواجھم -271-ص

الیھودیة والنصرانیة تحت المسلم والمملوكة تحت الحر والحرة تحت المملوك ولو كانا محدودین في قذف فعلیھ

وصفة اللعان أن یبتدئ القاضي بالزوج فیشھد أربع مرات "ن جھتھ إذ ھو لیس من أھلھ الحد ألن امتناع اللعان میقول في كل مرة أشھد با إني لمن الصادقین فیما رمیتھا بھ من الزنا ویقول في الخامسة لعنة هللا علیھ إن

أربع مرات تقول في كل مرة كان من الكاذبین فیما رماھا بھ من الزنا یشیر إلیھا في جمیع ذلك ثم تشھد المرأة

وتقول في الخامسة غضب هللا علیھا إن كان من الصادقین أشھد با إنھ لمن الكاذبین فیما رماني بھ من الزناواألصل فیھ ما تلوناه من النص وروى الحسن عن أبي حنیفة رحمھ هللا أنھ یأتي بلفظة " فیما رماني بھ من الزنا

من الزنا ألنھ أقطع لالحتمال وجھ ما ذكر في الكتاب أن لفظة المغایبة إذا انضمت المواجھة یقول فیما رمیتك بھ

.إلیھا اإلشارة انقطع االحتمال

Page 19: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وقال زفر تقع بتالعنھما ألنھ تثبت الحرمة المؤبدة " وإذا التعنا ال تقع الفرقة حتى یفرق القاضي بینھما: "قال

عروف فیلزمھ التسریح باإلحسان فإذا امتنع ناب القاضي منابھ بالحدیث ولنا أن ثبوت الحرمة یفوت اإلمساك بالم

دفعا للظلم دل علیھ قول ذلك المالعن عند النبي علیھ الصالة والسالم كذبت علیھا یا رسول هللا إن أمسكتھا فھي

القاضي ألن فعل " وتكون الفرقة تطلیقة بائنة عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا"طالق ثالثا قالھ بعد اللعان

عندھما وقال أبو یوسف رحمھ هللا ھو تحریم مؤبد لقولھ " وھو خاطب إذا أكذب نفسھ"انتسب إلیھ كما في العنین

نص على التأبید ولھما أن اإلكذاب رجوع والشھادة بعد " المتالعنان ال یجتمعان أبدا: "علیھ الصالة والسالم

ولو كان "لم یبق التالعن وال حكمھ بعد اإلكذاب فیجتمعان الرجوع ال حكم لھا وال یجتمعان ما داما متالعنین ووصورة اللعان أن یأمر الحاكم الرجل فیقول أشھد با إني " القذف بنفي الولد نفى القاضي نسبھ وألحقھ بأمھ

.لمن الصادقین فیما رمیتك بھ من نفي الولد وكذا في جانب المرأة

لما روي أن " ان األمرین ثم ینفي القاضي نسب الولد ویلحقھ بأمھولو قذفھا بالزنا ونفى الولد ذكر في اللع"

النبي علیھ الصالة والسالم نفى ولد امرأة ھالل بن أمیة عن ھالل وألحقھ بھا وألن المقصود من ھذا اللعان نفي

د الولد فیوفر علیھ مقصوده فیتضمنھ القضاء بالتفریق وعن أبي یوسف رحمھ هللا أن القاضي یفرق ویقول ق

" فإن عاد الزوج وأكذب نفسھ حده القاضي"ألزمتھ أمھ وأخرجتھ من نسب األب ألنھ ینفك عنھ فال بد من ذكره

وھذا عندھما ألنھ لما حد لم یبق أھال" وحل لھ أن یتزوجھا"إلقراره بوجوب الحد علیھ

لما بینا " حد بھوكذلك إن قذف غیرھا ف"للعان فارتفع حكمھ المنوط بھ وھو التحریم -272-ص

.النتفاء أھلیة اللعان من جانبھا وكذا إذا زنت فحدت

ألنھ ال یحد قاذفھا لو كان أجنبیا فكذا ال یالعن " وإذا قذف امرأتھ وھي صغیرة أو مجنونة فال لعان بینھما"

یتعلق بھ وقذف األخرس ال"لعدم أھلیة الشھادة " وكذا إذا كان الزوج صغیرا أو مجنونا"الزوج لقیامھ مقامھ

ألنھ یتعلق بالصریح كحد القذف وفیھ خالف الشافعي رحمھ هللا وھذا ألنھ ال یعرى عن الشبھة والحدود " اللعان

.تندرئ بھا

وھذا قول أبي حنیفة زفر رحمھما هللا ألنھ ال یتیقن بقیام " وإذا قال الزوج لیس حملك مني فال لعان بینھما"

ف ومحمد رحمھما هللا اللعان یجب بنفي الحمل إذا جاءت بھ ألقل من ستة الحمل فلم یصر قاذفا وقال أبو یوس

أشھر وھو معنى ما ذكر في األصل ألنا تیقنا بقیام الحمل عنده فیتحقق القذف قلنا إذا لم یكن قذفا في الحال یصیر

ن قال لھا زنیت فإ"كالمعلق بالشرط فیصیر كأنھ قال إن كان بك حمل فلیس مني والقذف ال یصح تعلیقھ بالشرط وقال الشافعي " ولم ینف القاضي الحمل"لوجود القذف حیث ذكر الزنا صریحا " وھذا الحمل من الزنا تالعنا

رحمھ هللا ینفیھ ألنھ علیھ الصالة والسالم نفى الولد عن ھالل وقد قذفھا حامال ولنا أن األحكام ال تترتب علیھ إال

.دیث محمول على أنھ عرف قیام الحبل بطریق الوحيبعد الوالدة لتمكن االحتمال قبلھ والح

Page 20: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وإذا نفى الرجل ولد امرأتھ عقیب الوالدة أو في الحالة التي تقبل التھنئة وتبتاع آلة الوالدة صح نفیھ والعن "

بھ وإن نفاه بعد ذلك العن ویثبت النسب ھذا عند أبي حنیفة وقال أبو یوسف ومحمد رحمھما هللا یصح نفیھ ألن النفي یصح في مدة قصیرة وال یصح في مدة طویلة ففصلنا بینھما بمدة النفاس ألنھ أثر " فاسفي مدة الن

الوالدة ولھ أنھ ال معنى للتقدیر ألن الزمان للتأمل وأحوال الناس فیھ مختلفة فاعتبرنا ما یدل علیھ وھو قبولھ

الوقت فھو ممتنع عن النفي ولو كان غائبا ولم التھنئة أو سكوتھ عند التھنئة أو ابتیاعھ متاع الوالدة أو مضي ذلك

.یعلم بالوالدة ثم قدم تعتبر المدة التي ذكرناھا على األصلین

ألنھما توأمان خلقا من ماء " وإذا ولدت ولدین في بطن واحد فنفى األول واعترف بالثاني یثبت نسبھما: "قال

لما ذكرنا " ف باألول ونفى الثاني یثبت نسبھماوإن اعتر"ألنھ أكذب نفسھ بدعوى الثاني " وحد الزوج"واحد

ألنھ قاذف بنفي الثاني ولم یرجع عنھ واإلقرار بالعفة سابق على القذف فصار كما إذا قال إنھا عفیفة ثم " والعن"

.قال ھي زانیة وفي ذلك التالعن كذا ھذا

باب العنین وغیره -273-ص

ھكذا روي " ة فإن وصل إلیھا فبھا وإال فرق بینھما إذا طلبت المرأة ذلكوإذا كان الزوج عنینا أجلھ الحاكم سن"

عن عمر وعلي وابن مسعود رضي هللا تعالى عنھم وألن الحق ثابت لھا في الوطء ویحتمل أن یكون االمتناع

ربعة لعلة معترضة ویحتمل آلفة أصلیة فال بد من مدة معرفة لذلك وقدرناھا بالسنة الشتمالھا على الفصول األ

فإذا مضت المدة ولم یصل إلیھا تبین أن العجز بآفة أصلیة ففات اإلمساك بالمعروف ووجب علیھ التسریح

وتلك الفرقة تطلیقة "باإلحسان فإذا امتنع ناب القاضي منابھ ففرق بینھما وال بد من طلبھا ألن التفریق حقھا

نفسھ وقال الشافعي رحمھ هللا ھو فسخ لكن النكاح ال ألن فعل القاضي أضیف إلى فعل الزوج فكأنھ طلقھا ب" بائنة

یقبل الفسخ عندنا وإنما تقع بائنة ألن المقصود وھو دفع الظلم عنھا ال یحصل إال بھا لو لم تكن بائنة تعود معلقة

لما بینا من قبل ھذا إذا" ویجب العدة"إن خلوة العنین صحیحة " ولھا كمال مھرھا إن كان خال بھا"بالمراجعة

.اقر الزوج أنھ لم یصل إلیھا

ألنھ ینكر استحقاق حق " ولو اختلف الزوج والمرأة في الوصول إلیھا فإن كانت ثیبا فالقول قولھ مع یمینھ"

ثم إن حلف بطل حقھا وإن نكل یؤجل سنة وإن كانت بكرا نظر إلیھا "الفرقة واألصل ھو السالمة في الجبلة

وإن قلن ھي ثیب یحلف الزوج فإن حلف ال حق لھا وإن نكل "ھور كذبھ لظ" النساء فإن قلن ھي بكر أجل سنة

والخصي یؤجل كما "ألنھ ال فائدة في التأجیل " یؤجل سنة وإن كان مجبوبا فرق بینھما في الحال إن طلبت .ألن وطأه مرجو" یؤجل العنین

ألن شھادتھن تأیدت " بكر خیرت وإذا أجل العنین سنة وقال قد جامعتھا وأنكرت نظر إلیھا النساء فإن قلن ھي"

.لتأیدھا بالنكول" وإن قلن ھي ثیب حلف الزوج فإن نكل خیرت"بمؤید وھي البكارة

Page 21: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

اختارت زوجھا لم یكن فإن"وقد ذكرناه " وإن حلف ال تخیر وإن كانت ثیبا في األصل فالقول قولھ مع یمینھ"

عتبر السنة القمریة ھو الصحیح ویحتسب بأیام ألنھا رضیت ببطالن حقھا وفي التأجیل ت" لھا بعد ذلك خیار

وإذا كان "الحیض وبشھر رمضان لوجود ذلك في السنة وال یحتسب بمرضھ ومرضھا ألن السنة قد تخلو عنھ

". بالزوجة عیب فال خیار للزوج

وھي الجذام، والبرص، والجنون،: ترد بالعیوب الخمسة: وقال الشافعي رحمھ هللا

تق والقرن ألنھا تمنع االستیفاء حسا أو طبعا والطبع مؤید بالشرع قال علیھ والر -274-ص

ولنا أن فوت االستیفاء أصال بالموت ال یوجب الفسخ فاختاللھ فر من المجذوم فرارك من األسدالصالة والسالم

.بھذه العیوب أولى وھذا األن االستیفاء من الثمرات والمستحق ھو التمكن وھو حاصل

ان بالزوج جنون أو برص أو جذام فال خیار لھا عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد وإذا ك"

دفعا للضرر عنھا كما في الجب والعنة بخالف جانبھ ألنھ متمكن من دفع الضرر بالطالق " رحمھ هللا لھا الخیار

الجب والعنة ألنھما یخالن بالمقصود ولھما أن األصل عدم الخیار لما فیھ من إبطال حق الزوج وإنما یثبت في

.المشروع لھ النكاح وھذه العیوب غیر مخلة بھ فافترقا وهللا أعلم بالصواب

باب العدة

وإذا طلق الرجل امرأتھ طالقا بائنا أو رجعیا أو وقعت الفرقة بینھما بغیر طالق وھي حرة ممن تحیض فعدتھا "

{ :لقولھ تعالى" ثالثة أقراء ق ل ط م ال وء و ر ق ة الث ث ن ھ س ف ن أ ب ن ص ب ر ت ی والفرقة إذا كانت بغیر ] 228: البقرة[ }ات

طالق فھي في معنى الطالق ألن العدة وجبت للتعرف عن براءة الرحم في الفرقة الطارئة على النكاح وھذا

.یتحقق فیھا واألقراء الحیض عندنا

یقة فیھما إذ ھو من األضداد كذا قالھ ابن السكیت وال ینتظمھما جملة وقال الشافعي رحمھ هللا األطھار واللفظ حق

لالشتراك والحمل على الحیض أولى إما عمال بلفظ الجمع ألنھ لو حمل على األطھار والطالق یوقع في طھر لم

" انوعدة األمة حیضت: "یبق جمعا أو ألنھ معرف لبراءة الرحم وھو المقصود أو لقولھ علیھ الصالة والسالم

{: لقولھ تعالى" وإن كانت ممن ال تحیض من صغر أو كبر فعدتھا ثالثة أشھر"فیلتحق بیانا بھ ن م ن ئس ئي ی الال و

م ائك نس ن م حیض م .اآلیة وكذا التي بلغت بالسن ولم تحض بآخر اآلیة] 4من اآلیة: الطالق[ }ال

{: الىلقولھ تع" وإن كانت حامال فعدتھا أن تضع حملھا" ھن ل م ح ن ع ض ی ن أ ھن ل ج أ ال م ح األ والت أ : الطالق[ }و

طالق األمة تطلیقتان وعدتھا "لقولھ علیھ الصالة والسالمك " وإن كانت أمة فعدتھا حیضتان] "4من اآلیة

نھ بقولھ وألن الرق منصف والحیضة ال تتجزأ فكملت فصارت حیضتین وإلیھ أشار عمر رضي هللا ع" حیضتان

Page 22: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ متجز فأمكن تنصیفھ عمال " وإن كانت ال تحیض فعدتھا شھر ونصف"لو استطعت لجعلتھا حیضة ونصفا

.بالرق

{: لقولھ تعالى" وعدة الحرة في الوفاة أربعة أشھر وعشر" -275-ص اجا و ز أ ون ر ذ ی و

ر ش ع و ھر ش أ ة ع ب ر أ ن ھ س ف ن أ ب ن بص ر ت ألن الرق منصف " وعدة األمة شھران وخمسة أیام] "234: البقرة[ }ا ی

{: إلطالق قولھ تعالى" وإن كانت حامال فعدتھا أن تضع حملھا" ھن ل م ح ن ع ض ی ن أ ھن ل ج أ ال م ح األ والت أ }و

القصرى نزلت بعد اآلیة وقال عبدهللا بن مسعود رضي هللا عنھ من شاء باھلتھ أن سورة النساء] 4: الطالق[

التي في سورة البقرة وقال عمر رضي هللا عنھ لو وضعت وزوجھا على سریره النقضت عدتھا وحل لھا أن

.تتزوج

وھذا عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا وقال أبو یوسف " وإذا ورثت المطلقة في المرض فعدتھا أبعد األجلین"

.لطالق بائنا أو ثالثارحمھ هللا ثالث حیض ومعناه إذا كان ا

أما إذا كان رجعیا فعلیھا عدة الوفاة باإلجماع ألبي یوسف رحمھ هللا أن النكاح قد انقطع قبل الموت بالطالق

ولزمتھا ثالث حیض وإنما تجب عدة الوفاة إذا زال النكاح في الوفاة إال أنھ بقي في حق اإلرث ال في حق تغیر

اق من كل وجھ ولھما أنھ لما بقي في حق اإلرث یجعل باقیا في حق العدة العدة بخالف الرجعي ألن النكاح ب

احتیاطا فیجمع بینھما ولو قتل على ردتھ حتى ورثتھ امرأتھ فعدتھا على ھذا االختالف وقیل عدتھا بالحیض

فإذا "ر باإلجماع ألن النكاح حینئذ ا اعتبر باقیا إلى وقت الموت في حق اإلرث ألن المسلمة ال ترث من الكاف

وإن أعتقت "لقیام النكاح من كل وجھ " عتقت األمة في عدتھا من طالق رجعي انتقلت عدتھا إلى عدة الحرائر

وإن "إلى عدة الحرائر لزوال النكاح بالبینونة أو الموت " وھي مبتوتة أو متوفى عنھا زوجھا لم تنتقل عدتھا

" ن عدتھا وعلیھا أن تستأنف العدة بالحیضكانت آیسة فاعتدت بالشھور ثم رأت الدم انتقض ما مضى م

ومعناه إذا رأت الدم على العادة ألن عودھا یبطل اإلیاس ھو الصحیح فظھر أنھ لم یكن خلفا وھذا ألن شرط

.الخلفیة تحقق الیأس وذلك باستدامة العجز إلى الممات كالفدیة في حق الشیخ الفاني

والمنكوحة نكاحا فاسدا "زا عن الجمع بین البدل والمبدل تحر" ولو حاضت حیضتین ثم أیست تعتد بالشھور"ألنھا للتعرف عن براءة الرحم ال لقضاء حق النكاح " والموطوءة بشبھة عدتھما الحیض في الفرقة والموت

.والحیض ھو المعرف

نھا تجب أل" وإذا مات مولى أم الولد عنھا أو أعتقھا بعدتھا ثالث حیض وقال الشافعي رحمھ هللا حیضة واحدة"

بزوال ملك الیمین فشابھت االستبراء ولنا أنھا وجبت بزوال الفراش فأشبھ عدة النكاح ثم إمامنا فیھ عمر رضي

هللا عنھ فإنھ قال عدة أم الولد ثالث

Page 23: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.كما في النكاح" ولو كانت ممن ال تحیض فعدتھا ثالثة أشھر"حیض -276-ص

وھذا عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا وقال " فعدتھا أن تضع حملھا وإذا مات الصغیر عن امرأتھ وبھا حبل"

أبو یوسف رحمھ هللا عدتھا أربعة أشھر وعشر وھو قول الشافعي رحمھ هللا ألن الحمل لیس بثابت النسب منھ

ن {: فصار كالحادث بعد الموت ولھما إطالق قولھ تعالى ع ض ی ن أ ھن ل ج أ ال م ح األ والت أ و ھن ل م ] 4: الطالق[ }ح

وألنھا مقدرة بمدة وضع الحمل في أوالت األحمال قصرت المدة أو طالت ال للتعرف عن فراغ الرحم لشرعھا

باألشھر مع وجود األقراء لكن لقضاء حق النكاح وھذا المعنى یتحقق في الصبي وإن لم یكن الحمل منھ بخالف

فال تتغیر بحدوث الحمل وفیما نحن فیھ كما وجبت وجبت مقدرة بمدة الحمل الحادث ألنھ وجبت العدة بالشھور

الحمل فافترقا وال یلزم امرأة الكبیر إذا حدث لھا الحبل بعد الموت ألن النسب یثبت منھ فكان كالقائم عند الموت

وم مقامھ في ألن الصبي ال ماء لھ فال یتصور منھ العلوق والنكاح یق" وال یثبت نسب الولد في الوجھین"حكما

.موضع التصور

ألن العدة مقدرة بثالث " وإذا طلق الرجل امرأتھ في حالة الحیض لم تعتد بالحیضة التي وقع فیھا الطالق"

.حیض كوامل فال ینقص عنھا

وإذا وطئت المعتدة بشبھة فعلیھا عدة أخرى وتداخلت العدتان ویكون ما تراه المرأة من الحیض محتسبا "وھذا عندنا وقال الشافعي " ا انقضت العدة األولى ولم تكمل الثانیة فعلیھا تمام العدة الثانیةمنھما جمیعا وإذ

رحمھ هللا ال تتداخالن ألن المقصود ھو العبادة فإنھا عبادة كف عن التزوج والخروج فال تتداخالن كالصومین

تتداخالن ومعنى العبادة تابع أال في یوم واحد ولنا أن المقصود التعرف عن فراغ الرحم وقد حصل بالواحدة ف

.ترى أنھا تنقضي بدون علمھا ومع تركھا الكف

تحقیقا للتداخل بقدر " والمعتدة عن وفاة إذا وطئت بشبھة تعتد بالشھور وتحتسب بما تراه من الحیض فیھا"

ق أو الوفاة حتى وإبتداء العدة في الطالق عقیب الطالق وفي الوفاة عقیب الوفاة فإن لم تعلم بالطال"اإلمكان

ألن سبب وجوب العدة الطالق أو الوفاة فیعتبر ابتداؤھا من وقت وجود " مضت مدة العدة فقد انقضت عدتھا

والعدة في "السبب ومشایخنا رحمھم هللا یفتون في الطالق أن ابتداءھا من وقت اإلقرار نفیا لتھمة ا لمواضعة

وقال زفر رحمھ هللا من آخر الوطآت ألن الوطء " ى ترك وطئھاالنكاح الفاسد عقیب التفریق أو عزم الواطئ عل

ھو السبب الموجب ولنا أن كل وطء وجد في العقد الفاسد یجري

Page 24: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

مجرى الوطأة الواحدة الستناد الكل إلى حكم عقد واحد ولھذا یكتفى في الكل بمھر -277-ص

غیره وألن التمكن على وجھ الشبھة أقیم مقام حقیقة واحد فقبل المتاركة أو العزم ال تثبت العدة مع جواز وجود

.الوطء لخفائھ ومساس الحاجة إلى معرفة ا لحكم في حق غیره

ألنھا أمینة في ذلك وقد اتھمت " وإذا قالت المعتدة انقضت عدتي وكذبھا الزوج كان القول قولھا مع الیمین"

.بالكذب فتحلف كالمودع

ئنا ثم تزوجھا في عدتھا وطلقھا قبل الدخول بھا فعلیھ مھر كامل وعلیھا عدة وإذا طلق الرجل امرأتھ طالقا با"

مستقبلة وھذا عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا علیھ نصف المھر وعلیھا إتمام األولى إنما ألن ھذا طالق قبل المسیس فال یوجب كمال المھر وال استئناف العدة وإكمال العدة" العدة األولى

یجب بالطالق األول إال أنھ لم یظھر حال التزوج الثاني فإذا ارتفع بالطالق الثاني ظھر حكمھ كما لو اشترى أم

ولده ثم أعتقھا ولھما أنھا مقبوضة في یده حقیقة بالوطأة األولى وبقي أثره وھو العدة فإذا جدد النكاح وھي

ي ھذا النكاح كالغاصب یشتري المغصوب الذي في یده یصیر مقبوضة ناب ذلك القبض عن القبض المستحق ف

.قابضا بمجرد العقد فوضح بھذا أنھ طالق بعد الدخول

.ال عدة علیھا أصال ألن األولى قد سقطت بالتزوج فال تعود والثانیة لم تجب وجوابھ ما قلنا: وقال زفر رحمھ هللا

ت الحربیة إلینا مسلمة فإن تزوجت جاز إال أن تكون وإذا طلق الذمي الذمیة فال عدة علیھا وكذا إذا خرج"أما الذمیة فاالختالف فیھا نظیر " حامال وھذا كلھ عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال علیھا وعلى الذمیة العدة

االختالف في نكاحھم محارمھم وقد بیناه في كتاب النكاح وقول أبي حنیفة رحمھ هللا فیما إذا كان معتقدھم أنھ ال

.ة علیھاعد

وأما المھاجرة فوجھ قولھما إن الفرقة لو وقعت بسبب آخر وجبت العدة فكذا بسبب التباین بخالف ما إذا ھاجر

{: الرجل وتركھا لعدم التبلیغ ولھ قولھ تعالى ن وھ ح ك ن ت ن أ م ك ی ل اح ع ن ال ج وألن العدة حیث ] 10: الممتحنة[ }و

ربي ملحق بالجماد حتى كان محال للتملك إال أن تكون حامال ألن في بطنھا وجبت كان فیھا حق بني آدم والح

.ولدا ثابت النسب وعن أبي حنیفة رحمھ هللا أنھ یجوز نكاحھا وال یطؤھا كالحبلى من الزنا واألول أصح

فصل -278-ص

المتوفى عنھا زوجھا فلقولھ علیھ أما " وعلى المبتوتة والمتوفى عنھا زوجھا إذا كانت بالغة مسلمة الحداد: "قال

ال یحل المرأة تؤمن با والیوم اآلخر أن تحد على میت فوق ثالثة أیام إال على زوجھا أربعة "الصالة والسالم

وأما المبتوتة فمذھبنا وقال الشافعي رحمھ هللا ال حداد علیھا ألنھ وجب إظھارا للتأسف على فوت " أشھر وعشرا

مماتھ وقد أوحشھا باإلبانة فال تأسف بفوتھ ولنا ما روي أن النبي علیھ الصالة والسالم زوج وفى بعھدھا إلى

Page 25: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وألنھ یجب إظھارا للتأسف على فوت نعمة النكاح الذي ھو " الحناء طیب"نھى المعتدة أن تختضب بالحناء وقال

.ا قبل اإلبانة ال بعدھاسبب لصونھا وكفایة مؤنھا واإلبانة أقطع لھا من الموت حتى كان لھا أن تغسلھ میت

تترك الطیب والزینة والكحل والدھن والمطیب وغیر المطیب إال من أن"ویقال اإلحداد وھما لغتان " والحداد"

".عذر وفي الجامع الصغیر إال من وجع

أحدھما ما ذكرناه من إظھار التأسف والثاني أن ھذه األشیاء دواعي الرغبة فیھا وھي : والمعنى فیھ وجھان

منوعة عن النكاح فتجتنبھا كیال تصیر ذریعة إلى الوقوع في المحرم وقد صح أن النبي علیھ الصالة والسالم لم م

یأذن للمعتدة في االكتحال والدھن ال یعرى عن نوع طیب وفیھ زینة الشعر ولھذا یمنع المحرم عنھ قال إال من

لدھن فخافت وجعا فإن كان ذلك أمرا ظاھرا یباح لھا عذر ألن فیھ ضرورة والمراد الدواء ال الزینة ولو اعتادت ا

وال "لما روینا " وال تختضب بالحناء"ألن الغالب كالواقع وكذا لبس الحریر إذا احتاجت إلیھ لعذر ال بأس بھ

.ألنھ یفوح منھ رائحة الطیب" تلبس ثوبا مصبوغا بعصفر وال بزعفران

ألن الخطاب موضوع عنھا " وال على صغیرة"حقوق الشرع ألنھا غیر مخاطبة ب" وال حداد على كافرة: "قال

ألنھا مخاطبة بحقوق هللا تعالى فیما لیس فیھ إبطال حق المولى بخالف المنع من الخروج " وعلى األمة اإلحداد"

.ألن فیھ إبطال حقھ وحق العبد مقدم لحاجتھ

ما فاتھا نعمة النكاح لتظھر التأسف ألنھا" ولیس في عدة أم الولد وال في عدة النكاح الفاسد إحداد: "قال

.واإلباحة أصل

ھ {: لقولھ تعالى" وال ینبغي أن تخطب المعتدة وال بأس بالتعریض في الخطبة" ب م ت ض ر ا ع فیم م ك ی ل ع اح ن ال ج و

اء س ة الن ب خط ن {إلى أن قال }م ن ك ل و

-279-ص إ ا ر س ن وھ د اع و وفا ال ت ر ع م ال و وا ق ول ق ت ن أ وقال علیھ الصالة ] 235: البقرة[ }ال

وقال ابن عباس رضي هللا عنھما التعریض أن یقول إني أرید أن أتزوج وعن سعید بن " السر النكاح"والسالم

.جبیر رضي هللا عنھ في القول المعروف إني فیك لراغب وإني أرید أن نجتمع

لرجعیة والمبتوتة الخروج من بیتھا لیال وال نھارا والمتوفى عنھا زوجھا تخرج نھارا وال یجوز للمطلقة ا" {: أما المطلقة فلقولھ تعالى" وبعض اللیل وال تبیت في غیر منزلھا ن أ ال إ ن ج ر خ ال ی و ن یوتھ ب ن م ن وھ ج ر خ ال ت

ة ن ی ب ة م احش ف ب تین أ .الفاحشة نفس الخروج وقیل الزنا ویخرجن إلقامة الحدقیل ] 1: الطالق[ }ی

وأما المتوفى عنھا زوجھا فألنھ ال نفقة لھا فتحتاج إلى الخروج نھارا لطلب المعاش وقد یمتد إلى أن یھجم اللیل

وال كذلك المطلقة ألن النفقة دارة علیھا من مال زوجھا حتى لو اختلعت على نفقة عدتھا قیل إنھا تخرج نھارا

.وقیل ال تخرج ألنھا أسقطت حقھا فال یبطل بھ حق علیھا

ال {لقولھ تعالى " توعلى المعتدة أن تعتد في المنزل الذي یضاف إلیھا بالسكنى حال وقوع الفرقة والمو"

Page 26: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ن وتھ ی ب ن م ن وھ ج ر خ ان والبیت المضاف إلیھا ھو البیت الذي تسكنھ ولھذا لو زارت أھلھا وطلقھا زوجھا ك} ت

اسكني في بیتك حتى یبلغ "علیھا أن تعود إلى منزلھا فتعتد فیھ وقال علیھ الصالة والسالم للتي قتل زوجھا

ألن ھذا انتقال " وإن كان نصیبھا من دار المیت ال یكفیھا فأخرجھا الورثة من نصیبھم انتقلت" "الكتاب أجلھ

متاعھا أو خافت سقوط المنزل أو كانت فیھا بأجر بعذر والعبادات تؤثر فیھا األعذار فصار كما إذا خافت على

ألنھ معترف " ثم إن وقعت الفرقة بطالق بائن أو ثالث ال بد من سترة بینھما ثم ال بأس بھ"وال تجد ما تؤدیھ

بالحرمة إال أن یكون فاسقا یخاف علیھا منھ فحینئذ تخرج ألنھ عذر وال تخرج عما انتقلت إلیھ واألولى أن یخرج

.ركھاھو ویت

وإن جعال بینھما امرأة ثقة تقدر على الحیلولة فحسن وإن ضاق علیھما المنزل فلتخرج واألولى خروجھ وإذا "

خرجت المرأة مع زوجھا إلى مكة فطلقھا ثالثا أو مات عنھا في غیر مصر فإن كان بینھا وبین مصرھا أقل من

إن كانت مسیرة ثالثة أیام إن و"بل ھو بناء ألنھ لیس بابتداء الخروج معنى" ثالثة أیام رجعت إلى مصرھا

معناه إذا كان إلى المقصد ثالثة أیام أیضا،" شاءت رجعت وإن شاءت مضت سواء كان معھا ولي أو لم یكن

ألن المكث في ذلك المكان أخوف علیھا من الخروج إال أن الرجوع أولى لیكون -280-ص

یكون طلقھا أو مات عنھا زوجھا في مصر فإنھا ال تخرج حتى تعتد ثم إال أن: "االعتداد في منزل الزوج قال

وقال أبو یوسف ومحمد رحمھما هللا إن كان معھا "وھذا عند أبي حنیفة رحمھ هللا " تخرج إن كان لھا محرم لھما أن نفس الخروج مباح دفعا ألذى الغربة ووحشة الوحدة" محرم فال بأس بأن تخرج من المصر قبل أن تعتد

وھذا عذر وإنما الحرمة للسفر وقد ارتفعت بالمحرم ولھ أن العدة أمنع من الخروج من عدم المحرم فإن للمراة أن

تخرج إلى ما دون السفر بغیر محرم ولیس للمعتدة ذلك فلما حرم علیھا الخروج إلى السفر بغیر المحرم ففي

.العدة أولى

باب ثبوت النسب

طالق فتزوجھا فولدت ولدا لستة أشھر من یوم تزوجھا فھو ابنھ وعلیھ ومن قال إن تزوجت فالنة فھي"أما النسب فألنھا فراشھ ألنھا لما جاءت بالولد لستة أشھر من وقت النكاح فقد جاءت بھ ألقل منھا من " المھر

ل النكاح وقت الطالق فكان العلوق قبلھ في حالة النكاح والتصور ثابت بأن تزوجھا وھو یخالطھا فوافق اإلنزا

.والنسب یحتاط في إثباتھ وأما المھر فألنھ لما ثبت النسب منھ جعل واطئا حكما فتأكد المھر بھ

الحتمال العلوق " ویثبت نسب ولد المطلقة الرجعیة إذا جاءت بھ لسنتین أو أكثر مالم تقر بانقضاء عدتھا: "قال

قل من سنتین بانت من زوجھا بانقضاء العدة وإن جاءت بھ أل"في حالة العدة لجواز أنھا تكون ممتدة الطھر

لوجود العلوق في النكاح أو في العدة فال یصیر مراجعا ألنھ یحتمل العلوق قبل الطالق ویحتمل " وثبت نسبھ

Page 27: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألن العلوق بعد الطالق والظاھر " وإن جاءت بھ ألكثر من سنتین كانت رجعیة"بعده فال یصیر مراجعا بالشك

.ا منھا فیصیر بالوطء مراجعاأنھ منھ النتفاء الزن

ألنھ یحتمل أن یكون الولد قائما وقت الطالق فال " والمثبوتة یثبت نسب ولدھا إذا جاءت بھ ألقل من سنتین"

ألن " وإذا جاءت بھ لتمام سنتین من وقت الفرقة لم یثبت"یتیقن زوال الفراش قبل العلوق فیثبت النسب إحتیاطا

ألنھ لتزمھ ولھ وجھ بأن وطئھا بشبھة " إال أن یدعیھ"كون منھ ألن وطأھا حرام الحمل حادث بعد الطالق فال ی

فإن كانت المبتونة صغیرة یجامع مثلھا فجاءت بولد لتسعة أشھر لم یلزمھ حتى تأتي بھ ألقل من "في العدة

ألنھا " نتینتسعة أشھر عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا وقال أبو یوسف رحمھ هللا یثبت النسب منھ إلى س

معتدة یحتمل أن تكون حامال ولم تقر بانقضاء العدة فأشبھت الكبیرة، ولھما أن النقضاء

عدتھا جھة متعینة وھو األشھر فبمضیھا یحكم الشرع باالنقضاء وھو في الداللة فوق -281-ص

فكذلك الجواب عندھما وعنده إقرارھا ألنھ ال یحتمل الخالف واإلقرار یحتملھ وإن كانت مطلقة طالقا رجعیا

یثبت إلى سبعة وعشرین شھرا ألنھ یجعل واطئا في آخر العدة وھي الثالثة األشھر ثم تأتي بھ ألكثر مدة الحمل

وھو سنتان وإن كانت الصغیرة ادعت الحبل في العدة فالجواب فیھا وفي الكبیرة سواء ألن بإقرارھا یحكم

.ببلوغھا

وقال زفر رحمھ هللا إذا جاءت بھ بعد " ھا زوجھا ما بین الوفاة وبین السنتینویثبت نسب ولد المتوفى عن"

انقضاء عدة الوفاة لستة أشھر ال یثبت النسب ألن الشرع حكم بانقضاء عدتھا بالشھور لتعین الجھة فصار كما إذا

حمل بخالف أقرت باالنقضاء كما بینا في الصغیرة إال أنا نقول النقضاء عدتھا جھة أخرى وھو وضع ال

.الصغیرة ألن األصل فیھا عدم الحبل ألنھا لیست بمحل قبل البلوغ وفیھ شك

ألنھ ظھر كذبھا بیقین " وإذا اعترفت المعتدة بانقضاء عدتھا ثم جاءت بالولد ألقل من ستة أشھر یثبت نسبھ"

ال الحدوث بعده وھذا اللفظ ألنا لم نعلم ببطالن اإلقرار الحتم" وإن جاءت بھ لستة أشھر لم یثبت"فبطل اإلقرار

.بإطالقھ یتناول كل معتدة

وإذا ولدت المعتدة ولدا لم یثبت نسبھ عند أبي حنیفة رحمھ هللا إال أن یشھد بوالدتھا رجالن أو رجل وامرأتان "إال أن یكون ھناك حبل ظاھر أو اعتراف من قبل الزوج فیثبت النسب من غیر شھادة وقال أبو یوسف ومحمد

ألن الفراش قائم بقیام العدة وھو ملزم للنسب والحاجة إلى " هللا یثبت في الجمیع بشھادة امرأة واحدةرحمھما

تعیین الولد أنھ منھا فیتعین بشھادتھا كما في حال قیام النكاح وألبي حنیفة رحمھ هللا تنقضي بإقرارھا بوضع

فیشترط كمال الحجة بخالف ما إذا كان الحمل والمنقضي لیس بحجة فمست الحاجة إلى إثبات النسب ابتداء

فإن كانت معتدة "ظھرالحبل أو صدر االعتراف من الزوج ألن النسب ثابت قبل الوالدة والتعین یثبت بشھادتھا

وھذا في حق اإلرث " عن وفاة فصدقھا الورثة في الوالدة ولم یشھد على الوالدة أحد فھو ابنھ في قولھم جمیعا

Page 28: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

قبل فیھ تصدیقھم أما في حق النسب ھل یثبت في حق غیرھم قالوا إذا كانوا من أھل ظاھر ألنھ خالص حقھم فی

الشھادة یثبت لقیام الحجة ولھذا قیل تشترط لفظة الشھادة وقیل ال تشترط ألن الثبوت في حق غیرھم تبع للثبوت

.في حقھم بإقراراھم وما ثبت تبعا ال یراعى فیھ الشرائط

ألن العلوق سابق " ءت بولد ألقل من ستة أشھر منذ یوم تزوجھا لم یثبت نسبھوإذا تزوج الرجل امرأة فجا"

وإن جاءت بھ لستة أشھر فصاعدا یثبت"على النكاح فال یكون منھ

فإن جحد الوالدة "ألن الفراش قائم والمدة تامة " نسبھ اعترف بھ الزوج أو سكت -282-ص

ألن النسب یثبت بالفراش القائم واللعان " تى لو نفاه الزوج یالعنیثبت بشھادة امرأة واحدة تشھد بالوالدة ح

فإن ولدت ثم اختلفا فقال الزوج تزوجتك منذ "إنما یجب بالقذف ولیس من ضرورتھ وجود الولد فإنھ یصح بدونھ

ال من ألن الظاھر شاھد لھا فإنھا تلد ظاھرا من نكاح " أربعة وقالت ھي منذ ستة أشھر فالقول قولھا وھو ابنھ

.سفاح ولم یذكر االستحالف وھو على االختالف

وإن قال المرأتھ إذا ولدت ولدا فأنت طالق فشھدت امرأة على الوالدة لم تطلق عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقال "

شھادة النساء جائزة : "ألن شھادتھا حجة في ذلك قال علیھ الصالة والسالم" أبو یوسف ومحمد رحمھما هللا تطلق

.وألنھا لما قبلت في الوالدة تقبل فیما یبتنى علیھا وھو الطالق" ال یستطیع الرجال النظر إلیھفیما

وألبي حنیفة رحمھ هللا أنھا ادعت الحنث فال یثبت إال بحجة تامة وھذا ألن شھادتھن ضروریة في حق الوالدة

طلقت من غیر شھادة عند أبي حنیفة وإن كان الزوج قد أقر بالحبل "فال تظھر في حقا الطالق ألنھ ینفك عنھا

ألنھ ال بد من حجة لدعواھا الحنث وشھادتھا حجة فیھ على ما بینا " رحمھ هللا وعندھما تشترط شھادة القابلة

.ولھ أن اإلقرار بالحبل إقرار بما یفضي إلیھ وھو الوالدة وألنھ أقر بكونھا مؤتمنة فیقبل قولھا في رد األمانة

لقول عائشة رضي هللا عنھا الولد ال یبقى في البطن أكثر من سنتین ولو بطل " مل سنتانوأكثر مدة الح: "قال

را {: لقولھ تعالى" وأقلھ ستة أشھر"مغزل ھ ش ون الث ھ ث ال فص ھ و ل م ح ھ في { ثم قال] 15: االحقاف[ }و ال فص و

ن ی ام یقدر األكثر بأربع سنین والحجة علیھ ما رویناه فبقي للحمل ستة أشھر والشافعي رحمھ هللا] 14: لقمان[ }ع

.والظاھر أنھا قالتھ سماعا إذ العقل ال یھتدى إلیھ

" ومن تزوج أمة فطلقھا ثم اشتراھا فإن جاءت بولد ألقل من ستة أشھر منذ یوم اشتراھا لزمھ وإال لم یلزمھ"

ي الوجھ الثاني ولد المملوكة ألنھ یضاف ألنھ في الوجھ األول ولد المعتدة فإن العلوق سابق على الشراء وف

الحادث إلى أقرب وقتھ فال بد من دعوة وھذا إذا كان الطالق واحدا بائنا أو خلعا أو رجعیا أما إذا كان اثنتین

یثبت النسب إلى سنتین من وقت الطالق ألنھا حرمت علیھ حرمة غلیظة فال یضاف العلوق إال إلى ما قبلھ ألنھا

Page 29: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.ال تحل بالشراء

ومن قال ألمتھ إن كان في بطنك ولد فھو مني فشھدت على الوالدة امرأة فھي"

.أم ولده ألن الحاجة إلى تعیین الولد ویثبت ذلك بشھادة القابلة باإلجماع -283-ص

وادر وفي الن" ومن قال الغالم ھو ابني ثم مات فجاءت أم الغالم وقالت أنا امرأتھ فھي امرأتھ وھو ابنھ یرثانھ"

جعل ھذا جواب االستحسان والقیاس أن ال یكون لھا المیراث ألن النسب كما یثبت بالنكاح الصحیح یثبت بالنكاح

الفاسد وبالوطءعن شبھة وبملك الیمین فلم یكن قولھ إقرارا بالنكاح وجھ االستحسان أن المسألة فیما إذا كانت

ولو لم یعلم بأنھا حرة فقالت "ھو المتعین لذلك وضعا وعادة معروفة بالحریة وبكونھا أم الغالم والنكاح الصحیح

ألن ظھور الحریة باعتبار الدار حجة في دفع الرق ال في استحقاق المیراث " الورثة أنت أم ولد فال میراث لھا

. وهللا أعلم

باب الولد من أحق بھ

الت یا رسول هللا إن ابني ھذا كان بطني لما روى أن امرأة ق" وإذا وقعت الفرقة ین الزوجین فاألم أحق بالولد"

أنت أحق بھ : "لھ وعاء وحجري لھ حواء وثدیي لھ سقاء وزعم أبوه أنھ ینزعھ مني فقال علیھ الصالة والسالم

وألن األم أشفق وأقدر على الحضانة فكان الدفع إلیھا أنظر وإلیھ أشار الصدیق رضي هللا عنھ " مالم تتزوجي

شھد وعسل عندك یا عمر قالھ حین وقعت الفرقة بینھ وبین امرأتھ والصحابة حاضرون بقولھ ریقھا خیر لھ من

.متوافرون

فإن لم تكن لھ أم فأم "ألنھا عست تعجز عن الحضانة " وال تجبر األم علیھ"على ما نذكر " والنفقة على األب"

فإن لم تكن أم األم فأم األب أولى من "ألن ھذه الوالیة تستفاد من قبل األمھات " األم أولى من أم األب وإن بعدتفإن لم تكن لھ جدة "ألنھا من األمھات ولھذا تحرز میراثھن السدس وألنھا أوفر شفقة لألوالد " األخوات

ألنھن بنات األبوین ولھذا قدمن في المیراث وفي روایة الخالة أولى من " فاألخوات أولى من العمات والخاالت

{: وقیل في قولھ تعالى" الخالة والدة"ة والسالم األخت ألب لقولھ علیھ الصال ش ر ع ى ال ل ھ ع ی و ب أ ع ف ر : یوسف[ }و

ألن الحق " ثم األخت من األم ثم األخت من األب"ألنھا أشفق " وتقدم األخت ألب وأم"أنھا كانت خالتھ ] 100

معناه ترجیح " نزلن كما نزلنا األخواتوی"ترجیحا لقرابة األم " ثم الخاالت أولى من العمات"لھن من قبل األم

لما روینا وألن زوج " ثم العمات ینزلن كذلك وكل من تزوجت من ھؤالء یسقط حقھا"ذات قرابتین ثم قرابة األم

إال الجدة إذا كان زوجھا"األم إذا كان أجنبیا یعطیھ نزرا وینظر إلیھ شزرا فال نظر قال

Page 30: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

لقیام " وكذلك كل زوج ھو ذو رحم محرم منھ"بیھ فینظر لھ ألنھ قام مقام أ" الجد -284-ص

.الشفقة نظرا إلى القرابة القریبة

فإن لم تكن للصبي امرأة من أھلھ "ألن المانع قد زال " ومن سقط حقھا بالتزوج یعود إذا ارتفعت الزوجیة"

ب في موضعھ غیر أن ألن الوالیة لألقرب وقد عرف الترتی" فاختصم فیھ الرجال فأوالھم أقربھ تعصیبا

.الصغیرة ال تدفع إلى عصبة غیر محرم كمولى العتاقة وابن العم تحرزا عن الفتنة

واألم والجدة أحق بالغالم حتى یأكل وحده ویشرب وحده ویلبس وحده ویستنجي وحده وفي الجامع الصغیر "

ستغناء بالقدرة على والمعنى واحد ألن تمام اال" حتى یستغني فیأكل وحده ویشرب وحده ویلبس وحده

.االستنجاء

ووجھھ أنھ إذا استغنى یحتاج إلى التأدب والتخلق بآداب الرجال وأخالقم واألب أقدر على التأدیب والتثقیف

ألن " واألم والجدة أحق بالجاریة حتى تحیض"والخصاف رحمھ هللا قدر االستغناء بسبع سنین اعتبارا للغالب

آداب النساء والمرأة على ذلك أقدر وبعد البلوغ تحتاج إلى التحصین والحفظ بعد االستغناء تحتاج إلى معرفة

واألب فیھ أقوى وأھدى وعن محمد رحمھ هللا أنھا تدفع ألى األب إذا بلغت حد الشھوة لتحقق الحاجة إلى الصیانة

ألنھا ال تقدر "ومن سوى األم والجدة أحق بالجاریة حتى تبلغ حدا تشتھى وفي الجامع الصغیر حتى تستغنى"

.على استخدامھا ولھذا ال تؤاجراھا للخدمة فال یحصل المقصود بخالف األم والجدة لقدرتھما علیھ شرعا

ألنھما حرتان أو أن ثبوت الحق " واألمة إذا أعتقھا موالھا وأم الولد إذا أعتقت كالحرة في حق الولد: "قال

.حضانة باالشتغال بخدمة المولىلعجزھما عن ال" ولیس لھما قبل العتق حق في الولد"

للنظر قبل ذلك واحتمال الضرر بعده " والذمیة أحق بولدھا المسلم ما لم یعق األدیان أویخاف أن یألف الكفر"

وقال الشافعي رحمھ هللا لھما الخیار ألن النبي علیھ الصالة والسالم خیر ولنا أنھ " وال خیار للغالم والجاریة"

نده الدعة لتخلیتھ بینھ وبین اللعب فال یتحقق النظر وقد صح أن الصحابة رضي هللا لقصور عقلھ یختار من ع

فوفق الختیاره األنظر بدعائھ علیھ اللھم اھدهعنھم لم یخیروا وأما الحدیث فقلنا قد قال علیھ الصالة والسالم

.الصالة والسالم أو یحمل على ما إذا كان بالغا

فصل -285-ص

إال أن تخرج بھ "لما فیھ من اإلضرار باألب " المطلقة أن تخرج بولدھا من المصر فلیس لھا ذلك وإذا أرادت

.ألنھ التزم المقام فیھ عرفا وشرعا" إلى وطنھا وقد كان الزوج تزوجھا فیھ

صر ولھذا یصیر الحربي بھ ذمیا وإن أرادت الخروج إلى م" من تأھل ببلدة فھو منھم: "قال علیھ الصالة والسالم

غیر وطنھا وقد كان التزوج فیھ أشار في الكتاب إلى أنھ لیس لھا ذلك وھذه روایة كتاب الطالق وقد ذكر في

Page 31: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

الجامع الصغیر أن لھا ذلك ألن العقد متى وجد في مكان یوجب أحكامھ فیھ كما یوجب البیع التسلیم في مكانھ

الغربة لیس التزاما للمكث فیھ عرفا وھذا ومن جملة ذلك حق إمساك األوالد وجھ األول أن التزوج في دار

.أصح

أنھ ال بد من األمرین جمیعا الوطن ووجود النكاح وھذا كلھ إذا كان بین المصرین تفاوت أما إذا : والحاصل

تقاربا بحیث یمكن للوالد أن یطالع ولده ویبیت في بیتھ فال بأس بھ وكذا الجواب في القریتین ولو انتقلت من قریة

لى المصر ال بأس بھ ألن فیھ نظرا للصغیرحیث یتخلف بأخالق أھل المصر ولیس فیھ ضرر باألب المصر إ

.وفي عكسھ ضرر بالصغیر لتخلقھ بأخالق السواد فلیس لھا ذلك

باب النفقة

النفقة واجبة للزوجة على زوجھا مسلمة كانت أو كافرة إذا سلمت نفسھا إلى منزلھ فعلیھ نفقتھا : "قال

تھ {: واألصل في ذلك قولھ تعالى" كناھاوكسوتھا وس ع س ن ة م ع و س ذ فق ن : وقولھ تعالى] 7من اآلیة: الطالق[} لی

وف { ر ع م ال ب ھن ت و س ك و ھن ق ز ھ ر ل ود ل و م ى ال ل ع وقولھ علیھ الصالة والسالم في حدیث حجة ] 233: البقرة[ }و

وألن النفقة جزاء االحتباس وكل من كان محبوسا بحق " وتھن بالمعروفولھن علیكم رزقھن وكس: "الوداع

مقصود لغیره كانت نفقتھ علیھ أصلھ القاضي والعامل في الصدقات وھذه الدالئل ال فصل فیھا فتستوي فیھا

قال العبد الضعیف وھذا اختیار الخصاف وعلیھ الفتوى " ویعتبر في ذلك حالھما جمیعا"المسلمة والكافرة

فسیره أنھما إذا كانا موسرین تجب نفقة الیسار وإن كانا معسرین فنفقة اإلعسار وإن كانت معسرة والزوج وت

موسرا فنفقتھا دون نفقة الموسرات وفوق نفقة المعسرات وقال الكرخي رحمھ هللا یعتبر حال الزوج وھو قول

ع {: الشافعي رحمھ هللا لقولھ تعالى س ن ة م ع و س ذ فق ن ].7: الطالق[ }تھ لی

خذي من مال زوجك : "وجھ األول قولھ علیھ الصالة والسالم لھند امرأة أبي سفیان -286-ص

اعتبر حالھا وھو الفقھ فإن النفقة تجب بطریق الكفایة والفقیرة ال تفتقر إلى كفایة " ما یكفیك وولدك بالمعروف

.الموسرات فال معنى للزیادة

ول بموجبھ أنھ یخاطب بقدر وسعھ والباقي دین في ذمتھ ومعنى قولھ بالمعروف الوسط وھو وأما النص فنحن نق

الواجب وبھ یتبین أنھ ال معنى للتقدیر كما ذھب إلیھ الشافعي رحمھ هللا أنھ على الموسر مدان وعلى المعسر مد

عت من تسلیم نفسھا حتى وإن امتن"وعلى المتوسط مد ونصف مد ألن ما یوجب كفایة ال یتقدر شرعا في نفسھ وإن نشزت ال "ألنھ منع بحق فكان فوت االحتباس بمعنى من قبلھ فیجعل كال فائت " یعطیھا مھرھا فلھا النفقة

ألن فوت االحتباس منھا وإذا عادت جاء االحتباس قائم والزوج یقدر على الوطء " نفقة لھا حتى تعود إلى منزلھ

ألن امتناع االستمتاع لمعنى فیھا واالحتباس الموجب ما " فال نفقة لھا وإن كانت صغیرة ال یستمتع بھا"كرھا

Page 32: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.یكون وسیلة إلى مقصود مستحق بالنكاح ولم یوجد بخالف المریضة على ما نبین

وقال الشافعي رحمھ هللا لھا النفقة ألنھا عوض عن الملك عنده كما في المملوكة بملك الیمین ولنا أن المھر

وإن كان الزوج صغیرا ال یقدر "جتمع العوضان عن معوض واحد فلھا المھر دون النفقة عوض عن الملك وال ی

ألن التسلیم قد تحقق منھا وإنما العجز من قبلھ فصار كالمجبوب " على الوطء وھي كبیرة فلھا النفقة من مالھ

.والعنین

وإن لم یكن منھا بأن كانت عاجزة ألن فوت االحتباس منھا بالمماطلة" وإذا حبست المرأة في دین فال نفقة لھا"

.فلیس منھ وكذا إذا غصبھا رجل كرھا فذھب بھا

وعن أبي یوسف أن لھا النفقة والفتوى على األول ألن فوت االحتباس لیس منھ لیجعل باقیا تقدیرا وكذا إذا حجت

فرض عذر ولكن تجب مع محرم ألن فوت االحتباس منھا وعن أبي یوسف رحمھ هللا أن لھا النفقة ألن إقامة ال

عیھ نفقة الحضر دون السفرألنھا ھي المستحقة علیھ ولو سافر معھا الزوج تجب النفقة باالتفاق ألن اإلحتباس

.قائم لقیامھ علیھا وتجب نفقة الحضر دون السفر وال یجب الكراء لما قلنا

ضا یمنع من الجماع لفوت والقیاس أن ال نفقة لھا إذا كان مر" وإن مرضت في منزل الزوج فلھا النفقة"

االحتباس لالستمتاع وجھ االستحسان أن االحتباس قائم فإنھ یستأنس بھا ویمسھا وتحفظ البیت والمانع یعارض

فأشبھ الحیض وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھا إذا

سلمت نفسھا ثم مرضت بجب النفقة لتحقق التسلیم ولو مرضت ثم سلمت ال تجب -287-ص

.سلیم لم یصح قالوا ھذا حسن وفي لفظ الكتاب ما یشیر إلیھألن الت

والمراد بھذا بیان نفقة الخادم ولھذا ذكر في " وتفرض على الزوج النفقة إذا كان موسرا ونفقة خادمھا: "قال

بعض النسخ وتفرض على الزوج إذا كان موسرا نفقة خادمھا ووجھھ أن كفایتھا واجبة علیھ وھذا من تمامھا إذ

.بد لھا منھال

وھذا عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا وقال أبو یوسف رحمھ هللا " وال تفرض ألكثر من نفقة خادم واحد"

تفرض لخادمین ألنھا تحتاج إلى أحدھما لمصالح الداخل وإلى اآلخر لمصالح الخارج ولھما أن الواحد یقوم

نفسھ كان كافیا فكذا إذا أقام الواحد مقام نفسھ وقالوا إن باألمرین فال ضرورة إلى اثنین وألنھ لو تولى كفایتھا ب

الزوج الموسر یلزمھ من نفقة الخادم ما یلزم المعسر من نفقة امرأتھ وھو أدنى الكفایة وقولھ في الكتاب إذا كان

صح موسرا إشارة إلى أنھ ال تجب نفقة الخادم عند إعساره وھو روایة الحسن عن أبي حنیفة رحمھ هللا وھو األ

.خالفا لما قالھ محمد رحمھ هللا ألن الواجب على المعسر أدنى الكفایة وھي قد تكتفي بخدمة نفسھا

وقال الشافعي رحمھ هللا یفرق ألنھ عجز " ومن أعسر بنفقة امرأتھ لم یفرق بینھما ویقال لھا استدیني علیھ"

والعنة بل أولى ألن الحاجة إلى النفقة عن اإلمساك بالمعروف فینوب القاضي منابھ في التفریق كما في الجب

Page 33: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

أقوى ولنا أن حقھ یبطل وحقھا یتأخر واألول أقوى في الضرر وھذا ألن النفقة تصیر دینا بفرض القاضي

فتستوفى في الزمان الثاني وفوت المال وھو تابع في النكاح ال یلحق بما ھو المقصود وھو التناسل وفائدة األمر

یمكنھا إحالة الغریم على الزوج فأما إذا كانت االستدانة بغیر أمر القاضي كانت باالستدانة مع الفرض أن

.المطالبة علیھا دون الزوج

ألن النفقة تختلف بحسب " وإذا قضى القاضي لھا بنفقة اإلعسار ثم أیسر فخاصمتھ تمم لھا نفقة الموسر"

.فلھا المطالبة بتمام حقھاالیسار واإلعسار وما قضى بھ تقدیر لنفقة لم تجب فإذا تبدل حالھ

وإذا مضت مدة لم ینفق الزوج علیھا وطالبتھ بذلك فال شيء لھا إال أن یكون القاضي فرض لھا النفقة أو "ألن النفقة صلة ولیست بعوض عندنا عل مامر " صالحت الزوج على مقدار نفقتھا فیقضي لھا بنفقة ما مضى

،من قبل فال یستحكم الوجوب فیھا إال بالقضاء

ال توجب الملك إال بمؤكد وھو القبض والصلح بمنزلة القضاء ألن والیتھ على نفسھ -288-ص

.أقوى من والیة القاضي بخالف المھر ألنھ عوض

وكذا إذا ماتت الزوجة ألن النفقة " وإن مات الزوج بعد ما قضي علیھ بالنفقة ومضى شھور سقطت النفقة"

ھبة تبطل بالموت قبل القبض وقال الشافعي رحمھ هللا تصیر دینا قبل القضاء صلة والصالت تسقط بالموت كال

.وال تسقط بالموت ألنھ عوض عنده فصار كسائر الدیون وجوابھ قد بیناه

ثم مات لم یسترجع منھا شيء وھذا عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما "أي عجلھا " وإن أسلفھا نفقة السنة"

وھو قول الشافعي رحمھ هللا وعلى " یحتسب لھا نفقة ما مضى وما بقي فھو للزوجهللا وقال محمد رحمھ هللا

ھذا الخالف الكسوة ألنھا استعجلت عوضا عما تستحقھ علیھ باالحتباس وقد بطل االستحقاق بالموت فیبطل

بعد العوض بقدره كرزق القاضي وعطاء المقاتلة ولھما أنھ صلة وقد اتصل بھ القبض وال رجوع في الصالت

الموت النتھاء حكمھا كما في الھبة ولھذا لو ھلكت من غیر استھالك ال یسترد شيء منھا باإلجماع وعن محمد

.رحمھ هللا أنھا إذا قبضت نفقة الشھر أو ما دونھ الیسترجع منھا شيء ألنھ یسیر فصار في حكم الحال

زوج بإذن المولى ألنھ دین وجب في ذمتھ ومعناه إذا ت" وإذا تزوج العبد حرة فنفقتھا دین علیھ یباع فیھا"

لوجود سببھ وقد ظھر وجوبھ في حق المولى فیتعلق برقبتھ كدین التجارة في العبد التاجر ولھ أن یفدى ألن حقھا

.في النفقة ال في عین الرقبة ولو مات العبد سقطت وكذا إذا قتل في الصحیح ألنھ صلة

" لھا وإن لم یبوئھا فال نفقة"ألنھ تحقق االحتباس " نزال فعلیھ النفقةوإن تزوج الحر أمة فبوأھا موالھا معھ م"

لعدم االحتباس والتبوئھ أن یخلي بینھا وبینھ في منزلھ وال یستخدمھا ولو استخدمھا بعد التبوئھ سقطت النفقة ألنھ

ر أن یستخدمھا ال فات االحتباس والتبوئھ غیر الزمة على ما مر في النكاح ولو خدمتھ الجاریة أحیانا من غی

.تسقط النفقة ألنھ لم یستخدمھا لیكون استردادا والمدبرة وأم الولد في ھذا كاألمة وهللا تعالى أعلم بالصواب

Page 34: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

فصل

ألن السكنى من كفایتھا فتجب " وعلى الزوج أن یسكنھا في دار مفردة لیس فیھا أحد من أھلھ إال أن تختار ذلك"

لى مقرونا بالنفقة وإذا أوجبلھا كالنفقة وقد أوجبھ هللا تعا

حقا لھا لیس لھ أن یشرك غیرھا فیھ ألنھا تتضرر بھ فإنھا ال تأمن على متاعھا -289-ص

وإن كان لھ ولد "ویمنعھا ذلك عن المعاشرة مع زوجھا ومن االستمتاع إال أن تختار ألنھا رضیت بانتقاص حقھا

ولو أسكنھا في بیت من الدار مفرد ولھ غلق كفاھا ألن المقصود قد لما بینا" من غیرھا فلیس لھ أن یسكنھ معھا

ألن المنزل ملكھ فلھ حق المنع من " ولھ أن یمنع والدیھا وولدھا من غیره وأھلھا من الدخول علیھا"حصل

لما فیھ من قطیعة الرحم ولیس لھ في " وال یمنعھم من النظر إلیھا وكالمھا في أي وقت اختاروا"دخول ملكھ

ذلك ضرر وقیل ال یمنعھم من الدخول والكالم وإنما یمنعھم من القرار والدوام إن الفتنة في اللباث وتطویل الكالم

وقیل ال یمنعھا من الخروج إلى الوالدین وال یمنعھما من الدخول علیھا في كل جمعة وفي غیرھما من المحارم

.التقدیر بسنة وھو الصحیح

ید رجل یعترف بھ وبالزوجیة فرض القاضي في ذلك المال نفقة زوجة الغائب وإذا غاب الرجل ولھ مال في"

ألنھ لما أقر بالزوجیة والودیعة فقد أقر أن حق " وولده الصغار ووالدیھ وكذا إذا علم القاضي ذلك ولم یعترف بھ

نفسھ ال سیما األخذ لھا ألن لھا أن تأخذ من مال الزوج حقھا من غیر رضاه وإقرار صاحب الید مقبول في حق

ھھنا فإنھ لو أنكر أحد األمرین ال تقبل بینة المرأة فیھ ألن المودع لیس بخصم في إثبات الزوجیة علیھ وال المرأة

خصم في إثبات حقوق الغائب فإذا ثبت في حقھ تعدى إلى الغائب وكذا إذا كان المال في یده مضاربھ وكذا

ن جنس حقھا دراھم أو دنانیر أو طعاما أو كسوة من جنس حقھا أما الجواب في الدین وھذا كلھ إذا كان المال م

إذا كان من خالف جنسھ ال تفرض النفقة فیھ ألنھ یحتاج إلى البیع وال یباع مال الغائب باالتفاق أما عند أبي

اضر حنیفة رحمھ هللا فألنھ ال یباع على الحاضر وكذا على الغائب وأما عندھما فألنھ إن كان یقضي على الح

.ألنھ یعرف امتناعھ ال یقضى على الغائب ألنھ ال یعرف امتناعھ

نظرا للغائب ألنھا ربما استوفت النفقة أو طلقھا الزوج وانقضت عدتھا فرق بین ھذا " ویأخذ منھا كفیال بھا: "قال

ھم الكفیل عند أبي وبین المیراث إذا قسم بین ورثة حضور البینة ولم یقولوا ال نعلم لھ وارثا آخر حیث ال یؤخذ من

حنیفة رحمھ هللا ألن ھناك المكفول لھ مجھول وھھنا معلوم وھو الزوج ویحلفھا با ما أعطاھا النفقة نظرا

.للغائب

ووجھ الفرق ھو أن نفقة ھؤالء واجبة قبل قضاء القاضي ولھذا " وال یقضى بنفقة في مال غائب إال لھؤالء: "قال

فكأن قضاء القاضي إعانة لھم أما غیرھم من المحارم فنفقتھم إنما تجب بالقضا كان لھم أن یأخذوا قبل القضاء

Page 35: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ مجتھد فیھ والقضاء على الغائب ال یجوز ولو لم یعلم القاضي بذلك ولم یكن مقرا بھ فأقامت البینة على

الزوجیة

ویأمرھا باالستدانة أو لم یخلف ماال فأقامت ألبینة لیفرض القاضي نفقتھا على الغائب -290-ص

.ال یقضى القاضي بذلك ألن في ذلك قضاء على الغائب

یقضى فیھ ألن فیھ نظرا لھا وال ضرر فیھ على الغائب فإنھ لو حضر وصدقھا فقد أخذت : وقا زفر رحمھ هللا

حقھا وإن جحد یحلف فإن نكل فقد صدق وإن أقامت بینة فقد ثبت حقھا وإن عجزت یضمن الكفیل أو المرأة

وعمل القضاة الیوم على ھذا أنھ یقضى بالنفقة على الغائب لحاجة الناس وھو مجتھد فیھ وفي ھذه المسألة أقاویل

.مرجوع عنھا فلم یذكرھا

فصل

وقال الشافعي رحمھ هللا ال نفقة " وإذا طلق الرجل امرأتھ فلھا النفقة والسكنى في عدتھا رجعیا كان أو بائنا"

حامال أما الرجعى فألن النكاح بعده قائم ال سیما عندنا فإنھ یحل لھ الوطء وأما البائن فوجھ للمبتوتة إال إذا كانت

قولھ ما روى عن فاطمة بنت قیس قالت طلقني زوجي ثالثا فلم یفرض لي رسول هللا علیھ الصالة والسالم سكنى

زوجھا النعدامھ بخالف ما إذا كانت وال نفقة وألنھ ال ملك لھ وھي مرتبة على الملك ولھذا ال تجب للمتوفي عنھا

{: حامال ألنا عرفناه بالنص وھو قولھ تعالى ن ھ ی ل وا ع فق ن أ ف ل م والت ح أ ن ك ن إ اآلیة ولنا ] 6من اآلیة: الطالق[} و

ة أن النفقة جزاءاحتباس على ما ذكرنا واالحتباس قائم في حق حكم مقصود بالنكاح وھو الولد إذ العدة واجب

لصیانة الولد فتجب النفقة ولھذا كان لھا السكنى باإلجماع وصار كما إذا كانت حامال وحدیث فاطمة بنت قیس

رده عمر رضي هللا عنھ فإنھ قال ال ندع كتاب ربنا وسنة نبینا بقول امرأة ال ندري صدقت أم كذبت حفظت أم

ورده " ثالث النفقة والسكنى ما دامت في العدةللمطلقة ال: "نسبت سمعت رسول هللا علیھ الصالة والسالم یقول

.أیضا زید بن ثابت رضي هللا عنھ وأسامة بن زید وجابر وعائشة رضي هللا عنھم

ألن احتباسھا لیس لحق الزوج بل لحق الشرع فإن التربص عبادة منھا أال ترى " وال نفقة للمتوفى عنھا زوجھا"

فیھ حتى ال یشترط فیھا الحیض فال تجب نفقتھا علیھ وألن النفقة أن معنى التعرف عن براءة الرحم لیس بمراعى

.تجب شیئا فشیئا وال ملك لھ بعد الموت فال یمكن إیجابھا في ملك الورثة

ألنھا صارت حابسة نفسھا " وكل فرقة جاءت من قبل المرأة بمعصیة مثل الردة وتقبیل ابن الزوج فال نفقة لھا"

اشزة بخالف المھر بعد الدخولبغیر حق فصارت كما إذا كانت ن

Page 36: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ وجد التسلیم في حق ا لمھر بالوطء وبخالف ما إذا جاءت الفرقة من قبلھا بغیر -291-ص

معصیة كخیار العتق وخیار البلوغ والتفریق لعدم الكفاءة ألنھا حبست نفسھا بحق وذلك ال یسقط النفقة كما إذا

.حبست نفسھا الستیفاء المھر

معناه " قھا ثالثا ثم ارتدت والعیاذ با سقطت نفقتھا وإن مكنت ابن زوجھا من نفسھا فلھا النفقةوإن طل"

مكنت بعد الطالق ألن الفرقة تثبت بالطلقات الثالث وال عمل فیھا للردة والتمكین إال أن المرتدة تحبس حتى

.تتوب وال نفقة للمحبوسة والممكنة ال تحبس فلھذا یقع الفرق

فصل

ى { :لقولھ تعالى" نفقة األوالد الصغار على األب ال یشاركھ فیھا أحد كما ال یشاركھ في نفقة الزوجةو" ل ع و

ھن ق ز ھ ر ل ود ل و م " وإن كان الصغیر رضیعا فلیس على أمھ أن ترضعھ"والمولود لھ ھو األب ] 233: البقرة[ }ال

فقة وألنھا عساھا ال تقدر علیھ لعذر بھا فال معنى للجبر علیھ لما بینا أن الكفایة على األب وأجرة الرضاع كالن

ا{: وقیل في تأویل قولھ تعالى ھ د ل و ب ة الد و ار ض بإلزامھا اإلرضاع مع كراھتھا وھذا الذي ] 233: البقرة[ }ال ت

على اإلرضاع ذكرنا بیان الحكم وذلك إذا كان یوجد من ترضعھ أما إذا كان ال توجد من ترضعھ تجبر األم

.صیانة للصبي عن الضیاع

أما استئجار األب فألن األجر علیھ وقولھ عندھا معناه إذا أرادت ذلك " ویستأجر األب من ترضعھ عندھا: "قال

ألن اإلرضاع مستحق علیھا دیانة " وإن استأجرھا وھي زوجتھ أو معتدتھ لترضع ولدھا لم یجز"ألن الحجر لھا

{ :قال هللا تعالى و ال و ھن الد و أ ن ع ض ر ی ات إال أنھا عذرت الحتمال عجزھا فإذا أقدمت علیھ ] 233: البقرة[ }الد

باألجر ظھرت قدرتھا فكان الفعل واجبا علیھا فال یجوز أخذ اآلجر علیھ وھذا في المعتدة عن طالق رجعي

جاز استئجارھا ألن النكاح قد زال وجھ روایة واحدة ألن النكاح قائم وكذا في المبتوتة في روایة وفي روایة أخر

.األولى أنھ باق في حق بعض األحكام

وإن انقضت "ألنھ غیر مستحق علیھا " ولو استأجرھا وھي منكوحتھ أو معتدتھ إلرضاع ابن لھ من غیرھا جاز"

ال األب ال فإن ق"ألن النكاح قد زال بالكلیة وصارت كاألجنبیة " جاز"یعني إلرضاع ولدھا " عدتھا فاستأجرھا

ألنھا أشفق فكان " أستأجرھا وجاء بغیرھا فرضیت األم بمثل أجر األجنبیة أو رضیت بغیر أجر كانت ھي أحق

دفعا للضرر عنھ وإلیھ اإلشارة بقولھ " وإن التمست زیادة لم یجبر الزوج علیھا"نظرا للصبي في الدفع إلیھا

:تعالى

Page 37: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

{ -292-ص و ب ة الد و ار ض ه ال ت د ل و ھ ب ل ود ل و ال م ا و ھ د أي بإلزامھ لھا أكثر من ] 233: البقرة[ }ل

.أجرة األجنبیة

كما تجب نفقة الزوجة على الزوج وإن خالفتھ في دینھ أما " ونفقة الصغیر واجبة على أبیھ وإن خالفھ في دینھ"

ة فألن السبب ھو العقد الصحیح فإنھ بإزاء الولد فإلطالق ما تلونا وألنھ جزؤه فیكون في معنى نفسھ وأما الزوج

االحتباس الثابت بھ وقد صح العقد بین المسلم والكافرة وترتب علیھ االحتباس فوجبت النفقة وفي جمیع ما ذكرنا

إنما تجب النفقة على األب إذا لم یكن للصغیر مال أما إذا كان فاألصل أن نفقة اإلنسان في مال نفسھ صغیرا كان

.أو كبیرا

فصل

أما األبوان فلقولھ " وعلى الرجل أن ینفق على أبویھ وأجداده وجدتھ إذا كانوا فقراء وإن خالفوه في دینھ"

وفا {: تعالى ر ع ا م ی ن ا في الد م ھ احب ص نزلت اآلیة في األبوین الكافرین ولیس من المعروف ] 15من اآلیة: لقمان[ }و

ا یموتان جوعا وأما األجداد والجدات فألنھم من اآلباء واألمھات ولھذا یقوم أن یعیش في نعم هللا تعالى ویتركھم

الجد مقام األب عند عدمھ وألنھم سببوا إلحیاءه فاستوجبوا علیھ اإلحیاء بمنزلة األبوین وشرط الفقر ألنھ لو كان

.لدین لما تلوناذا مال فإیجاب نفقتھ في مالھ أولى من إیجابھا في مال غیره وال یمنع ذلك باختالف ا

أما الزوجة فلما ذكرنا أنھا " وال تجب النفقة مع اختالف الدین للزوجة واألبوین واألجداد والولد وولد الولد"

واجبة لھا بالعقد الحتباسھا لحق لھ مقصود وھذا یتعلق باتحاد الملة وأما غیرھا فآلن الجزئیة ثابتة وجزء المرء

نفسھ لكفره ال یمتنع نفقة جزئھ إال أنھم إذا كانوا حربیین ال تجب نفقتھم على في معنى نفسھ فكما ال یمتنع نفقة

.المسلم وإن كانوا مستأمنین ألنا نھینا عن البر في حق من یقاتلنا في الدین

ألن النفقة متعلقة " وال تجب على النصراني نفقة أخیھ المسلم وكذا ال تجب على المسلم نفقة أخیھ النصراني"

نص بخالف العتق عند الملك ألنھ متعلق بالقرابة والمحرمیة بالحدیث وألن القرابة موجبة للصلة ومع باإلرث بال

االتفاق في الدین آكد ودوام ملك الیمین أعلى في القطیعة من حرمان النفقة فاعتبرنا في األعلى أصل العلة وفي

ألن لھما تأویال في مال الولد بالنص وال " ویھ أحدوال یشارك الولد في نفقة أب"األدنى العلة المؤكدة فلھذا افترقا

تأویل لھما في مال غیره وألنھ أقرب الناس إلیھما فكان أولى باستحقاق نفقتھما

علیھ وھي على الذكور واإلناث بالسویة في ظاھر الروایة وھو الصحیح آلن المعنى -293-ص

.یشملھما

را فقیرا أو كانت امرأة بالغة فقیرة أو كان ذكرا بالغا فقیرا زمنا أو والنفقة لكل ذي رحم محرم إذا كان صغی"

Page 38: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

: ألن الصلة في القرابة القریبة واجبة دون البعیدة والفاصل أن یكون ذا رحم محرم وقد قال هللا تعالى" أعمى

لك { ذ ل ث ث م ار و ى ال ل ع نھ وعلى الوارث ذي الرحم وفي قراءة عبد هللا ابن مسعود رضي هللا ع] 233: البقرة[ }و

المحرم مثل ذلك ثم ال بد من الحاجة والصغر واألنوثة والزمانة والعمى أمارة الحاجة لتحقق العجز فإن القادر

على الكسب غني بكسبھ بخالف األبوین ألنھ یلحقھما تعب الكسب والولد مأمور بدفع الضرر عنھما فتجب

.نفقتھما مع قدرتھما على الكسب

ألن التنصیص على الوارث تنبیھ على اعتبار المقدار وألن " جب ذلك على مقدار المیراث ویجبر علیھوی: "قال

.الغرم بالغنم والجبر إلیفاء حق مستحق

ألن المیراث " وتجب نفقة االبنة البالغة واالبن الزمن على أبویھ أثالثا على األب الثلثان وعلى األم الثلث: "قال

ال العبد الضعیف ھذا الذي ذكره روایة الخصاف والحسن رحمھ هللا وفي ظاھر الروایة لھما على ھذا المقدار ق

{: كل النفقة على األب لقولھ تعالى ھن ت و س ك و ھن ق ز ھ ر ل ود ل و م ى ال ل ع وصار كالولد الصغیر ] 233: البقرة[ }و

یة ومؤنة حتى وجبت علیھ صدقة فطره ووجھ الفرق على الروایة األولى أنھ اجتمعت لألب في الصغیر وال

فاختص بنفقتھ وال كذلك الكبیر النعدام الوالیة فیھ فتشاركھ األم وفي غیر الوالد یعتبر قدر المیراث حتى تكون

نفقة الصغیر على األم والجد أثالثا ونفقة األخ المعسر على األخوات المتفرقات الموسرات أخماسا على قدر

بر أھلیة اإلرث في الجملة ال إحرازه فإن المعسر إذا كان لھ خال وابن عم تكون نفقتھ على المیراث غیر أن المعت

وال "لبطالن أھلیة اإلرث وال بد من اعتباره " وال تجب نفقتھم مع اختالف الدین"خالھ ومیراثھ یحرزه ابن عمھ ف نفقة الزوجة وولده ألنھا تجب صلة وھو یستحقھا على غیره فكیف تستحق علیھ بخال" تجب على الفقیر

الصغیر ألنھ التزمھا باإلقدام على العقد إذا المصالح ال تنتظم دونھا وال یعمل في مثلھا اإلعسار ثم الیسار مقدر

بالنصاب فیما روي عن أبي یوسف وعن محمد رحمھ هللا أنھ قدره بما یفضل على نفقة نفسھ وعیالھ شھرا أو بما

ل یوم ألن المعتبر في حقوق العباد إنما ھو القدرة دون النصاب فإنھ للتیسیر یفضل على ذلك من كسبھ الدائم ك

.والفتوى على األول لكن النصاب نصاب حرمان الصدقة

.وقد بینا الوجھ فیھ" وإذا كان لالبن الغائب مال قضى فیھ بنفقة أبویھ" -294-ص

وفي " وإن باع العقار لم یجز"هللا وھذا استحسان عند أبي حنیفة رحمھ" وإذا باع أبوه متاعھ في نفقتھ جاز"

قولھما ال یجوز في ذلك كلھ وھو القیاس ألنھ ال والیة لھ النقطاعھا بالبلوغ ولھذا ال یملك في حال حضرتھ وال

یملك البیع في دین لھ سوى النفقة وكذا ال تملك األم في النفقة وألبي حنیفة رحمھ هللا أن لألب والیة الحفظ في

ال الغائب أال ترى أن للوصي ذلك فاألب أولى لوفور شفقتھ وبیع ا لمنقول من باب الحفظ وال كذلك العقار ألنھا م

محصنة بنفسھا وبخالف غیر األب من األقارب ألنھ ال والیة لھم أصال في التصرف حالة الصغر وال في الحفظ

فلھ االستیفاء منھ كما لو باع العقار والمنقول على بعد الكبر وإذا جاز بیع األب والثمن من جنس حقھ وھو النفقة

Page 39: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وإن كان لالبن الغائب مال في ید أبویھ "الصغیر جاز لكمال الوالیة ثم لھ أن یأخذ منھ بنفقتھ ألنھ من جنس حقھ

ن وإ"ألنھما استوفیا حقھما ألن نفقتھما واجبة قبل القضاء على ما مر وقد أخذا جنس الحق " وأنفقا منھ لم یضمناألنھ تصرف في مال الغیر بغیر والیة ألنھ " كان لھ مال في ید أجنبي فأنفق علیھما بغیر إذن القاضي ضمن

نائب في الحفظ ال غیر بخالف ما إذا أمره القاضي ألن أمره ملزم لعموم والیتھ وإذا ضمن ال یرجع على

.القابض ألنھ ملكھ بالضمان فظھر أنھ كان متبرعا بھ

ألن نفقة ھؤالء تجب كفایة " ي للولد والوالدین وذوي األرحام بالنفقة فمضت مدة سقطتوإذا قضى القاض"

للحاجة حتى ال تجب مع الیسار وقد حصلت بمضي المدة بخالف نفقة الزوجة إذا قضى بھا القاضي ألنھا تجب

.مع یسارھا فال تسقط بحصول االستغناء فیما مضى

ألن القاضي لھ والیة عامة فصار إذنھ كأمر الغائب فیصیر دینا في " لیھإال أن یأذن القاضي باالستدانة ع: "قال

.ذمتھ فال تسقط بمضي المدة وهللا تعالى أعلم بالصواب

فصل

إنھم إخوانكم جعلھم هللا : "لقولھ علیھ الصالة والسالم في الممالیك" وعلى المولى أن ینفق على أمتھ وعبده"

فإن امتنع وكان لھما كسب " "ون وألبسوھم مما تلبسون وال تعذبوا عباد هللاتعالى تحت أیدیكم أطعموھم مما تأكلبأن " وإن لم یكن لھما كسب"ألن فیھ نظرا للجانبین حتى یبقى المملوك حیا ویبقى في ملك المالك " اكتسبا وأنفقا

حقاق، وفي البیعألنھما من أھل االست" أجبر المولى على بیعھما"كان عبدا زمنا أو جاریة ال یؤاجر مثلھا

إیفاء حقھما وإیفاء حق المولى بالخلف بخالف نفقة الزوجة ألنھا تصیر دینا فكان -295-ص

تأخیرا على ما ذكرنا ونفقة المملوك ال تصیر دینا فكان إبطاال وبخالف سائر الحیوانات ألنھا لیست من أھل

بینھ وبین هللا تعالى ألنھ علیھ الصالة والسالم نھى عن االستحقاق فال یجبر على نفقتھا إال أنھ یؤمر بھ فیما

تعذیب الحیوان وفیھ ذلك ونھى عن إضاعة المال وفیھ إضاعتھ وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ یجبر واألصح ما

.قلنا وهللا أعلم

كتاب العتاق -296-ص

أعتق مؤمنا أعتق هللا بكل عضو منھ عضوا أیما مسلم : "اإلعتاق تصرف مندوب إلیھ قال علیھ الصالة والسالم"

.ولھذا استحبوا أن یعتق الرجل العبد والمرأة األمة لیتحقق مقابلة األعضاء باألعضاء"" منھ من النار

Page 40: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

شرط الحریة ألن العتق ال یصح إال في الملك " العتق یصح من الحر البالغ العاقل في ملكھ: "قال رضي هللا عنھ

غ ألن الصبي لیس من أھلھ لكونھ ضررا ظاھرا ولھذا ال یملكھ الولي علیھ والعقل ألن وال ملك للمملوك والبلو

المجنون لیس بأھل للتصرف ولھذا لو قال البالغ أعتقت وأنا صبي فالقول قولھ وكذا إذا قال المعتق أعتقت وأنا

لوك أملكھ فھو حر إذا مجنون وجنونھ كان ظاھرا لوجود اإلسناد إلى حالة منافیة وكذا لو قال الصبي كل مم

احتلمت ال یصح ألنھ لیس بأھل لقول ملزم وال بد أن یكون العبد في ملكھ حتى لو أعتق عبد غیره ال ینفذ عتقھ

".ال عتق فیما ال یملكھ ابن آدم: "لقولھ علیھ الصالة والسالم

تقتك فقد عتق نوى بھ العتق وإذا قال لعبده أو أمتھ أنت حر أو معتق أو عتیق أو محرر أو قد حررتك أو قد أع"ألن ھذه األلفاظ صریحة فیھ ألنھا مستعملة فیھ شرعا وعرفا فأغنى ذلك عن النیة والوضع وإن كان " أو لم ینو

.في اإلخبار فقد جعل إنشاء في التصرفات الشرعیة للحاجة كما في الطالق والبیع وغیرھما

ألنھ خالف " وال یدین قضاء"ألنھ یحتملھ " مل صدق دیانةولو قال عنیت بھ اإلخبار الباطل أو أنھ حر من الع"

ألنھ نداء بما ھو صریح في العتق وھو الستحضار المنادى بالوصف " ولو قال لھ یا حر یا عتیق یعتق"الظاھر

المذكور ھذا ھو حقیقتھ فیقتضى تحقق الوصف فیھ وأنھ یثبت من جھتھ فیقضى بثبوتھ تصدیقا لھ فیما أخبر

بعد إن شاء هللا تعالى إال إذا سماه حرا ثم ناداه یا حر ألن مراده اإلعالم باسم علمھ وھو ما لقبھ بھ وسنقرره من

ولو ناداه بالفارسیة یاآزاد وقد لقبھ بالحر قالوا یعتق وكذا عكسھ ألنھ لیس بنداء باسم علمھ فیعتبر إخبارا عن

قالوكذا لو قال رأسك حر أو جھك أو رقبتك أو بدنك أو "الوصف

وإن "ألن ھذه األلفاظ یعبر بھا عن جمیع البدن وقد مر في الطالق " ألمتھ فرجك حر -297-ص

وسیأتیك االختالف فیھ إن شاء هللا تعالى وإن أضافھ إلى جزء معین " أضافھ إلى جزء شائع یقع في ذلك الجزء

حمھ هللا والكالم فیھ كالكالم في الطالق وقد ال یعبر بھ عن الجملة كالید والرجل ال یقع عندنا خالفا للشافعي ر

.بیناه

ألنھ یحتمل أنھ أراد ال ملك لي علیك ألني " ولو قال ال ملك لي علیك ونوى بھ الحریة عتق وإن لم ینو لم یعتق"

وذلك مثل " وكذا كنایات العتق"بعتك ویحتمل ألن أعتقتك فال یتعین أحدھما مرادا إال بالنیة قال رضي هللا عنھ

قولھ خرجت من ملكي وال سبیل لي علیك وال رق لي علیك وقد خلیت سبیلك ألنھ یحتمل نفي السبیل والخروج

عن الملك وتخلیة السبیل بالبیع أو الكتابة كما یحتمل بالعتق فال بد من النیة وكذا قولھ ألمتھ قد أطلقنك ألنھ بمنزلة

بخالف قولھ طلقتك على ما نبین من بعد إن شاء هللا قولھ قد خلیت سبیلك وھو المروي عن أبي یوسف رحمھ هللا

.تعالى

ألن السلطان عبارة عن الید وسمى السلطان بھ لقیام یده وقد " ولو قال ال سلطان لي علیك ونوى العتق لم یعتق"

مولى على بقي الملك دون الید كما في المكاتب بخالف قولھ ال سبیل لي علیك ألن نفیھ مطلقا بانتفاء الملك ألن لل

Page 41: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.المكاتب سبیال فلھذا یحتمل العتق

ومعنى المسألة إذا كان یولد مثلھ لمثلھ فإن كان ال یولد مثلھ لمثلھ ذكره " ولو قال ھذا ابني وثبت على ذلك عتق"

بعد ھذا ثم إن لم یكن للعبد نسب معروف یثبت نسبھ منھ ألن والیة الدعوة بالملك ثابتة والعبد محتاج إلى النسب

ت نسبھ منھ وإذا ثبت عتق ألنھ یستند النسب إلى وقت العلوق وإن كان لھ نسب معروف ال یثبت نسبھ منھ فیثب

.للتعذر ویعتق إعماال للفظ في مجازه عند تعذر إعمالھ بحقیقتھ ووجھ المجاز نذكره من بعد إن شاء هللا تعالى

ى وإن كان ینتظم الناصر وابن العم والمواالة أما األول فألن اسم المول" ولو قال ھذا موالي أو یا موالي عتق"

في الدین واألعلى واألسفر في العتاقة إال أنھ تعین األسفل فصار كاسم خاص لھ وھذا ألن المولى ال یستنصر

بمملوكھ عادة وللعبد نسب معروف فانتفى األول والثاني والثالث نوع مجاز والكالم للحقیقة واإلضافة إلى العبد

معتقا فتعین المولى األسفل فالتحق بالصریح وكذا إذا قال ألمتھ ھذه موالتي لما بینا ولو قال عنیت بھ تنافي كونھ

المولى في الدین أو الكذب یصدق فیما بینھ وبین هللا تعالى وال یصدق في القضاء

وبالنداء لمخالفتھ الظاھر وأما الثاني فألنھ لما تعین األسفل مرادا التحق بالصریح -298-ص

باللفظ الصریح یعتق بأن قال یا حر یا عتیق فكذا النداء بھذا اللفظ وقال زفر رحمھ هللا ال یعتق في الثاني ألنھ

یقصد بھ اإلكرام بمنزلة قولھ یا سیدي یا مالكي قلنا الكالم لحقیقتھ وقد أمكن العمل بھ بخالف ما ذكره ألنھ لیس

.فیھ ما یختص بالعتق فكان إكراما محضا

ألن النداء إلعالم المنادي إال أنھ إذا كان بوصف یمكن إثباتھ من جھتھ كان " ولو قال یا ابني أو یا أخي لم یعتق"

لتحقیق ذلك الوصف في المنادى استحضارا لھ بالوصف المخصوص كما في قولھ یا حر على ما بیناه وإذا كان

د دون تحقیق الوصف فیھ لتعذره والبنوة ال یمكن النداء بوصف ال یمكن إثباتھ من جھتھ كان لإلعالم المجر

إثباتھا حالة النداء من جھتھ ألنھ لو انخلق من ماء غیره ال یكون ابنا لھ بھذا النداء فكان لمجرد اإلعالم ویروى

.عن أبي حنیفة رحمھ هللا شاذا أنھ یعتق فیھما واالعتماد على الظاھر

ألنھ تصغیر لالبن " وكذا إذا قال یا بني أو یا بنیة"أخبر فإنھ ابن أبیھ ألن األمر كما " ولو قال یا ابن ال یعتق"

وإن قال لغالم ال یولد مثلھ لمثلھ ھذا ابني عتق عند أبي حنیفة رحمھ "والبنت من غیر إضافة واألمر كما أخبر ولھ أعتقتك قبل أن أخلق وقاال ال یعتق وھو قول الشافعي رحمھ هللا لھم أنھ كالم محال الحقیقة فیرد ویلغو كق" هللا

أو قبل أن تخلق وألبي حنیفة رحمھ هللا أنھ كالم محال بحقیقتھ لكنھ صحیح بمجازه ألنھ إخبار عن حریتھ من

حین ملكھ وھذا ألن البنوة في المملوك سبب لحریتھ إما إجماعا أو صلة للقرابة وإطالق السبب وإرادة المسبب

مالزمة للبنوة في المملوك والمشابھة في وصف مالزم من طرق المجاز مستجاز في اللغة تجوزا وألن الحریة

على ما عرف فیحمل علیھ تحرزا عن اإللغاء بخالف ما استشھد بھ ألنھ ال وجھ لھ في المجاز فتعین اإللغاء وھذا

ھ وإن بخالف ما إذا قال لغیره قطعت یدك فأخرجھما صحیحتین حیث لم یجعل مجازا عن اإلقرار بالمال والتزام

Page 42: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

كان القطع سببا لوجوب المال ألن القطع خطأ سببا لوجوب مال مخصوص وھو األرش وھو یخالف مطلق المال

في الوصف حتى وجب على العاقلة في سنتین وال یمكن إثباتھ بدون القطع وما أمكن إثباتھ فالقطع لیس بسبب لھ

.أما الحریة فال تختلف ذاتا وحكما فأمكن جعلھ مجازا عنھ

ھذا أبي أو أمي ومثلھ ال یولد لمثلھما فھو على الخالف لما بینا ولو قال لصبي صغیر ھذا جدي قیل ھو : قال ولو

على الخالف وقیل ال یعتق باإلجماع ألن ھذا الكالم ال موجب لھ في الملك إال بواسطة وھو األب وھي غیر ثابتة

. لبنوة ألن لھما موجبا في الملك من غیر واسطةفي كالمھ فتعذر أن یجعل مجازا عن الموجب بخالف األبوة وا

ولو

قال ھذا أخي ال یعتق في ظاھر الروایة وعن أبي حنیفة رحمھ هللا أنھ یعتق ووجھ -299-ص

الروایتین ما بیناه ولو قال لعبده ھذا ابنتي فقد قیل على الخالف وقیل ھو باإلجماع ألن المشار إلیھ لیس من جنس

وإن قال ألمتھ أنت طالق أو بائن أو "الحكم بالمسمى وھو معدوم فال یعتبر وقد حققناه في النكاح المسمى فتعلق

وقال الشافعي رحمھ هللا تعتق إذا نوى وكذا على ھذا الخالف سائر ألفاظ " تخمري ونوى بھ العتق لم تعتق

ألن بین الملكین موافقة إذ كل واحد الصریح والكنایة على ما قال مشایخھم رحمھ هللا لھ أنھ نوى ما یحتملھ لفظھ

منھما ملك العین أما ملك الیمین فظاھر وكذا ملك النكاح في حكم ملك العین حتى كان التأبید من شرطھ والتأقیت

.مبطال لھ وعمل اللفظین في إسقاط ما ھو حقھ وھو الملك ولھذا یصح التعلیق فیھ بالشرط

مكلف ولھذا یصلح لفظھ العتق والتحریر كنایة عن الطالق فكذا عكسھ أما األحكام فتثبت لسبب سابق وھو كونھ

ولنا أنھ نوى ماال یحتملھ لفظھ ألن اإلعتاق لغة إثبات القوة والطالق رفع القید وھذا ألن العبد ألحق بالجمادات

المانع فتظھر القوة وباإلعتاق یحیا فیقدر وال كذلك المنكوحة فإنھا قادرة إال أن قید النكاح مانع وبالطالق یرتفع

وال خفاء أن األول أقوى وألن ملك الیمین فوق ملك النكاح فكان إسقاطھ أقوى واللفظ یصلح مجازا عما ھو دون

.حقیقتھ ال عما ھو فوقھ فلھذا امتنع في المتنازع فیھ وانساغ في عكسھ

المعاني عرفا فوقع الشك في ألن المثل یستعمل للمشاركة في بعض" وإذا قال لعبده أنت مثل الحر لم یعتق"

ولو "ألن االستثناء من النفي إثبات على وجھ التأكید كما في كلمة الشھادة " ولو قال ما أنت إال حر عتق"الحریة ألنھ إثبات الحریة فیھ إذ " ولو قال رأسك رأس حر عتق"ألنھ تشبیھ بحذف حرفھ " قال رأسك رأس حر ال یعتق

.الرأس یعبر بھ عن جمع البدن

فصل

وھذا اللفظ مروي عن النبي علیھ الصالة والسالم وقال علیھ الصالة " ومن ملك ذا رحم محرم منھ عتق علیھ"

واللفظ بعمومھ ینتظم كل قرابة مؤبدة بالمحرمیة والدا أو غیره " من ملك ذا رحم محرم منھ فھو حر: "والسالم

Page 43: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ن غیر مرضاة المالك ینفیھ القیاس أوال یقتضیھ واألخوة والشافعي رحمھ هللا یخالفنا في غیره لھ أن ثبوت العتق م

وما یضاھیھا نازلة عن قرابة الوالد فامتنع اإللحاق أو االستدالل بھ ولھذا امتنع التكاتب على المكاتب في

غیر الوالد ولم یمتنع فیھ ولنا ما روینا وألنھ ملك قریبھ قرابة مؤثرة في المحرمیة -300-ص

وھذا ھو المؤثر في األصل والوالد ملغي ألنھا ھي التي یفترض وصلھا ویحرم قطعھا حتى وجبت فیعتق علیھ

النفقة وحرم النكاح وال فرق بین ما إذا كان المالك مسلما أو كافرا في دار اإلسالم لعموم العلة والمكاتب إذا

على اإلعتاق واالفتراض عند القدرة اشترى أخاه ومن یجري مجراه ال یتكاتب علیھ ألنھ لیس لھ ملك تام یقدره

بخالف الوالد ألن العتق فیھ من مقاصد الكتابة فامتنع البیع فیعتق تحقیقا لمقصود العقد وعن أبي حنیفة رحمھ هللا

أنھ یتكاتب على األخ أیضا وھو قولھما فلنا أن نمنع وھذا بخالف ما إذا ملك ابنة عمھ وھي أختھ من الرضاع

بتت بالقرابة والصبي جعل أھال لھذا العتق وكذا المجنون حتى عتق القریب علیھما عند الملك ألن المحرمیة ما ث

.ألنھ تعلق بھ حق العبد فشابھ النفقة

لوجود ركن اإلعتاق من أھلھ في محلھ ووصف " ومن أعتق عبدا لوجھ هللا تعالى أو للشیطان أو للصنم عتق"

.تق بعدمھ في اللفظین اآلخرینالقربة في اللفظ األول زیادة فال یختل الع

وإن "لصدور الركن من األھل في المحل كما في الطالق وقد بیناه من قبل " وعتق المكره والسكران واقع"

أما اإلضافة إلى الملك ففیھ خالف الشافعي رحمھ هللا وقد " أضاف العتق إلى ملك أو شرط صح كما في الطالق

الشرط فألنھ إسقاط فیجري فیھ التعلیق بخالف التملیكات على ما عرف في بیناه في كتاب الطالق وأما التعلیق ب

.موضعھ

لقولھ علیھ الصالة والسالم في عبید الطائف حین خرجوا إلیھ " وإذا خرج عبد الحربي إلینا مسلما عتق"

أعتق حامال وإن"وألنھ أحرز نفسھ وھو مسلم وال استرقاق على المسلم ابتداء " ھم عتقاء هللا تعالى: "مسلمین

.إذ ھو متصل بھا" عتق حملھا تبعا لھا

ألنھ ال وجھ إلى إعتاقھا مقصودا لعدم اإلضافة إلیھا وال إلیھ تبعا لما فیھ " ولو أعتق الحمل خاصة عتق دونھا"

من قلب الموضوع ثم إعتاق الحمل صحیح وال یصح بیعھ وھبتھ ألن التسلیم نفسھ شرط في الھبة والقدرة علیھ

ولو أعتق الحمل "ع ولم یوجد ذلك باإلضافة إلى الجنین وشيء من ذلك لیس بشرط في اإلعتاق فافترقا في البی

إذ ال وجھ إلى إلزام المال على الجنین لعدم الوالیة علیھ وال إلى إلزامھ األم ألنھ " على مال صح وال یجب المال

یجوز على ما مر في الخلع وإنما یعرف في حق العتق نفس على حدة واشتراط بدل العتق على غیر المعتق ال

.قیام الحبل وقت العتق إذا جاءت بھ ألقل من ستة أشھر منھ ألنھ أدنى مدة الحمل

Page 44: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ مخلوق من مائھ فیعتق علیھ ھذا ھو األصل " وولد األمة من موالھا حر: "قال -301-ص

لترجح جانب األم باعتبار " ا مملوك لسیدھاوولدھا من زوجھ"وال معارض لھ فیھ ألن ولد األمة لموالھا

الحضانة أو الستھالك مائھ بمائھا والمنافاة متحققة والزوج قد رضي بھ بخالف ولد المغرور ألن الوالد ما رضي

ألن جانبھا راجح فیتبعھا في وصف الحریة كما یتبعھا في المملوكیة " وولد الحرة حر على كل حال"بھ

.مومیة الولد والكتابة وهللا تعالى أعلموالمرقوقیة والتدبیر وأ

باب العبد یعتق بعضھ

وإذا أعتق المولى بعض عبده عتق ذلك القدر ویسعى في بقیة قیمتھ لمواله عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال "

وأصلھ أن اإلعتاق یتجزأ عنده فیقتصر على ما أعتق وعندھما ال یتجزأ وھو قول الشافعي رحمھ هللا" یعتق كلھ

فإضافتھ إلى ا لبعض كإضافتھ إلى الكل فلھذا یعتق كلھ لھم أن اإلعتاق إثبات العتق وھو قوة حكمیة وإثباتھا

بإزالة ضدھا وھو الرق الذي ھو ضعف حكمي وھما ال یتجزآن فصار كالطالق والعفو عن القصاص واالستیالد

و ھو إزالة الملك ألن الملك حقھ والرق حق الشرع وألبي حنیفة رحمھ هللا أن اإلعتاق إثبات العتق بإزالة الملك أ

.أو حق العامة وحكم التصرف ما یدخل تحت والیة المتصرف وھو إزالة حقھ ال حق غیره

واألصل أن التصرف یقتصر على موضع اإلضافة والتعدي إلى ما وراءه ضرورة عدم التجزي والملك متجزي

لسعایة الحتباس مالیة البعض عند العبد والمستسعي بمنزلة كما في البیع والھبة فیبقى على األصل وتجب ا

المكاتب عنده ألن اإلضافة إلى البعض توجب ثبوت المالكیة في كلھ وبقاء الملك في بعضھ یمنعھ فعملنا بالدلیلین

لمكاتب قابل بإنزالھ مكاتبا إذ ھو مالك یدا ال رقبة والسعایة كبدل الكتابة فلھ أن یستسعیھ ولھ خیار أن یعتقھ ألن ا

لإلعتاق غیر أنھ إذا عجز ال یرد إلى الرق ألنھ إسقاط ال إلى أحد فال یقبل الفسخ بخالف الكتابة المقصودة ألنھ

عقد یقال ویفسخ ولیس في الطالق والعفو عن القصاص حالة متوسطة فأثبتناه في الكل ترجیحا للمحرم

ة یقتصر علیھ وفي القنة لما ضمن نصیب صاحبھ واالستیالد متجزي عنده حتى لو استولد نصیبھ من مدبر

.باإلفساد ملكھ بالضمان فكمل االستیالد

وإذا كان العبد بین شریكین فأعتق أحدھما نصیبھ عتق فإن كان موسرا فشریكھ بالخیار إن شاء أعتق وإن "

شاء ضمن شریكھ قیمة نصیبھ وإن شاء استسعى العبد فإن ضمن

Page 45: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

لى العبد والوالء للمعتق وإن أعتق أو استسعى فالوالء بینھما وإن رجع المعتق ع -302-ص

كان المعتق معسرا فالشریك بالخیار إن شاء أعتق وإن شاء استسعى العبد والوالء بینھما في بینھما في

الوجھین وھذا عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال لیس لھ إال الضمان مع الیسار والسعایة مع اإلعسار وال یرجع

"المعتق على العبد والوالء للمعتق

: وھذه المسئلة تبتني على حرفین

.تجزي اإلعتاق وعدمھ على ما بیناه: أحدھما

أن یسار المعتق ال یمنع سعایة العبد عنده وعندھما یمنع لھما في الثاني قولھ علیھ الصالة والسالم في : والثاني

سعى في حصة اآلخر قسم والقسمة تنافي الشركة ولھ أنھ الرجل یعتق نصیبھ إن كان غنیا ضمن وإن كان فقیرا

احتبست مالیة نصیبھ عند العبد فلھ أن یضمنھ كما إذا ھبت الریح في ثوب إنسان وألقتھ في صبغ غیره حتى

انصبغ بھ فعلى صاحب الثوب قیمة صبغ االخر موسرا كان أو معسرا لما قلنا فكذا ھھنا إال أن العبد فقیر

لمعتبر یسار التیسیر وھو أن یملك من المال قدر قیمة نصیب اآلخر إلیسار الغني ألن بھ یعتدل فیستسعیھ ثم ا

النظر من الجانبین بتحقیق ما قصده المعتق من القربة وإیصال بدل حق الساكت إلیھ ثم التخریج على قولھما

ر والوالء للمعتق ألن العتق كلھ ظاھر فعدم رجوع المعتق بما ضمن على العبد لعدم السعایة علیھ في حالة الیسا

.من جھتھ لعدم التجزي

فخیار اإلعتاق لقیام ملكھ في الباقي إذ اإلعتاق یتجزأ عنده والتضمین ألن المعتق جان : وأما التخریج على قولھ

علیھ بإفساد نصیبھ حیث امتنع علیھ البیع والھبة ونحو ذلك مما سوى اإلعتاق وتوابعھ واالستسعاء لما بینا

یرجع المعتق بما ضمن على العبد ألنھ قام مقام الساكت بأداء الضمان وقد كان لھ ذلك باالستسعاء فكذلك و

للمعتق وألنھ ملكھ بأداء الضمان ضمنا فیصیر كأن الكل لھ وقد أعتق بعضھ فلھ أن یعتق الباقي أو یستسعي إن

كھ بأداء الضمان وفي حال إعسار المعتق إن شاء والوالء للمعتق في ھذا الوجھ ألن العتق كلھ من جھتھ حیث مل

شاء أعتق لبقاء ملكھ وإن شاء استسعى لما بینا والوالء لھ في الوجھین ألن العتق من جھتھ وال یرجع المستسعي

على المعتق بما أدى بإجماع بیننا ألنھ یسعى لفكاك رقبتھ أوال یقضي دینا على المعتق إذ ال شيء علیھ لعسرتھ

ن إذا أعتقھ الراھن المعسر ألنھ یسعى في رقبة قد فكت أو یقضي دینا على الراھن فلھذا یرجع بخالف المرھو

.علیھ

وقول الشافعي رحمھ هللا في الموسر كقولھما وقال في المعسر یبقى نصیب الساكت على

ملكھ یباع ویوھب ألنھ ال وجھ إلى تضمین الشریك إلعساره وال إلى السعایة ألن -303-ص

العبد لیس بجان وال راض بھ وال إلى إعتاق الكل لإلضرار بالساكت فتعین ما عیناه قلنا إلى االستسعاء سبیل ألنھ

Page 46: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ال یفتقر إلى الجنایة بل تبتني السعایة على احتباس المالیة فال یصار إلى الجمع بین القوة الموجبة للمالكیة

.والضعف السالب لھا في شخص واحد

واحد من الشریكین على صاحبھ بالعتق سعى العبد لكل واحد منھما في نصیبھ موسرین ولو شھد كل: "قال

وكذا إذا كان أحدھما موسرا واآلخر معسرا ألن كل واحد منھما " كانا أو معسرین عند أبي حنیفة رحمھ هللا

فسھ فیمنع یزعم أن صاحبھ أعتق نصیبھ فصار مكاتبا في زعمھ عنده وحرم علیھ االسترقاق فیصدق في حق ن

من استرقاقھ ویستسعیھ ألنا تیقنا بحق االستسعاء كاذبا كان أو صادقا ألنھ مكاتبھ أو مملوكھ فلھذا یستسعیانھ وال

یختلف ذلك بالیسار واإلعسار ألن حقھ في الحالین في أحد شیئین ألن یسار المعتق ال یمنع السعایة عنده وقد

وھو السعایة والوالء لھما ألن كال منھما یقول عتق نصیب صاحبي تعذر التضمین إلنكار الشریك فتعین اآلخر

وقال أبو یوسف ومحمد رحمھما هللا إن كانا "علیھ بإعتاقھ ووالؤه لھ وعتق نصیبي بالسعایة ووالؤه لي

ألن كل واحد منھما یتبرأ عن سعایتھ بدعوى العتاق على صاحبھ ألن یسار المعتق " موسرین فال سعایة علیھ

وإن "سعایة عندھما إال أن الدعوى لم تثبت إلنكار اآلخر والبراءة عن السعایة قد ثبتت إلقراره على نفسھ یمنع ال

ألن كل واحد منھما یدعي السعایة علیھ صادقا كان أو كاذبا على ما بیناه إذ المعتق " كانا معسرین سعى لھما

ألنھ ال یدعي الضمان على صاحبھ " وإن كان أحدھما موسرا واآلخر معسرا سعى للموسر منھما"معسر

ألنھ یدعي الضمان على صاحبھ " وال یسعى للمعسر منھما"إلعساره وإنما یدعي علیھ السعایة فال یتبرأ عنھ

لیساره فیكون مبرئا للعبد عن السعایة والوالء موقوف في جمیع ذلك عندھما ألن كل واحد منھما یحیلھ على

.إلى أن یتفقا على إعتاق أحدھماصاحبھ وھو یتبرأعنھ فیبقى موقوفا

ولو قال أحد الشریكین إن لم یدخل فالن ھذه الدار غدا فھو حر وقال اآلخر إن دخل فھو حر فمضى الغد وال "یدري أدخل أم ال عتق النصف وسعى لھما في النصف اآلخر وھذا عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا

ألن المقضي علیھ بسقوط السعایة مجھول وال یمكن القضاء على " متھوقال محمد رحمھ هللا یسعى في جمیع قی

المجھول فصار كما إذا قال لغیره لك على أحدنا ألف درھم فإنھ ال یقضي بشيء للجھالة كذا ھذا ولھما أنا تیقنا

بسقوط نصف السعایة ألن أحدھما حانث بیقین ومع التیقن بسقوط النصف كیف یقضي بوجوب الكل والجھالة

ترتفع بالشیوع والتوزیع كما إذا أعتق أحد عبدیھ ال بعینھ أو بعینھ

ونسیھ ومات قبل التذكر أو البیان ویتأتى التفریع فیھ على أن الیسار ھل یمنع السعایة -304-ص

.أو ال یمنعھا على االختالف الذي سبق

ألن المقضي علیھ بالعتق مجھول " منھما ولو حلفا على عبدین كل واحد منھما ألحدھما بعینھ لم یعتق واحد"

وكذلك المقضي لھ فتفاحشت الجھالة فامتنع القضاء وفي العبد الواحد المقضي لھ والمقضي بھ معلوم فغلب

.المعلوم المجھول

Page 47: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وال "ألنھ ملك شقص قریبھ وشراؤه إعتاق على ما مر " وإذا اشترى الرجالن ابن أحدھما عتق نصیب األب"

وكذا إذا ورثاه والشریك بالخیار إن شاء أعتق نصیبھ وإن "اآلخر أنھ ابن شریكھ أو لم یعلم علم" ضمان علیھوھذا عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال في الشراء یضمن األب نصف قیمتھ إن كان موسرا " شاء استسعى العبد

بھبة أو صدقة أو وصیة وإن كان معسرا سعى االبن في نصف قیمتھ لشریك أبیھ وعلى ھذا الخالف إذا ملكاه

وعلى ھذا إذا اشتراه رجالن وأحدھما قد حلف بعتقھ إن اشترى نصفھ لھما أنھ أبطل نصیب صاحبھ باإلعتاق

ألن شراء القریب إعتاق وصار ھذا كما إذا كان العبد بین أجنبیین فأعتق أحدھما نصیبھ ولھ أنھ رضي بإفساد

بھ صریحا وداللة ذلك أنھ شاركھ فیما ھو علة العتق وھو الشراء نصیبھ فال یضمنھ كما إذا أذن لھ بإعتاق نصی

ألن شراء القریب إعتاق حتى یخرج بھ عن عھدة الكفارة عندنا وھذا ضمان إفساد في ظاھر قولھما حتى یختلف

بالیسار واإلعسار فیسقط بالرضا وال یختلف الجواب بین العلم وعدمھ وھو ظاھر الروایة عنھ ألن الحكم یدار

وإن بدأ األجنبي فاشترى "لى السبب كما إذا قال لغیره كل ھذا الطعام وھو مملوك لآلمر وال یعلم اآلمر بملكھ ع

ألنھ ما رضي بإفساد " نصفھ ثم اشترى األب نصفھ اآلخر وھو موسر فاألجنبي بالخیار إن شاء ضمن األب

ألن " وھذا عند أبي حنیفة رحمھ هللا"الحتباس مالیتھ عنده " وإن شاء استسعى االبن في نصف قیمتھ"نصیبھ

یسار المعتق ال یمنع السعایة عنده وقاال ال خیار لھ ویضمن األب نصف قیمتھ ألن یسار المعتق یمنع السعایة

.عندھما

" ومن اشترى نصف ابنھ وھو موسر فال ضمان علیھ عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال یضمن إذا كان موسرا"

.فھ ممن یملك كلھ فال یضمن لبائعھ شیئا عنده والوجھ قد ذكرناهإذا اشترى نص: ومعناه

وإذا كان العبد بین ثالثة نفر فدبره أحدھم وھو موسر ثم أعتقھ اآلخر وھو موسر فأرادوا الضمان فللساكت "ث أن یضمن المدبر ثلث قیمتھ قنا وال یضمن المعتق وللمدبر أن یضمن المعتق ثلث قیمتھ مدبرا وال یضمنھ الثل

الذي ضمن وھذا عند

أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال العبد كلھ للذي دبره أول مرة ویضمن ثلثي قیمتھ -305-ص

". لشریكیھ موسرا كان أو معسرا

وأصل ھذا أن التدبیر یتجزأ عند أبي حنیفة رحمھ هللا خالفا لھما كاإلعتاق ألنھ شعبة من شعبھ فیكون معتبرا بھ

عنده اقتصر على نصیبھ وقد أفسد بالتدبیر نصیب اآلخرین فلكل واحد منھما أن یدبر نصیبھ أو ولما كان متجزئا

یعتق أو یكاتب أو یضمن المدبر أو یستسعي العبد أو یتركھ على حالھ ألن نصیبھ باق على ملكھ فاسدا بإفساد

العتق تعین حقھ فیھ وسقط شریكھ حیث سد علیھ طرق االنتفاع بھ بیعا وھبة على ما مر فإذا اختار أحدھما

اختیاره غیره فتوجھ للساكت سببا ضمان تدبیر المدبر وإعتاق ھذا المعتق غیر أن لھ أن یضمن المدبر لیكون

الضمان ضمان معاوضة إذ ھو األصل حتى جعل الغضب ضمان معاوضة على أصلنا وأمكن ذلك في التدبیر

Page 48: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ال یمكن ذلك في اإلعتاق ألنھ عند ذلك مكاتب أو حر على لكونھ قابال للنقل من ملك إلى ملك وقت التدبیر و

اختالف األصلین وال بد من رضا المكاتب بفسخھ حتى یقبل االنتقال فلھذا یضمن المدبر ثم للمدبر أن یضمن

المعتق ثلث قیمتھ مدبرا ألنھ أفسد علیھ نصیبھ مدبرا والضمان یتقدر بقیمة المتلف وقیمة المدبر ثلثا قیمتھ قنا

ى ما قالوا وال یضمنھ قیمة ما ملكھ بالضمان من جھة الساكت ألن ملكھ یثبت مستندا وھذا ثابت من وجھ دون عل

وجھ فال یظھر في حق التضمین والوالء بین المعتق والمدبر أثالثا ثلثاه للمدبر والثلث للمعتق ألن العبد عتق على

دھما صار كلھ مدبرا للمدبر وقد أفسد نصیب شریكیھ لما ملكھما على ھذا المقدار وإذا لم یكن التدبیر متجزئا عن

بینا فیضمنھ وال یختلف بالیسار واإلعسار ألنھ ضمان تملك فأشبھ االستیالد بخالف اإلعتاق ألنھ ضمان جنایة

.والوالء كلھ للمدبر وھذا ظاھر

خر فھي موقوفة یوما ویوما وإذا كانت جاریة بین رجلین زعم أحدھما أنھا أم ولد لصاحبھ وأنكر ذلك اآل: "قال

تخدم المنكر عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال إن شاء المنكر استسعى الجاریة في نصف قیمتھا ثم تكون حرة ال

".سبیل علیھا

لھما أنھ لما لم یصدقھ صاحبھ انقلب إقرار المقر علیھ كأنھ استولدھا فصار كما إذا أقر المشتري على البائع أنھ

بل البیع یجعل كأنھ أعتق كذا ھذا فتمتنع الخدمة ونصیب المنكر على ملكھ في الحكم فتخرج إلى أعتق المبیع ق

اإلعتاق بالسعایة كأم ولد النصراني إذا أسلمت وألبي حنیفة رحمھ هللا أن المقر لو صدق كانت الخدمة كلھا

خدمة للشریك الشاھد وال للمنكر ولو كذب كان لھ نصف الخدمة فیثبت ما ھو المتیقن بھ وھو النصف وال

استسعاء ألنھ یتبرأعن جمیع ذلك بدعوى االستیالد والضمان واإلقرار بأمومیة الولد

یتضمن اإلقرار بالنسب وھذا أمر الزم ال یرتد بالرد فال یمكن أن یجعل المقر -306-ص

یھ عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال وإن كانت أم ولد بینھما فأعتقھا أحدھما وھو موسر فال ضمان عل"كالمستولد

ألن مالیة أم الولد غیر متقومة عنده ومتقومة عندھما وعلى ھذا األصل تبتني عدة من " یضمن نصف قیمتھا

.المسائل أوردناھا في كفایة المنتھى

قومھا كما في أنھا منتفع بھا وطأ وإجارة واستخداما وھذا ھو داللة التقوم وبامتناع بیعھا ال یسقط ت: وجھ قولھما

المدبر أال ترى أن ولد أم النصراني إذا أسلمت علیھا السعایة وھذا آیة التقوم غیر أن قیمتھا ثلث قیمتھا قنة على

.ما قالوا لفوات منفعة البیع السعایة بعد الموت بخالف المدبر ألن الفائت منفعة البیع

ن التقوم باإلحراز وھي محرزة للنسب ال للتقوم واإلحراز أما السعایة واالستخدام فباقیان وألبي حنیفة رحمھ هللا أ

للتقوم تابع ولھذا ال تسعى لغریم وال لوارث بخالف المدبر وھذا ألن السبب فیھا متحقق في الحال وھو الجزئیة

الثابتة بواسطة الولد على ما عرف في حرمة المصاھرة إال أنھ لم یظھر عملھ في حق الملك ضرورة االنتفاع

Page 49: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

السبب في إسقاط التقوم وفي المدبر ینعقد السبب بعد الموت وامتناع البیع فیھ لتحقیق مقصوده فافترقا وفي فعمل

.أم ولد النصراني قضینا بتكاتبھا علیھ دفعا للضرر عن الجانبین وبدل الكتابة ال یفتقر وجوبھ إلى التقوم

باب عتق أحد العبدین

ن فقال أحدكما حر ثم خرج واحد ودخل آخر فقال أحدكما حر ثم مات ومن كان لھ ثالثة أعبد دخل علیھ اثنا"

ولم یبین عتق من الذي أعید علیھ القول ثالثة أرباعھ ونصف كل واحد من اآلخرین عند أبي حنیفة وأبي

أما الخارج فألن اإلیجاب " یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا كذلك إال في العبد اآلخر فإنھ یعتق ربعھ

ول دائر بینھ وبین الثابت وھو الذي أعید علیھ القول فأوجب عتق رقبة بینھما الستوائھما فیصیب كال منھما األ

النصف غیر أن الثابت استفاد باإلیجاب الثاني ربعا آخر ألن الثاني دائر بینھ وبین الداخل وھو الذي سماه في

یة باإلیجاب األول فشاع النصف المستحق بالثاني الكتاب آخرا فیتنصف بینھما غیر أن الثابت استحق نصف الحر

في نصفیھ فما أصاب المستحق باألول لغا وما أصاب الفارغ بقي فیكون لھ الربع فتمت لھ ثالثة األرباع وألنھ لو

أرید ھو بالثاني یعتق نصفھ ولو أرید بھ الداخل ال یعتق ھذا النصف فیتنصف فیعتق منھ الربع بالثاني والنصف

لما دار اإلیجاب الثاني: وأما الداخل فمحمد رحمھ هللا یقولباألول

بینھ وبین الثابت وقد أصاب الثابت منھ الربع فكذلك یصیب الداخل وھما یقوالن إنھ -307-ص

دائر بینھما وقضیتھ التنصیف وإنما نزل إلى الربع في حق الثابت الستحقاقھ النصف باإلیجاب األول كما ذكرنا

.تحقاق للداخل من قبل فیثبت فیھ النصفوال اس

وشرح ذلك أن یجمع بین سھام العتق وھي سبعة " فإن كان القول منھ في المرض قسم الثلث على ھذا: "قال

على قولھما ألنا نجعل كل رقبة على أربعة لحاجتنا إلى ثالثة األرباع فنقول یعتق من الثابت ثالثة أسھم ومن

سھمان فیبلغ سھام العتق سبعة والعتق في مرض الموت وصیة ومحل نفاذھا الثلث اآلخرین من كل واحد منھما

فال بد أن یجعل سھام الورثة ضعف ذلك فیجعل كل رقبة على سبعة وجمیع المال أحد وعشرون فیعتق من

الثابت ثالثة ویسعى في أربعة ویعتق من الباقیین من كل واحد منھما سھمان ویسعى في خمسة فإذا تأملت

جمعت استقام الثلث والثلثان وعند محمد رحمھ هللا یجعل كل رقبة على ستة ألنھ یعتق من الداخل عنده سھم و

ولو كان ھذا في الطالق وھن "فنقصت سھام العتق بسھم وصار جمیع المال ثمانیة عشر وباقي التخریج ما مر

ھر الثابتة ثالثة أثمانھ ومن مھر غیر مدخوالت ومات الزوج قبل البیان سقط من مھر الخارجة ربعھ ومن مقیل ھذا قول محمد رحمھ هللا خاصة وعندھما یسقط ربعھ وقیل ھو قولھما أیضا وقد ذكرنا الفرق " الداخلة ثمنھ

.وتمام تفریعاتھا في الزیادات

ال ومن قال لعبدیھ أحدكما حر فباع أحدھما أو مات أو قال لھ أنت حر بعد موتي عتق اآلخر ألنھ لم یبق مح"

Page 50: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وألنھ بالبیع قصد " للعتق أصال بالموت وللعتق من جھتھ بالبیع وللعتق من كل وجھ بالتدبیر فتعین لھ اآلخر

الوصول إلى الثمن وبالتدبیر إبقاء االنتفاع إلى موتھ والمقصودان ینافیان العتق الملتزم فتعین لھ االخر داللة وكذا

ع الصحیح والفاسد مع القبض وبدونھ والمطلق وبشرط الخیار ألحد إذا استولد إحداھما للمعنیین وال فرق بین البی

المتعاقدین إلطالق جواب الكتاب والمعنى ما قلنا والعرض على البیع ملحق بھ في المحفوظ عن أبي یوسف

ثم وكذلك لو قال المرأتیھ إحداكما طالق "رحمھ هللا والھبة والتسلیم والصدقة والتسلیم بمنزلة البیع ألنھ تملیك

.لما قلنا وكذلك لو وطئ إحداھما لما تبین" ماتت إحداھما

ألن " إحداكما حرة ثم جامع إحداھما لم تعتق األخرى عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال تعتق: ولو قال ألمتیھ"

الوطء ال یحل إال في الملك وإحداھما حرة فكان بالوطء مستبقیا الملك في الموطوءة فتعینت األخرى لزوالھ

العتق كما في الطالق ولھ أن الملك قائم في الموطوءة ألن اإلیقاع في المنكرة وھي معینة فكان وطؤھا حالال فال ب

یجعل بیانا

ولھذا حل وطؤھما على مذھبھ إال أنھ ال یفتى بھ ثم یقال العتق غیر نازل قبل البیان -308-ص

كم تقبلھ والوطء یصادف المعینة بخالف الطالق ألن لتعلقھ بھ أو یقال نازل في المنكرة فیظھر في حق ح

المقصود األصلي من النكاح الولد وقصد الولد بالوطء یدل على استبقاء الملك في الموطوءة صیانة للولد أما

.األمة فالمقصود من وطئھا قضاء الشھوة دون الولد فال یدل على االستبقاء

ا فأنت حرة فولدت غالما وجاریة وال یدري أیھما ولد أوال عتق ومن قال ألمتھ إن كان أول ولد تلدینھ غالم"

ألن كل واحد منھما تعتق في حال وھو ما إذا ولدت الغالم أول مرة األم " نصف األم ونصف الجاریة والغالم عبد

عدم بالشرط والجاریة لكونھا تبعا لھا إذ األم حرة حین ولدتھا وترق في حال وھو ما إذا ولدت الجاریة أوال ل

.الشرط فیعتق نصف كل واحدة منھما وتسعى في النصف

أما الغالم یرق في الحالین فلھذا یكون عبدا وإن ادعت األم أن الغالم ھو المولود أوال وأنكر المولى والجاریة

صغیرة فالقول قولھ مع الیمین إلنكاره شرط العتق فإن حلف لم یعتق واحد منھم وإن نكل عتقت األم والجاریة

ن دعوى األم حریة الصغیرة معتبرة لكونھا نفعا محضا فاعتبر النكول في حق حریتھما فعتقتا ولو كانت أل

الجاریة كبیرة ولم تدع شیئا والمسئلة بحالھا عتقت األم بنكول المولى خاصة دون الحاریة ألن دعوى األم غیر

یظھر في حق الجاریة ولو كانت الجاریة معتبرة في حق الجاریة الكبیرة وصحة النكول تبتني على الدعوى فلم

الكبیرة ھي المدعیة لسبق والدة الغالم واألم ساكتة یثبت عتق الجاریة بنكول المولى دون األم لما قلنا والتحلیف

.على العلم فیما ذكرنا ألنھ استحالف على فعل الغیر وبھذا القدر یعرف ما ذكرنا من الوجوه في كفایة المنتھى

ھد رجالن على رجل أنھ أعتق أحد عبدیھ فالشھادة باطلة عند أبي حنیفة رحمھ هللا إال أن یكون وإذا ش: "قال

وإن شھدا أنھ طلق إحدى نسائھ جازت الشھادة ویجبر الزوج على "استحسانا ذكره في كتاب العتاق " في وصیة

Page 51: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وأصل ھذا " لعتق مثل ذلكوقال أبو یوسف ومحمد رحمھ هللا الشھادة في ا" وھذا باإلجماع" أن یطلق إحداھن

أن الشھادة على عتق العبد ال تقبل من غیر دعوى العبد عند أبي حنیفة رحمھ هللا وعندھما تقبل والشھادة على

عتق األمة وطالق المنكوحة مقبولة من غیر دعوى باإلتفاق والمسئلة معروفة وإذا كان دعوى العبد شرطا عنده

وى من المجھول ال تتحقق فال تقبل الشھادة وعندھما لیس بشرط فتقبل لم تتحقق في مسئلة الكتاب ألن الدع

الشھادة وإن انعدم الدعوى أما في الطالق فعدم الدعوى ال یوجب خلال في الشھادة ألنھا لیست بشرط فیھا ولو

شھدا أنھ أعتق إحدى

ا فیھ ألنھ إنما ال أمتیھ ال تقبل عند أبي حنیفة رحمھ هللا وإن لم تكن الدعوى شرط -309-ص

تشترط الدعوى لما أنھ یتضمن تحریم الفرج فشابھ الطالق والعتق المبھم ال یوجب تحریم الفرج عنده على ما

.ذكرناه فصار كالشھادة على عتق أحد العبدین وھذا كلھ إذا شھدا في صحتھ على أنھ أعتق أحد عبدیھ

ھدا على تدبیره في صحتھ أو في مرضھ وأداء الشھادة في أما إذا شھدا أنھ أعتق أحد عبدیھ في مرض موتھ أو ش

مرض موتھ أو بعد الوفاة تقبل استحسانا ألن التدبیر حیثما وقع وقع وصیة وكذا العتق في مرض الموت وصیة

والخصم في الوصیة إنما ھو الموصي وھو معلوم وعنھ خلف وھو الوصي أو الوارث وألن العتق في مرض

یھما فصار كل واحد منھما خصما متعینا ولو شھدا بعد موتھ أنھ قال في صحتھ أحد كما الموت یشیع بالموت ف

.حر فقد قیل ال تقبل ألنھ لیس بوصیة وقیل تقبل للشیوع وھو الصحیح وهللا أعلم

باب الحلف بالعتق

ألن " تقومن قال إذا دخلت الدار فكل مملوك لي یومئذ فھو حر ولیس لھ مملوك فاشترى مملوكا ثم دخل ع"

قولھ یومئذ تقدیره یوم إذ دخلت إال أنھ اسقط الفعل وعوضھ بالتنوین فكان المعتبر قیام الملك وقت الدخول وكذا

ولو لم یكن قال في یمینھ یومئذ لم : "لو كان في ملكھ یوم حلف عبد فبقي على ملكھ حتى دخل عتق لما قلنا قال

یة المملوك في الحال إال أنھ لما دخل الشرط على الجزاء تأخر ألن قولھ كل مملوك لي للحال والجزاء حر" یعتق

.إلى وجود الشرط فیعتق إذا بقي على ملكھ إلى وقت الدخول وال یتناول من اشتراه بعد الیمین

وھذا إذا ولدت لستة أشھر " ومن قال كل مملوك لي ذكر فھو حر ولھ جاریة حامل فولدت ذكرا لم یعتق"

للحال وفي قیام الحمل وقت الیمین احتمال لوجود أقل مدة الحمل بعده وكذا إذا ولدت فصاعدا ظاھر ألن اللفظ

ألقل من ستة أشھر ألن اللفظ یتناول المملوك المطلق والجنین مملوك تبعا لألم ال مقصودا وألنھ عضو من وجھ

ضعیف وفائدة التقیید بوصف واسم المملوك یتناول األنفس دون األعضاء ولھذا ال یملك بیعھ منفردا قال العبد ال

.الذكورة أنھ لو قال كل مملوك لي تدخل الحامل فیدخل الحمل تبعا لھا

وإن قال كل مملوك أملكھ حر بعد غد أو قال كل مملوك لي فھو حر بعد غد ولھ مملوك فاشترى آخر ثم جاء "

Page 52: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

لك كذا وكذا ویراد بھ الحال وكذا ألن قولھ أملكھ للحال حقیقة یقال أنا أم" بعد غد عتق الذي في ملكھ یوم حلف

یستعمل لھ من غیر قرینة، ولالستقبال

بقرینة السین أو سوف فیكون مطلقھ للحال فكان الجزاء حریة المملوك في الحال -310-ص

.مضافا إلى ما بعد الغد فال یتناول ما یشتریھ بعد الیمین

عد موتي ولھ مملوك فاشترى مملوكا آخر فالذي كان عنده ولو قال كل مملوك أملكھ أو قال كل مملوك لي حر ب"

وقال أبو یوسف رحمھ هللا في النوادر یعتق ما " وقت الیمین مدبر واآلخر لیس بمدبر وإن مات عتقا من الثلث

كان في ملكھ یوم حلف وال یعتق ما استفاد بعد یمینھ وعلى ھذا إذا قال كل مملوك لي إذا مت فھو حر لھ أن اللفظ

یقة للحال على ما بیناه فال یعتق بھ ما سیملكھ ولھذا صار ھو مدبرا دون اآلخر ولھما أن ھذا إیجاب عتق حق

وإیصاء حتى اعتبر من الثلث وفي الوصایا تعتبر الحالة المنتظرة والحالة الراھنة أال ترى أنھ یدخل في الوصیة

ولد لھ بعدھا واإلیجاب إنما یصح مضافا إلى الملك بالمال ما یستفیده بعد الوصیة وفي الوصیة ألوالد فالن من ی

أو إلى سببھ فمن حیث إنھ إیجاب العتق یتناول العبد المملوك اعتبارا للحالة الراھنة فیصیر مدبرا حتى ال یجوز

بیعھ ومن حیث إنھ إیصاء یتناول الذي یشتریھ اعتبارا للحالة المتربصة وھي حالة الموت وقبل الموت حالة

ستقبال محض فال یدخل تحت اللفظ وعند الموت یصیر كأنھ قال كل مملوك لي أو كل مملوك أملكھ فھو التملك ا

حر بخالف قولھ بعد غد على ما تقدم ألنھ تصرف واحد وھو إیجاب العتق ولیس فیھ إیصاء والحالة محض

سببین مختلفین إیجاب عتق ووصیة استقبال فافترقا وال یقال إنكم جمعتم بین الحال واالستقبال ألنا نقول نعم لكن ب

.وإنما ال یجوز ذلك بسببب واحد

باب العتق على جعل

وذلك مثل أن یقول أنت حر على ألف درھم أو بألف درھم وإنما " ومن أعتق عبده على مال فقبل العبد عتق "

ثبوت الحكم بقبول یعتق بقبولھ ألنھ معاوضة المال بغیر المال إذ العبد ال یملك نفسھ ومن قضیة المعاوضة

العوض للحال كما في البیع فإذا قبل صار حرا وما شرط دین علیھ حتى تصح الكفالة بخالف بدل الكتابة ألنھ

ثبت مع المنافي وھو قیام الرق على ما عرف وإطالق لفظ المال ینتظم أنواعھ من النقد والعرض والحیوان وإن

ل فشابھ النكاح والطالق والصلح عن دم العمد وكذا الطعام والمكیل كان بغیر عینھ ألنھ معاوضة المال بغیر الما

.والموزون إذا كان معلوم الجنس وال تضره جھالة الوصف ألنھا یسیرة

وذلك مثل أن یقول إن أدیت" ولو علق عتقھ بأداء المال صح وصار مأذونا : "قال

Page 53: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ق عند األداء من غیر أن یصیر إلي ألف درھم فأنت حر ومعنى قولھ صح أنھ یعت -311-ص

مكاتبا ألنھ صریح في تعلیق العتق باألداء وإن كان فیھ معنى المعاوضة في االنتھاء على ما نبین إن شاء هللا

.تعالى وإنما صار مأذونا ألنھ رغبھ في االكتساب بطلبھ األداء منھ ومراده التجارة دون التكدي فكان إذنا لھ داللة

ومعنى اإلجبار فیھ وفي سائر الحقوق أنھ ینزل قابضا " بره الحاكم على قبضھ وعتق العبدوإن أحضر المال أج"

بالتخلیة وقال زفر رحمھ هللا ال یجبر على القبول وھو القیاس ألنھ تصرف یمین إذ ھو تعلیق العتق بالشرط لفظا

یمان ألنھ ال استحقاق قبل ولھذا ال یتوقف على قبول العبد وال یحتمل الفسخ وال جبر على مباشرة شروط اإل

وجود الشرط بخالف الكتابة ألنھ معاوضة والبدل فیھا واجب ولنا أنھ تعلیق نظرا إلى اللفظ ومعاوضة نظرا إلى

المقصود ألنھ ما علق عتقھ باألداء إال لیحثھ على دفع المال فینال العبد شرف الحریة والمولى المال بمقابلتھ

وضا في الطالق في مثل ھذا اللفظ حتى كان بائنا فجعلناه تعلیقا في االبتداء عمال بمنزلة الكتابة ولھذا كان ع

باللفظ ودفعا للضرر عن المولى حتى ال یمتنع علیھ بیعھ وال یكون العبد أحق بمكاسبھ وال یسري إلى الولد

یجبر المولى على القبول المولود قبل األداء وجعلناه معاوضة في االنتھاء عند األداء دفعا للضرر عن العبد حتى

فعلى ھذا یدور الفقھ وتخرج المسائل نظیره الھبة بشرط العوض ولو أدى البعض یجبر على القبول إال أنھ ال

یعتق مالم یؤد الكل لعدم الشرط كما إذا حط البعض وأدى الباقي ثم لو أدى ألفا اكتسبھا قبل التعلیق رجع المولى

كتسبھا بعده لم یرجع علیھ ألنھ مأذون من جھتھ باألداء منھ ثم األداء في قولھ علیھ وعتق الستحقاقھا ولو كان ا

.إن أدیت یقتصر على المجلس ألنھ تخییر وفي قولھ إذا أدیت ال یقتصر ألن إذا تستعمل للوقت بمنزلة متى

عد الموت إلضافة اإلیجاب إلى ما ب" ومن قال لعبده أنت حر بعد موتي على ألف درھم فالقبول بعد الموت"

فصار كما إذا قال أنت حر غدا على ألف درھم بخالف ما إذا قال أنت مدبر على ألف درھم حیث یكون القبول

إلیھ في الحال ألن إیجاب التدبیر في الحال إال أنھ ال یجب المال لقیام الرق قالوا ال یعتق علیھ في مسئلة الكتاب

.یت لیس بأھل لإلعتاق وھذا صحیحوإن قبل بعد الموت مالم یعتقھ الوارث ألن الم

ومن أعتق عبده على خدمتھ أربع سنین فقبل العبد فعتق من مات من ساعتھ فعلیھ قیمة نفسھ في مالھ : "قالأما العتق فألنھ " عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا علیھ قیمة خدمتھ أربع سنین

فیتعلق العتق بالقبول وقد وجد ولزمھ خدمة أربع سنین ألنھ یصلح عوضا جعل الخدمة في مدة معلومة عوضا

فصار كما إذا أعتقھ على

ألف درھم ثم إذا مات العبد فالخالفیة فیھ بناء على خالفیة أخرى وھي أن من باع -312-ص

قیمة نفسھ عندھما وبقیمة نفس العبد منھ بجاریة بعینھا ثم استحقت الجاریة أو ھلكت یرجع المولى على ا لعبد ب

الجاریة عنده وھي معروفة ووجھ البناء أنھ كما یتعذر تسلیم الجاریة بالھالك واالستحقاق یتعذر الوصول إلى

Page 54: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.الخدمة بموت العبد وكذا بموت المولى فصار نظیرھا

وال شيء ومن قال آلخر أعتق أمتك على ألف درھم على أن تزوجنیھا ففعل فأبت أن تتزوجھ فالعتق جائز"ألن من قال لغیره أعتق عبدك على ألف درھم علي ففعل ال یلزمھ شيء ویقع العتق عن المأمور " على اآلمر

بخالف ما إذا قال لغیره طلق امرأتك على ألف درھم علي ففعل حیث یجب األلف على اآلمر ألن اشتراط البدل

.ه من قبلعلى األجنبي في الطالق جائز وفي العتاق ال یجوز وقد قررنا

ولو قال أعتق أمتك عني على ألف درھم والمسئلة بحالھا قسمت األلف على قیمتھا ومھر مثلھا فما أصاب "

ألنھ لما قال عني تضمن الشراء اقتضاء على ما عرف وإذا كان " القیمة أداه اآلمر وما أصاب المھر بطل عنھ

علیھما ووجبت حصة ما سلم لھ وھو الرقبة وبطل عنھ كذلك فقد قابل األلف بالرقبة شراء وبالبضع نكاحا فانقسم

مالم یسلم وھو البضع فلو زوجت نفسھا منھ لم یذكره وجوابھ أن ما اصاب قیمتھا سقط في الوجھ األول وھي

.للمولى في الوجھ الثاني وما أصاب مھر مثلھا كان مھرا لھا في الوجھین

باب التدبیر

" أنت حر أو أنت حر عن دبر مني أو أنت مدبر أو قد دبرتك فقد صار مدبراوإذا قال المولى لمملوكھ إذا مت ف"

ثم ال یجوز بیعھ وال ھبتھ وال إخراجھ عن ملكھ إال "ألن ھذه األلفاظ صریح في التدبیر فإنھ إثبات العتق عن دبر متنع بھ البیع والھبة كما كما في الكتابة وقال الشافعي رحمھ هللا یجوز ألنھ تعلیق العتق بالشرط فال ی" إلى الحریة

في سائر التعلیقات وكما في المدبر المقید وألن التدبیر وصیة وھي غیر مانعة من ذلك ولنا قولھ علیھ الصالة

وھو حر من الثلث وألنھ سبب الحریة ألن الحریة تثبت بعد " المدبر ال یباع وال یوھب وال یورث: "والسالم

ي الحال أولى لوجوده في الحال وعدمھ بعد الموت وألن ما بعد الموت حال الموت وال سبب غیره ثم جعلھ سببا ف

بطالن أھلیة الصرف فال یمكن تأخیر السببیة إلى زمان بطالن األھلیة بخالف سائر التعلیقات ألن المانع من

تاق وأمكن السببیة قائم قبل الشرط ألنھ یمین والیمین مانع والمنع ھو المقصود وأنھ یضاد وقوع الطالق والع

تأخیر السببیة إلى زمان الشرط لقیام األھلیة عنده فافترقا وألنھ وصیة والوصیة

.خالفة في الحال كالوراثة وإبطال السبب ال یجوز وفي البیع وما یضاھیھ ذلك -313-ص

لھ وبھ تستفاد ألن الملك فیھ ثابت" وللمولى أن یستخدمھ ویؤاجره وإن كانت أمة وطئھا ولھ أن یزوجھا: "قال

لما روینا وألن التدبیر وصیة ألنھ تبرع " فإذا مات المولى عتق المدبر من ثلث مالھ"والیة ھذه التصرفات

مضاف إلى وقت الموت والحكم غیر ثابت في الحال فینفذ من الثلث حتى لو لم یكن لھ مال غیره یسعى في ثلثیھ

م الدین على الوصیة وال یمكن نقض العتق فیجب رد قیمتھ وإن كان على المولى دین یسعى في كل قیمتھ لتقد

وإن علق التدبیر بموتھ على صفة مثل أن "وولد المدبرة مدبر وعلى ذلك نقل إجماع الصحابة رضي هللا عنھم

Page 55: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألن السبب لم ینعقد في " یقول إن مت من مرضي ھذا أو سفري ھذا أو من مرض كذا فلیس بمدین ویجوز بیعھ

مات فإن "ي تلك الصفة بخالف المدبر المطلق ألنھ تعلق عتقھ بمطلق الموت وھو كائن ال محالة الحال لتردد فمعناه من الثلث ألنھ ثبت حكم التدبیر في آخر جزء من " المدبر المولى على الصفة التي ذكرھا عتق كما یعتق

إن مت إلى سنة أو عشر سنین لما أجزاء حیاتھ لتحقق تلك الصفة فیھ فلھذا یعتبر من الثلث ومن المقید أن یقول

.ذكرنا بخالف ماذا قال إلى مائة سنة ومثلھ ال یعیش إلیھ في الغالب ألنھ كالكائن ال محالة

باب االستیالد

أعتقھا "لقولھ علیھ الصالة والسالم " إذا ولدت األمة من موالھا فقد صارت أم ولد لھ ال یجوز بیعھا وال تملیكھا"

اقھا فیثبت بعض مواجبھ وھو حرمة البیع وألن الجزئیة قد حصلت بین الواطئ والموطوءة أخبر عن إعت" ولدھا

بواسطة الولد فإن الماءین قد اختلطا بحیث ال یمكن المیز بینھما على ما عرف في حرمة المصاھرة إال أن بعد

موت وبقاء الجزئیة حكما االنفصال تبقى الجزئیة حكما ال حقیقة فضعف السبب فأوجب حكما مؤجال إلى ما بعد ال

باعتبار النسب وھو من جانب الرجال فكذا الحریة تثبت في حقھم ال في حقھن حتى إذا ملكت الحرة زوحھا وقد

ولدت منھ لم یعتق الزوج الذي ملكتھ بموتھا وبثبوت عتق مؤجل یثبت حق الحریة في الحال فیمنع جواز البیع

عتقھا بعد موتھ وكذا إذا كان بعضھا مملوكا لھ ألن االستیالد ال یتجزأ وإخراجھا ال إلى الحریة في الحال ویوجب

.فإنھ فرع النسب فیعتبر بأصلھ

وال یثبت نسب ولدھا "ألن الملك فیھا قائم فأشبھت المدبرة " ولھ وطؤھا واستخدامھا وإجارتھا وتزویجھا: "قال

لم یدع ألنھ لما ثبت النسب بالعقد فألن یثبت وقال الشافعي رحمھ هللا یثبت نسبھ منھ وإن " إال أن یعترف بھ

بالوطء وأنھ أكثر إفضاء أولى ولنا أن وطء

األمة یقصد بھ قضاء الشھوة دون الولد لوجود المانع عنھ فال بد من الدعوة بمنزلة -314-ص

فإن جاءت بعد ذلك "ملك الیمین من غیر وطء بخالف العقد ألن الولد یتعین مقصودا منھ فال حاجة إلى الدعوة

معناه بعد اعتراف منھ بالولد األول ألنھ بدعوى الولد األول تعین الولد مقصودا منھا " بولد ثبت نسبھ بغیر إقرار

ألن فراشھا ضعیف حتى یملك نقلھ بالتزویج " إال أنھ إذا نفاه ینتفي بقولھ"فصارت فراشا كالمعقودة بعد ا لنكاح

الولد بنفیھ إال باللعان لتأكد الفراش حتى ال یملك إبطالھ بالتزویج وھذا الذي بخالف المنكوحة حیث ال ینتفي

ذكرناه حكم فأما الدیانة فإن كان وطئھا وحصنھا ولم یعزل عنھا یلزمھ أن یعترف بھ ویدعي ألن الظاھر أن الولد

كذا روي عن أبي حنیفة منھ وإن عزل عنھا أو لم یحصنھا جاز لھ أن ینفیھ ألن ھذا الظاھر یقابلھ ظاھر آخر ھ

فإن زوجھا "رحمھ هللا وفیھ روایتان أخریان عن أبي یوسف وعن محمد رحمھما هللا ذكرناھما في كفایة المنتھى

ألن حق الحریة یسري إلى الولد كالتدبیر أال ترى أن ولد الحرة حر وولد القنة " فجاءت بولد فھو في حكم أمھ

Page 56: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

راش لھ وإن كان النكاح فاسدا إذ الفاسد ملحق بالصحیح في حق األحكام ألن الف" والنسب یثبت من الزوج"رقیق

وإذا "ولو ادعاه المولى ال یثبت نسبھ منھ ألنھ ثابت النسب من غیره ویعتق الولد وتصیر أمھ أم ولد لھ إلقراره تق أمھات أن النبي علیھ الصالة والسالم أمر بعلحدیث سعید بن المسیب " مات المولى عتقت من جمیع المال

وألن الحاجة إلى الولد أصلیة فتقدم على حق الورثة والدین األوالد وأن ال یبعن في دین وال یجعلن من الثلث

لما " وال سعایة علیھا في دین المولى للغرماء"كالتكفین بخالف التدبیر ألنھ وصیة بما ھو من زوائد الحوائج

صب عند أبي حنیفة رحمھ هللا فال یتعلق بھا حق الغرماء روینا وألنھا لیست بمال متقوم حتى ال تضمن بالغ

وھي " وإذا أسلمت أم ولد النصراني فعلیھا أن تسعى في قیمتھا"كالقصاص بخالف المدبر ألنھ مال متقوم

.بمنزلة المكاتبة ال تعتق حتى تؤدي السعایة

ا إذا عرض على المولى اإلسالم فأبى تعتق في الحال والسعایة دین علیھا وھذا الخالف فیم: وقال زفر رحمھ هللا

فإن أسلم تبقى على حالھا لھ أن إزالة الذل عنھا بعد ما أسلمت واجبة وذلك بالبیع أو اإلعتاق وقد تعذر البیع

فتعین اإلعتاق ولنا أن النظر من الجانبین في جعلھا مكاتبة ألنھ یندفع الذل عنھا بصیرورتھا حرة یدا والضرر

ا على الكسب نیال لشرف الحریة فیصل الذمي إلى بدل ملكھ أما لو أعتقت وھي مفلسة تتوانى عن الذمي النبعاثھ

في الكسب ومالیة أم الولد یعتقدھا الذمي متقومة فیترك وما یعتقده وألنھا إن لم تكن متقومة فھي محترمة وھذا

ولو مات موالھا "للباقین یكفي لوجوب الضمان كما في القصاص المشترك إذا عفا أحد األولیاء یجب المال

ألنھا أم ولد لھ ولو عجزت" عتقت بال سعایة

.في حیاتھ ال ترد قنة ألنھا لو ردت قنة أعیدت مكاتبة لقیام الموجب -315-ص

وقال الشافعي رحمھ هللا ال تصیر أم ولد لھ ولو " ومن استولد أمة غیره بنكاح ثم ملكھا صارت أم ولد لھ"

یمین ثم استحقت ثم ملكھا تصیر أم ولد لھ عندنا ولھ فیھ قوالن وھو ولد المغرور لھ أنھا علقت استولدھا بملك

برقیق فال تكون أم ولد لھ كما إذا علقت من الزنا ثم ملكھا الزاني وھذا ألن أمومیة الولد باعتبار علوق الولد حرا

بب ھو الجزئیة على ما ذكرنا من قبل والجزئیة ألنھ جزء األم في تلك الحالة والجزء ال یخالف الكل ولنا أن الس

إنما تثبت بینھما بنسبة الولد الواحد إلى كل واحد منھما كمال وقد ثبت النسب فتثبت الجزئیة بھذه الواسطة بخالف

الزنا ألنھ ال نسب فیھ للولد إلى الزاني وإنما یعتق على الزاني إذا ملكھ ألنھ جزؤه حقیقة بغیر واسطة نظیره من

.شترى أخاه من الزنا ال یعتق ألنھ ینسب إلیھ بواسطة نسبتھ إلى الولد وھي غیر ثابتةا

وإذا وطئ جاریة ابنھ فجاءت بولد فادعاه ثبت نسبھ منھ وصارت أم ولد لھ وعلیھ قیمتھا ولیس علیھ عقرھا " یضمن قیمة الولد ألنھ انعلق وقد ذكرنا المسئلة بدالئلھا في كتاب النكاح من ھذا الكتاب وإنما ال" وال قیمة ولدھا

ألنھ ال والیة " وإن وطئ أب األب مع بقاء األب لم یثبت النسب"حر األصل الستناد الملك إلى ما قبل االستیالد

لظھور والیتھ عند فقد األب " لو كان األب میتا ثبت من الجد كما یثبت نسبھ من األبو"للجد حال بقاء األب

Page 57: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.ھ ألنھ قاطع للوالیةوكفر األب ورقھ بمنزلة موت

ألنھ لما ثبت النسب في نصفھ " منھ وإذا كانت الجاریة بین شریكین فجاءت بولد فادعاه أحدھما ثبت نسبھ"

لمصادفتھ ملكھ ثبت في الباقي ضرورة أنھ ال یتجزأ لما أن سببھ ال یتجزأ وھو العلوق إذ الولد الواحد ال ینعلق

.تیالد ال یتجزأ عندھماألن االس" وصارت أم ولد لھ"من ماءین

وعند أبي حنیفة رحمھ هللا یصیر نصیبھ أم ولد لھ ثم یتملك نصیب صاحبھ إذ ھو قابل للملك ویضمن نصف "

ألنھ تملك نصیب صاحبھ لما استكمل االستیالد ویضمن نصف عقرھا ألنھ وطئ جاریة مشتركة إذ " قیمتھا

صاحبھ بخالف األب إذا استولد جاریة ابنھ ألن الملك ھنالك الملك یثبت حكما لالستیالد فیتعقبھ الملك في نصیب

ألن النسب یثبت مستندا إلى وقت " وال یغرم قیمة ولدھا"یثبت شرطا لالستیالد فیتقدمھ فصار واطئا ملك نفسھ

.معناه إذا حملت على ملكھما" وإن ادعیاه معا ثبت نسبھ منھما"العلوق فلم ینعلق شيء منھ على ملك الشریك

وقال الشافعي رحمھ هللا یرجع إلى قول القافة ألن إثبات النسب من شخصین معا مع -316-ص

علمنا أن الولد ال ینخلق من ماءین متعذر فعملنا بالشبھ وقد سر رسول هللا علیھ الصالة والسالم بقول القائف في

.اسامة رضي هللا عنھ

الحادثة لبسا فلبس علیھما ولو بینا لبین لھما ھو ابنھما یرثھما ولنا كتاب عمر رضي هللا عنھ إلى شریح في ھذه

ویرثانھ وھو للباقي منھما وكان ذلك بمحضر من الصحابة رضي هللا عنھم وعن علي رضي هللا عنھ مثل ذلك

قبل وألنھما استویا في ثبت االستحقاق فیستویان فیھ والنسب وإن كان ال یتجزأ ولكن تتعلق بھ أحكام متجزئة فما ی

التجزئة یثبت في حقھما على التجزئة وماال یقبلھا یثبت في حق كل أحد منھما كمال كأن لیس معھ غیره إال إذا

كان أحد الشریكین أبا لآلخر أو كان أحدھما مسلما واآلخر ذمیا لوجود المرجح في حق المسلم وھو اإلسالم وفي

علیھ الصالة والسالم فیما روي ألن الكفار كانوا حق األب وھو مالھ من الحق في نصیب االبن وسرور النبي

" وكانت األمة أم ولد لھما"یطعنون في نسب أسامة رضي هللا عنھ وكان قول القائف مقطعا لطعنھم فسر بھ

وعلى كل واحد منھما "لصحة دعوة كل واحد منھما في نصیبھ في الولد فیصیر نصیبھ منھا أم ولد لھ تبعا لولدھا

ألنھ أقر لھ بمیراثھ كلھ " صا بمالھ على اآلخر ویرث االبن من كل واحد منھما میراث ابن كاملنصف العقر قصا

.الستوائھما في النسب كما إذا اقاما البینة" ویرثان منھ میراث أب واحد"وھو حجة في حقھ

عن أبي یوسف و" وإذا وطئ المولى جاریة مكاتبھ فجاءت بولد فادعاه فإن صدقھ المكاتب ثبت نسب الولد منھ"

رحمھ هللا أنھ ال یعتبر تصدیقھ اعتبارا باألب یدعى ولد جاریة ابنھ ووجھ الظاھر وھو الفرق أن المولى ال یملك

ألنھ " وعلیھ عقرھا"التصرف في أكساب مكاتبھ حتى ال یتملكھ واألب یملك تملكھ فال معتبر بتصدیق االبن قال

ألنھ في معنى المغرور " وقیمة ولدھا"ة االستیالد لما نذكره قال ال یتقدمھ الملك ألن مالھ من الحق كاف لصح

وال تصیر الجاریة "حیث إنھ اعتمد دلیال وھو أنھ كسب كسبھ فلم یرض برقھ فیكون حرا بالقیمة ثابت النسب منھ

Page 58: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.ألنھ ال ملك لھ فیھا حقیقة كما في ولد المغرور" أم ولد لھ

لقیام " فلو ملكھ یوما ثبت نسبھ منھ"ما بینا أنھ ال بد من تصدیقھ ل" وإن كذبھ المكاتب في النسب لم یثبت"

.الموجب وزوال حق المكاتب إذ ھو ا لمانع وهللا تعالى أعلم بالصواب

كتاب األیمان -317-ص

األیمان على ثالثة أضرب الیمین العموس ویمین منعقدة ویمین لغو فالغموس ھو الحلف على أمر ماض : "قال

" من حلف كاذبا أدخلھ هللا النار: "لقولھ علیھ الصالة والسالم" الكذب فیھ فھذه الیمین یأثم فیھا صاحبھا یتعمد

". وال كفارة فیھا إال التوبة واالستغفار"

وقال الشافعي رحمھ هللا فیھا الكفارة ألنھا شرعت لرفع ذنب ھتك حرمة اسم هللا تعالى وقد تحقق باالستتشھاد با

شبھ المعقودة ولنا أنھا كبیرة محضة والكفارة عبادة تتأدى بالصوم ویشترط فیھا النیة فال تناط بھا بخالف كاذبا فأ

المعقودة ألنھا مباحة ولو كان فیھا ذنب فھو متأخر متعلق باختیار مبتدأوما في الغموس مالزم فیمتنع اإللحاق

: لقولھ تعالى" فعلھ وإذا حنث في ذلك لزمتھ الكفارةوالمنعقدة ما یحلف على أمر في المستقبل أن یفعلھ أو ال ی"

ان { م ی األ م ت د ق ا ع م ب م ك اخذ ؤ ی ن ك ل و م انك م ی في أ و غ الل ب هللا م ك اخذ ؤ والیمین "وھو ما ذكرنا ] 89: المائدة[ }ال ی

فھذه الیمین نرجو أن ال یؤاخذ هللا بھا اللغو أن یحلف على أمر ماض وھو یظن أنھ كما قال واألمر یخالفھ

{: ومن اللغو أن یقول وهللا إنھ لزید وھو یظنھ زیدا وإنما ھو عمرو واألصل فیھ قولھ تعالى" صاحبھا م ك اخذ ؤ ال یم ك اخذ ؤ ی ن ك ل و م انك م ی في أ و غ الل ب .اآلیة إال أنھ علقھ بالرجاء لالختالف في تفسیره }هللا

حتى تجب الكفارة لقولھ علیھ الصالة والسالم ثالث جدھن " والقاصد في الیمین والمكره والناسي سواء: "قال

جد وھزلھن جد النكاح والطالق والیمین والشافعي رحمھ هللا یخالفنا في ذلك وسنبین في اإلكراه إن شاء هللا

.تعالى

الفعل الحقیقي ال ینعدم باإلكراه وھو الشرط وكذا إذا ألن" ومن فعل المحلوف علیھ مكرھا أو ناسیا فھو سواء"

فعلھ وھو مغمى علیھ أو مجنون لتحقق الشرط حقیقة ولو كانت الحكمة رفع الذنب فالحكم یدار على دلیلھ وھو

.الحنث ال على حقیقة الذنب وهللا تعالى أعلم بالصواب

باب ما یكون یمینا وماال یكون یمینا -318-ص

والیمین با تعالى أو باسم آخر من أسماء هللا تعالى كالرحمن والرحیم أو بصفة من صفاتھ التي یحلف " :قال

ألن الحلف بھا متعارف ومعنى الیمین وھو القوة حاصل ألنھ یعتقد تعظیم " بھا عرفا كعزة هللا وجاللھ وكبریائھ

Page 59: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.هللا وصفاتھ فصلح ذكره حامال ومانعا

ألنھ غیر متعارف وألنھ یذكر ویراد بھ المعلوم یقال اللھم اغفر " فإنھ ال یكون یمیناإال قولھ وعلم هللا: "قال

.علمك فینا أي معلوماتك

وكذا ورحمة هللا ألن الحلف بھا غیر متعارف وألن الرحمة قد " وغضب هللا وسخطھ لم یكن حالفا: "ولو قال

.بھما العقوبةیراد بھا أثرھا وھو المطر أو الجنة والغضب والسخط یراد

من كان منكم حالفا فلیحلف با : "لقولھ علیھ الصالة والسالم" ومن حلف بغیر هللا لم یكن حالفا كالنبي والكعبة"

وكذا إذا حلف بالقرآن ألنھ غیر متعارف قال رضي هللا عنھ معناه أن یقول والنبي والقرآن أما لو قال أنا " أو لیذر

.تبري منھما كفربريء منھما یكون یمینا ألن ال

ألن كل " والحلف بحروف القسم وحروف القسم الواو كقولھ وهللا والباء كقولھ با والتاء كقولھ تا: "قال

ألن حذف " وقد یضمر الحرف فیكون حالفا كقولھ هللا ال أفعل كذا"ذلك معھود في األیمان ومذكور في القرآن

نتزاع الحرف الخافض وقیل یخفض فتكون الكسرة دالة على الحرف من عادة العرب إیجازا ثم قیل ینصب ال

ھ {: المحذوف وكذا إذا قال في المختار ألن الباء تبدل بھا قال هللا تعالى ل م ت ن .أي آمنتم بھ] 71: طـھ[ }آم

ن أبي إذا قال وحق هللا فلیس بحالف وھو قول محمد رحمھ هللا وإحدى الروایتین ع: وقال أبو حنیفة رحمھ هللا

یوسف رحمھ هللا وعنھ روایة أخرى أنھ یكون یمینا ألن الحق من صفات هللا تعالى وھو حقیتھ فصار كأنھ قال

وهللا الحق والحلف بھ متعارف ولھما أنھ یراد بھ طاعة هللا تعالى إذ الطاعات حقوقھ فیكون حلفا بغیر هللا قالوا

مینا ألن الحق من أسماء هللا تعالى والمنكر یراد بھ تحقیق ولو قال والحق یكون یمینا ولو قال حقا ال یكون ی

.الوعد

ألن ھذه األلفاظ " ولو قال اقسم أو أقسم با أو أحلف أو أحلف با أو أشھد أو أشھد با فھو حالف"

مستعملة في الحلف وھذه الصیغة للحال حقیقة وتستعمل

ھد {: الحال والشھادة یمین قال هللا تعالىلالستقبال بقرینة فجعل حالفا في -319-ص ش وا ن ال ق

هللا ول س ر ك ل ن {ثم قال ] 1: المنافقون[ }إ ة ن ج ھم ان م ی وا أ ذ خ والحلف با ھو المعھود المشروع ] 16: المجادلة[ }ات

.تمال العدة والیمین بغیر هللاوبغیره محظور فصرف إلیھ ولھذا قیل ال یحتاج إلى النیة وقیل ال بد منھا الح

ألنھ للحال ولو قال سوكندخورم قیل ال یكون یمینا ولو " ولو قال بالفارسیة سوكند میخورم بخداي یكون یمینا"

وكذا قولھ لعمر هللا وأیم "قال بالفارسیة سوكندخورم بطالق زنم ال یكون یمینا لعدم التعارف قال رضي هللا عنھ اء هللا وأیم هللا معناه أیمن هللا وھو جمع یمین وقیل معناه وهللا وأیم صلة كالواو والحلف ألن عمر هللا بق" هللا

{: ألن العھد یمین قال هللا تعالى" وكذا قولھ وعھد هللا ومیثاقھ"باللفظین متعارف د هللا ھ ع وا ب ف و أ ] 91: النحل[ }و

من نذر نذرا ولم یسم "لقولھ علیھ الصالة والسالم " ذر هللاوكذا إذا قال علي نذر أو ن"والمیثاق عبارة عن العھد

Page 60: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ لما جعل الشرط " وإن قال إن فعلت كذا فھو یھودي أو نصراني أو كافر یكون یمینا" "فعلیھ كفارة یمین

ل علما على الكفر فقد اعتقده واجب االمتناع وقد أمكن القول بوجوبھ لغیره بجعلھ یمینا كما تقول في تحریم الحال

ولو قال ذلك لشيء قد فعلھ فھو الغموس وال یكفر اعتبارا بالمستقبل وقیل یكفر ألنھ تنجیز معنى فتصار كما إذا

قال ھو یھودي والصحیح أنھ ال یكفر فیھما إن كان یعلم أنھ یمین وإن كان عنده أنھ یكفر بالحلف یكفر فیھما ألنھ

.رضي بالكفر حیث أقدم على الفعل

ألنھ دعاء على نفسھ وال یتعلق ذلك " علت كذا فعلي غضب هللا أو سخط هللا فلیس بحالفإن ف: ولو قال"

ألن " وكذا إذا قال إن فعلت كذا فأنا زان أو سارق أو شارب خمر أو آكل ربا"بالشروط وألنھ غیر متعارف

.فحرمة ھذه األشیاء تحتمل النسخ والتبدیل فلم تكن في معنى حرمة االسم وألنھ لیس بمتعار

فصل في الكفارة

كفارة الیمین عتق رقبة یجزي فیھا ما یجزي في الظھار وإن شاء كسا عشرة مساكین كل واحد ثوبا فما : "قال

واألصل فیھ قولھ " زاد وأدناه ما یجوز فیھ الصالة وإن شاء أطعم عشرة مساكین كاإلطعام في كفارة الظھار

ة م {: تعالى ر ش ع ام ع ط ھ إ ت ار ف ك ین ف اك اآلیة وكلمة أو للتخییر فكان الواجب أحد األشیاء الثالثة ] 89: المائدة[ }س

وقال الشافعي رحمھ هللا یخیر" فإن لم یقدر على أحد األشیاء الثالثة صام ثالثة أیام متتابعات: "قال

ابعات وھي إلطالق النص ولنا قراءة ابن مسعود رضي هللا عنھ فصیام ثالثة أیام متت -320-ص

كالخبر المشھور ثم المذكور في الكتاب في بیان أدنى الكسوة مروي عن محمد وعن أبي یوسف وأبي حنیفة

رحمھما هللا أن أدناه ما یستر عامة بدنھ حتى ال یجوز السراویل وھو الصحیح ألن البسھ یسمى عریانا في

". وإن قدم الكفارة على الحنث لم یجزه"لقیمة العرف لكن ما ال یجزیھ عن الكسوة یجزیھ عن الطعام باعتبار ا

وقال الشافعي رحمھ هللا یجزیھ بالمال ألنھ أداھا بعد السبب وھو الیمین فأشبھ التكفیر بعد الجرح ولنا أن الكفارة

ثم ال یسترد "لستر الجنایة وال جنایة ھھنا والیمین لیست بسبب ألنھ مانع غیر مفض بخالف الجرح ألنھ مفض

.لوقوعھ صدقة" سكینمن الم

ومن حلف على معصیة مثل أن ال یصلي أو ال یكلم أباه أو لیقتلن فالنا ینبغي أن یحنث نفسھ ویكفر عن : "قال

من حلف على یمین ورأى غیرھا خیرا منھا فلیأت بالذي ھو خیر ثم لیكفر : "لقولھ علیھ الصالة والسالم" یمینھ

.ى جابر وھو الكفارة وال جابر للمعصیة في ضدهوألن فیما قلنا تفویت البر إل" عن یمینھ

ألنھ لیس بأھل للیمین ألنھا تعقد لتعظیم " وإذا حلف الكافر ثم حنث في حال كفره أو بعد إسالمھ فال حنث علیھ"

.هللا تعالى ومع الكفر ال یكون معظما وال ھو أھل للكفارة ألنھا عبادة

وقال الشافعي رحمھ هللا " رما وعلیھ إن استباحھ كفارة یمینومن حرم على نفسھ شیئا مما یملكھ لم یصر مح"

Page 61: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ال كفارة علیھ ألن تحریم الحالل قلب المشروع فال ینعقد بھ تصرف مشروع وھو الیمین ولنا أن اللفظ ینبئ عن

یال إثبات الحرمة وقد أمكن إعمالھ بثبوت الحرمة لغیره بإثبات موجب الیمین فیصار إلیھ ثم إذا فعل مما حرمھ قل

.أو كثیرا حنث ووجبت الكفارة وھو المعنى من االستباحة المذكورة ألن التتحریم إذا ثبت تناول كل جزء منھ

والقیاس أن یحنث كما فرغ ألنھ " ولو قال كل حل علي حرام فھو على الطعام والشراب إال أن ینوي غیر ذلك"

وجھ االستحسان أن المقصود وھو البر ال یتحصل باشر فعال مباحا وھو التنفس ونحوه وھذا قول زفر رحمھ هللا

مع اعتبار العموم وإذا سقط اعتباره ینصرف إلى الطعام والشراب للعرف فإنھ یستعمل فیما یتناول عادة وال

یتناول المرأة إال بالنیة إلسقاط اعتبار العموم وإذا نواھا كان إیالء وال تصرف الیمین عن المأكول والمشروب

ب ظاھر الروایة ومشایخنا رحمھم هللا قالوا یقع بھ الطالق عن غیر نیةوھذا كلھ جوا

.لغلبة االستعمال وعلیھ الفتوى وكذا ینبغي في قولھ حالل یروى حرام للعرف -321-ص

واختلفوا في قولھ ھرجھ بردست راست كیرم بروى حرام أنھ ھل تشترط النیة واألظھر أنھ یجعل طالقا من غیر

.فنیة للعر

وإن " "من نذر وسمى فعلیھ الوفاء بما سمى: "لقولھ علیھ الصالة والسالم" ومن نذر نذرا مطلقا فعلیھ الوفاء"

إلطالق الحدیث وألن المعلق بشرط كالمنجز عنده " علق النذر بشرط فوجد الشرط فعلیھ الوفاء بنفس النذر

كذا فعلي حجة أو صوم سنة أو صدقة ما أملكھ وعن أبي حنیفة رحمھ هللا أنھ رجع عنھ وقال إذا قال إن فعلت"ویخرج عن العھدة بالوفاء بما سمى أیضا وھذا إذا كان " أجزأه من ذلك كفارة یمین وھو قول محمد رحمھ هللا

شرطا ال یرید كونھ ألن فیھ معنى الیمین وھو المنع وھو بظاھره نذر فیتخیر ویمیل إلى أي الجھتین شاء بخالف

یرید كونھ كقولھ إن شفى هللا مریضي النعدام معنى الیمین فیھ وھو المنع وھذا التفصیل ھو ما إذا كان شرطا

.الصحیح

من "علیھ لقولھ علیھ الصالة والسالم " ومن حلف على یمین وقال إن شاء هللا متصال بیمینھ فال حنث: "قال

تصال ألنھ بعد الفراغ رجوع وال رجوع إال أنھ ال بد من اال" حلف على یمین وقال إن شاء هللا فقد بر في یمینھ

.في الیمین وهللا تعالى أعلم بالصواب

باب الیمین في الدخول والسكنى

ألن البیت ما أعد للبیتوتة وھذه " ومن حلف ال یدخل بیتا فدخل الكعبة أو المسجد أو البیعة أو الكنیسة لم یحنث"

لما ذكرنا والظلة ما تكون على السكة وقیل إذا كان " ب الداروكذا إذا دخل دھلیزا أو ظلة با"البقاع ما بنیت لھا

ألنھا تبنى " وإن دخل صفة حنث"الدھلیز بحیث لو أغلق الباب یبقى داخال وھو مسقف یحنث ألنھ یبات فیھ عادة

للبیتوتة فیھا في بعض األوقات فصار كالشتوي والصیفي وقیل ھذا إذا كانت الصفة ذات حوائط أربعة وھكذا

Page 62: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.ت صفافھم وقیل الجواب مجرى على إطالقھ وھو الصحیحكان

من حلف ال یدخل دارا فدخل دارا خربة لم یحنث ولو حلف ال یدخل ھذه الدار فدخلھا بعد ما انھدمت وصارت و"ألن الدار اسم للعرصة عند العرب والعجم یقال دار عامرة ودار غامرة وقد شھدت أشعار العرب " صحراء حنث

.وصف فیھا غیر أن الوصف في الحاضر لغو وفي الغائب معتبربذلك والبناء

وإن "لما ذكرنا أن االسم باق بعد االنھدام " ولو حلف ال یدخل ھذه الدار فخربت ثم بنیت أخرى فدخلھا یحنث"

ألنھ" جعلت مسجدا أو حماما أو بستانا أو بیتا فدخلھ لم یحنث

لیھ وكذا إذا دخلھ بعد انھدام الحمام وأشباھھ ألنھ ال لم یبق دارا العتراض اسم آخر ع -322-ص

لزوال اسم البیت " وإن حلف ال یدخل ھذا البیت فدخلھ بعد ما انھدم وصار صحراء لم یحنث"یعود اسم الداریة

وكذا إذا بنى بیتا "ألنھ ال یبات فیھ حتى لو بقیت الحیطان وسقط السقف یحنث ألنھ یبات فیھ والسقف وصف فیھ

.ألن االسم لم یبق بعد االنھدام" فدخلھ لم یحنثآخر

ألن السطح من الدار أال ترى أن المعتكف ال " ومن حلف ال یدخل ھذه الدار فوقف على سطحھا حنث: "قال

وكذا إذا "یفسد اعتكافھ بالخروج إلى سطح المسجد وقیل في عرفنا ال یحنث وھو اختیار الفقیھ أبي اللیث قال

وإن وقف في طاق الباب بحیث إذا أغلق الباب كان "أن یكون على التفصیل الذي تقدم ویجب" دخل دھلیزھا

.ألن الباب إلحزاز الدار وما فیھا فلم یكن الخارج من الدار" خارجا لم یحنث

استحسانا والقیاس أن " ومن حلف ال یدخل ھذه الدار وھو فیھا لم یحنث بالقعود حتى یخرج ثم یدخل: "قال

.وام لھ حكم االبتداء وجھ االستحسان أن الدخول ال دوام لھ ألنھ انفصال من الخارج إلى الداخلیحنث ألن الد

وكذا إذا حلف ال یركب ھذه الدابة وھو " ولو حلف ال یلبس ھذا الثوب وھو البسھ فنزعھ في الحال لم یحنث"

فأخذ في النقلة من ساعتھ وقال راكبھا فنزل من ساعتھ لم یحنث وكذا لو حلف ال یسكن ھذه الدار وھو ساكنھا

فإن لبث على "زفر رحمھ هللا یحنث لوجود الشرط وإن قل ولنا أن الیمین تعقد للبر فیستثنى منھ زمان تحققھ

ألن ھذه األفاعیل لھا دوام بحدوث أمثالھا أال یرى أنھ یضرب لھا مدة یقال ركبت یوما ولبست " حالھ ساعة حنث

قال دخلت یوما بمعنى المدة والتوقیت ولو نوى االبتداء الخالص یصدق ألنھ محتمل یوما بخالف الدخول ألنھ ال ی

.كالمھ

ألنھ یعد " ومن حلف ال یسكن ھذه الدار فخرج بنفسھ ومتاعھ وأھلھ فیھا ولم یرد الرجوع إلیھا حنث: "قال

كة كذا والبیت والمحلة ساكنھا ببقاء أھلھ ومتاعھ فیھا عرفا فإن السوقي عامة نھاره في السوق ویقول أسكن س

بمنزلة الدار ولو كان الیمین على المصر ال یتوقف البر على نقل المتاع واألھل فیما روي عن أبي یوسف رحمھ

هللا ألنھ ال یعد ساكنا في الذي انتقل عنھ عرفا بخالف األول والقریة بمنزلة المصر في الصحیح من الجواب ثم

نقل لك المتاع حتى لو بقي وقد یحنث ألن السكنى قد ثبت بالكل فیبقى ما بقي قال أبو حنیفة رحمھ هللا ال بد من

Page 63: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

شيء منھ وقال أبو یوسف رحمھ هللا یعتبر نقل األكثر ألن نقل الكل قد یتعذر وقال محمد رحمھ هللا یعتبر نقل ما

یقوم بھ كدخدائیتھ ألن ما وراء

رفق بالناس وینبغي أن ینتقل إلى منزل آخر ذلك لیس من السكنى قالوا ھذا أحسن وأ -323-ص

بال تأخیر حتى یبر فإن انتقل إلى السكة إو إلى المسجد قالوا ال یبر دلیلھ في الزیادات أن من خرج بعیالھ من

.مصره فما لم یتخذ وطنا آخر یبقى وطنھ األول في حق الصالة كذا ھذا وهللا أعلم بالصواب

والركوب وغیر ذلك باب الیمین في الخروج واإلتیان

ألن فعل المأمور مضاف إلى اآلمر " ومن حلف ال یخرج من المسجد فأمر إنسانا فحملھ فأخرجھ حنث: "قال

ولو حملھ "ألن الفعل لم ینتقل إلیھ لعدم األمر " ولو أخرجھ مكرھا لم یحنث"فصار كما إذا ركب دابة فخرجت

.باألمر ال بمجرد الرضا في الصحیح ألن االنتقال" برضاه ال بأمره ال یحنث

ألن الموجود خروج " ولو حلف ال یخرج من داره إال إلى جنازة فخرج إلیھا ثم أتى حاجة أخرى لم یحنث: "قال

لوجود " ولو حلف ال یخرج إلى مكة فخرج یریدھا ثم رجع حنث"مستثنى والمضي بعد ذلك لیس بخروج

.صال من الداخل إلى الخارجالخروج على قصد مكة وھو الشرط إذ الخروج ھو االنف

وال{: ألنھ عبارة عن الوصول قال هللا تعالى" ولو حلف ال یأتیھا لم یحنث حتى یدخلھا" ق ف ن و ع ا فر ی ت أ }ف

ولو حلف ال یذھب إلیھا قیل ھو كاإلتیان وقیل ھو كالخروج وھو األصح ألنھ عبارة عن الزوال ] 16: الشعراء[

.ألن البر قبل ذلك مرجو" لم یأتھا حتى مات حنث في آخر جزء من أجزاء حیاتھوإن حلف لیأتین البصرة ف"

ولو حلف لیأتینھ غدا إن استطاع فھذا على استطاعة الصحة دون القدرة وفسره في الجامع الصغیر وقال إذا "

قضاء دین لم یمرض ولم یمنعھ السلطان ولم یجئ أمر ال یقدر على إتیانھ فلم یأتھ حنث وإن عنى استطاعة الوھذا ألن حقیقة االستطاعة فیما یقارن الفعل ویطلق االسم على سالمة اآلالت وصحة " فیما بینھ وبین هللا تعالى

األسباب في المتعارف فعند اإلطالق ینصرف إلیھ وتصح نیة األول دیانة ألنھ نوى حقیقة كالمھ ثم قیل وتصح

.رقضاء أیضا لما بینا وقیل ال تصح ألنھ خالف الظاھ

ومن حلف ال تخرج امرأتھ إال بإذنھ فأذن لھا مرة فخرجت ثم خرجت مرة أخرى بغیر إذنھ حنث وال بد : "قال

ألن المستثنى خروج مقرون باإلذن وما وراءه داخل في الحظر العام ولو نوى اإلذن " من اإلذن في كل خروج

.مرة یصدق دیانة ال قضاء ألنھ محتمل كالمھ لكنھ خالف الظاھر

Page 64: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ولو قال إال أن آذن لك فأذن لھا مرة واحدة فخرجت ثم خرجت بعدھا بغیر إذنھ لم " -324- ص

.ألن ھذه كلمة غایة فتنتھي الیمین بھ كما إذا قال حتى آذن لك" یحنث

وكذلك إذا أراد رجل " ولو أرادت المرأة الخروج فقال إن خرجت فأنت طالق فجلست ثم خرجت لم یحنث"

لھ آخر إن ضربتھ فعبدي ھو حر فتركھ ثم ضربھ وھذه تسمى یمین فور وتفرد أبو حنیفة ضرب عبده فقال

.رحمھ هللا بإظھاره ووجھھ أن مراد المتكلم الرد عن تلك الضربة والخرجة عرفا ومبني األیمان علیھ

ألن " ولو قال لھ رجل اجلس فتغد عندي فقال إن تغدیت فعبدي حر فخرج فرجع إلى منزلھ وتغدى لم یحنث"

كالمھ خرج مخرج الجواب فینطبق على السؤال فینصرف إلى الغداء المدعو إلیھ بخالف ما إذا قال إن تغدیت

.الیوم ألنھ زاد على حرف الجواب فیجعل مبتدئا

عند أبي حنیفة رحمھ " ومن حلف ال یركب دابة فالن فركب دابة عبد مأذون لھ مدیون أو غیر مدیون لم یحنث"

إذا كان علیھ دین مستغرق ال یحنث وإن نوى ألنھ ال ملك للمولى فیھ عنده وإن كان الدین غیر هللا إال أنھ

مستغرق أو لم یكن علیھ دین ال یحنث ما لم ینوه ألن الملك فیھ للمولى لكنھ یضاف إلى العبد عرفا وكذا شرعا

اإلضافة إلى المولى فال بد من النیة الحدیث فتختل" من باع عبدا ولھ مال فھو للبائع"قال علیھ الصالة والسالم

وقال أبو یوسف رحمھ هللا في الوجوه كلھا یحنث إذا نواه الختالل اإلضافة وقال محمد رحمھ هللا یحنث وإن لم

.ینوه العتبار حقیقة الملك إذ الدین ال یمنع وقوعھ السید عندھما

باب الیمین في األكل والشرب

ألنھ أضاف الیمین إلى ماال یؤكل فینصرف إلى ما " النخلة فھو على ثمرھاومن حلف ال یأكل من ھذه : "قال

یخرج منھ وھو الثمر ألنھ سبب لھ فیصلح مجازا عنھ لكن الشرط أن ال یتغیر بصنعة جدیدة حتى ال یحنث بالنبیذ

ال یأكل من وإن حلف ال یأكل من ھذا البسر فصار رطبا فأكلھ لم یحنث وكذا إذا حلف "والخل والدبس المطبوخ

ألن صفة البسورة والرطوبة داعیة إلى " ھذا الرطب أو من ھذا اللبن فصار تمرا أو صار اللبن شبرازا لم یحنث

الیمین وكذا كونھ لبنا فیتقید بھ وألن اللبن مأكول فال ینصرف الیمین إلى ما یتخذ منھ بخالف ما إذا حلف ال یكلم

خ ألن ھجران المسلم بمنع الكالم منھي عنھ فال یعتبر الداعي داعیا في ھذا الصبي أو ھذا الشاب فكلمھ بعد ما شا

.الشرع

ألن صفة الصغر " ولو حلف ال یأكل لحم ھذا الحمل فأكل بعد ما صار كبشا حنث" -325-ص

فأكل ومن حلف ال یأكل بسرا"في ھذا لیست بداعیة إلى الیمین فإن الممتنع عنھ أكثر امتناعا عن لحم الكبش قال

ومن حلف ال یأكل رطبا أو بسرا أو حلف ال یأكل رطبا وال بسرا فأكل مذنبا "ألنھ لیس ببسر " رطبا لم یحنث

Page 65: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

یعني بالبسر المذنب وال في البسر بالرطب المذنب ألن الرطب " حنث عند أبي حنیفة وقاال ال یحنث في الرطب

كان الیمین على الشراء ولھ أن الرطب المذنب ما المذنب یسمى رطبا والبسر المذنب یسمى بسرا فصار كما إذا

یكون في ذنبھ قلیل بسر والبسر المذنب على عكسھ فیكون آكلھ آكل البسر والرطب وكل واحد مقصود في األكل

.بخالف الشراء ألنھ یصادف الجملة فیتبع القلیل فیھ الكثیر

ألن الشراء یصادف الجملة والمغلوب تابع " ولو حلف ال یشتري رطبا فاشترى كباسة بسر فیھا رطب ال یحنث"

ألن األكل یصادفھ شیئا فشیئا فكان كل منھما مقصودا وصار كما إذا حلف ال ولو كانت الیمین على األكل یحنث

.یشتري شعیرا أو ال یأكلھ فاشترى حنطة فیھا حبات شعیر وأكلھا یحنث في األكل دون الشراء لما قلنا

والقیاس أن یحنث ألنھ یسمى لحما في القرآن وجھ " ا فأكل لحم السمك ال یحنثومن حلف ال یأكل لحم: "قال

وإن أكل لحم خنزیر أو لحم "االستحسان أن التسمیة مجازیة ألن اللحم منشؤه من الدم وال دم فیھ لكونھ في الماء

ألنھ " أكل كبدا أو كرشا وكذا إذا"ألنھ لحم حقیقي إال أنھ حرام والیمین قد تعقد للمنع من الحرام " إنسان یحنث

.لحم حقیقة فإن نموه من الدم ویستعمل استعمال اللحم وقیل في عرفنا ال یحنث ألنھ ال یعد لحما

ولو حلف ال یأكل أو ال یشتري شحما لم یحنث إال في شحم البطن عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال یحنث : "قالصیة الشحم فیھ وھو الذوب بالنار ولھ أنھ لحم حقیقة أال ترى وھو اللحم السمین لوجود خا" في شحم الظھر أیضا

أنھ ینشأ من الدم ویستعمل استعمالھ وتحصل بھ قوتھ ولھذا یحنث بأكلھ في الیمین على أكل اللحم وال یحنث ببیعھ

.في الیمین على بیع الشحم وقیل ھذا بالعربیة فأما اسم بیھ بالفارسیة ال یقع على شحم الظھر بحال

ألنھ نوع ثالث حتى ال یستعمل " و حلف ال یشتري أو ال یأكل لحما أو شحما فاشترى ألیة أو أكلھا لم یحنثول"

.استعمال اللحوم والشحوم

ومن حلف ال یأكل من ھذه الحنطة لم یحنث حتى یقضمھا ولو أكل من خبزھا لم"

ألنھ مفھوم منھ " حنث أیضا یحنث عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال إن أكل من خبزھا -326-ص

عرفا وألبي حنیفة رحمھ هللا أن لھ حقیقة مستعملة فإنھا تقلى وتغلى وتؤكل قضما وھي قاضیة على المجاز

المتعارف على ما ھو األصل عنده ولو قضمھا حنث عندھما ھو الصحیح لعموم المجاز كما إذا حلف ال یضع

.لخبز حنث أیضاقدمھ في دار فالن وإلیھ اإلشارة بقولھ في ا

ألن عینھ غیر مأكول فانصرف إلى ما یتخذ منھ " ولو حلف ال یأكل من ھذا الدقیق فأكل من خبزه حنث: "قال

.ھو الصحیح لتعین المجاز مرادا" ولو استفھ كما ھو ال یحنث"

نھ ھو المعتاد وذلك خبز الحنط والشعیر أل" اولو حلف ال یأكل خبزا فیمینھ على ما یعتاد أھل المصر أكلھ خبز"

ألنھ ال یسمى خبزا مطلقا إال إذا نواه ألنھ محتمل كالمھ " ولو أكل من خبز القطائف ال یحنث"في غالب البلدان

ألنھ غیر معتاد عندھم حتى لو كان بطبرستان أو في بلدة طعامھم " وكذا لو أكل خبز األرز بالعراق لم یحنث"

Page 66: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.ذلك یحنث

ألنھ یراد بھ اللحم المشوي عند اإلطالق إال " ى اللحم دون الباذنجان والجزرولو حلف ال یأكل الشواء فھو عل"

" وإن حلف ال یأكل الطبیخ فھو على ما یطبخ من اللحم"أن ینوي ما یشوى من بیض أو غیره لمكان الحقیقة

وخ وھذا استحسان اعتبارا للعرف وھذا ألن التعمیم متعذر فیصرف إلى خاص ھو متعارف وھو اللحم المطب

.بالماء إال إذا نوى غیر ذلك ألن فیھ تشدیدا وإن أكل من مرقھ یحنث لما فیھ من أجزاء اللحم وألنھ یسمى طبیخا

.ویقال یكنس" ومن حلف ال یأكل الرؤوس فیمینھ على ما یكبس في التنانیر ویباع في المصر"

د أبي حنیفة رحمھ هللا وقال أبو وفي الجامع الصغیر لو حلف ال یأكل رأس فھو على رؤوس البقر والغنم عن"وھذا اختالف عصر وزمان كان العرف في زمنھ فیھما وفي " یوسف ومحمد رحمھما هللا على الغنم خاصة

.زمنھما في الغنم خاصة وفي زماننا یفتي على حسب العادة كما ھو المذكور في المختصر

قثاء أو خیارا لم یحنث وإن أكل تفاحا أو بطیخا ومن حلف ال یأكل فاكھة فأكل عنبا أو رمانا أو رطبا أو: "قال

أو مشمشا حنث وھذا عند أبي أبي حنیفة رحمھ هللا وقال أبو یوسف ومحمد رحمھما هللا حنث في العنب

واألصل أن الفاكھة اسم لما یتفكھ بھ قبل الطعام وبعده أي یتنعم بھ زیادة على المعتاد " والرطب والرمان أیضا

یھ سواء بعد أن یكون التفكھ بھ معتادا حتى ال یحنث بیابس البطیخ وھذا المعنى موجود في والرطب والیابس ف

التفاح وأخواتھ فیحنث بھا وغیر موجود في القثاء والخیار ألنھما من البقول

بیعا وأكال فال یحنث بھما وأما العنب والرطب والرمان فھما یقوالن إن معنى التفكھ -327-ص

ا فإنھا أعز الفواكھ والتنعم بھا یفوق التنعم بغیرھا وأبو حنیفة رحمھ هللا یقول إن ھذه األشیاء مما موجود فیھ

یتغذى بھا ویتداوى بھا فأوجب قصورا في معنى التفكھ لالستعمال في حاجة البقاء ولھذا كان الیابس منھا من

.التوابل أو من األقوات

ھ فھو إدام والشواء لیس بإدام والملح إدام وھذا عند أبي حنیفة ولو حلف ال یأتدم فكل شيء اصطبغ ب: "قال

وھو روایة عن أبي " وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا كل ما یؤكل مع الخبز غالبا فھو إدام

یوسف رحمھ هللا ألن اإلدام من الموادمة وھي الموافقة وكل ما یؤكل مع الخبز موافق لھ كاللحم والبیض ونحوه

ولھما أن اإلدام ما یؤكل تبعا والتبعیة في االختالط حقیقة لیكون قائما بھ وفي أن ال یؤكل على االنفراد حكما

وتمام الموافقة في االمتزاج أیضا والخل وغیره من المائعات ال یؤكل وحده بل یشرب والملح ال یؤكل بانفراده

نھ یؤكل وحده إال أن ینویھ لما فیھ من التشدید والعنب عادة وألنھ یذوب فیكون تبعا بخالف اللحم وما یضاھیھ أل

.والبطیخ لیسا بإدام ھو الصحیح

ألن " وإذا حلف ال یتغدى فالغداء األكل من طلوع الفجر إلى الظھر والعشاء من صالة الظھر إلى نصف اللیل"

.ما بعد الزوال یسمى عشاء ولھذا تسمى الظھر إحدى صالتي العشاء في الحدیث

Page 67: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ مأخوذ من السحر ویطلق على ما یقرب منھ ثم الغداء والعشاء " حور من نصف اللیل إلى طلوع الفجروالس"

.ما یقصد بھ الشبع عادة وتعتبر عادة أھل كل بلدة في حقھم ویشترط أن یكون أكثر من نصف الشبع

ألن " القضاء وغیره ومن قال إن لبست أو أكلت أو شربت فعبدي حر وقال عنیت شیئا دون شيء لم یدین في"

النیة إنما تصح في الملفوظ والثوب وما یضاھیھ غیر مذكور تنصیصا والمقتضى ال عموم لھ فلغت نیة

ألنھ نكرة " وإن قال إن لبست ثوبا أو أكلت طعاما أو شربت شرابا لم یدین في القضاء خاصة"التخصیص فیھ

.ف الظاھر فال یدین في القضاءفي محل الشرط فتعم فعملت نیة التخصیص فیھ إال أنھ خال

ومن حلف ال یشرب من دجلة فشرب منھا بإناء لم یحنث حتى یكرع منھا كرعا عند أبي حنیفة رحمھ : "قالوقاال إذا شرب منھا بإناء یحنث ألنھ المتعارف المفھوم ولھ أن كلمة من للتبعیض وحقیقتھ في الكرع وھي " هللا

إن حلف ال یشرب من ماء و"فمنعت المسیر إلى المجاز وإن كان متعارفا مستعملة ولھذا یحنث بالكرع إجماعا

دجلة فشرب منھا بإناء

ألنھ بعد االغتراف بقي منسوبا إلیھ وھو الشرط فصار كما إذا شرب من ماء " حنث -328-ص

. نھر یأخذ من دجلة

لیس في الكوز ماء لم یحنث فإن كان ومن قال إن لم أشرب الماء الذي في ھذا الكوز الیوم فامرأتھ طالق و"

فیھ ماء فأھریق قبل اللیل لم یحنث وھذا عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا وقال أبو یوسف یحنث في ذلك یعني إذا مضى الیوم وعلى ھذا الخالف إذا كان الیمین با تعالى وأصلھ أن من شرط انعقاد الیمین وبقائھ " كلھ

ألبي یوسف رحمھ هللا ألن الیمین إنما تعقد للبر فال بد من تصور البر لیمكن إیجابھ تصور البر عندھما خالفا

ولھ أنھ أمكن القول بانعقاده موجبا للبر على وجھ یظھر في حق الخلف وھو الكفارة قلنا ال بد من تصور األصل

ة ففي الوجھ األول ال یحنث ولو كانت الیمین مطلق"لینعقد في حق الخلف ولھذا ال ینعقد الغموس موجبا للكفارة

فأبو یوسف " عندھما وعند أبي یوسف رحمھ هللا یحنث في الحال وفي الوجھ الثاني یحنث في قولھم جمیعا

رحمھ هللا فرق بین المطلق والمؤقت ووجھ الفرق أن التوقیت للتوسعة فال یجب الفعل إال في آخر الوقت فال

قد عجز فیحنث في الحال وھما فرقا بینھما ووجھ الفرق أن في یحنث قبلھ وفي المطلق یجب البر كما فرغ و

المطلق یجب البر كما فرغ فإذا فات البر بفوات ما عقد علیھ الیمین یحنث في یمینھ كما إذا مات الحالف والماء

جب باق أما في المؤقت فیجب البر في الجزء األخیر من الوقت وعند ذلك لم تبق محلیة البر لعدم التصور فال ی

.البر فیھ فتبطل الیمین كما إذا عقده ابتداء في ھذه الحالة

وقال زفر رحمھ هللا " ومن حلف لیصعدن السماء أو لیقلبن ھذا الحجر ذھبا انعقدت یمینھ وحنث عقیبھا: "قال

لسماء ال تنعقد ألنھ مستحیل عادة فأشبھ المستحیل حقیقة فال ینعقد ولنا أن البر متصور حقیقة ألن الصعود إلى ا

ممكن حقیقة أال ترى أن المالئكة یصعدون السماء وكذا تحول الحجر ذھبا بتحویل هللا تعالى وإذا كان متصورا

Page 68: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ینعقد الیمین موجبا لخلفھ ثم یحنث بحكم العجز الثابت عادة كما إذا مات الحالف فإنھ یحنث مع احتمال إعادة

.كوز وقت الحلف وال ماء فیھ ال یتصور فلم ینعقدالحیاة بخالف مسئلة الكوز ألن شرب الماء الذي في ال

باب الیمین في الكالم

ألنھ قد كلمھ ووصل إلى سمعھ لكنھ لم " ومن حلف ال یكلم فالنا فكلمھ وھو بحیث یسمع إال أنھ نائم حنث: "قال

یفھم لنومھ فصار كما إذا ناداه وھو بحیث یسمع لكنھ لم

روایات المبسوط شرط أن یوقظھ وعلیھ عامة مشایخنا ألنھ یفھم لتغافلھ وفي بعض -329-ص

.إذا لم یتتبھ كان كما إذا ناداه من بعید وھو بحیث ال یسمع صوتھ

ألن اإلذن مشتق من األذان الذي ھو " ولو حلف ال یكلمھ إال بإذنھ فأذن لھ ولم یعلم باإلذن حتى كلمھ حنث"

تحقق إال بالسماع وقال أبو یوسف ال یحنث ألن اإلذن ھو اإلطالق اإلعالم أو من الوقوع في اإلذن وكل ذلك ال ی

.وإنھ یتم باإلذن كالرضا قلنا الرضا من أعمال القلب وال كذلك اإلذن على ما مر

ألنھ لو لم یذكر الشھر لتأبد الیمین فذكر الشھر إلخراج ما " وإن حلف ال یكلمھ شھرا فھو من حین حلف: "قال

مینھ داخال عمال بداللة حالھ بخالف ما إذا قال وهللا ألصومن شھرا ألنھ لو لم یذكر الشھر وراءه فبقي الذي یلي ی

وإن حلف ال یتكلم فقرأ القرآن في صالتھ ال "لم تتأبد الیمین فكان ذكره لتقدیر الصوم بھ وأنھ منكر فالتعیین إلیھ

یر وفي القیاس یحنث فیھما وھو قول وعلى ھذا التسبیح والتھلیل والتكب" یحنث وإن قرأ في غیر صالتھ حنث

إن "الشافعي رحمھ هللا ألنھ كالم حقیقة ولنا أنھ في الصالة لیس بكالم عرفا وال شرعا قال علیھ الصالة والسالم

وقیل في عرفنا ال یحنث في غیر الصالة أیضا ألنھ ال یسمى " صالتنا ھذه ال یصلح فیھا شيء من كالم الناس

.امتكلما بل قارئا ومسبح

ألن اسم الیوم إذا قرن بفعل ال یمتد یراد بھ مطلق " ولو قال یوم أكلم فالنا فامرأتھ طالق فھو على اللیل والنھار"

ه {: الوقت قال هللا تعالى بر ئذ د م و ی م ھ ل و ی ن م وإن عنى النھار خاصة دین في "والكالم ال یمتد ] 16: ألنفال[ }و

ولو "یضا وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ ال یدین في القضاء ألنھ خالف المتعارف ألنھ مستعمل فیھ أ" القضاءألنھ حقیقة في سواد اللیل كالنھار للبیاض خاصة وما جاء استعمالھ في " قال لیلة أكلم فالنا فھو على اللیل خاصة

.مطلق الوقت

ل إال أن یأذن فالن أو حتى یأذن فالن ولو قال إن كلمت فالنا إال أن یقدم فالن أو قال حتى یقدم فالن أو قا"ألنھ غایة والیمین باقیة قبل " فامرأتھ طالق فكلمھ قبل القدوم واإلذن حنث ولو كلمھ بعد القدوم واإلذن لم یحنث

خالفا ألبي یوسف " وإن مات فالن سقطت الیمین"الغایة ومنتھیة بعدھا فال یحنث بالكالم بعد انتھاء الیمین

ممنوع عنھ كالم ینتھي باإلذن والقدوم ولم یبق بعد الموت متصور الوجود فسقطت الیمین وعنده رحمھ هللا ألن ال

Page 69: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.التصور لیس بشرط فعند سقوط الغایة تأبد الیمین

ومن حلف ال یكلم عبد فالن ولم ینو عبدا بعینھ أو امرأة فالن أو صدیق فالن فباع"

ألنھ عقد یمینھ " عادى صدیقھ فكلمھم لم یحنثفالن عبده أو بانت منھ امرأتھ أو -330-ص

على فعل واقع في محل مضاف إلى فالن إما إضافة ملك أو إضافة نسبة ولم یوجد فال یحنث قال رضي هللا عنھ

ھذا في إضافة الملك باالتفاق وفي إضافة النسبة عند محمد رحمھ هللا یحنث كالمرأة والصدیق قال في الزیادات

للتعریف ألن المرأة والصدیق مقصودان بالھجران فال یشترط دوامھا فیتعلق الحكم بعینھ كما ألن ھذه اإلضافة

في اإلشارة ووجھ ما ذكر ھھنا وھو روایة الجامع الصغیر أنھ یحتمل أن یكون غرضھ ھجرانھ ألجل المضاف

ینھ بأن قال عبد فالن ھذا وإن كانت یمینھ على عبد بع"إلیھ ولھذا لم یعینھ فال یحنث بعد زوال اإلضافة بالشك أو امرأة فالن بعینھا أو صدیق فالن بعینھ لم یحنث في العبد وحنث في المرأة والصدیق وھذا قول أبي حنیفة

وإن حلف ال "وھو قول زفر رحمھ هللا " وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا یحنث في العبد أیضا

وجھ قول محمد وزفر رحمھما هللا أن اإلضافة " و على ھذا االختالفیدخل دار فالن ھذه فباعھا ثم دخلھا فھ

للتعریف واإلشارة أبلغ منھا فیھ لكونھا قاطعة للشركة بخالف اإلضافة فاعتبرت اإلشارة ولغت اإلضافة وصار

كالصدیق والمرأة ولھما أن الداعي إلى الیمین معني في المضاف إلیھ ألن ھذه األعیان ال تھجر وال تعادى

لذواتھا وكذا العبد لسقوط منزلتھ بل لمعنى في مالكھا فتتقید الیمین بحال قیام الملك بخالف ما إذا كانت اإلضافة

إضافة نسبة كالصدیق والمرأة ألنھ یعادى لذاتھ فكانت اإلضافة للتعریف والداعي لمعنى في المضاف إلیھ غیر

.ظاھر لعدم التعیین بخالف ما تقدم

ألن ھذه اإلضافة ال تحتمل إال التعریف ألن " یكلم صاحب ھذا الطیلسان فباعھ ثم كلمھ حنث وإن حلف ال: "قال

.اإلنسان ال یعادى لمعنى في الطیلسان فصار كما إذا أشار إلیھ

ألن الحكم تعلق بالمشار إلیھ إذ الصفة في الحاضر " ومن حلف ال یكلم ھذا الشاب فكلمھ وقد صار شیخا حنث"

.لیست بداعیة إلى الیمین على ما مر من قبللغو وھذه الصفة

فصل

ألن الحین قد یراد بھ الزمان " ومن حلف ال یكلمھ حینا أو زمانا أو الحین أو الزمان فھو على ستة أشھر: "قال

{: القلیل وقد یراد بھ أربعون سنة قال هللا تعالى ر ھ الد ن م ین ح ان س ن ى األ ل ى ع ت أ ل وقد یراد بھ ] 1:االنسان[ }ھ

ا{:ستة أشھر قال هللا تعالى ھ ل ك تي أ ؤ ت

Page 70: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

-331-ص حین ل وھذا ھو الوسط فینصرف إلیھ وھذا ألن الیسیر ال یقصد ] 25: ابراھیم[ }ك

كذا بالمنع لوجود االمتناع فیھ عادة والمؤبد ال یقصد غالبا ألنھ بمنزلة األبد ولو سكت عنھ یتأبد فیتعین ما ذكرنا و

الزمان یستعمل استعمال الحین یقال ما رأیتك منذ حین ومنذ زمان بمعنى وھذا إذا لم تكن لھ نیة أما إذا نوى شیئا

" وكذلك الدھر عندھما وقال أبو حنیفة رحمھ هللا الدھر ال أدري ما ھو"فھو على ما نوى ألنھ نوى حقیقة كالمھ

باأللف والالم یراد بھ األبد عرفا لھما أن دھرا یستعمل وھذا االختالف في المنكر ھو الصحیح أما المعرف

استعمال الحین والزمان یقال ما رأیتك منذ حین ومنذ دھر بمعنى وأبو حنیفة رحمھ هللا توقف في تقدیره ألن

.اللغات ال تدرك قیاسا والعرف لم یعرف استمراه الختالف في االستعمال

ألنھ اسم جمع ذكر منكرا فیتناول أقل الجمع وھو الثالث ولو " أیام ولو حلف ال یكلمھ أیاما فھو على ثالثة"

حلف ال یكلمھ األیام فھو على عشرة أیام عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال على أیام األسبوع ولو حلف ال یكلمھ

یدور الشھور فھو على عشرة أشھر عنده وعندھما على اثني عشر شھرا ألن الالم للمعھود وھو ما ذكرنا ألنھ

وكذا الجواب عنده في الجمع "علیھا ولھ أنھ جمع معرف فینصرف إلى أقصى ما یذكر بلفظ الجمع وذلك عشرة

ومن قال لعبده إن خدمتني أیاما كثیرة فأنت حر "وعندھما ینصرف إلى العمر ألنھ ال معھود دونھ " والسنین

ثر ما یتناولھ اسم األیام وقاال سبعة أیام ألن ما زاد ألنھ أك" فاألیام الكثیرة عند أبي حنیفة رحمھ هللا عشرة أیام

علیھا تكرار وقیل لو كان الیمین بالفارسیة ینصرف إلى سبعة أیام ألنھ یذكر فیھا بلفظ الفرد دون الجمع وهللا أعلم

.بالصواب

باب الیمین في العتق والطالق

لقت وكذلك إذا قال ألمتھ إذا ولدت ولدا فأنت ومن قال المرأتھ إذا ولدت ولدا فأنت طالق فولدت ولدا میتا ط"

ألن الموجود مولود فیكون ولدا حقیقة ویسمى بھ في العرف ویعتبر ولدا في الشرع حتى تنقضي بھ العدة " حرة

.والدم بعده نفاس وأمھ أم ولد لھ فتحقق الشرط وھو والدة الولد

ا عتق الحي وحده عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال ولو قال إذا ولدت ولدا فھو حر فولدت ولدا میتا ثم آخر حی"

ألن الشرط قد تحقق بوالدة المیت على ما بینا فتنحل الیمین ال إلى جزاء ألن المیت لیس " ال یعتق واحد منھما

بمحل للحریة وھي الجزاء وألبي حنیفة رحمھ هللا أن مطلق اسم الولد مقید بوصف الحیاة ألنھ قصد إثبات الحریة

جزاء،

وھي قوة حكمیة تظھر في دفع تسلط الغیر وال تثبت في المیت فیتقید بوصف الحیاة -332-ص

.فصار كما إذا قال إذا ولدت ولدا حیا بخالف جزاء الطالق وحریة األم ألنھ ال یصلح مقیدا

Page 71: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

عبدین معا ثم فإن اشترى"ألن األول اسم لفرد سابق " وإذا قال أول عبد أشتریھ فھو حر فاشترى عبدا عتق"

وإن قال أول عبد أشتریھ "النعدام التفرد في األولین والسبق في الثالث فانعدمت األولیة " آخر لم یعتق أحد منھمألنھ یراد بھ التفرد في حالة الشراء ألن وحده للحال لغة والثالث سابق في ھذا " وحده فھو حر عتق الثالث

ألن اآلخر اسم لفرد الحق وال " شترى عبدا ثم مات لم یعتقوإن قال آخر عبد أشتریھ فھو حر فا"الوصف

ألنھ فرد الحق فاتصف باآلخریة " ولو اشترى عبدا ثم عبدا ثم مات عتق اآلخر"سابق لھ فال یكون الحقا

حتى یعتبر من " ویعتق یوم اشتراه عند أبي حنیفة رحمھ هللا حتى یعتبر من جمیع المال وقال یعتق یوم مات"

اآلخریة ال تثبت إال بعدم شراء غیره بعده وذلك یتحقق بالموت فكان الشرط متحققا عند الموت الثلث ألن

فیقتصر علیھ وألبي حنیفة رحمھ هللا أن الموت معرف فأما اتصافھ باآلخریة فمن وقت الشراء فیثبت مستندا

.وعدمھ وعلى ھذا الخالف تعلیق الطلقات الثالث بھ وفائدتھ تظھر في جریان حرمان اإلرث

ألن البشارة اسم لخبر یغیر " ومن قال كل عبد بشرني بوالدة فالنة فھو حر فبشره ثالثة متفرقین عتق األول"

ألنھا تحققت من " وإن بشروه معا عتقوا"بشرة الوجھ ویشترط كونھ سارا بالعرف وھذا إنما یتحقق من األول

ألن الشرط قران النیة بعلة " كفارة یمینھ لم یجزه ولو قال إن اشتریت فالنا فھو حر فاشتراه ینوي بھ"الكل

خالفا لزفر " وإن اشترى أباه ینوي عن كفارة یمینھ أجزأه عندنا"العتق وھي الیمین فأما الشراء فشرطھ

والشافعي رحمھما هللا لھما أن الشراء شرط العتق فأما العلة فھي القرابة وھذا ألن الشراء إثبات الملك واإلعتاق

لن یجزي ولد والده إال أن یجده "وبینھما منافاة ولنا أن شراء القریب إعتاق لقولھ علیھ الصالة والسالم إزالتھ

ولو اشترى "جعل نفس الشراء إعتاقا ألنھ ال یشترط غیره فصار نظیر قولھ سقاه فأرواه " مملوكا فیشتریھ فیعتقھ

دھا بالنكاح إن اشتریتك فأنت حرة عن كفارة یمیني ومعنى ھذه المسئلة أن یقول ألمة قد استول" أم ولده لم یجزه

ثم اشتراھا فإنھا تعتق لوجود الشرط وال یجزیھ عن الكفارة ألن حریتھا مستحقة باالستیالد فال تضاف إلى الیمین

من كل وجھ بخالف ما إذا قال لقنة إن اشتریتك فأنت حرة عن كفارة یمیني حیث یجزیھ عنھا إذا اشتراھا ألن

.غیر مستحقة بجھة أخرى فلم تختل اإلضافة إلى الیمین وقد قارنتھ النیةحریتھا

ألن" ومن قال إن تسریت جاریة فھي حریة فتسرى جاریة كانت في ملكھ عتقت"

الیمین انعقدت في حقھا لمصادفتھا الملك وھذا ألن الجاریة منكرة في ھذا الشرط -333-ص

خالفا لزفر رحمھ هللا فإنھ " إن اشترى جاریة فتسراھا لم تعتق بھذه الیمینو"لتتناول كل جاریة على االنفراد

یقول التسري ال یصح إال في الملك فكان ذكره ذكر الملك وصار كما إذا قال ألجنبیة إن طلقتك فعبدي حر یصیر

في حق التزوج مذكورا ولنا أن الملك یصیر مذكورا ضرورة صحة التسري وھو شرط فیتقدر بقدره فال یظھر

صحة الجزاء وھو الحریة وفي مسئلة الطالق إنما یظھر في حق الشرط دون الجزاء حتى لو قال لھا إن طلقتك

.فأنت طالق ثالثا فتزوجھا وطلقھا واحدة ال تطلق ثالثا فھذه وزان مسألتنا

Page 72: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ھؤالء إذ الملك لوجود اإلضافة المطلقة في " ومن قال كل مملوك لي حر تعتق أمھات أوالده ومدبروه وعبیده"

ألن الملك غیر ثابت یدا ولھذا ال یملك أكسابھ وال یحل لھ " وال یعتق مكاتبوه إال أن ینویھم"ثابت فیھم رقبة ویدا

.وطء المكاتبة بخالف أم الولد والمدبرة فاختلت اإلضافة فال بد من النیة

ألن كلمة أو إلثبات أحد " ي األولیینومن قال لنسوة لھ ھذه طالق أو ھذه وھذه طلقت األخیرة ولھ الخیار ف"

المذكورین وقد أدخلھا بین األولیین ثم عطف الثالثة على المطلقة ألن العطف للمشاركة في الحكم فیختص بمحلھ

ولھ الخیار في " وكذا إذا قال لعبیده ھذا حر أو ھذا وھذا عتق األخیر"فصار كما إذا قال إحداكما طالق وھذه

.هللا أعلم بالصواباألولیین لما بینا و

باب الیمین في البیع والشراء والتزوج وغیر ذلك

ألن العقد وجد من العاقد حتى كانت " ومن حلف ال یبیع أو ال یشتري أو ال یؤاجر فوكل من فعل ذلك لم یحنث"

مر وإنما الحقوق علیھ ولھذا لو كان العاقد ھو الحالف یحنث في یمینھ فلم یوجد ما ھو الشرط وھو العقد من اآل

ال یتولى العقد بنفسھ ألنھ " أو یكون الحالف ذا سلطان"ألن فیھ تشدیدا " إال أن ینوي ذلك"الثابت لھ حكم العقد

ألن الوكیل في ھذا سفیر " ومن حلف ال یتزوج أوال یطلق أوال یعتق فوكل بذلك حنث"یمنع نفسھ عما یعتاده

ولو قال عنیت أن ال أتكلم "حقوق العقد ترجع إلى اآلمر ال إلیھ ومعبر ولھذا ال یضیفھ إلى نفسھ بل إلى اآلمر وولو حلف ال یضرب عبده أو ال "وسنشیر إلى المعنى في الفرق إن شاء هللا تعالى " بھ لم یدین في القضاء خاصة

ثم ألن المالك لھ والیة ضرب عبده وذبح شاتھ فیملك تولیة غیره " یذبح شاتھ فأمر غیره ففعل یحنث في یمینھ

ولو قال عنیت أن ال أتولى ذلك "منفعتھ راجعة إلى اآلمر، فیجعل ھو مباشرا إذ ال حقوق لھ ترجع إلى المأمور بنفسي

بخالف ما تقدم من الطالق وغیره ووجھ الفرق أن الطالق لیس إال " دین في القضاء -334-ص

تكلم بھ واللفظ ینتظمھما فإذا نوى التكلم بھ فقد نوى تكلما بكالم یفضي إلى وقوع الطالق علیھا واألمر بذلك مثل ال

الخصوص في العام فیدین دیانة ال قضاء أما الذبح والضرب ففعل حسي یعرف بأثره والنسبة إلى اآلمر بالتسبیب

ومن حلف ال یضرب ولده فأمر إنسانا "مجاز فإذا نوى الفعل بنفسھ فقد نوى الحقیقة فیصدق دیانة وقضاء

ألن منفعة ضرب الولد عائدة إلیھ وھو التأدب والتثقف فلم ینسب فعلھ إلى اآلمر " نث في یمینھفضربھ لم یح

.بخالف األمر بضرب العبد ألن منفعة االئتمار بأمره عائدة إلى اآلمر فیضاف الفعل إلیھ

عھ ولم یعلم ومن قال لغیره إن بعت لك ھذا الثوب فامرأتھ طالق فدس المحلوف علیھ ثوبھ في ثیاب الحلف فبا"

ألن حرف الالم دخل على البیع فیقتضي اختصاصھ بھ وذلك بأن یفعلھ بأمره إذ البیع تجري فیھ النیابة " لم یحنث

ولم توجد بخالف ما إذا قال إن بعت ثوبا لك حیث یحنث إذا باع ثوبا مملوكا لھ سواء كان بأمره أو بغیر أمره

Page 73: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

العین لنھ أقرب إلیھ فیقتضي االختصاص بھ وذلك بأن یكون علم بذلك أو لم یعلم ألن حرف الالم دخل على

مملوكا لھ ونظیره الصیاغة والخیاطة وكل ما تجري فیھ النیابة بخالف األكل والشرب وضرب الغالم ألنھ ال

.یحتمل النیابة فال یفترق الحكم فیھ في الوجھین

جود الشرط وھو البیع والملك فیھ قائم فینزل لو" ومن قال ھذا العبد حر إن بعتھ فباعھ على أنھ بالخیار عتق"

أیضا ألن الشرط قد تحقق " وكذلك لو قال المشتري إن اشتریتھ فھو حر فاشتراه على أنھ بالخیار عتق"الجزاء

وھو الشراء والملك قائم فیھ وھذا على أصلھما ظاھر وكذا على أصلھ ألن ھذا العتق بتعلیقھ والمعلق كالمنجز

.ثبت الملك سابقا علیھ فكذا ھذاولو نجز العتق ی

ألن الشرط قد تحقق وھو " ومن قال إن لم أبع ھذا لعبد أو ھذه األمة فامرأتھ طالق فأعتق أو دبر طلقت امرأتھ"

.عدم البیع لفوات محلیة البیع

وعن " وإذا قالت المرأة لزوجھا تزوجت علي فقال كل امرأة لي طالق ثالثا طلقت ھذه التي حلفتھ في القضاء"

أبي یوسف رحمھ هللا أنھا ال تطلق ألنھ أخرجھ جوابا فینطبق علیھ وألن غرضھ إرضاؤھا وھو بطالق غیرھا

فیتقید بھ ووجھ الظاھر عموم الكالم وقد زاد على حرف الجواب فیجعل مبتدئا وقد یكون غرضھ إیحاشھا حین

غیرھا یصدق دیانة ال قضاء ألنھ اعترضت علیھ فیما أحلھ الشرع ومع التردد ال یصلح مقیدا وإن نوى

.تخصیص العام وهللا أعلم بالصواب

باب الیمین في الحج والصالة والصوم -335-ص

ومن قال وھو في الكعبة أو في غیرھا علي المشي إلى بیت هللا تعالى أو إلى الكعبة فعلیھ حجة أو عمرة : "قال

یلزمھ شيء ألنھ التزم ما لیس بقربة واجبة وال مقصودة في وفي القیاس ال" ماشیا وإن شاء ركب وأھراق دما

األصل ومذھبنا مأثور عن علي رضي هللا عنھ وألن الناس تعارفوا إیجاب الحج والعمرة بھذا اللفظ فصار كما

.إذا قال علي زیارة البیت ماشیا فیلزمھ ماشیا وإن شاء ركب وأھراق دما وقد ذكرناه في المناسك

ألن التزام الحج أو العمرة بھذا الففظ غیر " لخروج أو الذھاب إلى بیت هللا تعالى فال شيء علیھولو قال علي ا"

.متعارف

وقال "وھذا عند أبي حنیفة رحمھ هللا " ولو قال علي المشي إلى الحرم إو إلى الصفا والمروة فال شيء علیھ"

ولو قال إلى المسجد الحرام فھو " أو عمرةأبو یوسف ومحمد رحمھما هللا في قولھ علي المشي إلى الحرم حجة

على ھذا االختالف لھما أن الحرم شامل على البیت باالتصال وكذا المسجد الحرام شامل على البیت فصار ذكره

كذكره بخالف الصفا والمروة ألنھما منفصالن عنھ ولھ أن التزام اإلحرام بھذه العبارة غیر متعارف وال یمكن

.قة اللفظ فامتنع أصالإیجابھ باعتبار حقی

ومن قال عبدي حر إن لم أحج العام فقال حججت وشھد شاھدان على أنھ ضحى العام بالكوفة لم یعتق عبده "

Page 74: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألن ھذه شھادة قامت على أمر " وھذا عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا یعتق

ق الشرط ولھما أنھا قامت على النفي ألن المقصود منھا معلوم وھو التضحیة ومن ضرورتھ انتفاء الحج فیتحق

نفي الحج ال إثبات التضحیة ألنھ ال مطالب لھا فصار كما إذا شھدوا أنھ لم یحج العام غایة األمر أن ھذا النفي

.مما یحیط علم الشاھد بھ ولكنھ ال یمیز بین نفي ونفي تیسیرا

لوجود الشرط إذ الصوم ھو ا إلمساك " طر من یومھ حنثومن حلف ال یصوم فنوى الصوم وصام ساعة ثم أف"

.عن المفطرات على قصد التقرب

ألنھ یراد بھ الصوم التام المعتبر شرعا وذلك " ولو حلف ال یصوم یوما أو صوما فصام ساعة ثم أفطر ال یحنث"

.بإنھائھ إلى آخر الیوم والیوم صریح في تقدیر المدة بھ

والقیاس أن یحنث باالفتتاح " وركع لم یحنث وإن سجد مع ذلك ثم قطع حنث ولو حلف ال یصلي فقام وقرأ"

اعتبارا بالشروع في الصوم وجھ االستحسان أن الصالة عبارة

عن األركان المختلفة فما لم یأت بجمیعھا ال یسمى صالة بخالف الصوم ألنھ ركن -336-ص

.واحد وھو اإلمساك ویتكرر في الجزء الثاني

ألنھ یراد بھ الصالة المعتبرة شرعا وأقلھا ركعتان للنھي " حلف ال یصلي صالة ال یحنث مالم یصل ركعتینولو "

.عن البتیراء وهللا أعلم

باب الیمین في لبس الثیاب والحلي وغیر ذلك

ومن قال المرأتھ إن لبست من غزلك فھو ھدي فاشترى قطنا لغزلتھ ونسجتھ فلبسھ فھو ھدي عند أبي حنیفة"

ومعنى الھدي التصدق بھ بمكة ألنھ " رحمھ هللا وقاال لیس علیھ أن یھدي حتى تغزل من قطن ملكھ یوم حلف

اسم لما یھدى إلیھا لھما أن النذر إنما یصح في الملك أو مضافا إلى سبب الملك ولم یوجد ألن اللبس وغزل

لزوج والمعتاد ھو المراد وذلك سبب لملكھ المرأة لیسا من أسباب ملكھ ولھ أن غزل المرأة عادة یكون من قطن ا

.ولھذا یحنث إذا غزلت من قطن مملوك لھ وقت النذر ألن القطن لم یصر مذكورا

ألنھ لیس بحلي عرفا وال شرعا حتى أبیح استعمالھ للرجال " ومن حلف ال یلبس حلیا فلبس خاتم فضة لم یحنث"

.حلي ولھذا ال یحل استعمالھ للرجالألنھ " وإن كان من ذھب حنث"والتختم بھ لقصد الختم

ألنھ حلي حقیقة حتى سمي بھ " ولو لبس عقد لؤلؤ غیر مرصع ال یحنث عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال یحنث"

في القرآن ولھ أنھ یتحلى بھ عرفا إال مرصعا ومبنى األیمان على العرف وقیل ھذا اختالف عصر وزمان ویفتى

.إلنفراد معتادبقولھما ألن التحلي بھ على ا

وإن جعل فوقھ "ألنھ تبع للفراش فیعد نائما علیھ " ومن حلف ال ینام على فراش فنام علیھ وفوقھ قرام حنث"

Page 75: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ولو حلف ال یجلس "ألن مثل الشيء ال یكون تبعا لھ فقطع النسبة عن األول " فراشا آخر فنام علیھ لم یحنث

ال یسمى جالسا على األرض بخالف ما إذا حال بینھ ألنھ " على األرض فجلس على بساط أو حصیر لم یحنث

وإن حلف ال یجلس على سریر فجلس على سریر فوقھ بساط "وبین األرض لباسھ ألنھ تبع لھ فال یعتبر حائال

ألنھ یعد جالسا علیھ والجلوس على السریر في العادة كذلك بخالف ما إذا جعل فوقھ سریرا آخر " أو حصیر حنث

.قطع النسبة عنھ وهللا أعلم بالصوابألنھ مثل األول ف

باب الیمین في القتل والضرب وغیره

ألن الضرب" إن ضربتك فعبدي حر فمات فضربھ فھو على الحیاة: ومن قال آلخر"

اسم لفعل مؤلم یتصل بالبدن واإلیالم ال یتحقق في المیت ومن یعذب في القبر توضع -337-ص

كذلك الكسوة ألنھ یراد بھ التملیك عند اإلطالق ومنھ الكسوة في الكفارة وھو من فیھ الحیاة في قول العامة و

ألن المقصود " وكذا الكالم والدخول"المیت ال یتحقق إال أن ینوي بھ الستر وقیل بالفارسیة ینصرف إلى اللبس

.من الكالم اإلفھام والموت ینافیھ والمراد من الدخول علیھ زیارتھ وبعد الموت یزار قبره ال ھو

ألن الغسل ھو اإلسالة ومعناه التطھیر ویتحقق ذلك " ولو قال إن غسلتك فعبدي حر فغسلھ بعد ما مات یحنث"

ألنھ اسم لفعل مؤلم وقد تحقق " عضھا حنثومن حلف ال یضرب امرأتھ فمد شعرھا أو خنقھا أو "في المیت

ومن قال إن لم أقتل فالنا فامرأتھ طالق "اإلیالم وقیل ال یحنث في حال المالعبة ألنھ یسمى ممازحة ال ضربا

ألنھ عقد یمینھ على حیاة یحدسھا هللا تعالى فیھ وھو متصور فینعقد ثم یحنث " وفالن میت وھو عالم بھ حنث

ألنھ عقد یمینھ على حیاة كانت فیھ وال تتصور فیصیر قیاس مسئلة " م یعلم بھ ال یحنثوإن ل"للعجز العادي

.الكوز على االختالف ولیس في تلك المسئلة تفصیل العلم ھو الصحیح وهللا أعلم بالصواب

باب الیمین في تقاضي الدراھم

ألن ما " بعید فھو أكثر من شھر ومن حلف لیقضین دینھ إلى قریب فھو على ما دون الشھر وإن قال إلى: "قال

ومن حلف لیقضین "دونھ یعد قریبا والشھر وما زاد علیھ یعد بعیدا ولھذا یقال عند بعد العھد ما لقیتك منذ شھر

ألن الزیافة عیب " فالنا دینھ الیوم فقضاه ثم وجد فالن بعضھا زیوفا أو نبھرجة أو مستحقة لم یحنث الحالف

ذا لو تجوز بھ صار مستوفیا فوجد شرط البر وقبض المستحقة صحیح وال یرتفع برده والعیب ال یعدم الجنس ولھ

ألنھما لیسا من جنس الدراھم حتى ال یجوز التجوز بھما في " وإن وجدھا رصاصا أو ستوقة حنث"البر المتحقق

تحققت بمجرد ألن قضاء الدین طریقھ المقاصة وقد " وإن باعھ بھا عبدا وقبضھ بر في یمینھ"الصرف والسلم

لعدم المقاصة ألن القضاء فعلھ والھبة " لم یبر"یعني الدین " لھ وإن وھبھا"البیع فكأنھ شرط القبض لیتقرر بھ

Page 76: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.إسقاط من صاحب الدین

ألن الشرط " ومن حلف ال یقبض دینھ درھما دون درھم فقبض بعضھ لم یحنث حتى یقبض جمیعھ متفرقا"

ى أنھ أضاف القبض إلى دین معرف مضاف إلیھ فینصرف إلى كلھ فال قبض الكل لكنھ بوصف التفرق أال یر

ألنھ قد " فإن قبض دینھ في وزنین ولم یتشاغل بینھما إال بعمل الوزن لم یحنث ولیس ذلك بتفریق"یحنث إال بھ

یتعذر قبض الكل دفعة واحدة

مائة درھم فامرأتھ ومن قال إن كان لي إال "عادة فیصیر ھذا القدر مستثنى عنھ -338-ص

ألن المقصود منھ عرفا نفي ما زاد على المائة وألن استثناء المائة " طالق فلم یملك إال خمسین درھما لم یحنث

ألن كل ذلك أداة االستثناء وهللا أعلم " وكذلك لو قال غیر مائة أو سوى مائة"استثناؤھا بجمیع أجزائھا

.بالصواب

مسائل متفرقة

وإن حلف لیفعلن كذا "ألنھ نفي الفعل مطلقا فعم االمتناع ضرورة عموم النفي " ل كذا تركھ أبداوإذا حلف ال یفع"

ألن الملتزم فعل واحد غیر عین إذ المقام مقام اإلثبات فیبر بأي فعل فعلھ وإنما " ففعلھ مرة واحدة بر في یمینھ

.یحنث بوقوع الیأس عنھ وذلك بموتھ أو بفوت محل الفعل

ألن المقصود منھ دفع " الوالي رجال لیعلمنھ بكل داعر دخل البلد فھذا على حال والیتھ خاصة وإذا استحلف"

ومن "شره أو شر غیره بزجره فال یفید فائدتھ بعد زوال سلطنتھ والزوال بالموت وكذا بالعزل في ظاھر الروایة

هللا فإنھ یعتبره بالبیع ألنھ تملیك خالفا لزفر رحمھ" حلف أن یھب عبده لفالن فوھبھ ولم یقبل فقد بر في یمینھ

مثلھ ولنا أنھ عقد تبرع فیتم بالمتبرع ولھذا یقال وھب ولم یقبل وألن المقصود إظھار السماحة وذلك یتم بھ أما

.البیع فمعاوضة فاقتضى الفعل من الجانبین

ولو حلف ال "لھما ساق ألنھ اسم لما ال ساق لھ و" ومن حلف ال یشم ریحانا فشم وردا أو یاسمینا ال یحنث"

اعتبارا للعرف ولھذا یسمى بائعھ بائع البنفسج والشراء ینبني علیھ " یشتري بنفسجا وال نیة لھ فھو على دھنھ

ألنھ حقیقة فیھ والعرف مقرر لھ " وإن حلف على الورد فالیمین على الورق"وقیل في عرفنا یقع على الورق

.بوفي البنفسج قاض علیھ وهللا أعلم بالصوا

Page 77: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

كتاب الحدود -339-ص

الحد لغة ھو المنع ومنھ الحداد للبواب وفي الشریعة ھو العقوبة المقدرة حقا تعالى حتى ال یسمى : قال

القصاص حدا ألنھ حق العبد وال التعزیر لعدم التقدیر والمقصد األصلي من شرعھ االنزجار عما یتضرر بھ

.بدلیل شرعھ في حق الكافرالعباد والطھارة لیست أصلیة فیھ

والمراد ثبوتھ عند اإلمام ألن البینة دلیل ظاھر وكذا اإلقرار ألن الصدق فیھ " الزنا یثبت بالبینة واإلقرار: "قال

.مرجح ال سیما فیما یتعلق بثبوتھ مضرة ومعرة والوصول إلى العلم القطعي متعذر فیكتفي بالظاھر

{: لقولھ تعالى" ود على رجل أو امرأة بالزنافالنیة أن تشھد أربعة من الشھ: "قال ة ع ب ر أ ن ھ ی ل وا ع د ھ ش ت اس فم ك ن اء {: وقال هللا تعالى] 15: النساء[ }م د ھ ة ش ع ب ر أ وا ب ت أ ی م ل م وقال علیھ الصالة والسالم للذي ] 4: النور[} ث

ن في اشتراط األربعة یتحقق معنى الستر وھو مندوب وأل" ائت بأربعة یشھدون على صدق مقالتك"قذف امرأتھ

" وإذا شھدوا یسألھم اإلمام عن الزنا ما ھو وكیف ھو وأین زنى ومتى زنى وبمن زنى"إلیھ واإلشاعة ضده

وألن النبي علیھ الصالة والسالم استفسر ماعزا عن الكیفیة وعن المزنیة وألن االحتیاط في ذلك واجب ألنھ

ي الفرج عناه أو زنى في دار الحرب أو في المتقادم من الزمان أو كانت لھ شبھة ال یعرفھا ھو عساه غیر الفعل ف

.وال الشھود كوطء جاریة االبن فیستقصى في ذلك احتیاال للدرء

فإذا بینوا ذلك وقالوا رأیناه وطئھا في فرجھا كالمیل في المكحلة وسأل القاضي عنھم فعدلوا في السر "ادرءوا "ولم یكتف بظاھر العدالة في الحدود احتیاال للدرء قال علیھ الصالة والسالم " ھادتھموالعالنیة حكم بش

بخالف سائر الحقوق عند أبي حنیفة رحمھ هللا وتعدیل السر والعالنیة نبینھ في الشھادات إن " الحدود ما استطعتم

.شاء هللا تعالى

جنایة وقد حبس رسول هللاقال في األصل یحبسھ حتى یسأل عن الشھود لالتھام بال

علیھ الصالة والسالم رجال بالتھمة بخالف الدیون حیث ال یحبس فیھا قبل ظھور -340-ص

.العدالة وسیأتیك الفرق إن شاء هللا تعالى

واإلقرار أن یقر البالغ العاقل على نفسھ بالزنا أربع مرات في أربعة مجالس من مجالس المقر كلما أقر : "قالفاشتراط البلوغ والعقل ألن قول الصبي والمجنون غیر معتبر أو ھو غیر موجب للحد واشتراط " القاضي رده

األربع مذھبنا وعند الشافعي رحمھ هللا یكتفى باإلقرار مرة واحدة اعتبارا بسائر الحقوق وھذا ألنھ مظھر وتكرار

لنا حدیث ماعز رضي هللا عنھ فإنھ علیھ الصالة اإلقرار ال یفید زیادة الظھور بخالف زیادة العدد في الشھادة و

والسالم أخر اإلقامة إلى أن تم اإلقرار منھ أربع مرات في أربعة مجالس فلو ظھر بما دونھا لما أخرھا لثبوت

الوجوب وألن الشھادة اختصت فیھ بزیادة العدد فكذا اإلقرار إعظاما ألمر الزنا وتحقیقا لمعنى الستر وال بد من

Page 78: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

المجالس لما روینا وألن التحاد المجلس أثرا في جمع المتفرقات فعنده یتحقق شبھة االتحاد في اإلقرار اختالف

واإلقرار قائم بالمقر فیعتبر اختالف مجلسھ دون مجلس القاضي واالختالف بأن یرده القاضي كلما أقر فیذھب

علیھ الصالة والسالم طرد ماعزا في كل حیث ال یراه ثم یجيء فیقر ھو المروي عن أبي حنیفة رحمھ هللا ألنھ

.مرة حتى توارى بحیطان المدینة

" فإذا تم إقراره أربع مرات سألھ عن الزنا ما ھو وكیف ھو وأین زنى وبمن زنى فإذا بین ذلك لزمھ الحد: "قال

كره في الشھادة لتمام الحجة ومعنى السؤال عن ھذه األشیاء بیناه في الشھادة ولم یذكر السؤال فیھ عن الزمان وذ

فإن رجع المقر عن "ألن تقادم العھد یمنع الشھادة دون اإلقرار وقیل لو سألھ جاز لجواز أنھ زنى في صباه وقال الشافعي رحمھ هللا وھو قول ابن أبي لیلى " إقراره قبل إقامة الحد أو في وسطھ قبل رجوعھ وخلى سبیلھ

ل برجوعھ وإنكاره كما إذا وجب بالشھادة وصار كالقصاص وحد یقیم علیھ الحد ألنھ وجب الحد بإقراره فال یبط

القذف ولنا أن الرجوع خبر محتمل للصدق كاإلقرار ولیس أحد یكذبھ فیھ فتتحقق الشبھة في اإلقرار بخالف ما

.فیھ حق العبد وھو القصاص وحد القذف لوجود من یكذبھ وال كذلك ما ھو خالص حق الشرع

لقولھ علیھ الصالة والسالم لماعز " المقر الرجوع فیقول لھ لعلك لمست أو قبلتویستحب لإلمام أن یلقن "

قال في األصل وینبغي أن یقول لھ اإلمام لعلك تزوجتھا أو وطئتھا بشبھة " لعلك لمستھا أو قبلتھا"رضي هللا عنھ

.وھذا قریب من األول في المعنى وهللا أعلم

تھفصل في كیفیة الحد وإقام -341-ص

ألنھ علیھ الصالة والسالم رجم ماعزا وقد " وإذا وجب الحد وكان الزاني محصنا رجمھ بالحجارة حتى یموت"

.أحصن وقال في الحدیث المعروف وزنا بعد إحصان وعلى ھذا إجماع الصحابة رضي هللا تعالى عنھم

روي عن علي رضي هللا عنھ كذا" ویخرجھ إلى أرض فضاء ویبتدئ الشھود برجمھ ثم اإلمام ثم الناس: "قال

وألن الشاھد قد یتجاسر على األداء ثم یستعظم المباشرة فیرجع فكان في بداءتھ احتیال للدرء وقال الشافعي رحمھ

.هللا ال تشترط بداءتھ اعتبارا بالجلد

فإن امتنع "ل كل أحد ال یحسن الجلد فربما یقع مھلكا واإلھالك غیر مستحق وال كذلك الرجم ألنھ إتالف قا: قلناوإن "ألنة داللة الرجوع وكذا إذا ماتوا أو غابوا في ظاھر الروایة لفوات الشرط " الشھود من االبتداء سقط الحد

كذا روي عن علي رضي هللا عنھ ورمى رسول هللا علیھ الصالة والسالم " كان مقرا ابتدأ اإلمام ثم الناس

لقولھ علیھ الصالة والسالم " علیھ ویغسل ویكفن ویصلى"لزنا الغامدیة بحصاة مثل الحمصة وكانت قد اعترفت با

وألنھ قتل بحق فال یسقط الغسل كالمقتول قصاصا " اصنعوا بھ كما تصنعون بموتاكم"في ماعز رضي هللا عنھ

" وإن لم یكن محصنا وكان حرا فحده مائة جلدة"وصلى النبي علیھ الصالة والسالم على الغامدیة بعد ما رجمت

ة {: تعالى لقولھ د ل ج ة ائ ا م ھم ن احد م و ل وا ك لد اج اني ف الز و ة انی إال أنھ انتسخ في حق المحصن ] 2: النور[ }الز

Page 79: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.فبقي في حق غیره معموال بھ

ألن علیا رضي هللا عنھ لما أراد أن یقیم الحد كسر " یأمر اإلمام بضربھ بسوط ال ثمرة لھ ضربا متوسطا: "قال

رتھ والمتوسط بین المبرح وغیر المؤلم إلفضاء األول إلى الھالك وخلو الثاني عن المقصود وھو االنزجار ثم

معناه دون اإلزار ألن علیا رضي هللا عنھ كان یأمر بالتجرید في الحدود وألن التجرید أبلغ " وتنزع عنھ ثیایھ"

ویفرق "ي نزع اإلزار كشف العورة فیتوقاه في إیصال األلم إلیھ وھذا الحد مبناه على الشدة في الضرب وف

.ألن الجمع في عضو واحد قد یفضي إلى التلف والحد زاجر ال متلف" الضرب على أعضائھ

" عاتق الوجھ والمذاكیر"لقولھ علیھ الصالة والسالم للذي أمره بضرب الحد " إال رأسھ ووجھھ وفرجھ: "قال

وجھ وھو مجمع المحاسن أیضا فال یؤمن فوات شيء منھا وألن الفرج مقتل والرأس مجمع الحواس وكذا ال

.بالضرب وذلك إھالك معنى فال یشرع حدا

وقال أبو یوسف رحمھ هللا یضرب الرأس أیضا رجع إلیھ وإنما یضرب سوطا لقول -342-ص

.أبي بكر رضي هللا عنھ اضربوا الرأس فإن فیھ شیطانا

قتلھ ویقال إنھ ورد في حربي كان من دعاة الكفرة واإلھالك فیھ مستحق تأویلھ أنھ قال ذلك فیمن أبیح : قلنا

لقول علي رضي هللا عنھ یضرب الرجال في الحدود قیاما والنساء " ویضرب في الحدود كلھا قائما غیر ممدود"

على األرض قعودا وألن مبنى إقامة الحد على التشھیر والقیام أبلغ فیھ ثم قولھ غیر ممدود فقد قیل المد أن یلقى

ویمد كما یفعل في زماننا وقیل أن یمد السوط فیرفعھ الضارب فوق رأسھ وقیل أن یمده بعد الضرب وذلك كلھ ال

ى {: لقولھ تعالى" وإن كان عبدا جلده خمسین جلدة"یفعل ألنھ زیادة على المستحق ل ا ع م ف نص ن ھ ی ل ع ف

اب ذ ع ال ن ات م ن ص ح م نزلت في اإلماء وألن الرق منقص للنعمة فیكون منقصا للعقوبة ألن ] 25: النساء[ }ال

ألن النصوص تشملھما " والرجل والمرأة في ذلك سواء"الجنایة عند توافر النعم أفحش فیكون أدنى إلى التغلیظ

یمنعان ألن في تجریدھا كشف العورة والفرو والحشو " غیر أن المرأة ال ینزع من ثیابھا إال الفرو والحشو"

.لما روینا وألنھ أستر لھا" وتضرب جالسة"وصول األلم إلى المضروب والستر حاصل بدونھما فینزعان

ألنھ علیھ الصالة والسالم حفر للغامدیة إلى ثندوتھا وحفر علي رضي هللا " وإن حفر لھا في الرجم جاز: "قال

الم لم یأمر بذلك وھي مستورة بثیابھا والحفر عنھ لشراحة الھمدانیة وإن ترك ال یضره ألنھ علیھ الصالة والس

ألنھ علیھ الصالة والسالم ما حفر لماعز " وال یحفر للرجل"أحصن ألنھ أستر ویحفر إلى الصدر لما روینا

وال یقیم المولى الحد "رضي هللا عنھ وألن مبنى اإلقامة على التشھیر في الرجال والربط واإلمساك غیر مشروع ". ن اإلمامعلى عبده إال بإذ

وقال ا لشافعي رحمھ هللا لھ أن یقیمھ ألن لھ والیة مطلقة علیھ كاإلمام بل أولى ألنھ یملك من التصرف فیھ ماال

وألن الحد حق " أربع إلى الوالة وذكر منھا الحدود"یملكھ اإلمام فصار كالتعزیر ولنا قولھ علیھ الصالة والسالم

Page 80: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

لعالم عن الفساد ولھذا ال یسقط بإسقاط العبد فیستوفیھ من ھو نائب عن الشرع هللا تعالى ألن المقصد منھا إخالء ا

.وھو اإلمام أو نائبھ بخالف التعزیر ألنھ حق العبد ولھذا یعزر الصبي وحق الشرع موضوع عنھ

وإحصان الرجم أن یكون حرا عاقال بالغا مسلما قد تزوج امرأة نكاحا صحیحا ودخل بھا وھما على صفة : "قال

فالعقل والبلوغ شرط ألھلیة العقوبة إذ ال خطاب" إلحصانا

دونھما وما وراءھما یشترط لتكامل الجنایة بواسطة تكامل النعمة إذ كفران النعمة -343-ص

یتغلظ عند تكثرھا وھذه األشیاء من جالئل النعم وقد شرع الرجم بالزنا عند استجماعھا فیناط بھ بخالف الشرف

الشرع ما ورد باعتبارھما ونصب الشرع بالرأي متعذر وألن الحریة ممكنة من النكاح الصحیح والعلم ألن

والنكاح الصحیح ممكن من الوطء الحالل واإلابة شبع بالحالل واإلسالم یمكنھ من نكاح المسلمة ویؤكد اعتقاد

رحمھ هللا یخالفنا في اشتراط الحرمة فیكون الكل مزجرة عن الزنا والجنایة بعد توفر الزواجر أغلظ والشافعي

.اإلسالم وكذا أبو یوسف رحمھ هللا في روایة لھما ما روي أن النبي علیھ الصالة والسالم رجم یھودیین قد زنیا

والمعتبر في " من أشرك با فلیس بمحصن"كان ذلك بحكم التوراة ثم نسخ یؤیده قولھ علیھ الصالة والسالم : قلنا

.بل على وجھ یوجب الغسلالدخول اإلیالج في الق

وشرط صفة اإلحصان فیھما عند الدخول حتى لو دخل بالمنكوحة الكافرة أو المملوكة أو المجنونة أو الصبیة ال

یكون محصنا وكذا إذا كان الزوج موصوفا بإحدى ھذه الصفات وھي حرة مسلمة عاقلة بالغة ألن النعمة بذلك ال

ونة وقلما یرغب في الصبیة لقلة رغبتھا فیھ وفي المنكوحة المملوكة حذرا تتكامل إذ الطبع ینفر عن صحبة المجن

عن رق الولد وال ائتالف مع االختالف في الدین وأبو یوسف رحمھ هللا یخالفھما في الكافرة والحجة علیھ ما

". الحرة العبدال تحصن المسلم الیھودیة وال النصرانیة وال الحر األمة وال"ذكرناه وقولھ علیھ الصالة والسالم

ألنھ علیھ الصالة والسالم لم یجمع وألن الجلد یعرى عن " وال یجمع في المحصن بین الرجم والجلد: "قال

.المقصود مع الرجم ألن زجر غیره یحصل بالرجم إذ ھو في العقوبة أقصاھا وزجره ال یحصل بعد ھالكھ

مھ هللا یجمع بینھما حدا لقولھ علیھ الصالة والسالم والشافعي رح" وال یجمع في البكر بین الجلد والنفي: "قال

وا{: وألن فیھ حسم باب الزنا لقلة المعارف ولنا قولھ تعالى" البكر بالبكر جلد مائة وتغریب عام" لد اج جعل }ف

الجلد كل الموجب رجوعا إلى حرف الفاء وإلى كونھ كل المذكور وألن في التغریب فتح باب الزنا النعدام

حیاء من العشیرة ثم فیھ قطع مواد البقاء فربما تتخذ زناھا مكسبة وھو من أقبح وجوه الزنا وھذه الجھة االست

مرجحة لقول علي رضي هللا عنھ كفى بالنفي فتنة والحدیث منسوخ كشطره، وھو

Page 81: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وقد عرف " الثیب بالثیب جلد مائة ورجم بالحجارة: "قولھ علیھ الصالة والسالم -344-ص

.ھ في موضعھطریق

وذلك تعزیر وسیاسة ألنھ قد یفید في بعض " إال أن یرى اإلمام في ذلك مصلحة فیغربھ على قدر ما یرى: "قال

وإذا زنى "األحوال فیكون الرأي فیھ إلى اإلمام وعلیھ یحمل النفي المروي عن بعض الصحابة رضي هللا عنھم وإن كان حده الجلد لم یجلد حتى "نع بسبب المرض ألن اإلتالف مستحق فال یمت" المریض وحده الرجم رجم

وإذا زنت الحامل لم تحد حتى تضع "كیال یفضي إلى الھالك ولھذا ال یقام القطع عند شدة الحر والبرد " یبرأ

أي " وإذا كان حدھا الجلد لم تجلد حتى تتعالى من نفاسھا"كیال یؤدي إلى ھالك الولد وھو نفس محترمة " حملھا

بھ تخرج منھ ألن النفاس نوع مرضي فیؤخر إلى زمان البرء بخالف الرجم ألن األخیر ألجل الولد ترتفع یرید

وقد انفصل وعن أبي حنیفة رحمھ هللا أنھ یؤخر إلى أن یستغني ولدھا عنھا إذا لم یكن أحد یقوم بتربیتھ ألن في

ارجعي حتى "للغامدیة بعد ما وضعت التأخیر صیانة الولد عن الضیاع وقد روي أنھ علیھ الصالة والسالم قال

ثم الحبلى تحبس إلى أن تلد إن كان الحد ثابتا بالبینة كیال تھرب بخالف اإلقرار ألن الرجوع عنھ " یستغني ولدك

.عامل فال یفید الحبس وهللا أعلم

باب الوطء الذي یوجب الحد والذي ال یوجبھ

لشرع واللسان وطء الرجل المرأة في القبل في غیر الملك وأنھ في عرف ا" الوطء الموجب للحد ھو الزنا: "قال

وشبھة الملك ألنھ فعل محظور والحرمة على اإلطالق عند التعري عن الملك وشبھتھ یؤید ذلك قولھ علیھ الصالة

". ادرءوا الحدود بالشبھات"والسالم

.شبھة حكمیةثم الشبھة نوعان شبھة في الفعل وتسمى شبھة اشتباه وشبھة في المحل وتسمى

تتحقق في حق من اشتبھ علیھ ألن معناه أن یظن غیر الدلیل دلیال وال بد من الظن لیتحقق االشتباه : فاألولى

تتحقق بقیام الدلیل النافي للحرمة في ذاتھ وال تتوقف على ظن الجاني واعتقاده والحد یسقط بالنوعین : والثانیة

ا ادعى الولد وال یثبت في األولى وإن ادعاه ألن الفعل تمحض زنا في إلطالق الحدیث والنسب یثبت في الثانیة إذ

األولى وإنما یسقط الحد ألمر راجع إلیھ وھو اشتباه األمر علیھ ولم یتمحض في الثانیة فشبھة الفعل في ثمانیة

:مواضع

لى مال وھي جاریة أبیھ وأمھ وزوجتھ والمطلقة ثالثا وھي في العدة وبائنا بالطالق ع -345-ص

في العدة وأم ولد أعتقھا موالھا وھي في العدة وجاریة المولى في حق العبد والجاریة المرھونة في حق المرتھن

في روایة كتاب الحدود ففي ھذه المواضع ال حد علیھ إذا قال ظننت أنھا تحل لي ولو قال علمت أنھا علي حرام

Page 82: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ة ابنھ والمطلقة طالقا بائنا بالكنایات والجاریة المبیعة في وجب الحد والشبھة في المحل في ستة مواضع جاری

حق البائع قبل التسلیم والممھورة في حق الزوج قبل القبض والمشتركة بینھ وبین غیره والمرھونة قي حق

المرتھن في روایة كتاب الرھن ففي ھذه المواضع ال یجب الحد وإن قال علمت أنھا علي حرام ثم الشبھة عند

یفة رحمھ هللا تثبت بالعقد وإن كان متفقا على تحریمھ وھو عالم بھ وعند الباقین ال تثبت إذا علم بتحریمھ أبي حن

.ویظھر ذلك في نكاح المحارم على ما یأتیك إن شاء هللا تعالى إذا عرفنا ھذا

لل من كل وجھ لزوال الملك المح" ومن طلق امرأتھ ثالثا ثم وطئھا في العدة وقال علمت أنھا علي حرام حد"

فتكون الشبھة منتفیة وقد نطق الكتاب بانتفاء الحل وعلى ذلك اإلجماع وال یعتبر قول المخالف فیھ ألنھ خالف ال

اختالف ولو قال ظننت أنھا تحل لي ال یحد ألن الظن في موضعھ ألن أثر الملك قائم في حق النسب والحبس

ذا أعتقھا موالھا والمختلعة والمطلقة على مال بمنزلة المطلقة والنفقة فاعتبر ظنھ في إسقاط الحد وأم الولد إ

.الثالث لثبوت الحرمة باإلجماع وقیام بعض اآلثار في العدة

ولو قال لھا أنت خلیة أو بریة أو أمرك بیدك فاختارت نفسھا ثم وطئھا في العدة وقال علمت أنھا علي حرام "

فمن مذھب عمر رضي هللا عنھ أنھا تطلیقة رجعیة وكذا الجواب الختالف الصحابة رضي هللا عنھم فیھ " لم یحد

.في سائر الكنایات وكذا إذا نوى ثالثا لقیام االختالف مع ذلك

ألن الشبھة حكمیة ألنھا نشأت " وال حد على من وطئ جاریة ولده وولد ولده وإن قال علمت أنھا علي حرام"

.واألبوة قائمة في حق الجد ك ألبیكأنت ومالعن دلیل وھو قولھ علیھ الصالة والسالم

.وقد ذكرناه" ویثبت النسب منھ وعلیھ قیمة الجاریة: "قال

وإذا وطئ جاریة أبیھ أو أمھ أو زوجتھ وقال ظننت أنھا تحل لي فال حد علیھ وال على قاذفھ وإن قال علمت "في االنتفاع فظنھ في االستمتاع ألن بین ھؤالء انبساطا" أنھا علي حرام حد وكذا العبد إذا وطئ جاریة مواله

محتمل فكان شبھة اشتباه إال أنھ زنا

حقیقة فال یحد قاذفھ وكذا إذا قالت الجاریة ظننت أنھ یحل لي والفحل لم یدع في -346-ص

ألنھ ال انبساط في المال " وإن وطئ جاریة أخیھ أو عمھ وقال ظننت أنھا تحل لي حد"الظاھر ألن الفعل واحد

.یما بینھما وكذا سائر المحارم سوى الوالد لما بیناف

قضى بذلك علي " ومن زفت إلیھ غیر امرأتھ وقالت النساء إنھا زوجتك فوطئھا ال حد علیھ وعلیھ المھر"

رضي هللا عنھ وبالعدة ألنھ اعتمد دلیال وھو اإلخبار في موضع االشتباه إذ اإلنسان ال یمیز بین امرأتھ وبین

ل الوھلة فصار كالمغرور وال یحد قاذفھ إال في روایة عن أبي یوسف رحمھ هللا ألن الملك منعدم غیرھا في أو

.حقیقة

ألنھ ال اشتباه بعد طول الصحبة فلم یكن الظن مستندا إلى دلیل " ومن وجد امرأة على فراشھ فوطئھا فعلیھ الحد"

Page 83: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ا وكذا إذا كان أعمى ألنھ یمكنھ التمییز بالسؤال وھذا ألنھ قد ینام على فراشھا غیرھا من المحارم التي في بیتھ

.وغیره إال إن كان دعاھا فأجابتھ أجنبیة وقالت أنا زوجتك فواقعھا ألن اإلخبار دلیل

ولكن یوجع عقوبة إذا " ومن تزوج امرأة ال یحل لھ نكاحھا فوطئھا ال یجب علیھ الحد عند أبي حنیفة رحمھ هللا"

ومحمد والشافعي رحمھم هللا علیھ الحد إذا كان عالما بذلك ألنھ عقد لم یصادف كان علم بذلك وقال أبو یوسف

محلھ فیلغو كما إذا أضیف إلى الذكور وھذا ألن محل التصرف ما یكون محال لحكمھ وحكمھ الحل وھي من

بنات المحرمات وألبي حنیفة رحمھ هللا أن العقد صادف محلھ ألن محل التصرف ما یقبل مقصوده واألنثى من

آدم قابلة للتوالد وھو المقصود فكان ینبغي أن ینعقد في جمیع األحكام إال أنھ تقاعد عن إفادة حقیقة الحل فیورث

.الشبھة ألن الشبھة ما یشبھ الثابت ال نفس الثابت إال أنھ ارتكب جریمة ولیس فیھا حد مقدر فیعزر

ومن أتى امرأة في الموضع المكروه "ھ شيء مقدر ألنھ منكر لیس فی" ومن وطئ أجنبیة فیما دون الفرج یعزر"

أو عمل عمل قوم لوط فال حد علیھ عند أبي حنیفة رحمھ هللا ویعزر وزاد في الجامع الصغیر ویودع في السجن

وھو أحد قولي الشافعي رحمھ هللا وقال في قول یقتالن بكل حال لقولھ علیھ الصالة " وقاال ھو كالزنا فیحد

ولھما أنھ في معنى الزنا ألنھ قضاء الشھوة " فارجموا األعلى واألسفل"ویروى " الفاعل والمفعولاقتلوا "والسالم

في محل مشتھى على سبیل الكمال على وجھ تمحض حراما لقصد سفح الماء ولھ أنھ لیس بزنا الختالف

حجار وغیر ذلك وال ھو الصحابة في موجبھ من اإلحراق بالنار وھدم الجدار والتنكیس من مكان مرتفع باتباع األ

في معنى الزنا ألنھ لیس فیھ إضاعة الولد

واشتباه األنساب وكذا ھو أندر وقوعا النعدام الداعي من أحد الجانبین والداعي إلى -347-ص

.الزنا من الجانبین وما رواه محمول على السیاسة أو على المستجل إال أنھ یعزر عنده لما بیناه

ألنھ لیس في معنى الزنا في كونھ جنایة وفي وجود ا لداعي ألن الطبع السلیم " ة فال حد علیھومن وطئ بھیم"

ینفر عنھ والحامل علیھ نھایة السفھ أو فرط الشبق ولھذا ال یجب ستره إال أنھ یعزر لما بینا والذي یروى أنھ تذبح

.البھیمة وتحرق فذلك لقطع التحدث بھ ولیس بواجب

وعند الشافعي رحمھ هللا یحد ألنھ " لحرب أو في دار البغي ثم خرج إلینا ال یقام علیھ الحدومن زنى في دار ا"

وألن " ال تقام الحدود في دار الحرب"التزم بإسالمھ أحكامھ أینما كان مقامھ ولنا قولھ علیھ الصالة والسالم

ة وال تقام بعد ما خرج ألنھا لم تنعقد المقصود ھو االنزجار ووالیة اإلمام منقطعة فیھما فیعرى الوجوب عن الفائد

موجبة فال تنقلب موجبة ولو غزا من لھ والیة اإلقامة بنفسھ كالخلیفة وأمیر المصر یقیم الحد على من زنى في

.معسكره ألنھ تحت یده بخالف أمیر العسكر والسریة ألنھ لم تفوض إلیھما اإلقامة

ى ذمي بحربیة یحد الذمي والذمیة عند أبي حنیفة رحمھ هللا وال وإذا دخل حربي دارنا بأمان فزنى بذمیة أو زن"

یعني إذا زنى بحربیة فأما إذا زنى الحربي بذمیة ال " یحد الحربي والحربیة وھو قول محمد رحمھ هللا في الذمي

Page 84: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ھو و" وقال أبو یوسف رحمھ هللا یحدون كلھم"یحدان عند محمد رحمھ هللا وھو قول أبي یوسف رحمھ هللا أوال

قولھ اآلخر ألبي یوسف رحمھ هللا أن المستأمن التزم أحكامنا مدة مقامھ في دارنا في المعامالت كما أن الذمي

التزمھا مدة عمره ولھذا یحد حد القذف ویقتل قصاصا بخالف حد الشرب ألنھ یعتقد إباحتھ ولھما أنھ ما دخل

ولھذا یمكن من الرجوع إلى دار الحرب وال یقتل للقرار بل لحاجة كالتجارة ونحوھا فلم یصر من أھل دارنا

المسلم وال الذمي بھ وإنما التزم من الحكم ما یرجع إلى تحصیل مقصوده وھو حقوق العباد ألنھ لما طمع في

.اإلنصاف یلتزم االنتصاف والقصاص وحد القذف من حقوقھم أما حد الزنا فمحض حق الشرع

في باب الزنا فعل ا لرجل والمرأة تابعة لھ على ما نذكره إن شاء هللا ولمحمد رحمھ هللا وھو الفرق أن األصل

تعالى فامتناع الحد في حق األصل یوجب امتناعھ في حق التبع أما االمتناع في حق التبع ال یوجب االمتناع في

.حق األصل

.ونظیره إذا زنى البالغ بصبیة أو مجنونة وتمكین البالغة من الصبي والمجنون

وألبي حنیفة رحمھ هللا فیھ أن فعل الحربي المستأمن زنا ألنھ مخاطب بالحرمات -348-ص

على ما ھو الصحیح وإن لم یكن مخاطبا بالشرائع على أصلنا والتمكین من فعل ھو زنا موجب للحد علیھا

ة تحد المطاوعة بخالف الصبي والمجنون ألنھما ال یخاطبان ونظیر ھذا االختالف إذا زنى المكره بالمطاوع

.عنده وعند محمد رحمھ هللا ال تحد

وقال زفر والشافعي رحمھما هللا " وإذا زنى الصبي أو المجنون بامرأة طاوعتھ فال حد علیھ وال علیھا: "قال

قال زنى صحیح بمجنونة أو صغیرة یجامع مثلھا حد "یجب الحد علیھا وھو راویة عن أبي یوسف رحمھ هللا

باإلجماع لھما أن العذر من جانبھا ال یوجب سقوط الحد من حانبھ فكذا العذر من جانبھ وھذا وھذا" الرجل خاصة

ألن كال منھما مؤاخذ بفعلھ ولنا أن فعل الزنا یتحقق منھ وإنما ھي محل الفعل ولھذا یمسى ھو واطئا وزانیا

الفاعل كالراضیة في معنى المرضیة والمرأة موطوءة ومزنیا بھا إال أنھا سمیت زانیة مجازا تسمیة للمفعول باسم

أو لكونھا مسببة بالتمكین فتعلق الحد في حقھا بالتمكین من قبیح الزنا وھو فعل من ھو مخاطب بالكف عنھ

.ومؤثم على مباشرتھ وفعل الصبي لیس بھذه الصفة فال یناط بھ الحد

هللا یقول أوال یحد وھو قول زفر وكان أبو حنیفة رحمھ" ومن أكرھھ السلطان حتى زنى فال حد علیھ: "قال

رحمھ هللا ألن الزنا من الرجل ال یكون إال بعد انتشار اآللة وذلك دلیل الطواعیة ثم رجع عنھ فقال ال حد علیھ

ألن سببھ الملجئ قائم ظاھرا واالنتشار دلیل متردد ألنھ قد یكون من غیر قصد ألن االنتشار قد یكون طبعا ال

فأورث شبھة وإن أكرره غیر السلطان حد عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال ال یحد ألن اإلكراه طوعا كما في النائم

عندھما قد یتحقق من غیر السلطان ألن المؤثر خوف الھالك وأنھ یتحقق من غیره ولھ أن اإلكراه من غیره ال

ھ بنفسھ بالسالح والنادر ال حكم لھ یدوم إال نادرا لتمكنھ من االستعانة بالسلطان أو بجماعة المسلمین ویمكنھ دفع

Page 85: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.فال یسقط بھ الحد بخالف السلطان ألنھ ال یمكنھ االستعانة بغیره وال الخروج بالسالح علیھ فافترقا

ومن أقر أربع مرات في مجالس مختلفة أنھ زنى بفالنة وقالت ھي تزوجني أو أقرت بالزنا وقال الرجل "ألن دعوى النكاح یحتمل الصدق وھو یقوم بالطرفین فأورث شبھة " لكتزوجتھا فال حد علیھ وعلیھ المھر في ذ

.وإذا سقط الحد وجب المھر تعظیما لخطر البضع

معناه قتلھا بفعل الزنا ألنھ جنى" ومن زنى بجاریة فقتلھا فإنھ یحد وعلیھ القیمة"

أنھ ال یحد ألن جنایتین فیوفر على كل واحد منھما حكمھ وعن أبي یوسف رحمھ هللا -349-ص

تقرر ضمان القیمة سبب لملك األمة فصار كما إذا اشتراھا بعد ما زنى بھا وھو على ھذا االختالف واعتراض

سبب الملك قبل إقامة الحد یوجب سقوطھ كما إذا ملك المسروق قبل القطع ولھما أنھ ضمان قتل فال یوجب الملك

لعین كما في ھبة المسروق ال في منافع البضع ألنھا استوفیت ألنھ ضمان دم ولو كان یوجبھ فإنما یوجبھ في ا

والملك یثبت مستندا فال یظھر في المستوفى لكونھا معدومة وھذا بخالف ما إذا زنى بھا فأذھب عینھا حیث تجب

.علیھ قیمتھا ویسقط الحد ألن الملك ھنالك یثبت في الجثة العمیاء وھي عین فأورث شبھة

ألن " اإلمام الذي لیس فوقھ إمام فال حد علیھ إال القصاص فإنھ یؤخذ بھ وباألموالوكل شيء صنعھ : "قال

الحدود حق هللا تعالى وإقامتھا إلیھ ال إلى غیره وال یمكنھ أن یقیم على نفسھ ألنھ ال یفید بخالف حقوق العباد ألنھ

موال منھا وأما حد القذف قالوا یستوفیھ ولي الحق إما بتمكینھ أو باالستعانة بمنعة المسلمین والقصاص واأل

.المغلب فیھ حق الشرع فحكمھ كحكم سائر الحدود التي ھي حق هللا تعالى وهللا تعالى أعلم بالصواب

باب الشھادة على الزنا والرجوع عنھا

ذف وإذا شھد الشھود بحد متقادم لم یمنعھم عن إقامتھ بعدھم عن اإلمام لم تقبل شھادتھم إال في حد الق: "قالخاصة وفي الجامع الصغیر وإذا شھد علیھ الشھود بسرقة أو بشرب خمر أو بزنا بعد حین لم یؤخذ بھ وضمن

واألصل فیھ أن الحدود الخالصة حقا تعالى تبطل بالتقادم خالفا للشافعي رحمھ هللا ھو یعتبرھا بحقوق " السرقة

مخیر بین حسبتین أداء الشھادة والستر فالتأخیر إن كان العباد وباإلقرار الذي ھو إحدى الحجتین ولنا أن الشاھد

الختیار الستر فاإلقدام على األداء بعد ذلك لضغینة ھیجتھ أو لعداوة حركتھ فیتھم فیھا وإن كان التأخیر ال للستر

قة یصیر فاسقا آثما فتیقنا بالمانع بخالف اإلقرار ألن اإلنسان ال یعادي نفسھ فحد الزنا وشرب الخمر والسر

خالص حق هللا تعالى حتى یصح الرجوع عنھا بعد اإلقرار فیكون التقادم فیھ مانعا وحد القذف فیھ حق العبد لما

فیھ من دفع العار عنھ ولھذا ال یصح رجوعھ بعد اإلقرار والتقادم غیر مانع في حقوق العباد وألن الدعوى فیھ

ھم بخالف حد السرقة ألن الدعوى لیست بشرط للحد شرط فیحمل تأخیرھم على انعدام الدعوى فال یوجب تفسیق

Page 86: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ خالص حق هللا تعالى على ما مر وإنما شرطت للمال وألن الحكم یدار على كون الحد حقا تعالى فال

یعتبر وجود التھمة في كل

فرد وألن السرقة تقام على االستسرار على غرة من المالك فیجب على الشاھد -350-ص

ھ وبالكتمان یصیر فاسقا آثما ثم التقادم كما یمنع قبول الشھادة في االبتداء یمنع اإلقامة بعد القضاء عندنا إعالم

خالفا لزفر رحمھ هللا حتى لو ھرب بعد ما ضرب بعض الحد ثم أخذ بعد ما تقادم الزمان ال یقام علیھ الحد ألن

.اإلمضاء من القضاء في باب الحدود

ادم وأشار في الجامع الصغیر إلى ستة أشھر فإنھ قال بعد حین وھكذا أشار الطحاوي وأبو واختلفوا في حد التق

حنیفة رحمھ هللا لم یقدر في ذلك وفوضھ إلى رأي القاضي في كل عصر وعن محمد رحمھ هللا أنھ قدره بشھر

لم یكن بین القاضي ألن ما دونھ عاجل وھو روایة عن أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا وھو األصح وھذا إذا

وبینھم مسیرة شھر أما إذا كان تقبل شھادتھم ألن المانع بعدھم عن اإلمام فال تتحقق التھمة والتقادم في حد

.الشرب كذلك عند محمد رحمھ هللا وعندھما یقدر بزوال الرائحة على ما یأتي في بابھ إن شاء هللا تعالى

ة غائبة فإنھ یحد وإن شھدوا أنھ سرق من فالن وھو غائب لم وإذا شھدوا على رجل أنھ زنى بفالنة وفالن"

والفرق أن بالغیبة تنعدم الدعوى وھي شرط في السرقة دون الزنا وبالحضور یتوھم دعوى الشبھة وال " یقطع

الحتمال أنھا امرأتھ أو أمتھ بل ھو الظاھر " وإن شھدوا أنھ زنى بامرأة ال یعرفونھا لم یحد"یعتبر بالموھوم

.ألنھ ال یخفى علیھ أمتھ أو امرأتھ" ن أقر بذلك حدوأ"

وإن شھد اثنان أنھ زنى بفالنة فاستكرھھا وآخران أنھا طاوعتھ درئ الحد عنھما جمیعا عند أبي حنیفة رحمھ "

التفاقھما على الموجب وتفرد أحدھما بزیادة جنایة وھو " وقاال یحد الرجل خاصة"وھو قول زفر رحمھ هللا " هللا

ه بخالف جانبھا ألن طواعیتھا شرط تحقق الموجب في حقھا ولم یثبت الختالفھما ولھ أنھ اختلف المشھود اإلكرا

علیھ ألن الزنا فعل واحد یقوم بھما وألن شاھدي الطواعیة صارا قاذفین لھا وإنما یسقط الحد عنھما بشھادة

وإن شھد اثنان أنھ زنى بامرأة "شاھدي اإلكراه ألن زناھا مكرھة یسقط إحصانھا فصارا خصمین في ذلك

ألن المشھود بھ فعل الزنا وقد اختلف باختالف " بالكوفة وآخران أنھ زنى بھا بالبصرة درئ الحد عنھما جمیعا

المكان ولم یتم على كل واحد منھما نصاب الشھادة وال یحد الشھود خالفا لزفر رحمھ هللا لشبھة االتحاد نظرا إلى

.اتحاد الصورة والمرأة

معناه أن یشھد كل اثنین على الزنا في زاویة وھذا استحسان " وإن اختلفوا في بیت واحد حد الرجل والمرأة"

وجھ. والقیاس أن ال یجب الحد الختالف المكان حقیقة

Page 87: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

االستحسان أن التوفیق ممكن بأن یكون ابتداء الفعل في زاویة واالنتھاء في زاویة -351-ص

ألن الواقع في وسط البیت فیحسبھ من في المقدم في المقدم ومن في المؤخر في المؤخر أخرى باالضطراب أو

.فیشھد بحسب ما عنده

وإن شھد أربعة أنھ زنى بامرأة بالنخیلة عند طلوع الشمس وأربعة أنھ زنى بھا عند طلوع الشمس بدیر ھند "غیر عین وأم اعن الشھود فالحتمال صدق كل أما عنھما فألنا تیقنا بكذب أحد الفریقین " درئ الحد عنھم جمیعا

ألن الزنا ال یتحقق مع بقاء البكارة " وإن شھد أربعة على امرأة بالزنا وھي بكر درئ الحد عنھما وعنھم"فریق

ومعنى المسئلة أن النساء نظرن إلیھا فقلن إنھا بكر وشھادتھن حجة في إسقاط الحد ولیست بحجة في إیجابھ فلھذا

.ما وال یجب علیھمسقط الحد عنھ

وإن شھد أربعة على رجل بالزنا وھم عمیان أو محدودون في قذف أو أحدھم عبد أو محدود في قذف فإنھم "

ألنھ ال یثبت بشھادتھم المال فكیف یثبت الحد وھم لیسوا من أھل أداء الشھادة " یحدون وال یحد المشھود علیھ

وإن شھدوا بذلك وھم فساق أو "الزنا ألن الزنا یثبت باألداء والعبد لیس بأھل للتحمل واألداء فلم تثبت شبھة

ألن الفاسق من أھل األداء والتحمل وإن كان في أدائھ نوع قصور لتھمة الفسق ولھذا " اظھر أنھم فساق لم یحدو

سق لو قضى القاضي بشھادة فاسق ینفذ عندنا ویثبت بشھادتھم شبھة الزنا وباعتبار قصور في األداء لتھمة ا لف

یثبت شبھة عدم الزنا فلھذا امتنع الحدان وسیأتي فیھ خالف الشافعي رحمھ هللا بناء على أصلھ أن الفاسق لیس من

ألنھم قذفة إذ ال حسبة عند نقصان العدد " وإن نقص عدد الشھود عن أربعة حدوا"أھل الشھادة فھو كالعبد عنده

.وخروج الشھادة عن القذف باعتبارھا

" على رجل بالزنا فضرب بشھادتھم ثم وجد أحدھم عبدا أو محدودا في قذف فإنھم یحدون وإن شھد أربعة"

ولیس علیھم وال على بیت المال أرش الضرب وإن رجم فدیتھ على بیت المال وھذا "ألنھم قذفة إذ الشھود ثالثة

صمھ هللا معناه إذا كان قال العبد الضعیف ع" عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال أرش الضرب أیضا على بیت المال

جرحھ وعلى ھذا الخالف إذا مات من الضرب وعلى ھذا إذا رجع الشھود ال یضمنون عنده وعندھما یضمنون

لھما أن الواجب بشھادتھم مطلق الضرب إذ االحتراز عن الجرح خارج عن الوسع فینتظم الجارح وغیره

جب على بیت المال ألنھ یتنقل فعل الجالد إلى فیضاف إلى شھادتھم فیضمنون بالرجوع وعند عدم الرجوع ت

القاضي وھو عامل للمسلمین فتجب الغرامة في مالھم فصار كالرجم والقصاص وألبي حنیفة رحمھ هللا أن

الواجب ھو الجلد وھو

ضرب مؤلم غیر جارح وال مھلك فال یقع جارحا ظاھرا إال لمعنى في الضارب وھو -352-ص

.صر علیھ إال أنھ ال یجب علیھ الضمان في الصحیح كیال یمتنع الناس عن اإلقامة مخافة الغرامةقلة ھدایتھ فاقت

Page 88: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

لما فیھا من زیادة الشبھة وال ضرورة إلى تحملھا " وإن شھد أربعة على شھادة أربعة على رجل بالزنا لم یحد"

شھدوا على ذلك الزنا بعینھ ألن معناه" فإن جاء األولون فشھدوا على المعاینة في ذلك المكان لم یحد أیضا

شھادتھم قد ردت من وجھ برد شھادة الفروع في عین ھذه الحادثة إذ ھم قائمون مقامھم في األمر والتحمیل وال

.یحد الشھود ألن عددھم متكامل وامتناع الحد عن المشھود علیھ لنوع شبھة وھي كافیة لدرء الحد ال إلیجابھ

أما الغرامة فألنھ " لزنا فرجم فكلما رجع واحد حد الراجع وحده وغرم ربع الدیةوإذا شھد أربعة على رجل با"

بقي من یبقى بشھادتھ ثالثة أرباع الحق فیكون التألف بشھادة الراجع ربع الحق وقال الشافعي رحمھ هللا یجب

.القتل دون المال بناء على أصلھ في شھود القصاص وسنبینھ في الدیات إن شاء هللا تعالى

وأما الحد فمذھب علمائنا الثالثة رحمھم هللا وقال زفر رحمھ هللا ال یحد ألنھ إن كان الراجع قاذف حي فقد بطل

بالموت وإن كان قاذف میت فھو مرجوم بحكم القاضي فیورث ذلك شبھة ولنا أن الشھادة إنما تنقلب قذفا

الحجة فینفسخ ما یبتنى علیھ وھو القضاء في بالرجوع ألن بھ تفسخ شھادتھ فجعل للحال قذفا للمیت وقد انفسخت

فإن لم یحد "حقھ فال یورث الشبھة بخالف ما إذا قذفھ غیره ألنھ غیر محصن في حق غیره لقیام القضاء في حقھ

وقال محمد رحمھ هللا حد " المشھود علیھ حتى رجع واحد منھم حدوا جمیعا وسقط الحد عن المشھود علیھ

ة تأكدت بالقضاء فال ینفسخ إال في حق الراجع كما إذا رجع بعد اإلمضاء ولھما أن الراجع خاصة ألن الشھاد

اإلمضاء من القضاء فصار كما إذا رجع واحد منھم قبل القضاء ولھذا سقط الحد عن المشھود علیھ ولو رجع

یره ولنا أن واحد منھم قبل القضاء حدوا جمیعا وقال زفر رحمھ هللا یحد الراجع خاصة ألنھ ال یصدق على غ

فإن كانوا "كالمھم قذف في األصل وإنما یصیر شھادة باتصال القضاء بھ فإذا لم یتصل بھ بقي قذفا فیحدون

فإن رجع آخر "ألنھ بقي من یبقى بشھادتھ كل الحق وھو شھادة األربعة " خمسة فرجع أحدھم فال شيء علیھفألنھ بقي من یبقى بشھادتھ ثالثة أرباع الحق والمعتبر أما الحد فلما ذكرنا وأما الغرامة" حدا وغرما ربع الدیة

.بقاء من بقي ال رجوع من رجع على ما عرف

وإن شھد أربعة على رجل بالزنا فزكوا فرجم فإذا الشھود مجوس أو عبید فالدیة " -353-ص

وسف ومحمد رحمھما هللا ھو وقال أبو ی"إذا رجعوا عن التزكیة : رحمھ هللا معناه" على المزكین عند أبي حنیفةوقیل ھذا إذا قالوا تعمدنا التزكیة مع علمنا بحالھم لھما أنھم أثنوا على الشھود خیرا فصار كما " على بیت المال

إذا أثنوا على المشھود علیھ خیرا بأن شھدوا بإحصانھ ولھ أن الشھادة إنما تصیر حجة عاملة بالتزكیة فكانت

فیضاف الحكم إلیھا بخالف شھود اإلحصان ألنھ محض الشرط وال فرق بین ما إذا التزكیة في معنى علة العلة

شھدوا بلفظة الشھادة أو أخبرونا وھذا إذا أخبروا بالحریة واإلسالم أما إذا قالوا ھم عدول وظھروا عبیدا ال

حدون حد القذف ألنھ ال یقع كالمھم شھادة وال ی" وال ضمان على الشھود"یضمنون ألن العبد قد یكون عدال

.ألنھم قذفوا حیا وقد مات فال یورث عنھ

Page 89: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وإذا شھد أربعة على رجل بالزنا فأمر القاضي برجمھ فضرب رجل عنقھ ثم وجد الشھود عبیدا فعلى القاتل "

وفي القیاس یجب القصاص ألنھ قتل نفسا معصومة بغیر حق وجھ االستحسان أن القضاء صحیح ظاھرا " الدیة

شبھة بخالف ما إذا قتلھ قبل القضاء ألن الشھادة لم تصر حجة بعد وألنھ ظنھ مباح الدم وقت القتل فأورث

معتمدا على دلیل مبیح فصار كما إذا ظنھ حربیا وعلیھ عالمتھم وتجب الدیة في مالھ ألنھ عمد والعواقل ال تعقل

ألنھ " فالدیة على بیت المالوإن رجم ثم وجدوا عبیدا "العمد ویجب ذلك في ثالث سنین ألنھ وجب بنفس القتل

امتثل أمر اإلمام فنقل فعلھ إلیھ ولو باشره بنفسھ تجب الدیة في بیت المال لما ذكرنا كذا ھذا بخالف ما إذا ضرب

ألنھ یباح النظر لھم " وإذا شھدوا على رجل بالزنا وقالوا تعمدنا النظر قبلت شھادتھم"عنقھ ألنھ لم یأتمر أمره

.فأشبھ الطبیب والقابلة ضرورة تحمل الشھادة

معناه أن ینكر الدخول بعد " وإذا شھد أربعة على رجل بالزنا فأنكر اإلحصان ولھ امرأة قد ولدت منھ فإنھ یرجم"

وجود سائر الشرائط ألن الحكم بثبات النسب منھ حكم بالدخول علیھ ولھذا لو طلقھا بعقب الرجعة واإلحصان

خالفا لزفر والشافعي رحمھما " وشھد علیھ باألحصان رجل وامرأتان رجمفإن لم تكن ولدت منھ "یثبت بمثلھ

هللا فالشافعي رحمھ هللا مر على أصلھ أن شھادتھن غیر مقبولة في غیر األموال وزفر رحمھ هللا یقول إنھ شرط

اء فیھ احتیاال في معنى العلة ألن الجنایة تتغلظ عنده فیضاف الحكم إلیھ فأشبھ حقیقة العلة فال تقبل شھادة النس

للدرء فصار كما إذا شھد ذمیان على ذمي زنى عبده المسلم أنھ أعتقھ قبل الزنا فال تقبل لما ذكرنا ولنا أن

اإلحصان عبارة عن الخصال الحمیدة وأنھا مانعة من الزنا على ما ذكرنا فال یكون في معنى العلة وصار كما إذا

شھدوا بھ في غیر ھذه الحالة بخالف

ما ذكر ألن العتق یثبت بشھادتھما وإنما ال یثبت بسبق التاریخ ألنھ ینكره المسلم أو -354-ص

عندنا خالفا لزفر وھو فرع ما تقدم وهللا تعالى أعلم " فإن رجع شھود اإلحصان ال یضمنون"یتضرر بھ المسلم

.بالصواب

باب حد الشرب

سكران فشھد الشھود علیھ بذلك فعلیھ الحد وكذلك إذا ومن شرب الخمر فأخذ وریحھا موجودة أو جاءوا بھ"

من : "ألن جنایة الشرب قد ظھرت ولم یتقادم العھد واألصل فیھ قولھ علیھ الصالة والسالم" أقر وریحھا موجودة

". شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه

وكذلك " وقال محمد رحمھ هللا یحد وأن أقر بعد ذھاب رائحتھا لم یحد عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا"

إذا شھدوا علیھ بعد ما ذھب ریحھا والسكر لم یحد عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا

Page 90: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

یحد فالتقادم یمنع قبول الشھادة باالتفاق غیر أنھ مقدر بالزمان عنده اعتبارا بحد الزنا وھذا ألن التأخیر یتحقق

:رائحة قد تكون من غیرن كما قیلبمضي الزمان وال

فقلت لھم ال بل أكلت السفرجال یقولون لي انكھ شربت مدامة

وعندھما یقدر یزوال الرائحة لقول ابن مسعود رضي هللا عنھ فیھ فإن وجدتم رائحة الخمر فاجلدوه وألن قیام

مان عند تعذر اعتباره والتمییز بین الروائح ممكن األثر من أقوى داللة القرب وإنما یصار إلى التقدیر بالز

.للمستدل وإنما تشتبھ على الجھال

وأما اإلقرار فالتقادم ال یبطلھ عند محمد رحمھ هللا كما في حد الزنا على ما مر تقریره وعندھما ال یقام الحد إال

جماع إال برأي ابن مسعود رضي عند قیام الرائحة ألن حد الشرب ثبت بإجماع ا لصحابة رضي هللا عنھم وال إ

فإن اخذه الشھود وریحھا توجد منھ أو ھو سكران فذھبوا بھ من "هللا عنھ وقد شرط قیام الرائحة على ما روینا ألن ھذا عذر كعبد المسافة في حد " مصر إلى مصر فیھ اإلمام فانقطع ذلك قبل أن ینتھوا بھ حد في قولھم جمیعا

.ثلةالزنا والشاھد ال یتھم في م

لما روي أن عمر رضي هللا عنھ أقام الحد على أعرابي سكر من النبیذ وسنبین الكالم " ومن سكر من النبیذ حد"

" وال حد على من وجد منھ رائحة الخمر أو تقیأھا"في حد السكر ومقدار حده المستحق علیھ إن شاء هللا تعالى

.طرارألن الرائحة محتملة وكذا الشرب قد یقع عن إكراه أو اض

ألن السكر من " وال یحد السكران حتى یعلم أنھ سكر من النبیذ وشربھ طوعا" -355-ص

" وال یحد حتى یزول عنھ السكر"المباح ال یوجب الحد كالبنج ولبن الرماك وكذا شرب المكره ال یوجب الحد

.تحصیال لمقصود االنزجار

یفرق على بدنھ كما في حد "الصحابة رضي هللا عنھم إلجماع" وحد الخمر والسكر في الحر ثمانون سوطا"ثم یجرد في المشھور من الروایة وعن محمد رحمھ هللا أنھ ال یجرد إظھارا للتخفیف ألنھ لم " الزنا على ما مر

ألن " وإن كان عبدا فحده أربعون سوطا"یرد بھ نص ووجھ المشھور أنا أظھرنا التخفیف مرة فال یعتبر ثانیا

.ألنھ خالص حق هللا تعالى" ومن أقر بشرب الخمر أو السكر ثم رجع لم یحد"على ما عرف الرق منصف

وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ یشترط اإلقرار " باإلقرار مرة واحدة"یثبت " ویثبت الشرب بشھادة شاھدین و"

ألن " ة النساء مع الرجالوال تقبل فیھ شھاد"مرتین وھو نظیر االختالف في السرقة وسنبینھا ھناك إن شاء هللا

.فیھا شبھة البدلیة وتھمة الضالل والنسیان

قال العبد " والسكران الذي یحد ھو الذي ال یعقل منطقا ال قلیال وال كثیرا وال وال یعقل الرجل من المرأة"

Page 91: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

لعرف ألنھ ھو السكران في ا" وھذا عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال ھو الذي یھذى ویختلط كالمھ: "الضعیف

وإلیھ مال أكثر المشایخ رحمھم هللا ولھ أنھ یؤخذ في اسباب لحدود بأقصاھا درءا للحد ونھایة السكر أن یغلب

السرور على العقل فیسلبھ التمییز بین شيء وشيء وما دون ذلك ال یعرى عن شبھة الصحو والمعتبر في القدح

والشافعي رحمھ هللا یعتبر ظھور أثره في مشیتھ المسكر في حق الحرمة ما قااله باإلجماع أخذا باالحتیاط

.وحركاتھ وأطرافھ وھذا مما یتفاوت فال معنى العتباره

لزیادة احتمال الكذب في إقراره فیحتال لدرئھ ألنھ خالص حق هللا تعالى " وال یحد السكران بإقراره على نفسھ"

علیھ كما في سائر تصرفاتھ ولو ارتد بخالف حد القذف ألن فیھ حق العبد والسكران فیھ كالصاحي عقوبة

السكران ال تبین منھ امرأتھ ألن الكفر من باب االعتقاد فال یتحقق مع السكر وھذا قول أبي حنیفة ومحمد رحمھما

.هللا وفي ظاھر الروایة تكون ردة وهللا أعلم بالصواب

باب حد القذف

وطالب المقدوف بالحد حده الحاكم ثمانین سوطا وإذا قذف الرجل رجال محصنا أو امرأة محصنة بصریح الزنا"ات {: لقولھ تعالى" إن كان حرا ن ص ح م ال مون ر ی ین ذ ال ]4: النور[ }و

ة { إلى أن قال -356-ص د ل ج انین م ث م وھ لد اج اآلیة والمراد الرمي بالزنا باإلجماع ] 4: النور[ }ف

راط أربعة من الشھداء إذ ھو مختص بالزنا ویشترط مطالبة المقذوف ألن فیھ وفي النص إشارة إلیھ وھو اشت

.حقھ من حیث دفع العار وإحصان المقذوف لما تلونا

ألن سسببھ غیر مقطوع بھ فال یقام على " وال یجرد من ثیابھ"لما مر في حد الزنا " ویفرق على أعضائھ: "قال

وإن كان القاذف عبدا "ألن ذلك یمنع أیصال األلم بھ " فرو والحشوغیر أنھ ینزع عنھ ال"الشدة بخالف حد الزنا .لمكان الرق" جلد أربعین سوطا

أم الحریة فألنھ یطلق علیھ اسم " واإلحصان أن یكون المقذوف حرا عاقال بالغا مسلما عفیفا عن فعل الزنا"

ا{: اإلحصان قال هللا تعالى ن ص ح م ى ال ل ا ع م ف نص ن ھ ی ل ع اب ف ذ ع ال ن أي الحرائر والعقل ] 25: النساء[} ت م

والبلوغ ألن العار ال یلحق بالصبي والمجنون لعدم تحقق فعل الزنا منھما واإلسالم لقولھ علیھ الصالة والسالم

.والعفة ألن غیر العفیف ال یلحقھ العار وكذا القاذف صادق فیھ" من أشرك با فلیس بمحصن"

وھذا إذا كانت أمھ حرة مسلمة ألنھ في الحقیقة قذف ألمھ ألن " ه فقال لست ألبیك فإنھ یحدومن نفى نسب غیر"

ومن قال لغیره في غضب لست بابن فالن ألبیھ الذي یدعة لھ یحد "النسب إنما ینفى عن الزاني ال عن غیره

بھ المعاتبة بنفي مشابھتھ ألن عند الغضب یراد بھ حقیقتھ سبا لھ وفي غیره یراد" ولو قال في غیر غضب ال یحد

.إباه في أسباب المروءة

Page 92: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ صادق في كالمھ ولو نسبھ إلى جده ال یحد أیضا ألنھ قد ینسب " ولو قال لست بابن فالن یعني جده لم یحد"

ألنھ قذف محصنة بعد " ولو قال لھ یا ابن الزانیة وأمھ میتة محصنة فطالب االبن بحده حد القاذف"إلیھ مجازا

ألن العار یلتحق بھ " وال یطالب بحد القذف للمیت إال من یقع القدح في نسبھ بقذفھ وھو الوالد والولد" موتھا

.لمكان الجزئیة فیكون القذف متناوال لھ معنى

وعند الشافعي رحمھ هللا یثبت حق المطالبة لكل وارث ألن حد القذف یورث عنده على ما نبین وعندنا والیة

اإلرث بل لما ذكرناه ولھذا یثبت عندنا للمحروم عن المیراث بالقتل ویثبت لولد البنت كما المطالبة لیست بطریق

.یثبت لولد االبن خالفا لمحمد رحمھ هللا ویثبت لولد الولد حال قیام الولد خالفا لزفر رحمھ هللا

قول القذف یتناولھ معنى خالفا لزفر ھو ی" وإذا كان المقذوف محصنا جاز البنھ الكافر والعبد أن یطالب بالحد"

لرجوع العار إلیھ ولیس طریقھ اإلرث عندنا فصار كما إذا كان

متناوال لھ صورة ومعنى ولھا أنھ عیره بقذف محصن فیأخذه بالحد وھذا ألن -357-ص

والكفر ال اإلحصان في الذي ینسب إلى الزنا شرط لیقع تعییرا على الكمال ثم یرجع ھذا التعییر الكامل إلى ولده

ینافي أھلیة االستحقاق بخالف ما إذا تناول القذف نفسھ ألنھ لم یوجد التعییر على الكمال لفقد اإلحصان في

.المنسوب إلى الزنا

ألن المولى " ولیس للعبد أن یطالب مواله بقذف أمھ الحرة وال لالبن أن یطالب أباه بقذف أمھ الحرة المسلمة"

ألب بسبب ابنھ ولھذا ال یقاد الوالد بولده وال السید بعبده ولو كان لھا ابن من غیره لھ ال یعاقب بسبب عبده وكذا ا

.أن یطالب لتحقق السبب وانعدام المانع

ولو مات بعد ما أقیم بعض الحد "وقال الشافعي رحمھ هللا ال یبطل " ومن قذف غیره فمات المقذوف بطل الحد"

نھ یورث عنده وعندنا ال یورث وال خالف أن فیھ حق الشرع وحق العبد عندنا خالفا لھ بناء على أ" بطل الباقي

فإنھ شرع لدفع العار عن المقذوف وھو الذي ینتفع بھ على الخصوص فمن ھذا الوجھ حق العبد ثم إنھ شرع

زاجرا ومنھ سمى حدا والمقصود من شرع الزاجر إخالء العالم عن الفساد وھذا آیة حق الشرع وبكل ذلك تشھد

حكام وإذا تعارضت الجھتان فالشافعي رحمھ هللا مال إلى تغلیب حق العبد تقدیما لحق العبد باعتبار حاجتھ األ

وغنى الشرع ونحن صرنا إلى تغلیب حق الشرع ألن ما للعبد من الحق یتواله مواله فیصیر حق العبد مرعیا بھ

نیابة عنھ وھذا ھو األصل المشھور الذي یتخرج وال كذلك عكسھ آلنھ ال والیة للعبد في استیفاء حقوق الشرع إال

علیھ الفروع المختلف فیھا منھا اإلرث إذ اإلرث یجري في حقوق العباد ال في حقوق الشرع ومنھا العفو فإنھ ال

یصح عفو المقذوف عندنا ویصح عنده ومنھا أنھ ال یجوز االعتیاض عنھ ویجري فیھ التداخل وعنده ال یجري

مھ هللا في العفو مثل قول الشافعي رحمھ هللا ومن أصحابنا من قال إن الغالب حق العبد وعن أبي یوسف رح

.وخرج األحكام واألول أظھر

Page 93: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألن للمقذوف فیھ حقا فیكذبھ في الرجوع بخالف ما ھو خالص " ومن أقر بالقذف ثم رجع لم یقبل رجوعھ: "قال

ألنھ یراد بھ التشبیھ في األخالق أو عدم الفصاحة " م یحدومن قال لعربي یا نبطي ل"حق هللا ألنھ ال مكذب لھ فیھ

.وكذا إذا قال لست بعربي لما قلنا

ألنھ یراد بھ التشبیھ في الجود والسماحة والصفاء ألن ماء " ومن قال لرجل یا ابن ماء السماء فلیس بقاذف"

وإن نسبھ إلى عمھ أو خالھ"السماء لقب بھ بصفائھ وسخائھ

أما األول فلقولھ . ألن كل واحد من ھؤالء یسمى أبا" و إلى زوج أمھ فلیس بقاذفأ -358-ص

اق {: تعالى ح س إ و یل اع م س إ و یم اھ ر ب ائك إ ھ آب ل إ ھك و ل د إ ب ع واسماعیل كان عما لھ، والثاني لقولھ ] 133: البقرة[ }ن

.والثالث للتربیة" الخال أب: "علیھ الصالة والسالم

ومن قال لغیرة زنأت في الجبل وقال عنیت صعود الجبل حد وھذا عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا "

:ألن المھموز منھ للصعود حقیقة قالت امراة من العرب" وقال محمد رحمھ هللا ال یحد

وارق إلى الخیرات زناء في الجبل

مھموزا أیضا ألن من العرب من یھمز الملین كما یلین وذكر الجبل یقرره مرادا ولھما أنھ یستعمل في الفاحشة

المھموز وحالة الغضب والسباب تعین الفاحشة مرادا بمنزلة ما إذا قال یا زانى ء أو قال زنأت وذكر الجبل إنما

بعین الصعود مرادا إذا كان مقرونا بكلمة على إذ ھو المستعمل فیھ ولو قال زنأت على الجبل قیل ال یحد لما قلنا

.وقیل یحد للمعنى الذي ذكرناه

ألن معناه ال بل أنت زان إذ ھي كلمة عطف یستدرك بھا " ومن قال آلخر یازاني فقال ال بل أنت فإنھما یحدان"

ومن قال المرأتھ یا زانیة فقالت ال بل أنت حدت "الغلط فیصیر الخبر المذكور في األول مذكورا في الثاني

ان وقذفھ یوجب اللعان وقذفھا الحد وفي البداءة بالحد إبطال اللعان ألن المحدود في ألنھما قاذف" المرأة وال لعان

ولو قالت زنیت بك فال حد "القذف لیس بأھل لھ وا إبطال في عكسھ أصال فیحتال للدرء إذ اللعان في معنى الحد

ھ یحتمل أنھا أرادت الزنا قبل معناه قالت بعد ما قال لھا یا زانیة لوقوع الشك في كل واحد منھما ألن" وال لعان

النكاح فیجب الحد دون اللعان لتصدیقھا إیاه وانعدامھ منھ ویحتمل انھا أرادت زناي ما كان معك بعد النكاح ألني

ما مكنت أحدا غیرك وھو المراد في مثل ھذه الحالة وعلى ھذا االعتبار یجب اللعان دون الحد على المرأة لوجود

.فجاء ما قلنا القذف منھ وعدمھ منھا

وإن نفاه ثم أقر "ألن النسب لزمھ بإقراره وبالنفي بعده صار قاذفا فیالعن " ومن أقر بولد ثم نفاه فإنھ یالعن"

ألنھ لما أكذب نفسھ بطل اللعان ألنھ حد ضروري صیر إلیھ ضرورة التكاذب واألصل فیھ حد القذف فإذا " بھ حد

Page 94: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

في الوجھین إلقراره بھ سابقا أو " والولد ولده"كرناه في اللعان بطل التكاذب یصار إلى األصل وفیھ خالف ذ

وإن قال لیس بابني وال بابنك فال حد"الحقا واللعان یصح بدون قطع النسب كما یصح بدون الولد

.ألنھ أنكر الوالدة وبھ ال یصیر قاذفا" وال لعان -359-ص

قذف المالعنة بولد والولد حي أو قذفھا بعد موت الولد فال ومن قذف امرأة ومعھا أوالد لم یعرف لھم أب أو "

ولو قذف "لقیام أمارة الزنا منھا وھي والدة ولد ال أب لھ ففاتت العفة نظرا إلیھا وھي شرط اإلحصان " حد علیھ

.النعدام أمارة الزنا" امرأة العنت بغیر ولد فعلیھ الحد

لفوات العفة وھي شرط اإلحصان وألن القاذف " د قاذفھومن وطى ء وطئا حراما في غیر ملكھ لم یح: "قال

صادق واألصل فیھ أن من وطى ء حراما لعینھ ال یجب الحد بقذفھ ألن الزنا ھو الوطء المحرم لعینھ وإن كان

محرما لغیره یحد ألنھ لیس بزنا فالوطء في غیر الملك من كل وجھ أو من وجھ حرام لعینھ وكذا الوطء في الملك

مؤیدة فإن كانت الحرمة مؤقتة فالحرمة لغیره وأبو حنیفة رحمھ هللا یشترط أن تكون الحرمة المؤبدة والحرمة

وبیانھ أن من قذف رجال وطى ء جاریة مشتركة "ثابتة باإلجماع أو بالحدیث المشھور لتكون ثابتة من غیر تردد لتحقق الزنا منھا " رأة زنت في نصرانیتھاوكذا إذا قذف ام"النعدام الملك من وجھ " بینھ وبین آخر فال حد علیھ

ولو قذف رجال أتى أمتھ وھي مجوسیة أو امرأتھ وھي حائض أو "شرعا النعدام الملك ولھذا وجب علیھا الحد

ألن الحرمة مع قیام الملك وھي مؤقتة فكانت الحرمة لغیره فلم یكن زنا وعن أبي یوسف " مكاتبة لھ فعلیھ الحد

كاتبة یسقط اإلحصان وھو قول زفر رحمھ هللا آلن الملك زائل في حق الوطء ولھذا یلزمھ رحمھ هللا أن وطء الم

.العقر بالوطء ونحن نقول ملك الذات باق والحرمة لغیره إذ ھي مؤقتھ

ولو قذف "ألن الحرمة مؤبدة وھذا ھو الصحیح " ولو قذف رجال وطء أمتھ وھي أختھ من الرضاعة ال یحد"

ولو قذف "لتمكن الشبھة في الحریة لكان اختالف الصحابة رضي هللا عنھم " ال حد علیھ مكاتبا مات وترك وفاء

وھذا بناء على أن تزوج المجوسي " مجوسیا تزوج بأمھ ثم أسلم یحد عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال ال حد علیھ

الحربي دارنا بأمان فقذف وإذا دخل "بالمحارم لھ حكم الصحة فیما بینھم عنده خالفا لھما وقد مر في النكاح

ألن فیھ حق العبد وقد التزم إیفاء حقوق العباد وألنھ طمع في أن ال یؤذى فیكون ملتزما أن ال یؤذى " مسلما حد

.وموجب أذاه الحد

وقال الشافعي رحمھ هللا تقبل إذا تاب وھي تعرف في " تاب حد المسلم في قذف سقطت شھادتھ وإن وإذا"

ألن لھ الشھادة على جنسھ فترد تتمة لحده " كافر في قذف لم تجز شھادتھ على أھل الذمةوإذا حد ال"الشھادات

ألن" فإن أسلم قبلت شھادتھ علیھم وعلى المسلمین"

Page 95: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ھذه شھادة استفادھا بعد اإلسالم فلم تدخل تحت الرد بخالف العبد إذا حد حد القذف -360-ص

فإن "ادة لھ أصال في حال الرق فكان رد شھادتھ بعد العتق من تمام حده ثم أعتق حیث ال تقبل شھادتھ ألنھ ال شھ

ألن رد الشھادة متمم للحد فیكون صفة لھ " ضرب سوطا في قذف ثم أسلم ثم ضرب ما بقي جازت شھادتھ

والمقام بعد اإلسالم بعض الحد فال یكون رد الشھادة صفة لھ وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ رد شھادتھ إذ األقل

.تابع لألكثر واألول أصح

أما األوالن فألن المقصد من إقامة الحد حقا " ومن قذف أو زنى أو شرب غیر مرة فحد فھو لذلك كلھ: "قال

تعالى االنزجار واحتمال حصولھ باألول قائم فیتمكن شبھة فوات المقصود في الثاني وھذا بخالف ما إذا زنى

جنس غیر المقصود من اآلخر فال یتداخل وأما القذف فالمغلب فیھ وقذف وسرق وشرب ألن المقصود من كل

عندنا حق هللا لیكون ملحقا بھما وقال الشافعي رحمھ هللا إن اختلف المقذوف أو المقذوف بھ وھو الزنا ال یتداخل

.ألن المغلب فیھ حق العبد عنده

فصل في التعزیر

ألنھ جنایة قذف وقد امتنع وجوب الحد لعقد اإلحصان " عزر ومن قذف عبدا أو أمة أو أم ولد أو كافرا بالزنا"

ألنھ آذاه " وكذا إذا قذف مسلما بغیر الزنا فقال یا فاسق أو یا كافر أو یا خبیث أو یاسارق"فوجب التعزیر

نھ وألحق الشین بھ وال مدخل للقیاس في الحدود فوجب التعزیر إال أنھ یبلغ بالتعزیر غایتھ في الجنایة األولى أل

.من جنس ما یجب بھ الحد وفي الثانیة الرأي إلى اإلمام

ألنھ ما ألحق الشین بھ للتیقن بنفیھ وقیل في عرفنا یعزر ألنھ یعد شینا " ولو قال یا حمار أو یا خنزیر لم یعزر"

ال وقیل إن كان المسبوب من األشراف كالفقھاء والعلویة یعزر ألنھ یلحقھم الوحشة بذلك وإن كان من العامة

.یعزر وھذا أحسن

والتعزیز أكثره تسعة وثالثون سوطا وأقلھ ثالث جلدات وقال أبو یوسف رحمھ هللا یبلغ التعزیر خمسة وسبعین

وإذا تعذر تبلیغھ حدا " من بلغ حدا في غیر حد فھو من المعتدین"سوطا واألصل فیھ قولھ علیھ الصالة والسالم

ى أدنى الحد وھو حد العبد في القذف فصرفاه إلیھ وذلك أربعون سوطا فأبو حنیفة ومحمد رحمھما هللا نظرا إل

فنقصا منھ سوطا وأبو یوسف رحمھ هللا اعتبر أقل الحد في األحرار إذ األصل ھو الحریة ثم نقص سوطا في

روایة عنھ وھو قول زفر رحمھ هللا وھو القیاس وفي ھذه الروایة نقص خمسة وھو مأثور عن علي رضي هللا

فقلده ثم قدر األدنى في الكتاب بثالث جلدات ألن ما دونھا ال یقع بھعنھ

Page 96: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وذكر مشایخنا رحمھم هللا أن أدناه على ما یراه اإلمام فیقدر بقدر ما یعلم أنھ . الزجر -361-ص

ب ینزجر ألنھ یختلف باختالف الناس وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ على قدر عظم الجرم وصغره وعنھ أنھ یقر

وإن رأى اإلمام أن : "كل نوع من بابھ فیقرب اللمس والقبلة من حد الزنا والقذف بغیر الزنا من حد القذف قال

ألنھ صلح تعزیزا وقد ورد الشرع بھ في الجملة حتى جاز أن یكتفى " یضم إلى الضرب في التعزیر الحبس فعل

.ثبوتھ كما شرع في الحد ألنھ من التعزیزبھ فجاز أن یضم إلیھ ولھذا لم یشرع في التعزیر بالتھمة قبل

ألنھ جرى التخفیف فیھ من حیث العدد فال یخفف من حیث الوصف كیال یؤدي إلى " وأشد الضرب التعزیز: "قال

.فوات المقصود ولھذا لم یخفف من حیث التفریق على األعضاء

ي هللا عنھم وألنھ أعظم جنایة حتى ألنھ ثابت بالكتاب وحد الشرب ثبت بقول الصحابة رض" ثم حد الزنا: "قال

ألن سببھ محتمل الحتمال كونھ صادقا وألنھ " ثم حد القذف"ألن سببھ متیقن بھ " ثم حد الشرب"شرع فیھ الرجم

.جرى فیھ التغلیظ من حیث رد الشھادة فال یغلظ من حیث الوصف

وفعل المأمور ال یتقید بشرط السالمة ألنھ فعل ما فعل بأمر الشرع " ومن حده اإلمام أو عزره فمات فدمھ ھدر"

كالفصاد والبزاغ بخالف الزوج إذا عزر زوجتھ ألنھ مطلق فیھ واإلطالقات تتقید بشرط السالمة كالمرور في

الطریق وقال الشافعي رحمھ هللا تجب الدیة في بیت المال ألن اإلتالف خطأ فیھ إذ التعزیر للتأدیب غیر أنھ تجب

ن نفع عملھ یرجع إلى عامة المسلمین فیكون الغرم في ما لھم قلنا لما استوفى حق هللا تعالى الدیة في بیت المال أل

.بأمره صار كأن هللا أماتھ من غیر واسطة فال یجب الضمان

كتاب السرقة -362-ص

{: تعالىأخذ الشيء من الغیر على سبیل الخفیة واالستسرار ومنھ استراق السمع قال هللا: السرقة في اللغة ن م ال إ

ع م الس ق ر ت وقد زیدت علیھ أوصاف في الشریعة على ما یأتیك بیانھ إن شاء هللا تعالى ] 18: الحجر[ }اس

والمعنى اللغوي مراعى فیھا ابتداء وانتھاء أو ابتداء ال غیر كما إذا نقب الجدار على االستسرار وأخذ المال من

ي الكبرى أعني قطع الطریق مسارقة عین اإلمام آلنھ ھو المتصدي لحفظ الطریق المالك مكابرة على الجھار وف

.بأعوانھ وفي الصغرى مسارقة عین المالك أو من یقوم مقامھ

وإذا سرق العاقل البالغ عشرة دراھم أو ما یبلغ قیمتھ عشرة دراھم مضروبة من حرز ال شبھة فیھ : "قال

ا{: ىواألصل فیھ قولھ تعال" وجب علیھ القطع ھم ی د ی وا أ ع ط اق ف ة ق ار الس و ق ار الس اآلیة ] 38من اآلیة: المائدة[} و

وال بد من اعتبار العقل والبلوغ ألأن الجنایة ال تتحقق دونھما والقطع جزاء الجنایة وال بد من التقدیر بالمال

نھ وال حكمة الزجر ألنھا فیما یغلب الخطیر ألن الرغبات تفتر في الحقیر وكذا أخذه ال یخفى فال یتحقق رك

والتقدیر بعشرة دراھم مذھبنا وعند الشافعي رحمھ هللا التقدیر بربع دینار وعند مالك رحمھ هللا بثالثة دراھم لھما

Page 97: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

أن القطع على عھد رسول هللا علیھ الصالة والسالم ما كان إال في ثمن المجن وأقل ما نقل في تقدیره ثالثة دراھم

ألقل وھو المتیقن بھ أولى غیر أن الشافعي رحمھ هللا یقول كانت قمة الدینار على عھد رسول هللا علیھ واألخذ با

الصالة والسالم اثني عشر درھما والثالثة ربعھا ولنا أن األخذ باألكثر في ھذا الباب أولى احتیاال لدرء الحد وھذا

ال قطع إال في دینار "ذلك بقولھ علیھ الصالة والسالم ألن في األقل شبھة عدم الجنایة وھي دارئة للحد وقد تأید

واسم الدراھم ینطلق على المضروبة عرفا فھذا یبین لك اشتراط المضروب كما قال في الكتاب " أو عشرة دراھم

وھو ظاھر الروایة وھو األصح رعایة لكمال الجنایة حتى لو سرق عشرة تبرا قیمتھا أنقص من عشرة مضروبة

ع والمعتبر وزن سبعة مثاقیل ألنھ ھو المتعارق في عامة البالد وقولھ أو ما یبلغ قیمتھ عشرة دراھم ال یجب القط

إشارة إلى أن

غیر الدراھم تعتبر قیمتھ بھا وإن كان ذھبا وال بد من حرز ال شبھة فیھ ألن الشبھة -363-ص

.دارئة وسنبینھ من بعد إن شاء هللا تعالى

.ألن النص لم یفصل وألن التنصیف متعذر فیتكامل صیانة ألموال الناس" ر في القطع سواءوالعبد والح: "قال

یجب القطع بإقراره مرة واحدة وھذا عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا وقال أبو یوسف رحمھ هللا ال یقطع و"

بر باألخرى وھي البینة كذلك ویروى عنھ أنھما في مجلسین مختلفین ألنھ إحدى الحجتین فیعت" إال باإلقرار مرتین

اعتبرنا في الزنا ولھما أن السرقة قد ظھرت باإلقرار مرة فیكتفي بھ كما في القصاص وحد القذفوال اعتبار

بالشھادة ألن الزیادة تفید فیھا تقلیل تھمة الكذب وال تفید في اإلقرار شیئا ألنھ ال تھمة وباب الرجوع في حق الحد

وع في حق المال ال یصح أصال ألن صاحب المال یكذبھ واشترط الزیادة في الزنا ال ینسد بالتكرار والرج

.بخالف القیاس فیقتصر على مورد الشرع

لتحقق الظھور كما في سائر الحقوق وینبغي أن یسألھما اإلمام عن كیفیة السرقة " ویجب بشھادة شاھدین: "قال

.في الحدود ویحبسھ إلى أن یسأل عن الشھود للتھمةوما ھیتھا وزمانھا ومكانھا لزیادة االحتیاط كما مر

ألن " وإذا اشترك جماعة في سرقة فأصاب كل واحد منھم عشرة دراھم قطع وإن أصابھ أقل ال یقطع: "قال

.الموجب سرقة النصاب ویجب على كل واحد منھم بجنایتھ فیعتبر كمال النصاب في حقھ وهللا أعلم

باب ما یقطع فیھ وماال یقطع

ال قطع فیما یوجد تافھا مباحا في دار اإلسالم كالخشب والحشیش والقصب والسمك والطیر والصید و"واألصل فیھ حدیث عائشة رضي هللا عنھا قالت كانت الید ال تقطع على عھد رسول " والزرنیخ والمغرة والنورة

في األصل بصورتھ غیر مرغوب فیھ هللا علیھ الصالة والسالم في الشيء التافھ أي الحقیر وما یوجد جنسھ مباحا

حقیر تقل الرغبات فیھ والطباع ال تضن بھ فقلما یوجد أخذه على كره من الملك فال حاجة إلى شرع الزاحر ولھذا

Page 98: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

لم یجب القطع في سرقة ما دون النصاب وألن الحرز فیھا ناقص أال یرى أن الخشب یلقى على األبواب وإنما

حراز والطیر یطیر والصید یفر وكلنا الشركة العامة التي كانت فیھ وھو على تلك یدخل في الدار للعمارة ال لإل

الصفة تورث الشبھة والحد یندرى ء بھا ویدخل في السمك المالح والطري وفي الطیر الدجاج والبط والحمام لما

ھ یجب القطع في كل وعن أبي یوسف رحمھ هللا أن" ال قطع في الطیر"ذكرنا وإلطالق قولھ علیھ الصالة والسالم

.شيء إال الطین والتراب والسرقین وھو قول الشافعي رحمھ هللا والحجة علیھما ما ذكرنا

لقولھ علیھ " وال قطع فیما یتسارع إلیھ الفساد كاللبن واللحم والفواكھ الرطبة: "قال -364-ص

ال قطع في : "ى وقال علیھ الصالة والسالموالكثر الجمار وقیل الود" ال قطع في تمر وال كثر"الصالة والسالم

والمراد وهللا أعلم ما یتسارع إلیھ الفساد كالمھیأ لألكل منھ وما في معناه كاللحم والثمر ألنھ یقطع في " الطعام

ال قطع في ثمر وال كثر "الحنطة والسكر إجماعا وقال الشافعي رحمھ هللا یقطع فیھا لقولھ علیھ الصالة والسالم

قلنا أخرجھ على وفاق العادة والذي یؤویھ الجرین في عادتھم ھو الیابس من " اه الجرین أو الجران قطعفإذا آو

.الثمر وفیھ القطع

" وال قطع في األشربة المطربة"لعدم اإلحراز " وال قطع في الفاكھة على الشجر والزرع الذي لم یحصد: "قال

لیس بمال وفي مالیة بعضھا اختالف فتتحقق شبھة عدم ألن السارق یتأول في تناولھا اإلراقة وألن بعضھا

.المالیة

وقال الشافعي رحمھ هللا " وال في سرقة المصحف وإن كان علیھ حلیة"ألنھ من المعازف " وال في الطنبور: "قال

یقطع ألنھ مال متقوم حتى یجوز بیعھ وعن أبي یوسف رحمھ هللا مثلھ وعنھ أیضا أن یقطع إذا بلغت الحلیة

ابا آلنھا لیست من المصحف فتعتبر بانفرادھا ووجھ الظاھر أن اآلخذ یتأول في أخذه القراءة والنظر فیھ نص

وألنھ ال مالیة لھ على اعتبار المكتوب وإحرازه ألجلھ ال للجلد واألوراق والحلیة وإنما ھي توابع وال معتبر بالتبع

لعدم اإلحراز فصار " وال قطع في أبواب المسجد"كمن سرق آنیة فیھا خمر وقیمة اآلنیة تربو على النصاب

كباب الدار بل أولى ألنھ یحرز بباب الدار ما فیھا وال یحرز بباب المسجد ما فیھ حتى ال یجب القطع بسرقة

.متاعھ

ألنھ یتأول من أخذھا الكسر نھیا عن المنكر بخالف " وال الصلیب من الذھب وال الشطرنج وال النرد: "قال

ي علیھ التمثال ألنھ ما أعد للعبادة فال تثبت شبھة إباحة الكسر وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ إن كان الدرھم الذ

وال قطع على سارق "الصلیب في المصلى ال یقطع لعد الحرز وإن كان في بیت آخر یقطع لكمال المالیة والحرز ى تبع لھ وألنھ یتأول في أخذه الصبي ألن الحر لیس بمال وما علیھ من الحل" الصبي الحر وإن كان علیھ حلى

إسكاتھ أو حملھ إلى مرضعتھ وقال أبو یوسف رحمھ هللا یقطع إذا كان علیھ حلى فھو نصاب آلنھ یجب القطع

بسرقتھ وحده فكذا مع غیره وعلى ھذا إذا سرق إناء فضة فیھ نبیذ أو ثرید والخالف في صبي ال یمشي وال یتكلم

Page 99: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

" ویقطع في سرقة العبد الصغیر"ألنھ غصب أو خداع " قطع في سرقة العبد الكبیروال"كیال یكون في ید نفسھ

لتحققھا بحدھا إذا كان یعبر عن

نفسھ ألنھ ھو والبالغ سواء في اعتبار یده وقال أبو یوسف رحمھ هللا ال یقطع وإن -365-ص

وجھ ولھما أنھ مال مطلق لكونھ منتفعا بھ أو كان صغیرا ال یعقل وال یتكلم استحسانا آلنھ آدمي من وجھ مال من

ألن المقصود ما فیھا وذلك " وال قطع في الدفاتر كلھا"یعرض أن یصیر منتفعا بھ إال أنھ انضم إلیھ معنى اآلدمیة

.ألن ما فیھا ال یقصد باألخذ فكان المقصود ھو الكواغد" إال في دفاتر الحساب"لیس بمال

ألن من جنسھما یوجد مباح األصل غیر مرغوب فیھ وألن االختالف بین " ھدوالفي سرقة كلب وال ف: "قال

ألن عندھما ال قیمة " وال قطع في دف وال طبل وال بربط وال مزمار"العلماء ظاھر في مالیة الكلب فأورث شبھة

ألنھا " دلویقطع في الساج والقنا واآلبنوس والصن"لھا وعند أبي حنیفة رحمھ هللا آخذھا یتأول الكسر فیھا

.أموال محرزة لكونھا عزیزة عند الناس وال توجد بصورتھا مباحة في دار اإلسالم

ألنھا من أعز األموال وأنفسھا وال توجد مباحة األصل " ویقطع في الفصوص الخضر والیاقوت والزبرجد: "قال

ألنھ " أبوبا قطع فیھاوإذا اتخذ من الخشب أواني و"في دار إسالم غیر مرغوب فیھا فصارت كالذھب والفضة

بالصنعة التحق باألموال النفیسة أال ترى أنھا تحرز بخالف الحصیر ألن الصنعة فیھ لم تغلب على الجنس حتى

یبسط في غیر الحرز وفي الحصر البغدادیة قالوا یجب القطع في سرقتھا لغلبة الصنعة على األصل وإنما یجب

فیفا ال یثقل على الواحد حملھ ألن الثقیل منھ ال یرغب في سرقتھ القطع في غیر المركب وإنما یجب إذا كان خ

ألنھ یجاھر بفعلھ كیف وقد قال " وال منتھب وال مختلس"لقصور في الحرز " وال قطع على خائن وال خائنة"

وھذا عند أبي " وال قطع على النباش" "ال قطع في مختلس وال منتھب وال خائن: "النبي علیھ الصالة والسالم

من "یفة ومحمد رحمھما هللا وقال أبو یوسف والشافعي رحمھما هللا علیھ القطع لقولھ علیھ الصالة والسالم حن

القطع على "وألنھ مال متقوم محرز بحرز مثلھ فیقطع فیھ ولھما قولھ علیھ الصالة والسالم " نبش قطعناه

ألنھ ال ملك للمیت حقیقة وال للوارث لتقدم وھو النباش بلغة أھل المدینة وألن الشبھة تمكنت في الملك" المختفي

حاجة المیت وقد تمكن الخلل في المقصود وھو االنزجار ألن الجنایة في نفسھا نادرة الوجود وما رواه غیر

مرفوع أو ھو محمول على السیاسة وإن كان القبر في بیت مقفل فھو على الخالف في الصحیح لما قلنا وكذا إذا

.قافلة وفیھ المیت لما بیناهسرق من تابوت في ال

.لما قلنا" وال من مال للسارق فیھ شركة"ألنھ مال العامة وھو منھم قال " وال یقطع السارق من بیت المال"

Page 100: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ استیفاء لحقھ والحال " ومن لھ على آخر دراھم فسرق منھ مثلھا لم یقطع" -366-ص

ر المطالبة وكذا إذا سرق زیادة على حقھ آلنھ بمقدار حقھ یصیر والمؤجل فیھ سواء استحسانا ألن التأجیل لتأخی

ألنھ لیس لھ والیة االستیفاء منھ إال بیعا بالتراضي وعن أبي یوسف " وإن سرق منھ عروضا قطع"شریكا فیھ

إلى رحمھ هللا أنھ ال یقطع ألن لھ أن یأخذه عند بعض العلماء قضاء من حقھ أو رھنا بحقھ قلنا ھذا قول ال یستند

دلیل ظاھر فال یعتبر بدون إتصال الدعوى بھ حتى لو ادعى ذلك درى ء عنھ الحد ألنھ ظن في موضع الخالف

.ولو كان حقھ دراھم فسرق منھ دنانیر قیل یقطع ألنھ لیس لھ حق األخذ وقیل ال یقطع ألن النقود جنس واحد

والقیاس أن یقطع وھو روایة عن أبي "ومن سرق عینا فیھا فردھا ثم عاد فسرقھا وھي بحالھا لم یقطع"

من غیر فصل " فإن عاد فاقطعوه"یوسف رحمھ هللا وھو قول الشافعي رحمھ هللا لقولھ علیھ الصالة والسالم

وألن الثانیة متكاملة كاألولى بل أقبح لتقدم الزاجر وصار كما إذا باعھ المالك من السارق ثم اشتراه منھ ثم كانت

ع أوجب سقوط عصمة المحل على ما یعرف من بعد إن شاء هللا تعالى وبالرد إلى المالك إن السرقة ولنا أن القط

عادت حقیقة العصمة بقیت شبھة السقوط نظرا إلى اتحاد الملك والمحل وقیل الموجب وھو القطع فیھ بخالف ما

لزاجر فتعرى اإلقامة عن ذكر ألن الملك قد اختلف باختالف سببھ وألن تكرار الجنایة منھ نادر لتحملھ مشقة ا

فإن تغیرت عن حالھا : "المقصود وھو تقلیل الجنایة وصار كما إذا قذف المحدود في قذف المقذوف األول قال

ألن العین قد تبدلت ولھذا یملكھ الغاصب بھ " مثل أن یكون غزال فسرقھ وقطع فرده ثم نسج فعاد فسرقھ قطع

لت انتفت الشبھة الناشئة من اتحاد المحل والقطع فیھ فوجب القطع وھذا ھو عالمة التبدل في كل محل وإذا تبد

.ثانیا وهللا أعلم بالصواب

فصل في الحرز واألخذ منھ

فاألول وھو الوالد للبسوطة في المال وفي " ومن سرق من أبویھ أو ولده أو ذي رحم محرم منھ لم یقطع"

شرع النظر إلى مواضع الزینة الظاھرة منھا بخالف الدخول في الحرز والثاني للمعنى الثاني ولھذا أباح ال

الصدیقین ألنھ عاداه بالسرقة وفي الثاني خالف الشافعي رحمھ هللا ألنھ ألحقھا بالقرابة البعیدة وقد بیناه في

.العتاق

اعتبارا " ولو سرق من بیت ذي رحم محرم متاع غیره ینبغي أن ال یقطع ولو سرق مالھ من بیت غیره یقطع"

وعن" وإن سرق من أمھ من ا لرضاعة قطع"ز وعدمھ للحر

أبي یوسف رحمھ هللا تعالى أنھ ال یقطع ألنھ یدخل علیھا من غیر استئذان وحشمة -367-ص

بخالف األخت من الرضاعة النعدام ھذا المعنى فیھا عادة وجھ الظاھر أنھ ال قرابة والمحرمیة بدونھا ال تحترم

Page 101: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

والتقبیل عن شھوة وأقرب من ذلك األخت من الرضاعة وھذا ألن الرضاع قلما یشتھر فال كما إذا ثبتت بالزنا

.بسوطة تحرزا عن موقف التھمة بخالف النسب

لوجود " وإذا سرق أحد الزوجین من اآلخر أو العبد من سیده أو من امرأة سیده أو من زوج سیدتھ لم یقطع"

حرز اآلخر خاصة ال یسكنان فیھ فكذلك عندنا خالفا للشافعي اإلذن بالدخول عادة وإن سرق أحد الزوجین من

ولو سرق المولى من مكاتبھ "رحمھ هللا لبسوطة بینھما في األموال عادة وداللة وھو نظیر الخالف في الشھادة

ألن لھ فیھ نصیبا وھو مأثور عن علي رضي هللا " وكذلك السارق من الغنم"ألن لھ في أكسابھ حقا " لم یقطع

.ى عنھ درءا وتعلیالتعال

قال العبد الضعیف احرز ال بد منھ " والحرز على نوعین حرز لمعنى فیھ كالبیوت والدور وحرز بالحافظ: "قال

ألن االستسرار ال یتحقق دونھ ثم ھو قد یكون بالمكان وھو المكان المعد إلحراز األمتعة كالدور والبیوت

س في الطریق أو في المسجد وعنده متاعھ فھو محرز بھ وقد والصندوق والحانوت وقد یكون بالحافظ كمن جل

وفي المحرز "قطع رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم من سرق رداء صفوان من تحت رأسھ وھو نائم في المسجد

ھو الصحیح آلنھ محرز بدونھ وھو البیت وإن لم یكن لھ باب أو كان وھو " بالمكان ال یعتبر اإلحراز بالحافظ

یقطع السارق منھ ألن البناء لقصد اإلحراز إال أنھ ال یجب القطع إال باإلخراج منھ لقیام یده فیھ قبلھ مفتوح حتى

بخالف المحرز بالحافظ حیث یجب القطع فیھ كما أخذ لزوال ید المالك بمجرد األخذ فتتم السرقة وال فرق بین أن

یح ألنھ یعد النائم عند متاعھ حافظا لھ في العادة یكون الحافظ مستیقظا أو نائما والمتاع تحتھ أو عنده ھو الصح

.وعلى ھذا ال یضمن المودع والمستعیر بمثلھ ألنھ لیس لھ بتضییع بخالف ما اختاره في الفتاوى

ألنھ سرق ماال محرزا بأحد " ومن سرق شیئا من حرز أو من غیر حرز وصاحبھ عنده یحفظھ قطع: "قال

لوجود اإلذن عادة أو " من حمام أو من بیت أذن للناس في دخولھ فیھوال قطع على من سرق ماال "الحرزین

حقیقة في الدخول فاختل الحرز ویدخل في ذلك حوانیت التجار والخانات إال إذا سرق منھا لیال ألنھا بنیت

.إلحراز األموال وإنما اإلذن یختص بالنھار

ألنھ محرز بالحافظ ألن المسجد "ومن سرق من المسجد متاعا وصاحبھ عنده قطع" -368-ص

ما بني إلحراز األموال فلم یكن المال محرزا بالمكان بخالف الحمام والبیت الذي أذن للناس في دخولھ حیث ال

وال قطع على الضیف إذا سرق ممن "یقطع ألنھ بني لإلحراز فكان المكان حرزا فال یعتبر اإلحراز بالحافظ

في حقھ لكونھ مأذونا في دخولھ وألنھ بمنزلة أھل الدار فیكون فعلھ خیانة ال ألن البیت لم یبق حرزا " أضافھ

.سرقة

ألن الدار كلھا حرز واحد فال بد من اإلخراج منھا وألن الدار " ومن سرق سرقة فلم یخرجھا من الدار لم یقطع"

خرجھا من المقصورة إلى فإن كانت دار فیھا مقاصیر فأ"وما فیھا في ید صاحبھا معنى فتتمكن شبھة عدم األخذ

Page 102: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وإن أغار إنسان من أھل المقاصیر على "ألن كل مقصورة باعتبار ساكنھا حرز على حدة " صحن الدار قطع

وإذا نقب اللص البیت فدخل وأخذ المال وناولھ آخر خارج البیت فال قطع "لما بینا " مقصورة فسرق منھا قطعض ید معتبرة على المال قبل خروجھ والثاني لم یوجد منھ ھتك ألن األول لم یوجد منھ اإلخراج العترا" علیھما

الحرز فلم تتم السرقة من كل واحد وعن أبي یوسف رحمھ هللا إن أخرج الداخل یده وناولھا الخارج فالقطع على

ء هللا الداخل وإن أدخل الخارج یده فتناولھا من ید الداخل فعلیھما القطع وھي بناء على مسئلة تأتي بعد ھذا إن شا

وقال زفر رحمھ هللا ال یقطع ألن اإللقاء غیر موجب للقطع كما " وإن ألقاه في الطریق وخرج فأخده قطع"تعالى

لو خرج ولم یأخذ وكذا األخذ من السكة كما لو أخذه غیره ولنا أن الرمي حیلة یعتادھا السراق لتعذر الخروج مع

لم تعترض علیھ ید معتبرة فاعتبر الكل فعال واحدا فإذا خرج ولم المتاع أو لیتفرغ لقتال صاحب الدار أو للفرار و

.یأخذه فھو مضیع ال سارق

وإذا دخل الحرز جماعة فتولى "ألن سیره مضاف إلیھ لسوقھ " وكذلك إن حملھ على حمار فساقھ وأخرجھ: "قال

قطع الحامل وحده وھو قول قال العبد الضعیف رحمھ هللا ھذا استحسان والقیاس أن ی" بعضھم األخذ قطعوا جمیعا

زفر رحمھ هللا ألن اإلخراج وجد منھ فتمت السرقة بھ ولنا أن اإلخراج من الكل معنى للمعاونة كما في السرقة

الكبرى وھذا ألن المعتاد فیما بینھم أن یحمل البعض المتاع ویتشمر الباقون للدفع فلو امتنع القطع ألدى إلى سد

.باب الحد

وعن أبي یوسف رحمھ هللا في اإلمالء أنھ یقطع ألنھ " بیت وأدخل یده فیھ وأخذ شیئا لم یقطعومن نقب ال: "قال

أخرج المال من الحرز وھو المقصود فال یشترط الدخول فیھ كما إذا أدخل یده في صندوق الصیرفي فأخرج

الغطریفي ولنا أن ھتك الحرز یشترط فیھ الكمال

والكمال في الدخول وقد أمكن اعتباره والدخول ھو المعتاد تحرزا عن شبھة العدم -369-ص

بخالف الصندوق ألن الممكن فیھ إدخال الید دون الدخول وبخالف ما تقدم من حمل البعض المتاع ألن ذلك ھو

.المعتاد

ألن في الوجھ األول الرباط من " وإن طر صرة خارجة من الكم لم یقطع وإن أدخل یده في الكم یقطع: "قال

خارج فبالطر یتحقق األخذ من الظاھر فال یوجد ھتك الحرز وفي الثاني الرباط من داخل فبالطر یتحقق األخذ من

الحرز وھو الكم ولو كان مكان الطر حل الرباط ثم األخذ في الوجھین ینعكس الجواب النعكاس العلة وعن أبي

.بصاحبھ یوسف رحمھ هللا أنھ یقطع على كل حال ألنھ محرز إما بالكم أو

وإن سرق من القطار بعیرا "قلنا الحرز ھو الكم ألنھ یعتمده وإنما قصده قطع المسافة واالستراحة فأشبھ الجوالق

ألنھ لیس بمحرز مقصودا فتتمكن شبھة العدم وھذا ألن السائق والقائد والراكب یقصدون قطع " أو حمال لم یقطع

وإن شق الجمل وأخذ "ع األحمال من یتبعھا للحفظ قالوا یقطع المسافة ونقل األمتعة دون الحفظ حتى لو كان م

Page 103: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألن الجوالق في مثل ھذا حرز ألنھ یقصد بوضع األمتعة فیھ صیانتھا كالكم فوجد األخذ من الحرز " منھ قطع

ومعناه إذا كان الجوالق في موضع ھو " وإن سرق جوالقا فیھ متاع وصاحبھ یحفظھ ونائم علیھ قطع"فیقطع

كالطریق ونحوه حتى یكون محرزا بصاحبھ لكونھ مترصدا لحفظھ وھذا ألن المعتبر ھو الحفظ لیس بحرز

المعتاد والجلوس عنده والنوم علیھ یعد حفظا عادة وكذا النوم بقرب منھ على ما اخترناه من قبل وذكر في بعض

.لمختار وهللا أعلم بالصوابالنسخ وصاحبھ نائم علیھ أو حیث یكون حافظا لھ وھذا یؤكد ما قدمناه من القول ا

فصل في كیفیة القطع وإثباتھ

فالقطع لما تلوناه من قبل والیمین بقراءة عبدهللا بن مسعود رضي " ویقطع یمین السارق من الزند ویحسم: "قال

بي هللا عنھ ومن الزند ألن االسم یتناول الید إلى اإلبط وھذا المفصل أعني الرسغ متیقن بھ كیف وقد صح أن الن

" فاقطعوه واحسموه"علیھ الصالة والسالم أمر بقطع ید السارق من الزند والحسم لقولھ علیھ الصالة والسالم

فإن سرق ثانیا قطعت رجلھ الیسرى فإن سرق ثالثا "وألنھ لو لم یحسم یفضي إلى التلف والحد زاجر ال متلف

كره المشایخ رحمھم هللا وقال الشافعي وھذا استحسان ویعزر أیضا ذ" لم یقطع وخلد في السجن حتى یتوب

من سرق "رحمھ هللا في الثالثة تقطع یده الیسرى وفي الرابعة تقطع رجلھ الیمنى لقولھ علیھ الصالة والسالم

"فاقطعوه فإن عاد فاقطعوه فإن عاد فاقطعوه

بل فوقھا ویروى مفسرا كما ھو مذھبھ وألن الثالثة مثل األولى في كونھا جنایة -370-ص

فتكون أدعى إلى شرع الحد ولنا قول علي رضي هللا عنھ فیھ إني ألستحي من هللا تعالى أن ال أدع لھ یدا یأكل

بھا ویستنجي بھا ورجال یمشي علیھا وبھذا حاج بقیة الصحابة رضي هللا عنھم فحجھم فانعقد إجماعا وألنھ

وألنھ نادر الوجود والزجر فیما یغلب وقوعھ بخالف إھالك معني لما فیھ من تفویت جنس المنفعة والحد زاجر

القصاص ألنھ حق العبد فیستوفى ما أمكن جبرا لحقھ والحدیث طعن فیھ الطحاوي رحمھ هللا أو نحملھ على

.السیاسة

ألن فیھ تفویت جنس المنفعة " وإذا كان السارق أشل الید الیسرى أو أقطع أو مقطوع الرجل الیمنى لم یقطع"

وكذا إن كانت إبھامھ الیسرى مقطوعة أو شالء أو "مشیا وكذا إذا كانت رجلھ الیمنى شالء لما قلنا بطشا أو

فإن كانت أصبع واحدة سوى اإلبھام مقطوعة أو شالء "ألن قوام البطش باإلبھام " األصبعان منھا سوى اإلبھام

بعین ألنھما ینزالن منزلة اإلبھام ألن فوات الواحدة ال یوجب خلال ظاھرا في البطش بخالف فوات األص" قطع

.في نقصان البطش

وإذا قال الحاكم للحداد اقطع یمین ھذا في سرقة سرقھا فقطع یساره عمدا أو خطأ فال شيء علیھ عند : "قال

وقال زفر رحمھ هللا یضمن في الخطأ " أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال ال شيء علیھ في الخطأ ویضمن في العمد

Page 104: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

س والمراد بالخطأ ھو الخطأ في االجتھاد وأما الخطأ في معرفة الیمین والیسار ال یجعل عفوا أیضا وھو القیا

.وقیل یجعل عذرا أیضا لھ أنھ قطع یدا معصومة والخطأ في حق العباد غیر موضوع فیضمنھا

طع طرفا قلنا إنھ أخطأ في اجتھاده إذ لیس في النص تعیین الیمین والخطأ في االجتھاد موضوع ولھما أنھ ق

معصوما بغیر حق وال تأویل ألنھ تغمد الظلم فال یعفى وإن كان في المجتھدات وكان ینبغي أن یجب القصاص

إال أنھ امتنع للشبھة وألبي حنیفة رحمھ هللا أنھ أتلف وأخلف من جنسھ ما ھو خیر منھ فال یعد إتالفا كمن شھد

قطعھ غیر الحداد ال یضمن أیضا ھو الصحیح ولو أخرج على غیره ببیع مالھ بمثل قیمتھ ثم رجع وعلى ھذا لو

السارق یساره وقال ھذه یمیني ال یضمن باالتفاق ألنھ قطعھ بأمره ثم في العمد عنده علیھ أي السارق ضمان

.المال ألنھ لم یقع حدا وفي الخطأ كذلك على ھذه الطریقة وعلى طریقة االجتھاد ال یضمن

ألن الخصومة شرط لظھورھا وال فرق بین " المسروق منھ فیطالب بالسرقة وال یقطع السارق إال أن یحضر"

الشھادة واإلقرار عندنا خالفا للشافعي رحمھ هللا في اإلقرار، ألن

ألن " وكذا إذا غاب عند القطع عندنا"الجنایة على مال الغیر ال تظھر إال بخصومتھ -371-ص

.االستیفاء من القضاء في باب الحدود

وللمستودع والغاصب وصاحب الربا أن یقطعوا السارق منھم ولرب الودیعة أن یقطعھ أیضا وكذا المغصوب "

وقال زفر والشافعي رحمھما هللا ال یقطع بخصومة الغاصب والمستودع وعلى ھذا الخالف المستعیر " منھ

د حافظة سوى المالك والمستأجر والمضارب والمستبضع والقابض على سوم الشراء والمرتھن وكل من لھ ی

ویقطع بخصومة المالك في السرقة من ھؤالء إال أن الراھن إنما یقطع بخصومتھ حال قیام الرھن بعد قضاء

الدین ألنھ ال حق لھ في المطالبة بالعین بدونھ والشافعي رحمھ هللا بناه على أصلھ ال خصومة لھؤالء في

ومة في حق االسترداد ضرورة الحفظ فال تظھر في حق القطع االسترداد عنده وزفر رحمھ هللا یقول والیة الخص

ألن فیھ تفویت الصیانة ولنا أن السرقة موجبة للقطع في نفسھا وقد ظھرت عند القاضي بحجة شرعیة وھي

شھادة رجلین عقیب خصومة معتبرة مطلقا إذ االعتبار لحاجتھم إلى االسترداد فیستوفي القطع والمقصود من

حقھ وسقوط العصمة ضرورة االستیفاء فلم یعتبر وال معتبر بشبھة موھومة االعتراض كما إذا الخصومة إحیاء

حضر المالك وغاب المؤتمن فإنھ یقطع بخصومتھ في ظاھر الروایة وإن كانت شبھة اإلذن في دخول الحرز

المال غیر متقوم ألن" وإن قطع سارق فسرقت منھ لم یكن لھ وال لرب السرقة أن یقطع السارق الثاني"ثابتة

في حق السارق حتى ال یجب علیھ الضمان بالھالك فلم تنعقد موجبة في نفسھا ولألول والیة الخصومة في

.االسترداد في روایة لحاجتھ إذ الرد واجب علیھ

ألن سقوط التقوم " ولو سرق الثاني قبل أن یقطع األول أو بعد ما درئ الحد بشبھة یقطع بخصومة األول"

.لقطع ولم یوجد فصار كالغاصبضرورة ا

Page 105: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ یقطع " ومن سرق سرقة فردھا على المالك قبل االرتفاع إلى الحاكم لم یقطع"

اعتبارا بما إذا رده بعد المرافعة وجھ الظاھر أن الخصومة شرط لظھور السرقة ألن البینة إنما جعلت حجة

مة بخالف ما عبد المرافعة النتھاء الخصومة لحصول مقصودھا ضرورة قطع المنازعة وقد انقطعت الخصو

.فتبقى تقدیرا

" وكذلك إذا باعھا المالك إیاه"معناه إذا سلمت إلیھ " وإذا قضي على رجل بالقطع في سرقة فوھبت لھ لم یقطع"

نعقادا وظھورا وقال زفر والشافعي رحمھما هللا یقطع وھو روایة عن أبي یوسف رحمھ هللا ألن السرقة قد تمت ا

وبھذا العارض لم یتبین قیام الملك

وقت السرقة فال شبھة ولنا أن اإلمضاء من القضاء في ھذا الباب لوقوع االستغناء -372-ص

عنھ باالستیفاء إذ القضاء لإلظھار والقطع حق هللا تعالى وھو ظاھر عنده وإذا كان كذلك یشترط قیام الخصومة

یعني قبل " وكذلك إذا نقصت قیمتھا من النصاب"كما إذا ملكھا منھ قبل القضاء قال عند االستیفاء وصار

اإلستیفاء بعد القضاء وعن محمد رحمھ هللا أنھ یقطع وھو قول زفر والشافعي رحمھما هللا اعتبارا بالنقصان في

ف النقصان في العین ألنھ العین ولنا أن كمال النصاب لما كان شرطا یشترط قیامھ عند اإلمضاء لما ذكرنا بخال

.مضمون علیھ فكمل النصاب عینا ودینا كما إذا استھلك كلھ أما نقصان السعر فغیر مضمون فافترقا

معناه بعد ما شھد الشاھدان " وإذا ادعى السارق أن العین المسروقة ملكھ سقط القطع عنھ وإن لم یقم بینة"

الدعوى ألنھ ال یعجز عنھ سارق فیؤدي إلى سد باب الحد ولنا بالسرقة وقال الشافعي رحمھ هللا ال یسقط بمجرد

.أن الشبھة دارئة تتحقق بمجرد الدعوى لالحتمال وال معتبر بما قال بدلیل صحة الرجوع بعد اإلقرار

ألن الرجوع عامل في حق الراجع ومورث للشبھة " وإذا أقر رجالن بسرقة ثم قال أحدھما ھو مالي لم یقطعا"

فإن سرقا ثم غاب أحدھما وشھد الشاھدان على "ألن السرقة تثبت بإقرارھما على الشركة في حق اآلخر

وكان یقول أوال ال یقطع ألنھ لو حضر " سرقتھما قطع اآلخر في قول أبي حنیفة رحمھ هللا اآلخر وھو قولھما

وما والمعدوم ال یورث ربما یدعي الشبھة وجھ قولھ اآلخر أن الغیبة تمنع ثبوت السرقة على الغائب فیبقى معد

.الشبھة وال معتبر بتوھم حدوث الشبھة على ما مر

وھذا " وإذا أقر العبد المحجور علیھ بسرقة عشرة دراھم بعینھا فإنھ یقطع وترد السرقة إلى المسروق منھ"

.عند أبي حنیفة رحمھ هللا

یقطع والعشرة للمولى وھو قول زفر وقال أبو یوسف رحمھ هللا یقطع والعشرة للمولى وقال محمد رحمھ هللا ال

.رحمھ هللا ومعنى ھذا إذا كذبھ المولى

وقال زفر رحمھ هللا ال " ولو أقر بسرقة مال مستھلك قطعت یده ولو كان العبد مأذونا لھ یقطع في الوجھین"

د على نفسھ یقطع في الوجوه كلھا ألن األصل عنده أن إقرار العبد على نفسھ بالحدود والقصاص ال یصح ألنھ یر

Page 106: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وطرفھ وكل ذلك مال المولى واإلقرار على الغیر غیر مقبول إال أن المأذون لھ یؤاخذ بالضمان والمال لصحة

إقراره بھ لكونھ مسلطا علیھ من جھتھ والمحجور علیھ ال یصح إقراره بالمال أیضا ونحن نقول یصح إقراره من

ھ مال وألنھ ال تھمة في ھذا اإلقرار،حیث إنھ آدمي ثم یتعدى إلى المالیة فیصح من حیث إن

لما یشتمل علیھ من اإلضرار ومثلھ مقبول على الغیر لمحمد رحمھ هللا في المحجور -373-ص

علیھ أن إقراره بالمال باطل ولھذا ال یصح منھ اإلقرار بالغصب فیبقى مال المولى وال قطع على العبد في سرقة

ل فیھا والقطع تابع حتى تسمع الخصومة فیھ بدون القطع ویثبت المال دونھ وفي مال المولى یؤیده أن المال أص

عكسھ ال تسمع وال یثبت وإذا بطل فیما ھو األصل بطل في التبع بخالف المأدون ألن إقراره بالمال الذي في یده

فیصح على ما صحیح فیصح في حق القطع تبعا وألبي یوسف رحمھ هللا أنھ أقر بشیئین بالقطع وھو على نفسھ

ذكرناه وبالمال وھو على المولى فال یصح في حقھ فیھ والقطع یستحق بدونھ كما إذا قال الحر الثوب الذي في ید

زید سرقتھ من عمرو وزید یقول ھو ثوبي یقطع ید المقر وإن كان ال یصدق في تعیین الثوب حتى ال یؤخذ من

د صح منھ لما بینا فیصح بالمال بناء علیھ ألن اإلقرار یالقي حالة زید وألبي حنیفة رحمھ هللا أن اإلقرار بالقطع ق

البقاء والمال في حالة البقاء تابع للقطع حتى تسقط عصمة المال باعتباره فیستوفى القطع بعد استھالكھ بخالف

ولو صدقھ مسئلة الحر ألن القطع إنما یجب بالسرقة من المودع أما ماال یجب بسرقة العبد مال المولى فافترقا

.المولى یقطع في الفصول كلھا لزوال المانع

وإن كانت مستھلكة لم "لبقائھا على ملكھ " وإذا قطع السارق والعین قائمة في یده ردت إلى صاحبھا: "قال

وھذا اإلطالق یشمل الھالك واالستھالك وھو روایة أبي یوسف رحمھ هللا عن أبي حنیفة رحمھ هللا وھو " یضمن

ى الحسن عنھ أنھ یضمن باالستھالك وقال الشافعي رحمھ هللا یضمن فیھما ألنھما حقان قد اختلف المشھور ورو

سبباھما فال یمتنعان فالقطع حق بالشرع وسببھ ترك االنتھاء عما نھي عنھ والضمان حق العبد وسببھ أخذ المال

ال غرم "یھ الصالة والسالم فصار كاستھالك صید مملوك في الحرم أو شرب خمر مملوكة لذمي ولنا قولھ عل

وألن وجوب الضمان ینافي القطع ألنھ یتملكھ بأداء الضمان مستندا إلى وقت " على السارق بعد ما قطعت یمینھ

األخذ فتبین أنھ ورد على ملكھ فینتفي القطع للشھبة وما یؤدي إلى انتفائھ فھو المنتفي وألن المحل ال یبقى

ن مباحا في نفسھ فینتفي القطع للشبھة فیصیر محرما حقا للشرع كالمیتة وال معصوما حقا للعبد إذ لو بقي لكا

ضمان فیھ إال أن العصمة ال یظھر سقوطھا في حق االستھالك ألنھ فعل آخر غیر السرقة وال ضرورة في حقھ

بھة فیھ وكذا وكذا الشبھة تعتبر فیما ھو السبب دون غیره ووجھ المشھور أن االستھالك إتمام المقصود فتعتبر الش

.یظھر سقوط العصمة في حق الضمان ألنھ من ضرورات سقوطھا في حق الھالك النتفاء المماثلة

ومن سرق سرقات فقطع في إحداھا فھو لجمیعھا وال یضمن شیئا عند: "قال

Page 107: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ومعنى المسئلة إذا حضر " أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال یضمن كلھا إال التي قطع لھا -374-ص

م فإن حضروا جمیعا وقطعت یده لخصومتھم ال یضمن شیئا باالتفاق في السرقات كلھا لھما أن الحاضر أحدھ

لیس بنائب عن الغائب وال بد من الخصومة لتظھر السرقة فلم تظھر السرقة من الغائبین فلم یقع القطع لھا فبقیت

بنى الحدود على التداخل والخصومة شرط أموالھم معصومة ولھ أن الواجب بالكل قطع واحد حقا تعالى ألن م

للظھور عند القاضي فإذا استوفى فالمستوفي كل الواجب أال ترى أنھ یرجع نفعھ إلى الكل فیقع عن الكل وعلى

.ھذا الخالف إذا كانت النصب كلھا لواحد فخاصم في البعض وهللا تعالى أعلم بالصواب

باب ما یحدث للسارق في السرقة

وعن أبي یوسف رحمھ هللا " فشقھ في الدار نصفین ثم أخرجھ وھو یساوي عشرة دراھم قطع ومن سرق ثوبا"

أنھ ال یقطع ألن لھ فیھ سبب الملك وھو الخرق الفاحش فإنھ یوجب القیمة وتملك المضمون وصار كالمشتري إذا

یثبت ضرورة أداء الضمان سرق مبیعا فیھ خیار للبائع ولھما أن األخذ وضع سببا للضمان ال للملك وإنما الملك

كیال یجتمع البدالن في ملك واحد ومثلھ ال یورث الشبھة كنفس األخذ وكما إذا سرق البائع معیبا باعھ بخالف ما

ذكر ألن البیع موضوع إلفادة الملك وھذا الخالف فیما إذا اختار تضمین النقصان وأخذ الثوب فإن اختار تضمین

ع باالتفاق ألنھ ملكھ مستندا إلى وقت األخذ فصار كما إذا ملكھ بالھبة فأورث القیمة وترك الثوب علیھ ال یقط

شبھة وھذا كلھ إذا كان النقصان فاحشا فإن كان یسیرا یقطع باالتفاق النعدام سبب الملك إذ لیس لھ اختیار

ومن "قطع فیھ ألن السرقة تمت على اللحم وال " وإن سرق شاة فذبحھا ثم أخرجھا لم یقطع"تضمین كل القیمة

سرق ذھبا أو فضة یجب فیھ القطع فصنعھ دراھم أو دنانیر قطع وترد الدراھم والدنانیر إلى المسروق منھ

وأصلھ في الغصب فھذه صنعة متقومة " وھذا عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال ال سبیل للمسروق منھ علیھما

یملكھ وقیل على قولھما ال یجب ألنھ ملكھ قبل القطع عندھما خالفا لھ ثم وجوب الحد ال یشكل على قولھ ألنھ لم

فإن سرق ثوبا فصبغھ أحمر قطع ولم یؤخذ منھ الثوب "وقیل یجب ألنھ صار بالصنعة شیئا آخر فلم یملك عینھ ". ولم یضمن قیمة الثوب وھذا عند أبي حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا

اعتبارا بالغصب والجامع بینھما كون الثوب " زاد الصبغ فیھوقال محمد رحمھ هللا یؤخذ منھ الثوب ویعطى ما "

أصال قائما وكون الصبع تابعا ولھما أن الصبغ قائم صورة ومعنى حتى لو أراد أخذه مصبوغا یضمن ما زاد

الصبغ فیھ وحق المالك في الثوب قائم

Page 108: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

جحنا جانب صورة ال معنى أال ترى أنھ غیر مضمون على السارق بالھالك فر -375-ص

السارق بخالف الغصب ألن حق كل واحد منھما قائم صورة ومعنى فاستویا من ھذا الوجھ فرجحنا جانب المالك

یعني عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا وعند أبي یوسف " وإن صبغھ أسود أخذ منھ في المذھبین"بما ذكرنا

رة وعند محمد رحمھ هللا زیادة أیضا كالحمرة ولكنھ ال رحمھ هللا ھذا واألول سواء ألن السواد زیادة عنده كالحم

.یقطع حق المالك وعند أبي حنیفة رحمھ هللا السواد نقصان فال یوجب انقطاع حق المالك وهللا أعلم بالصواب

باب قطع الطریق

ذوا ماال وإذا خرج جماعة ممتنعین أو واحد یقدر على االمتناع فقصدوا قطع الطریق فأخذوا قبل أن یأخ: "قال

ویقتلوا نفسا حبسھم اإلمام حتى یحدثوا توبة وإن أخذوا مال مسلم أو ذمي والمأخوذ إذا قسم على جماعتھم

أصاب كل واحد منھم عشرة دراھم فصاعدا أو ما تبلغ قیمتھ ذلك قطع اإلمام أیدیھم وأرجلھم من خالف وإن

ھ{: تعالى واألصل فیھ قولھ" قتلوا ولم یأخذوا ماال قتلھم اإلمام حدا ول س ر و هللا بون ار ح ی ین ذ ال اء ز ا ج م ن }إ اآلیة ] 33: المائدة[

والمراد منھ وهللا أعلم التوزیع على األحوال وھي أربعة ھذه الثالثة المذكورة والرابعة نذكرھا إن شاء هللا تعالى

.اوألن الجنایات تتفاوت على األحوال فالالئق تغلظ الحكم بتغلظھ

أما الحبس في األولى فألنھ المراد بالنفي المذكور ألنھ نفي عن وجھ األرض بدفع شرھم عن أھلھا ویغزرون

أیضا لمباشرتھم منكرا إلخافة وشرط القدرة على االمتناع ألن المحاربة ال تتحقق إال بالمنعة والحالة الثانیة كما

و ذمي لتكون العصمة مؤبدة ولھذا لو قطع الطریق على بیناھا لما تلوناه وشرط أن یكون المأخوذ مال مسلم أ

المستأمن ال یجب القطع وشرط كمال النصاب في حق كل واحد كیال یستباح طرفھ إال بتناولھ مالھ خطر والمراد

قطع الید الیمنى والرجل الیسرى كیال یؤدي إلى تفویت جنس المنفعة والحالة الثالثة كما بیناھا لما تلوناه

إذا قتلوا وأخذوا "الرابعة " و"ألنھ حق الشرع " حدا حتى لو عفا األولیاء عنھم ال یلتفت إلى عفوھم ویقتلون"

المال فاإلمام بالخیار إن شاء قطع أیدیھم وأرجلھم من خالف وقتلھم وصلبھم وإن شاء قتلھم وإن شاء صلبھم

توجب حدین وألن ما دون النفس یدخل في ألنھ جنایة واحدة فال " وقال محمد رحمھ هللا یقتل أو یصلب وال یقطع

النفس في باب الحد كحد السرقة والرجم ولھما أن ھذه عقوبة واحدة

تغلظت لغلظ سببھا وھو تفویت األمن على التناھي بالقتل وأخذ المال ولھذا كان قطع -376-ص

ل في الحدود ال في حد واحد ثم ذكر الید والرجل معا في الكبرى حدا واحدا وإن كانا في الصغرى حدین والتداخ

في الكتاب التخییر بین الصلب وتركھ وھو ظاھر الروایة وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ ال یتركھ ألنھ منصوص

Page 109: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.علیھ والمقصود التشھیر لیعتبر بھ غیره ونحن نقول أصل التشھیر بالقتل والمبالغة بالصلب فیخیر فیھ

ومثلھ عن الكرخي رحمھ هللا وعن الطحاوي رحمھ هللا " رمح إلى أن یموتویصلب حیا ویبعج بطنھ ب: "ثم قال

أنھ یقتل ثم یصلب توقیا عن المثلة وجھ األول وھو األصح أن الصلب على ھذا الوجھ أبلغ في الردع وھو

.المقصود بھ

هللا أنھ یترك على ألنھ یتغیر بعدھا فیتأذى الناس بھ وعن أبي یوسف رحمھ" وال یصلب أكثر من ثالثة أیام: "قال

.خشبة حتى یتقطع ویسقط لیعتبر بھ غیره قلنا حصل االعتبار بما ذكرناه والنھایة غیر مطلوبة

إن باشر القتل ف"اعتبارا بالسرقة الصغرى وقد بیناه " وإذا قتل القاطع فال ضمان علیھ في مال أخذه: "قالتتحقق بأن یكون البعض ردءا للبعض حتى إذا ألنھ جزاء المحاربة وھي" أحدھم أجرى الحد علیھم بأجمعھم

.زلت أقدامھم انحازوا إلیھم وإنما الشرط القتل من واحد منھم وقد تحقق

وإن لم یقتل "ألنھ یقع قطعا للطریق بقطع المارة " والقتل وإن كان بعصا أو بحجر أو بسیف فھو سواء: "قال

صاص وأخذ األرش منھ فیما فیھ األرش وذلك إلى القاطع ولم یأخذ ماال وقد جرح اقتص منھ فیما فیھ الق

وإن أخذ ماال ثم جرح "ألنھ ال حد في ھذه الجنایة فظھر حق العبد وھو ما ذكرناه فیستوفیھ الولي " األولیاءألنھ لما وجب الحد حقا سقطت عصمة النفس حقا للعبد كما تسقط " قطعت یده ورجلھ وبطلت الجراحات

ألن الحد في " عد ما تاب وقد قتل عمدا فإن شاء األولیاء قتلوه وإن شاءوا عفوا عنھوإن أخذ ب"عصمة المال

ھذه الجنایة ال یقام بعد التوبة لالستثناء المذكور في النص وألن التوبة تتوقف على رد المال وال قطع في مثلھ

إذا ھلك في یده أو فظھر حق العبد في النفس والمال حتى یستوفي الولي القصاص أو یعفو ویجب الضمان

" وإن كان من القطاع صبي أو مجنون أو ذو رحم محرم من المقطوع علیھ سقط الحد عن الباقین"استھلكھ

فالمذكور في الصبي والمجنون قول أبي حنیفة وزفر رحمھما هللا وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ لو باشر العقالء

اشر أصل والردء تابع وال خلل في مباشرة العاقلیحد الباقون وعلى ھذا السرقة الصغرى لھ أن المب

وال اعتبار بالخلل في التبع وفي عكسھ ینعكس المعنى والحكم ولھما أنھ جنایة واحدة -377-ص

قامت بالكل فإذا لم یقع فعل بعضھم موجبا كان فعل الباقین بعض العلة وبھ ال یثبت الحكم فصار كالخاطئ مع

.العامد

حم المحرم فقد قیل تأویلھ إذا كان المال مشتركا بین المقطوع علیھم واألصح أنھ مطلق ألن الجنایة وأما ذو الر

واحدة على ما ذكرناه فاالمتناع في حق البعض یوجب االمتناع في حق الباقین بخالف ما إذا كان فیھم مستأمن

وإذا "في الحرز والقافلة حرز واحد ألن االمتناع في حقھ لخلل في العصمة وھو یخصھ أما ھنا االمتناع لخلل

فإن شاءوا قتلوا وإن شاءوا عفوا وإذا "لظھور حق العبد على ما ذكرناه " سقط الحد صار القتل إلى األولیاء

ومن قطع "ألن الحرز واحد فصارت القافلة كدار واحدة " قطع بعض القافلة الطریق على البعض لم یجب الحد

Page 110: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

استحسانا وفي القیاس یكون قاطع " ر أو بین الكوفة والحیرة فلیس بقاطع الطریقالطریق لیال أو نھارا في المص

الطریق وھو قول الشافعي رحمھ هللا لوجوده حقیقة وعن أبي یوسف رحمھ هللا أنھ یجب الحد إذا كان خارج

ب فھم قطاع المصر وإن كان بقربھ ألنھ ال یلحقھ الغوث وعنھ إن قاتلوا نھارا بالسالح أو لیال بھ أو بالخش

الطریق ألن السالح ال یلبث والغوث یبطئ باللیالي ونحن نقول إن قطع الطریق یقطع المارة وال یتحقق ذلك في

المصر ویقرب منھ ألن الظاھر لحوق الغوث ألنھم یؤخذون برد المال إیصاال للحق إلى المستحق ویؤدبون

ومن خنق رجال حتى قتلھ فالدیة على "ألولیاء لما بینا ویحبسون الرتكابھم الجنایة ولو قتلوا فاألمر فیھ إلى ا

وإن خنق "وھي مسئلة القتل بالمثقل وسنبین في باب الدیات إن شاء هللا تعالى " عاقلتھ عند أبي حنیفة رحمھ هللا .وهللا تعالى أعلم بالصواب. ألنھ صار ساعیا في األرض بالفساد فیدفع شره بالقتل" في المصر غیر مرة قتل بھ

كتاب السیر -378-ص

.السیر جمع سیرة وھي الطریقة في األمور وفي الشرع تختص بسیر النبي علیھ الصالة والسالم في مغازیھ

: أما الفرضیة فلقولھ تعالى" الجھاد فرض على الكفایة إذا قام بھ فریق من الناس سقط عن الباقین: "قال

ك { ة اف ك ین ك ر مش وا ال اتل ق و ة اف ك م ك ون اتل ق ا ی الجھاد ماض إلى یوم "ولقولھ علیھ الصالة والسالم ] 36: التوبة[ }م

وأراد بھ فرضا باقیا وھو فرض على الكفایة ألنھ ما فرض لعینھ إذ ھو إفساد في نفسھ وإنما فرض " القیامة

لباقین كصالة الجنازة ورد السالم إلعزاز دین هللا ودفع الشر عن العباد فإذا حصل المقصود بالبعض سقط عن ا

ألن الوجوب على الكل وألن في اشتغال الكل بھ قطع مادة الجھاد " فإن لم یقم بھ أحد أثم جمیع الناس بتركھ"

: فحینئذ یصیر من فروض األعیان لقولھ تعالى" إال أن یكون النفیر عاما"من الكراع والسالح فیجب على الكفایة

} و افا وا خف فر اال ان اآلیة وقال في الجامع الصغیر الجھاد واجب إال أن المسلمین في ] 41من اآلیة: التوبة[ }ثق

سعة حتى یحتاج إلیھم فأول ھذا الكالم إشارة إلى الوجوب على الكفایة وآخره إلى النفیر العام وھذا ألن المقصود

وال یجب "وإن لم یبدءوا للعمومات " ر واجبوقتال الكفا"عند ذلك ال یتحصل إال بإقامة الكل فیفترض على الكل

وال أعمى وال "لتقدم حق المولى والزوج " وال عبد وال امرأة"ألن الصبا مظنة المرحمة " الجھاد على صبي

مقعد وال أقطع لعجزھم فإن ھجم العدو على بلد وجب على جمیع الناس الدفع تخرج المرأة بغیر إذن زوجھا نھ صار فرض عین وملك الیمین ورق النكاح ال یظھر في حق فروض األعیان كما أل" والعبد بغیر إذن المولى

.في الصالة والصوم بخالف ما قبل النفیر ألن بغیرھما مقنعا فال ضرورة إلى إبطال حق المولى والزوج

ائب ألنھ ال یشبھ األجر وال ضرورة إلیھ ألن مال بیت المال معد لنو" ءویكره الجعل ما دام للمسلمین في"

.المسلمین

ألن فیھ دفع الضرر األعلى "فإذا لم یكن فال بأس بأن یقوي بعضھم بعضا: "قال

Page 111: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

بإلحاق األدنى یؤیده أن النبي علیھ الصالة والسالم أخذ دروعا من صفوان وعمر -379-ص

.وابرضي هللا عنھ كان یغزي األعزب عن ذي الحلیلة ویعطي الشاخص فرس القاعد وهللا أعلم بالص

باب كیفیة القتال

لما روى ابن عباس رضي هللا " وإذا دخل المسملون دار الحرب فحاصروا مدینة أو حصنا دعوھم إلى اإلسالم"

" فإن أجابوا كفوا عن قتالھم"قال أن النبي علیھ الصالة والسالم ما قاتل قوما حتى دعاھم إلى اإلسالمعنما

وإن "الحدیث " أمرت أن أقاتل الناس حتى یقولوا ال إلھ إال هللا"وسلم لحصول المقصود وقد قال صلى هللا علیھ

بھ أمر رسول هللا علیھ الصالة والسالم أمراء الجیوش وألنھ أحد ما ینتھي بھ " امتنعوا دعوھم إلى أداء الجزیة

األوثان من القتال على ما نطق بھ النص وھذا في حق من تقبل منھ الجزیة ومن ال تقبل منھ كالمرتدین وعبدة

ون {: العرب ال فائدة في دعائھم إلى قبول الجزیة ألنھ ال یقبل منھم إال اإلسالم قال هللا تعالى لم یس و أ ھم ون اتل ق }تلقول علي رضي هللا عنھ إنما بذلوا " فإن بذلوھا فلھم ما للمسلمین وعلیھم ما على المسلمین] "16: الفتح[

ائنا وأموالھم كأموالنا والمراد بالبذل القبول وكذا المراد باإلعطاء المذكور فیھ في الجزیة لیكون دماؤھم كدم

.القرآن وهللا أعلم

لقولھ علیھ الصالة والسالم في وصیة أمراء " وال یجوز أن یقاتل من لم تبلغھ الدعوة إلى اإلسالم إال أن یدعوه"

بالدعوة یعلمون أنا نقاتلھم على الدین ال على سلب األموال وألنھم" فادعھم إلى شھادة أن ال إلھ إال هللا"األجناد

وسبي الذراري فلعلھم یجیبون فنكفى مؤنة القتال ولو قاتلھم قبل الدعوة أثم للنھي وال غرامة لعدم العاصم وھو

.الدین أو اإلحراز بالدار فصار كقتل النسوان والصبیان

إلندار وال یجب ذلك ألنھ صح أن النبي علیھ الصالة والسالم مبالغة في ا" ویستحب أن یدعو من بلغتھ الدعوة"

أغار على بني المصطلق وھم غارون وعھد إلى أسامة رضي هللا عنھ أن یغیر على أبنى صباحا ثم یحرق

لقولھ علیھ الصالة والسالم في حدیث " فإن أبوا ذلك استعانوا با علیھم وحاربوھم"والغارة ال تكون بدعوة قال

وألنھ " فإن أبوا ذلك فادعھم إلى إعطاء الجزیة إلى أن قال فإن أبوھا فاستعن با علیھم وقاتلھم"ن بن بریدة سلیما

كما " ونصبوا علیھم المجانیق"تعالى ھو الناصر ألولیائھ والمدمر على أعدائھ فیستعان بھ في كل األمور قال

نصب رسول هللا علیھ الصالة والسالم على الطائف

Page 112: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وأرسلوا علیھم الماء "ألنھ علیھ الصالة والسالم أحرق الیوبرة قال " وحرقوھم" -380-ص

ألن في جمیع ذلك إلحاق الكبت والغیظ بھم وكسر شوكتھم وتفریق جمعھم " وقطعوا أشجارھم وأفسدوا زروعھم

.فیكون مشروعا

لضرر العام بالذب عن بیضة اإلسالم ألن في الرمي دفع ا" وال بأس برمیھم وإن كان فیھم مسلم أسیر أو تاجر"

وإن تترسوا "وقتل األسیر والتاجر ضرر خاص وألنھ قلما یخلو حصن من مسلم فلو امتنع باعتباره النسد بابھ

ألنھ إن تعذر التمییز " ویقصدون بالرمي الكفار"لما بینا " بصبیان المسلمین أو باألسارى لم یكفوا عن رمیھم

اعة بحسب الطاقة وما أصابوه منھم ال دیة علیھم وال كفارة ألن الجھاد فرض فعال فلقد أمكن قصدا والط

والغرامات ال تقرن بالفروض بخالف حالة المخمصة ألنھ ال یمتنع مخافة الضمان لما فیھ من إحیاء نفسھ أما

.الجھاد فمبني على إتالف النفس فیمتنع حذار الضمان

ألن الغالب ھو " المسلمین إذا كانوا عسكرا عظیما یؤمن علیھ وال بأس بإخراج النساء والمصاحف مع: "قال

ألن فیھ تعریضھن على الضیاع " ویكره إخراج ذلك في سریة ال یؤمن علیھا"السالمة والغالب كالمتحقق

والفضیحة وتعریض المصاحف على االستخفاف فإنھم یستخفون بھا مغایظة للمسلمین وھو التأویل الصحیح

ولو دخل مسلم إلیھم بأمان ال بأس بأن یحمل " ال تسافروا بالقرآن في أرض العدو"ة والسالم لقولھ علیھ الصال

معھ المصحف إذا كانوا قوما یوفون بالعھد ألن الظاھر عدم التعرض والعجائز یخرجن في العسكر العظیم إلقامة

للفتنة وال یباشرن القتال ألنھ عمل یلیق بھن كالطبخ والسقي والمداواة فأما الشواب فقرارھن في البیوت أدفع

یستدل بھ على ضعف المسلمین إال عند الضرورة وال یستحب إخراجھن للمباضعة والخدمة فإن كانوا ال بد

.مخرجبن فباإلماء دون الحرائر

" إال أن یھجم العدو على بلد للضرورة"لما بینا " وال تقاتل المرأة إذ بإذن زوجھا وال العبد إال بإذن سیده"

" ال تغلوا وال تغدروا وال تمثلوا"ینبغي للمسلمین أن ال یغدروا وال یغلوا وال یمثلوا لقولھ علیھ الصالة والسالم و

والغلول السرقة من المغنم والغدر الخیانة ونقض العھد والمثلة المرویة في قصة العرنیین منسوخة بالنھي

ألن المبیح للقتل عندنا ھو " یخا فانیا وال مقعدا وال أعمىوال یقتلوا امرأة وال صبیا وال ش"المتأخر ھو المنقول

الحراب وال یتحقق منھم ولھذا ال یقتل یابس الشق والمقطوع الیمنى والمقطوع یده ورجلھ من خالف والشافعي

صح أن رحمھ هللا تعالى یخالفنا في الشیخ الفاني والمقعد واألعمى ألن المبیح عنده الكفر والحجة علیھ ما بینا وقد

النبي علیھ الصالة والسالم نھى عن قتل

ھذه "الصبیان والذراري وحین رأى رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم امرأة مقتولة قال -381-ص

لتعدي " إال أن یكون أحد ھؤالء ممن لھ رأي في الحرب أو تكون المرأة ملكة"قال " ما كانت ھذه تقاتل فلم قتلت

Page 113: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ " وال یقتلوا مجنونا"ذا یقتل من قاتل من ھؤالء دفعا لشره وألن القتال مبیح حقیقة ضررھا إلى العباد وك

غیر مخاطب إال أن یقاتل فیقتل دفعا لشره غیر أن الصبي والمجنون یقتالن ما داما یقاتالن وغیرھما ال بأس

.و في حال إفاقتھ كالصحیحبقتلھ بعد األسر ألنھ من أھل العقوبة لتوجھ الخطاب نحوه وإن كان یجن ویفیق فھ

وفا {: لقولھ تعالى" ویكره أن یبتدئ الرجل أباه من المشركین فیقتلھ" ر ع ا م ی ن ا في الد م ھ احب ص ] 15: لقمان[ }و

ألن " فإن أدركھ امتنع علیھ حتى یقتلھ غیره"وألنھ یجب علیھ إحیاؤه باإلتفاق فیناقضھ اإلطالق في إفنائھ

ه من غیر اقتحامھ المأثم وإن قصد األب قتلھ بحیث ال یمكنھ دفعھ إال بقتلھ ال بأس بھ ألن المقصود یحصل بغیر

مقصوده الدفع أال ترى أنھ لو شھر األب المسلم سیفھ على ابنھ وال یمكنھ دفعھ إال بقتلھ یقتلھ لما بینا فھذا أولى

.وهللا أعلم بالصواب

باب الموادعة ومن یجوز أمانھ

لقولھ " ام أن یصالح أھل الحرب أو فریقا منھم وكان في ذلك مصلحة للمسلمین فال بأس بھوإذا رأى اإلم"

{: تعالى ى هللا ل ع ل ك و ت ا و ھ ل ح ن اج ف م ل وا للس ح ن ج ن إ ووادع رسول هللا علیھ الصالة والسالم أھل ] 61: ألنفال[ }و

م عشر سنین وألن الموادعة جھاد معنى إذا كان خیرا للمسلمین مكة عام الحدیبیة على أن یضع الحرب بینھ وبینھ

ألن المقصود وھو دفع الشر حاصل بھ وال یقتصر الحكم على المدة المرویة لتعدي المعنى إلى ما زاد علیھا

.بخالف ما إذا لم یكن خیرا ألنھ ترك الجھاد صورة ومعنى

ألنھ علیھ الصالة والسالم نبذ الموادعة التي " قاتلھموإن صالحھم مدة ثم رأى نقض الصلح أنفع نبذ إلیھم و"

كانت بینھ وبین أھل مكة وألن المصلحة لما تبدلت كان النبذ جھادا وإیفاء العھد ترك الجھاد صورة ومعنى فال بد

وال بد من اعتبار مدة یبلغ" في العھود وفاء ال غدر"من النبذ تحرزا عن الغدر وقد قال علیھ الصالة والسالم

فیھا خبر النبذ إلى جمیعھم ویكتفى في ذلك بمضي مدة یتمكن ملكھم بعد علمھ بالنبذ من إنفاذ الخبر إلى أطراف

.مملكتھ ألن بذلك ینتفي الغدر

ألنھم صاروا ناقضین للعھد فال حاجة إلى " وإن بدءوا بخیانة قاتلھم ولم ینبذ إلیھم إذا كان ذلك باتفاقھم: "قال

خل جماعة منھم فقطعوا الطریقنقضھ بخالف ما إذا د

وال منعة لھم حیث ال یكون ھذا نقضا للعھد ولو كانت لھم منعة وقاتلوا المسلمین -382-ص

عالنیة یكون نقضا للعھد في حقھم دون غیرھم ألنھ بغیر إذن ملكھم ففعلھم ال یلزم غیرھم حتى لو كان بإذن

.عنىملكھم صاروا ناقضین للعھد ألنھ باتفاقھم م

ألنھ لما جازت الموادعة بغیر المال " وإذا رأى اإلمام موادعة أھل الحرب وأن یأخذ على ذلك ماال فال بأس بھ"

فكذا بالمال لكن ھذا إذا كان بالمسلمین حاجة أما إذا لم تكن ال یجوز لما بینا من قبل والمأخوذ من المال یصرف

Page 114: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

سلوا رسوال ألنھ في معنى الجزیة أما إذا أحاط ا لجیش بھم ثم مصارف الجزیة ھذا إذا لم ینزلوا بساحتھم بل أر

وأما المرتدون فیوادعھم اإلمام "أخذوا المال فھو غنیمة بخمسھا ویقسم الباقي بینھم ألنھ مأخوذ بالقھر معنى .ألن اإلسالم مرجو منھم فجاز تأخیر قتالھم طمعا في إسالمھم" حتى ینظر في أمرھم

ألنھ مال غیر معصوم ولو " ولو أخذه لم یرده"ألنھ ال یجوز أخذ الجزیة منھم لما تبین "وال یأخذ علیھ ماال"

حاصر العدو المسلمین وطلبوا الموادعة على مال یدفعھ المسلمون إلیھم ال یفعلھ اإلمام لما فیھ من إعطاء الدنیة

.طریق یمكنوإلحاق المذلة بأھل اإلسالم إال إذا خاف الھالك ألن دفع الھالك واجب بأي

وال ینبغي أن یباع السالح من أھل الحرب وال یجھز إلیھم ألن النبي علیھ الصالة والسالم نھى عن بیع السالح

من أھل الحرب وحملھ إلیھم وألن فیھ تقویتھم على قتال المسلمین فیمنع من ذلك وكذا الكراع لما بینا وكذا الحدید

ا على شرف النقض أو االنقض فكانا حربا علینا وھذا ھو القیاس في ألنھ أصل السالح وكذا بعد الموادعة ألنھ

.الطعام والثوب إال أنا عرفناه بالنص فإنھ علیھ الصالة والسالم أمر ثمامة أن یمیر أھل مكة وھم حرب علیھ

فصل

لمسلمین إذا أمن رجل حرا وامرأة حرا كافرا أو جماعة أو أھل حصن أو مدینة صح أمانھم ولم یكن ألحد من ا"

أي أقلھم وھو " المسلمون تتكافأ دماؤھم ویسعى بدمتھم أدناھم: "واألصل فیھ قولھ علیھ الصالة والسالم" قتالھم

الواحد وألنھ من أھل القتال فیخافونھ إذ ھو من أھل المنعة فیتحقق األمان منھ لمالقاتھ محلھ ثم یتعدى إلى غیره

.مان ال یتجزأ فیتكامل كوالیة اإلنكاحوألن سببھ ال یتجزأ وھو اإلیمان وكذا األ

كما إذا أمن اإلمام بنفسھ ثم رأى" إال أن یكون في ذلك مفسدة فینبذ إلیھم: "قال

المصلحة في النبذ وقد بیناه ولو حاصر اإلمام حصنا وأمن واحد من الجیش وفیھ -383-ص

ھ على رأیھ بخالف ما إذا كان فیھ نظر ألنھ ربما تفوت مفسدة ینبذ اإلمام األمان لما بینا ویؤدبھ اإلمام ال فتیان

.المصلحة بالتأخیر فكان معذورا

" وال أسیر وال تاجر یدخل علیھم"ألنھ متھم بھم وكذا ال والیة لھ على المسلمین قال " وال یجوز أمان ذمي"

ان علیھ فیعرى األمان عن ألنھما مقھوران تحت أیدیھم فال یخافونھما واألمان یختص بمحل الخوف وألنھما یجبر

المصلحة وألنھم كلما اشتد األمر علیھم یجدون أسیرا أو تاجرا فیتخلصون بأمانھ فال ینفتح لنا باب الفتح ومن

.أسلم في دار الحرب ولم یھاجر إلینا ال یصح أمانھ لما بینا

في القتال وقال محمد رحمھ هللا وال یجوز أمان العبد المحجور عند أبي حنیفة رحمھ هللا إال أن یأذن لھ مواله"

وھو قول الشافعي رحمھ هللا وأبو یوسف رحمھ هللا معھ في روایة ومع أبي حنیفة رحمھ هللا في روایة " یصح

رواه أبو موسى األشعري رضي هللا عنھ وألنھ " أمان العبد أمان"لمحمد رحمھ هللا قولھ علیھ الصالة والسالم

Page 115: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ا بالمأذون لھ في القتال وبالمؤبد من األمان فاإلیمان لكونھ شرطا للعبادة والجھاد مؤمن ممتنع فیصح أمانھ اعتبار

عبادة واالمتناع لتحقق إزالة الخوف بھ والتأثیر إعزاز الدین وإقامة المصلحة في حق جماعة المسلمین إذ الكالم

تعطیل في مجرد القول وألبي في مثل ھذه الحالة وإنما ال یملك المسایفة لما فیھ من تعطیل منافع المولى وال

حنیفة رحمھ هللا أنھ محجور عن القتال فال یصح أمانھ ألنھم ال یخافونھ فلم یالق األمان محلھ بخالف المأذون لھ

في القتال ألن الخوف منھ متحقق وألنھ إنما ال یملك المسایفة لما أنھ تصرف في حق المولى على وجھ ال یعرى

.عن احتمال الضرر في حقھ

واألمان نوع قتال وفیھ ما ذكرناه ألنھ قد یخطئ بل ھو الظاھر وفیھ سد باب االستغنام بخالف المأذون ألنھ

رضي بھ والخطأ نادر لمباشرتھ القتال وبخالف المؤبد ألنھ خلف عن اإلسالم فھو بمنزلة الدعوة إلیھ وألنھ مقابل

.فافترقا بالجزیة وألنھ مفروض عند مسألتھم ذلك وإسقاط الفرض نفع

ولو أمن الصبي وھو ال یعقل ال یصح كالمجنون وإن كان یعقل وھو محجور عن القتال فعلى الخالف وإن كان

.مأذونا لھ في القتال فاألصح أنھ یصح باالتفاق وهللا أعلم بالصواب

باب الغنائم وقسمتھا -384-ص

كما فعل رسول هللا علیھ " شاء قسمھ بین المسلمین فھو بالخیار إن"أي قھرا " وإذا فتح اإلمام بلدة عنوة"

كذلك فعل عمر " وإن شاء أقر أھلھ علیھ ووضع علیھم الجزیة وعلى أراضیھم الخراج"الصالة والسالم بخیبر

رضي هللا عنھ بسواد العراق بموافقة من الصحابة رضي هللا عنھم ولم یحمد من خالفھ وفي كل من ذلك قدوة

ى ھو األول عند حاجة الغانمین والثاني عند عدم الحاجة لیكون عدة في الزمان الثاني وھذا في فیتخیر وقیل األول

.العقار

أما في المنقول المجرد ال یجوز المن بالرد علیھم ألنھ لم یرد بھ الشرع فیھ وفي العقار خالف الشافعي رحمھ هللا

بدل یعادلھ والخراج غیر معادل لقلتھ بخالف ألن في المن إبطال حق الغانمین أو ملكھم فال یجوز من غیر

الرقاب ألن لإلمام أن یبطل حقھم رأسا بالقتل والحجة علیھ ما رویناه وألن فیھ نظرا ألنھم كاألكرة العاملة

للمسلمین العالمة بوجوه الزراعة والمؤن مرتفعة مع ما أنھ یحظى بھ الذین یأتون من بعد والخراج وإن قل حاال

لدوامھ وإن من علیھم بالرقاب واألراضي یدفع إلیھم من المنقوالت بقدر ما یتھیأ لھم العمل لیخرج فقد جل مآال

.عن حد الكراھة

ألنھ علیھ الصالة والسالم قد قتل وألن فیھ حسم مادة الفساد " وھو في األسارى بالخیار إن شاء قتلھم: "قال

وإن شاء تركھم أحرارا ذمة "ألھل اإلسالم ألن فیھ دفع شرھم مع وفور المنفعة" وإن شاء استرقھم"

.على ما نبین إن شاء هللا تعالى" إال مشركي العرب والمرتدین"لما بیناه " للمسلمین

ألن فیھ تفویتھم على المسلمین فإن أسلموا ال یقتلھم الندفاع ا لشر بدونھ " وال یجوز أن یردھم إلى دار الحرب"

Page 116: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.عد انعقاد سبب الملك بخالف إسالمھم قبل األخذ ألنھ لم ینعقد السبب بعدتوفیرا للمنفعة ب" ولھ أن یسترقھم"

وھو قول الشافعي رحمھ هللا " وال یفادى باألسارى عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال یفادى بھم أسارى المسلمین"

ھ یعود حربا علیا ودفع ألن فیھ تخلیص المسلم وھو أولى من قتل الكافر واالنتفاع بھ، ولھ أن فیھ معونة للكفرة ألن

شر حرابھ خیر من استنقاذ األسیر المسلم ألنھ إذا بقي في أیدیھم كان ابتالء في حقھ غیر مضاف إلینا واإلعانة

بدفع أسیرھم إلیھم مضاف إلینا أما المفاداة بمال یأخذه منھم ال یجوز في المشھور من المذاھب لما بینا وفي السیر

كان بالمسلمین حاجة استدالال بأسارى بدر ولو كان أسلم الكبیر أنھ ال بأس بھ إذا

األسیر في أیدینا ال یفادى بمسلم أسیر في أیدیھم ألنھ ال یفید إال إذا طابت نفسھ بھ -385-ص

.وھو مأمون على إسالمھم

هللا علیھ الصالة أي على األسارى خالفا للشافعي رحمھ هللا فإنھ یقول من رسول " وال یجوز المن علیھم: "قال

م {: والسالم على بعض األسارى یوم بدر ولنا قولھ تعالى وھ م ت د ج و ث ی ح ین ك ر ش م وا ال ل ت اق وألنھ ] 5: التوبة[ }ف

.باألسر والقسر ثبت حق االسترقاق فیھ فال یجوز إسقاطھ بغیر منفعة وعوض وما رواه منسوخ بما تلونا

" ھ مواش فلم یقدر على نقلھا إلى دار اإلسالم ذبحھا وحرقھا وال یعقرھا وال یتركھاوإذا أراد اإلمام العود ومع"

وقال الشافعي رحمھ هللا یتركھا ألنھ علیھ الصالة والسالم نھى عن ذبح الشاة إال لمأكلة ولنا أن ذبح الحیوان

عن الكفار وصار یجوز لغرض صحیح وال غرض أصح من كسر شوكة األعداء ثم یحرق بالنار لینقطع منفعتھ

كتخریب البنیان بخالف التحریق قبل الذبح ألنھ منھي عنھ وبخالف العقر ألنھ مثلة وتحرق األسلحة أیضا وماال

.یحترق منھا یدفن في موضع ال یطلع علیھ الكفار إبطاال للمنفعة علیھم

ھ هللا ال بأس بذلك وأصلھ أن وقال الشافعي رحم" وال یقسم غنیمة في دار الحرب حتى یخرجھا إلى دار اإلسالم"

الملك للغانمین ال یثبت قبل لإلحراز بدار اإلسالم عندنا وعنده یثبت ویبتنى على ھذا األصل عدة من المسائل

ذكرناھا في كفایة المنتھى لھ أن سبب الملك االستیالء إذا ورد على مال مباح كما في الصیود وال معنى

ق ولنا أنھ علیھ الصالة والسالم نھى عن بیع الغنیمة في دار الحرب والخالف لالستیالء سوى إثبات الید وقد تحق

ثابت فیھ والقسمة بیع معني فتدخل تحتھ وألن االستیالء إثبات الید الحافظة والناقلة والثاني منعدم لقدرتھم على

م ال عن اجتھاد ألن حكم االستنقاذ ووجوده ظاھرا ثم قیل موضع الخالف ترتب األحكام على القسمة إذا قسم اإلما

الملك ال یثبت بدونھ وقیل الكراھة وھي كراھة تنزیھ عند محمد رحمھ هللا فإنھ قال على قول أبي حنیفة وأبي

یوسف رحمھما هللا ال تجوز القسمة في دار الحرب وعند محمد رحمھ هللا األفضل أن یقسم في دار اإلسالم ووجھ

.أنھ تقاعد عن سلب الجواز فال یتعاقد عن إیراث الكراھةالكراھة أن دلیل البطالن راجح إال

الستوائھم في السبب وھو المجاوزة أو شھود الوقعة على ما عرف " والردء والمقاتل في العسكر سواء: "قال

Page 117: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وإذا لحقھم المدد في دار الحرب قبل أن یخرجوا الغنیمة إلى دار "وكذلك إذا لم یقاتل لمرض أو غیره لما ذكرنا

خالفا" الم شاركوھم فیھااإلس

للشافعي رحمھ هللا بعد انقضاء القتال وھو بناء على ما مھدناه من األصل وإنما -386-ص

ینقطع حق المشاركة عندنا باإلحراز أو بقسمة اإلمام في دار الحرب أو ببیعھ المغانم فیھا ألن بكل واحد منھا یتم

.الملك فینقطع حق شركة المدد

وقال الشافعي رحمھ هللا في أحد قولیھ یسھم لھ لقولھ " حق ألھل سوق العسكر في الغنیمة إال أن یقاتلوا وال: "قال

وألنھ وجد الجھاد معنى بتكثیر السواد ولنا أنھ لم توجد المجاوزة " الغنیمة لمن شھد الوقعة"علیھ الصالة والسالم

یقي وھو القتال فیفید االستحقاق على حسب حالھ فارسا على قصد القتال فانعدم السبب الظاھر فیعتبر السبب الحق

وإن لم "أو راجال عند القتال وما رواه موقوف على عمر رضي هللا عنھ أو تأویلھ أن یشھدھا على قصد القتال

تكن لإلمام حمولة تحمل علیھا الغنائم قسمھا بین الغانمین قسمة إیداع لیحملوھا إلى دار اإلسالم ثم یرتجعھا

قال العبد الضعیف ھكذا ذكر في المختصر ولم یشترط رضاھم وھو روایة السیر الكبیر والجملة " فیقسمھامنھم

في ھذا أن اإلمام إذا وجد في المغنم حمولة یحمل الغنائم علیھا ألن الحمولة والمحمول ما لھم وكذا إذا كان في

بعضھم ال یجبھرم في روایة السیر الصغیر ألنھ بیت المال فضل حمولة ألنھ مال المسلمین ولو كان للغانمین أو ل

ابتداء إجارة وصار كما إذا نفقت دابتھ في مفازة ومع رفیقھ فضل حمولة ویجبرھم في روایة السیر الكبیر ألنھ

ألنھ ال ملك قبلھا وفیھ " وال یجوز بیع الغنائم قبل القسمة في دار الحرب"دفع الضرر العام بتحمیل ضرر خاص

.ي رحمھ هللا وقد بینا األصلخالف الشافع

ومن مات من الغانمین في دار الحرب فال حق لھ في الغنیمة ومن مات منھم بعد إخراجھا إلى دار اإلسالم "

ألن اإلرث یجري في الملك وال ملك قبل اإلحراز وإنما الملك بعده وقال الشافعي رحمھ هللا من " فنصیبھ لورثتھ

.ورث نصیبھ لقیام الملك فیھ عنده وقد بیناهمات منھم بعد استقرار الھزیمة ی

قال العبد الضعیف أرسل ولم " وال بأس بأن یعلف العسكر في دار الحرب ویأكلوا مما وجدوه من الطعام: "قال

یقیده بالحاجة وقد شرطھا في روایة ولم یشترطھا في أخرى وجھ األولى أنھ مشترك بین الغانمین فال یباح

كلوھا "جة كما في الثیاب والدواب وجھ األخرى قولھ علیھ الصالة والسالم في طعام خیبر االنتفاع بھ إال للحا

وألن الحكم یدار على دلیل الحاجة وھو كونھ في دار الحرب ألن الغازي ال یستصحب " واعلفوھا وال تحملوھا

خالف السالح ألنھ قوت نفسھ وعلف ظھره مدة مقامھ فیھا والمیرة منقطعة فبقي على أصل اإلباحة للحاجة ب

یستصحبھ فانعدم دلیل الحاجة وقد تمس إلیھ

Page 118: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

الحاجة فتعتبر حقیقتھا فیستعملھ ثم یرده في المغنم إذا استغنى عنھ والدابة مثل -387-ص

.السالح والطعام كالخبز واللحم وما یستعمل فیھ كالسمن والزیت

لمساس الحاجة إلى " وا بالدھن ویوقحوا بھ الدابةویدھن"وفي بعض النسخ الطیب " ویستعملوا الحطب: "قال

وتأویلھ إذا احتاج إلیھ بأن لم یكن لھ سالح وقد " ویقاتلوا بما یجدونھ من السالح كل ذلك بال قسمة"جمیع ذلك

.بیناه

ھو ألن البیع یترتب على الملك وال ملك على ما قدمناه وإنما " وال یجوز أن یبیعوا من ذلك شیئا وال یتمولونھ"

إباحة وصار كالمباح لھ الطعام وقولھ وال یتمولونھ إشارة إلى أنھم ال یبیعونھ بالذھب والفضة والعروض ألنھ ال

ضرورة إلى ذلك فإن باعھ أحدھم رد الثمن إلى الغنیمة ألنھ بدل عین كانت للجماعة وأما الثیاب والمتاع فیكره

أنھ یقسم اإلمام بینھم في دار الحرب إذا احتاجوا إلى الثیاب االنتفاع بھا قبل القسمة من غیر حاجة لالشتراك إال

والدواب والمتاع ألن المحرم یستباح للضرورة فالمكروه أولى وھذا ألن حق المدد محتمل وحاجة ھؤالء متیقن

النتفاع في بھا فكان أولى بالرعایة ولم یذكر القسمة في السالح وال فرق في الحقیقة فإنھ إذا احتاج واحاد یباح لھ ا

الفصلین وإن احتاج الكل یقسم في الفصلین بخالف ما إذا احتاجوا إلى السبي حیث ال یقسم ألن الحاجة إلیھ من

.فضول الحوائج

ألن اإلسالم ینافي ابتداء االسترقاق " أحرز بإسالمھ نفسھ"معناه في دار الحرب " ومن أسلم منھم: "قال

من أسلم على "لقولھ علیھ الصالة والسالم " وكل مال ھو في یده"مھ تبعا ألنھم مسلمون بإسال" وأوالده الصغار"

ألنھ في ید صحیحة " أو ودیعة في ید مسلم أو ذمي"وألنھ سبقت یده الحقیقیة إلیھ ید الظاھرین علیھ " مال فھو لھ

نھ في یده فصار وقال الشافعي رحمھ هللا ھو لھ أل" فإن ظھرنا على دار الحرب فعقاره فيء"محترمة ویده كیده

كالمنقول ولنا أن العقار في ید أھل الدار وسلطانھا إذ ھو من جملة دار الحرب فلم یكن في یده حقیقة وقیل ھذا

قول أبي حنیفة وأبي یوسف اآلخر وفي قول محمد وھو قول أبي یوسف األول رحمھم هللا ھو كغیره من األموال

ألنھا كافرة حربیة ال " وزوجتھ فيء. "عندھما وعند محمد تثبت بناء على أن الید حقیقة ال تثبت على العقار

خالفا للشافعي رحمھ هللا ھو یقول إنھ مسلم تبعا كالمنفصل ولنا أنھ جزؤھا " وكذا حملھا فيء"تتبعھ في اإلسالم

ه الكبار وأوالد"فیرق برقھا والمسلم محل للتملك تبعا لغیره بخالف المنفصل ألنھ حر النعدام الجزئیة عند ذلك

.ألنھم كفار حربیون وال تبعیة" فيء

ألنھ لما تمرد على مواله خرج من یده فصار تبعا ألھل " ومن قاتل من عبیده فيء" -388-ص

وما كان غصبا "غصبا كان أو ودیعة ألن یده لیست بمحترمة " وما كان من مالھ في ید حربي فھو فيء"دارھم

قال العبد الضعیف رحمھ هللا " د أبي حنیفة وقال محمد رحمھ هللا ال یكون فیئافي ید مسلم أو ذمي فھو فيء عن

Page 119: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

كذا ذكر االختالف في السیر الكبیر وذكروا في شروح الجامع الصغیر قول أبي یوسف مع قول محمد رحمھما

فیملك باالستیالء هللا لھما أن المال تابع للنفس وقد صارت معصومة بإسالمھ فیتبعھا مالھ فیھا ولھ أنھ مال مباح

والنفس لم تصر معصومة باإلسالم أال ترى أنھا لیست بمتقومة إال أنھ محرم التعرض في األصل لكونھ مكلفا

وإباحة التعرض بعارض شره وقد اندفع باإلسالم بخالف المال ألنھ خلق عرضة لالمتھان فكان محال للتملك

.ولیست في یده حكما فلم تثبت العصمة

ألن الضرورة قد ارتفعت " مسلمون من دار الحرب لم یجز أن یعلفوا من الغنیمة وال یأكلوا منھاوإذا خرج ال"

.واإلباحة باعتبارھا وألن الحق قد تأكد حتى یورث نصیبھ وال كذلك قبل اإلخراج إلى دار اإلسالم

مثل قولنا وعنھ أنھ ال معناه إذا لم تقسم وعن الشافعي رحمھ هللا" ومن فضل معھ علف أو طعام رده إلى الغنیمة"

یرد اعتبارا بالمتلصص ولنا أن االختصاص ضرورة الحاجة وقد زالت بخالف المتلصص ألنھ كان أحق بھ قبل

اإلحراز فكذا بعده وبعد القسمة تصدقوا بھ إن كانوا إغنیاء وانتفعوا بھ إن كانوا محاویج ألنھ صار في حكم

نوا انتفعوا بھ بعد اإلحراز ترد قیمتھ إلى المغنم إن كان لم یقسم وإن اللقطة لتعذر الرد على الغانمین وإن كا

قسمت الغنیمة بالغني یتصدق بقیمتھ والفقیر ال شيء علیھ لقیام القیمة مقام األصل فأخذ حكمھ وهللا أعلم

.بالصواب

فصل في كیفیة القسمة

{ :لقولھ تعالى" ویقسم اإلمام الغنیمة فیخرج خمسھا: "قال ن أ ول ف س للر ھ و س م خ ] 41من اآلیة: ألنفال[ }

ثم "ألنھ علیھ الصالة والسالم قسمھا بین الغانمین " ویقسم األربعة األخماس بین الغانمین"استثنى الخمس وھو قول الشافعي رحمھ " وقال للفارس ثالثة أسھم"عند أبي حنیفة رحمھ هللا " للفارس سھمان وللراجل سھم

أن النبي علیھ الصالة والسالم أسھم للفارس ثالثة أسھم وللراجل سھماروى ابن عمر رضي هللا عنھ هللا لما

وألن االستحقاق بالغناء وغناؤه على ثالثة أمثال الراجل ألنھ للكر والفر والثبات والراجل للثبات ال غیر وألبي

أن النبي علیھحنیفة رحمھ هللا ما روى ابن عباس رضي هللا عنھما

فتعارض فعاله فیرجع إلى الصالة والسالم أعطى الفارس سھمین والراجل سھما -389-ص

كیف وقد روي عن ابن عمر رضي هللا عنھما للفارس سھمان وللراجل سھمقولھ وقد قال علیھ الصالة والسالم

تاه ترجح روایة غیره ألن وإذا تعارضت روای أن النبي علیھ الصالة والسالم قسم للفارس سھمین وللراجل سھما

الكر والفر من جنس واحد فیكون غناؤه مثلي غناء الراجل فیفضل علیھ بسھم وألنھ تعذر اعتبار مقدار الزیادة

لتعذر معرفتھ فیدار الحكم على سبب ظاھر وللفارس سببان النفس والفرس وللراجل سبب واحد فكان استحقاقھ

.على ضعفھ

Page 120: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

أن النبي علیھ الصالة والسالم قال أبو یوسف رحمھ هللا یسھم لفرسین لما روي و" واحد وال یسھم إال لفرس"

وألن الواحد قد یعیا فیحتاج إلى اآلخر ولھما أن البراء بن أوس قاد فرسین فلم یسھم رسول هللا أسھم لفرسین

لسبب الظاھر مفضیا علیھ الصالة والسالم إال لفرس واحد وألن القتال ال یتحقق بفرسین دفعة واحدة فال یكون ا

إلى القتال علیھما فیسھم لواحد ولھذا ال یسھم لثالثة أفراس وما رواه محمول على التنفیل كما أعطى سلمة بن

ألن اإلرھاب مضاف إلى جنس الخیل في الكتاب قال هللا " والبراذین والعتاق سواء"األكوع سھمین وھو راجل

ب {: تعالى ھ ر ت ل ی خ ال اط ب ر ن م م و ك و د ع و هللا و د ھ ع ب واسم الخیل ینطلق على البراذین والعراب ] 60: ألنفال[ }ون

والھجین والمقرف إطالقا واحدا وألن العربي إن كان في الطلب والھرب أقوى فالبرذون أصبر وألین عطفا ففي

.كل واحد منھما منفعة معتبرة فاستویا

فرسھ استحق سھم الفرسان ومن دخل راجال فاشترى فرسا استحق سھم ومن دخل دار الحرب فارسا فنفق "

وجواب الشافعي رحمھ هللا على عكسھ في الفصلین وھكذا روى ابن المبارك عن أبي حنیفة رحمھ هللا في " راجل

.الفصل الثاني أنھ یستحق سھم الفرسان

لھ أن السبب ھو القھر والقتال فیعتبر حال والحاصل أن المعتبر عندنا حالة المجاوزة وعنده حالة انقضاء الحرب

الشخص عنده والمجاوزة وسیلة إلى السبب كالخروج من البیت وتعلیق األحكام بالقتال یدل على إمكان الوقوف

علیھ ولو تعذر أو تعسر تعلق بشھود الوقعة ألنھ أقرب إلى القتال ولنا أن المجاوزة نفسھا قتال ألنھ یلحقھم

بعدھا حالة الدوام وال معتبر بھا وألن الوقوف على حقیقة القتال متعسر وكذا على شھود الخوف بھا والحال

الوقعة ألنھ حال التقاء الصفین فتقام المجاوزة مقامھ إذ ھو السبب المفضي إلیھ ظاھرا إذا كان على قصد القتال

راجال لضیق المكان یستحق فیعتبر حال الشخص بحالة المجاوزة فارسا كان أو راجال ولو دخل فارسا وقاتل

سھم الفرسان باالتفاق ولو دخل فارسا

ثم باع فرسھ أو وھب أو آجر أو رھن ففي روایة الحسن عن أبي حنیفة رحمھما هللا -390-ص

یستحق سھم الفرسان اعتبارا للمجاوزة وفي ظاھر الروایة یستحق سھم الرجالة ألن اإلقدام على ھذه التصرفات

نھ لم یكن من قصده بالمجاوزة القتال فارسا ولو باعھ بعد الفراغ لم یسقط سھم الفرسان وكذا إذا باع یدل على أ

.في حالة القتال عند البعض واألصح أنھ یسقط ألن البیع یدل على أن غرضھ التجارة فیھ إال أنھ ینتظر عزتھ

أنھ علیھ لما روي " ب ما یرى اإلماموال یسھم لمملوك وال امرأة وال صبي وال ذمي ولكن یرضخ لھم على حس"

ولما استعان علیھ الصالة والسالم بالیھود الصالة والسالم كان ال یسھم للنساء والصبیان والعبید وكان یرضخ لھم

على الیھود لم یعطھم شیئا من الغنیمة یعني أنھ لم یسھم لھم وألن الجھاد عبادة والذمي لیس من أھل العبادة

اجزان عنھ ولھذا لم یلحقھما فرضھ والعبد ال یمكنھ المولى ولھ منعھ إال أنھ یرضخ لھم والصبي والمرأة ع

تحریضا على القتال مع إظھار انحطاط رتبتھم والمكاتب بمنزلة العبد لقیام الرق وتوھم عجزه فیمنعھ المولى عن

Page 121: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ار كالتاجر والمرأة یرضخ لھا إذا الخروج إلى القتال ثم العبد إنما یرضخ لھ إذا قاتل ألنھ دخل لخدمة المولى فص

كانت تداوي الجرحى وتقوم على المرضى ألنھا عاجزة عن حقیقة القتال فیقام ھذا النوع من اإلعانة مقام القتال

بخالف العبد ألنھ قادر على حقیقة القتال والذمي إنما یرضخ لھ إذا قاتل أو دل على الطریق ولم یقاتل ألن فیھ

أنھ یزاد على السھم في الداللة إذا كانت فیھ منفعة عظیمة وال یبلغ بھ السھم إذا قاتل ألنھ جھاد منفعة للمسلمین إال

.واألول لیس من عملھ وال یسوى بینھ وبین المسلم في حكم الجھاد

وأما الخمس فیقسم على ثالثة أسھم سھم للیتامى وسھم للمساكین وسھم البن السبیل یدخل فقراء ذوي "

وقال الشافعي رحمھ هللا لھم خمس الخمس یستوي فیھ غنیھم " یقدمون وال یدفع إلى أغنیائھمالقربى فیھم و

ي { :وفقیرھم ویقسم بینھم للذكر مثل حظ األنثیین ویكون لبني ھاشم وبني المطلب دون غیرھم لقولھ تعالى لذ و

ى ب ر ق ألربعة الراشدین رضي هللا عنھم قسموه من غیر فصل بین الغني والفقیر ولنا أن الخلفاء ا] 41: ألنفال[ }ال

یا معشر بني ھاشم إن هللا تعالى "على ثالثة أسھم على نحو ما قلناه وكفى بھم قدوة وقال علیھ الصالة والسالم

والعوض إنما یثبت في حق من یثبت في حقھ " كره لكم غسالة الناس وأوساخھم وعوضكم منھا بخمس الخمس

علیھ الصالة والسالم أعطاھم للنصرة أال ترى أنھ علیھ الصالة والسالم علل فقال المعوض وھم الفقراء والنبي

إنھم لن یزالوا معي"

دل على أن المراد من النص قرب "ھكذا في الجاھلیة واإلسالم وشبك بین أصابعھ -391-ص

.النصرة ال قرب القرابة

الم تبركا باسمھ وسھم النبي علیھ الصالة والسالم سقط فأما ذكر هللا تعالى في الخمس فإنھ الفتتاح الك: "قال

ألنھ علیھ الصالة والسالم كان یستحقھ برسالتھ وال رسول بعده والصفي شيء كان علیھ " بموتھ كا سقط الصفي

الصالة والسالم یصطفیھ لنفسھ من الغنیمة مثل درع أو سیف أو جاریة وقال الشافعي رحمھ هللا یصرف سھم

.لخلیفة والحجة علیھ ما قدمناهالرسول إلى ا

وبعده "لما روینا قال " وسھم ذوي القربى كانوا یستحقونھ في زمن النبي علیھ الصالة والسالم بالنصرة"

". بالفقر

قال العبد الضعیف عصمھ هللا ھذا الذي ذكره قول الكرخي وقال الطحاوي رحمھ هللا سھم الفقیر منھم ساقط أیضا

وألن فیھ معنى الصدقة نظرا إلى المصرف فیحرمھ كما یحرم العمالة وجھ األول وقیل ھو لما روینا من اإلجماع

األصح ما روي أن عمر رضي هللا عنھ أعطى الفقراء منھم واإلجماع انعقد على سقوط حق األغنیاء أما فقراؤھم

.فیدخلون في األصناف الثالثة

ألن الغنیمة ھو " إذن اإلمام فأخذوا شیئا لم یخمس وإذا دخل الواحد أو االثنان دار الحرب مغیرین بغیر"

المأخوذ قھرا وغلبة ال اختالسا وسرقة والخمس وظیفتھا ولو دخل الواحد أو االثنان بإذن اإلمام ففیھ روایتان

Page 122: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

فإن دخلت جماعة لھا "والمشھور أنھ یخمس ألنھ لما أذن لھم اإلمام فقد التزم نصرتھم باإلمداد فصار كالمنعة

ألنھ مأخوذ قھرا وغلبة فكان غنیمة وألنھ یجب على اإلمام أن " فأخذوا شیئا خمس وإن لم یأذن لھم اإلماممنعة

ینصرھم إذ لو خذلھم كان فیھ وھن المسلمین بخالف الواحد واالثنین ألنھ ال یجب علیھ نصرتھم وهللا أعلم

.بالصواب

فصل في التنفیل

القتال ویحرض بھ على القتال فیقول من قتل قتیال فلھ سلبھ ویقول وال بأس بأن ینفل اإلمام في حالة: "قالا {: معناه بعد ما رفع الخمس ألن التحریض مندوب إلیھ قال هللا تعالى" للسریة قد حعلت لكم الربع بعد الخمس ی

ال قت ى ال ل ع نین م ؤ م ال ض ر ح ي ب ا الن ھ ی قد یكون التنفیل بما ذكر وقد یكون وھذا نوع تحریض ثم] 65: ألنفال[ }أ

بغیره إال أنھ

ال ینبغي لإلمام أن ینفل بكل المأخوذ ألن فیھ إبطال حق الكل فإن فعلھ مع السریة -392-ص

.جاز ألن التصرف إلیھ وقد تكون المصلحة فیھ

ألنھ ال حق " إال من الخمس" ز قالألن حق الغیر قد تأكد فیھ باإلحرا" وال ینفل بعد إحراز الغنیمة بدار اإلسالم"

.للغانمین في الخمس

وقال الشافعي رحمھ هللا السلب " وإذا لم یجعل السلب للقاتل فھو من جملة الغنیمة والقاتل وغیره ذلك سواء"

أنھ والظاھر" من قتل قتیال فلھ سلبھ"للقاتل إذا كان من أھل أن یسھم لھ وقد قتلھ مقبال لقولھ علیھ الصالة والسالم

نصب شرع ألنھ بعث لھ وألن القاتل مقبال أكثر غناء فیختص بسلبھ إظھارا للتفاوت بینھ وبین غیره ولنا أنھ

مأخوذ بقوة الجیش فیكون غنیمة فیقسم قسمة الغنائم كما نطق بھ النص وقال علیھ الصالة والسالم لحبیب بن أبي

وما رواه یحتمل نصب الشرع ویحتمل التنفیل فنحملھ " لیس لك من سلب قتیلك إال ما طابت بھ نفس إمامك"سلمة

.على الثاني لما رویناه وزیادة الغناء ال تعتبر في جنس واحد كما ذكرناه

والسلب ما على المقتول من ثیابھ وسالحھ ومركبھ وكذا ما كان على مركبھ من السرج واآللة وكذا ما معھ "وما كان مع غالمھ على دابة أخرى " ما عدا ذلك فلیس بسلبعلى الدابة من مالھ في حقیبتھ أو على وسطھ و

فلیس بسلبھ ثم حكم التنفیل قطع حق الباقین فأما الملك فإنما یثبت بعد اإلحراز بدار اإلسالم لم مر من قبل حتى لو

أبي قال اإلمام من أصاب جاریة فھي لھ فأصابھا مسلم واستبرأھا لم یحل لھ وطؤھا وكذا ال یبیعھا وھذا عند

حنیفة وأبي یوسف رحمھما هللا وقال محمد رحمھ هللا لھ أن یطأھا ویبیعھا ألن التنفیل یثبت بھ الملك عنده كما

یثبت بالقسمة في دار الحرب وبالشراء من الحربي ووجوب الضمان باإلتالف قد قیل على ھذا االختالف وهللا

.أعلم بالصواب

Page 123: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

باب استیالء الكفار

ألن االستیالء قد تحقق في مال مباح وھو السبب " ى الروم فسبوھم وأخذوا أموالھم ملكوھاوإذا غلب الترك عل"

.اعتبارا بسائر أمالكھم" فإن غلبنا على الترك حل لنا ما نجده من ذلك"على ما نبینھ إن شاء هللا تعالى

حمھ هللا ال یملكونھا ألن وقال الشافعي ر" وإذا غلبوا على أموالنا والعیاذ با وأحرزوھا بدارھم ملكوھا"

االستیالء محظور ابتداء وانتھاء والمحظور ال ینتھض سببا للملك على ما عرف من قاعدة الخصم ولنا أن

االستیالء ورد على مال مباح فینعقد

سببا للملك دفعا لحاجة المكلف كاستیالئنا على أموالھم وھذا ألن العصمة تثبت على -393-ص

یل ضرورة تمكن المالك من االنتفاع فإذا زالت المكنة عاد مباحا كما كان غیر أن االستیالء ال یتحقق منافاة الدل

إال باإلحراز بالدار ألنھ عبارة عن االقتدار على المحل حاال ومآال والمحظور لغیره إذا صلح سببا لكرامة تفوق

ا المسلمون فوجدھا المالكون قبل القسمة فھي فإن ظھر علیھ"الملك وھو الثواب اآلجل فما ظنك بالملك العاجل

إن وجدتھ "لقولھ علیھ الصالة والسالم فیھ " لھم بغیر شيء وإن وجدوھا بعد القسمة أخذوھا بالقیمة إن أحبوا

وألن المالك القدیم زال ملكھ بغیر رضاه " قبل القسمة فھو لك بغیر شيء وإن وجدتھ بعد القسمة فھو لك بالقیمة

ألخذ نظرا لھ إال أن في األخذ بعد القسمة ضررا بالمأخوذ منھ بإزالة ملكھ الخاص فیأخذه بالقیمة فكان لھ حق ا

وإن دخل دار الحرب تاجر "لیعتدل النظر من الجانبین والشركة قبل القسمة عامة فیقل الضرر فیأخذه بغیر قیمة ذه بالثمن الذي اشتراه بھ وإن شاء فاشترى ذلك وأخرجھ إلى دار اإلسالم فمالكھ األول بالخیار إن شاء أخ

ألنھ یتضرر باألخذ مجانا أال ترى أنھ قد دفع العوض بمقابلتھ فكان اعتدال النظر فیما قلناه ولو اشتراه " تركھ

بعرض یأخذه بقیمة العرض ولو وھبوه لمسلم یأخذه بقیمتھ ألنھ ثبت لھ ملك خاص فال یزال إال بالقیمة ولو كان

بل القسمة وال یأخذه بعدھا ألن األخذ بالمثل غیر مفید وكذا إذا كان موھوبا ال یأخذه لما بینا مغنوما وھو یأخذه ق

فإن أسروا عبدا فاشتراه رجل وأخرجھ إلى دار اإلسالم ففقئت "وكذا إذا كان مشترى بمثلھ قدرا ووصفا قال " وال یأخذ األرش"خذ بالثمن فلما قلنا أما األ" عینھ وأخذ أرشھا فإن المولى یأخذه بالثمن الذي أخذ بھ من العدو

ألن الملك فیھ صحیح فلو أخذه أخذه بمثلھ وھو ال یفید وال یحط شيء من الثمن ألن األوصاف ال یقابلھا شيء من

الثمن بخالف الشفعة ألن الصفقة لما تحولت إلى الشفیع صار المشترى في ید المشتري بمنزلة المشترى شراء

وإن أسروا عبدا فاشتراه رجل "فیھ كما في الغصب أما ھھنا الملك صحیح فافترقا فاسدا واألوصاف تضمن

بألف درھم فأسروه ثانیا وأدخلوه دار الحرب فاشتراه رجل آخر بألف درھم فلیس للمولى األول أن یأخذه من .ألن األسر ما ورد على ملكھ" الثاني بالثمن

ثم یأخذه المالك القدیم بألفین إن "ن األسر ورد على ملكھ أل" وللمشتري األول أن یأخذه من الثاني بالثمن"

Page 124: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ قام علیھ بالثمنین فیأخذه بھما وكذا إذا كان المأسور منھ الثاني غائبا لیس لألول أن یأخذه اعتبارا بحال " شاء

.حضرتھ

ألن " لیھم جمیع ذلكوال یملك علینا أھل الحرب بالغلبة مدبرینا وأمھات أوالدنا ومكاتبینا وأحرارنا ونملك ع"

السبب إنما یفید الملك في محلھ والمحل المال المباح

والحر معصوم بنفسھ وكذا من سواه ألنھ تثبت الحریة فیھ من وجھ بخالف رقابھم -394-ص

.ألن الشرع أسقط عصمتھم جزاء على جنایتھم وجعلھم أرقاء وال جنایة من ھؤالء

ألن العصمة لحق " ھم فأخذوه لم یملكوه عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال یملكونھوإذا أبق عبد لمسلم فدخل إلی"

المالك لقیام یده وقد زالت ولھذا لو أخذوه من دار اإلسالم ملكوه ولھ أنھ ظھرت یده على نفسھ بالخروج من دارنا

ى فظھرت یده على نفسھ ألن سقوط اعتباره لتحقق ید المولى علیھ تمكینا لھ من االنتفاع وقد زالت ید المول

وصار معصوما بنفسھ فلم یبق محال للملك بخالف المتردد ألن ید المولى باقیة علیھ لقیام ید أھل الدار فمنع

ظھور یده وإذا لم یثبت الملك لھم عند أبي حنیفة رحمھ هللا یأخذه المالك القدیم بغیر شيء موھوبا كان أو مشترى

مة یؤدى عوضھ من بیت المال ألنھ ال یمكن إعادة القسمة لتفرق الغانمین وتعذر أو مغنوما قبل القسمة وبعد القس

وإن ند بعیر إلیھم فأخذوه "اجتماعھم ولیس لھ على المالك جعل اآلبق ألنھ عامل لنفسھ إذ في زعمھ أنھ ملكھ

ا ذكرنا وإن اشتراه لتحقق االستیالء إذ ال بد للعجماء لتظھر عند الخروج من دارنا بخالف العبد على م" ملكوه

فإن أبق عبد إلیھم وذھب معھ بفرس ومتاع "لما بینا " رجل وأدخلھ دار اإلسالم فصاحبھ یأخذه بالثمن إن شاء

فأخذ المشركون ذلك كلھ واشترى رجل ذلك كلھ وأخرجھ إلى دار اإلسالم فإن المولى یأخذ العبد بغیر شيء

اعتبارا لحالة " مھ هللا وقاال یأخذ العبد وما معھ بالثمن إن شاءوالفرس والمتاع بالثمن وھذا عند أبي حنیفة رح

.االجتماع بحالة االنفراد وقد بینا الحكم في كل فرد

وإذا دخل الحربي دارنا بأمان واشترى عبدا مسلما وأدخلھ دار الحرب عتق عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال ال "

و البیع وقد انقطعت والیة الجبر علیھ فبقي في یده عبدا وألبي ألن اإلزالة كانت مستحقة بطریق معین وھ" یعتق

حنیفة رحمھ هللا أن تخلیص المسلم عن ذل الكافر واجب فیقام الشرط وھو تباین الدارین مقام العلة وھو اإلعتاق

.تخلیصا لھ كما یقام مضي ثالث حیض مقام التفریق فیما إذا أسلم أحد الزوجین في دار الحرب

م عبد لحربي ثم خرج إلینا أو ظھر على الدار فھو حر وكذلك إذا خرج عبیدھم إلى عسكر المسلمین وإذا أسل"

لما روي أن عبیدا من عبید الطائف أسلموا وخرجوا إلى رسول هللا علیھ الصالة والسالم فقضى " فھم أحرار

أو بااللتحاق بمنعة المسلمین إذا ظھر وألنھ أحرز نفسھ بالخروج إلینا مراغما لمواله " ھم عتقاء هللا"بعتقھم وقال

على الدار واعتبار یده أولى من اعتبار ید المسلمین ألنھا أسبق ثبوتا على نفسھ فالحاجة في حقھ إلى زیادة توكید

.وفي حقھم إلى إثبات الید ابتداء فلھذا كان أولى وهللا أعلم بالصواب

Page 125: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

باب المستأمن -395-ص

ألنھ ضمن أن ال " ر الحرب تاجرا فال یحل لھ أن یتعرض لشيء من أموالھم وال من دمائھموإذا دخل المسلم دا"

یتعرض لھم باالستئمان فالتعرض بعد ذلك یكون غدرا والغدر حرام إال إذا غدر بھم ملكھم فأخذ أموالھم أو

ألنھ غیر مستأمن فیباح لھ حبسھم أو فعل غیره بعلم الملك ولم یمنعھ ألنھم ھم الذین نقضوا العھد بخالف األسیر

لورود " أخذ شیئا وخرج بھ ملكھ ملكا محظورا"أعني التاجر " فإن غدر بھم"التعرض وإن أطلقوه طوعا

االستیالء على مال مباح إال أنھ حصل بسبب الغدر فأوجب ذلك خبثا فیھ فیؤمر بالتصدق بھ وھذا ألن الحظر

.لغیره ال یمنع انعقاد السبب على ما بیناه

إذا دخل المسلم دار الحرب بأمان فأدانھ حربي أو أدان ھو حربیا أو غصب أحدھما صاحبھ ثم خرج إلینا و"

أما اإلدانة فألن القضاء یعتمد الوالیة وال والیة " واستأمن الحربي لم یقض لواحد منھما على صاحبھ بشيء

سالم فیما مضى من أفعالھ وإنما التزم وقت اإلدانة أصال وال وقت القضاء على المستأمن ألنھ ما التزم حكم اإل

ذلك في المستقبل وأما الغصب فألنھ صار ملكا للذي غصبھ واستولى علیھ لمصادفتھ ماال غیر معصوم على ما

ولو خرجا مسلمین قضي بالدین بینھما ولم "بیناه وكذلك لو كانا حربیین فعال ذلك ثم خرجا مستأمنین لما قلنا

نة فألنھا وقعت صحیحة لوقوعھا بالتراضي والوالیة ثابتة حالة القضاء اللتزامھما أما المدای" یقض بالغصب

.األحكام باإلسالم وأما الغصب فلما بینا أنھ ملكھ وال خبث في ملك الحربي حتى یؤمر بالرد

أما عدم " وإذا دخل المسلم دار الحرب بأمان فغصب حربیا ثم خرجا مسلمین أمر برد الغصب ولم یقض علیھ"

القضاء فلما بینا أنھ ملكھ وأما األمر بالرد ومراده الفتوى بھ فألنھ فسد الملك لما یقارنھ من المحرم وھو نقض

.العھد

وإذا دخل مسلمان دار الحرب بأمان فقتل أحدھما صاحبھ عمدا أو خطأ فعلى القاتل الدیة في مالھ وعلیھ "

الدیة فألن العصمة الثابتة باإلحراز بدار اإلسالم ال تبطل أما الكفارة فإلطالق الكتاب وأما" الكفارة في الخطأ

بعارض الدخول باألمان وإنما ال یجب القصاص ألنھ ال یمكن استیفاؤه إال بمنعة وال منعة بدون اإلمام وجماعة

الخطأ المسلمین ولم یوجد ذلك في دار الحرب وإنما تجب الدیة في مالھ في العمد ألن العواقل ال تعقل العمد وفي

وإن كانا أسیرین فقتل "ألنھ ال قدرة لھم على الصیانة مع تباین الدارین والوجوب علیھم على اعتبار تركھا

فال شيء على"أو قتل مسلم تاجر أسیرا " أحدھما صاحبھ

Page 126: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

القاتل ال الكفارة في الخطأ عند أبي حنیفة رحمھ هللا وقاال في األسیرین الدیة في -396-ص

ألن العصمة ال تبطل بعارض األسر كما ال تبطل بعارض االستئمان على ما بیناه وامتناع " لعمدالخطأ وا

القصاص لعدم المنعة وتجب الدیة في مالھ لما قلنا وألبي حنیفة رحمھ هللا أن باألسر صار تبعا لھم لصیرورتھ

حراز أصال وصار كالمسلم الذي لم مقھورا في أیدیھم ولھذا یصیر مقیما بإقامتھم ومسافرا بسفرھم فیبطل بھ اإل

.یھاجر إلینا وخص الخطأ بالكفارة ألنھ ال كفارة في العمد عندنا وهللا أعلم بالصواب

فصل

وإذا دخل الحربي إلینا مستأمنا لم یمكن أن یقیم في دارنا سنة ویقول لھ اإلمام إن أقمت تمام السنة : "قال

مكن من إقامة دائمة في دارنا إال باالسترقاق أو الجزیة ألنھ واألصل أن الحربي ال ی" وضعت علیك الجزیة

یصیر عینا لھم وعونا علینا فتلتحق المضرة بالمسلمین ویمكن من اإلقامة الیسیرة ألن في منعھا قطع المیرة

إن والجلب وسد باب التجارة ففصلنا بینھما بسنة ألنھا مدة تجب فیھا الجزیة فتكون اإلقامة لمصلحة الجزیة ثم

رجع بعد مقالة اإلمام قبل تمام السنة إلى وطنھ فال سبیل علیھ وإذا مكث سنة فھو ذمي ألنھ لما أقام سنة بعد تقدم

وإذا "اإلمام إلیھ صار ملتزما للجزیة فیصیر ذمیا ولإلمام أن یؤقت في ذلك ما دون السنة كالشھر والشھرین

ألن عقد الذمة ال ینقض كیف " ال یترك أن یرجع إلى دار الحرب ثم"لما قلنا " أقامھا بعد مقالة اإلمام یصیر ذمیا

فإن دخل الحربي دارنا بأمان فاشترى أرض "وأن فیھ قطع الجزیة وجعل ولده حربا علینا وفیھ مضرة بالمسلمین

ألن خراج األرض بمنزلة خراج الرأس فإذا التزمھ صار ملتزما المقام " خراج فإذا وضع علیھ الخراج فھو ذمي

ي دارنا أما بمجرد الشراء فال یصیر ذمیا ألنھ قد یشتریھا للتجارة وإذا لزمھ خراج األرض فبعد ذلك تلزمھ ف

الجزیة لسنة مستقبلة ألنھ یصیر ذمیا بلزوم الخراج فتعتبر المدة من وقت وجوبھ وقولھ في الكتاب فإذا وضع

.فال تغفل عنھ علیھ الخراج فھو ذمي تصریح بشرط الوضع فیتخرج علیھ أحكام جمة

وإذا دخل حربي بأمان "ألنھا التزمت المقام تبعا للزوج " وإذا دخلت حربیة بأمان فتزوجت ذمیا صارت ذمیة"

.ألنھ یمكنھ أن یطلقھا فیرجع إلى بلده فلم یكن ملتزما المقام" فتزوج ذمیة لم یصر ذمیا

ة عند مسلم أو ذمي أو دینا في ذمتھم فقد ولو أن حربیا دخل دارنا بأمان ثم عاد إلى دار الحرب وترك ودیع"

وما في دار اإلسالم من مالھ"ألنھ أبطل أمانھ " صار دمھ مباحا بالعود

" على خطر فإن أسر أو ظھر على الدار فقتل سقطت دیونھ وصارت الودیعة فیئا -397-ص

لنفسھ وأما الدین فألن إثبات الید علیھ أما الودیعة فألنھا في یده تقدیرا ألن ید المودع كیده فیصیر فیئا تبعا

وإن قتل ولم یظھر على "بواسطة المطالبة وقد سقطت وید من علیھ أسبق إلیھ من ید العامة فیختص بھ فیسقط

Page 127: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وكذلك إذا مات ألن نفسھ لم تصر مغنومة فكذلك مالھ وھذا ألن حكم األمان باق " الدار فالقرض والودیعة لورثتھ

.ى ورثتھ من بعدهفي مالھ علیھ أو عل

وما أوجف المسلمون علیھ من أموال أھل الحرب بغیر قتال یصرف في مصالح المسلمین كما یصرف : "قال

قالوا ھو مثل األراضي التي أجلوا أھلھا عنھا والجزیة وال خمس في ذلك وقال الشافعي رحمھ هللا فیھا " الخراج

وكذا عمر ومعاذ رضي هللا عنھما الة والسالم أخذ الجزیة أنھ علیھ الص الخمس اعتبارا بالغنیمة ولنا ما روي

ووضع في بیت المال ولم یخمس وألنھ مال مأخوذ بقوة المسلمین من غیر قتال بخالف الغنیمة ألنھ مملوك

بمباشرة الغانمین وبقوة المسلمین فاستحق الخمس بمعنى واستحتقھ الغانمون بمعنى وفي ھذا السبب واحد وھو ما

.ال معنى إلیجاب الخمسذكرناه ف

وإذا دخل الحربي دارنا بأمان ولھ امرأة في دار الحرب وأوالد صغار وكبار ومال أودع بعضھ ذمیا وبعضھ "

أما المرأة وأوالده الكبار فظاھر ألنھم " حربیا وبعضھ مسلما فأسلم ھھنا ثم ظھر على الدار فذلك كلھ فيء

نھا لو كانت حامال لما قلنا من قبل وأما أوالده الصغار فألن حربیون كبار ولیسوا بأتباع وكذلك ما في بط

الصغیر إنما یصیر مسلما تبعا إلسالم أبیھ إذا كان في یده وتحت والیتھ ومع تباین الدارین ال یتحقق ذلك وكذا

ثم جاء وإن أسلم في دار الحرب "أموالھ ال تصیر محرزة بإحرازه نفسھ الختالف الدارین فبقي الكل فیئا وغنیمة

تبعا ألبیھم ألنھم كانوا تحت والیتھ حین أسلم إذ الدار واحدة " فظھر على الدار فأوالده الصغار أحرار مسلمون

أما المرأة " وما سوى ذلك فيء"ألنھ في ید محترمة ویده كیده " وما كان من مال أودعھ مسلما أو ذمیا فھو لھ"

.د الحربي فألنھ لم یصر معصوما ألن ید الحربي لیست یدا محترمةوأوالده الكبار فلما قلنا وأما المال الذي في ی

وإذا أسلم الحربي في دار الحرب فقتلھ مسلم عمدا أو خطأ ولھ ورثة مسلمون ھناك فال شيء علیھ إال الكفارة " لوجود"وقال الشافعي رحمھ هللا تجب الدیة في الخطأ والقصاص في العمد ألنھ أراق دما معصوما " في الخطأ

لكونھ مستجلبا للكرامة وھذا ألن العصمة أصلھا المؤثمة لحصول أصل الزجر بھا وھي " العاصم وھو اإلسالم

: ولنا قولھ تعالى. ثابتة إجماعا والمقومة كمال فیھ لكمال االمتناع بھ فیكون وصفا فیھ فتتعلق بما علق بھ األصل

م { ؤ م و ھ و م ك ل و د ع م و ق ن م ان ك ن إ ة ف ن م ؤ ة م ب ق ر یر ر ح ت ف اآلیة،] 92: النساء[ }ن

جعل التحریر كل الموجب رجوعا إلى حرف الفاء أو إلى كونھ كل المذكور فینتفي -398-ص

غیره وألن العصمة المؤثمة باآلدمیة ألن اآلدمي خلق متحمال أعباء التكلیف والقیام بھا بحرمة التعرض

ا أما المقومة فاألصل فیھا األموال ألن التقوم یؤذن بجبر الفائت وذلك في األموال دون النفوس واألموال تابعة لھ

ألن من شرطھ التماثل وھو في المال دون النفس فكانت النفوس تابعة ثم العصمة المقومة في األموال باإلحراز

نعة الكفرة لما أنھ أوجب إبطالھا والمرتد بالدار ألن العزة بالمنعة فكذلك في النفوس إال أن الشرع أسقط اعتبار م

.والمستأمن في دارنا من أھل دارھم حكما لقصدھما االنتقال إلیھا

Page 128: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

" ومن قتل مسلما خطأ ال ولي لھ أو قتل حربیا دخل إلینا بأمان فأسلم الدیة على عاقلتھ لإلمام وعلیھ الكفارة"

ة ومعنى قولھ لإلمام أن حق األخذ لھ ألنھ ال وارث ألنھ قتل نفسا معصومة خطأ فتعتبر بسائر النفوس المعصوم

ألن النفس معصومة والقتل عمد والولي معلوم وھو " وإن كان عمدا فإن شاء اإلمام قتلھ وإن شاء أخذ الدیة"لھ

وقولھ وإن شاء أخذ الدیة معناه بطریق " السلطان ولي من ال ولي لھ"العامة أو السلطان قال علیھ الصالة والسالم

صلح ألن موجب العمد ھو القود عینا وھذا ألن الدیة أنفع في ھذه المسألة من القود فلھذا كان لھ والیة الصلح ال

ألن الحق للعامة ووالیتھ نظریة ولیس من النظر إسقاط حقھم من غیر عوض " ولیس لھ أن یعفو"على المال

.وهللا أعلم بالصواب

باب العشر والخراج

أرض عشر وھي ما بین العذیب إلى أقصى حجر بالیمن بمھرة إلى حد الشام والسواد أرض العرب كلھا : "قال

ألن النبي علیھ " أرض خراج وھو ما بین العذیب إلى عقبة حلوان ومن الثعلبیة ویقال من العلث إلى عبادان

منزلة الفيء فال الصالة والسالم والخلفاء الراشدین رضي هللا عنھم لم یأخذوا الخراج من أراضي العرب وألنھ ب

یثبت في أراضیھم كما ال یثبت في رقابھم وھذا ألن وضع الخراج من شرطھ أن یقر أھلھا على الكفر كما في

سواد العراق ومشركو العرب ال یقبل منھم إال اإلسالم أو السیف وعمر رضي هللا عنھ حین فتح السواد وضع

على مصر حین افتتحھا عمرو بن العاص وكذا الخراج علیھا بمحضر من الصحابة رضي هللا عنھم ووضع

.اجتمعت الصحابة رضي هللا عنھم على وضع الخراج على الشام

ألن اإلمام إذا" وأرض السواد مملوكة ألھلھا یجوز بیعھم لھا وتصرفھم فیھا: "قال

ج فتح أرضا عنوة وقھرا لھ أن یقر أھلھا علیھا ویضع علیھا وعلى رءوسھم الخرا -399-ص

.فتبقى األراضي مملوكة ألھلھا وقد قدمناه من قبل

ألن الحاجة إلى ابتداء " وكل أرض أسلم أھلھا أو فتحت عنوة وقسمت بین الغانمین فھي أرض عشر: "قال

.التوظیف على المسلم والعشر ألیق بھ لما فیھ من معنى العبادة وكذا ھو أخف حیث یتعلق بنفس الخارج

وكذا إذا صالحھم ألن الحاجة إلى ابتداء التوظیف " ر أھلھا علیھا فھي أرض خراجوكل أرض فتحت عنوة فأق"

على الكافر والخراج ألیق بھ ومكة مخصوصة من ھذا فإن رسول هللا صلى هللا علیھ وسلم فتحھا عنوة وتركھا

.ألھلھا ولم یوظف الخراج

ي أرض خراج ومالم یصل إلیھا ماء وفي الجامع الصغیر كل أرض فتحت عنوة فوصل إلیھا ماء األنھار فھ"

ألن العشر یتعلق باألرض النامیة ونماؤھا بمائھا فیعتبر السقي " األنھار واستخرج منھا عین فھي أرض عشر

.بماء العشر أو بماء الخراج

Page 129: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ومن أحیا أرضا مواتا فھي عند أبي یوسف رحمھ هللا تعالى معتبرة بحیزھا فإن كانت من حیز أرض : "قال

والبصرة عنده عشریة " فھي خراجیة وإن كانت من حیز أرض العشر فھي عشریة"ومعناه بقربھ " الخراج

بإجماع الصحابة رضي هللا عنھم ألن حیز الشيء یعطي لھ حكمھ كفناء الدار یعطى لھ حكم الدار حتى یجوز

كون خراجیة ألنھا من لصاحبھا االنتفاع بھ وكذا ال یجوز أخذ ما قرب من العامر وكان القیاس في البصرة أن ت

وقال محمد "حیز أرض الخراج إال أن الصحابة رضي هللا عنھم وظفوا علیھا العشر فترك القیاس إلجماعھم

رحمھ هللا إن أحیاھا ببئر حفرھا أو بعین استخرجھا أو ماء دجلة أو الفرات أو األنھار العظام التي ال یملكھا

مثل نھر الملك " وإن أحیاھا بماء األنھار التي احتفرھا األعاجم"اء وكذا إن أحیاھا بماء السم" أحد فھي عشریة

لما ذكرنا من اعتبار الماء إذ ھو السبب للنماء وألنھ ال یمكن توظیف الخراج " فھي خراجیة"ونھر یزدجرد

.ابتداء على المسلم كرھا فیعتبر في ذلك الماء ألن السقي بماء الخراج داللة التزامیة

الذي وضعھ عمر رضي هللا عنھ على أھل السواد من كل جریب یبلغھ الماء قفیز ھاشمي وھو والخراج : "قال

" الصاع ودرھم ومن جریب الرطبة خمسة دراھم ومن جریب الكرم المتصل والنخیل المتصل عشرة دراھم

فة وھذا ھو المنقول عن عمر رضي هللا عنھ فإنھ بعث عثمان بن حنیف حتى یمسح سواد العراق وجعل حذی

مشرفا علیھ فمسح فبلغ ستا وثالثین ألف ألف جریب ووضع على ذلك ما قلنا وكان ذلك بمحضر من الصحابة

رضي

هللا عنھم من غیر نكیر فكان إجماعا منھم وألن المؤن متفاوتة فالكرم أخفھا مؤنة -400-ص

الواجب في الكرم أعالھا وفي الزرع والمزارع أكثرھا مؤنة والرطاب بینھما والوظیفة تتفاوت بتفاوتھا فجعل

.أدناھا وفي الرطبة أوسطھا

ألنھ لیس فیھ " وما سوى ذلك من األصناف كالزعفران والبستان وغیره یوضع علیھا بحسب الطاقة: "قال

توظیف عمر رضي هللا عنھ وقد اعتبر الطاقة في ذلك فنعتبرھا فیما ال توظیف فیھ قالوا ونھایة الطاقة أن یبلغ

اجب نصف الخارج ال یزاد علیھ ألن التنصیف عین اإلنصاف لما كان لنا أن نقسم الكل بین الغانمین والبستان الو

كل أرض یحوطھا حائط وفیھا نخیل متفرقة وأشجار أخر وفي دیارنا وظفوا من الدراھم في األراضي كلھا

.وترك كذلك ألن التقدیر یجب أن یكون بقدر الطاقة من أي شيء كان

والنقصان عند قلة الریع جائز باإلجماع أال ترى إلى قول عمر " فإن لم تطق ما وضع علیھا نقصھم اإلمام" :قال

رضي هللا عنھ لعلكما حملتما األرض ماال تطیق فقاال ال بل حملناھا ما تطیق ولو زدنا ألطاقت وھذا یدل على

.جواز النقصان

مھ هللا اعتبارا بالنقصان وعند أبي یوسف رحمھ هللا ال یجوز وأما الزیادة عند زیادة الریع یجوز عند محمد رح

غلب على أرض الخراج الماء أو انقطع الماء وإن"ألن عمر رضي هللا عنھ لم یزد حین أخبر بزیادة الطاقة

Page 130: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ألنھ فات التمكن من الزراعة وھو النماء التقدیري المعتبر في " عنھا أو اصطلم الزرع آفة فال خراج علیھ

وفیما إذا اصطلم الزرع آفة فات النماء بالتقدیري في بعض الحول وكونھ نامیا في جمیع الحول شرط الخراج

.كما في مال الزكاة أو یدار الحكم على الحقیقة عند خروج الخارج

.ألن التمكن كان ثابتا وھو الذي فوتھ" وإن عطلھا صاحبھا فعلیھ الخراج: "قال

من غیر عذر فعلیھ خراج األعلى ألنھ ھو الذي ضیع الزیادة وھذا یعرف وال من انتقل إلى أخس األمرین: قالوا

ألن " ومن أسلم من أھل الخراج أخذ منھ الخراج على حالھ"یفتى بھ كیال یتجرأ الظلمة على أخذ أموال الناس

م أرض الخراج ویجوز أن یشتري المسل"فیھ معنى المؤنة فیعتبر مؤنة في حالة البقاء فأمكن إبقاؤه على المسلم لما قلنا وقد صح أن الصحابة رضي هللا عنھم اشتروا أراضي الخراج وكانوا " من الذمي ویؤخذ منھ الخراج

وال عشر في الخارج من "یؤدون خراجھا فدل على جواز الشراء وأخذ الخراج وأدائھ للمسلم عن غیر كراھة

حقان مختلفان وجبا في محلین بسببین مختلفین فال وقال الشافعي رحمھ هللا یجمع بینھما ألنھما " أرض الخراج

ال یجتمع"یتنافیان ولنا قولھ علیھ الصالة والسالم

Page 131: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وألن أحدا من أئمة العدل والجور لم یجمع بینھما " عشر وخراج في أرض مسلم -401-ص

ھا طوعا وكفى بإجماعھم حجة وألن الخراج یجب في أرض فتحت عنوة وقھرا والعشر في أرض أسلم أھل

والوصفان ال یجتمعان في ارض واحدة وسبب الحقین واحد وھو األرض النامیة إال أنھ یعتبر في العشر تحقیقا

وال یتكرر الخراج بتكرر "وفي الخراج تقدیرا ولھذا یضافان إلى األرض وعلى ھذا الخالف الزكاة مع أحدھما

خالف العشر ألنھ ال یتحقق عشرا إال بوجوبھ في ألن عمر رضي هللا عنھ لم یوظفھ مكررا ب" الخارج في سنة

.كل خارج وهللا أعلم بالصواب

باب الجزیة

كما صالح رسول هللا " وھي على ضربین جزیة توضع بالتراضي والصلح فتتقدر بحسب ما یقع علیھ االتفاق"

ز التعدي إلى غیر ما علیھ الصالة والسالم أھل نجران على ألف ومائتي حلة وألن الموجب ھو التراضي فال یجو

وجزیة یبتدئ اإلمام وضعھا إذا غلب اإلمام على الكفار وأقرھم على أمالكھم فیضع على "وقع علیھ االتفاق

الغني للظاھر الغني في كل سنة ثمانیة وأربعین درھما یأخذ منھم في كل شھر أربعة دراھم وعلى وسط الحال وھذا " لفقیر المعتمل اثني عشر درھما في كل شھر درھماأربعة وعشرین درھما في كل شھر درھمین وعلى ا

عندنا وقال الشافعي رحمھ هللا یضع على كل حالم دینارا أو ما یعدل الدینار الغني والفقیر في ذلك سواء لقولھ

وألن " خذ من كل حالم وحالمة دینارا أو عدلھ معافر من غیر فصل"علیھ الصالة والسالم لمعاذ رضي هللا عنھ

زیة إنما وجبت بدال عن القتل حتى ال تجب على من ال یجوز قتلھ بسبب الكفر كالذراري والنسوان وھذا الج

المعنى ینتظم الفقیر والغني ومذھبنا منقول عن عمر وعثمان وعلي رضي هللا عنھم ولم ینكر علیھم أحد من

خراج األرض وھذا ألنھ وجب بدال المھاجرین واألنصار وألنھ وجب نصرة للمقاتلة فتجب على التفاوت بمنزلة

عن النصرة بالنفس والمال وذلك یتفاوت بكثرة الوفر وقلتھ فكذا ما ھو بدلھ وما رواه محمول على أنھ كان ذلك

.صلحا ولھذا أمره باألخذ من الحالمة وإن كانت ال یؤخذ منھا الجزیة

ن {: لقولھ تعالى" وتوضع الجزیة على أھل الكتاب والمجوس: "قال م ة ی ز ج وا ال ط ع ى ی ت ح اب ت ك وا ال وت أ ین ذ }ال

.اآلیة ووضع رسول هللا علیھ الصالة والسالم الجزیة على المجوس] 29: التوبة[

وفیھ خالف الشافعي رحمھ هللا ھو یقول إن القتال" وعبدة األوثان من العجم: "قال

م { :واجب لقولھ تعالى -402-ص وھ اتل ق إال أنا عرفنا جواز تركھ في حق أھل ] 193: البقرة[ }و

الكتاب بالكتاب وفي حق المجوس بالخبر فبقي من وراءھم على األصل ولنا أنھ یجوز استرقاقھم فیجوز ضرب

الجزیة علیھم إذ كل واحد منھما یشتمل على سلب النفس منھم فإنھ یكتسب ویؤدى إلى المسلمین ونفقتھ في كسبھ

.لجواز استرقاقھم" یھم قبل ذلك فھم ونساؤھم وصبیانھم فيءوإن ظھر عل"

ألن كفرھما قد تغلظ أما مشركو العرب فألن النبي علیھ " وال توضع على عبدة األوثان من العرب وال المرتدین"

د ما الصالة والسالم نشأ بین أظھرھم والقرآن نزل بلغتھم فالمعجزة في حقھم أظھر وأما المرتد فألنھ كفر بربھ بع

Page 132: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

وھو معد لمصالح المسلمین وھؤالء ألنھ مال بیت المال فإنھ وصل إلى المسلمین من غیر قتال" وذراریھم

.عملتھم ونفقة الذراري على اآلباء فلو لم یعطوا كفایتھم الحتاجوا إلى االكتساب فال یتفرغون للقتال

ألنھ نوع صلة ولیس بدین ولھذا سمي عطاء فال یملك قبل " ومن مات في نصف السنة فال شيء لھ من العطاء"

.زماننا مثل القاضي والمدرس والمفتي وهللا أعلمالقبض ویسقط بالموت وأھل العطاء في

باب أحكام المرتدین

ألنھ عساه " وإذا ارتد المسلم عن اإلسالم والعیاذ با عرض علیھ اإلسالم فإن كانت لھ شبھة كشفت عنھ: "قال

.وة بلغتھاعترتھ شبھة فتزاح وفیھ دفع شره بأحسن األمرین إال أن العرض على ما قالوا غیر واجب ألن الدع

ویحبس ثالثة أیام فإن أسلم وإال قتل وفي الجامع الصغیر المرتد یعرض علیھ اإلسالم حرا كان أو عبدا : "قالوتأویل األول أنھ یستمھل فیمھل ثالثة أیام ألنھا مدة ضربت إلبالء األعذار وعن أبي حنیفة وأبي " فإن أبى قتل

یام طلب ذلك أو لم یطلب وعن الشافعي رحمھ هللا أن على اإلمام یوسف رحمھما هللا أنھ یستحب أن یؤجلھ ثالثة أ

أن یؤجلھ ثالثة أیام وال یحل لھ أن یقتلھ قبل ذلك ألن ارتداد المسلم یكون عن شبھة ظاھرا فال بد من مدة یمكنھ

ین {: التأمل فقدرناھا بالثالثة ولنا قولھ تعالى ك ر ش م وا ال ل ت اق د اإلمھال وكذا قولھ علیھ من غیر قی] 5: التوبة[} ف

وألنھ كافر حربي بلغتھ الدعوة فیقتل للحال من غیر استمھال وھذا ألنھ ال " من بدل دینھ فاقتلوه"الصالة والسالم

یجوز تأخیر الواجب ألمر موھوم وال فرق بین الحر والعبد إلطالق الدالئل وكیفیة توبتھ أن یتبرأ عن األدیان

فإن قتلھ قاتل قبل عرض "دین لھ ولو تبرأ عما انتقل إلیھ كفاه لحصول المقصود قال كلھا سوى اإلسالم ألنھ ال

ومعنى الكراھیة ھھنا ترك المستحب وانتفاء الضمان ألن الكفر مبیح " اإلسالم علیھ كره وال شيء على القاتل

.للقتل والعرض بعد بلوغ الدعوة غیر واجب

ھ هللا تقتل لما روینا وألن ردة الرجل مبیحة للقتل من حیث إنھ جنایة وقال الشافعي رحم" وأما المرتدة فال تقتل"

مغلظة فتناط بھا عقوبة مغلظة وردة المرأة تشاركھا فیھا فتشاركھا في موجبھا ولنا أن النبي علیھ الصالة والسالم

ء وإنما عدل عنھ نھى عن قتل النساء وألن األصل تأخیر الجزیة إلى دار اآلخرة إذ تعجیلھا یخل بمعنى االبتال

دفعا لشر

ناجز وھو الحراب وال یتوجھ ذلك من النساء لعدم صالحیة البنیة بخالف الرجال -407-ص

ألنھا امتنعت عن إیفاء حق هللا تعالى بعد اإلقرار فتجبر " تحبس حتى تسلم ولكن"فصارت المرتدة كاألصلیة قال

.على إیفائھ بالحبس كما في حقوق العباد

أما الجبر فلما ذكرنا " ي الجامع الصغیر وتجبر المرأة على اإلسالم حرة كانت أو أمة واألمة یجبرھا موالھاوف"

.ومن المولى لما فیھ من الجمع بین الحقین ویروى تضرب في كل أیام مبالغة في الحمل على اإلسالم

لى حالھا قالوا ھذا عند أبي حنیفة ویزول ملك المرتد عن أموالھ بردتھ زواال مراعى فإن أسلم عادت إ: "قال

ألنھ مكلف محتاج فإلى أن یقتل یبقى ملكھ كالمحكوم علیھ بالرجم والقصاص " رحمھ هللا وعندھما ال یزول ملكھ

ولھ أنھ حربي مقھور تحت أیدینا حتى یقتل وال قتل إال بالحراب وھذا یوجب زوال ملكھ ومالكیتھ غیر أنھ مدعو

Page 133: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

.بطریق األولى

وإذا ارتد الرجل وامرأتھ والعیاذ با ولحقا بدار الحرب فحبلت المرأة في دار الحرب وولدت ولدا وولد "تسترق فیتبعھا ولدھا ویجبر الولد األول على ألن المرتدة" ءلولدھما ولد فظھر علیھم جمیعا فالولدان في

اإلسالم وال یجبر ولد الولد وروى الحسن عن أبي حنیفة رحمھما هللا أنھ یجبر تبعا للجد وأصلھ التبعیة في

اإلسالم وھي رابعة أربع مسائل كلھا على الروایتین والثانیة صدقة الفطر والثالثة جر الوالء واألخرى الوصیة

.بالقرابة

وارتداد الصبي الذي یعقل ارتداد عند أبي حنیفة ومحمد رحمھما هللا ویجبر على اإلسالم وال یقتل : "لقاوقال زفر " وإسالمھ إسالم ال یرث أبویھ إن كانا كافرین وقال أبو یوسف ارتداده لیس بارتداد وإسالمھ إسالم

ما في اإلسالم أنھ تبع ألبویھ فیھ فال یجعل والشافعي رحمھما هللا إسالمھ لیس بإسالم وارتداده لیس بارتداد لھ

أصال وألنھ یلزمھ أحكاما تشوبھا المضرة فال یؤھل لھ ولنا فیھ أن علیا رضي هللا عنھ أسلم في صباه وصحح

النبي علیھ الصالة والسالم إسالمھ وافتخاره بذلك مشھور وألنھ أتى بحقیقة اإلسالم وھي التصدیق واإلقرار معھ

ن طوع دلیل على االعتقاد على ما عرف والحقائق ال ترد وما یتعلق بھ سعادة أبدیة ونجاة عقباویة ألن اإلقرار ع

وھي من أجل المنافع وھو الحكم األصلي ثم یبتنى علیھ غیرھا فال یبالي بشوبھ ولھم في الردة أنھا مضرة محضة

ع على ما مر وألبي حنیفة ومحمد بخالف اإلسالم على أصل أبي یوسف رحمھ هللا ألنھ تعلق بھ أعلى المناف

رحمھما هللا فیھا أنھا موجودة حقیقة وال مرد للحقیقة كما قلنا في اإلسالم إال أنھ یجبر على اإلسالم لما فیھ من

النفع لھ وال یقتل ألنھ عقوبة والعقوبات موضوعة عن الصبیان مرحمة علیھم وھذا في الصبي الذي یعقل ومن ال

یصح ارتداده ألن إقراره ال یدل على تغیر العقیدة وكذا المجنون والسكران الذي ال یعقل یعقل من الصبیان ال

.وهللا أعلم بالصواب

باب البغاة

وإذا تغلب قوم من المسلمین على بلد وخرجوا من طاعة اإلمام دعاھم إلى العود إلى الجماعة وكشف عن "

ء قبل قتالھمألن علیا رضي هللا عنھ فعل كذلك بأھل حرورا" شبھتھم

وال یبدأ بقتال حتى یبدءوه فإن "وألنھ أھون األمرین ولعل الشر یندفع بھ فیبدأ بھ -412-ص

قال العبد الضعیف ھكذا ذكره القدوري رحمھ هللا في مختصره وذكر اإلمام " بدءوه قاتلھم حتى یفرق جمعھم

تالھم إذا تعسكروا واجتمعوا وقال الشافعي رحمھ هللا المعروف بخواھر زاده رحمھ هللا أن عندنا یجوز أن یبدأ بق

ال یجوز حتى یبدءوا بالقتال حقیقة ألنھ ال یجوز قتل المسلم إال دفعا وھم مسلمون بخالف الكافر ألن نفس الكفر

ربما ال مبیح عنده ولنا أن الحكم یدار على الدلیل وھو االجتماع واالمتناع وھذا ألنھ لو انتظر اإلمام حقیقة قتالھم

یمكنھ الدفع فیدار على الدلیل ضرورة دفع شرھم وإذا بلغھ أنھم یشترون السالح ویتأھبون للقتال ینبغي أن

یأخذھم ویحبسھم حتى یقلعوا عن ذلك ویحدثوا توبة دفعا للشر بقدر اإلمكان والمروي عن أبي حنیفة رحمھ هللا

فإن كانت "إلمام الحق فمن الواجب عند الغناء والقدرة من لزوم البیت محمول على حال عدم اإلمام أما إعانة ا

Page 134: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

ن مضمونة علیھ وكذلك إذا تصادقا أنھ أخذھا للمالك ألن تصادقھما حجة في حقھما فصار كالبینة ولو أقر أنھ تكو

أخذھا لنفسھ یضمن باإلجماع ألنھ أخذ مال غیره بغیر إذنھ وبغیر إذن الشرع وإن لم یشھد الشھود علیھ وقال

حمھما هللا وقال أبو یوسف رحمھ هللا ال یضمن اآلخذ أخذتھ للمالك وكذبھ المالك یضمن عند أبي حنیفة ومحمد ر

والقول قولھ ألن الظاھر شاھد لھ الختیاره الحسبة دون المعصیة ولھما أنھ أقر بسبب الضمان وھو أخذ مال

الغیر وادعى ما یبرئھ وھو األخذ لمالكھ وفیھ وقع الشك فال یبرأ وما ذكر من الظاھر یعارضھ مثلھ ألن الظاھر

ف عامال لنفسھ ویكفیھ في اإلشھاد أن یقول من سمعتموه ینشد لقطة فدلوه علي واحدة كانت أن یكون المتصر

فإن كانت أقل من عشرة دراھم عرفھا أیاما وإن كانت عشرة فصاعدا عرفھا "اللقطة أو أكثر ألنھ اسم جنس قال ". حوال

ه على حسب ما یرى وقدره محمد رحمھ قال العبد الضعیف وھذه روایة عن أبي حنیفة رحمھ هللا وقولھ أیاما معنا

هللا في األصل بالحول من غیر تفصیل بین القلیل والكثیر وھو قول مالك والشافعي رحمھما هللا لقولھ علیھ

وجھ األول أن التقدیر بالحول ورد في لقطة كانت " من التقط شیئا فلیعرفھ سنة من غیر فصل"الصالة والسالم

والعشرة وما فوقھا في معنى األلف في تعلق القطع بھ في السرقة وتعلق استحالل مائة دینار تساوي ألف درھم

الفرج بھ ولیست في معناھا في حق تعلق الزكاة فأوجبنا التعریف بالحول احتیاطا وما دون العشرة لیس في معنى

زم ویفوض إلى رأي األلف بوجھ ما ففوضنا إلى رأي المبتلى بھ وقیل الصحیح أن شیئا من ھذه المقادیر لیس بال

الملتقط یعرفھا إلى أن یغلب على ظنھ أن صاحبھا ال یطلبھا

كالنواة وقشور الرمان یكون إلقاؤه إباحة حتى جاز االنتفاع بھ من غیر تعریف ولكنھ -418-ص

.مبقى على ملك مالكھ ألن التملیك من المجھول ال یصح

ال للحق إلى المستحق وھو واجب بقدر اإلمكان وذلك بإیصال إیصا" فإن جاء صاحبھا وإال تصدق بھا: "قال

عینھا عند الظفر بصاحبھا وإیصال العوض وھو الثواب على اعتبار إجازة التصدق بھا وإن شاء أمسكھا رجاء

.الظفر بصاحبھا

لتصدق ولھ ثواھا ألن ا" فھو بالخیار إن شاء أمضى الصدقة"یعني بعد ما تصدق بھا " فإن جاء صاحبھا: "قال

وإن حصل بإذن الشرع لم یحصل بإذنھ فتیوقف على إجازتھ والملك یثبت للفقیر قبل اإلجازة فال یتوقف على قیام

ألنھ سلم مالھ إلى غیره بغیر إذنھ " وإن شاء ضمن الملتقط"المحل بخالف بیع الفضولي لثبوتھ بعد اإلجازة فیھ

ن حقا للعبد كما في تناول مال الغیر حالة المخمصة وإن شاء إال أنھ بإباحة من جھة الشرع وھذا ال ینافي الضما

.ضمن المسكین إذا ھلك في یده ألنھ قبض مالھ بغیر إذنھ وإن كان قائما أخذه ألنھ وجد عین مالھ

وقال مالك والشافعي رحمھما هللا إذا وجد البعیر والبقر في " ویجوز االلتقاط في الشاة والبقر والبعیر: "قال

الترك أفضل وعلى ھذا الخالف الفرس لھما أن األصل في أخذ مال الغیر الحرمة واإلباحة مخافة الصحراء ف

الضیاع وإذا كان معھا ما تدفع عن نفسھا یقل الضیاع ولكنھ یتوھم فیقضي بالكراھة والندب إلى الترك ولنا أنھا

فإن أنفق الملتقط علیھا بغیر "لشاة لقطة یتوھم ضیاعھا فیستحب أخذھا وتعریفھا صیانة ألموال الناس كما في ا

لقصور والیتھ عن ذمة المالك وإن أنفق بأمره كان ذلك دینا على صاحبھا ألن للقاضي " إذن الحاكم فھو متبرع

Page 135: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

الذي والمجنون وفي نصب الحافظ لمالھ والقائم علیھ نظر لھ وقولھ یستوفي حقھ إلخفاء أنھ یقبض غالتھ والدین

أقر بھ غریم من غرمائھ ألنھ من باب الحفظ ویخاصم في دین وجب بعقده ألنھ أصیل في حقوقھ وال یخاصم في

الذي تواله المفقود وال في نصیب لھ في عقار أو عروض في ید رجل ألنھ لیس بمالك وال نائب عنھ إنما ھو

ما الخالف في الوكیل بالقبض من جھة وكیل بالقبض من جھة القاضي وأنھ ال یملك الخصومة بال خالف إن

المالك في الدین وإذا كان كذلك یتضمن الحكم بھ قضاء على الغائب وأنھ ال یجوز إال إذا رآه القاضي وقضى بھ

ألنھ مجتھد فیھ ثم ما كان یخاف علیھ الفساد یبیعھ القاضي ألنھ تعذر علیھ حفظ صورتھ ومعناه فینظر لھ بحفظ

.المعنى

ألنھ ال والیة لھ على الغائب إال في حفظ مالھ فال یسوغ " ال یخاف علیھ الفساد في نفقة وال غیرھاوال یبیع ما"

.لھ ترك حفظ الصورة وھو ممكن

ولیس ھذا الحكم مقصورا على األوالد بل یعم جمیع قرابة األوالد " وینفق على زوجتھ وأوالده من مالھ: "قال

حال حضرتھ بغیر قضاء القاضي ینفق علیھ من مالھ عند غیبتھ ألن واألصل أن كل من یستحق النفقة في مالھ

القضاء حینئذ یكون إعانة وكل من ال یستحقھا في حضرتھ إال بالقضاء ال ینفق علیھ من مالھ في غیبتھ ألن النفقة

من حینئذ تجب بالقضاء والقضاء على الغائب ممتنع فمن األول األوالد الصغار واإلناث من الكبار والزمنى

.الذكور الكبار ومن الثاني األخ واألخت والخال والخالة

من مالھ مراده الدراھم والدنانیر ألن حقھم في المطعوم والملبوس فإذا لم یكن ذلك في مالھ یحتاج إلى : وقولھ

ید القضاء بالقیمة وھي النقدان والتبر بمنزلتھما في ھذا الحكم ألنھ یصلح قیمة كالمضروب وھذا إذا كانت في

القاضي فإن كانت ودیعة أو دینا ینفق علیھم منھما إذا كان المودع والمدیون مقرین بالدین والودیعة والنكاح

والنسب وھذا إذا لم

یكونا ظاھرین عند القاضي فإن كانا ظاھرین فال حاجة إلى اإلقرار وإن كان أحدھما -424-ص

ط اإلقرار بما لیس بظاھر ھذا ھو الصحیح فإن دفع المودع بنفسھ ظاھر الودیعة والدین أو النكاح والنسب یشتر

أو من علیھ الدین بغیر أمر القاضي یضمن المودع وال یبرأ المدیون ألنھ ما أدى إلى صاحب الحق وال إلى نائبھ

بخالف ما إذا دفع بأمر القاضي ألن القاضي نائب عنھ وإن كان المودع و المدیون جاحدین أصال أو كانا

احدین الزوجیة والنسب لم ینتصب أحد من مستحقي النفقة خصما في ذلك ألن ما یدعیھ للغائب لم یتعین سببا ج

.لثبوت حقھ وھو النفقة ألنھا كما تجب في ھذا المال تجب في مال آخر للمفقود

تھ وتعتد عدة وقال مالك إذا مضى أربع سنین یفرق القاضي بینھ وبین امرأ" وال یفرق بینھ وبین امرأتھ: "قال

الوفاة ثم تتزوج من شاءت ألن عمر رضي هللا عنھ ھكذا قضى في الذي استھواه الجن بالمدینة وكفى بھ إماما

وألنھ منع حقھا بالغیبة فیفرق القاضي بینھما بعد مضي مدة اعتبارا باإلیالء والعنة وبعد ھذا االعتبار أخذ المقدار

إنھا : "لعنة عمال بالشبھین ولنا قولھ صلى هللا علیھ وسلم في امرأة المفقودمنھما األربع من اإلیالء والسنین من ا

وقول علي رضي هللا عنھ فیھا ھي امرأة ابتلیت فلتصبر حتى یستبین موت أو طالق " امرأتھ حتى یأتیھا البیان

وت في حیز خرج بیانا للبیان المذكور في المرفوع وألن النكاح عرف ثبوتھ والغیبة ال توجب الفرقة والم

Page 136: الهداية شرح بداية المبتدي - المرغيناني 2

عن ابنتین وابن مفقود وابن ابن وبنت ابن والمال في ید األجنبي رجل مات : بیانھ -425-ص وتصادقوا على فقد االبن وطلبت االبنتان المیراث تعطیان النصف ألنھ متیقن بھ ویوقف النصف اآلخر وال

وال ینزع من ید األجنبي إال"یعطى ولد االبن ألنھم یحجبون بالمفقود ولو كان حیا فال یستحقون المیراث بالشك ونظیر ھذا الحمل فإنھ یوقف لھ میراث ابن واحد على ما علیھ الفتوى ولو كان معھ وارث " إذا ظھرت منھ خیانة

آخر إن كان ال یسقط بحال وال یتغیر بالحمل یعطى كل نصیبھ وإن كان ممن یسقط بالحمل ال یعطى وإن كان في كفایة المنتھى بأتم من ھذا وهللا أعلم ممن یتغیر بھ یعطى األقل للتیقن بھ كما في المفقود وقد شرحناه

.بالصواب وإلیھ المرجع والمآب

تم الجزء الثاني، ویلیھ الجزء الثالث وأولھ

كتاب الشركة