ةيخيرأت تاسارد 43-ilovepdf...11 رس لة دسما انمة ال صم س معبل صم ةمي ر صعلا ن م ناتيرام سم ناتلا سر ميدقلا يلبابلا)*(دهف

مة تصدر عن قسم الدراسات التارخيية يف بيت احلكمة ـ بغداد ة نصف سنوية حمك جملالعدد )43( لسنة 1438هـ/2016م

معتمدة ألغراض الرتقية العلمية بموجب كتاب وزارة التعليم العايل والبحث العلمي املرقم ب ت11311/4 يف 2014/12/9

اهليئة اإلستشارية

اإلخراج الفني وااللكرتوين وتصميم والغالفنمري صابر خليف

املراجعة اللغوية والطباعيةد. عامد موسى الكاظمي

أ.د. جعفر عبـاس محيـــــديأ.د. محيد أمحد محدان التميمـيأ.د.ناجية عبد اهلل إبراهيـــــمأ.د. عالء حسني الرهيمـــــيـــــــار أ.د.مجيل موسى النجأ.د. أسامة عبد الرمحن الدوريأ.د. حسني داخل البهـــــاديلأ.د.منذرعيل عبد املـــــــالكأ.م.د. مفيد كاصد الزيــــديأ.م.د. مزهر حمسن اخلفاجـــي

رئيس التحريرد.إسامعيل طه اجلابري

سكرتري التحريرد. حيدر قاسم مطر التميمي

دراسات تأريخية

أهداف وضوابط النشر

اهداف بيت الحكمةبيت الحكمة مؤسس��ة فكرية علمية ذات ش��خصية معنوية واس��تقالل مالي واداري مقره في بغداد

ومن اهدافه:-

* العناية بدراسة تأريخ العراق والحضارة العربية واالسالمية .

* ارس��اء منهج الحوار بين الثقافات واالديان بما يس��هم في تأصيل ثقافة السالم وقيم التسامح والتعايش بين االفراد والجماعات .

* متابعة التطورات العالمية والدراسات االقتصادية وآثارها المستقبلية على العراق والوطن العربي.

* االهتم��ام بالبح��وث والدراس��ات التي تعزز من تمتع المواطن بحقوق االنس��ان وحرياته االساس��ية وترسيخ قيم الديمقراطية والمجتمع المدني .

* تقديم الرؤى والدراسات التي تخدم عمليات رسم السياسات .

ضوابط النشر- تنش��ر المجلة البحوث التي لم يس��بق نش��رها ويتم اعالم الباحث بقرار المجلة خالل ثالثة اش��هر من

تاريخ تسلم البحث .

- ترس��ل نس��خة واحدة من البح��ث باللغة العربية مع ملخ��ص له باللغة االنكليزي��ة ال تزيد كلماته عن )200( كلمة شريطة ان تتوفر فيه المواصفات االتية :

أ- ان يكون البحث مطبوعا على قرص مرن )CD( بمسافات مزدوجة بين االسطر وبخط واضح .

ب- ان ال تتج��اوز ع��دد صفح��ات البح��ث )20( صفح��ة بقياس )A4( ع��دا البيان��ات والخرائط والمرتسمات.

ج- ان تجم��ع كل المصادر والهوامش مرقمة بالتسلس��ل في نهاية البحث وبمس��افات مزدوجة بين االسطر.

- يحصل صاحب البحث المنشور في المجلة على نسخة مجانية من العدد الذي ينشر فيه البحث .

- تعتذر المجلة عن اعادة البحوث سواء نشرت أم لم تنشر .

- يحتفظ القسم بحقه في نشر البحث طباعيا والكترونيا على وفق خطة تحرير المجلة .

كلمة العدد7 ........................................... رئيس التحرير د. إسماعيل طه الجابري

رسالتان مسماريتان من العصر البابلي القديمأ.م.د. سعد سلمان فهد.............................................................. 11

دور الفنون التشكيلية )الرسم والنحت( في إنشاء وتجسيد بعض أوجه حياة اإلنسان القديمم. شكيبا الشريفية..........................................................................

م. محمود حسين عبد الرحمن حسين................................................. 21

األوزان واألكاييـل الطبية من كتــاب أقـراباذين العنتري )ت580هـ/1184م(أ.م.د. محمد حسن سهيل..................................................................

أ.م.د. عبد الناصر عبد الرحمن إسماعيل............................................ 37

النزاع بالضد من نزعة التشيع في العراق الحميدي.. دراسة في الدعاية العثمانية المضادة ..................................................... تأليف: البروفيسور سليم درينغل

ترجمة: د. نهار محمد نوري.......................................................... 63

أضواء على تحصينات المدن العراقية في العصر العثمانيد. سعدي إبراهيم الدراجي............................................................. 81

الخالفات الحدودية النجدية – الكويتية )1922 - 1925( وأثر المؤتمرات عليها .................................................................. د. يوسف سامي فرحان

101 .................................................................... د. علي ناجح محمد

الفريق عبد اللطيف نوري وإنقالب بكر صدقي عام )1936(أ.م.د. حازم مجيد أحمد الدوري ..................................................... 115

مجلة المعهد اللبنانية )1945 - 1948(.. دراسة تاريخيةأ.م.د. مجيد حميد عباس الحدراوي ................................................. 131

اف عام )1959( وموقف بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية منها حركة عبد الوهاب الشوم.د. وئام شاكر غني عطره........................................................... 163

المحتويات

البحوث والدراسات

دور العوامل التاريخية في نشأة ونمو مدينة البغدادي أ.م. مازن عبد الرحمن الهيتي...................................................... 187

من بيت الحكمة إلى بيت الحكمة العـــراق.. تـأريـخ حضــارة207 ....................................................... م.د. حيدر قاسم مطر التميمي

حضارة وادي الرافدين

)سومر - آشور - بابل( سبعة آالف سنة من الفن والحضارةعرض: صباح محسن كاظم.......................................................... 249

ملف العدد:

عرض كتاب

)مآسي أهل الكوت أثناء الحصار 1916م(

G .......................... أ.د. أسامة عبد الرحمن الدوري. جامعة بغداد / كلية اآلداب

)معركة الكوت في األدبيات العراقية المبكرة(

S ........................ أ.د. محمود عبد الواحد القيسي. جامعة بغداد / كلية اآلداب

)تأثير الفتاوى العثمانية والعراقية على الجنود الهنود في القوات البريطانية خالل حرب العراق(

Ac ...................................أ.د. نذير جبار الهنداوي. جامعة بغداد / كلية اآلداب

)دور العلماء المســـلمين العراقيين في مقاومة االحتالل البريطاني للعراق 1918-1914، هبة الدين الشهرستاني ومحمد مهدي الخالصي أنموذجا(

Ak ...................د. إسماعيل طه الجابري. بيت الحكمة / قسم الدراسات التاريخية

)محمد فاضل باشا الداغستاني ودوره في تجنيد العشائر 1915-1916م(

Ay ................................... د. ماهر الخليلي. كلية اإلمام الكاظم )( الجامعة

مائة عام على حصار الكوت قراءات تاريخية في الواقعين العسكري واإلجتماعي

7 ددعل ةملك

كلمة العدد

رئيس التحريرد. إسماعيل طه الجابري

نحن.. والوجود العسكري التركي في العراققـــد يرى البعض أن هـــذا المقال قد جاء متأخرا كثيرا عن الحدث، لكننا نرى أن مناســـبته قد حانت اآلن. في شـــهر مايس 2016م طلبت الســـفارة التركية في بغداد من قسم الدراســـات التاريخية إقامة نشاط علمي مشترك لمناسبة مرور مائة عام على االنتصار في كوت العمارة أو ما اصطلح عليه تاريخيا بـ)حصار الكوت(. ولسببين وافقنا على األمر، األول: لتكون مناسبة طيبة للمساهمة في تخفيف حدة التوتر بين البلدين، السيما أن المناسبة لم تكن تركية فحسب، بل كانت فيها جهود عراقية كبيرة، ووجدنا من واجبنا تسليط الضوء على جهود علماء الدين وشـــيوخ العشـــائر والمواطنين في تحقيق هذا النصر قبل قرن من الزمان، فكان هذا سببا

ثانيا.

وقد عقدت ندوة علمية شارك فيها خمسة باحثين أكاديميين، وشهدت حضورا نوعيا متميزا، وركز السيد رئيـــس مجلس األمناء في كلمـــة افتتاح الندوة على عمق العالقات التاريخية بيـــن العراق وتركيا، وضرورة تقويتها في هذا الوقت الذي يشـــهد فيه العراق هجمة إرهابية شرســـة. وبينا فـــي كلمتنا أن العراقيين قدموا تضحيات كبيرة عند وقوفهم إلى جانب الدولة العثمانية في الحرب العالمية األولى، وهذا نعتبره دين في عنق

األتراك نرجو أن يؤدوه لنا اليوم في حربنا ضد داعش.

كان رد الســـفير التركـــي في العراق متناغمـــا مع ما طرحنـــاه، إذ أكد في كتاب بعثه لنـــا الحقا بالقول: “وبهذه المناســـبة أود مجددا أن احيطكم علما بأن تركيا مســـتمرة بالوقوف إلى جانب العراق الشـــقيق في محاربته لإلرهاب وتخطيه األزمة اإلنســـانية، وستدعم تركيا االســـتقرار وإعادة اإلعمار وتقدم جهودها في

مجال التطوير...”.

إن ما تقدم ال يعني مهادنة ألمر الوجود العســـكري التركي في العراق، بل هو عندنا مرفوض ومســـتنكر ب بـــه، ولكن ما نود قوله هنا، أن علـــى األكاديمي القارئ للتاريخ بشـــكل جيد أن ال ينجر وراء وغيـــر مرحالتصريحات المتشـــنجة لهذا الطرف أو ذاك، ألن ما يمتلكه من أفق واســـع في فهم حركة التاريخ، واستيعاب لدروس أحداثه الماضية بجعله أكثر حكمة في التعامل مع األحداث الساخنة، مستفيدا من دروسه ليجنب البالد

والعباد نار الحروب وشرورها التي ما جنينا منها سوى الدمار والتضحيات.

إن تحكيم لغة العقل والمنطق يجب أن تغلب في العالقات بين الدول السيما المتجاورة، فتركيا واقع جغرافي مفروض ال يمكن لنا أن نغيره، كما ال يمكن لهم ذلك أيضا، وأن ال تكون لغة الســـالح هي الحل، فقبلها حلول

كثيرة يمكن اتباعها دونما خسائر وتضحيات. حمى هللا العراق وشعبه من كل سوء.

البحوث والدراسات

11 ليمة مص لبعملس مص لا ةمنا ةامسد ةللسر

العص��ر م��ن مس��ماريتان رس��التان البابلي القديم

أ.م.د. سعد سلمان فهد)*(

مقدمة:أبرزت الحض��ارة العراقية القديمة جوانب متعددة من النمو الحضاري منذ نش��أتها مرورا ت به��ا، وتعددت بالمراح��ل المتع��ددة التي مروتنوع��ت ه��ذه الجوانب الحضارية وعكس��ت الواق��ع المتن��وع لس��كان بالد الرافدي��ن، وكان للنصوص المسمارية أثر كبير في إبراز معظم هذه الجوان��ب الحضارية وخاص��ة فيما يتعلق منها بالجوانب غير المادية، وأعني بها القانون واألدب ومعظ��م أمور الحي��اة اليومية وغيرها

من األمور األخرى.

إن األع��داد الكبيرة للنصوص المس��مارية والمتواج��دة ف��ي المتحف العراق��ي والتي دأب الباحث��ون في دراس��تها، والت��ي ال زال العديد منه��ا ينتظر جه��ود الباحثين في ف��ك رموزها وقراءته��ا، جاءتنا من خ��الل التنقيبات األثرية الت��ي ش��رعتها الهيئ��ة العامة لآلث��ار والتراث على مدى الس��نوات السابقة وفي مختلف التلول

األثري��ة المتناث��رة في ب��الد الرافدين، في حين ت المجموعة األخرى تلكم النصوص التي ضم

وصلت عن طريق المصادرة.

وألهمية المعلومات التي تحويها النصوص المس��مارية والت��ي أوضح��ت للباحثين جوانب متع��ددة كانت مبهمة لديه��م وأبرزت الصورة، وإن كان��ت غير متكاملة، لمعظم مفاصل الحياة ين مس��ماريين في بالد الرافدين، تم اختيار نصمن النصوص المصادرة والتي تحوي في ثناياها

موضوعا يعرف لدى المختصين بالرسائل.

النص��وص الن��وع م��ن إن دراس��ة ه��ذا )الرس��ائل( يع��د من األمور المهم��ة لما تحويه م��ن مواضي��ع متنوعة تكاد تختلف من رس��الة إل��ى أخرى فضال عن إبرازه��ا لجوانب لغوية وقواعدي��ة كثي��رة تك��ون منه��ال يغت��رف منه الباحث��ون والدارس��ون لهذه اللغ��ة، وأعني بها األكدي��ة؛ ألن الرس��ائل عادة ما تح��وي صيغا

)*( جامعة بغداد/كلية اآلداب.

دراسات تأريخية ةملك / 43 12

ل أمثلة جي��دة للتعلم فعلي��ة متعددة وه��ي تش��كوالدراسة.

إن الرس��التين المختارتين للدراس��ة في هذا البحث أرسلت كالهما لشخصية تدعى )اويل – ل في طياتها معلومات ن��ن – كال( األولى تش��كيمكن لنا أن نبوبها ف��ي خانة القضايا القانونية، في حي��ن تناولت األخرى موضوع��ا اقتصاديا

تعلق بمنح مبالغ من األموال.

جدول باملختصرات املستخدمة يف هذا البحثArchives Royales de Mari )= TCL 22—(ARM

Babylonian Expedition of the University of Pensylvania, series A: Cuneiform Texts.

BE

The Assyrian Dictionary of the Oriental Institute of the University of Chicago.

CAD

J. A. Knudtzon, Die El-Amarna-TafelnEA

Von Soden, W., Grundriss der Akkadischen Grammatik.

GAG

W. G. Lambert, Babylonian Wisdom Literature.

Lambert RWL

Oxford Editions of Cuneiform Texts.OECT

Publications of the Babylonian Section, University Museum, University of Pennsylvania.

PBS

Texts Cuneiforms du Louvre.TCL

Texts in the Iraq Museum.TIM

F. T h u r e a u - D a n g i n s , Textes mathematiques babyloniens.

TMD

Ur Excavations, Texts.UET

L.waterman, business documents of the hammurapi period )also pub. in AJSL 29 and 30(.

Waterman Buc.Doc.

1: )IM.160607(Obv.a-na aw¾l)LÚ(-dNIN.GAL¤qí¥-bí-maum-ma dzuen)dEN.ZU(-¤ga-X-

X¥-maa-wa-¤tum ia¥-ú-um5. ba-di-®u ¤ú-ma¥we-®e-¤ra¥-a®-®u®u-ma¬a-ab-tumis-si-i®a-a-muRev.10. ¤Ù¥ be-el a-wa-ti-®u®u-ta-a°-bi-¤ta¥-am-mai-na ba-ab d®ama®)dUTU(di-nam li-®a-¬i-zu-®u-nu-tia-pu-¤tum¥15. a-¬i-ka la ta-¤na-di¥ma-ti-i-¤ma¥¤ma¥-la a®-pu-ra-ku-umUp.ed¤a¥-wa-ta-aman-ni-ta-amlef.ed.20. ku-®u-ud


الترجمة1. إلى اويل – شراتوم

2. قل3. هكذا يقول )قول( سين------،4. القضية متعلقة بي )خاصتي(،

5. في هذا اليوم وعند المس��اء )في المساء، اليوم(،

6. اعتقه،7. إذا ما األسير المعتوق،

8. حظيرة )المعمولة من( الطين،9. أضرم النار،

10. )هو( وسيد قضيته،11. إجلبهم لي )أمسك لي(،

12. عند باب اإلله شمش،13. عسى أن يحاكمونهم،

14. رجاء،15. ال تترك أخيك )في هذه المحنة(

16. وحالما،17. أي شيء أكتب لك،

18-20. إكسب تلك القضية.

الملحوظاتbadi®u .5: كلمة أكدية، تعني: مساء)1(.

للش��خص أم��ر فع��ل :u®era®®u .6الثان��ي المفرد المذكر من صيغ��ة ال� )G(، من

المصدر: wa®¼ru بمعنى: عتق، ترك)2(.

issi .8: كلمة أكدية تعني: حظيرة الطين)3(.

)stative( صيغة الفعل الدائم :amu® .9 )G(�للشخص الثالث المفرد المذكر من صيغة ال

من المصدر ®amþ بمعنى: يحرق، يشوي)4(.

uta°bitamma® .11: فعل أمر للشخص الثان��ي المفرد المذكر من صيغة ال�)¯TN( من

المصدر °ab¼tu بمعنى: يمسك، يقبض)5(.

أن عس��ى :li®a¬izu®un¿ti .13يحاكموهم، صيغة تمني للشخص الثالث، الجمع a¬¼zu المذكر من صيغة ال�)¯( من المصدر

بمعنى: يحاكم)6(.

tanadi .15: فعل مضارع للشخص الثاني المف��رد المذكر من صيغ��ة ال�)G( من المصدر

.)7(nadþ

ku®ud .20: فع��ل أمر للش��خص الثاني المف��رد المذكر من الصيغة البس��يطة )G( من

المصدر ka®¼du بمعنى: يغلب)8(.

2: )IM.160388(Obv.a-na aw¾l)LÚ(-dNIN.GALqí-bí-maum-ma a¬-¬i-ra-®i-iq-ma®um-ma a-¬i Ù be-el5. na-pí-i®-ti-ia a-mur®um-ma qá-qá-ad-kai-®a-da-ad-ka-maLo.ed.¤a¥-na °e-ermia-si-im-gi-im10. ta-la-a-ak°u-¬a-ra-am ®a aq-bu-ku-umim-gur-d¤enlil¥)dEN.LÍL( ®um-

®ua-pu-tum


1/2 ma-na KÙ.GI! UL15. ta-°i-a-®uUp.ed.¤la¥ te-gi4

¤ur¥-ra-am 2 ma-naLe.ed.¤®a¥ bé-la-ku-um Ù bu-ra-®a

ta-x¤a²!¥-²ar-<da>-ku-um li-di-nu-

®u-um

الترجمة1. إلى اويل – شراتوم

2. قل،

3. هكذا يقول )قول( آخي – راشيق،

4-5. إذا وجدت أخي وحافظي،

6-7. )و( إذا )م��ا( حدث��ك عقلك )رأس��ك يشدك(،

8. إلى حضرة،

9. ياسيم – كيم،

10. تذهب،

11. العب��د )أو الصغي��ر( ال��ذي أخبرت��ك )بشأنه(،

12. يدعى )اسمه( امكور – أنليل،

13. رجاء،

14. 2/1 منا ذهبا خالصا )تاما(،

15. أعطه )تدفعه(،

16. )و( ال تهمل )ذلك(،

17. والحقا )غدا( 2 منا!،

18. عائدة لبيالكوم وبوروشا----،

ل��ه تمن��ح ل��ك، عس��ى أن 19. أرس��لت )ليعطوه(.

الملحوظاتb½l napi®ti .5-4: عبارة أكدية، تعني

حرفيا: سيد حياتي)9(.

للش��خص مض��ارع فع��ل :i®adad .7الثالث المفرد، من صيغة ال� )G(، من المصدر

®ad¼du بمعنى: يسحب، يشد)10(.

talak .10: فعل مضارع للش��خص الثاني المفرد المذكر، من صيغة ال�)G( البسيطة، من

المصدر

al¼ku، بمعنى: يذهب)11(.

14. قراءتنا للش��طر الثاني من هذا المقطع )KÙ.GI UL( غير أكيدة.

مض��ارع فع��ل تمنح��ه، :ta°i®u .15للش��خص الثان��ي المف��رد المذكر، م��ن صيغة

.)12(wa°þ من المصدر ،)G(�ال

tegi .16: فع��ل مضارع للش��خص الثاني المفرد المذكر، من صيغة ال�)G(، من المصدر

egþ، بمعنى: يهمل)13(.

lidinu®um .19: عسى أن يعطوه، فعل يفيد التمني للش��خص الثالث، الجمع من صيغة

.)14(nad¼nu من المصدر )G(�ال


1)IM.160607(Le.ed. 15.

Obv.

5.

10.

15.

Up.ed.

Rev.



1)IM.160607(

1)IM.160607(1)IM.160607(

1)IM.160607(Up.ed.

Obv.

Rev.Le.ed.


1)IM.160388(

1)IM.160388(

Obv.

Rev.


الهوامش)1( CAD, B, p.27:b.

)2( CAD, A/2, p.422:b; GAG, Paradigmen, p.16.

)3( CAD, I/J, p.204:a.

)4( CAD,¯/1, p.350:a; GAG, Paradigmen, p.38.

)5( CAD,±, p.5.

)6( CAD, A/1, p.180:b.

)7( CAD, N/1, p.68:b.

)8( CAD, K, p.271.

)9( CAD,N/1,p. ;TIM,2,13:6; UET,5,82,r.8; kraus AbB,1,122:30;VAS,16,201:10.

)10( CT,5,5:25; fish letters,15:27; lambert BWL,84:245.

)11( PSBA,37,195:13; Thompson Esarh, Pl.17,v 11; EA,155:68f; BBSt, No.6,I 22.

)12( CAD,A/2, p.356.

)13( CAD, E, P. 48: a; PBS, 112, 2, ii, 36; KAR, 128, r. ?, 19; OECT, 6, Pl. 2, K. 8664: b.

)14( CAD, N/1, p. 42; UET, 5, 88: 7; OECT, 3, 35: 8; ARM, 5, 6: 21.

قائمة المصادر)1( Archive, B, Texts Mathematiques Babyloni-

ens, Netherlands: )1938(. )=TMB(.

)2( Dijk, V. Old Babylonian Letters and Related Material, Wiesbaden: )1965(. )=TIM,2(.

)3( Dossin, G., Correspondance DE IASMA-ADDU, Paris: )1952(. )=ARM,5(.

)4( -------, Lettres de la Première Dynastie Bab-yloniene, Paris: )1933(. )=TCL,17(.

)5( Edward, C., Lists of Personal Names from the Temple School of NIPPUR, Philadel-phia: )1916(, p.9. )PBS,11/1(.

)6( Figulla, H. H. & Martin, W.J., Letters and Documents of the old Babylonian Period,

London: )1953(. )=UET,5(.

)7( Fish, T., Letters of the first dynasty in the john Ryland library Manchester, Manches-ter: )1936(. )=fish letters(.

)8( Goetze, A., “Fifty old Babylonian Letters from Harmal”, Sumer,14. )1958(, Pp.3-78.

)9( King, L.W., Babylonian boundary-stones, London: )1912(. )=BBSt(.

)10( Lambert, W.G., Babylonian Wisdom Lit-erature, )=Lambert BWL(, Oxford: )1960(.

)11( Langdon, S., Sumerian and Semitic Reli-gious and Historical Texts, Oxford: )1923(. )=OECT 1(.

)12( Lutz, H.F., Sumerian and Babylonian Texts, Philadelphia: )1919(. )=PBS ,1/2(.

)13( Pinches, T.G., Cuneiform Texts from Babylonian Tablets in the British Museum, London: )1898(. )=CT 5(.

)14( Ranke, H., The Babylonian Expedition of the University of Pennsylvania, Series A: Cuneiform texts. )=BE,6/1(. Philadelphia: )1906(.

)15( Thompson, R.C., The prisms of Esarhad-don and Ashurbanipal found at Nineveh: 1927-8, Oxford: )without year issu(. )Thompson Esarh(.

)16( Waterman, L., Business Documents of the Hammurapi periods, London: )1916(. )=waterman Bus.Doc.(.


Abstract

The ancient Iraq civilization provided a various aspects of

a culture grouth, since its inception and through historical stages, the civilization of Mesopotamia was a variety because of diversity of daily life and reflected the variety case to the inhabitants of Mesopotamia.

The cuneiform texts played a big role to clarify and provide diverse and numerous information about the civilization of Mesopotamia especially in the field of literature, art, law, economic etc.

The large numbers of cuneiform texts located in the Iraqi museum which the researchers have studied it and the much of it is still not studied. This texts came from the archaeological excavations or by confiscating.

The importance of information which cuneiform texts is contained let the researcher )i.e. me( to choose tow cuneiform texts which is known by researchers as a letters. The importance of this type of texts being in the difference between one letter to other, therefore its information be varied and various.

The both letters which choose in this search sent to one person called )awīl-ningal(, the first deal with legal issues and the second deal with economic issues.

Tow Cuneiform Letters from Babylon Ancient Age

Dr. Saad Sallman Fahad

21 كةلل ةاونصس ة فحشدشلس ض ةاير ة ةو ء ش نفم(س ةلابشلس سم) ةيل كشمل نبمص ةللسر

)الرس��م التش��كيلية الفن��ون دور والنحت( في إنش��اء وتجسيد بعض

أوجه حياة اإلنسان القديمم. شكيبا الشريفية)*(

م. محمود حسين عبد الرحمن حسين)**(

)*( جامعة تبريز / جمهورية إيران اإلسالمية)**( جامع��ة بغداد/مرك��ز بح��وث ومتح��ف التاري��خ

الطبيعي العراقي

مقدمةتع��د الفن��ون التش��كيلية انعكاس��ا طبيعي��ا لحي��اة الش��عوب وأحاسيس��ها، وه��ي بال أدنى ش��ك مظهر من مظاهرها الحياتية الش��عورية ،)Psychology )الس��يكولوجية والنفس��ية وه��ي بذلك نتاج مم��ا يلوح في األذه��ان بدقة ومعب��ر عن��ه بص��ور جميل��ة، أي إنه��ا اللغة المق��روءة والعامل الخطابي بين البش��ر عامة وفي أي مكان وزمان، فال تحتاج إلى اإلسهاب في الش��رح أو التفس��ير، بل هي م��رآة صادقة تتجلى فيها نهضة الش��عوب واألمم وس��جالت ر عن رقي وإنجازات تلك الشعوب، خالدة تفسومكتب��ات صوري��ة تدع��م الباحثين في ش��تى المج��االت، وتت��رك لهم التفاس��ير والتأويالت المتباين��ة مم��ا يدع��م مش��اريعهم البحثي��ة في ميادين العلوم عامتها، فالفنون التشكيلية صور ناطق��ة تعبر عن حياة اإلنس��ان منذ القديم وإلى

اليوم، وتساهم في تكريس ونشر القيم الجمالية والتذوق اإلنس��اني المس��تمد من الحقائق، التي أكدتها الدراس��ات الحديثة ف��ي الفنون بأن بني البشر كلهم لديهم اس��تعدادات فطرية لممارسة

الفنون.

فما انفك��ت الفنون التش��كيلية تش��غل مكانا مرموق��ا ودورا ب��ارزا في اإلس��هامات العديدة لدى الباحثين في ش��تى الميادين، وهذه الدراسة ب��ال مراء تعد واحدة مهمة م��ن تلك الميادين إذ تتس��م األدوار الريادية في حياة اإلنس��ان القديم الت��ي وصلت إلى الحاضر، عن طريق ما تركه ذلك اإلنس��ان من فنون تش��كيلة، كالرس��ومات الت��ي ط��رزت ج��دران الكه��وف والصخ��ور والعظام وس��طوح األوان��ي الفخارية المختلفة، ��مات الفنية وكذل��ك المنحوتات العديدة ذات السالجميل��ة، الت��ي ال تعبر إال عن مح��اكاة حقيقية


لواقع��ه وبيئت��ه التي ترع��رع ونش��أ فيها لكن بأساليبه الخاصة وفق ما يستشعر به.

كان وم��ا زال دور الفنون التش��كيلية مهما للغاية السيما عند الباحثين المختصين بنشاطات اإلنس��ان القديم وأهم مراحل تطوره، وما خلف من مآثر باتت جذورا ومصادرا أساسية ألغلب الدراس��ات، حيث اتفقت اآلراء وأجمعت الكلمة عل��ى أن نش��وء الفنون التش��كيلية منذ أن ظهر اإلنس��ان على سطح هذه األرض يكاد أن يكون عمره��ا مق��رون بعم��ر اإلنس��ان؛ ألن ”الف��ن متالزم مع اإلنسان ويتغير بتغير العصور“)1(، ف��كان يعيش سلس��لة من الصراع��ات المختلفة المفروض��ة علي��ه من الخارج كم��ا يبدو، لذلك تحتم علي��ه أن يصارع الطبيعة بكل ما فيها من مؤث��رات ك�)العواصف والبراكين والفيضانات والحيوان��ات المفترس��ة القاتل��ة(، وم��ن خالل تط��ور حياته نش��أ صراع آخر، بي��د أنه مختلفا ع��ن األول بدون أدنى ش��ك، أال وهو مع أخيه من بني جنس��ه بسبب غياب اإلنسجام والتوازن والنظ��ام واإلجم��اع ف��ي محيط��ه اإلجتماعي المعي��ن، كم��ا أنه يح��دث أيضا نتيج��ة لوجود حاالت م��ن عدم الرضا حول الم��وارد المادية مثل الس��لطة والدخل والملكية وغيرها، من هنا يتجسد للباحث فرضيات متعددة لمشكلة البحث، إذ يمكن صياغتها وبلورتها بش��كل أسئلة، وكما

يأتي:

من هو اإلنسان القديم ؟ما عالقته بيئته ؟

ما هي البيئة ؟ما هو مفهوم الفنون التشكيلية ؟

ما هي أهم فروعها ؟ماذا تتناول ؟

كيفية تجس��يد بع��ض من أوج��ه حياته عن طريق الفنون التشكيلية ؟

وتكم��ن أهمية البح��ث فيما يمك��ن أن تلقيه م��ن أضواء عل��ى دور الفن��ون التش��كيلية في تجس��يد بعض أوج��ه من حياة اإلنس��ان القديم، بينم��ا تركزت أهداف البحث الحالي في إمكانية إبراز دور الفنون التش��كيلية )الرسم والنحت(، في إنشاء وتجسيد بعض أوجه من حياة اإلنسان ا حدوده فحيث أن موضوع الدراس��ة القديم، أمهو: دور الفنون التش��كيلية في إنش��اء وتجسيد بعض من أوجه حياة اإلنس��ان القديم، لذلك فإن الدراسة الحالية تتحدد بموضوعها الذي تدرسه وهو: تجس��يد عن بع��ض أوجه حياة اإلنس��ان القدي��م عن طري��ق الفنون التش��كيلية )الرس��م والنح��ت(، وال يتحدد بزمان أو م��كان إنتاجها أو بشخصية منتجها، وبخصوص المصطلحات تقتضي الضرورة حس��ب منهجي��ة البحوث أن ف معاني المصطلحات التي يجد الباحث أو يعروردت في هذه الدراسة، فيمكن تحديد كلمة الفن فـــي اللغة، الف��ن: واحد الفنون وه��ي األنواع، والف��ن: الح��ال. والف��ن: الضرب من الش��يء، والجمع أفنان وفنون، وهو األفنون. يقال: رعينا فنون النب��ات وأصبنا فن��ون األموال: والرجل يفنن الكالم، أي يش��تق في ف��ن بعد فن، والتفنن

فعلك)2(.

وفـــي االصطـــالح: ه��و التطبي��ق العملي تحققه��ا الت��ي بالوس��ائل العلمي��ة للنظري��ات ويكتس��ب بالدراس��ة والمران��ة. والف��ن جمل��ة الوسائل التي يستخدمها اإلنسان إلثارة المشاعر والعواطف وبخاصة عاطفة الجمال، كالتصوير والموسيقى والشعر، والفن مهارة يحكمها الذوق

والمواهب، وجمعها: فنون)3(.


الشـــكلية في اللغة: الش��كل بالفتح: الش��به والمثل، والجمع أش��كال أو ش��كول وقد تشاكل الش��يآن، وش��اكل كل واح��د منهم��ا صاحب��ه، والش��كل: المثل تقول: هذا على ش��كل هذا، أي على مثال، ومش��اكلة اإلنسان: ش��كله وناحيته وطريقته. وشكل الشيء: تصوره وشكله، وفي حدي��ث اإلمام علي بن أبي طالب )(: ”وأن ال يبي��ع م��ن أوالد نخل هذه الق��رى ودية حتى ل أرضها غراسا، حتى يكثر غراس الدخل تشكفيها غيرها الناظر على غير الصفة التي عرفها

بها فيشكل عليه أمرها“)4(.

��ا في االصطالح: ف��إن النقاد المعاصرين أموضع��وا كلمة )ش��كل( موضع االس��تعمال في أحاديثه��م عن الفن ب��دالالت متنوعة، مما أثار اللب��س بين الناس حول معناه��ا الدقيق، فهي لم تقتصر دالالتها على األشكال فحسب بل شملت فكرة التضميم، واعتبر الطابع التش��كيلي بمثابة العنصر األساس��ي في لوح��ة التصوير بوصفه

صفة لذاتها)5(.

figuratio depiction, الرس��م)6( ��ا أمpicturing, illustration. الرسم في اللغة: األثر. ورس��م الدار: ما كان م��ن آثارها الصقا باألرض. وترسمت الدار: تأملت رسمها. وقال ة: أإن ترس��مت من خرق��اء منزلة ماء ذو الرمس��م: ركية الصباب��ة من عينيك مس��جوم)7(. الرتدفنها األرض واألثر أو بقيته أو ما ال ش��خص له من اآلثار، ج: أرس��م ورسوم. وترسم: نظر ي��ار: عفاها وأبقى أثرها إليها. ورس��م الغيث الدالصق��ا ب��األرض والناقة رس��يما: أث��رت في

األرض)8(.

وفي االصطالح: الرسم عند المنطقيين مقابل ،)complete( للحد، وهو قس��مان: رس��م تام

ورس��م ناق��ص )incomplete(. فالت��ام م��ا والخاص��ة، القري��ب الجن��س م��ن يترك��ب كتعريف اإلنسان بالحيوان الضاحك. والناقص م��ا يكون بالخاص��ة وحدها، أو به��ا وبالجنس البعيد، كتعريف اإلنس��ان بالضاحك أو بالجسم الضاحك، أو بعرضيات تختص جملتها بحقيقة واح��دة كقولنا ف��ي تعريف اإلنس��ان: إنه ماش عل��ى قدميه، عريض األظفار، بادي البش��رة، ��اك بالطب��ع )تعريف��ات مس��تقيم القام��ة، ضحالجرجاني(. والرسم عند األصوليين أخص من الحد، ألنه قس��م منه، وعند الصوفية هو العادة والخلق وصفاته، ألن الرسوم هي اآلثار، وكل ما سوى هللا )( آثار ناشئة عن أفعاله، ويرى فالسفة )البور رويال()9(، أن تعريفات األشياء قس��مان: األول هو الح��د المؤل��ف من الجنس القري��ب والفصل، والثاني هو الرس��م المؤلف م��ن عرضيات تخت��ص بالش��يء وتعين على تميي��زه من غي��ره. والحد أدق من الرس��م)10(. ��ا إجرائيا: هو طريقة علمية تقوم على تمثيل أمالعالق��ات المجردة بأش��كال هندس��ية ومنحنية ومتقاطع��ة تعب��ر عنها تعبيرا حس��يا واضحا، كتمثي��ل بي��ن متغيري��ن أو ظاهرتي��ن بخطوط

منحنية، أو خطوط متكس��رة أو متصلة.

ف البيئة في اللغة: ب��وأ المباءة: منزل تع��رأت من��زال: أي الق��وم ف��ي كل موض��ع. وتب��وأت له أته من��زال وبو نزلت��ه، وأبأته من��زال وبومن��زال: بمعنى، أي هيأته ومكنت له فيه. وأبأت بالم��كان: أقمت به، واس��تباء المنزل: أي اتخذه أ: نزل وأقام. وهو ببيئة سوء – مثال مباءة. وتبو

بيعة: أي بحالة سوء، وإنه لحسن البيئة)11(.

األش��ياء وفي االصطـــالح: ه��ي مجموع والظواهر المحيطة بالفرد، والمؤثرة فيه. تقول


البيئة الطبيعية، أو الخارجية، والبيئة العضوية أو الداخلية، والبيئة اإلجتماعية، والبيئة الفكرية. وه��ي بهذا المعنى تطلق عل��ى الزمان والمكان م��ن جهة ما هما إط��اران محيط��ان بالظواهر الطبيعي��ة. والبيئة مرادف للوس��ط، يقال: فالن

في وسط القوم أي بينهم)12(.

كم��ا يع��رف الصراع فـــي اللغة: صرعه ��راع: صرع��ا، أي: طرح��ه ب��األرض. والصيع، معالجتهما أيهما يصرع صاحبه. ورجل صراع أي: تل��ك صنعت��ه الت��ي يعرف به��ا. وصرش��ديد الصرع وإن لم يكن معروف��ا. وصروع لألق��ران: أي: كثي��ر الصرع له��م. والصراعة رعة: القوم مصدر االصطراع بين القوم، وأصرع��ة: القوم يصرعون م��ن صارع��وا. والص

يصرعون من صارعوا)13(.

وفـــي االصطـــالح: الصراع ف��ي األصل ن��زاع بي��ن ش��خصين يح��اول كل منهم��ا أن يتغل��ب على اآلخر بقوت��ه المادية، كالصراع بي��ن األبط��ال الرياضيي��ن، أو الص��راع بين ال��دول في الح��رب. ويطلق الص��راع مجازا على النزاع بين قوتي��ن معنويتين، تحاول كل منهما أن تحل مح��ل األخرى، كالصراع بين رغبتين، أو نزعتين، أو مبدأين، أو وسيلتين، أو هدفين، أو الصراع بين القوانين. وفي علم النفس، حالة نفس��ية تنشأ عن تصادم النزعات والرغبات المتضادة، في نفس المرء، وتنش��أ ع��ن الحيلولة بين رغبة مكبوت��ة وبين التعبير

عن ذاتها شعوريا)14(.

��ا إجرائيـــا: نتيج��ة حتمي��ة لالخت��الف أمالحاص��ل بين األفكار أو عل��ى الموارد أو حب التسلط، أو فقدان الشيء عند اآلخرين ووجوده عند البع��ض اآلخر مم��ا يولد الغيرة والحس��د

لينتهي بعد ذلك بهذا األمر.

ن��ت هذه الدراس��ة على مقدم��ة وفيها تضمالتعريف بأهمية البح��ث والحاجة إليه، ثم على أهداف البحث وحدوده وتحديد أهم المصطلحات التي وردت في عنوان هذه الدراس��ة. وتضمنت على مباح��ث ثالثة: تطرق المبحث األول على مفهوم الفنون التش��كيلية، والمبحث الثاني على مفه��وم البيئ��ة الطبيعي��ة وعالقتها باإلنس��ان، والمبح��ث الثال��ث صراع اإلنس��ان م��ع أخيه اإلنس��ان. وتنتهي ه��ذه الدراس��ة بالخاتمة التي ن��ت أه��م النتائ��ج الت��ي تمخض��ت عنها تضمواالستنتاجات، ومن ثم أهم المصادر والمراجع

التي وردت فيها.

المبحث األول

اإلنسان)15( القديم وصراعه المستميت مع الطبيعة ومع

أخيه اإلنسانباألنثروبولوجيا المختص��ون العلماء اهتم Anthropology)16(، إذ ح��اول هذا العلم أن يكش��ف ويصنف النواحي الجس��مية التي تميز بها اإلنسان عن بقية المخلوقات التي عاصرته ومنه��ا التي انقرض��ت، وحدد الصف��ات التي تمي��ز األجن��اس البش��رية وكيفي��ة تفاعل تلك األجن��اس م��ع البيئ��ة ليس��تخلص التباي��ن بين مختل��ف الحض��ارات، فهو عل��م يتعدى نطاق الوص��ف اإلحيائي )البيولوج��ي( والحضاري واإلجتماعي ليصل إلى محاولته تحديد القوانين واألنس��اق الت��ي تتحك��م ف��ي بل��ورة وتكوين المجتمع��ات والحضارات اإلنس��انية ونموها. وي��رى المختص��ون ب�)األنثروبولوجي��ا( بأن اإلنس��ان ش��كل في تفاعله مع البيئة واآلخرين تراث��ا حضاري��ا يش��مل كل الجوان��ب المادية


والفكري��ة والروحي��ة والقي��م اإلجتماعية التي تح��دد نظرة اإلنس��ان إلى نفس��ه وإل��ى العالم الخارج��ي؛ لذا يع��د مفهوم الحض��ارة من أهم المفاهي��م ف��ي نط��اق األنثروبولوجي��ا بش��كل

عام)17(.

باألنثروبولوجي��ا المختص��ون اس��تطاع أن يتوصل��وا إل��ى إنج��ازات اإلنس��ان القدي��م الحضاري��ة ف��ي اكتش��اف ط��رق إيج��اد النار وصناعة بعض األدوات التي تساعده في الصيد والدفاع عن نفسه عند الضرورة، كذلك صناعة بعض تقني��ات إنتاج الطعام المتنوعة ومنذ عهد االستكش��افات الكب��رى بالقرن الخامس عش��رتراكمت كميات من المعلومات األنثروبولوجية الت��ي جمعه��ا الرحال��ة ع��ن ش��عوب البل��دان واألقالي��م التي جابوها بعص��ور وأزمان خلت، واستدلوا عن مصادر تلك المعلومات من خالل التحليالت الصورية وما تناقلته األفكار واأللسن

من قصص وحكايات وأساطير)18(.

وت��م االس��تدالل عن اس��تطاعة اإلنس��ان القدي��م أن يط��وع لرغبات��ه وحاجات��ه البيئ��ة ره��ا وجعله��ا أكث��ر الطبيعي��ة فغيره��ا وطومالئم��ة لمعيش��ته فتحق��ق ل��ه االرتق��اء؛ ألن عملي��ة الص��راع م��ع البيئ��ة أوصلت��ه إل��ى االكتش��اف الذي اختزل ل��ه الكثير من جهوده البدني��ة لرف��ع قيمة جهوده الفكري��ة وباألخير قادته إلى االكتش��افات الجديدة التي زادت من تحقيق احتياجات��ه المتنوعة وقللت من متاعبه ووس��عت من تفاعالت��ه مع البيئة نفس��ها ومع األفراد من بني جنس��ه البشري على ما يبدو، وتجل��ت حكم��ت هللا )( في خلقه اإلنس��ان وغرس فيه صفات تب��دو متضادة ومتناقضة، مث��ل صفة الحب م��ع البغ��ض، والخوف مع

الرج��اء، واالتجاه إلى الواق��ع مع االتجاه إلى الخيال، والس��لبية مع اإليجابية.. وغيرها من الصف��ات، وهذه الصفات إذا أعملها اإلنس��ان ف��ي مجالها الصحيح، فإن��ه ال يحدث بينها أي تضاد أو صراع)19(، لكن كما بدا أن اإلنس��ان فقد الكثير م��ن تلك الصفات أبعدته عن هويته اإلنسانية فظهر الصراع اإلنساني على سطح هذه األرض، وسبب الش��رور ومآلها التي ال ت��زال عالقة ومطروح��ة بال ح��ل يجمع عليه الجمي��ع)20(، أصبح الصراع مالزما لإلنس��ان ف��ي أي زمان وم��كان في��كاد أن يكون عمره مقرون بعمر اإلنس��ان حيث كان يعيش سلسلة من الصراع��ات المختلفة المفروضة عليه من الخارج كما يبدو، لذلك تحتم عليه أن يصارع الطبيعة بكل ما فيها من مؤثرات ك�)العواصف والبراكين والفيضانات والحيوانات المفترس��ة القاتل��ة(، فعندم��ا تغضب البراكي��ن وترتجف بإخ��راج غض��ب إيذان��ا وتتص��دع األرض البراكي��ن م��ن باط��ن األرض صع��ودا إل��ى أعال��ي الجبال لتحيل خضرة الجبال الحية إلى حم��رة الحمم الملتهبة المميتة، فتجعل من حياة اإلنسان مس��تحيلة فيها لتجبره على الهرب إن اس��تطاع إل��ى ذلك س��بيال، ت��اركا وراءه من ال يق��در عل��ى المقاومة والصم��ود كاألطفال نه من أنيس والنساء والش��يوخ وكذلك مما دجالحي��وان. واألمر مثله عن��د الفيضانات، لكن في مقارعة أش��د الحيوانات افتراس��ا وأكبرها حجم��ا وأكثره��ا قس��اوة يرى اتحاد اإلنس��ان القدي��م مع أخوته من بني جنس��ه يكون حميما من أجل القضاء على عدوهم المش��ترك طمعا في الحصول على المنفعة المش��تركة كالغذاء والملب��س ودرء الخطر عل��ى األخص األعم. وم��ن خالل تط��ور حياته نش��أ ص��راع آخر


لكن��ه مختل��ف ع��ن األول ب��دون أدنى ش��ك، أال وه��و مع أخيه من بني جنس��ه)21(، بس��بب غياب االنس��جام والتوازن والنظام واإلجماع في محيط��ه اإلجتماعي المعين)22(، كما حدث في أول صراع بش��ري حدث على سطح هذه المعمورة بين ابني آدم )( )قابيل وهابيل(، انته��ى بمقت��ل هابيل على يدي أخي��ه، لماذا ؟ ألن هللا )( تقب��ل قربان هابيل ولم يتقبل من أخي��ه، األمر الذي أثار الغيرة والحس��د فغاب االنس��جام والت��وازن والنظ��ام بينهم��ا ف��كان الص��راع ال��ذي انتهى بموت هابي��ل، كما في عت له نفس��ه قتل أخيه فقتله قوله )(: }فطوفأصب��ح م��ن الخاس��رين{)23(، فطلب��ه ليقتله، ف��راغ )هابيل( منه ف��ي رؤوس الجبال. وأتاه يوما من األيام وه��و يرعى غنما له في جبل، وه��و نائ��م، فرفع صخرة فش��دخ بها رأس��ه، فم��ات، فترك��ه بالع��راء)24(، كما أن��ه يحدث أيض��ا نتيج��ة لوجود حاالت م��ن عدم الرضا ح��ول الموارد المادي��ة مثل الس��لطة والدخل ا المحي��ط اإلجتماعي والملكي��ة أو غيرها. أمالمعني بالصراع فيش��مل كل الجماعات سواء أكانت صغيرة كالجماعات البس��يطة أم كبيرة كالعش��ائر والقبائ��ل والعائ��الت والتجمع��ات الس��كنية في الم��دن وحتى الش��عوب واألمم، والفكرة األس��اس تتجلى في الق��ول إن قضية الص��راع بي��ن المجموعات البش��رية هي في الواق��ع ظاه��رة عضوية في الحياة اإلنس��انية

والعالقات السائدة بينها)25(.

المبحث الثانيمفهوم البيئة الطبيعية

وعالقتها باإلنسانالمفاهي��م ح��ول وتع��ددت اآلراء كث��رت مدل��ول البيئة، حيث ارتبط بنم��ط العالقة بينها وبين مس��تخدميها، فيقال مثال: البيئة الزراعية، والبيئ��ة الصناعي��ة، والبيئة الصحي��ة، والبيئة والسياس��ية، الثقافي��ة، والبيئ��ة اإلجتماعي��ة، أي عالقة نش��اطات بن��ي البش��ر المتعلقة بهذه المجاالت. اشتق مفهومها من المصطلح العلمي )Ecology(، ومعن��اه في اللغ��ة العربية )علم البيئ��ة(، الذي وضع��ه العالم األلماني إرنس��ت Ernst Heinrich Philipp August هيجلHaeckel )1834-1919( م��ن دمج كلمتين يونانيتين األولى: )Oikes(، ومعناها مس��كن، ��ا الثانية فه��ي )Logos(، وتعني العلم، ذلك أمف��ي ع��ام 1866م، ووضع ل��ه التعريف الذي يق��ول: ”هو العلم الذي ي��درس عالقة الكائنات الحية بالوس��ط الذي تعيش فيه، ويهتم هذا العلم بالكائن��ات الحي��ة وتغذيته��ا، وطرق معيش��تها وتواجده��ا في مجتمع��ات أو تجمعات س��كنية أو ش��عوب، كما يتضمن أيضا دراس��ة العوامل غي��ر الحية مث��ل خصائص المن��اخ )الحرارة، الرطوبة، اإلش��عاعات، غازات المياه والهواء( والخصائ��ص الفيزيائي��ة والكيميائي��ة لألرض

والماء والهواء“)26(.

يفه��م من هذا كل��ه بأن مفه��وم البيئة يعني: المكون��ات الطبيعية الت��ي تحويها ه��ذه البيئة، متحدة مع العوام��ل والظروف التي تعيش فيها الموج��ودات األحيائي��ة المختلف��ة التي اس��تدل عنها بوس��اطة الجغرافيا المرتبطة بها ارتباطا وثيق��ا)27(. بي��د أن بعض الباحثين قس��موها إلى قس��مين: أولهم��ا )البيئة الطبيعي��ة(، التي تعني


كاف��ة المظاهر التي تؤثر في اإلنس��ان من دون أن يتدخ��ل ف��ي مف��ردات وجوده��ا، كاألرض اليابس��ة وم��ا تحويه��ا م��ن تضاري��س مختلفة والمياه الواسعة المتمثلة في البحار والمحيطات واألنهار المتنوعة، فض��ال عن وجود الكائنات الحي��ة الموج��ودة فيهم��ا والتي تؤث��ر بصورة مباشرة أو غير مباش��رة في حياة هذا اإلنسان، ا القس��م الثاني منهما )البيئة المشيدة(، وتعني أمكل النظم اإلجتماعية والمؤسس��ات التي شيدها اإلنس��ان منذ فجر التاريخ وإلى اليوم الحاضر، من هنا تنطلق هذه الدراسة وبشيء من التفصيل للوقوف على مآثر اإلنسان الذي أثر وتأثر بالبيئة الطبيعية التي ش��يدها عبر التأريخ، فكانت بيئته الفنية إن صح التعبير. وقد اتخذ اإلنس��ان القديم ومن��ذ فجر التأريخ الكه��وف والمغارات مأوى ل��ه، وهذه المس��اكن كانت وهبتها ل��ه الطبيعة، فهي بدون شك قالع حصينة ضد عاتيات الدهر الصعب��ة المتمثلة في الهوام المفترس��ة وتقلبات المناخ المتعددة على دوام األيام واألعوام، فكان يمارس مهنة صيد الحيوانات المختلفة لسد رمقه من المأكل والملبس، فطرز بذلك أجمل اللوحات الفنية التي باتت بال شك مصادر أساسية للفنون التشكيلية عامة وفرع الرسم خاصة)28(. »حيث عكس اإلنس��ان ما يراه في نفس��ه عل��ى العالم، فحول ظواهر العال��م الطبيعية كصورة محورة

متطاولة لحياة اإلنسان اإلنفعالية«)29(.

اس��تطاع اإلنس��ان وبنعمة خالق��ه )( أن يس��تفيد من مكون��ات الطبيع��ة المختلفة، فقطع األش��جار والصخور ووظفها في إنش��اء األبنية المتنوعة من المعابد والقالع الحربية والقصور، فكان��ت وما زالت بال م��راء أوابد تأريخية عبر العصور)30(، فعالقة هذا اإلنس��ان ببيئته عالقة

وطيدة وأساس بقائه على وجه األرض)31(.

المبحث الثالث مفهوم الفنون التشكيلية

تعد الفنون التش��كيلية)32( واح��دة من أنواع الفنون)33( وفق الدراس��ات اإلنس��انية بجوانبها الفلس��فية والنظرية والتطبيقي��ة المختلفة، ومن أب��رز فروعه��ا الرس��م والنح��ت والفخ��ار أو الخ��زف، ونظ��را لخصوصي��ة البح��ث حول الفنون التش��كيلية س��يتناول الباحث ف��ي حديثه عن هذه الفنون بصفته��ا اللولب)34( الرئيس في هذه الدراس��ة، إذ تعتمد على الرس��الة البصرية ف��ي أدواته��ا وتقنياته��ا ووس��ائطها المختلف��ة، فهي بدون أدنى ش��ك إحدى ض��روب المعرفة اإلنس��انية المحسوس��ة، ذات الصور المتعددة. فه��ي العلم الذي يتضمن االكتش��اف، والتعبير، والتألي��ف لألحداث، والتوثي��ق، وحفظ التاريخ البشري، وأنظمة الحياة السائدة في فترة زمانية ومكاني��ة واصطالحية، وتأريخية محددة. وهي فع��ل اجتماعي يتحدى به الفنان واقعه، ويحفزه للتعبي��ر ع��ن المش��اعر واألف��كار الصادق��ة، والحقيقية الس��يما التي تتضم��ن تحديات ثقافية ومعان��ي لتص��ورات وتخيالت م��ن مضامين الحي��اة اإلجتماعية مكانا وزمانا لفنانين يملكون الموهب��ة والبراع��ة وال��ذوق ف��ي تقدي��م ه��ذه

المفاهيم)35(.

تتن��اول الفن��ون التش��كيلية الواق��ع وإعادة صياغت��ه بصور أخرى جدي��دة يقوم بها الفنان منتج��ا روائع تحمل صفة اإلب��داع، بمعنى أنه ينت��ج العم��ل التش��كيلي، ويقوم ب��دور المدقق والمرآة الفاحصة لمجتمع��ه، وبهذا فهو يبحث عن مظاهر الجم��ال ويحدده، ويترجم الرموز الت��ي تتطلب إدراكا ذهني��ا، إذ يلجأ إلى الصيغ المش��تركة بين��ه وبي��ن المتلق��ي )المش��اهد(،


وتمكنهم��ا م��ن الفه��م المباش��ر للعم��ل الفني المنج��ز؛ ألن��ه يقوم بوض��ع نظم وأس��س لفنه الذي له عوالم تنشأ وتتكون منه، محاوال إيجاد وبق��اء ذلك الفن ف��ي الكون أو الحي��اة اليومية للمجتمع، ألن الفن بال ضير مرتبط باألنش��طة اإلنسانية على إختالف أنواعها. ”إن الفن يثير في المرء ش��عورا سبق أن جربه، إذ يثيره في نفس��ه ثم يعمد إلى نقل هذا الش��عور بوس��اطة الخط��وط واأللوان أو الح��ركات واألصوات، أو األش��كال المعب��ر عنها بالكلم��ات وغيرها، بحي��ث يصبح هذا الش��عور جزءا م��ن تجربة اآلخري��ن“)36( ت��ارة، وت��ارة أخ��رى يك��ون مختل��ف تماما ع��ن تجاربهم، ذل��ك أن الحدث البس��يط يتح��ول إلى حدث آخر مش��وه بمجرد رؤيت��ه، فالجمهور يفكر ع��ن طريق الصور، والصورة)37( المتش��كلة في ذهنه، تثير سلس��لة م��ن الصور األخرى ب��دون أي عالقة منطقية م��ع األول��ى، يب��رز هن��ا دور العق��ل ليوضح بعدمي��ة التماس��ك لمثل ه��ذه الص��ور، إال أن الجمهور ال ي��رى ذلك على ما بدا. فالواقع إنه يخل��ط بين التضخيم ال��ذي يلحقه بالحدث وبين الح��دث ذاته. وبما أنه غير ق��ادر على التمييز بي��ن الذاتي والموضوع��ي فإنه يع��د الصورة الماثلة في خياله بمثابة الواقعية والحقيقية، هذا على الرغم من أنه��ا ذات عالقة بعيدة جدا مع

الواقعة المرئية)38(.

إن نش��وء الصورة الفنية يتم من استحضار للم��دركات الحس��ية عن��د غيابها ع��ن الحواس ويع��رف حينه��ا بالتصور، أي قب��ل أن تصبح الص��ورة أدبي��ة و فني��ة، عل��ى الفن��ان أن يمر ��ي ال��ذي يقصد به األثر بمرحلة اإلدراك الحسالنفس��ي الذي ينشأ مباش��رة من انفعال حاسة أو عضو حاس وهو يعني الفهم أو التعقل بوساطة

الحواس وذلك كإدراك ألوان األش��ياء وأشكالها وأحجامه��ا وأبعادها)39(، الذي ينش��أ عندما يمر الفك��ر بالصور الطبيعية )عن��د الفنان باألخص األعم( التي سبق أن ش��اهدها وانفصل عنها ثم اختزلها في مخيلته، وعند مروره بها يتصفحها

بوساطة البصر)40(.

ينش��أ التص��ور ع��ن طري��ق الم��دركات الحس��ية وهي بدون ش��ك من العمليات العقلية لألفعال الكامنة كما فس��رها »ضمد«، إذ يرى أنه��ا: »العملية العقلية أو ذلك النش��اط العقلي ال��ذي ع��ن طريقه نس��تطيع أن نتع��رف على موضوع��ات العالم الخارجي، وهو اس��تجابة عقلية لمؤثرات حس��ية معينة، كما هو العملية العقلية التي تس��بق السلوك)41( فبدون اإلدراك ال يح��دث الس��لوك؛ ألن الف��رد يتع��رف تبعا لمتطلب��ات الموق��ف ال��ذي يدرك��ه«)42(. من ذل��ك يقوم التصوي��ر في إظه��ار المضمرات العقلي��ة الكامن��ة عند الفن��ان خاصة في صور فني��ة لها أبعاده��ا الجمالية، فالتصوير إذن هو التعبي��ر بالصور عن التجارب الش��عورية)43( التي مر بها الفنان، بحيث ترتس��م أمام القارئ الفن��ان أراد الت��ي الص��ورة المش��اهد( )أو نقله��ا ل��ه وتك��ون أداة التصوير ه��ي األلفاظ والعب��ارات )والخط��وط والرم��وز واأللوان والخام��ات والملمس()44( مم��ا ال يقبل الجدل، س��ها وتظهرها إلى فإن للص��ور عناصر تؤسالوج��ود، منها الخي��ال)45( الكام��ن في ذاكرة الفن��ان المخت��ص بتفس��ير الظواه��ر الجمالية التي تتراكم ف��ي ذهنه والتي تختلف تماما عن الخي��ال الفط��ري الموجود أصال في س��رائر النفس البش��رية عامة، وأب��رز وظائف خيال الفنان المبدع ينش��ئ الصور الجميلة مستعمال بذلك االستعارة والتشبيه، وبهذا المعنى يكون


الخي��ال جوهر الفن��ون واآلداب بال مراء)46(، والس��بب ف��ي ذلك راج��ع إلى امت��الك الفنان الملكة العقلية المتميزة والنفس��ية الحالمة التي تجعل��ه أن يتخطى الرؤيا البصرية المباش��رة إل��ى رؤيا ش��عرية بأحاس��يس خاص��ة يؤهل والدته��ا التخي��ل. والتخي��ل هو عملي��ة ذهنية يت��م من خالله��ا معالجة الصورة المحسوس��ة تق��ود األفراد وفي األخص األع��م الفنانين في رح��الت متخيلة عب��ر عقولهم، ويس��تجيبون لهذه األخيلة بوس��اطة ص��ور عقلية، فبعضهم يقترح أخيلة معينة تس��اهم بش��ك أو بآخر في رف��د مش��روعه البحث��ي النظ��ري أو العملي كم��ا عند األديب أو الفن��ان، ومن تلك األخيلة الول��وج ف��ي أعم��اق التاري��خ للوص��ول إلى حياة اإلنس��ان القديم وتفس��ير البيئ��ة الطبيعية الت��ي احتضنته، ويق��وم العق��ل المتخيل بخلق الظ��روف التي تتفق مع هذا المغزى. وتش��ير التخي��الت المس��تعملة كم��ا تب��دو ف��ي التعليم بأنه��ا تس��اعد على تس��ريع اإلتق��ان المعرفي وتوس��يعه، وذلك باس��تعمال التالميذ نشاطات التخي��ل في زي��ادة معرفتهم بالم��واد المعرفية التقني��ة والمه��ارات األس��اس والمواضي��ع واليدوي��ة والمفاهيم، إذ إنها تعمل على تعميق النمو االنفعالي والوعي بالحياة الداخلية حيث تنم��و اتجاه��ات المتعلمين وميوله��م الفطرية التي يرغبوا في ممارس��تها. كذلك فاس��تعمال التخيل في حياة اإلنسان له فوائد كثيرة، أهمها أن االس��ترخاء ف��ي التعلم يس��اعد على تدفق ��ط الجه��از العصبي الطاق��ة إلى الدماغ وينشوبدوره يس��هل من عملي��ة التفكير، ويزيد من معرفة الفرد باألش��ياء من حوله، واس��تعمال ��ع قدرة الدماغ عن طريق تمارين التخيل يوستطوير وتحس��ين األش��كال الطبيعية للغته)47(،

عل��ى أن تكم��ن قدرة وقوة الخي��ال فيما يحقق من أثر نفس��ي ش��ديد في المش��اهد سواء أكان س��لبيا أم إيجابي��ا كون��ه مطابق��ا للحقيق��ة أو يخالفه��ا، فعل��ى س��بيل المث��ال ال الحصر أن رس��وم الكه��وف ال تعد فيها م��ادة بالرغم من وجوده��ا، بل ما يقع في المادة من التخيل)48(، وهذه الرس��وم لم تكن للمتعة الجمالية فحسب، بل كان��ت ذات مغزى رمزي س��حري لتمكن اإلنس��ان القديم من الس��يطرة على الحيوانات المتوحش��ة مصدر قوته اإلقتص��ادي والتغلب ��ه إلى أحد عليه��ا، فعندم��ا يرس��م س��هم موجالحيوان��ات كأنم��ا يوجه��ه له��ا ف��ي الحقيقة، فه��ذه األش��كال هي تعبي��را محاكيا ألش��كالها ف��ي الواق��ع، أي تحولت إلى لغ��ة رمزية)49(. وتعد هذه الرس��وم نوعا من التدوين السحري عل��ى أقرب م��ا يك��ون)50(، وبعده��ا تحولت تل��ك الصور المرس��ومة ذات الطابع الرمزي التجري��دي إل��ى نوع م��ن التعبير ع��ن الكالم بالص��ورة المجردة)51(، وأضاف الفنان األول الحيواني��ة والعناص��ر المتقاطع��ة الخط��وط المحورة كأنها في حالة حركة)52( فوق سطوح بعض األعمال الفنية التي نفذها، سواء أكانت وظيفية أم دينية كم��ا في الفخار)53(، وبعضها احتوت على أس��ماك وطي��ور وعقارب وأيل وفي بعض األحيان أش��كال آدمية مبسطة)54(، بأش��كالها التش��كيلية الفني��ة األعم��ال فتل��ك المختلفة تب��دو خالصة لخب��رة ومهارة عالية الدق��ة، أو ش��اهدة على أس��رار مجتم��ع بكل

أنماطه الثقافية واألخالقية)55(.


الخاتمةبعد اس��تيفاء معالم خطة هذه الدراس��ة يبدو أن المس��احة التي ش��غلتها الفنون التشكيلية في حياة اإلنسان فتحت آفاقا كبرى للتساؤالت حول مفه��وم الفنون التش��كيلية، وكيفي��ة توظيفها في تجس��يد حياة اإلنسان القديم الذي تعالق مع بيئته اإلجتماعي��ة والطبيعي��ة، حاولت هذه الدراس��ة اإلجاب��ة عنها، ومن خاللها تم اس��تنباط النتائج

التالية:

ظهر ب��أن الفنون التش��كيلية هي واحدة من ضروب المعرفة اإلنسانية المحسوسة، وبصور متعددة، فهي علم يتضمن االكتش��اف، والتأليف لألح��داث، والتعبير، والتوثي��ق، وحفظ تاريخ اإلنس��ان من الضياع واالندثار بفعل الزمان أو اإلنس��ان نفس��ه، وأنها فعل اجتماع��ي يعبر بها الفن��ان عن واقع��ه، ويعالج هموم��ه ومنجزاته وتعد س��جال مرئيا له يمكن الرجوع إليه في أي

زمان ومكان.

للفن��ون التش��كيلية روافد وف��روع متعددة، أهمها الرس��م والنح��ت، ركز الباح��ث عليهما لخصوصيتهم��ا ف��ي ه��ذه الدراس��ة عل��ى أن

المفاضلة األكثر كانت للرسم.

تناولت الفنون التش��كيلية نشاطات اإلنسان عبر مراحل حياته اليومية ما كان منها الخاصة )الفردي��ة( والعامة )الجماعية(، وعالقته بالبيئة

المحيطة به.

ظهر بأن اإلنس��ان القديم عاش في الكهوف أول األم��ر كمس��كن له م��ارس فيها نش��اطاته الفني��ة، ثم انتقل إل��ى الوديان بحث��ا عن الكأل، واكتشف النار وبدأ في صناعة الفخار المختلف

األنواع.

ظهر أن عالقة اإلنس��ان ببيئت��ه التي يعيش ف��ي أكنافها عالق��ة متناوبة بين الحن��ان المفيد باس��تغالل وس��ائل عيش��ه منها، والقس��وة من خالل الصراعات المتنوعة بين وحوش��ها وبين اإلنس��ان نفس��ه تارة وبينه وبين تقلباتها القاسية كالبراكين والعواصف والفيضانات تارة أخرى.

ظهر بإمكانية تجس��يد بعض من أوجه حياة اإلنس��ان القديم عن طريق الفنون التشكيلية من خالل فرعيها الرسم والنحت، ومن تلك الوجوه كصراع اإلنس��ان م��ع الطبيعة وم��ع الوحوش

ومع أخيه اإلنسان.

االستنتاجاتتحقق الفنون التشكيلية رؤية جمالية، تعتمد لة في صورة على االس��تجابات المرئية المتشك

العمل المنجز البصري.

تعتم��د القي��م البنائية ف��ي تكوين��ات الفنون التش��كيلية عل��ى طبيع��ة عمل الل��ون، والخط،

والحركة، والشكلية.

ته��دف الفنون التش��كيلية إل��ى تحقيق رؤية ��ل م��ن م��دى االرتب��اط بالواقع بصري��ة، تفعالالمرئي المتمثل بالحياة التي عاش��ها اإلنس��ان

القديم في العصور الموغلة بالقدم.

س��ادت القس��وة والش��دة في حياة اإلنس��ان القديم.

تمكن اإلنس��ان القديم من تطويع البيئة لس��د مآربه واحتياجاته منها.


التوصياتأهمي��ة تدري��س نظريات الفنون التش��كيلية وفروعه��ا بمرك��ز بح��وث ومتح��ف التاري��خ الطبيع��ي العراقي التابع لجامعة بغ��داد؛ لما له من أهمية ف��ي فهم الفنون التش��كيلية وفروعها وفهم ما يهدف من وراء اللوحة المرس��ومة من رسائل مرئية واضحة، والذي ينعكس باإليجاب على دراسة العمق الفكري للفنون التشكيلية كي تنق��ل أبعاد هذا الفن بمفاهيم��ه الفكرية والثقافية لعرض األعمال الفنية ذات األش��كال والرموز تس��اهم م��ن قريب أو بعي��د في إحي��اء التراث اإلنس��اني والحض��اري والتاريخ��ي عل��ى حد س��واء، وتكن موضوعات وعنوانات بارزة في قاعة معروضات مركز بحوث ومتحف التاريخ

الطبيعي العراقي.

إج��راء المزي��د من البح��وث الت��ي تتناول المفاهي��م األخالقية والمعايير الجمالية في فنون الحضارات اإلنس��انية، واالهتمام بإنشاء أعمال تش��كيلية داخل حدائق متح��ف التاريخ الطبيعي د أهم النماذج والمفردات التي دخلت تحت تجسمظلة التاريخ الطبيعي العراقي، وتمثل جزء من التراث المحلي كالنواعير واألهوار وش��الالت ق ش��مال العراق الجميل برؤي��ة تصميمية تعمالش��عور باالنتماء للوطن، واألخ��ذ باحتياجات المواطن العقلية فيما يتعلق بما يقدمه المكان من س ذلك خدم��ة وقيمة جمالية من ش��أنها أن تكراالنتماء وتستنهض الشعور الخفي للفرد باتجاه

وطنه.

إنش��اء عم��ل فني تش��كيلي يمثل من رس��م ونح��ت )كوالج(، يمثل صراع اإلنس��ان القديم مع حيوان الماموث Mammoth، حيث يتجمع أفراد من اإلنس��ان القديم حول حيوان الماموث

الذي وقع في الفخ القاتل من قبل غريمه اإلنسان إذ أثخنته الجراح المختلفة المتس��ببة من طعنات األدوات الجارح��ة المتتالي��ة ف��ي جمي��ع أنحاء

جسمه.

إنش��اء عم��ل فن��ي تش��كيلي يمث��ل صراع اإلنس��ان القديم مع الطبيعة القاس��ية كالبراكين والفيضان��ات الجارف��ة، وما آل��ت إليه األمطار والحمم البركانية من مآثر مريبة ومحزنة بحق اإلنسان القديم والنبات والحيوان على حد سواء.

إنش��اء عم��ل فن��ي تش��كيلي يمث��ل صراع اإلنس��ان القديم مع أخيه من بني جنس��ه، حيث فتفت��ك أخ��رى مجموع��ة مجموع��ة تهاج��م بالمجموعة األولى تاركة الصرعى منهم وتقييد األس��رى وس��بي النس��اء، وغنم ما موجود من

النعم.


الهوامش)1( هونغ، رينيه، الفن.. تأويله وس��بيله، ترجمة: صالح يرمده، )دمش��ق، وزارة الثقافة واإلرش��اد القومي،

1978(، ج1، ص14.

د بن مكرم )2( ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمبن علي ب��ن أحمد األنص��اري الخزرجي اإلفريقي )ت711ه�/1311م( لس��ان العرب، )القاهرة، دار

المعارف، د.ت.(، ج11، ص231.

)3( أني��س، إبراهي��م وآخرون، المعجم الوس��يط، ط 2، )القاه��رة، دار إحي��اء التراث العرب��ي، 1973م(،

ص703.

)4( ابن منظور، لس��ان العرب، ج11، ص356؛ كذلك ينظ��ر: محمد محي الدين عبد الحمي��د، المختار من صح��اح اللغ��ة، ط5، )القاهرة، مطبعة االس��تقامة،

د.ت.(، ص273.

)5( فيت��ورى، ليونللو، كيف نفهم التصوير من جيتو إلى ش��اجال، ترجمة: محمد عزت مصطفى، )القاهرة،

دار الكتاب العربي، 1967(، ص32.

)6( قاموس المح��دث.. قاموس إنكليزي – عربي، ج1، ص5370.

)7( الجوهري، إسماعيل بن حماد )ت393ه�/1003م(، الصح��اح.. ت��اج اللغة وصح��اح العربي��ة، تحقيق: أحم��د عبد الغفور عط��ار، ط4، )بيروت، دار العلم

للماليين، 1990م(، ج6، ص210.

د بن يعقوب الفيروز مجد الدين )8( الفيروز آبادي، محم)ت1414ه�/1994م(، القاموس المحيط، )القاهرة،

دار الحديث، د.ت.(، ج1، ص1438.

)9( كان دي��را للنس��اء يق��ع عل��ى بع��د )27( كم غربي ��س عام )1204م(، تبع البندكتيين أوال، باريس، أسثم أش��رف عليه الستسرس��يون، وفي عام )1608( أخذت رئيس��ته الراهب��ة أنجليك آرن��و في إصالحه عم��ال بنصيحة القديس فرانس��وا دي س��ال، وبعثت روحا قوية بين الراهبات، وأصبحت تدعو إلصالح األدي��رة المختلفة في جميع أنحاء فرنس��ا. وفي عام

)1626( نق��ل بس��بب س��وء المن��اخ إل��ى باريس، وأطل��ق على الدير القديم »بور رويال دي ش��ان«، أي ب��ور روي��ال الريف��ي، ف��ي حين ع��رف الجديد باس��م »بور روي��ال باريس«. وتح��ت تأثير »جان دوفيرجيي��ه دي هوران« أصبح ه��ذا الدير المركز األساس��ي لمذه��ب »الجانس��ينية«، واتخ��ذه بعض الرجال مقرا لهم، وفتحت فيه مدرس��ة لألطفال عام مت هذه »المدارس الصغيرة« التي )1638(، ثم عمصادفت نجاحا كبيرا، وتربى فيها كثير من مشاهير الفرنسيين، وامتازت بطريقة جديدة: تتجنب العقاب البدني وتعول على الوسائل الطبيعية، معتبرة التعليم وس��يلة ال غاية. ووضعت لها كنيسة مدرسية خاصة أح��رزت ش��هرة كبيرة، وس��ادها ج��و ديني خاص امت��ازت به الجانس��ينية، وعم الكاثوليكية الفرنس��ية التي أصبحت غير متحمس��ة للباب��ا في القرن الثامن عش��ر، فلم تلب��ث الكنيس��ة أن ناهضت الجانس��ينية كلها، ون��ال بور رويال من ذل��ك حظه، فأغلق عام )1710(. ينظ��ر: الموس��وعة العربي��ة الميس��رة،

.1965

)10( صليب��ا، جميل، المعجم الفلس��في )باأللفاظ العربية والفرنس��ية واإلنكليزية والالتيني��ة(، )بيروت، دار

الكتاب اللبناني، 1982م(، ج1، ص615.

)577-650ه��/1181-1252م(: الصاغان��ي )11(د بن الحس��ن ب��ن حي��در العدوي الحس��ن ب��ن محمالعمري الصاغاني، العباب الزاخر واللباب الفاخر، رض��ي الدي��ن: أعلم أهل عصره ف��ي اللغة، ولد في اله��ور في )الهن��د( ونش��أ بغزنة )من بالد الس��ند(

ودخل بغداد، ورحل إلى اليمن، وتوفي في بغداد.

)12( صليب��ا، جمي��ل، المعجم الفلس��في الصغير، ط1، )بي��روت، دار الكتاب اللبناني، 1982م(، ج1، ص

ص221-220.

)13( الفراهي��دي، أب��و عب��د الرحمن الخلي��ل بن أحمد )ت170ه��/786م(، كت��اب العي��ن، تحقيق: مهدي المخزوم��ي وإبراهي��م الس��امرائي، )القاه��رة، دار

ومكتبة الهالل، د.ت.( ج1، ص299.

)14( صليبا، المعجم الفلسفي، ج1، ص725.


)15( اإلنسان: جمع: أناسي وأناسية وأناس. هو المخلوق ر )للمذكر والمؤنث(. الذي ارتقى وس��ما الحي المفكف��ي تفكي��ره وأخالق��ه.. مس��عود، جب��ران، الرائ��د )معجم لغوي(، ط7، )بي��روت، دار العلم للماليين،

1992م(، ص138.

)16( األنثروبولوجي��ا: ه��ي دراس��ة األصول البش��رية وتصنيفها ودراس��ة حياة الش��عوب التي تعرف باسم الش��عوب البدائية. محمد الحسن، إحسان، موسوعة علم اإلجتماع، )بيروت، الدار العربية للموسوعات،

د.ت.(، ص96.

)17( األخ��رس، محمد صف��وح، األنثروبولوجيا وتنمية الس��ورية، الثقاف��ة المجتمع��ات، )دمش��ق، وزارة

2001(، ص26.

)18( إحسان، موسوعة علم اإلجتماع، ص96.

)19( مك��ي، أبو زيد محمد بن محم��د، ظاهرة الصراع في الفكر الغربي بين الفردية والجماعية.. دراس��ات نقدي��ة، ط1، )ج��دة، مرك��ز التأصي��ل للدراس��ات

والبحوث، 1429ه�/2008م(، ص5.

)20( س��عادة، رضا، مشكلة الصراع بين الفلسفة والدين )م��ن الغزالي وابن رش��د إلى الطوس��ي والخواجه زاده(، ط1، )دار الفكر اللبناني، بيروت، 1990م(،

ص59.

)21( الداه��ري، صال��ح حس��ن، الش��خصية والصح��ة النفسية، )بغداد، جامعة بغداد، 1999(، ص41.

)22( http://www.lawoflibya.com/forum/f26/

)23( سورة المائدة، اآلية: 30.

البك��ري عبي��د ب��ن الوزي��ر األونب��ي، )24()ت487ه�/1094م(، س��مط الآللئ في شرح أمالي القالي مع ذيله، تحقيق: عبد العزيز الميمني، )الهند، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1354ه�/1936م(،

مج5، سورة المائدة، ص88.

)25( المصدر نفس��ه؛ كذلك ينظر: الداهري، الشخصية والصحة النفسية، ص41.

)26( https://www.ixwebhosting.com/templates/

ix/v2/affiliate/clickthru.cgi?id=qlaith

)27( عامر، محمود علي، أساليب تعليم وتعلم الجغرافيا، )القاهرة، مكتبة اإلخالص، 1999م(، ص25.

)28( يونان، رمس��يس، دراس��ات في الف��ن، )القاهرة، والنش��ر، للتألي��ف العام��ة المصري��ة المؤسس��ة

1969م(، ص194.

)29( الكيالن��ي، ش��مس الدين، م��ن الع��ود األبدي إلى الوعي التاريخي: األس��طورة. الدي��ن. اآليدولوجيا. العل��م، ط1، )بيروت، دار الكن��وز األدبية، د.ت.(،

ص10.

)30( واط، مونتغم��ري، تأثير اإلس��الم على أوروبا في العصور الوس��طى، ترجمة: ع��ادل نجم عبو، ط1،

)1402ه�/1982م(، ص18.

)31( الجميلي، الس��يد، اإلس��الم والبيئة.. دراسة علمية إسالمية طبية، )القاهرة، مركز الكتاب للنشر، ط1،

1417ه�/1997م(، ص14.

ى أيضا: الفنون البصرية، ألنها تستقبل عن )32( وتس��مطريق الرؤية البصرية. ويمكن التعرف على نواحي الجمال فيها وتذوقها من خالل المشاهدة دون الحاجة

إلى وسيط.

ع��ام ف��ي ظه��ر ذات��ه المصطل��ح )33(وتم��ت beaux arts 1767م وأصله الفرنس��ي ترجمت��ه حرفيا للغ��ات العال��م. ويتم اإلش��ارة بهذا المصطل��ح إلى الفنون التي ترتب��ط بالجمال والحس المره��ف الالزم لتذوقه��ا. عند بدء اس��تخدامه كان يس��تخدم في وصف عدد مح��دود من الفنون المرئية كالنحت والطباعة وبشكل أساسي الرسم. عند النظر إل��ى كلي��ات الفن��ون الجميل��ة الموج��ودة في مصر كمثال، نجد أنها أقس��ام الديكور والعمارة والتصوير بش��عبتيه الج��داري والزيت��ي وقس��م التصميم��ات المطبوع��ة وقس��م النحت. فيم تعتب��ر مثال في الدول الغربي��ة العمارة ليس��ت من ضمن الفن��ون الجميلة وتك��ون ف��ي أكاديمي��ة متخصصة عل��ى الرغم من وجوده��ا عل��ى قمة الفن��ون واعتباره��ا الفن األول قبل المس��رح، ولكنها تعتبر ف��ن تطبيقي منه جميل.


وتجدر بنا اإلشارة هنا لتصنيف الفنون السبعة لكونه التصنيف األكثر كماال ف��ي مجال تصنيفات الفنون. لمزي��د م��ن التفاصيل، ينظ��ر الموق��ع اإللكتروني:

http://ar.wikipedia.org/wiki

)34( لول��ب: التهذيب في الثنائي ف��ي آخر ترجمة لبب: ويق��ال للم��اء الكثي��ر يحمل من��ه المفتخ ما يس��عه، فيضي��ق صنب��وره عنه م��ن كثرته، فيس��تدير الماء عن��د فم��ه، ويصير كأن��ه بلبل آنية: لول��ب؛ قال أبو ب، غير أن أهل منصور: وال أدري أعربي، أم معرالعراق ولعوا باستعمال اللولب. وقال الجوهري في ا المرود ونحوه فهو الملولب، على ترجمة لوب: وأممفوعل، وقال في ترجمة فولف: ومما جاء على بناء فولف: لولب الماء. ابن منظور، لسان العرب، مادة:

)لولب(.

)35( خلي��ل، مع��ن، عل��م اجتم��اع الفن، )عم��ان، دار الشروق للنشر والتوزيع، 2000م(، ص142.

)36( نوبل��ر، ناث��ان نوبل��ر، حوار الرؤي��ة.. مدخل إلى تذوق الفن والتجربة الجمالية، ترجمة: فخري خليل،

)بغداد، دار المأمون، 1987م(، ص ص34-33.

)37( الص��ورة: جمع صور عند أرس��طو، تقابل المادة، وتقابل على ما به وجود الش��يء أو حقيقته أو كماله، وعند كانط صورة المعرفة، هي المبادئ األولية التي تتشكل بها مادة المعرفة، وفي المعرفة، الصورة هي الش��يء الذي تدركه النفس الباطن��ة والحس الظاهر مع��ا، لك��ن الحس الظاهر ي��درك أوال وي��ؤدي إلى النف��س. ينظر: العاليلي، الش��يخ عب��د هللا، الصحاح ف��ي اللغة والعلوم، )بيروت، دار الحضارة العربية،

1974م(، ص744.

)38( لوبون، غوستاف، سيكولوجية الجماهير، ترجمة: هاشم صالح، )لندن، دار الساقي، 1991م(، ص67، نق��ال عن: إبراهي��م، فؤاد، ثقافة الص��ورة.. التحدي واالستجابة، شبكة العراق الثقافية، 2008/3/21م،

على الموقع اإللكتروني:

http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=39498

)39( عتي��ق، عب��د العزي��ز، ف��ي النق��د األدب��ي، ط2، )بيروت، دار النهضة العربية، 1972م(، ص68.

)40( الخال��دي، ص��الح عب��د الفتاح، نظري��ة التصوير الفني عند س��يد قطب، )الجزائر، ش��ركة الش��هاب،

1988م(، ص74.

)41( الس��لوك بصفة عامة، حيث ي��رى أحد الكتاب بأنه مجموعة من األفعال والتصرفات والتغيرات وغير ذلك من األنش��طة التي يمارسها اإلنسان داخل البيئة الت��ي يعيش فيها، بقص��د تحقيق حاجات��ه ورغباته. النمر، سعود بن محمد، السلوك اإلدارة، )الرياض،

مكتبة جرير، 1990(، ص12.

)42( ضم��د، عبد الس��تار جب��ار، فس��يولوجيا القدرات العقلي��ة ف��ي الرياض��ة، ط1، )دمش��ق، دار الفك��ر ص21؛ ،)2000 والتوزي��ع، والنش��ر للطباع��ة ش��معون، محمد العربي، التدريب العقلي في المجال الرياض��ي، )جامع��ة حل��وان، دار الفك��ر العربي،

1996م(، ص123.

)43( الشعور: هو الوعي المصاحب لفعاليات الذات، أي إدراك الذات لذاتها. ويترتب عن ذلك أن س��لوكياتنا

قابلة للفهم واإلدراك.

)44( الخال��دي، نظرية التصوير الفني عند س��يد قطب، ص77.

)45( اتف��ق معظ��م الباحثين عل��ى تعريف الخي��ال بأنه المعالجة الذهنية للصور الحسية، وبخاصة في حالة غي��اب المصدر الحس��ي األصلي. ينظ��ر: حنورة، مصري عبد الحميد، ما هو الخيال، مس��تقبل التربية ص271. 1996م، الخام��س، الع��دد العربي��ة، يرى برونوفس��كي أن الخيال معن��اه تكوين الصور وتحريكه��ا وتحويلها داخل عقل المرء للوصول إلى تنظيمات جديدة. واعتبر الخيال أنه الجذر المش��ترك الذي ينبثق منه العلم والفن معا وينموان ويزدهران، ينظر: عبد الحميد، ش��اكر، الصور العقلية والخيال اإلبداع، علم النفس الع��ام، )القاهرة، مكتبة غريب، 1990م(، ص646. كذل��ك يمك��ن تحدي��د مفه��وم الخيال على أنه نش��اط عقلي متمثل في تصور أشياء غير موجودة، اس��تنادا إلى الخب��رات الماضية التي


��ن الحاضر م��ن ش��أنها أن توضح الماض��ي وتحسوتط��ور المس��تقبل ل��ذا فهو يتن��اول كافة األنش��طة الفكرية لإلنس��ان، ينظر: نش��وان، يعقوب حس��ين، الخي��ال العلمي لدى أطف��ال دول الخلي��ج العربية.. دراس��ة ميداني��ة، )الرياض، مكتب��ة التربية العربي ل��دول الخلي��ج، 1993م(، ص17؛ عصفور، جابر أحمد، الصورة الفني��ة في التراث النقدي والبالغي، )القاه��رة، دار الثقافة للطباعة والنش��ر، 1974م(،

ص18.

)46( دهم��ان، أحم��د علي، الص��ورة البالغية عند عبد وتطبيق��ا، 1986م، منهج��ا الجرجان��ي.. القاه��ر

ص145.

)47( جاليي��ن، بفرل��ي، بصيرة العق��ل: التعلم من خالل التخي��ل.. التخي��الت الموجه��ة للن��اس م��ن جمي��ع األعم��ار، ترجم��ة: خلي��ل يوس��ف الخليل وش��فيق ان، معهد التربية، منشورات اليونسكو، عالونة، )عم

1993م(، ص63.

)48( القرطاجن��ي، أبو الحس��ن ح��ازم، منه��اج البلغاء وس��راج األدب��اء، تحقي��ق: الدكت��ور الحبي��ب اب��ن الخوجة، )تون��س، الدار العربية للكتاب، 2008م(،

ص89.

)49( حس��ن، على عبد القادر، إنسان الكهوف.. حضارة الع��راق، )بغ��داد، دار الحرية للطباع��ة، 1985(، ج1، ص82؛ كذل��ك ينظ��ر: ري��د، هرب��رت، الفن والمجتم��ع، ترجمة: فارس مني��ر ظاهر، )بيروت، دار القل��م، 1975(، ص ص21-22؛ بقاعين، حنا، كتابة الصورة، مجلة المورد )عدد خاص(، مج:29، ع1، دار الش��ؤون الثقافية العامة، 2001، ص15؛ عالم، نعمت إسماعيل، فنون الشرق األوسط والعالم

القديم، )القاهرة، دار المعارف، 1975(، ص21.

)50( آل س��عيد، ش��اكر حس��ن، األص��ول الحضاري��ة والجمالية للخط العربي، ط1، )بغداد، دار الش��ؤون

الثقافية العامة، 1988م(، ص59.

)51( المص��رف، ناج��ي زي��ن الدين، موس��وعة الخط العرب��ي، )بغ��داد، دار الحرية للطباع��ة، 1984(،

ج1-2، ص48.

)52( نخب��ة من الباحثي��ن العراقيين، حض��ارة العراق، )بغ��داد، دار الحرية للطباع��ة، 1985(، ج3، ص ص15-16. سوسه، أحمد، حضارة وادي الرافدين بي��ن الس��اميين والس��ومريين، )بغ��داد، دار الحرية للطباع��ة، 1980(، ص85. كذل��ك ينظ��ر: ب��ارو، أندريه، بالد آش��ور، ترجمة وتعليق: عيسى سلمان وس��ليم طه التكريتي، )بغداد، دار الرش��يد للنش��ر،

1980(، ص254.

)53( باق��ر، طه، مقدمة في تاري��خ الحضارات القديمة، ط2، )الكوي��ت، مكتب��ة دار البي��ان، 1973(، ج1،

ص219.

)54( عكاشة، ثروت، تاريخ الفن.. الفن العراقي القديم، )بي��روت، المؤسس��ة العربية للدراس��ات والنش��ر،

د.ت.(، ص92.

)55( اليفي، محمد بن س��عيد، سوس��يولوجيا الفن، ط3، )تون��س، دار ابن خلدون للطباعة والنش��ر، د.ت.(،

ص16.


Abstract

Fine Art of Drawing and Sculpture important roles

in human life since ancient times to today, which is no doubt part of the culture and daily practices. The important communication elements as it is part of the environment in which man lives an intellectual activity and the idea of it the essence of the artwork can be achieved directly self-road as it does artists and by virtue of the accumulation in the minds of the process over time information they can communicate their ideas to others in any way find him appropriate at that moment, or any period of time, and depending on the circumstances and possibilities, needs and needs-based, and to have the capacity to blow the potential to achieve their messages. Including respect of

certain aspects of the old man’s life and which was suffering from the rigors of the environment and the environment in which harboring conflicts bitter Sometimes they have with the animal and sometimes with Nature and the other with his fellow man, appeared in this study, the possibility of the embodiment of those aspects of the old man’s life through the leading role of Fine Arts of mediated by two branches of its subsidiaries )painting and sculpture( in particular.

The Role of Plastic Art (Drawing & Sculpturing) to concert some faces of ancient man’s life

Lect. Shakiba al-Sharifia

Lect. Mahmoud Abd al-Rahman

37 نةت ص ة ندمسشلر ة اشل لا د للمب الا سماسا ةمو او ضاأأاأل/وأاالء

األوزان واألكايي��ل الطبية من كت��اب أق�راباذين العنتري )ت580ه�/1184م(

دراسة وتحقيق: أ.م.د. محمد حسن سهيل)*(

أ.م.د. عبد الناصر عبد الرحمن إسماعيل)**(

)*(،)**( الجامعة المستنصرية / كلية التربية األساسية.

المقدمةإن تاري��خ الصيدل��ة ومهن��ة الطب قد بدأت ف��ي المعابد م��ن خالل رج��ال المعب��د وكهنته ف��ي حض��ارة الرافدي��ن القديم��ة، وكان عالج المرضى ق��د ابتدأ أول األم��ر بالتعاويذ الدينية وبع��ض الوصفات الطبية الت��ي هي عبارة عن

أعشاب طبية.

كان التخص��ص ف��ي الصيدلة ق��د ظهر في مدينة بغ��داد خالل العصر العباس��ي في القرن الثاني الهجري، ثم انتش��رت تدريجيا في أوربا

تحت اسم الكيمياء والكيميائيين.

لق��د عرف التداوي باألدوية عند المس��لمين وجذوره��ا، وبذوره��ا النبات��ات بزه��ور فاس��تعملوها لمعالجة األم��راض المختلفة مثال الثوم لمعالجة أمراض المعدة والديدان، والحلبة لمعالج��ة أم��راض الرب��و والس��عال، والبصل

لمعالجة أمراض الصدر.. وغيرها كثير.

وق��د وردت كثير م��ن النبات��ات الطبية في األحادي��ث النبوي��ة في مجال الع��الج وصناعة الدواء، مثل التمر والخردل والحنظل والسمسم والشعير وغيرها، لقد بدأت التجارب الطبية في علم الصيدلة لدى المس��لمين من��ذ القرن الثاني الهج��ري / الثام��ن المي��الدي، فكان��ت معرفة

الكيمياء أساسية في البحوث الصيدلية.

وقد أكد المستش��رق الفرنس��ي مارس��يالن Pierre Eugène Marcellin برتل��و كتاب��ه ف��ي )1907-1827( Berthelot)الكيمي��اء ف��ي الق��رون الوس��طى( أن غاية ما وصل إليه العقل اإلنس��اني ف��ي االبتكار كانت لدى العرب المس��لمين من خالل كتب جابر بن حيان )ت200ه�/815م( في الكيمياء، وأن كل

من اشتغل بهذا العلم بعده كانوا عالة عليه.

م��ن األدوي��ة صناع��ة ازده��رت لق��د األعش��اب والتي ق��د بدأت في العص��ر األموي تطورا وتطورت )41-132ه��/661-749م(


كبي��را ف��ي العص��ر العباس��ي الس��يما في عهد الخليف��ة المعتص��م )ت227ه��/841م(، وذلك عندم��ا ف��رض على األطب��اء والصيادل��ة تأدية اختب��ار قب��ل ممارس��ة المهنة، وكان ذلك س��نة )221ه��/836م(، وتطور األم��ر إلى خضوع الصيادلة إلش��راف المحتس��ب الذي كان يحلف األطباء والصيادلة قسم المهنة، وهو أن ال يعطوا ا، وال يضعوا بوا له س��م أح��دا دواء مرا وال يركالتمائم عند أحد من العامة وال يصفوا للنساء دواء إلس��قاط الجنين، وال للرجال دواء قطع النس��ل، وعدم إفشاء األسرار وغض النظر عن المحارم.

كان علم��اء النب��ات يطل��ق عليه��م تس��مية ارين والنباتين في المشرق، العش��ابين والش��جوق��د ازدهر ه��ذا العلم في األندل��س على وجه الخص��وص، وظه��ر ابن الرومية أب��و العباس أحم��د بن مف��رج وتلميذه ابن البيطار، ورش��يد الدين الصوري، هؤالء العلماء كانوا قد درسوا األعشاب وصنفوا الكتب، فقد صنف ابن الرومية )ت637ه�/1239م( كتاب )الحشائش( ورتب

فيه أسماءها على حروف المعجم.

��ا ابن البيط��ار )ت646ه��/1248م( فقد أمصن��ف كتاب )جامع المفردات في األدوية(، فهذا أكمل وأوسع ما صنفه المسلمون في طب األعشاب وهو يتضمن المئات م��ن الوصفات الطبية، وقد ترجم إلى الفرنس��ية بواس��طة لوكير، وقد عرف اب��ن البيطار بأنه أعظم نبات��ي العرب، وكان ابن البيطار يصاحبه رس��ام يصور له األعش��اب في رحلة بجبال الشام وس��جل أسمائها ومالحظاته، وكتابه عبارة عن مجمل ما ش��اهده وسمعه وقرأه ف��ي تصانيف األدوي��ة، وعينه الس��لطان الكامل األيوبي رئيس العشابين، ومات بمصر. وفي بغداد تم تأس��يس أول صيدلية في القرن الثاني الهجري

في عهد الخالفة العباسية، ومع بداية القرن الثالث مت هذه الصيدليات بقوانين من الدولة. نظ

علم الكيمياء وعلم النبات فإن التقدم الذي شهده على يد العلماء العرب والمس��لمين في المش��رق اإلس��المي أدى إلى ظهور علم األدوية، فظهرت روا ه��ذا العلم فكان مجموع��ة م��ن العلماء ط��وال��رازي )ت313ه��/925م( وال��ذي عمل على تطوير االس��تخدامات الطبية للم��واد الكيميائية، ا الزهراوي )ت427ه��/1036م( فيعد األول أمفي تحضير األدوية بالتس��امي والتقطير، سابور ب��ن س��هل )ت225ه��/869م ( فق��د كان أول ا العالم البيروني طبيب يضع دس��تور لألدوية، أم)ت440ه��/1047م( فق��د كت��ب أكث��ر الكت��ب اإلسالمية قيمة في علم األدوية والذي كان عنوانه )كتاب الصيدلة( والذي وضع فيه معلومات قيمة ف عل��م الصيدلة وتفصيلي��ة عن األدوي��ة، وعرا العالم ابن سينا وحدد دور الصيدلي وواجباته، أم)ت428ه�/1037م(، صاحب كتاب )القانون في الطب( فقد وضع أكث��ر من )700( وصفة طبية

وتركيبة مختلفة في كتابه هذا.

��ا مف��ردة تتكون من لق��د كان��ت األدوية إمنة من ��ا أدوية مركب��ة مكو عنص��ر واحد، وإمعناص��ر ع��دة أطلق عليها المس��لمون تس��مية )األقراباذي��ن( وهو دس��تور األدوي��ة، فالعرب ا المس��لمون أول من وضع دس��تور األدوية. أمف��ي بريطاني��ا فقد وض��ع دس��تور األدوية عام )1028ه�/1618م(، ودستور األدوية الفرنسي ع��ام )1049ه��/1639م(، ودس��تور األدوية األمريك��ي ع��ام )1236ه��/1820م(، وهذه الدس��اتير كانت تض��م األدوي��ة والعقاقير التي كان��ت متداولة في كل بل��د، ويضعها الصيادلة واألطباء بتكليف من الس��لطات الصحية، وفيها


تصني��ف األدوية واس��تعمالها وط��رق معرفة ه ومواصفاتها والكش��ف عنها واستعماالته غش

وتحديد جرعاته.

كتب األوزان والمكاييل الطبيةإن ل��ألوزان والمكاييل دورا حضاريا مهما ذل��ك لما لها من صلة مباش��رة بحياة الناس في المجتمعات المختلفة، فهي بحاجة ماس��ة لها في التكام��ل اليومي في المجاالت المختلفة الس��يما الطبي��ة منه��ا، إذ إن علم الط��ب والصيدلة في نش��أته األولى كان يعتمد أساس��ا على النباتات رت إلى وصفات طبية بفضل الطبي��ة، التي طوتقدم عل��م الكيمياء عل��ى أيدي العلم��اء العرب المس��لمين، الذين أجروا تجارب علمية أنتجتها

مؤلفات مهمة في علم الطب والصيدلة.

وقد تناولت هذه المؤلفات األعش��اب الطبية المس��تخدمة في عالج األمراض، وعن الحاجة إل��ى معرفة المقادير المس��تخدمة ف��ي الوصفة العالجية فكان لزام��ا اللجوء إلى علم الموازين والمكاييل لمعرفة الكمية الحقيقية من األعشاب

الطبية المستخدمة.

إن علم الموازين والمكاييل اإلس��المية كان يستخدم الدرهم والمثقال أساسا لتقدير األوزان، وعل��ى هاتي��ن الوحدتي��ن يتوقف تحدي��د جميع

األوزان األخرى.

إن تنظي��م عم��ل الصيدلي��ات ف��ي المجتمع اإلسالمي لم يتوقف عند حدود مراقبة الصيادلة من قبل المحتسب، والحفاظ على شرف المهنة، ب��ل تطلب األم��ر أبعد من ذلك ه��و إيجاد نظام قانوني ثاب��ت لعمل الصيادلة م��ن خالل تنظيم عمل وتركيب األدوية، بتحديد الكميات المناسبة من المواد الطبية من خالل نظام الوزن الدوائي

فكان على المحتس��ب مراقب��ة وتنظيم األوزان المس��تخدمة لدى الصيادلة، من خالل مجموعة م��ن المؤلف��ات الطبي��ة التي أف��ردت في إحدى فصوله��ا، فصل خ��اص للموازي��ن والمكاييل الطبي��ة التي حددت أس��ماء الموازي��ن ومقادير وزنها التي يجب استخدامها في المجال الطبي.

وحقيق��ة األم��ر أن ج��ل المص��ادر الطبية ن��ة ق��د خصص��ت ف��ي متون اإلس��المية المدوكتبه��ا فصول خاصة للموازين المس��تخدمة في الطب، معتمدة على أنواع مختلفة من الموازين المستخدمة لدى العرب وغيرهم في الحضارات القديم��ة اليونانية، منها عل��ى وجه الخصوص مما يعني أن مفهوم الموازين والمكاييل تعد من وس��ائل االتصال الحضاري بي��ن األمم، فنرى أن الحض��ارات المتعاص��رة والمتجاورة كانت على صلة وثيقة حتى أن أس��ماء األوزان كانت

متشابهة ومتداولة.

والمع��روف تاريخي��ا م��ن أن الطبي��ب أبا منصور الحس��ن بن نوح القم��ري المتوفى في النصف الثان��ي من القرن الراب��ع الهجري في كتاب��ه )التنوير في االصطالح��ات الطبية( يعد م��ن المص��ادر المهمة ف��ي الطب ال��ذي تناول تعريف��ات مرك��زة للمف��ردات والمصطلح��ات الطبي��ة، وقد تن��اول في بابه التاس��ع )أس��امي األوزان واألكي��ال( وقد ذك��ر فيه أن االختالف في األوزان واألكيال ف��ي أهل البلدان واألقاليم كثي��ر... وقد ذك��رت منها ما يدور أس��اميه في

كتب الطب مع اتفاقهم على مقاديره)1(.

)ت387ه��/997م()2( الخوارزم��ي ��ا أمفق��د أفرد في كتابه في المقال��ة الثانية في الطب وقس��مه إل��ى ثمانية فص��ول، وكان��ت كاآلتي: الفص��ل األول في التش��ريح، الفصل الثاني في


ذك��ر األم��راض وال��دواء، الفص��ل الثالث في األغذي��ة، الفص��ل الرابع في األدوي��ة المفردة، الفص��ل الخامس ف��ي األدوية المفردة مش��تبهة األس��ماء، الفصل السادس في األدوية المركبة، الفصل الس��ابع في أوزان األطب��اء ومكاييلهم؛

الفصل الثامن في النوادر.

ا ابن سينا )ت428ه�/1037م( في كتابه أم)القانون في الطب( فقد خصص المقالة العاشرة )ذك��ر األوزان والمكاييل( وقد ذكر في مقدمته لهذه المقالة بقوله: ”قد يستغنى عن هذا الباب في هذا المجموع ألن��ي إنما ذكرت كل كيل ووزن بما هو معروف ب��ه عند أصحاب اللغة العربية في أبوابه، إال أن قوما ممن أش��رفوا على نقلي

سألوني نقله لينتفع به في غير هذا الكتاب“.

والقالنسي)كان حيا سنة620ه�/1223م()3( من األطباء المش��هورين وقد وضع كتابه )األقراباذين( في األدوية، وخصص الباب الس��ابع واألربعون في ذكر األوزان والمكاييل، وهي نس��خة مخطوطة في

المكتبة الظاهرية )الطب والصيدلة(.

وللطبي��ب جرجي��س اب��ن الحكي��م يوحنا )كت��اب المتنبج��ي )ت427ه��/1036م()4( األوزان والمكاييل( وهي رس��الة منشورة ضمن

منشورات مكتبة اإلسكوريال في مدريد.

وهناك مؤلف��ات في األوزان ل��م نعثر عليها لكنه��ا ذكرت في كتاب )الفهرس��ت( البن النديم، وه��ي: )األوزان والمكايي��ل( لمؤلف��ه قس��طا بن لوقا البعلبكي )تنحو300ه�/912م()5(. )األوزان والمكايي��ل( لمؤلفه ال��رازي )ت313ه�/925م( وهي جزء من كتاب��ه الحاوي)6(. )تحديد المقادير المس��تعملة ف��ي صناع��ة الط��ب م��ن األوزان والمكايي��ل( لمؤلف��ه أبو الوليد م��روان بن جناح

)األوزان )ت515ه��/1121م()7(. القرطب��ي واألكايي��ل الطبي��ة( لمؤلف��ه الطبي��ب العنت��ري )ت570ه��/1175م(، وه��و ج��زء م��ن كتاب األقراباذين في علم األدوية، وهي مجموعة ضمن رسائل البن رشد )ت595ه�/1198م( في الطب

وغيره، والتي نحن بصدد دراستها وتحقيقها.

ومما يالحظ في هذه المصادر الطبية التي تناولت األوزان واألكايي��ل الطبية: أنها ذكرت األوزان والمكايي��ل التي يكثر اس��تعمالها لدى الصيادلة األطباء ف��ي فترات تاريخية مختلفة، وحدوث اختالف��ات كثيرة في األوزان بس��بب اختالف البلدان واللغات. ذكرت األوزان بلغاتها الصريحة العربية منها واألجنبية، واس��تخدامها لألوزان الطبية اليونانية المستخدمة في المصادر الطبية وبأس��مائها الصريحة، وذكرها لألوزان المستخدمة في المدن اإلسالمية المختلفة فضال عن ذكرها لألوزان اليونانية القديمة المذكورة في

كتب السريان التي ترجمت إلى العربية.

وق��د اقتض��ت ض��رورة البح��ث أن ينتظم بمقدمة وقسمين:

القس��م األول: س��يرة العنت��ري و )األوزان واألكاييل الطبية من كتاب األقراباذين(.الفصل األول: سيرة وحياة العنتري.

المبحث األول: حياة العنتري )اسمه ونسبه، نسبته، كنيته ولقبه، مولده ونشأته، وفاته(.

المبح��ث الثان��ي: مكون��ات ثقاف��ة العنتري )مكانته العلمية وآراء العلماء فيه، مصنفاته(

الفصل الثان��ي: )األوزان واألكاييل الطبية من كتاب األقراباذين( للعنتري.

المبحث الثاني: تعريف األقراباذين.المبحث األول: جداول الموازين الطبية في


المصادر العربية اإلسالمية.المبح��ث الثال��ث: )توثي��ق اس��م المخطوط ونس��بته للمؤلف، ووص��ف المخطوط، ومنهج

التحقيق(.القسم الثاني: النص المحقق.

القسم األول: سيرة العنتري وكتاب )األوزان واألكاييل الطبية

من كتاب األقراباذين(

اسمه ونسبه:د)8( بن المجلي بن الصائغ. إلى هنا هو محماكتفت المص��ادر التاريخي��ة بترجمته من دون

ذكر سلسلة نسبه أو تفاصيل أخرى عن اسمه.

نسبته:عرف بالجزري نس��بة إلى منطقة الجزيرة الواقعة بين نهري دجلة والفرات والتي تش��تمل ى )جزيرة على دي��ار مضر وديار بكر وتس��مأق��ور(، وبها مدن جليلة وحصون وقالع، ومن ان والره��ا والرقة ورأس عين ��ات مدنها حر أمونصيبين وس��نجار.. وغيرها م��ن المدن التي

أنجبت كبار العلماء)9(.

لقبه:يلقب بالعنتري، وقد ذكر ابن أبي أصيبعة)10( س��بب لقبه هذا، بقول��ه: »حدثني الحكيم س��ديد الدي��ن محم��ود)11( ب��ن عم��ر )رحم��ه هللا( أن العنت��ري كان في أول أمره يكتب أحاديث عنتر

العبسي فصار مشهورا بنسبته إليه«.

كنيته:تش��ير المصادر التاريخية إل��ى أن العنتري كان يكنى ب�)أبي المؤيد()12(، و )ابن المجلي()13(.

مولده ونشأته:إن المعلوم��ات التاريخي��ة حول ش��خصية العنتري فقيرة جدا، فقد اكتفت مصادر التراجم والطبقات بذكر اس��مه وكنيت��ه فقط ولم تتطرق إل��ى تاريخ والدته ومكانها فضال عن عدم ذكر نش��أته العلمي��ة وش��يوخه وتالمذته س��وى أنها ذكرته بصيغة الطبيب، الفيلسوف، األديب)14(.

يتضح م��ن مصادر ترجمة حيات��ه أنه كان مولع��ا بالكتاب��ة التاريخي��ة م��ن خالل س��رده ألح��داث القدم��اء، فكان مهتم��ا بكتاب��ة أخبار عنترة العبس��ي)15( التي أكس��بته القدرة األدبية ف��ي التأليف. ويبدو أن اهتمامه باألدب قد دفعته إلى دراس��ة الفلس��فة من خالل البيئة التي عاش ��ت أهم فيه��ا وه��ي منطقة الجزي��رة التي ضمالمراك��ز العلمية والفلس��فية القديم��ة قبل وبعد الفتح اإلس��المي، فقد نش��أت في ه��ذه المنطقة مراك��ز ثقافي��ة متع��ددة س��اهمت ف��ي رعاي��ة العلوم وتطورها منذ أق��دم العصور حتى الفتح اإلس��المي، وكان��ت تض��م الم��دارس الكبرى ان ونصيبين، للمس��يحية والصابئة والسيما حروقد حفظها المس��لمون ول��م يتعرضوا لها، وقد ��ات الكت��ب العلمية حفظ��ت هذه الم��دارس أموالفلسفية، ترجم بعضها إلى العربية على أيدي المس��يحيين، وقد بقيت هذه المدارس مس��تمرة حت��ى العصر العباس��ي، ف��كان العنتري ضمن

هذه البيئة التي أكسبته فنون المعرفة المختلفة.

ومن أجل إعطاء تص��ور واضح على هذه ت أهم مراكز العلوم الرقعة الجغرافية التي ضمالطبية والفلس��فية س��وف نتطرق إل��ى بعضها

مفصال وأهميتها العلمية:

مدرســـة الرها)16(: اش��تهرت هذه المدرسة بالعلوم الدينية والفلس��فية والعلوم الصرفة، وقد


اشتهرت بعد غلق مدرسة نصيبين ومنها انتقلت الفلس��فة إلى أنحاء الش��رق)17(. وما س��اعد على انتش��ارها هو ترجمة كتب الفلس��فة اليونانية من قبل رجال الدين النصارى، لقد كان نشاط رجال الدين في هذه المدرسة منصب على ترجمة كتب الفلس��فة اليونانية إل��ى اللغة الس��ريانية)18(، وقد اس��تمر نشاط هذه المدرس��ة بعد الفتح اإلسالمي وأدى إل��ى االمت��زاج الحض��اري ونق��ل الفكر الفلسفي اليوناني والسرياني إلى اللغة العربية)19(.

مدرســـة نصيبين)20(: وهي مركز األسقفية س��ت فيها مدرس��ة لوج��ود نص��ارى فيه��ا وأسعلى غرار المدرس��ة اإلس��كندرية في الفلسفة، وكانت الغاية منها نش��ر الالهوت اإلغريقي بين المس��يحيين)21(، كان من ضم��ن اهتمامات هذه المدرس��ة ترجم��ة الكتب الفلس��فية اليونانية إلى السريانية، واستمرت في نشاطها حتى بعد الفتح اإلسالمي وازدهار حركة الترجمة، فقد ترجمت الكثير من كتب الطب والفلس��فة ترجمها األطباء

السريان للخلفاء المسلمين إلى اللغة العربية.

مدرس��ة حران)22(: تعد مدرس��ة حران من المراكز الثقافية اليوناني��ة القديمة التي اهتمت انها بالفلس��فة األفالطونية والعلوم الفلكية، سكخليط من العرب والس��ريان واألرمن)23(، وكان أغلب األطباء في بالط الخالفة اإلس��المية هم من مدرسة حران التي استمرت بنشاطها الفكري والعلمي بعد اإلسالم، واش��تهرت حران بالفلك والرياضيات والفلس��فة وكان اهتمام الصابئين بالفل��ك والرياضيات يعود إلى عب��ادة النجوم

والكواكب السيارة وضبط حركتها وأزمانها.

وفاته:لم تجزم المص��ادر التاريخية بتاريخ محدد

لوف��اة العنت��ري، مثلم��ا أهملت تاري��خ والدته ن��ت تلك ونش��أته العلمي��ة فحس��ب، وإنم��ا دوالمص��ادر تواريخ مختلفة، والذي يثير الدهش��ة واالس��تغراب إلى ابن أبي أصيبعة الذي أعطى ترجمة وافية للعنتري لم يذكر س��نة وفاته، وهو أم��ر يثير التس��اؤل لم نجد له جواب س��وى أن المص��ادر التي س��بقت ابن أب��ي أصيبعة والتي

ن تاريخ وفاته. استقى منها معلوماته لم تدو

هن��اك تف��اوت بي��ن المص��ادر ف��ي تاريخ س��ني وفاة العنتري في الفترة الممتدة بين س��نة )560ه�- 580ه�/1164م-1184م( لكن الذي يدع��و إلى الجزم م��ن أنه كان حي��ا خالل هذه الفت��رة أنه كان معاصرا لألتاب��ك زنكي بن آق سنقر)24(، فقد أهدى رس��الة )حركة العالم( إلى ا وزره األتابك ة الدين مروان)25( لم الوزير حج

زنكي بن آق سنقر)26(.

ذك��ر الصف��دي)27( أن العنتري توفي س��نة )560ه��/1164م( تقريبا، فهو ل��م يجزم بهذا

التاريخ وإنما على وجه التقريب.

��ا المص��ادر الحديث��ة فقد ذك��رت وفاته أمبي��ن س��نة )570ه�)28(-580ه��)29(/1174م-��ا صاحب »ديوان اإلس��الم«)30( 1184م(، أمفإنه ذهب بعيدا حول تاريخ وفاة العنتري بقوله: »توف��ي بع��د الخمس��مائة تقريب��ا«، وهذا غير صحيح لألس��باب اآلنفة الذكر. ونرى أنه توفي

سنة )580ه�/1184م(.


المبحث الثاني

مكونات ثقافة العنتري

مكانته العلمية وآراء العلماء فيه:

حضي العنت��ري بمكانة علمي��ة راقت من بين أقران��ه في عصره من خالل نتاجه األدبي الراقي؛ ذلك أن��ه تناول علوم األدب وفضائلها من خالل وصاياه وش��عره، فضال عن مؤلفاته الت��ي تناولت جوانب المعرفة المختلفة المتمثلة باألدب والفلسفة والشعر فضال عن براعته في الطب، فقد وصفه ابن أب��ي أصيبعة بقوله)31(: »كان طبيبا مش��هورا، وعالما مذكورا، حسن المعالجة، جيد التدبير، وافر الفضل، فيلس��وفا متمي��زا ف��ي عل��م األدب، وله ش��عر كثير في الحكمة وغيرها«. ويطابق وصف الذهبي)32(، والصف��دي)33(، ما قاله ابن أب��ي أصيبعة حول علمية العنتري. وقال عنه الزركلي)34(: »عالم بالحكمة والفلس��فة، أديب، جيد الش��عر«. وفي وص��ف البغدادي من أن��ه)35(: »طبيب، حكيم،

أديب، وشاعر«.

تراثه األدبي:

ترك لن��ا العنتري ثروة قيم��ة من الوصايا والش��عر تنم عن ثقافة متنوعة وعلما واس��عا، ويع��ود الفض��ل في حف��ظ هذا الت��راث األدبي إل��ى ابن أب��ي أصيبعة ضم��ن كتاب��ه »عيون األنب��اء في طبقات األطباء«، وقد توزع نتاجه األدبي بين وصايا أدبية وأبيات شعرية وصفية وهج��اء، وم��ن أجل حف��ظ تراث ه��ذا األديب ومعرف��ة قيمة ثقافت��ه األدبية، س��نتناول نتاجه هذا مصنفا حس��ب موضوعاته لتكون أيسر في

المعرفة األدبية:

ومن كالم��ه في الحكمة، أنه قال: بني تعلم ن العل��وم فل��و لم تنل م��ن الدني��ا إال الغنى عميستعبدك بحق أو بباطل، وقال: بني إن الحكمة العقلي��ة تريك العالم يق��ادون بأزمة الجهل إلى ��واب، وقال: الجاهل عبد ال يعتق الخطأ والصرقه إال بالمعرفة؛ وقال: الحكمة س��راج النفس فمت��ى عدمتها عميت النف��س عن الحق؛ وقال: الجاهل س��كران ال يفي��ق إال بالمعرفة، وقال: الحكم��ة غ��ذاء النف��س وجمالها والم��ال غذاء الجس��د وجماله فمتى اجتمعا للمرء زال نقصه وت��م كماله ونعم باله، وق��ال: الحكمة دواء من الم��وت األبدي، وقال: كون الش��خص بال علم كالجس��د ب��ال روح، وقال: الحكمة ش��رف من ال ش��رف له قدي��م، وق��ال: األدب أزين للمرء من نس��به وأولى بالمرء من حس��به وأدفع عن عرض��ه من مال��ه وأرف��ع لذكره م��ن جماله، ه باس��مه فليكثر من وق��ال: من أح��ب أن ين��والعناي��ة بعلمه؛ وقال: العالم المحروم أش��رف م��ن الجاه��ل الم��رزوق، وقال: ع��دم الحكمة ه��و العقم العظيم، وق��ال: الجاهل يطلب المال والعال��م يطل��ب الكمال، وقال: الغ��م ليل القلب والس��رور نهاره وشرب السم أهون من معاناة

الهم)36(.

وصاياه الطبية:د بن المجلي بن ومن ش��عر أبي المؤيد محمائغ المعروف بالعنتري، أنشدني إياه الحكيم الصس��ديد الدي��ن محمود ب��ن عمر بن رقيق��ة، قال أنش��دني مؤيد الدين ولد العنتري، قال أنش��دني

والدي لنفسه:


كالمي بنص مجموع فالطب ... بها واعمل وصيتي بني أحفظ األيام مع قوته حفظ ف�ي ... عناية المري�ض طب على قدم

سقام كل شفاء فيه والضد ... موجودة صحة تحفظ بالشبه األرحام في يراق الحياة ماء ... فإنه اس�تطعت ما نكاحك أقلل

طعام هضم قبل طعاما واحذر ... ة مر يوم كل طعامك واجعل وهي ذات ضرام ... كالنار يصبح فإنه اليسير المرض ال تحقر نظام عقد حل لرجعة فاحتل ... خارج حال منك تغير وإذا اإلسقام إلى سبب كيموسه ... ما كل واهجر القيء تهجرن ال

واآلالم األمراض من شاف ... مسعد الطبيعة عون الحمى إن

ال تش��ربن بعق��ب أكال عاج��ال ... أو تأكل��ن بعق��ب ش��رب م��دام

والق��يء يقط��ع والقي��ام كالهم��ا ... بهم��ا ولي��س بن��وع كل قيام

وخ��ذ ال��دواء إذا الطبيع��ة ك��ررت ... باالحت��الم وكث��رة األحالم

وإذا الطبيع��ة من��ك نق��ت باطن��ا ... فدواء م��ا في الجل��د بالحمام إي��اك تل��زم أكل ش��يء واح��د ... فتقود طبع��ك لألذى بزم��ام)37(

األجس��ام طبيع��ة وعق��د ح��ل ... حققت��ه إذا جملت��ه والط��ب

ولعقل تدبير المزاج فضيلة ... يشفى المريض بها وباألوهام الكامل)38(

أقواله في النفس

وج��ودي به من كل نوع مركب ... م��ن العالم المعقول والمتركب

فذهني مشكاة ونفس��ي زجاجة ... تضيء بمصباح الحجا المتلهب ون��وري من النور اإللهي دائما ... يصب على ذاتي بغير تس��كب

وزيتي من الزيتونة العذب دهنها ... تنزه عن وصف بشرق ومغرب

كأني في وصفي منارة راهب ... بقنديلها الش��فاف أش��رف كوكب


وقال أيضا:

إذا إن غ��دا والنف��س من��ه كجن��ة ... يغ��رد ف��ي أرجائه��ا كل طائ��رتدب�رت السب��ع الطباق وفارق�ت ... على شرف منها سجون العناصر)39(

أقواله في أهمية العلم

والمظل��م الني��ر عال��م م��ن ... ي��زل ل��م ممت��زج كأنن��ا

فبعضن��ا يختاره��ا داره ... وبعضن��ا يرق��ى إل��ى األنج��م

وقال أيضا:

ر في��ه والتصديقا الح��ق ينك��ره الجه��ول ألن��ه ... عدم التص��و

فه��و الع��دول ل��كل ما هو جاه��ل ... فإذا تص��وره يعود صديقا

وقال أيضا:

العالم كل صديق لكنت جمعا ... الورى علم ما كل تعلم كنت لو

لكن جهلت فصرت تحسب كل من ... يهوى خالف هواك ليس بعالم

النائم مثل وأنت تقول ا مم ... ضاحكا أصبح العقل أن استحبي

نادم قد علمت خجلت خجلة ما ... سمعت وعالما ما لو كنت تسمع

وضع اإلله الخلف في كل الورى ... بالطبع حتى صار ضربة الزموقال أيضا:

وقي��اس تص��ور علم��ي كل ... بأن��ي عن��ي العالمي��ن أبل��غ

ق��د كش��فت األش��ياء بالفعل حت��ى ... ظهرت ل��ي وليس فيه��ا التباس

الن��اس ج��ال بالر العل��م ... ع��رف لم��ا بالعل��م ج��ال الر وعرف��ت

وقال أيضا:

قال��وا رضي��ت وأن��ت أعلم ذا ال��ورى ... بحقائق األش��ياء ع��ن باريها

تجت��اب أب��واب الخم��ول فقل��ت ع��ن ... كره ولس��ت بجاه��ل راضيها


تثنيه��ا بغي��ر عوائ��ق س��عدا ... ل��ي صادف��ت مأس��ورة هم��ة ل��ي

ه��ا األف��الك أن تحويه��ا ض��اق الفض��اء به��ا ف��ال يس��طيعها ... لعلو

م��ا للمقاص��د جم��ة ومقاص��دي ... ن��اط القض��اء به��ا الفض��ا والتيها

أط��وي الليال��ي بالمن��ى وصروفه��ا ... تنش��رنني أضعاف م��ا أطويها

م��ان لصاب��ر ... أم��ا س��يفنى العم��ر أو يفنيه��ا إن��ي عل��ى ن��وب الز

فيه��ا أفك��ر فم��ا والقاني��ات ... أحرزت��ه فق��د يبق��ى ال��ذي ��ا أم

وقال أيضا:

بن��ي ك��ن حافظ��ا للعل��م مطرح��ا ... جميع ما الناس فيه تكتس��ب نس��با

فق��د يس��ود الفتى من غي��ر س��ابقة ... لألصل بالعل��م حتى يبلغ الش��هبا

إذ العل��وم بت��ذكار ت��زد أب��دا ... فالن��ار تخم��د مهم��ا ل��م تج��د حطب��ا

إن��ي أرى عدم اإلنس��ان أصلح من ... عمر به لم ينل علما وال نس��با)40(��ا م��ات ش��يعه ... جه��ل وفق��ر فق��د قضاهم��ا نصبا قض��ى الحي��اة فلم

وقال أيضا:

ذي��ن غف��ل فم��ا ع��دا ... ك��ن حكيم��ا وإال إن اس��تطعت غني��ا ك��ن

وجه��ل فق��ر ق��ط س��اد وم��ا ... والعل��م الم��ال الفت��ى س��ؤدد إنم��ا

وقال أيضا:

والرش��ادا من��ي النص��ح بن��ي ي��ا ... واس��تمع ثالث��ا العم��ر أقس��م

الب��الدا في��ه وج��ب العل��م واح��رز ... أول��ه ف��ي الحكم��ة فاطل��ب

واكس��ب األم��وال ف��ي الثاني وكل ... واش��رح ال��راح وال تبغ الفس��ادا

الم��رادا نل��ت فق��د الم��وت ج��اءك ... ف��إن العم��ر آخ��ر وترق��ب الجه��ادا فق��د ح��زت الم��وت ط��ارق ... إحداهم��ا ف��ي وإن إعتاق��ك

ه��ذه س��يرة مس��عود به��ا ... ن��ال ف��ي الدني��ا وف��ي األخ��رى الس��دادا


وقال أيضا:

بن��ي تعل��م حكم��ة النف��س أنه��ا ... طري��ق إل��ى رش��د الفت��ى ودلي��ل

��ا رق��دة ف��ت��زول وال تطل��ب الدني��ا ف��إن كثي�ره��ا ... ق�لي��ل وعم

فم��ن كان ف��ي الدني��ا حريص��ا فإن��ه ... يظ��ل كئي��ب القل��ب وه��و ذليلوم��ن يت��رك الدني��ا وأصب��ح راهب��ا ... فم��ا ل��ألذى يوم��ا إلي��ه س��بيل

وقال أيضا:

نفس��ي تطالبن��ي بم��ا ف��ي طبعه��ا ... والعق��ل يزجره��ا ع��ن الش��هوات

الع��ادات إل��ى يجذبه��ا والطب��ع ... واج��ب ذل��ك أن تعل��م والنف��س

والطب��ع يقص��ر ع��ن م��راد كليهم��ا ... فكالهم��ا وق��ف عل��ى الحس��راتوالنف��س م��ن خم��ر الحي��اة وس��كرها ... س��تفيق بي��ن عس��اكر األم��وات

وقال أيضا:

ف��ي طبع��ه ال تدني��ن فت��ى ي��ودك ظاه��را ... حب��ا وض��د وداده

ه ... فالعضو يحس��م داءه ف��ي ق�طع�ه)41( واهج��ر صديق��ك أن تنك��ر ود

مصنفاته:األقراباذين: وهو كتاب كبير استقصى فيه ذكر األدوية المركبة وأجاد في تأليفه)42(، وهو موضوع دراس��تنا؛ تذكار الفض��الء الحكماء)43(، الجمانة ف��ي العلم الطبيعي واإللهي)44(، رس��الة حركة العالم، ة الدين مروان، بمناس��بة اس��توزاره من قبل األتابك زنكي بن آق س��نقر)45(؛ ألفها العنتري للوزير حجرس��الة الش��عري اليمانية إلى الشعري الشامية، كتبها إلى عرفة النحوي بدمشق جوابا عن رسالة كتبها إليه من دمش��ق)46(، رس��الة العشق اإللهي والطبيعي)47(، رس��الة الفراق ما بين الدهر والزمان والكفر نه أشعار وفوائد حسنة لجماعة من األدباء واإليمان)48(، نزهة الحياة الدنيا: رتبه على فصول ستة وضمولنفس��ه أيضا، وأبان فيه عن فضل كتاب »الجمانة في العلم الطبيعي واإللهي«)49(؛ النور المجتبى من

روض الندما)50(.


الفصل الثاني

األوزان واألكاييل الطبية من كتاب األقراباذين

المبحث األول جداول الموازين الطبية في المصادر اإلسالمية

جدول الطبيب الحسن بن نوح القمري )ت380هـ/990م( في كتابه )التنوير في االصطالحات الطبية(:حبة مثقال وهو وزن أربع شعيراتالقيراطنصف قيراط، وهو وزن شعيرتينالطسوج

ثالثة أرباع المثقالالدرخميدرهم وثالثة أسباع الدرهمالمثقال

سبعة مثاقيل ونصف، وهو عشرة دراهم األوقيةأربع��ة مثاقي��ل ونصف، وهو س��تة األستاروخمسة أسباع درهم

دراهم وثالثة أسباع درهم

سبعة مثاقيلالقوطوليستة مثاقيلالقرتوس

الباقالة الباقالة سبعة قراريطاليونانية

المصرية اثنا عشر قيراطا

اثنت��ا عش��ر أوقي��ة، وه��و مائ��ة وثماني��ة الرطلرطالنالمنوعشرون درهما وأربعة أسباع درهم

ثمانية أرطالالدورقأربعة أرطالالقسط

الكيل أربعة أمنانالصاعستة وثالثون منا

خمسة أسداس المنالكليجةثالث كليجاتالمكوك

جدول الخوارزمي )ت232هـ/847م( في كتابه “مفاتيح العلوم” )في أوزان األطباء ومكاييلهم(أربعة وعشرون أوقيةالقسط العطريهو ثماني عشر أوقيةإيطاليقوس

اثنان وسبعون مثقاالقوطيلمائة وعشرون رطالالقنطار

ستة أقساطالكوزثالثة أرطالالكوب

وزن ثل��ث مثقال وف��ي أصل وزن النواةوزن درهمالبندقةثالثة مثاقيل

وزن أربع نوياتططرصلينوزن ثلثي مثقالالجرجر

وزن أربع ش��عيرات عنده��م، وهي حبة قيراطأربعة مثاقيلاللحقةخرنوب شامي

باقالة وزنها ثمان وأربعون شعيرة، وهي باقالة مصريةوزن أربع وعشرين شعيرةيونانية

اثنا عشر رطال

باقالة قيراطانترمةتسعة قراريطإسكندرية

ثالثة مثاقيلجاما الكبيراثنتان وسبعون شعيرةدرخمي


جاما مثقال ونصفقليخيونمثقاالنالصغير

أسكرجة تسع أواقأسكوجة كبيرةثالث أواقصغيرة

نصف قسطاليهوديةستة دخيماتالكف

وزن مائة وخمسة وعشرين رطال طالنطونأربعة أقساطالسميطربالرطل الذي هو اثنتا عشر أوقية

ى قوطول أو سكرجة طولون تس��ع أواق، ويس��مأربعة مثاقيلحزمةكبيرة

وزن ستة دراهم ونصفكباسوزن ستة دراهم ونصفالنواة

منواناإلبريقوزن أربعة مثاقيلالجوزة

وزن سبعة دراهم ، هكذا مكاييلهمالناطل

جدول ابن سينا )ت427هـ/1037م( في كتابه “القانون في الطب” )ذكر األوزان والمكاييل(

يس��ع رط��ال ونصف��ا وسمس��ا فيكون القسط الروميعشرين أوقية

القسط األنطاليقي

رطل ونصف الرطل اثنتا عش��ر ومي عش��رون أوقي��ة. والمن الراألنطاليق��ي - والم��ن أوقي��ة

والمصري ست عشرة أوقية

المن الرطليكون أربعين إستارا عشرون إستارا

مثقالالدرخميستة دراهم ودانقان وهو أربعة مثاقيلاألستار

الدورق األنطاليقي

يكون ثمانية جواهين والجوهين س��تة سبع أواقالقوطوليأقساط رومية

مسطرون الكبير

مسطرون ثالث أواقغير ست درخمياتالص

أوقية ونصفقواثوسثمانية عشر درخميإكسو ثافن

أوقية واحلة وكل واحد منها سبعة أونقوشما بين ربع درهم إلى الدانقين أو دونهغرامامثاقيل

رطالن ونصفأيان العسلأوقيةأون

ثالثة أرطالالدورقمنا ونصفأيان الدهن

خمسة أساتير وعش��رون درهما الهامينرطالن ونصفقسط العسلوأربعة أوثولو

الباقالة الواحدة دانق ونصفأوثولوأربع شاموناتالمصرية

كماوجس درخمية واحدةالبندقة الواحدةثالثة أوثولواإلسكندراني

الجوزة غيرةأربعة عشر شامونا سبع شاموناتالصدفة الص


شامونيان وأوتولوينالباقالة اليونانيةأربع عشرة شامونةالصدفة الكبيرة

أربعة مثاقيلملعقة العسلستة أساتير وربعالسكرجة

إستارانالنيطل الواحدمثقال واحد ودرهمملعقة األدوية

الدرخميست أثوالت كل أوثولو ثالثة قراريط. كل قي��راط أرب��ع ش��عيرات الث��الث

أوثوالت تسعة قراريطأوقية ونصفالقواثوس

ا يمرس فيه الش��هد مالي هو أقومالي هو ممهو عس��ل وم��اء المط��ر المعتق أودروماليويحتفظ به غير مطبوخ

مناصفة يشمس الشراب

المعشسل

ه��و متخذ من عصي��ر العنب الذي فيه قبض خمس��ة أجزاء ومن العسل جزء ا يمأل واحد يلقى ذلك في إناء واسع ممبه ليتس��ع لغليانهما ويلقى عليهما ملح قلي��ال قلي��ال حتى تنقذف الرغ��وة فإذا

سكن الغليان رفع في الخوابي

شراب العسلشراب عتيق قابض جزءان عسل جيد ج��زء واحد يخزن ف��ي إناء

ويترك حتى يدرك

الطالءيتخذ ب��أن يترك العنب ف��ي كرمه بعد أن ينضج زمانا يس��يرا أو يقطع العنب

النضيج فيشمس ثم يعصر ويطبخأكسومالي

هو الس��كجبين المتخذ م��ن الخل والعس��ل والماء وقد يضيف إليه قوم ماء البحر أو ملحه ومن جملة

نسخ ذلك خل خمس قوطولي

القوطولي

سبع أواق ومن ملح البحر منوين ومن العس��ل عش��رة أمناء ومن الماء عشر قوطوالت يغلى عش��ر غلي��ات ويرفع

أوكسالي خل يخلط بماء الملح

شراب يتخذ بعصارة الورد مع روذوماليعسل

جدول القالنسي )ت620هـ/1223م( في كتابه “األقراباذين” )في ذكر األوزان والمكاييل(

األوقيةبالدرهم عش��رة دراهم وخمسة أسباع درهم، وبالمثاقيل سبعة مثاقيل ونصف

مثقالاألستار

بالدره��م س��تة دراه��م درهم، أس��باع وخمسة وبالمثاقيل أربعة مثاقيل

ونصف مثقال

ثالثة قراريطأوثولواخمسة أرطالاإلبريق

سبعة مثاقيلأزنسدس مثقالأوثولوس

أكسوناتيأوقية ونصفأونفس

الكي��ل ف��ي يس��تمل ا ويستمل في الوزن، أمفي الكيل فثمانية عش��ر ��ا ال��وزن درهم��ا، وأم

فثمانية قراريط

الباقالة المصريةستة قراريطالباقالة اليونانية أثنى عشر قيراطا


البندقةتسعة قراريطالباقالة المصرية

وعن��د واح��د دره��م البع��ض مثق��ال واح��د ويكن��ى عنه��ا بالجوزة المطلقة الح��رة النبطية

أربعة وعشرون قسطا

مثقالالجرجونستة أقساط روميةالجوهين

تس��ع درخميات، وعن��د البعض أربع الجوزة المطلقةستة درخمياتالجوزة الملكيةمثاقيل

ثالثة مثاقيلالجاما الكبيرمثقاالنالجاما الصغير

ثمانية أرطالالدروقثالثة أرطالجوسقا

ثمانية جواهين، والجوهين ستة أقساط الدروق األنطاليقيرط��ل ونص��ف، وقال القسط الروميرومية

بعضهم عشرون أوقية

القسط المصريثماني��ة عش��ر أوقي��ة وكذل��ك القس��ط األنطاك��ي والقس��ط القط��ري أربع��ة

وعشرون أوقيةوعن��د الدرخمي واح��د، مثق��ال

البعض درهم

الهاميت طالبيطورخمسة وعشرون أستارارطل، وخمس��ون مائة كل رط��ل منه��ا أثن��ى

عشر أوقية

نصف قيراط وهو وزن الطسوجتسع أواق كالقرطوبيالطولونشعيرتين

ثالثة كليجات والكليجة خمسة أسداس اثيدلالكيلالمن ستة وثالثون منا

ثالثة أقساطالكرثستة أقساطالكون

رب��ع دره��م إل��ى ربع الكرمةثالثمائة درهم وكسرالكيلةمثقال

عشرون أوقيةالمن الروميستة دراهم ونصفكباس

المن األنطاليقي مائتان وستون درهمالمن المكيستة عشر أوقيةالمصري

المسيطرون سبعة أمناء ونصفالمكوكثالثة أواقالكبير

ملعقة العسل ستة دريخماتالمسيطرون الصغيرأربعة مثاقيلوالمعجون

الج��رة الصغي��رة ه��ي النمطلسسبعة دراهم، وعند البعض إستارانالنياطل أوقيانأربعة أقساط

سبع أواقالسكرجة الكبيرةثالثة أواقالسكرجة الصغيرة


رب��ع مثق��ال إل��ى ثلث العرماعشرين ونصفالشامرنامثقال

مثقال واح��د. كل وزن القلنجونثالث أواقالقواتوشخمسة مثاقيل

الخرنوبة أربعة مثاقيلالخرمةالشامية

والقيراط واح��د قيراط أربع صغيران

أوقية ونصفقوياقواقيراطانالترمسة

مائة وعشرون رطالقنطارسبعة مثاقيلقياسا

اثنان وسبعون مثقالقوطيلخمسة وعشرون منا من األمنان الكبارقفيز

قسط العسلتسع أواققوطليرطل اليونانيي��ن عن��د وعن��د البع��ض رط��ل

ونصف

أربعة أمناءالصاع

المبحث الثاني تعريف األقراباذين

ويقصد ب��ه علم الصيدلة، وه��و علم يبحث في��ه ع��ن جم��ع وانتخ��اب الجواه��ر الدوائية، لالس��تعمال وتهيئته��ا وتحضيره��ا ومزجه��ا الطب��ي، بقطع النظ��ر عن الظواه��ر الكيماوية

التي قد تظهر مدة هذه العمليات)51(.

وعل��م األقراباذي��ن يعنى بترتي��ب األدوية ��ا أدوية المركب��ة)52(، وق��د كان��ت األدوي��ة إممف��ردة أو أدوية مركبة تركب من عدة عناصر طبيعي��ة)53(. واألقراباذين تس��مية عربية تطلق على عل��م الصيدلة ال��ذي يعنى بجم��ع األدوية

وتركيبها)54(.

المبحث الثالثتوثيق اسم الكتاب ونسبته

للمؤلف:أجمعت كل المصادر التاريخية التي ترجمت للعنتري على نسبة كتاب ”األقرباذين“ إلى مؤلفه العنتري، فقد وصفته أنه كتاب كبير اس��تقصى بة وأج��اد في تأليفه)55(، في��ه ذكر األدوية المرك

وقال عنه الصفدي)56( إنه »كبير مفيد«.

وصف المخطوطة:هي نس��خة مكتبة اإلس��كولاير بمدريد وتقع ف��ي أربع ورق��ات تحمل الرق��م )844(، تحت عنوان: )رس��ائل البن رشد في الطب وغيره(، نة من )163( ورقة يعود تاريخ نسخها إلى مكوالق��رن الس��ادس الهجري، وق��د حملت عنوان: )األوزان واألكايي��ل الطبية من كتاب أقراباذين ها إذ العنتري(، تمتاز هذه النسخة بوضوح خطأنه��ا كتبت بخط واضح، ويبدو أن ناس��خها من ذوي الخب��رة، كما أن هن��اك تعليقات وتوضيح

بعض المصطلحات في الحواشي.


منهجنا في التحقيق:قمنا بتنظيم الن��ص بما يالئم الكتابة الحديثة م��ن إظهار المنق��ول من حيث بداي��ة الفقرات، ووض��ع الفق��رات، ووضع النق��ط والفواصل، واألقواس، وترجمنا لألعالم الواردة أس��مائهم فن��ا بالكلمات الغامضة من في المخطوط، وعرخ��الل الرجوع للمعاجم اللغوية، ثم قمنا بإجراء

عمليات حسابية لمعرفة مقادير األوزان.

القسم الثانيق النص المحق

األوزان واألكاييل)57( الطبية من كتاب أقراباذين:

إعل��م أن الرط��ل)58( العرب��ي اثن��ا عش��ر أوقية، واألوقية عش��رة دراهم)59(، وهو الرطل

العراقي، والمن)60( مائتان وستون درهما.

وقد ثبت في هذه النس��خة ما يكثر استعماله وم��ا قد رتبت��ه القدماء في كتبه��م، وقد وقع في أكبر األوزان اخت��الف كثير في البالد واللغات فيجب أن ال تعجل في وزن حتى تحققه، فإذا غم عليك فاستعمل فيه القياس الصناعي الذي يجب أن تعطي من الدواء واحد على األقل ترشد إلى

الصواب.

القنطار)61( المصري: خمسة وعشرون رطال.

)62( أنطاليا)63(: ستة عشر أوقية. من

المن المصري: ستة عشر أوقية)64(.

المن الرومي: عشرون أوقية)65(.

المن اإلسكندراني: ثالثون أوقية)66(.

المن القنطاري: اثنان وعشرون أوقية)67(.

الرطل الرومي)68(: تسعة أواق.

رطل أنطالية: وهو ستة وتسعون درخمي)69(.

قسط)70( أنطالية: ثمانية عشر أوقية)71(.

الرطل المطلق: وهو عشرون أوقية)72(.

القسط: ثالثون أستار)73(.

المكوك)74(: ثالثة أرطال)75(.

قوطولي: تسعة أواق)76(.

وقيل: رطل الجوزة الملكية: ستة درخماس)77(.

ملعقة العسل: أربعة مثاقيل)78(.

ملعقة الدواء: مثقال)79(.

الجورق: ثالثة أرطال)80(.

الدورق: ثالثة أرطال)81(.

وقيل أيضا: هو منين وربع)82(.

الجلوز)83(: ثالثة أرباع الدرهم.

الباقالة: مثقال)84(.

الكرمة: ست قراريط)85(.

الوسق)86( ستون صاعا)87(.

المســـد)88(: رطـــل وثلث. يكـــون مائة وثالثة وسبعون درهما.

الكليجة)89(: خمسة أساتير)90(.

الجوزة المطلقة)91(: تسعة درخماس.

األوقية: عشرة دراهم ونصف)92(.

الرطل: اثنا عشر أوقية.

بولوس)93(: ثالثة قراريط)94(.

األوقية: أربع وعشرون نواة)95(.

السكرجة الكبيرة: تسع أواق)96(.

السكرجة الصغيرة: ربع رطل)97(.


الصاع: أربعة أمداد.

األستار: ستة دراهم ودانقان.

الدخماس والرخماس: ثالثة مثاقيل.

النواة: دانقين)98(. والدرهم: ستة دوانيق)99(.

األوقية: أربعة وعشرون نواة)100(.

القيراط)101(: أربع شعيرات)102(.

السوناق: ثمانية عشر درخمي)103(.

والدرخمي: درهم ونصف)104(.

وحب الشامة: أوقية ونصف)105(.

الجوزة النبطية)106(: وهـــي البندقة، والبندقة درخمي)107(: غرامي درهمين ونصف)108(.

كراتوس: أوقية ونصف)109(.

وفوانس: أوقية ونصف)110(.

كرتونيون: ثالثة أواقي)111( غراما ما بين)112( ربع درهم.

قوانوس: ثالثة أواقي)113(.

عاليـــوس: أوقية ونصـــف)114( ثلثي المثقال، عشـــرون قيراطا عراقي)115(، ســـتة قراريط،

سدس المثقال.

عشـــرة حبـــات اسموشـــا: عشـــرة أمنـــاء ونصف)116(.

الهامين)117(: خمسة أساتير وعشرون درهما وأربع أبولوا)118(.

أون: أوقية)119(.

الدورق األنطاليقي: ثمانية جواهين)120(.

الواحد)122(: ســـتة أقســـاط والجوهيـــن)121( رومية.

رطل رومي: تسع أواق)123(.

حبة الباقالة الرومية: ستة قراريط)124(.

حبة باقلي مصري: اثنا عشر قيراط)125(.

حبة باقلي إسكندراني: تسعة قراريط)126(.

ما دميون: اثنان وتسعون رطال)127( وزنها من الزيت، وزنها من الشراب ثمانون رطال)128(،

وزنها من أرطال)129(.

قسطس، وهو قســـط من الزيت: ثمانية عشر أوقية)130(، من الشراب عشرون أوقية)131( من العسل سبعة وعشـــرون أوقية)132( )جوسي( مـــن الزيت تســـعة أرطال)133(، من الشـــراب عشرة أرطال)134(، من العسل ثالثة عشر رطال

ونصف)135(.

قوطلي)136(: تســـع أواق من الزيت)137(، من الشـــراب عشـــرة أواق)138(، من العسل ثالثة

عشر أوقية ونصف)139(.

مســـطرون)140( كبيـــر مـــن الزيـــت: ثالثـــة أواقـــي)141(، من الشـــراب ثالثـــة أواقي)142( وثمانية عشـــر غرامي من العسل أربعة أواق

ونصف)143(.

مسطرون)144( صغير من الزيت: ستة درخمات من الشراب)145(، عشـــرة غرامي من العسل:

تسعة درخمي)146(.

إكســـو ثافن)147( مـــن الزيت: ثمانية عشـــر درخمـــي)148(، من الشـــراب أوقيـــة وأربعة درخمي)149(، من العســـل ثالثـــة أواق وربع

وثمن)150(.

عشـــر اثنـــا الزيـــت: مـــن قواثـــوس)151( درخمـــي)152(، من الشـــراب أوقيـــة ونصف

وربع)153(، من العسل ثالثة أواقي وربع)154(.

قسط العطري: أربعة وعشرون أوقية)155( ما تحمله ثالثة أصابع وزنة درخما بين ما تحمله

كوزنة ستة درخماس.

شيل صغير: ستة درخماس)156(.


الهوامشن��وح ب��ن الحس��ن منص��ور أب��و القم��ري، )1()ت857ه��/1453م(، التنوير ف��ي االصطالحات الطبي��ة، تحقيق: غادة حس��ن الكرم��ي، )الرياض، مكتب��ة التربية العربي��ة لدول الخلي��ج، د.ت.(، ص

ص91-90.

يوس��ف ب��ن أحم��د ب��ن ��د محم الخوارزم��ي، )2()القاه��رة، العل��وم، مفاتي��ح )ت387ه��/997م(،

المطبعة المنيرية، 1342ه�/1923م(، ص92.

حي��ا )كان به��رام ب��ن ��د محم القالنس��ي، )3(س��نة620ه�/1223م(، األقراباذي��ن، مخط��وط في المكتبة الظاهرية، س��وريا / دمشق، برقم )7878(،

ينظر: خزانة التراث: 862/36.

)4( جورجيس بن يوحنا بن سهل بن إبراهيم أبو الفرج، طبيب سرياني األصل. تعلم الطب ثم عاد إلى دمشق ه وتوف��ي فيها س��نة )427ه�/1036م(. كت��ب بخطكثير من كتب الط��ب. ينظر: الزركلي، خير الدين،

األعالم، ج2، ص146.

د بن إس��حاق )ت438ه�/1046م(، )5( ابن النديم، محمالفهرست، تحقيق: إبراهيم رمضان، ط2، )بيروت،

دار المعرفة، 1417ه�/1997م(، ص357.

)6( المصدر نفسه، ص361.

)7( فانديك، إدوارد كرنيل��وس )ت1313ه�/1895م(، إكتف��اء القنوع بما هو مطب��وع، صححه وزاد عليه: الس��يد محمد علي البيالوي، )مصر، مطبعة التأليف

)الهالل(، 1313ه�/1896م(، ص221.

)8( ينظ��ر ترجمت��ه: ابن أبي أصيبعة، أحمد بن القاس��م )ت668ه��/1270م(، عي��ون األنباء ف��ي طبقات األطب��اء، تحقي��ق: ن��زار رض��ا، )بي��روت، مكتبة ب��ن أحم��د الذهب��ي، ص389؛ د.ت.(، الحي��اة، اإلس��الم تاري��خ )ت748ه��/1347م(، ��د محمووفي��ات المش��اهير واألعالم، تحقيق: بش��ار عواد مع��روف، ط1، )بي��روت، دار الغرب اإلس��المي، 2003م(، ج12، ص205؛ الصف��دي، خلي��ل ب��ن بالوفي��ات، الواف��ي )ت764ه��/1363م(، أيب��ك مصطف��ى، وترك��ي األرن��اؤوط أحم��د تحقي��ق:

)بي��روت، دار إحي��اء التراث العرب��ي، 2000م(، ج4، ص272؛ اب��ن حج��ر العس��قالني، أحم��د بن علي )ت852ه��/1448م(، تبصير المنتبه بتحرير المش��تبه، تحقي��ق: محمد عل��ي النج��ار، )بيروت، المكتبة العلمي��ة، د.ت.(، ج3، ص1027؛ الغزي، ��د ب��ن عبد الرحم��ن )ت1167ه��/1754م(، محمدي��وان اإلس��الم، تحقي��ق: س��يد كس��روي حس��ن، 1990م(، العلمي��ة، الكت��ب دار )بي��روت، ط1، د بن عبد د ب��ن محم ج3، ص326؛ الزبي��دي، محمالع��روس ت��اج ال��رزاق )ت1205ه��/1791م(، م��ن جواه��ر القام��وس، )بي��روت، دار الهداي��ة، د.ت.(، ج13، ص153؛ الزركل��ي، خي��ر الدي��ن )ت1396ه��/1976م(، األعالم، ط15، )بيروت، ص19؛ ج7، 2002م(، للماليي��ن، العل��م دار البغدادي، إس��ماعيل باش��ا )ت1399ه�/1979م(، إيض��اح المكن��ون في الذي��ل على كش��ف الظنون، صحح��ه وطبع��ه: محمد ش��رف الدي��ن، )بيروت، ص270؛ ج4، د.ت.(، الت��راث، إحي��اء دار هدي��ة العارفين أس��ماء المؤلفين وآث��ار المصنفين، )استانبول، 1951م(، ج2، ص100؛ كحالة، عمر رض��ا )ت1408ه��/1988م(، معج��م المؤلفي��ن، )بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.(، ج11،

ص173.

د )ت346ه�/957م(، )9( االصطخري، إبراهيم بن محممس��الك الممالك، )بيروت، دار صادر، 2004ه�(، ص72؛ ياق��وت الحم��وي، أب��و عب��د هللا الروم��ي )ت626ه��/1229م(، معجم البلدان، )بيروت، دار

صادر، 1995م(، ج2، ص134.

)10( عيون األنباء، ص390.

د بن إبراهيم بن ش��جاع )11( محم��ود ب��ن عمر بن محم، الحكيم س��ديد الدي��ن أبو الثناء الش��يباني الحان��ويث أبي العباس أحمد. ابن زقيقة الطبي��ب. والد المحدكان من رؤوس علماء الطب، ومن كبار الش��عراء، نظ��م عدة كتب ف��ي الطب رجزا في غاية الس��هولة د بن والجزال��ة. والزم الفخر الماردين��ي، وهو محمج عليه في الطب والفلسفة. وكان عبد السالم، وتخرلسديد الدين يد في الكحل والجراح، ويد في التنجيم،


وق��د روى عنه الموفق ابن أب��ي أصيبعة الكثير من النث��ر والنظ��م، وصحب��ه م��دة، وأثنى علي��ه وعلى علوم��ه، وقال: أخبرنا س��ديد الدين م��ن لفظه، قال: حدثني الفخ��ر المارديني، قال: حدثن��ا موهوب ابن الجواليق��ي، قال: حدثنا أبو زكري��ا التبريزي، فذكر حديث��ا. ولد بمدينة حيني ونش��أ به��ا، وعاش إحدى وس��بعين س��نة وأقام بخالط مدة وبميافارقين، وقدم دمش��ق س��نة اثنتين وثالثي��ن وس��تمائة، فأنعم عليه األش��رف، ورتب ل��ه جامكية إلى أن مات في س��نة )635ه��(. ينظر: الذهبي، تاريخ اإلس��الم، ج14،

ص193.

الواف��ي الصف��دي، ص389؛ األنب��اء، عي��ون )12(بالوفي��ات، ج4، ص272؛ اب��ن حجر العس��قالني، تبصي��ر المنتب��ه، ج3، ص1027؛ الغ��زي، ديوان اإلس��الم، ج3، ص326؛ الزركلي، األعالم، ج7،

ص19؛ كحالة، معجم المؤلفين، ج11، ص173.

)13( الصفدي، الوافي بالوفيات، ج4، ص272.

)14( الزركلي، األعالم، ج7، ص19.

)15( هو: عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية ابن قراد العبس��ي، أش��هر فرس��ان العرب في الجاهلية ومن ش��عراء الطبقة األول��ى، من أهل نجد، أمه حبش��ية ة بطشه، وفي اس��مها زبيبة، يوصف بالحلم على شدش��عره رقة وعذوبة، ش��هد حرب داح��س والغبراء وعاش طويال، قتله األسد الرهيص الطائي. له ديوان ش��عر مطبوع. وهناك كت��اب للمستش��رق األلماني توربك��ي عن عنت��رة، طبع س��نة )1868م(، توفي عنت��رة في حدود س��نة )600م(. ينظ��ر: البغدادي، عبد القادر بن عم��ر )ت1093ه�1682م(، خزانة األدب ولب لباب لس��ان العرب، تحقيق: عبد السالم محم��د ه��ارون، ط4، )القاه��رة، مكتب��ة الخانجي، الزركل��ي، ص62؛ ج1، 1418ه��/1997م(،


)16( الرها: اس��مها بالرومية )أذاس��ا(، بنيت في الس��نة السادس��ة م��ن م��وت اإلس��كندر المقدون��ي الكبي��ر -356( Alexander III of Macedon323ق.م.(، بناها الملك س��لوقس. والنسبة إلى رها، قبيل��ة من مذج��ح. ينظ��ر: ياقوت الحم��وي، معجم

البلدان، ج3، ص106.

)17( أمين، أحمد، ضحى اإلسالم، )بيروت، دار الكتاب العربي، د.ت.(، ج1، ص60.

)18( أولي��ري، دي الس، انتق��ال عل��وم اإلغري��ق إلى العرب، )بغداد، 1958م(، ص66.

)19( إبراهي��م، فاض��ل خليل، دراس��ة ف��ي العلوم عند العرب، )بغ��داد، دار الحرية للطباع��ة، 1984م(،

ص187.

)20( نصيبين: وهي مدينة عامرة من بالد الجزيرة على جادة القوافل من الموصل إلى الش��ام. ينظر: ياقوت

الحموي، معجم البلدان، ج5، ص288.

)21( أولي��ري، انتق��ال عل��وم اإلغري��ق إل��ى العرب، ص67.

)22( ح��ران: هي مدين��ة عظيمة مش��هورة من جزيرة أق��ور، وه��ي قصبة دي��ار مض��ر. ينظ��ر: ياقوت

الحموي، معجم البلدان، ج2، ص235.

)23( اليوزبكي، توفيق سلطان، ”التعريب في العصرين األم��وي والعباس��ي«، مجل��ة آداب الرافدين، العدد

السابع، لسنة )1976م(، ص45.

)24( عم��اد الدي��ن زنكي بن آق س��نقر الملق��ب بالملك المنصور صاحب الموصل، قوض إليه سلطان محمود الس��لجوقي والية بغداد س��نة )521ه��/1127م(، وبع��د وفاة والده أقره على الموصل ودخلها عاش��ر رمضان سنة )521ه�/1127م(، قتل في قلعة جعير وهو محاصر لها س��نة )541ه��/1146م(. ينظر: ��د )ت681ه�/1282م(، اب��ن خلكان، أحمد بن محموفيات األعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق: إحس��ان )بي��روت، دار ص��ادر، 1990م(، ج2، عب��اس،

ص328.

)25( م��روان: الوزي��ر م��روان ب��ن عل��ي بن س��المة الطن��زي، نس��بة إل��ى طن��زة من دي��ار بك��ر. كان ق��د ورد بغ��داد وتفق��ه عل��ى الغزالي والش��امي، ثم ع��اد إلى بل��ده ليدير أمور الوزارة حتى وفاته س��نة )540ه�/1145م(. ينظر: الس��بكي، تاج الدين عبد الوه��اب )ت771ه��/1370م(، طبقات الش��افعية الكب��رى، تحقي��ق: محم��ود محم��د الطناح��ي وعبد


الفتاح محمد الحلو، )القاهرة، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، 1413ه�(، ج7، ص295.

)26( المصدر نفسه، ج7، ص398.

)27( ابن خلكان، الوافي بالوفيات، ج4، ص272.

)28( ذك��ر الزركل��ي أن اب��ن قاضي ش��هبة ف��ي كتابه المخط��وط ”األعالم“ ذكر وفاته في وفيات العش��ر المنتهية س��نة )570ه��/1175م(. األع��الم، ج7،

ص19.

ص173؛ ج11، المؤلفي��ن، معج��م كحال��ة، )29(البغدادي، هدية العارفين، ج2، ص100.

)30( الغزي، ج3، ص326.

)31( عيون األنباء، ص389.

)32( تاريخ اإلسالم، ج11، ص205.

)33( الوافي بالوفيات، ج4، ص272.

)34( األعالم ، ج7، ص19.

)35( هدية العارفين، ج11، ص173.

)36( ابن أبي أصيبعة، عيون األنباء، ص390.

)37( الذهبي، تاريخ اإلسالم، ج12، ص205.








)45( اب��ن أب��ي أصيبع��ة، عي��ون األنب��اء، ص398؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج4، ص272.

)46( اب��ن أب��ي أصيبع��ة، عي��ون األنب��اء، ص398؛ البغدادي، هدية العارفين، ج11، ص173.

)47( اب��ن أب��ي أصيبع��ة، عي��ون األنب��اء، ص398؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، ج4، ص272؛ الغزي،

ديوان اإلسالم، ج3، ص326.


)49( اب��ن أب��ي أصيبع��ة، عي��ون األنب��اء، ص398؛ الذهبي، تاريخ اإلسالم، ج12، ص205؛ البغدادي،

هدية العارفين، ج2، ص100.

)50( اب��ن أب��ي أصيبع��ة، عي��ون األنب��اء، ص398؛ الذهبي، تاريخ اإلسالم، ج12، ص205؛ البغدادي،

هدية العارفين، ج2، ص100.

)51( ابن أبي أصيبعة، عيون األنباء، ص398؛ كحالة، معج��م المؤلفي��ن، ج11، ص173؛ البغدادي، هدية

العارفين، ج2، ص100.


)53( اب��ن أب��ي أصيبع��ة، عي��ون األنب��اء، ص398؛ الزركل��ي، األع��الم، ج7، ص19؛ كحال��ة، معجم هدي��ة البغ��دادي، ص173؛ ج11، المؤلفي��ن،

العارفين، ج2، ص100.

يق خان )ت1307ه�/1890م(، د صد )54( القنوجي، محمأبج��د العلوم، )بي��روت، دار ابن ح��زم، 2002م(،

ص430.

)55( البغدادي، إس��ماعيل باشا )ت1399ه�/1979م(، إيض��اح المكن��ون في الذي��ل على كش��ف الظنون، )بي��روت، دار إحياء الت��راث العربي، د.ت.(، ج4،

ص270.

)56( الموس��وعة الح��رة )ويكيبيديا(، تاري��خ الصيدلة. h t t p s : / / e n . w i k i p e d i a . o rg / w i k i /

Pharmacy

)57( المرجع نفسه.

)58( ابن أبي أصيبعة، عيون األنباء، ص398؛ الذهبي، تاريخ اإلسالم، ج12، ص205.

)59( الوافي بالوفيات، ج4، ص272.

)60( األكايي��ل: ل��م ترد ف��ي معاجم اللغة به��ذا الوزن، إنم��ا وردت )مكاييل(: المكيال )مفع��ال( من الكيل. والكيلة مثل القعدة والجلس��ة. تق��ول: أوفاني الكيل، جل الشيء: إذا أوفاك ما يكيلك إياه. وتقول: كلت للروكلت ل��ه. وكذلك وزنته، ووزنت ل��ه. وفي القرآن زنوهم يخس��رون{. وال الكري��م: }وإذا كالوهم أو ويق��ال كيلج��ة، في قول أب��ي حاتم. وأجازه��ا غيره. ينظر: أبو هالل العس��كري، الحسن بن عبد هللا )ت


نحو 395ه�/1005م(، التلخيص في معرفة أس��ماء األشياء، تحقيق: الدكتور عزة حسن، ط2، )دمشق، دار طالس للدراسات والترجمة والنشر، 1996م(،

ص212.

)61( الرط��ل: قال أبو عبيد: الرطل يزن )128( درهم، وه��و مذه��ب جماهير العلم��اء، وبم��ا أن الرطل = 128 درهم��ا فإن الرطل = 128×2,3328 )وزن الدرهم الواحد( = 298,5984 غم وهو المتفق لدى الجمهور. ينظر: حالق، محمد صبحي، اإليضاحات العصري��ة للمقايي��س واألوزان والنقود الش��رعية، )مكتبة الجيل الجديد، صنعاء، 2007م(، ص176.

ا تقدير الرطل باألوقية فإنه يساوي )12( أوقية. )62( أموزن األوقية عشرة دراهم وثلثا الدرهم. الرطل = 12 أوقية. األوقية =40 درهم. الرطل = 12×40=480 درهم. الرط��ل = 480×2,3328=1,119,744.

حالق، اإليضاحات، ص172.

)63( الم��ن: معي��ار قديم كان يقال ب��ه أو يوزن، مقداره رط��الن، كل رط��ل يزن )130( دره��م، وزن كل درهم 3,125غم وبذلك يكون وزن المن المؤلف من 260 دره��م = 816,5 غم. فالتر، هنتس، المكاييل واألوزان اإلسالمية وما يعادلها في النظام المتري، ترجمة: كامل العسلي، )عمان، 1970م(، ص46.

)64( القنط��ار: معيار مختلف المق��دار عند الناس وكان القنط��ار المص��ري والمع��روف بالقنط��ار الفلف��ي للبهارات والتوابل، وكان يتألف من مائة رطل. ينظر: القلقش��ندي، أحمد ب��ن علي )ت821ه��/1418م(، صبح األعش��ى في صناعة اإلنشا، )القاهرة، وزارة اإلرش��اد القوم��ي، 1963م(، ج3، ص440. وبما أن الرط��ل الواحد = )144( درهما فإنه يزن )45( كغ��م، فيكون بذل��ك وزن هذا القنط��ار 22,25كغم. ينظر: فالتر، األوزان والمكاييل اإلسالمية، ص40.

)65( ق��ال القلقش��ندي: ”وتعتب��ر أوزان الط��ب بالم��ن وهو مائتان وس��تون درهما وأوقية س��ت وعشرون أوقي��ة فتك��ون أوقي��ة عش��ر دراهم“. فيك��ون وزن المن األنطالي )160( درهم. صبح األعش��ى، ج3،

ص441.

)66( أنطالي��ا: ه��ي انطالي��ه، وه��ي م��ن ب��الد الروم،

م��ن أحس��ن الم��دن، متناهية في اتس��اع المس��احة والضخام��ة، أجمل ما يرى من البالد، وأكثر عمارة وأحس��نه ترتيب��ا، فيها البس��اتين والفواك��ه وعيون الم��اء وهي غي��ر أنطاكية. رحلة اب��ن بطوطة، ص

ص190-189.

)67( المن المصري يساوي )160( درهم.

)68( المن الرومي يساوي )200( درهم.

)69( المن اإلسكندراني يساوي )300( درهم.

)70( المن القنطاري يساوي )220( درهم.

)71( الرط��ل الروم��ي يتأل��ف م��ن )72( س��وليروس )مثق��ال( = 4,68غ��م. الرطل الروم��ي يتألف من 1200 دره��م = 1200×2,3328 = 2799,36 غم. حالق، اإليضاحات، ص676؛ فالتر، المكاييل

واألوزان اإلسالمية، ص ص12-11.

)72( اس��م يطل��ق عل��ى وزن الدراخم��ة اليوناني��ة في ى األوس��اط الطبي��ة، وكان س��دس الدراخم��ة يس��مأوب��ول، كل أوبول = 3 قي��راط = 18 قيراط، وبما = 4×18 : أن كل قي��راط = أرب��ع ش��عيرات، ف��إن72 ش��عيرة، فيكون وزن الدراخمة )72( ش��عيرة. وزن الش��عيرة الواح��دة = 0,0486 غ��م، فيك��ون وزن الدراهم��ة = 0,0486×72 = 3,499 غ��م. فيك��ون وزن الرط��ل األنطال��ي = 3,499×96 = 335,904 غ��م. ينظر: الجلبي، محم��ود، المكاييل واألوزان والنق��ود العربي��ة، )بي��روت، دار الغرب اإلس��المي، 2005م(، ص143؛ فالت��ر، المكايي��ل

واألوزان اإلسالمية، ص29.

)73( القس��ط: مكي��ال قدي��م س��عته نصف ص��اع، وهو يساوي عند الحنفية )1630,75( غم، وعند غيرهم د بن يس��اوي )1086( غ��م. ينظر: اله��روي، محمأحمد )ت370ه��/980م(، الزاهر في غريب ألفاظ الش��افعي، تحقيق: مس��عود عبد الحمي��د، )بيروت، دار الطالئ��ع، د.ت.(، ص140؛ قلعج��ي، محم��د رواس وحام��د صدقي، معجم لغة الفقهاء، )بيروت، دار النفائس للطباعة والنش��ر والتوزيع، 1988م(،

ص363.

)74( يبل��غ وزن األوقي��ة حوال��ي )34,5( غ��م، فيكون


معدل وزن القسط األنطالي: 18×34,5=621 غم.

)75( الرط��ل المطل��ق = 20 أوقي��ة، وزن األوقي��ة = 34,5×20=690 غم، وزن الرطل المطلق.

)76( أس��تار: جمع أساتير، وزنه أربعة مثاقيل ونصف، وهو وزن يس��تعمل ف��ي وزن العقاقير الطبية، وهو د بن يس��اوي )6,5( درهم. ينظر: ابن منظور، محممك��رم )ت711ه�/1311م(، لس��ان الع��رب، )دار صادر، بيروت، 1414ه�(، ج10، ص491. وبما أن وزن المثقال في بغداد كان خمسة غرامات، فيكون األس��تار الواحد = 20,5غم: 20,5×30=615 غم

وزن القسط.

)77( المك��وك: مكيال قديم، وهو ص��اع ونصف، وهو ث��الث كليج��ات، والمك��وك بالوزن أربع��ة أرطال وبالكي��ل ص��اع ونص��ف، ق��ال الخوارزم��ي: ”إن المكوك س��بعة أمناء ونصف“. وهك��ذا نجد مقادير

مختلفة للمكوك.

غ��م 298,5984 ي��زن الواح��د الرط��ل إن )78(ينظ��ر: المك��وك. وزن غ��م 895,795=3×الخوارزمي، مفاتيح العلوم، ص105؛ الهروي، أبو عبيد القاس��م بن س��الم )ت224ه�/839م(، غريب الحدي��ث، تحقيق: محمد عب��د المعيد خ��ان، )دائرة المعرف العثماني��ة، 1964م(، ج2، ص369؛ عبد المنعم، محمود عبد الرحمن، المصطلحات واأللفاظ ج3، د.ت.(، الفضيل��ة، دار )القاه��رة، الفقهي��ة،

ص475؛ قلعجي، معجم لغة الفقهاء، ص456.

)79( األوقية = 34,5×9=310,5 غم، وزن القوطولي.

)80( قال فالتر: كانت الجوزة الملكية تزن ستة مثاقيل / دراخمي، ووفقا للحس��اب فإنها تساوي )25,5 غم(.

المكاييل واألوزان اإلسالمية، ص24.

)81( المثق��ال يس��اوي )72( حب��ة. وبم��ا أن الدرهم = ( الدرهم، فإن ( حب��ة. والمثقال = ) (المثق��ال = 72×0,486 = 3,4992 غ��م. ينظ��ر: حالق، اإليضاحات، ص205. = 3,4992 × 4 =

13,99 غم وزن ملعقة العسل.

)82( وزن ملعقة الدواء تساوي )3,4992( غم.

)83( الرط��ل الواح��د يس��اوي 298,5984 غم × 3 =

895,7952 غم، وزن الجورق.

)84( وزن الدورق = 895,7952 غم.

)85( ما يعادل )1020,25( غم.

ينظ��ر: الصغي��ر. الصنوب��ر ح��ب الجل��وز: )86(الخوارزمي، مفاتيح العلوم، ص191.

)87( المثقال يساوي )3,4992 غم( وزن الباقالة.

)88( القيراط: قال أبو السعادات: ”القيراط نصف عشر الدينار ف��ي أكثر البالد، وأهل الش��ام يجعلونه جزء د من أربعة وعش��رين جزء“. ينظ��ر: البعلي، محملع على ب��ن أبي الفت��ح )ت709ه��/1309م(، المطألف��اظ المقن��ع، تحقيق: محم��د األرناؤوط وياس��ين محم��ود، ط1، )ج��دة، مكتب��ة الس��وادي للتوزي��ع، 1423ه��/2003م(، ص37. ق��ال فالتر: »القيراط الواح��د )20/1( م��ن المثق��ال، فهو ي��زن )14/1( م��ن درهم الكيل زنة )3,125غ��م( = 0,223 غم. المكاييل واألوزان اإلس��المية، ص44. بما أن وزن القي��راط الواح��د = 0,223×6=1,338 غم وزن

الكرمة الواحدة.

)89( الوس��ق: جم��ع أوس��ق، ووس��وق، وه��و س��تون صاع��ا بص��اع النبي )r(، وه��و عند أه��ل العراق )480 رط��ل( وعن��د أه��ل الحج��از)320 رطل( عل��ى اختالفهم ف��ي مقدار الص��اع والمد، الوس��ق =130500غ��م 2175×60= ص��اع 60 ==13.500كغم. ينظر: ابن سيده، علي بن إسماعيل )ت458ه��/1066م(، المخص��ص، تحقيق: خليل إبراهي��م جف��ال، ط1، )بيروت، دار إحي��اء التراث العرب��ي، 1417ه��/1996م(، ج3، ص441؛ ابن د )ت606ه��/1209م(، األثي��ر، المبارك ب��ن محمالنهاي��ة في غري��ب الحديث واألث��ر، تحقيق: طاهر أحمد ال��زاوى ومحمود محم��د الطناحي، )بيروت، المكتبة العلمية، 1399ه�/1979م(، ج5، ص185؛

ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص379.

)90( الص��اع: مكيال تكال به الحبوب ونحوها، وقدرها أه��ل الحجاز قديما أربعة أم��داد، وعند أهل العراق ثماني��ة أرط��ال = 1028,57 درهم��ا = 3,362 لت��ر = 3261,5غ��م، وبم��ا أن الص��اع = أربع��ة أم��داد، فالص��اع = 4×544 =2176غم الصاع =


2176÷1000=2,176 كغم. ينظر: الخوارزمي، مفاتيح العلوم، ص29؛ ابن سيده، المخصص، ج3، ص440؛ قلعج��ي، معج��م لغ��ة الفقه��اء، ص54؛

حالق، اإليضاحات، ص87.

)91( المس��د: مكي��ال مع��روف قديم اختل��ف الفقهاء في تقدي��ره، وه��و أصغ��ر المكاييل، وه��و رطل وثلث بالبغدادي وعند أهل دمشق ثالث أواق وثالثة أسباع أوقية وبالكيل نصف ق��دح بالمصري ورطالن عند أه��ل الع��راق، عند أب��و حنيفة رط��الن = 1,032 = 815,39غ��م ورط��ل وثلث عند باق��ي األئمة = 0,687 لتر = 543 غم. ينظر: الخوارزمي، مفاتيح العل��وم، ص29؛ المعجم الوس��يط، ج2، ص858؛ قلعج��ي، معجم لغة الفقه��اء، ص417؛ عبد المنعم،

معجم المصطلحات، ج3، ص245.

)92( الكليج��ة: ه��ي مكي��ال، والجمع كيال��ج، وهو كيل معروف ألهل العراق وهي من وس��بعة أثمان المن. والمن رط��الن، والمكوك صاع ونصف وهو ثالث كليج��ات. إذا المك��وك = صاع ونص��ف = 1,5 × 2,176 = 3,264 كغ��م والمك��وك = 3 كليج��ات، الكليج��ة = 3,264 ÷ 3 = 1,088 كغم. ينظر: ابن منظ��ور، لس��ان الع��رب، ج2، ص352؛ الفيومي، د)ت770ه��/1369م(، المصب��اح أحم��د ب��ن محمالمنير في غريب الش��رح الكبي��ر، )بيروت، المكتبة

العلمية، د.ت.(، ج2، ص577.

)93( األس��تار: ه��و وزن يس��تعمل ف��ي وزن العقاقير، وزن��ه أربع��ة مثاقي��ل ونصف، وهو يس��اوي س��تة دراه��م ونصف، م��ا يعادل حوالي 20 غ��م. ينظر: قلعج��ي، معجم لغة الفقهاء، ص57؛ فالتر، المكاييل

واألوزان اإلسالمية، ص19.

)94( يبلغ وزن الج��وزة المطلقة أربعة مثاقيل، وبما أن وزن المثقال الواحد = 3,4992 غم فإن وزنها يبلغ

حوالي )13,99 غم(.

)95( درهم األوقية = 2,3328 غم. وذلك أن الدرهم = 48 حبة، الحبة = 0,486 غم. فيكون درهم األوقية

= 48× 0,486 = 2,3328 غم.

)96( ابولوس: يطلق على سدس الدراخمة اليونانية.

)97( القيراط = 0,223 غم × 3 = 0,669 غم.

)98( الن��واة: م��ن األوزان القديمة، وهي تعادل خمس��ة العل��وم، مفاتي��ح الخوارزم��ي، ينظ��ر: دراه��م. ص203؛ قلعج��ي، معج��م لغة الفقه��اء، ص489. الن��واة = 5× 2,3328 = 11,664 غم وزن النواة الواح��دة. األوقي��ة = 24 ن��واة، 24 ×11,664 =

279,936 وزن األوقية.

)99( وزن األوقي��ة الواح��دة = 34,5 × 9 = 310,5 غم، وزن السكرجة الكبيرة.

)100( ما يعادل )74,64 غم( وزن السكرجة الصغيرة.

)101( الدان��ق: م��ن األوزان، وزن��ه ثم��ان حب��ات من الشعير. ابن منظور، لسان العرب، ج10، ص105. الحب��ة = 0,486 غ��م × 8 = 0,4082 غ��م وزن

الدانق الواحد.

)102( يساوي )2,44 غم(.

)103( تساوي )279,936 غم(.

)104( للقي��راط وزن أربع ش��عيرات عندهم، وهي حبة خرنوب ش��امي. ينظر: الخوارزمي، مفاتيح العلوم،

ص105.

)105( يبلغ وزن حبة الش��عيرة الواحدة )0,0486 غم( فيكون وزن القيراط المتكون من أربع ش��عيرات =

0,1944 غم.

)106( الدرخم��ي = 72 ش��عيرة ×0,0486 غم، وزن الش��عيرة الواح��دة = 3,499 غ��م، وزن الدرخمي

الواحد × 18 = 62,982 غم وزن السوناق.

)107( الدرهم يساوي )48 حبة(.

)108( األوقي��ة = 34,5 غ��م = 51, 5 غ��م وزن حب الشام.

)109( يبل��غ وزن الجوزة النبطي��ة )4,5 غم(. أكاديمية الكباريت لألعشاب الطبية، شرح األوزان والمكاييل www.alkabarit. .المس��تخدمة في الطب القدي��م

com

)110( ما يعادل )3,499 غم(.

)111( حوالي )8,498 غم(.

)112( حوالي )51,5 غم(.

)113( حوالي )51,5 غم(.


)114( حوالي )86 غم(.

)115( في األصل )عرما ما(. وما أثبتناه من: ابن سينا، القانون في الطب، المقالة العاشرة.

)116( حوالي )86 غم(.

)117( حوالي )51,5 غم(.

)118( القيراط = 0,0223 غم × 20 = 4,46 غم.

)119( ابن سينا، القانون في الطب، ج3، ص564.

)120( الهامين عند ابن سينا والقالنسي، وذكر القالنسي أن وزن الهامين خمس وعشرون أستارا. ينظر: ابن

سينا، القانون في الطب، ج3، ص564.

)121( عند ابن سينا: )أوثولو(.

)122( لم نعثر على ترجمته.

)123( في األصل )جوهينات(، وما أثبتناه من ابن سينا.

)124( الجوهين الواحد = س��تة أقس��اط رومية. القس��ط الرمي = رطل ونصف =610,50 غم.

)125( في األصل )واحد( وما أثبتناه هو الصحيح.

)126( حوالي )310,5(.

)127( وزنها )24 حبة( وهي س��تة قراريط = 0,223 × 6 = 1,338 غم.

)128( وزنها ثمان وأربعين حبة وهو اثنا عش��ر قيراطا = 0,223 ×12 = 2,676 غم.

)129( وزن الرط��ل الواح��د = 298,59 غم × 92 = 27.470 غم وزنها من الزيت.

)130( وزنه��ا م��ن الش��راب = 298,59 غم × 80 = 23,887 غم.

= 108 × العس��ل = 298,59 م��ن وزنه��ا )131(32,247 غم.

)132( األوقي��ة الواح��دة = 34,5 غ��م × 18 = 621 غرام قسط الزيت.

)133( من الشراب وزنها = 34,5 × 20 = 690 غم.

)134( وزنها من العسل = 34,5 × 27 = 931,5 غم.

)135( يساوي )2,687( غم من الزيت.

)136( يساوي )2,985 غم( من الشراب.

)137( يساوي )4,030 غم( من العسل.

ى طولون، وهو تسع أواق. ينظر: )138( قوطلي: ويسمالخوارزم��ي، مفاتيح العلوم، ص105؛ ابن س��ينا، القان��ون في الط��ب، المقالة العاش��رة: ذكر األوزان

والمكاييل.

)139( يساوي )310,5 غم( من الزيت.



)142( في األصل )ممطرن(، وما أثبتناه من ابن سينا.




)146( في األصل )مستظرن(، وما أثبتناه من ابن سينا.

)147( وزن الدراخم��ة = 3,499 غ��م × 6 = 20,99 غم من الشراب.

)148( تساوي )31,491 غم( من العسل.

)149( ف��ي األص��ل )الكس��ونافن(، وما أثبتن��اه من ابن سينا. ويستعمل في الكيل ويستعمل أيضا في الوزن، ا في الوزن ا في الكيل فثمانية عش��ر درهم��ا، وأم أم

فثمانية قراريط. ينظر: القالنسي، األقراباذين.


)151( األوقي��ة = 34,5 غ��م. الدرخمي = 3,499 غم = 13,996 × 34,5 = غ��م 13,996 = 4 ×

482,862 غم من الشراب.

)152( يساوي )112,125 غم(.

)153( في األصل )قوانوس(، وما أثبتناه من ابن سينا.

)154( يساوي )41,988 غم(.

)155( يساوي )36,25 غم(.

)156( يساوي )112,125 غم(.


Abstract

The weights and quantities important cultural role

because of its direct relevance to the lives of people in the different communities needed her need in their daily integration in various fields, especially medical ones, as the science of medicine and pharmacology at the first inception was essentially depends on medicinal plants that have been developed to recipes thanks to medical progress of chemistry at the hands of the Arab Muslim scholars who have undertaken the task of literature produced in the science of medicine, pharmacy and scientific experiments.

This medicinal herb boo’s included in the treatment

of diseases, and the need in therapeutic prescription and asylum inevitably lead to knowledge of weights and measures to know the real quantity of medicinal herbs used.

One of these books, the book )al-Awzan wa al-Akaeel al-Tabeih min kitab Ekrabazen al-Antary( deceased a year )580 A.H.( which we studied and the achievement of this manuscript.

The Weights and Medical weights from Aqr Abatheen Al- Antree Book (580H.D.-1184AD)

A study and Investigation

Dr. Muhammad Hassan SuhailDr. Abd al-Nasir A. Ismail

63 شلو عس ا سمةعلا لا نلس ة فشعز ش ةما ل ة ا ةوس

مقدمة المترجمول��د الم��ؤرخ التركي البروفيس��ور س��ليم درينغل Selim Deringil في عام 1951 في أوتاوا بكندا. وحصل على ش��هادة الدكتوراه من جامعة إيس��ت إنجليا East Anglia البريطانية في ع��ام 1979، وانضم إلى قس��م التاريخ في Bosphorous University جامعة البسفورفي إس��طنبول ف��ي العام ذات��ه. ويتق��ن اللغات العثماني��ة. والتركي��ة والفرنس��ية اإلنكليزي��ة ويع��د البروفيس��ور درينغ��ل واحدا م��ن أبرز المحاضري��ن في التاري��خ العثمان��ي المتأخر، واإلسالم العثماني وعالقاته مع أوربا؛ وحاضر في الوالي��ات المتحدة، إنكلترا، فرنس��ا، لبنان. وكت��ب العديد من المقاالت التي تتعلق بس��قوط اإلمبراطوري��ة العثماني��ة وتاري��خ الجمهورية التركي��ة. نال كتابه المعنون: ”الميادين المحمية جي��دا: اإليديولوجي��ة وش��رعية الس��لطة ف��ي The “1909-1876 اإلمبراطورية العثمانية

Well-Protected Domains: Ideology and the Legitimation of Power in 1909-the Ottoman Empire 1876جائ��زة رابطة فؤاد كوبرلو للدراس��ات التركية ف��ي ع��ام 2001. م��ن بي��ن مؤلفات��ه األخرى كتاب��ه المعنون: ”السياس��ة الخارجي��ة التركية خالل الح��رب العالمية الثاني��ة، الحياد الفعال“ Turkish foreign policy during the Second World War: an »active«neutrality، ال��ذي طب��ع ف��ي مطاب��ع جامعة كمبردج في عام 1989. وكتابه اآلخر المعنون: ”العثمانيون، الترك، وسياس��ة القوى العالمية: The Ottomans, the “مجموع��ة مق��االت Turks, and world power politics:collected essays، الص��ادر في إس��طنبول

عن دار Isis Press في عام 2000.

ترك��زت اهتمام��ات البروفيس��ور درينغ��ل عل��ى التاريخ الثقاف��ي والفكري، ويعك��ف حاليا

ع النزاع بالضد من نزعة التشيفي العراق الحميدي

ة دراسة في الدعاية العثمانية المضاد

تأليف: البروفيسور سليم درينغل ترجمة: د. نهار محمد نوري)*(

)*( الجامعة المستنصرية / كلية اآلداب.


لدراس��ة التحول الديني والردة في العهد العثماني ي المتأخر. مثلما تركزت إهتماماته لتدريس وتقصالمواضي��ع الت��ي تعنى بالمقارنة بي��ن التاريخين العثماني واألوربي. لقد أس��هم درينغل في نش��ر عدد من المؤلف��ات التي صدرت باللغات التركية واإلنكليزي��ة والفرنس��ية واليوناني��ة والياباني��ة. وتنوعت أبحاثه العلمية في هذا الصدد، من بينها: ”مظاه��ر االس��تمرارية في السياس��ة الخارجية التركية: عب��د الحميد الثاني وعصم��ت إينونو“ Aspects of Continuity in Turkish Foreign Policy: Abdulhamid IIدوري��ة: ف��ي المنش��ور and İsmet İnönü International Journal of Turkish Studies. Madison Wisconsin, vol.Summer 1984 4.. وبحث��ه اآلخ��ر المعنون: ”م��ن العثمانيي��ن إلى الترك: التح��ول في الهوية From Ottoman to Turk:“الوطنية التركي��ة the Transformation of the Turkish Dru C. :المنش��ور في “National Identity Gladney )ed.( Making and Marketing Majorities, Stanford University Press,Stanford 1998. وبحث��ه اآلخر المعنون: ”ال إكراه في الدين، التحول والردة في العهد العثماني There is No Compulsion in “المتأخ��ر Religion’ Conversion and Apostasyin the Late Ottoman Empire المنشور في Comparative Studies in Society:دورية

. .and History July 2000, vol. 40

البح��ث ال��ذي أقدم��ه اآلن للق��ارئ العربي عموم��ا والعراقي على وج��ه الخصوص، يعد واح��دا من أب��رز البح��وث األكاديمي��ة الرائدة في مجال تتبع السياس��ة العثماني��ة تجاه العراق )الممثل بوالياته العثمانية آنذاك(، تلك السياسة

الت��ي ارتك��زت في بع��ض من صوره��ا على منه��ج ديني ودعائ��ي وتجلت في ص��ورة ردة فع��ل إزاء ما عدته الدولة العثمانية خطرا ممثال بتنامي النزعة الش��يعية في الع��راق. لقد طرح درينغل فرضيته تلك من خالل تتبع ردود أفعال المس��ؤولين العثمانيين خالل العه��د الحميدي، وه��و العه��د ال��ذي غط��ى وكما ه��و معروف إل��ى أن الس��نوات )1876-1909(، مش��يرا هذه الردود كانت متناغمة مع رغبة المس��ؤول العثمان��ي المحل��ي مع بع��ض النخ��ب المحلية فضال عن أعلى مس��ؤول في الدولة الممثل في الس��لطان عبد الحميد الثان��ي. وهي بذلك ووفقا لوجهة نظره النتيج��ة المتوقعة لتنافس تاريخي بين س��لطتين عثمانية وإيراني��ة، ورغبتهما في

كسب والء الرعايا العرب في المنطقة.

وفي الوقت الذي ش��دد فيه درينغل على أن السياسة العثمانية المستهجنة لبروز المد الشيعي االثنى عشري في العراق، وسعيها الحثيث بكل الس��بل النت��زاع الفرصة م��ن أجل إيقاف��ه، إال أن المالح��ظ، وكما عكس��ت الوثائ��ق العثمانية الرس��مية، إفتق��ار، بل عدم وجود أدنى إش��ارة الس��تخدام القوة في س��بيل منع أو إيقاف تنامي مظاه��ر التوجهات الش��يعية. لقد فس��ر درينغل ه��ذه السياس��ة العثمانية بأنها قام��ت وارتكزت Social Base على مبدأ خلق قاعدة إجتماعيةبديل��ة، المرتك��زة أصال على اإلس��الم الس��ني حص��را، وهي في الواقع إح��دى أدوات مفهوم Social Engineering الهندس��ة اإلجتماعيةأو ما يعرف بإس��تراتيجية التخطيط اإلجتماعي القائمة عل��ى منهج تنظيم مجتم��ع ما، من أجل إزالة المشكالت والتناقضات فيه وربطه بالتالي باإليديولوجية الس��ائدة. بمعن��ى أكثر دقة؛ ربط المجتمع العثماني عقائديا باإليديولوجية الحاكمة


الممثلة بالمذهب السني الرسمي.

وف��ي الواقع كانت إحدى الوس��ائل المتوخاة من أجل تفعيل هذه السياسة هي الدعاية العثمانية المضادة، التي شدد المسؤولون العثمانيون عليها، والتي كانت من أجل��ى صورها الحقل التعليمي الذي برز فيه اتجاهين عمليين؛ األول: إستقطاب دون شريحة من العلماء السنة من إسطنبول، يمهالطريق ببث المعلومات لصالح المذهب السني، وتعريف السكان بما دعي آنذاك بشرور التشيع، وبالتال��ي قيامه��م برصد أي��ة مظاهر تحريضية بالضد من الدولة والتبلي��غ عنها، والثاني: إقامة مدارس إسالمية متنقلة توجهها شريحة من علماء س��نة ثقات، لتمارس نشاطها التبشيري بالمذهب السني لدى البدو، فضال عن تقديم التقارير عن أية أحداث غير مرغوب فيها، ومن بين المعلومات الت��ي تميزت باألهمية البالغة بل والخطيرة التي تناوله��ا درينغ��ل، اقت��راح أحد أعي��ان العوائل المعروفة المدعو أحمد ش��اكر اآللوسي التشديد على تفعيل حظر زواج الس��ني من الش��يعي إلى أقص��ى مدى، فضال عن تصريح الس��لطان عبد الحمي��د الثاني في مع��رض حديثه عن أس��باب استقطاب األطفال الشيعة في ”مدرسة العشائر“ ى من هذه التي ش��كلها في إس��طنبول، بأنه يتوخالمدرس��ة أن يتخل��ى األطفال الش��يعة فيها عن طائفتهم، وأن يتحولوا إلى المذهب الحنفي بهدف إعدادهم للعودة إلى بلدانهم، وبالتالي اإلسهام في تخل��ي أبناء أوطانهم عن مذهبه��م وتحولهم إلى

المذهب الحنفي.

كلم��ة ال بد منها، إن تميز بحث درينغل هذا يرجع إلى أصالة نوعية المصادر التي اس��تقى منه��ا معلوماته؛ إذ ل��م تقتصر مص��ادره على الكتب والبحوث األكاديمية الرصينة والدوريات

والمجالت فحسب؛ بل في غزارة الوثائقي منها بالذات، الذي تراوح بين وثائق رئاس��ة الوزارة العثماني��ة وإرادات المجل��س الخاص وإرادات الداخلي��ة ومذك��رات األعي��ان المرفوع��ة إلى

رئاسة الوزراء.

وف��ي الختام، ال ب��د من الق��ول، نحن بحاجة ماسة إلى كل ما هو وثائقي من البحوث الرصينة المحكمة التي تميط اللثام عن األحداث والمعلومات ة أو بط��الن ادعاء أو النادرة وتكش��ف لن��ا صحفرضية ما، تش��يعها مع األسف بعض التعميمات التي يقع بها بع��ض الباحثين عن قصد أم ال. كما ال ب��د من القول أيضا إن هذا البحث قد نش��ر في

دورية:Die Welt des Islams, New Ser., Bd. 30, Nr.

1/4. )1990(, Pp.45-62..

نص ترجمة البحث

المقدمة:تع��د الدعاية والدعاية المض��ادة من المفاهيم األساس��ية الت��ي اكتس��بت رواجا أثن��اء الحربين العالميتين، وبالتالي فهي تعد من المفاهيم الحديثة واألوربي��ة على نحو جوهري. وم��ع ذلك أفادت الدولة العثمانية خالل عهد الس��لطان عبد الحميد الثان��ي )1876-1909( إف��ادة كبي��رة م��ن هذا السالح، والسيما حينما استخدمته كجزء من التأكيد الجدي��د القائم على الوحدة المرتك��زة على ادعاء الس��لطان العثماني بزعامته اإلسالمية العالمية، بوصفه خليفة اإلس��الم أو )أمير المؤمنين(. ومع فق��دان الدولة العثمانية معظم ممتلكاتها فيما تبقى من البلقان وس��كانها المس��يحيين كنتيجة للحرب فق��د م��ع روس��يا )1878-1877(، الكارثي��ة اقتص��رت اإليديولوجية تحت حك��م عبد الحميد

الثاني على قاعدة هويتها اإلسالمية)1(.


وعلى الرغم من ذلك، أدى هذا الوضع إلى استقدام مش��اكل جديدة، وذلك ألن أي تحد تجاه الش��رعية العثماني��ة في ذلك الوقت قد نش��أ من

بيئة إسالمية مكتسبة لمكانتها الجديدة.

التنافس العثماني – اإليراني على والء الرعايا العرب:

إن إدع��اء الس��لطان بالهيمن��ة والجمع بين الس��لطتين الدينية والدنيوي��ة )مفهوم القيصرية البابوي��ة( Caesaropapist أي بوصفه حاكما زمني��ا وزعيما ديني��ا، قام على أس��اس إضفاء الش��رعية الس��نية وعب��ر ادع��اء صف��ة أمي��ر المؤمني��ن المس��تمدة م��ن حق اس��تخالف آخر خليفة عباس��ي، حينما زعم أن األخير قد تنازل عن منصبه للس��لطان س��ليم األول بعيد الحملة

المصرية في عام 1517.

وكان��ت دول��ة إي��ران الش��يعية ه��ي الدولة اإلسالمية الرئيسة التي لم تعترف بهذا االدعاء؛ إذ أب��دى كل من الح��كام الصفويين والقاجاريين معارضتهم الش��ديدة تج��اه الش��رعية العثمانية. ”ف��ي :Lambton المبت��ون أش��ارت وكم��ا القرنين السادس عشر والسابع عشر ومع اندالع الصراع بين الصفويين والعثمانيين، أشار لنفسه كل من الس��لطان العثماني والشاه الصفوي على إن��ه ملك اإلس��الم. وأخذ الص��راع بينهما ينحو منحى الشقاق بين الشيعة والسنة. ليحتدم الجدال بي��ن كال الطرفين“)2(. وكانت األراضي العربية محط النزاع حينما س��يطر العثمانيون وفرضوا ��را. ومع ذل��ك، ففي الوقت هيمنته��م عليها مبكالذي كانت فيه بعض من مناطق التماس الشيعية – الس��نية، والجيوب التي ح��وت على أقلية من السنة والش��يعة، إال أن التحدي اإليراني استمر، حيث كتب صليب��ي: »إن الس��لطنة العثمانية...

ادعت الشرعية بوصفها الدولة اإلسالمية السنية العالمي��ة، واعت��رف بها في المناطق التي س��اد ا الملكية الفارسية... فقد بها اإلس��الم الس��ني. أمكانت أكثر من مجرد دولة قومية فارسية؛ وعلى الرغم من ذلك، فقد مثلت أيضا الدولة اإلسالمية الش��يعية الرئيس��ة في العالم، وبالتالي غدت مع الشيعة وبقية المس��لمين غير السنة اآلخرين في المنطقة، المتحدين لمب��دأ ادعاء الدولة العثمانية

بالهيمنة على العالم اإلسالمي«)3(.

لق��د كان الع��راق بمثاب��ة الجبهة الرئيس��ة للنفوذ العثماني الس��ني ونزعة التشيع الصفوية / القاجارية. وتقليديا، كانت بوتقة نزعة التش��يع االثنى عش��رية قد ابت��دأت منذ القرن التاس��ع، حينما قام الش��اه إسماعيل، ومن العراق، بدعوة علماء الش��يعة األساس��يين، وعلى إثر إعتماده التش��يع االثنى عش��ري الدين الرس��مي للدولة ف��ي إيران في عام 1501. وكم��ا ذكر أرجمند Arjomand: ”دعا الشاه إسماعيل الشيخ علي الكرك��ي العاملي... إل��ى إمبراطوريته للترويج عن التش��يع االثنى عشري. واستقر الكركي في العراق العربي وقام بزيارات متقطعة إلى بالط إس��ماعيل. وتابع إشرافه على تحويل إيران إلى

التشيع تحت حكم طهماسب“)4(.

ومع زيادة هيمنة التش��يع االثنى عشري في إيران ابتداء من القرن الس��ادس عش��ر بالتزامن مع إحكام الس��يطرة العثمانية على مراكز التعليم الش��يعية الرئيس��ة مثل بغداد والنجف وكربالء والكاظمي��ة، إتخ��ذ النزاع العثمان��ي – اإليراني طابع��ا دينيا)5(. ب��ل كان هذا الن��زاع مريرا في بعض األحي��ان، وعلى غرار أي نزاع آخر بين العثمانيي��ن ومس��يحيي ما يدعى ب��دار الحرب، بحيث تجلت تلك الم��رارة في أفعال ]ادعاءات[


الشرعية الدينية لدى حكام كال الطرفين. وأشارت المبت��ون إلى أن بعض المجادلين في المعس��كر العثماني الس��ني في القرن الس��ادس عش��ر، قد حضوا على قتل الهراطقة بدال من الفرنجة لكونه أكثر جدارة: »إن الحرب مع الفرنجة هي حرب م��ع أولئك الذين كان��وا منذ البداية كف��ارا، بينما الحرب مع الصفويين هي بمثابة حربا مع أولئك

الذين أحيوا عدم اإليمان في ديار اإلسالم«)6(.

وبالمث��ل واجه الش��يعة االضطهاد الس��ني الواس��ع النط��اق، فقد كان هنال��ك منذ منتصف القرن الس��ابع عش��ر، مس��اع من بعض علماء الش��يعة لتمديد ش��عيرة ش��تم الخلفاء الراشدين الث��الث )اللع��ن( لتص��ل إلى أبي حنيف��ة، وبما أن األخي��ر ه��و بمثابة الركيزة األساس��ية التي اس��تند عليها المذه��ب العثماني الرس��مي، فإن ال��والء ألبي حنيف��ة، كما قيل: »يع��ادل الوالء للس��لطان العثماني«)7(. واس��تمر ه��ذا االتجاه الكام��ن أو الخف��ي طوال القرنين الثامن عش��ر J. والتاس��ع عش��ر. وبي��ن كل من ج��اي. كولCole وأم. موم��ن M. Momen، وعلى نحو مثير لإلعجاب، كيف كانت المشاعر المناهضة للس��نة أو المناهض��ة للعثمانيي��ن ذات ق��وة في جن��وب العراق على وج��ه الخصوص، وكيف صاغ��ت وبلورت نفس��ها في البنى الس��لطوية الش��عبية؛ إذ طبقا لهذين المؤلفين كانت كربالء س��نجقا تابعا للعثمانيين من الناحية اإلسمية ولم تكن في الواقع تحت الس��يطرة العثمانية الفعالة في مطلع القرن التاس��ع عشر: ”على الرغم من كونها تقع ضمن ح��دود العراق، إال أن كربالء بدت بمظه��ر البلدة الحدودية، وأظهر الس��كان العداء للحكومة الس��نية في بغداد، التي كان من ز قواتها هناك من دون أن الن��ادر عليها أن ترك

تتعرض إلى مشاكل ال نهاية لها...“)8(.

وعلى الرغم من أن الس��لطة في إس��طنبول كانت تتعاظم منذ منتصف القرن فصاعدا نتيجة الصالح��ات مرحلة التنظيمات وتزايد سياس��ة المركزة، إال أن المنطقة بقت، وعلى نحو دائم،

بقعة من المشاكل المحتملة.

إختالفات الرؤى السنية والشيعية إزاء الملكية والخالفة:

إن االنقس��امات المذهبية الكبرى بين الس��نة والشيعة إزاء نظرية الدولة ذات درجة من التعقيد البال��غ بحيث ال يمكن مناقش��تها هنا، ولكن ومن أجل فهم األسس التي ارتكزت عليها إيديولوجيا التشريع التي ألهمت الدعاية العثمانية المضادة، ف��إن اإلش��ارة إلى بع��ض االختالف��ات البارزة ستغدو مفيدة، والسيما وكما أشارت لها الوثائق،

في أغلب األحيان، ومثلما سنتناوله أدناه:

��ق لوض��ع رأس الدولة وألج��ل فه��م معماألعل��ى الممثل بالخليفة / الس��لطان أو الش��اه، دتان نالحظ بأن السلطتين السياسية والدينية موحلدى الس��ابق، بينم��ا الحكمين الدين��ي والزمني منفصالن لدى األخير. وكما أشار أرجمند: »لم يكن م��ن غير المألوف أن يدعي الحكام الس��نة الش��رعية من خالل صي��رورة أنفس��هم خلفاء وأئم��ة. وكان ذلك عائدا إلى أن النزعة الس��نية كانت على خالف النزعة الش��يعية، إذ لم يحدث في الواقع أن ألغت أو نزعت الصفة السياس��ية

عن مفهوم اإلمامة على اإلطالق«)9(.

ونج��م عن ذل��ك أن أضحت مكان��ة كل من العلماء الس��نة والش��يعة في عالقتهما مع الدولة متباينة على نحو جذري: »يبرز تناقض ملحوظ م��ع اإلمبراطوري��ة العثماني��ة، حيث التسلس��ل الهرم��ي مرتك��ز وبقوة عل��ى ]مفه��وم[ الدولة


القيصرية البابوية، بينما إستندت السيطرة الدينية عل��ى الجماهي��ر، وإلى ح��د كبير على مش��ايخ ��ا التسلس��ل الهرمي الصوفي��ة والدراوي��ش، أمالش��يعي في إيران فقد اتس��م بروابط هشة وغير رسمية، إلى حد ما مع حكومة مركزية ضعيفة، ف��ي الوقت ال��ذي س��يطرت فيه وبإح��كام على الجماهير من خالل سلطتها الدينية الخاصة«)10(.

وله��ذا ففي الوقت الذي ش��كل في��ه العلماء العثماني��ون معارض��ة للس��لطة المركزية، إال أنهم بق��وا عموما »معارضة موالية«، في حين ش��كل المجتهدون الشيعة تهديدا خطيرا للسلطة المركزي��ة. تلك الحقيقة التي غالبا ما أش��ار لها

مسؤولو السلطان عبد الحميد الثاني.

مســـؤولو العهد الحميدي ونزاعهم بالضد من نزعة التشيع في العراق:

نالحظ على مدى تس��عينيات القرن التاس��ع عش��ر ومطلع العقد األول من القرن العش��رين ورود إش��ارات متكررة في الوثائق األرش��يفية العثماني��ة ع��ن انتش��ار التش��يع ف��ي الع��راق، وإنعكس مغزى التش��ديد على أهمية هذا الخطر ل من خالل محاولة السلطان تنشيط، أو المتش��كإع��ادة إحياء ادعائه بالزعامة الدينية العليا على المناط��ق المنضوي��ة تحت ممتلكات��ه، إذ أدرك ة تهديدا جديا يه��دد حكمه، وعكس جلي��ا أن ثم

مسؤولوه ذلك القلق على نحو جلي.

الش��هبندر أورده تقري��ر خ��الل وم��ن Hoy and القنصل( الس��ابق لخوي وسلماس( Ali Riza المدع��و علي رضا ب��ك SelmasBey، تم اس��تعراض تاري��خ مفصل عن بروز التش��يع وتوظيفه من الصفويي��ن وذلك كمقدمة للتدابي��ر المقترحة لمواجهة هذا التهديد؛ إذ ذكر

القنصل كيف أن التش��يع ق��د أصبح حاجزا بين الخالفة والمس��لمين في الشرق األقصى، األمر الذي تس��بب في الوقوع في أيادي المس��يحيين. وقي��ل: إن القاجاريي��ن والصفوييي��ن قد طعموا الممارس��ات الفارسية في عصر ما قبل اإلسالم بالتشيع، وحملوا الشعب اإليراني على اعتناقها وتحولهم قس��را: ”ف��ي الوقت ال��ذي كانت فيه السلطنة العلية تعمل على تحطيم وصد الطوفان الغاضب للمس��يحية، وتس��عى دائم��ا إلى ربط مسلمي الهند والصين بمقام الخالفة العليا، تدخل التش��يع كبحر هائل غير قابل للعبور، وتس��بب ذلك في س��قوط مس��لمي خوارزم وبخارى في أيادي الروس، مثلما تس��بب في وقوع مس��لمي كاش��غار تحت حكم الصينيين، ومس��لمي الهند تحت النير اإلنكليزي، وبالتالي اس��تعباد ماليين المس��لمين م��ن الكفار، إذ ستس��تمر ذكرى هذه

الخيانة طالما بقي الجنس البشري...“)11(.

تكمن ج��ذور المعضلة في العراق في جهل ل الس��كان المحليي��ن من الب��دو والقبائ��ل الرح urban- ı aṣair ve البدوي��ة( )العش��ائر bedeviye، إذ س��قط ه��ؤالء بس��هولة تح��ت تأثير العلم��اء اإليرانيين، فقد قدم األخيران إلى العتبات المقدسة في النجف وكربالء والكاظمية وبغداد بأع��داد كبيرة في الوق��ت الذي بقي فيه ع علي رضا بك العلماء الس��نة أقلية. ولهذا شرفي التأكيد على مكانة وهيبة الماللي واستقاللهم المالي والمؤسس��ي في الدولة: ”أسهل شيء في إي��ران هي أن تصبح غني��ا من خالل االنضمام إلى صفوف الماللي... ففي إحدى المرات إنضم رج��ل فقير إلى مهنة التعليم وأدى فريضة الحج إلى العتبات المقدس��ة س��يرا على األقدام، لينال على إثرها اإلجازة، وفي غضون سنوات قليلة

سيصبح مالكا للقرى والمزارع...“)12(.


وقدر تعلق األمر باتخاذ تدابير وقائية، ش��دد الكاتب على أنه من المستحيل، وفي ضوء وجود ما نسبته 40% من العراق هم من الشيعة استخدام الق��وة؛ ألن ذلك من ش��أنه أن يلحق الكراهية في المجتمع اإلس��المي العالم��ي، ولهذا كان العالج الش��افي قد تمثل في التعليم، ووفقا لذلك لزم على الدولة إرس��ال مجموعة من المعلمين المتدربين تدريب��ا خاصا والعلماء إلى العراق بهدف غرس فضائل اإلس��الم الس��ني في المدارس اإلبتدائية، وه��ؤالء المعلمون يج��ب أن يدفع لهم على نحو كامل، ويجب أن يكون��وا من خريجي المدارس العلي��ا في إس��طنبول، بم��ا أنه ال يمك��ن الوثوق بالس��كان المحليين. إذ إن التعلي��م المرتكز على عظمة اإلسالم واألفعال العظيمة للخلفاء الثالثة الراش��دين سيتس��بب ف��ي نهاي��ة المط��اف إلى اضمحالل الفوارق بين التس��نن والتشيع. وهكذا وبدون لفت االنتباه، »س��يحقق صاحب الجاللة المعظم��ة المزيد من خالل التعليم أكثر مما فعله

سلفه الالمع سليم األول بالسيف...«)13(.

وعلى الرغم م��ن انطوائه في المجمل على مغالطات تاريخية وتارة على س��ذاجة مفرطة، إال أن ه��ذا التقري��ر ق��د حدد الصعوب��ات التي واجهت اإلدارة العثمانية في العراق، فضال عن التنوي��ه بأن إيران هي المنافس الوحيد للزعامة

اإلسالمية العالمية.

وف��ي تقري��ر آخر )الئح��ة( أعد من ش��يخ Hüseyin اإلسالم السابق حسين حسني أفنديHüsnü Efendi، انصب التركيز على الدور الحاس��م الذي لعبته المدارس الس��نية في بغداد، وتعيي��ن العلم��اء األكف��اء للع��راق لالضطالع بمجادلة نظرائهم الشيعة، حيث سيتدرب هؤالء الرجال أيضا على فن ”توضيح هشاش��ة معتقد

التش��يع إلى الن��اس“. وكان م��ن المثير لالنتباه عل��ى أية ح��ال، أن هؤالء قد تف��ادوا االنجرار إل��ى مجادلة عنيفة مع الش��يعة، حي��ث ”أبلغت الس��لطات عل��ى نحو س��ري عن أولئ��ك الذين كانت نش��اطاتهم قد أض��رت بمصالح الدولة“. وكان ذلك وفقا إلى حسين حسني بمثابة ”واجب أخالقي من العلماء“ الذين ستبرز للعيان، وتحت أي ظ��رف من الظ��روف طبيعتهم الوظيفية إال أنهم سيتظاهرون بأنهم مجرد مسافرين بسطاء، ولذلك فقد بدا أنه أش��به باالقت��راح، وكنوع من الخدم��ة الس��رية الدينية. وبالتالي ف��إن ما دعي بأن��ه ”الواج��ب األخالقي من العلم��اء“ قد بين بوضوح، في هذه الحالة الطبيعة المتداخلة على نحو وثي��ق للدولة، والس��يما عالق��ات العلماء

ضمن هذا السياق على وجه التحديد)14(.

وعل��ى النقيض م��ن ذلك، كانت اس��تقاللية مجتهدي الش��يعة هي النقط��ة المحورية لمذكرة غير موقعة وغير مؤرخة؛ إذ أعطى كاتبها وصفا دقيق��ا على نح��و الفت )ولم يكن في ه��ذه المرة س��اذجا على اإلط��الق( لألهمية اإلس��تراتيجية للمجتهدي��ن ف��ي المجتم��ع اإليران��ي، إذ ق��ال: »لكونهم لم يس��عوا إلى تعيين رسمي )منصب( فل��م يكن لديهم خوف م��ن الفصل )العزل(، ]أي من الصعب السيطرة عليهم[. ولديهم تأثير عظيم بي��ن الناس حي��ث يراهم الع��وام بوصفهم نواب وأوصي��اء لإلم��ام، وتعاظم تأثيره��م وبلغ أكبر بألف مرة مما لدى الشاه... إذ وفي غضون أربع وعشرين ساعة وبأصغر إيماءة يمكن أن يتسببوا

باستنهاض الشعب ضد الشاه...«)15(.

لقد كان المس��ؤول العثماني حسن اإلطالع عل��ى نحو جي��د؛ إذ استش��هد أرجمند بمس��افر فرنس��ي الذي أشار بأن قوة المجتهد من الممكن


أن »تجم��ع الناس خلفه على غ��رار أورفيوس اإلس��طورية ]الش��خصية آخ��ر Orpheusاليوناني��ة ال��ذي حينما يعزف تتبع��ه الحيوانات واألش��جار واألحجار[...“)16(. ثم ارتأى مؤلف مجهول، على قدر كبير من التفصيل، عن كيفية ما ينبغي على الدولة العثمانية القيام به »لتغيير« التأثي��ر ال��ذي يمارس��ه أولئك الرج��ال، وعن إمكانية تحقيق ذلك في الوقت الذي غالبيتهم من العرب والرعايا العثمانيي��ن، ومن بين التدابير الت��ي اقترحها القي��ام بمنح الهبات الس��خية إلى العتبات المقدسة في كربالء والنجف، »مثلما تم

فعله في عهد السلطان عبد المجيد«)17(.

العثمان��ي – وتجل��ى بوض��وح الص��راع القاج��اري من أج��ل نيل المصداقي��ة أمام أعين الس��كان العراقيين في التقرير الذي كتبه السفير Ali العثماني في طهران المدعو علي غالب بكGalip Bey، الم��ؤرخ في 15 آب 1894. إذ

اقترح السفير اتخاذ التدابير اآلتية:

أوال: الس��يطرة عل��ى تح��ركات مختل��ف اج اإليرانيين إلى العتبات المقدسة ومنعهم الحجمن االختالط مع السكان، فضال عن تقييد الوقت

المسموح به لهم في األماكن المقدسة.

ثانيـــا: العمل عل��ى تعيين علماء رس��ميين لمواجه��ة الدعاي��ة الش��يعية من خ��الل غرس

التسنن وطاعة الخليفة.

ثالثا: ترحيل المجتهدين الش��يعة والطالب واآلخوندي��ة ]م��ن آخوند الفارس��ية: القارئ أو المال، وهم ش��ريحة م��ن الروحانيين الش��يعة.

المترجم[ الذين ينشرون األفكار التحريضية.

رابعا: غرس الفكرة التي مفادها أنه وبسبب ر لرجال الش��يعة من نيل الخليف��ة العثماني ق��د

التعليم في العتبات المقدسة في النجف وكربالء والكاظمية وبالتالي ف��إن الرعايا العثمانيين من

الشيعة سيقدر لهم أن ينجحوا ويزدهروا.

خامســـا: العمل على اإلكثار من الوسطاء اإليرانيين الذين من شأنهم المساهمة في تعجيل أعمال التجار الش��يعة في الحواض��ر العثمانية ومن خالل التعجيل ف��ي العملية البيروقراطية، وهكذا فإن ذلك من شأنه أن يقوض من مصداقية الدعاي��ة اإليرانية الت��ي زعمت بأن الش��اه هو

الحامي الوحيد للمصالح الشيعية)18(.

وم��ن المثير لالهتمام أن أي��ا من الوثائق لم تتناول التدابير المتبعة إليقاف انتش��ار التش��يع بين الس��كان العراقيين، إذ لم ترد أي إشارة إلى

أي فعل عسكري.

وبالترافق م��ع اإلدراك أن القوة العس��كرية الالزم��ة لم تك��ن موج��ودة، فقد تم النظ��ر لهذه المسألة وبوضوح على كونها إحدى المسائل التي ال يقف إزاءها س��وى أداء الش��رطة الكابح على نحو يسير، واتضح بجالء هذا الموقف في إحدى التقاري��ر الموس��عة التي صيغت م��ن أحد أفراد عوائل العلم��اء المعروفين في الع��راق المدعو Alusizade Ahmet أحم��د ش��اكر اآللوس��يŞakir، مؤرخ��ة في 26/آب/1907. فقد ش��دد ش��اكر بأن تمويل اآلخوندية الش��يعة المنتشرين بي��ن صفوف أبناء العش��ائر يتم م��ن اإليرانيين األغني��اء والبريطانيي��ن، وكالهما ب��رزت لديه المصلحة في توس��يع تأثيره ف��ي العراق، ولهذا كانت المس��ألة في ”جلها سياسية أكثر من كونها دينية“. ودعا اآللوس��ي إلى إقامة مدارس ]دينية – إس��المية[ متنقلة تتألف من علماء س��نة ثقات وتتولى التنقل مع البدو الس��نة وتوعظ بالحديث الس��ني، وتق��دم التقارير إلى الس��لطات عن أية


أحداث غير مرغوب فيها قد أثارت انتباهها، كما ينبغ��ي على تلك المدارس المتنقلة أن تتعزز من خالل مدارس ابتدائية وثانوية متنقلة، األمر الذي سيساعد على ضمان إفادة السكان المحليين ”إفادة ا رة“. أم كاملة من المعتقد الرس��مي في سن مبكفيما يتعلق بالسكان المستقرين، فقد تم التأكيد مرة أخرى عل��ى المدارس الدينية. وإس��توجب على نحو خاص اختيار طالب من الس��نة وإرس��الهم إل��ى المدارس الدينية الرئيس��ة في العراق وهي في: اإلمام األعظم، وس��يد سلطان علي، والشيخ صندل، ومنورة خاتون، إذ يتوجب أن يستقبل كل واحد منها عش��رين فردا من أولئك الطلبة، ”في الوقت ال��ذي تم فيه إيالء أهمي��ة خاصة للنجف األش��رف وكربالء المعلى فإن��ه من الضروري إرس��ال لكل منهما خمسة وعشرين طالبا“. وإن رفع مس��توى تعليم السنة سيسهم في زيادة مكانة وهيبة النزعة السنية على نحو عام بين السكان، ”وبالتالي توجيه ضربة قاصمة للتش��يع“. وشدد اآللوس��ي إلى أن الحظر المفروض على الزواج بين الس��ني والش��يعي يجب أن يطبق بحذافيره، مثلما يجب حظر عروض الشيعة العاطفية؛ ألنها تسهم في ”زيادة وتيرة اإلثارة بين السكان“)19(.

وله��ذا ب��دا التجان��س الديني كوس��يلة يمكن من خاللها ف��رض قواعد س��لوك معيارية على الس��كان، ومن األمثلة الممي��زة للغاية لهذا الخط نته الوثيقة التي عكس��ت من التفكير هي ما تضم Süleyman وجهات نظر س��ليمان حسني باشاHüsnü Paṣa، أب��رز المنفيي��ن في بغداد ]أحد الق��ادة العثمانيي��ن، الذي عد من أس��باب هزيمة الدولة العثمانية في حربها ضد روسيا )1877-1878(، وله��ذا نف��ي إلى بغ��داد. المترجم[. إذ اقت��رح س��ليمان باش��ا أن ترع��ى الدول��ة كتابة س خصيص��ا لدحض ”كت��اب العقائ��د“ المك��ر

”الطوائ��ف المهرطقة“ أو ما يع��رف ب�)الفرق الضالة( في اإلس��الم، وهكذا ف��إن األفكار التي س��تنطوي عليها هذه الكراسة حينذاك ستستخدم ل�“تصحي��ح معتق��دات المهرطقي��ن“ من خالل بين ”جمعي��ة تبش��يرية“ مكونة من علم��اء مدرتدريب��ا عالي��ا، والذين، بعد س��نتين أو ثالث من ��ر التدريب، س��يمنحون لقب داعية الحق المبشdâi-ul-hak-misyoner. وكان ذلك ضروريا بخاصة ألولئ��ك الذين انضووا بالتزامهم بالفرع الحنفي الس��ني حيث مثلوا أقلية حتى في وس��ط س��نة الع��راق، إذ تأل��ف الس��كان بمجمله��م من عش��رين مذهب، يتحدث أحدهم أو أكثر إلحدى اللغات األربع وهي: )الكردية، التركية، العربية، واألرمني��ة(. واستش��رى التش��يع عل��ى وج��ه الخصوص وكان من بين أكثر المجتهدين تأثيرا هو مجتهد س��امراء المدعو الميرزا حس��ن كبير مجته��دي األصولي��ة ]أي المدرس��ة األصولية. المترج��م[، الذي ووفقا للكاتب: ”لديه من التأثير ج سليمان والسلطة ما فاق ش��اه إيران...“، وعرباشا إلى مزيد من التفصيل عن دور ميرزا حسن في إلغاء إحتكار التنباك في إيران، وشبه مركزه بما ل��دى البابا بوصفها س��لطة ف��وق الحكومة: ”يرى هؤالء الرجال بأن جميع الحكومات مجرد مغتصبين، وأن تقييد تأثيرهم هو ضرورة حتمية للدولة العلي��ة. فهم عائق أم��ام التقدم وخطرون

للغاية...“)20(.

لق��د تمح��ور العالج ال��ذي اقترحه س��ليمان باش��ا لمش��اكل الدولة المتعلقة بالهرطقة الدينية، وبالتواف��ق مع بقي��ة الكتاب اآلخري��ن، بالتعليم »القويم«. فإذا ما أصبحت هنالك إمكانية إلعادة التعلي��م اإلبتدائي والثانوي إل��ى حظيرة الحنفية الس��نة فإن الجميع س��يغدو بمأمن: »إن انتش��ار التعليم سيغرس حب الدين والوطن والملة، فضال


عن تعزيز الوالء الصحيح للش��عب تجاه س��يدنا خليفة كل المسلمين، بينما االستمرار على الجهل

سيزيد ويضاعف فقط من الفرقة والتفكك«)21(.

ومن الممكن على المرء أن يتلمس في الفقرة أعاله الربط بين اإلس��الم التقليدي والطروحات الجديدة عن الوالء، حيث الوالء »للبلد« والوالء »للخليفة« يذكران في سياق واحد. ومن الجدير بالذكر أن بروز النشاط التبشيري لم يكن سوى وجه آخر للس��لطة السياسية، وقد قدر المسؤول العثمان��ي هذه اإلمكانية على نح��و جلي. وكان ذل��ك بحد ذات��ه جديرا باإلعتبار حيث اإلس��الم ولي��س التبش��ير، إذ كانت رؤى س��ليمان باش��ا بش��أن »الجمعية التبش��يرية« مفهوما مستعارا

على نحو واضح.

وف��ي الوقت الذي أبدى فيه س��ليمان باش��ا اهتمامه باآلثار اآليديولوجية النتش��ار التش��يع ف��ي الع��راق، كان دفت��ردار بغ��داد، المدع��و Mehmed Rıfat د رفعت منمنل��ي زادة محمMenemenlizade متحمسا في التشديد على تل��ك الصعوبات اإلداري��ة، وبل��غ تقديره ألثر وكيفية انتش��ار التش��يع في العراق على الجهاز اإلداري العثمان��ي ف��ي العراق إلى ح��د وصفه بأن ذلك من ش��أنه أن يس��حب البساط من تحت ح منمنلي زادة بأن أقدام الدول��ة العلية، وص��راآلخوندي��ة اإليرانيي��ن الروحانيين والمجتهدين نش��طين وعلى نح��و بالغ في صف��وف الجيش الس��ادس العثماني وقوة الشرطة، ”من خاللهم أش��يعت الفكرة التي تقول بأن الرب سيدين كل من يوجه الس��الح إلى الش��يعة...“، فالعديد من أفراد هذه الوحدات قد تحولوا إلى التش��يع، مما جعلهم غير جديرين بالثقة. في الواقع كان سلوك م��ن تحول إلى التش��يع من أفراد قوة الش��رطة

”أش��به ما يك��ون بعصابة من قط��اع الطرق“، والس��يما إذا ما قاموا بمضايقة أو سلب السكان الس��نة؛ ”إذ كان البدو يخش��ون القوات األمنية

أكثر من خشيتهم من قطاع الطرق“.

بينم��ا المجتهدين واآلخوندي��ة ”عملوا على تكري��س أش��د أن��واع الجه��ل ظالمية للس��كان لكي يس��رقوهم ويس��تنزفوهم كما اعتادوا ذلك، وذلك ألنهم يدركون بأن للسكان وسائل روحية وسوف لن يطيعوا إال حاكمهم الشرعي...“)22(. ونتيجة لكل ذلك أخذت األموال اإليرانية تتدفق نح��و النجف وكرب��الء والكاظمية وس��امراء،

بحيث أصحبت »عمليا مدنا إيرانية«.

وفيم��ا يتعلق بالتدابير الوقائية، ألقى منمنلي زادة التبع��ة أيض��ا على التعلي��م، وبالذات على التعليم اإلبتدائي، الذي س��قط وعلى نحو متزايد ل هذا الوضع عبر تعيين بأيدي الشيعة، وقد عدمعلمي��ن م��ن إس��طنبول. وعلى المنح��ى ذاته، وج��ب رفع مس��توى التحصيل العلم��ي للطلبة الس��نة في مدارس مرموقة على غرار كربالء، فقد كان العديد من المس��اجد الس��نية بدون أئمة )إمام المس��جد( وقراء القرآن )الوعاظ( بس��بب ة األم��وال، وكانت األم��وال الالزمة تأتي ش��حلهذه المؤسسات من الضرائب المفروضة على دفائن الش��يعة في األماكن المقدسة، إذ ينبغي أن تترك هذه »الضريب��ة الجنائزية« أو ما يعرف ب�)رس��وم الدفن( لالس��تخدام المحلي لتحس��ين وضع المراكز الس��نية من التعليم، وفضال عن ذلك يجب إرس��ال الواعظ السني لكل كتيبة من كتائ��ب الجيش الس��ادس بهدف إع��ادة وإضفاء

المؤثرات العثمانية إلى النزعة السنية)23(.

وإن افتقار الس��لطة المتماسكة لتفرض مثل تلك السياسة هو أمر واضح في الوثائق العثمانية.


بل إن محضر جلس��ة مجلس ال��وزراء العثماني المؤرخ ف��ي 1/حزيران/1891 كان قد كش��ف عالنية بأنه من المس��تحيل اس��تخدام القوة لمنع الب��دو من االنج��راف إلى األراض��ي اإليرانية، وأش��ار عل��ى ض��رورة تش��جيعهم للبق��اء ف��ي

األراضي العثمانية من خالل المعاملة فقط)24(.

وف��ي المقاب��ل عان��ى أولئك العلم��اء الذين أرس��لوا إلى العراق من ش��كوى تقليدية لطالما أش��ار لها مس��ؤولو العهد الحميدي وتمحورت ع��ن ع��دم دف��ع الروات��ب، إذ إن مذكرة ش��يخ د جمال الدين أفندي اإلسالم السابق المدعو محمالمؤرخ��ة ف��ي 3/آب/1905، كان��ت قد قدمت ملخص��ا ألداء المعلمي��ن المعيني��ن خصيص��ا للس��نة، حي��ث تم إرس��ال خمس��ة م��ن هؤالء المعلمين من إسطنبول مع رواتب شهرية بلغت )2000( ق��رش، إال أنه��م أخفقوا ف��ي مهمتهم بس��بب عدم حصوله��م على الدع��م الالزم من المسؤولين المحليين فضال عن إخفاقهم في تلقي رواتبه��م على نح��و منتظم. وله��ذا وجب على المعلمين الجدد المرسلين أن يتلقوا ما ال يقل عن )5000( ق��رش لكل واح��د منهم، وأن يتحدثوا العربي��ة بطالق��ة ويكون��وا على دراي��ة بتقاليد وعادات السكان المحليين. واألهم من ذلك ينبغي أن يكونوا على درجة عالية من التعلم ويتوقعوا أن يتفقدوا المدارس والمدارس اإلس��المية بينما ن يقومون بتقدي��م معلميهم لالختب��ار، وقد ضم��د جمال الدين في مذكرته اآلنفة إلى افتقار محم

الذين أرسلوا سابقا إلى هذه الناحية تماما)25(.

لقد كان وجود المال من عدمه العقبة الرئيسة الت��ي وقف��ت حائال أم��ام إقت��راح اإلصالحات للعراق أو أي مكان آخر، وكان المركز العثماني مت��رددا في التخل��ي عن الضريب��ة المفروضة

على الجنائز الش��يعية، التي س��رعان ما أوكلت إل��ى مزارع��ي الضريب��ة )الملتزمي��ن( حيث حقق��وا اإليرادات المرجوة، وبل��غ الرقم الوارد في محضر جلس��ة مجلس الوزراء المؤرخ في 1/حزيران/1891، )200,000( قرش سنويا بع��د خصم تكالي��ف التحصي��ل)26(. وتلقى على نحو مباش��ر قصر يل��دز تلغراف��ا بتاريخ 10/تش��رين الثاني/1891، تحدث عن سيد محمود من النجف وعن عرضه لعطاء بقيمة )1000( ليرة أكثر من المعدل الحالي من أجل نيل الحق

في جمع هذه الضريبة)27(.

ة عجز وم��ن جهة أخرى فلم يتب��د هنالك ثممالي أمام الهدف الش��يعي؛ إذ أورد تقرير اللجنة العثمانية إلصالح العراق المؤرخ في 23/كانون الثاني/1907 بأن األموال التي ترسل من الشيعة من األراض��ي األجنبي��ة إلى العتبات المقدس��ة والمؤسسات الدينية قد جعلتهم أغنياء، في الوقت ال��ذي رزح فيه نظرائهم من الس��نة تحت ش��تى ضروب اإلهم��ال، كما أنفقت الهبات الدينية من مصادرها األجنبية بسخاء على الفقراء المحليين والطالب الشيعة، المقدر عددهم بين 5-6 اآلف، تمكنوا من الدراس��ة وفقا لظروف مادية مريحة على نح��و كبير. وعلى النقي��ض من ذلك كانت الم��دارس الس��نية ممتلئة بالهاربي��ن من الخدمة العس��كرية الذين لم يكن لديهم رغبة بالتعليم، في الوقت الذي لم تتعد أعداد الذين توافرت فيهم مثل تلك الرغبة بين 200-300 فرد. وهكذا فالشيعة االثن��ى عش��رية »سينتش��رون إلى الح��د الذي

ن المرء الحديث عن االجتياح«)28(. سيمك

ة الدعم المالي للطالب والمؤسسات إن شحالس��نية كان��ت المح��ور الرئيس للمذك��رة التي د جمال أعدها شيخ اإلسالم السابق المدعو محم


ح الدين المؤرخة في 4/ش��باط/1908؛ إذ صرالكات��ب أن الس��بب الرئي��س ال��ذي وقف وراء تداعي المدارس السنية والمدارس اإلبتدائية هو أن إيرادات األوق��اف التي كانت من المفترض أن تدعمه��ا قد تم مصادرته��ا. وفضال عن ذلك كانت اإلعانات المدفوعة إلى الطلبة السنة غير كافي��ة، بل وأجبرتهم للبحث عن العمل من أجل تأمي��ن الطع��ام، األم��ر الذي أدى إل��ى نقصان

الوقت المخصص للدراسة)29(.

أمثلة عن الدعاية والدعاية المضادة:إذا م��ا نحين��ا جانب��ا األمثل��ة أع��اله، التي عكس��ت وجهات نظر المس��ؤولين العثمانيين، فم��ن الممكن اإلس��تدالل عن أحداث ملموس��ة وموثق��ة تعطينا فك��رة عن الص��راع العثماني – اإليران��ي المحتدم بهدف تح��ري المصداقية )أو حت��ى مجرد االس��تجالء( ومن خالل أعين الس��كان المحليين. إذ أش��ارت إرادة س��لطانية مؤرخة في 3/كان��ون األول/1891 بأن زعيم عش��يرة الجاف المدعو عثم��ان بك كان قد منح س��يفا رس��ميا من قبل اإليرانيين، وحينما س��أل والي الموصل عن رأيه في هذه المسألة، أجاب بأن��ه وعل��ى الرغم من أن الش��خص المعني قد ع��رف بكونه ش��خص غير موثوق ب��ه، إال أنه ال يوجد ضرر إزاء س��ماحه بقب��ول الهدية)30(. وكان من المفت��رض لحدث صغير مثل هذا أن ينقل مباش��رة إلى القصر ]الس��لطاني[ ويقترح فيه بأن أي انتهاك من إيران، س��واء كان حقيقيا أو مختلقا، لكسب تعاطف السكان العثمانيين، قد

حظي بمراقبة عن كثب.

وف��ي المقاب��ل كانت هناك بع��ض الحاالت األخرى للجوء الس��نة اإليرانيين إلى الممتلكات العثماني��ة؛ إذ أش��ارت اإلرادة المؤرخة في 2/

تشرين األول/1891 بأن إثنين ممن مثال سكنة قري��ة س��نية ف��ي إيران ق��د اجتازا، عل��ى نحو س��ري، األراضي العثمانية وقدما نفسيهما إلى متصرف حيكاري. واش��تكيا م��ن أن الحكومة اإليراني��ة تتدخل في معتقداتهم��ا الدينية، فضال ع��ن مطالبتهما بالس��ماح لهما باالس��تقرار في واليت��ي بتليس وديار بكر. ومن المثير لالهتمام أن وال��ي والي��ة وان الذي أح��ال الطلب، كان قد أوصى بأنهما س��يقبالن بوصفهما مزارعين مس��تقرين وس��نة )أي عل��ى احتمالي��ة كونهما معارضين للشيعة البدو، األمر الذي سيجعلهما

مرغوبين إلى حد ما()31(.

وكان العثمانيون حريصين أيضا للمحافظة عل��ى أضرح��ة األئم��ة الش��يعة البارزي��ن؛ إذ أش��ارت اإلرادة المؤرخة في 8/ش��باط/1890 بأن ضريح اإلمام الحس��ين بحاج��ة إلى أعمال الصيان��ة، إذ إن »الوض��ع الحالي )الس��يء( ال

يتماشى مع فخامة وهيبة الخليفة...«)32(.

وم��ن الجدي��ر بالمالحظة تتبع الحساس��ية العثماني��ة فيم��ا يتعل��ق بالدف��اع ع��ن المطالبة بحماية المراكز الش��يعية المقدس��ة، في الحدث الذي تم تس��جيله في الب��اب العالي بتاريخ 10/آذار/1907؛ إذ تم إعالن خبر وفاة ش��اه إيران من منارة مس��جد ضريح اإلمام موس��ى الكاظم ف��ي منطق��ة الكاظمية م��ن الموظفي��ن الدينيين الشيعة التابعين للدولة العثمانية، وكانت وزارة الداخلي��ة قد أخذت على محمل الخطورة البالغة ه��ذا األمر وطالب��ت بإنزال أقص��ى العقوبات. وعل��ى الرغم من ذل��ك، إال أن الس��لطان، أمر

وبحكمة »بغلق القضية مع التوبيخ«)33(.

وبدا أن ضريح موس��ى الكاظم قد حاز على نصيب أكب��ر من االهتمام؛ إذ أش��ارت اإلرادة


المؤرخة في 9/أيلول/1893 بأن يحيى نصرت باش��ا الضابط المرافق السلطاني وكبير مفتشي الجيش الس��ادس، كان قد حظر تالوة الصلوات الش��عائرية لصالح الس��لطان في ضريح موسى الكاظ��م. إال أن القي��م عل��ى مفاتي��ح الضري��ح )الكليدار( س��رعان ما أبلغ والي بغداد عن هذا الحدث مس��جال اس��تيائه العميق »كإبنا عثمانيا لعثمان��ي«، األمر الذي حمل والي بغداد حس��ن رفيق باش��ا لالعت��راض على س��لوك نصرت باش��ا، قائ��ال بأن ه��ذا العم��ل قد »أه��ان حتى االيرانيي��ن«. وفضال عن ذلك كتب والي بغداد إلى الكليدار مهدئا ومش��يدا ب��دوره، في الوقت الذي أوعز فيه بمواصلة الصلوات الش��عائرية لم��دة خمس م��رات باليوم وكما ج��رت العادة. وبالمقابل عزمت اإلرادة السلطانية على توبيخ

يحيى نصرت باشا على سلوكه هذا)34(.

وتجلى بوضوح المثال القائم على اس��تخدام مفه��وم التعليم كدعاية من خ��الل الخطوة التي اتخذها السلطان في اس��تقطاب األطفال الشيعة إل��ى إس��طنبول. وعل��ى الرغ��م م��ن أن هدف الس��لطان عب��د الحمي��د الثان��ي م��ن وراء هذه الخط��وة ق��د تمثل ف��ي محاول��ة إدم��اج النخبة العربي��ة م��ن خ��الل التعلي��م وعب��ر مدرس��ته الش��هيرة التي دعيت ب� »مدرسة العشائر«، إال أن اإلشارة التي سيرد ذكرها أدناه قد عكست أن األطفال المستقطبين كانوا من خلفية متواضعة؛ ح والي بغداد في رس��الته المؤرخة في إذ ص��ر30/تش��رين األول/1891، أن��ه وتمش��يا م��ع تعليم��ات الس��لطان، تم إرس��ال عش��رة أطفال من الش��يعة إلى إس��طنبول من بغداد وكربالء. وعل��ى الرغم من ذلك فق��د رأى الوالي أنه من المناسب أن يدرج اثنين من األطفال السنة وذلك »من أجل طمأنة الشيعة وإثبات كيف أن أولئك

األطفال الذاهبين إلى إسطنبول للدراسة قد جاء نتيج��ة لس��خاء الس��لطان...«، إذ كانت العوائل المتطوع��ة فقيرة الحال، بل إن س��تة من هؤالء األطفال قد صنعت مالبس��هم على نفقة الدولة، ودفع الس��لطان تكاليف انتقالهم وأتعاب مرافقي رحلته��م. وتلخصت وجهة نظر الس��لطان عن هذه المس��ألة: »بما أنه ق��د بذل الكثير من المال ]على هؤالء األطفال[ فإن��ه من األهمية بمكان جن��ي الفوائ��د الضروري��ة من تعليمه��م، إذ إن تدريب هؤالء الذين من بينهم الش��يعة، يجب أن يضمن تخليهم عن هذه الطائفة ليصبحوا حنفية، وذل��ك من أجل تمكينهم في تحوي��ل أبناء بلدهم

إلى الطائفة الحنفية لدى عودتهم...«)35(.

بعض التعليقات الختامية:ف��ي الوق��ت ال��ذي وجدن��ا في��ه أن بع��ض المس��ؤولين العثمانيي��ن كانوا ق��د إقترحوا الحد من الع��روض العاطفية الش��يعية )التعزية( في العراق، إال أننا نقرأ في مصدر أبدى تعجبه عن أدائهم ذل��ك األمر في قلب العاصم��ة العثمانية نفس��ها، ولم يكن ذلك المص��در في حقيقة األمر سوى دليل المسافر في القرن التاسع عشر تناول وصف تلك الطقوس أو المراس��م بمصطلحات مثيرة درج عليها المستش��رق: »في العاشر من مح��رم يحيي الف��رس في القس��طنطينية ذكرى استش��هاد الحس��ين بن علي. وتقام المراسم في Valideh Khan موقع محكم��ة خان الوال��دة)الخ��ان ال��ذي بنت��ه أم الس��لطان م��راد الرابع واحتوى على محكمة وأصبح أش��به بمستعمرة للفرس في إس��طنبول. المترج��م( التي تبدأ بعد غروب الش��مس تقريبا. حيث تمر مشاعل غير مع��دودة من الوهج الناري من المش��يعين، وهم يضربون صدورهم مرددين الترانيم الفارس��ية


الحزينة، والشهداء يلبس��ون البياض، وحصان الحس��ين األبيض م��ع دم متناثر على الس��رج، وتتمس��ك به حمامة بيضاء رمزا لروح الشهيد النقية، والمتحمسين الذين بعد أداء طريقة كهنة بعل ]في إشارة تشبيه لما فعله كهنة وعباد اإلله بعل أثناء تحديهم النبي إيليا ومحاولة استنطاقهم اإلله بعل عبر الهتاف وتقطيع أنفسهم بالسيوف والرماح وإس��الة الدم��اء. المترجم[ يصرخون عوا أنفسهم حتى تنساب الدماء إلى األسفل ويقطوتلطخ قمصانه��م البيضاء بصبغة قرمزية، إنه لمش��هد عجي��ب وغريب، فال ينبغي أن يش��هده ممن لدي��ه ضعف باألعص��اب، أو ممن يعاني رهبة الف��زع واالنقباض... وت��م حجز حظيرة خاصة للسفير اإليراني الذي يمثل الشاه...“)36(.

لق��د تواج��دت جالي��ة إيراني��ة معتب��رة في إسطنبول، تكونت في معظمها من التجار الذين أص��دروا صحيفتهم المعنون��ة: »Ahtar« في العاصم��ة حتى قيام الحكوم��ة العثمانية بإيقافها

عن العمل في عام 1895)37(.

وبناء عل��ى ذلك من الصع��ب الحديث عن نجاح العثمانيين في الحد من نش��اطات الشيعة، إال أن المس��ألة برمتها تتلخص في كيفية النظر إلى ه��ذا الخطر، وفي كيفي��ة إدراك ردة الفعل بهدف تس��ليط الضوء عل��ى جوانب محددة من عالق��ات الدولة بالمجتمع في أواخر عهد الدولة العثمانية، وكما أش��ار البروفيسور أحمد فيروز عل��ى نح��و صائ��ب: »إن المفتاح لفه��م الدولة العثماني��ة ف��ي القرن التاس��ع عش��ر يتبدى في افتقاره��ا للقاعدة اإلجتماعية، وعزمها في خلق

واحدة«)38(.

انطوى مفه��وم »القاعدة اإلجتماعية« على التنوع م��ن حين آلخر، إذ إن مفهوم التنظيمات

المرتك��ز عل��ى »العثمن��ة« أو محاول��ة خل��ق المواطن��ة العثمانية الجامعة بين المس��يحي مع المس��لم، تختلف على نحو ملح��وظ عن مفهوم »العثمنة« الحميدية، التي ش��ددت في تركيزها على اإلس��الم السني، وعلى الرغم من ذلك فإن خاصية إدارة الحكم العثماني التي استمرت على نهجها المعروف منذ عه��د التنظيمات ومرورا بالعه��د الحمي��دي وفترة تركيا الفت��اة، كانت قد شددت على مفهوم الهندسة اإلجتماعية، وكانت تلك إحدى معالم إس��لوب الحكم العثماني خالل ا سبق: »وهكذا القرن التاسع عشر بالمقارنة عمل��م يع��د الهدف م��ن تدخ��ل الدولة إل��ى مجرد ضب��ط المجتمع كما ف��ي الماضي، بل أصبحت الغاي��ة اآلن عل��ى نح��و ع��ام ]تنفيذ[ الهندس��ة

اإلجتماعية«)39(.

ووفقا للمفهوم السابق أفضت عالقات الدولة بالمجتمع إلى االعتقاد بأن على الرعية الطاعة، وم��ا كان متوقعا اآلن هو مش��اركة فاعلة وفقا لقاع��دة معيارية للقيم، وه��ذه القاعدة المعيارية عبارة عن مزيج بي��ن المفاهيم القديمة القاضية بالوالء للخليفة وبي��ن المفاهيم النازحة كالوالء للبلد )الوطن( و/ أو التابعية )الملة(، التي قدمها جميع��ا س��ليمان باش��ا للدولة بوصفه��ا عالجا للش��رور)40(. وكانت بالمقابل إش��ارة الموظف الديني العثماني )وهو من الش��يعة( بنعت نفسه »عثمان��ي اب��ن عثماني« دليال ظاهري��ا للقبول

بشرعية الدولة العثمانية)41(.

لق��د كان التعلي��م هو الوس��يلة التي ارتكزت عليها عملية الترويج آليديولوجية شرعنة الدولة واألداة الرئيسة لتنفيذ الهندسة اإلجتماعية، إذ إن التك��رار الالفت في جميع الوثائ��ق أعاله تقريبا دة من عك��س مدى الحاجة لفرض قيم دينية موح


خ��الل التعليم اإلبتدائي، وتعلي��م اآلخر هو خير مثال لذلك. ومما له داللة أيضا أن جميع الوثائق أعاله تقريب��ا قد اقترحت إصالح��ات إقتصادية واس��عة النطاق ف��ي الع��راق لتخفي��ف المعاناة والفقر، ولكن في جميع تلك الوثائق التي وجدها المؤل��ف، نجد بأن اإلصالح اإلقتصادي دائما ما أخ��ذ المرتبة الثانية بع��د التعليم. كما ال توجد أية إلماحة عن استخدام القمع من خالل القوة البدنية.

وعل��ى الرغم من ذلك، فم��ا يجب أن يكون جليا هو أن العملية التعليمية المش��ار إليها أعاله كان��ت بحق من مثل الدعاية والدعاية المضادة؛ إذ إن العلم��اء الذين أرس��لوا إل��ى العراق كان من المتوقع أن يضطلعوا بمهمة توعية الس��كان بشرور الشيعة، مثلما كان متوقعا منهم أيضا أن يبلغوا عن أية عناصر ش��يعية محرضة، حيث س��ينظر لذلك بوصف��ه »واجبه��م األخالقي«. وأن اآليديولوجي��ة المعياري��ة الت��ي وردت في »كت��اب العقائ��د« كان��ت بعي��دة كل البع��د عن التس��امح العثماني التقليدي إزاء التنوع الديني، ب��ل إن »القاع��دة اإلجتماعية« التي أش��ار لها أحم��د فيروز كان من المتوقع لها أن تختلق من خالل التعليم، وفوق كل ذلك فإن السلطان أعلن صراح��ة وبق��در تعلق األمر باألطفال الش��يعة

الذين كان ال بد من »تعليمهم« في إسطنبول.

وفي المحصلة النهائي��ة، على الرغم من أن المح��اوالت العثمانية تجاه الهندس��ة اإلجتماعية ��دت الطريق ق��د ب��اءت باإلخف��اق، إال أنه��ا مهلعملية بناء أمة الجمهورية التركية التي سرعان م��ا تكلل��ت بالنجاح. وف��ي الحقيقة، اش��تق واقع العامل الجيوبولتيكي في الش��رق األوس��ط اليوم عل��ى نحو كبير م��ن اإلرث التاريخ��ي للمفاهيم والنزاع��ات الماضي��ة. فيمك��ن النظ��ر للحرب

اإليراني��ة – العراقي��ة كحري��ق حدي��ث نبع من التوت��رات المتأججة تحت الس��طح من��ذ أواخر القرن التاس��ع عشر؛ إذ ال يمكن للمرء أن يهرب من الش��عور بأن الحوادث تعيد نفسها حينما يقرأ تقارير المسؤولين العثمانيين، وتتبدى عليه فكرة اس��تحضار اإلم��ام الخميني حينما يت��م التحدث ع��ن المجتهدين الذي��ن كان بإس��تطاعتهم تعبئة الجماهي��ر اإليرانية و »بأصغ��ر إيماءة منهم«، وخض��ع الش��عور ذاته لالختبار حينم��ا نقرأ في الصح��ف التركية الحديث��ة ب��أن وزارة التربية التركية أخذت على عاتقها جهودا كبيرة الختيار وتدريب معلمين »موثوق« بهم بهدف إرس��الهم واالضطالع بتعليم األطفال الترك الذين يعيشون ف��ي أوربا الغربية؛ حيث تلق��ى هؤالء المعلمون تعليمات تقض��ي بإبالغ مرؤوس��يهم عن جميع »العناصر الهدامة«، في تشابه مالزم ألسالفهم في العراق)42(. وعلى نحو الفت للنظر، وبعد ما يقرب من ثالثة أس��ابيع من االنته��اء من تدوين المس��ودة األولى له��ذا البحث، وقع��ت مواجهة دامية في الكعبة في 10/آب/1987، األمر الذي

ألب السنة بالضد من الشيعة.

انعكس��ت االس��تمرارية التاريخي��ة للنزاع الس��ني – الشيعي مؤخرا في تركيا حينما كشف )ANAP( نائ��ب رئي��س ح��زب الوط��ن األمأيوب عاش��ق Eyüp Aṣik بأنه كان نقشبنديا، ح قائ��ال: »إن أفضل ضم��ان لمناهضة وص��رالخمينية في تركيا هي الطرق ]الصوفية[. وهذه الطرق هي في العادة بالضد من التش��يع«. كما ح المس��ؤول نفس��ه أيضا قائال: »صراعنا صربالضد من الخمينية يجب أن يكون على الصعيد

الديني«)43(.

الهوامش


)1( Stephen Duguid, “The Hamidian Poli-tics of Unity”, Middle Eastern Studies, Vol. IX, No. 2 )May 1973(, Pp.139-155.

)2( Ann K. S. Lambton, State and Govern-ment in Medieval Islam, )Oxford Uni-versity Press, 1981(, Pp.212-213.

)3( Kamal Salibi, “Middle Eastern Parallels: Syria-Iraq-Arabia in Ottoman times”, Middle Eastern Studies 15 )1979(, p.72.

)4( Said Amir Arjomand, The Shadow of God and the Hidden Imam, )University of Chicago Press, 1984(, p.107.

)5( فتح العثمانيون بغداد في عام 1534 في عهد سليمان العظيم. كتب أوزون چارش��يلي Uzunçarĥılı أنه بع��د الفتح، أخذ على عاتقه إع��ادة إحياء ضريح أبو ��س الرسمي لمذهب العثمانيين(، وفي حنيفة )المؤسالوقت نفسه حرص على زيارة ضريح اإلمام موسى الكاظ��م، »وه��ذا مما جعل كل من الس��نة والش��يعة

سعداء«. أنظر:

İ. H. Uzunçarĥılı, Osmanlı Tarihi, Vol. II, 2nd ed. )1964(, p.352.

)6( Lambton, op. cit., p.213.

)7( Arjomand, op. cit., p.166.

)8( Juan R. Cole and Moojan Momen, “Mafia, Mob and Shiism in Iraq: The Rebellion of Ottoman Karbala 1824-1843”, Past and Present, No. 112 )Au-gust, 1986(, p.120.

)9( Ibid., p. 179.

)10( Ibid., p. 219.

)11( Baṣbakanlık Arṣivi, Yıldız Esas Evrakı: Kısım 14/Evrak 212/Zarf 126/Karton 7.

BBA. :من اآلن فصاعدا س��تتم اإلشارة على هذا النحو .Y.E.E

“A report by Major Ali Riza Bey. Officer at-tached to the Imperial General Staff and

former Consul to Hoy and Selmas” )no date(.

و )خوي وسلماس مدينتان تقعان في شمال إيران(.

)12( Ibid.

)13( Ibid.

)14( B.B.A., Y.E.E., 14/454/126/9 )no date(:

وه��ي ”وجهات نظر تهدف للحفاظ على التس��نن وحظر التشيع في بغداد، من شيخ اإلسالم حسين حسني“.

)15( B.B.A., Y.E.E., 14/88-11b/88/12 )no date(.

)16( Arjomand, op. cit., p.186;

واستشهد أرجمند ذلك من:

Rafael Du Mans, Estat de la Perse en 1660, ed. Schefer )Paris, 1890(.

)17( B.B.A., Y.E.E., 14/88-116/88/12 )no date(.

)18( B.B.A., Y.E.E., 14/1623/126/10.11 Safer 1312-15 August 1894.

)19( B.B.A., Y.E.E., 14/257/126/8, 13 Au-gust 1323/26 August 1907.

)20( B.B.A., Y.E.E., 14/1188/126/9, 9 Ramazan 1309/8 April 1892.

)21( Ibid.

)22( B.B.A. İrade Meclis-i Mahsus, No. 5537; Gurre-i Recep 1309/31 January 1892, Mehmed Rıfat Menemenlizade to Palace Secretariat.

)23( Ibid.

)24( B.B.A. İrade Meclis-i Mahsus, 5441, 22 Şevval 1308/1 June 1891.

)25( B.B.A. Bab-ı Âli Evrak Odası, 272681, 1 Cemaziyelahir 1323/3 August 1905; Bab-ı Fetva, No. 56.

)26( B.B.A. İrade Meclis-i Mahsus, 5441, 22 Şevval 1308/1 June 1891.


)27( B.B.A. İrade Dahiliye, 98190, 6 Re-biyülahir 1309/10 November 1891; Yıldız Palace Imperial Secretariat, No. 1624.

)28( B.B.A. Bab-ı Âli Evrak Odası, 272681; Report of the Ottoman Commission for the reform of Iraq, 10 Kanun-ı Sanî 1323/23 January 1907.

)29( Ibid. Memorandum from former Shaikh-ul-İslam, Mehmed Cemaleddin Efendi to Prime-Minister, 23 Muhar-rem 1326/4 February 1908; Bab-ı Fet-va, Daire-i Meṣihat Mektubî Kalemi, aded 142.

)30( B.B.A. İrade Dahiliye, 98330, 29 Rebiyülahir 1309/3 December 1891; Yıldız Palace Imperial Secretariat, No. 2429.

)31( B.B.A. İrade Dahiliye, 97596, 26 Saf-er 1309/2 October 1891; Yıldız Palace Imperial Secretariat, No. 460.

)32( B.B.A. İrade Meclis-i Mahsus, 4687, 26 Cemaziyelahir 1307/8 February 1890.

وت��رد األمثلة على من��ح األموال إلص��الح الضريح أو المزار الشيعي بكثرة في الوثائق العثمانية.

)33( B.B.A. Bab-ı Âli Evrak Odası, 225715, 24 Muharrem 1325/10 March 1907. Ministry of Interior, No. 4886. See also: Cole and Momen, “Mafia, Mob and Shiism in Iraq”, p.121:

إذ أش��ار المؤلفان أن أحد األس��باب الرئيس��ة التي وقفت وراء ن��زاع علماء الدين الش��يعة بالض��د من توطيد السيطرة العثمانية في كربالء قد تمثل في اعتراضهم

على ذكر اسم السلطان العثماني في صالة الجمعة.

)34( B.B.A. İrade Hususi, 162, 26 Safer 1311/9 September 1893.

وبقت هذه الحادث��ة محيرة؛ إذ لغاية كتابتي هذه لم أتمكن

حت��ى اآلن من معرفة لماذا أقدم نصرت باش��ا على هذا العمل.

)35( B.B.A. İrade Dahiliye, 98525, 28 Cemaziyelevvel 1309/31 December 1891.

وح��وت اإلرادة على قائمة بأس��ماء األطفال؛ إذ تم تحديد اثني��ن من الس��نة م��ع العم��ر الذي ظهر ف��ي أعلى

اسميهما. أنظر أيضا:

BBA İrade Dahiliye 98993, 19 Cemaziyelahir 1309/21 January 1891:

وأعط��ى الس��لطان )200( ليرة من محفظته الش��خصية لدف��ع تكاليف الن��وم حينم��ا يصلوا إلى إس��طنبول. وخص��ص )5000( قرش إضافي ش��هريا من أجل

طعامهم وخدامهم ومعلميهم الخصوصيين.

)36( Murray’s Hand Book, Constantinople, Brûsa and the Troad )John Murray, London, 1893(, Section 1, p. 13.

)37( Hitoshi Suzuki, “Iranians in Istan-bul and the Tobacco Protest”, Journal of Asian and African Studies )1986(, Pp.143-175.

)38( Feroz Ahmad, “The State and in-tervention in Turkey”, Turcica XVI )1984(, p.56.

)39( Ibid., p.52.

)40( See above, p.53f.

)41( See above, p.58;

حت��ى وإن كان ه��ذا الموظف في هذه المس��ألة قد حاول إب��داء اإلرضاء، فإن تصريح��ه بحد ذاته )حتى وإن كان غي��ر صادقا( قد عكس مدى معرفته بما يرضي

السلطات العثمانية.

)42( Milliyet, 27 September 1987.

)43( Milliyet, 12 January 1988, Cumhuriy-et, 12 January 1988.


Abstract

This is a translation of “The struggle against Shiism in

Hamidian Iraq in Ottoman counter- propaganda”. This research discusses the struggle against the Shiite trend in Ottoman Iraq, and includes the Ottoman- Iranian rivalry for control the Shiite cities centers during the nineteenth century. The research includes original and qualitative sources; not only limited as books, academic researches, periodicals and magazines, but also documentary ones, including documents of Ottoman archives and many manuscripts.

A major frontier zone between Sunni Ottoman influence and Safavi/Qajar Shiism was Iraq. Traditionally the crucible of Twelver Shiism from the ninth century onwards, it was from Iraq that Shah Ismail Safavi invited major Shiite ulema after he made Twelver Shiism the official state religion of Iran in 1501. With the increasing predominance of Twelver Shiism in Iran from the 16th century onwards and the securing of Ottoman con trol over major Shii centers of learning such as Bagdad, Najaf, Kerbela and Kazimiye, the Ottoman-Iranian political struggle came to be couched

in religious terms. Throughout the late 1890›s and early 1900›s we find repeated references in the Ottoman archival documentation to the spread of Shiism in Iraq. The emphasis on the importance of the danger posed by this development indicated that just as Abdulhamid II was attempting to revitalize the credibility of his claim to supreme religious leadership in his dominions, he perceived a threat to the very basis of his rule. His officials clearly reflected this anxiety.

Thus it is difficult to talk in terms of Ottoman success in curtail-ing the activities of Shiis. But the whole issue of how the danger was perceived and how reaction to it was conceived does highlight cer tain aspects of late Ottoman state/society relations. As Professor Feroz Ahmad has rightly pointed out: »The key to an understanding of the Ottoman state in the nineteenth cen tury seems to be its lack of a social base and its determination to create one«.

Disputation against the tendency of Shiism in al- Hameedi Iraq ….a Study in Anti Ottoman

Propaganda

Saleem Dreengel, Translated by: Dr. Nahar Muhammad Noori

81 نن ( د ل نشوما ةعلص ةما اشل ش ةمنا ةمءعمن

أض��واء عل��ى تحصينات الم��دن العراقية في العصر العثماني

د. سعدي إبراهيم الدراجي)*(

)*( جامعة بغداد/مركز إحياء التراث العلمي العربي.

المقدمةيع��د الباحث��ون دخ��ول الس��لطان س��ليمان القانون��ي بغداد س��نة 1534م فاتحة عهد جديد ى بالعهد ف��ي تاري��خ الع��راق، وهو م��ا يس��مالعثماني األول، حيث س��ادت العراق حقبة من االس��تقرار السياس��ي، على الرغم مم��ا تخللها من ثورات داخلية عدي��دة. بيد أن الوضع العام ف��ي الع��راق تدهور من��ذ مطلع القرن الس��ابع ت الفوضى، وكثرت الحركات عشر، حيث عماالنفصالي��ة نتيجة ضعف الس��الطين، وفس��اد الجه��از اإلداري، وثقل الضرائ��ب، وتمردات اإلنكشارية، وانشغال الدولة العثمانية بحروبها

في أوربا)1(.

وأه��م م��ا يميز هذه الفترة ه��و عودة الحكم الصفوي إلى بغداد في عام )1033ه�/1623م(، والس��يطرة على النجف والحلة وشن حملة ضد كرك��وك والموص��ل)2(؛ لك��ن الس��لطان مراد الرابع استطاع طرد الصفويين من العراق عام

1638م وعلى إثر ذلك أمر بتعمير ما تهدم من سور مدينة بغداد ومنازلها)3(.

ولع��ل م��ن أهم س��مات فترة الق��رن الثامن عش��ر هو ظهور )نادر ش��اه( في إيران، الذي اس��تطاع ط��رد األفغان من بالده وعق��د اتفاقية مع روس��يا لتأمين حدوده من الش��مال، ثم أعلن الح��رب على الدول��ة العثمانية التي كانت تحتل آنذاك جزء من ش��مالي إي��ران، وعلى إثر ذلك قام )نادر ش��اه( بثالث حمالت عس��كرية على العراق كان آخرها عام 1743م حيث اس��تطاع م��ن خاللها احت��الل كرك��وك وأربيل وحاصر الموص��ل أربعين يوما، لكنه فش��ل في احتاللها

لمناعة حصونها وبسالة أهلها)4(.

لقد ش��هد العراق منذ منتصف القرن الثامن عشر تطورات جديدة في حكومته حيث أسندت والية بغداد عام 1749م إلى المماليك، واستمر حكمه��م في العراق حتى عام 1831م، وش��مل


والي��ات بغ��داد والبصرة وش��هرزور ومنطقة ماردين)5(، وكانت تش��اركهم في الس��لطة أسر حاكم��ة، كالجليليين في الموصل، والعباس��يين في العمادية، والبابانيين في الس��ليمانية، وكانت هذه األس��ر تحكم حكما وراثيا أكثر استقالال في

شؤونها الداخلية)6(.

وقد سعى المماليك إلى تكوين قوة عسكرية كافي��ة للدف��اع ع��ن الع��راق ضد االعت��داءات اإليرانية، وبالرغم من نجاحهم في الش��مال إال أنهم فش��لوا في الدفاع ع��ن البصرة التي احتلها كري��م خان الزند ع��ام 1776م بعد حصار دام

)14( شهرا)7(.

وال شك أن العمليات العسكرية بين الدولتين العثماني��ة والفارس��ية الت��ي اس��تمرت لق��رون عديدة، فرضت على العثمانيين االهتمام بشؤون نوا الحدود وأقاموا العمارة العسكرية، حيث حصالق��الع كم��ا اعتنوا بأس��وار الم��دن وخنادقها، ل لهم التاريخ أعماال ومن أهم الوالة الذين س��جفي العمارة العس��كرية هو س��ليمان باشا الكبير )1780–1802م( ال��ذي بن��ى قالعا ومخازن للحب��وب في الك��وت والعمارة وبدرة، وس��ور م األس��وار في البصرة، مدينة مندل��ي، كما رموالحل��ة، وماردين، وبنى قلعة ف��ي قرية حكنة الواقع��ة جنوب أس��كي موصل، لتك��ون مأوى للقوافل وأبناء السبيل)8(، وأحاط الجانب الغربي ر السراي الذي من بغداد بسور وخندق)9(، وعمبناه بكتاشي خان زمن االحتالل الصفوي الثاني

لبغداد)10(.

لقد نجحت الدولة العثمانية في إعادة العراق إلى الحكم المباشر بعد القضاء على المماليك عام 1831م. وتم إسناد والية بغداد إلى رجال أكفاء أمث��ال )مدحت باش��ا( )1869-1872م( الذي

نظم اإلدارة واعتنى بالجيش واألسطول، واهتم بالمالحة واس��تورد السفن، وعنى بنهري دجلة والفرات وأعد الثكن��ات وأقام المعامل لصناعة البارود واألس��لحة، واهت��م بطرق المواصالت البري��ة والنهرية، وس��عى إلى حمايته��ا بإقامة القالع الكثيرة وتجهيزها بالجنود، واتخذ قالعا على الممرات والحدود بين إيران والعراق)11(.

وشهدت تحصينات المدن العراقية في مطلع القرن التاس��ع عش��ر تقدم��ا كبيرا بس��بب خطر الوهابيين وهجماتهم الس��نوية عل��ى مدن العراق المقدسة، إذ قاموا بعدة هجمات على مدينتي النجف

وكربالء بين عامي )1802م–1810م()12(.

والحقيقة لم يكن الصراع العثماني الفارسي على الع��راق وخطر الوهابيين وحده س��ببا في تحصين الم��دن العراقي��ة وإحاطتها بأس��وار، بل هناك أس��باب أخرى دعت الح��كام إلى ذلك األم��ر، وتتمثل تلك األس��باب بكث��رة غزوات القبائ��ل للمدن وما يصاحبه��ا أحيانا من ثورات داخلية، ومنها بغداد التي كانت عرضة لهجمات القبائل القاطنة خارج األس��وار)13(، والمنتشرة ا دفع الوالي باتج��اه الغرب حتى الصح��راء ممسليمان باش��ا الكبير إلى إحاطة الجانب الغربي

من المدينة بسور.

إن ضعف الحكومة المركزية وس��وء إدارة ع بعض الوالة وتدهور الحالة اإلقتصادية، ش��جبعض القبائل العربية أن تعلن عصيانها، وتقوم بقط��ع الط��رق الرئيس��ة المؤدية إل��ى المدينة، ��م حمالت مس��لحة وف��ي بع��ض األحي��ان تنظوالس��يما عندم��ا تتضرر مصالحه��ا الخاصة؛ لذل��ك غالبا م��ا يضطر المزارع��ون القانطون خارج األسوار وجميع القبائل العربية الصغيرة النازلة ف��ي الريف المحيط ببغداد، أن تنزح في


ن مث��ل هذه الظ��روف إلى داخل األس��وار لتؤملنفس��ها الحماي��ة، لي��س هذا فقط ب��ل في بعض األحي��ان يدخل المزارعون بماش��يتهم وجمالهم ا ليش��غلوا الفسح الواس��عة الخالية من البناء، مميس��بب ازدحام وفوضى داخل ش��وارع المدينة كم��ا حدث عام 1834م عندم��ا حاصرت قبيلة ا في وسط ر المدينة لمدة ثالثة أشهر)14(. أم ش��مالعراق وجنوبه فغالبا ما يكون العصيان بس��بب العزوف عن دفع الضرائب، فتضطر الحكومة إلى ش��ن حم��الت عس��كرية إلخضاعهم، وفي هذه الظروف كثيرا م��ا تتحد القبائل المتجاورة م��ع بعضها ضد العدو المش��ترك فتتش��كل من ه��ذا االتحاد ق��وة كبيرة يصعب عل��ى األتراك إخضاعها؛ فعال س��بيل المث��ال ال الحصر كان وال��ي البصرة في نهاية القرن الثامن عش��ر ال يمتلك س��وى خمسمائة جندي، وفي المقابل كان في اس��تطاعة أحد الش��يوخ أن يجمع قوة تتألف م��ن )50 إل��ى 60( أل��ف خيال ول��ه بين )18 ��زة بمدافع، لذلك أو 20( س��فينة صغي��رة مجهكان بإم��كان هذا الش��يخ أن يصع��د عن طريق ش��ط العرب ويحتل البص��رة، ال بل يهدد بغداد أيضا لو أراد)15(. وعندما امتنع ش��يخ الخزاعل ف��ي الحلة من الس��ماح لمرور الس��فن التجارية ف��ي الف��رات نح��و بغداد بحري��ة كامل��ة، جهز ش��يخ عرب المنتفك ثالثون ألف فارس لتحقيق

ذلك)16(.

طبيعة المدينة وتحصيناتها الدفاعية

أصبحت المدن العراقية في العصر العثماني مراكز صغيرة الحجم قليلة العمران، والس��بب في ذلك يعزى إلى تدهور الوضع السياسي وما رافقه من حروب وأوبئة وفيضانات، وبالقياس

إل��ى مدين��ة بغ��داد، يش��ير الرحالة الفرنس��ي Jean-Baptiste تافريني��ه بابتيس��ت ج��ان زار ال��ذي )1689-1605( Tavernierالعراق في منتصف القرن السابع عشر إلى أنها لم تكن مس��كونة بما يتناسب وسعتها)17(. وذكر Carsten المستكش��ف األلماني كارستن نيبورNiebuhr )1733-1815( ال��ذي زارها بعد تافريني��ه بحوال��ي قرن م��ن الزمان أن القس��م األعظ��م من المدينة مهدم وغير مس��كون، عدا المنطقة القريبة من س��راي الباش��ا، حيث تكثر األس��واق المهم��ة بالمدين��ة)18(، وه��ذه الصفة تنطبق على أغلب مدن العراق بما فيها البصرة والموص��ل، حيث يص��ف الرحال��ة اإلنكليزي James Silk Buckingham جيمس بكنغهام)1786-1855( الموص��ل في ع��ام 1816م بأنها عل��ى عكس ما يتوقع الم��رء أن يجده في ا مدين��ة مش��هورة لها مثل ه��ذه الس��عة)19(، أمال��ة بأنها مهملة، البص��رة فيصفه��ا معظم الرحوشوارعها ضيقة غير مبلطة، وعمارتها ليست عل��ى جانب كبير م��ن العظمة، ولي��س فيها ما يجذب النظر، وتوجد داخل األسوار عدة أماكن خالي��ة، والصح��راء تمتد إل��ى أب��واب المدينة تقريب��ا)20(، وبالرغم من ذل��ك فقد تغنى البعض بطبيعته��ا وق��ال: إنها مدينة س��احرة وطبيعتها

خالبة وموقعها بين غابات النخيل)21(.

وبص��ورة عام��ة إن الميزة الرئيس��ة التي تتصف بها المدينة العراقية في هذا العصر هي إحاطتها بأس��وار، فالعثمانيون ركزوا اهتمامهم من��ذ أول عهده��م عل��ى تعزي��ز م��دن العراق وأس��وارها الدفاعية وذلك لس��ببين، األول: هو طبيع��ة نظرة الس��الطين العثمانيين إلى المدينة العراقية أنها ليس��ت إال حصن��ا أو قلعة مهمتها األساس��ية حفظ األراضي التابعة للسلطان)22(.


والس��بب الثاني: هو كثرة ما تتعرض إليه مدن الع��راق من تهديدات خارجي��ة وثورات داخلية كان��ت تقودها العش��ائر ضد الم��دن، لذلك عني العثماني��ون بزيادة تحصين المدن وإقامة القالع

الداخلية فيها.

ول��م تك��ن معظم م��دن العراق عن��د دخول العثمانيين إليها س��نة 1534م معززة بأس��وار، بي��د أن الظروف غير المس��تقرة التي عاش��تها بعض المدن في القرنين الثامن عش��ر والتاس��ع عش��ر، وكث��رة الفت��ن والح��روب دع��ا بعض ال��والة إل��ى العناية باألس��وار، فالبص��رة التي شهدت الكثير من الحروب اهتم بها حسين باشا أفراس��ياب )1651-1668( ال��ذي مد أس��وار المدين��ة من جه��ة ش��ط العرب، وجع��ل قرية المن��اوي بمزارعها وحقولها داخل الس��ور)23(. )المخط��ط:1(؛ كم��ا ح��اول تحصينه��ا أكث��ر من م��رة لمواجهة األخط��ار، وطلب من ذوي الخب��رة وض��ع مخطط��ات تقوم على دراس��ة مس��بقة وطريق��ة جدي��دة ف��ي التحصي��ن على غ��رار م��ا ت��م ب�“مالط��ة“، كما يقول الس��ائح اإليطالي )فنشنس��وا( في زيارته عام 1656م. وكان حس��ين باشا ”يستفس��ر عن مدى مقاومة ه��ذه التحصينات لعس��اكر الس��لطان، كما يريد تحصي��ن القرنة وتقويتها ك��ي يعيش فيها بأمان وس��الم، وقد باش��ر فعال ببناء مخططين لمدينة

بالقرب من النهر، ثم توقف عن البناء...“)24(.

واهتم حس��ين باش��ا أيضا بالقرنة التي كان ق��د اتخذها أبوه علي باش��ا مقرا له، وش��يد فيها يت نها بس��ور من اللبن)25(، حتى سم قلعة وحصبالعلية نس��بة إليه، وقد زاد حسين باشا عمرانها وجعل فيها ثالث قالع، الواحدة تحيط باألخرى، وبينهم��ا فرجة صالحة للقتال، وأحاطها بالماء،

دها بالمدافع)26(. وزو

وفيم��ا يخ��ص مدينة الموصل فق��د كان لها في العصر العثماني س��ور يحيط بها من جميع جهاتها، ويقدر طوله بحوالي عشرة آالف متر، ا ثخن��ه فيبلغ وارتفاع��ه يبلغ عش��رة أمت��ار، أم)3م(؛ وفي��ه م��ن األبراج الكبي��رة )18( برجا على ش��كل نصف دائرة. وكان يحيط بالس��ور من جميع جهاته خندق واس��ع يبلغ عمقه حوالي

)7م( يأخذ ماءه من دجلة)27(.

وفي ه��ذا العصر كان للمدينة ثالثة عش��ر بابا، وكان لكل باب اس��م يعرف به)28(، ومعظم ه��ذه األب��واب تحمل كتابات تتضم��ن آيات من الق��رآن الكري��م وأبيات من الش��عر، وأس��ماء وأدعية لبعض الس��الطين وال��والة، فضال عن رسوم حيوانات بعضها خرافية، وقد ظل السور حت��ى س��نة 1915م حيث تهدم قس��م كبير منه

وأزيل الباقي سنة 1934م)29(.

يختل��ف س��ور الموصل عن أس��وار المدن األخ��رى الواقعة على ضف��اف األنهار، ومنها بغداد الشرقية التي كان سورها ينقطع من جهة النهر، حيث تكفل نهر دجلة بحمايتها من الجهة ا س��ور الموصل المبن��ي بالحجارة الغربية، أمفكان يحف بالمدينة من جميع الجهات، بما فيها الجهة الشرقية الممتدة مع شاطئ النهر، لذلك ال غرابة أن يعد سور الموصل من أطول األسوار التي تحيط بالمدن العراقية وطوله يقدر بعش��رة ا ش��كله فهو غير منتظم أقرب آالف متر)30(. أمإل��ى نصف الدائرة لوجود انحناءات كبيرة فيه، وال شك أن خط سيره كان تبعا المتداد مشتمالت المدين��ة وحاراتها المحصورة في داخله، فضال عن طبيعة موضع المدينة وأرضها المتباينة في االرتف��اع، والعالية عن محيطها وعن مس��توى


نهر دجلة بمقدار ملحوظ. بيد أن نيبور)31( الذي نثق برسمه بوصفه مساحا، قد أشر على خارطته التي وضعها عام )1766م( فس��حا كبيرة كانت متروكة داخل األس��وار )المخط��ط:2(؛ ولعل هذه الفسح التي شغلت القسم الشمالي والشمالي الغرب��ي من المدينة كانت متروكة بقصد اإلفادة منها في الزراعة والرعي وتربية الحيوانات في

حاالت الحصار كما هي الحال في البصرة.

والس��ور مدع��م بأب��راج نص��ف دائري��ة ف��ة، بلغ عددها ف��ي المخطط الذي وضعه مجونيب��ور ثالثي��ن برجا من جهة الب��ر، فضال عن س��تة أخرى من جهة ش��اطئ نه��ر دجلة، وهي مختلف��ة بالحج��م، بل��غ قطر بعضه��ا قرابة 8م )الص��ورة:1(؛ الس��يما تلك التي تش��رف على المناط��ق المهمة، أو التي احتل��ت زوايا البناء،

ومن أكبر األبراج الباقية برج )باشطابيا(.

��ا الحل��ة فق��د تب��وأت مكانة م��ن الناحية أمالعس��كرية بوصفها قلعة تتحش��د فيها العساكر لمواجه��ة ث��ورات العش��ائر في وس��ط العراق وجنوبه، فض��ال عن اتخاذها قاعدة ضد الفرس الصفويي��ن خالل فترة احتاللهم بغداد )1623-1638()32(، وزادت أهميته��ا ف��ي الربع األول من القرن التاس��ع عشر عندما عدها والة بغداد خ��ط دفاعي متق��دم لعرقلة هجم��ات الوهابيين المس��تمرة على مدن العراق المقدس��ة، وسعوا إلى حمايتها حيث كانوا يش��رفون مباشرة على ترتي��ب الدفاعات وتحصي��ن المدين��ة)33(؛ كما برزت أهميتها العسكرية بشكل متميز في زمن الوال��ي مدحت باش��ا الذي اتخذها مق��را إلدارة العمليات الحربية الس��يما في ث��ورة )الدغارة(

عام 1869م)34(.

والحل��ة في العصر العثماني ش��غلت جانبي

نه��ر الف��رات ال��ذي يخترقه��ا ويقس��مها على قس��مين، يربط بينها جسر من القوارب، وصفه نيبور عام 1765م بأنه يقوم على اثنين وثالثين امة ربطت بعضها ببعض بواس��طة سالسل عوحديدي��ة)35(، وكان ع��رض النهر أم��ام المدينة

أربعمائة قدم)36(.

يطوف بالحلة سور بني باللبن واآلجر الذي جيء ب��ه من مدين��ة بابل األثري��ة)37(، وجميع الذين وصفوا السور ذكروا بأنه بسيط كان يحيط بالمدينة في الجانبين الغربي والشرقي، وقد قدر أح��د الرحالة محيطه بثالث��ة أميال)38(. ووصفه آخ��ر بأنه واطئ أقيم على س��طح مائل تحيط به ت��ه، وهو مدعم بعدد األب��راج التي تمتد حتى قمكبير من األبراج التي ترتفع بارتفاعه وتتخللها أب��راج كبيرة الحجم بمثابة حصون تحمل فوقها

مدافع تحمي المدينة من الهجمات)39(.

وقد وصلت إلينا بعض الصور التي رسمت بريش��ة فنانين أجانب زاروا المدينة في فترات مختلفة، وه��ذه الصور توضح أس��وار المدينة وعمارتها وبس��اتينها المنتش��رة عل��ى الجانبين )الصورة:2(. وتبدو األس��وار من خاللها عالية منيع��ة وأبراجه��ا ضخم��ة دائرية ف��ي الغالب ج الس��ور واألبراج ترتفع بارتفاع الس��ور ويتوشرافات يحتمي خلفها المدافع عند الرمي، ومن بينه��ا يطل��ق الرصد ويراقب ما حول الس��ور، ز السور بمزاغل عمودية الشكل يرمى كما عزمنها بالبنادق، وربما كانت األبراج فيها فتحات

كبيرة خاصة بالمدافع.

��ا تحصين��ات بغ��داد فكان��ت عن��د قدوم أمالعثمانيي��ن إليه��ا ع��ام 1534م تقتص��ر على الجانب الش��رقي فق��ط، وكان الجان��ب الغربي عب��ارة ع��ن ضاحي��ة، أو قرية صغي��رة تابعة


للجانب اآلخر الذي يضم أهم مؤسس��ات الدولة وفي��ه س��راي الباش��ا، ودور الحكوم��ة تحميها

أسوار المدينة العتيقة وقلعتها الداخلية.

وظلت المدينة ف��ي الجانب الغربي صغيرة الحجم، غير مس��كونة بما يتناسب وسعتها، كما نة ومفتوحة أنها غير آمن��ة بوصفها غير محصد بغ��داد في عل��ى الصح��راء، وهي الت��ي تزوالحاص��الت الزراعية، وفيها بس��اتين وحقول واس��عة دعت بعض الوالة واألغنياء أن يتخذوا فيه��ا حدائ��ق للنزه��ة، ويبن��وا قصورهم على

ضفاف دجلة.

إن من أهم األس��باب الت��ي دفعت الحكومة العثماني��ة إلى إقامة س��ور ف��ي الجانب الغربي هو كث��رة ما تتع��رض إليه بغداد م��ن هجمات القبائ��ل القاطنة غ��رب المدينة كما أس��لفنا)40(، والس��ور من خ��الل الوقائ��ع التاريخية مش��يد ف��ي نهاي��ة الق��رن الثامن عش��ر، حي��ث ذكره Guillaume- الرحالة الفرنس��ي غيوم أوليفيهال��ذي )1814-1756( Antoine Olivierزار الع��راق عام��ي 1794 و 1796م عندم��ا

تحدث عن الجانب الغربي من مدينة بغداد)41(.

وبالرغ��م م��ن اإلش��ارات المتك��ررة حول الس��ور في كتب الرحال��ة األجانب الذين زاروا بغداد في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاس��ع عشر، إال أنها ال تعطي صورة واضحة لش��كل الس��ور وطبيعة بناءه، فقد أشار أوليفيه إلى الس��ور ووصفه بأنه بس��يط ومحاط بخندق دة صغير، وذكر أن الس��ور تكتنف��ه أبراج مزوبالمدافع)42(، كما أشار إليه بكنغهام عندما غادر المدين��ة ع��ام 1816م من ب��اب الحل��ة لزيارة آثار بابل)43(، وف��ي عام 1830م ذكره الرحالة James Raymond اإلنكليزي جيمس ولستيد

Wellsted )1805-1842( عندم��ا تكلم عن حامي��ة المدين��ة وق��ال: ”كان أفراد م��ن الجند األتراك يجلسون فوق الس��ور، وقد علقوا فوق رؤوس��هم بنادقه��م ومحفظ��ات بارودها كانت دائ��رة، أولئ��ك الجند تفت��ش بدقة جمي��ع الذين يدخل��ون المدين��ة، وتف��رض الضرائ��ب على مختل��ف الم��واد التي يس��مح بإدخاله��ا وحجز الم��واد الممنوع��ة...“)44(. وم��ن الطبيع��ي أن يصفه المستش��رق اإلنكليزي السير والس بدج Sir Ernest Alfred Thompson WallisBudge )1857-1934( ع��ام 1888م بأن��ه »مهدم��ا منهارا«)45(، لعدم العناية به والس��يما بع��د أن هدم مدح��ت باش��ا )1869-1872م( سور بغداد الش��رقية، وردم خندقها في محاولة لتوس��يع المدينة واإلف��ادة من اآلجر ف��ي إقامة

بنايات حكومية خاصة.

إن أفضل ما وصلنا عن هذا الس��ور صورة رس��مت بريش��ة أح��د الس��ياح األوربيي��ن عام 1845م في محاولة لتصوير المدينة من جهتها الش��مالية الغربية، إذ يظه��ر بالصورة ضريح الست زمرد خاتون ومرقد الحسين بن منصور الحالج )244-309ه�/858-922م(، ونشاهد م��ن خاللها س��ور المدين��ة وهو مبن��ي باآلجر وتكتنف��ه أب��راج ضخم��ة دائرية، وف��ي جزئه العلوي صف من المزاغل تبدو عمودية الشكل جه ش��رافات موزعة على طول الس��ور، وتتوصف��ت متراصة بانتظام لتحمي المدافعين الذين يقف��ون خلفه��ا عند الض��رورة للمراقب��ة أو في

حاالت القتال )الصورة:3(.

والمعلوم��ات األكثر دقة عن س��ور الجانب الغربي من بغداد يمكن أن نستش��فها عن طريق الخرائ��ط المرس��ومة ف��ي النص��ف الثاني من


القرن التاسع عشر، والموصوفة بدقة تفاصيلها وش��مول بياناته��ا. ومن أقدم ه��ذه الخرائط تلك الت��ي رس��مها فيليك��س جون��س وكولينك��وود )1853-1854م(، وتع��د من أوضح الخرائط الموضوعة لمدينة بغداد ف��ي تلك الفترة، حيث شملت جميع محالت بغداد وشوارعها وأسوارها بجانبيها الش��رقي والغربي، وم��ن المالحظ أن ه��ذه الخارطة ج��اءت مطابق��ة للخارطة التي وضعها نيبور قبل مئة عام بالنس��بة إلى الجانب

الشرقي)46(.

ويش��اهد في ه��ذه الخارطة س��ور الجانب الغرب��ي وهو غي��ر منتظ��م األبع��اد، وقد ضم داخل��ه جمي��ع المح��الت الس��كنية القديمة وله أربعة أبواب، هي: باب الكاظمين، وباب الشيخ معروف، وب��اب الحلة، وب��اب الكريمات. وقد أش��ر فيليكس جون��ز فيه ثالثين برج��ا موزعة عل��ى ط��ول الس��ور بش��كل غي��ر متس��اوي، واألب��راج التي تظه��ر بالخارطة نصف دائرية كبي��رة الحج��م بعضها يب��دو كالقلع��ة لفخامته وسعة مس��احته )الخارطة:3(. لقد بقيت أجزاء من س��ور الجانب الغربي واضحة للعيان خالل الربع األول من القرن العش��رين وبالتحديد في جهت��ي الجعيف��ر والكريم��ات، وكان أصحاب الدواب ينقبون عن اآلجر في أساس��ات المباني القديم��ة ويبيعون��ه ألصحاب العم��ارات وكان

يطلق على هؤالء )النقاب()47(.

وبش��أن النجف فقد ش��هدت تحصيناتها في مطل��ع القرن التاس��ع عش��ر تقدما كبي��را نظرا لتعاظم خط��ر الوهابيين وهجماتهم المس��تمرة عل��ى مدن العراق المقدس��ة، فضال ع��ن الفتن والح��روب الداخلي��ة وع��دم صالحية الس��ور القديم )الس��ور الخامس( الذي وصفه نيبور)48(

وانخفاض��ه م��ن ع��دة مواضع؛ لذل��ك أحيطت المدينة بس��ور كبير أمر ببنائه الوزير س��ليمان باشا عام 1203ه�/1788م)49(، وصفه الرحالة ب��دج بأنه يحيط بالمدينة من كل حدب وصوب، د ببروج عالي��ة وأنه ف��ي الجانب الغربي م��زو

مستقيم تماما)50(.

ونس��ب الش��يخ محبوب��ة بن��اء هذا الس��ور د إلى الص��در األعظم نظام الدول��ة الحاج محمحس��ين خ��ان الع��الف األصفهان��ي وذلك عام 1217ه��/1802م)51(، ويب��دو أن نظام الدولة قد جدد الس��ور)52(، أو أكمل بعض أقسامه التي بدأها الوزير سليمان، وكان قد حفر حوله خندقا عميق��ا بوش��ر بعمله عام 1213ه�� )1799م( خوفا من هجمات الوهابيين)53(، ويذكر الكوفي د ف��ي ع��ام 1212ه� وعام بأن الس��ور ق��د جد1233ه��)54(. وقد بقيت أجزاء من هذا الس��ور إلى عصر قريب جدا تدل بوضوح على عظمة البن��اء وطبيعة عمارة المدينة، وش��اهدا لتراثها ومكانته��ا التاريخية، حيث وصف من قبل هيئة علمية كلفت بإجراء كش��ف موقعي على السور ع��ام 1976 م��ن قبل دائ��رة اآلث��ار والتراث، وكتبت تقريرها ال��ذي أوضحت فيه بأن أجزاء الس��ور باقية في الجهة الش��رقية وتمتد مس��افة )250م( تقريب��ا، وكان هذا الجزء مدعم بثالثة أب��راج كبيرة، ومن الجهة الجنوبية خربت أكثر أجزائه، وأن األبنية المش��يدة أمامه حجبته عن الرؤيا وال زالت أربعة أجزاء منه قائمة بصورة جي��دة، كما يوجد جزء منه في الجهة الش��مالية الشرقية بطول خمسين مترا محصورة بين أبنية كثيفة ويتصل بثانوية الغري)55(. ومن المؤسف ح في تقريرها أبعاد السور حقا أن الهيئة لم توضوارتفاعات��ه ول��م تص��ف أبراج��ه وتحصيناته

األخرى.


ومهم��ا يكن م��ن أمر ف��إن المعلومات التي خلص��ت إلينا مش��فوعة ببع��ض الصور تعطي فك��رة واضحة ع��ن طبيعة بنائه وش��كله العام، فهو شبه دائري زاد اتساعا عن السور الخامس ال��ذي بناه )حس��ن الجالئ��ري(، والس��يما من الجهتين الش��رقية والجنوبية )المخطط:3( وهو مبن��ي باآلج��ر والجص، مرتفع، واس��ع الثخن د عن��د القاع��دة، وأقل ثخن��ا من األعل��ى، مزوباستحكامات دفاعية كالمزاغل التي يرمي منها بالبنادق، وهي تبدو من الداخل على شكل حنايا كبيرة ذات عقود مدببة تضيق من الخارج، كما د السور بفتحات كبيرة لوضع المدافع، تعلوه زوش��رفات ال زال آثار بعضها واضح في السور غي��ر إنها متس��اقطة، وفي بع��ض أجزائه يبدو وكأنه كان مكس��يا بالجص والس��يما في جزئه األس��فل، ويكتنف السور أبراج يبعد الواحد عن

اآلخر 100 ياردة)56(.

وم��ن المدن العراقية األخرى التي ش��هدت في العص��ر العثماني اهتمام��ا بتحصيناتها هي س��امراء. إذ ظ��ل س��ورها ماثال للعي��ان حتى س��نة )1356ه�/1936م(، وق��د أزيل تدريجيا كغيره من المعالم التراثية والمباني القديمة التي تعرض��ت إلى التهدي��م أو التغيير بفع��ل التقادم وعوامل الطبيعة، واإلهمال والتطور العمراني الذي ش��هدته س��امراء في العقود األخيرة، ولم يبق منه اليوم شاهدا على هذا األثر سوى جدار بس��يط يبلغ طوله عدة أمتار، كان يحمي المدينة ويجم��ع بين ثناي��اه محالتها الس��كنية ودروبها وأس��واقها ومساجدها ومش��اهدها التي ساهمت

في نمو المدينة وتطورها.

يتكون السور من عدة أضالع غير منتظمة، ترس��م بعد تكاملها ش��كال يميل إلى االستدارة،

ر أهل س��امراء طول محيط السور ب� 2كم؛ ويقدا قطره في أحس��ن النقاط فال يتجاوز 680م. أمزا بتس��عة عش��ر ويبلغ ارتفاعه حوالي 7م معز

برجا موزعة عليه بانتظام.

وللمدين��ة في العصر ال��ذي نؤرخ له أربعة أب��واب متقابلة متجهة نحو الجهات األربع، لكل باب اسم يعرف به، وهي: )باب القاطول، وباب الناصري��ة، وب��اب الملطوش، وب��اب بغداد(، وتع��رف هذه األب��واب بأس��ماء محلية أخرى، وأحيان��ا بأس��ماء العش��ائر القاطن��ة بجهتها أو

القريبة منها)57(.

إن أجمل من وصف السور المرحوم )كاظم الدجيلي( وهو شاهد عيان زار سامراء في بداية القرن العشرين ولخص مشاهداته بمقالة تتكون من صفحات متعددة نشرها في مجلة لغة العرب ع��ام 1911م)58(، وصف فيها أطالل س��امراء العباسية وعرج على المدينة الحديثة وسورها، وأهم المس��اجد والمدارس فيها والقائمين عليها واس��تعرض أضرحتها السيما مرقدي اإلمامين علي الهادي )( )212-254ه�(، والحس��ن العس��كري )( )232-260ه��(. ووصف س��ورها بأنه عظيم له أربع��ة أبواب كبار، تكاد تكون متجه��ة نحو الجهات األرب��ع المعروفة، ولكل باب من هذه األبواب اسم يعرف به وهي: الناصرية، والمطلوش، والقاطون، وباب بغداد. وقد أش��ار الدجيلي إلى تاريخ بناء السور وذكر ما سمعه من علماء سامراء ومشايخها آنذاك أن ره هو )الميرزا زين العابدين باني السور ومعمالسلماس��ي(، وذل��ك في حدود س��نة 1250ه�/ 1834م، وكان��ت النفق��ات الت��ي صرفت على

بنائه قد تبرع بها أحد فضالء الهند.

إذن تزام��ن بناء س��ور مدينة س��امراء مع


أس��وار بع��ض الم��دن العراقي��ة المهمة خالل النصف األول من القرن التاس��ع عش��ر، حيث ش��هدت بعض المدن في هذه الحقبة وقبلها بناء أسوار، كما ش��هدت إقامة قالع عديدة توزعت ف��ي معظم مناطق الع��راق الحيوية، وقد اعتمد بن��اء بعضها على اآلج��ر المعاد اس��تعماله أو المنق��ول من المواق��ع األثرية القريب��ة من تلك المدن ومنها س��امراء، التي ش��يدت فوق جانب من أط��الل المدين��ة القديمة ومنها على س��بيل المث��ال أطالل الجوس��ق الخاقان��ي وما جاوره من قصور ومنش��آت كبيرة، حي��ث كان الناس يس��تخرجون كل ما يصلح للبناء الستخدامه في تش��ييد البيوت والمباني، على اختالف وظائفها

ومنها السور موضوع البحث)59(.

وبالرغم من االس��تدارة الواضحة في سور مدينة س��امراء، إال أن بعض جهاته مبنية على ش��كل جدران مس��تقيمة، والحقيق��ة نحن نجهل سبب عدم انتظام الشكل الهندسي للسور، ولعل طبيع��ة األرض المتموج��ة واآلث��ار المتناث��رة هنا وهن��اك فرضت هذا الش��كل من التخطيط، فض��ال عن تباي��ن كثافة البناء ح��ول الضريح، فعلى س��بيل المثال هناك انتش��ار واسع للبيوت الممتدة في الجهتين الش��مالية والغربية، إذ يبدو الس��كن في هذه األنحاء مزدحما، والبيوت فيها تش��غل نسبة كبيرة من مساحة المدينة، في حين تقل كثاف��ة البناء في الجهة الجنوبية الش��رقية، ولعل ه��ذا التوزيع قد فرض معي��ارا تخطيطيا أو اقتصاديا معينا عند تنفيذ بناء السور؛ السيما وأن الس��ور يع��د متأخرا قياس��ا لعم��ر المدينة

ومنشآتها الداخلية.

وإذا عرجنا على المدن الش��مالية ومن بينها أربي��ل القديمة المتمثل��ة بموضعها المرتفع عن

مستوى س��طح البحر بمقدار 415م تقريبا)60(، بوصفه��ا مبني��ة ف��وق ت��ل يرتف��ع عن س��طح ا مس��احتها األراضي المحيطة به ب� )36م(، أمفتزي��د عن مائة أل��ف متر مربع)61(، وال ش��ك أن ه��ذا االرتفاع قد س��هل حمايته��ا من أخطار الك��وارث الطبيعي��ة، ومنه��ا الفيضان��ات التي تس��ببها األمط��ار الغزيرة المتوات��رة عليها في فصل الش��تاء، وكانت كثيرا ما تصيب األحياء السكنية المنتش��رة حول القلعة بأضرار كبيرة،

وتسبب في غرق شوارعها وبعض بيوتها.

رة، إذ وكان��ت أربي��ل على م��ا يبدو مس��وال��ة الهولندي ليونه��ارت راوولف يش��ير الرح )1595-1535( Leonhard Rauwolfالس��نة ليل��ة رأس ال��ذي ص��ادف أن قض��ى )1575م( ف��ي مدين��ة أربي��ل، ووصفه��ا بأنها كبي��رة تطوف بها أس��وار ضعيف��ة لذلك يمكن اإلس��تيالء عليها بيسر ومن دون قوة كبيرة)62(، ويب��دو أن أربيل فقدت أس��وارها منذ منتصف الق��رن الثام��ن عش��ر، وآخر ذك��ر لتحصينات المدين��ة جاء في ح��وادث )1156ه�/1743م( عندم��ا احتلها ن��ادر ش��اه)63(. وعل��ى األرجح ب أس��وارها وه��دم جميع أن نادر ش��اه قد خرالة تحصيناتها الدفاعية؛ إذ لم يرد في كتب الرحاألجانب ذكر لسورها أو استحكاماتها التي أشار إليه��ا الكتاب والجغرافي��ون العرب في القرون ها عام 1766م الس��ابقة. ويذكر نيبور ال��ذي أمرة، وإنما اجتمعت بيوتها أن المدينة ليست مسوحول حافة التل بصورة متماس��كة، فال يستطيع أح��د أن ينفذ إلى داخل القلع��ة إال من بابها)64(. ثم وصفها الرحالة اإليطالي دومينيك سيس��تيني Domenico Sestini )1750-1832( عام ة تل 1781م وق��ال عنه��ا: بأنها قائم��ة على قماصطناعي في وس��ط أرض واس��عة منبسطة،


وهي دائرية الش��كل، واس��عة المس��احة، يحيط دة بمزاغل للضرب بها خن��دق)65(، وكانت مزوبالبنادق ولي��س هناك فتحات لنصب المدافع)66( كما زارها بكنغهام)67( على عجالة عام 1816م وقد رأى فيها مسجدين كبيرين لكل منهما مئذنة، وكان��ت أس��واقها مزدحم��ة ومظلل��ة بأغصان األش��جار، ومنازلها حسنة مش��يدة باللبن، وقد امت��دح قلعتها وذكر بأنها كبيرة تقع على ربوة، أو تل من صنع البش��ر محصنة بأس��وار، وهي تبدو من بعيد أش��به بقلعة حلب بالفخامة أو قلعة ا ميس��ا )ميس��لون( الواقعة جنوبي دمش��ق، أمالة جيمس المنش��ي البغ��دادي الذي راف��ق الرحريج عام 1820م فلم يذكر أس��وارها وقدر عدد بيوت القلع��ة نحو ألف بي��ت، وخارجها أربعة آالف بي��ت تقريبا، ولغة الس��كان كانت التركية والكردي��ة)68(. وكان الهدف من رحلة ريج إلى كردس��تان هو الحصول عل��ى معلومات تخص الحياة السياسية، واإلجتماعية، واإلقتصادية فيه

آنذاك)69(.

والحقيق��ة ليس بوس��عنا أن نأت��ي على ذكر رة ألنها كثيرة، وقد جميع م��دن العراق المس��وآثرن��ا أن نس��تعرض تحصين��ات كب��رى مدن الع��راق )بغداد، والبصرة، والموصل، والحلة، والنج��ف، وس��امراء، وأربيل( إلعط��اء فكرة ع��ن طبيع��ة المدين��ة العراقي��ة خ��الل العصر ال��ذي نؤرخ له. بي��د أن هناك مدن أخرى يمكن متابعة تطور تحصيناتها الدفاعية خالل العصر العثماني ومنها كرك��وك وكانت المدينة العتيقة ى )القلعة( وهي مزدحم��ة بالبيوت، فيه��ا تس��ممبني��ة على تل مرتفع ش��ديد االنحدار يحيط بها س��ور من الطين)70(، وهيت الت��ي كانت بيوتها تنحص��ر فوق الت��ل األثري ال��ذي يقع اآلن في وس��ط المدينة، عل��ى غرار كرك��وك وأربيل،

ويحي��ط به��ذا التل بقايا خندق عل��ى هيئة قوس ��ا كربالء فقد تتص��ل نهايات��ه بالف��رات)71(، أموصف س��ورها بأن��ه مبني باللبن، ومس��احتها م��ن الداخ��ل تبل��غ نحو نص��ف فرس��خ، وهي تكتظ بالزائرين والس��اكنين، وأس��وارها مبنية ف��ي القرن الثامن عش��ر من قب��ل آصف الدولة الهندي، ولها ستة أبواب، هي باب بغداد، وباب النجف، وباب المخيم، وباب الحر، وباب اإلمام جعفر الص��ادق )(، وباب الخ��ان)72(، كما رت الس��ماوة بجدار من لبن لصد الغارات س��والنجدي��ة التي تجددت على م��دن وقرى الفرات في القرن التاس��ع عشر، وبقي سورها إلى عام 1937م، حيث هدمته الحكومة الوطنية وحولته إلى ش��ارع ومنتزهات)73(، وقد أشار إلى سور الس��ماوة الرحال��ة اإلنكلي��زي ج��ون تايلر عام 1790م وذك��ر أنه��ا بلدة صغيرة ع��دد بيوتها نحو ثالثمائة بيت، محاطة بسور ال يختلف عن األسوار العادية المنتشرة في أنحاء الشرق)74(.

ولم تقتصر األس��وار على المدن المذكورة س��لفا بل تعدتها إل��ى البلدات الصغي��رة أيضا، ومنه��ا )الكفل( التي كانت تضم في نهاية القرن التاس��ع عش��ر حوالي مائتي عائلة من العرب، الة ب��دج بأنه��ا راكبة على وق��د وصفه��ا الرحنش��ز م��ن األرض عل��ى الضفة الش��رقية من ش��ط الهندية، وكان س��ورها وبروجه الصغيرة في ح��ال خراب)75(، ووصف��ت الكوت في عام 1827م بأنه��ا قرية بس��يطة قوامه��ا مجموعة أكواخ يحيط بها س��ور مبني بالطين)76(، وكذلك كانت )كفري( عند زيارة )فريزر( عام 1834م رة، وكانت مبنية على مرتفع يشرف على مس��والس��هل المحي��ط به��ا)77(، وامتد التس��وير إلى حواضر صغيرة عريقة في القدم، نش��أت وسط ن��ة، لذلك تصنف عند الفرات على جزر محص


الجغرافيين بأنها من المدن النهرية ذات الموقع الجزري، وأش��هرها عنة والحديثة وآلوس وقد وصفه��ا ابن حوق��ل )ت367ه��/977م( بأنها قرى حسنة ذات شجر ومساكن وجوامع يطوف به��ا خلي��ج من الف��رات، وه��ي غني��ة بالنخيل

والكروم )78(.

الخالصةمن الطبيعي أن تكون الحروب بين الدولتين العثماني��ة والفارس��ية والت��ي اس��تمرت لقرون عت العثمانيين عديدة من أهم العوامل التي ش��جعل��ى االهتم��ام بش��ؤون العم��ارة العس��كرية وتحصين المدن، كما أن تعاظم خطر الوهابيين وكثرة هجماتهم على مدن العراق المقدس��ة في مطلع القرن التاس��ع عش��ر كان سببا في إحاطة مدينتي كربالء والنجف بأس��وار دفاعية، ومن األسباب األخرى التي دعت بعض حكام العراق إلى تحصين المدن هي كثرة غزوات القبائل لها

وما صاحبها أحيانا من ثورات داخلية.

ل��م تك��ن جميع األس��وار التي تح��ف بمدن العراق مبنية بأمر الوالة أو بإش��رافهم، كما هي الحال في أسوار البصرة التي بناها حسين باشا أفراس��ياب، وأس��وار بغداد الغربية التي أقامها س��ليمان باش��ا الكبير، بل بعضه��ا بني من قبل بعض الفضالء األجانب س��عيا لألجر والثواب، والس��يما أس��وار المدن المقدس��ة ومنها النجف

وسامراء.

فيم��ا يخص تخطيط األس��وار الت��ي تحف بم��دن العراق فل��م تك��ن منتظمة؛ ألنه��ا مبنية ف��ي مرحلة الحق��ة من تاريخ بن��اء تلك المدن، وه��ي محكومة ف��ي الوقت نفس��ه بالتضاريس األرضية وبعضه��ا باألنهار؛ لذلك نجد تخطيط

البصرة كان مستطيال، وكذلك النجف، في حين نالحظ أن أس��وار الموصل يقترب ش��كلها من نصف الدائرة بس��بب وق��وع المدينة على ضفة نه��ر دجلة الذي يحف بها من الجهة الش��رقية، وتقترب أسوار سامراء من الشكل الدائري على غ��رار مدينة أربيل المبنية على تل مرتفع وهي رة، وإنما اجتمعت بيوتها حول حافة ليست مسوالتل بصورة متماسكة، إذ رسمت جدران بيوتها المتالصق��ة س��ورا دائريا جاء وفق ش��كل التل الدائ��ري، وهناك أس��وار أخرى غي��ر منتظمة األش��كال؛ لكث��رة تعرجاتها ومنها س��ور بغداد

الغربية، وكذلك سور مدينة الحلة.

إن معظ��م األس��وار ف��ي الم��دن العراقي��ة الة األجان��ب بأنها منيعة وصفت م��ن قبل الرحوقوي��ة، بس��بب المبالغة في ثخنه��ا وارتفاعها. م تتخلله��ا ع��ادة أب��راج بعضها كبير ج��دا صمليك��ون بمثاب��ة القلعة، وبعضه��ا اآلخر صغير ��ا أبوابها فكانت وج��د لدعم البن��اء وتقويته، أمدة باس��تحكامات دفاعية ومشحونة منيعة ومزو

بعدد من الجنود.

إن معظم أس��وار المدن العتيقة وقالعها مبنية باآلج��ر المعاد اس��تعماله والمأخوذ م��ن المواقع األثري��ة القريبة منه��ا، كما هي الحال مع أس��وار بغ��داد، إذ جلب لها اآلجر من أس��وار مدينة بغداد المدورة ومنشآتها، وكذلك الحلة التي اعتمدت على اآلجر المجلوب لها من مدينة بابل األثرية، وأسوار س��امراء مبنية باآلجر العباسي المأخوذ من مباني المدين��ة القديمة وقصورها، ونظ��را الرتفاع ثمن اآلجر وصعوبة شيه، فقد اعتمدت بعض المدن في بناء أسوارها على اللبن ومنها البصرة، وكربالء،

والسماوة، والكوت، والكفل، والقرنة.


المالحق

طات والخرائط( الملحق األول )المخط

مخطط رقم )1(: البصرة عام 1765م، عن نيبور

مخطط رقم )2(: الموصل عام 1765م، عن نيبور


خارطة رقم )3(: بغداد كما رسمها فيلكس جونز وكولينكوود، عن أحمد سوسه


الملحق الثاني )الصور(

صورة رقم )1(: سور الموصل وخندقها في أواخر العصر العثماني

Robert Porter صورة رقم )2(: الحلة عام 1818م، عن


صورة رقم )3(: الجانب الغربي من بغداد، عن السير بوبرتي كواتر

صورة رقم )3(: سور مدينة النجف في عشرينيات القرن العشرين


صورة رقم )3(: سور سامراء

صورة رقم )4(: قلعة أربيل


هوامش البحث)1( الحصري، س��اطع، البالد العربية والدولة العثمانية، ط2، )بيروت، دار العلم للماليين، 1960(، ص47.

)2( لونكريك، س��تيفن، أربعة قرون م��ن تاريخ العراق الحدي��ث، ترجم��ة: جعف��ر خي��اط، ط3، )مطبع��ة

برهان، 1962م(، ص ص59-56.

)3( مرتضي، نظمي زادة، كلش��ن خلفا، ترجمة: موسى كاظم ن��ورس، )النجف، مطبع��ة اآلداب، 1971(،

ص243.

)4( محم��د أمي��ن العمري، منهل األولي��اء األصفياء في س��ادات الموصل الحدباء، تحقيق: سعيد الديوه جي، )الموصل، مطبعة الجمهورية، 1967م(، ج1، ص ص149-162؛ العم��ري، ياس��ين، منية األدباء في تاريخ الموصل الحدباء، تحقيق: س��عيد الديوه جي،

)الموصل، 1359ه�(، ص ص237-223.

)5( فائ��ق بك، س��ليمان، تاريخ الممالي��ك ”الكولة مند“ في بغ��داد، ترجمة: محمود نجي��ب، )بغداد، مطبعة

المعارف، 1961(، ص76.

)6( رؤوف، عم��اد عبد الس��الم، الحي��اة اإلجتماعية في الع��راق إب��ان عه��د الممالي��ك )1750-1831م(، أطروح��ة دكتوراه غير منش��ورة، جامع��ة القاهرة،

كلية اآلداب، 1976م، ص5.

)7( الع��زاوي، عب��اس، تاري��خ العراق بي��ن احتاللين، المح��دودة، والطباع��ة التج��ارة ش��ركة )بغ��داد،

1954(، ج6، ص53.

)8( الكركوكل��ي، رس��ول، دوح��ة الوزراء ف��ي تاريخ وقائع بغداد الزوراء، ترجمة: موسى كاظم نورس،

)بيروت، مطبعة كرم، 1963(، ص219.

)9( الع��زاوي، تاري��خ الع��راق بي��ن احتاللي��ن، ج6، ص147.

)10( مرتضي، كلشن خلفا، ص233.

)11( لونكريك، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ص ص302-304؛ الع��زاوي، تاري��خ العراق بين

احتاللين، ج7، ص182.

)12( لونكريك، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ص277.

)13( الكركوكلي، المرجع السابق، ص263.

)14( فري��زر، جيم��س بيل��ي، رحلة فريزر إل��ى بغداد عام 1934، ترجمة: جعفر خي��اط، )بغداد، مطبعة

المعارف، 1964(، ص ص135-134.

)15( بغداد كما وصفها السواح األجانب في القرون الخمسة األخيرة، ترجمة: سعاد هادي العمري، )بغداد، مطبعة

دار المعرفة، 1373ه�/1954م(، ص29.

)16( المرجع نفسه، ص30.

)17( تافرنيه، جان باتيس��ت، العراق في القرن الس��ابع عش��ر كم��ا رآه الرحالة الفرنس��ي تافرنيه، ترجمة: بش��ير فرنس��يس وكوركيس عواد، )بغ��داد، مطبعة

المعارف، 1944م(، ص86.

)18( نيب��ور، كارس��تن، رحل��ة نيب��ور إل��ى الع��راق ف��ي الق��رن الثامن عش��ر، ترجمة: محمود حس��ين األمين، )بغ��داد، دار الجمهورية للنش��ر والطباعة،

1385ه�/1965م(، ص29.

)19( بكينغهام، جيمس، رحلتي إلى العراق سنة 1816، ترجمة: س��ليم طه التكريتي، )بغداد، مطبعة أس��عد،

1968م(، ج1، ص60.

)20( فنشنس��و، رحل��ة فنشنس��و إلى العراق ف��ي القرن الس��ابع عشر، ترجمها عن اإليطالية: بطرس حداد، مجل��ة الم��ورد، الع��دد3، م��ج5، 1976، ص83؛ جاكس��ون، مش��اهدات بريطان��ي عن العراق س��نة

1767، ص31.

)21( تايل��ر، رحل��ة تايل��ر إل��ى العراق س��نة )1789-1790م(، ترجم��ة: بط��رس حداد، مجل��ة المورد،

العدد1، مج11، ص37.

)22( رؤوف، المرجع السابق، ص18.

)23( نيبور، مشاهدات نيبور في رحلته من البصرة إلى الحلة س��نة 1765، ترجمة: سعاد العمري، )بغداد، 1955(، ص11؛ البازي، حامد، البصرة في الفترة المظلمة، )بغ��داد، مطبعة دار البصري، 1970م(،

ج1، ص172.

)24( فنشنسو، المرجع السابق، ص85.

)25( حامد البازي، المرجع السابق، ص46.

)26( الكعبي، فتح هللا، زاد المسافر ولهفة المقيم والحاضر، )مطبعة الفرات، 1342-1924م(، ص39.

)27( الصوف��ي، أحم��د، خط��ط الموص��ل، )الموصل، مطبعة الربيعين، 1953م(، ص22.


)28( للمزيد من التفاصيل حول أبواب الموصل، ينظر: الديوه ج��ي، بحث في تراث الموص��ل، )الموصل، دار الكتب للطباعة والنش��ر، جامعة الموصل(، ص

ص36-32.

)29( ع��واد، كوركي��س، مدين��ة الموص��ل، )بغ��داد، 1959م(، ص ص2-1.

)30( الصوفي، خطط الموصل، ص22.

)31( نيب��ور، كارس��تن، رحل��ة نيبور إل��ى العراق في القرن الثامن عش��ر، ترجمة: محمود حسين األمين،

ص116.

)32( مرتضى، كلشن خلفا، ص228.


)34( عن ثورة عش��ائر الدغارة، أنظر: فائق، س��ليمان، تاريخ المنتفق، )بغداد، مطبعة المعارف، 1961م(، ص20؛ العزاوي، تاريخ العراق بين احتاللين، ج7، ص ص207-211؛ الدملوج��ي، ص��ادق، مدح��ت باشا، )الموصل، مطبعة الزمان، 1953م(، ص34.

)35( ذك��ر Parsons الذي زار الحلة عام 1774م بأن جسر الحلة يتكون من )29( قاربا وهي ليست كبيرة كالتي في بغداد، وكانت مربوطة بسالسل، وللجسر س��ياج، وه��و مفروش بالق��ش وروث الخيل بدال من

الحصى.

Parsons, A., Travels in Asia and Africa, Lon-don: Longman, Hurst, Rees and Orme, 1808, p.140.

)36( تختلف القياس��ات التي أعطاها الرحالة عن عرض النهر أمام المدينة، فعلى س��بيل المثال يذكر ولس��تيد بأن عرضه 385 قدم وعمقه في الوس��ط أربع قامات وس��رعة جريانه ثالثة أمي��ال وثالثة أرباع الميل في الس��اعة. ينظر: ولستيد، ريموند جيمس، رحلتي إلى بغ��داد في عهد الوالي داود باش��ا، ترجمة: س��ليم طه التكريتي، )بغداد، مطبعة الثويني، 1984(، ص13.

)37( بدج، الس��ير والس، رحالت إلى العراق، ترجمة: ف��ؤاد جميل، )بغداد، مطبعة دار الزمان، 1966م(، Cowper, H. S., Through ص133؛ ج1، Turkish Arabia, London: W. H. Allen

..& co., 1894, p.334

”إن دور الحل��ة كله��ا قد ش��يدت بمواد أبني��ة قديمة حتى

إنني ش��هدت بع��ض اآلجر وقد نقش عليه اس��م نبو خ��ذ نص��ر، وإنهم ق��د أفادوا ف��ي إقامة تل��ك األبنية م��ن القار بدل الجص على ع��ادة البابليين القدماء“. م��دام ديوالف��وا، رحل��ة م��دام ديوالفوا إل��ى كندة.. العراق س��نة )1881م–1296ه��(، ترجمة: علي البص��ري، منش��ورات دار )بغ��داد، البص��ري،

1378ه�/1958م(، ص136.

)38( Parsons, OP. cit, p.140.

)39( ولستيد، المرجع السابق، ص12.


)41( أوليفيه، رحلة أوليفيه إلى العراق )1794–1796م(، ترجمة: يوس��ف حبي، )بغداد، مطبعة المجمع العلمي

العراقي، 1408ه�/1988م(، ص76.


)43( بكنغهام، المرجع السابق، ص235.

)44( ولستيد، المرجع السابق، ص46.

)45( بدج، المرجع السابق، ص69.

)46( مصطف��ى ج��واد، وأحمد سوس��ه، دلي��ل خارطة بغداد قديما وحديث��ا، )بغداد، مطبعة المجمع العلمي

العراقي، 1378ه�/1958م(، ص214.

)47( الش��يخلي، محمد رؤوف، مراحل الحياة في الفترة المظلم��ة وم��ا بعده��ا، )البصرة، مطبع��ة البصرة،

1392ه�/1972م(، ص54.

)48( الخي��اط، جعفر، المش��هدان في رحلة نيبور، مجلة اإليم��ان، العدد 1-2، الس��نة الثانية، بغداد، 1965،

ص51.

)49( محبوب��ة، جعف��ر، ماض��ي النج��ف وحاضره��ا، ج1، 1958م(، اآلداب، مطبع��ة )بغ��داد، ط2،

ص213.

)50( بدج، المرجع السابق، ج2، ص183.

)51( محبوبة، المرجع السابق، ص213.

)52( الحكيم، المرجع السابق، ص213.

)53( أب��و طالب خان، رحلة أبي طالب خان إلى العراق وأوروب��ة س��نة 1212ه��/1799م، ترجمه��ا من الفارس��ية: مصطفى جواد، )بغداد، مطبعة اإليمان،

د.ت.(، ص396.

د بن الش��يخ عبود، نزهة الغري في )54( الكوف��ي، محم


تاري��خ النجف، )النج��ف، مطبعة الغ��ري الحديثة، 1377ه�/1952م(، ص71.

)55( أرش��يف دائ��رة اآلثار والت��راث، إضبارة رقم 1/ه�. ت.

)56( ليدي دراور، في بالد الرافدين.. صور وخواطر، ترجم��ة: فؤاد جمي��ل، )بغ��داد، 1966م(، ص71؛

محبوبة، المرجع السابق، ص399.

)57( تختلف أس��ماء أبواب س��امراء عند الباحثين وهذا االختالف مرتبط بالمراحل التاريخية وأهم الحوادث ى الناصرية التي شهدتها المدينة. فالباب الشمالي يسمنس��بة إلى ناصر الدين ش��اه الذي زار س��امراء عام 1287ه��/1870م وأق��ام مهرجان��ا عن��د الفس��حة المقابل��ة لهذا الب��اب. والباب الثاني م��ن جهة القبلة ى باب النواب ألن األراضي المجاورة له تعود ويسمللنواب نواز مشير علي خان الالهور. والباب الثالث يقع في جهة الغرب ويعرف بباب الس��اقية نسبة إلى الس��اقية التي كانت تمر من هذا الباب وتصب قرب ا الرابع فيع��رف بباب الملوية الصحن الش��ريف. أمحي��ث يقابل الجام��ع العتيق وملويت��ه العالية. بابان، جمال، أصول أسماء المدن والمواقع العراقية، ط2، )بغداد، مطبعة األجيال، 1989م(، ج1، ص149.

)58( الدجيلي، كاظم، ماذا يرى اليوم في سامراء، مجلة لغة العرب، ج4، الس��نة األولى، ش��وال 1329ه�/

تشرين أول 1911م، ص ص140-139.

)59( عبد الباقي، أحمد، سامراء عاصمة الدولة العربية في عهد العباس��يين، )بغ��داد، دار الش��ؤون الثقافية

العامة، 1989م(، ج1، ص81.

)60( وزارة البلدي��ات، مديري��ة التخطي��ط، التصمي��م األساسي لمدينة أربيل، بغداد، 1977م، ص4.

)61( حس��ين، عب��د الرزاق عباس، نش��أة م��دن العراق وتطوره��ا، )القاهرة، معه��د البحوث والدراس��ات

العربية، المطبعة الفنية، 1973م(، ص64.

)62( راوول��ف، ليونه��ارت، رحلة المش��رق، ترجمة: س��ليم طه التكريتي، )بغ��داد، دار الحرية للطباعة،

1978م(.

)63( العم��ري، محم��د أمي��ن، منه��ل األولياء ومش��رب األصفياء في سادات الموصل الحدباء، ج1، ص150.

)64( نيب��ور، رحلة نيبور إلى الع��راق في القرن الثامن

عشر، ص89.

)65( سيس��تيني، رحلة من إس��طنبول إلى البصرة س��نة 1781م، ترجمه��ا ع��ن الفرنس��ية وعل��ق عليه��ا: األب بطرس حداد، )بي��روت، دار مكتبة البصائر،

1431ه�/2010م(، ص110.

)66( دوبري��ه، رحل��ة دوبري��ه إلى الع��راق )1807–1809م(، ترجمة: األب بطرس حداد، )بغداد، بيت

الوراق للنشر، 2011(، ص82.

)67( بكنغه��ام، جيم��س، رحلتي إلى الع��راق، ترجمة: س��ليم طه التكريتي، )بغداد، مطبعة أسعد، 1968(،

ص ص127-126.

)68( المنش��ي البغ��دادي، رحلة المنش��ي البغ��دادي إلى الع��راق، ترجمة: عب��اس الع��زاوي، )بيروت، دار

الوراق للنشر، 2008(، ص121.

)69( ري��ج، كلوديوس جيمس، رحلة ري��ج إلى العراق ع��ام 1920م، ترجمة: بهاء الدين ن��وري، )بغداد،

مطبعة السكك الحديدية، 1951م(، ص245.

)70( نيب��ور، رحلة نيبور إلى الع��راق في القرن الثامن عشر، ص85.

)71( حس��ين، عب��د ال��رزاق عباس، نش��أة م��دن العراق وتطورها، )بغداد، مطبعة اإلرشاد، 1977(، ص70.

)72( رحل��ة عب��د العل��ي خ��ان )أدي��ب المل��ك( س��نة 1273ه�/1856م، ضمن كتاب العراق في مشاهدات ناصر الدين شاه، ترجمة: محمد الشيخ هادي األسدي، )بغ��داد، مطاب��ع ش��ركة مجموعة العدال��ة للصحافة

والطباعة والنشر، 2011(، ص44.

)73( حس��ين، نش��أة م��دن الع��راق وتطوره��ا، مطبعة اإلرشاد، ص70.

)74( رح��الت إلى العراق، ترجمة: بطرس حداد، )دار الفراهيدي، 2012(، ص144.

)75( بدج، المرجع السابق، ج2، ص ص175-66.

)76( س��ركيس، يعق��وب، الكوت والعم��ارة، مجلة لغة العرب، ج3، السنة 9، 1931، ص187.

)77( فري��زر، جيمس بيلي، رحلة فريزر إلى بغداد 77في 1834م، ص60.

د بن عل��ي النصيبي )78( اب��ن حوق��ل، أبو القاس��م محم)ت367ه�/977م(، صورة األرض، )بيروت، دار

مكتبة الحياة، 1979(، ص199.


Abstract

The wars between the two states Ottoman and Persian

continued several centuries.

was one of the most important factor which encourage Ottomanians to pay attention to the military architecture affairs and protecting cities. The dangerous of Wahhabis was very great and their frequent attacks on Iraqi›s cities at the beginning of the nineteenth century was a reason in surrounding Karbala and Al-Najaf with defensive walls. Also, frequent invasions tribes, and the accompanying internal revolts, making the Arab rulers surrounding cities.

Not all walls were built under supervision of the rulers. As in Basra›s walls, which were built by Hassan Pasha )Afrasyab(, and western Baghdad›s wall which was built by Sulayman Pasha the Great. While some of them were built by foreigners virtuous such as Al-Najaf and Samara.

But with regard to planning fences which surrounded Iraqi cities were

not regular they were controlled by terrain and some rivers. So, we find the planning of Basra and Al-Najaf was rectangle while, the walls of Mosul were semicircle because of the occurrence of the city on the bank of the Tigris river. But walls of Samara with circular shape like Arbil which was built on high hill. It is not surrounded but its houses gathered around the edge of the hill ring coherently.

Also, there are several walls which are not regular because of the large number of their twists such as the western wall of Baghdad and the wall of Hilla.

Most of the walls in the Iraqi cities are described by foreign travelers as a secure and strong because of its thickness and height. It contains towers )some of them are very large( have designed to be like a castle while some of them are very small. But its doors were very strong and have defensive fortifications and also many of soldiers.

Lights on Iraqi’s cities Fortification in Ottoman Age

Dr. Saadi Ibraheem al-Dragi

101 شما ة لةكسل ةواالسل ل ةحنس شل ضخخلا ل اخلاء ةةا ةعللعا ا دشلم ةجس

الخالفات الحدودية النجدية – الكويتية )1922 - 1925( وأثر المؤتمرات عليها

د. يوسف سامي فرحان)*(د. علي ناجح محمد)**(

)*( جامعة األنبار / كلية التربية للبنات)**( جامعة األنبار / كلية التربية للعلوم اإلنسانية.

المقدمةأمعن��ت الدراس��ات التأريخي��ة والسياس��ية بمش��اكل الح��دود ف��ي الجزيرة العربية بش��كل والن��دوات الدراس��ات م��ن بالكثي��ر ��ل مفصوالبح��وث، إال أن هن��اك العديد م��ن المواضيع التي تخص مشاكل الحدود بقيت غامضة، لذلك آثرنا دراس��ة مؤتم��رات ثالثة مهم��ة لمعالجة مش��اكل الحدود بي��ن نجد والكوي��ت، وأثر هذه المؤتم��رات على عالق��ات البلدين السياس��ية، ودور بريطاني��ا ف��ي رس��م هذه الح��دود خدمة لمصالحه��ا أوال، ولح��ل المش��اكل العالقة بين البلدين ثانيا، وكان موضوع الخالفات الحدودية من أهم المواضيع التي أقلقت بريطانيا كثيرا في الجزيرة العربية، فضال عن أهمية مهادنة الملك ابن سعود )1875-1953م( الحليف الجديد لها ضد الش��ريف حس��ين وأوالده الذي��ن كانوا مع الدول��ة العثماني��ة أبان الح��رب العالمية األولى

.)1918-1914( World War I

بع��د أن وضعت الح��رب العالمي��ة األولى أوزارها س��اد العالقات النجدي��ة الكويتية طابع الب��رود، والس��يما حينما قطع��ت بريطانيا عن ابن س��عود)1( المعونة المالية التي كانت ترسلها إلي��ه)2(، مم��ا جعله يتح��رر من حرص��ه على االنس��جام مع متطلبات السياس��ة البريطانية في دام م��ع حلفائها المنطق��ة، وال يت��ردد ف��ي الصتأمين��ا لمصالح بالده، فضال عن أنه بدأ يش��عر بالتطويق م��ن كل الجوانب بأع��داء متربصين

به، لكنهم أصدقاء بريطانيا)3(.

ل كان ح غي��ر إن ظهور مش��اكل القبائل الرالعام��ل المه��م ال��ذي أدى إلى تدن��ي العالقات بي��ن البلدي��ن أكثر فأكثر، الس��يما بع��د ظهور اإلخوان كقوة)4( وتبني فيصل الدويش )1882-د عبد 1931( الدع��وة الوهابية نس��بة إلى محمالوهاب)1115-1206ه��/1703-1791م()5( وفرضه��ا بالق��وة، نتيج��ة لذل��ك ترتبت بعض


المش��اكل بسبب غارات الدويش المستمرة على القبائل في الكويت، وبعد تنامي هذه القوة صار بإمكانه��م تحش��يد أكثر م��ن )25( أل��ف مقاتل كانوا يتطلعون إلى نش��ر آرائهم، ونمط حياتهم ف��ي المناطق المج��اورة، باعتب��اره واجبا دينيا وخصوا في تطلعهم الكويت، والس��يما حكامها الذين كانوا ضد سياس��تهم، هذا من جانب، ومن جان��ب آخر أدت بريطانيا دورا كبيرا في بلورة هذه المش��اكل لتقوي طرف من جهة، وتضعف طرف آخر من جهة أخرى حسب مصالحها)6(.

وكان أول ب��وادر هذا الخالف على الحدود بي��ن البلدي��ن ه��و على موق��ع )بلب��ول(، ويقع على س��احل الخلي��ج العربي إل��ى الجنوب من الكوي��ت، وال يبعد إال )90( ميال عن ميناء نجد في الجبي��ل، وهو بموقعه هذا يق��ع بالقرب من الحدود المقترحة بي��ن البلدين بموجب االتفاقية البريطانية – العثمانية التي أبرمت عام 1913، وقد حصل هذا الخالف حينما قرر الش��يخ سالم المبارك الصباح )1864-1921م()7( أن يبني المنطق��ة ويطورها، وتجدد الخالف اآلخر على موقع )قرية( أو )جرية( وهي قرب موقع بلبول ز المشاكل بين البلدين من عام 1920، مما عز

جديد)8(.

كم��ا س��عى اب��ن س��عود ف��ي الوقت نفس��ه الس��تعمال ق��وة اإلخوان ف��ي س��بيل إضعاف خصوم��ه، وفي خريف ع��ام 1920 غض ابن س��عود الطرف عن تحرش��ات اإلخ��وان بقيادة فيص��ل الدوي��ش ض��د الكوي��ت، وكان فيصل الدوي��ش قد ه��زم مب��ارك الصباح ف��ي موقعة )الحمض()9(، إال أن شيخ الكويت سالم الصباح حاول تهدئة األوضاع وح��ل الخالفات، وبعث برس��الة إل��ى ابن س��عود في 29/أي��ار/1920

يشتكي فيها من هجوم فيصل الدويش واإلخوان ر، قائال: ”كنا دائما وقتل الرجال القبائل بال مبرنعتبر أس��رة آل س��عود وأس��رة آل الصباح بيتا واح��دا ودينا واحدا، لقد أذهلن��ا هذا الحدث وال ض نستطيع أن نتصور من أن يكون أحد قد حرفيصل الدويش واإلخوان على ارتكاب مثل هذا العمل المشين، ولو لم نكن حريصين على حقن دماء المسلمين وحماية أرواحهم لقمنا بعمل مثل هذا العمل المستنكر“)10(، وقد رد ابن سعود إلى ��ن فيها دوره حاك��م الكويت برس��الة جوابية ثموش��كره على تعامله مع رج��ال فيصل الدويش

في حقن دماء المسلمين ودرء الفتنة)11(.

وبالرغم من المراس��الت بين الطرفين غير دام المباشر من جديد بعد أن إن ذلك لم يمنع الصشن اإلخوان بقيادة فيصل الدويش هجوما على الكوي��ت ووقع��ت معركة الجهراء في تش��رين األول/1920)12(، وعل��ى إثر ه��ذه التطورات س��لم الوكيل البريطاني في الكويت رس��الة من Sir الحاك��م البريطان��ي العام آرنولد ويلس��ون )1940-1884( Arnold Talbot Wilsonإلى الشيخ سالم الصباح، جاء فيها: ”إن الحكومة البريطاني��ة جادة في س��عيها لتثبيت الحدود بين نج��د والكويت، وأش��ار الوكي��ل البريطاني في الكوي��ت بضرورة موافقة الش��يخ على تس��وية

سلمية لحل الخالف“)13(.

وبعد فش��ل التوصل إلى تس��وية سلمية من خالل هذه المراسالت بينهما)14( أبدت السلطات البريطانية اس��تعدادها لحل الخالف عن طريق Trefore التحكي��م، وأن يتولى العمي��د تريفورمهم��ة التحكيم، غي��ر إن الس��لطات البريطانية اش��ترطت على طرفي الن��زاع أن يقدموا تعهدا يا يتضمن الموافق��ة على قرار التحكيم، إال خط


أن مش��روع التحكيم فش��ل بس��بب إصرار كال الطرفين على مواقفهما. ومن جهة أخرى حاول الش��يخ خزع��ل )1861-1936( حاك��م إمارة عربس��تان حل الخ��الف النج��دي الكويتي بعد حصوله على موافقة الس��لطات البريطانية التي اشترطت عليه إزالة التوتر فقط، وعدم التطرق إل��ى موضوع الحدود بي��ن نجد والكويت، لذلك أرس��ل بيد ولده الش��يخ كاس��ب كتابا إلى الشيخ س��الم مب��ارك الصباح يعرض علي��ه الوصول إلى الس��الم بينه وبين السلطان ابن سعود، وبعد موافق��ة الطرفين زار ش��يخ الكويت في كانون الثان��ي 1921 واتفق مع الش��يخ س��الم الصباح على إرسال وفد إلى نجد لمقابلة السلطان، وذكر ابن سعود أنه يكن الصداقة للشعب الكويتي وآل الصباح، غير إنه أبدى عدم ارتياحه للشيخ سالم الذي تس��بب في ت��أزم الموقف بي��ن الطرفين، ولكن توقفت تلك المفاوضات بسبب وفاة الشيخ

سالم الصباح في شباط 1921)15(.

وبذلك يمكن القول أن مدة حكم الش��يخ سالم الصب��اح )1917-1921( كانت فيها العالقات النجدية الكويتية تمر بأسوء الفترات، إذ برزت فيها مشكلتان أساسيتان كانتا سببا لهذه الخالفات الحادة بي��ن الجانبين األولى ال��والءات القبلية،

والثانية مشكلة تحديد الحدود بينهما)16(.

ا بش��أن الص��راع الهاش��مي النجدي فقد أم Sir أوضح ابن سعود في وثيقة لبرسي كوكس )1937-1864( Percy Zachariah Coxبأن لديه أدلة قاطعة على أن الشيخ سالم الصباح على اتصال مع آل الرش��يد والش��ريف حس��ين ويح��اول تحريضهما ضد آل س��عود)17(؛ لذلك سعى ابن سعود لتهيئة كل المستلزمات السياسية والعسكرية التي تمكنه من القضاء على حكم آل

الرش��يد في حائل، وقد تحقق له ذلك عبر قيامه بعمليات هجومية اس��تطاع عل��ى إثرها احتالل حائ��ل عاصمة آل الرش��يد، واستس��الم أميرها د بن طالل في 2 تشرين الثاني عام 1921 محمبعد حصار دام )55( يوما، وكان ذلك آخر عهد بأقوى إمارة بالجزيرة العربية شغلت ابن سعود لمدة ثالثين عاما، ودامت إمارة آل الرش��يد في حائ��ل )91( عام��ا، وبذل��ك فرض ابن س��عود س��يطرته على ش��مال نجد وأصبح س��يدها بال منازع، األمر الذي أثار ارتياحا لدى األوس��اط البريطاني��ة للتخلص من حكم هذه األس��رة التي كانت حليفة للدولة العثمانية حتى انتهاء الحرب العالمي��ة األولى مما زاد م��ن النفوذ البريطاني

في عموم المنطقة)18(.

لذل��ك ش��هدت منطقة الجزي��رة العربية في ع��ام 1921 العدي��د م��ن التطورات السياس��ية المهم��ة، منها التغيرات الت��ي أحدثتها بريطانيا في المنطقة بتأس��يس المملك��ة العراقية الحديثة ف��ي 23 أب ع��ام 1921، وتعيي��ن فيص��ل بن الحس��ين )1883-1933( مل��كا عل��ى عرش الع��راق، وتأس��يس مملك��ة ش��رق األردن عام 1921، وتعيين عبد هللا بن الحس��ين )1882-1951( ملكا على عرش األردن، وبذلك أصبح الملك ابن س��عود محاطا بثالثة عروش هاشمية وهي الملك حس��ين بن عل��ي )1931-1854( ف��ي الحجاز، وابن��ه الملك فيصل ف��ي العراق، وابنه الملك عبد هللا بن الحس��ين في األردن)19(، فيما خلع ابن سعود على نفسه لقب )سلطان نجد وملحقات��ه( وقد أعلن ذلك في مؤتمر كبير جمع فيه شيوخ العشائر والوجهاء والسكان البارزين كما طلب م��ن الحكوم��ة البريطانية االعتراف

بذلك)20(.


إال أن التط��ور األب��رز والذي يهم موضوع ه��ذا البحث ه��و وفاة الش��يخ س��الم الصباح في ش��باط عام 1921)21( وتولي الشيخ أحمد الجابر الصباح)22(، فقد اس��تغل ابن سعود هذه الفرصة وأوق��ف المحادثات آنفة الذك��ر، لكي ال تفرض علي��ه الس��لطات البريطاني��ة الح��دود الت��ي تم تعيينها في االتفاقي��ة البريطانية – العثمانية عام 1913)23(، وكانت تربطه بالشيخ أحمد الصباح عالقة متينة فحلت الصداقة والتعاون محل التوتر والعداء، إال أن تصاع��د الغارات بين قبائل نجد والعراق والكويت والمشاكل التي كانت تثار بين الحين واآلخ��ر قد أدت إلى تجديد الخالفات مرة أخرى)24(، فقد هاجم فيصل الدويش مع اإلخوان في بداية ش��هر آذار ع��ام 1922 القبائل العائدة ة أن سكانها يرفضون إلى الكويت والعراق بحجدفع الزكاة البن س��عود، لك��ن كوكس لفت انتباه اب��ن س��عود إال أن األخير قام بتبرئة نفس��ه منها باعتب��ار أن فيصل الدويش قام بها بدون معرفته

وبأنه غير قادر على معاقبته)25(.

لذلك عملت بريطانيا على إيجاد حلول لهذه المش��كالت عن طري��ق عقد مؤتم��رات دولية متع��ددة للحيلولة دون ان��دالع اصطدامات بين ل م��ن الكويت ونج��د من جانب، ح القبائ��ل الروتمشية مصالح بريطانيا من جانب آخر، وتشير وثيقة بريطانية صادرة من برس��ي كوكس إلى وزارة الهن��د ف��ي 30 أيل��ول ع��ام 1921 من خالل لقاء برس��ي كوكس مع ابن س��عود حول خالف الحدود بين الدولتين وعالقاته بالشريف حس��ين وكذلك حاجة ابن س��عود بزيادة إعاناته المالية، وبي��ن كوكس ما مدى حرص بريطانيا واهتمامه��ا عل��ى معالجة مش��اكل الح��دود في الوثيقة نفس��ها)26(، لذلك عجل��ت بريطانيا ببدء

أول هذه المؤتمرات الحدودية)27(.

رة أوال: مؤتمر المحمرة باش��تراك العراق عق��د في مدين��ة المحموالكوي��ت ونجد ف��ي 5/ماي��س/1922 لتصفية اء الخالف��ات الج��و المتلب��د بالغي��وم م��ن ج��رالحدودي��ة، وقد هيأ برس��ي كوكس كل تفاصيل المؤتمر وكان المهندس له)28(. وقد مثل العراق ف��ي المؤتمر صبيح نش��أت)29( وزير األش��غال والمواص��الت، ومثل نجد أحم��د الثنيان، ومثل بريطاني��ا الميج��ر برن��ارد ه�. بورد س��كرتير المعتمد الس��امي في العراق، وقد اقترح كوكس خطا يتخذ كأس��اس في التفاوض لتحديد الحدود وتابعي��ة العش��ائر ل��كل منهما، وقد قب��ل الملك فيصل وابن س��عود هذا المقترح ووقعوا جميعا

على هذه االتفاقية)30(.

وقب��ل الب��دء بتفاصيل ه��ذا المؤتم��ر عقد اب��ن س��عود مفاوض��ات مطول��ة م��ع برس��ي كوكس وادعى بأن عش��ائر الظفير والعمارات وعن��زة تابعة لنجد، وطل��ب أن تمتد حدوده إلى الش��رق من خط طول الس��ماوة إلى الغرب من الف��رات)31(، وبع��د رفض بريطاني��ا ادعاء ابن س��عود، رف��ض االتفاقي��ة وادعى بأن عش��ائر مث��ل المنتفق والظفير والعم��ارت هي فخذ من قبيلة العنزة وهي تابعة لنجد، بينما جعلت قبائل ر تابعة لنجد، لذلك رفض ابن سعود توقيع ش��م��ة أن الظفير بزعام��ة حمود بن االتفاقي��ة بحجس��ويط احتموا به ورفضوا االنصياع للعراق، مما ح��دا باإلخوان إلى مع��اودة غزواتهم على الع��راق والكوي��ت، األمر الذي أدى إلى فش��ل

المؤتمر)32(.

وف��ي 5 أيار ع��ام 1922 وقع ممثلون عن الحكومة البريطاني��ة وممثلون عن نجد معاهدة ��رة تحت الضغط البريطاني، التي نصت المحم


عل��ى وجوب معاقب��ة القبائل التي تب��دأ الغزو، كم��ا نصت عل��ى وجوب تأمين س��المة طريق

الحج)33(.

رة اتصل ابن وعلى إثر فش��ل مؤتمر المحمسعود بديكسون الوكيل السياسي البريطاني في البحرين مبينا رأيه بش��أن الخالف بين الطرفين رة، ومس��ألة تخطيط الحدود على معاهدة المحمبي��ن نج��د والكوي��ت ووالءات بع��ض القبائل، واستفس��ر عن موقف الس��لطات البريطانية من

الشريف حسين وأوالده)34(.

ولكن يبدو مما تقدم أن ابن سعود رفض كل المقترحات بشأن الحدود، من باب أن القوة التي كان يتمتع بها جعلت منه يفرض قوته بالسالح، لذل��ك رف��ض كل المفاوضات الت��ي تمس كيان

سلطنته جملة وتفصيال.

ثانيا: مؤتمر العقيرل��م يكن برس��ي كوك��س نوعا ما متحمس��ا إليجاد تس��وية نهائية للحدود بين نجد والكويت في النص��ف األول ع��ام 1921، إال أن بعض التط��ورات الت��ي حصل��ت ف��ي نصف��ه الثاني جعلته يغير رأيه، منها االحتكاك بين قبائل نجد والعراق، والغزوات المتبادلة بينهما، مما جعل المنطقة تعيش حالة من التوتر وعدم االستقرار،

فدفعت كوكس للتدخل لحل المشكلة)35(.

فك��رت بريطانيا مليا لعق��د مؤتمر آخر بعد رة لحل المشاكل العالقة بين فش��ل مؤتمر المحمالكوي��ت ونجد، لذلك عملت وبموافقة األطراف المعنية على رس��م حدود سياسية على األرض العربي��ة، ول��م يكن البريطانيون ف��ي عجلة من أمرهم لرسم الحدود الكويتية – النجدية، والسبب يعود إلى انشغالهم بالتعامل مع نزاعات سياسية

قبلي��ة متعددة نش��بت بي��ن نجد من جه��ة وعدد من جيرانها في الش��مال مث��ل العراق واألردن والغ��رب من الحجاز من جهة أخرى، كما أراد البريطاني��ون التريث لعقد صفقة حدودية ثالثية بي��ن نج��د والكويت والع��راق تقوم عل��ى مبدأ

التنازالت المتبادلة)36(.

ومهم��ا يكن من أمر فقد انعق��د المؤتمر في ميناء العقير الس��عودي في تش��رين األول عام 1922)37(، وق��د واجه المجتمع��ون صعوبات كبي��رة في تخطي��ط الحدود؛ ألنه ل��م تكن هناك حواج��ز طبيعي��ة، وكذل��ك ألن مفه��وم الحدود السياس��ية كان طارئ��ا وجديد في ش��به جزيرة الع��رب والصح��راء الممتدة م��ن الكويت إلى الرعوي��ة القبائ��ل ترتاده��ا الت��ي الس��عودية باستمرار، والتي لم تكن مستمرة بوالئها لحاكم معين، وبذلك لم تكن التبعية معتمدة على أساس المواطنة بق��در ما هي مرتبط��ة ومعتمدة على ش��كل العالقات بين ش��يوخ القبائ��ل وحكام تلك الب��الد، فق��د كان والء القبائل يتغير باس��تمرار لم��ن يفرض س��لطانه ويدفع أكث��ر، فمثال ما قد حدث في عام 1920 أن الش��ريف حسين عجز ع��ن دفع المعون��ة لبعض القبائل بس��بب توقف اإلم��دادات البريطانية عنه ف��كان نتيجة ذلك أن اتجه��ت بعض القبائل مثل ح��رب والعنابة إلى نجد)38(، كما ش��دد ابن سعود أثناء المؤتمر على ض��رورة حصر الخس��ائر من ج��راء الغارات ل والحد من ذلك من ح المس��تمرة بين القبائل الر

خالل نقاط تفتيش ثابتة)39(.

ترأس برسي كوكس المؤتمر في 28 تشرين الثان��ي عام 1922، ومثل الوفد العراقي صبيح نشأت وزير األشغال والمواصالت، ومثل نجد اب��ن س��عود، ومثل الكوي��ت الميجر م��ور)40(،


وحضر الش��يخ فهد الهذال رئيس فرع عمارات في قبيلة عنزة ومساعده الشخصي وهو ضابط سابق في س��الح البحرية البريطاني، وعدد من الموظفي��ن والكتبة الع��رب، والحقيقة أن وجود الش��يخ فهد الهذال قد أزعج ابن س��عود)41(، وتم ف��ي المؤتمر تخطيط الح��دود بين العراق ونجد م��ن جهة وبين الكويت ونج��د من جهة أخرى، لها برس��ي ا الح��دود العراقية الكويتية فقد أج أمكوك��س إل��ى وقت آخ��ر. وكان ابن س��عود من أقوى األمراء آنذاك في المنطقة وكانت مصلحة بريطاني��ا تلتق��ي معه وتقتض��ي مجاملته طمعا بالحصول على امتيازات نفطية في مملكته، وقد ف فيها برسي اس��تمر المؤتمر خمس��ة أيام تعركوك��س على آراء األطراف المعنية، والس��يما ابن س��عود الذي طرح مبدأ الحدود العشائرية، وكان مدافعا عنها بكل قوة، مما أغضب برسي كوكس الذي كان يرغب بوجود حدود جغرافية ثابت��ة، بعد أن وجد بأن ما طرحه ابن س��عود ال

يتناسب مع مصلحة بريطانيا في المنطقة)42(.

وتشير إحدى الوثائق البريطانية إلى السبب ال��ذي دف��ع برس��ي كوك��س إلى جع��ل مناطق مشاعة بين القبائل للرعي وحدود جغرافية ثابتة هو وجود إش��اعة سادت آنذاك بوجود عالمات نفط في المنطق��ة، وقد لوحظت على مقربة من خور المقطع، ونظرا لذلك فإن كوكس لم يوافق إلى إعطائه��ا ألي من الطرفين حتى تزول تلك

اإلشاعة)43(.

��د ه��ذا الكالم عندم��ا اعترض عضو ويؤكالوف��د النجدي عل��ى وجود منطق��ة محايدة بين نج��د والكويت وطال��ب بإلحاقها بنجد، وألح في هذا األمر، ورد عليه برسي كوكس بقوله: لماذا تلح ف��ي اإلصرار على أن تك��ون تلك المنطقة غي��ر محايدة؟ فأجابه عضو الوفد النجدي: ألننا

نعتقد بوجود النفط فيها، فرد عليه كوكس: وهذا بالضب��ط هو الس��بب ال��ذي دعان��ي أن أجعلها محاي��دة حت��ى يك��ون ل��كال البلدي��ن حصة في

النفط)44(.

وبالتال��ي بدأ برس��ي كوك��س يوضح البن س��عود أن ذل��ك لن ينه��ي النزاع الذي س��ينقل الخالف عل��ى تبعية القبائل بدل األراضي، كما وأوضح له أن الحدود الثابتة سوف تخلق مشكلة تتعل��ق بنظ��ام اآلب��ار والمراعي الت��ي تملكها القبائ��ل لمعرف��ة كل قبيلة آبارها الت��ي تتطلب س��نويا االنتقال إل��ى الفرات مثلم��ا تفعل قبائل الظفير والعمارت، لذلك اقترح برس��ي كوكس ض��رورة ترك مياه اآلبار مش��اعا بي��ن القبائل دون اعتب��ار لرعويته��ا، وأن المناط��ق الت��ي تتشابك فيها القبائل يجب أن تكون محايدة، لذلك اضطرت كل األط��راف القبول بفكرة المحايدة د ذلك جان تحت ضغط برسي كوكس)45(، ويؤكجاك بيربي، قائال: ”كان من المستحيل التوصل إلى اتفاق حول تحديد الحدود بين الكويت ونجد والع��راق، لوال التوصل لفك��رة منطقتي الحياد

بين نجد والكويت والعراق“)46(.

نتيجة لتلك المناقشات المعقدة وتحت ضغط الوس��يط البريطاني برسي كوكس وأمام مرأى الجمي��ع أخذ قلما أحمر ورس��م بثبات ووضوح على خارطة الجزيرة العربية خط حدود مستقيم من الخليج العربي إلى جبل عنيزان قرب حدود ش��رق األردن، وهو ما أعط��ى للعراق منطقة واس��عة تدعي نجد بملكيتها، كما وحرم برس��ي كوك��س ثلثي أراض��ي الكوي��ت وأعطاها لنجد

إلرضاء ابن سعود)47(.

وأثن��اء جلس��ات المؤتمر عمل ابن س��عود المس��تحيل لحم��ل المؤتمر على وض��ع حدود


عشائرية بدل خط تحكيمي يرسم على خارطة، أي على أس��اس تصنيف القبائل التي تذهب إلى نج��د، وتلك التي تذهب إلى الع��راق والكويت، فب��دأ باإلص��رار عل��ى أن ظفير ه��ي قبيلة من الب��دو ف��ي العراق وه��ي تابعة ل��ه، ولذلك فإن م��ن الض��روري أن تمتد حدوده إل��ى الفرات، إال أن برس��ي كوكس لم يوافق على هذا الطلب

نهائيا)48(.

وفي نهاي��ة المؤتمر تم التوص��ل إلى اتفاق على رس��م خط للحدود بين نج��د والكويت يبدأ م��ن نقطة تقاطع وادي العوج��ة مع البطين إلى الغرب، وتترك الرفاعي لنجد، ومن هذه النقطة تمضي في خط مس��تقيم إلى خط العرض )29( م��ع نص��ف الدائ��رة الحم��راء عل��ى الخريطة – اإلنكلي��زي االتف��اق بمس��ودة المربوط��ة العثماني في 29 تموز عام 1913، ومن هناك يتبع نص��ف الدائرة األحمر إل��ى جنوبي رأس القلع��ة، وما تقدم يكون الح��دود الجنوبية إلقليم الكوي��ت المعترف بها، لكن قطعة األرض التي يحدها في الش��مال الخط المذكور وفي الجنوب خ��ط يجري إلى الش��رق من خالل عي��ن العبد إلى البحر ش��ماال، ورأس المشعب يعترف بهما مش��تركة لدولتي نج��د والكويت، على أن تتمتع كلتاهما فيها بحقوق متس��اوية إلى حين التوصل إل��ى اتفاق جدي��د بينهما م��ع موافق��ة الحكومة

البريطانية)49(.

)الكوي��ت كتاب��ه ف��ي ديكس��ون ويذك��ر وجاراته��ا(، قائال: ”إن الميج��ر هولمز لم يؤد دورا ف��ي المؤتم��ر إال ف��ي الي��وم األخير، فقد شهدت محادثات خاصة بين ابن سعود وبرسي كوكس حول إثارة ابن س��عود مسألة منح امتياز للنفط إلى الش��ركة الش��رقية العام��ة، وقد وافق

برسي كوكس على الفور“)50(.

كانت من أولى سلبيات المؤتمر التي برزت على صعي��د العالقات بين نجد والكويت ظهور مش��كلة المس��ابلة )التبادل والتعام��ل التجاري ل(، إذ كان��ت الكويت مركزا ح بين القبائ��ل الرللمس��ابلة يأتيه��ا المس��ابلون من كاف��ة األقطار المج��اورة مث��ل نجد والع��راق وس��وريا، كما وكان تجار الكويت يبيعون باآلجل لمدد طويلة، وكانت المس��ابل توفر للكويت اقتصادا زاهرا، فيما كان ابن س��عود يعده ضررا بالغا باقتصاد ب��الده من حيث الكس��اد الذي تس��ببه المس��ابلة لموانئ بالده في القطيف والعقير والجبيل، كما وأعرب ابن س��عود للشيخ أحمد الجابر الصباح عن قلقه لموضوع المس��ابلة، إذ لم يكن بإمكانه ضب��ط تح��ركات الب��دو بي��ن البلدين وانتش��ار التهري��ب والمخ��درات مم��ا يش��يع نوع��ا من الفوض��ى األمنية، لذلك اقت��رح تعيين موظفين نجديي��ن أو كويتيي��ن لجباي��ة الرس��وم وضبط الح��دود، وفي ح��ال تعذر ذلك فإن ابن س��عود يطلب تعويضا ماديا على شكل ضرائب تدفعها الكوي��ت لحكوم��ة نجد، غي��ر إن حاكم الكويت رف��ض ذل��ك وأعده مساس��ا باس��تقالل الكويت وتدخال في شؤونها الداخلية)51(، ومهما يكن من أم��ر فإن ابن س��عود لم يك��ن راض عن مؤتمر العقي��ر، وقد رف��ض كل تفاصيل المؤتمر جملة وتفصيال، إال أنه وافق عليه على مضض تحت ضغط الوس��يط البريطاني برس��ي كوكس الذي

رتب كل كواليس المؤتمر)52(.

فيما عبر شيخ الكويت أحمد الجابر الصباح ه��و اآلخر ع��ن مضامين معاه��دة العقير ببالغ الح��زن واألس��ى، إذ رأى ش��يخ الكويت مقدار الحي��ف ال��ذي لح��ق بالكوي��ت باقتط��اع ثلثي


أراضيه��ا وتس��ليمها لنج��د، كما أنه ت��ردد في ب��ادئ األمر في توقيعها إال أنه رأى ال فائدة من االعتراض والسيما وأن الس��لطات البريطانية هي المتحكمة في شؤون البالد)53(، وعد معاهدة العقير ضربة قاس��ية بالنس��بة للكويت، وعندما التق��ى برس��ي كوكس استفس��ر منه ع��ن عدم استش��ارته على األق��ل في موض��وع الحدود، وق��د أجابه كوكس قائ��ال: ”كان الس��يف أقوى من القلم، لو لم أعط البن س��عود تلك األراضي

ألخذها منكم بكل تأكيد بقوة السالح“)54(.

ويب��دو مما تق��دم أن اتفاقي��ة العقير لم تكن مرضية لكل األط��راف، وذلك لهيمنة بريطانيا على تفاصيل المؤتمر، واستهانة برسي كوكس بحدود الدول المعنية، لذلك تعد اتفاقية العقير في ع��ام 1922 من أكبر المعاهدات االس��تعمارية لتثبيت مصالح بريطانيا ف��ي الجزيرة العربية، ووقعت اتفاقية تحديد الحدود بين الكويت ونجد ف��ي كانون الثاني ع��ام 1922، وقد وقعها عن الجان��ب الكويت��ي الميجر مور، وع��ن الجانب النج��دي عب��د هللا الدملوجي، فيم��ا اقترنت تلك

االتفاقية بمصادقة ابن سعود)55(.

رة وعلى الرغم من تصدي��ق معاهدة المحموالعقي��ر ب��دا للجمي��ع أن المش��اكل التي كانت ر صفو العالقات النجدية – الكويتية بس��بب تعكمس��ألة الح��دود قد ه��دأت، إال أنه ق��د ظهرت مش��اكل جديدة مثل غزوات اإلخوان، ومس��ألة المس��ابلة، فضال عن االختالف على امتيازات النفط ف��ي المنطقة المحايدة الس��يما بعد ظهور النف��ط فيها، مما أثر في زيادة حدة الخالفات في ر السبق تلك المناطق)56(، كما كان لعش��ائر شمفي ذل��ك الخالف، مم��ا أدى إل��ى التفكير بعقد مؤتمر آخر لبحث مش��اكل الح��دود مع حكومة

نجد، فضال عن مش��اكل الهاش��ميين بشكل عام مع حكومة نجد)57(.

ثالثا: مؤتمر الكويتب��دأ مؤتمر الكويت أعماله في كانون األول عام 1923 في الكوي��ت بمبادرة من بريطانيا، ��ه الكولوني��ل س. ج. نوك��س المقي��م وق��د وجالسياس��ي ف��ي الخلي��ج العربي ممث��ل بريطانيا الدع��وة لممثلين ع��ن الكويت ونج��د والعراق وش��رقي األردن للقيام بمحاولة لتسوية القضايا

المتنازع عليها)58(.

ب ابن س��عود بالدعوة ولكنه اش��ترط قد رحالتباحث مع كل قطر على انفراد، حتى ال يكونوا جبهة واحدة ضده؛ ألن الجميع كانوا يحكمون من قبل أس��رة واحدة وهي األسرة الهاشمية باستثناء الكويت، وقد وافق نوكس على هذا الشرط وأعلم به كل الحكومات ونال موافقتها، وتمس��ك الملك فيصل بجعل مسألة انسحاب اإلخوان من الحجاز النقطة األولى في مباحثات المؤتمر وأيده دوبس ف��ي ذلك، ولكن للظروف الحرجة المحيطة بعقد المؤتم��ر تن��ازل عن ش��رطه هذا وتح��ول إلى اقت��راح ذه��ب أدراج الرياح، وق��د حضره عن الجان��ب البريطان��ي نوكس المقيم السياس��ي في الخلي��ج رئيس المؤتمر، وع��ن الجانب العراقي صبيح نشأت وزير األشغال والمواصالت، وعن الجان��ب األردني علي الحلق��ي وزير المعارف، ��ا وفد نجد فقد كان يرأس��ه حم��زة غوث، ولم أميحضر عن الحجاز ممثل، وعدم اشتراك األخير في المؤتمر قد أفقد المؤتمر عنصرا رئيس��يا من عناص��ر نجاحه، وقد ب��دا واضحا تدخل العراق بش��ؤون الحج��از مم��ا أدى إل��ى احتج��اج ابن س��عود لتناقض ذلك مع شرطه السابق لحضور

المؤتمر)59(.


وقد تناولت اتفاقية الكويت وضع العش��ائر المهاجم��ة وامتن��اع اجتي��از الح��دود، وامتناع ش��يوخ العش��ائر من مخاب��رة الرؤس��اء ورفع األع��الم، كما واش��ترط إقامة محكم��ة تحتوي عل��ى عدد متس��او من األعضاء م��ن الدولتين، ورئي��س محاي��د تتفق علي��ه معظ��م األطراف لتقدير األضرار فيما إذا هاجمت القبائل بعضها بعضا)60(، كما وأخذ نوكس تعهدا من ابن سعود بع��دم هج��رة القبائل م��ن مكان إل��ى آخر لمنع

االصطدام)61(.

وس��ارت المفاوضات للوهلة األولى س��يرا حس��نا خالل معظم جلس��ات المؤتم��ر، وبدا أن األطراف أوشكت على التوصل إلى اتفاق على معظم القضايا العالقة، غير إن تس��ليم الالجئين السياسيين ظل حجر عثرة أمام خروج األطراف باتفاق يرضي الجميع)62(، وأثناء المؤتمر اتفقت ر األط��راف على أن ال يكون الغ��زو جرما يبرطل��ب تس��ليم المجرم وعل��ى الحكوم��ات التي تعقد المؤتم��ر أن ال تؤوي المهاجرين للحد من هجرت��م)63(، وبالتال��ي أدرك نوك��س ضرورة تمثي��ل الحجاز ف��ي المؤتمر، عندئ��ذ طلب من ممارس��ة البريطاني��ة المس��تعمرات وزارة الضغط على الشريف حسين لحضور المؤتمر، ووافق األخير على إيفاد نجله األمير زيد مندوبا عنه لحض��ور الن��دوة الثانية م��ن المؤتمر بعد فشل األولى ش��ريطة إيفاد ابن سعود أحد أبنائه أيضا، وطلب نوكس من ابن سعود في 11 آذار ع��ام 1924 أن يوف��د أحد أبنائ��ه إلى المؤتمر، إال أن ابن س��عود بعث برس��الة جوابية لنوكس ة ثقته رفض فيها فكرة إرس��ال أح��د أبنائه بحجالتامة بمندوبيه، مما حدى بالشريف حسين إلى

الرفض أيضا)64(.

ونتيج��ة لتعن��ت بعض األط��راف بمطالبها فضال عن أن ابن س��عود قد توقفت عنه اإلعانة المالي��ة فل��م يعد لديه ما يجبره عل��ى التنازل أو المهادنة، وهكذا كان على المس��ائل العالقة بين ابن س��عود والش��ريف حس��ين أن تح��ل بالقوة والس��الح خالل عام 1924)65(، وبالتالي فشل المؤتمر بس��بب الش��روط التعجيزي��ة التي تقدم به��ا كل م��ن مل��ك األردن والش��ريف حس��ين أمير الحجاز، ومن هذه الش��روط عدم حضور مندوب الحجاز ورفض التفاوض مع ابن سعود إال إذا انسحب من جميع األراضي التي احتلها، وطالب مندوب إمارة ش��رقي األردن بانسحاب ابن سعود من الجوف وسكاكا ووادي السرحان وإع��ادة إمارة حائ��ل إلى الرش��يد والتخلي عن عس��ير آلل عايض، نتيجة لهذه الشروط عملت

بريطانيا على إيقاف أعمال المؤتمر)66(.

وبع��د اس��تئناف المؤتمر من جدي��د وأثناء الجلسات الثانية له استمرت غزوات القبائل عبر الحدود المرسومة شكليا، وفي آذار عام 1924 أوع��ز ابن س��عود إلى فيصل الدوي��ش بمعاقبة القبائل التي ش��نت هجمات عل��ى نجد من جهة العراق، وفي أواس��ط ش��هر آب من العام نفسه اتجه��ت قوة كبي��رة من اإلخ��وان للهجوم على ش��رقي األردن، وتدخلت بريطاني��ا بالطائرات ووحدات مدرعة من الفيلق العربي وتمكنت من

صد الهجوم وإبعاد اإلخوان)67(.

ومما يلفت االنتباه في مؤتمر الكويت أن ابن س��عود أصبح ينظر إلى العروش الهاش��مية في الحجاز والعراق وش��رقي األردن نظرة الش��ك والريبة، باعتبار مطالب األخيرين في المؤتمر هي جزء من مخطط تآمري للقضاء على سلطنة نج��د، وكان هذا يع��د إيذانا ببداي��ة نهاية مملكة


ل في ذلك إعالن الش��ريف الحجاز)68(، وقد عجحسين نفسه )خليفة المسلمين( في كانون الثاني عام 1924 إضافة إلى لقبه )ملك العرب(، بعد أن ألغي��ت الخالفة من قبل األتراك في 11 آذار عام 1924، وكان ذلك يتعارض مع طموحات

ابن سعود وضد رغباته)69(.

لذل��ك ق��ررت بريطاني��ا أن تعالج مش��كلة الح��دود عل��ى من��وال جديد، فأرس��لت مقترحا إل��ى كل الفرقاء لعقد مؤتم��ر يضم ممثلين عن كل الدول للنظر في أس��باب الخالف وحس��مه، فوافق��وا جميعا وتقرر عقد مؤتمر بحرة في عام 1925 في )بحرة( إح��دى المحطات المعروفة

على طريق جدة – مكة المكرمة)70(.

ونس��تنتج مما تقدم أن مؤتم��ر الكويت كان حاله ح��ال المؤتم��رات األخرى لم يج��د نفعا، فقد تصل��ب بعض األط��راف بمطالبهم، وكان لغياب الشريف حسين العامل الرئيسي في فشل

المؤتمر.

الخاتمةيتض��ح مما تق��دم، أن الخالف��ات الحدودية بي��ن نج��د والكوي��ت أثرت بش��كل كبي��ر على س��ير العالقات السياس��ية بينهما، وذلك بس��بب غارات اإلخوان المستمرة بقيادة فيصل الدويش ال��ذي حاول بصورة أو بأخ��رى فرض التعاليم والتقاليد الوهابية بقوة السالح، األمر الذي مكن ابن سعود من اس��تعمال اإلخوان كورقة ضغط على الكويت الس��يما في مشاكل الحدود، نتيجة لذلك اس��تخدمت بريطاني��ا كل نفوذها وأجرت العديد من االتصاالت المكوكية لبحث مش��اكل الح��دود من جهة ولضم��ان مصالحها من جهة أخ��رى، الس��يما حينم��ا ظهرت ب��وادر وجود نفط ف��ي المنطق��ة، وبالتالي عق��دت العديد من رة أو نجد أو الكويت المؤتمرات سواء في المحملحل هذه المش��اكل، واستعملت الدبلوماسية من خ��الل مندوبيها للضغط على ابن س��عود تارة، وحاك��م الكويت تارة أخ��رى، وعلى الرغم من كل ذل��ك فش��لت معظم ه��ذه المؤتم��رات، كما قام��ت بريطانيا بدعم ابن س��عود عل��ى حليفها التقليدي الش��ريف حسين، وذلك بغية الحصول عل��ى امتي��ازات نفطية ف��ي مملكته فيم��ا بعد، وكذل��ك للقوى التي تمتع به��ا آنذاك، فضال عن أن بريطانيا أرادت التخلص من الشريف حسين وإبراز أهمية آل سعود في شبه الجزيرة العربية

كحليف جديد لها في المنطقة.


الهوامش س )1( عبد العزيز آل سعود )1880–1953(: هو مؤسالمملكة العربية السعودية، عندما أصبح عمره عشر سنوات خس��ر والده الحكم وغادر نجد إلى الكويت، إال أنه استطاع استعادة حكم أجداده عام 1902، بعد ر ف��ي الرياض. الزركلي، أن قضى على حاكم ش��مخي��ر الدين، األعالم، )بي��روت، دار العلم للماليين، 1979(، ج2، ص ص142-144. وسأش��ير إلي��ه الحق��ا ب�)ابن س��عود(، وذلك لش��هرته عن��د الكتاب

والباحثين بهذا االسم.

)2( كان��ت بريطاني��ا قد عقدت اتفاقية مع ابن س��عود في ��ت على دفع معون��ة مالية قدرها ع��ام 1915، نص)5000( جنيه استرليني، مقابل أن يتعهد ابن سعود بدعم بريطانيا وحلفائه��ا. درمولين، فان، الملك ابن سعود والجزيرة العربية، ويسي أي سي، علق عليه: فه��د بن عبد هللا الس��ماري، )الري��اض، 1999م(،

ص76.

)3( السعدون، خالد محمود، العالقات بين نجد والكويت )1902–1922(، )الرياض، 1983م(، ص213.

)4( للتفاصي��ل أكث��ر عن اإلخوان ودوره��م في المملكة العربي��ة الس��عودية، ينظ��ر: النفيع��ي، عب��د هللا بن مصلح، إس��هام اإلخوان في توحي��د المملكة العربية الس��عودية، )الري��اض، 1996(؛ حبيب، جو. س.، اإلخوان الس��عوديون في عقدين )1910–1930(، ترجم��ة: صب��ري محمد حس��ن، مراجع��ة عبد هللا

الماجد، )الرياض، 1998(.

��د عبد الوهاب: ولد في عام 1703 ببلدة العيينة )5( محمالت��ي تقع بالقرب م��ن مدينة الري��اض، وكانت تلك ر الذين د آل معم البل��دة تحت إمارة عبد هللا ب��ن محمد كان��وا خاضعين لنف��وذ اإلحس��اء، وكان والد محمقاضي��ا لبل��دة العيينة وف��ي الوقت نفس��ه فهو ملتزم بالمذهب الحنبلي، وكان يقوم بحلقات علمية لتدريس الحديث والتفسير لطالب العلم وكان يراقب مجالس أبيه ويتعلم منهم، لذلك فقد نشأ نشأة دينية وتعلم على أيدي أساتذة جانبا كبيرا من العلوم الشرعية. الشيخ، رأفت، تأريخ العرب الحدي��ث، )القاهرة، 1994(،

ص100.

)6( ف��ان درمولي��ن، المرج��ع الس��ابق، ص76؛ جون. س. ولينك��ون، ح��دود الجزي��رة العربية م��ن الدور البريطاني في رسم الحدود عبر الصحراء، ترجمة:

مجدي عبد الكريم، القاهرة، ج1، ص30.

)7( س��الم مبارك الصباح: تولى الحكم في الكويت خالل الس��نوات )1917–1921(، وف��ي عه��ده فرضت بريطاني��ا حص��ارا اقتصاديا عل��ى الكويت، خاض معرك��ة حمض ضد فيصل الدويش في عام 1920، كم��ا حدثت في عه��ده معركة الجه��راء. العدواني، عبد الهادي، الموسوعة المختصرة لتأريخ الكويت،

)الكويت، دار الكتاب الحديث، 1988(، ص15.

)8( يع��ود س��بب الخالف على أثر هج��رة مجموعة من اإلخوان من قبيلة مطير يقودهم أحد زعماء األخوان هاي��ف بن ش��قير إلى موق��ع )القرية( م��ن دون إذن الس��لطات الكويتي��ة، مما أثار حفيظة الش��يخ س��الم مبارك الصباح، فأرسل إلى ابن شقير مبعوثا يحذره من اإلقامة في هذا الموقع، غير إن ابن شقير رفض التهدي��دات الكويتية، وأكد للمبع��وث الكويتي بأنه ال يتلقى األوامر إال من ابن س��عود. السعدون، المرجع

السابق، ص218.

)9( مهن��ا، محم��د نص��ر، الخلي��ج العرب��ي المعاصر.. دراسة وثائقية تحليلية، )القاهرة، مركز اإلسكندرية

للكتاب، 2003(، ص176.

)FO )10, 1920/5064/371نق��ال ع��ن: نجدة فتحي صف��وت، الجزي��رة العربية في الوثائ��ق البريطانية )نج��د والحج��از(، ط1، م��ج5، 1920، 2001،

ص253.

)E 12039(/ 5064/FO, 371)11( المرج��ع نفس��ه، ص307.

)12( للتفاصي��ل أكث��ر ح��ول معركة الجه��راء، ينظر: الب��در، ب��در خالد، معرك��ة الجهراء وم��ا قبلها وما

بعدها، السعودية، ص35.

)13( السعدون، المرجع السابق، ص233.

دي، هدى إس��ماعيل، أثر النفط في الخالفات )14( المحمالحدودية بين دول الخليج العربي )1945–1971(، رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى مجلس كلية


التربية للبنات، جامعة األنبار، 2012، ص24.

)15( المرجع نفسه، ص ص26-25.

)16( عفيفي، فتحي، مش��كالت الحدود السياسية في شبة الجزيرة العربية.. دراس��ة تاريخية سياسية قانونية،

ط1، )القاهرة، 2000(، ص30.

)17( الحمدي، صبري فالح، فليبي والسياسة البريطانية بش��أن العالق��ات النجدي��ة الكويتي��ة والعالقة مع آل الرش��يد في حائل عام )1915-1921(، مجلة كلية

اآلداب، الجامعة المستنصرية، ع99، ص75.

)18( الس��اعاتي، أمين، الح��دود الدولية للمملكة العربية الس��عودية.. التس��ويات العادلة، )القاهرة، 1991(،

ص105.

)FO )19, 6242/371 برقي��ة م��ن المندوب الس��امي البريطاني في العراق إلى وزير المس��تعمرات، رقم الوثيق��ة )389(، بتأريخ 26 تموز عام 1921، نقال

عن: نجدة فتحي صفوت، ص142.

)20( الرميحي، محمد غانم وباسم سرحان، الكويت قبل النفط، ط1، )الكويت، 1975(، ص82.

)21( Shaul yanai, The political Transformation of Gulf Tribal States, United states: 2014, p.56.

)22( أحم��د الجابر الصباح: ولد في عام 1885، وتولى الحك��م بعد وفاة الش��يخ س��الم الصباح، وف��ي عهده أنش��ئت المدرس��ة األحمدي��ة، وتأل��ف أول مجل��س للمع��ارف، كما منح ف��ي عهده امتي��از التنقيب عن النفط في عام 1934، توفي عام 1950، العدواني،

المرجع السابق، ص17.

)23( تلقى السلطان ابن سعود نبأ وفاة الشيخ سالم الصباح ق كل أوراق المفاوضات، بكل س��رور حتى أنه مزوأش��ار أيضا أنه ال حاجة إلى عقد اتفاق جديد بشأن الحدود بين نجد والكويت، كما أمر أن تكون أس��واق دة. هدى إس��ماعيل، نج��د والكويت واإلحس��اء موح



)25( جمال ش��مال دغل الفرطوسي، العالقات السياسية رس��الة ،)1923–1914( الكويتي��ة – النجدي��ة ماجس��تير غير منش��ورة مقدم��ة إلى كلي��ة التربية،

الجامعة المستنصرية، 2011، ص199.

)FO)26, 5065/371 /1920 ، نقال عن: نجدة فتحي صفوة، المرجع السابق، ص410.

)27( أبو حاكمة، أحمد مصطفى، تأريخ الكويت الحديث )1750–1965(، )القاهرة، د.ت.(، ص22.

ملف��ة ببغ��داد، الوطني��ة والوثائ��ق الكت��ب دار )28(865/311، رق��م 285، ف��ي 5-6 تش��رين الثاني، حول حدود الكويت والعراق ونجد، ص1. وسأشير

إلى دار الكتب والوثائق فيما بعد ب�: )د. ك. و.(.

)29( صبيح نش��أت: سياسي عراقي تخرج من المدرسة الحربية في إسطنبول، ثم كلية األركان العثمانية في ع��ام 1904، ش��غل منصب وزير األش��غال العامة والمواص��الت في الوزارة العراقي��ة الثانية في عام 1933، فضال عن حقائب وزارية أخرى، توفي في إس��طنبول في 29 تموز عام 1929. الفرطوس��ي،


العراقي��ة العالق��ات منس��ي ش��رموط، )30( محم��د، الس��عودية )1932–1958(.. دراسة في العالقات السياسية، رس��الة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى

كلية اآلداب، جامعة بغداد، 1984، ص12.

م��ن وثيق��ة ، )E2897(77111/371 ,FO)31(المندوب السامي في العراق إلى وزير المستعمرات – لن��دن، وثيقة رقم 201، بتأريخ 13 آذار 1922، نق��ال عن: صف��وة، نجدة فتح��ي، الجزي��رة العربية ف��ي الوثائ��ق البريطانية )نجد والحج��از( )1921-1922(، ط1، )بي��روت، 2004(، مجل��د 6، ص

ص365-364.

)32( أ. فاس��يلييف، تاري��خ العربية الس��عودية، )لبنان، 1995(، ص334.

)33( الفرطوسي، المرجع السابق، ص201.

)34( ه��. ر. ب. ديكس��ون، الكوي��ت وجاراته��ا، ط2، 1990، ج1، ص273. للتفاصي��ل أكثر حول نص رة، ينظر: د. ك. و.، ملفات البالط مواد مؤتمر المحمالملكي، ملفة 865/311، وثيقة10، العدد48، ص

ص7-1.


)36( النعي��م، مش��اري عبد الرحمن، الحدود السياس��ية الس��عودية.. البح��ث عن االس��تقرار، )بيروت، دار


الساقي(، ص9.

)37( منتديات فرس��ان البدون، منتدى الوثائق والتقارير الرسمية:

WWW.AL.Bedoon. net.com

)38( Shaul yanai, Op.cit., p.72.

)39( د. ك. و.، ملفات البالط الملكي، ملفة 865/311، ل، وثيقة 24، ص3. مشاكل القبائل الرح

)40( الجب��وري، نصيف، البركان المؤجل أزمة الحدود العراقية – الكويتية.. جذور المشكلة وآفاق المستقبل،

ط1، )لندن، 1997(، ص31.

)41( ديكسون، المرجع السابق، ص277.

)42( الجبوري، المرجع السابق، ص31.

)FO)43, 8936/371 تقري��ر م��ن المندوب الس��امي Duke of ديفونش��ير دوق إل��ى الع��راق ف��ي Devonshire – وزير المس��تعمرات. رقم الوثيقة )877(، بتاري��خ 20 كانون األول عام 1922، نقال ع��ن: نجدة فتحي صفوة، المرجع الس��ابق، مجلد6،

ص483.

)44( هدى إسماعيل، المرجع السابق، ص28.

)45( فتحي عفيفي، المرجع السابق، ص35. للمزيد من التفاصيل حول نص اتفاقية العقير، ينظر: الفرحان، راش��د عبد هللا، مختص��ر تأريخ الكوي��ت وعالقتها بالحكومة البريطاني��ة والدول العربية، مراجعة عبد هللا زكريا األنصاري، )القاهرة، 1960(، ص134.

)46( بيربي، ج��ان جاك، الخليج العربي، تعريب: نجدة هاجر وسعيد الغزي، )بيروت، 1959(، ص134.

س مملكة، ترجمة: )47( مكلوغن، لزلي، بن سعود مؤسمحمد شيا، ط1، )لندن، 1995(، ص54.


)FO)49, 8936/371 مقتط��ف م��ن يوميات الكويت للمدة من 1–8 كان��ون األول عام 1922، م/ حدود الكوي��ت، رقم 238. نقال عن: نج��دة فتحي صفوة،



)51( فتح��ي عفيف��ي، المرجع الس��ابق، ص39؛ محمد حس��ن العيدروس، تأري��خ الخليج العرب��ي الحديث

والمعاصر، ط2، )الكويت، 1998(، ص242.

)52( ه��. س. آرمس��ترونغ، ابن س��عود س��يد الجزيرة العربي��ة، ترجمة: يوس��ف نور ع��وض، )القاهرة،

د.ت.(، ص181.

)53( أبو حاكمة، المرجع السابق، ص359.

)54( الجبوري، المرجع السابق، ص32.

)55( الس��عدون، المرجع السابق، ص185؛ وللتفاصيل ح��ول نص اتفاقية العقير، ينظ��ر: الملحق الوثائقي،

المرجع نفسه، ص382.

)56( الفرطوسي، المرجع السابق، ص215.

)57( منسي شرموط، المرجع السابق، ص16.

)58( أ. فاسيلييف، المرجع السابق، ص337.

)59( منسي شرموط، المرجع السابق، ص17.

)60( د. ك. و.، ملفات البالط الملكي، ملفة 865/311، رق��م 285، ف��ي 5-6 تش��رين الثاني، ح��ول حدود

الكويت والعراق ونجد، ص2.


)62( مش��اري عب��د الرحم��ن النعيم، المرجع الس��ابق، ص10.

)63( د. ك. و.، ملفات البالط الملكي، ملفة 865/311، 7 ش��باط عام 1925، العدد 109، مؤتمر الكويت،

ص2.

)64( األس��دي، عب��د األمير محس��ن جب��ار، المملكتان األردنية والس��عودية.. دراس��ة في تأري��خ العالقات

السياسية، ط1، )بيروت، 2015(، ص32.

)65( لزلي مكلوغن، المرجع السابق، ص55.

)66( يوس��ف س��ليمان عل��وش، مش��كالت الح��دود في الخلي��ج والجزيرة العربية، رس��الة ماجس��تير غير منش��ورة مقدمة إل��ى كلية العلوم السياس��ية، جامعة

دمشق، 2009، ص ص137-136.

)67( أ. فاسيلييف، المرجع السابق، ص337.

)68( منسي شرموط محمد، المرجع السابق، ص20.

)69( ه�. س. آرمسترونغ، المرجع السابق، ص186.

)70( د. ك. و.، ملف��ات الب��الط الملك��ي، 865/311، اتفاقي��ة بح��رة، 12 آيار ع��ام 1926، العدد 109، وثيقة 47، ص1؛ يوسف س��ليمان علوش، المرجع



Abstract

The elapsed of borders was in semi is land of

Arab From Important subject which effected The British importance, to interfere for resolving it, especially that Arab Gulf states which newly born theirs difficulty to deferment their borders as no presence of natural stoppage to determine it and wishing of each country to obtain as much as possible of area for other.

So British improvement three conferences to determine the borders which as following aL-Muhamra Conf aL-Aceer and Kuwait Conf. for wishing to fix their benifity and ending the ordinary troubles among fraps and to earnest the aL-Akhwan invading by leading Faisal aL–Dweesh who was more have the British body trouble became his was which continents to Kuwait and east of Jordan and Iraq.

conflict of Najd- Kuwait Frontier (1922-1925) and the conferences influence 0n it

Dr. Youssif SamiDr. Ali Najih Muhammed

115 ةااسي ال ةد شل ننلو ة نلب سحا دلا مل ضرفلاء

الفري��ق عب��د اللطيف ن��وري وإنقالب بكر صدقي عام )1936(

أ.م.د. حازم مجيد أحمد الدوري)*(

)*( جامعة سامراء / كلية التربية.

المقدمةعبد اللطيف ن��وري من الضباط العراقيين الذي��ن خدم��وا ف��ي جي��وش أرب��ع دول هي: الدول��ة العثمانية، دولة الحجاز، الدولة العربية الس��ورية، والمملكة العراقية، امتاز بشخصيته العس��كرية القوية والمحبوبة بي��ن أقرانه، آمن بمب��ادئ القومية العربي��ة، قاتل ضمن صفوف أرض عل��ى المتواج��د العثمان��ي الجي��ش العراق وأس��ر من قبل الق��وات البريطانية عام 1915م، والتح��ق بجي��ش الث��ورة العربية في أيل��ول 1916م، ث��م الجيش العربي الس��وري لغاية تم��وز 1920، والتحق بعدها في الجيش العراق��ي في أش��هره األولى من تأسيس��ه عام 1921، ف��كان مثال الضاب��ط العراقي الملتزم بقواني��ن الجي��ش، وكان��ت توجهات��ه وطني��ة

وقومية عربية.

أصيب عب��د اللطيف نوري بمرض ارتفاع ضغ��ط ال��دم ومضاعفاته – أثن��اء الخدمة ومن

جرائه��ا – وذلك في عام 1934، وعند عرضه عل��ى اللجان الطبية أش��ارت إلى عالجه خارج العراق، الس��يما في فصل الصيف لالس��تحمام في المياه المعدني��ة، وأن عالجه خارج العراق اس��توجب إجازات كثيرة من الجيش فضال عن مبال��غ نقدية كبيرة اس��تدان الج��زء األكبر منها للعالج، وبسبب ذلك استمر في رفع طلباته إلى وزير الدفاع ورئيس الوزراء لمنحه اإلجازات، وطلب أيضا مساعدة مالية للعالج وسداد الدين، إال أن طلباته دائما كانت تلقى التس��ويف وعدم االس��تجابة، مما دفعه إلى التطلع للوصول إلى منصب مهم مث��ل منصب وزير للدفاع؛ لإلفادة من امتيازاته المادية والمعنوية، فكان أن التقت تل��ك التطلع��ات م��ع توجهات بك��ر صدقي في

إسقاط وزارة الهاشمي.

ل��م يكن هنالك توافق فكري أو إيديلوجي أو التقاء بمبادىء مشتركة بين الفريق عبد اللطيف ن��وري والفري��ق بك��ر صدقي قائ��د االنقالب،


بل إن س��يرة حياتهما كش��فت أنهم��ا عنصرين غير متجانس��ين اجتماعيا، الس��يما في االلتزام

األخالقي واإلجتماعي.

إن توجهات بكر صدقي الشخصية والفكرية فضال ع��ن عوامل أخرى أس��همت ف��ي التقاء مصال��ح وأه��داف كل من بريطاني��ة وجماعة األهالي وآخري��ن مع طموح بكر صدقي للعمل على إسقاط وزارة ياسين الهاشمي، التي أعطت الجان��ب القوم��ي أهمية كبيرة، وأم��دت الثورة الفلس��طينية في ع��ام 1936م بالس��الح والمال

والرجال.

إن من أس��باب التق��ارب بي��ن الفريقين هو طموحهم��ا الش��خصي، فالفريق عب��د اللطيف ن��وري طم��ح إلى تب��وء منصب عس��كري أو سياس��ي يؤهله لف��ك الضيق اإلقتص��ادي الذي هو في��ه أوال، والخ��روج لالستش��فاء والنقاهة ا الفريق بكر صدقي فإن واالصطي��اف ثانيا، أمطوحه الش��خصي بفرض سيطرته ونفوذه على الحكوم��ة العراقية، وبناء دول��ة قومية لألكراد يك��ون هو عل��ى رأس��ها فض��ال ع��ن رغباته

الشخصية.

أهمي��ة البحث تكمن في الحقبة الزمنية التي تناولها، وأن اشتراك ضابط عراقي عربي الفكر واالتجاه بأول انقالب عسكري في العراق، أقل ما يقال عنه أنه ضد التوجهات العربية للوزارة القائم��ة آن��ذاك، لهو موضوع جدي��ر باالهتمام

والبحث.

��م البحث على أرب��ع فقرات هي اآلتي: قساألولى: تطرقت إلى والدته ونش��أته ودراسته ثم التحاقه بالمدرس��ة الحربية بإسطنبول لغاية نت ا الفق��رة الثانية فق��د تضم ع��ام 1921، أم

انتسابه إلى الجيش العراقي وتدرجه بالمناصب تب العسكرية لغاية عام 1934، وتناولت والرالفق��رة الثالث��ة مرض��ه وارتف��اع ضغ��ط الدم ومضاعفاته والمش��اكل التي واجهته في منحه اإلج��ازات المرضي��ة واالعتيادية ومصاريف عالج��ه، وبحثت الفقرة الرابعة مش��اركته في انقالب بكر صدقي في عام 1936.. األس��باب

والنتائج.

اس��تخدمت في البح��ث الوثائق العس��كرية العراقي��ة الغير منش��ورة )من مديري��ة الوثائق العس��كرية العراقي��ة قبل عام 2003( الس��يما إضب��ارة الفري��ق عب��د اللطيف ن��وري فضال عن المص��ادر العراقية األخ��رى مثل »تاريخ الوزارات العراقية« للسيد عبد الرزاق الحسني ومؤل��ف الدكتور عالء الحربي »رجال العراق

الملكي«، وغيرها.

��ا من حي��ث الصعوب��ات الت��ي واجهت أمالباح��ث به��ذا الموضوع ه��و ن��درة أو انعدام الكتابة عن حياة عب��د اللطيف نوري في معظم المصادر العراقي��ة والعربية، وأخيرا أرجو أن

أكون قد وفقت في بحثي هذا.

أوال: حياته وخدماته لغاية 1921مول��د عب��د اللطيف ن��وري في مدين��ة بغداد ع��ام 1888م، وأكمل دراس��ته العس��كرية في مدارسها، ثم دخل المدرسة الحربية في عاصمة الدول��ة العثماني��ة ع��ام 321 روم��ي/1905 ميالدي، وتخرج منها برتبة مالزم ثاني في 19

آب 324 رومي/1908ميالدي)1(.

أع��ط إلم��رة الجي��ش العثماني الس��ادس، المتواجد في العراق وتعين في اللواء )84( في 15/شباط/324 رومي ثم نقل إلى اللواء )83(


في 4 كانون الثاني 325 رومي/1909م)2(.

نقل��ت خدمات��ه إلى ل��واء الجندرم��ة )قوة م��ن الدرك( في بغداد ف��ي 18/آذار/1910م، عي��ن معلما في مدرس��ة جن��ود الجندرمة بعد م��دة قصيرة، ث��م نقل إلى أحد األف��واج التابعة إلى ل��واء بغ��داد، ترفع إلى رتب��ة مالزم أول في 14 تش��رين ثان��ي 327 رومي/1911م، ث��م نقل إلى فوج خريس��ان ف��ي 15 آيار 327

رومي/1911م)3(.

أعي��د نقله إلى ل��واء بغداد م��رة أخرى، ثم التحق إل��ى فوج كربالء ف��ي 19 كانون األول عام 328 رومي/1912م، وعند نشوب الحرب العالمي��ة األولى 1914 تحول إلى إمرة الجيش وش��ارك ف��ي القتال ض��د الق��وات البريطانية، وتم أس��ره من قب��ل تلك القوات في 6/تش��رين

األول/1915م)4(.

قدمت القوات البريطانية تس��هيالت التحاقه إلى الحج��از وانضم إلى جي��ش الثورة العربية في أيل��ول 1916م برتبة مق��دم، ووضع تحت إمرة الجي��ش الجنوبي، الذي ق��اده األمير علي بن الش��ريف حسين )1879-1935( في مدينة رابغ، أصبح المقدم عبد اللطيف نوري آمر فوج الرشاش��ات، وبمعيته كل من الضباط العراقيين المالزم رش��يد قصاب البغدادي وجميل الراوي

والمالزم سعيد يحيى)5(.

تقاض��ى المقدم عب��د اللطيف ن��وري راتبا ش��هريا ق��دره )472( روبيه، وه��و في جيش الثورة العربية لغاية 30/تشرين األول/1918م، ثم نقلت خدماته إلى الجيش العربي السوري في األول من تش��رين الثاني 1918م وبرتبة مقدم وبرات��ب 276,12 روبي��ه ش��هريا لغاية 27/

تموز/1920)6(.

إن خدم��ات المقدم عب��د اللطيف نوري في الجيشين الحجازي والسوري أيدتها لجنة تثبيت الخدمة المكونة من السيد مولود مخلص والسيد توفي��ق الس��ويدي ومراق��ب الحس��ابات العام، وعلي��ه صادقت اللجنة المختصة بتدقيق الخدمة ف��ي جيش الحجاز وس��ورية في دي��وان وزارة المالية العراقية والمؤلفة من الس��يد جالل بابان مدي��ر المالية الع��ام، والحاج مه��دي األعظمي ن القانوني، وأنط��وان لوقا نائب األحكام الم��دوبالوزارة العدلية. صادقت اللجنة المختصة على

خدمته)7(.

يتض��ح مما تق��دم بأن الرات��ب الممنوح في دولة الحجاز أثناء الخدمة فيها أكثر من الممنوح م��ن الحكومة العربية الس��ورية، وذلك بس��بب االقت��دار المالي لدول��ة الحج��از المدعومة من

بريطانيا والحلفاء.

ثانيا: خدمته في الجيش العراقي

التحق في صفوف الجيش العرقي في نيسان 1921، وشغل منصب معاون مدير اإلدارة في الجيش، ثم أسند إليه منصب وكيل مدير اإلدارة والمي��رة عالوة عل��ى وظيفته وذل��ك في 26/تش��رين الثاني/1925، ثم ترفع إلى رتبة عقيد في 22/حزيران/1926واستخدم مديرا لإلدارة

وكالة)8(.

عين وكي��ال لوظيفة مدي��ر اإلدارة والميرة ف��ي 8/آذار/1927، ث��م نقل إل��ى وظيفة مدير اإلدارة أصال��ة في األول من آب/1927، كلف بمه��ام مدير لمي��رة الجيش وكالة ع��الوة على


وظيفته في 6/كانون األول/1927 ثم أعيد إلى وظيفته مديرا لإلدارة بعد ش��هر ونصف وذلك في 25/كان��ون الثان��ي/1928م، عي��ن مديرا ل��إلدارة والمي��رة مؤقتا، واس��تخدم فيها أصالة ف��ي األول م��ن أيل��ول/1928م، وفي التاس��ع من مايس/1929م نقل آم��را للمنطقة الجنوبية

أصالة)9(.

رقي��ت رتبته العس��كرية إل��ى رتبة زعيم للمنطق��ة آم��را عمل��ه ف��ي وبق��ي )عمي��د( الجنوبي��ة لغاية 1930، إذ نقل إل��ى المنطقة الش��مالية آمرا عس��كريا لها وذلك في السابع آم��را أعي��د أن��ه إال نيس��ان/1930، م��ن للمنطقة الجنوبية مرة أخرى في 11/تش��رين الثان��ي/1930، وف��ي 25/آذار/1931 ق��ام بأعمال رئاس��ة أركان الجيش وكالة، بمناسبة ذه��اب رئي��س أركان الجي��ش إل��ى الحجاز وانته��ت مهمته بعودة رئي��س أركان الجيش إل��ى العراق وعاد إلى وظيفته آم��را للمنطقة بأعم��ال رئي��س أركان ق��ام ث��م الجنوبي��ة، الجي��ش وكالة مرة أخرى م��دة غياب رئيس األركان وذل��ك في 5/آذار/1932، أعيد إلى وظيفته في الس��ابع من مايس بمناس��بة عودة رئي��س أركان الجي��ش م��ن إجازت��ه، وبذلك تكون خدماته وهو برتبة مقدم خمس س��نوات وش��هرين وي��وم واح��د، وبرتب��ة عقيد ثالث س��نوات وش��هران ويوم واحد، وبرتبة زعيم سنتان وتس��عة أشهر وثمانية أيام، وعليه فإن مجم��وع خدماته ف��ي الجيش العراق��ي لغاية 31/مايس/1932 أحد عش��ر س��نة وعش��رة أي��ام، تول��ى خالله��ا القي��ادة وق��ام بواجبات

األركان في بعضها)10(.

ثالثا: مرض آمر اللواء عبد اللطيف نوري

أصي��ب آم��ر الل��واء عب��د اللطي��ف نوري بم��رض ارتف��اع ضغ��ط ال��دم ومضاعفاته في نيس��ان 1934م، الزمه المرض لس��نين عديدة كانت له تداعيات وآثار س��لبية ليس على حياته العس��كرية فحس��ب، بل انعكس��ت على وضعه اإلقتص��ادي والنفس��ي وربم��ا عل��ى وضع��ه اإلجتماع��ي، لذا س��أتناول مراح��ل مرضه من

خالل الوثائق العسكرية.

أرسلت لجنة الكش��ف الطبي في المستشفى الملك��ي ف��ي بغ��داد كتاب��ا إلى مديري��ة األمور الطبي��ة لتش��كيل لجنه طبية لفح��ص آمر اللواء عب��د اللطي��ف نوري، ومم��ا جاء ف��ي الكتاب: ”إش��ارة إلى كتابك��م المرق��م 7581 والمؤرخ في 1934/4/2 لقد تش��كلت هيئة طبية خاصة حس��ب طلب مدير األمور الطبية العسكرية في المستش��فى الملكي ببغداد في الي��وم الثالث من ش��هر نيس��ان 1934 لفح��ص آمر الل��واء عبد اللطيف نوري“)11(. وكان بمنصب آمر للمنطقة

الشمالية.

��ت الهيئ��ة أو اللجنة كل م��ن الدكتور ضمسندرس��ن باش��ا )رئيس��ا( وعضوي��ة كل م��ن الدكتور هاش��م الوتري والدكتور حس��ن شرف والم��الزم أول الدكتور س��ليمان كتخ��دا، وبعد الفح��ص وجدت أن آمر المنطقة الش��مالية آمر اللواء عب��د اللطيف نوري أح��س في يوم 22/كانون الثاني/1934 بعد الظهر بصداع ش��ديد في الرأس تبعه تغوط دموي ومن ثم قيء دموي أيض��ا واس��تمر لمدة يومي��ن اختفت األعراض بعدها تمام��ا ولم تعوده تلك الحالة بعدها، وعند الفح��ص في حين��ه وج��د ازديادا ف��ي الضغط


الدموي مع أع��راض دوران في الرأس وخدر ف��ي الس��اقين وأضطراب في القل��ب يزداد عند

اإلجهاد بالرغم من التداوي)12(.

وعند إجراء الفح��ص الطبي وجدت الهيئة آم��ر اللواء عبد اللطيف ن��وري مصابا بارتفاع ضغ��ط الدم، وأن الكلى تعمل بش��كل جيد وذلك بعد فحص ال��دم واإلدرار وأن الضغط الدموي )185( مليمتر و )120( مليمتر، ولدى فحص القل��ب ل��م تج��د الهيئ��ة أي عالم��ات مرضية

عليه)13(.

وم��ن خ��الل اس��تقراء التقرير الطب��ي آنفا وال��ذي وضعت��ه لجن��ة طبي��ة متخصصة على مستوى عال من المهنية والعلمية، نجد أن الذي أصيب به السيد عبد اللطيف نوري هو زيادة في ضغط الدم وأن كليتاه س��ليمتان وقلبه ليس عليه ��ر مرضي، هذا فضال عن األعراض أي مؤشالتي ظهرت علي��ه أول مرة لم تظهر عليه مرة أخ��رى وهي الق��يء والتغوط الدم��وي، اللذان ش��كال الدليل أو األع��راض المادية الملموس��ة لمرض��ه، فإذا ما اس��تثنينا ضغط الدم فال توجد أي أعراض على مرضه خالل فحصه من قبل

الهيئة الطبية.

وفي الس��ياق ذاته واس��تكماال لإلجراءات أرس��ل المستش��فى الملك��ي كتابا إل��ى مديرية األم��ور الطبي��ة أعلمه��ا بحال��ة آم��ر الل��واء عبد اللطي��ف نوري الصحي��ة، ومما جاء في الكتاب: ”لقد تش��كلت هيئة طبية خاصة حسب طل��ب مديرية األم��ور الطبية العس��كرية في المستشفى الملكي بغداد في 25/أيلول/1934 إلع��ادة فح��ص آم��ر الل��واء عب��د اللطي��ف

نوري“)14(.

لت هيئة طبية للم��رة الثانية من وعليه ش��كالدكتور سندرسن باشا رئيسا وعضوية كل من الدكتور هاش��م الوتري والمالزم األول حمدان حم��دان والم��الزم األول عم��ر س��المة، وبعد الفحص وجدت أن صحة آمر اللواء قد تحسنت ج��دا وأن الضغط الدموي لم ي��زل مرتفعا عن المعت��اد، لذلك ترى اللجنة الطبية أن آمر اللواء غي��ر الئق – ال يصل��ح – للوظيفة في المناطق الش��مالية، وتوص��ي اس��تخدامه ف��ي المناطق

الجنوبية بصورة دائمية)15(.

وفع��ال عملت رئاس��ة أركان الجيش بتلك التوصية ونقلته إل��ى المنطقة الجنوبية، وعلى الرغ��م من ذلك ف��إن آمر اللواء عب��د اللطيف ن��وري ق��دم طلبا إل��ى وزير الدف��اع العراقي ش��رح فيه حالت��ه الصحية المتده��ورة وكيفية حدوثه��ا أثن��اء الخدمة ف��ي المنطقة الش��مالية وم��ن جرائها، ومما ج��اء بالطلب: ”لقد بدأت عالئ��م الم��رض ال��ذي اعتراني أثن��اء قيامي في إمرة المنطقة الش��مالية بوجع رأس ش��ديد ومغص عنيف ف��ي غرفة أعمالي بعد عودتي من اإلش��راف على تماري��ن الوحدات حوالي معس��كر الغزالني في ي��وم 21 كانون الثاني، وقد كلفني المرض المذكور الس��فر إلى أوربا لالستش��فاء وص��رف م��ا يق��ارب األربعمائة دين��ار تأم��ن القس��م األعظ��م منها م��ن ديون

استحق وفائها اآلن“)16(.

وحقيقة فإن معضلتي آمر اللواء عبد اللطيف ن��وري، المرض والديون، وهي من األس��باب الرئيس��ة التي أدت إلى تغير في نهجه وس��لوكه ال ب��ل حت��ى بمبادئه، ه��ذا فضال عن إس��لوب االستجداء والتذلل لرئيس أركان الجيش ووزير الدفاع، والذي لم يلق اهتماما أو اس��تجابة فعلية


وس��ريعة من الحكومة، مثال ذلك ما جاء بطلبه المق��دم إلى وزير الدفاع: ”ومما ال ش��ك فيه أن فخامتك��م ت��ودون دائما معاون��ة إخوانكم أمراء الجيش ومنسوبيه وتخفيف الضائقة المالية عنهم ليقوموا بالواجب المقدس بفكر بعيد عن اإلرباك، فلذلك أتقدم لفخامتكم بهذه العريضة مس��ترحما من فخامتك��م معالجة قضية تل��ك المصاريف، وتأمي��ن دفع نصفها، أمال بمناس��بة مرضي من داخل الخدمة وتهوين حالت��ي اإلقتصادية بمثل هذه المعاونة المنتظرة م��ن فخامتكم“)17(، وقع الطل��ب من قبله آمراللواء آمر المنطقة الجنوبية

في 7/تشرين ثاني/1934.

وعليه فقد رفع رئي��س أركان الجيش طلب آم��ر اللواء مرفقا معه مطالعة ش��رح فيها حالة آمر اللواء الصحي��ة: ”إذ أظهر الفحص الطبي أن��ه ال يتحمل مش��اق الح��ركات ويحت��اج إلى اس��تراحة بمزاولة األعمال الخفيفة“)18(. وجاء فيه��ا أيض��ا: ”يعل��م فخامتكم أن م��الك الجيش ال يس��اعد على اس��تخدام الموما إليه في وظيفة أخ��رى الس��يما وأن رتبت��ه كبي��رة، أرى أن��ه يس��تحق العناية من جان��ب الحكومة بتعيينه في وظائف الدولة األخرى التي تناسب رتبته، وإذا قررت الحكومة جمع وظائف النفوس والتجنيد ف��ي مالك خ��اص كما جرى س��ابقا، أعتقد بأنه يقوم بخدمات جليلة في مديرية النفوس والتجنيد

العامة“)19(.

واس��تطرد رئي��س أركان الجيش أيضا في مطالعت��ه موضحا قناعته بق��درات آمر اللواء عبد اللطيف العس��كرية ل��وال ظروفه الصحية الت��ي اس��تجدت راجيا من الس��يد وزير الدفاع بالعط��ف علي��ه ومس��اعدته، إال أن س��كرتير الوزي��ر همش على ذات الطلب بعبارة معنونة

إل��ى المراف��ق: ”أم��ر فخامت��ه بع��رض هذه المخاب��رة عل��ى فخامته في فرص��ة أخرى“، وذلك بتاريخ 17/تشرين الثاني/1934، ويبدو مت مرة أخرى إلى وزير الدفاع أن المطالعة قدوهمش عليها الس��كرتير أيض��ا: ”أمر فخامته بحف��ظ ه��ذه المخابرة ف��ي الوق��ت الحاضر“. وبتوقي��ع 12/ش��باط/1935 بتاري��خ وذل��ك الس��كرتير ف��ي المرتين، وكتب الس��كرتير في نهاية المطالعة ف��ي إحدى زوايا ورقة الطلب: تحف��ظ في ملف الموما إليه، وذلك بتاريخ 16/

شباط/1935)20(.

أعي��د رف��ع أوراق آم��ر الل��واء إلى وزير الدف��اع ف��ي األول من نيس��ان 1935 من قبل مدي��ر اإلدارة ”نرف��ع إلى فخامتك��م األوراق الخاص��ة ف��ي قضية م��رض آمر الل��واء عبد اللطيف ن��وري آمر المنطق��ة الجنوبية راجين أمرك��م بما يقتض��ي“)21(. وعل��ى نفس الطلب كتب وزير الدفاع: ”بما أن سفره إلى االستشفاء كان على توصية لجنة طبية رس��مية فيس��تحق المعاون��ة القانوني��ة وال مانع لدي من إس��دائها بكل س��رعة ليتخلص م��ن الضيق المالي الذي اس��تحوذ عليه جراء هذه السفرة“)22(، وبتوقيع جعفر العس��كري وزير الدف��اع. هامش وزير الدف��اع جاء في الثاني من نيس��ان 1935، أي بعد ي��وم واحد من رفع مدي��ر اإلدارة للطلب، وذل��ك يعن��ي أن الذي��ن يعملون بإم��رة وزير الدفاع مثل مدير اإلدارة ورئيس أركان الجيش والس��كرتير وغيرهم لم يكون��وا متعاطفين مع طلب��ات آمر الل��واء عبد اللطي��ف نوري، وأن طلبات��ه لم تكن ترف��ع إلى وزير الدف��اع ليبت فيه��ا، إذ كان��ت دائم��ا تؤجل وتحف��ظ كما مر آنف��ا، يتضح ذلك من هامش وزير الدفاع الذي أب��دى تعاطفه وتقديره لظروف آمر اللواء عبد


اللطيف نوري وبالتالي إب��داء المعاونة المالية له.

أك��د آمر الل��واء عبد اللطي��ف طلبه اإلحالة عل��ى التقاعد بس��بب الم��رض ومنح��ه إجازة مرضية، ج��اء ذلك بالكت��اب المرفوع من مقر قوات الفرات إلى رئاسة أركان الجيش، والذي جاء فيه: ”لقد ألغيت الحركات العس��كرية التي كان من��وي إجراؤها، األمر الذي ال يمنعني من أن أكرر اس��ترحامي لترويج طلبي المقدم سابقا حول إحالتي على التقاعد من أول نيسان 1935

ألسباب صحية“)23(.

وعل��ى الوثيق��ة نفس��ها كت��ب هام��ش بقلم الرصاص: ”بما أنه في النية تحوله إلى مديرية النفوس العامة ال حاجة إلى ترويج هذا الطلب“. وتحت��ه توقي��ع جعفر العس��كري. وأس��فل منه هامش آخ��ر، بقلم حبر أحمر: ”بم��ا أن الموما

إليه صرف النظر عن ذلك يحفظ“)24(.

وعل��ى ضوء ما تق��دم فإن آم��ر اللواء عبد اللطي��ف ن��وري ق��دم طلب��ا لتروي��ج معاملت��ه التقاعدية وألسباب صحية، إال أن وزير الدفاع جعفر العسكري رأى تحويله إلى منصب مدير النفوس العام كوظيفة خفيفة بعيدة عن الحركات ج له معامل��ة تقاعدية العس��كرية لذل��ك لم ت��رووحف��ظ طلب��ه أع��اله بأم��ر من رئي��س أركان

الجيش.

مم��ا الل��واء آم��ر الزم الم��رض أن إال اضط��ره في ش��هر ماي��س 1935 تقديم طلب آخ��ر إلى رئي��س أركان الجي��ش رام فيه منحه إج��ازة مرضية لثالثة أش��هر فضال عن ش��هر واح��د إجازة اعتيادية، متعل��ال بمرضه الذي ال يش��فى إال في أوربا، وجاء بطلبه: ”إن الطبيب

االختصاص��ي في Vittel – هكذا وردت – في فحصه األخير... أوصان��ي بالعودة مرة أخرى لالستحمام وشرب المياه المعدنية ألجل التخلص مرة واحدة من التضخم القليل الموجود في الكبد وإعادة الضغط الدموي إلى حاله الطبيعي، ولما كان موس��م الصي��ف قد بدأ وبدأت مع األس��ف مع��ه االضطرابات المزعجة التي كنت أش��عر فيه��ا في الس��نة الماضية قب��ل االصطياف من وجع رأس ش��ديد وخ��در عام في الب��دن وغير ذلك يجعلني مضط��را لمراعاة توصية الطبيب المذك��ور للذه��اب إل��ى االصطي��اف ومغادرة بغ��داد قب��ل اش��تداد الح��ر وذلك حوال��ي 30/

مايس/1935“)25(.

تلك هي مبررات طل��ب اإلجازة المرضية واالعتيادي��ة وطل��ب أيض��ا بتأجي��ل النظر في عرائضه المقدمة سابقا لإلحالة على التقاعد حتى عودته ”أس��ترحم تأجيل النظ��ر في عرائضي المتقدمة س��ابقا حول طلبي اإلحالة على التقاعد حتى عودتي م��ن االصطياف ووضوح موقفي

ي حينئذ“)26(. الصح

كت��ب رئي��س أركان الجي��ش هام��ش على عريضته – لتب��دي اللجنة الطبية رأيها – وبعد انتهاء إجازته وعودت��ه إلى وظيفته تقدم بطلب آخ��ر إلى وزي��ر الدفاع ف��ي آذار 1936 طلب فيه إجازة مرضية واعتيادية لقضاء الصيف في أوربا كما اعتاد علي��ه، إذ طلب إجازة اعتيادية لمدة ش��هرين)27(، تضاف إلى إجازته المرضية التي س��تمنح له لقضائها خارج العراق للعالج، وج��اء بطلب��ه: ”توقي��ا من االنت��كاس وتخلصا من األوهام وم��ن االضطراب��ات الفكرية التي ال من��اص منه��ا البتة، أس��ترحم م��ن فخامتكم منحي إجازة س��نوية لمدة ش��هرين اعتبارا من


أول نيس��ان 1936 لقضائها ف��ي خارج القطر عالوة على اإلجازة المرضية التي سوف تقرر منحه��ا اللجنة الطبي��ة. ولفخامتكم وافر التعظيم

واالحترام سيدي“)28(.

ن رئي��س أركان الجيش هامش��ه أس��فل دوالطل��ب: ”أؤيد منح��ه اإلجازة الت��ي يطلبها“. وذلك ف��ي 25/آذار/1936، وعليه وافق وزير الدف��اع على منح��ه إجازة مرضي��ة لمدة أربعة أشهر بناء على الكشف الطبي فضال عن إجازة اعتيادية س��نوية أمدها ش��هران: ”وافق فخامة وزير الدفاع على من��ح آمر اللواء عبد اللطيف ن��وري آمر المنطق��ة الجنوبية إج��ازة مرضية لمدة أربعة أش��هر اعتبارا من 6/نيسان/1936 بن��اء على الكش��ف الطبي الصادر م��ن اللجنة المختصة يقضيها في أوربا. ومنح إجازة سنوية شهرين أيضا بعد االنتهاء من اإلجازة المرضية

المذكورة“)29(.

وألج��ل صرف رواتب الفريق عبد اللطيف ن��وري م��دة اإلج��ازة، خاطب��ت وزارة الدفاع مديرية الحسابات العسكرية: ”إن المرض الذي أصي��ب به الفري��ق عبد اللطيف ن��وري والذي منح من أجله إجازة مرضية مدتها أربعة أشهر بموجب كتابنا المرقم 13786 في 1936/4/1، هو ناش��ئ من جراء الخدم��ة الفعليه أمر رئيس أركان الجي��ش باتخاذ م��ا يقتضي حول صرف

راتب الموما إليه“)30(.

ومم��ا يذكر أن س��فر وع��الج الفريق عبد اللطي��ف ن��وري كان على نفقت��ه الخاصة؛ ألن القواني��ن العراقية ال تس��مح بمعالج��ة الضباط خ��ارج الع��راق آن��ذاك عل��ى نفق��ة الحكوم��ة العراقية، إال أن ص��دور أو تعديل قانون خدمة الضب��اط في الجيش المرقم 64 لس��نة 1936،

ال��ذي نص على جواز معالج��ة الضباط خارج القط��ر العراقي على نفق��ة الحكومة عند تحقيق الش��روط الواردة في الم��ادة )13(، والتي تفيد أن يك��ون الم��رض ناتج في الخدمة العس��كرية وم��ن جرائه��ا، مما دفع��ه إلى مخاطب��ة وزير الدفاع في 4/تش��رين األول/1936 بخصوص عالج��ه وس��فره: ”كنت ق��د أصبت في الس��نة 1934 بمرض النزف الدموي في أثناء الخدمة وم��ن جرائها، وكان قد تش��كل في حينه مجلس تحقيق��ي وكان المجل��س المذك��ور قد ق��رر أن إصابت��ي كان��ت من ج��راء الخدم��ة وعلى إثر ذلك تش��كلت هيئ��ة طبية خاصة تحت رئاس��ة الدكتور سندرس��ون وعضوي��ة كل من النقيب هاشم الوتري والطبيب حسن الشرف والطبيب س��ليمان كتخدار، أوصت اللجنة المذكورة بأن أقضي األشهر الصيفية خارج العراق لالستشفاء في مصح��ات المياه المعدنية ف��ي أوربا، وكان ز قان��ون خدمة الضباط في الجيش حينئذ ال يجوالتداوي خارج العراق على نفقة الحكومة، لذلك اضطررت للس��فر إلى أوربا لالستش��فاء على نفقتي الخاصة“)31(. وأضاف: ”... وفي الس��نة الحالية عاودني المرض نفسه وبقيت مدة طريح الفراش، وفي 31/كان��ون ثاني/1936 قررت اللجن��ة الطبي��ة الخاص��ة ض��رورة ذهابي إلى أوربا مجازا بإجازة مرضية، ومن شدة مرضي اضطريت للس��فر إلى أوربا بنية االستشفاء في 6/نيس��ان/1936 قبي��ل ص��دور قان��ون خدمة الضباط للعالج خارج القطر على نفقة الحكومة عند تحقيق الش��روط الواردة ف��ي المادة )13( منه. وأن الشروط المذكورة متوفرة في قضيتي وأن مرض��ي مس��تمر أثن��اء ص��دور القان��ون المذكور، فإني أرجو أمركم بإحالة قضيتي إلى لجن��ة طبية لتأييد ما عرضت��ه أعاله وعرضها


على مجلس الوزراء الموقر التخاذ قرار بجعل أجور مداواتي وسفري على نفقة الحكومة“)32(.

ويب��دو أن تعديل قانون خدم��ة الضباط في ع الفريق عبد الجيش رقم )64( لسنة 1936 شجاللطي��ف نوري مخاطبة وزي��ر الدفاع لعرضه على لجنة طبية أمال في أن تكون معالجته على نفقة الحكومة كما نص التعديل، وعليه خاطبت وزارة الدفاع س��كرتارية مجل��س الوزراء في 15/تش��رين األول/1936 بخص��وص الفريق عبد اللطيف نوري ال��ذي أصابه المرض أثناء لت لجن��ة طبية الخدم��ة وم��ن جرائه��ا، وش��كخاص��ة أوصت بعالج��ه خارج الع��راق، ولما كان��ت المادة )13( م��ن قانون التعدي��ل الثاني لقانون خدمة الضباط في الجيش رقم 64 لس��نة 1936، والمختص��ة بمعالج��ة الضباط خارج العراق عل��ى نفقة الحكومة متوف��رة في قضية الفري��ق عب��د اللطيف ن��وري: ”يرجى عرض هذه القضية على المجلس الموقر للموافقة على احتساب معالجة الفريق عبد اللطيف نوري في ه��ذا الصيف خارج العراق )ف��ي فينة وبرلين(

على نفقة الحكومة وتعريفنا النتيجة“)33(.

وعل��ى ضوء ما تقدم نالح��ظ حجم المعاناة الت��ي مر بها الفريق عبد اللطيف نوري، معاناة الم��رض وش��دته ومعان��اة التوس��ل بالوس��ائل اإلداري��ة الصعبة للوصول إلى مبتغاه في منحه إجازة مرضي��ة تتبعها إج��ازة اعتيادية لقضاء أش��هر الحر في أوربا لالستش��فاء في مصحات المياه المعدنية وعلى نفقته الخاصة التي أرهقته اقتصاديا وأصبح مديونا ال يس��تطيع سداد دينه، وآخ��ر تل��ك المعان��اة س��عى بعد تعدي��ل قانون معالج��ة الضب��اط للحصول على س��فر وعالج

طبي خارج العراق وعلى نفقة الحكومة.

رابعا: مشاركته في إنقالب بكر صدقي 1936م

إن التدقيق في توقيتات ما جرى للفريق عبد اللطيف نوري مؤخرا م��ن أحداث فإنها حدثت في ش��هر تشرين األول من س��نة 1936، وهو ش��هر انق��الب بكر صدق��ي ومش��اركة الفريق عبد اللطي��ف نوري بالحرك��ة االنقالبية، ومن المفي��د أن نذكر ب��أن مبادئ��ه القومي��ة العربية وتاريخ��ه الناص��ع والحاف��ل بخدمات��ه للحركة العربية ومش��اركته في جيش الث��ورة العربية، ومن ثم في الجيش العربي السوري، وتوجهاته الوطني��ة هذا فض��ال عن انع��دام أو عدم وجود أي رابط��ة فكري��ة أو إيديولوجي��ة بين��ه وبين جماع��ة االنق��الب، تؤيد م��ا ذهبنا إلي��ه من أن م��ا جاء بتقاري��ره الطبية ومرض��ه الذي أعياه نفس��يا وماديا، وعدم قدرته على تكاليف السفر واالستش��فاء، وامتن��اع الحكومة من مس��اعدته ودعم��ه مادي��ا، وطلبات��ه المتك��ررة وأس��لوبه االس��تجدائي، ومرارة اإلهمال وعدم االستجابة له، هذا فضال عن مكانته العسكرية فهو من كبار الضب��اط، الرعي��ل األول مثل رئي��س الوزراء ياسين الهاشمي ووزير الدفاع جعفر العسكري، وبه��ذا الخص��وص أورد الس��يد عب��د الرزاق الحسني كتابا مرسل من عبد اللطيف نوري إلى وزير الدفاع جعفر العس��كري في 16/تش��رين األول/1936 يذك��ره بخدمته النبيلة، قائال: ”ال في الجيش الحجازي، وال في الجيش الس��وري وال في الجيش العراقي، لم أرتكب ولم أقامر – ف، وإن ولم أس��كر – ولم أقوم بعمل غير مشر

ناصيتي والحمد هلل بيضاء...“)34(.

تل��ك األس��باب وغيره��ا دفع��ت ب��ه إل��ى اإلنضم��ام إل��ى الحرك��ة االنقالبي��ة أم��ال في حصوله عل��ى منصب وزارة الدف��اع وبالتالي


حصوله على إجازاته المرضية وعالجه خارج العراق بس��هولة وعل�ى نفق��ة الحكومة، أي إنه سعى ليكون في المنصب الذي طمح إليه ليتمتع

بامتيازاته.

مهم��ا يكن من أمر عاد الفريق عبد اللطيف نوري من إجازته وباشر بوظيفته – قائد الفرقة األولى – بتاريخ 5/تش��رين األول/1936)35(، وفي اليوم نفس��ه ص��درت األوام��ر من وزير الدف��اع بتكليف الفريق عبد اللطيف نوري نيابة رئي��س أركان الجيش، إذ جاء باألمر الوزاري: ”بناء على عودة قائد الفرقة األولى الفريق عبد اللطيف نوري من اإلجازة، يتس��لم نيابة رئيس أركان الجيش بدال من أمير اللواء حسين فوزي عالوة على وظيفته نيابة قيادة الفرقة الثانية إلى أن يع��ود الفريق بكر صدقي من اإلجازة، على أن يلتحق آمر منطقة الف��رات أمير اللواء أمين

زكي سليمان بمقر وظيفته“)36(.

وعن��د عودة بكر صدقي من إجازته أصدر وزير الدفاع أمرا بتس��لمه نيابة رئاس��ة أركان الجيش، وج��اء في الكتاب: ”بن��اء على عودة قائ��د الفرق��ة الثاني��ة الفريق بك��ر صدقي من اإلجازة، يتسلم نيابة رئاسة أركان الجيش بدال من قائ��د الفرقة األول��ى الفريق عب��د اللطيف

نوري“)37(.

وذل��ك يعني أن نيابة رئي��س أركان الجيش تس��لم ألقدم ضابط موجود في الجيش العراقي، وعليه تحولت من حسين فوزي ثم عبد اللطيف ن��وري ثم بك��ر صدقي ألن األخي��ر كان يتمتع بإج��ازة، وعند عودته تس��لم نيابة رئيس أركان الجيش ألنه أقدم ضابط في الجيش، وأنه تس��لم ذلك المنصب بمناسبة سفر رئيس أركان الجيش العراقي – طه الهاشمي – إلى إنكلترا لحضور

من��اورات الجي��ش البريطاني في ش��هر أيلول وزيارة بعض المؤسس��ات العس��كرية ثم زيارة جيكوسلفاكيا لإلطالع على الصناعات الحربية

فيها في طريق العودة)38(.

ويذكر أن رئيس أركان الجيش طه الهاشمي أمر قب��ل مغادرته الع��راق الفريق بكر صدقي بحش��د جميع قطعات الجيش ف��ي )قره غان( – جل��والء – والتأهب إلجراء المناورات الكبرى التي اعتاد الجيش القيام بها في تشرين األول من كل عام في منطق��ة بعقوبة وجلوالء وبحضور

الملك ورئيس الوزراء والوزراء)39(.

استغل الفريق بكر صدقي مركزه العسكري الجديد والمناورات العسكرية وباالتفاق مع قائد الفرقة األولى الفري��ق عبد اللطيف نوري، وتم وضع خطة عس��كرية بالزحف بقواتهما باتجاه بغداد ومطالبة حكومة ياس��ين الهاش��مي )17/األول/1936( 29/تش��رين – آذار/1935 باالس��تقالة، وفع��ال ت��م ذل��ك في 29/تش��رين أول/1936 وش��كل حكم��ت س��ليمان وزارته، ح لرئاسة الوزراء من وهو الش��خص الذي رشقب��ل قادة االنقالب، ليب��دأ عهد جديد في العراق ء في��ه الفريق عب��د اللطيف ن��وري وزارة تب��و

الدفاع)40(.

ص��درت إرادة ملكية بتعيينه وزيرا للدفاع، إذ كتب سكرتير مجلس الوزراء إلى الفريق عبد اللطي��ف نوري: ”أم��رت أن أبلغكم أن حضرة صاح��ب الجالل��ة قد أص��در إرادت��ه المطاعة بتعيي��ن معاليك��م وزي��را للدف��اع في ال��وزارة

الجديدة“)41(.

وأعتق��د أن غاي��ة عبد اللطي��ف نوري من مشاركته في الحركة االنقالبية هي الوصول إلى


هذا المنصب ليتخلص من أس��لوبه اإلستجدائي في توسالته بوزير الدفاع ورئيس الوزراء وفي الوقت ذات��ه تتفتح أمامه آف��اق العالج المجاني داخ��ل وخ��ارج الع��راق وأن يتمت��ع بإجازات

مرضية واعتيادية ال معارض لها.

لي��س ذل��ك فحس��ب، بل ت��م تعيين��ه عضو مجل��س األعي��ان العراق��ي في ش��باط 1937، وص��در كتاب مجل��س األعيان إلى الس��يد عبد اللطي��ف ن��وري: ”يس��رنا أن نخبركم بصدور اإلرادة الملكي��ة المرقم��ة 114 والمؤرخ��ة في 21/ش��باط/1937 بتعيين معاليك��م عضوا في مجل��س األعي��ان، نهنئكم ونرج��و أن تتفضلوا ب�الحض��ور في يوم االفتتاح ليس��تنير المجلس

بآرائكم.. ولمعاليكم االحترام“)42(.

ونتيج��ة لم��ا وص��ل إلي��ه م��ن المناصب )242( المرقم��ة الملكي��ة اإلرادة ص��درت ف��ي 16/ماي��س/1937م بترفيع درجة وس��ام الرافدي��ن الممنوح له: ”بن��اء على ما عرضه رئي��س الوزراء ووافق علي��ه مجلس الوزراء بترفي��ع درج��ة وس��ام الرافدي��ن م��ن الن��وع العس��كري الممن��وح إلى عب��د اللطيف نوري وزي��ر الدفاع من الدرج��ة الرابعة إلى الدرجة الثانية. على رئيس الوزراء تنفيذ هذه اإلرادة. كتب ببغداد في اليوم الس��ادس من ش��هر ربيع األول 1359ه� واليوم السادس عشر من شهر

مايس 1937“)43(.

تل��ك وغيرها ما تفتح��ت بها اآلفاق للفريق عبد اللطيف نوري عندما أصبح وزيرا للدفاع وعض��و ف��ي مجلس األعي��ان وترفي��ع درجة ا ما كان م��ن مرضه فقد وس��امه وغيره��ا، أمتم الكش��ف عنه، وليس كالس��ابق بعرضه على لجنة طبي��ة، ومنح إجازة ثالثة أش��هر ولكونه

وزيرا فق��د جاءت الموافقة من رئيس الوزراء حكم��ت س��ليمان ه��ذه الم��رة: ”واف��ق فخامة رئيس الوزراء على من��ح معالي وزير الدفاع الفريق عبد اللطيف ن��وري اإلجازة المرضية لم��دة ثالثة أش��هر الموصى إليه به��ا بموجب الكش��ف الطب��ي المرق��م )229( والمؤرخ في 1937/5/1 عل��ى أن يقضيه��ا خ��ارج القطر العراقي إعتبارا من 1937/6/1، فعليه يرجى

اتخاذ ما يقتضي“)44(.

وخ��الل س��فره وتحديدا ف��ي 20/حزيران انتكس��ت حالت��ه الصحي��ة ودخل المش��فى في باري��س وت��م إخب��ار الحكوم��ة العراقي��ة عن طري��ق المفوضية الملكية العراقية بباريس، إذ ج��اء بكتابها: ”إن الفريق عب��د اللطيف نوري وزير الدفاع قد وص��ل باريس قادما من روما صباح األحد 20/حزي��ران/1937 وفي اليوم نفس��ه أصاب معاليه نزيف داخلي فاضطر إلى دخول المستش��فى العسكري )فال دي عراس( حي��ث أجري��ت ل��ه المعالجة الالزم��ة وغادر معاليه المستش��فى في أول تموز وصحته اآلن حس��نة“)45(. مكث في المستش��فى عشرة أيام، وتلك الحالة إنما فن��دت الرأي القائل بتمارض عب��د اللطيف ن��وري أو أن مرض��ه مصطنع، إذ ال ظه��ور ألي مرض عضوي ممكن التأكد

منه.

ومواكب��ة م��ع األحداث فق��د اغتيل صاحبه قائ��د انق��الب 1936 الفري��ق بك��ر صدقي في 11/أب/1937 ف��ي مدينة الموصل، وعلى إثر ذل��ك طلب رئيس الوزراء حكمت س��ليمان منه االنتق��ال من منصب وزي��ر الدف��اع والموافقة عل��ى تعيينه رئي��س أركان الجي��ش، خلفا لبكر صدقي ”فلم ير عبد اللطيف مناصا من الموافقة


على ذلك“)46(. صدرت اإلرادة الملكية )457( بتعيين��ه رئيس أركان الجيش ”أصدرت إرادتي الملكية بناء على ما عرضه وكيل وزير الدفاع بتعيين عبد اللطيف نوري رئيسا ألركان الجيش على وكيل وزير الدفاع تنفيذ هذه اإلرادة. كتب ببغداد وفي اليوم السابع من شهر جمادي اآلخر سنة 1356ه� واليوم الرابع عشر من شهر أب

سنة 1937“)47(.

وعلي��ه فإن وزارة الدفاع أصبحت ش��اغرة بال وزي��ر، لذا أب��رق رئيس ال��وزراء حكمت سليمان برقية إلى جميل المدفعي، طلب فيها منه الدخ��ول في وزارته كوزير للدفاع خلفا للوزير عب��د اللطيف نوري، فقبله��ا المدفعي وعاد إلى

العراق من سورية)48(.

وبعد أن ظهرت ب��وادر العصيان في مدينة الموصل وبغ��داد واضط��راب األمن وضعف موق��ف حكم��ت س��ليمان ق��دم األخير اس��تقالة وزارت��ه في 17/آب/1937، وفي اليوم نفس��ه ص��درت اإلرادة الملكية بتكليف جميل المدفعي بتش��كيل ال��وزارة الذي بدأ عمل��ه بإحالة العديد من الضباط القادة على التقاعد تنفيذا لمبدأ أبعاد

الجيش عن السياسة)49(.

ومن بي��ن أولئ��ك الضب��اط المحالين على التقاعد الفريق عبد اللطيف نوري، إذ صدرت اإلرادة الملكي��ة )472(، والت��ي ج��اء فيه��ا: ”أصدرت إرادتي الملكية بناء على ما عرضه وكيل وزي��ر الدفاع بإحالة الفريق عبد اللطيف ن��وري على التقاعد وفق��ا للفقرة )د( من المادة الثالثة من قانون التقاعد العس��كري 32 لس��نة 1937 عل��ى وكي��ل وزي��ر الدفاع تنفي��ذ هذه اإلرادة. كتب ببغداد في اليوم الثاني عش��ر من ش��هر جمادي اآلخر س��نة 1356ه��، واليوم

التاسع عشر من ش��هر آب سنة 1937م“)50(. ومن المعل��وم أن الفقرة )د( من الم��ادة الثالثة تعن��ي باإلهمال والتقصي��ر وتعني الطرد أكثر من اإلحالة على التقاع��د، وما يؤيد ذلك كتاب وزارة المالية المرس��ل صورة منه إلى ش��عبة الخزين��ة المركزي��ة، وفيه: ”بن��اء على فصل الفريق الس��يد عب��د اللطيف ن��وري من خدمة الجي��ش وفق��ا للفق��رة )د( من الم��ادة )3( من قانون التقاعد العس��كري/1937 وقطع عالقته من منصبه األخي��ر في تاريخ 19/آب/1937 بع��د الظه��ر، فق��د صادقنا عل��ى منح��ه راتبا تقاعدي��ا عس��كريا ق��دره )50,000 خمس��ون دين��ارا( ش��هريا اعتبارا م��ن 30/آب/1937 بموجب قانون التقاع��د المرقم 5886/5910

المرسل إليكم طيه“)51(.

إن خدم��ات الس��يد عب��د اللطيف نوري، في جي��وش أربعة دول هي الدول��ة العثمانيه ودول��ة الحج��از والمملكة العربية الس��ورية والمملك��ة العراقية، مع ض��م الحرب )خدمة مضاعف��ة بس��بب الح��ركات( بلغت )428( ش��هرا اس��تحق عنها راتبا تقاعديا قدره )50 خمسون دينارا( ش��هريا اعتبارا من 20/آب

ع��ام 1937)52(.

وبذلك انته��ت عالقته بالجيش، وفي مايس 1941 وعل��ى إث��ر دع��وة ضب��اط االحتي��اط آن��ذاك، قدم عبد اللطيف ن��وري عريضته إلى قنص��ل الع��راق العام في دمش��ق، ج��اء فيها: ”عطفا على بيانكم حول دعوة ضباط االحتياط إلى العراق أقدم بهذا التقرير الطبي عن حالتي الصحية في الوقت الحاضر فأرجو تقديمه إلى محل اإليجاب.. ودمتم“)53(. وأرفق بالعريضة أع��اله تقري��را طبي��ا ص��ادر م��ن مستش��فى


الس��ادات في دمشق، ش��ارع القمر، ومما جاء بالتقري��ر الطب��ي: ”لقد أج��رى لمعالي الفريق المتقاعد الس��يد عبد اللطيف نوري عملية نزع المعدة gonhe chamce في مستش��فانا وبعد ال يزال مقيما فيه بدور النقاهة ويحتاج للراحة والمالحظية الطبية مدة ال تقل عن س��تة أشهر م��ن تاريخ أدناه، وبناء عل��ى طلبه أعطي هذا

اإلشعار“)54(.

أرس��لت القنصلي��ة العراقي��ة ف��ي دمش��ق عريضة وتقرير عبد اللطيف نوري إلى وزارة الخارجي��ة العراقية التي أرس��لتها بدورها إلى وزارة الدفاع العراقية بكتاب رسمي، جاء فيه: ”عطف��ا على دع��وة ضباط االحتي��اط نقدم طيا ص��ورة عريضة الفري��ق المتقاعد الس��يد عبد اللطي��ف نوري مع أصل التقرير الطبي المرفق بها لإلطالع“)55(. أجابت وزارة الدفاع العراقية بع��د اإلط��الع عل��ى التقري��ر الطب��ي مخاطبة القنصلية الملكية العراقية في دمش��ق: ”إش��ارة إل��ى كتابك��م المرق��م 93/1/4 والم��ؤرخ ف��ي 1941/5/12 المعنون إل��ى وزارة الخارجية، يرجى تبليغ الفريق المتقاعد الس��يد عبد اللطيف نوري بعدم احتياج هذه الوزارة إلى خدماته في

الوقت الحاضر“)56(.

وأخي��را، فإن مرض الفري��ق عبد اللطيف ��ه في أتون نوري كان الس��بب الرئيس��ي لزجاألمور السياس��ية وتحالفه مع بكر صدقي، قائد انق��الب 1936 فيم��ا بعد، ضد وزارة ياس��ين 29/تش��رين – )17/آذار/1935 الهاش��مي أول/1936( ذات التوجه��ات القومي��ة، وهي المب��ادئ الت��ي آمن به��ا عبد اللطي��ف نوري، إذ دل��ت فص��ول حياته عل��ى إيمان��ه الصادق بمب��ادئ األم��ة العربية، وجس��د تل��ك المبادئ

عمليا في مش��اركته الفعلية في صفحات الثورة العربي��ة وقتاله ضد األتراك أمال في الحصول عل��ى المبتغى القومي للع��رب، هذا فضال عن مش��اركته الفعلي��ة في جيش الحكوم��ة العربية الس��ورية، وش��هد له جميع رفاق السالح معه وأصدقائه باتزان ش��خصيته وصدق عروبته، وأن جميل المدفعي عندما س��مع بمشاركة عبد اللطيف نوري بانق��الب بكر صدقي لم يصدق ذل��ك، وق��ال: من المس��تحيل أن يش��ترك عبد

اللطيف في مثل هذه الحركة.

إال أن ظرفه الخاص بتدهور حالته الصحية وحاجت��ه للم��ال للعالج خ��ارج الع��راق أثرت س��لبا على أوضاعه اإلقتصادي��ة واإلجتماعية والنفس��ية، مما دفعه إلى التغاض��ي عن مبادئه القومية واإلش��تراك باإلنقالب لترميم وإصالح ظروف حيات��ه الخاصة، اس��تمر معه المرض حتى بعد خروجه م��ن الجيش، وآخر عهدنا به الوثيقة األخيرة في مايس 1941، إذ كان عالجه في س��وريا وبس��بب مرضه وعالجه لم يستطع اإللتح��اق بالجي��ش العراقي عن��د دعوة ضباط االحتياط لاللتحاق في حركة مايس1941 لقتال

البريطانيين.


الهوامش وثائق عسكرية )و.ع.(، اإلضبارة المرقمة )19(، ( 1)

إضب��ارة الفري��ق عبد اللطيف ن��وري، رقم الوثيقة )104( و )310(؛ وزارة الدف��اع العراقية، تاريخ القوات المس��لحة العراقية، )بغداد، 1986(، ج1،

ص223.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 2) .)104(

المرجع نفسه.( 3)


المرجع نفس��ه، رقم الوثيقة )326(؛ وزارة الدفاع ( 5)العراقية، المرجع السابق، ص163.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 6).)196(

المرجع نفسه، رقم الوثيقة )268(.( 7)








المرجع نفس��ه، كتاب المستش��فى الملك��ي المرقم ( 15))3242( في 1934/9/26.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19( رق��م الوثيق��ة ( 16))193(، الغزالني: معسكر بجوار مدينة الموصل،

وأعتقد أنه ال زال قائما كمعسكر تدريبي للجيش.

العريض��ة واردا ( 17) أخ��ذت نفس��ه، وق��د المرج��ع ف��ي الرق��م )3988( تح��ت الدف��اع ف��ي وزارة

.1934/11/13

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 18).)160(

المرجع نفس��ه، رقم المطالع��ة )30425( في 6/( 19)تش��رين الثان��ي/1934، وأعتق��د أن التاري��خ 16

تش��رين الثاني وليس 6 منه، ألن الطلب مقدم في 7 تشرين الثاني، والوارد في 13 منه.


و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، الوثيق��ة غي��ر ( 21)مرقمة، كت��اب مديري��ة اإلدارة المرقم )120( في

.1935/4/11

ف��ي ( 22) أع��اله الهام��ش تاري��خ نفس��ه، المرج��ع .1935/4/2

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 23))171(، كتاب مقر قوات الفرات إلى رئاسة أركان

الجيش المرقم )113( في 1935/4/5.





المرجع نفسه، رقم الوثيقة )228(. ( 28)

المرق��م ( 29) الدف��اع وزارة كت��اب نفس��ه، المرج��ع )13786( في 1936/4/1.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 30)ف��ي )267( الدف��اع وزارة كت��اب ،)247(

.1936/7/21

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 31)ف��ي )4153( الدف��اع وزارة وارد ،)256(

.1936/10/4


و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 33))264(، كت��اب وزارة الدف��اع )2683( ف��ي 15/مجل��س س��كرتير إل��ى األول/1936، تش��رين

الوزراء.

الحسني، عبد الرزاق، تاريخ الوزارات العراقية، ( 34)ج4، ص ص192-193؛ ال��دوري، ح��ازم مجيد أحمد، الضباط العراقيون وتأس��يس الدولة القومية،

)لندن، 2012(، ص ص259-258.

و.ع.، اإلضبارة المرقم��ة )19(، إضبارة الفريق ( 35)


عب��د اللطيف ن��وري، رقم الوثيق��ة )255(، كتاب الفرق��ة األول��ى )6538( ف��ي 1936/10/5 إلى

مدير اإلدارة.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، كت��اب وزارة ( 36)الدفاع )2574( في 1936/10/5.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، كت��اب وزارة ( 37)الدفاع )2688( في 1936/10/10.

وط��ه ( 38) ص195. الس��ابق، المرج��ع الحس��ني، الهاش��مي ش��قيق رئيس ال��وزراء العراق��ي آنذاك ياسين الهاش��مي. وصفه صالح الدين الصباغ بأنه ش��ريف النس��ب عربي المبدأ له الفضل في تأسيس الجيش العراقي وكان رئيس أركان الجيش خمس��ة عش��ر عام��ا حتى انق��الب بكر صدقي، ث��م أصبح وزيرا للدفاع ثم رئيس للوزراء عام 1941. ينظر: الصباغ، صالح الدين، مذكرات، ص ص20-19.

المفتي، حازم، العراق بين عهدين ياسين الهاشمي ( 39)وبكر صدقي، )بغداد، 1990(، ص87.

الحربي، عالء جاسم محمد، رجال العراق الملكي، ( 40))لندن، 2004(، ص ص216-215.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 41))266(، كتاب سكرتير مجلس الوزراء )39119(

في 1936/10/31.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 42))267(، كت��اب مجل��س األعي��ان المرقم )32( في

21/شباط/1937.


.1937/5/19

و.ع.، اإلضب��ارة المرقمة )19(، الوثيقة )286(، ( 44)كتاب وزارة الدفاع )14947( في 1937/5/24.

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 45))289(، كت��اب المفوضي��ة الملكي��ة العراقي��ة في باري��س الرقم 3/3/326 ف��ي 2/تموز/1937 إلى

وزارة الخارجية العراقية.

ج4، ( 46) العراقي��ة، ال��وزارات تاري��خ الحس��ني، ص328.


.1937/8/15

الحسني، تاريخ الوزارات العراقية، ج5، ص5. ( 48)

المرجع نفسه، ص14. ( 49)

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 50))397(، كتاب وزارة الدفاع المرقم )24529( في

.1937/8/22

و.ع.، اإلضب��ارة المرقم��ة )19(، رق��م الوثيق��ة ( 51)ف��ي )5623( المالي��ة وزارة كت��اب ،)326(

.1937/9/22



المرجع نفسه، رقم الوثيقة )336(، تاريخ التقرير ( 54)11/مايس/1941.

المرجع نفسه، رقم الوثيقة )337(، كتاب القنصلية ( 55)العراقي��ة العامة – دمش��ق – المرق��م 93/1/4 في 1941/5/12، كت��اب وزارة الخارجي��ة العراقي��ة ف��ي ف6697/100/80/1457/1 المرق��م

.1941/5/26

المرجع نفس��ه، رقم الوثيقة )339(، كتاب وزارة ( 56)

الدفاع 9751/4/1/10 في 27/أيار/1941.


Abstract:

Lieutenant-General Abdul Latif Noori was and Iraqi officer who

had an Arabic national orientations. He served in armies of four countries: The Ottoman State, Al- Hijaz Kingdom, Syrian Arab Government, and the Iraqi Kingdom. He had a strong military personality and he was liked by his colleagues. He believed in the principles of the Arabic Nationality. He joined the Iraqi Army in 1921, and he gradually assumed positions and military ranks until he became a Lieutenant-General, which is the highest rank in the Iraqi Army. He suffered the blood hypertension and its complications due to the service when he was a Division Commander in 1943. The Iraqi Medical Committee decided to send him abroad for treatment, but the rules of the army did not allow expense, which cost him a lot of money; most of it was borrowed from his friends and relatives. Due to the need for traveling every year, the Lieutenant-General lived in a dilemma of sick leaves and for money, and he did not receive and response from his bosses.

As he was of the first generation of the Iraqi officers, like the Ministry

of Defense and the Prime Minister, he looked forward to assume the position of the Secretary of Defense so that he can enjoy the material and immaterial privileges of the position. Thus, his ambitions met with ambitions of the Lieutenant-General Bakr Sidqi, who had a regional country orientations, so they worked together to throw down the Hashemite Ministry of Yasin, which had an Arabic national orientations. There was no intellectual and ideological agreement in the principals of the two Lieutenant-Generals. They only had common ambitions and interests in spite of the opposite orientations they had.

The research references are mostly taken from the Directorate of the Iraq Military Documentations )unpublished(. The research shows obviously the Lieutenant-General›s sufferings to get money and sick leaves for treatment, which is mentioned in details in this research, especially after the coup and assuming the position as the Iraqi Minister of Defense in 1936 and enjoying the privileges of this position.

General Abd al-Lateef Noori and Baker Sedki’s revolution in 1936 Dr. Youssif Sami

Dr. Hazim Majeed Ahmed al-Doori

131 ل ةعملل ةداومنشل ضاولا ل أولاء لادا

ة المعهد اللبنانية )1945 - 1948( مجلدراسة تاريخية

أ.م.د. مجيد حميد عباس الحدراوي)*(

)*( جامعة الكوفة / كلية اآلداب

المقدمةإن دراس��ة الصحف بش��كل عام، واللبنانية منه��ا على وج��ه التحدي��د موضوع ف��ي غاية األهمي��ة للباحثي��ن في التاري��خ المعاصر؛ ذلك ألنه��ا تس��اعد الباحث ف��ي تحدي��د االتجاهات الفكري��ة والثقافي��ة واإلجتماعي��ة والسياس��ية، وتوف��ر تغطية مباش��رة لألح��داث والتطورات المختلفة وموقف الرأي العام منها، وبشكل يكاد يكون يوم��ي، وتعبر عن وجهة نظرها من تلك األح��داث والتط��ورات، وهي ال ب��د وأن تمثل بصورة مباش��رة أو غير مباش��رة اتجاها فكريا ل أو ثقافيا أو إجتماعيا أو سياسيا، وبالتالي تشكانعكاسا حقيقيا لالتجاهات الفكرية أو الثقافية أو

الطائفية أو السياسية السائدة.

المنطل��ق – دراس��تنا تأت��ي – م��ن ه��ذا لموضوع )مجلة المعهد اللبنانية 1948-1945 دراس��ة تاريخية( لصاحبها ورئي��س تحريرها السيد جعفر عبد الحسين شرف الدين، بوصفها

مثل��ت اتجاها فكريا وثقافي��ا عبرت عنه المجلة في مرحل��ة انتقالية حرجة من تاريخ لبنان، فقد جاء صدورها بعد عامين من نيل لبنان استقالله ف��ي تش��رين الثاني م��ن ع��ام 1943، وكانت »المعه��د« ش��اهدا وموثق��ا لكثير م��ن أحداث الواقع اإلجتماعي والسياس��ي ولخطوات التعثر األولى لدولة االستقالل اللبنانية في الخروج من قي��ود عهد االنتداب ومنها على س��بيل المثال ال الحص��ر، بقاء المناهج الدراس��ية الموروثة من عه��د االنتداب على حالها دون أن يطالها تغيير جوهري، فيما اس��تمر األس��لوب الفرنس��ي في حكم لبن��ان والمتمثل باس��تغالل الفكر الطائفي والديني والسياسي، إلثارة الصراع بين شركاء

الوطن من فترة ألخرى.

رص��دت المجلة نقاط الخلل أعاله وغيرها وحاول��ت إصالحها بأس��لوب جدي��د نوعا ما، فق��د اختصت بالثقافة ونأت بنفس��ها عن تناول الش��أن السياسي بش��كل مباش��ر، وتبنت منهج


اإلصالح م��ن خ��الل التربية والتعليم؛ لنش��ر العلم والمعرفة وتوسيع قاعدة الثقافة العامة في المجتمع على أس��س صحيحة تس��اعد في بناء مجتمع لبناني قادر على تجاوز حالة االختالف بس��بب التن��وع الدين��ي والمذهب��ي والقومي، واعتق��دت »المعهد« أن هذا البن��اء المجتمعي يمك��ن تحقيقه بالتربي��ة والتعليم، إذ وجدت فيه أس��اس تقدم لبنان وتطوره في مختلف الميادين وعدت��ه خير س��الح لالنتق��ال بلبنان م��ن حالة االختالف والطائفية السياسية إلى حالة التوافق

واالستقرار والتعايش السلمي.

مث��ل ما تق��دم مس��وغات علمي��ة الختيار مجلة »المعه��د« عنوانا لبحثنا هذا، خصوصا وأن المجلة لم يس��بق ألحد الباحثين دراس��تها من قبل بحسب معلومات الباحث، وقد تكونت الدراس��ة م��ن ه��ذه المقدمة وخمس��ة مباحث وخاتم��ة: اختص األول بتقديم س��يرة موجزة لصاح��ب المجل��ة ورئي��س تحريره��ا الس��يد جعفر ش��رف الدين، فيما عالج المبحث الثاني نش��أة مجلة المعهد ومس��يرتها، وبين الباحث ف��ي المبحث الثالث معالجات المجلة في ميدان التربي��ة والتعليم، وجاء المبحث الرابع خاصا بآراء المجل��ة ومواقفه��ا اإلجتماعية، وتناول المبح��ث الخام��س معالج��ات المجل��ة الثقافية

والفكرية.

شكلت أعداد المجلة خالل سنوات صدورها األربع��ة والبال��غ عدده��ا )33( ع��ددا العمود الفق��ري لمص��ادر البحث فضال ع��ن مصادر أخرى مس��اعدة ت��م إثباتها جميع��ا في هوامش

البحث وقائمة المصادر.

المبحث األول: سيرة موجزة للسيد جعفر شرف الدين )1920-2001( صاحب »المعهد« ورئيس

تحريرهاول��د الس��يد جعفر بن الس��يد عبد الحس��ين ش��رف الدي��ن)1( ف��ي بل��دة ش��حور)2(، التابعة لمدين��ة صور)3( جنوب لبنان ع��ام 1920م)4(، وأول تعلي��م تلقاه منذ نعومة أظفاره كان على يد والديه، حيث تولياه بالرعاي��ة واالهتمام، فكان وال��ده يوق��د في ذهنه فض��ال عن تعالي��م الدين والقيم اإلس��المية األصيلة مبادئ اللغة العربية وعلومه��ا، وكانت والدته تزقه على حد تعبيره: »محب��ة هللا ونبي��ه وقرآن��ه ورف��ض المحتلين والمش��بوهين والتعل��ق بالوط��ن، وتقف طويال عن��د ذكر أهل البيت ألنهم قدوتنا في الدنيا وفي اآلخرة، وكثيرا ما كانت تتغنى بش��عر الفرزدق والكمي��ت ودعبل في مدحه��م، وكثيرا ما كانت تغص بدمعها حين تصل إلى األبيات التي تأتي

على مآسيهم ومعاناتهم«)5(.

أثر هذا الجو األس��ري التربوي في تش��كيل ا بلغ مالمح شخصيته األدبية واإلجتماعية، ولمالس��ابعة من عمره درس مب��ادئ اللغة العربية وحف��ظ القرآن والحس��اب في كتاب الس��يد نور الدين األخوي ف��ي صور خالل المدة )1927-1932()6(، ثم انتقل بعدها إلى المدرسة الرسمية في صور بدء من تش��رين األول 1932 وحتى حزي��ران من عام 1938، إذ درس فيها اللغتين العربية والفرنسية فضال عن الكيمياء والفيزياء والتح��ق الفرنس��ية)7(، باللغ��ة والرياضي��ات في تش��رين األول م��ن عام 1938 بالمدرس��ة الجعفرية التي أسس��ها والده السيد عبد الحسين ش��رف الدي��ن)8( في الس��نة نفس��ها، وف��ي عام 1942 انتس��ب إلى الكلية الشرعية في بيروت،


ونظ��را لتفوقه في االمتحان الع��ام الذي أجرته إدارة الكلي��ة له ونجاحه بتف��وق في االمتحانات الالحقة فقد س��لمته إدارة الكلية في حفل إعالن نتائ��ج االمتحان��ات »ش��هادة مميزة عن س��ائر ش��هادات الط��الب إنه��ا ش��هادة التخ��رج«)9(. وبع��د لقاء جم��ع المترجم له م��ع الدكتور فؤاد أفرام البس��تاني رئي��س معهد اآلداب الش��رقية ف��ي بيروت، التحق الس��يد جعفر بمعهد اآلداب ف��ي بيروت وتتلمذ مدة ش��هرين عل��ى الدكتور البس��تاني، وبعد اطالع األخير على ملخصات الس��يد جعفر ومحاضراته، ق��ال له: »أنت منته ة م��ن هذا المقرر فاحضر غ��داة الغد فإنها حصز على الصف النهائ��ي«، وكان البس��تاني يركاس��تدعائه لمكتبه لزيادة المتابعة واالهتمام به، وقب��ل نهاية الش��هر الثاني من انتس��ابه للمعهد

تخرج منه بنجاح)10(.

مم��ا تق��دم يتبي��ن أن دراس��ته ف��ي الكلي��ة ونيل��ه الش��رقية اآلداب ومعه��د الش��رعية شهادتيهما اس��تغرقت أربعة أشهر، وقد ال يبدو األمر مس��تغربا إذا ما عرفنا الرعاية التي نالها من قبل على يد أبيه، ولنا أن نتصور المس��توى التعليم��ي الذي بلغه حتى اختصر حوالي س��تة

سنوات منهجية بأربعة أشهر)11(.

عاد إلى مس��قط رأس��ه صور بعد أن أكمل تعليم��ه بنج��اح، وعم��ل معلم��ا في المدرس��ة الجعفرية لم��ادة اللغة العربية، وممثال ألبيه في س��ها أن جهازه��ا اإلداري، والتي أراد لها مؤستخ��رج جبل عامل)12( م��ن عزلته وقبوعه وفق خط��ة حكيمة تمس��ك على البل��د كرامته الدينية والقومية في جيله الناشئ، فتقوم بتربية التالميذ تربية مس��تقلة بأهدافها وأخالقها ومثلها، تحمل مع العلم م��ا تحمله المدارس العصرية، وتمتاز

اإلس��المية)13(، وال��روح العربي��ة بالحفيظ��ة وبذل��ك تتصدى للتيار الغرب��ي الداهم والمتمثل ��س بالم��دارس األجنبي��ة بحس��ب تعبي��ر مؤسالمدرس��ة الس��يد عبد الحسين ش��رف الدين، إذ يق��ول ما نصه: »لقد خدعت أمتنا العزيزة حيث أرادت اس��ترجاع مجدها بتعليم ناشئتها فدفعتهم إلى أحض��ان تلك الم��دارس، فأضاعت مجدها عل��ى وجه آخر ه��و أتقن وأب��رع؛ إذ تخرجوا

جنودا علينا وعلى مقدسات مبادئنا«)14(.

تولى الس��يد جعفر إدارة المدرسة الجعفرية ف��ي الع��ام الدراس��ي )1943-1944( وذل��ك لوضع األهداف آنفة الذك��ر موضع التنفيذ)15(، فاس��تطاع أن يطوره��ا إل��ى مدرس��ة ثانوي��ة ،)16()1947-1946( الدراس��ي الع��ام ف��ي د جواد ونظ��را لجهوده تلك وصفه الش��يخ محم)1322-1400ه��/1904-1979م( مغني��ة بأن��ه: »باع��ث النهض��ة العلمي��ة ف��ي ص��ور وملحقاته��ا«)17(، يوم كانت الدراس��ة في صور والجن��وب بش��كل ع��ام مقتص��رة على القس��م اإلبتدائ��ي فقط في جمي��ع المدارس، باس��تثناء مدرستي المقاصد اإلسالمية والفنون األمريكية

في صيدا)18(.

اعتقد السيد جعفر بأن إصالح أوضاع لبنان تبدأ م��ن المدرس��ة، ولكن أية مدرس��ة؟ وعلى أي منهاج تس��ير؟ ومن ه��ذا المنطلق حدد نقاط الضعف في الواقع التربوي والتعليمي اللبناني، حي��ث قال ما نصه: »إننا في لبنان نرمي أبناءنا بأحض��ان ليس فيها دفء لبن��ان، وبين جدران لي��س عليها طاب��ع لبنان، إننا نغ��رس النبتة في تربة غير لبنانية، فتنمو النبتة ش��جرة تغرق في أص��ول غير أصولنا، وتع��رش في فروع غير فروعن��ا«)19(، تلك هي حكاية النشء في لبنان،


وهي نفس��ها حكاية االتجاهات المتضاربة التي يعيش��ها لبنان. ذل��ك أن الجيل لم يتعلم في منهج واح��د، وإنما توزعته مناه��ج غريبة عن البيئة اللبناني��ة، غريب��ة فيما بينها، مناهج مس��توردة غازية على حد وصفه، ورأى أن هذا النوع من التعلي��م في لبنان يمثل مع��وال لهدم كيان لبنان، وللخروج من هذا الواقع ال بد من إصالح مناهج التعلي��م في المدارس اللبنانية: »منهاجا ينبع من أرضن��ا ويحمل طابعن��ا، منهاجا يلبن��ن الجيل ويطه��ره من رج��س األجنبي، منهاج��ا يقرب الجيل ويعتقه من هذه الرطانات، منهاجا يصنع الجي��ل بمصنع وطني فإذا هو لون واحد، وفكر واحد، وهوية واحدة، يق��ف على قدميه بطابعه الوطني الواحد، فال يهزه مقال أو تصريح، وال

يلعب بأعصابه هتاف أو تلميح«)20(.

اش��ترك الس��يد جعفر في تأس��يس عدد من الجمعي��ات الخيري��ة في مدينة ص��ور، أبرزها جمعي��ة البر واإلحس��ان التي تأسس��ت في عام 1948 وتول��ى إدارتها، وقام��ت بأعمال كثيرة أهمه��ا تأس��يس مدارس ف��ي الق��رى النائية بلغ عددها حتى عام 1959 أربع عش��رة مدرس��ة إبتدائية مجانية)21(. انتخب الس��يد جعفر ش��رف الدين نائبا في مجلس النواب اللبناني ممثال عن صور لثالث دورات متوالية )1972-1960(، وكان في أول حديث له تحت قبة المجلس النيابي وبحضور رئيس الحكومة وأعضائها وضع فيه النقاط على الحروف، ومارس الحق الذي أعطاه إياه الش��عب على حد تعبيره، وأضاف ما نصه: »لم ندخل الندوة لنكون أخشابا مسندة نمنح الثقة العمي��اء أو نع��ارض المعارضة البت��راء«)22(. وعرض باألرقام معان��اة مدينته صور والقرى التابعة لها ف� »صور عطش��ى في عصر اآللة، يش��رب البحر مياهها الطبيعي��ة العذبة، مظلمة

ف��ي عصر الكهرب��اء، والكهرباء بين س��حرها ونحرها ع��ن يمينها وش��مالها، ومنطقة صور بع��د ذل��ك دون طرقات في عص��ر البولفار)23( واألوتوس��تراد)24(. إن المري��ض يموت قبل أن ا عن واقعها يصل إلى طريق الس��يارة«)25(، أمالتعليمي، ف� »ال مدرسة رسمية ثانوية في طول المنطقة وعرضها، والم��دارس اإلبتدائية فإنها زرائب إن وج��دت، وذات معلم واحد لكل مائة تلمي��ذ، وفي بعض القرى لكل مائة وخمس��ين، ومع ذلك فإن )41( قرية من أصل )65( ال تزال محروم��ة من المدارس ولو ذات المعلم الواحد. إن في منطقة صور أيها الس��ادة )8172( طفال بين السادسة والثانية عشرة بينما عدد المعلمين حت��ى اآلن، واحد وثالثون معلما فقط، فهل هذا من إنصاف المناطق المحرومة، وإذا كان غير

ذلك فدلونا عليه في الموازنة الجديدة«)26(.

وسعى لتحس��ين أوضاع التعليم في مدينته، وتقدم إلى وزارة التربية بدراسة تتعلق بمعالجة األوض��اع واس��تطاع خ��الل مدة نيابت��ه والتي ��م المدارس دام��ت اثنتي عش��رة س��نة أن يعمالحكومي��ة ف��ي جميع ق��رى ص��ور)27(، وعلى م��دى ث��الث دورات نيابية طرح الس��يد جعفر ش��رف الدين في المجل��س النيابي ما تيس��ر له الية، م��ن القضايا اإلجتماعي��ة والثقافي��ة والعموعارض ما تسنى له من المشاريع التي ال تخدم الن��اس، وتقدم إلى الحكومات المتعاقبة بأس��ئلة واس��تجوابات اعتقد السيد جعفر أنها من صميم

مصلحة الوطن والمواطنين)28(.

مؤلفاته:اش��تغل السيد جعفر ش��رف الدين بالتأليف، وأنج��ز مجموعة م��ن الكتب المتنوع��ة ما بين مطب��وع ومخطوط، وأب��رز مؤلفاته المطبوعة


والمخطوطة، ما يأتي:

خلفي��ات ف��ي دراس��ة الطـــف( )أدب ومضاعفات مأس��اة كرب��الء، وأثرها في الفكر الش��يعي والثورات اإلس��المية. كتب��ه في العام 1942؛ )مـــن هنا نبدأ جبـــل عامل من لبنان( تحدث فيه عن إهمال الحكومات المتعاقبة لجبل عامل بما فيها حكومات عهد االس��تقالل، صدر الكتاب في ع��ام 1961؛ )حرب رمضان حرب الغفران( كتاب أصدره سنة 1973، تحدث فيه ع��ن انتصار العرب في حرب تش��رين 1973 على إسرائيل؛ )جذور الثورة اإلسالمية( صدر في عام 1979 وأعيد طبعه ثالث مرات، عالج فيه موضوع الثورة اإلس��المية في إيران بقيادة السيد الخميني؛ )الموســـوعة القرآنية( )12( مجل��د؛ كت��اب مخطوط بعنوان: )الموســـوعة األدبية اللغويـــة( )12( مجل��د)29(؛ فضال عن مقاالته األدبية والسياسية المنشورة في الصحف

والمجالت اللبنانية.

ة المبحث الثاني: نشأة مجلالمعهد ومسيرتها

ش��هد لبنان بس��بب الحرب العالمي��ة الثانية )1939-1945( وتداعياته��ا أحداث��ا سياس��ية الس��لبي عل��ى تأثيره��ا له��ا كان كبي��رة)30(، الواقعي��ن اإلقتصادي واإلجتماعي)31(، حتى أن إص��دار مجلة في ظل تلك األوضاع كان بمثابة »إعجوب��ة« بحس��ب تعبي��ر أح��د المعاصرين ال��ذي وصف األيام التي عاش��تها الصحافة في تل��ك المرحل��ة ب� »األي��ام الس��وداء«)32(، وفي غم��رة األزم��ات الصحفي��ة، »أزم��ة ال��ورق وأزم��ة األقالم الحرة« التي توارت من جرائها صحف عن األنظار، وتحطمت واختفت وجوه صحفية بارزة)33(، صدر في مدينة صور العدد

األول م��ن مجلة المعهد بتاريخ 15 ش��باط من عام 1945)34(، وهي مجلة ش��هرية بعش��رين صفحة، أبعادها )25سم×20سم(، وكانت خطة اإلصدار فيها تقوم على أساس أنها مجلة نصف ش��هرية، بحس��ب ما أعلنته على واجهة عددها األول)35(، إال أن الص��دور عل��ى ه��ذا النحو لم ير الن��ور، فعدد المجلة الثاني صدر بعد ش��هر من تاريخ صدور العدد األول، وكانت المشكلة المادي��ة هي الس��بب الذي دعا رئي��س التحرير إلى تعديل خطة اإلصدار من عددين في الشهر الواح��د إلى عدد واحد، مع زيادة أربع صفحات ف��ي كل عدد ليصب��ح مجموع صفح��ات العدد

الواحد )24( صفحة.

اس��تمرت المجلة طيلة مدة صدورها تعاني من المشكلة المالية والتي كانت عقبة كبرى في طريق انتظام صدورها، وكادت أن تحجبها عن الصدور بعد خمس��ة أعداد ص��درت منها فقط، لوال المساعدة المادية التي تلقتها من المهاجرين، فقد أش��ار رئيس التحرير في العدد السادس من الس��نة األولى الص��ادر بتاريخ تش��رين األول 1945، إلى هذه القضي��ة التي واجهتها المجلة بم��ا نص��ه: »ويبق��ى }المعه��د{ ثالثة ش��هور كام��الت يتضور حتى جاء يوم أحس بيد رقيقة رفيقة توقظه... وهل ينقذ المش��اريع إال الشباب المهاج��ر، نعم إن هذه اليد الس��محة انبرت من وراء البح��ار فأيقظت المعهد بع��د أن عجز أو

تعاجز عن إعانته قومنا..«)36(.

اعتم��دت المجل��ة ف��ي تمويله��ا فضال عن المس��اعدات على اش��تراكات المش��تركين فيها وحددت ثمن االش��تراك الش��هري ف��ي المجلة ا االشتراك ب�)50( قرشا لبنانيا عن كل عدد، أمالس��نوي فبل��غ )550( قرش��ا لبناني��ا)37(، وفي


س��نتها الثانية ص��ار اش��تراكها الس��نوي )6( ليرات لبنانية، فيما بقي ثمن اش��تراكها الشهري ثابت��ا دون تغيي��ر، واس��تمر كذل��ك حت��ى آخر أعداده��ا)38(. ومع أن اإلعالن��ات في الصحف ل م��وردا مهما من م��وارد التمويل إال أن تش��كل موردا ذا اإلعالنات في مجلة المعهد لم تش��ك

أهمية بالنسبة للمجلة.

��ح صاحبها ��ا ع��ن اس��م المجل��ة فيوض أمورئيس تحريرها أن اسم مجلته لم يأت اعتباطا وإنم��ا تم اختياره بعد عناية وتمحيص اش��ترك ف��ي انتقائ��ه »مئ��ات م��ن األس��اتذة والطالب يت باس��م اختارته آنس��ة والطالب��ات، وقد س��مم��ن المعلمات«)39( وه��و »المعهد«، التي جاء في ترويس��تها بأنها: »مدرس��ة س��يارة تطوف على الم��دارس«)40(، يعدها نخب��ة من المثقفين والمثقفات ويخرجها جعفر شرف الدين بوصفه صاحبها ورئيس تحريرها، وقد شغل الصحفي المعروف أديب مروة منصب سكرتير التحرير في مجلة »المعهد« التي حملت اس��مه صفحتها األولى ابتداء من س��نتها الثالثة بعددها المزدوج األول والثاني لشهري كانون الثاني وشباط من ع��ام 1947، إلى جانب اس��م صاحبها ورئيس تحريرها السيد جعفر شرف الدين)41(، واستمر بمنصبه هذا حتى آخر أعدادها في سنتها الثالثة الصادر في كانون الثان��ي من عام 1948)42(، وبقى منصب س��كرتير التحرير ش��اغرا قرابة شهرين حتى صدر عدد المجلة الثاني من سنتها الرابعة في آذار 1948، يحمل اس��م س��كرتير التحري��ر الجديد وهو الس��يد كامل العبد هللا)43(، إال أن المق��ام لم يطل ب��ه بهذا المنصب على ما يبدو فق��د جاءت األع��داد الثالث��ة األخيرة قبل انقطاع المجلة عن الصدور تخلو من ذكر اس��م

سكرتير التحرير)44(.

ص��درت »المعه��د« منتص��ف كل ش��هر بالتاري��خ لصدوره��ا أرخ��ت وق��د مي��الدي المي��الدي فقط ل��كل عدد م��ن أعدادها في جهة اليمين م��ن صدر صفحتها األول��ى، وكانت قد أصدرت في س��نتها األول��ى ثمانية أعداد، وفي س��نتيها الثانية والثالثة عش��رة أعداد لكل سنة، ا في س��نتها الرابعة فأصدرت خمس��ة أعداد أمقب��ل أن تنقط��ع عن الص��دور، وبل��غ مجموع أعداده��ا خالل م��دة صدورها )ش��باط1945/ومجم��وع ع��ددا، )33( حزي��ران1948( صفحاته��ا )781( صفحة، تباينت أحجامها من حيث عدد الصفحات زيادة ونقصانا تبعا للحالة المالية للمجلة، كما اضطربت أوقات صدورها، ولع��ل الصدور بأع��داد مزدوجة ولثمان مرات خالل مدة صدورها يش��ير إلى معاناة ومشاكل واجهت إصدار المجلة وحالت دون استمرارها، والجدول المرفق بالبحث يوضح تفاصيل ذلك.

طبع��ت مجل��ة المعهد في مطبع��ة العرفان ف��ي صي��دا)45(، لصاحبها الش��يخ أحمد عارف الزين)46(، والتي تأسس��ت في كانون الثاني من ع��ام 1911)47(، وتعد م��ن المطابع الرائدة في لبنان والعالم العربي، وقد اتس��ع نش��اطها حتى غدت مؤسس��ة للنشر، اضطلعت بطباعة ونشر الكتب األدبي��ة والعلمية والدينية)48(، فضال عن ع��دد م��ن المج��الت والصح��ف اللبنانية وفي مقدمتها مجل��ة العرفان، وجري��دة جبل عامل، ومجل��ة المعهد موضوع بحثن��ا وغيرها، ومن الجدير بالذكر فإن طباعة المجلة كانت باألسود ا استخدام واألبيض إذ ال وجود لأللوان فيها، وأمالمجلة للص��ور والرس��وم الكاريكاتورية فإنها قليل��ة، إذ بل��غ مجموع الصور المنش��ورة على صفح��ات المجلة خ��الل م��دة صدورها )65( ص��ورة و )6( رس��وم كاريكاتيري��ة فق��ط)49(،


ويب��دو أن الس��بب في ذلك يع��ود إلى الظروف التي خلقته��ا الحرب العالمي��ة الثانية من نقص في مواد الطباعة وغالء أس��عارها، فضال عن

إمكانات المعهد المادية المتواضعة.

فكرة المجلة وأهدافها وكتابها:تق��وم فكرة المجل��ة على أنه��ا مجلة تربوية تعليمية غايتها أن تقدم ما يعده المعلمون لشريحة المتعلمين عوامل بناء المستقبل، بحسب ما أشار إلي��ه رئيس التحرير في افتتاحية العدد األول من »المعهد« الذي »تتصدره منابر المربين، وتتناثر فيه مقاعد الط��الب، وأرائك الطالب��ات...«)50(. وكتب صاحبها في س��يرته الذاتية موضحا سبب ا بالجعفرية إصداره لمجلة المعهد، بما نصه: »بروبأبي أنش��أت مجلة المعهد رديفا لها وس��فيرا، فكانت قلمها الصادق ولسانها الناطق«)51(، وعليه ال لمشروع المدرسة فإن إصدار المعهد جاء مكمالجعفرية ومعبرا عن أهدافها، ويس��تكمل السيد صدر الدين شرف الدين)52( تبيان أهداف المجلة في مقال تصدر عددها األول وجاء عنوانه يحمل اس��م المجلة نفس��ه »المعهد« بين فيه أن أهداف المجلة تتمث��ل في: الحض عل��ى العلم وإيضاح فوائده، وأس��اليب التعليم وطرقه)53(، وتوضيحا غات إصدارها وتبيان ألهدافها بينت المجلة لمسوأن صدوره��ا جاء انطالقا من الش��عور بالحاجة إلى مجلة مدرس��ية تكون رابط��ة فكرية للطلبة ��ي مداركهم وتمدهم بنتاج أفكار رجال الفكر تنموالتربي��ة، وتطلعهم على ما ينفعه��م في حياتهم المدرس��ية، والمجلة وإن كانت بمثابة )مدرس��ة س��يارة( للطالب يجد بين دفتيها موردا عذبا من العلم واألدب، فهي له أيضا مس��رح يظهر عليه آراءه وأفكاره، فيتحس��ن إنشاؤه وتستقيم جمله، وتنمو مدارك��ه)54(، وهي تحمل رس��الة تربوية

تثقيفي��ة »بعي��دة ع��ن كل ميل أو هوى سياس��ي خاص، رائدها اإلخالص لفكرة األدب المجرد، واإليمان بالفكر الحر الطليق، وهدفها المساهمة في إنشاء صرح أدبي عال، يعمل في بنائه طالبه

وأدباؤه ومثقفوه، إلعداد وسط لبناني راق«)55(.

وتعم��ل المجلة عل��ى تعزيز اللغ��ة العربية والعناي��ة بها بوصفها من أب��رز مظاهر اليقظة الواعي��ة والنهضة الصحيحة ف��ي كل أمة تريد الحياة)56(، فضال عن ذلك فإن المجلة تسعى إلى المساهمة في رفع المستوى اإلجتماعي، وتوحيد الكلمة المتباين��ة في المجتمع اللبناني)57(، ورفع أحد كتاب المجلة س��قف األه��داف الملقاة على عاتقها والمتمثل ب� »ترميم بناء آمالنا المتصدع من جراء أمراض ما فتئت تعيش كعلقات تمص دماءنا وتستنزف قوانا، األمر الذي ألقى بنا إلى

صعيدنا الحاضر وربحنا الخاسر«)58(.

وانطالق��ا مما تق��دم فإن مجل��ة المعهد حين ص��درت تحمل رس��الة خاصة لوس��ط خاص، وهي: رس��الة التربية والتعليم، وهذا الوسط هو وس��ط الطالب، إال أن تط��ورا جديدا طرأ على منهجها بحس��ب م��ا جاء في مق��ال حمل عنوان )عهد جديد( بقلم صاحبها ورئيس تحريرها السيد جعفر ش��رف الدين أعلن فيه عن تحول مهم في خط��ة المجلة وأهدافها ابتداء من س��نتها الثالثة، موضحا أس��باب ذلك بما نص��ه: »فالحكومة لم تعطن��ا حقنا فنس��اير جمهرة الصح��ف بالثمن، والط��الب لم يتنازل��وا عن ماديته��م فيتبنوا هذا »المعهد« الذي بنيناه لهم، فاضطرنا هذا الوضع الراهن إلى تغيير اتجاه الس��فينة شطر اإلنطالق من حدود المدرسة، إلى دنيا الصحافة بكل ما في ه��ذه الكلمة من معنى إال السياس��ة، ولذلك طفقنا نلج باب األدب والعل��م واالجتماع بأقالم عرفها


اء، مع االحتفاظ نوعا بما يخص الطالب من القردروس تأتي بالعرض«)59(.

وتماش��يا مع ه��ذا التطور حملت ترويس��ة المجل��ة في عددها الم��زدوج األول والثاني من سنتها الثالثة العبارة اآلتية: »المعهد رسالة ثقافة يحرره��ا بضع من قادة الفكر«)60(. واس��تمرت ه��ذه العبارة تزين ص��در صفحتها األولى حتى آخر إصدار لها في حزيران من عام 1948)61(. وبه��ذا التط��ور تحررت المجلة م��ن القيد الذي اختطه صاحبها ورئيس تحريرها والذي ألزمها بنش��ر الثقافة التربوية والتعليمية التي تتناس��ب والوس��ط الطالب��ي ال��ذي تس��تهدفه، وصارت تهتم بنش��ر ش��ؤون الثقافة العام��ة، وقد انعكس أثر ذلك على المجلة من الناحيتين الموضوعية والفنية، فقد تميزت موضوعاتها بتنوعها، فهي تحتوي على اآلراء واألخبار والمواد الترفيهية ا من ومختلف المس��ائل اإلجتماعية واألدبية، أمالناحية الش��كلية فقد حمل��ت واجهة العدد الثالث م��ن س��نتها الثالثة فهرس��ا عام��ا لموضوعاتها تح��ت عنوان: )إق��رأ لهؤالء()62(، وف��ي أعداد أخ��رى يرد الفهرس تحت عن��وان )ثبت العدد()63(، وأخي��را اس��تقرت المجل��ة على تس��ميته

ب�)المش��تمل()64( اعتبارا م��ن عددها المزدوج الصادر في كان��ون األول/1947، وحتى آخر

أعدادها في حزيران/1948)65(.

حمل��ت مجلة المعهد هموم ومعان��اة الحقبة التي ص��درت خاللها وعكس��تها نثرا وش��عرا وبحث��ا وقصة، وقد خصصت مس��احة واس��عة لمق��االت ال��رأي على صفحاته��ا وأظهرت من خاللها انفتاحها على معظم اآلراء فكانت ساحة رحب��ة للحوار الفك��ري، الس��يما وأن صاحبها الس��يد جعفر ش��رف الدي��ن اس��تطاع أن يجمع

حول��ه نخبة من المثقفي��ن والمثقفات ومجموعة من ق��ادة الفكر)66(، وهم ع��دد كبير من العلماء والكت��اب البارزي��ن واألدب��اء والمثقفي��ن م��ن حملة العلم والبيان من لبنان وس��وريا والعراق ومصر والمهاجرين في بلدان المهجر، وقد بلغ عدد المش��اركين في تحري��ر المجلة خالل مدة صدورها )208( كاتب وكاتبة ممن نشرت لهم مجلة المعهد)67(، وهذه نماذج ألس��ماء أبرزهم: عالم الدين المجتهد الس��يد عبد الحس��ين شرف د جواد مغنيه، والشيخ عبد الدين، والش��يخ محمهللا العاليلي، والس��يد صدر الدين شرف الدين، واألديب المصري أحمد حسن الزيات، والكاتب محم��د أحم��د خل��ف، والدكتور عم��ر فروخ، والدكتور ش��ريف عس��يران، والش��اعر بولس س��المة، واألديب عيس��ى إس��كندر المعلوف، والش��اعرة زهرة الحر، والكاتب حسين مروة، ومحمد زكي بيضون، والدكتور محس��ن جمال الدين، وأنور الجندي، وأحمد حجازي، ومحمد عل��ي الحومان��ي، ورش��اد مغرب��ي، وإبراهيم شرارة، وعلية قبيسي، وأديب مروة، وغيرهم.

تميزت أب��واب المجلة بالتنوع والتطور فقد كانت تس��تحدث أبوابا جديدة كلما رأت الحاجة لذل��ك، إال أن بعضه��ا كان غير ثاب��ت فيختفي أحيان��ا ثم يع��اود الظهور عل��ى صفحاتها، كما أن تسلس��ل األبواب على صفح��ات المجلة كان يتغير باس��تمرار وخصوصا في سنتيها األولى والثاني��ة، وفيم��ا يلي ع��رض ألس��ماء أبواب المجلة بحس��ب س��نوات صدورها األربعة: فقد احت��وت المجل��ة في عدده��ا األول من س��نتها األول��ى أبواب��ا أربعة، األول: ش��خصية العدد، والثان��ي: ق��ال فالن وأق��ول، ثم تغير اس��م هذا الباب إلى: قال وأق��ول، والثالث: جعبة البريد، والراب��ع: س��ندويتش. وفي عدد المجل��ة الثاني


ظه��ر بابان جدي��دان هما: قبس م��ن الماضي، ا في سنة صدورها الثانية ونحن نقص عليك. أمفقد ظهرت على صفح��ات مجلة المعهد أبواب جدي��دة، هي: قال الراوي، والمعهد يس��تجوب، ويعجبني ويزعجني، وس��جل عندك هنا دكار، وبري��د المهجر، والمطبوع��ات الحديثة، والذي تغير اس��مه إلى مكتبة المعهد، وظهر في السنة

الثالثة باب جديد باسم طواف شهر.

كان آخر عدد أصدرته المجلة قبل انقطاعها ع��ن الص��دور ه��و الع��دد الخامس من س��نتها الرابع��ة الص��ادر بتاري��خ حزي��ران م��ن عام ه في عددها 1948، ول��م تذك��ر المجلة أو تن��واألخير ع��ن أس��باب توقفها، كم��ا أن صاحبها ورئيس تحريرها الس��يد جعفر ش��رف الدين لم يذكر في سيرته الذاتية أسباب توقف المجلة عن الص��دور، ويب��دو أن المش��كلة المالية هي التي

أوقفت صدور المجلة.

المبحث الثالث: معالجات ة في ميدان التربية المجل

والتعليمانطلقت مجلة المعهد في معالجاتها التربوية والتعليمية من منطلق الحاجة الماس��ة إلصالح النظ��ام الترب��وي والتعليمي في لبن��ان وقتذاك وتوجيه��ه؛ كي يأتي ملبي��ا لحاجات المجتمع ال متخلف��ا عنه وال منحرف��ا، وأن ذلك النظام أنتج »ثقافة ذات ألوان« وعليه تس��اءلت »المعهد«: ماذا استفدنا وتفيدنا هذه الثقافة؟ وكان الجواب: إن هذه الثقافة لم تفدنا شيئا ولن تفيد؛ ألنها قائمة على أس��اس الت��رف العقلي وعنصر التفلس��ف فق��ط، وفقي��رة كل الفقر من التوجي��ه الذي هو روح الثقاف��ة)68(. وأن الثقافة الناتجة عن النظام التعليم��ي ال تق��دم »الجماع��ة المتن��ورة« التي

م النظام الفكري لألف��راد وتصحح المنطق تق��وف��ي نوع م��ن الدق��ة)69(. وأن وظيفتها تنحصر ف��ي التخصص الضي��ق، أو إل��ى الوظيفة التي هي أكث��ر ضيقا، أو إلى البطالة وهي أوس��عها ل��ت المجلة جميع��ا)70(. وإل��ى جانب ذل��ك حمالمجتمع جزء من المس��ؤولية وعدته مس��ؤوال ع��ن انحط��اط الفك��ر وأهل��ه؛ ألن المجتمع ال ر أصح��اب المواهب العلمي��ة واألدبية حق يقدقدره��م، وال يرفع بذل��ك من حمل��ة العلم رغم اعتراف��ه بأهمية العلم والحاجة إليه، وبينت ذلك بما نصه: »إن عامة من ترى وتس��مع من أبناء هذا الجيل يحدثك عن العلم وضرورته، واألدب وفائدته، والفن وقيمت��ه، حتى إذا دعي للتطبيق أو ج��اءت التجربة، رأيت��ه يفضل »القبضاي« ويل��وذ بحماه، أو يرجع إلى »البك« يس��تعطف خاط��ره، ويرجو معونته، أو يلج��أ إلى فئة من أصح��اب العضالت المفتولة والس��واعد القوية

يها حزبا«)71(. يؤلف منهم عصابة يسم

يتضح مما تقدم تعدد أسباب مشكلة )انحطاط الفكر وأهله( بحسب توصيف »المعهد«، وأنها ال تتوقف على س��بب واحد بعين��ه وتكاد تكون هذه المش��كلة أزلية ف��ي مجتمعاتنا العربية، فما اش��تكت منه المجلة في عام 1947 صار أكثر انحطاطا ف��ي عام 2016، وللخ��روج من هذا الجدل فإن محور اإلص��الح الذي رفعت لواءه المجل��ة ينطلق من قضية توجيه النظام التربوي والتعليم��ي، بمعنى »مزج وتفاعل بين عناصر الثقافة وعناصر البيئة اإلجتماعية«)72(، فالثقافة التي ال تساعد على الحياة تغدو ترفا فكريا فقط، وقد ظل المثقفون، كجماعة، على هامش الحياة زون العامة »ال يستش��عرون تبعاته��م، وال يركمنزلته��م ف��ي المجتم��ع ب��ل ال يتأثر به��م حتى

جوارهم القريب«)73(.


تريد المجلة من ذلك أن تكون الثقافة الناتجة من النظام التربوي والتعليمي في خدمة المجتمع وتس��اهم بإخراج المثقف من نط��اق فرديته إلى فض��اء المجتمع الرحيب، فيعم��ل في فيض من اإلخالص لنفس��ه وللمجتمع، وفي وعي وإدراك ليومه وغ��د األمة)74(، ولتحقيق ه��ذه الثقافة في المجتمع أكدت المجلة على »التربية« في النظام التعليم��ي، والتربية التي تقصده��ا المجلة بينتها في مقال حمل عنوان مثير: )في مدارس��نا تعليم ولكن ليس فيها تربية(، وهي: إعداد الطالب إلى العم��ل المجدي الذي يس��اهم في بن��اء المجتمع، وتكييفه كما تتطلب حاج��ة الحياة، وانطالقا من هذا التعريف للتربي��ة بينت »المعهد« أن مناهج التعليم إذا لم تكن منتزعة من صميم حياة المحيط ومالئم��ة للبيئ��ة »أول��ى به��ا أن تلقى في س��لة المهم��الت«)75(، فالتربية التي تريدها المجلة أن تس��ود في مدارس لبنان تربي��ة توجه إلى الحياة

الصحيحة التي تتالءم مع الزمن والبيئة.

ح��ددت المجلة وبناء على ما تقدم اإلصالح ب��األركان األساس��ية للتربي��ة والتعلي��م وأولها المنه��ج، وطالب��ت بض��رورة تعدي��ل برام��ج التعلي��م ومناهج��ه لتؤدي إلى تحقي��ق األهداف المذك��ورة آنفا)76(، داعي��ة وزارة المعارف إلى إعالن »المنهاج« إلنق��اذ المدارس من »البلبلة الت��ي عرقل��ت س��يرها..«)77(. ونظ��را ألهمية الموض��وع فق��د أولته المجل��ة اهتمام��ا خاصا وعبرت عن رفضه��ا أن تبقى المناهج على ما كانت عليه في أيام االنتداب الفرنسي في لبنان، إذ ي��درس الطال��ب اللبناني ما يدرس��ه الطالب الفرنس��ي في فرنس��ا، وأن التوجيه في المنهاج س��يء؛ ألنه يب��رز الخصائ��ص »اإلفرنجية« بحس��ب تعبيرها بشكل كبير، وإذا لم يكن المعلم ص الخصائص مقتدرا فإنه ال يس��تطيع أن يشخ

الوطني��ة لطالبه بص��ورة كافي��ة، موضحة أن هناك دوائر لم تش��عر بأن لبنان أصبح مس��تقال عام 1943، ومن ه��ذه الدوائر دائرة المعارف

أو وزارة التربية والفنون الجميلة)78(.

أعربت المجلة وباالتجاه ذاته عن اس��تيائها من بقاء »األشخاص الذين اصطفاهم المستعمر باألمس ليوجهوا الناش��ئة في ه��ذا البلد توجيها بعي��دا عن القومي��ة الصحيحة، وع��ن العروبة والعل��م الحقيقي، هم أنفس��هم الذي��ن ال يزالون إل��ى الي��وم يدي��رون دفة الم��دارس الرس��مية واالمتحانات الرس��مية بالبراع��ة التي تعلموها باألم��س من المس��تعمر«)79(. وانتق��دت المجلة إلحاق وزارة المعارف منذ االس��تقالل بوزارة أخ��رى، وكثيرا ما يك��ون الوزير غير مختص بش��ؤون التربي��ة، موضح��ة ذل��ك بم��ا نصه: »الحقيقة أن المعارف في لبنان مؤسس��ة يتيمة، فوزي��ر المعارف ه��و دائما وزي��ر الخارجية، وبم��ا أن حاجتن��ا السياس��ية الخارجي��ة ملح��ة فإن الوزي��ر ليس عنده وقت لالهتمام بش��ؤون المع��ارف، ومدير المعارف ه��و رئيس غرفة رئاس��ة الجمهورية، وها هو يرش��ح لكي يكون محافظا لجبل لبنان مع احتفاظه بوظائفه...«)80(. وخلص��ت المجل��ة إلى نتيجة مفاده��ا أن الدولة وحده��ا المس��ؤولة ع��ن انحط��اط التعلي��م ألن الدولة ليس لها سياس��ة توجيهية في التعليم)81(، مطالب��ة بوزارة خاصة للتربية يديرها ش��خص مختص بشؤونها، وعليه طالبت المجلة بمنهاج وطني يتماشى مع مرحلة االستقالل)82(، وحتى يتمك��ن النظ��ام التربوي والتعليم��ي من تحقيق تل��ك األه��داف ال بد م��ن االهتم��ام بالمدارس الت��ي هي بحاجة ماس��ة لمناهج حديثة صحيحة واعية، تهيء الطفل من��ذ نعومة أظفاره ليكون رجال قويا بنفسه وعقيدته، مجدا بمبدئه ال عالة


على أهله وقومه)83(. ومن هذا المنطلق توجهت المجلة إل��ى الطالب والطالبات بأعتبارهم ركنا أساس��ا في العملية التربوية والتعليمية لتبين لهم حج��م المهمة الملق��اة على عاتقه��م، بما نصه: »إال أن عل��ى عاتقكم��ا تبع��ة أم��ة يعوزها كل ش��يء! وال يعوزها شيء! أليست دنياكم عامرة بالع��دة الكاملة؟ إذن فنحن ال نحتاج إلى ش��يء! ثم أليس��ت هذه العدة تكاد تك��ون معطلة الغية؟ إذن فنح��ن نحتاج إلى كل ش��يء!«)84(، ويا لها من مفارقة غريبة )أمة يعوزها كل ش��يء! وال يعوزها ش��يء!( إنها س��ر من أس��رار العرب! طالما تحكم��ت بهم األه��واء وتغلبت المصالح الشخصية والحزبية والقبلية والفئوية والطائفية، وتحكمت بهم المحس��وبيات والمنسوبيات وتبعا لذلك صار المكان المناس��ب يتربع فيه الشخص غير المناس��ب؛ لتبق��ى إمكانات األم��ة معطلة

واألمة يعوزها كل شيء!.

ولك��ي يحق��ق النظ��ام التعليم��ي والتربوي أهدافه في تطور المجتمع بينت المجلة في مقال حمل عنوان: »جو المدرسة« الركن الثالث من أركان التربية األساسية، أال وهو المعلم، وعدته ش��رطا مهم��ا لضمان نج��اح العملي��ة التربوية والتعليمية في تحقيق أهدافها، وحددت ش��روط نجاح المعلم في مهمته، وأول هذه الشروط هو: نزول المعلم إلى مستوى التالميذ، فالتلميذ عندما ي��رى من معلمه صديقا ورفيقا تغمره موجة من السعادة تكون آثارها إيجابية على التالميذ نفسيا وعقلي��ا، كما ت��زداد ثقتهم بمعلمهم ويش��عرون ��ا قس��اوة المعلم بأنه��م يتعلم��ون ألنفس��هم، أموانعزاليته ال تؤثر على تعليم التالميذ ونشاطهم فحسب، بل تؤثر على نفسيتهم وسلوكهم أيضا، فالخوف والحقد الدائمين يش��الن حيوية التلميذ

ويصرفان ذهنه إلى غير ناحية المدرسة)85(.

أكدت المجلة في هذا االتجاه وفي مقال ألحد كتابه��ا على أن التمادي في الش��تم والتحقير من بع��ض المعلمين غالب��ا ما يبلد إحس��اس التلميذ ويجعله يألف اإلهانة وتتخاذل شخصيته النامية، وتنطوي على كثير من الكره للدرس والمدرسين، حتى ليصبح الشتم والغضب وكأنه جزء ال يتجزأ من برنامج مدرسته، فيخرج إلى العالم وقد امتأل بالحقد بدل المحبة، وبالش��ك باإلنسانية الصالحة ب��دل اإليمان بصالحه��ا)86(، ألنه يعتب��ر معلمه »ذلك األف��ق المحدود الذي تنتهي عنده الدنيا بل يراه صورة مصغرة للعالم الذي يعيش فيه«)87(. وشددت المجلة على وجوب أن يشعر التالميذ بأن معلمهم ليس مجرد ش��خص »مأجور« يرعاهم دون أن يح��س إحساس��هم، ب��ل يج��ب أن يكون األس��تاذ معلم��ا وطبيبا في الوقت نفس��ه، وعلى مقدرته في تشخيص الداء ووصف الدواء يتوقف م��وت أو حياة مدرس��ته بمن فيها وم��ا فيها)88(. لذا فالمجلة تعد قدرة المعلم على دراس��ة نفس��ية التالميذ والتعمق في مؤثراتها ومالبساتها شرطا ضروريا لنجاح العملية التربوية والتعليمية؛ ألن »أم��راض النفس هي أش��د خط��را من أمراض الجس��د، والمعلم اليوم – في عصر االختصاص – ال غن��ى له عن إلم��ام واف بعلم النفس، يؤهله

لتأدية رسالته كاملة ألمته وبالده«)89(.

وش��ددت المجل��ة على أهمي��ة التواضع في بحثه��ا لقضية عالق��ة المعلم بتلمي��ذه، والتلميذ بمعلم��ه، موضح��ة ب��كالم رائ��ع حقيق��ة ربما تجاهلها كثير من أهل االختصاص – بمجرد أن حاز على لقب علمي أو حقق إنجاز ما – وهي: »إن اإلنس��ان مهما علم وتعلم، ومهما عال كعبه في المعرفة واالختبار، وس��واء كان لقبه عالما أو معلما، أس��تاذا أو فيلس��وفا نابغ��ا، أو عبقريا يبقى تلميذا متواضعا في مدرسة الحياة الكبرى،


الت��ي ال تنفذ م��واد التدري��س فيها، وأس��تاذها األعظ��م – الزمان – الذي ال تبح له حنجرة في إلقاء المواضيع والدروس على بني البشر«)90(.

حذرت المجلة وهي تخاط��ب فئة المعلمين مما أس��مته ب�� »نفخ��ة الغرور« الت��ي تصيب البعض منهم، فيتوهم أنه بلغ النهاية فيمتنع عليه أن يفيد ويستفيد)91(، كما حذرت المجلة من حالة االزدواج والتناقض التي يمارسها البعض ألنها مدعاة لتف��كك كل مجتمع يصاب بها، وأضافت م��ا نصه: »لنتص��ور مربيا يق��ول لطالبه قول الحق ثم يطبق فيهم هو نفس��ه نظر الباطل! أية فوض��ى يبتلي بها ذلك المجتمع الصغير س��واء

كان بيتا أو مدرسة؟«)92(.

طالب��ت المجلة بحقوق المعل��م للدور المهم والخطي��ر ال��ذي يحظى ب��ه ألن دوره يتعلق ب� »بن��اء أنفس، وإنش��اء عق��ول)93(، كم��ا أكدت على أن المعلم »يعمل ويؤدي واجبه المس��لكي والوطن��ي على أكمل وجه، وه��و – دون أدنى ري��ب – مهمل مغب��ون بل مظلوم ومس��تثمر، فماذا أعددنا له؟ وهل نحن مستعدون أن ننصفه

ونعلن حقوقه؟«)94(.

وانتق��دت المجل��ة بش��دة وزارة المع��ارف اللبناني��ة بمقالين افتتاحيي��ن بقلم رئيس التحرير لتعيينها بطريق »الوساطات« معلمين وصفتهم ب�� »األميين«)95(، وأض��اف رئيس التحرير ما نص��ه: »إنن��ي ال أع��رف جميع الذي��ن عينوا، ولكني أعرف كثيرا منه��م: إن هم إال كاألميين ��ي يع��رف ح��ده، أو أض��ل س��بيال، ألن األما هؤالء فقد تس��لحوا بمرس��وم، فيق��ف عنده. أموتحصنوا بوظيفة...«)96(، لذا فهؤالء المعلمين غير مؤهلين إلنشاء الجيل الجديد بحسب تعبير مجلة المعهد)97(، فهي ترى أن أس��اس المدرسة

الصحيحة التي تقدر الواجب الملقى على عاتقها أن يكون اإلخالص رائدها وأساس العمل فيها: أن يفك��ر التلميذ أكثر مما يحفظ، وأن يفهم أكثر مم��ا يق��رأ، إذ إن المدرس��ة ما ه��ي إال مصغر الحي��اة اإلجتماعية، حتى إذا خ��رج التلميذ إلى

المجتمع ال يجد نفسه غريبا فيه)98(.

فيظه��ر من معالج��ات المجلة أعاله الوعي بمش��اكل الواقع الترب��وي والتعليم��ي اللبناني، الس��يما وأن أغل��ب المق��االت الت��ي تناول��ت الموض��وع ج��اءت بأق��الم مختصين بالش��أن الترب��وي، وأصح��اب تجربة في ه��ذا المجال، د على أن تحقيق التطور فجاءت معالجاتهم لتؤكاإلجتماع��ي واإلقتص��ادي والسياس��ي يبدأ من التربية والتعليم كش��رط ال بد من تحقيقه، إذ إن إصالح ونهوض التربية والتعليم ضمان تطور الدول��ة ونهوضها في مختل��ف المجاالت ومنها

على وجه الخصوص الميدان اإلجتماعي.

ة المبحث الرابع: آراء مجلالمعهد ومواقفها اإلجتماعية

للواق��ع المجل��ة ف��ي معالجاته��ا انطلق��ت اإلجتماع��ي من بيئتها الت��ي ولدت من رحمها، أال وهي منطقة جبل عامل أو الجنوب اللبناني، وال��ذي كان يعان��ي أبن��اؤه في عه��د االحتالل العثمان��ي م��ن اإلهم��ال، ونالوا بس��بب تخلفه وتعصب��ه الحصة الكبرى م��ن االضطهاد)99(، وإن انتقال الس��لطة في جب��ل عامل من المحتل العثماني إلى االحتالل ثم االنتداب الفرنس��ي لم يح��دث تغيي��را جوهريا في طبيع��ة العالقة مع الس��لطة، إذ بقيت حالة الجه��ل تخيم عليه)100(، واس��تمر س��وء الحال في عهد االستقالل بسبب اإلهم��ال، حتى جعلت تراكمات تلك العهود من جبل عامل أكث��ر مناطق لبنان بؤس��ا)101(. وقد


رت المجلة أوضاع أكثر الناس تضررا في صوجبل عامل أال وهو الفالح العاملي، بمقال مؤثر نقتبس منه النص اآلتي: »يسكن الفالح وزوجته وأوالده وجمي��ع م��ا لديه م��ن البق��ر والحمير والجم��ال وما يحت��اج إليه م��ن أدوات الفالحة وآالته��ا ومن المؤونة والوقود والعلف، يس��كن وه��ذه جميعا في مكان واح��د مظلم قليل النوافذ كثي��ر الحش��رات كالفار والصراصي��ر والنمل

والسوس والعفونة والرائحة الكريهة...«)102(.

واس��تكملت المجل��ة رس��م تفاصي��ل الواقع الس��يئ للفالح العاملي بمق��ال آخر حمل عنوان )الفالح العاملي( عبرت عنه بأنه مهمل ليس له من يطالب بحقوقه ويستمع إلى ظالمته وشكواه، فالحكومات المتعاقبة أهملته حتى صار »موضع س��خرية واحتقار من أبناء الحواضر والش��باب المتم��دن الراقي«)103(. وأوضح��ت المجلة في مق��ال حمل عنوان )مس��توى العائلة في جنوب لبن��ان( أن جبل عامل كغيره م��ن مناطق لبنان يقس��م إل��ى ريف ومدين��ة، ويختلف المس��توى اإلجتماع��ي في الري��ف عنه ف��ي المدينة، ففي األخي��رة قطعت عائالت محدودة ش��وطا بعيدا ف��ي التطور اإلجتماعي، ولكن الريف تس��يطر الفط��رة عل��ى نظامه اإلجتماع��ي، لجهل األب واألم، وليس هذا خطأه��م بل خطأ الحكومات، التي أهملت ش��أنهم فأصبح أكثره��م ال يميلون إل��ى تعليم أبنائهم، ورأت أن من أول الش��روط لترقية المس��توى اإلجتماعي في جبل عامل هو النهوض ب� »فتاة اليوم وأم المستقبل... إن أساس العائل��ة أم تعرف كيف تربي أبناءها، وتنش��ئهم

على األسس القويمة لمجتمع صالح«)104(.

وبين��ت »المعهد« في الموضوع نفس��ه أن جبل عامل يرزح بأعباء وضع إجتماعي يدعو

إلى الشفقة والرثاء »وأقل هذه األوضاع عطش هذا الجبل المحروم فقد نضبت اآلبار والعيون، فاضطرت جمهرة القرى إلى ابتياع الماء غاليا، وأي م��اء؟ إن ه��و إال أوح��ال وأق��ذار«)105(، وطالب��ت المجلة الحكوم��ة اللبنانية بمقال حمل عن��وان )مت��ى يروى الجن��وب...( إل��ى العمل بجد على تنفيذ مش��روع جر المياه إلى الجنوب وإنج��ازه بأق��رب وق��ت، إلنقاذ أبن��اء الجنوب الذين تفتك بهم األمراض من جراء شرب المياه اآلس��نة)106(، وقدمت »المعه��د« للخالص من الواقع الس��يئ رؤيتها لإلص��الح والتي تميزت ببع��د النظر وموضوعية الط��رح، إذ إن برامج اإلصالح اإلجتماعي ومنه��ا على وجه التحديد مكافح��ة الفقر الذي يخيم عل��ى الجبل العاملي، ق، ودراهم مع��دودة تنثر ليس��ت )طحينا( تف��رذات اليمين وذات الش��مال على مأل من الناس، وإنما تت��م بوضع نظام يحف��ظ كرامة المحتاج، ل أمامه س��بيل الوصول إلى حاجته، وأن ويسهمكافحة الفقر يجب أال تكون بالصدقات فقط، بل ن الفقراء بعد أن يس��تغلوها برؤوس أموال تمكمن الخروج من دائرة الفقر بدال من أن يعتمدوا في نهاية كل ش��هر إلى اس��تعطاء جديد، تموت

من جرائه مع األيام كرامة المستعطي)107(.

وعدت المجلة س��وء األوضاع اإلجتماعية ف��ي جبل عامل نتيج��ة طبيعية إلهم��ال الطبقة السياس��ية الحاكم��ة في لبن��ان لواجباته��ا، فقد ذك��رت »المعهد« أن الحكومة ال يعنيها أن تعلم ش��يئا من ه��ذا، وإذا علمت ال يعنيه��ا أن تعمل أو تفك��ر بالعم��ل)108(، وأضاف��ت تنتقد تقصير األح��زاب الت��ي ال تعرف جبل عام��ل إال وقت االنتخاب��ات، بالق��ول: »تك��ون األح��زاب في ب��الد الن��اس ضمانة للش��عب، وس��لما لمطالبه ��ا عندنا فضمانة للتف��رق والتقهقر، العادل��ة، أم


وم��ا الح��وادث التي تج��ري يوميا س��وى دليل على تأخر عقلية الش��عب وتفكي��ر القادة«)109(. كم��ا أن انتقادات المجلة طالت النظام االنتخابي الذي على وفقه أجريت أول انتخابات نيابية في عهد االس��تقالل عام 1947 واصفة ذلك النظام االنتخابي ب�)الفاس��د( الذي يجري على أس��اس الالئحة في كل منطقة، والذي يحرم الناخب من التعبي��ر التام عن إرادت��ه فيمن يريد، وقد دعت المواطني��ن إلى اختي��ار األكف��اء للحيلولة دون وصول من وصفتهم ب�)االنتهازيين الجهلة الذين يس��تثمرون الش��عب لتحقيق أغراضه��م الدنيئة ض��ت ومطامعه��م الش��خصية()110(، كم��ا حرالمجلة من أس��متهم ب� »الش��باب الواعي« على ضرورة الوق��وف بوجه الزعماء السياس��يين، م��ن خالل تش��كيل قوائم معارض��ة ال لتنجح – لعلمها بصعوبة نجاحهم بسبب فارق اإلمكانيات المادية مع الزعماء – وإنما لتنبه الشعب إلى أن هناك غير هؤالء الذين »يختلفون أربع سنوات ويتفقون أربعة أيام«)111(، في إشارة إلى ائتالف

السياسيين أيام االنتخابات.

كانت نتائج إهمال السلطات اللبنانية تحسين الواق��ع اإلجتماعي في جب��ل عامل وخيمة، فقد أوضح��ت »المعهد« أن اإلهم��ال المتأصل في جب��ل عامل أدى إلى فقدان مقوم��ات الحياة في هذه المنطقة المهمة من لبنان، وحددت األسباب اآلتي��ة لذل��ك: )1( الخرق في نظ��ام التعليم إن توف��ر، الذي يعد في القرى أش��خاصا ذوي علم ناقص ال يقدرون على مواجهة الحياة ومتاعبها، وي��رون في امتهانهم الزراعة غبنا وتخلفا. )2( ع��دم وجود ض��رورات الحي��اة الت��ي يتطلبها اإلنسان لالس��تقرار، من مياه صالحة للشرب، وأس��واق ت��زوده بالغ��ذاء الكاف��ي ل��ه والعلف لبهائم��ه. )3( ع��دم وجود الم��دارس الزراعية

والصناعية لتعليم التالميذ أصولها الحديثة. )4( صعوبة االتصال لفقدان الطرق المعبدة، فضال عن عدم وجود المستشفيات الحكومية المجانية، وجعل المداواة في متناول كل مواطن. )5( عدم وجود المؤسسات الحكومية المالية التي تقرض الفالح ما يحتاجه لتحس��ين موسمه، أو استثمار القرض ف��ي أنواع م��ن الصناع��ات الزراعية

كتربية المواشي والدواجن وغيرها)112(.

وأوضحت المجل��ة أن فقدان المقومات آنفة الذكر أدى إلى أزمة خطيرة، وهي أن »انتش��ر بي��ن أفراد الش��عب حب ت��رك القري��ة، وهجر الزراع��ة والهبوط إلى بيروت طمعا بالكس��ب الس��ريع، عوض��ا ع��ن امته��ان الزراع��ة في القرية، حتى غدت العاصمة تعد نصف س��كان الجمهورية، فعم هذا الوباء واستفحل أمره فنتج عن��ه انحالل الق��وى الحيوية في ط��ول البالد، وانخفض المس��توى العملي ف��ي القرية، وقلت

اليد العاملة فعطل اإلنتاج الزراعي«)113(.

يتض��ح مما تقدم أن تفاقم األوضاع الس��يئة وعدم اكتراث الجهات الحكومية لها كانت سببا لترك الكثير من أبناء الجنوب اللبناني مناطقهم، والتوسل بالهجرة الداخلية والخارجية بحثا عن أماكن جدي��دة تتوفر فيها مقوم��ات الحياة، وقد رصدت المجلة زيادة كبيرة في أعداد المهاجرين نح��و العاصمة، إذ ش��كل ه��ؤالء فيم��ا بعد ما ع��رف بحزام الب��ؤس في ضواح��ي العاصمة بيروت، ومن الجدير بالذكر أن الهجرة العاملية ليس��ت أمرا جدي��دا، وإنما تع��ود بجذورها في تاري��خ جبل عامل الحدي��ث إلى منتصف القرن التاسع عش��ر، ألسباب متعددة يأتي في مقدمتها االضطهاد العثماني، فضال عن سوء األوضاع اإلقتصادي��ة، وكانت األقطار العربية المجاورة


أول األم��ر مح��ط أنظار المهاجري��ن وأبرزها مصر، ثم تحولت الهجرة إلى الواليات المتحدة األمريكي��ة، وبعده��ا أفريقي��ا الت��ي اس��تقطبت الكثير من المهاجرين منذ العام 1897، وكانت السنغال وسيراليون أولى البلدان األفريقية التي

وطأتها أقدام المهاجرين اللبنانيين)114(.

تابع��ت المجلة باهتم��ام أخب��ار المهاجرين اللبنانيي��ن في مختلف أنح��اء العالم وذلك إلدامة التواص��ل بينه��م وبي��ن موطنه��م األول لبنان، وللداللة على مدى اتس��اع الهجرة ذكرت المجلة أن ع��دد المهاجرين)115( من مدينة صور وحدها بلغ ألفين وخمس��مائة، منتش��رين ف��ي كل صقع وتحت كل كوك��ب)116(، والرقم المذكور لمدينة صغي��رة كص��ور يعن��ي الكثي��ر في حس��ابات ذل��ك الزمان، وأش��ادت بنج��اح المهاجرين في الالغوس)117( ففيها ش��ارعا يختص بتجار قرية جويا)118( الناجحين)119(، وبينت أن السيد إبراهيم عرب هو عميد الجالية اللبنانية في نيجيريا)120(، ونقلت خبرا عن الجالية اللبنانية في واش��نطن ذا مغزى عميق مفاده أن نخبة من الش��باب المسلم والمسيحي يتنادون لبناء مسجد في واشنطن)121(، معب��رة عن تقديره��ا العالي للجالي��ة )الغالية(، وأوضح��ت المجل��ة أن المهاجر عب��د هللا بري أصدر في مدينة )ديترويت( بوالية )ميش��يغان( األمريكي��ة جري��دة أس��بوعية اس��مها )ص��وت الع��رب( وقد »وصلتنا أعدادها األولى، فإذا هي جامعة شاملة: سياسة، علم، أدب، اجتماع«)122(.

أش��ادت المجل��ة في س��ياق متص��ل بفضل المهاجرين وجهودهم في دعم المشاريع الخيرية ف��ي لبن��ان ومنها على وج��ه التحدي��د التبرعات لصالح المدرس��ة الجعفرية في صور، فقد كانت المجل��ة تح��رص على نش��ر أس��ماء المتبرعين

ومق��دار المبلغ المالي لكل منه��م)123(، فضال عن نشر أسماء المهاجرين المتبرعين ببناء مدارس أو مستش��فيات جديدة، فعلى سبيل المثال ال الحصر ذكرت المجلة أن مهاجري قرية )قانا()124( أرسلوا مبلغا من المال لبناء مدرسة حديثة في بلدتهم، وأن المهاجر إبراهيم درويش أخذ على عاتقه تش��ييد ا السيد نايف فواز مدرس��ة في قريته )شحور(، أمأحد مهاجري جويا ينوي بناء مستشفى مجاني في مسقط رأس��ه مزودا بأحدث األدوات الطبية)125(،

بحسب تعبير المجلة.

وألج��ل تغطي��ة أخب��ار المهاجرين بش��كل أوسع فقد استحدثت المجلة بابا بعنوان: )صوت المهج��ر دكار)126( تتحدث إليك��م( اختص بنقل أخب��ار المهاجري��ن ف��ي الس��نغال الت��ي يكتبها المهاج��ر حس��ين محمد خش��ن، وج��اء في هذا الب��اب معلومات مهمة عن أح��وال المهاجرين اللبنانيين في تلك البالد، وحاجتهم إلى التواصل مع بلدهم األم، لذلك فهم يش��عرون بأنهم »أيتام بدون قنصلي��ة لبنانية تكون همزة الوصل بينهم وبين بالدهم والس��لطات هنا وهن��اك«)127(، ثم اس��تحدثت »المعهد« وبدء من عددها المزدوج األول والثاني في س��نتها الثالثة الصادر بتاريخ باس��م كان��ون الثان��ي وش��باط 1947 مجل��ة )المهاجر.. أفكاره وأخباره( تصدر ضمن مجلة المعه��د مؤقت��ا يحررها فريق م��ن المهاجرين لقضايا والمقيمي��ن)128(، خصص��ت معالجاتها المهاجري��ن المختلف��ة)129(، ومنه��ا م��ا يعانيه مهاج��رو أفريقي��ا من س��وء المعامل��ة)130(، إذ دفعه��م ضيق العيش في وطن »افترس��ته الفاقة واستعمره الفقر« لهجرة الوطن وتحمل المشاق

في بلدان المهجر)131(.

ومن القضايا اإلجتماعية األخرى التي وجدت


لها صدى على صفحات مجلة المعهد قضية المرأة فقد كان له��ا أهمية خاصة في معالج��ات المجلة وأصدرت لها ع��ددا خاصا، تحدثت فيه أوال عن مكانة المرأة في اإلس��الم، ج��اء ذلك بمقال حمل د عنوان )المرأة في القرآن(، بين فيه الش��يخ محمجواد مغنية ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الش��ريفة ما يتعلق بحقوق النس��اء)132(، ونظرت المجلة إلى قضية عمل المرأة نظرة تقليدية، فهي ترى أنه إذا أرادت المرأة أن تقوم على إدارة بيتها وتربية أطفالها قيام��ا صحيحا فيجب أن تضرب ع��ن التطلع إل��ى العمل خارج البي��ت؛ ألن إدارة البي��ت وتربية األطفال من األمور الش��اقة والتي ��ا المرأة التي تحب أن تس��تغرق معظم الوقت، أمتنخرط بالحياة العامة فيجب أن تصرف النظر عن »إنش��اء مملكة بيته��ا«، وأضافت ليس من العقل أن تترك الم��رأة إدارة بيتها لغيرها ثم تخرج هي إلى الدوائر الرسمية)133(، ورأت المجلة أن تعليم المرأة أمر ال بد منه؛ ألن المرأة نصف الرجل وال خير في رجل نصفه أشل، ثم إنها نصف الشعب،

وال حياة لشعب ينخر سوس الجهل نصفه)134(.

يظه��ر مما تق��دم أن »المعه��د« انطلقت في معالجاته��ا للواق��ع اإلجتماع��ي م��ن بيئتها التي ولدت من رحمها فكانت خير معبر عن معاناتها وحرمانها من مقوم��ات الحياة، كما أنها حذرت وببعد نظر المطلع العارف من تمادي الس��لطات في إهمال جبل عامل؛ ألن ذلك فاقم من مش��كلة الهجرة وانعكاساتها اإلجتماعية واإلقتصادية في الواقع اللبناني، ومع أن صور البؤس والحرمان التي كانت ال تف��ارق الكثير من مناطق الجنوب اللبناني تبعث في النفس الشعور باألسى والمرارة إال أنها في الوقت نفسه كانت مصدر إلهام للكثير

من الشعراء واألدباء والكتاب.

المبحث الخامس: معالجات ة الثقافية والفكرية المجل

زينت مجلة المعهد واجهة أعدادها بعبارات ثالث توال��ت بالظهور زماني��ا وكاآلتي: )مجلة ثقافية( و )رس��الة ثقافة( و )مصدر فكر ومورد أدب(، وتبع��ا لذلك جاءت معظم معالجاتها تدور ف��ي فلك الثقاف��ة، ونظرا لتنوع مص��ادر الثقافة فقد تنوعت معالج��ات المجلة الثقافية أيضا على صفحاته��ا، فقد تناولت مقاالت الرأي فيها والتي دأب على كتابتها كبار األدباء والمثقفين مختلف القضاي��ا التي تهتم بالش��أن الثقاف��ي، فقد تحدثت عن إنس��انية األدب باعتباره مصدرا أصيال من مص��ادر الثقاف��ة، موضحة أن غاي��ة األدب في جميع أطواره وأشكاله هي تثقيف الناس وتوسيع أفق تفكيرهم، أي إن األدب يس��تمد عناصره من واقع الحياة ويناضل من أجل مبادئ وقيم إنسانية، لذا فاألدب هو رس��الة تحرر ورقي وعدالة)135(، ومن هذا الفهم لرسالة األدب فإن األخير بفروعه من شعر ونثر )قصة ورواية(، كان حاضرا بقوة عل��ى صفحاتها، فقد تحدثت ع��ن أدب الطالب، واألدب الحي)136(، واألدب النس��وي)137(، فضال عن أخبار الفن والفنانين في لبنان)138(، ووظفت معظ��م أبواب المجلة لمناقش��ة الش��ؤون الثقافية والتعريف بمصادرها، وقد اطلعت المجلة قرائها على أحد أبرز رموز األدب العربي وهو الشاعر أبو الطيب المتنبي )303-354ه�/915-965م( وعبرت عنه بأنه ش��خصية فذة في تاريخ الفكر العرب��ي)139(، وأن ش��عره قد اس��توفى حظه من النضوج والكمال بحسب تعبير المجلة)140(. كما نش��رت المجلة شيئا من األدب الغربي من خالل قطعة للفيلسوف والشاعر األلماني غوته بعنوان د( يرمز فيها إلى الرس��ول األعظم )نش��يد محمد )�( بالينبوع الصافي وانتصار عقيدته، محم


ودخ��ول الن��اس أفواجا ف��ي دين اإلس��الم)141(، François-Marie فت بش��خصية فولتير وعر��ر Arouet Voltaire )1694-1778( المفكالفرنس��ي الكبير، موضحة أن��ه رجل فكر قوي الذهن يدهشك بنشاطه)142(، وكتبت عن الشاعر Alphonse والروائي الفرنس��ي ألفونس دوديهDaudet )1840-1897( ال��ذي تمي��ز بمتانة بالغته، وهو من أعالم األدب الفرنس��ي بحسب

تعبير المجلة)143(.

وتحدثت عن المدارس األدبية فبينت أن أشهر الم��دارس في تل��ك الحقبة ثالث م��دارس لثالث س��ين، مصطفى صادق الرافع��ي )1880- مؤس-1889( العق��اد محم��ود وعب��اس ،)19371964(، وط��ه حس��ين )1889-1973(، ولكل مدرس��ة من ه��ذه المدارس خصائ��ص وميزات إن تباينت بطرائق العرض ووسائل األداء، فإنها تتالقى في جوهر النتاج األدبي من حيث إنها ثروة مذخورة لألدب العربي، وقدوة متبعة للس��ائرين على طريقها)144(. وكتب��ت المجلة حول الرمزية فت بأدباء لبنان وقد قس��متهم في األدب)145(، وعرإلى فئات، إذ تحدثت أوال عن الفئة الناش��ئة منهم بمقال حمل عن��وان: )أدباء على العتبة(، تناولت فيه باختص��ار التعريف باألدباء الش��باب، وهم: )س��هيل إدريس، ووفيق العاليلي، وهاش��م حسن األمي��ن، ونور الدي��ن بدر الدي��ن، ورياض طه، ف��ت بمقال ث��ان حمل وأدي��ب م��روة()146(، وعرعنوان: )أدباء على األريكة(، بأش��هر األدباء في لبن��ان، وهم: )عم��ر فاخوري، وم��ارون عبود، ورئيف خوري، والدكتور عمر فروخ، والش��يخ عب��د هللا العاليلي، والدكتور س��ليم حي��در()147(. واس��تكملت بمقال ثالث التعري��ف باألدباء الذين تمكن��وا من الجلوس على أريكة األدب في لبنان، وهم: )الدكتور نقوال فياض، وأمين نخلة، ومحمد

علي الحوماني، وإلي��اس خليل زخريا، وعبد هللا المشنوق، وعبد اللطيف شرارة()148(، وخصصت مقالي��ن لما أس��مته ب�)نظرية الف��ن( موضحة أن موض��وع الفن: الجمال، وح��ول الجمال، وفكرة الجمال، وإبراز الجمال، تدور حولها سائر فروع الفن)149(. ثم بينت كيفية التعبير عن الجمال، وعن األدوات أو الطرق التي نستخدمها لننتج أثرا فنيا

نعبر به عن الجمال)150(.

وش��كلت اإلصدارات والمطبوعات اللبنانية والعربي��ة مصدرا م��ن مصادر الثقاف��ة المهمة التي اس��تعانت بها المجلة لرفد الثقافة العامة في المجتمع، فقد تابعت وباهتمام جديد اإلصدارات والمطبوع��ات، ورصدت لقرائها حركة صدور الدوريات من صحف ومجالت عربية وتناولتها ه��ت في بعض األحي��ان بأبرز بالتعري��ف، ونوالموضوع��ات التي اختصت به��ا تلك الصحف ه لقرائها عن والمج��الت، كم��ا أنها كان��ت تن��وإصدار تلك الدوريات ألعداد خاصة لمناسبة ما، فعلى سبيل المثال فإن المجلة أشارت في عددها األول الصادر في شباط من عام 1945 إلى قرب ع��ودة صدور مجلة العرف��ان التي كانت متوقفة ع��ن الصدور بس��بب أح��داث الح��رب العالمية الثاني��ة، موضح��ة أن »العرف��ان أم الصح��ف اللبنانية ومدرسة جل أدباؤها المرموقين، والبوق الوطني يجأر منذ ثلث قرن«)151(. وفي الس��ياق نفس��ه أوضحت صدور مجلة جديدة في بيروت باسم )األدب الجديد( أصدرها صفوة من الشباب المتوثب بحسب تعبيرها: »وسوف تقدم للشباب ألوان��ا ش��تى م��ن أدب زاخر بالحي��اة ثائر على

اإلقطاعية في األدب«)152(.

وتابعت المجلة أخبار المجالت خارج لبنان، فأعلنت أن لجنة تآخي الطالب لمنتدى النشر في


النجف األش��رف أصدرت مجلة أدبية توجيهية أس��موها )البذرة( يحررها أساتذة وطالب كلية منتدى النش��ر، وقد وصلنا عدده��ا األول، فإذا ��ر بمس��تقبل زاه��ر)153(. كما هو مجه��ود يبشبينت أن جريدة الس��اعة العراقية أصدرت عددا خاصا لمناسبة ذكرى استش��هاد اإلمام الحسين ب��ن علي بن أب��ي طال��ب )( ح��رره كبار األدب��اء في العراق ومص��ر ولبنان)154(، وعلى ه��ذا المنوال اس��تمرت المجلة بمتابع��ة الجديد ف��ي حرك��ة اإلص��دار الصحفي، فعلى س��بيل المثال ال الحصر نالح��ظ منهجها في التعريف بش��قيقاتها م��ن المج��الت كم��ا هو الح��ال مع مجلة األديب البيروتي��ة، إذ قرضتها بما نصه: »يحم��ل كل عدد من أعداد مجل��ة األديب بحثا ضافي��ا ينير غدنا بجميع نواحيه، وقد عهدت به ألخصائيين ف��ي العلم واألدب واالجتماع والفن والتربي��ة«)155(، وأفردت مقال خاص للتعريف بمجل��ة )الكاتب المصري(، وجاء فيه ما نصه: »أول ما تقلب صفح��ات الكاتب المصري تعلم أن لمواضيعها وأبحاثها المستفيضة قيمة ووزنا يفرضان التقدير واإلعج��اب، وينمان عن جهد فكري بال��غ، ودقة في معالجة البحث واس��عة، وال غ��رو في ذلك إذا عرفنا أن رئيس تحريرها هو الدكتور طه حس��ين الذي ع��رف باإلفاضة

واإلسهاب، مع الدقة وطول النفس...«)156(.

وس��لطت المجلة أيضا األضواء على حركة طباع��ة الكتاب، وم��ا تنتجه دور النش��ر اللبنانية والعربية من إصدارات، فقد تناولت المجلة )29( هت كتاب��ا بالعرض والتحلي��ل)157(، وكانت قد نولقرائه��ا عن قرب ص��دور بعض تلك الكتب قبل عرضه��ا، وتناولته��ا بالتحليل والنقد، ونش��رت بعض النقود التي وردتها بشأن تلك الكتب. ويمكن تصنيف تلك الكتب بحسب موضوعاتها إلى كتب

تاريخية إسالمية عالجت موضوعات حساسة في التاريخ اإلسالمي ال زالت األمة اإلسالمية تعاني م��ن آثارها إلى يومنا ه��ذا، وكتب علمية تناولت التط��ورات العلمية الت��ي ش��هدها العالم، وكتب إجتماعية اختصت بقضاي��ا إجتماعية معاصرة، وكتب أدبية عالجت مختلف موضوعات األدب.

وعرضت المجلة في ه��ذا الموضوع ألبرز تلك الكتب وهو كتاب )أبو هريرة( الذي صدر عن مطبعة العرفان لمؤلفه الس��يد عبد الحسين شرف الدين )1873-1957(، الذي وصفته المجلة بأنه من العلماء األجالء الموهوبين، الذين أوتوا حظا وافرا من التحقيق والتدقي��ق...)158(، وهذا الكتاب بحسب تحليل المجلة: »يتعرض ألبي هريرة ونقد رواياته في إسهاب وتفصيل، وبرهان ودليل، يلمح في غضون فصول��ه إلى روايات ضعيفة، ورواة د جواد غير ثقات...«)159(، كما لخص الشيخ محممغنية في نقده أهمية الكتاب بما نصه: »والحق أن كتاب أبو هريرة لحادث ذو شأن خطير، ال في علم الدراية، فحسب بل في الدين أصوال وفروعا، فقد فتح آفاقا جديدة للتصفية والتمحيص، ووضع كل قضية دينية نقلها الراوون موضع الش��ك، ونظر إليها نظرة مستقلة عن األقوال والشهادات، كأنها وليدة الساعة الحاضرة، ثم حكم عليها بما تستحقه ة، وال يتهيب م��ن قيمة علمية، ال ينكص عن حج

رأيا«)160(.

وعرضت المجلة في الس��ياق نفس��ه كتاب: )هاش��م وأمية( لمؤلفه صدر الدين شرف الدين )1912-1970(، وأوضحت أن الفكرة األولى المس��تخرجة من هذا الكتاب هي أن الهاشميين نفر خلقوا من الخير المحض، ورافقوا المصلحة ف��ي األجي��ال والحق��ب، يق��ودون اإلص��الح، ويدع��ون إليه، ويتطورون في ه��ذه الدعوة مع


الحي��اة، فكل ما وجدوا س��بيال إل��ى الزيادة في اإلصالح والتجدي��د ورفع الحياة تقدموا لقومهم بمث��ل يحتذى ب��ه وفضيل��ة تتب��ع...)161(. ومن الكت��ب األخرى الت��ي نقدتها »المعه��د« كتاب )فلسفة التفاحة أو جاذبية نيوتن( لمؤلفه العالمة اإلجتماعي نقوال حداد )1878-1954(، الذي Sir Isaac تناول فيه حياة العالم إسحاق نيوتنNewton )1642-1726( وأت��ى على جميع النظري��ات العلمية الت��ي تتعل��ق بقوتي الجذب لها تفصيال يتناول��ه الفهم بصورة والدف��ع وفصسهلة س��ائغة، وبسط نشوء الذريرات واألجرام وكيفية تطور الكون وتمدده وتقلصه بسطا ليس

طه...)162(. بوسع كل قلم أن يبس

وعرض��ت المجلة م��ن الكت��ب األدبية ذات المضم��ون اإلجتماع��ي كت��اب )أش��واك( وهو رواية غرامية تأليف األس��تاذ س��يد قطب رئيس تحرير مجلة العالم العربي، وبينت »المعهد« في تحليله��ا الذي ال يخلو من مشاكس��ة لمؤلف هذه الرواي��ة أن لي��س بالهين على الكاتب أن يرس��م دقائق األحاسيس واألخيلة، أو أن يصور الشعور العميق واالرتعاشات الخفية، إال إذا كان موهوبا، أو كان ه��و نفس��ه أصيب بما يري��د أن يعالجه، وعلل��ت المجل��ة ترجيحها لل��رأي األخير؛ ألن المؤلف »لم يت��رك موقفا يمكن أن يقفه متحابان وال خلسة يمكن أن يختلسها عاشقان، أو ارتجافة قد يرتجفانها أو كلمة قد يقوالنها، بل لم يدع نظرة حانق��ة أو متوس��لة أو آهة محرق��ة أو مموهة أو دمعة مس��تعطفة أو مغرية، لم يدع ش��يئا من كل ذل��ك إال صوره تصوي��را دقيقا رائع��ا...«)163(. وفي عرضها لرواية )س��لوى ف��ي مهب الريح( لألستاذ محمود تيمور بينت أن هذه القصة عبرت عن كثير من صور الحياة، وكشفت عن المغطى من وجوهها بأسلوب وصفته بالرائع، على ما فيه

من بساطة التعبير)164(.

ن��ت »المعهد« أثر دور النش��ر اللبنانية وثمف��ي توجيه رجال الفكر، فقد أصبحت هذه الدور م��دارس ذات مذاهب ف��ي األدب واتجاهات في التفكي��ر ومبادئ ف��ي التوجي��ه)165(، وأوضحت المجلة أن أبرز دور النشر اللبنانية الحديثة، هي: أوال: )دار المكش��وف( الت��ي حلقت حولها حلقة من األدب��اء كانوا يغذون صحيفته��ا التي تحمل اسمها، وكانوا يؤلفون لها بحسب تعبير المجلة، والثانية هي: )دار األديب( ذات الوجه المش��رق عروب��ة وقومي��ة وقاع��ة مكتبته��ا ملتقى رجال الفكر واألدب من مختلف أنحاء العالم، يتعرفون على بع��ض ويتحدثون في مش��اكل األدب)166(، ودار ثالثة هي: )دار الكتاب( المعبرة عن لس��ان ة المرأة، وتعلن آراءها وتنشر صوتها)167(، وثمدار رابع��ة، إنها )دار العلم للماليين( وأعظم أثر لها بحس��ب تقييم المجلة أنها استطاعت أن تنقل اإلنتاج اللبناني إلى العالم العربي، وأن تذيعه بين قرائه، ف��إذا هو ال يقل عن الكت��اب الصادر في مصر ذيوع��ا وامتدادا)168(. وأضافت المجلة في ن في��ه ل� »دار العلم للماليين« مق��ال آخر لها تثمجهودها في المي��دان الثقافي والفكري فكتبت ما نصه: »تمطرنا دار العل��م للماليين بكتب قيمة، متنوع��ة المواضيع، وسلس��الت عدي��دة، كثيرة الفوائد، وكل ما تخرجه هذه الدار الكريمة يمتاز بنظاف��ة التوجيه والطباعة، والجدي��ر بالذكر أن قيمة ما تخرجه للماليين ال يتناسب مع عمرها إذا قيست األعمال باألعمار...«)169(. وبينت المجلة أن هذه الدور تنهج في نشرها سبال حديثة تدخل فيها مهمة اختيار الكتاب من قبل لجنة مختصة، وتصحيحه وإخراجه وإظهار مزاياه للقراء)170(.


الخاتمةانطلق السيد جعفر شرف الدين في مشروعه اإلصالحي من انتقاد واقع الجهل المرير، الذي كان ي��راه مخيما ليس في مدينته صور فحس��ب وإنم��ا ف��ي جنوب لبن��ان بصورة عام��ة، فأخذ يس��عى لنش��ر العلم والمعرفة من خالل تأسيس الم��دارس في قرى مدينته صور كلما تيس��ر له ذل��ك، واتخذ من مجل��ة المعهد منب��را يبث من على صفحاتها ما يبعث في نفوس الشباب روح الث��ورة على الجهل، وغ��ذى عقولهم بالعنفوان والثق��ة بالنف��س، وأث��ار ف��ي أوس��اطهم حركة دائمة تن��زع نحو الحرية والتح��رر من التقاليد البالية، والتخلص من أساليب الجهل، ومواجهة الواقع بالح��زم، واالنكباب على تحصيل العلم، وااللتحاق بالم��دارس لتحصيل العلم والمعرفة. وعلى الرغم من أن »المعهد« مجلة ثقافية نأت بنفسها عن تغطية األحداث السياسية وتطوراتها بشكل مباشر خالل مدة صدورها، إال أنها كانت تسعى وتدعو من خالل منهجها الثقافي إلى دولة المجتمع اللبناني المنس��جم ال دولة »المجتمعات اللبناني��ة«، وإل��ى ثقاف��ة لبناني��ة ينتجه��ا نظام تربوي وتعليمي جديد يتوافق وعهد االستقالل، ال النظ��ام التعليم��ي القدي��م الذي أنت��ج »ثقافة ذات ألوان« تعتق��د المجلة أنها لم تنجح بتحقيق التوافق واالنس��جام في المجتم��ع اللبناني، وقد يبدو األمر غريب��ا نوعا ما إذا ما عرفنا الخلفية الفكرية للمجلة، وأن صاحبها ورئيس تحريرها الس��يد جعفر هو ابن الس��يد عبد الحسين شرف الدي��ن وهو أح��د أبرز مراجع الدين المس��لمين المجاهدي��ن وقت��ذاك ليس في لبنان حس��ب، بل ف��ي كثير من مناطق العالم اإلس��المي، عليه قد يتب��ادر للذهن للوهلة األولى ولغير المطلع على تفاصيل ما نش��رته المجلة خ��الل صدورها أن

معالج��ات المجل��ة دينية مذهبي��ة تعكس وجهة نظ��ر طائفي��ة مح��ددة، إال أن الجميل في األمر أن المجل��ة ف��ي معالجاتها كان��ت بعيدة عن هذا التصور، وعكس��ت وجهة نظر وسطية معتدلة ف��ي معالجاتها المختلفة، ش��ارك ف��ي صياغتها نخبة م��ن قادة الفكر ورم��وز الثقافة في لبنان، وأن اله��م الثقافي الهادف لنش��ر ثقافة المجتمع المنس��جم – وهو الغاية األس��اس – طغى على معالجات المجلة بش��كل عام مقارنة بمعالجاتها ف��ت بدوره��ا لتحقيق الهدف لقضاي��ا دينية وظاألس��مى، وقد ش��كل كتاب المجلة طيف��ا لبنانيا متنوعا دينيا ومذهبيا وفكريا، ويمكن القول، إن أس��رة تحرير المجلة تكون��ت من مجتمع لبناني مصغ��ر، وكانت مثاال عمليا للمجتمع المنس��جم

الذي تدعو إليه.

وكان��ت »المعه��د« الص��وت اإلصالح��ي المطال��ب بحقوق المحرومي��ن في جنوب لبنان الداع��ي إلى تحقي��ق العدالة اإلجتماعية أس��وة اإلدارة أن ورأت األخ��رى، لبن��ان بمناط��ق الحكومي��ة المثالية يج��ب أن تتجلى فيها الكفاءة القان��ون يطب��ق فيه��ا والنزاه��ة، ويج��ب أن تطبيقا صحيح��ا، وأن يتم تجنب المحس��وبيات والمداخ��الت، ل��ذا فهي مدرس��ة س��اهمت في إثراء عقول المثقفين في لبنان وبالد االغتراب، وكان��ت صلة الوصل بين المهاجرين وموطنهم

وداعية تنوير وإصالح.


المالحق:

الملحق األول: صورة غالف مجلة المعهد اللبنانية


الملحق الثاني: جدول يوضح تاريخ صدور المجلة وصفحات كل عدد)171(

سنة تعدد تاريخ اإلصدارالعدداإلصدار

المالحظاتالصفحات

15/األولاألولى1------20شباط/1945

1524/آذار/1945الثانياألولى2

يالحظ وجود خلل في ترقيم صفحات هذا العدد رقمت بالرقم بدءا من الصفحة رقم )7( حيث العدد بترقيم صفحات الخلل هذا واستمر )6(

إلى الصفحة )17(

15/الثالثاألولى3-------20نيسان/1945

الرابع األولى4عدد مزدوج خاص بالمرأة2032/أيار/1945والخامس

تشرين السادساألولى520األول/1945

لم يرد ذكر تاريخ إصدار العدد باليوم كما ورد في األعداد السابقة واقتصر على ذكر رقم العدد

)6( والسنة )األولى(

السابع األولى6والثامن

تشرين الثاني وكانون

األول/1945عدد مزدوج وخاتمة السنة األولى، ولم يذكر 20

تاريخ إصدار العدد باليوم

كانون األولالثانية7-------24الثاني/1946

الثاني الثانية8والثالث

شباط عدد مزدوج28وآذار/1946

-------24نيسان/1946الرابعالثانية9

23أيار/1946الخامسالثانية10عدد خاص بكلية المقاصد في صيدا

استعرضت فيه األخيرة نشاطات رحلة بعثتها إلى مصر

-------28حزيران/1946السادسالثانية11

16-----السابعالثانية12لم يرد ذكر أي تاريخ إصدار لهذا العدد واقتصر على ذكر رقم العدد )7( والسنة

)الثانية(

أيلول وتشرين الثامنالثانية13-------24الثاني/1946

التاسع الثانية14والعاشر

تشرين الثاني وكانون

األول/1946عدد مزدوج وبه ختمت المجلة سنتها الثانية28


سنة تعدد تاريخ اإلصدارالعدداإلصدار

المالحظاتالصفحات

األول الثالثة15والثاني

كانون الثاني عدد مزدوج وفاتحة السنة الثالثة42وشباط/1947

عادت المجلة إلى إصدار أعدادها باليوم 1536/آذار/1947الثالثالثالثة16والشهر والسنة

15/الرابعالثالثة17-------37نيسان/1947

الخامس الثالثة18عدد مزدوج2455/أيار/1947والسادس

السابع الثالثة19والثامن

20/تشرين الثاني-20/

كانون األول/1947

عدد مزدوج53

التاسع الثالثة20والعاشر

كانون بهذا العدد اختتمت المجلة سنتها الثالثة50الثاني/1948

-------39شباط /1948األولالرابعة21

-------34آذار/1948الثانيالرابعة22

-------36نيسان/1948الثالثالرابعة23

-------34أيار/1948الرابعالرابعة24

خاتمة إصدار المجلة34حزيران/1948الخامسالرابعة25


الهوامش)1( عبد الحس��ين ش��رف الدي��ن )1873–1957م(: ولد ه ف��ي مدينة الكاظمية ف��ي العراق، تتلمذ عل��ى يد جدالس��يد هادي الصدر الذي نشأ في بيته وهو من بيوت العلم واألدب والش��رف الرفيع ف��ي الكاظمية، أكمل دراس��ته في النجف األش��رف وغادره��ا حائزا منها عل��ى االجته��اد المطل��ق س��نة 1905م متوجها إلى ص��ور، حيث موط��ن آبائه في جب��ل عامل، إذ جعل منها عاصمة للفتيا والقض��اء ومنتدى للعلم واألدب، أسهم بجد في بناء حوار علمي بين المذاهب االسالمية دا على أهمية الوحدة اإلسالمية وحاجة المسلمين مؤكإليها، وأس��هم كذلك بنصيب كبير في الحركة الفكرية والثقافية في جبل عامل، فأس��س المدرس��ة الجعفرية سنة 1938م، أسهم بش��كل فاعل في الحياة السياسية ف��ي لبنان إذ كان من المتطلعين إلى الوحدة الس��ورية تحت راية الملك فيصل، وقام بدور رئيس في مؤتمر وادي الحجي��ر المنعقد في جبل عامل س��نة 1920م لمواجهة االحتالل الفرنس��ي، وحكم الفرنسيون عليه باإلع��دام، ث��م أعفي عنه، اش��تغل بالكتاب��ة والتأليف وت��رك إرثا معرفيا فكريا كبي��را. لمزيد من التفصيل د صادق، عن هذه الش��خصية، ينظر: الص��در، محممقدمة كت��اب: االجتهاد في مقابل الن��ص، )بيروت، منشورات مؤسسة األعلمي للمطبوعات، 1999م(، ص ص8-44؛ الصدر، حس��ن، تكمل��ة أمل اآلمل، تحقي��ق: أحمد الحس��يني وباقر محمود المرعش��ي، )بي��روت، دار األض��واء، 1986م(، ص ص256-258؛ مجموعة مقاالت المؤتمر الدولي لتكريم اإلمام شرف الدين، )قم، األمانة العامة للمؤتمر، 1426ه�(.

)2( قرية في ساحل صور تعد مقر آل الزين، من وجهاء جب��ل عامل، ويقال إنهم كان��وا حكاما فيها ولهم فيها آثار وأبنية. آل سليمان، إبراهيم، بلدان جبل عامل.. قالع��ه ومدارس��ه وجس��وره ومروج��ه ومطاحن��ه وجبال��ه ومش��اهده، )بي��روت، مؤسس��ة الدائ��رة،

1995م(، ص239.

)3( ص��ور: ه��ي مدينة بحري��ة لبنانية تع��د أحد أقضية محافظ��ة الجن��وب. تقع عل��ى الس��احل اللبناني في الضفة الش��رقية للبحر األبيض المتوسط. وعلى بعد

)85( ك��م جنوب العاصمة بيروت، مدينة صور من الحواضر المش��هورة عبر التاريخ نظرا للدور الذي لعبته ف��ي الحقبة الفينيقية من ناحية س��يطرتها على التج��ارة البحرية. لمزيد من التفاصيل، ينظر الموقع

http://ar.wikipedia.org/wiki :اإللكتروني

)4( ينظر: السيرة الذاتية للسيد جعفر شرف الدين، والتي ألقاها في المجلس الثقاف��ي للبنان الجنوبي بتاريخ 5/أي��ار/1983، والمنش��ورة ف��ي كتاب: الس��يد جعفر شرف الدين.. سيرة مجتمع في سيرة رجل، )صور، منشورات مؤسسة الكلية الجعفرية، 2002(، ص31.







)11( ش��رف الدين، حس��ين، تقديم مجلة المعهد، المعهد 1945-1948، )صور، منش��ورات مؤسسة الكلية

الجعفرية، د.ت.(، ص5.




)15( مجلة المعهد، الس��نة الثالث��ة، العدد األول والثاني، كانون الثاني وشباط 1947، ص11.

)16( الس��يرة الذاتية للس��يد جعفر شرف الدين، المرجع السابق، ص44.

)17( مجلة المعهد، الس��نة الثالث��ة، العدد األول والثاني، كانون الثاني وشباط 1947، ص11.

)18( شرف الدين، حسين، المرجع السابق، ص6.

)19( محاضر مجلس النواب اللبناني، الدور التش��ريعي العاشر، العقد العادي األول، محضر الجلسة السادسة

المنعقدة في العاشر من تشرين الثاني/1960.



)21( الس��يرة الذاتية للس��يد جعفر شرف الدين، المرجع السابق، ص ص64-63.

)22( محاضر مجلس النواب اللبناني، الدور التش��ريعي العاش��ر، العق��د الع��ادي األول، محض��ر الجلس��ة

السادسة، المرجع السابق.

ر. )23( طريق عريض مشج

)24( طري��ق واس��عة باتجاهي��ن تفص��ل بينهم��ا جزرة وسطية.

)25( محاضر مجلس النواب اللبناني، المرجع السابق.


)27( شرف الدين، حسين، المرجع السابق، ص18.



باري��س حزي��ران/1940 ف��ي األلم��ان احت��ل )30(

وأصبحت فرنس��ا تحت سيطرتهم فتشكلت في فيشي حكومة فرنسية بقيادة المارشال بيتان أصبحت معها سوريا ولبنان تحت سلطة حكومة فيشي التي أرسلت الجنرال هنري دانتز في كانون األول/1940 مندوبا س��اميا لس��وريا ولبنان، وبس��بب ظ��روف الحرب وت��أزم الحالة السياس��ية في لبنان اضط��ر أميل أده رئي��س الجمهوري��ة وعبد هللا بيهم رئي��س الحكومة إلى االس��تقالة في 1/نيسان/1941. وفي التاسع منه عين دانتز المحامي ألفرد نقاش رئيسا للدولة يعاونه مجلس مديرين برئاس��ة أحمد الداع��وق، إال أن هذه اإلجراءات لم تصمد كثيرا فس��رعان ما اس��تطاعت ق��وات بريطانيا وفرنس��ا الحرة من غ��زو لبنان في 8/حزيران/1941 وحل كاس��ترو ممثل ديغول في بيروت وأعلن في26/تشرين الثاني/1941 استقالل لبنان. ولم تختلف اإلج��راءات اإلدارية التي اتخذها ع��ن تلك التي كانت س��ائدة ف��ي عهد االنت��داب فقد أبق��ى ألفرد نقاش رئيس��ا للجمهورية وتأليف وزارة عش��ارية برئاسة أحمد الداعوق في األول من كانون

األول/1941 إرض��اءا لجمي��ع الطوائ��ف. ينظ��ر: الصليب��ي، كم��ال، تاري��خ لبن��ان الحدي��ث، ط10، )بيروت، دار النهار، 2008(، ص ص232-231.

)31( لإلطالع على الواقع اإلقتصادي المتدهور، ينظر: هوفهانس��يان، نقوالي، النضال التح��رري الوطني في لبنان )1939-1958(، ترجمة: بس��ام أندريان، )بيروت، دار الفارابي، 1974(، ص ص37-20.

)32( س��ميح صعيدي، ثب وثبة أخ��رى، مجلة المعهد، السنة األولى، العدد الثاني، آذار/1945، ص21.


)34( مجل��ة المعهد، الس��نة األولى، الع��دد األول، 15/شباط/1945، ص19.

)35( ينظ��ر: مجلة المعهد، الس��نة األولى، العدد األول، 15/شباط/1945، واجهة العدد األول.

)36( ش��رف الدين، جعفر، شؤوننا، مجلة المعهد، السنة األولى، العدد 6، تشرين األول/1945، ص3.

)37( ش��رف الدين، جعفر، على الهامش، مجلة المعهد، السنة األولى، العدد الثاني، 15/آذار/1945، ص3.

)38( ينظ��ر عل��ى س��بيل المث��ال: مجلة المعهد، الس��نة الثانية، العدد األول، كان��ون الثاني/1946، صفحة الواجهة؛ مجلة المعهد، السنة الثالثة، العدد المزدوج األول والثاني، كانون الثاني وشباط/1947، صفحة

الواجهة.

)39( ينظر: تاريخ إصدار العدد األول من مجلة المعهد، الس��نة األول��ى، الع��دد األول، 15/ش��باط/1945،

واجهة العدد األول.


)41( مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، العدد المزدوج األول والثان��ي، كان��ون الثان��ي وش��باط/1947، صفحة

الواجهة.

)42( مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، العدد المزدوج التاسع والعاشر، كانون الثاني/1948، صفحة الواجهة.

)43( مجل��ة المعه��د، الس��نة الرابع��ة، الع��دد الثان��ي،


شباط/1948، صفحة الواجهة.

)44( األعداد هي: الثالث والرابع والخامس ألش��هر آذار ونيس��ان وأيار. ينظر: مجلة المعهد، الس��نة الرابعة، العدد الثالث، نيسان/1948، صفحة الواجهة؛ المرجع نفس��ه، العدد الراب��ع، أي��ار/1948، ص3؛ المرجع

نفسه، العدد الخامس، حزيران/1948، ص3.

)45( مجل��ة المعهد، الس��نة األولى، الع��دد األول، 15/شباط/1945، واجهة العدد األول.

)46( الش��يخ أحمد عارف الزي��ن )1884-1960(: ولد ف��ي قرية ش��حور في جنوب لبنان، تن��وع في تعليمه بي��ن التقليدي والحديث في م��دارس صيدا والنبطية، أتقن من اللغ��ات فضال عن لغت��ه العربية اإلنكليزية اد والفرنس��ية والتركية والفارس��ية، عد واحدا من رواإلصالح والتحديث ليس في جنوب لبنان فحس��ب بل في العالمين العربي واإلس��المي، ويبدو ذلك واضحا في آث��اره الفكرية الت��ي خلفها، ولع��ل أبرزها مئات المق��االت ذات النزع��ة اإلصالحية المنش��ورة على صفح��ات مجلة العرفان التي أصدرها في ش��باط من عام 1909، وجريدة جب��ل عامل التي أصدرها عام 1911، فض��ال ع��ن ذلك ل��ه مجموعة م��ن الكتب، أهمه��ا: كت��اب )تاريخ صي��دا( صدر ع��ام 1913، وكتاب )مختصر تاريخ الشيعة( الصادر عام 1914. ينظر: الزين، رغدة نحاس، الشيخ أحمد عارف الزين )1884-1960(.. رائ��د إصالح��ي ف��ي جبل عامل أوائل القرن العش��رين، رس��الة ماجس��تير، الجامعة األميركية في بيروت، كلية اآلداب والعلوم، 1996؛ ميرفان، صابرينا، حركة اإلصالح الش��يعي.. علماء جبل عامل وأدباؤه في نهاية الدولة العثمانية إلى بداية اس��تقالل لبنان، ترجمة: هيثم األمين، ط2، )بيروت،

دار النهار،2009م(، ص ص405-403.

)47( الزين، أحمد عارف، تاريخ صيدا، )صيدا، مطبعة مجلة المعهد، 1913(، ص153.

��ي، محم��د كاظ��م، الحرك��ة الفكري��ة واألدبية )48( مكفي جب��ل عامل، )بي��روت، دار األندلس، 1963(،

ص210.

)49( اس��تنادا إلحصاء الباحث لجميع الصور والرسوم

المنشورة في المجلة خالل مدة صدورها.

)50( ش��رف الدي��ن، جعفر، هذه الوثبة، المعهد، الس��نة األولى، العدد األول، 15/شباط/1945، ص2.


)52( الس��يد صدر الدين شرف الدين )1970-1911(: أديب، ش��اعر، صحفي، ولد في ص��ور وتعلم على أبيه الس��يد عبد الحسين ش��رف الدين العاملي، سافر إلى العراق وحل في مدينة الكاظمية، وقد أكمل فيها علومه وفي النجف األش��رف، إذ استغرقت دراسته الحوزوي��ة ف��ي العراق اثنتي عش��رة س��نة. عرف بكتاباته الصحفية التي امتازت بأسلوب أدبي رشيق. انتقد سياس��ة الحكومة العراقية في مقاالته االفتتاحية التي كان يكتبها في جريدته )الس��اعة(، والتي كانت س��ببا في إقدام الحكومة العراقية على إسقاط جنسيته العراقي��ة واعتقاله حت��ى إنجاز معاملة تس��فيره في تم��وز/1949. أص��در في لبنان مجل��ة األلواح عام 1950، ومجلة الس��اعة ع��ام 1952 ثم مجلة النهج ف��ي عام 1955، من أبرز آث��اره المطبوعة: )محنة العراق( صدر عام 1945، )س��حابة بورتس��موث( 1948. ينظر: الجبوري، كامل سلمان، معجم األدباء من العص��ر الجاهلي حتى س��نة 2002، )بيروت، دار الكت��ب العلمي��ة، 2003(، ج3، ص ص204-205؛ )مقابلة علمية(، الس��يد حس��ين شرف الدين..

باحث صور، بتاريخ 6/تشرين الثاني/2010.

)53( ش��رف الدين، صدر الدين، مجلة المعهد، المرجع نفسه، ص3.

)54( قنديل، حس��ن، المجالت المدرسية، مجلة المعهد، السنة األولى، العدد الثالث، 15/نيسان/1945، ص

ص20-19.

)55( مجل��ة المعه��د، الس��نة األول��ى، الع��دد الثان��ي، آذار/1945، ص21.

)56( الب��ارودي، واصف، البع��ث باللغة، مجلة المعهد، السنة األولى، العدد الثاني، آذار/1945، ص3.

)57( مجل��ة المعه��د، الس��نة األولى، العدد 6، تش��رين


األول/1945، ص13.

عن��وان: حم��ل مق��ال إبراهي��م، البالغ��ي، )58(المعه��د، المعه��د، الس��نة األولى، العدد 6، تش��رين

األول/1945، ص13.

)59( ش��رف الدين، جعف��ر، عهد جدي��د، مجلة المعهد، الس��نة الثاني��ة، الع��دد المزدوج التاس��ع والعاش��ر،

تشرين الثاني وكانون الثاني/1946، ص2.

)60( مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، العدد المزدوج األول والثان��ي، كان��ون الثان��ي وش��باط/1947، صفحة

الواجهة.

)61( مجل��ة المعه��د، الس��نة الرابع��ة، الع��دد الخامس، حزيران/1948، صفحة الواجهة.

)62( مجل��ة المعهد، الس��نة الثالثة، الع��دد الثالث، 15/آذار/1947، ص1.

)63( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثالث��ة، الع��دد الخام��س والسادس، 24/أيار/1947، ص2.

)64( مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، العدد السابع والثامن، كانون األول/1947، ص54.

)65( مجل��ة المعه��د، الس��نة الرابع��ة، الع��دد الخامس، حزيران/1948، ص3.

)66( هك��ذا وص��ف رئيس التحري��ر كت��اب مجلته في واجهة كل عدد صدر منها. ينظر على س��بيل المثال ال الحص��ر: مجل��ة المعهد، الس��نة الرابع��ة، العدد

الثاني، آذار/1948، ص3.

)67( أحص��ى الباحث جميع من كت��ب في المجلة خالل مدة صدورها.

)68( ينظ��ر: العاليل��ي، عب��د هللا، ض��رورة التوجي��ه الثقاف��ي، مجلة المعهد، الس��نة األولى، العدد األول،

15/شباط/1945، ص4.



)71( ش��رارة، عبد اللطيف، كرامة الفكر، مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، العدد المزدوج األول والثاني، كانون

الثاني وشباط 1947، ص19.


)73( مجل��ة المعه��د، الس��نة األول��ى، الع��دد الثال��ث، نيسان/1945، ص4.


)75( مجلة المعهد، السنة األولى، العدد المزدوج السابع والثامن، تش��رين الثاني وكانون األول/1945، ص

ص9-8.


)77( ش��رف الدين، جعف��ر، من حولنا، مجل��ة المعهد، الس��نة الثاني��ة، العدد الس��ادس، حزي��ران/1946،

ص3.

)78( فروخ، عم��ر، هذا المنهاج، مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، العدد الثالث، آذار/1947، ص5.


)80( ف��روخ، عم��ر، المعارف وقص��ص أخرى، مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، العدد السابع والثامن، تشرين الثاني وكانون األول/1947، ص36؛ ألحقت وزارة التربي��ة ب��وزارات أخ��رى، وكاآلتي: ف��ي حكومة )1944/7/3-1943/9/25( الصل��ح ري��اض حبي��ب أبو ش��هال: )نائ��ب رئيس مجل��س الوزراء ووزي��ر العدلية والتربية الوطني��ة(، حكومة رياض أب��و حبي��ب )1945/1/9-1944/7/3( الصل��ح ش��هال: )نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير العدلية والتربي��ة الوطني��ة(، حكوم��ة عبد الحمي��د كرامي )1945/1/9-1945/8/22( ودي��ع نعي��م: )وزير الداخلية والتربية الوطنية والفنون الجميلة(، حكومة سامي الصلح )1945/8/22-1946/5/22( حميد فرنجيه: )وزير الخارجية والتربية الوطنية والفنون الجميلة(، حكومة س��عدي المن��ال: )1946/5/22-1946/12/14(، فيلي��ب تق��ال: )وزي��ر الخارجية الصل��ح: ري��اض حكوم��ة الوطني��ة(، والتربي��ة )1946/12/14-1947/6/7(، إلي��اس الخ��وري: )وزي��ر الصح��ة واإلس��عاف الع��ام وزي��ر التربية


الوطني��ة(، حكوم��ة رياض الصل��ح )1947/6/7-1948/7/26( حمي��د فرنجي��ه: )وزي��ر الخارجية والمغتربي��ن وزير التربية الوطنية(، حكومة رياض حمي��د )1949/10/1-1948/7/26( الصل��ح فرنجيه: )وزير الخارجية والمغتربين وزير التربية الوطنية(، حكومة ري��اض الصلح )1949/10/1-1951/2/14( ري��اض الصل��ح: )رئي��س مجل��س ال��وزراء وزير التربي��ة(. ينظ��ر: محاضر مجلس النواب اللبناني، الدور التشريعي الخامس )1943-ال��دور نفس��ه، المرج��ع الحكوم��ات؛ ،)1947

التشريعي السادس )1947-1951(، الحكومات.

)81( فروخ، عمر، المعارف وقصص أخرى، ص36.

)82( ف��روخ، عمر، هذا المنهاج، المرجع الس��ابق، ص ص6-5.

)83( حم��زة، حي��در، ه��ل عندن��ا مدرس��ة حديث��ة ؟، مجل��ة المعهد، الس��نة األول��ى، الع��دد األول، 15/

شباط/1945، ص16.

)84( ش��رف الدي��ن، جعف��ر، الطال��ب اللبنان��ي، مجلة المعهد، الس��نة األولى، العدد األول، شباط/1945،

ص5.

)85( أبو زيد، س��ليمان، جو المدرس��ة، مجل��ة المعهد، السنة األولى، العدد الثاني، آذار/1945، ص13.





)90( مجل��ة المعه��د، الس��نة األول��ى، الع��دد الراب��ع، نيسان/1945، ص12.


)92( دارغوث، رش��اد المغربي، بين األدب والش��باب، مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، الع��دد المزدوج األول

والثاني، كانون الثاني وشباط/1947، ص7.

)93( ش��رف الدي��ن، جعف��ر، معلمو آخر زم��ان، مجلة المعهد، الس��نة الثانية، العدد الرابع، نيسان/1946،

ص3.

)94( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثالث��ة، الع��دد الراب��ع، نيسان/1947، ص15.

)95( ش��رف الدي��ن، جعفر، قال وأق��ول، مجلة المعهد، ش��باط والثال��ث، الثان��ي الع��دد الثاني��ة، الس��نة

وآذار/1946، ص3.

)96( شرف الدين، جعفر، معلمو آخر زمان، ص3.


)98( اب��ن البادي��ة، بين األم��س واليوم، مجل��ة المعهد، السنة األولى، العدد السادس، تشرين األول/1945،

ص2.

)99( لمزي��د م��ن التفاصيل عن السياس��ة العثمانية تجاه جب��ل عام��ل، ينظ��ر: ش��عيب، عل��ي عب��د المنعم، مطالب جبل عامل الوحدة المس��اواة في لبنان الكبير )1900-1936(، )بي��روت، المؤسس��ة الجامعي��ة

للدراسات والنشر، 1987(، ص ص48-45.


)101( ميرفان، صابرينا، المرجع السابق، ص442.

)102( مجلة المعهد، السنة الثالثة، العدد السابع والثامن، تشرين الثاني وكانون األول/1947، ص7.

)103( مجلة المعهد، السنة الثالثة، العدد التاسع والعاشر، كانون الثاني/1948، ص25.

)104( مجلة المعهد، السنة الثالثة، العدد السابع والثامن، تش��رين الثاني وكانون األول/1947، ص ص33-

.34

)105( مجلة المعهد، السنة الثانية، العدد التاسع والعاشر، تشرين الثاني وكانون األول/1946، ص25.


)107( مجل��ة المعه��د، الس��نة األول��ى، الع��دد الثاني، آذار/1945، ص6.


)109( مجلة المعهد، السنة الثانية، العدد التاسع والعاشر،


تشرين الثاني وكانون األول/1946، ص25.


)111( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثاني��ة، الع��دد الراب��ع، نيسان/1947، ص37.


)113( مجلة المعهد، السنة الثالثة، العدد السابع والثامن، تش��رين الثاني وكانون األول/1947، ص ص33-

.34

)114( لمزيد من التفاصي��ل عن الهجرة، ينظر: مروة، كامل، نحن ف��ي أفريقيا.. الهجرة اللبنانية الس��ورية إلى أفريقيا الغربية.. ماضيها، حاضرها، مستقبلها،

)بيروت، دار المكشوف، 1938(.

)115( أص��درت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانيين ف��ي عام 1960 إحصاءا ق��درت فيه عدد المغتربين اللبنانيين بحدود المليون ش��خص. ينظر: الطاهري، حمدي، سياس��ة الحكم في لبنان، )القاهرة، المطبعة

العالمية، 1976(، ص444.

)116( مجلة المعهد، السنة األولى، العدد السابع والثامن، تشرين الثاني وكانون األول/1945، ص20.

)117( الغ��وس Lagos: مدين��ة تقع ف��ي جنوب غرب نيجيريا، وهي أكبر مدنها وعاصمتها منذ اس��تقاللها في ع��ام 1960 حتى ع��ام 1991. ينظ��ر: الموقع

www.ar.m.wikipedia.org :اإللكتروني

)118( هي: إحدى القرى التابعة لمدينة صور.



)121( مجلة المعهد، الس��نة الثانية، العدد األول، كانون الثاني/1946، ص2.

)122( ينظر على سبيل المثال ال الحصر قائمة األسماء التي نش��رتها المجلة لتبرعات الجالية في سيراليون: مجل��ة المعه��د، الس��نة الثاني��ة، الع��دد الس��ادس،

حزيران/1946، ص ص27-26.


)124( قرية تابعة لمدينة صور.


)126( ه��ي: عاصم��ة الس��نغال، تق��ع عل��ى ش��اطيء المحي��ط األطلس��ي، يع��ود تاري��خ تأسيس��ها إل��ى www. :الع��ام 1857. ينظ��ر الموق��ع اإللكتروني

ar.m.wikipedia.org


)128( مجلة المعهد، السنة الثالثة، العدد األول والثاني، كانون الثاني وشباط/1947، ص28.

)129( ينظ��ر على س��بيل المثال ال الحص��ر نماذج من عناوي��ن مجل��ة المهاجر: كنت مهاج��را، األدب في المهج��ر األفريقي، صور ومش��اهد أفريقية الفيتيش أو عب��دة األوثان: مجلة المعهد، الس��نة الثالثة، العدد األول والثان��ي، كانون الثاني وش��باط/1947، ص

ص33-28.

)130( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثالث��ة، الع��دد الثال��ث، آذار/1947، ص23.


)132( مجل��ة المعه��د، الس��نة األولى، الع��دد المزدوج الرابع والخامس، أيار/1945، ص4.



)135( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثالث��ة، الع��دد الخامس والسادس، أيار/1947، ص6.

)136( مجل��ة المعه��د، الس��نة األول��ى، الع��دد الثاني، آذار/1945، الصفحات4-2.

)137( مجل��ة المعه��د، الس��نة األولى، العدد الس��ادس، تشرين األول/1945، ص5.


)138( مجل��ة المعه��د، الس��نة األول��ى، الع��دد األول، ش��باط/1945، ص19؛ الس��نة الثانية، العدد الثاني

والثالث، شباط وآذار/1946، ص27.

)139( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثاني��ة، الع��دد الراب��ع، نيسان/1946، ص9؛ السنة الثانية، العدد السادس، حزيران/1946، ص9؛ السنة الثانية، العدد السابع،

ص9.

)140( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثاني��ة، الع��دد الثام��ن، أيلول/1946، ص7.



)143( مجل��ة المعهد، الس��نة الرابعة، الع��دد الخامس، حزيران/1948، ص24.


)145( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثالث��ة، الع��دد الراب��ع، نيسان/1947، ص ص13-12.


)147( مجلة المعهد، الس��نة الثانية، العدد األول، كانون الثاني/1946، ص ص12-11.

)148( مجلة المعهد، السنة الثانية، العدد الثاني والثالث، شباط وآذار/1946، ص ص14-13.

)149( مجلة المعهد، الس��نة الثانية، العدد الثامن، أيلول وتشرين األول/1946، ص8.

)150( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثاني��ة، الع��دد التاس��ع والعاشر، تشرين الثاني وكانون األول/1946، ص

ص13-12.

)151( مجل��ة المعه��د، الس��نة األول��ى، الع��دد األول، شباط/1945، ص19.


)153( مجل��ة المعه��د، الس��نة الرابع��ة، الع��دد الثاني، آذار/1948، ص33.

)154( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثاني��ة، الع��دد الراب��ع،

نيسان/1946، ص2.

)155( مجل��ة المعه��د، الس��نة األول��ى، الع��دد الثالث، نيسان/1945، ص17.


)157( أحص��ى الباحث الكتب التي أعلن��ت المجلة عن صدوره��ا وعرضته��ا عل��ى صفحاتها خ��الل مدة

صدورها، وبلغ عددها )29( كتاب.

)158( مجلة المعهد، السنة الثانية، العدد التاسع والعاشر، تشرين الثاني وكانون األول/1946، ص20.


)160( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثالث��ة، الع��دد الراب��ع، نيسان/1947، ص ص33-32.


)162( مجل��ة المعه��د، الس��نة الثالث��ة، الع��دد الخامس والسادس، أيار/1947، ص46.


)164( مجل��ة المعه��د، الس��نة الرابع��ة، الع��دد الثالث، نيسان/1948، ص35.

)165( مجلة المعهد، السنة الثالثة، العدد السابع والثامن، كانون األول/1947، ص26.




)169( مجلة المعهد، السنة الثالثة، العدد األول والثاني، كانون الثاني وشباط/1947، ص39.

)170( مجل��ة المعه��د، الس��نة الرابع��ة، الع��دد األول، شباط/1948، ص27.

)171( الجدول من إع��داد الباحث باالعتماد على أعداد المجلة.


Abstract:

The newspaper study in general and the Lebanese,

including specifically a very important topic for researchers in contemporary history, because it helps the researcher to identify the intellectual, cultural, social and political trends, and provide live coverage of the events and the various developments and public opinion of them, and are almost a daily basis, and reflect the its consideration of those events and developments, which should represent directly or indirectly trend intellectually or culturally, socially or politically, and therefore constitute a true reflection of the trends of intellectual, cultural or sectarian or political mainstream, and this perspective comes our study of the subject )Almahad magazine Lebanese 1945- 1948 historical study( to its owner and editor, Mr. Jaafar Abdul Hussein al-Sharaf al-Din.

Mr. Jaafar Sharaf al-Din went to his reformist criticism of the

reality of ignorance and bitter, which he saw camps rather than in his hometown only images but also in southern Lebanon in general, he went to the dissemination of science and knowledge sought through the establishment of schools in the villages of his native city of Tyre, where the easiest, it was taken from Al-mahad magazine platform broadcasts from the pages of what triggers in the hearts of the young spirit of the revolution on ignorance and fueled minds Banphoan and self-confidence, and raised in their midst perpetual motion tends towards freedom and freedom from archaic traditions and get rid of the ignorance of the methods and face reality firmness and embark on learning, and the school enrollment to collect Science and knowledge. In spite of the “Almahad” cultural magazine distanced itself from the coverage of political events and developments directly during the period of issuance, but it was

Instutu Lebanon Magazine (1945-1948)… Historical Study

Dr. Majeed Hameed A. al-Hadrawi


seeking and calls through a cultural approach to the State of Lebanese society harmonious does not state “the Lebanese communities” and to Lebanese culture produced by the educational system and teaching new consistent with the era of independence, not the old educational system which produced a “culture of colors”, the magazine believes it has not benefited the achievement of consensus and harmony in the Lebanese society, and it seems somewhat when we consider the intellectual background of the magazine and its owner strange and editor, Mr. Jaffer is the son of Mr. Abdul Hussain Sharaf Din, one of the most prominent hardworking Muslim religious references at the time not only in Lebanon but also in many parts of the Muslim world, it may come to mind at first glance but is familiar with the details of what is published by the magazine through the issuance that sectarian religious magazine processors reflect the views of sectarian specific, but beautiful thing is that the magazine in its processors were far from this perception, and reflected the viewpoint of centrist moderate in the different processors, participated in the drafting group of thought leaders and symbols of culture in Lebanon,

and that the cultural carefree aims to spread the culture of a harmonious society, a goal basically dominated the magazine in general processors compared Bamaagatha religious issues and Dvtturn to achieve the ultimate goal, has a book magazine form nice Lebanese diverse religiously and ideologically and intellectually, and we can say that the family of editing the magazine consisted of a Lebanese community miniature was a practical example of a harmonious society, which calls him.

163 كادل ال ةنأمب ةفنا ب مل ضلالاء ةلنال ساس منشم ة ةنعسما ةع لل نلاسحشل لولم

اف ع��ام حرك��ة عب��د الوه��اب الش��و)1959( وموق��ف بريطاني��ا والوالي��ات

المتحدة األمريكية منهام.د. وئام شاكر غني عطره)*(

)*( جامعة بغداد / كلية التربية للبنات.

مقدمةامت��از تاريخ الع��راق الحدي��ث والمعاصر بأحداث تاريخية عصفت به وغيرت من سيره، فبع��د نجاح ثورة 14 تموز عام 1958، أصبح نظ��ام الحك��م في الع��راق جمهوريا، فاتس��مت السلطة بطابعها الوطني، وشرعت الدولة ببناء

المجتمع الجديد.

ج��اءت أهمي��ة دراس��ة البحث كونه س��لط الضوء عل��ى مرحلة مهمة م��ن تاريخ العراق، اتس��مت بالصدامات العسكرية والتي قادت فيما اف عام بع��د إلى قي��ام حركة عبد الوهاب الش��و1959، فكان اخت��الف التفكير ووجهات النظر السياس��ية منذ األيام األولى لثورة الرابع عش��ر من تموز 1958 هو العامل األكبر بين صفوف الحركة الوطني��ة التي كانت بقيادة أحزاب جبهة االتحاد الوطني، واللجن��ة العليا لحركة الضباط األح��رار من جه��ة، وجان��ب كبير م��ن القوى القومية من جهة أخرى الذين سيروا المظاهرات

في ش��وارع بغ��داد مطالبي��ن بالوح��دة الفورية االندماجية مع الجمهورية العربية المتحدة خالفا لرأي أغلبي��ة الق��وى واألح��زاب الوطنية التي رفعت ف��ي المقابل ش��عار )االتح��اد الفيدرالي( دة إقامة أوثق الروابط بوصفها خطوة أولية مؤكبين العراق والجمهورية العربية المتحدة بزعامة عب��د الناصر، وص��وال في المس��تقبل إلى إقامة وحدة حقيقية تقوم على أس��س ديمقراطية ترعى مصالح الش��عب العراقي، الذي خ��رج لتوه من هيمن��ة القوى األجنبية والنظ��ام الملكي المدعوم من قبلهم، ومن قبل القوى الرجعية واإلقطاعية.

كان ال ب��د أن تظه��ر أهمي��ة الختي��ار هذه الدراس��ة بعد عرض مجموعة من التس��اؤالت أهمه��ا: )1( م��ا هي األس��باب الت��ي أدت إلى قي��ام حركة عبد الوهاب الش��واف عام 1959؟ اف؟ )3( ما هو )2( ما هي أهداف حركة الش��وموقف الحكومة العراقية من حركة عبد الوهاب اف؟ )4( ه��ل كان لبريطاني��ا والواليات الش��و

المتحدة األمريكية موقف من هذه الحركة؟.


التمهيدعدت ثورة 14/تموز/1958 نتاج ظروف موضوعية وذاتية، إذ كانت لها أهداف وحدوية مش��تركة. فق��د غيرت النظام الملك��ي إلى نظام جمهوري، واتسمت السلطة ألول مرة في العراق بطاب��ع وطني ال غب��ار عليه، فتألف��ت الوزارة األولى م��ن ممثلي الحركة الوطني��ة بقطاعاتها المختلف��ة، وأج��ري تطهي��ر في جه��از الدولة للتخلص من العناصر المرتبطة بالنظام الملكي وتعيين عناصر جديدة من الكفاءات في الجيش واإلدارة والمؤسس��ات المختلفة، كما ش��رعت الدولة ببناء النظام الجديد، فألغت نظام العشائر، وأعلنت قانون اإلصالح الزراعي، الخروج من المنطقة اإلسترلينية)1(، وتحرير الثروة الوطنية بإصدار قانون رقم )80( للتخلص من س��يطرة االحتكارات األجنبية، فضال عن إقامة مجموعة من المش��اريع اإلقتصادي��ة واإلجتماعية لخدمة

المجتمع العراقي)2(.

كان ترس��يخ الس��لطة الثوري��ة، وأس��لوب ممارس��تها، ومن ث��م بناء المجتم��ع الجديد، قد ألقت أعباء ثقيلة على أطراف الحركة الوطنية، وأثقلت كاهلها فنجمت خالفات وصراعات أدت فيما بعد إلى الصراع المسلح)3(، فبغياب مجلس قي��ادة الثورة ب��رز الص��راع بين عب��د الكريم قاسم)4( وعبد الس��الم عارف)5( من جهة، وبين

الضباط األحرار من جهة أخرى.

لقد برزت الطموحات الش��خصية مقللة من أهمية كل من مجلس الس��يادة ومجلس الوزراء األم��ر، ال��ذي أدى إلى تعزيز النزع��ة الفردية لدى عبد الكريم قاس��م وانعدام التخطيط في دفع السياس��ة العام��ة للدولة على نح��و موضوعي دقيق، آخ��ذا بنظر االعتب��ار جميع االحتماالت

والجوانب اإليجابية والسلبية في أي قرار يتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية.

إن عدم تش��كيل مجلس قيادة الث��ورة)6( قاد إلى ص��راع حاد بي��ن أعضاء تنظي��م الضباط األحرار، وامتعاض بعضهم والتفكير في كيفية المواجهة السياسية والعسكرية، وبالتالي ظهور نتائج س��لبية قادت إلى قيام تمردات عس��كرية، وظهور تيارين سياس��يين، كان األول من دعاة الوحدة الفورية وانضمام العراق إلى الجمهورية العربية المتحدة)7( وتزعم هذا التيار عبد السالم ا التيار الثان��ي فهو تيار وطني كان ع��ارف، أميؤيد إنجاز مهم��ات وطنية محلية كثيرة ولفترة زمنية طويلة قبل التفكي��ر بالوحدة مع أي دولة

أخرى وتزعم هذا التيار عبد الكريم قاسم)8(.

كان��ت طروحات عب��د الكريم قاس��م تدعو إل��ى ش��عار الوح��دة المطلق��ة بدال من ش��عار )االتحاد الفيدرال��ي Federation( الذي رفعه الشيوعيون، والذي يكسبون من ورائه مكاسب ا عبد الس��الم ع��ارف فرغم حزبي��ة ضيقة. أمعقيدت��ه الوحدوية واتفاقه مع عبد الكريم قاس��م عل��ى إع��الن الوحدة م��ع الجمهوري��ة العربية المتحدة بعد أشهر من نجاح ثورة تموز، إال أنه لم يكن يمل��ك المؤهالت المطلوب��ة، ولم يدرك أن الوح��دة ال يقره��ا ش��خصان، وإنما تقررها الشعوب، وتحتاج إلى دراسة علمية مستفيضة، تأخ��ذ بنظر االعتب��ار الظ��روف المحيطة بها، فضال ع��ن قلة وج��ود التي��ارات الفكرية ذات اإليديولوجية المخلصة بعقيدتها لكس��ب والئها

وثقتها)9(.

واج��ه دعاة الوحدة عل��ى اختالف أفكارهم خيبة أمل كبيرة، باالبتعاد عن الوحدة ألي شكل من أش��كالها، واتهموا عبد الكريم قاسم ومؤيديه


من أعضاء الحزب الش��يوعي المس��ؤولين عن ضياعه��ا، فكان م��ن الطبيع��ي أن تكون ردود الفعل القومي��ة والوحدوية واإلس��المية، والتي دعمته��ا الجمهوري��ة العربية المتح��دة بزعامة جمال عبد الناصر قوي��ة لمواجهة التيار الثاني

)تيار عبد الكريم قاسم ومؤيديه(.

أوال: األسباب الممهدة لقيام اف حركة عبد الوهاب الشو

كانت ث��ورة 14/تموز/1958 ثورة ناجحة ب��كل المقاييس السياس��ية والثورية، فقد نجحت بوق��ت قياس��ي نتيج��ة للظروف الت��ي أحاطت به��ا، فاعتقد كثير م��ن الضباط ب��أن قيام ثورة ض��د النظ��ام الجمه��وري واإلطاح��ة ب��ه أمرا س��هال ويس��يرا ومضم��ون العواق��ب، ونتيجة لذلك انضمت مجموع��ة كبيرة من الضباط إلى تنظيم الضباط األحرار، وأبدت استعدادها التام

للمساهمة باإلطاحة بعبد الكريم قاسم)10(.

كان تنظي��م الضب��اط األح��رار ق��د أعي��د تش��كيله)11( ف��ي ع��ام 1959 بش��كل س��ري، بع��د أن تم حل��ه النتفاء حاجته بع��د نجاح ثورة تم��وز، إذ دعا العقي��د رفعت الحاج س��ري)12( إل��ى إعادة بناء حركة الضب��اط األحرار لتقويم بع��ض األم��ور، ومواجه��ة االنفراد بالس��لطة لبع��ض الضب��اط، فضال عن س��يطرة عدد من االنتهازيين والرجعيين على مناصب مهمة في الدولة، وإبعاد بعض الضباط الكفوئين عن هذه المناصب)13(. تولى العقيد رفعت الحاج س��ري المخابرات العسكرية في بغداد، والزعيم الركن ناظم الطبقجلي)14( قائد الفرقة الثانية في كركوك مسؤولية اإلطاحة بحكم عبد الكريم قاسم، فضال عن انضمام عدد من الضباط القوميين في بغداد والموص��ل إل��ى التنظيم ألجل تصحيح مس��ار

ثورة تموز.

بعد ث��ورة 14 تموز ظه��رت في الموصل تكتالت م��ن الضب��اط المعارضي��ن لحكم عبد الكريم قاس��م، مثل هذه التكتالت الضباط الذين نقل��وا من بغداد إلى اللواء الخامس في الموصل وكان ف��ي مقدمته��م العقيد الرك��ن عبد الوهاب

اف)15(. الشو

كان��ت مدين��ة الموص��ل معروف��ة بتداخل نزعاته��ا الديني��ة والقومي��ة األمر ال��ذي أهلها لمعارض��ة األف��كار المادي��ة لتك��ون مرك��زا والشيوعية، والوقوف موقف المعارض لسياسة ج عبد الكريم قاس��م والحزب الشيوعي، وقد أجهذه المعارضة س��خط الضب��اط القوميين الذين عارض��وا انف��راد عبد الكريم قاس��م بالس��لطة ورفضه تش��كيل مجل��س قيادة الث��ورة، فضال ع��ن موقف��ه المعارض للوحدة م��ع الجمهورية العربية المتحدة، مم��ا أدى إلى ظهور اتجاهين مختلفين ومتعارضين، اتس��م االتجاه األول بأنه قوم��ي ووحدوي)16(، ومثل االتجاه الثاني التيار

اإلقليمي)17(.

ب��دأ الصراع بين قائدي الث��ورة عبد الكريم قاسم وعبد السالم عارف منذ األيام األولى لقيام ثورة 14/تموز/1958، وكان كل منهما يحاول االستئثار بالسلطة وإنهاء اآلخر، إذ كان عارف يرى س��يطرة قاسم على الس��لطة وإقامته حكما عسكريا فرديا، انحرافا عن مبادىء ثورة تموز

.1958

وقد تجل��ى ذلك في موقفه بع��د زيارته إلى الجمهوري��ة العربي��ة المتح��دة ومباحثات��ه مع الرئيس جمال عبد الناصر، وإعالن عارف عن رغبت��ه بانضمام جمهوري��ة العراق إلى الوحدة


مع الجمهورية العربي��ة المتحدة)18(، مما أظهر رغبة ش��خصية من عبد الس��الم ع��ارف، وبدأ ��ر الحقيقي لثورة العم��ل على إبراز أن��ه المفجالع��راق، والرجل األق��وى، وه��و األمر الذي أدى إل��ى عبد الكريم قاس��م أن ينتابه الش��ك)19( من نوايا عارف وطموحاته الش��خصية، فضال ع��ن زيارة عبد الس��الم ع��ارف لبعض مراكز األلوي��ة )المحافظات( العراقي��ة وإلقاء الخطب

والشعارات والتي لم ترق لمسامع قاسم)20(.

ل��م يكن عبد الس��الم ع��ارف حريصا على عالقاته الشخصية مع زمالئه من ضباط الجيش، إذ ق��ام بنق��ل)21( أكثرية ضباط لواء العش��رين الذين قامت الثورة بإسنادهم ودعمهم إلى خارج اللواء، مس��ندا إليهم مناص��ب غير مهمة وضد طموحاتهم الش��خصية، فكانوا من أشد الناقمين على عبد الس��الم ع��ارف وعبد الكريم قاس��م، وتواترت األحداث السياس��ية وعاد إلى العراق رشيد عالي الكيالني)22( يوم 12/أيلول/1958 بعد غياب دام س��بعة عش��ر عاما، وأخذ الناس وبعض المس��ؤولين يتواف��دون لزيارته بكثرة، بوصفه ش��خصية سياس��ية معروفة، وبعد فترة قصي��رة منع��ت الحكوم��ة العراقي��ة الناس من زيارته، واقتصرت الزيارات على أفراد عائلته حص��را، بعد اتهامه ف��ي الضلوع بمؤامرة ضد م عبد الكريم قاسم ومحاولة االنقالب عليه، وقدالكيالني إلى المحكم��ة وحكم عليه باإلعدام إال

أنه لم ينفذ)23(.

س��اءت العالقة بين عبد الكريم قاس��م وعبد السالم عارف وأخذ الموقف يتأزم والسيما بعد أن فقد عبد الس��الم ع��ارف أغلب مؤازريه من الضباط، ففي تشرين األول من عام 1958 أذيع نبأ إعفاء عبد الس��الم عارف من منصبي نائب

رئيس ال��وزراء والقائد العام للقوات المس��لحة وإبقائ��ه بمنصب وزي��ر الداخلية فقط، وفي يوم 23/تش��رين األول/1958 أعف��ي من منصب وزي��ر الداخلية وعين س��فيرا للعراق في ألمانيا االتحادي��ة، حاول عارف االمتناع)24( عن قبول المنصب والس��فر، إال أن قاسم أقنعه بضرورة

السفر خدمة للمصلحة العامة)25(.

تظاف��رت مجموع��ة عوام��ل كان لها دور بارز في تحريك النش��اطات السياس��ية المعادية للثورة، والس��يما بعد تش��كيل المقاومة الشعبية التي سيطر على معظمها الشيوعيون، وأعطيت لهم سلطة التفتيش واالعتقال ألي شخص يكون موضع ش��كوك، وهن��ا زاد األمر س��وء عندما بدأت المقاومة الشعبية التدخل في أمور ال تعنيها ب��دال من أن تكون ظهيرا للجيش، ولها واجبات محددة ومعروفة، وفي الوقت نفسه إقصاء ستة م��ن الوزراء)26( المعروفين بميولهم القومية في شباط 1959، وتعيين بدلهم وزراء من مؤيدي الحزب الش��يوعي، وكانوا من أعضاء الحزب الوطن��ي الديمقراطي الذي ع��رف بتعاطفه مع الش��يوعيين في المراحل األولى لثورة 1958، كان له أثر كبير ف��ي تأجيج الرأي العام وتأليبه ض��د الحكوم��ة، كم��ا أثي��رت الخالف��ات بين االتجاهين القومي واإلقليمي بشكل واضح جدا، وأخذت تتحول إلى مشاحنات وصدامات، ومن ثم اش��تباكات في الشوارع والمقاهي واألسواق والم��دارس، وهاج��م رجال الدين ف��ي خطبهم في المس��اجد الش��يوعيين، وجرى ص��دام بين الطرفين حتى أن الشرطة اضطرت لتخصيص دوري��ات ق��رب الجوام��ع التي تق��ام بها صالة

الجمعة لغرض المحافظة على األمن)27(.

اس��تمرت األحداث السياس��ية التي كان لها


أثر عكس��ي على الموصل، إذ عقدت مجموعة مؤتمرات ش��عبية ألنص��ار الش��يوعية عرفت ب�)أنصار الس��الم( ش��ملت معظم مدن العراق، وكان أول اجتم��اع عقد ف��ي الموصل يوم 19/تش��رين الثان��ي/1958، ألق��وا في��ه الخط��ب المدين��ة ش��وارع إل��ى ليخرج��وا والقصائ��د بمظاهرات واسعة، وكان في المقابل قرار قيادة ح��زب البعث العربي االش��تراكي بالتعاون مع العناصر القومي��ة في المدينة)28( بالقيام باحتفال د يوم قومي للرد على االحتفاالت األخرى، وحد6/كانون الثاني/1959 موع��دا لالحتفال، أقيم االحتف��ال حس��ب الموعد، وألقيت في��ه الخطب ��د القومية والوحدة العربية، والقصائد التي تمجأث��ار ه��ذا االحتف��ال الش��يوعيين ومناصريهم فق��رروا ال��رد علي��ه بإقامة مؤتمره��م الخاص والثاني ف��ي الموصل والذي ع��رف ب�)مؤتمر أنصار الس��الم( في 6/آذار/1959 بمش��اركة ممثلين عن جمي��ع أنحاء العراق، فأظهر أهالي الموص��ل اس��تياءهم له��ذا المؤتم��ر وأعلن��وا رفضهم لقيامه، فشكلوا وفودا لمقابلة المسؤولين في بغ��داد وأبلغوا الحاكم العس��كري العام عبد اف آمر جحفل اللواء الخامس في الوهاب الش��والموصل رفضهم لذلك المؤتمر لكن دون تحقيق

أي نتيجة)29(.

لم يكن لعبد الكريم قاس��م أفق سياسي عميق ��ر بما تؤول إليه النتائ��ج عند إصراره على يفكآرائه السياسية وعدم قبول نصائح اآلخرين، وأن هذا السلوك في العمل السياسي أدى إلى إحداث فراغات ومشاكل سياسية جناها بيده على نفسه، فل��و تريث في عدم إقصاء ع��ارف عن منصبه وعمل��ه السياس��ي، ولو س��مع النصيحة بتأجيل عودة الكيالني لفترة زمنية الحقة، وغيرها من لت األمور السياسية األخرى الخاطئة والتي عج

وأثارت المشاكل السياسية المزمنة والتي كانت حلولها صعبة للغاية، كما أن اس��تفزاز الحكومة بإقامة مؤتمرات أنصار السالم في الموصل وما رافق��ه من تجاوزات تندد بالقومية العربية، كان له أثر فاعل في تأجي��ج الموصل ضد الحكومة

وعبد الكريم قاسم.

ثانيا: اختالف وجهات النظر السياسية بين عبد الوهاب

اف وعبد الكريم قاسم الشووالشيوعيين

تعرض��ت ثورة تموز 1958 إلى انتكاس��ة تحمل وزرها األحزاب السياس��ية وصراعاتها من جهة، والمؤامرات العديدة التي واجهتها من جهة أخرى، وأخطاء الرئيس عبد الكريم قاس��م الذي كان يمتلك كامل الس��لطة م��ن جهة ثالثة، ه��ي التي أدت فيم��ا بعد إلى نج��اح انقالب 8/

شباط)30( في اغتياله.

أدت الدواف��ع الذاتي��ة للعقي��د عب��د الوهاب اف وكثير م��ن الضباط المس��اهمين معه الش��ودورا مهم��ا في اختي��ار مدينة الموصل كمنطقة اف يمت بصلة من الناحية للحركة، ولم يكن الشوالفكري��ة والسياس��ية ألح��زاب التي��ار القومي، ب��ل على العك��س كان على عالق��ة مع الحزب الش��يوعي منذ فترة طويلة قبل قيام ثورة تموز، إال أنه اس��تغل الظروف المناهضة لمفاهيم عبد الكريم قاسم، وانغمر في الفعل االنقالبي المالئم لنفس��يته المغامرة، نتيجة اإلحباط النفسي الذي تع��رض له من��ذ اليوم الثاني لث��ورة 14 تموز، إذ كان ناقم��ا مع ع��دد من زمالئه الضباط لعدم إخبارهم بالموعد المحدد للثورة، وعدم تش��كيل مجل��س قيادة الثورة، ال��ذي كان من المفروض

أن يعين الشواف عضوا فيه)31(.


اف أن��ه ل��م يح��ظ بتقدير كامل أدرك الش��وبع��د الث��ورة، إذ ل��م يعي��ن ف��ي موق��ع مهم في ز الس��لطة الجدي��دة كما كان مقدر ل��ه، فبدأ يركعلى مطلب تش��كيل مجلس قي��ادة الثورة وذلك تمهي��دا إلش��راكه، كما وجد أن أعض��اء الهيئة العلي��ا الذي��ن لم يس��اهموا في تنفي��ذ الثورة في مراكز الس��لطة العليا، وج��اء ذلك بعد أن أعلن عن تعيينه حاكما عس��كريا عاما ثم ألغي القرار ف��ي 15/تم��وز/1958، وعي��ن قائ��دا لحامية الموص��ل )اللواء الخام��س(، تحت ضغط عبد الس��الم عارف الذي كان عل��ى خالف قديم مع اف، ويذكر عقيل الناصري عب��د الوهاب الش��وبه��ذا الصدد قائال: »أثيرت حفيظة عبد الوهاب اف أحد البارزين في اللجن��ة العليا عندما الش��وعين حاكما عس��كريا للع��راق أول يوم الثورة، ثم ألغى عبد الس��الم عارف األم��ر وعينه آمرا للقوات العسكرية المرابطة في مدينة الموصل؛ لع��دم توافق مزاجه معه، فتأث��ر من هذا التدبير واعتب��ره إجراء مقص��ودا إلبع��اده عن مركز الس��لطة، وكان المنصب األخير برأي الشواف أقل مما يس��تحق، فامتنع عن االلتحاق بمركزه، ولك��ن بعض الضب��اط أقنع��وه باإلذع��ان ولو

بصورة مؤقتة«)32(.

اف بهذا المنصب الجديد رغم التحاق الش��وبقيت ه��ذه العقدة تالزم��ه، وكان يفكر بطريقة لالنتق��ام م��ن عب��د الكريم قاس��م وعبد الس��الم ع��ارف، وزاد ذلك عمق اإلحب��اط الكبير الذي أصيب ب��ه، نتيجة للموقف الذي نجم عن تبليغه بترش��يحه م��ن قبل الحزب الش��يوعي لمنصب وزي��ر الداخلي��ة بعد إعفاء عبد الس��الم عارف اف منها ولم يستوزر، لذلك كانت مشاركة الشوف��ي حرك��ة 1959 لم يك��ن لها عالق��ة بالمبدأ السياس��ي، أو المناخ السياس��ي المتأثر بالتوجه

اليساري، الذي كان سائدا آنذاك، قدر ارتباطها القوي بالعامل الذاتي والشخصي.

اف لبغداد في 1/آذار كانت آخر زيارة للشوقبيل قيام الحركة، عندما حاول اللقاء بس��كرتير الحزب الش��يوعي العراقي س��الم ع��ادل الذي اف رفض اللق��اء به، وب��اءت محاوالت الش��وبالفش��ل، إذ كان س��الم عادل مطلعا على نوايا اف اف العدائية، وعلى إثر ذلك اتصل الشو الشوبالضباط الذين كانوا ناقمين على الثورة للتهيئ إلعالن تمرده��م، فأخذوا يتكتلون للقيام بحركة مناوئ��ة للس��لطة القائمة، إذ ب��ادر العقيد رفعت الحاج س��ري رئيس االس��تخبارات العسكرية، وناظم الطبقجلي قائد الفرقة الثانية في كركوك، وعدد من الضباط)33( الذين كانت ميولهم قومية

إلعالن حركتهم)34(.

المناهضي��ن الضب��اط اف الش��و اس��تغل لحكومة عبد الكريم قاس��م، إذ أصبح العداء هو القاس��م المشترك لكل هؤالء الضباط وحلفائهم، حتى استترت المصالح الذاتية والشخصية خلف

الفكرة القومية.

ة وتنفيذ حركة عبد ثالثا: خطاف الوهاب الشو

اختي��رت مدينة الموص��ل إلعالن الحركة فيه��ا؛ كون أغل��ب ضباطها ذا مي��ول قومية، فضالع��ن تأيي��د س��كانها له��م، وبعده��ا عن العاصم��ة بغداد)35(، وت��م االتفاق على إعالن ناظ��م الطبقجلي العصيان والتمرد في المنطقة اف الش��مالية)36(، ويس��انده عبد الوهاب الشوف��ي الموصل، ثم تتحرك العناصر العس��كرية المؤي��دة للحرك��ة في بغ��داد، فتس��تولي على معس��كر الوش��اش بأم��ر العقيد نعم��ان ماهر


ل��ه، المؤيدي��ن الضب��اط الكنعان��ي وبع��ض ومعس��كر الهندس��ة في الرس��تمية بأمر العقيد رفعت الحاج س��ري وبعض الضباط المؤيدين له، وحامية وزارة الدف��اع بأمر الرائد الركن صبح��ي عب��د الحمي��د والنقيب عدن��ان أيوب صب��ري وضب��اط آخري��ن، ثم يق��وم عناصر الحركة باعتق��ال عبد الكريم قاس��م وأنصاره ومطالبت��ه بتقديم اس��تقالته ثم مغادرة العراق، فإذا رف��ض يقض��ى عليه حاال، وف��ي الوقت نفس��ه يقوم ف��وج المدرعات الموال��ي للحركة ا باحت��الل محطت��ي اإلرس��ال واإلذاع��ة، أمالقطع��ات المرابطة ف��ي الديوانية والمس��يب وأربي��ل وعق��رة فتتحرك نحو اله��دف المتفق عليه فور اإلعالن عن قيام الحركة من محطة

اإلذاعة في الموصل)37(.

أج��رى الضب��اط األح��رار خ��الل األيام األولى من ش��هر آذار اتص��االت مع أعضاء األح��زاب القومية، وتقرر أن يقوم��وا بتنظيم المظاهرات للسيطرة على الشارع، والتصدي ل��كل حركة مناوئة، فضال عن حماية المراكز ط المهمة من األعم��ال التخريبية)38(، كما خطبع��د نج��اح الحرك��ة أن يج��ري تعدي��ل على ال��وزارة القائم��ة بإخ��راج بع��ض عناصرها وإش��راك عناصر قومية فيها، واتفق القائمون بالحرك��ة على إخ��راج عبد الس��الم عارف، وعدم إسناد أي منصب له، وتحميله مسؤولية ه��ا القومي، جنبا إلى انحراف الثورة عن خطجنب مع مس��ؤولية عب��د الكريم قاس��م عنها، واإلبقاء على مجلس الس��يادة، وتشكيل مجلس قيادة الثورة، واحتف��اظ قادة الجيش بمناصبهم

العسكرية)39(.

بعد انتهاء عقد مؤتمر أنصار الس��الم الذي

اف تم ذكره سابقا يوم 6/آذار/1959، قرر الشووضباط لوائ��ه يوم 7/آذار القي��ام بالحركة بعد اتصال��ه بالضاب��ط رفعت الحاج س��ري والذي كان مت��رددا، والضاب��ط ناظ��م الطبقجلي الذي اف عزم على ذلك، نصحه بالتريث، لكن الش��ووتم تس��ليح مؤيديه من المدنيين بالسالح وكذلك القوات التابعة لهم، باس��تثناء فوج الهندس��ة)40(

والذي عارض التمرد)41(.

اف ي��وم 8/آذار ق��ام عب��د الوه��اب الش��وف��ي الش��يوعيين جمي��ع واعتق��ل بحركت��ه، الموص��ل)42(، وب��دأت إذاع��ة)43( الحركة في الموص��ل تب��ث برامجه��ا، فأذاع��ت بيانها)44( ة، األول ال��ذي ألقاه الرائد الرك��ن محمود الدرجاء فيه: »عندما أعلن جيش��كم الباس��ل ثورته الجب��ارة في صبيحة 14/تم��وز الخالد، عندها حطم االستعمار وعمالءه، وقضى على النظام الملك��ي، وأق��ام بمؤازرتك��م وتأييدك��م النظام الجمه��وري الخال��د، عندما فعل جيش��كم ذلك كله، لم يدر بخلده، وال بخلدكم، أن يحل طاغية مجن��ون مح��ل طاغية مس��تبد، وت��زول طبقة اس��تغاللية بش��عة، ليحل محلها فئ��ة غوغائية تعبث بالبالد والنظام والقانون فسادا، ويستبدل مس��ؤولون وطني��ون بآخرين يعتنق��ون مذهبا سياس��يا، ال يمت لهذه البالد العربية اإلسالمية ى زعماء الثورة عن العراقية بمصلح��ة... فنحالمس��ؤولية، وأطلق لإلذاع��ة والصحف عنان الفوضى، تخاصم مع جميع الدول، وشنها حربا عدوانية على الجمهورية العربية المتحدة التي جازف��ت بكيانها من أجل نج��اح الثورة، ودعم كيانها وكيان الجمهورية، واس��تهتر بدس��تور جمهوريتن��ا المؤقت، وس��لب مجلس الس��يادة المؤقت كل مس��ؤولياته الدستورية، واحتكرها لنفس��ه، وأعلنه��ا حربا ش��عواء عل��ى الجهات


الوطني��ة، والعناص��ر القومي��ة المخلصة فزج في المعتقالت آالفا م��ن المواطنين األبرياء... عزمنا باس��م العلي القدير، بعد اتفاقنا مع أخينا الزعي��م الركن )ناظ��م الطبقجل��ي( قائد الفرقة الثانية، ومع كافة الضباط األحرار في جيش��كم الباس��ل، وبعد مش��اوراتنا مع س��ائر العناصر السياس��ية المخلص��ة عزمن��ا في ه��ذه اللحظة الحاس��مة من تاريخ جمهوريتن��ا، على تحرير وطنن��ا الحبي��ب م��ن االس��تعباد واالس��تبداد، لكاف��ة معلني��ن الفوض��ى، م��ن وتخليص��ه المواطني��ن عرب��ا وأكرادا، وس��ائر القوميات العراقي��ة األخ��رى التي يتألف م��ن مجموعها ش��عبنا العراقي األبي الكري��م، إننا المحافظون على العهد، متمسكون بأهداف ثورة 14 تموز الخالدة، مراع��ون مبادئ دس��تور جمهوريتنا الفتية، نصا وروحا، عاملون على حس��ن تنفيذ وتطبي��ق قانون اإلصالح الزراع��ي، وتطبيق سياسة اقتصادية إشتراكية ديمقراطية تعاونية، الطاغي��ة ��ي تنح ونطال��ب بح��زم وإص��رار المجن��ون وزمرت��ه االنتهازي��ة الرعن��اء عن الحك��م ف��ورا...«)45(. فكانت الش��رارة األولى للحركة، وبدأت االش��تباكات واالعتقاالت في

الوحدات العس��كرية التابعة للواء الخامس.

اف يوم 8/آذار من آمر القاعدة طلب الش��والجوية في الموصل العقيد الطيار عبد هللا ناجي Fuory إرس��ال أربعة طائرات ن��وع فيوريبقيادة النقيب الطيار قاسم محمد علي العزاوي إلى بغ��داد، إذ تكلف طائرت��ان بواجب قصف مرس��الت اإلذاعة، واألخريتان تكلف بواجب قص��ف غرفة نوم عبد الكريم قاس��م في وزارة دت الدف��اع، وبلغت األوامر إلى الطيارين وحدالواجب��ات له��م وتم االس��تعداد للتنفي��ذ، ولكن عندما س��مع العقيد الطيار عبد هللا ناجي صباح

ي��وم 8/آذار إذاعة بغداد تبث برامجها بش��كل اعتي��ادي فكر بالتريث ف��ي تنفيذ الخطة، وأبلغ الطيارين بذل��ك فأرجأ تنفي��ذ الواجب وتحجج العقي��د الطيار عبد هللا ب��أن األعتدة بالطائرات كان��ت غي��ر صالحة للرمي لغرقه��ا في الماء، وذلك عندما اس��تفهم الش��واف عن ع��دم تنفيذ الخط��ة، وهكذا ضاع��ت الفرصة في تنفيذ أهم ج��زء من خط��ة الحركة والس��يما بعد خروج عبد الكريم قاس��م م��ن وزارة الدفاع الحقا، إذ عد ذلك س��ببا مباشرا في إفشال الحركة ودون

تحقيق مسعاها)46(.

تحرك القوميون ف��ي الموصل بعد إعالن اف، البي��ان األول للحرك��ة عل��ى مقر الش��ووت��م إن��زال العل��م العراق��ي ورفع بدل��ه علم الجمهوري��ة العربي��ة المتحدة، كم��ا تم إنزال المق��رات م��ن قاس��م الكري��م عب��د ص��ور العس��كرية ورفع��ت ب��دال منها ص��ور جمال عبد الناص��ر)47(. وكانت هذه االجراءات تدل عل��ى العفوية، وضعف التخطيط، وقلة الخبرة السياس��ية، وع��دم إدراك أن خط��وة إع��الن الوح��دة ال يكت��ب له��ا النجاح والبق��اء إال إذا

كانت بطريقة دستورية.

اف ومؤي��دوه بحمل��ة اعتقاالت ق��ام الش��وت الفوضى في المدينة وأعلن أيضا واس��عة فعمحظرا للتجوال، واستمرت االشتباكات فكان رد اف بثالث الحكوم��ة س��ريعا بقصف مقر الش��وطائرات عس��كرية حكومية، إذ أصيب بجروح انتق��ل خاللها إلى وحدة المي��دان الطبية، حينها هوجم من قبل الش��يوعيين فآث��ر االنتحار على أن يقع في قبضتهم، في حين تذكر جريدة اتحاد الش��عب أنه جرح أثن��اء القصف الجوي وأطلق النار علي��ه)48(. وبقتله انتهت صفحة أخرى من


تاريخ التمردات الفاش��لة في العراق، وتم فرار عدد م��ن ضباط الحركة إلى س��وريا، وكنتيجة لتس��لل اليأس إلى نفوس مؤيدي الحركة قرروا التصفية الجس��دية لكافة المعتقلي��ن في الثكنات العس��كرية، إال أنهم أجلوا قرار التصفية نتيجة

ت آنذاك)49(. للفوضى التي عم

��ا القطعات العس��كرية المؤي��دة للحركة أمفي بغداد فإن ضباطه��ا انتظروا صدور أوامر التحرك م��ن العقيد رفعت الحاج س��ري إال أن ذل��ك لم يحصل، كم��ا أن الفوج المس��ؤول عن حماي��ة اإلذاع��ة لم يتح��رك؛ ألن آم��ره المقدم د بأنه سيكون الركن سعدون حسين سبق أن تعهم��ع الحرك��ة وعل��ى اس��تعداد للس��يطرة على اإلذاع��ة ف��ور مقتل عب��د الكريم قاس��م، إال أن ذلك لم يحدث أيضا، كما اس��تنكر الضابط ناظم اف وطالب عبد الطبقجلي مساندته لحركة الشوالكريم قاس��م بإرسال قطعات عسكرية له تعزز موقفه في كركوك، إال أن قاس��م رفض إرس��ال ل��ه القوات التعزيزية وطالب��ه بمعالجة الموقف

بالقطعات المتيسرة)50(.

اف مساندة لم تجد حركة عبد الوهاب الشوفعلي��ة وواقعي��ة؛ ألن ش��عبية)51( وعس��كرية قيادته��ا كان��ت ضباط��ا دون مرات��ب وجنود والذي��ن لعب��وا دورا كبيرا في إفش��الها، وذلك لع��دم طاعتهم ألوام��ر ضباطهم، وه��ذا يعود إلى انع��دام الثقة العس��كرية المطلق��ة بمنفذيها من جهة، وقوة ارتباطهم بمش��روع ثورة تموز ذاته��ا المعبر في بعض جوانب��ه عن مطاليبهم ومطامحه��م اإلقتصادية، وجاء ذلك اس��تنباطا من خلفياتهم اإلجتماعية والفالحية بأكثرياتها، والت��ي حررتها الثورة من االس��تغالل المادي

والمعنوي.

رابعا: الموقف العراقي من اف حركة الشو

بعد وصول أخبار الحركة إلى بغداد استدعى عب��د الكريم قاس��م عددا من ضب��اط)52( الجيش للتباح��ث باألم��ر، وأصدر مرس��وما جمهوريا اف عل��ى التقاعد فورا)53(، يقضي بإحالة الش��ووتحدي��د مكافأة نقدية قدرها عش��رة آالف دينار لم��ن يقبض علي��ه، كما وبدأت برقي��ات الوالء والتأييد من القادة والضباط والجنود ترس��ل إلى عبد الكريم قاس��م معبرة عن مواقفها وش��جبها للحرك��ة ومنفذيه��ا)54(. وأمر عبد الكريم قاس��م اف في الموصل، بتنفيذ واجب قصف مقر الشوواختي��ر الس��رب الخام��س لهذه المهم��ة بقيادة النقي��ب خال��د جرجي��س، وكان معظ��م ضباط هذا الس��رب متأثرين باألفكار الش��يوعية وثقة الحكومة كانت بهم عالية، وطبعت مجموعة من المناش��ير والتي تحرض أهال��ي الموصل على مقاوم��ة الحركة، وتدعو مراتب وضباط اللواء اف وس��حق الخام��س على التخلص من الش��و

المتآمرين والمتعاونين معهم)55(.

اف سوى أقل من)48( لم تصمد حركة الشوس��اعة، ف��كان رد فعل حكومة الث��ورة ومعظم األحزاب)56( المش��كلة آنذاك وس��ائر الجماهير الش��عبية المس��اندة لث��ورة 14 تم��وز واضحا ي للمتآمرين، وقام وملموس��ا، إذ جرى التص��دفوج الهندس��ة التاب��ع للواء الخام��س بالتصدي للحركة إلى جانب عدد كبير من الجنود وضباط الص��ف، وآالف المس��لحين األك��راد والعرب الذين نزلوا إلى الش��ارع إذ تص��دوا للمتآمرين اف وأفش��لوا خططهم. وهكذا فشلت حركة الشوت السيطرة على المدينة خالل أقل من)48( وتمساعة، وتم اعتقال عدد من الضباط المشاركين ف��ي الحرك��ة، فيما ه��رب البع��ض اآلخر إلى


سوريا، وذهب ضحية االنقالب حوالي )135( ف��ردا من الجن��ود والضباط الذين س��اهموا في إنه��اء الحرك��ة، ويذك��ر حام��د الحمدان��ي أن )200( ف��رد ق��د قتل م��ن قبل ضب��اط وجنود الحكومة، من جانب آخر كانت خسائر القوميين

)48( فردا)57(.

كان للفالحين المسلحين من أربيل وكركوك والس��ليمانية وده��وك والعمادي��ة دور كبير في الدف��اع عن ث��ورة تم��وز ومس��اندتها والوقوف بوجه الحرك��ة ومنفذيه��ا، وأن وجود مصطفى برزاني)58( في الشمال كان له أثر في زيادة اندفاع الكرد إلفش��ال الحركة، وأن حشود الفالحين من دهوك والعمادية قد زحفت صوب الموصل وهي

تحمل أسلحتها للقضاء على المتمردين.

لق��د ج��رت مجموعة أح��داث وأخط��اء ما كان له��ا أن تح��دث وأس��اءت إس��اءة كب��رى للحزب الش��يوعي، فكان قتل )وسحل( عدد من المش��اركين في الحركة، كم��ا وجرت عمليات نهب وحرق بيوتهم من قبل عناصر )فوضوية( قد ال تم��ت للحزب بصلة، وال��ذي كان عاجزا ع��ن إعادة األم��ن والس��الم إلى المدين��ة حتى دخول القوات العسكرية الحكومية، وكانت هذه األعمال مرفوضة وبعيدة كل البعد عن اإلنسانية وال تتف��ق مع مب��ادىء الش��يوعية، كما ارتكب الحزب الشيوعي خطأ كبيرا عندما نصب عددا من كوادر الحزب أنفس��هم حكام��ا)59(، وقاموا بمحاكم��ة ع��دد م��ن المش��اركين ف��ي الحركة وحكم��وا عل��ى )17( منهم باإلع��دام، وجرى تنفيذ الحكم في منطقة )الدملماجة( في ضواحي

الموصل، وكان هذا األمر مرفوضا)60(.

لقد رس��م بعض أعضاء الحزب الش��يوعي ص��ورة غير الئقة أس��اءت للح��زب، فكان من

األج��در به��ذه الك��وادر أن تعتق��ل المتمردي��ن وتسلمهم للسلطات الحكومية لتحيلهم بدورها إلى المحاك��م المختصة لمحاكمتهم، والحكم على من يثبت مشاركته في الحركة، كما وتقع المسؤولية األكب��ر على عبد الكريم قاس��م نفس��ه إذ رفض

التحذيرات العديدة لمنع وقوع هذه الكارثة.

اس��تتب الوضع األمن��ي بعد إلق��اء القبض عل��ى عدد من الضباط ف��ي الموصل وكركوك وبغ��داد، وقدموا للمحاكمة ع��ن طريق محكمة الش��عب)61(، فأصدرت حكمه��ا بإعدام عدد من الضباط ومنه��م العميد الركن ناظ��م الطبقجلي

والعقيد رفعت الحاج سري وآخرين)62(.

حاول بعض السياسيين ثني عبد الكريم قاسم ومطالبت��ه بالتريث بتنفيذ قرار اإلعدام أو إبدال العقوبة بالس��جن، إال أنهم لم يفلح��وا ونفذ حكم اإلعدام بهم ف��ي 20/أيلول/1959، كما أصدر عبد الكريم قاس��م في الجان��ب اآلخر عفوا غير ر الذين مش��روط عن جميع أفراد عش��يرة ش��م

كانوا يطالبون بالعفو والعودة إلى وطنهم)63(.

ل��م تميز المحكم��ة بين القائمي��ن والمنفذين للحركة وبين من اتهموا بأنهم متفقون ومؤيدون ت االتهام��ات فإن أعمال وأفعال لها، ولو صحقس��م م��ن أولئك ل��م تصل إل��ى حد الش��روع، وآخرين كان موضوعه��م يقتصر على التفكير فق��ط لالش��تراك بالحرك��ة، فإن العمي��د الركن ناظ��م الطبقجل��ي والعقيد رفعت الحاج س��ري وضب��اط آخرين لم يش��تركوا بالحرك��ة فعليا، فكي��ف للمحكم��ة أن تس��اوي بينه��م وبي��ن من اش��تركوا فعليا في إعالن الحرك��ة، فهذه نقطة يج��ب على المحكمة أن تنتب��ه لها، كما أن تنفيذ حك��م اإلعدام كان له تأثيرات��ه على الرأي العام العراقي والدولي، وقطع العناصر القومية آلخر


خي��وط عالقاتها م��ع عبد الكريم قاس��م والتهيؤ س��را للتكتل والعمل ضده هذا م��ن جانب، كما أن عبد الكريم قاس��م اس��تغل أح��داث الموصل لضرب الح��زب الش��يوعي، إذ ب��ادر باعتقال معظم الشيوعيين النش��طاء وأودعهم في سجن بغداد، ثم أحالهم إلى المجالس العرفية، وأصدر بحقه��م أحكام��ا قاس��ية وصلت حت��ى اإلعدام، وإبقائهم رهائن في الس��جن هذا من جانب آخر. وبهذا االجراء ض��رب أكثر االحزاب )الحزب الش��يوعي( انس��جاما مع مبادئ ثورة تموز في د قاسم نفسه أش��د األيام صعوبة وخطورة، فجر

من كل سند يحميه وأخذ منه الغرور مكانه.

ع لنشاط كان موقف قاس��م الجديد خير مشجالق��وى الرجعي��ة والقومي��ة والعناص��ر الت��ي اف مرة أخرى فلم يكن شاركت في حركة الشوي��درك قاس��م أن عمل��ه هذا هو انتح��اره ونحر الش��عب والثورة، وكان تنامي الخطر الرجعي والنش��اط التآم��ري واضح��ا على المس��تويين المحلي والدولي من أجل إسقاط الثورة، وهذا ما تم فعال في انقالب 8/شباط/1963 الذي قضى

فيه على آمال الشعب والثورة.

خامسا: موقف بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية من

اف حركة عبد الوهاب الشواطمأنت السياس��ة البريطانية تجاه سياس��ة الع��راق والتي امتازت باتباع سياس��ة الوس��ط ومعارضته��ا لالنضمام إلى الجمهورية العربية المتح��دة أو إقام��ة دولة ش��يوعية في��ه)64(، مما جع��ل الس��فير البريطان��ي همف��ري تريفلي��ان Humphry Travelean يوث��ق عالقت��ه بعبد ن الكري��م قاس��م وبعض أعض��اء حكومت��ه مماهم بالمعتدلين، وراح يراق��ب األمور أوال س��م

ب��أول ويبع��ث بتقاري��ر تفصيلية إل��ى حكومته ع��ن الوض��ع ف��ي الع��راق وإمكاني��ة ح��دوث التغيير كوصول الوحدويين أو الش��يوعيين إلى الحكم)65(. ففي يوم 9/شباط/1959 كتب السفير البريطان��ي تقريرا إل��ى خارجيته يق��ول: »إن الوضع القائم اآلن قد يدفع المعارضة )القوميين( إلى التآمر، وال يكشف القادة عن هوياتهم إال إذا نجح زمالؤه��م المتآمرون، ويحتم��ل أن هناك ط��ون في الوق��ت الحاضر ضد متآمري��ن يخطقاسم وأنهم بالتأكيد سوف يناشدون عبد الناصر إلس��نادهم... إن نظاما جديدا ينبثق من مؤامرة ناجحة س��وف يقب��ل االتح��اد م��ع الجمهورية

العربية المتحدة«)66(.

وهن��ا يتضح أن بريطانيا كان لها علم بالذي يج��ري ف��ي العراق م��ن مؤامرات ودس��ائس، وكان��ت في كثي��ر من األحيان تش��جع على نبذ وتوسيع الخالفات في آن واحد، وتأليب الطرف

على اآلخر خدمة لمصالحها.

كم��ا قاب��ل تريفليان عب��د الكريم قاس��م في وزارة الدف��اع ي��وم 4/آذار/1959 وحذره من اف قب��ل وقوعها، إال أن قاس��م لم حركة الش��ويصدق قول الس��فير لكثرة م��ا ورد من تقارير وإش��اعات حول نش��اط ضباط الموصل، وكان يريد أن يلقي القبض على القائمين بالحركة وهم متلبس��ون بالتنفيذ فلم يتخذ إجراءات كفيلة بمنع قي��ام الحركة. وكتب الس��فير البريطاني تقريرا آخرا إلى س��فارته في أوائل آذار جاء فيه: »إن وضع قاس��م س��يء ج��دا وليس��ت أمامه فرص مؤك��دة للمحافظة على مرك��زه، ومن المحتمل أن تزي��د قوة المعارضة ض��ده، ينبغي علينا أن ز قاسم باألسلحة... وإذا لم يعمل قاسم على نجهإجراء التغيي��ر، فإن الجيش ه��و القوة الوحيدة


التي قد تكون قادرة على تغيير األوضاع«)67(.

وج��اء ف��ي تقري��ر آخ��ر بع��ث ب��ه وزير الخارجي��ة البريطانية إلى الس��فارة البريطانية في واش��نطن ج��اء في��ه: »تبقى سياس��تنا تجاه العراق سياس��ة تتص��ف بعدم التدخ��ل والحياد التام والواضح... م��ا لم تتخذ الحكومة العراقية موقفا أكثر تحديدا ف��ي معاداتها للغرب، فيجب علينا أن نس��تمر في تطبيق سياستنا التي ينبغي أن تتس��م بالصب��ر واألناة م��ع عدم اتخ��اذ أي إج��راء من ش��أنه أن يدفع العراقيي��ن بعيدا عن االعتدال... وفي حالة مجيء نظام حكم خاضع بشكل تام وتابع إلى موسكو، فإن التدخل سوف يكون معرضا إلى مس��اوىء عديدة... ومع ذلك ينبغ��ي الب��دء بالتخطي��ط على أس��اس طارىء تمام��ا، وذلك ألنه إذا ج��رى التفكير في التدخل فإن ذلك س��يكون ممكنا بالتنس��يق مع الواليات

المتحدة األمريكية«)68(.

واضح��ا البريطان��ي الموق��ف كان لق��د وصريح��ا في من��ع أي تدخل يذكر في ش��ؤون العراق، أو اتباع سياس��ة عراقية تميل إلى كفة دون األخ��رى، وكان��ت بريطانيا ترى أن اتباع العراق لسياسة االعتدال سيجعل العالقة بينهما

متوازنة أكثر.

ب��ا به من ل��م يكن الموق��ف البريطاني مرحجان��ب الوالي��ات المتح��دة األمريكي��ة، ولكي نس��تكمل أبعاد ه��ذا الموقف وربط��ه بالصراع القائم على الس��لطة في العراق، يجدر بنا تسليط الض��وء عل��ى جانب آخ��ر من اهتم��ام الدوائر االستخبارية األمريكية، الذي انصب على إقرار وتقويم التيارات والعناصر لطرفي المعادلة في أزمة الصراع، ومواقفها من الغرب والواليات المتح��دة على وجه التحدي��د، فقد انطوى تقرير

كمنغ Kmenq مدير االس��تخبارات واألبحاث المقدم في الثاني والعشرين من آب/1958 إلى وزير الخارجية األمريكية جون فوس��تر داالس )1959-1888( John Foster Dullesبتقوي��م التي��ارات العقائدي��ة المتصارعة داخل الع��راق، فق��د ذكر التقري��ر اصطفاف ”أقصى اليس��ار“، الحزب الش��يوعي والحزب الوطني الديمقراطي إلى جانب رئيس الوزراء العراقي عب��د الكريم قاس��م، ف��ي حين وق��ف القوميون الممثل��ون في حزب البعث العربي اإلش��تراكي إل��ى جانب عبد الس��الم محمد ع��ارف، المؤيد ب��دوره لسياس��ة وفك��رة انضمام الع��راق إلى الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة التي كان

ينادي بها جمال عبد الناصر)69(.

لق��د أش��ار التقرير إلى عدم تبل��ور الموقف الش��عبي بش��كل كام��ل تج��اه طرف��ي الصراع لوق��وع بعض العناصر تحت تأثير دعاية جمال عب��د الناصر في الع��راق، إال أن كمنغ ذكر في تقري��ره بأن الجيش العراقي سيحس��م األمر في نهاي��ة المط��اف، إذ س��يصطف مع قادت��ه إلى جان��ب أفضل ش��خصية يراها في القي��ادة بدال من االنجرار وراء »السياسة وآيديولوجيتها«، غي��ر أن كمن��غ كما يب��دو فضل عدم اإلش��ارة إلى الش��خصية التي يتطلع إليها الجيش، األمر الذي حظي باهتمام مختل��ف الدوائر األمريكية المختصة بشؤون السياسة الخارجية وانعكاسها عل��ى أمن الوالي��ات المتحدة، فق��د عقد مجلس األمن القومي األمريكي على مدى يومي الثامن عش��ر والخامس والعش��رين من أيلول/1958 اجتماعي��ن مهمين ت��دارس المجتمع��ون فيهما أزمة الص��راع بين الزعم��اء العراقيين وأبدوا قلقه��م حي��ال الموض��وع، فكان��ت خطواته��ا واضح��ة للتق��رب م��ن عب��د الناص��ر، وكذلك


اس��تثمار وتوس��يع الفجوة في العالقات القائمة بي��ن كل من القاه��رة وبغداد م��ن أجل ضرب

الحركة الشيوعية في العراق)70(.

ر وال ش��ك ف��ي أن واش��نطن ما كان��ت تفكف��ي تفاقم األوضاع الداخلي��ة في العراق إال من زاوي��ة قلقه��ا م��ن أن يتحول الع��راق إلى منفذ لتغلغل الشيوعية من خالله ومن ثم إلى المنطقة ته��ا، وهذا بالتحديد هو الذي دفع األوس��اط برماألمريكي��ة المعني��ة في مطلع الع��ام 1959 أن ز على دراسة تولي اهتماما خاصا بالعراق وتركأوضاعه العامة، في ظل التقارير التي تواردت إليه��ا م��ن االس��تخبارات األمريكية والس��فارة األمريكية ببغداد، والتي تعود إلى تلك المرحلة، فقد كان القلق األمريكي بش��أن العراق بلغ مداه ف��ي صفوف الساس��ة األمريكان، فف��ي اجتماع مجلس األم��ن القومي األمريكي بالرقم )393( في الخامس عش��ر من كانون الثاني/1959، لم يخ��ف داالس وزير الخارجي��ة األمريكية قلقه بش��أن التطورات على الس��احة السياس��ية التي وصفه��ا بأنها »معق��دة جدا«. مم��ا دفع مجلس األم��ن القوم��ي األمريكي إل��ى بل��ورة موقف الواليات المتح��دة األمريكي��ة بخصوص تفاقم التط��ورات الداخلي��ة العراقي��ة، وإيجاد مخرج لها والس��يما أن مضاعفاتها كان��ت تمس حتما مصالحها في العراق، فقرر المجتمعون إرسال مبعوث أمريكي إلى جمال عبد الناصر للتداول معه بش��أن تلك التطورات التي »سارت بخطى متس��ارعة نح��و س��يطرة ش��يوعية محتملة«، المتح��دة الوالي��ات حكوم��ة ب��أن وإعالم��ه األمريكية ال تمانع م��ن »تحركه بقوة لمواجهة المكاس��ب الشيوعية« في العراق، وعلى الرغم من ذلك أبدى وزير الخارجية األمريكية تحفظه م��ن التعامل مع جمال عبد الناصر، إال أن واقع

الحال اقتضى التعامل معه، كما أش��ار داالس، ف��إن »عبد الناص��ر هو أهون الش��رين«، وأيد موقف داالس هذا مدي��ر المخابرات األمريكية بالق��ول: »إن عب��د الناص��ر ه��و ض��رب من

ضروب األشخاص المتآمرين«)71(.

وسعت الحكومة األمريكية بخطواتها اآلنفة الذكر، إلى استثمار فجوة الخالف في العالقات بي��ن بغ��داد والقاه��رة والعمل عليها م��ن أجل ى »المد الشيوعي« في العراق، مواجهة ما يسموب��أن كل ذل��ك كان يتوافق تمام��ا مع الخطوط األساس��ية لسياس��ة الواليات المتحدة األمريكية

في منهجها الجديد في مرحلة الحرب الباردة.

لقد أيقن��ت الواليات المتح��دة االمريكية أن سياس��ة عبد الكريم قاس��م غي��ر المتوازنة تجاه الق��وى السياس��ية العراقية س��تؤدي إل��ى تزايد النفوذ الش��يوعي على حس��اب الق��وى القومية ف��ي الع��راق، لذا فال يبدو غريب��ا أن تؤدي تلك السياس��ة إلى انفج��ار األوضاع والت��ي تمثلت بأحداث الموصل في الثام��ن من آذار/1959، فلم تكن دوائ��ر االس��تخبارات االمريكية بعيدة ع��ن تلك التط��ورات، فق��د توقعت ف��ي تقرير Dwight D. آيزنه��اور الرئي��س إل��ى م ق��دEisenhower )1890-1969( ف��ي الثام��ن والعش��رين من ش��باط/1959، أن يقوم الجيش بانق��الب يدعمه جمال عبد الناصر، وعلى وفق المعلوم��ات المتواف��رة لديها، ت��م تحديد موعد االنقالب بين الثاني والخامس من آذار/1959، وتوق��ع التقري��ر فش��ل االنقالب في ح��ال عدم

مشاركة وحدات الجيش في بغداد)72(.

كان الخي��ار األمريك��ي العس��كري أم��را مس��تبعدا للتدخل في الش��ؤون العراقية، وعلى هذا األساس، أصدر الرئيس آيزنهاور تعليمات


بتش��كيل لجنة لغرض دراس��ة »تفادي سيطرة ش��يوعية« على الس��لطة في العراق، ترأس��ها Weilim Rawintry كل من وليم راونت��ريوعضوي��ة كل رؤس��اء الدوائر المس��ؤولة في الخارجي��ة وزارة م��ن األمريكي��ة الحكوم��ة واالس��تخبارات المش��تركة األركان وهيئ��ة

األمريكية)73(.

إن السياس��ة األمريكية كانت ترحب بحركة ي إلى اف وتؤي��د نجاحها طالما أنه��ا تؤد الش��وزيادة التقارب بين العراق والجمهورية العربية المتح��دة وبالتالي تعزي��ز النفوذ األمريكي على

حساب النفوذ البريطاني.

نشط س��فراء الدول األجنبية في مقابلة عبد اف وعدم الكريم قاس��م بعد فش��ل حركة الش��وتحقي��ق مبتغاه��م في القض��اء علي��ه، إذ تبدلت مواقفه��م ومواقف حكوماتهم، فقد زار الس��فير البريطاني ي��وم 9/آذار عبد الكريم قاس��م وأكد ل��ه دعم حكومته واس��تعدادها لتأمين الس��الح، وفي اليوم نفس��ه زاره الس��فير األمريكي وأكد ل��ه موقف حكومت��ه اإليجابي تج��اه عبد الكريم قاس��م، كما زار مكمي��الن Mcmillan رئيس الوزارة البريطانية الواليات المتحدة األمريكية واجتم��ع بالرئيس األمريكي آيزنهاوز يوم 20/آذار ف��ي البيت األبيض، إذ ذكر مكميالن: ”إن سعي الشيوعيين إلى السلطة في العراق قد بات مصدر هل��ع للقوى العربي��ة المحافظة، وأوجد عدوا جديدا للقومية العربية في المنطقة... ومن الجائز أن ي��ؤدي الصراع بين القوميين العرب والش��يوعيين العرب إلى عرقل��ة العمل العربي ��د للمطالبة بحص��ة )ابتزازي��ة( باهضة الموحمن نفط الش��رق األوس��ط“)74(. ويشير الرئيس األمريك��ي آيزنه��اور: »أن اعتق��اد الوالي��ات

المتح��دة األمريكية من الصعوب��ة اآلن التكهن بالتطورات المقبلة، وبالتالي فليست هناك حاجة في هذه اللحظة إلى اتخاذ أي قرار بش��أن خطط جدي��دة )طارئة(..«، وكتب الس��فير البريطاني في واش��نطن إلى وزير خارجيته يوم 28/آذار تقري��را جاء فيه: »كما يبدو س��نة 1959 س��نة ثقيل��ة وأن تم��رد الموصل هو الحلق��ة األخيرة للقوى القومية المعادية للشيوعيين في العراق... وتمكن الش��يوعيون من تحقيق بعض المكاسب الملحوظة... كتوسيع سيطرتهم على االتحادات الطلب��ة اتح��ادات وعل��ى والنقابي��ة المهني��ة والمعلمي��ن، وجرت اعتقاالت وعمليات تطهير

واسعة من جميع الوزارات«)75(.

ونظ��را ألهمي��ة التط��ورات الداخلي��ة في الع��راق وانعكاس��ها عل��ى دول المنطق��ة، فقد أث��ارت ه��ذه التط��ورات اهتم��ام المس��ؤولين ف��ي حكومت��ي الوالي��ات المتح��دة األمريكي��ة وبريطاني��ا. ففي إطار التنس��يق المس��تمر بين الدولتين ف��ي هذه المرحلة الحاس��مة في تاريخ الع��راق المعاصر، التق��ى هرتر Hirter وكيل وزي��ر الخارجية األمريكية مع وزير الخارجية البريطانية س��لوين لوي��د Silwen Louid في الرابع من نيس��ان/1959 في واش��نطن لتنسيق مواقفهم��ا تجاه العراق تحديدا وقبيل اجتماعهما بيومي��ن ج��رى اجتم��اع بي��ن س��فيري البلدين ف��ي بغداد، لدراس��ة التط��ورات على الس��احة العراقية، وقد اتف��ق الوزيران على عدم تحذير عبد الكريم قاس��م من ”المد الش��يوعي“ بش��كل مباش��ر، ومن المستحس��ن مفاتح��ة دول أخرى للغرض المذكور ع��ن طريق ممثليها في بغداد م��ن ”مخاطر االرتب��اط“ على نح��و وثيق مع

االتحاد السوفيتي)76(.


لقد أوعز نائب الرئيس األمريكي نيكس��ون -1913( Richard Mihous Nixon1994( تحس��ن العالقات العراقية الس��وفيتية، إل��ى مه��ارة الموظفي��ن الس��وفيت العاملين في ح أن االنجراف العراق، فأراد نيكسون أن يوضالعراقي نحو السوفيت تكمن في قوة الشيوعيين في العراق وتنسيقهم مع الموظفين السوفيت في Gary العراق، كما ورد في مذكرته إلى غاريالمساعد الخاص للرئيس آيزنهاور في العشرين من نيسان/1959، والحظ أعضاء مجلس األمن القوم��ي األمريك��ي بقدر واضح م��ن االرتياح ”التغيير الطفيف“ في موقف عبد الكريم قاس��م المتغي��ر من الش��يوعيين، فف��ي اجتماع مجلس األم��ن القوم��ي ذي الرق��م )408( ف��ي الثامن والعش��رين من أيار/1959، أش��ار داالس بأن عبد الكريم قاسم قد أبدى موقفا مناوئا للشيوعية ومؤي��دا بح��ذر للغرب، واألهم م��ن ذلك كانت واش��نطن ترنو في أن تتح��ول الخطوة الجديدة لعبد الكريم قاس��م عامل حس��م للقض��اء المبرم على النش��اط الش��يوعي ف��ي الع��راق، بعد أن تراجعوا عن المطالبة في المش��اركة بالحكومة

العراقية خالفا لرغبتهم السابقة)77(.

ولك��ن ل��م يبعث ذل��ك االطمئن��ان في نفس الس��فير جيرني��كان على الرغم م��ن تقويمه أن »النفوذ الشيوعي بدأ بالتباطئ«، وأن الشيوعيين يعانون م��ن »انكس��ارات وفق��دان الهيبة« مع ذلك، فإن الش��يوعيين وكما أش��ار في تقريره، القوة السياس��ية »األكثر تماس��كا وتنظيما« في الع��راق على حد تعبي��ره، وعلى الرغم من كل ذلك، ش��كك الس��فير جيرنيكان بموقف الحزب الش��يوعي فيم��ا يخ��ص االش��تراك بالحكومة، وع��ده تكتيكا سياس��يا. ومهم��ا كان األمر، فإنه دع��ا حكومته إل��ى انتهاج سياس��ة تختلف عن

س��ابقتها؛ ألن الفرصة سانحة للواليات المتحدة األمريكية لتقديم الدليل القوي لعبد الكريم قاس��م بحسن نواياها تجاه الحكومة العراقية، وتأييدها لالستقرار واس��تقالل العراق تحت زعامة عبد

الكريم قاسم)78(.

لتأجي��ج تس��عى العظم��ى الق��وى كان��ت الخالف��ات بين الع��رب، وتؤل��ب بعضهم ضد بع��ض خدم��ة لمصالحه��ا، والع��رب دائما هم الخاس��رون، فكان��ت بريطاني��ا تخش��ى عل��ى Middle East مصالحها في الش��رق األوسطوتحاول أن تش��جع الش��قاق والتفرقة بين مصر والعراق، وبي��ن أبناء الوطن الواحد للس��يطرة على القوميين من جهة، وإضعاف الش��يوعيين ا الوالي��ات المتحدة فلم يكن م��ن جهة أخرى. أمله��ا دور واضح، فكانت تراق��ب األحداث عن كث��ب، واتخاذ القرارات السياس��ية فيما بعد بما

يخدم مصالحها.

سادسا: أسباب فشل حركة عبد اف الوهاب الشو

تظاف��رت مجموعة أس��باب أدت إلى فش��ل اف ع��ام 1959 في حرك��ة عبد الوهاب الش��والع��راق تعلق��ت أهم هذه األس��باب بش��خصية اف الت��ي كانت تتطلع إل��ى منصب أعلى الش��و)آمر ل��واء(، في حين كان يش��غل منصب آمر حامية الموص��ل مجبرا ومرغم��ا، وهذا جعله يضمر التآمر والتمرد في داخله نحو عبد الكريم قاسم وعبد السالم عارف، ولقد جاء هذا التذمر واالستياء أيضا بس��بب إسناد المناصب المهمة بع��د الثورة لضباط ليس��وا من تنظي��م الضباط

األحرار)79(.

دون للحرك��ة المفاج��يء اإلع��الن كان


االستعداد المس��بق، إذ لم تعلم العناصر المؤيدة للحرك��ة، إال بعد أن أذاع��ت عنها محطة بغداد اف لم مس��اء ي��وم 8/آذار، فضال عن أن الش��ويتخ��ذ إجراءات أمني��ة لحماية قاعدت��ه إزاء ما اتخذته بغداد من إجراءات إلحباط الحركة، كما أن بع��د الحركة في الموصل ع��ن بغداد أفقدها

قوتها ومركزيتها)80(.

كما ويتحم��ل العميد ناظم الطبقجلي والعقيد ي ورفاقه ضباط األركان في رفعت الحاج س��روزارة الدفاع مس��ؤولية إحباط وفش��ل الحركة ر أن كل طرف بسبب موقفهم السلبي، والذي فسمن هذه األطراف قد اعتمد على الطرف اآلخر إلنج��اح الحركة دون أن يس��اهم في مغامرتها، ويتحم��ل عقيد الجو عبد هللا ناج��ي وزرا كبيرا ف��ي إخف��اق الحركة بس��بب مماطلته بإرس��ال طائراته لقصف مقر وزارة الدفاع ومرس��الت اإلذاعة، فض��ال عن موقف الجمهورية العربية المتحدة )ألنها لم تف بوعدها بإرس��ال الس��الح

والمال الكافي لضباط الحركة(.

اف إن مقتل قائد الحركة عبد الوهاب الش��وبعد أقل من )24( س��اعة من إعالنها، وهروب مساعده الرئيس األول الركن محمود عزيز إلى س��وريا أدى إلى إضعاف الحركة، واستس��الم

أغلب القوات المشاركة فيها)81(.

كانت س��رعة تحرك عبد الكريم قاسم ومن س��انده من الضباط سببا في شل حركة الضباط اف في بغ��داد، فقد المناصري��ن لحرك��ة الش��واف إلى التقاعد أصدر ف��ورا إحالة العقيد الش��ووإعط��اء مكافأة نقدية لمن يقب��ض عليه حيا أو ميتا، فكانت مس��اندة الجماهير لعبد الكريم قاسم داللة واضحة على ش��عبيته وحب الش��عب في

مناصرة ثورة تموز وأهدافها)82(.

��د أن حركة بع��د هذا الع��رض الوجيز نؤكاف قامت من أجل مصالح فردية وشخصية الشواف غير الناضجة عبرت عنها ش��خصية الش��وسياس��يا، والباحث��ة ع��ن المناصب العس��كرية العالي��ة وغي��ر المبالية لمصلح��ة الوطن، وإن اف ومناصريه مع أعداء ثورة تموز تعاون الشوفي الجمهوري��ة العربية المتحدة بدافع األهداف القومي��ة والوحدة العربية لم تكن س��وى س��تار اف لتحقيق رغباته السياس��ية، تخف��ى به الش��ووإن كان لعبد الكريم قاس��م وعبد السالم عارف بعض األخطاء والهفوات السياسية والعسكرية، فكان م��ن األجدر حل االم��ور بالنقاش وطرح وجه��ات النظر بش��كل عمل��ي وس��ليم، يجنب الخ��وض في تمردات ومؤامرات قد تقود البالد إلى حاف��ة الهاوية، وخصوص��ا أن ثورة تموز كانت حديثة الوالدة ومرت بمخاض عسير كان األجدى المحافظة عليها وحمايتها من األخطار الخارجي��ة والمتربص��ة إلفش��الها وإس��قاطها، وهذا ما تحقق فعال بعد خمس س��نوات من عمر الثورة، فق��د اغتيلت وقضي عليه��ا بانقالب 8

شباط عام 1963.


الخاتمةتميز تاريخ العراق الحديث والمعاصر بتغير أحداثه السياس��ية فكانت عام 1959 مميزة بعدم االستقرار، إذ أصبح مفهوم الحرية خاطئا فاستغل في فقد األمن وعدم االستقرار، وبلغت الصراعات السياس��ية أشدها، وإن فس��اد وحدات الجيش عدم ع خلق تكتالت سياسية الضبط واالنضباط مما شجوعس��كرية ض��د عبد الكري��م قاس��م، والمحاولة

إلزاحته من السلطة وتسلم زمام األمور.

14/تم��وز ث��ورة تتع��رض أن كادت يتحم��ل وزره��ا األح��زاب الت��ي لالنتكاس��ة السياس��ية وصراعاته��ا من جه��ة والمؤامرات التي واجهتها من جهة أخرى، فضال عن بعض أخط��اء عبد الكريم قاس��م ال��ذي كان يحاول أن

يمتلك السلطة بمفرده.

إن أح��زاب الق��وى السياس��ية ومح��اوالت العديد من الضباط المشاركين في الثورة التآمر من أج��ل إس��قاطها حب��ا بالس��لطة والزعامة، وتحقيق��ا لمصالحهم الش��خصية كان أحد نتائج

اغتيال ثورة تموز.

كانت القوى القومية تطالب بالوحدة الفورية االندماجية مع الجمهورية العربية المتحدة خالفا ل��رأي أغلبية الق��وى واألح��زاب الوطنية التي رفعت في المقابل ش��عار )االتح��اد الفدرالي(، دة عل��ى إقامة أوثق الروابط كخطوة أولية مؤكبي��ن الع��راق والجمهوري��ة العربي��ة المتحدة، وصوال إلى المس��تقبل وإلى إقامة وحدة حقيقية تقوم على أسس ديمقراطية، ولم تكن تلك القوى التي رفعت ش��عار الوح��دة الفورية صادقة في دعواها، بل كانت ترمي إلى الوثوب إلى السلطة

وإزاحة القوى األخرى لتحقيق مصالحها.

ج مجلس قيادة الثورة الصراع بين أعضاء أجتنظيم الضباط وبرزت الطموحات الش��خصية،

مع اإلق��الل من أهمي��ة كل من مجلس الس��يادة ومجل��س الوزراء، مما أدى إل��ى تعزيز النزعة الفردية لدى عبد الكريم قاسم في الحكم، ومن ثم انعدام التخطيط الصحيح في دفع السياسة العامة للدول��ة على نح��و موضوعي دقي��ق يأخذ بنظر االعتبار جميع االحتماالت، والجوانب اإليجابية والسلبية في اتخاذ أي قرار يتعلق بأمور الدولة.

أدت سياسة عبد الكريم قاسم غير المتوازنة تجاه القوى السياس��ية العراقية إلى تزايد النفوذ الشيوعي، ونش��اط واجهاته على حساب القوى ي القومية في العراق، لذا فال يبدو غريبا أن تؤدتلك السياسة إلى انفجار األوضاع والتي تمثلت

بأحداث الموصل عام 1959.

اف ول��م تكن س��وى انته��ت حرك��ة الش��ولمجموعة م��ن الضباط الراغبين بالس��لطة، إذ لم يس��تندوا إلى قاعدة ش��عبية وعسكرية وكان الدليل على إنش��ائها وفشلها خالل )24( ساعة، كما وأن الرد السريع للحكومة العراقية ووقوف الجماهير العراقي��ة وااللتفاف حول عبد الكريم

قاسم وحكومته قد حال دون نجاحها.

اف كان��ت نهاية حرك��ة عبد الوهاب الش��وواألحكام التي صدرت على قائدها والمشاركين فيه��ا ق��د فت��ح أبواب��ا واس��عة للخصوم��ات، والصراعات بي��ن الحركة القومية وعبد الكريم اف قاس��م ومناصريه، كما حظيت حركة الش��وبمباركة بريطانيا والواليات المتحدة األمريكية، إذ كانت هات��ان الدولتان ترفضان وحدة الوطن الواحد أو أية وحدة بي��ن الدول العربية، فكانت مس��اعيها دائم��ة لتأجي��ج الخالف��ات واختالق النزاع��ات بي��ن الع��رب خدم��ة لمصالحه��ا، فجاءت هذه المباركة لضرب عبد الكريم قاس��م وإضعاف الش��يوعيين من جهة والسيطرة على

القوميين من جهة أخرى.


الهوامش)1( المنطقة اإلسترلينية: هي مصطلح في األصل كانت تض��م عددا م��ن الب��الد )معظمها ب��الد الكومنولث The Commonwealth of البريطان��ي Nations( والتي كان��ت تحتفظ بمعظم احتياطياتها من الصرف األجنبي في لندن في صورة إس��ترليني ب��دال من الذه��ب، وإن المدفوعات اإلس��ترلينية بين أي بل��د ”عض��و“ ف��ي المنطقة وبل��د عضو آخر ال تف��رض عليها أي��ة قي��ود، ومعفاة م��ن أي نوع من أن��واع الرقابة على الص��رف، وعلى رغم أن الدول األعضاء ما زالت تحتفظ بأرصدتها اإلسترلينية في لن��دن، فإن المملكة المتحدة كانت تحتفظ باحتياطيات الذهب والدوالرات الخاصة بالمنطقة بأسرها، وذلك باإلنابة عن المنطقة. وإن الدول األعضاء التي كانت تحص��ل على دوالرات أكثر مم��ا كانت تحتاج إليها كانت تضع فائض الذهب والدوالرات تحت تصرف الدول األعضاء األخ��رى التي تحتاج إلى دوالرات أكثر مما تحصل عليها، والتي يمكن أن تسحب على ه��ذا الفائض بموجب اتفاقات أو تدابير معقودة، وإن كل الدول األعضاء كانت تنتهج نفس السياس��ة إزاء منطقة ال��دوالر ومناطق العمالت الصعبة األخرى، ��ت المنطقة اإلس��ترلينية المملك��ة المتحدة وقد ضمودول الكومنول��ث )ع��دا كندا( وجمهوري��ة إيرلندا وبورما وآيسلندا والعراق. عطره، وئام شاكر غني، السياس��ة البريطانية وتأثيرها على العراق 1945-1963، أطروح��ة دكتوراه غير منش��ورة، الجامعة

الوطنية، ماليزيا، 2013، ص ص100-95.

)2( الزبيدي، ليث عبد الحس��ين، ثورة 14 تموز 1958 في الع��راق، )بغداد، د.م.، 1979(، ص ص321-

.324


)4( عب��د الكريم قاس��م )1914-1963( هو: ش��خصية عس��كرية سياس��ية ولد ف��ي 21 كانون األول س��نة 1914، من عائلة فقيرة تس��كن محلة المهدية، وهو حي فقير يقع إلى الجانب األيس��ر م��ن مدينة بغداد، د البكر الزبي��دي يعمل نجارا، كان والده قاس��م محموله ش��قيقان هم��ا حامد وقاس��م، انتقل��ت عائلة عبد

الكريم قاس��م إل��ى بلدة الصويرة وه��ي بلدة صغيرة في جنوب العراق، وكان عمره آنذاك )6( س��نوات، ولكن عادت عائلة عبد الكريم قاس��م إلى بغداد س��نة 1926، أكمل عبد الكريم قاس��م دراس��ته اإلعدادية وتخ��رج س��نة 1931، واخت��ار بع��د تخرج��ه أن يعمل معلما لمس��اعدة عائلت��ه، إال أن مهنة التعليم لم ت��رض طموحه وحلمه في إح��داث تغيير عميق في حياة الش��عب العراق��ي وتحرير الع��راق، ومعالجة مش��كلة الفق��ر في المجتم��ع، فكر عبد الكريم قاس��م ف��ي ترك مهنة التعليم والتح��ول نحو الجيش، فدخل الكلي��ة العس��كرية س��نة 1932 وتخ��رج ف��ي 15/نيس��ان/1934 ضابطا برتبة مالزم ثاني في الجيش ث��م تدرج ووصل إلى رتبة نقيب، دخل كلية األركان في 24 كانون الثاني س��نة 1941 وتخرج منها سنة 1943، تدرج ف��ي رتبته العس��كرية حتى بلغ رتبة زعيم ركن )عميد ركن( وكان آخر منصب شغله في المؤسسة العسكرية هو آمر اللواء التاسع عشر الذي ش��ارك في قيادة ثورة 14 تموز سنة 1958. شارك عبد الكريم قاس��م خالل خدمته العس��كرية في حرب فلسطين س��نة 1948 آمرا ألحد األفواج العسكرية، وكان��ت خس��ارة الحرب الحاف��ز األول لقي��ام ثورة 14 تم��وز. الون��داوي، مؤيد إبراهي��م، وثائق ثورة 14 تم��وز في ملفات الحكوم��ة البريطانية، )بغداد، 1990(، ص331؛ الحمدان��ي، حام��د، ث��ورة 14 تموز في نهوضها وانتكاس��ها واغتيالها، )الس��ويد،

فيشون ميديا للنشر، 2006(، ص86.

)5( عبد السالم عارف )1921-1966( ولد عبد السالم عارف في بغداد، وأكمل دراسته اإلبتدائية والثانوية فيه��ا عام 1934، التحق بالكلية العس��كرية وتخرج منها سنة 1941 برتبة مالزم ثاني، اختير مدربا في الكلية العسكرية، وكان من األوائل المعروفين بروح القيادة والمهنية، انض��م إلى تنظيم الضباط األحرار وكان من المساهمين في التحضير والقيام لثورة 14 تموز س��نة 1958. العاني، عاكف يوس��ف، الثورة العراقية والحكم الجمهوري، )بغداد، مطبعة العاني، 1958(، ص20؛ ع��ارف، عبد الس��الم، مذكرات عبد السالم عارف، )بغداد، المؤسسة القومية للنشر،

1976(، ص152.


ل مجلس قيادة الثورة بل تم تش��كيل مجلس )6( ل��م يش��كالسيادة عام 1958 المكون من ثالثة أعضاء برئاسة الفري��ق نجيب الربيع��ي، وعضوية كل م��ن العقيد الركن خالد النقش��بندي ومحمد مهدي كبة، وكان من المفروض أن يكون المجلس أعلى سلطة في الدولة، إال أن��ه لم يخول الصالحية كأعلى س��لطة وأعطيت معظ��م الصالحيات إلى رئيس الوزراء والقائد العام للق��وات المس��لحة عب��د الكريم قاس��م. العلي، حازم اف 8 آذار، )بغداد، حسن، ثورة الموصل ثورة الشو

1987(، ص26.

)7( الجمهوري��ة العربي��ة المتحدة: هو االس��م الرس��مي للوح��دة المصري��ة – الس��ورية )1961-1958(، أعلن��ت الوح��دة في 22 ش��باط ع��ام 1958 بتوقيع ميثاق الجمهورية المتحدة من قبل الرئيسين السوري ش��كري القوتل��ي والمص��ري جمال عب��د الناصر، واختي��ر عب��د الناص��ر رئيس��ا والقاه��رة عاصمة للجمهوري��ة الجدي��دة، وف��ي عام 1960 ت��م توحيد برلمان��ي البلدين في مجلس األم��ة بالقاهرة وألغيت دة في القاهرة الوزارات اإلقليمية لصالح وزارة موحأيضا. أنهيت الوحدة بانقالب عسكري في دمشق يوم 28 أيلول عام 1961، وأعلنت سوريا انفصالها عن ى ”الجمهورية العربية السورية“، بينما مصر لتس��ماحتفظت مصر باس��م ”الجمهورية العربية المتحدة“

حتى عام 1970. العلي، المرجع السابق، ص27.

)8( حسين، خليل إبراهيم، عبد السالم عارف.. ما له وما علي��ه في وثائق حلف األطلس��ي، )بغداد، 1987(، ص ص24-25؛ مصطفى، حمزة، الجوانب الخفية اف، مجلة آفاق عربية، بغداد، العدد3، في ثورة الشو

آذار/1988، ص38.

اف، )بغداد، )9( حس��ين، خلي��ل إبراهي��م، ث��ورة الش��و1978(، ص ص19-18.

)10( الحمداني، المرجع السابق، ص29.

)11( يذك��ر أن تنظي��م الضب��اط األح��رار أو ما يعرف بتنظيم الضباط الثائرين هو تنظيم مس��تقل ظهر في الموصل، كونه عدد م��ن الضباط القوميين ولم تكن ل��ه صلة بتنظيم الضباط األحرار ف��ي بغداد. ينظر: العاني، نوري، وآخرون، تاريخ الوزارات العراقية

في العهد الجمه��وري 1958-1968، )بغداد، بيت الحكمة، 2005(، ص101.

ه��و: .)1959-1917( س��ري الح��اج رفع��ت )12(مصطف��ى رفعت الحاج أحمد س��ري، ولد في محلة )الطوب( في بغداد، أنهى دراس��ته في بغداد، ودخل المدرس��ة العس��كرية ع��ام 1937، امت��از بحس��ه الوطني تجاة القضايا الوطنية والقومية. دعا س��ري إلى تش��كيل تنظيم الضباط األحرار فانضم عدد من الضب��اط العراقيين إليه بعد ثورة تموز عام 1958. عي��ن ف��ي منصب مدير االس��تخبارات العس��كرية. العبادي، عماد نعمة، رفعت الحاج س��ري ونش��اطه العس��كري والسياس��ي في العراق 1959-1948، )لبن��ان، الدار العربية للموس��وعات، 2002(، ص

ص86-13.

)13( ناجي، طه، ثورة العراق المجيدة 14 تموز 1958 والرهان على العسكر، )بابل، 2009(، ص106.

)14( ناظ��م الطبقجل��ي )1913-1959(. ه��و: ناظ��م كام��ل محمد لطيف، ول��د في محل��ة )العاقولية( في بغداد، أكمل دراس��ته في بغداد ثم إلتحق عام 1953 بالمدرس��ة العس��كرية، تميز بالكف��اءة واالنضباط. الطبقجل��ي ودوره ناظ��م كاظ��م، أحم��د البيات��ي، العس��كري والسياس��ي في العراق 1959-1935، )لبن��ان، الدار العربية للموس��وعات، 2002(، ص

ص35-7.

اف )1916-1959(. هو: العقيد )15( عبد الوهاب الشوالرك��ن عبد الوهاب بن الش��يخ عبد الملك بن طه بن اف، ولد في بغداد وأكمل اإلعدادية عبد الرزاق الشوفيها وانتمى إلى الكلية العس��كرية وتخرج فيها برتبة مالزم، ثم انتس��ب إلى كلي��ة األركان وتخرج منها. انضم إلى حركة الضب��اط األحرار عام 1953 تلك ر لها أن تزيل النظام الملكي وترسي الحركة التي قدقواع��د النظام الجمه��وري في 14/تم��وز/1958. رزق، منير، مؤامرة عبد الناصر، )بغداد، 1959(،

ص60.

)16( ناصر هذا االتجاه حزب البعث العربي االشتراكي وعدد من القوميي��ن والمحافظين، وجماعة األخوان المس��لمين، وع��دد من المالكين وش��يوخ العش��ائر


العربية والكردية.. وفي مقدمتهم الشيخ أحمد عجيل ر المحيطة بالموصل. العاني، الياور شيخ عشائر شم


)17( تزع��م ه��ذا االتج��اه الح��زب الش��يوعي، الحزب الوطن��ي الديمقراطي، والحزب الديمقراطي الموحد لكردستان. العاني، المرجع السابق، ص95؛ مديرية األمن العامة، الحركة الش��يوعية، ج2، د.م.، د.ت.،

ص ص137-136.

)18( ع��الوي، هادي حس��ين، مح��اوالت القضاء على عبد الكريم قاس��م، بغ��داد، 1990، ص ص9-10؛ اآللوس��ي، حن��ان عب��د الكري��م خضي��ر، العالقات دراس��ة 1968-1958 المصري��ة – العراقي��ة تاريخي��ة، أطروح��ة دكت��وراه غير منش��ورة، كلية التربية )ابن رشد(، جامعة بغداد، 1995، ص161.

)19( لقد كانت هناك إش��اعة تنتشر بين الناس مفادها أن عارف أخب��ر عبد الناصر بأنه ف��ي حالة عدم قبول قاسم بالوحدة فسيخسر ثمن إطالقة واحدة وهذا يعني سهولة التخلص من قاسم في حالة وقوفه ضد الوحدة. العل��ي، المرج��ع الس��ابق، ص27؛ جري��دة الوقائع

العراقية، بغداد، العدد 46، تشرين األول/1958.

)20( خ��دوري، مجي��د، العراق الجمه��وري، )بيروت، د.م.، 1974(، ص126.

)21( ت��م نق��ل النقيب عب��د الجواد الصائ��غ الذي احتلت س��ريته قصر الرحاب إلى منصب معاون آمر سرية في اللواء الخامس ومن ثم جرى تعديل المنصب إلى آمر س��رية، ونق��ل المقدم خضر محمد مس��اعد آمر الفوج ال��ذي اعتقل آمره قبل بدء ثورة تموز 1958 في خان بني سعد. العلي، المرجع السابق، ص27.

)22( رش��يد عالي الكيالني )1892-1965(: سياس��ي عراق��ي ول��د ف��ي بعقوبة بقرية الس��ادة، م��ن عائلة سياسية، ش��غل منصب رئيس الوزراء ثالث مرات أثن��اء العه��د الملكي في الع��راق حيث كان رئيس��ا لل��وزراء في األعوام 1933، 1940، 1941. كان الكيالني سياسيا ذا توجهات قومية عربية، وكان من المعارضين ألي تدخل بريطاني في شؤون العراق، ودعوت��ه لتحري��ر األقط��ار العربية م��ن االحتالل وتحقي��ق الوحدة بينهم، قاد حركة مايس عام 1941

التي ل��م يكتب لها النجاح مما اضط��ره إلى مغادرة البالد. الحس��ني، عبد الرزاق، أح��داث عاصرتها،

)بيروت، 1992(، ص58.

)23( مردان، جمال مصطفى، عبد الكريم قاسم.. البداية ص50-54؛ ص ،)1989 )بغ��داد، والس��قوط، الجاوش��لي، هادي رش��يد، الزعيم عبد الكريم قاسم

وموعده مع التاريخ، )لبنان، 2011(، ص132.

)24( يذك��ر أن عبد الس��الم ع��ارف عندم��ا كان يمانع الس��فر إلى ألمانيا االتحادية وتس��لم منصب��ه الجديد أخرج مسدسه مفضال االنتحار على السفر، وعندما ح��اول قاس��م أن يثني��ه عن ذلك دخ��ل ق��ادة الفرق وآمر االنضباط العس��كري الفرقة وأخذوا المس��دس م��ن ع��ارف فعاتبه قاس��م عل��ى فعلت��ه أم��ام القادة بقول��ه: »أردت أن تقتلني! فأجاب��ه عارف: كال إنما أردت أن أقت��ل نفس��ي، أفضل م��ن الذهاب إلى بون )عاصم��ة ألماني��ا آنذاك( وكيف أح��اول قتلك وأنت أخي وصديقي«. بطاطو، حنا، العراق.. الشيوعيون والبعثي��ون والضب��اط األح��رار، ترجم��ة: عفي��ف العل��ي، 1992(، ص121؛ )بي��روت، ال��رزاز،


)بغ��داد، المحاكم��ات، الس��الم، عب��د ع��ارف، )25(1959(، ص470.

)26( الدكتورعب��د الجب��ار الجوم��رد وزي��ر الخارجية عين بدله هاش��م جواد، صديق شنشل وزير اإلرشاد عين بدله فيصل الس��امر، الدكتور جابر عمر وزير المع��ارف عي��ن بدل��ه هدي��ب الحاج محم��ود، فؤاد الركاب��ي وزير اإلعمار عين بدله طلعت الش��باني، بابا عل��ي وزير األش��غال والمواص��الت عين بدله عوني يوس��ف، الدكتور محمد صالح محمود وزير اف. ينظر: الصح��ة عين بدل��ه الدكتور أحمد الش��وحمي��دي، جعف��ر عباس، التط��ورات السياس��ية في الع��راق 1958-1968، )بغداد،2010(، ص26؛

العلي، المرجع السابق، ص48.

)27( الجاوشلي، المرجع السابق، ص136.

)28( نذي��ر، عدن��ان س��امي، عب��د الجب��ار الجومرد.. نش��اطه الثقافي ودوره السياس��ي، )بغداد، 1991(، ص295؛ يحي��ى، عبد الفتاح عل��ي، الحياة الحزبية


في الموصل 1926-1958، رس��الة ماجستير غير منش��ورة، كلية اآلداب، جامع��ة الموصل، 1990،

ص385.

اف إقناع عبد الكريم قاسم عدة مرات )29( حاول الش��وع��دم قي��ام مهرجان أنصار الس��الم ف��ي الموصل، وض��رورة تبدي��ل م��كان إقامة المهرجان، وش��رح ل��ه نية الش��يوعيين الس��يئة والظاهرة ف��ي صحفهم وأحاديثه��م، إال أن عبد الكريم قاس��م ل��م يقتنع، كما اف هاتفيا مرة أخرى بعبد الكريم قاسم واتصل الش��ووناش��ده بضرورة منع عقد هذا المؤتمر خش��ية من عواقبه، إال أن عبد الكريم قاس��م رفض مجددا. وهذا ل خطأ آخ��ر يضاف ألخطائ��ه األخرى، كم��ا وحماف كقائد عسكري مس��ؤولية أي شيء يحدث الش��وفي المنطقة. نذير، المرجع الس��ابق، ص ص295-

.296

)30( انقالب 8/ش��باط/1963: ه��و انقالب قادته حركة مسلحة أطاحت بنظام حكم رئيس الوزراء في العراق العمي��د عبد الكريم قاس��م، ق��اده ش��خصيات قومية وبع��ض ضباط تنظي��م الضباط الوطنيي��ن األحرار وكان��وا أغلبهم من المنتمين إلى حزب البعث، وكان من أهم أس��باب حركة شباط اعتراضهم على سياسة قاس��م واتهامه بالتفرد بالحكم واالنحراف عن مبادئ ثورة 14/تموز. انتهى حكم عبد الكريم قاس��م في 8/ش��باط/1963 بإعدام��ه من خ��الل محكمة صورية عاجل��ة في دار اإلذاع��ة في بغ��داد. البياتي، أحمد، االنقالب الدامي، )لندن، 2000(، ص ص22-17.

)31( الناص��ري، عقي��ل، عب��د الكريم قاس��م ف��ي يومه األخير، )لبنان، 2003(، ص ص169-168.


)33( وه��م: عبد العزي��ز العقيلي، محمد س��بع، عارف عب��د الرزاق، نعمان ماه��ر الكنعاني، خليل إبراهيم حس��ين، وآخ��رون. العبادي، المرجع الس��ابق، ص

ص106-104.

)34( الزيدي، المرجع السابق، ص421.

)35( البياتي، المرجع السابق، ص ص95-94.

)36( إن إس��ناد الفرق��ة الثاني��ة ف��ي كرك��وك التي كان

يقودها ناظم الطبقجلي هي من الفرق العسكرية ذات األهمية البالغة من ناحية قوتها العسكرية بالنسبة إلى فرق الجيش األخرى، وهذا يوفر للحركة زخما يؤثر إل��ى حد كبير على القطعات األخرى وعلى زعزعة الس��لطة ف��ي بغ��داد، الزبي��دي، المرج��ع الس��ابق،

ص438.

)37( المقص��ود، حامد مصطفى، س��يرة ثائر.. مدارات األخوة األع��داء.. ثورة 14/تم��وز، )مكتبة مصر،

2009(، ص ص233-230.

)38( الدرة، محمود، ثورة الموصل بعد س��بع س��نوات، مجل��ة دراس��ات عربي��ة، الس��نة 2، الع��دد 6، بال،

نيسان/1966، ص54.


اف ومؤيديه تم نزع سالح )40( بعد جهد بليغ من الش��وفوج الهندس��ة واعتقال آمره المقدم عبد هللا الشاوي، والذي أعدم في اليوم التالي من قبل أحد ضباط اللواء المناصري��ن للحركة. الناصري، المرجع الس��ابق،

ص179.

)41( العزاوي، جاس��م كاظم، ثورة 14 تموز وأسرارها وأمرائها ورجالها، )بغداد، 1990(، ص220.

)42( كان عدده��م )48(، وم��ن العناص��ر المتبقية من مهرج��ان أنصار الس��الم وع��دد من أعض��اء نقابة ��ال ووضعه��م في ثكن��ات الجيش. المعلمي��ن والعممردان، جمال مصطفى، انقالبات فاشلة في العراق،

)بغداد، بال(، ص21.

)43( كان للجمهوري��ة العربي��ة المتح��دة دور بارز في تألي��ب المتمردين عل��ى حكومة عبد الكريم قاس��م، إذ أحض��رت ه��ذه اإلذاعة من الجمهوري��ة العربية المتحدة )دمش��ق( إلى تل كوج��ك بالطائرة، ومن ثم نقل��ت إلى الموص��ل وتم نصبها، وب��دأت تذيع على موج��ة قصيرة طولها )49،5 ملم(، كما أن بثها كان ضعيف��ا جدا. مردان، جم��ال مصطفى، عبد الناصر )بغ��داد، 1990(، ص والع��راق 1963-1952، ص127-128؛ الش��يخلي، صالح الدين إسماعيل، العالق��ات العراقي��ة – المصري��ة 1961-1952، رس��الة ماجس��تير، كلية القانون والسياس��ة، جامعة

بغداد، 1980، ص189.


)44( لإلط��الع على البيان كامال، ينظر: حس��ين، خليل إبراهيم، الصراع بين..، ص ص176-173 .

)45( ال��درة، محم��ود، ثورة الموص��ل القومية 1959، )بغداد، 1987(، ص ص131-127.


)47( محكم��ة الش��عب )المه��داوي(، ج12، ص276؛ العلي، المرجع السابق، ص ص69-68.

)48( اتحاد الشعب، العدد 39، 11/آذار/1959.

)49( العلي، المرجع السابق، ص67.


)51( قاد الش��يخ أحمد عجيل الياور شيخ مشايخ عشائر ر في العراق والخليج العربي والسعودية وسوريا شماف في عش��ائر للتأييد والمش��اركة في حركة الش��والموصل، وبعد فشلها هرب مع بعض أفراد عشيرته إلى س��وريا ومنها إل��ى األردن التي عاش فيها حتى س��قوط قاسم عام 1963، إذ عاد إلى الموصل وبقي فيها حتى وفاته. العاني، المرجع السابق، ص157.

)52( استدعى كل من مدير الخطط العسكرية طه الشيخ أحمد، الحاكم العس��كري الع��ام أحمد صالح العبدي، قائ��د القوة الجوية ومدير االس��تخبارات العس��كرية رفع��ت الحاج س��ري. العان��ي وآخ��رون، المرجع


)53( قب��ل اتخ��اذ هذا الق��رار، حاول عبد الكريم قاس��م اف عدة مرات إال أنه لم يفلح. االتصال بالشو

)54( حس��ين، خلي��ل إبراهيم، الصراع بي��ن عبد الكريم اف وضباط قاس��م والش��يوعيين وعبد الوهاب الشو

الموصل الوحدويين، )بغداد، 1988(، ص193.


)56( الحزب الش��يوعي، الح��زب الوطني الديمقراطي، حزب الب��ارت الكردي. ينظ��ر: الحمداني، المرجع



البارزان��ي )1903-1979(: زعي��م )58( مصطف��ى كردي من كردس��تان في شمال العراق ولد في 14/آذار/1903، ف��ي منطق��ة ب��ارزان، وش��ارك أخوه

األكب��ر أحمد البارزان��ي في قيادة الحرك��ة الكردية للمطالب��ة بالحق��وق القومية لألكراد ولك��ن تم إخماد ه��ذه الحركة من قب��ل القوات البريطانية والس��لطة الملكي��ة ف��ي الع��راق، اس��تمر صراع األك��راد مع الحكوم��ات العراقي��ة بع��د العه��د الجمه��وري ولم يحصلوا على حقوقهم بش��كل كامل. العاني، المرجع


)59( إذ تش��كلت محكمة برئاس��ة الشيوعي عبد الرحمن القصاب عرف��ت ب�)المحكمة القصابي��ة(، دون إذن رس��مي واتخ��ذت م��ن مركز الش��رطة مق��را لها، وأص��درت أحكاما باإلع��دام. العارف، إس��ماعيل، أس��رار ث��ورة 14 تم��وز وتأس��يس الجمهورية في العراق، )لندن، مطبعة النس��ا، 1986(، ص193؛ الطائي، هاش��م عبد الرزاق، ثورة الموصل القومية 1959.. دراس��ة تاريخية، رس��الة ماجس��تير، كلية

اآلداب، جامعة الموصل، 1999، ص198.

)60( الحمدان��ي، حامد، أحداث في ذاكرتي، )الس��ويد، مرك��ز دراس��ات وأبح��اث ف��ي التاري��خ والتراث

واللغات، 2014(، ص78.

)61( محكمة الش��عب: وهي المحكمة التي تأسس��ت عام 1958م، بأم��ر من عبد الكريم قاس��م رئيس وزراء المرق��م الجمه��وري المرس��وم الع��راق بموج��ب )18( والم��ؤرخ ف��ي )1958/7/20( المع��دل في المرس��وم الجمه��وري المرق��م )164( والم��ؤرخ ف��ي )1958/8/15( بتعيي��ن العقي��د فاضل عباس المهداوي رئيسا للمحكمة العس��كرية العليا الخاصة وعضوية كل من السادة: المقدم عبد الهادي الراوي والمقدم فتاح الش��الي والمقدم ش��اكر محمود السالم والرئي��س األول )الرائ��د( إبراهي��م عب��اس الالمي والرئيس األول كامل الشماع عضوا احتياط. وشكلت المحكم��ة آنذاك لمحاكمة الوزراء والمس��ؤولين في النظ��ام الملكي. الجعف��ري، محمد حم��دي، محكمة

المهداوي، )بغداد، 1991(، ص20.

)62( ت��م إعدام )129( ضابط ومدني واحد، وخفف عن )7( منهم إلى األشغال الشاقة يوم 19/أيلول/1959، وبالس��جن المؤب��د واألش��غال الش��اقة عل��ى )27( عس��كري ومدني من المحالين إلى محكمة الش��عب،


وتبرئة )18( عس��كري ومدني من المحالين عليها. علي��وي، المرجع الس��ابق، ص ص31-32؛ علي، محم��د كاظ��م، العراق ف��ي عهد عبد الكريم قاس��م،

)بغداد، بال(، ص148.

)63( العاني، المرجع السابق، ص157.

)64( الزوبع��ي، خلي��ل إبراهي��م، الع��راق ف��ي الوثائق البريطانية، )بغداد، 2000(، ص ص70-65.

)65( Foreign Office, 393, Reports from British Embassy, Iraq, 20/January/1959, Pp.184-189.

)66( Ibid, p.190.

)67( Foreign Office, 371/140908, Report from British Embassy, Baghdad: March/1959, p.25.

)68( Foreign Office, 371/140908, Reports from British Embassy, Baghdad: 10/March/1959, p.38.

)69( United States, State Department, Iraq: 1958-1960, Vol. XII, Subject “Intelligence Note The Nature and Consequence of Fac-tional Splits Within the Iraqi Government”, Report From the Director of Intelligence and Research )Cumming( to Secretary of State Dulles, Washington: August 22, 1958, p.337.

)70( Ibid, Pp.337-339.

)71( United States, State Department, Iraq, 1958-1960, Vol. XII, Report Discussion at the 393rd Metting of the National Security Council, Washington: January 15, 1959, p.376.

)72( Ibid, p.378.

)73( United States, State Department, Iraq, 1958-1960, Vol. XII, Report of Discussion at the 401st Meeting of the National Secu-rity Council, Washington: March 2, 1959, p.402.

)74( Foreign Office, 140909, British Embassy,

Iraq: 25\ March\1959, p.155.

)75( Ibid, p.157.

)76( Foreign Office, 371/140912, From British Embassy Baghdad, 2\April\1959, p.156.

)77( United States, State Department, Iraq, 1958-1960, Vol. XII, Report of Discussion at the 408th Meeting of the National Secu-rity Council, Washington: May 28, 1959, p.463.

)78( Ibid, p.465.

)79( العاني، ثورة الموصل، ص117.

)80( الم��الح، عب��د الغن��ي، التجرب��ة بع��د 14 تموز، )بيروت، 1966(، ص22.

)81( الركاب��ي، فؤاد، الحل األوحد، )القاهرة، 1963(، ص29.

)82( دان، أوري��ل، الع��راق ف��ي عه��د قاس��م، ترجمة: جرجي��س فتح هللا، )الع��راق، دار آراس، 2012(،

ص ص234-232.


Abstract

After the Revolution of 14th. Of July 1958, the regime has

become republican. It is characterized as being national, and the state has taken action to build the new society. The establishment of the revolutionary potency and its system in performing a heavy work on the edges of national movement, this results disagreements and conflicts among members of the polity of free officers. This results the appearance of two streams: the first one invites to immediate unity and to affiliation of Iraq to the United Arabic Republic, the leader of this stream is Abdul Salam Arif. The second one is directed by Abdul Kareem Qasim, it is called the national stream. It invites to perform national missions and to build the state before thinking of unity with another state. The two streams have been clashed and outer forces have intervented )Abdul Naser( to deeepen that clash; this results the fusion of national forces, and he )Abdul Naser( takes Al-Musil a centre to do what he wants.

Abdul Wahab Al-Shawaf has announced his movement in 8th. Of March 1959 in Al-Musil depending on a limited number of officers who are furthered to him, but this movement

has not been succeeded; it fails in less than 24 hours. Al-Shawaf has been killed during the shelling of the governmental planes to its situations. This is a good arrangement from the government to get rid of the conflict movement and to return the matters to its quorum. The reasons behind the failure of the movement were represented by the desire of its officers to the potency. They miss a military and popular pedestal, in addition to the desire of the audience to halt against any conflict that exposes the Revolution of July to danger.

The unstable policy of Abdul-Kareem Qasim towards the Iraqi political forces brings to the increasing of the sphere of communism on the national forces in Iraq. This results to planning to stop the Revolution of July. Al-Shawaf’s movement has been encouraged by Britain and the American United States and they work to make the movement succeed and to spread the segregation among the members of the same homeland and among the Arabic states to keep their wants, to stop Qasim, and to lessen the communism; this is from one side and to dominate the national people on the other side.

Abdul-Whab al-Shawaf movement in 1959 And British & U.S.A. position from it

Dr. Weam Shakir G. Atrha

187 كةل ةمن لر ة ملسجشل ش نفيلس ةنعنا للسول ةاال كو

المقدمةيعد البعد التاريخي للمدن على قدر كبير من األهمية، فهو أساس للدراسة األصولية لصعوبة فه��م المدينة المعاصرة بدون الخلفية التاريخية، وإذ يبي��ن أبو عيانة أن الب��الش كان قد أوضح ”أن المدينة كالشجرة، تربتها الجغرافية وماؤها التأريخ“)1(. فالدراس��ة التاريخية للمدينة تساهم في التعرف على محاور امتدادها عبر الفترات المختلفة ومق��دار النمو الحض��ري الذي حققته خالله��ا، والوقوف على الظ��روف اإلقتصادية واإلجتماعي��ة التي تظافرت ف��ي إعطاء المدينة وضعه��ا الحضري في الوق��ت الحاضر، ومن ثم توقع الزيادة المس��تقبلية لمساحتها الحضرية ومح��اور اتجاهها وذل��ك وفق مس��ار االمتداد

الحضري.

تعتبر ناحية البغدادي إحدى تلك المدن التي ش��ملها التحض��ر، وتدل ش��واخصها العمرانية والت��ي ال ت��زال قائمة وفق تصميمات هندس��ية

رائع��ة م��دى التط��ور الحضري التي عاش��ته المدين��ة ف��ي مراحله��ا التاريخية الس��ابقة، وقد تعددت اآلراء والدراس��ات ح��ول تحديد عامل واح��د كمعي��ار أو مجموعة معايي��ر ثابتة تقف وراء نشوء ونمو المدن في الحضارات المدنية، ا فق��د بنيت الم��دن األولى كص��ورة حقيقية عماكتشفه اإلنسان من مزايا المدينة مجسدة بتاريخ جذور الش��عوب الثقافية والفكرية والحضارية، فالمدين��ة هي رمز األمة وش��اهد على حضارة أهله��ا وقيمه��م ومثله��م)2(، فهي تعب��ر بطريقة أو بأخ��رى ع��ن أس��لوب للحي��اة يختل��ف عن أس��لوب آخر من حيث توفر النظام واالستقرار والح��رف وطرز العم��ارة. والمدينة بوجه عام أساس التمدن ومركز اإلشعاع الحضاري ولها أهمية في نش��أة الحض��ارات وازدهار الحرف والصناعات)3(، وما يميز العرب هو حضارتهم األصيل��ة، إذ تمت��د جذوره��ا التاريخي��ة إل��ى الجزي��رة العربية قبل اإلس��الم، كما لها الطابع الفني القديم إذ ترجع أصوله إلى العرب القدماء

دور العوام��ل التاريخي��ة في نش��أة ونمو مدينة البغدادي

أ.م. مازن عبد الرحمن الهيتي)*(

)*( جامعة األنبار / مركز تنمية حوض أعالي الفرات


فازده��رت قبل اإلس��الم وبع��ده)4(. ولدراس��ة المدينة العربية التاريخية ال بد من التركيز على نه من ماض وحاضر بعدها الزمني بم��ا يتضمومس��تقبل، فالماض��ي أس��اس فه��م الحاضر، والحاض��ر دعامة المس��تقبل والمدين��ة العربية لم تنم في فراغ، وإنما نش��أت وتطورت متأثرة بعوامل ومتغيرات وقوى أثرت في خصائصها

ووظائفها وأشكالها)5(.

وق��د ش��هدت أرض الع��راق أول التجارب للمجتمع البشري بما يدعى المدينة أو الحضارة، ووردت أس��ماء أقدمها ف��ي رق��م طينية عندما صنفه��ا الباحث��ون)6(، فالع��راق وبالتحديد إقليم أعالي الفرات يمثل البيئة الجغرافية التي ولدت ونش��أت فيها أول المس��توطنات الحضرية في تاريخ الجنس البشري)7(، حيث كشفت التنقيبات األثرية الت��ي أجريت في محافظ��ة األنبار عن العديد م��ن المواقع اآلثارية التي تمثل ش��واهد حي��ة ف��ي ظواهر الع��راق عبر أق��دم العصور التاريخية، لذا فإن تاريخ االس��تيطان البش��ري ف��ي المنطق��ة يقت��رن بتاري��خ االس��تيطان في العراق الذي يمتد عبر عصر فجر السالالت)8(. والمقص��ود هن��ا بالموقع التاريخ��ي هو إرتباط المدين��ة أو المس��توطنة بموقعه��ا األصل��ي أو بالقرب منه، وهي كلم��ة مرادفة لعبارة المكان أو )م��كان المدينة(، وعلى هذا األس��اس تحتل الم��دن العراقي��ة مواق��ع مهم��ة نتيج��ة لتأثرها

بضوابط طبيعية وبشرية)9(.

هدف البحث: استقراء صورة دور العوامل التاريخي��ة كجانب بش��ري بالتحديد في نش��وء ونم��و مدينة البغدادي، فضال عن اإلش��ارة إلى

انعكاساتها على سكان المدينة.

فرضية البحث: أنطل��ق البحث من فرضية

مفادها أن مدينة البغدادي نش��أت ونمت بدوافع طبيعية وبشرية لها جذور تاريخية.

منهجي��ة البح��ث: اعتم��دت الدراس��ة على المباش��رة، والمش��اهدة الميدان��ي، الجان��ب اآلثاري��ة للش��واهد التاريخ��ي واالس��تقراء الموج��ودة، وتركز الس��كان حولها كنواة نش��أة ، وتحليله��ا جغرافيا، فضال ع��ن اعتماد ونم��و

البيانات الصادرة من جهات رسمية.

أوال: تعريف بمنطقة الدراسةتقع مدينة البغدادي فلكيا بين دائرتي عرض )33.45-34.30( ش��ماال وبي��ن خطي طول )42.15-43( ش��رقا، وإداري��ا فهي تعد ناحية تابع��ة لقض��اء هيت التاب��ع لمحافظ��ة األنبار، وتبعد المدينة عن قضاء هيت مس��افة )40( كم تقريب��ا. يحدها من جهة الش��مال الغربي قضاء حديث��ة، ويحدها من جهة الغ��رب قضاء عانه، ومن الجنوب ناحية كبيسة. تبلغ مساحة الناحية اإلداري��ة )1889 ك��م2( بنس��بة )23,1( م��ن مساحة القضاء، والبالغ مساحته )8191 كم2(، وبهذا تكون الناحية قد استحوذت على ما يقرب ربع مساحة القضاء)10(. أنظر خريطة رقم )1(.

نش��أت مدينة البغ��دادي كمحط��ة نقلية في جذوره��ا األولى على طول طريق نهر الفرات التاريخي الش��هير، وقد أخذت ه��ذه الصفة من مكانة الطريق في التجارة قديما، والتي ساهمت بنش��وء المدن إبان العهد الراش��دي وخصوصا في عه��د الخليفة أبي بكر الصدي��ق )(. كما ويصنفه��ا الباحث��ون بأنه��ا من الم��دن النهرية إلطاللته��ا المباش��رة على نهر الف��رات، حيث وفر له��ا الموقع المالئم موضعا وموقعا متميزا لوج��ود مياه النهر أوال وخصوب��ة التربة ثانيا،


وس��عة مس��احة األراضي الصالح��ة للزراعة ثالثا. يتس��م سطح منطقة الدراس��ة بالتدرج من حيث االرتف��اع، إذ كلما اتجهنا باتجاه الش��مال الغربي يكون الس��طح متموجا ويحوي عدد من األودي��ة، ويب��دأ التدريج م��ن )75-155م()11( فوق مس��توى سطح البحر مس��تندا على تكوين جيولوجي عام يع��رف بتكوين الفرات الجيري

الممتد حتى الحدود السورية)12(.

ثانيا: المواقع التاريخية وتوزيعها الجغرافي

تعد المواق��ع التاريخية دليال مهما وش��اهدا حيا على اس��تقرار اإلنس��ان وممارسة نشاطاته ومس��توى الحي��اة في المكان كمقومات بش��رية ساعدت في تفسير ظهور العديد من المستقرات البش��رية. ومن خالل دراس��تنا لمدينة البغدادي نج��د أنه��ا تقع على طري��ق الف��رات التاريخي كمحط��ة نقلية منذ عصور قديمة وقد أش��ار لها الدكتور صالح فليح حس��ن، بقوله: ”إن موضع مدينة الناووس��ة كانت تحت��ل موضعا مهما في مدين��ة البغدادي عل��ى طريق الف��رات للقوافل التجاري��ة بي��ن بغ��داد والش��ام، وإن كان خان البغ��دادي س��ببا في تس��مية المدينة بهذا االس��م وال��ذي ظهر في عه��ود قريبة، يق��دم الخدمات للقواف��ل المارة وما تطورت عن��ه المدينة حتى يومنا ه��ذا“)13(. وتضم ناحية البغ��دادي العديد من المواقع التاريخية والتي تعود لفترات زمنية

قديمة منها وحديثة. أنظر خريطة رقم )2(.

1. آثار الملك ششين:تع��د آث��ار الملك شش��ين م��ن أق��دم وأبرز المواقع التاريخية في ناحي��ة البغدادي، وتتمثل آث��اره بجبل أو ت��ل كبير يع��رف محليا ب�)جبل

شش��ين(، ويق��ع الجب��ل ف��ي إح��دى مقاطعات مرك��ز الناحي��ة والمعروف��ة ب�)قري��ة بروثة(، ل هذا المعلم اآلث��اري في دائرة اآلثار وقد س��جوالتراث، فضال عن اكتش��اف آث��ار أخرى فيه كالمخطوطات الحجرية والتماثيل، وآثار أخرى لم تجر حولها التنقيبات والتحريات والدراسات؛ لذا كان��ت المعلوم��ات عنها قليل��ة للتطرق لها بش��كل تفصيلي، أبرزها آثار البي��رة وتل الغل

وآثار المهدانية. أنظر خريطة رقم )3(.

2. مقام أمير المؤمنين اإلمام علي بن أبي :)( طالب

)( يمث��ل مقام اإلمام علي بن أبي طالبم��ن المواق��ع المهمة في نف��وس أهال��ي مدينة البغدادي كونه موقعا تاريخيا ذا طابع إسالمي، والمقام ممثل بقبة إشارة إلى مكان مكوث اإلمام علي )( فيه وجنوده لالس��تراحة بعد س��يره الطويل إبان فترة الفتوحات اإلس��المية ونش��ر الدين اإلس��المي، ويب��دو أن اإلم��ام )( قد اخت��ار المكان لدراية ومعرفة في اختيار أفضل المواض��ع م��ن حي��ث توف��ر األرض المرتفعة والماء العذب للش��رب واالغتس��ال والوضوء، فض��ال ع��ن أن األرض زراعية ذات أش��جار عالية توفر األم��ان، وتقع قبة اإلمام )( في حي المشهد، ويمكن وصف المقام أنه على شكل غرف��ة مربعة ذات س��قف قباب��ي تحتوي على

بوابة من الصخر إلحكام غلق المقام وفتحه.

3. الخانات:لعل بداية نشوء الخانات منطلقة في األصل من إقامة بئر وس��ياج يحيط بقطعة من األرض حي��ث األواوي��ن الكثي��رة والمراف��ق المتعددة، ��ح لنا األص��ل األول لنش��أة الحياة وه��ذا يوض


وتطورها، وقد كانت الخانات في الشرق عموما ضرورية لتس��هيل النقل بين المدن اإلس��المية ألغراض التج��ارة وزيارة األماكن المقدس��ة، ث��م تطورت تدريجيا حت��ى أصبحت ذات إدارة ومراف��ق متعددة ومطابخ، فضال عن المس��اجد والمخ��ازن وأحواض ماء وحمامات وأس��واق وحضائر ماش��ية وحانوت لبي��ع لوازم يحتاجها

المسافرون)14(. ومن تلك الخانات:

أوال: خان البغدادي:يعرف خان البغ��دادي على أنه محطة نقلية عل��ى طريق الفرات لالس��تراحة حي��ث يتناول المس��افرون فيه��ا الطعام وقد يقيم��ون فيها ليلة أو أكثر، كما كانت الحيوانات تس��تريح وتتناول علفها بعد عناء الس��فر، لذل��ك أصبحت محطة تجاري��ة، ولع��ل مدين��ة البغ��دادي إح��دى هذه

المحطات النقلية)15(.

ا أصل تسمية المدينة فهو نسبة إلى صاحب أمهذا الخان، وهو شخص من أهالي مدينة بغداد، وللتخفي��ف رفع��ت كلم��ة )خان( وبقي��ت كلمة ا تاريخه فقد ش��يد )البغ��دادي( اختصارا)16(، أمإبان الحكم العثمان��ي للعراق )1900-1890( وكان الهدف من إنشائه أن يكون محطة لمرور القواف��ل التجاري��ة الم��ارة من بغ��داد إلى بالد الشام وبالعكس، لذلك كان أبرز رواد الخان هم التجار الحتوائه على )25( غرفة. يتميز الخان بموق��ع جغراف��ي مه��م، فهو يقع عل��ى الجانب األيمن من نهر الفرات بصورة مباش��رة وعلى طول الطريق التجاري، تقدر مس��احته بحوالي )2500م2( تقريبا، يضم بوابة مقوس��ة وفضاء داخلي )حوش( بمساحة )300م2( تقريبا لمبيت

الخيول والبغال والعربات.

ثانيا: خان الشاه بندر:يمث��ل خان الش��اه بن��در ثاني أه��م الخانات الش��هيرة في مدين��ة البغدادي، ويق��ع الخان في الجهة الش��رقية من مركز الناحية حاليا، ويمتاز بوظيفت��ه التجاري��ة حي��ث أقامه بع��ض التجار إبان م��رور قوافلهم من بغداد إلى بالد الش��ام، إال أن��ه أق��ل أهمي��ة من خ��ان البغ��دادي؛ كون األخير يتصدر الخانات من حيث توفير الراحة واألمان لتعدد المرافق وتنوعها، وتبلغ مساحته اإلجمالي��ة حوال��ي )1000 م2(، ويق��در ع��دد الغ��رف فيه من )10-12( غرفة، وعلى الرغم من أهميته إال أنه تعرض للهدم واإلهمال وقلت أهميته حتى أصبح ركاما، واستغلت أرضه فيما بعد إلقامة مخفر للشرطة لفترة من الزمن حتى ته��دم وأقيم على أرضه حالي��ا جامع الصحابي

أبي هريرة)( سنة 1973.

4. أبراج الدفاع والحماية:ح البعض أن أص��ل المدن تاريخيا هو يرجحرب��ي – دفاع��ي، وأن أول مدين��ة في التاريخ كانت مدينة عس��كرية، ومهم��ا كان األصل فقد عرفت معظ��م المدن ف��ي كل العصور الحاجة إلى الدفاع والحماية من أخطار الغزوات القبلية أو األس��رية، فلجأت إلى التحص��ن بالمتاريس أو األس��وار المحيط��ة واألب��راج)17(، ونتيج��ة لتعرض سكان ناحية البغدادي للغزوات من قبل الب��دو وقطاعي الط��رق القادمين من الصحراء مم��ا اضطر س��كان المدينة إلى حماية أنفس��هم باتخاذهم النه��ر حدا وفاصال طبيعيا يبعد خطر الغزوات السيما وأن أول تركز سكاني كان في الضفة الثانية لنهر الفرات في قرية )المهدانية(.

ومن تلك األبراج:


أوال: برج الزوير:يعد برج الزوير أب��رز المعالم الدفاعية في ناحي��ة البغدادي والذي م��ا زال قائما إلى يومنا هذا، ويقدر عمره تقريبا بأكثر من )160( سنة رين في حس��ب روايات بعض األشخاص المعمالمدين��ة، والبرج عبارة عن بناء تقليدي بس��يط بن��ي من مادة الحج��ر والطين والقش وأغصان األش��جار عل��ى ارتف��اع )15م(، متخذا ش��كال ا أس��طوانيا ويتضمن باب للدخول وس��اللم، أم

موقعه فهو يقع ضمن قرية )المهدانية(.

ثانيا: برج المروانية:ال تختل��ف وظيفة ب��رج المروانية عن برج الزوير ف��ي مراقب��ة الطرق والمس��الك لتأمين الحماي��ة للقواف��ل الم��ارة، كم��ا ويش��ابه برج المرواني��ة ب��رج الزوي��ر م��ن حي��ث االرتفاع ا موقعه فهو والعرض والش��كل ومواد البناء. أميقع في الجانب األيم��ن من النهر، بحيث يكون النهر فاصال طبيعي��ا يحمي قرية المروانية من

خطر الغزوات.

ثالثا: نشأة ونمو مدينة البغداديلعب��ت العوام��ل التاريخي��ة دورا فاعال في تفس��ير ظهور الكثير من المس��تقرات البش��رية على م��ر العصور؛ كون قدم النش��أة التاريخية ألي مدين��ة هي حقيقة ال يمك��ن إغفالها، ومنها منطقة الدراس��ة كما أس��لفنا في كونه��ا محطة نقلي��ة على طول الطريق التاريخي، إال أن ذلك ال يعد الس��بب األوحد، فهناك عوامل س��اعدت على نش��أتها ونموها، وأبرزها العامل اإلداري وانعكاس��ه على تغير الحال��ة والمتعلق باإلدارة للمرس��وم كان حي��ث الحكومي��ة، والس��لطة الجمهوري الذي صدر ع��ام 1968 اعتبر فيه

)قصبة البغدادي( ناحية إدارية)18( دور أساسي في نمو المدينة وتطور اس��تعماالتها، فتوسعت الحدود البلدية، وتزامن معها إنشاء المؤسسات اإلدارية والخدمي��ة واإلقتصادية، وتوزيع قطع األراضي الس��كنية وخاصة في الجانب الغربي للمدينة لما تتس��م به من سعة المساحة واستواء الس��طح، لتصب��ح مدين��ة البغدادي مس��توطنة حضري��ة ت��ؤدي دورا إقليمي��ا ومحط��ة نقلية، وألجل دراسة النشأة والنمو بات من الضروري تقس��يمها عل��ى ش��كل مراح��ل مورفولوجي��ة

Morphology، وهي بالتالي:

1. المرحلـــة المورفولوجية األولى )منذ النشـــأة وحتى عام 1950(:

ارتبط نش��وء المدينة بالبداية األولى لنش��أة )خ��ان البغ��دادي( س��نة 1890م إب��ان الحك��م العثماني، والذي عد البغدادي محطة نقلية على الطري��ق التاريخ��ي للقواف��ل التجاري��ة، والتي ارتبطت بها بعض الحوانيت التجارية والمطاعم البسيطة لتزويد القوافل باحتياجاتهم )كاستعمال تجاري( بحيث شغل مس��احة )0.35( هكتار، أخ��رى اس��تعماالت جذب��ت م��ا وس��رعان ك�)االس��تعمال الصناع��ي( والمتمث��ل بصناعة الق��وارب النهري��ة وأدوات الصي��د الحت��راف س��كان المدينة حرفة صيد األسماك، مستفيدين من اإلطاللة المباش��رة لنهر الفرات، فضال عن ورش الحدادة واألدوات المنزلية البس��يطة وقد

بلغت مساحته )0.1( هكتار.

ونتيج��ة لتركز ه��ذه االس��تعماالت وتركز ع س��كان المنطقة فرص العمل األمر الذي ش��جعلى االستقرار بالقرب من محالت عملهم حتى تشكلت )استعماالت أرض س��كنية(، والمتمثلة زة على امتداد النهر بالوحدات الس��كنية المترك


والطريق في آن واحد، وقد ش��غل مساحة تقدر ب��)1,5( هكت��ار، فضال عن االس��تعمال األهم )استعمال األرض للنقل( لدوره في نشوء النواة األول��ى لمدين��ة البغ��دادي والمتمث��ل بالطريق التاريخي )بغداد – بالد الش��ام( وتقدر مساحته ب��)2.5( هكت��ار، وجمي��ع هذه االس��تعماالت تحيطه��ا أرض زراعي��ة )بس��اتين الحمضيات وأش��جار النخيل( وتقدر مساحتها ب�)3( هكتار. أنظ��ر: ج��دول رق��م )1(؛ وش��كل رق��م )1(؛

وخريطة رقم )4(.

-19511 2

:)1985

بع��د أن أضح��ت المرحل��ة األول��ى قاعدة لنش��أة وظه��ور المدينة كنواة أساس��ها العوامل التاريخي��ة ف��ي نش��أتها ف��ي الم��كان والمتمثلة بالخ��ان واآلث��ار األخرى التي ت��م ذكرها، تبدأ المرحل��ة الثانية بتط��ور اس��تعماالت األرض بش��كل تدريجي لتستغل مساحات أوسع، وتضم اس��تعماالت جدي��دة تنم ع��ن احتياجات س��كان المدين��ة الضروري��ة له��ا، أبرزه��ا )الخدمات الصحي��ة( والمتمثل��ة ب�)المرك��ز الصح��ي( و ب�)الم��دارس المتمثل��ة التعليمي��ة( )الخدم��ات اإلبتدائية والمتوس��طة(، وبناء مركز للش��رطة وتعبي��د الطري��ق التاريخي باإلس��فلت ووضع أول تصميم أساس��ي للمدينة من قبل البلدية عام 1973، وتوزيع األراضي السكنية فيها من قبل حكومة الدولة للمواطنين بشكل منظم ومخطط، كما وقد ش��هدت المدينة توسعات كبيرة أبرزها االس��تعمال الس��كني ال��ذي كان يقتص��ر على )1,5( هكت��ار فقط ليصبح )20( هكتار تقريبا، على حس��اب األراضي المفتوحة غرب المدينة وش��رقها واألراضي المحيط��ة بالطريق العام

على الجانب األيسر لسعة األراضي.

ا االس��تعمال التجاري ال��ذي كان يقتصر أمعل��ى مس��احة )0,35( هكت��ار فق��ط للمنطق��ة المحيطة بخان البغدادي أصبح يش��غل مس��احة )1,2( هكت��ار، وارتبط��ت هذه الزي��ادة بكثافة حركة الم��ارة على طول الطري��ق أوال، وبناء مجم��ع تجاري من قبل حكوم��ة الدولة لغرض تأجيرها لصالح البلدية ثانيا، لتكون النواة األولى في زيادة عدد المؤسس��ات التجاري��ة بامتدادها للتنوع في بيع المواد الغذائية واأللبسة والمطاعم واالستراحات، وتقدر عدد المؤسسات التجارية ا االستعمال الصناعي الذي ب�)22( مؤسسة، أمكان يقتص��ر على )0,1( هكتار أصبح يش��غل )0,25( هكتار وارتبطت ه��ذه الزيادة بظهور ع��دد م��ن المؤسس��ات الصناعية كمؤسس��ات لتصليح وصيانة السيارات ومحركات القوارب النهرية ومؤسس��ات صيانة األجهزة الكهربائية Gypsum البسيطة، فضال عن صناعة الجصوصناعة تقطي��ع الحجر الخاص ببناء واجهات الدور الس��كنية فهي المادة األساسية المستخدمة

في البناء. أنظر خريطة رقم )5(.

ا على صعيد استعمال األرض ألغراض أمالنقل، فقد ش��هدت تطورا في مس��احتها بعد أن كان��ت تقتصر على مس��احة ال تزيد عن )2,5( هكت��ار وغير معبدة، وأول تطور فيها هو تعبيد الطريق العام وبعض الشوارع الفرعية للمنطقة الس��كنية المحيط��ة بالطري��ق بم��ادة اإلس��فلت بامت��داد )7(كم وبعرض )15(م س��نة 1975، وتأت��ي أهمية تطوره هو زيادة مس��احته لتصل

إلى )23( هكتار.

المورفولوجي��ة المرحل��ة وت��زداد أهمي��ة الثاني��ة بظهور اس��تعماالت جدي��دة ومتطورة


تواكب التطور الحاصل في عموم القطر، وهي االس��تعماالت الخدمية )الخدم��ات المجتمعية( )الصح��ة والتعلي��م والترفيه( وخدم��ات البنية التحتية )الماء والكهرباء والبريد(، فعلى صعيد الخدم��ات المجتمعي��ة ت��م بن��اء مرك��ز صحي لتقدي��م خدمات االس��تطباب بمس��احة )0,08( هكت��ار وبناء )3( مدارس )إبتدائية ومتوس��طة ا وإعدادية( بمس��احة تقدر ب��)1,5( هكتار، أمالجان��ب الترفيه��ي فقد تم بن��اء فندق ألغراض اإلقامة واستراحة المس��افرين وتقديم الخدمات

بمساحة )0,23( هكتار تقريبا.

ا خدمات البنية التحتية فقد تمثلت بإنش��اء أممش��روع ماء لتأمين احتياجات السكان بمساحة )0,25( هكت��ار، فض��ال ع��ن إنش��اء محط��ة كهربائي��ة لتزويد المدين��ة بالكهرباء بمس��احة والهات��ف للبري��د ومؤسس��ة هكت��ار، )0,5(بمساحة )0,05( هكتار، ونتيجة للوعي الديني لدى أهالي المدينة الذي تبلور بحاجة المدينة إلى مكان إلقامة صالة الجمعة والصلوات الخمس، حتى تمثلت بالخدم��ات الدينية والتي اقتصرت دة أول األمر عل��ى بناء جامعين ومقبرتين موح

لدفن الموتى بمساحة تقدر ب�)1,2( هكتار.

من خ��الل العرض المفصل الس��تعماالت األرض والتط��ورات الحاصل��ة فيه��ا نجد أن ه��ذه التطورات كانت على حس��اب األراضي األراض��ي حس��اب وعل��ى أوال، الزراعي��ة المفتوح��ة ثاني��ا. إال أن الحال��ة األول��ى ه��ي )س��لبية( والثانية )إيجابية( لحاجة أهل المدينة زراعة األرض إلنتاج الفواكه والخضر لس��د المتطلب��ات اليومية للس��كان، وتوس��يع الحدود البلدي��ة للمدين��ة مم��ا أدى إل��ى زيادة مس��احة األراض��ي الزراعي��ة خ��ارج الح��دود البلدية

بمس��احة تقدر ب�)70( هكتار. أنظر جدول رقم )2(، وش��كل رقم )2(.

الثالثـــة المورفولوجيـــة المرحلـــة .3:)2010-1985(

تمت��از ه��ذه المرحل��ة باكتم��ال الفعالي��ات الوظيفي��ة للمدينة كونها ع��دت مركزا حضريا تتسارع فيه الخدمات بالنمو والتطور المستمرين الس��يما وأن فترة الثمانينات من القرن الماضي قد شهدت اهتماما واسعا في جانب الخدمات من خالل زيادة اإلنفاق الحكومي، حيث بدأت بمنح القروض العقارية وتوزيع األراضي الس��كنية، ورف��ع مس��توى التعلي��م والصح��ة والخدمات المس��تقبلية الخط��ط برام��ج التحتي��ة ضم��ن للنه��وض بالواق��ع الخدمي للمدن ف��ي العراق، ومن مالحظة خريطة التصميم األساسي للمدينة نجد أن مساحات أغلب االستعماالت قد تزايدت بحي��ث وصلت إل��ى م��ا يق��ارب )698.48( هكت��ار لتضم معظ��م االس��تعماالت المعاصرة لسنة 2010، والتي لوحظت من خالل الدراسة الميداني��ة والمظه��ر الخارجي للمدين��ة. أنظر خريط��ة رق��م )6(. وألج��ل دراس��تها تفصيليا

وجب تبويبها إلى:

أوال: االستعمال التجاريش��هدت المدين��ة تطورا واس��عا في مجال االس��تعماالت التجاري��ة عن��ه ف��ي المراح��ل الس��ابقة، والتي بلغت )0.80( هكتار في عام 2010، وه��ذا يعزى ألس��باب عديدة أبرزها النمو اإلقتصادي لس��كان البلد عامة، ولمدينة البغدادي خاصة، ممثلة بزيادة الدخل الشهري وس��عة الق��درة الش��رائية ودخ��ول البضائ��ع األجنبي��ة. فضال عن أن المدينة اس��تفادت من موقعه��ا على الطريق البري الذي يربط بغداد


بب��الد الش��ام بحيث أصب��ح طريق��ا دوليا مما زاد م��ن عدد المؤسس��ات التجاري��ة بصورة س��ريعة عل��ى الجان��ب األيمن واأليس��ر منه لتقدي��م الخدمات للمس��افرين ولس��كان المدينة وس��كان القرى المحيطة به��ا، كما أن الزيادة في التط��ور التجاري دفع كثي��ر من أصحاب الوحدات الس��كنية المطلة عل��ى الطريق بناء مؤسس��ات تجاري��ة باس��تثمار واجهات الدور كخدم��ات تجاري��ة، حتى فاق ذل��ك أصحاب البس��اتين بناء مجمعات تجاري��ة بنوعية جيدة لإلفادة من الموقع لصال��ح الخدمات التجارية س��واء أكان لتأجيره��ا أم للعمل فيها، ويقس��م االس��تعمال التجاري في المدين��ة إلى نمطين،

وهما:

أ. المنطقة التجارية المركزية

نحاول ف��ي هذه الفقرة تطبيق النمط األول من أنماط االس��تعمال التج��اري، إال أن مدينة البغ��دادي تفتق��ر إلى منطق��ة تجارية مركزية ��مات الرئيسة لها في أغلب مدن من حيث السالعالم ألس��باب عديدة، إذ أن جميع المؤسسات التجاري��ة تتركز على امت��داد الطريق الدولي كم��ا ذكرن��ا، إال أن ه��ذا الترك��ز ه��و الذي يضف��ي الصف��ة التجارية عل��ى المنطقة أوال، وارتفاع س��عر األرض مقابل صغر المساحة ف��ي والتناف��س ثاني��ا، االس��تعمال وكثاف��ة اس��تغالل األرض وتركز معظم المؤسس��ات الحكومي��ة ك�)الصح��ة والزراعة والش��رطة والكهرب��اء والم��اء.. إل��خ(، ثالث��ا فضال عن تن��وع المؤسس��ات التجارية من حيث الس��لع والبضائ��ع ويق��در عددها ب�)160( مؤسس��ة

تجارية دون التخصص في النوع)19(.

ب. المؤسســـات التجارية على طول الشـــارع الرئيس )الدولي(

يجمع الطري��ق الرئيس )الدولي( في صفاته بي��ن النم��ط األول والنمط الثان��ي كونه المنطقة الوحيدة ذات التركز العالي للمؤسسات التجارية، وال��ذي يبدأ مع بداية الش��ارع الرئيس في الجهة الشرقية وحتى نهاية الجهة الغربية المقابلة للمدينة مع نهاي��ة الحدود البلدية للمدينة، بحيث تنتش��ر جميع المؤسس��ات التجارية على جانبي الطريق وال��ذي يش��هد اختالطا واس��عا في المؤسس��ات

التجارية دون التخصص )جملة / مفرد(.

تبدأ بمؤسس��ات للبيع بالمفرد: )تجارة المواد الغذائية وعددها 60 مؤسس��ة( و )تجارة الفواكه والخض��ر وعدده��ا 30 مؤسس��ة( و )تج��ارة المالبس الجاهزة واألقمشة وعددها 45 مؤسسة( و )تجارة اللحوم واأللبان وعددها 20 مؤسس��ة( و )تجارة المواد الكهربائية وعددها 18 مؤسسة( و )تجارة المواد اإلنشائية وعددها 28 مؤسسة( و )تج��ارة بي��ع الس��يارات والم��واد االحتياطية الخاص��ة بها وعدده��ا 20 مؤسس��ة( و )تجارة بيع المش��تقات النفطية 40 مؤسس��ة( و )مكاتب الصيرفة وبيع الس��كائر وعددها 8 مؤسس��ات(. ا مؤسس��ات تج��ارة الجملة فه��ي متداخلة مع أممؤسس��ات البي��ع بالمفرد، أبرزها: )مؤسس��ات تجارة الم��واد الغذائية وعددها 10 مؤسس��ات( و )مؤسس��ات تجارة التمور والحبوب واألسمدة وعددها 8( فضال عن )مؤسس��ات تجارة الحديد

والخشب واأللمنيوم وعددها 12 مؤسسة()20(.

ثانيا: االستعمال الصناعيتط��ورت الوظيف��ة الصناعي��ة عل��ى م��ر العص��ور تطورا هاما أث��ر على مدى ارتباطها بظاهرة المدينة فبع��ض أطوارها أكثر ارتباطا


بالم��دن وخلقا لها من البع��ض اآلخر)21(، لذلك يهمن��ا أن ندرس هذا التطور لما تؤديه من دور اقتصادي كبير في س��د الطل��ب على المنتجات وتوفي��ر فرص عمل ألعداد كبيرة من الس��كان وتحقي��ق االكتف��اء الذات��ي، وهذا م��ا نجده في منطق��ة الدراس��ة إال أن م��ا تعاني��ه المدينة هو صغ��ر مس��احة االس��تعمال الصناع��ي مقارنة مع االس��تعماالت األخرى، لقلة عدد مؤسساته واكتفائه بالصناعات البسيطة وصيانة األجهزة المنزلية دون المؤسس��ات المتوسطة والكبيرة، وقد بلغت مس��احة )0.28( هكت��ار، ومن تلك

المؤسسات:

أ. المؤسسات الصناعية في المنطقة التجارية المركزية

م��ن خ��الل الدراس��ة الميداني��ة نج��د أن بال��ورش والمتمثل��ة الصناعي��ة المؤسس��ات الصناعية تتوزع على ط��ول الطريق الرئيس )الدول��ي(، مختلط��ة مع المؤسس��ات التجارية ف��ي المنطق��ة التجاري��ة والش��ارع التج��اري )الرئي��س(، والس��بب يعود إلى ت��وارث كثير من ال��ورش الصناعي��ة مواقعها منذ س��نوات طويل��ة وقدرته��ا عل��ى البق��اء والمنافس��ة مع قربه��ا ع��ن فض��ال التجاري��ة، المؤسس��ات م��ن الس��كان لتصري��ف منتجاته��ا، وترك��ز لتزويده��ا المرتبط��ة التجاري��ة المؤسس��ات ا عدد المؤسس��ات فيقدر بالمواد االحتياطية، أمب��)70( مؤسس��ة صناعية بمختل��ف أنواعها. وهي: )ورش تصليح الس��يارات ووسائل النقل كاف��ة وورش الح��دادة وصناع��ة واألخش��اب وورش تصلي��ح المولدات الكهربائية والمكائن واألجه��زة المنزلية واألث��اث المنزلي وورش

تصليح العربات والمكائن الزراعية(.

ب. المؤسسات الصناعية في الحي الصناعييع��د الح��ي الصناع��ي م��ن ثم��ار التنمية والتخطي��ط الصناعي في الم��دن الحديثة، التي تهدف إلى جمع وتركيز المؤسس��ات الصناعية في م��كان واح��د وترحي��ل جميع المؤسس��ات الصناعي��ة م��ن األحي��اء الس��كنية والمناط��ق التجاري��ة ألس��باب عديدة، منه��ا: التخلص من الضوض��اء والضجي��ج وكبر حج��م مخلفاتها، والحرص على تركزه��ا العتماد الواحدة على األخرى، وضمان سد النقص منها لسد متطلبات الحاجة منها. وقد اس��تفادت مدينة البغدادي من هذه الفرصة في انتقال كثير من أصحاب الورش إل��ى الح��ي الصناعي في الجه��ة الغربية منها، بحيث تنوعت المؤسس��ات لتضم ورش تصليح الس��يارات، وورش صيان��ة األجه��زة المنزلية للتبريد والتدفئ��ة واألجهزة الكهربائية وصناعة األب��واب والش��بابيك واألثاث المنزل��ي... إلخ.

ويقدر عدد هذه المؤسسات ب�)35( مؤسسة.

ج. الصناعات المنتشرة في األحياء السكنيةعلى الرغم من انتقال كثير من المؤسس��ات الصناعي��ة إلى الحي الصناع��ي وتركزها فيه، إال أن هن��اك العديد من الورش محتفظة بمكانها لح��رص أصحابها على عدم دف��ع اإليجارات، فضال عن قربها من محل الس��كن وتوفر أجور النقل )ذهابا وإياب��ا(، وتتمثل ب�)صناعة األثاث المنزلي وصناعة األخشاب والحديد واأللمنيوم وورش تصليح السيارات والدراجات النارية(.

ويقدر عددها بأكثر من )15( مؤسسة.

د. الصناعات اإلنشائية. وتضم:1. صناعـــة الجص: تعد م��ادة الجص من الم��واد المهم��ة الداخلة في بناء وإنش��اء الدور


السكنية، السيما وأن أهالي المدينة يعتمدون على الصخور من األراض��ي المحيطة والجص في البناء؛ لرخص أس��عارها وحجم إنتاجها مقارنة بالمواد الصناعية األخرى لتوفر المواد األولية بكمي��ات كبيرة، ويتم تصنيعها في مناطق بعيدة ع��ن المدينة بعد اس��تخراج الصخور الجبس��ية وحرقها في محارق خاص��ة تعرف ب�)الكورة( وتنقل إل��ى المدينة لغرض اس��تخدامها، ويقدر

عددها ب�)6( مؤسسات.

2. صناع��ة البل��وك: يعد البل��وك )القوالب اإلس��منتية( من المواد المهم��ة الداخلة في بناء أكثر الوحدات الس��كنية ف��ي المدينة، وقد ازداد الطل��ب عليه��ا فت��رة التس��عينيات م��ن الق��رن العش��رين وحت��ى يومنا ه��ذا، ويقدر ع��دد هذه

المؤسسات ب�)5( مؤسسات.

3. صناع��ة تقطيع الحج��ر )النحيت(: تعد صناع��ة الحجر النحيت م��ن الصناعات حديثة العهد ف��ي مدينة البغدادي مقارن��ة بالصناعات اإلنش��ائية األخ��رى، حي��ث ازداد الطلب عليها في تزيين وتغليف واجه��ات المنازل بها، وهو دليل واضح على تحسن األحوال المعيشية لدى س��كان المدينة، فضال عن توافر موادها األولية م��ن األراضي المحيطة بكمي��ات كبيرة، ويقدر

عددها ب�)3( مؤسسات فقط.

ثالثا: االستعمال السكنييش��غل االس��تعمال السكني أوس��ع مساحة ها مقارنة من أرض المدينة وعب��ر مراحل نموبالوظائ��ف األخ��رى، فقد كان هو االس��تعمال الغال��ب عل��ى أرض المدينة من مرحلة النش��أة وحت��ى وقتن��ا الحاض��ر 2010م، إذ إن نم��و االستعمال الس��كني وزيادة حجم المساحة التي

يش��غلها هي استجابة طبيعية لتطور استعماالت األرض الحضري��ة، وأبرز األمثل��ة على مدننا العراقية إذ ش��غل االس��تعمال السكني في مدينة أربيل مس��احة )57%(، و )62%( من مس��احة مدينة الموصل، و )51.6%( من مساحة مدينة بغداد، و )43%( من مساحة مدينة الرمادي)22(، ��ا ف��ي منطقة الدراس��ة فق��د بلغت المس��احة أملالس��تعمال الس��كني )199,5( هكتار بنس��بة )38.7%( م��ن المس��احة الكلي��ة للمدينة لس��نة 2010، وألهمية االستعمال السكني في المدينة ارتئ��ى الباحث إلى تصنيف الوحدات الس��كنية حس��ب معايير متداخلة تجمع بين تاريخ الوحدة الس��كنية، ومواد البناء المس��تخدمة، ومس��احة

الوحدة السكنية، وموقعها.

1. الوحدات السكنية القديمةيتميز هذا النمط من الوحدات السكنية بقدمها كونها الن��واة األولى لنش��وء المدينة حول خان البغدادي الذي اجتذب عددا من س��كان المناطق المج��اورة، كما ذكرنا في مرحلة النش��أة وعلى ضفة نهر الفرات في الجانب األيمن ما بين عام ��ا فيما يخ��ص مواد البناء )1890-1950(، أمفق��د بني��ت الوحدات الس��كنية بالحجر الكلس��ي والطين الممزوج بالقش وجذوع النخيل وجريد س��عف النخيل، كما ويتص��ف هذا النمط بصغر المس��احة فهي ال تتج��اوز )100م2-150م2( مقارنة مع عدد أفراد األس��رة المالكة، مستغلين أصغر مس��احة ممكنة للس��كن لضمان مس��احة أكب��ر لألراض��ي الزراعي��ة، لدورها ف��ي رفد العائل��ة بالمردود اإلقتصادي الجيد. وس��رعان ما ترك الس��كان هذه ال��دور لالنتقال إلى مكان ال يبعد كثي��را حيث يوفر لهم المس��احة األكبر لس��د متطلبات نمو عدد أفراد العائلة، وش��يوع


اس��تخدام الم��واد الجدي��دة في البن��اء كالجص والبلوك، فضال عن أن الزيادة الس��كانية العامة عت على امتالك للمدينة والهجرات الوافدة ش��جأكبر ق��در ممكن م��ن األرض لصال��ح الوحدة السكنية، ويتمثل هذا النمط في كل من البغدادي

الشرقية والبغدادي الغربية.

2. الوحدات السكنية الحديثةع االنتعاش اإلقتصادي والنمو العمراني شجف��ي العراق بص��ورة عام��ة ومدين��ة البغدادي بصورة خاصة، على انتشار نمط من الوحدات الس��كنية المخطط��ة الالئقة التي تضمن س��كنا حضاريا جيدا يواكب حقبة التطورات الحاصلة، وخصوص��ا بع��د تش��كيل وزارة اإلعمار عام 1953م ال��ذي تضم��ن توزيع قط��ع األراضي ومن��ح القروض الس��كنية للموظفين في الدولة، وتبرز معالم هذا النم��ط حول النواة األولى في البغ��دادي الش��رقية والبغ��دادي الغربية بعد أن يات ��مت على شكل أحياء س��كنية ذات مسم قسمس��تقلة، ك�)حي الش��هداء؛ وحي القدس؛ وحي الحري��ة؛ وحي الخض��راء؛ وحي المش��هد..(، وبامتدادات شريطية على طول الطريق الدولي، كم��ا وتراوح��ت مس��احة ه��ذه الوح��دات بين )200م2-300م2( لتصبح أكثر مالئمة للسكن من حيث عائديتها لكل عائلة وحدة سكنية خاصة بها، وتالئم س��كن العوائل الكبيرة لشمولها على عدد من الغرف )أكثر من غرفتين(، فضال عن تع��دد الطوابق في الوقت الذي كان النمط األول يقتصر على الطابق األرض��ي أصبحت الدور الس��كنية في النمط الحديث تحتوي على طابقين ا من حيث م��واد البناء فإن بواق��ع غرفتي��ن، أمالتطور في اس��تخدام المواد الجديدة كاإلسمنت الع��ادي والمق��اوم والحديد الخاص في إنش��اء

السقوف الكونكريتية والبلوك ذي المتانة العالية في إنش��اء الج��دران بص��ورة س��ريعة مقارنة بالفترة التي تطورت فيها الوحدات الس��كنية في المرحلة األولى، لدرجة تالحم واتصال األحياء السكنية في الجهة الش��رقية بالجهة الغربية من المدينة وشيوع نمط السكن المتجمع الشريطي.

رابعا: استعماالت األرض ألغراض النقليع��د النقل من أهم االس��تعماالت الحضرية طين في التي القت اهتماما كبيرا من قبل المخطمج��ال الجغرافية؛ لما للنقل م��ن دور فعال في توزيع استعماالت األرض الحضرية وتشتتها، بحيث يعط��ي للمدينة ش��كلها النهائ��ي، والذي ارتبط بدخول الس��يارة كواس��طة نقلية بالدرجة األول��ى وتأثيرها ف��ي كثافة االس��تعمال، ومن خالل دراس��تنا لمدينة البغدادي نجد أنها نشأت كمحط��ة نقلي��ة على ط��ول الطري��ق التاريخي الذي اختط كل اس��تعماالت األرض فيها متخذة ش��كال طولي��ا، وتتمث��ل اس��تعماالت األرض ألغراض النقل ب�)الطرق الرئيس��ة والش��وارع والكراج��ات(، الس��يارات وق��وف وس��احات بحيث ش��غلت مس��احة )145.2( هكتار س��نة نت كراجين للنقل رئيس��ين 2010، وق��د تضمبواق��ع أربعة خط��وط للنقل بين مرك��ز المدينة والمناط��ق المحيطة بها، وأب��رز هذه الخطوط خ��ط )بغدادي–بغ��داد( و )بغدادي–رمادي( و

)بغدادي–هيت( و )بغدادي-حديثة(.

خامسا: استعماالت األرض الخدميةتقدم هذه االستعماالت خدمات مهمة للسكان س��واء أكانوا أفراد أم مؤسسات، وكلما تنوعت وتعددت هذه االستعماالت كلما كان هذا مؤشرا إيجابيا على مس��توى التط��ور الحضري الذي


وصلت إلي��ه المدينة والعك��س صحيح، وتضم مدينة البغدادي االستعماالت األساسية، وأبرزها والتعليمي��ة )اإلداري��ة المجتمعي��ة الخدم��ات والصحية والدينية والترفيهية(، وخدمات البنى التحتية )الماء والكهرباء والبريد(، وقد ش��غلت

مساحة )12,7( هكتار لسنة 2010.

1. الخدمات المجتمعية. وتضم:أ. استعماالت األرض اإلدارية

تعد مدينة البغدادي مركزا إداريا اعتبر بقرار جمهوري صدر عام 2000م لتكون وحدة إدارية قائمة بذاتها تتركز فيها المؤسسات اإلدارية التابعة كل واحدة منها إلى مؤسسة حكومية مستقلة، وأهم تلك المؤسس��ات: )مبنى مركز الناحية( و )مبنى البلدي��ة( و )مبنى الجنس��ية واألح��وال المدنية(، فضال عن )مبنى المجلس البلدي( و )مبنى مركز الش��رطة( و )مبن��ى دائ��رة الزراع��ة( و )مبنى المرك��ز البيط��ري( و )مبنى دائرة ال��ري(، وقد

شغلت مساحة تقدر ب�)0.91( هكتار.

ب. استعماالت األرض التعليميةتع��د الوظيف��ة التعليمي��ة إح��دى الوظائف التي مارس��تها المدن وقدمتها لساكنيها وساكني أقاليمه��ا بصي��غ مختلف��ة له��ا عالق��ة عضوية بكفاءته��ا في وحدتي الزمان والمكان)23(، إذ إن التعليم حق أساس��ي من حقوق اإلنس��ان وعلى المس��توى القومي)24(، وتقدر مساحتها ب�)4,6( هكت��ار من المس��احة الكلية، وتش��مل )رياض والم��دارس اإلبتدائي��ة والم��دارس األطف��ال المتوس��طة والمدارس اإلعدادي��ة( بواقع )15( مؤسس��ة تعليمية للبنين والبن��ات، موزعة على أغل��ب األحياء الس��كنية في المدين��ة ابتداء من حي المش��هد وح��ي القدس وح��ي الحرية وحي

الخضراء وانتهاء بحي السالم.

ج. استعماالت األرض الصحية

تعد الخدمات الصحي��ة إحدى أهم الخدمات التي تقدمها الدولة للفرد والمجتمع؛ كونها تتعلق بحياة الفرد وأدائ��ه كعنصر فعال في المجتمع، وم��دى تأثير ذلك على عم��وم المجتمع، وعلى حركة الحياة فيه وتطوره في شتى الميادين)25(، وتش��مل المراكز الصحية وعدده��ا اثنان، هما ��ي الرئيس في ح��ي القدس( و )المرك��ز الصحي في ح��ي الخضراء(، فضال )المرك��ز الصحعن المؤسس��ات الصحية والعي��ادات الخارجية والصيدليات الحكومية واألهلية، وتشغل مساحة

تقدر ب�)2.1( هكتار سنة 2010.

د. استعماالت األرض الترفيهية

تتمت��ع مدين��ة البغ��دادي بموق��ع جغراف��ي متمي��ز، فهي تط��ل على نهر الف��رات بصورة مباش��رة، وتحيط بها البس��اتين ذات األش��جار الكثيف��ة التي تعطي منظ��را خالبا جاذبا للزوار اح من عموم المحافظة، وكثيرا ما ترتاد والس��والمدين��ة الرحالت الس��ياحية المنظم��ة من قبل إدارات الم��دارس والجامع��ات للتع��رف على تاري��خ المدينة وآثارها القديمة، وتقدر مس��احة ه��ذا االس��تعمال بحوال��ي )1.9( هكتار لس��نة

.2010

هـ. استعماالت األرض الدينيةويتمثل هذا االس��تعمال بالجوامع والمساجد والم��دارس الدينية، وقد ش��غل هذا االس��تعمال مس��احة تق��در ب��)1.8( هكت��ار بضمنها )3(

مقابر.


2. خدمات البنى التحتية)26(. وتضم:أ. خدمات مياه الشرب

لعبت مصادر المياه بوفرتها الدور الكبير في ل المياه من نش��وء الحضارات وتقدمها لما تش��كعالقة صريحة في استقطاب األفراد والجماعات التي مهدت لقيام المجتمع وإرساء أسسه، ومدينة البغ��دادي من الم��دن النهرية بحيث اس��تثمرت النهر بتزويد سكان المدينة بمياه صالحة للشرب والمتمثلة بمشروع إسالة المياه الذي تأسس سنة 1976م ف��ي ح��ي المش��هد بطاق��ة )200م3(، ومش��روع ثان في ح��ي القدس لتزوي��د األحياء السكنية البعيدة. وتقدر مساحتهما ب�)0.7( هكتار.

ب. خدمات الطاقة الكهربائيةتع��د الطاقة الكهربائي��ة من أه��م المظاهر الحضارية الت��ي تعكس المس��توى اإلقتصادي للبل��د بص��ورة عام��ة، والمس��توى الحضاري والثقافي بصورة خاص��ة. وقد دخلت الكهرباء مدينة البغدادي بعد ربطها بالشبكة الوطنية سنة 1975م م��ن محطة توليد الطاقة الكهربائية في مدين��ة حديثة بعد ربطها بمحطة كهرباء خاصة في مدينة البغدادي في حي القدس، وقد ش��غلت مساحة تقدر ب�)0.8( هكتار من المساحة الكلية.

ج. خدمات البريد والهاتفوتتمث��ل هذه االس��تعماالت بمبن��ى خدمات البري��د والهات��ف التابعة ل��وزارة االتصاالت، والتي ش��غلت مس��احة تقدر ب�)0.15( هكتار، لربط الوحدات السكنية بالهواتف ذات الخطوط السلكية بمنظومة بدالة ذات )800( خط موزعة على األحياء السكنية، ومنظومة بدالة ثانية ذات )1000( خط لسد احتياجات بقية المناطق غير

المخدومة.

سادسا: األراضي المفتوحةوتش��مل كل المناطق الخض��راء والحدائق العامة ضمن حدود البلدية وبساتين الحمضيات والنخي��ل العائ��دة ألهال��ي المدين��ة واألراضي الزراعي��ة األخرى، وقد ش��غلت مس��احة تقدر األراض��ي ع��ن فض��ال هكت��ار، ب��)160( المتروكة غير المس��تغلة التابع��ة إلدارة البلدية ولألهالي كعقود تزرع موس��م سقوط األمطار، وه��ي عموما غير مس��تغلة ووع��رة ويصعب الس��ير في بعض أجزائها، وقد ش��غلت مساحة ل بمجموعها )340( تقدر ب�)180( هكتار تشكهكتار. أنظر جدول رقم )3( وخارطة رقم )6(.

االستنتاجاتتعد مدينة البغدادي من المدن المهمة؛ كونها تقع

على طول الطريق التاريخي الذي كان الس��بب في نشأة المدينة ونموها وتطورها.

تضافرت العوامل الطبيعية والبش��رية في نشأة المدينة ونموها بص��ور متباينة من مكان آلخر

ومن مرحلة ألخرى.

لعبت العوامل التاريخية دورا أساس��يا في نشأة المدين��ة وتطوره��ا، بدأت بالطري��ق التاريخي الذي امتدت على جانبيه وخان البغدادي كمحطة نقلية للقوافل وانتهت بالمواقع التاريخية القديمة.

اس��تفادت المدينة من نواتها األولى للنش��أة عبر مراحلها المورفولوجية في اس��تثمار األراضي الزراعي��ة المحاذي��ة للنه��ر في جذب الس��كان

واستقرارهم.

تطورت المدينة عبر مراحل طويلة وتضاعفت فيها مس��احات االس��تعماالت الحضرية بشكل يلب��ي كل احتياج��ات س��كان المدين��ة وتعددت

وتنوعت كصفات مركز حضري – إداري.


ملحق الخرائط والجداول واألشكال التوضيحية

خريطة رقم )1(مدينة البغدادي بالنسبة لقضاء هيت ومحافظة األنبار

المصدر: 1. المديرية العامة للمساحة، خارطة محافظة األنبار اإلدارية، 1994، 1000000/12. المديرية العامة للمساحة، خارطة قضاء هيت اإلدارية ذات المقياس 4000/1، لعام 1990، المرقمة

)686(

خريطة رقم )2(موقع خان البغدادي بالنسبة لطريق القوافل القديمة

المصدر: د. صالح فليح حسن الهيتي، طريق القير إلى بابل، مجلة الجمعية الجغرافية العراقية، عدد )27(، 1989، ص8.


خريطة رقم )3(توزيع المواقع التاريخية واآلثارية في ناحية البغدادي

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد على شعبة زراعة ناحية البغدادي، بيانات مشروع إنقاذ آثار البغدادي والذي قامت به دائرة اآلثار والتراث في ناحية البغدادي عام 1991.

خريطة رقم )4(استعماالت األرض خالل المرحلة األولى

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد على خارطة التصميم األساسي للمدينة لعام 2001، وبيانات جدول رقم )1(


خريطة رقم )5(استعماالت األرض خالل المرحلة الثانية

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد على خارطة التصميم األساس لعام 2001 للمدينة، وبيانات الجدول رقم)2(

خريطة رقم )6(استعماالت األرض خالل المرحلة الثالثة

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد على خريطة التصميم األساسي للمدينة لعام 2001، وبيانات جدول رقم )3(


المساحة /هكتارنوع االستعمالت0.35االستعمال التجاري10.1االستعمال الصناعي21.5االستعمال السكني32.5النقل43البساتين57.95المجموع--

جدول رقم )1(استعماالت األرض خالل المرحلة األولى

المصدر: رسول شايش إبراهيم، التحليل المكاني الستعماالت األرض الحضرية في ناحية البغدادي، رسالة ماجستير، 2007، ص125.

المساحة /هكتارنوع االستعمالت20االستعمال السكني11.2االستعمال التجاري20.25االستعمال الصناعي323النقل40.48االستعمال الخدمي51.2االستعمال الديني646.13المجموع--

جدول رقم )2(استعماالت األرض خالل المرحلة الثانية

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد خريطة المدينة اإلدارية للمرحلة الثانية

المساحة /هكتارنوع االستعمالت0.80االستعمال التجاري10.28االستعمال الصناعي2199.5االستعمال السكني3145.2النقل412.7االستعمال الخدمي5340الراضي مفتوحة6

698.48المجموع الكلي

جدول رقم )3(استعماالت األرض خالل المرحلة الثالثة

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد على الدراسة الميدانية


االستعمال التجاري 0.35

االستعمال الصناعي 0.1 االستعمال السكني

1.5

النقل 2.5

البساتين 3

اراضي فارغة 0.5

شكل رقم )1(استعماالت األرض للمرحلة األولى

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد على جدول رقم )1(

االستعمال السكني 20

االستعمال التجاري 1.2

االستعمال الصناعي 0.25

النقل 23

االستعمال الخدمي 0.48 االستعمال الديني

1.2

شكل رقم )2(استعماالت األرض للمرحلة الثانية

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد على بيانات جدول رقم )2(

340; 48%

0.28; 0%199.5; 29%

145.2; 21% اراضي مفتوحة 0% ;2%0.8 ;12.7االستعمال الصناعي االستعمال السكنيالنقل االستعمال الخدمي االستعمال التجاري

شكل رقم )3(استعماالت األرض للمرحلة الثالثة

المصدر: من عمل الباحث باالعتماد على جدول رقم )3(


الهوامش)1( أب��و عيان��ة، فتح��ي محم��د ومحم��د فري��د فتح��ي،

جغرافية العمران، )بي��روت، دار النهضة العربية، 1990(، ص250.

)2( أب��و عايش، عبد اإلله، أزمة المدين��ة العربية، ط1،

)الكويت، وكالة المطبوعات، 1985(، ص11.

)3( العجيل��ي، محمد صالح، التوازن الريفي الحضري..

أس��لوب أمث��ل للتنمية الحضري��ة المخطط��ة مدينة بغ��داد.. دراس��ة حالة، مجل��ة الجمعي��ة الجغرافية،

ع41، 1999، ص1.

)4( يوس��ف، محم��د وس��هير عب��د الرحي��م، تخطي��ط

للتخطي��ط كمقدم��ة اإلس��المية العربي��ة المدين��ة الحديث، مجلة الجمعي��ة الجغرافية العراقية، ع34،

1997، ص128.

)5( أبو عايش، أزمة المدينة العربية، ص93.

)6( ثوين��ي، عل��ي، مدائ��ن الع��راق.. ش��جون الج��ذور

والتس��ميات ووجوب الترميم واإلحياء، مجلة كتاب بال حدود، ألمانيا، 2005، ص3.

)7( الس��عدي، س��عدي محم��د صال��ح، هيت مس��توطنة حضري��ة ف��ي تاريخ م��ا قب��ل التاريخ، وقائ��ع ندوة هي��ت ف��ي الت��راث العلمي العربي، جامع��ة بغداد،

1998، ص117.

)8( الراوي، عبد الناصر صبري، مدن محافظة األنبار..

دراس��ة في النش��أة والتطور، مجلة العلوم اإلنسانية واإلقتصادية، ع1، 2004، ص1.

)9( حس��ين، عب��د ال��رزاق عباس، نش��أة م��دن العراق وتطوره��ا، معه��د البح��وث والدراس��ات العربية،

1973، ص94.

)10( المديري��ة العام��ة للمس��احة، خارط��ة قضاء هيت

اإلداري��ة ذات المقي��اس 4000/1، لع��ام 1990، المرقمة 686.

)11( وزارة الم��وارد المائي��ة، مش��روع س��د البغدادي،

بيان��ات جيولوجي��ة لناحي��ة البغ��دادي، بيانات غير منشورة، 2006.

)12( الغري��ري، محمد فه��د، الطباقي��ة الحياتية لتكوين

الفرات الجي��ري في وادي الفرات األعلى، رس��الة ماجستير غير منش��ورة، كلية العلوم، جامعة بغداد،

1985، ص27.

)13( الراوي، مدن محافظة األنبار، ص9.

)14( مجل��ة العراقي، الخان��ات القديمة.. تجوال تاريخي

في خان��ات بغداد القديمة، تحقيق: س��ها الش��يخلي، جريدة المدى، 2011.

)15( الهيتي، صالح فليح حس��ن، طريق القير إلى بابل،

مجلة الجمعية الجغرافي��ة العراقية، ع27، 1989، ص8.

رين في مدينة البغدادي، بتاريخ )16( مقابلة مع أحد المعم

.2010/1/15

)17( حم��دان، جم��ال، جغرافية الم��دن، ط1، )مصر،

مطبعة لجنة البيان العربي، بال تاريخ(، ص179.

)18( جمهوري��ة العراقية، وزارة الحك��م المحلي، الدليل

اإلداري للجمهورية العراقية، ط1، ج2، 1987.

)19( الدراسة الميدانية، 2010.


)21( حمدان، جغرافية المدن، ص272.

)22( الجناب��ي، صالح حميد، اس��تخدامات األرض بين

النظري��ة والتطبي��ق.. دراس��ة تطبيقي��ة ع��ن مدينة الموص��ل الكب��رى، )الموص��ل، مطبع��ة جامع��ة

الموصل، 1985(، ص52.

)23( الوائلي، عبد اإلله ناصر، الوظيفة التعليمية للجانب

الغربي لمدينة بغداد الكبرى، رس��الة ماجستير غير منشورة، بغداد، 1981، ص1.

)24( الس��عدي، عباس فاضل، س��كان الوط��ن العربي.

وتطبيقات��ه الديموغرافي��ة مالمح��ه ف��ي دراس��ة الجغرافية، ط1، )بيروت، مؤسس��ة الوراق للنش��ر

والتوزيع، 2001(، ص203.

)25( العان��ي، نورة إس��ماعيل، التوقي��ع األفضل مكانيا

لتوزي��ع خدمات الط��وارئ على مس��توى المدينة.. دراس��ة حال��ة األعظمي��ة، رس��الة ماجس��تير غير منش��ورة، مركز التخطي��ط الحض��ري واإلقليمي،

بغداد، 2005، ص1.



Abstract

The historical factors of the key factors in the emergence and growth of the city of al-Baghdadi and development of the

city where I grew up and grew natural and human motives steeped in history as a stop in the first Nkulaih roots along the Euphrates River, the famous historical character has this taken from standing in the way of trade in ancient times. The study was based on field-side direct viewing and induction historic archaeological evidence and the existing concentration of population around the emergence and growth of a nucleus and analyzed geographically.

The Role of historical Factors information and the growth of Baghdadi City

Asst. Prof. Mazin Abd al-Rahman al-Hiti

207 بب لليلسلكل كعللمللم لللا لل لا سش ة حعل ة سش ة حعل ةمس

مقدمةإن مما ال ش��ك فيه أن م��ا يختزنه الماضي من أحداث جرت على امتداد المسيرة البشرية، قد تعرض ألم��ور وضعت الباحث عن الحقيقة في دائ��رة مضنية، وفي األح��وال جميعها كان الباحث يصل إلى نقاط بحثه بمراكب العس��ر ال ا مختصرة ويقام اليسر، وكانت الحقائق تظهر إما فيها التباس ال ينسجم مع الفطرة ة؛ وإم بها حجا مش��وهة يراد ويتطلب بحثها جهدا جديدا؛ وإمبه��ا فتنة. ويعود ذلك إلى عدم األمانة في النقل، أو لسوء الحفظ أو لعدم الدقة في النسخ وتخزين الم��ادة، وعل��ى امتداد المس��يرة جمع الس��لف )( ن الخلف وبحث الباحثون، وش��اء هللا ودوفي عصرنا الحاضر أن تتس��ع دائرة المعارف وأن تتراك��م المعلومات تحت س��قف الفهرس��ة والتخري��ج والبرام��ج، ليقف أصح��اب العقول على الحقائ��ق التي في بط��ون الماضي، وتقام ة ويحمل أولو األلباب مشاعل الفطرة التي الحج

تسوق الناس إلى صراط هللا العزيز الحميد.

وبعد.. فإن تاريخ المعرفة اإلنسانية هو تاريخ الجه��د الذي يبذله البش��ر من أج��ل إدراك وعي خبراتهم الناتجة من عالقتهم بالطبيعة وببعضهم البعض، من أجل تطوير حياتهم تطويرا يس��مح بتنظي��م اجتماعهم واقتصاده��م وصحتهم، وحل المس��ائل واأللغاز التي تحيط بهم وتواجههم في كل حي��ن، ومجموعة هذه المع��ارف والخبرات هي التي تؤلف مضمون الحضارات اإلنس��انية في مس��اراتها الخاص��ة والعام��ة، المؤطرة في منطق��ة معينة من مناط��ق العال��م، أو المتفاعلة مع الحض��ارات األخرى، الحاملة خصوصيات معينة يدعيها أصحابها، أو المشتركة مع غيرها من الحضارات السابقة عليها أو المعاصرة لها،

بسمات عامة ومشتركة.

به��ذا المعنى تصبح المعرف��ة نتاجا تطوريا لمعطي��ات الحض��ارات اإلنس��انية جميعها، إذ ال يمك��ن لحض��ارة من الحض��ارات أن تحتكر لوحده��ا إنجازات المعرف��ة، وكما درجت على

من بيت الحكمة إلى بيت الحكمة

الع��راق.. ت�أري�خ حض��ارة

م.د. حيدر قاسم مطر التميمي)*(

)*( بيت الحكمة / قسم الدراسات التاريخية.


ذل��ك اتجاه��ات أيديولوجي��ة أوربي��ة كانت قد ش��ددت في وق��ت م��ن األوقات – ف��ي مرحلة النهوض األوربي والس��يطرة االس��تعمارية – Ancient عل��ى اعتب��ار الحض��ارة اليوناني��ة��ا وأم ”معج��زة“ Greece Civilization”وحي��دة“ للمع��ارف اإلنس��انية الت��ي انطلقت به��ا أوربا الحديث��ة، وأن الحضارة الغربية هي

رسالة تمدين خاصة ب�“الرجل األبيض“)1(.

حضارة العراق القديمونحن إذ نحاول استعراض الحضارة اإلنسانية العريقة التي قامت على أرض العراق، نجد لزاما علينا أن نعود بهذه اللمحة إلى أبعد أزمانها، لنجد أنفس��نا واقفين أمام الحض��ارة األولى التي قامت The على هذه األرض متمثلة بروادها السومريينSumerians وما تركوه من منجزات حضارية وعمرانية كبيرة أدهشت العلماء والمختصين بعلم اآلث��ار Archaeology، فلم يكن ابتكارهم ألقدم أسلوب للتدوين في تاريخ الحضارات القديمة حدثا عارض��ا في التاريخ اإلنس��اني، بل اعتبر وبحق واحدا من أعظم اإلنجازات الحضارية في تاريخ البش��رية، حيث وضع ح��دا فاصال بين مرحلتين أساسيتين من مراحل التطور الحضاري، فانتهت مرحلة عصور ما قبل التاريخ لتبدأ بعدها مرحلة العص��ور التاريخية، وق��د عرف هذا األس��لوب من التدوين أو الكتابة باس��م )الكتابة المس��مارية( Cuneiform script)2(. والت��ي يح��دد علم��اء اآلث��ار تاريخ نش��أتها ف��ي نهايات األل��ف الرابع قب��ل المي��الد)3(. ولكن مع زوال الس��ومريين من الناحي��ة السياس��ية فقد ظلت لغته��م مثل الالتينية في أوربا، لغة العلم والثقافة، ومستعملة جنبا إلى جنب مع البابلية واآلش��ورية س��واء كان ذلك في استمرار تداول النصوص األدبية والدينية والعلمية

المدونة بالسومرية، أم في استعمال المصطلحات السومرية الكثيرة في النصوص األكدية الصرفة، بحيث يص��ح القول إنه ال يمك��ن فهم النصوص المسمارية ومنها األكدية إال بمعرفة المصطلحات الس��ومرية وقيم العالمات المسمارية السومرية، واس��تمر تعلم اللغة الس��ومرية من المس��تلزمات الثقافي��ة لطالب العل��م والكتبة ف��ي جميع عهود حضارة وادي الرافدين إلى نهاية الخط المسماري

في القرن األول الميالدي)4(.

Athens مع أثين��ا Babylon تق��ف باب��لوروم��ا Roma بوصفها س��لفا ثقافيا للحضارة الغربية بوجه خاص، وقد أقيمت في األلفية الثالثة قب��ل الميالد على ضفاف نهر الفرات في منطقة تقع ضمن العراق الحديث، وأصبحت في بواكير األلفية الثانية قب��ل الميالد عاصمة جنوب البالد الت��ي صارت م��ن اآلن فصاعدا تدع��ى بواحدة من أس��مائها: بالد بابل. وذلك يكون من المفارقة ينا الدقة في الحديث عن بالد التاريخي��ة، إذا توخباب��ل أو البابليين قبل بواكي��ر األلفية الثانية، مع ذلك فإن أكثر السمات التي تميز الطريقة البابلية نة، في الحياة، مثل الكتابة والمدن والقوانين المدولها أصولها خ��الل األلفيتين الرابعة والثالثة قبل غ اعتبار البالد أرض بابل، الميالد، وهذا ما يسوواعتبار أهلها البابليين األوائل في حقبهم التاريخية د التوراة أن ذكرى حضارة بالد األولى)5(. وتؤكالرافدي��ن القديم��ة Mesopotamia ل��م تضع تمام��ا، فمن خاللها بقيت أس��ماء باب��ل ونينوىNineveh وأور Ur الكلديين رموزا ال تقل قوة عن أثينا وروما وباقي معاقل الحضارة اإلنسانية القديم��ة. وأدى الكتاب الكالس��يكيون دورهم في ذل��ك، فقد ق��ام هي��رودوت)Herodotus )6 في القرن الخامس ق.م. بزيارة بابل لجمع مادة كتابه ع��ن ”التواري��خ“ The Histories، وتبعه في


Alexander )7(القرن التالي اإلس��كندر الكبي��رthe Great، وق��د تركت باب��ل انطباعا عظيما ل��دى اإلس��كندر، إذ إن��ه وض��ع خط��ة لجعلها عاصمة إمبراطوريته العالمية، والواقع أنه شرع في إع��ادة بن��اء زقورته��ا Ziggurat العظيمة ج(، وهي النص��ب التي أوردت )الب��رج الم��در Tower )التوراة ذكرها تحت عنوان )برج بابلof Babel، لكن��ه م��ا إن بل��غ مرحلة التحضير لتجريده��ا حت��ى داهم��ه الم��وت)8(. كذلك فمن روائع الشواهد العمارية لهذه الحضارة العظيمة، م��ا يدع��ى ب�� »الجنائ��ن المعلق��ة« أو »حدائق The Hanging Gardens المعلق��ة« باب��ل of Babylon الت��ي تع��ود إل��ى المل��ك البابلي Nebuchadnezzar II الثان��ي نبوخذنص��ر )605-562ق.م.(، والت��ي تع��د إحدى عجائب Seven Wonders of the الس��بع الدني��ا Ishtar Gate فضال عن بوابة عشتار ،Worldوسور مدينة بابل والمسلة التي نسبت إلى الملكة

.)9(Semiramis سميرأميس

كذل��ك ومما اش��تهرت ب��ه حض��ارة وادي الرافدين، س��ن القوانين والش��رائع التي كان من ش��أنها تنظيم عالقات المجتمع بعضهم ببعض، ورس��م الحقوق والواجبات، لتس��بق أقدم ما هو معروف من شرائع وقوانين في سائر المجتمعات والحضارات األخرى بعشرات القرون، فأنتجت

لنا هذه الحضارة العظيمة: وثيقة إصالحات أور – كاجينا:

Code of Urukagina )2,380-2,360 B.C.(

شريعة أور نمو:Code of Ur-Nammu )2100 - 2050 B.C.(

شريعة لبت عشتار: The Code of Lipit Ishtar

قانون أشنونا:Laws of Eshnunna )1930 B.C.(

قانون حمورابي: Code of Hammurabi )1745 B.C.(

وه��ذا األخير عل��ى الرغم م��ن كونه ليس األق��دم في قائم��ة القوانين والتش��ريعات، إال أنه يمثل أحد أبرز إنجازات حضارة وادي الرافدين فيم��ا يخص تاري��خ القانون وتط��وره في العالم

القديم)10(.

��ا بالنس��بة ألدب الع��راق القدي��م ومكانته أمالسامية بالنسبة لتاريخ اآلداب العالمية، فال يوجد خي��ر ما يمث��ل هذا الجانب م��ن ملحمة كلكامش يها Epic of Gilgamesh التي يصح أن نس��مأوديسة العراق، والتي يضعها الباحثون ومؤرخو األدب المحدثون بين شوامخ األدب العالمي وهذا الص��رح األدبي يمثل أقدم نوع من أدب المالحم البطولية في تأريخ جميع الحضارات، وإلى هذا فه��ي أطول وأكم��ل ملحمة عرفته��ا حضارات العالم القدي��م، وليس ما يقرن بها أو ما يضاهيها Iliad م��ن آداب الحضارات القديمة قبل اإللياذة

واألوديسة Odyssey في األدب اليوناني)11(.

وف��ي المقاب��ل نج��د أن الحرك��ة الفكري��ة ف��ي حض��ارة الع��راق القديم، ل��م تقتصر على اإلنجازات الفردية، حيث تبوأت هذه الحضارة مرك��ز الصدارة ف��ي االهتمام بالعل��م والعلماء من��ذ أقدم العصور، فكان لم��دارس العراق قبل اإلس��الم ذكر جلي��ل في التاري��خ ال يغرب عن ب��ال المتأدبي��ن وأرب��اب المطالعة، فق��د كانت ف��ي عهدها رياضا تفوح من أزهارها نس��مات العلوم، وغدران��ا عذبة يتدفق من مناهلها زالل س��ون أفاضل، المع��ارف، فعلم في غرفها مدرس في ساحاتها أساتذة نوابغ عرفوا بالفضل ودر


والفضيلة. فنبت في دروس��ها عدد من الفالسفة والعلم��اء، وظهر في صفوفها مئات من األدباء والكت��اب الذين ال ت��زال مصنفاته��م إلى اليوم

مرجعا للقاصي والداني.

إن أق��دم مدرس��ة – منظم��ة – ف��ي العال��م ش��يدت في العراق في عهد حمورابي )1792-1750ق.م.( في مدينة سبار Sippar، وقد تعلم في صفوفه��ا األحداث جميع العل��وم المعروفة ف��ي تلك األزمن��ة، حتى أصبح��ت بمثابة كورة امت��ص منه��ا أجدادن��ا كوث��ر العل��وم والفنون ونبراس��ا بدد غياه��ب الجهل من الب��الد. يقول عالم اآلثار والم��ؤرخ األمريكي جيمس هنري James Henry )1935-1865( برس��تد الم��دارس أن البابلي��ون ”ورأى :Breastedضرورية لتربية الش��عب وإعداد الشبان لتولي أم��ر الكتابة في المح��ال التجارية الكبرى، وقد وجد اآلثاريون آثار مدرسة في أطالل بابل منذ عه��د حمورابي، ومن تلك اآلث��ار ألواح اآلجر الت��ي كان الطلب��ة من الجنس��ين يكتب��ون عليها الفروض المدرس��ية منذ أربعة آالف سنة“)12(. وألن الع��راق مه��د الديانات الس��ماوية كما هو مهد الحضارات اإلنسانية القديمة، فقد اشتهرت ها مختلف المدارس والمعاهد الدينية بقاعه بضموالعلمية ألتباع الديانات المختلفة، فش��يد أساقفة الع��راق في كل مدينة وقرية كنائس وأقاموا في داخلها أو ف��ي جوارها كتابا، أو مدرس��ة يتعلم فيه��ا أبن��اء طائفته��م مب��ادئ الق��راءة والكتابة وسائر العلوم المعروفة في تلك اآلونة، والسيما المعارف الدينية)13(، هذا ما عدا المجامع العامة التي كان��ت تلتئم من حين إل��ى آخر يتداول في أثنائه��ا رؤس��اؤها ش��ؤون األدي��رة والمدارس أق��اق الجاثلي��ق مجم��ع ومنه��ا والكنائ��س، )س��نة 486م(؛ ومجم��ع الجاثليق باباي )س��نة

497م(؛ وبعدهما مجمع الجاثليق مارأبا )س��نة 544م(؛ وغيرها)14(، كذلك فبعد الس��بي البابلي The Babylonian Captivity األول س��نة 597ق.م. اس��تقر كثير م��ن اليهود في العراق، فشيدوا في كل كنيس synagogue مكتبا ليتعلم أبناؤهم مبادئ الدين والقراءة والكتابة، ثم جدوا في طلب العل��م فأخذوا يقيمون المدارس العالية والكلي��ات الدينية. وقد نبغ فيه��ا علماء كثيرون وأحبار متعددون، ومن أكبر المدن العراقية التي اش��تهرت باآلداب العبرية والتلم��ود البابلي)15( Talmud de Babylone مدين��ة نه��ر دع��ة ،Pumbeditha وفومبديث��ة ،Naharadéaوس��ورا Sora)16(. ليمثل بذلك أتب��اع الديانات الس��ماوية أحد أبرز عوامل استمرار وديمومة

الحضارة في هذا البلد العريق.

أبرز معالم العراق الحضارية:ونحن إذ نحاول أن نس��تعرض أبرز مالمح التط��ور الفكري والحضاري في العراق، فالبد م��ن أن نع��رج على أب��رز حواضر ه��ذا البلد العري��ق ونبرز م��ا امتازت به م��ن دور فاعل

ومؤثر في الحضارة اإلنسانية بصورة عامة.

:Nineveh مدينة نينوىلع��ل في مقدمة هذه الحواض��ر مكانة وقدما هي مدينة نينوى التي يطمس ذكرها في التاريخ، وهي العاصمة الثالثة إلمبراطورية اآلشوريين – Nimrod ونمرود Assyria بعد مدينتي آشور– وخليف��ة لمدن أخرى عل��ى جانب من األهمية نش��أت في الموضع نفس��ه، إذ يرجع عهدها إلى عص��ور ما قب��ل التاريخ والفص��ول األولى من قصة اإلنسان، ولم يعرف عن نينوى )الموصل( ش��يء كثير، إلى أن فتحها العرب المسلمون في


خالفة عمر بن الخطاب )( عام 18ه�/639م، ويبدو أنها قبل الفتح كانت قد عمرت بالمسيحيين، وأنها كانت مركزا للبعوث التبش��يرية بهذا الدين إلى العالم الشرقي، وهذا الذي يوحي على أغلب االحتمال بأن طرق التجارة التي ثبتت أسسها في أيام الحكم اآلشوري السالف لم يعتريها الخراب

واالندثار قط)17(.

كما وقد اشتهرت هذه المدينة وتشرفت بكونها موطن أو إحدى محطات أنبياء هللا )( المرسلين، حيث تضم مراقد عدد منهم عليهم الس��الم، ولعل من أبرزهم: نبي هللا شيث)Seth )، وهو نبي ى كذلك من أنبياء ديانة الصابئة المندائيين، ويسمب� ”شيتل“، ورد ذكره في سفر التكوين من التوراة وفي أحاديث نبوية إسالمية، وهو االبن الثالث آلدم Jonah or Jonas )(وحواء، ونبي هللا يونسال��ذي عاش في حدود الق��رن الثامن قبل الميالد، ونبي هللا دانيال)Daniel )، وهو أحد األنبياء األربعة الكبار في التراث اليهودي – المس��يحي، Prophetia والشخصية المركزية في سفر دانيالDanielis، ع��اش خ��الل فترة القرنين الس��ابع والس��ادس قبل المي��الد، معاصرا المل��ك البابلي نبوخذنص��ر الثان��ي )605-562ق.م.(؛ ونب��ي هللا جرجي��س )(، الذي يق��ال أنه عاش خالل الفترة الفاصلة بين عيسى بن مريم )( والنبي

د )�()18(. المصطفى محم

:Basra مدينة البصرةالفكري��ة الع��راق حواض��ر أق��دم ثان��ي والعمرانية، التي شيدها صحابي رسول هللا)�( عتبة بن غزوان)()19( )ت17ه�/638م( سنة 14ه�/635م. وقد كان للبصريين من نحاة وأدباء ثين وعلماء، إس��هامات وكتاب ومؤرخين ومحدرائ��دة عمل��ت بجد عل��ى وضع أس��س المعرفة

اإلنسانية في ميادين اللغة والنحو واألدب وميادين علمية أخ��رى)20(، مما مكن هذه المدينة أن تأخذ دورها في دفع عجلة التقدم الحضاري والفكري رة، ولعل للع��راق ومنذ العهود اإلس��المية المبكمن أبرز رموز هذه المدينة العلمية، هم كل من: أبو األسود الدؤلي)21( )16ق.ه�.-69ه�/603-688م(، من س��ادات التابعين وأعيانهم وفقهائهم ثيهم، وهو كذل��ك نحوي عالم وش��عرائهم ومحدوضع علم النحو في اللغة العربية وشكل أحرف المصحف، وه��و واضع النق��اط على األحرف العربية بأمر من اإلمام علي بن أبي طالب)(؛ وظه��ر فيه��ا أبو عمرو بـــن العالء ب��ن عمار )70-154ه�/689-771م(، البصري التميمي اء الس��بعة. قال اب��ن خلكان: »كان أعلم أحد القرالناس بالق��رآن الكريم والعربية والش��عر، وهو ف��ي النحو ف��ي الطبقة الرابعة من عل��ي بن أبي طالب )()22(، كما أنتجت البصرة الخليل بن )100-170ه�/718-786م( الفراهيدي أحمد ��ة اللغة واألدب، وهو الذي اس��تنبط علم من أئمالعروض وأخرجه إلى الوجود وحصر أقس��امه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحرا، اه الخبب)23(، ثم زاد فيه األخفش بحرا آخر وسموفي البصرة ظهر أبو سعيد عبد الملك بن قريب بن عبد المل��ك األصمعي )121-216ه�/740-ة العلم باللغة 831م(، راوي��ة العرب، وأح��د أئموالش��عر والبلدان)24(؛ والمدينة أنتجت أبا الحسن ��د المدائني )135-225ه�/752- علي بن محم840م(، الموص��وف بصدق��ه وعل��و كعبه في معارف إنسانية مختلفة، الذي يعد أبرز رجاالت علم الكالم اإلس��المي بالرغم من شهرته باألدب والتاري��خ)25(، وفيها ظه��ر أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحـــظ )159-255ه��/776-868م(، المع��روف بكث��رة مؤلفات��ه من كتب ورس��ائل


ف��ي ميادين عدة، وهناك أبو يوس��ف يعقوب بن إس��حاق الكندي )185-256ه�/805-873م(، الموص��وف بثقافته الواس��عة وبانصرافه لطلب ى لعلمه العل��م والتتب��ع والتح��ري، ف��كان يس��مالبص��رة واش��تهرت الع��رب)26(، بفيلس��وف د بن الحس��ن بن الهيثم بعالمه��ا أبي عل��ي محم)354-430ه��/965-1040م(، ال��ذي وصفه الكتاب بالفيلسوف صاحب المصنفات الكثيرة في

علوم األوائل وفي الهندسة والبصريات)27(.

ا بالنس��بة ألبرز من س��كن مدينة البصرة أممن الصحابة والتابعين، الصحابي الجليل القدر )( أنـــس بن مالـــك األنص��اري الخزرجي)10ق.ه�.-93ه��/612-712م(، ال��ذي خ��دم رسول هللا )�( والزمه مدة عشر سنين ونهل من معين الرسول الكريم وعلمه، فاشتهر برواية حديثه الشريف)28(؛ وسكنها أيضا التابعي الكبير د بن سيرين )33-110ه�/653-729م(، محمال��ذي وصف بح��دة ذكائه وبأن��ه جمع بين علم التفس��ير ورواية الحدي��ث والفق��ه والزهد)29(، واس��توطنها الزاه��د العاب��د الحســـن البصري )21-110ه�/642-728م(، الذي اشتهر بالفقه ورواي��ة الحديث. فضال عن كثي��ر من العلماء األج��الء اآلخرين ممن اش��تهروا بعل��وم الفقه والحديث وتفس��ير القرآن والتصوف والفلس��فة

والتاريخ والعلوم العقلية.

تمي��زت مدين��ة البص��رة ع��ن غيره��ا من األمص��ار اإلس��المية األخرى بتع��دد المراكز الفكري��ة والثقافية، األمر الذي أدى إلى ازدهار الفك��ر وإلى زيادة اهتم��ام أهال��ي المدينة بهذه Jame األمور الثقافية، ويقف المس��جد الجامعMosque في البصرة على رأس هذه المراكز الثقافية، فالمسجد الجامع كما هو معروف، يعد

س المدينة عتبة أول وحدة عمرانية أسسها مؤسب��ن غزوان، وقد احتل موضعا مركزيا وس��طا ،Topography في هيئة المدينة الطبوغرافيةحتى صارت أس��اطينه مواض��ع يتجمع حولها والط��الب ث��ون والمحد والش��يوخ العلم��اء كل ح��ول فتش��كلت للمعرف��ة، والمتش��وقون أسطوانة من أساطينه حلقة دراسية تهتم بمجال مح��دد من مجاالت العل��وم والمعارف المختلفة آنذاك، ومن بين هذه الحلقات: حلقة األصمعي؛ العب��اس وحلق��ة البص��ري، الحس��ن وحلق��ة ياش��ي )177-257ه��/793- ب��ن الف��رج الر��د التوزي 871م(؛ وحلق��ة أب��ي عب��د هللا محم)ت238ه�/852م(، وحلقة أبي زيد األنصاري واصل وحلقة )122-215ه��/740-830م(؛ بن عط��اء )80-131ه��/700-748م(، وفي كت��اب ”مجالس العلماء“ للزجاجي أخبار مهمة عن الفعاليات العلمية لهذه الحلقات الفكرية)30(. فالمسجد الجامع في البصرة يعد من أهم مراكز التقاء الفكر ونش��ره، وأنه كان بصورة مدرسة جامعة لنش��ر العلم والثقافة، وقد ذاعت ش��هرة حلق��ات المس��جد الجام��ع والمناظ��رات الت��ي عقدت فيه في األمصار اإلس��المية فكانت تشد إليه الرحال من ش��تى أطراف العالم اإلسالمي لتلقي العل��م في رحابه واالس��تماع إلى العلماء ثي��ن الذين يترأس��ون حلق��ات المناظرة والمحدفي��ه، أو ألخذ الرواية من أف��واه علماء الرجال

والتراجم والحديث والتفسير...

وقد ظهر في البصرة مركز آخر لإلش��عاع الثقافي والفكري، ذلك الذي تطور ليصبح سمعة البصرة المميزة والتي صارت تعرف به، وهو ”سوق المربد“، فقد لعب دورا ال يقل أهمية عن الدور الذي اضطلع به المس��جد الجامع، وظلت ذك��رى المربد وأصالته قائمة ترمز إلى ش��هرة


المدين��ة ف��ي عال��م األدب والش��عر، وما زالت تظاه��رة المربد الثقافية خال��دة حتى وقتنا هذا، وس��وق المرب��د يعد كما هو الحال بالنس��بة إلى أس��واق العرب في تاريخ العرب قبل اإلس��الم، مرك��زا إلتق��ت فيه البادي��ة بجميع م��ا فيها من موروثات حضارية وفصاحة لغوية وأصالة في القيم والعادات والتقاليد وبين حاضرة البصرة، الحاضرة التي أسسها العرب وخططوا معالمها العمرانية وشكلوا هيأتها السكانية واإلجتماعية، فكان بحق س��وق للعط��اء الفكري واإلقتصادي على حد سواء، وقد تحول السوق بمرور الزمن ى بمحلة إلى محلة كبيرة مش��هورة كانت تس��م

المربد)31(.

:Kufa مدينة الكوفةثالث معاقل العراق الحضارية، والتي اتفقت أغل��ب الرواي��ات التاريخية عل��ى أن تمصيرها كان س��نة 17ه��/638م في عه��د الخليفة عمر بن الخطاب )(، وبإش��راف مباش��ر من قائده )(على فت��وح العراق س��عد بن أب��ي وقاصاهتمام ولعل )23ق.ه�.-55ه��/595-674م(. المس��لمين ببناء المساجد لما لها من قدسية كبيرة ف��ي أنفس��هم، كان له األث��ر الواضح ف��ي بداية تخطيط مدين��ة الكوفة، إذ إن أول ما تم تخطيطه هو المسجد، وقد أصبح مسجد الكوفة منذ اللحظة األولى لتأسيس��ه يمثل المركز الديني والروحي والسياسي واإلجتماعي والفكري في هذه المدينة ا ثاني أكبر ومحط أنظار جميع المسلمين)32(، أممساجد هذه المدينة فهو ”مسجد السهلة“، والذي ى أيضا ب�“مسجد بني ظفر“ وهم بطن من يس��ماألنصار نزلوا المدينة وشيدوا هذا الصرح الديني

والفكري الكبير في القرن األول للهجرة)33(.

كذلك ف��إن مما زاد م��ن األهمية الحضارية

لمدين��ة الكوفة، أن أصبحت ثاني عاصمة للدولة العربي��ة اإلس��المية – بع��د المدين��ة المنورة – وذل��ك في عام 35ه�/656م حينما اتخذها اإلمام عل��ي بن أبي طالب )( مق��را لحكومته التي اس��تمرت حتى عام 40ه�/660م، وإن الحديث عن عل��ي بن أب��ي طالب )( ابن ع��م النبي ��د )�( وصهره، وخليفة اإلس��الم الرابع، محمواألول في خط أئمة الش��يعة، يعني الحديث عن الروحانية الخالصة في التراث اإلسالمي، فالمرء يجد في هذه الش��خصية المولدة من عهد اإلسالم الولي��د تعبيرا متكامال عن مص��دري الروحانية اإلس��المية األساس��يين، التنزيل القرآني والسنة الملهم��ة للنب��ي)34(. لذل��ك ليس مدهش��ا أن نجد النبي يقول إن عليا ”كنفس��ي“)35(، مش��ددا بذلك ال عل��ى العالقة الوثيقة الخارقة بينه وبين علي، ب��ل على التراب��ط – والتطابق في نهاية األمر – رة والخل��ق النبوي. ولمزيد بي��ن كل نفس متطهم��ن التوكيد، ق��ال )�( لعلي: ”أن��ت مني وأنا منك“)36(. وبالمثل، لدينا، الحديث النبوي القائل: ”علي مع القرآن والق��رآن مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض“)37(. وهكذا استلهم علي روح الق��رآن ونفس النبي واس��توعبهما بصورة كاملة، وإن هذين االس��تلهام واالس��تيعاب لذينك المصدري��ن التوأمي��ن للتنزي��ل اإلس��المي إنما الن الصراط الروحاني لإلسالم)38(، األمر يش��كالذي يلفت أنظارنا إلى األهمية الكبيرة التي نالتها هذه المدينة من تواجد وتفاعل هذا اإلمام العظيم والصحابي الجليل مع مجتمعها وأثره في فكرها ورس��م مالمح حضارتها ودورها الفكري على طول مس��ار الحضارة العربية اإلسالمية وأثره

على المدن واألمصار المختلفة.

ولع��ل خير ما يمك��ن لنا أن نضرب به مثال ع��ن األثر الفكري والحض��اري لدولة علي بن


هه أبي طالب في مدين��ة الكوفة، العهد الذي وج )( )39(إلى مالك األشتر )( أمير المؤمنينبتوليت��ه على والية مص��ر، وبعبارات تاريخية عريض��ة أصبح ه��ذا العهد مصدر إله��ام عبر القرون، حيث كان يقرأ كدس��تور مثالي لإلدارة اإلس��المية يكمل – من خالل وصف��ه المفصل نس��بيا لواجبات الحاكم وحقوقه وواجبات معظم موظف��ي الدولة وطبق��ات المجتمع الرئيس��ة – عة في ”دس��تور اإلط��ار العام للمبادئ المش��رالمدينة“ الش��هير الذي أماله النب��ي )�()40(، غي��ر إن النصائ��ح ال��واردة ف��ي العه��د تفوق كثيرا المقاييس الموضوع��ة تقليديا بالنصوص السياسية أو القانونية الخاصة باإلدارة والحكم، وبغ��ض النظر عن كونه��ا تخاطب ألول وهلة الحاكم أو الوالي في الدولة، فإن القس��م األعظم م��ن النصيحة ينتمي ف��ي الحقيقة إل��ى المبادئ األخالقية المطبق��ة عالميا، وبالتالي فإن صلتها بالمحكومي��ن تماثل صلتها بالحكام، ولذلك فهي نص أخالقي بمقدار ما هي نص سياس��ي، فإنها ليس��ت ”نظاما“ متنوع األساليب واألغراض، أو نظري��ة ف��ي األخالق، ب��ل تعبي��ر ملهم في الحقيق��ة، ع��ن فضائل روحانية جس��دها اإلمام وش��عت عن��ه، وطبائ��ع فاض��ت مباش��رة من مصادر الوحي اإلسالمي، وتكشف بالتالي عن جذور الفضيلة واألخالق في مناخ محكوم بمبدأ

الوحي الشامل لكل شيء)41(.

وق��د كان للكوفيي��ن من نحاة وأدب��اء كتاب ثين وعلماء، إس��هامات رائدة ومؤرخي��ن ومحدعملت بجد على وضع أس��س المعرفة اإلنسانية في ميادين اللغة والنحو واألدب وميادين علمية أخ��رى، ما مكن له��ذه المدين��ة أن تأخذ دورها ف��ي دف��ع عجل��ة التق��دم الحض��اري والفكري رة. وقد للع��راق ومنذ العه��ود اإلس��المية المبك

حفل تاريخ الكوفة، الس��يما ف��ي القرون الثالثة األولى للهجرة، بأروع البطوالت والتضحيات، واإلنجازات في اللغة واألدب، والفقه والحديث والتش��ريع، وبمس��تويات من الحضارة والحياة الجديدة، ما جعلها س��باقة في الفنون والعمارة، كم��ا أصبح��ت أرضا خصب��ة للمالح��م والفتن التي أس��فرت ع��ن تقويض الحكم العباس��ي في العراق)42(، وما بي��ن ذلك ضياع حق أهل بيت ة ووالية رسول هللا )�( الشرعي في قيادة األم

أمور المسلمين وتصحيح االنحرافات.

وق��د أنجبت م��دارس الكوف��ة ع��ددا كبيرا من عباق��رة العل��م والش��عر واللغ��ة واألدب.. أمثال)43(: أبي الحس��ن علي بن حمزة الكسائي )ت189ه�/805م(، إمام اللغة والنحو والقراءة، س الحقيقي اء الس��بعة، ويعد المؤس وس��ابع القرللمدرس��ة الكوفية ف��ي النح��و)44(، وأبي زكريا اء )144-207ه�/761- يحي��ى بن زياد الفـــربالنح��و وأعلمه��م الكوفيي��ن، إم��ام 822م(، اء أمير واللغ��ة وفن��ون األدب. كان يقال: الف��رالمؤمني��ن في النح��و. وم��ن كالم ثعلب: ”لوال اء ما كانت اللغ��ة“)45(، وأبي العباس أحمد الفربن يحي��ى ثعلب )200-291ه�/816-904م(، إم��ام الكوفيي��ن في عه��ده، وثال��ث ثالثة قامت على أعمالهم مدرس��ة الكوفة النحوية، العالمة الفصي��ح صاح��ب وإمام النح��و، المح��دث، والتصاني��ف)46(، وأبي الب��ركات عبد الرحمن األنبـــاري )513-577ه��/1119- د بن محم1181م(، كان من األئمة المش��ار إليهم في علم النحو، تفقه على مذهب الشافعي )( بالمدرسة النظامية وتص��در إلقراء النحو بها، وتبحر في علم األدب، واش��تغل عليه خلق كثير وصاروا علماء، من أب��رز مؤلفاته كتاب: ”نزهة األلباء في طبقات األدب��اء“)47(، وأبي الطيب أحمد بن


الحسين المتنبي الكوفي )303-354ه�/915-965م(، أح��د أعظم ش��عراء العرب، وأكثرهم بقواعده��ا وأعلمه��م العربي��ة باللغ��ة تمكن��ا ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية، فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر

إلهام ووحي للشعراء واألدباء)48(.

وه��ي المدينة التي هبط فيها س��بعون رجال ن شهدوا بدرا، من صحابة رسول هللا )�( مموثالثمائة من أصحاب الشجرة، وكان من أوائل م��ن نزلها من صحابة رس��ول هللا )�( عمار )( وعب��د هللا بن مس��عود ،)( ب��ن ياس��رأرس��لهما عمر بن الخطاب ليكون األول أميرا، ا بالنس��بة ألبرز من والثان��ي معلما ووزيرا، أمسكن مدينة الكوفة من الصحابة والتابعين، فهم: األشعث بن قيس بن معد يكرب الكندي )23ق.ه�.-40ه��/599-661م(، خباب بن األرت بن جندل��ة التميم��ي، أبو يحي��ى )ت37ه�/657م( من الس��ابقين، قيل أسلم س��ادس ستة، وهو أول من أظهر إس��المه. نزل الكوفة فمات فيها وهو ��ا رج��ع اإلم��ام علي بن اب��ن )73( س��نة، ولمأب��ي طالب )( من صفين م��ر بقبره، فقال: ”رح��م هللا خباب��ا أس��لم راغب��ا وهاج��ر طائعا وعاش مجاهدا“، ســـمرة بـــن جندب بن هالل الفزاري )ت60ه�/679م(، سهل بن حنيف بن وه��ب األنصاري األوس��ي )ت38ه�/658م(، م��ن الس��ابقين، ش��هد ب��درا وثب��ت ي��وم أحد، وش��هد المش��اهد كلها اس��تخلفه اإلمام علي بن أب��ي طال��ب )( عل��ى البص��رة بع��د وقعة الجمل، ثم ش��هد معه صفي��ن، وتوفي بالكوفة، فصل��ى عليه أمير المؤمني��ن )(، صعصعة بـــن صوحان ب��ن حجر ب��ن الح��ارث العبدي )ت56ه�/676م(، من س��ادات عبد القيس، من

أهل الكوفة. كان خطيبا بليغا عاقال. شهد صفين م��ع علي بن أبي طال��ب)(، وله مع معاوية بن أبي س��فيان مواق��ف، عدي بن حاتم الطائي )ت68ه��/687م( أمير، صحابي، من األجواد العقالء. كان رئيس طيء في الجاهلية واإلسالم. أسلم س��نة 9ه�/630م، وش��هد فتح العراق، ثم س��كن الكوفة وش��هد الجمل وصفين والنهروان مع علي ب��ن أبي طالب )(، ومات بالكوفة. وه��و ابن حات��م الطائي )ت46ق.ه��./605م( ال��ذي يضرب بج��وده المثل.. كميـــل بن زياد النخعي )12-82ه�/633-701م(، تابعي ثقة، وه��و من أصحاب أمي��ر المؤمنين علي بن أبي ار بن يحيى األس��دي طال��ب )(، ميثم التمبالوالء )ت60ه�/680م(، من خواص صحابة ه اإلم��ام علي ب��ن أبي طال��ب )( وقد خصبعل��م البالي��ا والمناي��ا، وكان خطي��ب اإلمامية ��ري بالكوف��ة ومتكلمها، كما كان أيضا من مفسالقرآن ورواة الحديث النبوي؛ األحنف بن قيس التميم��ي )3ق.ه�.-72ه��/619-691م( س��يد تميم، أح��د العظماء الدهاة الفصحاء الش��جعان الفاتحي��ن، يضرب ب��ه المثل ف��ي الحلم، وكان ��ن اعتزل الفتنة يوم الجمل، ثم ش��هد صفين مم

مع أمير المؤمنين )()49( وغيرهم..

:Baghdad مدينة بغداديب��دأ اليعقوبي )ت284ه��/897م( تاريخه ا الس��بب الذي ح��داه إلى ب�“مدين��ة بغ��داد“، أماعتم��اد ه��ذا االس��تهالل، فألن��ه وعل��ى ح��د تعبي��ره: ”ابت��دأت بالع��راق ألنها وس��ط الدنيا ة األرض، وذك��رت بغ��داد ألنها وس��ط وس��رالع��راق والمدينة العظمى الت��ي ليس لها نظير ف��ي مش��ارق األرض ومغاربه��ا س��عة وكبرا وعمارة وكثرة مياه وصحة هواء“)50(. يكش��ف


الش��روع في بناء بغداد عاصمة للدولة العباسية ف��ي العام 145ه��/672م بعد فت��رة طويلة من التنقل بين هذا الم��كان وذاك، عن رؤية تتعدى الجانب السياسي المباشر إلى ما يتناول المجال اإلستراتيجي Strategy الذي ستتحرك ضمنه الدولة العباس��ية طوال تاريخها، وهو مجال أو إستراتيجية تتداخل فيها عوامل مركبة، تتجاوز الجوان��ب المادية الت��ي ترتبط بقي��ام كل دولة، وهو م��ا يمكن وصف��ه بالحياتي أو المعاش��ي، إلى الفضاءات الفلس��فية ورؤي��ة العالم والكون والزم��ان وما س��واهم فالعالم يب��دأ من العراق، والك��ون بم��ا يحويه ي��دور حول مرك��ز ثابت ل��ه)51(، مرك��ز أزل��ي يع��ادل الس��لطة تقريبا، والزمان الذي تش��غله هذه الدولة خالفا لسابقتها بدأ منذ االنتصار، ويتواصل حتى ظهور عيسى ب��ن مري��م )()52(، إذا ل��م يقدم العباس��يون س��لطتهم كما الدول التي سبقتهم، بل من ضمن س��ياق فلس��في ال نهاية له إال م��ع نهاية الكون. ولعل الفترة الممتدة بي��ن االنتصار على الدولة األموي��ة، وعلى الرغم مم��ا تخللها من متاعب عل��ى صعيد التحدي��ات التي واجهت مش��روع تأس��يس الدول��ة، كان��ت أكثر من كافي��ة لرؤية شمولية، لدور هذه العاصمة، باعتبارها المركز ال��ذي س��تدار من��ه »إمبراطوري��ة« مترامي��ة

األطراف شرقا وغربا على األقل)53(.

المنص��ور الخليف��ة توق��ع أن ثب��ت وق��د )95-158ه�/714-775م( بأن مدينته ستكون مدينة ليس لها نظير لم يكن تبجحا فارغا، فقربها م��ن طرقات تج��ارة المحيط الهن��دي، وثقافتها النابضة متع��ددة األع��راق، وبعدها اآلمن عن األخط��ار العس��كرية التقليدية الت��ي كان يمثلها اليونان البيزنطيون، كل ذلك س��اعد بغداد على أن تظ��ل قرونا من الدهر أنج��ح وأغنى مركز

للتواصل والتجارة والتبادل الثقافي والعلمي في العالم)54(، وقد أسرع الحرفيون والتجار وغيرهم من الس��اعين في شؤون الحياة اليومية إلى تلبية طلب��ات علي��ة الق��وم، ثم توس��عت بغ��داد على ضف��اف دجلة، وكان ط��ول باعها االقتصادي، وقوتها العسكرية، وسلطتها اإلمبراطورية مددا لس��رعة نموها وثرائه��ا الفاحش، فكان الزجاج الس��وري واألصبغة والتوابل الهندية، والحرير وغيره من فاخر س��لع الصين وفارس، والذهب من أفريقيا، والعبيد من آس��يا الوسطى كل ذلك

كان يمر بأسواقها ويثري تجارها.

بيت الحكمة العباسي House of Wisdom of The Abbasid Caliphate

من مس��تقره اآلمن خلف األس��وار السميكة والبواب��ات الحصين��ة لمدينت��ه الجدي��دة عل��ى الضف��اف الغربية لدجلة، راح المنصور النش��ط ��ط لتحوي��ل ما تحت س��لطانه م��ن أمصار يخطمتغايرة إلى قوة علمية عظمى وضمان مس��تقبل العباسيين بالربط بين دولتهم الجديدة وبين التقاليد الكالس��يكية العظيمة الس��الفة، كما كان تأسيس الخليف��ة عاصمت��ه ف��ي قلب األراض��ي الناطقة Ctesiphon بالفارسية، غير بعيد عن طيسفونعاصم��ة الساس��انيين وبابل عاصم��ة البابليين، بداي��ة موفق��ة، كذلك اس��تقدم الخليف��ة العناصر األساسية للثقافة اإلمبريالية المجوسية، ومن ذلك بروتوكولها المتطور واعتمادها الشديد على علم النجوم، هذا اإلنجذاب إلى التنجيم الفارس��ي مهم على نحو خاص؛ ألنه كان يوحي بأن العباسيين هم الورثة الش��رعيون للتراث الفارس��ي العظيم وأن صعودهم كان قدرا مقدورا)55(، كما س��اعد على ربط علم النج��وم بالفروع العلمية األخرى


الناش��ئة، وه��و تقليد وجده الغ��رب في ما بعد ال يقاوم.

وض��ع األموي��ون األوائ��ل أس��اس البحث العلم��ي، لكنهم رك��زوا كثي��را أول األمر على مس��ائل الش��ريعة وممارس��ة الطب، وهو حقل اعتم��دوا في��ه كخلفه��م، اعتم��ادا ش��ديدا على ا األطب��اء النص��ارى من س��وريا وف��ارس. أمالخلفاء العباس��يون فقد تعمدوا توسيع نطاق هذه الحدود المعرفية لتتس��ع أكثر لدراس��ة الفلس��فة والعلوم المحكمة)56(، والستيعاب ضخامة العمل المطلوب لترجمة ونسخ ودراسة وخزن الحجم الضخم م��ن المتون الفارس��ية والسنس��كريتية واليوناني��ة، أنش��أ المنصور مكتب��ة ملكية على غ��رار تلك الت��ي كانت لملوك الف��رس العظام. واحت��اج األمر كذلك إل��ى حيز للعم��ل والدعم اإلداري والمس��اعدة المالي��ة لجي��ش العلم��اء الصغي��ر الذين س��يتولون هذه المه��ام ثم يبنون عليه��ا بطرائق إبداعية أصيل��ة، كان هذا أصل ما بات يعرف ببيت الحكمة، التعبير المؤسس��ي اإلمبراطوري الجامع للطموح الفكري العباسي األول والسياسة الرسمية للدولة)57(. ومع الوقت صار بيت الحكمة يشتمل على مكتب للترجمة، ومس��تودع للكت��ب، وأكاديمي��ة م��ن العلم��اء ري��ن الوافدين من أرجاء اإلمبراطورية. والمفكلكن وظيفت��ه األولى كانت حف��ظ المعرفة التي ال تقدر بثمن، ما ظه��ر أحيانا بتعبيرات أخرى ل��دى المؤرخين الع��رب اس��تخدموها لوصف المش��روع، كخزانة كت��ب الحكمة أو ببس��اطة خزانة الحكمة)58(، وعم��ل الخبراء المنقطعون إلى هذا المعهد اإلمبراطوري كذلك في المرصد الفلكي للخليفة وش��اركوا في ما أمرهم بإجرائه من تجارب علمية، ولعب بيت الحكمة إلى ذلك دورا مهما في رعاية األعمال األدبية العباسية.

وأجري��ت أرزاق كثيرة من بيت المال لبيت الحكمة ومش��روعات اإلغناء الثقافي والفكري ها المتصل��ة ب��ه. حتى الدبلوماس��ية، وابن��ة عمران لدفع الحرب في بعض األحيان، كانتا تس��خعجل��ة المعرفة لألم��ام. فغالبا م��ا كانت الوفود العباس��ية إلى الب��الط البيزنط��ي المنافس تنقل إليه طلبات للحصول على نسخ المتون اليونانية النفيس��ة، ونجحت ف��ي الحصول عل��ى أعمال ألفالطون Plato )428-348ق.م.( وأرسطو وأبق��راط )384-322ق.م.( Aristotle)460-370ق.م.( Hippocrates of Kos-129( Aelius Galenus وجالين��وس 216م( وإقليدس Euclid )323-283ق.م.(. وس��رعان ما انتش��رت بي��ن الع��رب، ومن ثم Claudius الالتي��ن، نس��خة لتحفة بطليم��وسPtolemy )100-170م( في علم الفلك، كتاب »المجسطي«)59(، وقيل إن الحصول عليها كان

أحد شروط الصلح بين القوتين العظميين)60(.

لم يكن الخلفاء وعلماؤهم الرسميون وحدهم فق��ط وراء ه��ذه الحملة، فقد بات هذا المس��عى س��مة ملتصقة بالمجتمع العراقي بصورة عامة والبغدادي عل��ى وجه الخصوص وحظي بدعم حماس��ي من النخبة اإلجتماعية والسياسية، من علية األمراء والتج��ار والمصرفيين والضباط العس��كريين، حتى ج��واري الخلفاء عرف عن بعضه��ن أنه��ن كن يتعاق��دن أحيانا م��ع علماء ل قاط��ع للقي��ام بترجم��ات تخصصي��ة، وح��وطريق س��ابق وصديق طفول��ة للخليفة المأمون الح��كام )170-218ه��/786-833م( س��ابع العباسيين، موهبته الخاصة في علم النجوم إلى س��لطة سياس��ية وثروة كبيرتين، وأنجب في ما بعد ثالثة أبناء عرفوا ببني موسى بن شاكر)61( وقام��وا جميع��ا بأبح��اث أصيلة في عل��م الفلك


والرياضيات والهندس��ة ومولوا بس��خاء علماء ومترجمي��ن آخرين)62(، كان من أبرزهم: حنين بن إس��حاق، وحبيش بن الحسن األعسم، وثابت

ة. بن قر

وأصبح العلم وس��واه من المساعي الفكرية وس��يلة أساسية للتقدم اإلجتماعي، مما أسهم في تحطيم ما تبقى من الهرمية اإلجتماعية التقليدية للع��رب)63(. وعزز كذلك تناف��س العلماء ذوي األصول المختلفة، السيما العرب والفرس، على الفوز بالرعاية، وهي ظاهرة ضمنت اس��تمرار العمل العلمي واألدب��ي الرفيع قرونا)64(. وكان يتقاض��ى أب��رع المترجمين مبال��غ ضخمة لقاء عمله��م، ول��وال هذا الدع��م المؤسس��ي ما كان للمواه��ب الفذة لمختل��ف العلماء في فترة الحكم العباسي قط أن تتوحد في حركة فكرية جبارة.

وعلى امت��داد مائة وخمس��ون عاما، ترجم الع��رب كل كت��ب العل��م والفلس��فة اليوناني��ة، وحل��ت العربي��ة مح��ل اليونانية كلغ��ة عالمية للبح��ث العلم��ي. وغ��دا التعلي��م العال��ي أكث��ر فأكث��ر تنظيما ف��ي أوائل الق��رن الثالث للهجرة / التاس��ع المي��الدي، وكان ف��ي أغل��ب الم��دن اإلس��المية الرئيس��ة جامعة من ن��وع ما، ومن ه��ذه الجامع��ات ومراكز الفك��ر والحكمة التي نشأت بتأثر مباش��ر وغير مباشر ببيت الحكمة البغ��دادي الذي يعود تأسيس��ه حوال��ي إلى عام 215ه��/830م، وم��ن أب��رز مراك��ز الحكمة ه��ذه: بيت الحكمة في القيروان، الذي تأس��س ف��ي عهد دولة األغالب��ة )184-296ه�/800-909م(، وكان م��ن أسس��ه زي��ادة هللا الثال��ث )290-296ه�/902-908م( قريبا من الجامع الكبي��ر، واقعا على الس��ماط األعظ��م الذي هو الجادة الكبرى الرئيس��ة بالقيروان، وفيه مكتبة

ودار ترجم��ة وتألي��ف، ومعه��د لتدريس علوم الطب والصيدلة والرياضيات والفلك والهندسة والنب��ات والموس��يقى وغيرها، وقد انتش��رت بواس��طة هذا الصرح العلمي األرق��ام الهندية، الت��ي أخذها الع��رب وهذبوه��ا. وكان أول من تول��ى ه��ذا البيت أبو اليس��ر إبراهي��م بن أحمد الش��يباني، ويعرف بالرياض��ي، وهو من أهل بغ��داد، وس��كن القيروان وله س��ماع ببغداد من ثين والفقهاء والنحويين، لقي الجاحظ جلة المحدد وثعلبا وابن قتيبة، وهو الذي أدخل إلى والمبرثين وأش��عارهم وطرائف أفريقيا رس��ائل المحدأخبارهم، وكان عالما أديبا مترسال بليغا ضاربا ف��ي كل عل��م وأدب، ول��ه تآلي��ف كثي��رة. دار الحكمة في القاهرة، والذي أسس��ه الحاكم بأمر هللا الفاطم��ي )375-410ه��/985-1019م( س��نة )395ه�/1004م( على نحو ما كان عليه بي��ت الحكمة ف��ي بغ��داد، حيث نق��ل إليها من كتب قصره، ومن خزائ��ن القصور المعمورة، بم��ا يقدر بس��تمائة أل��ف مجلد، م��ن أصل تلك الكت��ب كانوا يعدون مائة ألف مجلد بديعة الخط والتجليد، وبلغ عدد كتب دار الحكمة – بعد هذا – مليون وستمائة ألف مجلد، ويذكر المقريزي أيض��ا: ”أنه لم يكن في جميع بالد اإلس��الم دار كتب أعظم منها“)65(. دار الحكمة في طرابلس الشـــام، التي أسس��ها آل عمار الموالين للدولة الفاطمي��ة، وذلك في النص��ف الثاني من القرن الخامس للهجرة / الحادي عش��ر الميالدي. دار الحكمـــة في مراغة، والذي أسس��ه الفيلس��وف والعالم اإلس��المي الكبير خواج��ه نصير الدين )597-672ه��/1201-1274م( الطوس��ي قبيل س��قوط مدين��ة بغداد على يد المغول س��نة 656ه��/1258م، جاعال إياه مرك��زا للعلماء والحكم��اء والفالس��فة واألطب��اء والمتكلمي��ن


ثي��ن والفقه��اء، باإلضاف��ة إل��ى مكتب��ة والمحدعامرة بمعظم أصناف مصادر العلوم والمعرفة آن��ذاك. وف��ي ش��هر جم��ادي األولى من س��نة )657ه��/1268م( ش��يد بجان��ب دار الحكمة مرصدا، حيث عرف هذا المرصد بآالته الدقيقة، وبالعلم��اء األفذاذ الذين كانوا يش��تغلون فيه، إذ جمع نصير الدي��ن من أنقذهم من فتك هوالكو، وج��اء بهم إلى دار الحكمة ف��ي مراغة، خزانة ب��ن خاقان )ت247ه��/861م( للفتح الحكمة وزي��ر المتوكل عل��ى هللا العباس��ي، الذي كان اعا للكتب، أنفق المبالغ الكبيرة على التراجمة جموالمؤلفي��ن والنس��اخين، فاجتم��ع عن��ده نخب��ة ممتازة من ش��تى الكتب المختلف��ة، وكان الذي يشرف على كتبه ويختارها له: أبو الحسن علي م )201-275ه�/816-888م(، بن يحيى المنجأح��د علماء عصره، ه��ذا األخير الذي كانت له أيض��ا خزانة حكمة ف��ي مدينة ”كرك��ر“)66(، م الذين اش��تهروا بالعلم وحب توارثها آل المنجالمعرف��ة؛ صـــوان الحكمة في بخـــارى، التي ش��يدها الس��امانيون في هذه المدينة التي كانت تمث��ل معقل حكمه��م ودولتهم، وم��ن أبرز من تولى هذا الصوان الفيلس��وف والطبيب المس��لم ابن س��ينا )370-427ه�/980-1037م(، دار علم جعفر بن حمـــدان )240-323ه�/854–934م( في الموصل، واشتهر ابن حمدان بدار العلم هذه التي أسس��ها في الموصل، وهي أقدم دار علم في اإلس��الم – م��ن بعد بيت الحكمة – وقفنا على أخبارها، دار علم ابن حبان التميمي البستي )ت354ه�/965م(، والتي شيدها قرب داره ف��ي مدين��ة س��مرقند، فأصبحت مدرس��ة لط��الب العل��م ومس��كنا للغرباء والمس��افرين، دار علم ســـابور أسس��ها أبو نصر س��ابور بن أردشير )336-416ه�/947–1025م(، وهو

أح��د وزراء الدول��ة البويهي��ة، وق��د كان محبا للعل��م وأهل��ه، مقرب��ا العلماء والش��عراء وأهل الفض��ل، وق��د خلد ذكره ف��ي دار علم أنش��أها ببغداد بين الس��ورين بجانب الكرخ، ففي س��نة )383ه��/991م( ابتاع دارا كبي��رة في الكرخ اها )دار رها وبيضها وسم بين الس��ورين، وعمالعل��م(، ووقفه��ا على أهله الذي��ن ينتفعون بها، ونق��ل إليها كتبا كثيرة، ابتاعها وجمعها، ووقف عليه��ا األوقاف التي تكفل اإلنفاق عليها، وعلى ان الكت��ب والبوابين م��ن يقوم بنظارته��ا، وخزوغيره��م، وكان��ت ال��دار تح��وي آالف الكتب بالخطوط المنس��وبة. فذكر أن ع��دد كتبها كان يزيد على عش��رة آالف مجلد، في ش��تى العلوم والمع��ارف، دار علم غـــرس النعمة الصابئ )ت480ه�/1-87م(، وقد أسس��ها ببغداد س��نة

)452ه�/1060م()67(؛ وغيرها كثير..

الحكم��ة بي��ت إنج��ازات أول م��ن كان ترجم��ة عم��ل ب��ارد ألرس��طو ف��ي المنطق، اختي��ر خصيص��ا لتعزيز موقف علم��اء الدين المس��لمين في مجابهة أتب��اع الديانات األخرى المنافس��ة، فقد كان المس��يحيون المس��تعربون، واليهود، والمانويون الفرس، بين س��كن آخرين لإلمبراطوري��ة اإلس��المية، كله��م بارعين في المجادلة الدينية، يمارسونها منذ قرون، وطلب س��ون العون في موضوعات العباس��يون المؤسأرس��طو، وس��رعان ما ترس��خ مفه��وم الجدل والمناظرة لمواجهة األديان المنافس��ة، وس��اعد هذا بدوره على تماس��ك الش��ريعة كق��وة فكرية مركزي��ة ف��ي اإلس��الم، وهي خط��وة تعززت بإنش��اء أول��ى الم��دارس الديني��ة المتخصصة تحديدا لتعليم أصول الش��ريعة وطرائق المنطق والبيان إلقرار األحكام الدينية والدفاع عنها)68(.


وتبع ذلك س��ريعا ترجمات مهمة، وشروح ثاقب��ة، وبح��وث أصيل��ة أغن��ت العل��م القدي��م ووضعته في متناول العالم المعاصر، وسرعان م��ا أصبحت األفكار األرس��طية وم��ا يبدو فيها من تنافر مع التعاليم الدينية القديمة مركزية في الفكر اإلسالمي، بخالف نظرائهم المسيحيين في رون المسلمون العصور الوس��طى، رأى المفكأول األمر، في الدافع الديني للبحث عن المعرفة سبيال للتقرب إلى هللا )(، ولم تظهر التوترات بي��ن متطلبات اإليمان ومتطلب��ات العقل إال في مرحلة الحقة، ومع دخول العالم المس��يحي في س��بات، ظهر بيت الحكمة كأول س��احة صراع كبرى بين موجبات العلوم الحديثة ومفهوم اإلله الواحد في العصور الوسطى، الذي يشترك فيه المس��لمون والنصارى واليهود. ففي أعين كثير من الهوتيي األديان الثالثة، بدت أي رغبة من جانب اإلنس��ان لفهم محيطه بل الس��يطرة عليه تتعارض م��ع المفاهيم التقليدي��ة لطالقة القدرة اإللهية، وقد مهد هذا السبيل إلى نشوء الصراع المصيري نفسه بأوربا المسيحية بعد قرون)69(.

بيت الحكمة المعاصر:تم النهوض بمؤسس��ة بي��ت الحكمة لتكون مرك��زا جامع��ا للكف��اءات العلمية ف��ي العراق ،Research ومعهدا رئيس��ا للبح��ث العلم��يوذل��ك لم��ا أصبح��ت علي��ه الحاجة ف��ي وقتنا الحاضر أش��د منها في أي وق��ت مضى، حيث أصب��ح العالم في س��باق محم��وم للوصول إلى أكب��ر قدر ممكن م��ن المعرفة الدقيق��ة المثمرة التي تكفل الراحة والرفاهية لإلنس��ان وتضمن له التف��وق على غيره، وبع��د أن أدركت الدول المتقدم��ة أهمي��ة البح��ث العلمي وخصوص��ا يه في التق��دم والتنمية.. وعظم ال��دور الذي يؤد

أولت��ه كثير م��ن الدول االهتم��ام وقدمت له كل م��ا يحتاجه من متطلبات س��واء كانت مادية أو معنوي��ة، إذ إن البح��ث العلمي يعتب��ر الدعامة األساسية لالقتصاد والتطور، ويعد ركنا أساسيا من أركان المعرفة اإلنس��انية في ميادينها كافة، كما يعد أيضا الس��مة الب��ارزة للعصر الحديث, فأهمي��ة البح��ث العلم��ي ترج��ع إل��ى أن األمم أدركت أن عظمتها وتفوقها يرجعان إلى قدرات

أبنائها العلمية والفكرية والسلوكية.

وم��ع أن البح��وث والدراس��ات تحتاج إلى ي أكث��ر من مجال وس��ائل كثيرة معق��دة وتغطعلم��ي وتتطلب األموال الطائل��ة، إال أن الدول ل كل العقبات المدركة لقيمة البحث العلمي تسهوتذلل كل الصعاب، ألنها تعتبر البحوث العلمية دعائم أساس��ية لنموها وتطورها، وتزداد أهمية البح��ث العلم��ي بازدي��اد اعتماد ال��دول عليه، والس��يما المتقدمة منها لم��دى إدراكها ألهميته في اس��تمرار تقدمها وتطورها، وبالتالي تحقيق رفاهية شعوبها والمحافظة على مكانتها، ويفيد البح��ث العلمي في تصحيح بع��ض المعلومات ع��ن الك��ون الذي نعي��ش فيه، وع��ن الظواهر التي نحياها وعن األماكن الهامة والش��خصيات وغيرها, ويفيد أيضا في التغلب على الصعوبات التي قد نواجهها س��واء كانت سياس��ية أو بيئية أو إقتصادي��ة أو إجتماعية وغير ذلك، كما يفيد ي الحقائق التي البحث العلمي اإلنس��ان في تقصيس��تفيد منها ف��ي التغلب على بعض مش��اكله، كاألم��راض واألوبئ��ة، أو في معرف��ة األماكن األثري��ة، أو الش��خصيات التاريخي��ة، أو ف��ي التفسير النقدي لآلراء والمذاهب واألفكار، وفي حل المش��اكل اإلقتصادية والصحية والتعليمية والتربوية والسياس��ية وغيرها، ويفيد في تفسير الظواه��ر الطبيعي��ة والتنب��ؤ به��ا ع��ن طريق


الوصول إلى تعميمات وقوانين عامة كلية.

وبالتال��ي فقد كان النهوض بهذه المؤسس��ة العلمي��ة والفكري��ة في ع��ام 1415ه�/1995م بموجب قانون )بيت الحكمة( المرقم )11( لعام 1995م، تعبيرا عن الفكر العربي واإلس��المي المتفتح على الظروف الجديدة في الحياة والبحث والتحليل، وتحقيقا للربط الحي بين ماضي األمة وحاضرها ومستقبلها. وبغية الكشف عن ينابيع اإلب��داع وعناصر الخلق والبناء عبر استش��ارة كوامن الحيوية وروح البحث العلمي المس��ؤول رين العرب والمسلمين، في نفوس العلماء والمفكومن أجل ذلك فقد اس��تلزم األم��ر تنظيم الجهد والنش��اط الفكري بصي��غ علمي��ة منهجية ليبلغ ش��وطا بعيدا في مداه ويتخ��ذ اتجاها محددا في مس��اره، وذلك من خالل إنش��اء مؤسسة علمية

تنهض بعبء هذه الرسالة السامية.

وإذ ينش��د الحاض��ر في ه��ذا المج��ال إلى تاريخ األمة الزاخر وتراثها الفكري واإلنساني العظي��م، فال أفضل، للتعبير عن هذا اإلنش��داد، من إحياء بي��ت الحكمة وبعثه م��ن جديد، وهو ال��ذي كان واحدا من رم��وز التألق الحضاري

لألمة في حاضرتها التليدة بغداد.

ولس��مو هذه األهداف وعظمته��ا كان ال بد م��ن قيادة مثقفة عالمة مدركة ألبعاد المش��روع العلم��ي والحض��اري ال��ذي يضطلع ب��ه بيت الحكم��ة، تمثلت في مجلس األمناء، إال أن البعد القومي لمش��روع بيت الحكمة يقضي أن يكون رين العرب رأي وتفاعل في مس��يرة بيت للمفك

الحكمة وذلك عبر الهيئة االستشارية له.

وفي ذلك فإن بيت الحكمة ال يستعين بالغير فق��ط لتحقي��ق أهداف��ه الفكرية والعلمي��ة، وإنما

يهي��ئ أيض��ا التربة الصالح��ة والج��و المالئم للبحث العلمي في كثير من مناقشات وحوارات هيئات��ه، وإذ تكون دراس��ة واق��ع األمة العربية واإلسالمية والتحدي للتيارات الثقافية والفكرية الت��ي تس��تهدف وجوده��ا وحضارته��ا، هدف��ا مركزيا لبيت الحكمة، فإن ذلك يستوجب وجود أقسام دراس��ات فيه ينصب جهدها على دراسة التاري��خ والتراث والفلس��فة والواق��ع القانوني والسياسي والمش��اكل اإلجتماعية واإلقتصادية لألمة، واألقس��ام العلمية ليس��ت بعدد المنتمين إليها، وإنما بكفاءة أعضائها، ونوعية رؤسائها، بحيث تكون نواة ال ب��د منها لحركة فكرية تجد

في العراق مركز انطالقها.

أقسام بيت الحكمة العلمية:

قسم الدراسات التاريخية Historical Studies Department

يرى كثير من المؤرخين أن التاريخ يمكن، ب��ل يجب أن ي��درس باعتباره علم��ا من العلوم اإلجتماعي��ة، كم��ا يمكن أن يس��اعد – بطريقة جوهري��ة – عل��ى زي��ادة المع��ارف العلمي��ة اإلجتماعية، وهنا نشير إلى أن كلمة »التاريخ« الت��ي نطلقه��ا عادة عل��ى علم معي��ن، أو مجال م��ن مجاالت الدراس��ة، ال يراد له��ا لون معين م��ن التاريخ )كالتاري��خ اإلقتص��ادي والتاريخ السياس��ي(، وال يرجع ذلك إلى تع��دد النواحي الت��ي يتخصص فيه��ا المؤرخون، م��ن الناحية الزمني��ة أو الجغرافي��ة أو المحلي��ة، ب��ل يرجع عل��ى األصح إلى اخت��الف المناهج المتبعة في

الدراسات التاريخية)70(.

ارتبط اصطالح التاريخ في اس��تعماله العام بمعنيين مختلفين: فهو يستعمل عادة للتعبير عن


ا حصيلة النشاط اإلنساني في األزمنة السابقة، أماالس��تعمال األكثر ش��يوعا فهو ذلك الذي يعتبر التاريخ سجال لألحداث ال مجرد سرد لألحداث ذاتها، وهذا المعنى األخير األكثر تقبال وشيوعا يمدنا بتعريفين للتاريخ: األول موضوعي، وهو على حد قول المؤرخ األمريكي جيمس هارفي James Harvey Robinson روبنس��ون كل ع��ن نعرف��ه م��ا ”كل :)1936-1863(ش��يء فعله اإلنس��ان أو فكر فيه أو أحس به أو ا التعري��ف الثاني – وهو إلى حد تمن��اه“)71(. أمكبي��ر تعبير موضوع��ي أو نفس��اني – فهو أن التاريخ سجل لكل ما حدث داخل نطاق اإلدراك

البشري)72(.

وق��د كتب اب��ن خل��دون في ع��رض حديثه ا كانت حقيقة عن صناعة التاري��خ: ”إعلم أنه لمالتأريخ أنه خبر عن االجتماع اإلنساني الذي هو عم��ران العالم وما يعرض لطبيعة ذلك العمران من األح��وال مثل التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بأعمالهم ومساعيهم من الكس��ب والمعاش والعلوم والصنائع وس��ائر ما يحدث من ذلك العمران بطبيعة األحوال..“)73(. ولعل مثل هذا القول يلخص إلى حد بعيد التصور الخلدوني للتاريخ، ومن ورائه ما كان يمكن أن تك��ون عليه الكتابة التاريخية ف��ي البالد العربية اإلس��المية، ولكن ما نلحظه هو نبوغ مدرســـة La الحوليـــات ومن ورائه��ا التاريـــخ الجديدلوغ��وف)74( ج��اك – Nouvelle histoireJacques Le Goff )1924-2014( ال يق��ر بأنه زعيم لمدرس��ة تاريخية وال بوجود مدرسة تاريخية واضح��ة المعالم، وإنم��ا بوجود تجمع لمجموعة من الباحثين الذين يتقاسمون المطامح نفس��ها – في مجال جغرافي وحضاري مختلف ع��ن البيئة التي أنجبت ابن خلدون، وهو ما يدفع

إلى التس��اؤل عن فش��ل الكتاب��ة التاريخية وفق التصور الخلدوني في العالم العربي اإلس��المي، اد وهو تصور قريب من المنهج الذي سطره روالتاريـــخ الجديد في أوربا في النصف األول من

القرن العشرين.

ظهرت مدرس��ة الحوليات في فرنس��ا عام 1929، كرد فع��ل على )المدرس��ة المنهجية( الت��ي ظه��رت في أواخر القرن التاس��ع عش��ر نتيج��ة لهزيم��ة ألماني��ا في حرب الس��بعين مع The Franco-Prussian War بروس��يا )1870-1871(، وحاول��ت أن تعي��د النظ��ر ف��ي قواع��د الدراس��ة التاريخي��ة ال��ذي تبنت��ه الت��ي اعتم��دت عل��ى المنهجي��ة( )المدرس��ة الجان��ب النظ��ري المتأثر بالمدرس��ة األلمانية، الجوان��ب عل��ى للتركي��ز الحولي��ون فاتج��ه اإلجتماعي��ة واإلقتصادية وتغليب التجريبية في Marc الدراس��ات التاريخية، ويعد مارك بلوك–1886( Léopold Benjamin Bloch Lucien Febvre فيف��ر ولوس��يان )1944س��ون لهذه المدرس��ة )1878–1956( المؤسالتي م��رت عليها أجيال م��ن المؤرخين، ممن أسهموا في تأصيل إطارها المنهجي والنظري، وق��د طرحت هذه المدرس��ة مفاهيم جديدة مثل: الحقب طويلة األمد، وتاريخ الذهنيات، وتاريخ المعدمي��ن والمهمش��ين، والتاري��خ اإلقتصادي واإلجتماعي.. وهي مفاهيم لم تتناولها المدارس التاريخية األوربية الس��ابقة بنف��س العمق الذي تناولته )مدرس��ة الحوليات الفرنسية(، مما أدى في النهاية إلى ظهور )التاريخ الجديد(، المفهوم الذي صاغه المؤرخ الفرنسي جاك لوغوف في س��بعينيات القرن العش��رين وطوره العديد من

مؤرخي هذه المدرسة)75(.


بواكير النقد التاريخي:إن مجمل الظواهر والعوامل)76( على اختالف مصادر نش��أتها وتباين أس��بابها، قد اجتمعت منذ عصر النهضة األوربي وحتى مطلع القرن التاسع عش��ر لتولد حركة تاريخية كبرى متزامنة معها، وكان��ت أهم مظاه��ر هذه الحركة: النش��ر الهائل والمتتاب��ع للوثائق والس��جالت ف��ي مجموعات وسالس��ل كبرى، م��ن الحكوم��ات مباش��رة أو المؤسس��ات الرسمية، أو دور النشر الخاصة، أو

الكنائس والجمعيات واألحزاب..

إن ازده��ار المكتب��ة التاريخي��ة العظيم في أوربا الذي ش��جعت علي��ه الحكوم��ات القائمة آن��ذاك، جعل من عملية اإلط��الع على الوثائق أم��را التاريخي��ة والموس��وعات والس��جالت عا على توسيع اء والكتاب، ومشج متيس��را للقرحق��ل الكتابة التاريخية في ش��تى الموضوعات

التي تحملها الوثائق المنشورة.

ا إال أن التطور في المعرفة التاريخية كان إما جزء من تراكم��ا كميا للمعارف والوثائق، وإمفلسفة وأخالق وسياس��ة، ولم تشهد مراحل هذا التطور منهجا تاريخيا نقديا إال عن طريق أعمال خو تطور علم التاريخ في ثالثة يش��ير إليها مؤرأورب��ا، بوصفه��ا بواكير النق��د التاريخي الذي د لوض��ع ضوابط البح��ث العلمي في مجال مه

التاريخ، متمثلة باألعمال:

(1 ) Prolegomena هومي��روس)77( مقدم��ة ad Homerum، للناق��د األدبي واللغوي Friedrich ول��ف أ. ف. األلمان��ي August Wolf )1759-1824م(، الذي رأى بن��اء عل��ى نظرة نقدي��ة تاريخية، أن ”اإللياذة واألوديسة“ لم يكتبها هوميروس، وال رج��ل واحد آخر، ولك��ن تتابعت على

نظمها جماعة من الش��عراء في أوقات عدة من الزمن.

(2 ) The Public )78(االقتصاد السياسي في أثيناEconomy of the Athenians، لعال��م A. Boeckh اللغة األلماني أوغس��ت بوخ)1785-1867م(، ال��ذي اتب��ع ف��ي كتابه

منهج ولف النقدي.

(3 ) ،The History of Rome )79(تاريخ روما B. G. Niebuhr للمؤرخ األلماني نيب��ور)1776-1831م(، ال��ذي اتب��ع منه��ج نقد النص��وص ف��ي تجدي��د التاري��خ الروماني وإحيائه، األمر الذي جعل بعض المؤرخين أ التاريخ مكانة ”علم المتأخرين يرون أنه بود لنش��وء المدرسة مس��تقل“، وهو الذي مهالتأريخي��ة األلماني��ة النقدي��ة الت��ي تزعمها .)80(Leopold Ranke ليوبولد فون رنكه

إن ه��ذه األعم��ال الرائ��دة كان له��ا أثرها المباش��ر ف��ي نش��أة "فلس��فة التاري��خ النقدية" ف��ي ألماني��ا، ه��ذه المدرس��ة التي نش��أت عن طري��ق تعاق��ب أعم��ال كل م��ن فيلهل��م دلتاي )1833-1911م( Wilhelm Dilthey Heinrich Rickert ري��كارت وهاين��رش Georg 1863-1936م(، وج��ورج س��يمل(فيب��ر وماك��س )1858-1918م( SimmelMax Weber )1864-1920م(. إذ أثم��رت ”الكانطي��ة الجديدة“)81( فك��را تاريخيا حادثا ال يكتفي بتوصيف الظاهرة أو الحدث، بل يس��عى إل��ى البحث في آليات اش��تغالها الخفية، فأنش��أ دلتاي موس��وعة خاصة بالعل��وم التاريخية، ثم علم نفس قد يستحيل إلى رياضيات والسيما في العالم األخالقي، إال أن��ه اكتفى بتحليل المفاهيم ا ريكارت فقد حرص األساس��ية لعلوم الفكر، أم


على البحث المنطقي في مبادئ المسافة الفاصلة بين الحكاية ومستقبل الوجود)82(.

وتمثل فلس��فة التاريخ النقدي��ة األلمانية حدا فارق��ا بين فلس��فة التاري��خ التقليدي��ة ممثلة في الهيغلي��ة وبين فلس��فة التاريخ النقدي��ة الحديثة الرافضة للهيغلية والقائمة في األساس والمرجع

على إعادة قراءة الكانطية بمفاهيم حادثة.

فتأس��س ه��ذا الفك��ر التاريخي النق��دي على تحليل الصفات الخاصة بالعلوم التاريخية والنفاذ إلى أش��كال الفك��ر ونماذجه، إذ ل��م يعد الماضي موضوع��ا قائما بذاته بحس��ب الوهم الذي س��اد طويال، بل أمسى الماضي تابعا للحاضر الذي هو

زمن االسترجاع والقراءة)83(.

وف��ي فرنس��ا نش��أت "مدرس��ة الوثائ��ق" الت��ي )1821م( L’Ecole des Chartesستؤدي أثرا رئيسا في إنطالقة التأريخ األوربي عل��ى قاعدة اس��تعمال الوثائق اس��تعماال نقديا، خين التي سيبرز عن طريقها معظم كبار المؤرالفرنس��يين عل��ى امتداد القرن التاس��ع عش��ر، أمثال: بنيامين جيرار B. Gerard وأوغس��ت -1851( August Molinier موليني��ه 1904م( وجولي��ات هاف��ت J. Havet. وكان أن امت��د تأثير هذا المنهج النقدي في اس��تعمال الوثائ��ق التاريخي��ة، إل��ى أمري��كا وبريطاني��ا

والبلدان األوربية األخرى)84(.

وبالتالي فإن قس��م الدراس��ات التاريخية في بيت الحكمة الذي يضم بين طياته مجموعة من الوح��دات البحثية، وهي: )الدراس��ات التراثية وتحقي��ق المخطوط��ات، الدراس��ات الوثائقية، دراس��ة المعالم األثرية والم��دن العربية(، إنما

يهتم ب�:

)1( دراس��ة تاريخ العراق )عبر العصور( العربي��ة والحض��ارة – خاص��ة بص��ورة –اإلس��المية، وتوظي��ف ذل��ك لصال��ح الحاضر والمستقبل من خالل وضع البحوث والدراسات األكاديمي��ة والمؤلف��ات وترجم��ة الكتب، وهذه المهم��ة يضطلع بها باحثو القس��م، أو يكلف بها

باحثون وأساتذة مختصون من خارج البيت.

الدراس��ات ح��ول بوض��ع االهتم��ام )2( British Documents الوثائ��ق البريطاني��ة– الموجودة في مكتبة القس��م – وترجمتها، كما يهت��م القس��م بتحقيق المخطوط��ات التي تتناول

مختلف جوانب الفكر العربي واإلسالمي.

)3( إقامة الندوات العلمية المختصة وورش العمل والحلقات النقاشية بالتعاون مع الجامعات العراقية ومراكز الدراس��ات، إذ يتم من خاللها تس��ليط الضوء على أهم اإلش��كاليات التاريخية واإلط��الع على وجهات النظر والرؤى العلمية

والفكرية حولها لوضع رؤية واقعية لذلك.

)4( العناية بالبحوث والدراسات التي تعزز من ممارس��ة المواطن لحقوق اإلنسان وحرياته األساس��ية وترس��يخ قيم الديمقراطية والمجتمع المدن��ي، فضال ع��ن تقديم الرؤى والدراس��ات الت��ي تخ��دم عمليات رس��م السياس��ات واتخاذ

القرارات.

قسم دراسات األديان Religion Studies Department

إن أول من ص��اغ مصطلح ”علم األديان“ هو أس��تاذ الدراس��ات اللغوية والدينية المقارنة Friedrich Max مولل��ر ماك��س األلمان��ي Müller )1823-1900( من��ذ س��نة 1876، إذ إن الوظيفة األساس��ية الت��ي ينهض بها العلم


المذك��ور ه��و تحلي��ل ش��امل للوقائ��ع الدينية، فض��ال عن كونه يهتم بوصف مختلف التجارب الدينية في مس��ارها الزمني التطوري من ناحية وف��ي إنش��دادها إل��ى النس��يج اإلجتماعي وإلى مؤسس��ات المجتم��ع من ناحية أخ��رى. ويعني ذل��ك كل��ه أن ”عل��م األدي��ان يقيم عن��د ملتقى مباحث ش��تى، من مثل التاريخ والظواهرية)85( وعل��م النف��س وعل��م Phenomenologyوإضافاته��ا مناهجه��ا ف��ا موظ االجتم��اع، ��دا أصالته النوعية أمامه��ا، فإذا ما كانت ومؤكمهمت��ه تتج��اوز األح��كام المتعلق��ة بتطورات العقل اإلنس��اني بخص��وص حيازت��ه الحقيقية الميتافيزيقية أو الالهوتية )الكالمية(، فإنه يرنو لتجاوز المعطى االختياري للوقائع الدينية قصد بل��وغ الفهم الداخل��ي للمقدس المعي��ش، فدوره يتج��اوز مختلف النظ��م الديني��ة المعروفة إلى البن��ى األساس��ية من طقوس وأس��اطير وعقائد ورموز، لبلوغ تحليل المحتويات المعيش��ة ذاتيا ل الجزء من طرف اإلنسان المتدين، أي ما يشكاألكثر حيوية في تلك البنى والنظم الدينية“)86(.

ومن المس��ائل التي تندرج ضمن اهتمامات عل��م األدي��ان ه��ي تقدي��م دور عل��م االجتماع الوضع��ي ف��ي دراس��ة العالق��ة بي��ن المجتمع والدي��ن، وهذا م��ا يظهر في كتابات أوغيس��ت -1798( Auguste Comte كون��ت David Émile 1857( وإيمي��ل دوركايه��متج��د حي��ث ،)1917-1858( Durkheimفيه��ا تعريفا للدين م��ن منظور عل��م االجتماع الوضع��ي، فالدي��ن عن��د دوركايهم مث��ال هو: ”نظ��ام م��ن العقائد واألفع��ال المتعلق��ة بأمور مقدس��ة، أي منفصلة عن عالم الناس ومفارقة، د ولكنه في الوقت نفس��ه عقائد وممارسات توحجمي��ع الذين ينتم��ون إليها في جماع��ة أخالقية

ى كنيسة“، ومثل هذا التعريف ال يستدعي تس��مبالض��رورة وجود إله في الدي��ن كما هو الحال في البوذية، بل إن اإلله، حسب أطروحة كونت ر تشكل أحيل على البطالة القسرية، وهو ما يفسمقالة ”موت اإلله“ في مجتمعات تس��ير بثبات

نحو العلمنة)87(.

وبالتالي، فإن قسم دراسات األديان في بيت الحكم��ة والذي يض��م بين طياته ع��دة وحدات بحثية، هي: العقيدة والفكر اإلس��المي؛ اإلسالم والحضارة، اإلسالم والمعاصرة، إنما يبحث في األديان من حيث منش��ئها وتطورها وانتشارها وأتباعه��ا في العقائ��د واألصول، الت��ي تتركز علي��ه األدي��ان المختلفة وفي أوج��ه االختالف واالتف��اق فيما بينهما م��ع المقارنة والمناقش��ة وال��رد، وتنقس��م طبيعة المباحث الت��ي يتناولها القسم من خالل دراساته وحواراته الفكرية إلى

ثالثة أقسام أو اتجاهات:

.History of Religion 1. تاريخ األديان

Philosophy of األدي��ان فلس��فة .2Religion، يدرس في ه��ذا المبحث العالقات بين األس��س التي تس��تند إليها األديان المختلفة، من عقيدة وعبادة وش��ريعة وأخالق ومعامالت

التي تهدف إليها.

Religious األدي��ان)88( مقارن��ة .3خصائ��ص في��ه وي��درس :Comparisonومميزات كل دين ويوازن بينها وبين خصائص

ومميزات األديان األخرى.

4. العناي��ة بتألي��ف الكتب ع��ن دور الدين ه إلى في الخطاب الحضاري واإلنس��اني الموجعموم البشر من خالل فهمه، وتمثل شريعته من داخل نصوصه وعن طريق معطياته المتنوعة،


فضال ع��ن رصد الدراس��ات الت��ي تؤلف عن األديان.

5. التركي��ز على مش��روع ح��وار األديان Interfaith Dialogue الحضاري، وإش��اعة ثقافة التس��امح الديني والتعايش بين الجماعات

واألفراد.

قسم الدراسات القانونيةDepartment Legal Studies

تنب��ع أهمية دراس��ة علم القان��ون ومنهجية تجدي��ده م��ن جانبي��ن: أحدهما نظ��ري واآلخر عملي، فعلى الجانب النظري تتضح أهمية هذه الدراسة من أهمية القانون ذاته بوصفه ظاه�رة إجتماعية توجد حيث يوجد المجتمع، بدائيا كان أو متحض��را، فضال عن كونه ظاهرة سياس��ية د العالق��ة بي��ن كس��لطة حاكم��ة واألفراد يح��دد العالقة بين أجهزة الدولة كمحكومين، كما يحدالرئيس��ة وس��لطاتها الثالث، وهو أخيرا يعكس طبيعة النظ��ام اإلقتصادي ويقننها في أي دولة، سواء كان نظاما رأسماليا أم اشتراكيا أم مختلطا أو إسالميا، لذا فإن دراسة علم القانون في مجتمع معين هي دراسة لحالة هذا المجتمع في ذاته من النواح��ي اإلجتماعية والسياس��ية واإلقتصادية والثقافية أيض��ا، أو المفروض أن يكون كذلك، وخاصة في ض��وء ما أصاب المجتمع العراقي من تغيرات في الس��نوات األخي��رة بفعل ثورة االتصاالت الحديث��ة والتكنولوجيا، فضال ع�ن التغيير الجذري الذي طرأ على النظام السياسي ف��ي العراق بعد ع��ام 2003م، وما ترتب على ذلك من إعادة النظ�ر في كثير من التش��ريعات،

وخاصة التشريعات الدستورية.

ا م��ن الناحي��ة العملية، فإن دراس��ة علم أم

القان��ون تفيد في التعرف إل��ى طبيعة األزمات الت��ي يتعرض لها هذا العل��م، والمنهجيات التي يتبعه��ا، وأب��رز الموضوع��ات التي يناقش��ها وأهمه��ا، وإذا ما كانت هذه الموضوعات وتلك المناه��ج تتفق وواق��ع المجتم��ع وتحقق أهدافه وتضمن س��عادة أفراده بحماية حقوقهم وضمان حرياته��م، أو أن األم��ر ال يتعل��ق بمنه��ج وال نظري��ات علمية، ولكن يتعلق بحاجات الس��وق

ومتطلبات العيش واالرتزاق)89(.

ف��ي القانوني��ة الدراس��ات قس��م يعن��ى بي��ت الحكمة بدراس��ة الفك��ر القانون��ي الدولي وانعكاس��اته عل��ى النظام القانون��ي في العراق والب��الد العربية، والعناية بالدراس��ات المتعلقة س القسم بحقوق اإلنسان وحرياته األساسية، أساستنادا إلى الفصل الثالث من قانون تأسيس بيت الحكمة رقم )11( لس��نة )1995(، كما يساهم القس��م برص��د ومتابع��ة التطورات السياس��ية واإلقتصادي��ة والقانوني��ة، بغي��ة تحقيق أهداف بي��ت الحكمة من خالل تبني البحوث األكاديمية التي يعدها أس��اتذة جامعيين أكفاء وقضاة وعدد م��ن الباحثين، والتي تعال��ج مواضيع مهمة تهم المواطن العراقي والتي يتم طرحها ومناقش��تها والمحاض��رات الن��دوات إقام��ة خ��الل م��ن

والحلقات النقاشية والمؤتمرات..

قسم الدراسات إلجتماعية DepartmentSocial Studies

إن علم اإلجتماع هو علم دراس��ة اإلنس��ان والمجتم��ع دراس��ة علمي��ة تعتم��د عل��ى النهج العلمي وما يقتضيه هذا النهج من أسس وقواعد وأس��اليب في البحث، وهذا البعد األساس��ي في التعريف يعد حصاد تطورات علم اإلجتماع منذ أن ول��د على يد العالم��ة العربي »ابن خلدون«


)732-808ه��/1332-1406م( ال��ذي حدده بأن��ه عل��م العم��ران البش��ري Ekistics، وما يحويه هذا العمران م��ن مختلف جوانب الحياة اإلجتماعي��ة المادية ومرورا بأوغس��ت كونت ال��ذي )1857-1798( Auguste Comteاش��تق كلم��ة sociology م��ن مقطعي��ن م��ن الالتيني��ة واليونانية ليش��ير بهما إلى الدراس��ة

العلمية للمجتمع.

وبالتالي فإن عل��م االجتماع يعد أحد العلوم اإلنس��انية الذي ع��رف كواحد من أق��دم العلوم التي تهتم باإلنس��ان والمجتمع، والعالقة بينهما وتأثير كل واح��د منهما على اآلخر، وهو العلم الذي يتناول دراس��ة المجتمع اإلنساني؛ ويبحث ف��ي عالق��ة الناس م��ع بعضه��م البع��ض وما ينتج عن ه��ذه العالقات م��ن ظواهر إجتماعية تختلف باختالف المجتمعات اإلنس��انية، وتتغير بتغير الزم��ان والمكان، ويس��تنبط بعد كل هذه المالحظات والمش��اهدات قوانين علم االجتماع الت��ي تح��دد مدى تق��دم المجتمع وازده��اره أو

تخلفه وتراجعه.

ولقس��م الدراس��ات اإلجتماعي��ة ف��ي بي��ت الحكم��ة مج��االت عم��ل ونظر متع��ددة ضمن نط��اق تخصصهم العلمي، من أبرزها دراس��ة مجمل الظواهر اإلجتماعي��ة الناتجة من عالقة أف��راد المجتمع م��ع بعضهم البع��ض من حيث الس��لوك والتعابير واألف��كار والعادات والتقاليد واألعراف المتبعة والقوانين واألحكام في شتى مناحي الحياة، ودراس��ة العالق��ات اإلجتماعية الناتج��ة م��ن تعاي��ش فردي��ن أو أكثر ف��ي بيئة واحدة، وتحديد الظواهر اإلجتماعية التي تسفر عن هذا التعايش والذي يؤدي بدوره إلى ظهور التجمع��ات الس��كانية م��ن الجماع��ات والقبائل

والق��رى والمدن وال��دول، ودراس��ة العالقات اإلجتماعية بين األفراد وكون هذه العالقات تتسم بصف��ة الفعل الجماعي مث��ل التعاون والصراع والدف��اع ع��ن الجماع��ة أو القبيل��ة واألعراف المطبق��ة في الحرب والس��لم واألح��كام المدنية والش��رائع المتبع��ة وتقالي��د الزواج واألس��رة والمناصب والطبق��ات اإلجتماعية وغيرها من األم��ور التي تطب��ق بصفة جماعية، ودراس��ة ش��خصية الفرد وس��لوكه وتفاعله م��ع محيطه ومدى تأثي��ره وتأثره بمن حول��ه، وغيرها من

الموضوعات والظواهر اإلجتماعية.

قسم الدراسات اإلقتصادية Economic Studies Department

تعتب��ر العل��وم اإلجتماعي��ة بمجمله��ا، هي المحرك الرئيس��ي لحياة الشعوب بكل فروعها، وما علم االقتص��اد)Economics )90 إال واحدا من هذه العلوم، إذ يدرس هذا العلم كل الجوانب التي تهم اإلنس��ان، بدء م��ن عملية اإلنتاج، إلى التوزيع، إلى اس��تهالك الفرد للسلع، والخدمات التي تهمه، لي��درس بذلك هذا العلم أيضا كل ما يتعلق بالعرض والطلب على كل الس��لع وجميع

الخدمات التي تقدم له.

ح��ول النقاش��ات أن م��ن الرغ��م وعل��ى من��ذ دارت والتوزي��ع عمليات اإلنت��اج بدايات التاري��خ، إال أن االقتص��اد أخذ بالتبلور ف��ي صيغته الحالية كفرع علمي مس��تقل منذ أن ق��ام الفيلس��وف واالقتص��ادي األس��كتلندي آدم سميث Adam Smith )1723-1790( بنشر The Wealth of )كتابه الش��هير )ثروة األم��مNations ع��ام 1776. ويع��رف آدم س��ميث ف��ي كتابه مصطلح االقتصاد السياس��ي بأنه أحد ف��روع علم السياس��ة والتش��ريع، ويه��دف إلى


أمري��ن أساس��يين: األول، تزويد األف��راد بكمية كافية ومس��تمرة من المنتج��ات، أو العمل على جعلهم قادرين على توفير هذه المنتجات بش��كل متواصل، والثان��ي، تزويد الدول��ة أو إثراء كل م��ن األف��راد والحكومات. وف��ي كتاب��ه ”ثروة األمم“ يش��ير آدم سميث إلى االقتصاد بمصطلح )االقتصاد السياسي( Political Economy إال أن هذا المصطلح استبدل تدريجيا في االستعمال Economics )االقتص��اد( بمصطل��ح الع��ام وذلك بع��د عام 1870، فضال ع��ن أن أول من اس��تعمل مصطلح االقتصاد السياسي رجل دين Antoine فرنسي يدعى أنطوان ديمونكريتيان-1575( Monchrestien de Watteville1621(، وأول م��ن تعام��ل بجدي��ة م��ع عل��م Physiocracy )91(االقتصاد هم الفيزوقراطيين

حيث آمنوا بالزراعة كمصدر صافي للربح.

وتأتي أهمي��ة الدراس��ات اإلقتصادية بأنها تطب��ق حرفيا في كل المجاالت التي تهم األفراد وتتعل��ق بهم، فنجدها تتدخل في مجريات الحياة ككل إن كان م��ن ناحية التعليم، أو األس��رة، أو الصحة، وأيضا في الجريمة، وحتى السياس��ة، والقانون، وتتدخل أيضا في الدين والصحة، وما إلى هنالك من أمور حياتية معاش��ة، حتى نراها أيضا تؤثر ف��ي الحروب، ولذل��ك نجد أهميتها تنبع من كونها ذات دور فعال وحاس��م في تقدم الش��عوب وتطورها بش��كل عام، وهي التي من ش��أنها أن ترس��م مصير ال��دول وآفاقها، فتؤثر في التركيبة اإلجتماعية لبنية البالد، إضافة إلى التغيرات التي تطرأ عليها وعلى سياساتها)92(.

ولع��ل من أبرز اهتمام��ات ومجاالت عمل قسم الدراسات اإلقتصادية في بيت الحكمة، أنه يهتم بدراسة المش��كالت اإلقتصادية وسياسات

اإلصالح واالس��تثمار األجنبي.. وللقس��م وحدة Human متخصص��ة ف��ي التنمي��ة البش��رية

.development

قسم الدراسات السياسية Political Studies Department

أصبح��ت الجامعات العالمي��ة تعترف بعلم السياس��ة Political science كعل��م أو ف��رع م��ن العل��وم اإلجتماعية واإلنس��انية من��ذ نهاية القرن التاس��ع عش��ر، وترس��خ هذا االعتراف بإنش��اء كل من المدرسة الحرة للعلوم السياسية École Libre des في باريس ع��ام 1872 Sciences Politiquesومدرس��ة لن��دن لعلم London School of االقتص��اد والسياس��يةEconomic & Political Science، وق��د تأكدت أهمية هذا العلم باعتماده كمادة للتدريس في الجامعات األوربية بصفة عامة والجامعات

األميركية بصفة خاصة.

وق��د أدى وج��ود عوامل متع��ددة لالهتمام بعلم السياس��ة، وقد اقترن ذلك االهتمام بالمزيد من االتجاه نحو الدراس��ة االس��تقرائية لمختلف الظواهر السياسية كاألحزاب السياسية والرأي الع��ام وجماع��ات الضغط والمصال��ح وغيرها خاص��ة في الوالي��ات المتحدة، فق��د غلبت فيها النزعة المنهجية لدراسة الوقائع والجزئيات إلى درجة أحدثت تطورا منهجيا جديدا جعل علماء

السياسة فيها يتبنون نظريات جديدة.

وقد ظلت النظرة الس��ائدة إلى علم السياسة إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية على أنه فرع م��ن العل��وم اإلجتماعية أو اإلنس��انية التي تهتم على وجه ما بالحياة السياس��ية، وأنه ليس هناك ميدان خ��اص للمعرفة ينفرد به علم السياس��ة،


العل��وم اإلجتماعي��ة م��ن أن جمي��ع انطالق��ا واإلنس��انية تتناول السياسة، أي إن النظرة لعلم د العالقة السياس��ة أو العلوم السياسية كانت تؤكبين علم السياسة والعلوم اإلجتماعية من دون أن تعترف له بموضوع خاص ينفرد به دون سائر العل��وم اإلجتماعية، إال أنه عقب انتهاء الحرب العالمي��ة الثاني��ة وما نتج عن تل��ك الحرب من ظواهر سياسية لم تكن موجودة من قبل وانقسام العالم إلى كتلتين وقيام كيانات دولية جديدة، كل هذه العوامل أكسبت أهمية لعلم السياسة وفتحت الباب للبحوث السياس��ية والدراسات المستقلة، وأعطت لعلم السياس��ة أبع��ادا جديدة تبرزه عن

العلوم اإلجتماعية األخرى.

وبالتال��ي، تع��د الدراس��ات السياس��ية إحدى تخصص��ات العل��وم اإلجتماعي��ة الت��ي ت��درس نظرية السياسة وتطبيقاتها ووصف وتحليل النظم السياسية وسلوكها السياسي وأثرها على المجتمع، وهذه الدراس��ات تكون غالب��ا ذات طابع أكاديمي ا بالنسبة ألبرز الحقول التوجه، نظري وبحثي. أمالفرعية التي تتناولها العلوم السياس��ية فتتضمن: النظرية السياسية، والفلسفة السياسية، والمدنيات comparative( وعلم السياسة المقارن ،civicspolitics(، واألنظمة القومية وتحليل السياسات cross-national political األم��م بي��ن analysis ، والتطور السياسي، والقانون الدولي، وتاريخ الفكر السياسي، والحريات العامة، وحقوق

اإلنسان)93(.

ولع��ل من أبرز اهتمام��ات ومجاالت عمل قسم الدراسات السياسية في بيت الحكمة، هي:

1. إجراء الدراسات والبحوث وعقد الندوات في مجال النزاعات اإلقليمية والعالقات الدولية واألم��ن والقضايا السياس��ية على المس��تويات

الوطني��ة واإلقليمي��ة والعالمي��ة، وتحليل مدى تأثير هذه القضايا على أمن العراق والمنطقة.

2. البح��ث ف��ي ميادي��ن مختلفة بم��ا يحقق أه��داف البي��ت مث��ل الديمقراطي��ة والتعديالت الدس��تورية واإلص��الح السياس��ي والتعددي��ة السياس��ية والحزبية والحراك السياسي والسالم

والتنمية والبيئة.

3. دراس��ة المجتم��ع العراقي م��ن مختلف الجوانب السياسية وتقييم مدى توافقها مع المعايير الدولي��ة ذات العالق��ة، وتقديم البدائل السياس��ية ألصحاب القرار السياس��ي من خالل التعاقد مع مؤسسات الدولة وهيئاتها المختلفة حول دراسات

معينة يقدمها القسم ألصحاب القرارات.

4. اقت��راح تنظيم الفعالي��ات من مؤتمرات وورش عم��ل ون��دوات وزي��ارات ذات الصلة بالمج��االت السياس��ية والعمل على اإلش��راف

على المحتوى التخصصي لهذه الفعاليات.

5. إعداد الكتب اإلستراتيجية في المجاالت السياسية التي تتصل بالقضايا العراقية والعربية.

6. المس��اهمة في نش��ر الوعي ل��دى الرأي العام العراقي بالقضايا السياسية والهامة في العالم بوجه ع��ام، وفي العالم العرب��ي والعراق بوجه

خاص، بهدف تنوير الرأي العام بتلك القضايا.

7. المساهمة في إعداد مجلة دراسات سياسية الدورية الصادرة عن القس��م وف��ي إعداد التقرير الس��نوي ع��ن إنجازات��ه وذلك من خ��الل إعداد

المقاالت والمواد المطلوبة من البرنامج للمجلة.

8. نشر التقارير والكتب وتوفير إصدارات موضوعي��ة ومعلوم��ات وأنش��طة وأبح��اث ف��ي المج��االت ذات العالقة بالش��أن السياس��ي

والمواضيع اإلقليمية.


قسم الدراسات الفلسفية Philosophical Studies Department

تشتغل الفلس��فة بحياة اإلنسان برمتها، فهي فعل فكري ي��الزم جميع قضايا وجوانب الحياة الفردي��ة واإلجتماعية واإلنس��انية، فعل منهجه التأمل، تجتمع فيه الدراس��ة الش��املة والتحليل المنطق��ي العمي��ق والنقد الدقي��ق، ومن جوانب اهتمام الفلس��فة التربية. وإذا كان »اإلنس��ان ال يمكن أن يصير إنسانا إال بالتربية، إنه ما تصنع منه التربية«، على حد قول الفيلس��وف األلماني -1724( Immanuel Kant إيمانويل كان��ط1804(. وال يمكن أن يحيا إنس��انيته في أقصى

مداها إال بممارسة التفلسف..

وبالتالي تقوم الفلس��فة ب��دور كبير في حياة اإلنس��ان على عدة مس��تويات.. حي��ث تقوم في مراحل التعليم الثان��وي والجامعي بتنمية جملة من المهارات والقدرات لدى المتعلم، من خالل تعزي��ز الس��لوك العقالن��ي المنظ��م ف��ي الحياة الفكرية والنفس��ية والدراسية واإلجتماعية، كما تسمح بامتالك الثقافة العلمية والفلسفية والقدرة على التعبير الدقيق، واليقظة الفكرية والصرامة المنطقي��ة، والمراقب��ة الذاتي��ة خ��الل التفكي��ر والتعبير، والحوار الفلسفي، وتنمية القدرة على النقد وإص��دار األحكام واتخ��اذ المواقف.. كما تزود الفلسفة المجتمع بأصول ومبادئ وغايات النظ��ام اإلجتماعي الذي يحكم��ه ويحكم الحياة اإلجتماعي��ة فيه، كم��ا ت��زود المجتمع بأصول ومب��ادئ وغاي��ات النظ��ام التربوي أي فلس��فة التربي��ة في المجتم��ع، حيث تس��تمد المنظومة التربوي��ة الت��ي تتكون من األس��رة والمدرس��ة والمجتمع مادتها ومناهجه��ا وغاياتها وأهدافها من فلسفة المجتمع وفلس��فة حياته عامة.. كذلك فإن الفلس��فة تس��اعد على التعرف على التراث

الفلس��في اإلنس��اني والتجاوب مع��ه، والتوعية بمب��ادئ حقوق اإلنس��ان والعدال��ة اإلجتماعية وتمثله��ا والدفاع عنها، والتعرف على الصراع الثقافي واإليديولوجي السائد في العالم والتعاطي مع��ه بإيجابية.. وبه��ذا فهي تمثل قيم التس��امح الفك��ري والديني والحضاري عام��ة، واعتماد أس��لوب الحوار في التعامل مع اآلخر إجتماعيا

وإنسانيا)94(.

ومن خالل ما تقدم، يعنى قس��م الدراس��ات الفلس��فية في بيت الحكمة بعلم ما وراء الطبيعة )الميتافيزيقيـــا( Metaphysics م��ن خ��الل دراس��ة الواق��ع والوج��ود من حي��ث طبيعتهما األساس��ية، بغية التوص��ل إلى ماهية األش��ياء وحقيقتها، كما يتناول بالدراسة مبادئ وطرائق المحاكمة العقلية )المنطق(، من خالل استكشاف كيفيات التمييز بين المحاكمة القويمة والمحاكمة السقيمة باعتماد البرهان أو االستدالل، وتحديد طبيع��ة المعرفة وأساس��ها ومجالها، من خالل استكش��اف الطرائ��ق المختلف��ة المؤدي��ة إل��ى المعرفة وجوهر الحقيقة والعالقات بين المعرفة واإليم��ان، كذلك االهتم��ام بدراس��ة القيم ذات العالقة بسيرة اإلنسان وشخصيته، لما كان وما يزال موضوع اإلنس��ان أحد المحاور الرئيس��ة في الدراسات الفلسفية، فضال عن عدة مجاالت معرفية أخرى يهتم بها هذا القسم العلمي كفلسفة الجمـــال الباحثة في اإلبداع، وك��ذا في المبادئ التي يق��وم عليها الفن والجمال، وفلس��فة الدين المهتمة بدراس��ة وتحليل طبيعة المعرفة الدينية وم��ا تنطوي علي��ه المعتق��دات، ون��وع األدلة والبراهي��ن التي تس��تند إليها تل��ك المعرفة في محاول��ة لتحلي��ل التج��ارب اإليماني��ة والبحث عن منابعها وتجلياتها وأحوالها، وفلس��فة العلم المعنية بفهم وتفس��ير ظاهرة العلم فهما يعمقها،


فتبح��ث ف��ي التنظيم األمثل لمناهج��ه، ومعرفة خصائص��ه ومقوماته، ومحاولة حل مش��كالته الت��ي تخرج ع��ن دوائ��ر اختص��اص العلماء، وموضوع��ات أخرى تدخل ضمن اهتمام قس��م الدراس��ات الفلس��فية من قبيل: فلسفة القانون؛

فلسفة التاريخ؛ فلسفة التربية؛ وغيرها..

ا عن أبرز أهداف ومش��اريع هذا القس��م أمالعلمي – المعرفي، فيتم العمل على:

1. إعداد المش��اريع الفلسفية وما يدخل في اختصاصاته من علوم.

2. تبوي��ب المراحل والمذاهب واالتجاهات الفلسفية الكبرى.

3. العناية بفكر األمة الفلس��في وحضارتها وتراثها وتأكيد أصالة الفكر اإلسالمي.

4. العناية واالهتمام بالدراس��ات والبحوث د على الفكر الفلسفي العربي المعاصر التي تؤك

والمشروع الحضاري واآلفاق المستقبلية.

5. اس��تثمار الطاقات الفكري��ة والبحثية في الحقل الفلسفي الوطنية والعربية واإلنسانية...

قسم الدراسات اللغوية والترجميةDepartment of Linguistics and

Translation

إن المقصود بالدراسات اللغوية أو بالتفكير اللغوي: النظر ف��ي أي جانب من جوانب اللغة وب��أي صورة م��ن الصور، وهذه ه��ي النظرة عامة، إذ توس��ع من مدلول الدراس��ات اللغوية ليش��مل كل ص��ورة من ص��ور التفكي��ر فيها، وبعض العلماء يقصر التفكير اللغوي على عدة جوانب بعينه��ا على رأس��ها الجانب الصوتي،

ث��م الجانب الصرف��ي، ثم الجان��ب النحوي، ثم الجان��ب الداللي، ثم يتبع ه��ذه الجوانب بالنظر ف��ي موضوعات لغوي��ة أخرى متعلق��ة باللغة، كالحدي��ث ع��ن نش��أتها ونموه��ا وتطوره��ا، ون��رى بعض��ا آخ��ر م��ن العلم��اء يخ��رج من الدراس��ات اللغوية ما يتص��ل بالجوانب األدبية أو الجمالي��ة للغ��ة، ون��رى آخري��ن يخرج��ون من الدراس��ات اللغوية وجه��ات النظر اللغوية المتصل��ة بالجوان��ب النفس��ية، واإلجتماعي��ة، والعقلي��ة، وبخاص��ة عندم��ا يكون ه��دف هذه الجوان��ب خدم��ة ظاه��رة أخ��رى غي��ر اللغة. وعلى أية حال س��واء ضاق مفهوم الدراس��ات اللغوية أو اتسع، فإن تلك الدراسات لم تنشأ من ف��راغ، وإنم��ا هي ثمرة جهود طويل��ة على مر التاريخ، وبالتالي فإن وظيفة علم اللغة دراس��ة اللغة ذاتها، بالكش��ف عن خواصها ومميزاتها، وتس��جيل هذه الخ��واص والممي��زات كما هي ��س ف��ي صورة قواعد ونظم عامة، ويعد المؤساألول لعلم الدراسات اللغوية بمفهومها الحديث Ferdinand de )95(هو فردينان دي سوس��يرSaussure )1857-1913( عال��م اللغوي��ات س لمدرسة السويس��ري الذي يعد األب والمؤس

البنيوية في اللسانيات في القرن العشرين.

الترجمي��ة للدراس��ات بالنس��بة ��ا أمTranslation studies، فتع��د أح��د الف��روع األكاديمي��ة متداخل��ة االختصاص��ات، والت��ي تتن��اول الدراس��ة المنهجية لنظري��ة الترجمة، باإلضاف��ة وتطبيقه��ا، الترجم��ة، ووص��ف إل��ى الترجم��ة الش��فوية والتوطي��ن، وباعتبار أن دراس��ات الترجم��ة ذات ف��روع متداخل��ة االختصاصات، فإنها تس��تمد الكثير من مختلف مجاالت الدراسات التي تدعم الترجمة، وتشمل Comparative هذه الدراسات األدب المقارن


computer وعل��وم الحاس��ب ،Literaturescience، والتاريخ History، وعلم اللغويات اللغ��ة فق��ه إل��ى باإلضاف��ة ،Linguistics ،Philosophy وعل��م الفلس��فة ،Philology ،Semiotics )الس��يمياء( العالم��ات وعل��م كان .Terminology المصطلح��ات وعل��م James العال��م األمريك��ي جيم��س إس هولمزStratton Holmes )1924-1986(، المقيم في مدينة أمس��تردام هو من اس��تحدث مصطلح )دراسات الترجمة( في بحثه المعنون: ”تسمية The name )96(“دراس��ات الترجمة وطبيعتها ،and nature of translation studiesوالذي يعتبر البيان التأسيس��ي لهذا الفرع، وفي اللغ��ة اإلنجليزية يس��تخدم الكتاب مصطلح علم الترجم��ة Translatology في بعض األحيان

لإلشارة إلى دراسات الترجمة)97(.

اللغوي��ة الدراس��ات قس��م ف��إن وبالتال��ي والترجمية في بيت الحكمة إنما يعنى باإلس��هام في نقل المعرفة اإلنسانية بمختلف اختصاصاتها وتوجهاتها من وإلى اللغ��ة العربية. كذلك ومن خالل نش��اطات القس��م العلمية المتنوعة – عقد الن��دوات وورش العمل، واإلصدارات بمختلف أنواعه��ا – يتم العمل على التعريف بدراس��ات الترجمة في معظ��م جوانبها، التعريف بأبعادها المختلف��ة، طبيعته��ا العلمية واإلبيس��تمولوجية

.Epistemology

مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرارThe Information and Decision

Support Center )IDSC(

تأس��س المركز في بيت الحكمة استنادا إلى كت��اب مكتب رئي��س الوزراء العراق��ي المرقم 2010/9/8م، ف��ي ن/6176/18/44 ر م ه��ذا المركز الذي يس��عى – وف��ق أجندة عمل ديناميكي��ة – إلى تناول القضاي��ا ذات األولوية لدفع مسيرة اإلصالح المؤثرة على مسار التنمية في األجلين القصير والمتوسط، وذلك من خالل رص��د الواقع وتحلي��ل الوضع الراه��ن لبحث التغي��رات الت��ي ظه��رت في ش��تى المجاالت، وتحديد المش��كالت الرئيس��ة وتحليلها، وصوال إلى صياغة مقترحات فعالة لعالج تلك القضايا.

ويتبن��ى المرك��ز العديد من سياس��ات وآليات العمل لالرتقاء بدرجة كفاءة وفاعلية جهوده البحثية المختلفة، إذ يحرص المركز على تحقيق التوافق مع االحتياجات الفعلية لمجتمع المستفيدين، وذلك من خ��الل مراجعة برامج عمل الحكومة وتوجهاتها، ومشاركة المجتمع المدني في صياغة أجندة عمل المركز، ودراسة تجارب المراكز المثيلة، باإلضافة إلى التوافق مع المستجدات على الساحتين المحلية والدولية، كذلك يحرص المركز على تعظيم قيمة إصداراته من خالل تعزيز استخدام منهجيات كل ي والكيفي، ومش��اركة المس��تفيد من التحليل الكمالنهائ��ي، فضال عن التعاون م��ع المراكز البحثية األخرى، كما يعمل المركز على التطوير المستمر لمنهجيات عمله سعيا نحو االرتقاء بمستوى جودة

إصداراته شكال ومضمونا.

وباإلم��كان اختزال األهداف اإلس��تراتيجية لمركز دع��م واتخاذ القرار ف��ي البوتقة الفكرية Think Tank لمجل��س ال��وزراء العراقي، في


مجاالت دعم القرار في قضايا التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والسياس��ية، وتنمي��ة العالقات مع الوزارات والهيئ��ات الحكومية المختلفة، للعمل كفري��ق عمل واحد ب��دال من المنافس��ة، وإتاحة البيانات والمعلومات في إطار كامل من الشفافية، مع التركي��ز على اإلتاح��ة اإللكتروني��ة، وفتح قن��وات لالتص��ال الجماهيري لقي��اس اتجاهات المجتمع نحو القضايا الوطنية والقومية والدولية.

وكذل��ك باإلم��كان تلخيص وس��ائل وآليات عم��ل مرك��ز المعلوم��ات ودعم اتخ��اذ القرار

بالنقاط اآلتية:

دراس��ة القضايا التنموية )المزمنة / العاجلة / اإلستراتيجية( المطروحة للنهوض باإلقتصاد

والمجتمع العراقي.ط��رح تص��ورات ورؤى للسياس��ات العامة

المج��االت ف��ي اإلص��الح وإس��تراتيجيات اإلقتصادية واإلجتماعية.

متابع��ة األداء التنم��وي للحكوم��ة وأجهزتها المختلفة.

تقيي��م م��ردود البرامج والسياس��ات المختلفة على المواطن العراقي.

إث��راء الموضوع��ات المرفوعة م��ن أجهزة الدولة بالرأي المبني على الحقائق والمعلومات.

رص��د وتحلي��ل الموضوع��ات ذات الصل��ة بحياة المواطنين من خالل المعلومات الواردة م��ن األجه��زة المختلفة الت��ي تعبر ع��ن كافة

القطاعات.دراس��ة الموضوعات ذات األثر التنموي في

ضوء أولويات صانع القرار.م��د وتعميق ش��بكة الرصد الميدان��ي، لزيادة

فعالي��ة أنش��طة متابعة األح��داث والمتغيرات المؤثرة على مسيرة التنمية.

الهوامش)1( كوثران��ي، وجي��ه، تاري��خ التأري��خ.. اتجاه��ات.. مدارس.. مناه��ج، ط1، )الدوح��ة، المركز العربي

لألبحاث ودراسة السياسات، 2012م(، ص17.

)2( كريم��ر، صاموئيل ن��وح، الس��ومريون.. تاريخهم وحضارته��م وخصائصهم، ترجمة: فيصل الوائلي، )بي��روت، دار ومكتب��ة البصائر للطباعة والنش��ر،

2012م(، ص41.

)3( سوسة، أحمد، حضارة وادي الرافدين بين الساميين والس��ومريين، )بغداد، دار الرشيد للطباعة والنشر،

1980م(، ص154.

)4( باق��ر، ط��ه، ملحم��ة كلكام��ش، ط1، )لن��دن، دار الوراق، 2006م(، ص ص32-31.

)5( س��اكز، ه��اري، البابليون، ترجمة: س��عيد الغانمي، )بي��روت، دار الكت��اب الجديد المتح��دة، 2009م(،

ص15.

)6( م��ؤرخ إغريق��ي – يوناني عاش ف��ي القرن الخامس قب��ل المي��الد )484-425ق.م.(، يعد أش��هر مؤرخ في التاريخ القديم، اس��تحق لقب )أبو التاريخ( بس��بب الطريق��ة الجدي��دة الت��ي كت��ب به��ا تاريخ��ه، والتي تعتمد على كتابة التاريخ من الواقع المش��اهد، وليس المس��موع فقط. ونتيجة ألس��فاره فقد ج��اءت كتاباته لتش��مل – إضافة إلى التاري��خ – معلومات إجتماعية

وجغرافية. لمزيد من التفاصيل، ينظر:

Barbour, Amy L., Selections from Herodotus, 2nd Edition, Oklahoma: University of Okla-homa, 2011, p.19.،

ويزع��م بعض الباحثين أن هي��رودوت لم يزر مدينة بابل بنفس��ه وأنه حصل على معلوماته م��ن بعض الرواة

النقلة، ال مباشرة.

Alexander المقدون��ي الثال��ث اإلس��كندر ه��و: )7(أح��د )356-323ق.م.(: III of Macedonملوك مقدونيا اإلغريق، ومن أشهر القادة العسكريين والفاتحي��ن عب��ر التاري��خ. تتلمذ على يد الفيلس��وف والعالم الش��هير أرس��طو حت��ى بلغ ربيعه الس��ادس عش��ر. وبحلول عامه الثالثين، كان قد أس��س إحدى


أكبر وأعظم اإلمبراطوريات التي عرفها العالم القديم، Ionian Sea والتي امتدت من سواحل البحر األيوني Himalaya غربا وصوال إلى سلسلة جبال الهيمااليا

شرقا. لمزيد من التفاصيل، ينظر:

Green, Peter, Alexander of Macedon 356-323 B.C.: A Historical Biography, California: University of California Press, 1992, p.21.

)8( ساكز، البابليون، ص18.

)9( Clayton, Peter A., The Seven Wonders of the Ancient World, 2nd edition, New York: Routledge, 1990, p.108.

)10( رشيد، فوزي، الش��رائع العراقية القديمة، )بغداد، دار الرشيد، 1979م(، ص ص20-13.

)11( باق��ر، ملحم��ة كلكام��ش، ص ص48-49؛ كذلك Benno ينظ��ر البحث المه��م لألس��تاذ الندزبرجرالمنش��ور ،)1968-1890( Landsbergerف��ي خالص��ة أبح��اث المستش��رقين م��ن جماع��ة ”ثورودانجان“، في المؤتمر السابع المنعقد بباريس

.)1958(

القديم��ة، العص��ور هن��ري، جيم��س برس��تد، )12(ترجمة: داود قرب��ان، )بيروت، الجامعة األمريكية،

1936م(، ص100.

)13( بابو إسحق، رفائيل، مدارس العراق قبل اإلسالم، ط1، )لندن، دار الوراق، 2006م(، ص57.

)14( أدي ش��ير، تاري��خ كل��دو وآث��ور، )أربيل، مكتب األستاذ سركيس آغاجان، 2007م(، ج2، ص272.

)15( التلم��ود نوع��ان: التلم��ود الفلس��طيني أو التلمود األورش��ليمي والتلمود البابلي، ول��كل من التلمودين طابع خاص به. فيغلب على التلمود الفلسطيني طابع التمس��ك بالرواي��ة والحديث. ويظهر عل��ى التلمود البابلي الطاب��ع العراقي الحر وفيه تعمق في التفكير وتوس��ع في األحكام. وقد اش��تغل ب��ه األحبار حتى اكتس��ب صبغته النهائي��ة في أوائل القرن الس��ادس

للميالد. لمزيد من التفاصيل، ينظر:

Skolnik, Fred )Editor in Chief(, ENCYCLO-PAEDIA JUDAICA, 2nd Edition, USA: THOMSON GALE, 2007, Vol.19, Pp.469-

470.

)16( بابو إس��حق، م��دارس العراق قبل اإلس��الم، ص ص166-165.

الجليل��ي العه��د ف��ي الموص��ل س��هيل، قاش��ا، )17(1139-1250ه��/1726-1834م، ط1، )بيروت، التنوير للطباعة والنشر، 2010م(، ص ص17-14.

)18( لمزي��د م��ن التفاصي��ل، ينظر: ابن كثي��ر، الحافظ عم��اد الدين أبو الفداء إس��ماعيل بن كثير القرش��ي )ت774ه��/1372م(، قص��ص األنبي��اء، تحقيق: عب��د الحي الفرماوي، ط5، )القاه��رة، دار الطباعة

والنشر اإلسالمية، 1417ه�/1997م(؛

Skolnik, ENCYCLOPAEDIA JUDAICA, 22.Vol.

)19( هو: أبو عبد هللا عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نس��يب بن زيد... بن قيس عي��الن المازني، توفي س��نة 17 للهجرة، وهو س��ابع س��بعة في اإلسالم مع رس��ول هللا )�(، وقد قال ذلك في خطبته بالبصرة: ”لقد رأيتني س��ابع س��بعة مع رسول هللا )�(، ما لنا طعام إال ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا“. وهاجر إلى أرض الحبش��ة – وهو ابن أربعين سنة – ثم عاد إلى رسول هللا )�( وهو بمكة، فأقام معه حتى هاجر إلى المدينة مع المقداد، وكانا من السابقين. شهد بدرا، والمش��اهد م��ع رس��ول هللا )�(، وس��يره عمر بن الخط��اب )( إلى أرض البصرة، ليقاتل من باألبلة من فارس. فسار عتبة وافتتح األبلة، واختط البصرة، ره��ا. وأم��ر محجن بن ه��و أول من مصره��ا وعماألدرع فخط مسجد البصرة األعظم، وبناه بالقصب. وكان ط��واال جمي��ال. تنظر ترجمته في: ابن س��عد، د بن سعد بن منيع الزهري )ت230ه�/845م(، محمكت��اب الطبقات الكبي��ر، تحقيق: عل��ي محمد عمر، الخانج��ي، 2001م(، ج3، ص )القاه��رة، مكتب��ة ص92-93؛ اب��ن األثير، عز الدين أبو الحس��ن علي د الجزري )ت630ه�/1233م(، أس��د الغابة بن محمفي معرف��ة الصحابة، تحقيق: عل��ي محمد معوض، )بي��روت، دار الكت��ب العلمي��ة، د.ت.(، ج3، ص ص558-560؛ ابن حجر العسقالني، أحمد بن علي )ت852ه��/1448م(، اإلصابة في تمييز الصحابة،


تحقي��ق: ع��ادل أحمد عب��د الموجود، )بي��روت، دار الكتب العلمية، 1995م(، ج4، ص ص364-363.

س��بيل عل��ى ينظ��ر التفاصي��ل، م��ن لمزي��د )20(المثال: الس��يرافي، أبو س��عيد الحس��ن ب��ن عبد هللا النحويي��ن البصريين، )ت368ه��/978م(، أخبار تحقيق: طه محمد الزيني ومحمد عبد المنعم خفاجي، )القاهرة، مكتب��ة مصطفى الباب��ي الحلبي وأوالده، ��د ب��ن 1955م(؛ المرزبان��ي، أب��و عبي��د هللا محمعمران )ت384ه��/994م(، نور القبس المختصر م��ن المقتبس في أخب��ار النحاة واألدباء والش��عراء والعلماء، تحقيق: رودلف زلهايم، )فيسبادن، فرانتس شتاينر، 1964م(؛ الذهبي، شمس الدين أبو عبد هللا ��د بن أحمد ب��ن عثمان )ت748ه��/1348م(، محماء الكبار عل��ى الطبق��ات واألعصار، معرف��ة الق��ر ،ISAM ،تحقي��ق: طيار آلت��ي قوالج، )اس��تانبول��د 1995م(، 2ج؛ ال��داوودي، ش��مس الدي��ن محمبن عل��ي بن أحم��د )ت945ه��/1538م(، طبقات ��رين، تحقي��ق ومراجع��ة: لجنة م��ن العلماء، المفس2ج. 1983م(، العلمي��ة، الكت��ب دار )بي��روت، وغيرهم ممن يوفرون قوائم طويلة بأس��ماء الرجال العلماء في حقول المعرفة اإلنسانية المختلفة، أولئك الذين أنجبتهم مدينة البصرة بش��كل يدعو إلى الفخر واإلعتزاز بما أس��همت به ه��ذه المدينة في النهضة

الحضارية العربية بصورة عامة.

)21( ينظ��ر: الدان��ي، أب��و عم��رو عثم��ان ب��ن س��عيد )ت444ه��/1052م(، المحكم في نقط المصاحف، تحقيق: عزة حسن، )بيروت، دار الفكر، 1960م(، د بن أبي ص4؛ ابن خلكان، أبو العباس أحمد بن محمبكر )ت681ه��/1282م(، وفي��ات األعيان وأنباء أبن��اء الزم��ان، تحقيق: إحس��ان عب��اس، )بيروت، ص535-539؛ ص ج2، د.ت.(، ص��ادر، دار الزركلي، خير الدين، األعالم، ط15، )بيروت، دار العلم للماليين، 2002م(، ج3، ص ص237-236.

)22( ابن خل��كان، وفيات األعيان، ج3، ص ص466- .470

)23( القفط��ي، جمال الدين أبو الحس��ن علي بن يوس��ف )ت624ه�/1227م(، إنب��اه الرواة على أنباه النحاة،

تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، )القاهرة، دار الفكر العرب��ي،1986م(، ج1، ص ص376-382؛ اب��ن

خلكان، وفيات األعيان، ج2، ص ص248-244.

)24( الخطي��ب البغ��دادي، أب��و بكر أحمد ب��ن علي بن ثابت )ت463ه��/1071م(، تاريخ مدينة الس��الم، تحقيق: بش��ار عواد معروف، )بيروت، دار الغرب اإلس��المي، 2001م(، ج12، ص ص157-169؛

القفطي، إنباه الرواة، ج2، ص ص205-197.

)25( ياقوت الحموي، شهاب الدين أبو عبد هللا ياقوت بن عبد هللا )ت626ه�/1225م(، معجم األدباء.. إرشاد األريب إلى معرفة األديب، تحقيق: إحس��ان عباس، )بي��روت، دار الغرب اإلس��المي، 1993م(، ج4،

ص ص1858-1852.

)26( اب��ن أب��ي أصيبعة، أب��و العباس أحمد بن القاس��م الس��عدي )ت668ه��/1270م(، عي��ون األنباء في طبقات األطباء، تحقيق: محمد باس��ل عيون السود، ص 1998م(، العلمي��ة، الكت��ب دار )بي��روت،

ص268-260.

)27( المصدر نفسه، ص ص515-505.

)28( اب��ن الج��وزي، أب��و الفرج عبد الرحم��ن بن علي ��د القرش��ي التيمي )ت597ه��/1201م(، بن محمصف��ة الصفوة، تحقي��ق: طارق محمد عب��د المنعم، )اإلس��كندرية، دار اب��ن خل��دون، د.ت.(، ج1، ص

ص234-233.

)29( ابن خل��كان، وفيات األعيان، ج4، ص ص181-183؛ الزركلي، األعالم، ج6، ص154.

)30( ينظ��ر: الزجاج��ي، أبو القاس��م عب��د الرحمن بن إسحق )ت240ه�/854م(، مجالس العلماء، تحقيق: عبد الس��الم محمد ه��ارون، ط3، )القاه��رة، مكتبة

الخانجي، 1420ه�/1999م(.

د بن مكرم بن علي )31( اب��ن منظور، أبو الفض��ل محملس��ان الرويفعي )ت711ه�/1311م(، األنصاري الع��رب، تحقيق: نخبة من األس��اتذة المتخصصين، )القاهرة، دار الحديث، 2003م(، مادة )ربد(، ج4،

ص ص35-34.

اإلجتماعي��ة الحي��اة الزبي��دي، محم��د حس��ين، )32(


واإلقتصادي��ة في الكوفة ف��ي القرن األول الهجري، )القاهرة، المطبعة العالمية، 1970م(، ص28.

)33( البغ��دادي، أحم��د ع��الوي مجي��د، نش��أة التي��ار العل��وي ف��ي الكوف��ة إل��ى نهاي��ة العص��ر األموي )132ه�/749م(، رس��الة ماجس��تير غير منشورة،

جامعة الكوفة، كلية اآلداب، 2007م، ص16.

ف س��يد حسين نصر بإيجاز جوهر الروحانية )34( يعراإلس��المية على أنها ”تحقيق للوحدة، كما عبر عنها القرآن، على أس��اس من النموذج النبوي، وبمساعدة

من النبي“. ينظر مقدمته إلى:

Islamic Spirituality: Foundations, Vol.19 of World Spirituality: An Encyclopedic His-tory of the Religious Quest, ed. S.H. Nasr, )Jondon, 1987(, p.xviii.

)35( ينظر: النس��ائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب )ت303ه�/915م(، خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب )(، تحقيق: أحمد ميرين البلوشي،

)الكويت، مكتبة المعال، 1986م(، ص89.

��د ب��ن )36( الحاك��م النيس��ابوري، أب��و عب��د هللا محمعب��د هللا )ت405ه��/1014م(، المس��تدرك عل��ى الصحيحي��ن، تحقي��ق: مصطفى عبد الق��ادر عطا، ط2، )بي��روت، دار الكتب العلمية، 2002م(، ج3، ص ص149-150. يحت��اج الم��رء إل��ى عقيدة ابن عربي )558-638ه�/1163-1241م( في العالقة ة لفهم ذل��ك بصورته الصحيحة. بين الوالي��ة والنبوففي حين أن والية الولي هي أكبر – بسبب عالميتها ة النبي، فإن والية النب��ي هي دائما أعظم – م��ن نبوة، لكن م��ن والية الولي. تعتبر الوالية أعلى من النبوكال البعدي��ن يتحققان بكل كثرتهما داخل نفس النبي. ة النبي، فإن األخيرة وعندم��ا تقارن والية الولي بنبور بخصائص الرس��الة س��تبدو، بس��بب كونه��ا تق��رالمعط��اة ألناس محددين في زم��ن ومكان محددين، أنها تش��تق من، وبالتالي رديف��ة للمبدأ العالمي الذي منه تس��تمد الوالية الجوهر ال��ذي يحددها من حيث هي كذلك. وهكذا، فإن علي��ا »من« النبي بمقدار ما تش��تق واليته من والية النبي من حيث هي المصدر األعلى للوالية، لكن يمكن أن نرى النبي »من« علي

إذا ما نظرنا إلى األخير باعتباره رمزا لمبدأ الوالية، ته على الس��واء. المصدر الش��امل لوالية النبي ونبو

ولمزيد من النقاش لهذا الموضوع، ينظر:

Michel Chodkiewicz, Seal of the Saints: Prophethood and Sainthood in the Doctrine of Ibn ‘Arabi, tr. L. Sherrard, )Cambridge, 1993(.

)37( الحاكم النيس��ابوري، المستدرك على الصحيحين، ج3، ص146.

ك��ر.. تعريف )38( كاظم��ي، رض��ا ش��اه، الع��دل والذبروحانية اإلمام علي، )بيروت، دار الس��اقي ومعهد الدراسات اإلسماعيلية، 2009م(، ص ص25-24.

)39( ه��و: مال��ك ب��ن الح��ارث ب��ن عب��د يغ��وث ب��ن مس��لمة النخع��ي م��ن مذح��ج، المعروف باألش��تر )ت37ه��/657م(. أمير، من كبار الش��جعان، كان رئي��س قومه. أدرك اإلس��الم، وأول م��ا عرف عنه أنه حضر خطبة عمر بن الخطاب )( في الجابية، س��كن الكوف��ة، وكان له نس��ل فيها. ش��هد اليرموك وذهبت عينه فيها، وش��هد الجم��ل، وأيام صفين مع اإلم��ام علي بن أبي طال��ب )(. واله اإلمام علي مصر فقصدها، فاستش��هد في الطري��ق، فقال علي: ”رحم هللا مالكا فلقد كان لي كما كنت لرس��ول هللا“. وله ش��عر جيد. ويعد من الش��جعان األجواد العلماء الفصح��اء. ينظر: المزي، جم��ال الدين أبو الحجاج يوس��ف )ت742ه��/1341م(، تهذي��ب الكمال في أس��ماء الرج��ال، تحقي��ق: بش��ار ع��واد معروف، )بيروت، مؤسس��ة الرس��الة، 1992م(، ج27، ص ص126-129؛ الزركلي، األعالم، ج5، ص259.

)40( ينظر:

Jafri, Husain Muhammad, Political and Moral Vision of Islam, 2nd Edition, New York: Tahrike Tarsile Qur’an, 2009.

فباإلضافة إلى مناقش��ته لدس��تور المدينة ورسالة اإلمام إل��ى مالك – حي��ث قام بترجمتها كامل��ة – يقوم هذا الكت��اب بتوفير إضافة مرغوبة إلى األعمال النزيرة في البحث الغربي الت��ي تعالج الصلة ما بين اإلرث الفك��ري لإلم��ام والحدي��ث األخالق��ي والسياس��ي


المعاصر في اإلسالم.

والذك��ر، ص ص107-106. الع��دل كاظم��ي، )41(ولمزي��د من التفاصيل حول عه��د اإلمام علي بن أبي طالب )( إلى مالك األشتر )(، ينظر: الناصر، عبد المنعم، فن إدارة الدولة في الس��الم.. دراس��ة في عهد اإلمام علي لمالك األش��تر حي��ن عينه واليا على مصر، ط1، )بيروت، دار الكتب العلمية، 2011م(.

)42( لمزي��د من التفاصيل، ينظ��ر: مغنية، محمد جواد، الش��يعة والحاكم��ون، ط3، )بي��روت، منش��ورات المكتب��ة األهلية، 1966م(؛ الليثي، س��ميرة مختار، جهاد الش��يعة في العصر العباس��ي األول، )قم، دار الكتاب اإلسالمي، 2007م(؛ نصار، عمار عبودي، أخب��ار المالحم والفتن.. وأثرها ف��ي العقلية العربية واإلس��المية حتى نهاية العصر األموي، )قم، مركز

العلوم والثقافة اإلسالمية، 2009م(.

)43( لمزي��د م��ن التفاصي��ل، ينظ��ر: الحل��و، مض��ر، موس��وعة أع��الم الكوف��ة، )بي��روت، دار المؤرخ

العربي، 2013م(، 9ج.

)44( تنظ��ر ترجمت��ه في: ابن خل��كان، وفيات األعيان، الج��زري، اب��ن ص295-297؛ ص ج3، د الدمش��قي د بن محم ش��مس الدي��ن أبو الخي��ر محم)ت833ه��/1430م(، غاي��ة النهاي��ة ف��ي طبقات اء، تحقيق: ج. برجستراس��ر، )بي��روت، دار الق��رالكتب العلمية، 2006م(، ج1، ص ص478-474.

إس��حاق ب��ن ��د محم الف��رج أب��و الندي��م، اب��ن )45()ت438ه��/1047م(، كت��اب الفهرس��ت، تحقيق: أيم��ن فؤاد س��يد، )لندن، مؤسس��ة الفرق��ان للتراث ص198- ص ج1، 2009م(، اإلس��المي، 201؛ ياق��وت الحم��وي، معجم األدب��اء، ج6، ص

ص2815-2812.

)46( ابن النديم، الفهرس��ت، ج1، ص ص225-227؛ ��د بن قايماز الذهب��ي، أبو عبد هللا ش��مس الدين محم)ت748ه�/1348م(، تذكرة الحفاظ، )بيروت، دار

الكتب العلمية، د.ت.(، ج2، ص ص667-666.

د بن ش��اكر )ت764ه��/1363م(، )47( الكتب��ي، محمف��وات الوفيات، تحقيق: إحس��ان عب��اس، )بيروت، ص292-295؛ ص ج1، د.ت.(، ص��ادر، دار

الزركلي، األعالم، ج3، ص327.

)48( الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج5، ص ص164-169؛ ابن خلكان، وفيات األعيان، ج1، ص ص120-125؛ ابن حجر العس��قالني، اإلم��ام الحافظ أحمد بن علي )ت852ه�/1844م(، لس��ان المي��زان، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، )بيروت، دار البش��ائر اإلسالمية،

2002م(، ج1، ص ص443-440.

)49( لمزيد من التفاصيل، ينظر: البغوي، أبو القاسم عبد ��د بن عبد العزي��ز )ت217ه�/832م(، هللا بن محممعج��م الصحابة، تحقي��ق: محمد األمي��ن بن محمد الجكني، )الكويت، مكتب��ة دار البيان، د.ت.(، 5ج؛ أب��و نعيم األصبهاني، أحم��د بن عبد هللا بن أحمد بن إس��حاق بن مه��ران )ت430ه��/1039م(، معرفة الصحاب��ة، تحقي��ق: ع��ادل بن يوس��ف الع��زازي، )الرياض، دار الوطن للنش��ر، 1998م(، 7ج؛ ابن عب��د البر، أب��و عمر يوس��ف بن عبد الب��ر النمري القرطب��ي )ت463ه��/1071م(، االس��تيعاب ف��ي أس��ماء األصحاب، )بيروت، دار الفكر، 2006م(، 2ج؛ اب��ن الجوزي، صفة الصفوة، 2ج؛ ابن األثير، أس��د الغاب��ة في معرف��ة الصحاب��ة، 8ج؛ ابن حجر العس��قالني، اإلصاب��ة ف��ي تمييز الصحاب��ة، 8ج؛ د يوس��ف )ت1384ه�/1965م(، الكاندهلوي، محمحي��اة الصحاب��ة، تحقي��ق: بش��ار ع��واد معروف،

سة الرسالة، 1999م(، 5ج. )بيروت، مؤس

)50( اليعقوبي، أحمد بن إس��حاق بن جعفر بن وهب بن واضح )ت284ه�/897م(، كت��اب البلدان، تحقيق: محمد أمين ضناوي، )بي��روت، دار الكتب العلمية،

2002م(، ص11.

الحس��ين ب��ن عل��ي الحس��ن أب��و المس��عودي، )51(ومع��ادن الذه��ب م��روج )ت346ه��/957م(، الجوهر، تحقيق: محمد هش��ام النعس��ان، )بيروت،

دار المعرفة، 2005م(، ج1، ص87.

جري��ر ب��ن ��د محم جعف��ر أب��و الطب��ري، )52()ت310ه�/922م(، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق: محم��د أب��و الفض��ل إبراهي��م، ط2، )القاه��رة، دار

المعارف، 1967م(، ج7، ص428.

الفلس��فة بغ��داد.. تأس��يس زهي��ر، ه��واري، )53(


والرم��وز، )بغ��داد، دار ميزوبوتامي��ا، 2013م(، بغ��داد، تأس��يس مدين��ة ص ص43-48. وح��ول ينظ��ر: اب��ن الجوزي، أب��و الفرج عب��د الرحمن بن عل��ي )ت597ه�/1201م(، مناقب بغ��داد، تحقيق: محم��د بهجة األث��ري، )بغداد، مطبعة دار الس��الم، 1342ه��(؛ ميش��و، فرنس��واز، بغداد ف��ي العصر العباس��ي.. عاصمة عالمية متع��ددة الطوائف، بحث منش��ور في الكتاب الموس��وم ب�: »المدينة في العالم اإلس��المي«، تحرير: س��لمى الخضراء الجيوسي، )بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، 2014م(، ج1، ص ص317-341؛ مجل��ة الم��ورد، بغ��داد، الس��نة )8(، الع��دد )4(، )1400ه�/1979م(، عدد خ��اص عن مدينة بغداد؛ مكي��ة، محمد، بغداد، ط2،

)لندن، دار الوراق، 2009م(؛ Le Strange, Guy, Baghdad during the Abbas-

sid Caliphate, Oxford: Oxford University Press, 1900; “Baghdad” in: Encyclopaedia of Islam, Vol.,1.

)54( أحم��د، س��يد مقب��ول، تاريخ الجغرافي��ا العربية – ��ان، جامعة آل البي��ت، 1995م(، اإلس��المية، )عم

ص25.

والثقاف��ة اليونان��ي الفك��ر ديمت��ري، غوت��اس، )55(العربي��ة.. حركة الترجم��ة اليوناني��ة – العربية في ر، ترجم��ة: نقوال بغ��داد والمجتم��ع العباس��ي المبكزياده، )بيروت، مركز دراس��ات الوح��دة العربية،

2003م(، ص ص41-33.

)56( الحسيسي، أحمد، إسهامات المسلمين في الحضارة اإلنس��انية، أعمال مؤتمر دولي عق��د في فيينا خالل المواف��ق 14-12/ الم��دة 8-10/صفر/1421ه�� أيار/2000م، تحت عنوان: »المسلمون في أوربا«،

ط1، )القاهرة، دار البستان، 2002م(، ص75.

)57( التميمي، حيدر قاسم، بيت الحكمة العباسي.. ودوره في ظهور مراكز الحكمة في العالم اإلسالمي، ط1،

ان، دار زهران للنشر، 2012م(، ص41. )عم

)58( Sayili, Aydin, The Observatory in Islam, New York: Arno Press, 1981, p.53.

)59( كتاب المجسطي: عنوان الكتاب األصلي باللغة اليونانية

)μαθηματικἠ σύνταξις(. ويعن��ي ”األطروح��ة الرياضية“. ألفه العالم اإلغريقي بطليموس عام 148م في اإلسكندرية ويعتقد أنه أقدم كتاب معروف في الفلك. ترجمه للعربية حنين بن إسحاق )194-260ه�/810-873م(، وم��ن الترجمة العربية تم ترجمة الكتاب إلى اللغة الالتينية ثم إلى بقية اللغات األوربية، لذا فإن اسم ى الكتاب العربي هو المس��تخدم في التراجم حيث يسمالكت��اب )Almagest( من كلمة المجس��طي العربية وليس األس��م اليوناني األصلي. ويعرف بالعربية بإسم األطروحة الكبرى. يتكون كتاب المجسطي من )13( ص لناحية من نواحي الكون. فصال، وكل فصل خصوف��ي هذا الكت��اب ظهرت أول فك��رة لمركزية الكون والتي جعلت من األرض هي مركز الكون وأن الشمس والكواك��ب ت��دور حولها، وبقي��ت هذه الفكرة س��ائدة Nicolaus Copernicus حتى فندها كوبرنيك��وس

)1473-1543( في القرن السادس عشر الميالدي.Pedersen, Olaf, Early Physics and Astronomy:

A Historical Introduction, 2nd edition, Cam-bridge: Cambridge University Press, 1993, Pp.91-92.

)60( ليونز، جوناثان، بيت الحكمة.. كيف أسس العرب لحض��ارة الغ��رب، ترجم��ة: م��ازن جندل��ي، ط1، )بيروت، الدار العربية للعلوم ناش��رون، 2010م(،

ص ص92-83.

)61( هو: موس��ى بن شاكر )توفي نحو 200ه�/815م(، والد المهندس��ين الثالثة المعروفين ببني موسى. وهم ��د وأحمد والحس��ن. كان في ش��بابه م��ن قطاع محمالطرق، وتاب فدخل في خدمة المأمون. وتعلم التنجيم وهيئة األفالك. ثم م��ات، وأبناؤه صغار، فجعلوا في بي��ت الحكمة، ونبغوا في العلوم الصرفة، وكانت لهم همم عالية في تحصيل العلوم القديمة وكتب األوائل، وأجهدوا أنفس��هم في ش��أنها، وأنفذوا إلى بالد الروم م��ن أخرجها له��م، وأحض��روا النقلة م��ن األصقاع الشاس��عة، فأظهروا عجائب الحكمة، ووضعوا كتابا يش��تمل على كل غريبة، اطلع عليه ابن خلكان وقال إنه من أحسن الكتب وأمتعها. من أبرز مؤلفاته: كتاب الحيل؛ كتاب الدرجات، في طبائع الكواكب الس��بعة. ينظر: القفطي، جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف


)ت646ه�/1248م(، إخبار العلماء بأخبار الحكماء، تحقيق: إبراهيم ش��مس الدين، )بي��روت، دار الكتب العلمية، 2005م(، ص ص237-238؛ ابن خلكان، وفيات األعيان، ج5، ص ص161-163؛ الزركلي،


)62( ليونز، بيت الحكمة، ص ص93-92.

)63( غوتاس، الفكر اليوناني والثقافة العربية، ص2.

)64( للوقوف على ش��رح مس��هب لألث��ر العميق الباقي له��ذه المنافس��ة، ينظ��ر: صليب��ا، ج��ورج، العل��وم اإلس��المية وقيام النهضة األوربية، ترجمة: محمود حداد، )أبو ظبي، كلمة، 2011م(، ص ص65-15.

عل��ي ب��ن أحم��د العب��اس أب��و المقري��زي، )65()ت845ه��/1442م(، اتعاظ الحنف��ا بأخبار األئمة الفاطميي��ن الخلف��ا، تحقيق: محمد عب��د القادر أحمد عطا، )بيروت، دار الكتب العلمية، 2001م(، ج1،

ص359.

)66( كرك��ر: ناحي��ة م��ن بغداد منه��ا القف��ص. ياقوت الحموي، معجم البلدان، ج4، ص ص453-452.

)67( لمزي��د من التفاصيل ح��ول دور العلم والحكمة في العالم اإلس��المي، ودور بيت الحكم��ة البغدادي في نش��أتها وتطورها، ينظر: التميمي، حيدر قاسم، بيت الحكمة العباس��ي.. ودوره في ظهور مراكز الحكمة ��ان، دار زهران ف��ي العال��م اإلس��المي، ط1، )عم

للنشر، 2012م(.

)68( التميم��ي، حيدر قاس��م، علم الكالم اإلس��المي في دراس��ات المستش��رقين األلم��ان.. يوس��ف فان أس أنموذج��ا، أطروحة دكتوراه غير منش��ورة، جامعة

بغداد، كلية اآلداب، 2015م، ص77.

)69( ليونز، بيت الحكمة، ص95.

)70( Carr, Edward Hallett, What is History?, Edited by: R. W. Davies, 2nd Edition, New York: Penguin Books, 1984, Pp.13-17.

)71( Robinson, J. H., The New History: Essays Illustrating the Modern Historical Out-look, New York: The MacMillan Company, 1912, p.3.

)72( بارن��ز، ه��اري إلمر، تاري��خ الكتاب��ة التاريخية، ترجم��ة: محمد عبد الرحمن ب��رج، )القاهرة، الهيئة

المصرية العامة للكتاب، 1987م(، ج1، ص17.

د )73( اب��ن خل��دون، أب��و زي��د عب��د الرحمن ب��ن محم)ت808ه�/1406م(، مقدمة ابن خلدون، )بيروت،

دار إحياء التراث العربي، 1988م(، ص35.

)74( ولد المؤرخ الفرنس��ي جاك لوغ��وف عام 1924، في مدين��ة تولون Toulon بجنوب فرنس��ا. وعرف كمؤرخ متخصص في القرون الوسطى، حيث تناول ف��ي مؤلفاته ه��ذه الحقبة الزمنية الت��ي كان كثير من المؤرخين يصفونه��ا ب�“الحقبة المظلمة“ في التاريخ الغربي. اجتهد لوغوف برفقة مؤرخين آخرين، منهم

مارك بلوك Marc Léopold Benjamin Bloch )1886-1944(

وفرنان بروديل Fernand Paul Achille Braudel )1902-1985(

ولوسيان لوفيفر Lucien Febvre )1878-1956(

ومارك فيرو Marc Ferro )Born: 24 December 1924 in Paris(،

من أجل إخ��راج التاريخ من انغالق��ه التخصصي وفتحه على تساؤالت وقضايا جديدة عن طريق توسيع دائرة المصادر وعدم االكتف��اء بالوثائق المكتوبة، وتجاوز ذل��ك إلى العناص��ر المادي��ة والرواي��ات الش��فهية، واالحت��كاك بالعلوم اإلجتماعية واس��تيعاب مناهجها وتتبع نتائجه��ا، من خالل االقتص��اد وعلم االجتماع والجغرافيا وعلم النفس واللس��انيات، حاول لوغوف ف��ي مؤلفاته ع��ن القرون الوس��طى تغيي��ر نظرتنا، وخاص��ة نظرة الغ��رب، تجاه هذه الفت��رة من تاريخ اإلنس��انية حيث بلور تصورا جديدا يقوم على دراسة تاري��خ الجماعات البش��رية في عالقتها مع الوس��ط ن من الجغرافي والبيئي واإلجتماعي والتاريخي المكومظاهر مادية متكررة باستمرار كالتقنيات والزراعات والصناع��ات اليدوي��ة ووس��ائل اإلنت��اج األخ��رى ل لقرون عديدة واألغذية والتقاليد التي ظلت كلها تشكثوابت بنيوية بطيئ��ة التغير قبل التحوالت الصناعية الكب��رى ف��ي الق��رن الثام��ن عش��ر. تمكن لوغوف م��ن خالل مؤلفات��ه عن تاريخ القرون الوس��طى في


الغرب من االنفتاح على حضارات أخرى والتواصل معها. ومنها أساسا الحضارة العربية اإلسالمية التي كان��ت في أوجها خالل تلك الفترة. وكان لوغوف من الذي��ن حالوا تقريب ه��ذه الحضارة إلى الفكر الغربي ال��ذي لم يك��ن لديه إلمام بتل��ك الفت��رة المزدهرة في التاريخ العربي اإلس��المي، أي تلك التي تمتد حس��ب المؤخري��ن الغربيين من الق��رن الخامس حتى نهاية القرن الس��ادس عشر الميالدي. من بين مؤلفات جاك لوغوف الكثي��رة كتاب عنوانه »المثقفون في القرون الوس��طى« والذي ص��در ع��ام 1957؛ و »التاريخ الجديد« عام 1978؛ و »حضارة الغرب في القرون الوسطى«، عام 1984؛ و »سان لوي« عام 1996؛ و »العصر الوسيط.. تفسير بالصورة« عام 2013؛ و »البح��ث عن الزمن المقدس« عام 2011؛ وكتابه األخي��ر »هل ينبغي حقيقة تفكيك التاريخ إلى قطع؟« والذي صدر عام 2014. لمزيد من التفاصيل، ينظر

الموقع اإللكتروني:

https://fr.wikipedia.org/wiki/Jacques_Le_Goff

)75( محم��ود، محمود عب��د الواحد، التي��ارات الفكرية الجدي��دة.. ه��ل تأث��ر ال��دوري بمدرس��ة الحوليات الفرنس��ية؟، مجلة الراف��د اإللكترونية، ينظر الموقع http://www.arrafid.ae/187_ اإللكترون��ي: html.p5؛ ولمزي��د م��ن التفاصي��ل ح��ول التاريخ الجديد ومدرسة الحوليات الفرنسية، ينظر: لوغوف، ج��اك )إش��راف(، التاري��خ الجديد، ترجم��ة: محمد الطاه��ر المنصوري، )بي��روت، المنظم��ة العربية

للترجمة، 2007م(.

)76( لمزي��د م��ن التفاصيل ح��ول العوام��ل والمقدمات التي س��اهمت بتطوير الكتاب��ة التاريخية في أوربا، ينظ��ر: ج. هرنش��و، عل��م التاري��خ، ترجم��ة: عبد الحمي��د العبادي، )القاهرة، لجن��ة التأليف والترجمة هاملت��ون، 1944م(، ص ص46-71؛ والنش��ر، ب��ول، التاريخي��ة والنق��د التاريخي، بحث منش��ور ضم��ن الكت��اب الموس��وم ب��: الق��رن العش��رون.. المداخل التاريخية والفلس��فية والنفس��ية، )موسوعة كمبريدج في النقد األدبي(، تحرير: كريس��تا نلووف وكريس��توفر نوريس، ترجمة: إسماعيل عبد الغني

وآخ��رون، ط1، )القاهرة، المجل��س األعلى للثقافة، 2005م(، ص ص33-52. جلس��ون، إتين هنري، روح الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط، ترجمة: إمام عبد الفتاح إمام، ط3، )القاهرة، مكتبة مدبولي،

1996م(، ص ص452-433.

)77( Wolfius, F. A., Prolegomena ad Homerum, Berolini: Apud S. Calvary Eiusque Socium, 1876.

)78( Boeckh, Augustus, The Public Economy of the Athenians, Boston: Little, Brown and Company, 1857.

)79( Niebuhr, Barthold Georg, The History of Rome.. from the first Punic war to the death of Constantine, London: S. Bentley and Co., 1844.

)80( كوثران��ي، وجي��ه، تاري��خ التأري��خ.. اتجاهات – م��دارس – مناهج، ط1، )بي��روت، المركز العربي ص 2012م(، السياس��ات، ودراس��ة لألبح��اث

ص158-157.

)81( الكانطي��ة الجديدة: حركة فلس��فية أول من دان بها أوتو ليبمان Otto Liebmann وفريدريش ألبيرت النج��ه Friedrich Albert Lange اس��تنادا إلى )Transzendentale Logik( المنطق المتعال��يونظري��ة المعرفة التي وردت ف��ي كتابات إيمانويل كانط ض��د المادي��ة. ومع ذل��ك فقد ارتف��ع المطلب بالعودة مباش��رة إلى إيمانويل كانط، وتطوير فلسفة تكتف��ي بمطالب العل��وم العصري��ة الس��ائدة آنذاك. وع��دا ذلك فإن الكانطية الجدي��دة تتميز بكونها تولي اهتماما من الجانب النظري بتأسيس العلوم اإلنسانية واهتماما باألساس الفلسفي للنظرية السياسية. وهكذا ق��دم الماربورغي Marburger – نس��بة إلى مدينة مارب��ورغ األلمانية – األس��اس النظ��ري للكانطية Revisionismus الجدي��دة ل��كل م��ن إصالحي��ة Eduard Bernsteins برنش��تاين إدوارد وماركس��ية ماكس آدلر Max Adlers النمس��اوية

Austromarxismus. ينظر:Surgener, Kirk, New-Kantian Constructivism

and Metaethics, A thesis submitted to the


University of Birmingham for the degree of Doctor of Philosophy, College of Arts and Laws, University of Birmingham, 2001, Pp. 1-3.

كذلك ينظر المواقع اإللكترونية: http://en.wikipedia.org/wiki/Neo-Kantianism

)Wikipedia.. The Free Encyclopedia(; http://www.iep.utm.edu/neo-kant )Internet Ency-clopedia of Philosophy(; http://ndpr.nd.edu/news/37199-neo-kantianism-in-contempo-rary-philosophy )Notre Dame Philosophical Reviews an Electronic Journal(; http://www.britannica.com/EBchecked/topic/408668/Neo-Kantianism )Encyclopedia Britannica(; http://plato.stanford.edu/entries/cohen )Stan-ford Encyclopedia of Philosophy(; http://www.newworldencyclopedia.org/entry/Neo-Kantianism )New World Encyclopedia(.

)82( آرون، ريمون، فلس��فة التاري��خ النقدية.. بحث في النظرية األلمانية للتاري��خ، ترجمة: حافظ الجمالي،

)دمشق، وزارة الثقافة، 1999م(، ص ص7-6.

)83( الكيالن��ي، مصطفى، التاريخ والوجود في المتبقي والمندث��ر، ط1، )الجزائر، منش��ورات االختالف،

1431ه�/2010م(، ص ص19-18.

)84( كوثراني، تاريخ التأريخ، ص158.

)85( عل��م الظواه��ر أو الظواهري��ة: علم يهتم بدراس��ة الظواهر في الزمان والمكان، أي كما هي في الواقع، موضوعه دراس��ة الظواهر النفس��ية كما هي بالفعل بهدف تحديد المعطيات النفس��ية، كما يهتم هذا العلم بدراس��ة ظواهر الوجود عامة فتك��ون غايته تحديد بني��ة الظاهرة وش��روط حدوثها. وبص��ورة عامة، يعبر عن الظواهرية بمصطل��ح »الفينومينولوجيا« Phenomenology، وهو مصطلح يش��ير حسب الفلس��فة المثالية idealism إلى ذلك القسم التمهيدي من الفلس��فة الذي يبحث عن الكيفية التي يتجلى فيها الوجود الواقعي في الوعي، ومن ذلك فينومينولوجيا الروح عند هيغل، فهي جزء من منظومته الفلس��فية يع��رض تعاق��ب المراح��ل الت��ي يمر بها اإلنس��ان حت��ى يعي ال��روح، ويطل��ق هذا المصطل��ح بمعناه

الضي��ق عل��ى تيار من الفلس��فة البرجوازية أسس��ه Edmund Gustav Albrecht إدموند هوس��رلHusserl )1859-1938(، والفينومينولوجيا عند هوسرل هي المبحث الفلسفي األساسي وعلم أشكال الوع��ي وتأم��ل الماهي��ة والوجود الح��ق والمطلق، فالحقيق��ة عن��د هوس��رل تع��رف كتجرب��ة حدس��ية حاضرة، وه��ذا التخيل الظواهري يتضح أيضا عند -1889( Martin Heidegger مارت��ن هايدغ��ر1976( الذي عد أن مشكلة وجود العالم في الخارج مشكلة مصطنعة، ألن هذا الوجود في نظره بداهة ال يحت��اج إلى برهان، إنه بديهي وجلي جالء مباش��را. لمزي��د م��ن التفاصيل، ينظ��ر الموق��ع اإللكتروني:

http://www.marefa.org/index.php

)86( مس��الن، ميش��ال، عل��م األدي��ان.. مس��اهمة ف��ي التأس��يس، ترجم��ة: عز الدي��ن عناي��ة، )أبو ظبي،

كلمة، 2009م(، ص ص20-19.


:Comparative religion 88( عل��م مقارنة األدي��ان(يخت��ص عل��م مقارنة األدي��ان بالوقوف عل��ى حقيقة المعتق��دات الدينية، والتعرف على مدى صحتها، وما تش��ابه منها، ومواطن الخالف بينها، إال أن المس��ائل المتعلق��ة بمفه��وم ه��ذا العل��م ومقاصده ث��م إمكانية الحصول عليه، لم تك��ن محل اتفاق بين العلماء على مر العصور؛ ألسباب بعضها يعود إلى مسألة مفهوم هذا العلم وإمكانية صياغة المنهجية المتبعة في دراسة األدي��ان، ثم م��دى موضوعية علم مقارن��ة األديان، وبعضها اآلخر يتعلق بتحديد الموضوع الذي يتصل به علم مقارنة األديان وهو الدين ومفهومه، كذلك فإن ه��ذا العلم من الناحية التاريخي��ة كان جزء من الثقافة اإلس��المية من��ذ عصوره��ا األول��ى، إذ ظهرت في الدوائر المعرفية واألكاديمية للفكر اإلس��المي – منذ بداية القرن الثالث الهجري – كتابات علمية ذات طابع كالمي، تهدف إلى دراس��ة أصول األديان وطوائفها المختلف��ة من حي��ث معرفة تواريخ نش��أتها ومعرفة أفكارها العقدية والفكرية، وال يلبث القارئ لدراسات علماء المس��لمين عن األديان والفكر الديني في القرن الثالث الهجري وما بع��ده، أن يالحظ توظيف علماء


نت الجهد المعرف��ي المقارن المس��لمين ألفاظ��ا تضمللدين دون ذكر لفظ المقارنة، مثل: ”الملل والنحل“، أو ”الفرق بين الفرق“، و ”األهواء والملل والنحل“؛ بمعنى أنه��م وظفوا مفهوم علم مقارن��ة األديان دون ذكر المصطلح، وهؤالء وإن لم يذكروا لفظ المقارنة، فإنهم درسوا األديان والمعتقدات، عبر تطبيق مناهج وصفية وتحليلية نقدية، من خالل اإلشارة إلى الفروق الجوهرية والش��كلية بين تلك األديان وتعاليم اإلسالم. وظه��رت المالمح األول��ى لعلم مقارن��ة األديان في الفكر اإلس��المي م��ن الناحية التاريخي��ة ضمن علم ،Islamic Theology )‘Ilm al-Kalām(الكالمالذي كانت وظيفته بيان المعتقدات الدينية والدفاع عنها، لكننا نالحظ أن هذا العلم اكتسب استقالليته وبدأ يأخذ مكانته العلمية على ي��د العامري )ت381ه�/991م( والبيروني )ت440ه�/1048م( وغيرهم من عمالقة الفكر اإلس��المي، الذين أدركوا قصور النهج الجدلي وع��دم جدواه في دراس��ة المعتقدات األخ��رى. وبناء ف علم على ه��ذه األطر المنهجي��ة والمعرفية، ع��ردراس��ة األديان في الفكر اإلس��المي الحدي��ث، بأنه: »عل��م يبحث ف��ي الملل من حيث منش��أها وتطورها وانتش��ارها، وأتباعه��ا، وفي العقائ��د واألصول التي تتركز عليه��ا الملل المختلفة، وف��ي أوجه االختالف واالتفاق فيما بينهما، مع المقارنة والمناقشة والرد«. وهن��ا لم يعد مفهوم هذا العل��م مقصورا على عمليتي »الوصف والتحليل«، كما هو الحال في تعريف علماء الغرب له، بل تضمن عناصر إضافية مثل »المناقشة وال��رد«، وهي عناصر ذات طاب��ع معياري يتجاوز به��ا هذا العلم من كون��ه أداة وصف وتحليل، إلى أداة تصويب وتمحيص. وعليه ف��إن علم مقارنة األديان، في ه��ذا المفهوم هو فن علمي: »يق��ارن بين األديان الستخالص أوجه الش��به واالختالف بينهم، ومعرفة الصحيح منها والفاس��د؛ إظهارا للحقيقة ]الدين[ بأدلة يقيني��ة«، من حيث معرفة تواريخ نش��أتها وتكوينها، ومن حيث تحليل مكوناتها الفكرية والعقدية، وتأثيرها اإلجتماعي، ومواطن انتش��ارها وأتباعها. ينظر: أبو د، مقارن��ة األديان.. الديان��ات القديمة، زه��رة، محم)القاه��رة، معهد الدراس��ات اإلس��المية، 1965م(؛ ش��لبي، أحمد، مقارنة األديان، ط8، )القاهرة، مكتبة

النهض��ة المصري��ة، 1988م(، ج1، ص ص24-36؛ التميم��ي، مه��دي حس��ين، موس��وعة مقارن��ة ان، دار أسامة، 2004م(، ص األديان السماوية، )عمص11-16؛ حلم��ي، مصطفى، اإلس��الم واألديان.. دراس��ة مقارن��ة، )بي��روت، دار الكت��ب العلمي��ة،

2004م(، ص ص13-11.

)89( خليل، إمام حس��نين، »حال��ة علم القانون ومنهجية رؤى مجل��ة العربي��ة«، األدبي��ات ف��ي تجدي��ده إس��تراتيجية، أبو ظبي، مركز اإلمارات للدراس��ات والبحوث اإلس��تراتيجية، م2، ع5، يناير/2014م،

ص ص88-87.

)90( إن كلمة ”اقتصاد“ تعني كمصطلح متعارف عليه، الوقوف في نقطة الوس��ط بين اإلس��راف في الش��يء والتقتي��ر في��ه، إال أن أحد المهتمين به��ذا العلم، وهو Lionel عال��م االقتص��اد البريطاني ليونيل روبن��زRobbins )1898-1984( ق��د ح��دد المعنى األعم لكلم��ة اقتصاد، حيث قال بأنه ولكونه علما، فإنه يهتم في دراسة – بالدرجة األولى – السلوك اإلنساني، وما يختص بعالقة س��لوكه ومتطلباته بين كل من الغايات والت��ي هي الرغبات، وبين الموارد النادرة والتي هي أس��اس المش��كلة اإلقتصادية، إال أن اللفظ الشائع في المجتمعات بشكل عام أن كلمة اقتصاد تعني اإلدخار

وما إلى هنالك من خفض في نسبة اإلنفاق. ينظر:

Robbins, Lionel, Essay on the Nature and Sig-nificance of Economic Science, London: Macmillan Co. Limited, 1932, p.39.

المذه��ب أو )Physiocrats( الفيزيوقراطي��ة )91(الطبيعي: مذهب نش��أ في فرنس��ا في الق��رن الثامن عش��ر، وذهب أصحابه إلى الق��ول بحرية الصناعة والتج��ارة وب��أن األرض هي مصدر الث��روة كلها، وزعي��م ه��ذا المذهب ه��و الدكتور فرنس��وا كيناي )1694-1778( طبيب لويس الخامس عشر، ومن Mercier De La( أنص��اره مرس��ييه دالريفي��رRiviere(وميراب��و )Murabeau(، وديب��ون دي تيم��ور )Dupont de Nemours( وأطلق عليهم الطبيعي��ون العتقاده��م بس��يادة القواني��ن الطبيعية، وق��د انتق��دوا مذه��ب التجاريي��ن الذي��ن اعتب��روا


ث��روة األمم إنما تق��اس بما تملكه من معادن نفيس��ة كالذهب والفض��ة، وقال��وا بأن هذين المعدنين ليس��ا غاية النش��اط اإلقتصادي وإنما هما وسيلة له. لمزيد

من التفاصيل، ينظر الموقع اإللكتروني:

https://en.wikipedia.org/wiki/Physiocracy

)92( Witztum, Amos, Introduction to Econom-ics, London: University of London, 2011, p.7.

)93( Hix, Simon and M. Whiting, Introduction to Political Science, London: University of London, 2012, p.4.

)94( عبد الرحمن، طه، فقه الفلسفة.. القول الفلسفي )كتاب المفهوم والتأثيل(، ط3، )الدر البيضاء، المركز الثقافي كذل��ك العرب��ي، 2008م(، ج2، ص ص12-18؛ ينظر: بدوي، عبد الرحمن، فلسفة الدين والتربية عند كانط، )بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1980م(؛ كولر، جون م.، الفلسفات اآلسيوية، ترجمة: نصير فلي��ح، )بي��روت، المنظمة العربي��ة للترجمة،

2013م(، ص ص30-19.

)95( يعد فردينان دي سوس��ير أش��هر لغوي في العصر الحدي��ث، وقد ولد في جنيف عام 1857م من أس��رة مش��هورة بالعلم واألدب، درس ف��ي جامعات جنيف واليب��زك وبرلين وحصل على الدكتوراه من اليبزك عام 1880م، وعمل مدرس��ا في مدرس��ة الدراسات العليا في باريس من 1881م إلى 1891م، ثم أس��تاذا لعلم اللغة العام 1907م في جامعة جنيف وبقي في هذا المنصب حتى وفاته عام 1913م. ويعتبر دي سوسير descriptive س لعل��م اللغة الوصف��ي�� األب المؤسس��ا للحركة البنيوية، وعلى يده linguistics، ومؤسصار موضوع علم اللغة علما يضاهي كل العلوم، فقد كان السبب الرئيس في هذا التحول الخطير في دراسة اللغة بعد اكتشافه اللغة السنسكريتية Sanskrit. حيث اتج��ه نحو دراس��ات اللغات دراس��ة وصفية باعتبار اللغ��ة ظاهرة إجتماعية متجاوزا ما كان س��ائدا حيث

كانت اللغات تدرس دراسة تاريخية.

Stawarska, Beata, Saussure’s Philosophy of Language as Phenomenology: Undoing the

Doctrine of the Course in General Linguis-tics, Oxford: Oxford University Press, 2015, Pp.51-52.

)96( Holmes, James S. )1972/1988(. The Name and Nature of Translation Studies. In Holmes, Translated! Papers on Literary Translation and Translation Studies, Amster-dam: Rodopi, Pp.67–80.

)97( Munday, Jeremy, Introducing Translation Studies. London and New York: Routledge, 2008, Pp.4; Vinay, Jean-Paul and J. Dar-belnet. 1958/1995. Comparative Stylistics of French and English: A Methodology for Translation, Amsterdam and Philadelphia: John Benjamins; Nida, Eugene, Toward a Science of Translating, Leiden: EJ Brill, 1964; Toury, Gideon, Descriptive Transla-tion Studies and beyond. Amsterdam and Philadelphia: John Benjamins, )1995(.

كذلك ينظر: الرس��ون، ملدريد ل.، الترجمة القائمة على المعنى.. دلي��ل التكافؤ عبر اللغ��ات، ترجمة: حازم مال��ك الربيعي، )بغ��داد، بيت الحكم��ة، 2008م(، 2ج؛ ريك��ور، بول، عن الترجمة، ترجمة: حس��ين خم��ري، )بيروت، ال��دار العربية للعلوم ناش��رون، 2008م(؛ رض��وان، جوئيل، موس��وعة الترجمة، ترجم��ة: محمد يحيات��ن، )تي��زي وزو )الجزائر(،

جامعة مولود معمري، 2010م(.


Abstract

The House of Wisdom )Bayt al-Hikma( was a major

intellectual center during the Islamic Golden Age. The House of Wisdom was founded by Caliph Harun al-Rashid )reigned 786–809( and culminated under his son al-Ma’mun )reigned 813–833( who is credited with its formal institution. Al-Ma’mun is also credited with bringing many well-known scholars to share information, ideas, and culture in the House of Wisdom. Based in Baghdad from the 9th to 13th centuries, besides Muslim scholars even people of Jewish or Christian background were allowed to study here. Besides translating books into Arabic and preserving them, scholars associated with the House of Wisdom also made many remarkable original contributions to diverse fields.

During the reign of al-Ma’mun, astronomical observatories were set up, and the House was an unrivaled center for the study of humanities and for science in medieval Islam, including mathematics, astronomy, medicine, alchemy and chemistry, zoology, and geography and cartography. Drawing primarily on Greek, but also Syriac, Indian and Persian texts, the scholars accumulated a great collection of world knowledge, and built on it through their own discoveries. By the middle of the ninth century, the House of Wisdom had the largest selection of books in the world.

It was destroyed in the sack of the city following the Mongol Siege of Baghdad )1258(.

Baytul-Hikma was re-established in 1995 to reviving the

From Baytal Hikma To BayalHikmaIraq …..History and Civilization

Dr. Haidar Qassim al-Tammimi


role of Abbasian Baytul-Hikma which was founded in 800 A.C. to establish translation movement and rational approaches to enhance coexistence between religions and people.

According to its establishment law, Baytul-Hikma considered as an intellectual and scientific establishment with financial and administrative independence.

Baytul-Hikma is run by a board of trustees consist of outstanding characters and a consult committee of 30 Arabic consultants presents the different public and private sectors as well as academic and civil societies.

Baytul-Hikma looks for achieving goals through holding seminars, symposium, conferences and publishing books, periodicals, magazines, newscasts in addition to publish the most outstanding international works in the different fields of knowledge that deal with heritage of human civilizations and other important issues.

One of Baytul-Hikma goals is to encourage cultural interchange with universities, research centers

and international academic and scientific organizations all over the world. Baytul-Hikma, as well, offers consultations to the government, decision-making centers, private sector and civil society organizations.

عرض كتاب

249 كعملل ة كو ةا شلسا

حضارة وادي الرافدين )سومر - آشور - بابل(

سبعة آالف سنة من الفن والحضارة

تأليف: مجموعة باحثينترجمة: قاسم مطر جابر التميمي

عرض: صباح محسن كاظم

عرض كتاب:


لع��ل أه��م عوام��ل التالق��ح والتواصل الحض��اري ومعرف��ة تأريخ وفك��ر ومنجز اآلخر يتجس��د في ”الترجمة“ التي تنقل إلى ش��عوب العال��م المنج��زات الحضارية التي قدمتها الش��عوب للبش��رية، والترجمة جهد رفيع يحتاج إلى جهود كبيرة، ومعرفة ثاقبة ومرك��زة بقواعد اللغة، وآدابه��ا وفنونها... والركن األس��اس األمانة العلمية، ونجد ذلك لدى المترجم ”قاس��م مط��ر التميمي“ الذي س عمره الثمانيني للترجمة من األلمانية كرللعربية وفي هذا الكتاب التأريخي )حضارة وادي الرافدي��ن )س��ومر – آش��ور – بابل( س��بعة آالف س��نة من الفن والحضارة()1(، س المترجم جهده العلمي لترجمة ما فق��د كركتب عن حضارة بالد ما بين النهرين، الذي قدم سبعة حضارات لإلنسانية من السومرية واألكدي��ة والبابلي��ة واآلش��ورية بأدواره��ا الحض��ارات موط��ن فالع��راق الثالث��ة، والريادة البشرية.. فقدم أبناء سومر منجزهم بالكتابة والتدوين والفخار والفن والموسيقى والقضاء والري والزراعة فضال عن دعوة النب��ي إبراهيم الخلي��ل )( التوحيدية من أور والت��ي دخلت في الئحة التراث العالمي UNESCO )2(من قب��ل منظمة اليونس��كوخ��الل ش��هر تم��وز الماض��ي.. اعتراف��ا م��ن العال��م بفض��ل الحض��ارة الس��ومرية عل��ى اإلنس��انية.. في هذا الس��فر التأريخي المترجم بعناية فائقة، مع الصور لآلثار من منحوتات، وم��ا يتعلق بوجود الحضارة من .. ورس��م.. وأدوات توضيحية استخدمت فن

بحقب مختلفة، دعمت أهمية الكتاب المترجم لمجموع��ة باحثين، الذي جاء ف��ي مقدمته: للحض��ارة المنظ��ور الواض��ح ”التأري��خ الراقية التي نش��أت على ضفاف وادي النيل عرض��ت آثارها في مع��ارض مختلفة على الجمهور في النمس��ا، وظهر الفن المصري أيض��ا ف��ي متحف الف��ن التأريخي ف��ي فينا بنم��اذج واضح��ة، وعلى العك��س من ذلك ش��واهد الحضارة الرافدينية، فبالد النهرين كان��ت – على ما يعتقد ف��ي األلف الخامس قبل الميالد – مبت��الة بفيضانات غامرة من دجلة والفرات“)3(، ويبدأ الكتاب من ملحمة كلكامش الملك السومري األسطوري، ملك وس��يد أوروك ذات األسوار، هو الذي رأى كل شيء إلى أقاصي البالد، وهو الذي عرف جميع األشياء وأفاد من عبرها، وهو الحكيم الع��ارف ب��كل ش��يء، لقد أبصر األس��رار وكش��ف عن الخفايا المكتومة، وجاء بأنباء عن الطوفان، لقد س��لك طرقا بعيدة متقلبا ما بين التعب والراحة، فالكت��اب المترجم عن ف البش��رية بما قدم حضارتن��ا وآثارنا يعراألوائ��ل من بناة الحض��ارة بريادتها األولى في أور، كيش، س��ومر، أكد، بابل، آش��ور وم��دن الحضارات األولى. إن الش��روحات الوافي��ة.. الش��افية.. الكافي��ة أغن��ت الكتاب بالصور لتوضح للقارئ كل المنجزات التي أس��همت بتقدم اإلنس��ان، فالبناء الحضاري المعرف��ي تراكمي يس��اهم ب��ه البناة األوائل ولتتعل��م منه األجيال الحقا لتتقدم بالمجاالت الفكرية والمعرفية بعد أن اطلعت على ما تم


اد، كذلك فقد أنجز للمترجم إنج��ازه من الرونفسه كتاب الباراسيكولوجي والطب، لمؤلفه ألفريد شتلتر، عام 2010، عن بيت الحكمة أيض��ا، في كتاب علم��ي له أهميت��ه الفائقة ف��ي عصرنا الراهن.. لقد ق��دم بيت الحكمة تلك الترجمات الغنية بالم��ادة التأريخية في مؤلفات متعددة، منها: )بين روما وفارس.. الف��رات األوس��ط، ب��الد الرافدي��ن، وتدمر تحت الس��يطرة الروماني��ة(، ترجمة: خالد قاس��م التميمي ومراجعة: د. منذر علي عبد المال��ك، كتاب ذو قيمة تأريخية وحضارية، وكذل��ك كتاب: )دراس��ات وبحوث طه باقر المنشورة في مجلة سومر( التي أعدها وقدم لها الدكتور حيدر قاس��م التميمي، ليقدم زادا

معرفيا، وغيرها.

الهوامش

)1( ص��در ه��ذا الكتاب عن مؤسس��ة بيت الحكم��ة، بغ��داد، 2010م. وه��و ترجم��ة

للنص األلماني:Sumer, Assur, Babylon, Sieben Jahrtausende

Kunst und Kultur an Euphrat und Tigris, Stadtmuseum Linz und Schloß Schalla-burg, Copyright 1978.

)2( منظم��ة األم��م المتح��دة للتربي��ة والعل��م والثقافة:

)United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization(.

أو ما يع��رف اختصارا باليونس��كو. هي وكالة متخصص��ة تتب��ع منظم��ة األم��م المتحدة، المنظم��ة تأسس��ت ع��ام 1945م. ه��دف الرئيس هو المساهمة بإحالل السالم واألمن ع��ن طريق رفع مس��توى التعاون بين دول العالم في مج��االت التربية والتعليم والثقافة إلح��الل االحترام العالمي للعدالة ولس��يادة القانون ولحقوق اإلنس��ان ومب��ادئ الحرية األساسية. لمزيد من التفاصيل، ينظر موقع http:// :المنظم��ة على ش��بكة األنترن��ت

en.unesco.org)3( ص5. ع��ن يوهان��س جروندل��ر )القس��م الثقافي المحلى، النمس��ا الس��فلى( وجورج

فاخة )متحف مدينة لنتس نورديكو(.

ملف العدد


ملف العدد

يضم الملف لهذا العدد خمسة بحوث علمية مشاركة في مؤتمر جامعة ماردين بتركيا لمناسبة مرور مائ��ة عام على االنتص��ار في كوت العمارة 1916م، وهي ذاتها التي ش��اركت في الندوة العلمية التي أقامها القسم بالتعاون مع السفارة التركية في بغداد في مايس 2016م. وقد قدمت البحوث إلى المؤتمر

باللغة اإلنكليزية فآثرنا أن ننشرها كذلك إعماما للفائدة.

البح��ث األول كان تحت عنوان: )مآس��ي أهل الكوت أثناء الحصار 1916م( إذ س��لط فيه الباحث الض��وء على معاناة س��كان مدينة الكوت ج��راء الحصار الذي فرضته الق��وات العثمانية والمتطوعين العراقيين على القوات البريطانية، وما نتج عن ذلك من س��وء األوضاع السياس��ية والمعاش��ية. وتناول البح��ث المعنون ب�: )تأثير الفتاوى العثماني��ة والعراقية على الجنود الهنود في القوات البريطانية خالل ح��رب الع��راق( جهود علماء الدين في إص��دار الفتاوى المؤيدة للجيش العثمان��ي، وتلك الموجهة إلى الجن��ود الهنود بوصفهم مس��لمين، وقد وضح البحث أهمية تلك الفت��اوى في تحول عدد من الجنود إلى

الجبهة األخرى.

��رة(، إذ بين فيه الباحث وكان البح��ث الثال��ث بعنوان: )معركة الك��وت في األدبيات العراقية المبكمكانة المعركة ومجريات أحداثها ومن ثم النتائج التي حصلت جراء الحصار الذي اس��تمر س��تة أشهر تقريب��ا، كل ذلك في مؤلف��ات عدد من الباحثين والمؤرخين العراقيين ويأتي في مقدمتهم كتاب )لمحات

إجتماعية من تاريخ العراق الحديث( للدكتور علي الوردي.

كما اس��تعرض البحث الرابع: )دور العلماء المس��لمين العراقيين في مقاوم��ة االحتالل البريطاني د مهدي الخالصي أنموذجا(، مبينا فيه الباحث للعراق 1914-1916م.. هبة الدين الشهرس��تاني ومحمزا عل��ى أهمية الفتاوى والتوجيه��ات التي أصدرها دور العراقيي��ن في إس��ناد الق��وات العثمانية ومرك

العلماء العراقيين في النجف األشرف والتي عززت من حالة االنتصار في معركة كوت العمارة.

د فاضل باش��ا الداغس��تاني ودوره في تجنيد العشائر 1915- ويختتم الملف بالبحث المعنون: )محم1916م(، سيرة حياة الداغستاني وإسهاماته مع الجيش العثماني في جبهات عسكرية مختلفة، وآخرها

معركة الكوت التي عمل فيها على تجنيد العشائر العراقية وقيادتها لدعم القوات العثمانية هناك.

the Turkish and Iraqi academic in-stitutions to study the history of Iraq during the rule of the Ottoman Empire era as it would clarify a lot of obscure facts, the Ottoman Ar-chives houses embrace a lot of the history of Iraq, a lot of its themes are still unrevealed to the research-ers and specialists in this type of studies.

References Al-Azzawi, Abbas, Iraq’s History Between the

Two Occupations – the last Ottoman Era, Al-haidariya Liberary, vol.8, 1425hj.

Al-Bahrani, Mohammed Raoof, Profiles of the Situation in Iraq in the late Ottoman Period 1900-1920, Diary of Raouf Bahrani, Prepare and Achieve: Mr. Jawad Hibat al-Din al-Shah-ristani, The Central Workers’ Press, 1993.

Al-Bakri, Adle, The History of AL-Kut, Al-Ani Press, Baghdad, 1967.

Al-Dulaimi, Iyad Khudair, The City of Baghdad under British Occupation )1917-1921(, Bagh-dad, 2013.

Ali, Tahsin, Diary from 1890 to 1970, Submit-ted and Review: Prof. Dr. Saleh Mohammed Abed, the Arab Association for Studies and Publishing, Beirut, 2004.

Al-Musli, Mohammed Taher Al-Omari, The His-tory of the Iraq’s Political Capabilities, vol.1, Beirut, Dar white flag, 1925.

)Al-Rubaie, Majid: 85age( Interview with one of the notables names of the city of )Al-saouira( on Monday 03/07/2016.

Al-Wardi, Ali, Social Profiles of Iraq’s Modern History, vol.4, Press People, Baghdad, 1974.

Al-Zubaidi, Fakhri, Baghdad from 1900 until the

Year 1934 – AL-Jamea’ min AL-Mofeed w Al-Thareef, vol.1, Freedom House for print-ing, Baghdad, 1990.

Basri, Meer, Military Commander and the Gov-ernor Agent and a Lover of Baghdad, )Al-mada( Newspaper, Iraqi Memory Annex, Sunday, 05/26/2013, Quoted : newspaper )Al-balad( 1967.

Kheer, Shukri Rashid: In the Ninety-ninth An-niversary of the Martyrdom of Sheikh Abdul Salam Barzani, date )14/12/2013(, Website: http: //www.ana- hura.com/modules.php? name=News & file= article&sid= 15245.

Nadeem, Shukri Mahmoud, Conditions in Iraq in the Second Modality Phase )1908-1918( historical study, unpublished P.H.D thesis, Faculty of Arts, University of Baghdad, 1985.

BiMohammad Fadhel Al-Daghestani

Historical Studies No. 43

Conclusions:One of the most important things

that clarified is the major role of Al-Dagestani in the Ottoman victory over the British in the Battle of Cote emir-ate, which ended up with capturing the British troops, this role is dispropor-tionate perfectly with the volume of interest in this personality whose sup-posed to have more historic and media attention, he suffered a clear neglect from the historical and political per-spective, at this point there must be a big question mark.

Al-Dagestani had a cultural role as well as the military and political role represented with establishing the first zoo in Baghdad and appointing special tames in it, this shows his interest in providing employments to the labor, which considered as an indirect con-tribution in the development, the park had regular visitors every Thursday, which contributed to increase the in-terest in this kind of the exotic culture in the Baghdadi community

His disdain concerning sectarian-ism, his respect to Najaf Religious Au-thorities and other people’s acceptance to his character show Al-Daghstani deep effect, prestige and dignitary he had

In this research we consider the second version about his martyrdom

more probable, which stated that he suffered an injured by shell or frag-ment, because it is not acceptable to ratify that a brave military man who exceeded seventy years old and fought battles with courage to die from grief on his comrades???. Also, it was a sud-den and surprise attack with signs of startling of which the British failed, so it is natural that he may injured from the heavy fires that suddenly fell from the exhausted forces.

Recommendations:1. Of the most important recommen-

dations is to give more attention to the history of this man and his family and grandchildren, and to highlight the political, military and cultural role.

2. Preserving his grave and highlight its importance, and to develop spe-cial ceremony to visit his grave by cooperate with Wasit Iraqi Univer-sity and the )House of Wisdom( foundation , considering the great interest of these two bodies in the history of region, and contribute in establishing the conferences and seminars for the purpose of activat-ing the cultural and academic bilat-eral cooperation and clarifying the facts before the people.

3. In the light of this conference, it should be borne in mind the need for a wider cooperation between

Bh

There were also two stories that first recalled the burial in the suburb of Sheikh Saad between Kut city and Amara city. It occurred in a Turkish cemetery and then his body was trans-ferred to the Adhamiya cemetery. )Al-Rubaie, Majid: 85age, Interview(.

While other sources said that the Daghestani also fared well in the Brit-ish fight, until his martyrdom in battle )Kut- Amara(. In one of the British at-tacks, a sudden bomb fell close to him while he awakens the Mujahideen from their sleep to fend off British attackers. In this attack he died and was close to the age of 70 on 12/March/1916. )Bas-ri, Meer, 2013(.

After his martyrdom his body was moved in a military convoy, in the presence of all the generals and leaders in the army and a large gathering of his solders in addition of all seniors and masters of the nation, along with the people of Baghdad. His coffin was car-ried by a carriage surrounded by senior military officers. The masses prayed in his honour in the abou Hanifa Al-noman mosque and they buried him in al khayzaran graveyard next to the grave of mufti Baghdad sheikh Mo-hamed Sayed al Tabaqchali under the minaret of the mosque. A small shrine was built on his grave and he became a figure whom individuals wrote and read poems about, to praise him. )Al-

Wardi, 1974, p.246(.

EpilogueAfter this profound review of Al-

Daghstani personality and his wide-spread activity in Iraq, his deep impact on people’s souls led to shed his own blood on this land, which became his lodgment as any other man born and died on it. He sacrificed his life and soul as a redemption to mount the name of the country and the flag he took oath to serve, it is necessary to get the following conclusions and recom-mendations on Research topic.

BgMohammad Fadhel Al-Daghestani


was stationed in the parties led by Mo-hamed Fadil Pasha Daghestani.” )Ali, 2004, p.51(.

The operation continued to promote Haidary banners in a way that was cel-ebratory and promotional in all cities it encountered; with delegations and dignitaries and volunteers, the ships stopped at Tourij city, to inform the people of Touirij about the mission, sheikh Numan Al-Adami presented a speech regarding the mission, at that time Al-daghestani arrived by land along with 250 of Bani Hassan knights, this is his way of gathering more vol-unteers, the jihad motivation speeches were continued by sheikh Fathullah Is-fahani and Sayed Mohamed the son of Sayed kadhum al-yazdi who represent his father, urging people for jihad. )Al-Wardi, 1974, p.239(.

The delegation arrived to Al hindi-ya dam before sunset wherein they were enchanted by the Splendour of the engineering marvel, they contin-ued their mission towards Al-musayab and they stayed four days over there. Commands were received from the Commander general Nur al-din to Al-daghestani to rush out with his troops towards Al-jazeera )Elssaouira( to join the forces over there to take the British forces by surprise, )Al-Wardi, 1974, p.240(.

The groups who were carrying the

banner of Imam Ali moved towards Al-kadhmia in Baghdad while Al-daghes-tani with his volunteer troops arrived to the battle field in Kut to join the Ot-toman forces in order to clamp down on and surround the British troops led by General Townshend from all direc-tions. )Al-Wardi, 1974, p.242(.

Aldaghestani continued encourag-ing people despite his old age, he stood in front of the people engaging them like a lion with his motivational words )Bani Zabid…Bani Rabiaa( it means oh group of zabid and group of rabiaa Shame on you to give up your country. This was the way to prove his merit and military leadership at the same time. )Al-Rubaie, Majid: 85age, Interview(.

Al-Daghestani Death There were stories about his death,

some of them said that he was saddened by the martyrs lost in the battles and he could not bear the sudden deaths of his companions so he eventually followed in their mandates as a result of distress and depression. He was close to sev-enty. )Al-Wardi, 1974, p.244(.

Other sources said that the impact of a surprise attack from the British ar-tillery in the siege of Kut caused his death whilst he rushed to prepare his troops in the so-called battle sabes. )Basri, Meer, 2013(.

Bf

The decision was made to take the banner of imam Ali )PBUH( to jihad on Friday 11 of Muharram )19th of November(. A large ceremony was prepared in the holy court yard of imam Ali’s shrine, for that occasion attendees were the Acting authority of Karbala, Hamza Bek, sheikh Nu-man Al Adhami, mufti Al-Najaf Sayed Yaseen Afandi, and more of the most highly respected figures in Najaf. )Al-Wardi, 1974, p.236(.

Other religious scholars; sheikh Fath Alahh Al Asfahani, Sayed Ali Tabrizi, Sayed Mustafa Alkashani, Sheikh Baqir Al-Qummy and Sayed Abdul Razzaq Al-Hilou, took the ban-ner towards Masjed Al Koufa ) Al Ko-ufa mosque( stopping the carriages and the banners by the site of Prophet You-nis on the river bank. Mohammed Fad-hel Al-daghestani; with all the knights and the people of Alkoufa presented themselves to welcome the arrivals wherein Al-Daghestani stopped near the banner and pronounce a speech in Turkish to encourage people for ji-had. Sheikh Numan Al-adhami also addressed a speech, subsequently fol-lowed by Sayed Mouhamed Al-kilidar and his son Ahmed Al kilidar with the final speech given by the acting author-ity of Karbala. Following the event, all the arrivals slept in Koufa that night. )Al-Wardi, 1974, p.238(.

On Saturday 20th of November all the people above gathered in Alko-ufa mosque to read duaa al-thoghoor )duaa Imam Zein Alabidin pbuh( which is dedicated to the armies in battle to achieve the victory. They are the protectors of the Islamic nation and its borders )The Amawi army at that time(. Sayed Mohamed the son of Sayed Kadhem Al-yazdi arrived late to join processions representing his fa-ther, Sunday morning 21st of Novem-ber everyone boarded the sailing ships to move towards Al Kifil village North of koufa, the number of the prepared ships were 30.24.

Tahseen Ali one of the group mem-bers, mentioned in his memoirs: “when we arrived we found a systematic mili-tary group stationed where we joined, and I was appointed the regiment com-mander of one of the brigades, we re-mained while my colleagues received orders to continue to Baghdad, and from there the regiment moved di-rectly to Kut, where they rallied forces coming from Baghdad and Amarah af-ter withdrawing from areas occupied by the British in the first of June 1915, the Ottoman Government appointed Nur al-Din Bek Commander-General of the Ottoman forces in Iraq on April 15, 1915, and he ordered the mobili-zation of troops in Kut. British forces advanced toward Kut, they were hit first by the volunteer tribal force which

BeMohammad Fadhel Al-Daghestani


Baghdad. The battle in Kut began on the 27th of September and lasted un-til the following morning, ending with the defeat of the Ottoman forces and their withdrawal towards the Salman Pak city border of Baghdad. )Al-Mus-li, 1925, p.211(.

The Ottoman Leaders were placed in an alarming situation and hence appointed Mohammed Fadhil Al-Da-ghestani as a leader of the )Alhajana( Forces, comprised of various militias and volunteer group forces, ect. In order to aid the ottoman forces and army to fights against the British. His plan involved motivational strategies to encourage people to join, some in-dividuals were approached through their religious values, and some were convinced through stories of courage and Tournament whilst others were ap-proached with money and charity.

Al-Daghestani Role of encouraging the groups

During the Stressful circumstanc-es in 1914 the Ottoman Leaders an-nounced jihad to liberate Baghdad from its occupants and hence give their campaign a religious banner )The Haidari Sharif Flag( which was the first general Islamic jihadi campaign. However later the government decided to classify it as an) allawy( campaign, one to be inspired by Imam Ali’s

)pbuh( courage, trying their best to advertise the Haidari flag, )Al-Wardi, 1974, p.233(.

The Ottoman government sent Al Daghestani along with a group of knights to Baghdad to protect the Haid-ari flag. The government gave him a huge budget of golden lira to distribute between the groups on his way to Na-jaf and he travelled around the middle of the Euphrates river area giving the leaders of the groups an amount of golden lira dependent on their servic-es. )Al-Wardi, 1974, p.232(.

They formed a group of highly re-spected deputies to take the Haidari banner from the top of Imam Ali’s )pbuh( shrine in Najaf. The assigned individuals as deputies were; Foad Al Daftary, Mudher Pasha, Hikmat Sulai-man, The Leader Izat Pasha, a Baghda-di Judge and Shukri begk one of Hilla city’s most respected figures. They arrived in Najaf Friday evening 29 of October 1915 and they were hosted by Sayed Mohammed Hasan Al Kilidar. They were subsequently welcomed by all dignitaries and scientist of Najaf or-ganising meetings and ceremonies of poets and speeches. This was a good opportunity to speak about al jihad Al Haidari under the banner of the faith-ful imam Ali as it coincided with the time of Muharram )hosseinieh condo-lence(. )Al-Wardi, 1974, p.235(.

Bd

feel for such a betrayal. Al daghestani’s son mentioned )Al-Azzawi, 1425hj, Pp.84-85(, That Aldaghestani’s family travelled to )Kirkuk( after their fathers martyrdom in the battle of kut. When they returned to Baghdad the sons of )Hama mam( guarded the family on their journey to protect them from any potential harm. This was a gesture of gratitude in return for the care which Al-daghestani provided their father 30 years prior. )Al-Dulaimi, 2013, p.23(.

Iraq During the First World War

The impact of the First World War was severe on the people of Iraq. The cities and villages were exposed to im-mense suffering, wherein the nation became an arena of conflict between the British and the Ottomans. The re-percussions of this war affected both the land and people equally during the years of 1915-1917; battles were so intensive between both sides and the competition very high that no one truly gained victory. )Bakri, 1967, p.23(.

The British forces invaded Iraq from Basra in Iraq’s Southern region. Heading towards Baghdad it wasn’t difficult for them to achieve a victo-rious invasion over the Ottomans be-cause they didn’t face any Resistance or an adversary until on the 12 Novem-ber 1915 where they reached the bor-

der of Baghdad in Salman Pak, a city 20 km from Baghdad. )Nadeem, 1985, p.235(.

In September 1915 the leaders of the Ottomans came to realise the dis-appointing reality that they would not be able to face the British troops that were creeping towards Kut city even-tually reaching Baghdad.

Sheikh Mohammed Ridha Al Shibi-bi wrote in his diaries:

“On the 23 of September when the British jets flew over the Baghdad sky, sending radial light that lit the entire city, the Ottoman banks ceased pay-ments and the stock market collapsed, leaving merchants and financial traders to carry their merchandise and belong-ings to their homes, the tourists of the tigress river fled back to their homes and the clans outside of Baghdad such that of Delaim, Zobaa and Shomar fam-ilies approached Baghdad. It was at this time the government planned to trans-fer their offices and seed storages to Samarra city“. )Al-Wardi, 1974, p.232(.

In June 1915 the brigade 17 from legion six; led by British General Townshend, occupied Omara city. They headed towards Sheikh Saad vil-lage in preparation for the occupation of Kut, which was a primary strategic position for the British forces in their groundwork for the occupation of

BcMohammad Fadhel Al-Daghestani


could enjoy a unique environment in Baghdad. )Al-Zubaidi, 1990, p.51(.

His Activity in Iraq He was appointed to form resistance

against the groups of Hamawand on the boarder of Mandali and Khanaqeen )1886-1885( and he was victorious in his mission to stop the attacks. He managed to imprison, Bagawasheen, Mohmoud khala Baza and Hama Mam Sulaiman; leaders of the Hamawand groups. Due to this success he was pro-moted to Lieutenant general in 1904 where he was appointed leader of the Lahigan and Baswa on the boarder of Iran. In 1907 he returned to Baghdad as the leader of the sixth legion then in May 1909 he was appointed Represen-tative of the Master of Baghdad until in August that year where he earned the title of Master. However he later resigned from this role, )Al-Azzawi, 1425hj, p.72(

In 1913 to return to the army as an Inspector of the Iraqi Legion. He led a military campaign against rebel groups of Barazan led by Sheikh Abd Al-salim, )Naroh Yi, 2011؛ Kheer, 2013(. On the 10th of august 1913 he earned a four-month temporary role as Master of the state which ended on the 18th of January 1914 when the original Master Jawed Pasha returned. During this role Mohammed Al-Da-

ghestani had the opportunity to open the gates in the Grand Opening of the Hindiya Damn which was held on the 12th of January 1913. The opening of the damn was made a large ceremony in which the great leaders of the states and high ranked generals of the army attended, honouring the works of en-gineer Sir William Wilcox whom de-signed the damn. Al-daghstani pre-sented the audience with a speech in Turkish outlining the beneficial nature and importance of the damn, as well as expressing his appreciation to the engineers whom built the damn. The cost of the damn was half a million lira istarlini. )Al-Bahrani, 1993, p.84(.

The historian Abbas Al-azawi nar-rates a story in which highlights the nobility of Mohammed Al-Daghestani When )hama mam sulaiman - one of the group leaders of hamawand in khanaqeen( got arrested, Aldaghestani cared for him and provided him with a horse and gun as a method of trans-port and as a notion of good will on the grounds that he remained under his supervision, however )hama mam sulaiman( fled, not considering the po-tential consequences on Al daghestani. When Al daghestani was informed of )hama mam( attempt to flee, he rode his horse and hastily followed until he captured him in )Kirkuk( where he ex-pressed his disappointment and noted the shame that )hama mam( should

Bb

Sultan Abdul Hamid was very fond of Al-Daghestani during his work at the palace, thus he married him off to one of the Turkish baronets. There are a few stories regarding his transfer to Baghdad. Some historians state that he was exiled as a result of the Hip-pocrates against him, others state that it was his decision to live in Baghdad, however the likely truth is his loyalty and his talent as an officer was the pri-mary reason that made Sultan Abdul Hamid choose him to be a commander in the Iraqi army. His position was as pasha grade to fight the Kurdish and Euphrates opposition groups. After he brought victory in this battle, Sultan Abdul Hamid gave him the opportu-nity to choose where he would like to spend the rest of his life and he pre-ferred Baghdad as he loved it the most. The sultan rewarded him by giving him a few farm lands in Baghdad be-fore he left to reside there in 1300ac. )Al-Bahrani, 1993, p.83(.

His residency was located in Bagh-dad next to )Bab Al-Muadham( 50 meters from the High way. His prop-erty faced the old wall of Baghdad and is still known as (al soor suburb), meaning The )old wall of Baghdad( )Al-Bahrani,1993,p.83(, opposite the (Uzbeks mosque), in a suburb where the group of Uzbeks and Daghestanies lived. They came from Uzbekistan and Daghestan from the south west of Rus-

sia to live next to their beloved prince Al-Daghestani. )Al-Bahrani, 1993, p.84(.

Daghestani became a highly re-spected figure within the Baghdad community, he was considered a very honest and charismatic, with a distinc-tive bush beard. )Al-Zubaidi, 1990, p.51(.

The Iraqi historian Najdat Fathi Safwat write about him: that Al-Da-ghestani was a very respected figure, he was tall with a white long beared, he described him with Magnanimity, generosity and a devotee to the rituals of religion, Al-daghestani has a decent reputation in Baghdad and all over the country of Iraq and It is this reputation that maintained the peoples likeness towards him. )Basri, 2013, p.3(.

The people of Baghdad loved to visit Al-daghestani’s residence due to the rarity of the zoo he maintained on his property. He was fond of Ara-bian horse breeding and he made spe-cial improvements to their stables. He also collected a fair few other animals, namely a lion, tiger, hyena, bear, wolf, fox, zebra, camel and various bird spe-cies such as eagles, falcon, ostrich, peacocks and several breeds of dukes. This is what made this place the first and biggest zoo in Baghdad, a zoo which was opened to the public every Thursday afternoon so that the people

BaMohammad Fadhel Al-Daghestani


He led the group in the battle against the British Army on the grounds of Kut Al-Amara. Prior to the commencement of this battle, Mohammed Fadhel Al-daghestani managed to further develop and flourish the volunteer army with his ability to dramatically increase the number of Iraqi volunteers; ultimately forming a powerful army. However, it was during this fight against Britain that he passed on the 12th March 1916.

This research aims to; firstly, focus on the various occasions that highlight the significance of Mohammed Fadhel Al-daghestani, that are occasionally overlooked and ignored by many his-torians.

Secondly, it aims to reveal the major role that Al-daghestani played throughout his leadership of the Iraqi Volunteer Army, which suffered a ma-jor decline in morale due to the vast number of casualties during the battle of Shaiba. It is here that Mohammed Al-daghestani’s significance is high-lighted. How can a man that does not live in Iraq lead an army as such? And what are the battle missions that were assigned to the Volunteer army?

Upbringing and environment and the military hierarchyAl Daghestani was born and raised

in Daghestan in a village called Joa, created by the Qafqaz in 1846ac. His

father Dawood laaw was from a very reputable family called )Afary( linked to sheikh Shamel who was a very well-known leader in Daghestan. Because he was a prince of a high class family he was taken to the capital city ‘Bu-tris Burg’ to attend military school. By the age of eighteenth he graduated as an officer in the Russian Qaisars army )Basri, 2013, p.2(.

He grew up as one of the prince’s in the state of Daghestan, however due to the Russian occupation in the late nineteenth century he ran away with his family seeking refuge in Is-tanbul where he would ultimately be following his brother in law Al Ghazi Mohammed Pasha, son of sheikh Shamil. Al-Ghazi had joined the otto-man army and became one of the most important figures in the campaign of Sultan Abdul Hamid the second, )Al-Bahrani,1993,p.83(.

When the war between Russia and the Ottoman Empire began in 1877, Al-Daghestani fought very bravely with the Ottomans. As a result of his courage and bravery he was appointed by Sultan Abdul Hamid as a ‘first gov-ernor’ to his campaign. In 1882 he was appointed a higher position as ‘gover-nor prince’ in one of the states, then in 1884 he became leader of the knights in the sixth legion in Baghdad )Basri, 2013, p.2(.

Az

Mohammad Fadhel Al-Daghes-tani

and his leadership of the Arab Volun-teer Army in Kut Al Amara 1915-1916

Dr. Mahir Jabbar Al-khalili(*)

)*( Imam Al-kadhem College - Baghdad

Introduction

Mohammed Fadhel Al-dagh-estani )1846-1916( was con-

sidered one of the most influential and important military figures during the last quarter of the nineteenth century. He played a major role in the success of the Ottoman Empire’s armies in their battles against Tsarist Russia and Britain. His final victory was in Kut Al-Amara.

Mohammed Fadhel Al-daghestani worked in the tsarist army before re-signing in 1872 and relocating to Is-tanbul. His decision to relocate was in-fluenced by his brother in law, Alghazi Mohammed Pasha’s )son of Imam Shamil( status and residency in Istan-bul. Here, Mohammed Al-daghastani

became the military consultant and advisor of the Ottoman Sultan Abdul Hamid the second. Due to his expertise in the military field, he was continu-ously excelling up the ranks and was promoted to General Officer.

He was appointed in the state of Baghdad as ‘Leader of the army of knights’ in the sixth legions, working as a representative for the Governor of Baghdad. His role gave him the op-portunity to represent the Governor in the Grand opening of Al-hindiya dam in 1913. In respect to his position as representative he was appointed in the year 1915 as leader of the Arab Volun-teer Army which was comprised of a diverse variety of Iraqi’s from different occupations, socioeconomic status act.

AyMohammad Fadhel Al-Daghestani


Appendix (6)Map of the Battle of Kut drawing by Hibat Al-Din Al- Shahristani

Ax

Appendix )5(Religious scholars in the Holy Shrine of Kadhimiya

before heading to the front of Kut

AwThe role of the Muslims scholars towards the British occupation of )1914 - 1918(


Appendix )4(Shahristani Massage to the leader “Noor Al-Din” on October 6, 1916.

Av

Appendix )3(Shiite scholars Invited to establish an army of the sons of the tribes

on May 13, 1915.

AuThe role of the Muslims scholars towards the British occupation of )1914 - 1918(


Appendix )2(Invite tribal Shiite scholars to participate in Jihad on November 15, 1914.

At

AppendicesAppendix )1(

Telegram assistant governor of Baghdad to the minister of interior about inviting Shiite clerics to jihad

AsThe role of the Muslims scholars towards the British occupation of )1914 - 1918(


Document No. 16, Message from Hibah Al-Din al-Shahristani, to the governor of Baghdad and the commander of the )Noordin( in a 27 November 1333 H, ap-proved to October 1915, And see a copy of it in Supplement No )4(.

)16( The same source, the document number )17(, leaves from the diary Hibah Al-Din al-Shahristani. And look for Scholars enrolled photograph front war in the Ap-pendix )5(.

)17( See the image of the map in the Annex )6(.

)18( Muhammad bin Muhammad Mahdi al-Khalisi, the hero of Islam, )Tehran: Documents Imam Khalisi Center, 2007(, p. 22.

)19( Ismail Taha al-Jabri, the role of the city of Kadhimiya in resisting the British oc-cupation of Iraq, 1914-1920, Journal of College of Basic Education, the Univer-sity of Mustansiriya, 20 folder, the num-ber of 86.2014, p. 553.

)20( Muhammad bin Muhammad Mahdi al-Khalisi, ibid., P. 226.

)21( The same source, P22.

)22( This message is printed recently by )43( pages. Seen: Muhammad Mahdi al-Kh-alisi, Hussam forearm infidels in jihad, )Najaf: Al-Shuroq Press, 2015(.







Ar

Footnotes)1( Ahmed al-Husseini, the rebellious Imam

Mehdi Haidari, )Najaf: Arts Press, 1966(, p. 29.

)2( For the text of the interview to Bagh-dad Javed Pasha with Hibah Al Din Al-Shahristani seen: Hibah Al Din Al-Shahristani, a battle Shuaiba 1914-1915 )Secrets disappointment of opening Shuaiba(, achieving Alaa Hussein Alra-heema and Ismail Taha al-Jabri, Print 1, )Najaf: Dar Al-Deyaa for printing and design, 2008(, from p 117-1200.

)3( About the role of the reference Moham-med Kazem Yazdi in resisting the Brit-ish occupation seen: Kamel Salman al-Jubouri, Mohammed Kazem Yazdi and his lights on his authority and political positions, )Sign: Al burhan Press, 2006(.

)4( Jawadain Public Library, Baghdad, files documentary, Jihad files in Shuaiba, Document No. 25, 3 January 1914, and see reproduced in Annex )1(.

)5( Jawadain Public Library, Baghdad, files documentary, Jihad files in Shuaiba, Document No. 27, November 15, 1914, and see reproduced in Annex )2(.

)6( About the reasons for the defeat in the Battle of the Shuaiba seen: Hibah Al Din Al-Shahristani, a former source, Print 2, pp. 60-83.

)7( Shukri Mahmoud Nadeem, Iraq’s war 1914-1918, )Baghdad: Al-Ani Press, 1974( from 110-111.

)8( About growing up and configure the in-tellectual and study and struggle against the British occupation is seen details:

Mohammed Baqir al-Ahmed al-Bahadli, Mr. Hibah Al-Husseini, the intellectual implications and political positions, )Baghdad: Hussam Printing Co., 2001( ; Ismail Taha al-Jabri, Hibah Al-Din al-Shahristani, his approach to the reform and renewal and the writing of history, )Baghdad: House General of Cultural Affairs, 2008(.

)9( Details on the Constitutional Revolu-tion of Iran is seen: Talal Majzoub, Iran’s constitutional revolution to the Islamic revolution, 1906-1979, )Beirut: Dar Ibn Rushd to print, 1980(; Amal Al-Sabki, Iran’s history of political revolutions of 1906-1979, )Kuwait: the world of knowledge, 1999(.

)10( Hibah Al-Din al-Shahristani, a maga-zine of science, )Beirut: Dar acquain-tance of publications, 2009(.

)11( Jawadain Public Library, Baghdad, files documentary, Jihad files in Shuaiba, Document No. 26, May 15, 1915, and see reproduced in Annex )3(.

)12( Haidari campaign flag of scientists flags seen in the names: Sadah Al-Islam, newspaper, Baghdad, the first year, the number 58.28 September 1915.

)13( Jawadain Public Library, Baghdad, files documentary, Jihad files in Shuai-ba, Document No. 11, Shaykh al-Islam Khayri telegram to Hibah Al-Din al-Shahristani on 15 April 1916.

)14( Al-Zuhoor, newspaper, Baghdad, Issue 706.14 December 1915.

)15( Jawadain Public Library, Baghdad, files documentary, Jihad files in Shuaiba,

AqThe role of the Muslims scholars towards the British occupation of )1914 - 1918(


port the construction and management of camps and soldieries ordered, Kha-lisi has authorized the take money by force those who declined to pay to help the fighters saying:”Then the Muslims must do what fulfills, that they have refrained from taking their money oppressed them if they stopped their defending their homelands and their blood and their honor and their reli-gion ....”)26(.

Khalisi also stressed the need to provide the principle of justice in the jihad, especially leaders and officials on the battlefield, saying:” Who should note here the soldiers and the military and improve his justice in the parish and to equally divide, and his compas-sion is equal between the near and long term and the rich and the poor…”)27(. It is rather focused on the task partial knowing that justice prevails between combatants and their equal deal and livelihoods ability to create a good psy-chological condition with the fighter to make it rushes with all the resolve and determination in the fight against the enemy, and here lies the importance of creating a psychological factor and strengthened in this opinion.)fatwa(

Khalisi seal the jihadist message calling for the need to rally around the governor of Baghdad and com-

mander in chief and his support for the purpose of achieving victory over the enemy, saying:”If by the grace of God and the generosity and kindness and grace on the cult that made take care their things today commander of the soldiers attending the minister and Leader’s most luxurious and governor of Baghdad and Commander )Nured-din Effendi( Esquire long paid tribute, he combine intensity and gentleness, politics and tact, good opinion and measure … God made the victory on his hands soon and conquest, calling him and replying to rebuild Iraq and reform… God is not cleared from the reformers in Iraq, hardworking and promotion in habitudes)26(.

Ap

date, he has refused to enact the three questions and offered for a referen-dum form of government in Iraq, how continued this approach even after the establishment of the national govern-ment and the announcement of parlia-mentary elections, and because of his opposition to Iran beyond with a range of Najaf scholars will be held on 22 November with the year 1341 AH, ap-prover to 6 July in 1923 AD)20(.

Khalisi remained in exile in Iran until his death on 12 Ramadan in the year 1343 AH, approver to April 1925 AD)21(.

infidels in jihadThis fatwa was issued on the sec-

ond of Shawwal 1333 AH, approver to August 13 in 1915 AD, after he saw Khalisi British forces and occupa-tion of Iraqi cities offers one after the other, dictate it his religious duty as a Muslim religious scholar, and national duty as Iraqis defending their land and holy sites. This fatwa was published in the form of a message in the newspa-per Sadah of Islam issued in Baghdad on sequential rings in eleven episodes from August 30 to September 10, 1915 AD)22(.

Fatwa aimed to create the Muslims to defend their land against the occu-piers, without distinguishing between

the Muslim countries that are exposed to the invasion and occupation, be-cause Khalisi sees a Muslim country and one and defending duty)23(.

The message focused on the im-portant factor of victory factors which fortitude in the battle despite the small number, it indicates here that the faith of the case element basis to achieve victory, not so much focused on num-bers, equipment in spite of its impor-tance, and in that reference to the vic-tory of the Muslims in the battle of Badr in 2 AH , although few in num-ber on the author of several thousand fighters Army infidels, to the faith of the justice of the case)24(.

He emphasize the fatwa directed to all Muslims who are capable of fighting without exception message, stressing that jihad was not imposed by the scientists on the poor and vul-nerable to exempt them from it, it is a duty to them and to the general public, imitating the biography of Caliphs and guardians and parents who were ad-vancing ranks Mujahideen side by side with the general public)25(.

Mohammed Mahdi al-Khalisi call also that the jihad in this battle is not limited to bear arms, but his other hand, which is jihad with money to people who cannot fight, since he could sup-

AoThe role of the Muslims scholars towards the British occupation of )1914 - 1918(


to the commander of Iraq’s Front and the governor of Baghdad, “Noured-dine Beg”, Its readiness to support the battle through the massing of fighters from tribes or the actual presence on the battlefield, according to some of them, it is stated:” And here I am now shown to you my sincere heart and my willingness to help the attic Islamic state and fight the enemies unbeliev-ers pen and forward and in word and deed, as well as my friends examin-ers, and we hope we would be grateful if a statement should we even do the job”)15(.

Has strengthened its efforts afore-mentioned position is important and so when he attended on February 14, 1916 a gathering of religious scholars hold )Haidari flag( in the dish Kazmi Sharif, Kindergarten Manager Kadhimiya has read a prayer and farewell to travel to the war front, the people of the town gathered in the holy shrine after it was disrupted markets, In the afternoon of 13 April 1334 approved February 17, 1916 rode scientists move to the front of Kut by steamer “Al Burhaneya”)16(.

The total interest-Shahristani in battle and his participation in the Map shows the battlefield where the nature of the land and gatherings teams, As well as identifying areas where Otto-man forces can be directed to the ap-plication and its occupation, Namely,

that showed anything, it shows how keen Hibah Al Din to follow the de-velopments of the battle and its impor-tance)17(.

The second section: Muham-mad Mahdi al-Khalisi and efforts in resisting the British occupation through a fatwa, “ Hussam Al-Battar in the Jihad of the infidels.”

Muhammad Mahdi al-Khalisi )a brief biography(

Born in the city of Kadhimiya in Baghdad on 9 Dhu al Hijjah 1276 AH approver to June 28, 1860 AD, he stud-ied grew up, and then completed his religious education in Najaf Al-Ashraf even won the degree of diligence)18(.

Khalisi is characterized by resis-tance to the British occupation from the outset, and he is known for his en-thusiasm to rally the tribes and drive himself to the battle front, as carrying weapons in the two fronts of Qurna and the city of Amarah, and he sheikh in aged, in the breaks It was undergo-ing weapons training under the super-vision of junior officers in the Age, And it is in compliance with orders them to perform the required military movements)19(.

Khalisi stand against the British presence in Iraq during both phases of the occupation and the British Man-

An

rested on impact.

He became Minister of Knowledge in 1921, when the formation of the national government in Iraq. He also served as head of the family court for a period of 1923-1934, after the parlia-mentary elections entered and won by deputies from Baghdad.

He issued in 1910-1912 science magazine)10(, and founded of a public library in 1941 in the city of Kadhi-miya which remained today. He died in the February 6, 1967.

Efforts to resist British occupation in Kut

After the British occupation forc-es continued its march north of Basra and occupied the city of Amarah, fal-ter, Muslim clerics again in order to rally the tribes to stand with the Otto-man Empire in this page task. This pe-riod has witnessed wide-scale moves Muslim clerics to support the Ottoman army and stand at his side, from those positions telegram Mohammad Taba-tabai and Abdul Karim Algerian, sent from the city of Amara, to the interior minister of the Ottoman, plead the es-tablishment of an army of tribesmen to support the Ottoman army, be under the command of Baghdad’s envoy in the Ottoman Parliament )Tawfiq Beg()11(.

And in Hall of Al Alalwy-Sharif

in Najaf Al-Ashraf attest rally a large number of clerics and their followers, they stressed in speeches on the need to stand by the Muslim Ottoman Em-pire, And everyone went to the battle-field carrying )Haidari flag(, which is the banner of the fight that was fought under the banner of Imam Ali bin Abi Talib, so as to boost morale and build momentum. The number of scientists who accompanied totaled )Haidari flag( eighteen religious scholar, led by Hibah Al Din al-Shahristani)12(.

Al-Shahristani’s efforts did not stop at that, But claimed focuses on the use of media in the battle to support the troops and the strengthening of victo-ry, He was in this area correspondence with senior officials of the Ottomans, like governor of Baghdad and Sheikh Al-Islam Khairy, Requesting the need to facilitate the task of spreading moti-vational speeches on fighting and sup-porting the fighters on the battlefield in the newspapers published in the Otto-man Empire)13(.

Certainly this interest visited Hibah Al Din al-Shahristani Al-Zuhoor news-paper and invited them to hone mettle Mujahideen media, And provide moral support to them, and asked the news-paper to pay much attention to publish news of war and the victories achieved by the fighters on the battlefield)14(.

Shahristani expressed in a letter sent

AmThe role of the Muslims scholars towards the British occupation of )1914 - 1918(


med Kazem Yazdi, which called for the British fighter as infidels attacked the state of Islam.)3(

Muslim clerics in Najaf, Karbala and Kadhimiya led a major campaign to rally the tribes even numbered about eighty thousand people, From the cities of Kadhimiya and Adhamiya, Bagh-dad, according to a telegram assistant governor of Baghdad to the Ministry of the Interior.)4(

The march towards a front vic-tory for the same number of religious scholars from Najaf, led by Mohamed Said Habboubi and Abdul Razzaq Al-helo, and with them a large crowd of tribal members and elders, While other scientists issued a fatwa urging sup-port for the government of the Otto-man and prepared it from the religious obligation of due.)5(

It fought the Ottoman army regulars supported by the Mujahideen of the clerics volunteers clans great battles in the Shuaiba area against occupying British forces, Over the three days and nights, However, several reasons led to the defeat in the Shuaiba on April 14, 1915)6(, Thus opening the way for the British to advance towards Bagh-dad Double Direction: The first one, along the Euphrates River and occu-pied Nasiriyah, And the second along the Degla River, where Kut, where the Ottoman army and fought on their side

of Iraqi Mujahideen valiantly under the leadership of Governor “ Noor ald-dine”, it resulted in the besieged Brit-ish troops for a period of 147 days, any of the )3 December, 1915 – 29 April, 1916(, It was the highlight data captured British commander )Charles Fraser Tauzind Veer(, and his army of thirteen thousand and temporarily stop their advance toward Baghdad.)7(

The Muslim Scholars of religion such as Hibah Al Din Al-Shahristani and Mohammed Mahdi Al-Khailsi important role in the build-up to the Battle of Kut men and jihadist fatwas. Which the separates in the two follow-ing axes.

The first Section: Hibah Al Din al-Shahristani and his role in the resistance to the British occupation in Battle of Kut.

The biography of Al-Shahristani )A brief overview(

One is the Association of Muslim Scholars, graduated from Najaf reli-gious school degree assiduous)8(, He grew up loving the freedom and mal-content against tyranny and injustice, So he stood supporter and supporter of the constitutional revolution in Iran 1905-1911)9(. As general of the British occupation stop since he entered Basra in 1914, as the rebels drove revolted against the British presence he was ar-

Al

The role of the Muslims scholars towards the British occupation of (1914 - 1918) Hibat Al Din Al-Shahristani and Moham-

med Mahdi Al-Khailsi as an example (documentary research)

Dr. Ismail Taha Al-Jaberi(*)

)*( Bayt al-Hikma

Preface

British forces have become at the beginning of November

1914 on the outskirts of the city of Basra, Sensed the population risk, their dignitaries prepared, sending mes-sages for help to the holy cities: Najaf, Karbala and Kadhimiya, showing how gravity of the situation, and that Basra has become under the threat of the oc-cupying British forces, it was in those letters,”Basra lacuna .. Infidels around him .. Everyone under arms fear for the rest of the land of Islam .. Help us ordered the tribes to defend”. )1(

Move at the same time the Otto-man governor and commander in chief “ Javed Pasha” for organizing ordered the fighters into the regular army, how-

ever, it needs to support the clerics and tribesmen to fight alongside the Otto-man army in the defense of Basra, But his relationship with the religious au-thority in Najaf were not good in this circumstance, So he sent to Hibah Al Din Al-Shahristani, asking him to in-tervene to convince then-op Moham-med Kazem Yazdi stand with the Otto-man Empire in its war against Britain by rallying tribes and configured to help cope.)2(

Shahristani made good efforts in this area even managed to achieve a serious and fruitful cooperation be-tween religious leaders and the tribes on the one hand and the Ottoman gov-ernor, on the other hand, issued on ac-cordingly behest acting to jihad, most notably a religious ref fatwa, Moham-

AkThe role of the Muslims scholars towards the British occupation of )1914 - 1918(


10. HADI TUAMAH, Previous Reference, p.64.

11. Ali Al-WARDI, Previous Reference, p.24.

12. THE Same Reference.

13. THE Same Reference.

14. THE Same Reference, Pp.25-26.

15. KAMAL SALMAN AL-JABORI, Al-Najaf

And Al-Jihad Movement 1914, Edition 1, Al-

ARAF Institution For Printers, Beirut, 2002,

p.8.

16. The Same Reference, p.9.

17. ALI AL-WARDI, Same Reference, p.151.

18. AHMED BAGER ALWAN ABBAS AL-

SHAREFI, Karbaila between the two world

wars 1918-1939, )historical study(, Arabic

history and Scientific Heritage institution,

Baghdad, 2004, p.35.

19. KAMAL SALMAN AL-JABORI, the previ-

ous reference, p.12.

20. The same reference.

21. KASAN AL-ATEA, Iraq, the establish-

ment of the country 1908-1912, translation:

ATA ABD ALWHAB, Presenting: HASAN

JAMEL, London, 1988, p.116.

22. HANA BATATO, AL-IRAQ, the first book,

translation: AFEF ALRAZAZ, edition 1, AL-

QADER library, 2005, p.109; AL-MAS BEL,

chapters from the Iraq near history, transla-

tion: JAFER AL-KAYAT, edition 2, Baghdad,

1971, p.13.

23. The same reference, p.14.

24. A bout the details of the Popular battle in the

opinion of: ABDALRAZAQ AL-HASANI,

the previous reference, Pp.18-19.

25. The officer TWNZNAD diary, present by:

HAMAD AHMED ALWARAD, AL-Muataz

library, Baghdad, 1986, Pp.59-60.

Aj


27. ROUSAL BRADON, AL-KUT siege, Trans-

lation and Commentary: SALEM TAHA

AL-TAKREATI, ABDALMAJED YASSEN

AL-TAKREATI, part 1. AL-SHARQ AL-

AWSAD Print, Baghdad, 1985, p.33.


29. The best description for the British suffering

in Al-kut, the losses incurred by them and

their harsh end, see TONZND Team diary,

Pp.541-551.

30. ALI ALWARDI, The same reference, p.302.

31. Same reference, p.303.

32. ALI ALWARDI, the same reference, p.303.

33. HADI TUMAA, the same reference, Pp.161-

162.

this very unfortunate? that you stay helping and guiding.... them, now you have to kill all of your officers and come to follow the army of Sul-tan majesty as a lot of our brothers in Egypt did”)32(.

The Turkish habits to creep from their trenches at night to put the publi-cations on the barbed wires of English trenches that made an effect in the In-dian Muslims that religious worker re-garding stronger than national worker, that many of them began to be illness to run away from fight ,some of them tried to escape to the Turkish army other tried to distort their bodies and wounding it, that man was shooting on the palm of his right hand, claiming he was shouted by the enemy, in addi-tion for neglecting the duties of night watch by doing some of them to kill the officers)33(.

IV. ConclusionWhat was mentioned above that

ALJIHAD as an Islamic movement announced by religious persons in Turkey and Iraq had a tangible im-pact, that made the leaders puzzling in a time when Indian soldiers were in great powers that made Britain rely on them in complementing its colonial project in occupying Iraq. Despite of this ending results for war, the Turk-ish army still seeing the massive losses from English on the hand of Ottomans

and by putting the Turkish Embassy against English graveyard in ALWA-ZIRYA was a clear signal for the fail-ure of Britain decision maker in India and London that their task in Iraq will be very easy.

Footnotes1. JAFAR ABBAS HAMD, The modern history

of Iraq 1914-1968, 4Edition, House and Li-

brary of ADNAN, BAGHDAD,2015, p.14.

2. ALI AL-WARDI, Social Profiles From The

recent history of Iraq, part 4, edition 4, Al-

RASHED house, Beirut, 2015, p.98.

3. PHILIP and BLARD ERLAND, AL-IRAQI

and its study in political development, trans-

lation: JAFER ALKEAT, Beirut, 1949. P.4.

4. HADI TUAMAH, British occupation, and

Iraqi newspapers, research on British Pub-

licity campaign 1914- 1921, Baghdad, 1984,

p.59.

5. HANARI FOSTER, The emergence of modern

Iraq, Translation and Commentary: SALEM

TAHA AL-TAKRETI. PART 1, Baghdad,

1989, Pp.66-67.

6. HADI TUAMAH, previous reference, Pp.61-

62.

7. ZAKI SALAH, Britain And Iraq Till 1914, Al-

ANI Printer, Baghdad, 1968, p.272.

8. HAMD AHMED HAMDAN AL-TAMEMI,

Al-Basra In The Britain Occupation 1914-

1921, Al-RASHAD Printer, Baghdad, 1979,

p.20.

9. ABDALRAZAQ ALHASNI, Iraq In The Oc-

cupation And Mandate, Part 1, Al-Arfan

Printer, Syria, 1935, p.15.

AiThe impact of Ottoman –Iraqi Advisory Opinion )FATWA(


Bernardo mentioned here “that the Muslim Indian soldiers began to be-lieve the Turkish propaganda which is said that the Iraq invasion means the desecration of the holy soil”. So when they were asked to fill their guns with bullets they were resisted and remained lying on the ground, till the British of-ficers broken the swords on their soles feet and convinced them that the San-ity is best verse in the religion”)28(.

The rebellion of the Muslim sol-diers in the British army is a proof on their faith of the AL-Jihad Invitation which announced by the Ottoman Em-pire, Because what they hear from the Ottoman party is call of Allah AKB-BAR when they began and completed the fight.

Here we have to ask, was this pop-ular battle affected on the morale of Islamic Indian soldiers when issuing these orders to fight ottmans in the fol-lowing battles and did these publica-tions that thrown by Ottomans to the British for inciting Indians Muslims against them a role in creating troubles with the leaders of campaign and espe-cially when Ottoman imposed a block-ade in 7/12/1915 on the British in Ku-wait for five months during it british people suffered from scourge of block-ade)29(, that what will be explained through mentioning some publications text and its impact on Indian soldiers

and the attitude of the campaign cap-tains and the Punitive measures that had against them.

Indian soldiers were composing more than three-quarter of Al-Kut protector from Muslims and non Mus-lims, that Ottomans exploited it for their benefit by throwing the publica-tions for them, requesting the killing of English officers and runaway to Ot-tomans forces ,it had written in many languages in two types, one of them was to Indian Muslims by motivating them to stop fighting their brothers in religion to escape from the hell, the second one to the Indians publically reminding them about the Injustice of English and the Turkish efforts to gain their independency)30(, in the following some of its affected quotations.

Dear Indians brothers you have known very well that God created this war to liberate the Indians from the toughs English and many of them follow our allies.... man while watch-ing your low rank feeling uncomfort-able.... you certainly heard about how Lord KETSHNER escaped at night with the British soldiers, while the In-dians left behind and when the Indians saw these incident, they killed their of-ficers and followed the Turkish)31(.

Some publications included the fol-lowing statements: “we find the Indian soldiers leave the English people, did

Ah

)Preachers( cannot declare AL-jihad only when it approved by the infallible Imam or in case the Islamic countries are attacked by unbeliev-ers)17(.

MOHAMMED HUSSEIN AL-HABUBI, AL-SHEIKH ABD ALKA-REM AL- JASARI and AL- SHEIKH MOHAMMED JAWAD AL-JAWA-HIR announced after a meeting with the Clerics, notables, and tribal leaders they decided they should participate in the Muslim’s government to fight, the unbelievers over the muslins coun-tries)18(, Then AL-FRAWN AL-FTLA LEADER said a speech “that the Turks are our brothers in religious, we must help them to fight the enemies of our country”.)19(. After that, AL-SHEIKH HAMED AL-KELDAR went to AL-KUFA to meet with high religious au-thorities. Such as MOHAMED KAH-DEM AL-TBTABAI AL-EAZEDI to discuss with him the matter of AL-jihad, AL-EAZEDI agreed to send his son MOHAMED on behalf of him to mobilize the tribes to fight the occu-pier)20(, by this Britain failed to Prevent clergy alliance with Turks)21(.

The Iraqi Tribes responded to call of AL-Jihad against the Britons led by their leaders and the leading clerics. One the most prominent Mujahideen in AL- Kadhimiya city was AL-SEAD MAHDI AL-SAED HADER, ABD

ALKARED ALKELDAR, and AL-SHEIKH MAHDI AL-KALASI. A big crowd came out from AL-Najaf from AL- Mujahideen led by AL-SEAD MOHAMED SAED AL-HABUBI, AL-SHEIKH ABDALRAZAK AL-HALO and the participating of AL-SAED MOAHSAN AL-HAKEM)22( and about 1500 from AL-Kurds Mu-jahideen led by MAHMOOD AL-HAKED)23(.

These forces of AL- Mujahideen which her weapon is faith by Allah and defense the Islamic religion Which the Ottoman Empire is carry its ban-ner Proven a consecutive capabilities in popularity battles)24( which happen in )12 April 1915( in cooperation with Turkish forces led by SULAMAN ASKARI BAK in an attempt to foil the Britani scheme to occupy Iraq)25(. The Ottman army and Mujahideen showed rare courage in the battle came close to terminated it for their favor, the re-fused of the Muslim Indian soldiers for the orders of their English officers to fight Alottmanin)26( had encourage them. The officers of the campaign described the Turkish soldier by said “that the Turkish Anatolian stubborn defensive fighter in the world“)27(. sol-ider is.

He is skilled in digging and hiding trenches it was impossible to leave it if 1000 of the terrifying enemy down in it.

AgThe impact of Ottoman –Iraqi Advisory Opinion )FATWA(


ic world. Which was signed by 30 men from the Senior of clerics and KHAIRI AFANDI was in the forefront. Declar-ing the following “that Britain, Russia and France have enslaved Muslims for a long time violating their sanctity. Because it’s the basis of Islam, so that Amirul Mu’mineen calling all Mus-lims for jihad to defend about the tomb of the Prophet and the Holy House, Karbala, Najaf and the capital of the Caliphate”)13(.

In addition to these official data, millions of publication were printed periodicals in various languages and distributed across the country like Ot-toman and some of them in Egypt, Su-dan, India, and Afghanistan.

There had been 16 million Mus-lims in Egypt and Sudan,70 million in India, 20 in Africa and 20 million in Russia, some of these revolted against their governments causing incalcula-ble damage)14(.

The Ottoman empire worked to ap-peal to the Clerics in Karbala, Najaf and other sanity places.

Indian Forces response to Jihad Movement

Al- Jihad movement was started in Iraq on )9 November 1914( to at-tack Englishmen at AL-Basra. After the Iraqis realized the danger, and

what will happen to them if the Brit-ish dominated in Iraq. The results will not respect the principles of the Is-lamic faith. People of Basra appealed to the holy shrines )Najaf, Karbala, and Al- Kadhimiya( and various areas of Iraq. By telegraphs they demanded the holy jihad, some of it contained “Al-Basra port, the unbelievers Which are surrounded it. Everyone is under the arms; we are afraid of the rest of Muslims countries help us by order of tribes to defense”)15(.

This Telegraph was read in the Mosques and markets. The Preach-ers began to provoke people’s feel-ings that if the Englishmen occupied Iraq, they would destroy its mosques and its holy shrines. They would burn the holy Quran, violate the sanctity of women and the will slay children and the elderly. Meetings were held in holy cities, such as Al-jahiliya, AL-SEAD MAHDI, and AL-HADI announced to go to the war field)16(.

Al-Najaf city was received Iraqi persons from Baghdad )MOHAMAD FADEL AL-DAGESTANI, SHOKAT BASH AND AL-SHEQ HAMED AL-KELDAR(, considering them as repre-sentatives of the Ottoman government, to speak with the Influential religious references to obtain FATWA to declare AL-Jihad against the British’s, which it believes that the diligent.

Af

Britain which was published by Percy Cox who candidate by the president to accompany the campaign for two rea-sons:

1. His acknowledge of Basrah peo-ple and he took office as a political resident in Arab Gulf for 1904-1913.

2. He speak Arabic Language which is considered a main key for understanding in these cases as well as his personal relations with the region’s sheikhs who loyal to Britain and their assurances that the biggest diligent will not response to Turkey to declare Jihad)6(.

The narcissistic Image that has been portrayed by Percy Cox to British ad-ministration is that its military forces will achieve instant success on Iraqi land, encouraged by the Indian gov-ernment to implement its new scheme. There for the Army troops landed at the FAO on 6/11/1914)7(, after that they moved forces to Al-Basra city due to the weakness of the Ottoman resis-tance, and occupied until 22/12)8(, then they moved on to AL-Qurna the stra-tegic City which has been under their control since 9/12/1914 )9(.

From the point of British data, the issue of Jihad was something unob-served iew by the British government perhaps to be effected by the presence of occupation to disappear. The pres-

ence of the invasion started inside Al-Basra rounding out with many risks for steadfastness and persistence. The Turkish army is known for their fight-ing abilities)10(, Ottomans had been ap-proved for their fighting power in their battles compared to others, its base-ment was the defense of religion and the sanctity of the holy places, which is protected by their first Sultan.

What was feared by British admin-istration took place, when the Ottoman government heard about the British occupation of Iraqi land, and an an-nouncement about Jihad appeared, in the Capital of Iraq. The disbelievers were informed in three stages: the first one on the seventh of November 1914 w hen KHAIRI AFANDI issued FAT-WA stated that “Jihad was imposed on all Muslims. Even if they were living in the Ottoman country or a country ruled by Britain, France, Russia, and they all have to unite to resist these three countries and refrain from assist-ing them in their assault on the Otto-man Empire”)11(.

In November 11, the Sultan an-nounced as he considered the succes-sor of Muslims an address for the fleet and the army encouraged them to war to liberate Muslims for the defense of the Ottoman Empire)12(. Two, finally the third stage began in 23/11. While issuing a statement for all of the Islam-

AeThe impact of Ottoman –Iraqi Advisory Opinion )FATWA(


limited education. Alsharistan indicat-ed that “if the Arabs dealt with Indians positively, maybe the number of them joined the Moslem fighters was more”. This treatment had influenced on the attitudes of other Indian soldiers.

The work will study the situations of Indian soldiers in British forces and the impact of Ottoman and Iraqi Fatwas on their moving to fight with Ottoman and Moslem forces against British army. The paper will base on the British, Ottoman and Iraqi texts to understand this crucial period of the Iraq’s war)1(.

The British Occupation and Iraqi and Ottoman Response

When the colonial signs ,appeared by occupy Iraq due to various eco-nomic, political and strategy interests and after World War )I( dated August 1914, Britain decided to send military forces which are addressed to Bah-rain for achieving its plan under the pretext of protecting the oil fields, the Iraq site which overlooks on the Ara-bian Gulf is a part of a virtual Indian way, regarding British empire’s means of transportation. British military au-thorities started to put military plans to occupy southern Iraq before World War )I( The officials of war in Otto-man State did not aware of what Brit-ain intend to do, therefore they did not

care to fortify Iraq which is considered a sub-war zones by Ottoman senior leadership, the defense plan was done by Ottoman band in Basra, volunteers and Iraqi)2( clans that refused coalition with any unarmed force against Otto-man state.

The important goal of sending forc-es is a moral effect of Arab sheikhs while the oil sources protection was a secondary thing among other things for me)3( Lord )KRO( the minister of India said in the memorandum ,writ-ten on 19\10\1914 to King deputy after issuing orders to the forces for addressing to Iraq . The risk from Brit-ish side is a Turkish power as a first Islamic State which is effected on the means transportation between Britain, Iran, Afghanistan, East Arab Country by Zubair, Basrah, Kuwait, Egypt, Libya, Sudan, Morocco because of its impact of Britain and allies countries, represented the power in religious feeling and what the peaceful feeling can happen in India)4(,especially that the majority of occupation soldiers are Indians. Thus, Britain should not rush to do anything to advocate Jihad which might be explained as an attack against Islam because it would arise millions of Muslims to support AL-Jihad)5( under British rule. The contact between some Arab sheikhs in Basrah was ready to call them to broadcast the propaganda between their clans for

Ad

The impact of Ottoman –Iraqi Advisory Opinion (FATWA)

on Indian Soldiers in British Army during First World War / 1914

Prof. Dr. Nadheer J. Hussein(*)

)*( University of Baghdad / College of Arts

Introduction

The role of the Indian soldiers was very important in British

forces which invaded Iraq during the British campaign during the first world war. This contribution tries to inves-tigate the impact of Shaikh Al-Islam, Khairi Afandi, and Iraqi Ulema’ Fat-was on the Indian soldiers attitude to-wards the war,in addition to the change of their relationship with Ottoman forces and Iraqi Mujahidins )Fighters(. The number of Indian soldiers in Brit-ish forces was approximately 30.000 soldiers and change of the attitudes of many of them had influenced on the course of the war at the beginning of 1914,particularly during the Shi’aiba and Kut battles. Many of them had moved to fight the British forces.

The Iraqi sources have tacked the change of the attitudes of Indian sol-diers towers the Ottoman forces and Iraqi fighter after the arrival of Fatwas of Jihad against the British forces from Istanbul and Najaf. The Iraqi religious scholar, Hibat Aldin Al-Shahristani had indicated to the situation in his book’s “Asrar Al-Khaiba min Fath alshi’aiba” )Disappointment secrets of Shi’aiba Conquest(. He had discussed his efforts to call the Moslem Indians who had came with British forces to give up the British and joined to the forces of Islam. At these battles, many Indians soldiers joined to Mujahidins after they knew that they were fight-ing a Moslem people. But the Arab tribes fighters did deal them negatively because of their small knowledge and

AcThe impact of Ottoman –Iraqi Advisory Opinion )FATWA(


Footnotes1. Ali Al-Wadi, Lamahat Ichtima’ia Min Tarikh

Aliraq Alhadith, )Social Glimpses of Modern Iraq’s History(, Beirut, 2005, p.293.

2. Ibid., Pp.294-298.

3. Ibid., Pp.298-302.

4. Ibid., Pp.302-305.

5. Ibid., Pp.315-318.

6. Ibid., Pp.320-326.

7. Ibid., Pp.305-311.

8. Ibid., Pp.313-314 .

9. Mahmoud Al-Qaysi, “The Iraqi–Ottoman Re-sistance against the British Invasion of Basra )1914-1915( According to Alshahristani’s Book”, Ma’rakat Alshi’iba Asrar Alkhiyba Min Fat’h Alshi’ayba”, in: Türk Tarih Kuru-mu/Turkish Historical Society, Uluslararası I. Dünya Savaşı Sempozyumu, Symposium of International World War I, 12-14 November 2015, İZMİR/TURKEY, Pp.1-16.

10. Hibatuddin Alhussein Alshahristani, Ma’rakat Alsh’iba Asarar Alkhayba min Fath Alshi’iba )1914-1915(, )Alshi’iba Battle Secrets of Failure of the Shi’ayba Conquest 1914-1915(, edited by: Alaa Hussein Alruhaimi, 2nd ed., Baghdad, Ismail Taha Aljabiri, 1st ed., Baghdad, Mu’asasat Hibatuddin Alshah-ristani , 2015, Pp.92-100.

11. Ibid., Pp.88-91.

12. Imam Mohammed Mahdi Al-Khalisi, Al-husam Albatar fi Jihad Alkufar )the Sharp-ing Sword for Fighting the Infidels(, 1st ed., Najaf, Shaikh Kalisi Office and Imam Khalisi Center of Documents, 2015, Pp.12-43.

13. Suliaman Faidhi, Fi Ghamrat Alidhal )Midst of Struggle(, Baghdad, 1952, Pp.210-227.

14. Tahsin Ali, Great Arab Revolt, Baghdad, Vol.1, 1936., Pp.124-127.

15. Mohammed Amin Al-Omari, Iraq’s War, Baghdad, 1935, Vol.1., Pp.140-142.

16. Mohammed Taher Al-Omari Al-Moseli, Tarikh Muqadarat AlIraq Alsyasiya )His-tory of Iraq’s Political abilities,Vol.1, Beirut, 1925, Pp.80-90.

17. Abdulrazaq Al-Hassani, Tarikh Aliraq Alsi-yasi Alhadith )Political History of Modern Iraq(, Baghdad, 7th ed., 1989, p.41.

18. Abdulrazaq Al-Hassani, Al’iraq fi Dawray Al’ihtilal Wal’intidab )Iraq at the periods of Occupation and Mandate(, Beirut, Dar Alraya Albaidha’, 1935, Pp.19-21, 1989, p.41.

19. Raouf Al-Bahrani, Mudhakarat Raouf Al-Bahrani Lamahat An Wadhi’ Ali’raq fi Awakhir Al’ahd Al’uthmanimin 199 ila 1920 )Raouf Albahrani Memoirs Glimpses on Iraq’s Situation in the late Ottoman Era 1900-1920(, Edited by: Sayed Jawad Hibat Aldin Al-Shahristan, 1st ed., Vol.1, Baghdad, 1993, Pp.81-84.

20. Adil Al-Bakri, Tarikh Alkut )History of Kut(, Baghdad, 1960, Pp.101-130.

21. CF., See Ibid., Pp.76-85.

22. Shukri Mahmoud Nadim, Harb Aliraq 1914-1918 )Iraq’s War 1914-1918(, 8th ed., Bagh-dad, Al-Ani Press, 1974, Pp.88-90.

23. Karim Agil Falih Al-Musawai, Alkut fi Al’ahd Al’uthmani Almuta’akhir )1869-1917( )Kut at the Late Ottoman Era 1869-1914(, M.A. thesis submitted to the College of Education-Mustansirya University, 2009, Pp.137-194.

Ab

Iraqi front. Al-Hasani had regarded Kut Al-Amara as one of Ottoman and Iraqi victory which prepared the situa-tion to found the Iraqi state. Al-Omari and Faidhi were near to the war situa-tions and later had witnessed its mili-tary and political developments. Iraqi writings did not focused on the histori-cal and political events of the war, but they concentrated on its strategic and military importance, as Nadim did in his publications.

The British forces had succeeded finally to occupied Iraq, the Iraqi-Ot-toman collaboration had obstacled the British forces to arrive to Anatolia. The Perception of Kut Al-Amara victory at late April 1916, and the Dardanelles victory at late 1915 were strategic key victories of central powers against Al-lied powers. The two victories delayed the advance of Allied powers to the Ottoman capital. The two battles had great importance during the first two years of the war.

Finally, the Iraqi writings on Ot-toman period in general and Kut Al-Amara in particular will add a new imprint to the local history of Iraq and its relationship with Ottoman state. The study and translation of Iraqi con-tributions into Turkish and English languages will add a new information of the events of the first war from the Iraqi approach. The local details of the

war, and the Iraqi-Ottoman coordina-tion in Shaiba, Kut Al-Amara and up to the end of the war in Iraqi front are very important for historians and oth-er specialists in Ottoman history for comparing these details with the docu-ments of Ottoman Archive and other Turkish sources. The paper proved that some details of the situations of Ottoman leaders and soldiers in Iraqi front were not clarified in Turkish or British sources and documents and the Iraqi local sources had add new ap-proach for the war events in Iraq. Al-wardi had ,for example, got important facts and information on the war from some Iraqi persons who participated in the war or were living during the war times. These oral narratives in early Iraqi writings regarded as primary sources of the 1st world war.

AaKut Al-Amara War According to Iraqi Historians


of first world war in Iraqi front from military perspective, had documented the Kut Al-Amara battle in one of his publications on “Harb Aliraq” )Iraqi War 1914-1918(. Nadim had traced the development of war in Shi’iba and Kut Al-Amara, and he indicated to the lessons of the siege and battle and the British mistake which led to Ottoman victory. He indicated that the justifica-tion of Tonshend to stay in Kut were weak. Nadim had compared Town-shend experience at Chitral in India, and he want to repeat this experience again in Iraq and expected to get quick help from the British forces in Basra to break down the siege, but is expecta-tions were faults, and led to his defeat and his troops in Kut Al-Amara)22(.

The Iraqi academia had also inter-ested in the battle of siege in Kut Al-Amara. Many theses and dissertations related to Iraqi history had documented this victory. One of Iraqi theses in Mus-tansirya university had studied “Kut in the late Ottoman Era 1969-1917”. The third chapter of the thesis focused on the Kut Al-Amara siege and battle ac-cording to Ottoman, British and Iraqi sources. The work concentrated on the Iraqi tribes and scholars collaboration with Ottoman forces and the difficul-ties and starvation of Kut population due to the Ottoman siege)23(.

ConclusionThe early Iraqi writings had dealt

with Kut Al-Amara as a city and loca-tion of important battle between Otto-man and British forces. The paper has followed the early Iraqi writings about Kut Al-Amara siege and Battle and its impact on Iraqi later historiography. The Kut victory was one of the great lessons for Iraqis to resist the colonial invasion. The Kut battle was compared by Iraqi intellectuals and historians with defeat at Shiaiba battle owing to lack of good and skilled leadership as Al-Shahristani pointed out in His memoirs on the battle and comparison between Suliaman Aski and Khalil Pa-sha.

Most Iraqi early historiography de-pended on Al-Wardi publication which showed the details of war influences on the formation of Iraqi modern so-ciety. Al-Wardi contribution regarded as one of pioneer publication on Iraq during the late Ottoman period. The other contributions, anyway, of Iraqi officers , employees in Ottoman army and administration added a new con-temporary narratives on Kut battle. These contributions are very important for comparison with Turkish and Euro-pean documents and sources.

Iraqi historians, as Al-Hasani, Al-Omari and Faidhi, had added new Iraqi imprint of the first world war event in

Z

tance of Ottoman victory at Kut. But, he did not detailed the development of the siege and battle)17(. In another book entitled” Iraq at the periods of Occupation and Mandate, Al-Hassani discussed the road to Kut Al-Emara battle. After the defeat of Shi’aba, ac-cording to Al-Hassani, the Ottoman forces withdrew to Kut Al-Amara and the British trrops followed them to complete the domination of Basra, Na-sirya and Amara. General Townsend appointed a leader of the 16th division of the British army in Iraq. He had ar-rived to Basra at April 24, 1914, and heard about withdrawal of Ottoman forces to Kut Al-Amara. He decided to follow them by land and river. Af-ter some skirmishes with Ottoman forces,the British troops arrived to Amara after surrendering of its Mu-tasarif )Governor(, Halim Pasha, the leader of Ottoman forces in the city and 140 officers at June3,1915. The Ottoman forces losses were 120 vic-tims and injured, 1773 of imprisons, in addition to 12 canons and 4 military ships. The British Forces continued its march to Nasirya,and occupied Suqa-lshiyukh at July6, and Nasirya at July 25, their losses were 104 killed and 429 injurd, the Turkish losses were 1050 killed and injured and 915 imprisons, in addition to 15 canons, 5 rifles and 3 small ships)18(.

Raouf Al-Bahrani had indicated in

his memoirs about the distribution of Ottoman and Iraqi officers after they completed six months of training. The aim of this sixth army under leadership of German General, Vonder Koledge Pasha, is to defend of Iraq from any Russian attack through the Iranian frontiers)19(.

One of the last early publication on Kut is Tarikh Alkut of Adil Al-Bakri. This book discussed ”the Kut suffer-ing” in a chapter showed the different narrative about the siege and battle and its importance for the history of city. He repeated the details which intro-duced by Al-Wardi)20(. Al-Bakri had discussed the differing of Iraqi histo-rians about the name of Kut. Is it from Amara, the Iraqi city in the south of Iraq or from the meaning of buildings which built by the Ottoman state in the area or from the name of Tigris river after its running in Gharaf area,or from Rbi’a Rbi’a’s Emirate in Kut area. He summed that the true name is Kut Al-‘Amara, and supported his approach by contemporary Arab, Turkish, Per-sian and European sources ascertained that the name deprived from Buidlings of Ottoman’s or the name of Tigris riv-er after Gharaf area)21(.

The Iraqi officer, academic and historian, Shukri Mahmoud Nadim )1919-2012(, who regarded as one of Iraqi officers who wrote the history

YKut Al-Amara War According to Iraqi Historians


the impact suicide of the Ottoman the leader of Ottoman army, Suliaman Askari Beg at April 14, 1915. He had criticized this suicide as unacceptable action influenced on the morals of Ot-toman army and Iraqi Mujahidin)11(.

Imam Mohammed Mahdi Al-Kha-lisi )1888-1963(, meanwile, had issued his Fatwa to fight infidels at late Au-gust 1915. The Iraqi newspaper, Sada Alislam, had published the fatwa by 11 sections since August 30 up to Septem-ber 10,1915. The Fatwa had supported the fighting of Mujahidins in Shi’aba and preceded the battle and siege of Kut Al-Amara, and led to enhance the Iraqi collaboration with Ottoman forces. The Fatwa urged the Iraqis and Moslems to fight the British invaders who occupied the Iraqi and Moslem lands. Al-Khalisi had also participated in battles in south of Iraq, in addition to deliver the speeches to the fighters to strong their morals in the war fields)12(.

Al-Khalisi Fatwa, along with oth-er religious scholars in Kadhimiya, Karbala and Najaf and Al-Shahristani efforts had contributed to encourage Iraqi tribes and people to fight against the British infidels who invaded the lands of Islam. The spreading of these responses of Iraqi scholars to the de-velopments of the 1st world war in Iraq prevented the British forces to advance easily in early battles from Basra to

Baghdad. Although the British forces had succeeded finally to occupied Iraq ,the Iraqi-Ottoman collaboration had obstacled the British forces to arrive to Anatolia. The Perception of Kut Al-Amara victory at late April 1916, and the Dardanelles victory at late 1915 were strategic key victories of central powers against Allied powers. The two victories delayed the advance of Allied powers to the Ottoman capital.

Other Iraqi Historians and partici-pants in the war added some impor-tant information on the Kut battle and siege, Suliaman Fadhi, the Officer in Ottoman army ,had introduced the de-tails of Lawrence efforts to negotiate with Ottoman leader Khalil Pasha, and his attempt to convinced the Arab and Iraqi officers to revolt against Otto-mans, but Faidhi refused to cooperate with Lawrence)13(. Another Iraqi offi-cer, Tahsin Ali, talking on the situation of the imprisons of British ship Gulnar and the development of British forces in Kut)14(. Mohammed Amin Al-Omari had indicated to the hard situations in Kut during the development of Iraq war)15(. Mohammed Tahir Al-Omari Al-Mosli showed the battles between the British and Ottoman forces in Kut and the Ottoman success to achieve the final victory)16(.

The Iraqi pioneer historian, Abdul-razaq Al-Hasani, discussed the impor-

X

ing to use the meat of horses for their troops. The misuse of foods led to lack of reservation during the last days of siege)7(. Al-Wardi mention the story of the British fighter Kawly who in-sisted that the British army will do victory at the end of war by their good using of money. He discussed Ahmed Helmi,Governor of Kut and Khalil Pa-sha about his approach of war)8(.

The insistence of Khalil Pasha to achieve the victory against the British and refusing of any demands for with-drawal from the battle helped to suc-cess of Ottoman forces. Hibat Aldin Al-Shahristani had compared this vic-tory in Kut with “the disappointment” in Shaiba Battle at the beginning of British invasion of Iraq. Al-Shahristani memoir is one of the contemporary narratives on the Jihad )Fighting( of the Iraqis and the Ottoman forces against the British occupation of Basra )1914-1915( at the beginning of the first world war. This narrative deprives from the book of the Iraqi religious scholar )‘Alim(, Hibatuddin Alshah-ristani’s” Mai’rakat Alshi’iba Asrar Alkhayba Min Fat’h Alshi’ayba” )Alshi’iba Battle Secrets of Disap-pointment of the Shi’ayba Conquest(, which he wrote in 1915 during the military operations in the south of Iraq. Hibatuddin Alshahristani )1884-1967( was one of the religious scholars who participated in the fighting in Basra

and he was the coordinator between the Ottoman forces and the Iraqi fight-ers who came from all Iraqi cities to resist the British invasion, especially after the issue of Fatwa from Najef to defend Iraq. The paper is, accord-ing to this perception, a study of one of Iraqi contemporary sources which documented the events of Iraqi-Ot-toman collaboration to defend one of Arab and Islamic countries. The book concluded important details about this early period of the British occupation of Iraq)9(.

In a section entitled” the reasons of disperses in Shi’iba Battle, Alsharistani reviewed the reasons of “disappoint-ment”: as misconduct of the Ottoman commanders, false military map, for besieging the Shi’iba,and the suicide of Suliaman Askari Beg, which led to end the fighters resistance and dis-persing of Ottoman forces. In the last sections on “our camp situation at the end of war, he had compared between the defeat of Shi’iba and the Ottoman victory at Kut under the leadership of Khalil Pasha on the British forces at April 1916, and took approximately 20.000 as prisoners. He described also the attitudes of Iraqi religious scholars, Tribal Sheikhs and national leaders. Fi-nally, he described the names of Iraqi cities, towns and villages from Bagh-dad to Basra)10(. At the end of his man-uscript, Alshahristani had discussed

WKut Al-Amara War According to Iraqi Historians


take over of food from the Kut citi-zens by force. Twenshend got a Fatwa from Indian religious authorities, Mos-lem and Hindus, to permit for Indian forces, which formed the majority of British forces in Iraq, to eat the meat of horses after exhausted of food in British camp. He suffered of refusing of applying of this Fatwa for refusing of the Moslem and Hindus to response to telegram without written religious reference. But, he succeeded finally to convinced most of them to eat horses meat)3(.

Al-Wardi had showed the Otto-man propaganda to ask Indian forces to join the Ottoman forces by dropping leaflet through military airplanes. The Ottoman propaganda had implement-ed some success to push the Indian soldiers for refuse the instructions of British headquarters, but the British response for the refuse was harsh by the military courts)4(.

Al-wardi had indicated to the pri-vate life of Townshend during the siege and his contacts with his friends in India and great Britain, in addition to his relation with his dog, and walk-ing in the city street. He discussed the failure of Towenshend to preserve the food during the early days of siege. The British forces in Emara,south of Iraq, tried to send the British Ship Gulnar to send food to British forces in

Kut, but the Ottoman forces bombing it and seized and imprisoned its staff. Al-Wardi discussed also Thomas Ed-ward Lawrence attempt to bribe Khalil Pasha, the leader of Turkish forces, but he failed to achieve his mission)5(.

The hard situations in Kut led Twonshend after negotiated with Brit-ish headquarter to ask Khalil Pasha for negotiation for surrender. The Ot-toman leader dealt with Twonshend as a skill General and he had praised Towenshend for his leadership and defending of Kut although the great difficulties. Khalil Pasha had refused all the British lure to get money and British guns to free the British forces. Lawrence had failed again to convince Khalil Pasha to free the British forces. At April 29,1916,Towenshend ordered his troops to destroy the guns of Brit-ish forces in Kut. Towenshend sent to Istanbul, and other forces which were approximately 13.000 soldiers and of-ficers sent to Anatolia. During their march to Istanbul, 70% of British of-ficers and 27% of Indians were died)6(.

Al-Wardi had discussed the suffer-ing of Kut population during the siege of getting foods, water and fuels, in ad-dition to the danger of bombing which used by the Ottoman side against the British army in the city. The British troops suffered from starvation after the first weeks of the siege and oblig-

V

generation of Iraqi historians had cov-ered the developments of war and its impact on the future of Iraq. Kut Al-Amara siege and battle had a central concern in Iraqi historiography owing to Iraqi sympathy to the Ottoman vic-tory in Iraqi front. It is important to in-dicate that most of the sources of the paper had been written at the 1st decade of 20th century, but we used sometimes late editions.

The Iraqi sociologist and historian, Ali Al-Wardi )1913-1995(, was one of the first Iraqi academics at the uni-versity of Baghdad who interested in the events of the first world war and its influence on Iraqi society in gen-eral and the results of Kut Al-Amara battle. One of important book of Al-Wardi was “Lamahat Ichtima’ia Min Tarikh Aliraq Alhadith” of 8 volumes, which dealt with the development of Iraqi society since the Ottoman period up to the end of 1960s. Chapter 9 of vol.4 discussed the social influence of Kut siege. Al-Wardi had indicated that the siege continued since early December 1915 until late April 1916. The siege had continued for 5 months impacted on the Kut population and the British forces there. The number of Kut population was, according to Al-Wardi,approximately 6000 at the beginning of siege. Townshend, the British leader, decided to dismissed them from city, but Sir Percy Cox who

was there at that time alarmed him ow-ing to vegetative propaganda results against Great Britain and the Allied powers. Townshend has convinced of Cox view but he regretted later after they became economic burden on the British forces in Kut)1(.

Sources had differentiated about the starvation of Kut population. Al-Wardi had pointed out, according to Twonshend memoirs that the military governor of Kut was providing food for 600 persons who had not money to get food, in addition to selling wheat to another 3000. Al-Wardi indicated to the differentiation of British officers memoirs about the impact of siege on the Iraqi population. The increase of siege days led to more suffering of Iraqis and British forces. The latter ac-cused Iraqis of betrayal and collabora-tion with Ottoman forces, many of Kut population were condemned of execu-tion for their relations with Ottoman sources and moving the information about the British forces situations in Kut)2(.

Al-Wardi had analyzed the contra-diction of British sources on the suf-ferings of Kut population and their attempt to leave the city at the late days of the siege and increasing of Ot-toman bombing on British forces. He had indicated to the decreasing of food in the city and British proceedings to

UKut Al-Amara War According to Iraqi Historians


ography. The book is regarded as one of the first Iraqi publications which fo-cused on the sociological aspect of the battle through the reading of the Iraqi and western historical texts. Alwardi perspective was also considered in this academic work. This work will try to form an image of situations of siege , battle, Ottoman victory and the march-ing of prisoners from Kut to Anatolia according to Iraqi early sources, in ad-dition to the comparison between the Ottoman and British forces. It is in-teresting to read the battle through the Iraqi perception to be another image of the battle, together with Ottoman and British narratives. The book was the first Iraqi attempt to use the texts of history to study the Iraqi society. Al-Wardi discussed the events of Kut Al-Amara through several chapters and showed an Iraqi perception of the siege, battle and Kut populations re-sponse. It is a sociological reading for an historical event. Al-Wardi contribu-tion on Kut Al-Amara represented a socio-historical reading for this impor-tant battle during the 1st world war.

The paper will follow also the first Iraqi writings on Kut Al-Amara and its impact on the next Iraqi historiography which used these writings as origi-nal sources of the Iraqi history dur-ing the first world war. Some of these writers, as Abdulrazaq Al-Hasani’s )1903-1997( “Aliraq fi‘ahday alihtilal

walintidab” Iraq at the eras of Occu-pation and Mandate,Abass Al-Azawi’s ”Tarikh aliraq bayna ihtilalyn” )Iraq’s History between two Occupation(, were historians and cotemporary to the events, and the others, as Sulia-man Faidhi’s “Fi ghamrat alindhal” )In the amid of Struggle(, Muhammed Amin Al-Umari’s “Harb aliraq” )Iraq’s War(, Muhammed Ra’uf Taha Al-shai-khli’s Life stages, Ja’far Al-Askari’s Memoirs,Tahsin Al-Askari’s Iraq war and Taha Al-Hashimi’s Memoirs were officers of officials in Ottoman institu-tions. Most of them had written their memoirs and recorded information about the Iraq’s war in general, and Kut Battle in particular. These Iraqi early writings formed social, politi-cal, military and economic image of the Iraqi situations and the local popu-lation of Kut reactions towards Otto-mans and British.

The paper will be a historical sur-vey of the early Iraqi writings on Kut Al-Amara war through the Iraqi sourc-es perspective.

II. Kut Al-Amara Battle in Early Iraqi Writings:

Since the end of the first World War, the Iraqi historians had interested in the vents of this war which decid-ed the fate of Iraqi nation and led to rise its national state in 1921. The first

T

Kut Al-Amara War According to Iraqi Historians

Prof. Dr. Mahmoud A.M. Al-Qaysi(*)

)*( University of Baghdad / College of Arts

Introduction

Kut Al-Amara battle and siege )November 1915-April 1916(

is one of historical events which re-garded as an prominent imprint of the first world war in Iraq. The results of this important event is still active of Iraqi memory of the first world war. The paper is an attempt to cover the early Iraqi writings on the siege and battle of Kut Al-Amara through of first Iraqi generations of historians and sociologists. The siege and battle rep-resented a strategic victory of the Ot-toman forces and Iraqi tribes in Iraq’s front and delayed the collapse of otto-man army in the Arab East. Although the western and Turkish writings on this event since the 1st half of the 20th century, early Iraqi historians, sociolo-

gists and intellectuals had dealt with the Mesopotamian Campaign in gen-eral, and the Ottoman victory at Kut Al-Amara in particular. During ap-proximately five months of the siege and final battle, the Iraqi historians and writers had covered the Ottoman-British fighting and the Iraqi popula-tion response.

One of the first Iraqi sociologi-cal studies on Kut Al-Amara battle is a 8 volume book of Iraqi sociologist, Ali Al-wardi’s )1913-1995( “Lamahat Ichtima’ya min Tarikh aliraq alhadith” )Social Glimpses of Modern History of Iraq(, who studied the societal as-pects of Kut Al-Amara battle and fol-lowed its impact on Iraqi society at that time and its echo in Iraqi histori-

SKut Al-Amara War According to Iraqi Historians


by a long convoy of Ottoman soldiers, headed by drums and when he ap-proached the town, he was received by locals Balhosat them joy and marks. )Al-Wardy, 4/277(.

Thus ended a difficult page of the life of the people of Kut, but it did not last long as the whole of Iraq under British occupation took place after a short period..

Resources and ReferencesA. Arabian sources

1. Al-Omary, Mohammad Amin, The History of the Iraq war, the first volume, Baghdad, 1974.

2. Al-Moussawi, Kream Ajil Faleh, Kut in the late Ottoman period 1869-1917. drash his-torical, unpublished Master Thesis, College of Education -gamah Mustansiriya 0.2009

3. Nadim, Shukri Mahmoud, Iraq’s 1914-1918 war, a scientific study, Press success, Baghdad.1954. .4. Al-Wardy, Ali, a social pro-files of Iraq’s modern history, Part IV from 1914 to 1918, Baghdad. 1974. B. foreign: sources translated to Arabic

1. Irland, Philip Willard, Iraq. A study in political development, trans-lation: Jaafar Khayat, Baghdad, 1949. 2. Braddon, Russell, The siege of Kut in the war between the British and Turks in Iraq in 1914-1918, Translation and Commentary Salim Taha Yassin Majid al-Tikriti and al-Tikriti, the first part, Baghdad, 1984.

3. Bell, Gertrude Lothian, Chap-ters of the history of Iraq near, transla-

tion: Jaafar Al-Khayat, Beirut, 2010. 4. Townshend, Charles V.v., Fight me in Iraq and Thoughts Townshend, translation: Abdal-Maseh Wazer, Dar al- Salaam Press, Baghdad. 1923.

5. Longrigg, Stephen Hmsla, modern Iraq from 1900 to 1950, the first part, trans-lated by: Salim Taha al-Tikriti, Baghdad 0.1988 translation.

6. Stephen Hemesley Longrigg, IRAQ 1900-1950, Apolitical, Social, and Econom-ic History, issued under the Auspice of Roy-al institute of international Affairs, 1968.

7. Wilson, Sir Arnold, Loyalties Meso-potamia, A personal and historical Record, Vol.I, 1914-1917, Oxford, 1930.

R

the conditions of the besieged British troops were ordered on the tenth of April faced prolong the siege and or-dering Townshend »take out all Kut residents except for a few people, in-cluding those who can take advantage of them, “Townshend responded the next day on a proposal to expel the people of Kut “The issue of driving residents out of Kut correct in theory but impossible in practice, the num-ber townspeople 6000,... and the Turk was shooting on all Arabs as execution signed their view him as he tries to get out of Kut, “he explained”, that the Turks were executed by firing squad both wanted to escape from Kut, either women and children they can not cross the flooded areas because the roads awash with water flooding) Townsh-end, p.478-479(, and even those who tried to flee across the Tigris River subjected either to fire the Ottoman forces, injuring dozens of them, or that portion of whom disappeared in the midst of the dark or in the desert filled swamps )Braddon, 2/119(. He admit-ted that he Townshend feed 3,500 Ar-abs “and the rest, so they had food and were able to patience to the siege” and revealed that Arab residents began to eat the flesh of horses and donkeys.

Townshend wrote to headquar-ters that he would cut off livelihoods, And heated up days on the Arabs in and McCann enough for a day would

make him for two days, at the rate of four ounces, at the rate of one hun-dred grams of flour per person, but pointed to the fact that once, “Do not forget that reducing the daily liveli-hoods to four ounces of flour per per-son per day will increase cases of the dead” )Townshend, p.485(, any sense that the share of the soldier became a half-loaf of bread a day, and for this it is no wonder if the besieged soldiers to hunt crows and sparrows to benefit from their meat trace, and most of that it came to It is bid on remnants of the dead and deceased patients to the scar-city of materials because many paper money and not for the people’s confi-dence )Wilson .210(.

On April 26 he had Townshend to negotiate )Khalil Pasha(, when he did not stay with him nor crumb even based in his negotiation, and the num-ber of deaths daily soldiers to twenty soldiers due to hunger )Townshend, Pp.495-496(, after all attempts to per-suade the leader Khalil Pasha granting two million pounds versus gone make way for British forces to withdraw be-sieged )Irland.41(.

On April 29 at noon media rose eggs on British troops lines in Kut, a sign of surrender, after negotiations failed, and greeted the people of Kut officer Ottoman Col. your system and is riding his horse and was succeeded

The tragedies of the people of Kut- Al-Amarah the period 1915 - 1916 siege Q


mits Townshend that “the effect of the blockade on the Arab population of the town was pretty bad” )Townshend, p.447(. In this regard, one of the Brit-ish officers, “The people of Kut who looked emaciated and gloom horribly, and they were dying in their hundreds refers and he could hear the pleas of beggars from adults and children ask-ing for food and screaming are calls for compassion” )Al-Wardy, 4/253(. On the other hand, the British soldiers took advantage of the situation folks posing paper currency on vendors tablets bread and tobacco, )Braddon, 1/217(, is no secret that Kut prosper-ous agricultural area, therefore the UAE hunger and need not look only at the last of the siege stage as they are enshrined in their homes grains, mo-lasses, dates, dried foods and the black market popular in the town. )Al-War-dy, 4/253(.

On the other hand, the British sol-diers took advantage of the situation folks posing paper currency on vendors tablets bread and tobacco, )Braddon, 1/217(, is no secret that Walcott pros-perous agricultural area, therefore the UAE hunger and need not look only at the last of the siege stage as they are enshrined in their homes grains, mo-lasses, dates, dried foods and the black market popular in the town )Al-Wardy, 4/253( .

A new compressor, emerged as the work of but a flood of the Tigris and admitted that this flood of threats and disturbing Risk In 15/16 March flooded trenches first line )Townshend, p.450.(, And increased the conditions of his soldiers worsened On 28 March, there were 560 patients in the hospital with dysentery, recognizes the deterio-ration of the conditions of health for people in town, too, indicates that he began to fear for his soldiers from ris-ing temperatures and the spread of ex-patriate from the town diseases )Town-shend, p.457(, on the other hand, failed to pay townspeople claims gold cur-rencies instead of paper money, par-ticularly since his locker empty , and follow the approach Townshend very arrogance in front of unarmed people that the execution of one person to be an example to others flee, and with ease he is accusing him of spying for the Ottomans )Townshend, p.462(.

Townshend no longer on the sev-enth of April able to adjust its forces and people who have become “the hubbub” in front of the artillery bom-bardment of violent forces of the Otto-man, as Townshend said in his memo-ries, but that the Lord’s prices rose significantly between Arabs “choked the people on rooftops to watch the smoke bombs” )Townshend, p.468(.

And in front of the deterioration of

P

3. The third period starting from the 10th of March 1916 until April 29 )claim to surrender(. Increased trag-edies of the people of Kut more than ever and no longer intolerable situa-tion for the civilian population who are helpless and turn what is happening on the ground.

Townshend confessed that the re-duction of the livelihood of its soldiers to a minimum and limited their food to bread and horse meat and feed In-dian pieces flour and roasted barley and margarine It recognizes in March that seemed to, appeared clear to the soldiers and the animals, and admit-ted, despite this reduction, the remain-der has to livelihoods is not enough of his army, but to seventh from April )Townshend, Pp.438-439(. if this was the case the British army, how was the case with the people of Kut??? It was worth mentioning that the Arabs of Al-Kut and during the winter sea-son, suffered from the spread of lice among people when solving the spring squeezed but spread replaced by fleas and mosquitoes, flies, scorpions and mother of four forty )Braddon, 1/239(.

It seems that the Ottoman com-manders in the field were aware of what was reached by the case of the besieged British troops and town’s people, especially with the increasing incidence of breakouts Indian soldiers

wrote )Khalil Pasha(, the governor of Baghdad and the commander of the Sixth Army general and commander of the forces of the Ottoman in Iraq, a message on the 10th of March 1916 noted to Taunzind surrender, and in-cluded words high spirit morale and pride capabilities of his army and said, “either you continue defending Kut, either received for my forces that are getting stronger day by day”, after that of his fact situations besieged Brit-ish troops and not to the possibility of Elmer forces lift the siege from them, and the deterioration living and health conditions of those forces. )Town-shned, p.440(.

Townshend Remarkably realized that forestry position especially af-ter it was convinced that the morale of his soldiers reached rock bottom as “seized grief and despair to every-one and increased off between Indian soldiers, and took the Arab”. )Town-shned, p.441(.

On the twelfth of March, the mili-tary governor ordered Townshend to ask the people of Kut to sell the British army besieged the amount of barley, and follow Townshend style threats and intimidation, and were struggling barley required the troops inspect homes and will punish the person who “we found grain has strict punishment grandfather” )Townshend, p.446(, ad-

The tragedies of the people of Kut- Al-Amarah the period 1915 - 1916 siege O


lation, harnessed Arab workers in Kut to work in the construction of a dam to protect the town from flooding, the problem is that those workers were employed forced with British forces on the other hand, the Ottoman artillery flowing lava on British troops vigor-ously strike those workers, and points Townshend that occurred and the im-pact of those fiery lava Ottoman Arabs were severe. )Townshnd, p.413(.

The German aircraft came as from noon on 19/February flew over the town of Kut and flowing lava as well, as it flew twice on that day, killing three people from the Arab population )Townshend, p.422(. Thus, the partici-pation of military aircraft in cracking down on And, if flew twice on that day, killing three people from the Arab population. )Townshnd, p.422(.

Townshend also confessed that the volume of artillery and aerial bom-bardment bombing bardment of the Ottoman increased, and led the shell-ing Ottoman to “cut palm trees heads and destroyed Arab homes amid clouds of dirt and soft fragments, striking that the people of Kut position marked by indifference initially, to their belief that the Ottoman’s bombardment killed the unbelievers, therefore, they disrespect-ed at the destruction of atheists, to be removed one Arab homes and kill all its inhabitants have changed their vision”.

)Braddon, 1/210( and strongly since the first of the month of March were either artillery or air constantly grow-ing Ottoman forces fire bombed the town b )21( cannons and it flew three German planes over Kut and dropped some of the )40( bombs, for this start Arabs Kut digging bunkers and pulled their horses and mules of the exposed lines and kept it in the narrow alleys of the town. )Braddon 0.1/213-214(, and he went because of the bomb-ing, a lot of the victims were women and children )Townshnd, p.429(. And it blew up a number of houses in Kut the Arabs were, killing six people and wounding four, and was burieder the rubble of sixteen other people and raised the frightening hauling, as the town mosque were wounded and two were killed and removed the entrances of the mosque )Braddon, 2/47(.

And the Arabs did not survive Kut of Townshend’s accusations, at the night of 4-5 March, as Townshend said in his memoirs, said three Arabs from Noteh Almhilat )kind of boats( passing river swmming, they told the Turks about two swimmers who were passing the river secret for the purpose of escaping from Kut to the south and the attempted, but did not succeed on the ninth of March to end the block-ade of exposure that plan )Townshnd, Pp.424-431(.

N

in Kut, “The Arabs who were in Kut numbered )6000( people, we regarded bad and evil and good for Turk. The presence of the people are very dan-gerous for us . So I have to be check-ing a great part of the military police to look after these Arab”. )Townshend, p.397.(.

It was not implemented from the tyranny of British troops until the boat makers who insult its employees as they pay their strongly to the mud walls. )Braddon, 1/224(.

Arnold wilson refers, who became the royal governor in Iraq, said that after the battle of the end of February 1916, trying to give a negative im-age of Arabs in Kut without talking about the hunger and deprivation that has befallen them caused by the loot-ing of British troops by order of their commander a Townshend all materi-als of food and material living, and denied them contact with the outside world )Nadim, p.119(, and his words are clear about the miserable situation in which Arab-led Muslim who taught the Koran to respect the dead have recourse to the taboo “that the Arabs robbed the British dead and stripped the wounded, and that with the dawn of the morning was the Arabs on the battlefield flooding human beings and they begun looting, steeling even if it had been their lives and what they were

to leave something... as they were ex-tracting clothes and mantle buried with the dead”. )Wilson, 1/245(.

On the other hand due to the em-bargo has reduced the employments and living opportunities for the people of Kut, so it is not surprising that de-clining living standards for thousands residents of Kut and admits he was obliged end of January 1916, to feed )in 2908( people from Kut’s popula-tion, and the sum of his forces until he became a total of It has a responsibil-ity to feed them daily )13421( people. )Townshend, p.402(.

The British forces not only take over the food supply for the people of Kut, but also captured for cooking fuel claimed British soldiers out doors, wooden housing for the role, and this raised the majority of Kut’s residents more than ever, especially since the winter was bitterly cold, )Braddon, 1/213(. to the extent that the ice took consists above the water surface )Brad-don, 2/15( as raised their mod of what British soldiers made whom had no hesitation in the theft of all the wooden sofa Arab cafes and burned for heat-ing, as battalions of wood removed from the windows and uprooted even licorice from the ground to become the only source of fuel )Braddon, 1/256(.

The time came flooding Tigris add-ing the new burden on Walcott’s popu-

The tragedies of the people of Kut- Al-Amarah the period 1915 - 1916 siege M


ligious passion, as it responded to the second movement of Jihad, in addi-tion to the effect of fatwas and visiting clergy of the area. )Moussawi, p.171(.

It seems that the British command-er when he writes his memoirs, he for-got an important thing that that period, the period of the siege, was in the win-ter time and temperatures are low and the atmosphere is very cool and it is difficult to swim in the Tigris River. Not to blame because he wanted to justify the growing number of deaths of its soldiers and officers, which reached for the period from 4/12/1915. )Townshend, p.360( from 31/12-1915 to 10th March 1916(.

Imposing continuation of the block-ade on the British commander Town-shend to take a package of measures before the reduction in quantities of livelihoods since taken action to give the soldiers a half entitlements of daily livelihoods. For this and more restric-tions on the population for the benefit of reassuring the daily sustenance of soldiers, Townshend declared his or-ders the confiscation of all food in town, but military governor’s Town-shend uggested buying the food of the population, says in this regard, “and being felt now that the duration of blockade in Kut will be long designed for the confiscation of all the nutrients found in Kut... we found in the town of

large quantities of grain... We searched all the houses and house by house “and went to the bad same style of Recog-nizing “and we gave a reward to spies whom were told us the segert stores of grain and food because of the rich peo-ple of Kut tried to hide food in them”. )Townshend, p.380(.

They had searched inside the mud walls thick and found bags barley paved which also found jars made of clay and filled with grains and even houses, flooring and under the wood ceilings and were confiscating large quantities and sent to the Supply De-partment, and this infuriated the Arabs of whom had not benefit their protests )Braddon. 2/7.8(.

Indeed, after finding large amounts of grain and food hidden in the town told him of Staff of leadership that the food to last them four and eighty days )Townshend, Pp.394-395(. How-ever, he tracked represented that how to feed the locals )Townshend, p.390(, therefore Townshend confessed in his memoirs the military ruler was fed during this phase of the six hundred people Kut residents because they do not have the money to buy him food.

Again Townshend suspected of the Arabs in Kut, says that to Aylmer, the commander of British forces in south-ern Iraq and his desperate attempts to break the siege of the British forces

L

son 0.1/232-233(, without having to explain away the fact they are a result of war conditions may have lost every-thing and they want them survive even illegitimate means in normal times, a looked of suspicion and distrust of the Arabs in Kut, such as he tried to link some of the suffering of the people of Kut and threw it on the Ottoman’s forces, for example, was referring to the snipers Ottomans throwing women and children who went pm to the bank of the river to take water, not only to download this Ottoman forces it only indicates that some of the Arabs Kut Turk who bought them with money as well as )Townshend, p.357(.

The residents of Kut trapped have suffered in order to get on the wa-ter, from the river which was a place of battlefield, and there were became many victims, especially many wom-en, since British forces prevented any-one from approaching to water pump-ing of the British forces the water for fear of poisoning them in water. )Al-Moussawi, Pp.171-172(.

Again Townshend wanted to holds the Arabs of Kut responsibility for what happened to his surrounded troops, accusing them of being cast Turks, and his leadership place was thrown bombs by the enemy who deals with the bombing of its headquarters the end of December 1915, he says,

and I quote, “was the enemy for the duration of the siege aimed headquar-ters bomb shot accurate uninterrupted because the Arab town were cut off the river pool at night to tell us shall be transferred to the enemy” )Townsh-end, p.359(.

Again Townshend wanted that holds Arabs of Kut responsibility for what happened to the beleaguered troops, accusing them of being cast Turks on its headquarters, as it was based subjected to throw bombs from the enemy deals with the bombing of its headquarters the end of December 1915, he says that, I quote: “the enemy was throwing my place by bombing without stopping because the Arabs were passing river swimming for the duration of the siege aimed headquar-ters bomb shot that the Arabs of town were cut off the river pool at night to tell us shall be transferred to the en-emy”. )Townshend, p.359(.

It seems that Townshend taking this impression about the Arabs, to participate two strongest huge tribes Rabia and Zabid in offensive battle carried out by the Ottoman “s forces on 24/December, where those two tribes participated five hundred fight-ers led by Amir Rabia )Al-Omari.32 to 73, citing; Al-Moussawi. p.170(. It seems that the loyalty of the people of Kut, mostly, directed behind the re-

The tragedies of the people of Kut- Al-Amarah the period 1915 - 1916 siege K


)Townshend, p.346(, and how much was cooled heart when he wrote in his memoirs literally: “I›ve regretted my-self, be Townshend cause I was flix-able with Arabs whom”, “stressing that imposed for those who kill or die in the desert of the Arab traitors because they didn’t deserve of mercy and compas-sion”, )Townshend, p.346( and forgot they were owners of the land.

2. On the other hand, He captured two dozen people from the elders of the town hostage to ensure the good behavior of people.

3. He formed Military force the dis-cipline of military police to maintain the order in the town.

4. He decided to misuse Kut’s peo-ple to forced work. to dig trenches and roads construction.

5. He ordered to collect information and data asset of subsistence items, in-cluding life support materials are avail-able in the town and that he realized this facts. Indeed certainty that there is enough of the food to the town›s resi-dents, who are at five to six thousand people for three months. )Townshend, Pp.326-328(.

6. Taunzind declared his orders on the 5th of December for weapons in-spections between Arabs )Townshend, p.330(.

7. With the beginning of the siege under the Townshend’s anxiety and confusion in himself, he says that, be-cause the Arabs were touch with the Ottoman’s forces, “and this is the real-ity to mention”, as it was worried that the Arabs hid many guns underground, so their dangers were hardly real, espe-cially when Ottoman’s forces attacked at night on the northern front, there-fore took action very harsh that some of the faces of the town was arrested and declared that he will to execute the population by shooting is less a ges-ture of betrayal, not only do the pro-cedure intimidating, but ordered the trial of twelve Arab arrested and ac-cused them of being cooperated with the Ottoman’s forces issued a military connect ordered death by executing to be an example to others. )Townshend, Pp.343-345(.

Townshend increased his convic-tion more by his doubts and fears of the position of the Arabs in Kut, when a truce or ceased fire announced on January 21, 1916 after a fierce battle pushed some express, divested Men dead and wounded, even accused of being baptized into the killing of the wounded, and killed a number of those who came from the British is the armed forces who are waving white flags to rescue their colleagues and stolen men, and accused of greed in money and love of loss of human life )Wil-

J

ous forms of torment and distributes, it between the oppression of the British forces, hunger, thirst, cold and daily bombardment and destruction of their homes, some of them did not succeed to escape. we can divided the stages which refer to the suffering of Kut’s people into three periods or phases:- The first period or phase )7/Decem-ber/1915 until 21/January/1916(.

The British leadership had con-vinced that the Arabian tribes tend to the victor )Bell. 101(. After that pulled out of British troops from Salman Pak took, the tribes men get of weapons and missions and plentiful, and rushed commander Dagestani guidance Ot-toman commander together with the tribal forces to )Al-Souirah( to attack the retreating British troops. )Al-War-dy, vol.4, Pp.237-240(.

This was one of the most important reasons that motivated the British com-mander Townsend doubted the loyalty of the Arabs who were in Kut and wor-ry of their presence in the city, and he thought that they become “spies or as “traitors”, for the Ottoman’s forces“, by virtue of the religious factor, their presence in Kut )Townshend, p.326; Al--Wardy. p.252(.

we must pointed out that there were two large tribes in Kut: Zubyd and Ra-beah were watching developments and events. )Longrigg, p.143(.

The strange matter that Mrs Bell knew a lot about the Iraqi’s tribes and their the extent of suffering during the First World War and the extent bad eco-nomic aspects, and they did not want to indicate the reason for the loss of her country’s troops to the real reasons of the Arabian tribes, therefore she said, that and I quote:- “These tribes were directly related to the Turks, and hovering around our camps, as swirl-ing harbored sons: looting and killing our wounded and deprived our dead, of garments”, )Bell, p.101(. forget-ting poverty which brought them to the siege of Kut, dropping from the outside world by British pressure and threats Ottoman.

So that the British commander Townshend decided to take a package of measures against the people of Kut:-

1. Expels the Residents of the city of Kut, he was convinced by his vision of military defense purely expel the entire population of the town )Kut(, “but I canceled this matter after that”, after the explanations of Percy Cox who said that this procedure had a bad political influence among the Arabs who heard our propagandas including “We came to rescue them from the in-justices of the Turks“, in order that’s forced that he had to cancel his order and only the expulsion of all strang-ers, including totaling 700-800 people

The tragedies of the people of Kut- Al-Amarah the period 1915 - 1916 siege I


What is the attitude of residents from the Ottomans who were pounding the city with artillery to revenge from the English? What is the magnitude of the suffering inflicted on the people? Can it be described as a deliberate geno-cide on the part of Englishmen who thought at first to expel the population, but they retracted their propaganda so do not fail in Iraq, therefore hundreds of people dead as a result of starvation.

All the time, the peoples suffer from wars and disasters and the pains of the tragedies and sufferings, as we men-tion therefore in the First World War as if in its second year and after the defeat of British forces in)Salman Pak( battle that began on 22th November, 1915, re-treated to the town Kut on 25 Novem-ber, the town, which was described by Braddon that it consists of a market, and many houses built by mud with-in the narrow alleys, a mosque, there were many farms of palms , groves of citrus with a group of brick plants and compared to the market and on the op-posite side of the s river Tigris and, a small village and Alcohol plants, there are pressing wool and leather plants )Braddon vol.1 /,p.p179-199(.

In any case the pretreatment of withdrawing process continued lasted eight days and it seemed the siege of the British forces by Ottoman forc-es on the 7th of December 1915 and

continued until the day of 29th April, 1916 where they surrendered of Brit-ish’s forces besieged by the Ottoman’s forces.

whenever Kut was represented geographical peninsula has been be-sieged on three sides and were ex-posed daily to the bombing by. the Ottoman’s troops and the exchange of British leaders and Ottoman counts on making the people of Kut under the weight of war, was not a population that day more than six thousand people )Braddon, 1109(.

In addition to the arrival of mili-tary reinforcements of Ottomans s commander was able to give to the war a holy dimension as the union of the Sunnis and Shiites in Iraq, so they raised the flag of Haidari )relative to: Ali(, to be the manner against the cru-saders War therefore )Mohamed Fad-hel Pasha Al- Dagestani( could made a great achievement, who was appointed the commander of al- Mujahideen )be-lievers(, with the arrival of the German commander Marshal Von der Goltz, Von der Goltz, and in front of these de-velopments have failed all attempts of the British command to penetrate the blockade )AL-Wardy, vol.4, Pp.221-241(.

The siege continued for five months, reflected negatively on the locals people whom had suffered vari-

H

The tragedies of the people of Kut- Al-Amarah the period 1915 - 1916

siege

Prof. Dr. Usama Abdul Rahman Al-Duri)*(

)*(University of Baghdad / College of Arts

AbstractAfter the refraction of British forc-

es in the Battle of Salman Pak and its withdrawal to Kut al-Amara began Siege 2 / December 1915 and Astmraly 29/April/1916, or about five months. Was suffering locals severe, and were estimated six thousand people that day and caused food shortages to the emer-gence of wasting, hunger and depres-sion on a large number of locals marks was given to the poor soup of meat mules and donkeys, and died, hun-dreds of residents, and did not find the pleas of beggars from adults and chil-dren and their cry no mercy on the part of Townshend and his officers.

Despite what has been written about the siege of Kut of many books and historical research, but we do not

find where only minor signals about what he did to the English. Tradition-ally, that is searched in the battles and wars for the victor and the vanquished are often neglected humanitarian and civilian side. And the General Plan Townsend was based on the expulsion of residents, for two important things first is to get ri of the burden of their livelihood, and the second conviction that the people of Kut )traitors( and they were bringing the news to the “enemy”, but the Sir Percy Cox from taking this step to conflict with the de-clared goals British campaign.

The research aims to find out sev-eral things including, the position of the people of Kut from the British oc-cupiers? And how General a Townsh-end nd his soldiers treated residents?

GThe tragedies of the people of Kut- Al-Amarah the period 1915 - 1916 siege

Journal file:

Book Review

The tragedies of the people of Kut- Al-Amarah the period 1915 - 1916 siegeProf. Dr. Usama Abdul Rahman Al-Duri ..................................................................G

Kut Al-Amara War According to Iraqi HistoriansProf. Dr. Mahmoud A.M. Al-Qaysi............................................................................S

The impact of Ottoman –Iraqi Advisory Opinion )FATWA( on Indian Soldiers in British Army during First World War / 1914

Prof. Dr. Nadheer J. Hussein ................................................................................... Ac

The role of the Muslims scholars towards the British occupation of )1914 - 1918( Hibat Al Din Al-Shahristani and Mohammed Mahdi Al-Khailsi as an example )documentary research(

Dr. Ismail Taha Al-Jaberi ........................................................................................Ak

Mohammad Fadhel Al-Daghestani

and his leadership of the Arab Volunteer Army in Kut Al Amara 1915-1916Dr. Mahir Jabbar Al-khalili ..................................................................................... Ay

From Baytal Hikma To BayalHikma : Iraq …..History and Civilization.Dr. Haidar Qassim al-Tammimi ...........................................................................207

Civilization of Mesopotamia: Sommer Ashur Babil ... 7000 Thousand years from Art & Civilization.

Write by: Researchers Group, Translated by: Qassim Matar al-Tammimi, show by: Sabah Muhssin Kadhim..........................................................................249

A Century on the Siege of Kut A Historical Reading in Military and Social Reality

Editor in chiefEditor: Dr. Ismail Taha al-Jaberi ................................................................................7

Tow Cuneiform Letters from Babylon Ancient Age Dr. Saad Sallman Fahad ..........................................................................................................11

The Role of Plastic Art )Drawing &Sculpturing( to concert some faces of ancient man’s life

Lect. Shakiba al-SharifiaLect. Mahmoud .H. Abd al-Rahman ........................................................................21

The Weights and Medical weights from Aqr Abatheen Al- Antree Book.)580H.D.-1184A.D.( A study and Investigation

Dr. Muhammad Hassan Suhailabd al-Nassir abd al-Rahman Ismail ........................................................................37

Disputation against the tendency of Shiism in Al- Hameedi Iraq ….AStudy in Anti Ottoman Propaganda.

Saleem Dreengel, Translated by: Dr. Nahar Muhammad Noori ..............................63

Lights on Iraqi’s cities Fortification in Ottoman Age Dr. Saadi Ibraheem al-Dragi ....................................................................................81

conflict of Najd- Kuwait Frontier )1922-1925( and the conferences influence 0n it.Dr. Youssif SamiDr. Ali Najih Muhammad ......................................................................................101

General Abd al-Lateef Noori and Baker Sedki’s revolution in 1936 Dr. Hazim Majeed Ahmed al-Doori .......................................................................115

Instutu Lebanon Magazine )1945-1948(… Historical Study Dr. Majeed Hameed A. al-Hadrawi ........................................................................131

Abdul-Whab al-Shawaf movement in 1959 And British & U.S.A. position from it.Dr. Weam Shakir G. Atrha .....................................................................................163

The Role of historical Factors information and the growth of Baghdadi City Asst. Prof. Mazin Abd al-Rahman al-Hiti ..............................................................187

Contents

Research and Studies

The Goals and Standard Publishing

Hikma Baytul of goals The Baytul Hikma is antellectual and scientific institution with moral entity and financial

and administrative independence . Baytul Hikma is in Baghdad . Its goals;

Studying the history of Iraq and the Arab and Islamic civilization.

Laying the approach of dialogue between cultures and religions . Thus contributing to concolidate the culture of peace and the values of tolerance and coexistence be-tween individuals and groups.

Following- up the politiceal and economic global developments and their future effects on Iraq and Arab world.

Paying attention to reserches and studies related to the issuses of social ، economic and political phenomena

Interesting in reserches and studies that enhance the citizen rights and fundamental freedoms and the consolidation of democracy and civil society values.

peoviding insightsand studies that serve policy and decision - making processes.

standard Puplishering- The joumal puplishes researches that have not been puplished before . rhe researcher

will be informed of decision of puplishing within three months from the date of receipt of the reserch -one copyof the resercher should be sent in Arabic with a sume-mary in Enghlish of no more than )200( words .provided that .

A- The researcher must be printed and saved on CD disk، double - spaced and printing .

B- Pages should not exceed )200 pages( ، double-spaced and printing.

C- All sources and margins should be serially numbered at the end of the paper in double spaces printing.

- The researcher gets a free copy of the Journal that puplished the research.

- Researchers will not to be resturned whether puplished or not .

- The department has the right to puplish the research in accordince with the plan of the Journal edition .

Historical StudiesSemi - annual journal issued by Department of Historical Studies In Bayt Al-Hikma-Baghdad

No.)43( -2016

Approved for academic Promotions purposes in accordance with Mininstery of Higher Education and Scientific Research letter

no. b.t.4/11311 in 9/12/2014

Chief Editor Dr.Ismael Taha Al-jaberi

Secretary EditorDr.Haidar Qassim Altammimy

The Advisory Committee

Prof.Dr.Jaffer Abbas Humaidy Prof.Dr. Najia Abdullah IbraheemProf.Dr.Hameed Ahmed HamdanProf.Dr. Alaa Hussain AlRheemyProf.Dr. Jameel Musaa AlnajjarProf.Dr.Ussama Abdulrahman AlDoori Prof.Dr.Hussain Dakhel AlBhadly Prof.Dr.Munther Ali AbdulmalekAss.Prof.Dr.Mufeed AlzaidyAss.Prof.Dr.Mezher Muhssin Al khaffaji

Linguistic CorrectionDr. Imad Musa al-Kadhemy

Art Directing and DesigningNameer s. khlaif