52
وﺟﻮر آﻔﺮ ﻧﻈﺎم اﻟﻮراﺛﻴﺔ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ أ. د: اﻟﻤﺴﻌﺮي اﷲ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ1 وﺟﻮر آﻔﺮ ﻧﻈﺎم اﻟﻮراﺛﻴﺔ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ أ. د: اﻟﻤﺴﻌﺮي اﷲ ﻋﺒﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺼﻞ: اﷲ إﻻ ﻣﻠﻚ ﻧﻈﺎم) اﻟﻤﻠﻮآﻴﺔ( أو) اﻟﻮراﺛﻴﺔ اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ( ѧ ﻋﻠﺸﺮع،ѧ اﻟﻴﺎدةѧѧ وﻳﺘﻨﺎﻓﻰ اﻟﻤﻨﺎﻗﻀﺔ، آﻞ اﻹﺳﻼم ﻳﻨﺎﻗﺾ آﻔﺮ ﻧﻈﺎم وﺟﻮر ﻋﺴﻒ ﻣﻦ ﻳﺮاﻓﻘﻪ ﻣﺎ: v ا ﺻﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ، أن ﻋﻨﻪ، اﷲ رﺿﻲ هﺮﻳﺮة، أﺑﻲ ﻋﻦ ﻗﺎل وﺳﻠﻢ، ﺁﻟﻪ وﻋﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ: » اﷲѧ ﻋﻨﻤﺎءѧ اﻷﺳ أﺧﻨﻊ إنﻼكѧ اﻷﻣѧ ﻣﻠﺴﻤﻰѧѧ رﺟѧ اﻟﻘﻴﺎﻣﻮمѧ) ﺸﺎﻩѧ ﺷﺎهﺎﻧ( « ﺬيѧ واﻟﺘﺮﻣ داود،ѧ وأﺑﺸﻴﺨﺎن،ѧ اﻟѧ أﺧﺮﺟﺤﻴﺢѧ ﺪﻳﺚѧ، وﻗﺎل: ﺤﻴﺤﺔѧﺮىѧ أﺧ ﻃﺮق ﻣﻦ واﻟﺤﺎآﻢ، ﺻﺤﻴﺢ، ﺣﺴﻦ. ѧ وﻏﻴﺮهﻤﺪ،ѧ وأﺣﻤﺴﻠﻢ،ѧѧ ﻋﻨﺤﻴﺤﺔѧѧ رواﻳѧ وﻓ: » ا ﻳﻮم اﷲ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ أﻏﻴﻆ ﻳﺴﻤ آﺎن رﺟﻞ ﻋﻠﻴﻪ، وأﻏﻴﻈﻪ وأﺧﺒﺜﻪ، ﻟﻘﻴﺎﻣﺔ،: اﷲ إﻻ ﻣﻠﻚ اﻷﻣﻼك، ﻣﻠﻚ« . v ﻓﻲ اﻟﺤﺎآﻢ وأﺧﺮج» اﻟﻤﺴﺘﺪرك« ﻗﺎل وﺳﻠﻢ، ﻋﻠﻴﻪ اﷲ ﺻﻠﻰ اﷲ، رﺳﻮل أن هﺮﻳﺮة أﺑﻲ ﻋﻦ: » اﷲ ﻏﻀﺐ اﺷﺘﺪ اﷲ رﺳﻮل ﻗﺘﻠﻪ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ! ﺗﺴﻤﻰ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﷲ ﻏﻀﺐ واﺷﺘﺪ: ѧ اﷲ إﻻѧ ﻣﻠﻼك،ѧ اﻷﻣѧ ﻣﻠѧ وﺟ« ﺪﻳﺚѧ، اﻟﺬهﺒﻲ وواﻓﻘﻪ اﻟﺸﻴﺨﻴﻦ، ﺷﺮط ﻋﻠﻰ وﻗﺎل اﻟﺤﺎآﻢ، ﺻﺤﺤﻪ ﺻﺤﻴﺢ،. ﻗﻠﺖ: اﻟﺰﻳﺎدة: » اﷲ إﻻ ﻣﻠﻚ« ، ﺎآﻢѧ واﻟﺤﺴﻠﻢѧﺎﻣﻴﻦѧ اﻹﻣѧ ﻋﻨѧ اﻟﺤﺠѧ ﺑﻬﻮمѧ ﺗﻘﺎﻧﻴﺪاﻟﺘﻲѧ اﻷﺳ ﺑﺄﺻﺢ ﻗﻄﻌﺎ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻳﻘﻞ ﻟﻢ واﻟﺴﻼم، اﻟﺼﻼة ﺁﻟﻪ وﻋﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ أﻧﻪ، ﻻﺣﻆ: » اﷲ هﻮ اﻷﻣﻼك ﻣﻠﻚ« أو» ﻣﻠﻚ اﷲ إﻻﻼكѧ أﻣ« ѧ ﻧﺤ أو، ﻓﻘﻂ ﻗﺎل ﺑﻞ ذﻟﻚ،: » اﷲ إﻻ ﻣﻠﻚ« . ѧ وﺣﺮﻣ وﺧﺒﺚ ﻗﺒﺢ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺘﺮﺗﺐ اﻟﺘﻌﻠﻴﻞ وﺟﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﺎءت اﻟﺰﻳﺎدة وهﺬﻩ ﺑﻠﻔﻈﺔ اﻟﺘﺴﻤﻲ: » ﻣﻠﻚ« ﻟﻔﻈﺔ آﺎﻧﺖ وإن ﺑﻤﻔﺮدهﺎ،) : اﻷﻣﻼك ﻣﻠﻚ( وأﺷﺪ أوﻏﻞ واﻟﺨﺒﺚ اﻟﻘﺒﺢ ﻓﻲ. د ﺧﺎﺻﺔ، ﻣﻠﻮآﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ اﻷﻧﻴﺎء ﺑﻌﺾ آﻮن ﻋﻦ أﻣﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﺒﻨﻲ آﺎﻧﺖ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺷﺮﻳﻌﺔ ﻓﺘﻠﻚ وﺳﻠﻴﻤﺎن، اود. وهﺬﻩѧѧ ﻣﺆﺻѧ هѧ آﻤ، ѧ ﻣﻄﻠﻘ ѧ ﺗﺎﻣ ѧ ﻧﻬﺎﺋﻴ ﺴﺨﺎѧﺴﺨﺖѧѧﺎ،ѧ آﻠﻬﺴﺎﺑﻘﺔѧ اﻟﺸﺮاﺋﻊѧ اﻟ ﻣﻦ آﻐﻴﺮهﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ آﺘﺎﺑﻨﺎ) : اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ آﺘﺎب: اﻟﺘﻮﺣﻴﺪ وﺣﻘﻴﻘﺔ اﻹﺳﻼم، أﺻﻞ( اﻷدﻟﺔ واﺳﺘﻴﻌﺎب اﻻﺳﺘﺪﻻل، إﺷﺒﺎع ﻣﻊ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ، ﺗﻤﺎم. ﻮاѧ زاﻟѧ وﻣﻮا،ѧ وأﻟﺤѧ ﺑﻬﺎﻟﺒﻮاѧﻨﻬﻢѧ وﻟﻜﺔ،ѧ اﻟﻤﻠﻌﻮﻧѧ اﻟﺨﺒﻴﺜѧ اﻟﻤﻠﻮآﻴﺬﻩѧ هﺮهﻢѧ أﻣ أولﺮاﺋﻴﻞѧ إﺳ ﺑﻨﻲ ﻋﻨﺪ ﺗﻜﻦ وﻟﻢѧ ﺑﻌ داود،ﺪﻩѧ ﺑﻌﺎءѧѧ، ѧ ﻣﻠﻜﺎﻟﻮتѧ ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻧﺼﺐ ﻟﻬﻢ، ﺷﺮﻋﺖ ﺣﺘﻰ ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ، اﷲ ﻧﺒﻲ ﻧﺒﻴﻬﻢ، ﻋﻠﻰ ﻳﺘﺮددون ﻣﻤ اﻧﻘﺴﻤﺖ ﺛﻢ ﻋﺮﻳﺾ، ﻋﺎدل وﻣﻠﻚ ﺑﺨﻴﺮ ﺳﻠﻴﻤﺎن وﺧﻠﻔﻪ وﺷﺮ، ﻧﺰاعѧ ﻣﻤﻠﻜѧ إﻟﻠﻴﻤﺎنѧ ﺑﻌﺪ ﻠﻜﺘﻬﻢ» ﺮاﺋﻴﻞѧ إﺳ« وﻣﻤﻠﻜﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ،» ﻳﻬﻮدا« اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ. ﻣﻤﻠﻜﺔ ﻓﺄﻣﺎ» إﺳﺮاﺋﻴﻞ« ﻮد،ѧ اﻟﻮﺟѧﻮرﻳﻮنѧ اﻷﺷѧ ﻣﺤﺎهѧ ﺣﺘﺪ،ѧ ﻣﺮﺗﺸﺮكѧ وﻣﺪ،ѧ ﻋﻨﻴﺎرѧ ﺟﺒ آﻞ إﻻ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻤﻠﻚ ﻓﻠﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻓﻲ أﺛﺮ ﻟﻬﻢ ﻳﻌﺪ وﻟﻢ واﻧﻘﺮﺿﻮا ﻓﺒﺎدوا اﻷﺷﻮري، اﻷﺳﺮ إﻟﻰ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ أآﺜﺮ وأﺧﺬوا. وأﻣﺎﺑﺮةѧ ﺟﺒﺔ،ѧ ﺛﻼﺛ أوﻨﻬﻢѧﻴﻦѧ اﺛﻨﺘﺜﻨﺎءѧ ﺑﺎﺳﺎ،ѧ ﻣﻠﻮآﻬѧ ﻋﺎﻣﺎنѧ آѧ ﻓﻘ ﺑﻘﻠﻴﻞ إﻻ ﺣﺎﻻ أﺣﺴﻦ ﺗﻜﻦ ﻓﻠﻢ ﻳﻬﻮدا ﻣﻤﻠﻜﺔѧ ﺑﻨѧﺎنѧ اﻷﻋﻴ واﻗﺘﺎد اﻟﻤﻘﺪس، اﷲ ﺑﻴﺖ وهﺪم ﻧﺼﺮ، ﻧﺒﻮﺧﺬ ﺑﺎﺑﻞ ﻣﻠﻚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻏﻠﺐ ﺣﺘﻰ آﻔﺮة، ﻣﺮﺗﺪﻳﻦ أو ﻇﻠﻤﺔ ﻧﺤ هﻨﺎﻟﻚ ﻓﻤﻜﺜﻮا ﻣﻬﺎﻧﻴﻦ، أذﻻء اﻟﺒﺎﺑﻠﻲ، اﻷﺳﺮ إﻟﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞѧ ﻟﻬ وأذن ﻓﺎرس ﻣﻠﻚ ﺣﺮرهﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﺮن ﻧﺼﻒ ﻣﻦ ﻮا ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ إﻟﻲ ﺑﺎﻟﻌﻮدة.

الملكية الوراثية نظام كفر و جور - الدكتور محمد المسعري

  • Upload
    siribra

  • View
    358

  • Download
    11

Embed Size (px)

DESCRIPTION

الملكية الوراثية نظام كفر و جورالدكتور محمد عبد الله المسعريتنظيم التجديد الاسلامي

Citation preview

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

1

الملكية الوراثية نظام آفر وجور

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ

ال ملك إال اهللا: فصل

ى ) الملكية الوراثية (أو ) الملوآية(نظام شرع، عل نظام آفر يناقض اإلسالم آل المناقضة، ويتنافى مع سيادة ال :ما يرافقه من عسف وجور

v د اهللا «: هللا عليه وعلى آله وسلم، قال عن أبي هريرة، رضي اهللا عنه، أن النبي، صلى ا إن أخنع األسماء عن

الك ك األم سمى مل ل ت ة رج وم القيام شاه(ي ذي »)شاهان و داود، والترم شيخان، وأب ه ال ديث صحيح أخرج ، حا . حسن صحيح، والحاآم، من طرق أخرى صحيحة : وقال د، وغيرهم د مسلم، وأحم ة صحيحة عن : وفي رواي

. »ملك األمالك، ال ملك إال اهللا: لقيامة، وأخبثه، وأغيظه عليه، رجل آان يسمىأغيظ رجل على اهللا يوم ا« v اشتد غضب اهللا «: عن أبي هريرة أن رسول اهللا، صلى اهللا عليه وسلم، قال » المستدرك« وأخرج الحاآم في

ك إال اهللا ع : واشتد غضب اهللا على رجل تسمى ! على رجل قتله رسول اهللا ك األمالك، ال مل ، حديث »ز وجل مل .صحيح، صححه الحاآم، وقال على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي

اآم ، » ال ملك إال اهللا «: الزيادة: قلت امين مسلم والح د اإلم ا الحجة عن وم به ثابتة قطعا بأصح األسانيدالتي تق

، أو نحو »أمالك إال اهللا ال ملك «أو » ملك األمالك هو اهللا «: الحظ أنه، عليه وعلى آله الصالة والسالم، لم يقل ة . »ال ملك إال اهللا «: ذلك، بل قال فقط وهذه الزيادة جاءت على وجه التعليل فيترتب على ذلك قبح وخبث وحرم .في القبح والخبث أوغل وأشد) ملك األمالك: (بمفردها، وإن آانت لفظة» ملك«: التسمي بلفظة

وهذه . اود وسليمان، فتلك شريعة سابقة آانت لبني إسرائيلأما عن آون بعض األنياء السابقين ملوآا، خاصة د

ا هو مؤصل في ا، آم ا مطلق ا تام سخا نهائي د نسخت ن ا، ق سابقة آله شرائع ال الشريعة السابقة، آغيرها من ال .تمام التأصيل، مع إشباع االستدالل، واستيعاب األدلة) أصل اإلسالم، وحقيقة التوحيد: آتاب التوحيد: (آتابنا

وا ا زال ا وألحوا، وم البوا به نهم ط ة، ولك ة الملعون ة الخبيث ذه الملوآي رهم ه ولم تكن عند بني إسرائيل أول أمد ده داود، بع م جاء بع ا، ث الوت ملك يترددون على نبيهم، نبي اهللا صموئيل، حتى شرعت لهم، ونصب عليهم ط

ة نزاع وشر، وخلفه سليمان بخير وملك عادل عريض، ثم انقسمت مم ي مملك » إسرائيل «لكتهم بعد سليمان إل . الجنوبية» يهودا«الشمالية، ومملكة

ا األشوريون من الوجود، » إسرائيل«فأما مملكة ى محاه د، حت د، ومشرك مرت ار عني فلم يملك فيها إال آل جب

.وأخذوا أآثر سكانها إلى األسر األشوري، فبادوا وانقرضوا ولم يعد لهم أثر في التاريخ ابرة وأم ة، جب نهم أو ثالث ين م ا، باستثناء اثن ة ملوآه ان عام د آ ا مملكة يهودا فلم تكن أحسن حاال إال بقليل فق

ي ان من بن ظلمة أو مرتدين آفرة، حتى غلب عليها ملك بابل نبوخذ نصر، وهدم بيت اهللا المقدس، واقتاد األعيم إسرائيل إلى األسر البابلي، أذالء مهانين، فمكثوا هنالك نح وا من نصف قرن حتى حررهم ملك فارس وأذن له

.بالعودة إلي فلسطين

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

2

هذا التشريع . فتشريع الملوآية لبني إسرائيل آان إذا لعنة وعقوبة، وهو من اآلصار واألغالل التي آانت عليهم سليمات وتبري ه صلوات وت ى آل ه وعل اء اهللا، علي اتم أنبي ات من المهلك هو أحد مصاديق قول أبي القاسم، خ ك

:»إنما أهلك من آان قبلكم سؤالهم، واختالفهم على أنبيائهم«: اهللا v اد عن : [لإلمام البخاري » الجامع الصحيح المختصر « آما جاء في ي الزن حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أب

ال رآتكم «: األعرج عن أبي هريرة عن النبي، صلى اهللا عليه وسلم، ق ا ت ان : دعوني م ك من آ ا أهل بلكم إنم قا استطعتم ه م أتوا من أمر ف رتكم ب ، ]»سؤالهم، واختالفهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أم

! من أسانيد أبي هريرة» السلسلة الذهبية«هذا إسناد صحيح آالشمس، بل هو v ا استطعتم، فإنما أهلك ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فافعلوا منه م«: بلفظ» صحيح مسلم« وهو في

.» الذين من قبلكم آثرة مسائلهم واختالفهم على أنبيائهم v رآتم : وفي حديث همام (ذروني ما ترآتكم، «: بلفظ آخر » صحيح مسلم « في بلكم ) ما ت ان ق ك من آ ا هل فإنم...«، v ا هو مفصل ا وهو في أآثر الصحاح، والسنن والمعاجم والمسانيد بأصح األسانيد آم : في الملحق من آتابن .، حيث أشبعنا مناقشة هذا الموضوع في بابه، فليراجع)آتاب التوحيد(

ه )أصل اإلسالم، وحقيقة التوحيد : آتاب التوحيد : (وقد أوضحنا هناك، أي في آتابنا ، معنى قوله، عليه وعلى آلد اهللا ومن »حدثوا عن بني إسرائيل وال حرج «: الصالة والسالم ا، بحم ي ، وأزلن ر من اإلشكاليات الت ه، الكثي ته د . دارت حول رة الناق اتهم نظ ي مروي ر ف ابهم، والنظ ا أص رة مم ذ العب اريخهم، وأخ دبر ت ن ت أس إذا م ال ب ف

.المنصف، من غير تكذيب أو تصديق

ه من ا دار حول ومن هذا المنطلق إليك قصة مقدمات تنصيب طالوت على بني إسرائيل ملكا، ومالبسات ذلك ومي نق ديم ف د الق ي العه اءت ف ا ج زاع، آم مية«اش ون ة الرس فر صموئيل األول، » الترجم دس، س اب المق للكت

: اإلصحاح الثامن ]vمطالبة بني إسرائيل بملك : . ولما طعن صموئيل في السن نصب ابنيه قاضيين إلسرائيل-1 .ر يوئيل، واسم الثاني أبيا، وآان مقر قضائهما في بئر سبع وآان اسم ابنه البك-2 . غير أنهما لم يسلكا في طريقه، بل غويا وراء المكسب وقبال الرشوة وحابيا في القضاء-3 ئيل وجاءوا إلى صموئيل في الرامة، فاجتمع شيوخ إسرا-4 . »ها أنت قد شخت، ولم يسلك ابناك في طريقك، فنصب علينا ملكا يحكم علينا آبقية الشعوب«: وقالوا له-5 يب ملك عليهم ليحكم بينهم، وصلى إلى الرب، فاستاء صموئيل من طلبهم تنص-6

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

3

ك «: فقال الرب له -7 ي ال أمل ضوا، لك اي رف ل إي لب للشعب طلبه وانزل عند رغبتهم، ألنهم لم يرفضوك أنت ب

. عليهم ة وه -8 دوا آله وني وعب وم، إذ ترآ ذا الي ى ه صر إل ار م م يعاملونك اآلن آما عاملوني منذ أن أصعدتهم من دي

.أخرى .»المتسلط عليهم من قضاء واآلن لب طلبهم، إنما أشهد عليهم وحذرهم مما يجريه الملك -9 vرسالة اهللا لبني إسرائيل :

وأبلغ صموئيل الشعب بكل ما قاله الرب، -10

ال-11 يكم «: وق يحكم عل ذي س ك ال ه المل ضي ب ا يق ذا م معوا، ه اءآم ويج: اس د أبن داما يجن انا وخ م فرس عله وجنودا يرآضون أمام مرآباته

ه -12 ويعين بعضهم قادة ألوف وقادة خماسين، يحرثون حقوله ويحصدون غالته، ويصنعون أسلحته ومرآبات

. الحربية

ويأخذ من بناتكم ليجعل منهن طباخات وخبازات وصانعات عطور، -13

. ويستولي على أجود حقولكم وآرومكم وزيتونكم ويهبها لعبيده-14

ى أصدقائه وحاشيته ويجني عشر محاصيلكم ليوزعها عل-15

. ويسخر عبيدآم وجواريكم وخيرة شبانكم وحميرآم في أعماله-16

. ويستولي على عشر غنمكم ويستعبدآم-17

.»كم، الذي اخترتموه ألنفسكم، فال يستجيب لكم الرب فتستغيثون في ذلك اليوم من جور ملك-18 vإصرار الشعب على تنصيب ملك :

ال بل نصب علينا ملكا، «: ولكن الشعب أبى أن يستمع لتحذيرات صموئيل، وأصر قائال-19

. » آسائر الشعوب، لنا ملك يقضي بيننا ويقودنا ويحارب معارآنا فنكون-20

فسمع صموئيل لكالم الشعب، وردده أمام الرب، -21

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

4

ا «: فقال الرب لصموئيل -22 يهم ملك صب عل بهم ون ب طل رائيل .»ل ال إس موئيل لرج ال ص ل «: فق صرف آ لين .بعينه، وجاءت بعد ذلك تفاصيل تنصيب طالوت» العهد القديم«انتهى نص .] »واحد منكم إلى مدينته

ى هكذا جاءت القصة في اإلصحاح الثامن من سفر صموئيل األول، فاهللا أعلم بصحة ذلك آله، إال أن ا لقرائن عل

ي إسرائيل، وآشف ل هي ذم صريح لبن دة، ب ذا النحو بعي ى ه ا عل ى الكذب فيه دوافع إل صحة ذلك آثيرة، والر ذي هو خي ى بال و أدن ذي ه تبدالهم ال اوتهم، واس ادهم وغب شورى وسياسة : لعن ة وال زة والكرام دال من الع ب

ذير اإللهي من جور . المتسلطيناألنبياء، الذلة والمهانة وسياسة الملوك الجابرة المستبدين الرغم من التح وبوم إال ى الق ه أب ك آل الرغم من ذل الملوك، والتخويف لهم بأن دعائهم لن يستجاب إذا اشتكوا إليه ذلك الجور، ب

.محاآاة الشعوب األخرى محاآاة القردة

ك ألنهم لم ير : (والذي يهمنا هنا هو القول المنسوب إلى اهللا، جل جالله ي ال أمل ضوا، لك فضوك أنت بل إياي رفه )عليهم ه الحق المقطوع ب ة إال من : ، فبغض النظر عن ثبوته هكذا، إال أن ة الملعون ة الخبيث ال يرضي بالملكي

.رغب عن اهللا، تعالى ذآره، ملكا وسيدا وربا وإلها . يؤمن باهللا واليوم اآلخر، ومن آفر فإن اهللا غني عن العالمينبهذا نقول، وبهذا يجب أن يقول آل من: نعم

ل حال ى آ سوخة عل ك شرائع من ت، فتل نسخ : وبغض النظر عن معنى آون بعض األنبياء ملوآا في نفس الوقادت سماها، فع ا وم سخ لفظه ا، ون ة«موضوعها ومحتواه ام »الملوآي ة«، أي نظ ة الوراثي ر » الملكي ام آف نظ

اع يتناقض مع واترة، وإجم ضافرة المت ك النصوص المت ى ذل ا دلت عل نظام الحكم في اإلسالم آل المناقضة آم : بأن اإلمامة تكون: األمة القطعي المتيقن

بالبيعة من األمة، آما هو قول أهل السنة، وهم جمهور أهل اإلسالم، وهو الحق الذي ال ريب فيه، -)1( ى اإلسالم، أو بالنص والتنصيب اإللهي على -)2( سبون إل ة ممن ينت ول أقلي ا هو ق أعينهم آم رجل أو رجال ب

ه، صديق، رضي اهللا عن ر ال ا بك سنة أن أب ة من أهل ال ت قل ة، وقال شيعة اإلمامي رق ال و إسما، من شتى ف ولا : منصوص عليه بعينه، وليس هذا هو موضع إبطال القول بالنص بكل ألوانه ومحله إنشاء اهللا تعالى في آتابن

. ، وسيصدر قريبا، فليراجع»سلطان األمة« و -)3( سنة، أال وه ل ال ن أه اء م ن الفقه ة م ه أقلي ت ب ث قال ول ثال اك ق د، أي : ( وهن ون بالعه ة تك أن اإلمام

ق ام الالح سابق لإلم ام ال ن اإلم تخالف، م ر ). االس ا بك ى أن أب ذا عل ل ه م الباط ي زعمه ؤالء ف تند ه د اس وق . د لعمر بن الخطاب باإلمامة بعدهالصديق، رضي اهللا عنه، عه

ا صله في آتابن ا سنف ا، آم ين، يجب اطراحه قطع ة : (فنقول هذا قول باطل بيق شورى وسلطان األم ا )ال ، ولكنن

:نكتفي هاهنا بما يلي ألهميته في مقامنا هذا ا لفظة -)1( رد فيه م ت سنة التي ل د ( أن هذا معارض بنصوص الكتاب وال ا )االستخالف (أو ) العه ا، وإنم مطلق

اظ شورى(وردت ألف ة(و) ال ر) البيع ط ال غي ذه . فق ى ه لم، عل ه وس ى آل ه وعل ي صلى اهللا علي بض النب د ق وقك . الحالة د ذل ا بع ذاك، ال يمكن أن يكون دين ا آن م يكن دين . ونحن نعلم أن النعمة قد تمت والدين قد آمل، وما ل

سليمات وتبريكانت من اهللا ومحد بن عبد اهللا هو خاتمة أنبياء اهللا، عل ه صلوات وت ى آل ان . يهم وعليه وعل وآ األولى نسبة أبي بكر إلى االجتهاد الخاطئ، بدال من اإلحداث في الدين؛

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

5

ع -)2( ل، ألن الواق أن هذه المقولة إنما نشأت من نظرة متعجلة وفهم سقيم لمجريات األحداث التي وقعت بالفع

:لرويات يجعلنا نقطع بالحقائق التاليةالتاريخي آما تدل عليه مجموع ا ا -)أ( م قطع انوا ه أن السابقين األولين من المهاجرين واألنصار من أهل بيعة العقبة والبدريين وأهل الشجرة آ

فلم يكن في العالم حينئذ مسلم أصال إال وهو يقر بهذا ويعتقده؛) مجلس شورى المسلمين المنتخب: (بمثابة ة أن غالبية هؤ -)ب( الء، ال سيما آبار الصحابة، آانوا في المدينة المنورة، عاصمة الخالفة، في األشهر الثالث

األخيرة من حياة أبي بكر، لم يغب منهم إال من آان في جيوش الفتوحات في العراق والشام؛ د بمن أن ضرورة العقل توجب أن تتداول المجالس الشورية فيما يلزم من األمور بمن حضر فقط، وال -)ج( يعت

ذة، تكليف . غاب رارات ناف ى تكون الق ع حت وهذا أيضا الذي تقتضيه ضرورة الشرع ألن اشتراط حضور الجميم . بما ال يطاق إن ل وقد تحدد بعض دساتير الدول، أو لوائح بعض مجالس الشورى، نسبة دنيا لعدد الحضور، ف

يكون هذا االجتماع الثاني صحيحا بأي عدد؛تتوفر فض االجتماع، ودعي الجتماع آخر، بعد مدة مخصوصة، و أن أبا بكر الصديق رضي اهللا عنه أحس بدنو أجله قبل وفاته بنحو ثالثة أشهر فبدأ مشاورات واسعة حول -)د(

داء . من يكون الخليفة بعده ا من إب وآل الروايات تؤآد أن ذلك آان بحرية آاملة، مع تمكين آل واحد تمكينا تام الرأي؛

ا ترجحت : أن المشاورات ترآزت سريعا على رجلين -)ه( عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، ثم سرعان م

آفة عمر، مع وجود معرضة مستمرة عليه لغلظته وشدته، فلم ينعقد إجماع على أحد؛ ا أن يفو -)و( ررووا جميع ضوا أن جمهور أهل الشورى، بعد مداوالت موسعة، وألنهم حرصوا على اإلجماع، ق

ار ة االختي تكمال عملي اب(اس ه ) االنتخ ر، رض اهللا عن ي بك م . ألب ديث -أي أنه صر الح اظ الع الوا - بألف أحوهذا أمر مشروع ال غبار عليه في هذه الشريعة الخاتمة، آما . بالبت نيابة عنهم) لجنة مفوضة (الموضوع إلى

ون من رجل واحد فقط؛وال ينتقص من المشروعية آون اللجنة تتك. هو في جميع الشرائع رة، وخشيت -)ز( ر من م ه أآث ه، وغشي علي استمر أبو بكر في التشاور والتداول حتى بدأ المرض يغلب علي

وفاته، ه أن -)ح( عندها فقط أملى أبو بكر آتابا، أو أقر مسودة آتاب وضعه عثمان بن عفان، رضي اهللا عنه، يذآر في

السمع والطاعة له، ويؤآد أنه لم يألهم جهدا في اختيار األصلح؛االختيار قد وقع على عمر، ويأمر ب ة رسول اهللا -)ط( فور وفاة أبي بكر، رضوان اهللا وسالمه، توجه الناس إلى المسجد، وقرئ عليهم خطاب خليف

.الراحل، فقام عمر بن الخطاب وتوجه إلى المنبر وبايعه الناس

ات اريخي، ومجري ع الت ة الواق ي حقيق ذه ه رة ه ا النظ ا تظهره صار آم يص واالخت ه التلخ ى وج ور عل األم !فأين االستخالف أو العهد ها هنا يا أولي األلباب؟: المستنيرة المدققة

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

6

ارئ ى الق سهل عل ة العصر الحديث لي ائع بمصطلحات ولغ ك الوق ر عن تل وقد حرصنا، ولو جزئيا، على التعبي .عيانا هذه األياموالسامع تعقلها وتصورها بعد ربطها بما يراه

ان من ) الجنة مفوضة (وآون ا هو محض صدفة، وآ ت، إنم تتكون من رجل واحد، هو الخليفة في نفس الوق

. الممكن أن يكون غير ذلك، آما حدث بعد استشهاد عمر بن الخطاب، رضي اهللا عنه، آما سيأتي بعد قليل

ط أن وأبو بكر الصديق، رضوان اهللا وسالمه عليه، لم يتصرف هك ال ق ا ق ه، وم شورى ل ذا إال بتفويض أهل ال ! هذه صالحيتي بصفتي إماما أو خليفة، أو أن الشرع فوض إلي ذلك، فقد أعاذه اهللا من مثل ذلك اإلفك والزور

ة، ا أو خليف ذ االنتخاب إمام ى به م يصبح حت ة، ول ائزا باألغلبي ا عمر ف فهذه عملية انتخابية محضة خرج منه

تهم وإنما أصب ة ببيع د اإلمام شرعية ممن تنعق ة (و. ح فقط مرشحا لذلك، ثم أصبح إماما وخليفة بالبيعة ال ) البيع .في األنظمة الوضعية العصرية) اليمين الدستورية(عند المسلمين هي البديل الشرعي ل

ما سلف تحت النقاط وقد آان الواقع التاريخي مماثال ل . وقد حصل مثل هذا تقريبا بعد استشهاد عمر بن الخطاب

آنفة الذآر، بل لعل اجتماع آبار الصحابة في المدينة آان آآد ألن عمر منعهم من النزول ) ج(إلى ) أ(،: الفرعيةفي األمصار، وأصر عليهم البقاء عنده في المدينة لحكم وأسباب ليس هذا مجال ذآرها، أما بقية األحداث فكانت

:على النحو التالي ا ) ترشيح(أو ) انتخاب: (آما سماها هو، والتي هي في حقيقتها ) استخالف(ن يقوم بعملية رفض عمر أ -)أ( آم

؛ )والحقيقة أنه آان يميل ميال واضحا إلى علي بن أبي طالب(سلفت برهنته، آما فعل أبو بكر ع وليس هذا استخالفا أو ترشيحا أو عهدا ). أهل الشورى الستة ( جعل عمر األمر إلى -)ب( وإنما هو نأآيد لواق

ل أحد وم لك ره : أنه ال يوجد أحد في العالم يجرؤ على منافسة هؤالء على اإلمامة أصال، آما هو معل . عمر وغيى (آما أنها في نفس الوقت تنصيب ل ) حصر للمرشحين (فهذه العملية إنما هي عملية ا لإلشراف عل الجنة العلي

دا، أو استخال )االنتخابات ا ، وليست هي عه ى انتخاب ل، . فا، أو حت د تأمل طوي تم إال بع م ي ذا الحصر ل ى ه وحت ومشورة واسعة، آما يظهر من رواية اإلمام البيهقي، والتي سنسوقها بعد قليل، إن شاء اهللا تعالى؛

بعد وفاة عمر اجتمع الستة للتداول، وسحب عبد الرحمن بن عوف ترشيحه، وعرض عليهم أن يقوم هو -)ج(

دينا بعملية اال ذلك، وأصبحت ل وا وفوضوه ب ة (نتخاب نيابة عنهم وبمشورة الحاضرين من المسلمين، فقبل لجنان : بالبت نيابة عنهم تتكون من رجل واحد هو ) انتخابات مفوضة ي آ ك الت ا آتل ن عوف، تمام رحمن ب د ال عب

م ي . عضوها الوحيد أبو بكر ة، ول ان ولكن العضو الوحيد في هذه المرة ليس هو الخليف ا آ ط، وإنم ة ق كن خليف مرشحا للخالفة ثم سحب ترشيحه؛

شورى ) جعل عمر األمر للستة ( لم يفهم عبد الرحمن بن عوف -)د( د : أنه إخراج للمسلمين من ال اذ اهللا، فق مع

ك د ذل ة بع ة األم ستة، والجمهور، وبقي ره ال عصمه اهللا من ذلك، فشاور آل أحد حتى األبكار في خدورهن، وأقروافض إلى وقت ذلك . نا هذا، حتى الخوارج المارقين الغالة، إال الهلكى من غالة ال د جاء النص عن عمر ب وق :صريحا

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

7

سنة -)ه( زام ب شرط االلت ك ب ان وذل ن عف ان ب م عثم ب ث ي طال ن أب ي ب ى عل ارهم عل اس واختي استقر رأي الندون : لحديث أي بلغة العصر ا (الشيخين، وعدم الخروج عن اجتهاداتهما وتبنياتهما افظون، يري اس مح ان الن آ

؛)االستقرار على السياسة السابقة، وال يريدون تجارب جديدة وقع ما وقع، ألمر سبق في علم اهللا، ورفض علي بن أبي طالب االلتزام بسياسة الشيخين وتبنياتهم، وقبل -)و(

.خيال الروافض المريضفلم تكن هناك مؤامرات وال دسائس آما هو في . ذلك عثمان، وبايعه الناس v أخبرنا أبو عبد اهللا الحافظ حدثنا : [»سنن البيهقي الكبرى « إليك حديث اإلمام البيهقي الذي وعدنا به آما في

ه عن زة عن أبي ي حم ن أب ن شعيب ب أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن خالد الحمصي حدثنا بشر بالى : [ عبد اهللا بن عمر قال الزهري أنبأ سالم بن عبد اهللا بن عمر أن ن الخطاب، رضي اهللا تع دخل على عمر ب

وام : عنه، حين نزل به الموت ن الع ر ب ن عوف والزبي رحمن ب د ال ي طالب وعب ن أب ي ب ان وعل ن عف عثمان با بأرضه ه، غائب الى عن د اهللا، رضي اهللا تع ن عبي ان طلحة ب وسعد بن أبي وقاص، رضي اهللا تعالى عنهم، وآ

يكم إال أن : (نظر إليهم عمر ساعة ثم قالبالسراة ف اس شاقا ف د الن م أجد عن أني قد نظرت لكم في أمر الناس فلد : يكون فيكم شيء فإن آان شقاق فهو منكم وإن األمر إلى ستة ي طالب وعب إلى عثمان بن عفان وعلي بن أب

فإن آنت على : حدآم أيها الثالثةثم إن قومكم إنما يؤمرون أ. الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وطلحة وسعداس شيء من أمر الناس يا عثمان فال تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس وإن آنت على شيء من أمر النى ي هاشم عل ن بن ال تحمل ي ف ا عل ى شيء ي اس وإن آنت عل اب الن ى رق يا عبد الرحمن فال تحملن أقاربك عل

الى !)رقاب الناس قوموا فتشاوروا وأمروا أحدآم ؛ فقاموا يتشاورون قال عبد اهللا فدعاني عثمان، رضي اهللا تعه سيكون عنه، مرة أو مرتين ليدخلني في األمر ولم يسمني عمر وال واهللا ما أحب أني آنت معهم علما منه بأن

ان دعائي قلت ر عثم ا أآث ا فلم ان حق ط إال آ ال أ: من أمرهم ما قال أبي واهللا لقلما سمعته حرك شفتيه بشيء قال عمر ! تعقلون، تؤمرون وأمير المؤمنين حي؟ د، فق فواهللا لكأنما أيقظت عمر، رضي اهللا تعالى عنه، من مرق

وم الثالث وا في الي م أجمع ال ث ي جدعان ثالث لي ولى بن اس صهيب م ي حدث فليصل للن إن حدث ب : أمهلوا فر مشورة فا أمر عن غي دآم فمن ت أمروا أح ه أشراف الناس وأمراء األجناد ف ذا حديث صحيح ]. ضربوا عنق ه

رجاله ثقاة مشاهير، رجال البخاري، ماعدا محمد بن خالد بن خلي الكالعي الحمصي، شيخ النسائي، وهو ثقة، ة : (وأبو العباس محمد بن يعقوب النيسابوري، األصم، وهو ثقة حافظ مشهور قال فيه الذهبي اإلمام المفيد الثق

.حافظ وهو اإلمام الحاآم ابن البيع، صاحب المستدركوأبو عبد اهللا ال!). محدث المشرق

رتين ) لجنة االنتخابات المفوضة (ومن لطائف تدبير اهللا لهذه األمة أن المكونة من رجل واحد فقط إنما طبقت مه اء اهللا، علي ة رسل وأنبي ه خاتم د صلى خلف فقط في تاريخ هذه األمة وآان عضوها الوحيد في آل مرة رجل ق

:صلوات وتبريكات من اهللا، وهماوعلى آله أبو بكر، ثاني اثنين إذ هما في الغار، وآان هو اإلمام إبان مرض رسول اهللا األخير؛-)1( دا -)2( أخر ج عبد الرحمن بن عوف وآان قد أم الناس في غزاة أو سفر عندما ذهب نبي اهللا لقضاء حاجة، فت

ات من حتى خاف الصحابة طلوع الشمس فقدموا عبد الرحم ه صلوات وتبريك ن، وجاء نبي اهللا، عليه وعلى آلى . اهللا، فصلى خلفه في الصف الثاني أو الثالث م اهللا عل ر أن من نع را، وأخب ذلك آثي ي، ب آبي هو وأم وفرح، ب

ن عوف . األمة أن يصلي نبيها خلف رجل صالح من رجالها رحمن ب د ال رحيم -هذا هو عب ر ال ذي زعم - الب ال !شاهت الوجوه: تآمر مع عثمان على عليالروافض أنه

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

8

ل قبض ه قب ه، ووفات ات من اهللا، خلف رجل صالح من أمت ه صلوات وتبريك ى آل ه وعل ي اهللا، علي وصالة نبل موت ستأصل قب ة التي ت الخيار من رجالها، إيذان ورمز بأن األمة باقية صالحة بعد نبيها، خالفا لألمم المعذب

! ال إله إال هو، عليه نتوآل، وبه نتأيد:نبيها، فلله الحمد والمنة

ازم - أيها القارئ العزيز -وأنت إذا تأملت ما سلف بعين البصيرة، المستنيرة بالكتاب والسنة مع االستيقان الجة من ة النخب اس، ومع نخب ة أخرجت للن ر أم واإليمان المخلص الصادق أنك تتعامل مه صفوة الصفوة من خي

ي آدم رون بن ر ق دريين وأهل :خي ة والب ة العقب صار من أهل بيع اجرين واألن ين من المه سابقين األول ي ال أعن .الشجرة، الذين رضي اهللا عنهم، ورضوا عنه، وأعد لهم جنات تجري من تحتها األنهار

د ذاق ه بقلب مؤمن سليم، ق ه، وتذوقت إذا أدرآت هذا بعقل مفكر مستنير، أحسن التدبر في آتاب اهللا وسنة نبيا ائط بم حالوة اإليمان، إذا فعلت هذا مخلصا هللا، متحررا من الهوى والتقليد، فإنك ال شك ستضرب عرض الح

.، وغيره من الدجل والهراء)الدسائس والتآمر(، وآذلك )االستخالف(، و)العهد: (يسمونه

اء (بل إن الظن ليسوء جدا ببعض هؤالء ا ذلك ونحوه ) لفقه ائلين ب م في الحق : الق ة أنه ة من الزنادق ة (يق منافقراء سيف ) الق صبوا بال ذين اغت ام ال ابرة الحك ة جب اب، ولخدم اس عن الكت اب إلضالل الن ادلون بالكت ذين يج ال

ة ( لطان األم م ) س اد ألوالده بالد والعب ث ال دون توري م يري دواب -ث ورث ال ا ت سميات - آم ت م د( تح ) العهتخالف(و تخلف(، وألن )االس ر اس ا بك اهت ا): أب وه ش سالطين -لوج اء ال وه فقه دآم، -وج زاآم اهللا، وأبع وأخ

!! ولعنكم، وأبادآم

. وعلى آل حال فالمهم ها هنا هو التأآيد على أنه ليس ألهل اإلسالم مقولة معتبرة غير هذه مطلقا

يس وأما ما روي أن بعض األئمة الثقات األآابر، آاإلمام أحمد بن حنبل، رضي اهللا عنه، جوز إمامة ا لمتغلب فل : هو، على آونه في حقيقة األمر خطأ، من هذا الباب

ألنهم برروا ذلك بالضرورة الملجئة المبيحة للحرام؛ -)1( ه من شوآة -)2( وألن المتغلب هو الذي استبد بالسلطة بقوته وشوآته، وحقق األمن واالستقرار لرعيته بما ل

ك فالمناط هنا هو الشوآة والمنعة ال . وقوة يس هو مجرد المل ة، ول وفر األمن للرعي ي تفرض االستقرار، وت ت والوراثة؛

. وألنهم بقوا مصرين على لزوم مبايعته، ولو بيعة صورية، والزموا الناس بها، حتي تنعقد له اإلمامة-)3(

ا الى في آتابن شاء اهللا تع ه إن شورى و : (وليس هذا آذلك بتفاصيله هو موضوع هذه الرسالة، ومحل سلطان «ال . ، وسيصدر قريبا، آما أشرنا إليه آنفا)األمة

ل شئ ك لك ل، أن المال ضرورة الحس والعق ك ب ل ذل ومن المعلوم باالضطرار من دين اإلسالم، آما هو ثابت قب

ه و اهللا، جل جالل داء . بحق ه ه االبت ى وج ق، عل سلطان المطل ك، وصاحب ال ك المل ك، أي مال ذلك المل و آ وهي واالستقالل، وذ ديم األزل وم، واجب الوجود، األول الق ه الحي القي ة، أي بموجب آون لك بموجب صفاته الذاتي

ه ه ومليك ل شئ، ورب اء، خالق آ ر انته دي بغي ة، أي حق . بغير ابتداء، اآلخر األب ره ملكي فمحال أن يكون لغيالى ك األصلي، سبحانه وتع إذن المال افع، إال ب ل وإن شئت . تصرف في األعيان أو المن ر اهللا إال : فق ك لغي ال مل

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

9

الى مجده ال اهللا، تع ك أصال؛ ق ك }: بتمليك اهللا له، وال يمكن في بنية العقل أن يكون الحال غير ذل م مال ل الله قشاء ن ت ذل م شاء وت ن ت ل الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز م ى آ ك عل ر إن دك الخي بي

). 3:26آل عمران؛ (، {شيء قدير

دري (هذه الحقيقة القطعية المطلقة تنطبق على ى ) التمليك الكوني الق سواء عل ذلك سواء ب ديني (وآ ك ال التمليى و (فال يمكن لكائن في الوجود أن يصل فعليا إلى ملك ). الشرعي ك بمعن شئ، بكل معاني المل ى ال د عل ضع الي

ى الوجود ) إلى الحكم والسيطرة والسلطان ذا أصال، وال خرج إل ع ه ا وق ديره، وإال لم : إال بإذن اهللا الكوني وتق .فاهللا ال يغالبه غالب، وال يفلت منه هارب

يئا ك أحد ش ك (وآذلك ال يجوز أن يمتل اني المل ل مع شاء، وينجو من ) بك ا ي ه آم ه التصرف في بحيث يجوز ل

.المسائلة والعقوبة يوم القيامة، إال إذا أذن له المالك األصلي، تبارك وتعالى، في أحد شرائعه المنزلة بذلك

ا وقد أذن اهللا في هذه الشريعة الخاتمة إذنا شرعيا لعباده بأنواع من التملك والتصرف في األعيان والمنافع، آمة، ك الملكي دود تل ين ح صيلية تب ام شرعية تف اءت أحك ام ج ث، وأحك ى الخلف بالتوري سلف إل ن ال ا م وانتقاله

.الديون والوصية، ونحوها بالنسبة لألموال، ونحوها

ك ا يمتل شارع آم إذن ال ك ب ة ألن تمتل ة، قابل ة الدول ة، أو رئاس ر، أو اإلمام ة األم سلطان، أو والي ان ال و آ فلة أ : النقدان رة أو قطع ك شاة أو بق ا تمتل ان شروط الذهب والفضة، وآم صيلية لبي ام تف اك أحك رض، لكانت هن

ي، ) الملك(الحصول عليها، وضوابط األهلية، وآيفية انتقالها وتوريثها، ألن من أخص خصائص ه وراث بحق أنا ذا هو محل بحثن يس ه ر، ول ة األم سلطان ووالي اظ لل رادف أللف ث، وإال فهو مجرد لفظ م أي أنه يقبل التوري

. هاهنا

ة نحن إنما نبحث ه ة والعطي ة الهب ة التصرف، وإمكاني ذي يتضمن حري اه الحقيقي ال ك بمعن ا هنا فقط في الملك اة المال ث بوف ك، والتوري إرادة المال ازل والوصية ب ذا . والتن ة، به ر العام ة األم سلطان، ووالي ك ال ل إن تمل ب

ة أرض اب . المعنى، أخطر وأولى بالتنظيم، من ملكية شاة، أو آيس من الدنانير، أو قطع ا ال نجد في الكت ولكنن . أو السنة شيئا، وال حرفا واحدا، يتعلق بذلك

فلو آان السلطان، أو والية األمر، أو اإلمامة، أو رئاسة الدولة، قابلة ألن تمتلك : فلو آان شئ من ذلك حقا، أي

رة أو : بإذن الشارع آما يمتلك النقدان ك شاة أو بق ا تمتل ة أرض، لوجب ضرورة أن الذهب والفضة، وآم قطعل ي }: يكون نص القرآن القائ يكم نعمت نكم، وأتممت عل م دي وم أآملت لك ال {الي ع، ف ضليال خالف الواق ذبا وت ، آ

!يكون القرآن إذا من عند اهللا، معاذ اهللا

ذي وذمها، آالحديث الصحيح الصريح ا ) الملوآية(فال نجد إال نصوصا تصرح برفض : بل العكس هو الصحيح لسمى «: عنونا هذا الفصل بفقرة منه ان ي ك : أغيظ رجل على اهللا يوم القيامة، وأخبثه، وأغيظه عليه، رجل آ مل

:، وغير ذلك آثير، فمنه»األمالك، ال ملك إال اهللا ات من اهللا، أن يكون -)1( سليمات وتبريك ه صلوات وت ى آل ه وعل اء اهللا، علي ا « اختيار خاتمة أنبي دا نبي » عب

؛»ملكا نبيا«ه أن يكون ورفض ؛)الملك( امتناعه، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من اهللا، من مخاطبة ملوك عصره بلقب -)2(

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

10

: وربطها بالعسف والجبرية، آما هو، مثال، في) الملوآية( ذم -)3( م إنه بدأ هذا األمر نبوة «: حديث أبي عبيدة بن الجراح، رضي اهللا عنه -)أ( ة، ث ة ورحم ورحمة، ثم آائن خالف

؛»آائن ملكا عضوضا، ثم آائن عتوا وجبرية وفسادا في األمة تكون النبوة فيكم ما شاء اهللا ان تكون ثم يرفعها إذا شاء ان «: حديث حذيفة بن اليمان، رضي اهللا عنهما -)ب(

ا شاء اهللا ان تكون وة فتكون م م يرفعها، ثم تكون خالفة على منهاج النب ا، ث ا إذا شاء اهللا أن يرفعه م يرفعه ثتكون ملكا عاضا فيكون ما شاء اهللا ان يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء

؛»اهللا ان تكون ثم يرفعها إذا شاء ان يرفعها، ثم تكون خالفة على منهاج النبوة م يكون : (...ا أثر حذيفة بن اليمان، رضي اهللا عنهم -)ج( ، ثم ذهبت النبوة فكانت الخالفة على منهاج النبوة، ث

؛....)ملكا عضوضا، ): ملك( استيائه، عليه وعلى آله أفضل الصالة وأتم التسليم، من انتهاء الخالفة وانقالب السلطان إلى -)4( ي، صلى اهللا ع -)أ( ه آما هو في حديث أبي بكرة، رضي اهللا عنه عن استياء النب م قول ه وسلم، ث ى آل ه وعل ليا « ده حديث »خالفة نبوة ثم تكون ملك دلو : (، ويؤي ه، من ال ي، رضوان اهللا وسالمه علي ضاح عل ذلك )انت ، وآ

؛)المقاليد والموازين: (حديث ه أن -)ب( ون سنة( حديث سفينة، رضي اهللا عن وة ثالث ة النب ه )خالف ر وجه رسول اهللا، صلى اهللا علي ، وتغي

سلم، لذلك؛وعلى آله و ، عند غير الرب، الملك القدوس، جل جالله، أو التصرف آتصرف »ملك« ارتباط التسمي أو التلقب بلقب -)5(

:الملوك، أو أبهة الملك، في أذهان الصحابة بالعسف والجور، والتكبر والطغيان، فمن ذلك بل هم ملوك من شر : اه بني الزرقاء آذبت أست : (ما جاء عن سفينة، رضي اهللا عنه، وقوله عن بني مروان ) أ(

؛!)الملوك ره-)ب( ذي سبق ذآ ا، ال ان، رضي اهللا عنهم ن اليم ة ب ر حذيف ى : (... أث ة عل وة فكانت الخالف ت النب م ذهب ، ث

؛....)منهاج النبوة، ثم يكون ملكا عضوضا، ، وإنها لم تكن نبوة : (... أثر عتبة بن غزوان، رضي اهللا عنه، وهو مشابه ألثر حذيفة في بعض الجوانب -)ج(

؛)فستخبرون وتجربون األمراء بعدنا: قط إال تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها ملكا ه -)د( دما بلغ ه، عن ان، رضي اهللا عن ن عف ان ب ل عثم ما ثبت عن ثمامة بن عدي القرشي، أمير صنعاء من قب

ا اليوم نزعت الخالفة من أ : (استشهاد عثمان، فبكى طويال، ثم قال ه وسلم وصارت ملك مة محمد صلى اهللا علي ؛)وجبرية من غلب على شيء أآله

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

11

سأل -)ه( يهم سلمان الفارسي ف اور أصحابه، وف دما ح ن الخطاب عن ر المؤمنين عمر ب ا أم : ( أثر أمي ك أن أمل ؛!)خليفة؟

د، أثر عبد الرحمن بن أبي بكر، رضي اهللا عنهما،عندما أنكر على مروان بن الحكم محاول ) و( ة أخذ البيعة ليزي

!).سنة هرقل وقيصر: (فقال

ا « اختيار خاتمة أنبياء اهللا، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من اهللا، أن يكون دا نبي ورفضه » عب : »ملكا نبيا«أن يكون

اتم أن يكون ه الخ ا «فقد خير اهللا نبي دا نبي ا «أو » عب ا نبي ار » ملك م عصمه من اختي ك «ث ة »المل ال خاتم ، فق

:، آما ثبت ذلك بال شبهة»عبدا نبيبا«: أنبياء اهللا، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من اهللا v سائي « في ال حدثني : [بإسناد حسن » السنن الكبرى لإلمام الن ة ق دثنا بقي ال ح ان ق ن عثم أخبرني عمرو ب

الى، : بن عباس قال الزبيدي قال حدثني الزهري عن محمد بن عبد اهللا ارك وتع اس يحدث أن اهللا تب آان بن عبك ال المل ل فق ين أن تكون : (أرسل إلى نبيه صلى اهللا عليه وسلم، ملكا من المالئكة ومعه جبري رك ب إن اهللا يخي

ا شير، فأشار )عبدا نبيا وبين أن تكون ملكا نبي ل آالمست ى جبري ه وسلم، إل ، فالتفت رسول اهللا، صلى اهللا عليه وسلم ج ا «: بريل بيده أن تواضع فقال رسول اهللا صلى اهللا علي دا نبي ل أآون عب ال »ب ك : (، ق د تل ل بع ا أآ فم

ا ا متكئ ة طعام رى «، وهو في )]الكلم ر «، وفي »سنن البيهقي الكب اريخ الكبي ام البخاري، وهو في » الت لإلمال «، وفي »المعجم الكبير « ه . من طريق الطبراني » تهذيب الكم ا أن رى «، مرسال، في آم ات الكب من » الطبق

رة لطريق . طريق ثانية، غير طريق بقية بن الوليد ات المعتب وقد أثبتنا في الملحق صحة الحديث لوجود المتابعن حاجب التميمي، رضي اهللا النسائي أعاله، وآذلك لتعدد الطرق األخرى، ولورود أحاديث أخرى عن عطارد ب

. عنه، وغيره، فلتراجع

صالة : قلت ه ال ى آل ه وعل ه، علي ر عن مجموع الطرق والروايات، آما هي في الملحق يوجب القطع بصحة الخبه » ملكا نبيا «أو » عبدا نبيا «والسالم، أنه خير بين أن يكون دون، وألهم فعصمه اهللا، جل جالله، من اختيار ال

ا «: خيرة الحق دا نبي ذاك، في األرجح »عب ة آانت آن ة ، مع أن الملوآي ام من اإلباحة المطلق ى األصل الع ، علدحا بن، وق لألفعال واألقوال والعقائد، تماما آالخمر التي آانت مباحة عندما عرض عليه في المعراج قدحا من ل

.اللبن الطيب، الذي هو غذاء وشراب: من ماء، وثالثا من خمر، فألهمه اهللا العصمة باختيار أحسنها وأفضلها v قد ذآرت : فصل): [ وما بعدها 33: ص 35: ج(، »مجموع الفتاوى «م آالم جيد، وقد جاء في ولشيخ اإلسال

وة ة النب ه أم خالف وة مستحبة وأفضل من ة النب فيما تقدم الكالم على الملك هل هو جائز فى شريعتنا ولكن خالفك وأما فى . واجبة وانما تجويز ترآها الى الملك للعذر آسائر الواجبات تكلمت على ذلك إن المل ا ف شرع من قبلنوآتاه اهللا الملك والحكمة وعلمه مما }: جائز آالغنى يكون لألنبياء تارة وللصالحين أخرى قال اهللا تعالى فى داود

ك أنت الوهاب }: ، وقال عن سليمان {يشاء دى إن ا ال ينبغى ألحد من بع ال عن {رب اغفرلى وهب لى ملك ، وقك {تنى من تأويل األحاديث رب قد آتيتنى من الملك وعلم }: يوسف اهم المل ه آت ر اهللا أن ، فهؤالء ثالثة أنبياء أخبأم يحسدون الناس على ما آتاهم اهللا من فضله فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما }: وقال

نم سعيرا * ك آل {فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وآفى بجه راهيم ومل ك آلل إب ذا مل ال ، فه د ق ل داود وق .، فجعل النبوة نفسها ملكا)النبوة: (مجاهد فى قوله تؤتى الملك من تشاء قال

: والتحقيق أن من النبوة مايكون ملكا فإن النبى له ثالثة أحوال

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

12

إما أن يكذب وال يتبع واليطاع فهو نبي لم يؤت ملكا؛-)أ( آان اليأمر إال بما أمر به فهو عبد رسول ليس له ملك؛ وإما أن يطاع فنفس آونه مطاعا هو ملك لكن إن-)ب( ر -)ج( امنن أو امسك بغي ا ف ذا عطاؤن سليمان ه ل ل ا قي ك آم ة المل وإن آان يأمر بما يريده مباحا له ذلك بمنزل

. حساب فهذا نبي ملك

دا رسوال ا عب ر إم ه وسلم اخت ا فالملك هنا قسيم العبد الرسول آما قيل للنبى صلى اهللا علي ا ملك ا نبي ا . وإم وأمه ا صلى اهللا علي وة والرسالة وهؤالء أآمل وهو حال نبين سم من النب بالتفسير األول وهو الطاعة واالتباع فقه وسلم فإنه آان عبدا رسوال مؤيدا مطاعا متبوعا فأعطى فائدة آونه مطاعا متبوعا ليكون له مثل أجر من اتبع

رحم به ه وي وا ب ق ويرحم ه الخل ع ب تمتاع ولينتف ن االس ك م ى ذل ا ف نقص لم ئال ي ا ل ون ملك ر أن يك م يخت م ولك ى المل وح . بالرياسة والمال عن نصيبه فى اآلخرة فإن العبد الرسول أفضل عند اهللا من النب ان أمر ن ذا آ وله

وابراهيم وموسى وعيسى بن مريم أفضل من داود وسليمان ويوسف حتى إن من أهل الكتاب من طعن فى نبوة ذلك داود و يس األمر آ ال ول وك . سليمان آما يطعن آثير من الناس فى والية بعض أهل الرياسة والم ا المل وأم

ك }: الصالحون فقوله سبحانه ا ونحن أحق بالمل ك علين ه المل ى يكون ل إن اهللا قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنلعلم والجسم واهللا يؤتى ملكه من يشاء منه ولم يؤت سعة من المال قال إن اهللا اصطفاه عليكم وزاده بسطة فى ا

رنين }: ، وقوله سبحانه { وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت vواهللا واسع عليم يسألونك عن ذى القملك األرض : (، اآلية قال مجاهد { إنا مكنا له فى األرض وآتيناه من آل شيء سببا vقل سأتلوا عليكم منه ذآرا

ة مؤمنان وآافران ذه األم ، )فالمؤمنان سليمان وذو القرنين والكافران بختنصر ونمرود وسيملكها خامس من ها ]. {يا قوم اذآروا نعمة اهللا عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوآا }: وقوله تعالى انتهى آالم شيخ اإلسالم آم

). وما بعدها33: ص35: ج(، »مجموع الفتاوى«جاء في v السر في : (فائدة): [724: ص 3: ج(، لإلمام ابن قيم الجوزية، »بدائع الفوائد «يفة في وجاءت مالحظة لط

ر وعمر ): خروج الخالفة عن أهل بيت النبي ي بك ى أب السر واهللا أعلم في خروج الخالفة عن أهل بيت النبي إلهل بيته فصان اهللا منصب وعثمان أن لو تولى الخالفة بعد موته ألوشك أن يقول المبطلون إنه ملك ورث ملكه أ

ان و آ ه ل ال ل رسالته ونبوته عن هذه الشبهة وتأمل قول هرقل ألبي سفيان هل آان في آبائه من ملك قال ال فقفي آبائه ملك لقلت رجل يطلب ملك ابائه فصان اهللا منصبه العلي من شبهة الملك في أبائه وأهل بيته وهذا واهللا

دنيا أعلم هو السر في آونه لم يورث هو وا جمع ال واألنبياء قطعا لهذه الشبهة لئال يظن المبطل أن االنبياء طلبك صانهم اهللا عن ذل ه ف ده وذريت ه لول ه مال سه وتوريث ده في نف سان من زه ه اإلن ا يفعل تهم آم م وورث ألوالده

ي ن ى ف ال يبق له ف ى حجج اهللا ورس ة إل رق التهم ئال تتط ال ل ن الم يئا م تهم ش ث ورث ن توري نعهم م وتهم وم بورسالتهم شبهة أصال وال يقال فقد وليها علي وأهل بيته ألن األمر لما سبق أنها ليست بملك موروث وإنما هي ى ا أول خالفة نبوة تستحق بالسبق والتقدم آان علي في وقته هو سابق األمة وأفضلها ولم يكن فيهم حين وليه

]اهللا تعالىبها منه وال خير منه فلم يحصل لمبطل بذلك شبهة والحمد

)الملك(امتناعه، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من اهللا، من مخاطبة ملوك عصره بلقب

وعالوة على ذلك فقد آتب النبي، عليه وعلى آله الصالة والسالم، إلى من حوله من الملوك والجبابرة، آما هو اط ا خ واريخ، فم سير والت ديث وال ب الح ي آت شهور ف روي وم ب م ك«بهم بلق ن » المل ك م ي ذل ا ف ع م ط، م ق

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

13

مضافة إلى القوم » عظيم«الدولية آنذاك، وإنما استخدم لفظة » الدبلوماسية«مصادمة للعرف الجاري، وقواعد إلخ، ... ، »عظيم فارس«، و»عظيم القبط«، و»عظيم الروم«: أو البلد، فقال

v ه في مسلم آما جاء ، على سبيل المثال، مختصرا في البخاري، وأ رحيم «: طول من رحمن ال سم اهللا ال من : ب

د ا بع ع الهدى، أم ة »:محمد، عبد اهللا ورسوله، إلى هرقل، عظيم الروم، السالم على من اتب ، وساق مسلم بقيل »من محمد رسول اهللا «: الكتاب النبوي الشريف، إال أن اإلمام مسلم قال ان في صحيحه مث ن حب ، وأخرج اب

ه، لفظ مسلم بطوله، وآذ لك النسائي، واإلمام أحمد في مسنده، والبيهقي في سننه الكبرى متقصيا الطرق آعادتوم . ، وهو آذلك عند غيرهم »حسن صحيح «: وهو آذلك مختصرا عند أبي داود والترمذي، وقال الترمذي ومعل

أن ذم التس » الملك«من أسماء اهللا الحسنى، آـ » العظيم«أن ا نقطع ب ا يجعلن سواء مم ك «مى بـ سواء ب ، »الملل »ملك األمالك «وشر منه ه آ ال لوجب أن تقاس علي ان معل و آ ل، ول ر معل ه، غي ذا اللفظ بذات ذا له ، جاء هك

.األسماء الحسنى، وهو ما تبطله النصوص األخرى، آما سلف

ا )أو بشير بن سعد (في حديث أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ) الملوآية( ذم دأ إ«: ، رضي اهللا عنهم ه ب نسادا في ة وف وا وجبري ائن عت م آ ا عضوضا، ث ائن ملك م آ ة، ث ة ورحم ائن خالف م آ ة، ث وة ورحم هذا األمر نب

:»األمة v ي : [»مسند أبي يعلى « حيث جاء في حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن ليث عن عبد الرحمن بن سابط عن أب

بل يتناجيان بينهما بحديث فقلت لهما ما حفظتما وصية ثعلبة الخشني قال آان أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جا ا ذآرن ك إنم ا أن ننتجي بشيء دون ا أردن اال م ي ق ان أوصاهما ب ال وآ ي ق رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، ب

اال ائن «: حديثا حدثنا رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، فجعال يتذاآرانه ق م آ ة، ث وة ورحم ذا األمر نب دأ ه ه ب إنة خالفة سادا في األم ة وف وا وجبري ائن عت م آ ا عضوضا، ث ر والخمور : ورحمة، ثم آائن ملك ستحلون الحري ي

وا اهللا ى يلق دا حت ون أب ك ويرزق ى ذل ي «،وهو بنحوه وفي »والفروج والفساد في األمة، ينصرون عل مسند أبوقال الشيخ حسين أسد من عدة طرق، » المعجم الكبير«، وفي »سنن البيهقي الكبرى«، وفي »داود الطيالسي

ى ه عل ى «في تعليقات ي يعل ى )إسناده ضعيف : (»مسند أب المجمع عل ليم آ ي س ن أب ذلك ألن ليث ب ، فأصاب برة آخرة، ولكث ه ب ه الختالط ة حفظ ن جه ار، وأن ضعفه م ه لالعتب ب حديث ه يكت ى أن اعهم عل ع إجم ضعفه، م

ذا إذا جاء من طريق ل تدليسه، ال من جهة صدقه، لذلك يتقوى ه ل لع ل ب ك بالفع د جاء ذل أخرى مستقلة، وق :إسنادها أجود من إسناد حديث الباب، وإليك إياها

v زة عن : [»المعجم الكبير « آما جاءت في ن حم ى ب دثنا يحي ن يوسف ح د اهللا ب حدثنا بكر بن سهل حدثنا عب

ة أن دينك «: أبي وهب عن مكحول عن أبي ثعلبة أن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال م خالف م نبوة ورحمة ثمسند «، وهو بنحوه من طريق ثانية في ]»ورحمة ثم ملكا وجبرية ثم ملكا عضوضا يستحل فيه الحر والحرير

.، وهذا إسناد جيد»سنن الدارمي«، ومن طريق ثالثة في »الشاميين v ردوس حدثنا محمد بن عبد اهللا الحضرمي حدثنا: [»المعجم الكبير« وثمة متابعه ثالثة في دثنا ف أبو آريب ح

لقيت رسول : األشعري حدثنا مسعود بن سليمان عن حبيب بن أبي ثابت عن رجل من قريش عن أبي ثعلبة قال يم : (اهللا، صلى اهللا عليه وسلم، فقلت ى رجل حسن التعل ي إل ا رسول اهللا ادفعن ن )ي دة ب ي عبي ى أب دفعني إل ، ف

ن سعد »مك وأدبك قد دفعتك إلى رجل يحسن تعلي «: الجراح ثم قال شير ب ن الجراح وهو وب ، فأتيت أبا عبيدة بذا حدثني رسول اهللا، صلى اهللا : (أبو النعمان بن بشير يتحدثان فلما رأياني سكتا فقلت ا هك يا أبا عبيدة واهللا م

ى : (، فقال )عليه وسلم اجلس حت ه وسلم، ف إنك جئت ونحن نتحدث حديثا سمعناه من رسول اهللا، صلى اهللا علي

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

14

م يكون «: دثك فقال قال رسول اهللا، صلى اهللا عليه وسلم نح وة ث اج النب إن فيكم النبوة ثم تكون خالفة على منه ]. »ملكا وجبرية

ة من الحديث، أال وهي ه «: وهناك متابعات وشواهد أخرى تجدها في الملحق، وبهذا آله تثبت الفقرة المهم إن

سادا في بدأ هذا األمر نبوة ورحمة، ثم آائن خالفة ورح ة وف وا وجبري ائن عت م آ مة، ثم آائن ملكا عضوضا، ث . »األمة يستحلون الحرير والخمور والفروج والفساد في األمة

، وهي لفظة )ثم ملكا ورحمة(وقد وهم اإلمام شيخ اإلسالم ابن تيمية وهما فاحشا عندما نسب الحديث، بالزيادة

: شاذة ساقطة، إلى صحيح مسلم v اوى « آما جاء في دها 18: ص 35: ج(، »مجموع الفت ا بع ه وسلم : قاعدة ): [ وم ى صلى اهللا علي ال النب ق

وام وارث والع د ال ة عب ي داود من رواي شاء لفظ أب ك من ي ه أو المل خالفة النبوة ثالثون سنة ثم يؤتي اهللا ملكا صير ملك م ت ين سنة ث ة ثالث ك تكون الخالف م يكون المل وهو حديث مشهور من تكون الخالفة ثالثون عاما ث

ولى رواية حماد بن سلمة وعبد الوارث بن سعيد والعوام بن حوشب وغيره عن سعيد بن جمهان عن سفينة مر رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم ورواه أهل السنن آأبى داود وغيره واعتمد عليه اإلمام أحمد وغيره فى تقري

اس خالفة الخلفاء الراشدين األربعة وثبته أحمد واست راق الن ي من أجل افت ة عل دل به على من توقف فى خالفه )من لم يربع بعلي فى الخالفة فهو أضل من حمار أهله : (عليه حتى قال أحمد وهو متفق . ، ونهى عن مناآحت

ك بعض أهل عليه بين الفقهاء وعلماء السنة وأهل المعرفة والتصوف وهو مذهب العامة وإنما يخالفهم فى ذلل الكالم ونحوهم آالرافضة الطاعنين فى خالفة الثالثة أو الخوارج الطاعنين فى خالفة الصهرين األهواء من أه

ى واقفين ف سننة ال ن المت ال م ي أو بعض الجه ة عل افين لخالف بة الن ي أو بعض الناص ان وعل افيين عثم المن . خالفته

رة من هجرته وإلى عام ثالثين سنة ووفاة النبي صلى اهللا عليه وسلم آانت فى شهر ربيع األول سنة إحدى عش

ه عن ؤمنين بنزول ين من الم ين فئت سيد ب ي ال ن عل ه وسلم الحسن ب آان إصالح إبن رسول اهللا صلى اهللا علية، وهو أول ى معاوي اس عل اع الن األمر عام إحدى وأربعين فى شهر جمادى األولى وسمي عام الجماعة الجتم

. الملوك

م «:وفي الحديث الذي رواه مسلم ة ث ك وجبري م يكون مل ة ث ك ورحم م يكون مل ة ث وة ورحم ة نب ستكون خالفإنه من يعش «: ، وقال صلى اهللا عليه وسلم فى الحديث المشهور فى السنن وهو صحيح »يكون ملك عضوض

منكم بعدى فسيرى اختالفا آثيرا عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا ]»ا بالنواجذ وإياآم ومحدثات األمور فإن آل بدعة ضاللةعليه

ة ض الجهل د بع د اعتم ى«وق ن »الحمق اء م ض الخبث ذلك بع ات، وآ انيد والرواي م باألس صر له ذين ال ب ، ال

، اعتمدوا هذا النص الشاذ الساقط، وزلة شيخ اإلسالم ابن تيمية الشنعاء، وترآوا النصوص »أصحاب الهوى «ضا رى المت ام األخ ي أي ه ه ين أن أيام فيان زاعم ي س ن أب ة ب ى معاوي وه عل واهم فطبق ه ه ك «فرة لموافقت مل

ك : آذبتم، معاذ اهللا، فليس في العالم إال الملك العضوض األعفر األغبر، أو ماهو شر منه : ، فنقول »ورحمة المل !غير زيادة أو نقصانفقط ال غير، من » خالفة النبوة«وفي » النبوة«المتجبر، أما الرحمة فإنما هي في

رة ة المنك ذه اللفظ ي الملحق ه شنا ف د ناق ة: (وق ك ورحم ن )مل ن أي شأت، وم ف ن ا آي ا، وبين ا بطالنه ، وأثبتن تسربت، فليراجع ذلك هناك، وباهللا التوفيق

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

15

ان عن سفينة، وهو حديث صحيح، ن جمه ا حديث سعيد ب ولحديث أبي عبيدة بن الجراح السابق شواهد منه

ي وحديث أبي ان اآلت ن اليم ة ب الى، وحديث حذيف بكرة، وهو حديث صحيح أيضا وستأتي قريبا، إن شاء اهللا تع :المشهور على ألسنة الناس، وهو صحيح أيضا، والحمد هللا، وإليك حديث حذيفة بن اليمان أوال

:في حديث حذيفة بن اليمان، رضي اهللا عنهما) الملوآية( ذم

v ن : [بإسناد صحيح » م أحمد بن حنبل مسند اإلما « آما هو في حدثنا سليمان بن داود الطيالسي حدثني داود ب

إبراهيم الواسطي حدثني حبيب بن سالم عن النعمان بن بشير قال آنا قعودا في المسجد مع رسول اهللا صلى اهللا حديث رسول اهللا عليه وسلم وآان بشير رجال يكف حديثه فجاء أبو ثعلبة الخشني فقال يا بشير بن سعد أتحفظ

ال رسول اهللا صلى صلى اهللا عليه وسلم في األمراء فقال حذيفة أنا أحفظ خطبته فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة قى «: اهللا عليه وسلم ة عل ون خالف م تك ا، ث ا إذا شاء ان يرفعه م يرفعه تكون النبوة فيكم ما شاء اهللا ان تكون ث

ثم يرفعها إذا شاء اهللا أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء منهاج النبوة فتكون ما شاء اهللا ان تكون ا إذا شاء اهللا ان يكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء اهللا ان تكون ثم يرفعه

د الع : قال حبيب . ، ثم سكت »ان يرفعها، ثم تكون خالفة على منهاج النبوة ن عب د فلما قام عمر ب ان يزي ز وآ زيؤمنين ر الم بن النعمان بن بشير في صحابته آتبت إليه بهذا الحديث أذآره إياه فقلت له انى أرجو ان يكون أمي

]بعد الملك العاض والجبرية فادخل آتابي على عمر بن عبد العزيز فسر به وأعجبه) يعنى عمر(

ساخ أو ) عليه وسلم آنا قعودا في المسجد مع رسول اهللا صلى اهللا : (الجملة: قلت فيها سقط وهو ال شك من النا هي في األرجح ى شبهة، وإنم دون أدن زار، ب ة الب ا تظهره رواي ا : (أحد الرواة، وآما يظهره السياق، وآم آن

ه وسلم سي (وأصله في ). قعودا مع بشير بن سعد في مسجد رسول اهللا صلى اهللا علي ي داود الطيال ، )مسند أبه ضا في وفيه سقط أفحش، ولكن صريح التحديث، وهو أي سال ب زار « جاء مسل : ص 7: ج 9-4 (،»مسند الب

).2796: رقم- 223

:عن حذيفة بن اليمان، رضي اهللا عنهما) الملوآية( أثر في ذم v اء « آما هو في ة األولي ه بإسناد صحيح ) 274: ص 1: ج(، »حلي ام طول ن : [بتم د ب د محم و أحم دثنا أب ح

اال أحمد حدثنا عبد اهللا ن سفيان ق دثنا الحسن ب دان ح ن حم و عمرو ب دثنا : بن محمد بن شيرويه؛ وحدثنا أب حه ل حدث ا الطفي رحمن أن أب إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق حدثنا بكار بن عبد اهللا حدثني خالد بن عبد ال

ه وسلم فان الناس آانوا يسألون رس ! أال تسألوني؟ : يا أيها الناس : (أنه سمع حذيفة يقول ول اهللا صلى اهللا عليدا صلى اهللا : (، فقال!)عن الخير وآنت أسأله عن الشر؛ أفال تسألون عن ميت األحياء؟ الى بعث محم إن اهللا تع

الحق ى ب ه من استجاب فحي عليه وسلم فدعا الناس من الضاللة إلى الهدى ومن الكفر إلى اإليمان، فاستجاب لا ا من آان ميتا، ومات بالباطل من آ م يكون ملك وة، ث ى منهاج النب ة عل وة فكانت الخالف م ذهبت النب ا، ث ن حي

ده، : عضوضا ا ي سانه آاف ه ول ر بقلب نهم من ينك سانه والحق استكمل، وم ده ول ه وي ر بقلب فمن الناس من ينكر ه وشعبة من الحق ترك، ومنهم من ينكر بقلبه آافا يده ولسانه وشعبتين من الحق ترك، ومنهم من ال ينك بقلب

.وهذا إسناد صحيح، في غاية الصحة، آما أثبتناه في الملحق)]. ولسانه فذلك ميت األحياء

ه م قول ه وسلم، ث ى آل ه وعل م «حديث أبي بكرة، رضي اهللا عنه عن استياء النبي، صلى اهللا علي وة ث ة نب خالف :»تكون ملكا

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

16

v قال حدثنا علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي حدثنا حماد بن سلمة : [»مسند أبي داود الطيالسي « جاء فيديثا سمعته من رسول بكرة قال وفدنا إلى معاوية مع زياد ومعنا أبو بكرة فدخلنا عليه فقال له معاوية حدثنا ح

ا : نعم: (اهللا، صلى اهللا عليه وسلم، عسى اهللا أن ينفعنا به قال ه الرؤي آان نبي اهللا، صلى اهللا عليه وسلم، يعجبا : ، فقال رجل »!أيكم رأى رؤيا؟ «: ة ويسأل عنها، فقال رسول اهللا، صلى اهللا عليه وسلم، ذات يوم الصالح أنا ي

م وزن : رسول اهللا ر ث أبي بك ر فرجحت ب و بك إني رأيت رؤيا رأيت آأن ميزانا دلي من السماء فوزنت أنت وأبا رسول أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر بعمر ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان زان، فاستاء له ثم رفع المي

ال م ق ه وسلم، ث شاء «: اهللا، صلى اهللا علي ك من ي ؤتي اهللا المل م ي وة، ث ة نب زخ في )»خالف ة ف ، فغضب معاويه : (فقال زياد ألبي بكرة . إقفائنا وأخرجنا ديثا تحدث ه وسلم، ح ا وجدت من حديث رسول اهللا، صلى اهللا علي أم

ال : ، قال)دثه إال به حتى أفارقه واهللا ال أح : (، قال !)غير هذا؟ ا فق ا فأدخلن ى أذن لن فلم يزل زياد يطلب اإلذن حته : يا أبا بكرة : (معاوية ا ب ل اهللا أن ينفعن ه وسلم، لع ه )حدثنا بحديث عن رسول اهللا، صلى اهللا علي ال فحدث ، ق

ك : (أيضا بمثل حديثه األول فقال له معاوية د رضينا : ال أبا ل وك، فق ا مل ا أن ا تخبرن ون ملوآ وهو في !). أن نكمن عدة طرق إال أنه ذآر أن معاوية طردهم مرتين قبل أن يستسلم لألمر الواقع، » مسند اإلمام أحمد بن حنبل«

ة » فضائل الصحابة «وهو في . ويرفع الراية البيضاء ر القصة مع معاوي ر ذآ صرا من غي . من عدة طرق مخت ).صحيح: ( األلباني معقباوقال» سنن أبي داود«آما نجده مختصرا في

ه : قلت د، وصحح ل ام أحم ه اإلم ر عن د أآث ة، فق ساقط آلي يس هو بال علي بن زيد بن جدعان ليس بالحجة، ول

ذهبي ال ال سنن والمصنفات، وق ار )صالح : (الحاآم، وأخرج له أآثر أهل ال صلح لالستئناس واالعتب ه ي ، فحديث : ر من طريق الحاآم وغيرهاعلى أقل تقدير، ولكن الحديث صحيح، آما يظه

v وزير : [»المستدرك على الصحيحين « آما جاءت في ي ال ن أب د اهللا ب ن عب د ب رحمن محم د ال أخبرني أبو عب

ك د المل ن عب دثنا أشعث ب صاري ح التاجر حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي حدثنا محمد بن عبد اهللا األنال الحمراني عن الحسن عن أبي بكرة رضي اهللا ه وسلم ق ي صلى اهللا علي نكم «: تعالى عنه أن النب من رأى م

ر ووزن : (، فقال رجل »!رؤيا؟ أبي بك أنا رأيت آأن ميزانا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت ب، فرأينا الكراهية في وجه رسول )عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان

اه، وشاهده : (، وقال اإلمام الحاآم ]صلى اهللا عليه وسلم اهللا م يخرج شيخين ول ى شرط ال هذا حديث صحيح علا : (، وقال الذهبي في التلخيص )حديث سعيد بن جمهان عن سفينة ا احتج ة لكن م ذا ثق دالملك ه ن عب أشعث ب

. وهو آما قاال، )صحيح: (، وآرره الحاآم في موضع آخر، وعقب الذهبي في التلخيص قائال)به

و عيسى »سنن الترمذي «وهو بنحوه في ال أب ذا حديث حسن صحيح : (، وق ذلك، وهو : ، قلت )ه م، هو آ نع . »السنن الكبرى لإلمام النسائي«بعينه، سندا ومتنا في

م، أي ولم ينفرد أبو بكرة، رضي اهللا عنه، بهذا الفهم، فقد تبلور ذوق الصحابة، رضي اله عنهم، على هذا الفه

رة عدة » الملوآية«على ذم ي بك ذا، وغضب، وأمر بطرد أب وربطها بالجبروت والغلبة، حتى معاوية، أدرك هر اهر من الخب ا هو ظ ا، آم ستطع اإلفالت منه م ي سلم ول م است ة، ث مرات، وحاول، عبثا، الفرار من هذه المذم

بل هم ملوك : آذبوا بنو الزرقاء: (ي أمية وآذلك هذا هو ذوق سفينة، رضي اهللا عنه، عندما قال عن بن . السابقصحابة، وسيأتي في . ، أو آالما نحو هذا !)من شر الملوك ر هؤالء من ال وقد جاء غير هذا آثير طيب عن غي

.مواضعه

:لسمرة بن جندب، رضي اهللا عنه) انتضاح علي بن آبي طالب، رضوان اهللا وسالمه عليه، من الدلو( حديث

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

17

v ن سلمة عن : [»بي داودسنن أ« آما هو في اد ب حدثنا محمد بن المثنى قال حدثني عفان بن مسلم حدثنا حمي من : يا رسول اهللا : (أشعث بن عبد الرحمن عن أبيه عن سمرة بن جندب أن رجال قال وا دل إني رأيت آأن دل

ى تضلع، ثم جاء السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حت ا شيء ه منه ا فانتشطت وانتضح علي ي فأخذ بعراقيه م جاء عل ضلع، ث ، )]عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى ت

اد «وهو في ). ضعيف : (وقال األلباني ام «من طريق أبي داود، وفي ) 334: ص 1: ج(، »االعتق مسند اإلمام البخاري «من عدة طرق، وهو آذلك في » المعجم الكبير «، وفي »أحمد بن حنبل ر لإلم اريخ الكبي خالل » الت

).عبد الرحمن الجرمي(ترجمة

ه )ضعيف: (قول األلباني رحمن الجرمي بأن د ال ى عب ه عل ، فذلك ألنه قلد اإلمام الحافظ بن حجر فاتبعه في حكما هو من جيل ولكنه لم يالحظ أن عبد الرحمن الجرمي هذا إنم . فقط، يعني ال يصحح حديثه إال إذا توبع ) مقبول(

5/87(، »الثقات«التابعين المشهود لهم باألمانة والصدق والفضل، ولم يعتبر بتوثيق ابن حبان له آما هو في م رحمن ): [3979: رق د ال ن عب ه أشعث ب ه ابن دب روى عن ن جن روى عن سمرة ب رحمن الجرمي ي د ال ، ]عب

ما زعم األلباني، آما أنه لم ينظر في شواهد فاإلسناد إذا حسن، بل هو إلى الصحة أقرب، وليس هو بالضعيف آ .الحديث، التي ترجح صحته، آما سلف، وحديث أبي بكرة، وقد مضى قريبا

حديث صحيح ): [وسيأتي الحديث قريبا في فصل مستقل (والغريب أن األلباني قال في حديث المقاليد والموازين

ن مرو ك ورجال إسناده ثقات، رجال مسلم غير عبيد اهللا ب ان، ومع ذل ن عثم در ب ة ب ان، ال يعرف إال من روايشة، والحديث و عائ وادعي أب داني ال وثقة ابن حبان، وأبو عائشة الظاهر انه مسروق بن األجدع بن مالك الهم

ال الهيثمي : أخرجه أحمد ه، وق ات : حدثنا أبو داوود عمر بن سعد ب ه ثق ي، رجال د والطبران ، مع أن ]رواه أحم !! إسنادا من حديث المقاليد والموازينحديثنا هذا أحسن

:حديث المقاليد والموازين

v ن : [»مسند اإلمام أحمد بن حنبل « جاء في د اهللا ب حدثنا أبو داود عمر بن سعد حدثنا بدر بن عثمان عن عبي

وع د طل داة بع ه وسلم، ذات غ ا رسول اهللا، صلى اهللا علي ال خرج علين ن عمر ق مروان عن أبي عائشة عن بوازين «: الشمس فقال وازين : رأيت قبيل الفجر آأني أعطيت المقاليد والم ا الم اتيح وأم ذه المف د فه ا المقالي فأم

وزن ر ف أبي بك م جىء ب فهي التي تزنون بها؛ فوضعت في آفة ووضعت أمتي في آفة فوزنت بهم، فرجحت، ثصحابة «، وهو في ]»بهم، فوزن ثم جىء بعمر فوزن فوزن، ثم جىء بعثمان فوزن بهم ثم رفعت ضائل ال ، »ف

.، وأخرجه اإلمام ابن أبي عاصم مع زيادات»المنتخب من مسند عبد بن حميد«وفي

حديث صحيح ورجال إسناده ثقات، رجال مسلم غير عبيد اهللا بن مروان، ال يعرف إال من رواية : [وقال األلبانياهر شة الظ و عائ ان، وأب ن حب ة اب ك وثق ان، ومع ذل ن عثم در ب داني ب ك الهم ن مال ن األجدع ب ه مسروق ب ان

د شة، والحديث أخرجه أحم و عائ وادعي أب ال الهيثمي : ال ه، وق ن سعد ب و داوود عمر ب دثنا أب د : ح رواه أحم ]والطبراني، رجاله ثقات

اة مسروق آانت سنة : قلت 63أبو عائشة هذا ال يعرف اسمه، ويبعد جدا أن يكون هو اإلمام مسروق ألن وف

ه مباشرة؟ هـ، أو ! حواليها، فأنى لعبيد اهللا بن مروان هذا أن يدرآه، وهو لم يدرك عبد اهللا بن عمر أو يأخذ منضلهم، ن مسعود وأف د اهللا ب وأبعد من ذلك أن يكون هو أبو عائشة الحارث بن سويد التيمي، رأس أصحاب عب

ي . سيرينفهذا أقدم وفاة ولم يدرآه أوساط التابعين من أمثال اإلمام محمد بن يس أب شة جل فلم يبق إال أبن عائ

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

18

، وهو )وآان امرأ صدق : (لدينا تزآية عبيد اهللا بن مروان عندما قال عنه : نعم. هريرة أو رجل آخر، فاهللا أعلم .تزآية يعتد بها، ولكن عبيد اهللا بن مروان نفسه شبه المجهول، وال تعرف درجته في الرواية أو نقد الرجال

ده جاء ذآر ل : نعم ة فع صحابي غير مسمى بهذه الكنية، ولكن ذلك وهم، فهو هذا الرجل بعينه، وهم بعض األئم

اإلصابة في «من الصحابة، وليس آذلك، آما حرره اإلمام الحافظ بن حجر العسقالني تحريرا حسنا آما هو في ).10351: رقم- 7/303(، »تمييز الصحابة

ا الحديث حسب قواعده، ولكنه مضطرب ال يستقيم على وتيرة واحدة، وإن فكان حقا على األلباني أن يضعف هذ

وى اع اله صحيحا باتب يس ت ن، ول ي الف ان ف ة إتق رد اضطراب وقل ك مج ون ذل و اهللا أن يك ا نرج صحح : آن فت !األحاديث الموافقة للمزاج والهوى والمذهب، ويضعف ما سواها، نسأل اهللا العافية، والعصمة من الهوى

اهللا ومع ذل ضا، وب ذا الحديث أي ك فإن متن الحديث مستقيم وشواهده آثيرة، ونحن نستخير اهللا ونقول بصحة ه .التوفيق

، وتغير وجه رسول اهللا، صلى اهللا عليه وعلى آله )خالفة النبوة ثالثون سنة ( حديث سفينة، رضي اهللا عنه أن

:وسلم، لذلك v ة عن سعيد حدثنا أحمد بن من : [»سنن الترمذي « جاء في ن نبات دثنا حشرج ب يع حدثنا شريج بن النعمان ح

ك «: بن جمهان قال حدثني سفينة قال قال رسول اهللا، صلى اهللا عليه وسلم م مل الخالفة في أمتي ثالثون سنة ثي : أمسك: (، ثم قال لي سفينة »بعد ذلك ) خالفة أبي بكر وخالفة عمر وخالفة عثمان ثم قال لي أمسك خالفة علال سعيد قال فو ين سنة ق دناها ثالث ه : (ج يهم : فقلت ل ة ف ة يزعمون أن الخالف ي أمي ال !)إن بن و : (، ق ذبوا بن آن : (، قال أبو عيسى !)بل هم ملوك من شر الملوك : الزرقاء وهذا حديث حسن، قد رواه غير واحد عن سعيد ب

اني ) جمهان وال نعرفه إال من حديث سعيد بن جمهان ذه :قلت . صحيح : ، وقال األلب اني في ه د أصاب األلب وق .فسعيد بن جمهان ثقة صحيح الحديث، لم يتكلم فيه أحد بحجة

v روان » سنن أبي داود « وهو في دثنا سوار اهللا : [مع آالم شديد من سفينة، رضي اهللا عنه، في حق بني م ح

ال رسول اهللا صلى ه وسلم بن عبد حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال ق : اهللا عليي سفينة : قال سعيد قال » من يشاء ) أو ملكه (خالفة النبوة ثالثون سنة، ثم يؤتي اهللا الملك « ك : (ل : أمسك علي

سفينة : ، قال سعيد )أبا بكر سنتين وعمر عشرا وعثمان اثنتي عشرة وعلى آذا إن هؤالء يزعمون أن : (قلت لة؟ ن بخليف م يك سالم ل ه ال ا علي ال!)علي ذ: (، ق اءآ ي الزرق تاه بن روان!)بت أس ي م ي بن اني]، يعن ال األلب : ، وق

).حسن صحيح( v اش : [مطوال» المستدرك على الصحيحين « وهو في ن عي د ب دثنا حمي ن يعقوب ح د ب حدثنا أبو العباس محم

ولى أم سلمة رضي الرملي حدثنا المؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة مأيكم رأى «: تعالى عنها قال آان رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم إذا صلى الصبح ثم أقبل على أصحابه فقال اهللا

أنا رأيت، يا رسول اهللا، آأن ميزانا : (، فقال رجل»!أيكم رأى رؤيا؟«: ، قال فصلى ذات يوم فقال»!الليلة رؤيا؟ر من آف و بك ر دلي به من السماء فوضعت في آفة ووضع أب و بك رك أب ر فرفعت وت أبي بك ة أخرى فرجحت ب

ان فوضع مكانه فجيىء بعمر بن الخطاب فوضع في الكفة األخرى فرجح به أبو بكر فرفع أبو بكر وجيىء بعثمفتغير وجه رسول اهللا صلى اهللا : ، قال)في الكفة األخرى فرجح عمر بعثمان ثم رفع عمر وعثمان ورفع الميزان

أمسك : (فقال لي سفينة : ، قال سعيد بن جمهان »الفة النبوة ثالثون عاما ثم تكون ملكا خ«: عليه وسلم، ثم قال

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

19

ين الى عنهم أجمع ي رضي اهللا تع ان وست عل ي عشرة عثم ام )] سنتي أبي بكر وعشر عمر واثنت ال اإلم م ق ثذهبي ، وسك)وقد أسندت هذه الروايات بإسناد صحيح مرفوعا إلى النبي صلى اهللا عليه وسلم : (الحاآم ت عنه ال

.في التلخيص v سي « وهو في ي داود الطيال ال حدثني : [»مسند أب ان ق ن جمه ال حدثني سعيد ب ة ق ن نبات دثنا الحشرج ب ح

ال م ق ك ث م يكون مل ا ث ون عام ى ثالث ة في امت ال الخالف ه وسلم فق ا رسول اهللا صلى اهللا علي سفينة قال خطبنعشرة سنة واشهر وخالفة عثمان ثنتا عشرة سنة ثم خالفة علي سفينة امسك خالفة أبي بكر وخالفة عمر ثنتا

!)] آان أول الملوك: (، قال!)فمعاوية؟: (تكملة ثالثين قلت v ة أخرى » مسند اإلمام أحمد بن حنبل « وهو في ة : [بطوله من زاوي ن نبات دثنا حشرج ب و النضر ح دثنا أب ح

ال ه وسلم العبسي الكوفي حدثنا سعيد بن جمهان حدثني سفينة ق ال رسول اهللا صلى اهللا علي ة في «: ق الخالفك ي سفينة »أمتي ثالثون سنة ثم ملكا بعد ذل ال ل م ق ان : (، ث ة عثم ة عمر وخالف ر وخالف ى بك ة أب أمسك خالف

ده ) وأمسك خالفة على رضي اهللا تعالى عنهم قال فوجدناها ثالثين سنة م أج اء فل ك في الخلف د ذل م نظرت بع ثون م ثالث تكلم هو (قلت ف. يتفق له وفي : الم ة العبسي الك ن نبات سعيد ) حشرج ب ن لقيت سفينة؟ : (ل ال !)أي : ، ق

ه وسلم ( ، )لقيته ببطن نخل في زمن الحجاج فأقمت عنده ثمان ليال أسأله عن أحاديث رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم سفينة : قلت له : (قال رك سماني رسول اهللا صلى اهللا علي ا بمخب ا أن م سماك : قلت . ما اسمك قال م ول

ساءك سط آ ي اب ال ل اعهم فق يهم مت ل عل ه أصحابه فثق سفينة، قال خرج رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، ومعفبسطته فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه على فقال لي رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم، احمل فإنما أنت سفينة فلو

)] عة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل على اال أن يجفواحملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثالثة أو أرب

ل من : قلت ه، : وهو آالمتواتر عن سعيد بن جمهان، فقد رواه عن آ ن نبات ن سعيد، وحشرج ب وارث ب د ال عب .والعوام بن حوشب، وحماد بن سلمة

:ها هنا مالحظات مهمة: قلت

ا هي أن مدة خالفة أبي بكر وخالفة عمر وخالفة عثما : أولها يهم، إنم ن وخالفة علي، رضوان اهللا وسالمه عل

صالة ه ال ى آل ه وعل ي، علي اة النب ور وف ع ف ه بوي تسعة وعشرون عاما ونصف العام ألن أبا بكر رضي اهللا عنام ع األول ع ي 11والسالم، أو بعد ذلك بيوم أو يومين فأصبح خليفة قبل منتصف ربي ؤمنين عل ر الم ـ، وأمي ه

ة هي . هـ، ومات بعدها بساعات شهيدا 40ل ليلة السابع عشر من رمضان عام بن أبي طالب اغتي دة األربع فمه، ساهل في إذا فقط تسعة وعشرون عاما ونصف العام وبضعة أيام، وهذا نقص معتبر عن الثالثين، ال يمكن الت

ات ا سنين ال سيما مع قصر المدة الكلية فالكالم هنا عن ثالثين سنة، وليس عن آالف أو مئ صحيح إذا هو . ل فالوة الراشدة، ة النب دة خالف ى م ا، إل ي، رضوان اهللا وسالمه عليهم ن عل ؤمنين الحسن ب ر الم إضافة خالفة أميه استقال من ه رضي اهللا عن ضعة أشهر، ألن ادة ب ال، وزي ام والكم ة بالتم ا قمري فتكتمل بذلك مدة الثالثين عام

. هـ41الخالفة في جمادى األولى من سنة

، فأحسن وأجاد، )من لم يربع بعلي فى الخالفة فهو أضل من حمار أهله : (فإذا آان اإلمام أحمد بن حنبل قد قال ).من لم يخمس بالحسن بن علي في الخالفة الراشدة على منهاج النبوة فحمار أهله أعقل منه: (فنحن نقول

شرائط : ثانيهما ة المستكملة ل ا عن الخالف ا أن الكالم ها هن سمية م وة، وت ة النب ة، أي خالف شرعية الواجب ها ال

ه المعنى االصطالحي، ألن ة ب يأتي بعدها ملكا على سبيل الذم ال يعني أن الوالة بعد ذلك ال يستحقون لقب الخليف

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

20

رادف للقب ام م شرعي الع ة اإلسالمية (لقب خليفة هو في العرف ال يس الدول يهم خصائص )رئ ، وإن آانت ف . ن جنس الملوك، وإن آانوا فساقا، ما داموا في الظاهر مسلمينذميمة تجعلهم م

ان، أو بلفظ آخر ه من اهللا بره دنا في ارا، عن ا صراحا جه را بواح ة : فما دام الحاآم لم يظهر آف ا دامت الدول م

النظر عن ما دام النطام إسالميا، وبغض النظر عن درجة اإلساءة في تطبيقه، وبغض: إسالمية، أو بتعبير ثالث ار، حقيقة إسالم الخليفة الذي قديكون في الظاهر مسلما، ولكنه في الحقيقة منافق من أهل الدرك األسفل من النا بغض النظر عن ذلك آله، فإن رئيس الدولة اإلسالمية يستحق أن يسمى خليفة بالمعنى االصطالحي العام تمام

سقه، وجواز آالمسلم الفاسق يبقى مستحقا السم االسالم، سبب ف ذم ب الرغم من استحقاقه لل ا دام مسلما، ب محالة الذم أيضا، وآذلك المنافق يبقى مستحقا لمعاملة المسلم في الظاهر، وإن آان في حقيقته ) الفاسق(تلقيبه بـ

.آافر باطنا

ه الصال ى آل ه وعل ه، علي ل قول سالم فال يوجد تناقض، آما تخيل البعض، بين هذا الحديث مع مث تكون «: ة والر ه »خلفاء فتكث ي عشر «: ، أو قول ى اثن ه، إل اوأهم علي ى من ن ا، ينصرون عل زا منيع دين عزي ذا ال زال ه ال ي

.، ونحو ذلك، آما سيأتي تفصيله قريبا، إن شاء اهللا تعالى»خليفة

ط ، وإ : (...أثر عتبة بن غزوان، رضي اهللا عنه، وهو مشابه ألثر حذيفة في بعض الجوانب وة ق م تكن نب ا ل نه )فستخبرون وتجربون األمراء بعدنا: إال تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها ملكا

v ن هالل : [»صحيح اإلمام مسلم « آما هو في د ب دثنا حمي رة ح حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغي

ه ث ى علي د اهللا وأثن ال عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة بن غزوان فحم د : (م ق ا بع د : أم دنيا ق إن ال فآذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها إال صبابة آصبابة اإلناء يتصابها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار ال ا ال ا سبعين عام زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذآر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوى فيه

ين ! أفعجبتم؟! تمألنيدرك لها قعرا وواهللا ل ة مسيرة أربع ين مصراعين من مصاريع الجن ولقد ذآر لنا أن ما با ه وسلم م سنة وليأتين عليها يوم وهو آظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول اهللا صلى اهللا علي

ن مال ين سعد ب صفها لنا طعام إال ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وب اتزرت بن ك فاهللا أن أآون ! واتزر سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إال أصبح أميرا على مصر من األمصار وإني أعوذ ب

ستخبرون : وإنها لم تكن نبوة قط إال تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها ملكا . في نفسي عظيما وعند اهللا صغيرا فدنا راء بع ون األم ام مسلمصحيح اإل«، وهو في )]وتجرب ي » م ن «من طرق أخرى، وف د ب ام أحم سند اإلم م

اآم » المستدرك على الصحيحين «من عدة طرق، وفي » حنبل ام الح ال اإلم ى شرط مسلم : (حيث ق صحيح علاال )على شرط مسلم : (، وقال الذهبي في التلخيص )ولم يخرجاه ا ق ان «وهو في . ، وهو آم ن حب ، »صحيح اب

اؤوط ى شرط مسلم إ: (وقال الشيخ شعيب األرن ا تجده في ). سناده صحيح عل ر «آم من طرق » المعجم الكبياد «، آما جاء في »اآلحاد والمثاني «وأيضا في . آثيرة م - 104: ، ص 1: ج(، »الفتن لنعيم بن حم ) 252: رق

).254: رقم- 105: ، ص1: ج(و

ان، رضي ا ن عف ان ب ل عثم ر صنعاء من قب ن عدي القرشي، أمي ة ب ه وما ثبت عن ثمام دما بلغ ه، عن هللا عنة من : (استشهاد عثمان، أنه قال ا وجبري اليوم نزعت الخالفة من أمة محمد صلى اهللا عليه وسلم وصارت ملك

):غلب على شيء أآله v ي ا هو ف اري« آم ام البخ ر لإلم اريخ الكبي ة » الت ن عدي القرشي(خالل ترجم ة ب ن عدي ): [ثمام ة ب ثمام

قال حدثنا وهيب قال حدثنا أيوب عن أبي قالبة عن أبي األشعث أن : لنا موسىقال. القرشي، وآان على صنعاء

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

21

ة من : (ثمامة القرشي آان على صنعاء وله صحبة فلما جاءه قتل عثمان بكى فأطال ثم قال وم نزعت الخالف اليه ى شيء أآل ة من غلب عل ا وجبري ه وسلم وصارت ملك ضا في )أمة محمد صلى اهللا علي ار «؛ وهو أي يخ الت

ن عساآر «لإلمام البخاري، وأيضا في » )األوسط(الصغير صفحة 11: الجزء (، »تاريخ دمشق الب ) 158: ، الا جاء طرق أخرى في ). ثمامة بن عدي القرشي (من طريق البخاري، خالل ترجمة ن «وآم اريخ دمشق الب ت

وهي . ق بعضها مرسل من عدة طر » المعجم الكبير «وآما جاء في ). 158: ، الصفحة 11: الجزء(، »عساآري رى«ف ات الكب ي »الطبق يبة «، وف ي ش ن أب صنف اب ي »م د «، وف ن راش ر ب امع لمعم : ص11: ج(، »الج

ضا في ). 447 سنة للخالل «وجاء أي صحابة «، وفي )334: ص 2: ج(، »ال ). 131: ص 1: ج(، »معجم ال) 966: رقم- 1/412(، »اإلصابة في تمييز الصحابة «؛ وجاء في )213: ص 1: ج(، »االستيعاب«وهو في

.وقد أثبتنا في الملحق أنه صحيح متصل بال شبهة. مع إشارة لكثير من الطرق

!):أملك أنا أم خليفة؟: (أثر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما حاور أصحابه، وفيهم سلمان الفارسي فسأل v ال » الطبقات الكبرى« آما هو في ال حدثني : [،حيث أخرج اإلمام محمد بن سعد، ق ن عمر ق د ب ا محم أخبرن

ه ال ل ة؟ : (قيس بن الربيع عن عطاء بن السائب عن زادان عن سلمان أن عمر ق ا أم خليف ك أن ه !)أمل ال ل ، فقة : (سلمان ه، فأنت خليف م وضعته حق ر ث ل أو أآث ا أو أق ، فاستعبر !)إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهم ].عمر

v ه عن : [» كبرىالطبقات ال « وأخرج أيضا في ن الحارث عن أبي د اهللا ب أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عب

ك : ( سفيان بن أبي العوجاء قال قال عمر بن الخطاب ا أم مل ة أن ذا أمر : واهللا ما أدري أخليف ا فه إن آنت ملك فؤمنين : (، قال قائل !)عظيم ر الم ا : يا أمي ا فرق ال !)إن بينهم ا هو؟ : (، ق ال !)م ة ال : (، ق ا وال الخليف يأخذ إال حق

ذا ، قلت ]، فسكت عمر )يضعه إال في حق، فأنت بحمد اهللا آذلك، والملك يعسف الناس فيأخذ من هذا ويعطي ه ). فبكى عمر: (الظاهر أنها تصحيف، وإنما هي) فسكت عمر(لفظة

v اد « وجاء في ن حم يم ب م - 101: ، ص 1: ج(، »الفتن لنع د وهشي ): [240: رق ن يزي د ب دثنا محم م عن ح

ن الخطاب ه شهد عمر ب روم عن رجل من قوم العوام بن حوشب قال أخبرني شيخ من بني أسد في أرض الال ب، فق ر وسلمان وآع يهم طلحة والزبي اآم أن : (رضي اهللا عنه سأل أصحابه، وف ي سائلكم عن شيء وإي إن

سكم وا أنف وني وتهلك ذبوني فتهلك بكم أخليف: تك ي آت اذا تجدوني ف اهللا م شدآم ب ك؟أن ا أم مل ة !)ة أن ال طلح ، فقه : (والزبير ك : إنك لتسألنا عن أمر ما نعرف ة، ولست بمل ا الخليف دري م ا ن ال عمر !)م د آنت : (، فق ل فق إن تق

نهم : (، ثم قال سلمان )تدخل فتجلس مع رسول اهللا، صلى اهللا عليه وسلم سم بي ة وتق دل في الرعي ك تع وذلك أنى ه بالسوية وتشفق عليهم شفقة الرجل عل د (، ) أهل ن يزي د ب اب اهللا : وزاد محم ال آعب )وتقضي بكت ا : (؛ فق م

ا ا وعلم ال !). آنت أحسب أن في المجلس أحدا يعرف الخليفة من الملك غيري؛ ولكن اهللا مأل سلمان حكم م ق ثال !)وآيف ذاك؟ : (، فقال له عمر !)أشهد أنك خليفة ولست بملك : (آعب اب اهللا : (، ق ال عمر !)أجدك في آت : ، ق

ال (، )أجد نبوة، ثم خالفة على منهاج نبوة، ثم ملكا عضوضا : ال ولكن بنعتك : (، قال آعب !)جدني باسمي؟ ت( وق !)]ما أبالي إذا جاوز ذلك رأسي: (؛ فقال عمر)وجبرية وملكا عضوضا: هشيم

v ا ): [241: رقم - 102: ، ص 1: ج(، »الفتن لنعيم بن حماد « وجاء في افع أخبرن صفوان حدثنا الحكم بن ن

ه : بن عمرو عن أبي اليمان وشريح بن عبيد عن آعب قال ن الخطاب رضي اهللا عن ا : (قال عمر ب شدك اهللا ي أناء، : خليفة واهللا : (، فاستحلفه، فقال آعب !)بل خليفة : (قلت: ، قال !)أتجدني خليفة أم ملكا؟ : آعب من خير الخلف

!)]وزمانك خير زمان

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

22

وم ام وهذه األسانيد وإن آانت ال تق ا مستقلة عن بعضها تم ى حدة إال أنه ا عل ل واحد منه ة بك الحجة القاطعشك في وجود أصل أو أصول مشترآة اال لل دع مج ا ال ي ة، بم االستقالل، في وقائع مستقلة، ومناسبات مختلف

ر، رضوان اهللا وسالمه . صحيحة لها ؤمنين عم ر الم ؤرق مضجع أمي ويظهر من ذلك أن هذه المسألة آانت ت .عليه

د، ة ليزي ة أخذ البيع م محاول ن الحك روان ب ى م ر عل دما أنك ر، رضي اهللا عنهما،عن أثر عبد الرحمن بن أبي بك

:، آما جاء بأصح األسانيد!)سنة هرقل وقيصر: (فقال v دثنا شعبة عن : [»السنن الكبرى لإلمام النسائي « آما هو في د ح أخبرنا علي بن الحسين حدثنا أمية بن خال

، فقال عبد الرحمن )سنة أبي بكر وعمر رضي اهللا عنهما : (ياد قال لما بايع معاوية البنه قال مروان محمد بن ز ه ر رضي اهللا عن ل وقيصر : (بن أبي بك روان !)سنة هرق ال م ال : (، فق ذي ق ه وال الى في زل اهللا تع ذي أن ذا ال ه

ا فقالت )لوالديه أف لكما اآلية شة رضي اهللا عنه ذب مرو : (، فبلغ ذلك عائ ه، ولوشئت أن آ ا هو ب ان، واهللا مروان، ومروان في صلبه ا م ه وسلم، لعن أب : أسمي الذي أنزلت فيه لسميته، ولكن رسول اهللا، صلى اهللا علي

: ، وقال الحاآم»المستدرك على الصحيحين«، وفي »تفسير ابن آثير«، وهو في )]فمروان فضض من لعنة اهللاه انقطاع : (، ووهم الذهبي فقال )رجاههذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخ ( ل هو )في ذلك، ب يس آ ، ول

متصل، صحيح على شرط مسلم في أقل تقدير ألن محمد بن زياد الجمحي القرشي مدني أخذ من أبي هريرة قبل صديق، رضوان اهللا وسالمه 57وفاته عام ر ال ي بك شة بنت أب ؤمنين عائ اة أم الم ل وف ـ، والقصة آانت قب ه

. هـ، فهو، في األرجح، قد عاصرها وحضرها59 أو 58عليهما، عام v ر « وتصديق ذلك من طريق ثانية مستقلة ما جاء في ن آثي دها 160: ص4: ج(، »تفسير اب ا بع ال ): [ وم ق

ي ن أب دة عن إسماعيل ب ي زائ ن أب ى اب دثنا يحي ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن العالء حال : بن المديني قال خالد أخبرني عبد اهللا روان فق ي لفي المسجد حين خطب م ر : (إن د أرى أمي الى ق إن اهللا تع

ن )المؤمنين في يزيد رأيا حسنا وإن يستخلفه، فقد استخلف أبو بكر عمر، رضي اهللا عنه رحمن ب د ال ، فقال عبا في أحد : أهرقلية: (أبي بكر، رضي اهللا عنه ا جعله ده وأحد من أهل إن أبا بكر رضي اهللا عنه واهللا م من ول

ا؟ : (، فقال مروان !)بيته وال جعلها معاوية في ولده إال رحمة وآرامة لولده؟ ، !)ألست الذي قال لوالديه أف لكماك؟ : (فقال عبد الرحمن، رضي اهللا عنه ه وسلم أب ال !)ألست ابن اللعين الذي لعن رسول اهللا صلى اهللا علي ، ق

ت، ولكن : يا مروان: (توسمعتهما عائشة رضي اهللا عنها فقال ه نزل ا في ذا، م ذا وآ رحمن آ د ال ل لعب أنت القائالن ن ف الن ب ي ف ت ف ى )نزل ا حت ل يكلمه ا فجع اب حجرته ى ب ى أت ر حت زل عن المنب م ن روان، ث م انتحب م ، ث

)].انصرف

ولى آل ال : قلت ديني، م ن الم د اهللا ب ى عب صحة إل ر، وهو إسناد اإلمام عبد الرحمن بن أبي حاتم في غاية ال زبيد . شاهد عيان للواقعة، وآان جالسا في المسجد عند حدوثها سائي، وق وهذا اإلسناد مستقل تماما عن إسناد الن

ضاللة (، »مجمع الزوائد «جاءت هذه الرواية مختصرة في ة ال م والجور وائم ة الظل ام )باب في ائم ال اإلم ، وق .دولم تقع لي بع) رواه البزار واسناده حسن: (الهيثمي

v ال »الصحيح « وقد رواه البخاري هذه القصة في ن إسماعيل : [، بإسناد آخر، ولفظ آخر فق دثنا موسى ب ح

ي ن أب ة ب ى الحجاز استعمله معاوي روان عل ان م ال آ ن ماهك ق شر عن يوسف ب ي ب حدثنا أبو عوانة عن أبد ه عب ال ل ه فق د أبي ر رضي اهللا سفيان فخطب وجعل يذآر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بع ي بك ن أب رحمن ب ال

ه زل في ذي أن ذا ال روان إن ه ال م ه فق عنهما شيئا فقال خذوه فدخل بيت عائشة رضي اهللا عنها فلم يقدروا عليا من شة رضي اهللا عنه ي فقالت عائ رون من قبل د خلت الق دانني أن أخرج وق والذي قال لوالديه أف لكما أتع

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

23

ذا : قلت ]. شيئا من القرآن إال أن اهللا تعالى أنزل عذري وراء الحجاب ما أنزل اهللا عز وجل فينا لفظ البخاري هى حدوث ستقلة عل ة م ك فهو شهادة ثالث الرغم من ذل ال، وب صارا مخ رواة اخت صره بعض ال د اخت اقص، وق ن

الواقعة المذآورة،

ك أصح وأتم وأولى بالقبول من لفظ ا » السنن الكبرى لإلمام النسائي «واللفظ الوارد في صر، وذل لبخاري المختن ل م شهادة آ د صرح : ب ضا، وق صدق بعضهما بع ديني، ي ن الم د اهللا ب اد الجمحي القرشي وعب ن زي د ب محم

.أحدهما بحضور الواقعة ومشاهدتها، والواقعة في مجملها ثابتة منقولة نقل تواتر، آما يظهر من النقول التالية v ر طرق أخرى ) وما بعدها 577: ص 8: ج( ، »فتح الباري « فقد جاءت القصة في ذر : [، مع ذآ ن المن والب

ي !)اجئتم بها هرقلية تبايعون ألبنائكم؟ : (من هذا الوجه ن أب ، وألبي يعلى وابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بال ا : (خالد حدثني عبد اهللا المدني قال آنت في المسجد حين خطب مروان فق ؤمنين رأي ر الم د رأى أمي إن اهللا ق

ر وعمر حسنا و بك رحمن )في يزيد وإن يستخلفه فقد استخلف أب د ال ال عب ة؟ : (، فق ا ! هرقلي ر واهللا م ا بك إن أبدخل بيت !)خذوه : (فقال: قوله!) جعلها في أحد من ولده وال في أهل بيته وما جعلها معاوية إال آرامة لولده ، ف

. عائشة فلم يقدروا أي امتنعوا من الدخول خلفه إعظاما لعائشة .في رواية أبي يعلي فنزل مروان عن المنبر حتى أتى باب عائشة فجعل يكلمها وتكلمة ثم انصرفو

(............)

ه )آذب واهللا ما نزلت فيه : (وفي رواية اإلسماعيلي فقالت عائشة ة ل الن : (، وفي رواي ا أنزلت إال في ف واهللا ما لو شئت أن أسميه لسم : (، وفي رواية له )بن فالن الفالني ه وسلم، لعن أب يته، ولكن رسول اهللا صلى اهللا علي

.، انتهى آالم الحافظ بتصرف طفيف)]مروان، ومروان في صلبه v صحابة « وجاء في ز ال ة » اإلصابة في تميي ا (خالل ترجم ر، رضي اهللا عنهم ي بك ن أب رحمن ب د ال ر ) عب ذآ

ال خطب أخرج : [قصة أخرى مع معاوية نفسه، من زاوية أخرى، وزوائد مفيدة افع ق ن ن د اهللا ب الزبير عن عبد ه عب ال ل ر فق ي بك ن أب رحمن ب معاوية فدعا الناس إلى بيعة يزيد فكلمه الحسين بن علي وابن الزبير وعبد ال

دا ! أهرقلية؟: (الرحمن ل واهللا أب ه ال نفع ز الزهري )آلما مات قيصر آان قيصر مكان د العزي ى عب ه إل سند ل ، وب )]. ال أبيع ديني بدنياي: (د الرحمن بن أبي بكر بعد ذلك بمائة ألف فردها وقالقال بعث معاوية إلى عب

صحابة ذا ذوق من تخرج من : فهذه هي أذواق ال ك، وال جرم فهك ة نقيض ذل م، والخالف ة عسف وظل الملوآي

صدر، مدرسة سيدي أبي القاسم، محمد بن عبد اهللا بن عبد المطلب، رحمة اهللا للعالمين، المخصوص بشرح ال .ورفع الذآر، الذي يحمل يوم القيامة لواء الحمد، سيد الرفعة والمجد

فأين من هذا الطواغيت الظلمة، الفسقة الفجرة، المتلقبين بأسماء الملوك في بالد المسلمين اليوم، وليتهم آانوا

واالستعمار الكبرى، جبابرة بحق، بل هم عبيد أذلة، وخدم سفلة مطيعون ألسيادهم من دول االستكبار » ملوآا«صالحها ا وم ضيعين لحقوقه عوبهم، م م وش ائنين ألممه ن : خ ة م أفتهم، وخلص األم ادهم اهللا، واستأصل ش أب

اللهم ارحم أمة محمد، صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم، بقيام خالفة نبيك الراشدة، التي تحكم شرعك، . شرورهمسالم، وتنصر دينك، وتعز أوليائك، وتجمع شمل المسلمين، ر وال دعوة اإلسالمية، دعوة الحق والخي وتحمل ال

!إله الحق آمين، إله الحق آمين، إله الحق آمين: عاجال، غير آجل. إلى العالمين

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

24

:الفرق بين الخالفة والملك

د وحتى تتضح الصورة بال شبهة، وتتحرر مسألة الخالفة االصطالحية، بمعنى رئاسة الدولة اإلسالمية، وأنها قوة، تك ى منهاج النب ة عل ا، بعكس الخالف سمى ملك ستحق أن ت ذموم فت ك الم ون في نفس الوقت من جنس المل

ك ال وهي الخالفة التي استكملت شرائطها الشرعية واستحقت الثناء من اهللا ورسوله، حتى يتسنى لنا تحرير ذله، ال يزال هذا الدين عزيزا (بد من تدقيق النظر في حديث جابر بن سمرة اوأهم علي منيعا، ينصرون على من ن

ين : (، وحديث عبد اهللا بن مسعود )إلى اثني عشر خليفة دور وحي اإلسالم لخمس وثالث ين أو (ت أو ست وثالث ).فإن يهلكوا فسبيل من هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما) سبع وثالثين

اوأهم ال(لجابر بن سمرة ) اإلثني عشر خليفة (حديث : أوال ى من ن ا، ينصرون عل زا منيع دين عزي يزال هذا ال

، )عليه، إلى اثني عشر خليفة

ال : ولفظه التام آما هو في صحيح اإلمام مسلم ا، ق سوائي، رضي اهللا عنهم ادة ال ن جن ن سمرة ب ابر ب : عن جن على من ناوأهم عليه، ال يزال هذا الدين عزيزا منيعا، ينصرو «: سمعت رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول

ى : (، قال »إلى اثني عشر خليفة سا إل ى مجل ي أدن ان أب ي، وآ فكبر الناس وضجوا، ثم قال آلمة خفية، قلت ألب .»آلهم من قريش«: يقول: ، قال!)يا أبت ما قال؟: (رسول اهللا، صلى اهللا عليه وسلم، منى

ي بإسناد يحتمل الت ) آلهم تجتمع عليه األمة : (وجاءت زيادة ه أب حسين من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي

ا، ولكن ال أس من االستئناس به ال ب ا أحد، ف خالد سعد البجلي األحمسي عن جابر بن سمرة، ولم يتابعه عليه . يجوز االحتجاج بها أو القطع بصحتها

ال !)ماذا؟ثم يكون : (فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا : (وجاءت زيادة، إسنادها حسن جيد م يكون : (، ق ث

ولكن يعكر عليها قليال تفرد األسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة بها، فال بأس من االستئناس ) الهرج .بها، ولكن ال تقوم الحجة اليقينية القاطعة بها

ة ال يزال هذا الدين عزيزا منيعا، ينصرون على من ناوأهم عليه، إلى اثني عشر : (هذا اللفظ خ ... خليف ، أو )إل

ة ماضيا أو صالحا : (نحوه بمعناه مثل ذا األمر ماضيا (أو ) ال يزال أمر األم زال ه اس (أو ) ال ي زال أمر الن ال يا عشر رجال ة (أو ...) ماضيا ما وليهم اثن را أو خليف ا عشر أمي ى يكون اثن اهرا حت زال اإلسالم ظ ال (أو ) ال ية (أو ) عشر أميرا تبرحون بخير ما قام عليكم اثنا ا عشر خليف أو ) إن هذا األمر ال ينقضي حتى يمضي فيهم اثن

ريش ( صحيح )ال تزال أمتي على الحق ظاهرين حتى يكون عليهم اثنا عشر أميرا آلهم من ق ام ال ، هو اللفظ التشع : الذي جاء بأصح األسانيد من طرق د عن ال ي هن بي بن عون عن الشعبي عن جابر بن سمرة؛ وداود بن أب

ن سمرة ؛ و ابر ب شعبي عن ج ادة عن ال عن جابر بن سمرة؛ والمغيرة عن الشعبي عن جابر بن سمرة ؛ و قتحصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن جابر بن سمرة؛ و عمران بن سليمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة

شعبي عن ن أشوع عن ال رو ب ن عم عيد ب ن سمرة؛ وس ابر ب شعبي عن ج د عن ال ن سمرة، ؛ ومجال ابر ب جرهم امر : وغي ابعي ع ام الت ن اإلم ه، أي ع صدوره عن ع ب ب القط شعبي يوج امر ال ن ع واتر ع ل ت ذا إذا نق فه .الشعبي

ن سمرة ؛ : وجاء أيضا بأصح األسانيد عن غير الشعبي، من طرق ابر ب ر عن ج سفيان عن عبد الملك بن عمي

ر بن سمرة؛ و حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن وأبو عبد الصمد العمى عن عبد الملك بن عمير عن جاب جابر بن سمرة؛ و إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه عن جابر بن سمرة؛ وفرات القزاز عن عبيد اهللا بن عباد عن

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

25

ي ن أب ن سعد ب ن مسمار عن عامر ب جابر بن سمرة؛ وداود األودي عن أبيه عن جابر بن سمرة؛ والمهاجر بن سعيد وقاص عن جابر بن سمرة؛ ن سمرة؛ واألسود ب ابر ب والعوام بن حوشب عن المسيب بن رافع عن ج

ن سمرة؛ وسفيان ابر ب الهمداني عن جابر بن سمرة؛ وعبد الملك بن أبي سليمان عن النضر بن صالح عن جن سمرة ابر ب ه عن ج د الجدلي عن أبي ن خال د ب ل : عن زياد بن عالقة عن جابر بن سمرة؛ و معب ذا إذا نق فه

.وقد ذآرنا جمهرة من الروايات في الملحق. اتر عن جابر بن سمرة يوجب القطع بصدوره عنهتو

ة بإسناد ال و جحيف ضا أب ل رواه أي أمون، ب ولم ينفرد به جابر بن سمرة، وهو واهللا الصحابي العدل، والثقة الم :بأس به

v ور يونس ب (خالل ترجمة » التاريخ الكبير لإلمام البخاري « آما هو في ي يعف دي، واسم أب ور العب ي يعف ن أب

قال فضيل بن عبد الوهاب حدثنا يونس بن أبي يعفور العبدي قال حدثنا عون بن أبي جحيفة عن أبيه ): [وقدانم من «: قال سمعت النبي صلى اهللا عليه وسلم يقول ة آله ال يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليف

]»قريش v صحيحين ا« وآذلك أيضا في دثنا : [»لمستدرك على ال ن نجدة القرشي ح د ب أ أحم ن عيسى أنب ي ب دثنا عل ح

ي د النب ال آنت مع عمي عن ه ق ة عن أبي سعيد بن منصور حدثنا يونس بن أبي يعفور عن عون بن أبي جحيفة وخفض »ال يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة «: صلى اهللا عليه وسلم فقال ال آلم ا ، ثم ق به

]»آلهم من قريش«: قال يا بني: ، قال!)ما قال يا عم؟: (صوته فقلت لعمي وآان أمامي

آما هو في صحيح البخاري، ) إلخ... يكون اثنا عشر أميرا : (وقد روى بعض الرواة هذا الحديث باختصار مخل .ديث، آما سيأتيأو بنحوه في الكثير من آتب السنة، مما أحدث خلطا شديدا وارتباآا في فهم الح

ن مسعود ) رحى اإلسالم (حديث : وثانيا د اهللا ب ين أو «: لعب ين أو ست وثالث دور رحي اإلسالم لخمس وثالث ت

سئل سائل »سبع وثالثين فإن يهلكوا فسبيل من هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما ا بقي أو : (، ف أمم ، »بل مما بقي«: ، قال!)مما مضى؟

v ن مسعود » مسند أبي يعلى « في آما جاء د اهللا ب ة عن عب ن ناجي راء ب دثنا : [بإسناد صحيح من طريق الب ح

ي د اهللا عن النب ة عن عب ن ناجي راء ب أبو خيثمة حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن منصور عن ربعي عن البين (صلى اهللا عليه وسلم قال تدور رحى اإلسالم لخمس وثالثين إ ) أو ست أو سبع وثالث سبيل من ف وا ف ن يهلك

ا بقي ال مم ا بقي فق ا مضى أو مم شيخ حسين ]هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما قلت مم ال ال ، وقضا )صحيح : (، بإسناد صحيح، وقال األلباني»سنن أبي داود«وهو بنحوه في ). إسناده صحيح : (أسد ، وهو أية حدثنا عبد الرحمن : [»مسند اإلمام أحمد بن حنبل «في ن ناجي عن سفيان عن منصور عن ربعي عن البراء ب

ين ين أو سبع (عن عبد اهللا عن النبي صلى اهللا عليه وسلم قال تدور رحى اإلسالم بخمس وثالث أو ست وثالثفإن يهلكوا فسبيل من قد هلك وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاما قال قلت أمما مضى أم مما بقي ) وثالثين

]قال مما بقي v صحيحين «من عدة طرق، وفي » مسند اإلمام أحمد بن حنبل « وأيضا في من عدة طرق » المستدرك على ال

ال ا، فق ان الواضح : (عقب اإلمام الحاآم بعد أحدها تعقيبا موفق ه البي ى شرط مسلم؛ وفي ذا حديث صحيح عل هين ال )لمقتل عثمان آما قدمت ذآره من تاريخ المقتل سنة خمس وثالث ذهبي في التلخيص ، وق ى شرط : (ال عل

ائال )مسلم ة ق ى الطريق الثاني اه حديث إسناده خارج عن : (؛ وعقب عل م يخرج ذا حديث صحيح اإلسناد ول ه

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

26

ه ا نحن في ا إذ هو قريب مم ه تعجب ذهبي في التلخيص )الكتب الثالث أخرجت ال ال ضا ).صحيح : (، وق ده أي وتجي حاح ف انيد ص سي «بأس ي داود الطيال سند أب ي »م دارقطني «، وف ل ال م - 43: ص5: ج(، »عل ؤال رق س

689.( v ه » مسند أبي يعلى « وهو في ن مسعود عن أبي د اهللا ب دثنا : [بإسناد صحيح من طريق عبد الرحمن بن عب ح

رحمن د ال ن عب أبو بكر حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب أخبرني أبو إسحاق الشيباني عن القاسم بين «: د اهللا قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم عن أبيه عن عب ى رأس خمس وثالث تدور رحى اإلسالم عل

ا ) أو ست وثالثين أو سبع وثالثين ( نهم سبعين عام م دي وا بقي له ك وإن بق ال ]»فإن هلكوا فسبيل من هل ، وقى «، وهو أيضا في )إسناده صحيح : (الشيخ حسين أسد ي يعل ذلك في من طريق صحيحة ثا » مسند أب ة، وآ ني

زار «، آما أنه في »المعجم الكبير «، وفي »مسند اإلمام أحمد بن حنبل « - 366: ص 5: ج(، »9-4مسند البه أهل : [، حيث عقب اإلمام أبو حاتم بن حبان، رضي اهللا تعالى عنه، فقال )1996: حديث رقم ر شنع ب هذا خب

رون إن سئلوا البدع على أئمتنا وزعموا أن أصحاب الحديث حشوية ي ان والحس ويصححونه ف ه العي ا يدفع مول إن المصطفى ل نق ه في شيء ب عن وصف ذلك قالوا نؤمن به وال نفسره ولسنا بحمد اهللا ومنه مما رمينا باه ومن زعم أن م معن ه وال في سننه شيء ال يعل ل عن م يعق ط بشيء ل ه ق صلى اهللا عليه وسلم ما خاطب أمت

م إال أن السنن إذا صحت يجب أن تروى و دح في الرسالة الله د ق ا فق ل معناه يؤمن بها من غير أن تفسر ويعقا ان به اس اإليم ى الن ل عل ا التكييف ب ع فيه ي ال يق تكون السنن من األخبار التي فيها صفات اهللا جل وعال الت

وتطلق العرب ومعنى هذا الخبر عندنا مما نقول في آتبنا إن العرب تطلق اسم الشيء بالكلية على بعض أجزائه في لغتها اسم النهاية على بدايتها واسم البداية على نهايتها أراد صلى اهللا عليه وسلم بقوله تدور رحى اإلسالم على خمس وثالثين أو ست وثالين زوال األمر عن بني هاشم إلى بني أمية ألن الحكمين آان في آخر سنة ست

ة أمرهم وثالثين فلما تلعثم األمر على بني هاشم وشارآه ه وسلم اسم نهاي ة أطلق صلى اهللا علي و أمي م فيه بناس ايع الن ة وب ز سنة إحدى ومئ على بدايته وقد ذآرنا استخالفهم واحدا واحدا إلى أن مات عمر بن عبد العزيين من ال بق في ذلك يزيد بن عبد الملك وتوفي يزيد بن عبد الملك ببلقاء من أرض الشام يوم الجمعة لخمس لي

د اهللا شعبان ن عب د ب ولى هشام خال وم ف ك الي اه في ذل ك أخ د المل ن عب اس هشام ب سنة خمس ومئة وبايع النايعوا اس وب ي العب دعاة بخراسان لبن ة وظهرت ال القسري العراق وعزل عمر بن هبيرة في أول سنة ست ومئ

ة وباي ى مك ة إل ي هاشم سليمان بن آثير الخزاعي الداعي إلى بني هاشم فخرج في سنة ست ومئ اس لبن ه الن عفكان ذلك تلعثم أمور بني أمية حيث شارآهم فيه بنو هاشم فأطلق صلى اهللا عليه وسلم نهاية أمرهم على بدايته

ان ]وقال وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين سنة يريد على ما آانوا عليه ن حب ى : قلت . ، انتهى آالك اب سنعود إل .هذا في تعليقنا، إن شاء اهللا

v د اهللا بإسناد محتمل » المعجم الكبير «ي وهو ف د الملطي : [من طريق مسروق عن عب ن محم ضيل ب دثنا ف ح

ه حدثنا أبو نعيم حدثنا شريك عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عبد اهللا قال قال رسول اهللا صلى اهللا عليك وإن نجوا ب «: وسلم سبيل من هل وا ف إن هلك ين سنة ف ا تدور رحى اإلسالم خمس وثالث وا سبعين عام ، ]»ق

).1942: حديث رقم- 323: ص5: ج(، »9-4مسند البزار «وتجده أيضا في v ة » المعجم الكبير « وهو في ادة هام ه زي ا، وفي د اهللا موقوف ي األحوص عن عب وي، من طريق أب : بإسناد قن حريث حدثنا عثمان بن عمر الضبي حدثنا عبد اهللا بن رجاء أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق [ زار ب عن العي

إن : (عن أبي األحوص عن عبد اهللا قال يم ف م يحدث حدث عظ ين، ث تدور رحى اإلسالم على رأس خمس وثالثنة بعين س يهم س ى عل الحرى، وإال تراخ تهم فب ه هلك ان في ره ف. آ ا ينك ك رأى م ن أدرك ذل ام )]م ال اإلم ،وق

). هكذا رواه أبو األحوص موقوفا ورفعه مسروق وعبد الرحمن بن عبد اهللا والبراء بن ناجية: (الطبراني

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

27

د : قلت ه، وهو ق صدور الحديث من اطع ب فهذا نقل تواتر عن عبد اهللا بن مسعود رضي اهللا عنه يوجب العلم القى شبهة في رفعه إلى النبي، صلى اهللا ال يجوز أن تبقى أدن رواة، ف عليه وعلى آله وسلم، بشهادة ثالثة من ال

ه وسلم ا نالحظ أن طريقي مسروق وأبي األحوص . صحة الحديث عن النبي، صلى اهللا عليه وعلى آل ا أنن آم .ما يبرهن على أن الشك من الرواةقوال واحدا م) خمس وثالثين سنة: (جاءت بدون شك في العدد

ن : يا عامر بن واثلة : (لعبد اهللا بن عمرو بن العاصي ) النقف والنقاف (أثر : وثالثا إثنا عشر خليفة من آعب ب

). لؤي ثم النقف والنقاف لن يجتمع أمر الناس على إمام حتى تقوم الساعة v ن حدثنا يحيى بن سليم عن عب ): [226: رقم - 95: ص 1: ج(، »الفتن لنعيم بن حماد « آما هو في د اهللا ب

إثنا عشر خليفة من : يا عامر بن واثلة : (عثمان بن خثيم عن أبي الطفيل قال أخذ عبد اهللا بن عمرو بيدي فقال ، وجاء من طرق أخرى آما )]آعب بن لؤي ثم النقف والنقاف لن يجتمع أمر الناس على إمام حتى تقوم الساعة

م- 154: ص4: ج(، »المعجم األوسط «هو في داد « و،)3853: رق اريخ بغ م- 263: ص6: ج(، »ت : رق .مرفوعا وموقوفا) 3296

وع م المرف واألثر ثابت عن عبد اهللا بن عمرو بن العاص، رضي اهللا عنه، وال يثبت مرفوعا، وليس هو في حكه عن أهل ى مرويات اه عل ه، بن ه، رضي اهللا عن اد من ه باجته ل إن األرجح أن ازفين، ب آما قد يزعم بعض المج

ا ال كتاب بعد أن ربطها بعلمه الذي استفاده من النبي، صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم، فليس هو إذا حجة، وإنم .يصلح لالستئناس والمتابعة

):رحى اإلسالم(وحديث ) إثني عشر خليفة(فقه حديث

سمعت : عنهما، قالهو عن جابر بن سمرة بن جنادة السوائي، رضي اهللا ) إثني عشر خليفة(اللفظ التام لحديث

ى «: رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم يقول ه، إل اوأهم علي ى من ن ا، ينصرون عل زا منيع ال يزال هذا الدين عزيى رسول : ، قال »اثني عشر خليفة سا إل فكبر الناس وضجوا، ثم قال آلمة خفية، قلت ألبي، وآان أبي أدنى مجل

).آلهم من قريش: (يقول: ، قال!) قال؟يا أبت ما: (اهللا، صلى اهللا عليه وسلم، منى

بإسناد يحتمل التحسين من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه سعد ) آلهم تجتمع عليه األمة : (وجاءت زيادة ن ال يجوز ا، ولك تئناس به ن االس أس م ال ب د، ف ا أح ه عليه م يتابع ن سمرة، ول ابر ب ي األحمسي عن ج البجل

. االحتجاج بها أو القطع بصحتها

ال !)ثم يكون ماذا؟ : (فلما رجع إلى منزله أتته قريش فقالوا : (وجاءت زيادة، إسنادها حسن جيد م يكون : (، ق ثشهاد ) الهرج ولكن يعكر عليها قليال تفرد األسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة بها، فال بأس من االست

.بها، ولكن ال تقوم الحجة اليقينية القاطعة بها ديث والل ام لح ظ الت و) رحى اإلسالم(ف سعود ه ن م د اهللا ب ين أو ست «: لعب دور وحي اإلسالم لخمس وثالث ت

ا م سبعين عام م له نهم يق م دي م له ك وإن يق سئل سائل »وثالثين أو سبع وثالثين فإن يهلكوا فسبيل من هل : ، فا بقي «: ، قال !)أمما بقي أو مما مضى؟ ( ل مم ة بحد . »ب دة قوي ة جي ى وجاءت رواي روه عل يم مك وث أمر عظ

). أو الست وثالثين أو السبع وثالثين(رأس الخمس وثالثين سنة

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

28

سنة : (وقال الدخول في الدراسة والمناقشة المفصلة نذآر بقاعدتنا أنه اب وال ال يتأتى فهم شئ من نصوص الكت :فهما صحيحا إال بعد

وذلك أمر هين في الجملة بالنسبة لنص . ى آله وسلم تحرير اللفظ آما جاء عن النبي، صلى اهللا عليه وعل -)1(

ة القرآن، حيث أنه نقل إلينا نقل تواتر بأحرفه وألفاظه وآيفية تجويده وأداء أصواته، ولكن قد تنشأ مشاآل قليل . يسيرة بالنسبة لبعض القراءات الشاذة غير المتواترة

ي ا أن الجمهور ولكن اإلشكالية أآبر بكثير بالنسبة لنصوص السنة الت اد، آم ات آح ا رواي ة، أآثره روى رواي ت

وي . يتساهل في الرواية بالمعنى ة اللفظ النب صحيحة لمعرف ة ال اظ الثابت ع الطرق واأللف ع جمي فال بد إذا من تتب المعصوم بعينه، أو االقتراب من لفظه أو معناه األصلي بقدر المستطاع؛

،)بعد تحرير ألفاظها(ة المتعلقة بالمسألة أو الموضوع الواحد استقراء جميع النصوص الثابتة الصحيح-)2( فهم آل نص فهما صحيحا، والفهم الصحيح إنما يكون بفهم األلفاظ والجمل والتراآيب وفق اللسان العربي -)3(

المبين الذي خوطبنا به في القرآن والسنة؛ . ا بدون تكلف أو تعسف ثم الجمع لتلك النصوص الثابتة الصحية، والربط بينه-)4(

ة ) تحرير اللفظ (وقد أنجزنا، بحمد اهللا، النقطتين األولى ة (والثاني ع النصوص الثابت ا سبق، ) استقراء جمي فيم : واآلن إلى فهم النصوص

ديث سبة لح ا بالن ة(فأم ي عشر خليف ب، ) إثن ا، مرهوب الجان زا منيع ان عزي م ضرورة أن اإلسالم آ ا نعل فإنن

دما منصورا عل ذا الحديث، عن ا، ه سوائي، رضي اهللا عنهم ادة ال ن جن ى مناوئيه عندما سمع جابر بن سمرة به صلوات ى آل ه وعل اء اهللا، علي ة أنبي د اهللا، خاتم ن عب د ب و القاسم محم ة اإلسالم يرأسها سيدنا أب آانت دول

ه ه ذي خاف ذا، ال روم، ورعب وتسليمات وتبريكات من اهللا، المنصور بالرعب من مسيرة آذا وآ صر ال ل، قي رق .منه

ى «: فقوله، صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم ه، إل اوأهم علي ى من ن ال يزال هذا الدين عزيزا منيعا، ينصرون علالم، ألن لفظة » اثني عشر خليفة ك الك د صدور ذل ه عن م علي ي ه ة الت زال «إذا يفيد استمرار الحال ي » ال ي تعن

م برهان االستمرار بدون توقف أو انقطا م يق ا ل د، م رآن المجي ع في هذا اللسان العربي الذي خوطبنا به في الق .على خالف ذلك

: استمرارية العزة والمنعة، والنصرة على األعداء المناوئين من أهل الكفر، فقط ال غير: وهذه االستمرارية هي

الهم -)1( ى ح دة عل ك الم وال تل يكونون ط ل اإلسالم س ك أن أه ي ذل وى وال يعن ب التق ي مرات اع ف ن االرتف م

واإلحسان آما آانوه إبان حياته، صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم؛ ى عدوهم من أهل -)2( وا منصورين ظاهرين عل ا دام آما أنه ال يعني أنهم لن يقع بينهم فتن وتقاتل وشر، م

الكفر؛

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

29

داء ال -)3( ى األع صرة عل ة، والن زة والمنع تمرارية الع ي اس سلمين وال تعن ر، أن الم ل الكف ن أه اوئين م منه ى آل ينتصرون في آل المعارك، آما يظهر من هزيمتهم يوم أحد، وفي غزوة مؤتة على عهد النبي، عليه وعل

وإنما يلزم فقط أن ينتصروا في . الصاة والسالم، وفي بعض معارك الردة أيام أبي بكر الصديق، رضي اهللا عنه وا في بعض مواقعها؛الحرب مهما طالت، حتى ولو هزم

ولكنهم آلهم ملتزمون في . وال يعني أن هؤالء الخلفاء راشدون مهديون، فقد يكونوا آذلك، وقد ال يكونوا -)4(

ك ان ذل واح، وإال لك ر ب نهم آف الشأن العام الظاهر بالدين في أصوله العامة المستقرة القطعية، بحيث ال يظهر مواح؟ )ن عزيزا منيعا الدي(منهم هدما للدين، فكيف يكون ع، ال ! ، وهم قد هدموه بإظهر الكفر الب ذا محال ممتن ه

.يوجد في العالم قط، وال يتشكل في بنية العقل أو الفكر

ل ا جاء في : وقد الحظ األئمة ذلك من قب يم «آم ن الق ذري حديث ): [243: ص11: ج(، »حاشية اب ال المن قإن الخالفة بعد وثالثون سنة وحديث اثنا عشر ديثين ف خليفة ثم قال فإن قيل فكيف الجمع قيل التعارض بين الح

أبي ه وسلم ب ي صلى اهللا علي رة ووزن النب الخالفة المقدرة بثالثين سنة هي خالفة النبوة آما في حديث أبي بكشاء ك من ي ؤتي اهللا المل م ي وة ث ة نب ه وسلم خالف ي صلى اهللا علي ال النب ا وأ. بكر ورجحانه وسيأتي وفيه فق م

الخلفاء االثنا عشر فلم يقل في خالفتهم إنها خالفه نبوة ولكن أطلق عليهم اسم الخلفاء وهو مشترك؛ واختص صديق ة ال ين سنة خالف درة بثالث وة وهي المق ة النب ة وهي خالف ي الخالف صة ف نهم بخصي ة الراشدون م األئم

ن الخطاب عش ر ب ة عم ا وخالف ين وعشرين يوم ة أشهر واثنت ال سنتين وثالث ع لي ر سنين وستة أشهر وأربا وخالفة عثمان اثنتي عشر سنة إال اثني عشر يوما وخالفة علي خمس سنين وثالثة أشهر إال أربعة عشر يومن وقتل علي سنة أربعين فهذه خالفة النبوة ثالثون سنة وأما الخلفاء إثنا عشر فقد قال جماعة منهم أبو حاتم ب

د حبان وغيره إن آخرهم عمر بن عبد ن يزي ة ب ه معاوي العزبز فذآروا الخلفاء األربعة ثم معاوية ثم يزيد ثم ابنز د العزي ن عب م عمر ب ك ث د المل ن عب ثم مروان بن الحكم ثم عبد اهللا ابنه ثم الوليد بن عبد الملك ثم سليمان ب

ذا ال دين في ه ان ال رون وآ ر الق ذي هو خي ة وآانت وفاته على رأس المائة وهي القرن الفضل ال رن في غاي قك، . العزة ثم وقع ما وقع ى المل ة بمعن يهم اسم الخالف ع عل ا أوق والدليل على أن النبي صلى اهللا عليه وسلم إنم

وسيكون من «: وليس خالفة النبوة قوله في الحديث الصحيح من طريق الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة ؤمرون، وس ا ي ون م ون ويفعل ا يقول ون بم اء يعمل دي خلف ون بع ا ال يقول ون بم اء يعمل دهم خلف ن بع يكون م

]»من أنكر برىء ومن أمسك سلم، ولكن من رضي وتابع: ويفعلون ما ال يؤمرون v اوى « وجاء في دها 20: ص 35: ج(، »مجموع الفت ا بع اء الراشدين ): [ وم د الخلف سمية من بع ويجوز ت

رة خلفاء وإن آانوا ملوآا ولم يكونوا خلفاء األنبياء بدليل ما ى هري رواه البخاري ومسلم فى صحيحيهما عن أبي «: رضى اهللا عنه عن رسول اهللا صلى اهللا عليه وسلم قال ك نب ا هل اء آلم سوسهم األنبي و إسرائيل ي آانت بن

م أعطوهم «: ، قالوا فما تامرنا قال»خلفه نبي وأنه ال نبي بعدي وستكون خلفاء فتكثر األول ث ة األول ف وا ييع فرا » فتكثر«: فقوله. » سائلهم عما استرعاهم حقهم فإن اهللا وا آثي م يكون إنهم ل دليل على من سوى الراشدين ف

إن اهللا م ف وأيضا قوله فوا ييعة األول فاألول دل على أنهم يختلفون والراشدون لم يختلفوا وقوله فأعطوهم حقهم من راء حقه د ذآرت فى سائلهم عما استرعاهم دليل على مذهب أهل السنة فى إعطاء األم نم وق ال والمغ الم

ل يهم فقط ب نقص ف غير هذا الموضوع أن مصير األمر الى الملوك ونوابهم من الوالة والقضاة واألمراء ليس لالمين ولي بعض الظ ذلك ن الى وآ ال اهللا تع لنقص فى الراعي والرعية جميعا فإنه آما تكونون يول عليكم وقد ق

ر بعضا وقد استفاض وتقرر فى غير هذا ا راء في غي ه وسلم من طاعة األم لموضع ماقد أمر به صلى اهللا عليمعصية اهللا ومناصحتهم والصبر عليهم فى حكمهم وقسمهم والغزو معهم والصالة خلفهم ونحو ذلك من متابعتم صديقهم ه من ت ا نهى عن ر والتقوى وم ى الب اون عل اب التع ه من ب م، فإن فى الحسنات، التي ال يقوم بها إال ه

بهم وإعانتهم على ظلمهم وطاعتهم فى معصية اهللا ونحو ذلك ومما هو من باب التعاون على االثم والعدوان بكذ

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

30

ك دخل فى ذل وما أمر به أيضا من األمر بالمعروف والنهي عن المنكر لهم ولغيرهم على الوجه المشروع وما يات اهللا من تبليغ رساالت اهللا إليهم بحيث ال يترك ذلك جبنا وال بخال وال خ ل بآي ثمن القلي م وال اشتراء لل شية له

ة م وال للعام اء له ر وال للري ر . وال يفعل أيضا للرئاسة عليهم وال على العامة وال للحسد وال للكب زال المنك وال يا سنة والجماعة آم بما هو أنكر منه بحيث يخرج عليهم بالسالح وتقام الفتن آما هو معروف من أصول أهل ال

يهم دلت عليه ال نصوص النبوية لما فى ذلك من الفساد الذي يربى على فساد ما يكون من ظلمهم بل يطاع اهللا ف ] وفي غيرهم ويفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه وهذه جملة تفصيلها يحتاج الى بسط آثير

دال من آل تلك المزاعم التي سبق ذآرها، وما شابهها، خارج عن لفظ النص، وإنما أدخله من جمح به ال خيال ب

ا . االنضباط الصارم بالنص آما جاء ة اإلسالمية اثن وإنما المقطوع به من النص أنه سيتوالى على رئاسة الدوليقيمون الدين في الشأن العام بحيث ال يظهر منهم آفر بواح، يكون اإلسالم طوال ) على أقل تقدير (عشر خليفة

:وليس في النص آذلك. ائه من أهل الكفرمدتهم عزيزا منيعا ظاهرا منصورا على أعد ال عزة -)1( اء ح أن عدد الخلفاء هو اثنا عشر فقط، وإن آان المقطوع به هو فقط تتابع اثني عشر من الخلف

اإلسالم ومنعته، وانتصاره على عدوه؛ اوئين من أهل ال -)2( ى األعداء المن صرة عل ر ستنقطع وليس في النص أن استمرارية العزة والمنعة، والن كف

د، : ضرورة بعد الخليفة الثاني عشر ى األب ود، ويجوز أن تنقطع إل م تع ستمر، ويجوز أن تنقطع ث فيجوز أن ت .إلخ... وهكذا،

اس : (وعلى فرض ثبوت الزيادة ة اإلسالمية ) آلهم يجتمع عليه الن سم الدول د، أن ال تنق ط، وال ب ا تعني فق فإنه

: فال يتناقض مع هذا. ميا مستقراإلى دولتين مستقلتين انقساما دائ ، تنقض بيعتها، وتخرج على إمامها، آما فعل أهل الجمل مع اإلمام الشرعي إمام )الناآثين( وجود فئة من -)1(

آما آان حال ) القاسطين(الهدى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضوان اهللا وسالمه عليه، أو فئة من البغاة . آالخوارج الحرورية أهل النهروان) المارقين(ى فئة من الغالة أهل الشام معه، أو حت

اة -)2( ة من البغ ن ) القاسطين ( وال يتناقض معه وجود فئ د اهللا ب ؤمنين عب ر الم ى أمي شام عل آخروج أهل ال

. الزبير بن العوام بقيادة المجرم مروان بن الحكم، ثم ولده عبد الملك بن مروان ود -)3( ع وج ا ال يمن روان آم ن م ك ب د المل ان عب ى طغي عث عل ن األش ع اب راء م ورة الق شروعة آث ورة م ث

. وصنيعته الحجاج

ن مسعود د اهللا ب دارس أوال حديث عب ا أن نت : وقبل أن نتكلم في تعيين هؤالء االثني عشر وتسميتهم يحسن بن فسبيل من هلك وإن يقم لهم فإن يهلكوا ) أو ست وثالثين أو سبع وثالثين ( تدور رحي اإلسالم لخمس وثالثين «

. »بل مما بقي«: ، قال!)أمما بقي أو مما مضى؟: (، فسئل سائل»دينهم يقم لهم سبعين عاما

ارة : أوال ة عن ) رحى اإلسالم(عب ي األصل آناي ي ف ام )الحرب(ه ال اإلم ة، ق شهورة معروف ة م ذه آناي ، وها من تلف األرواح آناية عن الحرب شبهها بالرحى : رحى اإلسالم : (الخطابي ا يكون فيه . التي تطحن الحب لم

ه )الملك: »ىقم لهم دينهم «: والمراد بالدين في قوله دين : (، فأصاب في ذلك، وآذلك أصاب في قول راد بال والم

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

31

ضرورة ): الملك(يعني بـ ) الملك: »ىيقم لهم دينهم «: في قوله وراثي (الدولة والسلطان، وليس بال ك ال أو ) المل ).الملوآية(

الم إذا هو دير الك ي : فتق افر الحرب دو الك ال للع وة وقت ة وق ي منع ة اإلسالمية ف ة اإلسالمية والدول ستمر األم تين س وثالث ا (لخم ين عام بع وثالث ين أو س ت وثالث ة )أو س ت الدول إن بقي يم، ف روه عظ ر مك دث أم م يح ، ث

ل للعدو الكافر الحربي لمدة سبعين عاما، في اإلسالمية، ولم تسقط أو تنهار بالكلية، فستبقى في منعة وقوة وقتا .أقل تقدير، بعد ذلك الحدث المكروه العظيم

د : وثانيا ي القاسم محم نحن نعلم بالضرورة أن الدولة اإلسالمية آانت موجودة تحت رئاسة، وبقيادة، سيدي أب

. ن اهللا، عند تلفظه بذلك الكالمبن عبد اهللا، خاتمة أنبياء اهللا، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات م

ايع دما ب ل الهجرة عن رة قب سنة األخي شريق في ال آما نعلم بالضرورة أن الدولة اإلسالمية تأسست أحد أيام التة ة الثاني ة العقب ن اهللا، بيع ات م سليمات وتبريك ه صلوات وت ى آل ه وعل اء اهللا، علي ة أنبي صار خاتم ة : األن بيع

شخصية (قوة والشوآة والمنعة، وأصبحت الدولة موجودة وجودا دستوريا بوصفها الحرب، فوجدت النصرة وال ). معنوية اعتبارية

ه زل قول ذ ن دير، من د تق ة اإلسالمية، أو في أبع شأة الدول آما نعلم بالضرورة أن رحى الحرب آانت دائرة منذ ن

ا vن الله على نصرهم لقدير أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإ }: تعالى ق إل ر ح ارهم بغي ن دي وا م الذين أخرجا م أن يقولوا ربنا الله ولوال دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذآر فيه اس

سنة )40 - 39: 22الحج؛ (، {الله آثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز د نزلت في ال ، وهي ق .األولى من الهجرة، أو في أوائل الثانية على أقصى تقدير

ة ألن الرحى بتأس) دوران رحى اإلسالم (فتكون بداية الحساب الصحيح لـ : وثالثا يس الدولة اإلسالمية في المدين

ن حجر العسقالني أن . رحاها، والحرب حربها، وال يجوز أن يكون غير ذلك افظ ب فال صحة إذا لزعم اإلمام الحضعفون سلمون مست رة والم الم دائ ى اإلس ون رح ف تك ة، آي ة النبوي ت بالبعث الم آان ى اإلس ة دوران رح بداي

ال شوآة لهم وال منعة، وما ثمة حرب : رهم مهاجرون، أو محاصرون في الشعابمعذبون، أو مخرجون من ديا !يقاتل فيها، أو رحى تدور، بل وهم مأمورون بكف اليد، منهيون عن القتال؟

يم ) ثم يحدث حدث عظيم فإن آان فيه هلكتهم فبالحرى : (ويتأيد هذا بما جاء بإسناد جيد قوي وهذا الحدث العظ

يس المكروه هو بال شك ه، ول شأت بمقتل ذي ن رى ال ة الكب ه، والفتن ان، رضي اهللا عن ن عف ان ب شهاد عثم استشهاد رد االست ام . مج ن ع ة م ي أواخر ذي الحج ه ف شهد رضي اهللا عن د است سة 35وق تكمال خم د اس ـ، بع ه

ة ى . وثالثين عاما قمريا آامال، وبضعة أيام، من بيعة العقبة الثاني اآم إل ام الح ه اإلم د انتب ه وق ك، وأشار إلي ذل . إشارة موفقة، سبق ذآرها، واإلشارة إليها

ر، ال عم يم هو اغتي وها هنا أيضا لم يوفق اإلمام اإلمام الحافظ بن حجر العسقالني عندما زعم أن الحدث العظ

فإن آان: (واغتيال عمر، رضي اهللا عنه، على فظاعته وعظمه، لم يترتب عليه ما يوجب القول . رضي اهللا عنه ر، : ، آيف وأعوام عثمان بن عفان الستة األولى آانت خيرا من أيام عمر )فيه هلكتهم فبالحرى دل عم دل آع الع

ر؟ . وعثمان أرفق وأرق من عمر ا من فتوحات عم ان آفتوحات عمر أو قريب آيف ! آيف والفتوحات أيام عثم !وغزو البحر إنما بدئ به أيام عثمان؟

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

32

ه وسلم، أما ما نسب إلى اإلمام أحمد ى آل ه وعل بن حنبل أنه قال بخمس وثالثين بعد وفاة النبي، صلى اهللا عليدور رحى اإلسالم «: فهو خطأ محض، ألنه، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من اهللا، إنما قال ، »ت

دور رحى اإلسالم (، أو )ستدور رحى اإلسالم : (ولم يقل ع حاض )سوف ت تكلم عن أمر واق ر اآلن، ، فهو إذا يام . وسيمتد متصال إلى مدة معينة في مستقبل األيام ع ع ـ، أو 45آما أننا نعلم بضرورة التاريخ أنه لم يق 46 ه

ور في 60هـ، أو بعدها حتى عام هـ، أي حدث مخوف عظيم، تخشى منه هلكة األمة بمجموعها، بل آانت األم . غاية االستقرار والهدوء

ام فما نسب إلى اإلمام أحمد ب ن حنبل ما هو إذا إال محاولة فاشلة لتحسين صورة السنوات الخمس األولى من أي

ا، أو . معاوية ات إليه وهو من زالت العلماء الشنيعة، أعاذنا اهللا منها، وغفرها اهللا لإلمام أحمد، فال يجوز االلتف !اعتبارها

رة التاريخ، أن الدولة اإلسالمية تجاورت ، الذي تصدقه ضرو )إثني عشر خليفة (نحن نعلم من حديث الـ : ورابعا

دة الفتنة الكبرى، التي آادت أن تكون مهلكة، فلم تسقط أو تنهار بالكلية، بل بقيت متماسكة، فال بد أن يكون لمفما هي هذه األهمية، . هـ105السبعين عاما التالية أهمية خاصة، وهي التي تنتهي بأواخر ذي الحجة من عام

! يا ترى؟) إثني عشر خليفة(ا بالـوما هي عالقته

ذي سقناه أعاله هو ه ال ام آالم ان تم د آ ام الخطابي فق ة اإلم ك محاول : لقد بذل األئمة محاوالت للفهم، فمن ذلك ( ين استقرار المل فيشبه أن يكون إشارة الى مدة بني أمية في الملك وانتقاله عنهم الى بني العباس فكان ما ب

ا ال تفي ). ن فيه نحو من سبعين سنة لبني أمية وظهور الوه ا أنه ة، آم دة، ولكن تنقصها الدق ة جي هذه محاول )! السبعين عاما(وال بحق ) إثني عشر خليفة(بحق الـ

ا «: وقد أسلفنا عند دراسة حديث سفينة ون عام وة ثالث ة النب ر » خالف دة أمي ساب م ستقيم إال باحت ك ال ي أن ذل

. طالبالمؤمنين الحسن بن علي بن أبي

ة عن ع مبايع د بوي وة، فق اج النب ى منه ة راشد عل ا، خليف آما أن الحسن بن علي، رضوان اهللا وسالمه عليهمي، ام عل ه اإلم د ل م يعه اليم، ول ة األق م توالت بيع ة، ث رضا واختيار على المنهج النبوي من أهل عاصمة الدول

. أحداسالم اهللا عليه، وال أوصى له، بل ورفض أن يرشح أو يسمي

صرفاتهم م وت ذلك في حكمه صيبهم، وآ تهم وتن وة في بيع ى منهاج النب و : فهؤالء خمسة خلفاء راشدون عل أب .بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والحسن بن علي، رضوان اهللا وسالمه عليهم جميعا

ن ة اإلسالمية، وفق ال يس الدول ى رئ المعنى االصطالحي، أي بمعن ص الدستوري، ثم جاء بعدهم سبعة خلفاء ب

ى ذلك، أو حت ا ب ان عاصيا آثم ا آ ذم، وربم الذي ربما أسئ تطبيقه فيكون أحدهم في واقع األمر ملكا مستحقا لله، في منافقا يظهر اإلسالم ويبطن الكفر، من أهل الدرك األسفل من النار يوم القيامة، والعياذ باهللا تعالى، مع أن

: وهؤالء السبعة هم.ظاهر األمر في الدنيا، خليفة مسلم معاوية بن أبي سفيان، وهو أول الملوك، آما تقتضيه األحاديث المتواترة ضرورة، وآما قال عنه سفينة، -)6(

وقد أقر هو بذلك على نفسه؛ عبد اهللا بن الزبير بن العوام؛-)7(

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

33

عبد الملك بن مروان بن الحكم؛-)8( الوليد بن عبد الملك بن مروان؛-)9( سليمان بن عبد الملك بن مروان؛-)10( عمر بن عبد العزيزبن مروان؛-)11( يزيد بن عبد الملك بن مروان؛-)12(

ة ذه القائم ه اهللا، من ه ة، لعن ن معاوي ك من . وقد يتعجب البعض من غياب المجرم يزيد ب ب من ذل ا يتعج وإنمعة الشرعية وشروطها ففاته أن بيعة يزيد باطلة لم غلبته العصبية أو مسخ عقله الهوى، أو جاهل ال يعرف البي

.تنعقد قط

ة ة النبوي ه المدين واح بإباحت ر الب د أظهر الكف والظاهر أن المجرم يزيد بن معاوية، لعنه اهللا، عالوة على ذلك ق ما يسمى في) وزارة المعارف (ولعل هذا هو الذي دفع . المشرفة بواحا جهارا، آما تؤآد أآثر الروايات وأوثقها

وتوزيعه !) ؟)(حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية: (إلي تبني آتاب بعنوان) المملكة العربية السعودية(بـ !شاهت الوجوه: على المكتبات المدرسية، واعتماده رسميا لها

مته وزارة ذي س عود، ال ب آل س ة، حبي ن معاوي د ب رم يزي ن المج ائق ع ك بعض الحق ارفهم(وإلي ر ):مع أمي

ن المؤمنين، مع االختصار واالقتصار على مالبسات واقعة الحرة، حتى تعرف حقيقة عدو اهللا يزيد بن معاوية ب : أبي سفيان، وأنه هو الفاجر الغادر

v ري مسندا : [»فتح الباري شرح صحيح البخاري« قال اإلمام الحافظ في ره الطب ا ذآ ه م سبب في قلت وآان ال

د جماعة من ان يزيد بن معاوية آا ى يزي د ال ي سفيان فأوف ن أب ن أمر على المدينة بن عمه عثمان بن محمد بأهل المدينة منهم عبد اهللا بن غسيل المالئكة حنظلة بن أبي عامر وعبد اهللا بن أبي عمرو بن حفص المخزومي

م وثب ك ث ان في آخرين فأآرمهم وأجازهم فرجعوا فأظهروا عيبه ونسبوه الى شرب الخمر وغير ذل ى عثم وا علدعوهم فأخرجوه وخلعوا يزيد بن معاوية فبلغ ذلك يزيد فجهز إليهم جيشا مع مسلم بن عقبة المري وأمره ان ي

نهم م أآفف ع ا ث ا للجيش ثالث إذا ظهرت فأبحه اتلهم، ف وا واال فق ان رجع يهم فوصل في ذي . ثالثا ف فتوجه إلع الحجة سنة ثالث وستين فحاربوه وآان األمير على األن ن مطي صار عبد اهللا بن حنظلة وعلى قريش عبد اهللا ب

ة ة، انهزم أهل المدين : وعلى غيرهم من القبائل معقل بن يسار األشجعي وآانوا اتخذوا خندقا فلما وقعت الوقعنهم ل جماعة صبرا م ن سنان :فقتل بن حنظلة؛ وفر بن مطيع؛ وأباح مسلم بن عقبة المدينة ثالثا، فقت ل ب معق

!]. بي الجهم بن حذيفة ويزيد بن عبد اهللا بن زمعة وبايع الباقين على انهم خول ليزيدومحمد بن أ v سند صحيح : [»فتح الباري شرح صحيح البخاري« وقال اإلمام الحافظ في ة ب ي خيثم ن أب ر ب وأخرج أبو بك

د ف ضر دعى يزي ا احت ه الى جويرية بن أسماء سمعت أشياخ أهل المدينة يتحدثون ان معاوية لم ال ل ك : (ق أن ل، فلما ولي يزيد وفد عليه عبد اهللا )من أهل المدينة يوما فان فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة فاني عرفت نصيحته

ابوه د فأج ع يزي ى خل ه ودعاهم ال د وعاب ى يزي اس عل بن حنظلة وجماعة فأآرمهم وأجازهم فرجع فحرض الن

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

34

الهم فبلغ يزيد فجهز إليهم مسلم بن عقبة فاستقبلهم أهل وا قت شام وآره ابهم أهل ال رة فه ة بجموع آثي المدينشاميين من جانب ا من ال وا قوم ة أدخل ي حارث ك ان بن ر وذل ة التكبي فلما نشب القتال سمعوا في جوف المدينايع مسلم ل، وب ل من قت ة، وقت م فكانت الهزيم الخندق فترك أهل المدينة القتال ودخلوا المدينة خوفا على أهله

)]. انهم خول ليزيد يحكم في دمائهم وأموالهم وأهلهم بما شاءعلى(الناس v ن سعيد : [»فتح الباري شرح صحيح البخاري « وقال اإلمام الحافظ في د ب ي من طريق محم وأخرج الطبران

ك اال : (بن رمانة ان معاوية لما حضره الموت قال ليزيد قد وطأت لك البالد ومهدت لك الناس ولست أخاف علي، قال فلما آان من )جاز فان رابك منهم ريب فوجه إليهم مسلم بن عقبة فاني قد جربته وعرفت نصيحته أهل الح

ن في طاعة اهللا (، ثم دعاهم الى بيعة يزيد، )فأباحها ثالثا (خالفهم عليه ما آان دعاه فوجهه، ه، ق د ل وانهم اعبن ومن رواية عروة بن الزبير قال لما مات معاوية أظهر )(!!) ومعصيته د ب عبد اهللا بن الزبير الخالف على يزي

ر ن الزبي ى ب معاوية فوجه يزيد مسلم بن عقبة في جيش أهل الشام وأمره ان يبدأ بقتال أهل المدينة ثم يسير الة فمات في ى مك م سار ال ل، ث بمكة قال فدخل مسلم بن عقبة المدينة وبها بقايا من الصحابة، فأسرف في القت

]. بعض الطريق v سند : [»فتح الباري شرح صحيح البخاري «ل اإلمام الحافظ في وقا ن سفيان في تاريخه ب وأخرج يعقوب ب

ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا }: صحيح عن بن عباس قال جاء تأويل هذه اآلية على رأس ستين سنة ة الحر {الفتنة آلتوها ة في وقع ى أهل المدين شام عل ة ، يعني إدخال بني حارثة أهل ال ال يعقوب وآانت وقع ة ق

].الحرة في ذي القعدة سنة ثالث وستين

ان، ) إباحة أي بلد لجيش (اإلسراف في القتل جريمة شنعاء، أما : فنقول ه من اهللا بره دنا في واح عن ر ب فهو آفات من اهللا؟ سليمات وتبريك ه صلوات وت ذ ! فكيف بالمدينة المنورة، حرم خاتمة أنبياء اهللا، عليه وعلى آل لك وآ

ائهم (أو آونه ) عبدا لفالن في طاعة اهللا ومعصيته(أخذ البيعة قسرا على آون المبايع م في دم د يحك خول ليزين ) وأموالهم وأهلهم بما شاء ة، والمجرم مسلم ب نص آفري صريح فال نشك أن آال من المجرم يزيد بن معاوي

! ونعوذ باهللا من الخذالنعقبة، وأآثر جنودهما قد آفر بذلك وارتد،فعليهم لعنة اهللا،

:ومن األمور التي يحار فيها اللبيب ما جاء عن اإلمام أحمد بن حنبل في هذا الخصوص v ي ام الخالل ف سنة للخالل« حيث روى اإلم م- 521: ص3: ج(، »ال ي : [بإسناد صحيح) 846: رق أخبرن

ال أحمد بن محمد بن مطر وزآريا بن يحيى أن أبا طالب حدثهم قال سألت داهللا من ق ا عب ن : (أب د ب لعن اهللا يزيك؟ : (، قلت)ال أتكلم في هذا : (، قال )معاوية ى قول ا صائر إل ه، وأن ، !)ما تقول؛ فإن الذي تكلم به رجل ال بأس ب

ه وسلم ه «: فقال أبو عبداهللا قال النبي، صلى اهللا علي ال »لعن المؤمن آقتل ذين «: ؛ وق م ال اس قرني ث ر الن خي ] ، فأرى اإلمساك أحب لي»من لعنته أو سببته فاجعلها له رحمة«: يزيد فيهم وقال، وقد صار»يلونهم

د : من حقنا أن نسأل اإلمام رحمه اهللا : أقول ثال، ق متى آان يزيد مؤمنا، وهل آون عبد اهللا بن أبي بن سلول، م

!تل آليهما؟أفال يستحق من استباح المدينة اللعن والق! أدرك خير القرون مخرج له من النفاق؟

ى ساب إل دعون االنت وام فالعجيب أن من ي سلفية (وأما بالنسبة ألمير المؤمنين عبد اهللا بن الزبير بن الع أو ) السنة والجماعة (أو إلى ) السنة والحديث ( ن )ال د اهللا ب ة عب ون بخالف م، ال يعترف ا ه ل م ي وقلي ، إال من رحم رب

. فال حول وال قوة إال باهللا العلي العظيم! ؟)تنة ابن الزبيرف(الزبير بن العوام ويتحدثون بعناد غبي عن

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

35

ه إذا شرعية وي، فخالفت نهج النب ى الم والحق أن بيعة عبد اهللا بن الزبير بن العوام آانت عن رضا واختيار عله اهللا ن حزم، رحم ي ب ا أ . صحيحة، آما حرره اإلمام الحجة الكبير أبو محمد عل ة، آم ات األئم ره من ثق ن وغي

ن صرفاته، ولك ه وت ي حكم دي ف نهج الراش ى ال ان عل ا، آ ي اهللا عنهم وام، رض ن الع ر ب ن الزبي د اهللا ب عب . المؤرخون غمطوه حقه

سيف وعبد الملك بن مروان بن الحكم آان على تهج أبيه، مروان بن الحكم، في البغي بغير الحق، والخروج بال

د على اإلمام الشرعي أمير المؤمنين عبد اهللا بن الزبير بن العوام، حتى تمكن من قتله عند بيت اهللا الحرام، بعأن ألحد في مكة، وضرب الكعبة بالمنجنيق، واغتصب السلطة، ثم اجتمع عليه الناس وبايعوه خروجا من الفتنة

. وتخلصا من القتال

دا عن نهج الخال ابرة، بعي ة الراشدة وعبد الملك بن مروان بن الحكم هذا آان جبارا من الجب ستبعد أن . ف وال نه ة فيكون علي ذي يلحد في مك الم (يكون هو الرجل القرشي ال ذنوب ) نصف عذاب الع و وزنت ب ه ل ألن ذنوب

:الثقلين لرجحتهم، عياذا باهللا، آما جاء في األحاديث v بن حنبلمسند اإلمام أحمد« حيث جاءت الطامة الكبرى على رأس الحجاج وآمره عبد الملك بن مروان في «

ن : [بأصح إسناد ن عمرو ب د اهللا ب ى عب ال أت حدثنا هاشم حدثنا إسحاق يعني بن سعيد حدثنا سعيد بن عمرو قسمعت رسول اهللا، : يا بن الزبير : (الزبير وهو جالس في الحجر فقال إني أشهد ل اد في حرم اهللا، ف إياك واإللح

ا يحلها ويحل به رجل من قر«: صلى اهللا عليه وسلم، يقول ين لوزنته ال )»يش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقل : ، قفإني : (، قال!)فإنك قد قرأت الكتب، وصحبت الرسول صلى اهللا عليه وسلم: فانظر أن ال تكون هو يا بن عمرو(

أما هذا . ، هذا اإلسناد صحيح غاية في الصحة، على شرط الشيخين!)] أشهدك أن هذا وجهي إلى الشام مجاهداا اهللا، القرشي الم لحد في الحرم فال نشك أنه عبد الملك بن مروان، فهو اآلمر، والحجاج آان آلة التنفيذ، قبحهم .وتعسا لهما

:ويشهد لذلك ما رواه محمد بن عبد الملك بن مروان نفسه

v ل « آما جاء في ن حنب د ب ام أحم ي : [»مسند اإلم ال وأخبرن ن مسلم ق د ب دثنا الولي اش ح ن عي ي ب دثنا عل حان وهو األ ى عثم ه دخل عل ن شعبة ان رة ب ه عن المغي ه حدث روان ان ن م ك ب د المل ن عب د ب وزاعي عن محم

: إنك إمام العامة وقد نزل بك ما ترى وأني اعرض عليك خصاال ثالثا اختر إحداهن: (محصور فقال إما أن تخرج فتقاتلهم فإن معك عددا وقوة على الحق وهم على الباطل؛ -)1( ستحلوك وإما -)2( ن ي إنهم ل ة ف ك فتلحق بمك ى رواحل د عل ه فتقع م علي ذي ه اب ال أن تخرق لك بابا سوى الب

وأنت بها؛ . وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية-)3(

ل : (فقال عثمان سفك : أما أن أخرج فأقات ه ب ه وسلم في أمت ن أآون أول من خلف رسول اهللا صلى اهللا علي فلول الدماء؛ ه وسلم يق إني سمعت رسول اهللا صلى اهللا علي ا ف ستحلوني به ن ي إنهم ل : وأما أن أخرج إلى مكة ف

إنهم »يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم « شام ف ا أن ألحق بال اه؛ وأم ا إي ون أن ن أآ ، فلة يهم معاوي شام وف ل ال لى اهللا ع : أه ول اهللا ص اورة رس ي ومج ارق دار هجرت ن أف لم فل ه وس ي )]لي و ف ، وه

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

36

ن «، وهو بنحوه من طريقين في »مسند اإلمام أحمد بن حنبل «من طريق » فضائل الصحابة « مسند الحارث برة » التاريخ الكبير «، وفي »أبي أسامة ى فق ة (من طريق رابعة باختصار مقتصرا عل اد في مك ه ). اإللح ورجال

د ا ثقات آلهم إال أن محمد بن عبد الملك بن مروان يبع ه، فبينهم ن شعبة وأخذ من رة ب د أدرك المغي أن يكون قه . واسطة دما ظن ا فاحشا عن م وهم ان وه ن حب اتم ب و ح ام أب ا أن اإلم د اهللا (آم و عب ك، أب د المل ن عب د ب محم

الوليد وسليمان ويزيد : فهذا متأخر منكر الحديث، وصاحبنا ذاك قديم ثقة، وهو أخو الخلفاء األربعة ) األنصارين : ( أوالد عبد الملك، ولكنه آان ناسكا عابدا، وقال بن عساآر وهشام د ب ه زي د روى عن ه أم ول آان ناسكا وأم

ي صلى ه عن أم سلمة زوج النب واقد واألوزاعي وحكى عنه عمرو بن دينار وهو أآبر منه وله رواية عن أبي ). اهللا عليه وسلم

ى ما أنصفتم إذ نسبتم إلى المجرم ال : وقد يقول قائل سبوا إل م تن واح، ول ر الب ار الكف ة إظه ن معاوي د ب اجر يزي ف

د ألحد في الحرم ه ق مثل ذلك إلى المجرم عبد الملك بن مروان، واحتسبتموه في عداد خلفاء المسلمين، مع أن !المكي فاستحق نصف ذنوب العالم، فما هذا التناقض؟

ع المحسوس : فنقول ا الواق تكم، أم ة استباح التناقض إنما هو في أدمغ ن معاوي د ب اجر يزي فهو أن المجرم الف

ة صا، وأخذ البيع ذا ن ام، هك ة أي شه ثبالث ه، في طاعة اهللا (المدينة النبوية الشريفة لجي د ل ايع عب ى أن المب علا زعم . ، هكذا نصا )ومعصيته ة، وإنم ستبح حرم مك م ي ه ل روان فهو بزعم ن م ك ب ذبا -أما المجرم عبد المل آ

ر الخبيث الفاسق أنه -وزورا زعم . يريد استئصال عبد اهللا بن الزبي ده الحجاج ي ان قائ ذبا وزورا -وآ ه - آ أنه من الملحدين . عبد اهللا بن الزبير ) إلحاد(إنما جاء ليخلص الحرم من فهو إذا بزعمه معظم للحرم، مخلص ل

: والفاسقين v دما آما جاء مفصال في الحوار بين الحجاج وأسماء بنت أبي ا، عن بكر الصديق، رضوان اهللا وسالمه عليهم

حدثنا أسلم قال حدثنا وهب بن بقية قال حدثنا خالد ): [73: ص 1: ج(، »تاريخ واسط «دخل بيته؛ آما هو في لما قتل الحجاج ابن الزبير : عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن أبي سلمان صاحب راية الحجاج قال

ت أب ى أسماء بن ة دخل عل سمع واذا بجاري اد ت ال تك ت ف رت وعمي د آب ه، وق ا مع ه، وأن ر، رضي اهللا عن ي بكإنا نسلم : قولي لها : (، قال !)مالي والبن يوسف؟ : (، قالت )ابن يوسف أتاك فاسمعيها : قولي لها : (تسمعها فقال

ر؟ : (، قالت !)عليك ونسألك حاجتك؟ ن الزبي ل اب د قت ه وق ا حاجتي الي ال !)وم ه فاسق : (، ق دوا هللا قتلت ا ع ا خبيثالى دا في حرم اهللا تع ه : (، قالت !)تعالى ملح ه، إن رسول اهللا صلى اهللا علي را بوالدي ا ب ه صواما قوام ل قتلت ب

ال لم ق ف، «: وس ن ثقي يخرج م ف(س ي ثقي ون ف ر)أو يك ذاب ومبي ر » ، آ ا المبي اه، وأم د رأين ذاب فق ا الك فأمت ال!)فأن ال ذاك؟: (، ق د ق ت!)أو ق م(: ، قال ال!) نع افقين: (ق ر المن ا مبي وة «، وهو بنحوه في !)]أن ل النب دالئ

. »الفتن لنعيم بن حماد«، وفي »لألصبهاني

. إن وقاحة الحجاج وسيده عبد الملك ال تجارى، ولكن ليس هذا هو الكفر البواح الذي عندنا فيه من اهللا برهان ونحن ال نمنع، بل نحن نقطع، بأن الكثير من . يوم القيامةأما حقائق األمور فال يعلمها إال اهللا، وسيظهر أآثرها

درك األسفل ى ال الفساق من المسلمين في ظاهر أمرهم في الدنيا إنما هم منافقون في حقيقة األمر، مصيرهم إل .فهم في حقيقة األمر شر وأخبث بكثير من جمهور عوام المشرآين: من النار يوم القيامة

، وبخاصة )محاسبة الحكام: (ايات في مثالب بني أمية آثيرة، تجد طرفا منها في آتابنا وعلى آل حال فإن والرو

ا، والتعليق ) مثالب بني أمية : (في الملحق الخاص المسمى شة أآثره ات، مع مناق حيث تجد جمهرة من الرواي .على بعضها، فعليك به، إن اردت االستزادة

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

37

الم (لك بن مروان بن الحكم، فال يتصور فإن صح تطبيق الحديث على المجرم عبد الم ى ) نصف عذاب الع إال علار درك األسفل من الن ا من أهل ال من آان في الدرك األسفل من النار، ويكون هذا الرجل في حقيقة األمر منافق

ار، نسأل اهللا العافية، ونعوذ به من الخذالن ومن عمل أهل : يوم القيامة، مع آونه خليفة إسالميا في الظاهر الن !دار الخزي والبوار

ه : (وربما يستنكر هذا البعض ويقول ذا المجرم، ال سيما أن ل ه زا في زمن مث صورا عزي آيف يكون الديين من

ألم يقل خاتمة أنبياء اهللا، عليه وعلى : نمتم، وأدلج الناس : ، فنقول لهم !)على هذه الدرجة المنكرة من اإلجرام؟ اجر «: ت من اهللا آله صلوات وتسليمات وتبريكا د يكون فاسقا . »إن اهللا لينصر هذا الدين بالرجل الف اجر ق والف

ى من أهل اإلسالم، أو آافرا معلنا بالكفر آقزمان يوم أحد، أو منافقا ظاهره اإلسالم، وباطنه الكفر المؤدي به إل . الدرك األسفل من النار يوم القيامة

ا ثم استلم آل من الوليد وسليمان الخالف ة بعهد من سابقه، ثم بايعه العامة، وبيعة العامة هذه آانت في جوهره

ارا من . بيعة صورية للمحافظة على الشكلية الدستورية اإلسالمية ضا جب ان أي د آ ك فق د المل ن عب فأما الوليد ب . الجبابرة، بعيدا عن نهج الخالفة الراشدة، ولكن سليمان بن عبد الملك آان أعدل منه بكثير

سابقيه وآذلك عمر بن عبد العزيزبن مروان جاء بعهد من سليمان بن عبد الملك بن مروان، أي أنه إنما جاء آا أسلفنا، بعهد، ثم بيعة العامة، وهي في جوهرها بيعة صورية للمحافظة على الشكلية الدستورية اإلسالمية آم

اس ر ه ولكنه آان في واليته على نهج الخالفة الراشدة، فرضيه الن ه، ولكن وه، رضي اهللا عن ا، وأحب ضا حقيقيا ) أو قتله بنو أمية بالسم (عاجلته المنية ه أداره ة، مع أن ى أصولها النبوي ة إل ادة الخالف تمكن من إع قبل أن ي . بطريقة راشدية

ة، وبيع ة ثم ولي يزيد بن عبد الملك بن مروان بعهد من سليمان بن عبد الملك بن مروان ثم بايعه العام ة العام

. بيعة صورية للمحافظة على الشكلية الدستورية اإلسالمية: هذه عادت إلي السنة األموية الخبيثة الملعونة

ة ين من شعبان سنة خمس ومئ ال بق ة لخمس لي وتوفي يزيد بن عبد الملك ببلقاء من أرض الشام يوم الجمع: إلمام أبو حاتم بن حبان في تعقيبه الذي سقناه آنفا يقول ا . وبايع الناس هشام بن عبد الملك أخاه في ذلك اليوم

رة في أول سنة ست ) بن عبد الملك: يعني(فولى هشام [ ن هبي خالد بن عبد اهللا القسري العراق وعزل عمر بومئة وظهرت الدعاة بخراسان لبني العباس وبايعوا سليمان بن آثير الخزاعي الداعي إلى بني هاشم فخرج في

]إلخ... ة إلى مكة وبايعه الناس لبني هاشم، فكان ذلك تلعثم أمور بني أمية سنة ست ومئ

ا 116آانت في سنة ) بالط الشهداء (ونحن نعلم آذلك من التاريخ أن موقعة شهد فيه ي است ي الت ـ، وهي الت هة للمسلمين توقف د قائد الجيش عبد الرحمن الغافقي، وآانت أيام هشام بن عبد الملك، وآانت هزيم دها الم بع

سابقة، وإن اإلسالمي في أوروبا، أي أن المسلمين لم ينتصروا في تلك الحرب، خالفا لعادتهم في آل حروبهم الصال رون باستئ ة ق د ثماني امال إال بع ا آ ورا نهائي ان ظه آانت الهزيمة الكاملة في الشط األوروبي لم تظهر للعي

اوأه (بق إذا أيام هشام بن عبد الملك فاإلسالم لم ي. اإلسالم تماما من األندلس ) عزيزا منيعا، منصورا على من ن .آما آان في السابق

ام هشام . ، وهي قوية حسنة اإلسناد )ثم يكون الهرج : (والواقع التاريخي يثبت صحة الزيادة تن أي فقد آثرت الف

ي بن عبد الملك، وآثرت حرآات الخروج في المغرب األقصى، وغيره من أقاليم ا لخالفة، وثار اإلمام زيد بن علم ك، ث ه تل زين العابدين بن الحسين، رضوان اهللا وسالمه عليهم، على هشام بن عبد الملك، واستشهد في ثورت

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

38

ة وقع التقاتل بين بني أمية أنفسهم، وتبع ذلك مباشرة الثورة العباسية وما أوقعته من مذابح فظيعة في بني أمي .إلخ... وأتباعهم،

ة، وإن وفي ا اؤوا ببيع لختام نكتفي هاهنا بالتأآيد، مرة أخرى، على أن جميع هؤالء الخلفاء اإلثني عشر إنما ج

اس طاعة، . آانت بيعة بعضهم إنما آانت صورية ى الن ولم يتلقب أحد منهم قط بلقب الخالفة، أو زعم أن له علالقوة والغل )البيعة(إال بموجب هذه و أخذها أول األمر ب ذمم، إال ، حتى ول دهاء والمراوغة وشراء ال ة، أو بال ب

ا، اس به ذتهم الن ي الطاعة، وآانت مؤاخ تهم والة أمر واجب ي جعل ا هي الت ون بأنه رون ومعلن ا مق أنهم جميعا ) بحق أو باطل (وقتالهم للمتمردين عليهم، والخارجين على سلطانهم، د االحتجاج به ى أساسها وبع م . عل ول

دة ك الم ط في تل ة سنة و(يحصل ق ة العثماني ى سقطت الخالف اريخ اإلسالم حت ي ت دها ف م، حسب 1924ال بعا . مات الملك، يعيش الملك : عند وفاة خليفة أن نودي ) علمي ه ورثه اء زعم أن دا من الخلف ط أن أح م ق ولم نعل

ط ا سن أحدهم ق ه، وم ه أو أم ال أبي سان م رث اإلن ا ي ا من سابقه بحيث يستحقها من غير بيعة أصال، آم نظام . لوراثة العرش، أو نص على ذلك في دستور أو نظام أساسي

وقد اضطرب العلماء في فهم هذه األحاديث وفي تطبيقها على الواقع التاريخي، ومع ذلك أوشك اإلمام ابن حجر

صحيح من ) رحى اإلسالم(العسقالني أن يصل إلى نفس نتيجتنا، ولكن أضر به عدم أخذه بحديث على وجهه الي ج ه اهللا، ف ال، رحم ث ق ه، حي ع جوانب اري «مي اري شرح صحيح البخ تح الب د )215 ص - 13ج (، »ف ، بع

دأ : [استعراض أآثر األقوال ى االستقامة وان ابت دوم عل دور رحى اإلسالم ان ت ه ت راد بقول والذي يظهر ان المإذا ذلك من أول البعثة النبوية فيكون انتهاء المدة بقتل عمر في ذي الحجة سنة أ ع وعشرين من الهجرة ف رب

انضم الى ذلك اثنتا عشرة سنة وستة أشهر من المبعث في رمضان آانت المدة خمسا وثالثين سنة وستة أشهر فيكون ذلك جميع المدة النبوية ومدة الخليفتين بعده خاصة ويؤيد حديث حذيفة الماضي قريبا الذي يشير الى ان

ان باب األمن من الفتنة يكسر بقتل عمر ة الحديث ف فيفتح باب الفتن وآان األمر على ما ذآر وأما قوله في بقيدة يهلكوا فسبيل من هلك وان لم يقم لهم دينهم يقم سبعين سنة فيكون المراد بذلك انقضاء أعمارهم وتكون الم

داء ان ابت ان ف ة عثم الطعن سبعين سنة إذا جعل ابتداؤها من أول سنة ثالثين عند انقضاء ست سنين من خالفصحابة فيه الى ان آل األمر الى قتله آان بعد ست سنين مضت من خالفته وعند انقضاء السبعين لم يبق من الك دير ذل ى تق ة وعل اثني عشر خليف ا يتعلق ب ه لم أحد فهذه الذي يظهر لي في معنى هذا الحديث وال تعرض في

صديق فاألولى ان يحمل قوله يكون بعدي اثنا عشر خليفة على حقيقة ا ة من ال لبعدية فان جميع من ولى الخالفد ن يزي ة ب ا معاوي الى عمر بن عبد العزيز أربعة عشر نفسا منهم اثنان لم تصح واليتهما ولم تطل مدتهما وهمومروان بن الحكم والباقون اثنا عشر نفسا على الوالء آما أخبر صلى اهللا عليه وسلم وآانت وفاة عمر بن عبد

ك العزيز سنة إحدى دح في ذل رون وال يق ر الق ذي هو خي رن األول ال ومائة وتغيرت األحوال بعده وانقضى القي ن عل نهم اال في الحسن ب د م م تفق صفة ل ذه ال قوله يجتمع عليهم الناس ألنه يحمل على األآثر األغلب ألن ه

م يثبت استحقاقه اال ا ل د وعبد اهللا بن الزبير مع صحة واليتهما والحكم بأن من خالفهم سليم الحسن وبع د ت بعدتهم د في بعض م ة وان وج قتل بن الزبير واهللا أعلم وآانت األمور في غالب أزمنة هؤالء االثنى عشر منتظم

؛ انتهى القسم المهم من آالم اإلمام ابن حجر العسقالني، ]خالف ذلك فهو بالنسبة الى االستقامة نادر واهللا اعلم .في الملحق ألهميته» فتح الباري شرح صحيح البخاري«وقد أوردنا آامل النص آما جاء في

.، وغيرها)الملكية الوراثية(و) الملوآية( وجوب الخالفة على منهاج النبوة وتحريم ما سواها من

ى اهره، إل ك ومظ ة المل ن أبه داء م ه، ابت ع صوره واعتبارات ك بجمي ى ذم المل دل عل سابقة ت صوص ال ل الن آ

ا اغتصاب السلطة والوثوب اآم آم عليها بالقوة، والتصرف في الشأن العام آأنه ملكية خاصة يتصرف فيها الح . توريث السلطة، آما يورث اإلنسان لولده قطعة أرض أو قطيعا من األبقار: يشاء، وقمة ذلك، ونهايته المنطقية

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

39

لنبوة دليل على أنه متضمن وهذا الذم، مع آون النبي، صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم، استاء للملك بعد خالفة ا

سالم صالة وال ه ال ى آل ه وعل ه، علي دين الواجب، ال سيما مع قول سمع «: ترك بعض ال يكم بتقوى اهللا، وال علديين والطاعة، وإن عبدا حبشيا؛ وسترون من بعدي اختالفا شديدا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المه

ى »المحدثات فإن آل بدعة ضاللةعضوا عليها بالنواجذ وإياآم واألمور ه وعل ه، علي ، وآان هذا من آخر آالما : آله الصالة والسالم، عندما قام في أصحابه ذات يوم فوعظهم موعظة بليغة وب، وذرفت منه وجلت منها القل

آله ، فقاله، بأبي هو وأمي، عليه وعلى !)وعظتنا موعظة مودع فاعهد إلينا بعهد : يا رسول اهللا : (العيون، فقيل .الصالة والسالم

ة، ويكشف فها هو، صلوات اهللا وسالمه وتبريكاته عليه وعلى آله، يؤدي األمانة، ويبلغ الرسالة، وينصح لألمى د عل ظ الوعي ذ، ويغل ا بالنواج ديين، والعض عليه الغمة، فيأمر بالتمسك بسنته، وسنة الخلفاء الراشدين المه

. لى طريق ضاللة تردي صاحبها في نار جهنممن أحدث في الدين، وابتدع فيه، بأنه ع

د : آتاب التوحيد: (وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، آما حررناه في آتابنا ، هي )أصل اإلسالم، وحقيقة التوحيال ل ح في : هديهم العام المبني على إرجاعهم آل شيء إلى القرآن والسنة، ال غير، والتزامهم بأحكام اهللا في آ

وفي جمع المال من . وفي العدل في القضية، والقسمة بالسوية. ، والعسر واليسر، والغنى والفقرالحرب والسلم :ومن أهم ذلك. وفي إقامة حدود اهللا على القريب والبعيد، والعدو والصديق. حقه، وصرفه في مستحقه

اآم في الحقي -)1( سيد الح سيادته، فيكون ال رار المطلق ب شرع، واإلق ام لل يس الخضوع الت شرع، ول ة هو ال ق

اإلنسان، يس -)2( رأي، ول داء ال استالم السلطة ببيعة صحيحة من المسلمين عن رضا واختيار، مع التمكين التام من إب

وك : اغتصابا بقوة السالح على طريقة قطاع الطرق ة المل ى طريق ة عل ه، وال بالوراث ى شيء أآل من غلب عل ريقة مالك مزارع البقر؛، أو ط)الحق اإلالهي(المستبدين أدعياء

رار بـ -)3( ة ( اإلق دهم ) سلطان األم سلطة عن ة، فال ل عن األم ام إال تصرف الوآي شأن الع ال يتصرفون في ال ف

سلطة صرفون في ال مسؤولية والتزام، وعبء ثقيل يدعون اهللا أن يخرجهم منه سالمين؛ خالفا للملوك الذين يت . ومتاع يتمنون االستمتاع به إلى األبدتصرف المالك في ملكه الخاص، فهي حق لهم

) الملوآية(ولما آان السلطان لألمة، حقا خالصا لها، يجب عليها ممارسته، ويحرم عليه التنازل عنه، لذلك فإن

تتضمن ضرورة نقل هذا الحق، آله أو بعضه، إلى من ال يستحق ذلك أصال، بل وال يجوز ) الملكية الوراثية (أو يس أن يعطى منه ش ة، ول د تفويض ووآال ه عق ئ إال بتفويض من صاحب السلطان لشخص بعينه بعقد البيعة ل

.عقد بيع ونقل ملكية

ك بحسب الظروف وال، أو سرقة، أو نحو ذل صابا، أو غل سمى اغت ر ي م المعتب دون إذنه ه ب وأخذ الحق من أهلدين . والمناسبات ضروة وآل ذلك من الكبائر المحرمة، آما هو معلوم من ال ذلك . بال ة آ واغتصاب سلطان األم

:هذا أوضح من الشمس في رابعة النهار، وأدلته ال تكاد تحصى، فمنها: من الظلم والعدوان والكبائر المحرمة

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

40

واب : أوال ا غازي في سبيل فبطل ث رة غله د، أو شملة حقي سلطان األمة أثمن وأغلى من دنانير تقطع فيها الينارا، أو شبر من األرض يطوقه غاصبه من سبع أرضين يوم القيامة، فمن باب أولى استشهاده، والتهبت عليه

. يجب أن يكون اغتصاب سلطان األمة من الكبائر المحرمة

ذي : ثانيا استحقاق من نازع اإلمام الشرعي سلطانه أن تضرب عنقه، أعني باإلمام الشرعي السلطان المسلم الع بي د بوي ة، صاحبة يحكم بما أنزل اهللا وق ازع األم ى من جاء ين اب أول ار، فمن ب ة شرعية عن رضا واختي ع

م أن ضرب العنق . السلطان األصلي، سلطانها يستحق أن تضرب عنقه ومن ضرورة الشرع، وأيضا العقل، نعلده وث «: وذلك لقوله، عليه وعلى آله الصالة والسالم . ال يكون إال في الكبائر رة من بايع إماما فأعطاه صفقة ي م

:، آما جاء بأصح األسانيد»!قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق اآلخر v ر : [ حيث قال اإلمام مسلم بن الحجاج ال زهي ا و ق حدثنا زهير بن حرب وإسحق بن إبراهيم قال إسحق أخبرن

ال د (:حدثنا جرير عن األعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ق إذا عب دخلت المسجد فا مع رسول اهللا بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه فأتيتهم فجلست إليه فقال آناهللا صلى اهللا عليه وسلم في سفر فنزلنا منزال فمنا من يصلح خباءه، ومنا من ينتضل، ومنا من هو في جشره،

ه ادي رسول اهللا صلى اهللا علي ادى من ة : (وسلمإذ ن صالة جامع ه !)ال ى رسول اهللا صلى اهللا علي ا إل ، فاجتمعنه «: وسلم فقال ا يعلم إنه لم يكن نبي قبلي إال آان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر م

ضها وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بالء وأمور تنكرونها، وتجيء فتنة فيرقق بع. لهمبعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه، فمن أحب ذي يحب أن اس ال ى الن أت إل وم اآلخر ولي اهللا والي أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن ب

ه فلي رة قلب ده وثم إن جاء آخر ينازعه فاضربوا يؤتى إليه؛ ومن بايع إماما فأعطاه صفقة ي ه إن استطاع ف طعه »!عنق اآلخر ه فقلت ل دنوت من شدك اهللا : (، ف ه وسلم؟ : أن ذا من رسول اهللا صلى اهللا علي ، !)آنت سمعت ه

ل : (فقلت له ! سمعته أذناي ووعاه قلبي : فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال ا أن نأآ هذا ابن عمك معاوية يأمرننكم بالباطل إال أن تكون }: طل ونقتل أنفسنا واهللا يقول أموالنا بيننا بالبا والكم بي أآلوا أم وا ال ت يا أيها الذين آمن

د (، قال فسكت ساعة ){تجارة عن تراض منكم وال تقتلوا أنفسكم إن اهللا آان بكم رحيما ة أحم فجمع : وفي روايال ) يديه فوضعهما على جبهته ثم نكس هنيهة م ق ه في طاعة اهللا، : (ث ال !)]واعصه في معصية اهللا أطع ، وق

و آريب ) ح(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير وأبو سعيد األشج قالوا حدثنا وآيع : [اإلمام مسلم وحدثنا أبن ذر إسمعيل ب حدثنا أبو معاوية آالهما عن األعمش بهذا اإلسناد نحوه؛ وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو المن

د رب عمر حدثنا يونس بن أبي إس حق الهمداني حدثنا عبد اهللا بن أبي السفر عن عامر عن عبد الرحمن بن عب، )هذا حديث غاية في الصحة : (، قلت ]رأيت جماعة عند الكعبة، فذآر نحو حديث األعمش : الكعبة الصائدي قال

.وأخرجه آذلك أحمد والنسائي بأسانيد في غاية الصحة

صحابة قول أمير المؤمنين، الخليفة ال : ثالثا ى مجمع من ال ه عل ة، بملء في راشد الثاني، على المنبر في المدينايع هو وال : (من غير اعتراض أو إنكار من أي واحد منهم ال يب من بايع رجال عن غير مشورة من المسلمين ف

اد عمر !)الذي بايعه تغرة أن يقتال ى اعتق ا : (، وسنسوق الحديث قريبا وهو نص صريح عل ة إنم هي أن اإلمامر شورى، (، ثم تأآيد على )حق لألمة، وأمر من أخص أمورها، ال يجوز غصبه منها أن البيعة ال تكون من غي

؛ وجاء في أثر آخر، بإسناد صحيح مستقل عن !)وأن من فعل ذلك، المبايع والمبايع له آالهما، مستحق للقتل ه من دعا إلي إمرة من غير مشورة من المسلمين فاضربوا ع : (سابقه ر ثالث بإسناد صحيح )نق ؛ وجاء في أث

ثم أجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس وأمراء األجناد فأمروا أحدآم فمن تأمر عن غير : (مستقل عن سابقيه ).مشورة فاضربوا عنقه

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

41

vاس ن عب صحة عن اب ة ال ي غاي ناد ف ام البخاري بإس د أخرج اإلم دثني : [ فق داهللا ح ن عب دالعزيز ب دثنا عب حال إبراه اس ق ن عب ن مسعود عن اب ة ب ن عتب داهللا ب ن عب : يم بن سعد عن صالح عن ابن شهاب عن عبيداهللا ب

ن [ د عمر ب ى وهو عن ه بمن ا في منزل ا أن ن عوف، فبينم آنت أقرئ رجاال من المهاجرين، منهم عبدالرحمن بر ال : (الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبدالرحمن فقال ى أمي و رأيت رجال أت ال ل وم فق ؤمنين الي ا : م ي

ة ر إال فلت ي بك ة أب ا آانت بيع واهللا م ا؛ ف د بايعت فالن ات عمر لق د م و ق ول ل أمير المؤمنين هل لك في فالن يقال )فتمت م ق دون أن : (، فغضب عمر ث ذين يري اس فمحذرهم هؤالء ال شية في الن ائم الع ي، إن شاء اهللا، لق إن

ورهم صبوهم أم دالرحمن)يغ ال عب ت : (، ق ل فقل ؤمنين، ال تفع ر الم ا أمي اس ! ي اع الن ع رع م يجم إن الموس فا ة يطيره ول مقال وم فتق ا أخشى أن تق اس وأن وم في الن وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقسنة ا دار الهجرة وال ة فإنه دم المدين عنك آل مطير وأن ال يعوها وأن ال يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تق

ى مواضعها فتخلص بأه ضعونها عل ك وي م مقالت ا فيعي أهل العل ، )ل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنة : (فقال عمر ه بالمدين ام أقوم اس !)أما واهللا، إن شاء اهللا، ألقومن بذلك أول مق ن عب ال اب ة : [، ق دمنا المدين فق

ن عمرو في عقب ذي الحجة فلما آان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى د ب ن زي أجد سعيد ببن نفيل جالسا إلى رآن المنبر فجلست حوله تمس رآبتي رآبته فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته

ال !)ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف : (مقبال قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ي، وق أنكر عل : ، فا هو )!ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله؟ ( ، فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على اهللا بم

أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها ال أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها : (أهله ثم قال ! فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن ال يعقلها فال أحل ألحد أن يكذب علي

ا إ رجم فقرأناه ة ال زل اهللا آي ا أن ان مم اب فك ه الكت زل علي الحق وأن لم ب ه وس دا صلى اهللا علي ث محم ن اهللا بع

ول ان أن يق وعقلناها ووعيناها رجم رسول اهللا صلى اللهم عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمضة أ رك فري ضلوا بت ى من قائل واهللا ما نجد آية الرجم في آتاب اهللا في اب اهللا حق عل رجم في آت ا اهللا وال نزله

. زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو آان الحبل أو االعتراف

را ائكم أو إن آف وا عن آب م أن ترغب ر بك ه آف ائكم فإن ثم إنا آنا نقرأ فيما نقرأ من آتاب اهللا أن ال ترغبوا عن آب . بكم أن ترغبوا عن آبائكم

م ال أال ث لم ق ه وس لى اهللا علي ول اهللا ص د اهللا «: إن رس وا عب ريم وقول ن م سى اب ري عي ا أط ي آم ال تطرون . »ورسوله

ول !)ثم إنه بلغني أن قائال منكم يقول واهللا لو قد مات عمر بايعت فالنا ة : ، فال يغترن امرؤ أن يق ا آانت بيع إنم

وليس منكم من تنقطع األعناق إليه مثل أبي ! وقى شرهاأال وإنها قد آانت آذلك، ولكن اهللا: أبي بكر فلتة وتمت ! من بايع رجال عن غير مشورة من المسلمين فال يبايع هو وال الذي بايعه تغرة أن يقتال! بكر

وا بأسرهم في ا واجتمع صار خالفون ه وسلم أن األن ه صلى اهللا علي وفى اهللا نبي ا حين ت ان من خبرن وإنه قد آا حضرنا من : (حتى قال عمر ). ، ثم ساق خبر السقيفة بطوله (...سقيفة بني ساعدة، دنا فيم ا وج ا واهللا م وإن

اهم ا بايعن دنا فإم نهم بع ال م ايعوا رج ة أن يب م تكن بيع وم ول أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القابع هو وال على ما ال نرضى، وإما نخالفهم فيكون فساد؛ فمن بايع رجال على غير مشورة من ال يت المسلمين ف

ذلك في في )]. الذي بايعه تغرة أن يقتال ره، وتجده آ د، وغي ان «وأخرجه أحم ن حب بأصح أسانيد » صحيح اب .الدنيا

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

42

v ول : وقال عبد اهللا بن أحمد بن حنبل في العلل ومعرفة الرجال ا من : [سمعت أبي يق ن األشجعي آتب ا ب أعطانول آتب أبيه فنسخنا من آتاب األش ي : (جعي عن سفيان عن واصل عن المعرور قال سمعت عمر يق ا إل من دع

.، وهذا آذلك أثر صحيح، في غاية الصحة، عن المعرور)إمرة من غير مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه v رى « وقد سبق أن سقنا أثرا صحيحا بطوله أخرجه اإلمام البيهقي في ط »سنن البيهقي الكب ك اآلن فق ، وإلين الخطاب ال ه عمر ب ا، عن أبي : فقرة المناسبة لموضوعنا، عن عبد اهللا بن عمر بن الخطاب، رضي اهللا عنهموم الثالث [ وا في الي م أجمع ال؛ ث ي جدعان ثالث لي ولى بن اس صهيب م أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل للن

].نقهأشراف الناس وأمراء األجناد فأمروا أحدآم فمن تأمر عن غير مشورة فاضربوا ع

:وقد أدرك ذلك األئمة في جوهره، وإن شابت التفاصيل إشكاالت وتخليط وغبش آثير v اوى « فقد جاء مثال في دها 21: ص 35: ج(، »مجموع الفت ا بع اع الحسنات ): [ وم ان جم ا بي والغرض هن

وة والسيئات الواقعة بعد خالفة النبوة فى اإلمارة وفي ترآها فإنه مقام خطر وذلك أن خبره ب ة النب انقضاء خالففيه الذم للملك والعيب له ال سيما وفى حديث أبى بكرة أنه استاء للرؤيا وقال خالفة نبوة ثم يؤتي اهللا الملك من

د . يشاء واب حم ا من الث ى يتولونه صالحة الت ال ال افى األعم راء وم ة واألم ثم النصوص الموجبة لنصب األئموقد روى عن النبى صلى . لك من مذمومه وفى حكم اجتماع األمرينفيجب تخليص محمود ذ. لذلك وترغيب فيه

دا اخترت أن أآون عب اهللا عليه وسلم أنه قال إن اهللا خيرنى بين أن أآون عبدا رسوال وبين أن أآون نبيا ملكا فة ائز فى األصل والخالف ك هل هو ج ضاء والمل ارة والق ة من االم ك شوب الوالي رسوال فإذا آان األصل فى ذل

ه درة بدون م أو نقص ق ل . مستحبة أم ليس بجائز إال لحاجة من نقص عل ائز فى األصل ب يس بج ه ل فنحتج بأنا دي تمسكوا به اء الراشدين من بع الواجب خالفة النبوة لقوله صلى اهللا عليه وسلم عليكم بسنتي وسنة الخلف

ه من يعش منكم بعدي فسيرى اختالفا وعضوا عليها بالنواجذ وإياآم ومحدثات األمور فكل بدعة ضاللة بعد قول ا ة له ا وتحذير من المحدثات المخالف اء وأمر باإلستمساك به آثيرا فهذا أمر وتحضيض على لزوم سنة الخلف

]وهذا األمر منه والنهي دليل بين فى الوجوب v ي ضا ف اء أي اوى« وج وع الفت دها24: ص35: ج(، »مجم ا بع ي صلى اهللا ): [ وم ون النب ضا فك ه وأي علي

]وسلم استاء للملك بعد خالفة النبوة دليل على أنه متضمن ترك بعض الدين الواجب

ت ع : قل ر، بواق ة آثي ن األئم ره م أثر غي ا ت امحه اهللا، آم ة، س ن تيمي د ب اس أحم و العب الم أب يخ اإلس أثر ش تال دما ق ه األمور عن م النص : (المسلمين السئ بعد عهود الخالفة الراشدة، فاختلطت علي ة لنصب ث وص الموجب

ه ب في ذلك وترغي د ل واب حم ا من الث ى يتولونه صالحة الت ال ال افى األعم راء وم ة واألم يص . األئم فيجب تخلرين اع األم م اجتم شهادة اهللا أن ). محمود ذلك من مذمومه وفى حك شهد ب ة لنصب (ونحن ن النصوص الموجب

ا من ه األئمة واألمراء ومافى األعمال الصالحة التى يتولونه ذلك وترغيب في د ل واب حم ا، )الث ه حرفي ا قال ، آمو ى ول ة، حت ة الوراثي أذن بالملكي واجبة الطاعة، آما نشهد بشهادة اهللا أيضا أنه ليس فيها، وال حرف واحد، ي

ت ة(آان ى ) عادل داء عل ث هي اعت ن حي ذاتها م ا ب سلطان(ألنه ن ) ال رد م ل ف ل لك ة، وجع ه اهللا لألم ذي ملك الدل داود وسليمان، ) الملكية الوراثية ( فيه، فمهما آانت أفرادها نصيبا ور، آع ك من األم ا سوى ذل ة في م عادل

شريعة ذه ال ه في ه ا بتملك أذن اهللا له م ي ا ل د تملكت م ا ق ة بموجب آونه صلوات اهللا عليهما، فتبقى هي ظالم . المبارآة الخاتمة، فهي ظالمة إذا بموجب آونها، بالضرورة، غاصبة

ا وملكية ا م بم سلطان والحك ه، ألن ممارسة ال ازل عن ا التن ألمة للسلطان ليس هو فقط حق خالص لها يجوز له

شرع، وألن سيادة لل ال ألن ال ا أص ع منه ا أن تنخل يس له ا، فل ادة فرضت عليه شؤون عب ل ال ي آ زل اهللا ف أن

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

43

ا، ومن ك ممارسة األمة للسلطان قد قيد بقيود، وربط بطرائق شرعية ال تجوز مخالفته م ذل ة ( أه ا ). البيع تمام .آالمرأة ال يحل لها أن تمكن رجال من نفسها، مهما آانت درجة محبتها له، ورضاها به، إال في نكاح شرعي

م يوجب، »من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية «: وتأمل قول، عليه وعلى آله الصالة والسالم ، فل

ون عليه وعلى آله الصالة والسالم، على آ د أن تك ل أح في (ل فرد أن يباشر البيعة بنفسه، ولكنه أوجب على آد )عنقه بيعة ة التي ق ا بالبيع سه ملتزم رى نف ايع، وأن ي دير، تحت سلطان مب ل تق ، أي أوجب أن يكون، في أق

ه، وال رة قلب ده، وثم صفقة ي دها ب سه في عق د شارك بنف يكون غيره قد عقدها عقدا صحيحا، آما لو آان هو ق .فرق، وإال مات ميتة أهل الجاهلية من الكفار الذين يعيشون في فوضى من غير سلطان وال نظام عام

ذا ان ه اآم أو سلطان، وإن آ الحظ أنه، عليه وعلى آله الصالة والسالم، لم يقل من مات وليس عليه ملك أو ح

وجود السلطان المطاع المحترم ( عن هو بعض المقاصد من ذلك، ولكنه عبر ببالغته النبوية المعصومة الرائعة :ألمور منها) في عنقه بيعة: (بلفظة) المعترف به

شأته -)1( ه ون ة في تكوين شرعي : أن هذا السلطان إنما نشأ وتكون ببيعة معتبرة، فالبيعة جوهري سلطان ال فال

ة، ة، وال ينفك عن البيع د إال ببيع ة شرط في صحته الذي أمرنا بطاعته واالندراج تحت سلطته ال ينعق . والبيع وهذا وحده آاف لنسف الملكية الوراثية، مستبدة آانت أو دستورية، من جذورها؛

ك )البيعة( وأن هذه -)2( ا، تل ور األنفس منه ا، ونف ى ثقله د عل ل أح ، التي انعقدت صحيحة، الزمة في عنق آ

. ينفر اإلنسان بفطرته من األغالل في العنق األنفس األمارة بالسوء، المائلة بطبيعتها إلى التمرد واالنفالت، آما ألن االنخالع منها من آبائر الذنوب التي قد تصل بصاحبها إلى حد الكفر؛: ولكن ال مفر

ة «في عنق من لزمته، بحيث ) البيعة( وأن ثقل هذه -)3( ة جاهلي ا، وبحيث » يموت ميت ع منه يلقى «إن انخل

ه ة ل ديث اآلخ » اهللا وال حج ي الح اء ف ا ج ل آم ة، وثق م التبع ل، عظ شرع والعق ضرورة ال د، ب ه وال ب ر، يقابلالمسؤولية على أآتاف من تولى السلطان بموجبها من جانب، ومن جانب آخر فظاعة جرم من اغتصبها بوراثة

وهذا برهان آخر على أن ممارسة الملك من الكبائر المحرمة؛: مزعومة، أو قوة مسلحة وغلبة غاشمة ، ليس من أعيان العالم المحسوس أو من )البيعة: (ولما آان هذا الشئ ). البيعة: (يئا يقال له وأن هناك ش -)4(

ى ة عل ة المنبني ضرورة اللغ ي تعرف ب شرب، الت ل وال ة، آاألآ سان الجبلي ال اإلن ه، وال هو من أفع صفاة أعيانسنة لمعرف اب وال ذه ضرورة الحس والعقل، فال بد من الرجوع إلى نصوص أخرى من الكت ة ه ة (ة ماهي ) البيع

المعتبرة؛

الهم ال ) الملكية الوراثية (لذلك فإننا نؤآد ونقول أنه حتى لو رضي الناس بـ ا فح وبهم رضا حقيقي اق قل من أعم :يخرج عن التالي

أن يكونوا جاهلين بالحكم الشرعي، فهؤالء معذورين بالجهل، وهذا منتشر بين العوام؛-)1( ذا أو متأولين بشت -)2( ل، وه ى التأويالت، آما سيظهر من مناقشة آالم شيخ اإلسالم، فهؤالء معذورين بالتأوي

إنما يكثر بين العلماء والخواص والحكام؛

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

44

ة، -)3( ذوا أهوائهم آله ار مشرآون، اتخ شرع، فهؤالء آف أو راضين بها مع استيقانهم بمحرمتها وخالفتها لل .هللاونصبوا أنفسهم أربابا مشرعين من دون ا

ام سلطان، من الحك م وال والممارسون للملوآية المحرمة، أو المتلبسين بشئ من الملوآية عند ممارستهم للحك

:المسلمين آذلك أصناف ستطع -)1( م ي ذي ل ه، ال صنف مضطر مكره ال يستطيع من حاله انفكاآا آما آان حال النجاشي، رضي اهللا عن

ازل ستطيع التن اجرة من أصحاب حتى إظهار إسالمه، وال ي ر تعريض نفسه وتعريض المه ك من غي عن الملدح األخطار شة ألف ه وسلم، وتعريض من أسلم من أهل الحب ا عن . محمد، صلى اهللا عليه وعلى آل د تكلمن وق

. فليراجع) الحاآمية وسيادة الشرع: (النجاشي، رضي اهللا عنه، باستفاضة في فصل مستقل من آتابنا

ى منهاج وآذلك عمر بن عبد ال ة عل اه الخالف عزيز بن مروان، رضي اهللا عنه، ما آان يستطيع التحرك في اتجه الموت م داهم سم (النبوة إال ببطء شديد، ث ة بال و أمي ه بن ذورون، ال ). أو قتل فهؤالء مكرهون مضطرون مع

تثريب عليهم، بل هم محسنون مأجورون، إن شاء اهللا تعالى؛ تأولين بشتى التأويالت، فهؤال معذورن بدرجات مختلفة متفاوتة، وربما آانوا صنف من الجهلة أو من الم -)2(

سبه ل بح رى، آ ارات أخ ين العتب سالطين . آثم اء ال ن فقه و م ا ه نهم، وإنم يس م بالء ل ب ال يما وأن غال ال سدى، ويلب اس عن طريق اله ضلون الن سون الخونة، قاتلهم اهللا، الذين يفتون على هوى أسيادهم من الحكام، في

عليهم دينهم؛ ذة -)3( ك، ول صنف من العصاة الفساق الذين يعلمون حرمة ذلك، ولكنهم ال يستطيعون اإلفالت من شهوة المل

روج الهم آحال سائر . التسلط والتحكم، وما يترتب على ذلك من سهولة اشباع شهوات البطون والف فهؤالء حاستحالل الحرام والرضا به لما فيه من لذة وإشباع ويخشى أن يقع في قلوب بعضهم شئ من . فساق المسلمين

افرا في ذلك آ صبح ب شهوة، أو آراهية الشريعة وبغضها لما فيها من القيود والتضييق على الحكام بخاصة، فيه . الباطن، منتسبا إلى اإلسالم في الظاهر ادي، المفضي بأهل اق االعتق م وأخطر أصناف النف وهذا واحد من أه

سفل من النار، دار البوار، حيث اللعنة األبدية، واإلهانة السرمدية، عياذا باهللا؛ إلى الدرك األ

ي ن أب ة ب داء من معاوي وة، ابت اء نب وا خلف م يكون ذين ل فحال خلفاء المسلمين، أي رؤساء الدولة اإلسالمية، الد (نيين، وآذلك أمراء األندلس سفيان ثم بقية خلفاء بني أمية، فالعباسيين في العراق ثم مصر، وأخيرا العثما وق

، وأمراء اإلمارات اإلسالمية األخرى المستقلة، هم في الجملة واقعون تحت صنف من )زعم بعضهم أنه خليفة . األصناف الثالثة الرئيسة السابقة

ام ة أو لتو . هذه هي فقط أحوال أعيان الناس، سواء العامة أو الحك نن للملوآي ام يق ا سن دستور أو نظ ريث أم

ام، أي ) النظام(العرش فهو تشريع من دون اهللا، واستحالل تنظيمي أو تقنيني للحرام، فيكون من حيث هو نظزل اهللا، . أحكام مجردة، نظام آفر ا أن ر م م بغي د حك ه فق م ب ه وحك د شرع من دون اهللا، ومن طبق ومن سنه فق

ا أ ا، أو نظام سميته دستورا، أو قانون رارا، أو الئحة، أو وذلك بغض النظر عن ت ر أساسي، أو ق يا أو غي ساس .أعراب، أو غير ذلك من المسميات) سلوم(عرفا ساريا، أو

ة ر من حيث هي، : وهذه األعمال الخبيثة الملعون ال آف زل اهللا، أعم ا أن ر م م بغي شريع من دون اهللا، والحك الت

. نع التكفير المعروفةوفاعلها مشرك آافر بعينه وشخصه، إال من قام به مانع من موا

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

45

سلطة، ادة في مناصب ال فإذا آان فاعل ذلك ممتنعا بالقوة المسلحة، آما هي العادة في هذا المقام ألن هؤالء عالقوة ة ب ة ممتنع ر حربي ة آف ه، طائف ل تحت رايت ه، وقات ل مع ه وتكت ن حالف و وم ا، فه ادة والفتي ب القي ومرات

ال فتقا ا المسلحة، قد تكون مستحقة للقت صلة في آتابن ة المف ل بالكيفي ة : (ت ال الطوائف الممتنع د تكون )قت ، وق .عليه نتوآل، وبه نتأيد: مستثناة من وجوب المقاتلة آما هو أيضا مفصل هناك، فنحيل إليه، وباهللا التوفيق

المبحث، حيث فال محل هنا إطالقا لما قاله أحدهم معترضا في الشبكة العنكبوتية، بعد نشر طبعة سابقة من هذا

قولكم بكفر الملكية الوراثيه فيه مخالفة صريحه للسلف اهل السنة والجماعة واجماع األمة على ان الملك : [قالاب اهللا ر . مباح تصديقا لكت صادر الغي الحكم ال م وب الي اإلسالمي في الحك ة ليست هي النموذج المث لكن الملكي

سنة المط اب وال ن الكت ه م ة ثابت ى ادل ستند ال ة م ى دالل ره ال ر(ه ه ) الكف ة رضي اهللا عن م معاوي صبح حك سيرآن ل من الق ل دلي م ينق ر ول اهللا آف اذ ب وصنيعه في الملك من بعده وبني اميه وبني العباس وبني العثمان والعيه ة بتملك ر معاوي ابعين بكف ة الت يهم واالئم صحابه رضوان اهللا عل سلف ال ر صحيح وثابت من ال والسنة او خب

]وصنيعه بتوريث الملك من بعده الى ابنهالخالفة

سلفية اء ال ة . والظاهر أن المعترض من أدعي ر، والمجازف ه من ضحالة الفك زون ب ا يتمي ل م ز بك ه يتمي وآالم :بالدعاوى الفارغة دون برهان، بل الجعجعة بأصوات عالية

السلف بعض أهل السنة والجماعة، وليسوا هم أهل السنة والجماعة؛-)1( انيدها ): الملك( لم تجمع األمة على إباحة -)2( ي سقناها بأس ا تظهره النصوص الت د . هذا آذب صريح، آم وق

وك، . أعاذ اهللا األمة أن تجتمع على ضاللة، بل لعل الصحابة أجمعوا على حرمته وذمه ة، أول المل ى معاوي وحتضاء ة البي ع الراي م رف رارا ث ذمتها م ن م الت م اول اإلف ن وا أس . ح د ولك صها عن اع وأرخ وى اإلجم هل دع

المبطلين؛ ائر ) بكفر الملكية الوراثيه ( لم نقل -)3( ا من الكب فالتصرف . آما قال هو بلفظه نصا، وإنما قلنا بحرمتها، وأنه

: والكفر يكون. وفقها من الذنوب والمعاصي ة، أ -)أ( ك الحرم ض تل ا، أو رف د حرمته ين، أو جح سان المع د اإلن تحاللها عن شريع باس ى ت تكبار عل و االس

ى ا، وحت ان أو محكوم ا آ م يمارسها، حاآم ين أو ل سان المع حرمتها، أو االستهزاء به، سواء مارسها ذلك اإلن هذا قد توجد فيه أحد موانع التكفير المعروفة فال يكفر أصال،

انون أو بالعرف االجتماعي المس ( أو بسنها نظاما ملزما للكافة بأمر السلطان، -)ب( وة الق تقرالساري الذي له ق

وم . ، فهذا النظام، من حيث هو نظام مجرد، نظام آفر )والنظام ه، إال أن يق افر مشرك بعين ومن سنه وحكم به آ . به مانع من موانع التكفير

شرعي المؤصل . ولكن صاحبنا أتفه رأيا، وأضحل فكرا من أن يدرك هذا أو يفهمه م ال فليته أقبل على طلب العل

أوال قبل التورط في مثل هذه المجازفات القبيحة؛ ة ) حكم معاوية ( سبق أو أوضحنا أن -)4( ام الهدى، الخليف ؤمنين، إم ر الم لم يكن آفرا، فهو قد خرج على أمي

ه مستترا بـ ه وقاتل ب، وبغى علي ي طال ان (الراشد الرابع، أبي الحسن علي بن أب ة )قميص عثم ره الخليف ، وأآ

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

46

رهين الراشد الخ اس مك ه الن صابا وبايع ة اغت ى االستقالة، واغتصب الخالف ي عل ن عل ا محد الحسن ب امس أبى ال ليحصل عل ا احت تخلصا من الفتنة وسفك الدماء؛ وهو لم يسن نظاما للملكية الوراثية يلزم به العامة، وإنم

ده من ل جمهور من جاء بع ه (بيعة ليزيد بالرغبة والرهبة، وآذلك فع ان بني امي ي العثم اس وبن ي العب ، )وبن ولكن أنى لألفهام السقيمة، واألدمغة المختلة أن تفهم هذا؛. وليس هذا من الكفر في صدر وال ورد

ان ( وعلى فرض أن معاوية، أو غير معاوية من -)5( ي العثم اس وبن ي العب أ، أو فسق، أو ) بني اميه وبن أخط

الشرع هو الحاآم عليهم وعلينا، وعلى الجميع، وليس ! لشرع؟متى آان هؤالء حاآمين على ا! فكان ماذا؟: آفر . العكس

ا، وال وب عنه ا ين ولعل هناك ردود واعتراضات من هذا الجنس، وعلى هذا المستوى، فنكتفي بما سبق نموذج

.نضيع الوقت والجهد في معالجتها

رة ا، ولكث رة، واألولى هو أن نستمر في مناقشة أقوال شيخ اإلسالم، لخطورته رة فق ذآرها فق ا، فن رين به المغت :ونعقب عليها في نقاط مرقمة

v ي ضا ف اء أي د ج اوى « فق وع الفت دها 24: ص35: ج(، »مجم ا بع ك ): [ وم وز المل ن يج تج م د يح وق

ا . ، ونحو ذلك وفيه نظر )إن ملكت فأحسن : (بالنصوص التى منها قوله لمعاوية ة لم ويحتج بأن عمر أقر معاويذا قدم الشام عل ال فى ه اك ويق ال ال آمرك وال أنه ى ما رآه من أبهة الملك لما ذآر له المصلحة فيه فإن عمر ق

صار محل إن عمر لم ينهه ال أنه أذن له فى ذلك الن معاوية ذآر وجه الحاجة الى ذلك ولم يثق عمر بالحاجة فا ي ة وإنم در الحاجة أو اجتهاد فى الجملة فهذان القوالن متوسطان ان يقال الخالفة واجب ا بق جوز الخروج عنه

د من ه الب د المقصود بدون إن يقال يجوز قبولها من الملك بما ييسر فعل المقصود بالوالية وال يعسره إذ ما يبعان ل حال وزم ك فى آ ان أحدهما من يوجب ذل ا طرف اد وهن ه أو استحبابه محل اجته اجازته وأما ملك فإيجاب

ة وطوائف وعلى آل أحد ويذم من خرج عن ذلك مطلقا أو لحاجة آما هو حال أهل البدع من الخوارج والمعتزلة ة واإلباحي ل الظلم من المتسننة والمتزهدة والثانى من يبح الملك مطلقا من غير تقيد بسنة الخلفاء آما هو فع

]وأفراد المرجئة وهذا تفصيل جيد وسيأتي تمامه

:تعقيب ه، لم) قوله لمعاوية إن ملكت فأحسن (-)1( ك أو تجويز ل ه تحسين للمل يثبت، وإن ثبت فال حجة فيه وليس في

ستر اهللا : اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى اهللا عنها «: آقوله، عليه وعلى آله الصالة والسالم ستتر ب فمن ألم فلياب اهللا عز وجل ه آت م علي دلنا صفحته نق ه من يب ى اهللا؛ فإن ب إل ى ش»وليت ناد صحيح عل اء بإس ا ج رط ، آم

ا، أن رسول اهللا صلى » المستدرك على الصحيحين«الشيخين في ، عن عبد اهللا بن عمر رضي اهللا تعالى عنهمه د أن رجم األسلمي فقال ه . اهللا عليه وسلم قام بع ى اهللا «: قول ستر اهللا وليتب إل ستتر ب م فلي ه » من أل يس في ل إباحة لإللمام، وال رخصة في اقتراف الذنوب؛

ه المصلحة إقرار عمر (-)2( ر ل ا ذآ ك لم ا رآه من أبهة المل ى م شام عل دم ال ا ق ة لم ا ) معاوي ال دقيق يس نق . ل

شام ك من أهل ال ى أبهة المل اد عل رد من اعت فمعاوية لم يحتج بالمصلحة، وإنما ذآر مفسدة مخوفة، وهي تمضرورة ك ا . وخروجه على السلطان، فهو يزعم الحاجة أو ال ه تل ين ل م تتب ا عمر فل غ أم ا تبل م يره لحاجة أو ل

اف بتفاصيله . مرتبة الضرورة م آ دينا عل يس ل يس . ونحن إنما نقل لنا حوارهما مقتضبا، ول ال فل ل ح ى آ وعل إقرار عمر حجة، لو هو أقر ذلك، فال حجة دون رسول اهللا، صلى اهللا عليه وعلى آله وسلم؛

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

47

زاع الحقي ) أبهة الملك ( إن -)3( ة صحيحة، أمر ثانوي فرعي، وموضع الن ر بيع أخوذ من غي ك الم قي هو المل

فالكالم عن هذا الفرع قد يربك النظر إلى األصل؛. وراثة أو عنوة أن -)4( ول ب ة ( الق در الحاج ا بق روج عنه وز الخ ا يج ة وإنم ة واجب رر) الخالف ر مح ول غامض غي ة . ق ولفظ

فالحاجة قد . خطام لها وال زمام الحاجة ليست لفظة شرعية معتبرة، وال عجب فليست هي محررة منضبطة، فال : تكون

ضرورة ملجئة تتعلق بالحياة أو الموت آالمجاعة، وفقد الماء في الصحراء؛ -)أ( ر -)ب( ا غي شبعها، ولكنه م ي شقاء والتعاسة إن ل شعر بال اني وي سان ويع ألم اإلن ة اإلشباع، يت وقد تكون واجب

قاتلة، آحاجة الرجال للنساء وبالعكس، ى -)ج( وع عل دال من الن وثير ب اعم ال راش الن سرير ذي الف وقد تكون من الكماليات والتحسينات آالنوم على ال

. األرض الصلبة مباشرة أو فوق الحصير الخشن

راه )االضطرار(و) االستكراه(و) اإلآراه(وإنما جاء الشرع بمفاهيم ضطرار واإلآ أذن بالمحرمات في أحوال ال فقط الواجب ئ، وأس ر الملج ط ال غي درة، فق دم الق د ع شرعية . ات عن ام ال ا األحك د نظمته ات فق ة الحاج ا بقي أمم وجه القول الصحيح إذا هو . تفاصيلها على أت ضرورة : (ف در ال ا بق ا يجوز الخروج عنه ة وإنم ة واجب الخالف

فهذا هو عين قولنا، آما حررناه آنفا؛) الملجئة دع من الخ ( جملة -)5( ة آما هو حال أهل الب اب اإلرهاب ) وارج والمعتزل ر، وهي من ب ادة للتنفي ستخدم ع ت

وال دع (الفكري، ومحاولة تخويف المناظر بأن قوله مطابق في مسألة معينة ألق دال من البحث عن )أهل الب ، بة المبت : (بدال من القول مثال ) وأفراد المرجئة : (ويزيد الطين بلة أنه يقال . الحق بأدلته ، )دعة وأفراد من المرجئ

.{ويل للمطففين}: وهذه ازدواجية في المعايير، وآيل بمكيالين، وهو حرام بنص القرآن

ه ك آل ع، والهروب من : وأنت ترى في هذا النص القصير حجم التخبط والغبش وسبب ذل ر الواق ة تبري محاولك ع ذل ة تواب ال، وب . مواجه ادين القت ي مي سيف ف ل ال ن حم الم مم يخ اإلس ا أن ش ة وإذا عرفن ي مواجه رز ف

!السالطين، وتمرس في دخول السجون، فكيف يكون حال غيره؟ v ا أن يكون : [ واستطرد شيخ اإلسالم قائال ك إم ى المل وة ال ة النب وتحقيق األمر أن يقال انتقال األمر عن خالف

ان مع إن آ ا وعمال ف ك علم ا أو لعجز العباد عن خالفة النبوة او اجتهاد سائغ او مع القدرة على ذل العجز علمات مع سقط سائر الواجب ا ت درة آم ة مع الق وة واجب ة النب ك وان آانت خالف ذورا فى ذل عمال آان ذو الملك معك من بعض شبه ذل صديق ت ل حال يوسف ال ه ب ك فى قوم العجز آحال النجاشى لما اسلم وعجز عن اظهار ذل

در أن الوجوه لكن الملك آان جائزا لبعض األنبياء آداود وسليمان وي ا وعمال وق وسف وإن آان مع القدرة علمدير ذا التق ر شريعتنا فه خالفة النبوة مستحبة ليست واجبة وإن اختيار الملك جائز فى شريعتنا آجوازه فى غي

]إذا فرض أنه حق فال اثم على الملك العادل أيضا

:تعقيب

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

48

سبق الكالم عن االضطرار عامة، وعن النجاشي خاصة؛-)1( ه الك -)2( ك . الم عن يوسف وداود وسليمان، صلوات اهللا وسالمه عليهم، ال معنى له، وال محصول من ورائ تل

شرائع سابقة تم نسخها قطعا؛ تقدير باطل، ألن البرهان قام على خالفه، فال معنى لدراسة ) خالفة النبوة مستحبة ليست واجبة ( تقدير أن -)3(

ارئ آما. ما يترتب على هذا التقدير الخيالي اهيم، ويشوش األذهان ألن الق ك المف أن التطويل به خليق بأن يرب . أو السامع العادي قد يظن هذا احتماال مقبوال في هذه الشريعة الخاتمة فيحدث بذلك الخطأ والضالل

v م فى تثبيت خ : [ واستطرد شيخ اإلسالم قائال ا تكل د لم ى فى المعتم و يعل ة وهذا الوجه قد ذآره القاضى أب الف

معاوية وبنا ذلك على ظهور إسالمه وعدالته وحسن سيرته وأنه ثبتت إمامته بعد موت علي لما عقدها الحسن ال ين ق ى رأس خمس وثالث ا اإلسالم عل دور رح له وسمى ذلك عام الجماعة وذآر حديث عبد اهللا بن مسعود ت

ره ان أم ة آ ان قال أحمد فى رواية ابن الحكم يروي عن الزهري أن معاوي ه شيء فك ر علي خمس سنين ال ينكهذا على حديث النبى خمس وثالثين سنة قال ابن الحكم قلت ألحمد من قال حديث ابن مسعود تدور رحا االسالم ى صلى اهللا لخمس وثالثين أنها من مهاجر النبى صلى اهللا عليه وسلم قال لقد أخبر هذا وما عليه أن يكون النب

هو بالحنابة انما يصف ما يكون بعده من السنين قال وظاهر هذا من آالم أحمد عليه وسلم يصف اإلسالم بسير د عن ر أن رجال سأل أحم ين وذآ ة الخمس والثالث ة آانت من جمل ة معاوي اهر الحديث وأن خالف ذ بظ ه أخ أن

م يكن الخالفة فقال آل بيعة آانت بالمدينة فهى خالفة نبوة لنا قال القاضى وظاهر هذا أن ما آان بغير ال مدينة لة ه الخالف ك بقول م عارض القاضي ذل دا ث رة ج ى آثي ة تمت بعل ى ان الخالف د عل خالفة نبوة قلت نصوص احمد ى وان بع ام عل ا اخر اي ان آخره ين سنة آ ثالثون سنة ثم تصير ملكا قال السائل فلما خص الخالفة بعده بثالث

ة فأجاب القاضى يس بخالف ك ل ى أن ذل ا دل عل ى ال ذلك يكون ملك ة الت ه الخالف راد ب ه يحتمل أن يكون الم بأنا فى ذا قادح يشوبها ملك بعده ثالثون سنة وهكذا آانت خالفة الخلفاء االربعة ومعاوية قد شابها الملك وليس هذا يقتضى ان شوب را قلت فه اء فقي ره من االنبي ان غي ه وان آ دح فى نبوت م يق خالفته آما أن ملك سليمان ل

ل من انتصر الخالفة بالملك ة المحضة افضل وآ ة وان آانت الخالف افى العدال ك ال ين جائز فى شريعتنا وان ذللمعاوية وجعله مجتهدا فى اموره ولم ينسبه الى معصية فعليه أن يقول بأحد القولين اما جواز شوبها بالملك أو

ان عمل س در ف ا او الن عدم اللوم على ذلك فيتجه اذا قال ان خالفة النبوة واجبة فلو ق ان دين رة وان آ يئة فكبيه دى ب صحابة من يقت . الفاسق من غلبت سيئاته حسناته وليس آذلك وهذا رحمته بالملوك العادلين اذ هم فى ال

واما اهل البدع آالمعتزلة فيفسقون معاوية لحرب على وغير ذلك بناء على أنه فعل آبيرة وهى توجب التفسيق ] م اذا ساغ هذا للملوك ساغ للقضاة واالمراء ونحوهمفال بد من منع احدى المقدمتين ث

:تعقيب

اب اهللا أو سنة رسوله -)1( دوا في آت ن وج ى، أي ا يعل ه القاضي أب من حقنا أن نسأل شيخ اإلسالم، ومن قبل

ة ! األمر بتثبية خالفة معاوية أو النهي عن ذلك؟ ديل معاوي اب اهللا أو سنة رسوله األمر بتع وأين وجدوا في آتضعيفه؟ ه أو ت ن وجدوا في ! أو تجريحه، ال سيما أنه لم يرو شيئا يذآر من الحديث يوجب النظر في توثيق وأي !آتاب اهللا أو سنة رسوله األمر باالنتصار لمعاوية واالعتذار له باالجتهاد أو النهي عن ذلك؟

ا -)2( نة إنم ين س الم لخمس وثالث ى اإلس ساب دوران رح ل أن احت ن قب لفنا م ة أس يس الدول ن تأس ون م يك

ام ى اإلم ا نسب إل اإلسالمية، وليس من وفاة نبي اهللا، عليه وعلى آله صلوات وتسليمات وتبريكات من اهللا، فمة ام معاوي ى من أي وهو من . أحمد بن حنبل إذا ما هو إال محاولة فاشلة لتحسين صورة السنوات الخمس األول

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

49

ا ا اهللا منه ا، أو *، وغ زالت العلماء الشنيعة، أعاذن ا، أو اعتباره ات إليه ال يجوز االلتف د، ف ام أحم ا اهللا لإلم فره !متابعته عليها

أن خالفة معاوية إنما ثبتت ببيعة العامة له بعد أن استقال أمير المؤمنين الخليفة الراشد الخامس الحسن -)3(

ة اإلسالمية، وإن آانت مدخ . بن علي عنها ة لتثبيت الخالف ة آافي ى هذه البيع القطع عل م تكن ب ة ناقصة، ول ولم يس ألنه ة، ول ا الحرب األهلي ة وسفك، وخروج رارا من الفتن ة ف اعوا معاوي ا ب اس إنم وة، ألن الن منهاج النب

اختاروه عن قناعة واختيار بأنه أصلح الناس للمنصب، ولم يكن هناك التمكين التام من إبداء الرأي؛ ة (، أو )أن الحسن تنازل لمعاوية عن الخالفة : (مثل إن ما يقال عادة من العبارات، -)4( أن الحسن عقد لمعاوي

:آله باطل، وذلك) الخالفة ) استخالف ( لعدم الدقة في نقل الواقع التاريخي، والتخبط في فهمه، آما أثبتناه بال شبهة فيما يزعمون من -)أ(

ستبعد أن يكون األمر ). ترشيح (أو ) ابانتخ (أبي بكر لعمر، أو عقد أبي بكر لعمر، وأنه آان في الحقيقة ال ن ف ها هنا آذلك، وهذا هو الذي نرجحه، ولعل بعض طلبة العلماء يستوعب الروايات والنقول لتحقيق هذه المسألة؛

ه، أو -)ب( أو أن يكون ذلك قد وقع بالفعل من الحسن بن علي، رضوان اهللا وسالمه عليهما، ظنا منه أن ذلك ل

سليمات . اإلمام، أو ما شاآل ذلك أنه من صالحيات وحسن الظن بريحانة رسول اهللا، عليه وعلى آله صلوات وته وتبريكات من اهللا، أمير المؤمنين، الخليفة الراشد الخامس، أبي محد الحسن بن علي يوجب علينا أنه نقول أن

سلمين ين الم الح ب ر، واإلص ط إال الخي صد ق ا ق ه م أ، وأن د فأخط أجور م . اجته و م اء فه ن األخط اب، ولك ث االجتهادية ال يجوز األخذ بها، وال متابعة المجتهد عليها بمجرد تبين خطئها؛

ه -)4( ه في ذات الرغم من أن سوخة، ب ا هو شريعة سابقة من سبق أن برهنا على أن جواز الملك وإباحته، إنم

ة اء، وقل صالحين نظام خبيث خطير، ال خير فيه، ولم يحسن التعامل معه إال األنبي اء اهللا ال ي . من أولي ولكن بنم أسباب ه من أه إسرائيل عاندوا، وراجعوا نبيهم، وترددوا عليه، حتى أذن اهللا لهم به، فكان لعنة عليهم، ولعل

. هلكتهم ذه )الملوآية( سبق أن أوضحنا أن -)5( ة في ه ة محرم ة، جريم ، وهي تتضمن ضرورة اغتصاب سلطان األم

ي ة، وه شريعة الخاتم ر ال ال أمي د أن ق يما بع ك، ال س ي ذل بهة ف اك ش ون هن وز أن تك دوان، وال يج م وع ظلصحابة، ار ال ر، بحضرك آب المؤمنين، الخليفة الراشد الثاني، أبو حفص عمر بن الخطاب، بملء فيه على المنب

رة أن من بايع رجال عن غير مشورة من المسلمين فال يبايع هو وال الذي باي: (وبدون أدنى معرضة منهم عه تغة، أو . ، ومحال أن يأمر بقتل مرتكب صغيرة !)يقتال شرعي تفسيق معاوي م ال ذا الحك وال نبالي أن يترتب على ه

!وال يترتب على ذلك عمل مفيد أصال، فلم االنشغال به؟. عدم تفسيقه v آت فترك الواجب سبب وأما اذا آانت خالفة النبوة واجبة وهي مقدورة وقد تر : [ واستطرد شيخ اإلسالم قائال

للذم والعقاب ثم هل ترآها آبيرة او صغيرة ان آان صغيرة لم يقدح فى العدالة وان آان آبيرة ففيه القوالن لكن د يقال هنا اذا آان القائم بالملك واالمارة يفعل من الحسنات المامور بها ويترك من السيئات المنهى عنها ما يزي

ان به ثوابه على عقوبة ما يترآه م اذا آ ى سيئاته ف د ترجحت حسناته عل ن واجب او يفعله من محظور فهذا قا أن يكون الفاضل من ة أحوال ام ه ثالث ا مع سالمته عن سيئاته فل ى فعله ذه الطاعة الت غيره مقصرا فى هان مفضوال ل آ حسنات االمير اآثر من مجموع حسنات هذا او اقل فإن آانت فاضلة اآثر آان أفضل وان آان اقول ى ق ى عل اب وهو مبن واب والعق وان تساويا تكافآ هذا موجب العدل ومقتضى نصوص الكتاب والسنة فى الث

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

50

د ستحق الوعي الكبيرة الواحدة ي ه ب ول ان من يعتبر الموازنة والمقابلة فى الجزاء وفى العدالة ايضا واما من يقة من ال ا ولو آان له حسنات آثيرة عظيمة فال يجىء هذا وهو قول طائف ى م ة واالول اصح عل اء فى العدال علم

تدل عليه النصوص ويتفرع من هنا مسألة وهو ما اذا آان ال يتأتى له فعل الحسنة الراجحة اال بسيئة دونها فى ه تم الواجب او المستحب اال ب ا ال ي ان م العقاب فلها صورتان احداهما اذا لم يمكن اال ذلك فهنا ال يبقى سيئة ف

ك فهو واجب أو مستح ة للمضطر ونحو ذل ل الميت ب ثم ان آان مفسدته دون تلك المصلحة لم يكن محظورا آأآرا من إن آثي يم ف اب عظ ذا ب ك وه رد ونحو ذل من االمور المحظورة التى تبيحها الحاجات آلبس الحرير فى الب

ى الناس يستشعر سوء الفعل وال ينظر الى الحاجة المعارضة له التى يحصل بها من ثواب الحسنة ى عل ا يرب ما أن من م يعارضه اال مجرد الحاجة آم ا اذا ل صير مباح وب او ي درجا فى المحب ذلك بحيث يصير المحظور منة أو مرجوحة ا محرم سدة راجحة تجعله ا يعارضها مف ا او استحبابا م ا ايجاب أمور به ل والم االمور المباحة ب

ه الموت آ وا آالصيام للمريض وآالطهارة بالماء لمن يخاف علي م يعلم ألوا اذا ل تلهم اهللا هال س وه ق ال قتل ا ق م ]فإنما شفاء العى السؤال

:تعقيب

ائر ) الملوآية(، وأن )الخالفة واجبة وإنما يجوز الخروج عنها بقدر الضرورة الملجئة ( أسلفنا أن -)1( من الكب

وحتى لو آانت صغيرة، . االمحرمة ألنها اغتصاب لسلطان األمة، وامتهان لها، واعتداء على عرضها وآرامته ة ع ضرورة في حال ة (فإن المجاهرة بها، وهذا واق ة في )الملوآي ا قادحة في العدال ا، يجعله ، واإلصرار عليه

.والمخرج المعتاد هو االعتذار بالتأويل للخروج من التفسيق. حقيقة األمر على آل ل في دراسة -)2( ى التطوي سي ( لم يظهر لي معن ة الحسنات وال ، والظاهر أن شيخ اإلسالم يحاول )ئاتموازن

ة ا )التفسيق (جاهدا إخراج بعض الملوك، وبخاصة معاوية بالذات، من حمئ زوم له ات ال ل ورط في بهلواني ، فتل أو . في هذا المقام ا من توسع أو تأوي د يالزمه ا ق ضرورة وم ل أو بال ذار بالتأوي ك االعت فإن آان وال بد، فعلي

خطأ في التقدير؛ ، وهو آما أسلفنا ال خطام له وال زمام؛)الحاجة(ما زال شيخ اإلسالم يستخدم مفهوم -)3( v ا يجوز : [ واستطرد شيخ اإلسالم قائال اء آم وعلى هذا االصل يبنى جواز العدول احيانا عن بعض سنة الخلف

بعض سنتهم أو ترك بعض واجبات الشريعة وارتكاب بعض محظوراتها للضرورة وذلك فيما اذا وقع العجز عن ل ا مضرته أق وم اال بم ارة ال تق ات المقصودة باالم أن تكون الواجب ه ب وا عن ا نه . وقعت الضرورة الى بعض م

]وهكذا مسألة الترك آما قلناه اوال وبينا انه ال يخالفه اال اهل البدع ونحوهم من اهل الجهل والظلم

:تعقيب ). للضرورة(ة إذ حصر الكالم، آما هو المتعين شرعا، في هنا عاد شيخ اإلسالم إلى الحق في الجمل-)1( v ه : [ واستطرد شيخ اإلسالم قائال ال سيئة لكن بمشقة ال تطيع ل الحسنات ب والصورة الثانية اذا آان يمكن فع

ا او ا ايجاب أمور به ار الم ك الحسنات الكب ل تل ى فع سه ال ه نف ه بحيث ال تطيع ة من طبع ا او بكراه سه عليه نفسم است ذا الق ة الحسنة فه ا دون منفع ى اثمه ا الت حبابا ان لم يبذل لنفسه ما تحبه من بعض االمور المنهى عنه

ة واقع آثيرا فى اهل االمارة والسياسة والجهاد واهل العلم والقضاء والكالم واهل العبادة والتصوف وفى العام

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

51

لمعروف والنهى عن المنكر واقامة الحدود وأمن مثل من ال تطيعه نفسه الى القيام بمصالح االمارة من االمر با اس ى الن ال والرياسة عل بعض الم تئثار ب ن االس ا م ال اال بحظوظ منهى عنه سمة الم دو وق اد الع سبل وجه الوع من التهور اد اال بن والمحاباة فى القسم وغير ذلك من الشهوات وآذلك فى الجهاد ال تطيعه نفسه على الجه

الم وال وفى العلم ال تطيعه نف رأى والك ه من ال سه على تحقيق علم الفقه وأصول الدين اال بنوع من المنهى عنر سم آث ذا الق ة فه وع من الرهباني ا اال بن تطيعه نفسه على تحقيق علم العبادة المشروعة والمعرفة المأمور به

سببه فى دول الملوك اذ هو واقع فيهم وفى آثير من امرائهم وقضاتهم وعلمائهم وعبادهم اع نى اهل زمانهم وبوام نظروا ذموهم وأبغضوهم واق نشأت الفتن بين االمة فاقوام نظروا الى ما ارتكبوه من االمور المنهى عنها فوا ا جعل ا عدوا حسناتهم سيئات واالخرون ربم ون ربم م االول أحبوهم ث الى ما فعلوه من االمور المامور بها ف

ك : لة وهو وقد تقدم اصل هذه المسا . سيئاتهم حسنات وع من المل ارة اال بن ل الواجب فى االم ه اذا تعسر فع انا وان فهل يكون الملك مباحا آما يباح عند التعذر ذآرنا فيه القولين فإن اقيم التعسر مقام التعذر لم يكن ذلك اثم

]لم يقم آان اثما واما ما ال تعذر فيه وال تعسر فان الخروج فيه عن سنة الخلفاء اتباع للهوى

:تعقيب ، وآذلك )اإلآراه الملجئ (، ومنها )للضرورة( سبق أن ذآرنا أن المعتبر في تسويغ مواقعة الحرام هو فقط -)1(ذر( ة ). التع ا إقام سر(وأم ام ) التع ذر(مق ضرورة(أي ) التع ضا ) ال وى أي اع لله و اتب صوص . فه تقراء ن واس

د أصل اإلسال : آتاب التوحيد : (الشرع، آما فعلناه في آتابنا ا نقطع أن الحرام ال تجوز ) م، وحقيقة التوحي يجعلنا، دم االستطاعة، أو برخصة شرعية منصوص عليه سقط إال بع ضرورة، وأن الواجب ال ي ة ال مقارفته إال حال

!فلم إذا االلتزام بها أصال؟: وآل ما سوى ذلك وساوس خطرة تؤدي ال محالة إلى هدم الشريعة vائال وا عمال صالحا : [ واستطرد شيخ اإلسالم ق م خلط سيئات سيئات وه التحقيق أن الحسنات حسنات وال ف

سهم عذرا وآخر سيئا وحكم الشريعة أنهم اليؤذن لهم فيما فعلوه من السيئات وال يؤمرون به وال يجعل حظ أنفك ويرغ ى ذل ون لهم فى فعلهم إذا لم تكن الشريعة عذرتهم لكن يؤمرون بما فعلوه من الحسنات ويحضون عل ب

م ال يجاهدون إال م أنه اد وإن عل راء بالجه ؤمر األم ا ي فيه وإن علم أنهم ال يفعلونه إال بالسيئات المرجوحة آموا سيئات ترآ ك ال وا عن تل بنوع من الظلم الذى تقل مفسدته بالنسبة الى مصلحة الجهاد ثم إذا علم أنهم إذا نه

ا فى الن ا لم ة إال أن يمكن الحسنات الراجحة الواجبة لم ينهوا عنه رك الحسنات الواجب سدة ت ا من مف هي عنهالجمع بين األمرين فيفعل حينئذ تمام الواجب آما آان عمر بن الخطاب يستعمل من فيه فجور لرجحان المصلحة

.]فى عمله ثم يزيل فجوره بقوته وعدله

:تعقيب هنا عاد شيخ اإلسالم إلى الحق في الجملة في أول الفقرة؛ -)1( وع : ( ولكن تبقى إشكالية عملية في مثل قوله -)2( م ال يجاهدون إال بن م أنه اد وإن عل راء بالجه آما يؤمر األم

إذا علم أنهم إذا نهوا عن تلك السيئات ترآوا : (، وقوله)من الظلم الذى تقل مفسدته بالنسبة الى مصلحة الجهاد ) من مفسدة ترك الحسنات الواجبةالحسنات الراجحة الواجبة لم ينهوا عنها لما فى النهي عنها

، وهل )إلخ... أنهم ال يجاهدون إال بنوع من الظلم (فكيف نعلم مثال، علم يقين أو بغلبة ظن راجح يشبه اليقين،

ة؟ ال ! آلفنا علم الغيب، أو تعلم فنون الكهان د يق نهم، : وق ع م نهم، فهو اآلن متوق ك م ع ذل ابقا ووق اهم س جربنه اذ : فيجاب علي ة، ولم دال من االنغماس في فرضيات خيالي دين، ب ة ال ره من أئم وم شيخ اإلسالم، وغي ا ال يق

محمد بن عبد اهللا المسعري: د.أ الملكية الوراثية نظام آفر وجور

52

ومعالجات ترقيعية، بمراجعة الدساتير واألنظمة واللوائح، أو صياغة الدساتير واألنظمة واللوائح المناسبة، إن رار لم تكن موجودة بالفعل، وإنشاء المؤسسات والمحاآم، وتضمينها الضوابط التي تكف ة : ل عدم التك ل معاقب مث

رة ة التجاوزات الكبي ه : المسئ لردعه وتأديبه، أو في حال ر من ه واستبداله بمن هو خي ه وخلع اذا . معاقبت ولممنذ قرون، بل ) موازنات المصالح والمفاسد (ألسنا نسمع هذا الكالم عن ! تترك المشاآل معلقة إلى يوم القيامة؟

!ال تزداد إال سوء؟منذ أآثر من ألف عام، واألحوال ى العمل : نعم -)3( آان عمر بن الخطاب، رضي اهللا عنه، ربما استعمل من فيه بعض الفجور لقوته وآفائته عل

ه أصال ى عمل وازن، . المعين، ولكنه آان يشدد الرقابة ويدقق المحاسبة، حتى ال يؤثر ذلك الفجور عل م ي فهو لذين . اله وسيطر عليه ولم يسكت أو يغض الطرف عن الفجور، بل أز ا ال وهكذا ينبغي أن تكون األمة مع حكامه

بايعتهم واستعملتهم،