136
رة سي ي ن ب ي از غ مد ح أ وزي ت ي ف ل أ[ ة ن س ر مص" ن م ي ت ود ع* د ن م ف ا . ن ل ا0 ن م ت ن ك1957 رة9 ظ ن ا ن< ب ن ل ي ل? ر أ9 ظ ن ا أ ن ، وأ س ي د ف ت. ز ه ت م ه طت ق س ف وأ ط ق س" ن" ، وأن و ط ق س ي ، لا ت م ي ل و ألا هة ل[ ها كا ت ف ر0 ش لب زي أ أ ت ن ك ر .0 ش لب أ ا طان ن" خ م" ن ي رد ج م م ه زأ أ ت ن ك، ! ق ل مط ل ر أ هي ط ت ل عدها أ ت ي ت ا ، ون ماق ع ألا و ل ود ا وأزع ف0 س ل س أ كب ن لا –0 ن م اسا – ن ك زي ا ر ف9 ظ ن أ ت ن ك ن ب أz ك ل ت ل ف أ د? أ ي ن ف صد ر0 ث ن" أ م هدمة م ها ت و ت< ب ت ي ي وزأ از ع ن ب ت ل ص *ي و ن ب أ ي ن ف ة . صد دي ن لا ن ق م ري ج أ ت ط ت ه ن ب وكا ت س خس ا ، ف ة ن ل ص و دة عان م ها كت ل و ة وي ح ط م وس ف ن ل أ ت ي ، وزأ رب ج ل أ روأدة ط طال ن ر أ ق ن س م ي ل? أ] . غ- . ري ث و ف ل لة أ ل دأ ب رة ه ا ف ل – أ ي ت ر لع ل أ ن ق ن س م ل – دأز أ ة ن عط مد ح م مد ح ن" – أ ق ل أ دب ألا ي ف دع ن£ ب ر ك ف م ري ث و ف ل لة أ دأل ن ع[ 1992 ] م1

سيرة بنى غازي

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: سيرة بنى غازي

غازي بني سيرةالفيتوري أحمد

سنة . ] مصر من عودتي فمنذ مثاليا إلى 1957كنت أنظر وأنا ، نظرة ال . تقديس ليبيا ، األوليمب كآلهة فيها البشر أرى كنت

بعدها ويأتى ، األعماق تهز فسقطتهم سقطوا وان ، يسقطونالبشر ! . خطايا من مجردين أراهم كنت ، المطلق التطهير

يكنس – – مثال كناسا فأرى أنظر كنت أنني لك قلت إذا صدقنيبنغازى . وصلت أننى صدقني يديه مقبال أجرى لو فأود الشوارع

مطحونة النفوس ورأيت ، الحرب أثر من مهدمة بيوتها ورأيتمستقر إلى هبطت وكأننى فأحسست ، وصلبة معاندة ولكنها

طروادة القويري .ع - . [ أبطال بدالله

المستقبل] – – دار عطية محمد أحمد الفن األدب في يبدع مفكر القويري عبداللهالقاهرة – – م[1992العربي

الشجرة ميدان ، الغزالة عينأن بالذكريات أتدفاء ، يضطرم مرجل النفس وفي أتلحف لهذا بارد الجو

بالشارع " " أنشغل بي ما عن و هذا وعن ، مخبز صاحب كواش كان الوالدوحيويته.

حى من ، بنغازي مدينتي في ، أتمشى رمضان ليال حمأة في االفطار بعدحيث ، ، البركة سابقا االستقالل ؛ الناصر عبد جمال شارع مخترقا ، أسكن

اسمها – – الميدان حمل ما ماتت التي األرز شجرة ؛ الشجرة ميدان حتىلمسبار تحتاج عجفاء نخيلة ثمة ركنه في ، المدلول موت رغم األسم فبقي

مثل . صاحبه أمامه يقف أحذية محل الميدان هذا في وجودها لتتبين

1

Page 2: سيرة بنى غازي

حى من وزحفت الوالد وخالفت العمر مقتبل في تجرأت منذ ، شجرةالمتأللئ . النابض المدينة قلب نحو الصابري

حى البركة ، شان حتى تغير ما ، البركة ميدان الرئيسمن الشارع أخترقالحى هذا ومساكن ، االيام سالف منذ الوسطى الطبقة حى ؛ شعبي نصف

ال و عثمانية طرز من فيها ما فيها ليبية منازل ، قديم معمارها الغالب في : ، باب في بابان والباب أحيانا بزخرف حجري قوس المدخل تركية أقول

هو الذي الصغير الباب على ، بوخوخة باب الجملة في يدعى ؛ قوسانلدرء حصان حدوة وكذا جانوس الروماني االله بوجهي مدق البشر لدخول

فتلتقيك الباب تجتاز ، العادة في أخضر البابين لون ، والحسد العينفي وشكلها للمربوعة ضيفا كنت ان تحولك التي المستطيلة السقيفة

؛ البيت صاحب على تدل ومساحتها الثري : اسمها ، الوجيه ، الشيخمدخل للسقيفة ، هؤإل لغير الضيقة والمساحة تكايا وفيها واسعة مضيفتهم

ال الذي البيت لصحن النظر يحجز بشرشاف البيت يفصل ما عادة مقوسنوم سقف غرف الصحن هذا على تطل ، ونخلة بئر فيه يكون وقد له

، للتنفس فكوة النوافذ أما لمفرد حيز وأبوابها صغيرة ومساحتها مستطيلةفي النسوة يجعل مما أضيق ومطبخ ضيق كنيف الصحن من جانب في

الحجارة من مجمله في يبنى الذي ، البيت وسط في يطبخن الملماتوتبن النخيل جذوع من واالسقف متر نصف عرض في الحيطان ، والجير

كثيرا . الباب بضرب هذا البناء نوع يسمى ، والطين مساحة البحر تكون ماوالهواء ثقيل الشمسضيف ؛ داخله على يفتح بيت ولكنه شاسعة البيت

منازل . هناك المدلل الصحراء ابن العجاج قرينه معه يستجلب ألنه أثقلمن بالبركة الزهراء سينما قرب بيت ثمة ، وشهير مميز ايطالي معمارها

بهذا فجعله له الحياة واعاد وصينه صاحبه به اعتنى ، االيطالي الطراز هذاقدم . حي جميل بكل يغتبط مثلى لمن الروح يشد

معه أختلف ، أبناؤه يعيش كما فيه أعيش ، والدى شريك منزل البركة فيوأعجب القدم كرة مباريات أحضر ، مكتبه إلى الواسعة الكبيرة سيارته في

ال " " و هياب غير ، الخالية المدينة شوارع في الكرة وألعب ، تعولة بـوصوته العريض بجسمه ، شوقي وكان ، جانبي إلى محمود كان فقد ، وجل

بما شئ كل يحمون الذين البريطانيين الجنود حتى يخيف ، وعنته الجهوريفي يكدسونها الصحارى من يجمعونها ، الخردة وتجارة اليهود ذلك فيالجنيهات آالف منها يجنون ، كاطود كبيرة عربات على يشحنونها ، الساحاتوكبار السنوسيين للسادة الوالئم ويقيمون ، الفاخرة السيارات يركبون ،

لوجودنا يكون أن ، بنغازي في بقاءنا نبرر أن ومحمود على كان ، الضباطوإيذاء ، والشوارع األزقة في الكرة لعب غير ما مردودا الكريم الرجل عند

كأنه المدينة في شوقي مغامرات ومتابعة ، األوالد ومخاصمة الجيرانإلى . أعاده خطأ فأكتشف ، الكاكاوية تصدير حسابات محمود راجع يملكها ، الحسابات يراجع حتى ينام ال أن مهمة له صارت يومها ومن ، صوابمن . يطعم أن البد كان والطرح الجمع تعدو ال بسيطة الحسابات وكانت

، عنها بعيدا كان ولو الوباء يتوقى أن شاء من أو مصر إلى الدخول يريدحادة إبرة ذراعينا جلود في وأدخلوا البركة مستوصف أمام السيارة أوقفتناأن خفت ويومها ، رأسي من أكبر تنمو سوف أنها خلت حتى تنتفخ ظلت .. " " ! ، شئ ال و بالمحلة أنا ال و صالحه بـ أنا ال و باألزهر أنا فال أموت

في منزوية زاوية في ، التراب أغراب أناس عليها يهيل بسيطة حفرة سوى

2

Page 3: سيرة بنى غازي

أعرف ال ولي يتوسطها ، مجهولة ليمتد جبانة ظله عني وينحسر اسما لهكانت ! . فقد ، محمود سافر مريديه أن إلى انتظار في وبقيت ، فيزا له

ولفترة . األزهر جامع إلى أنتقل وأن ، الحدود تفتح وأن مصر عن الوباء يحل ، المدينة إلى واالختالف ، اللهو وحياة ، فيها انتظرت التي أشهر الثالثةرويدا رويدا تبهت وصالحة حسن الحاج صورة طفقت ، عمر السيد ومكتب

ورجال .. ! . المهربون يعرفها ، ما وبطريقة تنمحي أن خفت حتىلم ، للخردة ناقلة على بنغازي طلبة من اثنين مع بشحني قاموا ، الصحراء

االسكندرية .. في المقام بها استقر حتى القرى أو بالبوابة يمر طريقا تعرفألوف ! . منك مصر خاش يا و

القصة كاتب ؛ البركة على المقهور كامل مر أمره من عجل –علىمنعه –المحامي ما ؛ لمصر شغف شده فقد فترة المقام به حط وان

مبتدأ مصر في الكوليرا وباء انتشار إال البركة بحى وأسكنه وأوقفهبمحطته الذاتية سيرته في عجل على المقهور كامل مر ، الخمسينات

هامته وبقيت أنذاك سكن ما ، الوالد شريك منزل ؛ البيت بذلك ، بنغازيالزمان . غدر وجه في مرفوعة

، الخافية القديمة الليبية البيوت وبين ، البيت لهذا المخالف الجانب وفيمفارق السماء من ساقط نيزك ؛ كتلة وكأنه االولى للوهلة يبدو مبنى يتجلى

المفارق المبنى هذا ، يحوطه ما كل الوقت نفس في ويحوط يحوطه لماالمبنى هذا كما العمارة مهندسي جسدها ؛ الحداثة بعد ما طرز من

، نيزك في كفجوات تبدو حتى متباينة أماكن وفي مختلفة بعيون المخترقالهارموني المعمارى االيقاع وتكسر ، الكتلة تطرز كنوافذ تتجلى ما سرعان

النشاز . حديد من أبوابها ، بقلعة تباغث للواجهة والتحرك النظر وتابعت شئت انالواجهة باب فإن البياض يتدثر المبنى كان وان ، محتمله غير خفة في ثقل

فلق أرادت شتوية ليلة في الغاضبة السماء كأن ؛ غامق رمادى والمدخلالبياض .

تتخطى أن قبل ، مفردا تتغياها فيه لسياحة بحاجة الذي المكان في ادخلتشدك تعالجه العتبة لم رخام ، مسوى غير برخام مداسك ويلتطم

ترك يشذب لم لذا ، النشاز تنغيم على مدربة يد عالجته بل مليمترية أيدالطبيعة . وازميل الدهر يد فعلته لما التشذيب

الحديد يتشكل حيث النفس والواثقة المحصنة القالع رهبة الباب فيفي لكن أثقال المفتاح كأن ، مشاغبة مخيلة لعين غصبا ويطوع الصلبهذا يكسر كى المعتاد وقفله عادية يد مفتاحه صغير مدخل دس الباب

من . عليك طلع هكذا العقل الحيرة ستأخذ هذا تخطيت فإن الباب سطوةتتوقع : ال وما مبنى في تتوقع ما كل ؛ والالمعقول المعقول المبنى ثنياتهذا الديوان في انحيت ان ، وزيادة كله ذلكم أو سقيفة أو بهو أو رواق هذا

فسيفساء من فرشت أرضية في قورنائية أغريقية لميوزات عيناك تنصت ، تطاله فلن السقف تسلقت ان ، الناعمة االيدى ووضبتها نقشتها السلفيوم

لمصعد مشروع مكان فثمة تيسرت ان ، اعتيادي اتساع فالبهو تيمنت انترقب يغطيه وتمهل بتؤدة ، التأمل لوحة فالدروج تقدمت ان ، البللور

الرخام مشهد يعيد أن بعد ، الصعب سهل ، وخشب حديد من مزيج الدرجمن فصفحة جانبه على أما الدرج مطلع عند هارموني نشاز استعراض عليكتارة : االنوار ومعاكسة الضؤ لعكس فيها المبالغ بطاعته يباغثك حديدي ورق

3

Page 4: سيرة بنى غازي

عين ؛ قبة من المتساقط البنفسج هو حزين وهو يبهج تارة ، برتقال فلقةالمدسوسة / القبة ؛ الخباء لتهتك الضوء أمواج عباب بك تمخر كولومبس

، الشمس تحلب الدرج مطلع عند السقف في السر بسكين المحفورةالمخيلة من الطائشة اللوحة هذه في اللون االنطباعي شعرها ترتيب وتعيد

المأسورة . الدهشة سراح وتطلق االنتباه تأسر اللوحة هذه ، المشاغبةالممر ، متيسرة وطرقة أمامك ينطرح ممر ككل ممر األخير الدرج عند

التباين – ستالحظ لمنتظر مستراح شماله في يشمل فسيح لمكتب يأخذكتوظيف – يتم حيث النوافذ ، المساحات ، االبواب بين الالمألوف

غاليري يكون أن يمكن كى الدرج في للدرج المجانب الحائط واستدخالتجذبك . الطرقة فإن والفسحة الحيز العمارة وألن الرئيس للمكتب

مدخل كما يتجليا بابيهما لكن ، الدرج شمال في مدسوسين لمكتبينالدرج عند لك ترأت التي الفسحة تضيق حتى محيوز الحيز هكذا ، المبنى

عليك يستحوذ أن قبل الذي الرئيس بالمكتب اليها المشار ؛ األخيرأصص ذلك حدة تكسر ، الممر ألفق المشدودة العين يبهر منور يباغثك

ثمة . السطح ففي الدرج ترتقي أن لك حق ان المنزوى والمقهي الخضرةالبدء من المشهد تستعيد أو ، ببابل أنك ببالك يخطر قد ، المعلقة الحديقة

وبسيطة قديمة ليبية بعمارة ومحوطة متميزة كتلة المبنى كان البدء ففيالبيت هذا لعمارة وخلفية المسرح هذا سنوغرافيا فإنها ؛ يفترضصونها

النشاز . الهارمونيتحطيم يتغى حداثي المابعد المبنى هذا المفيد وبالمختصر حال أي وعلى

انتمائه يوكد المفارقة وبهذه المكان مشهدية في قلعة االعتيادي إنه ، لهعين في حديث قديمة عين في قديم هو بذا ، لهم شبه ولكن قلعة هو وما

الطرز عنها فاكا لمدينته ينتمى فبهذا هذا ال و هذا ليس كان وإن ، كذلك؛ شئ في منها ليس بحجاب المدينة يحجب ما الوظيفي للمعمار األمريكية

السافرة . المدينة هيفي وللتجدد ، ببنغازي للتشبب مطمحا نسيجه يشكل البركاوي المبنى هذا

؛ الكتاب ومبدعيها بنيها أنتج فيما أدبياتها في العجوز بالمدينة تنعت مدينةصغاره وتنفيذ تخطيط من ، بورويس عمران المحامي ألسرة المبنى هذا

علمت . كمامشغل وباالحرى مرسم ، حداثي المابعد المعمار لهذا الجنب الجانب في

المغصوب التقشف مبنى ، اسمنتي طوب من جراج ؛ بللو حسين الفنانأوال لذائقته لكن نعم للسوق الفنان هذا يشتغل فيه ، مجد فنان كل عليهيعيد ، شئ كمثلها وليس متفردة تشكيلية تحف ومشغوله شغله ؛ وأخيرا

: ، منحوتة ، تحفة تتجسد بيديه المدينة حاجة عن فاض ما كل تطويع فيها . الرماد برتابة مدججة لبيوت تشكيل

عبد جمال لشارع وصدري بظهرى أعطيها ، البركة مخترقا أحيد هذا عن ، شئت أينما البحر يحدها التي المدينة وميناء البحر قبالة ووجهي ، الناصر

مكتبة األيمن الجانب على ، بها وأستأنس أحبها زحمة تواجهنيال حيث رمضان شهر في خاصة ، لى وطاب لذ ما كل فيها المعارف

الصحف من القليل النزر يطيب كما لى تطيب كتب فيها ، مشغلة ال و شغلواليد بصيرة العين ، الجيوب في زاد من ما ؛ البالد تصل التي والمجالت

مع : وأطفال أطفال مغتبطا المكتبة عن مزورا الخطى أحث لهذا قصيرةما بالزحام مغتبطا ، جديد دراسي عام لمالقاة بحاجتهم يتزودون ذويهم

4

Page 5: سيرة بنى غازي

، بقمامتها المتحوطة الورد بلون المتأنقة هوز أبجد االولى القرطاسية يطاليأكلها التي الهالل سينما قبالة ؛ الشارع ليسار المجانبة الثانية ثم

والكتها استهلكتها ، قديمة أفالم من حلقها في علق وما ، لقدمها السوسهرمت . وقد عشاقها حولها من انفض أن بعد العرض ألة

جمال شارع وفي بنغازي مدينة في ، خطى عليه كتبت ومن ، الخطى أحثوالظالم السيارات زحمة مخافة حثيثا مشاها ، الطويل الناصر عبد

مكانه الذي ، العريق النادى هذا النصر نادى يصل ساعة يحوطه الذيملعب أي الليبية الكرة تاريخ في عراقة أمسك : 24أكثر سابقا ديسمبر

الفريق كان وان المتتالية أهدافه يسجل بيليه ، أذني على بالترانستورمصطفي اوه ، الدورة هذه في العالم بكأس للفوز الخطى يحث االنجليزي

االهلي سيخسر هكذا ، الهدف ضيع القدم الراسخ القامة القصير هذا المكيغصت وقد ، الراديو من المتحررة أذني في التعليق هذا رن ، المباراة

الصغير ديمس فيما ، االهلي بمشجعي بيليه التريبونة يشبه منملعب يقد 24يقطع وهو نيدو حليب من ارتوى كفهد الدعايات م ديسمبر له

وسد أوقفه الصغير االسود الفهد ديمس ، االيام تلك السينما شاشات علىالمجفف للحليب الدعاية في شريكه صويد بن أحمد االهلي شبل تقدمه

الكرة عشاق المدينة سكان كل يضم لكنه صغير الملعب ، نيدو الجديدبطل الغرياني خليفة يندس هذين بين ، وهاللية أهالوية بين المنقسمين

يبيع ، المميزة السندوتشات صانع خالى ؛ أبدا المهزوم الحرة المصارعةنادى . ، النصر نادى أما الهالل ماركة والكازوزة االهلي ماركة القازوزة

، التسمية سبب أعرف أن دون الرياضي الشارع عليه يطلق كما الفحامةبناء مسابقة في والهالل التحدى مالحقة النصر ينوى حيث الشارع فيقفل

يلزم . ال ما لزوم فمن الكرة مسابقة أما ، المحالت وتأجير أسواقان خاصة وأتلحفه البركة جسر تحت أندلف كى الخطى أسرع وغيره لهذا

تحت من ينبثق ذلك بعيد ، للسيارات مباغثا هطوال أو سماويا مطرا ثمة كانولم مدينتي شوارع عرفت منذ خضرة شجرا نخال الوارف القصر الجسر

؛ تحتيته رغم الجميل القصر هذا صاحب الساعة حتى يحق هل أعرفقصر ؟ .. القول النظر تحت يقع الحبوب . وهو خزانة ؛ السيلس عند

، يميني على البناء طراز من لى يخيل كما الطليان بناها التي الفارغةمحمد المعلق واصداء الملعب أقمار تسطع حيث شمال الرياضية المدينة

اللعبة حول يعرف ما بأن وجذله ، ضحكته وكذا تغمرنى على بالرأسحدوده كانت وان ، غيره مهتم أى يعرف مما أكثر فهذا والالعبين ؛ المعرفة

في : بالرياضة المهتمين أكثر أن مفارقة عن يكشف البدين القصير الجسدلها . ممارسة االقل المدينة

موج يشمل كما السمافروا يشملني الرياضية المدينة عند السيلس عندطلوع منتظرا السير عن أتوقف ، الميناء جهة من المتدفق الهادر السيارات

هذا مراكيب يسبغ ما الكورية السيارات سيالن ليوقف األحمر الضؤممشي ال حيث المتالطم السيارات مسرب في وأحشر ، الزمانبمشاعر مشوبة مدينة بنغازي ، مهملة أشجار زحفت أن بعد لمرتجل

ال وأن شئ كل في الوحيدة بفيروس مصابة للتوحد تجنح لهذا رومانتيكيةاألرصفة . تغتال فيها ، راجل كل تكره ، المشائين تحب ال ؛ غيرها تشبه

الطويل الشارع بشعاب سائحا ، والعباد الرب ملكوت في هائما أنطلق ثممحطة من تبقي وما الكهرباء كنسمحطة بعد ، شماله في مشموال

5

Page 6: سيرة بنى غازي

بحديقة مشموال ، وتتوه قديمها تفوت أن تحب مدينة في حديدية سككيحمل . يمينه في عشاء دون ليلة طول وفي زاد : مهجورة دكاكين

المال .. راس عودة سوبرمركات ؛ وغيرهم ، الفريد ، الصافي ، الخيرشئ كل من ، شكل كل من ، لون كل من ببضائعه ، بتعدده زاهيا حاسرا

وطائر . سفين من الحديدي الجمل حمل بما فتريناته وتتالأل ، وطني غيرنساء من المخدومين الورق بالعبي محتشدة مقاه الدكن هذه بين تندس

ذلك غير مقدمات ، الكريم الشهر في والمرطبات القهاوى يقدمن مغربياتحتى القرضابية فندق عند من طالعات ست القهاوي هذه األخر، األشهر في

ومأوى – – المغربيات مسكن حسابي في نجمات الثالث ذي الممتاز فندقوئام في وهو المدينة تعرف كانت مما ليس هذا وجمهورالقهاوي ، ليلهن

وفيه . بالمكان ظاهر حميم ، حليبها ويخض الركب تثقل ، يشغلني وما الكتابة من انهكت أني لو كما

بـ أهلها عند يعرف ما ، المنطفئ بنغازي برج تيبستي فندق قبيلولسواده] [ السيارة ماء وخزان مبرد أنه شبهة من لقربه الردياتوري

كأنه مدينته عن بذلك متكبرا بنجوميته زاهي نجوم خمس فندق ، العنتريالحرية وسينماته أطلس فندق وأن خاصة ، السباخ مدينة في شرق غريب

وفي ، األصلية مهمتهما غير إلى محولينهما السوق تماسيح أكلهما قداسمنتي مبنى تطاول الناصر عبد جمال شارع على تطل التي حاشيتهما

البغال هول في المشاة قاذفا الرصيف قاصفا ، دهر منذ يكتمل لم موحشالحديدية .

بالوحشة مسكون من غيرها عن به المدينة وزهو بالضوء مغمورا كنتبين ؛ تحسب ال حيث الظالم سيغمرك ، والحيلة البشر وقلة والظلمة

كان ما لما اليونسكو بنتها البالد في المدارس أشهر يناير شهداء مدرسةمبنى قبالها المدرسة هذه ، لزم ما حيث بدم طالبها وعمدها ، نفط ثمة

كبناء إال عهدته فما الوظيفة في قدمه كما المبانى في قديم ايطالي ، بطاقة تغنم هوية على تحصل أن لك يمكن حيث من ؛ وادارته للبوليسلم ان وحتى ، شخصية لك تكون أن أردت ان شخصية بطاقة أهلنا يسميها

أين . أي في وتفرضه ذلك توجب العصرية فالقوانين ترد

البحر عروس ، المجاهد مسرحبؤبؤ في يسقط وما ، النفس عين في مناظر من يتالطم فيما مستغرقا

خيط والعاشرة التاسعة بين رمضان في ليلة ككل أقطع ، المبصرة العينيندسفي ، الشجرة وميدان البركة ميدان بين ما المنساب الشاحب الضؤ

المدينة عين عن حجبت وامرأة رحل آخر ، اغترب صديق الذاكرة شعب " " ، ضال لسفين بالمدينة تشى خربيش سيدي منارة كـ منارة وكانت

أوهامها . في الراسخة الفاتنة لبنغازي ؛ للسكينة حرقة به لرجلصغير مطعم ، الوقود محطة يمين السيلس عند ، نفسي موج عن يأسرنىبحداثته البرتقالية القبعة مطعم يزدهى الناصر عبد شارع توقد عن متوارب

يمامة كأنه للمحطة المقابل الشارع مدخل في ، المذاق البرتقالية وذائقتهكهرباء . شركة بفعل مبعثر شئ كل حيث الناصر عبد صخب عن جافلة

من ممالك في ، الحياة عجيج تجاه الفضول شديد ، وجسا أمشى المدينةمن أخرجت لزجة مصارين أو الصقة كرخويات المبعثرة الكهرباء خيوط

6

Page 7: سيرة بنى غازي

" " / ، يموت يمسه من خطر فخاخ لتشكل الظلمة عمدان النور عمدانممشى . هكذا في أحترس عتيد مثالي وككل

مخلوطا ينبعث للدجاج مشوى الرفاق مطعم ، يناير شهداء مدرسة عندملهى كان ما يا كان هنا ؛ المثقوبة الذاكرة عن ينبثق بما ممتزجا بالفحم

الليل . آخر وميزة الرفاق مشوى قربه يكون أن توجب ما الليلى االولمبيادمكان عند الشارع تجتاح التي ، الرتابة جحافل فإن الريبة ربيبة الرتابة وألن

تحل ، المدينة غطى ما السيار الكوري للصفيح لمدرس حول ما الملهيالريبة هذه ، درعها في السكينة تلتمس حرونة لسلحفاة تحولنى ريبة

المتحاضنتين القوقعتين مطلع حتى الصدر على جاثمة بخناقي تمسكالمنحوتة ، المدينة في الوحيدة المنحوتة ، النظارة عن المخبئتين

الكورية الحديدية القعدان مدرس بين المدسوسة المنحوثة ، الحداثويةالمنحوتة هذه ، لزوم دون ينسكب ماء ؛ وحفر حديد من يلزم ال ما وبين

مغبونة مرآها ويقطعنى الشجرة ميدان مدخل عند الشوارع تقاطع يقطعهامدينة في ماهيتها وتدرك تفهم أن أجل من ، والنسيان الزمان غبر تكافح

اآلن / . هنا يحدث ما المستقبل أن تدرك أن دون ؛ المستقبل في غارقةالبحر صوب أتيمم الواقعة وقوع بعد حكيما المرء يكون أن السهل من وألن

الشجرة ميدان زحام في ، وعجلة ونور وحديد بشر من التبانة درب فيالمقهي الغزالة عين في ، الرتابة دابر يقطع حيث ريبة كل من الخالص

القهواجي من أطلب الملتقي في ، الصحبة نزوة ، النزوة بعطر المرشوشةما كبوتشينو االصدقاء يشرب ، مشارب من بنغازي على جد ما مكياتا

كنت ؛ الغارب القرن مطلع في الطليان أيام من بنغازي وماعرفت اعتادوااللبن . من بقليل أسود وليلي البن من بقليل أبيض نهاركم مازحا أقول

االسبوع كل الغزالة عين نقطن ال كى ؛ األسبوعى مستراحنا الليلة هذهمن . المجاهد مسرح في موعدنا ، مسرح في ليلة نقضى أن االصدقاء ارتاء

سابقا ] الحرية سينما ، الشعبي المسرح مباشرة قبالتنا نطلع الغزالة عينالفلسطيني / السينمائي المنتج الجاعوني بين [ لصاحبها ، الليبي

بنغازي زبدة الشجرة ميدان وعن السيارات مدرس والمسرح المقهيألهلها الليلي والمدشن ، ومحشدها مسرتها لصرتها كاره غير أزور المبين

والتعصب . االلتزام بين التمييز عن وعجز مزاج بسؤ الموؤبيينقبل ؛ قبل بنغازي مارأيت كأنى وأتفحصها أتصفحها نتفه نتفة فيها أجول

ولبصيرة للبصر خاطفا تحوال مدشنة فيها تعج التي الرمضانية الليلة هذه ، العجوز بنغازي عند النظرة الشاخصين ، مضى بما المدهوسين

: ، والطرنيب والسكمبيل الشكوبة اللعب بورق عنها المتشرنقينيعمهون . غيهم في المعتكفين

الركب . حليب يخض نهد المساء هذا بنغازيمن ، حيوطها يلطخ ومن السياحة أل على غضبها تصب وهي أسوح فيها

قبح : بنى قبائل ، ينعون القرنيط أل قبيلة مقابر لعمدان عمدانها حولأن : ، الصورة هذه صاحب على يعثر من على أن يبلغون فجيعة أل ، يعلنون

العمر من ويناهز رياضية بدلة يلبس الضائع بأن علما مركز بأول يتصلرشاد .

ما القوبو خمارة الذاكرة في تفوح ، يميني على موسى بن شارع أتخطى؛ فياتورينو شارع أتعدى أن قبل لمصوراتي ، ليبيا في الخمر منع بعد ، تحول

من تنسل خيوط تشدنى ، درج السابق األسم لكن ، حاليا الخطاب بن عمر

7

Page 8: سيرة بنى غازي

ينبثق : ، نهضت هنا ، النهضة سينما تفوح ، ترعرعت هنا ضاجة ذاكرةاالولى المسرحية الشمس عباد هذه ، النهضة مكان في الحديث المسرح

شارع مسرحية كتبت ما أول السبعينات مطلع ولى ، الحديث للمسرحتنتابني .. .. : بالخواء الشعور عن ناجمة باردة قشعريرة آخ ، الخ بوخمسين

قبالة سيارات مدرس دشن كله حيث هذا الناصر عبد جمال شارع ، مدينتي ليست بنغازي أن أحس المدق الناقوس مكان في ، مدرس ثمةمن يعتقني مالذا الوجد هذا في أجد وما ، التدمير ذاتي طابع طبعها من هذه

والقدم والعراقة الحرية هو العتق أن غير ، الطزاجة البنغازية ذاكرتي عتاقةفي والسبق ، والنجابة الجمال على العرب لسان معجم في المادة تدل كما

وجوه – - في والصباحة والشباب ، ؟ قدحا الموريات من بنغازي هل الخيل : : ، شئ كل من الرائع الكريم والعتيق ، منها الجوارح الطير وعتاق ، البنات

الصبر : في بالشعر ملوذا أجدنى العرب لسان وغير ، والنضج الكرم والعتقبها : / أهيم أني أسفي وإنما القرطبي هشام بن عامر قصيد الوطن على

ومالى / / يدنو أملكه لست غزال كل لحظ يا مغبون حظ منها حظي وأنكنز / / فيه مالي وأن إقامتها في نوح عمر لى ياليت تدنيني منه حال

قارون / .تشاركية .. المحتوم االجل وافاه من فقيدهم ينعون القصب أل لله البقاء

تتلطخ كذا العمرة رحالت تنظيم في خبراء والسياحة للسفر المعقلما الدينية السياحة صاحب بالورق يدفنها ؛ كان ما حيث يعزقون بما المدينة

بمناسبة : والسياحة للسفر الغزالن أم وتكدس جيوبها لتعمر القلوب تعمر ، األفضل لكننا الوحيدين لسنا العمرة رحالت تسير المبارك رمضان شهر

المقتدرين بفضل المحولة المدينة في ونتفه نتفة بين الحيوط على هذا أقراوجعا وأكتم السابلة ترمقنى ، األفضل أنتم عال بصوت وأفكر ، لمدفن

الساعة : علوم نشر في جادة لمساهمة واللغات للتدريب الشامل عندتنطق كذا بنغازي يا والحاقة الساعة أبسمل ، المحترفين من وبفريق

الدولية : المنظمة معتمد وكيل أبولونيا بالورق عنا المتخفية حيوطكللطيران .

ما مع نضارته يستعيد ما الحكومي المجمع مبنى يشدنى وهذا هذا عنسباق في داخال المدينة كبد خارقا فيعلو البصر وأمد ، صيانة من فيه يجرى

األجنبية ] للكتب الجربي الفضيل مكتبة تجذبني ، الدعوة ومبني تيبستي معفي [ الشلطامي محمد الشاعر ألمح خاطفة نظرة في أجوسها سابقا

، وطبيخ طبخ من ركام ذاك وغير ، مؤخرا الصادرات العشر الدواوينيروجه وما ، رجا يروج مما تيسر وما الحظ وجلب ، والسحر القبر واتقاءلسان / بنغازي مكتبة كل وعند ، الجدية عدم في الجادين الزمان وراقة

مغبون : / . حظ منها حظي وأن بها أهيم أني أسفي وإنما حالىلم من بنغازي أهل من بالبال يخطر مصرف كل عند ، بخيل صراف كل

البناء المركزي ليبيا مصرف عند ، المال مقابل أرواحهم بيع لغواية يستسلمبالشح / المال القتران مفاجئة صدمة أذهلتني الوظيفية االميركية الطرز ذى

صوبه من شمال في المصرف هذا لذا ، للنظافة وقت ثمة ليس ، والقبحمبانيها ] [ سيلتقي يمينه على سابقا أفريقيا شمال الوحدة ومصرف الميناء

لكن ، مكان خير الحشرات تصوير ولهواة ، وأخواتها للعناكب أعشاشاااليطالى المبنى شمالها وعلى المشهد من تنتزعنى الكومبيوتر دكاكين

زين من الفالح مصوراتي أقدمها أشهرها عدة محالت فيه تتوزع ما القديم

8

Page 9: سيرة بنى غازي

وطلوبة العصافير مقهي تنسى ، أيضا الفالح بحالق االقواس هذه ويزينهيبي . شاب قالدتها حلقة أتبين المقهي عند مجايلها أنا وال أنت لست

في عائد فهو البرد مع عراك في كأنه ، أبيض شرت وتي جنز بنطال يرتديهفي مندسة زنوجة كأن ، منكوش أكرت شعره ، هلسنكى صقيع من التو

لكل بظهره معطيا الجامعة عن يرتد النيهوم الصادق أخاله ، البعيدة ساللتهقبل كانوا ، يستزيدونه الحلقة يشكلون من مريديه وأن ، شئ ال و شئ

من االسبوعى العدد من نسخة على للحصول يصطفون سبت كل وصباحعن : يشاع المساء هذا تذهب أين ؛ مقالته يقراؤون كى الحقيقة جريدة

في – – يمشون الموتى وأن ، الكساد مدينة أنها اليتامى أم بنغازيبنغازي " " ألن مدينة غولة أنها أيضا عنها ويشاع ، النهار وضح في شوارعها

من .. الينا تتسرب بالطبع واالشاعة الحرب في مقتولة ماتت الحقيقةعلى أثينا في الليلة والنوادى الصهيونية لخدمة تهدف التي الدعاية مصادر

مواطنينا – - صفوف بين واسعا قبوال تلقى لألسف ولكنها ، غولتنا حسابالليبيين – – األطفال أحد أن النفسي االيحاء بهدف تردد أنه حتى البسطاء

أن .. سوى الواقع في شيئا تعنى ال التي المعقولة غير الكذبة تلك مكفنا ولدسجل بين تخلط وبدأت النفسية الحرب تأثير تحت وقعت مواطناتنا احدى

إلى .. ليس أعنى مملة مدينة ليست بنغازي لكن الوفيات وسجل المواليدبعض .. حدوث عن أحيانا يسمع المرء كان وإذا األقل على الحد هذا

به المعترف قبره من الموتى أحد خروج أو ، الخلفية األزقة في الخوارقاحتالل على الجن ملك اصرار أو ، الفجر صالة على مواطنيه يزاحم لكى

عندنا الدنيا أن معتقدا األمالك مصلحة من اذن دون حميد دكاكين بيوت أحدتعتبرها – التي بنغازي أن سوى الواقع في شيئا يعنى ال ذلك فإن فوضى

فوق – . ومن تحت من بالحياة تعج ماتزال ميتة مدينة المضادة الدعايةأثينا .. وتموت ، بغيضها ذلك بعد المضادة الدعاية وتموت الحق وجه هذامثل .. مدينة في قدميها على تقف أن تستطيع ال الكساد فأسطورة أيضا

أن فيها المواطن ويستطيع ، يوم كل مرة ألف سافلها عاليها ينقلب بنغازىالجن ملك بمشاهدة يتسلى وهو كامال عاما الجواني الباب عتبة على يجلس

بنغازي . : في المواطن تعب إذا المساء هذا تذهب أين الخرارة في يتمرغعين – غمضة في هكذا يستطيع فإنه ، بيته فناء في الملك على الفرجة من

غولة– بمشاهدة وينعم البرانى الباب عتبة على للجلوس يستدير أنكل في المتفرجين نداء لتلبية االستعداد أهبة على تقف التي المنطقةفي . للوضؤ يخرج الميت جاره يرى أن بوسعه يكون وسوف األوقات

غمرة في رأس بدون أمامه يركض اآلخر جاره ويرى المقابلة الخربةبعد " " النبيذ من حصتها تشرب امدللة الحاجة ويرى ، النداء لتلبية تسرعهأشباح . على الفرجة في كامال عاما ويقضى الفناء دار في الحرمان سنواتبجانبه تتضاءل حافل برنامج وسط بالمجان سهراته كل ويقضى ، المنطقة

. ، أخرى مدينة أية في يتوفر ال ذلك ان أثينا في الليلية النوادى برامج كليراه ما قط يرى لن فإنه ، ذهبا وزنه المرء دفع إذا حتى أعنى

بعض كانت وإذا ، بنغازى في شارع أى في البرانى الباب عتبة على مواطننافي – – فإنها أثينا في وخاصة األخرى المدن بقية في أحيانا تظهر األشباحكأن عين غمضة في وتختفى تظهر ألنها ، حال بأى للتسلية تصلح ال الواقع

بنغازى في عندنا أما ، رأس بدون تظهر ال أنها ثم ، دائما يشغلها ما وراءهافي تخرج وكلها يشغلها ما لديها ليس أشباحنا وكل ، كلية يختلف األمر فإن

9

Page 10: سيرة بنى غازي

وتصلى : ، بخ لك وتقول رؤوسها لك وتنزع معك وتتحدث األوقات جميعالعالم . مدن بقية عن بنغازى فميزة مقابل دون بالطبع وذلك الفجر معك

بالمجان . السهرة لقضاء مدينة أنهاطريقه : في يعرج أن بنغازى في المواطن يستطيع المساء هذا تذهب أين

الذين االيطاليين الجنود أشباح ومشاهدة بالظالم وينعم ، الظالم سوق علىالشتائم معهم ويتبادل ، الماضية الحرب في الحلفاء طائرات حصدتهم

بعد بوغولة شارع إلى يذهب ثم ، فيهم بالشماتة ويتمتع االستعمار بشأنالذي نفسه المسجد إلى االشباح وسط طريقه ويشق ، الليل منتصف

في .. يرغب المواطن كان إذا أعنى رأس دون الشارع صاحب فيه يصلىيستطيع .. فإنه ، الصباح في يفعله ما يملك كان إذا أما السهرة متابعة

أى على حصته من تحرمه لن بنغازى أن من موقنا بيته إلى يعود أن بالطبعيتظاهر أو ظهره على بحجر يخبطه من ثمة الطريق في سيجد وانه ، حال

بخ : ! . له يقول ثم سيجارته اشعال في بالرغبةشكل على الترك بناه ما ؛ الظالم سوق هدم أن بعد المساء هذا تذهب أين

، قصيرة ممرات عنه تتفرع ، مسقوف طويل ممر في مقوسة محالتودملج سنيبرة من المحلية والحلى الذهب بين مختصة أصغر بأسواق حافلة

منارته : من الذي المدينة قصر قبالة السلفيوم ميدان الدهر عطارة وبينرفيق مدرج ، حاليا اإلدارة معهد ، الليبية الجامعة ؛ البالد استقالل اعلنالبيكاديلي ميدان جيلنا سماه ما السلفيوم ميدان ، الثقافي المدينة مهرجان

المارد: / ذلك حقا أنا كنت هل الطويالت الليالي ذكريات تفتشفي/ / : / الصغيرات األماني تخبو كيف اآلن أسألك الشعر أيها باألمنيات المتدفق

آه / : الشعر أيها القلب زهرة ذبلت السكون / /…هل هذا قبل جئتني لوجيالني . الراحل صديقكم عنى ينطق هكذا القميصمشجرا كان حين

الكرب قبضة في ؛ أتزحزح ال مكانى في نبت ، صمت يلفنى ، طريبشانلليقظة . التالى

: ، حاليا شحات أنها ذكر عند قورينا ؛ أفريقيا أثينا أسطورة السلفيوم نباتالمدجج المارد ذلك كنت حين الليبية الجامعة مجلة كذلك أنها بخاطرى جال

، ليبيا اغريق أساطير تذكر كما أو داء كل دواء السلفيوم نبات ، باالمنياتتسرق – أن قبل بالميدان مسلة على محطوطة السلفيوم زهرة ومنحوتة

مزورة / فالصو منحوتة مكانها المبنى –ويوضع في حيث ، الجامعة قبالةانتهاء : عقب للبيت يعدن من مجئ نرقب زهر زرافات بنغازي بنات أرقب

الكائن . تحوالت الجامعة مبنى الليلية االدارة دروسعن كانون وعمارة يمين عن سابقا باركليز بنك الجمهورية مصرف أتركبنغازي كانت يوم الملح ميدان ، االداري المجمع حديقة في اندلف ، شمال

، ينيرها المجاهد مسرح ظلمة في غائصة الحديقة ، الملح كوية تدعىالوخيم الفعل كذا القديمة باألفالم غصت أختها مثل ركس ؛ الزني سينما

باالعالنات يغص كما للمشروبات بمحل يغص المجاهد قاعة فم ، المحتومعمر فندق قبالة من ذلك غير ، وملصقات بصور تتعتع ثملة اعالناتها ولوحةليالى تحى شعبية لفرقة أغان اآلذان تصم المجاهد مسرح المجانب الخيام

الروح لعذبات الترياق بهذا بنغازي زاهية كحول دون كباريه في ، رمضانأغاني هي الكباريه هذا في تتردد التي االغاني ، حالل ورقص غناء في

حيث ، الخاصة بالبيوت المتحجبة الشعبية المطربة الفونشة الليبية الوردةاالعراس . حفالت تحيي

10

Page 11: سيرة بنى غازي

لدفع حاجة دون ندخل البحر عروس تذكرة على ليحصل البعض يدفعيرحبون : الباشون أصدقائنا ، المدينة أنوار فرقة المدينة جماعة ؛ الثمنالمسرحية : أعماله في بحيري على يحاول يكتب العوكلي سالم فيما ، بنا

الحياة إخفاقات تحاصرها التي الشعبية الشخصيات شجون من يقترب أنوالمالحقة المضاد الواقع بأسئلة المشحونة الهامشية الشخصيات ، اليومية

مسرحية . في والتباسه الخارج بغموض المدفوعة الداخلية مآزقها قبل منعالقتها في البحر شاطئ على الهامشية بشخصياته يلقي البحر عروسالعالقة . هذه بنية في األساس هو الملفوض األداء وسيصبح معه العبثية

ثم .. ومن الضيق والزماني المكاني الحيز هذا في بدورانها تكتفي التيالسخرية مناطق في تتقاطع التي المنولجات من مجموعة داخل دورانهامحايد .. . بحر مواجهة في معاقة شخصيات المتبادلة

على التهكم روح إلى بأوهامها المتعلقة الذات لجلد متصاعدة حالة من تبدأالثقافة في أبنية الذات بقول المتنطع الشعر خطابات وعلى ، المزدراة

العمل .. وتيرة لتنعش الخشبة إلى البحر عروس دخول وبمجرد فخارها أوجمن اإلنسان له يتعرض ما بصدد الخجول لمرسله قناعا لتكون ثم ومن ،

األولى . غرائزه إلى وإرتداد تشوهوللكائن للتشوه أبدي مصدر إلى الليبية الذاكرة في كما البحر يحضر هناتطرح حيث ، للغزاة دربا بكونه ارتبط الذي البحر هو ومن ، الممسوخ

للمعرفة أخرى مناطق إلى بها الدخول وبدون التقليدي بوجهها األخر مسألةمقابل .. في الوعي عن والغائبة العاهة في المتجذرة الذوات السؤال أو

ال . في المبهر األخر سيكون وبالتالى واألحذية بالمسوخ سوى يجود ال بحرالكتابة .. يقظة في والنظيف والمرتب الهادي الغربي األخر المعالجة وعى

الذوات . هذه تشوه عن المسؤول هوثم ومن ، اللعبة سيد االخراج كذا بحيري لعلى النص كان العمل هذا في

ميلود ، بوفردة أحمد ، األمين محمد ، العيساوي منصور الممثلمستوى على حافظت إخراجية حرفية مع ، العجيلي مريم مع ، العمروني

يقف أنه إال ممتعا العمل هذا كان ما وبقدر ، نهايته إلى المسرحي اإليقاعبقدر خرساء والسنوغرافيا مهيمنا الملفوظ يكون ما فبقدر ؛ التجريب دون

المسرحية المفردات كل وضع إلى تحتاج التي التجريب فكرة عن يبتعد ماخارج كانت والمالبس واإلضاة والموسيقي المناظر ؛ اإلختبار حقل في

ال المتعة إلى يسعى كان الذي المسيطر للنص رديفا بكونها واكتفت ، اللعبةمن وكسرت العمل تخللت التي اإلجابات بعض إلى اضافة ، اإلنعاش إلى

المواربة . أسئلته ومن الدرامي نموه تلقائيةالمسرح لمسيرة نوعية تضيف التي الخاصة سمته بحيري لمسرح وسيظل

الليبي .غامر بضحك ضاجين مغبوطين مندفعين عنا العوكلي سالم معتكف نترك

لقاعة جرى لما نلتفت لم ، أكفنا يشعل حار وتصفيق النظارة نفوس اجتاحعلى وما باإلهمال نالها الزمان فعل اللذات مفرق طالها التي المجاهدشارع . معترك إلى حيية وروح رائق بمزاج المكان عن طالعون منواله

في للقاء ، اإلستثنائية بنغازي ليال من ليلة منتصف عند الناصر عبد جمالهذه من يتيسر ما وبقية السهرة لنكمل باألصدقاء اإلذاعي المنتدي مقهي

الليلة .

11

Page 12: سيرة بنى غازي

فندق محاذيا ، بنغازي ميناء البحر صهوة صوب دائما الشمال على أعرج ، بنغازي سينما برنتيشي سينما وقدامى الحديقة يميني على الخيام عمر

كورنيش عند البحر ليداعب المختار عمر شارع لسان يمتد اليسار فيرذاذه موج يتالطم ، الكاتدرائية مبنى ونتبين الظلمة تغطينا حيث المدينة

هو : المستقبل في غارقة لحظة في يحدث ما سيكون الروح يستنهضواآلن .. هنا يقع ما سبب

المدينة .. !قصعة كاني بياصا ، األبرز ميدانها قبيل ضاوية مولدها المدينة فتعيد ، تخرج كمولود ظلم من

فإنه األقل على مرة اليوم في ساكنيها يرضعه أن يحب ما حلمتها ، صرتهاميدا : يلزم ال ما ، نلزوم طمسون عمر ميدان ، كانى بياصا ، الشجرة

اسم من به عمدوه لما المخلص لميدانهم خلص ناسه لكن ، الخالصة ميدانتموت ، تكره أو تحب الشجرة ميدان ، حال وعرض هوية ، وصف ، نعت ،

أكره أو وأحب ، يزول ال كوشم الذاكرة تضاريس في حرة وتبقي الشجرةليلة . كل مساء من والعاشرة والربع التاسعة بين أستغرق ما الممشى هذا

ميدان كريم ، وسعت بما ضاقت التي الصغيرة القصعة هذه في يصب كلاليوم كل طقسمساء كعبة ، رحب بصدر اليد ذات بضيق ، الشجرة

شعبي مثل يقول كما أو عليهما والصبارص والحوت الحوت ميدان وعصرها.

.. ، الثمالة حتى يحبونها هم ؟ مدينتهم البناغزة يحب كما مدينته يحب منبين رمضان كل يطوفون لهذا عليها غضبهم جم يصبون سكرهم وفي

، يعربدون ، ويلوحون يخطون ، يتداعكون ، عراك في ، والحوت الشجرةأيقونة . ، عالمة الشجرة ميدان في يحط وحيطه يتنابزون ، يحششون

عصبهم . وهي لها أهلها وتعصب وتزمتها وتهتكها تهكمهاالفاخري خليفة كاتبها ووقفت الشهيرة الرياضي مقهي غابت الميدان عنوكانت ، الصدر الضيقة بنغازي في الفنادق أحد في يسكن المخلوق هذا

، سجائر ومنفضة ، الورق من وحزمة ، كاتبة آلة سوى تحتوى ال غرفتهالليل يطول عندما ولكن ، الوقت طول صامتا وكان ، القديم األثاث وبعض

أصوات – – الصمت عبر تنبعث ، ما ألحد فيه تحكى أن تتمنى حد إلىالغرف في النزالء وأحالم ، الليل سكون ممزقة ، الكاتبة اآللة فوق الحروف

وطفق . أن المجاورة يريدون ألنهم ، انقطاع بال يشتكون الروادبصداقة شاعرا ، الكاتبة آللته حكاياته يواصل ظل حين على ، فقط يحلموانوم في اآلن المستغرقة اآلخرين عيون يوم ذات ستقبل التي الحروف

وتكررت .. الفندق نفس في غرفته يغير أن سوى أمامه يعد ولم ، عميقسوى مسلكه في تبدل أى يحدث لم بينما ، الغرفة تغيير وتكرر ، الشكوى

في سواء واحدة كلها الغرف أن هي األهمية بالغة حقيقة اكتشف أنه ، هناك المهجورة البيوت في حتى أو ، األصدقاء أو األهل منازل أو الفنادق

االنسان . هو يتغير الذي الوحيد الشئ ما رحلة أثناء ، األرياف أقصى فيفجأة . تشعر ، جديدة غرفة في الصباح في عينيك تفتح فعندما نفسه

أين ، األولى استيقاظك لحظات في ، جيدا تتذكر أن وتحاول ، بالذهولعلى تتعرف أن محاوال ، البارحة ليلة وجهة نمت ، االثاث ، الجدران

منزل أو أخرى غرفة في نمت أنك تكتشف أن إلى ، الباب مكان أو النافذةهذا ! . يعتاده يعد لم المخلوق ذلك المعتادة حجرتك وليسفي ، آخر

12

Page 13: سيرة بنى غازي

السقف أن أدرك أنه ذلك ، يستيقظ حين بالحيرة يشعر يعد لم ، الشعوروأن ، بين واحد الفروق يضع الذي هو وحده االنسان وأن ، واحدة األرض

في . القبلي ريح تهب حين كذلك البشر وبين ، والمدن والمنازل الغرفتصبح ، الصدر الضيقة بنغازي ، حكيه في الفاخري خليفة استرسل ؛ بنغازي

غامر .. شعور يكسوها المطر ينهمر وحين كالحة حالكة الناس وجوهالطرقات . ستمأل التي الغدران في إال يفكرون ال الكثيرين ألن ، باالستياء

فقط مفكرا ، المطر انهمار عبر جذال يظل ، ما مكان في ، ما انسانا ولكنالغرفة . في ، النافذة خلف أنت تقف فيما الحصاد موسم رانيا 211في ،

وآخر حين بين منصتا ، الزجاج فوق المطر عروق األصوات إلى أولى إلىعبر الكالب ونباح ، الديكة صيح إلى ، الفجر عند المدينة في المنبعثة

وجعلهم .. والناس ، اآلن المدينة غسل قد المطر بأن حالما ، السكونأن . ، المطر انحباس اثر ، مدركا ، وتحلم ، وتسمع ، تنظر انك تماما طيبينفي تسعى لكى أيضا أنت تنهض أن عليك وأن ، قليل بعد الشمسستنهض

الطريق . .. ! . أبعد ما عشرة الحادية الحكاية وتقول الله أرض ..، منزوية النجمة سينما تمترست وان ، الميدان نحو الطريق تقطع

االقدم وتأجيرالدرجات تصليح محل ؛ السكليسته وتوتد ترسخ الميدان ففيفي ، الدراج يكون بأن قرن نصف منذ تشبت الذي الجهاني سي القدم من

/ ، بنغازى العجوزة زوج العجوز ؛ القدم الحالق سليم الحسان زاويتهكالمدينة حى فإنه الشجرة ماتت وان الشجرة ميدان الميدان حارس

بكل تتموض ومراهقة غضة ، وقت كل لبوس وتلبس جلدها تغير من ، الحيةالشجرة . ميدان ؛ ميدانها في الذائح رباية بنغازي غريب كل حاضنة موضة

الميدان . هذا متكئا التعب بمسافات مثقال يصل من الغريب ونس ؛ تنوسغابت كما ميدانه وعن مدينته عن غاب ولمن ، الغزالة عين أصلها تكية

قديما مكانا يتخذ جديد مقهي ككل مقهي ؛ بنغازي الغزالة عين فإن شجرتهزال . ال و ذل ما ابنه عقبه ومن شاخ أو عنه وهن أو زمانه ولى

غب ليلة كل ، المودة ومستراح اللقيا مساحة الرحال أحط المقهي هذا فيمسرعين ، أنفسهم عن الترويح في أخذين ، التراويح الناس يصلى أن

من ، المستعجل الله بـشعب السودانيين اخوننا نعتننا وقد ، كمصروعينفي ، اليد قبضة الكمشة الشجرة ميدان في والتسكع الورق لعب أجل

به ذكرني ما سابقا للمجوهرات كاريدكس محل الغزالة عين مقهي الميداناليد اصابع عد في طاوالت ، الميدان كما ضيق الغزالة عين ، ينسى ال من

زمان . هكذا في الدنيا مقاهي كما أو مودرن ، بقليل أكثر أو أقل ، االصفر محمد ، الفالح على ، المسماري ادريس ألتقي الغزالة عين في

) ( ، المدينة مثقفي من وغيرهم حمه بوشويقير محمد ، جربوع عادلنتناجى ، والتشكيلي والمسرحي والصحفي الناقد منهم ذكرت ومن أتسامر

وما الصغرى والكذب واالشاعات واالخبار النكت نتبادل ، نتناكد ، نتشاكى ، السور فم بعيد وان غابوا أو كانوا ما حيث أصدقائنا ونتذكر ونتذاكر صدق

بنغازى . مدينة في الشجرة ميدان في الغزالة عين مقهي وفي القبور فيساخرة مذكرات ؛ البارحة ليلة قرأنا ما ، نتناقش ، مدينة كل من أكثر الليبيةلطفي محمد تقديم الشابي مذكرات أو ، ياسين على أبو السوري للمفكر

التونسية . سراس دار ونشر اليوسفيديوان : األصدقاء كتب ليبية كتب من صدر ما لجام من يشدنا الحديث لكن

أخرى : / / مدينة وجدنا الصباح عند العماري مفتاح للشاعر باذخة جنازة

13

Page 14: سيرة بنى غازي

الموسيقي / / / من جديد بنصف عادت يرى اآلخرال ونصفها غابة نصفهامتوحشا / / كان الذي وعطرها المحطم صوتها نعرف فلم والرؤى والسجائر

ال/ / / / خوفنا نتنفس مرتبكين فوقفنا الغريبة بالمرافئ الملون وشعرهاعجيبة / / .. ضفاف إلى رأفة بال تقلنا التي الشوارع ندخل كيف ندري

للشاعر ] – [ الليبي الثقافي الشأن في ومتابعات آراء آخر أفق كتابالفقيه محمد العام والكاتب هذا الهامة االصدرات من ، م 2002صالح

مثل مميزة مقاالت على يحتوى الكتاب ، باالصدرات زخرت الذيالفقيه) ( ونشره كتبه الذي الشعرى البيان الموسيقي ، الرقص ، الشعر

في ) ( المنشور ليبيا في السبعينات جيل عن كلمة ومقال ، السبعينات فيعام األربعة الفصول حتى . 2000مجلة الغزالة عين في الليلة تفردت م

فواصلنا أطل ، ميعادا يخلف ال غالبا المسماري ادريس لكن منتصفها قربمفهوم حول آخر أفق كتاب في جاء ما عن البارحة ليلة من فاضال نقاشايمكن المفهوم هذا أن حين في عقدية زمانية بفترة الجيل وربط الجيل

جيل مثل ما جيليه ظاهرة عن فكرية 27استخدامه أو ، الشهير االسبانيامكانا تمنح ال العقدية هذه لكن ، متجايلة جماعة بين ما مرحلة في برزت

من الكتاب حوى وفيما ذلك في مطول نقاش وأخذنا ، نقدى استخدام ألىهامة . مقاالت

، وقت أي وفي كان حيثما الكاتب ، الساعة الكاتب ، السردية مهووس أما ، ورق كل على الناشرالكاتب ، مناشيره يقبل انترنت موقع كل في الناشر

، فكتب كشف بما المتلذذ ، المشاء ، وقصة قصة بين قصة الكاتبهذا : كل األصفر محمد ؛ الكتابة لذة والوجود اللذة الكتابة الكتابة قورينائي

األولي : . روايته يكتب هذا ليس وما وغيرهنسمح لم ما اسبانية : يحكى ليبي أصل من امرأة كتب ما بقرأة مرة له

يوطئها شغف ، الحب فيها ومدسوس بالحرب ممسوسة افغانية ، أوصولية ، مطاردة مطرودة ، وأمريكا والجنس والدين الحرب حيث وطنها ، وطنها

اللحظة : مع متوطاء ثوانيها مطاردا األصفر محمد يكتبها الساعة هذهعلى يشرف شعبي نزل سطح فوق � مطعما صعدت � جائعا � بردانا كنت

. رشفت. سيجارة اشعلت سلطة وطبق كسكسي صحن التهمت الساحة . � مجددا تتجمع الخلق الساحة أراقب والرشف السحب وبين الشاي من

. . النشاط عاد المطر قطيرات من وستراتها معاطفها نافضة مظالتها قافلة. السماء إلى رأسي � رافعا وفتحتهما لبرهة عيني أغمضت الحلقات يعم

.. . نقدت متسعة قهقهت وابتسامتي بتسامتي ال ونفسي لنفسي ابتسمت . . ألعب لم بحماس � ومشاركا � مشاهدا الحلقات في � منخرطا ونزلت النادل

. . . العشاء صالة بعد ويعود � فجرا يخرج يومية عامل أبي صغري في كفايةخالل فاتلصصمن الكوخ علينا تقفل أمي الحياة كانت لشبه الثقوب

. . .� أياما تكون وقد األعياد �ها أقل وما العيد أيام � إال السينما إلى أذهب ال اليومية . �عاند .. أ � أحيانا يتباهون الميسورون واألقران ممنوع البحر والدي فيها يعمل

. . بشريط الفراشات اصطاد عبيده رأس سبخة إلى أذهب الكوخ من وأهرب . الوشاة. وشا ما � كثيرا الضحلة ضفافها على عار� شبه واسبح بالستيكي

. . عليها الزواج أو بتطليقها � مقسما بذئ � وبيخا أمي ووبخ بقسوة أبي فضربني. واحدة لحظة عني غفلت إن� بمصرية

فهمت وإن� وحتى أفهم لم األن إلى ؟ ذلك والدي يفعل �م� ل أدري ال. � بائتا � فهما فسأعتبره

14

Page 15: سيرة بنى غازي

إال النتحقق ، بنغازى عين الشجرة ميدان عين الساعة عين الغزالة عين فييهوي : / / لمن القلب ينشر لما السهد ليالي في أصدقائي قرأتنا من

إليهم / / الصبح رفة في ساكبا راحه القمراألخضرللعشاق ويمد جناحهتخمد / / . لن الهوى آمال أن الطيبين أصدقائي يا فأعلموا موعدا

الحوت .. ميدان المختار عمريميني عن تاركا المختار عمر إلى الناصر عبد جمال عن أنحرف نهار أقبل

من ميدان وبنفر ، الطليقة بالعصافير تعج التي المجاهد حديقة ؛ الملحفي يقع ما اإلداري المجمع مراجعة أثر من والتعب بالهموم المكبلين البشر

معمار بين تتشابك وطرزه قبة صحنه لمبنى مجانبا للحديقة األيمن الجانبخمسينات . مطلع في بنى أنه رغم شاخ المبنى هذا وإيطالي اسالمي

حاد الجامعة شباب ؛ شاخ المبنى هذا ، تشريعي كمجلس الماضى القرنأبني : المعري أعمى حالهم لسان بنغازي جامعة مكتبة يعد لم لما عنه

أنصرف / . ثم ، قليال فيها أقيم ، مالكها لست ، دارا بجهليكلية أول اآلداب كلية فكانت ، بنغازي في الليبية الجامعة افتتحت ولدت يوم

قصر مبنى في ، العشريني القرن من والخمسين الخامس العام في وذلكجامعة بنغازي كانت بذا ، االيطالي الوالى قصر كان الذي الملك قصر المناربطالب تلتقي حيث الجامعة هذه مكتبة التشريعي المجلس مبنى وكان ليبياهو . كما المبنى يكن لم الدنيا أقطاب من وباساتذة ليبيا كل من العلم

ومنها غيرها الليبيون وأزال المباني من الكثير الحلفاء طائرات هدمت ، اآلنبرقة : لوالية التشريعي المجلس مبنى مكانه في شيد palazzo delما

tribunale ثالث أقواس يتوسطها التي الواجهة ذى المبنى اسم كان هكذاأقواس المدخل يسار على ، درج مقدمته في ما المدخل تشكل مزخرفة

روف " مقدمة تشكل وهي أقصر أقواس لكنها اليمين في ومثلها أيضا ثالثوعلى" صغيرة قبة تتبين االعلى في ، نوافذ ست تطل حيث المبنى

الصورة في ، وارفة صغيرة حديقة هذا أمام ، صغيرتان صومعتان الجانبين

المختار . عمر محاكمة جرت فيه أن الذاكرة في هذالكن يمشى القامة مشدود ، يشاكسظله تعبا يمشى رجل الناصية في

عالمات يخفي حاسر الرأس ، الترهل قابلة بأنها تؤمى القامة هذهقلب يقطع تخيلته ، فيه بما طافح الرجل هذا ، ظاهرة والنظارة الطربوش

األطراف ، الصالح غير خلفه خلتنى من ، سلف فيما قطعة قطعة الحديقةفي ، زائغة العيون ، يمينها شمالها تنازع اليد ، أختها عن الرجل ، تطوحت

تشغلنى البرتقالي واليمام بالعصافير المرصعة الشجر قبعة ؛ الحديقة فضاءفي يكتب فكره في والمتخبل جسده في المشتبك الرجل أرقب أن عن

عائد : وهو القويري الله عبد كأن يطل خيال ؛ المختار عمر مسرحيته الذهنمدينة في كخيال ليسوح روية أو قصد دون هنا حط المصرى المهجر من

كل : . الحرب آثار تعيش شوارع بنغازي تنتظر راقدة كانت هي أو ، مخيالهالمباني ، واالنفجارات القنابل أثار على يدل ما فيه شارع كل ، مهدم ركن

البعض وترك بعضها رمم عمارات ؛ خراب اآلخر والنصف قائم نصفهاتحمل . مازالت حتما فهي ، النفوس استنكه أن إلى أشاهد ما وأخذني اآلخرولكن . ، نشيطة ، الحركة ظاهرة تبدو إنها جوانبها في واثارها الحرب بقايا

القلوب . في والعناء ، الصدور في الحطام مثلما ، العيون في الشظايا . ، وطني في مدينة بنغازي الخبز لقمة أجل من العبء حملوا والصغار

15

Page 16: سيرة بنى غازي

يرتطم وحذائي ، أزقة عبر الشوارع في وأدور تحملني قدماي وتظلفندق أمام واقفا ألعود ، حفرة في قدماي تنهبع ما وكثيرا ، بالحصا

من .. علي وما ، باردة فالريح ، أستطيع ما قدر الوقوف مطيال النجميال ، . لباس كتفاي تحمله ما غير شيئا أحمل ال جئت الخريف فصل يكفي

حتى احتمل أن علي وكان ، جوانبها تدلت ، قطني قماش من حلة وكانتعام . من األخير فالشهر يقترب والشتاء واحتملت استبدالها استطيع

مدينة 1957 على أطبق وقد ينتابني وما ، بعيد زمن منذ أحالمي تركت ، مكلمة : منهم الفرد يردد ما أكثر فما ، نفس كل يأخذ ضيق غير بنغازي

وربما طايرة ، اعتبار دون وجهك في يلقيها وهو منه تسمعها ، تسمعها له التدري .. أن دون نتائجها تتلقى أو مالمحه على تدركها ولكنك

، البرد تلحفه وقد برما المدينة على النص من القويري عبدالله وجه يطلعيني رفيق هوفي أحمد شارع وبينه بيني فاصال شمالي على الميناء أرى

فيها ترتع أوربية مالعب والمدينة ، ومحيطها الميناء السفن جبانة ، المهدويالذي التركة سوق تكون سوف ما الثانية الحرب تركة ، ومتفجرات قنابل

النيران . أكلته العشرين القرن من السبعينات مطلع في ، المدينة مركز أمام الشرطة رجال بشغب القويري وقدات عن أنشغل

المركز هذا ، أتغي الذي الشارع المختار عمر بـ هممت وقد الحديقة شمالكما بنيت التي ، بنغازي سينما البرنتشي لسينما اليمينية بالخاصرة ملتصق

موسوليني الدوتشي زيارة عند ، حاليا الجزيرة قصر برينتشي فندق بنىاسم على السينما سميت ، الغارب القرن من الثالث العقد مطلع في

، ببرنيق وعرب برينتشي بااليطالية ينطق الذي برنيكي االغريقي بنغازيبازامه . محمد المدينة مؤرخ يذكر كذا

بخلفية األول الدور لواجهة كمقدمة مفتوح مسرح السينما مطلع فيالخارجي المسرح هذا ركح ، رأسية مستطيلة نوافذ تتخللها رومانية أقواس

وبين ، للمقهي كمتداد الشرب أصحاب مقاعد يكون أن بين مهمته تزدوجعلى مفتوح عرض تقديم حالة في ؛ الطلق الهواء مسرح خشبة يكون أنيتسع المرمري المدخل ، مشروحة ونفسه لذلك مفتوح قلبه فإن الشارع

والزحمة : . الكبيرة اللمة يتسع الثالثة االدوار صاحب الداخلى كالمسرحمسرح يعد حتى جميعها تتسع والبلكونات الصحن كما ، الركح كان وان

الكواليس فإن ، فخامتها في الرومانية للمسارح استعادة هو برينتشيهذا أن حقا الحرج لكن ، حرج دون وتخرج بجرار سيارة تدخلها أن يمكن

دون الساعة حتى المدينة عن وخسفه شوهه حريق طاله الشامخ المسرحفي وهبي يوسف طلة المكان يبكي كما تبكي فال ؛ يحزنون وال صيانة

الجزائرية السينما أسابيع أو السبعينات في القباني نزار وال ، الثالثيناتمنها . والفرنسية

االيطالية الطرز نفس من مبنى ثمة لبرينتشي اليسارية الخاصرة فيكمسرح / أو كمشرب تصلح البراندة فواجهته مولودها يبدو حتى للسينما

تحول الذي الفاشي الحزب مقر المبنى هذا ؛ بنائها عند كانت وكذا خطابيفالمبنى ذلك في غريب وما ، األهلي المصرف وحاليا األهلي لنادى لمقر

جديدا . يحب وال بخيل لكل بالمسرات وحافل صغيركان قد المبنى اسفل أن فاتني وقد ، المقهي في القويري عبدالله أخال

غير وهو بنغازي خمسينات في االشهر بازامه كراكوز صاحب بازامه مقهيبالظالم : تدثر القويري عبدالله وأن ، عائلته من كان وان المؤرخ بازامه

16

Page 17: سيرة بنى غازي

هذه حول يحوم وهو عليه تتلصص النوافذ فيما بالمدينة وحده وطافكراسيه .. يلملم النادل وبدأ المقهي أنفض عشه فقد كطائر الكئيبة البنايات

اليه : ينظر ان ودون ، لقفله تمهيدا الرصيف على المبعثرةالكراسى- .. هذه أجمع ان أريد كتبك لملم ارجوك ، الليل تعاقب استاذ

منه .. .. . يتخلص أن يريد هذا حتى فيه تفرس ، المقهى داخل والمناضدتمرق سيارة صوت على البحر .. أنتفض موج صوت كان الشارع وسط

على يسقط االشجار حفيف بصوت ممزوجا ، الليل صمت في واضحا . ، الباردة حجرته حيث الرابع وبالدور الفندق دخل أقدامه وقع مع االسفلت

فوق .. .. إلى محدقا رأسه خلف يديه عقد مالبسه بكامل سريره على تمددمسح .. اليسرى يده وبقفا وجهه تحسس بالسقف المعلق الضؤ عنقود إلى

رمضان .. ؛ بقهر ولكن صوت غير من خده على تسيل انها يحس كان دمعةركينة : في القريب الماضي حكايات قصته يكتب مسرتسال بوخيط الله عبد

ثالث أركان من يحوط ما ، الهائج البحر غير أحد ينتبه أن دون المقهيالليبية . الجزيرة شبه بنغازي

خاطر البال وفي ، بالبحر مسورا وحيدا أمشي الثالث االركان هذه بينشارع وقبالته سابقا روما ؛ األمة مصرف يميني على خاطر من ينسرب

؛ المختار عمر شارع ، الشارع ركن في ، الميناء ثالجة عند البحر يسدهمصرف يحاذيه العقاري المصرف منتصفه في ، الوطني التجاري المصرفالرفيع الخيط هذا في الجمال أقل ما المال أكثر ما ، المختار فرع الوحدة

، العربي البنك كان حيث السياحة شرطة طرفه في الذي الشارع هذا منعمر غص ؛ الوطني التجاري للمصرف فرع البلدية ميدان في نهايته وفي

هذا في قبحا المال هذا ورشح المالية االوراق على رشق كما ماال المختاربأوساخها . والمغفور بالورق المغمور الشارع

ملطخ وظيفي مبنى ، الحديث األمة مصرف بمبنى مسورا الهوينا أمشيليوكد سيارات مدرس علي فيخرج مالمحها منه البشاعة تستمد بالورق

في يتمخطر ما الوطني المصرف محاذيا ، بالعبث ويصبغها المالمح هذهالوصل خيط يقطع الشئ و ، المختار عمر شارع حلة يصبغ ايطالي طراز

الباطن العقل تنبش شرسة يقظة وأحالم خواطر النفسمن يجوس ما بينوالبراني .

ليس أن مدركا ، القرين الوحدة وفيروس المكان في تندس الرتابةالخاطر مدشنا ، أحد يحرزه ال الذي اللغز نحن ، نحن من نفهم أن بمقدورنا

فقط نحن ، يسمعنا أو يرانا أحد ال و الشارع في منفردا مسافرا بهية بطلعةولكن : الوجيب من أقرب ، الهوينا وأمشي الخطى يحث هو أنفسنا نرى

مدرس بين المندس الشارع تخطى وقد أرقبه ، مني خطوات علىكانت الثاني وفي الوطني المصرف االول طرفه في والبحر السيارات

االطفال مجالت أطالع روادها من كنت ، االيام من الخوالى في عامة مكتبةوأسرق وسمير الصغير والليبي الكيالني سندباد كتب من أقدر ما

الليبي .. الثقافي المركز خلفي تركت وكنت ، وديكنز شكسبير ملخصاتالصبا : مرتع مركز هذا وكان الناصر عبد وجمال المختار عمر تقاطع في

الشباب . ومطلعمبنى يميني على ، أتزحزح ال مكاني في وبقيت بدايته الممر بلغ فقط اآلن

فنار كان أن بعد طاله ما الخواء وهول الندم تباريح أسير بنغازي بريدلعقد المبنى رقبة محولة مطروحة وألواح صناديق تطوقه وحداثته الشارع

17

Page 18: سيرة بنى غازي

: ، وأقدم قديمة ومجالت عتيقة كتب يطرحون الذين المتجولة الباعة قمامةالبريد ... قبالة شمالي في ، ذلك شابه وما بويات ، وخارجية داخلية مالبس

العامة المكتبة سابقا كانا ما بين و الممر الطويلة األقواس ذات العمارةعوض من ومصوراتي ، البالد في التشكيلي الفن رواد من هو من ؛ عبيدة

مكتبة وهذه هذه بين ، البالد في تشكيلي لفنان دائم معرض أول صاحب هوفي : ، ظاهر عمق وفيها طول المكتبة في ، العقل أصحاب مقاعد قورينا

من / وغيرها ، أساسا الليبية للكتب مدخلها ممرها جانبي على فترينتهابقدمها . زاهية شرقية ونحاسيات لوحات الواجهة وفي ، الكتب

مواصلة يستطيع أحد وال الطريق يقطع أسد زائير أسمع أندلف أن قبيلالطرق قطاع أمر تدبير من الجمع تمكن أن بعد مميز طريق قاطع ، الرحلة

فدية هزيل جمل ثمن جمع في الجمع يشترك أن التجار أحد اقترح ، البشر؛ يقبل لم المختار عمر لكن ، للقافلة للسير الطريق يخلى كى األسد لذا

والهوان الذل عالمة وعدها ، للبشر االتاوات دفع يلزم لم كما ذلك يلزم فلمالمختار عمر وانبر ومربضه األسد ممر من المختار باصرار القافلة اقتربت ،

أنه . االشهب الطيب ذكر ير لم من ليراه جلده وسلخ قتيال فأرداه لألسد ، بالمختار المغاربة دور في الفائدي محمد المجاهد خيمة في مرة اجتمع

بقتل : أفتخر أن ولدي يا تريدني المختار عمر عليه فرد باالحدوثة وذكرهالممر . تخطيت وقد لمسامعى المكتبة مكتب من الحكى تناهى صيد

يلوذ منارة ثمة أن متيقنا و ، واالثارة التحفز على يسيطر ، المكان وولجتويحهم : يا الوجود من الحلم زوال اليقظة وأن ، المتوحدون األفراد بها

دم . من منارا نصبوا

قه .. قورينا تيكا وةمكتبةلكن اليومي ممشاي وهو الستينات في الوحيد الممشى المختار شارع كانما المرء يجد حيث ، سوق حى لكل صار أن بعيد هجرته الناس من الكثير

هذه وانتشرت ، زاوية كل في محل افتتاح يتم االيام هذه ، بيته قرب يريديدركها . بمكانة يزخر الزال الشارع لكن المدينة وجه على كالفطر الدكنيجول كما يجول فنان أو كاتب تلتقى ما كثيرا ، حصيفة عين صاحب كليوسف . جال فيه كما وتاريخيته معالمه ومتبصرين متطلعين فيه السواح

في الشهيرة المدينة جريدة الحقيقة جريدة في يكتب كان حين القويرينلتقى كنا ، منها نسخته على للحصول طابور في القارئ يقف ما االيام تلك

شاخصة وعيون منحنية بقامة مشتتا الشارع في طائشا القويري يوسفمسرعا الخطى يحث متباعدتين ورجليه منكوش شعره ، ومستريبة جاحضةفي شارد عظمى هيكل إلى ننشد ، يمخره نقرس من وجع في متوحدا

جاسا ، معلم باقتدار العابرة اللحظة على قابضا شئ كل ويجوس الالشئشارع : . . االمتعاض يثير ذلك وراء ما ولكن مضحك المشهد الشارع نبضيمشي سائح الطويل الرصيف على ، الظهيرة بعد ما والوقت المختار عمر

اهتمام يرتسم وجهه تعابير وفي صغيرة تصوير آلة يده في ، وئيدة بخطواتمالءة يشبه أبيض قماش في ملفوفة امرأة تقبل منه االمام إلى ، كثير

التي المغطاة غير وعينها األنثى استدارات سوى شئ منها يبدو فال السريرتتحرك . الكاميرا حولها ما لتلمح كله برأسها كالدجاجة التلفت على تجبرها

! ، مسدس فوهة نحوها صوبت وكأنما ، كالفرس المرأة تجفل ، بسرعةيريد النه وعفريت خبيث وهو ، للشارع معينة زاوية تصوير يريد السائح

18

Page 19: سيرة بنى غازي

نظره في المسألة وبالطبع ، محجبة امرأة الزاوية هذه في يضع أن أيضاثم . خاطفة لحظة في المشهد تم ذلك تعرف ال المرأة ولكن ، جدا مثيرة

السائح كاميرا وامتألت ، أحد به يكثرت أن دون الشارع زحام في ذابان ! .. نستطيع ال فنحن بالحزن احسست آنئذ ، الشرق من صادقة بومضة

المحجبات : . تصوير ممنوع عليها نكتب الشوارع في الفتات نضعمطرح من وما بالكتب الغاصة قورينا مكتبة نحو أنحرف المشهد حجب وعن

جديدها .. ومن الكتب من المزيد المزيد صاحبها ديدن كان وان ، لمزيدمكانه في يتكئ بدوي الرحمن عبد كأن مشدوها وأقف الممر أتخطى

طاله منذ بنغازي طلق أنه خلت من بدوي الرحمن عبد ، بالمكتبة المعتادصديق ، العشريني القرن من الطائشة السبعينات في السياسي سجنها

مكتبه من يخرج الذي قورينا وصاحب الكتب عاشق لنقي المولى عبددائم : سؤال نظرته في المكان أتصفح خالله من و اتفحصه انشداهي موقفا

في حاجبيه رافعا قبالتك ينهض الرأس ببياضشعر الوجه حمرة وتختلطكتب شغف هو ، المدينة أهل عند لنقي ولد هو ، حاجتك عن مقدم استفسار

متخذا الطوق عن شب الخمسينات أول منذ ، الكتاب أهل وعند نفسه عندصار ثم ، للمعارض السياسي الطوق المختار عمر جمعية من قريبا موقفادار فكانت وآله داره هو الكتاب لكن ، االجتماعية والشئون للعمل وزيرا

في هو ، قورينا دار كذا ليبيا محتواها كتب من كثيرا نشرت ما للنشر ليبيامن بمهمة ينهض لكنه عاما عشرين الربيع كان إذا العمر من الرابع الربيع

الكتب : بائعا ، مقترحا ، مجادال ، مرتبا ، حامال ، جالبا األول ربيعه في هوكتبه . من بعض ونشرله صداقة بدوي وعبدالرحمن بينه شدت لهذا ولعل

الكتاب يكمل كان الكتب يشترى ال أن اعتاد أنه بدوي تالميذ يرويه ومماأن : الكتب تذكر قورينا أرفف من رف على اتكأة في يديه بين الذي

أو يوسبريدس منها ليبيا شرق في خمسة مدن الليبيين لليونانيينقورينا / / : مدينة نشأة حول تدور شحات وقورينا بنغازي هوسيبريدس

اليها واشار ، تاريخه من الرابعة المقالة في هيردوتس اثبتها عدة أساطيروالخامسة الرابعة الفوثاويات في فندارس العظيم اليوناني الشاعر

قورينا ملك باسم ناداه الذي ، دلف في ابولو وحي بنداء وعمال ، والتاسعةصوب متجها مجذافا خمسين ذواتي بسفنتين بطوس ابحر ، مرات ثالث

بعدهما حاول ، عامين فيها فأقام فالتيا تدعى صغيرة جزيرة في ونزل ، ليبيافي ونزل ليبيا إلى فعاد ، النزول من منعوه ثيرا اهل لكن ، ثيرا إلى العودة

سبع وصحبه هو فيه فأقام ازيليس أو آزيريس يسمى فالتيا قبالة موضعالغرب صوب وصحبه هو االقليم اهل اقتاده السابعة السنة وفي ، سنوات

وكان ، ابولو ينبوع باسم وهيردوتس فندارس ايام في يسمى كان ينبوع إلىذلك وكان ، منه جاء كورينا اسم ان قيل هنا ومن ، كورا يسمونه ليبيا اهل

سنة أو . 631في القورينائية الفلسفة لمحاضرة مشدودا كنت الميالد قيلقورينا : مدينة وفي قلب ظهر عن بدوي تالميذ لسان على تترد اللذة مذهب

عصره في اليوناني الفن بروائع الحافلة ، هذه الثراء الوافرة الزاهرةخلت . القورينائية المدرسة مؤسس ، ارسطيفوس ولد ، الكالسيكيالمدينة : هذه جئت كيف فينا الكبير أيها االستجواب وقفة واقفا نفسي

؟ .. السنين فيها ومكث الصغيرةمن : العاشر األحد يوم ، بنغازي إلى باريسسافرت من بدوي الرحمن عبد

سنة ساعتين .1967سبتمبر لمدة الغرب طرابلس في نزلنا الرحلة وابان م

19

Page 20: سيرة بنى غازي

فندق . في ونزلت مساء التاسعة الساعة حوالى في بنغازي إلى ووصلتومع . اآلداب كلية مقر عن مترا عشرين يبعد ، االستقالل بشارع كئيب ضيق

الليبية الجامعة ادارة مكان عن الفندق موظفي سألت حين فإنني ذلكوأنا !! ، شككت لكني هناك إلى إليصالي تاكسي أركب بأن على أشاروا

، تاكسي ركوب إلى أحتاج ولن ، صغيرة بلدة بنغازي ان مقدما أعرفأحدهم أخبرني وأخيرا ، المارة وسؤال االستقالل شارع في السير فقررت

ال : !! البداية إن هنا ها ينتظرني ما أهذا نفسي في فقلت أمتار بعد على انهاخير ! . بأي تبشر

العميد عن وسألت ، آنذاك تسمى كانت كما والتربية اآلداب كلية ودخلتد هو بالنيابة العمادة يتولى الذي ان فعلمت ، المصريين األساتذة وبعض

عين بجامعة اآلداب كلية في والزميل السابق العميد ، نصحي ابراهيمالفلسفة رئيسقسم عيسى على د يدعو وأرسل ، به فالتقيت ، شمس

األستاذ . ، الجامعة مدير للقاء ذهبت عيسى د ومع فحضر آنذاك واالجتماعكلية في االجتماع لعلم مدرسا ذلك قبل كان الذي ، دغمان عبدالمولى

آخر . على االطالع واسع شبابه على وكان ، ترحيب أجمل بي فرحب اآلدابيحضر طالبا قصيرة بفترة ذلك قبل كان إذ ، االجتماع علم في األبحاث

هناك من وحصل ؛ المتحدة بالواليات الجامعات احدى في العليا للدراساتالدكتوراه رسالة ينجز ان قبل وعاد ، االجتماع علم في الماجستير على

مختص . ، كفء ليبي مدير أول وكان الليبية الجامعة مدير منصب ليتولىال و بالعلم لهم شأن ال أشخاص ذلك قبل تواله أن بعد ، المنصب هذا يتولى

يساورني . . بدأ الذي السيئ االنطباع الجميل اللقاء هذا فمسح بالجامعةللجامعة مديرا دغمان عبدالمولى األستاذ فيهما كان اللذين العامين وطوال

هذان كان لهذا ، البالغ بالتقدير وأحظى باالطمئنان أشعر كنت ، الليبيةالمضيئة الفترة ليبيا في أقمتها التي الستة األعوام من األوالن العامان

بمؤلفاته . المكتبة مأل من بدوى تالميذ ومن هناك مقامي في الخصبةأن : دون الذاتية سيرتي إلى ألمح أن وسعي ليسفي الحصادي كنجيب

دون بدوي على يتتلمذ أن ألحد كان ما ، بدوي الرحمن عبد تلميذ أنني أذكر ، المستنير المستبد لشخصية نوذجا كان فقد ، أخرى أو بطريقة به يتأثر أن ، بندرتهم يندر للمتفوقين حيي بتقدير أحسسنا وإن ، منا بواحد يعبأ يكن لم

أغلب في نكتفي وكنا ، عنه تفصلنا مروع حد إلى سحيقة هوة هناك كانتالمجد . التلميذ وهذا بزهوه والتندر لسطوته بعد عن بالتطلع األحيانالمبنى . عن المعنى وبمعنى العلم عن العلم بفلسفة ي منشغل أن غرقكاد

يفصل الذي الزجاج قفص بها يغص وأسماء عناوين في المكتبة طرقة فيلقد ؛ جبانة تقاسيم الرفوف كل أن له بدأ وقد ، الشواهد تلك وبين بينه

عطن ، عشاقها بها غدر أن بعد مدفونة مطارحها في الكتب هذه شاهدتغلف فالعتمة األغلفة يلف للضؤ ظاهر وانكسار المكان خياشيم يلفحخياشيم . من النجدة يتلقي وهو الصعداء تنفس مسارب وللعث الكتب

بعث التي ، السمك المكتبة خيوط في أتخبل أن كدت ، بريحها البحر لهعمر شارع يافطات أقرأ بنغازي شوارع فتلقفتني شباكها النفسمن سلبت

عن عزلة تحوطنى ، حيوطه على التجار بصقها التي وملصاقاته المختارمتخطيا قورينا مكتبة من اندلفت ، الناس ومشاغل الشارع مشاربظللتني أقواس تلقتني ، السوقة السائقين ضايق تثاقل في الطريق

20

Page 21: سيرة بنى غازي

غير الخبل هذا في أوقعني الذي فما ، الحارقة الشمس خيوط من وسلتني؟ . القراءة

معمار خيط شدني الحروف عن ، الكتب عن وانزحت بالمباني تعلقتبالنفط تفوح االخالط هذه الالشئ ومن شئ كل من وأخالطها المدينة

ودوخ المدينة عجين شكل الذي االسود بنغازي الزيت أن غير ، أهلهاالشارع بقى لهذا محافظة مدينة المختار عمر شارع في عادتها غير وعلى

تغيرات . بعيض المشهد شاب وان االيطالية بمبانيه عليه ماهو علىلجيلي الحركى االسم تيكا مقهى شمالها وعلى قورينا مكتبة تلج أن قبل

ان السبعينات بازامه جيل مقهي بين موزعين كنا وللحق ، شئتبالقوى ينحشر كونه غير اليه االنتباه يلفت شئ ال الذي تيكا ومقهي

وليوكد هأنذا يقول أن شئ في عزمه ليسمن وانثوي خفي كشق وبالفعلالسقف اتساع رغم القليلة أمتاره خارج كراسي ثمة فليس هذا عزمهمجمل في االرصفة قتلت حيث الرصيف يقطع لم ، أمامه القوسيالسبعينيون . وغادر مقعده على السنوسي صالح الروائي حافظ المدينة

وعلى : الككلي عمر تجمعنا تيكا مقهي في هنا الزمان بهم غدر لما المكانشهاب وعبدالسالم بنغازي وقانون اآلداب يدرسان طرابلس من الرحيبي

، يغيب ما وكثيرا حينا وجال يطل نجيب محمد والرسام الشباب قصة يكتبأحاديث من الساخن ونتداول النحب وما نحب ما نشرب تيكا سي عند

يعد . لم حيث بازامه مقهي في هناك خواطر وتجيش المضطرمة الحقبةسالم والكاتب المسالتي محمد القاص تجمع أخرى لمة ، مطرحا للكاراكوز

وأحيانا حبيب السنوسي والشاعر موسي بن ورضا الكبتي وسالم مفتاحالناجح – االذاعي برنامجهم من جديدة لحلقة يخططون بوشناف منصورالزمان : يفعل ما عن وغفل يافع ليسار لوحة للملتقى ونشكل ؛ الملتقى

تغيير في عارمة ورغبات وأفكار ومشروبات كتب من الممنوعات نتبادلالتبانة . درب المكان وكان ، طرية بأحالم نحليها مرة قهوتنا كانت الكون

مناشيرنا الشلطامي محمد أشعار فيه وتدوى المباحث طاقية تغطيهالسرية .

مصوراتي لكن ، كطود قورينا مكتبته الكتب عاشق وثبت ، تيكا مقهي صمدالمبنى سكنت التي السويسرية الطيران شركة لمقر تحول اعبيدة عوض

فيا شارع تمدد على العمارة تطل الزاوية هذه ومن ، شيئا تضيف أن دونأن شغله ما بنغازي كورنيش ذلك عن يسده حيث ؛ البحر ليلحس تورينو

. ، شمالي الزاوية في األجرب البعير وحدة في يموت وأن ويهرم يتغضنمصرف تورينو وفيا المختار عمر تقاطع اجتاز أن بعد الحوت ميدان مطل

يميني . على الزراعي بالمصرف أصله عندما يذكرني الذي التنميةالباعة زحمة في المختار عمر مع متناغما الشارعين مفرق اجتزت

بنغازي متساكنى تحول بعد لمطعم حول ما أكرم مقهي قبل ، المتجولينوساحته . التأمين مبنى في المنظر استطلع توقفت هلوعة لبطن

تضم ورواشن أبواب عليها تنفتح جادة هي ، قمامة لمكب الممسوخةالذوق ألهل جنان تكون أن يمكن أو لمستريح ساحة ، وشفافية بحنو المكان

هج : / / / / المنـ إلى أهدي فكيف أعمى أنا المعري بعينى تفرست ، النفس / .. خلت ، أكرم مقهي من تبقي ما من دنوت عميان كلهم والناسلمة جعلوه وقد الستينات بجيل يعج كان يوم ؛ الخوالى االيام عجيج في

الكالسيكية / التقليد مجمع العرودي مقهي مع مواجهة في الجديد لصحب

21

Page 22: سيرة بنى غازي

شمالي وفي ، المهدوي رفيق أحمد الوطن شاعر علمهم ونار الحديثةعهد التوفير بنك أو العقاري في ! المصرف اليوم المبنى ترك ايطاليا

في الثقيل بالرخام المميز ولصحنه الفخم الضخم لبابه تنبهت ، عطالةيمكن ال حيث الحوت ميدان من زاحفة زحمة في غرقت ، ظاهرة شفافية

خيم االرتباك من جو ، عزلتها من روحى استنهاض حاولت شئ من التيقنكرسي على تجسدت االهداب وطويلة حية استفهام وعالمة المكان على

على ، ضائقته في التجسد ومفرط نادر غير رهاب في المقهي كراسي منيندسفي الحياة من متوجسا اليقينه من متيقنا بيديه وجهه يخفى الكرسي

واستاذ وحيوي كيمائي ، االبيض الكرسي في الصدر المفتوح االبيض قميصهمخلوف حسين كان ولليقين لنفسه الناقض ، الناقد باألدب المنشغل العلوم

شئ كل على قابض عازم واثق ستيني عقد في محيطه مع عراك فيفي كتب ما يبعث ؛ أحد ال ومن منى مخلوف حسين ينفلت ، والالشئ

ال وعن عنى نفسه باب يوارب ومستريبا بظهره معطيا االيام هاتيك صحفما . جمعت ما النيهوم الصادق كتب تعرض مكتبة المقهي زاوية عند أحد

ينطح وخواء خال عمار عن تبين ازدحام خلته ما ، االيام تلك في كتبيجيب . ال أحدا لكن ؟ أنا من يتسأل بالمكان وكأنى ، الفراغ

فمحل مكتبة فيلبسطلعت محل عند هائما كنت المختار عمر أقواس بينحتى ؛ األصدقاء وجيوب الجيب في ما أعد وقفت ما كثيرا ، أنيقة مالبس

مثل : ، منها المحطة كانت مسرحيات من الرحابنة لفيروز جد ما نشتريبالفم الرحابنة ويتعشى بعينيه الكالم يتغذى جيل أيقونة جيران والقمر احنابين . الشارع في تتمدد التأمين عمارة الردئ المحلي الخمر بفيروز ويمز

ايطالية كتابة ، أربع أركان من شرفاتها تطل الحوت وميدان فياتورينو ، الذوق عديم اعالن كل أكتافها ويوشم جبهتها على مصبوغة مازالت

االولى جادتها بعد ، باالوساخ االيام غطته والبدروم قوية حمالتها عمدانهامتماوجة وزرقة يعلو هدير األنيقة المالبس ومحالت والمكتبة أكرم ومقهي

ما البحر مطل المشهد على تطل كمنظار صغير لشارع فتحة من ، بالبياضشارة الوحدة مصرف فرع الزاوية في ، خلفي أيضا تركت وما يجانبنيميدان قصدت وقد شمالي في اللوحة هذه ؛ السوداء واللطخة البؤس

الصغير . الشارع البحر ومسبار الوحدة بعيد المختار الشارع على الحوت ، الثانية الجادة قرب اليمين من أرقب كنت حيث ، اليسار في ابرة كثقب

على الشاعر مكتبة ؛ يذكر سبب دون مرة أدخل لم ما عامة مكتبة تندستبرقش التي النورس كطيور ، يعد ولم الضياع رحلة في ذهب الذي الفزانيالعودة سنة عن مفصحة تكاكي بالبياض البحرية والزرقة السماوية الزرقةأسفار للمكتبة منه أبقى وقد اسم المكتبة اتخذت الشاعر من ، الميمونة

ومضنية . مضيئة حزنالتي الحية التأمين عمارة عيني من الثانية العين أو الجادة المقابل في

وقفة الجادة من يلعلع صدى ، المختار عمر شارع من مكمنها في تتربصوجثة بصيرتان وعينان مبصر قلب ، التعبير وحرية اإلنسان حقوق عن كالم

في : ، توافق فإن والهوى الهواء تخلبا ويدان زمن / ضخمة بنو ، معنىالسماء / / إن ، يشابهه شئ من الشئ يبعد قد متفق غير المعاني جل فإن

/ / ، غربت إذا نهارنا يمضي ، الشمس لهذي عجبت الزرق في الماء نظير / / ، يقدم لم فهو ، غدا وخليا ، فيه نحن فيما اآلن خذ كرا طلعت إذا حتى

مرا . فقد ، وأمس

22

Page 23: سيرة بنى غازي

أو حد دون أفق على المفتوح النص رفيق المعري أعمى عن جاء ما كذا أواللوحة أتفرس الجادة مدخل عند وقفت وقد ، يقول صاحبي خلت كما

عيني : وكأن الشيباني مصطفي المحامي مكتب بالحائط الملصقةنعته من ، نبصر لم كما أيامنا المبصر المحامي هذا عمى على مفتوحتان

نفسها حبست وان ، تضطرم ونفس عيون قفة حقا وهو بالقفة االصدقاءمحبسه هو الذي مكتبه شمال خطوات على تقع التي المحكمة قاعة بين

منشده : . ديمومة الحرية؛ خيمة الثالث محبسه فإن الثانيالقاهرة : في هناك أو هنا الكيخيا هانى التقيت هل قال ؟ زمان من أراك لم

من أراه لم ، لم ؟ زمان من ، ؟ تلتقيه هل الماقني نوري والعمى ، ؟ زمانما / إذا أهكذا ؟ البيت للقفص المحكمة ومن للمحكمة القفص أمن ، ؟ أره

؟ . والعرس والعبد النجل عليه وجار ، أهله أقصاه الشيخ أسنسماء لجة في باألسئلة وغصصت ، المفتاح أضاع فالمالك جوابا حرت

اجتزت . ينقطع ال وصل خيط شدني الحوت فم في أني تبين اللون حبرية ، وتوكيده جهوريته في أعرفه صوت تناهى الباب عند مكتبه إلى الجادة

وجليل للسلطة متعطش قوي صوت ، القطعية وتوقيعاته الحادة ونبرتهأثر ودون ما حد إلى قادر شخص عن ايجابي انطباع يولد ، رومانسي وشبه

شديدة وقعة بين تمازج الصوت في وأن ، والتعبير االنتباه لفت على للهياجأن : بباله خطر والوتريات النحاسيات بين تداخل ، تشد رهيفة ووقعة تنبهدخال عليه يدر عمال يجد أن وتوقع ، الوقت لبعض بنغازي مدينة في يتوقف

وأكثر .. حجما أكبر المدينة هذه لعائلته سيقدمها التي الهدايا ثمن عن يفيضالمصالح طابع عليها يغلب بها االجتماعية العالقات فإن ثم ومن ، سكانا

أن إال ، زحامها في الفرد يذوب التي الكبيرة المدن شأن هو كما المتبادلةمن . مزيج فهي درنة في نظيرتها عن كثيرا تختلف ال السكانية التركيبة

مصراته من والنازحين ، القبلية المناطق من الوافدين القدماء السكانضرب .. الذي الجفاف إن ويقال ، والخمس والزاوية وترهونة وزليطن

عامي في الغربية و 1937المنطقة أعداد 1947م نزوح إلى أدى الذي هو موعمل . بها واالستقرار بنغازي مدينة إلى البلدات تلك سكان من كبيرة

يكن ولم ، الظالم سوق تجار أحد صاحبه يدوي نول على بنغازي في صاحبناسكني بحى يقع دكان فهو ؛ إلقامته مالئما النول فيه المنصوب المكان

مما ، درنة مدينة في به عمل الذي للبيت خالفا حمام ال و مطبخ به وليسمبنى . على استدل طعامه وإعداده إلقامته محل عن البحث إلى اضطره

واحد طابق من مشيد وهو ، الشعبية الفنادق يشبه الجريد سوق قرب قديموعاطلون وحرفيون عمال بها يقيم التي ، الصغيرة الغرف من عدد ويضم

داخل .. طعامهم ويطهون ، مشتركة مياه دورة يستخدمون العمل عنللتعارف الفسيحة الباحة في مساء كل ويلتقون ، بها ينامون التي الغرف

في . طيبة الجيران هوالء لدى صاحبنا وجد وقد الحديث أطراف وتجاذبوضيق الكرم عليهم حظ ال كما ، له حد ال وتعاونا القول في وصدقا المعاملة

التعرف . من خاللها يتمكن لم قصيرة مدة بنغازي مدينة في بقي اليد ذاتسينقل .. الذي المختار عمر الشهداء شيخ ضريح شهد ؛ معالمها جميع على

رواد لها ليس التي األماكن بعض وعرف ، سلوق بلدة موطنه إلى بعد فيما ، جليانة وشاطئ الجريد وسوق الظالم وسوق الفندق منطقة مثل متميزون

مدينة في عكارة بورتا يشبه الذي الصابري حى على جيرانه بعض مع وترددألن بل ، وحسب المدينة وسط عن بعيدا مثله يقع ألنه ليس ؛ طرابلس

23

Page 24: سيرة بنى غازي

يكون أن البؤس يكاد الذين الصفيح أكواخ في المقيمين الفقراء من سكانهللكفاح استعدادا الموطنين أكثر من فإنهم ذلك ومع ، جباههم على مكتوبا

سبيل في والفداء للتضحية أسبقهم ومن ، واستقاللها ليبيا وحدة أجل منالصمود . معنى البسطاء هؤالء من صاحبنا تعلم الهدفين هذين تحقيق

من . للتيقن مؤثرة لهفة في متسلال الباب تخطيت الحياة أعباء لمواجهةالشياني مصطفي رأيت ، حدسي صحت على وللبرهنة المتحدثة الشخصيةالرحمن عبد المحامي وزميله ، الكالم في شاردا دخانه حلزونات في ضائعا

في : جاء ما لك قرأت الذي الجزء هذا بغليونه ممسكا يجلجل الجنزوريفلسطين حرب في المشاركة من عودتي اثر ببنغازي النزول عن مذكراتي

وغصت 48عام سرحت وكنت ، لى تنبها حين الحديث أطراف تقطعت ، وهو : الجيد القماش يباع ال خيوطه ينسج راسي في والمثل الحديث لج في

البطولة . : سمفونية موسيقي سيطرت قد كان حينها صندوق في منسياللقاء دهشة أثر من الصمت خيم أن بعد ، المسجل من المنبعثة لبتهوفن

من وكنت ، محبسه في القابع والشيباني ، طرابلس من القادم بالجنزوريالتأمين . عمارة بجادة المكتب هذا في يري أن يتوقع ال

الوقت .. !م لقتل ساحة للغفلة ائدةشريان يكون أن يكاد ما العقيب شارع قالدة المدينة عنق الحوت ميدان

في تبقي من العقيب شارع ؛ الحوت وميدان الشجرة ميدان بين وصلشوهدت ما كثيرا ، قبيلتهم المدينة حاكمة الغا بنت ذبحت أن بعد بنغازي

في سوطها ، المرأة وتدك قضيبه من الرجل جلد تسلخ السود الليالي فيقرن مطلع في غازي بني حكمت الغا بنت ، البحر نيران يشعل يدها

الهجة ،عقب خوفا اليابسة الشفاه روايات من رواية وفي يوحنا القديسالمختار . عمر يجتاز العقيب شارع أن نعتبر أن لنا يمكن للدلنسية األخيرة

ولعل ، الموتي كصندوق يبدو الذي كاطو بن جامع حيث ؛ الحوت ميدان بعدفي . الشارع السماء رأسيا يخترق أسود تابوتا فجعله لمصممه خطر ذلك

اليم . في ليغطس الكورنيش بحر ليصل الميدان عن يقفز سبقحوت : طازه الحوت الحوت بنغازي طبل الميدان كأن بك يلم صمم

، ينباع ما العصر بعد الليم ، الحوت عالياكل والصبارص والحوت ، ياشرايهفي .. ضائع اللبن الشتاء في اللبن ، حوش هريسة الحارة الهريسة

وابرة رز حبة على حبيبك برسم ، شوية المسير شرايه يا نقضنا ، الصيفالنبي تمر التمر ، محروم يكلها ما واللى اليوم زبدة الزبدة ، عدوك عين في

، محرومة والمتفرجة معصورة العصائر ، عليه يفطر ما اللى صيام باطلخط ، يتهنى ما يشرى ما واللى جنة قطايف القطايف ، طاير تخليك فطائر

في ولوح عالساس خط ، كل ولوح الريق تذوب مخاريق ، مطراحونج . يشيلك ما اسفنز اسفنز ، عيد ليلة كل الزالبية

به عبث التأمين لعمارة أخر وجه الحوت سوق قبالة الحوت قلب وفيوتهالكت وتصدع طول النوافذ في ، أطنابه الجدرى وضرب الزمان

المهملين مع شرس وعراك عناد في السوق يبدو المقابل في ، االبواباليباس . يقاتل عوده يشد لكنه السبعين عمره تجاوز وقد ، العابثين ومع

وقت حتى الوقت يبدد ومن بالبائعين الميدان حدقة وتعج الخلق يتداعكببعضهم عابثين المغرب قبل عصرا الحوت ميدان يعصر الجميع ، االفطار

24

Page 25: سيرة بنى غازي

الحياة / تبدو عندئذ ، الالشئ أجل من متراصين متصارمين البعضبالالمعنى . مرشوشة

، استغماية لعبة في الوقت لتبديد ، للغفلة كمائدة الميدان يدشن يوم كلعين وفي ، لعبة هكذا في والشيخ الطفل يتمسرح المكان عين في

ويعكس . الزمان فعل العمارة تعكس واالنعكاس الخلق بين نزاع الميدانايطالي طراز في الثالثينات مطلع في بنائهما تم وقد ، الخلق فعل السوقوعقل تبصر عيون أنذاك للمهندسين كان حيث االسالمية بالعمارة مطرز

وأقواس اسالمي وصحن نمنمة فيه الميدان سوق ؛ ثاقب وفكر يصممنورعيون : يتذوقه واللسان ذلك تشف العين ، وظيفية وعمارة رومانية

من التلفزيوني قرقوم ، دواء ينفع ما الحب نار شاطت ، عضا قابلنا اليومفي وغنائها صورها ، المدينة فن بائعا الميدان يرتكن التلفزيون تركه

في . الشعالية على القامة منتصب واقفا القديم يتجلى خفي عجب صندوقالثالثينات في حط منذ ، الفنان هذا يرتجل الميدان مشائي المشائين مخيلة

في ، الجديد بالكالسيكي مترنما الشعبي اللحن عازفا كتره في القانونوالفرفلة األبيض والبالطو األبيض حذائه ، األبيض سرواله ، األبيض قميصه

بأسرار ليهمس األبدية من الساعة ينهض كأنه ، يتمخطر حرباوية ياقةصدقي محل عند ليقف ، المرزكاوي الصادى نغمها المدينة قانون القانونمحمد الفنان المحل صاحب قريحة به تجود ما ويصوغ االلحان يوزع فونيهمسشادى : . فيما ؟ كنهن سهارة باتن الوفا عش في طيرين صدقي

؛ قرقوم أذن في نكتة بآخر المدينة فن البرول وصاحب القامة قصير الجبللرسوم معرضسنوى أعوام من انصرم فيما أقام الذي الميدان فنان

شارع لسان حيث المختار عمر شارع على المطل الحوت فم في األطفالالرفاعية . زاوية البحر عن يسده

حوش ، خلفك من البحر يكون عندها ، العقيب عنق عند ، الميدان في ، والعميان للعيان ظاهر المكان ، اآلن الثقافي المدينة بيت ، قصر الكيخيا

وعنتر الليل بابين وباب جلية واضحة مغربية زخرفة واجهة ، اآلن البوم بيتوجهك في الباب يقفل والنهار الليل في ، الرحابنة قال كما أو شداد بن

في . عنك العقيب ناصية تترك غشم صيانة بفعل المدفونة العثمانية طرزهركبة : وصياح عراك في مساء صباح الورق لعب ساحة مدرج يندرج المطلع

التأمين عمارة ظهر أترك ، يلعلع والع شايط والسكمبيل عالتريس اللصالسمك لعابك يسيل بالميدان شغلت ان ألنك يختبئ العقاري السجل حيث

من ناجيا كيونس الحوت قلب شاقا ذلك أترك ، والفروج والبورى المرجانفاه مشرع وعبث مكدسة أكداس من ربي والمنجى ، والشغب الشغفوالفم . شمالي في كاطو بن جامع مخلفا الميدان من أنسل عشية كثعبان

تستعيد حيث المختار عمر شارع ناصية عند يميني في للسوق البحريفرقعة : ، خيول سنابك الذاكرة تتجلى ، أنفاسي وأستعيد مكانتها األقواس

وأحذية بنادق بكعوب تدك األقواس ، ومرج هرج ، وزمجرة زجر ، سياطعامر .. بن مصطفي حال لسان المنوال على بنسج موشومة ذاكرة ثقيلة

ويتوغل : يمتد شارع فى مباحث برجلي مخفورا يجر وهو الجمعية رئيسجانبيه على بيوت هناك ليس رقيق كسلك يختفى حتى الرمادي األفق فىالينتهى - .. الذى الشارع فى سار سواه إنسان من هناك وليس حوانيت أوشوارع - - يصنعون لماذا تسأل حافيا ومشى نعليه خلع خطواته وقع أفزعه

مفتوح طويل خرساني كسرداب ليبدوان حتى متوازيان جداران ؟ هكذا

25

Page 26: سيرة بنى غازي

حاول – انزلقتا قدميه لكن يتسلق أن حاول ، منفذا يجد لم السماء علىأخرى – – – مرة فلنحاول لزجة مادة من الجدار صنعوا كأنما أخرى مرة

على – .. – مصرا كنت الجدار حرف على أصابعي قبضت هكذا حاولتأحسست – الهواء فى أطير أن فيها أوشكت التى اللحظة فى لكن القفز

نصفين . ينشطر قدمي باطن أن؟- . الفرار تنوى أنك أعتقد ال

الجدار- – .. خلف ما ألرى فقطجدار- – . الجدار خلف ما إن

أمي- .. . علمتني هكذا أخير جدار هناك حتماإثباتها . محاولة من جدوى ال ، ظنون مجرد إنها

عشيات من عشية والجامعة المحاضرة تاركا قصته يكتب الشريف يوسفما المختار عمر جمعية مبنى تحت الحرية مقهي في منزويا ، الستينات

البدو . من البوليس رجال كان فسادا فيه وعاثت األمن قوات اقتحمتهجانبي على دكاكينهم من التجار من والمتفرجة الحضر من الجمعية ورجال

في . وطعمها ماضية كثيرة وخيبات بهواجسي الشارع مقتحما الشارع ، شقق وفيه صعبا مصعدا ودرجه ضيق مدخله ما المبنى هذا عند ، الحلق

في تأسست التي المعارضة السياسية الجمعية مقر كان منه شقة فيالمكان ألج ، الخمسينات من االول المنتصف في ودكت ، االربعينات نهاية

بعد دهاليزه في الرطوبة وأتلمس ، العطنة تراكينه تجوس شم أن بحاسةمن . حصتك استخدام عليك لعل نسيان بحر وغمره حادى كل عنه حاد

شئ لفعل عزاء الوقت فال يواسيه من يجد ال لمن ، التفجع غير آخر ، الطريق اكمال على العزم شددت وقد البال في هذا خطر ؛ للبائسين

في باالسرار مملؤا جريحا ، ما وبطريقة ، فاتنا حذرا كائنا بنغازي كانتنسيان . غمره الذي اليوم ذاك عشية

عائدا الحوت ميدان لسوق البحري الباب زاوية في بي تعبث المدينة ذاكرةالمختار عمر جمعية مقر كان ما يمين على األقواس تحت المختار لشارع

يعتم ؛ بالذكرى سكرت وكأني خمارة ثمة كان ؛ مقهي االيام هذه تحته مازلزل االرض أن أو يتماوج الشارع وأن مبحوحة باصوات ممزوجا المشهدالباعة . شاقا ثابتا النفسألمشي وأسترد العود وأشد القدم أرسخ زلزالها

الراسخة المحالت تضم التي االقواس بين ما الجانبين في يتراصون الذينالغادى وجه في كمصدات العيد غب مؤقتة خياما بنوا الباعة ، الشارع في

الشارع ممر في بضائعهم ويعلقون يطرحون ، الزبون يصطدون والرئحبن وجامع حمد قصر شارع بين ، الهمجية الحديد خيول وجه في المغلقلعربدة النظر أمد حيث ؛ السماء الرائي عن تغلق الخيم ألوان خالئط كاطو

جوامع أقدم العتيق جامع عند تتعارك سحت بسحب غاصة سماء في الغيوممحل عند غصبا أشق ما طريقي على مسفوحة بظاعة في أتعثر ، المدينةبالك : خذ ياساتر بي تمسك مساعدة يد ، للخياطة سنجر ماكينات تصليح

؛ ! . عجوز يد بي أمسكت التي اليد أن أظن كنت االيام هذه كثيرة المصائدوأنه ، البناني عابد سي يد لخلتها االرتباك من الحالة تلك في أكن لم لو

األمر كان ولو ، الحيل ليشد بيته قرب اليومي ممشاه عند قبره من نهضدونت : لو حقا تساعد كانت يده أن أعاتبه ، ال لم العتاب وقفة لوقفت كذلك

، الشفاهية المدينة ذاكرة العجوز أيها كنت ، المدينة تضاريس من تعرف ماأيها وضيعتنى الصيف في اللبن فضاع المدون تكون أن جفلت أم خفت

26

Page 27: سيرة بنى غازي

يديه بين يلمس أجعله بأن العتاب حلو من يتحقق سأجعله كنت ، الشيخودون : العابر كتب وما ، المدينة في يقم لم من القويري عبدالله كاغط

بهذه الناس ويحتمي ، البوادي يقبلها ال حضرية فهي الغرب من بنغازي ، حولها البادية من قريبة فهي الغرب عن مرات المدينة وتبتعد ، الصفة

تقترب ال هي ، متميزة شرقاوية شخصية لنفسها خالقة ، جذورها قاطعةمن تقترب ال وهي ، المقدار هذا بمثل عنها لتبتعد إال بمقدار البادية من

والتاريخ . الموقع عوامل المقدار هذا بمثل عنه لتبتعد إال بمقدار الغرببل أهلها ينكرها ال متفردة سمات ذات البقعة هذه من جعلت واالجتماع

إنهم ، تضخيمها في يوغلون يجعلهم الوهم ولعل ، ويتمسكون بها يعتزون ، بعيده أو بسكناها عهد قريب الحب هذا في يختلف ال ، مدينتهم يحبون

تالشى . حين هذا من التحقق أردت تناقض في يوقعهم ال هذا وحبهمخض المطر من وابل تحت الغياب في البناني عابد العجوز وذهب المشهد

خاصرتيه . في الشارع مظلة إلى الزبائن وسحب الباعة وأذهل الشارعفي عامهة شرفات الجانبين على االقواس من ممر يضمها ما المحالت فوق

بعيناية مزروعة شرفات ، السابلة أعين عن مخباءة شقق من تطل غيهافهي األول زمنها في أما حاليا مكاتب تضم الشقق ، بقديم ومنقوشة محدثة

محاجر وتتطلع ، نهود منها وتنزلق ، جسوم شرفاتها علي تتكئ منازلهذه . أبواب عل من المشهد على وزرق وخضر وقسطلية سود عيون

بين ودهاء بمكر محطوطة ، وخفية طالعة ؛ منزلتين بين منزلة المنازلفيعد . النفس قصير شويرع ينشق خمارة كان ما بعيد المحالت أبواب

المستراح يعد ، وارفة شجرة تتوسطه صغير ميدان في تصب خطواتعلى مكامنهم الخضار باعة نصب وفيه ، الحوت ميدان لسوق الخلفي

مواجهة في ، الطليقة العصافير وسكنت ، الطلق الهواء في ألواح صناديقهذه مظلة الضخمة الشجرة قبالة ، المختار عمر من المنزلق الشويرع

الحار " " السمك طبيخ والحرايمي بالكرشة الفاصوليا مطعم ، الفسحةوكمن بالمكان الزمان من عقود منذ ربض من الوداني بشير سي مطعم

البشر فيه تصب أربع فتحات الفسحة لهذه ، أنوفهم من يشدهم للجائعينوجعفر العقيب شوارع وزحوم الحوت ميدان شغب عن االنزواء الراغبين

أيام أغلب ينبثق الميدان لسوق المجانبة الفتحة من ، المختار وعمر ، الناظر عن يخفيه يكاد حتى فاتح بنى بالطو يتلحفه ، كمشة رجل االسبوع

تنقشع التجاعيد ، البالد شرق سكان خاصة الشارة الحمراء الطاقية يعتمرحتى تفارقه لم التي سيجارته ضباب رفقته في ، الدائمة بالبسمة وجهه عن

هو قصيدة مشيه في أخاله ، العمر من السبعين يناصف أن جازله وقدبالغواني التشبب وغوايته المغازلة قصده من السوسي حسن الشاعر

امرأة وكانت سيارة دهسته أن اثر رجله كسر مرة عد حتى ، والحسانلمحل . المجانبة الفتحة من كسر ما الحب من وأن غزل ذلك عد ، السائقة

ظهره انحنى رجل االيام من سلف فيما االسبوع أيام أغلب ينبثق الخضارعابد يكل ال الذي التاريخي وهمه العمر طول وأثقله للزمان معاندته أثر من

اليومي لملتقاهم االصدقاء من بعض ينبثق تلك أو الفتحة هذه ومن ، البنانيينعت كما أو العربي والسروال الفرملة على الكاط يلبس من يجلس حيث

راشد الشعر والمتلحف الليبية القبعة الشنة أبدا المعتمر ، المحلي اللباسصالونه أو بمحله مقعده في بسمته راشا بشوشا اصبوحته يقعد ، الزبيرالكتومة والضحكات بالشاي تبلسم لمة الصحب يلتم ، المتواضع األدبي

27

Page 28: سيرة بنى غازي

مقعد لى فيكون أدخل ، شغوفة لمسامع هذا فاه من المطلوقة والقصائدتوقد نزوة المنثور والكالم العطر الشعر ، الصوب أصحاب مقاعد من

الحياة . شهوة ومفتتح الجذوة

القاسى بنغازي طين يا .آهالشويرع ذلكم من أنزلق أن بعد المختار عمر لشارع أحمد والعود أعود

؛ الشارع هذا أوجه الخاطر في مقلبا ، متأمال ، الخطى مقصر أمشي متمهالالتي والسعة المحسوب الضيق ، والصرامة الجدية في بالمبالغة الزاخر

الكورنيش أول عند البحر يطال حتى لسانه يمد ، المحسوب هذا تسعالبلدية ميدان في ليصب الحوت ميدان عقب يضيق ، الميناء بمحاذاة

أوله في ، سالم سيدي وشارع الظالم سوق ومنخريه العتيق الجامع ليسدهعند أغسطس تسعه سينما ؛ سينما أخره في البرنيتشي سينما ؛ سينمافي البلدية يهدف من يمين على األمة مصرف أوله في ، البلدية ميدان

جامع . األخر في جامع المنتصف في ، التجاري الوطني المصرف أخرهالثانية الساخنة حربهم في األوربيون صب ، شئ كمثله ليس الشارع هذا

المدينة هدمت ، ويفرون يكرون وهم عراكهم أثناء أهوالهم كل عليه : ، رومل ، غرسياني له يكيدون مما نجى والشارع ، لجبانة مينائها وتحولت

في .. للحياة الحي المتحف ليكون نجى كأنه ، تطول والقائمة مونتجمريانها : حالها ولسان المدينة هتاف من تحقق ما وأنه لها الغلبة بأن زهوها

الراء . فلتسقط الحربوتوثق االحالم تلظم نفسمشغولة ، وثابة روح ، جسدها تغالب السيدة

الحجب وجه في سافرة األنيق البسيط تتدثر ، األفق وتفتح المشاريعالخطى تحث العنيزي حميدة ، هن يكن أن النساء يقيد ؛ يكبل وما والظلمفي الستينات في وحتى الخمسينات في االربعينات في الثالثينات في

من . طرخان حميدة مشرئبة الرقبة طويلة القامة قصيرة كلل دون الشارعبصيغة مفردة أحد دون عون دون بذاتها موجودة ، زوجها عائلة باسم عرفت ، ساخن جدال مطربشفي رجل مع واقفة الشارع ناصية عند ، الجمععند . قدحا المورية عناد أمام صاغرا رأسه يحنى وهو وجهه تطال رقبتهامن عمود أخر حيث البلدية مبنى قرب بها المرء يصطدم التي الناصية

الجيد ؛ منازله الحماالت الشارع في الرواسخ االقواس عند عمدان العريضتتقن عصية ، الشارع موثق الوتد هذا ، السقف عند العنق يضيق ، المنكبينهمتها تجمع حساب كل وبعد ، المستقبل على مرضية بطريقة وتقلق عملها

للواقع ورؤيتها ، النساء نهضة من اليوم عاصم ال وأن ، النساء جمع ألجلجديد من بعثت العنيزي حميدة أن ولو ، نفسه بالواقع التقت ما غالبا

، فيها أنفسهم من متحققين نحوها سيجرون الجميع ألن ذلك من لتحققتأن رغم عيوبه وذلك يخفي فيه يعيشون الذي مجتمعهم ؛ المجتمع

النساء : نحن ، يتضح بنقيضة شئ كل لمرآة التطلع يحبون ال وأنهم ، بعنايةالرجل ؛ تواضعا األكثر ألنه المعارك كل في األقسي الدور عاتقنا على يقع

كانوا ولو حتى ، لألعداء ورؤيته الخارجي العالم مع معاركه في عوده يقوىلى . خيل الجوارب نرقع البيت في نبقي نحن بينما ، طاقة تكسبه ، فرقة

في مصوبا تدخل بجانبي من لكن برقة والى مازق حسين اليها المنصت أنحوارا جعلته فيه وعنادا ، الوزراء رئيس فكيني الدين محي بأنه مخيلتي

بحرية تنادي قصيدة يكتب أن تأمره المهدوي رفيق أحمد الشاعر مع ساخنا

28

Page 29: سيرة بنى غازي

الذي . الذكوري الجمع النحيل جسدها غامرا ، معنفة بظهرها أعطته المرأةممسكة نافرة ، جهدا يألوا ال ملكا الخطى واثقة مشت حيث الشارع يصبغطرخان حميدة ومتيقنة ثابتة بخطوات الشارع عابرة ، الجهمي خديجة بيد

كومضة : انزلقت لقد ، القاسي كريت طين يا آه كريت سليلة القريتليهلقد ، مكافح انسان هيئة في وتشكلت بها اعتصرت التي اللحظة تلك فريدة

وابتدأت انسانا أصبحت ، وحال أصبحت ، والدموع والعرق بالدم جبلتصعودها .

طول الخيط يقطع وصله قبيل ما البلدية ميدان اتجاه في الشارع أصعدحمد قصر بالبحر رقبة العاص ابن عمر يربط الذي الشارع ؛ الشارع

العبث لهذا وزدرائه المختار عمر فصاحة أتأمل متمهال ؛ أتريث هناقصر شارع مدخل في يمينه علي الذي ، الشارع يطال ما وكل ، واالهمال

كينونته : يخفى كأنه ، العجلة المارة عن منزويا الصغير المقهي يقبع حمدمبنى ، يوميا بابه يفتح يعد لم العجوز وصاحبه عرضه وأشبار طوله أشبار

من غيضه يكظم كأنه ، قديم كل ازالة مبدا وطالها هرمت ليبية منازل منمسهم : من ، وصواب حد كل عن قديمهم من خجلهم زاد من أهله فيضويقطع . األول الحبيب حبيبهم يعد فلم غرورهم وزادهم ، طائش شيطانالمكان فيلوث المشهد في يسكب دخان ، وزائير هدير هذا الوصل خيط

من جلبت متهرئة طرز كل ومن كورية حديدية مراكب تندلق ، بسخمهويتغضن . شفتيه المختار عمر يزم الحياة ولطخت أوربا سيارات جبانة

الحديد سائقي السوقة يتمخطر حيث ؛ حمد قصر شارع تقاطع عند محياهومن . غيضها النفسمن أسحب بخس بائت بكل الباعة كما زاهين البائد

أعاق الذى التقاطع قبيل التحف دكانة على متفرجا ؛ المشهد وقضيض قضيرقصفي : أبنوسي أفريقي قناع تحفة لقطة ، المنظر ، تواصل الواجهة

سياج : خلف يسيل عاج قطع ، ناعم خروف جلد يرقب قدامه ممد تمساحبالتحف ريان المنظر ، منفذ عن تبحث جاحضة ثعلب وعيون الزجاج

حال : لسان ايتفرج يشرى ما اللى تواقة والنفس عنها وجافل جاف والجيبالبائع . نظر طائلة تحت يقع من

بينى تنحشر ، عيني بين المستلقي المنظر تكسر جميلة ؛ عنى بعيدا حلقتفجر : عينيها أن ، النساء أجمل تكون أن فيها أتغزل أن بد ال ، والشارعتمخر الملكة الجميلة ، الصباح مشمش أنها ، الشفق شفتيها أن ، النحل

ابتسامة عن تشع الجميلة ، شعرها نحلق التي حقيقتنا االوهام حيث الشارعيمضغ ولسانه يلتوى الشارع عنق ترى وهي يخيب ال سحر فيها ماكرة

هذا ، الكالم جل نصفين الشارع الساعة تشق التي الجميلة ولجسد ، الكالميرتد الشارع ، أسود قفطان خلف ليختبئ مدربا دلفينا يحتشد الذي الجسديغني . الفجيعة وألمي رثائي وللنوارس اضافية مساحة ويمنحها نفسه عنمشتهاة أغنية ؛ المردد زاوية في قرينقو عبدالوهاب ، المشهد زاوية في ولد

باهثة . فضائية من صدفة تنبثق ، متوقعة غير ،األخير الجزء عند ، المفرق أجتاز عندما ينفسح والشارع يبتسم المختار عمر

؛ يقعمز طفل عندئذ ، المفتي محل عند ، البلدية ميدان مطلع من بالقربأحد : ؛ امحمد ولدى يا خير فاحصة والعيون ، مرقب وجهه ، للدكان ظهره ، الطلع سنوات بوقائع عنه المشغول الطفل على السالم يلقي المارة

تسمع : ما ملقاط ريكوردر األذن ترى ما ملقاط كاميرا العين ؛ أمامه يتطلعكاديلك سيارة ، وانقلزية طليانية أجنبية ولغات وبيض حمر أجانب وجوه

29

Page 30: سيرة بنى غازي

غصبا الشارع وسط بها يلتف أن سائقها يتغيا الشارع بطن في تنحشرقصر فيه رجل ، اتجاهه يبدل وهناك الميدان يدخل أن بدل ، متمظهراالكاديالك مقعد ليجلسفي الطفل لمقعد المواجه الباب من يندلف وبدانة

وركب المبنى من نزل من بويصير صالح ؛ غبارها مطلقة تنطلق التيالمبنى . ذاك الشريف الدين محي السيد انتظاره في كان من السيارةورئيس لصاحبها الفجر جريدة ؛ جريدة مقر ، الخمسينات مطلع ، أنذاك

بلباس متلحفا البالد من هرب الفترة تلك في من بويصير صالح تحريرهارجل الملكي البيت رجال أحد الدين محى صاحبه اغتال أن عقب امرأة

الدكتور . السلطة ، الجراحة طب لمقعد مقعده غادر الطفل الشلحيويكتب ركنا ركنا الشارع يصور بالكاميرا الساعة هذه أرقبه المفتي محمد

أحالمها . ويحلل البالد وقائع

الغامض .. الجنون المدينة !نزوةصغيرة دكاكين ثمة ، الميدان في الشارع يتالشى أن قبل بقليل ذلك بعيد

طواقى من العربية للمالبس غيره ، الخياطة وحاجيات واالبر للخيوطوجد المهندس كأن ، المحالت صغر انتباهي يلفت ، وسراويل وسوارى

على يمتد الذي السوق وسط حشرها فأراد المخطط في زائدة مساحاتتشبه ذلك وفي ، المحالت بقية عن مختلفا غرضا تؤدى فقد ؛ الشارع طول

المدينة . من مكان غير في المعتادة الليبية الطرز من الدكاكين جلالمدينة أل ؛ يعجب ال هذا لكن السيارات وجه في ومغلق مسفلت الشارع

عظام .. ! . كمشة سوداء عجوز طريقي تقطع قانون ال و العجب يعجبهم العليها : يتوكاء التى العصا معصم على يقبض مشدود عصب ، التغضن ووجه

وتثنى .. الكالم تطلق ، ياليبيا مخيالى كوشي وأرى الفول أشم ، بالزغرودةوتأخذ مطبوخ فول كمشة طفال وتناول القفة العجوز تفتح ، ببخاره معباء

ومختل ناقص المشهد أن أتصور ، زغرودة تطلق ثم القرش نصف منهشخصية فحم أستدعى كأنه أو أسمر ، منحنية القامة ، قصير ، حيوية

باالشبار الشارع يقيس ، وعنقه لوجهه عام ملمح تشكل االعصاب ، مبيض ، قياساته من نتج بما يقتنع ال و يكل ال مساء صباح يوم كل قياساته يعيد ثم

: ، عالعصبانة أمه خناق عيسى لميدان لشارع ركن من خلفه االطفالالغامض . بجنونهما المدينة نزوة هم شركة وزميله هذا عيسى

، ناصر يا الشعب ياحبيب ناصر ، واحد عربي جيش ، واحد عربي شعبسواعد : ، حناجر ، ميكروفونات الصوره في نطلع ح كلنا صوره صوره

مظاهرة ، بعيدا دفعنى يتدافع حشد ، ازدحام ، تتوعد السماء في مرفوعةأعالم ، المختار عمر جمعية مقر تحت الحرية مقهي ناحية من تنطلقسمراء أيد تحملها عبدالناصر جمال وصور ، المتحدة العربية الجمهورية

القهوة صاحب الشمالى على ، يصفق السوق رجال من وبعض ، متغضنةبارزة سينالكو الدنيني عالمة وبرتقال وأناناس بورتيللو المشروبات يوزع

ما الميدان في ليصب فيه بما يختنق المختار عمر شارع ، الزجاجات على ، المحلية والصحف المشهد ويأطر يواكب البوليس ، جسدى يلهث عندهدي صن ، الرقيب ، البشائر ، الحقيقة ، الريبورتاج ، برقة ، العمل ، الزمان

أسوح . ، أنذاك حدث ما كل ترصد متتابعة فالشات ترقبه سرينيكا ، قبليفي : بالتفاصيل الزاخرة الشارع يوميات من طالعت وما رصدت فيما

زيارة إلى مدعو المسافر ، إلى موريلال ، ذاته الوقت وفي ، المدينة

30

Page 31: سيرة بنى غازي

الساحة : قبل من كانت كما تمثلها التي القديمة البريدية البطاقات تأملومنصة ، الباص موقف ، اآلن ، أصبح حيث دجاجة فيها وتبدو ، نفسها

بمظلتيهما شابتان وسيدتان ، الصغيرة العبارة مكان في الموسيقيسكان . يخيب ال حتى ، الالئق ومن المتفجرات مصنع مكان في البيضاوين

المدينة .. المسافر يمتدح أن ، المدينةأوال .. النص على سأتى تقاطعنى الالمحلية .. الصحافة لقسم سأتى قلت

الحمام- . طار كما تطير لن الكتب دار ، البريدية البطاقات على مصورة هي كما ، المدينة المسافر يمتدح أن

على أسفه إبداء من يحذر أن على ، الحاضرة المدينة على ويفضلهاعظمة : بأن يعترف أن المسافر على معينة حدود في الحاصلة التغيرات

، الكبيرة المدينة ، الحاضرة عليه موريلال كانت بما قورنت إذا ، وازدهارهاموريلال . بقيت ولو المفقودة اللطافة تعوضان ال ، الريفية القديمة موريلال

لهذه . أصبح حال أية وعلى جمالها من القليل األقل إال رأينا لما ، حالها علىإلى بحنين ، التفكير يمكن ال و ، اإلضافي السحر هذا مثل الكبيرة المدينة

اآلن . عليه أصبحت ما خالل من إال عليه كانت فيما ، الماضياألرض على ، أحيانا ، تتعاقب مختلفة مدنا بأن لهم تقولوا أن جيدا حاذروا

أن . ودون ، بعضا بعضها يعرف أن دون وتموت تولد ذاتها وباألسماء ، ذاتهاواللهجة . ، ذاتها األسماء ، أحيانا السكان ويحمل بينها فيما أبدا تتواصل

تحت حملوا كانوا الذين اإللهة ولكن ، ذاتها هي الوجوه مالمح وحتى ، ذاتهاوحل ، شيئا يقولوا أن دون رحلوا قد ، األماكن فوق وعاشوا ، األسماء

أسوأ أو أفضل هؤالء كان إذا المرء يتسأل أن العبث ومن ، غرباء محلهمفالبطاقات . ، ذاتها وبالطريقة عالقة بينهم يكن لم ألنه ؛ القدماء اآللهة من

، أخرى مدينة تمثل ولكنها ، كانت كما موريلال تمثل ال القديمة البريديةأيضا . بنغازي ، مصادفة ، تسمى كانت

وجدت .. ما انظر ، أرشيفك على اللعنةالخيال : . مدن في كالفينو إيتالو اإليطالي الروائي عند ضالتى وجدت

دفات بين ينحشر لم كما ، زاوية المكتبة من المختار عمر شارع يتخذ لمعن التائهة النوارس حينا ترتاده ، طليقا كان ؛ ترتاده كتاب آخر حينا ، البحر

بالذكريات . يغص ما فكثيرا بنغازي حلقوم وألنه النوارس عن جافلة زوبعةوا ، العبرات الكآبات نوتخنقه محياه عن تغسل االمطار فإن يدمع لم

عوده فإن تقوسظهره وان ، وعاشقيه رواده عنه ينفض حين الشتويةفإنه عبر من وقلة البلدية ميدان محجره في كل� النظر وان ، مشدود

الوترى . للشارع الطبل ؛ الحوت لميدان الضاج االيقاع يشده السمع مرهف

بنغازي . شغاف ؛ الشغف في بما الهامس المختار عمر شارع المدينة كمانمحمود ، اللوحة في بعد يتشكل لم وجه ملمح الشارع نهاية عند الزاوية في

في ، المسند على التي اللوحة في فرشاته من لمسة يضع الحاسيفي للوحتها األولي اللمسات تضع ، ايطالية رسامة منه األيسر الجانب

الجامع مبتغاها على منها تطل زاوية ارتكنت حيث المختار عمر شارعلما التعجب عالمات عليهم تبدو ، عجل على ذلك يرمقون المارة ، العتيق

. ، به وجننت بمريديه الشارع جن جنون من االجنبية والمرأة الرجل يفعلسادر الساكن الشارع ألن اليحدث ، يطرى ما ، مضي ما ، الماشي ، فيه

اصغاء في غاف ، فيه المسافرين عن منفرد ، يسألون عما غيه في

31

Page 32: سيرة بنى غازي

همس : المال مقابل أرواحهم بيع لغواية يستسلموا لم ممن للحالمينبحجارتنا المبنية الجديدة مدينتهم هي غريبة وهمست ، أذني في الشارع

صغاره إلى يقدم الحسون طائر أن يقول بمثل سمعت همسهل ، العتيقة ، الحرية فقد من أفضل عنده فالموت ، ساما عشبا القفص في المحبوسين

يحلق . أن القادر وهمس الحسون طائر فينا من همست ، والمحالت الشارع أقواس بين الفسحة تطرق خطوات خلفى أصغيت

إلى الحاجة ومن الكسل من إال الناس يموت ال والفشل همس ، اإليمانقلت ، العيش تستحق حياتهم جعل أنت في عينيه في للشارع

أنت قلت عينيه في ، قلقة معذبة امرأة شخصية رأس لك ؛ السيرانةحنين أنت ، التهلكة موارد فتوردهم بغنائك المالحين تسحر طائر وجسم

أوله عن يبحث فينا شئ كل أن تعلم أنت فقال زوال إلى طريقه في لعالمتريد ال تكن وان مقبرة البلدية ميدان دونك ، والدجل االدعاء أمقت وانى

ولم عقاربها ماتت التي الميدان ساعة ؛ الساعة عن بديال قبرة فكن قبراصحبك – كما وأعلم ، أحس كما الوقت لسع تحس وال ، تلسع بالتالى تعد

داهمك الذي الوقت في إال ريبة شئ أي في لك يكون أن قادر الريبة صحبلن الميتة والساعة تسعفك . ،

االقواس ترافقك لشمال انحرفت ان الميدان فم المختار عمر شارع يكونترافقك لليمين انحرفت ان ، قرطاسية كانت هنا ؛ المنحرف هذا في

الجامع قبلتك ، السياحية الشرطة واآلن العربي البنك كان حيث االقواستكون أن تشتهي سامقة وطالت ورفت بما تغطيه التي والشجرة العتيق

من . وقفة ؛ المباغث وقفة ، متأمل وقفة قف عندها جملة الميدان مظلةعمر منزلق في ، بالعبرات ضاق أن بعد ، عبارته واتسعت السماء غطته

السالسل صدى وتصنت مسلسال قبلك الممشي هذا في مشى من المختاربينك الزمن في سمعت ما وان ، تسمع وعيت ان ، الميدان أركان في يرن

الساعة تكتب ما كنت فإن ، وعام عام وعشرين قرن نصف ممشي وبينهوالثالثين الحادى العام في حصل تسمع ما فإن األلفين بعد الثاني العام في

المحيط هواء في ذاب حصل فما تمطق ، ميالدية وألف مئة التسع بعدفإن فعل ما الزمان به فعل وان البلدية مبنى حيث قدام وانظر ، وسكن

عبق ، حدث بما تنبض صرخات الحائط في تلمس ، ينطق استنطقته . : ، واالثارة التحفز على يسيطر دم من منارا نصبوا ويحهم يا تنشق المكان

الحلم زوال اليقظة وأن ، المتوحدون األفراد بها يلوذ منارة ثمة أن متيقنا وقدم . القدم في هو ، المدينة ولدت ساعة ولد الميدان ألج ، الوجود من

، بنيانهم جمع وككعبة ، للصالة الناس جمع الجامع وكأن العتيق الجامعهي التي البلدية ، البلدية محل هي التي ، الصرة هو الذي ، الميدان فكان

تحت : ، شماال المختار عمر شارع منتهى عند وعمدتها المدينة سلطةما ؛ العمارة طول في أصغر شارع ثم ، صغير محل الزاوية في ، االقواستترك ، اليهود معبد ثمة كان حيث ، للميدان الخلفي الشارع وبين بينه تفصل

خرق .. عن عبارة سابقه مثل شارع ثم وثالث اثنان محل ثمة الشارع ، صيدلية ثمة الشارع تعديت ما اذا ، اثنين فيجعلها العمارة لحم بين يفصلما ، سابقا الفالح صيدلية ، انشائها تاريخ أرضيتها على ، قوسين بين قوس

ومطعم خياط محل الصيدلية بعد ، االحمر الهالل جمعية اآلن يملكهاحلقة العرودي مقهي ثمة يعد لم ؛ المكان تفحص وال ذلك اترك ، صغيرالمنفلت الثالث الشارع في كان التي ، المدينة ونخبة الحديثة الثقافة رواد

32

Page 33: سيرة بنى غازي

عام في افتتح ما بوعشرين مطعم زاويتها صورة 1925من وتحت مالبريطانية الوطنية الجغرافية بمجلة ونشرت أنذاك المطعم لهذا التقطت

عاصمة : في رائجة التجارية الحركة تكون حينما أدمز تشالمرز هاريت علقحيث من األخرى البلدان في غيرهم عن يختلفون ال االطفال فإن برقة

ال المحالت وأصحاب ، بالحلوى المعدنية النقود بعض استبدال في شغفهمالمكان في محشور متر في متران المحل ؛ بذلك يرحبوا أن إال يسعهم

تذوقت حيث ، والمخاريق والزالبية السفنز أكلت حيث البدر كما فيه ظاهرمحمد حمد الحاج لصاحبه ؛ والطعمية المدمس الفول االولى للمرة

األوجلي بوعشرين 1947 - 1862الداحومي محمد سي ابنه ورثه من مبمحالت المدينة خبرة من تراكم بما يملؤن اآلن هم من أبنائه ورثه من

ثمة : يعد لم قدامك النظر ترمى ولن ، الجد مهنة على حريصين بوعشرينما . قبالة كنت وان بالله إال قوة ال و حول فال ، هدمه تم لقد ؛ الظالم سوق

القرن نهايات وحتى عشر التاسع القرن منذ الظالم سوق يوما كانما أما ، غازي بني جوامع أقدم هو مآته خيال مثل يجانبه ما فإن العشرين

، الرمل فضاء وهو الكناسة مكب إلى حول ؛ ازالته تم فقد الجامع يجانبمنازل ؛ الصغيرة فنادقه وال ، سالم سيدي شارع ثمة يعد لم تتحسر فال

من .. ومن ومن الجزائر تحرير جبهة رجال من هرب ومن بورقيبة الحبيبمبنى العتيق الجامع من خارج وأنت الجانب في ، تنسى ومن تذكر

يكون أن على حافظ لكن حديث مبنى هو ؛ الوطني التجاري المصرفأن أذكرك ، مقبرة في حياة المصرف مبنى فكأن الميدان طرز من طرازه

مبني جانب ما بازامه وكاراكوز أغسطس تسعة سينما مبنى كان مكانهكراسي : على الميدان بمقهي جالسين كنا الفرس مربط وهنا البلدية

وكان الفسيح المتسع البلدية ميدان وأمامنا ، مرتفعة أقواس تحت ، مريحةانذرت ؛ النهار طول الجنوب ريح هبت وقد ، حارا والطقس صحوا الجو

في مقلقا كان وان ، خيرات من يخلوا ال الذي الصيف فصل بقدوم الناسأخذ . وهجا ترسل كانت والشمس ، خفيفة ريح تهب والتزال االحايين غالب

يشعر . السماء كبد الملتهبة الساطعة الشمس قرص غادر أن بعد يتناقصأكتافهم على ثقيلة أمست ثيابهم بأن ويشعرون القلق من بنوع الناس جميعالناس . مشروب معظم كان لقد عنها والتجرد سلحها لهم اتيح لو يتمنون ،

المرطبات يطلبون اآلن وهم ، والشاي القهوة يومين لمدة المقاهي فيالبلدية .. : دار االمامية الجهة في البلدية ميدان هو هذا والمبردات

سراى األخرى الجهة في ، جميل أفريقي شرقي طراز على ؛ الضخمة ، الشاهق البناء ثم االزدحام كثير طريق بعدها ، طبقات ثالث بها فخمة

ايطالي استاذ ومعنا ، االصدقاء بعض مع به الجالس المقهي باسفله الذيجلستنا استفرغت ان إلى ذلك أدى ، العربية اللغة بتعلم مغرم لحية ذو

ومن ، والسهولة الصعوبة حيث من العربية باللغة تتعلق مسائل في البحثالمكسرة الجموع خصوصا قياسية هي مما أكثر سماعية انها أما …حيث

؛ يسمونه كما الكبير أو العتيق الجامع فهو الميدان من الشرقية الجهة في ، نحاس من هالل عليه بمخروط تنتهي اسطوانية مئذنة بجنبها عالية قبة به

سنة حوالى القاضي السميع عبد الجامع هذا اسس جدد 1500وقد ثم ، حوانيت . به ليس مستطيل البلدية ميدان المحيشي باشا سالم أوقفه بمال

المحالت أو للدوائر معدة هي به المحيطة االبنية معظم أن حيث ؛ كثيرةمثل في وخصوصا فيه الدوران فحركة ولذلك ، للسكنى منازل أو العمومية

33

Page 34: سيرة بنى غازي

اجتماع . في الحر أثر وربما قليلة هي بالمقهي أنا فيها الجالس الساعة هذهوتنتشر وتمتد تتباعد فيجعلها المادة أجزاء على يؤثر كما ليس …الناس

من : تنتظر مصطفة عربيات عشر نحو الجامع أمام كثيرون أناس هناكفي مقعده على جالس عربجي كل ويتفرس ، جدوى بدون ولكن يشغلها

به فتطير عربته فيركب االسراع في يرغب من لنقل ؛ المارة أعينوإلى اليه وينظرون ، والعربجي العربة بجنب يمرون المارة ولكن ، كالرياح

فهي . ، كثيرا بادنة ليست العربات خيول ان سيرهم ويواصلون الحصانالنظيف اصطبلها في تفكر كانت وربما ، الجفون مغلقة الرؤس مطأطأة

كيفما لتمرح والقيود السيور هذه من تخلصها ساعة تنتظر ، الجيد وعلفهاالمنيرة . : البلدية ساعة دقت قريبة المنتظرة الساعة كانت وربما ، شاءت

جالسا وحيدى وبقيت ، وانصرفوا رفقائي فودعني ، مساء الثامنة الساعةوبقيت ، ركبتي على طربوشي ووضعت ، الوراء إلى ومتكئا المقعد على

كانت : وربما اللطيفة ابنتها بها صغيرة عربة تقود سيدة هذه الميدان أراقبهناك بينما ، أين إلى أدرى ال و يجرى اللباس رث طفل هذا ؛ بيتها قاصدةعنوانه في فتأمل ، جيبه من ظرفا أخرج نحيفها القامة طويل شاب أمامى

وربما . وانصرف فيه فوضعه الجوي البريد صندوق من واقترب ، منه ليتأكدلوالدته – كانت وربما ، وحنينا أشواقا فيها يبثها لحبيبته الرسالة تلك كانت

قرب – ويعدها يسليها األصليين البلدة سكان ليسمن الشاب أن لى يظهروربما وربما ربما يدرى ومن اليها ……اللقاء فنظر ؛ التاسعة الساعة دقت

زبائنه أحد مع موعد على كان وربما ، ببطء وسار حصانه وجلد العربجية أحدحركة كل وفي الله بركة على فسار ، الوقوف طول قلقا كان وربما ،

متين . اتصال لهم ليس ؛ قالئل أفراد من اال تقريبا خاليا الميدان أصبح بركةحلزونية . ريح عاصفة فهبت ، والنصف التاسعة الساعة كانت مثلي بالمنزل

انقالب في ، باردة شمالية فهي النهار كريح جنوبية ليست ولكنها ، بالميدانهذه على الناس الشهر هذا يداعب ما وكثيرا ، مارس آخر في اننا ، فجائى

في الريح واستمرت القشعريرة من بنوع الناس أحس لقد ؛ الصورة ، يهتز الميدان افريز حافة على المغروس النخيل جريد وأخذ ، هبوبها

تغلق سيدة هناك ، الوحشة إلى يدعو خاصا صوتا مكونا بعض بعضه ويصعقالهواء . تستنشق كانت أن بعد ؛ بيتها نافذة

أنا أتقلص أن إال يسعنى فال ؛ االشياء تتقلص وبالبرودة الطقس برد لقدإلى وأرجع ، افريز أيضا على وتقدمت ، شربته ما ثمن فدفعت ، بيتي

أرسل وقد ، أمامي التي السراي أعالى من مضيئا القمر لى فالح ، الميداناالجيال طول على الشعراء بها تغنى طالما التي ، الفضية الجميلة أشعته

وجهه رأيت ؛ الجامع قبة أعلى وعلى المئذنة قمة على ؛ االقطار جميع وفيمن به ينتقل الذي باالنسان استهزائه على دلت ربما ؛ ابتسامة عليه الصبوح

معاني على دلت وربما ، ارادة غير على البرد إلى الحر ومن الحر إلى البردال معاني على دلت وربما ؛ منهم ولست ، الشعراء إال يفهمها ال أخرى

آالت على المنكبون الفلكيون يفهمها ولكن ، الشعراء يفهمها ال و أنا أفهمهاكما ال وأودية جبال هي القمر وجه على التي البقع بأن القائلون ؛ الرصد

ما أنها البيان علم يقول كما ال و ، أغر متناسق وجه تقاطيع الشعراء يقولالكل . في الحسن بجامع كالبدر أو كالقمر أنت جملة في به شبه

34

Page 35: سيرة بنى غازي

لونا فاكسبه ، النور بذلك مغمورا بان البلدية ميدان أن هو أنا أعرفه والذيأغر وجهه أن وأقول الشعراء أجاري فإني ولذا ، ساحرا جميال ، فاتنا جميال

البيت . إلى وهيا القمر أيها سالما ، الحبيب أو الحبيبة يشبه صبوحعليها يجلس التي الطاولة بقرب اندسست حين ؛ أحد انتباه الفت لم

فخرى عمر المصورة ليبيا مجلة تحرير ورئيس المهدوي رفيق أحمد الشاعركما يصغون وهم ؛ أحد ينتبه لم كما ، الفيتوري محمد والدكتور المحيشي

ما لهم يقراء السراج مصطفي الصحفي للكاتب االنفاس محبوس أصغىباليد تسلم وأن ، المطبعة إلى فورا المقالة ببعث التحرير رئيس أمر ، كتب

؛ القادم العدد في لتنشر عجل على المادة تجمع كى الجهمي لعبداللهأول ربيع الخامسة السنة من أبريل / 1359السابع م .1940هـ

الميتة الميدان !عقاربلم التي ؛ الميته عقاربها أتفحص متسمرا واقفا وكنت ، الميدان ساعة دقت

كانت ، الميدان لجة في وانساب رفيق أحمد نهض ، طال زمن من تدقأن دون المشهد هذا على الشاهد وكنت ، تماما التاسعة عند واقفة الساعة

مغزاه : يقوم] أتبين المطبعة فى طاولة على يقف العمر مقتبل فى رجلعمله فى منهمك الصحفية المادة يعد أي ، وترتيبها األحرف رصاص بجمع

رفيق يدخل االنهماك هذا فى وهو ، وغيرها مجالت وبقايا أوراق بجانبه ويوجدخلف " " من ينظر مرحا ، بتؤدة ظهره خلف مسعودة بعكازه يمسك وهو

المصباح تحت ليقرأه منه جزءا ويأخذ يقترب ثم ، الرصاص الى الرجلعلى المجموع بالرصاص يدفع وبعنف يغضب فجأة ، الطاولة قرب الموجود

ينفث .[ غضبا ويقف األرضشغلى : . اتفركسفى راك أستاذ يا الجهمى الله عبد

المهدوي رفيق ( احمد ياعبدالله: ) وانت شعري فى ايفركسوا هم بغضبفى .. تجمع الجهمى

صفحة : الخر االولى الصفحة من كلها المجلة فى نجمع انا الجهمى الله عبداتفركسشغلى .. مرة اول مش وانت ،

) ( : ياتنزل قلت أنا ياجهمى اسمع ، مرة آخر وال يصرخ رفيق احمدال يا كلها الـ) ( .. القصيدة ياسى فاهم الله عبد يا فاهم ياال بقوة

عن] رفيق فيتوقف الرجلين انتباه دون المكان نحو طفلة تندفعخديجة صورة نشاهد المكان على الطفلة تندفع جملته،وحين إكمال

الشاشة [ على الجهمىمدرسي : ) ( كراس وبيدها مندفعة وهى الطفلة

لى يقرا الشاعر عمى نبى باتى ، باتى ، الجديد …. باتى الدرسأنه ] البد ؛ الجهمى خديجة الطفلة تواجد رفيق أحمد يدرك حين

سيذهب أنه بد فال ليال الوقت كان ولما ، للشارع باالندفاع غضبه سيدارىالمشهد في تصوره يمكن كما ، االصدقاء ثلة مع ؛ ليله يقضى أن اعتاد حيث

التالى :صاخبة " " جلسة فى األصدقاء من ثلة تتحلق حيث ، الشاطئ مقهى المكان

بخدمة يقوم النادل ، والمرح الضحك يتخللها عالية وأصوات حوار عابثةطلبهم [ دون الجماعة

كنوش تحلم: ) ( امحمد ، الجخ فى الجخ فى قوى فص بحركة ويقوم يقفزيفتى. لكن والرأس العين فوق دكتور ؛ طبيب الفيتورى محمد سى الدجاجة

راجنك ) ( .. واجد الدكتور إلزعاج بحاجبيه يلعب ، واجد واجد ، الشعر فى

35

Page 36: سيرة بنى غازي

يا : ) ( محمد سى يا عندك فتواه الشعر ، عالش ساخرا الفيتورى محمدبصوت ) ليمتد ( . كنوش الشعر لشؤون كنوش محمد عالي

مقاطعا : ) ( عامر بن عيسىمنـاقب ويمـن آراء بصحـة سقامه داووا األخيار صدق ومن

الشيخ : وجابها غابت آهى ، تحوس ياكنوشعالش قول الفيتورى محمدعيسى

بامتياز : االستاذ يعترفله وابدا دائما دكتور يا عامر بن الشيخ كنوش محمدالفرائض . فىعلم التخصص

الشعر : .. فى عندهم عيسى ال محمد ال عامر بن عيسىالكنوش : امفات الدكتور وال الشيخ وال الفيتورى محمد

األبواب : على ونحن آية لفرعون موسى عصى وكانت كنوش محمدونحجب نقصى

منها المرضاة فى ويرغب أمرها ويحذر تعصى فال تطاعويرهب

يتكلم] [ مقبل وهو بعيد ومن البرعصى موسى القاضى يدخلمسعودة : ، االستاذ عصا هذى البرعصى موسى

بطل : البرعصى موسى القاضى حضر إذا الفيتورى محمديافيتورى : تستور ، يافيتورى الطب بطل البرعصى انتم يجلس) (موسى

المجلة من الجديد العدد فى اليوم طلع اللى رفيق مقال على مختلفين الزممشهكى

موسى : قاضى يا انحجوا وعلىايدك كنوش محمدانحجو : .. مش البرعصى ايد على للقفص انخشو عامر بن عيسى

حرف : الشعرعلى نعبد متى حتى أنفسنا سئمت البرعصى موسىالرياء

الببـغاء شبيـه فيـه كـلنا قـفص للقوافى منا ناللالقتـداء يرضـونـه مثال لنا يبدو لم التجديد قادة

الفيتورى من: ) ( . ) محمد المصورة ليبيا مجلة يخرج قتلك مش لكنوش ) وسأبين القراءة فى ويأخذ أقدم جيبه أن من وجل إنى أقول والحق رأى

فى الرأي منهم طالبا الجمهور على عرضه من بدا أرى ال ولكن ، عليهمنها … فرغت أنى أدعى ال غاية إلى الوصول محاوال ،وليحسبوني الموضوع

عامر بن تقرا: ) ( عيسى امغير ، دكتور يا قلت شن وانت مقاطعا بغضبالمقال .. فى

نخرج : ] [ أال الجمود من أليس بتهكم ويقرأ المجلة يخطف كنوش محمدنظل " " وأن سيوفنا لمعت جملة جمعتها التى التقطيع حروف عن

عن تنفصل ال وفواصل وأسباب مجموعة أو مفروقة أوتاد فى مربوطينظهر " " على السمك يعيش حتى سمكة جبل ظهر على أر لم قولهم

الجبال ..صاخب) ( وضحك واحتجاجات لغط يحدث

الحوت عليه ظهرجمل قالكيافيتورى عليك الحوت

وعليككنوشى يا الحوت عليك صلى

هضاالحوت .. سوق فى الحوت

36

Page 37: سيرة بنى غازي

محكمة : البرعصى يسكت] [ موسى لألستاذ الجميع نمشو جماعة يا هياساهل . وغادى

الجهمى : . بنت خديجة درس عنده توه الفيتورى محمدلشطيطة : . عا جليانة فى توه ، ال ، ال كنوش محمد

وينغم) يردد وهو رفيق يدخل حينه بالخروج يهم الجميعسكارى " " ( وكأنهم الشيطان من أدهى قصيدة

يقضى : / / والوصى الوكيل نـعم البرعصى مـوسى الشيخ رفيق أحمدتربص / وال ، ريـث بال ، الخصم ، / / على بحيلـة أو ، والـقانون ، بالشرع

ايـاس / / / ومـخلص / مــن ، أزكـن وإنـه بالعصي اال يمشى ال لـحـاجـة أتـى إذالـخلسه / / / / ، لـكـنه برص األ عبيد مثـل ، مـبرز ، وشـاعـر التخلص فى ،

ثلج / / / يـا فـأنت الـمنغص لـهجـره هجاؤه لـى يـحـل مـخلص بواف لـيسالمعفص / / / " " / لطماطـم كا لنا،عينيك افتـح الحمص فسـاء ويـا ، الشتا

العصي / " " . بو يا تنسنا ال سلفت عهودا واذكـرصدنى المبنى تصدع من نفسي خالج ما فإن الميدان لجة في غصت وانتابوتها ، الميتة الساعة يمينه في هنا ؛ البلدية مبنى في للولوج توثبي عنثمة ، تحتها دوريه في المبنى ليرقد السماء كبد تخترق عاليه صومعة

أصداء أركانه وفي ، تزعم من لخطب مسرحا عدت ما كثيرا مقدمةباب المدخل في ، عساكرهم أحذية ووقع الفاشسيت وشعارات الدوتشى

، الزعيم صدر ليتسع مصراعيه على يفتح مضى وفيما السوس اقتاته ضخمخاتمته البلدية زقاق ثمة ؛ الشمال في الصغير الباب وبين الباب هذا بين

وسد الموج تالطم بوق الزقاق فيكون دمه يسفح ، بمخاطيره يموج البحركان . ومنه عمره طال صغير جنان المبني يمين على وتوجعه الشاطئ

النفس وعقل عقله عن سرح رجل ؛ يسمى أن يحب كما الزعيم يطلصباح كل مكمنه من يخرج ، الحياة صعاب مواجهة في أخير كمالذ بالجنون

شئ أى من هاربا مخدعه إلى يعود ثم ، العام الشأن في اليوم خطبة ليلقىشئ . ال من وحتى

النور .. سوق الظالم ؟سوقمضى فيما أتخط لم ، وكريهما من يخرجان بعينى وإذا ، الظالم سوق دخلت

صبيانه : مع رددت ما كثيرا لهذا الدنيا هو عندى الذى الصابرى عتبةزين على زين الظالم الصابرى سوق في توغلت وقد الليلة هذه لكن ،

مواشير تصور على القدرة لمخيلتى وال ، قبل من رأيت ما نور لى تكشفبوغولة - وشارع الجريد سوق تمخر أو الظالم سوق تغطى التى الضوء

؛ وغطاء بساط فالنور ترتع أن غولة أية بإمكان ليس حيث ؛ السوق مدخلأخذتنى .. الدالل مع وتهت األبصار يخلب ما ؛ الذهب رأيت ، كاشفها النور

بدالل يتمخطرن جدتى خراريف نساء تبينت ففيها الزاهية بألونها القمجةاللون أثارها ، ينبوع عن متفجرا كالماء تدفقت التى المخيلة باحة فى

لم ، نظره أبى وجه حيثما برأسى ألتف ، النسائية القفاطين فى االرجوانىعيد الصغير للعيد تصلح التى االطفال مالبس بعض إلى يشير وهو معه أكن

عرفت أنى لى وبدأ المسحورة جدتى مدينة بنغازى اكتشفت لقد ؛ المالبسسعف : يغطيه الذى الجريد ، كلؤلؤة المضئ الظالم أسواق ؛ حكاياها خزنة

حيث األغوال ومسكن مكمن شك وال الذى بوغولة وشارع ، النخيلالسفح أنها اآلن لى ظهرت التى االهوال مرتع الزريريعية فى المسرح

؛ بـالبالد منذئذ شغفت ، سبخة نهايتها الرمل من ربوة فهى للدنيا األخير

37

Page 38: سيرة بنى غازي

تزدحم التى اسواقها غير أر لم أنى رغم ، وبالفترينات بنغازى وسطهكذا ، بلباسهن تغص أنها مع البنات فى والشحيحة والصبيان بالرجال

صنع من عجوز مدينة أنها ظنى وكان بها وشغفت مرة ألول بنغازى عرفتوهو أبى يدى بين وجدتنى المسحورة األجواء هذه فى ، جدتى سرد

مثل ضابط بدلة هى ، لى اختارها التى العيد بدلة ألقيس مالبسى يشلحنىووجدت ، المربوعة حائط على صورته أبى يعلق الذى ناصر الضابط بدلة

بى وعاد الثمن أبى دفع ، العسكرية التحية يعطينى الدكان صاحب الشائبولم الصبح جاء الذى العيد انتظار فى الليلة تلك أنم لم ، مزهوا للبيت

غصبا . معها جدتى أخرجتنى حتى وحدتى فى وانغمست حزنت لهذا يجئصبى مع انغمست هناك حميد دكاكين حى يسكنون قدماء لجيران زيارة فى

الصفيح علب من صنعت ألعاب عنده وجدت ، اللعب فى بشه يدعىمن مصنوعة عربة تجر خيل أنها على بخيط وربطت ثقبت التى الفارغة

أخذت ، الفارغة كارنيشن ، وردة حليب علب من عجالتها ، معدنى خيطمغنين : ونجرى نجرى أخذنا محموم سباق وفى كذلك وهو كاروناعربة

ونكروكم .. . الشيمة هاتوا كاروكم من غلب مكونة ببضائع محملة العرباتالتن وعلب الحلوى وصناديق السكر ، الدقيق ، المكرونة ، الرز أشولة

، نلهث نحن وكذا والسرعة األحمال ثقل من تلهث الخيل كانت ، والسردينةتبعثرت . ، كاروى إنقلب سبقته لما حفاة نجرى ، بالسوط الخيل نضرب

على جذالنا بشه فسبقنى األرض على سقطت ، خيلى وتعثرت أحمالهفى ثقل إنساب ؛ االرض إلى الخيبة وشدتنى كثيرا إبتعد ، الريح أجنحةالنوم سلطان غلبنى ، بالقعود فأغوتنى البحر رمل نعومة وزادت قدمى

أخذ أن بعيد وحيدا وجدتنى تركنى ولما بعيدا معه فذهبت الخيبة توأمالخيبة نستنى ؛ الدنيا االسود الرداء ،غطى منى بدال رفيقة الشمس

مكانى فى وجدتنى لذت وحيثما محبسه فى تخبطت ، الخوف فتذكرنىساعتها . حبسى على تعرفت حينما لـلكارو مربوطة خيلى كما مربوطا

، الظلمة عجين تحته ، هول بصره مرمى البحر على الساكن أن ؛ أدركتابنة بنغازى وأن البحر عن جدتى تقول كما أو لعوب إمرأة يدى بين مصيره

مكمن . عن بالخروج هممت حين ، جدة وال يأوينى جبل ال المرأة لهذهمشوب ] [ الليل شنبه ؛ السماء يطول الذى الشخص طلع هذا المتاهة

، مخنان كهفان أنفه ، الموقدة الجير كـكوشة مجمرتان عيناه ، ببياض؛ غابة أحراش أصابعه ، فيل خرطوما ذراعاه ، مبحوح هائج بحر الصوت

الشاطئ : - بحذاء وجدته لقد خيول عشرة بلسان لحسنى بخنصره أخذنىأبو قال البحر يدخل لم الله ستر ، الكلبة بئر من بعيدا لكن القصباية قرب

وترتعش . شعرى تمسد وهى لجدتى بشةفيه سرحت الذي الظالم سوق هدم حيث بالحزن مشوبة ذاكرة تلكم كانت

رواية ثنايا بديال" " . بين ينهض ولم مشوه بشكل بنائه اعيد سريبتعد لم ؛ مدخله عند االقواس ، يتيما العتيق الجامع فيه بقي الذي لمحيطه

جمعية مؤسسي أحد المغيربي بشير قرطاسية ال و ، العرودي مقهي تضمفساح . الدنيا به تاهت الذي المختار عمر

يتخذونه المقهي جالس حيث المثقوبة الذاكرة آذن يصم المقهي صخبالحديثة . الكالسيكية المدرسة ابناء هم البالد ووحدة الوطن لقضية مقاعدا

يعتمر رفيق أحمد ؛ الوطن شاعر مع القصيدة عمود حول يتشاكسونله خولت من كل تطال ، بمسعودة كناها بعصى ممسكا التركي الكلبك

38

Page 39: سيرة بنى غازي

تحوير : يلزم ما لزوم من وأن ، التجديد ضرورة على يعترض أن النفسالجبرانيون ينتهكه ال حتى عموده من –مسار جبران خليل جبران أتباع

.. : - ، ؟ كذلك أليس القادر عبد صدقي على والشاب قدري راسم أمثالومصطفي الهوني كامل محمد والشاعر الماقني للشريف مالحظاته موجها

ميدان أصواتها تصل لمظاهرة السمع تصيخ المقهي رفقة من ثلة ؛ السراجالزوؤام : . الموت أو االستقالل البلدية

جلبت من ، الوطن أصحاب مقاعد ؛ العرودي مقهى مقاعد ضمت ذلك بعيدالتي ، البالد عاصمة في للخدمة جاؤوا عرب رجال من البالد حاضرة المدينة

التاريخ في بالد أول هي ، المتحدة االمم من بقرار حديثا استقاللها نالتمن االول تصويت في ، دولية بارادة استقاللها الدولية المنظمة هذه تمنحها

من جدد ضيوف اليهم انظم حين الرجال حديث مثار كان ما هذا ؛ نوعهيرتكن . المشهد في واالجانب العرب التكنوقراط ومن الدولة رجال

خلوة في وزارة مطربشان ومدير الليبي المؤرخ أحدهما ؛ القارئتبدو أوراق بيده القارئ اآلخر ، االنصات ممعن بعيو مصطفي المعارفالكاتب أبوحديد فريد محمد ، خصوصية أوراق أو مذكرات فاحص لمتأمل

بعيدة : سبحة من تنبهت الليبية المعارف بوزارة الفني والمفتش المصريالعاصفة الهواء تيارات مع عنيفا اضطرابا تضطرب بالطائرة شعرت عندماترقط . التي الخضراء البقع نحو النافذة من ونظرت األخضر الجبل فوق

تهبط أخذت أن الطائرة تلبث ولم متناثرة وشم نقوش كأنها الرمال محيطعندما . ليبيا أرض على قدمى وضعت مرة وألول بنغازي مطار لتستقبل

وفي ، طرابلس نحو لرحلتها الطائرة استئناف النتظر الطائرة من هبطتفوق وأنا الخيال في معها أسبح كنت التي الحقيقة لى تمثلت اللحظة تلكوفي . ، الطائرة ركاب يستقبل الذي الليبي الجندى هناك كان الهواء متنإذ . والفرحة بالجد ينطق وجهه كان ليبيا مالمح أول رأيت وجهه مالمح

طالما : ألني عندى مألوفة عربية بلهجة ناطقا ؟ أين إلى قائال سألنيبمصر . البحيرة إقليم في صباى في مثلها سمعت

التاسع : في ذلك كان انطباعاته مستقرئا السامع وجه متفحصا الورقة قلبوتسعمئة والخمسين الخامس العام في أغسطس شهر من والعشرين

دس ، مستمعه سؤال استشرف كأنه التوكيد صيغة في ذلك نطق ، وألفحادثة : المناسبة هذه في أذكره أن أحب مما أخرى ورقة في عينيه

فقد . بنغازي بمدينة عهدى أول في عظيم أثر نفسي في لها كان ، صغيرةأمامى فرأيت صباح ذات القديمة المدينة حارات إحدى في سائرا كنت

من . لها زميلة ونادتها المدرسة نحو تتجه عمرها من التاسعة تبلغ طفلةإذ " " ، انتباهي استرعي شئ صوتها رنين في وكان فاطمة يا فقالت خلفى

فاطمة . والتفتت مصر قرى احدى حارات من حارة في أسير أني إلى خيلكانت ؛ وعرفته قبل من رأيته وجها أرى وكأني ، وجهها فرأيت زميلتها نحو

وتسريحة ملبسها وهيئة لزميلتها وبسمتها ونظرتها وجهها وسحنة مالمحهاالقرى أطفال في عرفته أن لى سبق ما يشبه ذلك كل كان ، شعرها

في . سابحا طريقي في وسرت البحرى الوجه قرى سيما ال و ، المصريةالظاهرة هذه حدثت فكيف ، على استولت واحدة قوة فكرة أية ، ؟ العجيبة

وأى ، ؟ الطابع هذا بمثل البالد هذه أهل تطبع أن استطاعت التي هذهبينها تفصل بالد في أثره يخلد أن استطاع الذي الشعب هذا كان شعب

الذي . الصوت ذلك إال ، سمعته الذي الطفلة صوت يكن لم ؟ األميال آالف

39

Page 40: سيرة بنى غازي

العراق من تمتد التي البالد من مصر غير وفي مصر في أسمعه أن يمكنوطريقة . ، التحية وطريقة الحديث طريقة تكن ولم االطلسى المحيط إلى

سواها : طريقة كل عن تتميز واحدة طريقة إال والزى والملبس المشىغالبة . طبيعة له عبقريا شعبا العرب كان لقد حقا

الصمت حبل بعيو مصطفي قطع ، والمتلقى القارئ على الصمت خيمرأيت : إذ يوما دهشت بعينيه تفحصها ورقة عند توقف ثم لألوراق بتقليب

من ناحية في عربته جانب إلى يقرأ عربته على المتنقل السجائر بائعالذي " " األيوبي الدين صالح كتابي يده في الذي الكتاب وكان ، الرصيف

سنة يونيه في الهالل دار باالطالع . 1958نشرته عظيم شغف بنغازي في مالوظائف سلك في انخرطوا ثم التعليم من قسطا نالوا الذين والشبان ،

ما . على اطالعهم لمقدار اإلنسان ويعجب القراءة على حريصون الصغيرةفي العرب الكتاب أسماء يعرفون وهم ، العربية المؤلفات من نشر

، األدباء لهؤإل النقد من ينشر ما ويتابعون والعراق ولبنان العربية الجمهوريةحماسة في آرائهم عن ويعبرون األدبي لإلنتاج تقديرهم في ينقسمون وهمما على اطالعهم وسعة يقولون بما اقتناعهم مقدار على تدل ظاهرة

يكتب .

. لتوينبي بورتريهتويني أرنولد الشهير االنجليزي المؤرخ بعيد من شاهدت الصفحة قلبت

لمؤتمر المطولة الجلسات مل كأنه ، المهدوي رفيق أحمد مدرج من خارجاباتجاه انحرف ، وارتاح محاضرته ألقي أن بعد خاصة ؛ القديم ليبيا تاريخفي جال ، مشيته فارتخت الرطب الهواء تنسم الكورنيش عند البحر

تفطن ، المدينة ميناء تدك وهي بالده لطائرات السمع يصيخ وكأنه المكانغزاة ركام تحت من كثب عن ناهضة مدينة بورتريه يرسم وأخذ للبحر

لنفسه : يقول جعله هذا ، تعد ال وغارات ومشاحنات مطاحنات في تبادلوهاسيهديها . التي لوحته يخط شرع العالم هذا تسير التي الحكمة أقل ماالمتوسط : فالبحر ، مبهجا البحر منظر يغدو بنغازي في هنا من لزوجتهوبالمقابلة . المكان هذا في زرقة منه أشد ليس مياهه بزرقة المشهور

، صحراوية شبه من األفضل فاألرض ، وكئيبا متشابها البر منظر يكونمن . مستوية أرض انها الشاطئ قرب مالحة بحيرات األسف مع فيها تنتشر

قشرة من بديالت بأية ، اآلن حتى ، تستبدل لم التي الجيرية الرسوباتالتي . اليابسة االجمات من نثار الجاف للسهب الطبيعي والغطاء األرض

ال . و جيدة أصوافها وتكون ، مدهشة بصورة سمينة تغدو أغنام عليها تتربىزراعة يمكن كان وان ، األشجار زراعة المعشب غير السهب هذا يتقبل

إلى . البراح السهب عبر البصر ويمتد فيه والزيتون اليوكالبتس اشجاروهذا ، باهت أزرق خط يحده شرقي شمالي بافق يصطدم حتى الداخل

في : المرء بقاء طال وكلما ؛ األخضر الجبل حافة انه وجذاب خداع الخطاليه . ويذهب ينهض أن في رغبته تزايدت بنغازي

عجلة نظرة أحرز ان أملت فقد ، نهارا بنغازي إلى القاهرة من نطير كنا لمايحدث . كما لكنه إليه طريقنا في األخضر الجبل على ألقيها السماء من

ومن . الغيوم أمام تندحر الفضول روح فإن ، بالطائرة السفر في كثيراوهي ، طبرق ميناء ، أكثر ال لثانيتين ، لمحت ، السحب تقطع خالل

الثانية العالمية الحرب في فيها القتال استحر التي المدن من واحدة

40

Page 41: سيرة بنى غازي

السحب . ان ثم هامة استراتجية غنيمة العتبارها ذلك كل ، األيدي وتبادلتهاأنها درجة إلى عاكستنا بل ، الشر هذا يكفها ولم ، األخضر الجبل حجبت

آنذاك . متعذرا بنغازي مطار في هبوطنا جعلتيوهسبيريدس Berencieبرنيقة –وبنغازي ،Euhesperides – آخر هي

الخمسة المدن يسمى ما شكلت التي الغرب إلى االغريقية المستعمراتتوكرة ومنها ، برقة من Taucheriaتوشيريا – Tokraفي األقرب جارتها وهي

شبه منبسطة أرض وفي الساحل على تقوم بنغازي ،فإن جهةالشرقالحية . الحيوانات لشراء توشيريا و يوهسبيريدس تمانشاء ولربما صحراوية

شحنها . ثم السهب في الرعويين الليبييين لدى المتوفرة والصوف والجلودالمحلية عنطبيعتهم متخلين االغريق كان ، االغريقيتين المدينتين كلتا وفي

طلميتة . في كانوا أيضا وكذلك ديارهم البحرى Ptolemaisفي برقة منفذابولونيا خلفهما Apolloniaوفي تقع ال ابولونيا و طلميثة من كال أن مع ،

الجبل أى ، شماال الماوجهة النجود وإنما ، البحر مستوى على التي الصحراءبرقة . مدن بين الكبريان المدينتان وهما وبرقة شحات وكانت األخضر

على ال المرتفعات وعلى ، الشاطئ على ال الداخل في جعلتا قد الخمسوإنما ، خاصة بصورة التجارة تناسب نقاط في تقاما لم كما البحر مستوىممرعة ومراعى خصبة فالحية اراض بوجود التمتع لسكانها توفر مواقع في

قريبة .كورنيشه بنى الذي البحر على مطرحه في وهو هذا كل في فكره جال

من حيث جزيرة في محاصر أنه مخياله في ، قعدته من غير ، االيطاليوناعتبارها يمكن حتى تماما غيرها عن منفصلة تكون أن ما لجزيرة الضرورة

صور . حصاره اثناء الكبير االسكندر به قام الذي الردم حول وقد حقا جزيرةشئت . إذا العازلة الشقة أو ، الفاصل الوسط لكن جزيرة شبه إلى جزيرتها؛ ذلك من بديال تصلح القاحلة فالصحراء ، الماء هو يكون أن يتحتم ال ،

كونه عن عوضا داخلها في الماء لكن ، جزيرة لهي واحة كل ان والواقعوبالصحراء . جانب من بالماء مفصولة الجزيرة تكون يمكنأن كذلك حولهااالبيض البحر ماء يحوطهما اثنتين جزيرتين طبيعة وهذه ؛ آخر منجانب

االكثر . وليست الكبرى والصحرا الليبية الصحراء ورمال وحجارة المتوسطالجزيرتين هاتين من الشرق إلى األخضر –بعدا برقة طبق –جبل نسخة إال

االكثر . تلك أما كريت جزيرة الشمالية جارتها من ، أقصر لكنها ، األصلمناالثنتين الغرب إلى أي –بعدا ، المغرب باسم اللغةالعربية والمعروفةفي

العربي العالم جارتها –غرب من ، أطول لكنها ، األصل طبق نسخة فهيصقلية . الشرقية

من . الجيرتين تينك منها أي فلبلوغ نسبي أوالعزل االنصال انالجنوب من احدهما ولوصول ؛ البحر تركب أن يجب ، جهةالشمال

البحر . مثل مثلها ، الصحراء لكن لك ركوبة الجمل تصطنع عليك ان يتوجبالمناسبة المحلية الوسيلة استعمال يحسن إنسان أليما سبيال تغدو ،

تسنى كما ، بنجاح الجزيرتين من كل غزو تم التاريخ مساق فعلى ؛ لالتصالالطريقين . كال عن احتاللها

من األخضر برقة جبل استعمر اثناءه ؛ مثال التاريخ قبل االول األلف خذ ، خذسواحل استعمرت بينما ، إيجه بحر من الوافدين االغريق يدي على البحر

من الوافدين الكنعانيين قبل من ، تقريبا الوقت نفس في ، البحرية المغربالجمهورية باسم اآلن معروف هو ما طول على الفينيقية الموانىء

41

Page 42: سيرة بنى غازي

الخضراء . الجزيرة من كل على الرومان استحوذ ذلك تال وفيما اللبنانيةمن المتوسط بالبحر احاطت التي امبرطوريتهم ضمن الكنعانية والجزيرة

السابع . القرن في المسلمون العرب فتح ، اولئك بعد ومن اطرافه جميعالبر . طريق عن ، آنئذ الرومانيتين الجزيرتين تينك المسيحية الفترة من

لوحته : . يخط شرع العالم هذا تسير التي الحكمة أقل ما لنفسه يقول عادمن نسجها التي نفسه جزيرة وخلفه البحر قبالته لزوجته سيهديها التي

يعيد أن لتمكن ؛ روائي أنه لو خالجته في متمنيا الحالة متأمال ، فكره خيوطمن وخاطت وقبائل شعوب جاءت مثلما أساطيره يؤلف أن ، الحكايا نسج

الفاتحين العرب من األولى الموجة جاءت ومثلما ، أساطيرها الزمن خيوطأهل من يكونوا لم قادتهم ان غير ؛ المراكب سطوح ال الجمال ظهور على

المدينيتنين الدولتين في التجار الحواضر أهل من مدنيين بل ، الباديةوالحياة : . االستقرار عيش حسنات قدروا لذا والمدينة مكة العربيتين

االغريق سابقوهم لهم خلفها التي والضياع الحقول فصانوا ، المدنيةازدهارها . في وزادوا والرومان والكنعانيون

فسترسل : ، عليكم السالم صائحا مجلسه في عليه مر لبدوى ينتبه لمصفت التي هي العرب الفاتحين من الثانية الموجة كانت ؛ مخياله نسيج

االفريقيتين الجيرتين كلتا في الحضارة من قرنا عشر ستة انجازاتلكنهم . ، أيضا االسم حيث من مسلمين المرة هذه الغزاة وكان مصر غرب

جماح يكبحوا كي لهم قادة ال براربرة الواقع وفي ، وثنيون الحقيقة فيجبل . سليم بنو وخرب ، المغرب هالل بنو خرب لقد التخريبية نزعاتهمكان التي الصيفية المراعي إلى وبساتينه حقوله وقلبوا ؛ األخضر برقةومنذ . االغريق وصول قبل اليها األخضر الجبل حولوا قد البدو الليبيون

والمغرب برقة من كل عانت المسيحية الفترة من عشر الحادي القرنالقرن . في فتبزغ الحديثة يقظتهما عهد بداية اما كامال ثقافيا خسوفا

سليم . بنى احفاد المرء يرى ، الحاضر الوقت في برقة وفي عشر التاسعمباشرة . البترول عصر إلى الرعاية طور من ينتقلون هؤإل

عليه أقبل الذي الحشد فإن تأمالته جانبه من المار البدوى يقطع لم وانيبحث انطلق والمسؤولين الجامعة أساتذة من فجمع ، ذلك استطاع

، مبهجا البحر منظر يغدو حيث ؛ بنغازي في غارقا وجده حتى ، عنههذا في زرقة منه أشد ليس مياهه بزرقة المشهور المتوسط فالبحر

المكان .

البوري وهبي !بورتريهالشارع حيث ؛ العشاق شارع مخترقا البركة بحى بيتي من أتمشى مساء

اتجاه . في الفويهات عند واقتلعنا االيطاليون زرع ما السرو شجر بين يندسالحيو" " حديقة رجل االبوسكو بعد عن شاهدت ، بنغازي مدينة في نات

هذا يتمشى بارد جو في ، الصوف من سميك بالطو ويتلحفه عصاه يسندي حيث السنة آواخر في الكثيف .دثرالرجل بمعطفه المدينة الشتاء

أن وعرفت الرجل خمس همعطف عرفت سنوات إال الزمان من قرنا يتلحفكطير ورأس قصيرة رقبة تنبثق المعطف ومن مربوعها القامة مشدود ،

أتأمل كى الخطى قصرت ، الكتفين بحمل مثقل الرأس هذا ، كتفين علىالمكان . في يتقدمنى كان ثالثة ألفية في آخر قرن مبتدا في يمشى قرنا

42

Page 43: سيرة بنى غازي

في وينساب حكيم بتؤدة االكسجين يستنشق ؛ بتريث ولكن والزمانالعشريني : القرن مطلع عند ولدت نبضها متحسسا االرض جاسا الشارع

في . عنه الساكن المحيط يخالج خلته عجول عشريني كل حيث العجولبين االمامية القدم يغرس هو ؛ تلفت ، المطلع ذلك في ، رمضانية عشيةمن نفسا أخذا بينهما المحشور الرصيف يصعد ، معمرتين سرو شجرتي

كل : ) وشهيق زفير بين قوسا فتح ، السروى الورق حفيف بعثه طرى هواءابن أيام منذ االنسان مطمح الجبل أليس ، مأوى جبل كل ؛ صعب مطلع

والفوق ، مغالبة مصعد وكل الأللهة مطرح أولمب الجبل ؛ ؟ نوح سيدناكما هذا غامض مطمح فإن لتحت اإلنسان مطلع كان وإن ؛ السماء

القرن ( من األول العقد في ولدت المطلع ذلك في ، الفوق الطلوعاإلنسان خيأل وفيه دهرا كان قرنا يكن لم ؛ ولد شئ كل كأن حيث العشريني

مكانته . تبوأ قد الله إبن وأن مات الله أن خيلتهعلى للقرن تنبهنا العشرين القرن من األول العقد من التالية السنة فيلالنعتاق ينبهنا والمدفعي رمضان إفطار وقت حان لو كما ، المدافع أصوات

، البحر مصدره فالمدفع سبات من إيقاضنا أراد الغرب كأن ، جوع منالمدينة يشق نيران بحر ومصبه ، بنغازي الليبية الجزيرة شبه محيط والبحر

المدينة أفواه على يرجبون البدو ؛ فالفويهات البركة إلى وسطها منتكونت اإليطالي ايقاعه وعلى ترعرعت هذا النيران مرجل في ، فيصغرونها

.البياض : ، الوجه عن ينبثق يكاد الدم تسللت ينتبه أن دون وصلت قبالته

عيون وبينها المتوردة الزمن أخاديد فهي التجاعيد أما الحاسر الرأس يلفعكريت من وفيها فيها ما الشمال من فيها طلعته ، فاتحة بنية ؛ ثاقبة نمر

فكأنه شئ كل من المتوسط فيها ، األبيض البحر مهاجر من وفيها فيها ماالخشنة – – والنعومة البياض لبنغازي القديم االسم الملح كوية من أخذ

الضؤ كأن ، لمعانه وفيها حاذقة كالملح نظرته ، الذائبة النعومة وصالبةالغزال جفلة فيه ؛ دائما مشرئب وهو ، عين كل عكس على منها ينبثق

وبساطها . الصحراء ركون فيه ، أبدا المتريثأن حتى نهارها وأظلم ليلها المدفع وأشعل المدينة على الرصاص أزيز خيم

لوشايتها يعد لم سفين لكل بالمدينة تشى كانت التي خربيش سيدي منارةتنشد عوائل تسللت وهذا هذا بين ومن ، جرة في توشوش غدت كأنها ؛ نابه

وهبي حيث االسكندرية في البوري آل وحط ومغربة مشرقة السالمةرفيق أحمد الوطن شاعر فعل كما أو ، ومدارسها مناراتها من سيستنير

. ، والبغدادى للشامي الشمل ولم العلم محطة االسكندارية في المهدويكما العثماني نار من المطرود ولليوناني الغرب بارود بنار المطرود لليبي

وفي ، التونسي بيرم وكذا وخوف جوع من الهارب واإليطالي ، األرمنيمقتدر . لكل منتدى فيكتوريا مدرسة

عمر كان وان ، العباد وأسرت البالد ايطاليا دكت أن بعد المهاجر عاد؛ األخضر الجبل عرينه وثائرا متمردا غيه في مازال الليل المختار حكومة له

القرن من الثاني العقد في ذلك كان ، النهار حكومة والطليان ولغرسيانيبنغازي . عجيج في ، العشرين نفسه العائد المهاجر طوح األيام وغبارتلك

كان ، ومراحا للنفسمطرحا وجد البلدية وميدان الشاطئ مقاهي وبينفخري : ، الفيتوري محمد ، البرعصي موسي ، رفيق أحمد فيهم الصغير

من .. ثلة الماقني الشريف التعليم رجل المصورة ليبيا صاحب المحيشي

43

Page 44: سيرة بنى غازي

العصر ومثقفي العقل أصحاب ، وزنادقة كمتمردين الواقع يراضون مثقفينهو عزيز مشترك وبينهم المتعصبين المتعصرين ، للنهضة المتشيعين

شده . ومن لجبران تشيع ومن الديوان جماعة لفيف لفه من منهم االختالففإذا ؛ ويستزيد به ينخل غربال البوري لوهبي لكن ، بين بين ومنهم شوقي

الصحفي – زميله كما البوري وهبي منزلة فإن الوجود منزلة اللغة كانتالوجدان – نهضوي ، المشرب دانتى ، اللسان ايطالية السراج مصطفي

. البين بين ممزق والعقلب : ارضاء و يحاولون الثالثينيات في الكتابة مارسوا الذين االدباء كان

ويربطه الليبي المواطن اليه يشير عربي ادب خلق ثم اوال االدبية ميولهميخلق . الذى بالقدر انذاك النتاج وكمية مستوى يكن ولم وماضيه بثراته

كان .. ما قراءت على تقتصر العربية بالثقافة عالقتي كانت نقدية مراجعةومحمد . كالمازني انذاك االدب لعمالقة وقرأت ومجالت كتب من يصلنا

االيطاليه . بالثقافة عالقتى اما وغيرهم والزيات تيمور ومحمود هيكل حسينبمجلة صلة على كنت حيث ايطاليا فى دراستي خالل من تكونت فقدااليطالين . المستشرقين كبار من وبمحرريها الحديث الشرق

ارض وكنت الى تحويله على صمم غاشم عدو يحتله بلد في نشأتهوية بدون الثانية الدرجة من مواطن الى شعبه وتحويل ، مسيحية ايطالية

الليبيين . على ايطاليا حرمت الغاية هذه سبيل وفي ماضي وال حقوق والجاهلة اجياال تخلق كي االبتدائي التعليم حدود في اال وادابهم لغتهم تعلم

وحريتها . ارضها لمغتصب بتبعيتها وراضية ومتخلفةالبدلة وجماعته وهبي ملبس وكان ، العشرين القرن من الثالث العقد طل

طرز من ببنيان تعمرت بنغازي شوارع كما ، الرأس حاسر ، االفرنجيةفي أنابيب امتدت ، الحيوط على الخيوط مدت ، قلبها تكهرب وقد ايطالية

مدارس ضمت كما ، السباخ لمدينة األبدى العطش يروى كى شرايينهايرطن غريبة ولغة لغتهم خط يفكوا أو ، جدت مهنة ليحترفوا صبيانها بعض

إال . العشرين القرن من الثالث العقد يطل لم مصالح وتقضى الشارع بهاتطل ، مقوسة مظالت تحتها التي بالعمائر بنيانه أعيد قد البلدية وميدان

والحزب الحكومة سيارات مدرس يحوط والنخيل ، ومقاه محالت منهاعلى مطل مدخله الذي الظالم سوق ، البلدية مبنى ذلك يتوسط ، الفاشي

في . وشيخ مهيب ورجل إال العقد ذلك يطل لم نوره وشع جدد الميدانوسروال وقميص جرد ؛ عربيا لباسا يتلحف بالسالسل مسربل السابع العقد

شوارع في جر ، بيضاء معرقة والرأس بيضاء لحية يتلحف والوجه بيضبني على صمت خيم ، المختار وأسر األمل الزمن خسف ؛ الكسيفة المدينة

الخيمة . تلك في شاب وتاه غازيالبدلة وجماعته وهبي ملبس وكان ، العشرين القرن من الثالث العقد طل

حاسر يلتقط االفرنجية ، الشوارع يجوب ، بقلم االصابع يلحف ، الرأسالمدينة . صورة

لسان اعتباره يمكن ما البركة شارع نهاية عند ، للبحر الضهر أعطى كنتشارع نهاية في ، المدينة لوسط شارع أطول الناصر عبد جمال شارع

ونهاية الثانية الحرب محصلة من انجليزي معسكر جانبه كان الذي السروالذي الشارع مطل على الزاوية في بيته حيث البوري وهبي ممشى السرو

كيف ! تسألت ومتأمله وحدته أخبل كدت حيث ، دبي بشارع رواده كناهمقصره في عليه دخل ، ؟ موسوليني شراسة تلتقي أن للدماثة تسنى

44

Page 45: سيرة بنى غازي

فلسطين : شيخ الوفد رئيس لمقابلته جاؤ من العربي للوفد كمترجم بروماعراق في الفاشل االنقالب قائد االنجليز على المتمرد ، الحسيني أمين

الكيالني ، الثالثينات الحرب حاصرته ثم الوفد رافق برلين في هتلر وعندبحري يونس العابثين كبير عبث إال الجوع من ينقذه لم الحصرة هذه في

كبيان النازية تتلوا وهي العربية فصاحته برلين اذاعة رددت الذي العراقيوللمطعم مطعم وللزوج زوج وللعشيقة برلينية عشيقة لبحري كان ؛ خالص

الحرب زمن في شح طيب زاد كل للرواد ، قح نازيون لهذا رواد ، هناكرواد سيلتقي وهناك ، خوف من يأمنو لم وإن جوع من البحرى أمنهم

الحسيني جمال والفلسطيني الجابري شكيب السوري العربية الروايةالبوري . وهبي والقصة

ب : تعلم و على واقبلوا ، الظالمة اإليطالية السياسة هذه الليبيون تحدى ، والمثقفين العلماء من سبقهم من بمساعدة وتاريخهم وادابهم لغتهم

التي الحركة هذه تغذية في وااليطالية المصرية المطبوعات وساهمتالتي القليلة الصحف في وجدوا ، وكتابا وادباء شعراء الثالثينات في افرزت

هذه . فى وقمت الفكرى نتاجهم بعض لنشر المجال ، انذاك تصدر كانتالمصورة ليبيا مجلة في ونشرها االيطالية عن القصص بعض بترجمة الفتره

ونشرتها الليبي والمحيط الواقع من نابعة ليبية قصة اول وكتبت تشجعت ثممدى . على تقريبا عدد كل فى قصة نشر واصلت ثم المصورة ليبيا فى

عن المصورة ليبيا وتوقفت للدراسة البالد بعدها غادرت ، سنوات ثالثاألمر . اول فى قصصى وقوبلت القصة كتابة عن ايضا انا وتوقفت الصدور

ال . كنت النني بالحرج اشعر شخصيا وكنت والتحفظ االستحسان من بمزيجاخرى واحيانا األولى باالحرف وقعتها لهذا باسمي اوقعها أن احيانا اريد

مجتمعنا عن التعبر قصصي أن الوقت بعض في لى والح ، توقيع بدون واخالقياته .

الحرفين بهذين وترمز ب تقنع التي و المصورة ليبيا مجلة في يكتب كىالجريد سوق في ، بها خاصة مطبعة وجلب المحيشي فخري أصدرهاباعتباره رفيق أحمد يسكن حيث المحيشي بيت في المطبعة وضعتسوق . ميدان في متجول مصور يردفه متفرنج شاب ، صهره الحوت

الشاب يفعل لما وجاهل مستغرب بين ، قلم يده في مفكرة جيبه من أخرجمن ومنهم البوري ولد الشاب هذا أن عرف من منهم ؛ السوق رواد كان

آخر شباب هذا أن أحدهم علق ، ظنونه ريبت لهجته لكن نصراني ظنهالشهر ! . به يتميز عما وذاك هذا سأل وضالل بدعة كل يفعلوا الزمان

نشر : مما ونشر الصحفي التحقيق ب و كتب المدينة هذه في المباركتنشر" " تحقيق وكانت المتقاطعة الكلمات أعد ، بنغازي في رمضان

لخص . ، النهضويين المناهضين من كان العربية الصحافة في االولى للمرةالسوريين أحد الوقت نفس في كان حين اإليطالية النهضة عن ترجم مما

الاللهية : الكوميديا العربية اللغة إلى مرة ألول يترجم البالد في المقيمينالقصيرة . القصة كتب بيرنديللو مثل االيطالية القصص ترجم وكما ، لدانتي

أموره وخلطت نهاياته في تلبد العشرين القرن من الثالث العقد لكن ، شئ كل على شئ كل ضاق ، مطراح يعد لم حتى العالم شوؤن وتعقدت

الوطن : / أيها وداعا جدا على عز عنك رحيلى أهلها عن البالد ضاقتمن / / / وخير كدا عيش نيل االقدار له شاءت بالرغم مفارق وداع المفدى

45

Page 46: سيرة بنى غازي

/ / ، وطنى يا ، عنك ، سأرحل مستبدا حرا ، عشت أنا إذا كد ، العيش رفاهعلى / . وهبي توفر فيما رفيق على ادا كانت ادا جئت قد أنني ، ألعلم واني

طنجة تركته حتى المقام يطول لم بطنجة اإليطالية القنصلية في وظيفةوالمترجم المحرروالمذيع كان العربية روما إذاعة في ، الحرب غب لروما

اإليطالية . واللغة اآلداب في ب والتلميذ عندما : و الثالتينات فترة فىليبيا " مجلة فى قصة أول نشرت ، كتابتها واحاول بالقصة أهتم بدأت

هذا " ؛ نشرها على شجعني الذى هو المهدوى رفيق احمد وكان المصورةالذين . للشباب مدرسة أو أستاذا أعتبره وأنا الكتابة مواصلة على شجعني

السياسية الظروف كانت والذين ، الوقت ذلك فى والفكر األدب عشقواهذه فكانت ، مواهبهم ينموا ألن كثيرة فرصا لهم تتيح ال بهم المحيطة

فيها ويتعلمون الشباب إليها يأتى التى هى رفيق احمد مدرسة ؛ المدرسةأول …. منى أخذ الذى هو رفيق احمد والوطنية واألدب الشعر فى دروسا

لتنشرها " " . المصورة ليبيا لمجلة وأعطاها كتبتها قصةمندحرا غرسياني خرطها وكما ، بنغازي سماء الحلفاء طائرات غربلت

على تأسد مونتجمري لكن المحور أستعادها ، االلمان هرولة بنيانها شققتكل . انحسر األخير بعد ما الرمق في وهي بنغازي وانتزع الصحراء ثعلب

البوري لوهبي مالذ ثمة يعد ولم مفتوحة مدينة غدت التي روما عن غطاءوالدها إمرأة ثمة وكانت ، مالذ ثمة البالد من إمرأة لرجل كان إن لكن

امكانية الحلفاء قوات تأسره قد الذي للرجل وفر البوليس ظابط ، كابنييريوضع المرأة من أطيب ووداع طيب غذاء بعد ، الحرب نتائج من الفرار

ودون أوراق دون ، بالسويس طبعا وتمر الصومال هدفها باخرة على البورييختلس وأن عركة الظابط يفتعل أن الخطة ؛ القبطان بالك فما أحد علمتمخر حتى وجوده أحد يتبين أن دون الباخرة في ويندس نفسه البوري

أمر . .. للقبطان يكن لم عندما البوري اكتشف المتوسط وتتوسط السفينمستذكرا فكر ، النزول من منع مصر في مراده السويس وصل حتى

العربية : الجامعة أمين عزام عبدالرحمن وبين بينه معارف ومقلبا خبراتفي مشاركا عزام كان وقد بالده ليبيا بينهما جمعت ، وشائج المصري

باخرته من أبرق ، الهوى محورى وكالهما بالمال -–جهادها مستعيناأمنا . مصر دخل ؛ استجاب من لصاحبه

وجد هكذا ، نتائجها من تعتق لم فإنها الفاشية من عتقت قد البالد كانت وانلم حيث تعلم قد هو وكان ، خرابة إلى بنغازي حولت حيث ركامها في نفسه

ولهذا المنصب تلو المنصب تبوء لهذا قليل غير متعلم من البالد في يكنونكروما .. وكنيدي منه وهوشي نهرو يلتقى للخارجية كوزير العالم سيسكن

الله عبد القلم صحب من بزميل صحبة البالد برلمان في جمعته ذلك قبل ، عن الكيان وبمعنى بالكتابة شغل من الكالم وعلم الكالم ناسك القويري

الرسمية مهامه وأنسته الكتابة عن اشغل البوري لكن ، ذلك غير مطمح أىفي اثنين ثان يكن لم وأنه ، وحده القويري تركه عن ندم بعد فيما القصة

المنسك . ، ثالثة ألفية في آخر قرن عشية في يمشى قرنا أتأمل كى الخطى قصرت

لهذ خلفه بوجودى علم بتريثه ولكن والزمان المكان في يتقدمنى كانضاغطا اندفاعى تأمل يصافحنى وهو ، الوجه مجمل تغطى والبسمة التفتالحميم . والتلقي اللقاء ألفة في الدهشة تبددت حتى يدى على

46

Page 47: سيرة بنى غازي

خديجة ! ماما بورتريهالجمع : النحيل جسدها غامرا ، معنفة بظهرها أعطتنى مستعاد مشهد

، جهدا يألوا ال ملكا الخطى واثقة مشت حيث الشارع يصبغ الذي الذكوريومتيقنة ثابتة بخطوات الشارع عابرة ، الجهمي خديجة بيد ممسكة نافرة

لقد : ، القاسي كريت طين يا آه كريت سليلة القريتليه طرخان حميدةهيئة في وتشكلت بها اعتصرت التي اللحظة تلك فريدة كومضة انزلقت

أصبحت ، وحال أصبحت ، والدموع والعرق بالدم جبلت لقد ، مكافح انسانصعودها . وابتدأت انسانا

طول : الخيط يقطع وصله قبيل ما البلدية ميدان اتجاه في أصعد ثان مشهد؛ أتريث هنا بالبحر العاص ابن عمر يربط الذي الشارع حمد قصر رقبة

اولى تخطوا وهي خديجة قامة وبالغة المختار عمر فصاحة أتأمل متمهالتلكم ؛ ناضجة امرأة قوة نظراتها وفي المالمح حاد وجهها ، بارزة ، خطواتهابعيدة والجوبة ؛ الواثقة والنفس المثابرة بسكين الطريق تقطع التي الصبية

كتبت ما لتقدم اختارته الذي االسم الوطن بنت ، تريده عيني مازال سافرأغان من العشرين القرن من الثاني النصف في قدم ما أهم من ، أغان من

مميزة . ليبيةلم ، السمع أحد يصيخ لم ؟ تصفق عندما الواحدة اليد صوت تسمى ماذا

في الواحدة واالصبع التصفيق في استمرت الواحدة اليد لكن أحد يجبتنثال . وحدتها في الصاخب الصمت وصل يقطع صوت ثمة ؛ الحروف رقنراسخة وأفكار وأحداث تصورات بين عراك في ، منهمرة ذاكرة من شالالت

تجعل الماضى وطأة ان متاهة في جعلتها فقد االسئلة أما طارئة وأخربقلق . الفهم وعدم لالحباط يؤدى مما وهذا مضطربة بالحاضر عالقتها

من مزيد إلى ذلك بها أفاض ، االضطراب هذا لتحل االمام إلى انزاحتولم نفسها بغير وحدتها في تستعن لم ، بالحزن المشوب والتوتر الثقل

وحدتها . بغير هذا مضطربها في تستعنمن باقتدار الوحيدة هذه من ولدت ، أهل دون جارية أو أمة امرأة من ولدتالغد الستقبال كبير بفرح مضت فإنها لهذا القليل أقل هي للغد حاجتها كانت

الجمعة . يوم فجر بنغازي في ولدت أى 7الستقبالي 1921 – 3 – 15رجبتجعلها الرسمية فأوراقها مغايرا تأريخا تحمل ميالدها شهادة أن تذكرت ، م

ساعة ولدت أنها إلى مؤشرا ميالدها تاريخ جعلت ومنذئذ سنوات أربع أصغرانسياب . من مندهشة ، يستمر الرقن االقدار شأت كما وليس شأت

التي الرصاص حروف يجمع وهو لوالدها رنت ساعة ذاكرتها وتدفق مخيالهاترقب . المطبعة باب عند وقفت المعنى بحيوية تتدفق جمال مكونة تتراص

على أبيها ضربات من يتشكل المجلة من الجديد والعدد ، شغله في والدهارصاصساخن : على يديه بعزف المعنى يخلق أن كهذا لرجل تأن كيف اآللةجنينا كان من ، الصحراء في والده ضاع أن بعد وحيدا ونشأ يتيما ولد من ،

في ، السودان تجارة رحلة في عمه رفقة بوالده عبدالله جدى أرسل عندمالماء الدليل جدى فيكون الظالم يندس عينيه في ؛ دليلها يمرض قافلة

ومعزلها . وحدتها في ووحيدا يتيما أبي من يجعل الذي السراب سيكونالتي الذات فكانت ، الجد هذا عن بحثا كبرى صحارى جاست ما كثيرا

تحسحضورها لم لذا ، موجود غير ومستقبل موجود غير ماض بين تتوسطإلى يتطلع الظل من كائن أنها على الماضى في بغموض تقطن ؛ فكأنها

47

Page 48: سيرة بنى غازي

سليلة . الجارية ؛ الوحيدان اجتمع وهكذا المستقبل في يكون قد لما االمامحكى . ميراثها فكنت األرث من أمى حرمت ، الفقد سليل والحر العبودية

العروس من للتخلص طريقة في وفكر سيئة حالة في كان أنه لى والدىأقتلها : ! أن قررت فرضا عليه فرضت يضحك –التي وهو ذلك –قال

منها فدنوت تنتحب سمعتها ، عقلى في نائمة القتل وفكرة الغرفة دخلت؟ : بكائك سر ما متعجبا وسألتها

حين- كل والطالق الزواج بحاجة لست ، ابنى يا العاثر حظى أبكى ؟ أبكىبه . أرتبط أن المفروض من الذي الرجل أنت ولست

؟ . - قبلت لماذاوامرأة . - يتيمة ألنني

ككل بيت في ، المركزة العناية في طرية نبتة ترعرعت اليتمين هذين بينعلى تفتح التي السقيفة عند يتوقف طويل ممر ؛ بيت يشبهه وال البيوت

، حجرتان المربعة أضالعها من ضلع كل في حيث البيت وسط ساحةثمة وسطه وفي ، الخواجة ببيت فكني باالسمنت مزلزة كانت أرضيته

عليها : أحصل نقود قطعة أى أزرع كنت فيه الذي وجنان وزير ماء برميلMIA BORSA DEL DENARO BELLO/ .. الجميلة حصالتي يا ياحصالتي

أحضر / / بهذا وليرات فرنكات بعد فيما يثمر ليزهر مليما اليوم فيك أضعفي / . رددت النجوم من أجمل أشياء امتالك من وتمكنني جميلة أشياء

فصوتي الغناء عن أكف أن المعلمة منى فطلبت هذا غيرى مع الفصللم وان نقودي أزرع يزرعون حيث الجنان إلى هذا من غدوت ، رجالىالسمع. أحد يصيخ لم ؟ تصفق عندما الواحدة اليد صوت تسمى ماذا تثمرأن البد المعلمة أزعج الذي الصوت هذا أن النفس وكدت لكنها غيرها

أمها . حجرة في ؛ خرافاتها نسجت وحدتها شباك ومن هذا حاجزه يخترقذات في ، درسها استذكرت خمسة ولمبة القاز فتيلة ضؤ وفي ، منامها

الخشب من سدة جانب إلى ناموسية المفرطة االستطالة ذات الحجرة ، كنزها خزنت المؤن تخزن حيث ؛ الخزانة السدة هذه تحت المزخرف

يومها مسرودات تسرد الشكماجة مرآة عند طفقت توحدها فرط ومنأن : بسرها للمرآة أسرت أمها أسرار يختزن ما الكبير الصندوق بقرب

صوتها . ستكون وأنها رجل صوتهااألم حاجات بجلب يقوم كى ذكر ولد ليسمن ؛ الشارع خضم في انسابت

، الصغيرة المدينة نساء كل كما البيت جدران خرق بمستطاعها ليس التيفي الرئيسى الوحيد الشارع هو وسكنها البركة بين ما أن لها تكشفاالمتار مئات ذلكم يتعد لم وان سفرا يعنى قطعه لكن ، لهذا –المدينة

العشرين تخطت حتى البالد وسط تتجاوز لم تتحوطه . –وغيره محور بيتهممن وقليل البرى الحشيش لجلب بعثتت حيث الحشيش سوق منها االسواق

تطلق يوم كل خروجها عند ، الصغير خروفها تغدى كى الصفصفة حشيشاجتازت وقد المرة هذه ، البيت قبالة كانت التي الخمارة على النظرة

بيت أما جالسة امرأة نظرها لفت عمتها ابن صحبة الدراجة راكبة شارعهملم : .. .. . الباب قدام مصبية هبلة مرا حيه حيه سافرة الشارع في الدار

الزمان : هذا حتى الشطشاط شارع لغز تفك ولم قريبها جزرها لما تعرف . تسمى ماذا ؟ السوق هذا سلعة جسدها وامرأة للمتعة سوق معني ما

والحمير الحشيش بين السوق في تاهت ؟ تصفق عندما الواحدة اليد صوتوالصوف والبغال الخيول تجرها التي والعربات ، واالبل والفحم والحطب

48

Page 49: سيرة بنى غازي

الخضراء والحلبة الجدى وكريشة والغرنبوش والشمارى والقعمول ، الخاموبين ، بر حشائش من الطبية وغير الطبية االعشاب وأكداس والبرسيم

ودار خليفة وسيدى والقوارشة الصابرى من الوافدين والمشترين الباعةيقال . السوق هذا والشعير القمح بزكائب المحملين والحمالين ، العريبات

النهار آخر العبيد هؤإل يجمع وفيه ، الرقيق أيضا فيه يباع مضى فيما أنه / ، المكان أوصال تقطع وصرخات مدوية وطبول رقص ؛ دنقة حفلة ليقيموا

يكن . لم هذا في الجدد وألسيادهم القدامة ألسيادهم السوق ختمة ليقيموااالفريقيتان مريم ودادة حواء دادة فقط النساء ومن ، االطفال من غيرها

قفة رأسها على بالسوق تمر فإنها تحب من بخته دادتها أما ، أعتقا اللتانلها : .. يتسنى فهل ، ياعويلة فول عويلة يا فول ساخن مطبوخ فول فيها

وين . ؟ فيها ما كل وتأكل دادتها عن ثقلها تحمل القفة على تحصل أن يوما؛ .. شوية لقدام مازال بوسعدية االفريقي" " حوش بوسعدية

ويقفز هنا يرقص بعصاة الممسك الفارغة الصفيح وعلب بالعظام المدججحوش : وين مرددة الصغار مع فتالحقه ويخبلها فكرها خيوط يقطع ، هناك

من .. . بالخوف مكبلة الصغار دون فجأة وتنتبه شوية لقدام مازال بوسعديةرجل يقطعه نحيب في باكية بيتهم عن تضيع ؛ الحى األسود العفريت هذا

المزاج . العصبي حيهم جزار باألبح ذلك ذكرها هل البيت ويصلها يعرفهاإلى : تخرج التي البنت غاضبا صرخ المدرسة من عائدة شاهدها كلما الذي

ودير تحشمش ما مدرسة يسمونها التي النصارى بيت وتدخل الشارعالقرن . من الثالث العقد في هذيان وكل هذا عنها يصد أبيها لكن ، العاريستحي : ال الذي الرجل الثاني العقد في االيطالي االحتالل كان العشرين

لتنصير نصارى شغل المدرسة ، للمدارس ابنته لم يبعث ، المسلمينكان االيطالية المدارس يرفضون المدينة اهل جعل ما وحسب ذلكم يكن

؛ تلميذات عشر رفقة بالمدرسة التحقت ، الجهل هو تؤم للفقر ؛ الفقرعناد ؛ والدى اصرار ورفقة وتونسيات قريتليات واالخريات ليبيات ثالثهذا والدى شارك من الزمن ومع منهم الذين البعض علق كما التركي

ان ما لكن تلميذة الثالثين يصل االبتدائي األول الصف جعل مما ، العنادمن . بيت في خمس أو أربع إلى العدد ينحسر حتى الثالث الصف يصلن

تلقت المسلمات للبنات االبتدائية الملكية المدرسة كانت عدة حجراتتتخللها ، االيطالية باللغة والرياضيات والجغرافيا الروماني التاريخ دروس

والقرآن . العربية للغة االسبوع في حصتانبـ- " و الوجه ها كيف وجهها لبنت قفطان تخيط تقدر " 15كيف ، فرنك

أبيها .. .. وجه في يصرخ عمها ؛ كافر يا زيرو ثالثة دقيق شوال بيهم تشرىلم . أيضا أمي المدرسة دخولها يوم قبقابا ونعلها قفطانا لها خيط الذي

موشومات الجيران بنات فوجدت يحوطنا فيما نظرت ، المدرسة تقبل؛ الوشامة لجارتنا ذهبت أحد علم دون عجل على ، مثلهن أفعل أن فقررت

عدت ، الوجه جانبي وفي السفلى الشفة أسفل طويال وشاما لى دقتعلى الحريص والدى في والشاعر الفنان أن غير ، منهم صرت فقد فرحةمن . وجدت ما طالعت وحدتها في هذا الطفولي لتصرفي حزن اختالفي

زاوية " في درس الجد ، ولغة فقه كتب أبيها جد مكتبة في ، محفوظاتأصال " العصى عليها استعصى كلما ، الديني الثقافي المركز الجغبوب

لقيت ، ؟ اجهاض كلمة معنى ما ، والكتابة القرأة يجيدون أعمامها ، سألتمعائب القراطيس في المدون الكالم في أن فظنت حيرها ما تعنيفهم من

49

Page 50: سيرة بنى غازي

: ، نضجها إتمام قبل الشجرة من تسقط التي الثمرة االجهاض ، جمةظنها . سؤ بددت ببساطة والدها أجابها ؛ حملها تجهض أيضا الشجرة

مركب وانتحلته الشغل اعتادت من تبطلها من قلقة سارتا سنيوريناالفانيالت / وأحبكت المحلية المحارم النساء رؤوس غطاء خاطت ؛ صعابها

دعيت االجود تخيط وهي االغلى الثمن فحصدت أجادت ، الصوف منعامين . المدرسة لترك اضطرت أن بعد سارتا سنيورينا ؛ الخياطة بـاآلنسةعشر الرابع العام في ، الخامس الصف في االبتدئية الشهادة لتنال عادت

ترقن . وهي ، ؟ تصفق عندما الواحدة اليد صوت تسمى ماذا عمرها منمن زبائنه معظم من ، السوق عطار الدرناوي حميدة سيدي تذكرت حيرتها

كل على وتحتوى أمتار ستة عن تزيد ال ، الدكانة في يزدحمن مثلها البناتالعافية : وجالب الجمال جالب ؛ وسحرى طيب شيئ

؟ شاطرة يا عمرك كمسنين- . سبع

هذا- مثل تطلب ال فهي ترسلك لم أمك ، الله تخافيش وما غبية انت يبقىمنى . طلبت التي جارتي طلب على بناء أكذب كنت فعال ؟ تكذبين فلماذا

أقول وأن الدرناوي حميدة سيدى يبيع مما مادة لها أشتري من أن أن لهذلك معرفة حميدة لسيدى تسنى كيف حقا ولكن ، جارتي وليس أمى بعثني

فداهمتني . والخيبة الحيرة طفولتي تتالطم للبيت عدت ؟ أخبره أن دونللطحن : يحضرا كى الشوائب من ينقى والشعير يغسل القمح مشاغلهالغسيل ، القش كوشة في للخباز ليؤخذ وجهز خمر الخبز ، الرحى على

ويدعى محليا يصنع الذي األخضر الصابون وهذا المالح بنغازي ماء مع عسيركى الرماد يضفنا الغساالت ولغبن ، الفاعلية قليل السوسي الصابون

تتمتم وهي ، يديها بين أمى دعكته أن بعد الغسيل أنشر ، المالبس تنظفلو : .. : أمى يا قلت ، والرحا الغسيل لها قالت المرا يهد ايش قالت متذمرة

أبتغى : . كنت عالزيجة وتحكى بنت عيب انطمرى فزجرتنى نتزوجال قرين المدينة في امرأة لكل فكأن نفسها مع الدائم حوارها في مشاركتها

زارتنا إذ خاصة ، منولوج في كثيرا شاهدتها فقد ، الحديث تبادله مرئيطعام من يتيسر وما الشاهي لهن تعد شغالة فتكون أبي وأقارب عمتىوسيرة االحاديث يتبادلن يجلسن كنا ، العون يد تمد واحدة ال و ، وحلويات

المواعين بين المطبخ في مدفونة وأمى تلك وشينة هذه وسمعة الجيرانكل . في شقيت كما ، بجزرها طفولتي شقيت كما حالها شاقنى والرماد

البطاطا طبيخ واحدة بأكلة ونهار نعجنه ليلة وخبز كوسة أو بامية وحينا أواليزيد . غيره دون من بيتنا كان وإن وشعير قمح أو قمح من البيت فيوملفوف وكوسة وطماطم فلفل من المحشى يعد حيث بالطعام اهتمامه

الفرن / ، القش كوشة إلى الرؤس على طاجن في نحمله ، البراك السلقيحصل : ما أن الجيران رجال لتعاليق مدعاة كان ذلك لكن ، لبيتنا القريب

بيتا يبنى كى يدخر أن بدل البطن على يصرف الوظيفة دخل من أبي عليهايما : .. . يخالجها لم الدواء ال الغذاء هؤإل على أبي يرد دائما ، بنا خاصا

تحل ، النفس حوائج ترتيب مستعيدة ترقن وهي خطر في الشقاء أن شككل في واجهتها جمة مصاعب انثيال من يشوبها مما ذاكرتها بتفكيك تخبلها

انسابت ؛ ترقن لما تخطط لم ، دليل ودون معالم دون طريق وفي ، خطوةتصل أن يهمها يكن لم ، حيوية تضوج وحدته من يجعل أن في الوحيد بارادة

الشاهي . تعد نهضت لهذا أقل وبضجر كلل دون الطريق تقطع أن المهم بل

50

Page 51: سيرة بنى غازي

حملته ما وأثقال الزمان أوهنه جسد على متكئة ، تحب ما الخفيف االخضرفي . صاخبا الصمت خيم الكلل تعرف ال ومثابرة بعناد مختارة وحدة من

من لوحة تهسمشكلة التي أبخرته وترصد الشاهي ترشف حيث مرتكنهالشارعهم . عادت الصمت حدة يكسر الواحد االصبع عاد فيما ، شفيفة عتمة

من بيوت وسط يسكنا من ووحيدها االيطالية العجوز تلكم من مندهشةيد قبلت ، الجميع من بالتحفظ تقابل ومختلفة غريبة عائلة ، المدينة عرب

أنهم رغم ، ؟ نصرانية يد تقبل أن لها فكيف ، جدها فجزرها مرة العجوزكعادته والدها انبرى ، سنا منا االكبر يد تقبيل على حثوها ما كثيرا جميعا

جازية . خالتى تحبها ال االيطالية العجوز هذه نصراني معنى الفهماهاأن / مرة منى طلبت وقد ، البخت قراءة التقازة من تتعيش التي العجيلية

أعرفه : الماضى حاسمة أجابت التي للعجوزااليطالية تقز بان اخبرهاطيح : باقتضاب جازية خالتى علقت وقد ، أفضل وهذا أعرفه ال والمستقبل

السوق . من عادت حينها ، عمرها من العاشرة في حدث ذلكم سعدهابفزع تسألت ، تنتحبان وجارتها بإمها لتفاجأ البيت حوائج من حاجة جالبةشيخ : شنق فإن شنقوه المختار عمر سيدى علمت وان ذلك مدعى عن

خيطها . الحيرة هذه وحيرة بفرح تلعب عادت ، شيئا لها يعنى لم المجاهدينالليان تحت يوضع وجبة أي من يتبقى ما طعامهم ؛ بشريانها –الموصول

الزنك من المصنوع المالبس غسيل مرددين :–صحن سكين فوقه ويوضعأسناني . من سن أن مرة حلمت والعريان عالمتغطى سليمان سيدنا خاتم

بيتنا في رجل ثمة يكن فلم أبي على خوفا أبكي فصرت سقطت االماميةأن ذلك فتفسير االمامية سنه بسقوط البيت آل من فرد حلم وإذا غيره

سيفقد االطرش . البيت فريد يغنى أن استيعاب من تتمكن ولم ذكرايتسنى كيف ، بالمغرب طنجة اذاعة في قليل وبعد مصر اذاعة له في

شاهدت . عرسا تحضر مرة أول ؟ آلخر بلد من السرعة بهذه االنتقالالغرفة حائط على وبيضة عرسها غرفة مدخل على بيضة ترمى العروسطبق في مغروستين كاملة ليلة البيضتان بيتت وقد ، للمدخل المواجه

كلما . ، محيطها الجنون كان زادها الحيرة كانت وكما العروس حنة عجينةالشارع في تمشى الضخمة االمرأة محظية ؛ قبالها وجدته للشارع خرجت

ملبسها بعناية تلبس المرأة هذه ، الصغير ابنها يفعل وكذا نفسها تكلمعلى تمر سافرة فهي يبرقعها جرد دون لكنها وقميص رداء من المحلى

مقدار منحت فإذا حاجتها قدر تطلب يوم كل ، حاجتها تطلب التجار محاللتطلب الرابع اليوم في تعود ثم أيام ثالتة تغيب فإنها أضعاف ثالتة طلبت ما

القطوس . .. قتال عبابودة تنهب ال حقا تطلب أنها معلقة ، جديد منخلفه الشارع اوساخ يجرجر يطاردهم وهو االطفال مع تجرى ؛ السودةأو الهواء مهددا دائما بها ملوحا بعصى ممسكا الطول البالغ بقميصهفقط النقود تتسول أحدا تخاف ال التي الشابة السمراء ثريا ، االطفال

وزوجها . يهودية مغنية بطة العمياء الخمارة في خموس لتنفقها ، خموسمثل االشياء ويحور فسد ما يصلح حرفي ، للشارع المقابلة الدكانة صاحب

بغطاء لعلب ليحولها اليه تؤخذ حتى تفرغ ان ما التي الطماطم علب ، كهذه بمهمة اليه بعثت ما كثيرا ، والبزار والفلفل التوابل لحفظ تستخدم

معا يقيمان الكفيفة الليبية نجمة برفقة الدرباكة بطة راقبت ما كثيرامن . شالوم إلى أمى بعثتنى ما كثيرا معا ويغنيا االعراس في ويترافقان ، سوق في توجد ال نسائية بضائع عنده من ، الشويخات شارع يسكن

51

Page 52: سيرة بنى غازي

ال اليهودي ؛ تبرقع دون اليهودي البضاعة بائع للدالل يخرجن كنا النسوةللحاجيات كباعة تميزوا لهذا ، نسائنا عند رجال ليس كأنه ، منه الزواج يجوز

مما الحلوة والكلمة وانوثه ناعمة رقة فيهم ، أكثر بهم فاختلطت النسويةدون مرادهن على يتحصلن الالتي منهن الفقيرات خاصة ، النساء تحبفجأة البيوت احد دخلت مرة ذات ، االستحقاق الطويل بالدين أو مقابل

تجميل أدوات ، مصوغاته من بعض ، أقمشته طارحا ، الباعة هؤإل أحد رأيتأن خفت ، أخجلتني بطريقة أعرف التي البيت امرأة مع يتصرف وعطور،

أمي . أخبرعويشة- . نجي ربي يا

ثوبها مجرجرة النفس مكلمة الزنقة في تمشي ، مرددة للشارع تخرجزوج دون الوحيدة اليهودية معتوقة ، رأسها مخبطة القدمين حافية القذر

بيوتنا تدخل شارعنا خالفوا " " " "،تسكن وحيدها مع تسكن من ساسية كـالخارج في ألنها قضائها يستطعن ال الالتي نسائها حاجات لتقضي ، وبناتهتدخل عندما ، الجبانة أو األب بيت لزيارة إال الزوج بيت يغادرن ال وهن

عندنا عرفت بطريقة الماء تغب ، وخبز ماء كوب تطلب عمى لبيت معتوقةبغبة هذا جميعا على الحرص دائمة بيتها في ماجن وجود رغم ، معتوقة

مرددة : للشارع تخرج تفيق ، تحققه بعد تنام ثم نجى –الطلب ربي ياخالفوا . ابنها رفقة البيوت تدخل الشارع نساء خدمة غير ساسية عويشة

قيامه لعدم خالفوا تؤنب سمعت ما كثيرا ساسية ، االعراس في ليغنيارسول : ينزل لما دائما فيرد الكنيسة على التردد وعدم الدينية بواجباته

كما . الحوار هذا شدني حفظته األول الكالم ، جديد كالم يجيب ، جديدفي قلت ، العربية اللغة أعلمهن أن طالبات جئنني حين خالفوا بنات فجأني

الكبرى : . االبنة فجأتها ثانية مرة ، آخر وقت في يستسلمن بالك الخاطر ، هيئتها من وغيرت المعروف الشعبي الليبي لباسها تركت التي لخالفوا

، خطيبها لطلب استجابة بأنه ذلك لها وعللت وسلوكا لباسا فرنجية صارتأن : دون ، ممتلكاتهم وكل بيتهم باعوا وابنها ساسية الثالثة المفاجأة في

استعدادا كان ذلك أن لسمعها تناهى بعد فيما ، المدينة غادروا أحد يفطنلفلسطين . للهجرة

ووحدتها سفرها ترقن ، الخوف روض والجنون الهواجس بددت الحيرةالذي العمر رداء وتحوكه الوقت تنسج ، بتؤدة بنته الذي معزلها في أنيسها

سماحة وحدتها من مستمدة ، باآلخرين عنها تنشغل ، يتبدد ال و يبيد الالحرب . نشبت وعبثه الزمان عثرات من إليها الالجئين كل تتسع فسيحة

تدك الطائرات ، مدينتها سماء في الحرب ديوك فتصارعت الثانية العالميةوالشوارع لجبانة الميناء محوال يتفجر الذي الحرب بعتاد المحملة البواخرالعمر عشرينية في األهل رفقة هربت ، لحطام والعمار قاتلة لفخاخ

من مستهدف غير الخأل حيث المدينة قرب الجميع . للقوارشة لكن أحدايطاليا : كان االولى المرة في الذي المنهزم الجيش لالنتقام عرضة كانالحرب هول في ، ايطالي الماني الثالثة في إلنجليزي تحول الثانية وفيخيمة تحت وامرأة طفل خمسين من أكثر برفقة وكانت عاصفة هبت

في . عراة فباتوا صدها في الرجال يفلح لم ، الهادرة العواصف اقتلعتهاالغارات وابل بين ، مصر إلى أبيها غادرهم منسحب جيش مع الحرب هذه

الغالى ، النادر القوت من القليل أجل من الثياب تخيط المتفجرات وفعلظرف في بالشاى الثمن كأهل عاملهم الذي الجار ويمدهم ، كذلك

52

Page 53: سيرة بنى غازي

كممرضة . العون يد مدت هجوا حيث القوارشة في ندرة األكثر والسكراألرمنية " " الممرضة اسم جيجا بـ الجد كناها ، الجراح وتضميد الحقن تتقن

الظرف لكن ، المدينة أهل من وبعض االسرة لمرضى االبر تحقن التيمع " " خاصة ، االصلية جيجا كـ وليس تطوعا هذا عملها جعل مما مختلف

الفنارات " " كروسين ؛ القاز بـ الجروح تطهر أيضا جعلها الذي الدواء نفاذأن . عليها لزاما فكان المعيل وبعد الزاد قل حينها البهيم ليلهم مضاءات

فحورت القماشضنين أن بيد ، لتخيط ماكينتها وتخرج ساعدها تشمرمن قماشتها ، وأطرافها المدينة سماء في الحرب زرعتها التي المظالتالخياطة في ماهرة وبيد تلوينها واعادة الصلها واعادتها وبفتقها طبيعي حرير

تعلمت . مما ، النشطة اليد النسائي والقفطان الرجالية القمصان تكونانخفضت التي النقود الحرب من جنت ، االيطالية المدارس في السلم زمن

الزاد . من المعروض ندر أن بعد شيئا تجلب تعد فلم قيمتهاعن نقل من عنده من جاء ؛ لبنغازي غيره عاد كما األب يعد لم الحرب بعدعند : فزعت ؛ بنغازي نبي ماعادش ، زرق بنتين علشان ؟ نروح ليش األب

أفريقية أصلها أمي ، أذني في الكلمات هذه تزوجها –وقع لماذا ، زنجية : ، ويرجع البنت ويزوج اجى قائلة األم استدركت ، ؟ أبا نفسه جعل ولما

عنه . نقل مما التأكد من بد ال كان لى بالنسبةما : / / بالده يريد ال و حوشه يريد ال العادة كيف هوش ما والدى شور كاتبته

حرجان / / عرب يا زعم اغراضي وساد مدللنى هالى الماضى كيف هوششوره / / / االول كيف نكش ما وساده طريح عنده خاطرى اللى راضي واال

خديجة / / ناسي تعول االمصار في االقامة ع صحيح تحول فؤادك من غالناوالودادة . الغالية

ما : / / بمية يوم كل عليكم غيابي فيا أثر راه وشعرك جوابك فكاتبهاهناكم .. / / / قبل كيف ويرجع نرجع رضاكم نحوز ودى عمل غيابي ننساكم

حشيش / .. / يا دموعك ونمسح غادي نجيكم حية وعيني ستي يا الله علىالفية / / / بنات أشرف يا مربيك انادى بإسمك لحظة كل وفي وادى في

نزل .. / / اللي الكتاب وحق نوره باين دوم وعقلك وطبعك مشهورة ربتكعلى / . أمراض جارن فرقتك من بالسورة

سياسية خالفات لوالدها أن قيل ؛ كنهها تدرك فلم بالسياسة تهتم تكن لمزاد ذلك فإن النقود وأرسل كاتبها وان ، المهجر في للبقاء حينها اضطرته

في روماتزم من تعاني األم ، حيرتها األب من أن ترد أخبار ، القلبوقد بأبيها تلتحق كى اليها الذهاب من أحد يمكنها لم التي مصر في تزوج

أمها . توفيتوتكشفت قدراتها في حارت جأشها رباطة واستعادت مصر وصلت حين

الخميس صباح ؛ لها الظاهرة النفس في كامنة غريبة 1 – 1 –1946نفسدون ، كاف مال دون ، سفر جواز دون ، عدة دون ، البيت من تسللت م

بالغيوم ملبد واصرار غائم وبهدف تسلك التي بالطرق وطيدة معرفةاستقلت . بدوية عجوز ، عكازا تتوكاء ، الوجه تنقب ، الرأس تغطى السحت

مفردة بدوية عجوز ، رجال ركاب ، متقابالن طويالن كرسيان ، سيارةالنفس . توطد العزم تشد التي واآليات التسابيح يردد متوجس جمع بصيغة

، للمجهول المبنى المصير ، والريب باألسئلة االنفاس يقطع منولوج فيمنذ : كانت لقد ، معتزل قرأة كل أليس محيطها عن غابت دروسها تستذكر

المرج : وصلنا عجوز يا انت االولي مغامرتها المدرسة ؛ عزلة في صباها

53

Page 54: سيرة بنى غازي

أمآل خيبت أنها ومن عجوز أنها من توكدت ، مشروب واال شاهي تريديلحظتها . سالح معيبها أن فتفطنت سرها كشف من صوتها أنقذها ، العجز

ثلث ، متر كيلو ثالثمئة ، السفر من عشر ساعات ، بعد درنة وصلتخيوطه حبك الليل ، الهلع أصابها ، مرادها تصل حتى توجب مما المسافة

تستأنف : كيف ، ؟ الليلة تقضى أين ، ؟ أفعل ماذا ، ؟ أذهب أين وخبلهاالذهاب : أريد منها رجل القرب لسانها ونطق عقلها طاش ؟ غدا السفر

رجال يحادث فإذا عليه تنصتت ثم خيرا وعدها ، هنا أحد أعرف ال و لطبرقلكن : .. لطبرق توصلكم كرهبه فيش ما تحبه ال بنباء يجيئها ثم بااليطالية

بعدها انتقلت ، الحيرة وتوقظ الروح وتوثب االنفاس تسد لكن ؛ يكمل ولموأظلمت : نفسي ظلمت ربي السائق محاذيه لتجلس بضائع نقل لسيارةقضائك في فأجعل خاشعة ذليلة إليك أتوسل بصيرتي وعميت طريقي

دفء . .. في ترقن وبعد الليل تناصف وقد القوى نفسها في توسلت اللطفال أحد واحد كأنها الطريق هذه زهوه وعمر رفيق دون طريق شقاء الوحدة

ما كثيرا ، عال موج مركبه عزم وولدها تواقة نفس زوجها ؛ ولد ال و زوجقرطاسضاع . ليسفي علم كل أن مدركة الصبح أقبل وقد ذلك رددت

وبيان الشمس بزوغ على أفاقت حتى سبيلها خيط ضاع ذلك ترقن وهييد يمد أسرع الذي السائق يد على متوكأة وسالم برد في نزلت ، طبرق

عن : .. ينم وما قلقها قاطعه ؟ وين متسائال السفر رفيقة للعجوز العونقصر : من السلوم إلى السفر أبغى أني يعلم الله ، أعرف لست هلعها

فقاطع ، االسبوع !! –الجدى في للسلوم يسافر واحد بللمون فيه السلومأقامت . الناقلة سائق أوصلها أن بعد الجدى قصر في أمس وسافر مرةمرادها عن البيت ربة أطلعت النهار في ، الليلة تلك بدوى بيت في ضيفةالمرأة تشاورت ، رفيق دون ، مال دون ، سفر جواز ودون لمصر السفر

حراس من تهريبها ليتم المرأة ابنى يرافقها أن العزم وتوكد زوجها مع ، الحرب غب هناك المرابطة االنجليزية القوات جنود ومن الحدود

تغلق لم حرب من تبقى ما وأشباح ألغام زرعت السراب بغير والصحراءساعة عشر تسعة في الطريق لقطع الحمير امتطوا ، بعد أبوابها

انشا : .. .. ستار ويا ستار يا سرية في مرددة ، األمكنة تجوس والدورياتالحمار .. . ينهق ما الله

لم ، السمع أحد يصيخ لم ؟ تصفق عندما الواحدة اليد صوت تسمى ماذافي الواحدة واالصبع ، التصفيق في استمرت الواحدة اليد لكن أحد يجب

زوجة جد ، أبيها بيت في مغبرة شرفة في مهملة كتب ؛ وجدت ما تقليبوأحمد المنفلوطى كتب في واستغرقت وانبهرت فقراءت آداب معلم األبعاشت بنغازي في ولدت ، تمصرت ذلك اثر ، معاصريهم من وغيرهم أمين

وهجته المدينة االنجليز دخول عقب أبيها لكن ، مدينتها تغادر لم قرن ربعمصرى . سفر جواز حملت وبالتبعية المصرية الجنسية على حصل لمصر

، 1947أكتوبر البريطانية االدارة عهد ، الوالد عاد كما للبالد عادت ، مالجواز حاملة باعتبارها البريطانية السفارة طريق عن لبنغازي عادت

، األميرة مدرسة في كمعلمة عينت ، مصريين معلمين دفعة رفقة المصرىفي . : ذاكرتها تتفتق حيرتها من كالتعلم ليس التعليم لكن تحققت أمنيتها

احتفال 15 – 3 – 1939يوم على النفس وطدت عشر الثامن ميالدها يوم ماألخصصديقات على الصديقات ستدعوا ، المناسبة بهذه األولى للمرةأشرف وداد صديقتها تتطوع ، العربية باللغة خطبة تكتب ، ايطاليات

54

Page 55: سيرة بنى غازي

تعد العجين تعجن هذا لحفلها العدة تعد ، االيطالية للغة الخطاب لترجمةمن أحضر هذه المحلية حلوياتها تجهز األب شاهدها لما ، القاضى لقيمة

البيت أدخل الذي الفرنجي الصالون في ، افرنجية حلويات ايطالي محلكرسي على جلست المدعوات احدى لكن جلسن ، بعيدة ليست فترة منمن . ايطالية صديقة أم أربكها ما الحرج تنسي لن فسقطت مكسور

ما أكثر شدها السن الكبيرة المرأة هذه ، ابنتها برفقت حضرت المدعواتهذا فعلت ان وأني بالعلم كثيرا نصحتني ، ألقيته الذي الخطاب شدها

خرجت الحفل هذا من ، شأن لى سيكون هذا في وأن أتمناه ما كل سأحققفي . المرأة حق عن تسألت ، قرأت ، بحثت النصيحة وهذه بالكلمات

، وحقوقها المرأة عن يقوله وما القرآن ، ذلك من االسالم موقف ، العلمتنشره لم التي المصورة ليبيا مجلة إلى أرسلته ، الخصوص في مقالة كتبت

عرض المقال هذا ، موسوليني من استيائها فيه أوضحت بمقالة أعقبته ، ففجرت تلك الشنيعة فعلتها على بشدة أنبها الذي األب ، لمشاكل األب

طول االستياء هذا لتحفظ العرادي هانم بهيجة لصديقتها رسالة في استيائهاالتدريس . وبدأت ذاكرتها لملمت الفصل دخلت حين مقدس كشيئ العمر

استغرقها ، متباينة أعمار في وأوالد بنات من لخليط الصفر درجة منلمصر الرحيل فشدت الدروس لمزيد تتوق لنفسها فطنت ، الدرسسنون

أقارب 10 – 8 – 1952في بيت في لتقيم ، من م تبدأ هناك ، لهميمكن ال مما يمكن ما لتحصيل يذكر زاد ودون مجهول بحر في السفر جديد

على: والحصول الشغل بها تجد وسيلة كانا أزرق وشريط قماش مترعمرها من أشهر وثالثة والثالثين الثالث العام في ، االعدادية الشهادة

: ، الثقافة شهادة تعادل الليلية عابدين جامعة من شهادة على تحصلفي . تاهت الفرنسية في دروسا وحضرت بالمراسلة الصحافة درست

جنت ، طموحاتها موج من لتخلص سبيال تعرف لم المتالطمة أحالمها خضمكانت فقد الالواعية لعجالتها الحقيقية الثمرة ؛ نفسها على نفسها منبخيوط متشبته تلك نفسها ظالل في كثيرا تعثرت ، البطء تعنى الثقافة

أن يحبوها من جميع إلى الشعراء أحد مع تضرعت ، وحدتها من تنسجهاتعرف هذا جعلها ، سريع زواج رباط فكت عجل على لهذا ، وحدتها يحبوا

جعلت " " الذين لآلخرين توقها في طائشة ، أحالمها تزوجت أنسة كـ دائماسرائرهم ومن مسربها آذانهم آفلة –من كنجمة ولكن تنيرها –التي

سريرها .خديجة- .. . سيدة يا خديجة سيدة يا

فضاعفت جفلت ، اللقب بهذا مرة لقبت ال و شارع في مناد يناديها لمتغيبها يعتبر أن بعد ، ستعين ، أحمد العود يكن ولم لبنغازي عادت ؛ خطوها

أن بعد فقط جنيهات ثمانية بمرتب ، مبرر دون الفائته الخمس للسنواتبها لحق ، سدى التعب ليذهب ، جنيها عشر الخمسة طال مرتبها كان

لها : عم ابن وكان المناديمذيعة- .. بوظيفة خصيصا محمود االستاذ جاءك لقد

مذيعة- !! ، نعرفه ما عملوبس- . تنقراء ورقة ، نسائي صوت بحاجة هم

؛- أخرى فضيحة لهم نضيف ، درت ما يكفيش ما ، وهلك هلى ويرضىإذاعة ! وفي عمل

55

Page 56: سيرة بنى غازي

، إليها النظر مجرد من نفسها عن تفصح تقراء التي كالكتب كانت ما عادة ، سالحها معيبها سيكون ثانية مرة ؛ تسمع ألن توقها تغالب البيت في حرنت

، موضوعها على الملحاحة العنيزي حميدة السيدة معاركة تجيد تكن لملم ، مذيعة دور وفي المرأة لتحرير مهمتها في بامرأة تسند أن خاصة

عنه : أفصحت ما ، مسرها عن حميدة تكشفجنيهات- . ثمانية مقابل التعليم من أفضل مذيعة عمل ، تشددى ال

أكبر- .. مبلغ على الخياطة في نحصلموافق- . البعباع جدك

توافقش- .. . ما بلكى ، باتي عائلة باتي عائلةمذيعة . عملت ، األمر حسم العنيزى حميدة السيدة تدخل

روحها- . نقبض الليل نص في عليها نخشفكرت ، عزرائيل دور يستعير ألن مدعاة المذيعة عمل اعتبر عم ابن

خجل ، الوعد يفي أن هددها من لتدعوا عمها بيت دخلت أمرها وعزمتبكى : جسارتها ومن منها

اإلذاعة- . في تخدم عمك بنت اتقول الناس ، بينا حشمتيتكن لم نفسها هي ؟ ماذا ليعرف يتبعها أن وقوة تحدى في منه طلبت

بخيط تمسك أن دون مظلمين زمنين بين ضؤ تعيشوسط كانت ، تعرفشمعة وترتعشكضوء غائمة كظالل نفسها لها تتبدى أحيانا ، الضوء هذا

االنجليزي فلتشر مستر قابلت االذاعة دخلت ، الخطى واثقة آخر أحياناالسفارة في أول كسرتير عمله جانب إلى ، االذاعة على المسؤول

يوم صباح ، فترة 7 – 10 – 1956البريطانية ذلك كان أن تصادف ، مفليتشر . : مستر فجأها مصر على الثالثي االعتداء

؟- المصرية للسفارة ذهبت لماذا ، خديجة ليديمصري- . سفري جواز ألن ذهبت

؟- فعلت ما نفسر كيفأوال- .. مصرية سأكون الميدان في اللقاء عند ، أصدقاء هنا معكم أعمل أنا

تعرفه . أن يجب ما هذا ثانيا عربية؟ . القائمة تضمها التي االسماء وما

أخبره :حارت غيره . من يطلع لم ، المصرى والقنصل بينها االمر تم وقدحيرتها بددت لكنها حربها في مصر لخدمة للتطوع المستعدين قائمة على

قاطعة : باجابةأعرف . - ال

برنامج وتقدم عام منذ سبقتها قد عامر بن حميدة كانت ، عملها باشرتعليها . اقترح المرأتين بين احتكاك أى فليتشر مستر يفصل كى المرأة ركن

: ، التدخين عدم الخلقي التسلح جمعية أهداف من مستوحى برنامج فكرةعلى .. يحتوي كتيبا لها قدم ، العائلي الترابط على المحافظة ، الشرب عدم

الماسونية الجمعية من فرع أنها بعد فيما ستعرف التي ، الجمعية أهدافالدولية .

الهموم : / / / في ساعة كل وانت تريدي وايش عين يا عايشة عليش غنتتزيدي .

من : / / / / يطلعه العيال عياط عينه يمتع ما بنادم تقيد شينة الزيجة غنىمقترح / . وحى من اذاعية تمثيلية كتبت هنايا أيام خسارة يا ويقول دينهعلى المطرب التمثيل في شاركها الخمر عواقب حول فليتشر مستر

56

Page 57: سيرة بنى غازي

البرامج واعداد بتقديم اكتفت ، وخيمة مشاكل لها أثار مما وغنت الشعاليةبرنامجها من االولي الحلقة االذاعية التمثيلية هذه كانت ، االغاني وكتابة

لمدة] [ الليبية االذاعية البرامج أهم سيكون الذي المجتمع على أضواءهذا من ، عاما عشر ماما - " –ثمانية بـ ستعرف غيره الكثير ، الكثير

خديجة " .

زغبية محمد .بورتريهالفل عرجون الصابريذل ما عمره الصابرى

وياسمين ورد الصابريزين على زين الصابري

في مرة أشاهده لم الذي الفل عرجون في محتارا للغياطة انصت كنتالعبيد . " " " " زرئب من قدامى يخرج بوسعدية كان أقطن حيث الصابري

واحدة . زهرة حتى ؛ فل ثمة يكن ولم الفارغة والعلب العظام متقلداالصغر ذلك في لكن ، اليحزنون و فل دون الشباب من وردح ، الصبا ذهبالثانية الحرب ركام من الناهضة بنغازي في ، الشعبي الحى الصابري كانالذي بفقره ، البالد وحى البركة ، يفاخر الصابري ، والحال الحيل مهدودة

سكان . بسم عريضة يكتب النيهوم والصادق اليانع والخراب يزدهرالشارع يخترقون الذين اآلخرين بنغازي سكان على المعترضين الصابرى

بين الصابري يقع حيث ؛ فحسب مواتاهم جثث حاملين لحيهم الرئيسيوطاردته الصابري سكن النيهوم ، عبيد سيدي وجبانة الموتي جامع

والضيقة " " . المتربة شوارعه في الزنك أكوخ ؛ حالليقه بين العفاريتالبحر جهة يحده الذي الدرناوي شارع سكنت المأمون غير الصبا ذاك وفي

القاطنين الزنوج فنون والرقص والغيطة الدنقة حيث العبيد زرائبالجير . " " كوشة قبالة الصابري سبخة في الشارع ذاك يصب الزرائب

والمترجم والكاتب الناقد زغبية محمد أوالده من من ؛ زغبية على لسىبالحداثة بشر الذي ؛ الميالد أغنية شاعر زغبية وخالد ، المتميز والمثقفالثورية / الرومانتيكية القصيدة التفعيلة قصيدة كتابة خالل من الشعرية

منعت والذي ، الميالد أغنية في الشعبي بالموروث احتفت قصيدة التي لهالذي زغبية وابراهيم ، التابوات من تابو تمس باعتبارها للمحاكمة وقدمتالثقافي المنشط في بفاعلية وشارك المقاالت بعض عمره مقتبل في كتبمما .. وغيرهم المدني المجتمع مؤسسات بعض في وشارك السياسي

الليبية . االدارة في ساهمالمنصرم . العشريني القرن من والسبعينات االربعينات بين حصل ذلكم

والمخرج : العرفي محمود المتقاعد الشاعر والصديقان كنت هكذامتأنقا : زغبية على يخرج الشارع ذلكم نسكن الحوتي داوود المسرحيبتؤدة مشغباتنا جزرت ما كثيرا جميلة عصى على متكأ ، الليبي بملبسه

السياسة شؤون حول ليتشاغبا والدى دكان يدخل حينا ، وحنانوالد - سالمة موسى الجزار حيث حميد دكاكين سوق يدخل حينا ، الناصرية

لسالمة - كتب سالمة موسى سى محل في الفالح على المسرحى الكاتبالجزار . هذا يطالعه مما وغيرها محفوظ نجيب وروايات موسى

جاكته " " كتفيه على يضع ؛ العمر متوسط القامة مربوع رجل بعيد من يطلبالفلسفة ممسوس كل ؛ الفيلسوف أنه عرفنا ففي نهابه كنا ، صيفا شتاء

57

Page 58: سيرة بنى غازي

غير ! العمر مقتبل في عنه أعرف لن الذي زغبية محمد هو ، ممسوسصارم ومحيا داكنة سمارة الذاكرة غبش في ، هذه والصبا الطفولة ذكرى

شارعنا في ذاكرتي معارج في محط زغبية لخالد يكن ولم ، عابثة وجدية؛ حسن محمد وسيغنى الغياطة يردد كما الفل عرجون الصابري حى في

فيافي . في زغبية محمد تاه الحرب بعد ما تيه وفي المنشاء الصابرييحدها ال التي آفاقه عن وعقود عقول تشده الذي العقل ، الجموح العقل

حسن ، الحداد المهدي العظيم عبد وآقرانه غاص هكذا فيافي في ، حداليساريون ؛ الشيباني مصطفي الناجى ، حمى محمد الراحل ، مخلوف

متوثب بكل المتربصة الفكرى الفقر وشعب الحيلة بضيق الموجوعونما . لنهوض

أبواب يدق لم زغبية محمد فإن ؛ التبطل دواع من بالتذكر الشغف كأنمتقاعدا قعدت وقد ، الخامس العقد أبواب دك لكنه المشرعة العمر مقتبلالدكان صاحب أن والدى وردد وقيل األمس دكانة ثنايا في أفتش متقرفصا

الديون . يفتشسجل أفلس انيغرب أن قبل سدادها ووجب تراكمت ديون لدفع بالتذكر الشغف كأن

خريف ورق من اصفر ما تقليب في أخذت سنوات فمن ؛ هكذا أو العمر ، األشهب عمر والمؤرخ الصحفي أصدرها التي الضياء مجلة هذه ، العمر

عمر مجلة اغالق بعد أصدرها التي بالعون عقيلة للصحفي النور مجلة تلكبن مصطفي برئاسة المختار عمر جمعية أصدرت مما ليبيا ومجلة ، المختار

الوطن . جريدتها تحرير رئيس الصابري محمد كان وقد عامرزغبية : محمد وجدت ؛ فأبقت الزمن من الصحف سرقت وما المدونة قلبت

الجمالية فيلسوف نظرة وحلل وعرف قدم والعربية بااليطالية مثقفا كاتباأهمية " " مبينا ، المنصرم القرن من الرابع العقد في كروتشة االيطالي

أولى مكانة وتبوبه الجمال علم تحلل التي الفلسفة وهذه الجمالية مفهوممن محتواه وأن محض جمالى عمل االبداع أن باعتبار ؛ االبداعية الكتابة في

فذاتها هدفا تستهدف ال جمالية كتابة الشعرية الكتابة ؛ الحال مقتضىالوطيسحول . حامية كانت مناقشة في زغبية محمد شارك لذلك هدفاالفن : أم للفن الفن بمعطفه المرحلة غطى الذي والشعار الفن مفهوم

فإن مفاهيمها الغوار وسابر بمكمن الجمال لفلسفة يكن وباعتباره ، للحياةفهم أيدولوجيا االخالق حيث االخالق قبل الفن ، وأخيرا أوال فن عنده الفن

كل من بريئة االولى الصرخة كما الفن فيما شعابها لسلك ورؤية الحياةاهتمامه . وبعد قبل الفن بنظرية زغبية محمد لذلك واهتم قبلى معنى

زغبية خالد كالشاعر االولى الحداثة شعراء يتغى سوف كما ؛ للحياة بنظريةذهنى طرق ومن الراديو في صبيا صوته أسمع كنت من أو حيه وابن ، أخيه

الشاعر ، الدرناوي بشارع الصابري في أخته على يتردد وهو عنه الحديثلم التي السياسة ؛ للسياسة الشعر ترك الذي ، والمذيع المطامطي محمد

من هذان ومحمد خالد ، الفل عرجون أعطاه ما الشعر أعطاه ما تعطيهالجمالية . زغبية محمد لنظرة الظهر يعطيا لم وان للحياة الفن قصيدة كتبا

وعلى : الشفاهى متاهة في ضائعا كان الكثير ينشر لم تحديدا أو يكتب لممن لكنه القليل هذا غير الزمان ورقات من قلبت فيما له أجد لم ، عجل

دؤب بحث جهة من كان الفن نظرية في كتب فما ؛ يكفى الذي القليلحر . شغوف عارف مطلع عن وينبئ ومكثف

58

Page 59: سيرة بنى غازي

الفن ، ومداهنة خارجية اعتبارات ألي بحاجة ليست الفن اطروحة عندهخليق الفن ، سالفة ومعارف وتقاليد أعراف االخالق حيث االخالق فوق

يقننها من بحاجة ليست التي الذائقة الذات ينبوع فالجمال بأخالقهعرجون . الصابري الحرة الذات رديف عنده الفن وكأن ويقولبها ويحوزها

الفل ذل ما عمره الصابرى

وياسمين ورد الصابريزين على زين الصابري

العازبين بيوت بـرائحة موشومة ذاكرة في غطت وقد ، يغيطون الغياطةوجديده : الزمان قديم في أنه ادراك دون مرددا المخيفة بالسن المتقدمين

، وموته كبره لوال بالزمن االنسان يشعر ال شئ كل يكرر شئ كل حيثوجود ال وكأنه نفسها والرسوم الحكايات يكرر كنت العالم ؛ للزمن

للنسمة . تبذير األعمال وتلك ، حاجة ودون وعى دون أردد ما أردد

النوامة ! بالمدينة تشى المنارةساكن شئ كل ؛ الخمود سئمت ، العتمة تالل سئمت ، شئ كل سئمتكيف احترت ، الرطوبة آثر من المتصدعة المدينة حيطان يشق والبرد

المدينة هذه يغادرا ال أن المهجور والميدان الخالية للشوارع يتسنىمن يخرجنى مطلع إلى وتطلعت الخواء هذا من خيفة توجست ، العجوز

الظالم . يلون لم ، أحد ال لكن بعد مطلعه الليل يتم لم البلدية ميدان جب ، أحد ال و الوحدة تؤنسه عروشه على خاوى الميدان ، أحد ال لكن المكان

مدينة ، النوامة بنغازي ، سباخها في وغصت الوحشة هذه في تخبلتال حيث الهيولى فجوة خلتها مسارب في مسارب إلى تؤدى التي المساربالليثون . نهر فى ووجدتنى المدينة حافة على النسيان نهر في غصت –أحد

األرض –الجخ باطن فى يمتد المياه تحفه عميق كهف فى هناك ، الجوفىحجرات ثالث به ، الفراسخ عشرات أماكن فى ويتسع الفراسخ مئات

نعومة : فى مسترخية هضبة والثانية صعودا ترتقيه درج األولى متصلةالنسيان . نهر مصب هو هذا بأن لى أشارت هناك قمة والثالثه الرخام

، نفسه عن حتى ؛ شئ كل عن ذهول فى يهيم الرجال أحد التقيت وهناكثم الحضرة رجال شطح أخذه ، رؤيا فى وكأنه بدأ بنغازى رأى لما لكنه

هيرا بستان حارسات الهسبيريدات ورأيت ، الدفوف قيل –سمعت كما أوالتفاحة تتوارى أن بعد اذنهن دون يأتى ال الذى المساء سيدات بأنهن

الصرع الرجل أخذ اآلن هذا فى ، خصلتى برنيقى خصلة لتظهر الكبيرةمجنون : ؛ المجنون الشاعر إنى برنيس سيدتنا يا قال مما فقال والهذيان

بين . صلى ثم أنساها وال نفسى أنسى النسيان نهر فى جعلتنى التى قوريناقورينا : العاشق القورينى كاليماخوس هذا الهسبيريدات فقالت بنغازى يدىاالزهار رحيق من مذاقا االحلى برنيس يا شعرك بخصلة تغنى ومن وأخواتها

الجديد.. الخمر من مذاقا أحلى باللسان تمر والتى ، الطعام أطيب ومنالمنعش .

رنا : أن وبعد يهذى وهو العبارة فيها ضاقت وقفة هذا كاليماخوس وقف ثم ، فلكها فى كل السابحات والنجوم ، السماء أجرام يتفحص ببصره كونون

59

Page 60: سيرة بنى غازي

فى أتحرك أنذا وها ، جميعا لآللهة وهبتها التى ، برنيقى خصلة أنا ، على عثرأعلى .. .. مأل إلى ثيا سليل وارتفع وحياتك برأسك أقسمت لقد الفضاء

سفن ] [ وأبحرت ، تيوكيرا أرسينوى والدتك مسلة مثل المعا خفاقاااليام قادم فى سيسمى الذى آثوس جبل وسط متوغلة المدمرة الميديين

الباكور.الجبال هذه مثل كانت إذا ، الشعر خصالت نحن نفعل عسانا وما حيلتنا ما

الشريرة . ! األرض ثمرة عن كشف من يالغيظى ؟ الحديد لجبروت تذعنالحدادة . فن الناس وعلم ، هذه

النسيم . وحرك شقيقاتى على حزنت برنيقى خصلة أنا جززت أن وبمجردفى الحال فى أجنحته ، الفجر وابن األثيوبى ميمنون شقيق زفير ، الرقيق

بى . وأمسك القرمزى النطاق ذات ، أرسينوى حصان فاندفع ؛ دائرية حركةلقد . دارنيس أحضان بين ووضعنى الرطب الهواء عبر حملنى ثم ، بأنفاسه

شاطئ ) ( على تسكن التى زيفوريتس أفروديت أرسينوى اختارتهالمهمة . لهذه بنفسها ، برسس

من تاجا لها وأقام ديونيسوس أحبها من ؛ المينوية العروس تعد لم وهكذابرنيقى : خصلة أنا أيضا أننى بل ، وحدها العالمين على بنورها تبعث النجوم

العديدة . النجوم إحدى أصبحت قد ، الجميلةالخالدين .. من مقربة على وارتفعت ، أوقيانوس مياه فى اغتسلت أن وبعد

القديمة .. النجوم بين حديثا نجما دارنس وضعتنىالخريف . من متأخرة فترة فى أوقيانوس إلى تقدمت أن بعد

صدرى على يجثم الذى الحزن تفوق التكريمات بهذه متعتى كانت ما ولكنالرأس ذلك مالمسة من لحرمانى

عبقة كثيرة عطورا منه رشفت الذىبكرا تزال ال برنيقى كانت عندما

المتزوجة . المرأة شعر فى القوى العطر ، المر بعطر أمتع لم ولكنىميدان مرقاب من تطلعت ، ظلمة من تنسل والسفن بالمدينة تشى المنارة

يصب الفالوج هذا للبلدية القديم المبنى تحت المندس الشويرع ؛ البلديةبحر : قرب تلة فوق كاشف برق المنارة ، الليل لبوس الالبس البحر فيمستطيل قالب ، طيني حجارة صندوق للبلدية القديم المبنى وخلف الشابي

مدخل في ، خربيش سيدى جبانة قلب خارق ضخم وسكين للسماء خارقخلف يرقدون الذين الموتي تماثيل فيه ؛ فيه تسوح المدينة متحف الجبانة

رقبة تحوط قالدة ؛ حفريات ، الهلينية بنغازي يوسبريدس حيث المتحفلفم بك تؤدى مسارب والحفريات الموتي بين ، تحت من المنارة مبنى

منذ ليلة كل بالمدينة الواشي المصباح أعاله في سلما تصعد ، تصعد المنارةآول من غازي سيدي جثمان المكان رقد منها القريب وفي ، وسنين سنينكوية : ! " بـ تكنى تعد لم أن بعد غازي بنى لبنيه المدينة اسم فنسب بعضهم

حال " هزل حينها ، البشرى األسود تجارة بمنع األبيض تجارة بارت ؛ الملحالسواد المدينة هذه ، أسود ذهب أنفاس على بنغازي فنهضت الملح كوية

أمواج تتالطمها صخور الشابي وبحر الطعام هذا ملح والبياض طعامهاالبشر صاغها صخور ثمة الحالين في ، البحر جزر الصيف في ، شتاء عاتية

السكينة الجزرعند في ، والمستكين العاتي اليم شغب الميناء عن ترد كىالمدينة عاشق البحر اله بوسيدون الغلو في ، الصائدين قصبات تمتد

غيرة : ساكنيها طرد ما كثيرا سلف فيما ، شوارعها يزبد ، برغائه يغمرها

60

Page 61: سيرة بنى غازي

يخون- . ال الحبيبيخون- . ال العدو

-، الظلمة في تتخبط المنارة فئرانالحائط . اهتزاز يرعبهم والسكانأريد- . ما ال أستطيع ما فاعل اني

، نائحة عام كل بنغازي تاركا زبدته الحسا المشهد من بيسدون انسل ثمتعاني . وشوارع بالظلمة مشبعة حيوط بين تخبطت بالمدينة تشى والمنارة

مصابيحها من يشع الكسل ، سبات في ومتساكنيها تغط المدينة ، الوحدة ، ميت حديث شئ كل ، مكشوفة كفخاخ خيوطها تتصرم التي الكهربائية

قد الشمس الساعة هذه ، غول عليه نفخ مصباح الساعة هذه المدينةجحورهم في جميعا ، ضوءا أرقب المغلقة للنوافذ النفس وليت غربت

من الفارون والبشر الليل مجئ يلظمه أسود نسج في تخبطت ، يعمهونقنافذ بنغازي بيوت ؛ الداخل على المفتوح البيت لضيق الشارع فسيح

أحد .. . للال مرتع ، فارغة ساحات خارجهامن شفيت ، اللحظة مواجهة هي الحقيقية الحياة أن أدرك ذلك جعلنىوالمرتابة بالتوجس الملغومة ؛ فأحببتها جوانحي بنغازي اخترقت حين خوف

كل ، أبدى انتظار حالة وفي بالترقب حبلة مريم مثل المنال السهلة ، دائماوتقابلك يرتقب رحم شئ –بيوتها كل للصياغة –رغم قابلة غير بحميمية

تراك . كى فتكلم ، عبارات فيثم ، الظل يلفه كى بالجريد النخيل من يعج الجريد سوق رأيت فيما رأيت

زمان كل بأن خاطره طيبت ، االسمنتيه بالسقوف الصدر مثقل رأيتهوهجر الظالم سوق أزيل أن بعد فرصته هي السوق حال ، غطاء يتغطى

في : وحيد أنه ذهوله في الجريد سوق تدرج ، البلدية أنه ميدان ، مكانهتسلبه أن حى كل في المستجدة االسواق وعجزت ، مطلوبة ببضائع يعج

القدم تدوس أن دون النفس في جال هذا ، هذا بخاطره اغتبط مكانتهمضغ يحسن ال و ، بضاعته هي نسوية حاجة لى ليس حيث الجريد سوقطفولتها . في خديجة ما ما لفت ما أول أن تذكرت النساء سوق في الماءالذهن ولج ساعة وأني ، الشطشاط بشارع آنذاك المنعوت النساء سوق

وأن وشائج والنساء السوق بين ثمة هل ، الذكرى تلك ولجت الجريد سوقوالمتعة السوق ؛ بين النسوى الجريد سوق وولجت حدث ان ، ؟ وشائج

المذكر يحك ما بضاعته من .. –في ، نسوية داخلية مالبس من تتذكرالكتابة .. آلة طرقعة مثل ، طرقعة لوبان من شفاه وأحمر –اآلن –سواكليسفي ما والليل العرس بضاعة من فيه ، الصاخبة المدفاءة صحبة

منهن كثيرات فاتخذ منعه بعد الشطشاط شارع نسوة تشردت كذا ، غيرهالحسية المتعة ضرورة حيث ، سبيال الجريد سوق متعاقبة أجيال في

نفسها المتعة تسوق لهذا ، شفافية األكثر بالقناع تتقنع تجعلها اليها والحاجةعجيبة نصر نشوة استحوذت ، يتحجب التهتك أين وطالبها ، تتسوق حيثوشبيهها الممنوعات سوق هو ، غيره تغييب من استمدها الجريد سوق على

المسموحات . من ، للمتعة وظاهرة خفية سبل فيه ؛ للنشوة ومدعاة عتيق المدينة قلب

في . بنغازي الخفاء القديمة المدن عادات ومن السفور عادته من الحديثيضيق ، الزمان كان وان تخفى ما لديها الناضجة كالسيدة القديمة أسوقها

شارع ضاق وقد ، وسع بما سلف فيما الظالم سوق يضيق كما الجريد سوق

61

Page 62: سيرة بنى غازي

أمكن ما حيث فخاخهم الطارحين المتجولة بالباعة متاجره عن المختار عمرودبي عشرين وشارع الحدائق مدينة في فسيحة أسواق من استجد ما أما ،

من . تشهر ما العنفوان من عندها الفخذين حاسرة شابة مثل فإنها ، ، مراقبة من منفك مراهق بغبطة السوق تلو السوق ألج أن عاداتي

األزياء عارضات سيقان تشغفه من ، ودقتها األرقام تستهويه محاسبيومي شبه تسكع في ، الموضة سحرة وأالعيب الطرية األجساد ومغلفاتنشوة : كانت ، يتفرج يشرى ما اللى القائل وبالمثل باألماني الفقر أطرد

يؤججان اللتان عينيها مرآة من جسدها تغطى الشاردة الغزالة ، طريدةشبق يشف ثوب البدن ، حريرها نظرى تحسس ما كثيرا ، رغبتها

شارع / وفي ، الجريد عتبة عند كأنا المتسوق المتسكع تعلة هذه ، الروحبنت . بعد تستعمل لم حالقة شفرة حدة حدثيان والديكور الفترينات دبي

األم / المدينة وله ومن خيباتها به تكنس عرجونا الحداثة تتخذ بناتها منشعرية في الجمل تتطرز ، الكلمات تحوك ؛ مخيطا الذكريات باستعادة

ممكن : / / / نسيان أفتشعن يقيني إلى أرحل المعنى التباس في عابثةالذاكرة / . تكوينات على يتفوق

الدروب : هذه فـ تعاويذها تردد المدينة من المشاكس المشهد في البنتتعد / لم تقطع / . المرتعشة المشهد من تخرج الصغيرة بأحالمنا تليق

اذاعة مبنى ، الوطنية واالذاعة التلفزيون مبنى يحتشد حيث الشارع دربينحشر الذي المقهي ؛ والكتاب الفنانين منتدى ، الصحافة ، المحلية المدينة

ال : الذكرى وحدها قرب من هذا ترقب الرجال من المدينة مثقفي فيهالحارقة . / بالشمس الالفحة الظهيرة تلك في التجاعيد نحيب يزعجها

لجيل حالمة بخيبات ، مثقفة بأحالم االذاعة شارع يعج ، الثاقبة بالمطرعلى كاميرا كعين يتلصص الذي الثالثة األلفية حداثة مطلع طيور

من : فيه صرح المعمار تتهجى برنيتشي هوتيل االذاعة مبنى خلف جافلة ، شارع محط بينهما فصل وان تحاذيه التي الكاتدرئية يبز ما رومانية فخامة

بالتحديد " " " " ؛ الصيد نادى و القبطرانية بـ عرف ما البحر ظهرك تعطى ، ربع إال القرن عمره تجاوز وان حدوده يتجاوز لم الذي المدينة كورنيش

امتداد ثم وغلبه الزمن غالب مرمرى فسيح درج منتصفه في الهوتيل واجهة ، اللزوم عند الهوتيل باب بمحاذاة تقف كى للسيارات مصعد هي لطرقة

عرض في طول البراندة ، مظلته أعاله والبراندة وبللورى منفسح البابكبيرة - - دارة بحجم التي الرئيسة للغرفة مطل هي ، البحر مطلها حديقة

المدينة زار ساعة فيها أقام من موسوليني للدوتشي بنيت التي الهوتيل فييعادل ما حجمها أن إال مماثلة بلكونة واجهته في تقع غرفة لكل كان وان ،

لروما الرابع الشاطئ ؛ الليبية مستعمرته من ومواطن الدوتشي بين الفرق.

مطل شمالك على المدخل في المكان تلج حتى مسافة الدرج ترتقيلوحة ؛ والكورنيش البحرى لإلفق النظر يطلق مرتاده حيث المقهي

سكارى المشرب رواد ، كسولة نوارس ترتادها األفق قماشة على منقوشةطليان : من المسيحيون ، الزمان سالف في كان هكذا أريكة على يتكئون

عن الهوتيل ترقب التي الكنيسة في االعتراف بعد المشرب يأتون وغيرهمالقوطية : الطرز من منبثق الجثة ضخم خرافي كائن رأس هي قبة كثب

هذا ضلع المنارة فيما السماء اختراق في العتيق الجامع صومعة تسابقالبحر . في المنحشر المدينة رأس ؛ المثلث

62

Page 63: سيرة بنى غازي

إلىاألسكندرية وأخواتها قورينا العاشق القورينى كاليماخوس خروج بعدبال : ترمقني قبر شاهدة لبرنيس لسانها تخرج أن الفالح لخلود تسنى

؛ ذلك خربيشالحظت سيدي مقبرة قرب المتحف دخولها عند ، اكتراثقبل القبلي دفنها التي المدينة يوربيدس ظهر على مستلقية المقبرة هذه

هسبريدس قلب على تغط اعبيد سيدى جبانة ، قرن عشرين من أكثرسيدى : جبانات عقد تلضم اليهود مقبرة عن عبارة والسور األقدم المدينة

الحرب جبانة أما ، النصارى فجبانة العويلة جبانة ثم يونس سيدي و اعبيدتلك في انتصرت التي المتحدة مقراألمم فهي الفويهات في الثانية العالمية

، ينامون ومسيحيين ومسلمين ويهود سيخ من الجبانة هذه ورقود ، الحربإال المكان هذا غير في تلقاها لن ، الزهور من حديقة في ، ودعة سالم فيداء . كل دواء السلفيوم زهرة مثل ، الصخور على منحوتة المتحف في

، الجميلة برنيقى خصلة؛ العديدة النجوم إحدى أصبحت قد

كاليماخوس : قال /. الجغبوب / في األكبر السنوسى يملكها كان للعبيد قافلة مع شفتاي جاءت

/ / . ببنغازي الفقير الربع يقنطون مازالوا انهم االرض في نشرهم و عتقهم / / . ما حواجبي أهدوني الذين اإلغريق أولئك ولدت حيث المستشفى قرب

/ / / . البرية المرمية رائحة يوم ذات شموا ولكنهم بتوكره البقاء ببالهم كان/ . / / . اطرابلس غزو يوحنا القديس فرسان رأسهم مسقط بالدي وأعلنوا

عام . / في أسطنبول من النجدة المدينة سكان األتراك 1531فطلب جاءسبتموسسيفيروس. / / / جواري إحدى إلى شعري يعود كانت. / بأنفي

أنجبت / تهيئ و فطوره أبناء له أربعة الله. / / له بأسم مدينتي عقبة فتحلك. / وأغنى قبره حافة على األن حادة: — نجلس الحلوة األهداب ذات يا

عينيك؟ — / . في � منعكسا أراه الذي وجهي أهذا كالسهامأشعاره : يتلو وهو ريقه نشفت جوفه شمسفي

الرائب / اللبن من بأكواب و هون من بتمر الجوع نكسر بيتنا ثم./ فيالنعناع / ونكهة الخراف بلحم شوربة من من. / بأقداح الطباق منها و

الزيت / / من بركة في يسبح المبهر الفول من وصحون المحشىفقط . / . البداية هي وهذه والليمون

موسوليني / . / وصل الوردة قصة مثل جميل أخبرك أن لدي ما كل ليت�خرجوا / أ لتوهم كانوا الجائعين البدو من جمع� و غريزياني قابله سرت إلي

معسكرات صاحوا / امن كابو" العتقال احد " / …ال وهم� دوتشي ال / ) للمناسبة / ) قصيدة بإلقاء بالتراكوما مضروبتان عيناه العجائز . / قادتهم

بعربات ) الصحراء عبر بهم أتوا البعيدة غات� من فرقة قامت ثم . نحيفة ( / متعبة جمال علي رقصة برقص مكشوفة

التالي اليوم ..فيأول / / ولكني سني من السابعة في بعد اكن لم لبنغازي موسولينى وصل

سوداء / / مخملية مخدة� علي حمراء بوردة قابله كأنه. / / من � مصدوما كانألحد / " " / / الوردة رمي ثم قليلة خطي مشي المتوحشون؟ أين يتسألالزعماء . / / / و القضاة من وأصحابه أبي سمعت الليلة تلك أعوانه

/ . / " خدي / " يقبل أن دوتشي ال منتظرة وقفت كيف و علي يضحكون

63

Page 64: سيرة بنى غازي

افهم أن قبل سنين شئت –مرت ما قدرتهم / –سمه أم الضعفاء كبرياءالمفارقة / . استيعاب علي الخارقة

خمسة . / بعد على ببنغازي الذي الحي بذلك أقصد وال الليثي عن أتحدث أنابيتا أبي يبني حيث المطار من , / / كيلومترات خريطة بدون مهندس بدون

تجميالت أية وبدون مقاول ./ : بدون أخي. / : يقول جدا كبير أنه أمي تقولالقديم . البيت وبين بينه فرق ال

لعثمت انجليزية بفصاحة هذه قصيدته يلقى مطاوع خالد في هاكان األم لغته؛ المتحدة بالواليات خالد مدرسته أن سلف عما أن ازد له يتسن لم هذا

أن له تسنى ، الصحراء سفينة يمتطى أن له يتسن لم ، البحر جمل يركبيتمكن . لم ذلك صباه في صبيا البالد لمغادرة وسيلته أبابيل طير من يتخذ

يسكنه " الذي الحى قبالة تقع التي ، الميت بودزيرة بحيرة سمك يصيد أنلكن " بنغازية غولة قبضة بحجم هي ، كثيرا حولها دار البحيرة ؛ الليثي

ملوحة من يشوبه ما فيها ينفث الذي النيل حنجرة أنها وقيل ، مهول عمقهاوكابد . بودزيرة بحيرة زرازير مطاردة من تعب أن بعد ملحها تركز لذا

يغرف كان يد بضمة هناك ، زيانة عين بحيرة اتجاه في شرق ، العطشمن أضيق البحر نحو بوغاز لها التي المالحة البحيرة وسط من الحلو الماء

مارلين سمك خصر هناك صاد ، رأس امارلوا ؛ في - –برأسين معتادثان رأس ، معتاد –الرأس تسنى –غير حين ؛ الذيل الحوت بدل له

ليكتب البالد وغادر نفسه أولم القارص والليم قبيل والصبارص ، قصيدتهالرخوة . المدينة لبطن صرة شكلت التي جليانة بحيرة توسيع

أيضا بنانى وقد كثيرا في يفكر ، مهندس دون بيته يبنى الذي ، األب أخذوان تشغله ال بهموم ظهره أثقل الذى ابنه كنت ، بعزم ولكن مهندس دون

بكل صدره يضيق بلد في واآلداب الثقافة بقضايا ابنه ينشغل أن ؛ أحبهامضجعه . يقلق سؤال وبكل ، يعرفها ال معرفة

بوغولة شارع في بروين بزقاق حط ، فويهاتها من فاه من بنغازي األب نزلربطه الذى الشعالية على مثل ، الفن غربة جمعتهم فنانين مع لمته هناك ، الغناء بمالوفها طرابلس مدينته عن هج الذى عريبي وحسن ، بعيد نسب به

قمينس . يسوح األب الغناء يتسنى حيث الرحال ليحط ، المميز الليبينسوى جلها بضائع يبيع حمار على بنغازي المحادية الفارهة البلدة بقامته

ما - شهواني ببريق واسعة وعيون الزمان موضة هتلر بشارب وجه ووسامةيورث قليل من االبن األبيض –سيرث القميص بالملبس خاص اعتناء ،

والطيب بيضاء معرقة على الحمراء والشنة المحروق األزرق والكاطبضاعته يستبدل حيث قمينس بادية كل في عرف هذا الرجل ووسامة

سيدنا . في ما فيه أن األب يحكى نسائهم خاصة الرعاة منتوجات من ببعضفي الغرب في كنت لما الزواج أنوى كنت ؛ الكتاب في عنه جاء وما يوسف

حوائج اتبضع كى البلدة عن البعيد للسوق وصديق توجهت وقد تحديدا زليتنعلينا طلع خأل في العشية عند العودة في الجمل حمل ما والعرس العروسوما المال صاحب أني وأثقلني صاحبي فر ، شابه ما أو وأربعين بابا على

أمرى على غلبت ما سرعان الشباب وزهو العشق حرارة من القلب في : ، الروح أخذ ال لكنى الحوائج أخذ العصابة رأس سمعت حين بئر عند وكنا

جاء . ساعات وفي رميت السبل فكته طويل عمره ان البئر في به طوحوابنت . رزقت بعد وطلقت تزوجت فبعث ، الماء تتغى قافلة مرت القدر

النسوة بحاجات أسوح عادة كاليهود تاجر قمينس في وجدتنى ، باريها أخذها

64

Page 65: سيرة بنى غازي

، عرفت الحياة عاشق ، كانت أيا ببضاعتهن بضاعتي أستبدل وأطفالهنتضم . المنادمة أمر من وما والخمر خدرهن وليلي سافرات نساء نهارى

ثالث وأخوات وأخويه أمه رفقة غريان من أمه مع هج قد الذي وخالك خالىالصغرى منحنى سكرة وفي االكبر االثنتين البلدة بادية من صديقين تزوج

طفلة كانت عامين من أقل أو بعام عمرها من االول العقد تجاوزت التينبيئنا أن السكرة تلك في ذلك برر خالى لكن لى زفت حين االوالد مع تلعب

شواهد االنبياء من في ان خالك وتهكم ذلك يناهز عمر في عائشة أمنا تزوجفي: شيخ للمنازعات وفاض يسر وعلى وسيم االسمر عبدالسالم جده تاجر

ضاقت . أبدا أبي من أخته مهر يستلم لم أنه يردد خالى بقي ، الثالث العقدفالتجارة للمدينة البلدة غادرت أتسوق كنت بنغازي ومن قمينس

ضمت ، بوغولة سوق وسط بروين بزقاق البدء في حططت ، مدنيةبها نأتي أوربية بضة أجسادا الخمر وتوفر الفن حضر وقد االنس جلسات

الحرب غب لذا ، االتراح من عانت الحرب في التي المدينة مالهي منالمالح . والليالي االفراح اقامت

األب مدينة –عرف هكذا في أبوته في جاد أب ، –ككل الجدية ، بالصرامةوتحت ، الشيخ ثوب يشلح الليل مجئ عند ، النهارات في الحسم ، الحزم

قر . وقد الصبا في موثق كل من وتتحل النفوس تنحل الظالم غطاءفي خبزنا نصنع قبل كنا وقد مخبزا أقام ايطالى عند عملت االمر لاليطالين

مقتبل في ، البيوت من التنانير قلعت جدة فيها صنعة تعلمت هكذا ، البيوتوالضبط الحزم علمنى ما المحلى البوليس أو الكبنيارى في تجندت الشباب

وهو . النبيذ زجاجة يضع الفرن في النار بيت عند آفاق وتفتحت اللزوم عندأمام يخرج ناران فيه الصدر عارى ، جرعة يتناول أن بعد الخبز يدخلالدقيق يعجن ؛ الثمل الصانع بزهو يتروح ، الليل آخر الشارع في المخبز

ركزه دائم اتقاد ، النار ويلقفها االرغفة يشكل بيديه ثم برجليه الليل أولحميد . دكاكين راسخة أقداما وثبت انتقل حيث الصابري في دائرة نقطة

، الشرقي المدينة مخرج الرئيس الشارع على تطل محالت من صفوطالء بالجير وزوقت طين من بنيت محالت تقتبلها محالت المحالت خلف

. ، بضائعه غذائية مواد محل لألب شئ كل يباع هنا ، يانع أخضر االبواب ، الدقيق ، جونسون ولصقة الفكس ودهن األسبيرن ، النسوة سواك

والفحم القاز ، الفنارات ، الفاكهة ، الخضار وكذا لون كل من المعلباتالقرنفل ، والحصاد الحرث وعدت والحبال والخيوط األبر ، والحطب

وحاجة البدو نساء حوائج كل ، والعطور والبزار المطحون والفلفل والتوابلالبيت في ، وسمن وصوف خراف من بمنتوجهم مقايضتها تتم البدو

كل ، الشطشاط شارع في للهو نقود ولشبابهم هؤإل الزبائن لعلية مستراحمن ! فيكون البكر األبن يكبر حتى شفاهيا يدون ومقايضة بضاعة من هذا

الزبائن . بحبوب يجعجع مطحن لألب الوزرقي المدون االول الدراسي عامهيكبس كذا ، بالكيلو ويباع خشن ورق في يغلف ما الملح ويطحن البدو

من الزبائن هؤإل لمثل فليس جير فرن ولألب مماثلة مغلفات في الشحمشاطئ . يلتقيك المدينة ميناء شرق البحر حاذيت اذا حصرها وتم إال حاجة

واسكنوا العبودية الغاء عقب اعتقوا الذين العبيد ، العبيد زرائب يحاذى ، الحرب خردة والصفيح البحر وتفل وسيقانه النخل سعف من عششا

هنا . عوز بهم كان وان العبيد غير من البالد أهل يسكن الزرائب هذه غربالمر الماء يجلب ؛ المطورة لكن الليبية الطرز على بيتا وبنى األب حط

65

Page 66: سيرة بنى غازي

مثال أطلق لهذا الحى تتوسط التي البلدية ماسورة من وراد للبيت ملوحةالبيوت : اطفال يتمكن حيث ؛ الصابري مية نشرب الوراد جميلت بال مفارقا

يجلب بيتنا مثل لكن ، طبعا نقود ودون عناء دون الماء جلب من الفقيرةأما . المال من القليل ذلك مقابل يحصل الذي الوراد يدعى كما سبيكه مائه

قبل من ، المرحاض تحت حفرة من فتسحب والفضالت االسود الماءيخيف وهو وزهو حبور في الخدمة بهذه يقوم الذي الرجل اسم السائح

معشوق تجعالنه والحلوى قلبه طيبة لكن ، العفنة رائحته من االطفالأصاب عشقا لكن ثرية اسرة ابن أنه أساطير دارت وحوله ، الحى أطفال

هذا - - جعله التقاليد تستدعى كما غصبا عمها ابن من زوجت لفتاة قلبهدعى . األب بنى ما ومراحيضه الحي أطفال حنايا في نفسه يدس مغبوناوأعلى ، الصاخبة لياليه ويقيم فيها يعتزل السطح فوق غرفة لوجود بالعلى

فنارات من تنار التي البيوت من غيره عن فيه الكهرباء لوجود البيت شأنأحد . يبيعه الذي خمر ليله من يجعل كى نهاره األب يكد القاز وفتائل

، للمسلمين الخمر بيع الملك منع البالد شرق في ، البيت في الجيرانمن حقيبة ؛ قدقود في القناني بنقل تقوم صبية الخمر بائع أخت كانتمن وابل تحت العجالت الصغيرة االيطالية درجاتها على ، النخل سعف

الزجاجات وتستبدل الزبون بيت باب عند تقف ، والشباب الصبيا معكساتنامزته . يعد البيت وسط جلسته األب يفرش المساء عند بالمملؤة الفارغة

الطبخ تعلم ؛ بالمكرونة كبدة ، مطبوخ أخضر فول ، مشوى سمك بنفسه ، الكؤوس بعض نحتسى كى حوله يجمعنا ثم ، مدربة ايطالية أيدي على

وتوصيله صيني صحن رفع واحد كل من يطلب بان سكرنا درجة ويقيسفي . الخمر معاقرة الجلسة يغادر حامله فإن الصحن سقط فإن للمطبخ

من واقاربه وصحبه األب رفاق من ثمة يكن لم ، معتادا شيئا الحى أو البيتالمنضبطة . ، ليال اللينة نهارا الصارمة بشخصتيه األب تميز هكذا يتعاطها ال

من . الكثير تقيم المدينة كانت الخاصة أجوائها في المستمتعة شغلها فيقلب البالد بين ، وخلفيته الحى واجهة بين ، والحى الحى بين الفواصل

يقيم أن لألب تسنى لهذا ؛ والزقاق الشارع بين ، ضواحيها وبين المدينةالضرتان تعاركتا فإن يده ملكت ما ولليل البيت في زوجتان ، فواصله

الباب وارجع الضيق البيت حمام في معا ووضعهما واحد حبل في ربطهماويضحكان ويأكالن معا ليتسامرا الحبل فك منى يطلبان خروجه عند ، خلفه

شيئ . ال ربطهما أعيد أن أيضا منى يطلبان عندها ، للبيت عودته قرب حتىحين التاسعة في كنت ، الجيران أو االهل لبيت الخروج حتى اذنه دون يتم

في حبسنى ، جلدني الخلفى الشارع في الجيران لبيت البيت تخطيتموارب الحمام باب ترك ، الجلوس من أتمكن ال كى بالماء ومأله الحمام

فقد اخراجي وضرتها األم وخافت الخروج على أقدر لم البيت من وخرجعند . النار بيت في والقش الحطب يشعل البيت قبالة المخبز فجأة يعود

األب يدخل أحيانا ، ينام ال الخباز بيت ، البيت يختنق جنوبية الريح تكونبالزيتون : الدقيق يعجن خاصة بطريقة لنا أعدها ساخنة أرغفة يحمل جذالنا

سكره في ، الفرن في الخلطة هذه يضع ثم االحمر والفلفل التن أو واللحمفيحمله طبخه يعجبه ما كثيرا الخبز من طاجين لحم مزته تكون أن يحب

وطاب . عنده لذ ما لنأكل يوقظنا كى ومتلهفا مسرعا البيت باب ويطرقالمحوط والحى ومخبزه دكانته بين هذه الملح أرض في نهاره األب يحرث

مائها مدينة قساوة عليها نفسه جبلت بصرامة يومه ويتقنع ، والبحر بالسباخ

66

Page 67: سيرة بنى غازي

ببنيه بيته على قوية قبضة لألب كان هذا من ودم ملح من خالئط وخبزهاحسب الرحمة قسوة أو القسوة برحمة هذه مملكته مسورا وزوجاته وبناته

قازوزة . زجاجة في له أحضر أن منى جدى طلب مرة والحاجة الظرفثم قليال الزيت برميل من األب مأل ، ابنه دكانة من الزيتون زيت من قليال

زيت غير وهو لتريبيا با يعرف لزيت هو آخر برميل من يكمل أن عزم ، تعليق أيا لى يمكن ال لكن لألمر اندهشت ، قيمة وأقل وأرخص الزيتون

ايسامحه : . الله دارها الزجاجة يستلم أن قبل علق الذي جدى إلى عدتشاهد الباب يفتح أن قبل للدكانة معه كالعادة أبي أخذني التالى اليوم فجر

جدى بيت وعند مهروال بيدى أمسك شفة ببنت ينبس لم ، الزيت من بحيرةطالبا يديه تقبيل في أخذا الجد يقعد حيث إلى دخل ، الباب يطرق توقف

وكمتصوف الجد السماح . ، والعظم الجلد على صوف عبأة يتلحف أعمىالقرآن آيات ترديد من يقتات أنه لى يكن خيل لم ، الرسول ومدح والذكر

فك بأنه مكتفيا الناس اعتزل ، قلب ظهر عن الكتاب حفظ لكنه الخط يفكالوجود في وانحل الحياة ترأ .لغز طيب من الموجود كشبح القارئ هذا لى

طائر عنده الحرف من ؛ خلوته في يردد ما خالل في من يؤسر أن يجب الانقاذه : يمكن ال قديما طعاما سيكون يرقن ما يرقن أن ال و وحبر دواة

كثيرا ، الورق كرهت لهذا معارفه صدره نقشفي حكيم جدى ، للعث وغذاءشهدت قرآنية عما بآية جهرا يتمتم الذي ، جدى ببركة يستغيث مريض لى

الشفهي وألن ، يده يضع حيث المريض رأس على سرية بادعية مشفوعةعفي . شفي إال بيتنا من المريض هذا يخرج لم عادة بالروح أن مخلوط ما

أما . مرسال الحفيد من واتخذ خلوته في الجد عزل حتى أوالد لألب صاروأعلنت ، خاصا بيتا األبن اتخذ ان بعد متراسا بيتها من فاتخذت الجدة

لمواجعها يستمع ال أن أبدا قلبه يطاوعه لم الذي ابنها زوجتي على الحرب ، ابنها نسوة كبدت لسحن محاولة في النسائية الزينة حوائج من ولطلباتها

التقليدي األكل فإن كذا ، التدليل كل فله تدعوني كانت كما ابنها كبدت لكنالستدراج المفضل فخها اعتباره على الجدة عزمت ما هذا طبخه واجادت

الخشن الشعير دقيق من البازين تطبخ وآخر يوم بين ، األول وحفيدها ابنهاوتطبخ - - االبن من قروش فك من تمكنت ان القعود لحم أو بالقديد

أرغفتها تعد وان التنور على بالحاح أصرت بيتها وفي ، الحساء أو المقطعضدها يلعب الوقت وأن خاسرة حربها أن لنفسها حتى تعترف ولم ، فيه

أن بعد األم أم هي بحق الجدة فيه غدت زمن في ، عدواتها مع متحالفاخاص . بيت في الزوج انعزل

ككل ؛ المدينة حكايا حكاياها ومن السارد هي ، حكايتي هي ألمي جدتي ، شفاهية فصاحتها طلقت : مدينة األمومة عذوبة الروح حالوة من

بالدم ، دميت حتى الركب على لصغاري زحفت ، الدفء وتركت الفراشمسرعة فلبيت تناديني بنغازى وكانت حصنتهم األم وبحجاب رصدتهم

تجد . لم إن العطش وبلدة السماء جادت إن النعناع بلدة قمينس من النداءأو جوع من ببنيه ويفر ، وصاحبته وأبيه أمه من المرء يفر كما أفر وجدتنى ؛

فقد . ، مشغلة وال الشغل حيث قمينس من أفر كنت كذا وأمنية ألمل خوف ، مال وال حب من الجب فى فما المحراث عن اليد وقصرت ، الماء توفر

وجيب والرأس البطن جيب لملئ مآب وبنغازى لسراب الماء فتحولإلى . تحث والخطى قلت بالحسرة الموت ال و خادمة وجد إن السروال

أصحاب البالد تجار مصراته آلل بيوت بنغازى فى ، الح فالصبح المشرق

67

Page 68: سيرة بنى غازي

ساعة . الخدم على قدروا الحشم على الحرب غب يقدرون ال وإن ، المالاألمل لكن ، يمامة أو حمامة األفق فى يكن لم ، الطريق إلى وبنى خرجت

سباخ . فهى بيضاء األرض ؛ مسحورة مدينة بنغازى األنحاء فى يرفرفأخضر جبل البصر مرمى فى ، جزيرة كشبه األزرق يحدها األطراف مترامية

والقار والرحبة بساط هى ، الحمراء برقة طين من سهل أحمر وبينه بينها ، الشرقية بوابتها يونس سيدى ربوة الربوة ،كما الغربية بوابتها يونس قار

البدو يصغرها كما الفويهات أو صغيرة –واألفواه اليد كف كما قرىليس مسحورة هى ، تعب من وراحة السفر عثار من وحاميات ومبسوطةباليم ال ، والسائل والرطب باليباس ال ، وأحمر وأبيض أزرق من باألخالط

مسارب فهى بقعة بقعة بطلوعها لكن ؛ بذاك وال بهذا ال ، والسهل والوعرأو العجب كما عنها تنبثق التى الحياة تحوط ، أجاج ماء يحوطها وخلجان

األرض سباع من والفار والذبيح الذائح مأوى ؛ الحمالن ، ثغاء والدهر ، الروح وزيت الفؤاد دليل األمل أشعله وقد التوق كان بها هممت حين

وتلح تطلب العجز ثوب تتسربل عجوزا فجأة المسحورة بنغازى طلعتوتشغف الشفيفة الروح تتلبس ، نزاع دون الغريب مدينة هى ؛ القعود على

حلم القلب القدم فى كالجديد ، األلفة وخبزها ملح مذاقها راحة ؛ الملهوفمطرح - ثمة الخاطر فى األرض فى وكما ، ولى ماض الجديد فى وكالقديمأن . قبل ، مسحورة مدينة بنغازى ألحد ليس مطرح كل حيث أحد لكل

مدسوسة ؛ موجودة تكن لم لما وجدت ، الحلم طوق فهى ؛ عرفتها أجيهاالحلق رطب فهى البحر فى مدسوسة يابسة هى كما ، الزمن غياهب فى

بالمكابدة ونجسدها بالتوق ننسجها األمنية ،كما البلح اللغة –عرق أليف هىحاولت التى الطبيعة تحدوا الذين البشر صنع من ؛ بشرية مدينة ألنها

نصنعها التى المدينة إنها ، والماء بالملح حوطتها لما ؛ عنهم إخفاءها جهدهاوشهقة روح وأيقونة ونقششهوة رغبة منحوتة هى ، فيها أنفسنا نصنع كما

نهر مدينة فهى خفاء عن تجلت هكذا ؛ الحياة وكأس الجسد وتبرعم نفسفهى النسيان - مرة تفتح لم ، األخير المآب حيث األولين كالم فى جاء كما

الخيال ، البيت فى البئر كما الركن فى مركونة الخرائط فى ، األبدى التفتحمدينة فى بنغازى ، الكالم فى والروح الجسد فى المنى ، النفس

و ، األبيض الذهب متجر هى ، والتوصيف الوصف فى عنا غائبة الحقيقةطير لغارات محطة وأول ، القوافل آخر محطة ، العبيد من المتعقبين محل

قنابل من أخترقها ما أثر من غربال إلى سماؤها تحولت حتى ؛ الحديدفإنها ، وبحر يابس ومن تحت ومن فوق من ، آخر ومتفجرات ورصاص

لكل مفتوحة أرضها كانت لما ، األخيرة الحرب فى الجوية الغارات مدينةمن جمعت ؛ وأوفت جمعت أحد كل ومدينة أحد مدينة ليست بنغازى أحد

فوج ولكل ، الضائعين وأفواج الحيارى وأفواج المغتربين أفواج فج كلالتواقة النفس قيامة ، النسيان ومقام الغرباء مقر هى ؛ مساربها فتحت

، التعب اخربيش ) ( وحصير سيدى ومنارة ، بينهما وما واألنس الجن مسكنأشباح من الفارين والقراصنة ، المساكين والبحارة التائهة للسفن بها تشى

السائح يغمر شمل بيت هى لهذا ، العظمى الدول وأساطيل المطاردينعلى - : القريت النصارى استولى حينما قريتلى قال الغريق ومالذ

عقاب من ديننا باألسالم فررنا ، المهزومة األتراك فلول وتركتنا ، جزيرتنالما مالطى قرصان لى وقال ، بنغازى أوينا ؛ الخائنين من عدونا الذين أهلنا

بنغازى كانت عنا البحر ومنع القرصنة انقليزى حوصرت قال كذا ، المأوى

68

Page 69: سيرة بنى غازي

وكذا ببالدى وطليان ألمان جيوش عاثت لما هنا خمارة فتحت يونانية وقالتتعب ) ( من ألمان ركن ، ألبانى أرنأوطى قادة –فعل طموح من تعبوا

وعسفهم فبعد –بالدهم ؛ الترك بهم جاء ومصرى ويمنى وشامى ، ببنغازىجئتها ولما مدينة جمعهم منها وجعلوا ، وطنا بنغازى اتخذوا موطنهم عنهم

بناؤن الغرب وأهل خبازون الفزازنة ؛ البالد أهل من الكثيرون سبقنىاألرض أهل من أول فكان ؛ قدم منذ قدم من ومنهم ، شيالون والبدوبنغازى ؛ وخوف جوع من أوتنى التى الحقيقة بنغازى مدينة وصيرها

كل ؛ المكابدة وألف الصعاب عجنته من لكل نفسها تعطى التى المسحورةمن األيدى تخبزه خبز الملح وفى الملح أرض هى ، تغريبة صاحب عنيد

بالصابرى العبيد زرايب فى أليف جار إلى الوثابة الروح تحوله ، شقاءوفى ، وحديد زنك من الحرب وبقايا قش من والفقراء السود مستعمرة

فتحلقت الصفيح من بيوتا شيدوا حيث البدو فقراء نجع بالكيش السبالةحسين وسيدى البركة فى األقدم وساكنيها ، بالمدينة البراريك و الحالليق

السباخ . يجانبه اليابسة من مسرب المدينة، وسط ؛ بـالبالد يربطهما اللذينهجوا حيث من الحرب بعيد يعودون أهلها عينى بأم رأيت بنغازى نزلت حين

دواميسنا إلى عنها يهجون طرابلس أهل رأيت كما ، والجبل البوادى فىسنوات فى وكبرت حطاما غدت وقد إليها بنغازى أهل عاد ، غريان بجبل

الشوارع أغرق وحطامها دكت البيوت ؛ عجوز من أعجز فصارت الحربدرب كل فى لسانه يخرج والموت ، للسفن جبانة والميناء ، سدت حتى

فى . الصدفة هى ما بقدر وإتقان جدارة ليسعن نتخطاه وكنا ، للسائرينفى ولدت كما ، نظرة أول من بنغازى أحببت هكذا الصدفة كانت البدء

، بريبش يدعى بربرى جبالى وأب عربية وهى عربية إسمها أم من غريانشدتنى الغربى الجبل فى سرتى قطعت وكما ، العربى البشير تزوجت كماكالمدن ليست التى المدينة هذه فى ، سفحه ألسكن ، األخضر للجبل سرة

قبل النفس يسكنه شمل جمع هى ؛ قرية ليست كما مدينة ليست فهى ، الروح طلعت على أطلت لما ، للبحر تشرئب وعنق للبر ضفة ، الجسد

عن خرج ومن ، سرت صحراء عن خرج من عناق كان ، مطمئنة راضيةوفى بعدت الجبل عن ؛ الغريبة فبنغازى غريبا كان وإن ، بأنيس فرحا البحر

ما - كل رغم منهم وكنت للناجين يديها فتحت الصحراء إلى ، سكنت البحروعلى شوارعها فى الموت لعب من واأللمان واألنقليز الطليان دسه

وعن دستنى الحضن ،فى هدمت وعمارات بيوت من أحشائها وفى ضفافها ، الناس كما سكنت متهدلة عمارة فى ، وأبنائى أبعدتنى واأللغام القنابل

بعضها - متفجرة قنابل نحاس من الحرب بقايا نجمع سرحنا شوارعها فىتاجر وكان ، يومهم لقوت تحويلها يحاولون وهم بغته وأخذهم الناس ختلآثارها التى الحرب بقايا من يجمعون ما الناس من يجمع ؛ السوسى يدعى

، أحيت من وأحيت قتلت من اآلثار قتلت لهذا زوالها بعد حتى فعلها تفعلالنهب الصبيان علمت ، نساء وعهرت رجاال أغنت أطفاال شردت وكما

ورأيت ومعسكرات انقليزية وإدارة ليلية ومدارس مالجئ فتحت ، والتسولرأيتهم ؛ ليبيين أنفسهم يسمون فسمعتهم أهلى المدينة أهل مرة ألول

قيل : يحدث عما تساءلت ، الزؤام الموت أو األستقالل جماعات جماعاتإبنى وكان ، السبب أعرف أن دون فرحت بالدنا حرية أجل من يتظاهرون

الجنود وبعض ضباط من األنقليز دارات على يسطو الوقت هذا فى األكبرفنهضنا فيه دكت غميق جب تنهضمن وبنغازى ، استرال أنهم قيل الذين

69

Page 70: سيرة بنى غازي

فى . خادمة اشتغلت أن بعيد ، بالروين زقاق بوغولة بشارع بيتا أجرت بهافى ، واألتقان التعلم فى مقدرة لهم بينت لما منها جعلتنى عائلة المال بيت

وهم ، أيامها وجد حديث شئ كل من وهلم جلل أمرا وكان راديو بيتهمبه لكنهم فقراء وسط وأوهم –أغنياء الريح رقاد من الكثير شغلوا بالغنى

مكرونة الحديث الطبخ فى وتميزت ، الحرب بعد ورعب مسغبة منفـى كما وسمك لحم وطواجين بــراك محشيات ، ومبكبكة صلصة سباغيتى

من يقتاتون والناس ، ومطبوخ مبوخ رز ، ،كسكسى بازين من الشعبىإال . الجوع بعد ما أخدم التى العائلة بقايا من اقتت الحرب بقايا من الموت

تذهب بأن إال ذلك من للحد وسيلة تجد فلم بمآسيها المدينة اتخمت ؛ الشبعتحضر ] [ التى الحاضرة إلى تحولت غامضة بقدرة ؛ مداها إلى المأساة فىدخول حتى الطليان مجئ منذ الطويلة الحرب معاناة كل حولها وتجمع إليهاأن ومهمتى ، وسجون واجتماعات واعتقاالت وخطب مؤتمرات ؛ االنقليز

ألناس لمضافة تحول الذى المصراتى بيت فى القدور تلو القدور أطبخوحتى الغربية والزاوية مصراته ومن وفزان طرابلس ومن درنة من قدموارجال . ؛ عجب رأيت وفيه والتجارة السياسة يناقشون ؛ غريان بلدتى منالكاط : ، الجرد والوطنى االفرنجى يلبسون جاه وآل متعلمون رجال وأىجريدة يسمونها ورقة حول يتحلقون ، السوداء أو الحمراء الشنة ، الملفثم ويتخاصمون لندرة ألذاعة ينصتون ثم صوتهم ويعلو يقرأون الوطن

وعاصمة القبلة بنغازى صارت فلقد ؛ غيرهم ليجئ ويفترقون يتعارفوننفسى فى قلت الحرب تنته لم ، السنوسى إدريس أميرها التى برقة إمارةفألول ؛ والحيرة الكدر رأيت لكن السالح فيها أر لم ، أخرى حرب لتبدأ إالأطلب وأنا األمر على اختلط ، أكون سوف من وال أنا من أعرف ال مرة

.. ونرتا : البكر انبيت قلت سنه صغر رغم الزواج فى يفكر أن البكر ابنى منأنا أنى أم ، منه اتخلص أن أريد أم واسم بيت صاحب أأريده تساءلت ثمأى . البدايات أصعب ما نفسها على حتى األمر تخفى لكن بيتا تريد التى

ببساطها خدعتنى كأنها فترة وفى ، الحرب إثر بنغازى داخت هكذا بداياتفقد ، العطار دكان فى بما العجوز وزينت النفس خدعت وأنى ، األحمدى

المصرى جنيهها وجدت لما نفسى راودتنى هكذا أو أنيابها عن الدهر كشراصحاب يقولها غرباوية ووجدتنى ، األحالم تذوب كما يذوب الجديدة عملتها

ونسائها : الريفيرا الليلية المالهى ووجدت ، بالمدينة التوطن فى السبقونسائها .. : .. برينتشى والسينما واليونانيات وااليطاليات االنجليزيات

كما ] [ ، أبنائى أخذ قد الشطشاط وشارع كاريوكا وتحية كوكا ؛ المصرياتالقرش يغتصبوا أن استطاعوا الذين الفقراء أبناء والخمارات القمار أخذ

مسحورة مدينة بنغازى لكن ، الغصة ايام من األسود والعرق بالكدحصد أن غب الطواحين فيها ودارت ساعدها عن شمرت ما فسرعان

وفى ، مدينة إمرأة البكرى فتزوج ، صابة يكون عام عن عاما الذى الزرع ، كانون يصنعها التى الترك بر حلوى فى أذوب وكنت بنغازى ذابت ريقى

، صنعه خليفة الوسط إبنى تعلم ما والسفنز والمخارق الزالبية فى سحت ، وجد فأخذنى ببنغازى تشبت ، مرصودة وكأنى السبخة فى قدماى غاصت

التى الحاضرة الشرق مدينة ؛ وظل حامية بها ورضيت الرجال طلقتشئ . فى المدن كـ وال من ليست

كنا ، أمي صرخت حين جدتي منزل في كنا اللواحي شارع في البالد فيمعنا نجلب ، بذلك األب يسمح لما منزلها في نزورأمها واألخر الحين بين

70

Page 71: سيرة بنى غازي

هذه ، غذائنا أنه يفترض ما ، طماطم وعلبة وزيت ولحم خضار تضم قفةاللحم الصغير خالى علق ، العادة غير على خروف ربع اللحم كان المرة

أمي . يد في السنارة انغرست ، قدومه مع وصلنا حيث بسنارتهكطعام تعدها كى ألمي جلبها كبيرة فروج سمكة هذا خالى اصطاد هذا قبل

لما ، يومين منذ صبي اصطاد البحر أن األحاديث في يدور كان ، اليوم ذلكممن انها وادعى خالى انكر ، صغيرا اصبعا وجدت الفرج بطن األخت فتحت

أبنائه بالك فما البحر لذكر صبرا تطيق تعد لم أمي لكن أخته تخيالتما . كثيرا الذي أبي بيت في السمك تناول علينا حرم هكذا االسماك وبناته

تغيب حال أهلها لبيت أمي زوجته يرحل أن ، السمك الفذة وشهوته اضطروحينا اصطاده الغالب في سمك من جلب ما بطبخ ليقوم الثانية الزوجة

وغيره بهذا ، حقا هي وكما يقول كما ملكية وليمة تكون يومها ، اشتراهغضب . ساعة إال ظله وجود من يتحقق أحد يكن لم البيت ظل األم كانت

األم فإن كبيتنا بيت في العصا األب كان فإذا ، الساعات كل الغاضب األبتستمد عصافيرها حبور من ، كلل دون وجع دون العصا هذه يتلقي من

تحصد . أمها ، أهلها لبيت مرة أمى اخذت حرجانة وجودها ومعنى صبرهاللراجل ونهار ليلة ممشى تبعد التي بالرجمة البر في بدوية عائلة عند الزرع

لم : بعد هجرها زوجها أن هذا تصرفه معلال ورغا أخوها أزبد غصبا أخذت ، لم . ليلتها عشر الستة تجاوز عمرها الالزمة السن تعدت وقد طفال تنجب

وتؤنسها الليل ثنايا بين تندس ، راجلة حافية تسللت يشدها شغف تكتملوالشمارى البطوم شجيرات من الليل بشعر فتمسك تتعثر ، بعوائها الذئاب

الصبح فلق ، مالذها راجلها أن على العزم وكدت األخضر الجبل سفح عندلزوجها تخطب أن بفكرة شقته طريق تركضفي كذئبة فتوثبت عزمها

وليدها : في وفجعت ولدت أرملة خالته ابنت ؛ والدة امرأةولد- . له يكون ولد لى يكن لم فإن ، حزنت وان سأفرحها

ابنة ضرتها تنجب أن قبل ولدا أنجبت بي حملت صبرا تطيق لم لكنتحولت - - التي األم تحتف لم كما أبيه ابن صرت بالولد األب احتفى ، بشهر

الفراش ودفء المرضعة تكون أن حسبها ، تنجب بما ولالهتمام لالنجابجميعا . لهم ؛ بهم الملتاع والفؤاد

؟ بوسعدية حوش وينالمدجج .. " " االفريقي بوسعدية ؛ شوية لقدام مازال بوسعدية حوش وين

، هناك ويقفز هنا يرقص بعصاة الممسك الفارغة الصفيح وعلب بالعظامحوش : وين مرددة الصغار مع فتالحقه ويخبلها فكرها خيوط يقطع

شوية .. لقدام مازال من ، بوسعدية بالخوف مكبلة الصغار دون فجأة تنتبهالحى األسود العفريت أظافرها. هذا غارسة بقميصي تمسك أختي

ما فعلنا ان لنا سيطلع بإنه تخويفنا تم ما من تتحق مرة ألول ؛ الصغيرةرقبته على الذي العقد يكون ما العظام أن يدعيان وأمى أمها ، عنه نهينا

أغضبوا أطفال عظام هي العارى الفحمى جلده على البياض والناصعالثاني . المنتصف خاصة ، أخيها من أقل للشارع تخرج األخت امهاتهم

؛ الماضى العام في رأيته وكنت المرة هذه إال بوسعدية تر لم لهذا للنهار،التي الصفيح علب مختلفة بايقاعات وتجلجل رمحه شاهرا يقفز ، يرقص

العبيد زرائب من يخرج ، الرقص ويعيد يصرخ ، طبله يدق ، قدميه بها يسورورجال . نساء من السود أهله من موكب في يخرج عام كل يختفي وهناك

71

Page 72: سيرة بنى غازي

سيدى وليهم حتى الدفوف ضاربين مزمرين مطبيلن الورع يجللهم وأطفالطقس في السنوى مزارهم يقيمون الصالح وليهم مقبرة في يباتون ، داوود

مسقط . يكن لم لو اليوم هذا غير في المدينة تراه ال استثنائي أفريقيمملكة بوسعدية في تجد أن طفولتي تمكنت لما الصابري حى رأسي

أين : إلى يجئ أين من ، بوسعدية هو من آخر بسر مخيالى تخصب للدهشةعام كل ، ؟ نستعيرها أن لنا يمكن ال لما بوسعدية حيثية الهيئة وهذه يذهبفي بوسعدية يجيب أن منتظرين األفواه فاغرى لننام األسئلة هذه تمطرنا

وصويحباتها . أختى أشاهد كنت منا أكثر قارات البنات ألن القادم العامفي متمشية المنحنية كتفي على يديها الثانية وتضع منهن الواحدة تنحنى

القائدة : تجيب ، ؟ بوسعدية حوش وين تتسأل خلفها التي فيما المكانبوسعدية . حوش عن البنات تبحث أجيال منذ شوية قدام ال مازال المبصرة

يطلع الربيع موسم في السنوى ظهوره بانتظار نكتفي كنا فيما ، سحرية . كنبتة الوداع ثنايات من علينا

الكبار وجوه توسم كما فراشنا الهلع ويسربل نخاف كنا تمطر ال حينعروس الودع يطلع والترقب التوجس ثنايا من ، وتتيبسشفاهم بالعطش

بصخيبها : / / / قطمبو أم لمطار في تشحت جاية يالصغار قطمبوا أم المطرمطلوب / / / يا عليها حن الطوب تحت الزريعة يخيبها ما ربي ، تطلبم / / / نقيطه يريد ما قال حسجدي موالها يا عليها حن بددناها الزريعة

نمر . جمع أو بيت كل من فنمطر لحنا نردد جولة في عروستنا نحمل السماأجمل نستعير المطر يسرق مرة كل ، طيب أي الزهر ماء أو بالماء به

كانت ما كثيرا التي قطمبو أم نلبس كى الحى نساء وأطيب مالبسألجملالبنات . وكل أختى لكن المطر جالبة زريعة –بحق أنهن كثيرا درسنا من

حوش - : وين كلل دون السؤال يعدن لهذا اجابة بهذه يرضينا لم ابليسصدرها . في منهن للواحدة يطلع فجأة حقا ابليس زريعة البنات ؟ بوسعدية

تسنى ما كثيرا حين في الكرتين هاتين جس من مرة نتمكن لم ، كرتانالتي الزائدة الثمرة تجس أن والعروس العريس لعبة في منهن للواحدةاندسسنا . : البيت في حجبت منهن الواحدة هذه تختفي فجأة ، أفخاذنا بينالوشمة جذبتنا ؛ المكان من الصبيان نحن طوردنا وان ، يحدث ما نتكشف

تحت ما إلى السفلى الشفة داخل من الممتد المزرق األخضر الرفيع الخطالجانب على نقطة ثم ، قليال تعلوهما الحاجبين بين النقطة وتلك الذقن

جهزت . العليا الشفة من اليسرى الجهة على ونقطة ، األنف من األيمن ، الحناء ليلة ذلك ألجل واقيمت وآهلها الحى نساء دعت أختي لوشم أمي ، الحاد بمبضعها أختي جرح في أخذت التي بالوشامة جئ ثم ، وغناء أكل

الدم تمسح أن بعد الجرح على االسود الفتيلة غنج تضع الدم سال كلمابفرح تتغنج وخالتي بحرقة تبكي التي أختي إال فرح ،الجميع المملح بالماء

عيون : / عاده البنت بالنوم راقده تقول تردد وهي أختها ابنت بيدى ممسكةتعامل . خلتها ، البوادى في وتعيش بدوي رجل متزوجة هذه خالتي خالهاوتمخض تحلب شاهدتها ما كثيرا ؛ والخرفان الماعز مع تتعامل كما أختي

قمينس . بلدة بادية في لهم زيارتنا عند ، العنزة يركب حتى التيس وتمسكيحجبن فإنهن الصغيرات الفتيات تنضج حينما بالعجاج المعتم البلد هذا في

، القيود هذه من يهربن ال وهن ، مظلمة حجرة في بهن ويلقى ، النور عنانتظار ... في كحيوان يلتاعن فحسب انهن

72

Page 73: سيرة بنى غازي

يدرس لم كأن سبب ألى الشارع من ممنوعا ؛ البيت في الذكور أحد لبد انبيته أمام من ، العزار من وابال يتلقى ، متأخرا إال للبيت أمس يعد لم أو جيدا

يلعبوا : / / .. / يطلعوا مابوا القنان ع حارنين جمعا نردد الشارع في خلفه أوبال / : / / / / ضرابين سود طواقي لباسين اليهود من خوافين الزنقة في

. ، واوو ، واوو ، ظهرى خلف من ليل مثل يداه نزلتا عنتر بي أمسك بارودزغاريد ، دم شخب بعنوة فخذي فصل ، وجهي –واوو في تصرخ –شياطين

هل : فخذي بين من يمزقني آلم ، شيئا أتبين أعد ولم صخت ، زغاريدشيطان الفاعل أم ، الثمرة نزعت والعريس العروس لعبة في صاحبتي

بدهشة . المشهد راقبت ؟ أآلعيبه من نحفظها أن كثيرا طولبنا ما ، أخرسمن أمى وجارات وصاحبات قريبات تتدافعت كبيرة الليلة ؛ األول اليوم في

، حنة تجهيز حول همس يدور العشية منذ ، قفل فتحة يشبه ما الباب خرم ، الصباح في ذبح الذي الخروف لحم من الليلة وليمة اعداد ، الدرباكة مجئ

قروش تضم ردنها وفي وحبور بعنف آلتها على تضرب والدرباكة يصدح غناءيصفقن والسيدات ترقص البنات فيما ، االيقاع ضبط أجادت كلما لها تمنح

راقبت . الفاه فاغرا الثاني اليوم زخرف دون يداى حنت الليل أخر ، ويغننللجيران اضافة أبي ومعارف صحب من رجال تدافع وحيطة بوجل بعد عن

الطهار شنطة قيل شنطة يديه بين يحمل رجل ، باذخ غذاء أعد ، واالقاربعلى ! كالشوك المشعر خده حك ما وكثيرا صحبي من هو ، أعرفه الذي

البست . السبب أتبين أن دون منى األكبر الصبية يخافه ، الناعم خدىأتبين لم التي بالمناسبة يبدو كما خيط ؛ سروال دون واسع أبيض قميص

النجمة ؛ سليمان سيدنا ختمة بالزعفران القميص على رسم ، كنههاحمراء طاقية الرأس على البست ، الله ماشاء عبارة وكتبت السداسيةوخميسة وقرن صغيرة سمكة خيط الطاقية مقدمة وفي بشنوارة صغيرةانتزعت . ، رمل وعليه مقلوب خروف نطع األرض على وضع الذهب من

حتى : الحشفة تغطى التي القلفة جذبت بخيط الثمر ربط طفولتي منسيدنا : على صلى اللهم الروح من قطعة السكين واستئصل لألمام برزت

بعد . : الله شاء ان البدوية جارتنا وغنت النسوة زغردت الله ماشاء ، محمدفي / : يشقيك ألمى صيقة غنت ، طايحه ويشيل ركن يبقى تطهير

بعد / : الله شاء ان خالتي عليها ردت ، الولد مينة يا طهار بعد الناب نظيفةالجمع / . على بها ودار طاقيتي خالي أخذ هيكلك في عقدها تجيب تطهير

للبيت ادخلت ، المال بعض ويضعون يباركون كانوا وضع –الذين أن بعدفي ، حجاب لى وعلق الطهار وعقاقير العنكبوت نسج من شئ الجرح على

سوار على اليمنة قدمها واضعين ذهول وفي بكم صم أمي كانت الداخلعلى أبي من بالمناسبة تحصلت قد أمى كانت ، ماء به ليان في ذهب من

أخذت . السابع اليوم في والتهاليل الزغاريد توالت ، به غطيت جديد رداءبأيام . بعدها متتالية موجات سبع ماء من المذبوحة الروح وغسلت للبحر

، مثلها مخروما أصبحت قد باننى عيرتني التي الجيران ابنت على قفزت؟ : . بوسعدية حوش وين تردد أخذت األصغر أخواتي ألسنة فيما

بوليفة ,.. الصولبأطفالها األزقة تكتض ، أزقتها في االحياء تكتض ، أحيائها في المدينة تكتض

مسكنا يتخذونها الذين ، بالصبيان فتكتض الضيقة الساحات أما ، الليل . من وشيئ النهار طيلت

73

Page 74: سيرة بنى غازي

أن بعد دائرة الترابية الساحة أرض على نرسم ؛ المفضلة اللعبة ليبرةمطاردين اآلخر والفريق بوليس منا فريق ، سجن الدائرة ، لفريقين ننقسم

فريقه من فرد تمكن وان السجن في يوضع البوليس يد في منهم يقع منيصرخ : بان رفاقه أسر يفك فإنه البوليس علم دون الدائرة يدخل أن

وهكذا ... . بالفرار يلوذون ثم ، ليبرة ، ليبرةأحياء كل وهي الفقيرة أحيائها في والبوليس اللصوص مرتع بنغازي هي كذا

ما كثيرا النفط قبل الحرب عقب ، الفويهات وحى البالد حى بستثناء المدينةسلك في نكون أن جميعا حلمنا لهذا ، سمعنا واالكثر ذلك على شاهدنا

العاشرة : اتعدى لم وان أبي غاب كلما الحوش رجل الجميع عدنى البوليسمن. أمى نزعتنى ، بالظالم يتغطى أن ساعة ينام والحى ، الليل هزيع عند

نوض : .. . راجلها سلم مرتعش بصوت على ترجب أبي زوجة وخلفها سباتالدكان بضاعة أبي يخزن حيث ، السقيفة نحو متقدما يلحفنى السبات

توسطتها لحظة التي للسقيفة وشدة بقوة يد دفعتنى ، المخبز ودقيقالتي للجلبة أتفطن لم ، هنيهة أفزعنى األرض على خبطها أقدام تدافعتفي إال معناها أتبين لم جملة أذني مسطرف هذا وفي ، فزعى واكبتراجلها : . سلم السراقة هربوا بطال الجميع عدني عندما التالى اليوم

حى بعضشباب ؛ يحدث ما كثيرا وما حدث ما كنه عرف التالى اليوم فيالدالل : جيراننا من سرقوا ، حينا في االفقر الشباب مع بترتيب حينا غير

ينقل / التي كروسته عربته الغرباوى على الحمال ، بغلته اليهودى شمعون ، المرجاوي المنكوب فمن البردعة أما ، ذراعيه بقوة ويجرها البضائع عليها

لهذا جسده تسع دكانة في سكن ، أهله كل وفقده المرج زلزال عقب الذيفندق في حماره يترك فيما ، الدكان قدام ويأكل ويطبخ البردعة يعلق

بوليفة . . الصول حنق آثار ذلك لكن بيتنا أمام سالما وجد هذا كل الحيواناتحضرة في ، استجوبني ، مملكته على واعتداء المهنى بشرفه مسا عده ؛

في خمرهم وساعة الليلية جلستهم في ، الحميم صديقه والدىبالك ما ، ونساء رجال من الحى آهل يخافه كما خفته ما كثيرا ، الكوشةفارع . يلعبونها ليبرة لعبة كل في شخصيته ويمثلون يهبونه من الصبيان

يمشى ، النساء تذكره كما الصقر عليها يقف طويلة بشوارب القامةمكب كل في السارحة الحى ديوك ومشية مشيته قارنا ما كثيرا ؛ كديك

كما عشاء دون ليل سواد في كهفان عيناه ، الحى في أكثرها وما زبالةأزرار ذات كاكى بدلة ، الشعر كتابة يزعمون ممن الرفاق أحد وصفهما

دائم - –نحاسية وحذاء ذراعه على أربع وخطوط المعة ذهب من يقيننا فيالحى . دار حاكم ، يخافونه من الصبيان معشوق النساء عاشق اللمعان

له : اختاره عمل في عساسا يعمل أن الزوج من فطلب جميلة زوجة عشقعنده أى خالته دار في يبيته فسوف ليلة للحى عاد ان حذره ، فيه وعينه

ليل . كل حمايته في وبانها زوجته على طمائنه كذا ، البوليس مركز فيالشتوية الليالي في ، السود العبيد زرايب فقراء ينطلق وحمايته نظره تحت

جنبات على مندسين ، الكثيف بالمطر الحالكة الظلمة فيها تمتزج التي ، بالزيت أجسادهم يدهنون عراة ، المحيطة السبخة في غائصين الطريق

الجيش لسيارات متربصين ، الحار االحمر الفلفل بمسحوق متسلحينفريق ؛ والليل شداد بن عنترة كجيشمن ، بالتموين المحملة االنجليزى

الحراس راشين السيارات داخل في ينزلون أخرون ، مكانه في يكمن ، أشولة ، صناديق ، أياديهم في وقع كلما يرمون ، الخارق الحار بسالحهم

74

Page 75: سيرة بنى غازي

كل . الشتوى ومكمنهم صيفا الملح من قوتهم مصدر السبخة في ، علبفي الحى قفل بمكنته من بوليفة الصول جعله وغيره ، شخصيته وكد هذا

خاصة ، حيه من أحد ألى كراهيته عنه يعرف لم حيث ؛ يحب ال من وجهعقابه ، للنيابة يحيلهم أن دون يحبسهم من المدمنين والسكارى المجرمين

يعودون . حتى الحى مغادرة منهم وطلب اليحب من كل جمع ألجلهم ، لهمسلطته - . على وتطاولوا صديقه فرخ أفزعوا الذين ، باللصوص له

له / حذيفة البلدى الحرس الوردية فإن الليل حارس عليهم يعثر لم انالنارية . دراجته على نظره تحت من تمرق بضاعة من ما ، بالمرصاد

ال ، الحى وأسواق شوارع يجوب نهار كل الرسمية بدلته معتمرامتجول بائع من ما ، المترب الشارع في غسيلها ماء برمى امرأة تتجراء

الخروج من تاجر يتمكن فهل ، والنظام النظافة اصول مراعاة دون يسرحعلى يتلصص البلدى الحرس رئيس هو هذا ؛ ؟ واالصول القانون عن

اعتيادى . مشهد ؟ ذلك غير يفعلوا أن لمرؤسيه فكيف والصغيرة القاصيةأنفه رافعا ، الرسمية ببدلته مزهوا شوارعنا يجوب الوردية نرى أن

والدى محل بمحاذات ، يجلس التعب عند ، االرض تنقب وعيونه السماء فيمتابعا لوبين أرسين رواية ويخرج الموتو كرسي على ، أصدقائه صحبة

بطله متابعة في استرساله قطع ما قليال ، السلسلة هذه في جديدة جريمةسخر فقد ؛ استثنائي اليوم هذا ، الجماعة أحاديث في وشارك المفضلالحية البضاعة إال يستهدفوا لم اللصوص أن مدعيا والدى من

أفخاذه بين تيسا ولألخر عنزاتان للمرء يكون أن شئ في العدل من فليسانت . : يبقي فعلق فرصته بوليفة الصول وجد كالعادة بصياحه نومه يقلق

فانفعل . : ، التيوس حوشه في يلعبوا اللى التيس الوردية حذيفة رد التيسالفجر : يشوف ما حوشصاحبي على يعتدى اللى ورأسك منسحبا الصولامشى . : وجهى في فصرخ لوجودى انتبه لما فصعق والدى أما مكلبش اال

منهم : . وخليك الحمى حامى يا امشى مقهقها الوردية قاطعه ، ألمكيعجن صيفها ، أحد كل في أحد كل فارتاب بالعجاج كالعادة شوارعها ازدهت

المصلى . من السور فم عند سبخ أحد كل ؛ سباخها طين في بشرهااألسود الخيط قاطعة ، الجنائز تنسكب الكبير، للسبيتار المحاذىالسباخ من شمسصيف سلبت بعد بيضاء بفسحة يمينه على المكلل

أو أبيض بجرد مغطى صندوق بحمل مثقل أرجل تجره متدفق جمع ، مائهامحمد : .. الله إال اله ال الرتيب اللحن يردد ، الميت جنس أيقونة ملون رداءيوم كل الصابري آل يقف االسود الخيط يسار وعلى ، الله رسول

حينا : مغرب في ؛ علينا كتب المكتوم والتبرم المفتعل الحزن مهابة في . ، الحى صبية تجمع اعبيد سيدى بوابة جبانته الشرق وفي الموت جامع

أهل أحد عليها يقوم التي الميت وجبة انتظار في والفضولى منهم الفقيريغطسنصف : ؛ ساخنة خبز وأرغفة زيتون بزيت مملؤة طنجرة الميت

للزيت والجائعين للصبية صدقة يمنح التشبع عند الزيت في الرغيفبه يدهن أيديهم على الزيت من يتبقى وما الرغيف يلتهمون ، الكبار منمن . القبور حفار ، جبانته من يطلع التراب جلباب في والمداس الرأسأنفاسه يستعيد كأنه بهذا ؛ الصبية طاردا الجمع في صائحا مهمته من انتهى

كل أن حيث ؛ الموكب بحراسة البلدى الحارس يقوم فيما ، قبر منحارس . الوجود صفة تمنحه كما المغادرة صفة البلدية تمنحه أحد

مضجعها إلى ليلة كل يتسلل ، عشيق لها التي مقعدة وزوجته أعمى الجبانة

75

Page 76: سيرة بنى غازي

السور من اقترابهم عند ، جراءة واألكثر الفضوليين الصبية أخاف ما وكثيرامطلع . حليفة الصول امرأة بمالبس عليهم يخرج العفاريت مكمن لجس

، بالموتي العبث عدم ضمانة العاشق وجود يعتبر لكن شىء كل علىالمرضى قبل من اعبيد سيدى الولى صندوق في توضع التي وبالنقود

غيرهم قبل هؤإل ، المنحوسين والرجال العقيمات و المهجورات والنساءالصبية حمل من الحى جنازة ، الشعب لتاجر الكبرى الجنازة في شارك

، الحج كمحمل التابوت الكهول قبل والشباب العواجيز قبلدكانة : عشية وكل صباح كل يفعلون كانوا مثلما وتراصوا تداعكوا

يوردون حيث من العام الماء صنبور عند الحى وسط تقع الشعب تاجرأبواب من يتكون الغامق األخضر باللون المطلى الخشبي الباب ، حاجتهم

منها مفتوحا يبقى الظهيرة في ، الباكر الصباح في جميعا تشرع أربعمستطيلة الدكانة ، فرد يدخل ما واحد باب المغرب عند بابانالشعب تاجر ، شيء كل من الزبائن يحتاجه ما بالبضائع ومحشوة

وصناديق أشولة بين محشورا الناس يسميه أن ويحب نفسه يسمى كماكى زوجتاه منه تدخل صغير باب ثمة الدكانة أخر في ، وبراميل وعلب

لإلفطار . ؛ ومعروف محدد قدر زبون لكل وبغذائه العون بيد يمداهمبلغ ذلك وثمن ، جيش أفراد رشن كان لو كما ، والعشاء والغذاءتفتك . حتى عائلته الشعب تاجر يعول الرجل مات ان الزبون مقدرة في

فيد الدواء ثمن لديه ليس وان كذلك مرض ان ، مسغبتها من نفسهاأو عمه ابن يجلب زبون كل ، للدفع دائما وجاهزة ممدوة الشعب تاجر

يعمل حتى مبتغاه على فيتحصل الدكانة إلى الحى على يجدون ممن زميلهللدكانة بوليفة الصول يجره السجن من يخرج من حتى ، أجره يحصل أو

رجاله الشعب تاجر عن فيمنع الوردية رئيس حذيفة أما ، حاجته ليستدينمكانها . غير في شابه وما الفارغة الكراتين صناديق من يجد عما وعيونه

الريح- .. لرقاد مانبيعش أنا ، الشيخ لدكان امشىيبعث لهذا للخاصة دكانته ، يعجبه ال الذي الزبون سبيريا زجر ما كثيرا

متميزة . بضاعة عنده الشعب تاجر إلى عليه متطفلين يراهم ممن الزبائنزبائنه ، مضاعفة أسعاره ، محله غير في تر لم وعلب وفاكهة خضار منسكان من وهم الفارهة السيارات ويركبون الزاهية البدل يلبسون ممن

االجانب . من ضيوفهم وبعضمن عادة البالدبيرة- . وصندوق بوخة واثنين بوخطوة وحده ياحاجة

وان ، ملفوفا طلب بما يدها زوجته تمد البيت على تطل الدكان في كوة منال . و مسموحا يجعله حليفة الصول فإن البالد شرق في الخمر بيع منع

هو ، المهنة وأعراف الدولة قوانين على بتمرده سبيريا سى يكتفىومجدفا عاريا دكانته من الصيف عشيات في يخرج النهار طول السكران

طال ما وكثيرا ، معه يعبث الجميع فيما مختاال زاهيا والدنيا الدين شاتماتبقي . ما يوزع هذه عشيته في والدهن محل يدرن الآلتي جاره بنات لسانه

ومجانا . دكانته على يمر صبي أو رجل أي على المتميز والخضار فاكهته منفي يجتمع حيث الدكانة يقفل حد أقصى في الثامنة عند المساء في ثم

االمريكية السفارة في ليبي موظف ، حليفة الصول ؛ أصدقائه مع داخلهالسهرة . لتبدأ وأبي المحل بجانب الرسمية سياراته يوقف

! البركة قصر بورتريه

76

Page 77: سيرة بنى غازي

القميص لهذا ساخن الجو أزرار ، أفتح يضطرم مرجل النفس أرطبوفيب أتقدم الذكريات النفس صبيا كنت بحر الوالد يوم في الكلبة بير نحو مندفعا

.الصابري وحيويته بالشارع أنشغل بي ما عن و هذا وعن ،ال حمأة غذاء بعد ، الصيف في البركة حى من ، بنغازي مدينتي في ، أتمشى

حتى حيث ، سابقا االستقالل ؛ الناصر عبد جمال شارع مخترقا ، أسكنالترك : جنود أن بد ال البركة قصر يميني على مراقبا بالبيوت أتظلل الكيشما النوافذ هذه أما فيها المبالغ بنغازي حرارة تكفهم مظلة فيه وجدوا قد

الرطوبة طريقه في مزيحا عجل على فيها ينسكب الهواء فإن كأبواب تبدومنها ويجعل االجساد يغرق كبحر الفضاء يبدو حتى بغزارة المدينة تنفث ما

الوطيس حامية لزوجة من وخالفت . كومة العمر مقتبل في تجرأت منذالمتأللئ . النابض المدينة قلب نحو الصابري حى من وزحفت الوالد

الثعلب بورتريهدائم فهو بضخامة توحيان الحركة ورشاقة ليونةالجسد لكن قصير، ، صغيريجيد!. . قاطعا حزمه فيكون الخصم يربك تردده حازم؛ لكنه متردد المباغته

المحيط يكيف أن فمقدرته الوضوح وحيث الكاشف السهل حيث اإلختفاءواألرض . البساط مثلما واألزقة الضيقة المراتع لكن الفيافي يسكن لمراده

. المناورة سيد أنه جميعها تبين ، القارةمحيطها يمشط كان لو كما بنغازي مدينة في الشوارع اقتحم ما كثيرا

الحق. ؛ بمكره يقر الجميع لكن لوجه، وجها يلتقوه لم كثيرون الصحراويالقليلة. اإلمكانيات ذو البطل الجميع عند ، أسطورة الجميع عند دهائه

الحيل . الكثير

77