35
مس ب له ال ن م ح ر ل ا م ي ح ر ل ا

بحث ابن المقفع

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: بحث ابن المقفع

الرحيم الرحمن الله بسم

الله عبد ابن

المقفع: وإخراج جمع

بولبابة

Page 2: بحث ابن المقفع

تونيزيا تالميذ إلى هديةسكول

المقفع بن الله عبد

وحياته : نشأتهالمقفع بن الله عبد ل+د* ( و, يسمى) كان كما داذويه بن روزبه أو

" 106سنة " ، فارس ببالد جور قرية في ، قد هجرية أبوه وكانعلى إمارته أيام الثقفي يوسف بن للحجاج الخراج تولى

يده فمد ، C العراق ضربا الحجاج فضربه السلطان أموال إلىمGي* فس, ، يده تقفعت حتى Cالمقفع موجعا.

الهند آداب عن الكثير وعرف ، الفارسية بالثقافة تثقفثم ، تشرOب واليونان حيث البصرة مدينة إلى أبيه مع انتقل

األهتم " آل والء في العربية معروفون " الثقافة قوم وهم ، اللغة مبادئ عنهم وأخذ األعراب وخالط ، والبالغة بالفصاحة

في كما المرموقين واللغوي]ين والرواة الشعراء علي قرأاللغة من تمك]ن حت]ي البصرة عصره وكانت ، وآدابها العربي]ة

الشهير ومربدها ، واألدب العلم رجال مع م*ج\ جامعة آنذاكوالشعراء . لألدباء

الحضارات آداب على اطالعه بسعة شبابه في اشتهربيانه فصاحة إلى باإلضافة واليونانية والهندية الفارسية

أسلوبه وسالسة االتصال العربي ذلك له ويسر ، النثريالحاجة أمس في كانوا ممن والوالة والقواد إلى باألمراء

الدولة دواوين في الكتابة وظائف تولي في . أمثالهمن المقفع ابن عاصروا ويعتبر الذين المخضرمين األدباء

األولى ظل في فعاش ؛ والعباسية األموية C 25الدولتين عاماعلى األمويين والي هبيرة بن عمر بن ليزيد الكتابة فيها تقلOد

Page 3: بحث ابن المقفع

من ألخيه العراق كتب ثم ، خلفائهم آخر محمد بن مروان ب*ل ق+ظل . في وعاش هبيرة بن عمر بن اتصل 16الثانية داود Cعاما

السفاح عم عباس بن الله عبد بن علي بن بعيسى فيها ، على والمنصور فأسلم Cمجوسيا يزال ال المقفع ابن وكان

بسببه قتل ثم والزمه له وكتب .يديه : ليكن علي بن عيسى له قال ، يسلم أن أراد لما أنه ويروى

القواد من بمحضر ، ذلك فاحضر الغد كان فإذا ، الناس ووجوهيأكل فجلس ، اليوم ذلك عشية عيسى طعام حضر ويزمزم ثم

: عزم على وأنت أتزمزم عيسى له فقال ، المجوس عادة علىابن فقال ، دين : اإلسالم غير على أبيت أن أكره .المقفع

:هـــــــــــــــــأخالققبل حتى المقفع ابن فكان اشتهر ؛ أخالقه بمتانة إسالمه

، ومكارمها الصفات لحميد Cعاشقا ، Cعطوفا ، Cكريما C شغوفا ، الملهوف وإغاثة ، الصداقة بقيمة مؤمنCا كان كما بالجمال

الحكايات بن ) ومن الحميد عبد أن ، عنه ت,روى التي المشهورة )، الشهير األموية الدولة كاتب ابن يحيى بيت في اختبأ

لكن ، أمية بني خلفاء آخر محمد بن مروان قتل بعد المقفععليهما رجال ودخلوا ، إليه توصلوا الناشئة العباسية الدولة

وسألوهما ، المقفع ابن يحيى؟ : بيت بن الحميد عبد أيكما " " : الحميد عبد عرفوا العباسيين ولكن أنا كالهما فقال

السفاح إلى .وأخذوهالحاجات لذوي Cمتعهدا ، والكرم النبل شديد الله رحمه وكان

، واألنبل األجدر على نفسه يحمل ، والصحبة للصداقة Cومقدرا أسس وضع في Cمجتهدا C متمسكا ، والرعية الراعي إصالح

الجاحظ عنه قال ، الذوق ومتطلبات اللياقة كان : "بآداب C جميال Cفارسا Cجوادا."

إليه فأرسل للغداء دعاه علي بن عيسى أن عنه يقول: يروىوالزكمة ؛ مزكوم ألني Cأكيال للكرام اليوم لست األمير الله أعز

الجوار ..... قبيحة بأدبه الناس ويعجب األحرار عشرة من مانعة : . نفسي: فيقول ؟؟ أدOب*ك من غيري فيسألونه من رأيت إذا ؛

أبيته Cقبيحا رأيت وإن ، أتيته Cحسنا.

:هـــــــمقتلعبد C خرج مطالبا ، المنصور على المنصور عم علي بن الله

، حروب بينهما ووقعت ، على بالخالفة المنصور بغلبة انتهتوسعى ، المنصور من Cخوفا علي بن الله عبد فهرب ، عمه

Page 4: بحث ابن المقفع

وأمر عيسى المنصور فرضي ألخيه األمان في علي بنبكتابة المقفع بن الله عبد كاتبه فتشدد عيسى ، األمان عهد

حتى المنصور على والمواثيق العهود أخذ في المقفع ابنعبارة ممن: " كتب أحدCا أو علي بن الله عبد نلت أنا وإن تقول

أو المكروه من بصغير معه منهم أقدمه ألحد أوصلت أو ، كبيركلها واألسباب الوجوه على ، عالنية أو Cا vسر ،Cأو ضررا Cتصريحا

الله - - عبد بن محمد من نفي فأنا ، الجبل من بجبلة أو كنايةوحربي ومولود خلعي محمد أمة لجميع حل ولقد ، رشدة لغير

رقاب في لي بيعة وال ، مني وال والبراءة عهد وال ، المسلمينمن وإعانة ، طاعتي عن الخروج عليهم وجب وقد ، ذمة

من ". ناوأني وعزم ، نفسه في المنصور ها Oفأسر الخلق جميعأنه ويروى ، المقفع بابن اإليقاع أحد : على من أما قال

) وكان ) معاوية بن سفيان البصرة والي فاغتنمها ، يكفينيهC ، حاقدا بينهما وقعت شديدة لخصومة المقفع ابن على

األيام تلك في شائعة كانت تهمة ، وتلقف الزندقة تهمة وهي_ منها _ براءته ثبتت وقد المقفع بن الله عبد البعض بها رمى

في فقتله ورماه ، Cقطعا Cقطعا جسده قطع حيث بشعة قتلةلسفيان كلماته آخر وكانت ، إنك : التنور والله معاوية بن

لما مثلك مائة ت+ل ق, ولو نفس، ألف بقتلي فتقتل ؛ لتقتلنيبواحد وا yوف .

:ارهـــــــآثمثلت الفائدة عظيمة فكرية Cآثارا المقفع ابن عصارة خلOف

بعضها وأبدع األصلية لغاتها من بعضها ترجم أدبه وثمرة فكرهغلبة ورغم ، جاءت بقلمه مؤلفاته أن إال ألف ما على ترجم ما

في زاد وربما ، مجالها في مانعة ذات جامعة من الترجمةعند راج ما ذلك مثال ، Cوتألقا قيمة عليها يضفي ما نفسه

" بعض مؤلفه " هو أنه من ودمنه كليلة كتابه عن الباحثيناستفاد األقل على أو ، منوالها ومبدعه على ونسج الفكرة

السياسية أفكاره لعرض Cرمزا الحيوان قصص Cمستخدما اإلصالحية وآرائه الفكرية .ومعتقداته

ترجمها التي : الكتب

" في " فدينامه ، كتاب الفرس ملوك تاريخ

" ومراسم " ونظمهم الفرس عادات في نامه آبين كتاب

، ملوكهم

Page 5: بحث ابن المقفع

،" "وكتاب أنوشروان سيرة في التاج

" أخبار " في الثمينة والجوهرة اليتيمة الدرة السادة وكتاب

، الصالحين

" " ، مزدك وكتاب

" " ، العشر المقاالت في قاطينورياس وكتاب

" "وكتاب ، العبادة في أرميناس باري

" الصوري " لفورفوريوس المدخل أو أيسافوجي وكتاب

وكتاب ،" " القياس تحليل في لوطيقا .أنا

مؤلفاته :ومنبها" الصحابةرسالة " يعني صلى - وليس الله رسول صحابة

- وإنما ، الكلمة استعمال في المشهور هو كما وسلم عليه الله

عظيمة رسالة وهي ، واألمراء والخلفاء الوالة صحابة عنى

تناول الفائدة جليلة الحكم النفع نظام المقفع ابن فيها

أن يجب التي األنظمة عن فيها Cمتحدثا ، إصالحه ووجوه

) ( آراءه Cطارحا ، والجند والخراج القضاء إلى النظر عند تراعي

في الجريئة المترامية السياسية اإلسالمية الدولة إدارة كيفية

ورفع المجتمع حال إصالح خالل من الجند األطراف مستوى

األسس ووضع ، والمدنية المالية الشؤون تولي من منعهم مع

بضبط القانون الكفيلة يشبه ما ووضع ، الخراج عائدات

الجتهادات األحكام تترك ال حتى الشخصية القضائي القضاة

. ... وال لغيرهم هلكة وخطؤهم مرات ويخطئوا مرة فيصيبوا

علينا ت*دGعي يخفى التي هي األفكار هذه مثل أن اآلن

، بها وتباهي الغربية المدنية في استحداثها تقبع هي بينما

Page 6: بحث ابن المقفع

إليها يلتفت من تجد ال عندنا الكتب بطون

كتبـــــــــــــــــه :

كتب وأشهر أهم كتاب أما فهو اإلطالق على المقفع ابن

ودمنة " على" كليلة تدور الحكايات من مجموعة وهو ألسنة ،

من ويبث ، دبشليم للملك بيدبا الفيلسوف يحكيها الحيوانات

المقفع ابن القويم خاللها المنهج في السياسية آراءه

هذه ترجم المقفع ابن أن والمشهور ، ك\م عن للح, الحكايات

تؤكد حديثة كثيرة أبحاثCا لكن األصل، هندية وأنها ، الفارسية

كليلة ، أن ترجمة مجرد وليست المقفع ابن تأليف من ودمنة

أن يعتقد األبحاث هذه بعض أن ابن كما أوردها التي اآلراء

لنهايته المباشرة األسباب أحد كانت ودمنة كليلة في المقفع

. األليمة

كتاب " الشهيرة المقفع ابن كتب " ومن الكبير األدباألدب

مرتبة كلمات عن عبارة يسميه كما اليتيمة الدرة أو الكبير

على أغلبها حياته يدور طوال المقفع ابن شغال موضوعين

أنظمة من بهما يتصل وما والوالة السلطان حكم وهما

والصديق الصداقة والثاني ، معامالت وطرائق دولة وتقاليد

المقفع ابن قدOر C حيث اهتماما وأوالها ، Cكبيرا Cتقديرا الصداقة

هم قوله حد على األصدقاء ألن Cومرآة عظيما الحياة عماد

الروح وتوائم .النفس

الصغير وكتاب كلمات األدب عن عبارة في فهو حكيمة

تحلل وال ، فيها تغوص وال ، النفس أغوار تسبر ال ، األخالق

C تحليال جمل الخلق عن عبارة ولكنها مستوفى Cواسعا Cدقيقا

من تولدت خطرات أو ، باألمثال أشبه صيغت موجزة تجارب

Page 7: بحث ابن المقفع

. بينها يربط رابط ثمة وليس ، رشيقة رقيقة عبارات في

برجل أمين أحمد وجد شبهه وكلما ، مختلفة كتب في يقرأ

محاسبة في كلمة ترى لذلك ، نها Oدو أعجبته ، كلمة النفس

الناس معاملة في كلمة ثم ، الصديق في كلمة وبجانبها

في ثم ، طبقاتهم والهوى بحسب الرأي ......تعادي

أسلوبـــــــه :

رأيه كان فقد ؛ السهل الرشيق بأسلوبه المقفع ابن أن وتميز

، مثلها يحسن أنه ظن الجاهل سمعها إذا التي هي البالغة

سهل ما باختيار ينصح ألفاظ وكان تجنب مع األلفاظ من

" : وبان ثمره لك حصل ما األدب خير إن ويقول ، ل*ة ف+ Oعليك الس

في" يمعن ، األلفاظ دقيق ، المعاني غزير ذلك مع وكان أثره

ثم ، المعنى في " اختيار ذكر وقد ، اللفظ اختيار في يمعن

" : " المقفع ابن قلم كان قالوا أنهم اآلداب فسئل زهر ، يقف

: قلمي فيقف صدري في يزدحم الكالم إن فقال ، ذلك عن

محمد . وقال :" لتخيره سمعت البلغاء رسائل في سالم بن

: من أذكى الصحابة بعد للعرب يكن لم يقولون مشايخنا

ابن من أذكى العجم في كان وال ، أجمع وال أحمد بن الخليل

أجمع وال ".المقفع

: " وقال هارون بن وسهل ، أصل الحميد عبد يحيى بن جعفر

بن وأحمد ، ثمر المقفع وابن ، زهر فرع يوسف

السادسة في وهو قتل العبقري هذا أن نعرف أن لنا بقي

عمره من هذا والثالثين في أ,بدع الرائع النتاج هذا كل وأن

وعظم ، عقله سعة على يدل مما القصير ، العمر عبقريته

أدبه . وتميز

Page 8: بحث ابن المقفع

-: المثلية الحكاية

في المتأصلة السردية األشكال من المثلية الحكايةتعتبر

القديم، العربي النثري جعلت المثلية فالحكايةالتراث

ألسنه األحداث على هي تدور حيث من والطيور البهائم

محمله آدميه لشخصيات واقع أقنعة تعكس وسلوك بآراء

الزعم رغم المقفع ابن عن بأنه عصر بعد الفارسيةترجمها

عن عن الهنديةنقلها خرج السرد كما في العرب طرق

يستقي الروايةبواسطة ال فهو بل الحكاية ، رواة العبارةعن

زعموا : ) هي السرد فعل تفتتح يتفرع ( .أنالتي ومنها

أجل إلىالقص من مضمنة صغرى أخالقيه حكايات غاية

(تعليمية

المقف - ابن هدف ودمنه ) عما كليلة كتاب ترجمة ؟ (من

دالله إن تدل ودمنه كليله كتاب ابن أن واضحةترجمة

وضع الظروف المقفع عينيه االجتماعيةنصب

كانت والفكرية والسياسية فأبو سائدة التي ، عصر في

في قاس مستبد حاكم المنصور يتروع جعفر ال أحكامه

بأفراد حتى واالستبداد والتنكيل البطش البيت عن

يشير ذلك كل من أن إلىالعباسي استمد المقفع ابن

مفكرا هو موقعه ومن المنصور شخصية ومن صعره

كتابه العناصر في . االساسيه

العربيه - الى ودمنه كليله كتاب المقفع ابن نقل :لماذا

حاجة أخالقيه لغاية بذلك متحسسا إلىعصره سياسيه

Page 9: بحث ابن المقفع

. اإلصالح

-

-: التونسية المكتبات في متوفر مرجع

لما يعرض قه تطر بعد ودمنة بكليلة المتصلة الجوانب لعديد �ف المصن هذا" أسماه القرن زات ممي من األول الباب من األول الفصل في المؤلفانكما" الثاني ووظائف تعريفا المثلية الحكاية في نظر فقد ، للهجرة

ابن حياة من . اصطفي وقد أساسا للمتعلم مفيدا رآه ما ومؤلفاته المقفعاإلحاطة الباحثان عند – حاول فوقفا المثلية الحكاية بمبحث ارتباطا باألثرالبنيوية المسائل والتشويق عديد مز والر والشخصية كالزمان والداللية

وغيرها والحجاج

ودمنة كليلة كتاب تقديم

دمنة و باسم كليلة العربية اللغة إلى يترجم أن قبل يسمى كان

الخمسة يرتبط الفصول طابع قصصذات مجموعة وهي

Page 10: بحث ابن المقفع

ألصول األخالقو بالحكمة تعود أنها مكتوب هنديةيرجح

الفيلسوف بالسنكسريتية قصة هي عن بيدباو قصة تروى حيث

يدعى هندي خالصة دبشليمملك له يؤلف أن حكيمه من طلب

مسلي . بأسلوب الحكمة

البراهما �فه صن األصل، هندي الكتاب أن علي الباحثون وي̂جمع

) (،الميالدي الرابع القرن أواخر في ة السنسكريتي باللغة وشنو

. ) الفرس ) ملك إن وي̂قال الخمسة األبواب أي ، تنترا بنج وأسماه

( ) آنوشروان) ي bعليه( 579-531كسر االطالع أراد أم̂ره بلغه لما م

اللغة إلي بترجمته فأمر ته، رعي شؤون تدبير في به لالستعانة

- المهمة - لهذه واختار ، القديمة الفارسية اللغة وهي ة الفهلوي

) ( . ) لم ) برزويه أن إال ودهاء gعلم من عنه عرف لما hه وbي bز hرb ب طبيبه

) أخذ ) أخرى، هندية حكايات إليه أضاف بل ، تنترا بنج بنقل jتفh يك

) بمقدمة ) ترجمته وصbدر المشهور، مهاباراتا كتاب من بعضها

. القرن ̂منتصف وفي الهند إلي رحلته وقصة سيرته تتضمن

إلي الفهلوية من العراق في الكتاب ن̂قل الميالدي، الثامن

أمر ) الفحصعن عنوان تحت جديد mباب فيه وأ̂درج العربية،

وكان( الفارسي، النص في hدjتر لم gفصول أربع̂ة به وأ̂لحقت ، دمنة

من وأول ،العربي النثر رائد بحق ي̂عتبر nعبقري أديب يد علي ذلك

هو ) السياسة، oفي مكتمال pا عربي oا كتاب المقف�ع وضع بن الله (.عبد

برية حيوانات عن عبارة دمنة و كليلة قصص شخصيات معظم

اسمه ثور خادمه و الملك هو هما شتربةفاألسد ودمنة كليلة و

Page 11: بحث ابن المقفع

من آوى اثنان ابن تدور حيوان هكذا عديدة أخرى شخصيات و

هي . الحيوانات هذه ألسنة على و الغابة ضمن بالكامل القصص

وضع . كتاب وهو المثلية الحكاية نمط على أساسا تقوم قصة

إلى موجهة أخالقية تعاليم حوى و الطيور و البهائم السنة على

. عتبات من عتبة العنوان يمثل المجتمع أفراد و الحكم رجال

حكايات . على الكتاب انبنى القارىء انتظار أفق يحدد النص

فقامت عليه دليال و اإلنسان عن بديال الحيوان فيها اتخذ مثلبة

ثنائية خاصة الثنائيات مبدأ على ينبنى فهو الرمز و اإليحاء على

. الباطن و الظاهر

باب منها يخلو يكاد ال الحيوان بخرافات حافل دمنة و كليلة كتاب

خرافة على يحتوي باب كل و المقدمات أبواب حتى أبوابه من

في ترد طوال تتفاوت قصيرة خرافات فيها تتداخل طويلة

مع تتداخل و محاوراتهم في بها الشخصيات معارضاستشهاد

منتظمة بعضها أبوابه بأن الكتاب هذا يتميز كما أحيانا البعض

بيدبا للفيلسوف بقوله دبشليم يبدأ التالي النحو عرفت:  على

بالقول أو قيله الذي الباب في سبق ما إلى يشير و المثل : هذا

العنوان يشبه ما بيدبا فيعرض مثل لي فأضرب مثل عرفت

فيسارع يسكت ثم المضمون لمعرفة المشوق المشروح

السؤال إلى الفيلسوف:  دبشليم يبدأ هنا و ؟ ذلك كان كيف و

بالقول . مستهال السرد: في يبدأ ثم زعموا

Page 12: بحث ابن المقفع

لحكايات سرد ليسمجرد فهو هادف كتاب هو دمنة و كليلة كتاب

النصح إلى يهدف كتاب هو بل حيوانية خرافات على تشتمل

الفحص فباب السياسي التوجيه و اإلجتماعي اإلصالح و الخلقي

من للتهرب المجرم محاوالت عبثية موضوع يتناول دمنة أمر عن

هذا يتناول كما العادل قصاصه ينال أن بد ال أنه و العدالة وجه

الذي المطوقة الحمامة باب و القضائية السلطة واجبات الباب

باب و التعاون إلى السياسة الثورو األسديدعو خفايا يكشفعن

باب يقدم و تنافسهم و السياسين صراع و الدولة في الداخلية

باب يتناول و الحكم أصول في توجيهات ايراخت و بالذ و ايالذ

باب البوم و الغربان يقدم الجرذو و الخارجية السياسة السنور و

أبواب تقدم و المجال هذا في الناسك القردالتوجيهات والغيلم،

عرس و الشغبر ابن و األسوار و اللبؤة ، آوى ابن و ، ،األسد

و الحمامة ، الضيف و الحزين و الثعلبالناسك عظات مالك

. المواضيع متنوعة فردية [1]أخالقية

:الكتاب مقدمة

واألحاديث األمثال من الهند علماء وضعه مما وهو ودمنة، كليلة كتاب هذا

الذي النحو في القول من وجدوا ما أبلغ فيها يدخلوا أن ألهموا التي

عنهم، . أرادوا يعقل أن يلتمسون ملة كل أهل من العلماء تزل ولم

ذلك في العلل، ويحتالون من عندهم ما إخراج ويبتغون الحيل؛ بصنوف

وضع العلل تلك من كان . حتى والطير البهائم أفواه على الكتاب هذا

. هم أما mخالل بذلك لهم o فاجتمع وشعابا القول في o متصرفا فوجدوا

Page 13: بحث ابن المقفع

. oحكمة فجمع الكتاب وأما منها . يأخذون لحكمته: الحكماء فاختاره o ولهوا

األحداث من والمتعلم للهوه، من والسفهاء إليه صار ما حفظ في mناشط

أنه عرف بل هو، ما يدري وال صدره في يربط ذلك أمر من ظفر قد

. وجد الرجولية استكمل لما الذي كالرجل وكان g مرقوم قد بمكتوي أبويه

يعمله فيما الكدح عن بها استغنى o عقودا له وعقدا o كنوزا له أمر كنزا من

من غيرها إلى الحاجة عن الحكمة من عليه أشرف ما فأغناه معيشته؛

األدب .وجوه

: الكتاب مقاصد

أي وإلى له؛ وضعت التي الوجوه يعرف أن الكتاب هذا قرأ لمن وينبغي

g؛ غاية gمفصح غير إلى وأضافه البهائم إلى نسبه عندما فيه مؤلفه جرى

من ذلك : وغير لم ذلك يفعل لم متى قارئه فإن o أمثاال جعلها التي األوضاع

أريد ما له يدر تحصل نتيجة أي وال منها، يجتني oثمرة أي وال المعاني، بتلك

مقدمات . من قراءته استتمام غيته كان وإن وإنه الكتاب هذا تضمنه ما

دون آخره . إلى نفعه إليه يرجع mشيء عليه يعد لم منه يقرأ ما معرفة

جمع من استكثر فيما ومن الروية إعمال غير من الكتب؛ وقراءة العلوم

أال o خليقا كان أنه يقرؤه، العلماء زعمت الذي الرجل أصاب ما إال يصيبه

فظهر المفاوز، ببعض ويطلب، اجتاز يحفر فجعل كنز؛ آثار موضع لو

في فقال ؛ gوورق gعين من gشيء على نقل: فوقع في أخذت أنا إن نفسه

وقطعني علي، oطال قليال o قليال المال عن هذا وإحرازه بنقله االشتغال

o أقواما سأستأجر ولكن منه؛ أصبت بما وأكون اللذة منزلي، إلى يحملونه

فكري يشغل mشيء ورائي بقي يكون وال أخرهم، قد أنا وأكون بنقله؛

أعطيهم األجرة بيسير الكد عن بدني إراحة في لنفسي إياها. استظهرت

إلى به فينطلق يطيق، ما منهم gواحد كل يحمل فجعل بالحمالين، جاء ثم

Page 14: بحث ابن المقفع

. :gواحد كل وإذا o كثيرا وال o قليال ال ،o شيئا المال من فيه يجد فلم من منزله

. والتعب العناء إال ذلك من له يكن ولك لنفسه حمله بما فاز قد :الحمالين

. فيه، ما يفهم ولم الكتاب، هذا قرأ من وكذلك أمره آخر في يفكر لم ألنه

كما ولم ونقشه؛ خطه من له بدا بما ينتفع لم ،o وباطنا o ظاهرا غرضه يعلم

أن o لو أيضا وكان يكسره؛ أن إال به ينتفع لم mصحيح mجوز له قدم o رجال

من كالرجل له o صديقا فأتى الناس؛ كالم من الفصيح علم طلب الذي

mعلم له له العلماء، فرسم الفصيح؛ علم إلى حاجته فأعلمه بالفصاحة،

صفراء صحيفة في فانصرف صديقه ووجوهه؛ وتصاريفه الكالم فصيح

يكثر فجعل منزله؛ إلى . المتعلم إنه ثم معانيها على يقف وال قراءتها

العلم أهل من gمحفل في gيوم محاورتهم؛ جلسذات في فأخذ واألدب،

الجماعة بعض له فقال فيها؛ أخطأ mكلمة له أخطأت؛ : فجرت قد إنك

الصحيفة قرأت وقد أخطئ وكيف فقال به، تكلمت ما غير والوجه

وزاده عليه للحجة أوجب لهم مقالته فكانت منزلي في وهي الصفراء؛

m قربا األدب ذلك من o وبعدا الجهل .من

: التأليف دواعي

أن له ينبغي فيه، علمه نهاية وبلغ الكتاب هذا فهم إذا العاقل إن يعمل ثم

. يفعل لم فإذا عنه يحيد ال o مثاال ويجعله به؛ لينتفع منه علم كان بنا ذلك،

منزله، في نائم وهو عليه تسور o سارقا أن زعموا الذي كالرجل فعلم مثله

: أني أعلمه وال أذعره؛ وال يصنع، ماذا أنظر حتى ألسكتن والله فقال به

. . أمسك إنه ثم عليه ذلك فنغصت إليه، قمت مراده بلغ فإذا به علمت قد

الرجل . عنه فغلب يجده؛ ما جمعه في تردده وطال يتردد، السارق وجعل

. النعاسفنام، الرجل، واستيقظ الذهاب وأمكنه أراد، اللصمما وفرغ

أخذ اللصقد . فوجد أن وعرف يلومها، نفسه على فأقبل به وفاز المتاع

Page 15: بحث ابن المقفع

: إذ باللص بعلمه ينتفع . لم إال يتم ال فالعلم يجب ما أمره في يستعمل لم

والعمل كالشجرة وهو . بالعمل، يقوم العلم صاحب وإنما كالثمرة به

ما يستعمل لم وإن به؛ لينتفع . بالعمل o رجال أن ولو o عالما يسمى ال يعلم

على سلكه ثم ، gمخوف gبطريق o عالما إن كان ولعله o؛ جاهال سمي به، g علم

بها هجمت oأهواء ركبت قد وجدها نفسه بضررها حاسب أعرف هو فيما

قد الذي المخوف الطريق في السالك ذلك من وأذاها ومن. فيه جهله

غيره، به أعلمه أو هو جربه بما يعمل أن ينبغي ما ورفض هواه كان ركب

ثم وثقيله، وخفيفه وجيده والشراب الطعام برديء العالم كالمريض

والتخلصمن يحمله النجاة إلى أقرب هو ما وترك رديئه أكل على الشره

وأقل. مذمومها علته وارتكاب األفعال محمود اجتناب في o الناسعذرا

وميزه ذلك أبصر رجلين من أن لو أنه بعضكما على بعضه فضل وعرف

أعمى واآلخر بصير إذا أحدهما كانا فيها، فوقعا حفرة إلى األجل ساقهما

gبمنزلة قاعها في الناسمن صارا عند o عذرا أقل البصير أن غير واحدةg؛

عينان: له كانت إذ غير الضرير جاهل إليه صار بما وذاك بهما، يبصر

.عارف

اقتناؤه غايته تكون وال بعلمه، ويؤدبها بنفسه يبدأ أن العالم العلم وعلى

لها وليس الناسماءها منها يشرب التي كالعين ويكون غيره، لمعاونة

. في به تنتفع وال صنعته تحكم التي القز وكدودة المنفعة، من mشيء ذلك

يقبسه فينبغي أن ذلك بعد عليه ثم نفسه، بعظة يبدأ أن العلم يطلب لمن

o خالال فإن . ؛ : والمال العلم منها ويقبسها يقتنيها أن الدنيا لصاحب ينبغي

اتخاذ مثله،. ومنها فيه gبشيء o أمرا يعيب أن للعالم وليس المعروف

الذي كاألعمى . ويكون يكون أن o أمرا طلب لم وينبغي بعماه األعمى يعير

ونهاي̂ة، mغاية فيه فإنه له الطلب؛ في يتمادى وال عندها؛ ويقف بها، ويعمل

غير: إلى سار من o يقال حقيقا كان وأنه مطيته؛ به تنقطع أن يوشك غاية

Page 16: بحث ابن المقفع

ال ما طلب في نفسه يعني يتأسف أال وال قبله، أحد ينله لم وما له، حد

على o مؤثرا لدنياه يكون وال بالغايات: عليه؛ قلبه يعلق لم من فإن أخرته

. في يقال وقد مفارقتها عند حسرته : قلت gأحد بكل يجمالن إنهما أمرين

يليق وال الحالل المال واآلخر النسك على أحدهما نفسه يؤنب أن بالعاقل

ما الله أتاح فربما مقدوره؛ وليسفي فاته في ما يكن ولم به يهنأ

.mوجوع mفاقة به كان o رجال أن هذا أمثال ومن ذلك حسبانه فألجأه ،mوعري

فضل منهم أحد عند يكن فلم أصدقاءه، أقاربه سأل أن . إلى عليه به يعود

فقال فيه؛ gبسارق أبصر إذ منزله في gليلة ذات هو في : فبينما ما والله

. : السارق فبينما جهده السارق فليجهد عليه أخاف mشيء إذ منزلي يجول

: أن أحب ما والله السارق فقال ،mحنطة فيها خابية على يده يكون وقعت

. هذه سأحمل ولكن آخر، موضع إلى أصل ال ولعلي o باطال الليلة عنائي

: . هذا. أيذهب الرجل فقال الحنطة عليه ليصب قميصه بسط ثم الحنطة

كنت بالحنطة ما ذهاب العري مع علي فيجتمع سواها؟ وليسورائي

. تجتمع وما به . أقتات صاح ثم أهلكاه إال gأحد على الخلتان هاتان والله

oهراوة وأخذ الهرب بالسارق، إال mحلية للسارق يكن فلم رأسه؛ عند كانت

ونجا قميصه وترك . منه، أن ينبغي وليس o كاسيا به الرجل وغدا بنفسه؛

يجب ما ويدع هذا مثل إلى هذا يركن مثل في والعمل الحذر من عليه

تواتيه من إلى ينظر وال معاشه؛ غير لصالح على وتساعده المقادير

: والجمهور ؛ mالناسقليل في أولئك ألن نفسه التماسمنه أتعب من منهم

أراد ما به وينال أمره يصلح فيما والسعي الكد يكون . في أن وينبغي

عليه يجلب لما يتعرض وال نفعه؛ وحسن كسبه طاب ما على حرصه

يمنعها ال ثم وتذبح، الفراخ تفرخ التي كالحمامة فيكون والشقاء؛ العناء

فراخها ذلك من الثانية فتؤخذ بمكانها وتقيم موضعها، فتفرخ تعود أن

وقد. . فتذبح ومن: عليه يوقف o حدا gشيء لكل جعل قد تعالى الله إن يقال

Page 17: بحث ابن المقفع

أشياء في : تجاوز . من ويقال بلوغها عن التقصير يلحقه أن أوشك حدها

ودنياه ألخرته سعيه . كان يجب أشياء ثالثة في ويقال وعليه له فحياته

وبذل إصالحها الدنيا صاحب : على ما ومنها معيشته؛ أمر منها فيها جهده

يكسبه ما ومنها الناس؛ وبين . بينه gأمور في قيل وقد بعد الجميل الذكر

. من mعمل له يستقم لم فيها كن ومنها من الفرص؛ تضييع ومنها التواني؛

. gبشيء gمخبر فرب gمخبر لكل استقامته التصديق يعرف وال عقله

.فيصدقه

وال o؛ حديثا gأحد كل من يقبل وال o؛ متهما لهواه يكون أن للعاقل وينبغي

له يتبين حتى gأمر على يقدم وال خطؤه له ظهر إذا الخطأ في يتمادى

الطريق، الصواب، عن يحيد الذي كالرجل يكون وال الحقيقة؛ له وتتضح

على o؛ فيستمر بعدا إال القصد وعن ،o جهدا إال السير في يزداد فال الضالل،

الذي o وكالرجل سببا الحك ذلك كان وربما يحكها، يزال فال عينه تقذى

على. ويجب بالحزم، لذهابها ويأخذ والقدر، بالقضاء يصدق أن العاقل

لنفسه، يحب الناسما فإنه ويحب غيره، بفساد نفسه يلتمسصالح وال

ما يصيبه أن o خليقا كان ذلك فعل . من يقال فإنه رفيقه من التاجر أصاب

، mشريك له وكان ، mتاجر mرجل كان . إنه فيه متاعهما وجعال ،o حانوتا فاستأجرا

من المنزل قريب أحدهما يسرق وكان أن نفسه في فأضمر الحانوت؛

في الحيلة ومكر رفيقه؛ أعدال من o : عدال آمن لم o ليال أتيت إن وقال ذلك،

من رزمة أو أعدالي من o عدال أحمل أن فيذهب من أعرفها؛ وال رزمي

. العدل على وألقاه رداءه، فأخذ o باطال وتعبي . عنائي ثم أخذه أضمر الذي

. أعداله، ليصلح ذلك بعد رفيقه وجاء منزله إلى رداء انصرف فوجد

: أحسبه وال صاحبي؛ رداء هذا والله فقال أعداله، بعض على قد شريكه إال

يسبقني. فلعله رزمه؛ على اجعله ولكن هاهنا؛ أدعه أن الرأي وما نسيه

. من gعدل على فألقاه الرداء أخذ ثم يحب حيث فيجده الحانوت إلى

Page 18: بحث ابن المقفع

رفيقه عزم أعدال ما على واطأه قد mرجل o ومعه جعال له وضمن عليه،

إلى فصار حمله؛ على على فوجده الظلمة في فالتمساإلزار الحانوت؛

العدل؛ ذلك فاحتمل على العدل؛ يتراوحان وجعال والرجل، هو وأخرجه

نفسه ورمى منزله، أتى حتى بعض. حمله؛ هو فإذا افتقده أصبح فلما o تعبا

. انطلق ثم الندامة أشد فندم قد أعداله؛ شريكه فوجد الحانوت، نحو

o مفقودا العدل ووجد الحانوت ففتح إليه o؛ : سبقه شديدا o غما لذلك فاغتم

على: ائتمنني قد gصالح رفيق من واسوءتاه ! وقال ماذا فيه وخلفني ماله

. قد ولكن إياي تهمته في أشك ولست عنده؟ حالي نفسي يكون وطنت

. فقال حاله؛ عن فسأله ،o مغتما فوجده صاحبه أتى ثم غرامته قد على إني

ال وإني بسببه؛ أعلم وال أعدالك، من o عدال وفقدت األعدال، أشك افتقدت

: . ال أخي يا له فقال غرامته على نفسي وطنت قد وإني إياي؛ تهمتك في

إلى: يؤديان ال والخديعة والمكر اإلنسان، عمله ما شر الخيانة فإن تغتم

: وكيف صاحبه على إال البغي وبال عاد وما ،o أبدا مغرور وصاحبهما خيرg؛

: كان . إال مثلك ما رفيقه له فقال قصته وقصعليه بخبره، فأخبره ذلك؟

اللص : مثل : كان. o تاجرا أن زعموا قال ذلك؟ كان وكيف له فقال والتاجر

منزله في . له o ذهبا مملوءة واألخرى حنطة، مملوءة إحداهما خابيتان

اللصوص بعض عن فترقبه التاجر تشاغل األيام بعض كان إذا حتى ،o زمانا

اللص، فتغفله . المنزل؛ هي فلما نواحيه بعض في وكمن المنزل، ودخل

فيها التي الخابية فيها بأخذ التي وظنها الحنطة، فيها التي أخذ الدنانير

gكد في يزل ولم ما الذهب؛ وعلم فتحها فلما منزله بها أتى حتى gوتعب

: . ما الخائن له قال ندم وقد فيها القياس؛ تجاوزت وال المثل، أبعدت

علي وعزيز عليك، وخطئي بذنبي . اعترفت أن غير كهذا هذا يكون أن

. الرجل فقبل بالفحشاء تأمر الرديئة توبيخه النفس عن وأضرب معذرته،

فعله سوء من عاين عندما هو وندم به؛ الثقة . وعن وقد جهله وتقديم

Page 19: بحث ابن المقفع

التصفح غايته تكون أال هذا كتابنا في للناظر يشرف. ينبغي بل لتزاويقه

كل عند ويقف منه؛ ينتهي حتى األمثال، من يتضمن ما وكلمةg، على gمثل

خلف الذين الثالثة االخوة أصغر مثل ويكون رؤيته؛ فيها أبوهم ويعمل لهم

في أسرعا فإنهما الكبيران فأما بينهم؛ قتنازعوه الكثير، إتالفه المال

إليه صار ما نظر عندما فإنه الصغير وأما وجهه؛ غير في أخواه وإنفاقه

: يا وقال يشاورها نفسه على اقبل المال، من وتخليهما إسرافهما من

: وصالح حاله، لبقاء gوجه كل من ويجمعه صاحبه، يطلبه المال إنما نفسي

في معاشه عما واستغنائه الناس، أعين في منزلته وشرف ودنياه،

في وصرفه الولد،: أيديهم، على واإلنفاق الرحم، صلة من وجهه

. كان فمن اإلخوان على كان واإلفضال حقوقه، في ينفقه وال mمال له

. هو وإن o موسرا كان وإن o فقيرا يعد عليه، كالذي والقيام إمساكه أحسن

عليه، تبقى دنيا من o جميعا األمرين يعدم قصد لم ومتى إليه؛ يضاف gوحمد

أن يلبث لم علمت، التي الوجوه غير على على إنفاقه ويبقى يتلفه

. أرجو فإني المال، هذا أمسك أن الرأي ولكن gوندامة gينفعني حسرة أن

: : أبيهما ومال أبي مال هو فإنما يدي على أخوي ويغني به أولى . الله وإن

فأحضرهما فأنفذ بأخوي؟ فكيف بعدت، وإن الرحم صلة على اإلنفاق

فيه النظر يديم أن الكتاب هذا قارئ على يجب وكذلك ماله، وشاطرهما

غير حيلة من عن اإلخبار نتيجة أن يظن وال معانية، ويلتمسجواهر ،gضجر

أو . بهيمتين : المقصود الغرض عن بذلك فينصرف gلثور gسبع محاورة

الصياد مثل مثله السمك ويكون فيه يصيد الخلجان بعض في كان الذي

أرض في يوم ذات فرأى زورق فتوهمها في ،o حسنا تتألأل oصدفة الماء

في شبكته ألقى قد وكان قيمة له o سمكةg جوهرا على فاشتملت البحر،

ليأخذ الماء في نفسه وقذف فخالها يومه، قوت فلما كانت الصدفة،

. في ما ترك على فندم ظن مم فيها شيء ال فارغة وجدها يده أخرجها

Page 20: بحث ابن المقفع

ذلك عن تنحى الثاني اليوم كان فلما فاته، ما على وتأسف للطمع،

فلم المكان، ،oسنية صدفة o أيضا ورأى ،o صغيرا o حوتا فأصاب شبكته، وألقى

. يلتفت فأخذها، الصيادين بعض بها فاجتاز فتركها بها، ظنه وساء إليها،

فيها . فوجد في التفكير أمر أغفلوا إذا الجهال وكذلك o أمواال تساوي oدرة

الكتاب، . هذا ومن بظاهره وأخذوا معاني، أسرار على الوقوف وتركوا

في النظر إلى همته طيبةbo صرف o أرضا أصاب gكرجل كان الهزل، أبواب

فزرعها ،o صحيحا o وحبا oتشاغل حرة وأينعت، خيرها قرب إذا حتى وسقاها،

وقطع الزهر من فيها ما بجمع كان عنها ما بتشاغله فأهلك الشوط؛

oعائدة وأجمل oفائدة .أحسن

: الكتاب جمهور

gأغراض أربعة إلى ينقسم أنه يعلم أن الكتاب هذا في للناظر :وينبغي

ليسارع الناطقة غير البهائم ألسنة على وضعه إلى فيه قصد ما أحدها

: إلى الغرض ألنه قلوبهم به فتستمال الشبان، من الهزل أهل قراءته

من . بالنوادر األصباغ بصنوف الحيوان خياالت إظهار والثاني الحيوان حيل

ليكون: للنزهة واأللوان أشد عليه حرصهم ويكون الملوك، لقلوب o أنسا

. والثالث الصور تلك : في الملوك فيتخذه الصفة هذه على يكون أن

وال انتساخه، بذلك فيكثر األيام؛ والسوقة، مرور على فيخلق يبطل

. والغرض o أبدا والناسخ المصور بذلك وذلك ولينتفع األقصى، وهو الرابع،

oخاصة بالفيلسوف .مخصوص

Page 21: بحث ابن المقفع

الله بحمد تم