88
ن الرحيم الرح بسم الق الشريعة حول تطبيلستاذ تأليف امد قطب م{ ون ن وق ي م و ق ل ما ك ح ه ل " الن م س ح أ و ون غ ي ة) ي ل "اهج " الم ك ح ف أ} العظيم صدق ال

حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

بسم ال الرحن الرحيم

حول تطبيق الشريعة

تأليف الستاذممد قطب

{أ�ف�ح�ك�م" ال�ج"اه�ل�ي(ة� ي"ب�غ�ون� و"م"ن� أ�ح�س"ن� م�ن" الل ه� ح�ك�ما� ل�ق�و�م� ي�وق�ن�ون�}صدق ال العظيم

Page 2: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

بسم ال الرحن الرحيم

مقدمة الطبعة الثانية{المد ل الذي هدانا لذا وما كنا لنهتدي لول أن هدانا ال}.

منذ فترة وجيزة كنت أكتب مقدمة الطبعة الول من هذا الكتاب، وها أنذا اليوم أقدUم للطبعة الثانية، وهذا فضل من ال واسع، أحد ال عليه، وأطلب منه الزيد من العون،

والزيد من التوفيق.

إن القبال على قراءة هذا الكتاب وأمثاله له دللة واضحة عندي، هي أن موضوعشباب ناس – ومـن ال من ال يد لدى عدد متزا يد مام متزا شريعة أصبح مل اهت طبيق ال ت

خاصة - وذلك دليل ل شك فيه.

ول يغيب عن البال بطبيعة الال أن التطبيق الفعلي للشريعة يستلزم تيئة المة لذا المر العظيم حت تكون على مستواه، وتمل تبعاته، وتؤدي دورها فيه، وأول خطوات هذه التهيئة هي بناء القاعدة الصلبة الت أشرت إليها ف التعقيب الخي ف آخر الكتاب، وقلت أنا الهمة العاجلة للدعاة اليوم، وبينت ف غي موضع من كتب سابقة أنا يب أن تكون على مستوى} من القوة والصلبة والتجرد ل، والستعداد للبذل ف سبيل ال، ونفاذبا حرك عة السيمة وتت قائه، وتمل التب ف ن ثل السلم ظرة، بيث ت البصية وسعة الن

بطى ثابتة ف خضم الحداث...

ولكن ما ل شك فيه ف ذات الوقت، أن تزايد الهتمام بقضية الشريعة لدى العددناس - والشباب خاصة - هو علمة مضيئة على الطريق، توحي بأن الي يد من ال التزا

قادم، وأننا على الطريق...

وال السئول أن يوفقنا جيعا لا يبه ويرضاه...

ممد قطب

)2(منب التوحيد والهاد

Page 3: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

مقدمة كلما ذكر تطبيق الشريعة تعالت من هنا ومن هناك صيحات منكرة، تستنكر المرهذا ف نا التفكي بديار السلمي، أو كأ ستحل ثة شريعة كار طبيق ال نا ت ستهوله، كأ وت

المر خبل ل يصدر عن عاقل!

الن؟ ف القرن العشرين؟ بعد كل ما حدث ف العال من تطور؟ وبعد أن أصبح العال بفعل وسائل التصال الديثة كالقرية الصغية، ل مال فيه لتاذ زي يالف أزياء

الخرين؟!

فوا لوراء؟ أو توق نا إل ا ناس؟! تريدون أن ترجعوا ب تريدون أن نشذ وحدنا عن العجلة التطور؟!

ما ناء كله؟ و هذا الع يم لى أنفسنا؟ وف قع ع عال كله ونتقو عتزل ال يدون أن ن أم ترالذي يلجئنا إل هذا الطريق الوعر؟

نا له إل ال"، ممد رسول ال، ليجعل ألكي نكون مسلمي؟ أول يكفي نطق "ل إمسلمي؟!

إنكم تبتدعون ف دين ال ما ليس فيه! فالسلم ي"ث�ب�ت� بنطق الشهادتي، أما قضيةضى ته لقت سب رؤي لمر ب ل ا ها و صرف في لت يت ية ا لمور التغ من ا هي شريعة ف ال

الحوال! والحوال الن ل تسمح كما هو واضح لكل ذي عيني!

وهل نسيتم القليات؟ كيف نطبق الشريعة وف بلدنا أقليات ل تدين بالسلم؟

لذات موقفها من تطبيق لدول "العظمى!" وموقفها من السلم؟ وبا وهل نسيتم االشريعة؟ هل بنا طاقة - نن الستضعفي ف الرض - نواجه با الدول "العظمى"؟!

إن التفكي ف تطبيق الشريعة ف الوقت الاضر تفكي "غي مسئول"! ينادي به قومفإنم سئولون" ما "العقلء" "ال بم! أ يط تاريي ال قع ال ف الوا قولم شون بع ل يعي

)3(منب التوحيد والهاد

Page 4: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

يستنكفون أن يفكروا على هذا النحو، ويابون الواقع بكمة وروية، ونظرة "واقعية" إلالمور!

كذلك تتعال الصيحات كلما ذكر تطبيق الشريعة!

قولم كري ع غزو الف كل ال لذين أ سهم، ا لة أنف ف دخي ي صيحات النهزم نا ل وإوأرواحهم، وجعلهم مسخا مشوها ل يصلح لشيء!

{و"ض"ر"ب" الل ه� م"ث�ل� ر"ج�ل�ي�ن� أ�ح"د�ه�م"ا أ�ب�ك�م� ل ي"ق�د�ر� ع"ل�ى ش"ي�ء� و"ه�و" ك�ل¤ ع"ل�ى م"و�لهأ�ي�ن"م"ا ي�و"ج¦ه�ه� ل ي"أ�ت� ب�خ"ي�ر� ه"ل� ي"س�ت"و�ي ه�و" و"م"ن� ي"أ�م�ر� ب�ال�ع"د�ل� و"ه�و" ع"ل�ى ص�ر"اط� م�س�ت"ق�يم}.

تاب هذا الك ي ف غ شرحنا قد غزو1و بل ال ل تق سلمي إ لت أدت بال سباب ا القولم يت ع لذين رب صة، ا ي" خا كار "الثقف ف أف شر غزو ينت هذا ال لت كري، وجع الفلمور يرون ا سانه، و حدثون بل كاره، ويت يرددون أف غرب، عا لل نوا أتبا سهم ليكو ونفوسحب ظروف أن ي ضطره ال لرض السلمية حي ت ف ا ته هم خليف نون ظاره، ويكو بنناس يرى ال ية دون أن ستمر التبع سلمي، فت بل بلد ال من ق با ضع لت أخ ساكره ا ع

العساكر الفية الت تضع بلدهم للنفوذ الغرب!

لت أنتجت ذلك السخ الشوه ف الرض لة للسباب ا ولن نتعرض ف هذه العجاسيت عدائها، حي ن يد أ لى صابا ع ما أ سها ع سئولية المة السلمية نف السلمية، ومناول هنا ف إياز شديد - وموضوعية كذلك - أهم نا نت رسالتها ونكلت عن أدائها، إ الفكار الت يشوشون با على الناس، ليوحوا إليهم أن تطبيق الشريعة أمر ل يكن تقيقه اليوم، بل ل يوز تقيقه حت إن كان ف حيز المكان! فضل عن كونه أمرا ل ضرورة له

ول موجب، طالا أن إسلمنا متحقق بنطق "ل إله إل ال"!

وقد ناقشت بادئ ذي بدء قضية العقيدة والشريعة، وهل ها منفصلتان ف دين ال،لمر ف ية ول ا شريعة؟ وقضية حر طبيق ال ستطيع أن نكون مسلمي بعزل عن ت بيث نمع شريعة طبيق ال عارض ت شبهة ت شت ث ناق بدالا. عديلها أو إ ل أو ت شريعة ا يل تعطشبهة ثة، و ضيات الضارة الدي مع مقت تا شريعة ذا عارض أحكام ال طور، وت ضى الت مقتكان عدم إم سلمي، و عال ال ف ال يات جود القل سبب و شريعة ب طبيق ال كان ت عدم إم

تطبيقها بسبب موقف الدول "العظمى" من السلم.

انظر "واقعنا العاصر"، فصل؛ "خط النراف"، وفصل؛ "آثار النراف".1

)4(منب التوحيد والهاد

Page 5: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وأرجو من ال أن يكون ف هذه العجالة غناء، وأن يوفقنا جيعا لا يبه ويرضاه.

{إ�ن� أ°ر�يد� إ�ل ا ال�أ�ص�لح" م"ا اس�ت"ط�ع�ت� و"م"ا ت"و�ف�يق�ي إ�ل ا ب�الل ه� ع"ل�ي�ه� ت"و"ك ل�ت� و"إ�ل�ي�ه� أ°ن�يب�}.

مم"د قطب!

البحث الول هل تنفصل العقيدة عن الشريعة ف دين ال

يسب كثي من الناس - بتأثي الفكر الرجائي من جهة، وتأثي الغزو الفكري من جهة أخرى - أن النطق بـ "ل إله إل ال" ممد رسول ال، يعطي النسان صفة السلم مدى الياة، ث يدخله النة ف الخرة، مهما تكن أعماله وأفكاره ومشاعره! ومن ث فل

علقة لذا المر بتحكيم شريعة ال!

ويرى فريق آخر من الناس - يعتبون أنفسهم أكثر تفقها ف دين ال - أن النطق بالشهادتي يعطي النسان صفة السلم ف الياة الدنيا، لصقة به طول حياته، أيا تكننار يدخله ال نة أو يدخله ال لخرة، ف ا ل لى ا سابه ع شاعره، وح كاره وم ماله وأف أعله إل قوله "ل إ هو ظاهر ظاهر، وال نا ال نن فل ما سبحانه، أ سريرته من لم ما يع بسب

ال"... ول علقة لذا المر بالتحاكم إل شريعة ال!

ما ينطقون تل قو نه قا ل ع كر رضي ا با ب لوهم وذاك أن أ هذا ا لرد على ويكفي لعون فقط عن أداء الزكاة، ولو كانت هم يتن بالشهادتي، ويؤدون الصلة كذلك، ولكن صفة السلم تظل لصقة بالنسان بعد نطقه بالشهادتي مهما تكن أفعاله ما جاز لبلى هم ع ل علي ضوان ا صحابة ر جع ال قوم، ول أ تل أولئك ال نه أن يقا ل ع ضي ا كر ر ب

.2وجوب قتالم، بعد أن استوثقوا أن هذا هو حكم ال ف المر

ل ممد2 له إل ا نم يقولون ل إ لمر على أساس أ بدأ ا تالم ف م عارض ق نه ي ل ع كان عمر رضي اموالم إل ماءهم وأ ن د صموا م قد ع ها ف فإن قالو سلم: ( صلة وال يه ال قوله عل تج ب ل، وي سول ا رقال قولته العروفة: بو بكر رضي ال عنه أنم نكلوا عن "حقها" له أ يه]، فلما بي بقها) [متفق عل

(وال ما إن رأيت أبا بكر شرح ال صدره للقتال حت علمت أنه الق).

)5(منب التوحيد والهاد

Page 6: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

إن "ل إله إل ال"، ممد رسول ال، هي مدخل الناس إل السلم، ول مدخل لمسواها، إليه وبجرد نطقها يعتبون مسلمي...

ولكن القضية الت يغفلها - أو يغفل عنها - هؤلء القوم وأولئك، أن صفة السلمكاره عاله وأف كن أف ما ت شهادتي - مه قه بال عد نط سان ب سها بالن من ذات نف صق ل تلبه النسان ف كل لظة من لظات عمره قوم نا تتاج إل جهد دائب ي ومشاعره - إ لتثبيتها ف مكانا، ومنعها من أن تسقط عنه، متمثل هذا الهد ف القيام بأعمال معينة من أعمال القلب والوارح لنا من مقتضيات اليان، والمتناع عن أعمال معينة من أعمال

القلب والوارح، لنا من نواقض "ل إله إل ال"، الت تنقض أصل اليان.

وف هذا الهد الدائب كانت حياة الصحابة رضوان ال عليهم، حرصا منهم على بقاء صفة السلم لصقة بم، وخوفا منهم أن تسقط هذه الصفة عنهم، وقد وصلوا ف

، ولكن العبة3ذلك إل قمم رائعة استحقوا من أجلها أن يوصفوا بأنم خي القرون قاطبة هنا أنم ل يعتقدوا قط أن مرد النطق بالشهادتي يعل صفة السلم تظل لصقة بم بغيلدائب الذي يبذلونه لتثبيتها، متمثل ذلك الهد ف القيام بأعمال، والمتناع هذا الهد ا

عن أعمال...

فإذا قال قائل إن هذا المر متعلق بالخرة ل بالدنيا، وإن للخرة حسابا الاص، يكم فيه ال با شاء، فيدخل النة - إن شاء - قوما ل يعملوا خيا قط، ويرج من النارلدنيا، وحكم - إن شاء - قوما ل يعملوا خيا قط، إنا نن بصدد الديث عن الياة افإن صفة لدنيا نه حت ف الياة ا لم إ قول شهادتي... فن طق بال عد أن ين ها ب سان في النقام بأعمال، شهادتي إل إذا عد نطقه بال ياة ب مدى ال سان ظل لصقة بالن السلم ل ت

وامتنع عن القيام بأعمال، بصرف النظر عما ف داخل قلبه، ما ل يعلم حقيقته إل ال.

با قوم يب أن ي لت مال ا صيل الع صدد تف لة - ب هذه العجا ف نا - سنا ه ولنع عنها حت تظل له صفة السلم ف التمع السلم، فقد تكلمنا عنها ف النسان أو يت

تاب من ك كثر ل"4أ له إل ا صلة "ل إ هي نة، حدة معي طة وا نا بنق يون ه نن معن نا ، إعن يدة كن أن تنفصل العق هل ي صلة، و هذه ال قة مدى وثا ل، و شريعة ا ل حاكم إ بالت

...5الشريعة ف دين ال (خي القرون قرن) [أخرجه الشيخان].3صل؛4 صحح"، وف غي أن ت فاهيم ينب تاب "م من ك ل"، له إل ا هوم ل إ صل؛ "مف شئت ف ظر إن ان

"الصحوة السلمية" من كتاب "واقعنا العاصر". تكلمنا عن هذه القضية كذلك ف الكتابي السابقي، ولكن الديث عنها ف هذا البحث له ضرورته.5

)6(منب التوحيد والهاد

Page 7: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وقبل أن نتحدث عن هذه القضية نود أن نشي إل معن معي يغفله الذين يزعمونلدنيا، وأن التصديق لذي يعطي صفة السلم ف ا أن النطق بالشهادتي - وحده - هو الذين ناس النة ف الخرة، ويتجون بـ "الهنميي" ا يدخلن ال لقرار - وحدها - وانة يدخلهم ال ث لم أن يقضوا، ل شاء ا ما ها ضوا في عد أن يق نار ب من ال ل يرجهم ا

بشفاعة رسول ال صلى ال عليه وسلم، وهم ل يعملوا خيا قط...

نا ف كتاب سابق قول - كما قل نه ل حرج على فضل ال؛ {ي�د�خ�ل° م"ن6ون - إ ي"ش"اءÁ ف�ي ر"ح�م"ت�ه}، ولكن هذا أيضا له شروط! وليس مطلقا كما يظن بعض الناس! وال

سبحانه وتعال هو الذي بي الشروط.

ولنمثل للقضية بلجان الرأفة ف الختبارات - ول الثل العلى - فلجنة الرأفة تنظر ف أوراق الذين دخلوا الختبار ث رسبوا فيه، فإذا نح منهم من نح على يد لنة الرأفة فذلك ل ينفي عنهم أول أنم كانوا راسبي بسب القاييس العتمدة للنجاح. ث إنم ثانيابار ث رسبوا، لن عمل اللجنة ل يتناول الذين طردوا ل بد أن يكونوا قد حضروا الخت من الختبار بسبب الغش - مثل� - أو بأي سبب آخر... كذلك رحة ال – {و"ل�ه� ال�م"ث�لف أداء صروا لذين ق شمل ا يز� ال�ح"ك�يم} - ت ه�و" ال�ع"ز� س(م"او"ات� و"ال�أ�ر�ض� و" ف�ي ال ل�أ�ع�ل�ى ا العمال وهم مؤمنون، ولكنها ل تشمل الذين طردوا من رحة ال بسبب الشرك، لقوله

.{Áي�ش�ر"ك" ب�ه� و"ي"غ�ف�ر� م"ا د�ون� ذ�ل�ك" ل�م"ن� ي"ش"اء �تعال: {إ�ن الل ه" ل ي"غ�ف�ر� أ�ن

والن فلننظر ف الشرك الذي يرج النسان من دائرة الغفرة ويجب عنه النة.

يه وسلم أن هذا الشرك نا ف كتابه النل وف سنة رسوله صلى ال عل يبي ال لثلثة أنواع رئيسية، كل واحد منها شرك، وكل منها ناقض لـ "ل إله إل ال":

الول: يتعلق بالعتقاد، وهو اعتقاد وجود آلة تشارك ال سبحانه وتعال ف النفعل ند ا شفاعة ع كون ال شفعاء يل لمر... إو وجود تدبي ا تة أو ضر، أو الحياء والما وال

فيغيون حكمه ف السموات أو ف الرض.

ثان: يتعلق بالعبادة، وهو توجيه أي مظهر من مظاهر العبادة لغي ال - معه أو المن دونه - كالدعاء أو الستغاثة أو النذر أو الذبح... إل.

الثالث: يتعلق بالتحليل والتحري - أي التشريع - بغي ما أنزل ال. "مفاهيم ينبغي أن تصحح"، فصل؛ "مفهوم ل إله إل ال".6

)7(منب التوحيد والهاد

Page 8: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ولا كنا ف هذه العجالة معنيي بالنوع الثالث من الشرك - وهو شرك التشريع بغيسنة من ل، و تاب ا من ك يه لة عل خذين الد يه، مت لديث عل صر ا ل - فسنق نزل ا ما أ

رسوله صلى ال عليه وسلم، ومن أقوال العلماء.

سلوا قد أر هم ل وسلمه علي صلوات ا كرام سل ال نل أن الر تابه ال ف ك ل ي ا ب للناس ل ليدعوهم فقط إل العتقاد بأن ال واحد ل شريك له، ولكن ليبي لم كذلكبم من ر مات هم تعلي ث ليبلغ شريك، حده بل ل و توجه يب أن سك بادة والن أن العسط": {ل�ق�د ناس بالق قوم ال عض "لي مع ب ضهم عاملتم بع ياتم وت ضاها ح مون بقت ينظ

أ�ر�س"ل�ن"ا ر�س�ل�ن"ا ب�ال�ب"ي¦ن"ات� و"أ�ن�ز"ل�ن"ا م"ع"ه�م� ال�ك�ت"اب" و"ال�م�يز"ان� ل�ي"ق°وم" الن(اس� ب�ال�ق�س�ط}.

كل قول ضى هي مقت شرائع شعائر وال قاد وال هذه الثلثة: العت سبحانه أن ي وب رسول لقومه: {اع�ب�د�وا الل ه" م"ا ل�ك°م� م�ن� إ�ل�ه� غ�ي�ر�ه�}، وأن نقض أي واحد من هذه الثلثة -

أو إشراك غي ال فيها - ناقض لليان.

وقال عن شرك التشريع الذي نن بصدده ف هذا البحث: {و"إ�ذ�ا ق�يل� ل�ه�م� ات(ب�ع�وا م"ال�ى ع"ذ�اب ل�و� ك�ان� الش(ي�ط�ان° ي"د�ع�وه�م� إ� ن"ا أ�و" Èن"ت(ب�ع� م"ا و"ج"د�ن"ا ع"ل�ي�ه� آب"اء � أ�ن�ز"ل� الل ه� ق�ال°وا ب"ل الس(ع�ي}، {و"ق�ال� ال ذ�ين" أ�ش�ر"ك°وا ل�و� ش"اءÈ الل ه� م"ا ع"ب"د�ن"ا م�ن� د�ون�ه� م�ن� ش"ي�ء� ن"ح�ن� و"ل آب"اؤ�ن"ا

و"ل ح"ر(م�ن"ا م�ن� د�ون�ه� م�ن� ش"ي�ء}.

مالفتهم شريعته، وأن بالكم ب هم عال ألزم نه ت صارى أ هود والن عن الي قال كما من اليان: {إ�ن(ا أ�ن�ز"ل�ن"ا الت(و�ر"اة� ف�يه"ا ه�دى} و"ن�ورË ي"ح�ك°م� ب�ه"ا الن(ب�يÊون� ال ذ�ين لمره ترجهم أ�س�ل�م�وا ل�ل ذ�ين" ه"اد�وا و"الر(ب(ان�يÊون� و"ال�أ�ح�ب"ار� ب�م"ا اس�ت�ح�ف�ظ°وا م�ن� ك�ت"اب� الل ه� و"ك�ان�وا ع"ل�ي�ه� ش�ه"د"اءنا� ق�ل�يل� و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه ف�ل ت"خ�ش"و�ا الن(اس" و"اخ�ش"و�ن� و"ل ت"ش�ت"ر�وا ب�آي"ات�ي ث�م" ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�ك�اف�ر�ون}، {و"ق�ف ي�ن"ا ع"ل�ى آث�ار�ه�م� ب�ع�يس"ى اب�ن� م"ر�ي"م" م�ص"د¦قا� ل�م"ا ب"ي�ن" ي"د"ي�ه� م�ن الت(و�ر"اة� و"آت"ي�ن"اه� ال�أ�ن�ج�يل� ف�يه� ه�دى} و"ن�ورË و"م�ص"د¦قا� ل�م"ا ب"ي�ن" ي"د"ي�ه� م�ن" الت(و�ر"اة� و"ه�دى} و"م"و�ع�ظ�ة ل�ل�م�ت(ق�ي"، و"ل�ي"ح�ك°م� أ�ه�ل° ال�أ�ن�ج�يل� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�يه� و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م

ال�ف�اس�ق°ون}.

با يان ماط من ال مرج شرك ل نزل ا ما أ ي شريع بغ يان أن الت ف ب عال قال ت و الشركي أو منددا بم: {ات(ب�ع�وا م"ا أ°ن�ز�ل� إ�ل�ي�ك°م� م�ن� ر"ب¦ك°م� و"ل ت"ت(ب�ع�وا م�ن� د�ون�ه� أ�و�ل�ي"اءÈ}، {أ�م

ل�ه�م� ش�ر"ك�اءÁ ش"ر"ع�وا ل�ه�م� م�ن" الد¦ين� م"ا ل�م� ي"أ�ذ�ن� ب�ه� الل ه}.

)8(منب التوحيد والهاد

Page 9: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

شأن: {ات(خ"ذ°وا أ�ح�ب"ار"ه�م� و"ر�ه�ب"ان"ه�م هذا ال كذلك ف هود والنصارى عن الي قال وأ�ر�ب"ابا� م�ن� د�ون� الل ه}.

فلما أنكر ذلك عدي بن حات ف حضرة رسول ال صلى ال عليه وسلم، وقال:با هو نتيجة تاذهم أربا يه الصلة والسلم أن ا له عل ما عبدوهم!)، بي يا رسول ال، ) لرام لم ا ل يلوا سلم: (أ يه الصلة وال قال عل ل، نزل ا ما أ ي ما شرعوا بغ باعهم في ات

.7ويرموا عليهم اللل فاتبعوهم؟ فذلك عبادتم إياهم)

كافرين لؤمني وال ثالث غي ا يق مع فر لرض نم ف الت لدينه ف ا ل لا مكÎن ا و الصرحاء، وهم النافقون - وهم ف الدرك السفل من النار - أولئك الذين أظهروا اليان وأبطنوا الكفر، وقد تركز كفرهم ونفاقهم ف قضية التشريع، فبي ال أن إعراضهم عن شريعة ال وبثهم عن شريعة أخرى، ينفي عنهم اليان جلة، وأنم ل يؤمنون حت ينبذوا تلك الشرائع الت يتوجهون إليها، ويعودوا إل شريعة ال وحدها دون غيها من الشرائع:يد�ون� أ�ن {أ�ل�م� ت"ر" إ�ل�ى ال ذ�ين" ي"ز�ع�م�ون� أ�ن(ه�م� آم"ن�وا ب�م"ا أ°ن�ز�ل� إ�ل�ي�ك" و"م"ا أ°ن�ز�ل� م�ن� ق�ب�ل�ك" ي�ر�يد� الش(ي�ط�ان° أ�ن� ي�ض�ل ه�م� ض"لل ه� و"ي�ر� ف°ر�وا ب� �م�ر�وا أ�ن� ي"ك ق�د� أ° ط اغ°وت� و" ل�ى ال ي"ت"ح"اك�م�وا إ� ب"ع�يدا...}، إل قوله تعال: {ف�ل و"ر"ب¦ك" ل ي�ؤ�م�ن�ون� ح"ت(ى ي�ح"كÐم�وك" ف�يم"ا ش"ج"ر" ب"ي�ن"ه�م� ث°م( ل ي"ج�د�وا ف�ي أ�ن�ف°س�ه�م� ح"ر"جا� م�م(ا ق�ض"ي�ت" و"ي�س"لÐم�وا ت"س�ل�يما}، {و"ي"ق°ول°ون� آم"ن(ا ب�الل ه� و"ب�الر(س�ول و"أ�ط�ع�ن"ا ث°م( ي"ت"و"ل ى ف�ر�يقË م�ن�ه�م� م�ن� ب"ع�د� ذ�ل�ك" و"م"ا أ°ول�ئ�ك" ب�ال�م�ؤ�م�ن�ي" و"إ�ذ�ا د�ع�وا إ�ل�ى الل ه� و"ر"س�ول�ه

ل�ي"ح�ك°م" ب"ي�ن"ه�م� إ�ذ�ا ف�ر�يقË م�ن�ه�م� م�ع�ر�ض�ون}.

* * *شريعة صلة ال نت قد بي كثي - قرآن ف ال لا يات - وأمثا هذه ال كانت فإذا قد لة، ف من ال مرج شرك ل نزل ا ما أ ي شريع بغ ما ل ينفصلن، وأن الت يدة، وأن بالعقصلة يه ال قة حي بيUن عل صلة الوثي هذه ال سلم يه و ل عل صلى ا حاديث الرسول نت أ بي والسلم ما يكون من أمر الناس حي تالف شريعة ال، ومن باب أول حي تنحى شريعة

ال وي�حك�مون بشرع غي شرع ال:

صحاب، يون وأ ته حوار من أم له كان لي إل مة قب ف أ ل ثه ا نب بع من ما ) - نا تلف من بعدهم خلوف، يقولون ما ل يفعلون، بأمره، ث إ يأخذون بسنته ويقتدون

رواه الترمذي.7

)9(منب التوحيد والهاد

Page 10: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ويفعلون ما ل يؤمرون، فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن،.8ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من اليان حبة خردل)

كر قد برئ، ومن أن كرون، فمن كره ف مراء فتعرفون وتن نه يستعمل عليكم أ - (إ.9فقد سلم، ولكن من رضى وتابع)

وخلصة الديثي أن الرضى بشرع غي شرع ال مرج من اللة كالتشريع سواء.

* * *أما أقوال العلماء:

بن كثي رحه ال ف تفسيه للية الكرية: {أ�ف�ح�ك�م" ال�ج"اه�ل�ي(ة ها قول ا فنختار من ي"ب�غ�ون� و"م"ن� أ�ح�س"ن� م�ن" الل ه� ح�ك�ما� ل�ق�و�م� ي�وق�ن�ون}: (ينكر تعال على من خرج عن حكملراء من ا سواه ما ل عدل إ شر، و كل عن ناهي ي، ال كل خ لى شتمل ع ل ال اية هل الاهل كان أ ل، كما شريعة ا من ستند لت وضعها الرجال بل م والصطلحات ا يكمون به من الضللت والهالت ما يضعونا بأهوائهم وآرائهم، وكما يكم به التتارهو سق، و لم اليا لذي وضع خان ا يز عن ملكهم جنك لأخوذة ية ا سات اللك من السيا عبارة عن كتاب مموع من أحكام اقتبسها من شرائع شت: من اليهودية والنصرانية واللةيه ها كثي من الحكام أخذها بجرد نظره وهواه، فصارت ف بن السلمية وغيها، وفي شرعا متبعا يقدمونه على الكم بكتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم، فمن فعل ذلك منهم فهو كافر يب قتاله حت يرجع إل حكم ال ورسوله، فل يكم سواه ف قليل

.10ول كثي)

ويقول ابن تيمية رحه ال: (وبا ذكرته ف مسمى الشريعة والكم الشرعي يتبينه ليس للنسان أن يرج عن الشريعة ف شيء من أموره، بل كل ما يصلح له فهو ف أ الشرع من أصوله وفروعه وأحواله وأعماله وسياسته ومعاملته وغي ذلك، والمد ل رب العالي... وحقيقة الشريعة: اتباع الرسل والدخول تت طاعتهم، كما أن الروج عنهاقال: يه، و تال عل مر بالق لذي أ ل ا ين ا هي د سل عة الر سل، وطا عة الر عن طا خروج

أخرجه مسلم.8 أخرجه مسلم.9

.67/ص2 تفسي ابن كثي: ج 10

)10(منب التوحيد والهاد

Page 11: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ية عاة والرع من الر كل لى ه�}... فع لد¦ين� ل�ل ك°ون� ا ن"ةÔ و"ي" ك°ون� ف�ت� ت(ى ل ت" ق�ات�ل°وه�م� ح" {و"لت ل ا شريعة ا لتزم حاله، وي ف سوله ل ور هم ا كل من يع سي أن يط لرؤوس والرؤو وا

.11شرعها له)

ويقول الشيخ ممد بن عبد الوهاب رحه ال: (ولم شبهة أخرى، يقولون إن النب صلى ال عليه وسلم أنكر على أسامة قتل من قال "ل إله إل ال"، وقال: "أقتلته بعد ماله إل ال"، له إل ال؟"، وكذلك قوله: "أمرت أن أقاتل الناس حت يقولوا؛ ل إ قال: ل إ وأحاديث أخرى ف الكف عمن قالا، ومراد هؤلء الهلة أن من قالا ل يكفر ول يقتل ولو فعل ما فعل، فيقال لؤلء... إلهال: معلوم أن رسول ال صلى ال عليه وسلم قاتلسلم يه و ل عل صلى ا نب صحاب ال ل"، وأن أ له إل ا لون "ل إ هم يقو سباهم و هود و الي قاتلوا بن حنيفة وهم يشهدون أن "ل إله إل ال" وأن ممدا رسول ال ويصلون وي"د(عونكر من أن طالب، وهؤلء الهلة مقرUون أن ب بن أ هم على لذين حرق السلم وكذلك اله إل ال"، وأن من جحد شيئا� من أركان السلم كفر البعث كفر وقتل ولو قال "ل إ وقتل ولو قالا، فكيف ل تنفعه إذا جحد شيئا من الفروع وتنفعه إذا جحد التوحيد الذيبادة ول ادعاء له إل ال" ول كثرة الع لم تنفعهم "ل إ سه؟... ف هو أصل دين الرسل ورأ

.12السلم لÎا ظهر منهم مالفة الشريعة)

يه وسلم وعلى الرغم من وضوح القضية ف كتاب ال وسنة رسوله صلى ال علقوال العلماء، فإن المر يتلط على بعض الناس حي يدون ف كتب الفقه أن من ل وأ يكم با أنزل ال ل يكفر إل إذا كان جاحدا، ويدون ابن عباس رضي ال عنه يقول:

أنه ليس الكفر الذي تذهبون إليه، إنه ليس كفرا� ينقل عن اللة، كفر دون كفر...

يتلط المر عليهم فيحسبون قضية التشريع بغي ما أنزل ال، أو الرضى بشرع غيشرع ال داخلة ف هذا الكم؛ كفر دون كفر، كفر ل يرج من اللة.

والذي يقوله الفقهاء عن الكم بغي ما أنزل ال صحيح ول شك، فليس كل مننزل ال يعتب كافرا�، فقد يكون متأول، وقد يكون جاهل بكم ف قضية با أ ل يكم ف ل يالف حكم ا لذي شي ا ضي الرت نة كالقا شهوة معي مدفوعا ب كون قد ي ها، و بعين

القضية العروضة عليه بتأثي الرشوة وهو عال با يفعل، فيكون عاصيا فاسقا ول يكفر.

بن تيمية، جع وترتيب عبد الرحن بن ممد بن قاسم: ج11 /ص19 مموع فتاوى، شيخ السلم ا309.

.233 و ص232 كتاب "الامع الفريد"، الطبعة الثانية: مقتطفات من ص12

)11(منب التوحيد والهاد

Page 12: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

فكيف اعتب مؤمنا وهو ل يكم با أنزل ال؟

السبب أنه - مع مالفته لكم ال - ل يعل مالفته شرعا يكÎمه بدل من شرع ال، ول يقل إن حكمه هذا بديل يضاهى حكم ال أو يفضUل على حكم ال، إنا موقفهبديل من كالسارق والزان يالف ف العمل، ولكنه ل يغيUر ف الشرع النل، ول يضع

عند نفسه لشرع ال.

أما حي يشرع بغي ما أنزل ال فالمر متلف تام الختلف... فهو عندئذ يضع من عند نفسه تشريعا يل فيه ويرم بغي ما أنزل ال، ث يضاهي به شرع ال، أو يفضUله على شرع ال، وذلك - بإجاع الفقهاء - شرك أكب مرج من اللة، لنه يتعارض معله إل ـ "ل إ شر - ل بل العن البا شر - ل، وهو القتضى البا ند ا من ع با جاء لقرار ا

ال"...

* * * كيف نزعم لنفسنا أننا آمنا بأنه "ل إله إل ال" - أي ل معبود إل ال، ول حاكميا رب قد قلت إن الربا إل ال - إذا كنا نقول - بلسان الال أو بلسان القال - إنك

صاد إل به قوم القت صرة، ل ي صادية العا ياة القت مدار ال نه قول؛ إ نن فن ما ،13حرام، أولذلك فنحن نقره ونتداوله، ونعله هو الصل ف تداول الال!

نة ف كتابك النل، له عقوبة معي يا رب قد قلت إن الزنا حرام، وحددت وإنك ستحق ية ت ناك جر يس ه نه ل نرى أ نن ف ما سلم، أ يه و ل عل صلى ا سولك سنة ر ف و

العقاب أصل إذا ت المر برضى الطرفي ول تكن الرأة قاصرا.

ما قررت! مر آخر غي ها عندنا أ نا - جرية فعقوبت وإذا وقعت - من وجهة نظر وإنك قد قلت يا رب إن عقوبة السرقة قطع اليد، أما نن فنرى أن هذه عقوبة وحشية

الذين يقولون هذا هم الرابون اليهود، ومن عميت قلوبم من "الميي"، أما الستبصرون من الميي13 أنفسهم فيقولون؛ إن النتيجة التمية للربا هي تكدس الثروة ف يد فئة قليلة من الناس تزداد قلة برور الزمن، وازدياد الفقر ف فئة كبية من الناس يتزايد عددها على الدوام - انظر إن شئت تقرير الستشار

اللان "شاخت" عن الربا -

)12(منب التوحيد والهاد

Page 13: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

قرن سان ال يق بإن بة تل بة مهذ هي عقو سجن، و هي ال ندنا سرقة ع بة ال نا عقو ية، إ بربرالعشرين!

وإنك يا رب قد حرمت اللوة بالجنبية، وحرمت الختلط بغي مرم، وحرمت على الرأة السفور وإبداء زينتها لغي مارمها، أما نن فنرى هذه كلها أمورا ل بأس با ول حرج فيها ول ضرر منها، بل نراها من ضرورات الياة العاصرة، و "حقوقا" نالتها

الرأة "التحررة" ل سبيل إل الرجوع عنها، لكي ل نصبح رجعيي متأخرين...

له إل ال" - أي ل مـعبود ول حاكم إل نا آمنا بأنه "ل إ كيف نزعم لنفسنا أنال - إذا قلنا ذلك، ومئات من أمثاله، بلسان الال أو بلسان القال؟

وماذا بقى من "ل إله إل ال" إذ فعلنا ذلك؟

ماذا بقى سوى كلمة ذاهبة ف الواء، ل رصيد لا من الواقع، ول قيمة لا ف واقعالياة؟

إن القرار بألوهية ال، فضل عن تفرده سبحانه وتعال باللوهية - وهو معن "ل إله إل ال" - أمر أضخم بكثي من مرد أن نوقن ف داخل أنفسنا ونقر بألسنتنا أن ال هو الالق، وأن ال هو الرازق، وأن ال هو الدبر وأن ال هو السيطر، وأن ال بيده ملكوت كل شئ... وهو ما يريد الرجئة أن يصروا فيه معن "ل إله إل ال"... فقد كان العرب ف جاهليتهم يقرون بذا كله، ومع ذلك ل يعتبهم ال مؤمني! {و"ل�ئ�ن� س"أ�ل�ت"ه�م� م"ن� خ"ل�ق الس(م"او"ات� و"ال�أ�ر�ض" ل�ي"ق°ول°ن( الل ه}، {و"ل�ئ�ن� س"أ�ل�ت"ه�م� م"ن� خ"ل�ق�ه�م� ل�ي"ق°ول°ن( الل ه�}، {ق°ل� ل�م"ن ال�أ�ر�ض� و"م"ن� ف�يه"ا إ�ن� ك°ن�ت�م� ت"ع�ل�م�ون� س"ي"ق°ول°ون� ل�ل ه� ق°ل� أ�ف�ل ت"ذ�ك ر�ون� ق°ل� م"ن� ر"بÊ الس(م"او"ات الس(ب�ع� و"ر"بÊ ال�ع"ر�ش� ال�ع"ظ�يم� س"ي"ق°ول°ون� ل�ل ه� ق°ل� أ�ف�ل ت"ت(ق°ون� ق°ل� م"ن� ب�ي"د�ه� م"ل�ك°وت� ك°لÐ ش"ي�ء

و"ه�و" ي�ج�ي� و"ل ي�ج"ار� ع"ل�ي�ه� إ�ن� ك°ن�ت�م� ت"ع�ل�م�ون� س"ي"ق°ول°ون� ل�ل ه� ق°ل� ف�أ�ن(ى ت�س�ح"ر�ون}.

فما الذي منعهم - وهم يقرون بذا كله - أن يكونوا مؤمني؟ وأي شيء جعلهمف حكم ال مشركي؟

نزل يل والتحري - أي التشريع - بغي ما أ مران رئيسيان: عبادة غي ال، والتحل أ ال: {و"ق�ال� ال ذ�ين" أ�ش�ر"ك°وا ل�و� ش"اءÈ الل ه� م"ا ع"ب"د�ن"ا م�ن� د�ون�ه� م�ن� ش"ي�ء� ن"ح�ن� و"ل آب"اؤ�ن"ا و"ل

)13(منب التوحيد والهاد

Page 14: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

إ�ن(م"ا ه�و" إ�ل�هË و"اح�دË ف�إ�ي(اي14ح"ر(م�ن"ا م�ن� د�ون�ه� م�ن� ش"ي�ء}، {و"ق�ال� الل ه� ل ت"ت(خ�ذ°وا إ�ل�ه"ي�ن� اث�ن"ي�ن�ف�ار�ه"ب�ون}.

* * * ويعلم ال أننا ما قصدنا بذا البيان إصدار حكم على أحد من أعيان الناس، فتلك

أننا ل نتعرض لا ف هذه الرحلة من حياة المة،15قضية بينا من قبل ف كتابي سابقيلذي هو أمانة ف عنق كل من علم شيئا من حقيقة يان الواجب، ا إنا نن ف معرض البما هم يغيUرون قة لعل هذه القي شأن من لوه ما جه ناس يبي لل فواجبه أن لدين... هذا ا

بأنفسهم فيغي ال لم: {إ�ن الل ه" ل ي�غ"ي¦ر� م"ا ب�ق�و�م� ح"ت(ى ي�غ"ي¦ر�وا م"ا ب�أ�ن�ف°س�ه�م�}.

ف كانت لت سلم ا قائق ال من ح كثيا لخية ها ا ف حقبت مة سيت ال قد ن ولحسها بديهيات ل تقبل النقاش.

ل نزل ا با أ هي وجوب الكم هذه القضية الطية، و سيته ما ن ي من ب كان وضى ل، والر نزل ا ما أ ي شريع بغ ها، وأن الت لى عن سلما إذا ت سلم م كون ال يدة� ل ي عق

بشرع غي شرع ال شرك مرج من اللة.

ولئن كان الفكر الرجائي قد مهد السبيل ف الاضي لزحزحة المة عن كثي منساس أن لى أ مال - ع لك الع عن ت سها لا تقاع يل برر ف القل بة - أو مال الواج العلقرار صديق وا كامل بالت قق يان يتح يان، وأن ال سمى ال ف م يس داخل مل ل الع فحسب... فإن الغزو الصليب - سواء العسكري أو الفكري - قد دفع المة دفعة خطيةكل سها و كل تقاع من غم لى الر ندها ع فت ع قد وق كانت لت لواجز ا خر ا وراء آ انرافها... فأخرجها من شريعة ال، وهو يزين لا عملها، ويد لا ف الغيU، ويوهها أنا

ما زالت ف دائرة اليان...

من هم قي في قد ب كان با غزو الفكري غزو العسكري وال قاوم السلمون ال قد ولضها جعل هذه تا وأمرا من جراء انرافا عانيه المة لذي كانت ت لواء ا كن ا قة... ول طا

ف14 عونه كم فتطي شرع ل عوم ي له مز شريعته، وإ عون جوده ول تتب قرون بو مدبر، ت خالق رازق له إالتشريع.

انظر "واقعنا العاصر" و "مفاهيم ينبغي أن تصحح".15

)14(منب التوحيد والهاد

Page 15: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

القاومة أضعف من أن تقف للغزو الكاسح، فاستتب المر للغزاة، وت لم ما أرادوه منصرف المة عن السلم...

ولقد كان لم من وراء تنحية شريعة ال عن الكم مآرب عدة... وكانوا يعلمونأنه بعد أن تنقض العروة الول - عروة الكم - ستنقض بقية العرى واحدة إثر أخرى.

كما أخب رسول ال صلى ال عليه وسلم: (لتنقضن عرى هذا الدين عروة عروة،هن نقضا فأولن نقضا الكم، وآخر عدها، بالت ب ناس عروة استمسك ال ما نقضت كل

.16الصلة)

كانوا يريدون أن تعمل حركة التنصي ف العال السلمي وهي آمنة مطمئنة، لتفت من تستطيع فتنته عن دينه، ولن تد هذه الركة مال لو بقيت الشريعة قائمة، ون�فÐذ حد

الردة على التنصر الذي يرتد عن السلم.

وكانوا يريدون أن تشيع الفاحشة ف التمع السلمي لتنحل أخلقه ويسلس قيادهغاء، سية للب تا ر حوا بيو مة - أن يفت شريعة قائ ستطيعوا - وال نوا لي ل يكو ستعمر، و للمنات لتسقى تميها الدولة "السلمة!" بتشريعاتا وتنظيماتا وشرطتها! ول أن يفتحوا الا

ية" شروبات الروح سم "ال ية با مر علن ناس ال ساقطات17ال قص لل حوا الرا ! ول أن يفتصيامهم، صلتم و عن ناس ية ال نات!" لتله قب "الفنا عد ل ما ب هن في لق علي لوات أط ال

ودنياهم وآخرتم، باسم الفن والضارة والتقدم!

وبقى الؤمنون ينكرون ذلك كله بقلوبم، وقد عجزوا عن إنكاره بأيديهم ويئسوايه ل عل صلى ا ل سول ا نه ر قال ع لذي قدر ا هذا ال حت كن سنتهم، ول كاره بأل من إننه "أضعف اليان"، "وليس وراء ذلك من اليان حبة خردل"، ل يكن مأمونا وسلم: إ عند القائمي بالغزو الصليب، فقد يشتد يوما حت يصبح "جهادا" حقيقيا كاسحا هو أشد ما يرهبونه من هذا الدين، ومن ث سعى الغزو الفكري إل تثبيت تلك الوضاع على أنا هي الصل الذي ينبغي أن� يتبع، وأن العدول عنه - بالعودة إل تكيم شريعة ال - هو

الرجعية الت ينبغي أن يبأ منها التحضرون.

رواه أحد.16ية" 17 ثاء ترجوا]Spiritual[يطلق الوربيون على المر اسم "الشروبات الكحول لترجي الب ولكن ا

مة ية]Spiritual[كل ي؛ الروح تؤدي كل العني كن أن ية ي مة الورب ستغلي أن الكل ية، م ، بالروحوالكحولية. والتضليل واضح ف الترجة العربية.

)15(منب التوحيد والهاد

Page 16: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

واستعي على ذلك بكل وسائل العلم التاحة من كتاب وصحيفة وقصة ومسرحلت تصور السلم يم ا ستعي بناهج التعل عد - كما ا ما ب عة - وتليفزيون في وسينما وإذاها يع جوانب با - بم ف أور مة ضاع القائ صور الو ية، وت تأخرا ورجع جودا و شريعته و ومالتا - على أنا هي الضارة والرفعة والتقدم، وترج أجيال وراء أجيال تعرف شيئا

، ول تعرف عن السلم إل ما يلقى ف روعها من الشبهات!18عن أوربا

واستعي فوق ذلك بالفكر الرجائي الذي يقول إن اليان هو التصديق والقرار، وليس العمل داخل ف مسمى اليان، كما استعي بـ "علماء" من علماء الدين ليؤكدوا هذه العان الرجائية ف نفوس الناس، بعضهم "طيبون"، تستغل طيبتهم دون وعى منهم،

وبعضهم "مترفون" يضللون الناس على علم.

* * *يا حسرة على العباد!

إن تصور أمة ممد صلى ال عليه وسلم تتحاكم إل غي شريعة ال لو أمر مذهل،وأمر بشع... ل يفف من بشاعته عموم البلوى، ول ثقلة المر الواقع!

كيف تلت هذه المة عن رسالتها، وعن تيزها الذي ميزها ال به؟

هل أخرج ال هذه المة لتكون ف ذيل القافلة تلهث وراء الركب؟!

من شوهة بل م لدة صورة مق صبح يع، وت صيتها وتتم هم شخ ها لتنب هل أخرج والاهلية؟!

م(ة ي�ر" أ° شرية؟! {ك°ن�ت�م� خ" كل الب لى شاهدة ع قائدة ورائدة و كون ها لت ل يرج أك�ذ�ل�ك ب�الل ه}، {و" ن�ون� ك�ر� و"ت�ؤ�م� ن� ال�م�ن� ه"و�ن� ع" ب�ال�م"ع�ر�وف� و"ت"ن� ت"أ�م�ر�ون� س� ت� ل�لن(ا أ°خ�ر�ج"

ج"ع"ل�ن"اك°م� أ°م(ة� و"س"طا� ل�ت"ك°ون�وا ش�ه"د"اءÈ ع"ل�ى الن(اس� و"ي"ك°ون� الر(س�ول° ع"ل�ي�ك°م� ش"ه�يدا}.

تا 18 غم انرافا يات - ر ية إياب ف الضارة الغرب كان قد با، ف عن أور ية فة حقيق لديهم معر كن ل ي الوهرية - ول يكن مقصودا� تعليم السلمي إيابيات أوربا، ول كيف يتخذونا من أجل نضتهم، إنا

كان القصود تعريفهم - جيدا� - بالنلل اللقي واللاد، ليأكل ف جسد المة السلمية.

)16(منب التوحيد والهاد

Page 17: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

شرائع هج ل وتنت شريعة ا عن لك حي تتخلى من ذ شيئا ستطيع أن تقق وهل تالاهلية؟

طائرات هو ال نا يق وجود جل تق من أ صنا لذي ينق قوم أن ا بال ف طر قد يوالصواريخ، واللت والصانع، والعلم والتكنولوجيا...

وكل ذلك ينقصنا حقا...

ودع عنك الن أنه ما صار ينقصنا إل حي تلفنا عن حقيقة "ل إله إل ال"، وأنناله إل ال" كنا مكني ف الرض، سابقي ف كل حي كنا ملتزمي حقا بقتضيات "ل إل"، له إل ا ضيات "ل إ ف مقت قي سباب الي القي كل أ ل جعل لن ا ياة، مالت ال

ويسرها لن يلتزم حقا بـ "ل إله إل ال".

لدوات هذه ا نا امتلكنا مح - أن مع اليال الا فترض - هذا، ولن لن نك ا دع ع كلها كما تتلكها "الدول العظمى!" سواء بسواء، ث ل نطبق شريعة ال... فهل نزيد ف ميزان ال على أن نكون أمة جاهلية يكن ال لا فترة من الوقت ث يكون مصيها الدمار ف الرض والعذاب الليم يوم الساب! {ف�ل�م(ا ن"س�وا م"ا ذ°كÐر�وا ب�ه� ف�ت"ح�ن"ا ع"ل�ي�ه�م� أ�ب�و"اب" ك°ل ش"ي�ء� ح"ت(ى إ�ذ�ا ف�ر�ح�وا ب�م"ا أ°وت�وا أ�خ"ذ�ن"اه�م� ب"غ�ت"ة� ف�إ�ذ�ا ه�م� م�ب�ل�س�ون� ف�ق°ط�ع" د"اب�ر� ال�ق�و�م� ال ذ�ينلدÊن�ي"ا و"ز�ين"ت"ه"ا ن�و"ف¦ إ�ل�ي�ه�م ي"اة� ا يد� ال�ح" ظ�ل�م�وا و"ال�ح"م�د� ل�ل ه� ر"ب¦ ال�ع"ال�م�ي}، {م"ن� ك�ان� ي�ر� أ�ع�م"ال�ه�م� ف�يه"ا و"ه�م� ف�يه"ا ل ي�ب�خ"س�ون� أ°ول�ئ�ك" ال ذ�ين" ل�ي�س" ل�ه�م� ف�ي ال�آخ�ر"ة� إ�ل ا الن(ار� و"ح"ب�ط� م"ا

ص"ن"ع�وا ف�يه"ا و"ب"اط�لÔ م"ا ك�ان�وا ي"ع�م"ل°ون}.

إنا أخرج ال هذا المة لمر أعظم من هذا بكثي...

أخرجها لتكون هي النوذج الذي تتذيه البشرية، لتهتدي إل ربا، وتطبق منهجهف الرض، فتنال خي الدنيا وخي الخرة، وتنال رضوان ال...

وذات يوم حققت المة ذلك النموذج الفذ ف عال الواقع...

ولن تعود إل التمكي والقوة حت تعود إل السبب الذي مكنها من قبل: {و"ع"د الل ه� ال ذ�ين" آم"ن�وا م�ن�ك°م� و"ع"م�ل°وا الص(ال�ح"ات� ل�ي"س�ت"خ�ل�ف�ن(ه�م� ف�ي ال�أ�ر�ض� ك�م"ا اس�ت"خ�ل�ف" ال ذ�ين" م�ن ق�ب�ل�ه�م� و"ل�ي�م"كÐن"ن( ل�ه�م� د�ين"ه�م� ال ذ�ي ار�ت"ض"ى ل�ه�م� و"ل�ي�ب"د¦ل�ن(ه�م� م�ن� ب"ع�د� خ"و�ف�ه�م� أ�م�نا� ي"ع�ب�د�ون"ن�ي ل

ي�ش�ر�ك°ون� ب�ي ش"ي�ئا}.

)17(منب التوحيد والهاد

Page 18: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ولن يعبدوه حق عبادته، عبادة خالية من الشرك، حت يلتزموا بتطبيق شريعة ال: {ف�ل و"ر"ب¦ك" ل ي�ؤ�م�ن�ون� ح"ت(ى ي�ح"كÐم�وك" ف�يم"ا ش"ج"ر" ب"ي�ن"ه�م� ث°م( ل ي"ج�د�وا ف�ي أ�ن�ف°س�ه�م� ح"ر"جا

م�م(ا ق�ض"ي�ت" و"ي�س"لÐم�وا ت"س�ل�يما}.

البحث الثانهل لول المر أن يتصرف ف أحكام الشريعة

بسب الحوالطبيق شريعة ال، إن بوا من اللتزام بت لذين يتلمسون العاذير والجج ليتهر قول ا ي لول المر أن يتصرف ف أحكام الشريعة حسب الحوال... فقد أوقف عمر حد السرقة عام الرمادة، وأبطل سهم الؤلفة قلوبم من مصارف الزكاة... فإذا جاز هذا لعمر رضي

)18(منب التوحيد والهاد

Page 19: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ال عنه فلماذا ل يوز للحكام اليوم، وقد تبدلت المور تبدل حادا، يستدعي إعادة النظرفيما يكن وما ل يكن، وما يوز وما ل يوز؟!

سب شريعة ح كام ال ف أح سه ند نف من ع صرف نه بالت ل ع ضي ا مر ر تام ع واأحوال عصره أمر خطي ل يوز أن يترك بغي تفنيد وتقيق.

يه يه عل با تل لمور ف ا صرف سكريا يت ما ع كن حاك ل ي نه ل ع ضي ا مر ر فع أهواؤه، ول يكن جبارا� ف الرض كالفراعي، يقول: {م"ا أ°ر�يك°م� إ�ل ا م"ا أ�ر"ى و"م"ا أ�ه�د�يك°م

إ�ل ا س"ب�يل� الر(ش"اد}.

والصحابة رضوان ال عليهم من جانب آخر ل يكونوا ليسكتوا على تغيي شرعال أو إبطاله مهما يكن الشخص الذي قام بذا التصرف، عمر أو غي عمر...

يه، ل عل ضافها ا لت أ بة ا كل الها غم نه - بر ل ع مر رضي ا يدا� أن ع نذكر ج ولنب لى ال ما ع قام يو هوري - صوت ال قوي وال يل ال سم الطو ها ال من مظاهر عل وجله سلمان الفارسي رضي ال قال عوا!)، ف سعوا وأطي ناس ا ها ال قال: (أي ناس ف فخطب ال عنه: (ل سع لك اليوم علينا ول طاعة!)، فقال عمر رضي ال عنه: (وله؟)، قال: (حتنا من أين لك هذا البد الذي ائتزرت به، وأنت رجل طوال ل يكفيك برد واحد تبي لتزر به هو برد لبد الذي ائ كما نال بقية السلمي)! فلما بي له عمر رضي ال عنه أن ا

ابنه عبد ال، قال سلمان: (الن م�ر! نسمع ونطع!).

ومن ث فل عمر رضي ال عنه يتصور منه مالفة شرع ال، ول الصحابة رضوانبن مر لؤمني ع ي ا من أم كانت لو فة و لى الخال سكوت ع هم اال صور من هم يت ل علي ا

الطاب.

والق أن الذين يتلمسون العاذير ل يسمون عمل عمر مالفة، إنا يسمونه "تصرفا" ليبنوا عليه قاعدة تفو إليها أفئدتم لتحلهم من اللتزام بشرع ال، هي أن لول المر أن يتصرف ف أحكام الشريعة با يراه، بسب الحوال! وبشئ من "البحبحة" يلÎون أولياء

المور اليوم من الشريعة بأكملها، بجة مناسبة الحوال!

* * *

)19(منب التوحيد والهاد

Page 20: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

فلننظر ف عمل عمر رضي ال عنه: هل هو "إبطال" للشريعة أو "تصرف" فيها؟ أمهو عي اللتزام بأحكام الشريعة مع الجتهاد ف تديد الصورة الصحيحة لتطبيقها؟

أوقف عمر حد السرقة عام الرمادة، فما دللة هذا التصرف؟

فلنرجع إل مقاصد الشريعة:

فذ الرية نا يسعى أول لسد منا ير العقوبة ول بتطبيقها، إ بدأ بتقر إن السلم ل ي حت ل تقع ابتداء، فإذا وقعت نظر ف كل حالة ليضمن أن فاعلها غي معذور، فيقيم عليه الد وقتئذ وقد ضمن أل عذر له ف ارتكاب الرية، فإذا قامت الشبهة فإنا تدرأ الد...

هذه هي الشريعة، وهذا هو الذي فعله عمر على وجه التحديد!

قم الد شبهة، ول ي فدرأ الد بال مة، سرقة قائ ل ال رأى أن شبهة الوع اللجئ إل أو شرع ا مر هل غيUر ع با... ف ف ارتكا عذور ي م سرقة غ كب ال حت يطمئن أن مرت

أبطل تنفيذه؟ أم إنه كان منفذا دقيقا ملتزما ف تطبيقه كل اللتزام؟

أما الجتهاد الخر الذي قام به عمر رضي ال عنه فهو إبطال سهم الؤلفة قلوبممن مصارف الزكاة.

تقول الية الكرية: {إ�ن(م"ا الص(د"ق�ات� ل�ل�ف°ق�ر"اء� و"ال�م"س"اك�ي� و"ال�ع"ام�ل�ي" ع"ل�ي�ه"ا و"ال�م�ؤ"ل ف�ة ق°ل°وب�ه�م� و"ف�ي الر¦ق�اب� و"ال�غ"ار�م�ي" و"ف�ي س"ب�يل� الل ه� و"اب�ن� الس(ب�يل� ف�ر�يض"ة� م�ن" الل ه� و"الل ه� ع"ل�يم

ح"ك�يم}.

تأليف جة ل ناك حا عد ه لم ت ل السلم، ف عزU ا قد أ نه: (ل ل ع ضي ا مر ر قال ع والقلوب).

فهل أبطل عمر رضي ال عنه شرع ال؟ أم إنه نظر ف دواعي التطبيق، فوجد - باجتهاده - أن الداعي لتأليف القلوب ل يعد قائما بعد أن أعز ال السلم، فلم يعد لذا السهم باب للنفاق فيه ف تلك الالة، وهي عزة السلم، ودخول الناس فيه طواعية أو خضوعا للغالب النتصر، وف كلتا الالتي ل يتاج المر إل تأليف القلوب، فالذي دخلبه، والذي دخل خضوعا للغالب النتصر قد طواعية مؤمن صادق قد استقر اليان ف قل

)20(منب التوحيد والهاد

Page 21: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

لذلك السبب، وهو كاف� عنده يه استجابة يدعوه للسلم فدخل ف لذي وجد السبب اللدخول فيه!

لو قال عمر: إن هناك من نتاج إل تأليف قلبه للسلم، لن السلم ل يتمكن فلو تأليف القلوب... الرض بعد، ولكن أرى مع ذلك أل أنفق هذا السهم من الزكاة ل قال ذلك - وحاشا لعمر الؤمن التقي أن يقوله - لوقعت عندئذ الخالفة الت ل تقبل من

عمر ول غي عمر، لنا تكون عندئذ تغييا وتبديل ف شرع ال.

أما قيام حالة ل يكون النص منطبقا فيها، فل يطبق النص لعدم انطباقه على الالةالقائمة، فتصرف أبعد ما يكون عن التغيي أو التبديل ف شرع ال.

ونأخذ مثالI من حالة أخرى للتوضيح:

يقول يي بن سعيد: (بعثن عمر بن عبد العزيز على صدقات إفريقية فاقتضيتها،با شتريت ناس، فا يز ال بد العز بن ع قد أغن عمر جد، ف لم أ لم ف ها قراء أعطي بت ف فطل

رقيقا فأعتقتهم).

فهل نقول؛ إن عمر بن عبد العزيز رضي ال عنه أبطل الشريعة أو عدل فيها لنه لنه وجدت حالة ل ينطبق فيها النص فلم ينفق سهم الفقراء من أموال الزكاة؟ أم نقول إ

يطبق؟

وكذلك تصرف عمر بن الطاب رضي ال عنه، سواء ف عدم تطبيق حد السرقةعام الرمادة، أو وقف إنفاق السهم الاص بالؤلفة قلوبم من أموال الزكاة.

فأين من هذا دعوة الداعي إل إعطاء "أولياء المور" حق إبطال الشريعة بكاملهاوالستعاضة عنها بالشرائع الاهلية... بجة عدم مناسبة الحوال؟!

* * *لمر، تول ا شرعية يه لذي يعط توليته، ا شرط كون ف السلم ي لمر" ل ا إن "وطبيق شريعة ال، فكيف يكون من له شرعية، هذه الشرط هو ت بدونه ل تكون لذي وا

حقه إبطال شرط توليته ومصدر شرعيته؟!

)21(منب التوحيد والهاد

Page 22: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ل هو طاعته حدود ف كن عة، ول سمع والطا حق ال ته لى رعي له ع لمر ل ا ووورسوله، فإن عصى ال ورسوله - بتعطيل شيء من شرع ال - فل طاعة له على الناس.

عال: {ي"ا أ�يÊه"ا ال ذ�ين" آم"ن�وا أ�ط�يع�وا الل ه" و"أ�ط�يع�وا الر(س�ول� و"أ°ول�ي ال�أ�م�ر� م�ن�ك°م قول ت ي ف�إ�ن� ت"ن"از"ع�ت�م� ف�ي ش"ي�ء� ف�ر�دÊوه� إ�ل�ى الل ه� و"الر(س�ول� إ�ن� ك°ن�ت�م� ت�ؤ�م�ن�ون� ب�الل ه� و"ال�ي"و�م� ال�آخ�ر� ذ�ل�ك

خ"ي�رË و"أ�ح�س"ن� ت"أ�و�يل}.

ناء اللغوي للية أن الطاعة ل مطلقة، كذلك الطاعة للرسول صلى وظاهر من الب ال عليه وسلم، ولكن ليست كذلك الطاعة لول المر... ولو قال تعال: "أطيعوا العة ل وطا عة ا قا كطا طاعتهم مطل لوجبت كم" لمر من ل ا عوا أو سول وأطي عوا الر وأطي الرسول صلى ال عليه وسلم، ولكن ال جل شأنه ل يقل ذلك، وإنا عطف طاعة أولما عوا"، لتظل طاعتهم مقرونة دائ لمر "أطي كرار ا بدون ت عة ال والرسول لمر على طا انازع وهو ال لة الت لذي يبي الرجع ف حا نزل ال، ويؤكد ذلك ع"ج�ز� الية ا بدود ما أ

والرسول فحسب.

ل ما أطعت ا عون قال للمة: أطي ل عنه حي فة الول رضي ا هم اللي وهكذا ففيكم، فإن عصيت ال ورسوله فل طاعة ل عليكم.

فإذا كانت هذه هي حدود المر ف السلم، فكيف يتصور أحد أن يكون لولن"ة� إ�ذ�ا ق�ض"ى الل ه قول: {و"م"ا ك�ان� ل�م�ؤ�من� و"ل م�ؤ�م� ل ي سوله وا ل ور فة ا حق مال لمر ا

و"ر"س�ول°ه� أ�م�را� أ�ن� ي"ك°ون� ل�ه�م� ال�خ�ي"ر"ة° م�ن� أ�م�ر�ه�م}.

ث كيف يتصور أحد حي يرج ول المر عن طاعة ال ورسوله بإبطال شريعة ال، يكون له حق السمع والطاعة على رعيته، ورسول ال صلى ال عليه وسلم يقرر أنه

ل طاعة لخلوق ف معصية الالق؟

.19(ل طاعة ف معصية)

.20(إنا الطاعة ف العروف)

* * *

أخرجه الشيخان. 19أخرجه الشيخان. 20

)22(منب التوحيد والهاد

Page 23: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

عديل أو الستبدال، طال أو الت شريعة بالب ف ال صرف لمر أن يت لول ا يس كل! للن هذا الق ليس لحد على الطلق، ل الاكم ول الكوم.

له، ل أذن لمر أن يفعل ذلك، ل ا لول ا يبر لرض ول يوجد سبب واحد ف اول السوابق الت يتصيدونا من تصرفات عمر رضي ال عنه تؤيدهم فيما يذهبون إليه.

ومك اليان، الذي بينه ال ف كتابه النل هو التحاكم إل شرع ال أو العراض عنه: {و"ي"ق°ول°ون� آم"ن(ا ب�الل ه� و"ب�الر(س�ول� و"أ�ط�ع�ن"ا ث°م( ي"ت"و"ل ى ف�ر�يقË م�ن�ه�م� م�ن� ب"ع�د� ذ�ل�ك" و"م"ا أ°ول�ئ�ك ب�ال�م�ؤ�م�ن�ي" و"إ�ذ�ا د�ع�وا إ�ل�ى الل ه� و"ر"س�ول�ه� ل�ي"ح�ك°م" ب"ي�ن"ه�م� إ�ذ�ا ف�ر�يقË م�ن�ه�م� م�ع�ر�ض�ون� و"إ�ن� ي"ك°ن� ل�ه�م ال�ح"قÊ ي"أ�ت�وا إ�ل�ي�ه� م�ذ�ع�ن�ي" أ�ف�ي ق°ل°وب�ه�م� م"ر"ضË أ�م� ار�ت"اب�وا أ�م� ي"خ"اف°ون� أ�ن� ي"ح�يف" الل ه� ع"ل�ي�ه�م و"ر"س�ول°ه� ب"ل� أ°ول�ئ�ك" ه�م� الظ ال�م�ون� إ�ن(م"ا ك�ان� ق�و�ل� ال�م�ؤ�م�ن�ي" إ�ذ�ا د�ع�وا إ�ل�ى الل ه� و"ر"س�ول�ه� ل�ي"ح�ك°م

ب"ي�ن"ه�م� أ�ن� ي"ق°ول°وا س"م�ع�ن"ا و"أ�ط�ع�ن"ا و"أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�م�ف�ل�ح�ون}.

فهؤلء يقولون "ل إله إل ال، ممد رسول ال"، {و"ي"ق°ول°ون� آم"ن(ا ب�الل ه� و"ب�الر(س�ول�}، ث يزيدون على ذلك فيزعمون أنم مطيعون ل ورسوله وال يقول عنهم: {و"م"ا أ°ول�ئ�ك ب�ال�م�ؤ�م�ن�ي}، فينفي عنهم ما زعموه من دعوى اليان، ويبي أن السبب ف نفي اليانف ية لم مصلحة ذات كون ها، إل حي ي ل أعرضوا عن شريعة ا ل عوا إ نم إذا د هم أ عنفور فإنم على ال ل ل شريعة ا ي إذا دعوا إ لؤمني القيقي عال موقف ا يبي ت ها! و تطبيق يقولون سعنا وأطعنا، بصرف النظر عما يصيب ذواتم من تطبيقها، إنا هي الطاعة الطلقة

ل ورسوله، هي صفة الؤمني، وهي سبيل الفلح ف الدنيا والخرة.

* * *لذين يتصيدون الجج والعاذير يقولون: كيف نقيم حد السرقة والناس جياع؟ وا أليس علينا أن نسد جوعتهم أول؟ فلنصلح أحوالنا القتصادية أول ث نشرع بعد ذلك ف

تطبيق الشريعة!

وهي مرد مراوغة ل تنطلي على أحد.

فلنطبق الشريعة الن ف هذه اللحظة، ول خوف من وقوع الظلم على أحد ف ظلشريعة ال!

)23(منب التوحيد والهاد

Page 24: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

إننا حي نطبق الشريعة الن ف هذه اللحظة فلن نطبق حد السرقة على الائع الذيل نه الد... فل نتاج إذن إ تدرأ ع ل السرقة يسرق ليأكل، لن شبهة الوع اللجئ إشريعة طبيق ال لنه ل ت صادية، لحوال القت صلح ا حت ن شريعة كام ال طبيق أح يل ت تعط سيعطل إصلح الحوال القتصادية - بل العكس هو الصحيح - ول سيقع الظلم علىتابه ف ك سه عن نف سبحانه خب ما أ حدا ك لم أ ل ل يظ لن ا شريعة طبيق ال من ت حد أ

النل.

يه وسلم ف الديث القدسي: (يا عبادي إن وكما روى عنه رسوله صلى ال عل.21حرمت الظلم على نفسي وجعتله بينكم مرما فل تظالوا)

سارق نترك كل، و سرق ليأ لذي سارق ا يد ال طع يف نق خرون: ك قول آ ويالليي؟! ل يوز تطبيق الشريعة ف هذه الحوال الراهنة!

كأنا تطبيق الشريعة سيؤدي إل هذا أو ذاك!

فأما السارق الذي سرق ليأكل فلن يقام عليه الد كما بينا، لن شريعة ال تقضيبعدم إقامة الد عليه، وأما سارق الليي فأي نص ف شريعة ال يميه؟!

سطوة خافت كر، و عن الن هي بالعروف والن لمر عن ا مة ست ال ما إذا تقاع وأ ذوي السطوة، فأصبح الال كما وصف رسول ال صلى ال عليه وسلم حال الالكي: إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الد، فهي من جهةمن ها ظام يمي جد ن لن يو خرى ف من جهة أ لخرة، و ف ا لدنيا و ف ا سها تمل وزر نف

سطوة ذوي السطوة، فتلجأ إليه بعيدا عن شريعة ال!

لون: ل يقو شريعة ا طبيق من ت بوا عاذير ليتهر جج وال سون ال لذين يتلم إن اي لوف اللي من أ كم شتراكية! ف شتراكية! ال لون: ال ية! أو يقو ية! الديقراط الديقراطظل تت فة و ية الزي ظل الديقراط تت سلمية!" شعوب "ال ماء ال من د سرقت

الشتراكية؟!

قوات صارت أ يف ي؟ وك جاعت اللي لا، و صول قات ل أ نت طب يف اكت وككان فل كل م من تأت قروض سوداء، وصارت ال سوق ال ف ال باع شعب وضروراته ت ال

أخرجه مسلم. 21

)24(منب التوحيد والهاد

Page 25: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

تنفق ف مواضعها، ول يستفيد منها الصال العام إل القليل بينما تتحمل الليي من أقواتاالضرورية فوائد القروض؟!

ية الليي، فتلك حجة نا بتعطيل الشريعة السلمية من أجل حا نا إذ نادي كل! إنقوم شرط أن ت لا، ب شريعة السلمية ية ال شيء حا ي لن يمي حقوق اللي داحضة، و المة بتبعاتا، فتراقب حكامها، وتأطرهم على الق أطرا كما وجهها رسولا الكري صلىل": {ك°ن�تم� خ"ي�ر" أ°م(ة� أ°خ�ر�ج"ت له إل ا ضيات "ل إ من مقت لك لن ذ سلم... يه و ل عل ا

ل�لن(اس� ت"أ�م�ر�ون� ب�ال�م"ع�ر�وف� و"ت"ن�ه"و�ن� ع"ن� ال�م�ن�ك�ر� و"ت�ؤ�م�ن�ون� ب�الل ه}.

ظال، يد ال لى خذن ع كر ولتأ عن الن هون بالعروف ولتن تأمرن ل ل (كل وا.22ولتقصرنم على الق قصرا، أو ليضربن ال قلوب بعضكم ببعض)

* * * إذا علمنا يقينا أنه ليس لـ "ول المر" أن يتصرف بإلغاء الشريعة، أو تعطيلها، أو تأجيلها، وليس للمة أن تطيعه إن فعل ذلك أو تقره عليه... فبقى أن نعرف حدود ول

المر ف التصرف.

ها يرد في ل لت ف الصال الرسلة، ا يه - أن يتصرف بل يب عل له - يوز نا إما ول يرم نص، با يقق مصلحة المة، بيث ل يالف مقاصد الشريعة، ول يل حرا

، والت نزلت23حلل. كما يوز له أن يتصرف ف المور التغية، الت تتغي بتغي الحوالهاد ترك للجت ية، و ها التاري مة خلل حركت كة ال ضبط حر لت ت مة ا صول العا ها ال فيلى لروج ع عدم ا هي سابقة و شروط ال فس ال صر، بن كل ع سبة ل كام النا ستنباط الح اها من بين تة، و لمور الثاب ما ا ي اللل، إ لرام ول تر يل ا عدم تل شريعة، و صد ال مقالط من ا ها يس لحد أن ينقل ل، فل سي، وعلقات السرة... إ لدود، وعلقات الن ا

الثابت إل الط التغي بأي عذر من العاذير!

رواه أبو داود. 22 راجع البحث الثالث.23

)25(منب التوحيد والهاد

Page 26: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

البحث الثالثشبهة التطور وعدم ملءمة الشريعةللحوال الستجدة ف حياة الناس

قع العاصر، وقد نا� أن تكم الوا عة عشر قر بل أرب لت نزلت ق هل تصلح الشريعة ا جدU ف حياة الناس بعد الثورة الصناعية وتقدم العلم وتشابك العلقات البشرية وتعقدها ما

ل يكن قائما وقت نزول هذه الشريعة؟

وإذا كان تطبيق الشريعة قد ظل مكنا� طيلة القرون العشرة الت تلت نزولا بسبب بطء التغيات الت جدت ف حياة الناس، وانصارها ف أمور ليست بعيدة الشبه بالحوالعد أن كادت تا من إمكان التطبيق ب ها الشريعة، فهل تظل على الدرجة ذا لت نزلت في ا

تندثر الحوال الول، وجدت بعدها أحوال تكاد تكون مبثوثة الصلة با كان من قبل؟!

كذلك يفكر بعض الناس... ولعل هذه هي أهم القضايا الت تثور ف ذهن "الثقف" الغرب تاه تطبيق الشريعة، وخاصة إذا كان من الغرقي ف الخذ بالتفسي الادي للتاريخ،

.24الذي يتبناه التفكي الاركسي، وإن الغرب "الليبال" يشارك فيه بقدر ليس بالقليل

لى لذي يغي الياة ع طور" ا عا�؛ قضية "الت يه م من طرف لمر ناقش ا نا أن ن يد ه ونرالدوام، وقضية ثبات الشريعة كما نزلت قبل أربعة عشر قرنا� من الزمان.

هذا التطور، ما حقيقته؟ هل هو شامل لكل كيان النسان وكل أمور حياته؟ أم إنثابت وما تة وأخرى متغية؟ وما ال مورا� ثاب قع الياة البشرية أ سانية وف وا ف النفس الن

ي 24 سال، والتفك غرب الرأ ناه ال لذي يتب يبال" ا ي "الل ي التفك جذري ب فارق جد قة ل يو ف القيفارق ف الدرجة ل ف هو نا لذات، إ طور با تاه قضية الت عال الشيوعي ناه ال لذي يتب لادي ا الدل ا

النوع.

)26(منب التوحيد والهاد

Page 27: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

التغي على وجه التحديد؟ وهل العبة ف النهاية بالمور الثابتة أم بالمور التغية؟ أم بمامعا�؟ وعلى أي نو يتم التوفيق بي الثابت والتغي؟

هي حقا هل ناس؟ و ياة ال ف ح ي ثابت والتغ مع ال مل شريعة، كيف تتعا هذه ال و "جامدة" بيث ل تتسع لا يدU ف حياة الناس، أم إن فيها من الرونة ما يعلها تستوعب

الديد؟ وما الضوابط الت تكم عملية التوفيق بي الثابت والتغي ف أمور الياة؟

* * * ما يكن أن نطلق عليه "لوثة التطور".25يوجد ف الغرب منذ بدايات هذا القرن

هزة عنيفة ف الياة الوربية ف26فقد أحدثت نظرية التطور الت نادى با "دارون"لذي كان "دارون" يصر لذات، ا جيع مالتا، ول يقتصر الثر على مال علم الياة با

- وإن حصرت مال بثها ف نطاق علم الياة - قد27بثه ف نطاقه، ذلك أن النظرية تعدت هذا النطاق بإياءاتا الطية الت شلت مال� واسعا� من الفكر والعتقاد، كما أن هناك من استغل هذه الياءات استغلل� مقصودا� لتدمي بعض الفاهيم السائدة، وإحللياءات تدت إ بذلك ام ناس، و من ال ي يق مع غراض فر تدم أ ها، بدل� من خرى فاهيم أ م النظرية وتأثياتا إل مال العقيدة، وكذلك مال السياسة والقتصاد والجتماع والخلق

والفن والفكر... وكلها من مالت التشريع.

كان ما قررته تلك النظرية - أو بالحرى ذلك الفرض العلمي - أن "اللق" يتمية لرادة الل يه ل ية، ول دخل ف قة ذات لالق28بطري هي ا عة عة ل29، وأن الطبي ، وأن الطبي

القرن العشرين اليلدي. 25لذي كان متخصصا� ف علم الياة، ونادى بنظرية التطور 26 عال البيطان "تشارلس دارون" ا [هو ال

Evolution[الت قال فيها؛ إن الكائنات الية ظلت تتطور من الكائن الوحيد اللية - أول الكائنات الية على ظهر الرض - إل النسان مرورا� بلقات متعددة منها اللفقاريات فالساك، فالبمائيات،جود فتراض و لى ا سان، ع يا، فالن فالقردة العل فالقردة، يا، ثدييات العل لدنيا، فال ثدييات ا فالطيور، فال

حلقة مفقودة هي النسان القرد.هي ف القيقة فرض علمي ل يرتق إل مرتبة النظرية، كما سيجيء. 27بة إدخال عنصر28 لرادة اللية يكون بثا تدخل ا طور ب قاء الت قول دارون: (إن تفسي النشوء والرت ي

This would be to introduce a supernatural element in[خارق للطبيعة ف وضع ميكانيكي بت)

a completely mechanical position[.

)27(منب التوحيد والهاد

Page 28: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

، وأن التطور يرجع إل ضغط الظروف الادية اليطة بالكائن30قصد لا من اللق ول غاية.31اليU ول دخل للكائن اليU فيه ول إرادة له تاهه

لم الياة، وإن كان "دارون" من دائرة ع مور أوسع ترى - أ ها - كما لك كل وتلذات فتراض اللق ا فإن ا لم، لك الع طاق ذ ف ن ستخدمها إل ل ي سه فتراض أن32نف ، وا

تدبي ول قصد، نا تبط خبط عشواء بل حكمة ول قدرة على اللق، وأ لا ال عة الطبي هذه كلها أمور تس العقيدة، وتعارضها معارضة أساسية، وفضل� عن ذلك فإنا ل بد أنحواله ي أ ياته، كما تغ يم ح فاهيمه وق ي م با، فتغ يؤمن لذي سان ا جدان الن ف و تؤثر لدف قه قه، وخل لذي خل هو ا ل بأن ا يؤمن سان ي إن ضح ب فرق وا مت سلوكية، فث ال معي، ورسم له منهجا� معينا� يعينه على تقيق ذلك الدف، وسيسأله ف النهاية عن مدى تقيقه لا أمره به، وإنسان يؤمن بأن الطبيعة هي الت خلقته، وخلقته صدفة بل قصد، ول

ترسم له منهج حياة معي، ول هي ستسأله عن تقيق شيء بعينه!

{و"م"ا خ"ل�ق�ن"ا الس(م"اءÈ و"ال�أ�ر�ض" و"م"ا ب"ي�ن"ه�م"ا ب"اط�ل� ذ�ل�ك" ظ�نÊ ال ذ�ين" ك�ف�ر�وا ف�و"ي�لÔ ل�ل ذ�ين ك�ف�ر�وا م�ن" الن(ار� أ�م� ن"ج�ع"ل° ال ذ�ين" آم"ن�وا و"ع"م�ل°وا الص(ال�ح"ات� ك�ال�م�ف�س�د�ين" ف�ي ال�أ�ر�ض� أ�م� ن"ج�ع"لثا� و"أ�ن(ك°م� إ�ل�ي�ن"ا ل ت�ر�ج"ع�ون�}، {ق°ل� ه"ل ال�م�ت(ق�ي" ك�ال�ف°ج(ار}، {أ�ف�ح"س�ب�ت�م� أ�ن(م"ا خ"ل�ق�ن"اك°م� ع"ب"

ي"س�ت"و�ي ال ذ�ين" ي"ع�ل�م�ون� و"ال ذ�ين" ل ي"ع�ل�م�ون}.

تا� قاطعا� بوته ثبو فرض ث لى طور - ع فتراض أن الت قط بضغط33كما أن ا تم ف - ي الظروف الادية اليطة بالكائن اليU، وليس ل دخل فيه، كما أن الكائن اليU - با ف ذلك النسان - ليس له دخل فيه، ول إرادة له تاهه، يدث تصورا� معينا� عند من يؤمن به، يعل الله ف حسه هو "الادة"، ويعل النسان عبدا لا، مكوما� بقوانينها، ل يلك

Nature creates everything[يقول دارون: (إن الطبيعة تلق كل شيء ول حد لقدرتا على اللق) 29

and there is no limit to its creativity[..]Nature works haphazardlyيقول: (إن الطبيعة تبط خبط عشواء) [ 30 ، ف]Origin of Species[، وكتابه "أصل النواع" ]Evolution[انظر ف ذلك كله كتابه "التطور" 31

أماكن متعددة منهما.عة 32 قول بالطبي يه، وكذلك ال يل عل مي - ول ي�ق�م� أي دل فرض - غي العل يلحظ أن دارون أطلق ال

الالقة، والطبيعة الت تبط خبط عشواء... وهذه الفروض كلها جزء أساسي من "النظرية"! ومع ذلك فقد انتشرت ف الال العلمي كأنا حقائق ثابتة! ويلحظ من الانب الخر أن هناك نظريات علمية

جديدة ترفض الفرض الداروين من أساسه.لى ذات33 ت ع نه لى أ قون ع به يواف سلمون لذين ي كل ا يس بالتطور، ول سلمون ماء ي كل العل يس ل

النسق الذي افترضه دارون.

)28(منب التوحيد والهاد

Page 29: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

با - ل من ف حياته، لنا - إن آ لا ية ل وزن يم العنو سرها، ويعل الق من أ كاك الفتزيد ف حسه على أن تكون انعكاسا� للوضاع الادية، ونتاجا� لا، مباشرا� أو غي مباشر.

وذلك - ف القيقة - هو عي الثر الذي تركته الداروينية ف الفكر الغرب، علىوعي من الناس أو غي وعي!

على أن المر ف الواقع ل يتم من جراء التأثي للفكر الداروين، وهو ف ذاته كافبدا هود - التربصون أ نا كان الي يا� شامل�، وإ به لن يدث ف نفسه تغي يؤمن عند من

- كأنم ف انتظار هذه القذيفة الدمرة، فسعوا با ف كل مال، ينشئون على34للفساد أساسها نظريات "علمية" ف القتصاد وعلم النفس وعلم الجتماع وغيها من الالت،

ية يم الدين لدين والق كر ا عاد� للف ها م� ثورة35كل لى ال سيطرتم ع شئون - بفضل ، كما ين - متمعا� بل دين ول أخلق ول تقاليد، تنفيذا� لخططهم ف استعباد البشر -36الصناعية

.37بعد إفسادهم - ليكونوا خدما� لشعب ال الختار

لت مة ا حالتهم الدائ من ãستثناء ل - ا من ا قدر سيطرة - ب هود ال تت للي قد ولس�وء س�وم�ه�م� ن� ي" م"ة� م" ي"و�م� ال�ق�ي"ا ل�ى م� إ� ن( ع"ل�ي�ه� ت"أ�ذ ن� ر"بÊك" ل�ي"ب�ع"ث� �با: {و"إ�ذ ل عدهم ا تو

ال�ع"ذ�اب}.

ته وارد ف كتاب ال لكمه يريدها ال: {ض�ر�ب"ت� ع"ل�ي�ه�م� الذÐل ة وهذا الستثناء ذاأ�ي�ن" م"ا ث°ق�ف°وا إ�ل ا ب�ح"ب�ل� م�ن" الل ه� و"ح"ب�ل� م�ن" الن(اس}.

قوله: {و"ي"س�ع"و�ن� ف�ي ال�أ�ر�ض� ف�س"ادا� و"الل ه� ل ي�ح�بÊ ال�م�ف�س�د�ين"}، فيجعل السعي34 عال ب ل ت يصفهم اللفساد صفة دائمة فيهم، وديدنا لم.

كنظرية ماركس ف القتصاد، ونظرية فرويد ف علم النفس، ونظرية دور كاي ف علم الجتماع،35ومذهب "العبثية" عند سارتر، وغي أولئك من اليهود كثي.

سيطر اليهود على الثورة الصناعية منذ نشأتا عن طريق القراض بالربا، ما مكنهم من جع الثروات36لدول، كما مكنهم من السيطرة على وسائل العلم الطائلة، وجع الذهب والتحكم به ف عملت اب - شرقي والغر عا� - ال سكرين م سة الع ف سيا كم له التح لك ك يق ذ عن طر ستطاعوا ية، فا العال والتحكم ف القتصاد العالي، والتحكم ف أفكار الناس وسلوكهم وأخلقهم، وبث الذاهب الفكريةلودة"، وجنون كرة، وجنون "ا فة، كجنون النس، وجنون ال من "النون" متل لوان مة، وبث أ الدا

الزينة، وجنون السينما والذاعة والتلفزيون والفيديو... ال. يقول التلمود - وله عند اليهود قداسة تفوق قداسة التوراة -: إن المي هم المي الذي خلقهم 37

ساد هو إف سان ستحمار الن يد ل سبيل الوح هود أن ال لم الي قد تع تار، و ل الخ شعب ا هم ل ليكب ا عقيدته وأخلقه، فيصبح البشر؛ {ك�أ�ن(ه�م� ح�م�رË م�س�ت"ن�ف�ر"ةÔ ف�ر(ت� م�ن� ق�س�و"ر"ة�}، كما وصفهم ال ف كتابه

العزيز، ومن ث يسهل على الشيطان وأوليائه أن يوجهوهم حيث شاءوا.

)29(منب التوحيد والهاد

Page 30: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ولعله عقاب للبشرية على كفرها، وتبجحها بالكفر: {ق°ل� ه�و" ال�ق�اد�ر� ع"ل�ى أ�ن� ي"ب�ع"ثي�ذ�يق" ب"ع�ض"ك°م� ب"أ�س ع"ل�ي�ك°م� ع"ذ�ابا� م�ن� ف�و�ق�ك°م� أ�و� م�ن� ت"ح�ت� أ�ر�ج�ل�ك°م� أ�و� ي"ل�ب�س"ك°م� ش�ي"عا� و"

ب"ع�ض}.

سالتها سها ور سالتها لنف ف ر ها جل تفريط من أ لذات سلمة با مة ال قاب لل وع للبشرية: {و"ك�ذ�ل�ك" ج"ع"ل�ن"اكم� أ°م(ة� و"س"طا� ل�ت"ك°ون�وا ش�ه"د"اءÈ ع"ل�ى الن(اس� و"ي"ك°ون� الر(س�ول° ع"ل�ي�ك°م

ش"ه�يدا}.

وليس هنا على أي حال مال الديث عن دور اليهود ف نشر الداروينية وجعلها منبعا� لفساد العقائد والفكار والسلوك، إنا نريد فقط أن نركز الديث عن فكرة التطوربالغزو خدعي ند الن سلمية ع شريعة ال طبيق ال كان ت عدم إم شبهة ثارة ف إ ها وتأثي

.38الفكري من السلمي

كان من بي السباب الت أدت إل الزة العنيفة الت أحدثتها فكرة التطور ف الياةصور الوسطى ف الع با ف أور سائد سي ال كر الكن ية أن الف بات39الورب صور الث كان يت

الطلق ف كل شيء، وينادي بالثبات الدائم ف كل شيء، فجاءت فكرة التطور مصادمةيترك أحدها من أن ناص نه ل م قاء بينهما، وأ سبيل لل Îبدا أل لذلك الفكر، بيث ما� تا مكانه للخر بكامله، فإما الثبات الكامل ف كل شيء، وإما التطور الكامل ف كل شيء،خذ قد أ كان بات - كرة الث ن ف لذي يتب سي - ا فوذ الكن كان الن لا ثالث! و يق ول طرسس لى أ قامت "النهضة" ع نذ شر اليلدي، م سادس ع قرن ال نذ ال يدا� م يدا� رو هار رو ين معادية للدين أو معارضة له، وكان النفوذ العلمي والعلمان - الذي تبن فكرة التطور - قد أخذ يتزايد ف الياة الوربية باستمرار، فقد كان الظاهر من مرى الوادث أن فكرةغادر الساحة - مهزومة - لتخلي مكانا لت عليها أن ت بات الطلق ف كل شيء هي ا الثبل ي قا كان غ طور فعل� أو بل الت ما يق كان سواء شيء، كل ف لق طور الط كرة الت لف

للتغيي!

يان دور اليهود ف إفساد أوربا، ومسؤولية المة السلمة ف ذلك الشان، 38 انظر - إن شئت - ف بفترة الستثنائية لسيطرة اليهود؛ "مذاهب فكرية معاصرة ، فصل؛ يه ال لذي تستمر ف لدى ا ومدودية ا

"دور اليهود ف إفساد أوربا". تسمي أوربا عصورها الوسطى "العصور الوسطى الظلمة"، وهي على حق كامل ف هذا الوصف،39

فان لم والعر صور الع هى ع من أز تا فترة ذا كانت ال ما حدها، بين با و ف أور مة كانت مظل ها ولكن واليقي ف العال السلمي، وتنسب أوربا ظلم عصورها الوسطى إل "الدين"، وهي صادقة ف هذاكان قد كري، ف بالغزو الف خدوعون يرى ال ما ته، ك ف ذا لدين سبة ل لرف، ل بالن لدينها ا سبة بالن

"الدين" هو مصدر النور بالنسبة للمسلمي ف ذات الفترة.

)30(منب التوحيد والهاد

Page 31: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ول شك أن الفكر الكنسي ل يكن خاطئا� كله، وإن ل يكن على صواب ف كثيمن المور.

فاعتقاد الثبات ف قضية اللوهية اعتقاد حق - بصرف النظر عن انراف الكنيسة ف قضية التثليث، وقضية تأليه عيسى، وادعاء بنوته ل - فال سبحانه وتعال دائم، حي قيوم، أزل أبدي ل تتغي ذاته ول تتغي أساؤه ول صفاته، واعتقاد الثبات ف قضية اللقلى من ع هو الهي نه قه، وأ من خل شيء كل لالق، وأن هو ا ل ن أن ا حق، بع قاد اعت اللق، الدبر للكوت كل شيء. كذلك العتقاد بثبات وضع النسان ف الرض، بعنث نة، مة معي ها أجل� مسمى ومه لرض ليقضي في ل ا طه إ قه، وأهب لذي خل هو ا ل أن ا يوت ليبعث وياسب على ما قام به من عمل ف الياة الدنيا ث يلد ف اللكوت - أي

النة - أو يلد ف العذاب.

بات ف الجرام السماوية، وف الوجودات على الرض، وف النظم قاد الث ما اعت أصور كن ت لم ي ية... ف صادية أو اجتماع سية أو اقت كانت سيا سواء ناط، والشكال والتا، ية ذا سنن الربان يه صابئا� ول واعيا�، وكان أكثره يصدر عن جهل مطبق بال الكنيسة ف

فضل� عن العلوم الكونية الت كان نصيب أوربا منها ف العصور الوسطى أضأل نصيب.

صور لة الع صوابه - طي سائدا� - بطئه و كر هذا الف ظل قد لمر ف كان ا يا� وأكاك سواء الحت سلمي، با بال كاك أور تأثي احت ية ب ضة الورب بدأت النه حت سطى الويق عن طر با ل أور ندلس إ من ال ضارتم قافتهم وح سلمي وث لوم ال قال ع سلمي بانت الية ل اللتين ية إ تب العرب جة الك يامهم بتر ث ق لم، لب الع ناك لط ل ه ها إ عاث أبناء ابتف با ضد السلمي تا أور لت قاد صليبية ا لروب ال ف ا كاك الرب ية، أو الحت والغريق

الشرق.

- أن أخذت40وقد حدث - نتيجة ظروف كثية متشابكة ل مال لتفصيلها هناياة ف ح نه قت م لذي انبث سلم، ا خذ ال ضارتم دون أن تأ سلمي وح لوم ال با ع أور السلمي تلك العلوم وتلك الضارة؛ فنشأت عندها حضارة معادية للدين، أو ف القليل مبتعدة عنه، ترفض أن ترجع ف شيء من أمور الياة إل الوحي الربان، وتفضل أن ترجع

.41إل فكر "النسان" وإل العرفة البشرية

انظر: "مذاهب فكرية معاصرة"، فصل؛ "العلمانية"، وكذلك: "العلمانية" لسفر عبد الرحن الوال.40 هذا هو منشأ "العلوم النسانية" ف أوربا، أي العلوم الت يرجع فيها إل العلم البشري ل إل الوحي 41

الربان! وهكذا ولدت تلك العلوم معادية للدين من أول لظة!

)31(منب التوحيد والهاد

Page 32: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وحي قام "دارون" ينادي بنظرية التطور ل يكن الفكر الورب قد تيأ بعد لقبولا بكل تفصيلتا وكل إياءاتا، خاصة وهي تنع عن "النسان" كرامته النسانية، وتردهلذي يعتز به، وترده مرد واحد من الكائنات إل أصل حيوان بت، وتنع عنه تفرده ا الت وجدت على الرض صدفة؛ وهو متطور نعم! ولكنه مع ذلك حيوان! أو كما ساه

لملس" [ قرد ا لداروينيي "ال حد ا Theأ Hairless Apeسده ـكسو ج لذي ل ي ] - أي االشعر! -

لتردد لمر، ث خف ا بدأ ا تردد ف م ية على لت الداروين مع ذلك تقب با كن أور ول تدرييا�، حت انقلب ف ناية المر إل حاسة جياشة ل تبقي مال� لثبات أي شيء علىقد كانت ما كار؛ ك يم ول الف يد ول الق لخلق ول التقال لدين ول ا لطلق... ل ا ا أقتنعت من قبل أنه ل ثبات لشيء ف الكون الادي... ل الجرام السماوية ول الفلك،

ول الكائنات الرضية من نبات أو حيوان... إو إنسان!

وكان وراء ذلك التحول الذي ت خلل عقود قليلة من الزمن عدة أمور...

فالثورة الفرنسية كانت قد هزت أوضاعا� ثبتت من قبل ف أوربا وغيها من بلدالعال عدة ألوف من السني.

والثورة الصناعية كانت قد هزت أوضاعا� أخرى، ثبتت هي الخرى من قبل عدة ألوف من السني، منذ تعلم الناس الزراعة وعاشوا عليها، فإذا الزراعة تصبح شيئا� هامشيا ف حياة الناس، ويتجه الهتمام إل النتاج الصناعي التزايد، وإذا الرأة الت ظلت دهورال ترج إ ها، شئون زوجها وأبنائ لى ها، عاكفة ع ف بيت عة شرية قاب ياة الب من ح لة طوي

.42العمل ف الصانع، وتنتج من جراء ذلك "قضية" تشغل البشرية قرنا� كامل� من الزمان

ووراء ذلك كله كان اليهود التربصون للفساد، ينتهزون الفرصة السانة، فيعيثون فسادا� ف الرض، مستغلي الداروينية وإياءاتا ف تدمي كل القيم الثابتة ف حياة النسان!

!43ومستغلي النفور من الكنيسة وطغيانا لتدمي كل ما يتعلق بالدين

راجع إن شئت ف نشاة "قضية الرأة" ف أوربا، وما أحدثته من آثار ف التمع الورب؛ "دور اليهود 42ف إفساد أوربا"، من كتاب؛ "مذاهب فكرية معاصرة".

ثان: "دور 43 يد ال سة"، والتمه لول: "دور الكني يد ا صرة"، التمه ية معا مذاهب فكر كذلك " جع رااليهود ف إفساد اوربا".

)32(منب التوحيد والهاد

Page 33: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

* * *هل متروك ل فذلك ية، مع الداروين ية شة علم ف مناق نا ندخل ه نا ل نن ه و

.44الختصاص

ثة" ية الدي [وإن كنا نيل القارئ إل عال داروين من علماء ما يسمى "الداروين

Neo Darwinism[ "هو "جوليان هكسلي" الذي قال ف كتابه "النسان ف العال الديث� ]

Man in the Modern World["لبيولوجي : (إن النسان متفرد ف كيانه كله، حت الكيان "اسائر ف له يل لذي ل مث سي ا يانه النف لي وك يانه العق ف ك فرده عن ت ضل� ته، ف ذا

.45الكائنات)

لم قول إن الع ية "دارون" - ن مع نظر مي قاش عل ف ن نا عدم دخول مع نا - ولكن اليوم قد تقدم كثيا� عنه ف أيام "دارون"، واكتشف العلماء - خاصة بعد تفجي الذرة، ثلدائم ف صوره وأشكاله، تة ف هذا الكون رغم التغي ا تا - أن هناك سننا ثاب تفجي نوانه اكتشف سنة التطور، وهذا ما ل يكن واضحا� تام الوضوح عند "دارون"، فصحيح ألة - إن عن جها قال - بل طور، ها الت تم ف نطاق لت ي تة ا سنن الثاب ولكنه ل يكتشف ال

"الطبيعة" تبط خبط عشواء!

لقد اكتشف العلماء أن هناك نسقا� ثابتا� ف بناء الكون كله، هو التمثل ف تركيبفرق بي عنصر نة، وأن ال تدور حولا بسرعة معي نواة موجبة وكهارب سالبة لذرة من اثابت، إنا هو ف عدد الوحدات الت تتكون منها ذرة وعنصر ليس فرقا� ف هذا النسق ال كل عنصر؛ وأن هناك تولت كثية تت ف الكون خلل مليي السني، ولكنها ل تغيلة إل حالة ومن لت يتم با التحول من حا هذا النسق الثابت، ول تغي كذلك الطريقة امدبرة تكم النسق قوة لادة إل صورة مغايرة... وان وراء ذلك كله صورة من صور ا

!46الثابت وتكم طريقة التغيي

سبق أن اشرنا إل أن الفروض الدارونية ليست مسلمة عند العلماء، وأن هناك علماء يرفضونا تاما، 44 وآخرون يرونا على صورة اخرى غي ما تصورها دارون، انظر على سبيل الثال: "موريس بوكاي/

أصل النسان"، ترجة مكتب التربية الليجي.عال الديث"، ترجة حسن خطاب ومراجعة الكتور عبد 45 يان هكسلي، "النسان ف ال راجع: جول

قاهرة، عال، ال يم ال للف كتاب، وزارة التعل صدار مشروع ا سان"، إ فرد الن يم منتصر، فصل؛ "ت الل1956.

)33(منب التوحيد والهاد

Page 34: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

كما اكتشف علماء الياة من أسرار اللية الية ما أقنعهم كذلك بثبات السنن الت!47تكم عمليات التحول ف بناء اللية، وأن التحول ل يتم خبط عشواء

تلك إذن هي الصورة الصحيحة الت اهتدى إليها العلم، سنن ثابتة وصور متغية،أو قل: صور متغية تدور حول ماور ثابتة.

ولو اهتدى "دارون" إل تلك القيقة لسم القضية، ولا ترك لليهود الفرصة يعيثون!48بالداروينية فسادا� ف الرض

لداروين ظل ينمو ويتسع نطاقه حت غشUى لذي حدث بالفعل أن الفكر ا ولكن ا مالت البحث كلها، با فيها دراسة التاريخ، وعلم الجتماع، وقيل ف التفسي الدل

، كما قيل ف علم الجتماع: إنه ل ثبات لشيء على الطلق ف حياة النسان.49للتاريخ

كاي" قال "دور من50و شياء هي أ سرة لزواج وال لدين وا نون أن ا كان الظ ) : .52، ولكن دراسة التاريخ تطلعنا على أن هذا المر ليس حقيقة!)51الفطرة

طوار: طور السحر ث طور يل: إن البشرية قد مرت ف ثلثة أ ما ق يل من بي وقالدين، ث طور العلم! وإنه كما أخلى السحر مكانه للدين، فقد أخلى الدين مكانه للعلم!

* * *عال المريكي "هوكنج" 46 ، طبع الوليات]A Brief History of Time[ ف كتاب ]Hoking[ انظر ال

.1988، أبريل ]Bantam[التحدة، الناشر "بانتام " انظر "موريس بوكاي"، "أصل النسان"، سبقت الشارة إليه.47 جاء ف البوتوكول الرابع من "بروتوكولت حكماء صهيون": (نن رتبنا ناح دارون ونيتشة، وإن48

أثر فكرها ف عقائد الميي واضح لنا بكل تأكيد). العروف باسم "التفسي الادي للتاريخ".49هودي، 50 ماع ي عال اجت يم: يل دور كل سات1858/1917 إم ف الدرا لؤثرين كب ا من ا م، و

العاصرة ف علم الجتماع، وينقل عنه - مع السف - "علماء" الجتماع عندنا بل تفظ. أي أ شياء لا صفة الثبات.51جة52 صدار إدارة التر سم، إ مود قا لدكتور م جة ا ماع"، تر لم الجت ف ع مة كاي، "مقد ظر دور ان

: (إن النظر60 - 59. وجاء ف هذا الكتاب أيضا� ص173، ص2بوزارة التعليم العال، القاهرة ط إل القيم الخلقية على أنا قيم ثابتة هو نظرة غي علمية على الطلق).

)34(منب التوحيد والهاد

Page 35: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

سي لدين الكن من ا تداء ية، اب من اختللت فكر ها حدث في ما با، و نترك أور وية" منهجا للتفكي ومنهجا للحياة، وتفشي تاذ "العلمان لدين وا مرد على ا ل الت الرف إكل ل تأخر، وإ ية و نه رجع لى أ ثابت" ع كل " ل ظر إ لاد، والن ثة ال طور ولو ثة الت لو

"متطور" على أنه تقدم ورفعة ورقى...

نترك هذا كله وننتقل إل العال السلمي:

لك عرض لت ل يت بوة، نور الن ستني ب ل، ال تاب ا تدي بك سلمي، اله كر ال إن الف الختللت الت تعرض لا الفكر الورب، وف قضيتنا بالذات، الت نتناولا هنا بالبحث،لى شيء ع كل ثابت، ول أن لطلق لى ا شيء ع كل سلمون أن كرون ال قد الف ل يعتياة ف ح صة يات، وخا ناك متغ ثوابت وه ناك ما أن ه قدوا دائ نا اعت ي، إ لطلق متغ ا

النسان.

وما قضية الجتهاد ف الشريعة إل تسيد واقعي لذا العتقاد.

كن نص، ول يه يرد ف ل ما ماء في هد العل ي، ويت لدوام تتغ لى ا ياة ع فأمور الاجتهادهم مقيد دائما بضوابط ثابتة، وهي ما يطلقون عليه "مقاصد الشريعة".

وقبل أن نتعرض لقضية الشريعة، وقضية الجتهاد، نسأل: ما الثابت وما التغي فالكيان النسان وف الياة البشرية؟

هل صحيح أن النسان ليس له كيان ثابت ول فطرة، إنا هو مرد انعكاس للحياةيوم، وأن نه من ث قد تغي تغيا جذريا منذ عاش على الرض إل ال به، وأ الادية اليطة كل طور مادي مرU به قد شكل جوهره على صورة متلفة تاما عما كان عليه ف الطورعن تام الختلف لف كائن مت ية ف النها هو صناعي" صر ال سان "الع سابق، وأن إن ال

النسان الزراعي، فضل عن النسان الرعوي، فضل عن سكان الكهوف؟

جل "كـرو عاش ر سان": ( سانية الن ـاب "إن ف كـت بو" يه دو ـول "رن يـق ف أكثر أناء أوربا قبل حوال ثلثي ألف سنة، قبل قيام الزراعة]Cro-Magnon[ماغنون"

نه كان صيادا بصورة رئيسية كان - على ما يظهر - لة، ومع أ فترة طوي وحياة القرية ب مشابا لنا جسما وعقل، فأدواته وأسلحته تناسب حجم أيدينا الن، وفنه ف كهوفه يثيمام ما بالهت نه شاركنا بشكل تاه تكشف أ لدفن مو ها لت كان يولي ية ا مشاعرنا، والعنا

)35(منب التوحيد والهاد

Page 36: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

بنهاية النسان وآخرته، وكل أثر مدون من آثار إنسان ما قبل التاريخ يوفر شواهد أخرى.53للفكرة القائلة أن الواص الساسية للجنس البشري ل تتغي منذ العصر الجري)

ولننظر نن ماذا تغي ف حياة النسان...

نازل والقصور... وقد ن ال ث ب ن الكواخ، سان يعيش ف الكهوف، فب كان النيبن غدا مساكن ف الكواكب الخرى أو ف مركبات الفضاء!

وكان النسان يكتسي بأوراق الشجر والريش، فصنع اللبس من النسيج اليدوي،ث صنعها من النسيج الل، وتفنن ف صنعها فجعل منها "مودات"، وجعل لا تقاليد...

صنعه، ف نن ث تف صار يطهوه، نار، ف شف ال بل أن يكت كل الطعام نيئا ق كان يأ وواتذ له أدوات، وجعل له تقاليد...

وكانت الياة تعتمد على الصيد، ث استأنس النسان حيوان الرعي فصارت الياة رعوية، ث صارت زراعية بعد اكتشاف الزراعة، ث صناعية بعد اختراع اللة، وقد تكون

غدا على نو جديد غي كل ما تقدم.

ضم كان، أو ي ل م كان إ من م قال قدميه إذا أراد النت لى سي ع سان ي كان الن وسفن مل وال ستخدم دواب ال ث ا لاء، ها ا عب علي عض في ل ب ضها إ شاب بع عض الخ ب

الشراعية، ث اخترع السيارة والباخرة، ث ركب الطائرة والصاروخ.

وكان النسان فردا ف أسرة، فصار فردا ف قبيلة، فصار فردا ف متمع يتألف من عدة قبائل، فصار فردا ف أمة، فصار فردا ف متمع دول متباعد الطراف منعزل بعضه

تقاربت أطرافه بفعل تقدم54عن بعض، فصار فردا ف متمع يوصف بأنه "متمع إنسان!"وسائل التصال فأصبح شبيها بالقرية الواحدة!

يوت ط 53 سالة ب يل، مؤسسة الر صبحي الطو يل جة د. نب سان"، تر سانية الن بو"، "إن يه دو ،1 "رين.71، ص1979

تل الماعي،54 شكال الق شع أ يه أب حدثت ف لذي هو ا سان!" مع الن سمى "الت لذي ي� مع ا هذا الت وأبشع ألوان العدوان، والذي يعيش بعضه ف الترف الهلك وبعضه الخر ف الفقر الهلك. بعضه يلقي القوات ف البحار والنار أو يرقها لكي ل تنخفض أ سعارها ف السوق العالية، وبعضه ل يد لقمة

البز الت تفظه من اللك!

)36(منب التوحيد والهاد

Page 37: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

نعم... تغيت كل "صور" حياته... فما الذي تغي ف كيانه من الداخل؟

هل تغي حبه للبقاء؟ وحبه للمتداد عن طريق النسل؟ وحبه للبناء والتعمي والنشاءبات لبوز وإث به ل ياة؟ وح يل ال لدوات وتم مات وتسي ا صنيع الا به لت ي؟ وح والتغي

؟ وحبه لذاته وحبه ف الوقت نفسه للجتماع مع الخرين؟55الذات؟ وحبه للتملك

هل تغيت أطماعه؟ هل تغيت أمانيه؟

باختصار؛ هل تغيت "نوازعه الفطرية"؟

وهل تغي قبل ذلك كله، ومع ذلك كله، أن النسان - ف جيع أحواله وأطوارهما كافر وإ ما سلوك؛ إ صور وف ال ف الت فارق "جوهري" ما ي بينه حد اثن وعصوره - أل ذ�ي خ"ل�ق�ك°م� ف�م�ن�ك°م� ك�اف�ر شيطان، {ه�و" ا هج ال بع لن ما مت ل وإ هج ا بع لن ما مت مؤمن، إ و"م�ن�ك°م� م�ؤ�م�ن}، {إ�ن ال�أ�ن�س"ان� خ�ل�ق" ه"ل°وعا� إ�ذ�ا م"س(ه� الش(رÊ ج"ز�وعا� و"إ�ذ�ا م"س(ه� ال�خ"ي�ر� م"ن�وعا� إ�ل ا

ال�م�ص"لÐي}.

هل تغي شيء حقيقي ف أعماق النسان من الداخل حي تغيت صور حياته علىمدار التاريخ؟

عي، سان الزرا عوي، والن سان الر ي الن يس ب قة ل ف القي لوهري فارق ا إن الكافر، عوى ال لؤمن والر عوي ا ي الر هو ب نا لذري! إ سان ا صناعي، والن سان ال والنلؤمن لذري ا كافر، وا صناعي ال لؤمن وال صناعي ا كافر، وال عي ال لؤمن والزر عي ا والزرية - أو الظاهرية - بي الرعوي والزراعي والصناعي، فوارق الزئ ما ال لذري الكافر! أ وا

فهي كما قلنا فوارق ف الصورة وليست ف داخل الكيان.

* * *هل معن ذلك أل نأبه إطلقا لتغي الصورة ما دام الوهر ل يتغي؟

كانت للشيوعية دعوى عريضة ف أن حب التملك ليس نزعة فطرية، إنا هو نزعة شريرة اكتسبها55طاع لرق والق هود ا ف ع عه ستمرت م عة وا شاف الزرا عد اكت لادي ب طوره ا ناء ت ف أث سان الن والرأسالية، حت جاءت الشيوعية فردته عنها وشفته من آثارها! وقد تاوت الشيوعية أخيا� وتاوت

معها دعاواها!

)37(منب التوحيد والهاد

Page 38: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ل أحد يقول ذلك! فإن القول بذلك معناه إلغاء "التاريخ"؛ معناه إلغاء كل الهدها من أجل لق لت خ فة" ا غاء دور "الل ناه إل لرض، مع مارة ا ف ع سان بذله الن لذي اما تشمل - عمارة الرض بقتضى النهج الربان: {و"إ�ذ� ق�ال لت تشمل - في النسان، وا ر"بÊك" ل�ل�م"لئ�ك�ة� إ�ن¦ي ج"اع�لÔ ف�ي ال�أ�ر�ض� خ"ل�يف�ة}، {ه�و" أ�ن�ش"أ�ك°م� م�ن" ال�أ�ر�ض� و"اس�ت"ع�م"ر"ك°مه�}، ن� ر�ز�ق� ل°وا م� ه"ا و"ك° ف�ي م"ن"اك�ب� ش�وا ل°ول� ف�ام� م� ال�أ�ر�ض" ذ� ل� ل�ك° ل ذ�ي ج"ع" ه"ا}، {ه�و" ا ف�ي

{و"س"خ(ر" ل�ك°م� م"ا ف�ي الس(م"او"ات� و"م"ا ف�ي ال�أ�ر�ض� ج"م�يعا� م�ن�ه�}.

ومن خلل حركة النسان ف الرض، واحتكاكه بالكون الادي، وماولة تسخي طاقاته... تتغي الياة جيل بعد جيل، وعصرا بعد عصر، فإن ألغينا من اعتبارنا هذا التغييدينا هداف الوجود البشري، وتتل بي أ من أ سيا غي معه هدفا رئي نا نل ف الصورة، فإنثوابت ول إهال العايي، وكيف نصنع إذن ف هذه القضية، الت ل نستطيع فيها إهال ال

التغيات؟

يات هال التغ ثابت وحده، وإ لى ال لتركيز ع هو ا سي كر الكن كان خطأ الف قد لوعدم إعطائها أي اعتبار.

وكان خطأ الفكر "التطوري" النبثق عن الداروينية بصفة خاصة، هو التركيز على التغي وحده، وإهال القيم الثابتة وعدم إعطائها أي اعتبار، والصواب أل نمل هذه ول

تلك، لن كل منهما له آثاره الواضحة ف حياة النسان.

ولكن السؤال الذي يدد القضية - وهو مفتاحها كذلك -؛ هو من الذي يكمثابت يكم التغي؟! الوهر يكم الصورة، أم الصورة ثابت؟ أم ال لخر؟ التغي يكم ال ا

تكم الوهر؟

إن قلنا إن التغي يكم الثابت - كم يقول أصحاب الفكر التطوري - فقد ضاعضبط لذي ي ها ا صورة معيار قد ال ث تف من صورة... و حوله ال تدور لذي لور ا نا ا م

حركتها، ث تفقد معناها ف ناية الطاف!

نا ثابت ول التغي! إ نا شيء، ل ال لن يضيع م ثابت يكم التغي ف نا إن ال ما إذا قل أفقط تنضبط حركة التغي، فل ترج عن مسارها الصحيح.

وهذا هو الق الذي خلقت به السموات والرض... وخلق به النسان: {و"خ"ل�قالل ه� الس(م"او"ات� و"ال�أ�ر�ض" ب�ال�ح"ق¦ و"ل�ت�ج�ز"ى ك°لç ن"ف�س� ب�م"ا ك�س"ب"ت� و"ه�م� ل ي�ظ�ل�م�ون}.

)38(منب التوحيد والهاد

Page 39: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وهذا هو الذي نزلت به الشريعة السلمية لتحكم الياة البشرية إل آخر الزمان!

* * *شولا عن ها، و ف عموم سلمية شريعة ال يا ال عن مزا لم نا أن نتك لال ه يس ا ل للحياة من جيع أطرافها ف توازن وتكامل واتساق، فلهذا مال آخر، إنا نن معنيون هنا بنقطة واحدة معينة هي قضية "التطور" ف صور الياة "وثبات" الشريعة، وقضية؛ كيفمن ناس ياة ال ف ح Uجد ما تواكب نا أن شر قر عة ع بل أرب لت ق لت نز شريعة ا تأتى لل ي

تغيات.

ول يفوتنا قبل أن نناقش القضية أن نعرض لحد الوانب العقدية ف القضية كثياما يغفله الناس ف البحث وهو يستحق التنويه.

عي - ي و هم أو بغ بوعي من قة - ف القي هم ساؤل هذا الت ساءلون لذين يت إن ا ينكرون صفة من صفات ال على القل - إن ل يكونوا منكرين لكثر من صفة ف واقعهذه نزل ي أ لم ح كن يع ل ي ل صورون أن ا كأنم يت لم، ف صفة الع هي لك لمر - ت ا الشريعة أن امورا� ستجدU ف حياة الناس تتلف عن الوضاع الت كانوا عليها يوم نزلت هذه الشريعة! كما أنم ينفون ف الواقع صفة الكمة، إذ يتصورون أن ال أنزل شريعة ليم ل عل مة! وا يوم القيا ل با إ ناس لزم ال ث أ من من الز ي ف حيUز مع ها إل كن تطبيق ي

حكيم كما وصف نفسه سبحانه وتعال، ولكن أكثر الناس ل يعلمون.

والن نعود إل التعرف على الداة الت جعل ال با هذه الشريعة صالة للتطبيق إليوم القيامة، وجعلها تتسع لتستوعب كل ما يدU ف حياة الناس على هذه الرض.

تة، وقد ناس يب أن تظل ثاب تة ف حياة ال مورا ثاب بدء إن هناك أ بادئ ذي قول ن ثبتتها هذه الشريعة ومنعت إحداث أي تغيي فيها، لن أي تغيي فيها تنتج عنه اختللت ف حياة البشرية، وقد سبق ف علم ال العليم الكيم أن الثبات هو المر الواجب ف تلك

المور، فأنزل أمره الكم بعدم التغيي.

والسبب ف ثبات هذه المور، وف وجوب تثبيت الحكام الاصة با، أنا متعلقةبقائق ثابتة ل تقبل التغيي، وإن غ°ي¦ر"ت� تفسد المور.

)39(منب التوحيد والهاد

Page 40: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

أول هذه المور؛ هو وجوب عبادة ال وحده بل شريك.

سبق أن موا - كما ي، وزع لط التغ لى ا هذه القضية ع يون ما وضع التطور وبينسحر نه كما أن ال لم، وأ لدين والع سحر وا طوار: ال ف ثلثة أ مرت شرية شرنا - أن الب أ

أخلى مكانه للدين، فكذلك الدين قد أخلى - ويب أن يلي - مكانه للعلم!

بينما يقول التطوريون ذلك فإن ال يقول على سبيل اللزام الدائم: {ي"ا أ�يÊه"ا الن(اس اع�ب�د�وا ر"ب(ك°م� ال ذ�ي خ"ل�ق�ك°م� و"ال ذ�ين" م�ن� ق�ب�ل�ك°م� ل�ع"ل ك°م� ت"ت(ق°ون}، {و"اع�ب�د�وا الل ه" و"ل ت�ش�ر�ك°وا ب�ه� ش"ي�ئا}، {إ�ن الل ه" ل ي"غ�ف�ر� أ�ن� ي�ش�ر"ك" ب�ه� و"ي"غ�ف�ر� م"ا د�ون� ذ�ل�ك" ل�م"ن� ي"ش"اءÁ}، {إ�ن� ت"ك�ف°ر�وا

ف�إ�ن الل ه" غ�ن�يè ع"ن�ك°م� و"ل ي"ر�ض"ى ل�ع�ب"اد�ه� ال�ك°ف�ر" و"إ�ن� ت"ش�ك°ر�وا ي"ر�ض"ه� ل�ك°م}.

وغن عن البيان أن هذه قضية ثابتة لنا قضية اللوهية وحقها على العباد.

وال سبحانه وتعال دائم ل يتغي، وكون العباد هم من خلقه حقيقة دائمة ل تتغي، فأصبح من مقتضى ذلك أمر ثابت هو وجوب عبادة العباد لربم وخالقهم: {أ�ل ل�ه� ال�خ"ل�ق

و"ال�أ�م�ر}، {و"ق�ض"ى ر"بÊك" أ�ل ا ت"ع�ب�د�وا إ�ل ا إ�ي(اه�}.

وإنا احتاج التطوريون لكي يزحزحوا هذه القيقة عن ثباتا ويضعوها على الط التغي، أن يكذبوا كذبة "علمية" ضخمة، ول ييئوا عليها بدليل واحد، هي كذبة "اللققة، عة الال فة هي كذبة الطبي غال ف الرا ها إي له! وكذبة أخرى ل تقلÎ عن لذات" دون إ ا

!56الت "تلق كل شيء ول حدU لقدرتا على اللق"

والقضية الثانية الثابتة - النبثقة من القضية الول والترتبة عليها - هي لزوم الكم.57با أنزل ال: {و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�ك�اف�ر�ون�}

ية شريعة الربان بذ ال ف ن هم - حدى حجج طوريي - أو إ جة الت كانت ح قد و واستبدال حكم البشر با، أن النسان قد شب( عن الطوق ول يعد ف حاجة إل وصاية

ال!

لذي شب عن ول يستطيع النسان أن ينع نفسه من العجب من ذلك النسان ال ضللة، من ضللة إ يوم ل، وهو يتخبط كل ل وصاية ا جة إ عد ف حا طوق ول ي ال

راجع كلمة دارون من قبل.56 تدثنا ف البحث الول عن قضية ارتباط الشريعة بالعقيدة.57

)40(منب التوحيد والهاد

Page 41: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ية لت تفكك الموع وبعضه ف ضللة الماع نة ا ية الا يش بعضه ف ضللة الفرد ويعالانة الت تسحق كيان الفرد!

من لوف تؤدي ببضعة أ يود، ف لت ل تضبطها ق لرة!" ا ية "ا ف اللكية الفرد بعضه الفراد أن يستعبدوا الليي، وبعضه ف اللكية الفردية اللغاة، الت تول جوع الناس عبيدا

للدولة، فيتحكم بضعة ألوف من الفراد ف حياة الليي!

أل إنا لسخرية عظمى... شبوب النسان عن الطوق واستغناؤه عن وصاية ال!{ك�ل ا إ�ن ال�أ�ن�س"ان� ل�ي"ط�غ"ى أ�ن� ر"آه� اس�ت"غ�ن"ى}.

* * * ، فإن ف داخل هذه الشريعة أحكاما58وإذا كانت الشريعة ملزمة من حيث البدأ

ثابتة ل تقبل التغيي، وأحكاما عامة ثابتة ف ذاتا، ولكنها تقبل أن تدخل تتها متغيات.

بادات يات، أحكام الع ها متغ يدخل تت ي ول بل التغي لت ل تق ثوابت ا ي ال من ب ولزواج والطلق سرة: ا قات ال لك عل ف ذ با سي - قات الن لدود، وعل ها، وا كل

والواريث... إل -

فأما أحكام العبادات فثباتا ناشئ من أن ال سبحانه وتعال هو الذي يقرر للنسانناس كل ما يب عليهم كيف يعبد ربه، وأن رسول ال صلى ال عليه وسلم قد علم ال

وما يوز لم أن يتعبدوا ال به.

.59ث قال عليه الصلة والسلم: (من أحدث ف أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد)

فتحددت العبادات با حدد ال وما بيUن رسوله صلى ال عليه وسلم، ول يعد لحدأن يزيد فيها من عنده أو ينقص منها على هواه.

وأما الدود فسنتكلم ف البحث التال عن علقتها بـ "الضارة" وعلقة الضارةبا، إذ أنا من منابع الشبهات عند "الثقفي" على الطريقة الغربية.

تدثنا ف البحث الثان عن قضية اللزام بشيء من التفصيل.58 أخرجه الشيخان.59

)41(منب التوحيد والهاد

Page 42: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ولكنا نذكر هنا أن أوربا "التطورة" قد وضعت قضية الرية والعقاب على الطالتغي لكثر من سبب ف آن واحد.

شريعة بدا بوصفها لدود أ هذه ا بق ل تط صرانية با الن ي السباب أن أور من ب فحل ما أ توراة إل شريعة ال يا - ب لتزامهم - نظر توراة، وا ف ال لا غم ورود أمثا لة، ر من السيح لم ما كان مرما عليهم: {و"م�ص"د¦قا� ل�م"ا ب"ي�ن" ي"د"ي( م�ن" الت(و�ر"اة� و"ل�أ°ح�ل ل�ك°م� ب"ع�ض ال ذ�ي ح�ر¦م" ع"ل�ي�ك°م� و"ج�ئ�ت�ك°م� ب�آي"ة� م�ن� ر"ب¦ك°م� ف�ات(ق°وا الل ه" و"أ�ط�يع�ون}، {و"ق�ف ي�ن"ا ع"ل�ى آث�ار�ه�م ب�ع�يس"ى اب�ن� م"ر�ي"م" م�ص"د¦قا� ل�م"ا ب"ي�ن" ي"د"ي�ه� م�ن" الت(و�ر"اة� و"آت"ي�ن"اه� ال�أ�ن�ج�يل� ف�يه� ه�دى} و"ن�ورË و"م�ص"د¦قا ل�م"ا ب"ي�ن" ي"د"ي�ه� م�ن" الت(و�ر"اة� و"ه�دى} و"م"و�ع�ظ�ة� ل�ل�م�ت(ق�ي" و"ل�ي"ح�ك°م� أ�ه�ل° ال�أ�ن�ج�يل� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�يه

و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�ف�اس�ق°ون}.

ف لم ية ية الرومان ضطهاد المباطور ظل ا ف ضعف صارى الست كن وضع الن ول القرون الثلثة الول ل يكنهم من تطبيق الشريعة الربانية فصارت "أخلقا" تلتزم تعبدا� ل من جهة التقي، ولكنها ليست أحاكما تنفذها الدولة، فلما قويت النصرانية بعد اعتناقلى سيا ع نا ر ضها دي سية - وفر سباب سيا ها ل ظاهره باعتناق لا - أو ت سطنطي ق

عام ية ية الرومان شريعة325المباطور فرض ال ل بابوات ف أوج سلطتهم إ ل ي"س�ع" ال م قى فوذهم الشخصي، وب هؤلء لن ل إخضاع سعوا إ بل باطرة، لوك وال لى ال ية ع الربان القانون الرومان هو الطبق على أساس مبدإ غريب على الدين - كل دين - هو مبدأ: "أد ما لقيصر لقيصر وما ل ل"! فأصبحت اللوهية شقي؛ شق ل ف شعائر العبادة وتقوى

القلوب، وشق لقيصر ف حكم الواقع الذي يعيشه الناس!

.{Ëو"اح�د Ëن"ي�ن� إ�ن(م"ا ه�و" إ�ل�ه�{و"ق�ال� الل ه� ل ت"ت(خ�ذ°وا إ�ل�ه"ي�ن� اث

ولذلك ظلت أوربا - حت أيام تدينها - تنظر إل الشريعة على أنا أخلقيات، ول تنظر إليها على انا أحكام واجبة التنفيذ، فلما بدأت نضتها العادية للدين أو الفارقة له،من طور زال ثة الت جاءت لو حت إذا يدة... صورة متزا سها ب ف ح شريعة خف وزن اللتراث من ا نا لى أ با ع يد قدها والتند لى ن شريعة، وترءوا ع توقي لل كل يا حسهم نائ "الرجعي" الذي ينبغي للتطور أن يزيله ويستبدل به شيئا "حديثا"، يعتب من أجل حداثتهته أم غي مستحق! وكان الشيء بار ف ذا قبل كل شيء آخر، سواءã كان مستحقا للعت

)42(منب التوحيد والهاد

Page 43: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

- أو ف القيقة "علم تبير60"الديث" الذي ابتليت به أوربا هو "علم التحليل النفسي"الرية"، والنظر إل الرم على أنه من عليه، ل يستحق أن يوقع عليه العقاب -

قاب ية والع عن الر غرب هوم ال نا مف ناقش ه ـذا61ول ن ف ه يون حن معن ، فنبا قط إن أور قول ف طور، فن ضية الت هي ق نة حدة معي طة وا سلفنا - بنق ما أ حث - ك البي تت لنفسها بوجوب تغي ي، وأف لط التغ لى ا قاب ع ية والع حـي وضعت قضية الر

، قد ابتليت - كما62أحكام الشريعة الربانية ف هذا الشأن، واتاذ قواني بشرية بدل منها يعرف الناس جيعا - بطوفان من الرية آخذ ف التزايد باستمرار، وعلى الرغم من كل الحتياطات الت تقوم با دول الغرب، وعلى الرغم من كل الدراسات: التربوية والنفسيةلدول ف فترات متقاربة ل لت تقوم با تلك ا ية والعلمية... إل، ا والجتماعية والقانون

تنقطع!

وما يشهد به الواقع فهو غن عن البيان!

قع - ما تذكره تقريراتم هم أنفسهم - ما حدث منذ ومن أبلغ ما يشهد به الواف ية قوى الكهربائ من أن مطة ال نه، ف حي له عال ك صحف ال يه شارت إل سنوات، وأكاملي - لة نارا ولي ية، أي ساعة متوال لدة خس وعشرين مرة يورك تعطلت ذات نيو بزيادة ساعة كذلك! - فارتكب ف نيويورك ف تلك الليلة الواحدة ما يوازي جرائم سنة

كاملة بسبب الظلم!

* * *ثوابث" ل لى " مة ع نا قائ ها ل شريعة أحكام تت ال قد ثب سي ف قات الن ما عل وأ تتغي: الرجل من جهة، والرأة من جهة، وعلقة التجاذب بي النسي من جهة ثالثة، ما

الذي يكن أن يتغي ف هذه الثوابت؟!

يد60 قة فرو لى طري سي ع يل النف يه التحل يؤدي إل ما من أخطر هودي. و هو ي يد، و هو فرو مؤسسه إسقاط مسئولية النسان عن أعماله على أساس أنا ردود فعل قهرية لالت مرضية وعقد نفسية، وهو

مبدأ مدمر للخلق، كما هو ظاهر. سنتعرض لذه القضية بشيء من التفصيل ف البحث القادم.61قا� واقعيا� ف أوربا - كما أسلفنا - ولكن كان لا مع ذلك توقي "أدب" ف62 ل تطبق الشريعة تطبي

حس الناس.

)43(منب التوحيد والهاد

Page 44: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

إنه ما دام الرجل رجل والرأة امرأة، ومادامت العلقة بينهما هي علقة التجاذب، فل بد أن يدث اللقاء، وليس لذا اللقاء إل إحدى صورتي؛ صورة منضبطة، تعل لذا اللقاء هدفا أو أهدافا مددة، وضوابط معينة، وتبعات "إنسانية" مترتبة عليها، وإما صورة

غي منضبطة بدف ول تبعات.

وقد كانت علقات النسي ف الغرب منضبطة بضوابط الدين الثابتة حي كانت ، فلما خرجت على دينها وتردت عليه، رأت أن تنقل هذه63أوربا متمسكة بآداب دينها

العلقات من الط الثابت إل الط التغي... فماذا كانت النتيجة.

من غرب - يه ال لذي سيطر عل عال ا غرب - وف ال يوم ف ال نراه ال ما النتيجة هي لل، أو - لك التح غم ذ شية ر نس التف جرائم ال قي، و لل الل سية والتح ضى الن الفو

بالحرى - بسبب ذلك التحلل.

وما يشهد به الواقع ل يتاج إل بيان!

مت ما زع طورا ك نا مت يس حيوا سان"! ول ل - "إن قه ا نذ خل سان - م إن النيل علمي ي دل ية بغ ية القد يوان،64الداروين هداف ال ي أ ياته غ ف ح هداف سان أ ، وللن

وسلوك كذلك غي سلوك اليوان، {إ�ذ� ق�ال� ر"بÊك" ل�ل�م"لئ�ك�ة� إ�ن¦ي خ"ال�قË ب"ش"را� م�ن� ط�ي� ف�إ�ذ�اس"و(ي�ت�ه� و"ن"ف�خ�ت� ف�يه� م�ن� ر�وح�ي ف�ق�ع�وا ل�ه� س"اج�د�ين}.

وعلقات النس - ككل شيء ف حياة النسان - ذات غاية "إنسانية"، وضوابطجا� ل�ت"س�ك°ن�وا إ�ل�ي�ه"ا و"ج"ع"ل سانية"، {و"م�ن� آي"ات�ه� أ�ن� خ"ل�ق" ل�ك°م� م�ن� أ�ن�ف°س�ك°م� أ�ز�و"ا كذلك "إن

ب"ي�ن"ك°م� م"و"د(ة� و"ر"ح�م"ة}.

أما نزوة السد فهي من خصائص اليوان، وأما السكن والسكينة والودة والرحةفهي من خصائص النسان.

وقد لزم - ف علم ال العليم الكيم - لكي تتحول نزوة السد اليوانية إل سكنحدد عات، ف ها تب تترتب علي سانية، وأن ضوابط إن لا كون حة أن ت مودة ور سكينة و و لذلك الدود، وقال سبحانه: {ت�ل�ك" ح�د�ود� الل ه� ف�ل ت"ق�ر"ب�وه"ا}، وف داخل تلك الدود،

صارى دون63 تدعها الن لت اب ية ا تأثي الرهبان قات ب هذه العل شأن ف تة قع متزم ف الوا با كانت أور ].27تكليف من ال: {و"ر"ه�ب"ان�ي(ة� اب�ت"د"ع�وه"ا م"ا ك�ت"ب�ن"اه"ا ع"ل�ي�ه�م�} [الديد: من الية

سبقت الشارة إل أن الداروينية الديثة رغم اعتقادها ببدأ التطور تقرر تفرد النسان.64

)44(منب التوحيد والهاد

Page 45: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

فس، ويوجد الضن سكينة السد وسكينة الن ته، تتحقق مه وحكم ل بعل لت حددها ا ايه النشء الديد ليعمر وجه الرض، وتتحقق سكينة التمع بتضييق يترب ف لذي المن اقة فة اللئ قق النظا ما تتح هم، ك ضهم وأرواح لى أعرا ناس ع تأمي ال ية، و مدى الر

بالنسان.

وثبتت الشريعة النلة هذه الدود، لنا هي السبيل الوحيد لتحقيق هذه الهداف،يوم، ها ال جا من نرى نوذ لت حدثت الفوضى ا يخ - خولفت - خلل التار ما ولنا كل

وحدثت الختللت.

وكما ثبتت الشريعة طريقة اللقاء بي النسي، فحددته ف الزواج، دون السافحةخدان تاذ ال ل ذ�ين" أ°وت�وا ال�ك�ت"اب" ح�ل¤ ل�ك°م65ول ا ب"ات� و"ط�ع"ام� ا ي"و�م" أ°ح�ل ل�ك°م� الط ي¦ � : {ال

و"ط�ع"ام�ك°م� ح�ل¤ ل�ه�م� و"ال�م�ح�ص"ن"ات� م�ن" ال�م�ؤ�م�ن"ات� و"ال�م�ح�ص"ن"ات� م�ن" ال ذ�ين" أ°وت�وا ال�ك�ت"اب" م�نف°ر �ي�ر" م�س"اف�ح�ي" و"ل م�ت(خ�ذ�ي أ�خ�د"ان� و"م"ن� ي"ك م� إ�ذ�ا آت"ي�ت�م�وه�ن( أ°ج�ور"ه�ن( م�ح�ص�ن�ي" غ� ق�ب�ل�ك°

ب�ال�أ�ي"ان� ف�ق�د� ح"ب�ط� ع"م"ل°ه� و"ه�و" ف�ي ال�آخ�ر"ة� م�ن" ال�خ"اس�ر�ين}.

أقول: كما ثبتت الشريعة طريقة اللقاء بي النسي، حددت كذلك كل ما يترتبكز على ي، لنا ترت لة للتغي تة غي قاب ها بأحكام ثاب قع ف داخل ما ي هذه العلقة، و لى ع

ثوابت غي قابلة للتغيي.

وما تادل فيه الاهلية العاصرة - بتأثي "قضية الرأة" وطلبها الساواة الكاملة مع الرجل ف كل شيء - قضية القوامة وقضية الياث، وتنادي الاهلية العاصرة بوضع كلتا

القضيتي على الط التغي بجة التطور الذي شل كل شيء ف الياة!

فأما ف قضية القوامة، فإن الرأة السترجلة الت سعت الاهلية الديثة إل تنشئتهامة، ول تستطع مع ذلك أن تغي قد تعلمت وعملت، وشغلت الوظائف العا يراد، لمر طبيعتها العاطفية الت خلقها ال با لتوف مطالب الطفولة، وال أعلم وأحكم من أن يلق جنسي متماثلي، ث يفرق بينهما ف الوظيفة وف التكوين السدي واليوي! إنا اقتضت حكمته سبحانه حي حدد لكل من النسي وظيفة، ان يص كل منهما بصائص حيوية ونفسية تلئم وظيفته، ول عبة بوجود امرأة بي مليي النساء تسمى "الرأة الديدية" أو

لت ل يقاس عليها !66الفضية أو النحاسية! فالحكام تلحق بالعموم ل بالالت الشاذة ا

ية العاصرة باسم65 خذه الاهل ما تت هو غاء من الب لون خاص تاذ الخدان غاء، وا هي الب السافحة؛ .]Girl Friend[ و ]Boy Friend["الصداقة"

)45(منب التوحيد والهاد

Page 46: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

فرع عن قضية التكوين السدي واليوي والنفسي، ل تتغي حت تفسد مة وقضية القواالفطرة، وحي تفسد الفطرة يعم الفساد ف الرض.

وأما قضية الياث فهي ناشئة كذلك عن توزيع الوظائف وتوزيع التكاليف.

فإذا فاق، لرأة ل تكلف بالن ما ل تطوعا - وا فاق - إلزا هو الكلف بالن الرجل تطوعت بذلك من عند نفسها فليس ذلك تكليفا ترتب عليه تبعات.

والفريق الذي كلفه ال بالنفاق أعطاه نصيبي، أما الفريق الذي ل يكلف بالنفاقن(و�ا م"ا ف�ض(ل� الل ه� ب�ه عال: {و"ل ت"ت"م" قال ت ث سه، لذات نف حدا� صيبا� وا ل ن حه ا قد من ف ب"ع�ض"ك°م� ع"ل�ى ب"ع�ض� ل�لر¦ج"ال� ن"ص�يبË م�م(ا اك�ت"س"ب�وا و"ل�لن¦س"اء� ن"ص�يبË م�م(ا اك�ت"س"ب�ن" و"اس�أ�ل°وا الل ه

م�ن� ف�ض�ل�ه� إ�ن الل ه" ك�ان� ب�ك°لÐ ش"ي�ء� ع"ل�يما}.

قدر موالم، ول قدر أ لى نة ل ع ناس ال يدخل ال نه باد أ لى الع ل ع ضل ا من ف ووظائفهم ف الياة الدنيا، وإنا على قدر ما يتعبدونه بالطاعات والخبات.

* * * تلك أمور ثبتت الشريعة أحكامها ول تعلها قابلة للتغيي، ول يدخل تتها كذلك متغيات، لن التغيي فيها يدث من الفاسد ما نرى بعض آثاره ف واقع العال العاصر، ما

هو مشهود ومشهور.

ولكن هناك أمورا أخرى - كثية - يعلم ال أنا تتغي، ول يريد ال لا أن تمدعلى حالة معينة، هي حالتها وقت نزول هذه الشريعة الباركة.

با عن علم ال وحكمته - كما يتصور الادلون بوعي منهم أو بغي ول يكن غائل سعيه إ لادي، و بالكون ا لدائم كاكه ا لرض، واحت ف ا سان كة الن عي - أن حر و تسخي طاقاته، وسعيه إل تصنيع خاماته، وتسي أدواته، وتميل وسائل حياته، سيقوده

إل إحداث تغييات مستمرة ف صور حياته؛ السياسية والقتصادية والجتماعية.

، خاصة، ص3 راجع "أليكسيس كاريل"، "النسان ذلك الهول"، ترجة شفيق أسعد، بيوت، ط66 حيث يقول: (إن كل خلية ف جسم الرأة تمل طابع جنسها).108

)46(منب التوحيد والهاد

Page 47: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

يأه عات، وه قات ونز من طا ما أودع يه سان، وأودع ف لق الن لذي خ هو ا ل واها: {ه�و" أ�ن�ش"أ�ك°م� م�ن" ال�أ�ر�ض� و"اس�ت"ع�م"ر"ك°م بدور اللفة في يام لرض والق مارة ا بذلك لع

ف�يه"ا}.

ل ذ�ي ج"ع"ل� ل�ك°م كة: {ه�و" ا ية مبار مرة نام ياته مث كون ح سان أن ت ل للن يد ا وير ال�أ�ر�ض" ذ�ل°ول� ف�ام�ش�وا ف�ي م"ن"اك�ب�ه"ا و"ك°ل°وا م�ن� ر�ز�ق�ه� و"إ�ل�ي�ه� النÊش�ور}، {و"ج"ع"ل� ف�يه"ا ر"و"اس�ي

م�ن� ف�و�ق�ه"ا و"ب"ار"ك" ف�يه"ا و"ق�د(ر" ف�يه"ا أ�ق�و"ات"ه"ا ف�ي أ�ر�ب"ع"ة� أ�ي(ام� س"و"اءã ل�لس(ائ�ل�ي}.

نه وحيث سبق ذلك ف علم ال، وف حكمته، وسبق ف علمه كذلك وحكمته أعده، سول ب سل ر لن ير سلم و يه و ل عل صلى ا نبيي خات ال لى تة ع سالته الا سينل ر

لا عد كما شريعة - ب لك ال مة ت شر بإقا سيكلف الب قد اقتضت67و مان، ف خر الز ل آ - إ حكمته سبحانه أن ينل ف تلك المور التغية أصول ثابتة تتسع للصور التغية وتضبط

حركتها ف الوقت ذاته.

من فرد قة إدارتا، وتغي وضع ال لة وطري سية، بتغي حجم الدو تتغي الصور السيا كونه فردا ف قبيلة إل كونه فردا ف أمة، وتغي مدى استقلله بفرديته ومارسة حياتا منماته ولكن ل بذلك صورة الكم وتنظي بارات أخرى جة متشابكة، فتتغي خللا، واعت تتغي الصول الثابتة الت تكم "السياسة الشرعية"؛ تكيم شريعة ال، والبيعة، والشورى، والسمع والطاعة من الرعية لول المر ف حدود طاعة ول المر ل ورسوله، والنصح من الرعية لول المر عمل بواجب المر بالعروف والنهي عن النكر با تدده اليات القرآنية والحاديث النبوية: {ي"ا أ�يÊه"ا ال ذ�ين" آم"ن�وا أ�ط�يع�وا الل ه" و"أ�ط�يع�وا الر(س�ول� و"أ°ول�ي ال�أ�م�ر� م�ن�ك°م ف�إ�ن� ت"ن"از"ع�ت�م� ف�ي ش"ي�ء� ف�ر�دÊوه� إ�ل�ى الل ه� و"الر(س�ول� إ�ن� ك°ن�ت�م� ت�ؤ�م�ن�ون� ب�الل ه� و"ال�ي"و�م� ال�آخ�ر� ذ�ل�ك

خ"ي�رË و"أ�ح�س"ن� ت"أ�و�يل}.

مة سوله ولئ تابه ولر ل ولك قال: ( ل؟ سول ا يا ر لن نا: صيحة)، قل لدين الن (ا. 68السلمي وعامتهم)

(إنه كان لكل نب كان قبلي حواريون يهتدون بديه ويأترون بأمره، ث إنه تلف من بعد ذلك خلوف، يقولون ما ل يفعلون ويفعلون ما ل يؤمرون، فمن جاهدهم بيده

قال تعال: {ال�ي"و�م" أ�ك�م"ل�ت� ل�ك°م� د�ين"ك°م� و"أ�ت�م"م�ت� ع"ل�ي�ك°م� ن�ع�م"ت�ي و"ر"ض�يت� ل�ك°م� ال�أ�س�لم" د�ينا�} [سورة67].3الائدة:

أخرجه مسلم.68

)47(منب التوحيد والهاد

Page 48: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء.69ذلك من اليان حبة خردل)

مراء فتعرفون منهم وتنكرون، فمن أنكر فقد سلم ومن كره نه يكون عليكم أ (إ... 71، إل... إل70فقد برئ ولكن من رضى وتابع)

لاكم ي ا سئوليات ب يع ال ما توز شورى... وأ قة ال ما طري شكل الكم... وأ ما أته، لمر تنحي ستوجب ا ته إذا ا قة تنحي لاكم وطري ية ا قة تول ما طري عاونيه... وأ نوابه وم و

فكلها أمور قابلة للتغيي، با يتفق مع أحوال كل أمة وكل عصر.

* * * وتتغي الصورة القتصادية بتغي أدوات النتاج وتقدم العلوم والتكنولوجيا، ومدىبارات فة... واعت بواب العر من أ له ل تح ا با يف لادى كون ا قات ال سان لطا سخي الن ت أخرى كثية متشابكة، ولكن ل تتغي الصول الثابتة الت تكم سياسة الال؛ أن الال مال ال، والبشر مستخلفون فيه، ومأمورون أن ينفذوا فيه شرع ال، وأنه ل بد من نظافة الال ف الأخذ فل غصب ول سرقة ول غش ول ربا ول احتكار ول أكل لال الجي... ول بد من نظافته ف النفاق فل ينفق ف سرف ول ترف ول ميلة ول ف مرم... ول بد من

أداء زكاته، ث النفاق منه ف سبيل ال ل تكلف نفس إل وسعها.

لدائم أما شكل العمليات القتصادية ومواضع الشاركي فيها؛ فهي عرضة للتغي ابسب الحوال.

* * * وتتغي الصورة الجتماعية، فيكون التمع قبليا، وحدته هي القبيلة، ورئيس القبيلة هو نائبها ومثلها وول أمرها الذي تأتر بأمره، ويارس الفرد وجوده من خلل القبيلة، أو يكون التمع أمة ذابت فيها الكيانات القبلية فأصبح الفرد يارس وجوده فردا ويثل نفسهتوجيه مستقل أو تشاركه مؤسسات اخرى كالدرسة ية وال لبيت بالترب قوم ا بنفسه... ويية... طه العاطف لبيت رواب ظل ل لكب وت لدور ا سات با قوم الؤس لعلم، أو ت سائل ا وو

أخرجه مسلم.69 أخرجه مسلم.70 تراجع كتب السياسة الشرعية، ككتاب الاوردي وغيه.71

)48(منب التوحيد والهاد

Page 49: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

سرة فاد، أو أ لدود والح ناء، وا لدان والب ها الوا يش في كبية يع سرة لبيت أ كون ا ويتة للعلقات قى الصول الثاب كن تب ل ول ل... إ ناء... إ لدين والب صغية تقتصر على الوا الجتماعية: {إ�ن(م"ا ال�م�ؤ�م�ن�ون� إ�خ�و"ةÔ}، {ي"ا أ�يÊه"ا ال ذ�ين" آم"ن�وا ل ي"س�خ"ر� ق�و�مË م�ن� ق�و�م� ع"س"ى أ�ن ي"ك°ون�وا خ"ي�را� م�ن�ه�م� و"ل ن�س"اءì م�ن� ن�س"اء� ع"س"ى أ�ن� ي"ك°ن( خ"ي�را� م�ن�ه�ن( و"ل ت"ل�م�ز�وا أ�ن�ف°س"ك°م� و"ليا� م�ن" الظ ن¦ إ�ن ب"ع�ض" الظ ن¦ إ�ث�مË و"ل ت"ن"اب"ز�وا ب�ال�أ�ل�ق�اب}، {ي"ا أ�يÊه"ا ال ذ�ين" آم"ن�وا اج�ت"ن�ب�وا ك�ث�ل�د"ي�ن ش"ي�ئا� و"ب�ال�و"ا ه� ش�ر�ك°وا ب� ه" و"ل ت� ب�د�وا الل ضا}، {و"اع� س�وا و"ل ي"غ�ت"ب� ب"ع�ض�ك°م� ب"ع� ت"ج"س( إ�ح�س"انا� و"ب�ذ�ي ال�ق°ر�ب"ى و"ال�ي"ت"ام"ى و"ال�م"س"اك�ي� و"ال�ج"ار� ذ�ي ال�ق°ر�ب"ى و"ال�ج"ار� ال�ج�ن�ب� و"الص(اح�بل�ى ال�ب�ر¦ و"الت(ق�و"ى و"ل ت"ع"او"ن�وا ب�ال�ج"ن�ب� و"اب�ن� الس(ب�يل� و"م"ا م"ل�ك�ت� أ�ي�م"ان�ك°م}، {و"ت"ع"او"ن�وا ع"

ع"ل�ى ال�أ�ث�م� و"ال�ع�د�و"ان}.

* * *كام ل أح تاج إ ية، ت صادية أو الجتماع سية أو القت صورة: السيا ي ال ي تتغ وح جديدة مستمدة من الشريعة، والوسيلة الشرعية لذلك هي الجتهاد فيما ليس فيه نص،ناس، يدU ف حياة ال ما ها صالة لستيعاب لت تعل شريعة، ا لذه ال كبى ية ال وهي الزها ند عن ساعة ل ي قوم ال ل أن ت سلم إ يه و ل عل صلى ا سوله سنة ر ل و تاب ا طه بك ورب

شيء.

والجتهاد مأذون به بل مأمور به: {ف�اع�ت"ب�ر�وا ي"ا أ°ول�ي ال�أ�ب�ص"ار�}.

سأل رسول ال صلى ال عليه وسلم معاذا رضي ال عنه وهو يوليه على اليمن: (كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟)، قال: أقضي بكتاب ال، قال: (فإن ل تد ف كتاب ال؟)، قال: فبسنة رسوله صلى ال عليه وسلم، قال: (فإن ل تد ف سنة رسول ال صلى ال عليه وسلم؟)، قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول ال صلى ال عليه وسلم على صدره

.72موافقا ومؤيدا� لا يقول

وللجتهاد شروطه العروفة من علم بالفقه وعلم بالصول وعلم باللة – اللغة - وبصر بأحوال الناس وقدرة على الستنباط واستقامة ف اللق وامانة ف الدين، ولكنه أولها ول ترج عن شريعة ل لة ال تت مظ ظل مة لت هذه ال با ل ية زود ا يا أداة ربان وأخ تستبدل با حكم الاهلية، ولتتحرك الركة النضبطة، فل تمد ف مكانا حيث تقتضيحدث شريعة، في صد ال عن مقا خرج ها فت ف حركت لت قدم، ول تنف ياة أن تت كة ال حر

الفساد ف الرض.

رواه أبو داود.72

)49(منب التوحيد والهاد

Page 50: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وحصيلة الجتهاد الدائمة: صور متغية تدور حول ماور ثابتة. سنة ال ف اللق كله وف حياة النسان، فتلتقي الشريعة النلة ف نسق واحد مع الكون والياة والنسان،

{ك�ت"ابË أ�ن�ز"ل�ن"اه� إ�ل�ي�ك" م�ب"ار"كË ل�ي"د(ب(ر�وا آي"ات�ه� و"ل�ي"ت"ذ�ك ر" أ°ول°و ال�أ�ل�ب"اب�}.

البحث الرابع شبهة تعارض أحكام الشريعة مع مقتضيات الضارةالديثة ووجوب الخذ بعايي الضارة دون الشريعةكام عارض أح ضية ت ضية: ق هذه الق جوانب عض ل ب ثالث إ حث ال ف الب نا أللت طور ا ضية الت عن ق فرع صميمها ف هي ثة، ف ضارة الدي ضيات ال مع مقت شريعة ال تفترض أن كل جديد هو بالضرورة خي من كل قدي، لرد أن هذا جديد وذاك قدي، ل لزية موضوعية ف هذا ليست موجودة ف ذاك! وإذ كانت الضارة القائمة اليوم "حديثة"

فهي بذا العتبار خي من كل قدي سبق... ولو كان منل� من عند ال!

وقد نشأ هذا الوهم ف أوربا من مموعة من العوامل بعضها حق وكثي منها باطل،ناس وهم فارUون من شبح الكنيسة الزعج؛ {ك�أ�ن(ه�م� ح�م�رË م�س�ت"ن�ف�ر"ة ولكنه و"ه�مË ركب ال ف�ر(ت� م�ن� ق�س�و"ر"ة}! ولو ل يكونوا ف حالة فرار، ولو ل يكن قسورة وراءهم، فلربا كانوامور كثية غيه - فل يتصرفون بل وعي كما يتصرفون لمر - وف أ هذا ا لون ف يتعقسية والعلمية - على سيطرتم العسكرية والقتصادية والسيا ثون أوهامهم - ب ث يب لن، ا

بقية الرض.

با، لدين الكنسي الرف كان عهد ظلم ف أور يه ا لذي ساد ف قة إن العصر ا حقي كما يصفون هم بق عصورهم الوسطى الظلمة، وإن العصر الذي تل ذلك، وانسر فيهلدين كان عهد نور وتفتح، وعهد تقدم ف كل ميادين سلطان الكنيسة وسلطان ذلك ا

الياة، وعهد قوة وسيطرة بالنسبة لوربا خاصة.

وقد فهمت أوربا من ذلك أن "الدين" هو سبب التأخر، وأن الضارة الت ل تقوملدنيا، وهي الت توز للنسان كل أسباب القوة والتقدم لدين هي سرÊ الفلح ف ا على ا

والرقي.

)50(منب التوحيد والهاد

Page 51: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وقد ناول أن نلتمس العذار لوربا ف طغيان الكنيسة الائر الذي مارسته علىسي يان سيا مال وطغ يان حي وطغ يان رو نه طغ كان م ياة، ف مالت ال كل ف ناس الناس حت خطرات نفوسهم الت ل وطغيان عقلي وطغيان علمي... وكان يصى على ال يبوحون با، ويعذبم على يد ماكم التفتيش عند أول شبهة تقوم حول ولئهم للكنيسةقداتا... وقد ناول أن نلتمس لا العذار مرة أخرى ف أن النموذج السلمي - ومعتسة شوهت الكني قد سلم - قت ال لو اعتن با ف أور ياة صلح ال نا أن ي كان قمي لذي اشرق ف سلمي غل ال تأثي التو من شيت ي خ شاعة ح لوربيي بب فوس ا ف ن صورته أوربا، كما خشيت من تأثي "الغزو الفكري" السلمي، العائد من البتعثي الوربيي إل

بلد السلم ومعاهد العلم السلمية.

لز" ف كتابه "معال تاريخ النسانية": (ولو تيأ لرجل يقول الؤرخ النليزي "وي ذي بصية نفاذة أن ينظر إل العال ف مفتتح القرن السادس عشر، فلعله كان يستنتج أنه لن تضي إل بضع أجيال قليلة ل يلبث بعدها العال أجع أن يصبح مغوليا - وربا أصبح

.73إسلميا)!

حد، ف آن وا جانبي من صورها ف ت طأت قد أخ حال لى أي با ع كن أور ول إلانب الول هو تصورها للدين الكنسي الرف على أنه هو "الدين"، وأن اليار الوحيدين - ياة بل د ما ال تأخر، وإ لم والظلم وال مع الظ لدين لك ا ف ذ قاء ما الب هو إ ها أماملدين" عن إحداث تغيي جوهري ف جوهر وذلك بعد أن عجزت حركات "الصلح اف لدين - أن التمكي من ا ما خرجت عد صورها - ب هو ت لخر لانب ا شكلة - وا ال الرض هو الغاية القصوى الت خلق النسان من أجلها، وأنه إذا حققها بأي وسيلة فقدية وسيلة - هو فاز! وذلك تصور جاهلي من جيع أبعاده، فل التمكي ف الرض - بأ غاية الوجود البشري، ول تقيقه - وحده - علمة على "التفوق" بالعيار النسان اللئق

بالنسان!

لدنيا للكافر وللمؤمن معا� إذا توفرت من جانبه أسباب إن ال يعطي التمكي ف ا التمكي: {ك°لÎا� ن�م�دÊ ه"ؤ�لء� و"ه"ؤ�لء� م�ن� ع"ط�اء� ر"ب¦ك" و"م"ا ك�ان� ع"ط�اءÁ ر"ب¦ك" م"ح�ظ°ورا�}، {م"ن

ك�ان� ي�ر�يد� ال�ح"ي"اة� الدÊن�ي"ا و"ز�ين"ت"ه"ا ن�و"ف¦ إ�ل�ي�ه�م� أ�ع�م"ال�ه�م� ف�يه"ا و"ه�م� ف�يه"ا ل ي�ب�خ"س�ون}.

بل إن ال - إذا شاء سبحانه - قد يعطي التمكي ف الدنيا للكافر كلما أوغل ف الكفر، استدراجا له ليزداد كفرا وليحمل أوزاره كاملة يوم القيامة! {ف�ل�م(ا ن"س�وا م"ا ذ°كÐر�وا

/3 م، ج1967 3 "ويلز"، "معال تاريخ النسانية"، ترجة عبد العزيز توفيق جاويد، القاهرة، ط73.966ص

)51(منب التوحيد والهاد

Page 52: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ب�ه� ف�ت"ح�ن"ا ع"ل�ي�ه�م� أ�ب�و"اب" ك°لÐ ش"ي�ء...}، {ل�ي"ح�م�ل°وا أ�و�ز"ار"ه�م� ك�ام�ل�ة� ي"و�م" ال�ق�ي"ام"ة� و"م�ن� أ�و�ز"ارال ذ�ين" ي�ض�لçون"ه�م� ب�غ"ي�ر� ع�ل�م}.

فليست العبة بالتمكي ف ذاته، ول ف انفتاح أبواب كل شيء للنسان ف الياةلدنيا وحدها، إنا خلق النسان ليقوم بدور اللفة الراشدة ف الرض، وليعمر الرض ا بقتضى النهج الربان، وهذا هو تكي الرضا الذي يترتب عليه الفلح ف الدنيا، وحسن الآل ف الخرة، كما تفه البكة والطمأنينة، ول يتحقق إل باليان وتقوى ال: {و"ل�و� أ�نن�وا ل ذ�ين" آم" ن" الس(م"اء� و"ال�أ�ر�ض}، {ا م� ب"ر"ك�ات� م� ن"ا ع"ل�ي�ه� ق�و�ا ل�ف�ت"ح� ن�وا و"ات( ق°ر"ى آم" �ل� ال أ�ه� و"ت"ط�م"ئ�نÊ ق°ل°وب�ه�م� ب�ذ�ك�ر� الل ه� أ�ل ب�ذ�ك�ر� الل ه� ت"ط�م"ئ�نÊ ال�ق°ل°وب}، {ق�د� أ�ف�ل�ح" ال�م�ؤ�م�ن�ون� ال ذ�ين" ه�م ف�ي ص"لت�ه�م� خ"اش�ع�ون� و"ال ذ�ين" ه�م� ع"ن� الل غ�و� م�ع�ر�ض�ون� و"ال ذ�ين" ه�م� ل�لز(ك�اة� ف�اع�ل°ون� و"ال ذ�ين ه�م� ل�ف°ر�وج�ه�م� ح"اف�ظ°ون� إ�ل ا ع"ل�ى أ�ز�و"اج�ه�م� أ�و� م"ا م"ل�ك�ت� أ�ي�م"ان�ه�م� ف�إ�ن(ه�م� غ�ي�ر� م"ل°وم�ي" ف�م"ن اب�ت"غ"ى و"ر"اءÈ ذ�ل�ك" ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�ع"اد�ون� و"ال ذ�ين" ه�م� ل�أ�م"ان"ات�ه�م� و"ع"ه�د�ه�م� ر"اع�ون� و"ال ذ�ين" ه�م

ع"ل�ى ص"ل�و"ات�ه�م� ي�ح"اف�ظ°ون� أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�و"ار�ث°ون� ال ذ�ين" ي"ر�ث°ون� ال�ف�ر�د"و�س" ه�م� ف�يه"ا خ"ال�د�ون}.

نه لى أ بان، فعلوة ع هج الر ي الن لى غ حده - وع لرض - و ف ا ي ما التمك أ موقوت بفترة معينة وسنUة معينة، فهو مبتوت عن الخرة: {ف�ل�م(ا ن"س�وا م"ا ذ°كÐر�وا ب�ه� ف�ت"ح�ن"ا ع"ل�ي�ه�م� أ�ب�و"اب" ك°لÐ ش"ي�ء� ح"ت(ى إ�ذ�ا ف�ر�ح�وا ب�م"ا أ°وت�وا أ�خ"ذ�ن"اه�م� ب"غ�ت"ة� ف�إ�ذ�ا ه�م� م�ب�ل�س�ون� ف�ق°ط�ع د"اب�ر� ال�ق�و�م� ال ذ�ين" ظ�ل�م�وا و"ال�ح"م�د� ل�ل ه� ر"ب¦ ال�ع"ال�م�ي}، {م"ن� ك�ان� ي�ر�يد� ال�ح"ي"اة� الدÊن�ي"ا و"ز�ين"ت"ه"ا ن�و"ف¦ إ�ل�ي�ه�م� أ�ع�م"ال�ه�م� ف�يه"ا و"ه�م� ف�يه"ا ل ي�ب�خ"س�ون� أ°ول�ئ�ك" ال ذ�ين" ل�ي�س" ل�ه�م� ف�ي ال�آخ�ر"ة� إ�ل ا الن(ار

و"ح"ب�ط� م"ا ص"ن"ع�وا ف�يه"ا و"ب"اط�لÔ م"ا ك�ان�وا ي"ع�م"ل°ون}.

وفضل عن ذلك فل بركة ف حياتم ول طمأنينة... فهم "يتمتعون"... ولكن...{و"ال ذ�ين" ك�ف�ر�وا ي"ت"م"ت(ع�ون� و"ي"أ�ك°ل°ون� ك�م"ا ت"أ�ك°ل° ال�أ�ن�ع"ام� و"الن(ار� م"ث�وى} ل�ه�م�}.

قون {ك�أ�ن(ه�م� ح�م�ر هم ينطل با و ف أور ناس عن ال بة كانت غائ عان هذه ال كل م�س�ت"ن�ف�ر"ةÔ ف�ر(ت� م�ن� ق�س�و"ر"ة}، فكلها معان ل يدركها النسان الاهلي، الذي قال أقرانه من قبل: {ن"ح�ن� أ�ك�ث�ر� أ�م�و"ال� و"أ�و�لدا� و"م"ا ن"ح�ن� ب�م�ع"ذ ب�ي"}، {و"ت�ل�ك" ال�أ�م�ث�ال° ن"ض�ر�ب�ه"ا ل�لن(اس� و"م"ا

ي"ع�ق�ل°ه"ا إ�ل ا ال�ع"ال�م�ون}.

* * *ث وقعت أوربا ف و"ه�م� جاهلي آخر...

)52(منب التوحيد والهاد

Page 53: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ذلك أنا حي خرجت من أسر الكنيسة الائر أخذت تتعلم... وكان العلم ف ذاتهلرض، ية ا قالوا بكرو لنم عذبتهم ماء و قت العل Uلت حر سة ا مع الكني هائل صراعا ها ترص علي كانت لت تا ا لحرى خرافا سة، أو با مات" الكني هم "معلو خالفوا بعلم و

لدين ها باسم ا ها، وتبث لة من فتراق طريق العلم عن طريق74جها ، ونشأ من هذا الصراع الدين ف حس الوربيي موقف التضاد لدين بغي موجب "موضوعي"، ووقوف العلم وا ا والتقابل، فمن أراد العلم أهل الدين - أو عاداه - ومن أراد الدين أهل العلم، وانفصلت بذلك ف نفس الغرب نزعتان توأمتان: نزعة العبادة ل، وهي فطرة: {ف�ط�ر"ت" الل ه� ال ت�ي ف�ط�رطرة كذلك ف هي فة و عة العر لد¦ين� ال�ق�ي¦م}، ونز ب�د�يل� ل�خ"ل�ق� الل ه� ذ�ل�ك" ا الن(اس" ع"ل�ي�ه"ا ل ت" أودعها ال ف النسان ليقوم بدور اللفة ف الرض: {و"ع"ل م" آد"م" ال�أ�س�م"اءÈ ك°ل ه"ا}، {ع"ل مل خالقها وهي نة النفس إ هذا الصراع طمأني ب�ال�ق�ل�م� ع"ل م" ال�أ�ن�س"ان� م"ا ل�م� ي"ع�ل�م}، وأفسد تتدبر آيات ال ف الكون، وتتعرف على خواص الكائنات لتحقق التسخي الربان لا فناول النسان: {و"س"خ(ر" ل�ك°م� م"ا ف�ي الس(م"او"ات� و"م"ا ف�ي السموات والرض ليكون ف مت

ال�أ�ر�ض� ج"م�يعا� م�ن�ه}.

تقدم العلم ف أوربا با تعلمته ف مدارس السلمي اول، وكان أبرز ما تعلمته هوف من جهد جبار لوربيون بذل ا با يا قدم ثان ث ت مي، حث العل ف الب يب هج التجر الن ميدان التجربة والبحث، مع اللد والثابرة وعبقرية التنظيم... ولكنه ف كل خطواته كان

معاديا للدين بسبب حاقة الكنيسة الكبى ف معاداة العلم والعلماء.

وألقى العلم ثاره النية على الساحة الوربية فتقدمت العمارة الادية للرض تقدمابا حت ية فت قوة ماد با سبت أور شت، واكت ية وانتع ناس الاد حوال ال قت أ هائل، وارتقدم ية والت من الرفاه يد لثروة ومز من ا يد لك بز ها ذ عاد علي ها، ف لرض وسيطرت علي ا

الادي.

وكان هذا الوضع "الديث" أفضل ول شك من أوضاع أوربا ف عهود "الظلم".

ولا كان هذا كله قد ت بعد إقصاء أوربا لدينها والنفلت منه، فقد و"ق�ر" ف وهها مرة أخرى أن "الدين" هو العوق عن الضارة، وأن الضارة يب أن تكون معادية للدينـري قي البـش به الر لذي يعيUر يار ا با، وأن الع ستمتعوا ها وي ناس ثار طف ال كي يق ل

هـو "الضارة" وليس "الدين".

كان من أهم أسباب وقوف الكنيسة ف وجه العلم؛ أنه كان علما� إسلميا� ف مصدره، وكان يهدد74 بتحول أوربا إل السلم كما أشرنا من قبل، وهذا السبب تفيه الراجع الوربية وهي تتحدث عن

الصراع بي الكنيسة والعلم، لنا ل تب أن تعترف بفضل السلم والسلمي.

)53(منب التوحيد والهاد

Page 54: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

عي ول سة بل و غول الكني من Uفر هي ت با و يه أور عت ف مزدوج وق Ëم نا و"ه� وهانضباط.

أحد طرف الوهم تصورها أن "الدين" من حيث هو، كان هو العوق عن الضارة.سة سلوك الكني ث لرف، سة ا ين الكني هو د قة ف القي عن الضارة عوق كان ال ما بين

بذلك الدين الرف الذي ابتدعته من عندها ول يتنل من عند ال بذه الصورة الرفة.

يع ف ج ضل ين أف ياة بل د با أن ال صور أور هو ت لوهم من ا لخر طرف ا والالحوال وف جيع الالت من الياة بالدين...

وسنسلم بأن حياة أوربا ف ظل دينها كانت سيئة، وكان ل بد لا من التمرد على ذلك الدين لكي تسن أحوالا السيئة وترج من الظلم الدامس الذي كان يكتنف قرونا

الوسطى الظلمة.

ياة من ال فة - شرية كا با - وللب ضل لور ين أف ياة بل د بأن ال سلم لن ن نا ولكبالدين الصحيح الذي ينبغي للبشرية كلها أن تدين به.

ظر كن ان عم، ول ية ف جيع مالتا، ن قدمت الياة الاد عم، وت لم، ن قدم الع قد ت فنظرة فاحصة إل "اللصة" من هذا كله...

وانظر إل "النسان" هل ارتقى ف مموعه أم انتكس انتكاسة ربا ل ينتكسها فتاريه الطويل كله...

لقد سيطر النسان على "البيئة" - كما يقول "جوليان هكسلي" ف كتابه "النساننه - ف ظ خذ - ثالث - وأ حث ال ف الب يه سبقت الشارة إل لذي لديث" ا عال ا ف ال

، ولكنه ل يستطع أن يسيطر على شهواته، بل فتح لا الال بكل75يسيطر على الفضاءيق حلل أو عن أي طر ستمتاع" شهوة "ال نس، أو شهوة ال لك ف ذ سواء نا، عنفوا

حرام، أو شهوة السيطرة والتسلط والطغيان...

إن الستعمار بكل جرائمه وبشاعاته هو ثرة طبيعية لقيام حضارة جاهلية بل دين.

يترتب على75 قد لوزون ف الغلف الوي وما ناس من اتساع فتحة ا فزع ال لوهم؛ هذا ا في ما ين ذلك من نتائج مدمرة لياة النسان على الرض.

)54(منب التوحيد والهاد

Page 55: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

سعتها كما به لتحسي لذه الضارة أن تتجن كان يكن فا عارضا يس انرا نه ل إتاج أصيل لا، فحيثما ملك النسان القوة ول نه ن يتوهم بعض الفتوني بذه الضارة، إسلطة يخ كله... يطغى، لن ال يدنه خلل التار هذا د بال ورسله ورسالته ف يؤمن كن ي ت�ط�غ�ي إن ل تردعها وتضبطها مافة ال وتقواه، ولقد بررت أوربا استعباد المم الضعيفة وامتصاص دمائها على نفس النحو الذي كانت المباطورية الرومانية تبر لنفسها ذلك

المر... تشابت قلوبم! والسبب دائما واحد... قوة ل يصحبها دين.

كة لرض، وحر ف ا سع السلمي كة التو ي حر سريعة ب نة شئت مقار وضع إن التوسع الرومان ف القدي والتوسع الغرب ف الديث ليتبي لك الفرق.

ف عامر بن عي قال رب ما لرض ك ف ا ستعبدين يرر ال كان سع السلمي التو عبارته البليغة البارعة الت رد فيها على رستم قائد الفرس حي سأله: ما الذي جاء بكم إل بلدنا؟ قال: (إن ال ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إل عبادة ال، ومن ضيق الدنيا إل سعة الدنيا والخرة)، بينما التوسع الرومان ف القدي والتوسع الغرب ف الديثلحرار، {ال ذ�ين" آم"ن�وا ي�ق�ات�ل°ون� ف�ي س"ب�يل� الل ه� و"ال ذ�ين" ك�ف�ر�وا ي�ق�ات�ل°ون� ف�ي س"ب�يل ستعبد ا ي

الط اغ°وت}.

وإن الفساد اللقي، وما تبعه من انتشار المر والخدرات والشذوذ والرية، هو ثرة طبيعية لقيام حضارة جاهلية بل دين، إنه ليس انرافا عارضا كان يكن لذه الضارة أن تتجنبه لوقاية نفسها من الدمار، كما يتوهم العجبي با، الائفي عليها! إنا هو نتاجتاع، لك ال ظم ذ ين ين من د تاع دون ضابط حة للم فرص متا ما وجدت لا، فحيث صيل أ

كانت النتيجة واحدة... إلغراق ف الشهوات، ث النراف.

نون نس، وج نون ال ب: ج مع الغر لى الت يوم ع غت ال لت ط نون ا لوان ال وإن أنون يون، وج نون التليفز سينما، وج نون ال عري، وج نون ال نة، وج نون الزي ياء، وج الزيام حضارة بل ثرة لق ها ية، كل نون الخز لوان ال من أ ها كرة، وغي نون ال يديو، وج الفية قيام هذه الضارة، فتلك سنUة طبيعية من دين... إن كانت قد جاءت متأخرة عن بدالرض - إل ف ا ناس حوال ال ف أ جأة يأت ف شيء شيء، ل كل ف تدرج ل؛ ال سنن اتم كل شيء بالتدريج، ولكن نا ي قدره سبحانه - إ من عند ال حي ي العقاب الصاعق على ذات الط الذي يريده الناس لنفسهم من البداية، فإن أرادوا الستقامة على طريق

ال يسUر ال لم الطريق، وإن أرادوا النراف زادهم ما يريدون!

قط ناك كانت ه ما ياض! و ها بل ب سوداء كل ضارة هذه ال قول إن حد ي ول أجاهلية من جاهليات التاريخ سوداء كلها بل بياض!

)55(منب التوحيد والهاد

Page 56: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

قدم ها الت مي، في قدم العل ها الت ناك، في نا وه ناثرة ه كثية مت ضاء قط بي ها ن عم! في نلى ها اللد ع ها لللة، في كثية وحUل باء سان أع هل الن عن كا لذي أزاح لوجي ا التكنوناول ف ت ية ية والعمل لروح العلم ها ا يم، في ية التنظ ها عبقر ثابرة، في صب وال مل وال الع الشكلت، فيها "أخلقيات" نفعية، نعم، ولكنها تعل التعامل اليومي بي الناس بعضهم

وبعض مريا سهل خاليا من التعقيد...

نا ل ية ل صفة الاهل ها فع عن ها ل تر ية، ولكن هذه الاهل ف ضاء قط بي ها ن كل. 76تعرف ال حق معرفته، ول تعبده حق عبادته

ث إنا لن تنقذها من الدمار - ف موعده القدر عند ال - لنه سنUة حتمية من سنن ال، تصيب الذين يصرون على تنكب طريقه... إل أن يغيUروا ما بأنفسهم فيغي ال لم: {إ�ن الل ه" ل ي�غ"ي¦ر� م"ا ب�ق�و�م� ح"ت(ى ي�غ"ي¦ر�وا م"ا ب�أ�ن�ف°س�ه�م� و"إ�ذ�ا أ�ر"اد" الل ه� ب�ق�و�م� س�وءا� ف�ل م"ر"د( ل�ه� و"م"اي"ة� أ�م�ل�ي�ت� ل�ه"ا و"ه�ي" ظ�ال�م"ةÔ ث°م( أ�خ"ذ�ت�ه"ا و"إ�ل�ي ل�ه�م� م�ن� د�ون�ه� م�ن� و"ال}، {و"ك�أ�ي¦ن� م"ن� ق�ر� ال�م"ص�ي}، {ف�ل�م(ا ن"س�وا م"ا ذ°كÐر�وا ب�ه� ف�ت"ح�ن"ا ع"ل�ي�ه�م� أ�ب�و"اب" ك°لÐ ش"ي�ء� ح"ت(ى إ�ذ�ا ف�ر�ح�وا ب�م"ال ذ�ين" ظ�ل�م�وا و"ال�ح"م�د� ل�ل ه� ر"ب ق�و�م� ا �ف�إ�ذ�ا ه�م� م�ب�ل�س�ون� ف�ق°ط�ع" د"اب�ر� ال ت"ة� أ°وت�وا أ�خ"ذ�ن"اه�م� ب"غ�

ال�ع"ال�م�ي}.

ومن جهة أخرى؛ فلم يكن من التم على هذه الضارة أن تنبذ الذين لكي تتوصل إل القوة والتقدم العلمي والتكنولوجي، فقد كان هذا كله مكنا - كما أمكن للمسلمي

من قبل - لو أن أوربا اعتنقت السلم.

* * *ونلص من ذلك كله إل نتائج واضحة:

أول: أن ظروفا معينة ف أوربا هي الت جعلتها تنبذ الدين، وتقيم عداء بي الدينوالضارة وبي الدين والعلم، وبي الدين والسياسة، وبي الدين والقتصاد... إل.

هو لدين" توهت أن "ا ث من لدين"... و هو "ا ها توهت أن دين با يا: أن أور ثانالذي ينبغي أن ي�ن�ب"ذ�، وأن الضارة ينبغي أن تقام بل دين.

قة76 هل بقي ي؛ ال قرآن الكر ف ال عددة ضع مت ف موا ما وردت ية ك ن للجاهل ن القرآ هو الع هذا اللوهية، وعدم اتباع ما أنزل ال.

)56(منب التوحيد والهاد

Page 57: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ثالثا: أن أوربا حي انفلتت من دينها الفاسد، وانفلتت ف الوقت ذاته من الضوابطضارة" لوى "ح هذا ا لى قامت ع ث أ ها، عت أهواء سانيته، واتب سان إن فظ للن لت ت ا أعجبتها لنا تساير أهواءها ث جعلتها هي الصل الذي يقاس عليه كل شيء، ث قاست الدين على هذا الصل العتمد عندها فوجدته مالفا للصل العتمد، فنبذته، وجعلت نبذه

.77مقياسا� للتقدم والضارة والرقي!

ف نة ظروف معي شأته سلوك أن ف ال لل صور وخ ف الت لل له خ هذا ك عا: أن رابأوربا، وليس قانونا� من قواني الوجود البشري يسري على كل البشر بالضرورة!

* * *

ث ننتقل بالديث إل السلم:

إن مفهوم "الضارة" ف السلم يتلف اختلفا بيUنا عن الفهوم الغرب، وإن التقىمعه إلتقاء عارضا� ف ضرورة السعي إل عمارة الرض.

الضارة ف الفهوم السلمي؛ هي النشاط الذي يقوم به النسان ف شت مالتحياته ليحقق غاية وجوده.

ية الوجود البشري لنحدد بعد ذلك كنه بدء غا بادئ ذي ومن ث ينبغي أن نعلم "الضارة" الت تناسب تلك الغاية وتققها.

: (جئت ل أعلم من أين، ولكن أتيت! ولقد أبصرت78يقول شاعر جاهلي معاصرقدامي طريقا فمشيت!)

وهكذا انتهت حياته إل "العبثية" لنه جهل غاية وجوده، وهو يثل ف القيقة أزمةالاهلية العاصرة، الت تقود تلك الاهلية إل النون كلما أوغلت ف الطريق.

سان77 يه -؛ أن الن سان ذلك الهول" - سبقت الشارة إل يل" ف كتابه "الن كرر "ألكسيس كار يف هي لذلك ف كوينه، و سب ت ها ل تنا شهوته، ولكن بدافع خاطئة ضارة سه ح صنع لنف قد صر العا

طريقها للنيار. هو الشاعر إيليا أبو ماضي.78

)57(منب التوحيد والهاد

Page 58: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

والسلم يدد تديدا� واضحا� غاية الوجود البشري، فيضع أمام النسان كل شيءصحيح: {و"م"ا خ"ل�ق�ت� ال�ج�ن( و"ال�أ�ن�س" إ�ل ا ل�ي"ع�ب�د�ون�}، {إ�ن(ا خ"ل�ق�ن"ا ال�أ�ن�س"ان� م�ن كانه ال ف م ن�ط�ف�ة� أ�م�ش"اج� ن"ب�ت"ل�يه� ف�ج"ع"ل�ن"اه� س"م�يعا� ب"ص�يا}، {ه�و" أ�ن�ش"أ�ك°م� م�ن" ال�أ�ر�ض� و"اس�ت"ع�م"ر"ك°م� ف�يه"ا}، {و"إ�ذ� ق�ال� ر"بÊك" ل�ل�م"لئ�ك�ة� إ�ن¦ي ج"اع�لÔ ف�ي ال�أ�ر�ض� خ"ل�يف�ة�}، {ه�و" ال ذ�ي ج"ع"ل� ل�ك°م� ال�أ�ر�ض ذ�ل°ول� ف�ام�ش�وا ف�ي م"ن"اك�ب�ه"ا و"ك°ل°وا م�ن� ر�ز�ق�ه� و"إ�ل�ي�ه� النÊش�ور}، {و"س"خ(ر" ل�ك°م� م"ا ف�ي الس(م"او"ات

و"م"ا ف�ي ال�أ�ر�ض� ج"م�يعا� م�ن�ه}، {و"ل�ك°م� ف�ي ال�أ�ر�ض� م�س�ت"ق�رè و"م"ت"اعË إ�ل�ى ح�ي�}.

ونفهم من مموع هذه اليات وأمثالا؛ أن النسان خلق ليعبد ال وأنه خلق ليكون خليفة ف الرض، وأنه خلق للبتلء، وأنه خلق لقدر من التاع يناله ف الياة الدنيا، وأنه خلق ليعمر الرض بالسعي ف مناكبها والكل من رزق ال، وبالسعي إل تسخي طاقات

السموات والرض...

ول تعارض بي هذه الهداف جيعا، فكلها ف النهاية تلتقي ف مفهوم العبادة فالسلم.

بان العمر ف الرض، قد خلق ال النسان ليكون هو الهيمن السيطر النشئ ال لية لدوافع القو من ا سان مموعة ف كيان الن كون ستلزم أن ت هذه الهمة ت ل أن لم ا وع تدفعه للقيام بذا النشاط، حت ل تقعد به العقبات عن القيام بهمته؛ ل البحار ول النار ول البال ول البد ول الر ول المراض... ولكن ال يعلم كذلك أن هذه الدوافع - أو س"م¦ها الشهوات - مع لزومها له، ل تصلح أن يستجيب لا النسان إل آخر الدى لنا عندئذ تدمره بدل من أن تعينه على أداء مهمته، فرسم للستمتاع با حدودا� معينة وقال:

ت"د�وه"ا} ضع79{ت�ل�ك" ح�د�ود� الل ه� ف�ل ت"ق�ر"ب�وه"ا}، و {ت�ل�ك" ح�د�ود� الل ه� ف�ل ت"ع� عل مو ، وج البتلء هو هذا: هل يستجيب النسان للمر الربان، فيلتزم ف تناوله للمتاع بالدود الت حددها ال؟ أم يتجاوز الدود رغبة منه ف مزيد من التاع؟ وجعل ذلك كله هو "العبادة" الت خلقه من أجلها على سبيل الصر، العب عنه ف الية الكرية بالنفي والستثناء: {و"م"اقدر ث ية، غة العرب ف الل قوى أدوات الصر خ"ل�ق�ت� ال�ج�ن( و"ال�أ�ن�س" إ�ل ا ل�ي"ع�ب�د�ون}، وها أ سبحانه أنه من استجاب لذه العبادة - بعناها الواسع الشامل - فإن له النة خالدا فيها،

ومن اعرض وعصى واتبع هواه فإن له جهنم خالدا فيها.

يلحظ أنه حي تكون الشهوة عنيفة يرد قوله تعال: {ت�ل�ك" ح�د�ود� الل ه� ف�ل ت"ق�ر"ب�وه"ا} [سورة البقرة:79 ]، لن القرب ل يؤمن معه الزلل أما الدوافع الت يؤمن الزلل فيها فيجيء ف شأنا؛ {ت�ل�ك" ح�د�ود187

].229الل ه� ف�ل ت"ع�ت"د�وه"ا} [سورة البقرة:

)58(منب التوحيد والهاد

Page 59: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

له كل شيء ف تدد لت هاه... وهي ا ل منت بدئه إ من م سان هي قصة الن لك تحياته منذ يبلغ سن التكليف إل أن يلقى ال.

وهي الت تدد له كذلك مفهوم "الضارة" الت ينبغي أن يسعى إل إقامتها.

إنا ليست مقصورة على العمارة الادية للرض - وإن كانت تشملها - إنا هي على وجه التحديد؛ عمارة الرض بقتضى النهج الربان، وعندئذ فقط تصبح مققة لغاية الوجود البشري، لنا عندئذ تدخل ف مفهوم العبادة الواسع الذي تشمله الية الكرية:

{ق°ل� إ�ن ص"لت�ي و"ن�س�ك�ي و"م"ح�ي"اي" و"م"م"ات�ي ل�ل ه� ر"ب¦ ال�ع"ال�م�ي" ل ش"ر�يك" ل�ه�...}.

ي�ر ه� ال�أ�س�لم�}، {و"م"ن� ي"ب�ت"غ� غ� ن�د" الل لد¦ين" ع� لدين! (إ�ن ا هذا ا هو بان هج الر والنال�أ�س�لم� د�ينا� ف�ل�ن� ي�ق�ب"ل� م�ن�ه� و"ه�و" ف�ي ال�آخ�ر"ة� م�ن" ال�خ"اس�ر�ين}.

ومن ث فالدين هو الضارة... والضارة هي السلم!

شرية... يخ الب ف تار مون أروع حضارة لذي فهمه السلمون وهم يقي هو ا وهذا ية من النان فة، من الهل والرا ل، ي ا ية لغ من العبود سان" حررت "الن لت إلضارة اسية شكاله؛ السيا يع أ ف ج لم من الظ شهوات، هوى وال ية لل من العبود سلط، والتحررت لرأة و حررت ا لت لخرين، وا لم ا فس وظ لم الن ية... ظ صادية والجتماع وال�قت

العبيد، ورفعت الناس إل الستوى اللئق بالنسان.

وهي فوق ذلك الت حوت العلم النافع، وظلت تعلمه للبشرية عدة قرون، سواء ف مال العلوم الشرعية أو العلوم الدنيوية الت برعت فيها المة ال�سلمية يوم كانت تتمسك

بدين ال.

* * *شري، جود الب ية الو يدد غا لذي هو ا لنه سلم! هو ال لدين! هو ا يار إذن العهي لك جه... وت سن و لى أح ية ع لك الغا قق ت لذي ي شاط ا شكل الن ث من يدد و

الضارة القة اللئقة بالنسان...

)59(منب التوحيد والهاد

Page 60: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ضارة عن ال كارهم لوبم وأف جوههم وق يزوون و سلمي" إذن عض "ال بال ب ما القة والعيار الق، ليتخذوا العيار الختل الذي ابتليت به أوربا لظروفها الاصة هناك؟!

يوم، السيئ غاية السوء، هو الذي قع السلمي ال لكي نسن الظن بم نقول إن والذي با، ا يار أور نه مع بدل م ناق هؤلء عن الفهوم الصحيح للحضارة، فاتذوا لوى أع

يصور الدين معوقا� عن الضارة، وينادي بنبذ الدين لكي تتقدم الياة.

ولكنا مهما أحسنUا الظن بم ل نستطيع أن نعتذر عنهم!

وكيف نعتذر عن قوم يسمعون كلم ال فيزورون عنه، ويقولون: سنتخذ العيارالغرب بدل من كلم ال؟!

واقع السلمي اليوم سيئ ل بسبب تسكهم بالدين، بل بسبب بعدهم عن الدين،به على فة القة، ويتمسكون هم العر ولذا فهم غي متحضرين، ويوم كانوا يعرفون دينل عودوا إ يوم أن ي ل الضارة ال لرض، وسبيلهم إ هم المة التحضرة ف ا كانوا بصية دينهم، فيجدوا فيه كل مقومات الضارة، وأولا معرفة ال وعبادته، واتباع ما أنزل ال.

لذي لخلقي، ا صادي وا سي والقت ب والسيا لادي والر مي وا لف العل إن التخ يشكل ف مموعه "التخلف الضاري" ليس هو الداء الصيل ف هذه المة، كما يتصورها، من تلف لذي سيخلص المة هو ا ل الشرق غرب إ قل حضارة ال لذين يفهمون أن ن ا

وينشئها نشاة جديدة!

فوس ف ن يدة لف العق جة لتخ هو نتي نا شكاله إ عه وأ كل فرو لف ب هذا التخ إن ب لادي والر مي وا قدم العل سلمي الت حت ال لت من هي ا يدة هذه العق لن سلمي. ال

والسياسي والقتصادي والخلقي... يوم كانوا مؤمني حقا بذا الدين.

فوق هم شريعة السلمية، عة لتنحية ال سيئ ذري قع السلمي ال خذون وا لذين يت فاهم ل جهل ضافة إ يخ، بال قائق التار جاهلون ب غرب، مام ال ية أ ية والفكر هم الروح هزيت

بالسنن الربانية الت تكم حياة البشر على الرض.

* * *

)60(منب التوحيد والهاد

Page 61: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

شريعة السلمية مظهر "غي حضاري"! إن كان ف ال لدود قال إن ا ما ي قال في ي يناسب البيئة البدوية الت نزل فيها القرآن، فهو ل يناسب البيئة التحضرة الت يعيش فيها سكان العال الديث! ما أفظع أن تقطع يد السارق! ما أفظع أن يرجم الزان! إنا السجن

هو العقوبة الهذبة اللئقة بالضارة! أو إن شئتم... فل عقاب!

ها ما منحته لرأة وتأب علي قال: إن الشريعة السلمية تظلم ا ما ي قال كذلك في ويإياها الضارة الديثة من الريات والقوق!

وما بنا أن نعيد كلما قلناه من قبل ونن نستعرض قضية التطور.

خذ موضوع لذي أ لرض، ا ف ا يد شريع الوح هي الت شريعة هذه ال قول إن نا ن إالرية والعقاب من كل زواياه ف آن واحد.

إن السلم ل يبدأ بتقرير العقوبة ول بتوقيع العقوبة.

إنا يبدأ بوقاية التمع من الرية، بالحاطة بنابعها قبل أن تنبع.

وأول إحاطة هي بالقلب البشري ذاته، منبع الي ف النسان إذا صلح، ومنبع الشريه إن فسد: (أل وإن ف السد مضغة إذا صلحت صلح السد كله وإذا فسدت فسد ف

. 80السد كله، أل وهي القلب)

ويوجه السلم لذا القلب جهده الول والكب، لينقيه ويصفيه ويربطه بال جلشأنه من خيطي الوف والرجاء: {و"ي"ر�ج�ون� ر"ح�م"ت"ه� و"ي"خ"اف°ون� ع"ذ�اب"ه�}.

والساء والصفات الت وردت ف كتاب ال، وف أحاديث الرسول صلى ال عليهبالقلب البشري ف جيع أحواله ية هذا القلب وربطه بال، فهي تيط وسلم، نزلت لترب وجيع تصرفاته، إن ت"ط�ل ع" إل شيء فكل شيء بيد ال، وإن خاف من شيء فكل شيء بيد ال، هو الرزاق، هو الهيمن، هو الدبر، هو الذي بيده مقاليد كل شيء، وهو الغفور

الرحيم، وهو البار التكب، وهو الذي يبدأ اللق ث يعيده. منه النشأ وإليه الصي.

متفق عليه.80

)61(منب التوحيد والهاد

Page 62: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ية، لنه ياف ل الر جه أصل إ هو ل يت هذه الصورة ف لب على يترب الق وحي فإذا ل، يديه من فضل ا با بي عة لوى، ولنه يشعر بالقنا به فينهى النفس عن ا مقام ر

رغب ف الزيادة فعند ال الزيد.

من شر نوازع ال نع كة، وت ل ملئ ناس إ تول ال سلمية ية ال� قول إن الترب ول ن نفوسهم فل يعود ف قلوبم غل ول حقد ول غضب ول سخيمة... فذلك ل يتحقق إل ف النة: {و"ن"ز"ع�ن"ا م"ا ف�ي ص�د�ور�ه�م� م�ن� غ�لï ت"ج�ر�ي م�ن� ت"ح�ت�ه�م� ال�أ�ن�ه"ار� و"ق�ال°وا ال�ح"م�د� ل�ل ه ال ذ�ي ه"د"ان"ا ل�ه"ذ�ا و"م"ا ك°ن(ا ل�ن"ه�ت"د�ي" ل�و�ل أ�ن� ه"د"ان"ا الل ه� ل�ق�د� ج"اءÈت� ر�س�ل° ر"ب¦ن"ا ب�ال�ح"ق¦ و"ن�ود�وا

أ�ن� ت�ل�ك°م� ال�ج"ن(ة° أ°ور�ث�ت�م�وه"ا ب�م"ا ك°ن�ت�م� ت"ع�م"ل°ون}.

إنا نقول على يقي: إن التمع السلمي - حيثما وجد متمع إسلمي حق - هو أقل متمعات الرض جرية، وإن العامل الول ف ذلك هو هذه التربية الت تربط القلب

بال، يبه ويشاه.

والسلم مع ذلك نظام واقعي، ل يفترض ف الناس الناعة والو موبوء بالراثيم،إنا يكافح الرثومة ف ذات الوقت الذي يرب فيه مناعة القلوب.

فأما السرقة فجرثومتها الوع والفقر، ويسعى النظام ال�سلمي إل مكافحة الوعل جائع يضطر إ لرض عا حت ل يوجد ف ا هاته جي ماته وتوجي شريعاته وتنظي قر بت والف

السرقة بسبب الوع.

وأما الزنا فجرثومته الفتنة والثارة والتبج واللعة، والفراغ من القيم الادة التلترف والترهل... والسلم ينع ذلك كله وياربه، ناس وطاقاتم، وا تستوعب مشاعر الكي سيه، ل ل تي يدعو إ بالزواج - و صان - يل بالح ل التعج يدعو إ لوقت ف ذات ا و

تأخذ المور منطلقها الطبيعي ول يتاج أحد إل الرية.

وكذلك ف بقية الدود... يسعى النظام السلمي إل الحاطة بنبع الرية قبل أنيلوث الو بالراثيم.

هو ها و ية مرتكب كب الر هل ارت فردة؛ لة م كل حا ف ظر السلم لك ين مع ذ و معذور؟! فإن قامت الشبهة فإن السلم يدرأ الد بالشبهة، ول يوقع الد إل عند التيقن

من أن مرتكب الرية غي معذور.

)62(منب التوحيد والهاد

Page 63: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وهذا هو تصرف عمر رضي ال عنه حي أوقف حد السرقة ف عام الرمادة، عام الوع، وحي جيء له بغلمان سرقوا ناقة فلم يقم عليهم الد، بل ألزم سيدهم أن يعوضلول أن أعلم ل له: (وا مانه، وقال له على تويع غل ها عقوبة قة بضعف ثن صاحب النا أنكم تستعملونم فتجيعونم، حت إن أحدهم لو أكل ما حرم ال عليه لل له، لقطعت أيديهم، فإذ ل أفعل فلغرمنك غرامة توجعك)! ث التفت إل صاحب الناقة فقال: (بكم أريدت منك ناقتك؟)، قال: بأربعمائة، فقال لبن حاطب - صاحب الغلمان -: (اذهب

.81فأعطه ثانائة)!

والد ف ذاته أداة للوقاية من الرية، فإن شدته اللحوظة قد قصد با تويف من تدثه نفسه بارتكاب الرية - وهو غي معذور - فيفكر مرات ومرات قبل أن يقدم على

التنفيذ.

ث إن ال�سلم حي يوقع الد على مرتكب الرية - غي العذور - ل ينبذه من أجل جريته، إنا الد كفارة للتطهي: (... فمن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به ف الدنيا

.82فهو له كفارة)

تاب، ول مز ول يغ مز ول يغ ية، فل يل ضاء نق صفحته بي سلم له ال يرد لذلك توصد ف وجهه البواب حت ل يعود إل الرية من جديد...

أي تشريع ف الرض كلها - قديها وحديثها - أحاط بوضوع الرية والعقاب هذه الحاطة، فشمله من كل جوانبه، ووضع له التشريع المثل كما فعلت شريعة ال؟ومع ذلك يعدلون؟! {أ�ف�ح�ك�م" ال�ج"اه�ل�ي(ة� ي"ب�غ�ون� و"م"ن� أ�ح�س"ن� م�ن" الل ه� ح�ك�ما� ل�ق�و�م� ي�وق�ن�ون�}.

عج مع ي يه الرية إل شذوذا يستنكر، أم مت مع نظيف ل تدث ف أيهما خي؟ متبالرية، تعمل كل الجهزة على منعها أو حصرها فتتزايد كل يوم؟!

وأيهما هو التمع التحضر؟ التمع الذي ينادي فيه رئيس الدولة شعبه فيقول: "لكي ل ي دولرا� ل من ثلث كثر به أ ف جي لن غروب، ول يم عد ال حدكم وحده ب يرج أ

لذي وصفه رسول ال صلى ال83يتعرض للمجرمي وقطاع الطريق" مع ا ، أم ذلك الت من رواية الطبان.81 أخرجه البخاري.82 من نداء وجهه الرئيس "ريان"، رئيس الوليات التحدة المريكية، إل شعبه وقت توليته، ونشرته83

الصحف ف حينه.

)63(منب التوحيد والهاد

Page 64: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

يه وسلم: (وال ليتمن ال هذا المر حت يسي الراكب من صنعاء إل حضرموت ل عل.84ياف إل ال والذئب على غنمه)

* * *، ولكنا نتصره ف كلمات.85وحديث الرأة والضارة حديث يطول

لقد كانت الرأة مهينة حقòا ف التمع الغرب، ل تعامل على أنا إنسانة، وترم من كثي من القوق، ويتجادل بعض الفلسفة ف شأنا؛ هل لا روح أم ليس لا روح؟ وإنية؟ وإن كانت روحا� إنسانية فهل هي من كان لا روح فهل هي روح إنسانية أم حيوان

نفس مستوى روح الرجل أم أقل!

نا لى أ لرأة ع ل ا مع إ ظرة الت ها ف ن سة أثر تدعتها الكني لت اب ية ا وكانت للرهبانلت ينبغي أن يجر عليها كل الجر، لتضييق منافذ الشيطان، وي�ز�ر"ى أحبولة الشيطان، ا

با كل زراية لكي ينخنس الشيطان ف داخلها، ول يرج إل قلوب الرجال ف الطريق.

وثارت الرأة - أو أثيت لمر يراد - وتررت - أو تللت - من جيع القيود...فخرجت الفتنة هائجة ف الطريق، كما هو مشهود ف الغرب. ما ل يتاج إل بيان.

قد جل ل أن الر يا إ به أخ بدأت تتن قد غرب ف ال لرأة لديث أن ا عبة ا كن ولغرائز ثارة ال يق إ عن طر بة تارة را ستغلها سانيتها، وي ها وإن با وبكرامت بث ها ليع أطلقمرأة ها لل كاليفه، ويمUل عاته وت من تب شطر من ها ليتخفف شهوات. كما أطلق يج ال وتي "التحررة"! فبدأت بعض "العاقلت" يدعون الرأة إل الرجوع إل ملكتها الت هجرتا -جة سائل البه عن و حث شاردة تب هي ها و لت أهلت كبى ا ها ال ل مهمت ها - وإ ل بيت إلبيت الستقر، الم التفرغة... لذي تشرد وضاع حي فقد ا ية النشء ا والتاع، وهي رعامع مل عام كا مدى سي على يون الفرن با التليفز قام قاءات من خلل ل لك تبي ذ كما فريق من النساء العاملت، اللوات يتل معظمهن مراكز مرموقة ف التمع، فرد أكثرهن بأن أمنيتهن الكبى أن يعدن إل البيت ويتركن ما ح�م¦ل�ن"ه من أعباء! كما قامت مظاهرةية ف واجهات اللت على لرأة الداخل كا احتجاجا على عرض ملبس ا سائية ف أمري ن

أجساد "الانيكان" لن فيه إهانة للمرأة وتدنيسا� لكرامتها. أخرجه البخاري.84 انظر إن شئت "مذاهب فكرية معاصرة ، فصل؛ "دور اليهود".85

)64(منب التوحيد والهاد

Page 65: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ية لم الاهل من ظ ها سانية، وحرر ها الن لرأة كرامت طى ا لذي أع هو ا سلم وال وصانا ف الوقت ذاته من التبذل الذي سيقت إليه الرأة الغربية ثنا للحصول على حريتها،ف شرا� عامل� مبا مل ت ستطيع أن تتعا غرب "التحضر" ل ت عض بلد ال لرأة ف ب تزال ا ما و شئون من شئون الياة أعطاها السلم حق التعامل الباشر فيها، ول تزال تفقد اسها حيتاريي هو اللكية التامة وحرية لت يقال إن أصلها ال تتزوج ويصبح اسها "مدام فلن"! ا

!86التصرف

لخرة: ف ا لزاء ف ا سانية، و ف الن لرأة جل وا ساواة الر قرر م سلم في ما ال أ {ف�اس�ت"ج"اب" ل�ه�م� ر"بÊه�م� أ�ن¦ي ل أ°ض�يع� ع"م"ل� ع"ام�ل� م�ن�ك°م� م�ن� ذ�ك�ر� أ�و� أ°ن�ث�ى ب"ع�ض�ك°م� م�ن� ب"ع�ضل�أ°ك�فÐر"ن ع"ن�ه�م ل°وا ق�ات"ل°وا و"ق°ت� ف�ي س"ب�يل�ي و" ي"ار�ه�م� و"أ°وذ°وا ن� د� ل ذ�ين" ه"اج"ر�وا و"أ°خ�ر�ج�وا م� ف�ابا� م�ن� ع�ن�د� الل ه� و"الل ه� ع�ن�د"ه� ح�س�ن س"ي¦ئ�ات�ه�م� و"ل�أ°د�خ�ل�ن(ه�م� ج"ن(ات� ت"ج�ر�ي م�ن� ت"ح�ت�ه"ا ال�أ�ن�ه"ار� ث�و"ا

الث و"اب}.

ول ينظر السلم إل الرأة الؤمنة على أنا شيطان، وإنا هي شريكة ف بناء التمعب�ال�م"ع�ر�وف ي"أ�م�ر�ون� ي"اءÁ ب"ع�ض� ن"ات� ب"ع�ض�ه�م� أ�و�ل� ن�ون� و"ال�م�ؤ�م� ية: {و"ال�م�ؤ�م� سه القو لى أس عك س�ول�ه� أ°ول�ئ� ه" و"ر" ع�ون� الل ك�اة� و"ي�ط�ي ت�ون� الز( ص(لة� و"ي�ؤ� م�ون� ال ك�ر� و"ي�ق�ي ن� ال�م�ن� ه"و�ن� ع" و"ي"ن�

س"ي"ر�ح"م�ه�م� الل ه� إ�ن الل ه" ع"ز�يزË ح"ك�يم}.

والذي يريده "الضاريون التطوريون" ف القيقة ليس هو ترير الرأة، ول الفاظشاءون بل ما ي لذات من ال بوا مع، لينته ف الت شة شاعة الفاح هو إ نا ها، إ لى كرامت ع حاجز ول رقيب، وأولئك هم الشياطي!: {إ�ن ال ذ�ين" ي�ح�بÊون� أ�ن� ت"ش�يع" ال�ف�اح�ش"ة° ف�ي ال ذ�ين

آم"ن�وا ل�ه�م� ع"ذ�ابË أ�ل�يمË ف�ي الدÊن�ي"ا و"ال�آخ�ر"ة� و"الل ه� ي"ع�ل�م� و"أ�ن�ت�م� ل ت"ع�ل�م�ون}.

أما ما يشيع ف التمع السلم اليوم من مظاهر جاهلية تاه الرأة فعلجه العودة إللذين يسعون النهج الربان الصحيح، وليس علجه النفلت مع الضاريي التطوريي، ا

ف الرض فسادا وال ل يب الفساد.

مة "مدام" 86 ية؛ إن الصل ف كل هو ]Madame[ تقول بعض العاجم اللغوية الورب ]My Domain[، بات هذا العن ول نفيه، وإن لت يلك السلطة الكاملة عليها! ول نلك نن إث أي متلكات النسان ا

كان واقع الياة الوربية ف العصور الوسطى يظاهره!

)65(منب التوحيد والهاد

Page 66: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

البحث الامسشبهة عدم إمكان تطبيق الشريعة

بسبب وجود القليات غي السلمةمعن هذه الشبهة بعبارة صرية أن القلية تلك منع الغلبية من مارسة دينها!

فمت كانت هذه ف التاريخ كله... وعلى أي أساس تقوم؟!

مت كان من حق أي أقلية ف التاريخ البشري كله أن تتحكم ف الغلبية، وتقوللى عدوانا ع نا، أو لى كيان عدوانا ع لك ف ذ لن به تؤمني لذي نك ا سي دي لا ل تار

حقوقنا؟!

ولنأخذ حال القليات السلمة ف بلد الرض ف واقعنا العاصر.

إن أقلية واحدة من القليات السلمة ف الرض ل تقم - بداهة - بطالبة الكثريةالاكمة بالكف عن مارسة دينها، ماملة لوجودها بي ظهرانيها...

يات لدى الكثر عل كون رد الف يف ي ستحيل! فك هذا ال فترض يد أن ن نا نر ولكالاكمة ف العال، لو تقدمت أقلية مسلمة بثل هذا الطلب العجيب؟!

لدماء بح للمسلمي تسيل فيها ا إن أتصور رد الفعل الفوري ف آسيا وأفريقيا مذا كالنار، وأتصور رد الفعل ف العال "الرU!" مظاهرات صاخبة تطالب بإخراج السلمي

من البلد!

وليس هذا التصور خيال بل حقيقة.

قدموا ل - ت عاذ ا لنم - م نود، ل سلمي ال عل للم بح بالف قوم الذا ند ت في ال ف بطلب جنون مثل هذا الطلب، إنا فقط لنم مسلمون! فمجرد أنم مسلمون يثي عليهملون منهم، ويرقون لون من يقت قر، فيهجمون عليهم، فيقت لوثنيي النود عباد الب حفيظة ا

عليهم دورهم، ث ينصرفون آمني ل ينالم عقاب!

)66(منب التوحيد والهاد

Page 67: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ية، واضطروهم إل من أرضهم الغن فأخرجوا السلمي جاء النصارى لبي وف الف أرض جدبة مهدة، ث ل يكفوا حت هذه اللحظة عن مضايقتهم ليخرجوهم ما بقي فين ين"... متمرد صفهم "متمرد تالم بو ية لق قوات النظام لرض، وت�و"ج(ه ال من ا يديهم أ

!87بدينهم! أي بكونم مسلمي

شع ف أب ية بح الماع جرت الذا صي - سيا وال ف رو شيوعي - عال ال ف ال و صورها، وقتل الليي من الناس جهرة لرد أنم مسلمون، وسيت تلك الذابح الماعية

"حركات تطهي"!

أما إفريقيا فل يقل حالا سوءا عن ذلك.

ولنأخذ نوذجا من البشة:

ته له دللة! فلول يظن كثي من الناس أن السلمي أقلية ف البشة، وهذا الظن ذاية، ف لذي يرهقهم، ما توهم أحد أنم أقل لذل ا السف الذي ييط بالسلمي هناك، وا حي أنم يبلغون خسة وستي ف الائة من مموع السكان - وذلك قبل ضم أريتريا إللت يكمها النصارى رغم ها الساحقة من السلمي! - ث سعت البشة ا البشة وأغلبيتهم عن دين هم يا السلمة لذلل السلمي، وإجلئ ل ضم أريتر ها السلمة، سعت إ أغلبيت وعقيدتم، فقتلت منهم مئات اللوف، وما زالت تقتل، وشردت الليي... لرد كونم

مسلمي!

نا ها السياسية حرما ية" السلمة مرومة من حقوق تا فـ "الغلب شة ذا ما ف الب وأ كامل�، فمن حقها أن تكون هي الاكمة بكم أنا هي الغلبية، فل تكÎن من ذلك، ث ل يكون منها وزير ف الكم، ول رجل ف منصب حيوي، ول يدرس لبنائهم السلم ف مدارس الدولة الت يشرف عليها النصارى، ول يتاح لم أن يفتحوا مدارس لتعليم أبنائهم القرآن والدين، إل "الكتاتيب" الت تظل الدولة ترهقها بالضرائب حت تغلقها، ويرUم على

كانت الفلبي منذ قرون طويلة أرضا� إسلمية، ث طمعت الصليبية ف ضمها إليها، وعرض "ماجلن"87 على البابا أن يقود حلة تتول ضم الفلبي إل ملك النصارى، فعارض البابا ف ذلك ثلث مرات، لعدم ثقته بإمكان ذلك، لقوة شكيمة السلمي وتكنهم ف الفلبي، فلما أل "ماجلن"، وزعم قدرته على تنفيذ مقترحه وافقه البابا ف الرة الرابعة، فصحب حلته الصليبية الت ندرس نن لبنائنا - بتأثي الغزوية السلمة نا كانت رحلة علمية استكشافية، ونزل "ماجلن" على إحدى الزر الفليبين الفكري - أغزو الفكري تأثي ال نا - ب له السلمون، وندرس نن لبنائ وترأ فرفع على أرضها شارة الصليب، فقت

كذلك - أن "التببرين" ف الفلبي قتلوه لنم ل يقدروا رحلته العلمية الستكشافية!

)67(منب التوحيد والهاد

Page 68: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

لدارس السلمية لتعليم يام بفتح ا ية من الارج للق الحباش السلمي تلقي العونات الالالسلمي وتثقيفهم ثقافة إسلمية.

كل ذلك وهم أغلبية... فكيف لو كانوا أقلية... وكيف لو نادوا - وهم أغلبية -بنع القلية النصراينة الاكمة من مارسة دينها؟ كيف تكون الذابح هناك؟!

يا، فضاق النصارى بوجودهم، لرد كونم لة مسلمة ف أفريق وكانت زنبار دويوم من اليام السود، فذبوا ثلث السكان ذبا�، وضموا مسلمي، فهجموا عليهم ذات من بقى حيا� - مع الوان والذل - ف دولة حكمها ف يد النصارى، سيت "تنانيا" بعدسم ف ا سها من ا ي قاء حرف بار، بإب يال زن لذكرى اغت تا قا" إثبا سها "تنجاني كان ا أن

.88الدولة الديدة!

كما أن أفريقيا ملوءة بالدول ذوات الغلبية السلمة، الت يكمها النصارى - وهم القلية - ظلما وعدوانا على مسمع من "العال الر!" بل بتحريض وسند من ذلك العال

"الر!".

أما العال الر ذاته فاسع عنه العاجيب!

تقوم ف فرنسا اليوم دعوة متزايدة يتزعمها "لوبان" أحد الرشحي لتول الكم فنادي بطرد السلمي من فرنسا، وارتكبت تلك الركة أعمال وحشية، فألقت فرنسا، ت بمسة من السلمي من قطار "الترو" أحياء، أثناء سي القطار، فقتلوا على التو، وتاجمنور، نة ال باريس، مدي قات ف طر صة - بات خا ساء الج سلمي - والن ظاهراتم ال مية بعد ية الثان عال الر"! هذا والسلمون ف فرنسا هم الغلب وإحدى كبيات عواصم "ال

النصارى، ويبلغ عددهم خسة مليي.

وف بريطانيا تقوم الدولة بماية الفÎاق الذي كتب كتاب "آيات شيطانية" يسبيه شيء من يس ف ته سبا مقذعا ل هل بي يه وسلم وصحابته وأ ل عل يه رسول ال صلى ا فشر لى ن سلمون ع تج ال ي ي لذوق"... وح قة "ا لم" ول ليا فن" ول أدب "الع تذيب "النا "الديقراطية" فمن ل تعجبه أحوالنا الكتاب تقول لم الدولة بعبارة صرية: تلك قوانين

التاء والنون ف اسم الدولة الديدة "تنانيا"؛ يرمزان إل تنجانيقا، والزاي والنون يرمزان إل زنبار،88 وبقية الحرف وهي الياء واللف الخيتان؛ ها من دواعي "توليف" السم الديد، ولكنهما مشتقان

من أصل "تنجانيقا" ول صلة لما بزنبار.

)68(منب التوحيد والهاد

Page 69: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

فليخرج من بلدنا... هذا والسلمون هم الغلبية بعد النصارى ول يقل عددهم عن ثلثةمليي، وفيهم عدد غي قليل من البيطانيي الذين دخلوا - طواعية - ف دين السلم.

كيف إذن لو قامت أقلية إسلمية تنادي بذلك النكر، وهو منع الكثرية الاكمةمن مارسة دينها لوجود القلية السلمة بي ظهرانيها؟!

* * *إنا دعوى منكرة ل سابقة لا ف التاريخ!

وقد ظلت القليات غي السلمة تعيش ف كنف الدولة السلمة الطبقة لشريعة ال ثلثة عشر قرنا� كاملة، ل تشكو، ول تفكر ف الشكوى، ول تد مبرا للشكوى... حت

وصل السلمون إل حضيض ذلتهم، فبزت تلك الدعوى إل الوجود!

لدعوى ف صورتا الصرية بطبيعة الال - وهي والقليات غي السلمة ل تضع الن ترؤ على ذلك ف البلد "السلمية" ها - لنا ية السلمة من مارسة دين نع الكثر م

مهما وصل استضعاف السلمي!

سلمي! سلمي م قاء ال مع ب قط، شريعة ف طبيق ال يل ت هو تعط عواهم ظاهر د نا إيارسون "دينهم" كما يشاءون!

لن، وبرزت ها ا قد برزت حقيقت لول حث ا ف الب شناها لت ناق لدعوى ا عل ا ولخلفيتها!

تم ما دم ل! ف شريعة ا قوا ل تطب لو سلمون و تم م يل للمسلمي؛ أن هذا ق ثل نه ل إتصلون وتصومون... إو ما دمتم تقولون "ل إله إل ال" فأنتم مسلمون!

إنه ل إسلم بغي شريعة ال!

وقد ناقشنا هذه القضية ف البحث الول با أعتقد أنه يبي وجه الق ف القضية، ويكفي قوله تعال: {ف�ل و"ر"ب¦ك" ل ي�ؤ�م�ن�ون� ح"ت(ى ي�ح"كÐم�وك" ف�يم"ا ش"ج"ر" ب"ي�ن"ه�م� ث°م( ل ي"ج�د�وان(ا ب�الل ه عال: {و"ي"ق°ول°ون� آم" قوله ت جا� م�م(ا ق�ض"ي�ت" و"ي�س"لÐم�وا ت"س�ل�يما}، و ف�ي أ�ن�ف°س�ه�م� ح"ر"

)69(منب التوحيد والهاد

Page 70: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

و"ب�الر(س�ول� و"أ�ط�ع�ن"ا ث°م( ي"ت"و"ل ى ف�ر�يقË م�ن�ه�م� م�ن� ب"ع�د� ذ�ل�ك" و"م"ا أ°ول�ئ�ك" ب�ال�م�ؤ�م�ن�ي" و"إ�ذ�ا د�ع�وا إ�ل�ىالل ه� و"ر"س�ول�ه� ل�ي"ح�ك°م" ب"ي�ن"ه�م� إ�ذ�ا ف�ر�يقË م�ن�ه�م� م�ع�ر�ض�ون...}.

ل إسلم بغي شريعة ال!

كم شريعة ت ية، دون شعائر تعبد يدة و قط، أو عق يدة ف هو عق لذي لدين ا وإن اتصرفات الناس ف الرض، لو دين جاهلي مزيف ل يتنل من عند ال...

يدة وشعائر تعبدية، دون شريعة يدة فقط، أو عق من رسالة ساوية كانت عق وما ناس ف الرض، {و"إ�ل�ى م"د�ي"ن" أ�خ"اه�م� ش�ع"ي�با� ق�ال� ي"ا ق�و�م� اع�ب�د�وا الل ه" م"ا تكم تصرفات الن¦ي أ�خ"اف� ع"ل�ي�ك°م ي�ر� و"إ� ن¦ي أ�ر"اك°م� ب�خ" ي"ال� و"ال�م�يز"ان� إ� � ل�ك°م� م�ن� إ�ل�ه� غ�ي�ر�ه� و"ل ت"ن�ق°ص�وا ال�م�ك ع"ذ�اب" ي"و�م� م�ح�يط� و"ي"ا ق�و�م� أ�و�ف°وا ال�م�ك�ي"ال� و"ال�م�يز"ان� ب�ال�ق�س�ط� و"ل ت"ب�خ"س�وا الن(اس" أ�ش�ي"اءÈه�م

و"ل ت"ع�ث�و�ا ف�ي ال�أ�ر�ض� م�ف�س�د�ين}.

فالرسالة الت حلها إل مدين أخوهم شعيب هي عبادة° ال وحده با يتضمنه ذلكموالم حسب أهوائهم، بل يتقيدوا مرË لم أل يتصرفوا ف أ من عقيدة وشعائر تعبدية، وأ بشريعة ال النلة إليهم، وهذا الذي فهمه قوم شعيب واستنكروه منه لكفرهم وجاهليتهم فدمر ال عليهم، {ق�ال°وا ي"ا ش�ع"ي�ب� أ�ص"لت�ك" ت"أ�م�ر�ك" أ�ن� ن"ت�ر�ك" م"ا ي"ع�ب�د� آب"اؤ�ن"ا أ�و� أ�ن� ن"ف�ع"ل� ف�ي

أ�م�و"ال�ن"ا م"ا ن"ش"اءÁ إ�ن(ك" ل�أ�ن�ت" ال�ح"ل�يم� الر(ش�يد}.

أي؛ أمن مقتضيات دينك الذي تدعونا إليه أن نترك عبادة آلتنا الت ورثنا عبادتا عن آبائنا، وأن تقيد تصرفنا ف أموالنا فل نستطيع أن نتصرف فيها إل بقتضى التعاليم الت تملها؟! ث يقولون له ف سخرية ظاهرة: من أين لك أيها الليم الرشيد أن تقيدنا بذه

القيود؟!

شركي: {و"ق�ال فارا� وم كانوا ك شريعة يدة وال ضوا العق لك؛ أي رف قالوا ذ وحي ال ذ�ين" أ�ش�ر"ك°وا ل�و� ش"اءÈ الل ه� م"ا ع"ب"د�ن"ا م�ن� د�ون�ه� م�ن� ش"ي�ء� ن"ح�ن� و"ل آب"اؤ�ن"ا و"ل ح"ر(م�ن"ا م�ن� د�ون�ه

م�ن� ش"ي�ء}.

ل وسلمه صلوات ا ل ياء ا من أنب عة عة متتاب سجل� لو شعراء سورة ال ف وند هم ما لم رسولم يذكر ث عوا رسوله، ل ويطي بدوا ا قومه أن يع يأمر نب هم، كل علي واقعون فيه من انراف ف تصرفاتم الدنيوية، ويطلب منهم تصحيحها با يناسب مقتضى

إيانم بال، أي بقتضى الشريعة النلة إليهم من عند ربم:

)70(منب التوحيد والهاد

Page 71: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

{ك�ذ ب"ت� ع"ادË ال�م�ر�س"ل�ي" إ�ذ� ق�ال� ل�ه�م� أ�خ�وه�م� ه�ودË أ�ل ت"ت(ق°ون� إ�ن¦ي ل�ك°م� ر"س�ولÔ أ�م�ي ف�ات(ق°وا الل ه" و"أ�ط�يع�ون� و"م"ا أ�س�أ�ل°ك°م� ع"ل�ي�ه� م�ن� أ�ج�ر� إ�ن� أ�ج�ر�ي" إ�ل ا ع"ل�ى ر"ب¦ ال�ع"ال�م�ي" أ�ت"ب�ن�ون� ب�ك°لب(ار�ين" ات(ق°وا الل ه ل°د�ون� Èإ�ذ�ا ب"ط�ش�ت�م� ب"ط�ش�ت�م� ج" ث°ون� Èت"ت(خ�ذ°ون� م"ص"ان�ع" ل�ع"ل ك°م� ت"خ� ي"ة� ت"ع�ب" ر�يع� آ

و"أ�ط�يع�ون...}.

{ك�ذ ب"ت� ث�م�ود� ال�م�ر�س"ل�ي" إ�ذ� ق�ال� ل�ه�م� أ�خ�وه�م� ص"ال�حË أ�ل ت"ت(ق°ون� إ�ن¦ي ل�ك°م� ر"س�ولÔ أ�م�ي ف�ات(ق°وا الل ه" و"أ�ط�يع�ون� و"م"ا أ�س�أ�ل°ك°م� ع"ل�ي�ه� م�ن� أ�ج�ر� إ�ن� أ�ج�ر�ي" إ�ل ا ع"ل�ى ر"ب¦ ال�ع"ال�م�ي" أ�ت�ت�ر"ك°ون ف�ي م"ا ه"اه�ن"ا آم�ن�ي" ف�ي ج"ن(ات� و"ع�ي�ون� و"ز�ر�وع� و"ن"خ�ل� ط�ل�ع�ه"ا ه"ض�يمË و"ت"ن�ح�ت�ون� م�ن" ال�ج�ب"ال ب�ي�وتا� ف�ار�ه�ي" ف�ات(ق°وا الل ه" و"أ�ط�يع�ون� و"ل ت�ط�يع�وا أ�م�ر" ال�م�س�ر�ف�ي" ال ذ�ين" ي�ف�س�د�ون� ف�ي ال�أ�ر�ض� و"ل

ي�ص�ل�ح�ون}.

{ك�ذ ب"ت� ق�و�م� ل°وط� ال�م�ر�س"ل�ي" إ�ذ� ق�ال� ل�ه�م� أ�خ�وه�م� ل°وطÔ أ�ل ت"ت(ق°ون� إ�ن¦ي ل�ك°م� ر"س�ول أ�م�يË ف�ات(ق°وا الل ه" و"أ�ط�يع�ون� و"م"ا أ�س�أ�ل°ك°م� ع"ل�ي�ه� م�ن� أ�ج�ر� إ�ن� أ�ج�ر�ي" إ�ل ا ع"ل�ى ر"ب¦ ال�ع"ال�م�ي" أ�ت"أ�ت�ون

الذçك�ر"ان� م�ن" ال�ع"ال�م�ي" و"ت"ذ�ر�ون� م"ا خ"ل�ق" ل�ك°م� ر"بÊك°م� م�ن� أ�ز�و"اج�ك°م� ب"ل� أ�ن�ت�م� ق�و�مË ع"اد�ون}.

{ك�ذ ب" أ�ص�ح"اب� ل�أ�ي�ك�ة� ال�م�ر�س"ل�ي" إ�ذ� ق�ال� ل�ه�م� ش�ع"ي�بË أ�ل ت"ت(ق°ون� إ�ن¦ي ل�ك°م� ر"س�ول أ�م�يË ف�ات(ق°وا الل ه" و"أ�ط�يع�ون� و"م"ا أ�س�أ�ل°ك°م� ع"ل�ي�ه� م�ن� أ�ج�ر� إ�ن� أ�ج�ر�ي" إ�ل ا ع"ل�ى ر"ب¦ ال�ع"ال�م�ي" أ�و�ف°وا ال�ك�ي�ل� و"ل ت"ك°ون�وا م�ن" ال�م�خ�س�ر�ين" و"ز�ن�وا ب�ال�ق�س�ط�اس� ال�م�س�ت"ق�يم� و"ل ت"ب�خ"س�وا الن(اس" أ�ش�ي"اءÈه�م

و"ل ت"ع�ث�و�ا ف�ي ال�أ�ر�ض� م�ف�س�د�ين...}.

فإذا جئنا إل الرسالت الثلث الخية ند عنها حديثا مفصل ف كتاب ال: {إ�ن(ال ذ�ين" أ�س�ل�م�وا ل�ل ذ�ين" ه"اد�وا و"الر(ب(ان�يÊون ت(و�ر"اة� ف�يه"ا ه�دى} و"ن�ورË ي"ح�ك°م� ب�ه"ا الن(ب�يÊون� ا أ�ن�ز"ل�ن"ا ال و"ال�أ�ح�ب"ار� ب�م"ا اس�ت�ح�ف�ظ°وا م�ن� ك�ت"اب� الل ه� و"ك�ان�وا ع"ل�ي�ه� ش�ه"د"اءÈ ف�ل ت"خ�ش"و�ا الن(اس" و"اخ�ش"و�ن� و"ل ت"ش�ت"ر�وا ب�آي"ات�ي ث�م"نا� ق�ل�يل� و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�ك�اف�ر�ون� و"ك�ت"ب�ن"ا ع"ل�ي�ه�مس¦ن س¦ن( ب�ال ل�أ°ذ°ن� و"ال ل�أ°ذ°ن� ب�ا ل�أ�ن�ف� و"ا ل�أ�ن�ف" ب�ا ب�ال�ع"ي�ن� و"ا ن" س� و"ال�ع"ي� �س" ب�الن(ف �ن الن(ف ه"ا أ� ف�ي و"ال�ج�ر�وح" ق�ص"اصË ف�م"ن� ت"ص"د(ق" ب�ه� ف�ه�و" ك�ف ار"ةÔ ل�ه� و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م الظ ال�م�ون� و"ق�ف ي�ن"ا ع"ل�ى آث�ار�ه�م� ب�ع�يس"ى اب�ن� م"ر�ي"م" م�ص"د¦قا� ل�م"ا ب"ي�ن" ي"د"ي�ه� م�ن" الت(و�ر"اة� و"آت"ي�ن"اه ال�أ�ن�ج�يل� ف�يه� ه�دى} و"ن�ورË و"م�ص"د¦قا� ل�م"ا ب"ي�ن" ي"د"ي�ه� م�ن" الت(و�ر"اة� و"ه�دى} و"م"و�ع�ظ�ة� ل�ل�م�ت(ق�ي" و"ل�ي"ح�ك°م أ�ه�ل° ال�أ�ن�ج�يل� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�يه� و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�ف�اس�ق°ون� و"أ�ن�ز"ل�ن"ا إ�ل�ي�ك" ال�ك�ت"اب" ب�ال�ح"ق¦ م�ص"د¦قا� ل�م"ا ب"ي�ن" ي"د"ي�ه� م�ن" ال�ك�ت"اب� و"م�ه"ي�م�نا� ع"ل�ي�ه� ف�اح�ك°م� ب"ي�ن"ه�م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل الل ه� و"ل ت"ت(ب�ع� أ�ه�و"اءÈه�م� ع"م(ا ج"اءÈك" م�ن" ال�ح"ق¦ ل�ك°لï ج"ع"ل�ن"ا م�ن�ك°م� ش�ر�ع"ة� و"م�ن�ه"اجا� و"ل�و� ش"اءÈ الل ه ل�ج"ع"ل�ك°م� أ°م(ة� و"اح�د"ة� و"ل�ك�ن� ل�ي"ب�ل°و"ك°م� ف�ي م"ا آت"اك°م� ف�اس�ت"ب�ق°وا ال�خ"ي�ر"ات� إ�ل�ى الل ه� م"ر�ج�ع�ك°معا� ف�ي�ن"ب¦ئ°ك°م� ب�م"ا ك°ن�ت�م� ف�يه� ت"خ�ت"ل�ف°ون� و"أ�ن� اح�ك°م� ب"ي�ن"ه�م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� و"ل ت"ت(ب�ع� أ�ه�و"اءÈه�م ج"م�ي

)71(منب التوحيد والهاد

Page 72: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

يد� الل ه� أ�ن ل و�ا ف�اع�ل�م� أ�ن(م"ا ي�ر� و"اح�ذ�ر�ه�م� أ�ن� ي"ف�ت�ن�وك" ع"ن� ب"ع�ض� م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� إ�ل�ي�ك" ف�إ�ن� ت"و" ي�ص�يب"ه�م� ب�ب"ع�ض� ذ°ن�وب�ه�م� و"إ�ن ك�ث�يا� م�ن" الن(اس� ل�ف�اس�ق°ون� أ�ف�ح�ك�م" ال�ج"اه�ل�ي(ة� ي"ب�غ�ون� و"م"ن� أ�ح�س"ن

م�ن" الل ه� ح�ك�ما� ل�ق�و�م� ي�وق�ن�ون}.

كل! ل يوجد دين هو عقيدة فقط، أو عقيدة وشعائر تعبدية بل شريعة!

وإنا جاء الفهوم الغرب "العلمان" للدين، على أنه علقة خاصة بي العبد والرب، ملها القلب، ول علقة لا بواقع الياة... جاء من مفهوم كنسي مرف، شعاره؛ "أدU مالول، حي نا الثلثة ا صرانية خلل قرو عانته الن قع من وا ل"، و ل ما صر و صر لقي لقيطبيق من ت لم تتكمن ية، ف ية الوثن ية الرومان بل المباطور من ق طادرة كانت مضطهدة م شريعتها، واكتفت بالعقيدة والشعائر التعبدية - اضطرارا� - واعتبت ذلك هو "الدين"،باطرة لى ال قاهر ع سلطان ية صار للبابو لدين حي ستكمال ا ل ا جه إ ل تت كانت وإن لدين السماوي النل، فلما جاءت العلمانية ف العصر واللوك، فظل دينها مرفا ل يثل ا الديث وجدت الطريق مهدا�، ول تد كبي عناء ف فصل "الدين" عن "الدولة"، وتثبيت "الدين" على صورته الزيلة الت آل إليها ف الغرب، والذي قال ال فيمن يارسه على هذا النحو: {و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�ك�اف�ر�ون�}، {و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� الظ ال�م�ون}، {و"م"ن� ل�م� ي"ح�ك°م� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� ف�أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�ف�اس�ق°ون�}، وهي

صفات ثلث تلحق بكل من ينحي شريعة ال عن الكم، ويكم بشرائع الاهلية.

هم: ل في قال ا قد سائرها ف عن ضون شريعة ويعر عض ال فذون ب لذين ين ما ا أ {أ�ف�ت�ؤ�م�ن�ون� ب�ب"ع�ض� ال�ك�ت"اب� و"ت"ك�ف°ر�ون� ب�ب"ع�ض� ف�م"ا ج"ز"اءÁ م"ن� ي"ف�ع"ل° ذ�ل�ك" م�ن�ك°م� إ�ل ا خ�ز�يË ف�ي

ال�ح"ي"اة� الدÊن�ي"ا و"ي"و�م" ال�ق�ي"ام"ة� ي�ر"دÊون� إ�ل�ى أ�ش"د¦ ال�ع"ذ�اب� و"م"ا الل ه� ب�غ"اف�ل� ع"م(ا ت"ع�م"ل°ون}.

كل ف سلمي يه ال ضع ف سلمة أن ت ي ال يات غ يد القل لذي تر هو الوضع ا هذا و الرض، أو الوضع الذي ينادي به بعض أفراد المة السلمية ليضعوا السلمي فيه، بجة

وجود القليات غي السلمة ف العال السلمي!

شعار لوا ي قب ل؟! ح ين ا ف د تاونوا ي سلمون" ح يه "ال صل إل هوان و أي لوطن للجميع! بينما ال يقول: {ق°ل� إ�ن ص"لت�ي و"ن�س�ك�ي و"م"ح�ي"اي لدين ل وا العلمانية: ان"ة ت(ى ل ت"ك°ون� ف�ت� ق�ات�ل°وه�م� ح" قول: {و" ه...}، وي ع"ال�م�ي" ل ش"ر�يك" ل� �ه� ر"ب¦ ال م"ات�ي ل�ل و"م"

و"ي"ك°ون� الد¦ين� ك°لçه� ل�ل ه}، والدين كله يعن العقيدة والشعية والشريعة كلها سواء!

)72(منب التوحيد والهاد

Page 73: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

* * *قة لة السلمية الطب ظل الدو ف سلفنا ما أ سلمة ك ي ال يات غ شت القل قد عا ولمبرا تد شكو، ول كر أن ت شكو، ول تف ية، ل ت نا� متوال شر قر ثة ع ل ثل شريعة ا ل للشكوى، لنا تد من التسامح الدين ما ل تده أقلية أخرى ف الرض كلها ف جيع

التاريخ.

واقرأ إن شئت كتابا كامل ف وصف هذا التسامح لستشرق نصران هو "ت، و،لد" ل السلم" ]T. W. Arnold[إرنو لدعوة إ نوان "ا ما]The Preaching of Islam[ بع كان

يه [ص لذي بسطه51جاء ف فا� عن ذلك التسامح ا قدمناها آن لت لة ا ]: (ومن هذه المث السلمون الظافرون على العرب السيحيي ف القرن الول من الجرة، واستمر ف الجيالنا قت السلم، إ لت اعتن سيحية ا بائل ال هذه الق بق أن ستخلص ستطيع أن ن بة، ن التعاق فعلت ذلك عن اختيار وإرادة حرة، وإن العرب السيحيي الذين يعيشون ف وقتنا هذا بي

.89جاعات مسلمة لشاهد على هذا التسامح)

إن ال قد أعد هذه المة إعدادا� خاصا لتحكم رقعة واسعة من الرض بن فيها من القليات غي السلمة، الت علم ال أنا ستكون ضمن رعايا الدولة السلمية الاكمة ف

الرض.

فكل أمة سابقة أرسل بعدها رسول، آمنت بالرسول الذي أرسل إليها وكفرت بن بعده، وصار ف قلبها غلç نو الذين آمنوا بالرسول الديد ولو كانوا من قومها القربي،

واضطهدتم اضطهادا شديدا بسبب اللف ف العقيدة.

يه ما هذه المة فقد قدر ال لا أن يكون رسولا هو الرسول الات صلى ال عل ألن ها، لن قبل ها غ�لò لحد، ل ف قلب لم يعل عده ول رسول، ف نب ب لذي ل سلم، ا و رسولا هو سيد البشر جيعا� وسيد الرسلي، ول لحد يأت بعدها، لنه لن تأت بعدها أمةباعهم، ول لم تضطهد أت يدتا، ف من عق جزءا سابقي ث جعل اليان بالرسل ال جديدة، تظلمهم بسبب اللف ف العقيدة: {ال ذ�ل�ك" ال�ك�ت"اب� ل ر"ي�ب" ف�يه� ه�دى} ل�ل�م�ت(ق�ي" ال ذ�ين ي�ؤ�م�ن�ون� ب�ال�غ"ي�ب� و"ي�ق�يم�ون� الص(لة� و"م�م(ا ر"ز"ق�ن"اه�م� ي�ن�ف�ق°ون� و"ال ذ�ين" ي�ؤ�م�ن�ون� ب�م"ا أ°ن�ز�ل� إ�ل�ي�ك" و"م"اأ°ن�ز�ل� م�ن� ق�ب�ل�ك" و"ب�ال�آخ�ر"ة� ه�م� ي�وق�ن�ون� أ°ول�ئ�ك" ع"ل�ى ه�دى} م�ن� ر"ب¦ه�م� و"أ°ول�ئ�ك" ه�م� ال�م�ف�ل�ح�ون}.

ترجة الدكتور حسن إبراهيم حسن وزميله، طبع بالقاهرة.89

)73(منب التوحيد والهاد

Page 74: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

بط قام الروا لم، وأ سط تاب، والق هل الك مع أ عدل سلمة بال مة ال ل ال صى ا وو الطيبة يبنها وبينهم: {ف�ل�ذ�ل�ك" ف�اد�ع� و"اس�ت"ق�م� ك�م"ا أ°م�ر�ت" و"ل ت"ت(ب�ع� أ�ه�و"اءÈه�م� و"ق°ل� آم"ن�ت� ب�م"ا أ�ن�ز"ل� الل ه� م�ن� ك�ت"اب� و"أ°م�ر�ت� ل�أ�ع�د�ل� ب"ي�ن"ك°م� الل ه� ر"بÊن"ا و"ر"بÊك°م� ل�ن"ا أ�ع�م"ال°ن"ا و"ل�ك°م� أ�ع�م"ال°ك°م...}،م ل¤ ل�ه� ع"ام�ك°م� ح� م� و"ط� ل¤ ل�ك° ت"اب" ح� ل ذ�ين" أ°وت�وا ال�ك� ع"ام� ا ب"ات� و"ط� م� الط ي¦ ل ل�ك° ي"و�م" أ°ح� � {ال و"ال�م�ح�ص"ن"ات� م�ن" ال�م�ؤ�م�ن"ات� و"ال�م�ح�ص"ن"ات� م�ن" ال ذ�ين" أ°وت�وا ال�ك�ت"اب" م�ن� ق�ب�ل�ك°م� إ�ذ�ا آت"ي�ت�م�وه�ن

أ°ج�ور"ه�ن( م�ح�ص�ن�ي" غ�ي�ر" م�س"اف�ح�ي" و"ل م�ت(خ�ذ�ي أ�خ�د"ان}.

لم حة الفرصة بدهم، وإتا سهم ومعا ية كنائ عن حا سئولة سلمة م وجعل المة ال لداء عبادتم فيها، وتركت لم أمورهم الشخصية تكمها شريعتهم. لذلك عاشوا ف ظل

الدولة السلمية أهنأ عيش تلم به أقلية ف الرض.

وقديا� قال أهل الشام لب عبيدة بن الراح: (أنتم - ولستم على ديننا - أرأف بنا).90من أهل ديننا

ساس لى أ طاردهم ع سطى وت صور الو ف الع هود ضطهد الي با ت كانت أور ي وحلة يؤويهم إل الدو با� صدرا� رح يدوا ل سلم، يه ال سيح عل صلبوا ال نم قادهم أ اعت السلمية ف الندلس، فلما أخرج السلمون من الندلس بعد الذابح البشعة الت ارتكبتهالانئ ف ظل بالعيش ا ل الغرب، لينعموا هود معهم إ هاجر الي فتيش ف حقهم ماكم الت

الدولة السلمية هناك.

نة عم بالطمأني قرون تن عة ية أرب لة العثمان ظل الدو ف فة يات الختل شت القل وعا والماية، وتارس نشاطها كله بل تريج عليها، حت جاءت روسيا وفرنسا وبريطانيا تثي

القليات ضد الدولة لتفجرها من داخلها.

قارن هذه الياة الادئة الطمئنة للقليات ف ظل الدولة السلمية بأحوال الغلبية السلمة القهورة ف البشة فضل� عن القلية السلمة ف الند، والقلية السلمة ف الفلبي،

وغيها من القليات السلمة ف أرجاء الرض.

أفبعد ذلك يقول قائل إن من حق القليات غي السلمة أن تنع الكثرية السلمة منمارسة دينها كما أمرها ال؟!

.54 انظر "الدعوة إل السلم" - سبقت الشارة إليه -: ص90

)74(منب التوحيد والهاد

Page 75: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وأي مصيبة أصابت "السلمي" فجعلت أفرادا� منهم، يملون أساء مسلمة، ينادونكأنم هم، ف ية غي مسلمة بي ظهراني من أجل وجود أقل شريعة السلمية طبيق ال عدم ت بلى ها ع سلمة دين ي ال يات غ تارس القل كي سملون، ل ها ال بدينكم أي فروا لون؛ اك يقو

التمام!

البحث السادسشبهة عدم إمكان تطبيق الشريعة

بسبب "الدول العظمى" وضغطها على العال السلميلت نيت لدول ا ية"... فا ها "واقع عا� أكثر شبهات جي ي ال من ب شبهة هذه ال بدو تعن عاجزة تزال ما سلم، عداء ال سكري ل تدخل الع جة ال سلمية نتي شريعة ال ها ال في السيطرة القيقية على شئونا وإن كانت قد استقلت ظاهريا�، بعن خروج اليوش الغازية من أراضيها، فما تزال واقعة تت السيطرة السياسية أو القتصادية لذه الدولة أو تلك منسي ضعف السيا من ال لة ف حا تزال ما مى"، و لدول العظ سمى "ا لت ت ية ا قوى العال العا�، مرا� واق قوى أ لك ال سيطرة ت لادي، تعل خضوعها ل مي وا والقتصادي والرب والعل

شئناه أم أبيناه.

ولذه القضية - ف دراستنا هذه - وجهان:

هذا ل عال السلمي إ صار ال لاذا سؤال: هذا ال لى بة ع هو الجا لول؛ لوجه ا االوضع الهي إزاء القوى العالية التسلطة؟

والوجه الثان؛ هو الجابة على هذا السؤال: هل حقا� ل نلك أن نصنع شيئا� إزاءذلك التسلط العالي على المة السلمية؟

)75(منب التوحيد والهاد

Page 76: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

شبهة من بي لذه ال ية ية القيق نا مدى الواقع لوجهي، فسيتبي ل فإذا تبينUا هذين االشبهات.

* * * ، وإنا نتصر الجابة عنه91فأما السؤال الول فما بنا هنا أن نتكلم عنه بإسهاب

ف يد تدريي التزا نا ال هو تاون هذا الوضع الهي ف سبب قول إن ال صار، فن شد الخت أمن عند لت نزلت با ها ا ها عن حقيقت لدين، وانسار مفاهيمه كل هذا ا قة التمسك بقيله إل ال"، إل مفهوم بدءا� من مفهوم "ل إ لدين، بة على هذا ا ال، واتاذها صورة غري العبادة، إل مفهوم القضاء والقدر، إل مفهوم الدنيا والخرة، إل مفهوم الضارة وعمارةية، إل مفهوم الخلق، إل مفهوم العلم... الرض، إل مفهوم الهاد، إل مفهوم الترب

!92إل مفهوم كل شيء ف هذا الدين

"ل إله إل ال"؛ تولت إل كلمة تنطق باللسان، وقد كانت منهج حياة كامل!

العبادة؛ انصرت ف الشعائر التعبدية وقد كانت شاملة لكل عمل وكل فكر وكلشعور ف حياة الؤمن!

عقيدة القضاء والقدر؛ كانت قوة دافعة رافعة، فصارت قوة مثبطة مذلة!

لدنيا قا� واحدا� أوله ف ا تا ف حس السلم حسية واحدة وطري لدنيا والخرة؛ كان امل ما أن تع لدنيا وإ مل ل ما أن تع ضادين، إ سكرين مت صبحت مع لخرة، فأ ف ا خره وآ

للخرة... ول يتمعان!

ظم لخلق والن يم وا يدة والق شمل العق شامل� ي ما� كانت مفهو ضارة؛ المن لوا� يا� خ سطحيا� ماد ها� صارت مفو لرض، ف مر ل شاط الع كار والن مات والف والتنظي

القيم القيقية الت تتميز با حياة النسان السلم!

انظر إن شئت: "واقعنا العاصر"، فصل؛ "آثار النراف".91 انظر إن شئت: "مفاهيم ينبغي أن تصحح".92

)76(منب التوحيد والهاد

Page 77: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

الهاد؛ كان حركة بانية لزالة الاهلية من الرض، وإحلل النهج الربان ملها، والتمكي لدين ال ف الرض، فانصر ف الهاد "الدفاعي" ث انسر على يد الصوفية إل

جهاد النفس وترك الفساد يعج ف الرض!

لق بدينه، التخ عال لؤمن ال سلم ا كوين ال هدفها ت شاملة ية كانت ترب ية؛ التربعات ل سلبية وإم ترUج شخصيات ية ية تقليد سبيله، فصارت ترب ف هد ياته، الا بأخلق

دور لا ف شيء إياب، ول قدرة لم على البناء، ول على مواجهة مستجدات الياة.

صاد وأخلق سة وأخلق القت شمل أخلق السيا شامل� ي ن كانت مع لخلق؛ الدب وأخلق السرة وأخلق النس... فانصرت كر وأخلق ا ماع وأخلق الف الجت

ف بعض ألوان السلوك دون بعض، وتولت إل تقاليد خاوية من الروح!

ضيات لك وريا طب وف من ية لوم الدنيو ية والع لوم الدين شامل� للع كان لم؛ العضيقة، ية حدود مذهب ف صر ية، وان لوم الدين ف الع صر ل، فان ياء... إ ياء وكيم وفيز

وعصبية مذهبية سقيمة، وتقليد فكري ل يبدع!

لادي، والضاري، والسياسي، ولا حدث ذلك كله، نتج عنه التخلف العلمي وا والرب، والقتصادي، والخلقي، الذي اجتذب العداء من كل صوب ليحاولوا القضاء

على السلم!

لة من ق قالوا: أ تداعى الكلة إل قصعتها)، لمم كما تداعى عليكم ا (يوشك أن نن يومئذ يا رسول ال؟ قال: (إنكم يومئذ كثي، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينعنلو"ه�ن)، قالوا: وما الوه�ن يا رسول ال الهابة من صدور أعدائكم، وليقذفن ف قلوبكم ا

ال؟ قال: (حب الدنيا وكراهية الوت).

لى ها ع قع وزر قة ي ها حقي قةÔ، ولكن ضعفي... حقي يوم مست سلمي ال كون ال فيوم الذي قال ال بشأنه: السلمي أنفسهم، ول تصلح عذرا� لموع المة يوم القيامة، ال

{ب"ل� ال�أ�ن�س"ان° ع"ل�ى ن"ف�س�ه� ب"ص�ي"ةÔ و"ل�و� أ�ل�ق�ى م"ع"اذ�ير"ه�}.

وقد يقول السلمون - وهم صادقون -؛ إن كيد العداء شديد.

يوم، وليس ابن المس القريب... ولكن ينبغي أن نذكر أن هذا الكيد ليس ابن ال إن عمره على وجه التحديد أربعة عشر قرنا� ونيفا�، أي منذ نزل هذا الدين... ولنعد إل

)77(منب التوحيد والهاد

Page 78: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ل"، له إل ا لى "ل إ قدة ع لطراف الا كل ا من لذا الكيد قا� ند وصفا� دقي ل تاب ا كهود والنصارى هم الي لرض، أولئك شا� ف ا عا� معا ل" واق له إل ا قامت "ل إ لت ا والمة الت ما تغيت السباب ا نا�، و عة عشر قر نذ أرب موقفهم م ما تغي نافقون. والشركون والموقفهم: {و"ل�ن� ت"ر�ض"ى ع"ن�ك" ال�ي"ه�ود� و"ل الن(ص"ار"ى ح"ت(ى ت"ت(ب�ع" م�ل ت"ه�م�}، {و"ل ل هم إ دعت ي"ز"ال°ون� ي�ق�ات�ل°ون"ك°م� ح"ت(ى ي"ر�دÊوك°م� ع"ن� د�ين�ك°م� إ�ن� اس�ت"ط�اع�وا}، {و"د( ك�ث�يË م�ن� أ�ه�ل� ال�ك�ت"اب� ل�و

ي"ر�دÊون"ك°م� م�ن� ب"ع�د� إ�ي"ان�ك°م� ك°ف ارا� ح"س"دا� م�ن� ع�ن�د� أ�ن�ف°س�ه�م� م�ن� ب"ع�د� م"ا ت"ب"ي(ن" ل�ه�م� ال�ح"ق}.

كل! ليس الكيد ابن اليوم، ول ابن المس القريب... فهو قدي قدي، وإن كانت بعض الوسائل قد تغيت، فإن كل جيل من البشر يستخدم ف صراعاته الدوات التاحة له ف جيله... وإنا الذي تغي حقا هو موقف المة السلمية من هذا الكيد، وليس الكيد ف

ذاته ول وسائل الكيد.

إن ال ينبه المة ف كتابه النل إل أعدائها، وإل مواقفهم، ووسائلهم، وتدبياتمالظاهرة والفية، ث يقول لم: {و"إ�ن� ت"ص�ب�ر�وا و"ت"ت(ق°وا ل ي"ض�رÊك°م� ك�ي�د�ه�م� ش"ي�ئا�}.

هذه إذن هي القضية...

إنم لن يكفوا عن الكيد أبدا� ما دامت المة السلمة قائمة، وما دامت هناك فرصة للنيل منها... ولكن هناك أداة ربانية ترد كيدهم ف نورهم، فل يضر المة بشيء: {و"إ�ن

ت"ص�ب�ر�وا و"ت"ت(ق°وا ل ي"ض�رÊك°م� ك�ي�د�ه�م� ش"ي�ئا� إ�ن الل ه" ب�م"ا ي"ع�م"ل°ون� م�ح�يط}.

فما تلك الداة الربانية الت ترد الكيد فيتراجع خاسئا� وهو حسي؟ أهي تعويذة تتلىتان: تان الكلم صه ها ضخم تلخ ياب مل إ نا ع صدر؟ كل! إ لى ال لق ع مة تع أو تي

تصبوا... وتتقوا.

وحي انرف فهم السلمي لكل مفاهيم السلم، انرف ف حسهم كذلك مفهومالصب والتقوى، فتحول إل سلبية ليس فيها غناء.

ولنعد إل سياق اليات لنفهم القصود باتي الكلمتي العظيمتي:

يانم عد إ من ب هم هم، ويردو عن دين سلمي ل°وا ال يدون أن ي�ج� عداء ير إن الكفارا... فما الصب الطلوب إذا�؟

)78(منب التوحيد والهاد

Page 79: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

بات السلمي لدين، والصب ف مواجهة العداء، وث هذا ا كاليف نه الصب على ت إعلى دينهم مهما فعل العداء لجلئهم عنه...

وما التقوى؟ إنا تقوى ال، إي اتقاء غضب ال وسخطه، فبأي شيء يتقى غضبال وسخطه؟ هل من سبيل إل ذلك إل طاعته فيما أمر به والنتهاء عما نى عنه؟!

نرى لذان يصدان الكيد فل يضر، وها كما قوى ال هي الت هو الصب وهذه هذا ل المة فاذ إ غرة للن ندها ث يد العداء ع تان كالصن، ل تان، متين تان هائل تان إيابي قوهو نا لفراد، إ صيب ا لذي ي لذى ا هو ا يس نا ل ضرر القصود ه با، وال ضرر لاق ال وإهو لذى ف ما ا قي، إ نا القي هذه المة وكيا لذي هو عماد لدين، ا لذي يلحق با ضرر ا اليؤثر ف كيان المة، ول يولا عن طريقها: {ل�ن� ي"ض�رÊوك°م� إ�ل ا أ�ذى} و"إ�ن يقع، ولكنه ل

ي�ق�ات�ل°وك°م� ي�و"لçوك°م� ال�أ�د�ب"ار" ث°م( ل ي�ن�ص"ر�ون}.

وكذلك كان حال المة مع أعدائها يوم كانت قائمة بالشرط... كانت مكÎنة ف الرض، وكانت هي الغالبة وهي الستعلية، وكان كيد العداء مردودا� إل نورهم كما

، وأيام حروب التتار، وغيهم وغيهم من العداء.93ارتد أيام الروب الصليبية الول

من مة في ال قة ل تع ها حقي قة، ولكن هذه حقي شديد، ف يد يوم إن الك نا ال فإن قلمسئوليتها أمام ال، يوم يكون النسان على نفسه بصية، ولو ألقى معاذيره.

* * *يق لى طر عرف ع نا، لنت ضرورية ل ته ضية، ومعرف من الق لول لوجه ا عن ا تدثنا لن يه، ف لت أدت إل سباب ا لداء، وال قة ا لى حقي عرف ع ل يت طبيب إذا فإن ال اللص،

يصف الدواء القيقي الذي يؤدي - بإذن ال - إل الشفاء.

يد شيئا� إزاء ك ستطيع قا� ل ن سؤال: أح هذا ال لى لرد ع هو ا ثان؛ ف لوجه ال ما ا أالعداء؟!

ية يا الرؤ لد وزوا جات ا فت در لك، وإن اختل قول ذ لادين ل ي من ا حدا� إن أومناهج العاملي.

تيزا� لا عن الروب الصليبية الثانية، الت تدور منذ قرني أو ثلثة وما تزال دائرة.93

)79(منب التوحيد والهاد

Page 80: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

نا ف القيقة نلك الكثي... إذا عزمنا العزمة الصادقة، واتهنا التاه الصحيح، إنإي إذا عزمنا عزمة صادقة أن نعود إل حقيقة ديننا ونتحمل التكاليف.

بون لذين يتهي شيء... وا ل يؤدي إ يه ل يق غ كل طر هاد... و من ج بد نه ل إمن الهاد، لوقت هم ف ذات ا ل اللص وتعفي تؤدي إ بدائل يسبونا قدمون يق ي الطر

وعند التحليل الواقعي تنكشف هذه البدائل عن أوهام...

يوم مبن على نة، فكل شيء ف عال ال يقولون: نبن اقتصادياتنا على أسس متيالقتصاد.

ونقول: مرحبا� ببناء اقتصادياتنا على أسس متينة، فذلك أمر ل غن عنه ف أي حالنا لوهم يقع عند الظن بأن هذا الطريق سيوصلنا - وحده - ويعفي من الحوال، ولكن ا

من الهاد.

إن الذين يتحكمون فينا ليمنعونا من تطبيق شريعتنا، هم أنفسهم الذين يتحكمون فينا ليبقى اقتصادنا عالة عليهم، ول يستقل عنهم، ول يستغن عن تدخلهم، ول يصل إل

حد الكتفاء.

وليست هذه دعوة إل اليأس من الصلح... كل! ولكنها فقط تبصرة بأن المرل يستغن عن الهاد.

إن الرض الت انتشر فيها السلم - بقدر من ال - هي بفضل ال أغن بقعة فهم يوم ها ال كن أهل قات، ول نواع الطا ية، وكل أ ية والائ شرية والعدن تا الب لرض، بثروا ا أفقر سكان الرض، وأشدهم جوعا� ومرضا� وتلفا... ولو كانت هذه الثروات والطاقاتها من امتلك هم لذي ينع من ا لرض... ف سكان ا ن كانوا أغ ها ل يا� لهل كا� حقيق مل

والتصرف الر فيها؟ هم ذات العداء الذين ينعونم من تطبيق شريعتهم!

إن ف السودان وحده مساحة من الرض يقول الباء إنا لو زرعت قمحا� لكفتقاع نا من أخصب ب من ال، وقصتها أ لة الوع بفضل ها غائ ها، ودفعت عن يا كل افريق الرض ولكنها مستنقعات ل تصلح ف صورتا الراهنة لشيء، والسبب ف ذلك أنه يدث ف النيل ف وقت واحد فيضانان، أحدها تسببه المطار اللية ف السودان، الت تل النهر بالاء، ث يأت الفيضان الخر من البشة ممل� بالغرين الذي يصUب الرض، فيجد النهرناة فر ق هو ح لوب شروع الط ستنقعات، وال لرض م لى النبي ويعل ا يض ع متلئا� فيف

)80(منب التوحيد والهاد

Page 81: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

طار من الم مع لاء الت شة حت يتصرف ا من الب مة ياه القاد يه ال تتزن ف خزان شاء وإن اللية، فيستفاد من هذه الياه وتلك، ويستفاد من الرض بعد تفيفها وإعدادها للزراعة،

فيزرع فيها من القمح ما يكفي افريقيا كلها.

فما الذي ينع من تنفيذ ذلك الشروع اليوي - وهو مدروس من الوجهة الفنيةها تكم يس أقل مل كثية، ل يذه عوا من تنف نع قرن -؟ ت كثيا� على نصف يد ما يز نذ مهذا ثل نوجهه ل لال من ا ية ف اقتصادياتنا بيث ل ند ف أي وقت فائضا� قوى العال ال الشروع النافع، ول فسحة من الوقت ننتظر فيها ثاره - ول بد أن يستغرق بضع سنواتها ستمطر رحت قوى ن لك ال ما� وراء ت هث دائ نا نل مار - لن بل أن يعطي الث فاق ق من النلبز مة ا فاء بلق هم للو ضها من لت نقتر لديون ا نا ا تدول ل لبز، و مة ا سعفنا بلق كي ت لفوائد بدفع ماهي قل ال ل، وتث ها إل ا مذاهب ل يعلم تذهب ث عة، ماهي الائ للج

القروض!

لاء من ا لة يات هائ عة، وكم لة للزرا لرض القاب من ا سعة سيا مساحات شا وف آلرث لك ا هادرة ت ضانات ف في لرض غرق ا طات، أو ي ف الي هدرا� يذهب لذي اقت نه و لاء، وتزي ستخدام ا يم ا سية لتنظ شروعات هند ل م لمر إ تاج ا سل... وي والنلك يذ ت من تنف نع لذي ي ما ا باء... ف تاج الكهر عة وإن ل الزرا توجيهه إ ضانه و في الشروعات؟ ذات العوامل... ذات القوى التسلطة الت ل تريد للمسلمي أن يقوموا من

وهدتم.

فكيف تواجه تلك القوى بغي جهاد؟!

ويقولون: نقوي أنفسنا بالسلح لكي نواجه العداء!

نه ف أي حال من مر ل غن ع فذلك أ ية أنفسنا بالسلح... قول: مرحبا� بتقو ونالحوال.

ولكن الوهم يقع مرة أخرى حي نظن أن هذا الطريق موصل بذاته، بغي جهاد.

فمن أين نأت بسلحنا؟

)81(منب التوحيد والهاد

Page 82: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

ته من لوقت ذا نا ف ا طبيق شريعتنا، وتنع من ت نا لت تنع قوى ا نه من عند ذات ال إلت نمي با أنفسنا فضل� عن أن تكون عندنا قوة ترهب العداء، تلك القوة القيقية اعالي: {و"أ�ع�دÊوا ل�ه�م� م"ا اس�ت"ط�ع�ت�م� م�ن� ق°و(ة� و"م�ن� ر�ب"اط� ال�خ"ي�ل� ت�ر�ه�ب�ون� ب�ه مر رب ال كما أ

ع"د�و( الل ه� و"ع"د�و(ك°م� و"آخ"ر�ين" م�ن� د�ون�ه�م� ل ت"ع�ل�م�ون"ه�م� الل ه� ي"ع�ل�م�ه�م}.

وحي ناول أن نصنUع شيئا� من وسائل القوة تددنا القوى التسلطة أو تضربنا.

نووي ف تذكر جيدا� أن "القوى العظمى" مكنت إسرائيل من ضرب الفاعل ال ولننه يهدد أمنها، بينما تلك إسرائيل ثلث مفاعلت نووية - إحدى الدول العربية بجة أ

بماية القوى العظمى - تدد با أمن العال العرب بأسره والعال السلمي!

صنع شاء م ف إن سعى نا ت جة أ يا ب ضرب ليب هددت ب كا ضا� أن أمري نذكر أي ول للسلحة الكيماوية! بينما تلك كل دول الغرب مصانع ومصانع من كل نوع من أنواع

السلح با ف ذلك السلحة الكيماوية المنوعة على ليبيا!

ول تد "الدول العظمى" ف نفسها خجل� من مثل هذه التصرفات الكشوفة، لنا"عظمى"... لنا تلك القوة!

م، بأن مصر ترمم1882ومن قبل تذرعت بريطانيا "العظمى" لحتلل مصر عام حصونا الساحلية ف أب قي! فمجرد ترميم الصون القدية اعتبته بريطانيا عمل� عدائيا

ضدها! عمل� يستوجب التأديب!

يادين إل يع ال ف ج سلمية مة ال يط بال لور ال لك ا فع ذ سبيل لر من هل فبالهاد؟!

يقولون: نتعلم.

ونقول: مرحبا� بالعلم، فذلك أمر ل غن عنه ف أي حال من الحوال.

ولكن أبناءنا حي يتعلمون بغي روح الهاد، فإنا يتعلمون قشورا� من العلم، ول يصبون على تكاليف العلم القيقي، ويتعلمون لكي يصلوا على ورقة تؤهلهم للوظيفة

)82(منب التوحيد والهاد

Page 83: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

الرية ف العمل الريح، ويهربون من العمل الشاق الذي ترتقي به البلد، ومن شذ منهمما ها، وإ بإغرائه بالجرة إلي ما قة تسعى "القوى العظمى" إل شرائه، إ فبز ف علمه حقي

بشراء فكره وقلبه فيكون أداة إفساد ف وطنه بدل� من أن يكون أداة إصلح...

ويقولون... ويقولون... ويقولون...

كل الوسائل الت يقترحونا تدور ف مدى معي، هو الدى الذي رسته لنا القوىالعالية الت تارب تطبيق شريعة ال... فهل من سبيل إل بالهاد؟!

* * *لذين يتهيبون الطريق... كيف ناهد ونن مستضعفون؟ كيق ناهد ونن يقول ا

ف قبضتهم أنUى اتهنا؟

وهؤلء نقول لم: انظروا إل الهاد الفغان... وانظروا إل النتفاضة السلمية ف فلسطي؛ من كان يتصور - أو يصدق - أن أمة شبه عزلء تضطر أكب قوة وحشية ف

التاريخ الديث أن تسحب جنودها من اليدان؟!

إن الهاد الفغان آية من آيات ال... إنه تصديق عملى لا جاء ف كتاب ال: {ي"اأ�يÊه"ا ال ذ�ين" آم"ن�وا إ�ن� ت"ن�ص�ر�وا الل ه" ي"ن�ص�ر�ك°م� و"ي�ث�ب¦ت� أ�ق�د"ام"ك°م}.

لقد كاد انتصار الفئة القليلة الؤمنة على أضعافها من القوى الكافرة يصبح أسطورةف حس "السلم العاصر"، أو على الكثر ذكرى ليام خلت ل يكن أن تعود!

وحي يقرأ "السلم العاصر" ف كتاب ال أمثال هذه اليات: {ك�م� م�ن� ف�ئ�ة� ق�ل�يل�ة غ�ل�ب"ت� ف�ئ�ة� ك�ث�ي"ة� ب�إ�ذ�ن� الل ه� و"الل ه� م"ع" الص(اب�ر�ين}، {و"ك�أ�ي¦ن� م�ن� ن"ب�يô ق�ات"ل� م"ع"ه� ر�ب¦يÊون� ك�ث�يË ف�م"ا و"ه"ن�وا ل�م"ا أ�ص"اب"ه�م� ف�ي س"ب�يل� الل ه� و"م"ا ض"ع�ف°وا و"م"ا اس�ت"ك�ان�وا و"الل ه� ي�ح�بÊ الص(اب�ر�ين" و"م"ا ك�ان ق�و�ل�ه�م� إ�ل ا أ�ن� ق�ال°وا ر"ب(ن"ا اغ�ف�ر� ل�ن"ا ذ°ن�وب"ن"ا و"إ�س�ر"اف�ن"ا ف�ي أ�م�ر�ن"ا و"ث�ب¦ت� أ�ق�د"ام"ن"ا و"ان�ص�ر�ن"ا ع"ل�ى ال�ق�و�م

ال�ك�اف�ر�ين" ف�آت"اه�م� الل ه� ث�و"اب" الدÊن�ي"ا و"ح�س�ن" ث�و"اب� ال�آخ�ر"ة� و"الل ه� ي�ح�بÊ ال�م�ح�س�ن�ي}.

نا موجهة حي يقرأ "السلم العاصر" أمثال هذه اليات ف كتاب ال؛ ل يس أ إليه هو، ول موجهة إليه الن ف هذه اللحظة، إنا يقرؤها على أنا كانت موجهة للذين

)83(منب التوحيد والهاد

Page 84: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

تلقوا القرآن أول مرة ول علقة لا بالجيال الاضرة! وهي ف حسه رواية عن أحداثمضت، وليست سننا� جارية تتحقق كلما تققت أسبابا!

ية موجهة ولكن الهاد الفغان أعادها إل وضعها القيقي... إنا توجيهات ربان للمة كلها ف جيع أجيالا، وسنن جارية تتحقق كلما تققت أسبابا... {تنصروا ال}،بت صركم ويث بان؛ {ين لزاء الر يه ا يترتب عل قع، من المة، وحي ي لوب هو الط هذا

اقدامكم}، {و"ع�د" الل ه� ل ي�خ�ل�ف� الل ه� و"ع�د"ه� و"ل�ك�ن( أ�ك�ث�ر" الن(اس� ل ي"ع�ل�م�ون�}.

والعركة ف أفغانستان ما تزال دائرة، وما ندري إل أي شيء ينتهي ذلك الصراعمترددين، ودرس يبي، ودرس لل ظة درس للمته حت اللح نه ت م ما كن بار، ول ال

للمتشككي... ودافع ف الوقت ذاته لول العزم من الاهدين.

أما النتفاضة الفلسطينية فهي درس آخر على الطريق:

إنا ل تلك إل الجارة... ولكنها تلك أكب طاقة يؤتاها البشر؛ اليان.

ناورات من ال سنة عون عل أرب ل تف ما لؤمني صبية ا يد ال وقد فعلت الجارة ف والادثات والفاوضات والجتماعات فيما يسمى "الافل الدولية" وغيها من النتديات.

إنا تقيق آخر للسنن الربانية الارية، الت تتحقق كلما تققت السباب.

ودافع لستنهاض المم لن يلك العزية ويبحث عن الطريق...

* * * ل بد للمة السلمية - لكي تستعيد مقومات وجودها، وف مقدمتها التحاكم إل شريعة ال، وتقيق منهج ال - لبد لا من الهاد، فإن العداء لن يسلموا لا شيء إل بالهاد... ل التعليم القيقي الثمر، ول القتصاد الستقل، ول السلح... ول شيء على الطلق، إنم سيظلون ياورون ويداورون، ث ل يعطون المة إل ما يريدون هم، وما

يقق مصالهم هم، ل ما يقق الوجود القيقي للمة الت ل يريدون لا الوجود!

)84(منب التوحيد والهاد

Page 85: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

سي، نا السيا يه. كيا لع إل لذي تتط نا ا مة كيا قق لل لذي ي هو ا حده هاد و والوكيانا القتصادي، وكيانا الضاري، وكيانا العلمي، وكل كيان.

ولن يتحقق شيء ف يوم وليلة، فالشوار طويل، لن الدى الذي بعدته هذه المة عن طريق ال، والذي ينبغي أن تقطعه من جديد لتعود إليه... مدى كبي، يتاج إل زمن

غي قصي، وجهد غي قليل.

ولكنه أمر ل بد منه...

ينبغي لنا أن نوطن أنفسنا لهاد طويل...

يش بروح الهاد، ونمل لم بروح الهاد، ونعمل بروح الهاد، ونع غي أن نتع ينبنا هدفا� ضخما� نريد تقيقه، ونعمل على تقيقه، فبمثل هذه ف حسنا ف كل لظة أن ل

الروح تولد المم من جديد، وتأخذ طريقها إل الصعود.

شعلة شعلة اليان، شعلة القدسة: ية جيل جاد، يمل بي جنبيه ال من ترب بد ل الهاد.

وحي يولد هذا اليل، فسيحقق ال النصر على يديه، تقيقا� لسننه الارية، ولوعدهل°وا الص(ال�ح"ات� ل�ي"س�ت"خ�ل�ف�ن(ه�م� ف�ي ن�وا م�ن�ك°م� و"ع"م� ل ذ�ين" آم" ه� ا مة: {و"ع"د" الل لذه ال لاص ا ال�أ�ر�ض� ك�م"ا اس�ت"خ�ل�ف" ال ذ�ين" م�ن� ق�ب�ل�ه�م� و"ل�ي�م"كÐن"ن( ل�ه�م� د�ين"ه�م� ال ذ�ي ار�ت"ض"ى ل�ه�م� و"ل�ي�ب"د¦ل�ن(ه�م

م�ن� ب"ع�د� خ"و�ف�ه�م� أ�م�نا� ي"ع�ب�د�ون"ن�ي ل ي�ش�ر�ك°ون� ب�ي ش"ي�ئا}.

ما أن يد هو إ يش بروح الهاد ف كل لظة، ف لذي يع هذا اليل، ا لد وحي يو الطريق مفتوحا�، فيحقق أهدافه بهاد العمل الشاق التواصل، وإما أن يد الطريق مسدودا فيفتحه بهاد القتال... ول ينال ف كل حالة إل إحدى السنيي: {ق°ل� ه"ل� ت"ر"ب(ص�ون� ب�ن"اي�د�ين"ا ن�د�ه� أ�و� ب�أ� ع"ذ�اب� م�ن� ع� ه� ب� م� أ�ن� ي�ص�يب"ك°م� الل ن� ن"ت"ر"ب(ص� ب�ك° إ�ل ا إ�ح�د"ى ال�ح�س�ن"ي"ي�ن� و"ن"ح�

ف�ت"ر"ب(ص�وا إ�ن(ا م"ع"ك°م� م�ت"ر"ب¦ص�ون}.

وعندئذ يصبح تطبيق الشريعة أمرا� واقعا�... وتصبح العقبات هي الوهام!

)85(منب التوحيد والهاد

Page 86: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

تعقيبها نا أن كثيا� من تبي ل ثار حول تطبيق الشريعة، ي لت ت الن وقد ناقشنا الشبهات ا ليس ناشئا� من تفكينا الذات، ول من تربتنا الذاتية، إنا هي أفكار أثارها ف حياتنا الغزو الفكري، ليباعد بيننا وبي العودة إل الشريعة الربانية بعد إذ أجلنا عنها الغزو الصليب، وأن ما يتعلق منها بعدم إمكان التطبيق هو مرد عقبات مصطنعة جسمت لنا لتصدنا عن

الاولة، بل عن مرد التفكي...

وكثيا� ما تكب الوهام ف نفوس الناس حت تصبح ف وههم هي القيقة، ويصبحالق هو الاطر البعيد الذي يتاج إل جهد لتثبيته مكان الوهام.

نا، فهذا دأبم وليس العجب على أي حال أن يسعى أعداؤنا إل تشكيكنا ف دينساء لون أ سلمون" يم شكيكهم "م ف ت هم جب أن يتبع نا الع لدين، إ هذا ا نزل نذ م

إسلمية، ويقولون بأفواههم "ل إله إل ال".

نا لت أدت بؤلء أن يقفوا ذلك الوقف، فإن ذلك يفتح أعين يا� تكن السباب ا وأعلى التبعة السيمة الت تقع على عاتقنا إزاء هذه الوضاع.

ياة ف ح غل كري أن يتو غزو الف كان لل ما ثار، و شبهات أن ت لذه ال كان ما نه إالناس، لو أن الناس كانوا على فهم حقيقي للسلم، ومارسة حقيقية لقتضيات اليان.

والتبعة الكبى تقع الن على الدعاة...

هم الذين ينبغي أن يدركوا حقيقة الوضاع الراهنة ف المة، ويقدموا لا العلج.

ولن تكون الدعوة مرد دروس وماضرات، ولن تكون مرد وعظ يلقى على أساعالناس، إن هذا كله مفيد ولزم للدعوة، ولكنه - وحده - ل يصنع شيئا� ف حقيقة المر.

إنا الدعوة قدوة وتربية، قبل أن تكون وعظا� ودروسا� وماضرات.

)86(منب التوحيد والهاد

Page 87: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

هذه المة، قع ي وا لدعاة جيدا� إن أرادوا حقا� تغي يدركه ا غي أن لذي ينب لك ا وذوردها إل الادة من جديد.

يان حقيقة لدعاة مهمتهم الصيلة، فسيكون جانب منها ول شك ب وحي يدرك ا التوحيد، وأنا عبادة ال وحده بل شريك، وإقامة الياة كلها بقتضى النهج الربان - با ف ذلك تطبيق شريعة ال - ونبذ كل اللة الزعومة الت تقف ف طريق التوحيد الالص، با ف ذلك دعاوى الاهلية العاصرة الت تناوئ با عبادة ال، باسم التطور مرة، وباسم الضارة مرة، وباسم العلم مرة، وباسم الثورة التكنولوجيا مرة، وباسم الرأي العام العالي

مرات...

قدوة ـلل ال من خ شباب - ي ال شك تلق هم ول من مهمت جانب سيكون و والتربية - أن اليان قول وعمل، فليس اليان كلمة، وليس وجدانا� مستسرا ف الضمي، وليس "مفهوما�" فكريا� يلقى، إنا هو الكلمة والوجدان والفهوم الفكري مترجة كلها إلشكلهما ية، في ياة الواقع ي ال ها ويغ من داخل فس ي الن قع يغ شهود، وا سلوكي م قع وا

بقتضى النهج الربان، النل ف كتاب ال وسنة رسوله صلى ال عليه وسلم.

قالت: يه وسلم ف ل عل ها عن خلق رسول ال صلى ا ل عن سئلت عائشة رضي ا. 94(كان خلقه القرآن)

ها سلم وربUى علي يه و ل عل صلى ا ل سول ا شها ر لت عا لة ا قة الائ بذه القي وأصحابه رضوان ال عليهم تغيت الرض، وبرزت إل الوجود خي أمة أخرجت للناس.

من ضارة و من ح لم و من ع كه ما تل كل غم يوم - بر ضالة ال شرية ال والب تـكنولوجيا - ف أشد الاجة إل مثل ذلك التغيي مرة أخرى، ليتد إليها صوابا، وتعودلم والضارة من الع ها ل علي تح ا ما ف ستخدم شيطان، وت بادة ال بذ ع ل، وتن بادة ا ل ع إ والتكنولوجيا ف أداء الهمة الكبى الت خلقت من أجلها: {و"م"ا خ"ل�ق�ت� ال�ج�ن( و"ال�أ�ن�س" إ�ل ا

ل�ي"ع�ب�د�ون}، {ق°ل� إ�ن ص"لت�ي و"ن�س�ك�ي و"م"ح�ي"اي" و"م"م"ات�ي ل�ل ه� ر"ب¦ ال�ع"ال�م�ي" ل ش"ر�يك" ل�ه�}.

لذين تقع عليهم هذه التبعة الائلة - يلزمهم، فيما يلزمهم، أن يكونوا والدعاة - اضوا طاقه الشل، ليعر لى ن لدين ع هذا ا سوا يه، وأن يار ناس إل يدعون ال لا قدوة هم الللناس حقيقته كاملة، وأن يركزوا على بناء القاعدة الصلبة الت تمل التبعة وتسن السي.

أخرجه مسلم.94

)87(منب التوحيد والهاد

Page 88: حول تطبيق الشريعة - محمد قطب

حول تطبيق الشريعة

وبال التوفيق

)88(منب التوحيد والهاد