22
1 . ] ود ج و ل ا ب ت را م[ اب ت ك ى عل اب ق ي ل ع ت ى ل ت ج ل م ا ي ر لك د ا ت ع* خ ي- ش ل ل] دي* ن ج ل ا ة ب ت ك م عة ي ط ى عل مدب ت ع : ا ة< لاحظ م[ A اء تC ت* نE لا ل ا* فE مد ا ح م ا* دن ت س ى عل لام س ل وا لة ض ل واU ن مي ل عا ل ا لة رب ل مد ح ل ا عد ت ، وU ن لي س ر م ل وا ى عل رة ي- ث ك واب* ن سe د* ت م ها ت ت ت ك ة* ز ج و م رة ص ت* ج م اب ق ي ل ع ت و اب< لاحظ م ة* *هد ف* ض ع ت ها ت* ف ا* رن ك* ر، د هي- ش ل ا ى* ف و ص ل ا ى ل ت ج ل م ا ي ر لك د ا ت ع ل) ود ج و ل ا ب ت را م( اب ت ك ى* ف ل ن و ط ت ل اU ن عA لا ن د ن راب ا- س لا ا نA ا* ت ي* ق ي ك وا ها ت* ف ال ق تU نE اU ن ك م ي ما ل ت ل دU ن مَ ّ د ة لا ن* نE م ا عل ل ا ب ل ى طا ل ل ا ص نU نE ا ها* متA راد م ل ، وا راب ا ت ع ل ا ة،* ب م س لي ماU ن ي الد ى* فU درج نU نE ا* ور ج ي ، ولاU ن ي الد ى* ف ال ق ت ل ما ك ى عل خ ي ج ص لة ل ى ا عل ىِ ّ كe ر* ن ر ولا ه< ظ ي ى ما عل م ه ضد فU ن ش ج ي ا* ن* ف را عي ع ا م رة، ي* ع ت لط* خ ي وE اU نE اU سان* ن لا ى ا عل ى ل عا ت لة ل ا ب ت كU ن ك ل ، و وب ن* ع لم ا لا ع و ه لة ل ، واً حداE ا

تعليقات على كتاب مراتب الوجود

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

تعليقات على كتاب ]مراتب الوجود[.1للشيخ عبد الكريم الجيلي

]مالحظة: اعتمدت على طبعة مكتبةالجندي[

محمد سيدنا على والسالم والصلة العالمين رب لله الحمدوبعد والمرسلين، األنبياء أفضل

منذ كتبتها موجزة مختصرة وتعليقات مالحظات فهذه ) الكريم ) لعبد الوجود مراتب كتاب على كثيرة سنوات

يقال أن يمكن ما بعض فيها ذكرنا الشهير، الصوفي الجيليالعبارات، في التطويل عن بديال باإلشارات واكتفينا فيها،

دليل من Mبد ال أنه العلم طالب إلى نوصل أن منها والمرادفي يدرج أن يجوز وال الدين، في يقال ما كل على صحيح

بحسن اعترافنا مع بغيره، يخلط أو منه، ليس ما الدينهو والله ،Y أحدا الله على Zي نزك وال يظهر ما على قصدهميبين أن اإلنسان على تعالى الله كتب ولكن الغيوب، عالم

. وقدره طاقته تبلغه ما قدر وعلى يعلم ما بحسب الحقالشيطان، ومن فمنا أخطأنا فإن طاقتنا، وتلك قدرنا وهذا

. تعالى الله فبتوفيق أصبنا وإنص المقدمة في الكبير:" 7قال الله إال إله ال أن وأشهد

وال حلول غير من بكماله موجود بكل الظاهر المتعالبه ويحيط العقل يصوره كيف بال ظهور انفصال، وال اتصال

الخيال."اتصال ) وال حلول غير من بكماله موجود بكل الظاهر قوله

) ال كما الوجود وحدة على مبني تمهيد هذا انفصال وال . يقال لما العارف على يخفى

تعالى، بالله العلم أهمية الرسالة بداية في ذكر وقدقلMة وشكى اإللهية، التجليات أصحاب عن األخذ وضرورة

" متجليا يزل لم تعالى الله Mأن مع ،Zالحق لتجليات التوجه" وصفاته أسمائه بمقتضى خلقه على مفيضا تجلياته بجميع

Page 2: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

ص في قرره قديم 6كما الفيض hأن على مبني القول وهذا ، المظاهر من مظهر فال كذلك، يزال وال له، بداية ال النوع

وعلى عينه، به التجلي إلى يعود تعالى الله بها يتجلى التي ) شأن ) ال ألنه شأن في هو يوم كل تعالى قوله يحمل هذا

. بعينه يتكرر الحق شؤون منشيخه عن ونقل عربي ابن الشيخ كتب قراءة على Mوحض من المريد إليه يصبو يريد الذي أن الجبرتي إسماعيل

من فالقراءة الشيخ، كتب في بعينه موجود المجاهدات . إن وقال البعيد لتقريب الحالة هذا في تنفع القوم كتب

من خوفا الفهم لقاصر هو إنما الكتب عن األخذ عن النهي ": hذكي عقل ذا كان من وأما قال ينفعه، ال فيما عمره تضييعوناله يأخذه ما كل كتبنا من يأخذ قوي، وإيمان ، hعلي وفهم

." ص في وقال مقصده كل منها وينال رأيت:" 11منها فإنيهذه بمطالعة بلغوا إخواني من الطريق أهل من صبياناأربعين باجتهاد رجال يبلغه لم ما القليلة األيام في الكتب

الصبيان أولئك لدخول سببا كانوا أنهم على سنة، وخمسينأولئك وسار سلوكهم مع وقفوا لما ولكنهم الطريق، إلى

عن وتأخروا وفهمها، الحقيقة كتب مطالعة في الصبيانلهم والشيوخ الحقيقة، في شيوخا الصبيان صار مداهمأن". يستطيع ال عموما الكتب فائدة في وكالمه صبيانا

. Y معاندا يكون أن إال مخالف فيه يخالفه: الشعر من بيتا أورد ثم

آبائي تبنيت وقدثقة على

أني محالة والكّل� أِب� وجه

:"وهذا البيت لرجل من تالمذة شيخ لم11ثم قال ص نعلم له من أعمال الطريق سوى مطالعة كتب الحقيقة حتى بلغ في هذا العلم ما سبق به كثيرا من السابقين،

Page 3: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

واسمه أبو بكر بن محمد الحكاك، له نظم كثير في علم الحقيقة، فمن وقف على ديوان شعره وعرف مقداره

حظي بطائل". فاألخذ عن الكتب حتى في طريقة هذه المدرسة صحيح إذن، وليس كل ما يقولونه يكون عن كشف خاص بهم،

بل كثير منهم مقلدون لبعضهم البعض في ذلك، ونحن ال نغفل عن دعاوى كثيرين منهم أنهم ال يقولون إال عن

كشف، وال نلتفت إلى دعاوى بعضهم أيضا أن قراءة كتبهم لغير المتأهل!! )وهذه نضع تحتها آالف الخطوط( يراد بها

ما ال يجوز أن يراد بمثله ، فإنما يريد به كثيرون منهمY من عارضهم في تخويف الناس من وإرهابهم، وخصوصا

بعض مدعاهم، يخوفونه بالكشف واإللهام الذي يزعمونه، حتى إن كان ال يزن األمور إال بميزان الشريعة، وال يقرر إال ما يقرره أهل السنة األفاضل، فقد سمعت من بعض

الناس ممن يزعم االنتساب إلى الشيخ استهانته بأهلMالسنة وقال من ضمن ما قاله: ومن قال إن الحق

محصور فيما قرره األشاعرة والماتريدية، ولمي منع أنY، وأن يكون ما عارضهم به من الحق يكون ما بينوه باطال

ألنه يتلقاه كما يزعم عن الحق بالكشف اإللهيh!! ونحن ال نلتفت إلى هذه الدعاوى ما دامت مخالفة في غاياتها

لألدلة الشرعية ومعارضة لما قرره أهل السنة من علماءالشريعة.

ولذلك ال نستغرب من هؤالء أن يتهموا أهل الشريعة بأنهم أهل حجاب وقصور فهم وتقليد، وأن علومهم يأخذونها عن األموات، أما هم فبزعمهم ال يأخذون إال عن الحي الذي ال

يموت! ثم تكلم الجيلي بكالم على فائدة القراءة من الكتب وتسريع القراءة للوصول بشكل كبير، بحيث يتكمل

القارئ بسرعة أكبر مما هي عند من لم يقرأ. وكالمه في ذلك لطيف جدا، واستعمله أيضا للتدليل على فائدة التعلم على المشايخ وخاصة في العلوم الحقيقية أعني علومهم. وعلى العموم فكالمه فيه حق وفيه ما ينتقد، ومعظمه هنا

مقبول غير مردود.

Page 4: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

:"واعلم أن معرفة الله تعالى منوطة12قال في ص بمعرفة هذا الوجود فمن ال يعرف الوجود لم يعرف

الموجود سبحانه وتعالى وعلى قدر معرفته لهذا الوجوديعرف موجده".

هذا الكالم مبني على القول بوحدة الوجود، وليس مراده هنا أن معرفة الوجود يستدل منها العارف على خالق

الوجود، بل إنه بنفس معرفة الوجود يعرف الله تعالى، ألنه عين الحقيقة. وذلك على ما بينه صاحب الفصوص في الفص المتعلق بنوح عليه السالم، حين تكلم على التنزيه والتشبيه وأن الحق الجمع بينهما ، وأن التنزيه

تشريك، والتشبيه تقييد، كما ذكر ذلك في غير موضع. ومراتب الوجود عنده أربعون مرتبة، وهي أمهات المراتب

وبين كل مرتبة وغيرها مراتب كثيرة لكنها تدخل فيأحكامها.

و ما بعدها( المرتبة12فمن مراتب الوجود عنده )ص األولى وهي الغيب المطلق، المعبر عنها بالغيب المطلق

وبغيب الغيب لصرافة ذاته المقدسة عن سائر النسب والتجليات، ولهذا عبر عنها القوم بالذات اإللهية الساذج إذ كلت العبارات دونها. وكذلك سماها بعض العارفين بالعدم

المقدم على الوجود، يريد بذلك عدم لحوق النسبة الوجودية بمطلق الصرافة الذاتية التي علت على النسبة

وغيرها، ال يريد بأنها عدمه، أي معدومة فوجدت، بل لكونها حقيقة الوجود البحت التي هي ظلمة األنوار فيها أي مجهولة من كل الجهات ال سبيل إلى معرفتها بوجه

من الوجوه، ولها سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعما. راجع تعليقتنا على كتاب الكهف والرقيم للجيلي،

فهو هناك يشير إلى هذه التسمية، ويقول إن وراءها سرابيناه هنا.

ولذلك يسميها بعضهم بالمسكوت عنه، وال13قال قي ص يدخلها في مراتب الوجود، فيقول إنه أمر وراء الوجود.

وذكر الجيلي أنه ال يريد بها ما قرره هذا القائل، بل ال يريدإال ما بينه هو مما وضحناه، مع أنه يقبل قوله.

والمرتبة الثانية من مراتب الوجود الوجود المطلق، وهي

Page 5: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

أول التنزالت الذاتية المعبر عنها بالتجلي األول وباألحدية وبالوجود المطلق. وهذا التجلي يصلح أن يكون برزخا بين

البطون والظهور وذلك هو عبارة عن حقيقة الحقيقة المحمدية. وهي عبارة عن العلم المطلق والشأن الصرف

العشق المجرد عن نسبة العاشق والمعشوق. فتسقط فيها جميع االعتبارات والسب واإلضافات، وقد تسمى

بمرتبة الهوية "ألنها غيب األسماء والصفات في الشأنالثاني المخصوص".

والمرتبة الثالثة: الواحدية وهو التنزل الثاني المعبر عنها بالواحدية ومنها تنشأ الكثرة بداية وفيها تنعدم الكثرة

وتتالشى نهاية، ألنها ذات قابلة للبطون والظهور فيصدق عليها كل واحد من هذين الشيئين، وفيها تظهر األسماء

والصفات وجميع المظاهر اإللهية بالشأن الذاتي ال بشئونها فيكون فيها كل واحد عين الثاني، ولهذا يسمى المحققون هذه المرتبة بالعين الثابتة وبمنشئ السوىوبحضرة الجميع والوجود وبحضرة األسماء والصفات. والرتبة الرابعة من المراتب: األلوهية، وهي عبارة عن

الظهور بالصرف وذلك هو إعطاء الحقائق حقها من الوجود، ومن هذه الحضرة تتعين الكثرة، فليس كل من المظاهر فيها عين الثاني كما هو الواحدية، بل كل شيء

فيها متميز عن اآلخر تميزا كليا ومن هنا سميت بنشأة الكثرة الوجودية وحضرة التعينات اإللهية وحضرة جمع

الجمع ومجلى األسماء والصفات والحضرة األكمليةومرتبة المراتب.

وال بد أن نالحظ أن هذه المرتبة مبنية على تعين األشياء في نفسها أزال في العلم اإللهي، فإن التجليات اإللهية ال تعطي أحدا إال ما له، وال تحكم على الشخق وال تقضي

عليه إال بحسب ما يستحف في نفس األمر، وكما يعطيهY، وذلك بأن يتجلى الله إياه نفسه وحقيقته الثابتة أزال

تعالى بأحكامها ويتصور بصورها من غير حلول وال اتحاد إذ ال اثنينية، فما ثم إال هو، ولذلك فإنك إذا فنيت عن قيد

.Mوجودك، أي وجودك الشخصي، عرفت� أنه ما ثم إال الحق فأنت حد� من الحدود، وال يعرف حدود الله تعالى إال هو،

Page 6: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

ألنه ال يحيط بمظاهره وتجلياته إال هو. وهذا االمر مبني على الجمع بين التنزيه والتشبيه، الذي يقول عنه أصحاب

هذه المدرسة أنه عين الشريعة ولب الحقيقة. ومنها مرتبة الوجود الساري وهي المعبر عنها بالرحمانية الذي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفس

الرحمن. ومن المراتب الربوبية وفيها يتعين وجود العبودية ويظهر

موقع الجالل والجمال لتأثير الهيبة واألنس. ومن هذه الحضرة أرسلت الرسل وشرعت الشرائع وأنزلت الكتب.

ولهذه المرتبة التعالي المطلق ولهذا لما سأل موسى عليه السالم ربه الرؤية في هذه المرتبة )رب أرني أنظر

إليك( قال الله تعالى له)لن تراني( ولو سأله في تجلي الرحمانية أو تجلي األلوهية أو الوحدانية لما كان يقع المنعY، فإن الربوبية شأنها التقديس، "فطلب العبد من ربه أبدا

رؤيته سوء أدب منه بالنظر إلى محل العبودية والبروبية ال بالنظر إلى موسى عليه الصالة والسالم، فإنه أكمل األدباء"، إذن هذا هو السبب عندهم في عدم حصول

Y بهذا المقام الرؤية، فهل كان موسى عليه السالم جاهال وأحواله وأحكامه؟ وغير عارف بالحال الذي هو فيه حتى

يجهل أن الرؤية ممنوعة فيه، وال يمكن حصولها! وهلY بأنه لو خاطب الله تعالى بتجلي كان عليه السالم جاهال

الرحمانية أو الوحدانية ألجابه!؟ وقال في مرتبة األسماء والصفات في أثناء الكالم على

:"فتعين أن هذا االسم والصفة من19اسمه المتكلم ص الصفات النفسية ألن به كمال وجود في نفسه، وإيجاده

لغيره، فصارت جملة األسماء النفسية سبعة"، فأنت ترى أنه يربط اإليجاد بالكالم على طريقة هذه المدرسة، وقد قرر أعالم العلماء من أهل السنة أن هذا القول ضعيف،

وأن المراد في اآلية الكناية عدم تخلف اإليجاد عند اإلرادة والتعلق التنجيزي للقدرة ، وذلك كما ذكرناه في مواضع

أخرى. ( في تفسير قوله تعالى2/256قال اإلمام النسفي )

�ن �ه� ك Mق�ول� ل �ن ن �اه� أ د�ن ر�� �ذ�ا أ ء� إ ي� �ا ل�ش� �ن Mم�ا ق�و�ل �ن }إ

Page 7: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

�ون� {النحل �ك :"وهذه عبارة عن سرعة اإليجاد يبين40ف�ي أن مرادا ال يمتنع عليه وأن وجوده عند إرادته غير متوقف

كوجود المأمور به عند أمر اآلمر المطاع إذ أورد على المأمور المطيع الممتثل وال قول ثم والمعنى أن إيجاد كل

مقدور على الله بهذه السهولة فكيف يمتنع عليه البعثالذي هو من بعض المقدورات".

وقال العالمة أبو السعود:"إنما هو تمثيل لسهولة تأتي المقدورات حسب تعلق مشيئته تعالى بها وتصوير لسرعة

حدوثها بما هو علم في ذلك من طاعة المأمور المطيع ألمر اآلمر المطاع فالمعنى إنما إيجادنا لشيء عند تعلق

مشيئتنا به أن نوجده في أسرع ما يكون". وذكر الجيلي باقي المراتب على نفس النسق، ثم قال

بأن اإلمكان برزخ بين20في مرتبة عالم اإلمكان ص الوجود القديم والوجود الحادث. مرتبة بين الوجود

:"العدم عند المحققين عبارة عن21والعدم، وقال ص الخلق، والوجود عبارة عن الحق، والخلق معدوم والحق

موجود، والممكن متوسط بين المرتبتين". و"حضرة الحقh هي حضرة الجمع ألنها جامعة لحضرات

الجمع والوجود والكشف والشهود". والمرتبة الثالثة عشر من مراتب الوجود هي العقل األول، والعقل عندهم هو القلم والقلم هو الروح المحمديh، وقد

أودع الله جميع العلوم في العقل األول، أو القلم أو الروح :"فالعلوم في العقل األول21المحمدي، وقال في ص

مجملة كإجمال الكالم في الفؤاد، وهي مفصلة في النفس الكلي تفصيل الكالم على اللسان"وقال في ص

:"واعلم أن العقول العشرة أعالها العقل األول21 وأدناها العقل الفعال وكلها مندرجة اليوم في ذات النفس

الكلية، ولكل من العقول والنفوس الكلية فيك نسخةكاملة فميزها ترشد إن شاء الله تعالى".

أقول كالمه هنا )وخصوصا في العقول، وعددها( ظاهر في تأثره بالفالسفة المتأخرين المتأثرين بالمدرسة

االسكندرانية المتأخرة المسماة بفلسفة أفلوطين، وهي اإلشراقية.فكيف يمكن ان نسلم ان هذا كله مأخوذ

Page 8: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

بالكشف اإللهي الذي يوجب على الناس اتباعه، وكيف يقال بعد ذلك إن الواجب التسليم لهم فيما يقولون، وقد قرر كبار العرفاء أن الكشف يمكن ان يخطئ لسبب من

األسباب المعلومة. المرتبة الرابعة عشر من مراتب22وجعل في ص

الوجود :النفس الكلية وهي وهي الروح األعظم وهي اللوح المحفوظ المعبر عنه باإلمام المبين وبإمام

الكتاب..." وقال :"فالعلوم اإللهية منبسطة في النفس ظاهرة فيها ظهور الحروف الرقمية في الورقة واللوح،

وهي مندرجة في العقل اندراج الحروف في الدواة، فالعقل هو أم الكتاب بهذا االعتبر والنفس الكتاب المبين،

كما أن القلم األعلى هو أم الكتاب واللوح المحفوظ الكتاب المبين كما أن العلم اإللهي هو أم الكتاب فالوجود

بأسره بهذا االعتبار هو الكتاب المبين كما أن الذات اإللهية من وجه هي أم الكتاب والعلم اإللهي هو الكتاب المبين، فتأمل هذه اإلشارات وافهم مواقعها منك، تفز بسر القدر"، وقد وضح ثاحب الفصوص سرM القدر في فص شيث وغيره من الفصوص، وربما نتكلم عليه في

محل آخر بإذن الله تعالى. ولكن حاصله انه ما حكم عليكإال بك، فأنت الحاكم وهو المحكوم.

وكالمهم عن النفس الكلية واللوح وتأويالتهم عبارة عن مزج بين الفلسفة اإلشراقية وما ورد في الشريعة

المطهرة، وال أرى عليه دليال يوجب التزامه. وتكلم في المرتبة الثامنة عشر من مراتب الوجود على

مرتبة الطبيعة المجردة عن لباس االسطقسات واألركان :"ومتى24التي خلق الله تعالى العالم فيها، وقال في ص

لبست االسطقسات صورة ركن من األركان ال يمكن خلعها ، ومتى لبست األركان صورة من صور الموجودات

Y بعد العنصرية ال يمكن خلعها، فيبقى ذلك الموجود موجودا فناء ظاهره في الطبيعة، يشاهدها المكاشف عيانا كما كان يشاهدها الناس في الحس، وهذا الفلك الطبيعيY، خلق الله تعالى فيه الجنة والنار والمحشر واسع جدا

والبرزخ وجميع ما في الدنيا، وما هو قبل خلق الدنيا مما

Page 9: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

علمنا ومما ال نعلمه من المخلوقات الطبيعية، وظاهره المحسوس لنا اليوم هو العالم الدنياوي وباطنه الغائب

عنا هو العالم األخروي، وقابلية البطون والظهور هو البرزخ، وهو عالم الخيال وعالم المثال وهو عالم

السمسمة، فنسخة الدنيا منك طاهرك من الجوارح وغيرها، ونسخة البرزخ منك خيالك ونسخة اآلخرة منك

العالم الروحي وهو باطنك". ومن المعلوم أن المتكلمين أنكروا االسطقسات وأنكروا كونها عناصر كما زعم المتفلسفة، ونصوا على ذلك في

كتبهم الكالمية. يؤيد أخذه وتعلقه25وكالمه عن الهيولى في ص

بالفالسفة، فقد قال فيها:"وهي حضرة التشكيل والتصوير، تتولد هذه الصور منها كما تتولد األمواج في

البحر ، فإذا قتضت الهيولى صورة من صور الوجود كانY على الطبيعة إبرازها في العالم بالقدرة واإلرادة حتما

اإللهية ألن الله تعالى جعل اقتضاء الهيولى سببا إليجاد تلك الصورة"، وتصورهم للهيولى وآثارها واستعدادها أو طلبها، مبني من جهة أخرى على مفهوم األعيان الثابتة

Y التي تتعلق بها اإلرادة اإللهية لتظهر الذات بأحكامها أزالكلما استعدت ألمر ظهر الحق فيه.

على مرتبة الهباء وهي المكان الحكمي26وتكلم في ص الالوجودي الذي يفترض عند أهل النظر أن الله تعالى

أوجد العالم فيه لكي ال يلزم قيام الحوادث بالذات اإللهية، أما عند أهل هذه المدرسة، فقد قال الجيلي:"أما عندنا

فهو سبحانه أوجد العالم من علمه إلى عينه، وعلمه عينه، وعينه ذاته، والمراد من قولي أوجد العالم من علمه إلى عينه، هو عبارة عن إضافة الحق تعالى نسبة الوجود إلى

عينه، ألن الموجودات بأسرها لم تزل موجوده له في: علمه، وعلمه على الحقيقة عينه، وعينه ذاته، ولو قلت�

يسمع بسمع ويبصر ببصر ويعلم بعلم، قلنا: إن ذلك العلم والسمع والبصر عين ذاته ال غيرها، فوجود العالم في الظاهر الكوني إيجاده لهم في بصره، وهو عبارة عن

إضافته تعالى نسبة وجودهم إلى بصره، وهم قبل ذلك

Page 10: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

موجودون في علمه غير مفارقين للعلم حال إضافة نسبتهم إلى عينه، وغير مفارقين لعينه حال إضافة

نسبتهم إلى عينه، وغير مفارقين لعينه حال إضافة نسبة وجودهم إلى علمه"، والكالم يرجع إلى حديث التجليات

والنسب الذاتية ال غير، ال زيادة وال نقصان، ولكن بأسلوب خاص بالجيليh، فالعالم مظاهر الحقh يتجلى بأحكام

الممكنات بحسب االستعداد بناء على رحمته الواسعة. وإيجاد العالم معناه "إضافة الحقh لهم إلى عينه ]أي فهذه اإلضافة هو االمر الذي[ أكسبهم اإليجاد العيني"، فالعالم مجرد نسبة قائمة بالحق، وليس امرا موجودا له وجوده

الخاص الذي هو وجود مغاير لوجود الحق، أقامه الله،Y تعالى ال في نفسه، وأوجده بعد أن لم يكن شيئا مذكوراY، وبقاؤه موجودا إنما يكون بإبقاء الله فجعله شيئا مذكورا

تعالى له بقدرته وإرادته جل شأنه. أثناء الكالم على المركبات النورانية من41قال في ص

المرتبة الثانية والعشرين من مراتب الوجود:"فهي األجرام الفلكية المعبر عنها بالكواكب متركبة األجزاء من

العناصر األربع التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وكل كوكب منها حقيقة واحدة غير قابلة

للتقسيم في نفس األمر على ما شاهده الحس منها من الكبر والعظمة. حتى أن الفالسفة مجتمعون على أن

الشمس بمقدار الدنيا مائة مرة ونيفا وستين مرة، وقد أيد الشيخ محيي الدين بن العربي هذا وذكره في كتاب

الفصوص، وقال فيه ما شابه هذه العبارة وهذا أمر عجيب وهو أن يوجد موجود بهذا العظم ال يقبل التقسيم في

نفس األمر وإدراك هذا على العقل بعيد". كذا قال ، فهذه الكواكب النورانية على عظمها ال تقبل

القسمة، وهو كالم فاسد، فال دليل على ما قاله، ومتابعة لكالم المتفلسفة، وأقول لما كان إثبات أمر عظيم

الحجم، فإن العقل نفسه يمنع عدم قبوله لالنقسام، فمن أين جاء الجيلي بمقولة عدم انقسامه في نفسه إال من

الفالسفة ومن وهمه، بل العقل يثبت جواز انقسامه، وهو ما قرره علماء أهل السنة كالغزالي والرازي وغيرهما،

Page 11: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

كما أنه ما دللت عليه العلوم المعاصرة كما هو معلوم،Y مما هو موجود في كالم هذه وبهذا يثبت أن بعضا

المدرسة القوم ما هو إال مغالطات وكالم مردود لفساد مصادره، والعجب منهم بعد ذلك كيف يقولون إن هذا

الكالم حصلوا عليه بالكشف واإللهام!!!؟ الذي يدور بدورته33وكالمه على الفلك األطلس في ص

األفالك كلها، نسخ مباشر من الفالسفة في قولهم أن الفلك المحيط وهو المحدMد للجهات يدور أزال وتدور

بدورته األفالك كلها، وهذا الدوران واسطة إبراز الصور والهيئات المختلفة في الكون كله، وخصوصا عالم الكون والفساد. وإن حاول أن يطعمه بأن يستعير شيئا من قول

أهل السنة أن ذلك كله بإرادة الله تعالى، لكي يخرجه عن الجبر واإليجاب، وبهذا يفسر الجيلي أن العالم كله وجد

بإرادة واحدة لله تعالى، وفساد العالم يكون بتوقف حركة�سلMم لهم بأن هذه �ط�ل�ب� أن ي األفالك هذه، فكيف ي

المقوالت نتيجة الكشف واإللهام، وأنها اختصاص إلهيلهم وقد كان فالسفة اليونان يقولون بها.

وفي المرتبة السادسة والعشرية سماء زحل، وجعلها سماء سيدنا إبراهيم عليه السالم، وجعل سماء المشتري

سماء سيدنا موسى عليه السالم، وسماء المريخ سماء سيدنا يحيى عليه السالم، وجعل الشمس سماء سيدنا

إدريس عليه السالم، وجعلها قلب األفالك، وسماء الزهرة سماء يوسف عليه السالم، وسماء عطارد سماء نوح عليه

السالم، وسماء القمر سماء آدم عليه السالم، وكل هذهجعلها من مراتب الوجود!!

ومن الظاهر أنه ال يبني على كشف وال معاينة، بل على مجرد معلومات فلكية بحسب ما وصل إليه أهل عصره،

بعضها صحيح وبعضها خطأ، ثم إنه –بعد ذلك- يحاول مزجها بنوع خيال غزير ببعض اإلشارات الدينية، وال دليل

على ذلك كله، كما ال يخفى على عاقل. ولذلك لم يأت� على ذكر الكواكب التي تم اكتشافها في

هذا الزمان زيادة على السبعة المذكورة التي كان الناس يعرفونها من قبل، مع أن مقتضى الكشف أن يعرفها من

Page 12: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

قبل أن يعرفها المعاصروت باآلالت والمعادالت الرياضية!!

أن المرتبة الثالثة والثالثين من مراتب36ثم ذكر في ص الوجود للفلك األثير :"وهي المسماة بالكرة النارية أو ما تنبعث الحركة الفعلية في عالم الكون والفساد من هذه

الكرة بحسب ما يقتضيه العقل الفعال وهو العقل العاشر....." وأكمل شرحه بناء على االسطقسات األربعة التي كان يقول بها اليونان وأبطلها المتكلمون ولم يرض�

بها األشاعرة، وها نحن نرى الجيلي وغيره يتكلم عنها بناء على ما يقولون إنه الكشف واإللهام اإللهيh، وكله مأخوذ

من فلسفات قديمة لم يرتض بها المتكلمون العظام،فقبلها بعض المدارس الصوفية وبنوا عليها ما ترى! وجعل لكل اسطقس كرة ومرتبة من مراتب الوجود

فللنار مرتبة، وللهواء مرتبة، وللماء مرتبة، وللتراب مرتبةمن مراتب الوجود.

وهو يحاول في كثير من األصول التي يأخذها من الفالسفة اإلشراقيين أو المشائين أن يلونها بألوان قواعد

مأخوذة من اهل السنة كما كان يرجع الحركات الفليكة للفلك األعظم ولتأثيراتها إلى إرادة الله تعالى، وقد كان الفالسفة يرجعونها إلى عالقة العلية والمعلولية، وأنه ال

مدخلية إلرادة الله تعالى. فهذا كله يبين أن الجيلي ومن تابعه على ذلك كانوا يعتقدون صحة ما انتهى إليهم من

الفالسفة من هذه المعارف، وكانا ال يرضون إظهار المخالفة الصريحة لمذهب أهل السنة، ولذلك صاروا

يحاولون الجمع بينهما كما أشرنا. وهو الي كاد يخفي أخذه من الفلسفة فلذلك تراه يقول فيالمرتبة السادسة

والثالثين:"ولوال الخشية من التطويل والدخول إلى شيءمن معلوم الفلسفة لشرحنا جميع ذلك...".

ثم تكلم على مرتبة المعادن، والنبات، والحيوان، وخالف التعريف المشهور للحيوان بأنه:"الجسم39في ص

النامي المتحرك باإلرادة" وقال:"وهو عندنا الروح الممتزج بالجسم ال غير، فلو مزق الجسم وتالشى

وظهرت روحه في عالم بحسب تلك الصورة التي كانت

Page 13: تعليقات على كتاب مراتب الوجود

الروح ممتزجة بجسدانيتها سمينا ذلك الروح حيوانا على حسب ما هي عليه تلك الصورة إما فرس وإما إنسان

وإما غير ذلك من أنواع الحيوانات..." 41والمرتبة األربعون من المراتب هو اإلنسان ]انظر ص

وما بعدها[ :"وبه تمت المراتب كمل العالم وظهر الحق تعالى لظهوره األكمل على حسب أسمائه وصفاته، فاإلنسان أنزل الموجودات مرتبة وأعالها مرتبة في

الكماالت". وبناء على أن اإلنسان جامع لحقائق الحقيةY.."فاإلنسان هو الحق وهو والحقائق الخلقية جملة وتفصيال الذات وهو الصفات وهو العرش وهو الكرسي وهو اللوح وهو القلم وهو الملك وهو الجن وهو السموات وكواكبها وهو األرضون وما فيها وهو العالم الدنياوي، وهو العالم

األخراوي وهو الوجود وما حواه وهو الحق وهو الخلق وهو القديم وهو الحادث. فلله در من عرف نفسه معرفتي

إياها ألنه عرف ربه معرفته لنفسه ]قال الجيلي[ وليكنهذا آخر الكتاب".

وما ذكره هنا مبني –عندهم- على أن اإلنسان هو العالم الصغير الذي فيه من كل ما في العالم الكبير الذي هو صورة الحق، وال يضر� اإلنسان عدم علمه بذلك الحكم

أعني كونه العالم الصغير وما فيه من المشابهة بالكبير. فعدم علمه ال يقدح في كونه كذلك. وكون اإلنسان هو

العالم الصغير مبناه أيضا على أنه الخليفة لرب العالمين وعلى أمور أخرى ذكرها صاحب الفصوص في فص آدم عليه السالم، وهو األول من فصوص الحكم، وفي غيره

من الفصوص.

أقول انتهيت من هذا في ليلة الجمعة14/2/2002