اللبـــنانـية الجامـعةاإلنسانية والعلوم اآلداب كلية

التاريخ قسمالخامس الفرع

الحمدانيونم(1015-929هـ/317-406)

األشاوس الثغور أمراء

: مادة في العباسية بحث الدولة تاريخ : المادة علي أستاذ الحاج عصام الدكتور

: الطالبة فـقــيه إعداد محــمد رحـابالثــالـثة الســــنة

2008 - 2009

1

الحمدانيونم(1015-929هـ/317-406)

األشاوس الثغور أمراء

ن: يالحمداني أوًال1: نسب زمن منذ استقرت التي العربية تغلب قبيلة إلى الحمدانيون ينتسب

وهي والفرات دجلة نهري بين الواقعة المنطقة أي ،الجزيرة أرض في بعيد باسم عرفت عريقة لحضارة التاريخ عبر اسمها أعطت التي المنطقة باسم القدماء والجغرافيون المؤرخون عرفها وقد النهرين، بين ما حضارة

ميزوبوتاميا.

التي الكبيرة العربية القبائل إحدى أبناء تغلب" هم "بنو و"التغالبة" أو بين "الجزيرة" )ما في تنزل وكانت ربيعة، قبائل مجموعة تكو\ن كانت

` عشائرها بعض النهرين( وتمتد\ ` الحيرة إلى جنوبا ` الشام، إلى وغربا وشرقا` لها أذربيجان. وكان إلى dكر أختها مع حروب قديما المهلهل، فيها جdل\ى ب

1الحيرة. وأمراء كeندة أمراء مع وأخرى

على النصرانية الميالدي الخامس القرن في التغالبة جمهور اعتنق األسقفين أحد وهو البرادعي، يعقوب األسقف إلى نسبة اليعقوبي المذهب

إلى أحدهما جوستنيان بيزنطية امبراطور زوجة تيودورا أرسلتهما اللذيناني الملك يعقوب وهو وتنصيره، قومه لتعليم جبلة بن الحارث الغس\

\ن الذي تيودورس فهو اآلخر األسقف أما المذكور، العربية للجزيرة عqي وقد باليعاقبة، وأتباعها اليعقوبية بالكنيسة كنيستهم عqرفت وفلسطين. وقد

` الكنيسة هذه خاضت مجمع بعد النسطورية الكنيسة مع دموية دينية حروبا2م.451 عام خلقيدونيا

1 " ط- " القاهرة، بمصر، المعارف دار ، اإلسالمي العصر ضيف، . 1979، 7شوقي ص ،258.2 " بيروت،- " والنشر، للدراسات العربية المؤسسة ، السياسة " 7ج. 1994موسوعة ص " ، اليعقوبية مادة ،

420 -421

2

الموقف األمر بادئ في ربيعة قبائل اتخذت اإلسالمي الفتح مع في للمسلمين النصر ظهر وحين المسلمين، ضد والفرس للروم المؤازر فأسقطها الجزية، من إعفائهم على المسلمين فاوضوا المعركة ساحة دخلت العرب. وقد بباقي أسوة الصدقة منهم وقبل الخطاب بن عمر عنهم

نصرانية. كثرتهم بقيت بينما اإلسالم في منهم طائفة نصرانيتهم، على وهم اإلسالمية للدولة السياسية الحياة في دخلوا

ده المؤمنين أمير على خروجه في سفيان أبي بن معاوية فناصروا في وتمر\` لهم وكان الشام، ` دورا عليه علي اإلمام على معاوية حروب في بارزا` لهم سيحفظ مما حروبه كل في فناصروه السالم ` دورا البالط في مؤثرا أحد\ من وألسنتهم سيوفهم كانت حيث األموي العصر طوال األموي

3مناوئيهم. على وبالطه األموي الجيش في واأللسن السيوف

العباسيين إلى التغالبة من كبير رهٌط� انضم العباسية الثورة أوائل مع هذه إلى وستنضم السالم، عليهم البيت آل مذهب على اإلسالم واعتنقوا

التي الحمادية العشائر ومنها أذربيجان في التغلبية العشائر الثورة` الشام بالد وشمالي الجزيرة شمالي ستستوطن المناطق وخصوصا

هذه األناضول. ومن في والبيزنطيين اإلسالم دار بين فيما المتداخلة العربية الدولة ستنشئ التي الحمدانية األسرة تنحدر سوف العشائر واإلمارات الدول تتقاسمها كانت التي العباسية الخالفة ظل في الوحيدة والمماليك، الموالي من وغيرهم واألكراد والفرس لألتراك لواؤها المعقود

دار داخل من والمغانم األسالب على بينهم فيما يتصارعون كانوا الذين ثغورها ويحمون األمة حياض عن يذودون الحمدانيون كان بينما اإلسالم،

دولة. لهم تقوم أن قبل

الدولة: تأسيس ثانيا1: مقد5مات الذي العام م. هو929 لعام هـ. الموافق317 عام اعتبار يمكن

محمد أبو الدولة ناصر أميرها أعلن حين الحمدانية الدولة فيه تأسست أبيه مقتل بعد بغداد في الخليفة عن استقالله حمدان بن عبدالله بن الحسن

\4المقتدر. العباسي الخليفة يد على الهيجاء أبي الحمدانية الزعامة أن إّال يلي فيما وسنحاول بكثير، التاريخ هذا على سابقة كانت الموصل بالد في

والظروف الدولة لتأسيس السابقة المرحلة رجاّالت أهم على الضوء إلقاء العصبية حمدان بنو يكون أن إلى أفضت التي الزعامة هذه لتطو\ر المرافقة

الشام. بالد في ثم ومن العراق شمالي في الغالبية

حمدون: بن حمدان الساللة - مؤسس1qنسب التغلبي، الحمادي حمدون بن حمدان إلى الحمدانية الساللة ت

الثغور حماية في كمجاهد معاصريه أوساط في يشتهر بدأ قد كان الذي ثمانية له وكان. تعد\ياتهم. على التأديبية الحمالت وشن البيزنطيين بوجه أبو و إبراهيم، اسحق أبو و الدولة، سيف والد الله عبد الهيجاء هم: أبو أبناء، نصر، السرايا أبو و سليمان، الوليد أبو و فراس، أبي والد سعيد العالء

.المزرفن سليمان أبو و ن،يالحس علي بوأو وعلي،3 . ص- المذكور، المصدر ضيف، .258شوقي4 " والنشر،- " للدراسات العربية المؤسسة عمارة، محمد تحقيق ، اإللهامية التوفيقات باشا، مختار محمد

. 1980بيروت، ص األول، المجلد ،349.

3

قاعدة على وجوارها الموصل في زعامته حمدون بن حمدان أس\س الرغم لىفعاإلسالم. دار على لعدوانهم والتصد\ي البيزنطيين الروم مقاتلة

` لعب هأن من ` دورا وحقق البيزنطيين الروم ضد الجهاد ساحات في فاعال\ ،األمة أعداء ضد مقدام كقائد� باهرة انتصارات ` بقي أنه إّال التأثير عن بعيدا

في انخرط حين الهجري الثالث القرن منتصف حتى السياسية الحياة فيالموصل. على الخوارج يشنها كان التي الهجمات صد

qعتقد عام منذ للخوارج المناهضة العمليات في باإلشتراك بدأ بأنه وي حيث عدوانهم ورد\ للبيزنطيين التصد\ي في واجبه يهمل أن هـ. دون254 موقعه تعزيز على عمل المرحلة تلك الثغور. ففي حماة من يعتبر كان

المنطقة في الخوارج لنفوذ تصد\يه خالل من األحداث مجريات في وتأثيره` لعب حيث ` دورا من للكثير الباهر التصدي و الخوارج مقاتلة في محوريا

تكاد فال ،المنطقة في الوّالة جند على يشنونها كانوا التي العسكرية الغارات شريكا التغلبي حمدان يكون و \ّالإ الموصل، منطقة في تجري حربية معركة

` فيها، ` تارة منتصرا على ظهوره في ذلك أسهم وقدأخرى. تارة ومنهزما وشمالي الموصل مستوى على أي اإلقليمية، السياسية الحياة مسرح

الجزيرة. ومكافأته جهوده تقدير إلى بغداد في بالخالفة يدفع لم كله ذلك ولكن

الذين األتراك الجند قادة لمشيئة خاضعة بغداد في الخالفة كانت فقد عليها، مسألة إيالء دون الخالفة قصور على والنفوذ السلطة على يتصارعون كانوا

262 عام به دفع ما هذا يكون اهتمام. وقد أي البيزنطيين لتعد\يات التصد\ي حروبه في لمؤازرته استعدادهم أظهروا الذين الخوارج مع التحالف هـ. إلى

الخليفة. وّالة ضد حروبهم في آزرهم إن الروم ضد الخليفة سيف يكون أن من حمدون بن حمدان تحو\ل اعتبار يمكن

` لهم، حليف� إلى الخوارج مناوئيه ضد في للدخول محاولته عن تعبيرا\ن كان التي الموصل منطقة في السياسية المعادلة لقيادتها. الفرص يتحي معه فاتحا̀، الموصل مدينة يدخل و الخوارج، من األمس أعداء مع فيتحالف

الخارجي مع التحالف فترة وتطول ،الخارجي الشاري هارون الجديد حليفه على الروم ضد وكذلك ،الخليفة وّالة ضد معركة من أكثر صفه في فيخوض` أهمها كان نصر، من أكثر همع يحققو الثغور، شيبان بني هزيمة جميعا 5ديارهم. تملك و مطاردتهم و الموصل، دخول دون حالوا حينما

\ ` شن\ المعتضد العباسي الخليفة أن إّال ` هجوما قاد حيث ،عليه مضادا` بنفسه ` جيشا ارا بقلعة فاعتصم الموصل، في مواجهته عن حمدان عجز جر\ الحسين ففتحها ،عليها الحسين ابنه ترك بعدما منها هرب ثم لفترة ماردين

بينما القلعة على فأبقوه للخليفة والوّالء الطاعة أظهرو الخليفة جند أمام الذي الخليفة إلى وحملوه اعتقلوهو به واظفر حتى حمدان الخليفة جند تتبع

6فيها. حبسه إلى وعمد بغداد إلى أخذه في الخوارج قائد الشاري هارون عاد حتى السجن في حمدان بقي

حمدان بن الحسين من الخليفة فطلب جديد، من تمرده ليعلن الموصلالحمدانيون- " 5 السويدي، " –راشد الرياض العزيز، عبد الملك جامعة ، شامل . 2002بحث ص ،17.6 " " -، والنهاية البداية كثير، . ابن التركي المحسن عبد بن الله عبد د هجر ،تحقيق القاهرة ،دار

ج م.1998هـ = 1419 ص 5، ،276.

4

هارون حمل مقابل والده سراح إطالق الحسين اشترطف هارون، محاربة 7حدث. ما وهذا الخليفة إلى

حمدان: بن الحسين الخليفة - سيف2 الشاري هارون على حمدان بن الحسين حققه الذي النصر بعد

الخليفة قادة من حمدان بن الحسين أصبح بغداد، في الخليفة لحساب من المزيد أعطته التي القرامطة ضد بحروبه اشتهر وقد البارزين المعتز العباسي. الخليفة لدى العسكريين القادة بين البروز

يخوض الخالفة، سيوف من كسيف يلمع حمدان بن الحسين نجم بدأ في لعل بعدها. و عشر في لينتصر إّال واحدة في ينهزم يكاد فال المعارك

الخليفة بهم يرى كان الذين بالقرامطة الهزيمة إلحاق الحسين نجاح هم\ورد تميم بني لعسكر محاصرته كذلك و ،عليه األعداء أخطر العباسي

التي انتصاراته و إنجازاته أبرز من كان للطولونيين، دحره و حلب، عن هؤتبو بالتالي و به، الخاص واهتمامه العباسي الخليفة باعتماد يحظى جعلته

المسؤوليات سلم في المتقدمة الحساسة القيادية المواقع تلك في ّالسيما األمة، من واسعة طبقات تعاطف و تأييد نيله كذا و والصالحيات،

و فارس كبالد يديه، على إليها الخليفة سلطة عادت التي واألقاليم البلدان8.مصر

بأنه المعتز وفاة بعد حمدان بن الحسين اتخذه الذي للموقف كان األثر كبير ، هـ.296 عام يومين لمدة بالخالفة بويع الذي المعتز ابن ناصر ابن ينازع كان الذي المقتدر الخليفة منه اتخذه الذي السلبي الموقف على

وعزله للحسين العداء أشهر الخالفة، المقتدر تول\ى فحين الخالفة، المعتز في ومات وسجنه معه اختلف ثم ،وجيزة لفترة عنه عفا ثم مناصبه، عن

9 هـ.306 عام السجنالهيجاء: الموصل: أبو - إمارة3

الموصل هـ. إمارة293 عام منذ حمدان بن عبدالله الهيجاء أبو تول\ى الحمدانية للساللة السياسي النفوذ دعائم وط\د وقد المعتز، الخليفة لعهد` وكان المنطقة في الجند من بالمدد الخليفة ليمد\ اّالستعداد أهبة على دائما

أصبحت حتى سلطته، على والخارجين مناوئيه ضد حروبه باسمه وليخوضان تشكل الموصل qرdت زمن في الخليفة جند خز\ وقل\ت المنازعات فيه كث

مستمر تزايد في عليها والمتصارعون الطامعون كان حيث الخالفة حيلة فيهدائم. تناقص في الموقع لهذا المخلصون بينما

الرغم على المقتدر بالخليفة عالقته توطيد من الهيجاء أبو تمك\ن وقد الخالفة قصر في األتراك الجند قادة له يكيدها كان التي الكثيرة المكائد من

` حمدان بني من موقفه كان الذي كان الهيجاء أبو ولكن التقل\ب دائم عموما\ن كان التي المعارك خالل من له وأخالصه للخليفة وّالئه إثبات من يتمك

` يخوضها الطامعين. بوجه الخالفة حياض عن ذودا بين عليه المقتدر انقالب من خيفة يتوج\س كان الهيجاء أبا أن غير

ابنه عليها عنه أنابو الموصل إمارة تنظيم إلى عمد فلذلك وضحاها، عشية7 . ج- نفسه، . 5المصدر .284ص 8 . ص- المذكور، المرجع السويدي، .18راشد9 . ج- المذكور، المرجع كثير، . 5ابن .298- 297ص

5

` اإلقامة دائم هو كان بينما هـ.،308 عام منذ الدولة ناصر الحسن تقريبا حتى الحالة هذه على عنه. وبقي الدسائس لرد\ الخليفة من مقربة على

مؤامرة من توج\س م.( حيث929 عام آذار هـ. )أول317 عام مطلع عزل إلى القصر قادة من عدد مع باإلتفاق هو فبادر ضده، المقتدر يحيكها

القاهر باسم خليفة المعتضد الخليفة ابن محمد بأخيه والمناداة المقتدر\ للمسلمين، خليفة بالله األتراك الجند قادة طريق عن تمك\ن المقتدر ان إّال واّالضطرابات المسلحة النزاعات من أيام ثالثة بعد الخالفة إلى العودة من

10الهيجاء. أبي مقتل نتيجتها من وكان بغداد، عم\ت التي

` ذلك نتيجة من وكان محمد أبو قيادة تحت حمدان بنو أعلن أن أيضا التي الحمدانية الدولة عهد ليبدأ الموصل إمارة في استقاللهم الحسن

` وتتوسع العراق شمالي في قرن من ألكثر ستستمر حلب باتجاه غرباالشام. بالد وعموم

محمد: الدولة الدولة: ناصر - مؤسس4 فيما سيعرف الذي حمدان بن الله عبد بن الحسن محمد أبو تول\ى

عام منذ الهيجاء أبي أبيه عن بالنيابة الموصل إمارة الدولة، ناصر باسم بعد الهيجاء أبي نفوذ من الحد\ المقتدر الخليفة حاول وحين م.،920 هـ. /308 حمدان بني في الشقاق زرع م. عبر928 هـ./316 عام بغداد في

وأم\ر الدولة ناصر والد الهيجاء أبي عن اإلمارة نزع إلى عمد بالموصل، دون وعمال اإلمارة قبال اللذين فراس( ونصر أبي )والد سعيد شقيقاه عليها

أبي مقتل وحين الحمدانيين، صفوف شق في المقتدر رغبات تحقيق عن استقاللها على ووافقا اإلمارة اخيهما ابن بتول\ي رضيا بغداد في الهيجاء

من الخالفة دولة أرجاء في تقوم كانت التي الدول بباقي إسوة بغدادمغربها. إلى مشرقها

بغداد: في ثالثا1: الحمدانيون اّالنقالب في وشريكه الهيجاء أبي رفاق من العسكريين القادة أحد

eلd التي المعركة من نجا قد كان الخادم"، "مؤنس المدعو المقتدر، على قqت ضد للمناصرين حشده واصل قد كان بغداد، من وفر\ الهيجاء أبو فيها

` المقتدر على م. خروجه331 هـ./319 عام أعلن المقتدر، بخلعه مطالبا\ون الناس وبدأ بغداد في األوضاع اضطربت قد كانت بعدما المقتدر يسب ولجوئهم سكانها وهرب القرامطة بأيدي الكوفة سقوط بعد المنابر على واألوبئة األمراض وتفشي خانقة اقتصادية ازمة مع ترافق الذي بغداد إلى

` ثالثين المقتدر له فحشد مقاتل، ثمانمئة مؤنس تحت فيها. وكان لحربه، ألفا\ في بالحمدانيين اّالتصال على حف\زه مما مؤنس، حليف كان النصر أن إّال

وعزل بغداد على والهجوم إضافية قوات تجهيز على والعمل الموصل11بالقوة. الخليفة

كبير جيش رأس على المقتدر م. سار932هـ./320 التالي، العام في` الحمداني الجيش فكان الموصل، في والحمدانيين مؤنس لمقاتلة متأهبا بين ودارت تكريت في التقيا حيث المقتدر جيش لمالقاة فسار للقتال،

10 . ص- األول، المجلد المذكور، المصدر باشا، مختار .349محمد11 . ص- األول المجلد نفسه، .351المصدر

6

فدخل المعركة، أرض في المقتدر بمقتل انتهت حاسمة معركة الجيشين على خليفة المقتدر أخي محمد بإعادة ونادى بغداد الحمداني الجيش

12بالله. القاهر باسم المسلمين العهد بدأ للخالفة، بالله القاهر الخليفة تولي مع أنه اعتبار يمكن

` أكثر حمدان بن الحسين عهد عاد فقد بغداد، في للحمدانيين الذهبي وهجا\قا̀، وأخيه الموصل أمير الحسن محمد أبو وخاصة الحمدانيون، وأصبح وتأل

في الزاوية حجر أصبحا الدولة، سيف باسم بعد فيما سيعرف الذي علي الحمدانيين أن مكان. كما كل في تتهاوى كانت التي الخليفة سلطة تدعيم ببغداد عصفت التي الفتنة على قضائه في للخليفة األساسي العون كانوا\ر م. حين933 هـ./أيار321 عام األولى جمادى في الخليفة ضد فتنة الجند دب

أمر حيث الفتنة رؤوس على وقبضوا الحمدانيون لهم فتصدى القاهر،13حكمه. تثبيت وأعاد بقتلهم، الخليفة

استفحلت، قد بغداد في اإلقتصادية األزمة كانت التالي العام في والبريدي، رائق ابن قيادة تحت سلطاتهم األتراك القادة من عدد ووط\د

ابن وتنصيب بالله القاهر الخليفة بعزل ونادوا اإلقتصادية األزمة فاستغلوا م. فانكفأ933 هـ./ نيسان322 عام األولى جمادى في وذلك الراضي أخيه

يغيرون مازالوا الذين البيزنطيين بمواجهة وانشغلوا بغداد عن الحمدانيون سوى لهم يتصد\ى يكن ولم وينهبون، فيقتلون اإلسالمية، الحواضر على

الحمدانيين. 324 عام األمراء أمير منصب استحدث قد الراضي الخليفة وكان

بين فيما يجمع الذي المنصب هذا على رائق ابن م. وعين935هـ./\ األهمية في الخليفة يلي المبدأ حيث ومن والمدنية الحربية السلطتين أنه إّال

يحق ما مقدار فيها بما والصالحيات السلطات كل على يستحوذ الواقع في الخالفة في الوزير منصب أموال. وتحو\ل من نفسه على إنفاقه للخليفة

د للخليفة شخصي وصيف أو كاتب مجرد إلى 14الصالحيات. كل من مجر\

بمنصب رائق ابن تعيين ثم ومن بغداد، من الحمدانيين خروج بعد على صراع وبدأ أنفسهم األتراك القادة بين فيما الخالف دب\ األمراء، أمير

رائق ابن األمراء امير هو الخالف هذا مثل\ث وكان بينهم، فيما المغانم ابن ضد األخيران فتحالف والبريدي، بجكم له المعاون العسكري والقائد

وتشارك البريدي الوزارة تول\ى بينما بجكم مكانه وتول\ى عزله وتم\ رائق أد\ى حيث الفترة، هذه والمغانم. وفي المسؤوليات كامل في اإلثنان

األوضاع، استتباب إلى الخالفة قصر في المؤامرات قطبي بين فيما التوافق حمدان بني على الراضي الخليفة تأليب على العمل والبريدي بجكم بدأ

عا د بغداد، إلى والجزيرة الموصل من الحمولة وصول بتأخير وتذر\ فجر\`938 هـ./ 327 عام الخليفة ` م. جيشا الموصل لغزو رأسه على سار كبيرا

` الحمدانيون أبداها ضارية بمقاومة فاصطدم فعاد إمارتهم، عن دفاعا الموصل في الحمدانيين استقالل بذلك وتثب\ت خائبا̀، بغداد إلى الخليفة

من للخزينة يتوج\ب ما دفع يتعد\ى ّال الخالفة مع ارتباط مع والجزيرة

12 . ص- األول، المجلد نفسه، .352المصدر13 . ص- األول، المجلد نفسه، .353المصدر14 " الفكر- " دار ، العباسي العصر في اإلسالمي العالم الشريف، ابراهيم وأحمد محمود أحمد حسن

القاهرة، . 1977العربي، ص ،290 – 291.

7

15أموال. الجزيرة في لهما انتصار تحقيق في والبريدي بجكم فشل بعد` البقاء مصلحتهما بأن وأيقنا والموصل، عليهما سترت\ب التي الثغور عن بعيداه يكفهما ما وهو البيزنطية، القوات مع الدائمة المواجهة مسؤوليات بنو شر\

يشكله الذي الخطر تحسسا أنهما يبدو المهمة، هذه يتول\ون الذين حمدان وأن خاصة واألهواز، فارس في يتزايد نفوذه بدأ الذي بويه بن أحمد عليهما

البصرة، إلى لجوئه قبل األهواز من نفسه البريدي طرد قد كان بويه ابن أن لبث ما بجكم ولكن بنفسه، بجكم يقودها عليه حملة شن على فاتفقا بلوغ فقبل لبعضهما، مصاهرتهما من الرغم على البريدي، من ريبة توج\سر غايته بجكم الوقت في أوّال̀، البريدي على للقضاء الحملة وجهة تغيير قر\` يضمر\ البريدي كان نفسه ا لحشد البصرة إلى بغداد من فتوج\ه لبجكم شر\

eل المواجهة، وقوع قبل ولكن أنصاره، هـ./329 عام الصيد أثناء بجكم قqت16الراضي. الخليفة وفاة من قليل وقت م. بعد940

ألخيه البيعة تمت م.،940هـ./ 329 عام الراضي الخليفة وفاة بعد\ بالله، بالمتقي الملقب ابراهيم اسحق أبي مقتل هو هنا األهم الحدث أن إّال

بين التفر\ق إلى بجنده دفع بجكم فمقتل الخليفة، وفاة وليس بجكم ستؤول األمراء أمرة أن باعتبار البريدي جند إلى انضم معسكرين: بعضهم

حمدان لبني سيكون المستقبل أن اآلخر بعضهم رأى بينما محالة، ّال إليه` فاتجهوا حتما̀، عليه مقضي البريدي وأن إلى انضموا حيث شماّال

17الحمدانيين.

eل حين كبيرة أعداد له فتجم\عت البصرة، في البريدي كان بجكم قqت\ ،18مقاومة يلق ولم عناء دون ودخلها بغداد نحو بها فزحف الجند، من أن إّال

له يأذن لم ولهذا يحتقره، كان بل الرجل، هذا يحب يكن لم المتقي الخليفة جعله بأن واكتفى األمراء، بإمرة التقليد له يخرج ولم يديه، بين بالمثول

حكم في كان الجيش، قيادة المدني منصبه إلى جمع إذا الوزير وزيرا̀. لكن\ األمراء أمير ` البقاء يستطع لم أنه تماما̀. إّال إلى وعاد بغداد في طويال

التابع الجند وهو الحضرة، جيش في بغداد في كان يومئذ� ألن البصرة الجيش عداد في ودخلوا هاجروا الذين الديلم من كثير للخليفة، مباشرة` وكانوا نظاميين، عساكر واصبحوا ` حزبا بل التركي الحزب يقارب كبيرا

خصومة على كان الديلمي الحزب وهذا األحيان، بعض في عليه ويزيد الديلم الجند فوقف البريدي، يتزعمه الذي التركي الحزب مع قومية

` 19بغداد. من الخروج إلى اضطره حتى للبريدي معارضا

نهضت أن بغداد في بالقرار الديلم تحكم بخطر األتراك لشعور وكان نفوذهم، يستعيد أن يستطيع قوي رئيس عن لنفسها تبحث التركية العصبية

في إمارات وqل\ي قد كان الذي رائق ّالبن المتقي الخليفة استدعى أن فكان\نه األمراء، امرة من عزله بعد الشام ` جديدة مرة وعي أن وما لألمراء، اميرا من ومنعها الخالفة سلطة توطيد على يعمل أن وبدل منصبه، مقاليد استلم

15 . ص- األول المجلد المذكور، المصدر باشا، مختار .358محمدص- 16 المذكور، المصدر الشريف، ابراهيم وأحمد محمود أحمد .295 – 294حسن17 . ص- نفسه، .295المصدر18 " القاهرة،- " بوّالق، طبعة ، التاريخ في الكامل األثير، ج 1347/1928ابن ص 8، ،131.19 . ج- نفسه، . 8المصدر ص ،132.

8

،20شوكتهم لكسر الديلم الحضرة بجند التنكيل على عمل الطامعين، أمام جديد من سائغة لقمة بغداد جعل مما العسكري الموقف فأضعف اضطر م. مما941هـ./ 330 عام عنوة بغداد ودخل عاد الذي البريدي في حمدان بني إلى والتجآ بغداد من الهرب إلى رائق وابن الخليفة

21الموصل.

حمدان: بني حماية في رابعا1: الخالفة ولم بغداد من الحمدانيون انسحب بالله، القاهر الخليفة عزل منذ

qحاك كانت التي والفتن المؤامرات في يتدخ\لوا \ ت \ر الذي بالقدر إّال على يؤث ثغور أمراء بوصفهم فهم، الطامعين، البيزنطيين محاربة في قدرتهم

ثغور عن المدافعين ليكونوا يؤهلهم الذي الجغرافي بموقعهم ويفاخرون همهم كان اإلسالم، دار عن غزواتهم ورد البيزنطيين غزو فيتول\ون األمة،

لهم تحمي أن على وقادرة مستتبة الدولة أمور تكون أن الحال بطبيعة الكبير، بالضرر جهادهم على تعود السياسية اّالضطرابات ألن ظهرهم` بغداد في يجري وما الدولة بأمور اهتمامهم كان ولذلك ` اهتماما ولكن كبيرا

وظيفتهم يؤثرون األمر حقيقة في كانوا وإن البين، ذات إصالح قاعدة على وألنها الناس، أعين في واحترام هيبة من عليهم تضفي لما الجهادية22المسلمين. جميع بتعاطف تحيطهم

بما الخليفة احتضنوا إليهم، األمراء وأمير الخليفة لجأ فحين لذلك، رائق ابن أن اعتبروا بينما السياسية، وللشرعية األمة لوحدة رمز من يمثله

من يطهر لن الجو وأن ودسائسه، مؤامراته عن يكف ولن الفتن أصل هو يكون بأن والديلم األتراك ثنائية من والتخل\ص رائق ابن بقتل إّال الفتن هذهكان. ما وهذا عربيا̀، األمراء أمير

` الحمدانيون جهز ` جيشا بغداد نحو وتوجهوا رائق، ابن قتل بعد كبيرا البريدي سمع وعندما المتقي، الخليفة ومعهم البريدي من ّالستعادتها

` الحمداني بالجيش الخليفة بساطة. فأعيد بكل منها خرج بغداد، إلى قادما الحمداني عبدالله بن الحسن إلى األمراء إمرة وأسند الخالفة دست إلى

سيف لقب علي الحسن أبي أخيه على خلع كما الدولة، ناصر ولقبه األكبر الخليفة ابن تزوج بأن الدولة وناصر الخليفة تصاهر وقد23الدولة.24الدولة. ناصر ابنة من اسحق

األحوال بإصالح األمراء بإمرة عهده الحمداني الدولة ناصر بدأ لها، بعيار والصيارفة العيارين دون وحال السكة بإصالح فبدأ اإلقتصادية،

` وضع ثم الربا، عن يقلعوا لم إذا بهم العقاب بإنزال الصيارفة وهدد نظاما` المال، من قليل بقدر يكتفي أن الخليفة على فرض بحيث للصرف، جديدا

ف. الناس على فرض كما 25التقش\

ليتتبع الجيش الدولة سيف قاد بغداد، في الوضع استتب أن بعد نهايته أن ظن والذي عليه، للقضاء البصرة نحو فسار وهزمه، البريدي

ج- 20 نفسه، . 8المصدر ص ،132 – 133.ج- 21 نفسه، . 8المصدر ص ،135.22 . ص- المذكور، المصدر الشريف، ابراهيم وأحمد محمود أحمد . 298حسن23 . ص- نفسه، 298المصدر24 . ص- المذكور، المصدر باشا، مختار .363محمد25 . ص- المذكور، المصدر الشريف، ابراهيم وأحمد محمود أحمد 298حسن

9

غير معركة بينهما وكانت واسٌط، قرب به فالتقوا محتومة، صارت 26حاسمة.

فتنة حدثت فقد البصرة، باتجاه طريقه يتابع لم الدولة سيف أن غير حركة تزعم الديلمي" الذي "توزون بها تسب\ب معسكره داخل الجند بين

qصاب أن الدولة سيف فخشي شغب، من اّالنضباط عدم بعدوى جنده ي بنو قرر ومنها بغداد، إلى بجنده العودة فآثر الديلمي، للعسكر مخالطتهم

أن حيث ،27الجهادي لواجبهم ليتفرغوا الجزيرة إلى العودة حمدان بغداد، في يجري بما الحمدانيين انشغال استغلوا قد كانوا البيزنطيين

أرزن إلى قواتهم وصلت حيث الجزيرة منطقة على حملة فجردوا فتخل\ى أيديهم، طالت ما كل ودمروا ونهبوا فقتلوا ونصيبين، وميافارقين وقادوا وسلطة، جاه من فيها وما بغداد في العيش رغد عن الحمدانيون

28عدوانهم. عن المعتدين ليردوا الجزيرة باتجاه جيوشهم

بوجه القتالية مواقعهم إلى وعودتهم بغداد من الحمدانيين خروج بعد على األتراك سطوة استبدل الذي توزون إلى األمراء أمرة آلت البيزنطيين،

` والخليفة بالخالفة توزون استبد\ الديلم. وقد بسطوة الخالفة لم استبدادا

eالخليفة ضاق حتى دين وّال حرمة فيه يراع ` ` بغداد من فخرج به ذرعا ّالجئا\ الحمدانيين، إلى هذا في التدخل عدم آثروا المرة هذه الحمدانيين أن إّال

` يكون أن دون وجهودهم قواتهم يستنزف قد الذي النزاع حد� وضع ممكنا\سم الذي الوقت في النزاعات. هذا هذه لمثل نهائي الثغور على الموقف يت

ر حتى الخليفة فاستضافوا بالغة، بحساسية البيزنطي العدو مع العودة قر\29نفسه. تلقاء من بغداد إلى

عون خامسا1: الحمدانيون المواجهة: جبهة يوس5 نقاط تشكل سوريا شمالي البيزنطيين مع اإلسالمية الثغور كانت

وشن منها للتسلل يستغلها البيزنطي العدو وكان المواجهة، في ضعف قرر العراق، شمالي الجزيرة مناطق على المفاجئة والغارات الغزوات

` التمد\د الحمدانيون الدولة ناصر استولىف الغربية، خاصرتهم لحماية غربا ّالبن أمرتها وأعطى اإلخشيديين منم.943./ هـ332 عام قنسرين على سيف استولى كما فراس، أبي شقيق الحمداني سعيد بن الحسين عمه

أمرها. وتولىم.944./ هـ333 عام حلب على الدولة\ السياسية المنازعات من غمرة في عنوة ادخلهم التوس\ع هذا أن إّال

qضاف الخالفة دولة في المتصارعة القوى مع الدامية الكبرى المخاطر إلى ت لم بشكل البيزنطيين مع المواجهة جبهة اتساع جراء من واجهتها التي

كلم ألفي عن تزيد البيزنطيين مع حدودهم أصبحت حيث مثيل له يسبق` األبيض البحر من طولي 30األناضول. شرقي المتداخلة المناطق إلى غربا

حساب على سوريا شمالي في توسعهم عن نتج ما إلى فإضافة حدثت التي التغيرات فإن معهم، الحروب من سجال فتح من األخشيديين

26 . ج- المذكور، المرجع األثير، . 8ابن ص ،136.27 . ج- نفسه، . 8المصدر ص ،140 -14128 . ص- المذكور، المصدر باشا، مختار .363محمد29 . ج- المذكور، المرجع األثير، . 8ابن ص ،142 -144.

30 " القاهرة- " الخانجي، مكتبة ، حلب تاريخ في الذهب نهر الحلبي، الغزي .1959كامل ص األول، الجزء ، 299

10

سقوط عنها ونجم واحدة، بسنة حلب نحو الحمداني التوسع عقب بغداد في` للحمدانيين خلق الشرق، من القادمين البويهيين سطوة تحت الخالفة عدوا` ` جديدا الديلم. عصبية هي متماسكة عصبية حيوية يمتلك طامعا

إمرة م. وتولوا945 هـ/ 334 عام بغداد البويهيون دخل فحين فدارت حمدان، بني إلخضاع الشمال شطر مباشرة عينهم وجهوا األمراء،

العام في الطرفين بين بصلح األولى مرحلتها انتهت حروب عدة بينهم\ التالي، طويال̀. تستمر لم أنها إّال

القائد أشعلها فتنة الموصل أمير الحمداني الدولة ناصر واجه كما قضى ما سرعان الدولة ناصر ولكن م.،946هـ./ 335 عام التركي تكين. إمارته في األمور زمام على السيطرة واستعاد عليها

عام الحمداني الدولة وناصر البويهي الدولة معز بين الخالف عاد ثم ،نصيبين إلى الدولة ناصر فتركها الموصل نحو الدولة معز وتقدم هـ336 ناصر الدولة. فاستغل ركن أخاه لينجد يعود أن اضطر الدولة معز لكن

البويهي الدولة معز عاد وعندما بغداد ودخل الخروج هذا الحمداني الدولة فانسحب الموصل ودخل وقاتلهم الموصل إلى فلحقهم الحمدانيون تركها` الدولة ناصر سيف أخوه كان حيث حلب إلى معز فلحقه نصيبين إلى مجددا

مليونين عام كل بغداد إلى له يبعث أن الدولة معز عند له تعهد الذي الدولةدرهم. ألف وتسعمائة صراع في الدولة سيف أميرهم كان فقد حلب في الحمدانيون أما

هـ342 عام الروم بالد على أغار فقد الثغور أمير كونه بصفة الروم مع دائم وهي ومالطية زبطرة على أغار التالي العام وفي النصر إحراز من وتمكن

مع والتقى وسبى وأحرق فقتل الروم عليها استولى إسالمية ثغور بجيش التقى ثم رجاله أعظم وقتل عليه فانتصر الدمستق بن قسطنطين

ابنته. وابن الدمستق صهر وأسر عليه »مرعش« وتغلب عند الدمستق وأخذوا وسبوا وقتلوا )الرها( وطرطوس الروم دخل هـ348 عام وفي

من وتمكن هـ349 عام الروم بالد بدخول ذلك الدولة سيف فقابل األموال، ولم جيشه أكثر فقتلوا عليه الطريق قطعوا قد الروم أن إّال النصر إحراز

الدمستق دخل هـ351 عام فارس. وفي ثالثمائة مع الدولة سيف إّال ينج` وقتل فيها ما ونهب الدولة سيف دار على وسيطر حلب عائلة من كثيرا أبو وأسر زربة عين دخلوا قد ذلك قبل الروم وكان وأصحابه الدولة سيف

الدولة. سيف عمه ّالبن منبج مدينة نائب وكان الحمداني فراس »مروان« واسمه حمص في القرامطة احد ثار هـ354 عام وفي

بسهم مروان وقتل فقاتله بدر موّاله إليه فأرسل الدولة سيف من وامتلكها من كان والروم المسلمين بين مفاداة تمت هـ355 عام مسموم. وفي

ابنه فخلفه هـ356 عام الدولة سيف توفي الحمداني. ثم فراس أبو ضمنها هـ357 عام وقتله فراس أبي خاله مع فاصطدم المعالي أبو الدولة سعد

تحصن قد وكان حلب إلى المعالي أبو المعالي. رجع ألبي الوضع واستتب عام دخلها ثم أشهر أربعة المدينة فحاصر قرعويه تغلب أبيه مولى فيها

سار الدولة عز عمه ابن على البويهي الدولة عضد تغلب . ولما هـ366 في قتله حتى تغلب بأبي ولحق الحمداني تغلب أبي من الموصل وأخذ

مع المعالي أبو اختلف المعالي. ثم أبي على الدولة عضد فتسلٌط طبريا ووقعت بالروم المعالي أبو فاستعان ،فاطميينبال استعان الذي نكجور واليه

11

/ هـ.381 عام مات أن إلى حكمه في المعالي. وبقي أبو وانتصر الحرب م.991

خادم وكان الدولة، بسعيد تلقب الذي الفضائل أبو سعد ابنه وخلفه` أبيه دون من الدولة بشؤون يتصرف فكان له، البيعة أخذ من هو لؤلؤا

وحكم الدولة سعيد من التخلص لؤلؤ استطاع أن إلى الدولة لسعيد العودة عليهما قبض أن لبث ما ثم وشريف علي سعيد ولدي باسم ذلك بعد

. هـ394 عام ذلك وكان الحمداني البيت آل بقية مع القاهرة إلى وأرسلهما قائد منصور. وكان ّالبنه العهد وّالية وجعل حلب في الوحيد الحاكم هو وبقي

فشل لكنه الدولة سعيد أيام حلب دخول حاول الذي نكين فنجو الفاطميين قبل مات لكنه بنفسه حلب إلى السير الفاطمي بالله العزيز فعزم ذلك فيمصر. من يخرج أن

وجاء لؤلؤ المعالي أبي خادم يد على الحمدانية الدولة انتهت وهكذا بعد حلب وأصبحت عليه الفاطميين بسلطان اعترف الذي منصور ابنه بعدهتتبعهم. ذلك

الحمدانية: الدولة في والمدنية الدينية سادسا1: الحريات` األكثر المذهب هو البيت اهل مذهب كان ناص عامة بين شيوعا\ الجزيرة، وبالد الموصل في وخاصتهم هو كان الحنفي المذهب أن إّال` األكثر المذهب \ الحمدانيين دخول مع حلب في انتشارا لمذهبا أن إليها. إّال

` األكثر أصبح الجعفري غيرها و حلب على الحمدانية الدولة ظل في انتشارا السنيين من الكثير بقاء مع ،السوري والساحل حلب ونواحي مدن من

عشرية اإلثنى اإلمامية مذهب على حمدان بني إلفتاء كان وقد والنصارى،` ` أثرا \ع انتشار في كبيرا . دخلوها التي المناطق في التشي

من المسلمين غير وضع إلى اإلشارة هنا والمفيد الخير من ولعل سيف دولة ظل في مطمئنة آمنة حياة عاشوا فلقد اليهود، و النصارى هجمات في تمثل الذي الصليبي العدواني اّالتجاه من بالرغم و الدولة،

التعصب روح من ثناياه في يحمل كان ما و العربية، اإلمارة على البيزنطيين سماحة شملت فقد للمسلمين، أو مسلم هو ما كل على الشديد،

و مزارعهم في فعاشوا ظهرانيهم بين أقام مسلم غير كل الحمدانيين لغاتهم على وحافظوا الثقافية بتقاليدهم تمسكوا و الريفية، منازلهمالسريانية. و اآلرامية هي و األصلية

وحده، الشعبي المجتمع في `محصورا المسلمين غير نشاط يكن لم كثير تقريب في يتردد لم الذي األمير قصر في التسامح يلقون كانوا بل

نصرانيا̀، كان إليه إخالصا و به صلة خدامه اكثر دنحا ابن ان حتى ليه،إ منهم و العطاء له يجزل األمير وكان نصرانيا̀، الرقي عيسى أطبائه كبير كان و

الدولة سيف رعاية تحت منهم لمع كما مرتبات، اربعة أو أرزاق أربعة يعطيه و اليعاقبة بطريرك ديونسيوس أشهرهم و فلكيون ورياضيون مهندسون

31الماروني. قيس و األنطاكي المجتبي

31. ج- نفسه، . 1المصدر .154ص

12

:الحمداني الحكم مزايا )الشيعية( الحمدانية الدولة أمراء جانب من المذهبي التسامح – 1

أية ترد فلم المسلمة، األمة أبناء من األخرى اإلسالمية المذاهب أتباع إزاء إمارة في ّالسيما والشيعة، السنة بين جرت نزاعات أو مشاحنات عن أخبار )في المجتمع هذا نأ على يدل مما األخرى، البلدان في جرت كالتي حلب،

` كان العقيدية الناحية الحمدانيين( من ظل ` مجتمعا التعصب من خاليا قضاء ولي\ الجود( الذي بـ)أبي الملقب اسحق بن احمد أن حتى المذهبي،

المذهب تباعأ من الكثير أن المذهب. كما حنفي ناك الحصين أبي بعد حلب نأ ولدرجة الشيعي، المذهب إلى تامة قناعة وعن طواعية تحولوا السني ثابت، بن النعمان حنيفة أبي مذهب على كانوا والذين حلب أهل من الغالبية

القضاة من العديد تحو\ل بعد شيعة إلى تحولوا الشافعي، مذهب كذلك و .الجعفري المذهب على اإلفتاء إلى والشافعيين األحناف الدين وعلماء ومؤرخون محققون بها القيام تولى التي والدراسات األبحاث وتؤكد

ترغيب. أو إكراه أي يرافقه لم التحو\ل هذا أن إلى عديدون

ساحته شملت بل المسلمين، حدود عند الديني التسامح يقف ولم و أمان بكل أولئك عاش إذ اليهودية، و كالمسيحية األخرى الديانات تباعأ

ثقافتهم. و وتقاليدهم لغتهم و حقوقهم بكل تمتعوا و طمأنينة،

اإلسالمي الشرق صيانة في الحمدانية الدولة قيام ساهم – 2 الدولة سيف استطاع إذ الغزاة، اإلسالم عداءأ ومكائد مخططات من سوريا، يصون أن و أعقابهم، على البيزنطيين الروم يرد ان حمدان بن علي ّالسيما كلها، اإلسالم بالد صيانة سوريا صيانة في كان قد و غزوهم، من

بسبب الدماء من بحر في غارقة كانت التي الدول من وهي والعراق مصر المغانم على الجند صراعات عن الناتجة الداخلية واّالضطرابات النزاعات

أعماق إلى منها لنفذوا سوريا، احتالل البيزنطيون استطاع فلو ،والنفوذ النزاعات هذه من بسبب ،غربه حتى و بل اإلسالمي، الشرق مناطق

. فيها الداخلية

الفنون و لآلداب خصبة بيئة إلى الموصل و حلب بيئة تحول – 3 الدولة سيف منهم و الحمدانيون األمراء اهتم فقد ،المختلفة العلوم و

` لهم تكريمه انكو اهتمام، أشد العلماء و الكتاب و بالشعراء بالذات تكريما مجالس حيث بمجاميعهم، الدوام على تعج األمراء مجالس كانت و مميزا̀، أحد بباب يجتمع لم انه الثعالبي ويذكر.الشعر مباريات و الحديث و األدب

و الشعر شيوخ من الدولة سيف بباب اجتمع ما الخلفاء بعد الملوك من و خالويه، ابن معلمه و الفارقي، نباتة ابن خطيبه منهم و الدهر، نجوم

ان و كشاجم، طباخه و المتنبي ومداحه الصنوبري، و الخالدي كتبه خز\ و السعدي نباتة ابن و النامي و الببغاء و الدمشقي واءأوالو السالمي

دار ندوة من تخرجوا قد العصر علماء من الكثير أن الغزالي غيرهم. ويذكر بحق كانت الندوة تلك و األدباء و للشعراء بالنسبة كذا و الدولة سيف

األدب. و العلم مدرسة

13

في التضحية و الجهاد و المقاومة و الصمود مفاهيم ترسيخ – 4 تجسد ما وهذا اإلسالمي، المجتمع أوساط في ،المبدأ و العقيدة سبيل

` أمراؤهم و الحمدانيون الشيعة جسده الذي المستميت الدفاع عبر دفاعا التي والعدوان، الكفر قوى أطماع ضد اإلسالمية والبالد اإلسالم حياض عن

سائر و البيزنطيين الغزاة أمثال المسلمين، استعباد و الهيمنة تبغي كانتبي. واألور الصليبي الغزو قوى

في الحمدانية الدولة أهمية السامر: لعل فيصل الدكتور يقول الكثيرة، الدويالت تلك من مستقلة دولة مجرد كونها في تكمن ّال )حلب(،

العباسيين الخلفاء هيبة وضياع المركزية السلطة ضعف أبان ظهرت التي` كونها مجرد ّال و فحسب، ` مركزا والجذب الثقافي اإلشعاع مراكز من هاما` الزاهرة الحقبة تلك في الفكري اإلسالمية، العربية الدولة تاريخ من حضاريا

الخالفة حساب على قامت التي القالئل العربية الدويالت إحدى لكونها بل` وقفت ألنها و العباسية، كان الذي البيزنطي الغزو وجه في منيعا سداالمقدس. بيت يستهدف

الحمدانيون ظهر الفراتية الجزيرة في:عمر فاروق الدكتور ويقول بحيث المنطقة هذه في العربية القبائل نفوذ قوة ظهورهم ويمثل

تغلب قبيلة استطاعت حيث واضحة، سياسية كيانات تكون ان استطاعتوحلب. الموصل في الحمدانية الدولة تكون ان

الخاتمة: أكثر ليس فيه جاء ما أن سوى القول يسعني ّال ،البحث هذا ختام في

فضاء في نور كومضة برزت التي الدولة هذه على الضوء إللقاء محاولة من والمبادئ القيم من لكثير اّالعتبار أعاد اإلسالم بالد أصقاع يسود كان مظلم السلطة وشهوة الشخصية المطامع تسيطر بينما اإلسالم، عليها قام التيالمتصارعة. القوى مختلف على

على الدولة هذه قد\مته ما على تقتصر لم هذه الضوء وومضة` قدمته ما بل والجهادية، السياسية التجربة مستوى مستوى على أيضا

المشع الحضاري الوجه الصورة إلى أعاد الذي والثقافي الحضاري اّالنتاج الذهبي. عصرها في لها كان الذي لألمة

فقـيه محمد رحابالتاريخ قسم – الثالثة السنة

14