27

حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

Embed Size (px)

DESCRIPTION

كتاب (حُسنُ المُحاجَجة في بَيان أنّ الله تعالى لا داخل العالَم ولا خارجَه)للعلامة الشيخ سعيد فودةكلماتٌ قليلاتٌ توضح الحق في هذه المسألة، التي هي من مسائل الاعتقاد، بأدلة عقلية ونقلية، وأمثلة تبطل لزوم اتصال الموجود بكونه داخل أو خارج، ويرد على شبهات في إثبات الجهة

Citation preview

Page 1: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد
Page 2: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

بقلم�َّظ�ار العالمة األستاذ الَّن

فودة سعيدتعالى الله حفَّظه

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

2

Page 3: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

الرحيم الرحمن الله بسم

الحم44د لل44ه رب الع44المين، اللهم ص44ل وس44لم على سيدنا محمد سيد الخلق أجمعين، وعلى آل44ه وص44حبه ومن

تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد..

فهذه كلماٌتI قليالٌتI توضح الحق في هذه المس44ألة، ال44تي هي من مس44ائل االعتق44اد، وال44تي ي44ورد عليه44ا أه44لN مَّنهم البدعة بعض السؤاالٌت واالستش44كاالٌت، ظ44انين جهال

أن ما يوردونه كاٍفU لزعزعة عقائد أهل الحق.

Uولم يكن قصدنا تفص44يل المق44ام، ب44ل توض44يح جمل44ة كافيةU لبيان مع44اني كلم44اٌت أه44ل الس44َّنة والجماع44ة وبعض

أدلتها، ودفع تلبيساٌت المبتدعة من المشبهة والمجسمة.

ندعو الله تعالى أن يَّنفع بها..

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

3

Page 4: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

خارجه وال العالم داخل ال تعالى الله

قد يحتج بالكتاب على ذلك فيقال:

ليس كمثله شيء، وه��و الس��ميعقوله تعالى: ) ( حج�ةI على عدم كونه خ44ارج الع44الم، وعلى ع44دمالبصير

كونه تعالى داخل العالم.

_د. وهذا استدالل جي

وبي44ان وج44ه االس44تدالل أن يق44ال –كم44ا ذك44ره ابن لو ك44ان فيمرزوق عن العالمة أبي عبد الله بن الجالل-: )

N، وبي44انd المماثل44ة واض44ح، العالم أو خارجاN عَّنه لكان مم44اثال أما في األول: فألنه إن ك44ان في الع44الم ص44ار من جَّنس44ه،

(.فجيب له ما وجب له

: أي صار من قبيل األجسام ومادة العالم؛ ألن44هقلُت�N من N مَّنه، وما ك44ان ج44زءا إن كان داخل العالم فيكون جزءاN ليس من N ل4ه في الجَّنس، ف4الورقd مثال ش4يء ك4ان مم4اثال جَّنس الحديد إال باعتبار أن كليهما أجس44ام وم44واد، ول44ذا الN من الحديد، وكذا الط44ير ليس يمكن أن يكون الورق جزءاN من األحج44ار الختالٍف الجَّنس، إال باعتب44ار أن كليهم44ا ج44زءا

أجسام.

وأما في الثاني: فألنه إن كان خارجاN لزم إما اتصاله) وإما انفصاله: إما بمسافةU متَّناهية أو غ44ير متَّناهي44ة، وذل44ك

( انتهى كالم العالمة.كله يؤدي الفتقاره إلى مخصص

: الَّن44اُسd ال44ذين يقول44ون إن الل44ه تع44الى خ44ارج dقلُت العالم ويفهمون حقيق44ة ه44ذا الق44ول، هم مجس44مة، س44واء اع44ترفوا به44ذا أم ال؛ ألنهم يقول44ون إن الل44ه تع44الى خ44ارج

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

4

Page 5: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

العالم في جهة من العالم، وهي جهة الفوق، ويقولون: إنهذا هو المكان الذي نقول إن الله تعالى فيه!!

ويحتجون على هذا بأن يقولوا:

إن من يتص44ف بأن44ه ال خ44ارج الع44الم وال داخ44ل فه44و مع44دوم؛ ألن44ه ال يتص44ور وج44ود ش44يء ال داخ44ل الع44الم وال

خارجه.

فمن حيث االحتم44الd العقلي عَّن44دهم، إم44ا أن يك44ون داخ44ل الع44الم أو يك44ون خارج44ه، ويبط44ل أن يك44ون داخ44ل العالم، فوجب أن يكون خارجه، وما دام وجبu كونه خ44ارج الع44الم فق44د وجب كون44ه في جه44ةU، والجه44اٌت متع44ددة، ويستحيل أن يكون تحُت العالم أو يميَّنه إلى آخره، فوجب أن يك4ون فوق4ه؛ ألن ه4ذه الجه4ة جه4ة كم4ال، وهي ال4تي تليق بالله تعالى، فص44ار معب44ودهم بع44د ه44ذا البي44ان خ44ارج

العالم، وفي جهة الفوق، هذا حاصل كالمهم.

فنقول وبالله التوفيق:

كالمهم هذا متهافُت، ويدلv على سخف عق44ولهم، واليغترv به إال جاهل، ال يفهم معاني األلفاظ وال يعقلها.

فالله تعالى كان قبل كل شيء، والعالم كله بما في44هN، فقب44ل أن مخلوق، والعالم له بداية لم يكن قبلها موج44ودا يخلق الله العالم هل ك44ان في جه44ةU أو ك44ان في مك44ان ؟! الكل متفق على أن المكان والجهاٌت كله44ا مخلوق44ة، ومن قال غير هذا فقد كفر بملة اإلسالم، فالله تعالى ك44ان ولم

يكن شيء غيره.

فَّنحن في هذا الح44ال نس44أل ه44ؤالء المجس44مة: ه44لكان لله خارجI وداخلI ؟

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

5

Page 6: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

إن قالوا: نعم، كفروا، وأقروا على أنفسهم بأن الل44ه، وقائل هذا كافرI في هذه الحال. Iومكان Iوله جهاٌت Iمحدود

ونسألهم: هل يمكن أن يتصور العقلd في هذه الحالة وجود جهاٌت وأبعادU وغير هذا من توهماٌت ؟ إن قالوا: نعم،

.N كفروا، وتَّناقضوا أيضا

فَّنقول: ولما خلق الله العالم كيف تقولون إنه خلق44هتحته وصار هو فوقه ؟!!

N جع44ل نفس44ه إذن الله تعالى بعد أن لم يكن مح44دودا! N محدودا

! Iصار له تحُت Iالله تعالى بعد أن لم يكن له تحُتالله تعالى بعد أن لم يكن في جهة صار في جهة !

الل444ه تع444الى بع444د أن لم يكن في مك444ان ص444ار فيمكان !

N وفي �ر بوجود العالم وصار محدودا إذن الله تعالى تأث مك44ان وفي جه44ةU .. إلخ، وه44ذا في غاي44ة القبح مَّنكم أن جعلتم المخل444وق ي44ؤثر في الخ444الق، فس44بحان الل444ه، ثم تزعمون أنكم تَّنزهون الل44ه تع44الى !! كال، إنكم مش44بهون، تصفون الله تعالى بصفاٌت الَّنقص، ال44تي يت44َّنزه عن مثله44ا

المخلوق.

: الله تعالى ال نسبة بيَّنه وبين الخل44ق، ال فيونقولجهةU وال مكانU وال زمان، وال شيء من الصفاٌت.

: أنتم تزعم44ون أنكم ع44رفتم ب44العقول أنثم نقول كل موجودين فال ب44د أن يك44ون واح44دI مَّنهم44ا في جه44ةU من

اآلخر.

: هذا الكالم العام كي44ف عرفتم44وه ؟ وم44افنسألكم دليلكم علي44ه ؟ والمعل44وم أن القض44ية الكلي44ة تع44رٍف إم44ا

باالستقراء أو بقياُس عقلي برهاني ال يردd عليه استَّنثاء.

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

6

Page 7: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

ف444إن ادعيتم أنكم عرفتم444وه باالس444تقراء، ف444أنتمN كل المخلوقاٌت الجس44مانية كاذبون؛ ألنكم لم تدركوا قطعا التي خلقها الل44ه، ب44ل لم ت44دركوا الموج44وداٌت في الس44ماء الدنيا، بل تدركوا الموجوداٌت على ظهر األرض، بل أنتم ال

تدركون حتى حقيقة أنفسكم !!

وال تس44تطيعون االنفالٌت مَّن44ه-، فلم44اذا–وما دام هذا االدعاء ؟

ثم كيف تزعمون بعد هذا أن هذا الكالم يَّنطبق ح44تىهون N مَّنكم، تزعم44ون أنكم م44َّنز_ على الل44ه تع44الى، فعجب44ا ومتقي444دون بالكت444اب والس444َّنة، ثم تطلق444ون ه444ذا الحكم

المتهافُت هكذا !

ونسألكم: هل أدركتم حقيقة الله تعالى، فعلمتم أن44ه في جه44ة� الف44وق ! وأدركتم أن44ه ال يمكن أن يوج44د إال في

جهةU ومكان، فأطلقتم هذا الكالم !!

فماذا بقي لكم من داللة العقول ؟

ه44ل تقول44ون: إنكم أدركتم ه44ذا بالقي44اُس العقلي،Uفتقول44ون: ك44ل الموج44وداٌت ال44تي نراه44ا تك44ون في جه44ة

ومكان، والله موجود، فيجب كونه في جهةU ومكان ؟!!

فَّنق4444ول لكم: ه4444ذا الكالم ال يَّنطب4444ق إال على م4444اN شهدتموه من األجس44ام، ف44أنتم ق44د رأيتم ح44ولكم أجس44اما،N كثيرة، كل مَّنها في جهة من اآلخر، فتصورتم الله جس44ماN في جه44ةU ومك44ان، وإال فإنَّن44ا ن44درك وج44ود فقلتم: هو أيضا بعض الموج44وداٌت وليس واح44دI مَّنه44ا في جه44ةU من اآلخ44ر،

.N فيصبح قولكم: كل موجود يجب أن يكون في جهةU باطال

]أمثلة تبطل لزوم اتصال الموجود بكونه داخلأو خارج[

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

7

Page 8: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

وه4444ا نحن نض4444رب لكم بعض األمثل4444ة ال4444تي التستطيعون االنفكاك مَّنها، فَّنقول:

- الشعور ب44الحب والكراهي44ة موج44ود ال ش44ك في44ه،1 فإذا أحب اإلنس44ان ف44إن الحdب� يوج44د في44ه، وإذا ك44ره ف44إنN أو الكراهي44ة توج44د في44ه، ويمكن أن يحب اإلنس44ان شخص44اN آخ44ر، فيوج44د في44ه في ه44ذه الح44ال الحب N ويكره أمرا أمرا

.N والكراهية معا

واإلنس44ان ي44ؤمن بوج44ود الحب والكراهي44ة في ذات44ه ويجزم به، من دون حاجته مَّنه إلى تصور جه44ةU تح44لv فيه44ا ه44ذه الكراهي44ة أو الحب، ف44أين حب44ك أيه44ا اإلنس44ان من

كرهك، هل هما في جهةU من بعضهما ؟

فإذا جزمَّنا بوجود ه44ذه األم44ور من دون الحاج44ة إلىتصور جهة تحل فيها، إذن يجوز وجودd موجودU ال في جهة.

N، ف44إذا2 - اإلنسان قبل أن يتزوج ويَّنجب ال يك44ون أب44اN ه44و األب44وة، N وجودي44ا N، إذن هو اكتس44ب وص44فا تزوج صار أبا إذن األب44وة موج44ودة، ف44أين هي جه44ة األب44وة من اإلنس44ان

القائمة به، أو من غيره ؟!

نحن نجزم بوجودها من دون تصور جهةU لها.

- األعداد: الواحد االثَّنان الثالث إلى آخ44ره، ال ش44ك3، ف44أين هي Iفي عقولَّنا، ال يَّنكر هذا إال جاه44ل N أن لها وجودا

N؟ جهة الواحد مثال

وله يمكن أيها اإلنسان أن تشير إلى الواحد بإص44بعكأو على األقل أن تحدد لَّنا جهته في نفسك.

إذا كَّنُت ال تستطيع فلم القول مَّن44ك بأن44ه ال ب44د لك44ل.Uموجود أن يكون في جهة

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

8

Page 9: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

N أن4 - كل إنسان يعلم أن العالم موجود، ويعلم أيضا المط44ر ي44َّنزل من الس44ماء، فه44ذا علم44ان موج44ودان، وال يستطيع إنسان أن يدعي أنهما ليسا موجودين، ما دام هذا فه44ل يمكن أن يق44ال: إن المعلوم44ة األولى في جه44ةU من المعلوم444ة الثاني444ة، تحته444ا أو فوقه444ا إلى غ444ير ذل444ك من

الجهاٌت ؟

الذي يدعي هذا يعلم من نفسه أنه مغالط.

إذن: فقد تحقق لَّنا وجودd موج44دين ليس ك44لI مَّنهم44اد� d4من اآلخر، وأنتم ادعيتم أن ك44ل موج4ودين فال ب Uفي جهة من كون كل مَّنهما في جهةU من اآلخ4ر، فَّظه4ر لكم فس4اد

قولكم وتهافته.

فلماذا إذن تكابرون وتدعون أن كالمكم ه44ذا معل44وم بضرورة العقل ؟ وقد ظهر لكل عاقل أن44ه معل44وم بطالن44ه

بضرورة العقل.

أيها الق44ارئ- أن حكمهم بالجه44ة–وانتبه بعد هذا كله والمكان وغ44ير ذل44ك ه44و داخ44ل في قس44م التص44وراٌت منN أنهم يشيرون إليه باألصابع، فيلزم أقسام العلوم، خصوصا على ه44ذا أنهم ي44دعون أنهم يتص44ورون حقيق44ة ص44فة من

صفاته على األقل، وهذا معلومI بطالنه لدى كل مسلم.

أم تقول44ون: الل44ه تع44الى ق44ائم بَّنفس44ه، وك44ل ق44ائمبَّنفسه في مكان وجهة.

فَّنقول: معَّنى القي4ام ب4الَّنفس ه4ل ه4و مش4ترك بينالله واألجسام حتى يجوز لكم هذا القياُس ؟

إن قلتم: نعم، ف444أنتم مش444بهة، وإال فلم تك444ابرونN وتقولون: الله تعالى في مكان وجهةU، وقد أق44ررتم س44ابقا

أن المكان والجهة مخلوقان ؟!

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

9

Page 10: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

وإذا ادعيتم بعد هذا أنكم عرفتم هذا األمر، وهو كون الله تعالى في جه44ةU بقي44اُس األولى، كم44ا يخي44ل لكم بعض الجهلة من مشايخكم، فيقولون لكم: عرفَّنا أن كل جس44م فهو في جهة من اآلخ44ر، والجه44ة ص44فة كم44ال، وم44ا دامُت

صفة كمال فيجب أن نثبتها لله !!

. Iمتهافُت Iهذا قولكم، وهو ساقط

فيكيف عرفتم أن صفة الكم44ال ال44تي هي لألجس44ام،يجب اتصاٍف الله تعالى بها ؟

وهل تجهل44ون أن األعض44اء والج44وارح ص44فاٌت كم44ال لإلنسان والحيوان، ومع ه44ذا فال يج44وز وص44ف الل44ه تع44الى بالجارحة، ونسبة الجوارح لله تع44الى تش44بيه محضI، وغ44ير هذا فقياُس األولى ال يس44تعمل إال في الكم44االٌت المحض44ةIالمطلق44ة، والجه44ة ليس44ُت من ه44ذا القبي44ل، فهي كم44ال N كس44ائر األجس44ام N كثيف44ا بشرط كون المتص44ف به44ا جس44ما

التي نالحَّظها.

Iوأما الجهة بالَّنَّظر لذاتها فهي صفة نقص، ألنه44ا قي44د في أصل الوجود.

وال نري44د أن نتعم44ق لكم باألنَّظ44ار العقلي44ة، لكي ال تَّنقطع متابعتكم لَّنا في ه44ذا الكالم؛ ألنَّن44ا ن44درك أنكم غ44ير غواصين في هذا المجال، ولكن إجراؤنا للكالم معكم على وفاق ما طلبه الله تع44الى من المؤم44َّنين بالمجادل44ة ب44التي هي أحس44ن، وعلى س44بيل الَّنص44يحة لكم في ال44دين ال44ذي

تَّنتسبون إليه.

وبهذا يَّظهر لكم بطالن كالمكم هذا.

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

10

Page 11: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

]شبهة في إثبات الجهة[

وق44د يق44ول بعضI مَّنكم على س44بيل االس44تدالل علىالجهة:

م44اذا يوج44د ف44وق األرض؟ فيق44ال: الس44ماء ال44دنيا، فيق44ول: وفوقه44ا؟ فيق44ال: الثاني44ة، وهك44ذا إلى الس44ابعة، فيقول: وفوق السماء السابعة؟ فيق4ال: الع4رش، فيق4ول: وماذا فوق العرش؟ فإذا قيل ل44ه: الل44ه، وق44ع المجيب في مذهبه، وإذا قيل: ال شيء، فيقول له: سبحان الل44ه، جعلُت

N، هذا كالمه. الله عدما

N أن الل44ه تع44الى في وهو يقول هذا ألن44ه يت44وهم أص44ال جهة الفوق، فلم4ا س4مع نفي وج4ود الل4ه في جه4ة الف4وق

استغرب.

N: فم44ا الج44واب ال44ذي ب44ه أنُت، ف44إذا قلُت ل44ه س44ائالفسوٍف يقول: أقول: )الرحمن على العرش استوى(.

وهو يذكر هذه اآلية في هذا الموضع، وهو يتوهم أن44هيفهم معَّناها، وليَّظهر غيره ممن يحاوره أنه ال يتبع القرآن.

وهذا الذي يجيب به44ذا الكالم، يس44أل فيق44ال ل44ه: م44ا معَّنى استوى ؟ فسوٍف يته44رب من اإلجاب44ة، وهم ع44ادة ال يصرحون بأنهم يعتق44دون أن اس44توى جلس، لكي ال يَّظه44ر وي44بين أنهم مجس44مون، وهم ع44ادة يقول44ون: اس44توى كم44ا أخبر، فيقال له: هل تفهم معَّنى هذه اآلية أم ال ؟ إن قال: نعم، ألزمه التوضيح، وحيَّنئذ تَّنح44لv العق44د ويتض44ح المق44ام، وإن قال: ال أفهمه44ا، يق44ال ل44ه: أنُت تتَّن44اقض؛ ألن44ك جعلُتN على سؤال: ماذا فوق الع44رش؟ فالس4ؤال هذه اآلية جوابا عن الفوقي44ة الحس44ية المكاني44ة، واألص44ل في الج44واب أن يكون عن ذلك، فيلزمك أن االستواء عَّندك حسي مك44اني،

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

11

Page 12: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

وهذا دليل التشبيه والتجسيم، وجوابك بهذه اآلية يدل علىأنك تفهمd معَّناها، فكيف تقول إنك ال تفهمها.

N N إن كَّنُت ال تفهم معَّناها، فكيف تتخذ مَّنه44ا دليال وأيضا على الَّن4اُس، فتق4ول: ه4ذا يخ4الف اآلي4ة وه4ذا ال يخالفه4ا،

ومجرد حكمك بالمخالفة يتضمن أنك تفهم معَّناها.

والحاص44ل أن ه44ؤالء ال44ذين ي44د�عون أنهم ال يفهم44ونمعَّنى اآلية يَّظهر تَّناقضهم وسقوطهم بسهولة.

وأم�ا الذي يقول: إن اآلية دليل على الجهة والمك44ان،N بالدليل على أن االس44تواء كما يقول غالبهم، فيطالبون أوال في اللغة يفيد المكان والجه44ة والجل44وُس، كم44ا يزعم44ون،

N على هذا، وقد بيَّنا هذا في محل آخر. ولن يجدوا دليال

ثم يقال لهم: بما أن الله ف44وق الع4رش، فيل4زم مَّن4ه أن الع44رش تحت44ه، ف44إن ق44الوا: ال، تَّناقض44وا، وإال ظه44رN من الس4لف لم سقوطهم وابتداعهم وتَّناقض4هم؛ ألن أح4دا

يقل: إنَّنا تحُت الله والله فوقَّنا!!

ويقال لهم: ويلزم على هذا أن الله محدود من جه44ة التحُت على زعمكم، وه44ذا يل44زمهم بحيث ال يس44تطيعون

االنفكاك مَّنه.

وقسم آخر مَّنهم يقول: الله فوق العرش بال مكان.

كم44ا تق44ول أنُت-–فيقال لهم: العرش مكان، والل44ه بذاته على العرش، فيلزمك أن العرش مك44ان لل44ه تع44الى، فكيف تقول: الله ف44وق الع44رش بال مك44ان؟!! ففي قول44ك

هذا إثباٌت للمكان ونفي له.

وهؤالء يقولون: الله تع44الى على الع44رش، وم44ع ه44ذا، فيص44بحd الل44ه Iليس في مكان، فيقال لهم: الع44رش مك44ان

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

12

Page 13: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

على مكان!! ويقولون: فوق العرش بال مكان، فيقال لهم: الشيء الموجود فوق مكان ال بد� أن يكون ل44ه مك44ان؛ ألن

. Iمكان N الفوقية أصال

N لل44ذي يعتق4د أن الل4ه تع44الى خ4ارج عن ويق4ال أيض4ا الع4الم خ4روجu الجس4م عن الجس4م، ومَّنفص4ل عن الع4الم انفصال الجسم عن الجسم، يقال ل44ه: ال44ذي يك44ون خ44ارج

N للش44يء أو–شيء ال بد بهذا المعَّنى- أن يكون إم�ا مماس44ا: مماُسI، فأنُت مبتدع مجس44م، وإن uعَّنه: فإن قلُت N مَّنفصال: غير مماُس، فهذا هو معَّنى االنفصال المَّنفي، فيقال uقلُت له: إذن توجد مسافة بين الله وبين العالم، فإما أن تك44ون

أي هذه المسافة-، أو عدمية: –وجودية

فإن ك44انُت عدمي44ة رجعَّن44ا إلى المماس44ة، وإن ك44انُت وجودية، فَّنقول لك: هل هي من ضمن العالم أو أم44رI غ44ير

العالم ؟

فإن قلُتu بالثاني، تبين لَّنا جهل44ك بمع44اني م44ا تق44ول؛: uلن كل ما سوى الله فمن العالم، وهو مخل44وق، وإن قلُت هي من العالم، فيلزمك القول بأن� الله تعالى مَّنفصل عنN أن العالم بشيء من العالم، وه44ذا تَّن44اقض، ويلزم44ك أيض44ا

الله مماُس للعالم.

وه44ذا ال44ذي يعتق44د به44ذا الق44ول، وال44ذي قبل44ه، من السهل بيان تَّناقضهم وتهافتهم وإظهار أنهم مجسمة، أو ال

يفهمون معاني الكلماٌت التي يرددونها، كما مضى.

uسأل فيق44ول: أنتم تقول44ون: الل44ه تع44الى ال وبعضهم ي فوق العالم وال تحت44ه، وال يميَّن44ه وال يس44اره، وال أمام44ه وال

خلفه، فكيف ساغ لكم هذا الَّنفي ؟

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

13

Page 14: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

فيق44ال ل44ه: ه44ل تق44ولd أنُت إن الل44ه تع44الى تحُت الع44الم ؟ ف44إن ق44ال: نعم، كف44ر، وإال فق44ل ل44ه: إذن أنُت

توافقَّنا على هذا.

ثم اسأله: ه44ل الل44ه خل44ف الع44الم، وهك44ذا، فس44وٍف يَّنفي كل الجهاٌت عن الله تعالى إال جهة الفوق، فيتحص44ل أن هذا السائل يوافقَّن44ا في ك44ل ش44يء إال أم44ر واح44د كم44ا مضى، فاسأله عن دلي44ل الجه44ة ال44تي هي الف44وق، ويرج44ع

الكالم إلى ما هو معلوم.

وهك44ذا يق44ال لمن يس44تغرب من قولَّن44ا: إن الل44ه الداخل العالم وال خارجه.

وأم�ا من يدعي الحذق مَّنهم ويقول: إذا قلَّنا ال داخ44ل العالم وال خارجه فيلزمَّنا رفع الَّنقيضين، وهذا باطل! فهذا

كما قال العالمة ابن جالل-؛ ألن التَّناقض–اعتراض ساقط إنما يعتبر حين يتص44ف المح44ل بأح44د الَّنقيض44ين ويت44واردان علي4ه، وأم4ا حين ال يص4ح تواردهم4ا على المح4ل وال يمكنN: الحائ44ط ال االتصاٍف بأحدهما، فال تَّن44اقض، كم44ا يق44ال مثال أعمى وال بصير، فال تَّناقض، لص4دق الَّنقيض4ين في4ه، لع4دم

قبوله لهم على البدلية، انتهى من كتاب البراءة.

وه44ذا ه44و ج44واب أه44ل الح44ق، وهم أه44ل الس44َّنة والجماعة، ب44ل ه44و ج44واب المس44لمين كاف44ة إال المجس44مة

بأصَّنافهم.

وق444ال الش444يخ أب444و حفص الفاس444ي في حواش444ي: 1الكبرى

)ال شك أن المعتقد هو أن الله تع44الى س44بحانه ليس في جهة، وقد أوضح األئمة تقريره في الكتب الكالمية بما

البراءة. من نقلَّناه 1

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

14

Page 15: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

ال مزيد عَّنه، فهو س44بحانه ليس داخ44ل الع44الم وال خارج44ه،N N عَّن44ه، وت44وهم أن في ه44ذا رفع44ا N ب44ه وال مَّنفص44ال وال متص44ال؛ إذ ال تَّن44اقض بين داخ44ل Iللَّنقيض44ين وه44و مح44ال، باط44ل وخارج، وإنما التَّن4اقض بين داخ4ل وال داخ4ل، وليس خ4ارجN للداخل، وإنم44ا ه44و أخص مَّن44ه، فال يل44زم من نفي44ه مساويا نفي444444444ه؛ ألن نفي األخص أعم من نفي األعم، واألعم ال

يستلزم األخص.

فإن قيل: بم يَّنفرد هذا األعم الذي هو ال داخ44ل، عناألخص الذي هو خارج.

قلَّنا: يَّنفرد في موجود ال يقب44ل ال44دخول وال الخ44روج وال االتصال وال االنفصال، وهذا يحمله العقل، ولكن يقص44ر عَّنه ال4وهم، وقص4ور ال4وهم مَّنش4أ الش4بهة، ومث4ار دع4وى

االستحالة( انتهى.

وهذا ه44و الج44واب التحقيقي، وال نري44د اإلطال44ة في44ه؛ ألنَّنا نعلم أن عقول الذين نخاطبهم تقصر عن إدراك ه44ذه

المعاني، وقصدنا هَّنا هو إلزامهم بفساد مذهبهم.

ثم هؤالء الذين يقولون: إن القول بأن الل44ه ال داخ44ل وال خ44ارج الع44الم ه44و رف44ع للَّنقيض44ين، ورف44ع الَّنقيض44ين ال

يجوز!!

نسألهم: قبل أن يخلق الله الع44الم، ه44ل ك44ان خ44ارجالعالم أو داخله ؟

إن ق44الوا: داخ44ل الع44الم، فيق44ال لهم: فالع44الم غ44ير موجود بعد، وإن قالوا: خارج الع44الم، فك44ذلك الع44الم غ44يرموجود، فكيف يكون خارجه أو داخل، فقولهم هذا تهافُت.

ونل44زمهم أن يقول44وا: الل44ه في ه44ذه الحال44ة ال خ44ارجالعالم وال داخله، وإن أنكروا أقروا على أنفسهم بالجهل.

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

15

Page 16: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

فإن أقروا بهذا فقد وافقونا فيم44ا أنك44روه عليَّن44ا، من أن الق44وب ب44أن الل44ه ال داخ44ل الع44الم وال خارج44ه، ليس

N؛ ألنه صحيح هَّنا. متَّناقضا

ف44إن ق44الوا: ه44ذا الكالم ص44حيح قب44ل أن يخل44ق الل44هالعالم، ولكن بعد خلقه، فإما أن يكون خارجه أو داخله!!

فَّنقول لهم: إذن أنتم تقولون: إن الله تعالى يتصوره العقل داخ44ل الع44الم، ويتص44وره خارج44ه، ولكن يحكم بأن44ه ليس بداخله، بل خارجه، وهذا يلزمكم ألنكم حكمتم علي44ه بع44دم كون44ه داخ44ل، وكون44ه خ44ارج الع44الم، والحكم يس44بقه التص44ور كم44ا ه44و معل44وم، إذن أنتم تتص44ورون ج44واز كون44ه

داخل العالم، وهذا تجسيم.

N أن تقول44وا: إن الل44ه تع44الى ثم هذا يلزمكم عَّنه أيضا�ر وطرأ عليه وصف، وهذا القول باطل. تغي

أم44ا بي44ان الل44زوم، فألنكم تقول44ون: قب44ل أن يخل44ق، وبع44د أن خل44ق الع44الم ص44ار ل44ه Iالعالم لم يكن لله خ44ارج خارج، وهذا القول: إما أن يكون صفة نقص، أو كم44ال: إن قلتم باألول: كفرتم، وبالتالي لزمكم القول بأن الل44ه ك44ان

.N N لصفة كمال ثم اكتسبها، وهذا كفرI أيضا ناقصا

وإن قلتم: إنه لم يتغير قبل وبعد خلق العالم، فكيفUمن الع44الم، والع44الم في جه44ة Uتقولون: إنه ص44ار في جه44ة مَّنه بعد أن خلقه، هذا تَّناقض، الس44يما وأنكم تزعم44ون أن

الجهة وصف كمال ال نقص.

ويقال لهم: كي44ف ع44رفتم أن ال44دخول والخ44روج من األضداد بالَّنس4بة لل4ه تع4الى وأنتم لم تعرف4وا حقيق4ة الل4ه

تعالى ؟!

N مَّنكم تدعون األمر وتَّنفون بما يَّنافيه!! فعجبا

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

16

Page 17: حسن المحاججة في بيان أن الله تعالى لا داخل العالم ولا خارجه-الشيخ سعيد

ونحن ال نريد أن نطيل في الكالم على هذه المع44اني في هذا الموضع، فللتفصيل محلI آخر، وال نريد أن نَّناقضN ل44ذكي N، وإن كان ما مضى كافيا N قوال كالمهم وأقوالهم قوال

الفؤاد.

وإنما كان مرادنا كتابة بعض التَّنبيهاٌت لطالب الحق، يتبين بها تَّناقضهم وجه4االتهم، وع44دم أهليتهم للخ4وض في

هذا العلم.

وأدعو الله تعالى أن يجعل في هذه الصفحاٌت إفادة، وأن يوفقَّن44ا إلى م44ا في44ه الخ44ير والح44ق، والحم44د لل44ه رب

العالمين.

م2/4/1993الجمعة، سعيد فودة

وليس لَّنا إلى غير الله حاجةوال مذهب

خارجه- وال العالم داخل ال تعالى الله أن بيان في المحاججة حسنالله حفَّظه فودة سعيد تصَّنيف: األستاذ

17