27
اﻟﻨﺒﻲ ﺟﺒﺮان ﺧﻠﻴﻞ ﺟﺒﺮان

النبي- جبران خليل جبران

Embed Size (px)

Citation preview

Page 1: النبي- جبران خليل جبران

النبي

جبران خليل جبران

Page 2: النبي- جبران خليل جبران

٢

ماذا أقول لك؟؟»النبي« بماذا أجيب على آلماتك بشأن آتاب

وم ليس هذا ه وأراه في آل ی ذي رأیت ر ال ل من الكثي اس الصامتة وفي الكتاب سوى القلي وب الن م في قل أرواحه

ده لم یقم في األرض من استطاع أن یأتي بشيء. المشتاقة إلى البيان رد من عن ة منفصل واحد آف اس آاف . عن الن

.یقوله الناس له على غير معرفة منهم وليس بيننا اليوم من یقدر على أآثر من تدوین ما

م أستطع .. من آلمةمي أول حرف إنما النبي یا ذلك ل ي، ل ي ومن ة توهمت في الماضي أن هذه الكلمة لي وف تهجئ

... وحرقة في روحيبل وآان سبب ألم من حروفها وآان عدم استطاعتي سبب مرضي أول حرف

ور م ..وبعد ذلك شاء اهللا وفتح عيني فرأیت الن ذا الحرف األول، ث اس یلفظون ه ي فسمعت الن تح أذن شاء اهللا وف

رددت ا :لفظ الحرف شاء اهللا وفتح شفتي ف ه مبتهج ا رددت م آل فرح م ه اس ه ى أن الن رة األول ي عرفت للم ألنن

ت عرف الناس بما آان في ذلك من الحریة وأنت أ. لست شيئاوأنني بذاتي المنفصلة شيء ة، أن والراحة والطمأنين

.المحدودة خارج حبس ذاتيته الناس بشعور من وجد نفسه فجأةعرفأ

ى ، أنت صغيرتي الكبيرة،وأنت یا مي اني وسوف تساعدینني عل ى الحرف الث تساعدینني اآلن على اإلصغاء إل

.ي دائمامع وستكونين،لفظه

ى جبهتك زهرة بيها ففي قلبي قر،قربي جبهتك یا مریم دما تقف . بيضاء أرید أن أضعها عل ة عن ا أعذب المحب م

.نفسها أمام مخجولةمرتعشة

. واهللا یمأل قلبها بأناشيد مالئكته، اهللا یحرس صغيرتي المحبوبة.واهللا یبارآك

جبران

1922 آانون األول 3

..زیادة یحدثها عن آتابه النبي رسلها جبران لميهذه الرسالة التي أ

Page 3: النبي- جبران خليل جبران

٣

النبي

ه ، المختار الحبيب، المصطفىوظل ي عشرة یترق ، الذي آان فجرا لذات يس اثنت ة اورفيل فينته في مدین ب عودة س

.التي ولد فيها ليرآبها عائدا إلى الجزیرةسنة

ول شهر ، و في السنة الثانية عشرة ابع من أیل وم الس ة وراء الحصاد وفي الي تالل القائم ة إحدى ال ى قم صعد إل

.فرأى سفينته تمخر عباب البحر مغمورة بالضباب ، إلى البحر عميقةجدران المدینة و ألقى نظرة

. ثم صلى في سكون نفسه، فأغمض عينيه،فوق البحر فرحا وطارت روحه، فاختلج قلبه في أعماقه

ه ، اءبة صمالتلة حتى فاجأته آآ غير أنه ما هبط عن ة بسالم : فقال في قلب ذه المدین وأسير ، آيف انصرف من ه

.روحي إنني لن أبرح هذه األرض حتى تسيل الدماء من جراح! آال؟بالبحر من غير آآبة

ة ضمن جدرانها آبتي طویل ام آ د آانت أی الي وحدتي و ،فق ا آانت لي رادي وأطول منه ومن ذا یستطيع أن ،انف

؟ من غير أن یتألم قلبهینفصل عن آآبته ووحدته

بين التالل فكيف حنيني الذین یمشون عراةأبناء هم الشوارع و آثير آثيرة هي أجزاء روحي التي فرقتها في هذه

! آاهلي و أضغط روحيأثقل أفارقهم من غير أن

. أمزقها بيدي بل هو بشرة،غدا رتدیهأنزعه عني اليوم ثم أفليس ما أفارقه بالثوب الذي

ال ب آ و قل ل ه ي ب ه ورائ را أخلف يس فك ه و ل ا جملت ا خفوق ي رقيق ه عطش اعتي و جعل مج

.بيد أني ال أستطيع أن أبطئ في سفري

.الحال إلى قلبه البحر الذي یدعو آل األشياء إليه یستدعيني فيجب علي أن أرآب سفينتي و أسير في فإن

.أبلور و أتقيد بقيود األرض الثقيلة بة أجمد وولو أقمت الليلة ههنا فإنني مع أن ساعات الليل ملته

؟ههنا ولكن أنى یكون لي ذلك تاح لي أن یصحبني جميع الذینو إنني أود لو ی

إن الصوت ال تطيعف فتينیس ان و الش ل اللس ل أن یحم وتي تس رق حجب الل ده یخت و وح ذلك فه ه و ل حن بجناحي

الفضاء

. في عنان السماءحده محلقایحمل عشه بل یطير و أجل و النسر یا صاح ال

ة ة التفت ثاني غ المصطفى سفح التل دما بل رأىوعن ى البحر ف الده یروحون إل اء ب أ و أبن دنو من المرف فينته ت س

.ویجيئون على نقدمها

:صميم فؤاده و قال فهتف لهم من

د ! أبحرتم في أحالميةها و جزرها آم من مرمد أیها الراآبون متون األمواج المذللوناألولىیا أبناء أمي و ها ق

.أعمق أحالمي لتي هياأتيتم و رأیتكم في یقظتي

.الریح على القلوع بفارغ الصبر یترقب هبوب عظيم شوقأعماقي األهبة لإلبحار وفي أتمإنني على

ي أود نفس أن و لكنن رةأت و م ذا الج ي ه دة ف ف واح رة عط ث بنظ ادئ و أن ابع وراء اله ى ال دة إل واح

.المالحين بينو حينئذ أقف معكم مالحا

Page 4: النبي- جبران خليل جبران

٤

. أیها البحر العظيم أیها األم الهاجعةأنتأما

.الذي فيك وحدك یجد النهر و الجدول سالمهما و حریتهما أنت أیها البحر العظيم

ي خریره على هذا المعبر اليوم و حينئذ واحدة بعد و لن یسمع أحد دورةیدور إال فاعلم أن هذا الجدول لن إليك آت

. طليقوقيانوسأ طليقة إلى نقطة

.یترآون حقولهم و آرومهم و یهرولون إلى أبواب المدینة رأى عن بعد رجاال و نساءو فيما هو ماش

.ث رفيقه بقدوم سفينته منهم یحد إلى حقل مرددین اسمه وآلمن حقل وسمعهم یصرخون بعضهم ببعض

:فقال في نفسه

؟االجتماع مأیكون یوم الفراق یو

؟أم یجري على األفواه أم مسائي آان فجرا لي

؟أقدم للفالح الذي ترك سكته في نصف تلمه و للكرام الذي أوقف دوالب معصرته وماذا یجدر بي أن

؟أیتحول قلبي إلى شجرة آثيرة األثمار فأقطف منها و أعطيهم

؟آالينبوع فأمأل آؤوسهم أم تفيض رغباتي

؟أنفاسه بي فتمرمسني ید القدیر أم أنا مزمارهل أنا قيثارة فتال

؟لكي أوزعه بطمأنينة هو الكنز الذي وجدته في السكينة أنشد السكينة و لكن ماأجل إنني هائم

؟ من الفصول المجهولة آان ذلك فصلفي أي بذرت بذاري وو إن آان هذا اليوم یوم حصادي ففي أیة حقول

ذه هي الساعة ال يو إن آانت ه ي یجدر ب ا مصباحي واضعا ت ع فيه ذي أن أرف ور ال إن الن ارتي ف ى من اه عل إی

.یتصاعد منه ليس مني

. مظلماألنني سأرفع مصباحي فارغا

.أیضا و سينيره ه زیتاو لكن حارس الليل سيمأل

ر أن قال هذا معبرا ه من غي ه نفسه عنه باأللفاظ ولكن آثيرة مثل هذا حفظه في قلب ه ألن در أن یوضح یعلن م یق ل

.ه العميقسر

. واحدبأسره و آانوا یهتفون له مرحبين به بصوت وعندما دخل المدینة استقبله الشعب

بابك األحالم ، فقد آنت ظهيرة في شفقنا، ك ال تفارقنا هكذا سریعابرب :فوقفه شيوخ المدینة وقالوا له د أوحى ش وق

نفوسنا في

الحبيب نت بالضيف بل أنت ولدنا و قسيم أرواحنا بيننا آال وال أوأنت لست غریب

فال تجعل عيوننا تشتاق إلى رؤیة وجهك

:ان و الكاهناتثم قال له الكه

يا ال تأذن ألمواج البحر أن يا منس ا نس ا ، تفصل بيننا فتجعل األعوام التي قضيتها بينن ا روح د آنت فين ة فق ، محيي

شقتك قلوبنا وعلقتك أرواحنا یشرق على وجوهنا وقد عوآان خيالك نورا

Page 5: النبي- جبران خليل جبران

٥

أعلى ، ر عنهامحبتنا تقنعت بحجب الصمت فلم نستطيع أن نعب ولكن صوتها و تمزق بيد أنها تصرخ إليك اآلن ب

.حجبها لكي تظهر لك حقيقتها

.إال ساعة الفراق فإن المحبة منذ البدء ال تعرف عمقها

رد م ی لين متضرعين فل رون متوس ى أحد ج ثم جاء إله آثي ا عل ه واب ه ولكن ون حول ان الواقف ان یحني رأسه وآ آ

وصدره ینظرون عبراته تتساقط بغزارة على وجنتيه

. یمشي مع الشعب حتى وصلوا إلى الساحة الكبرى أمام الهيكلوظل

Page 6: النبي- جبران خليل جبران

٦

المطرة

ا وحدث إذ ذاك أم امرأة عرافة خرجت من المقدس اسمها ان ألنه ا الحي و الحن ا نظرة ملؤه المطرة فنظر إليه

.مع أنه لم یكن له إال ليلة و ضحاها في مدینتهم آانت أول من سعى إليه و آمن به

فينتك التي آانت یا:ته باحترام و قالت لهفحي ا عن س ا آنت تسعى وراء ضالتك المنشودة مفتش د طالم نبي اهللا ق

.عنك بعيدة

. لسفركوها قد وصلت سفينتك و لم یبق من بد

يم ى أرض أعظ ك إل و حنين دك حالمك ه ا ال تقي إن محبتن ذلك ف ك و ل ن رغبات ات م واطن الفائق ذآاراتك و م و ت

:ال تمسك بك ولكننا واحدة نسألك قبل أن تفارقنا وحاجتنا إليك

ا من الحق ا وتعطين دك أن تخطب فين ذي عن ذا یثبت ،ال دتهم وهك م وحف ا ألوالده ا وأوالدن ه ألوالدن ونحن نعطي

. العصورفينا على مر آالمك

.ي وحدتك آنت ترقب أیامنا وفي یقظتك آنت تصغي إلى بكائنا وضحكنا في غفلتنافف

ا ا بكل م ذواتنا وتخبرن ا ل ى اللحد لذلك نضرع إليك أن تكشف مكنوناتن د إل اة من المه ك من أسرار الحي أظهر ل

:فأجاب قائال

؟الساعة به ضمائرآم حتى في هذهبماذا أحدثكم إن لم أظهر لكم ما یختلج في نفوسكم وتتحرك ا أبناء اورفيليسی

Page 7: النبي- جبران خليل جبران

٧

المحبة

. هات لنا خطبة في المحبة:قالت له المطرة حينئذ

: عظيموحنان فصمتوا جميعهم خاشعين فقال لهم بصوت فرفع رأسه و نظر إلى الشعب نظرة محبة

. وإن آانت مسالكها صعبة متحدرة،فاتبعوها إذا أشارت المحبة إليكم

.جرحكم السيف المستور بين ریشها وإن،عوهاوإذا ضمتكم جناحيها فأطي

ة فصدقوها اطبتكم المحب د ل صوتها وإن عط،وإذا خ م وب ا أحالمك تان قاع مالية البس ریح الش ل ال ا تجع دها آم

.صفصفا

ه ا أنألن ي أیضا آم م فه ة تكللك و ، تصلبكمالمحب ى نم ل عل ا تعم د وآم م وتستأصل الفاس ذا تعلمك نكم آم هك م

ع إ ا ترتف ام وآم ة المرتعشة أم انق أغصانها اللطيف اتكم فتع ى شجرة حي ى أعل ى ،وجه الشمس ل ذا تنحدر إل هك

.ها في سكينة الليلجذورها الملتصقة بالتراب و تهز

.كم إلى قلبها آأغمار الحنطةالمحبة تضم

.عریكم ظهرو تدرسكم على بيادرها لكي ت

.و تغربلكم لكي تحررآم من قشورآم

.علكم أنقياء آالثلج وتعجنكم بدموعها حتى تلينواو تطحنكم لكي تج

.ب على مائدة الرب المقدسةقری بزا مقدساخآم لنارها المقدسة لكي تصيروا ثم تعد

. جزءا من قلب الحياةاإلدراكفتصبحوا بهذا آل هذا تصنعه المحبة بكم لكي تدرآوا أسرار قلوبكم

طمأنينة واللذة في المحبة فألجدر بكم أن تستروا عریكم وتخرجوا من ال رتم سعيكم علىغير أنكم إذا خفتم و قص

.الدموع إلى العالم البعيد حيثما تضحكون ولكن ليس آل ضحككم ولكن ليس آل ما في مآقيكم من بيدر المحبة

. من نفسها وال تأخذ إال،المحبة ال تعطي إال نفسها

. وال ترید أن یملكها أحدشيئا المحبة ال تملك

.ن المحبة مكتفية بالمحبةأل

.» أنا في قلب اهللا« : بل قل باألحرى» إن اهللا في قلبي« :فال تقل أحببتأما أنت إذا

ة إن رأت فيك استحقاقا وال یخطر ة ألن المحب ى مسالك المحب ا تتسلط لك البتة أنك تستطيع أن تتسلط عل لنعمته

.هي على مسالكك

.ل نفسهاوالمحبة ال رغبة لها إال في أن تكم

: من أن تكون لك رغبات خاصة بك فلتكن هذه رغباتك وآان ال بدتولكن إذا أحبب

ف آذان الليل بأنغامه متدفق یشنتذوب و تكون آجدول أن

المتناهي أن تخبر اآلالم التي في العطف

مغتبط أن یجرحك إدراآك الحقيقي للمحبة في حبة قلبك وأن تنزف دماؤك وأنت راض

Page 8: النبي- جبران خليل جبران

٨

آخر یوم محبة مجنح خفوق فتؤدي واجب الشكر ملتمساعند الفجر بقلبأن تنهض

أن تستریح عند الظهيرة وتناجي نفسك بوجد المحبة

:المساء شاآرا أن تعود إلى منزلك عند

. على شفتيكالحمد والثناء مرتسمة جل من أحببت تتردد في قلبك وأنشودة والصالة ألفتنام حينئذ

Page 9: النبي- جبران خليل جبران

٩

الزواج

؟المعلم وما رأیك في الزواج أیها:ه المطرة ثانيةثم قالت ل

:فأجاب قائال

إلى األبد و ستظلون معاقد ولدتم معا

اهللا تذآارات حتى في سكون د أیامكم أجنحة الموت البيضاء أجل وستكونون معا عندما تبدمعا وستكونون

السموات فيما بينكم رقص أریاح تفصلكم بعضكم عن بعض حتى ت فسحاتولكن فليكن بين وجودآم معا

بين شواطئ نفوسكم متموجاالمحبة بحرا ولكن ال تقيدوا المحبة بالقيود بل لتكن بعضكم بعضاواأحب

ه ولكن ال ليمأل آل واحد دة تشربوا من آأس منكم آأس رفيق زآم آل واحد واح ه ولكن ال أعطوا من خب لرفيق

الواحد تأآلوا من الرغيف

منكم على حده ولكن فليكن آلأبدا وآونوا فرحين صوا معاوا ارقغن

واحدا تخرج نغما منها وحده ولكنها جميعاتار القيثارة یقوم آلأو آما أن

اة وحدها تستطيع قلبه لرفيقه ولكن حذار منكم آلليعط د الحي أن تحتفظ أن یكون هذا العطاء ألجل الحفظ ألن ی

بقلوبكم

یقفان منفصلين ن عمودي الهيكل أل آثيرااآلخر من أحدآمال یقرب ولكن قفوا معا

.رفيقتها و السندیانة والسروة ال تنمو الواحدة منهما في ظل

Page 10: النبي- جبران خليل جبران

١٠

العطاء

ثنا عن العطاء حد هات: غنيثم قال له رجل

:قائال فأجاب

فإنما تعطي القليل من ثروتكأعطيتإنك إذا

؟ هي ثروتك یكن جزءا من ذاتك ألنه أي شيءما لم ولكن ال قيمة لما تعطيه

؟ من أن تحتاج إليها غداخزائنك وتحافظ عليها جهدك خوفا فانية تخزنها فيست مادةليأ

د اذا یستطيع،والغ د م د أن یق ع الغ ة وهو یتب ر المطروق ال غي ي الرم ذي یطمر العظام ف ة ال الغ فطن م للكلب الب

؟اج إلى المدینة المقدسةالحج

؟ليس الخوف هو الحاجة هو الحاجة بعينهاأو

؟أوليس الظمأ الشدید للماء عندما تكون بئر الظامئ مآلنة هو العطش الذي ال تروى غلته

الخفية في الشهرة الباطلة تضيع تهمبمن الناس من یعطون قليال من الكثير عندهم وهم یعطونه ألجل الشهرة ورغ

الفائدة من عطایاهم

قليال ویعطونه بأسرهومنهم من یملكون

أبداومنهم المؤمنون بالحياة وبسخاء الحياة هؤالء ال تفرغ صنادیقهم وخزائنهم ممتلئة

وفرحهم مكافأةومن الناس من یعطونه بفرح

و ألمهم معمودیة لهمیعطونه بألم ومنهم من

ا ون فرح م في عطائهم وال یتطلب ى األل ون معن ذین یعطون وال یعرف ك ال ون في إذاعة فضائلهم والوهنال یرغب

ر في ذلك الواديطالریحان عبيره الع عطيهؤالء یعطون مما عندهم آما ی

یبتسم على األرض بمثل أیدي هؤالء یتكلم اهللا ومن خالل عيونهم

إليه أن تعطي من یسألك ما هو في حاجةجميل

أن تعطي من ال یسألك وأنت تعرف حاجته ولكن أجمل من ذلك

ه بالعطاء نفسه یفتح یدیه وقلبه للعطاء یكونفإن من ه أعظم من داء إلي اه واالهت ل عطای فرحه بسعيه إلى من یتقب

؟ تقدر أن تستبقيه لنفسكءثروتك شي وهل في

ه اآلن ليكون فصل العطاء من فصول حياتك أنت ذلك أعط ، ماال شك یوماوفإن آل ما تملكه اليوم سيفترق من

دون ورثتك

إنني أحب أن أعطي و لكن المستحقين فقط:سمعتك تقول متبجحا وقد طالما

؟األشجار في بستانك ال تقول قولك ومثلها القطعان في مراعيك فهل نسيت یا صاح أن

ضت حياتها للتهلكة عرألنها إذا لم تعط فهي تعطي لكي تحيا

منك لكل شيءه ولياليه هو مستحقیقتبل عطية الحياة ویتمتع بأیام الحق أقول لك إن الرجل الذي استحق أن

Page 11: النبي- جبران خليل جبران

١١

أن یشرب من أوقيانوس الحياة یستحق أن یمأل آأسه من جدولك الصغير والذي استحق

؟أعظم من الصحراء ذات الجرأة والجسارة على قبول العطية بما فيها من الفضل والمنة صحراءألنه أي

رى قوا صدورهم ویحسروا ا وأنت من أنت حتى أن الناس یجب أن یمز اع عن شهامتهم وعزة نفوسهم لكي ت لقن

؟مجردة عن الحياء وأنفتهمجدارتهم لعطائك عاریة

عطاءآلة و بأن تكون معطاء هل أنت جدیرفانظر أوال

ة سوى شاهد الحياة هي التي تعطي الحياة في حين أنك وأنت الفخور بأن قد صدر العطاء منك لست ألن بالحقيق

بسيط على عطائك

دآم أما أ ئال تضعوا بأی ل ل نتم الذین یتناولون العطاء واإلحسان وآلكم منهم فال تتظاهروا بثقل واجب معرفة الجمي

على رقابكم ورقاب الذین أعطوآم نيرا ثقيل الحمل

معه بل فلتكن عطایا المعطي أجنحة ترتفعون بها

ذي ون الشك ألنكم إذا أآثرتم من الشعور بما أنتم عليه من الدین فإنكم بذلك تظهر ة المحسن ال ة في أریحي والریب

. األرض السخية وأبوه الرب الكریمهأم

Page 12: النبي- جبران خليل جبران

١٢

الغذاء

.المأآل و المشرب ثنا عنهات حد: و بعد ذلك جاء إليه فندقي شيخ وقال له

بالنور آنباتات الهواء أود لو أنك تقدر أن تعيش على عبير األرض تكتفي: فأجاب قائال

حليبها لتبرید ظمأكحضن أمه مختطفا لتعيش وأن تسرق المولود الصغير من أن تقتل غير أنك مضطر

العبادة من مظاهرلذلك فليكن عملك مظهرا

اوة في ولتكن مائدتك مذبحا ا نق ر منه ا هو أآث ول والسهول ضحية لم تقرب عليه التقادم التقية الطاهرة من الحق

أعماق اإلنسان

:في قلبك فقل لهوإذا ذبحت حيوانا

إن القوة التي أمرت بذبحك ستذبحني نظيرك

مثلك وعندما تحين ساعتي سأحترق

ألن الشریعة التي أسلمتك إلى یدي ستسلمني إلى یدي من هو أقوى مني

ت منذ األزل غذاء لشجرة السماءدمك ودمي سوى عصارة قد أعد وليس

: بأسنانك فقل لها في قلبكوإذا نهشت تفاحة

والبراعم التي ستخرج منها في الغد ستزهر في قلبي، سديفي ج إن بذورك ستعيش

وسأفرح معك في جميع الفصول،أنفاسي وسيتصاعد عبيرك مع

:وحملته إلى المعصرة فقل له في قلبك وإذا قطفت العنب من آرومك في أیام الخریف

ق جدیدةالمعصرة وسيضعونني آالخمر الجدیدة في زقا أنا آرمة مثلك وستجمع أنماري وتحمل إلى

تشربها لكل آأسزقاقها أیام الشتاء أنشد في قلبك أنشودة وعندما تستقي الخمرة في

أجمل التذآارات ألیام الخریف وللكرمة والمعصرة وليكن لك من أناشيدك

Page 13: النبي- جبران خليل جبران

١٣

العمل

هات حدثنا عن العمل: وقال لهإليه فالح ثم جاء

:فأجاب قائال

ألرض في سيرهاتجاروا األرض ونفس ا إنكم تشتغلون لكي

ب ول غری ائمألن الكس ن فصول األرض وه ة ال ع ائرة بعظم اة الس ب الحي ي موآ ير ف اللیس ي فضاء وج ف

المتناهي الالنهایة إلى غير

موسيقى خالدة تغلت فما أنت سوى مزمار تختلج في قلبك مناجاة األیام فتتحول إلىشفإذا ا

؟ متفقةبأنغام يع ما حولها یترنم معااء وجم خرساء صمومن منكم یود أن یكون قصبة

قد طالما أخبرتم أن العمل لعنة والشغل نكبة ومصيبة

ذلك الحلم فأقول لكم إنكم بالعمل تحققون جزءا من حلم األرض البعيد جزءا خصص لكم عند ميالد أما أنا

فإذا واظبتم على العمل النافع تفتحون قلوبكم بالحقيقة لمحبة الحياة

األسرار أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها وتدنيه من أبعدألن من

أسرارها ألن من أحب الحياة بالعمل النافع تفتح له الحياة أعماقها و تدنيه من أبعد

م ولكن إذا آنتم وأنتم في اآلالم تدعون الوالدة آآبة ودعامة الجسد لعنة ول لك إنني الحق أق اهكم ف ى جب مكتوبة عل

تم عن إنه ما من شيء د ورث ادآم وق ا سوى سعيكم وجه اهكم من آثاره ة ویغسل جب یستطيع أن یمحو هذه الكتاب

ظلمة فرحتم في عهد مشقتكم ترددون ما قاله قبلكم جدودآم المزعجون جدودآم القول إن الحياة

إن الحياة تكون بالحقيقة ظلمة حالكة إذا لم ترافقها الحرآة فالحق أقول لكم

ال برآة فيها إن لم ترافقها المعرفة حرآة تكون عمياءوال

العمل والمعرفة تكون عقيمة سقيمة إن لم یرافقها

رادآم بعضها بمحبة والعمل یكون باطال وبال ثمر إن لم یقترن بالمحبة ألنكم إذا اشتغلتم فإنما تربطون أنفسكم وأف

منكم بربهببعض ویرتبط آل واحد

؟ بالمحبةهو العمل المقرون وما

أن حبيبك سيرتدي ذلك الرداء مسحوبة من نسيج قلبك مفكراهو أن تحوك الرداء بخيوط

مقطوعة من مقلع حنانك وإخالصك مفكرا أن حبيبك سيقطن في ذلك البيتهو أن تبني البيت بحجارة

ى مائدة حبيبكم عل ولذة آأنك تجمعه لكي یقد وعنایة وتجمع الحصاد بفرحهو أن تبذر البذور بدقة

ون ، من روحك من أعمالك نسمةعمل تضع في آلأنهو وتثق بأن جميع األموات األطهار محيطون بك یراقب

ویتأملون

Page 14: النبي- جبران خليل جبران

١٤

اال إن «: عميق قائلينو آثيرا ما آنت أسمعكم تناجون أنفسكم آأنكم في نوم ام فيوجد مث ذي یشتغل بنحت الرخ ال

الفالح الذي یحرث األرض ف منمحسوسا لنفسه من الحجر األصم هو أشر

النسيج الحقيرة إلى صورة إنسان هو أفضل من االسكافي ل بها قطعة منوالذي یستعير من قوس قزح ألوانا یحو

»الذي یصنع األحذیة ألقدامنا

ریح ال تخاطب ة إن ال رة البالغ ارة بلهجة ولكني أقول لكم ال في نوم الليل بل في یقظة الظهي ندیانة الجب ى الس أحل

األرض بها أحقر أعشاببمن اللهجة التي تخاط

وعذوبة والعظيم العظيم ذلك الذي یحول هيمنة الریه إلى أنشودة تزیدها محبته حالوة

أجل إن العمل هو الصورة الظاهرة للمحبة الكاملة

در أن م تق إذا ل ة وآنت متضجرا ف ى د تشتغل بمحب ي عل ك وتجل رك عمل وال فألجدر بك أن تت رجات الهيكل مل

وطمأنينة من العملة المشتغلين بفرحتلتمس صدقة

في عملك فإنما أنت تخبز علقما ال یشبع سوى نصف مجاعة اإلنسانلك لذة ال تجدأنتألنك إذا خبزت خبزا و

العصير لك سما في الخمرة المستقطرة من ذلكتذمرت وأنت تعصر عنبك فإن تذمرك یدس وإذا

يد آذانشيد المالئكة ولم تحب أن تكون منشدا فإنما أنت تصموإن أنشدت أنا ى أناش الناس بأنغامك عن اإلصغاء إل

الليل والنهار

Page 15: النبي- جبران خليل جبران

١٥

الفرح والترح

هات لنا شيئا عن الفرح و الترح:ثم قالت له امرأة

...إن فرحكم هو ترحكم ساخرا

خين دموعكمطالما ملئت بس والبئر الواحدة التي تستقون منها ماء ضحككم قد

؟وهل في اإلمكان أن یكون الحال على غير هذا المنوال

قلوبكمأعماقفكما أعمل وحش الحزن أنيابه في أجسادآم تضاعف الفرح في

إليكم؟ اف قبل أن بلغتزأليست الكأس التي تحفظ خمرتكم هي نفس الكأس التي أحرقت في أتون الخ ألنه

بالمدى والفؤوس؟ رواحكم هي نفس الخشب الذي قطعأم ليست القيثارة التي تزید طمأنينة أ

وآم تجدوا أ ا أحزنكم نفإذا فرحتم فتأملوا مليا في أعماق قلب بال م رحكم اآلن وإذا یق ة أحاطت ف م جيوش الكآب بك

دا أملوا جي وبكم وت اق قل ى أعم ة إل ا آ ببصائرآم ثاني ون لم م تبك ة أنك ك بالحقيق روا هنال ة ت ه غاب دون أن تم تعتق ن

األرض مسراتكم على

رح أعظم من ، آال « : آخرفریق فيعارضه» إن الفرح أعظم من الترح« : أن فریقا منكم یقولل إليویخي ل الت ب

» الفرح

إذا جلس أنهما :أما أنا فالحق أقول لكم ا ف دت أتوأمان ال ینفصالن یأتيان معا ویذهبان مع ى مائ ردا إل كمحدهما منف

تكم مضطجعا على أسرفال یغرب عن أذهانكم أن رفيقه یكون حينئذ

حرآتكم إال إذا معلقون آكفتي الميزان بين ترحكم وفرحكم وأنتم بينهما متحرآون أبدا وال تقف أجل إنكم بالحقيقة

أعماقكميآنتم فارغين ف

ان یزن ذهبه وفضته فال ترتفع فإذا جاء أمين خزائن الحياة یرفعكم لكي ل تثبت رحكم ب آفة فرحكم وال ترجح آفة ت

واحدة على حالة

Page 16: النبي- جبران خليل جبران

١٦

المساآن

حدثنا عن البيوت هات: وقال لهحينئذ دنا منه بناء

:فأجاب وقال

في شفق حياتك تبني في داخل أسوار المدینة ألنه آما آان لك بيتا مقبال من خيالك مظلة في الصحراء قبل أنابن

آبيتكيتالهائم فيك ب آذلك للغریب

األآبر إن بيتك هو جسدك

را ل وآثي ام في سكينة اللي ه ینمو في حرارة الشمس وین ا ترافق نوم م م رك الحل م بيتك وهل یت األحالم أفال یحل

؟التلة المدینة ویسير إلى الغابة أم إلى رأس

ي الحقولیبذر الزارع ف أواه لو أستطيع أن أجمع بيوتكم بيدي فأبددها في األحراج والریاض آما

تالل الخضراء أز لو آانت األودیة شوارع لكم ومسالكأود تكم وشوارعكم ق ال دامكم عوضا عن أزق ا أق ة تطرقه

أثوابكم ات بين الدوالي والكروم ثم تعودون حاملين عطر األرض في طيتنشدون بعضكم بعضا القذرة و یاليتكم

بعد لم تحن ساعتهاولكن هذه جميعها تمنيات

ا ألن آب وآم مع ریبين من بعض وس لكي ائكم وجدودآم إذ خانوا عليكم الضياع والضالل جمع وا ق ذا يبتكون قى ه

فاصلة مواقدآم عن حقولكم ولكن إلى حين بعد وستظل أسوار المدینة لكم زمناالخوف مجمعا

وت وأي شيء بربكم أخبروني یا أبناء اورفيليس ماذا ذه البي ه في تملكون في ه واب تحتفظون ب ذه األب داخل ه

الموصدة؟

؟أعماقكمالمستترة في هل عندآم السالم وهو القوة الصامتة التي تظهر ذاتكم الشدیدة العزم

؟ بعضها ببعضاإلنسانيالالمعة التي تصل قنن الفكر هل عنكم التذآارات وهي القناطر

؟بل المقدسالج هل عندآم الجمال الذي یرتفع بالقلب من مصنوعات الخشب والحجارة إلى

؟خبروني هل عندآم آل هذا في بيوتكمأبربكم

م ال تلبث أن تصير تدخل البيت ضيفا الرفاهية التي،ق للرفاهية الممزوج بالطمعأم عندآم الرفاهية فقط والتحر ث

فسيدا عاتيا عنيفامضيفا

ألعوبة یتلهى بها اتكم الفضلى ورغبد السوط بيمينه والكالب بيساره متخذال إلى رائض جبار یتقلتتحو ثم

ام فإن قلبها حدیدي صلد فهي تهدىء من حد ومع أن بنان هذه الرفاهية حریري الملمس م تقف أم تكم لكي تناموا ث

تكم هازئة بكم وبجالل أجسادآمأسر

ة سهلة ا أوعي ين األشواك آأنه ا ب ة ی االنكسار ألن التحر تضحك من حواسكم المدرآة وتطرح به نحر ق للرفاهي

شدقيه مرغيا مزبداجنازتها فاغرا أهواء النفس في آبدها فيردیها قتيلة ثم یسير في

الراحة والنعيم غير المستریحين فإنكم لن تؤخذوا باألشراك ولن یقدر رائض الفضاء العائشين فيأبناءأما انتم یا

ألن بيتكم لن یكون مرساة وثكنة سيكون ساریة على ترویضكم

Page 17: النبي- جبران خليل جبران

١٧

ين و الجراح بل جفنا تغطى به براقان غشاءآال ولن یكو ه الع ن تطووا أجنحتكم لكي تستطيعوا أن أ تحفظ ب تم ل ن

ض أساسات تقو من أن تنطح السقف آال ولن تخشى أن تتنفسوا خوفااألبواب ولن تحنوا رؤوسكم لئال تدخلوا من

الجدران وتسقط على األرض

اء الموت ألبناء الحياةأبن أجل ولن تقطنوا في القبور التي بناها

ن تستطيع أن تحتفظ بسر ا ل ال فإنه ر ومع آل ما یزین مناولكم من الجالل والجم نكم ألن غي ؤوي حني آم أو أن ت

یقطن من منزل السماء الذي بوابته سحابة الصباح ونوافذه سكون الليل وأناشيده المحدود فيكم

Page 18: النبي- جبران خليل جبران

١٨

الثياب

هات حدثنا عن الثياب:ثم قال له الحائك

:أجاب قائالف

راد إن ثيابكم تحجب الكثير من جمالكم ولكنها ال ،تستر غير الجميل ومع أنكم تنشدون بثيابكم حریة التستر واالنف

فإنها تفسدآم وتستعبدآم

بثياب بشرتكم عوضا عن ثياب مصانعكم ویا ليت في وسعكم أن تستقبلوا الشمس والریح

حياة تسير مع مجاري الریاح وید ال،الشمس ألن أنفاس الحياة في أشعة

».نلبسها الشمالية دون غيرها قد حاآت الثياب التي إن الریح« :یقول بعضكم

.» ولدونة العضالت آانت لها خيطا، ولكن العار آان نوال لها،فعلت ذلك نعم إن الریح الشمالية قد« :أنا أقول لكم

بفي قلب الغا وعندما فرغت من عملها ضحكت منكم و هي تعصف

منيع متين للوقایة من عيون المدنسين أن الحشمة هي ترسأذهانكمولكن ال یغرب عن

؟ أفال تصير الحشمة قيدا للفكر وتلویثا له في حمأة العبودیة،الجود فإذا زال المدنسون من

تهج ونكم أن األرض تب ذلك ضعوا نصب عي دامكم العا ل ة ربمالمسة أق ة شعورآ .ی ى مالعب وق إل اح تت م والری

.المسترسلة

Page 19: النبي- جبران خليل جبران

١٩

البيع و الشراء

والشراء هات حدثنا عن البيع: و قال لهثم دنا منه تاجر

ولو عرفتم آيف تملئون أیدیكم من خيراتها لما خبرتم طعم الحاجة في ، إن األرض تقدم لكم ثمارها:فأجاب وقال

.حياتكم

جشعكموفرا من الرزق ولن یشبع ألنكم بغير مبادلة عطایا األرض لن تجدوا

ى المقایضة بروح المحبة والعدالة وإال فإنها تؤدي بالبعض منكم إلى الشراهة وبغيرهم فيجدر بكم أن تتموا هذه إل

الطمع والمجاعة

دائبون ا ال ة أیه احة المدین ى س تم إل زافين وإذا ذهب ة والخ اجتمعوا بالحاآ روم ف ول والك ر والحق ة البح ي خدم ف

وجامعي الحنوط والطيوب

روح المتسلطة واضرعوا ف ى ال ى األرض أن تحل ي تلك الساعة إل وازینكم التي عل ارك مقایيسكم وم يكم وتب عل

عليه مقایضاتكم تعينون بها مقدار ما تجري

ه سوى وال تأذنوا لذوي األیدي العقيمة من ذوي اجرون ب م یت ه ال شيء له امالتكم ألن البطالة أن یشترآوا في مع

عمالكمیبيعونها لكم بأ أقوالهم التي

:هؤالء بل قولوا ألمثال

يكم ، إلى البحر وألقوا هناك شباآكمأوالدنا أو اذهبوا مع،تعالوا معنا إلى الحقل« ، ألن األرض والبحر یجودان عل

» آما یجودان علينا،عملتم متى

ازفون وإن ون والع ون والراقص ائكم المغن اهم وال ، ج ن عطای تروا م وهم فاش ا ،ترفض ون األثم م یجمع ر ألنه

.لنفوسكم وأفضل غذاء فإنه أجمل آساء،أن ما یقدمونه لكم مصنوع من مادة األحالم والعطور نظيرآم ومع

منها فارغ اليدینینصرف أحد وقبل أن تبرحوا ساحة المدینة انظروا أال

ا أن ال ألن الروح السيدة في ى تشاهد بعينيه يكم األرض ال تنام بطمأنينة وسالم على تموجات الریاح حت صغير ف

.قد نال آالكبير بينكم آل ما هو في حاجة إليه

Page 20: النبي- جبران خليل جبران

٢٠

الجرائم و العقوبات

والعقوبات هات لنا خطبة في الجرائم:حينئذ وقف أحد قضاة المدینة وقال له

ون ،فوق الریاح وتمسون منفردین ليس لكم طوارئ السوء عندما تسير أرواحكم هائمة:فأجاب و قال ذ تقترف حينئ

آم وضد أنفسكم ضد غيراإلثم

تقرعوا برهة وتنتظروا على بوابة القدوس الذي تقترفونه یجب أناإلثموألجل ذلك

عظيم فإن ذاتكم اإللهية بحر

الدهور و ستظل نقية إلى آخراألزلآانت نقية منذ

األجنحةوهي آاألثير ال ترفع إال ذوي

األفاعي وال تعبأ بأوآار) خلد من غير لفظه جمع *( طرق المناجذ ال تعرف، آالشمساإللهيةأجل إن ذاتكم

غير أنها ال تقطن وحيدة في آيانكم

افال في الضباب غيره لم یصر بشرا بعد بل هو مسخ ألن آثيرا منكم ال یزال بشرا وآثيرا ه یسير غ ال صورة ل

یقظته وهو ینشد عهد

دثكمفال أود أن ذا أح يكماإلنسان اآلن إال عن ه ذا ، ف اناإل ألن ه ي دوننس ائم ف ة ودون المسخ اله م اإللهي ذاتك

الجرائم في آيانكم الضباب هو الذي یعرف الجرائم والعقوبات على

فيما بينكم عنكم ودخيلغریب آأنه ليس منكم بلإثماقد طالما سمعتكم تتخاطبون فيما بينكم عمن یقترف

منكمة التي في آلعن أن یتساميا فوق الذات الرفيار ال یستطيعاولكنني الحق أقول لكم آما أن القدیس والب

منكم الشریر والضعيف ال یستطيعان أن ینحدرا إلى أدنى من الذات الدنيئة التي في آل واحد هكذا

ا وآما أن ورقة الشجرة الصغيرة ال تستطيع أن تحول لونها من الخضرة إلى الصفرة إال إرادة الشجرة ومعرفته ب

االكامنة في أعماقه

دتكم الخفية ومعرفتكم التي في قلوبكما بدون إریقترف إثما هكذا ال یستطيع فاعل السوء بينكم أن

واحد إلى ذاتكم اإللهيةتسيرون معا في موآب فإنكم

المطرقون أنتم الطریق وأنتم

الذي عثر به منكم فإنما تكون عثرته عبرة للقادمين وراءه فيتجنبون الحجرفإذا عثر أحد

لم ینقلوا حجر العثار من طریقه ألنهمثابتة سریعة وتكون عثرته توبيخا للذین یسيرون أمامه بأقدامأجل

: بعينهاةالحقيق فهي ،التي وإن جلت ثقيلة على قلوبكم وإليكم یا أبناء اورفيليس هذه الكلمة

القتيل ليس بریئا من جریمة القتل إن

سرقته فيوليس المسروق بال لوم

المدنسين قذارة أ من أعمال الشریر والطاهر النقي اليدین من بريء الذمة منار أن یتبرطيع البیست ال

Page 21: النبي- جبران خليل جبران

٢١

ان یجب أ األثقالعليه آما یغلب أن یحمل المحكوم، ما یذهب المجرم ضحية لمن وقع عليه جرمهآثيرا ن التي آ

یحملها األبریاء غير المحكومين

دا یفصل لذلك ال ين األشرار والصالحين أو تستطيعون أن تضعوا ح اء ب م األبری ذنبين ألنه ام والم ا أم ون مع یقف

واحد وجه الشمس آما أن الخيط األبيض والخيط األسود ینسجمان معا نول

یفحصه وینظفه فإذا انقطع الخيط األسود ینظر الحائك إلى النسيج بأسره ثم یرجع إلى نوله

بالموازین وليقس نفسه بالمقایيس قلب زوجهالمحاآمة فليزن أواللذلك إذا جاء أحدآم بالزوجة الخائنة إلى ا

عليه أن ینظر ببصيرة ذهنه إلى روح من أوقع الجرمأوالبه یلطم المجرم بيمينه یجدرأنوآل من شاء

ة فلينظر دح، رغب أإذا و ى أصل الشجرة الشریرة باسم العدال أس عل ي أن یضع الف نكم ف اق والأ م ى أعم إل

اجذوره

رة روهو ال شك واجد أن جذور الشجرة الش ا في قلب األرض یرة وجذور الصالحة وغير المثم ابكة مع ا متش آله

الصامت

دون أن رارا أما أنتم أیها القضاة الذین یری وا أب وع أي،یكون ين بجسده ن ى الرجل األم ام تصدرون عل من األحك

؟السارق بروحه

؟ الجسد مرة ولكن الناس یقتلون روحه ألف مرة تنزلون بذلك الذي یقتلعقاب أم أي

؟ بروحه مهان، ذليل،اع ظالم بأعماله فهو موجع القلبتطاردون الرجل الذي مه أنه خد وآيف

ر قصاص ،أجل رائمهم أآب ن ج م م و أعظ وبيخ ضمائرهم وه م ت ذین له اقبوا الل تطيعون أن تع ى آيف تس عل

؟األرض

بخدمتها؟ ة التي تتوخاها الشریعة التي تتظاهرونأليس توبيخ الضمير هو نفسه العدال

وب األبر م ی فأنتم ال تستطيعون أن تسكبوا بلسم توبيخ الضمير في قل ا أنك وب اء آم درون أن تنزعوه من قل ال تق

األشقياء

ا من داعيا الناس إلى النهوض من غفلتهم والتأمل بحياتهم وما فيه ،ننتظرها من الليل الفهو یأتي لذاته في ساعة

التداعيات والمخالفات

ين وأنتم أیها الراغبون في سبر غور العدالة ال بع ع األعم ى جمي م تنظروا إل ا إن ل آيف تقدرون أن تدرآوا آنهه

الكامل؟ اليقظة في النور

ة رجل في مثل هذا النور تعرفون أن الرجل المنتصب والرجل الساقط على األرض هما واحد في الشفق بالحقيق

ل ذاته الممسوخة ونهار ذاته اإللهيةبين اللي

من الحجر الذي في أسفل أساساته وأن حجر الزاویة في الهيكل ليس بأعظم

Page 22: النبي- جبران خليل جبران

٢٢

الشرائع المعلم وماذا تعتقد بشرائعنا أیها:عثم قال له مشر

:فأجاب قائال

ضهافرائ تستلذون أآثر أن تكسروها وتتعدوا بيد أنكم،إنكم تستلذون أن تضعوا شرائع ألنفسكم

ون أبراج ى الشاطئ یبن ون عل ذین یلعب األوالد ال م آ ذلك أت ة من الرمل بصبر ال ات عظيم ون أن ، وثب م ال یلبث ث

صاخبين یهدموها ضاحكين

نكم جدیدة الرملية یأتي البحر برمالأبراجكمفعندما تبنون راجكم یضحك البحر م إلى الشاطئ وعندما تهدمون أب

بداأبریاء األ في نفسه ألن البحر یضحك من

ة ولكن أقول لكم في من نها حكم ة اإلنسان ليست الحياة بحرا في عقيدتهم بل ليست الشرائع التي تس ا البالغ أبراج

من الرمال فحسب

ذه الصخرة الحياة صخرة صلدة وأن الشریعة إزميل أولئك الذین یحسبون أن وا ه حاد یأخذونه بأیدیهم لكي ینحت

؟حيوانات متمردة ناشزة الثور الذي یحب نيره ویتهم الوعل واإلبل والظبي أنهاعلى صورتهم ومثالهم وفي

ة العري وفي األفعى العتيق ات ب ع الحيوان ة جمي ري متهم ذلك تنب دها ول ع جل ام التي ال تستطيع أن تخل ة األی وقل

؟الحياء

ره غ حد وفي ذلك الذي یسبق غي ة ویبل ه من األطعم دما یمأل جوف ة العرس وعن ى وليم نهم و ا إل شراهة له من ال

رك ذینةالوليم یت ع ال اموس وجمي ة للن والئم مخالف ع ال ائال إن جمي ه ق ي طریق ذهب ف دو وی ا متع یجتمعون إليه

؟الشریعة

ظهورهم آجميع الناس یقفون في أشعة الشمس ولكنهم یولون الشمسأنهمهؤالء؟ أمثالماذا أقول في

شرائعهم المقدسة هي عند التحقيقك ال ینظرون سوى ظاللهم وظاللهملفهم لذ

؟ون ویطأطئون رؤوسهم لكي یستقصوا ظاللهم على األرضن ینحأنهمبالشریعة سوى وهل اعترافاتهم

ان ى الشمس بأجف م یحدقون إل ذین یمشون وه تم ال ر أما أن مرتعشة فهل في األرض من صورة تستطيع أن غي

؟تستوقفكم هنيهة

؟على مجاري الریاح تقدر أن تقودآم في مسالككم فحة من الصفحات الدالةوأنتم المسافرون مع الریح أیة ص

؟اإلنساننيرآم على باب سجن من سجون وما هي الشریعة البشریة التي تفيدآم إذا آنتم لم تحطموا

؟آنتم ترقصون ولكنكم ال تعثرون بقيد من قيوم العالم الحدیدیة وأیة شرائع ترهبون إذا

ذي یس ة إذا ومن هو الرجل ال ى المحاآم م إل أتي بك ق أحد تطيع أن ی م تضعوها في طری نكم ل وابكم ولك زقتم أث م

؟الناس

اء أجل یا أبناء اورفليس إنكم تستطيعون أن تخمدوا صوت ن أبن ن م اإلنسان الطبل وتحلوا أوتار القيثارة ولكن م

؟السماء عن الغناء رةیستطيع أن یمنع قب

Page 23: النبي- جبران خليل جبران

٢٣

الحرية

حدثنا عن الحریة هات:له خطيب ثم قال

وإلى جوانب المواقد تعبدون حریتكم قد طالما رأیتكم ساجدین على رآبكم أمام أبواب المدینة:فأجاب قائال

ي وأنتم بذلك أشبه ام س ذللون أم ه وهو یعمل بالعبيد الذین یت ه وینشدون ل ار یمدحون السيف في دهم العسوف الجب

رقابهم

ة وفي غابة الهيكل،نعم ا رأیت أشد وظل القلع را م ة آثي ر آم حری ه آني ل حمل حریت ه وغل ثقي ين لعنق ه مت ليدی

ورجليه

اؤه أعماقرأیت آل ذلك فذاب قلبي في ى تتحول صدري ونزفت دم م ال تستطيعون أن تصيروا أحرارا حت ألنك

م ومهجتكمه وتنقطعوا عن التحدث بالحریة آغایتكب تتسلحون سالح رغبتكم في السعي وراء الحریة إلى

ألمون إنكم تصيرون أحرار بالحقيقة إذا لم تكن أیامكم بال عمل ة تت ا أو آآب تعملونه ولياليكم بال حاجة تفكرون به

ذآراها

ا اة وأعماله وم الحي اهلكم بالمصاعب بل تكونون أحرارا عندما تنطق هم ل آ اد والعمل وتثق ة الج اءآم بمنطق أحق

الها غزاة طليقينتحت أثق والمصائب ولكنكم تنهضون من

تم أنفسكم في ألنكم آيف تستطيعون أن وا السالسل التي أن م تحطم اليكم إذا ل فجر ترتفعوا إلى ما فوق أیامكم ولي

؟دتم بها ساعة ظهيرتكم الحرةإدراآكم قي

ور الشمس وتخط إن ما تسمونه حریة إنما هو بالحقيقة أشد هذهإال ه تلمع في ن فالسالسل قوة وإن آانت حلقات

أبصارآم

؟ الباليةإذنكمصغيرة رثة في وماذا یجدر بكم طرحه عنكم لكي تصيروا أحرارا سوى آسر

شریعة جائرة وجب نسخها ألنها شریعة سطرتها یمينكم وحفرتها على جبينكم فإذا آانت هذه الكسر

ك بغسل الشریعة التي في دواوینكم آال بيد أنكم ال تستطيعون أن تمحوها عن جباهكم بإحراق آتب وال یتم لكم ذل

آل ما في البحار من مياه جباه قضاتكم ولو سكبتم عليها

متهد قدأعماقكمخلعه عن عرشه فانظروا أوال إن آان عرشه القائم في وإن آانت طاغية تودون

لكبریائهم؟ لحریتهم والعار قاعدةیكن الطغيان أساسا لم المفتخرین مااألحرارألنه آيف یستطيع طاغية أن یحكم

عليكم إنما أنتم اخترتموه ولم یضعه أحدفي التخلص منه فإن ذلك الهم وإن آانت هما ترغبون

ذا الخوف دي من وإن آانت خوفا تریدون طرده عنكم فإن جرثومة ه وبكم وليست في ی مغروسة في صميم قل

تخافون

ا تخافون :لدوام عناقا نصفيا على ا الحق أقول لكم إن جميع األشياء تتحرك في آيانكم متعانقة ا تشتهون وم آل م

تسعون وراءه وما تهربون منه وما تتعشقون وما تستكرهون وما

Page 24: النبي- جبران خليل جبران

٢٤

ر ،فيكم آاألنوار والظالل جميع هذه الرغبات تتحرك ئ فإذا اضمحل الظل ولم یبق له من أث ور المتألل أمسى الن

آخر سواهظال لنور

.دها أمست هي نفسها قيدا لحریة أعظم منهاقيو توهكذا الحال في حریتكم إذا حل

Page 25: النبي- جبران خليل جبران

٢٥

العقل و العاطفة

الهوى هات حدثنا عن العقل و:ثم طلبت إليه العرافة ثانية قائلة

وشهواتكم وإنني أهوائكم عوانا على عقولكم ومدارآكم حربا ما تكون نفوسكم ميدانا تسير فيه آثيرا:فأجاب قائال

فوسكمن في أآون صانع سالمنأود أ

ى وحدة وسالم ولكن فأحو افر وخصام إل تم صانعي سالم ل ما فيكم من تن م تصيروا أن ك إذا ل ي ذل ى یكون ل أن

السواء لنفوسكم ومحبين جميع عناصرآم على

النفس وشراعها وهي سائرة في بحر العالم فإذا انكسر السكان أو ) دفة السفينة * ( * إن العقل والهوى هما سكان

ذف فإن سفينة النفستمزق الشراع ال تستطيع أن تتابع سيرها بل ترغم على مالطمة األمواج یمنة ویسرة حتى تق

أمين تحتفطون به في وسط البحرمكان بكم إلى

واء د أهواءه ولكن بالسلطان على الجسد قي استقلإذاألن العقل ا األه ل آانت لهيب ا العق م یرافقه أجج ليفني إذا ل یت

نفسه

صدرك إلى مستوى أهوائك وحينئذ ترى منها ما یطربك ویشرح لك تسمو بعقلكفاجعل نفسك

اء متسامية في آل یوم ألهوائك لكي تعيش أهواؤك وقائدوليكن لك من عقلك دليل وق بعد موتها وتنهض آالعنق ف

رمادها

ر من عزیزین عليكم فإنكم وال شك ال وأرغب إليكم أن تعنوا بالعقل والهوى عنایتكم بطيفين تكرمون الواحد أآث

ویهمل اآلخر یخسر محبة االثنين وثقتهما الثاني ألن الذي یعتني بالواحد

دة سالمها وسكينتها وإذا جلستم في ظالل ول والمروج البعي ة تشاطرون الحق تالل الجميل ين ال ة ب الحور الوارف

األهواء ك في إن اهللا یتحر: في أعماق قلوبكم متهيبين خاشعينوصفائها فقولوا حينئذ

یجب أن تستریحوا في العقل وتتحرآوا في األهواء وما دمتم نسمة من روح اهللا وورقة في حرجه فأنتم أیضا

Page 26: النبي- جبران خليل جبران

٢٦

األلم

األلم هات حدثنا عن:ثم نهضت من بين الجمع امرأة و قالت له

القشرة التي تغلف إدراآكم إن ما تشعرون به من األلم هو انكسار:فأجاب وقال

تتحطم حتى یبرز قلبها من ظلمة األرض إلى نور الشمسنالتي تحجب الثمرة یجب أ لقشرة الصلدةوآما أن ا

ل أن هكذا أنتم أیضا روا عجائب یجب أن تحطم اآلالم قشورآم قب و استطعتم أن تعي م ل اة ألنك ى الحي وا معن تعرف

أفراحكم منالتأمل والدهشة لما آنتم ترون آالمكم أقل غرابة حياتكم اليومية حقها من

ت في حقولكمحياتكم الفصول التي مر بل آنتم تقبلون فصول قلوبكم آما قد قبلتم في غابر

شتاء أحزانكم وآالمكم وسكونوآنتم ترقبون وتتأملون بهدوء

آالمكم رون في الكثير منأنتم مخي

الحكيم الساهر في أعماقكم أسقام بواسطتها یشفي الطبيب وهذا الكثير من آالمكم هو الجرعة الشدیدة المرارة التي

المریضة نفوسكم

الدواء الشافي وتناولوا جرعته بسكينة وطمأنينة وثقوا بما یصفه لكم من،لذلك آمنوا بطبيب نفوسكم

يكم وإن أحرقت ألن یمينه وإن بدت لكم ثقيلة قاسية فهي مقودة بيمين غير المنظور اللطيفة والكأس التي یقدمها إل

.المقدسة الطين الذي جلبته یدا الفخاري األزلي بدموعه صنوعة منشفاهكم فهي م

Page 27: النبي- جبران خليل جبران

٢٧

النفس معرفة

النفس هات حدثنا عن معرفة:ثم قال له رجل

ة آذانكم تتشو ولكن، إن قلوبكم تعرف في السكينة أسرار األیام والليالي:فأجاب قائال ذه المعرف ق لسماع صوت ه

باأللفاظ والعبارات ما تعرفونه باألفكار والتأمالت تعرفونالهابطة على قلوبكم غير أنكم تودون لو

أحالمكم العاري تلمسوا بأصابعكم جسدنوتتوقون إلى أ

ا أنكم تتوقون إلى جميع ذلك فإن الينبوعوحسن ينفجر یوم اق نفوسكم س امن في أعم ى الك ا ویجري منحدرا إل م

عيونكم ب في ساعة ال تعلمونها وتفتح أبوابه أمامفي أعماقكم غير المتناهية سينق البحر والكنز المطمور

تزنوا بها آنزآم غير المعروف ولكن حذار أن تأخذوا معكم موازینكم لكي

له وال وزن وال قياس مشدود ألن الذات بحر محدود أو حبلقياسممعرفتكم ب وال تسبروا غور،آال

» قد وجدت حقا« :قل باألحرى بل»قد وجدت الحق« :أجل وال تقل في ذاتك

» قد رأیت النفس تمشي على طریقي« : بل قل باألولى»طریق النفس قد وجدت« :وال تقل

ألن النفس تمشي على جميع المسالك والطرق

ى ساق ( النفس تطوي ذاتها آالبشنين ،تنمو آالقصبة النفس ال تمشي على حبل أو خيط آال وال هي نبات یقوم عل

.ت التي ال تحصى عدیدهاالبتال ذي) ال ورق له