مسيلمة النبي المخلوع

بق لم

محمد النجار

http://www.alawan.org/article8819.html

http://www.alawan.org/article8858.html

0202ديسمبر

في سجنه بنواحي باريس، كتب الناقد السينمائي

Robert Brasillach اإلخوة األعداء" " في كتابه

مقولة ذهبت مثال: "التاريخ يكتبه المنتصرون". وقد

ت، فتصلنا كتابات المغلوب ورؤيته استثناءا توجد

التاريخ، وفي أغلب الحاالت، لألحداث والوقائع، بيد أن

كتبه قد يشكو من فجوات ال يملؤها إال النص الذي

ل به المنتصر، فال يتوف ر لنا من معلومات إال ما تفض

هنا إليه بنفسه مسب قا. علينا، وال نملك من رؤية إال ما وج

المعلومات ولسان حالنا التسليم بهذهفهل نسلك درب

يقول: مكره أخوك ال بطل؟ أم نسلك درب النفي

دين الجذري ونرمي بكتابات المنتصر وشهاداته، مرد

أي testis unus testis nullus المقولة الالتيني ة

شهادة واحدة تعادل الالشهادة؟

اإليمان، ونمسك العصا من قد نميل إلى أضعف

رواة هذه األخبار في ميزان الجرحوسطها، ونضع

والتعديل لنتبي ن مدى مصداقي تهم، وهذا المنهج هو الذي

.هنا عن مسيلمة اعتمدناه في بحثنا

لحط وا تت فق كل كتب التراث على السخري ة من مسيلمة

من شأنه وتقديمه لنا في صورة كاريكاتوري ة، وتفن ن

"قرآن كالم مسجوع تحت اسم المتفن ون في وضع

فتارة يقول: )ضفدع بنت مسيلمة" أو "سجع مسيلمة"

ضفدعين، نق ى ما تنق ين، أعالك في الماء وأسفلك في

والشاة السوداء، واللبن األبيض، إنه ) :( وتارة1الطين()

لعجب محض، وقد حرم المذق، فما لكم ال

( وغير هذا كثير من السجع 2تجتمعون()

، وقد بحثنا عن أسا هذه الروايات نيدالكاريكاتوري

فوجدنا أن ها بال سند حيث تروى بصيغة " وجاء في

اب" أو "يقال" أو "وذكروا" " األثر" أو وقال مسيلمة الكذ

ا وقفنا عليه، مذكورة بالسند إال أربع روايات فقط، مم

.سنخضعها لمنهج الجرح والتعديل

األولى يرويها الطبري في تاريخه وهي أن الرواية

وأطمعه بالخير إذا مسيلمة قال: )سمع هللا لمن سمع،

طمع، وال زال أمره في كل ما سر نفسه يجتمع. رآكم

فحي اكم، ومن وحشة خال كم، ويوم دينه أنجاكم، رب كم

أبرار، ال أشقياء وال فأحياكم علينا من صلوات معشر

ار، يقومون الليل و يصومون النهار، لرب كم الكب ار،فج

ا رأيت رب الغيوم واألمطار..(. وقال أيضا : )لم

صفت، وأيديهم طفلت، قلت وجوههم حسنت، وأبشارهم

عشر م لهم: ال النساء تأتون، وال الخمر تشربون، ولكن كم

أبرار، تصومون يوما، وتكلفون يوما، فسبحان هللا، إذا

ى ملك السماء ترقون، كيف تحيون، وإل جاءت الحياة

يعلم ما في فلو أن ها حب ة خردلة، لقام عليها شهيد

(. وسند الطبري 3الصدور، وألكثر الناس فيها الثبور()

الخبر هو: )سيف عن الصعب بن عطي ة بن في هذا

على ترجمة بالل عن أبيه وسهم بن منجاب(. لم أقف

ا الصعب بن عطي ة ويبدو أن ه مجهول هو وأبوه، أم

سيف بن عمر ويقول فيه رجال يف المذكور هوس

:الجرح والتعديل في تهذيب التهذيب

سيف بن عمر التميمي البرجمي ويقال السعدي ويقال )

ة الضبعي ويقال األسدي الكوفي صاحب كتاب الرد

.والفتوح

ة: فليس خير قال ابن معين: ضعيف الحديث وقال مر

.منه

يشبه حديثه حديث وقال أبو حاتم: متروك الحديث

.الواقدي

.وقال أبو داود: ليس بشيء

.وقال النسائي والدارقطني: ضعيف

وقال ابن عدي: بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة

.لم يتابع عليها

وقال ابن حب ان: يروي الموضوعات عن األثبات، وقالوا

.أنه كان يضع الحديث

.وقال البرقاني عن الدارقطني: متروك

.وقال الحاكم: ات هم بالزندقة وهو في الرواية ساقط

(4قرأت بخط الذهبي مات سيف زمن الرشيد( )

وفي كتاب تقريب التهذيب قال ابن حجر عن سيف:

( وعل ق 5التاريخ() )ضعيف في الحديث، عمدة في

البرزنجي في كتابه القي م "صحيح وضعيف الطبري"

ران، الشيخ شعي) :قائال ب والدكتور بش ار، عق ب المحر

عمدة في التاريخ" على قول الحافظ "ضعيف الحديث

ا... وحت ى أخباره بقولهما: بل متروك فحديثه ضعيف جد

التاريخ ليست بشيء فقد قال أبو حاتم الرازي: في

.(6الواقدي..() متروك يشبه حديث

ع عن وضع وهذا منطقي فإن كان الرجل ال يتور

لنبي فما بالنا برواية األخبار األحاديث والكذب على ا

مجروح بوجود سيف فيه، وال لوم والتاريخ، فالسند

على الطبري في اعتماده على سيف في تاريخه حيث

أن منهج الطبري واضح في تقديمه لكتابه قائال: )فما

خبر ذكرناه عن بعض الماضين يكن في كتابي هذا من

م أن ه ل أجل مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من

ة، وال معنى في الحقيقة، يعرف له وجها في الصح

في ذلك من قبلنا، وإن ما أتي من قبل فليعلم أن ه لم يؤت

ينا ذلك ى إلينا بعض ناقليه إلينا، وإن ما أد ( على نحو ما أد

ته ى الخبر كما وصله بإسناده وأخلى ذم إن ف فالطبري أد

.نقل الخبر إليه كان هناك استنكار أو لوم، فعلى من

الثانية عن قرآن مسيلمة والتي يذكرها الطبري والرواية

األطحم، والذئب األدلم، هي أن مسيلمة قال: ) والليل

والليل :والجذع األزلم، ما انتهكت أسيد من محرم/ وقال

الدامس، والذئب الهامس، ما قطعت أسيد من رطب وال

اح، ال مكروه بني تميم قوم طهر لق يابس/ وقال: إن

بإحسان، نمنعهم من عليهم وال إتاوة، نجاورهم ما حيينا

كل إنسان، فإذا متنا فأمرهم إلى الرحمن/ وقال: والشاء

وألوانها، وأعجبها السود وألبانها، والشاة السوداء واللبن

محض، وقد حرم المذق، فما لكم ال األبيض، إنه لعجب

، تنق ين ق ى ماتمجعون/ وقال: يا ضفدع ابنة ضفدع، ن

أعالك في الماء وأسفلك في الطين، ال الشارب تمنعين،

رات زرعا، وال الماء رين/ وقال: والمبذ تكد

والطاحنات والحاصدات حصدا، والذاريات قمحا،

طحنا، والخابزات خبزا، والثاردات ثردا، والالقمات

لتم على أهل الوبر، وما لقما، إهالة وسمنا، لقد فض

فامنعوه، والمعتر فآووه، كم أهل المدر، ريفكمسبق

( وسند هذا الخبر هو: )سيف عن7والباغى فناوئوه()

عن عبيد بن عمير عن أثال الحنفي( طلحة بن األعلم

م الحديث عن سيف بن عمر رغم أن ه ينقل هذه وقد تقد

الرواية عن طلحة بن األعلم وهو صدوق من الطبقة

ان، أعاله، أشار إلى أن سيف السادسة، بيد أن ابن حب

الموضوعات عن األثبات. فهذا السند، بن عمر يروي

.وفيه سيف، مجروح أيضا

ها والرواية الثالثة يرويها الطبري عن ابن إسحاق ونص

أنعم هللا على الحبلي، أخرج منها أن مسيلمة قال: )لقد

الخبر ( وهذا8نسمة تسعى، من بين صفاق وحشى()

( وإسناده: 9يضا مذكورا في سيرة ابن هشام)وصلنا أ

من بني حنيفة( ودون أن )ابن إسحاق، عن شيخ

نتعر ض إلى قول رجال الجرح والتعديل في ابن إسحاق

حيث أن اآلراء فيه متضاربة ويكاد يتساوى عدد الذين

حونه، والخالصة في ابن إسحاق يوث قونه مع الذين يجر

ح بال ح ابن تحديث" وقدهي "حسن الحديث إذا صر صر

ثني شيخ من بني حنيفة( لكن من إسحاق هنا قائال: )حد

فهذا إسناد مظلم، كما أن هذه "اآليات" هو هذا الشيخ؟

مسيلمة حيث مذكورة في مواطن أخرى ومنسوبة لغير

أخرج ابن ضريس في فضائل القرآن: )عن أبي وائل:

قال: لم فأسد، أتوا النبي صلى هللا عليه وس أن وفد بني

( أحالس الخيل، 11الزنية) من أنتم؟ فقالوا: نحن بنو

فقال .فقال النبي صلى هللا عليه وسلم: أنتم بنو رشدة

الحضرمي بن عامر: وهللا ال نكون كابن المحولة، وهم

غطفان، كان يقال لهم : بنو عبد العزى بنو عبد هللا بن

عليه وسلم بن غطفان. فقال رسول هللا صلى هللا

للحضرمي : هل تقرأ من القرآن شيئا؟ قال: نعم، فقال:

من عبس وتولى ما شاء هللا أن يقرأ، ثم قال: اقرأه، فقرأ

منها نسمة تسعى وهو الذي من على الحبلى، فأخرج

( وحشا. فقال النبي صلى هللا عليه 11بين شراسيف)

وله ( إسناده حسن. فق12تزد فيها فإن ها كافية() وسلم: ال

آخره..( تنسب في هذا )الذي من على الحبلى، إلى

فجعلها هذا الشيخ من اإلسناد وغيره إلى الحضرمي،

حنيفة، الذي نقل عنه ابن إسحاق، منسوبة إلى بني

ة أخرى تنسب إلى مسيلمة، ونجد هذه الرواية مر

ها: ) عن عائشة رضي أعرابي قرأها أمام عائشة ونص

، أن ها كانت هللا عنها في سفر، فصل ت خلف أعرابي

الحبلى، أخرج منها فقرأ: ألم تر كيف أنعم رب ك على

نسمة تسعى، من بين صفاق وحشى، أليس ذلك بقادر

يحيي الموتى، أال بلى، أال بلى، فقالت عائشة: على أن

( 13زالت نساؤكم في رنة() ما لكم، ال آب غازيكم وال

قال عن شيخإسناده مظلم. ويصف ابن إسحاق مسيلمة ن

بني حنيفة "المجهول" : )وأحل لهم الخمر والزنا،

أن "اآليات" األخرى ( رغم14ووضع عنهم الصالة()

المنسوبة لمسيلمة والتي نقلها الطبري عن سيف بن

تقول: )ال النساء تأتون، وال الخمر تشربون، عمر

يوما، وتكلفون يوما( ولكن كم معشر أبرار، تصومون

د من هذه األخبارويبدو أن اب ن إسحاق نفسه غير متأك

(إذ يقول بعد أن ذكرها: )فاهلل أعلم أي ذلك كان

الرابعة يرويها ابن عساكر في تاريخ دمشق، والرواية

ة بن هبيرة ها: )أن قر العامري قدم على رسول وهذا نص

ة ا كان حج داع الو هللا )صلى هللا عليه وسلم( فأسلم فلم

هللا )صلى هللا عليه وسلم( وهو على نظر إليه رسول

ة، فأتى النبي ناقة قصيرة فقال ة، فقال الناس يا قر يا قر

قلت حين أتيتني؟ )صلى هللا عليه وسلم( فقال: كيف

قال: قلت يا رسول إن ه كان لنا أرباب ورب ات من دون

ا بعثك هللا ندعوهم فال يجيبونا ونسألهم فال يعطونا، فلم

ا أدبر قال رسول هللا )صلى .وتركناهمهللا أجبناك فلم

رسول هللا هللا عليه وسلم( قد أفلح من رزق لب ا، فبعث

)صلى هللا عليه وسلم( عمرو بن العاص إلى البحرين

.هللا )صلى هللا عليه وسلم( وعمرو ثم فتوف ي رسول

على مسيلمة فأعطاني قال عمرو: فأقبلت حتى مررت

دا أرسل في جسيم األموراألمان ثم قال: إن م حم

وأرسلت في المحقرات، وقلت: أعرض علي ما تقول،

نعم ما تنق ين، ال زادا تنقرين فقال: يا ضفدع نق ي فإن ك

رين، ثم قال: يا وبر يا وبر إن ما أنت إبراد وال ماء تكد

وصدر، وسائرك حفر نقر، ثم أتى بأناس يختصمون

م فتسجى قطيفة ث نخالت قطعها بعضهم لبعض إليه في

والذئب األصحم ما كشف رأسه ثم قال: والليل األدهم

ى الثانية فقال: جاء ابن أبي مسلم من محرم، ثم تسج

الدامس والذئب الهامس ما حرمته رطبا إال والليل

في ما صنعتم كحرمته يابس، قوموا فال أرى عليكم

ك لمنبأسا، قال عمرو أما وهللا إن ك لكاذب وإن ا لنعلم أن

دني() ( وسند هذا الخبر هو: )أخبرنا 15الكاذبين، فتوع

السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو القاسم بن

حدثني إبراهيم بن عيسى بن علي أنا عبد هللا بن محمد

هانئ أنا عبد هللا بن صالح ويحيى بن بكير، واللفظ

ن بأنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد ليحيى،

وهذه رواية ضعيفة (أبي هالل عن سعيد بن نشيط

:وموضوعة وذلك من ثالثة وجوه

ل: وجود سعيد بن نشيط" في السند، وقال " الوجه األو

والتعديل: فيه ابن أبي حاتم الرازي في الجرح

( وقال البخاري في كتاب الضعفاء: ال 16مجهول.)

حجر في لسان الميزان: ال ( وقال ابن17يصح )

(18الضعفاء.) عرف، مجهول، ذكره ابن حب ان في ذيلي

بر الخ الوجه الثاني: أن ي تتب عت المتن فرأيت أن أصل

ة بالنبي وال ذكر فيه الستطراد الراوي هو عن لقاء قر

مسيلمة وقرآنه، فأصل الرواية هو الخبر فيما بعد عن

ل فقط في التاريخ وقد ذكره البخاري، وغيره، األو

( بسند آخر، وهو عن يزيد بن جابر 19معل قا)الكبير

ة بن هبيرة، وال ذكر فيه أخبره شيخ بالساحل عن قر

بسند واحد فيما بعد، وإن ما تم دمج الخبرين لمسيلمة،

ورغم أن الرواية ضعيفة ويمكن تجاوزها فإن ي أردت

معرفة متى وقع التحريف فيها وإلصاقها بخبر مسيلمة

ا وقفت عليه، وجدت،مع عمرو بن العاص، ف أن مم

( بسند ابن 21الخرائطي ذكره في مساوئ األخالق)

ودليلي على وقوع خلط في الرواية هو أن ابن عساكر،

كر نفسه تقريبا، ال يذ قانع في معجم الصحابة، وبالسند

( 22( وكذلك البيهقي في شعب اإليمان)21مسيلمة)

:المسألة للقارئ وألخ ص

د هللا بن صالح =الليث بن سعد= سند ابن عساكر: عب

خالد بن يزيد= سعيد بن أبي هالل=سعيد بن نشيط

()وفيه مسيلمة

سند الخرائطي: عبد هللا بن صالح =الليث بن سعد=

خالد بن يزيد= سعيد بن أبي هالل=سعيد بن نشيط

()وفيه مسيلمة، والسند نفسه

سند ابن قانع: ابن بكير =الليث بن سعد= خالد بن

د= سعيد بن أبي هالل=سعيد بن نشيطيزي

(ال يوجد فيه مسيلمة)

سند البيهقي: ابن وهب =الليث بن سعد= خالد بن

يزيد= سعيد بن أبي هالل=سعيد بن نشيط

(ال يوجد فيه مسيلمة)

ة مسيلمة دخلت في السند عند ومن هنا نالحظ أن قص

تين الضعيفتين "عبد هللا بن صالح" وهو الذي خلط القص

ة من طريق غيره تقتصر قط ف بإسناد واحد، بينما القص

ة بن هبيرة بالنبي وال تزيد، وكالعادة نذهب على لقاء قر

الجرح والتعديل لنعرف من هو عبد هللا بن إلى رجال

فيه، وحت ى ال صالح، وهناك من وث قه وهناك من طعن

بن عدي وأعتبره أطيل فإن ي سأقتصر على كالم ا

قال: )هو عندي مستقيم الحديث إال أن ه تلخيصا حيث

د يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط، وال يتعم

( وكالم ابن حجر: )صدوق كثير الغلط، 23الكذب()

(24كتابه، وكانت فيه غفلة() ثبت في

على خبرين، الوجه الثالث: متن هذه الرواية يحتوي

ل هو إسالم ق ة بن هبيرة وحديثه مع النبي ثم فاألو ر

الراوي فجأة للحديث عن عمرو بن العاص ينتقل

أثناء العودة وذهابه إلى البحرين ثم لقائه بمسيلمة

وتنتهي الرواية بأن يقول عمرو بن العاص لمسيلمة بعد

ده مسيلمة. فمتن سماع اب، فيتوع قرآنه: أنت كذ

تين يحتوي على خلط بين ن ت، حيث أالشخصي ا القص

ة بن هبيرة كان قد ارتد بعد إسالمه فمر به عمرو بن قر

د ث عن توع ة تتحد ده، فصارت القص العاص فتوع

ص ة األصلي ة للقارئ مسيلمة لعمرو. وكي ألخ القص

فإن ي ال أجد أحسن من تلخيص الفيلسوف ابن رشد الذي

قال: )قال مالك: بلغني أن رجال قال لعمرو بن العاص،

البحرين في زمان النبي عليه وكان عمرو عامال على

ا وإال فعلن السالم، إن النبي قد توف ي فالحق ببلدك،

وفعلنا، يتواعده، فقال له عمرو بن العاص: لو كنت في

.لدخلنا عليك فيه حفش أم ك

ة بن د بن رشد: القائل لعمرو ]هو[ قر هبيرة بن قال محم

موثقا إلى أبي بكر مع سلمة، كان ارتد وأتي به

ة) ( فأصل25عيينة() ة هو أن قر د عمرو 26القص ( توع

الذي فأدخل الراوي مسيلمة في المشهد وصار هو

ده، وعلى كل حال فالرواية ضعيفة وموضوعة كما يتوع

.أشرنا منذ البداية

ولقاء عمرو بن العاص بمسيلمة تذكره األخبار أن ه كان

كثير: )وذكروا أن وفد عمرو ابن قبل إسالمه، ويقول

الجاهلي ة، بن العاص على مسيلمة، وكان صديقا له في

وكان عمرو لم يسلم بعد، فقال له مسيلمة: ويحك يا

يعني رسول هللا صل ى -أنزل على صاحبك عمرو، ماذا

ة؟ فقال -هللا عليه وسل م لقد سمعت أصحابه :في هذه المد

هي؟ فقال: يقرؤون سورة عظيمة قصيرة، فقال وما

اإلنسان لفي خسر إال الذين آمنوا وعملوا والعصر إن

بالصبر، ففك ر الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا

مسيلمة ساعة ثم قال: وقد أنزل علي مثله. فقال وما

فقال: يا وبر إن ما أنت أذنان وصدر، وسائرك حقر هو؟

لم عله عمرو: وهللا إن ك لت نقر، كيف ترى يا عمرو؟ فقال

له، ( وهذا الخبر ال سند27أن ي أعلم أن ك لتكذب()

ويعل ق جواد علي: )إن ما نسب إلى مسيلمة من آيات،

القرآن ومحاكاة لها، وليس في وضع على وزن آيات

في ""يا وبر يا وبر إلخ" أي شيء يضاهي : "والعصر

النسق أو في المعنى، وعندي أن الخبر من األخبار

عمرو بن العاص قد زار كونالموضوعة. وقد ي

اليمامة، فهذا شيء غير مستبعد، فقد كان تاجرا وكان

ار مك ة يسافرون إلى اليمامة وإلى غيرها لالت جار، تج

ة ا أن ه ذهب خاص لزيارة مسيلمة ومكالمته على نحو أم

ه الصنعة في ما يرد في الخبر، فأسلوب يدل على وجود

ة وصدق ا يدل على الصح (28الرواية() أكثر مم

الروايات المسنودة التي وقفنا عليها وتذكر هذه هي

روايات ضعيفة بعض آيات من قرآن مسيلمة، وهي

ا بقي ة مثلما أثبتنا ذلك، وبمنهج علم الرجال نفسه، أم

ر الروايات األخرى في كتب التراث فإن ها بال سند وتكر

أدنى بالذكرناها، وتأخذها بتسليم و غالبا األساجيع التي

.والحط من شأنه تحقيق، وهدفها السخري ة من مسيلمة

وقبل أن ننهي هذا الفصل فقد بقيت مسألة واحدة وهي

يق، ذكره ابن سالم وجود خبر منسوب ألبي بكر الصد

ا قدم وفد اليمامة بعد في غريب الحديث، وهذا ه: )لم نص

صاحبكم مقتل مسيلمة قال لهم ]أي أبو بكر[: ما كان

، فقالوا: كان ي قول؟ فاستعفوه من ذلك، فقال: لتقولن

نق ي كما تنق ين، ال الشراب تمنعين، وال يقول: يا ضفدع

رين، في كالم من هذا كثير، فقال أبو بكر: الماء تكد

ويحكم، إن هذا الكالم لم يخرج من إل وال بر، فأين

( وهذا الخبر مهم بعكس األخبار السابقة 29بكم؟() ذهب

ألبي بكر وهو رجل معاصر أن الكالم منسوبحيث

.لمسيلمة

( 31ابن إسحاق() وسند أبي عبيدة هو: )ويروى عن

ة البن هكذا معل قا، ويبدو أن الراوي نقلها من كتاب الرد

إسحاق، وهو كتاب مفقود، بيد أن ه ولحسن الحظ وصلنا

ة لمعاصره الواقدي، والواقدي مختص في كتاب الرد

ي ف تفاصيل وتفاصيل التفاصيل ولم يترك خبراإيراد ال

المغازي، مهما كان، إال وذكره، وإذ يروي خبر مجيء

بكر مع خالد بن الوليد فإن ه ال بني حنيفة إلى أبي

ولو كان ،(31يتعر ض إلى هذه الرواية عن أبي بكر)

يعرفها لذكرها، بل وليس من الثابت أن ابن إسحاق

فالخبر معل ق وقد يكون موضوعا، وهذا نفسه قد رواها،

أبي بكر الخبر غير موجود في كتاب المروزي "مسند

يق" والذي جمع فيه كل أحاديثه) ( بغث ها 32الصد

بعض الخبر صحيحا أي قول أبي وغثيثها، وقد يكون

من بكر: "هذا كالم لم يخرج من إل" بمعنى لم يخرج

سيعتبر قرآن إله، فهذا ممكن، وال أظن أن أبا بكر

أراه موضوعا هو "اآليات" التي مسيلمة وحيا، لكن ما

ت في الخبر ث عن الضفدع، والتي دس .تتحد

ة يورد لنا "آيات" قالها مسيلمة والواقدي في كتاب الرد

وهي التالية: )ال أقسم بهذا البلد، وال أثناء لقائه بسجاح،

فر وصفد، مال وولد، وو تبرح هذا البلد، حت ى تكون ذا

(33وخيل وعدد، إلى آخر األبد، رغم من حسد()

ويورد أبياتا على الرجز قالها مسيلمة أثناء لقائه بخالد

اليمامة، وهي التالية: )أنا رسول بن الوليد في معركة

الرازق/ يا ابن وارتضاني الخالق/ القابض الباسط ذاك

( وإن 34الوليد أنت عندي فاسق/ وكافر برب ه منافق()

ح أن هذا الكالم موضوع أيضا إال أن ه أحسن كن ا نرج

ا نسب إليه فيما بعد، فكل ما تقادم الزمن على األقل مم

سيلمة م تفن ن الرواة في وضع آيات كاريكاتوري ة ليصبح

ث عن الضفادع أو عن األفيال في قوله: الفيل وما يتحد

ذلك، الفيل، له زلقوم طويل، إلخ...وغير أدراك ما

تنتشر في القرن ورب ما بدأت هذه "اآليات" المضحكة

الثاني الهجري حيث ذكر النديم في الفهرست أن هشام

هـ( كتب كتابا بعنوان "كتاب 214توف ي ) الكلبي

اب )وسجاح( " ) (35مسيلمة الكذ

ثا عن مسيلمة: ونختم هذا الفصل بقول جواد علي متحد

ال سي ما إذا كان قد نال ويهلك، )فالعادة أن من يفشل

ا من المكانة والجاه واالسم، يحمل عليه وال كثيرا، حظ

ع حت ى أصحابه ومن كان يؤمن به من الدس يتور

(36عليه()

ل من هذا المبحث، ويليه الجزء الثاني انتهى الجزء األو

د وفيه تعريف بمسيلمة ودعوته وعالقته بالنبي محم

.دعوته من بعدهوحربه مع أبي بكر وبقاء

:الهوامش

الباقالني، إعجاز القرآن، تحقيق السي د أحمد صقر، -1

157، القاهرة، ص3دار المعارف، ط

.المصدر السابق -2

د أبو -3 الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محم

، القاهرة، 1969، 2الفضل إبراهيم، دار المعارف، ط

272، ص3ج

تهذيب التهذيب، دار الفكر، ابن حجر العسقالني، -4

261-259، ص 4، ج1984بيروت،

صحيح وضعيف تاريخ الطبري، تحقيق وتخريج -5

د بن طاهر البرزخي، إشراف ومراجعة: وتعليق: محم

-محم د صبحي حسن الحال ق، دار ابن كثير، دمشق

15، ص1ج ،2117بيروت،

.المصدر السابق -6

284-283تاريخ الطبري، مصدر سابق، ص -7

138المصدر السابق، ص -8

سيرة ابن هشام، تحقيق مصطفى السق ا، إبراهيم -9

األبياري، عبد الحفيظ شلبي، دار الكتب العلمي ة،

852، ص2114، 2بيروت، ط

والزنية بالفتح والكسر آخر ولد الرجل والمرأة -10

بني الزنية والزنية لذلك كالعجزة وبنو مالك يسمون

و أنتم بن هم النبي صل ى هللا عليه وسل م بلوإن ما قال ل

الرشدة نفيا لهم عما يوهمه لفظ الزنية من الزنا )لسان

(زنا العرب، مادة

الشرسوف غضروف معل ق بكل ضلع مثل -11

(غضروف الكتف )لسان العرب، مادة شرسف

ابن الضريس، فضائل القرآن، تحقيق: عروة -12

31، ص1987بدير، دار الفكر، دمشق،

وقد جاء ذكر هذا الحديث مختصرا، بال قرآن مسيلمة،

(، وعند 1/292في الطبقات ) بسند آخر، عند ابن سعد

اإلصابة ( وجاء في1/271ابن األثير في أسد الغابة )

( بمختلف األسانيد وأحدها من طريق منجاب بن 2/96)

التي تالها الحضرمي هي سب ح باسم الحارث أن السورة

السيوطي في على، وليس عبس وتول ى. وذكرهرب ك األ

( بالسند نفسه مع اختالف في 15/241الدر المنثور )

ار عن أنس اللفظ، وبسند .آخر عن ابن النج

أبو بكر الدينوري، المجالسة وجواهر العلم، -13

تحقيق: مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن حزم،

187، ص7، ج1998بيروت،

.، مصدر سابقسيرة ابن هشام -14

ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: عمر بن -15

، 46، ج1997غرامة العموري، دار الفكر، بيروت،

154-153ص

الرازي، كتاب الجرح والتعديل، دار الكتب -16

69، ص4، ج1953العلمي ة، بيروت،

د -17 البخاري، كتاب الضعفاء الصغير، تحقيق محم

54، ص1986معرفة، بيروت، إبراهيم زايد، دار ال

ابن حجر العسقالني، لسان الميزان، تحقيق عبد -18

ة، دار البشائر اإلسالمي ة، بيروت، ، 2112الفت اح أبو غد

79، ص4ج

البخاري، التاريخ الكبير، تحقيق عبد الرحمن -19

، 4هجري، ج 1361المعلمي، دائرة المعارف،

182ص

مذمومها، تحقيق الخرائطي، مساوئ األخالق و -20

مصطفى بن أبو النصر الشلبي، مكتبة السوادي

ة، 85، ص1992للتوزيع، جد

ويقول المحق ق في الهامش: إسناده ضعيف، في سنده

عبد هللا بن صالح، صدوق كثير الغلط، وسعيد بن

.نشيط...فهو مجهول

ابة، تحقيق: صالح -21 ابن قانع، معجم الصح

رة، المصراتي، مكتبة الغرباء األثري ة، المدينة المنو

357، ص2هجري، ج 1418

البيهقي، الجامع لشعب اإليمان، تحقيق مختار -22

أحمد الندوي، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع، الرياض،

364، ص6، ج2113

، 5ابن حجر ، تهذيب التهذيب، مصدر سابق، ج -23

228ص

ابن حجر، تقريب التهذيب، تحقيق أبو األشبال -24

الباكستاني، دار العاصمة للنشر والتوزيع،

515هجري، ص1416

ي، -25 د حج ابن رشد، البيان والتحصيل، تحقيق محم

، 16، ج1988، 2دار الغرب اإلسالمي، بيروت، ط

371ص

ة القشيري )العصر -26 ة هو جد الشاعر الصم قر

: األموي( الذي يقول

من خشية أن وأذكر أي ام الحمى ثم أنثني***على كبدي

عا تصد

عا كأن ا خلقنا للنوى وكأن ما*** حرام على األي ام أن نتجم

.وهي من عيون الشعر، وغن تها السي دة فيروز

ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، تحقيق: نخبة من -27

سة قرطبة للنشر والتوزيع، القاهرة، األساتذة، مؤس

345، ص7، ج2111

ل -28 ، 2، بمساعدة جامعة بغداد، طجواد علي، المفص

296-295، ص 7، ج1993

ابن سالم، غريب الحديث، دار الكتب العلمي ة، -29

15-14، ص2، ج2113، 2بيروت، ط

وذكره ابن حبيش في كتاب الغزوات بسند )عن زيد بن

أسلم عن أبيه( انظر كتاب الغزوات البن حبيش، تحقيق

157، ص1983أحمد عنيم،

68، ص1لسابق، جالمصدر ا -30

ة مع نبذة من فتوح العراق....، -31 الواقدي، كتاب الرد

تحقيق يحيى الجبوري، دار الغرب اإلسالمي، بيروت،

144-142، ص1991

يق، تحقيق شعيب -32 المروزي، مسند أبي بكر الصد

هجري 1399األرناؤوط، المكتب اإلسالمي، بيروت،

أورده ابن حزم عن حديثا، وهذا يت فق مع ما 142وهي

:عدد ما روي عن أبي بكر، انظر

ابن حزم، أسماء الصحابة وما لكل واحد منهم من

العدد، تحقيق مسعد عبد الحميد السعدني، مكتبة القرآن

35للنشر، القاهرة، ص

ة، مصدر سابق، ص -33 111الواقدي، كتاب الرد

129المصدر السابق، ص -34

د، كتاب الفهرست للن -35 ديم، تحقيق رضا تجد

المؤل ف الصحيح هو )اسم 111، ص1971طهران،

د بن أبي يعقوب إسحاق النديم، وليس "النديم" =محم

(النديم" كما هو شائع "ابن

ل، مرجع سابق، ج -36 95، ص6جواد علي، المفص

ار) ( باليمامة، وتشير األخبار 1ولد مسيلمة بمنطقة الهد

قبل والدة عبد هللا والد النبي أو قبل إلى أن مولده كان

( المعم رين وتوف ي عن سن ( وأن ه كان من2والدة النبي

أظن ه عاش كل هذا الزمن، ( وال3عاما) 151تناهز

وإن ما المعنى أن ه عاش كثيرا ورب ما توف ي، أو باألحرى

تسعين أو حت ى مائة سنة، واسمه قتل، عن ثمانين أو

لى إ الصحيح هو "مسيلمة" وقد ذهب البعض مستشرقين

أن اسمه "مسلمة" وذكرته كتب التراث "مسيلمة"

مردود من شأنه، وهذا القول تصغيرا له وتحقيرا من

ل أن اسم مسيلمة ليس حكرا على نبي وجهين، األو

ة اسم "مسيلمة بن يزيد اليمامة وجاء في كتاب الرد

بن قيس حين ارتد في القشيري" كان مع األشعث

( وذكر ابن األثير في اللباب: )ناشر بن األبيض4كندة)

بن كنانة بن مسيلمة بن عامر بن عمرو...بطن من

العرب: )عامر بن في معجم قبائل وجاء (5همدان()

( فاالسم بالتصغير ال يعني دائما 6مسيلمة: بطن()

والتحقير إذ قد يعني التعظيم واإلكبار كقولنا التقليل

لبطل، ورب ما تستعمله ""دويهية" لداهية، و"بطيل

العرب في أسماء األعالم من باب التلطيف واإلعزاز

مير بن سعد، للمولود، فنجد من األسماء "عمير" كع

وطليحة، وسهيل، وعبيد، وكليب، وشريح بن الحارث،

وعبيدة، وغيرهم كثير، ومثل ذلك مسلم ومسلمة

والوجه الثاني هو العملة التي نشرها .ومسيلمة

Philippe De Saxe-Cobourg في المجل ة

البلجيكي ة للعملة التابعة للجمعي ة الملكي ة، وترجمة نص

)بأمر أبو ثمامة مسيلمه رسول هللا العربي ة: العملة إلى

باألحرف اليوناني ة ( وهي مكتوبة7أمير المؤمنين()

والالتيني ة، وهي ذهبي ة وعليها صورة هرقل وابنه، وال

ت ب من أن يضرب مسيلمة العملة باسمه، إن صح نتعج

م فرضي ة هذه القراءة، فما سنراه في ثنايا هذا البحث يدع

.بيرةأن ه كانت له مكانة ك

الكامل على قول ابن حزم في جمهرة أنساب ونسبه

اب بن ثمامة بن ن كثير بن حبيب ب العرب: )مسيلمة الكذ

الحارث بن عبد الحارث بن عدي بن حنيفة، يكن ى أبا

( وفي االشتقاق البن دريد: )مسيلمة بن حبيب، 8ثمامة()

اب() يكن ى أبا ثمامة اب" هي 9الكذ (، طبعا لفظة "الكذ

بكر بن وائل إضافتهما، وبنو حنيفة يعودون إلى من

وهي من القبائل العربي ة المشهورة في الجاهلي ة إن لم

ا بكر بن وائل تكن أشهرها، ويقول ابن خلدون: )وأم

دة [...] ففيهم الشهرة والعدد ففي بني حنيفة بطون متعد

أكثرهم بنو الدول بن حنيفة، فيهم البيت والعدد،

( وهم قوم أهل زراعة 11يمامة()ومواطنهم بال

رون المنتوجات ر، يصد الفالحي ة إلى بلدان عديدة وتحض

ة حت ى سم يت "ريف مك ة") اليمامة ( وفي11ومنها مك

ار "سوق حجر" وهو من األسواق الموسمي ة ويأتيه التج

فيه منافرات ومفاخرات مثلما هو والشعراء وتجري

ميمون األعشى( ومن مشاهيرهم 12الشأن في عكاظ)

الشاعر وهو من الفحول وشعره من الطبقة األولى،

ويكن ى بذي التاج وكان مم ن وهوذة بن علي الحنفي

د في13يزور كسرى في المهم ات) الكامل: ( وقال المبر

)كان هوذة ذا قدر عال وكانت له خرزات فتجعل على

بالملوك ]...[ وكتب رسول هللا صل ى هللا رأسه تشب ها

( ومنهم 14الملوك() ه وسل م إلى هوذة، كما كتب إلىعلي

يقظان بن زيد الحنفي ويقال له "مباري الريح" لجوده،

شاركت بنو حنيفة مع إخوانها من أبناء بكر بن وقد

فيها على الفرس، وائل في معركة ذي قار وانتصروا

ويقول ابن حبيب في المحب ر: )وكانت وقعة ذي قار

لعرب من العجم ]...[ ورسول هللا انتصفت فيها ا التي

ة قبل أن يهاجر() ح أبو الفداء في (15بمك ورج

المختصر تاريخ ذي قار بعد هجرة النبي عام وقعة بدر

ل) ( وصن فها أبو عبيدة في "كتاب الديباج" ضمن 16األو

( وقال النبي حين سمع 17العظام) أي ام العرب

دت قد( و18باالنتصار في ذي قار: )بي نصروا() تعم

ذكر نبذة مقتضبة عن أبناء بكر بن وائل، حت ى نفهم فيما

ة بين قريش وبني حنيفة وأسباب رفضهم بعد حرب الرد

.وماضيهم لحكم قريش واعتزازهم بمآثرهم

وكان اسم اليمامة "جو" وقد سم يت "اليمامة" نسبة إلى

تها مشهورة، وكان قبل ذلك يسكن زرقاء اليمامة وقص

فهاجمهم جيش "حمير" ""جو" قبائل "طسم وجديس

( وهذه األخبار تت فق مع نقش أركيولوجي 19وهزمهم)

ميالدي وفيه أن الملك 361اليمن يعود إلى سنة في

وانتصر "الحميري أرسل جيشا إلى "جو

الشعر إليه: ) وفيها يقول األعشى، إن صح (21عليها)

موا شاخص فاستنزلوا أهل جو من مساكنهم**وهد

ذلك وفي البنيان فات ضعا( ثم سكن بنو حنيفة بعدهم،

ة كعادة الرواة .قص

، داعيا إلى عبادة وكان مسيلمة قد تنب أ قبل مبعث النبي

الرحمن حت ى سم ي برحمان اليمامة، وحينما سمعت

د: قريش "بسم هللا الرحمن الرحيم" قال قائلهم للنبي محم

( 21تذكر مسيلمة رحمان اليمامة() )دق فوك، إن ما

الفرقان من سورة 61وذهب أهل التفسير إلى أن اآلية

)وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن، قالوا وما الرحمن أنسجد

وزادهم نفورا( كانت نقاشا حول مسيلمة، إذ لما تأمرنا

جهل: يا ابن أبي يروي مقاتل في تفسيره: )قال أبو

( 22كبشة، تدعو إلى عبادة الرحمن الذي باليمامة()

الطبري: )وذكر بعضهم أن مسيلمة كان وفي تفسير

ا قال لهم النبي صل ى هللا عليه وسل م يدعى الرحمن، فلم

اسجدوا للرحمن، قالوا: أنسجد لما يأمرنا رحمان

ف ( وفي معالم التنزيل للبغوي: )ما نعر23اليمامة؟()

اب، الرحمن إال رحمان اليمامة، يعنون مسيلمة الكذ

تفسير ( وفي24كانوا يسم ونه رحمان اليمامة()

القرطبي: )ما نعرف الرحمن إال رحمن اليمامة، يعنون

اب() مسيلمة ( وفي الجواهر للثعالبي: )يعني أن 25الكذ

الرحمن إال رحمان كف ار قريش قالوا: ما نعرف

تفسير الرازي ويتمي ز بأن ه مسند ( وفي26اليمامة()

للصحابة والتابعين: )قد بلغنا أن ه إن ما يعل مك هذا الذي

أهل اليمامة يقال له الرحمن وإن ا وهللا تأتي به رجل من

ع إلخ... لكن (27لن نؤمن به أبدا() مسيلمة لم يد

األلوهي ة وال أظن قريشا تعنيه بالسجود في قولها

( وإن ما رفضت هذه التسمية ألن ها إلله لما تأمرنا )أنسجد

الرحمن( ولذلك قالوا: ) مسيلمة وهي تعرفه باالسم

)أنسجد لما تأمرنا( على سبيل المناكرة وليس )أنسجد

لمن تأمرنا( وإذ أن مسيلمة كان يدعو إلى عبادة

اللقب، فسم ي برحمان الرحمن فقد غلب عليه هذا

الرحمن هو هللا، وهيوال أظن قريشا تجهل أن اليمامة،

لفظة مشهورة وقتئذ، ويستعملها اليهود والمسيحيون،

رأيي، كان على التسمية وإن ما اعتراضهم، حسب

يني د بوصفها تحيل على مسيلمة وما يتبع ذلك من انقياد

من قريش لبني حنيفة، ولهذا قالوا إن مسيلمة يعل م

دا القرآن حيث إن ما وا:جاء في تفسير القرطبي: )قال محم

اب، يعل مه بشر وهو رحمان اليمامة يعنون مسيلمة الكذ

[فأنزل هللا تعالى: الرحمن عل م القرآن ]إلى آخر السورة

وفي الكش اف للزمخشري أن الوليد بن المغيرة (28)(

إال سحر يؤثر عن مسيلمة وعن قال: )وما الذي يقوله

ة رسو ( وفي معالم التنزيل في تفسير29أهل بابل()

ث ر: )إن هذا إال قول البشر يعني يسارا وجبرا فهو المد

وقيل يرويه عن مسيلمة صاحب يأثره عنهما،

اء: ) وما31اليمامة() قوله إال ( وفي معاني القرآن للفر

اب() (31السحر تعل مه من مسيلمة الكذ

رون على أن اآليات )إن ه :1مالحظة يت فق تقريبا المفس

ر فق ر ثم فك ر وقد ر ثم نظر ثم تل كيف قد قتل كيف قد

ؤثر ي عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إال سحر

( كانت نزلت 28-15إن هذا إال قول البشر( )المدث ر،

المغيرة ويكن ى "الوحيد" في قومه لمعرفته في الوليد بن

إن هذا إال قول ) :بالبالغة وأشعار العرب، وهو يقول

غض النظر عن أن ها شهادة من رجل جاهلي البشر( وب

مكانة في اللغة، فقد وضعت رواية منسوبة للوليد بن ذي

ر كثيرا عند المدافعين عن إعجاز المغيرة، نراها تتكر

وإن عليه القرآن، تقول: )قال الوليد: إن له لحالوة،

لطالوة، وإن أعاله لمثمر، وإن أسفله مغدق، وما هو

د أن الوليد اعتبره من (بقول البشر فالقرآن نفسه يؤك

ر، فكيف ننسب إليه قول البشر، وذلك بعد أن فك ر وقد

عكس ما قال القرآن؟ فانظر، يا أصلحك هللا، كيف

.الروايات توضع

ر لفظة الرحمن كثيرا في القرآن2مالحظة : نالحظ تكر

المك ي بعكس القرآن المدني وقد شككت في يكون النبي

وزوجة مسيلمة كانت من قريش ل م من مسيلمة،قد تع

وهي كيسة بن الحارث، من بني عبد شمس جد

األموي ين، وهي بنت أخي أروى والدة عثمان بن عف ان،

جها أبو العاصي وهي أيضا بنت أخي فاختة التي تزو

، وال ذكر ت بن الربيع بعد وفاة زوجته زينب بنت النبي

يلمة بل ال تذكر له عقبا األخبار أن كيسة قد ولدت لمس

شرحبيل بن مسيلمة" عند الذهبي في " أصال، وجاء ذكر

حنيفة في ( وكان محاربا مع بني32تاريخ اإلسالم)

ة، ورب ما هو ابن مسيلمة فمات مع أبيه حروب الرد

جا .وانقطع ذكره وجد كيسة بنت الحارث، كان متزو

لب، عم ة .) من البيضاء بنت عبد المط وليس (33النبي

ة مرارا، وزوجته من المستبعد أن يكون مسيلمة زار مك

قرشي ة، لكن نا ال نملك دليال على تعل م النبي من مسيلمة

.التي أطلقتها قريش ونقلتها لنا األخبار سوى اإلشاعات

وبعوثا وجيوشا من المدينة إلى عديد أرسل النبي سرايا

يحاول غزو بني األماكن في الجزيرة العربي ة لكن ه لم

حنيفة، بل أن ه أرسل جيشا إلى مؤتة لمحاربة

البيزنطي ة بجيشها النظامي الكبير الذي اإلمبراطوري ة

تبوك، ورغم ذلك لم يبلغ مائة ألف وخرج بنفسه إلى

ة أن فيها شخصا يرسل جيشا واحدا إلى اليمامة خاص

عي ح بعد تمحيص وغربلة يد ة، وهو ما يجعلنا نرج النبو

مسيلمة لم يكن معارضا للنبي لألخبار واألحاديث أن

، وال ففي األخير هما يدعوان إلى إله واحد توحيدي

إشكال، من حيث المبدأ، في أن يرسل هللا أكثر من نبي

واضرب لهم مثال أصحاب القرية إذ ) :في عصر واحد

زن جاءها المرسلون، إذ أرسلنا إليهم إثنين بوهما فعز ا فكذ

( ففي هذه14-13فقالوا إن ا إليكم مرسلون( )يس، بثالث

زهما بثالث، وكذلك ال اآلية أرسل هللا رسولين ثم عز

دا في عصر إشكال في أن يرسل هللا مسيلمة ومحم

د خاتم واحد، وال يتعارض هذا مع كون النبي محم

ح أن ه ال المرسلين. ونحن نعطي هذه األمثلة لنوض

اإلسالمي ة في أن يكون ري ةمشكلة من الناحية النظ

د أن نا ث مسيلمة نبي ا مرسال مع النبي محم د، وأؤك نتحد

من ناحية المبدأ فقط دون أن نتناول صدق أو كذب النبي

ة ال يعني أن ه كان كاذبا، اآلخر. كما عي النبو أن مقتل مد

صادقا، والقرآن نفسه يشير ونجاحه ال يعني أن ه كان

ضوا إلى القتلإلى أن بعض األ فبما ) :نبياء قد تعر

نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات هللا وقتلهم األنبياء بغير

قلوبنا غلف بل طبع هللا عليها بكفرهم فال حق وقولهم

فقتل النبي وفشل (155يؤمنون إال قليال( )النساء،

دعوته ال يعني أن ه كان كاذبا، كذلك قتل مسيلمة وفشل

إلى أن فشل الدعوة ال يعني أن دعوته. وإذ أشرنا

سها كاذب، فكذلك نضرب مثاال على أن نجاح مؤس

سها، وأبلغ مثال عندنا هو الدعوة ال يعني صدق مؤس

الديانة المسيحي ة واعتبار عيسى ابن هللا، فمليارات البشر

وسيؤمنون بهذه العقيدة، رغم أن ها عقيدة آمنوا ويؤمنون

كقول القرآن )لقد كفر سالمي ة،كافرة من وجهة النظر اإل

(17 الذين قالوا إن هللا هو المسيح ابن مريم( )المائدة،

وتكاد أن تنشق األرض من كفر هذه العقيدة: )تكاد

رن منه وتنشق األرض وتخر الجبال السماوات يتفط

ا( )مريم، تخر ( فمنذ ألفي سنة والجبال تكاد أن91هد

المسيحي ة وانتشرت في ورغم ذلك فقد نجحت العقيدة

.أنحاء العالم

والنبي لم يحارب مسيلمة وإن ما حاربته قريش في عهد

ة أبي بكر تحت غطاء ة، وذلك بعد أن اقترنت النبو الرد

د لتب بالملك، فقريش تستمد شرعي تها من سط النبي محم

سلطانها على جميع العرب، فرفضت بنو حنيفة هذا

، فإن الحكم كان هناك تفاضل في المآثر والمجد القرشي

بذلك وإن كان هناك تفاضل فبنو حنيفة يرون أن هم أحق

ة ة فبنو حنيفة يرون أيضا أن النبو يهم، ف غيبي بالنبو

ويروي الزمخشري إن رهط مسيلمة كانوا يقولون:

وتروي األخبار أن مسيلمة قال: (34)نحن أنبياء هللا()

ش قري تخبروني بماذا صارت)يا بني حنيفة، أريد أن

ة واإلمامة منكم؟ وهللا ما هم بأكثر منكم أحق بالنبو

بالدكم ألوسع من بالدهم، وأموالكم أكثر وأنجد، وإن

د حكم ( وقد وضعت أحاديث35من أموالهم() كثيرة توط

قريش وإمامتها على العرب، حت ى وصلت درجة

ح أن بعضها إلى درجة هذه الحديث المتواتر، وأرج

وأحقي تها الروايات التي تتحد ث عن فضل قريش

باإلمارة والحكم إن ما برزت بعد وفاة النبي بعد حروب

ة، وقد الحظ فرج فودة مالحظة ذكي ة قائال: )وهي الرد

ام، كل ها أحاديث وضعها من ال دين لهم إال هوى الحك

وال ضمير لهم وال عقيدة، لكن ك في نفس الوقت تخشى

ت هامك بالعداء للسن ة ]...[ وال تجد مهربا إال ا من

بني ساعدة في المدينة، والذي بتداعيات اجتماع سقيفة

و وسارع أب اجتمع فيه األنصار النتخاب سعد بن عبادة،

بكر وعمر وأبو عبيده الجراح إليهم ورش حوا أبا بكر،

طويل بين الطرفين، انتهى بمبايعة أبي بكر، ودار حوار

ذكرا للحديث استعراضك للحوار، ال تجدوأنت في

النبوي السابق، وهو إن كان حديثا صحيحا لما جرؤ

عبادة سي د الخزرج على ترشيح نفسه، ولكفى سعد بن

اح مؤونة المناظرة، ولما فاتهم أن أبا بكر وعمر والجر

يذكروه وهو في يدهم سالح ماض يحسم النقاش، ويكفي

ظل رافضا لبيعة أبي بكر إلى أن تعلم أن سعد بن عبادة

يأخذ بيده إلى هذا الحديث فيبايع أن مات، ولم يجد من

عن رضى وهو الصحابي الجليل ذو المواقف غير

(36المنكورة في اإلسالم()

فاة إال بعد و فلم يحدث الصدام بين قريش وبني حنيفة

ا أثناء حياته فلم تكن العالقة بين مسيلمة ، أم النبي

د ة، وقد كان لقرآن مسيلمة تأثير حت ى ومحم بهذه الحد

ث الناس به حيث يروي على الناس في المدينة وتحد

لمة مسي الهيثمي في مجمع الزوائد: )أكثر الناس في شأن

قبل أن يقول رسول هللا صل ى هللا عليه وسل م فيه شيئا

ا بعد، ففي شأن هذا فقام رسول هللا خطيبا فقال: أم

ابا الرجل الذي قد أكثرتم فيه وأن ه اب من ثالثين كذ كذ

لغه يب يخرجون من بين يدي الساعة وإن ه ليس من بلد إال

رعب المسيح/ رواه أحمد والطبراني وأحد أسانيد أحمد

( ونستشف من 37رجال الصحيح() والطبراني رجاله

يشغلهم لمة شغل الناس، وال يمكن أنهذا الخبر أن مسي

بقرآن ركيك، ومن الواضح أن ه أهم النبي أيضا وشغل

الصحيح أن النبي رأى في المنام باله حيث جاء في

المنام يوحي وكأن في يديه سوارين من ذهب، وهذا

ر النبي منامه نفسي ا بشعور من التقييد والهم ، وفس

) بمسيلمة الحاكم في المستدرك: ( وأخرج 38والعنسي

مسيلمة: تشهد أن ي )أتى رسول هللا مسيلمة، فقال له

رسول هللا؟ فقال رسول هللا صل ى هللا عليه وسل م: آمنت

ر لهلكة قومه، هذا باهلل ورسله، ثم قال: إن هذا رجل أخ

( وكأن النبي 39ولم يخرجاه() حديث صحيح اإلسناد

دكان يشك في حال مسيلمة فلم ينف و ي ن وإن ما ب لم يؤك

إيمانه باهلل ورسله وجاء في الحديث الصحيح أن مسيلمة

النبي في المدينة حيث أخرج البخاري: )قدم مسيلمة زار

اب على عهد رسول هللا فجعل يقول: إن جعل لي الكذ

د األمر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من محم

بن قيس بن قومه فأقبل إليه رسول هللا ومعه ثابت

قطعة جريد حت ى وقف على شم اس وفي يد رسول هللا

مسيلمة في أصحابه فقال: لو سألتني هذه القطعة ما

أعطيتكها ولن تعدو أمر هللا فيك ولئن أدبرت ليعقرن ك

( ونحن 41أريت فيك ما رأيت() هللا وإن ي ألراك الذي

، نستبعد أن يكون مسيلمة قد طلب اإلمارة بعد النبي

ة أن ه جاء في جيش كبير إلى المدينة، وإن ما الدالئل خاص

أن ه جاء يطالب بتقاسم األرض، فنصف تشير إلى

رد الذي لقريش ونصف لبني حنيفة، وهو نفسه الجواب

به ملك اليمامة هوذة بن علي على رسالة النبي قائال:

األمر لي من بعده سرت إليه وأسلمت )إن جعل

ال، وال كرامة، :ه، فقال النبي ونصرته وإال قصدت حرب

( وال أظن أن هوذة بن علي طلب أن 41اللهم اكفنيه()

د، فهذا غير منطقي وهو يكون األمر له من بعد محم

ة والعدد ما يستطيع أصال ملك على اليمامة وله من القو

جواب أن يحافظ به على مكانته، وإن ما الراجح عندنا أن

د، أو أن هوذة الحقيقي هو أن ي قتسم األرض مع محم

ما تحت يديه فال يعتدي أحدهما يحافظ كل منهما على

" " على اآلخر، ويبدو أن ه كان بينهما ات فاق دبلوماسي

بتعبير عصرنا وسالم وتبادل للهدايا، حيث يذكر ابن

اإلصابة شخصا اسمه "كركرة": ) كركرة، حجر في

وذة بن علي ه مولى رسول هللا كان نوبي ا، أهداه له

() ( كما أن هوذة حين أتاه رسول 42الحنفي اليمامي

، وهو سليط بن عمرو، أجازه بجائزة وكسوة، النبي

مسيلمة قائال: )إن ولذلك نفهم الكالم المنسوب إلى

( ويجعل أهل األخبار هذا الكالم 43قريشا قوم يعتدون()

ح أن ه وقع في ين بمراسلة بين النبي ومسيلمة ونحن نرج

.أبي بكر ومسيلمة

د البعض أن بني حنيفة ات بعت مسيلمة بسبب يرد

ويستشهدون بما ذكره الطبري في العصبي ة القبلي ة،

اب ربيعة أحب إلي تاريخه قول أحد أتباع مسيلمة: ) كذ

من صادق مضر( فالقائل يعلم أن مسيلمة، وهو من

اب، دا، وهو من مضر، صاد ربيعة، كذ ق، وأن محم

ا أورد لكن ه تبع مسيلمة عصبي ة، لكن هؤالء ه يغفلون عم

الطبري، برواية أخرى، في السطر الموالي مباشرة

اب ربيعة أحب إلي من وهو أن هذا الرجل قال: )كذ

اب مضر() دا ( فالرجل يعتبر44كذ مسيلمة ومحم

ابين على السواء، والروايتان يرويهما سيف بن عمر كذ

م ا وقد ل. ولو عقدنا تقد لحديث بشأنه في الجزء األو

ومحم د، لالحظنا أن النبي مقارنة سريعة بين مسيلمة

ة، وطيلة دعوته، لم يت بعه إال ة حوالي مائ حينما كان بمك

شخص، ولم يؤث ر قرآنه فيهم، ولم يبدأ الناس في دخول

إال بعد الهجرة بفضل الغزوات والغارات، بينما اإلسالم

أغار على غيره، وقد ات بعه التاريخ أن مسيلمة لم يذكر

ا يشير إلى تأثير قرآنه عليهم .اآلالف، مم

ل وقد وصلنا بيتان من الشعر في مدح مسيلمة، فاألو

قصيدة لشاعر من بني حنيفة: ) على البحر البسيط من

الورى سموت بالمجد يا ابن األكرمين أبا***وأنت غيث

ا قول ( ويعل 45ال زلت رحمانا() ق الزمخشري: ) وأم

مسيلمة: رحمان اليمامة، وقول شاعرهم بني حنيفة في

رحمانا، فباب من فيه: وأنت غيث الورى ال زلت

( والبيت اآلخر، على الوافر،46تعن تهم في كفرهم()

ا قول أورده فخر الدين الرازي في التفسير الكبير: ) وأم

ناظرات يوم بدر***إلى الرحمن تنتظر الشاعر: وجوه

والرواية الصحيحة: الخالصا، قلنا هذا الشعر موضوع،

وجوه ناظرات يوم بكر***إلى الرحمن تنتظر الخالصا،

اب، ألن هم كانوا والمراد من هذا الرحمن مسيلمة الكذ

فأصحابه كانوا ينظرون إليه يسم ونه رحمن اليمامة،

( ونالحظ47ألعداء()ويتوق عون منه التخل ص من ا

الوفاء الشديد الذي يكن ه أتباع مسيلمة لنبي هم، واستعدادهم

بأرواحهم، فقد جاء رسوالن من مسيلمة إلى للتضحية

احة : )أتشهد النبي وأحدهما يدعى ابن النو فقال له النبي

ال فق أن ي رسول هللا؟ فقال: أشهد أن مسيلمة رسول هللا،

( وهناك من 48 رسوال لقتلتك()رسول هللا: لو كنت قاتال

أسلم وقرأ القرآن ثم ارتد وعاد إلى أصحاب مسيلمة من

ا مجاعة اليمامة حيث يروي ابن األثير في الكامل: )وأم

ال عند رسول هللا حت ى ال فأسلما، وأقام الرج أ قر والرج

، سورة البقرة وغيرها وتفق ه وعاد إلى اليمامة فارتد

أشرك مسيلمة معه فكانت فتنته أشد هللا وشهد أن رسول

ب49من فتنة مسيلمة() ة تعل ق ( ولنا أن نتعج من شد

أصحاب مسيلمة به إذ أن ه حينما ات جه خالد بن الوليد إلى

ة قبض، في طريقه، اليمامة لمحاربة مسيلمة في الرد

عددهم ثالثة وعشرون على جماعة من بني حنيفة

ي حنيفة، ماذا تقولون فيرجال: ) فقال لهم خالد: يا بن

د بن عبد صاحبكم مسيلمة؟ فقالوا: نقول إن ه شريك محم

ته م خالد بقي ة القوم وضرب أعناقهم [...] هللا في نبو فقد

لهم مت سع من ( وقد قتلهم خالد صبرا وكان51صبرا()

وا على الوقت للتراجع أو "التوبة" ورغم ذلك أصر

.قطعت أعناقهم موقفهم حت ى

ير ابن كثير في البداية والنهاية إلى عدد الجيشويش

الضخم الذي كان يدافع عن مسيلمة: )وقد ذكر ذلك

بعث خالد بن الوليد مستقصى في أيام الصديق حين

لقتال مسيلمة وبني حنيفة، وكانوا في قريب من مائة

( 51أو يزيدون، وكان المسلمون بضعة عشر ألفا() ألف

وإن ما المعنى الذي نستخلصه وهذا رقم مهول مبالغ فيه،

كثيرا هو أن عدد بني حنيفة المساندين لمسيلمة كان

ويفوق عدد المسلمين، وقد استمات الحنفي ون في الدفاع

القتل بين الطرفين، ولهذا السبب قام أبو حت ى استحر

عثمان، حيث بكر بجمع القرآن في مصحف، قبل جمع

مامة، وكانت مذبحة قتل الكثير من حملة القرآن في الي

وأتباعها وحنيفة، وهذا هو طريق الملك بين قريش

والدماء، وقد سبى والسلطان، طريق معب د بالجماجم

المسلمون نساء بني حنيفة ومنهن خولة بنت قيس كانت

نصيب علي بن أبي طالب وأنجب منها محم د بن من

واسمه وكنيته وسيرته "الحنفي ة وكنيته "أبو القاسم

د وهو ما دفع سليمان بشيرتتش ابه كثيرا مع النبي محم

إلى القول بوجود خلط في أحداث السيرة النبوي ة وإن ها

ة من سيرة د بن الحنفي ة) مستمد (52محم

وحينما قتل مسيلمة صرخت جارية من فوق قصره

( وقال 53تندب مسيلمة قائلة: )وا أمير المؤمنيناه()

با ثمامه***لهفي على ركني عليك أ أحدهم يرثيه: )لهفي

شمامه/ كم آية لك فيهم***كالشمس تطلع من

( وبعد موت مسيلمة لم تفتر دعوته تماما 54غمامه()

دون آيات من قرآنه ويصل ون بها وإن ما بقي البعض يرد

حت ى زمن خالفة عثمان بن عف ان، وقد روى أحمد

والدارمي والبزار والنسائي وغيرهم رواية بألفاظ

حنيفة مسجد في الكوفة لفة وخالصتها: كان لبنيمخت

هللا، آذانه: أشهد أن ال إله إال هللا وأن مسيلمة رسول

وكانوا يقيمون الصالة بقرآن مسيلمة، ويفشون أحاديثه،

خبرهم إلى عبد هللا بن مسعود وكان فسمعهم رجل فنقل

فأرسل من قبض والي الكوفة في زمن عثمان بن عف ان،

ء بهم، فاستتابهم، فتاب بعضهم وأبى بعضهم، عليهم وجا

( ويبدو أن ال فرق بين 55أعناق الذين أبوا) فضرب

د ومسيلمة من حيث الجوهر ورب ما من حيث دين محم

دا في الدين العبادات أيضا، بل رب ما يكون مسيلمة متشد

من النبي إذ يذكر ابن سعد بإسناد حسن )عن أبي أكثر

الخطاب دخل مربدا له ثم بنمريم الحنفي أن عمر

خرج فجعل يقرأ القرآن، قال له أبو مريم: يا أمير

المؤمنين إنك خرجت من الخالء، فقال: أمسيلمة أفتاك

كان من أصحاب مسيلمة وهو ( وأبو مريم56بهذا؟()

اب في معركة اليمامة، وفي قاتل زيد بن عمر بن الخط

ء حاجة ثم هذا الحديث أن عمرا خرج إلى الخالء لقضا

فأشار عليه أبو مريم بضرورة عاد وأخذ يقرأ القرآن

الوضوء، فقال له عمر: هل هذا من فتاوى مسيلمة؟

:الهوامش

ياقوت الحموي، معجم البلدان، دار صادر، بيروت، -1

394، ص5ج 1977

السهيلي، الروض األنف، تحقيق مجدي بن منصور -2

، 2ة، بيروت، جبن سي د الشورى، دار الكتب العلمي

81ص

الذهبي، تاريخ اإلسالم...، تحقيق عمر عبد السالم -3

73، ص 3، ج1989تدمري، دار الكتاب العربي،

ة، مصدر سابق، ص -4 215الواقدي، كتاب الرد

ابن األثير، اللباب في تهذيب األنساب، مكتبة -5

289-288، ص3، ج1971المثن ى، بغداد،

الة، معج -6 سة عمر رضا كح م قبائل العرب....، مؤس

713، ص2، ج1997الرسالة، بيروت،

(7-) Revue Belge de Numismatique,

Philippe De Saxe-Cobourg, Curiosités

orientales…, Bruxelles, 1891, 47 éme

Année, p311-312

وأظن ه Th.Rhode ويذكر عملة أخرى من مجموعة

Theodore أي Rohde خطأ مطبعي ا في اإلسم بل

Rohde ،)وجاء في العملة: )ضرب محم د رسول هللا

وعليها صورة هرقل وابنه، ولم تذكر كتب وهي ذهبي ة

دا ضرب العملة باسمه، )انظر مثال التاريخ أن محم

شذور العقود في ذكر النقود للمقريزي( ولكن كل شيء

ت هذه القراءة .جائز، هذا إن صح

ة أنساب العرب، تحقيق عبد السالم ابن حزم، جمهر -8

د هارون، دار المعارف، ط ، 1982، القاهرة، 5محم

311ص

د -9 ابن دريد، االشتقاق، تحقيق عبد السالم محم

347، ص1991هارون، دار الجيل، بيروت،

تاريخ ابن خلدون، تحقيق خليل شحادة، مراجعة -10

، 2، ج2111سهيل زكار، دار الفكر، بيروت،

361ص

، 1الذهبي، تاريخ اإلسالم، مصدر سابق، ج -11

351ص

سعيد األفغاني، أسواق العرب في الجاهلي ة -12

359-358، ص 1961واإلسالم، دمشق،

الزركلي، األعالم، دار العلم للماليين، بيروت، -13

112، ص 8، ج2112، 15ط

د -14 المبرد، الكامل في اللغة واألدب، تحقيق محم

سة الرسالة، أحمد الدالي 911، ص1992، مؤس

ابن حبيب، المحب ر، تحقيق إيلزه ليختن شتيتر، دار -15

361اآلفاق الجديدة، بيروت، ص

أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، تحقيق نخبة -16

، دار المعارف، 69من األساتذة، سلسلة ذخائر العرب

115، ص1، ج1998

حقيق العثيمين أبو عبيدة، كتاب الديباج، ت -17

، 1991وجربوع، مكتبة الخانجي للطباعة والنشر،

62ص

( 5:312أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ) -18

( والهيثمي في 3:493وأحمد في فضائل الصحابة )

(3:76مجمع الزوائد )

المقدسي، البدء والتاريخ، البدء والتاريخ، مكتبة -19

31-28، ص 3الثقافة الدينية، ج

(20-) Robert G.Hoyland, Arabia and

the Arabs…., Routledge, USA, 2001,

p49

et aussi : Revue du monde musulman

et de la méditerranée, Christian Robin,

Quelques épisodes marquants…., V

61, 1991, p64

، ص 4السهيلي، الروض األنف، مصدر سابق، ج -21

355

تفسير مقاتل بن سليمان، تحقيق أحمد فريد، دار -22

441، ص2، ج2113الكتب العلمي ة، بيروت،

تفسير الطبري، تحقيق التركي، هجر للطباعة -23

482، ص17، ج2111والنشر، القاهرة،

تفسير البغوي، تحقيق نخبة من األساتذة، دار طيبة -24

92، ص6هجري، ج 1411للنشر والتوزيع، الرياض،

تفسير القرطبي، تحقيق التركي بمشاركة -25

سة الرسالة، بيروت، ، 2116عرقسوس وبركات، مؤس

459، ص 15ج

تفسير الثعالبي، تحقيق نخبة من الشيوخ، دار -26

215، ص 4، ج1997إحياء التراث العربي، بيروت،

د -27 تفسير ابن أبي حاتم الرازي، تحقيق أسعد محم

، 1997ر مصطفى الباز، الرياض، الطي ب، مكتبة نزا

2716-2715، ص 8ج

-112، ص21تفسير القرطبي، مصدر سابق، ج -28

113

الكش اف للزمخشري، تحقيق عادل أحمد عبد -29

ض، مكتبة العبيكان، د معو الموجود وعلي محم

257، ص 6، ج1998الرياض،

269، ص 8تفسير البغوي، مصدر سابق، ج -30

، 1983ي القرآن، دار عالم الكتب، الفراء، معان -31

212، ص 3ج

، ص 3الذهبي، تاريخ اإلسالم، مصدر سابق، ج -32

38

السمعاني، األنساب، تقديم وتعليق: عبد هللا عمر -33

61، ص 5، ج1988البارودي، دار الجنان، بيروت،

219، ص 2الكش اف، مصدر سابق، ج -34

ة، مصدر سابق -35 118، ص الواقدي، كتاب الرد

فرج فودة، الحقيقة الغائبة، دار الفكر للدراسات -36

19-18، ص 1988، 3باريس، ط-والنشر، القاهرة

رقم الحديث في الشاملة: مجمع الزوائد للهيثمي -37

( صحيح ابن 19565( مسند أحمد ) 3/343)

(8773( الحاكم في المستدرك ) 6778حب ان)

( 8116د أحمد )( مسن31116مصن ف أبي شيبة ) -38

( سنن 4218مسلم ) ( صحيح3351صحيح البخاري )

( سنن 2216( سنن الترمذي )3912ابن ماجة )

..إلخ (7649النسائي )

(4353مستدرك الحاكم: ) -39

4218، صحيح مسلم: 3351صحيح البخاري: -40

، ص 1أبو الفداء، المختصر، مصدر سابق، ج -41

177

مييز الصحابة، تحقيق ابن حجر، اإلصابة في ت -42

هجر للبحوث والدراسات التركي، بالتعاون مع مركز

264، ص 9العربي ة واإلسالمي ة، القاهرة، ج

د أبو -43 الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق محم

، القاهرة، 1969، 2الفضل إبراهيم، دار المعارف، ط

146، ص 3ج

286، ص 3المصدر السابق، ج -44

، روح المعاني، دار إحياء التراث األلوسي -45

59، ص1العربي، بيروت، ج

، ص 1الزمخشري، الكش اف، مصدر سابق، ج -46

119

فخر الدين الرازي، التفسير الكبير ومفاتيح الغيب، -47

229، ص 31، ج1981دار الفكر،

( وبسند ولفظ 1733أخرجه البزار في مسنده ) -48

والحاكم في ( 2381مختلف أبو داود في سننه )

(3524( وأحمد في مسنده )2583المستدرك )

ابن األثير، الكامل في التاريخ، تحقيق عبد هللا -49

، ص 2، ج1987القاضي، دار الكتب العلمي ة، بيروت،

98

ة، مصدر سابق، ص -50 119الواقدي، كتاب الرد

ابن كثير، البداية والنهاية، تحقيق التركي، هجر -51

333، ص 9، ج1998نشر...، للطباعة وال

مة في التاريخ اآلخر، نحو -52 سليمان بشير، مقد

، ص 1984قراءة جديدة للرواية اإلسالمي ة، القدس،

.وما بعدها 163

334المصدر السابق، ص -53

، ص 4السهيلي، الروض األنف، مصدر سابق، ج -54

355

( مسند 8675( سنن النسائي )3644مسند أحمد ) -55

( 8762األوسط للطبراني ) ( المعجم1787زار )الب

( سنن الدارمي 33411مصن ف ابن أبي شيبة )

(18718مصن ف عبد الرزاق ) (2558)

91، ص 9ابن سعد، الطبقات، مصدر سابق، ج -56

( وابن أبي شيبة 1318وانظر: مصن ف عبد الرازق )

(1111)