110
اﳌﻮﺿﻮع: ﻣﺬﻛﺮة ﺗﺪﺧﻞ ﺿﻤﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎت ﻧﻴﻞ ﺷﻬﺎدة اﳌ ﺎﺳﱰ ﰲ اﻟﻌﻠﻮم اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﲣﺼﺺ: إﻗﺘﺼﺎدﻳﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ واﻟﺒﻨﻮك ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﻄﻠﺒﺔ: ﺗﺤﺖ إﺷﺮاف اﻷﺳﺘﺎذة: - ﺳﻴﻼم ﲪﺰة. أوﻛﻴﻞ ﲪﻴﺪة- وﻟﺪﺑﺰﻳﻮ ﻓﺎﺗﺢ. ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ: - اﻷ ﺳﺘﺎذة ﺟﺎودي ﺣﻮرﻳﺔ رﺋﻴﺴﺎ. - اﻷﺳﺘﺎذة أوﻛﻴﻞ ﲪﻴﺪة ﻣﺸﺮﻓﺎ. - اﻷﺳﺘﺎذ ﺑﺼﲑي ﳏﻔﻮظ ﳑﺘﺤﻨﺎ. اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ: 2014/2013 ﺻﻼحٕ ﻖ اﻻﯿﺎﺳﺔ اﳌﺎﻟﯿﺔ ﰲ ﲢﻘ ﻓﻌﺎﻟﯿﺔ اﻟﺴ ﻗ˗ﺼﺎديٕ اﻻ- ˁ دراﺳﺔ ˨ﺎߦ اﳉﺰا- 2000 / 2014 .

السياسة المالية في تحقيق الإصلاح الاقتصادي...سلام حمزة...ولد بزيو فاتح

Embed Size (px)

DESCRIPTION

اقتصاد كلي

Citation preview

:املوضوع

اإلقتصادية يف العلوم اسرتاملضمن متطلبات نيل شهادة تدخل مذكرة

إقتصاديات املالية والبنوك :ختصص :األستاذةتحت إشراف : من إعداد الطلبة

أوكيل محيدة .سيالم محزة - .ولدبزيو فاتح-

: لجنة المناقشة

.رئيسا ستاذة جاودي حورية األ - .مشرفا األستاذة أوكيل محيدة - .ممتحنا األستاذ بصريي حمفوظ -

2014/2013 :السنة الجامعية

ق االصالح فعالیة السیاسة املالیة يف حتقصادي االق

ر - ا اجلزا .2000/2014 - دراسة

إلى روح أبي الطاهرة .إلى والدتي العزيزة أطال اهللا في عمرها

.إلى أخي وصديقي وزميلي وحبيبي أخي األكبر حسان عبد النور ، ذهبية ، جميلة ، حفيظة ، ليلى ، بهجة ، دليلة ، : إلى كل أفراد العائلة

تسعديت .الصغيرة رحمة ، وإلى جميع أبناء إخوتي وأخواتي إلى الكتكوتة

.الذي قـاسمني إنجاز هذه المذكرة فـاتح الدرب إلى صديقي وأخي في .إلى جميع أساتذتي المحترمين

.إلى جميع أصدقـائي وزمالئي في الدراسة

.إلى كل هؤالء جميعا أهدي حصاد جهدي وثمرة عملي

حمزة

حقهماإلى من قال اهللا في

)...وال تقل لهما أف وال تنهرهما وقل لهما قوال كریما...( .إلى روح أبي الطاهرة رحمه اهللا وأسكنه فسیح جنانه

.إلى أمي الغالیة أطال اهللا في عمرها وأعطاها الصحة والعافیةالغیب وأصبحت الیوم في عالم الشهادة نصف حیاتي وقاسمتني هموم ضمیر إلى التي كانت في

.-زوجتي العزیزة و الغالیة حفظها اهللا ورعاها -از هذا العملإنجال كل لبؤةإلى كل أفراد العائلة الكریمة صغیرهم وكبیرهم ، قریبهم وبعیدهم وخاصة ال فتیحة ، وا

.أفراد عائلة الزوجة الكریمة .إلى الذي قاسمني هذا العمل األخ والصدیق سیالم حمزة

صالح ، فرید ، لخضر،هشام ،عبد الرزاق ،أسامة ،محمود ،خاصة حمزة إلى جمیع األصدقاء .سلیمان ، فاتح إلى أصدقاء العمل وخاصة مراد، مصطفى ،

.إلى جمیع اساتذتي المحترمین من اإلبتدائي إلى الجامعة .إلى كل هؤالء أهدي ثمار هذا البحث

العبد الضعیف إلى اهللا فاتح

"ألزيــــــدنكملـئـــــن شكرتم " .7سورة إبراهيم اآلية

: والمحترمة ةالفـاضل تناألستاذ ناوتقدير ناتقدم بجزيل شكر ن

، بالرغم من مذكرتناعلى إنجاز ابإشرافه تي تفضلتالأوكيل حميدة

القيمة التي كانت اوتوجيهاته اإلى نصائحه إضافة . الكثيرة اانشغاالته

.اهللا عنا خير جزاء ااألمام جزاهإلى لنادعما ودفعا

عالم عثمان فراح رشيد واألستاذ كما نتقدم بالشكر الجزيل إلى األستاذ

ه وإلى كل من ساهم بصفة مباشرة أو غيرها في إنجاز هذ ، مبتوجيهاته

.المذكرة

.اإلهداء .كلمة شكر

.فهرس المحتويات .قائمة الجداول .قائمة األشكال

د-أ.................................................................................................مقدمة

الفصل األول اإلطار النظري للسياسة المالية

2....................................................................................................تمهيد

3...............................................................السياسة المالية عموميات عن:المبحث األول 3.............................................................تعريف السياسة املالية :لمطلب األول ا 5..............................................................أهداف السياسة املالية:المطلب الثاني

7......................................املدارس االقتصاديةحسب منظور السياسة املالية : المطلب الثالث 13....................................................................أدوات السياسة المالية:المبحث الثاني 13............................................................................العامةالنفقات :المطلب األول

18.........................................................................اإليرادات العامة: المطلب الثاني 21.......................................................................املوازنة العامة: المطلب الثالث

24.............................................السياسة املالية يف الدول املتقدمة والدول النامية: المبحث الثالث 24...........................................................السياسة املالية يف الدول املتقدمة: المطلب األول 26.............................................................السياسة املالية يف الدول النامية: المطلب الثاني

30.................................................................................................خالصة

فهرس المحتويات

الفصل الثاني لإلصالح اإلقتصادياإلطار النظري

32...................................................................................................تمهيد

33........................................................عموميات عن االصالح االقتصادي:المبحث األول 33..............................................................اإلصالح االقتصادي تعريف: المطلب األول 33..............................................................أهداف اإلصالح اإلقتصادي: المطلب الثاني 35.....................................املدارس اإلقتصادية حسب منظوراإلصالح اإلقتصادي : المطلب الثالث 41.............................واقع إقتصاديات الدول النامية ومبررات اإلصالح اإلقتصادي: المبحث الثاني

41.....................األوضاع اإلقتصادية يف الدول النامية خالل عقدي السبعينات والثمانينات: المطلب األول 42.....................................العوامل اليت أسهمت يف تدهور اقتصاديات الدول النامية: الثاني المطلب

48..........................أنواع سياسات برنامح االصالح االقتصادي املطبقة يف الدول النامية: المطلب الثالث 50......................................نقد الدوليبرنامج االصالح االقتصادي و صندوق ال:المبحث الثالث

50..................................برامج االصالحات االقتصادية من قبل صندوق النقد الدويل:المطلب األول الدويل أسباب اجتاه الدول النامية حنو تطبيق برامج االصالح االقتصادي املدعومة من قبل صندوق : المطلب الثاني

........................................................................................................60 62.........................................االثار العامة لإلصالح االقتصادي يف البلدان النامية: المطلب الثالث

67.................................................................................................الصةخ الفصل الثالث

-دراسة حالة الجزائر-فعالية السياسة المالية في تحقيق اإلصالح اإلقتصادي2000-2010

69...................................................................................................تمهيد

70.............................2014- 2000في الجزائر خالل الفترة تطور المالية العامة: المبحث االول 70....................................................................حتليل االيرادات العامة: المطلب االول 73.....................................................................حتليل النفقات العامة: المطلب الثاني

77..........2010-2000أثر السياسة المالية على المتغيرات الحقيقية الكلية خالل الفترة : المبحث الثاني 77...........................................................تطور معدالت النمو االقتصادي: المطلب االول 79.....................................................حتليل معدالت البطالة ومعدل التشغيل: المطلب الثاني 81....................................................................حتليل معدل التضخم: المطلب الثالث 83............و نتائجها) 2014-2001(مج التنموية التى اعتمدتها الجزائر خالل فترةالبرا:المبحث الثالث

83...................................ونتائجه)2004-2001(برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي :المطلب األول 86...........................................و نتائجه) 2009-2005(نمو البرنامج سياسة :المطلب الثاني 91................................................)2014-2009(برنامج التنمية اخلماسي :المطلب الثالث

93.................................................................................................خالصة 95...................................................................................................خاتمة

98...........................................................................................قائمة المراجع

الصفحة اسم الجدول الرقم 70 .2010-2000تطور االيراد العام مابني 01 71 2010-2000مصادر االيرادات العامة 02 72 مصادر اجلباية العادية 03 74 2010-2000تطور النفقات العامة 04 76 .2010-2000نفقات االستثمار االمجالية وتوزيعها على أهم القطاعات 05 77 معدالت النمو االقتصادي داخا وخارج قطاع احملروقاتتطور 06 78 تطور القيم املضافة للقطاعات يف الناتج احمللي االمجايل 07 79 تطور معدالت البطالة 08 80 2003توزيع مناصب الشغل حسب قطاعات النشاط سنة 09 81 2009-2004تطور الفئة النشطة والبطالة للفرتة 10 81 2009الفئة العاملة حسب القطاعات لسنة توزيع 11 82 تطور معدالت التضخم 12 84 )2004-2001(برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي للفرتة 13 84 أهم املؤشرات االقتصادية املسجلة خالل فرتة تنفيذ سياسة اإلنعاش 14 86 2004- 2000أهم املؤشرات االجتماعية خالل الفرتة 15 86 النفقات الصحية املدروسة بالنسبة للناتج الداخلي اخلامنسبة 16 87 ) 2009-2005(الربنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي للفرتة 17 89 تطور االحتياطي النقدي 18 89 2009-2005مناصب الشغل املستحدثة خالل الفرتة 19 90 تطورات هياكل الصحة العمومية 20 90 املادية لقطاع الرتبيةتطور االجنازات 21 92 األغلفة املالية لبعض القطاعات ذات الصلة بالتنمية البشرية 22

الصفحة اسم الشكل الرقم 71 2010-2000تطور مصادر االيرادات العامة 01 72 تطور مصادر اجلباية العادية 02 74 2010-2000تطور نفقات التسيري ونفقات التجهيز للفرتة املمتدة 03 79 2010- 2001تطور معدالت البطالة خالل املدة 04 88 .$تطور الدين اخلارجي مليون 05

مقدمة

أ

داخلية واخلارجية بشكل أصبح زايد نطاق االختالالت الواجهت الدول النامية أزمة إقتصادية حادة أدت إىل ت ا على إجناز أهداف التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية املنشودة ، وترجع أسباب هذه األزمة إىل فرتة السبعينات يهدد قدر

يار أسواق النقد العاملية إزدياد حدة و عقب األزمة اهليكلية اليت عمت اإلقتصاد الرأمسايل العاملي ، واليت من مظاهرها إظاهرة الركود : قات الصراع والنمو الغري متكافئ للقوى الرأمسالية الكربى إضافة إىل إنتشار العديد من الظواهر منها عال

ظهور أزمة الطاقة عقب صدميت البرتول األوىل و التضخمي، تباطؤ معدالت النمو االقتصادي يف الدول املتقدمة أيضا .والثانية

ا كان البد للدول النامية تبين سياسات االصالح االقتصاديملشاكل وا وملواجهة هذه االختالالت اليت كان ينادي ولقد ،برامج التثبيت اإلقتصادي والتعديل اهليكليصندوق النقد الدويل للنهوض بإقتصاديات هذه الدول واملتمثلة يف

قد حاول االقتصاديون على إختالف مذاهبهم إحتلت السياسة املالية املكانة اهلامة بني خمتلف السياسات اإلقتصادية ، و إجياد احللول والتخلص من املشاكل اإلقتصادية اليت عرقلت اإلستقرار اإلقتصادي هلذه الدول ومن أبرز هذه املدارس

الذي إعترب السياسة املالية أداة أكثر فعالية من النقدية يف مواجهة "جون مينارد كينز "املدرسة الكينزية بزعامة ا املختالالت اإل تعددة اليت تعد من أهم أدوات اإلدارة اإلقتصادية يف حتقيق التنمية اإلقتصادية وذلك بفضل أدوا

التوزيعية والتخصصية ألدوات اآلثاراالقتصادية والقضاء على املشاكل اليت تعوق اإلستقرار اإلقتصادي ،فباإلضافة إىل السياسة املالية توجد أثار إستقرارية تتمثل يف دور اإلنفاق احلكومي والضرائب يف التأثري على الطلب الكلي ، ومن مث

واجلزائر مثل بقية الدول النامية قامت بالتوسع يف إستخدام أدوات السياسة املالية يف . على املتغريات اإلقتصادية الكلية دف حتقيق أهداف السياسة اإلقتصادية إطا ر ماتسمح به التشريعات املختلفة لوزارة املالية بسياستها االنفاقية وااليرادية

للبالد ، ومن هنا تظهر أمهية دراسة السياسة املالية املطبقة يف اجلزائر ومدى مسامهتها يف حتقيق اإلصالح اإلقتصادي .سيناريوهات السياسة املالية الناجحة يف املستقبل وذلك للمسامهة يف بناء 2010-2000خالل الفرتة حمل الدراسة

مامدى فعالية السياسة المالية في الجزائر في تحقيق اإلصالح اإلقتصادي ؟: ومما سبق ميكن طرح اإلشكالية التالية :هذا البحث ولإلجابة على هذه اإلشكالية ميكننا طرح أسئلة فرعية حناول اإلجابة عليها من خالل

ماهي األهداف املرجوة من تطبيق السياسة املالية ؟ - املتقدمة ؟الدول و للدول املتخلفة ماهو جوهر اإلختالف يف السياسة املالية - ماهي منطلقات ودعائم اإلصالح اإلقتصادي ؟ - ماهي اإلختالالت اإلقتصادية واملالية اليت تعاين منها الدول النامية ؟ -

مقدمة

ب

اسة املالية يف اجلزائر يف حتقيق اإلصالح اإلقتصادي ؟ماهي مسامهات السي - :لإلجابة على إشكالية البحث والوصول على األهداف احملددة له توجب علينا وضع الفرضيات التالية :الفرضيات

.يف كل من الدول املتقدمة والنامية متاثل السياسة املالية - .فقات من دعائم جناح اإلصالح اإلقتصادي إتساع حجم الن - .سامهت السياسة املالية املنتهجة من طرف اجلزائر ولو بشكل نسيب يف حتقيق اإلصالح اإلقتصادي -

:حتديد إطار الدراسة ختتلف االوضاع اإلقتصادية من دولة إىل أخرى حسب النظم اإلقتصادية والسياسية السائدة يف كل دولة ، ومنه

الميكن أن نقدم دراسة واحدة تكون صاحلة لكل النظم ، وعليه إرتأينا أن تكون الدراسة التطبيقية على اجلزائر ، أما فيما ذه حتتوي فرتة الربامج 2010-2000ة الدراسة لتشمل الفرتة متتد فرت )فرتة الدراسة(خيص اإلطار الزماين وهي

.التنموية اليت عاشتها اجلزائر :أهمية البحث

تربز أمهية إختيار هذا املوضوع يف التعرف على طبيعة السياسة املالية ومدى فعاليتها يف عالج املشاكل واإلختالالت النامية اليت إتبعت سياسات اإلصالح اإلقتصادي ، وألن السياسة املالية اإلقتصادية خاصة وأن اجلزائر من بني الدول

ا فالنفقات ختلق أفاقا واسعة لتحريك النشاط اإلقتصادي ،أما اإليرادات تعترب وسيلة مهمة لتوفري تستمد أمهيتها من أدوااألساسية وذات دور هام يف توجيه مسار املوارد املالية باإلضافة إىل أن املوازنة العمومية أصبحت متثل إحدى املؤشرات

.النشاط اإلقتصادي : أهداف البحث

:دف من خالل هذا البحث الوصول إىل النقاط التالية .ومعايري عمل السياسة املالية يف عالج اإلختالالت اإلقتصادية واملالية آلياتمعرفة -

على احللول املقرتحة من طرف اهليئات والتعرفإبراز اإلختالالت اإلقتصادية واملالية السائدة يف الدول النامية - .الدولية

النامجة عن تطبيق الربامج التنموية واآلثارمعرفة مسار السياسة املالية يف اجلزائر وأهم اإلصالحات اإلقتصادية - .على املستويني اإلقتصادي واإلجتماعي

مقدمة

ج

:الصعوبات أهم الصعوبات اليت واجهتنا خالل مرحة إعداد البحث متثلت بشكل خاص يف التضارب الواضح يف املعطيات

.واإلحصائيات :المنهج واألدوات المستخدمة في البحث

عامة واجلزائر بصفة نظرا لطبيعة املوضوع املتعلق بالسياسة املالية ودورها يف حتقيق اإلصالح اإلقتصادي يف الدول النامية :خاصة ، فقد تطلب البحث إستخدام االدوات التالية

.تطور الفكر اإلقتصادي عرب خمتلف املدارس اإلقتصادية -

.مواضيع اإلقتصاد الكلي -

.املواضيع املتعلقة بالسياسة املالية واإلصالح اإلقتصادي -

التقارير ، اإلحصائيات ، اجلريدة الرمسية -

.يف البحث فقد إستخدمنا املنهج الوصفي والتحليلي حسب ماتطلبه الدراسة أما املنهج املستخدماملدارس ومن خالل التطرق إىل،ففيما يتعلق باملنهج الوصفي كان إستخدامنا من خالل عرض اإلقتصاد اجلزائري

. يف السياسة املالية واإلصالح اإلقتصادي اإلقتصادية املختلفةحتليل جداول تطور النفقات وااليرادات وكذا تطور معدالت النمو اإلقتصادي املنهج التحليلي من خالل التطرق إىل

.لربامج االصالحات املدعومة من طرف املؤسسات املالية الدولية ، أيضا يظهر هذا املنهج من خالل حتليلنا والبطالة :خطة البحث

املطروحة ، حتليل أبعادها وحماولة إثبات صحة الفرضيات أونفيها واألسئلةالبحث حىت نتمكن من اإلجابة على إشكالية .فقد مت دراسة املوضوع يف ثالث فصول سبقتهم مقدمة عامة

تطرقنا من خالله إىل ماهية السياسة املالية وأهدافها وتطور االطار النظري للسياسة املالية عنوانالفصل االول جاء حتت هذا يف املبحث األول ، أما املبحث الثاين فقد تضمن أدوات السياسة املدارس االقتصاديةلية عرب خمتلف السياسة املا

.املالية ، واملبحث الثالث تضمن السياسة املالية يف كل من الدول النامية والدول املتقدمة الفصل الثاين والذي كان حتت عنوان اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي فقد تناولنا يف املبحث األول مفاهيم حول اإلصالح اإلقتصادي واهم أهدافه وكذا تطور االصالح االقتصادي عرب خمتلف املدارس االقتصادية، أما املبحث الثاين

مقدمة

د

عن ربرات االصالح اإلقتصادي ، ويأيت املبحث الثالث لنقدم فيه وصفة فقد تطرقنا إىل واقع إقتصاديات الدول النامية وم .برامج االصالحات االقتصادية املدعومة من طرف صندوق النقد الدويل

الفصل الثالث وهو اجلزء التطبيقي واملعنون بفعالية السياسة املالية يف حتقيق اإلصالح اإلقتصادي حيث قسم إىل ثالث ، أما املبحث الثاين 2010- 2000 املبحث األول تطور املالية العامة يف اجلزائر خالل الفرتة مباحث حيث تناولنا يف

فتطرقنا إىل أثر السياسة املالية على املتغريات احلقيقية الكلية واملتمثلة يف النمو اإلقتصادي وكذا البطالة والتشغيل -2001خالل الفرتة مج التنموية اليت تبنتها اجلزائر ومستوى األسعار والتضخم ، ويف املبحث الثالث عرضنا الربا

.مث برامج دعم النمو اإلقتصادي وأخريا برنامج التنمية اخلماسي واملتمثلة يف برنامج اإلنعاش اإلقتصادي ، 2014توصيات النتائج املتوصل إليها إضافة إىل فقمنا بإختبار الفرضيات وإستخالص وأمتمنا حبثنا يف األخري خبامتة عامة

.البحث

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

2

:تمهيد

ذ موقعها مابني السياسات االخرى نظرا ملسامهتها الفعالة يف حتقيق االهداف االقتصادية الوطنية إ املاليةللسياسة جهة مستوى أعلى من الدخل الوطين منق على معظم اجلوانب االقتصادية واالجتماعية قصد حتقييكون تأثريها أن

جعل منها احدى الدعائم االساسية اليت أخرىومن جهة ،واحلد من انتشار التضخم والكساد والبطالة من جهة ان نقسم الفصل رتأيناإعلى كل هذا ،و بناءتقوم عليها االدارة االقتصادية يف الدول النامية واملتقدمة على حد سواء

:يلي مباحث كما ىل ثالثإاالول .السياسة املالية عموميات عن:املبحث االول .أدوات السياسة املالية : املبحث الثاين

. السياسة املالية يف الدول املتقدمة والدول النامية: املبحث الثالث

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

3

.السياسة المالية عموميات عن:المبحث االول وتعين بيت املال او اخلزانة وعلى ذلك فإن -FISC-السياسة املالية تارخييا مشتقة من كلمة فرنسية

دفا ملصطلح املالية العامة كما هو احلال يف اللغة االجنليزية أين جيمع بني االيراد ااملصطلح كان جيب أن يكون مر عين برنامج العمل يف يستخدم ليف اللغة العربية قد ي "السياسة"، كما أن لفظ 1احلكومي والنفقات وسياسات الدين

ة املالية أو السياسة االمنائية وهكذا حيث أن التفرقة املوجودة يف سسكانية أو السيافنقول السياسة اال جمال معني ،يف POLITIQUEليس هلا مقابل يف اللغة العربية ، فلفظ POLICYET POLITICEاللغة االجنليزية

يعادل مفهومها لفظ السياسة يف اللغة العربية إال إذا أردف يف اللغة العربية أو اللغة الفرنسية ذات مدلول شامل .ية بصفة تدل على املعىن املرادالفرنس

و اإلقتصاديني تعاريف حسب وجهات نظر املفكرين للسياسة املالية عدة:تعريف السياسة المالية:المطلب االول : ندرج منهاا"تعرف :التعريف األول ذلك اجلزء من سياسة الدولة الذي يتعلق بتحقيق إيرادات الدولة عن طريق الضرائب وغريها بأ

وكذلك بتقرير مستوى ومنط إنفاق هذه اإليرادات ، مث إن احلكومة عن طريق هذه السياسة تستطيع أن تأثر من الوسائل ، ويرى البعض أن الدول احلديثة 2"وبالتايل على مستوى النشاط اإلقتصاديعلى مستوى الطلب الكلي يف الدولة

واحملافظة على إستقراره ومنع االقتصادي أصبحت تعطي إهتماما كبريا إلستخدام السياسة املالية يف ضبط مستوى النشاطتسود فيها بطالة العمال التقلبات اليت تطرأ عليه من وقت ألخر واليت إن تركت تعمل حبرية تؤدي إىل أزمات حادة

عن العمل، وكذا إلرتفاع موجات تضخمية يف األسعار ، مث إن هذه التقلبات الدورية عانت منها التاآلوتوقف تمعات كثريا .يف الثالثينات ا

نالحظ من هذا التعريف أنه حيصر السياسة املالية يف جانب اإليرادات فقط مث يبني غاية السياسة املالية بوسيلتها عند حتقيق اإليرادات عن طريق الضرائب وهذا يعترب قصورا يف التعريف،وذلك عند حصره للسياسة املالية مبجرد حتقيق

لضرائب وتأثري هذه األخرية على مستوى الطلب الكلي والنشاط اإلقتصادي اإليرادات عن طريق أداة واحدة واملتمثلة يف ا . بصفة عامة

ا عبارة عن" تعرف السياسة املالية كذلك: التعريف الثاني دراسة حتليلية للنشاط املايل للقطاع العام وما يستتبع هذا بأفيما تتضمنه تكييفا كميا حلجم اإلنفاق العام منالوطين ، وهي تتض االقتصادالنشاط من أثار بالنسبة ملختلف قطاعات

واإليرادات العامة وكذا تكييفا نوعيا ألوجه هذا االنفاق ومصادر هذه اإليرادات بغية حتقيق أهداف معينة يف طليعتها

.17، ص 1993مصر القاهرة الطبعة الثانية ، دار النهضة العربية ،،عطية عبد الواحد ، دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية اإلقتصادية ، 1 . 323ص 1980،مصر القاهرة ، املصطلحات العربية، دار النهضة العربية عبد العزيز فهمي هيكل، موسوعة 2

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

4

تمع باالقتصادالنهوض حة وإتا الوطين ودفع عجلة التنمية، وإشاعة اإلستقرار وذلك من خالل تقريب بني طبقات ا .1"الفرص ومجهور املواطنني تكافؤ

املالية ، بالسياسةإن هذا التعريف يعترب أكثر وضوحا من التعريف السابق ألنه ينطوي على كل اجلوانب اليت تتعلق :ستطيع أن نستخلص من التعريف النقاط التالية نو .الدراسة التحليلية للنشاط املايل للقطاع العام - .النشاط على قطاعات اإلقتصاد الوطين النظر يف أثار هذا- .التكييف الكمي حلجم اإلنفاق العام واإليرادات العامة - .التكييف النوعي حلجم اإلنفاق العام واإليرادات العامة - .ضرورة البحث يف حتقيق األهداف قصد النهوض باإلقتصاد الوطين - تمع وذلك مبنح- تمعتكافؤ الفرص بني الوصول إىل التقريب بني طبقات ا ، قصد حتقيق الغىن أفراد ا

وهي آثارعن ذلك من جرع النشاطات املالية للدولة وما ينونستنتج من هذا التعريف أن السياسة املالية هي دراسة مجيهودات املبذولة من طرف الدولة للتسيري األمثل لإليرادات والنفقات العامة من أجل الرفع من مرتبطة كذلك با

.مستويات النشاط اإلقتصادي وحتقيق اإلستقرارا:لتعريف الثالث ا اجمها فيه مصادرها اإليرادية وبر مستخدمةربنامج الذي ختططه الدولة عن عمد تعرب عن ال "تعرف بأ

اإلنفاقية إلحداث أثار مرغوبة وجتنب ااألثار الغري مرغوبة على كافة متغريات النشاط اإلقتصادي واإلجتماعي والسياسي تمع . 2"حتقيقا ألهداف ا

:من التعريف النقاط التالية خلص نست اإلقتصادية الفاعلة بالربنامج خلص السياسة املالية اليت تضعها احلكومة على مدار السنة وفق املتغريات -

.وهو مايضفي عليها من الستاتيكية يف املرونة والتفاعل مع الواقع اشار التعريف إىل وسائل السياسة املالية باملصادر اليت توجه وفق برنامج مضبوط يصب بعناية يف قوالب -

.إنفاقيةثار املرغوبة وجتنب األثار الغري مرغوبة دون ستوى واقع التنمية األمبقبول ال اخللوص يف النهاية إىل ضرورة-

. ذكر الكيفيات

. 12،ص1992،بريوت لبنان رابعة عبد املنعم فوزي ، املالية العامة والسياسات املالية ، ديوان املطبوعات اجلامعية ،طبعة 1يد دراز ،السياسات املالية ،بدون دار نشر ، االسكندرية حامد 2 .15،ص 1999، مصر عبد ا

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

5

أن ننسى تعريف رائد فكرة التدخلية يف يف تعريف السياسة املالية ودون من خالل ماتقدم من تعاريف اليت جاءت :القرن املاضي جوهن كينز الذي وجدنا يف املوسوعة العلمية كاأليت

1Tout les décisions concernant les recette et les dépenses pupliques constituent la politique financière.

ا تلك القرارات " ىل املقاربة التالية قصد حتديد تعريف نراه مناسبا للسياسة املالية اخنلص السياسة املالية نقصد رنامج تضعه عن عمد ، مستخدمة يف ذلك مصادرها الراشدة اليت تتخذها احلكومة يف بداية السنة املالية واملتبلورة يف ب

"اإليرادية قصد حتقيق أهداف مرغوبة وجتنب أثار غري مرغوبة سنة استقالل نرتاوح أمكنتنا هذا إن 50نقصد بالقرارات الرشيدة هو االبتعاد الكلي عن اإلرجتال الذي جعلنا طيلة - 1

.مل نقل أننا تدهورناويف كل أقطار العامل هي اليت تضع السياسات اليت لفظ الدولة ذلك ألن احلكومات نذكرذكرنا لفظ احلكومة ومل - 2

تعرض على الربملانات من أجل املصادقة أو رفضها وال ميكن اخلروج عن هذا اإلطار إال يف حالة اإلفالس اإلقتصادي د الدويل حيث تعلن الدولة املفلسة عن كصندوق النقللدول ، أين تلجأ هذه األخرية إال اإلستعانة باملنظمات الدولية

ا أن متلى شروطها وهو ما" رسالة حسن النوايا"فشلها يف التسيري يف رسالة تسمى .خيول للهيئة املستالذ .ومن مث حتقيق اإلسقرار اإلقتصادي نفصد باألهداف املرغوبة هي التحكم يف التضخم وضبطه- 3

: ةأهداف السياسة المالي:المطلب الثاني من جممل التعاريف السابقة ميكن القول أن السياسة املالية هي جزء هام من السياسة االقتصادية ، وعليه ينبغي الوقوف

ومن أهم أهداف السياسة على أهم االهداف السياسية االقتصادية قبل التعرض إىل أبرز أغراض السياسة املالية :2جند االقتصادية

ف بالزيادات املستمرة يف القدرات االنتاجية للوطن مبعدل أكرب من معدل زيادة السكان ر ويع: النمو االقتصادي - 1-ونعين به قدرة االقتصاد على تشغيل مجيع الطاقات واملوارد املتاحة وخاصة توفري مناصب : االستخدام الكامل- 2-

تمع ألفرادالعمل .اا تؤدي إىل إنتشار الظاهرة التضخمية واليت ينجم عنها تدهور مستوى املعيشة : استقرار االسعار - 3- حبيث أن زياد

.أي احلالة املثلى لألسعار لألفراد،أما حالة االخنفاض يف االسعار فتؤدي إىل حالة االنكماش لذا تعد حالة االستقرار التام

1Encyclopidia universal france droit de propriete intellectual et indistrielle reserver 1995.p35.

.18حامد عبد المجید دراز ، مرجع سبق ذكره ،ص 2

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

6

حبسب مسامهة كل فرد يف ) العدالة االجتماعية(ومعناه توزيع الناتج الوطين بشكل منصف : توزيع المداخيل - 4- .عملية االنتاج

.التوازن بني رؤوس األموال وامليزان التجاري نقصد به: التوازن في ميزان المدفوعات - 5-ا تتمحور أساسا فيما يلي :أما االهداف اليت تتعلق بالسياسة املالية فإ

.التنمية االقتصادية-أحتقيقها الن النمو يعرب عنه بالزيادة االمجالية يف يكفي وحده لضمان التنمية عنصر اساسي للنمو إال أنه ال

تعين الرتكيز ليس فقط ، بينما التنمية)تغيري يف حجم االقتصاد(إنتاج السلع واخلدمات مبعدالت أسرع من السكان .التغريات يف هيكله أيضا بل و على حجمه

أوجه إنفاقها وكذا تنوع طرق اقتطاعها كل ذلك أدى إىل دإن أمهية املبالغ املعدة لالستعمال يف موازنة الدولة وتعدجعلها اداة يف خدمة التنمية االقتصادية ففيما خيص النفقات يتوجب على الدولة أن جتعل استعماهلا منتجا ، بصورة

أي أن تساهم النفقات اليت جتريها الدولة يف إعادة تكوين الدخل الوطين ورأس املال مباشرة أو غري مباشرة ، .املقتطع

ما أما فيما خيص االيرادات جيب أن تتأكد الدولة من إنتاجيتها ، مبعىن أن تتكون من الدخل والثروة اللذين غذالوطين لكن جيب كذلك أن يكون النهج كن دون أن تسيء إىل اإلنتاجال النفقات ،وأن يعطى كتلة من االيرادات و

.املتبع يف االقتطاع الذي يسيء أىل تكوين رأس املال أو تنمية االنتاج . االقتصادي التوازنتسوية - ب

توازن االقتصادي البإمكان السياسة املالية أن تؤدي مساعدة فعالة لتسوية االوضاع االقتصادية فهي تعوض الالراهن بتوازن يف املوازنة، فعندما تظهر بوادر االحنطاط تلجأ السلطة إىل إستثمارات عامة للتخفيف من حدة

،أما يف فرتات االزدهار فتحد الوضع فيؤدي االستثمار إىل تنمية االنتاج الذي تكون املبادرة الفردية عاجزة عنه السياسة املالية أيضا أن تؤدي مساعدة جمدية لتسوية االوضاع االقتصادية ، السلطة من االستثمار العام ،بإمكان

ا تعوض لوقف إال .الذي ميكن أن تؤدي إليه االستثمارات اخلاصة الغري رشيدة االرتفاعأا ليس خالل سنة معينة بل خالل دورة معينة ، إن مثل ومن هذا تنشأ نظرية املوازنة الدورية اليت يقوم تواز

ا من طرف أغلب إدارة حول دور "كينز "تبنوا أفكارواملؤلفني الذين العلماءهذه املوازنة أصبح يوصى ذا أعلى حد أدىن من االستقرار اخلاصاالستثمارات العامة هي أداة تصحيحية إلختالفات االستثمار ، وحتصل

االقتصاديني وجتدر االشارة أنه من بني النتائج الوخيمة الختالفات االستثمار اخلاص جند االرتفاع واألمان .الفاحش يف مستوى االسعار ، وهنا تظهر أمهية السياسة املالية يف معاجلة مثل هذه احلالة

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

7

.1ة الضريبية عدالتحقيق ال -جلعل واجب الدولة يف حتقيق العجالة االجتماعية يتضمن يف جوهره حتقيق العدالة الضريبية ذلك الن العدالة

دف اىل اعطاء كل فرد اخلاصةالشاملة اليت تسيطر على عالقات التبادل ال امام العدالة التوزيعية اليت تفسح اتمع حقه من احلاجات الضرورية، ذلك الن الدولة تلعب دور املعدل فبالعملية التدخلية فهي تقتطع من يف ا

االفراد حقوقا مقابل خدمات تؤديها اليهم يف دورة احلياة، فالدولة تفرض على مجهور املواطنني الذين يتمتعون وهذا احلق املقتطع من املواطن العقار،مى بضريبة ضريبة سنوية تس )ملك عني، كراء اجتماعي(بسكنات اجتماعية

سفا من طرف الدولة، بل هو مقابل اخلدمات اليت تقدمها الدولة للمجتمع املتمثلة يف جمانية التعليم ليس تع .اخل.......والتطبيب ورمي القمامات

:المدارس االقتصادية حسب منظورالسياسة المالية : المطلب الثالثعند أهم اهدافها ، سوف نتطرق يف هذا املطلب إىل السياسة املالية بعد التعرف على ماهية السياسة املالية و

وجهات نظر املدارس االقتصادية فيما بينها اختالفاملدارس االقتصادية ، وذلك للتحقق من اجلدل املثار حول دف إثراء موضوع البحث مبختلف التطو رات قصد حتديد دور الدولة من جهة والسياسة املالية من جهة أخرى ،

ا للسياسة املالية يف الدولة خاصة التطور االقتصادي الذي يعرفه العامل، ومث تطورت استخدامات الدولة لصالحيا :ومن بينها السياسة املالية ومن أهم املدارس اليت سنتناوهلا هي

.املدرسة الكالسيكية والنيوكالسيكية-أ .املدرسة الكينزية- ب .الكينزيون اجلدد-ج .سياسة املاليةليف ا HANSENمنوذج هانسن -1-ج .يف السياسة املالية WEINTRAUB منوذج وانرتوب-2-ج .السياسة املالية وفق منظور صندوق النقد الدويل-دملدرسة الكالسيكية ا اقتصادييعندما نقرأ ألفكار :لمدرسة الكالسيكية والنيوكالسيكيةا المالية عندلسياسة ا-أ

نظر يف أرائهم حول السياسة املالية جون ستيوارت ميل وألفرد مارشال ونوالنيوكالسيكية أمثال دافيد ريكاردو و فائدة وعند مستوى التشغيل لاإىل التعادل عن طريق تغريات سعر (I,S)جندهم يؤمنون مبيل االدخار واالستثمار

.147،ص 1964،، بريوت لبنان، الطبعة الثانية فريد الصلح ، السياسة اإلقتصادية ، بدون دار نشر ، 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

8

تمع تشغل بأقصى كفاية وتوظف توظيفا كامال بصفة نية سوفوالفالطبيعة االنساين الكامل، ويرون بأن موارد ا .مستمرة إذا مل تتدخل احلكومة يف امليدان االقتصادي على وجه االطالق

د أن املدرستني قد تبنيت جن واملتأمل يف فكر املدرستني حسب االستقراء التارخيي للطرح الفكري للمدرستني ،كراهات واالجتهادية لكل مدرسة ففي البداية تبنت السياسة االقتصادية وذلك وفق اإل فيما خيص :املبادئ التالية

لألسواق املعروف بالعبارة الشهرية "ساي"فنزوال على قانون مبدأ حتديد أوجه االنفاق العاماملدرسة الكالسيكية . "العرض خيلق الطلب"

تمع، وذلك بتوفري االمكانففلسفة الكالسيك يف هذه املرحلة ترمي اىل البحث عن الن اتيهاية السعيدة للفرد واالن أي تدخل من طرف صادي ،دون تدخل الدولة يف النشاط اإلقتإلزدهار القطاع اخلاص وذلك باحليلولة

ية االقتصاد الدولة يف النشاط االقتصادي سيحرم القطاع اخلاص من رؤوس االموال الالزمة لزيادة االنتاج وتنمان الفكر الكالسيكي سرعان ما ادرك ان هناك احلاجات العامة اليت من الضروري ان تتدخل الدولة إالالوطين،

الداخلي والعدالة واألمناالربعة وهي الدفاع باألراملاحليز الفكري اىل ما يسمى يف الفقه االقتصادي فأوجدفيها االنفاق العام وال يضمن حتقيق اكثر رفاهية اقتصادية للمجتمع ومن مث ألوجهان هذا التحديد إال .واملرافق العامة

ان يكون تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي حيادي وهو ما قاعدة ثانية للسياسة املالية تنص هذه االخرية دولة يف الشؤون القطاع اخلاص بالقرارات اليت تتخذها ال يتأثرومعىن هذا املبدأ ان ال ، 1يسمى مببدأ حيادية الدولة

هذه وأثرتضريبة او حتصيل أي نوع من االيرادات العامة ما انفقت الدولة انفاقا او فرضت فإذااالقتصادية .االجراءات على النشاط االقتصادي للخواص كان هذا التدخل غري حيادي

مبدأوهو الأجند الكالسيك يصرون على ضرورة مراعاة االساس الثالث للسياسة املالية املبدأومن اجل حتقيق هذا الكلي مبيزانية الدولة السنوية واإليرادويقصدون بذلك حتقيق املساواة التامة بني جانيب االنفاق الكلي توازن امليزانية

بإجراء تقدير دقيق ألقل حجم ممكن من االخرياحلياد املايل ، ويتم هذا مبدأهذا من اجل ان يضمن االقتصاديون إليراداتاالربعة اليت سبق حتديدها ، مث تغطية هذه النفقات بتقدير دقيق لألراملاالنفاق العام على هذه الوجوه

عن وال ينقصيزيد جانب االيرادات العامة التكفي أكمل الفارق عن طريق الضرائب حبيث فإذا ملالدومني ،ت العامة ،كما إعتقد الكالسيك أن توازن امليزانية سنوي ميكن أن يضمن حتقيق قاعدة احلياد املايل جانب النفقا

تمع يف باعتبار أن تدخل الدولة وفقا هلذه الشروط يقتصر على جمرد حتصيل االموال من جمموعة من االفراد يف االكالسيك أن توازن امليزانية سنوي ميكن أن صورة ايرادات عامة وحتويلها عن جانب النفقات العامة ،كما إعتقد

أن تدخل الدولة وفقا هلذه الشروط يقتصر على جمرد حتصيل االموال من باعتباريضمن حتقيق قاعدة احلياد املايل

1Gilbert Abraham-frois ,economie politique, économca,7eme édition,2000.p142-143.

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

9

تمع يف صورة تمع يف صورة ايرادات عامة وحتويلها إىل جمموعة أخرى من افراد نفس ا جمموعة من االفراد يف ابنود امليزانية العامة مدفوعات حتويلية وأن أن كافة افرتضناإذا الصوابام ، وقد يقرتب هذا التحليل من إنفاق ع

.1دات االستهالك واالدخار واحدةئالسلوك االقتصادي للمجموعتني واحد مبعىن أن عا : السياسة المالية عند المدرسة الكينزية- ب

THE"يف كتابه """STEINستان"اليت حتدث عنها االقتصاديون أمثال العامة لعل ثورة املالية FISCAL REVOLUTION IN AMERICANA" هي الثورة اليت عربت عنها النظرية

م ، فبعد أن طبقت هذه األخرية يف كل بلدان العامل الرأمسايل فيما بعد 1936بعد ظهورها عام "لكينز"العامة-احلكومي واإلنفاقسياسة االيرادات العامة -أصبحت السياسة املالية) 1945-1939(احلرب العاملية الثانية

وأصبح التدخل احلكومي يف النشاط إحدى الدعائم االساسية اليت تقوم عليها اإلدارة اإلقتصادية يف هذه الدول ،،ومن هنا صار للدولة االقتصادياالقتصادي من أقوى أدوات معاجلة البطالة والكساد وحتقيق النمو واالستقرار

.يف كل الدول الرأمسالية ،يستوي يف ذلك الدول املتقدمة النظاموموازنتها العامة دور فاعل وقوي يف توجيه السوق احلرة آلياتواألزمات اليت ينطوي عليها النظام الرأمسايل القائم على أن يوضح العيوب "كينز"مل يرتدد

دف الدعوة للقض خرى يف اء على النظام وإمنا الدفاع عنه ومحايته من زحف االفكار املناسبة األالطليقة ،ليس من الياته الداخلية ينبثقيعرضه لعدم التوازن أن هناك ميال يف النظام الرأمسايل "كينز"العامل االقتصادي ، فقد أثبت

ي من جراء عدم التناسب وبسبب االزمات االقتصادية وهو امليل الذي يظهر من فرتة إىل أخرى ، وبشكل دور يظهر يف شكل طاقات عاطلة ،مبعىن وجود فائض يف العرض 2الذي حيدث بني قوى العرض والطلب الكليني

لالستثماروبطالة وكساد وأزمة يف تصريف السلع ، فتتدهور عندها األسعار ومعدالت الربح ويتجه عندها امليل يزيد حجمحنو الرتاجع، أما إذا كان قد وصل إىل حالة التوظيف الكامل واليت الميكن عندها يف االجل القصري أن

اذا طرأت أي زيادة يف الطلب الكلي ، وعندها خيتل الناتج والدخل زيادة حقيقية فإن التضخم يلوح يف األفقتمعلب يهدد التوازن بني الطلب الكلي العرض الكلي ويوجد فائض يف الط االسعار ، وقد توصل بانفالت ا

يف نظريته إىل أن النظام الرأمسايل يعجز أن يولد من ذاته بطريقة تلقائية وعليه فإن سبل ورد حسب ما" كينز"سنوات أو سبل جتنبه خطر 10إنعاشه والقضاء على البطالة وهو مير مبرحلة الكساد الدوري الذي حيل كل

رحلة التوظيف الكامل هو ضرورة تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي وعندها اعتقد كينز أن التضخم وهو مير مب .يسمى بالدولة املعدلة الدولة هي اجلهاز الوحيد القادر أن يلعب دور العامل املوازن وهو ما

17ص عبد املنعم فوزي ، ،مرجع سبق ذكره، 1 .19،ص نفس املرجع2

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

10

، فال بد على احلكومة أن تطبق عندما مير االقتصاد مبرحلة كساد دوري ويعاين من وجود نقص يف الطلب الكلي ا حقن االقتصاد الوطين جبرعات منشطة لزيادة مجلة من السياسات يف جمال السياسة النقدية واملالية يكون من شأ

:الطلب الكلي الفعال فنادى مبايليحجم ختفيض الضرائب -

نقدية ، لكي يتسىن زيادة لبطالة وخلق دخوللعامة إلستعاب اا واألشغالزيادة االنفاق العام يف جمال اخلدمات - .حجم الطلب على السلع االستهالكية واإلستثمارية

وعندما يصل االقتصاد إىل حالة التوظيف الكامل ويهدده التضخم ، فعلى احلكومة أن تطبق حزمة من السياسات ا امتصاص فائض الطلب فدعى إىلاملالية والنقدية اليت من ش :مايلي أ

.ضرورة زيادة سعر الفائدة - زيادة الضرائب -إىل ظهور فائض يف املوازنة العامة وعلى هذا النحو خفض االنفاق احلكومي اجلاري واالستثماري على حنو يؤدي -

توازن املوازنة على مدار وإمناالعامة للدولة أظهر كينز وأتباعه أنه ليس املهم إحرتام مبدأ التوازن السنوي للموازنة .سنوات 10لدورة االقتصادية بكاملها اليت قد تصل إىل ا

.1العجز يكون مفيدا عندما يقرتن بزيادة مستوى الدخل والناتج والتوظيف- .أمثال هانسن ووانرتوبعه من هذا املنطلق كانت االسس العلمية العريضة اليت أرساها كينز ملدرسته وألتبا

:الكينزيون الجدد -ج :اجلدد االمتداد الطبيعي للفكر الكينزي ومن أهم مناذجهونقصد بالكينزيني

:في السياسة المالية HANSENنموذج هانسن 1-جتكفلت مدرسة هانسن يف االربعينات إلخراج منوذج التدخلية للدولة لإلقتصادي كينز أين جنده هانسن يستخدم

املستقر لالقتصاد الوطين مقارنا يف ذلك نقطة معادلة الدخل القومي لشرح نظرية كينز موضحا حمددات التوازن االزمة حىت يتسىن لنا حتليل النشاط االقتصادي ورسم السياسات االقتصادية التوازن مبستوى التوظيف الكامل ،

تمع ، وعليه فإن هانسن قد هاجم األسس الكالسيكية للسياسة املالية فأنتقد مبدأ احلياد لتحقيق االهداف يف اكد على ضرورة تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي كما رفض مبدأ توازن امليزانية رفضا مطلقا حمددا بذلك املايل وأ

النشاط االقتصادي حرية تامة للدولة يف رسم السياسات املالية حىت إستخدم أسلوب التمويل بالعجز وفقا ملتطلبات

.47،ص1963،مصرمطبعة جلان البيان العريب ، القاهرة -الرأمسالية واإلشرتاكية–مجال سعيد ،النظرية العامة للكينزيني 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

11

عموما يف الدول املتقدمة كثيفة االنتاج ، فإن على فمثال يرى هانسن أنه عندما تظهر بوادر الكساد كما هو موجودا على باستخدامالدولة أن تسارع مكونات الطلب الفعال وهو ما يعمل على ختفيضه أدوات السياسة املالية لتؤثر

خالل االربعينات وقد أفاض زمالء هانسن وتالميذه يف حتليل و قد سادت هذه األسس اجلديدة للسياسة املالية ت السياسة املالية حتت أمساء املالية التعويضية واملالية الوظيفية ،إال أنه من اليسري أن نالحظ أن كل املبادئ اليت أدوا

.للسياسة املالية كأساسصيغت :1في السياسة المالية S.weintroubنموذج وانتروب 2- ج

ا إتضح وملا ا هانسن إسقاط نظرية كينز على أرض الواقع غري صاحلة يف زمان غري زما أن الكيفية اليت حاول من خالل التناقضات اجللية يف السياسة الدول املتقدمة اقتصادياتوأتضح عيانا عن طريق األحداث املتعاقبة يف

ا منوذج هانسن ، االمر الذي دعا الكثري من م فكري إقتصاد الدول املتخلفة إىل الرتاجع عن الفكر املالية اليت جاء هانسن ، خاصة عند إفرتاض هانسن ثبات االسعار حىت الوصول إىل العمالة الكينزي من حيث تطبيقاته يف منوذج

يقع يف احملذور الكلي إىل ميكانيزمات العرض ،مما جعل ونسيانهالكاملة وكذا تركيزه املطلق على الطلب الفعال البطالة وزادت دائرة التضخم اتساعا انتشرتاليت طبقت منوذج هانسن سواء كانت متقدمة أو نامية حيث الدول

.مهد لظهور منوذج وانرتوب خالهلا ، وهو ماجند نوذج وانرتوب قد ركز على جتميع متدنيات العرض لكافة الصناعات والقطاعات االنتاجية اخلاصة والعامة

اإلنتاجيةوتعديلها كي تتناسب مع متغريات حجم العمالة من جهة ومتغريات إمجايل اإليرادات املتوقعة للقطاعات نتيجة بيع إنتاجها ، واإلنفاق الوطين باالسعار اجلارية من جهة أخرى وعليه فكلما توقع رجال االعمال زيادة

املبيعات العمالة ، ورغم أن وانرتوب بنا أفكاره على إستبعاد القطاع العام كلما كانوا على إستعداد لتوظيف حجم أكرب من

االت اليت مازالت حتتاج إىل يف كل من منحىن العرض الكلي ومنحىن الطلب الكلي ، وهذا التطويع هو أحد ااملالية دراسة أكثر تفصيال من كل هذا نرى أنه لكي تنجح السياسة املالية يف حتقيق أهدافها ولكي يتمكن علماء العامة من تصميم السياسات املالية املثلى فال بد أوال من إستخدام النماذج العلمية السليمة لتحليل النشاط

قتصادي بدقة ، وتشخيص املتغريات الرئيسية اليت هلا عالقة مباشرة باملشكلة االقتصادية ومن مثة تصميم السياسة اال .دية املرغوبةاالقتصا املالية اليت ميكنها إحداث األثار

1Weintraub classical Keynesianism ,monetrary and the price livel Chilton philadephia,1970,p7-8.

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

12

: السياسة المالية وفق منظور صندوق النقد الدولي-دراضية حول وجوب االلتزام بشروط وإتباع جمموعة السياسات قبصفة عامة تدور سياسة الصندوق كمؤسسة نقدية إ

دف إىل حتقيق التوازن النقدي اليت يعتربها الصندوق الركيزة االساسية لكل إقتصاد سليم ،اليت يدعو إليها واليت ولعل السياسات اليت يدعوا إليها الصندوق يف جمال االصالح اهليكلي يف عدة جوانب وهي سياسات نقدية أكثر

ا ما يتعلق فق منها مالية لضرورة البحث نتطرق ملالية اليت يدعوا إليها بالسياسة اط إليها يف عمومها وخنص :1الصندوق

ا زيادة االيرادات العامة وترشيد االنفاق العام - 1 .ختفيض عجز املوازنة العامة للدولة بإقرتاح وسائل من شأ .توزيع عبئها وحتسنيإصالح النظام الضرييب مع إقرتاح التدابري االزمة لتوزيع نطاق فرض الضرائب - 2 .نظم األجور والتوظيف يف القطاع احلكومي مع تشجيع التقاعد املبكر باطانضحتقيق - 3 .التسريع بتنفيذ مشاريع اخلصخصة وتشجيع القطاع اخلاص - 4 .خصيص التدرجيي زيادة النفقات العامة املتعلقة باخلدمات اإلجتماعية مع الت- 5 .اإلنفاق االستثماري ونفقات الصيانة رفع مستوى كفاءة إنتاجية- 6

.79، ص1998يونس أمحد البطريق ، السياسات الدولية يف املالية العامة ، الدار اجلامعية ، مصر، 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

13

. أدوات السياسة المالية : المبحث الثاني :توجد ثالث أدوات للسياسة املالية وهي

النفقات العامة. االيرادات العامة. املوازنة العامة.

.النفقات العامة:المطلب األول ا وأخريا االثار املرتتبة عليهاسوف نتعرض إىل أهم ماجاء فيها من تعاريف مث نتعرف على عناصرها وكذا تقسيما

مبلغ من املال خيرج من خزانة الدولة سدادا حلاجة عامة ، فاحلكومة "النفقة العامة هي :تعريف النفقة العامة - أوزيادة رفاهيتهم العامة ويستلزم ألداء هذه الغرض منها محاية املواطننيتقوم بأداء خدمات عامة خمتلفة

ا مبلغ نقدي يقوم بإنفاقه شخص " فقة العامة ن، بتعبري أخر تعرف ال 1"احلكومةاخلدمات إنفاق من جانب بأ .2"عام بقصد حتقيق منفعة عامة

:من خالل التعريفني السابقني ميكن إستنتاج العناصر املكونة للنفقة واملتمثلة يف العناصر التاليةدمات الضرورية للمصلحة للحصول على السلع واخلأي إنفاق مبالغ يف صورة نقدية : إنفاق مبلغ من النقود

.تدخل يف مفهوم النفقات العامة غري النقدية للدولة ال فاألعمالوعليه العامة،ا االفراد او املشروعات اخلاصة ، : قيام شخص عام باإلنفاق فال يعترب من قبيل النفقات العامة النفقات اليت يقوم

.مدرسة او مسجد إلقامة لألفرادام مثال التربعات حىت ولو كان هدفها حتقيق نفع ع .ومعناه ضرورة أن يكون القصد منها إشباع حاجيات عامة:ستخدام النفقة لتحقيق منفعة عامةإ الدولة يف احلياة من الطبيعي أن يزداد تنوع النفقات العامة بإزدياد مظاهر تدخل :تقسيم النفقات العامة - ب

للنفقات العمومية ، يف حني أن كل دولة أخذت النظريةالعامة ، لذلك جند أن املؤلفني املاليني أسهبوا يف التقسيمات ا وظروفها .االقتصادي واإلجتماعي درجة تطورها و بالتقسيمات الوضعية اليت تالئم حاجا

:التقسيمات النظرية للنفقات العامة 1- بالضرائب ، مداخيل (متول من إيرادات الدولة العادية فالعادية هي اليت:عادية نفقات عادية ونفقات غير -1

مرتبات املوظفني ونفقات :وهي تلك اليت متول من إيرادات غري عادية تتكرر بإنتظام يف امليزانية مثل )أمالك الدولة

.41،ص 2000عبد املنعم فوزي ، املالية العامة والسياسات املالية ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بريوت لبنان ، 1 . 27،ص2003ر سوزي عديل ناشد ، املالية العامة النفقات العامة ،واإليرادات العامة وامليزانية العامة ، منشورات احلليب احلقوقية ، اإلسكندرية مص 2

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

14

اء الطرق ونفقات مواجهة أثار يف امليزانية مثل نفقات إنش بانتظام وال تتكرر) القروض(الصيانة ، والغري عادية .الكوارث الطبيعية

ميكن السلطة من تقدير النفقات بصورة أقرب إىل الصحة إال أن السياسة املالية احلديثة تعترب التقسيمإذا كان هذا خمصصة يف جمموعها لكل أوجه اإلنفاق احلكومي ، وهو مايتبني بوضوح يف )عادية أو غري عادية(كل إيرادات الدولة

املعدل واملتمم إذ ينص املاليةاملتعلق بقانون 1984جويلية 07املؤرخ يف 17-84من القانون رقم 8/01املادة ال ميكن أن خيصص أي إيراد لنفقة خاصة ، توجه ايرادات الدولة دون متييز لتغطية نفقات امليزانية العامة "على أنه .1"للدولة

النفقات اجلارية تعرف بالنفقات التسيريية وهي النفقات االزمة لتسيري : النفقات الجارية والنفقات اإلستثمارية -2ريف الصيانة ، وميكن ان تشمل كذلك نفقات إدارية ااملرافق العامة وتتمثل يف دفع األجور للعمال املوظفني ومص

.ونفقات اقتصادية وإجتماعية ا النفقات اليت ختصص لتكوين رؤوس األموال للمجتمع ، وميكن أن تكون يف شكل النفقات اإلستثمارية ي قصد

أقل النفقات اليت تنفق من أجل زيادة ادية وكل النفقات الرأمسالية وكذا اجلديدة يف كافة األنشطة اإلقتصاإلستثمارات .2املخزون من السلع

ا الدولة مقابل :النفقات الحقيقية والنفقات التحويلية -3 ويقصد بالنفقات احلقيقية تلك النفقات اليت تقوم احلصول على سلع وخدمات أو رؤوس أموال إنتاجية كاملرتبات وأمثان املواد والتوريدات واملهمات االزمة لتسيري املرافق

.العامة التقليدية واحلديثة والقوة العاملة على السلع واخلدماتهلا ة ينتج عنها حصو لة للقوة الشرائيفاإلنفاق احلقيقي يتمثل يف إستخدام الدو

الذي تدفعه الدولة للحصول عليها،فالدولة هنا حتصل على مقابل لإلنفاق هنا ميثل املقابل أو مثن الشراء فاإلنفاق .كما تؤدي إىل زيادة الدخل القومي زيادة مباشرة يف الناتج القومي أي خلق أنتاج جديد

وس أموال ؤ التحويلية فهي تلك اليت اليرتتب عليها حصول الدولة على مقابل من سلع أو خدمات أو ر أما النفقات بل مبوجبها تقوم الدولة بتحويل جزء من الدخل القومي من الطبقات اإلجتماعية مرتفعة الدخل إىل الطبقات

.االجتماعية األخرى حمدودة الدخل لشرائية من طائفة إىل أخرى مما يؤدي إىل زيادة القوة الشرائية لبعض األفراد الناقل يؤدي إىل نقل القوة ا فاإلنفاق

احلصول على مقابل هلا يف صورة سلع وخدمات اشرتاطدون قتضى ذلك فإن النفقات التحويلية تنفقها الدولة ومب

.40، ص2003عمر حيياوي ،مسامهة يف دراسة املالية العامة ،دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع ، اجلزائر ، ا 1 49، ص1978دراسة لإلقتصاد العام ، دار الفكر العريب، مصر ، –السيد عبد املوىل ، املالية العامة 2

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

15

ا ال تؤدي إىل زيادة الدخل القومي بشكل مباشر ، ومن أمث لتها اإلعانات من املستفدين منها، ومن مث فإاإلجتماعية املختلفة اليت متنحها أو تقدمها الدولة لألفراد أو املشروعات ومسامهة الدولة واملساعدات اإلقتصادية و

دف منها إعادة توزيع الدخل واو بصورة جزئية ملصلحة يف نفقات التأمني اإلجتماعي واملعاشات أي أن الدولة .هذه الفئات

مثل (أخرى تتصل بالتقسيم األخري مثل التمييز بني النفقات اإلجيابية والنفقات السلبية وهناك تقسيمات نظرية .1والنفقات احملايدة) النفقات العسكرية

من الناحية العملية ختتلف الدول يف األسلوب الذي تتبعه لتقسيم :2التقسيمات العملية للنفقات العامة 2- باإلجتماعية التقسيم العملي الذي يتالئم مع ظروفها السياسية واإلقتصادية والنفقات العامة فكل دولة تستخدم

:حتت هذا التقسيم واملالية ، ويندرج .التقسيم الوظيفي - .التقسيم االقتصادي -

.التقسيم اإلداري - عليها ليتسىن للدولة االتفاقيتم اإلعتماد حسب هذا التقسيم على الوظائف اليت :التقسيم الوظيفي 1- 2- ب

ا اإلنتاجية لتقارنه مع مصاريف وإنتاجية القطاع اخلاص وبعد التعرف على مصاريف كل دائرة من دوائرها وقدر وإنتاجيةذلك يتم ختصيص اعتمادات اإلنفاق العام وفقا للتكلفة ، هذا األسلوب له مزايا منها معرفة مصاريف

املساعدة على إختاذ ى وظائف وتقدير النفقة احملددة لكل وظيفة إىل جانب إدارات الدولة املختلفة ، التعرف علالقرار الصائب وإمكانية الرقابة السريعة أما عيب هذه الطريقة فتكمن يف أن الوظيفة يف احلكومة تؤثر على باقي

ا وبالتايل تؤثر على مجيع إدارات الدولة .الوظائف وتتأثر التقسيم على األعمال واملهام املختلفة اليت متارسها يتم اإلعتماد حسب هذا:التقسيم اإلقتصادي 2- 2- ب

ويؤخذ باحلسبان نفقات الدوائر )، سياحة ، صناعةزراعة(حسب القطاعات اإلقتصادية دوائر الدولة شريطة توزيعهاالقومي من فئة حتول جزء من الدخل(احلكومية ونفقات التجهيز اليت تزيد من الدخل القومي ونفقات التوزيع

).ألخرى على شكل إعانات إجتماعية ومساعدات إقتصاديةاإلدارات احلكومية اليت تقوم بعملية اإلنفاق مثل الوزارات يتم التقسيم على أساس: التقسيم اإلداري 3- 2- ب

إدارية االقل واهليئات واملؤسسات العامة ضمن العمل الوظيفي لكل دائرة ، وبعد ذلك يتم التقسيم داخل كل وحدة

.42سوزي عديل ناشد ، مرجع سبق ذكره ، ص 1 .125، ص 2009ة العامة ، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان االردن ،طارق احلاج ، املالي 2

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

16

زنات ىل جارية ورأمسالية وقد جند املواداري واألصغر فاألصغر واألسلوب املتبع أن تصنف النفقات ااإلتنظيم يف الق املوازنات ، هلذا األسلوب عدة مزايا منها سهولة املراقبة على حسن إستخدام املال العام وسهولة حاإلستثنائية ومل

.فاق واإلعداد للنفقات العامة يف املوازنات املقبلة ديد حجم اإلنالقرار يف حتإختاذ اما عيوب هذا األسلوب فتكمن يف صعوبة حصر كلفة كل وظيفة حكومية وبالتايل صعوبة التنبؤ للعمليات

.اإلقتصادية واملالية للدولةم إىل 1983املالية لقد مت يف اجلزائر تقسيم النفقات العامة وفق قانون : العامة للنفقاتالجزائري التقسيم 3- ب

.ثالث أقسام يضم القسم األول والثاين نفقات التسيري والتجهيز وخيص القسم الثالث مليزانية اإلستثمارات :1وهي تضم أربعة أبواب وهي :نفقات التسيير 1- 3- ب .من اإليرادات أعباء الدين العمومي والنفقات احملسوبة - .خمصصات السلطات العمومية-بالنفقات الدورية كمرتبات املوظفني واملعاشات النفقات اخلاصة بوسائل املصاحل أو مايعرب عنه بالتقسيمات العلمية -

.واملنح واإلعانات وتكاليف تشغيل املرافق .عموميةالتدخالت ال-وهي متثل النفقات اخلاصة باإلستثمارات اليت ختطط الدولة يف تطبيقها وتدرجها يف :نفقات التجهيز 2- 3- ب

االت اإلقتصادية واإلجتماعية كالصناعة والزراعة والتحديث العمراين والتكوين املهين حل خمططها العام يف ا .مشاكل اإلسكان

:وهي ضمن بابني :نفقات اإلستثمار 3-3- بمن قبل الدولة وهي ختص اإلستثمارات اخلاصة باهليئات املستقلة كقطاع احملروقات والفالحة اإلستثمارات املنفذة -

.والصيد البحري .إعانات اإلستثمار املمنوحة من قبل الدولة-

:األثار اإلقتصادية للنفقات العامة-ج ا حتمل أغراضا دقيقة ، وبالتايل إستخدامها تبدو أمهية دراسة أثار النفقات العامة من الناحية اإلقتصادية يف كو

ف معينة أمكن اختاذ و الذي حتققه نفقة معينة يف ظل ظر مىت عرف األثر، معينة كأداة لتحقيق أهداف إقتصادية من أهداف السياسة اإلقتصادية هدفعترب هذا األخري اهذا اإلنفاق على حنو واع وسيلة لتحقيق األثر إذا ما

يد قدي ، املدخل إىل السياسات االقتصادية الكلية 1 .180-179، ص 2003، ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر ، –دراسة حتليلية تقييمية –عبد ا

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

17

ا تؤثر على النشاط اإلقتصادي يف جمموعه عن طريق واهم أثر للنفقات العامة إشباعها للحاجات العامة كما أ .تأثريها على اإلنتاج واإلستهالك وإعادة توزيع الدخل الوطين

تؤثر النفقات العامة على حجم اإلنتاج والتشغيل من خالل : أثر النفقات العامة على اإلنتاج الوطني 1-ج بازديادكلي الفعال حيث متثل النفقات العامة جزءا هاما من هذا الطلب وتزداد أمهيته تأثريها على حجم الطلب ال

إمكانيات تدخل الدولة يف حياة األفراد والعالقة بني النفقات العامة وحجم الطلب الكلي يتوقف على حجم النفقة ا تتعلق النفقات التحويلية بطريقة ونوعها، وبصورة أدق فالنفقات احلقيقية تتعلق بالطلب على السلع واخلدمات بينه

.تصرف املستفيد منها يرتبط أثر النفقة العامة على اإلنتاج ومدى تأثري الطلب الكلي الفعال يف حجم اإلنتاج والتشغيل ومن جهة اخرى

وهذا بدوره يتوقف على مدى مرونة اجلهاز اإلنتاجي او مستوى التشغيل يف الدول املتقدمة وعلى درجة النمو يف .البالد النامية

ويف احلقيقة أن النفقات العامة تؤثر على القدرة اإلنتاجية لإلقتصاد الوطين برفعها هلذه القدرة الشرائية سواء بصورة .1مباشرة أو غري مباشرة ، ومن مث يرتفع الناتج الوطين والدخل الوطين

اإلستهالك بصورة مباشرة فيما يتعلق بنفقات تؤثر النفقات العامة على: ستهالكمة على اإلعاأثر النفقات ال 2-جتوزعه الدولة على األفراد يف صورة مرتبات أو أجور خيصص نسبة اإلستهالك احلكومي أو العام أو من خالل ما

.أكرب منها إلشباع احلاجات اإلستهالكية لألفراد ونستعرض لكل نوع من هذه النفقات على حدة يقصد بنفقات اإلستهالك احلكومي ما تقوم به الدولة من :أو العمومي نفقات اإلستهالك الحكومي 1- 2-ج

واملواد األولية االزمة لإلنتاج واآلالتشراء سلع أو مهام ضرورية من أجل صيانة املباين احلكومية وشراء األجهزة مصاحل احلكومية والنفقات املتعلقة بامللفات واألوراق واألثاث الالزم للالعمومي أو ألداء الوظائف العامة

.إخل...والوزاراتيرى البعض من اإلقتصاديني أن هذا النوع من النفقات يعد نوعا من حتويل اإلستهالك من األفراد إىل الدولة فعوض ا تقوم مبنحها من قيام الدولة بإعطاء هؤالء األفراد دخوال كبرية متكنهم من إستهالك هذه السلع أو اخلدمات ، فإ

ا الدولة الإليهم وبذلك تؤثر على حجم اإلستهالك دون ترك األفراد ميارسونه وبني فإن هذه النفقات اليت تقوم .مدى احلرية اليت كان يسمح فيها هلؤالء مبمارستها يف إختيار السلع واخلدمات ألنفسهم

، 2008امة ، االيرادات العامة، امليزانية العامة للدولة ، ديوان املطبوعات اجلامعية اجلزائر ، النفقات الع:حمرزي حممد عباس ، اقتصاديات املالية العامه 1

.100ص

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

18

ا الطبقة الغنية فإن العامة تنتفع اخلدماتملا كانت بعض :أثر النفقات العامة على إعادة توزيع الدخل 3-ج،وقد يبدو هذا منافيا اخلدمات وغريها يعترب نقال للقوة الشرائية من ذوي الدخول الصغرية اإلنفاق العام على هذه

للعدالة ولكن كيان الدولة يقوم على التضامن اإلجتماعي بني أفرادها ،فإن الفقراء وان كانوا يستفيدون خبدمات ا فإن االغنياء ماكان هلم أن حيصلوا على دخوهلم الكبرية لوال مساعدة الطبقات الفقرية هلم سواء يدفع األغنياء نفقا

ا أو يف إستهالك ماينتجه هؤالء . 1يف العمليات اإلنتاجية ذامبا أن اإلنفاق العام ماهو إال عبارة عن السلوك املايل للحكومة والذي يصبوا إىل :أدوات سياسة اإلنفاق العام -د

:حتقيق جمموعة من األهداف للمصلحة العامة واليت خنص منها وهذا كون إستخدام حجم النفقات العامة يرتبط حبجم املشاكل اليت :ختفيض أو زيادة اإلنفاق العام

ا باإلقتصاد الوطين من جهة و يفرضها ذا ميكن أن تكو القيود املالية اليت تعرفها الدولة من جهة أخرى ، وهي وميكن أن تزيد يف اإلنفاق كالتضخمب يف اإلنفاق إىل أبعد احلدود ملا ميكن أن حيدث من أثار سلبية أن تذه

.2العام بصفة غري إرادية كاحلروب االهلية واخلارجية والنكبات مثال هيكلة النفقات العامة على النحو التايل تتم عادة ما:ة بنية اإلنفاق العام إعادة هيكل: العامة اخلدماتنفقات. نفقات األمن والدفاع. نفقات اخلدمات اإلجتماعية. نفقات الشؤون اإلقتصادية.

.اإليرادات العامة : المطلب الثاني جمموعة الدخول اليت حتصل على الدولة من املصادر املختلفة من "يقصد باإليرادات العامة كأداة مالية:تعريفها -1

ا العامة وحتقيق .3"التوازن اإلقتصادي واإلجتماعي أجل تغطية نفقا .مصادر اإليرادات العامة -2تطلق هذه الكلمة على كل ممتلكات الدولة سواء كانت ):أموال الدومين(موارد الدولة من أموالها الخاصة 2-1

العام بل معدة لالستخدامالوزارات واملوانئ واملمتلكات اليت مل تعد العام كالطرق أو أبنية لالستخدامخمصصة

. 103نفس املرجع السابق ، ص 1 .36،ص 1987حممود ابراهيم الوايل ، علم املالية العامة ، ديوان املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر ، 2 . 115 حمرزي حممد عباس ، مرجع سبق ذكره ، ص 3

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

19

املالية اليت تكون مالكا واألوراقومثال ذلك األراضي الزراعية واملشاريع الصناعية والتجارية اخلاص لالستعمال .للدولة

مبلغ من املال يدفعه املنتفعون إىل الدولة أو ألي سلطة عامة لقاء خدمة "يعرف بصفة عامة بأنه :الرسوم 2-2ومن أمثلة ذلك الرسوم القضائية ورسوم التسجيل يف " الدولة أو السلطة العامة إليهممعينة ذات نفع عام تؤديها

ا بدون جهد ا جبهدهم أو يكسبو . 1اجلامعة اليت حيرزها أصحاا : الضرائب 2-3 م بطريقة اقتطاع"تعرف الضريبة على أ نقدي جربي تفرضه الدولة على املكلفني وفقا لقدرا

.2"وذلك لتغطية األعباء العامة وحتقيق أهداف الدولة املختلفةائية وبال مقابل :ويتضح من هنا التعريف أن الضريبة تتميز باخلصائص التالية

يكون الدفع نقديا - .تشمل الضريبة على عنصر اإلجبار أي الضريبة ملزمة -تمع(عمومية الضريبة- ).ال تستثين أحد من افراد اا تدفع بغري مقابل - .خاصأدف لتغطية النفقات العامة- .إن الضرائب مباشرة وضرائب غري ملالية العامة إىل قسمني ، ضرائبيقسمها كثري من خمتصي ا:أنواع الضرائب 2-3-1

.مباشرةوهي اليت تقتطع مباشرة من الدخل أو رأس املال وحتصل هذه الضريبة عندما : الضرائب المباشرة 2-3-1-1

،نظرا لتعدد مصادر الدخل فقد أصبحت الضريبة عليه ذات أمهية IRGالضريبة على الدخل يتحقق الدخل مثلرأس املال أو منهما معا ، وقد يكون العمل من أوكبرية يف النظم الضريبية احلديثة فقد يكون املصدر من العمل

.لدخل النوعي أو الفرعيجتاريا أو صناعيا أو مهنة حرة وكل مصدر من هذه املصادر يدر دخال يطلق عليها ا :الضرائب الغير مباشرة 2-3-1-2سبقها وتسمى بضرائب اإلنفاق ، نظرا إلخضاع النظم الضريبية الدخل لضرائب تقل أمهية عن ما وهي الضرائب اليت ال

ا كذلك أخضعت اإلنفاق للضرائب ، وتفرض هذه األخرية على الفرد عندما ينفق رأمساله أو دخله يف سبيل حتقيق فإا تفرض وتشمل مجيع الضرائب اليت حاجة .3ى بيع السلع واخلدمات لتفرض عوعليه فإ

.181،ص 1975النفقات العامة واإليرادات العامة ، دار النهضة العربية ،األردن ،:رفعت احملجوب ، املالية العامة 1 . 47طارق احلاج ، مرجع سبق ذكره ،ص 2 .244،ص1992دار املصرية اللبنانية ، مصر،محدي أمحد الغاين ، اقتصاديات املالية العامة ونظام السوق ، دراسة يف اجتاهات االصالح املايل واالقتصادي ، 3

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

20

.األثار اإلقتصادية للضرائب 2-1-3ا بالنقصان ، ويتحدد : االستهالك علىالضريبة أثر-أ تقوم الضرائب بالتأثري بصورة مباشرة على مقدار دخل املكلفني

.ما كان تأثريه على مقدار الدخل أكرب والعكس صحيحيبة ، فكلما كان املعدل مرتفعا كلذلك حبسب معدل الضر األسعار فاملكلفون وخاصة ويرتتب على ذلك أم يتأثر حجم مايستهلكونه من خالل أثره أي معدل الضريبة على مستوى

أصحاب الدخول احملدودة واملتوسطة يقل دخلهم مما يدفعهم إىل التضحية ببعض السلع واخلدمات وخاصة الكمالية منها خنفاض إال ألن هذا القول ليس صحيحا بصورة مطلقة ، إذ أم درجة وبالتايل يقل الطلب عليها ، وميثل أسعارها حنو اإل

يتأثر )السلع الكمالية(بالضريبة فالسلع ذات الطلب املرنتأثرها امكانية مرونة الطلب على هذه السلع هو الذي حيدد لغذائية ، كما أن حجمكاألدوية واملواد ا) السلع الضرورية(بالضريبة أكرب من السلع ذات الطلب الغري مرن استهالكها

م عادة الدخل حيدد درجة التأثر فالدخل املرتفع اليتأثر كثريا بالضري بة ، ومن مث اليقلل من إستهالك هذه الفئات ألم أما الدخل املنخفض فإنه يتأثر بالضريبة بصورة واضحة ، إذ يقلل من إستهالك هذه يدفعون الضريبة من مدخرا

.1سلع ذات الطلب املرن الفئات وخاصة بالنسبة للومن جهة أخرى يتوقف أثر الضريبة يف اإلستهالك على خطة الدولة يف إستخدام احلصيلة الضريبية ، فإذا قامت الدولة

الدولة هذه السلع واخلدمات فإن نفس استخدمتأما إذا ،اإلخنفاض بتجميد حصيلة الضريبة فإن اإلستهالك يتجه حنو .األفراد نتيجة فرض الضريبة يعوضه زيادة اإلستهالك الذي حيدثه إنفاق الدولةاإلستهالك يتجه من جانب

بالبلد خاصة أصحاب الدخول تهالك على اإلسكما رأينا من قبل أثر الضريبة يف :على اإلنتاج الضريبةأثر - بتأثري الضرائب يف عرض وطلب احملدودة واملتوسطة ، هذا بدوره يؤثر يف اإلنتاج بالنقصان كذلك يتأثر اإلنتاج نتيجة

رؤوس األموال اإلنتاجية ، فعرض رؤوس األموال اإلنتاجية يتوقف على اإلدخار مث اإلستثمار ، كذلك فإن فرض الضريبة .الضرييب مما يؤثر على النشاط اإلقتصادي العبءإىل إنتقال عناصر اإلنتاج إىل فروع اإلنتاج األخرى قليلة قد يؤدي

والثروة بشكل غري عادل لصاحل قد ينتج على الضريبة أن يعاد توزيع الدخل:على في توزيع الدخلأثر الضريبة -جأشد عبئا على الفئات وحيدث هذا بالنسبة للضرائب الغري مباشرة بإعتبارها،الفقرية الطبقات لى حسابغنية عالالطبقات

ومما هو جدير بالذكر .توى اإلدخار كما أوضحنا من قبل،اما الضرائب املباشرة فهي تؤثر على الطبقات الغنية ومسالفقريةا الدولة احلصيلة الضريبية تؤثر على منط التوزيع فإذا أنفقت الدولة هذه احلصيلة يف شكل أن الطريقة اليت تستخدم

الدخل ، نفقات حتويلية أو ناقلة مبعىن حتويل الدخول من طبقات إجتماعية معينة إىل طبقات أخرى دون أية زيادة يف .حبيث تستفيد منها الفئات الفقرية فإن هذا يؤدي إىل تقليل التفاوت بني الدخول

. 268حمرزي حممد عباس ، مرجع سبق ذكره ، ص 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

21

وهو دين يكتتب يف سندات وهي مورد من موارد الدولة املالية وأداة امتويل اإلنفاق العامة: القروض العامة 2-4أفراد اجلمهور أو املؤسسات املالية أو املصارف يف داخل حدود الدولة املقرتضة أو األفراد واملؤسسات املالية

املبالغ املقرتضة ودفع فوائد بسدادواملصارف يف اخلارج أو احلكومات األجنبية أو املؤسسات املالية الدولية مع التعهد .القرض وفقا لشروطه

اجلهات املخولة قانونا هو أن تقوم الدولة بإصدار كميات جديدة من النقود حتت إشراف:اإلصدار النقدي 2-5 .1النشاط اإلقتصادي احتياجاتوذلك مبا يالئم )البنك املركزي(ت ختتلف أثار اإليرادات العامة حبسب إختالف أنواعها فحصول الدولة على االيرادا:أثار اإليرادات العامة -3

.العامة بواسطة الضرائب مثال يرتتب عليه أثار إقتصادية وإجتماعية معينةنوع من الطبقات اإلجتماعية وحتقيق من الناحية اإلجتماعية تتدخل الدولة بواسطتها لغرض تقليل التفاوت بني

التحقيق سياسة الدولة العدالة اإلجتماعية ، اما من الناحية اإلقتصادية فهي وسيلة لتغطية النفقات العامة وكذا .اإلقتصادية واإلجتماعية

الموازنة العامة: المطلب الثالث ا القائمة التقديرية للمصروفات واإليرادات احلكومية عن :تعريف الموازنة -1 تعرف املوازنة العامة للدولة على أ

فامليزانية . PUBLIC BUDGETاإلجنليزي للفظوهي الرتمجة احلرفية ،2فرتة مالية مقبلة غالبا ماتكون سنةا خالل فرتة زمنية متصلة العامة وثيقة مصادقة عليها من السلطة التشريعية املختصة ، حتدد نفقات الدولة وإيرادا

. كما تعرب عن أهدافها اإلقتصادية واملاليةااليرادات والنفقات املستقبلية ومن هذا التعريف ميكن أن خنلص إىل أن امليزانية العامة ليست فقط أداة حماسبية تبني

: 3بل هي أيضا وثيقة الصلة باإلقتصاد ووسيلة لتحقيق األهداف املرجوة وتتمييز باخلصائص التالية فهي مبثابة البيان ملا تتوقع السلطة التنفيذية أن تنفقه وأن حتصله من إيرادات مالية خالل مدة: الميزانية العامة توقع -أ

أو التقدير قبل عرضه على السلطة التشريعية للمصادقة عليه وتعد التنبؤ اهذالسلطة بإجراء قادمة حيث تقوم هذه .امليزانية مبا تتضمنه من بنود النفقات واإليرادات ومبالغها مبثابة برنامج عمل احلكومة يف الفرتة املقبلة

.308عبد املنعم فوزي ، مرجع سبق ذكره ، ص 1 .45،ص 2009مصر ، ثانية ،الدار اجلامعية ، القاهرةحممد البنا ،اقتصاديات املالية العامة ،مدخل حديث ، الطبعة ال 2 .75،ص 1992، ديوان املطبوعات اجلامعية ، بن عكنون اجلزائر ، 3حسني مصطفى حسني ، املالية العامة ، طبعة 3

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

22

يزانية أي املوافقة على توقعات املوتعين ذلك أن السلطة التشريعية هي اليت ختتص بإعتماد :الميزانية العامة إجازة- بوالرتخيص هلا مبواصلة حتصيل االيرادات وصرف النفقات أما قبل التوقيع فتكون احلكومة عن نفقات وإيرادات العام املقبل

.يف حكم املشروع ونفقاتفمختلف بنود حمتويات امليزانية من إيرادات :اإلقتصادية والمالية الميزانية العامة تعبر عن أهداف الدولة -ج

الدولة ألهدافها من اختياراتإقتصادية وإجتماعية وكذا سياسية وبالتايل تعترب اإلطار العام الذي منعكس فيه احتدث أثار .جهة وأدائها للتحقيق من جهة أخرى

: 1ة العامة وامليزانية العموميةوفيما يلي سوف نتطرق أىل الفرق بني املوازن .املوازنة العامة أرقامها تقديرية وامليزانية العمومية أرقامها فعلية - .املوازنة العامة عن سنة مقبلة ، امليزانية العمومية صورة من تاريخ معني عن سنة منقضية - .فقائمة برصد املوجودات واملطلوبات العموميةواإليرادات املتوقعة ، اما امليزانية لالستخداماتاملوازنة العامة قائمة -املوازنة العامة قائمة بعمليات جارية رأمسالية وإن كانت تقسم داخليا إىل موازنة فرعية للعمليات اجلارية وأخرى -

.وازنة العامة الشق الرأمسايل منها بشكل عامللعمليات الرأمسالية ، أما امليزانية العمومية فقائمة برصد تقابل يف املاملوازنة العامة ختص مبوازنة احلكومة وما يدور يف فلكها من منظمات أما امليزانية العمومية فهي أصال ختتص -

.باملشروعات التجارية وقد أخذت يف السنوات األخرية تنطلق على املشروعات العامة احلكومية .قواعد ومبادئ الميزانية العامة-2 وثيقةيعين هذا املبدأ أن تدرج كافة اإليرادات العامة والنفقات العامة للدولة يف : مبدأ وحدة الميزانية العامة 2-1

.2ةواحدة ، الغرض من ذلك هو املوازنة العامة بأبسط صور دولة ومعرفة أن التعرف على عناصرها بسهولة وتكوين فكرة دقيقة وسريعة على نشاط الوإمكانية للمطلع على امليزانية

.كان هناك توازن أم فائض أم عجز ، ومن مث تسيري الربملان يف فرض مراقبته على أعمال السلطة التنفيذية، وكان هذا البدءتاريخ يقصد به أن تتم املوافقة عليها سنويا حبيث اليشرتط فيها :مبدأ سنوية الميزانية العامة 2-2

وتقلبات األسعار كما أن االضطراباتاملبدأ يسبب صعوبة التنبؤ ألكثر من سنة لنفقات وإيرادات الدولة خاصة يف حالة .الضرائب املباشرة هي بدورها حتصل سنويا

.46حممد البنا ،مرجع سبق ذكره ، ص 1 .293،ص 1970منيس سعيد عبد املالك ، اقتصاديات املالية العامة ، طبعة معدلة ، مطبعة خميم ميرت ، بدون بلد نشر، 2

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

23

ا أن: مبدأ الشمولية والعمومية 2-3 يث تتضمن تكون ميزانية الدولة شاملة لكافة النشاط املايل للدولة حب يقصد الناتج كافة اإليرادات والنفقات دون إقصاء أي جانب مهما قل شأنه كما تقضي هذه القاعدة بعدم العمل بفكرة

.الصايف خيصص إيراد معني لتغطية نفقة معينة ، إذ تقضي هذه القاعدة بأن ال:مبدأ عدم تخصيص اإليرادات العامة 2-4

رادات معينة و نفقات معينة ، فاملبدأ أن تدمج كافة اإليرادات العامة لتمويل كافة يضع على السلطة التنفيذية الربط بني إيالنفقات العامة ، فالتخصيص من شأنه فتح الباب لتبذير أموال الدولة واإلسراف فيها يف حالة جتاوز مبلغ اإليرادات مبلغ

.عن احلاجةاإلحتياجات للمرفق والعكس يكون التقصري يف األداء إذا قلت اإليرادات ان يف الفكر املايل التقليدي القائم على ل من إيرادات ونفقات الدولة وقد كويقصد تساوي ك:مبدأ التوازن 2-5

يشمل التوازن اإلقتصادي العام وال يقتصر اقتصاديفلسفة الدولة احلارسة ولكن تطور دور الدولة حديثا أصبح له مفهوم الصاحل العام وبالتايل فامليزانية العامة هي أداة لتحقيق هذا التوازن ومنه خلدمةتسخر على التوازن احلسايب ، وهذه األخرية

. 1الوطين لالقتصادللميزانية من أجل حتقيق التوازن احلسايبالتضحية بالتوازن هذا العمل كما جيب اإلشارة إىل أن تكوين ميزانية يتطلب مراحل عديدة مما يستوجب على الدولة الدقة الشديدة إجتاه

تمع وكذا ا األقدر على حتقيق وحتديد احلاجيات اليت يتطلبها ا حيث أن املسؤولية تقع على عاتق السلطة التنفيذية أل .قدرته املالية ،وقد خيتلف التقدير من دولة إىل أخرى حسب الوضعية اإلقتصادية لكل بلد

.295عبد املالك ،مرجع سبق ذكره ،صمنيس سعيد 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

24

.السياسة المالية في الدول المتقدمة والدول النامية :المبحث الثالث يف للسياسة املالية يف إقتصاديات الدول املتقدمة دورا مهماإن :السياسة المالية في الدول المتقدمة: المطلب األول

ا األساسية اإلقتصادية ،وضمن دور فعال ألدوات السياسة إطار سياستها اإلقتصادية العامة وإرتباطها بواقعها ومساا باإلضافة للسياسة النقدية من أهم السياسات اإلقتصادية وبالتا.األخرى أمهية املالية العامة يلويتمثل هذا الدور يف كو

: 1، ومن أهم أهداف السياسة املالية يف الدول الرأمسالية املتقدمة جندونشاط احلكومة املايل حتقيق اإلستخدام الكامل والذي يعترب اهلدف األساسي الذي تسعى السياسة املالية إىل ضمانه يف الدول الرأمسالية - 1

املتقدمة وهذا ماتسهدف الدول النامية إىل حتقيقه كذلك، حيف ينبغي على السياسة املالية أن تستهدف خفض حاالت ا من خالل األشغال العامة ومن واإلستخدام األقل للموارد حيث أن تو االستخدامعدم ا وإيرادا سع الدولة يف نفقا

تمع ومن خالل مشروعات القطاع العام تؤدي إىل زيادة درجة سواءموارد استخدامخالل إعانتها للمنتجني واألفراد واعلى التوسع يف أو من خالل زيادة الطلب الذي حيفز االستخداممن خالل اإلسهام يف زيادة العرض الذي يتيح هذا

ا يقود إل ختفيض حاالت عدم االستخدام ، إذ أن اإلنفاق العام على برامج األشغال العامة والنشاطات املرتبطة يف خالل فرتات الكساد ،وكما تضمنت كذلك النظرية الكينزية وهو مامت األخذ به يف عالج ازمة الكساد االستخدام

النقص يف الطلب الكلي يف يعوضين أن السياسة املالية متارس بذلك دورا تعويضيا يع الثالثينيات القرن املاضي ،وهو مااإلقتصاد والناجم عن اإلخنفاض يف اإلنفاق اخلاص ، ولذلك فإن أي توسع يف اإلنفاق الذي تقوم به الدولة من خالل

تخدام ومبا يقود يف النهاية إىل حتقيق سياستها املالية يقود إىل زيادة الطلب الكلي وبالشكل الذي يتيح زيادة درجة اإلسعلى وجود إقتصاد واعتمادااإلستخدام الكامل وهو األمر الذي أكدت عليه املالية احلديثة ، ويف إطار النظرية الكينزية

ن ناضج ومتطور ولديه طاقات إنتاجية واسعة ومتنوعة ومهيأة للعمل يف احلال وتتسم مبرونة عالية يف إستخدامها وتعاين ما يقود بالنتيجة ا وإيرادا نقص يف الطلب عليها ولذلك فإن زيادة الطلب هذا من خالل السياسة املالية وعن طريق نفقاإىل زيادة اإلستخدام ، ويستمر هذا حلني حتقق اإلستخدام الكامل وهو اهلدف األساسي الذي ينبغي تركز عليه السياسة

.واليت هي إقتصاديات متقدمة هذهاملالية يف اإلقتصادات الرأمسالية ،أي إستبعاد حصول حاالت تضخم أو كساد يف اإلقتصاد حيث ينبغي على تقرار اإلقتصاديسضمان حتقيق اإل- 2

السياسة املالية أن تسهم جبانب السياسات اإلقتصادية األخرى وبالذات السياسة النقدية يف حتقيق هذا اهلدف االساسي وهو اهلدف الذي تسعى إىل للسياسة املالية يف الدول الرأمسالية املتقدمة ، ومبا يتضمن إستقرار مستوى العام لألسعار

حتقيقه الدول النامية كذلك رغم أن اإلرتفاع احملدود وغري الواسع يف األسعار قد حيفز على التوسع يف اإلستثمار والتكوين

.341،ص األردن، عمان األولىفلیح حسن خلف ، المالیة العامة ،عالم الكتب الحدیثة للنشر والتوزیع ، الطبعة 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

25

الرأمسايل ، نظرا ملا يتضمنه من هامش ربح أعلى للمستثمرين واملنتجني وهو األمر الذي يشجعهم على التوسع يف م اإلستثم عليه احلال يف ارية واإلنتاجية ، إال أن إرتفاع األسعار بشكل ملموس ولفرتة ممتدة من الزمن كما هونشاطا

يصاحبه من إرتفاع األسعار بشكل ملموس ولفرتة ممتدة التضخم يؤدي إيل التأثري سلبا على معدل النمو هذا نتيجة مابا على معدل النمو هذا نتيجة مايصاحبه من إرتفاع يف يؤدي إىل التأثري سل من الزمن كما هو عليه احلال يف التضخم

كلفة إقامة املشروعات اإلستثمارية وكلف تشغيليها وبالشكل الذي يؤدي اىل اإلضرار باملستثمرين واملنتجني ، إضافة إىل ات نتيجة األضرار باملستهلكني من خالل إرتفاع كلف معيشتهم ، بإخنفاض القدر الذي حيصلون عليه من السلع واخلدم

إرتفاع األسعار امللموس واملستمر الذي يتضمنه التضخم إضافة إىل أثاره السلبية األخرى على العديد من الفئات يف تمع ولذلك ينبغي العمل يف إطار السياسة املالية إىل ختفيض الطلب الكلي يف اإلقتصاد حبيث يتساوى ويتوازن مع ا

ا من خالل زيادة اإليرادات الضريبية ب الكلي عن طريق نفقات الدولة العرض تقليصها وعن طريق إيرادات الدولة بزيادبإعتبارها احلالة املعاكسة حلالة حالة الكسادواللجوء إىل اإلقرتاض لسحب القوة الشرائية الفائضة حالة التضخم وأن

يت تشجع على اإلستثمار التضخم حيث يتحقق معها إخنفاض يف األسعار وبالشكل الذي تنخفض معه احلوافز الواإلنتاج نتيجة إخنفاض أرباح املستثمرين واملنتجني بسبب اإلخنفاض يف األسعار ، وهو ماينجم عنه إحنصار النشاطات

للتحفيز على الالزم الكلياإلقتصادية وإنكماشها وركودها ولذلك ينبغي على السياسة املالية أن تتجه حنو زيادة الطلب العرض الكلي الستجابةاإلقتصادية وبالذات يف اإلقتصادات املتقدمة حيث تتوفر فيه مرونة تكفي التوسع بالنشاطات

وبزيادة اإلنتاج ، وبزيادة إستخدام املوارد لزيادة الطلب الكلي وبالشكل الذي يؤدي إىل تساوي أي توازن العرض الكلي .عام اقتصاديحتقيق إستقرار مع الطلب الكلي ، ومبا يتضمن حتقيق إستقرار األسعار يف إطار

يف اإلقتصاد وبعيدا عن التضخم أو الكساد ، وهو األمر الذي تضمنته وجهات منو منتظماحلفاظ على حتقق معدل - 3على النظرية الكينزية واملستندة إليها وبالذات مايتصل منها بالتأكيد على جانب العرض الذي اكدت عليه الالحقةالنظر

واليت سادت فيها أراء الرأمساليةاملدرسة الكالسيكية إرتباطا باحلاجة إىل زيادة اإلنتاج والعرض يف بدايات تطور الدول لطلب ، الذي أكدت عليه املدرسة الكينزية إرتباطا باحلاجة لزيادة هذه املدرسة التقليدية وكذلك التأكيد على جانب ا

من خالل الطلب من أجل معاجلة حالة الكساد يف إقتصاد متقدم بإعتبار أن عملية اإلنتاج تساهم يف زيادة العرض ملية يتم توليده من دخول عن طريق ع مايتم إنتاجه من سلع وخدمات وتسهم كذلك يف زيادة الطلب من خالل ما

هذه متثلها دخول عناصر اإلنتاج اليت تسهم يف حتقيق اإلنتاج ، وبالتايل ينبغي العمل مبوجب السياسة املالية ومن اإلنتاج ا يف توليد معدل النمو ا وإيرادا خالل نفقا

ل السياسة هدف تقليل التفاوت يف توزيع الدخول والثروات وصوال إىل حتقيق عدالة أكرب يف هذا التوزيع ومن خال- 4ااملالية ، وعن طريق نفقات الدولة أمهية هذا اهلدف للسياسة املالية يف الدول الرأمسالية املتقدمة ازدادت، وقد وإيرادا

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

26

السوق اليت يتم اإلستناد اليه يف عمله ويف القيام بالوظائف آليةعرب الزمن ألسباب عديدة يتصل البعض منها يف أن تقود ومن خالل الصراع التنافسي احلر إىل تغلب من ميتلك القدرة والقوة على األقل قدرة وقوة وهو والفعالية اإلقتصادية

من إحتكار وإمتالك القلة اليت ترتبط باملشروعات العمالقة وما يرافقهإىل الرتكز ونشوء املشروعات العمالقة مايؤدي املشروعات األقل قوة أىل املشروعات األقوى يف انضمامدخول وثروات ورؤوس أموال ضخمة سواء من خالل االحتكارية

ا التنافسية ذا فإن املنافسة ويف إطار ما تتيحه من حرية يف ممارسة بسببالسوق ،أو اخلروج منه لضعف قدر ا ، و قوتمع من احلصول النشاطات اإلقتصادية تولد اإلحتكار والرتكز يف الثروات والدخول يف صاحل القلة وحرمان معظم أفراد ا

والدخول نتيجة لذلك وهو األمر الذي يستدعي معه العمل على إعادة توزيع الدخول على ذات القدرة من هذه الثرواتبالشكل الذي حيقق عدالة أكرب يف هذا التوزيع عن طريق فرض ضرائب وبصورة تصاعدية على الدخول والثروات ورؤوس

شكل الذي بالهذه ، و على تقدمي خدمات وإعانات للفئات منخفضة الدخل األموال وإنفاق حصيلة هذه الضرائب ا اإلنتاجية وهو املر الذي يزيد من ا وقدرا إنتاجيتها ودخوهلا وخصوصا عندما يتحقق ذلك يف اطار يتيح هلا زيادة مهارا

ة وذلك من خالل اتفاق توفري فرص متكافئة للحصول على التعليم بكافة مراحله واخلدمات الصحية منها والعالجيذا فان السياسة املالية مة وبالذات االيرادات اليت يتم حتصيلها عن اعن طريق االيرادات الع سواءالدولة على توفريها و

طريق الضرائب التصاعدية اليت تفرض على الفئات مرتفعة الدخل وعن طريق النفقات العامة وبالذات االيرادات اليت تتم بشكل اعانات وخدمات وخاصة الصحية منها والتعليمية وهو االمر الذي يؤدي اىل سواءالقل دخال لصاحل الفئات ا

يقلل من التفاوت يف الذيحتقق توزيع ثانوي للدخل من خالل السياسة املالية تسهم يف اعادة توزيع الدخل بشكل .التوزيع االويل له ومبا حيققه اكري عدالة يف التوزيع

ااىل ان امهية اهداف السياسة املالية االساسية هذه يف الدول املتقدمة وينبغي االشارة ختتلف من دولة اىل اخرى وأولويا . ومن وقت اىل اخر يف الدولة الواحدة وتبعا حلالة اقتصادها وحاجته

1السياسة المالية في الدول النامية: المطلب الثانيا االساسية وما يتضمنه هارتباطبتربز أمهية السياسة املالية يف الدول النامية من ظروف هذا ا بواقع اقتصادها ومسا

واحتياجات تتطلب من احلكومة يف هذه الدول ان تتدخل و بشكل مباشر ومن خالل سياستها االقتصادية وأوضاعلية ،وبالذات السياسة النقدية فيها ألسباب عديدة ومنها بسبب ضعف دور السياسات االخرى املكملة للسياسة املا

ا حيث تقل ضعف وسائل السياسة النقدية واليت هي وسائل غري مباشرة للتأثري على احلالة االقتصادية ولتلبية احت ياجاالدول يف هذه االحتياطات الفائضة لدى املصارف ، وسعر اعادة اخلصم واالحتياطي القانوين بسببفاعلية سعر اخلصم

.347فلیح حسن خلف ، مرجع سبق ذكره ،ص 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

27

واإلجراءاتواملرتبط بضعف درجة الوعي املصريف، وضعف انتشار اجلهاز املصريف واخنفاض التعامل مع املصارف االت البديلة والذي يفوق العائد الذي يتم واألساليب اليت يتبعها واليت تعيق التعامل معه وعائد االستخدام لألموال يف ا

د االقتصاد نتيجة وجود قدر مهم من النشاطات يقيرفية باإلضافة اىل اخنفاض درجة تاحلصول عليه من الودائع املص .االخرى كالزراعة واليت تربز امهيتها النسبية يف هذه الدول

للسياسة املالية يف الدول النامية ويف اطار سياستها االقتصادية العامة واليت واألساسيونتيجة لكل ما سبق يربز دور اهلام تمع ويلتسهم ينبغي هلا متطلبات يبيف تعبئة الفائض االقتصادي فيها واستخدامه بالشكل الذي يؤمن احتياجات اة العامة والنشاط املايل حلكومات التطرق اليه الحقا وذلك من خالل املالي قتصاد وتطوره وهو االمر الذي سيتمعمل اال

معه اختاذ سياسة مناسبة خبصوص يقتضي هذه الدول وعن طريق االيرادات العامة والنفقات العامة وهو االمر الذيااليرادات العامة والنفقات اليت تتضمنها امليزانية العامة ويف اطار السياسة وما يليب احتياجات هذه الدول ويتماشى مع

:يت ميكن ان تتمثل يفواقعها والينبغي على السياسة املالية يف الدول النامية ان تعمل خبصوص االيرادات العامة على ضمان : 1االيرادات العامة: اوال

:حتقق ما يليعدية ضرورة العمل يف اطار السياسة املالية على حصيلة االيرادات الضريبية وبالذات من خالل الضرائب التصا - 1

وخصوصا اليت ال يتم استخدامها يف االوجه اليت يتحقق األموالدخول والثروات ورؤوس ضها على الواليت ينبغي فر تمع ، وحبيث ال يتم فرضها بالشكل الذي ميكن ان تؤثر فيه سلبا على النشاطات وأفراده ملوجبها خدمة االقتصاد وا

االت اهلامشية او وأفرادهوغري املنتجة، وغري املفيدة للمجتمع االقتصادية وبالذات االنتاجية منها وفرضها على ااالقتصاد ككل بدرجة اكرب وحبيث يصبح حتصيل االيرادات الضريبية وسيلة هامة يتم من خالهلا التأثري يف عملية ختصيص

و املوارد بالشكل الذي تتحقق معه الكفاءة يف هذا التخصيص عن طريق التشجيع على التوجه يف استخدام املوارد حناالت غري االت املرغوبة ملنحها اعفاءات او فرض ضرائب اقل عليها واحلد من التوجه يف استخدام املوارد حنو ا ا

املنتجة وغري النافعة وغري العقالنية واليت تتحقق بشكل واسع يف الدول النامية من اجل تقليص هذا التوجه الواسع حنوها وهو ما يضمن من خالل ذلك حصيلة ضريبية مرتفعة حتقق للدولة قدر . يةعن طريق فرض الضرائب ومبعدالت تصاعد

االت املنتجة والنافعة توجه اكرب من االيرادات وحتد من االت الغري منتجة ويسهم يف توجيهها حنو ا .املوارد حنو اضرورة العمل يف اطار السياسة املالية خبصوص االيرادات العامة على ضمان اصالح اجلهاز الضرييب يف الدول - 2

النامية حيث يتسع يف هذا اجلهاز حاالت ضعف استخدامه لألساليب والوسائل املتطورة يف حتصيل الضرائب وضعف

.349نفس المرجع السابق،ص 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

28

املسؤولية لدى جهات قليلة يف هذا اجلهاز وتفشي القدرات واخلربات املتاحة لديه وضعف الوعي واحلرص والشعور بحاالت الفساد والرشوة واالعتماد على االعتبارات الغري موضوعية يف حتصيل االيرادات الضريبية كالعالقات الشخصية

.العدالة يف حتصيل االيرادات الضريبية مبدأاخل وبالتايل يتناىف مع ...والعائلية االت اليت يتم فيها ممارسة نشاطات اقتصادية إىل ة املالية على التوصلضرورة العمل يف اطار السياس - 3 بشكل ا

املشروعة ارس فيه العديد من النشاطات سواءخفي من خالل ما يطلق عليه باالقتصاد السري او اقتصاد الظل والذي متذه النشاطات تشكل جزءا او الغري مشروعة وبشكل واسع ومهم ويف حاالت ليست بالقليلة وحبيث اصبحت مثل ه

مهما من النشاطات االقتصادية الفعلية اليت تتحقق يف الواقع وارتباطا بضعف القوانني والتشريعات اليت تنظم عمل النشاطات االقتصادية او ضعف الفعالية يف تطبيق هذه القوانني والتشريعات او نتيجة التشدد يف مثل هذا التطبيق بشكل

بالقوانني وهو االمر الذي يدفع حنو القيام بالعديد من النشاطات االقتصادية بعيدا عن االلتزام ،يتضمن التعسف يف ذلك جراءات والروتني والتأخري ها حىت ما هو مشروع يف هذه النشاطات، وذلك للتخلص من االوالتشريعات اليت تنظم

ذه االجراءات او التشدد والتعسف يف توالتعق طبيقها او نتيجة االفتقار هلا او الضعف يف يد الذي يرافق االلتزام .تطبيقها

ضرورة ان يتم احلذر يف اطار السياسة املالية يف الدول النامية عند االعتماد على القروض كمصدر لإليرادات - 4تتم وبالذات عندما اخلاصة ي االثر السليب الناجم عن تأثري القروض على النشاطات،وحبيث يتم يف هذا تالقالعامة فيها

ذه النشاطات وبالذات عندما ال تستخدم الدولة حصيلة االيرادات النامجة عن على حساب توجه هذه املوارد للقيام القروض وخاصة الداخلية منها يف القيام بالنشاطات االقتصادية وتستخدمها استخداما استهالكيا غري منتجة وهو االمر

ء اىل االقرتاض والذي قد يتم اجباريا او اختياريا ولكن بأساليب تكاد الذي يتحقق فعليا يف الغالب حيث يتم اللجو .جتعل االقرتاض هذا اجباريا ويتم استخدامه ملعاجلة عجز االيرادات عن تغطية النفقات وألغراض استهالكية غري منتجة

ا ب ال ينبغي على السياسة املالية ان - 5 ا على ايرادا ، اللجوء للتمويل بالعجز تعتمد على تغطية الزيادة يف نفقاوالذي يتم عن طريق االصدار النقدي وذلك حسب الضرورة اليت تفرض االخذ به خاصة وان معظم الدول النامية متارس

ا العامة وحمدودية حصيلتها من االيرادات العامة ا املالية حتت ضغط احلاجة للتوسعهذا االمر يف اطار سياسته يف نفقالضريبية والقروض، خاصة وان هذا االعتماد يكون متاحا استخدامه من قبل الدولة وميثل اسهل والذات االيرادات ا

ا على التوجه اىل البن يف ذلك وأسرعهاالوسائل ك املركزي والطلب منه التوسع يف اصدار النقود اجلديدةحبكم قدر

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

29

ا ووسائلها :1النفقات العامة :ثانيا ان السياسة املالية وبالذات يف الدول النامية ينبغي هلا ان تعمل من خالل اجراءااخلاصة بالنفقات العامة على حتقيق اكرب قدر ممكن من االثار اإلجيابية على االقتصاد الكلي عن طريق ضمان اسهام

القومي واإلنفاقي اىل زيادة االنتاج والدخل دالنفقات العامة يف القيام بالنشاطات االقتصادية وتوسعها ومبا يؤ ي وحتقيق عدالة اكرب يف واالستخدام والتأثري اجيابيا على املكونات الكلية لالقتصاد ويسهم يف حتقيق االستقرار االقتصاد

:دخول والذي ميكن ان يرتبط مبا يليتوزيع اللعام وبالتايل ميكن ان تزداد دامها يف االنفاق االنفقات العامة اي القدر املبالغ النقدية اليت يتم استخ حجم - 1

التضخم مثال قد حالةارة االجيابية للنفقات العامة يف زيادة حجمها وبالعكس وتبعا حلالة االقتصاد وحاجته حيث ان االث .هذه يف حني أن حالة الكساد تقتضي زيادة حجم النفقات العامة تفرض احلاجة اىل تقليص حجم النفقات العامة

ا ختصيص النفقات العامة اي كيفية توزيعها على جماالت انفاقها حبيث ميكن ان حتقق اثار - 2 الكيفية اليت يتم ذا التخصيص وهو االمر الذي يفرتض الرتكيز عليه يف السياسة املالية للدولة حبيث يتم من اجيابية او سلبية ترتبط

قدر ممكن من االثارة االجيابية عن طريق اسهامها يف زيادة خالهلا ضمان حصول انفاق حبيث يتحقق عن طريق اقصى الكفءاالنتاج والدخل واالستخدام وتقليل االثار االجيابية باحلد من التضخم او االنكماش اي ضمان التخصيص

.للنفقات العامةا توفري االيرادات العامة اليت توفر التمويل للنفقات العامة حيث ان ا - 3 اليرادات هذه ينبغي ان الكيفية اليت يتم

حتقق بالشكل الذي يقلل اىل ادىن حد ممكن من االثار السلبية وحيقق اقصى قدر من االثار االجيابية كان ال يتضمن مثال من خالل اقتطاع املوارد اليت مل يتم ختصيصها لذلك وهو االمر السليب واإلنتاجالتأثري سلبا على االدخار واالستثمار

.الثر االجيايب للنفقات العامة يف هذه احلالةالذي قد يلغي اا االنفاق العام وبالشكل الذي يقلل اهلدر والتبذير للموارد اليت يتم انفاقها اىل ادىن حد - 4 درجة الكفاءة اليت يتم

اىل ادىن قدر حبيث يتم زيادة النتائج االجيابية اليت حيققها االنفاق العام اىل اقصى قدر ممكن وتقليص هذا االنفاق ،ممكن .ممكن

احلالة االقتصادية العامة للدولة ومستوى النشاط االقتصادي فيها اذ قد ينجم عن نفقات عامة معينة اثر تضخم - 5يف حالة االنعاش االقتصادي بدرجة تفوق اثرها التوسعي واثر توسعي يف حالة الكساد االقتصادي بدرجة تفوق اثرها

.تطور قدراته االنتاجية ودرجة مرونة جهازه االنتاجي التضخمي وحسب حالة االقتصاد ودرجة

.355نفس المرجع السابق،ص 1

اسة المالیةاالطار النظري للسی:الفصل االول

30

خالصةا من أهم السياسات االقتصادية اليت تعتمد عليها من خالل دراستنا لإلطار النظري للسياسة املالية تبني لنا أ

ا ومدى حتقيقها ملختلف االهد ملختلفالدول للتدخل والتحكم والتوجيه االقتصادية واالجتماعية ، إذ تعترب اف قطاعاالسياسة املالية عند الكالسيك حمايدة كون الدولة تلعب دور احلارس على عكس املدرسة الكينزية اليت تنادي بتدخل

.الدولة يف النشاط اإلقتصادي ا الدولة يف النشاط اإلقتصادي وهي تتمثل يف النفقات واإل يرادات واملوازنة العامة ، إن للسياسة املالية أدوات تتدخل

ا كما تبني لنا ان السياسة املالية يف الدول النامية تركز بدرجة كبرية على االنفاق العام وهذا راجع لتدهور اقتصاديا . وهشاشة بناها التحتية على عكس الدول املتقدمة اليت تقلل من هذا األخري يف سياستها

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

32

: تمهيد

إختالالت هيكلية يف بات اإلصالح اإلقتصادي من الضرورة املوضوعية تبنيه من طرف الدول اليت تعاين من ا الدول النامية مع بداية معظملكون مثاره تأيت بالنتائج اإلجيابية املرضية إلقتصاديات تلك الدول، وهو حال إقتصاديا

عض املشاكل واإلختالالت اإلقتصادية مما أسهم بربوز العديد من األزمات الداخلية بعقد الثمانينات اليت عانت من لملعاجلة تلك املشاكل واإلختالالت وإصالح أوضاعها لولة من هذه الدو اخلارجية خالل تلك الفرتة ، وكمحاو

.من طرف صندوق النقد الدويل والبنك العاملي املوضوعةإىل تبين برامج اإلصالحات اإلقتصادية اضطرتاإلقتصادية :كالتايلإىل ثالث مباحث نقوم بتقسيم هذا الفصلسوف منه و

. االقتصاديعموميات عن اإلصالح : املبحث األول .واقع اقتصاديات الدول النامية ومربرات اإلصالح اإلقتصادي :املبحث الثاين

.قد الدويلنامج اإلصالح اإلقتصادي وصندوق البرن: الثالث املبحث

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

33

.االقتصاديعموميات عن االصالح : المبحث األول . االقتصادي اإلصالح تعريف: المطلب األول

من نوع النظام السائد وكذا وجهة نظر الدول انطالقاخيتلف مفهوم اإلصالح اإلقتصادي من دولة إىل أخرى .وصندوق النقد الدويل

جممل اإلجراءات اهلادفة إىل تغيري الوضع اإلقتصادي من حال هي"ويقصد باإلصالح اإلقتصادي يف املفهوم التقليدي بغرض واخلدماتز باألداء اجليد والفعالية يف التسيري وطرقه إلنتاج اخلريات املادية ، غري مرغوب فيه إىل حال أفضل يتمي

.1"حتسني مستوى معيشة السكان دف خفض و إزالة اإلختالالت احمللية أو اخلارجية من خالل "عرف كذلك تو هو عملية منظمة للتغيري يف اإلقتصاد

.2"كأساس لتحقيق منو قابل لإلستمرارة جمموعة متنوعة من التغريات يف السياسة العاماملتباينة حول مفهوم واآلراءلإلصالح اإلقتصادي تعريف عام يستوعب كافة وجهات النظر السابق يالحظ أن التعريف

حول مفهوم االصالحات ، جيب أن نقر حبقيقة مهمة مفادها أنه ومنذ اآلراءاإلصالح اإلقتصادي إال أنه مهما اختلفت حتول مفهوم اإلصالح إىل موجة عاملية عارمة وارتكز هذا املفهوم اآلنالثمانينات من القرن املاضي وحىت منتصف عقد

بدرجة أساسية على التقليص من دور الدولة يف النشاط اإلقتصادي إىل اضيق احلدود وحترير العالقات الداخلية .واخلارجية

ا وتعرف اإلصالحات اإلقتصادية اليت يدعمها ويتبناها جمموعة اإلجراءات املستعملة "الصندوق والبنك العامليني على أواخلارجية وإنشاء العناصر املشكلة الداخليةمن طرف الدولة بغية إنقاص أو إلغاء اإلختالالت اإلقتصادية ، املالية

.3"إلقتصاد السوق أهداف اإلصالح اإلقتصادي : المطلب الثاني

ليس غاية يف حد ذاته بل هو وسيلة لزيادة االنتاج واالنتاجية من جهة وكذلك التحكم اإلصالح االقتصادي اإلجتماعية ، فإذا بعد عن اإلنتاج –مرتبطا خبطة التنمية االقتصادية بالطلب من جهة أخرى ، كما يفرتض أن يكون

م دور الدولة والرتكيز يو حتجفسوف يؤدي إىل تدهور اإلقتصاد الوطين وقد دلت بعض التجارب على خطأ التوجه حن -عادة–على التثبيت اإلقتصادي وحترير التجارة والتوسع يف اخلصخصة يف عملية اإلصالح اإلقتصادي تصبوا احلكومات

اجلزائر ،ختصص إقتصاد دويل دولة غري منشورة ،،أطروحة دكتوراة-التجربة اجلزائرية–ومدى معاجلتها لالختالل اخلارجي حممد راتول،سياسة التعديل اهليكلي 1

.8،ص2000 . 9،ص1996،سوريا ، املركز العريب للدراسات االسرتاتيجية ، دمشق3،االصالح االقتصادي يف الدول العربية حالة مصر ، املغرب ، اليمن ،طبعة أمحد النجار 2 .16نفس املرجع السابق، ص 3

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

34

إىل كبح العجز يف ميزان املدفوعات وامليزانية ، كما تتحاشى الوقوع يف أحضان التضخم فتسعى إىل حتقيق اصالحات تستطيع أن تتجاهل قرار ومنع املشاكل املستقبلية وصوال إىل رفع معدل النمو اإلقتصادي ولكنها الهيكلية لتعزيز اإلست

كما قد تسببه عوامل ،اجلوع والفقر والبطالة ، إن هذا االصالح قد يتطلبه إستخدام سياسات اقتصادية غري مدروسة ء جديد كرد فعل للصدمات أو بنا يأيتصحيح دولية وكذلك ميكن ان تؤدي إليه مشاكل داخلية حبتة ، وهكذا فالت

يجيات ، وهكذا جيب على الدولة اصالح النظام الضرييب لرفع مستوى اإليرادات وترشيد النفقات يف القطاع لإلسرتاترتض إعادة النظر يف قوانني العمل والتشغيل يف حني البد من استخدام سعر الفائدة في فإصالحهالعام ، اما سوق العمل

للسياسة النقدية من أجل التحكم يف القطاع املايل إىل جانب إزالة الدعم احلكومي والبد من الدراسة املتأنية كأداة .بشأن حترير التجارة اخلارجية

:من خالل كل هذا نالحظ أن جهود االصالح االقتصادي تنصب على حتقيق جمموعة من االهداف وهي . إىل التوازنات يف اإلقتصاد، وكبح التضخمول ف احلصدتفعيل ادارة الطلب الكلي .1 .زيادة الكفاءة يف االداء االقتصادي ويف توزيع املوارد .2 .منع االحتكار وتعميق املنافسة يف السوق .3 .تعبئة الطاقات املادية واملالية والبشرية كافة ووضعها يف خدمة التنمية املستدامة .4

:يف جمال اإلستثمار جند

.ستثماري وحتفيز اإلستثمار طويل االجل من خالل إتاحة الفرص املتكافئة للجميعحتسني املناخ اال -

.تشجيع اإلستثمار األجنيب املباشر ولكن وفق أولويات التنمية احمللية -

رفع عائدية اإلستثمار من خالل إزالة معوقات البيئة اإلنتاجية ، وكذلك من خالل حتسني البيئة التشريعية -ا على التحرك السريع ملواجهة متطلبات -العام واخلاص واملشرتك–ات الثالثة والتنظيمية للقطاع لزيادة قدرا

.بإستمرارالسوق املتغري

يف إطار توفري املناخ اإلستثماري يفرتض يف الدولة أن تقوم بتحسني شروط العمل واإلبداع واإلبتكار لشبابنا - .1كرامتهم داخل بلدهموخاصة املتعلمني منهم كما يفرتض فيها احلفاظ على

، 2005 سوريا ، عفيف عبد الكرمي صندوق ، دور السياسة املالية يف حتقيق االصالح االقتصادي ،حبث لنيل شهادة الدكتوراة يف االقتصاد املايل ، دمشق 1

.16ص

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

35

.المدارس اإلقتصادية حسب منظوراإلصالح اإلقتصادي : المطلب الثالث ا ختتلف كثريا إن مدارس الفكر اإلقتصادي وإن كانت الختتلف كثريا حول مفهوم اإلصالح االقتصادي ، إال أ

ات االزمة لتحقيق هذا اإلصالح اإلقتصادي على أسباب عدم اإلستقرار االقتصادي ومن مث ختتلف على نوع السياس .وسوف نتناول بعض هذه املدارس

اإلجنليزي ببلوغه مستوى االقتصادظهور الفكر االقتصادي التقليدي يعكسه نضج إن : 1المدرسة التقليدية - أاهليمنة على اإلقتصاديات األخرى األقل نضجا ، حيث ،ويتسم بداخليا وخارجيا االقتصاديةتصبح معه احلرية من التطور

أنه يبين الفكر التقليدي على فروض التشغيل الكامل من خالل التفاعل احلر بني العرض والطلب ، وتصوره بعدم وجود ف بطالة على مستوى االقتصاد ككل وبالتايل يرون أن التقلبات اليت حتدث يف النشاط االقتصادي يف االجل القصري سو تتالشى يف االجل الطويل ، وذلك وفق عوامل االستقرار الذاتية الكامنة يف اجلهاز االقتصادي والذي يتمثل أمهها يف

إن هذه التقلبات القصرية األجل يف النشاط االقتصادي الذي يؤثر على مستوى . وسعر الفائدة واألسعارمرونة األجور :ني إىل عدة عوامل خارجية منهاالتشغيل الكامل ترجع من وجهة نظر التقليدي

تدخل احلكومة يف النشاط االقتصادي مما يؤدي إىل إعاقة سري العوامل االقتصادية املختلفة يف طريقها حنو )1 .التوازن

.مجود األجور واألسعار نتيجة ظهور اإلحتكار )2 :تتمثل يف اليت االقتصاديةاملوجودات تعاقب )3

ى وما ينتج عن ذلك من أثار على حالة املنتجني الزراعيني مما يؤدي إىل تقلب الناتج الزراعي من سنة ألخر - .التأثري على الناتج الصناعي

ال الصناعي آالتالتطور التكنولوجي وإدخال - الذي يرتتب عنه أثار سلبية وإجيابية على اجلهاز و حديثة يف ا .اإلنتاجي

النظام اإلقتصادي احلريف وعدم االنسجام والتجانس بني العناصر املختلفة للنظام يف بنية االسباب الكامنة ) 4 والتناقض بني اإلنتاج واإلستهالك ، حيث مييل النظام بطبيعته حنو حتقيق فائض يف االنتاج عن االستهالك مايرتتب عن

قتصادي وخاصة يف مرحلة ، بيد أن طول فرتات الكساد اال نتاجاإلستهالك على امتصاص االذلك من عدم قدرة

.26،ص 2009عة االوىل ، دار احلامد للنشر والتوزيع ، االردن ، الطب)التجربة اجلزائرية(مدين بن شهرة ، االصالح االقتصادي وسياسة التشغيل 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

36

الثالثينات من القرن العشرين ، جاءت مغايرة حبكم التقليديني فبالرغم من إخنفاض األجور مقارنة باالسعار فلم يؤدي : 1متثلت يفبل لقد استمر الركود االقتصادي مبظاهر متعددة قتصاد إىل حالة التشغيل الكامل ،ذلك اىل عودة اال

يف %20يف أملانيا ، %33من قوة العمل يف الواليات املتحدة األمريكية ، %25ة حيث بلغت زيادة معدالت البطال - .بريطانيا

يار اسعار األسهم والسندات املتداولة يف بورصات الواليات املتحدة األمريكية واملانيا وبريطانيا - .إ .يف سويسرا %20يف الواليات املتحدة األمريكية وبنسبة %25اخنفاض مستوى األسعار ب -

كل ذلك ترتب عنه إخنفاض كبري يف حجم االنتاج ومعدل االستثمار ومن ذلك يف الطلب الكلي الفعال ، وظهور البطالة على نطاق واسع وهذا ماكشف عن ضعف الفروض اليت بين عليها الفكر اإلقتصادي الكالسيكي ويتضح ذلك

:لي مباي، فلم تعد الرأمسالية الواقعية تعمل إختالف مفهوم الرأمسالية احلديثة عن مفهومها يف الفكر اإلقتصادي التقليدي - 1

، ويقوم فيها جهاز األسعار بتوزيع الدخل آليةيف ظل املنافسة الكاملة اليت تتعادل فيها قوى العرض والطلب بطريقة وختصيص املوارد ، بل أصبحت املنافسة تدور حول إنتاج سلع جديدة بإستمرار وإستخدام أحدث التكنولوجيا والسيطرة

.على املواد األولية والتحكم يف احلياة اإلقتصاديةزن العام ، وإن كان ذلك ممكنا عندما كانت إستخدام الفكر التقليدي لنظرية التوازن اجلزئي كأساس لتحليل التوا - 2

أحجام املشروعات اإلنتاجية يف معظمها صغرية ،لكن مع توسع النشاط اإلقتصادي وظهور املشروع اإلحتكاري أن التوازن اجلزئي على مستوى املشروع اإلحتكاري إذ واملؤسسات احلديثة اليت تتسم بتضخم حجمها وتنظيمها وأوضح

الفعلية ، وهو مايعين أن التوازن العام اليتحقق عن مستوى اإلنتاجيةالناتج أقل مما تسمح به طاقاته يتم عند مستوى من .التشغيل الكامل للموارد والطاقات اإلنتاجية القائمة بل عند مستوى أقل من ذلك

. 2المدرسة الكينزية- بملا عجزت املدرسة التقليدية يف تغيري االزمة االقتصادية اليت أصابت العامل يف سنوات الثالثينات من القرن

مع األزمةالعشرين وعدم إجياد احللول هلا برزت املدرسة الكينزية اليت تصدت لتفسيري العوامل اليت أدت إىل ظهور هذه قصرية ، وجند أن كينز يعاجل األزمة بإفرتاض ثبات التغيري يف جمموعة من إقرتاح السياسات الضرورية لعالجها يف األجال ال

:العوامل يف األجال القصرية وهي

.28، صالسابق نفس املرجع 1 .29ص ص ،نفس املرجع 2

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

37

.كمية العمل وخصائصه- .ونوعه حجم اجلهاز اإلنتاجي- .اإلحتكار درجة املنافسة و- .الفن اإلنتاجي القائم - .مستوى اإلدارة والتنظيم- .كيفية توزيع الدخل البنيان اإلجتماعي الذي حيكم -أدوات وعادات املستهلكني ألن هذه العوامل تلعب دورا أساسيا يف حتديد جانب العرض ، وعليه فإن كينز قد بني -

:أن التقلبات يف مستويات الدخل القومي وبالتايل مستويات الناتج والتوظف هي نتيجة لثالث عوامل لالستهالكامليل احلدي . لرأس املال الكفاءة احلدية. سعر الفائدة .

ومعىن ذلك أن هذه العوامل تلعب دورا اساسيا يف حتديد جانب الطلب ، وعندما افرتض كينز ثبات امليل احلدي وك اإلستثماري وهذا يعين أن لإلستهالك يف األجال القصرية فهذا يؤدي إىل تغيري النشاط اإلقتصادي حيث حيفز السل

:اط اإلقتصادي إمنا يتوقف على التعديل يف خطط اإلستثمار بفعل العوامل التالية التغيري يف مستوى النش .التفضيل النقدي- .تغيري كمية النقود- .الكفاءة احلدية لرأس املال-

زيادة الدخل القومي فإن امليل احلدي لإلستهالك يأخذ يف التناقص التدرجيي ، وهذا ما يؤدي إىل زيادة امليل ومع يد العرض ز احلدي لإلدخار ، فاملدخرات تتزايد عند الرواج ومعدل الكفاءة احلدية لرأس املال تكون يف اإلحندار زمن مث ي

.ادة يف حجم اإلنتاج ومن مث بطالة شديدةالكلي عن الطلب الكلي ، وهذا مايؤدي إىل الزيومن هنا يتضح أن الفكر الكينزي يرى أن التقلبات اليت حتدث يف مستوى النشاط اإلقتصادي ترجع إىل مستوى التغيري

الذي حيدث يف كمية النقود ، وإن السياسة النقدية تؤثر يف الطلب الكلي مثلما تؤثر السياسة املالية يف هذا الطلب ، ومن هذا فإن الكينزين قد إعتربو السياسة املالية أداة رئيسية لتحقيق اإلستقرار اإلقتصادي وإن إعتقادهم يف هذا الدور

:ألسباب حقيقية منهاتعود إمنا يرجع إىل أن التقلبات اإلقتصاديةاهلام الذي تلعبه السياسة املالية اإلقتصادية وخاصة قرارات اإلستثمار واإلنتاجعدم التأكد الذي يكتنف سلوك وقرارات الوحدات.

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

38

ا يف ضوء تكاليف اإلنتاج ، وهذا يعين أن السوق اليت تعمل قيام املنشأت اإلنتاجية بتحديد أسعار منتجاإن احملدد الرئيسي لعرض النقود هو الطلب على اإلئتمان وأن . هي سوق منافسة غري كاملة املنشآتفيها هذه

بني أن النموذج الكينزي غري قادر على تفسيري ظاهرة الركود والتضخم والتعايش بينهما حبيث فرتة السبعينات ت :بروزه يرجع إىل

.ومتويل هيمنة املشروعات اإلحتكارية على النشاط اإلقتصادي من إنتاج وتوزيع وإستهالك- .النقدية املقيدة السياسةحماربة التضخم قد أثرت على اإلستقرار املايل وذلك نتيجة -فغالبا يف اإلجتاه النزويل، ففي حالة اإلنكماش واألسعارالتضخم كظاهرة احتكارية ناشئة عن مجود كل األجور -

ماتلجأ املؤسسات اإلنتاجية ذات الطابع اإلحتكاري إىل ختفيض اإلنتاج دون األسعار، ويرتتب عن ذلك وجود التضخمي وهي حالة ال تستجيب للمفهوم الكينزي اهلادف إىل حماربة بطالة يف ثنايا التضخم أو مايسمى بالركود

التضخم مع احلفاظ على العمالة الكاملة ومنها جندها ذات إجتاه واحد فقط حماربة الكساد واإلنكماش دون ان يف مكافحة التضخم ومل توافق النظرية الكينزية يف سياسة حتديد ديناميكية األجور واألسعار وهي عنصران رئيسي

.حتديد البطالة والتضخم .1)مدرسة شيكاغو(المدرسة النقدية –ج إن مدرسة شيكاغو وهي فرع من فروع املدرسة النقدية حيث تتخذ من تغلب كمية النقود سببا رئيسيا لتفسيري تغلب

إلقتصادي إىل عدة قرار االنقدية ، املرونة واإلست النشاط اإلقتصادي ويتخذ موقف مدرسة شيكاغو فيما يتعلق بالسياسة :فرضيات

:إن اإلقتصاد احلر لديه عوامل إستقرار ذاتية تضعف تيار عدم اإلستقرار االقتصادي ومن أمهها- 1 الزيادة يف كمية النقود إىل تنصرف والطويل وبالتايل سوفالطلب على النقود يف األجل القصريإستقرار حالة

.زيادة الطلب الكلي باالستقرارلى الدخل الدائم الذي يتسم بدوره ع اإلنفاق اإلستهالكي الذي يعتمد إىل حد كبريإستقرار دالة

.خالل األجال الطويلة .الطويلة اآلجالضعف السياسة النقدية التوسعية يف ختفيض معدل البطالة بشكل دائم يف - 2 .اهلدف األول لتحقيق االستقرار هو حتقيق اإلستقرار يف األسعار- 3 .ن التضخم واإلنكماش وإختالل ميزان املدفوعات هي جمرد ظواهر نقدية إ- 4

.32نفس املرجع السابق ، ص 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

39

.التحكم يف كمية النقود من قبل السلطات النقدية - 5 :وتفسر مدرسة شيكاغو لعدم اإلستقرار اإلقتصادي يرجع يف التقلبات يف عرض النقود وهذا من خالل

التضخم كظاهرة نقدية -

. إختالل ميزان املدفوعات كظاهرة نقدية -يرى مفكرو هذه املدرسة أن الزيادة يف كمية النقود يف األجل القصري يؤدي حتما إىل : التضخم كظاهرة نقدية : أوال

الزيادة يف مستويات الدخل والناتج والتوظيف ، بينما يقرون أن زيادة كمية النقود تؤدي إىل زيادة معدل التضخم لكن يف ا األساس يرى أنصار مدرسة شيكاغو أن األجال الطويلة دون الزيادة يف مستويات الدخل والناتج والتوظيف على هذ

حماوالت احلكومة ختفيض معدالت البطالة عن معدهلا الطبيعي الذي يرتفع بإستمرار نتيجة التغريات الديناميكية اليت مير ا اقتصاد حركي إذ سيتم فقط مع زيادة كبرية يف معدل التضخم ، وبالتايل جندهم يذكرون العالقة بني التضخم ومعدل

طالة أي يذكرون منحى فيليبس الذي يقرر أن مثة عالقة حتكمية بني التضخم ومعدل البطالة عندما تكون عند مستوى البمبعدل البطالة أقل من معدهلا الطبيعي يف االجل الطويل فيصاحبه يف أدىن من معدهلا الطبيعي ، فإنه إذا مامت االحتفاظ يف املستوى العام لألسعار الذي يزيد باالستقرارد ومنه تتم التضحية ذلك معدل التضخم بإرتفاع مستمر يف عرض النقو

.مبعدالت كبرية ومنه يؤدي إىل اإلختالالت يف اإلستقرار اإلقتصادي كما يرى مفكرو هذه املدرسة أن اختالل ميزان املدفوعات ظاهرة : إختالل ميزان المدفوعات كظاهرة نقدية: ثانيا

النقود عن عرضض النمو مبستوى أعلى من معدالت الناتج احلقيقي أو يف زيادة معدل منو نقدية تظهر كنتيجة لعر معدل الطلب عليها ويظهر االختالل من خالل زيادة أو نقصان األرصدة النقدية الذي يؤثر على مستوى االحتياطات

واألصوللي على السلع واخلدمات النقدية االجنبية ، وعليه فإن زيادة عرض النقود سوف يؤدي إىل زيادة الطلب الكاملالية األجنبية ، ومنه تتم الزيادة يف الطلب على النقد األجنيب وهو مايعكس بالضرورة يف زيادة أو ختفيض فائض ميزان

.املدفوعات :يف يتماثالن لتفسري عدم االستقرار هو نفسه املنهج التقليدي حبيث كالمها إن حتليل مدرسة شيكاغو

مبدأ تأثري النقود على النشاط اإلقتصادي وخاصة مستوى الناتج القومي يأخذان. اإلعتماد على األجل الطويل وإمهال األجل القصري. يدعو كل منهما بعدم تدخل الدولة يف النشاط اإلقتصادي بأي شكل كان حىت التعيق األداء التلقائي لعوامل

.اإلستقرار الذاتية

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

40

من املنهج التقليدي ومنهج مدرسة شيكاغو قد تناوال موضوع اإلستقرار اإلقتصادي من وبالتايل نستخلص أن كال م وما شهده هذا األخري من 20م والثانية يف القرن 19دة تواجدمها ، األوىل يف القرن ممنظور واحد بالرغم من تباعد

يتها السياسة اإلقتصادية املنبثقة من هذا غالبرة ، وجند أن الدول املتقدمة تبنت غريات هيكلية وتكنولوجية جد متطو تاملنهج ، قصد مواجهة مشكالت التضخم والبطالة والركود وأدى ذلك إىل تفاقم معدل البطالة وتدهور معدالت النمو

املضاربات يف اسواق النقد واملال وضعف االستثمار وأدى ذلك إىل ركود إقتصادي استمر لسنوات وانتشاراإلقتصادي .طويلة

الطويلة لن يؤدي إىل اآلجاللى هذا االساس فإن الزيادة يف معدل عرض النقود مبا يساوي معدل منو اإلنتاجية يف وع .اإلستقرار اإلقتصادي ذلك ألن اإلستهالك سوف مييل اىل التناقص يف األجل الطويل لضعف التشغيل

.المدرسة الهيكلية -دإن مفكرو املدرسة اهليكلية يرجعون مشاكل البلدان اليت تعاين من عدم اإلستقرار اإلقتصادي إىل جذور اخللل يف

:اجلوانب اإلقتصادية واإلجتماعية منها اإلعتماد على عملية التصدير للمواد األولية. املبالغة يف التخصص يف اإلنتاج. عرض املواد الغذائيةالسكان مقارنة مع ضآلة اإلرتفاع النسيب للزيادة السنوية لعدد. بأن ضعف قلة النقد األجنيب ملواجهة ظاهرة اإلسترياد املتزايد من السلع الضرورية ، وبالتايل فإن اهليكليون يرون

ما يرتتب عليه من ضعف قوى العرض ، هذا هو الذي يؤدي إىل وجود ظاهرة و مرونة اجلهاز االنتاجي .طاعات االقتصاد الوطين التضخم يف خمتلف ق

هي السبب الرئيسي يف زيادة كمية النقود مع ضعف اإلدارة –االقتصادية واالجتماعية والسياسية -إن العوامل اهليكلية املالية والنقدية هلذه الدول ، وعلى هذا األساس يرى مفكرو املدرسة اهليكلية أن عدم اإلستقرار اإلقتصادي يف البلدان

: رجع إىل النامية ي عجز ميزان املدفوعات. القطاعية االختناقات. التعاون بني معدالت منو األجور ومنو اإلنتاجية. زيادة مستويات األسعار يف األجل الطويل.

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

41

.واقع إقتصاديات الدول النامية ومبررات اإلصالح اإلقتصادي: المبحث الثاني .1األوضاع اإلقتصادية في الدول النامية خالل عقدي السبعينات والثمانينات:المطلب األول

شهد االقتصاد العاملي فرتة رواج وإزدهار ) 1969-1945(عقب احلرب العاملية الثانية وبالتحديد خالل الفرتة النمو اإلقتصادي املرتفع هذا على الدول عاملي ، وحققت معظم دول العامل معدالت منو اقتصادي مرتفعة ومل يقتصر

املتقدمة بل مشل أيضا الدول النامية حديثة االستقالل ، ليس هذا فحسب بل إن اإلحصائيات تشري إىل أن الدول من تلك املعدالت اليت حققتها الدول املتقدمة اقتصادي أكربالنامية خالل تلك الفرتة املشار إليها حققت معدالت منو

يف حني مل %6.5حوايل )1970- 1945(متوسط منو الناتج احمللي االمجايل يف الدول النامية خالل الفرتة حيث بلغ .خالل الفرتة نفسها %4.5املعدل يف الدول الصناعية الرأمسالية يتجاوز هذا

ا من وقد كان من االسباب اليت أسهمت يف حتقيق الدول النامية ملعدالت النمو اإلقتصادي املرتفعة هذه هو إستفاد، إذ أنه ويف ظل هذا االزدهار استفادت هذه الدول من انتعاش يف التجارة فرتة اإلزدهار اليت شهدها اإلقتصاد العاملي

على صادرات الدول النامية وخاصة على قتصادي حيث زاد الطلب العاملي هذا االنتعاش من منو ا وما رافقالدولية ا كما استفادت هذه الدول من استقرار نظام ا من املواد االولية اليت تشكل أمهية بنسبة كبرية يف هيكل صادرا صادرا

ل على القروض من اسواق النقد الدويل الذي شهده العامل خالل تلك الفرتة ، ومتكنت معظم الدول النامية من احلصو فائدة منخفضة كما حصلت على مقادير مناسبة من املعونات الدولية ، وقد كان من وأسعارالنقد الدولية بشروط ميسرة

ا معظم الدول النامية خالل تلك الفرتة فرتة ازدهار –الطبيعي أن يرافق التنمية االقتصادية االجتماعية اليت شهدفاع معدالت منوها االقتصادي كما أن متوسط دخل الفرد يف تلك الدول قد شهد منوا ملحوظا ارت -االقتصاد العاملي

يف ارتفاع متوسط الدخل الفردي يف الدول النامية خالل تلك الفرتة إرتفاع معدالت منوها أسهمت ومن األسباب اليتجيابية اسهمت يف حتسيني مستوى االقتصادي بدرجة تفوق معدالت منوها السكاين هذا االمر كان له انعكاسات ا

معيشة الفرد يف تلك الدول ، وفيما خيص معدالت البطالة فقد كانت تلك الفرتة منخفضة ومل تكن البطالة حينها تشكل إزدهار مشكلة كما هو يف وقتنا احلاضر ومن العوامل اليت أسهمت يف إخنفاض معدالت البطالة خالل تلك الفرتة

ا العديد من الدول الناميةاالقتصاد العاملي ، وك ، وهكذا تبني أن معظم دول العامل خالل 2ذا النهضة التنموية اليت شهداية الستينات من القرن املاضي وإمتدت مايقارب ربع قرن من الزمن قد الفرتة اليت أعقبت احلرب العاملية الثانية وحىت

.17ص، 2002مصر، القاهرة 2سيد البواب ، برامج التثبيت والتكييف اهليكلي لصندوق النقد الدويل والبنك العاملي ،البيان للطباعة والنشر، الطبعة 1 .19نفس املرجع ، ص 2

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

42

ا وقد كان إلزدهار اإل قتصاد العاملي خالل تلك الفرتة أثار إجيابية على اقتصاديات دول شهدت فرتة إزدهار يف إقتصادياقد -املتقدمة النامية و–العامل بصفة عامة وعلى اقتصاديات الدول املتخلفة بصفة خاصة ، كما أن معظم دول العامل

الدول مل تكن وال يعين ذلك أن تلك حققت خالل تلك الفرتة معدالت منو مرتفعة وشهدت اوضاعا اقتصادية مستقرة خالل تلك الفرتة تواجه أي مشاكل اقتصادية بل بالعكس من ذلك كانت هناك العديد من املشاكل ، ولكن نظرا ألن هذه املشاكل كانت حمدودة يف أطوارها االوىل ومل تستفحل بعد فقد متكنت معظم تلك الدول من مواجهتها واحلد من

حينها عائقا أمام منو واستقرار اقتصاديات الدول خالل تلك الفرتة إال أن ، وبالتايل مل تكن تشكل أثارها السلبيةا معظم اقتصاديات الدول النامية خالل تلك الفرتة االوضاع االقتصادية املستقرة وما لنمو االقتصادية املرتفعة اليت شهد

اية الستينات من القرن املاضي سرع تالشت ، إذ أنه مع بداية عقد ان مااليت اعقبت احلرب العاملية الثانية وحىت السبعينات بدأت تلك الدول تواجه العديد من االزمات أو الصدمات اخلارجية والداخلية الواحدة تلو االخرى إبتداءا

1979م والثانية يف 1973 بأزمة الغذاء وأزمة نظام النقد الدويل يف بداية السبعينات ومرورا بأزمة النفط األوىل عام األخرى واليت العوامل، ونتيجة هلذه األزمات وغريها من 1م 1982اء بأزمة املديونية اليت برزت بشكل واضح عام وانته

سوف نتطرق هلا الحقا بدأت معظم الدول النامية منذ بداية عقد السبعينات تواجه العديد من املشاكل واالختالالت :االقتصادية أبرزها

صادياخنفاض يف معدالت النمو االقت. ارتفاع العجز يف ميزان املدفوعات. ارتفاع معدالت التضخم والبطالة. اخنفاض الدخل للفرد وارتفاع مستويات الفقر.

.ومع بداية الثمانينات من القرن املاضي تفاقمت هذه املشاكل واالختالالت االقتصادية بدرجة كبرية

.اقتصاديات الدول الناميةالعوامل التي أسهمت في تدهور : المطلب الثاني إن املشاكل واالختالالت االقتصادية اليت واجهتها العديد من الدول النامية خالل فرتة السبعينات والثمانينات من

:القرن املاضي قد جنمت نتيجة تفاقم جمموعة من العوامل اخلارجية والداخلية واليت ميكن إيضاح أبرزها فيما يلي ميكن تلخيص أبرز العوامل أو الصدمات اخلارجية اليت أسهمت يف تدهور إقتصاديات : العوامل الخارجية - 1

:الدول النامية خالل عقدي السبعينات والثمانينات فيما يلي

اية احلرب الباردة ، مطابع الوطن للنشر ، 1 اية احلرب العاملية الثانية إىل 80،ص2000الكويت حازم البيالوي ، النظام االقتصادي الدويل املعاصر من

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

43

:التجاريتدهور معدالت التبادل 1- 1 النفطيةيف غري صاحل الدول النامية غري تدهورت معدالت التبادل التجاري الدويل خالل تلك الفرتة تدهورا ملحوظا

ومن األسباب اليت أسهمت يف هذا ،1 %3.9حوايل 1983- 1973وقد بلغ متوسط هذا التدهور خالل الفرتة :التدهور

نقل ، (واخلدمات ) إخل...غذائية ،وسيطة ،إستثمارية (إرتفعت أسعار السلع : إرتفاع أسعار واردات الدول النامية –أ اليت كانت تستوردها الدول النامية من الدول الصناعية املتقدمة خالل تلك الفرتة بنسبة كبرية ، ومن العوامل ..) .تأمني

العامل خالل تلك الفرتة أواليت أسهمت يف إرتفاع أسعار واردات الدول النامية غري النفطية أزمة النفط اليت شهدها م عندما 1973طلق عليها العامل حينذاك بصدمة النفط األوىل وصدمة النفط الثانية ، حيث كانت األوىل أواخر عام أما

، وقد أسهم هذا األمر يف زيادة تكلفة واردات الدول النامية غري النفطية من 2دوالر امريكي 26ارتفع سعر الربميل إىل ط خالل تلك الفرتة إىل إرتفاع أسعار السلع الصناعية اليت تستوردها الدول النفط ومشتقاته ، كما أدى إرتفاع أسعار النف

النامية من الدول الصناعية املتقدمة وقد كان مربر الدول الصناعية يف رفع أسعار تلك السلع هو إرتفاع أسعار النفط ثمانينات إىل مايقارب نصف مايف بداية ال اخنفضتأن بالرغم من أسعار النفط العاملية قد ومشتقاته إال أنه يالحظ

كانت عليه يف بداية السبعينات من القرن املاضي ، ومع ذلك ظلت أسعار السلع الصناعية مرتفعة ومن املفيد ان نشري هنا إىل أن صدميت النفط االوىل والثانية كانت من اهم اسباب تدهور معدالت التبادل التجاري يف الدول النامية غري

ك الفرتة ، حيث ترتب عليها إرتفاع الواردات بصفة عامة والواردات النفطية بصفة خاصة وللداللة على النفطية خالل تلذلك أشارت إحدى الدراسات املتعلقة بتحليل أثر الصدمات اخلارجية على إقتصاديات الدول النامية غري النفطية من

العينة نفسها أظهرت حتسنا ملحوظا يف من %76دولة إىل أن حوايل 25خالل إعتمادها على عينة مكونة من معدالت تبادهلا التجاري ، وذلك بعد استبعاد أثر تزايد مدفوعات الواردات النفطية من اإلحصاءات املتعلقة بأسعار

.الواردات .إنخفاض أسعار صادرات الدول النامية من المواد األولية - ب

دول النامية إرتفاعا شديدا شهدت أسعار صادرات تلك الدول من املواد يف الفرتة اليت شهدت فيها أسعار واردات ال األولية إخنفاضا شديدا ويرجع ذلك لعدة أسباب منها الكساد والركود الذي تزامن مع تضخم يف الدول الرأمسالية والذي

. 30سيد البواب ، مرجع سبق ذكره ،ص 1 .93حازم البيالوي ، مرجع سبق ذكره ،ص 2

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

44

زمة االقتصادية العاملية اليت ظهرت يف بداية السبعينات من القرن املاضي واملعروفة بظاهرة الركود التضخمي ظهر يف أثر األ :1كذلك من أسباب إخنفاض كمية وقيمة صادرات الدول النامية خالل تلك الفرتة

وجي ، الذي مت إحرازه يف احالل الكثري من املواد التصنيعية بدال من املواد اخلام نتيجة للتقدم العلمي والتكنول -ال ، كما أن إرتفاع اإلنتاجية أسهم يف إخنفاض نصيب الوحدة املنتجة من الصناعات التحويلية من هذا ا

.االولية واخلام املواد

بروز النزعة احلمائية اليت إتبعتها العديد من الدول الصناعية خالل تلك الفرتة من صادرات الدول النامية -حتت مربر محاية إنتاجها احمللي ، كما أن إخنفاض معدالت النمو اإلقتصادي نعة والنصف مصنعة وبالذات املص

مة النفط األوىل والثانية أسهم يف إخنفاض طلب هذه الدول على واردات ز الدول الصناعية املتقدمة عقب أيف .الدول النامية

ا وهكذا تدهورت معدالت التبادل التجاري يف الدول النامية ا واخنفاض أسعار صادرا بسبب إرتفاع أسعار وارداالواردات أصبحت يف غري صاحل الدول النامية ، هذا التدهور كان له وأسعارألن العالقة النسبية بني أسعار الصادرات

تفاقم عجز أثار سلبية على إقتصاديات الدول النامية وخاصة الغري نفطية ، وكان من األسباب الرئيسية اليت أسهمت يفا وجلوءها إىل اخلارج لإلقرتاض ملواجهة هذا العجز وبالتايل إرتفاع مديونيتها ا .خلارجية موازين مدفوعا

.أزمة المديونية الخارجية -جاية الستينات من القرن املاضي كان حجم املديونية اخلارجية للدول النامية منخفض نسبيا وبالتايل مل تكن مع

املديونية خالل تلك الفرتة متثل مشكلة ذات أمهية بالنسبة لتلك الدول ، إال أنه ومع مرور الوقت وبالتحديد عقب تدهور ملعدالت التبادل التجاري الدويل ، اضطرت العديد من م وما جنم عن ذلك من 1973صدمة النفط األوىل عام

م 1981تلك الدول إىل التوسع يف اإلقرتاض اخلارجي ،ونتيجة لذلك ارتفعت مديونيتها اخلارجية بدرجة كبرية بلغت عام يعين أن وهو ما، 2مليار دوالر امريكي67م 1970 مليار دوالر امريكي بينما مل تكن تتجاوز عام 673.2مايقارب

ارتفعت اكثر من عشرة أضعاف ، وهكذا بدأت )1981-1970(حجم املديونية اخلارجية للدول النامية خالل الفرتةم عندما أعلنت املكسيك عجزها 1982اىل أن تفاقمت عام مشكلة املديونية اخلارجية يف الدول النامية شيأ فشيأتربز

ا ، وكان هذا اإلعالن مبثابة الش رارة األوىل إلنفجار أزمة املديونية ومن األسباب اليت أجربت الدول النامية عن سداد ديو : على التوسع يف اإلقرتاض وبالتايل إرتفاع مديونيتها اخلارجية خالل تلك الفرتة

. 31،ص 2000 مصر، وقضية االقتصاد املايل ،دراسة حتليلية ،مركز االسكندرية للكتاب ، القاهرةالدويل مسرية أيوب ،صندوق النقد 1 .91حازم البيالوي ، مرجع سبق ذكره ، ص 2

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

45

تدهور معدالت التبادل التجاري. ارتفاع أسعار الفائدة العاملية. إختالل السياسات اإلقتصادية املطبقة. حجم املعونات املقدمة للدول الناميةإخنفاض.

. 1إنتهاء العمل بنظام ثبات سعر صرف الدوالر األمريكي -دكان للحرب العاملية الثانية أثار سلبية على كافة اقتصاديات دول العامل ، وخرجت هذه الدول من تلك احلرب

ا بإستثناء االقتصاد االمريكي الذي خرج ساملا ليس هذا فحسب بل إن هذه احلرب أضافت حمطمة متاما يف اقتصاديامت اختيار الدوالر االمريكي القتصاد االمريكي من تلك احلرب قويا املدين اقتصادا عسكريا ونتيجة خلروج ا اقتصادهإىل

ليصبح إىل جانب الذهب كنقود دولية يف تسوية املدفوعات ، كذلك أصبح الدوالر ضمن احتياطات العديد من الدول ا ، وقد ظلت الواليات املتحدة االمريكية ملتزمة بتحويل الدو الر االمريكي أىل ملواجهة أي اختالل يف موازين مدفوعا

إىل السيولة ومن مث الدوالر وعدم منو الذهب احلاجةإال أنه مع إستمرار زيادة ) دوالر لألوقية 35(ذهب بسعر ثابت قرارا أعلنت فيه ختليها عن قابلية حتويل 1971مبا يوازي هذه الزيادة أصدرت الواليات املتحدة االمريكية يف اغسطس

ب ذلك تعومي أسعار الصرف نتائج سلبية على الدول النامية من أبرزها عدم مقدرة تلك الدوالر إىل ذهب وقد أعقا اخلارجية من النقد األجنيب ومما الشك فيه أنه يف ظل الدول على التنبؤ مبعرفة حصيلة مواردها ، وكذلك قيمة التزاما

.عدم توفر مثل هذه املعلومات يصعب إختاذ القرارات االقتصادية املالئمةتصاديات اقأسهمت العديد من العوامل الداخلية إىل جانب العوامل اخلارجية يف تدهور :لعوامل الداخليةا - 2

:الدول النامية خالل فرتة السبعينات والثمانينات من القرن املاضي ويكمن إبراز هذه العوامل فيما يلي االقتصادي الذي حيققه بلد أن مستوى األداءمما الشك فيه : 2إنخفاض كفاءة السياسات اإلقتصادية المطبقة 2-1

ما يعتمد بدرجة أساسية على مدى قدرة وفعالية السياسات االقتصادية املطبقة يف ختصيص املوارد االقتصادية لذلك دول ماتتبعنا السياسات االقتصادية اليت طبقتها الدول النامية خالل الفرتة املاضية فسنجد أن العديد من ال إذاالبلد، لكن

ا ذات كفاءة النامية إذا إستثنينا بعض دول شرق أسيا قد طبقت سياسات اقتصادية غري مالئمة ميكن وصفها بأاملالية املطبقة يف العديد من الدول النامية جند أن هذه الدول قد طبقت منذ عقد منخفضة فيما خيص السياسات

توسع غم من أن هذه السياسات املالية التوسعية قد أسهمت يفالستينات من القرن املاضي سياسة مالية توسعية ، وبالر

.58مسرية أيوب ،مرجع سبق ذكره،ص 1ة ، جملة البحوث التجارية املعاصرة ،جامعة جنوب خليفة مهدي أبو الليل ،سياسة التحرر االقتصادي واالداء االقتصادي الكلي يف اقتصاديات الدول النامي 2

.114، ص1997 مصر ،القاهرة 1الوادي ،عدد

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

46

حجم النشاط االقتصادي وارتفاع معدالت النمو والتوظف يف االقتصاد وإحداث حتوالت هيكلية يف اقتصاديات هذه ا باملقابل دها واستقراره أثارا سلبية على اقتصاديات هذه الدول وكان عامال رئيسيا يف زعزعة اقتصا أفرزتالدول ، إال أ

ا يف ختصيص املوارد املالية ويف نظرا ألن السياسات التوسعية اليت مت تطبيقها في في تلك الدول اتسمت بإخنفاض كفاءالذي جنم عنه زيادة واختالل هيكل العجز املايل وهيكل متويله ، وفيما خيص التمويل املناسبة ، االمر مصادراختيار

يف تلك الدول فقد كانت تابعة للسياسة املالية إذ انه ونظرا للدور الكبري الذي كانت تقوم به السياسات النقدية املطبقة ويف وضع اخلطط االقتصادية خالل الفرتة املاضية فقد كانت السياسات النقدية العديد من الدول يف النشاط االقتصادي

يسي هلذه السياسات على متويل بنود اخلطط االقتصادية املطبقة يف هذه الدول تابعة للسياسات املالية واقتصر اهلدف الرئ .بغض النظر عن دور هذه السياسات يف حتقيق االستقرار النقدي

ونشري إىل أن السياسات املالية التوسعية اليت اتبعتها العديد من تلك الدول وخاصة فيما يتعلق جبانب االنفاق احلكومي وكذلك جلوء العديد من هذه الدول إىل التوسع يف االصدار النقدي لتمويل العجز املايل كان من أهم االسباب

ض الكلي من جهة ، وزيادة تفاقم املشاكل واالختالالت االقتصادية تفوق منو العر اليت أسهمت يف ارتفاع معدالت منويف هذه الدول من جهة أخرى ، ومل تكن سياسات سعر الصرف مبعزل عن ذلك فقد اتبعت العديد من الدول النامية

يمة سياسات صرف اتسمت بالرقابة على الصرف األجنيب ، وقامت العديد من هذه الدول بتقييم عملتها الوطنية بقمشوهة أكرب من قيمتها احلقيقية وكذلك احلال بالنسبة للسياسات السعرية فقد اتبعت العديد من الدول سياسات سعرية

التعكس التكلفة احلقيقية للسلع واخلدمات ، وقد ادى هذا االمر بدوره إىل بروز إختالف واضح بني اسعار السلع احمللية جنبية ، وعلى وجه اخلصوص أسعار السلع االساسية الغذائية االمر الذي جنم وأسعار السلع األجنبية لصاحل السلع األ

الواردات زيادةالسلع األساسية وهو ما أسهم يف إنتاجعنه التحول إىل إنتاج السلع ذات املردودية املرتفعة على حساب .األجنبية من هذه السلع وبالتايل عجز ميزان املدفوعات

لتجارية فقد ركزت بدرجة أساسية على اسرتاتيجية إحالل الواردات وإنسجاما مع ما يتطلبه وفيما خيص السياسة ا تنفيذ هذه اإلسرتاتيجية ، فقد قامت العديد من هذه الدول بفرض تعريفات مجركية مرتفعة على الواردات األجنبية لغرض

ذه الصناعات وبغض النظر عن مستوى جودة هذه محاية صناعتها احمللية ، كما قامت بتقدمي الدعم املربر والغري مربر هلا على منافسة الصناعات األجنبية املماثلة هلا يف االسواق احمللية واالجنبية .الصناعات وقدر

قامت وال تزال العديد من الدول النامية بإنفاق مبالغ كبرية على .إنخفاض كفاءة أداء مؤسسات القطاع العام 2-2 فيها ، إال أنه بالرغم من ذلك تتسم معظم هذه املؤسسات يف الدول النامية بإخنفاضمؤسسات القطاع العام

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

47

ا اإلنتاجية من جهة ووجود فساد مايل وإداري يف بعض املؤسسات من جهة أخرى ، وقد اسهم كل ذلك يف كفاء .إرتفاع عجز املوازنات احلكومية هلذه الدول

.1انياالرتفاع الكبير في معدالت النمو السك 2-3الدول النامية بإرتفاع منوها السكاين مقارنة بالدول املتقدمة ، وتشري االحصائيات أىل أن عدد السكان تتميز معظم

م ،األمر الذي يعين إىل 2000مليار نسمة يف 5إىل حوايل 1950مليار نسمة يف 1.7يف الدول النامية قد إرتفع من ع إىل ثالث أضعاف ، كذلك يشكل عدد سكان هذه الدول نسبة مرتفعة من أن عدد السكان يف هذه الدول إرتف

على التوايل % 82و %68حوايل 1950اإلمجايل الكلي لعدد سكان العامل بلغت هذه النسبة خالل عام املتاحة ، وعدم ومما الشك فيه أن الزيادة الكبرية يف عدد السكان لتلك الدول وخاصة يف ظل حمدودية املوارد االقتصادية

حصول معظم السكان يف تلك الدول على التعليم الكايف والصحة والعناية املناسبة ، أسهم يف إخنفاض معدالت النمو االقتصادي واملديونية اخلارجية يف هذه الدول ، كذلك اسهم إرتفاع عدد السكان يف ارتفاع معدال ت البطالة بدرجة

.كبرية 2.سي و اإلداريالفساد المالي والسيا 2-4

عانت العديد من الدول النامية والزالت تعاين حىت يومنا هذا فساد سياسي ومايل وإداري ، وقد متثلت أبرز مالمح الفساد السياسي يف غياب احلريات السياسية للمواطنني ، وإحتكار السلطة من قبل فئة معينة وشيوع نظام احلزب الواحد

،وتعترب هذه املشاكل واالضطرابات السياسية يف تلك الدول كانت على حساب منو وتطور يف العديد من هذه الدول ا ، كذلك متثلت أبرز مالمح الفساد ا قد شغلتها كثريا عن التفكري واالهتمام يف تطوير وتنمية اقتصاديا ا كو إقتصاديا

ب االموال العامة ، و واإلدارياملايل ريبها إىل اخلارج واإلثراء الغري مشروع من قبل يف العديد من هذه الدول يف من احداث وأعاقاالقتصادية هلذه الدول الرشوة واحملسوبية ، وهذا بدوره أسهم يف تبديد املوارد وانتشارجمموعة معينة

.تنمية حقيقية شاملة فيهاتلك كانت أبرز العوامل الداخلية واخلارجية اليت أسهمت يف تدهور اقتصاديات تلك الدول خالل عقدي السبعينات

النفط وأزمة تدهور التبادل أزمةوالثمانينات ، ومن االمهية أن نشري إىل أن العديد من هذه العوامل وعلى وجه اخلصوص مل يقتصر ضررها على إقتصاديات الدول النامية فحسب بل أضرت أيضا التجاري اليت شهدها العامل خالل تلك الفرتة

العلوم حممد علي حزام غالب ،سياسات االصالحات االقتصادية وأثارها على القطاع الزراعي يف الدول النامية،أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه يف 1

.19،ص 2008، اجلزائرة عجام االقتصادية ،فرع التحليل االقتصادي ، .20نفس املرجع، ص 2

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

48

ذه األخرية أقل بكثري من الضرر الذي حلق بإقتصاديات مبعظم اقتصاديات الدول املتقدمة وأن كان الضرر الذي حلق .الدول النامية

.الناميةأنواع سياسات برنامح االصالح االقتصادي المطبقة في الدول : المطلب الثالث دف حتسني أداءها تقوم العديد من الدول النامية خالل الفرتة احلالية بتطبيق برامج اصالحات اقتصادية

االقتصادي ومعاجلة أي إختالالت اقتصادية تعاين منها ، وبالرغم من ان هذه الربامج تكاد تتشابه يف االهداف اليت ا ختتلف يف املضمو جيب أن منيز بني منطني ن واالطار الفكري الذي تستند إليه ويف هذا الصدد تسعى لتحقيقها إال أ

ات االقتصادية فالنمط االول يتمثل برامج االصالحمن برامج االصالحات اليت تقوم العديد من الدول النامية بتطبيقها ، يف برامج االصالح االقتصادي اليت اليت يتبناها ويدعمها صندوق النقد الدويل والبنك العاملي ، والنمط الثاين يتمثل

هذه تتبناها بعض الدول بصورة ذاتية بعيدا عن أي دعم أو تدخل من قبل الصندوق والبنك، ذلك أن نتيجة التفرقة :يف الدول النامية كمايلي املطبقةجعلت العديد من االقتصاديني يصنفون سياسات برامج االصالحات االقتصادية

سياسات برامج االصالح االقتصادي المدعومة من قبل صندوق النقد الدولي والبنك (السياسات االصولية -1 .1)العالمي

هي تلك السياسات اليت تتضمنها برامج االصالحات االقتصادية اليت يتبناها ويدعمها صندوق النقد والبنك ات اطارها الفكري والنظري بدرجة أساسية من الدوليني ، ويتم تطبيقها يف العديد من الدول النامية وتستمد هذه السياس

كالسيكية ، واليت ترى أن التضخم ظاهرة نقدية وميكن أن نعرف مدرسة الكالسيكية واملدرسة النيو األفكار اإلقتصادية للا وعة االجراءات اليت جم" سياسات برامج االصالحات االقتصادية اليت يتبناها ويدعمها الصندوق والبنك معا على أ

تضمنها برامج االصالحات االقتصادية اليت يتبناها ويدعمها صندوق النقد الدويل والبنك العاملي ، ويقرتح الصندوق تومن أمثلة "والبنك تطبيقها يف الدول النامية ملعاجلة االختالالت االقتصادية اليت تعاين منها والتحول حنو إقتصاد السوق

.اخل.....ذا النوع من السياسات جند اليمن ، اجلزائر ، مصر ، املغربالدول النامية اليت تبنت تطبيق مثل ه .السياسات الغير أصولية -2

وهذه واألرجنتنيوعلى وجه اخلصوص يف الربازيل الالتينيةهي تلك السياسات اليت مت تطبيقها يف دول أمريكا السياسات غري مدعومة مبوارد الصندوق والبنك وال ختضع ملشروطيتها ، كما أن هذه السياسات تستمد إطارها الفكري

ا أن تؤدي إىل زيادة ، البنيوية للمدرسةبدرجة كبرية من االفكار االقتصادية وتتضمن السياسات اجراءات وتدابري من شأمن العوامل اليت أسهمت يف تبين بعض الدول للسياسات غري االصولية هي تدخل الدولة يف النشاط االقتصادي ، و

يد قدي ، ، 1 .271صمرجع سبق ذكرهعبد ا

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

49

االثار السلبية النامجة عن تطبيق السياسات االصولية وخاصة فيما يتعلق باجلوانب االجتماعية ، وكذا االختالف يف صولية ال يتفقون مع حول تفسيري ظاهرة التضخم ويف كيفية معاجلته ، ذلك أم أمصار السياسات غري اال وجهات النظر

انصار السياسات االصولية يف أن التضخم ظاهرة نقدية ، ويرون أن املشاكل االقتصادية اليت تعاين منها معظم الدول ا ، وبالتايل ميةناال ا بدرجة أساسية إىل مشاكل وإختالالت هيكلية يف إقتصاديا مبا فيها مشكلة التضخم ترجع أسبا

االصولية للسياسات الصولية املقرتحة ملعاجلة التضخم ويرون يف هذا الصدد أنه من غري ريينتقد أنصار السياسات غ املنطقي أم يكون األسلوب املتبع ملعاجلة التضخم يف بعض الدول النامية اليت اليتجاوز نسبة التضخم فيها مثال فيها

9 %،16%1. .السياسات الذاتية -3

بعض الدول النامية بتطبيق منط أخر من سياسات االصالح االقتصادي يطلق عليها السياسات الذاتية ، وهذه تقوم ا ال ترتكز على إطار فكري معني كما هو عليه احلال بالنسبة للسياسات السياسات ختتلف من دولة إىل أخرى ، كما أ

وع من السياسات هي من يتوىل وضع هذه السياسات مبا يتالءم االصولية والغري أصولية ، كون الدولة اليت تتبىن هذا النا و غالبا ما تكون هذه السياسات غري مدعومة مبوارد الصندوق و البنك لذلك نرى أن هذه السياسات مع ضروريا

ميكن أن تصنف ضمن السياسات غري األصولية هنا إىل أن السياسات األصولية ن السياسات و نشري و تعترب الصني خري مثال للدول اليت تبنت تطبيق مثل هذا النوع م

2.الىت مت تبنيها و دعمها من قبل صندوق النقد و البنك الدوليني

يد قدي ،مرجع س 1 .271،ص ذكرهق بعبد ا . 272املرجع ،ص نفس 2

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

50

برنامج االصالح االقتصادي و صندوق النقد الدولي :المبحث الثالث .برامج االصالحات االقتصادية من قبل صندوق النقد الدولي :المطلب األول

آلياتان برنامج التثبيت االقتصادي والتعديل اهليكلي يستهدف أساسا حتقيق التوازن يف ميزان املدفوعات ودعم عوائق حركية رؤوس االموال والسلع والعناصر االنتاجية يف السوق الدويل من خالل تقلص دور وإزالةاقتصاد السوق

زالة كافة أشكال تدخل الدولة يف جهاز االسعار سواء كان تدخال الدولة يف احلياة االقتصادية واالجتماعية ، وذلك بإمباشرا أو غري مباشر ، سعريا أو اداريا أو تنظيميا ، ومن هنا ميكننا أن نتناول احملاور االساسية لربامج التثبيت

: اهليكلي وهي والتعديلاإلقتصادي .ختفيف عجز امليزانية العامة للدولة .1 .زان املدفوعاتحتقيق التوازن يف مي .2 .دعم اقتصاد السوق وزيادة معدالت النمو االقتصادي .3

ويعترب ذلك من أهم األهداف اليت تبناها صندوق النقد الدويل سعيا منه :تخفيف عجز الميزانية العامة للدولة -1لتحقيق وضع قابل لنمو ميزان املدفوعات ، ألن العجز يف ميزان املدفوعات يرجع أساسا إىل معدل التضخم املرتفع الذي

عجز كبري يف ؤدي إىل وجود يرجع بدوره إىل الزيادة الكربى يف حجم اإلنفاق العام عن اإليرادات العامة ، وهو ما يامليزانية العامة للدولة مث متويله بزيادة عرض النقود ، وعليه يوصي صندوق النقد الدويل للتخفيف من هذا العجز والقضاء

:1عليه من خالل ويكون ذلك عن طريق احلد من االقرتاض العمومي من البنوك ، وذلك من أجل التقليل من عرض النقود:

.رجيي لكل أنواع الدعماإللغاء التد )1 . إرتفاع أسعار املنتجات واخلدمات حىت يصل إىل مستوى األسعار العاملية )2 .التقليل من الوظائف احلكومية )3 .العمل على جتميد الرواتب واألجور ملدة معينة ورفعها عند الضرورة مبعدالت ضئيلة جدا )4ال امام االستثمار )5 .ات اخلاصة احلد من االستثمارات وتقليصها لفتح االتطهري الكلي لإلقتصاد الوطين من املؤسسات العمومية احملققة للخسارة أو احملققة لعائدات )6

.ضئيلة

.42بن شهرة مداين ، مرجع سبق ذكره ،ص 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

51

ويالحظ أن هذه اإلجراءات تستهدف التحكم يف ادارة الطلب الكلي باملقارنة مع ادارة العرض الكلي ، رغم أن على إعادة صياغة قوى العرض، ذلك ألن السوق يتكون من إعادة صياغة قوى الطلب كما ونوعا ينعكس بالضرورة

:مايلي عرض وطلب ، أما الوسائل املفروض إتباعها للتقليص من عجز امليزانية فتتمثل يفالنقدية واإلعاناتلعام على السلع واخلدمات وذلك برتشيد االنفاق ا :1تخفيف النفقات الجارية للحكومة 1- 1

:الدين وذلك من خالل احلكومية ومدفوعات خدمة

.تغيري سياسة التشغيل وذلك باحلد من تعيني اخلرجيني من اجلامعات واملعاهد واملدارس -

.جتميد كل أنواع االعانات والدعم ويكون ذلك بطريقة تدرجيية - .ختفيض االنفاق احلكومي على السلع اليت تستخدمها الوزارات واهليئات العامة - سسات واملشروعات االنتاجية العمومية وزيادة يف مشروعات البنية االساسية اليت ختفيض االنفاق العام للمؤ -

.تتكامل وال تنافس يف مشروعات القطاع اخلاص :ويتم ذلك من خالل : زيادة االيرادات العامة 2- 1

تنظيمها وإجياد أوعية ضريبية أخرى ، وزيادة قاعدة املمولني وإعادةرفع املعدالت الضريبية والزيادة من حصيلتها -واحلد من االعفاءات الضريبية وتطوير طرق التحصيل الضرييب ، وحماربة التهرب الضرييب ألن النظم الضريبية يف الدول

للتسويق واملشروعات برامج صندوق النقد الدويل تتسم بتحيزها ضد االنتاج للتصدير والسلع الفالحية القابلة حتتاج إىلالكبرية احلجم والقطاع الرمسي ، وبالتايل فإن هذا التحيز يؤثر سلبا على االستثمار يف هذه القطاعات ، ومن هنا فإن

:2أحد اجلهود الصعبة يف إصالح اهليكل الضرييب وهو تنقيح النظام الضرييب على على الدخل االمجايل تطبيق الضريبةاملة ، أي االنتقال من الضرائب النوعية على الدخل اىل الضرائب الش

.مع فرضها على االجور والزيادات يف االشرتاكات املوجهة إىل الضمان االجتماعي رفع معدالت الضرائب عل دخول املؤسسات االقتصادية العمومية وتغيري قيمة الضرائب على االرباح مبا

.العامة واإلصالحاتيتناسب املدنية واألمالكقارية رفع قيمة الضرائب الع. عامة مبيعاتفرض ضرائب االنتقال من الضرائب اجلمركية املتعددة االسعار اىل الضرائب اجلمركية االكثر توحيدا

.43بن شهرة مداين ، مرجع سبق ذكره ،ص 1ج صندوق النقد الدويل واخليار البديل ، بيت احلكمة للنشر ، بغداد 2 .20،ص 2002 العراق اكرام عبد العزيز ، االصالح املايل بني

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

52

التخفيف أو حذف بعض رسوم االسترياد. إذ أن هذه االعفاءات تشوه جهاز االسعار إلغاء االعفاءات اجلمركية،.

هيكل الضرييب يف البلد الذي خيضع لتنفيذ توصيات صندوق النقد الدويل يف جمال السمات االساسية لل إحدىإن :الصالح املايل هي

.ختفيض االعتماد على ضرائب التجارة اخلارجية- .زيادة االعتماد على الضرائب الغري مباشرة-ال الضرييب للدخل الشخصي- .زيادة ا . واألجنيبالضرييب على القطاع اخلاص الوطين العبءختفيض -

اساسيا يف حتديد النظام الضرييب احلقيقي ، حبيث أن تغيري السياسة الضريبية من دوراوجند أن االدارة الضريبية تلعب انه من الضروري ضمان أن التغريات يف السياسة الضريبية هي متالئمة مع القدرة االدارية إذتغيري اداري اليعين شيئا دون

ا يف الوقت ذاته ، وان الشرط االساسي املسبق وان حتسني االدارة الضريبية تعمل على احملافظة على العوائد وحىت زيادتبسيط أنظمة الضرائب لضمان امكانية تطبيقها مرتبط ب الضريبية لإلدارةالضرييب هو ان يكون هناك اصالح لإلصالح

ه الصندوق يتسم اصالح النظام الضرييب وفق ملا يرابفعالية يف ظل اقتصاد يتسم بتزايد تعقد قطاعاته ، وعموما فإن فضال عن ألخربإسرتاتيجية واضحة املعامل بتحديد االطر الضريبية والقوانني احملاسبية اليت تتطلب التحديث من حني

.العتماد على تشريع هادف وفق املعايري الدولية ، مع حتسسن االجراءات االدارية وتطوير االجهزة الضريبية ايوصي صندوق النقد الدويل بتخفيض كل أشكال الدعم سواء الدعم املوجه للخدمات :تخفيض الدعم 3- 1

عم بعض االنشطة االنتاجية او اخلدماتية ودعم الصادرات ودعم القروض أو د االجتماعية او للمواد الغذائية االساسيةاالخرى ، الن هذا الدخل يؤدي اىل اختالل هيكل االسعار والنفقات وهو مايؤدي اىل تدهور مستوى الكفاءة

االقتصادية ، وبالتايل إخنفاض مستوى الناتج وان إخنفاض الدعم يف امليزانية العامة له أثاره االجيابية على مستوى الكفاءة .1ادية ويقلل من معدل التضخم ، ومن هنا يؤكد الصندوق أن الدعم ميثل أحد أسباب التضخماالقتص

.إصالح هيكل تمويل عجز الميزانية العامة 4- 1يعد العجز يف امليزانية العامة أحد االشكاليات املزمنة القتصاديات الدول اليت تبنت برامج االصالح االقتصادي ، وان

وأن االقتصاديةنوع من التفاعل بني السياسة املالية مع السياسات وإجيادمعاجلة العجز تقتضي البحث عن مسبباته رؤوس االموال حنو اخلارج ، وبالتايل جند مصادر متويل ذلك العجز حبيث تقليص عجز امليزانية يؤدي إىل إخنفاض تدفق

.45بن شهرة مداين ، مرجع سبق ذكره ، ص 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

53

توجد جمموعة من خيارات التمويل مع مراعاة أثر كل خيار متويلي على املستوى الكلي وذلك ألن كل طريقة متويل أثار ا تنعكس على مستوى الطلب الكلي صرف أو امليزان أو أسعار الواألسعار سواء اسعار الفائدة وتكاليف خاصة

: فيما يليويل ماخلارجي ونلخص هذا الت .التمويل من البنوك .1 .التمويل غري بنكي .2 التمويل اخلارجي .3

.التمويل من البنوك 1-4-1من البوك التجارية ، وهذا ما يؤدي باالقرتاضويتم ذلك أما بالتوسع باالقرتاض احلكومي من البنك املركزي أو

إىل زيادة الكتلة النقدية وعرضها االمر الذي ينعكس على زيادة حدة التضخم ، وسيتبع ذلك ارتفاع حجم االقرتاض اخلارجي وتراجع حجم االحتياطات اخلارجية ، وبالتايل تظهر أثار هذا النوع من التمويل على حنو سليب عندما يتغلب

.جةتقات النسبية الغري منعلى هيكل النف .التمويل الغير بنكي 1-4-2

أسواق املال وحجم الطلب العام على السندات احلكومية ، وبالتايل تظهر امليزة الكبرية يف اخنفاض هو دالة لتطوير له أثر يكون طبيعة القطاع اخلاص غي البنكي و بسبالتضخم ، إال أنه يكاد يكون منعدما يف بعض البلدان النامية

انكماشا على الطلب من خالل أن طريقة التمويل احلكومي قد تفضي أىل حتويل القوة الشرائية للقطاع اخلاص من التوجه حنو ممارسة الطلب على شراء السلع واخلدمات والسندات اخلاصة ، إىل شراء السندات احلكومية ومن مث تدفع حنو ارتفاع

.على استثمارات القطاع اخلاص أسعار الفائدة وهو مايؤثر سلبادف توسيع العرض احمللي وزيادة الواردات ، مما يؤدي إىل :التمويل الخارجي 3- 4- 1 وهو استخدام املوارد االجنبية

.إخنفاض أثر العجز على الطلب الفائض على السلع واخلدماتا متارس تأثريا ملحوظاال من البنوك هي طريقة متويل وهكذا تباينت طرق متويل العجز فاالستدانة على تضخم كو

االساس النقدي وعرض النقد ودفعها مبعدالت التضخم حنو االرتفاع والتعاظم و تأثر حنوه سلبا على االقتصاد حبكم تلك االستدانة وخاصة إذا كانت املصروفات غري منتجة ، يف حني أن التمويل من القطاع الغري البنكي تعترب عنصرا مؤثرا

جيمه لطلب القطاع اخلاص وتأثريه على املواد املخصصة لذلك التمويل على هيكل الطلب الكلي لالقتصاد بفعل حتوتكمن اخلاطرة يف أنه قد حيجم توفر املوارد لتمويل االستثمار االنتاجي للقطاع اخلاص ، وعلى وجه اخلصوص اذا كان

طة االخرى ، ويرد اخليار إقرتاض احلكومة على أساس سعر الفائدة السوقي وكان نسبيا أعلى من العائد يف جماالت االنش

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

54

التمويلي االخري املتمثل باالقرتاض اخلارجي حمفوفا باملخاطر مامل يقرتن مبنهجية اقرتاضية رشيدة ، وعليه فإن متويل العجز البنوك ألن سوق السندات االقرتاض منمن حمليا أحسن من االقرتاض االجباري من املؤسسات املالية وهذا بدوره أفضل

ثر عملية ’من شأنه احلد من االثر التضخمي لالقرتاض استنادا اىل ماميكن أن يولد عن ذلك من تضخم احلكومية املالية يتيح للحكومة ممارسة حالة استخدام السوق املفتوحة لألوراقكذلك فإن إقامة سوق وإمنااالقرتاض من البنك

ن ينشأ على أساليب التدخل املباشر وخري دليل للتحكم بالكتلة النقدية واالئتمان دون حدوث أي تشويه حمتمل ا .أندونيسيا ، الفلبني ، سرييلنكا: جتارب الدول التالية

االقتصادي هو نظام ميزان املدفوعات وهو لإلصالحإن احملور االساسي :1 تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات-2د معني ، واملقيمني يف بقية دول العامل خالل فرتة زمنية سجل نظامي وكامل جلميع الصفقات اليت تتم بني املقيمني يف بل

ت اليت تتحصل الدولة الة اليت تتكافؤ يف ظلها االيرادامعينة هي يف العادة سنة ن كما يقصد بالتوازن مليزان املدفوعات احلا ختالل ميزان املدفوعات طويلة االجل إىل اخلارج ، والشك أن إ الرأمساليةمن السلع واخلدمات والتحويالت عن صادرا

يعكس االختالل بني الطلب الكلي والعرض الكلي ، فغن كان الطلب الكلي أكرب من العرض الكلي فهذا يعين أن االستثمار يفوق االدخار احمللي وبالتايل فإن الصادرات تكون يف الغالب أقل من الواردات ، مما يدل على ان فجوة املوارد

، ويرى صندوق )الفرق بني الصادرات والواردات(تؤثر على فجوة جتارية خارجية )االستثمار واالدخارالفرق بني (احمللية النقد الدويل أن اإلفراط يف الطلب الناتج عن العجز يف امليزانية العامة بسب العجز يف القطاع العام املايل وعجز

العجز املمول اما من مصادر تضخمية او من مصادر االنتاجية واخلدماتية التابعة للقطاع العام ، وذلك املؤسساتكذلك أن أسباب العجز يرجع إىل السياسة التجارية وسياسة سعر الصرف املؤثرة خارجية او االثنني معا ، كما أنه يرى

إىل عدم وجود سعر فائدة حقيقي يأخذ بعني االعتبار معدل التضخم ومن باإلضافةيف حجم الواردات والصادرات ، :لتخفيض العجز يف ميزان املدفوعات هي آلياتوضع صندوق النقد الدويل هنا

ختفيض فجوى املوارد احللية. اصالح سعر الصرف. حترير التجارة اخلارجية. اصالح هيكل اسعار الفائدة.

.48بن شهرة مدين ، مرجع سبق ذكره ، ص 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

55

.تخفيض فجوى الموارد المحلية 2-1إن صندوق النقد الدويل وضع منوذجا يتضمن عناصر ومفردات تطبق قي معظمها على البلدان اليت تعاين من

ا ومن مث يف اجلهاز االقتصادي سواء أكان بلدا متقدما أو متخلفا ، وكذا يف حتليل الصلة بني خلل يف ميزان مدفوعايف االقتصاد الوطين لتصحيح عجز التوازن يف ميزان املدفوعات تراكم الديون اخلارجية وبني االصالح الذي يتعني تطبيقها

:وأن فجوى املوارد احمللية تظهر من خالل مايلي F= X-M=I-S……..(1)

.احلساب اجلاري: F .االستثمار: I: حيث S :االدخار. X :الصادرات. M :الواردات.

دخار فإن الصادرات تكون أقل من الواردات ، وبالتايل فإن احلد من فجوة املوارد احمللية فإذا كان االستثمار أكرب من اال يتطلب التأثري عن كل من االدخار واالستثمار احملليني اساسا ، ومبا أن االستثمارات موزعة بني القطاع العام والقطاع

وذلك على على احلساب اجلاري سا تنعكمة بني هذين القطاعني فإاخلاص وبالتايل ميكن مالحظة الفجوى القائ :التايل النحو

M-X=(IP-SP)+(IG-SG)……..(2) .االدخار اخلاص: SP االستثمار اخلاص: IP: حيث

IG : االستثمار احلكوميSG : االدخار احلكومي. يف امليزانية العامة أو مدخرات القطاع اخلاص بأن فجوة املوارد احمللية هي انعكاس لوجود عجز 2ويظهر من املعادلة

ا أو االثنني معا ، حيث ان فجوة القطاع اخلاص تعود يف حاالت التضييق عليه سواء بإرتفاع معدالت ومقارنة بإستثماراوعلى اخل ،.......الضرائب أو تشديد الرقابة على االجور ،و االسعار ، وتكاليف االئتمان ، وارتفاع الرسوم اجلمركية .هذا االساس فإن فجوى املوارد احمللية يرجعها الصندوق إىل أخطاء السياسات املالية والنقدية للبلد

ن سعر الصرف للعملة يظهر من خالل جانيب العرض والطلب ، وإذا كان التمويل إ: إصالح سعر الصرف 2-2خارجي فإن االختالل يكون بدرجة كبرية ويؤدي إىل تصاعد االختالالت بني االسعار والتكاليف احمللية وابتعادها عن

يلعب دورا رئيسيا يف تثبيت هألنالسوق العاملية ، وبالتايل إضعاف القدرة التنافسية وعليه يتطلب اصالح سوق الصرف .العجز يف ميزان املدفوعات وكذلك كإجراء يهدف إىل تقليص معدالت التضخم

تلعب دورا رئيسيا يف تثبيت العجز يف ميزان املدفوعات ، ويرى الصندوق أن العديد من ن سياسة سعر الصرفإ التعكس حالة السوق ، وهذه االسعار عادة حتكميةالبلدان اليت تعاين من العجز يقوم بتحديد أسعار صرفها بطرق

د يف االسواق العاملية نظرا الرتفاع أسعارها يكون مغاليا فيها ، فهي بالتايل تؤدي اىل ضياع القدرة التنافسية ملنتجات البل

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

56

االمر الذي يعرقل القدرة على التصدير وتشجيع على ظهور السوق السوداء او املوازية اليت تتعامل يف بيع وشراء العملة كما الوطنية وتكون هلا سعرين ، السعر الذي تعلنه احلكومة وهو السعر الرمسي ، وسعر السوق وهو السعر الغري رمسي ،

أن املغاالة يف قيمة العملة يؤدي اىل هروب رؤوس االموال للخارج بعد حتويلها إىل نقد أجنيب يف السوق السوداء ، وتقلل من شأنه أن حيقق نتائج إجيابية من االستثمار االجنيب يف البلد الذي يوصي الصندوق بأن إجراء ختفيض يف قيمة العملة

.ى املستوى االقتصادي الداخلي أو اخلارجيللبلد الذي يقوم بتخفيض سواء علإىل إزالة التشوهات احلاصلة يف العالقات النسبية لألسعار إن التغريات اهليكلية تؤدي :تحرير التجارة الخارجية 2-3أمكن للسياسات االقتصادية حتقيق هذه وإذا،املوارد املؤدية إىل الكفاءة االنتاجية حمللية لغرض حتقيق أمثلية ختصيص ا

يف السوق احمللية مع االسعار يف السوق اخلارجية ، ومن خالل لألسعاراالوضاع ، فهذا يؤدي إىل تساوي العالقة النسبية عية سواء اكانت تدفقات سل أمام الصادرات والوارداتحترير التجارة يسعى الصندوق إىل ازالة العوائق االدارية والتسعريية

:على ام خدماتية وذلك متاشيا مع اهداف املنضمة العاملية للتجارة كما ان حترير التجارة اخلارجية تعمل

حبيث ان املنافسة تقتضي االستخدام االمثل لعناصر االنتاج و املوارد املتاحة لإلنتاجحتسني املعامالت الفنية - .تكلفة ممكنة بأقل

.فة و تشجيع املؤسسات على اعادة هيكلة مراحل انتاجهاتبين تكنولوجيا حديثة و غري مكل -

ا املالية - وعليه يوصي صندوق ,البحث عن اسواق جديدة لضمان زيادة الصادرات مما يؤدي اىل رفع مدخوال :النقد الدويل ب

ا عرقلة حركة سري الواردات ختفيض قائمة السلع اخلاضعة للحماية اجلمركية مع رفع كل القيود اليت من شا .اىل اسرتاد سلع استهالكية الرأمساليةابتداءا من املواد االولية مرورا بالسلع

ا احلد من حرية التجارة اخلارجية التنظيميةالغاء كل االشكال .و التشريعية اليت من شا اتباع سياسة اصالحات تعريفات اجلمركية و تركها تلعب دور محاية االقتصاد و على ان يتم ختفيضها حىت

.تتناسب مع املعدالت الدولية وفق اتفاقية املنضمة العاملية للتجارةيات الدول احلقيقة ان مطلب الصندوق بتحرير جتارة خارجية يف البلدان النامية تكمن يف ان اشكالية االقتصاد

ا من جراء الفائض النتاجي املتزايد الذي تعاين منه الرأمسالية ومتكني ,تتطلب البحث عن اسواق جديدة للتوسع لصادراا ا من حصيلة صادرا .البلدان النامية من الوفاء خبدمة ديو

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

57

.اصالح هيكل اسعار الفائدة 2-4ؤثر فقط على مستوى االنفاق و التضخم و توازن ميزان املدفوعات بل ي لفائدة على القروض و الودائع الان سعر ا

وتواجه سياسات اسعار الفائدة اصالحات القطاع احلقيقي قيودا صعبة ة كبرية عن االدخار و االستثمار ،يؤثر و بدرجت املصرفية ويكون امر اعادة هيكلة املؤسسا, باألعباءتفقد فاعليتها يف ضل وجود نضام مصريف ضعيف و مثقل

مع االخذ بعني االعتبار بعض االصالحات ا ضروريا من اجل اعادة رمسلتها ودجمها ضمن نظام اصالح النقد،الضعيفة امر ومن ,ة التدبريية اليت تشمل قواعد حماسبية تتعلق باحتساب الفائدة على القروض و اعتماد نظام تصنيف القروض اجلديد

:وعلى عملية التحرير املايل هي لفائدةلى سعر اابرز العوامل اليت تؤثر ع درجة املمارسة يف النظام املايل السيما االسواق املصرفية. أي حركية رؤوس االموال,درجة انفتاح االقتصاد الوطين. درجة قوة املؤسسات املالية. درجة قوة املؤسسات الغري مالية.

اذا كان املناخ االقتصادي الكلي غري مستقر و مؤسسات اصةدة ينبغي ان يكون تدرجييا و خكما ان حترير سعر الفائ جتنب االثار السلبية احملتملة إللغاء يؤثر يف رحبية القطاع اخلاص و اهلدف من عملية التدرج هو ألنه,مصرفية غري فاعلة

ة حسب حالة كما يوصي صندوق النقد الدويل بوضع اسرتاتيجية حمددة لسعر الفائد,سعر الفائدة ألنظمةالفجائي فاالقتصاد الذي يتسم باملعدالت تضخم مرتفعة فان عملية حترير اسعار الفائدة تقتضي اختاذ خطوات مالئمة ,االقتصاد

املالية اما االقتصاد لألسواقو اشرايف مالئم تنظيميجلعل اسعار الفائدة تتحدد وفق قوى السوق مقرتنة بوجود اطار ان عملية حترير اسعار الفائدة تقتضي وجود نظام مصريف قوي بقواعد احليطة الذي يتسم مبعدالت تضخم منخفضة ف

.املالية يف حالة وجود مفاجئات كما يؤكد الصندوق ان مسالة حترير اسعار الفائدة و تركها تعمل بفاعلية متنع املدخرات الداخلية من اهلروب اىل

وتشجيع تدفق رؤوس االموال االجنبية حنو داخل و تزيد من االستثمارات الداخلية اليت تدفع اىل حتقيق حالة ,اخلارجدخار و االستثمار و من مث تعود اجابيا على احلساب اجلاري مليزان التحسن يف ميزان املدفوعات و تعزز من عملية اال

.املدفوعات :دعم اقتصاد السوق و زيادة معدالت النمو االقتصادي - 3

حترتم قبيل عقد الثمانينات من القرن العشرين فإن الربامج الىت انبثقت عن كل من صندوق النقد و البنك الدوليني كانت .فرضت رقابة صارمة على األسواق األجنبية العام دورا رئيسيا ىف التنمية و الىت أضفت للقطاعفيها خيارات الدول

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

58

عمدت إىل إقامة منظومة أسعار حملية مستقلة إىل حد كبري عن املنظومة العاملية إىل دعم االستهالك األساسي و و برنامج بسيط عام مطلوب تنفيذه عامليا ذلك من خالل وضع،و لكن منذ عقد الثمانينات سياسات إعادة توزيع الدخول

هو برنامج االصالح االقتصادي الذي حيتوي على برنامج التثبيت االقتصادي و مهما اختلفت ظروف مكان تطبيقه و التعديل اهليكلي الىت مت تنفيذه على جمموعة من الدول النامية ،حيث اكتشف الصندوق أن اإلختالالت الىت تواجه هذه

رد تشويهات مالية و نقدية بل أن اإلختالالت هلا جذور هيكلية حيتاج حلها إىل مدة أطول ،و قد الدول ليست جمل ما يسمى ق بني الصندوق و البنك الدوليني ،ذلك التعاون الذي منى من خالثذلك التطور نواة لبدء تعاون أو شكل

وق من حتقيق التوازن على املستوى الكلي جعل الصند فالسياسة املالية و النقدية و ما يرتتب عنها.باملشروطية املتبادلة االت التنافسية يقوي من وجود القطاع اخلاص و :1يظهر ذلك من خاللصاديات السوق و ذلك دعم القتمعىن و ،فتح ا

.تقليص دور القطاع العام - دعم وتشجيع االستثمار األجنيب املباشر - .اخلوصصة - .و القطاع اخلاص توفري فرص لكل من القطاع العام- :تقليص دور القطاع العام 3-1

اتبنت منوذج االقتصاد االشرتاكي و إن أغلب الدول النامية ال منها تدخل الدولة ىف كل ا الت مبا فيها احية من أساسيات هذا النموذج إعطاء دور فعال للقطاع العام ىف ادارة شؤون الدولة سواءا كان ذلك من النااالقتصادي و

عليه يوصى برنامج االصالح االقتصادي فلسفة صندوق و البنك العاملي ،و هو ما يتعارض معدماتية و االنتاجية أو اخلاالت االقتصادية و بضرورة عدم تدخل خاصة ىف لقطاع اخلاص مكان القطاع العام و لفرصة لاإعطاء الدولة ىف ا

ذلك لكفاءة ىف مشروعات البنية األساسية و تثمار العام فقط مشروعات الصناعة التحويلية على أن ينحصر دور االس .القطاع اخلاص من جهة نظر الصندوق

و بالتايل كلما زاد حتويل املوارد من القطاع العام إىل القطاع اخلاص زاد حتويل املوارد من استخدامات أقل كفاءة إىل :ما أن تقليص دور القطاع العام يستند إىل استخدامات أكثر كفاءة مما يؤدي إىل زيادة الناتج الوطين ،ك

.ختفيض من نفقات التحويلية ذات الطابع االجتماعي اليت مت من خالل الوحدات اإلنتاجية للقطاع العام - .على القطاع اخلاص املختلفة التقليل من قيمة الضرائب - .االقتصاد الوطين التخلص من املؤسسات املفلسة أو اليت حققت خسارة حىت ال تكون عبئ على- دعم و تشجيع االستثمار األجنبي المباشر 2- 3

خيلق معوقات أثناء تدفق رؤوس األموال و خباصة ادي حيد من آليات اقتصاد السوق و إن تدخل الدولة ىف النشاط االقتصيئ بالتايل يوصي الصندوق بأنه على الدولؤثر سلبا على االستثمار احمللي و رأس املال األجنيب الذي ي ة أن

:الظروف املالئمة الداعمة لنشاط االستثمار األجنيب املباشر و عليه اتباع اخلطوات التالية

36إكرام عبد العزيز ،مرجع سبق ذكره ،ص 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

59

.إعفاء رأس املال األجنيب من كل أنواع الضرائب و الرسوم إما كليا أو جزئيا - .تقدمي ضمانات تشجيع االستثمار هلذه األموال -مجيع األنشطة االقتصادية الولوج يف االت معنية و اعطاءها الفرصة ىفعدم تقييد االستثمارات االجتماعية ىف جم -

.كاالستثمار ىف القطاع العام ال - .آليات اقتصاد السوق التشريعي مبا يضمن تطبيق قواعد و اجراء تعديالت ىف ا ةعلميوخربات إدارية و مار األجنيب يوفر عمالت أجنبية وتكنولوجية متقدمةإن هذه االجراءات جتعل تدفق االستث

.تضاف إىل االقتصاد الوطين : الخوصصة 3- 3

ألداء االقتصادي السيئ للمؤسسات االقتصادية للقطاع العام فقد كانت ده لات اهليكلية للدول النامية مر إن التشوه ا أقل ا املالية اجلارية وكان عائد رأس املال ضعيفا وقرارات ايرادا يف حتدد إداريا من التوظاالستثمار والتسعري و من التزاما

مل خسائر مؤسسات القطاع العام ونتيجة الدعم ثقيلة نتيجة حت اأعباءكانت ميزانية الدولة تتحمل جانب الدولة و جند أن برامج االصالح االقتصادي للخوصصة تطورت للتخلص من االحتكار احلكومي ىف إدارة املتواصل هلا ،و من هنا يوصي صندوق النقد الدويل و ،مث التخلص منها جزئيا أو كليا ة إىل تأجري هذه املشروعاتاملشروعات العام

ا على أسس اقتصادية وجتارية و بتصفية هذه الوحدات أو بيعها للقطاع اخلاص أو العمل تشري أدبية الصندوق على ادارشكالته مث حتديد املراد خوصصته ووضع مو سح كامل مشروعات القطاع العاممن وضع برنامج بآليات خاصة تبدأ مب

شفافة الربنامج مع اتباع قواعد بسيطة و انشاء جهاز خاص يتوىل هذا زمين للبيع و وضع جدولأسس تقسيم األصول و .للبيع

الىت نادت لتصفية املشروعات القائمة )نيوكالسيكيةال(د الدعوة للخوصصة جذورها ىف املدرسة التقليدية اجلديدة جنو فاملشكلة مل تعد ىف النقص ىف الطلب الكلي الفعال بل نقص ىف ،احللول للخروج من الكساد التضخميعتبارها أحد با

تابعة البيع هذه الوحدات االنتاجية يرى الصندوق أنعات تعمل على زيادة جانب العرض و العرض و تصفية هذه املشرو :للقطاع العام سوف يكون اجيابيا على عدة حماور هي

ختفيض من اعباء ميزانية الدولة ىف دعم هذه الوحدات وبالتايل توفري أموال الدعم لتخصيصها ىف جماالت اقتصادية - .أخرى أكثر انتاجية

.تقليل من أعباء االداة الىت تتحملها الدولة -ا و متويل نفقات التقاعد املسبق - .ملستخدميهاعائد هذه الوحدات ميكن أن تستخدمه الدولة لسداد جزء من ديو .استفادة الدولة من املوارد الضريبية عند بيع الوحدات العامة إىل القطاع اخلاص بسبب زيادة انتاجية هذا األخري - : توفير الفرص لكل من القطاع العام و الخاص 3-4

بني القطاع االقتصادي يتطلب التمييز بينه و يرى صندوق النقد الدوىل أن القطاع اخلاص له دور كبري ىف االنعاش :يكون ذلك بـعام حىت تسود البيئة التنافسية و ال

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

60

فتح رأس مال القطاع العام لرأس مال القطاع اخلاص. ء الضمانات اخلاصة للقطاع العام إعطاء ضمانات القروض لكل من القطاعيني بالتساوي مع إلغا. جعل أسعار الفائدة اخلاصة بالقروض متساوية بني القطاع العام و القطاع اخلاص. التسعري االقتصادي ملنتجات القطاع العام.

أسباب اتجاه الدول النامية نحو تطبيق برامج االصالح االقتصادي المدعومة من قبل صندوق : المطلب الثاني .الدولي

من صندوق بدأت العديد من الدول النامية منذ منتصف عقد الثمانينات من القرن املاضي بإبرام اتفاقيات مع كل يطلق عليها بربامج التثبيت االقتصادي و التكيف ق برامج إصالحات اقتصادية ،أو ماالبنك الدويل لتطبيالنقد الدويل و

نشري هنا إىل أن عدد الدول النامية اليت تقوم بتطبيق مثل آليات السوق ،و أساسية على تطبيق الىت تستند بدرجة اهليكلينرى أن من أهم األسباب الىت أسهمت ىف توجه الدول النامية حنو خرية بدرجة كبرية ،و هذه الربامج قد ارتفع ىف الفرتة األ

:تطبيق هذه الربامج : ميةالمشاكل و االختالالت االقتصادية التى واجهتها الدول النا - أ

الداخلية و اخلارجية الىت ظهرت خالل عقد السبعينات) األزمات( سبق و أن أشرنا إىل أن هناك العديد من العوامل نامية االختالالت االقتصادية ىف الدول المعة ىف بروز العديد من املشاكل و الثمانينات من القرن املاضي قد أسهمت جمتو

موازينها احلكومية ارتفاع العجز ىفو الىت كان من أبرزها اخنفاض ىف معدالت منوها االقتصادي منذ بداية عقد السبعينات،و او او ىف موازين مدفوعا .اخل ............ارتفاع معدالت التضخم و البطالة و تدين مستوى معيشة سكا

امع بداية عقد الثمانينات من القرن املاضي بلغت هذه املشاكل و و بدرجة واستفحلت االختالالت االقتصادية ذروالدول االستعانة نتيجة لذلك اضطرت العديد من تلكجهتها ،و كبرية أصبحت عندها هذه الدول غري قادرة على موا

ا ىف معاجلة هذه املشكالت ،و البنك الدوليني ملسابصندوق النقد و امج االختالالت من خالل قيامها بتطبيق بر عد .1التنسيق مع الصندوق و البنك قتصادية بالتعاون و اصالحات ا

تزايد أعبائها ىف الدول النامية من أهم أسباب جلوء العديد عترب مشكلة املديونية اخلارجية و ت: ارتفاع المديونية - بمن ذلك نظرا الن العديد وليني لتطبيق برامج االصالحات ،و من هذه الدول لعقد اتفاق مع صندوق النقد و البنك الد

ا عام ا اخلارجية غري 1982تلك الدول وجدت نفسها عقب أزمة املديونية الىت بلغت ذرو وكذا قادرة على سداد ديوا ىف استرياد السلع االستهالكية و سداد فوائدها األعباء النامجة عن هذه الديون فإن ذلك سيكون على حساب قدر

ا ىف استو ،توى معيشة السكان ىف تلك الدول الالزمة للمحافظة على احلد األدىن ملس اد السلع الوسيطية ري كذا قدرالتصدير الشيء نفسه فيما خيص واردات اخلدمات و التنميةارية الالزمة لعمليات االنتاج واالستثمار و االستثمواإلنتاجية و

.38، مرجع سبق ذكره ، ص سيد البواب 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

61

ى هو ىف مستوى املعيشة الذتصادي و بري ىف معدالت النمو االقوبالتايل تكون احملصلة النهائية هلذا الوضع اخنفاض كا ،وارتفاع معدالت التضخم تفاقم أصال متدين ىف تلك الدول ،و ا العمومية ، وىف موازين مدفوعا العجز ىف موازنا

يار لتدهور االقتصادي ىف تلك الدول و البطالة إىل أعلى املستويات ،وبالتايل املزيد من او الذي قد رمبا يؤدي إىل االا من و دي ، وحىت ال تتعرض هذه الدول ملثل هذه املشاكل من جهة أخرىاالقتصا ا على سداد ديو نتيجة لعدم مقدر

البنك الدويل لتنفيذ برنامج اصالحات ق مع كل من صندوق النقد الدويل و جهة أخرى ،فقد جلأت إىل إبرام اتفاا اقتصادية كون تطبيق هذه الربامج شرط أساسي لوصول هذه الدول إىل نادي باريس الذي يتم فيه إعادة جدولة ديو

.اخلارجيةىف هذا ظهرت ة األخرية العديد من التطورات ،و شهد الفكر االقتصادي خالل الفرت . : تطور الفكر االقتصادي - ج

صاد سياسات االقتو املتعلقة بدور الدولة االقتصادي خاصة ىف اجلوانب الصدد العديد من الرؤيا واألفكار االقتصادية و )1933-1929(قد بدأ هذا التطور منذ عقد الثالثينات من القرن املاضي على اثر أزمة الكساد الكبري الكلي ،و

قد اعتمد و )النظرية الكينزية (ذه األفكار الىت عادة ما يطلق االقتصاديون على هو 1936كينز ظهور أفكار االقتصادي و الكساد اهلائل الذي ضرب اقتصاديات الدول ألزمات االقتصادية الدورية و ة اكينز ىف نظريته على الفكر االشرتاكي ملعاجل

قيق التوازن بني العرض و الطلب وحتقيق قد نادى كينز بتدخل الدولة من أجل حتالية املتقدمة خالل تلك الفرتة و الرأمسعلى أفضل وجه بغض النظر عن االستثمار ميكن أن يتحقق نز على أن التعادل بني االدخار و أشار كيالتشغيل الكامل ،و

،األمر الذي يعين أن كينز 1االجراءات املالية التعويضيةل سيطرة الدولة على االستثمار و االجراء النقدي املناسب من خالتصحيح درة على حتقيق التوظيف الكامل ،و ال يتفق مع أفكار النظريات الكالسيكية الىت كانت ترى أن آليات السوق قا

النجاح النسيب للتجربة االقتصادية فيما كان يسمى باالجتاه الكينزية و مع بروز النظريةؤقتة بصفة تلقائية ،و إختالالت م أيبدأت الدولة تتبىن العديد من السياسات االقتصادية الىت تستطيع من الدور االقتصادي للدولة يتوسع و السوقي ىف بدأ

مث التحكم ىف مستويات التوظيف واالنتاج والدخل منقتصاد و جانب الطلب الكلي ىف االخالهلا أن تتحكم ىف إدارة ذلك ىف بذلك أصبح للدولة دور هام ىف معاجلة االختالالت الىت قد تنجم من تطبيق آليات السوق، وكالقومي ،و

األسعار تويات الالزمة للتوظيف الكامل ،وهدف استقرارمسمبا يتالءم و االنفاق االستثمارياملوازنة بني االستهالك و ا أن حتقق أعلى مستوى من التوظيف ىف ضوء و بالتايل فإن على واضعي السياسات االقتصادية املناسبة الىت من شأ

معدل التضخم ميكن حتمله إال أن بروز أزمة الركود التضخمي الىت تعرض هلا العديد من اقتصاديات دول العامل خالل التوظيف الكامل و استقرار (نطق الذي استند عليه منحىن فليبس عقد السبعينات سرعان ما أثبتت عدم صحة امل

. 12أمحد النجار ، مرجع سبق ذكره ،ص 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

62

كم أن حدوث هذه األزمة أثبت عدم صحة بعض األفكار النظرية الكينزية الىت كانت ترى أن الركود ال ميكن ) األسعار لنظرية ما بني نتيجة لذلك انقسمت آراء االقتصاديني حيال هذه او ،د فيه التضخم أن حيدث ىف نفس الوقت الذي يتزاي

عادة مؤيد هلا و ما بني معارض ،هذا األمر بدوره أسهم ىف ظهور تياران أساسيان ىف الفكر االقتصادي األول يطالب بإالسيكيني اجلدد يطلق عليه بالكالتيار ماميثل هذا ور الدولة ىف النشاط االقتصادي و تقليص داحياء النظرية الكالسيكية و

خل الدولة ىف النشاط االقتصادي يطالب باستمرار تداين يدافع عن األفكار الكينزية و التيار الثو أو النيوكالسيك والنقدينيا اب هذا التيار بالكنزيني اجلدد،وبالرغم من بروز هذه التيارات و يطلق على أصحو تباين األفكار االقتصادية الىت ينادى

ات االخذ بآليور الدولة ىف النشاط االقتصادي و ينادي بتقليص د كل تيار إال أن األفكار الىت يتبناها التيار األول الذييث تتجه حنو تطبيقا ىف العديد من الدول ،ذلك أن معظم دول العامل ىف عصرنا احلدالسوق كانت هي أكثر انتشارا و

لقطاع القطاع العام ل تالنشاط االقتصادي إىل نطاق ضيق وبيع وحداتقليص دور الدولة ىف األخذ بنظام السوق و اخلاص ، ومن العوامل الىت أسهمت ىف انتشار تطبيق نظام اقتصاد السوق بروز سيطرة تيار اليمني احملافظ ىف كل من

اية السبعينات و الواليات املتحدة األمريكية تبىن العمل بنظام اقتصاد بداية الثمانينات ،هذا التيار الذي يأوروبا ىف كان من ابرز عناصر هذا التيار ط االقتصادي وخصخصة وحدات القطاع العام ،و ور الدولة ىف النشاتقليص دالسوق و

يايت الرئيس األمريكي السابق رونالد ريغان ورئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغرين تاتشر ،كما كان لتفكيك اإلحتاد السوفيار نظامه االقتصادي دورا كبري ىف انتشار تطبيق نظام اقتصاد و عديد من دول العامل وخاصة ىف دول أوروبا السوق ىف الا

ما برامج االصالحات االقتصادية الىت ق النظام االقتصادي االشرتاكي ،و كذلك ىف الدول النامية الىت كانت تطبالشرقية و صاد يتبناها صندوق النقد الدويل و البنك العاملي ىف وقتنا احلاضر إال تأييد للتيار الذي يتبىن و يدعو إىل تطبيق اقت

. السوق

:االثار العامة لإلصالح االقتصادي في البلدان النامية: المطلب الثالث ومل تكن املؤسسات اليت فرضت هذه ،سياسات االصالح االقتصادي عن اي مضمون تنموي حقيقي تفصح مل

.السياسات معنية بقضايا التنميةاطرت اىل اتباعها هذه السياسات يف معظم البلدان اليت اض نوتشري النتائج اليت متخضت ع واضح لسامهت بشك بأ

ز ح البدائل من السياسات اليت تركيف تشويه السياسات االقتصادية الوطنية وإبعادها عن القضايا االساسية من خالل طر سسات املالية العاملية يتمثل يف توليد على التمويل اخلارجي وضرورة االيفاء مبتطلباته، حيث اصبح النشاط الرئيس للمؤ

االديون على .الفوائد املرتتبة عليها خالصوالسيطرة على عمليات سدادها واست وإدار

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

63

من تطبيق مثل هذه السياسات كما ادعت اجلهات اليت مارست فرضها على البلدان اليت يلقد كان الغرض االساس ان إالاثقلتها الديون اخلارجية، هو املساعدة على التخلص من ازمة املديونية وحتسني اوضاعها االقتصادية واالجتماعية

بلدان االصالح ن معظم أصندوق النقد الدويل ب زام بوصفاتالنتائج تشري وبعد مرور هذه املدة الطويلة من التطبيق وااللتن االصالحات ان اجلرعات م. االقتصادي قد تعرضت اىل املزيد من املشكالت االقتصادية واملالية واالجتماعية

مل متنع من الوقوع يف ازمات اخرى، فقد تعرضت 1982ت لبلدان ازمة املديونية اخلارجية بعد عام االقتصادية اليت اعطيار عام ) البيزو(قيمة ، وقد تدخل صندوق النقد الدويل ملواجهة هذه االزمة املالية وذلك من 1994املكسيكي اىل اال

ضربت سلسلة من االزمات املالية بلدان جنوب شرق اسيا، كما 1997ويف عام . خالل جرعات مالية جديدة ومن هنا 2001يف كل من األرجنتني وتركيا عام وكذلك احلال 1998تعرضت روسيا والربازيل اىل ازمات مالية عام

ات املالية وبالتنسيق مع املؤسسات املالية العاملية وخباصة البنك الدويل من مصندوق ايضا بالعمل مع بلدان االز تدخل ال .1اجل مواجهة هذه االزمات

تدهور معدالت تبادهلا التجاري لقد سامهت االضطرابات املالية يف هذه البلدان خالل عقد التسعينات وما بعدها يفا وتعرضها اىل ركود اقتصادي شديد ساهم يف تفاقم معدالت البطالة واخنفاض مستويات واخنفاض حصيلة صادرا

املدخول وانتشار الفقر على مستوى واسع، حيث ارتفع عدد السكان الذين يعيشون حتت خط الفقر يف بلدان امريكا تمع 1997ن نسمة عام مليو 70الالتينية اىل حوايل .وتفاقمت حدة التفاوت يف املستويات املدخول بني فئات ا

ان تعرض معظم بلدان االصالح االقتصادي اىل ازمات مالية مستمرة قد جعلها اكثر تبعية للسوق الرأمسالية العاملية ة اليت تعد من اقدم بلدان جنوب شرق حاجة اىل االقرتاض اخلارجي فليس غريبا ان جند بلدان مثل كوريا اجلنوبي وأكثرها

%2.1اذ ارتفع معدل البطالة فيها من ،قد تأثرت بشكل كبري باألزمة املالية اليت طبقت االصالحات االقتصادية اسيا من %19.2، كما بلغت نسبة الذين يعيشون حتت خط الفقر يف جدود 1999عام %8.7اىل حنو 1997عام

ا عام .1998امجايل سكاوعلى الرغم من اعرتاف صندوق النقد الدويل بان جانبا من سياسته املالية ملعاجلة العجز يف بلدان االصالح االقتصادي

انه مل يعرتف بأخطاء السياسة النقدية ، فقد اجرب بلدان االصالح على رفع إالكانت انكماشية اىل حد االفراط كما حصل يف كوريا اجلنوبية وكان الدافع وراء ذلك حسب ما تراه %25معدالت الفائدة ، اذ ازدادت اىل اكثر من

ودعم سعر الصرف سياسات الصندوق اجتذاب رؤوس االموال اىل بلدان االصالح مما يساعد يف زيادة االستثماروبشكل غري منسجم مع معطيات الظروف اع الذي فرض يف معدالت الفائدة ان هذا االرتف إال، واستقرار العملة

.100، ص2011عدنان حسني يونس ،التمويل اخلارجي وسياسات االصالح االقتصادي ،دار املنهج للنشر، الطبعة االوىل ،االردن 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

64

قتصادية واملالية ادى اىل ازدياد حاالت القروض غري احملصلة فضال عن تفاقم خدمات الديون اخلارجية على هذه االا .البلدان وتزايد حاالت العجز عن االيفاء

ا صندوق النقد الدويل قد ااسعار الصرف كإحدى الوصفات اليت يطكما ان حترير اىل ختفيض القيمة دىالب كان الظاهر من هذه الوصفة هو من وإذات احمللية لبلدان االصالح ازاء العمالت االجنبية االساسية ، اخلارجية للعمال

اجل الزيادة يف الصادرات وتقليل االسترياد ولدعم موازين املدفوعات ، فان مثل هذا التخفيض من شانه ان يؤدي اىل زيد من جلب الفائض االقتصادي من يمقابل عدد من اخلسائر و الدائنة حتقيق عدد من املنافع املالية للبلدان الرأمسالية

:البلدان النامية املدينة ، حيث يرتتب على هذا االجراء .ارتفاع قيمة الديون بالنسبة للبلدان النامية املدينة لصاحل البلدان الرأمسالية الدائنة - .لدى البلدان الرأمسالية املتقدمةاملالية للبلدان النامية املستثمرة واألرصدةاخنفاض قيمة الديون - .عند حتويله اىل عمالت اخرى) الدوالر االمريكي(اخنفاض قيمة الدين اخلارجي للعملة العاملية -

ويف نطاق االزمات املالية لبلدان االصالح االقتصادي وسياسة ختفيض القيمة اخلارجية لعمالت هذه البلدان ، فقد ا املالية احملس . وبة بالدوالر ، حيث مت تقييمها بالعمالت احملليةازدادت التزاما

م االنفاق احلكومي جلقد تراجع دور الدولة االقتصادي واالجتماعي على اثر سياسات االصالح االقتصادي وتقلص حيتقلص ، حيث مشلت السياسة املالية أاليتقلص وما جيب ننتيجة للتقشف املايل وبشكل غري مدروس ملا جيب ا

االنكماشية يف معظم بلدان االصالح االقتصادي ، جوانب مهمة من اخلدمات االجتماعية الضرورية كالصحة والتعليم حجم االنفاق االمنائي السيما على اثر تماعية حمدودة الدخل ، كما تراجع ودعم السلع واملواد الضرورية للفئات االج

ي حيصل يف اسعار املواد االولية واخنفاض حصيلة صادرات البلدان النامية من امجايل الصادرات العامليةالتدهور الذا االقتصادية حكومات البلدان االصالح االقتصادي بان ويف الوقت اليت تطالب فيه البلدان الرأمسالية الدائنة ومؤسسا

ا العامة وحتدد من دعمها للسلع واخلدمات االساسية ، جند ان االنفاق احلكومي يف البلدان الرأمسالية تقلص حجم نفقامن الناتج %36.6مازال ميارس دورا واضحا يف دعم العديد من اخلدمات االجتماعية حيث بلغت نسبة االنفاق العام

.احمللي االمجايلتمعات لقد ادت السياسات املالية التقشفية على السلع واخلدمات االساسية اىل احل اق اضرار كبرية بفئات واسعة من ا

.االصالح االقتصادي ، وسامهت يف زيادة حد التفاوت يف مستويات الدخول وانتشار الفقر والبطالة على نطاق واسعفقد متخضت عن سياسات االقتصادي اعادة توزيع الدخل احمللي بني اخلارج والداخل من ناحية وبني الطبقات الفئات

يف بلدان االصالح من ناحية اخرى ، حيث ضمنت البلدان الرأمسالية الدائنة حصة اوفر من الفوائض االجتماعية

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

65

، كما تضمنت واألرباحاالقتصادية املتولدة يف بلدان االصالح من خالل عالقات التبادل الالمتكافئ وحتويالت الفوائد املستفيدة من سياسات االصالح ، السيما كبار التجار على الصعيد احمللي اعادة توزيع للثروة والدخل لصاحل الفئات

بلدان االصالح االقتصادي اىل جانب فئة من مالك االراضي والعقارات يشكلون قوة اجتماعية بارزة يف الذين اصبحوا الذين وجدوا يف سياسات االصالح دعما ملواقعهم االقتصادية واالجتماعية والسياسية ، وفرصة مالئمة الستعادة

ية التجارة وتقليص ملكية الدولة واحلد من دورها االقتصادي ر م العاملي لالستثمارات اخلاصة وحمكانتهم يف اطار الدع .واالجتماعي

ذه السياسات ضمن اعادة هيكلة مث فقد تبلورت مع ومن سياسات االصالح قوى اجتماعية ذات ارتباط وثيق ة التجارية واالستثمارات املالية املتصلة باألداء االقتصادية واملايل للشركات العاملية للربجوازية الوطنية لصاحل تغليب الربجوازي

او يف ضوء ما حلق بالصناعات احمللية من اضرار ، فضال عن التعويل على االخرى املساندة لسياسات االصالح .واملستفيدة من اجراءات يف قطاعات وفروع االقتصادي واحمللي واملؤسسات احلكومية

ان مشروطية صندوق النقد الدويل والبنك الدويل يف جمال اخلصخصة وتشجيع االستثمارات االجنبية قد ادت اىل كبح ا السلبية على الفئات تمع ملواجهة نواقص وعيوب السوق وانعكاسا املشروعات التنموية العامة اليت حيتاجها ا

جم التكاليف االجتماعية ، كما ادى اىل تعريض الصناعات احمللية االجتماعية حمدودة الدخل ، االمر الذي فاقم من حالواعدة اىل منافسة شديدة من قبل املشروعات االجنبية والسلع املستوردة ، ويف اطار سياسات االصالح اهلادف اىل

.ختلي الدولة عن احلماية والدعم احلكومي هلذه املشروعاتلية ارتفاع تكاليف االنتاج نتيجة الرتفاع اسعار املستلزمات االنتاجية ومما زاد من صعوبات ومشاكل الصناعات احمل

ضغوط االصالح خلفض القيمة اخلارجية للعمالت احمللية فضال ويف ظل ،سيما املستوردة اليت حتتاجها هذه الصناعات الت بدورها يف رفع اسعار عن رفع اسعار الفائدة والدور الذي انيط بضرائب املبيعات والقيمة املضافة ، واليت سامه

.املنتجات احمللية ونقل العبء الضرييب اىل املستهلكنيلقد ادى هذا الواقع يف حاالت عديدة اىل عجز الصناعات احمللية وحتويل رؤوس امواهلا حنو االستثمارات التجارية

وب رؤوس االموال اىل اخلارج ضمانا ، فضال عن ازدياد حاالت هر واألكثروالعقارية سعيا وراء االرباح السريعة ، .واستثمارها يف املضاربة يف اسواق االوراق املالية العاملية

ا لصاحل ويف ضوء ذلك فان ما هو مطلوب من سياسات االصالح االقتصادي ، هو اضعاف دور الدولة واحلد من نفقاتؤول اىل دمج اقتصادات االصالح القوى االقتصادية الكبرية داخليا وخارجيا وخلق حتالفات اقتصادية وسياسية

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

66

اء اي فكرة للتنمية الوطنية املستقلة خارج نطاق حلقات التبعية وتكاملها مع االقتصاد الرأمسايل العاملي ، وحماولة ا .واالقتصاد العلمي اجلديد

ع ان تأيت مبعاجلات واستنادا اىل ما تقدم فان سياسات االصالح االقتصادي ، ويف عدد غري قليل من احلاالت ، مل تستطوحلول للمشكالت اليت تعاين منها البلدان املثقلة بالديون ، حيث مل متثل سوى اليات لتعبئة ما هو مطلوب من فوائض

اقتصادية بغية االيفاء خبدمات الديون وعوائد االستثمارات االجنبية وحماولة احلفاظ على االهلية االئتمانية اليت تسهل نة على قروض جديدة ويتضح ذلك من خالل ما متخض عن تطبيق هذه السياسات من نتائج ميكن حصول البلدان املدي

:1امجاهلا بشكل عام يف النقاط التالية .تزايد العجز يف موازين املدفوعات العامة بدال من خفضها - 1ا وتكرار حدوث االزمة املالية - 2 .تفاقم من حدة املديونية اخلارجية وخدماااخنفاض معدالت اال - 3 .دخار واالستثمار احمللي بدال من زيادارتفاع معدالت التضخم واتساع نطاق الفقر والبطالة وتدهور مستويات املعيشة لفئات واسعة من جمتمعات - 4

.االصالح االقتصادي

.109نفس املرجع السابق ، ص 1

اإلطار النظري لإلصالح اإلقتصادي: الفصل الثاني

67

.خالصة

قتصادي يتبع من فلسفة معينة وتتبىن هيئات تنفيذية هذه الفلسفة حيث تظهر احلاجة اليها من إصالح إي أن إ فكار ومفاهيم وجدت ضمن مفهوم االصالح أجل اصالح ما هو مفسد وذلك بوضع برامج اصالحية نابعة من أ

.االقتصادي لدى املدارس املختلفةمر الذي جعلها تتبىن ينات من العقد املاضي متدهورة األلثمانكما ان اقتصاديات الدول النامية خالل السبعينات وا

االصالحات االقتصادية املدعومة من قبل صندوق النقد الدويل وهي عبارة عن جمموعة من تصاميم لنماذج اقتصادية عامة للدولة وحتقيق ىل ختفيف عجز امليزانية الإالتعديل اهليكلي اللذين يرميان متمثلة يف برامج التثبيت االقتصادي وبرامج

.التوازن يف ميزان املدفوعات ودعم اليات اقتصاد السوق وزيادة معدالت النمو االقتصادي

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

69

مهيدت

اإليراداتاالقتصادي نوعا ما يف اجلزائر ، حيث عرفت اإلصالحالسياسة املالية دورا مهما يف حتقيق لقد لعبت ا أن العامة إرتفاعا حمسوسا نظرا إلرتفاع أسعار البرتول ، مما أدى إىل زيادة النفقات العامة ووضع برامج تنموية من شأا وبناءا على حتقق إصالحا إقتصاديا خاصة على مستوى التشغيل وحتسني أجور العمال وحتقيق معدالت منو البأس

:ة مباحث مقسمة كمايلي ذلك إرتأينا أن نقسم هذا الفصل إىل ثالث .)2010-2000 (تطور املالية العامة يف اجلزائر خالل الفرتة: األولاملبحث

. 2010-2000خالل الفرتة أثر السياسة املالية على املتغريات احلقيقية الكلية: املبحث الثاين .)2014-2001 (التنموية املعتمدة خالل الفرتة الربامج: املبحث الثالث

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

70

.2010- 2000تطور المالية العامة في الجزائر خالل الفترة : األولالمبحث ا وفق برنامج متيزت هذه الفرتة بتحرر اية ماي االصطالحاجلزائر من التزاما م ، ومع ذلك 1998االقتصادي مع

م إىل أن شهدت هذه السنوات ارتفاعا ملحوظا 2001استمرت يف انتهاج نفس السياسة املالية االنكماشية حىت سنة ا تأهيل إودفع باجلزائر إىل ن يف أداء املالية العامة تحسإىل ال أدىيف أسعار النفط ،مما طالق برامج تنموية من شأ

.1وتسريع عملية التنمية ادهااقتص .العامة اإليراداتتحليل : األولالمطلب

:العامة يف الفرتة املدروسة تزايدا مدروسا وبنسب خمتلفة ميكن توضيحها يف اجلدول التايل اإليراداتلقد عرفت .2010- 2000العام مابين اإليرادتطور : )01(الجدول رقم

.مليار دج: الوحدة

(%) اإليراداتنسبة تطور اإليراداتمجموع السنوات

2000 1028.8 -

2001 1234.3 19.9

2002 1457.7 18

2003 1451.4 -0.4

2004 1528 5.2

2005 1635.8 7

2006 1667.9 1.9

2007 1802.6 8 2008 1924 6.7 2009 2786.6 44.8 2010 3081.5 10.5

.الرمسية اجلزائرية للفرتة املدروسة اجلريدةالعامة للحكومة ، األمانة :المصدر

مببلغ قدره 2000مقارنة بسنة %19.9إىل 2001بلغت سنة اإليراداتمن خالل اجلدول نالحظ زيادة يف نسبة كانت 2008إىل 2004، ويف السنوات املمتدة من % -0.4بنسبة 2003مليار دج لتنخفض سنة 205.5

.88،ص 2006حتاد العريب لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبالد العربية ،التقرير االقتصادي العريب ، بريوت اال 1

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

71

مليار دج مقارنة 815.5مببلغ قدره 2009سنة % 44.8لتقفز بنسبة % 8و % 1.9نسب الزيادة ترتاوح بني .مليار دج 3081.5 اإلمجالية اإليراداتبلغت 2010، ويف سنة 2008بسنة

.أهم مصادرها التايل معرفة دولة اجلزائرية وسنحاول من خالل اجلدول العامة لل لإليراداتهناك مصادر خمتلفة . 2010-2000العامة اإليراداتمصادر : )02( الجدول رقم

.مليار دج: الوحدة السنوات الجبایة العادیة إیرادات یةئغیر جبا إیرادات الجبایة البترولیة اإلیراداتمجموع

1028,8 524 79 425,8 2000 1234,3 732 91 411,3 2001 1457,7 916,4 102,5 438,8 2002 1451,4 836 139,5 475 2003 1528 862,2 133,5 532,3 2004

1635,8 899 139,9 596,9 2005 1667,9 916 141,,1 610,7 2006 1802,6 937 153 676,1 2007 1924 970,2 199 754,8 2008

2786,6 1628,5 237,1 921 2009 3081,5 1825,8 177,2 1068,5 2010

.االمانة العامة للحكومة ، اجلريدة الرمسية اجلزائرية للفرتة املدروسة :المصدر

. 2010-2000العامة اإليراداتتطور مصادر : )01(الشكل رقم

.إعتمادا على معطيات اجلدول السابق لبانامن إعداد الط:المصدر

0

500

1000

1500

2000

2500

3000

3500

2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010

ایرادات الجبایة العادیة

ایرادات غیر جبائیة

الجبایة البترولیة

مجموع االیرادات

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

72

املتحصل عليها بفضل الزيادة اإليراداتمن جممل % 50اجلباية البرتولية تساهم بأكثر من يتضح من الشكل أنتقل أمهية عن كن ال لثانية ، الاطيلة هذه الفرتة لتأيت اجلباية العادية يف املرتبة عرفتهااملضطربة ألسعار احملروقات اليت

:لتها كما يلي اجلباية البرتولية وما أسهم يف أمهية هذا املصدر السياسة الضريبية املتبعة من طرف الدولة واليت كانت حصي .مصادر الجباية العادية: )03(الجدول رقم

.مليار دج: الوحدة السنوات ایرادات الجبایة العادیة الضرائب المباشرة الرسوم المختلفة على األعمال حصیلة الجمارك

92,9 207,8 108,7 425,8 2000 97,6 201,4 93,9 411,3 2001

109,3 210,9 99,5 438,8 2002 118,3 227,7 11,01 475 2003 144,8 241,9 124,2 532,3 2004 147,9 279,6 147,4 596,9 2005 117 303 168,1 610,7 2006

120,7 331,6 201,3 676,1 2007 121,3 327,7 278,8 754,8 2008 149,6 417,6 321,8 921 2009 170,3 496,2 367,8 1068,5 2010

.العامة للحكومة ، اجلريدة الرمسية اجلزائرية للفرتة املدروسة األمانة :المصدر

.تطور مصادر اجلباية العادية: )02(الشكل رقم

.معطيات اجلدول السابق ىمن إعداد الطالبان اعتمادا عل :المصدر

0

200

400

600

800

1000

1200

2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010

ایرادات الجبایة العادیة

الضرائب المباشرة

الرسوم المختلفة على األعمال

حصیلة الجمارك

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

73

العادية قد تتجاوز النصف باية هلا الوزن األكرب يف إيرادات اجل األعماليتجلى من الشكل أن الرسوم املختلفة على مليار دج سنة 496مليار دج لتصل إىل 207.8مببلغ 2000ب زيادة املشاريع االقتصادية ، فأقل قيمة هلا سنة بسب

فمن خالل الشكل ،الضرائب املباشرة من ناحية مسامهتها يف اجلباية العادية األعمالتلي الرسوم املختلفة على .2010 147.9ميار دج و 92مببالغ ترتاوح بني األمهيةباشرة مع حصيلة اجلمارك تقريبا بنفس كانت تتماشى الضرائب امل

استمر ارتفاع حصيلة الضرائب املباشرة تاركة حصيلة اجلمارك يف 2006مليار دج للسنوات اخلمسة االوىل ، وبدءا من ا باملقارنة مع الرسوم املختلفة ذات أمهية اليست األخريةلتصبح الضرائب يف ثالث السنوات األخريةاملرتبة لألعمالهان

وما يدل على ذلك أن السياسة الضريبية املتبعة من طرف اجلزائر كانت ناجعة . 2010مليار دج سنة 367لتصل إىل ووصلت على هدفها واملتمثل يف توسيع الوعاء الضرييب وبالنسبة حلصيلة اجلمارك رغم اخنفاض أمهيتها لكنها تعرف زيادة

. 2010مليار دج سنة 170متذبذبة بني سنة وأخرى لتصل إىل أقصى حد هلا مببلغ ا رغم ا والرامية إىل التخفيض التد اإلجراءاتوما ميكن قوله عن حصيلة اجلمارك أ رجيي هلا لكنها عرفت املتخذة بشأ

.ارتفاعا بسبب زيادة الواردات يف إطار حترير التجارة اخلارجية .تحليل النفقات العامة : الثاني المطلب

أسعار احملروقات كان من أولويات الدولة ترشيد اإلنفاق العام مبراعاة ارتفاعبسبب ارتفاع مداخيل الدولة من جراء اجلانب االجتماعي والنهوض بالنشاط االقتصادي ، لذا عرفت النفقات العامة تزايدا مستمرا طيلة هذه الفرتة منتقلة من

. %19بنسبة زيادة يف املتوسط 2010مليار دج سنة 5860.7إىل 2000مليار دج من سنة 1255.5 .واجلدول التايل يوضح تطور كل من نفقات التسيري ونفقات التجهيز

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

74

.2010-2000تطور النفقات العامة : )04(جدول رقم ال .مليار دج: الوحدة

نسب تطور نفقات نفقات التسيير السنوات (%)التسيير

نسب تطور نفقات نفقات التجهيز (%)التجهيز

نسب تطور مجموع النفقات اجمالي النفقات

2000 956.3 - 290.2 - 1255.5 - 2001 836.2 13.3 415.5 43 1251 0.3- 2002 1050 25 509.6 22 1559.6 24.5

2003 1097.3 4.5 613.7 20.4 1711 9.7 2004 1200 9.3 720.6 17.32 1920.6 12.25 2005 1200 0 750 4.1 1950 1.5 2006 1283.4 6.9 1347.9 79.7 2631.3 34.9 2007 1574.9 22.7 2047.9 52 3622.7 37.7

2008 2017.9 21.9 2304.8 12.4 4322.7 19.28 2009 2593.7 28.5 2597.7 12.7 5191.4 20 2010 2837.9 9.4 3022.9 16.3 5860.8 12.8

.االمانة العامة للحكومة ، اجلريدة الرمسية اجلزائرية للفرتة املدروسة :المصدر

.وإليضاح تطور هذه االرقام اعتمدنا الشكل التايل .2010-2000تطور نفقات التسيري ونفقات التجهيز للفرتة املمتدة : )03(الشكل رقم

.السابقمن إعداد الطالبان إعتمادا على معطيات اجلدول :المصدر

0

500

1000

1500

2000

2500

3000

3500

2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010

نفقات التسییر

نفقات التجھیز

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

75

.نفقات التسيير: 2-1، ففي سنة 2005يتضح من الشكل السابق أن نفقات التسيري تزايدت بوترية أكرب من نفقات التجهيز إىل غاية

، وكانت نسبة تطور هذه 2005مليار دج سنة 1200مليار دج لتصل إىل 965.3بلغت نفقات التسيري 2000إىل باألساس، وتعود هذه الزيادة 2010مليار دج يف سنة 2837.9لتصل إىل %25و %5متذبذبة بني األخرية

مليار دج سنة 280على أكثر من استحوذزيادة أجور موظفي القطاع العمومي مع االهتمام باجلانب الرتبوي الذي م ، ومن ناحية ترقية املوارد البشرية لالنتفاع من قدرا2000مليار دوالر سنة 135تتعدى بعد ماكانت ال 2010

، 2010مليار دج سنة 173يف تنشيط االقتصاد الوطين زاد االهتمام بالتعليم العايل والبحث العلمي لريصد له مبلغ بعض املواد أسعارعلى الطبقات الفقرية بدعم اإلصالحمليار دج من أجل التخفيف من حدة 100مع رصد مبلغ

ئة البطالة بسبب خوصصة الشركات العمومية ،باإلضافة إىل ذلك الغذائية الضرورية واألدوية مع توفري مناصب شغل للفمنهم يف لالستفادةإهتمام احلكومة بالتكوين املهين لألشخاص الذين مل يكن هلم املقدرة على إكمال التعليم العايل

.حتتاج إىل يد عاملة ماهرة القطاعات االقتصادية اليت ال :نفقات التجهيز 2- 2واملالحظ أن هذه الزيادة تكون من سنة 2010ىل إ 2000باالرتفاع املستمر من األخرىمتيزت نفقات التجهيز هي

وجمتمعها ، وهذا ماتبني يف اقتصادهااملراد حتقيقها من طرف الدولة إجتاه األهدافإىل أخرى بنسب خمتلفة على حسب .والشكل السابقني اجلدول

1347إىل السابقة لتقفزمقارنة بالسنوات %79.1بنسبة 2006يز أكرب زيادة هلا سنة لقد سجلت نفقات التجه الثانية وما ساهم يف هذا التغيري األولويةتاركة نفقات التسيري يف 2010مليار دج سنة 3022.8مليار دج ، مث على

جهيز ، تتوزع نفقات االستثمار على أهم هو االهتمام باالستثمارات االقتصادية اليت تستحوذ ثالثة أرباع ميزانية الت .القطاعات وفق اجلدول املوايل

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

76

.2010- 2000وتوزيعها على أهم القطاعات اإلجماليةنفقات االستثمار : )05(الجدول رقم .مليار دج: الوحدة

االجتماعية املنشآت السكن االقتصادية املنشآت الفالحة والري نفقات االستثمار سنواتال2000 265.8 43.5 57.6 59.3 10.05 2001 369.8 56.7 83.8 86.4 18.8 2002 446.4 75.4 102.5 91.2 25.6 2003 507.2 94.2 114 91.9 37.9 2004 508.6 85.1 131.4 75.1 42.6 2005 553.2 96 126.4 61.4 44.2 2006 1019.7 112.9 312.7 131 59.2 2007 1668.4 201 597.8 283.6 89.7 2008 1906 308.5 701.6 312.7 102.4 2009 2136.3 393.7 725 230 183.8 2010 2503.4 335.5 1095.9 270.5 218.4

.االمانة العامة للحكومة ، اجلريدة الرمسية اجلزائرية للفرتة املدروسة :المصدر

:عرفت نفقات االستثمار زيادة مستمرة طيلة هذه الفرتة بسبب الزيادات املستمرة لكل من ليعاود 2004مليار دج ، مث إخنفض سنة 94متيز بالزيادة ليصل إىل 2003إىل غاية :قطاع الفالحة والري

. 2009مليار دج سنة 393.7إرتفاعه إىل كان هلا الوزن االكرب يف نفقات االستثمار العتماد الدولة مبلغ :ة املنشأت االساسيىة االقتصادية واالداري

.2010مليار دج سنة 1095.9 مل تغفل ميزانية االستثمار على قطاع السكن للنهوض باجلانب االجتماعي لرتصد له مبلغ : قطاع السكن

ماميكن قوله على النفقات العامة كانت لنفقات التسيري ذات أمهية طيلة . 2010مليار دج سنة 270.5ئج أفضل على املدىل املتوسط مخس سنوات االوىل وأثر الطفرة البرتولية ورغبة السلطات العمومية لتحقيق نتا

تم بالقطاعات االستثمارية الذي أثر بزيادة )2009-2005(ضمن برنامج دعم النمو والبعيد جعلها ا اجلزائر خالل اليت إ التنمويةنفقات التجهيز بصورة كبرية وهذا ماسوف نتطرق إليه الحقا ضمن الربامج عتمد

.تلك الفرتة

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

77

.2010-2000ياسة المالية على المتغيرات الحقيقية الكلية خالل الفترة أثر الس: المبحث الثاني إرتفاعا ملحوظا يف جانب االيرادات وهذا راجع للطفرة اليت حدثت على 2010-2000عرفت اجلزائر خالل الفرتة

دف التأثري على االيرادات البرتولية بسبب إرتفاع أسعار احملروقات ، األمر الذي أدى باجلزائر إىل ضخ ماليري الدينارات ، والذي سوف نرى أثر السياسة املالية على كل )النمو االقتصادي ، البطالة ، التضخم (املتغريات احلقيقية الكلية

.متغري على حدى .تطور معدالت النمو االقتصادي: المطلب االول

سنوات للفرتة 10منو الناتج االمجايل املتذبذبة بني الزيادة تارة والنقصان تارة أخرى خالل عانت اجلزائر من معدالت .واجلدول التايل يوضح ذلك 2010-2000 املدروسة

.وخارج قطاع المحروقات تطور معدالت النمو االقتصادي داخل: )06(الجدول رقم .ويةمئنسبة : الوحدة

2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 السنوات 4.5 5 4.6 5.8 5.5 5.2 5.1 6.8 3.1 1.9 2.4 النمو االقتصاديالنمو االقتصادي خارج المحروقات

- 5.5 5.3 6.1 4.6 4.8 4.8 5.4 4.9 5.5 5.5

%2.4من اجلدول السابق أن معدل النمو االقتصادي عرف تذبذبا بني االخنفاض واالرتفاع حبيث سجل نسبة يتضحللربميل بعدما كان 24.9، ويرجع السبب إىل إخنفاض البرتول إىل 2001سنة %1.9لينخفض إىل 2000سنة إىل 2002منذ سنة %5.8و %4.5بني ليعود معدل النمو لالرتفاع جمددا ليرتاوح 2000دوالر للربميل سنة 28

هيكل الناتج احمللي االمجايل من ، هذا يقودنا إىل حتليل 1%6.8مبعدل 2003له سنة ارتفاعليشهد أكرب 2010غاية حيث القيمة املضافة االمجالية فإنه ميكن إجياد مسامهة القيم املضافة لكل قطاع يف النمو االقتصادي يف الفرتة املمتدة بني

.2008و 2000

1 Office national de statistique ,Comptes économiques 2000-2008 ,collections nº147,p 50.

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

78

.تطور القيم المضافة للقطاعات في الناتج المحلي االجمالي: )07(الجدول رقم .نسب مئوية: الوحدة

قطاعات أخرى تجارة بناء وأشغال عموميىة محروقات صناعة فالحة القطاعات2000 9.3 7.8 43.6 7.8 11.79 19.8 2001 10.9 8.3 38.4 8.5 12.68 22.2 2002 10.36 8.3 36.7 9.1 12.6 23 2003 10.9 7.5 39.7 8.5 11.7 21.7

2004 10.4 7 41.8 8.2 10.94 21.7 2005 8.3 6 48.3 7.2 9.6 20.4 2006 8.1 5.7 49.5 7.7 9.2 19.8 2007 8.2 5.5 47.8 8.5 9.9 20.1

2008 7.1 5.1 50.3 8.7 9.9 18.9 www.ons.dz.الديوان الوطين لإلحصائيات :المصدر

يتضح من اجلدول أعاله أن النمو االقتصادي كان مرتكزا بصفة أساسية على قطاع احملروقات ، واليت تقل نسبة بسبب إرتفاع %50لتعرف هذه النسبة إرتفاعا مستمرا لتصل إىل %30مسامهته يف الناتج احمللي االمجايل عن

، أما خبصوص قطاع الفالحة فبعدما كانت 2008دوالر للربميل سنة 100أسعار البرتول إىل أكثر من خلضوع هذا ويعود السبب يف ذلك 2008سنة % 7.1إخنفضت إىل 2001سنة %10مسامهتها تبلغ

.القطاع إىل العوامل املناخيةأما بالنسبة 2008سنة %5.1لتنخفض تدرجييا إىل غاية %9أما خبصوص الصناعة مل تتعدى مسامهتها

العمومية والتجارة فقد عرف تذبذبا بني الزيادة والنقصان خالل هذه الفرتة ، ومن واألشغاللقطاعي البناء ويرجع هذا النمو %6و %4جهة أخرى سجل النمو االقتصادي خارج احملروقات معدالت منو ترتاوح مابني

.العمومية واالنشغاليف املقام األول لقطاع الفالحة وقطاع البناء مليار دوالر يف 146ت النمو االقتصادي بتحقيق إحتياطي دويل للجزائر بلغ ور يف معداللقد مسح التط

كما موقف أفضل إجتاه العامل اخلارجي، مليارات دوالر مما جعلها يف 4مع إخنفاض املديونية يف حدود 2009 .ساهم يف تقليص معدالت البطالة

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

79

.البطالة ومعدل التشغيل تحليل معدالت : المطلب الثاني فبدأت، إشراك القطاع اخلاصة كان من ضمن عمليات التحرير واالندماج يف االقتصاد العاملي هو ضرور

عملية إعادة هيكلة املؤسسات وخوصصتها واليت نتج عنها إرتفاع معدالت البطالة بسبب عدم القدرة على مت إعتماد الربامج 2001من سنة وابتداءاملنافسة وغياب سياسة واضحة للتشغيل ، ولعالج هذه املشكل

التنموية وزيادة االنفاق احلكومي يف مجيع القطاعات إغتناما لفرصة إرتفاع أسعار احملروقات وحتسني مداخيل .الدولة واهلدف منه ختفيض البطالة

.تطور معدالت البطالة : )08(الجدول رقم .نسب مئوية : الوحدة

2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2201 السنوات 8.9 10.2 11.33 13.79 12.27 15.26 17.5 23.7 27.5 29.5 %معدل البطالة

لس الوطين االقتصادي واالجتماعي :المصدر لس الوطين االقتصادي واالجتماعي : ا 126ص 2001تقرير ا

:ولتوضيح أكثر نستعني بالشكل التايل 2010-2001تطور معدالت البطالة خالل املدة :)04(الشكل رقم

.من إعداد الطالبان باالعتماد على اجلدول السابق :المصدر

0

5

10

15

20

25

30

2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010

%معدل البطالة

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

80

، فعندما سجل نسبة 2004و 2001من اجلدول أن معدل البطالة عرف إخنفاضا البأس به مابني جليا يتضح الذي وفر منذ بفضل برنامج دعم النمو 2004سنة % 17.5نقط ليصل إىل 10إخنفض ب 2001سنة 27.5%

و %63منصب دائم بنسبة 4575000مل منها منصب ع 7285000حوايل 2003تنفيذه على إىل غاية للقطاع الغري %17للقطاع املهيكل و %83، وقد توزعت املناصب بنسبة 1%37منصب مؤقت بنسبة 2710000

.رمسي واجلدول التايل يوضح ذلك .2003توزيع مناصب الشغل حسب قطاعات النشاط سنة : )09(الجدول رقم %نسبة مناصب الشغل النشاط

83 القطاع المهيكل 21.5 الفالحة 7 الصناعة

12.6 بناء وأشغال عمومية

16.7 خدمات 21.2 إدارة

4 صندوق خاص بالتشغيل 17 القطاع الغير رسمي

لس االقتصادي واالجتماعي للسداسي الثاين :المصدر لس االقتصادي واالجتماعي ،تقرير ا .132،ص2003ا

من خالل اجلدول نالحظ أن كل من قطاع الفالحة وقطاع البناء واالشغال العمومية وقطاع اخلدمات واالدارة بنسب معتربة يف توفري مناصب العمل ، وإىل جانب ذلك جند أن القطاع الغري رمسي له نفس الوزن يف املسامهة سامهت

تواصل اجلزائر يف دعم النمو االقتصادي وخفض معدالت البطالة . يف توفري مناصب الشغل باملقارنة بالقطاعات الرمسية اية 50بتخصيص مبلغ .2009مليار دوالر حىت

2008سنة % 11.3إىل 2005سنة %15.2وعلى إثر هذا الربنامج تواصل معدالت البطالة إخنفاضا من منصب شغل بنسبة 1120000مت إنشاء 2007- 2005، ففي الفرتة املمتدة بني 2009سنة % 10.2مث إىل

.2مما كان مسطر له % 61

لس االقتصادي واالجتماعي سنة 1 .120، مرجع سبق ذكره ، ص 2004الس االقتصادي واالجتماعي ، الوضع االقتصادي واالجتماعي لألمة خالل السنوات 2 .26، ص 2007-2006- 2005تقرير ا

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

81

.2009-2004للفترة يبين تطور الفئة النشطة والبطالة : )10(الجدول رقم .مليون: الوحدة

الفئة السنوات

% البطالون % منصب عمل % القوة النشطة

2004 9.5 100 7.7 82.4 1.8 17.5

2005 9.5 100 8.1 84.8 1.4 15.2 2006 10.1 100 8.8 87.8 1.3 12.2 2007 9.9 100 8.5 86.3 1.4 13.7 2008 10.3 100 9.1 88.7 1.2 11.3 2009 10.5 100 9.4 89.8 1.1 10.2

لس االجتماعي واالقتصادي :المصدر لس الوطين االقتصادي واالجتماعي ،تقرير ا .68،ص 2010ا

.يتوىل كل من قطاع التجارة واخلدمات يف إمتصاص أكرب قدر للفئة النشطة وفق اجلدول التايل .2009القطاعات لسنة يع الفئة العاملة حسب توز : )11(الجدول رقم

% )مليون(مناصب العمل القطاعات 123.1 1.242 الفالحة 12.6 1.194 الصناعة

18.1 1.781 بناء وأشغال عمومية 56.1 5.318 تجارة وخدمات

100 9.472 المجموع WWW.ONS.DZ : ائيات الديوان الوطين لالحص :المصدر

ليوفر % 18.1 من مناصب الشغل وقطاع البناء واالشغال العمومية % 56.1وفر قطاع التجارة واخلدمات مانسبته من مناصب العمل على التوايل وهذا مايوضح لنا يف % 12.6و % 13.1كل من قطاع الفالحة والصناعة نسبة

أخر املطاف أن الفئة النشطة إجتهت حنو ممارسة التجارة واخلدمات اليت عرفت إلغاء للقيود يف إطار االصالح .االقتصادي ، باإلضافة إىل االرباح الكبرية اليت ميكن حتقيقها مقارنة بالقطاعات االخرى

شهدت معدالت التضخم يف اجلزائر إخنفاضا حمسوسا بدءا من سنة :دل التضخم تحليل مع: المطلب الثالث ليتواصل االخنفاض ليصل إىل أقل نسبة %2.1بفضل السياسات املتبعة من طرف اجلهات الوصية لتبلغ نسبة 1999

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

82

، كما بلغ 1%22.3إلرتفاع املعروض النقدي بنسبة 2001سنة %4.2لريتفع إىل %0.3مبعدل 2000له سنة نقطة و 2.3على التوايل مسجالا إرتفاعا يقدر ب 2004و 2003لسنيت %3.6و % 2.6معدل التضخم نسبة

: ويرجع السبب إىل 2000نقطة على التوايل مقارنة بسنة 3.3 مقارنة 2004لسنة %30.4وحوايل 2002مقارنة بسنة 2003لسنة %8.32إرتفاع قيمة الواردات بنسبة

.2الغذائية وسلع التجهيز، ويرتجم هذا االرتفاع بصفة أساسية إلرتفاع االسعار الدولية للمواد 2003بسنة 2002مليار دج سنة 2901.5مقابل 2003دج سنة 3041.9إرتفاع السيولة النقدية يف االقتصاد حوايل

لسيولة جلأ بنك اجلزائر ، وللتحكم يف اخطار التضخم الناتج عن االفراط يف ا %17.24بنسبة زيادة تقدر ب إىل رفع االحتياطات االلزامية لدى البنوك

إرتفاع االرصدة اخلارجية وضعف العملة الوطنية مع عدم فعالية السياسات النقدية للتصدي لألثار السلبية لنمو .20043سنة %4.7الكتلة النقدية جعل التضخم يرتفع إىل

وهو األعلى يف العشرية ، ،4 2009سنة %5.74إىل 2005 سنة %1.6ارتفعت أسعار االستهالك من :ويرجع هذا التغيري السنوي إلرتفاع الواردات خصوصا أسعار املواد الغذائية وفق النسب التالية

2007سنة % 9.1، 2008سنة % 7.4، 2007سنة % 6.5، 2000سنة 4.3% . 2010-1999واجلدول التايل يوضح تغريات معدل التضخم

.تطور معدالت التضخم : )12(الجدول رقم .نسبة مؤوية: الوحدة

2010 2009 2008 2007 2006 2005 2004 2003 2002 2001 2000 1999 السنوات

5.3 7.74 4.4 3.51 2.53 1.64 3.5 2.6 1.4 4.2 0.3 2.1 معدل التضخم .الديوان الوطين لإلحصائيات بالنسبة للفرتة املدروسة :المصدر

%7ومل تتجاوز املعدل 2000نالحظ من اجلدول السابق أن معدالت التضخم إخنفضت إىل أدىن مستوى هلا سنة .تجنب توترات التضخملخالل هذه العشرية ، رغم تفاقم التدفقات النقدية لكن بفضل السياسة النقدية الصارمة

لس االقتصادي واالجتماعي ، الوضع االقتصادي واالجتماعي 1 .90،ص 2003تقرير الس االقتصادي واالجتماعي ، الوضع االقتصادي واالجتماعي 2 .20،ص 2004تقرير ا .31نفس املرجع ، ص 3 .118نفس املرجع ، ص 4

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

83

.و نتائجها ) 2014-2001(اعتمدتها الجزائر خالل فترة التيالبرامج التنموية :المبحث الثالث لقد عملت اجلزائر على وضع برامج تنموية حبيث تعمل هذه األخرية على تدارك التأخر املسجل على مدار عشر سنوات

احملققة استدامة النتائج و من األزمة وإىل ختفيف تكلفة اإلصالحات املنجزة و املسامهة ىف إعطاء دفع جديد لالقتصاد،الربنامج )2004-2001(تتمثل هذه الربامج برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي،و 1على مستوى التوازنات الكلية

).2014-2010(،برنامج التنمية اخلماسي)2009-2005(التكميلي لدعم النمو االقتصادي نتائجه و )2004-2001(اإلنعاش االقتصادي برنامج دعم:المطلب األول

) 2004- 2001(عم اإلنعاشبرنامج د:أوالسط يهدف إىل مكافحة الفقر أوال وخلق املتو على املدى القصري و ) 2004-2001( برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي

سنوات و أربع إحياء الفضاء اإلقليمي رابعا،هذا الربنامج ميتد على و ضمان التوازن اجلهوي ثالثامناصب الشغل ثانيا،و الظروف املثلى من أجل النهوض إجيادمليار دوالر يهدف إىل 7.5أي ما يعادل مليار دج 525خصص له مبلغ

باالقتصاد الوطين يضاف إىل هذا غالف مايل يفوق مخسة مليار دج كإنفاق عمومي يكمل دعم اإلنعاش االقتصادي ىف .إطار برامج أخرى مثل صندوق تنمية مناطق اجلنوب وبرامج الصندوق الوطين للضبط و التنمية الفالحية

:و يعتمد هذا الدعم خصوصا على .العمومي اإلنفاقع الطلب الداخلي و إعادة حتريكه عن طريق رف-االستغالل الفالحي وتشجيع املؤسسة املنتجة الشغل السيما من خالل تنمية ألنشطة املنتجة للقيمة املضافة و دعم ا-

املتوسطة احلجم خاصة املؤسسة احمللية الصغرية و .2تنمية املوارد البشرية سني الظروف املعيشية و حتالعمومية و اخلدمات تقويةادة االعتبار للمنشآت القاعدية و إع-

:مليار دج وزعت كما يتبني اجلدول التايل 525عملت الدولة ىف إطار برنامج اإلنعاش االقتصادي على ضخ ما قيمته

. 14دراسة مقارنة بني اجلزائر ،املغرب ،تونس ،جملة مشال افريقيا ،ص إفريقياوالنمو االقتصادي ىف مشال اإلصالحاتحاكمي بوحفص،1 .25/04/2001جملس الوزراء املنعقد يف اجتماعبيان 2

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

84

.)2004- 2001(برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي للفترة :)13(الجدول رقم البيان

برامجال %النسبة )مليار دج(المبلغ

8.6 45 دعم اإلصالحات 12.4 65.3 البحري الفالحة و الصيد:دعم مسار اإلنتاج

21.7 114 التنمية المحلية

40.1 201.5 تقوية الخدمات العمومية و تحسين المستوى المعيشي 17.2 90.2 تطوير و تنمية الموارد البشرية

100 525 المجموع، فرع حتليل علوم التسيري توراه ،كلية العلوم االقتصادية و ،دراسة حتليلية و تقييمية إلتفاقية الشراكة العربية األورومتوسطية ،أطروحة دكمجال عمورة :المصدر

333،ص 2006-2005،جامعة اجلزائر إقتصادي

ما حتسني املستوى املعيشي حيث خصصتت أمهية خاصة للخدمات العمومية و يتضح من اجلدول أن الدول أعطاملخصص هلذا الربنامج مث يليه حمو التنمية احمللية من جمموع الغالف و % 40.1مليار دج أي نسبة 210.5مقداره 45مليار دج و 65.3دعم اإلصالحات بقيمة مث دعم مسار االنتاج و % 21.7مليار دج أي نسبة 114مبقدار

.غالف املخصص هلذا الربنامجعلى التوايل من إمجايل ال% 8.6و 12.4مليار دج أي بنسبة .االنعاش االقتصادي نتائج برنامج:ثانيا

:من نتائج برنامج االنعاش االقتصادي أهم املؤشرات االقتصادية الىت ميثلها اجلدول اآليت .أهم المؤشرات االقتصادية المسجلة خالل فترة تنفيذ سياسة اإلنعاش) :14(الجدول رقم

السنة البيان

2000 2001 2002 2003 2004

5993 5264.19 4537.69 4260.81 4123.51 ) مليار دج(الناتج الداخلي الخام 3683 3345.35 3020.66 2778.49 2464.29 الناتج الداخلي الخام خارج المحروقات

3.6 2.6 1.4 4.2 0.3 %التضخم 466.6 35.02- 26.03 68.71 53.19- الميزانيةرصيد

43.11 32.94 23.11 17.96 11.91 $احتياجات الصرف مليار 21.82 23.35 22.64 22.57 25.26 $الدين الخارجي مليار 36.66 28.89 25.31 24.90 28.59 )دوالر(متوسط سعر البرميل

.2005ماي ،احلكومة عن السياسة العامة بيان الديوان الوطين لإلحصاء،البنك اجلزائري،:المصدر

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

85

فإن الناتج الداخلي اخلام قد تطور 2000على اعتبار سنة األساس هي سنة : بالنسبة للناتج الداخلي الخام- 1اية سنة % 45مبعدل فاق ابيا على مدار السنوات األربعة و اجي هذا يفسر عما كان عليه ىف سنة األساس ،و 2004ىف

املشجع حقا هو التطور الذي حصل ىف انتاج القيمة وبداية النمو و االقتصاد من حالة االنكماشبدون شك خروج % 49.5املضافة خارج قطاع احملروقات حيث أن الناتج الداخلي اخلام خارج قطاع احملروقات قد سجل زيادة ىف حدود

اية سنة 1) 2000سنة (مقارنة بسنة األساس 2004عند 2002ىف سنة 1.4لينزل إىل 4.2بـ 2001لقد سجل معدل التضخم أكرب نسبة له سنة : مبالنسبة للتضخ- 2

نسبة (املستوى العام لألسعار يفعلى التوايل و هذا راجع للتذبذب احلاصل 2004و 2003ليعود باالرتفاع سنيت .احلكومي اإلنفاقنتيجة زيادة )التغيري ىف املستوى العام لألسعار

.لناتج الداخلي الخام خارج المحروقاتبالنسبة ل- 3ىف بلد كاجلزائر الذي يعتمد بشكل أساسي على قطاع احملروقات ىف متويل التنمية و بالرجوع إىل معطيات اجلدول السابق

عما كان 2004ىف النهاية سنة % 25فإن الناتج الداخلي اخلام قد تطور اجيابيا على مدار السنوات األربعة مبعدل على % 7ىف السنة و هي نسبة ما مل تتخطى حاجز % 3.8للفرتة االقتصادي األساس إال أن متوسط النمو عليه ىف

.دائرة التبعية لقطاع يتصف باهلشاشة و احلساسية و اخلطر األقل ال ميكن احلديث عن خروج البلد من .بالنسبة للمؤشرات األخيرة- 4 من الدالالت الىت تبعث على االرتياح ثبات العملة أو استقرار معد الصرف طوال فرتة الربنامج عند متوسط و

التطور اإلجيايب هة و النقدية من جق السياسة املالية و هذا ما يعكس الصرامة و توخي احلذر ىف تطبيو $/دج 76.39 .ملؤشرات االقتصاد الكلي من جهة أخرى

.فى برنامج اإلنعاش االجتماعيالبعد -5إن برنامج اإلنعاش االقتصادي كان له بعدا اجتماعيا نوعا ما ال باس به مقارنة بالسنوات السابقة حيث متثل ىف نقطتني

:أساسيتني مها ا الشرائية و لاستهداف الفئات املعنية من اع من قيمة التحوالت االجتماعية و الرف:األولى سكان للحفاظ على قدر .ك االجتماعي التماس :هو ما يبينه اجلدول التايلربة الفقر و ذلك بتوفري فرص عمل و حما: الثاني

232-231،ص 2011عبد الرمحن تومي،اإلصالحات االقتصادية ىف اجلزائر ،الواقع و اآلفاق ،دار اخللدونية للنشر و التوزيع ،اجلزائر 1

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

86

2004-2000يبين أهم المؤشرات االجتماعية خالل الفترة : )15(الجدول رقم .نسبة مؤوية: الوحدة

السنة البيان

2000 2001 2002 2003 2004

1.63 1.58 1.53 1.55 1.48 النمو السكاني 5.20 6.80 4.10 2.10 2.40 لي الخامخالناتج الدا

8 9.80 7.60 10.50 5.50 رواتب العمال 7.80 6.30 14.60 16.60 6.30 التحوالت االجتماعية

6.8 8 8.50 22.60 - الفقر .37،ص 2003بنك اجلزائر ،التطور االقتصادي و النقدى ىف اجلزائر ،جوان :المصدر

على رواتب باإلجيابإال أن هذا مل ينعكس 2002من اابتداءعلى الرغم من التطور امللحوظ ىف الناتج الداخلي اخلام العمال و التحوالت االجتماعية حيث اعتمدت اجلزائر هنا سياسة التقليص ىف الغالف املايل لكن من جهة أخرى

).2002-2001(ىف سنة واحدة % 50استطاعت اجلزائر أن تقلص من نسبة الفقر أكثر من :و ىف السياق نفسه شهدت النفقات الصحية ارتفاعا ىف الفرتة املدروسة و هو ما يبينه اجلدول التايل

.يتبين نسبة النفقات الصحية المدروسة بالنسبة للناتج الداخلي الخام :)16(الجدول رقم .نسبة مئوية: الوحدة

السنوات البيان

2001 2002 2003 2004

3.4 3.3 3.2 3.1 للناتج الداخلي الخامبالنسبة نفقات صحية

.تقرير التنمية البشرية لربنامج األمم املتحدة اإلمنائي :المصدر

.و نتائجه) 2009-2005(برنامج سياسة نمو :المطلب الثاني .) 2009-2005(برنامج سياسة دعم النمو :أوال

اهلضاب " و"اجلنوب "الربنامج التكميلي لدعم النمو و كذا برناجمي إطالقمت 2009-2005خالل الفرتة مليار دوالر خصصت أساسا إلعادة التوازن اإلقليمي من خالل تطوير شبكة الطرق 200بتمويل من امليزانية قيمته "العليا

وف املعيشية للمواطنني فيما و السكك احلديدية و حتديثها ،و التخفيف من املشاكل ىف جمال املوارد املائية و حتسني الظر

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

87

جمال الرتبية و التعليم العايل و التكوين يف و التكفل باالحتياجات املتزايدةيتعلق بالسكن و احلصول على الرعاية الطبية .1و كذا تطوير اخلدمات العامة و حتديثها

برنامج اجلنوب خصص و الربامج الثالث،و يعد الربنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي الربنامج األكثر أمهية من بني :مليار دج،موزعة كما يبينه اجلدول التايل 4202.7له مبلغ

.)2009-2005(البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي للفترة :)17(الجدول رقم (%)النسبة )دج(المبلغ بالماليير القطاعات

45 1908.5 برنامج تحسين ظروف معيشة السكان 40.5 1703.1 األساسية المنشآتتطوير برنامج

8 337.2 االقتصاديةبرنامج دعم التنمية 4.8 203.9 تطوير الخدمة العمومية و تحديثها

.1 50 برنامج تطوير التكنولوجية الجديدة لالتصال 100 4202.7 المجموع

.6،ص 2005أفريل 2009-2005الربنامج التكميلي لدعم النمو بالنسبة للفرتة :المصدر

خصص $ مليار 60الواحد معىن ذلك أن الغالف املايل هلذا الربنامج هو $ /دج 70على اعتبار أن معدل الصرف هو مليار 52،أي ما يعادل 2لتحسني ظروف املعيشة و اإلسكان و برنامج تطوير املنشآت األساسية 85.5منه ما نسبة

دوالر و هذا ما يؤكد حرص الدولة على إعادة التوازن االجتماعي 27و بالفعل فإن برنامج دعم النمو قد خصص له اكثر غالف ماىل لتحسني ظروف معيشة السكان مببلغ يزيد عن

خ االستثمار ناهيك عن توفر منا الذي ينتظر منه املسامهة بشكل فعال ىف تطوير و حتسني% 45مليار أي ما نسبته مليار دوالر و يتوقع أن 11غرب الذي رصد له ما يزيد عن –ئات اآلالف من مناصب الشغل كالطريق السيار شرق م

اية .3 2009يبدأ اخلدمة مع و و الذي يستهدف مباشرة كل من قطاع الفالحة % 8يليه ىف املقام الثالث حمور دعم التنمية االقتصادية بنسبة

الصناعة و الصيد البحري و السياحة و نظيف إىل ذلك برنامج صندوق اجلنوب ،و برنامج اهلضاب العليا لكل منها موع ملا خصص لالستثمار حوايل 20غالف مايل قدره .مليار دوالر 100مليار دوالر و عليه يكون ا

. 138،ص 2008،نوفمرب اجلمهورية اجلزائرية الدميقراطية الشعبية ،تقرير حول تنفيذ العمل الوطين ىف جمال احلكومة ،اجلزائر 1 241،242عبد الرمحن تومي ،مرجع سبق ذكره ،ص 2 243نفس املرجع السابق،ص 3

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

88

ت على كسب رهان االقالع االقتصادي و الرفاهية إن مثل هذا الغالف املايل الضخم ىف اعتقادنا يعرب عن عزم السلطا .االجتماعية ،و يرتجم بصدق سياسة دعم النمو

نتائج البرنامج التكميلي لدعم النمو االقتصادي :ثانيا .الخروج من شبح المديونية- 1

كما يبينه الرسم البياين من أهم الناتج الىت حتسب لصاحل االقتصاد الوطين هي نتيجة اخلروج النهائي من شبح املديونية :التايل

.$ اريبني تطور الدين اخلارجي ملي:)05 (رسم بياني رقم

. 87،ص 2010،التطور االقتصادي و النقدي للجزائر ،أكتوبر 2009بنك اجلزائر ،التقرير السنوي :المصدر

اية 1.5أما الديون قصرية األجل فقد بلغت .2009مليار دوالر مع اية 148.91بلغ يإن االحتياطي النقد:النقدي االحتياطي- 2 و هو مبلغ قياسي مل 2009مليار دوالر مع

.يشهده البلد منذ االستقالل واضح على و على هذا األساس يبقى االحتياطي النقدي آلية من آليات السياسة املالية و النقدية ،هلا أثر إجيايب

أسعار السوق الدويل للطاقة من جهة ،و كذا ما مل تكن تغريات حيدث تغيري سليب على مستوي ملاالقتصاد اجلزائري ما .هامة ىف تعادل العمالت الىت تشكل احتياطات الصرف الرمسية لدى اجلزائر من جهة أخرى

0

5

10

15

20

25

2004 2005 2006 2007 2008 2009

تطور الدین الخارجي

تطور الدین الخارجي

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

89

:و فيما يلي جدول يبني تطور االحتياطي النقدي . يبين تطور االحتياطي النقدي:)18(الجدول رقم

.مليار دج :الوحدة السنة البيان

2005 2006 2007 2008 2009

148.91 143.10 110.18 77.78 56.18 بدون ذهب اإلجماليةاالحتياطات . 79،التطور االقتصادي و النقدي باجلزائر ،ص 2009بنك اجلزائر ،التقرير السنوي :المصدر

.المؤشرات اإلجتماعية- 3استحداث يفتطورا هاما )2009-2005(لقد شهدت الفرتة : المستحدثة خالل الفترةمناصب الشغل 1- 3ضخت على اليتشيء متوقع بالنظر إىل ضخامة االستثمارات العمومية صب الشغل من حيث الكم والنوع ،وهومنا

.الفرتة هذه خاللصب الشغل املستحدثة فيما يلي جدول يبني مناناهيك عن االستثمارات اخلاصة ،و أكثر من صعيد .2009-2005يبين مناصب الشغل المستحدثة خالل الفترة : )19(جدول رقم ال

)2009-2005(الفترة التعيين 3166374 مناصب الشغل المستحدثة من قبل اإلدارات العمومية و المؤسسات 1865318 العاملة الكثيفةمعادل مناصب الشغل الدائمة التى استحدثت فى إطار الورشات التى تستعمل اليد

5031692 المجموع العام

. 5،ص 2010،أكتوبر 2بيان السياسة العامة ،ملحق :المصدر

تشرياحصائيات بيان السياسة العامة على أن فرتة برنامج دعم النمو قد مسحت بإجناز :حصة السكن 3-2 .خمتلف الواليات ،عرب 1سكن و ذلك من خالل خمتلف الصيغ الىت أقرها القانون 1045269

إذا كان هذا الكم من اإلجناز قد لىب اهلدف املسطر من الربنامج فهو بالدرجة األوىل مل ينه االزمة بعد و بالتايل فإن التحدي مستمر ،كما أن البناء مستمر على مدار الربنامج القدم ،و على هذا األساس فقد اخنفضت نسبة شغل املساند

اية 4.98إىل 1998سنة 5.79من .بالرغم من الزيادة احملسوسة خالل العشرية املاضية 2009مع االت سواء كان ذلك على :الصحة العمومية 3-3 شهدت الصحة العمومية هي االخرى توسعا هاما ىف خمتلف ا

مستوى اهلياكل الصحية ،أم ممارسة االستقطاب أو الضمان اإلجتماعي الذي شهد هو اآلخر آليات عمل جديدة كما

.االجيار العمومي ،التسامهي االجتماعي ،الريفي ،البيع باالجيار ،الرتقوي ،البناء الذايت:متثل هذه الصيغ 1

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

90

الل مضاعفة الغالف املايل بعدة شل اجلهود املبذولة من خفدوية بات واقعا ملموسا ،و هذا بأن تطري االنتاج احمللي لأل .مرات و فيما يلي جدول يبني تطور هياكل الصحة العمومية

.يبين تطورات هياكل الصحة العمومية:)20(جدول رقمال 2009- 1999الفترة مجموع 2009-2005الفترة 2004-1999الفترة اإلنجازات المادية

36 23 13 المستشفيات 133 83 50 المتعددة االختصاصات العيادات

.5،ص 2010،أكتوبر 4بيان السياسة العامة للحكومة ،امللحق :المصدر ال خيفى على أحد كون ترقية قطاع الرتبية الوطنية يندرج ىف صميم التنمية البشرية ،مثله مثل :التربية الوطنية 4- 3

،و )2009-2005(التعليم العايل و التكوين املهين ،و هي قطاعات احتلت األولوية ىف برنامج الرئيس حمل الدراسة 403.3إىل 200مليار دج سنة 225.5 هو ما يفسره التطور مللحوظ ىف جمموع األغلفة املالية ،حيث انتقلت من

مليار دوالر خصصت هلذه 16أي ما يعادل ،1مليار دج 1100إىل 2010مث قفزت مع بداية 2005مليار دج سنة : فيما يليتتمثل القطاعات الثالثة ، و

.يبين تطور االنجازات المادية لقطاع التربية: )21(جدول رقم ال الفترة البيان

%التطور 2005-2009 1999-2004

39.19 1800 4592 المدارس االبتدائية 59.58 1013 1700 اإلكماليات 56.90 379 666 الثانويات

71.88 358 498 المؤسسات المزودة بالنظام الداخلي 77.35 2508 3242 المطاعم و النظام النصف داخلي

.3نفس املصدر السابق ،ص :المصدر و من االجنازات الىت نذكرها ىف هذا الشأن هو ضمان مقعد بيداغوجي لكل متحصل على : التعليم العالي 5- 3

ا اجلزائر عن باقي بلدان العامل ،و حىت تستجيب ملتطلبات الواقع و مقتضيات شهادة البكالوريا و هي ميزة تنفرد .استيعاب أكثر من مليون طالب التطور باشرت الدولة ىف اجناز اإلصالح البيداغوجي للجامعة حىت تتمكن من

283عبد الرمحان تومي ،مرجع سبق ذكره ،ص 1

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

91

يكفي كذلك أن نذكر بتعميم نظام لـ م د ىف اجلامعات اجلزائرية و االنتهاء من النظام الكالسكي ، كما استفاد القطاع من نظام التأمني النوعي و الزيادة ىف منح الطلبة باإلضافة إىل وضع نظام أجور األساتذة املدعم بنظام التعويضات الذي

اية سيدخل . 2010حيز التنفيذ مع دف إىل ترقية و برجمة و لس الوطين للبحث العلمي و إقامة عشر جلان قطاعية و يضاف إىل هذه اإلجنازات تنصيب ا

.تقييم البحث العلمي و التقين .) 2014-2009(برنامج التنمية الخماسي :المطلب الثالث

دة اإلعمار الوطين الىت انطلقت أول ما انطلقت قبل عشر سنوات بربنامج يندرج هذا الربنامج ضمن ديناميكية إعاى على قدر املوارد الىت كانت متاحة وقت آنذاك و توصلت 2001دعم اإلنعاش االقتصادي الذي متت مباشرته سنة

يات الذي تدعم هو األخر بالربامج اخلاصة الىت رصدت لصاحل وال 2009- 2004الديناميكية هذه بربنامج فرتة اهلضاب العليا و اجلنوب و بذلك بلغت تكلفة مجلت عمليات التنمية املسجلة خالل السنوات اخلمس املاضية ما يقارب

.مليار دج من بينها بعض املشاريع املهيكلة الىت ما تزال قيد اإلجناز 17500مليار 21214من النفقات 2004و 2010يستلزم برنامج االستثمارات العمومية الذي وضع للفرتة املمتدة ما بني

1:و هو يشمل شقني اثنني مها) مليار دوالر 286أو ما يعادل (دج استكمال املشاريع الكربى اجلاري اجنازها على اخلصوص ىف قطاعات الكك احلديدية و الطرق و املياه مببلغ يعادل -

.مليار دوالر 130 .دوالر مليار 156إطالق مشاريع جديدة مببلغ يعادل -

من موارده لتحسني التنمية البشرية و ذلك على اخلصوص من خالل % 40أكثر من 2014- 2010خيصص برنامج و التكفل الطيب النوعي و حتسني ) االبتدائي و الثانوي و اجلامعي و التكوين املهين ( حتسني التعليم ىف خمتلف أطواره

ية ، كما تضاف قطاعات الشبيبة و الرياضة و االتصال و الشؤون الدينية ظروف السكن و التزويد باملياه و املوارد الطاقو اهدين إىل هذه الديناميكية اجلديدة الىت تأتى امتداد لإلنعاش االقتصادي املباشر فيه منذ عقد و التضامن الوطين و ا

بالتنمية البشرية توزعت كما مليار دج ذات الصلة 8857عملت الدولة ىف إطار الربنامج اخلماسي على وضع ما قيمته :يبينه اجلدول التايل

. 2010ماي 24بيان اجتماع جملس الوزراء املنعقد ىف 1

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

92

.يبين األغلفة المالية لبعض القطاعات ذات الصلة بالتنمية البشرية:)22(جدول رقم ال )مليار دج( :الوحدة

الغالف المالي القطاع 3709 السكن

2001 الموارد المائية 1798 التعليم

619 الصحة 380 الشباب و الرياضة

350 الطاقة كالكهرباء و الغاز 8857 المجموع

.48، ص 2010ملحق بيان السياسة العامة ،مصاحل الوزير األول أكتوبر :المصدر

يبني اجلدول أعاله بأن قطاعي السكن و التعليم العايل قد اأخذت أغلفة مالية عالية بالنسبة للقطاعات األخرى حبيث ) .2014-2010(مليار دوالر للفرتة القادمة 24جتاوز ان قطاع التعليم العايل لوحده قد

من موارده ملواصلة تطوير املنشآت القاعدية األساسية و % 40و خيصص برنامج االستثمارات العمومية ما يقارب حتسني اخلدمة العمومية و ذلك على اخلصوص ىف قطاع األشغال العمومية ملواصلة توسيع و حتديث اهلياكل القاعدية

يئة اإلقليم و البيئة ،حتسني إمكانيات و خدمات اجلماعات احمللية و قطاع العدالة و إدارات الضرائب و بامل طارات ، 1.التجارة و العمل

باإلضافة إىل دعم تنمية االقتصاد الوطين على اخلصوص من خالل دعم التنمية الفالحية و الريفية ،ترقية املؤسسات إنشاء مناطق صناعية و الدعم العمومي للتأهيل م تسيري القروض البنكية ،دعم التنمية الصغرية و املتوسطة من خالل

لكهرباء و تطوير الصناعية من خالل القروض البنكية املسرية من قبل الدولة من أجل اجناز حمطات جديدة لتوليد ا .وية و حتديث املؤسسات العمومية اميالصناعة البرتوك

،مرافقة االندماج املهين خلرجيي اجلامعات و مراكز التكوين املهين ،و دعم إنشاء تشجيع إنشاء مناصب الشغل .املؤسسات املصغرة و متويل آليات إنشاء مناصب انتظار التشغيل

و على صعيد آخر تطوير اقتصاد املعرفة من خالل دعم البحث العلمي و تعميم التعليم و استعمال وسيلة اإلعالم اآليل .الوطنية للتعليم كما و ىف املوافق العمومية داخل املنظومة

.315،مرجع سبق ذكره ،ص عبد الرمحن تومي1

-دراسة حالة الجزائر-االقتصادي اإلصالحفعالیة السیاسة المالیة في تحقیق : الفصل الثالث 2000/2014

93

خالصة

ة مت فيها انفاق تدروسة هي سياسة مالية توسعية حبإن السياسة املالية املنتهجة من طرف اجلزائر خالل الفرتة امل إذ مل يتم إنشاء، االقتصاد الوطين و حتريك اآللة اإلنتاجية تطوير حيث مل تعمل هذه األخرية على ،ماليري الدوالرات

معظمهابل جل الربامج التنموية كانت ذات طابع اجتماعي أدت مؤسسات وشركات تعمل على خلق القيمة املضافة ، .اخنفاض معدالت البطالة خلق فرص عمل أدت إىلللسكان و ةاملعيشيو دمات اإلجتماعيةإىل حتسني اخل

الخاتمة

94

يف الدول النامية يف قتصادياالمن خالل موضوع حبثنا حاولنا أن نعرض مدى فعالية السياسة املالية يف حتقيق اإلصالح ظل التحوالت اإلقتصادية الراهنة أخذين بذلك اجلزائر كنموذج للدراسة ، ونظرا للدور الذي تلعبه السياسة املالية يف حتقيق األهداف امللرجوة من خالل معاجلة األزمات وتفعيل النشاط اإلقتصادي إرتأينا دراسة مدى فعاليتها يف ذلك

ادي ضرورة موضوعية للدول اليت تعاين من إختالالت هيكلية ،وجب علينا تبين سياسات بإعتبار اإلصالح اإلقتصا هذه الوصفات عالج اإلختالالت اليت تصيب وبرامج اإلصالحات اليت متليها املؤسسات املالية الدولية ، من شأ

ارجية وبالتايل حتقيق اإلستقرار اإلقتصادي امليزانية العامة للدولة وحتقيق التوازن يف ميزان املدفوعات وحترير التجارة اخليف 2010- 2000واملالحظ من خالل دراسة السياسة املالية املطبقة يف اجلزائر فقد أسهمت هذه األخرية خالل الفرتة

منخفضة وعالج مشكل حتقيق اإلصالح اإلقتصادي نسبيا على الصعيد اإلجتماعي وذلك بتسجيل معدالت بطالة ا بالرغم من بعض األثار السلبية منها أ، السكن نوعا ما ما على الصعيد اإلقتصادي فقد سجلنا معدالت منو البأس

.رة الشرائية للفرد مما سبب إخنفاض يف الطلب الكلية التضخم مما أدى إىل فقدان القدظاهر :نتائج إختبار الفرضيات -أ

نامية والدول املتقدمة فهي خاطئة ، لكون السياسة فيما خيص الفرضية األوىل متاثل السياسة املالية يف الدول ال - 1يتم فيها متويل النفقات عن طريق اإليرادات وهذا مايؤدي أىل حتقيق أهداف السياسة تقدمة املالية يف الدول امل

إىل ال يتم تغطية النفقات باإليردات وإمنا يتم باللجوء بالتمويل بالعجز مما يؤدي الدول الناميةيف أما املالية ، .عدم فعالية السياسة املالية

اما فيما خيص الفرضية الثانية وهي من دعائم جناح اإلصالح اإلقتصادي إتساع حجم النفقات فهي خاطئة - 2 .فإرتفاع حجم النفقات وإتساعها حيدث خلال يف امليزانية وهذا مايتناىف مع دعائم اإلصالح اإلقتصادي

سة املالية املنتهجة يف اجلزائر ولو بشكل نسيب يف حتقيق اإلصالح اما الفرضية الثالثة وهي مسامهة السيا - 3ولة يف عالج بعض املشاكل اإلقتصادي فهي صحيحة حيث سامهت السياسة اإلنفاقية اليت إنتهجتها الد

.إخل....عية من بطالة وسكن وصحة اإلجتما :النتائج العامة للدراسة - ب

لسياسة اإلقتصادية املعاصرة ، حيث أصبحت أداة الدولة للتوجيه إن السياسة املالية هلا مكانة هامة يف ا )1واإلشراف على النشاط اإلقتصادي واحليلولة دون تعرضه ملراحل الكساد والرواج اليت تعصف به بني احلني

.واألخر

الخاتمة

95

زنة العامة هلا دور أن اإليرادات العامة اإلنفاق العام باإلضافة إىل املوا عند معاجلة أدوات السياسة املالية تبني لنا )2تمع .فعال يف تعديل اهليكل اإلقتصادي واإلجتماعي يف ا

.إختالف السياسة املالية يف الدول املتقدمة عن السياسة املالية يف الدول النامية )3 .إختالف املدارس اإلقتصادية حول نوع السياسات والربامج املعتمدة لتحقيق اإلصالح اإلقتصادي )4مو اإلقتصادي وإرتفاع معدالت التضخم والبطالة يف الدول النامية خالل فرتة السبعينات إخنفاض معدالت الن )5

.والثمانينات من القرن املاضيختفيف عجز امليزانية وحتقيق التوازن يف ميزان املدفوعات من الوصفات الناجعة املقدمة من طرف صندوق النقد )6

.قوم باالصالحات اإلقتصادية تاليتللدول الدويل .إرتفاع إيرادات اجلباية البرتولية عن اجلباية العادية يف الفرتة املدروسة )7ا نظرا إلرتفاع أسعار النفط وإخنفاض نسبة البطالة لزيادة النفقات احلكومية )8 .تسجيل معدالت منو البأس .لنسبة النفقات احلكومية يف الفرتة املدروسة كبري جدا إرتفاع )9

لزيادة املعروض النقدي من جهة وعدم فعالية السياسة 2009سنة %7.7حدود إرتفاع معدل التضخم إىل )10 .النقدية من جهة أخرى

حتسن الوضع اإلجتماعي من خالل الربامج التنموية الثالثة املعتمدة من طرف الدولة اجلزائرية خالل الفرتة )11 .2010و 2001املمتدة بني

: التوصيات-ج .ت ملعرفة أسباب تدين احلصيلة من اإليرادات الغري جبائية ضرورة القيام بإجراء حبوث ودراسا -تمع وذلك بالتنسيق مع اجلهات املختصة - .العمل جبدية حنو نشر الوعي الضرييب بني أفراد ادف حتسني التحصيل الضرييب - .اإلهتمام بإدارة الضرائب وتطويرها .ثمرين وتشجيعهم على التصدير للخارج تشجيع الصادرات خارج احملروقات عن طريق منح مزايا للمست -املؤسسات (العمل على ترشيد النفقات العامة والرتكيز على القطاعات اليت تعمل على خلق القيمة املضافة -

.مبا يؤدي إىل إنتعاش اإلقتصاد الوطين )اإلنتاجيةإعفاء دون أن يكون له مربراته جيب إعادة النظر يف سياسة اإلعفاءات الضريبية واجلمركية والتأكد من عدم إقرار -

.املالية واإلقتصادية

الخاتمة

96

.ضرورة التعاضد بني السياسة املالية والسياسة النقدية -ة ودورها يف حتقيق اإلصالح اإلقتصادي خنتم حبثنا بسؤال يكون منطلق لبحوث يوبعد دراستنا للسياسة املال

؟اإلصالح اإلقتصاديأخرى ، مامدى فعالية السياسة النقدية يف حتقيق

قائمة المراجع

97

.المراجع باللغة العربیة : أوال :الكتب - أ

، املركز العريب للدراسات 3،طبعة االصالح االقتصادي في الدول العربية حالة مصر ، المغرب ، اليمن،أمحد النجار -1 .1996سوريا االسرتاتيجية دمشق

.2003،دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع ، اجلزائر ، مساهمة في دراسة المالية العامةاعمر حيياوي ، -2 العراق ، بيت احلكمة للنشر ، بغداد االصالح المالي بين نهج صندوق النقد الدولي والخيار البديلاكرام عبد العزيز ، -3

2002. .1978، دار الفكر العريب، مصر ، دراسة لإلقتصاد العام–المالية العامة لسيد عبد املوىل ، ا -4 .1963،مصرمطبعة جلان البيان العريب ، القاهرة -الرأسمالية واإلشتراكية–النظرية العامة للكينزيين مجال سعيد ، -5، مطابع النظام االقتصادي الدولي المعاصر من نهاية الحرب العالمية الثانية إلى نهاية الحرب الباردةحازم البيالوي ، -6

.2000للنشر ،الكويت الوطنيد دراز ، -7 .1999، مصر ،بدون دار نشر ، االسكندرية السياسات الماليةحامدعبد ا 1992، ديوان املطبوعات اجلامعية ، بن عكنون اجلزائر ، 3، طبعة المالية العامةحسني مصطفى حسني ، -8، دراسة يف اجتاهات االصالح املايل واالقتصادي ، دار املصرية اقتصاديات المالية العامة ونظام السوقمحدي أمحد الغاين ، -9

.1992اللبنانية ، مصر، .1975، دار النهضة العربية ،األردن ، النفقات العامة واإليرادات العامة:المالية العامة رفعت احملجوب ، -10،دراسة حتليلية ،مركز االسكندرية للكتاب ، القاهرة وقضية االقتصاد المالي النقد الدوليصندوق مسرية أيوب ، -11

.2000مصر، منشورات احلليب احلقوقية ، المالية العامة النفقات العامة ،واإليرادات العامة والميزانية العامةسوزي عديل ناشد ، -12

2003اإلسكندرية مصر الطبعة والنشر،البيان للطباعة البنك العالميبرامج التثبيت والتكييف الهيكلي لصندوق النقد الدولي و سيد البواب ، -13

.2002 مصر ، القاهرة الثانية 2009، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان االردن ، المالية العامةطارق احلاج ، -14 . 2011دار اخللدونية للنشر والتوزيع ، اجلزائر ،-واقع وأفاق–االصالحالت اإلقتصادية في الجزائر عبد الرمحن تومي ، -15 .1980، مصر ، دار النهضة العربية القاهرةموسوعةالمصطلحات العربيةعبد العزيز فهمي هيكل، -16يد قدي ، -17 ، ديوان املطبوعات اجلامعية –دراسة تحليلية تقييمية –المدخل إلى السياسات االقتصادية الكلية عبد ا

.2003اجلزائر ،

قائمة المراجع

98

.1992،بريوت لبنان 4، ديوان املطبوعات اجلامعية ،طبعة الماليةالمالية العامة والسياسات عبد املنعم فوزي ، -18 .2000، دار النهضة العربية للطباعة والنشر ،بريوت لبنان ، المالية العامة والسياسات الماليةعبد املنعم فوزي ، -19 2011وىل ،االردن ،دار املنهج للنشر، الطبعة اال التمويل الخارجي وسياسات االصالح االقتصاديعدنان حسني يونس ، -20مصر القاهرة الطبعة الثانية ،دار النهضة العربية ،، دور السياسة المالية في تحقيق التنمية اإلقتصاديةعطية عبد الواحد ، -21

1993. .1964، بدون دار نشر ،بريوت لبنان ،السياسة اإلقتصادية فريد الصلح ، -22 .2007،عمان األردن للنشر والتوزيع ، الطبعة االوىل ،عامل الكتب احلديثة المالية العامةفليح حسن خلف ، -23ديوان ، عامة، الميزانية العامة للدولةالنفقات العامة ، االيرادات ال: ةاقتصاديات المالية العامعباس ، حمرزي حممد -24

.2008املطبوعات اجلامعية اجلزائر .2009.، الطبعة الثانية ،الدار اجلامعية ، القاهرة مصر اقتصاديات المالية العامة ،مدخل حديثحممد البنا ، -25 .1987، ديوان املطبوعات اجلامعية ، اجلزائر ، علم المالية العامةحممود ابراهيم الوايل ، -26، الطبعة االوىل ، دار احلامد للنشر والتوزيع ، )التجربة الجزائرية(االصالح االقتصادي وسياسة التشغيل مدين بن شهرة ، -27

.2009الردن ا .1970، طبعة معدلة ، مطبعة خميم ميرت ، بدون بلد نشر، اقتصاديات المالية العامةمنيس سعيد عبد املالك ، -28 .1998، الدار اجلامعية ، مصر، السياسات الدولية في المالية العامةيونس أمحد البطريق ، -29

:الرسائلواألطروحات - ب، أطروحة لنيل شهادة دكتوراه ، ختصص حتليل متوسطيةإلتفاقية الشراكة العربية األورو دراسة تحليلية تقييمية مجال عمورة ، -1

.2005إقتصادي ، جامعة اجلزائر يف االقتصاد الدكتوراه،حبث لنيل شهادة دور السياسة المالية في تحقيق االصالح االقتصاديعفيف عبد الكرمي صندوق ، -2

.2005املايل ، دمشق دولة غري دكتوراه،أطروحة -التجربة الجزائرية–التعديل الهيكلي ومدى معالجتها لالختالل الخارجي سياسة حممد راتول، -3

.2000اجلزائر ختصص إقتصاد دويل ،منشورة ،،أطروحة مقدمة سياسات االصالحات االقتصادية وأثارها على القطاع الزراعي في الدول الناميةحممد علي حزام غالب ، -4

. 2008، اجلزائرلنيل شهادة دكتوراه يف العلوم االقتصادية ،فرع التحليل االقتصادي ، جامة

قائمة المراجع

99

:والجرائد المجالت -ج .2010-2000األمانة العامة للحكومة ، اجلرائد الرمسية للفرتة - 1اإلقتصادية ، اجلزائر اجلزائر حققت منوا معتربا خارج احملروقات ، جملة األحباث: و ، مقال /أسامة - 2

2010. -املغرب- ، دراسة مقارنة بني اجلزائر إفريقياحاكمي بوحفص ، اإلصالحات والنمو اإلقتصادي لشمال - 3

.تونس ،جملة إقتصاديات مشال إفريقيااالقتصادي الكلي يف اقتصاديات الدول واألداءخليفة مهدي أبو الليل ،سياسة التحرر االقتصادي - 4

.1997،القاهرة 1النامية ، جملة البحوث التجارية املعاصرة ،جامعة جنوب الوادي ،عدد

:التقارير والملتقيات-د .2005أفريل 2009-2005الربنامج التكميلي لدعم النمو بالنسبة للفرتة -1 .2008عمل الوطين يف جمال احلكومة ، اجلزائر اجلمهورية الدميقراطية الشعبية ، تقرير حول تنفيذ ال - 2 .2006اإلحتاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبالد العربية ،تقرير االقتصادي العريب ، بريوت - 3لس اإلقتصادي واإلجتماعي ل - 4 لس اإلقتصادي واإلجتماعي ، تقرير ا .2001الس - 5 لس اإلقتصادي واإلجتماعي ، تقرير ا .2003اإلقتصادي واإلجتماعي لالس اإلقتصادي واإلجتماعي ل - 6 لس اإلقتصادي واإلجتماعي ، تقرير ا 2004ا .24/05/2010بيان إجتماع جملس الوزراء - 7 .2005بيان احلكومة عن السياسة العامة - 8 .2010التطور اإلقتصادي والنقدي للجزائر.2009تقرير السنوي البنك اجلزائر ، - 9

.2003التطور االقتصادي و النقدى ىف اجلزائر ،جوان بنك اجلزائر ، -10 ..2009امج االمم املتحدة األمنائيالتنمية البشرية لرب تقرير -11لس الوطين اإلقتصادي واإلجتماعي ، الظرف اإلقتصادي واإلجتماعي -12 .2003تقرير الس الوطين اإلقتصادي واإلجتماعي ، الظرف اإلقتصادي واإلجتماعي -13 . 2004تقرير ا

: مواقع األنترنت-ه www.ons.dz.لإلحصائياتالديوان الوطين -1

www. banq d’algerie.dzبنك اجلزائر-2

قائمة المراجع

100

: المراجع األجنبیة: ثانیا

1-Encyclopedia universal France droit de propriete intellectual et indistriellereserver 1995 2- Gilbert Abraham-frois, économie politique, économica, 7ºeme édition,2000. 3-Minister de finances,le rapport de presentation du projet de la loi de finance pour 2009. 4- Office national de statistique, Comptes économiques 2000-2008, collections nº147. 5-- Weintraub classical Keynesianism, monetrary and the price livel Chilton Philadelphia, 1970.